حلولُك في محلّ الضيم داما
رقم القصيدة : 22772
-----------------------------------
حلولُك في محلّ الضيم داما
وحدُّ السيفِ يأبى أن يُضاما
وكيف تمس جانبك الليالي
بِذُلٍّ أو تحلّ به اهتضاما
ولم تنهض بأعباء ثقال
بهن سواك لم يطق القياما
ولم تضرم بحد السيف حرباً
إلى كبد السما ترمي الضراما
فيملأ طِرفُك الآفاقَ نقعاً
ويملأ سيفُك الأقطارَ هاما
أتبذل للخمول جناب حر
يحذر أن يعاب وأن يذاما
وآلك بالضبا شرعوا المعالي
وجيش الموت يزدحم ازدحاما
غداة طريدة المختار جاءت
تقود لحربِهم جيشاً لُهاما
ورامت أن نسوم الضيم ندباً
أبى من عزه عن أن يضاما
فأفرغ جاشه درعاً عليه
ونقعَ الموتِ صيّره لِثاما
يؤازه أخو صدق شمام
يساند من أباطحه شماما
وصل في صريمته مواس
لصل ينفث الموت الزؤاما
هو العباسُ ليثُ بني نزارٍ
ومن قد كان للاجي عصاما
هزبر أغلب تخذ اشتباك الـ
ـرماح بِحومة الهيجا أُجاما
فمدت فوقه العقبان ظلا
ليُقريها جسومَهم طعاما
وواجهت الضبا منه محيّاً
منيراً نوره يجلو الضلاما
أخلاء تصافحه يراها
إذا اختلفت بجبهته لطاما
أبي عند مس الضيم يمضي
بعزم يقطع العضب الحساما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
رقم القصيدة : 22773
-----------------------------------
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
فخلِّ حشايَ وأحزانَها
أغض الشبيبة عني إليك
فقضِّ بزهوك ريعانها
ودعني اصارع همي وبت
ضريع مُدامك نَشوانها
قد استوطن الهمُّ قلبي فعفتُ
لك الغانياتِ وأوطانها
عدوت ملاعب ذات الأراك
فلست ألاعب غزلانها
وعفتُ غدائر بيض الخدود
فما أنشِقُ الدهر ريحانها
افق لست أول من لامني
على وصل نفسي تحنانها
فكم لي قبلك لوامة
تشاغلت مطرحاً شانها
تريني بالعذل غشفاقها
وفيه تلوّنُ ألوانَها
تُناشدني الصبر لكن تُريدُ
أن أعرف اللهو عرفانها
وما هي مني حتى تخاف
عليَّ الهمومَ وأشجانها
وما في ضلوعي لها مهجة ٌ(23/467)
عليها تحاذرُ نيرانها
ولا بَين جفنيَّ عينٌ لها
من الكحل أغسل اجفانها
ولو ضمنت أضلعي قلبها
سلوت النوائب سلوانها
ولو وجدت بعض ما قد وجدتُ
لبلّت من الدمع أردانها
خَلا أنها مذ رأتني غدوتُ
لهيفَ الحشاشة حرّانها
فقالت أجدّك من ذي حشاً
جوى الحزنِ لازمَ ايطانها
لمن حُرقُ الوجد تذكي وراء
حنايا ضلوعك نيرانها
وتشجيك كل هتوف العشي
تردّد في الدوح ألحانَها
تسلَّ وبالله لما اغتنمت
من جدّة اللهو إبّانها
فقلت سلوتُ إذاً مُهجتي
إذا أنا حاولت سلوانها
كفاني ضناً أن ترى في الحسين
شفت آلُ مروان أضغانها
فأغضبت الله في قتله
وأرضت بذلك شيطانها
عشيّة َ أنهضها بَغيُها
فجاءته تركب طغيانها
بجمع من الأرض سد الفروج
وغطّى النجودَ وغيطانها
وطا الوحشَ إذ لم يجد مهرباً
ولازمت الطيرُ أوكانها
وحفّت بمن حيثُ يلقى الجموع
يثني بماضيه وحدانها
وسامته يركبُ إحدى اثنتين
وقد صرّت الحربُ أسنانها
فأمّا يُرى مذعناً أو تموت
نفس أبي العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالأباء
فنفسُ الأبيّ وما زانَها
إذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزعُ جُثمانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شأنها
فشمَّر للحرب في مَعركٍ
به عرك الموتُ فِرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراءَ تلفحُ أعنانها
ركينٌ وللأرض تحت الكماة
رجيف يزلزل ثهلانها
أقرُّ على الأرض من ظهرها
إذا ململ الرعب اقرانها
تزيد الطلاقة ُ في وجهه
إذا غيَّر الخوفُ ألوانها
ولمّا قضى للعُلى حقَّها
وشيد بالسيف بنيانها
ترجّل للموت عن سابقٍ
له أخلت الخيلُ ميدانها
ثوى زائدَ البِشر في صرعة ٍ
له حبّب العزُّ لُقيانها
كأَنَّ المنيّة كانت لديه
فتاة ٌ تواصل خِلصانها
جلتها له البيض في موقف
به أثكل السمر خرصانها
فبات بها تحت ليلِ الكفاح
طروب النقيبة جذلانها
وأصبح مشتجراً للرماح
تحلي الدما منه مرانها
عفيراً متى عاينته الكماة
فما أجلت الحرب عن مثله
صريعاً يجبّن شُجعانها
تريب المحيا تظن السماء(23/468)
بأنَّ على الأرض كيوانها
غريباً ارى ياغريب الطفوف
توسُّدَ خديك كثبانها
وقتلك صبراً بأيدٍ أبوك
ثناها وكسر أوثانها
اتقضي فداك حشا العالمين
خميص الحشاشة ضمأنها
ألستَ زعيمَ بني غالبٍ
ومِطعامَ فهر ومطعانها
فلِم أغفلت بك أوتارَها
وليست تعاجل امكانها
وهذي الأسنة والبارقات
اكالت يد المطل هجرانها
وتلك المطهمة المقربات
تجر على الأرض ارسانها
أجبناً عن الحرب يامن غدوا
على أوّل الدهر أخدانها
اترضى أراقمكم ان تعد
بنو الوزغ اليوم أقرانها
وتنصب اعناقها مثلها
بحيث تطاول ثعبانها
يميناً لئن سوفت قطعها
فلا وصل السيف أيمانها
وإن هي نامت على وِترها
فلا خالطَ النومُ أجفانها
تنامُ وبالطفِّ علياؤها
أُمية تنقضُ أركانها
وتلك على الأرض من أُخدمت
وربِّ السماوات سكّانها
ثلاثاً قد انتبذت بالعراء
لها تنسج الريح اكفانها
مصابٌ أطاشَ عقولَ الأنام
جميعاً وحير اذهانها
عليكم بني الوحي صلى الأله
ماهزت الريح افنانها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن ضاع وترك يابن حامي الدين
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
رقم القصيدة : 22774
-----------------------------------
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
لاقال سيفك للمنايا كوني
أَولم تُناهض آلَ حربٍ هاشمٌ
لا بشّرت علويّة ٌ بجنين
أَمعلّلَ البيضِ الرقاق بنهضة
في يوم حرب بالردى مشحون
كم ذا تهزُّك للكريهة ِ حنّة ٌ
من كل مشجية الصهيل صفون
طال انتظار السمر طعنتك التي
تلد المنون بنفس كل طعين
عجباً لسيفك كيف يألف غمدَه
وشباهُ كافلُ وِتره المضمون
لله قلبُك وهو اغضبُ للهدى
ما كان أَصبرَه لهتك الدين
فيما اعتذارك للنهوض وفيكم
للضيم وَسمٌ فوق كلِّ جبين
ايمينكم فقدت قوائم بيضها
أم خيلكم اضحت بغير متون
لا استكّ سمع الدهر سيفُك صارخاً
في الهام فاصل محده المسنون
إن لم تقُدها في القتام طوالعاً
فكأنّها قِطعُ السحابِ الجون
ماإن سطت يحماة ثغر تهامة
إلاّ ذَعرن حماة َ ثغر الصين(23/469)
يحملن منك إلى الأعادي مخدراً
يرمي المنون لقاؤه بمنون
غضبان إن لبس الضواحي مصحراً
نزعت له الآساد كل عرين
فمتى أراك وأنت في اعقابها
بالرمح تطعن صلب كل ركين
حيث الطريد أمام رمحك دمعه
كغروب هاضبة القطار هتون
لم يمسِحنَّ جفونَه إلاّ رأى
شوك القنا الأهداب رأي مطعون
والموتُ يسأم قبض أرواح العدى
تعباً لقكعك حبل كل وتين
فتمهد الدنيا بإمرة عادل
وبنهي علام وقسط أمين
ومُضاءِ منصلتٍ وعزمِ مجرّبٍ
وأناتِ مقتدرٍ وبطشِ مكين
اتشيم سيفك عن جماجم معشر
وتروكم بالذحل في صفين
وحنين بيضهم الرقاق بهامكم
ملأَ الزمانَ برنّة ٍ وحنين
وكمينُ حقد الجاهلية ِ فيهم
أنى طلعتم غالكم بكمين
غصبوكم بشبا الصوارم أنفساً
قام الوجود بسرها المكنون
كم موقفٍ حلبوا رقابكم دماً
فيه وأعينكم نجيع شؤون
لا مثل يومكم بعرصة كربلا
في سالفات الدهر يوم شجون
قَد أرهفوا فيه لجِدكَ أنصلاً
تركت وجوهكم بلا عرنين
يوم أبي الضيم صابر محنة
غضب الإلهُ لوقعها في الدين
سلبته أطرافُ الأسنّة ِ مهجة ً
تفدى بجملة عالم التكوين
فثوى بضاحية الهجير ضريبة ً
تحت السيوف لحدها المسنون
وقفت له الأفلاكُ حينَ هويّه
وتبد لت حركاتها بسكون
وبها نعاه الروح يهتف منشداً
نفذت وراءَ حجابه المخزون
وتصك جبهتك السيوف وإنها
لولا يمينك لم تكن ليمين
ما كنتَ حين صُرعتَ مضعوف القوى
فاقول لم ترفد بنصر معين
وأما وشيبتك الخضيبة إنها
لأبر كل إليه ويمين
لو كنتَ تستامُ الحياة َ لأرخصت
منها لك الأقدارُ كلّ ثمين
أو شئتَ محوَ عداك حتّى لا يُرى
منهم على الغبراء شخص قطين
لأخذت آفاق البلاد عليهم
وشحنت قطريها بجيش منون
حتّى بها لم تُبق نافخَ ضرمة ٍ
منهم بكلّ مفاوزٍ وَحصون
لكن دعتك لبذل نفسك عصبة
حان انتشارُ ضلالِها المدفون
فرأيتَ إنّ لقاءَ ربِّك باذلاً
للنفس أفضلُ من بقاء ضنين
فصبرت نفسك حيث تلتهب الضبا
ضرباً يذيب فؤادَ كلّ رزين
والحربُ تطحن شوسَها برحاتِها(23/470)
أضمير غيب الله كيف لك القنا
والسمر كالأضلاع فوقك تنحني
والبيض تنطبق انطباق جفوني
وقضيتَ نَحبَك بين أظهر معشرٍ
حُملوا بأخبث أظهُرٍ وبطون
وأجلُّ يومٍ بعد يومك حلّ في
الإسلام منه يشيبُ كلُّ جنين
يوم سرت اسرى كما شاء العدى
فيه الفواطمُ من بني ياسين
ابرزن من حرم النبي وإنه
حرمُ الإله بواضحِ التبيين
من كلّ محصنة ٍ هناك برغمها
أضحت بلا خدر ولا تحصين
سُلبت وقد حجبَ النواظرَ نورُها
عن حر وجه بالعفاف مصون
قذفت بهن يد الخطوب بقفرة
هيماء صالية الهجير شطون
فغدت بهاجرة الظهيرة بعدما
كانت بفياح الظلال حصين
حرّى متى التهبت حشاشتُها ظماً
طفقت تروح قلها بأنين
وَحَدَتْ بها الأعداءُ فوق مصاعبٍ
ترمي السهول من الفلا بحزون
لاطاب ظلك يازمان ولاجرت
أنهار مائك للورى بمعين
ماكان أوكسها لكفك صفقة
فيها ربحت ندامة َ المغبون
فلقد جمعت قواك في يوم به
ألقحت أمَّ الحادثات الجون
وبه مُذ ابتكرت مصيبة ُ كربلا
عقُمت فما لنتاجها من حين
احماة ثغر الدين حيث سيوفكم
شَرِعت محجّة َ نهجهِ المسنون
صلّى الإلهُ عليكم ما مِنكم
هتفَ الصوامعُ باسم خير أمين
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
رقم القصيدة : 22775
-----------------------------------
أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
تهيج على طول الليالي البواكيا
اعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم
طوى جزعاً طيَّ السجلِ فؤاديا
ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها
بعدِّ رزايا تتركُ الدمعَ داميا
ستنسى الكرى عين كأن جفونها
حلفن بمن تنعاهُ أن لا تلاقيا
وتعطى الدموعَ المستهلاتِ حقَّها
محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا
وأعضاءُ مجدٍ ما توزّعت الضُّبا
بتوزيعها غلا الندى والمعاليا
لئن فرقتهاىل حرب فلم تكن
لتجمع حتى الحشر إلا المخازيا
ومما يزيل القلب عن مستقره
ويترك زندَ الغيظِ في الصدر واريا
وقوفُ بنات الوحي عند طليقِها
بحال بها يشجين حتى الأعاديا(23/471)
لقد ألزمت كف البتول فؤادها
خطوبٌ يطيح القلب منهنَّ واهيا
وغودر منها ذلك الضلعُ لوعة ً
على الجمر من هذي الرزيّة حانيا
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها
إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
مضوا عَطرِي الأبرادِ يأرجُ ذكرهم
عبيراً تهاداه الليالي غواليا
غداة َ ابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده
بعزمهم ثم انتضاهم مواضيا
واسرى بهم نحو العراق مباهيا
بأوجههم ثم الظلام الدراريا
تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابة ٍ
على نشزات الغيل أصحر طاويا
تساوره افعى من الهم لم يجد
لسورتها شيئاً سوى السيفِ راقيا
وأظمأه شوق غلى العز لم يزل
لِورد حياضِ الموتِ بالصِيد حاديا
فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّة ٍ
تفلّ له العضبَ الجرازَ اليمانيا
وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمة ٍ
تعيد غِرارَ السيف بالدمّ راويا
بيوم صبغنَ البيضُ ثوبَ نهاره
على لابسي هيجاه أحمر قانيا
ترقت به عن خطة الضيم هاشم
وقد بلغت نفس الجبان التراقيا
لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفاً
إلى الحشر لا يزداد إلاّ معاليا
همُ الراضعون الحربَ أوّل درِّها
ولا حلم يرضعن إلا العواليا
بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها
عليه أبوه السيفُ لا زال حانيا
طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن
ليلبسه إلا من الصبر ضافيا
يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً
غلى صدره أن قد حملن الأمانيا
هم القوم أقمارُ النديّ وجوههم
يضئن من الآفاق ما كان داجيا
مناجيدُ طلا عينَ كلّ ثنيّة ٍ
يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا
ولم تدر إن شدّوا الحبى أُحباهم
ضمَّن رجالاً أَم جبالاَ رواسيا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
رقم القصيدة : 22776
-----------------------------------
فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
صلي قبل التفرق والتنائي
أَضامية َ الوشاح إلى مَ اضمى
وريقك في ترشفه روائي
فرفقاً يابنة الغَيرانِ رفقاً
بذي كبد تحن إلى اللقاء
صدودكِ في حشاه أَمضَّ داءٍ
ووصلك عنده أشفى دواء(23/472)
فلا خاطَ الكرى عينيَّ شوقاً
لرؤية وجهكِ الحسنِ الرواءِ
أما والراميات إلى المصلى
كامثال السهام من النجاء
لقد قلَّبن أَيدي الشوقِ مني
صريعاً بين أَلحاظ الظِباءِ
فكم منها لهوتُ بذات خِدرٍ
يجول بخدها ماء الحياء
بميبلة المساء على صباح
ومطلعة ِ الصباح من المساءِ
هظيمِ الكشح مرهفة ِ التثنّي
كسول المشي لا عبة الغشاء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> جاز النسيم على الغيد الرعابيب
جاز النسيم على الغيد الرعابيب
رقم القصيدة : 22777
-----------------------------------
جاز النسيم على الغيد الرعابيب
فجاء يحمل منها نفحة َ الطيب
هي الظبا بضبا الالحاظ كم صرعت
ليثاً فأضحى لديها غيرَ مطلوب
بما استحلت فتاة الحي سفك دمي
واستعذبت في مِطال الوصل تعذيبي
هب حسن يوسف فيها مودع أولم
يكن لها في فؤادي وجدُ يعقوبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
رقم القصيدة : 22778
-----------------------------------
وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
على خده خال غلى الزنج ينسب
وما نظرت عيناي كالخال مبتلى
مقيماً على نار من الخد تلهب
فتلدغه أفعى من الجعد تارة ً
وتلبسه طوراً من الصدغ عقرب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> خطرت في رداء حسن قشيب
خطرت في رداء حسن قشيب
رقم القصيدة : 22779
-----------------------------------
خطرت في رداء حسن قشيب
تتثنّى كغصن بانٍ رطيبِ
خلت لما تفاوح المسك منها
فُضَّ في رحلنا لَطيمة طيبِ
وتراني إذا رشفت لُماها
لَم أخلهُ إلاّ جنا يعسوبِ
فاعتنقنا شوقاً وبتنا نشاوى
من كؤوس الكرى بغير رقيب
لاتلمني ياصاحبي في هواها
لعب الشوق في فؤادي الطروب
العصر العباسي >> البحتري >> أمنك تأوب الطيف الطروب
أمنك تأوب الطيف الطروب
رقم القصيدة : 2278
-----------------------------------
أمِنْكَ تأوُّبُ الطّيفِ الطّرُوبِ،(23/473)
حَبيبٌ جَاءَ يُهْدَى مِنْ حَبيبِ
تَخَطّى رِقْبَةَ الوَاشِينَ، وَهْناً،
وَبُعْدَ مَسَافَةِ الخَرْقِ المَجُوبِ
يُكاذِبُني، وأصْدُقُهُ وَداداً،
وَمِنْ كَلَفٍ مُصَادَقَةُ الكَذُوبِ
تُجيبُ الدّارُ سَائِلَهَا، فتُنبي
عَنِ الحَيّ المُفَارِقِ مِنْ تُجِيبِ
نأوْا بأوَانِسٍ يَرْجِعْنَ وَحْشاً،
إذا فُوجِئْنَ بالشَّعْرِ الخَضِيبِ
أقُولُ لِلِمّتي، إذْ أسْرَعتْ بي
إلى الشّيْبِ: اخسرِي فيهِ، وَخيبي
مُخَالِفَةً بِضَرْبٍ بَعْدَ ضَرْبٍ،
وَمَا أنَا واختِلاَفَاتِ الضُّرُوبِ
وَكَانَ حَديثُها فيها غَرِيباً،
فَصَارَ قَديمُهَا حَقَّ الغَرِيبِ
يَعيبُ الغَانِيَاتُ عَليّ شَيْبي،
وَمَنْ لي أنْ أُمَتَّعَ بالمَعِيبِ
وَوَجْدي بالشّبابِ، وإنْ تولى
حَميداً، دونَ وَجدي بالمَشيبِ
أمَا لرَبيعَةِ الفَرَسِ انْتِهَاءٌ
عَنِ الزَّلْزَالِ فيها، وَالحُرُوبِ
لِكُلّ قَبِيلَةٍ خَيْلٌ تَدَاعَى
إلى خَيْلٍ مُعَاوَدَةِ الرّكُوبِ
كَدَأبِ بَني المُعَمِّرِ، حينَ زَارُوا
بَني عُمَرٍ، بُمُصْمِيَةٍ شَعُوبِ
تَبَالَوْا صادِقَ الأحْسَابِ، حتّى
نَفَوْا خَوَرَ الضّعِيفِ عَنِ الصّلِيبِ
صَرِيحُ الخَيلِ والأبطالِ أغْنَى
عَنِ الهُجُنَاتِ، والخَلْطِ المَشُوبِ
وَكَانُوا رَقّعُوا أيّامَ سِلْمٍ،
على تِلْكَ القَوَارِحِ والنُّدُوبِ
إذا ما الجُرْحُ رُمّ على فَسَادٍ،
تَبَيّنَ فيهِ تَفْرِيطُ الطّبيبِ
رَزِيَةُ هَالِكٍ جَلَبَتْ رَزَايَا،
وَخَطبٌ باتَ يكشِفُ عن خطوبِ
يَشُقُّ الجَيْبَ، ثمّ يَجيءُ أمْرٌ،
يُصَغَّرُ فيهِ تَشقِيقُ الجُيُوبِ
وَقَبْرٍ عَنْ أيَامِنِ بَرْقَعيدٍ،
إذاهيَ ناحَرَتْ أُفُقَ الجَنُوبِ
يَسُحُّ تُرَابُهُ أبَداً عَلَيْهَا
عِهاداً، مِنْ مُرَاقِ دَمٍ صَبِيبِ
إذا سَكَبَتْ سَمَاءٌ ثمّ أجْلَتْ،
ثَنَتْ بسَمَاءِ مُغْدِقَةٍ سَكُوبِ
وَلَمْ أرَ للتِّرَاتِ بَعُدْنَ عَهْداً،
كَسَلّ المَشرَفيّةِ مِنْ قَرِيبِ
تُصَوَّبُ فَوْقَهُمْ حزَقُ العَوَالي،(23/474)
وَغابُ الخَطّ مَهْزُوزُ الكُعُوبِ
كَنَخْلِ سَميحَةَ استَعلى رَكيبُ
تُكَفّيهُ الرّياحُ على رَكِيبِ
فَمَنْ يَسمَعْ وَغَى الأخَوَينِ يُذعَرْ
بصَكٍّ، مِنْ قِراعِهِما، عجيبِ
تخمط تغلب الغلباء ألقت
على الثرثار بركاً والرحوب
زَعِيمَا خُطّةٍ، وَرَدَا حِمَاماً
وُرُودَهُمَا جَبَا المَاءِ الشَّرُوبِ
إذا آدَ البَلاءُ تَحَمّلاهُ
عَل دَفّيْ مُوَقَّعَةٍ، رَكُوبِ
إذا قُسِمَ التّقَدّمُ لمْ يُرَجَّحْ
نَصِيبٌ، في الرّجَالِ، عَلى نَصِيبِ
خَلاَ أنّ الكَبيرَ يُزَادُ فَضْلاً،
كَفَضْلِ الرّمحِ زِيدَ من الكُعُوبِ
فهَلْ لابْنَيْ عَدِيٍّ مِن رَشيدٍ،
يَرُدُّ شَرِيدَ حِلْمِهِمَا العَزِيبِ
أخافُ عَلَيْهِما إمْرَارَ مَرْعًى
من الكَلإِ الذي عُلقَاهُ، مُوبِي
وأعْلَمُ أنّ حَرْبَهُمَا خَبَالٌ
على الدّاعي إلَيْهَا، والمُجِيبِ
كما أسرَى القَطا لِبَيَاتِ عَمْروٍ،
وَسَالَ لهُلْكِهِ وادي قَضِيبِ
وَفي حَرْبِ العَشِيرَةِ مُؤيِداتٌ،
تُضَعْضِعُ تالِدَ العِزّ المَهِيبِ
لَعَلّ أبَا المُعَمِّرِ يَتّليها
ببُعْدِ الهَمّ، والصدرِ الرّحِيبِ
كَمْ مِنْ سُؤدَدٍ قَد باتَ يُعطي
عَطِيّةَ مُكثِرٍ فيهِ، مُطيبِ
أهَيْثَمُ، يا ابنَ عَبدِ الله، دعوَى
مُشِيدٍ بالنّصيحَةِ، أوْ مُهِيبِ
وَمَا يُدْعَى، لِمَا تُدْعَى إلَيهِ،
سِوَاكَ، ابنَ النّجيبَةِ والنّجِيبِ
تَنَاسَ ذُنُوبَ قَوْمِكَ، إنّ حفظَ الـ
ـذُّنُوبِ، إذا قَدُمنَ من الذّنُوبِ
فَلَلسّهْمُ السّديدُ أحَبُّ غِبّاً،
إلى الرّامي، مِنَ السّهمِ المُصِيبِ
مَتَى أحْرَزْتَ نَصرَ بَني عُبَيْدٍ،
إلى إخْلاصِ وِدّ بَني حَبيبِ
فَقَدْ أصْبَحْتَ أغْلَبَ تَغلِبيٍّ،
على أيْدي العَشيرَةِ، والقُلُوبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> اكال اشتغالي في هواه مهفهف
اكال اشتغالي في هواه مهفهف
رقم القصيدة : 22780
-----------------------------------
اكال اشتغالي في هواه مهفهف
أنيق الصبا سبحان مبدع فطرته(23/475)
أُطالعُ منه في ليالي فروعِهِ الـ
ـطوالِ على أنوار مصباح غُرَّته
صحيفة ُ وجهٍ في فؤادي يحبّ في
حروف معان هن غير مصربه
بصاد فمٍ في نقطة الخال معجمٍ
ولامِ عذارٍ تحت تشديد طرَّته
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ضمنت غلائل ربة الأرج
ضمنت غلائل ربة الأرج
رقم القصيدة : 22781
-----------------------------------
ضمنت غلائل ربة الأرج
ماشئت من هيف ومن دعج
معشوقة ُ اللحظاتِ قد كُحلت
بالفا تنين السحر والغنج
إنَّ الذي لِشقاي صوَّرها
بالشهد قال لريقها امتزج
كم أرشفتني الثغرَ قائلة ً
هل في حميا الريق من حرج
بيضاء تبعث من ضفائِرها
بسلاسل الريحان كالسَبَج
إن قال لليل ادج فاحمها
للصبح قال جبينها ابتلج
تشدو فتطرب في تنقلها
ياللحن من رمل ومن هزج
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> برزت تحملُ بالراح راحا
برزت تحملُ بالراح راحا
رقم القصيدة : 22782
-----------------------------------
برزت تحملُ بالراح راحا
فكست بهجة نور براحا
لستُ أدري راحها أم لُماها
ما سقتني أم زلالاً قراحا
غادة مجدولة تتثنى
مرحاًر باالشباب رداحا
ومهاة ابت الوصل لما
رأت الشيب برأسي لاحا
قلت أَنت الشمس تغرب ليلاً
ويراها العالمون صباحا
فأجابت غنني أنا بدر
يأفلُ الصبحَ ويبدو رواحا
ثم قالت ماترى الشهب عقداً
فوق نحري والثريا وشاحا
قلت فوق الكشح ما جال إلاّ
وأعار الطير قلبي الجناحا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
رقم القصيدة : 22783
-----------------------------------
يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
كيف العزاء وطود صبري ساخا
وقف السُهادُ بمقلتي مُتوسمًّا
فراى بها اثر الكرى فأناخا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ابدين تفاح الخدود
ابدين تفاح الخدود
رقم القصيدة : 22784
-----------------------------------
ابدين تفاح الخدود
وسترن رمان النهود
ونشرنَ ريحانَ الغدائرِ(23/476)
فوق أغصانِ القُدود
وأتينَ يحملنَ الكؤوسَ
كأَنهنَّ ثغورُ غيدِ
هب حسن يوسف فيها مودع أَو لم
غِها سودُ الجعودِ
من كلّ ضامية الوشاحِ
رؤّية الخلخال رُود
هيفاء لو طالبتها
بدمي فَوجنتُها شهيدي
لكنَّها عَطفَت عليَّ بصد
فمتى بسفك دمي تقرُّ
وَصدغُها لامُ الجحودِ
من مائلاتٍ كالغصونِ
دعت بها النسماتُ ميدي
من مصبياتٍ للحليم
بطرف جازية وجيدِ
من قاسمات الدرّ ما
بين المضاحك والعُقود
أنت العميدُ وحبّدا
بدمي النقا ولعُ العميدِ
فارشف عروساً من طِلى َ
جُليت على وَردِ الخدودِ
جاءت إليك تزفُّها
عذراءُ كاعبة ُ النهودِ
ياما أسرّكِ ليلة َ
في الدهر كاملة َ السعودِ
فلنا صباحُكِ قد تجلّى
مُسفراً عن يوم عيد
بيض لو تك من العذار
بشقر لاماتِ وسودِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
رقم القصيدة : 22785
-----------------------------------
يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
فاجتنينا سوالفاً وخُدودا
وافتنصنا جآذراً ناصباتٍ
شرك الحسن يقتنصن الأُسودا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
رقم القصيدة : 22786
-----------------------------------
مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
ساحبة ً أذيالها العاطره
آنسة ُ الدلّ تُرى وهي إن
آنستَها وحشيّة ٌ نافره
قد جَذبت أحشاءَنا مُذ غدت
ترمقنا بالنظرة الفاتره
فانجذَبَت من شغفٍ نحوَها
تسبقُ منا الأرجلَ السائره
وعادَ منا كلُّ ذي صبوة ٍ
وفي حشاهُ رجله عاثره
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
رقم القصيدة : 22787
-----------------------------------
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
حُمراً لعمري غَرّه ما يبصرهُ
وإنّما يقدحُ زندُ الشوقِ في
قلبي، ومن عيني يطيرُ شررُه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إنّ التي سكنت ضميري(23/477)
إنّ التي سكنت ضميري
رقم القصيدة : 22788
-----------------------------------
إنّ التي سكنت ضميري
في حُسنِها سَلَبت شعوري
برشاقة الغُصنِ الرطيبِ
ولفتة الظبي الغريرِ
قد أرهفت من لحظها
سيفاً ضريبتُهُ ضميري
قسما بعامل قدّها الخطّـ
ـارِ يخطرُ بالحريرِ
ما أسكرتني خمرة ٌ
لولاكِ يا عينَ المديرِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا
عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا
رقم القصيدة : 22789
-----------------------------------
عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا
كساهنَّ وشيُ الروضِ بُرداً مولّعا
وجاد عليها كلُّ محتفل الحيا
فأبقى عميمَ النبتِ فيها وودّعا
تعاقب ربعّياً عليها وصائِفاً
فكان مصيفاً للخليط ومربعا
إذا انحلّ في حافاته خيطُ برقه
تناثَر دُرّ القطر من حيث جُمّعا
إذا ما النسيم الغضُّ حيّا عِراصَها
نشقتُ عبيراً عطَّر الجوَّ أجمعا
وما هي في غضّ النسيم تضوّعت
ولكن بريّاها النسيمُ تضوَّعا
برغمي ربوعَ الحيّ أصبحن بلقعاً
عشيّة َ زال الحيُّ عنها وأزمعا
وقفتُ بها مُستسقياً فسقيتها
إلى أن شربتُ الماءَ فيهن أدمعا
رعيتُ بها ريحانة َ اللهو غضّة
أروح وأغدو بالدُّمى البيضِ مُولعا
وفيها صحبت الدهرَ والعيش ناعمٌ
ليالي فيها شمل أُنسي تجمّعا
كأَنَّ الدُجى ملك من الزنج لابسٌ
من الأُفق تاجاً بالكواكبُ رصعا
من الزهرة ِ الغرّاء قد بات يجتلي
عروساً جلاها الحسن أن تتبرقعا
العصر العباسي >> البحتري >> رأى البرق مجتازا فبات بلا لب
رأى البرق مجتازا فبات بلا لب
رقم القصيدة : 2279
-----------------------------------
رَأى البرْقَ مُجتازاً، فباتَ بلا لُبِّ،
وَأصْبَاهُ مِنْ ذِكْرِ البَخيلَةِ ما يُصْبي
وَقَد عاجَ في أطْلالِها غيرَ مُمسِكٍ
لدَمْعٍ، وَلا مُصْغٍ إلى عُذّلِ الرّكبِ
وَكنتُ جَديراً، حينَ أعرِفُ مَنْزِلاً
لآلِ سُلَيْمَى، أنْ يُعَنّفَني صَحبي(23/478)
عَدَتْنَا عَوَادي البُعْدِ عَنها، وَزَادَنا
بهَا كَلَفاً أنّ الوَداعَ عَلى عَتْبِ
وَلمْ أكتَسِبْ ذنباً، فتَجزِيَني بهِ،
ولَمْ أجتَرِمْ ذَنْباً، فتَعتُبَ من جرماً
وَبي ظَمَأٌ، لا يَمْلِكُ المَاءُ دَفْعَهُ،
إلى نَهْلَةٍ مِن رِيقِها الخَصِرِ العذْبِ
تَزَوّدْتُ مِنها نَظرَةً لمْ تَجُدْ بها،
وَقد يُؤخَذُ العِلقُ المُمَنَّعُ بالغَصْبِ
وَما كانَ حَظُّ العَينِ في ذاكَ مَذهَبي،
وَلكِنْ رَأيْتُ العَينَ باباً إلى القَلْبِ
أُعيذُكِ أنْ تُمنَيْ بشكوَى صَبابَةٍ،
وَإنْ أكسبَتَنا منكِ عَطفاً على الصّبّ
وَيُحزِنُني أنْ تَعرِفي الحُبّ بالجَوَى،
وَلَوْ نَفَعَتْنَا مِنْكِ مَعْرِفَةُ الحُبّ
أبَيْتُ، على الإخُواّنِ، إلاّ تَحَنّياً،
يَلينُ لَهُمْ عِطفي، وَيَصفو لهمْ شُرْبي
وَإنّي لأسْتَبقي الصّديقَ، إذا نَبَا
عَليّ، وَأهْنوَا مِنْ خَلائقه الجُرْبِ
فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنّي البَخيلَ بأنّني
حطَطتُ رَجائي منهُ عن مرْكبٍ صَعبِ
وَأنّ ابنَ دينَارٍ ثَنَى وَجْهَ هِمّتي
إلى الخُلُقِ الفَضْفاضِ وَالنّائلِ النّهْبِ
فَلَمْ أمْلَ إلاّ مِنْ مَوَدّتِهِ يَدي،
وَلا قُلْتُ إلاّ مِنْ مَوَاهِبِهِ حَسْبي
لَقيتُ بهِ حَدّ الزّمانِ، فَفَلَّهُ،
وَقد يَثلِمُ العَضْبُ المُهنّدُ في العَضْبِ
كَرِيمٌ، إذا ضَاقَ اللّئَامُ، فإنّهُ
يَضِيقُ الفضَاءُ الرّحبُ في صَدرِهِ الرّحبِ
إذا أثْقَلَ الهِلْباجُ أحْنَاءَ سَرْجِهِ،
غَدا طِرْفُه يَختالُ بالمُرْهَفِ الضّرْبِ
تَنَاذَرَ أهْلُ الشّرْقِ مِنهُ وَقَائِعاً،
أطاعَ لَها العاصُونَ في بلدِ الغَرْبِ
لجَرّدَ نَصْلَ السّيفِ، حتّى تَفرّقَتْ
عن السّيفِ مَخضُوباً جُموعُ أبي حرْبِ
فإنْ هَمّ أهْلُ الغَوْرِ يَوْماً بعَوْدَةٍ
إلى الغَيّ مِن طُغيانِهمْ، فهوَ بالقُرْبِ
حَلَفتُ لقَد دانَ الأبيُّ، وَأُغْمِدَتْ
شَذاةُ عَظيمِ القوْمِ من عِظَمِ الخطبِ
وَألزَمَهُمْ قَصْدَ السّبيلِ حِذارُهُمْ(23/479)
لتِلْكَ السّوَافي مِنْ زَعازِعِهِ النُّكْبِ
مُدَبِّرُ حَرْبٍ لمْ يَبِتْ عِنْدَ غِرّةٍ،
وَلمْ يَسرِ، في أحشائِهِ، وَهَلُ الرّعْبِ
وَيُقْلِقُهُ شَوْقٌ إلى القِرْنِ مُعجَلٌ،
لدى الطّعنِ، حتّى يَسترِيحَ إلى الضّرْبِ
أضَاءَتْ بهِ الدّنْيَا لَنَا بَعدَ ظُلمَةٍ،
وَأجْلَتْ لَنا الأيّامُ عَن خُلُقٍ رَطبِ
وَما زَالَ عَبدُ الله يُكسَى شَمَائِلاً،
يَقُمنَ مَقامَ النّوْرِ في ناضِرِ العُشبِ
فَتًى يَتَعالى بالتّوَاضُعِ جَاهداً،
وَيُعجَبُ منْ أهلِ المَخيلةِ وَالعُجبِ
لَهُ سَلَفٌ من آلِ فَيرُوزَ بَرّزُوا
على العُجمِ، وَانقادتْ لهمْ حفلةُ العُرْبِ
مَرَازِبَةُ المُلْكِ التي نَصَبَتْ بها،
مَنابِرَهُ العُظمَى، جَبابرَةُ الحَرْبِ
يَكِبّونَ مِنْ فَوْقِ القَرَابيسِ بِالقَنَا،
وَبالبِيضِ تَلقاهمْ قِياماً على الرُّكْبِ
لَهُمْ بُنيَ الإيوَانُ في عَهدِ هُرْمُزٍ،
وَأُحْكِمَ طَبعُ الخُسرُوَانيّةِ القُضْبِ
وَدارَتْ بَنُو سَاسَانَ طُرّاً عَلَيهِمِ،
مَدارَ النّجومِ السّائرَاتِ على القُطْبِ
مَضَوْا بالأكُفّ البيضِ أوْفَى من الحيا
بَلالاً، وَبالأحلامِ أوْفَى منَ الهَضْبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حبستُ على اللهو قلباً طليقاحبستُ على اللهو قلباً طليقا
حبستُ على اللهو قلباً طليقاحبستُ على اللهو قلباً طليقا
رقم القصيدة : 22790
-----------------------------------
حبستُ على اللهو قلباً طليقاحبستُ على اللهو قلباً طليقا
وقمت أُحيّي الخيالَ الطرُوقا
لدى روضة ٍ قد كساها الربيعُ
من النور والزَهر بُرداً رقيقا
عليها الصَبا سحبت ذيلَها
وذرَّت من الطيبِ مسكا سحيقا
تروقك إن مرَّ فيها النسيمُ
منها يلاعبُ غصناً وريقا
كأَنَّ الغصون إذا الوِرق غنّت
على الأيك نشوانُ لن يستفيقا
إذا اعتنقت طرباً خِلتهنَّ
شقيقاً يعانقُ شوقاً شقيقا
عشيّة لهوٍ بِها الدهرُ جادَ
بها عادَ عيشي غضًّا أنيقا
أمنتُ بها الدهرَ حتى كأبّي(23/480)
أخذتُ على الدهرِ عهداً وثيقا
سررتُ بها غير أنَّ الحبيب
فقدانُه ساءَ قلب المشوقا
فكنت إذا قلبي اشتاقه
لأرشفَ فاهُ رشفت الرحيقا
وأعتنقُ الغصنَ عن قدِّه
وألثمُ عن وجنتيه الشقيقا
فما زلتَ أجني ثمار السرور
والنقى والعقيق بها والرصيقا
إلى أن رأيت الصباحَ انتضى
على مفرق الليل عضباً ذليقا
مضى الليلُ يدعو النجاءَ النجاءَ
والصبحُ يدعو اللحوقَ اللحوقا
فقمتُ ولم أرَ ممّا رأيتُ
شيئاً، اكفكفُ دمعاً دفوقا
وقد كنت أحسب طرفَ الزمانِ
من سكرة النوم بي لن يضيقا
فيا لائمي إن ذكرتُ العقيقَ
ولولا الهوى ما ذكرتُ العقيقا
تذكرتُ من كنت ألهو به
فصرت لكتم الهوى لن أُطيقا
لئن بانَ جسمي عنه فقد
تخلَّف قلبي فيه وثيقا
فليت غدت حالباتُ الربيع
حياها على غيره لن تُريقا
فتسقي به مُرضِعات الربيع
رضيعَ الخمائل ماءً دفوقا
ففي كلّ يومٍ بأطلاله
أحيِّ من الغيد وجهاً طليقا
ومرهفة الخصر وسنى اللحاظِ
تغادرُ قلبَ المعنّى خفوقا
إذا ما رشفت لمى ثغرِها
تَعافُ الصبوحَ له والغبوقا
ترى البدرَ والغصنَ والظبيَ
والنقى والعقيقَ بها والرحيقا
محيًّا وقدّاً وجيداً وعيناً
وردفاً ثقيلاً وثغواً وريقا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حي طيفاً زارَ من سعدي لِماما
حي طيفاً زارَ من سعدي لِماما
رقم القصيدة : 22791
-----------------------------------
حي طيفاً زارَ من سعدي لِماما
لم يزوّد صبّها إلاّ غراما
طارقاً ما أسأرت زورته
في حنايا أضلعي إلاّ ضراما
هوّمَ الركب فحيّا مضجعي
بعد لأيٍ مُهدياً عنها السلاما
وكما شاءَ الهوى علّلني
بحديثٍ بلَّ من قلبي الأُواما
زادني سُكراً إلى سكر الكرى
فكأَني منه عاقرتُ مداما
كلّما مثّل لي قامتَها
زُدته ضمًّا لصدري والتزاما
أو ثناياه لعيني وصفت
ثغرَها استشفيت فيهنّ التثاما
لم أزل ألهو به حتى غدت
أنجمُ الشرق إلى الغرب تَرامى
فرغت من سهر الليل وأومت
بعيون آذنتنا أن تناما
يا لها من زورة ٍ كاذبة ٍ(23/481)
أعقبت وجداً بقلبي واحتداما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد كان داؤُك للشريعة داءا
قد كان داؤُك للشريعة داءا
رقم القصيدة : 22792
-----------------------------------
قد كان داؤُك للشريعة داءا
فالآنَ صار لها شفاك شِفاءا
نزعت يدُ الباري سقامكما معاً
وكستهُ شاغلة ً به الأَعداءا
مسحت غبارَ الداءِ منك بصحة ٍ
كانتِ لوجه المكرُمات جلاءا
قرَّت بها عينُ الهداية وانثنت
عينُ الحواسدُ تشتكي الأقذاءا
والمجدُ أعلنَ في البريّة هاتِفاً
بشرى بصحّة من شفى العلياءا
فاغدوا سواءً في السرور كما غدوا
في شكر نائله الجزيلِ سواءا
فلتهنَ طائفة ُ الهدى في شيخها
ولنستدم به وأمه النَعماءا
فإليه أملاكُ السماءِ تطلّعت
فأقرَّ أعينَها غداة تراءا
وتباشرت حتّى كأَنّ إلهها
منها أزالَ بِبُرئه الأدواءا
وتنزّلت كيما تنتهيّ جعفراً
وهو الجديرُ مودّة ً وإخاءا
لا قلت هذا غيرُ ذاك فهل ترى
ماءً تغايرَ، إن قسمت الماءا
هو جعفر الفضلِ الذي أهلُ النهى
يَرِدون منه ويصدرونَ رُواءا
وإذا رقى الأعوادَ أسمع ناطقاً
بالوعظ حتّى الصخرة َ الصماءا
ولقد سرى في الصالحاتِ لذكره
أرجٌ يطبقُ نشُره الأرجاءا
وأطل دعاك له وناد محمدَ الـ
ـحسنَ المجلّي نورُه الظلماءا
أأبا الشريعة أنت كافلها الذي
أنسى البنينَ ببرّه الأباءا
وبكم جميعاً أبصرت لكنّهم
كانوا لها حُدَقاً وكنت ضياءا
أنت المعدّ لحفظ حوزتنا التي
لم تحو سابغة ً ولا عدّاءا
ماذا يضرّ ومنكباك لواؤُنا
أن لانهزَّ على العُدات لواءا
ولسانك السيفُ الذي أخذ الهدى
بشباهُ من أعدائه ما شاءا
وإذا جرى قلمٌ بكفّك خالَهُ
بحشاه خصمك صعدة ً سمراءا
ولقد جريت إلى المعالي سابقاً
حتى تركت السابقينَ وراءا
غفراً لذنب الدهر إنَّ له يداً
عندي نسيتُ لنفعها الضرّاءا
جلبَ المسرّة لي بإثر مسرَّة ٍ
سبقت فضاعف عندي السراّءا
بشفاء مُنتجبٍ وعرس مهذَّبِ
بَهرَ البريَّة َ فطنة ً وذَكاءا(23/482)
إن غبتُ عن ذاك السرور فلم يكن
ليفوتني ما أطربَ الشعراءا
فبعرس عبد الله رونقُ عصرنا
في كلّ آونة ٍ يزيدُ صفاءا
وبأيّما وقتٍ حضرتُ فإنّه
للزهو وقت بالسعود أضاءا
فاهتف ودونكه لتهنئة العُلى
وشياً يفوق صناعة ً صنعاءا
بشرى به عُرساً لأيّ مرشحٍ
بعُلى أبيه تجاوزَ الجوزاءا
هو غصنُ مجدٍ ذو مخايل بَشّرت
أن سوف يُثمر سؤدداً وعلاءا
لو أنَّ من نظمَ القريضَ بعرسه
نظم النجومَ لزادها لألاءا
سكرت به الدنيا ولكن لم تذق
إلاّ خلائقَ جدِّه صهباءا
صِفه وإخوتَه فكلٌّ منهم
في المجد أحرزَ عزَّة ً قعساءا
أحيوا أباهم باقرَ العِلم الذي
قدماً أعاد ذوي النهى أحياءا
متكافئين بفخره وجميعهم
ولدتهم أُمّ العُلى أكفاءا
فلجدِّه البُشرى وأين كجدِّه
لا تطلبينَّ مزايا ذُكاءِ ذُكاءا
وَليهن فيه عمّه ذاكَ الذي
فاتت مزايا فضله الإِحصاءا
يا من إذا التفّت عليه مجامعُ
الآراءِ فلَّ بعزمه الآراءا
دُم للشريعة كي تدوم لنا فقد
جعل الإلهُ لها بقاكَ بقاءا
وأَقم على مر الزمان ممدّحاً
يُحبى صباحاً بالسنى وَمساءا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نفحاتُ السرورِ أحيت حبيبا
نفحاتُ السرورِ أحيت حبيبا
رقم القصيدة : 22793
-----------------------------------
نفحاتُ السرورِ أحيت حبيبا
فحبتنا من النسيب نصيبا
وأعادت لنا صريعَ الغواني
يسترقُّ الغرامَ والتشبيبا
غادرتنا نجرّ رجل خليعٍ
غَزلٍ كالصبا يعدُّ المشيبا
نعّمتنا بناعم القدِّ غضّ
قد كساه الشبابُ برداً قشيبا
زارنا والنسيمُ نمَّ عليه
فكأَنَّ النسيمَ كان رقيبا
رشأٌ عاطشُ الموشح ريّا
نُ بماء الصِّبا يميس قضيبا
ما نضى برقعَ المحاسن إلاّ
لبس البدرُ للحياءِ الغروبا
فعلى بانة يجيلُ وشاحاً
وعلى نيّرٍ يزرُّ جيوبا
لو رأت نارُ وجنتيه النصارى
عبدت كالمجوس منها اللهيبا
أَو لحاها قسّيسُها لأتت تو
قد فيها ناقوسَها والصليبا
كم لحاني العذولُ ثم رآه
فغذا شيّقاً إليه طروبا
جاءَني لائماً فعاد حسوداً(23/483)
ربَّ داءٍ سرى فأعدى الطبيبا
يا نديمي أطربتَ سمعي بلمياءَ
ويا ربِّ زِدتني تعذيبا
لي فيها جعلتَ ألفَ رقيبٍ
ولشهب السما جعلت رقيبا
ذاتُ قدٍّ تكاد تقصف منه
نسماتُ الدلال غصناً رطيبا
فأعد ذكرها لسمعي فقلبي
كادَ شوقاً لذكرها أن يذوبا
غنِّ لي باسمها على نُقُلِ الراح
وزدني أفدي لكَ العندليبا
بربيبٍ حوى بديعَ جمالٍ
فيه قد أخجل الغُزالَ الربيبا
كَفِلاً ناعماً وطرفاً كحيلاً
وحشى َ مُخطفاً وكفّاً خضيبا
وَكَورد الرياض وجنة ُ خدٍ
يقطفُ اللثمُ منه ورداً عجيبا
كلّما طّله الحيا بنداه
رشَّ ماءً فبلَّ فيه القلوبا
يا بعيداً أثمرنَ منه أعالي
غُصنِ القدِّ لي عِناقاً قريبا
ما أجدَّ الفتورُ لحظَكَ إلاّ
وبلبّ اللبيب كان لعوبا
أو بخديك عقربُ الصدغِ دبَّت
فبقلبي لها وجدتُ دبيبا
لم تزل تألفُ الكثيبَ وقلبي
يتمّنى بأن يكون الكثيبا
أنتَ ريحانة ُ المشوقِ ولكن
جاءَنا ما يفوق ريّاكَ طيبا
فَلنَا من محمد بشذاه
نسماتُ الأقبال طابت هُبوبا
نفحتنا أعطافهُ فانتشقنا
أرجاً عطّر الصَبا والجَنوبا
أكثرت شوقها إليه القوافي
فأقلّت للمدح فيه النسيبا
ودعت يا بن أعلم القوم بالله
ويا أكمل الورى تهذيبا
لحظاتُ الإله في الخلق أنتم
وابنُ ريبٍ من ردَّ ذا مُستريبا
ومتى تنتظم قنا الفخر كنتم
صدرها والكرامُ كانوا كعوبا
وإذا أذنبَ الزمانُ فأنتم
حسناتٌ له تحطّ الذنوبا
بَردت بالهنا ثغورُ المعالي
وجلى الابتسامُ منها الغروبا
ووجوه الأيام قد أصبحت تخـ
ـطبُ حسناً وكنَّ قبلُ خُطوبا
ضحكت بهجة ً بلامع بِشرٍ
لم تدع للتقطيب فيه نصيبا
ليت شعري أكان للنجف الأشـ
ـرف أم للفيحاء أجلى شحوبا
فرح طافت المسرّة ُ فيه
فأزالت عن القلوب الكروبا
فتعاطت على اختلاف هواها
ضَرباً هذه وتلك ضريبا
فأدر لي يا صاحبي حلب البشر
المُصفى ّ واترك لغيري الحليبا
أيها القادمُ الذي تتمنى
كلُّ عينٍ رأته أن لا يغيبا
قد شهدنَ الفجاج أنَّ بتقويـ
ـيضك للجود في الفلا تطنيبا(23/484)
كل فجٍ لم ترتحل منه إلاّ
وأقمتَ السماح فيهِ خَطيبا
قد بذلت القِرى لها وسقاها
بك ربُّ السماءِ غيثاً سكوبا
فكفاها خصباً بأنك فيها
سرتَ والغيثَ تقتلان الجُدوبا
يا بن قومٍ يَكاد يمسكها الركـ
ـنِ كما يمسك الحبيبُ الحبيبا
بك باهى مقامُ جدّك إبرا
هيمَ لمّا أن قمت فيه مُنيبا
مسَّ منه مناكباً لك مسّتـ
ـه وأخلِق عنه بها أن تنوبا
ولو انَّ البطحاء تملك نُطقاً
لسمعت التأهيلَ والترحيبا
منك حيّت عمروَ العُلى ذلك المُـ
ـكثر للضيف زادَه والمطيبا
وأرتها شمائلٌ لك راقت
أنَّ شيخ البطحاءِ قامَ مهيبا
واستهلَّت طير السماءِ وقالت
مشعُ الطير جاء يطوي السُهوبا
إنَّ هذا لشيبة الحمد أولى
فابن مَن سادهم شباباً وشيبا
شرفاً يا بني الإمامة َ قد الّـ
ـف مَهديُّها عليها القلوبا
فيه بانت حقائق الفضل للنا
س وكنَّ الأسماءَ والتلقيبا
وإليه رياسة الدين آبت
وقُصارى انتظارها أن تؤوبا
كلّما عنَّ مشكلٌ حضرته
فكرة ٌ فيه أطلعته الغيوبا
أحزمُ العالمين رأياً وأقوا
هم على العاجمين عوداً صليبا
يا أبا الأنجمِ الثواقبِ في الخطـ
ـب بقلب الحسود أبقوا ثُقوبا
إنَّ مَن عن قسّي رأيك يَرمي
لجدير سهامُه أن تصيبا
حلف المجدُّ فيك لا يلد الدهرُ
لهم في بني المعالي ضريبا
لست أدري هل الصوارمُ أم الـ
ـسنهم في الخصام أمضى غُروبا
والغوادي للعام أضحكُ أم أيـ
ـديهم البيضُ حين تأبى قطوبا
خير ما استغزر الرجا جعفرَ الجودِ
وَناهيك أن تروُدَ وهوبا
لو بصغرى البنان ساجل بحراً
لأرى البحرَ أنَّ فيه نُضوبا
أريحيٌّ أرقُّ طبعاً من الزهـ
ـر المندّى باكرته مستطيبا
عجباً هزَّه المديحُ ارتياحاً
واهتزازُ الأطوادِ كان غريبا
هو في طيب ذكره صالحُ الفعل
لقد طاب مَحضراً ومغيبا
أطهر الناسِ مئزراً ورداء
الغيب أنقى على العفاف جيوبا
خُلقه أسكر الزمانَ ولكن
لم يكن في كؤوسه مسكوبا
قل لِمن رام شأوَه أين تَبغي
قد تعلّقت ظنّك المكذوبا
أو ما في الحسين ما قد نهاكم(23/485)
أن تطيلوا وراءَه التقريبا
سادة للعُلى يرشّحها المجدُ
وليداً وناشئاً وَربيبا
زعماءُ الأنام قد ضرب الفخرُ
عليهم رِواقَهِ المحجوبا
سمروا في قباب مجدٍ أعدوّا
حارسيها الترهيبَ والترغيبا
كلّ سَبطِ البنان في الشتوة الغبـ
ـراء يأبى عنها الحيا أن ينوبا
حيّ بسامة َ العشيّ تُفدّي
بوجوهٍ كم قد دجت تقطيبا
كم دعاها الرجا فأنشد يأساً
من سجايا الطلول أن لا تجيبا
لا عدى ميسم الهيجاءِ أُناساً
كان وسمُ المديح فيهم غريبا
صبغ الله أوجه البيض والصفر
بحظّ الذي يكون أديبا
كم أعارت محاسنُ الدهرِ قوماً
ملأُوا عيبة َ الزمان عُيوبا
أيّها اللامعاتُ فيهم غروراً
لابن دينارك استرقّي الخصيبا
كتب الطبع فيك نصراً من الحظ
وفتحاً للأَعبياءِ قريبا
كم لبيبٍ بغير مُغنٍ ومُغنٍ
لأخي ثروة ٍ وليس لبيبا
فأعد لي ودعهم ذكرَ قومٍ
لك مهما نشرته ازدادا طيبا
عِترة َ الوحي ما أقلّ ثنائي
إنَّ ظهر الإِنشاء ليس ركوبا
بل بصدر القول ازدحمنَ مزايا
كم فضيّقنه وكان رحيبا
لم تزل منكم تقرُّ عيوناً
فرحاتٌ لكم تسرّ القلوبا
فبثوب الزمان ليس سواكم
فالبسوه على الدوام قشيبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيتكَ سارقة ُ اللحاظ من الظِبا
حيتكَ سارقة ُ اللحاظ من الظِبا
رقم القصيدة : 22794
-----------------------------------
حيتكَ سارقة ُ اللحاظ من الظِبا
تجلو المدامَ فحيّ ناعمة َ الصِبا
جاءتكَ تبتَسمُ والبنان نقابُها
فأرتكَ بدراً بالهلال تنقّبا
وكأنّها هي حين زَفَّت كأسها
شمسٌ تزفّ من المدامة ِ كوكبا
عقدت على الوسط النطاقَ مفوَّفاً
ولوت على الخصر الوشاحَ مذهّبا
أحبب إليك بها عشيقة َ مُغرمٍ
راض العواذلُ شوقَه فتصعبّا
هي تلك لاعبة ُ العشاء ومن لها
ألفت بناتُ الشوقِ قلبك ملعبا
أمسيتَ منها ناعماً بغريرة ٍ
بنسيم ريّاها تعطَّرت الصَبا
ونديمة ٍ لك لو تغنّى باسمها
حجر لرقَّصه غناها مطربا
سكبت بكأس حديثها من لفظها(23/486)
راحاً ألذَّ من المدام وأعذبا
وترنّمت هزجاً فأطربَ لحنُها
قُمريَّ مائسة َ الأراكِ فطرَّبا
فكأَنما علمت بعرس المصطفي
فشدت غِناً لابن الأراكة ِ أطربا
في ليلة ٍ طابت فساعة ُ أُنسها
لم تلق عمر الدهر منها أطيبا
وَفدَ السرورُ بها لمغنى أصيدٍ
كرماً يحيي الوافدين مُرحّبا
شملت مسرتَّه البريّة كّلها
إذ كان في كلّ النفوس محبّبا
فكأَنَّ عُرس المصطفى فيه الورى
كلّ محمدُ صالحٍ أَن يطربا
قد عاد مغربُها يهنّي شرقَها
فيه ومشرقُها يهنّي المغربا
فرحوا وحقّ لهم به أن يفرحوا
من حيثُ أنَّ الدهر فيه أغربا
في الشيب جاء به سروراً لم يجىء
في مثله مُذ كان مقتبلُ الصِبا
هو في الأنام صنيعة ٌ مشكورة
للدهر ما صحبوا لِساناً معربا
للكرخ ناعمة َ الهبوب تحمّلي
منّي سلاماً من نسيمك أطيبا
وصلي إلى بيت قد انتجع الورى
منه جناباً بالمكارم مُعشبا
بيت على الزوراء يقطر نعمة َ
فكأَنّه بالغيث كان مطنّبا
قولي إذا حييتِ فيه بالرضا
فسواكِ منه هيبة َ لن يقربُا
بشراكَ بسّامِ العشيّ بفرحة ٍ
ضَحكت بها الدنيا إليك تطرُّبا
وجلا عليك اليمنَ فيها طلعة َ
غرّاء ساطع سعدها لن يغربا
فاسعد بقرّة ناظريك فقد غدا
في عُرسه المجدُ المؤثّلُ معجبا
أمقيلَ مَن لبس الهجير تغرُّباً
ومعرّسَ السارين تنزِعُ لغّبا
عجباً لهذا الدهر يصحب بُخلَه
ولجود كفّك ليس يبرح مُصحَبا
ويرى جبينك كيفُ يشرقُ لِلندى
كرماً ويغدو الوجه منه مقطَّبا
أرحبتَ للأضياف دارة َ جفنة ٍ
من دارة القمر الوسيعة أرحبا
وحملت عبء بني الزمان ولو به
يُعنى أبوهم لاستقالك مُتعبا
وأما ومجدك خلفة ً لو لم يكن
للعالمين سجالُ جودك مشربا
نَزَف اغترافُهم البحارَ وبعدها
ترك اعتصارهمُ الغمائمِ خُلّبا
فمتى تقوم بحارُها وقطارُها
لهم مقامك ما جرت وتصبَّبا
يفدي أناملكَ الرطيبة مُعجبٌ
في يبس أنملة ٍ بعذلك أسهبا
لو مسَّ وجه الأرض يبسُ بنانه
لرأيته حتى القيامة مُجدبا
عذبت مذاقة "لا" بفيه لبخله(23/487)
وبفيك طعمُ "نعم" غدا مستعذبا
فأزدادَ حتّى في مَعيشة نفسهِ
ضيقاً وَللوفّاد زدتَ ترحّبا
تسع الزمانَ بجود كفّك باسماً
ويضيق صدر الدهر منك مقطَّبا
لورعتَ مُهجة نفسه وَزحمته
لفطرتها وَحطمتَ منه المنكبا
وَلقد جَريت إلى العلاء بهمة ِ
لم ترض عالية المجرّة مركبا
حلَّقت حيث الطرف عنك مقصرٌ
فصعدت حيث النجم عنك تصوبّا
شهدت قناة المجد أنك صدرُها
وَعدا أخيك غدا الأماجدُ أكعبا
ما قمت يوم الفخر وحدك موكباً
إلاّ وقام به مثالُك موكبا
أصبحت منتسباً لغرِّ أماجدٍ
ودَّت لهم شهب السما أن تُنسبا
هم أيكة الشرف التي منها الورى
ثمرُ السماحة ما اجتنوه مرجّبا
طابت أرُومتها العريقة في العُلى
وسقت مكارمها ثراها الطّيبا
وكفى بجودك وهو أعدلَ شاهدٍ
يصف الذي من جودها قد غيبا
ولقد تحقّقتُ اسمَ غادية الحيا
فوجدت معناه نداك الصيّبا
وأجلت فكري في اسم أنفاس الصَبا
فإذا به خُلق الرضا قد لقّبا
سيماءُ عزِّك في أسرَّة وجهه
لله أنت فهكذا مَن أنجبا
زّينت أُفق الفخر منك بكوكبٍ
ما كان أزهره بفخرك كوكبا
فالشمس قد ودَّت وإن هي أعقبت
قمرَ السماءِ نظيره أن تُعقبا
قد غاض فيضُ ابن الفرات لجوده
إذ كان أغزرَ من نداه وأعذبا
لا تطر كعباً واطوِ حاتم طيء
وانشر مكارمه تجدها أغربا
وارتك له معناً على ما فيه من
كرمٍ فمعنٌ لو رآه تعجّبا
ودع الخصيب فلو تملّك ملكه
الهادي لجاد به لفرد أتربا
الجامع الحَمد الذي لم يجتمع
والواهبُ الرفدَ الذي لن يُوهبا
خلقتَ أدرَّ من السحائب كفُّه
بل أُنشأت منها أعمَّ وأخصبا
هو خير من ضمَّت معاقدُ حبوة ٍ
وأخوه فخراً خير من عَقد الحُبا
طلعا طلوعَ النيرين فما رأى
أُفقُ المكارم مُذ أنارا غيهبا
فعُلاهما في المجد أبعدُ مرتقى
ونداهما للوفد أقربُ مطلبا
أبقيّة َ الكرم الذين سواهم
لم يتخذ تهجُ المكارم مذهبا
لا زلتم في نعمة ٍ ومسرَّة ٍ
مادام ظهر الأرض يحمل كبكُبا(23/488)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا نسيمَ الصَبا وريحَ الجنوبِ
يا نسيمَ الصَبا وريحَ الجنوبِ
رقم القصيدة : 22795
-----------------------------------
يا نسيمَ الصَبا وريحَ الجنوبِ
روّحا مُهجتي بنشر الحبيبِ
إنَّ روحَ المحبوب رَوحٌ لقلبي
ما لقلبي آسٍ سوى المحبوبِ
وَعلى البعد منه إن تحملاه
فعليَّ انفحا به من قريبِ
لو سوى نشر يوسفٍ شمَّ يعـ
ـقوبُ إذاً لم يَزل جوى يعقوبِ
وعجيبٌ بميتّة ٍ ذاب قلبي
ويرى طبَّه بنشر المذيبِ
ليت يا عذبة َ اللمى من فؤادي
فيه أطفأتِ بعضَ هذا اللهيبِ
أو على السفح للوداع حبست الـ
ـركبَ مقدار لفتة من مُريبِ
منكِ لو نال ساعدي ضمَّة َ التو
ديع أدركتُ غاية المطلوبِ
وعلى المتن كان منكِ هلالاً
حين شرّقتِ جانحاً للغروبِ
ما لطيف الخَيال ضاعفَ شوقي
حين وافى بوعده المكذوبِ
فيه جاءت من بعد توهيمة الركـ
ـب حذاراً من عاذل ورقيبِ
قلتُ أنّى وفت فعاد نصيبي
وصلُها والمطال كانَ نصيبي
بينما في العناق قد لفّنا الشو
قُ ضجيعين في رداء قشيبِ
وإذا الوصل في انتباهي أراه
سرق الإفكَ من سرابٍ كذوبِ
أين منيّ ميّ وقد عوّذَتها
غلمة ُ الحي بالقنا المذرُوبِ
شمس خدرٍ حجابُها حين تبدو
جُنحُ ليلٍ من فرعها الغربيبِ
وهي عن بانة ٍ تميسُ دلالاً
وهي ترنو عن طرف ظبي ربيبِ
وسوى البدر في الأنارة لولا
كُلفة ُ البدر مالها من ضَريبِ
حسدتني حتّى عيوني عليها
لو تذكّرتها لأضحت تشي بي
أو سرت مُوهناً إليَّ لظنّت
كلَّ نجمٍ في الأُفق عين رقيب
بُوركت ليلة ٌ تخيّلت من أر
دانها عُطّرت بنشر الطِيبِ
قلتُ ذا الطيبُ من كثيب حماها
حَملته لنا الصَبا في الهبوبِ
قال لي الصحب من بشير أتانا
من حِمى الكرخ لا الحِمى والكثيب
مُخبراً عن محمدٍ كوكبِ المجد
سرى الدّاءُ للحسود المريبِ
أيّهذا البشير لي حبّذا أنت
بشيراً ببرءِ داءِ الحبيبِ
لو سواهُ روحٌ لجسمي لأَتحفـ
ـتك فيه وقلّ من موهوب
لي أهديتَ فرحة َ ما سرتِ قبلُ(23/489)
ولا بعدُ مثلها في القلوبِ
غرس الدهرُ قبلها الذنبَ عندي
فغدا مثمراً بعفوٍ قريب
وغريبٌ من الزمان وما زال
لديه اختراع كلِّ غريبِ
أن أراني وما أراني سواه
حسناتٍ يُجنى بغرس الذنوبِ
عجباً كيف أَولد النحسُ سعداً
شقَّ في نوره ظلامَ الخطوبِ
فمحيا الدنيا غدا وهو طليقٌ
ما بصافى بياضه من شحوبِ
ضاحكٌ من غضارة البشر أُنساً
وهو بالأمس موحشُ التقطيب
أيها الواخدُ المفلّس في عز
مٍ على الهول ليس بالمغلوبِ
صِل على الأمن ناجياً لمحلٍ
في ذرى الكرخ بالندى مهضوب
مستجارٌ بالعزّ يحرس أَو با
لحافِظَينِ الترغيبِ والترهيب
وبه حيّ صفوة َ الشرف المحضِ
ربيعَ العُفاة عند الجُدوبِ
طيبُ الأصل فرعه في صريح الـ
ـمجد يُنمى إلى نجيب نجيبِ
وافرُ البشر والسماح إذ المحلُ
بدا عامُه بوجهٍ قطوبِ
جاد حتى مسَّ الوفود من الأخـ
ـذ لُغوبٌ وما به من لغوبِ
في زمانٍ لو الخصيب به ينـ
ـشره الله لم يكن بالخصيبِ
قل له يا محمدٌ صالحٌ أَنت
لإِحراز كلِّ فضل غريبِ
ليس تنفكّ أنت واليمن في ظلّ
رواقٍ من العُلى مضروبِ
ولك السعدُ حيث كنت قرينٌ
لم يمل عنك نجمه لغروبِ
كمل الأُنس حين صرت تهنّى
بشفى أُنسك الأعز الحبيبِ
وأَخوك الذي قِداحُ المعالي
للمعلّى منها حوى والرقيبِ
ماجد هُذّبت خلائقه في الـ
ـمجد والفخرِ غاية َ التهذيبِ
ذو بنانٍ ندٍ ووجهٍ جميل
ولسانٍ طلقٍ وصدر رحيبِ
فابقيا للعلاءِ ما بدت الشمـ
ـسُ ومالت في أُفقها للغروبِ
في سرورٍ صافٍ وطرف قريرٍ
ونعيم باقٍ وعيشٍ رطيبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عَجِلَ الصبَّ وقد هبَّ طروبا
عَجِلَ الصبَّ وقد هبَّ طروبا
رقم القصيدة : 22796
-----------------------------------
عَجِلَ الصبَّ وقد هبَّ طروبا
فتعدّى لتهانيك النسيبا
منكَ بدر المجد قَد ألهاه عن
رشأٍ زرَّ على البدر الجيوبا
بدر حسنٍ في دجى ً من فرعه
ما أُحيلاه طُلوعاً وغروبا
كم تصبّى من أخي حُلمٍ وكم
من أخي لُبٍّ به جدَّ لعوبا(23/490)
لستُ أدري إذ يعاطي كفُّه
خمرة ً من لونها يبدو خضيبا
أَجلا لامعة ً في كأسه
أم سنا وجنتهِ أبدى لهيبا
شادنٌ وفرته ريحانة ٌ
نشرها ينفح للنُدمان طيبا
ما أدار الراحَ إلاّ مثّلت
حول كسرى منه في الكأس ربيبا
لا تقل قطّب من سَورَتها
مَن تعاطى رشفها كوباً فكوبا
بل رآه حول كسرى فاكتسى
وجهُه من سورة الغيظ قُطوبا
لك أخلاقٌ عدتني عن طِلاً
رشفها من فمه يحيي القلوبا
ولطبعٍ فيك من رقّته
لي أنفاسُ الصَبا رقّت هبوبا
عفتُ منه وجنة ً رقّت إلى
أن شكت من عقرب الصدغ دبيبا
يا نسيمَ الريح إني لم أكن
لسواكَ اليومَ عنّي مستنيبا
سر إلى البصرة واحمل عن فمي
كِلماً أعبق من ريّاك طيبا
إنّ فيه منتدى ربِّ حجى ً
أحرَزَ السؤدَد مُذ كان ربيبا
طف بعبد الله فيه إنّه
كعبة ٌ حطّت من الدهر الذنوبا
واعتمد طلعَته الغّرا وقل:
بوركت من طلعة ٍ تجلو الكروبا
أيّها الثاقب نوراً كلّما
قصدوا إطفاءَه زاد ثُقوبا
أخصبت ربعَك أنواءُ الهنا
فبنوء الجود لم يبرح خصيبا
خير ما استثمرته غصن عُلاً
لك أنماه النهى غضّاً رطيبا
قد نشا في حجر علياكَ التي
رضع السؤدَد منها لا الحليبا
ذاك عَبد الواحد الماليء في
عزّه قلبَ أعاديه وجيبا
شبلك المخدر في عِرّيسة ٍ
ترهب الليث ولو مرَّ غضوبا
إصطفى المجدُ له مُنجِبة ً
واصطفى منه لها كفواً نجيبا
وعلى نسلهما من قبل أن
يلداه قيل بارك كي يطيبا
فلكَ البشرى بعرسٍ سعدُه
في محيّا الدهر ما أبقى شحوبا
مسحت قلبَ العُلى فرحتُه
بيدٍ ما تركت فيه نُدوبا
قم فهّني المجدَ يا سعدُ بمن
مثله لم يصطف المجد حبيبا
وعن الحسّاد لا تسأل وقل
مهجٌ لاقت من الوجد مذيبا
قد أبات القومَ في غيظهم
يتجافون على الجمر جنوبا
خطبوا مجدكَ يا مَن كم به
عنهم قد دفع الناسُ الخطوبا
وجروا خلفك للعَليا وكم
فُتّ مطلوباً وأدركت طَلوبا
فاتهم منك ابن مجدٍ لم يزل
في العُلى أطولَهم باعاً رحيبا
أينَ من في الأرض ممّن عقدت
بنواصي الشهب علياه الطنوبا(23/491)
حسدت شهبُ الدراري وجهه
إذ له ما وجدت فيها ضريبا
وغدا الأُفق الذي زِينَ بها
يتمّنى فيه عنها أن ينوبا
يا بني العصر دعوا ضَربكم
بقداحٍ قط لم تحرز نصيبا
فبأعشار العُلى فاز فتى ً
كان كفّاه المعلى ّ والرقيبا
أروعٌ وقّر ناديه النهى
فبصدر الدهر لم يبرح مَهيبا
ما النسيم الغضٌّ يسري سحراً
منعشاً في بُردِ ريّاه القلوبا
لكَ أذكى من سجاياه شذاً
فانتشق زهر المعالي مستطيبا
فلبسّام العشّيات فِدى ً
أوجهٌ تدجو على الوفد قطوبا
ولرطب الكفّ في الجدب وقى ً
كفُّ قومٍ جفَّ في الخصب جدوبا
شنّجته علة ُ البخل فلا
طبَّ أو يغدو له السيفُ طبيبا
أغربت أوصاف ذي مجد حوى
من مزايا المجد ما كان غريبا
أين ما يسري سرى شوقُ الورى
فهو يقتاد الحشا منها جنيبا
وهو بحرٌ ولهذا فمه
يقذف اللؤلؤَ في النادي رطيبا
وهو الغيثُ وأجدر أن ترى
علّم الغيثَ نداه أن يصوبا
أين منه معدل الضيف إذا
لِقراه التمس المسنى المطيبا
وإذا ضرع الغوادي جفَّ في
شتوة ٍ واغبرَّت الأرض جَدوبا
بسط الكفَّ بها ثم دعى
دونكم حافلة َ الضرع حلوبا
وغدا يطربُ إذ يسمعها
للقِرى هدّارة الغلي غضوبا
رثّ بردُ الحمدِ لولا ملِكٌ
كلّ آن يلبسُ الفخرَ قشيبا
أطربَ المدحَ إليه أنّه
فاتخٌ سمعاً إلى المدح طروبا
عربيّ الذوق يستحلي التي
من عَذارى الشعر جاءته عَروبا
خطب الأبكارَ مشغوفاً بها
فأقام الجودَ في الدنيا خطيبا
فهو عذريّ الهوى في عذرها
وهي من شوقٍ له تطوي السهوبا
أبداً تدعو له قائلة ً
لا رأت شمسُ معاليكَ الغروبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشراكَ باليمن عليك وَفدا
بشراكَ باليمن عليك وَفدا
رقم القصيدة : 22797
-----------------------------------
بشراكَ باليمن عليك وَفدا
من هذه الأفراح ما تجدّدا
مسرّة ٌ قد خصّك الله بها
تملأُ قلبَ الكاشحينَ كمدا
وفرحة ٌ أقبل يدعو بِشرُها
يا معشر الحسّادِ موتوا حسدا
صفت لآل المصطفى برغمكم
نطافُ هذا البِشر تحلو موردا(23/492)
بها احتلوا وجهَ السرور أبيضاً
فاستقبلوا وجه النحوس أسودا
يا سَعد ما أبهجها مسرَّة ً
أُمُّ السرور مثلها لن تلدا
سرَّ بها الدهرُ بني العليا فلم
يدع لهم قلباً عليه موِجدا
إذ بختان فرقدي سمائِها
لعترة المجد السرورَ خَلّدا
عبد الكريم وسليمانهم الـ
ـذين طابا في العلاءِ مولدا
وغير بدعٍ أن يطيب مولداً
مَن جدّه أزكى الأنام مَحتِدا
ذلك أعلا الماجدين همّة ً
مولى َ ببرد الشرف المحض ارتدى
ما خلّة ٌ صالحة ٌ إلاّ بها
رأى الأنامُ صالحاً محمّدا
فيه لجبّار السما عناية ٌ
أضحى بها بين الورى مؤيدا
تَسمى خطوط راحه أسرَّة َ
لأنها نقوشُ أسرار الندى
من دوحة ٍ مثمرة ٍ قدماً على
أُولى الزمان كرماً وسؤددا
دوحة ُ مجدٍ بسقت فروعها
بحيثُ لا تلقى النجومُ مصعدا
نَمت غصونَ كرمٍ ما برحت
بظلّها تقيل طلابُ الجِدا
حسبك منها شاهداً بمجدها
أن نمت الهادي فرعاً أمجدا
ذاك الذي أبت سماءُ جودِهِ
أن تُمطر الوفادَ إلاّ عَسجدا
ذاك الذي أبت صفايا خلقه
إلاّ بأن تَعذُبَ حتّى للعدى
ذاك الذي أبت مزايا فخرهِ
إلاَّ بأن تفوق حتّى الفرقدا
مهذَّبٌ يبصر في أعطافِه
شمائلَ المهديِّ مصباحِ الهدى
شمائلاً بين الورى أطيبَ من
أنفاس روضٍ بلّه طلُّ الندى
أورثه كمالَه وهديَه
وفخرَه ومجدَه الموطّدا
وعنه قد ناب بمكرُماته
يعمرُ فيها بيته المشيّدا
كالشمس أن تغرب بدا البدر ابنُها
بنورها بأُفقها متّقدا
فهو لعمري والحسين بعده
أسمح أبناء ذوي الجودِ يدا
هما هلالا الجود مصباحا النهى
كلاَّ عليه يجد الساري هُدى
فريدتا مجدٍ على جيد العُلى
زانا بهاءاً عِقدَها المنضَّدا
يا آل بيت المصطفى من قد غدوا
مأوى الضيوفَ مُتِهماً ومنجدا
ومَن على معروفهم تعاقبت
بنو الرجاءِ مصدراً وموردا
لتهنكم فرحة ُ هادي عزِّكم
بما له من ذا الهنا قد جدَّدا
وليهنَ ما غنى الحَمامُ هو في
ختان بدريه ويبهج أبدا
فطائر الأفراح يا سعد به
أرِّخ أجدّ زاهياً مغرّدا(23/493)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده
بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده
رقم القصيدة : 22798
-----------------------------------
بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده
ولدت هلالاً زاهراً في مجده
وحديقة ُ المعروف هاهي أنبتت
غصناً سيثمر للعفاة برفده
ونشت بأُفق المكرمات سحابة ٌ
من ذلك البحر المحيط لوفده
الآن ردَّ على الزمانِ شبابُه
غضّاً فأصبح زاهياً في ردّه
وجلت له الدنيا غضارة َ بِشرها
عن مَنظر شغلَ الحسودَ بوجده
وحلا اصطباحُ الراحِ من يد أَغيدٍ
في خدّه تزهو شقائقُ ورده
تُجلى بكفّ رقيق حاشية الصِبا
متمايل الأعطافِ ناعمُ قدّه
يكسو الزجاجة َ خدُّه فيديرها
حمراءَ تحسب أَنها من خدّه
رقص الحبابُ على غناء نديمها
طرباً وودَّ يكون موضعَ عِقده
شهد الضميرُ بأنّها من ريقه
مُزجت بأطيبَ لذة ٍ من شهده
فاشرب فِدا الساقي عذولك واسقني
كأساً وَفى فيها الزمانُ بوعده
وانهض كما اقترح السرورُ مهنيّاً
بفتى به الوهابُ جاد لعبده
ميلاده الميمون بُورك مولداً
قد أصبح الإِقبال خادمَ سعده
تتوسّم العلياءُ وهو بحجرها
فيه مخائلَ من أبيه وجدِّه
جدٌّ له انتهت العُلى من هاشمٍ
وعلاءُ هاشم لا انتهاءَ لحدِّه
وكشاه في عصر الشبيبة والصِّبا
بُردَ النهى والحمد شيبة حمده
فالبدر ودَّ بأن يكون له أخاً
والشُهب تهوى أنها من وِلده
نضت الحميَّة ُ منه سيفَ حفيظة ٍ
ماءُ الحيا الرقراق ماء فرنده
لمّا رأيت الشام يبعد قصده
عن ركب فيحاء العراق ووخده
أودعتُ تهنئتي إليه رسالة ً
تُهدى على شحط المزارِ وبعده
ودعوت حاملها لأشرف منزلٍ
بالشام خذ عني السلام وأدِّه
حيّ السعيدَ محمداً فيه وقُل:
بُشرى بأشرف طالع في سعده
بأغرَّ يُنميه إلى عمرو العُلى
حَسَبٌ محمَّده عليُّ معدّه
حملته أُمُّ الفخر سيّدَ قومه
وأتت به والفضل ناسج بُرده
ولد سيرفع عن علاك بولده
ويشدّ أزرك في بلوغ أشدّه
لو لم يكن فلكُ المجرّة ِ مهدَهٌ(23/494)
لم تطلع الشعرى العبورُ بمهده
قرَّت به عينُ الفخارِ لأنها
لم تكتحل أبداً برؤية ِ ندّه
فليهنين حمى السيادة إنّه
قد أطلعت شبلاً عرينة ُ اَسده
وانشقَّ مسك ثرى النبوَّة فيه عن
ريحانة الهادي ووردة ِ مجده
فاليوم كفّ لويّ عاد بنانها
فيها وُسلَّ حُسامها من غِمده
وتباشرت طيرُ السماء كأنّما
نُشر ابن هاشم للقِرى من لحده
وكأَنما الدنيا لتهنية العُلى
نادٍ تأنقت السعودُ بعَقدِه
وكأَنَّ كلّ الناس منطق واحدٍ
يشدو ليهُن الفخر مولدُ فرده
وبديعة ٍ في الحسن قد أهديتها
جهد المقلِّ لمكثرٍ من حمده
خطبت له بلسان أشرف من بنى
في الكرخ بيتاً سقفه من مجده
بيت يظلّل بالنعيم إذا أوى
ضيفٌ إليه رآه جنّة خلده
وإليكما غرّاء بأرج عطفها
بنسيم غالية الثناء وندّه
نطقت بناديك العليّ وأرّخت
ولد النهى للفضل أسعد ولده
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
رقم القصيدة : 22799
-----------------------------------
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها
تلمع للزهو بها بوارقٌ
تقدحُ في قلب العِدى زنادَها
لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ
إلى حماكَ ساقها وقادَها
فألبستك زهرها وأنبتت
ما بين أجفان العدى قتادَها
وأبرزتَ منك لأحداق الورى
حديقة ً نوءُ السرور جادَها
يا رائد الأفراح في دار العُلى
قد صدقتك نفسُك ارتيادَها
باكر مُناك وارتشف رياضها
كما اشتهيت واقتطف أورادَها
وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ
وخيرَ من سادت به وسادَها
القائمَ المهديّ أقضى من ثنت
رياسة ُ الدين له وِسادَها
وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ
قد تركت لغيِّها رشادَها
ما علماءُ الأرض إلاّ رجلٌ
قد جمع الله به آحادها
لجّة علمٍ عذُبت موارداً
كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها
وروضة ٌ لو كشف الله الغطا
رأيت أملاك السما روّادها
أَعلمهم بالله بل أَدلّهم
على التي من خلقه أَرادَها
حامى عن الدين فسدَّ ثغرة ً(23/495)
ما ضمنوا عنه له انسدادَها
فاستلَّها صوارماً فواعلاً
فعل السيوف ثكلت أَغمادَها
الموقدُ النارَ عشيّاً للقرى
وبِشره يتقد اتقادَها
والمرخصُ الزادَ وكان جده
لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها
قد فاخرت جفانُه شهبَ السما
بضوئها وكاثرت عِدادَها
بُشراك وضّاحَ الدجى بفرحة ٍ
قد بلغت فيها العُلى مرادَها
حلَّت نطاق الليل عن صبيحة ٍ
قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها
لو عربُ الإسلام باهتُ فرسه
بحسنها لاستحقرت أَعيادَها
أنت الذي قد عقد الله به
عُرى الهدى وأحكم انعقادَها
منك اعدَّت هاشمٌ لمجدها
مَن نشر الله به أَمجادَها
فقلّلت فيك مريدي فخرها
وفي بنيك كَّثرت حسادَها
أَبناءِ مجدٍ نشأوا سحائباً
سقى الإلهُ خلقه عهادَها
أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ
أَرضعت الدنيا بها أَولادَها
بيض المساعي ومساعي غيرهم
بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
لم تبتدء بين الورى اكرومة ٌ
إلاّ وكلٌّ منهم أعادَها
عقدت أطناب العُلى وابتدروا
يرفع كلٌّ منهم عمادَها
وغيرهم يهدم علياه التي
سعى أَبوه قبله فشادَها
قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم
أَلقت لكفيه العُلى قيادَها
أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ
يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها
لو لم تجد منه المعالي كفوَها
لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها
يا من يرومُ بأبيه هضبهم
ونفسه قد سكنت وهادَها
خلفك والفخر بنار ذهبت
بضوئها وخلّفت رمادَها
بني العُلى دونكموها غادة ً
عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها
جلّت بكم قدراً فما أَنشدتُها
إلاّ ازدهت جبريل فاستعادَها
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> هو رامي أو محمد
هو رامي أو محمد
رقم القصيدة : 228
-----------------------------------
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساة تشهد:
أنَّ طفلاً مسلمِاً في ساحة الموتِ تمدَّد
أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد(23/496)
مات رامي أو محمَّد
مات في حضن الأَب المسكينِ،.
والعالَمُ يشهد
مَشهدٌ أبصرَه الناسُ،.
وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
إنَّ إرهابَ بني صهيونَ،.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
أنَّ شيئا ً اسمُه العطفُ على الأطفالِ،.
في القدس تجمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً،.
وتردَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ جيشاً من بني صهيونَ،.
للإرهابِ يُحشَد
أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
أنَّ آلافَ الخنازير،.
على المنبع تُورَد
هذه الطفلةُ سارةْ
زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارةْ
رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها،.
شَكلَ مَغارة
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
هو رامي أ و محمَّد
صورة المأساةِ تشهَد:
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا،.
لم يُسَدَّد
أنَّ باب المجدِ مازالَ،.
عن الأمَّةِ يُوصَد
صورة المأساة تشهد:
أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ،.
وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
أنَّ تمثالاً من الوهمِ،.
على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ ما أدَلى به التاريخُ،.
من أخبار صهيونَ مؤكَّد
أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ،.
في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرِّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارةْ
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَةْ
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارة(23/497)
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارة
هم جميعاً جيلنا الشامخُ،.
أطفالُ الحجارَة ْ
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيدُ الحرُّ،،.
إلا جَذوَةٌ تُوقِِدُ نارَ العزمِ،.
والرَّأيِ المسدَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ،.
شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ،.
والحسِّ المجمَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ،.
رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ،.
وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ،.
فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
ما الشهيدُ الحُرُّ إلا،.
روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا،.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل،.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
طلِّقوا أوهامكم،.
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد.
العصر العباسي >> البحتري >> أبعد الشباب المنتضى في الذوائب
أبعد الشباب المنتضى في الذوائب
رقم القصيدة : 2280
-----------------------------------
أبَعْدَ الَشبابِ، المُنتَضَى في الذّوَائِبِ،
أُحَاوِلُ لُطْفَ الوُدّ عندَ الكَواعِبِ
وَكَانَ بَيَاضُ الرأس شَخصاً مُذَمّما
إلى كُلّ بَيضَاءِ الحَشا والتّرَائِبِ
وما انفَكّ رَسْمُ الدّارِ حتّى تَهَلّلَتْ
دُمُوعي، وَحَتّى أكثَرَ اللّوْمَ صَاحبي
وَقَفْنا فَلاَ الأطْلاَلُ رَدّتْ إجَابَةً،
ولاَ العَذْلُ أجدى في المَشوقِ المُخاطِبِ
تَمَادَتْ عَقَابيلُ الهَوَى، وَتَطَاوَلَتْ
لَجَاجَةُ مَعْتُوبٍ عَلَيْهِ وَعَاتِبِ
إذا قُلْتُ: قَضّيتُ الصّبَابَةَ، رَدَّهَا
خَيَالٌ مُلِمٌّ مِنْ حَبِيبٍ مُجَانِبِ
يَجُودُ، وَقد ضَنّ الألى شَغَفي بهمْ،
وَيَدنو، وقد شَطّتْ دِيَارُ الحَبَائِبِ
تُرِينيكَ أحْلامُ النّيامِ، وَبَيْنَنَا(23/498)
مَفَاوِزُ يَستَفرِغنَ جُهْدَ الرّكائبِ
لَبِسْنا، مِنَ المُعْتَزّ بالله، نِعْمَةً
هيَ الرّوضُ مَوْليّاً بِغُزْرِ السّحائبِ
أقَامَ قَنَاةَ الدّينِ، بَعدَ اعوِجَاجِها،
وأرْبَى على شَغْبِ العدوّ المُشاغِبِ
أخو الحزْمِ قد ساسَ الأمورَ وَهذّبَتْ
بَصِيرَتُهُ فيها صُرُوفَ النّوَائِبِ
وَمُعْتَصِميُّ العَزْمِ يَأوِي بِرَأيِهِ
إلى سَنَنٍ مِنْ مُحكِمَاتِ التّجارِبِ
تُفَضّلُهُ آيُ الكِتَابِ، وَيَنْتَهي
إلَيْهِ تُرَاثُ الغُلْبِ مِنْ آلِ غَالِبِ
تَوَلّتْهُ أسْرَارُ الصّدُورِ، وأقْبَلَتْ
إلَيْهِ القُلُوبُ مِنْ مُحِبٍّ وَرَاغِبِ
وَرُدّتْ، وَمَا كَانَتْ تُرَدُّ بِعَدْلِهِ،
ظُلاماتُ قَوْمٍ، مُظلِمَاتُ المَطَالِبِ
إمَامُ هُدًى عَمَّ البَرِيةَ عَدْلُهُ،
فأضْحَى لَدَيْهِ آمِناً كُلُّ رَاهِبِ
تَدارَكَ، بَعْدَ الله، أنْفُسَ مَعْشَرٍ،
أطَلّتْ على حَتْمٍ مِنَ المَوْتِ وَاجِبِ
وَقَالَ لَعاً للعاثِرِينَ، وَقَدْ رَأى
وثوبَ رِجَالٍ فَرّطُوا في العَوَاقِبِ
تَجَافَى لهمْ عَنها، وَلَوْ كَانَ غَيرُهُ
لَعَنّفَ بالتّثْرِيبِ، إنْ لم يُعَاقِبِ
وَهَبْتَ عَزِيزَاتِ النّفُوسِ لمَعْشَرٍ
يَعُدُّونَها أقصَى اللُّهَى، والمَوَاهِبِ
وَلَوْلا تَلاَفيكَ الخِلاَفَةَ لانبَرَتْ
لها هِمَمُ الغَاوِينَ مِنْ كُلّ جانبِ
إذاً لادّعاها الأبْعَدُونَ، وَلارْتَقَتْ
إلَيْها أمَانيُّ الظُّنُونِ الكَواذِبِ
زَمَانَ تَهَاوَى النّاسُ في لَيْلِ فِتْنَةٍ،
رَبُوضِ النّوَاحي، مُدلهمِّ الغَيَاهبِ
دَعَاكَ بَنُو العَبّاسِ ثَمّ، فأسْرَعتْ
إجَابَةُ مُسْتَوْلٍ على المُلْكِ غالبِ
وَهَزّوكَ للأمْرِ الجَليلِ، فلَمْ تكُنْ
ضَعيفَ القُوَى فيهِ كَليلَ المَضَارِبِ
فَما زِلْتَ حتّى أذْعَنَ الشّرْقُ عَنْوَةً،
وَدانَتْ على صِغْرٍ أعَالي المَغَارِبِ
جيُوشٌ مَلأنَ الأرْضَ حتّى ترَكْنَها
وَمَا في أقَاصِيها مَفَرٌّ لِهَارِبِ
مَدَدْنَ وَرَاءَ الكَوْكَبيّ عَجَاجَةً،(23/499)
أرَتْهُ نَهَاراً طَالِعَاتِ الكَوَاكِبِ
وَزَعْزَعْنَ دَنبَاوَنْدَ منْ كلّ وِجْهَةٍ،
وَكَانَ وَقُوراً مُطمَئِنَّ الجَوَانِبِ
وَقَدْ أفِنَ الصّفّارُ، حتّى تَطَلّعتْ
إلَيْهِ المَنَايَا في القَنَا والقَوَاضِبِ
حَنَوْتَ عَلَيْهِ بَعدَ أنْ أشرَفَ الرّدَى
على نَفْسِ مُزْوَرٍّ عنِ الحَقّ ناكِبِ
تأنّيْتَهُ حتّى تَبَيّنَ رُشْدَهُ،
وَحَتّى اكتَفَى بالكُتبِ دونَ الكَتَائِبِ
بِلُطْفِ تأتٍّ مِنْكَ ما زَالَ ضَامِناً
لَنَا طَاعَةَ العَاصِي، وَسِلمَ المُحَارِبِ
فَعَادَ حُساماً عَنْ وَلِيّكَ ذَبُّهُ،
وَحَدَّ سِنَانٍ في عدُوّكَ نَاشِبِ
بَقيتَ، أميرَ المُؤمِنينَ، مُؤمَّلاً
لغَفْرِ الخَطَايَا، واصْطِنَاعِ الرّغَائِبِ
ومليت، عبد الله من ذي تطول
كريم السجايا هبرزي الضرائب
شَبيهُكَ في كلّ الأُمُورِ، وَلَنْ تَرَى
شَبيهَكَ إلاّ جَامِعاً للمَنَاقِبِ
أُؤمّلُ جَدْوَاهُ، وأرْجو نَوَالَهُ،
وَمَا الآمِلُ الرّاجي نَداهُ بِخَائِبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ
إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ
رقم القصيدة : 22800
-----------------------------------
إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ
في ضمنها نُطَفُ الخمورِ
حلبُ الغمامِ رضابُها
وحديثُها حلبُ العصيرِ
لما نشرن لنا حديثَ
الوصلِ كالروض النضيرِ
ساقطن عن بَرَدٍ تنظّم
رائقَ الدر النثيرِ
سقياً لليلة لهونا
في ذلك الرشإِ الغريرِ
والكاسُ دائرة ٌ عليَّ
تعينها عينُ المديرِ
فمفاصلي وجفونه الـ
ـوسنا سواءٌ في الفتورِ
نشوات سكرٍ أَمكنتني
من محالات الأُمورِ
لو يعتفيني عندها
ربُّ الشويهة والبعيرِ
لَوَهبتُ من طربي له
ربَ الخورنق والسديرِ
الآن دع يا سعد قا
صرة َ الغواني للقصورِ
وانهض لبشرى طبّق
الدنيا بها صوتُ البشيرِ
بشفاء من عبرت معا
ليه على الشعرى العبورِ
كم عين داعٍ إذ شكى
شخصت إلى الملك القديرِ
واستوهبته شفاءَ بدر
المجد وهاب البدورِ
فأجاب دعوتَها وقال:(23/500)
رجعتِ في جفنٍ قريرِ
فبهِ لك البشرى وفي
أعداه داعية الثبورِ
أقسمتُ ما لكفاية الأ
حرار فادحة الأُمورِ
إلاّ محّمد صالحٌ
ولنعم جارُ المستجيرِ
مولى ً غدت بشفائه الأ
يامُ باسمة َ الثغورِ
عَبِقٌ بعطفيه عبيرُ الـ
ـمجدِ لا عَبَقُ العبيرِ
نظر الزمانُ بأعين
أبداً إلى علياه صورِ
عدد النجوم جفانُه
والراسيات من القدورِ
تقف المكارمُ عنده
وتسير حيث يقول سيري
فإذا نظرت إلى الزمان
بعين منتقدٍ بصيرٍ
لم تلقه إلاّ صحيفة
مأثراتِ بني الدهورِ
وسوى مآثره الجميلة
ليس فيها من سطورِ
تغنيه أوَّل نظرة ٍ
في الرأي عن نظر المشيرِ
ويرى بعين وروده
في الأمر عاقبة َ الصدورِ
تغذو حلوبة ُ جودِه
العافينَ بالدَّرِ الغزيرِ
يتشطّرون ضروعَها
لا بالثلوث ولا الشطورِ
زرعوا رجاءَهم بجا
نب جودِه العذب النميرِ
فنما ورفَّ عليه مثلُ
النبت رفَّ على الغديرِ
لولا نظارة ولده
لحلفت عزَّ عن النظيرِ
إذ من بهاه بهاؤهم
وكذا الشعاع من المنيرِ
أو ما ترى للبدر ما
للشمس من شرفٍ ونورِ
خير الكِرام وفيهم
ما شئتَ من كرمٍ وخير
تروي قديمَ المجد
تسنده صغيراً عن كبيرِ
يا مَعشراً لولاهم
أضحى السماحُ بلا عشيرِ
قرَّت عيونكم بصحّة
صفوة الشرف الخطيرِ
وهناكم المنشور من
هذا السرور إلى النشورِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طربَ الدهر فاستهلَّ منيرا
طربَ الدهر فاستهلَّ منيرا
رقم القصيدة : 22801
-----------------------------------
طربَ الدهر فاستهلَّ منيرا
يملأ الكون بهجة ً وسرورا
وسرت نفحة ٌ من البِشر فيه
ضمّخت خيمة َ السماءِ عبيرا
عُدنَ أوقاته رِقاق الحواشي
لك تَهدي بشاشة َ وحبورا
كلّ وقتٍ يمرُّ منه تراه
باردَ الظلِّ طيبا مستنيرا
فكأَن الهجيرَ كان أصيلاً
وكأَن العشيَّ كان بكورا
بوركت من صبيحة ٍ في ضُحاها
وَفَدَ اليمنُ بالسعود بشيرا
وإلى طلعة ٍ جلت كلَّ همٍّ
ببنان الإقبال أضحى مشيرا
فتأمل عقودَ هذي التهاني
كيف زانت بها الليالي النحورا(24/1)
وتصفّح أيامها الغرّ وانظر
كيف قد وشحت بهنَّ الخصورا
فرحٌ من شعاعه اقتبس النورَ
محيّا الدنيا فشعَّ منيرا
فاقتبل عمرها جديداً وأيامَك
عيداً والعيشَ غضًّا نظيرا
طاب نشر الأفراح في بِشر قومٍ
لهم الفضلُ أوّلاً وأخيرا
عترة المجد أُسرة الشرف المحض
زكوا محتداً وطابوا حجورا
شرعٌ في العُلى وغير عجيبٍ
فلها رشّح الكبيرُ الصغيرا
معهم يولد النهى فترى اليا
فعَ كهلاً والكهلَ شيخاً كبيرا
خاطروا في العُلى فناهيك فيهم
شرفاً باذخاً ومجداً خطيرا
منهم يستضاءُ شرقاً وغرباً
بوجوهٍ تكسوا الكواكب نورا
فمع الشمس يشرقون شموساً
ومع البدر يُشرقون بدورا
أيها العصر لا أرى لكَ مِثلاً
زانك المصطفى فباهي العصورا
قبله هل مسحت غرّة صبحٍ
عن لثام الأسفار أبدت سفورا
شخصت نحوه العيونُ ولكن
عاد بعض يَقذى وبعضٌ قريرا
فبعينٍ شعاعهُ كان ناراً
وبعينٍ شُعاعه كان نورا
بلّغته الرضا عزيمة ُ نفسٍ
كبرت أن ترى الخطير خطيرا
كم طوى البيدَ باسطاً كفَّ جودٍ
نشرت ميّتَ الندى المقبورا
واستقلَّ البحورَ جوداً فأجرى
من أسارير راحتيه بحورا
مانحا بلدة َ بمسراه إلاّ
وأبت نحو غيرها أن يسيرا
إذا ذكره أطاف بأُخرى
كاد شوقاً فؤادها أن يطيرا
فأتى مشهداً لمن طافَ فيه
قد أعدَّ الإله أجراً كبيرا
فيه لطف الله الذي من يزره
زار في عرشه اللطيف الخبيرا
حازَ أجراً لو الورى اقتسمته
لغدا فيه كلّهم مأجورا
وبتلك الديار أبقى مزاياً
تستقلُّ المنظومَ والمنثورا
وانثنى راجعاً بأحشاء قومٍ
معه سافرت وعفنَ الصدورا
يا نديمي على الهنا زانك الله
ولقّاك نظرة ً وسرورا
قل لعبد الكريم بُشراكَ يا مَن
شاد بيتَ المكارم المعمورا
قد أقرَّ الإله عينيكَ فيمن
كان في غرّة لعينيك نورا
زار بغداد مَن بها ركز اليومَ
لواءَ المفاخر المنشورا
راقها منه طلعة ً بدرُ مجدٍ
لا رأت للغروب فيه نذيرا
ما تجلّى بباهر الضوء إلاّ
عاد طرفُ الحسود عنه حسيرا
حسدتها السما عليه وقالت(24/2)
لمجلّيكِ ما حويتُ نظيرا
لو قبلتِ التعويضَ عنه لقايـ
ـتك حتّى هلاليَ المستنيرا
فهو يغني عمّن سواه ولكن
ليس يُغني سواه عنه نقيرا
من رآه يقري الضيوف ويسعى
للمعالي ويطلق المأسورا
قال: هذا محمدٌ ذلك الصا
لحُ قد عاد شخصه منشورا
ونعم لا تقل طوى الموت من لم
تفتقد منه سعيَهُ المشكورا
وكذا الشمس إن تغب فابنها البد
ر يجلّي بنورها الديجورا
يا بن من قد أتى على الجود حينٌ
فيه لولاه لم يكن مذكورا
بك قرَّت عينا أخيك كما طر
فُك قد عاد في أخيك قريرا
فلمن منكما أُهنّي تساوى
فيكما البشر زائراً ومزورا
إنّما أنت للمعالي يمينٌ
وهو قد كان سيفَها المشهورا
فإذا ما هزَزَتَهُ يوم فخرٍ
جاءَك الدهر مُذعناً مستجيرا
فرويداً مُراهنيه رويداً
لن تشقّوا غبارَه المستطيرا
خلفكم عن مدى ً يشقّ عليكم
ما ركبتم إليه إلاّ الغرورا
ما لعليا محمدٍ حسنِ الأخلاق
تلقى الشعرى العبور عبورا
ماجدُ النفس في اقتبال صباه
يلبس الفخر كلّ آن حبيرا
مستطيلٌ كم ابتدا مكرماتٍ
عاد باع الكرام عنها قصيرا
رفّ نبت المُنى بجانب جدوا
هُ فكانا خميلة َ وغديرا
كان تأريخ بيته أوّل الدهر
على جبهة العُلى مسطورا
عن أبيه عن جده المصطفى ير
وي حديث المكارم المأثورا
قد بنى في السماءِ قبّة مجدٍ
تخذ النيّرات فيها سميرا
من كرامٍ قد استرقّوا لباس الـ
ـحمد والناس تسترقّ الحريرا
لعلاها محمدٌ قد أعدتّه
جواداً على الثناء مُغيرا
كم جرى والصَبا بحلبة جودٍ
فغذا عنه شأوها محسورا
وجلا أُفقها محمدٌ الها
دي لمن نصّ في الظلام المسيرا
كوكبٌ عَزّ أن يرى فلك المجد
منيراً بمثله مستديرا
ولها من محمدٍ بأمينٍ
حفظت كنز فخرِها المذخورا
قد رقى حيثُ ليس ترقى الثريّا
وسقى الوافدينَ نوءاً غزيرا
وبعبد الحسين قد فاخروا الشمـ
ـس فودّت في الأُفق أن لن تُنيرا
هم بنو السؤدد القديم كما هم
إخوة المجد واحداً وعشيرا
فادع غريّد أُنسهم ثم أرّخ
رجعة المصطفى بها اسجع دهورا(24/3)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيّ تحتَ الدجى مُحيّاً أنارا
حيّ تحتَ الدجى مُحيّاً أنارا
رقم القصيدة : 22802
-----------------------------------
حيّ تحتَ الدجى مُحيّاً أنارا
فأحال الليلَ البهيمَ نهارا
واعتنق كالُلجينِ ناظرَ قدٍّ
لا يجيل الوشاحَ إلاّ نُضارا
وارتشف كالسُلاف ريقة َ ساقٍ
خلت منها أدار لي ما أدارا
سحراً زارنا وأرخى جُعوداُ
ذات نشر تعطّر الأسحارا
وجلاها ورديّة َ اللون فيها
خلتُ أن قد أذاب لي جُلّنارا
ما أنارت من جانب الكأس إلاّ
قال قلبي الكليم آنست نارا
يا نديمي على الطِلى عاطنيها
أُخت خدّيكَ رقّة َ واحمرارا
هاتها تُطلق النفوس من الأسر
كما تترك العقولَ أُسارى
وبها يا بن نشوة الكأس صرفاً
داوِ شوقي فقد مرضت انتظارا
وعلى الرشف قرّط السمعَ مني
نغماتٍ تحرّك الأوتارا
غنني باسم ناعمٍ حضنته
في ظلال النعيم بيضُ العَذارى
وغريرٍ حلا بعيني ومنها
قد حمى الجفنَ أن يذوق غِرارا
زار سرّاً وكان صدَّ جهاراً
فأراني نجومَ ليلي نَهارا
كم تعاطيتُ من مقبّله العذبِ
على ورد وجنتيه عُقارا
في رياضٍ جلت عرائسَ زهرٍ
كان طلّ الأنداء فيها نثارا
واكتستها ديباجة أَلحمَ القطرُ
وسدّى في نسجها وأنارا
كلما زرّ نورُها الغضّ جيباً
عنه حلّت يد الصَبا الأزرارا
خلعة ٌ من بهاءِ عرس غنيّ
كان حسناً بهاؤُها مستعارا
ماجدٌ قرّت العُلى فيه عيناً
واستهلّت بسعده استبشارا
وغنيّ بفخرها أطلعته
كوكباً في سمائها سيّارا
عُرسه غادر الحواسدَ بالأمـ
ـس سكارى وما هم بسكارى
وعلى قُطب دارة المجد زهواً
فلكُ اليمن بالسعود استنارا
ذلك المصطفى الذي للمعالي
إن جرى قيل سابقٌ لا يجارى
رقّ طبعاً وراق خَلقاً وخُلقاً
وزكى شيمة ً وطاب نِجارا
قد حمى حوزة َ العُلى في زمانٍ
غيره فيه ليس يحمي ذمارا
واستطالت به على الدهر كبراً
هممٌ تبذل الخطير احتقارا
بيته كعبة ُ الندى وحماه
لبني الدهر لم يزل مُستجارا
من أُناس بذكرهم أنجد المد(24/4)
حُ على أوّل الزمانِ وغارا
هم أطالوا عمرَ السماح وأعما
رَ المواعيد قدّروها قِصارا
كلهم ينتمي لدوحة ِ مجدٍ
شرفاً أثمرت عُلاً وَفخارا
تلك أقمارُ سؤددٍ بل شموسٌ
وَلدت في سما العُلى أقمارا
فإذا بأهلوا السما بأبي الـ
ـهادي وقد أشرقت ترومُ افتخارا
رأت الأرض تستنير بوجهٍ
حسنٍ مثله بها ما استنارا
ودعت يا رفيعة القدرِ من أنـ
ـجمي الزهرِ خفّظي الأقدارا
لستِ إلاّ فدى ً لوجه كريمٍ
ليس يرضى بدارة الشمس دارا
ذو يمينٍ مبسوطة ٍ بالعطايا
لا تغبّ الوفّاد منها اليسارا
فلكم حرّرت أرقّاءَ دهرٍ
واسترقّت من الورى أحرارا
مستشارٌ وهل لعقدٍ وحلٍ
يجد القومُ مثله مُستشارا
هو أنكى رأياً لطارقة الخطب
وأذكى لطارق الضيف نارا
لستُ أدري إذا احتبى ناطقاً بالـ
ـكلمِ الفصل ناهياً أمّارا
أبصدر النادي توقّر رضوى
أم هو احتلّه فأرسى وَقارا
حصَّ قومٌ حرّ القريض فأضحى
واقعاً لا يرى لأُفقٍ مطارا
وهو قد راشه فرفَّ بجنحيه
اشتياقاً ونحو علياه طارا
يا بني المصطفى كفى نظراً للمجـ
ـد منكم بأن تهينوا النضارا
والمعالي ليُهنها أن تُقضّوا
طرباً في وِصالها الأوطارا
وليزوّد ربع المكارم زهواً
إنكم تعمرون منه الديارا
قد كُفيتم من غارة البخل لمّا
أن نهضتم مشمّرين غيارى
وهي لولاكم لطلّت دمَ الجود
وقالت قد ضعت فاذهب جُبارا
أينعت روضة ُ الهنا فاجتنينا
لكم التهنياتِ منها ثِمارا
وغفرنا ذنبَ الزمان وقلنا
قد أقلناكَ يا زمان العثارا
وأزرنا عقيلة الفكر ترخي
طرباً للنشيد منها الأزارا
يمّمتكم عَطرى البرود بذكرا
كم فناهيكم بها مِعطارا
إن جلت من عرائس اللفظ عُوناً
فالمعالي تزفّها أبكارا
هي غيظُ الحسود لم تجل إلاّ
زادَ أهلُ الكمالِ فيها ابتهارا
وغدّت تكثر القيام لأعجاب
بها والحسود يبدي ازورارا
كلما أُنشدت دعى المجد قامَ
القومُ إلاّ وللحسود أشارا
فأقيموا على السرور بعصرٍ
هو فيكم يفاخر الأعصارا(24/5)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أرأيت كيفَ بدا يشيرُ
أرأيت كيفَ بدا يشيرُ
رقم القصيدة : 22803
-----------------------------------
أرأيت كيفَ بدا يشيرُ
بلحاظه الرشأُ الغَريرُ
خطّ ابن مُقلته الهوى
وارتاحَ يقرأهُ الضمير
في طُرس خدٍّ من خيال
الهدبِ لاحَ به سطورُ
فصحيفة ُ البشرى محيّاه
ورونقه البشير
حيّا بيوم كاد يقطر
من غضارته السرورُ
وأدار لامعة َ تشفُّ
كخدّه- بأبي- المديرُ
أهلاً وقد حدر اللثا
مَ كأنه القمرُ المنير
رشأٌ إذا كسر الجفونَ
فقلبُ عاشِقه الكسيرُ
والجفنُ أصرع ما يكون
غداة َ يصرعهُ الفتور
خِصر اللمى تحيى وتقـ
ـتل في تكسّرها الخصورُ
يا جاهلاً نبأَ اللحاظ
وذاكَ يعقله البصير
أفلا سقطتَ على الخبير
بوحيها فأنا الخبيرُ
إنّ الوجوهَ لكا الزجاجة
تستبينُ بها الأمور
وتشفّ عمّا خلفها
فله بها أبداً ظهورُ
وإذا القلوبُ تراسلت
فمن اللحاظ لها سفير
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشراك زرتك يقظة
بشراك زرتك يقظة
رقم القصيدة : 22804
-----------------------------------
بشراك زرتك يقظة
فالطيف طارقه غُرورُ
فدعوت لي فيه الهنا
ولغيري الجدّ العثور
أحبب إليك بهالة ٍ
فيها تنادمتِ البدورُ
هي جنّة لكن سقاة ُ
رحيقها المختوم حُور
بين الخدور ولا أُصرّحُ
باسم من حوت الخدورُ
بيضاء مطعمة ُ الهوى
شهدت بعفّتها الستور
كلفي بصائدة القلوب
ومن حبائلها الشعورُ
ما بين قرطيها إلى الخلـ
ـخال روض صباً نظير
والوجنتانِ شقيقة ٌ
ماء الشباب لها غديرُ
كيف الوصول لخدرها
ووراء كِلّتها الغيور
لامَ العذول بها وقالَ:
من الصَبابة لا غديرُ
لا تخدعنك غريرة ٌ
هي أمّها الدنيا الغرور
والعشقُ لا يملك فؤاد
ك فهو سلطانٌ يجورُ
كم مغرمٍ حكمت بمهجته
الترائبُ والنحور
ثم انثنت ولها حُشا
شة صدرِه وله الزفيرُ
قسماً بأيدي الرامياتِ
إلى مِنى عنقاً تسير
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قلَّ الكرامُ وإنما(24/6)
قلَّ الكرامُ وإنما
رقم القصيدة : 22805
-----------------------------------
قلَّ الكرامُ وإنما
بكم قليلهم كثيرٌ
ولكلّ عصرٍ أوّل
منهم لأوّلكم أخير
نفر إلى غير المساعي
العزّ ليس لكم نفير
للمجد كلكم بدور
فلك السعود بها يدورُ
وعلى ارتشاف طلى الهنا
أبداً نديمكم السرور
أصبا القريض قفي فقد
بلغَ المقامَ بك المسيرُ
حُطّي اللثامَ فهاهنا
روضُ المباكر والغدير
ومن القوافي فتّحي
زهراً به تبهى العصورُ
يبقى كما اشتهت العُلى
غظا تهاداه الدهور
سبحان من بالمصطفى
أسرى فطاب له المسير
حملته همّته وتلك
هي البراق به تطيرُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> للحجّ سار ومن رأى
للحجّ سار ومن رأى
رقم القصيدة : 22806
-----------------------------------
للحجّ سار ومن رأى
ركناً إلى ركن يسير
فالأرض تشهد كلها
لك إنكّ النوء الغزير
حيّت أغرّ كأن طلعـ
ـة َ وجهه قمرٌ منيرٌ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا النَسرُ طار لها ولا
لا النَسرُ طار لها ولا
رقم القصيدة : 22807
-----------------------------------
لا النَسرُ طار لها ولا
عبرت بها الشعرى العبور
قِرّي شقاشق غيرها
فبذا النديّ لها الهديرُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
رقم القصيدة : 22808
-----------------------------------
عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
لك عيدٌ وللحواسد نحر
في سرورٍ جميعه لك لكِن
هو شطرٌ لنا وللدين شطر
إنّما العيد أن نراك مُطاعاً
لك نهيٌ على الزمان وأمر
ونرى الوجهَ منك يلمعُ بِشراُ
منك للدهر ملأ عينيه بدر
يرجع الطرفُ أن أراك عدوّاً
وكأَن مرّ بين جفنيه جمر
فلشمل السرور عندك نظمٌ
وعلى حاسديك للسوء نثر
أنت يا كعبة َ الهدى مشعرُ الحق
على رغم أنف مَن لا يقرّ
لك فسكرٌ يطالع الغيب حتى ّ
ليس من دونه عن الغيت ستر
وإليك الرياسة انتهت اليومَ
وفيها للدين عزّ ونصر(24/7)
قمت فيها على التقى فتمنّى
كلُّ عصرٍ بأنّه لك عصر
مَن تُرى في ولائنا منك أولى ؟
ولك الودّ للرياسة أجر
أنت بحرٌ لكنّ جدواك مدّ
كلّ آن والبحر مدّ وجزر
أنت غيثٌ لكنّ جودك من أُولا
ه سكب وأوّل الغيث قطر
ذو بنانٍ بموضع الجود تسمى
وهي من مَرضع الغمامِ أدرّ
أتملاتٌ ما أتعبتها العطايا
ومتى أتعب الغمائمَ قطر
فاخرت أرَضها السماءُ فقلنا
لكِ لولا بيتٌ على الأرض فخر
فيه شمسُ الهدى وأربعة ٌ منه
بدور وفيكِ شمس وبدر
هم به للسماح خمسة أنهار
وذا فيك للمجرّة نهر
حرم باب عزّه مُستجارٌ
وهو دون اللاجي على الدهر حجر
لم يقع في حماه حِجرٌ على صيدٍ
ولا طار نحو علياه نَسر
ومُعارٍ بغلطة الحظّ عزّاً
قد ثنى العِطفَ منه زهوٌ وكبر
ظنّ أن الفخار قصرٌ منيف
وثياب عليه حمر وصفر
فتعاطى عُلاك وهو ابن خفضٍ
يزن الطود ضلّة وهو ذر
ثم أعيى وحطّه النقص عجزاً
أن يساوي بقدره لك قدر
قلت أقصر وحشو ثوبك خزيٌ
عن عُلا ملؤ برده منه فخر
جلّ قدراً فقبله ما رأينا
بَشَراً وِلدُهُ ملائكُ غرّ
هو بدر النهى وهم في علاه
أنجمٌ في مطالع الفضل زُهر
كلّ كاسٍ من الجميل ففخراً
نسج بردي علاه حمد وشكر
ماجد النفس في الخليقة حلوٌ
إن تذقه وفي الحفيظة مرّ
حفظوا حوزة العُلى في زمان
بين أنيابه دم المجد هدر
فهم أخوة المكارم فيهم
لا رأت عينها سوى ما يسر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
رقم القصيدة : 22809
-----------------------------------
أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
ديمٌ إليك حدى النسيمُ عِشارها
من كلّ هاضبة ٍ تألّف برقُها
فأتتك تتبع عينها أبكارها
نفّاحة وسمت رُباك فروّضت
من بعد ما محت الصَبا آثارها
وبأيمين العلمين أمثال المها
لا يستطيع أخو الغرام مزارها
علّمن أغصان النقا فتمايلت
طرباً وعلّمت الشجى أطيارها
إن تمنع الأعرابُ روضة َ ريمها
عني وتأبى أن أشم عرارها
فلأعدلّن بصبوتي عنها إلى(24/8)
فئة ٍ على الروحين أعهدُ دارها
حيّ من الأتراك بين خدورهم
هيفاءُ تمنح وصلها من زارها
وافت تبرقع وجهّها قمرَ الدجى
وتَزرّ في شهب السما زِنّارها
فصم السوار لفعمة من زندها
فكأَنّما كان الهلال سوارها
فدنوت منها لا أهِمُّ بريبة ٍ
فيها ولم تطرح لديّ أزارها
لكن ليقضي ناظري من حسنها
الأوطار لا أقضى لها أوطارها
العصر العباسي >> البحتري >> لا أرى بالبراق رسما يجيب
لا أرى بالبراق رسما يجيب
رقم القصيدة : 2281
-----------------------------------
لا أرى بالبراق رسماً يجيب
سكنت آيها الصبا والجنوب
خلف الجدة البلى في مغانيـ
ــها كما يخلف الشباب المشيب
أيبس العيش بعدهن، وقد يعـ
ــهد فيهن وهو غض رطيب
أسف غالب يحر جواه،
وعزاء متعتع معلوب
راعني ما يروغ من وافد الشيـ
ــب طروقاُ، ورابني ما يريب
شعرات سود إذا حلن بيضاً
حال عن وصلة المحب الحبيب
مر بعد السواد ما كان يحلو
مجتناه من عيشنا ويطيب
تلك أسماء إذ أجدت وداعاً
جلب الوجد بينها المجلوب
نظرت خلسة كما نظر الريـ
ــم، ومادت كما يميد القضيب
وإلى أحمد ابتعثنا المهاري
للبانات طالب ما يخيب
جنحاً في الظلام يحدين وهناً،
ومراسيل دأبهن الدؤوب
قاصدات مهذباً لم يشقق
في معالي فعاله التهذيب
إن تطلب شرواه فالغيث دفقاً
مثل من سماحه مضروب
وإذا ما الخظوظ أجرى إليها
محطئ من بغاتهم أو مصيب
بلد العاجز المزند فيها،
ومضى الأحوذي فيها النجيب
وأرى القوم حين خلوا مداه،
وتناهى جريهم والهيوب
حاجزوا سابقاً تمهل حتى
أحسر الريح شأوه المطلوب
ما لقينا من الحقوق اللواتي
تتشكى أوجاعهن القلوب
كل يوم حق يلم فيغلو
جزعاً، أو يشط بعداً قريب
فالتلقي له عقابيل خطب
ولفرط التشييع أيضاً خطوب
سقي الركب عامدين فلسطيـ
ــن ففيهم شخص إلينا حبيب
يشهد الأنس حين تشهد فينا،
ويغيب السرور حين يغيب
شيمة منك حرة يا أبا العبـ
ــاس وفاك نجرها أيوب
فآبق ما طرب الحمام، وما نا
زع شوقاً إلى محل غريب(24/9)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ماتوا بغيظهم وليت نفوسهم
ماتوا بغيظهم وليت نفوسهم
رقم القصيدة : 22810
-----------------------------------
ماتوا بغيظهم وليت نفوسهم
فيها المنّية أنشبت أظفارها
ما مدَّ في أعمارهم لكرامة ٍ
لكنما كرهَ الأله جوارها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> صبح الهنا اليومَ تجلى ّ أبيضا
صبح الهنا اليومَ تجلى ّ أبيضا
رقم القصيدة : 22811
-----------------------------------
صبح الهنا اليومَ تجلى ّ أبيضا
وبالمنى ربعُ التهاني روّضا
فقم إلى كأس التهاني واصطبح
فيها بنادٍ بسنا البِشر أضا
فانّ هذي فرحة ٌ من قبلها
لمثلها الزمانُ ما تعرّضا
من لم يكن يأخذ منها حظَّه
فليت شعري ما الذي تعوّضا
وكيف لا يدخل في كلّ حشاً
منها سرورٌ سرَّ أحشاء الرضا
أسخى الورى الناهض من ثقل الندى
بما به كلُّ الورى لن تنهضا
ذاك الذي من كرم النفس يُرى
ندبِ صلاة ِ وفده مُفترضا
ذاك الذي كلتا يديه رهمة ٌ
ربعيّة ٌ بها المُنى قد روّضا
ذاك الذي للمسنتين جودُه
رَقى إذا صلَّ الجدوب نضنضا
ذاك الذي سمت به همَّته
لغاية عنها السماك انخفضا
ذاك الذي لو لم يشيد للعُلى
بناءَها السامي إذاً لانتقضا
ذاك الذي للمجد كان جوهراً
وكان كلُّ الماجدين عَرضا
يُزين كلَّ الناس بعضُ فخرِه
لو أنه عليهم تبعَّضا
له سجاياً من أبيه حسُنت
وبسط كفٍ في الندى ما انقبضا
وغُرَّة من لمعها تحت الدجى
أعارتِ البرقَ السنا فأومضا
يصرِّح البِشرُ بها للمجتدي
بالنجح قبل أن يُرى معرَّضا
أحبب بدهرٍ جُلب البِشر به
وكان قبلَ جلبه مبغضا
إذ في ختان قرتي عين العُلى
سرَّ الأنام أسوداً وأبيضا
طاب الهنا فيه لهم فيا له
قطعاً به وصل الهنا تقيَّضا
فليهن في عبد الحسين ما شدت
في الأيك ورقاءُ وما برق أضا
وليزه في عبد العزيز فلقد
زها به جميع ما ضمَّ الفضا
واليوم في ختان كل أرِّخوا
بالزهو قد حوى محمد الرضا(24/10)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عثر الدهرُ فاستقال سريعا
عثر الدهرُ فاستقال سريعا
رقم القصيدة : 22812
-----------------------------------
عثر الدهرُ فاستقال سريعا
رُبَّ عبدٍ عصى فآب مطيعا
زلَّ لكنه تراجع لما
ملأت هَيبة ً حشاه صدوعا
قرنَ الذنبَ بالإنابة َ واستشـ
ـعرَ من عظم ما جناه الخشوعا
وتمنى وإن هو استدرك الهفـ
ـوة َ لو قبلها تردّى صريعا
ورأى أنه أساءَ لِرجلٍ
شرفاً بالرؤوس تُفدى جميعا
وإلى منكبٍ عليه استقلّت
قبة ُ الدينِ، لا به الدين ريعا
راحتا جبرئيل منه تلقّت
منكب المصطفى تقيه الصُدوعا
وترقّى يبشر الملأ الأعلى
بمولى ً عليه خافوا الوقوعا
يا عيوناً سهرتِ بالأمس قرّي
أقبل اليوم مَن مَلاكِ هجوعا
وقلوباً رففتِ شوقاً إليه
لكِ وافى فلا تشقّي الضلوعا
قد أتى رافهاً بصحة جسمٍ
تركت قلبَ حاسديه وجيعا
وأتى الدهر تائباً وهو يدعو
مَن عذيري فقد أسأتُ الصنيعا
رافع الطرفِ نحو مَن لعُلاه
كسرت طرفَها الملوكُ خضوعا
وعلى كفّه رأى الصيدَ تهوي
طلب اللثم سجّداً وركوعا
فدنى لاثماً ثرى أخمصيه
لم يقدّم سوى البكاءِ شفيعا
ولسان المسيء أعطفُ شيء
لكريم بأن يكون دموعا
قد لعمري استقال أحلم مولى
كرماً يغفر الذنوبَ جميعا
حيّ مُستحفظَ العلومِ بعصرٍ
فيه لولاهُ أوشكت أن تضيعا
ذو بنانٍ حوالبُ المزن ودّت
أن تراها الورى لهنَّ ضروعا
فيه عمر الفيحاءِ قد عاد غضًّا
وزهت بالسرور فيه ربوعا
ولأن قيل جاءَ فاستقبلته
قمراً طالعاً وغيثاً مريعا
فهو من ردَّ كل ليلٍ نهاراً
بحماه وكلّ قيضٍ ربيعا
ولده الطيّبون أصلاً وفرعاً
علّم المسكَ خُلقُهم أن يضوعا
إخوة البيض ألسناً وبنو الشهب
وجوهاً آباؤهن طلوعا
سبقوا النّيراتِ منها وجوداً
ومشوا فوقها فرادى جميعا
كلّ عَفٍّ عن الهوى بتقاه
فطمً النفسَ يوم كان رضيعا
وُلعوا بالنهى على حين شبّوا
وسواهم باللهو شاب ولوعا
مِن سهام الزمان كم من صنيعِ
نسجوه على العفاف دروعا(24/11)
علماء منها نضوا سيفَ فكرٍ
تركوا مَعطسَ الضلال جديعا
لا يزالوا معاً على حوزة الد
ين لأهل الإيمان سوراً منيعا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أُبشّر فيك العُلى والشرف
أُبشّر فيك العُلى والشرف
رقم القصيدة : 22813
-----------------------------------
أُبشّر فيك العُلى والشرف
وأهدي إلى المجد أسنى التحف
وأنظم فيك لجيد الفخارِ
لئالٍ تفوق لئالِ الصدف
وأجلو عليك بنادي السرور
عروسَ الثنا بالتهاني تُزف
أبا المصطفى أنتَ فخرُ الكرام
وأكرُم من بالفخار التَحف
وأزكى البريّة فرعاً نماهُ
من دوحة المجد عيص الف
لك الله أكملَ هذا السرورَ
بعزّ عليك لواه يرف
ولا زلت في آلك الأكرمين
ترى ما يُقرّ عيونَ الشرف
تروح على فرحٍ فيهم
وتغدو على فرح يؤتنف
جلا اليومَ بشرك وجه الزمان
فماء الغضارة فيه يَشف
نظمت بأيّامك الصالحات
شملَ المكارم حتى ائتلف
وقمت بأثقال هذا الزمان
وعنها أجلّهم قد ضَعُف
أقولُ لمن باتَ يُنضي الركاب
رويدك في السير لا تعتسف
أمل عن بني الدهر أعناقَها
فقد لئموا يوم كانوا نُطف
وبادر إلى ماجدٍ بيته
به للأكارم نعمَ الخلف
ترى علّة المكث للضيف فيه
طيبَ القِرى فهو لا ينصرف
إذا للإقامة فيه أتمّ
أجدَّ به نيّة َ فاعتكف
وحيّ به من أبي المصطفى
ربيع العفاة ِ إذا الضرعُ جف
أجل نظراً في مزايا عُلاه
وفي قومه خلفاً عن سلف
تجد فيه كلَّ صفاتِ الكمال
وفيهنَّ عبد الكريم اتصف
فتى ً وكفت كرماً كفُّه
فعلّمت الغيثَ حتّى وكف
ترى للمكارم والأكرمين
في مصطفى المجد نشراً ولف
إذا بسط الكفَّ يوم العطاءِ
طوى كلّمن نشرته الصحف
وزاد على كلّ حيّ به
عُلاً عنه يَقصِرُ من قد وصف
له حَلف الدهرُ أن لا يجيء
بمثل وقد برَّ فيما حلف
وكيف يساجله الأكرمون
وكلّهم من نَداه اغترف
ولو شاءَ جارى بصغرى بنان
أخيه من الأكرمين الأكف
وأبدا من الحسن المكرمات
مزاياً جمعنَ حِسان الضرف
هو الحسن الندبُ من في الكمال
أقرَّ الحسودُ له واعترف(24/12)
تَبارى الصَبا كرماً راحتاهُ
وأخلاقه الغرّ منها أشف
بني المصطفى مَن يباهيكم
وأنتم نجومُ سماءِ الشرف
حللتم من المجد أوساطَه
وغيركم منه حلَّ الطرف
سبقتم إلى صهوات العُلا
فأعلى الورى خلفكم مُرتدف
ثقالُ الحلومِ فلو توزنون
برضوى إذاً لرجحتم وخف
يقرّ بعين الورى أن ترى
بيوتكم للعُلى مختلف
وإنّ عليهنّ طيرُ السعود
بأجنحة اليمنِ زهواً ترف
أُهنيكم بفتى ً ماجدٍ
حسان العُلى فيه تبدي الشغف
غدا عرسه روضة ً للهنا
وزَهر السرور بها يقتطف
به قد غفرنا ذنوبَ الزمانِ
وقلنا عفى الله عما سلف
وبتنا على طربٍ نستطيب
أرقَّ النشيدِ بنادي الظرف
نفضّ ختام رحيق السرور
ونرشف أعذب ما يُرتشف
نعمّكم ونخصّ الجوادَ
فيا بورك الفرح المنتصف
ليُهنَ بعرس هلالٍ له
ظلامُ الخطوبِ به ينكشف
إذا ما ادعى البدرُ أن قد حكاه
فقل خلّ يا بدر هذا الصلف
سباك محيّاه وهو الأغرّ
فغطّ بوجهك هذا الكلف
وتحكيه عندي لو انّ الجواد
أبوك فذلك شمس الشرف
جوادٌ جرى سابقاً للندى
وعن شأوهِ الدهر عجزاً وقف
فيا أُسرة المجد لا زلتم
ببشرٍ من الدهر لا ينصرف
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طلعتَ كبدر دُجى تزفُّ سُلافها
طلعتَ كبدر دُجى تزفُّ سُلافها
رقم القصيدة : 22814
-----------------------------------
طلعتَ كبدر دُجى تزفُّ سُلافها
يا حيِّ طلعتَها وحيِّ زفَافَها
بيضاء ناعمة الشبيبة أقبلت
تُثني بنشوة ٍ دَلِها أعطافها
تطأ الحريرَ ولو تُطيقُ ذوو الهوى
فَرشتَ لها فوق الحرير شغافها
يُهنيك أنّ العامريَّة عن هوى ً
ألفت حِماكَ ونافرت أُلاّفَها
طرقتكَ زائرة ً بأسعدِ ليلة ٍ
قد كادَ يرفعُ نُورها أسدافها
وجلت بأنُمل فضَّة ٍ ذهبيَّة
خضبت بلون مدامها أطرافها
فاشرب على الورد الندي بخدّها
صهباءَ مُقلتِنا تُديرُ سلافَها
وتملُّ عيشك ناعماً بغريرة ٍ
كالريم أُرهفَ خِصرُها إرهافها
وبمسقط العلمين شائقة الهوى
ضربُوا على مِثل المَهاة ِ سِجافها(24/13)
ثُعليّة ُ لكن لها من حاجب
قوسٌ غدا أهلُ الهوى أهدافها
نشأت مع الأرامِ إلاّ أنّها
لاشيحها ترعى ولا خِذرافها
وبذي الأراكة ِ ربعُها لكَ جنّة ٌ
غِيدُ الظِباءِ تفيأت ألفافَها
ألفته فارتبعت بأطيب ملعبٍ
منهُ وكان لطيبه مُصطافَها
أرجت بريّاه رُباهُ وقد مشت
عَطرى البرود فَضوّعت أخيافها
يا ربعَ شوقي هل تُضيفُ حشاشة ً
نزلت ظباكَ بربعها فأضافها
دِيست بأخفاف المطيِّ لأنّها
شوقاً إليكَ تقدَّمت أخفافها
حيّتكَ من نَور الثُريّا حُفّلٌ
حلبت عليك يدُ الصَبا أخلافَها
من كلّ صادقة ِ المخيلة ِ حلّقت
مِن نحوَ نجدٍ واغتديتَ مطافها
طارت بأجنحة النسيم وأقبلَت
تحدُو الرعودُ ثقالَها وخِفافَها
قد حلّلت كفُّ البروق نطاقها
فغدت تُريقُ بصِقوتَيكَ نطافها
نثرت عليك عشيّة َ بردَ الحيا
نثرَ اللئالىء فارَقَت أصدافَها
أمشبّباً بالغيد زِدني مازجاً
في وَسفِ مَجلسِ أُنسنا أوصافها
هو تحفة الدنيا لنا قد أحسنت
فيه بريحان الهوى إتحافَها
قد بتُّ أقطفُ من حديقة زَهرِهِ
أزهارَ بشرٍ ما ألذّ قطافها
ونديمتي هيفاءُ وُشّح خصرهُ
بمذّهبِ شغفت به وِصّافها
جلت المُدامَ لنا فقلت لصاحبي
منحتكَ ساقية ُ الطلى أسعافها
وَشَدَت وقد أرخت ثلاثَ ذوائبٍ
بيد الدلال فأطرَبت أُلاّفها
ودعوتُ يا بُشراك إنَّ لياليَ الـ
ـتشريقِ تلك فبادر استينافَها
وصدقتك البُشرى فعرسُ محمدٍ
عيدٌ على الدنيا أدارَ سُلافها
ضحكت بها الدنيا سروراً واكتست
للزهوِ من حبراتها أفوافها
فاليوم قرّت عينُ هاشمَ في الثرى
وسقته أنواءُ السرور نطافها
وسرت إلى أبناء عبد منافها
نفحاتُ بشر أطربت مُستافها
وصلتهم البُشرى بعرس مُهذَّبٍ
أحيت مآثرُ جدّه أسلافَها
ينميه من مهدّي آل محمد
هذا الذي نَعَشت يداه ضعافها
وَرِثَ الإمامة علَمها وصلاحَها
وسماحها وإباءها وعفافها
يتدارسُ الملأُ المقدَّسُ عنده
حِكماً بَهرنَ من الورى عُرّافها
ربّ القدورِ الراسياتِ موائلاً
كالبرك أرحب مالئاً أجوافها(24/14)
هدّارة ً تحت الدجى فكأّنما
تدعو بحيّ على القرى أضيافها
ولو أنّ ياجوجاً ومأجوجاً أتت
مغناهُ تلتمس القِرى لأضافها
يا من مكارم شيبة الحمد انتهت
إرثاً إليه وزادَها إضعافها
علمت قريشٌ أنَّ قومك خيرُها
كرماً وإن منعتهُم إنصاقها
فإذا قريشٌ في المكارم طاولت
غلبت بطَولِ المُطعمينَ عِجافها
بالراحلين بها وقد أخذوا لها
عهد الأمان وسل بهم إيلافها
بالمنشقين أنوفها عزف العلا
والمرغمين على الهدى آنافها
مَن أعتقوها في المُحول وأرهنوا
في السبق حتى استعبدوا أشرافها
فبكم أعزَّ المؤمنينَ إلهُها
وكفا بواحد جمعكم آلاّفها
واليوم إن شكتِ الشريعة ُ قرحة ً
فسواك ليس بمدملٍ إقرافها
ما أيقنت ببقاءِ مهجتها لها
حتّى دعاكَ الله قم فتلافها
فمنعت حوزَتها وصنت حريمها
وحميتَ بيضتها وحِطتَ سِجافها
يابن النبي وتلك أشرفُ دعوة ٍ
طرباً تهزُّ لها العُلى أعطافَها
أنتَ الذي ارتضع النبوّة درّها
وله الإمامة مهدّت أكنافها
من حلَّ داركَ ظنَّ تربة َ قدسها
كافورة خلدية َّ فاستافها
ونعم هي الفردوسُ إلاّ أنها
رضوان بِشرك خازن إلطافها
هي باحة ُ الشرف المقدَّسة التي
ولدت بها منك العُلى أشرافها
ولدتهم علماءَ يكشفُ هديُهم
عن ذي القلوب الغافلات غِلافها
شّفوا طباعاً لا تميل مع الهوى
من حيث طهّرَ ربُّها شّفافها
فإذا بجعفرها ارتفدتَ وجدته
فرّاج كلِّ عظيمة كشافها
قمرٌ توسَّطْ دارة ً فلكيَّة ً
جمع الكمالُ على النهى أطرافها
لولا اكتسابُ الحاسدينَ بنعله
شرفاً لقال المجد طأ آنافها
حيث التفتّ وجدت ألسنة الثنا
والمدح تعلن في علاه هتافاً
وسعى الورى حلماً وأدّبَ جهلها
غضباً فآمن خوفها وأَخافها
وكفا بني الأمل السؤال وطالما
ملّت بساحة غيره إلحافها
هو سيدُ الكرماءِ إن ذكر السخا
وأخو المكارم إن غدوا أحلافها
زعم الأنامُ بنانُه أمّ الحيا
كذبوا وإن رضع الحيا أخلافها
لا قلتُ أنملَه ضروع غمامة
ومن الغمائم كم ذممت جفافها(24/15)
وحمدتُ أنملَهُ لأنَّ لها الندى
طبع تنيلك دائماً إسعافها
قد قلت للبخلاءِ مذ عقروا الندى
وبنوا المكارم حرّمت إيجافها
كونوا ثمودَ فإنَّ جعفرَ صالحٌ
للوفد يغمرُ بالندى معتافها
هذا أبو الهادي الذي لو جاورت
يده الغيومَ ولبخلت وكافها
بين الإمامة والنبوّة رتبة
بعلى السيادة قد علا أعرافها
تقفُ الملائكُ دون نور جلالها
خُضُعاً فتكثر نحوه استشرافها
آباؤُه حمت الشريعة َ في ضُباً
لم يعد حاسم رأيه أوصافها
فكأَنَّ من أسيافها آراؤه
وكأَّنَ من آرائه أسيافها
رأَي يردُّ على الزمان سهامَه
حتى تبيتَ صروفُه أَهدافها
جذلانَ يبسط راحة لم يعقد الأ
مساكُ لمحة ناظرٍ أطرافها
ماذا حواسدُها تقولُ وقد رأَت
في المكرمات لوفرها أتلافها
أتقول مسرفة بلى هي تقتفي
بالجود في إسرافها أَسلافها
وكأَنّما فمه حوى نضناضة ً
للخصم ينفثُ في حشاه ذُعافها
هو في لسان المكرمات محمدٌ
ومحمدٌ هو جامعٌ أصنافها
مولى ً خلائقهُ حلت فلو أنّها
هو والحسينُ بمجده قمرا عُلاً
كلُّ عن الدنيا جلا أسدافها
سقيت رياض كماله ماءَ النهى
فبهرن في أزهارها قطافّها
فئة ٌ لها حسبٌ تكافا في العُلى
طرفاهُ قد وطّا معاً اكتافها
فلكم بني الوحي الرسالة في الورى
وعليكم مدَّ الإله طِرافها
إن تفضلوا شرفاً ملائكة َ السما
فالله أخدمَ جدكم أشرافها
لو لم يجئ في ذكر وصف علاكم
تالله ما عرف الورى أوصافها
ولكلّ آنٍ في الأنام إذا التوت
منكم إمام هدى ً يقيم ثقافها
وإمامُ هذا العصر قام أبوكم
فيها فراض برفقه أعسافها
لم تختلف علماؤُها في مُشكلٍ
إلاَّ وردّ إلى الصوابِ خلافها
يابن الأُلى ركبوا سوابقَ من عُلاً
عقدوا بناصية السهى أعرافها
وابن الذين إذا الجيادُ حملنهم
لوغى ً وقوا بصدورها أردافَها
خُذها كما اقترح الوفا مزفوفة ً
بجميل ذكرك تستطيب زفافها
تهدي التهاني جُهدَها ومن الحيا
تبدي رجاء قبولك استعطافها
أنت الذي زهرت مناقبُ مجده
بين النجوم وأشرفت إشرافها(24/16)
نضت الشريعة ُ من لسانك مرهفاً
فمخيفها بالأمس ها هو خافها
ورأت بناثلك الوفود غناءها
من كلّ مَن طلبت لديه كَفافها
فإذا لغيرك ذمَّ موجفها السرى
حمدت إليك بنو السُرى إيجافها
فخلدت في الدنيا بعلمك في الورى
ونداكَ يملأُ صحفها وصحافها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها
حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها
رقم القصيدة : 22815
-----------------------------------
حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها
وجلت عليك مُدامة ً من رِيقها
وتبسَّمت لك عن ثناياً لم تَشِم
عينٌ كبارقها ولا كَعقيقها
وحبتكَ من رشفاتِها بسُلافة ٍ
ما فضَّ مُرتَشِفٌ خِتامَ رحيقها
وتعطّفت لك بانة ً غيرُ الصبا
لم يحضَ قبلك بانعطافِ رشيقها
ورنت بأجفانٍ إليك فَواترٍ
بأخي الهوى الدُنيا تضيق لُضيقها
يا أهلَ رامة َ ما الجمالُ وما الهوى
إلاّ لشائقٍ ريمكم ومَشوقها
نفحتكم بعبيرها ريحُ الصَبا
ونحتكم ديمُ الحيا ببروقها
فسقت ملاعِبَكم بأوطف تزدهي
منه بزهرِ رياضها وأنيقها
غيثٌ بسيب نَدى محمد صالحٍ
تشبيهُ واكفِ سحبهِ ودفوفها
هو خير من رضعَ المكارمَ درَّها
ورعى بها ـ مُذ كان ـ فرضَ حقوقها
مَن مثلُه وهو ابنها البرُّ الذي
ما همَّ لمحة َ ناظرٍ بعقوقِها
ملكٌ تجلّى للبريّة فخرهُ الـ
ـسامي تجلّي الشمسِ عند شروقها
فإذا تكرَّم كان فارجَ ضيقها
وإذا تكلَّم كان ضيقَ حلوقها
تفدي أنامله العريقة َ في الندى
أيدٍ من اللؤمِ انتساجُ عُروقها
ورثَ العُلى من سابقينَ لغاية ٍ
ما للبريّة مطمعٌ للحوقها
خُلقت كِراماً فهي تقتسم الثنا
والحمدَ بين جديرِها وخليقها
شرَعت طريقَ الجودِ وهو مشى به
فمشى الكرامُ وراءَه بطريقها
ولدتهُ مُمَّ "أبا الأمين" فأحرزت
بهما ثناء عدوّها وصديقها
بلغا السماءَ عُلاً وزادَ محمدٌ
شرفاً سما فيه على عيّوقها
أحيت أناملهُ العفاة َ ومن رأى
لُججاً يكون بها نجاة غريقها
كرمٌ كغادية السحاب تُزينهُ
لمعاتُ بشرٍ كالتماع بُروقها(24/17)
يا من تفَّرعَ في الذرى من دوحة ٍ
تُجنى المكارمُ من ثمارِ وَريقها
من دوحة الشرفِ الذي بثرى العُلى
وَشَجَت قديماً سارياتُ عروقها
أهدى لك الفرحَ الإلهُ مخلَّداً
وكساكَ من حُلل الثنا برقيقها
هذي المسرَّة ُ كم أقرَّت أعيناً
ولأعينٍ كانت قذى ً في مُوقها
وعد الزمانُ بأن يزيلَ بها جوى
الأحشاء فاشاقت إلى تحقيقها
خَفقَت بها شَوقاً وحين وفى بها
سكنت وقرَّت بعد طول خُفوقها
وغدا الزمانُ وقد ترشَّف راحها
نشوانَ بين صَبوحِها وغَبوقِها
فليُهنينكَ سائغُ الطرب الذي
لك قد أغصَّ الحاسدينَ بريقها
واسعد بعرس محمدٍ حسن العُلى
وأخي النُهى عبد الحسين شقيقها
داما بظلّكَ رافهينَ ولم تزل
تَغلي حُشاشة ُ من أبى بحريقها
فبنوك ثمَّ بنو أخيك جميعهُم
تأوي الوَرى منهمِ لفارج ضيقها
فإذا الخطوبُ تراكمت فالمصطفى
يُرجى لدفعِ جَليلها ودقيقها
وإذا لياليها دَجَت فمحمدُ الـ
ـهادي بِطلعتهِ انجلاءُ غسوقها
ولدى أمين المجد حفظُ عهودِها
إن خانَها دهرٌ بحلّ وثيقها
أبني العُلى ارتشفوا سُلافة َ فرحة ٍ
أحلى من الصهباءِ في راووقها
طاب السرور بها فقلت مؤرخاً
وصل الأحبة َ عرسُكم برحِيقها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وصلت ورَيعانُ الشبيبة ِ مونقُ
وصلت ورَيعانُ الشبيبة ِ مونقُ
رقم القصيدة : 22816
-----------------------------------
وصلت ورَيعانُ الشبيبة ِ مونقُ
وجفت وقد لبس المشيب المفرقُ
والغيدُ طوعَ نسيمِ رَيعانِ الصِبا
يهتّزُّ غصن شبابهنَّ المورق
والشيبُ إن حطَّت عقابُ نهاره
فغرابُ ليلة ِ وصلهنَّ محلَّق
أدرت فتاة ُ الحيِّ أنّي مذ نأت
قلبي أسيرُ هوى ً ودمعي مُطلق
أنا والجوى والدمعُ وهي ومُهجتي
طوعُ البِعادِ مغرّبٌ ومشرّق
عافت أخا دمعي العقيق وثغرُها
أمسى يَضيءُ به أخوه الأبرق
لله موقفنا صبيحة َ أجمعت
بينا له جزعاً بريقي أشرق
ومسكتُ قلبي كي يقرَّ وإنّه
ليكادُ يلفظه الزفيرُ فيحرق
وكظمتُ أنفاسي الغداة َ وفوقَها(24/18)
كادت مجامعُ أضلعي تتفرَّقُ
جاذبتُها فضلَ الرداءِ فأقبلت
بالعُنف تجمعُ ما جذبتُ وأرفق
ومذ استقلَّ بها الفراقُ دعوتُها
بالدمع إذ هو من لِساني أطلق
الله ياذات النظاقِ بواجمٍ
لسُنُ المدامعِ عن جواه تنطِق
وتذّكري عهدَ المودَّة ِ بيننا
أيّامَ أوقاتي بلهوِكِ تُنفق
متألّفين بحيث لاظلُ الهوى
صاحٍ ولا صفوُّ الودادِ مرنَّق
في روضة عذراءَ لم يبرح بها
يمري مذانبه الغمام المغدق
يسري النسيمُ عليلة ٌ أنفاسُه
فيها بنشرٍ من عبيرك يعبَق
وعيون نرجسُها المُندّى غازلت
منكِ المحيّا وو شمسٌ تشرق
فكأَنَّ في أجفانِهنَّ الطلَّ من
أنوار وجهكِ أدمعٌ تترقرق
ولهوتُ منكِ بذات خدرٍ زانَها
ثوبُ الشبابِ الغض لا الاستبرق
طوراً تعاطيني الحديثَ وتارة ً
راحاً بها شملُ الهمومِ يفرَّق
قالت وقد عاقرتُها من كفِّها
صرفاً لها نورٌ يروقُ ورونق
ألها نظيرٌ، قلت خلقُ "محمَّدٍ"
في لُطفه منها أرقُّ وأورق
خلقٌ لأبلجَ غير معقودِ الندى
ديمُ الغمامِ غدت به تتخلَّق
عذبتُ بفيه نعم فليس بغيرها
يلقى الذي من جُوده يسترزق
ويدّ أنَّ بكلّ منبتِ شعرهِ
منه بقول نعم لسانٌ ينطق
أثرى من الحسب الكريم وكلّ من
أثرى بلا حسبٍ مقلٌّ مملق
فانظر لمن عُرُبُ القوافي في الورى
تُنشى وأبكارُ المعاني تخلق
ما فيهم إلاّ محمَّد صالحٌ
بالمدح جيدُ علائِه يتطوَّق
المستجارُ من الزمان بظلِّه
إن جاءَ يرعدُ بالخطوب ويبرق
والمستضاءُ بوجهه إن يدجُ من
دًُهُم الحوادث ليلهنَّ الأورق
ومسدُد الآراءِ أسهُم رأيه
غرضَ القضايا الغامضاتِ تطبّق
يقضانَ قد سبرت تجارب حزمه
غورَ الزمانِ بأيِّ فنِّ يطرق
إن أبهمت يوماً مطالعُ شبهة ٍ
عمياءَ فيها الحقُّ لا يتحقّق
يغشى نُعاسُ الجهلِ تحت ظلامها
بصرَ القلوبِ المدركاتِ فتخفق
فعمودُ صبحِ بيانِه بضيائِه
غسقَ العمى لذوي البصائر يَفلِق
وإذا تحيّرت العقولُ بمشكلٍ
صعبٍ مجال الوهم فيه ضيّق
جَمعَ العقولَ على الصواب بحجّة ٍ(24/19)
فيها احتمال الريبِ لا يتطرّق
فمن السكينة ِ والوقارِ سكوتُه
وله المقالُ الفصلُ ساعة َ سنطق
وعُلاؤه الآفاقُ ضِقنَ بعظمها
وبعظمِ معجزه البسيطة ُ أضيق
إمّا أقامَ فمنه طرفُ الناس في
قرّت بإنسانيهما عيناكما
وبأيّ أرضٍ قد سرى ففعاله
عن أهلها عين الحوادثِ تطبق
فالناسُ في جدواه شخصٌ واحدٌ
وبمدحه الدنيا جميعاً تنطق
ونداه لو سكتوا لنوَّه باسمه
إنَّ الندى لهو الخطيبُ المفلق
وإذا ترادفت المحولٌ تشعّبت
منه غمائمُ للبلاد تطبّق
وغدا يرفُّ على البريّة ظلُّها
وبرَّيق النعماءِ فيهم تغدق
حتّى تمجُّ الأرضُ ماءَ نعيمها
ريّا وبالعشب الثرى يتشقّق
فتبيتُ حالية َ بوشي ربيعها
ولساكنيها العيشُ غضًّا يونق
مننٌ تفوت الواصفينَ وإنّما
وصفُ الأنامِ ببعضها يستغرق
وإذا انتمى فلدوحة الشرف التي
تنمو على مرِّ الزمانِ وتورق
وشجت قديماً سارياتُ عروقها
حيث المجرّة ُ نهرُها يتدفّق
فاصولُها فوقَ السما وفروعُها
شرفاً إلى مالا نهايَة تبسق
وطريفُ علياهُ يريك تليدها
فمن المكذِّبُ والطريفُ مصدّق
لا كالذي بينَ البريّة أصلُه
خرٌ على عَلكِ اللسان يُلفَّق
مَلِكٌ على أُولى الزمانِ قبيلهُ
بذوائب الشرف الرفيع تعلّقوا
طلبوا سماءَ المجد فابتدرت بهم
تسموا قُدامى عزِّهم وتحلّق
حتى ارتقوا أفلاكها وغدا لهم
دون البريّة غربُها وتحلّق
وإلى انقطاعِ الدهرِ فخرُ علاهم
أبداً بهالتها الرفيعة محدق
فكفاهم فخراً بأنَّ عشيرَهم
فيه وفي عبد الكريم معرّق
فهما معاً كفّا نداً وُصِلا بِهم
وُهُم لتاج العزّ قدماً مِفَرق
فرعا عُلاهم في حديقة ِ مجدهم
ما أثمراه طيبٌ مستوسق
ضربا بعرقٍ واحدٍ في طينة ٍ
هي من سواها في المكارم أسبق
مَثَلانِ مهما راهنا في حلبة ٍ
فغبار شأوهما بها لا يُلحق
وبكفّ كلّ منهما ما برّزا
في السَبقِ رهنَ ذوي المعالي يغلق
كالعين تبلغُ أختُها الشأوَ الذي
بلغتهُ إن كلٌّ إلأيه تحدّق
يا نيّري فلكِ المعالي مَن غدا
لهما بكلّ سماءِ مجدٍ مَشرِق(24/20)
وعلى القذى أغضى الحسودُ المحنق
فلقد تباشرتِ النفوسُ بأوبة "الـ
ـهادي" وجمَّع أُنسُها المتفرّق
وسما المكارمِ أشرقت لمّا بدا
نورُ "الحسينِ" بأُفقها يتألّق
قَدِما معاً والسعدُ طائرُ يمنه
غَرِدٌ يرفُّ عليهما ويرنّفق
ولئن تشوّقت البلادُ إليهما
فألى لقائِهما المعالي أشوق
لا مسَّ أيدي الرامياتِ إلى مِنى ً
نَصَبٌ ولا منها عُقِرنَ الأسوق
فلكعبة البيت الحرام بكعبتي
أملِ العفاة ِ سرت خفائف تُعنِق
وبثقل أجرهما ثقيلاتُ الخطا
صدرت كأَنَّ لها الرواسي أوسق
المُحرِمَينِ وإن أحلاّ دائماً
زهداً بما تهوى النفوس وتعشق
فكأَنَّ كلَّ مقامٍ احتلاّ به
حرمٌ وحجٌّكلَّ يومٍ يخلق
والركنُ يشهدُ أنَّ كفهما التي
استلمته لا إثمٌ بها متعلق
نحرا غداة َ النَفرِ هدياً قال لم
ي~~ُقبل سواي لو أنَّ هدياً ينطق
وسرينَ من حرم الأله جوانحاً
بهما إلى حرم البنيّ الأينق
بيتٌ لو البيت استطاعَ لجاءَه
بالركن يسعى سعيَ من يتملّق
فالدهرُ فيه محرِّمٌ فمقصِّرٌ
والفخرُ فيه طائفَّ فمحلِّق
عكفا به يتمسَّكانِ فناشقٌ
لَثَم الضريحَ ولاثمٌ يتنشَّق
واستقبلا حرمَ الوصيِّ وإنَّه
حرمُ الإله به الملائكُ تحدِق
وحمى ً يُجيرُ من السعير لأنَّه
فاستشفعا لله فيه ويميمّا
نادٍ بغير العزِّ ليسَ يُروَّق
رُفعت بأعلا "الكرخ" منه سُرادقٌ
بعلائها العيّوق لا يتعلّق
جمعَ الصلاحَ على التُقى أطرافهُ
وغدا لواءُ الفخرِ فيه يخفق
فلتلبس الزوراءُ حلَّة زهوِها
فالعيشُ رغدٌ والهنا مُستوسقِ
أوما ترى كأَس المسرّة تُجتلى
لعشيرة الشرفِ الرفيعِ وتُدَهق
عقدوا النديَّ وللوفاءِ محبُّهم
يُنشي المديحَ مُهنياً وينمّق
والزهرُ من أبنائهم ما بينها الـ
ـندبُ "الرِضا" في خُلقه تتخلّق
قد أحدقت منه بأزهدِها كما
تمسي بأزهرها الكواكب تُحدق
تسمو لو احظُهم إليه مُطرِقاً
وإذا سمت منه اللواحظُ تُطرِق
لو أنصفته الكاشحون بنعله
لتتوجوا ويبشعِها لتمنطقوا
عبِقت شمائله فما رَيّا للصَبا(24/21)
ممطورة َ الأنفاسِ منها أعبق
وجلت محيّا الدهرِ بهجة ُ وجهه
فارتدَّ وهو من النضارة مُشرِق
وجهٌ يلوحُ عليه عنوانُ النُهى
ويروق فيه من الطلاقة ِ رَونَق
ومن الخلالِ الصالحات قد احتوى
مجموعَ ما هو في الورى مُتفرّق
فبعزّه صرفُ الزمانِ مقيدٌ
وبجوده جودُ العفاة ِ مطوّق
أمراهنيه في الفخار وراءكم
عمّن إذ ابتدرَ المدى لا يُلحق
ودعوا الندى فله محمدُ جعفرٌ
يسقي رياضَ المكرماتِ فتورِق
ضرغامُ هيجاءٍ إذا ذُكر اسمه
في يوم روعٍ للجموع تفرّقوا
خُلِقت أنامل راحتيه أبحراً
يروي بها طوراً وطوراً يغرِق
نشأت لهنَّ غمائم بين الورى
عشرٌ بوادقها تضيء وتحرق
في السلم وابلُها النُضار وإنّما
في الحرب وابلُها دمٌ يتدفّق
ولها تُبسمُه بريقٌ في الندى
وبسيفه يومَ الكريهة تَبرُق
لو قيلَ يومَ الروعَ من ترِبُ الوغى
لأشارَ من بُعدٍ إليه الفليق
أو قيلَ أيُّ الناسِ أسبقُ للندى
قلنا "محمدٌ الجواد" الأسبقُ
لججٌ أسرّة ُ راحتيه ووجهُه
منه سهيلٌ طالعٌ يتألّق
فاعجب لأنضاء الوفود وأُنسها
بسناه إن وردت وليست تفرُق
ملأَ الزمان فواضلاً وفضائلاً
بهما يكلُّ من الفصيح المَنطِق
يا مَن رباعُهم غدت مملوَّة ً
بالوفد من كلِّ الأماكنِ تُطرق
فتحوا لهم بابَ السماحِ بهنَّ في
زمنٍ به بابُ السماحة ِ مُغلق
قد زفَّ فكري من عقائِله لكم
عذراءَ ليس لِغيركم تتشوّق
أَضحت بجيب الدهرِ جَونَة عنبر
في نشر ذكركم تضوعُ وتعبق
جاءَت كما اقترح الوفاءُ وإن يكن
كثرُ القصيدُ فغيرُها لا يُعشق
وترى الوفا نفسُ الكريم لأهله
فرضاً ولو بأدائه هي تزهق
وتمجُّه نفسُ اللئيم ولو لَها
ما دُمتَ بالعسل المصفّى تُلعِق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أينَ في عصرنا نرى لك مِثلا
أينَ في عصرنا نرى لك مِثلا
رقم القصيدة : 22817
-----------------------------------
أينَ في عصرنا نرى لك مِثلا
جئتَ بعداً ففقتَ من جاء قبلا
كلّما قد بلغتَ غاية َ فضلٍ(24/22)
زدت جِدّاً فزادكَ الله فضلا
وإذا قيلَ بعضُ جدِّك هذا
لك كلُّ الفضل انتهى قلت كلاّ
لم تزل هكذا تجدُّ إلى أن
قيلَ مهلاً لك انتهى الفضلُ كلاّ
نلتَ أقصى العُلى وتبغي مَزيداً
عزَّ مَن هكذا براكَ وجلاّ
لو على قدرِكَ اتخذتَ خليلاً
لا اتخذتَ الهلالَ في الأُفق خِلاّ
أيَّما خصلة ٍ من المجد عنَّت
لم تفز منم قِداحها بالمُعلّى
قد بحثتَ العلومَ فنًّا ففنًّا
وبها قد أحطتَ عقلاً ونقلا
وشحنتَ الزمانَ هدياً ونشكا
وقضيتَ الحقوقَ فرضاً ونفلا
فإلى أين عنك يبغي انحِرافٌ
ضلَّ من لا يراكَ لله ظِلاّ
أيّها المقتفي الأئمة َ لا تُخطئ
قولاً لهم ولم تعدُ فِعلا
قل لمن يدَّعي النيابة َ عنهم
هكذا عنهم يُنابُ وإلاّ
أنتَ ياكعبة َ إليها الرجا حجَّ
ويا قبلة ً لها المدحُ صلّى
مَشعر الحق مستجارُ ذوي الحقِ
وَمن لم يقل بما قلتُ ضلاّ
فيك لو أُعطيت مُناها الثُريّا
لتمنَّت بأن تُرى لكَ نعلا
يا وقور النديَّ جئت بجيلٍ
خيرهم في ندِّيه طاش جهلا
ما عسى أن يقولَ فيكَ مريبٌ
صقلت عَرضَكَ المكارمُ صقلا
لك أفدي مُعذَّباً بمعاليك
إليها يمدُّ باعاً أشلاّ
يتعالى بجهله وهو يدري
أنَّ مِن مفرقيه كعبَك أعلى
لو رأى الليثُ كيف رشّحت أشبا
لكَ لارتاح أن يُرى لك شِبلا
غُرراً قد نجلتها ليس ترضى
معها البدرَ ينتمي لكَ نجلا
طبتَ نسلا وكنتَ أزكى المجـ
ـدِ وما كلُّ مَن زكى طابَ نَسلا
سُرجاً للعُلى وَلدتَ وكلٌّ
كم له من نهار فخرٍ تجلّى
لك خلقٌ لو ذاقه مُجتني النحلِ
دعى ما جنيتُ ما عشتُ نحلا
ذاك للذائقين حلوٌ وهذا
في فم الذوقِ منه أَحلا وأَحلا
خفَّة الروح لا كأَخلاق قومٍ
أبداً في الأرواح تُحدِثُ ثِقلا
هو روضُ النهى وقد جعلَ الله
له منكَ رائقُ البشرِ طَلاّ
قد لعمري حملتَ أعباءَ جودٍ
لو بها الدهرُ يستقلُّ لكلاَّ
ومن الرمل لو عطاؤُك يُعطى
نفذ الرملُ من يديه وملاّ
لقد اختطَّ داركَ المجدُ للحمد
وفيها الندى ترعرعَ طِفلا
منه جيد المحبِّ يلبسُ طوقاً(24/23)
ويدُ الكاشحين تحملُ غِلاّ
دُم شكيمَ المصاقِع اللّد واسلم
شرقاً للخصيم تنطقُ فصلا
بلسانٍ يُريه نَضَنَضَة َ الصلِّ
فَيُغضي كِيلا يساورُ صِلاّ
أمطرتنا يداكَ طلاًّ ووبلاً
فوردنا نداكَ نهلاً وعلاّ
بهدايا يديكَ أُقسم لا أيدي
الهدايا يرمينَ نحو المصلّى
لجديراً أراكَ في أن أُهنّيك
بمن نُبتَ عنه قولاً وفعلا
ولأحلا الأيام يومُ يدُ الله
به سلَّت الحسامَ المُحلّى
يومُ بعثٍ لمن سيُبعثُ فيه
مالئُ المشرقينِ قسطاً وعدلا
ذاكَ من كان قُربُه قابَ قوسينِ
من الله إذ دَنى فتدلَّى
والبشيرُ الذي به قسمَ الله
على العالمين لُطفاً وفضلا
هو للخير كانَ أصلاً وفرعاً
وله الخيرُ كان فرعاً وأصلا
أيها المجزلُ الوهوبُ سماحاً
هاكَ نظماً كجود كفّيك جزلا
بل كعلياك خُذهُ مُمتنعاً صعبَ
منالٍ ومثلَ خُلقِك سهلا
زفَّ بكراً كفاك فيها هديًّا
لك تجلى وحسبُها بك بعلا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> زارت على رُقبة ِ عُذّالها
زارت على رُقبة ِ عُذّالها
رقم القصيدة : 22818
-----------------------------------
زارت على رُقبة ِ عُذّالها
فاقتبِل العمرَ باقبالها
طيّبة َ الأردان ما استجمرت
بالمندلِ الرطبِ كأمثالها
تُدني الجلابيبَ لتُخفي لها
ما رسمَ المشي بأذيالِها
وكيفَ تخفى وكثيبُ الحمى
يأرجُ من فضلة سِروالِها
فانعم بعطشى الخصرِ ريّا الصبا
مجدولة ِ الأعطافِ مكسالِها
وارشف كما شاء الهوى ريقة ً
كانت تمنّيك بسلسالِها
أحبب بها من شائقٍ والهٍ
أحيت مشوقاً بالحِمى والها
غيداءَ لو غنت لريم الفلا
ما بكرت تعطُو إلى ضالها
جاءَت ولكن كمجيىء الكرى
تُكاتِم الغيرانَ مِن آلها
يا طربَ الصبِّ لإنسانة ٍ
لم تكن الحِورُ بأبدالِها
كم زادَني العذلُ وُلوعاً بها
ما أولعَ النفسَ بقتّالها
يهزَّها الدلُّ فتختالُ عن
مُعتدلِ القامة ِ ميّالها
تُرقِصُ قلبَ الصبِّ مهما مشت
لكن على رنَّة ٍ خلخالها
ذات الجعود السود معقوصة ً
تحكي الأفاعي عند إرسالها(24/24)
هل نثرت مِسكاَ على كُثبها
إذ عبقت دلاًّ بإِسبالها
أم علقت في خدِّها جمرة ٌ
فاحترق العنبرُ مِن خالها
يا هل طرقت الحيَّ قد حجّبت
معسولة ُ الريق بعسّالها
أُمّ رئالٍ بين أبياتهم
يا عجباً تُحمى برئبالها
تلك الخصورُ الهيفُ وارحمتا
لضعفها من ثقل أكفالها
هيّمت الصبَّ وقالت له
صِل الغديّاتِ بآصالها
نفسُك للإطراب دعها فقد
مالت إلى الزهو بآمالها
إجر بكفيك كُميتَ الطِلى
واجلِ صدى الهمِّ بجريالها
فَروضة ُ الأفراح قد طلَّها
ببشره "جعفرُ" إفضالها
مَن جمعت فيه العُلى هاشمٌ
وافترقت منه إلى آلها
قد وزنت قنطارَ أهلِ الندى
همّتهُ لكن بمثقالها
يبسط أختَ السحب لكن يداً
تهزءُ بالجود بهطّالها
إيهاً "أبا موسى " لأنت الذي
قد رشَّح الأُسدَ لأغيالها
ضرغامُ فهرٍ وحقيقٌ بأن
طُرًّا تهنّيك بأشبالها
لي من "حُسينٍ" أيُّ ريحانة ٍ
قد أينعت منك باخضالها
أنميتَ لي في عرسه نبعة ً
عنك ستروي طيب أفعالها
فاسمع فِداك الدهر من قائل
تهنية طابت كقوّالها
في عُرس "هاد" سبقت نعمة ٌ
بشرى لك اليوم بإكمالها
تلك التي قرَّت عيونُ العُلى
والفضلُ فيها يابنَ مِفضالها
وفي السما قد قامَ "جبريلُها"
يَهدي شذا البشر "لميكالها"
والأرضُ من نوء الهنا أغدقت
فرُوّضت من بعد إمحالها
فخراً جبالَ الحلمِ لولاكم
ما قرَّت الأرضُ لزلزالها
أُسرة ُ مجدٍ كوفئت في العُلى
أعمالُها الغرُّ بأخوالها
معذولة ُ الأيدي على جودها
والغيثُ فيه بعض عذّالها
تنمى إلى القائم بين الورى
برشدها أو حمل أثقالها
ما هو إلاّ آية ٌ للهدى
قد شُرّف الروحُ بأنزالها
بل هو في لأُمّة مهديُّها
وحبّه صالحِ أعمالها
للرشد أبوابٌ وأبناؤه
كانوا المفاتيحَ لأقفالها
هم أنجمُ العلم التي كم جلت
عن الورى ظلمة َ أشكالها
داموا ببالٍ فارهٍ في النهى
أبقى أعاديهم ببلبالها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فاخري أيّتها الدارُ النجوما
فاخري أيّتها الدارُ النجوما
رقم القصيدة : 22819(24/25)
-----------------------------------
فاخري أيّتها الدارُ النجوما
هنَّ في الضوء، وفي الجوِّ الغيوما
ونعم أنتِ بآل المُصطفى
معدنُ الفخر حديثاً وقديما
لم تلد أمُّ المعالي منهم
فيكِ إلاّ واضحَ الوجه كريما
معشرٌ طابوا فروعاً في العُلى
وزكوا في طينة المجد أُروما
فُقدَ المعروف إلاّ عندهم
وغدا الدهرُ ـ وحاشاهم ـ لئيما
وكفاهم "بأبي المهديّ" فخراً
حيثُ أضحى لهم اليومَ زعيما
المحيّا عند بذل الجودِ وجهاً
صاحياً، والمُرتجى كفًّا مُغيما
تخجلُ المزنُ إذا ساجَلها
بيدٍ أرطبَ منهنَّ أديما
وتموتُ الشهبُ إن قابلها
بمحيًّا يكشفُ الليلَ البهيما
ليمَ في الجود، ولا جودَ لمن
لم يكن بين الورى فيه ملوما
وكريمُ الطبع مَن لم يتغيّر
طبعه في عذل من أضحى لئيما
ليس يثني الغيمَ عذلٌ فمتى
ينثني من علَّم الجودَ الغيوما
هممٌ لو عن مدى ً زاحمَها
منكبُ الدهرِ لردَّته حطيما
عادَ مرعى الفضل مخضرًّا به
وهو لولا جودُه كان هشيما
تُحمدُ الناسُ فان جاء به
لم نجد أحمدَهم إلاّ ذميما
ما بصلب الدهرِ يجري مثلُه
إذ على ميلاده صارَ عقيما
هو في أجفانه ثاني الكرى
قرَّة العينين منه أن يدوما
من أناسٍ ركبوا ظهرَ العُلى
وجروا في حلبة الفخر قديما
هم أقاموا عمدَ العليا وهمٍ
شرعوا فيها الصراطَ المستقيما
ذهبوا بيضَ المجالي طيبي
عُقدِ الأَزرِ مصاعيباً قُروما
وتبقّوا مِن بنيهم لعُلاهم
زينة َ في نحرها عِقداً نظيما
كأبي الهادي ذي الفضل ومَن
في معاليه لهم كان قسيما
ذلكَ الندب أخوه من برا
ه ربُّه من عنصر المجدِ كريما
ورضى العليا ومن غير الرضا
من عظيمٍ يدفعُ الخطبَ العظيما
ذكره بين الورى يهدي شذاً
عطّرت نفحة ُ ريّاه النسيما
وأخيه مصطفى الفخرِ الذي
لم تزل طلعتهُ تجلو الهموما
وكنجم الشرفِ الهادي إلى
بيتِ جدواه لمن نصَّ الرسوما
وأمينٍ ذي النهى َ من لم يزل
سالكاً نهجاً من التقوى قويما
كرماءٌ لا تُبارى كرماً
حُلماءٌ تزنُ الشمَّ حُلوما(24/26)
كم دعتهم للقوافي ألسنٌ
تركت قلبَ أعاديهم كليما
يا نجوماً في سما المجد زهت
ويسرُّ المجدَ قولي يا نجوما
للعُلى أنتم مصابيحٌ كما
لشياطين العِدى كنتم رُجوما
قد أقرَّ الله منكم أعيناً
كم لحظتم بالغِنى فيها عديما
وحباهم فرحة ً تشملهم
والمحبين خصوصاً وعموما
ذهبَ الروع الذي غمَّ وقد
جاءت البشرى التي تنفي الغُموما
واستهلَّ السّعدُ في أبياتِكم
فاكتست من حُللِ الزهور قوما
بالفتى "عبد الكريم" المجتبي
وأمين الفضل من طاب أُروما
قد لعمري سُنن الحجّ لها
ما رأت مِثلهما أمسِ مُقيما
قيل نخشى لهما يدنو البلى
قلت لا يدنو وإن كان عظيما
فهما من أُسرة ٍ في برِّهم
يُدرءُ الخطبُ وإن كان جسيما
فحجيجُ البيتِ لمّا أنزل الله
فيهم ذلك الرجزَ الأليما
فعن الباقين منهم كرماً
بهما قد صرفَ الريحَ العقيما
فحطيمُ البيتِ لو لم يشهداه
كلُّ مَن قد أمّه أضحى حطيما
آل بيت المصطفى حيتكُمُ
غادة ٌ تجلو لكم وجهاً وسيما
أقبلت زهواً تهنّيكم بما
زاد مَن يحسدُ علياكم وجوما
فبقيتم في سرورٍ أبداً
ولكم لا برحَ السعدُّ نديما
العصر العباسي >> البحتري >> عاد للصب شجوه واكتئابه
عاد للصب شجوه واكتئابه
رقم القصيدة : 2282
-----------------------------------
عَادَ للصّبّ شَجْوُهُ وَاكْتِئَابُهْ،
بِبِعَادِ الذي يُرَادُ اقْتِرَابُهْ
رَشَأٌ، ما دَنَتْ بهِ الدّارُ إلاّ
رَجَعَ البُعْدَ صَدُّهُ، وَاجْتِنَابُهْ
كَمْ غَرَامٍ لَنَا، بألحَاظِ عَيْنَيْـ
ـهِ، شَهِيٍّ إلى النّفُوسِ عَذابُهْ
وَسُرُورٍ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ وَالتّفّا
حُ خَدّاهُ، وَالمُدامُ رُضَابُهْ
كِدْنَ يَنْهَبْنَهُ العُيُونَ سِرَاعاً
فيهِ، لوْ أمكَنَ العُيونَ انْتِهابُهْ
هُبِلَ الغانِيَاتُ، كَمْ يَتَقاضَى
دَيْنَهُ مُعْلَقُ الفُؤادِ، مُصَابُهْ
كانَ خُلفاً ما قَد وَعَدْنَ، وَإن طا
لَ بذي الوَجدِ مَكثُهُ وَارْتقابُهْ
قُلْنَ أينَ الشّبابُ في عُقبِ فَوْتٍ،(24/27)
منه قَوْلاً أعْيَا عَليّ جَوَابُهْ
وَيَمُوتُ الفَتَى، وَإنْ كانَ حَيّاً،
حينَ يَستَكمِلُ النّفادَ شَبَابُهْ
مَا نُبَالي يَدُ الوَزيِرِ اسْتَهَلّتْ،
أمْ رَأيتَ العَقيقَ سَالَتْ شِعابُهْ
وَسَوَاءٌ مُقَاوِمُ الحِلْمِ مِنْهُ،
وَرِعَانُ الرّيّانِ أرْسَتْ هِضَابُهْ
قَائِدُ الخَيلِ، مستقل عَلَيها
أسَلُ الخَطّ في الحَديدِ، وَغَابُهْ
وَوَليُّ التّدْبيرِ، لَيسَ ببِدْعٍ
عَجَبٍ أنْ يُبِرّ فيهِ صَوَابُهْ
بَينَ حَقٍّ يَنُوبُهُ يَصرِفُ الرّغْـ
ـبَ إلَيهِ، أوْ مُعتَفٍ يَنْتَابُهْ
ظَلّ إدْمَانُهُ التّطَوّلَ يُعْليـ
ـهِ، وَقَوْمٌ يَحُطُّهُمْ إغْبَابُهْ
مُبتَدئ الفِعلِ، إنْ تَباينَتِ الأفْـ
ـعَالُ بَانَ اقترابه، وَاغْتِرَابُهْ
وَالمَوَاعيدُ يَنْدَفِعنَ عَلى عَا
جِلِ نُجحٍ، وَشيكَةٍ أسْبَابُهْ
مِثلَ ما اهتَزّتِ العَبورُ فلَمْ يَكْـ
ـدِ نَشاصُ السّحابِ، ثمّ رَبَابُهْ
في نِظامٍ منَ المَحاسنِ، ما زَا
لَتْ تُضَاهي أخْلاقَهُ آدابُهْ
وَتَلالي وَجْهٍ، إذا لاحَ للطّا
لِبِ أمْسَى مَبلُوغَةً آرَابُهْ
سَوْمُ بَدْرِ السّماءِ وَفّتْ سَنَاهُ
فُرْجَةُ الغَيمِ، دونَهُ، وَانجيابُهْ
وَمَهيبٌ عِندَ المُنَاجينَ، لَوْلا
كرَمُ الأنسِ كانَ هوْلاً خِطابُهْ
لا يَزَلْ يُفتَدَى بأنْفُسِ قَوْمٍ،
نَقِيَتْ، مِنْ عُيوبهمْ، أثوَابُهْ
عَجَباً منهُ ما انطَوَى سَيبُهُ عَنّا
بعَوْقٍ، إذا طَوَاهُ حِجَابُهْ
لمْ يَكُنْ نَيْلُهُ الجَزِيلُ وَقَدْ رُمـ
ـنَاهُ صَعباً، فكَيفَ يَصْعُبُ بابُهْ
خابَ مَن غابَ عن طَلاقةِ وَجْهٍ
ضَوّأ الحَادِثَ المُضِبَّ شِهَابُهْ
ما رَأيتُ السّلطانَ مَيّلَ في أنّكَ
ظُفرُ السّلطانِ أغْنَتْ وَنَابُهْ
أتُرَاكَ الغَداةَ مُطْلِقَ رِبْقي،
مُؤذِنٌ بالرّحيلِ زُمّتْ رِكَابُهْ
صَادِرٌ عَنْ نَدَى يَدٍ مِنْكَ لا يُنْـ
ـصِفُها البَحرُ ومَوْجُةُ، وَعُبَابُهْ
حاجَةٌ لوْ أمَرْتَ فيها بِنُجْحٍ،(24/28)
قَرّبَ النّازِحَ البَعيدَ مَآبُهْ
لَيسَ يَحلُو وُجودُكَ الشّيْءَ تَبغيـ
ـهِ التِماساً، حتّى يَعِزّ طِلابُهْ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا جوهرَ المجدِ بل يا جوهَر الكرمِ
يا جوهرَ المجدِ بل يا جوهَر الكرمِ
رقم القصيدة : 22820
-----------------------------------
يا جوهرَ المجدِ بل يا جوهَر الكرمِ
أمنتَ من عرضِ الآلامِ والسَقمِ
ولا أصابَكَ داءٌ يا شفاءَ بَنيم
الآمالِ من مرضِ الإقتارِ والعُدمِ
أنتَ الذي تتداوى الناسُ قاطبة ً
في خصبِ نائله في شدة ِ القُحم
لا غروَ أن شَكَتِ الدُنيا وساكنُها
داءً أجارَكَ منهُ بارئُ النسم
فالدهرُ أنتَ له روحٌ مُدبِّرة ٌ
وُيؤلمُ الجِسمَ ما بالروحِ من ألمِ
واليومَ بُشرى لنا صحَّت بصحتِكَ الـ
ـدُنيا وزالت غَواشي الهمِّ والغُممِ
وأصبحت أوجهُ الأيامِ مُسفرة ً
من البشاشة ِ تجلو ثغرَ مُبتسمِ
نعم وعينُ المعالي قَرَّ ناظِرُها
إذ بُرءُ إنسانِها مِن أكبرِ النِعَم
بُرؤٌ ولكنَّه منَّا لكل حشاً
حَوت على الودِّ قلباً غيرَ مُتّهمِ
وصحَّة ٌ وشفاءٌ وانتعاشُ قوى ً
لكن لنَفسٍ العُلى والمجدِ والكرمِ
أَمَا ومجدِك يابنَ المصطفى قسماً
من عالمٍ إنَّ هذا أعظمُ القَسَمِ
لقد غدا بِشفاكَ الدينُ مبتهجاً
لعلمِه مالَهُ إلاّكَ من علمِ
للهِ بُرؤكَ من شكوى ً بها لكَ دا
مَ الأجرُ وهي بحمدِ الله لم تَدُمِ
آلُ النبي بِها كانوا أسرَّ أمِ النبيُ
بل شَرَعٌ هُم في سُرورِهمِ
وهل بدعوة ِ أهلِ الأرضِ أم بِدُعا
أهلِ السَما عنكَ زالَت أم بِكُلِّهِم
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن قلتَ عذراً لها ما أبطأت سَأَما
إن قلتَ عذراً لها ما أبطأت سَأَما
رقم القصيدة : 22821
-----------------------------------
إن قلتَ عذراً لها ما أبطأت سَأَما
فربَّ معتذرٍ يوماً وما اجترما
وكيف تسأمُ من إهداءِ تهنية ٍ
كم علَّلت قبلُ فيها المجدَ والكرما
كانت تَمنَّى على الله الشفا لأبي الـ(24/29)
ـهادي لتملأَ أكبادَ العدى ضرما
بكلِّ سيّارة ٍ في الأرضِ ما فَتحت
بمثلها أبداً أُمُّ القريضِ فما
تشعُّ فهي لعينٍ كوكبٌ شرقٌ
وجمرة ٌ لحشاً في نادِها وُسِما
فهل تظنُ وربُّ العرشِ خوَّلها
ما قد تمنَّت وذاك الداءُ قد حُسما
ينامُ منها لسانُ الشكرِ عن سأمٍ
إذاً لسانيَ حتفاً نامَ، لا سَئما
سائِل بها الشرف الوضّاحَ هل كَفرت
نعماه أوَ عَبدت من دونِه صَنما
لا يَنقمُ المجدُ منها أنّها خَفِرت
في خيرِ عترتِه يوماً له ذِمَما
لكنَّها لهناة ٍ عن ولادتِها
طروقة ُ الفكرِ حالت، لا الوفا عَقُما
وقد تحيلُ لُقاحاً طالما نَتجت
واستقبلَ الحيُّ من إنتاجِها النِعما
بكرٌ من النظمِ لم يُثقبِ لئالئَها
فكرٌ ولا فوقَ نحرٍ مثلُها نُظما
مولودة ٌ في ثيابِ الحسنِ، قد رَضَعت
دَرَّ النُهى في زمان عنه قد فُطِما
قد أقبلت وطريقُ الحسنِ مُتِّسعٌ
تضيقُ خُطواً وإن لم تَقترف جُرما
ما قَدمت قدماً تبغي الوصولَ بها
إلاّ وأخَّرها تقصيرُها قَدَما
حتى ألمَّت بأكنافِ الذين بهم
عن الوليِّ يحطُّ الخالقُ اللَمَما
قومٌ يُؤدِّبُ جهلَ الدهرِ حلمُهم
حتى ترى الدهر بعدَ الجهلِ قد حَلُما
وجودُهم يتداوى المُسنَتوُنَ به
ما اعتلَّ بالجدبِ عامٌ بالورى أَزِما
فكيف مرَّت شكاة ٌ ساورت لَهُمُ
عضواً من المجدِ سُرَّ المجدُ إذ سَلِما
أبكَت وأضحكَت العَلياءَ والكرما
روعاءُ قَطّب فيها الدهرُ وابتسما
دجّت ببؤسٍ فلم تبَرح تضاحِكُها
بوارقُ اللُّطفِ حتى أمطرت نِعما
أمَّت قليلاً وهبَّت في جوانِحِها
مِن الدعاءِ قَبولٌ فانجلت أَمما
أضحي طَريفاً لنا نشر السرورِ بها
لنشرِنا ذلك البشرَ الذي قَدِما
مسرَّة ٌ لأبي الهادي أعادَ بها
بًرءُ الحسين لنا العهدَ الذي قدُما
إذ قد جنى الدهرُ ما لم تستطع مَعهُ
نشرَ المسرَّة ِ لكن راجَع الندما
فأتَبَع الفرحة َ الأُولى بثانية ٍ
لم تُبقِ في الأرضِ لا غمّاً ولا غُمما
فأرشفِ المجدَ في كلتيهما طَرباً(24/30)
راحَ التهاني وقرِّط سمعه نَغَما
وقُل-وإن صُمَّ سمعٌ من أخي حَسدٍ
فسرَّني أنه ما فارق الصمما-
ليُهنِكَ النعمة ُ الكبرى أبا حسنٍ
في صحة ٍ لم تدع في مُهجة ٍ سَقما
أنت الذي رَمقت عينُ الرشادِ به
فما رأت بكَ يا إنسانَها ألَما
وقد صبرتَ وكان الصبرُ منك رضى
عن الإِله وتسليماً لما حَكما
أصالحٌ أنت أم أيوبُ بل قَسماً
بما تحمّلتَ من ضُرٍ: لأنتَ هُما
وهبكَ لم تكُ مَبعوثاً كما بُعثا
فقد ورثتَ بحمدِ الله ما عَلِما
سقمٌ وما مسّكَ الشيطانُ فيه لقد
حكيتَ أيوبَ صبراً عندما سَقُما
حتى علمنا بأنّ الابتلاءَ به
ما للنبيينَ عندَ الله للعلما
آلَ الألهِ أقرّ اللهُ أعينكمُ
بالمُبكِيَينِ عيونَ الحاسدين دما
بِشراً فتلك يدُ البُشرى ببُرئِهما
مَرّت على جُرحِ قلبِ الدين فالتحما
كانت ـ ولكن لقلبِ الدهرِ ـ مُوجعة ً
كادت مضاضتُها تستأصِلُ النَسما
قد ودَّ أهلُ السما والأرضِ أنَّ لكم
ثوابها وعليهم داؤُها انقسما
لقد أعاد على "الفيحاءِ" فضلكُمُ
شبابَها بعد ما قد عَنَّست هَرَما
كم ابن فهدٍ غدا فيها لعُدّة َ دا
عِيكم وكم لأياديكم من ابنِ نما
نَضيتُمُ للمقالِ الفصلِ ألسنة ً
لو تقرع السيفَ يوماً صدرُه انثلما
رياسة ٌ في الهدى أنتم أحقُّ بها
مَن كان جاذَبكم أبرادَها أَثِما
حيثُ الأمامة ُ من مهدِّيها نَصبت
لها النُبوّة ُ في أحكامِها عَلما
مِن قابض ورعاً عن كلِّ مُشتبهٍ
أناملاً لم تزل مبسوطة ً دِيَما
مولى ً هو الكعبة ُ البيت الحرامُ لنا
أضحى وأضحت بَنوه الأشهر الحرُما
قومٌ همُ عُلماء الدينِ سادة خلقِ
الله أكرُم من فوق الثرى شِيما
همُ البدورُ أنارَ اللهُ طلعَتها
لها الكواكبُ قلَّت أن تُرى خدَما
من طينة ٍ أبداً تبيضُّ عن كرمٍ
ما اسودَّ طينُ رجالٍ في الورى لؤما
اليكموها هداة َ الخلقِ باهرة ً
لسانُها قال فيكم بالذي عَلِما
إن أُنسِ فيكم زهيراً بالثناءِ لكم
فأنتم لي قد أنسيتم "هرما"(24/31)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
رقم القصيدة : 22822
-----------------------------------
أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
وسعدُها الطالعُ باليمن اقتَرن
وأصبحَ الزمانُ وهو لابسٌ
نشوة َ زهوٍ ربَّحت عطفَ الزمن
وروضة ُ الأفراحِ في الكرخ زهت
فكلُّ مغنى ً من مغانيها أغن
وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً
يبدي فنونَ سجعِه على فَنن
يا سعدُ ما أبهجها مَسرَّة ً
بها أقامَ السعدُ والنحسُ ظَعن
خصَّت زعيمَ آل بيتِ المصطفى
وعمَّت العالمَ من إنسٍ وجن
سرَّهم سرورُه كأنّما
لديهم بشراهُ من أعلى المِنن
لأنّه ـ دامَ علاهُ ـ في الوَرى
مُحبَّبٌ إذ كلُّ ما فيهِ حسَن
محمدٌ ليسَ سواهُ صالحٌ
على كنوزِ المكرماتِ يُؤتمن
لا تعدلنَّ عنه في قافية ٍ
وإن بها عَدلتَ عنه فَلِمَن
تاللهِ لولاهُ لما بضاعة ٌ
من القوافي نَفقَت بذا الزمن
يسني لها أثمانها مُستحيياً
ولو يميحُ نفسه معَ الثمن
هذا الذي تضمَّنت أبراده
منه فتى ً أطهرَ من ماءِ المُزن
هذا الذي تقوَّم المجدُ به
فشخصه والمجد روحٌ وبدن
أين بنو العَلياءِ من محلِّه
يا بُعدَ ما بين الوهادِ والقُنن
مولى ً غدا أمراه أحلى لذّة
حتى إلى عينِ العِدى من الوَسن
قد لُقِّبت راحته أمِّ الندى
لآنَّ منها كان ميلادُ المنن
ترتضعُ الآمالُ من أخلافِها
دَرَّ الندى الغزيرَ لا درَّ اللبن
فليُهنه اليومَ خِتان نجله
فانّه أيمن مولودٍ خُتن
قد وَلَدته كاملاً أمُّ العُلى
وفي زيادة ٍ ونقصٍ لم يشَن
ثمَّ فلم يختنه إلاّ سنَّة ً
أدامهُ الله لإحياءِ السنن
وليهنَ فيه عمُّه من لم تكن
بشأوهِ تَعلِق أمجاد الزمن
ندبٌ يعدُّ الفخرَ ثوب مدحه
إن عدَّه سواه ثوباً من عَدن
وليبتهج فيه الرضا شقيقهُ
مَن لا يشوبُ منَّه يوماً بمّن
ومَن كساه الفضلُ أبهى حلّة ٍ
رحيضة الأردان من كلّ درَن
وليزُه فيه مصطفى المجد الذي
بغير أبكار المعالي ما افتتن(24/32)
مباركُ الطلعة ما صبَّحهُ
ذو محنة ٍ إلاّ جلا عنها المحن
وليسعد الهادي به من لم تحط
في وصف معناه دقيقاتُ الفِطن
مصدَّقُ الظنون حيثُ لا ترى
لآملٍ يصدِّقُ المأمولُ ظن
يا أيكة ً للفضل منها كم شدت
وِرقُ القوافى بالثنا على غُصن
لا برحت بيوتُ عليائكمُ
وهي لكم وللمسرّات وطَن
واليومَ لابتهاجِكم أبهجت الـ
ـدنيا وزال الكربُ عنها والحَزَن
وعاد وجهُ الكرخ حين أرّخوا
ختانَ أزهاها محمدٍ حسن
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> دارٌ بذي الأثلِ عَهدناها
دارٌ بذي الأثلِ عَهدناها
رقم القصيدة : 22823
-----------------------------------
دارٌ بذي الأثلِ عَهدناها
ما أطيبَ العيشَ بمغناها
فاسأل بها أروى الغوادي حياً
وروِّح القلب بذكراها
دارٌ بها كانت لأهل الهوى
تهدي بناتُ الشوقَ حوراها
ناشئة ُ الظلِّ تُربّى بها
عواطِفُ الصبوة ِ أبناها
من كلِّ عُذري الهوى ، قلبهُ
يرفُّ مارفَّ عِذاراها
آه لاحشاء على رامة
قد ذهبت إلا بقاياها
رقَّت إلى أن بين أيدي الجوى
تساقطت ضعفاً شظاياها
أيام تستقطر من لّمتي
ماءَ الصِبا الغضِ عذاراها
ووفرتي منها بأيدي المها
طاقة َ ريحانٍ تهاداها
يا حبّذا الغيدُ ودارٌ بها
في ريِّق العُمر علقناها
جرّت بها ضمياء أردانَها
فأرَّجت بالطيب أرجاها
حيثُ نشاوى بكؤوس الهوى
أماتها الشوقُ وأحياها
وافت وعمر الدهر في ليلة ٍ
فينا هي العمرُ عددناها
رقّت لنا فيها حواشي الدُجى
لكن ببرقٍ من ثناياها
ولائم، والراحُ من خدِّها
تُديرهُ للسكر عيناها
قال عليكَ الوزرُ في نعتها
قلتُ وخُذ أنتَ مُهنّاها
لا ذمّ للوردة عِندي سوى
عادة دهرٍ ما تعدّاها
لمجُتنيها شوُكها والشذا
منها لمن لم يدرِ مُجناها
يا دهرُ ما أطربها ليلة ً
عن غفلة ٍ منك سرقناها
فيها عقدنا مجلساً للهنا
لا لكؤوسٍ نتعاطاها
ننشرُ للأَشواق ديباجة ً
من غزلٍ رقّ، نسجناها
ونسمة ُ الأسحار قد فاكهت
بطيب أنفاس نداماها
فاردُد عليها من أحاديثها(24/33)
ما نقلتهُ عن خُزاماها
وحيِّها ناقلة ً قد روت
عن خُلُق المهديِّ ريّاها
تُسند ما ترويه عن عبقة ٍ
من شيبة الحمدِ انتشقناها
للفضل أربابٌ وكلٌّ له
مزيّة ٌ يسمو بعلياها
والفضلُ كلُّ الفضل في عصرنا
لجامعٍ كلَّ مزاياها
للخلف ابن الحسن القائم الـ
ـمهديّ أتقى الخلق أهداها
يا واحدَ الدهرِ بلا مُشبهٍ
تركتَ كلَّ الناسِ أشباها
علمُك إلهامٌ وكلُّ الورى
كسبٌ ومن بيتكَ وافاها
كم لكَ من عارفة ٍ حرَّة ٍ
ألسِنَة ُ الشكرِ أرِقَّاها
جودُكَ طوفانٌ وسفن الرجا
باسمك مَجراها ومَرساها
مكارمٌ مسموعُها في الندى
أعظمُ منهُ فيهِ مرآها
لو قيل للغيثِ انتسب للورى
مثلَك جوداً ما تعدَّاها
لا شَرِقَت في دمِ أوداجها
عيديّة ٌ حنت لمسعاها
وارتَبعت في كلِّ مطلولة ٍ
خمائل الروضِ بجرعاها
تَخضِمُ أما شِيحة ً أو إلى
بَشامة ٍ تدنو فترعاها
جزاء ما خفَّت بتلك التي
قد ثقّلت بالأجرِ مسراها
كريمة ُ الشيخ إمامِ الهدى
خير كريماتِ الهُدى جاها
لا بَل هي الكعبة ُ في سترِها
تنقُلها نحوَ مُصلاّها
قد قالَ إكباراً لها إذ مَشت
لا صَغَّرَ الرحمنُ ممشاها
لو أنَّ حواءَ رأت زُهدَها
والزهدُ من بعضِ سجاياها
ودَّت على كُثرِ بناتٍ لها
أن لم تلد منُهنَّ إلاّها
لم تعلقِ الآثامُ فيها ولا
بالتَبعاتِ اغبرَّ كفّاها
طهَّرها الرحمنُ عِلماً بها
وبالتُقى والنُسكِ زكاّها
نزَّهتِ العِصمة ُ أفعالها
وكانت العصمة ُ تقواها
لو قَسمت صالحَ أعمالِها
بينَ بني الدُنيا لأغناها
كلُّ أَلوفِ الخدرِ في خدرِها
لم تعرفِ التخدِيرَ لولاها
باهِ بها أمَّ نجومِ السما
وفاخرِ الشهبَ بأبناها
إذ هيَ أمُّ الكلماتِ التي
آدمُ مِن قبلُ تلقَّاها
قد أوشَجت أعراقها في العُلى
من فاطمٍ أعراقُ علياها
نَمَت غُصوناً كلُّها أثمرت
علماً به اللهُ توخاّها
عن مثلِها ما انشقَّ يوماً ثرى
نبوّة ٍ فاسأل سجاياها
من طينة ِ المجد إلى المرتضى
وجعفرٍ يَضرِب عِرقاها
للجعفريَّين ابتنت دارها(24/34)
بيض المساعي فوقَ خضراها
هم أنجمُ الدينِ وسبحان مَن
في أُفقهِ للرشدِ أبداها
أُسرة ُ مجدٍ شَرَعٌ كلُّها
أطربَها المجد وأطراها
حسبُهمُ فخراً بأنَّ العُلى
آخرُهم فيه كأُولاها
كأنّما أخلاقُهم روضة ٌ
باكَرَها الطلُّ فندَّاها
تَعبِقُ في المجلسِ ألفاظُهم
كأَنَّ نشرَ المسكِ معناها
القومُ لُطفُ الله في أرضِه
من رحمة ِ للخلقِ أنشاها
قد بسطَ الجودُ أكفًّا لهم
عاشت بنو الدنيا بنعماها
أهلُ الوجوهِ الزُهرِ لو قابلوا
بنورِها الشُهب لأطفاها
أقِسمُ أنَّ الدهرَ أجفانهُ
ما فُتِحت إلاّ لمرآها
وسمعتهُ ما شُقَّ حتى يعي
شيئاً سوى حُسنِ مزاياها
من طينة ٍ بيضاءَ قدسيّة ٍ
صَلصَلَها اللهُ وصفّاها
والطينة السوداءُ من خُبثِها
هيهاتَ تبيَضُّ سجاياها
جَرت لسبقٍ فتساوت بهم
سوابقُ الفضلِ بمجراها
هم فيهِ كالأعينِ يُمناها
بالرمش لا يَسبقُ يسراها
والقبض والبَسط استوت فيهما
البنانُ صُغراها وكُبراها
فيا بَني الوحيِ وآل الهدى
جبالَه، والله أرساها
اليكمُوها مِن بناتِ الثنا
غَرّاءَ قد راقَ مُحيّاها
تستوهبُ الصفحَ لنا منكم
من عَثرة ٍ فيها استقلناها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إحدى الغواني إلى الزوراءِ
إحدى الغواني إلى الزوراءِ
رقم القصيدة : 22824
-----------------------------------
إحدى الغواني إلى الزوراءِ
جاءتكَ تمشي على استحياءِ
جميلة ٌ من بناتِ الفكر
مكنونة ٌ في حِجاب الصدر
حيَّتك تبدي جميلَ العذر
فحيّ منها أَلوفَ الخدر
يا ساكناً مثلَها أحشائي
سيَّرتُها في سماء الحمدِ
زهرة َ مدحٍ لبدر السعدِ
لمن أياديه جلّت عندي
قد خفَّفت في ثقيلِ الرفدِ
عن كاهلي منّة َ الأنواء
معشوقة ً أقبلت للوصل
لسانُها ناطقٌ بالفصل
تغنيك عن غيرها بالنقل
غناءَ كفّيك لي بالمحل
حتى عن الديمة ِ الوطفاء
كم رقَّ ديباجُ نظمي وشيا
وراقَ صوغي القوافى حُليا
كجوهرٍ زان نحر العليا
ذاك الذي لم تلد في الدنيا
نظيرَه من بني حواءِ(24/35)
ذو طلعة ٍ وهي أمُّ البشر
من شامَها قال بنتُ البدر
وراحة ٍ وهي أختُ البحر
كم قلَّدت للورى من نحر
بجوهر الرفدِ والنعماءِ
سماؤها لم تزل مُنهلّة َ
بها رياضُ المُنى مخضلَّه
وغيرُها ليس يشفي غُلّة
عن الندى لم تزل معتلَّه
بالبخلِ لا فارقت من داءِ
محمَّدُ الطيبُ الأخلاقِ
الحسنُ الماجدُ الأعراقِ
تباركت قدرة ُ الخلاّق
إذ أطلعت منكَ للأشراقِ
للأرض شمسَ السما للرائي
سبحانه ناشراً إحسانا
في حسنٍ طاوياً سحبانا
أنسى أخاها به ذبيانا
نسيانَه لي لأمرٍ كانا
حداه عني على الأعضاءِ
يا هل ترى مخلفاً للوعد
من لم يجد غيرَ بذلِ الجهد
إن كنتُ أبطأتُ عما عندي
فأنت يا مسرعاً بالصدّ
أعجلُ بالعتب من أبطائي
لا تشمتَن هجرنا بالوصل
ولا تسمّ عقدنا بالحلّ
فمثلُك اليوم خلاًّ مَن لي
ومَن لك اليوم خِلاًّ مثلي
ونحن كالماءِ والصهباءِ
أنت على النفس منها أغلا
وأنت في العين مِنها أحلى
وأنت أولى بقلبي كلاّ
ذاك الهوى لا تخله ملاّ
فمال عنهُ إلى الأهواءِ
لسانُكم للمقالِ الفصلِ
وكفُّكم للندى والبذلِ
فما لكم في الورى من مثلِ
هيهات مثلاً لروح الفضلِ
ما ظلّلت قُبّة ُ الخضراءِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عرَّفت ناسكة ً ذاتُ اللمى
عرَّفت ناسكة ً ذاتُ اللمى
رقم القصيدة : 22825
-----------------------------------
عرَّفت ناسكة ً ذاتُ اللمى
فرنت فاتكة ً في أضلعي
ولكم بالهدب راشت أسهما
فرمت شاكلِتي صبري معي
أنشقتني يومَ جمع عَرفَها
وعلى الخفيفِ حَمتني رشفَها
كحلَ الحسنُ لسحرٍ طرفَها
ما رنت للصبِّ إلاّ أقسما
ما كذا ترنو ضباءُ الأجرعِ
والغواني تَدّعي السحرَ وما
هو إلاّ تحت ذاك البُرقعُ
غادة ٌ أَقتَلُها لي كلُّها
مثلَ ما أحي لقلبي وصلُها
ذاتُ غنجٍ قد سباني دلُّها
طرقت وهناً فقالت أجرما
إذ رأتني بائتاً في الهجَّعِ
ونعم يا ريمُ طرفي هوَّما
طمعاً منك بطيفٍ مُمتعِ
دُمية ٌ نشرٌ الخزامى نشرُها
بفُتاتِ المسكِ يزري شعرُها(24/36)
كم ليالٍ هي عندي بدرُها
قابلت فيهنَّ مرآة َ السما
بمحيّاها فقيل انطبعي
هي والظبية ُ من وادٍ كما
هي والبدرُ معاً من مَطلعِ
كلَّما ورَّد خديها الخجل
قطفت ذيّالك الوردَ المُقل
لا تسل عنيّ وعنها لا تسل
وقفت فاستوقفتني مسقما
وأفاضت فأفاضت أدمعي
عجباً راقبتُ فيها الحَرَما
واستحلّت صيدَ قلبي الموجعِ
كم قضت في سعيها من منسك
ما أضاعت فيه إلاّ نُسُكي
فلقد عدتُ بقلبٍ مُشركِ
في الهوى يعبدُ منها صنما
فهو في اللاّهين لا في الركّع
ظلّة يقرأ ـ قُل مَن حرَّما
زينة َ اللهِ- ولمَّا يقلعِ
لست أنسى بالمصلَّى موقفا
فيه يُرجى العفو عمَّا سَلفا
فبدت أحلا الغواني مَرشفا
تجرح النسكَ بلحظٍ إن رمى
سهمَه قَرطَسَ قلبَ الورع
وانثنت تطعنُ بالحجِ بما
قد حوى لينَ الرماحِ الشُّرَّع
يا سقى اللهُ ضحيّاتِ النقى
وكَساها الررضُ وشياً مونقا
كم أرت عينيَ وجهاً مُشرقاً
وجلت لي من فتاة ٍ مبسما
عن شتيتٍ واضحٍ ملتمع
فدعى دمعي ولكن رخمّا
فأجابت بعقيقٍ أدمعي
عجبت حين بدت في تربها
ورأتني بين صرعى حبِّها
ثمَّ قالت للّتي في جنبِها
هل وصلنَ الغيدُ قبلي مغرما
وسوى الشيبِ له لم يشفعِ
سُنَّة ٌ ما عَمِلت فيها الدُمى
وهي في دين الهوى لم تُشرَعِ
لا ومن أودع في خصري النُحول
ورمى نرجِسَ جفني بالذبول
لستُ أُحيي أشيباً واسمي قَتول
للذي ماءُ الصبا فيه نما
غصنه من ناشىء أو يَفِعِ
كلَّما استقطرتُ منه اللَّمما
قطّرت ماءً فبلَّت موضعي
قلتُ يا سالبتى طيبَ الوَسن
ما لمن تُصبي المُعنَّى والسُنن
فصلي الصبَّ الذي فيكِ افتتن
واجعلي وصلَك في هذا الحمى
بدعة ً جاءت كبعض البِدعِ
وأَلّمي كخيالٍ سَلّما
هوَّم الركبُ فحياّ مضجِعي
مَن رأى خدّيكِ قال العجبُ
كيفَ في الماءِ يشعُّ اللَهبُ
والتي طاب أبوها العنبُ
بالذي أودعها منكِ الفما
وبهِ حلّت بحلا موضعِ
ما الذي مَن يرتشفه أَثِما
هي أم فوكِ فزيدي ولعي
وحديثٌ تتهاداه الربى
طاب نشراً بين أنفاسِ الصَبا(24/37)
عن بشيرٍ جاء يطوي السبسبا
تأرجُ البشرى عبيراً أَينما
حلَّ في الأربُعِ بعد الأربع
شعب شملَ العُلى فالتأما
ودعت قلبَ الحسود: انصدع
فأدر يا صاحبي كأَسَ الطرب
واطرّح في كأَسِها بنتَ العنب
قُم فشاركني بما سرَّ الحسب
بَشِّرِ المجدَ وَهنَّ الكَرما
وعلى هذا إلهنا باكِرْ معي
قد تجلَّى كلُّ أُفقٍ أَظلما
بسنا هذي البدورِ الطلّع
زُهرُ مجدٍ زَهَر المجدُ بهم
لا خلت أفلاكُه من شُهبِهم
كلّما خفَّ الهوى في صَبِّهم
وعلى المسرى إليهم عَزَما
ثَقُلت نهضتُه في المربع
في أمور طاريات كلّما
همَّ ينحو قصدَهم قُلنَ ارجعِ
لكَ يا عبدَ الكريمِ الفَرحُ
وُلحسادّكَ ذاك الترح
وَصَفت لابن أخيكَ المنحُ
مصطفى المجدِ بأزكى من نما
شرفٌ سامٍ لمجدٍ أرفع
كبدورِ التمِّ تنضو اللثُما
عن ثغورٍ كالبروقِ اللُّمعِ
قَرَّ طرفُ الفخرِ منها بالحسن
ذاك من قرَّت به عينُ الزمن
شخصُه والدهرُ روحٌ وبدن
فحياة ُ الدهرِ لمّا قَدِما
رجعت للناس أحلا مَرجعِ
ما براه الله إلاّ عيلما
لبني الآمالِ عذبَ المَشرعِ
ردَّ في صدرِ المعالي قلبَها
ولأفلاكِ المساعي قُطبَها
والقوافي سبَّحته ربَّها
وأتت تهدي إليه أنجما
ما حواها فلكٌ في مَطلعِ
دُرَراً وهي تُسمى كَلِما
مثلُها ما أنشدت في مجمعِ
شهدت للمجدِ أبهى محفل
فادّعت فخراً وقالت: هو لي
أيّها القالة ُ مثلي فَصلّي
من فريدِ المدح ما قد نُظِما
ثمَّ يا صاغة ُ مثلي رصّعي
أو فكفّي وأريحي القلّما
وبياضَ الطرسِ للطرس دعي
هذه الأفناءُ أفناءُ الشرف
مُنتدى الآدابِ فيها والظرف
لم يزل للمدح فيها معتكَف
مَن يَرد يهدي إلى هذي السما
يلتقط من هذه الزهرِ معي
ما وعاها الدهرُ إلاّ مغرما
قال أحسنتَ فقرّط مسمعي
دار مجدٍ مصطفى الفخرِ بها
كأَبيه حلمُه من هُضبِها
فالورى في شرقِها أو غربِها
كلُّها تلحظُ منه عَلَمَا
شامخاً هضبته لم تطلعِ
خيرُها مجداً وأعلى منتما
في العُلى من كلّ ندبٍ أروعِ
طاوَلَ الأمجادَ حتى ابتدرا(24/38)
غاية ً جازَ إليها القمرا
وغدا جُوداً يُمير البشرا
بيدٍ أخجلَ فيها الدِيما
قائلاً: يا أيّها السحب اقلعي
ما أتاه الوفدَ إلاّ كرما
حلَّ منه في الجناب الممرعِ
يا عرانينَ المعالي والشرف
لكُم أهديتُها أسنى التحف
ولكم تُجلى عروساً وتُزف
فلها البشرُ بكم زهواً كما
لكم البشرُ بها في المجمعِ
والبسوا الأفراح ثوباً مُعلَما
عنكم طولَ المدى لم يُنزعِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نَصبَ العشقُ لعقلي شَركا
نَصبَ العشقُ لعقلي شَركا
رقم القصيدة : 22826
-----------------------------------
نَصبَ العشقُ لعقلي شَركا
مِن جعودٍ كم سبت ذا ولعِ
ومِن الحظِ بقلبي فتكا
بسهامٍ ليتها لم تُنزعِ
يا نَديميَّ على الوردِ الندي
مِن خدودِ الخرّدِ الغيدِ الكعابْ
غَنّياني بِلعوبٍ بالعشيّ
ليس غيرَ العطر تدري والخضاب
قد حوى مرشفُها العذبُ الشهي
شهدة ً قد لقّبوها برضاب
أَطرِباني ودعا من نسكا
إنّما الجنة ُ تحتَ البرقعِ
في محيّا ذاتِ قَدٍّ قد حكى
قمرَ التمِّ بأبهى مطلعِ
عَلَّلاني برشُوفٍ ثغرُها
مرتوٍ خلخالُها، عطشى الوشاح
غضة ِ الجيدِ، رهيفٍ خضرُها
لم تكن تبسم إلاّ عن أُقاح
طَرقت زائرة ً تستُرُها
طرّة ٌ في ليلها تعمي الصباح
بتُّ لا أجذبُها إلاّ اشتكى
خصرها ممّا تلوّى ولعي
لفَّنا الشوقُ وقال احتبكا
بعناقٍ وبضّمٍ ممتعِ
غادة ٌ قامتها الغصن الوريق
فوقها ريحانة ُ الفرعِ تَرِفّ
صدغُها والخدُّ آسٌ وشقيق
فتروَّح وإذا شئتَ اقتطف
خالُها والريقُ مسكٌ ورحيق
فتنشَّق وكما تَهوى ارتشفِ
نصبت ألحاظُها مُعتركا
غير عُذريّ الهوى لم يجمع
جفنُها في سيفهِ كم سفكا
من دمٍ لولا الهوى لم يَضِعِ
معرَكٌ للشوقِ كم فيه مُقام
لأخي قلبٍ من الوجدِ صديع
وبه كم قلَّبت أيدي الغرام
بين ألحاظِ الغواني مِن صريع
ودعت حوراؤه: موتوا هيام
فلدينا أجرُكم ليسَ يضيع
في سبيلِ الحبّ مَن قد هلكا
فمعي يُمسي ومَن يمسي معي
كان في جنَّة ُ حسني مَلِكا(24/39)
أين ما مدَّ يداً لم يمنعِ
أقبلت سكرى ومِن خمرِ الصِبا
عَطَفتَها نشوة ُ الدَّلِّ عَليك
تَسرقُ النظرة َ من عينِ الضِبا
وبلحظ فاترٍ ترنو إليك
تخذت ماشطة ً كفَّ الصَبا
كلّما رَجّلت الجعدَ لدَيك
نَثرت مِسكاً بذي البانِ ذكا
فسرت نفحتُّهُ في لَعلَع
كم تستّرتُ بها فانهتكا
ذلك السترُ بطيب المضجع
ونديمٍ لفظُه العذبُ الرخيم
كنسيمِ الورد في رقّته
قبلَه ما خلتُ وُلدانَ النعيم
بعضُهم يُسرقُ من جَنتّهِ
إنّما آنست يا قلبي الكليم
شُعلة ً بالكاسِ مِن وَجنتهِ
لا تقل كيفَ من الكاس ذكا
جمرُ خديه معاً في أضلعي
فذُكاً وهي تَحلُّ الفَلكا
أن تُقابَل بزجاجٍ تَلذعِ
عَدِّ عن ذكرِك ربّاتِ الخدور
وأَعد لي ذكرَ أربابِ الحسب
وأَدر راحَ التهاني والحبور
للندامى واطَّرح بنتَ العنب
فصَبا الأفراحِ عن نَورِ السُرور
فتَّحت يا سعدُ أكمامَ الطرب
والعُلى والمجدُ بشراً ضحِكا
في ختانٍ قال للشمسِ اطلعي
إن يكن قطعاً ففيه اشتركا
بسرورٍ ليس بالمنقطع
طاولُوا الشمَّ بني الشمِّ الرعان
والبسُوا الفخرَ على طولِ السنين
ما أتمَّ المجدُ فيكم فالزمان
منكُم العليا به في كلِّ حين
لم تلد إلاّ "غنياً" عن ختان
"وسليمٍ" عن زياداتٍ تشين
كلُّهم في منبتِ العزّ زكا
وكطيبِ الأصل طيبُ المفرع
من ترَى منهم تخله مَلكا
قد تراءى بشراً في المجمع
لكم البُشرى ذوي الفخر الأغر
بسليلي أكرمِ الناسِ قبيل
لستُ أدري أفهل أنتم أَسرّ
بَهما اليومَ أم المجدُ الأثيل
وهل العلياءُ عيناها أقرّ
بهما أم عينُ ذي الرأي الأصيل
مصطفى المعروف مَن لو مَلكا
حوزة َ الأقطارِ لم تتسع
لأياديكم بها قد سمكا
مِن سماءٍ لعلاءٍ أرفع
إن أقل: يا بدرَ مجدٍ زَهَرا
وبزعمي غاية َ المدحِ بَلغت
قالَ لي البدرُ: كفاني مَفخرا
فبتشبيهك لي فيهم مَدحت
أو أقل: يا بحر جودٍ زَخرا
قال لي البحر: لماذا بي سَخرت
قستَ من لورام فخراً لا تكن
وكفى عنّي بُصغرى إصبع
كم بها بخلَّ غيثاً فبكى(24/40)
وغدا ينحبُ بالرعد معي
واحداً في كلِّ فِضلٍ منفرد
بمزاياً في الورى لم تكنِ
حلف الدهرُ به أن لا يلد
للعُلى مثلاً له في الزمن
لا تخلها حِلفة َ لم تنعَقد
فَبِها استثنى له بالحسن
ذاكَ من أُصعِدَ حتى أدركا
ذُروَة َ المجدِ التي لم تطلع
كم من المجدِ سماءً سَمكا
لاح والشمس بها من مطلع
ذو مزاياً سُقيتَها روضتُه
فارتوت بالعذبِ من ماءِ النُهى
كمُلت عندَ المعالي نهضتُه
لو بها شاءَ إذاً حطَّ السُهى
وهو الغيثُ ولكن ومضتُه
تُنبِت الشكرَ بمنهلّ اللهى
مثلما ينبت طوراً حسكا
في عيونٍ حسداً لم تهجع
أعينٌ ليت الكرى إن سَلَكا
بين جفنيها جَرى في الأدمع
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا خليليَّ وأيامُ الصبا
يا خليليَّ وأيامُ الصبا
رقم القصيدة : 22827
-----------------------------------
يا خليليَّ وأيامُ الصبا
حلباتٌ فانهضا نستبقِ
خَلعت خيلُ التصابي عذرَها
فَرِدَا فيها بحزوى غدرَها
واقنصا بين الخزامى عفرَها
فاتَ فيما قد مضى أن تطربا
فخذا حظّكما فيما بقي
إنّ أيامَ الصِبا في مذهبي
لأخي الشوقِ دواعي الطربِ
فعلى جلوة ِ بنتِ العنبِ
أو على نرجس أحداق الظِبا
غنّياني، من لصب شيّق
زال عنّي يا نديميَّ الوَصبْ
أقبلَ النورُ ولي فيه أَرب
أبرز الأنفاءَ في زيّ عَجب
ومن الوشيِ كساها قُشُبا
حُللَ السندسِ والاستبرقِ
وشحَّ الطلُّ عروسَ الزهرِ
بسقيطِ اللؤلؤ المُنحدر
ثم حيّاها نسيمُ السَحر
وَجلاها فوق كرسيّ الرُبا
لمعُ برقٍ من ثنايا الأَبرق
أَعرسَ الروضُ بنوّارٍ حلا
عندليبُ الأَيكِ فيهِ هَلهَلا
رقص القطرُ فغنَّى وعلى
منبرِ الأغصانِ لمّا خطبا
عقدَ البانَ وقال اعتنقي
في ربيعٍ بالتهاني زَهَرا
فرشَ الأرضَ بهاراً بَهرا
ودَنانيراً عليها نَثَرا
بيد الوسميِّ ليست ذهبا
بل خدودُ الجلّنارِ المونقِ
كم شقيقٍ قد جلى عن نظرة ٍ
من بياضٍ مُشربٍ في حمرة ٍ
ومن الريحانِ كم مِن وفرة ٍ
رفرفت ما بين أنفاسِ الصَبا(24/41)
فوق قدٍّ من قضيب مُورق
وعلى خدٍّ من الوردِ بدا
صدغُ آسٍ بلَّه طلُّ الندى
في رياضٍ غضَّة ٍ فيها غدا
ضاحكاً ثغرُ الأقاحي عَجَبا
وبها النَرجِسُ ساهي الحدقِ
في الرياحين يطيب المجلس
لبني اللهوِ وتحلو الأكؤُسُ
نُزَهٌ تَرتاحُ فيها الأنفسُ
لمدامٍ عتّقوها حُقبا
ونديمٍ ناشىء ذي قُرطُقِ
بين سمطي ثغرِه للمستلَذ
خمرة ٌ لم يعتَصِرها مُنتَبذ
إن تغنّى هَزَجاً قلتُ اتخذ
مِعبداً عبداً وبعه إن أبى
وعلى إسحاقَ بالنعل إسحقِ
ذي دلالٍ يتكفّى غَنَجا
فاقَ أنفاسَ الخزامى أرَجا
كلَّما شَعتها تحتَ الدُجى
خلتُه أوقد منها لَهبا
كاد أن يحرِقَ ثوب الغسق
أيها المخجلُ ضوءَ القمرِ
حرِّك الشوق بجسِّ الوتر
فإلى ريقك ذاك الخَصِر
طربَ الصبُّ فزده طربا
بغنى ً يصبي ذوات الأطوق
واجلها وجنة َ خدٍّ أشرِبت
ماءَ وردِ الحسنِ حتى شرقت
وبكأَسٍ من ثناياك حَلَت
عاطنيها خمر ريقٍ أعذبا
من جنى النحلِ وربّ الفلق
كم ليالٍ بال
كم ليالٍ مُبيضة ٍ
نعّمتنا بفتاة ٍ غضّة ِ
صيغ حسناً نحرها من فضة ٍ
وهي تلويه وشاحاً مُذهبا
فوق خصرٍ مثلُه لم يُخلَق
ذاتُ خدٍّ وردُه للمقتطِف
عقرب الصِدغِ عليه تَنعطِف
وعلى فرشٍ من الجعدِ تَرِفُ
طالما العاشقُ منها قلّبا
حلوة َ المرشَفِ والمعتَنق
حيّها عاقدة َ زِنّارَها
كم قَضت مِن صبِّها أوطارَها
ودعت في خِدرِها مَن زارَها
لبني الأتراكِ أفدي العَرَبا
فظُباهم خدرُها لم يُطرِق
لو تَطيقُ العربُ من إشفاقِها
حمت الطيف على مُشتاقِها
وغواني التركِ مع عُشّاقِها
كلَّما مدَّ الظلامُ الغَيهبا
كم لها في مَضجعٍ من عَبَق
من عذيري من غُزالٍ ثملِ
ثعلي الجِفن لا من ثعل
راش بالأهدابِ سهمَ المُقلِ
لو رمى من حاجب فيمن صبا
حاجباً راح بقوسٍ غلق
يا خليليَّ على ذكرِ المُقلِ
خلتُما همت وَمن يسمعَ يَخل
لا وما في الرأسِ من شيبي اشتَعل
إنّما كان غرامي كَذِبا
وحديثي في الهوى لم يَصدِق
إن ريعانَ الشباب النظرِ
وطرُ العمرِ وعمرُ الوَطرِ(24/42)
فخذا غيدَ الطلى عن بَصري
فاتني العشق وفي عصرِ الصِبا
خسرت صفقة ُ من لم يَعشق
كان ذياك السوارُ المنقلِب
شافعاً عند العذارى لم يَخِب
فأتى الشيبُ ولي قلبٌ طَرِب
فبماذا أبتغي وصل الظِبا
ولها عندي بياضُ المِفرق
وعظ الحُلُم فلبَّاه النُهى
ونهى جهلَ التصابي فانتهى
فبِما راع بفوديَّ المَها
خبَّراها، إنَّ طرفي قد نبا
عنكِ يا ذاتَ المحيا المُشرق
قد وهبنا لسُلَيمى قدَّها
وعلى اللثمِ وفرَنا خدّها
بَردُ الشوقُ فعفنا بردَها
واقتبلنا فرحة ً قد أعربا
حسنُها عن جدّة ِ لم تخلقِ
إن في عرسِ الحسينِ ذي النهى
حيّز الكون جميعاً قد زهى
وبهاءُ الغرب للشرقِ انتهى
يبهجَ العينَ ويجلو الكُرُبا
وإلى الغرب بهاءُ المشرق
بشّر الدينَ به أنَ سَيلد
مَن حُبا الدينِ عليهم تَنعقد
والمعالي هنِّها أن ستَجد
منه في أفقِ شناها شُبها
وهو بين الشهب بدرُ الأُفق
فله الأملاكُ لمّا عَقَدوا
كلُّهم لله شِكراً سَجَدوا
وعلى "المهديِّ" طُرّاً وفدوا
ثمَّ هنَّوهُ وقالوا: لاخبا
نورُ هذا الفرحِ المؤتلقِ
يا صَبا البشرِ بنشرٍ رَوِّحي
شيبة َ الحمدِ وشيخَ الأبطحِ
وعلى "الهادي" بريّاكِ انفحي
ولأنفِ المرتضى والنُقَبا
ولدِه عَرفَ التهاني أنشقي
وعلى الفيحاء زهواً عرّجي
وانقلي فيها حديث الأرج
وانشري وسطِ حِماها المُبهج
لا عن الشيح ولا عودِ الكبا
بل عن "المهديّ" طيبَ الخُلقِ
مَن به الدينُ الحنيفيُّ اعتضد
والهدى فيه اكتسى عزّ الأبد
جدَّ في كسبِ المعالي واجتهد
وسواه يَستجيدُ للَقبا
فوق فرشٍ حفَّها بالنمرقِ
ضَمنَ الفخرَ بمُثنى بُردهِ
ووطى الشهبَ بعالي جَدِّه
كان نصفاً لو أعادي مجدهِ
كلَّما حلّت لمرآه الحُبا
رفعت نعلَيه فوقَ الحُدقِ
نَشَرَ المطويَّ عمَّن سَلَفوا
فطوى مَن نَشرتهُ الصُحفُ
أينَ منهُ وهو فينا الخَلفُّ
إنّه أعلمُ ممّن ذَهَبا
من ذوي الفضلِ وأعلى من بقي
يا بن مَن قد عُبِدَ الله بهم
ولهم من سَلَّم الأمرَ سلِم
إن أنفاً أن مدحناك رُغم(24/43)
ليتَه ما شمَّ إلاّ التُربا
أو أطاحته مُدَى معترقِ
لكَ لا مُدَّت من الدهرِ يدُ
فلأَنتَ الروحُ وهو الجسدُ
وهو الباعُ وأنت العضدُ
كم ألنّا بكَ منهُ المنكبا
بعدما كان شديد المِرفَقِ
تزدهي الأمجادُ في آبائِها
وتباهى الصيدَ من أكفائِها
ونرى هاشمَ في عَليائِها
أنت قد زيَّنتَ منها الحسبا
فاكتسى منكَ بأبهى رَونقِ
فالورى شخصٌ بجدواك كما
أصبحت في مدحك الدُنيا فما
لو بتقريضِك أفنى الكَلِما
لم يصف معشارَ ما قد طَلِبا
من معانيك لسانُ المُفلِق
دارك الدنيا وأنتَ البشرُ
ولك الوِردُ معاً والصَدَرُ
وبتعليمك جادَ المطرُ
فالورى لو كفرت منك الحَبا
لكَفى شكرُ الغمامِ المغدق
هي أرضٌ فيها مَلِكُ
أم سماءٌ أنتَ فيها مَلَكُ
دارُ قدسٍ يتمنى الفَلكُ
لو حوى ممّا حوته كوكبا
ولها كلُّ نجومِ الأُفق
كلُّ ذي علم فمنهم ستمد
وإليهم كلُّ فضلٍ يستَند
وبتطهيرُهم الله شهد
حَنق الخصمُ فقلنا: اذهبا
عنهمُ الرجسَ لأهلِ الحنقِ
حسدت شمسُ الضحى أمَّ الهدى
فتمنَّت مثلَهم أن تَلدا
وابنُها البدرُ لهم قد سجدا
وحياءً منه مهما غَرُبا
ودَّ من بعد بأن لم يشرق
كلُّهم جعفرُّ فضلٍ من يَرد
خُلقَه العذب ارتوت مِنه الكَبد
أَبداً في الوجهِ منه يطّرد
ماءُ بشرٍ من رآه عَجبا
كيف قد رقَّ ولمّا يُرق
ففداءً لمحيّاه الأغر
أوجهٌ تُحسبُ قُدَّت من حجر
أين هم من ذي سماحٍ لو قدر
وعلى قدرِ عُلاهُ وهبا
وهبَ المغربَ فوق المشرق
لا تفقه والورى في حلبة ٍ
فلقد بان بأعلى رتبة ٍ
ولئن كانَ وهم من منبتٍ
فالثرى يُنبتُ ورداً طيباً
وصريماً ليس بالمنتشق
جاء للمجدِ المًعلّى "صالحاً"
بحرَ جودٍ بالمزايا طافحا
فغدا فكريَ فيه سابحا
يُبرز اللؤلؤَ عِقداً رَطبا
والعُلى تَلبَسهُ في العنق
فرعُ مجدٍ كرمت أخلاقه
فكستها طيبَها أعراقُه
يهجر الشهدَ لها مشتاقُه
لو بكأَسِ الدهر منها سكبا
ثمل الدهرُ ولمّا يَفِقِ
وَرِعٌ أعمالهُ لو وزّعت
في الورى عنها الحدودُ ارتفعت(24/44)
أو بتقواه الأنامُ ادَّرعت
لَوَقَهَّا في المعادِ اللَّبها
أو لنارٍ لهبٌ لم يُخلَق
بأبي القاسم قد حلَّت لنا
راحة ُ الأفراحِ أزرارَ المنة
لم يُزنه بل به زين الثنا
أُفحِمَ المُطري فكنَّى مُغرِبا
إذا رأى ذكرَ إسمه لم يُطَقِ
بالحسينِ استبشروا آلَ الحسب
وابلغوا في عُرسِه أسنى الأرب
ولكم دام مدى الدهرِ الطرَب
بختان الطيبينَ النجبا
خَيرِ أغصانِ العلاء المُعرِق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> اجتلي الكاس فذي كفُّ الصَبا
اجتلي الكاس فذي كفُّ الصَبا
رقم القصيدة : 22828
-----------------------------------
اجتلي الكاس فذي كفُّ الصَبا
حَدَرت عن مبسمِ الصبح اللثاما
واصطبحها من يَدي غضِّ الصِبا
أغيدٍ يجلو محيّاهُ الظلاما
بنتُ كرمٍ زُوِّجت بابنِ السحب
فتحلّت في لئالٍ من حَبَب
مذ جلاها الشربُ في نادي الطَرب
ضَحِكت في الكاسِ حتى قَطّبا
كلُّ مَن كان لها يُبدي ابتساما
وانثنى الزامرُ يشدو مُطرِبا
غرِّقوا بالراحِ كِسرى يا ندامى
هيَ نارٌ في إناءٍ مِن بَرَد
عجباً ذابت به وهو جَمد
أبداً تحرقُ نمرودَ الكمد
وإذا منها الخليلُ اقتربا
غُودرت بَرداً عليه وسلاما
فاحتسي أعذبَ من ماءِ الربى
خمرة ً أطيبَ من نشرِ الخُزامى
أشبهت صافية ً في الأكؤس
دمعة َ الهجرِ بخدَّي ألعس
إن أُديرت مَثَّلت للمحتسي
وجنة َ الساقي بها فاستُلبا
رشدُه حتى تراه مُستهاما
ليس يدري وجنة ً قد شربا
أم سُلافاً عتّقت عاماً فعاما
تنشىء الخفَّة في روحِ النسم
وتروضُ الصعبَ منهم للكرم
لو حساها وهو في اللؤمِ عَلَم
"مادرٌ" منه إذاً لانقلبا
ذلكَ اللؤمُ سماحاً مُستداما
ودعى خذ معَ عقلي النشبا
آخرَ الدهر ودعني والمداما
كم على ذاتِ الغضا من مجلس
قد كساه الروضُ أبهى مَلبس
فيه بتنا تحت بُردِ الحندس
نتعاطى من كؤوسٍ شُهبا
تطردُ الهمَّ وإن كان لِزاما
إذ به نامت عيونُ الرُقبا
ليتها تبقى إلى الحشر نياما
ونديمي مِن بني الترك أغَن(24/45)
شهدة ُ النحل بفيه يُختزن
هبَّ يثني عطفَه سُكرُ الوسن
وأخيه المصطفى ابن المجتبى
أنملاً أبدى بها الحسنُ وشاما
وكأّن خدّيه منها أُشرِبا
خمرة ً إذ زفَّها جاماً فجاما
رشأٌ جُسِّد صافي جسمِه
من شعاعِ الخمرِ لا من جُرمِه
خَفَيت صهباؤُه من كتمِه
لسناه مذ عليها غلبا
نورُ خدّيه فما تدري الندامى
أسنا خدّيهِ أبدى لهبا
أم سنا الكأس لهم أبدى ضَراما؟
إن يقل لليل: عَسعِس، شعرُه
قال للصبحِ: تنفَّس، ثَغرُه
أومن الردف تشكَّى خصرهُ
قال يازادك: من زامَ الظِبا؟
بالخصورِ الهيفِ ضعفاً وانهضاماً
ولكاسِيكَ الوشاحَ المُذهبا
زاد جفنيه فتوراً وَسقاما
يا أليفي صبوتي بُشراكما
جاء ما قرَّت به عيناكما
ذا جديدُ الأُنسِ قد حيّاكما
وخلاصاً لكما قد جلبا
ناقلاً من صفة ِ الراحِ النظاما
فاجعلاه للتهاني سببا
فعلَ من يرعى لذي الودّ الذماما
خلّيا ذكرَ أحاديثِ الغَضا
واطويا من عهدِ حزوى ما مضى
وانشرا فرحة َ إقبالِ الرضا
وأخيه المصطفى ابن المجتني
إنّ إقبالَهما سَرَّ الأناما
وكذا الدنيا استهلت طربا
إذ معاً آبا وقد نالا المُراما
بوركا في الكرخ من بدري عُلى
شعَّ برجُ المجدِ لمّا أقبلا
ومحيّا الفخرِ بالبِشرِ انجلى
وأعِد ذكرَ كرامٍ نُجبا
بمُنيرَي أبرجَ المجدِ القُدامى
بكما قرَّت عيونُ النُجبا
آلِ بيتِ المصطفى السامي مقاما
رجع السعدُ إلى مطلعِه
والبها رُدَّ إلى موضِعه
والندى عادَ إلى منبعِه
بِسراجي شرفٍ قد أذهبا
بالسنا من أُفق الكرخ الظلاما
وخضمَّي كرمٍ قد عَذُبا
مورداً يروي من الصادي الأُواما
هل بَناتُ السير في تلك الفلا
علمت عادَ بها ما حملا
وبماذا بوقارٍ وعُلى
رحلت بالأمس تطوي السبسبا
حَدَراً تهبطُ أو تعلو أُكاما
وأُريحت بالمصلّى لُغبا
قد برت اقتابُها منها السَناما
حملت من حرمِ المجد الكرَم
وانبرِت تسعى إلى نحوِ الحرم
وألمَّت لا لتمحيصِ اللمم
بمقام البيتِ لكن طَلَبا
لمزيد الأجرِ وافين المقاما
وبمغناه طرحنَ القتبا(24/46)
بغية َ الفوز وألقين الخُطاما
قَرَّبت منه ومُنشي الفَلكِ
صفوتي بيتِ التُقى والنُسُك
بالسما أُقسمُ ذاتِ الحُبك
لهما بالحجِّ حازا رُتبا
ما حبا في مثلِها الله الأناما
هي كانت من سواها أقربا
عنده زُلفى وأعلاها مقاما
رتباً لا يتناهى قدرُها
يسعُ الخلقَ جميعاً برُّها
حيثُ لو عاد إليهم أجرُها
واستووا في الإِثم شخصاً مذنبا
لمحى الله به عنه الإِثاما
وله من حسناتٍ كتبا
ضِعفَ مَن حَجَّ ومن صلى وصاما
بهما سائِل، تجد حتى الحجر
شاهداً أنّهما بين البشر
خيرُ من طافَ ولبى ّ واعتمر
مسحاهُ بيدٍ تنشى الحُطاما
هي بالجودِ لأجزالِ الحَبا
كَعبة ٌ تعتادُها الوفد استلاما
بين إحرامٍ عن الإِثم وحلّ
ويرى للهدي بالنحرِ يصلِ
كلَّ يومٍ ويميحُ النشبا
بيدٍ لم يحكها الغيثُ انسجاما
كان طبعاً جودُها محتلبا
لا كما تحتلبُ الغيثَ النُعاما
ثمَّ لمّا أكملا الحجَّ معاً
ودَّعا مكَّة فيمن ودَّعا
وإلى يثرب منها أزمعا
قصد مَن ألبسِ فخراً يثربا
وحباها شرفَ الذكرِ دَواما
وبه فاقَ سناها الشُهبا
فاشتهت تغدو لها الشهبُ رغاما
ونحن كلٌّ ضريحَ المصطفى
ناشقاً طيبَ ثراه عرفا
وبه طاف ومنه عطفا
نحوَ مغنى المرتضى مرتغبا
لسواه عنه لا يلوي الزِماما
فقضى مِن حقّه ما وجبا
وأتى "الكرخ" فحيّا وأقاما
كم لأيدي العيسِ يا سعدُ يدُ
أبداً مشكورة ٌ لا تُجحدُ
فعليها ليسَ ينأى بلدُ
وبها وخداً سَرت أو خبَبا
يدرك الساري أمانيه الجساما
ويرى أوطأَ شيءٍ مركبا
ظهرَها من طَلِبَ العزَّ وراما
أطلعت بالكرخ من حجب السرى
قمري سعدٍ بها قد أزهرا
وغراماً بهما أمُّ القُرى
لو أطاقت لهما أن تصحبَا
حين آبا لأتت تسعى غراما
وأقامت لا ترى منقَلبا
عن حمى الزوراء ما دامت دواما
أوبة ٌ جاءت بنيلِ المِنَحِ
ذهبت فرحتُها بالترح
فبهذا العامِ أمُّ الفرحِ
وَلَدتها فأجدَّت طربا
بعد ما جاءت بها من قبلُ عاما
ولها الإقبالُ قد كان أبا
سعدُه أخدَمَه اليمنَ غُلاما(24/47)
فاهنَ والبشرى أبا المهديّ لك
تلك علياكَ لبدرَيك فلك
قد بدا كلٌّ بها يجلو الحلك
فترى الأقطارَ شرقاً مغرِبا
لم يدع ضوؤهما فيها ظلاما
والورى أبعدَها والأقربا
بهما تَقتسمُ الزهو اقتساما
مَلَت القلبَ سروراً مثلما
قد ملآتَ الكفَّ مِنها كَرَما
واحتبت زهواً تهنيّك بما
خصَّك الرحمنُ مِن هذا الحَبا
حيث لازلتَ لها ترعى الذماما
جالياً أن وجه عامٍ قَطّبا
للورى وجهاً به تُسقي الغماما
ففداءٌ لك يا أندى يدا
معشرٌ ما خُلِقوا إلاّ فِدا
لبسوا الفخرَ مُعاراً فنبا
عن أُناسٍ تلبسُ الفخرَ حراما
كلّ من فيهم على الحظّ أبى
قدرهم عن ضعة ٍ إلاّ الرغاما
تَشتكي من مسَّ أبدانُهم
حللٌ ترفعُ من شانِهمُ
وإذا صرَّ بأيمانِهمُ
قلمٌ فهو ينادي عَجبا
صرتُ في أنملة ِ اللؤمِ مُضاما
من بها قرَّ مقيماً عُذَّبا
إنها ساءت مقرّاً ومُقاما
هب لهم درهمهم أصبحَ أب
فسما فيهم إلى أعلا الرُتب
إكرامٌ هم لدى نصِّ النسب
إن يعدّوا نسباً مُقتَضَيا
لا عريقاً في المعالي أو قدامى
عدموا الجودَ معاً والحسبا
فماذا يتسمّونَ كراما
عَبَدوا فلسَهمُ دهرَهُم
وعليه قَصروا شكرَهمُ
فاطّرح بين الورى ذكرَهُم
قصروا الوفرَ على الوفدِ دواما
وبنوا للضيفِ قدماً قِببا
رفعت منها يدُ المجد الدُعاما
إذ على تقوى من اللهِ الصمد
أُسَّس البنيانُ منها وَوطد
من له كلُّ يدٍ تشكرُ يَد
مصطفى الفخرِ وفيها أعقبا
عَشرة َ ألقى له الفضلُ الزماما
إذ سهامُ الفضلِ عشرٌ قَصبا
فيه كلُّ فحوى العشر السِهاما
أعقبَ الصالحَ فيها خَلَفا
وأبا الكاظم من قد شُرِفا
والرضا الهادي حسيناً مصطفى
وأميناً كاظماً أن أغضبا
وجواداً جعفراً كلاًّ هُماما
صبية ٌ سادوا ولكن في الصِبا
بأبي المهديّ قد سادوا الأناما
معشرٌ بيتُ عُلاهم عامرُ
بهم للضيفِ زاهٍ زاهرُ
فيه ما أمُّ الأماني عاقرُّ
تَلِدُ النجحَ فتكفي الطَلَبا
وأبو الآمالِ لا يشكوا العُقاما
وعلى أبوابِه مثلُ الدَبي
نَعَمُ الوفد لها تلقي الزماما(24/48)
أرضعت أمُّ العُلى ما ولدوا
فزكى ميلادُهم والمولِدُ
إنّهم طفلُهم والسؤدُد
يستهلاّنِ فداعِ للحبا
ذا وهذا قائلٌ طبتَ غلاما
إبقَ في حجر المعالي حقبا
لا ترى من لبنِ العليا فِطاما
صفوة َ المعروفِ قِرّوا أعينا
واهنئوا بالصفوِ من هذا الهنا
لكم السعدُ جلا وجهَ المُنى
بيدِ اليمنِ ومنه قرَّبا
لكم الإقبالُ ما ينأى مراما
فالبسوا أبرادَ زهوٍ قُشُبا
منكم لا نزعَت ما الدهرُ داما
واليكم غادة ً وشّحتُها
وبريّا ذكركم عَطّرتُها
وإلى علياكم ارفقتُها
فلها جاءَ افتتاحاً طيبّا
نشرُ راح الأنسِ منكم لا الخزامى
ولها تشهدُ أنفاسُ الصَبا
من ثناكم مسكه كانَ ختاما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ذخرتُك لي إن نابَني الدهرُ مُرهفا
ذخرتُك لي إن نابَني الدهرُ مُرهفا
رقم القصيدة : 22829
-----------------------------------
ذخرتُك لي إن نابَني الدهرُ مُرهفا
على ثقة ٍ فيه أصولُ على الخطب
وقلتُ: أبي، والأمر لله، إن مضى
فعنه أخي، والحمدُ لله، لي حسبي
وبتُّ لنفسي عنهُ فيكَ مُسلّياً
وعينُ رجائي فيكَ معقودة ُ الهُدب
فلمّا عليَّ الخطبُ ألقى جِرانَه
وسدَّ بعيني واسعَ الشرقِ والغرب
نزلتُ بآمالي عليك ظوامياً
وقلتُ رُدِي قد صرت للمنهل العذب
عهدتُكَ عنّي في العظائمِ ناهِضاً
بأثقالِها فَرَّاجَ مُعضلة ِ الكَرب
وكان رجائي منك ما يُكمد العدى
فعادَ رجائي أن تدومَ على الحبّ
فكيف وأنت السيفُ حدَّاً ورونقاً
وَنَيتَ على أنّي هَززتُك بالعتب؟
العصر العباسي >> البحتري >> إليك ما أنا من لهو ولا طرب
إليك ما أنا من لهو ولا طرب
رقم القصيدة : 2283
-----------------------------------
إلَيكِ ما أنَا مِنْ لَهو، ولاْ طَرَبٍ،
مُنيتِ مِنّي بقَلْبٍ غَيرِ مُنقَلِبِ
رُدّي عليّ الصّبَا، إنْ كنتِ فاعِلَةً،
إنّ الهوَى لَيسَ من شأني وَلا أرَبي
جاوَزْتُ حَدّ الشّبابِ النّضرِ، مُلتَفِتاً
إلى بَناتِ الصّبَا يَرْكضْنَ في طَلَبي(24/49)
وَالشّيبُ مَهرَبُ مَن جَارَى مَنيّتَهُ،
وَلا نَجَاءَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ الهَرَبِ
وَالمَرْءُ لوْ كانتِ الشّعرَى لهُ وَطَناً،
حطّتْ علَيهِ صرُوفُ الدّهرِ من صَببِ
قَد أقذِفُ العِيسَ في لَيلٍ، كأنّ لَهُ
وَشْياً منَ النَّورِ أوْ أرْضاً من العُشُبِ
حتّى إذا ما انجَلَتْ أخرَاهُ عَن أُفُقٍ
مُضَمَّخٍ بالصّبَاحِ الوَرْدِ مُختضَبِ
أوْرَدتُ صَادِيَةَ الآمَالِ، فانصَرَفتْ
برَيّها، وَأخَذتُ النُّجحَ من كَثَبِ
هاتيكَ أخْلاقُ إسمَاعيلَ في تَعَبٍ
منَ العُلا، وَالعُلا منهُنّ في تَعَبِ
أتعَبتَ شكرِي فأضْحى منكَ في نَصَبٍ،
فاذهَبْ فَماليَ في جَدوَاكَ منْ أرَبِ
لا أقْبَلُ الدّهْرَ نَيْلاً لا يَقُومُ بهِ
شكرِي، وَلوْ كانَ مُسديهِ إليّ أبي
لَمّا سألتُكَ وَافَاني نَداكَ عَلى
أضْعافِ ظَنّي، فلَمْ أظفرْ وَلم أخِبِ
لم يخط مأبض خلسات تعمدها
فشك ذا الشعبة الطولى فلم يصب
لأشكُرَنّكَ، إنّ الشّكْرَ نَائِلُهُ
أبقَى على حَالَةٍ مِنْ نَائِلِ النَّشَبِ
بكُلّ شاهِدَةٍ للقَوْمِ غَائِبَةٍ
عَنهُمْ جَميعاً، وَلمْ تَشهَدْ وَلمْ تَغِبِ
مَرْصُوفَةٍ باللآلي مِنْ نَوَادِرِهَا،
مَسبُوكَةِ اللّفظِ وَالمَعنَى من الذّهبِ
وَلمْ أُحابِكَ في مَدْحٍ تُكَذِّبُهُ
بالفِعلِ منك، وَبعضُ المدحِ من كذِبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا
كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا
رقم القصيدة : 22830
-----------------------------------
كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا
زدتَ عنه تباعداً واجتنابا
شيمة ٌ ليست العُلى ترتضيها
للذي كانَ هاشميًّا لُبابا
ياهماماً ضَربنَ في طينة ِ العلـ
ـياء أعراقُه فطبنَ وطابا
لا تَسم هذه الأواصرَ قطعاً
ليسَ ذا اليومُ يومَ لا أنسابا
كيف تُغضي، وقد سمعت عتاباً
لم أخلني عدوتُ فيهِ الصوابا؟
هل أتى غيرُ مُفهمٍ عن قصورٍ؟
أم تُراني أسأتُ فيه الخطابا؟
أو تَثاقلتَ عن مَلالٍ، وحاشا(24/50)
كَ، فكانَ السكوتُ منك جوابا؟
كان ظني بأن على إثر إن نا
ديتُ، أغدو بما رجوتُ مُجابا
فإذا بي أتابعُ الرسلَ تَترى
بكتابٍ للعتب يَتلو كِتابا
لستُ أَسخو بأن يقولَ لساني:
مسَّ بعضُ التغييرِ ذاكَ الجَنابا
يا تَنزّهتَ عن تَطرّقِ ظَنٍّ
بسجاياكَ أن تحولَ انقلابا
قد أبت تلكُم الخلائقُ حتّى
للعِدى أن تكونَ إلاّ عِذابا
سؤتني يا نسيجَ وحدِك حدّاً
فَنسجتُ القريضَ فيك عتابا
أن تجدني أطلتُ نحوكَ تردا
ديَ بالتَعبِ جيئة ً وذهبا
فلودٍ شكا وأيأسُ شاكٍ
مَن يُداوي بعتبهِ الأَوصابا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا خيرَ من أعطى الجميلَ في الورى
يا خيرَ من أعطى الجميلَ في الورى
رقم القصيدة : 22831
-----------------------------------
يا خيرَ من أعطى الجميلَ في الورى
تبرُّعاً فيه وأوفى من وَعد
لي عدة ٌ عندَك ماذا صنعت؟
كأَنَّ عنها طرفُ ذِكراك رَقد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد
يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد
رقم القصيدة : 22832
-----------------------------------
يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد
ما أنتَ من أعطى الجميلَ واسترد
أبِعد بها طارية ً بذكرها
يُخزى أخو المجدِ إذا النادي انعقد
وخطّة ً شنعاءَ لا يركبُها
إلاّ الذي في عود علياهُ أود
وسُبَّة َ تَثلِم مِن مجدِ الفتى
ثلمة َ نقص ضلَّ مَن قال: تُسَد
لم يرضَها إلاّ الوضيعُ همّة ً
أو مَن على أخلاقِه الذمُّ حشد
لا مَن سما لمّا سما لا مفرداً
بل هو والحمدُ على النجمِ صَعد
يا جامعاً بالمنعِ شملَ وفرِه
لا ترمِ شملَ المكرُماتِ بالبَدد
مجدٌ أبوكَ بالسماحِ شادَه
حاشاكَ أن تهدِمَ منه ما وَطد
ذاكَ الذي كانت سمات فخره
في جبهة ِ الدهرِ سناها يتّقد
يمدُّ كفًّا نشأت من رحمة ٍ
في الله تُعطي ولها منه المَدد
لو أنَّ فيها كان رملُ "عالج"
يُنفقُ ما أنفقَ منهُ لَنَفد
حتى مضى تلفُّه مطارفٌ
من الثنا، تَبقى على الدهرُ جُدد(24/51)
فقمتَ أنت بعدَه مقامَه
فقيل: هذا الشبلُ من ذاك الأسد
لا مثلَ من مجدُ أبيه بعده
أضاعهُ، فقيل: بئس ما وَلَد
كنتَ لعمري ديمة ً، وإنما
ذاب زماناً عُرفُها ثم جمد
ولجة ً بالأمس عادت وَشَلاً
واردُها اليومَ تمنّى لا ورَد
كم قلتَ -لستُ حالفاً مورّياً
بأنَّ هذا جُهدُ ما عندي وجد
ثمَّ شفعتَ الوعدَ في إيصاله
مُكرِّراً: لم لا عليَّ تَعتمد؟
ولم أخَل أنَّ السرابَ صادقٌ
حتى غدا وعدُك منه يَستمِد
نعم صَددتَ إذ بَخِلتَ مُوهِماً
فابخل أبا الهادي وسمِّ البخلَ صد
فيا فداءً لك مَن كان له
وجهٌ من الصخرِ وعرضٌ من سرد
تذكر كم فيك القوافي فاخَرت
من سجد الناسُ له حتى سَجد
فكيف تُقذي عينَها بجفوة ٍ
مِن أجلها طرفُ المعالي قد رَمد
إن يغرِك الحاسدُ فيها فلقد
أغراك في مجدِك من فرط الحسد
أبعدَ ما مدَّ الثنا طِرافَه
عليك حتّى قيل: بالحمد انفرد
عنك كما الحاسدُ فيك يشتهي
يصبحُ في كفيك منزوعَ العَمد
فقُل لمن يرغبُ عن كسبِ الثنا:
مَن فَقدَ المدحَ ترى ماذا وجد؟
أَهونِ بمنشورٍ دفينٍ ذكرُه
فذاك مفقودٌ وإن لم يُفتَقد
صابتكَ مِن بَوارقي مُرِشَّة ٌ
من عَتبٍ شُؤبُوبُها لا من بَرد
في عدة ٍ نومُك عن إنجازها
غيظاً له قامَ القريضُ وقَعد
ترقدُ عنها والقريضُ حالفٌ
بمجدكِ الشامخِ عنها ما رقَد
ما الخُلفُ في الوعدِ اكتساب شَرفٍ
وليس في منع الندى فخرُ الأبد
تلك اليدُ البيضاءُ بعد بسطها
عن السماحِ كفُّها كيف انعقد؟
وذلك الوجهُ الكريمُ ما لَهُ
مِن بعد ما ماءُ الحيا فيه أطرد
أسفرَ بين الناسِ لا يخجلُه
خلفُ المواعيدِ ولا منعُ الصفَد
فعُد كما كنت، وإلاّ انبعثَت
تترى إليك النافثاتُ في العقد
من اللواتي إن أصاب سهمهُا
عِرضَ لئيمٍ طُلَّ من غير قَود
وهي على عِرضِ الكريمِ نثرة ٌ
ما النثرة ُ الحصداءُ منها بأرَّد
تبدو فإمَّا هي في جيدِ الفتى
طوقٌ وإما هي حبلٌ من مَسد
فعِش كما تهوى العلى مُمَّدحاً
لا خيرَ في ميتِ العُلى حيِّ الجسد(24/52)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ
ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ
رقم القصيدة : 22833
-----------------------------------
ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ
وذكرُك أضوعُ ما يُنشرُ
أَجَل ومكارمُك الباهراتُ
أجلُّ وأعظمُ ما يُشكَر
أبا جعفر أنت لطفُ الإله
وأنت لرأفتهِ مَظهر
براكَ الأله لنا رحمة ً
يُعلنُ بها العائلُ المُقتِر
لقد صنتَ وجهي عن أن يُرى
لدى أحدٍ ماؤُه يَقطِر
وعوَّدَتني كرماً أن تجود
عليَّ ابتداءً بما يَغمرُ
فأضحى لساني لديك يطولُ
وهو لدى غيرِكم يَقصِر
أبو إخوة ٍ لي على الحاسدينَ
على قِلّتي بهمُ أكثرُ
وداد الورى عَرضٌ زائلٌ
وثابتُ ودِّهم جَوهر
هم الأطيبون هم الأنجبون
هم السحبُ جوداً همُ الأبحر
وهم عُدَّتي حيثُ لا عدّة ٌ
وهم معشري حيثُ لا مَعشر
وعنّي بهم كم دفعتُ الخطوبَ
فولَّت بأذيالِها تَعثَر
تَوعَّدَني زمني بالظَما
وفي زعمِه أنني أضجر
فقلتُ له: خلّي عني الوعيدَ
أيظمأُ مَن عنده "جَعفر"
فتى ً أملي في ندى كفِّه
كبيرٌ وهمّتُه أكبر
له أنملٌ سُحبٌ عشرُها
وراحٌ أساريرُها أبحُر
وعَيشيَ في طيبها "صالحٌ"
رياضُ المُنى فيه لي تَزهُر
محيّاهُ كالبدرِ لا بل أتمّ
على أنّه الشمسُ بل أنورُ
فيا رائشي حصَّ منّي الجناحُ
ففي الوكر طيري لقاً يَصفِر
ويا ناعشي أضعفت من قُوايَ
أمورٌ بها كاهلي مُوقَر
أعِد نظراً نحو حالي غدت
ومربُعها طَللٌ مُقفِر
لئن أنت فيها غرستَ الجميل
بالشكرِ سوفَ إذاً يُثمر
وعن بصري إن جلوتَ القَذا
فإنّي بهديك مستبصِر
وإن كنتَ أخّرت صنع الجميلَ
بعسرٍ وليتَك لا تَعسِر
فحسبي صنايُعك السالفاتُ
واجبة ُ الشكر لا تُكفر
ستُعذَرُ عندي عُذرَ الذي
على نفسِه نفسهُ تًصبر
ولكن على كلّ حالٍ أخالُ
بأن لك نفسك لا تَعذِر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما بالُ من نوهتُ دهرا
ما بالُ من نوهتُ دهرا
رقم القصيدة : 22834
-----------------------------------(24/53)
ما بالُ من نوهتُ دهرا
فيهِ يتيهُ عليَّ كِبرا
وكسوتُه العَليا فجرَّ
عليَّ ثوبَ الزهوِ فخرا
كم قمتُ فيكَ مُفاخراً
مَن كان أشرف منك قدرا
ومُوازناً من لا يراك
بجنبِ طودِ عُلاه ذرَّا
ومُسايراً مَن كان أسيرَ
في المكارمِ منك ذِكرا
ومُطاولاً مَن لم تَقِس
أبداً بباعك منهُ فِترا
ومباهياً مَن لا يعدَّ
كفخره لعُلاك فَخرا
كنت الهلالَ فزدت في
مدحي إلى أن صرت بدرا
أنت البغاثُ لمعشرٍ
فعلامَ صرت عليَّ صقرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أيا خيرَ من يرتادُه أملُ الورى
أيا خيرَ من يرتادُه أملُ الورى
رقم القصيدة : 22835
-----------------------------------
أيا خيرَ من يرتادُه أملُ الورى
فمبصرُه في روضة ٍ منهُ يُحبر
لديك رَمَت نفسي كبارَ همومِها
وهمَّتُك العلياءُ منهنَّ أكبر
وطارَ رجائي في حِماك مُحلِّقاً
عن الناسِ حيثُ الكلُّ منهم مُقصِّر
وعدتَ بريٍّ منك حائمة َ الرجا
فهل هكذا تَبقى وجودُك جعفر
سِواك يخيبُ الظنُّ فيه فيُعذر
ويمسكُ بخلاً وهو بالبخلِ أجدر
وغيرك يُستجدى وما الجودُ عندَه
سوى كلماتٍ بالأكاذيب تسحُر
ولكنَّك المولى الذي انتشرت له
صنايعُ ما بين البريّة ِ تشكر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ
حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ
رقم القصيدة : 22836
-----------------------------------
حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ
قد لذَّ لي ولهُ قديماً كاسُها
ما زالَ يفتِل حبلَه ما بيننا
بالوصلِ حتى استحصدت أعراسها
وكأنَّ بعض حواسدي، وأعيذه
بالله، وَسوسَ عنده خَنَّاسُها
فنهى ولكن عن حقوقِ مودَّة ٍ
لم يغدُ منتقِضاً عليَّ أساسُها
يا من غرستُ له المودَّة في الحشا
وعلى الصفاءِ نَمت له أغراسها
أنُتم دعاة ُ اللهِ سادة ُ خلقِه
أُمناءُ ملّة ِ دينه حُرّاسها
ومطهَّرون من الخبائثِ كلَّها
أبداً فليس تمسُّكم أدناسُها
ومبجَّلون فما تطاولتِ الورى(24/54)
وحضر تُم إلاّ وُطأطِاَ رأسها
وأرى الكرامَ معادِناً فلجُينُها
وأبيك أنت وما سواك نحاسها
ولأنتَ نعم مناخُ وافدة ِ المُنى
وأبرُّ من شُدَّت له أحلاسها
تلك الخلايقُ أين جامِعُ بشرها
كانت تفرّقُ وحشتي إيناسها
تلك المكارمُ أين هامعُ قطرها
ما زالَ يُخضب ساحتي رجّاسها
عجباً دعوتُك والخطوبُ تلوكني
وعلى حشاشتي إلتقت أضراسُها
فصرفت فهمك عن خطاب ألوكتي
تبدي الغموضَ بها وأنت أياسها
نزعت برغبتها إليك فلم يكن
من غير خجلتها لديك لباسها
نَشرَت وسائَلها إليك مع الرجا
فلأيّما سببٍ طواها ياسها
وَجبهَتهَا بالردِّ حتّى أنّها
لتكادُ تضرمُ مهجتي أنفاسها
عينٌ رعيت بها هواي فحقبة ً
لم أدرِ عين الدهر كيف خلاسها
ما لي انبِّهها لتلحظَ خلّتي
ومن الجفاءِ لها يطيبُ نعاسها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> رأيتُ الثنا في جعفرِ الجودِ صادقاً
رأيتُ الثنا في جعفرِ الجودِ صادقاً
رقم القصيدة : 22837
-----------------------------------
رأيتُ الثنا في جعفرِ الجودِ صادقاً
وكم جعفرِ فيهِ الثنا غيرُ صادقِ
فتى ً لم يزده المدحُ فخراً لفخرِه
على أنّه في غيره غيرُ لائق
وهل تستزادُ الشمسُ نوراً لنورِها
إذا قيل: إنَّ الشمس أنورُ شارق
فيا مُعرضاً عنّي عن العتبِ بالجفا
عجمتَ لساني وهو أفصحُ ناطِق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا مَن براهُ الله روحَ كمالِ
يا مَن براهُ الله روحَ كمالِ
رقم القصيدة : 22838
-----------------------------------
يا مَن براهُ الله روحَ كمالِ
فتمثَّلت شخصاً بغير مثالِ
لكَ أنملٌ خُلقَت لبون مواهبٍ
ما أرضعت سَقبَ الرجا لفصال
أمُّ الحَيا نبتُ الخضمِّ ربيبة ُ الإ
حسانِ أختُ العارضِ الهطّال
أمَّلتُ لي تلدُ الكثيرَ مِن الندى
فحصلتُ من أملي على الإقلال
ما خلتُ أن ألقاكَ حين كلاكلي
عن ظهر همّك طارحاً أثقالي
عجباً لجودِك كيف عنّي قد سها
فوقعتُ منه بجانبِ الإهمال(24/55)
مالي أُنبّه مِنك لحظَ فواضلٍ
ما نامَ عن كرمٍ وعن إفضال
تغضي وبي ضاقَ المجالُ وطالَما
أوسعتَ في عينِ العدوِّ مجالي
وتحومُ آمالي وبحرُك زاخرٌ
فتُحيلَ حوَّمها إلى الأوشال
يا راعياً أملي علامَ وسمتَه
من بعدِ ذاكَ البرِّ بالإغفال
عهدي بودِّك لا يحولُ وغيرهُ
متنَّقلٌ يتنقلّ الأحوال
وأرى رجايَ غروس جودِك لم يزل
فأفض عليه مُنعماً بسجال
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> تظنُّ الأنامُ بأقبالِكم
تظنُّ الأنامُ بأقبالِكم
رقم القصيدة : 22839
-----------------------------------
تظنُّ الأنامُ بأقبالِكم
عليَّ بلغتُ العريضَ الطويلا
وقد صدقوا فَلَكُم كم يدٍ
لديَّ تُحقّقُ ما كان قِيلا
رأوا أملي باركَ الله فيهِ
بآلائِكم لم يزل مُستطيلا
وقالوا: عمرَت بناءَ القريض
ودارُك تبقى كثيباً مَهيلا
وعندَكَ مَن بِنداهم يخفُّ
على الدهرِ ما كانَ عبأً ثقيلا
فهلاَّ شفعتَ اليهم بها
صَناعاً من المديح يسقي الشمولا
إذا أنت أقرضتَها جودَهم
أخذت على النجحِ فيها كفيلا
فقلتُ: دعوا النصحَ في عذلِكم
فلا رأيَ لي أن أطيعَ العذولا
بحسبي نباهة ُ ذكري بهم
وإن باتَ حظِّي يشكوا الخمولا
فقد تشرقُ الشهبُ في بدرِها
وإن سامَها القربُ منها أُفولا
إذا ما تنبَّه لي جودُهم
وجاءَ إليَّ، ابتداءً، جزيلا
فتصبحُ دارَي معمورة ً
ويربعُ ما كان منها محيلا
وإلاّ، أدم مقصِراً من رجاي
ولم أرَ للعتبِ يوماً مُطِيلا
على أنني لو أشاءُ العتابَ
إذاً لوجدتُ إليهِ السبيلا
ولكنَّ لي كلَّهم "مرتضى ً"
فحاشاهُم أن يَروني "عَقيلا"
العصر العباسي >> البحتري >> قليل لها أني بها مغرم صب
قليل لها أني بها مغرم صب
رقم القصيدة : 2284
-----------------------------------
قَليلٌ لهَا أنّي بِهَا مُغرَمٌ صَبُّ
وَإن لم يُقارِفْ غيرَ وَجدٍ بها القَلْبُ
بذَلتُ الرّضَا حتّى تَصَرّمَ سُخطُها،
وَللمُتَجَنّي، بَعدَ إرْضَائِه، عَتْبُ
وَلمْ أرَ مثلَ الحُبّ صَادَ غُرُورُهُ(24/56)
لَبيبَ الرّجالِ، بَعدَ ما اختُبرَ الحُبُّ
وَإنّي لأشْتَاقُ الخَيَالَ وأُكْثِرُ الـ
ـزّيَارَةَ مِنْ طَيْفٍ، زِيارَتُهُ غِبُّ
ومِنْ أينَ أصْبُو بَعدَ شَيبي، وبَعدَما
تألّى الخَليُّ، أنّ ذا الشَّيبَ لا يَصْبُو
أسَالِبَتي حُسْنَ الأسى، ومُخيفَتي
على جَلَدي تِلكَ الصّرَائمُ وَالكُثبُ
رَضِيتُ اتّحادي بالغَرَامِ، ولَمْ أُرِدْ
إلى وَقْفَتي في الدّارِ أنْ يقِفَ الرّكبُ
وَلَوْ كنتُ ذا صَحْبٍ عَشِيّةَ عَزّني
تَحَدُّرُ دَمعِ العَينِ، عنّفني الصّحبُ
لقَد قَطَعَ الوَاشِي بتَلفيقِ ما وَشَى
منَ القَوْلِ، ما لا يقطعُ الصّارِمُ العَضْبُ
فأصْبَحتُ في بَغدادَ لا الظّلّ وَاسعٌ؛
وَلا العَيشُ ظِلٌّ غض غُضَارَتهِ، رَطبُ
أأمْدَحُ عُمّالَ الطْساسيجِ رَاغِباً
إلَيهمْ وَلي بالشّام مُستَمتَعٌ رَغْبُ
فأيْهاتِ مِنْ رَكْبٍ يُؤدّي رِسَالَةً
إلى الشّامِ، إلاّ أنْ تُحَمَّلَها الكُتبُ
وعِندَ أبي العَبّاسِ، لَوْ كانَ دَانِياً،
نَوَاحي الفِناءِ السّهلِ وَالكنَفُ الرّحبُ
وَكَانَتْ بَلاءً نِيّتي عَنْهُ، وَالغِنى
غِنى الدّهرِ، أدْنَى ما يُنَوَّلُ أوْ يحبو
وَذو أُهَبٍ للحَادِثَاتِ بِمِثْلِها
يُزَالُ الطخى عَنّا وَيُستَدفعُ الكَرْبُ
سُيوفٌ لها في عُمرِ كلّ عِدًى رَدًى،
وَخَيلٌ لها في دارِ كلّ عِدًى نَهبُ
علَتْ فوْقَ بَغرَاسٍ، فضَاقتْ بما جنتْ
صُدورُ رِجالٍ، حينَ ضَاقَ بها الدّرْبُ
وَثَابَ إلَيْهِمْ رَأيُهُمْ، فَتَبَيّنُوا،
على حينِ حال، أنّ مَرْكبَهم صَعبُ
وكانوا ثمود الحجر حق عليهم
وقوع العذاب والخصي لهم سقب
تَحَنّى عَلَيْهِمْ، وَالمَوارِدُ سَهلَةٌ،
وَأفرَجَ عَنهُمْ بعدَما أعضَلَ الخَطبُ
ولو حضرته أنثياه استقلتا
إلى كليتيه حين أزعجه الرعب
فَما هُوَ إلاّ العَفْوُ عَمّتْ سَمَاؤهُ،
أوِ السّيفُ عُرْيانَ المَضَارِبِ، لا يَنبُو
وَما شَكّ قَوْمٌ أوْقَدوا نَارَ فِتْنَةٍ،
وَسرْتَ إليهمْ، أنّ نارَهُمُ تَخبُو(24/57)
كأنّ لمْ يَرَوْا سيما الطّوِيلِ وَجَمعَهُ،
وَما فَعَلَتْ فيهِ، وَفي جَمعِهِ الحرْبُ
وخَارِجَ بَابِ البَحرِ أُسْدُ خفية،
وَقد سدّ قُطرَيهِ، على الغَنَمِ، الزَّرْبُ
تَحَيّرَ في أمْرَيْهِ، ثُمّ تَحَبّبَتْ
إلَيهِ الحَياةُ، ماؤها عَلَلٌ سَكْبُ
وَقد غَلُظَتْ دونَ النّجاةِ التي ابتَغى
رِقابُ رِجالٍ، دونَ ما مُنعَتْ غُلبُ
تكَرّهَ طَعمَ الموت والسّيفِ آخِذٌ
مُخَنَّقَ لَيثِ الحَرْبِ حاصَلهُ كَلبُ
وَلوْ كانَ حْرّ النْفسِ، والعيشُ مُدبرٌ،
لمَاتَ، وَطَعمُ المَوْتِ، في فمهِ، عَذْبُ
وَلَوْ لَمْ يُحَاجِزْ لُؤلُؤٌ بِفِرَارِهِ،
لَكانَ لصَدْرِ الرّمحِ في لؤلوءٍ ثَقبُ
تَخَطّأ عَرْضَ الأرْضِ، رَاكبَ وَجهه،
ليَمنَعَ منهُ البُعدُ ما يَبذُلُ القُرْبُ
يحبُ البِلادَ وَهيَ شَرْقٌ لشَخصِهِ،
ويُذْعَرُ مِنها وَهيَ منْ فَوْقهِ غَرْبُ
إذا صار سهبا عاد ظهراً عدوه
وكان الصديق غدوة ذلك السهب
مَخاذيلُ لمْ يَسْتُرْ فَضَائحَ عجزهِمْ
وفَاءٌ، وَلمْ يَنْهَضْ بغِدْرِهِم شغبُ
أخافُ كأنّي حامِلٌ وِزْرَ بَعضِهِمْ
منَ الذّنْبِ، أوْ أنّي لبَعضِهِم إلْبُ
ومَا كانَ لي ذَنْبٌ، فأخشَى جَزَاءَهُ،
وَعَفوُكَ مَرْجُوٌّ، ولوْ كانَ لي ذَنْبُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد بلونَك في قديمِ الليالي
قد بلونَك في قديمِ الليالي
رقم القصيدة : 22840
-----------------------------------
قد بلونَك في قديمِ الليالي
فوجدناكَ "صالحاً" للمعالي
وامتحناكَ فامتحنَّا بريئاً
طبعُه مِن تحوّلٍ وانتقال
فمحضنا لكَ الصريحَ من الودِّ
وقابلته بحرِّ الفعال
قسماً والسحابُ كفُّك إن أقـ
ـسمتُ بالمنشىء ِ السحابِ الثقالِ
نزل العتبُ منكَ ساحة َ فضلٍ
لم تكن منزلاً لغيرِ الكمال
واقتفاك القريضُ حقَّ ودادٍ
منك أمسى في جانبِ الإهمال
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قبيحٌ بحقّك أن تبخلا
قبيحٌ بحقّك أن تبخلا
رقم القصيدة : 22841(24/58)
-----------------------------------
قبيحٌ بحقّك أن تبخلا
عليَّ وجودكَ عمَّ الملا
ولو أنَّ غيرك في منعه
يبيت لصعبَي مُستَسهِلا
إذاً لأصبت بسَهمِ القريض
مقاتَلهُ مَقتلاً مَقتلا
وجرّدتُ من مقولي صارماً
فاحتزّه مِفصلاً مِفصلا
ولكن أجلّك عمّا ذكرت
فذاكَ بحقِّك لن يجمُلا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها
تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها
رقم القصيدة : 22842
-----------------------------------
تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها
ذابت حشا المجدِ غيظاً من تَلظّيها
أرست ولكن على قلبِ الحسود لها
قواعدٌ كانَ يبني الفخرَ بانيها
معتلة ٌ بضنا الهجرانِ قد مرضت
بعلّة ٍ مرضت نفسُ العُلى فيها
فاللهَ اللهَ في استبقائِها فلقد
كادت تقومُ على الدنيا نواعيها
ما عذرُ من صدّ عنها وهي مقبلة ٌ
من بعدِ ما كانَ تُصيبه ويصيبها
عهدي بها تكتسي أبهاجَ غُرّتِه
والبِشرُ يقطُرُ زَهواً مِن نواحيها
فاعجب وما قد أراها دهرُها عجبٌ
مَن كانَ يُضحكها قد صارَ يُبكيها
وكيف في كلِّ ذاك العتبِ ما شَفيت
وكان في الحقِّ منه البغضُ يشفيها
داءٌ من الهجرِ لم أبرح أعالجُها
منهُ وبالبرءِ في عتبي أُمنِّيها
وما طويتُ على يأسٍ عليه طَوت
حتى مللتُ وملّت من تشكيّها
فاعذر أخاك إذا ملّ العلاَج فقد
أفنى الدواء ولم ينجع تداويها
سل ديمة ً كلّما استمطرتُها لمعت
بروقُها لي وانحلّت عزاليها
ما بالها بانَ إخلافُ البروقِ بها
أعيذُها بإله الخلق مُنشيها
فقم أعدها أبا الهادي بلا مهلٍ
مكارماً أنت قبلَ اليومَ مُبديها
لا قلتُ مات الرجا والجودُ ما انبسطت
بنانُ كفِّك في الدنيا لراجيها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما الحيثُ انتهى بكَ الأسراءُ
ما الحيثُ انتهى بكَ الأسراءُ
رقم القصيدة : 22843
-----------------------------------
ما الحيثُ انتهى بكَ الأسراءُ
لمهبِّ العشرِ العقولِ ارتقاءُ(24/59)
وإذا لم يكن إليكَ انتهاء
"كيفَ ترقى رُقيَّك الأنبياء
يا سماءً ما طاولتها سماء"
جُزت إذ فتحَّت لك الحجبُ فُتَحا
لعلاَ دونه عُلى الرسل تمحى
فلهم لو غدى ذُرى العرشِ سطحا
"لم يساووك في علاك وقد حا
لَ سناً منك دونَهم وسناءُ"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إذا عنَّ لي برقٌ يضيء على البعدِ
إذا عنَّ لي برقٌ يضيء على البعدِ
رقم القصيدة : 22844
-----------------------------------
إذا عنَّ لي برقٌ يضيء على البعدِ
نزت كبدي من شدّة الشوقِ والوجد
وناديتُ معتلَّ النسيمِ بلا رُشد
"نسيمَ الصَبا استنشقتُ منك شذا الندِّ
فهل سرتَ مجتازاً على دِمنتي هند؟"
وهل لسليمِ الحبِّ أقبلتَ راقيا؟
بنشرِ فتاة الحيِّ إذ كان شافيا
فما كنت إلاّ للصبابة ِ داعيا
"فذكّرتَني نجداً وما كنتُ ناسيا
ليالٍ سرقناها مِن الدهرِ في نجدِ"
نواعِمَ عيشٍ مازَجَ الأُنس زَهرها
رِطابَ أديمٍ خالطَ المسكُ نشرهَا
رقاقَ حواشٍ قرَّب الوصلُ فجرَها
"ليالٍ قصيراتٍ، ويا ليت عُمرهَا
يُمدُّ بعمري فهو غاية َ ما عندي"
رياحُ الهنا فيها تنشَّقتُ عَرفَها
وفيها مدامُ اللهوِ عاقرتُ صِرفَها
لدى روضة ٍ لا يبلغُ العقلُ وصفَها
"بها طلعت شمسُ النهارِ فلفَّها
ظلامانِ من ليلٍ ومن فاحمٍ جعد"
سوادانِ يعمى الفجرُ بينَ دُجاهما
هما اثنانِ لكن واحدٌ منتماهُما
أتت تتخّفى خيفة ً في رداهما
"ولو لم تُغطّي خدَّها ظُلماتها
لشُقَّ عمودُ الصبحِ من وجنة ِ الخدِّ"
فأبصرتُ منها إذا سهت منه غُرّة ً
محيًّا هو الشمسُ المنيرة ُ غُرّة ً
ولاحَ لها خدٌّ، هو النورُ نُضرة ً
"قد اختلست منها عيونيَ نظرة ً
أرتني لهيبَ النارِ في جَنَّة الخُلد"
تَحيَّرتُ في بدرٍ من الوجهِ زاهرِ
يلوحُ على غصنٍ من القدّ ناضرِ
وأسيافِ لحظٍ في الجفونِ بواتر
"في وجنتيها حمرة ٌ شكَّ ناظري
أمن دمِ قلبي لونُها أم من الورد"
فبالشذرِ أيدي الحُسن طرَّزن صدرها
وبالنجمِ لابالدرِّ وشحّن خصرَها(24/60)
لها مقلّة هاروتُ ينفثُ سحرَها
"وفي نحرها عقدٌ توهمت ثغرَها
لئالئهُ نُظّمن من ذلك العِقد"
بنفسي هيفاءَ الوشاحِ من الدُمى
سقتني حمّيا الراح صرفاً من اللّمى
فأمسيتُ من وصفِ المدام متيَّما
"وما كنت أدري ما المدامُ، وإنّما
عرفتُ مذاق الراح من ريقها الشهدَ"
وقبلَ ارتشافُ الثغر ما لذّة ُ الهنا
وقبل سنا الخدينِ ما لامعُ السنا
وقبل رنينِ الحُلي مارنَّة ُ الغِنا
"وقبل اهتزازِ القدِّ ما هزّة ُ القَنا
وقبل حسام اللحظِ ما الصارمُ الهندي"
لها كلَّ يومٍ عَطفة ٌ ثم نَبوة ٌ
وما علقت فيها بقلبي سَلوة ٌ
فمِن بُعدَها زادت بقلبي صبوة ٌ
"ومن قُربِها مالت برأسي نَشوة
صحوتُ بها ياميُّ من سكرة ِ البعد"
ولا عجبٌ إن يشفَ في عَطفِ قلبها
سقامُ جفاها يومَ بتُّ بجنيها
هي الداءُ طوراً والشفاءُ لصبِّها
"وإن زالَ سكرُ البعدِ من سكرُ قربِها
فلا طب حتى يُدفعُ الضدُّ بالضدِّ"
فمذ كنتُ ذرًّا قد تعشّقتُ زينبا
وفي عالمِ الأصلابِ زدت تعذُّبا
وموَّهتُ في ضربٍ من اللحنِ مطربٍ
"تعشّقتُها طِفلاً وكهلاً وأشيبا
وهِمًّا عرته رعشة ُ الرأسِ والقدِّ"
أغارُ عليها أن يمرَّ بشعبها
نسيمُ الصَبا أو يكتسي طيبَ تُربها
وأدري بحبي كيف بات بقلبها
"ولم تدرِ ليلى أنني كَلِفٌ بها
وقلبيَ من نار الصبابة في وقدِ"
وأخفيتُ عن نفسي هوى سقمه شكت
ولم تدرِ أحشائي بمن نارُها ذكت
وكفّي لأسناني لمن أسفاً نكت
"وما علمت من كتمِ حبي لمن بكت
جفوني ولا قلبي لمن ذابَ في الوجدِ"
إذا ما تذاكرنا الهوى بتشبُّبٍ
أتيتُ بتشبيبٍ عن الشوقِ معربٍ
وأدفعُ في هندٍ وميَّة عن دعدِ
وإن قلتُ إني واجدٌ في جآذرِ
فوجدي بريّا لا بوحشٍ نوافرِ
وإن قلتُ أروى فالمنى أمُّ عامرِ
وإن قلتُ شوقي باللوى فبحاجر
أو المنحنى فاعلم حننتُ إلى نجدِ
فيحسب طرفي في هوى تلك قد قذي
وأنَّ بهاتيك العَذارى تلذُّذي
وفي ذكرِ أوطانٍ لها القلبُ يغتذي
"وما ولعت نفسي بشيء سوى الذي(24/61)
ذكرتُ، ولكن تعلمُ النفسُ ما قصدي"
وأكرمُ أربابِ الغرامِ الأُلى خلوا
أناسٌ أسرَّوا سرَّه مُذ به ابتلوا
وقال لقومٍ للأذاعة ٍ ما قلوا
"كذا من تصدّى للهوى فليكن ولو
تجرَّع من أحبابهِ علقمَ الصدِّ"
فانَّ الفتى مَن يحكم الرأي فكرهُ
ويعجزُ أربابَ البصيرة ِ سبرهُ
وذو الحزمِ من يخفى على الناسِ أمرهُ
"وليس الفتى ذو الحزمِ من راح سرَّه
تناقُلهُ الأفواهُ للحرِّ والعبد"
إذا لم يصنهُ عن خليل وحُسَّد
تحدَّثَ فيه الناسُ في كلِّ مشهد
وغنَّت به الركبانُ في كلِّ فِدفد
"فيسري إلى القاصي كما بمحمد
سرت بنتُ فكري بالثناءِ وبالحمد"
لقد جمدت دون القِريضِ القرايحُ
وماتت بموتِ الماجدين المدايُح
فما لرتاج الشعرِ إلاّيَ فاتُح
"وما للثنا إلاّ محمَّدُ صالح
لقد ضلَّ مهديه لغير أبي المهدي
ظهورُ العُلى في مثله ما استقلّتِ
له رتبة ٌ عنها الكواكبَ خُطّت
فتى ً إن يرم إدراكه العقلُ يَبهتِ
"همامٌإلى العلياءِ حدّة فكرتي
بعثتُ فلم تُبصِر لعلياهُ مِن حدّ"
مليكٌ عليه طائرُ الوهمِ لم يحمُّ
وكلُّ ابنِ مجدٍ شأوَ علياهُ لم يَرمُ
تحدَّر من أصلابِ فخرٍ غدت عُقم
"وعن مثله أمُّ المكارمِ لم تقُم
فأَبّى ترى ندَّا لجوهرهِ الفَردِ"
لهُ خلقٌ ما شابَ سلساله القذا
ولا هو في غيرِ الفخارِ تلذَّذا
وغيرَ العُلى منذُ الولادة ِ ما اغتذى
"ترَّبى بحجرِ المجدِ طفلاً وقبلُ ذا
براهُ إلهُ العرشِ من عنصرِ المجدِ"
فعلَّمَ صوبَ الغيثِ أن يتهلَّلا
ووازنَ منه الحلمُ رضوى ويذبلا
وفات جميعَ السابقين إلى العُلى
"ترقّى النهى قبل الفِطامِ به إلى
نهاية إدراك الأنامِ من الرشدِ"
تجمَّع شملُ الزهدِ لمَّا تشتَتَا
وعاشَ التقى من بعدِ ما كان ميّتا
بذي نُسِكٍ ما زال للهِ مُخبتا
"ومعتصمٍ ممّا يُشانُ به الفتى
بعفّة نفسٍ تِربِهِ وهو في المهد"
فلا غروَ إن عمَّت نوافلهُ الملا
وطبقَّن ظهرَ الأرضِ سهلاً وأجبلا
وفاتَ الورى فخراً ومجداً مؤثّلا(24/62)
"فذا واحدُ الدنيا انطوى بردُه على
جميعِ بني الدنيا فبورُكَ من بُردِ"
عليه العُلا قد دار إذ هو قطبُه
وفي فخرهِ من دهرِه ضاقَ رحبهُ
وبيتُ علاهُ سامَت الشُهب كثبُه
"رفيعُ مقامٍ أين ما حلَّ تُربُه
من الشهبِ تمسي تِربَها أنجمُ السعد"
عظيمُ محلٍّ كان للفضلِ جوهرا
له رتبة ٌ طالت على الشمِّ مفخرا
لتأنف أن يستام عزَّة َ نخوتي
"على شرفاتِ المجدِ مغناهُ والورى
بحصبائه، لا بالكواكب، تستهدي"
إذا هو بالايحاش بدَّلَ أُنسَه
تبيتُ صروفُ الدهرِ تُنكر مسَّه
همامٌ عليهِ يَحسِدُ الغدُ أمسَه
"تراه، ولو قد كان يخفض نفسَه
لآملهِ عِطفاً ويبسمُ للوفدِ"
رفيعاً بحيثُ النجمُ لم يكُ ممسكا
بأَذيالهِ والفكرُ لم ير مَسلَكا
ثبيراً على جنبِ الوثير قد اتكا
ودون لقاه هيبة ُ الأسد الورَدِ
أعزُّ الورى نفساً وأزكى نجابة ً
وأسبقُ في الآراءِ منهم إصابة ً
وأبلَغُهم وسط النديِّ خِطابة ً
"له الفصحاءُ المفلقونَ مهابة ً
إذا سُئِلوا لا يستطيعونَ للردِّ"
عليمٌ له نفسٌ عنِ الله لم تمل
ومن ذكرِ ما لم يرضِه لم يزَل وَجِل
ومنه وعنه العلمُ بين الورى نُقِل
"لقد ضاقَ صدر الدهر من بعض بثَّه الـ
ـعلومَ، وما يخفيه أضعافُ ما يبدي"
وعمياءَ سُدَّت عن ذوي الرشدُ سُبُلها
تساوى بها علمُ الأنامِ وجهُلها
جلاها فتى ً تدري العلومُ وأهلُها
"إذا انعقدت عوصاء أُشكلَ حلُّها
فليس لها إلاّهُ للحلِّ والعقد"
وغامضة ٍ فهمُ الورى دونها انقطع
وليس لهم في حلِّ معقودِها طمع
إذا أعوصت في كشفِ غامضها صَدع
"فيوضحها بعد الغموضِ ولم يَدع
لمعترضٍ بابا لها غير مُنسدّ"
وكانت متى فاهت ذوو الحزم تخزِهم
فيرضوا بذلِّ العجزِ من بعدِ عزِّهم
وحتى تحاماها الفحولُ برمزِهم
وعنه أرَّم الناطقونَ لعجزِهم
ومذوُده فى القولِ منشحذُ الحدِّ"
تراه به عضبَ المضاربِ مُرهفا
إذا هو أمضى الحكمَ لن يتوقفا
فيمسي عليه طالبوا العلم عُكَّفا
"فيلقي إلى أذهانِها علمَ ما اختفى(24/63)
ويُفرغ فى آذانها لؤلؤَ العِقد"
ومن كلِّ طخياءٍ جلا كلَّ غبرة ٍ
بايضاحِ قولٍ عن لسانٍ كزبرُة ٍ
ولم يكُ إلاّهُ بحدّة ِ فكرة ٍ
"رشيدٌ بعينِ الحزمِ أوَّل نظرة ٍ
يرى ما به ضلَّت عقولُ ذوي الرُّشد"
تُرُّد أُمورُ الناس في كلِّ مشكلٍ
إلى قُلَّبٍ، إن أشكل الرأى ، حُوَّلِ
ومن كلّ أمرٍ فاتحٌ كلَّ مُقفَلِ
"يُسدِّد سهمَ الرأى في كلِّ معضل
إذا طاشت الآراءُ فيه عن القصد"
فتى ً معه المعروفُ يرحل رَحَل
وتنزل آمالُ الورى حيثما نزل
ببُرد التقى فوق العفاف قد اشتَمل
"ترى نفَسه من حبها الله لم تزل
بطاعَته لله في غاية ِ الجهدِ"
حليفُ التقى ما انفكَّ لله شاكرا
وللنومِ، من حبِّ العبادة ِ، هاجرا
وفي وِردِه ما زال لليل عامرا
"يقوم إلى ما كان نَدباً مبادرا
مبادرة َ الهيمِ العطاشِ إلى الوِرد"
فيجلو ظلامَ الليلِ منه إذا سجى
بغرّة ِ وجهٍ كالصباح تبلَّجا
وعن قلبِ مسجور الحشى يظهر الشجا
"وفي عين عاضٍ نادمٍ يسهرُ الدجا
وما همَّ بالعصيانِ للواحدِ الفردِ"
فكم شادَ بالتقوى بيوتَ هدى ً دُرس
وقام بعينٍ جفنَها النوم لم يُدس
بأورادهِ يقضي دجا الليلِ في أُنس
"فيقصرَ عن أورادهِ ولو أنه اسـ
ـتدام بجنحٍ سرمد الدهر مسوَّد"
إذا لم يُفض يوماً على الدهرِ عفوهَ
أتاه منيباً يقبضُ الخوفُ خُطوه
ونادى بصوتٍ ليس يُرفعُ نحوَه
"فيا سابقاً لم يدرِكِ العقلُ شأوَه
ولا تهتدي الأوهامُة منه إلى قصد"
ألا اسقِ رياضي، أنها اصفرَّ زهرُها
وضوء لياليَّ التي حُلن غرُّها
أَنر وجه أيامي التي اسودَّ فجرُّها
"فشمس بني العلياءِ أنت وبدرها
أخوك ربيعَ الخلقِ في الزمنِ الصلد"
ونفسكما من كلِّ إثمٍ تقدَّست
وداركما قدماً على الجودِ أُسّست
وجودكما بالنورِ نته الربا اكتست
"وحلمُكما منه الجبالُ لقد رست
ويُطبَعُ من عزميكما الصارمُ الهندي"
وإنكما عِقدانِ للفضل حليّا
وبدرانِ في أُفقِ المعالي تجلَّيا
وصقران في جوِّ المكارمِ جليَّا(24/64)
"وغيثا عطاءٍ أنتُما يفضحُ الحيا
فيعولُ إعلاناً من الغيظِ بالرعدِ"
ضلالٌ لذي قصدٍ لغيرِ كما رحل
وأمسي له في غير جودِكما أمل
ألم يدرِ مذ جودُ الكرام قد اضمحل
بقيّة جودٍ للورى ذَخرُ وكما الـ
ـكرامُ لمن مِن بعدِهم جاءَ يستجدي
وأبقوكما في الأرضِ للخلقِ مقصدا
ليمسي عَلاهم فيكما مُتجدِّدا
ويبقى نَداهم في الزمانِ مخلّدا
لعلمِهمُ في موتِهم يُدجُ الندى
بأكفانِهم ميتاً ويدفَن في اللحد
كأَنَّ الورى كانوا بنيهم وأنتما
أقاموكما فيهمِ كفيلاً وقيِّما
ومِن بعدِهم في ذلك العبء قِمتُما
فأحييتما ميتَ الندى فكأَنّما
همُ بكما رُدُّوا إلى الجودِ والمجد
توارثتُما منهم سماءَ مفاخرٍ
وزينتمُوها في نجومٍ زواهرٍ
وقد حزتما ما أحرزا من ذخائرٍ
وأحرزتما ما خلّفوا من مآثرٍ
ولم تدعا شيئاً من الحسبِ العدِّ
كرامٌ على كلِّ الأَنام لهم يدُ
وبيتٌ علاهم في الزمانِ مُشيَّدُ
وليس عليهم زادَ في الفضلِ سيّدُ
لئن زادَ في معنى طريفٍ محمّدُ
عليهم فذا فرعٌ لمجدِهم التَلد
وإن هم ببطنِ الأرضِ من قبلُ أضمروا
فإنَّ لعلياهُم معاليه مظهرُ
وطيُّ مساعيهم به عادَ يُنشرُ
وإن دُرِجوا موتى بعلياه عُمّروا
بعمرٍ لأقصى غاية ِ الدهرِ ممتدِّ
فمن جوهرِ العلياءِ كانوا فِرندَه
وأوَّل من أورى من الجودِ زندَه
درى الحيِّ فيهم والذي حلَّ لحده
هم شَرَعوا للجودِ في الناسِ نجدَه
ولولاهم ما كانَ للجودِ من نجدِ
فهل لسواها الزاخراتُ قد اعتزت؟
وهل غيرُها سحبٌ إذا السحبُ أعوزت؟
لقد أحرزت بالوفرِ حمداً فبرَّزت
ولو لم تحز بالوفر حمداً لأَحرزت
حسانُ سجاياها لها أوفرَ الحمد
إذا في الشتاءِ الشولِ غبراءُ رُوَّحت
ومصّ الثرى ماءَ الرياضِ فصوَّحت
فاّنهما فيها سيولٌ تبَّطحت
أناسٌ يرى في الكرخِ مَن فيه طوَّحت
إليهم بناتُ الشدقميّاتِ من بُعدِ
سنا نارِهم قد صيَّروه نُعوتَهم
لمسترشدِ الظلماءِ كي لا يفوتَهم
ويُبصر مَن وافى لكي يستبيتهم
لكعبة ِ جدواهم لمن أَمَّها تهدي(24/65)
لهم أوجهٌ يستصبِحونَ بها الملا
كأنَّ بدورَ التمِّ منهنَّ تُجتَلى
فلو قابلوا فيها دُجى الليلِ لانجلى
ولو وزنت فيهم شيوخُ بني العُلى
لما عدلوا طفلاً لهم كان في المهدِ
فطفلِهمُ حذَو المُسنِّ قد احتذى
وعزّتُهم أضحت لعينِ العِدا قَذا
وكلٌّ مِن الحسّادِ فيها تعوَّذا
وكلاًّ إذا أبصرتَ منهم تقولُ: ذا
محمّدُ فيه شارة ُ الأبِ والجدِّ
رفيع عُلى ً لا يطلعُ الفكرُ نجدَه
حليفُ تقى ً لا يعلقُ الأثمُ بُردَه
أخو الحزمِ ما حلَّت يدُ الدهرِ عقدِه
إذا انعقدَ النادي تراهُ ووِلدَه
لناديه عِقداُ وهو واسطة ُ العقدِ
كأَنَّ عُقاباً فيه بين قشاعمٍ
وليثَ عرينٍ فيه بين ضراغمٍ
وصلَّ صَفاة ٍ فيه بين أراقمٍ
على أنهم فيه نجومُ مكارمٍ
تحفُّ ببدرِ المجدِ في مطلع السعدِ
بروقُ عُلاهم من سناها تكشَّفت
وكفُّهم للوفدِ من سيبهِ كَفت
وفي رحمة ٍ منه عليهم تَعطّفت
وأخلاقهمُ من حسنِ أخلاقهِ صفت
ومنها اكتسى لطفاً نسيمُ صبا نجدِ
فلو نَفحت ميتاً لأحيته حقبة ً
ولو كنَّ في المسبوبِ لم يرَ سبَّة ً
ولو كنَّ في المكروبِ لم يرَ كربة ً
ولو ذاقها الأعداءُ كانوا أحبَّة ً
لنوعينِ فيها من رحيقٍ ومن شهدِ
وجوُدُهم في المحل من جودِ كفِّه
وإن شمخت آنافُهم فبأنِفه
وَعرفُ عُلاهم فاحَ من طيب عرِفه
تضوَّع من أعطافِهم ما بعطفِه
لطائمَ فخرٍ ينتسبن إلى المجدِ
أعزُّ بني الدنيا وأطيبُ عنصرا
لهم عاد عودُ الفضلِ فينانَ مُثمرا
وفيهم غدا صبحُ المكارمِ مُسفِرا
"سلالة ُ مجدٍ هم مصابيحُ في الورى
بكلٍّ إذا استهدت فذاك هو "المهدي"
له راحة ٌ للوفدِ تبسطُ أنملا
فتى ً مذ نشا تَدري جميعُ بني العُلى
"له مفخرٌ لو بعضَه اقتسمَ الملا
لزادَ، وما قد زادَ جلَّ عن العدِّ"
وسادوا بما حارَ النُهى في عجيبه
وبدرُ السمَا استغنى بهم عن مَغيبه
فأمسوا وكلٌّ مشرقٌ في غروبه
"وأصبح كلٌّ سامياً في نصيبه
وشأوٌ ذوو العلياءِ لا يعلقونَه
وكنهٌ ذوو الأفهامِ لا يُدركونه(24/66)
وقدرٌ يغضُّ الدهرُ عنه جُفونَه
"وعزٌّ أكفُّ الدهر تُحسَمُ دونه
فيرنوا إليه الدهرُ في مُقلٍ رمد"
وحلمٌ يُراديه الزمانُ بخطبِه
فيُلفيه أرسى من أبانٍ وهضبِه
وفهمٌ لسقمِ الجهل شافٍ بطبّه
"ورأيٌ يرى ما غابَ من خلف حجبه
كأَن بابُه عن رأيه غيرُ مُنسدِّ"
يَبيتُ على حفظِ العُلى غيَرها جد
ويبذلُ فيها من طريفٍ وتالد
وتبصرُ منه عينُ كلِّ مُشاهد
"فتى ً قد رقى العليا بهمَّة ِ ماجد
له أحرزت شأوَ العُلى وهو في المهد"
ومن ساعة ِ الميلادِ في حبِّها صبا
وكانت له أُمّاً وكان لها أبا
فإن تعتجب مِن ذا تَجد منه أعجبا
"إذا ما تراءى محتبٍ شُكَّ في الحُبا
على رجلٍ معقودة أو على أُحد"
فإن قلتَ: هذا مرهفٌ كان أرهفا
وأخلاقهُ: هنَّ الصبا كنَّ ألطفا
وإن قلت: ذا ماءُ السما لستَ منصفا
"لعمرك ما ماءُ السماءِ وإن صفا
بأَطيبَ ممّا منه قد ضمَّ في البُرد"
وَهوبٌ لو انَّ البحرَ في كفِّه فُني
وآملُه عن صيّبِ المزنِ قد غُني
حميدَ سجاياً للمكارمِ يقتني
"فريدة ُ هذا الدهر لو لم نجد بني
أبيه تعالى عن شبيهٍ وعن ندِّ"
كرامٌ بهم ربعُ المكارمِ رُوّضا
وصبحُ العلى من نورِهم عادَ أبيضا
همُ في علاهم خيرُ من ضمَّه الفَضا
"فروُعُ على ً منها محمدُ الرضا
مزايا علاه ليسَ تُحصرُ بالعدِّ "
سحابٌ على الوُفّادِ نائلهُ مُطِل
وسحبانُ يمشي في فصاحتِه ثَمِل
فإن تُقصرَن في مدح علياهُ أو تُطِل
"فلا أحنفٌ يحكيه بالحلم لا وبالـ
ـفصاحة قسّ بل ولا معن في الرفد"
وأسُّ العُلى مذ كان تربٌ لأُسّه
وإن يومُه أثنى عليهِ كأَمسه
"فهمّتهُ في الجودِ طبقٌ لنفسه
ومذودُه والحزمُ سيّانِ في الحدِّ"
فلا وفدَ غيثُ جدواهُ عَمَّهُ
وشابَهَ في الجدوى أباهُ وعمَّه
ومذ بَشَّرت فيه القوابلُ أُمَّه
"سعى طالباً أوجَ المعالي فأَمَّه
تلوحُ إذا بالمصطفى فيهما اتَصل
فحلَّوا جميعاً رتبة ً دونَها زُحل
"وكلّهم جاءوا على نسقٍ من الـ
ـعُلى واحدٍ ما عن تساويه من بُدِّ"(24/67)
أُولي الحمدِ في عالي الثناءِ شفعتمُ
وإن عنه في معروفِكم قد غنيتمُ
تهشُّون شوقاً إن دعا من دعوتمُ
"بني المجدِ من أبكارِ فكري خطبتمُ
فتاة ً عن الخُطَّابِ تجنحُ للصدَّ"
بدايعُ أفكارٍ لها الصِيدُ أذعنت
وفي حجبِ الأفكارِ عنهم تحصَّنت
لها مارَنوا يوماً ولا لهم رنت
"ولكن رأتكم كفوَها فتزيَّنت
لكم وأتت تختالُ في حُللِ الحمدِ"
فلو شامَها الأعشى تحيَّر وامتحَن
وإن زُهيراً لو يراها بها افتتَن
وأَبَّى لحسّانٍ كمنظومِها الحَسن
"لها من بديعِ القولِ نظمٌ بكم إذ النـ
ـوابغُ في مضمارِ أعجازِه تكدي"
على فترة ٍ في الشعر إن قيل يُنبذِ
وإن قد بدا لا طَرفَ إلاّ وقد قُذي
ظهرتُ بنظمٍ فيه ما قِتُهُ غّذي
"ولي أذعنت آياتُه وأنا الذي
بقيتُ له من بعد أربابه وحدي"
فَنظَّم من ألفاظِه الدرَّ مِقولي
وفي النظمِ يبديه كعقدٍ مفصَّلِ
بديعَ معانٍ إن أفه فيهِ يُنقل
"إذا ما تلوه في العراقِ بمحفل
سرت فيه أفواه الرواة إلى نجدِ"
فكم قد تبدَّت فيهِ للناس دُرَّة ٌ
وكم قد تجلَّت منه للشمسِ ضَرَّة ٌ
ومبصره قد قال: هل هو زُهرة ٌ
"وسامعهُ قد شكَّ هل فيه خمرة ٌ
أو أنَّ بنظمِ الشعرِ ضربٌ من الشهدِ"
حكى الروضة َ الغنّاءَ حسنُ بهائه
وفاقَ على شهبِ الدُّجا بسنائِه
وأخفى ضياءَ الشمسِ نورُ ضيائه
"وقد زاد في تضميخهِ بثنائِه
عليكم شذا قد طبَّق لاأرضَ بالنّد"
أَرمَّ لدى إنشادها المفصحُ اللَسِن
وطاش حجى الفَهّامة ِ الحاذِقِ الفَطِن
فما أنا في إنشائِه قَطُّ مغتبنِ
"ولستُ باطرائي له مزدهٍ وإن
غدا طُرفة ُ ابنُ العبدِ من حسنِه عبدي"
ولا أنا مَن يُعلي القريضُ محلَّه
ولا مَن يزيدُ النظمُ والنثرُ فضلَه
حويتُ بقومي المجدَ والفضلَ كلَّه
"وما في نظامِ الشعر حمدٌ لِمن لَه
سنامُ عُلى َ ينمى إلى شيبة ِ الحمدِ"
ومفخرهُ سامي السما بعَليِّه
وعزتُه موصولة ٌ بقُصيِّه
وسؤددُهُ إرثٌ له مِن لويَّه
"وبني النبي المصطفى ووصيِّه(24/68)
لنا النسبُ الوضّاحُ في جبهة ِ المجد"
وإن نظاماً انتجته رويَّتي
لنأنف أن يستام عزَّة َ نخوتي
فما سمحت إلاّ لكم فيه فِكرتي
"فدونكموه فهو في زُبُري التي
طوت ذكرَ من قبلي فكيفَ الذي بعدي"
ولا نضبتِ من كفّكم أبحرُ الندى
ولا أَفَلت من أُفقِكم أنجمُ الهدى
ولا زَالَ ربعُ المجدِ فيكم مشيَّدا
"ولا برحت علياكمُ تُسخِطُ العِدى
فتكثر عَضَّ الكفِّ من شدَّة الحِقدِ"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أصبحَ السعدُ قَريني
أصبحَ السعدُ قَريني
رقم القصيدة : 22845
-----------------------------------
أصبحَ السعدُ قَريني
والمُنى طوعَ يميني
حيث مذ صرت لحيني
كنتُ والوجد خديني
وبه العيشُ منكِّد
واثقاً أحمدُ ربّي
أن سيجلو كربَ قلبي
بنجيبٍ وابنِ نجبِ
فجلا "أحمدُ" كربي
فأَنا أحمدُ أحمَد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إذا ادّعت الكتابُ يوماً تخرُّصا
إذا ادّعت الكتابُ يوماً تخرُّصا
رقم القصيدة : 22846
-----------------------------------
إذا ادّعت الكتابُ يوماً تخرُّصا
لأقلامِها سحرٌ له دانَ مَن عصى
وقل: يا دعاة َ السحرِ خلَّوا التشخّصا
لأقلامِ موسى سرُّ ما كان في العصا
لموسى بنِ عمرانٍ من الأية ِ الكبرى
ترى الفضلَ فيها أنها في زفاغة ٍ
تسيغُ من الأقلامِ أحلى مَساغة ٍ
ولكن لدى إلقاء أيِّ صِياغة ٍ
إذا أبدتِ الكتابُ سحرَ بلاغة ٍ
فأقلامُ موسى كالعصا تلقفُ السحرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أجل لم يكن في ساحة ِ الأرضِ فاعلمن
أجل لم يكن في ساحة ِ الأرضِ فاعلمن
رقم القصيدة : 22847
-----------------------------------
أجل لم يكن في ساحة ِ الأرضِ فاعلمن
لسارٍ حمى ً إلاّ ببيتينِ في الزمن
ببيتٍ بناهُ اللهُ أمناً مِن المِحن
"وبيتٍ على ظهرِ الفلاة ِ بناهُ مَن
له همَّة ٌ مِن ساحة ِ الكونِ أوسَعُ "
ألا ربَّ قفرٍ قد قطعنا فضاءَه
بيومٍ وَصلنا في الصباحِ مساءَه(24/69)
ولمَّا علينا الليلُ مدَّ رِداءه
"نزلنا به والغيثُ يُسكِبُ ماءَه
كأَن قطرُه من سيبِ كفّيه يهمَعُ"
كأَنَّ النُعامى حين وافت بقُطرِه
لنا حَملت من خُلقِه طيب نَشرِه
فما قطرُه إلاّ تتابعَ وفره
"وما برقُه إلاّ تبسَّم ثغرِه
لوفّادِه من جانبِ الكرخِ يلمعُ"
فبُوركَ بيتاً فيهِ كان احتجابُنا
عن السوءِ مذ أمسى إليه انقلابُنا
به أَمِنت حصبَ الرياح رِكابُنا
"ومنه وقتنا أن تُبلَّ ثيابُنا
مقاصر من شأوِ الكواكب أرفعُ"
مقاصرُ بتنا مِن حماها بجُنَّة ٍ
وقينا الأذى من حفظِها بمَجنَّة ٍ
غدت مجمعَ السارِين إنسٍ وجنّة ٍ
"ولم يُر في الدنيا مقاصرُ جنّة ٍ
لشملِ بني الدنيا سواهنَّ تجمَعُ"
فوحشتُنا زالت بانسِ رحابها
عشيّة َ بتنا في نعيمِ جنابها
إلى أن نَسينا السيرَ تحتَ قُبلها
"كأنّا حلولٌ في منازلنا بها
ولم تتضمَّنا مهامِهُ بلقعُ "
بنا أدلجت تطوي المهامهَ عيسُنا
إلى أن بأيدي السيرِ دارت كؤوسنا
فمالت نشاوَى نحوَهنَّ رؤوسنا
"وبتنا بها حتى تمنَّت نفوسنا
نُقيمُ بها ما دامتِ الشمسُ تَطلعُ"
ومُذ كانَ فيها بالسرورِ مبيتُنا
بحيثُ ثمارُ البشرِ والأُنس قُوتُنا
رأينا الهنا في ظلِّها لا يفوتنا
وعنها وإن عزَّت علينا بيوتُنا
وددنا إلى أكنافِها ليسَ نرجِعُ
فلا عجبٌ إن تغدُ صُبحاً وعُتمة ً
بها الوفدُ من كلِّ الجهاتِ مُلمَّة ً
وتُمسي لهم بالخوفِ أمناً وعِصمة ً
ففيها أبو المهديِّ أسبغَ نعمة ً
على الناسِ فيها طُوِّقَ الناسُ أجمعُ
أعزُّ الورى أضحى لديها أذلهّا
وأفضلُهم ما زالَ يَشكرُ فَضلَها
وكيفَ يُبارى العالَمون أقلَّها
وأغناهُمُ قد كان مفتقراً لها
كمن مسّه فقرٌ مِن الدهرِ مُدقِعُ
بها عمّ أهل الأرضِ دانٍ وشاسِعا
وفيها لكلِّ الخيرِ أصبحَ جامعا
وليسَ لهذي وحدَها كانَ صانِعا
له اللهُ كم أسدى سواها صنايعا
بأمثالها سمعُ الورى ليسَ يُقرَعُ
فللخلقِ أبوابُ السماحة ِ فُتِّحت
بها وسيولُ الأرضِ منها تبطَّحت(24/70)
ومنها أزاهيرُ الرياضِ تَفتَّحت
"وقد عَجزت عنها الملوكُ فأصبحت
لعزَّته بين الخلائقِ تخضَعُ "
لقد غمرَ الدُنيا معاً بسخائِه
فكانت لِساناً ناطقاً بثنائِه
وأدَّبَ صَرَفَ الدهرِ بعد اعتدائه
"فلا برِحت في الكونِ شمس عَلائه
بأُفقِ سَماءِ المجدِ بالفخرِ تَسطَعُ"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> تعاليتَ من فاتحِ خاتمِ
تعاليتَ من فاتحِ خاتمِ
رقم القصيدة : 22848
-----------------------------------
تعاليتَ من فاتحِ خاتمِ
عليمٍ بما كانَ مِن عالمِ
فيا صفوة َ اللهِ من هاشِم
"تخيَّرك اللهُ من آدمِ
وآدمُ لولاكَ لم يُخلقِ"
بك الكونُ آنسَ منهُ مجيئا
وفيكَ غدا لا بِه مُستضيئا
لأنَّك مد جاء طَلقاً وضيئا
"بجبهتِه كنت نوراً مُضيئا
كما ضاءَ تاجٌ على مِفرَقِ"
فمِن أجلِ نورِك قد قَرَّبا
إلهُ السما آدماً واجتبى
نعم والسجودَ له أوجَبا
"لذلك إبليسُ لمَّا أبى
سجوداً له بعدَ طَردٍ شُقي"
وساعة َ أغراهُ في إفكِه
بأكلِ الذي خُصَّ في تَركِه
عصى فنجى بك من هُلكِه
"ومَع نوح إذ كنتَ في فُلكِه
نجى وبمن فيه لم يَغرقِ"
وسارة ُ في ظِلِّك المُستطيل
غداة َ غدا حمُلها مستَحيل
باسحاقَ بشَّرهاجبرئيل
"وخلَّل نورُك صلبَ الخليل
فباتَ وبالنارِ لم يُحرَقِ"
حُملتَ بصلبِ أمينٍ أمين
إلى أن بُعثتَ رسولاً مُبين
وهل كيف تُحمَلُ في المشركين
"ومنكَ التقلُّبُ في الساجدين
به الذكرُ أفصحَ بالمَنطِقِ"
بَراكَ المهيمنُ إذ لا سماء
ولا أرضَ مدحوَّة ً لا فضاء
ومُذ خُلِقَ الخلقُ والأنبياء
"سواكَ من الرسلِ في ايلياء
مع الروحِ والجسمِ لم يلتقِ"
وكلٌّ رأى الله لم يُحذِه
عُلاكَ وعلمَكَ لم يُغذِه
فنزَّه عهدَك عن نبذِه
"فجئت من الله في أخذِه
لك العهدَ منهُم على موثِقِ"
صدعتَ به والورى في عماء
فخفَّت بمجِدكَ جُندُ السماء
ورفَّ عليك لواءُ الثناء
"وفي الحشرِ للحمدِ ذاكَ اللِواء
على غير رأسكِ لم يخفقِ"
وحينَ عرجتَ لأسنا مُقام(24/71)
وأدناك منهُ إلهُ الأنام
أصبتَ بمرقاكَ أعلى المرام
"وعن غرضِ القربِ منك السهام
لدى قابِ قوسين لم تَمرُقِ"
وقِدماً بنوركِ لمَّا أضاء
رأت ظلمة ُ العدمِ الإنجلاء
فمِن فضلِ ضوئك كانَ الضياء
"لقد رَمَقت بك عينُ العماء
وفي غيرِ نورِك لم تَرُمقِ"
أضاءَ سناكَ لها مُبرِقا
وقابل مرآتَها مُشرِقا
إلى أن أشاعَ لها رَونَقا
"فكنتَ لمرآتِها زَيبَقا
وصفوُ المرايا مِن الزَيبقِ"
بك الأرضُ مدَّت ليوم الورود
وأضحت عليها الرواسي رُكود
وسقفُ السمِا شيدَ لا في عَمود
"فلولاكَ لا نطمَّ هذا الوُجود
مِن العدمِ المحصن في مُطبِق"
ولولاكَ ما كانَ خَلقٌ يَعود
لذات النعيمِ وذات الوَقود
ولا بهما ذاقَ طعمَ الخُلود
"ولا شمَّ رائحة ً للوجود
وجودٌ بعرنين مُستنشِق"
ولو لم تجدك لمولودِه
أباً أمُّ أركانِ موجودِه
إذاً عَقُمت دونَ توليده
"ولولاكَ طفلُ مواليده
بحجرِ العناصرِ لم يَبغَقِ"
ولولاك ثوبُ الدجى ما انسدل
ونورُ سراجِ الضُحى ما اشتعل
ولولاك غيثُ السما ما نزل
"ولولاك رتقُ السموات والـ
أراضي لك الله لم يفتِقِ"
ففيك السماءَ علينا بَنى
وذي الأرضَ مدَّ فراشاً لنا
فلولاك ما انحَفَظت تحتنا
"ولولاك مارفعَت فوقنا
يدُ الله فسطاطَ إستبرق"
ولا كانَ بينهما من ولوج
لغيثٍ تحمَّل ماءً يموج
ولا انتظمَ الأرض ذات الفروج
"ولا نثَرت كفُّ ذات البروج
دنانيرَ في لوحِها الأزرق"
ولا سيَّر الشهبَ ذات الضياء
بنهرِ المجرَّة ِ ربُّ العَلاء
ولا يُنش نوتيُّ زنجِ المسَاء
"ولا طافَ من فوقِ موج السماء
هلالٌ تقوَّس كالزورقِ"
ولولاك وشيُ الرياض اضمحل
ولا طرَّز الطلُّ منه حُلَل
وفيهنٌ جسمُّ الثرى ما اشتمَل
"ولولاك ما كلَّلت وجنة الـ
ـبسيطة أيدي الحيا المُغدِق"
ولولاك ما فلَّت الغاديات
بأنملِ قطرٍ نواصي الفَلاة
ولا الرعدُ ناغى جنينَ العضات
"ولا كَست السحب طُفل النبات
من اللؤلؤ الرطبِ في بُخنُق"
ولا صدغُ آسٍ بدى في رُبى
على وردِ خدٍّ غَدا مُذهَبا(24/72)
ولا ربَّحت قدَّ غصنٍ صَبا
"ولا اختال نبتُ رُبى ً في قبا
ولا راحَ يَرُفل في قرَطقِ"
أفضتَ نطاقَ نَدى ً دافِقات
بها اخضرَّ غَرسُ رَجا الكائنات
فلولاك ما سالَ وادي الهبات
"ولولاك غصنُ نَقى المكرمات
وحقِّ أياديك لم يُورِق"
لك الأرضَ أَنشأَ علاَّمها
وقد نُصبت لك أعلامُها
فلولاك لم ينخفِض هامُها
"وسبعُ السمواتِ أجرامُها
لغير عروجكِ لم تُخرَق"
ولولاك يُونسُ ما خُلِّصا
من الحوتِ حين دعا مُخلِصا
وعيسى لمّا أبرءَ الأبرصا
"ولولاك مثعنجرٌ بالعصا
لموسى بن عمرانَ لم يُفلق"
ولا يومُ حربٍ على الشركِ فاظ
بسيفِ هدى ً مستطيرَ الشُواظ
ولا أنفس الكفر أضحت تفاظ
"ولولاك سوقُ عكاظِ الحفاظ
على حوزة الدين لم يَنفُق"
بحبلِ الهدى كم رقابٍ رَبَقت
وكم لبني الشركِ هاماً فَلَقت
وكم في العُروجِ حجاباً خرقت
"وأسرى بك الله حتى طرقت
طرائق بالوهمِ لم تُطرَق"
لقد كنت حيثُ تَحير العقول
بشأوِ عُلى ً ما إليه وصول
فأنزلك الله هادٍ رسول
"ورقّاك مولاك بعد النزول
على رفرفِ حُفَّ بالنَمرق"
لك الله أنشا من الأُمهات
كرائم ما مثلها مُحصنات
ومذ زُوِّجت بالكرامِ الهداة
"بمثلك أرحامها الطاهرات
مِن النُطفِ الغُّر لم تَعلُق"
لحقتَ وإن كنت لم تَعنِق
بشأوٍ به الرسلُ لم تعلِق
وأحرزتَ قِدماً مدى الأسبق
"فيا لاحقاً قطُّ لم يُسبَق
ويا سابقاً قطُّ لم يلحق"
خُلقتَ لدين الهُدى باسطا
لنا، وبأَحكامه قاسِطا
وحيثُ صعدَتُ عَلى ً شاحطا
"تصوَّبتَ من صاعدٍ هابطا
إلى صلبِ كلِّ تقيٍّ نقي"
هبطَت بأمرِ العليِّ الودود
إلى عالمٍ عالم بالسعود
ونوُرك سامٍ لأعلى الوجود
"فكان هبوُطك عينَ الصعود
فلا زلتَ مُنحدراً ترتقي"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عجباً سمرتُ بذكر غيرِ مسامرِ
عجباً سمرتُ بذكر غيرِ مسامرِ
رقم القصيدة : 22849
-----------------------------------
عجباً سمرتُ بذكر غيرِ مسامرِ
وسهرتُ فيمن ليس فيَّ بساهر(24/73)
ولأجلِ أن يجتازَ بين محاجري
"ناديتُ مَن سَلب الكرى عن ناظري
وتجلُّدي بقيطعة ٍ وفراقِ"
ودعوتُ: دونَكِ يا صبا بحياتِه
عتباً نسيمُكِ كان خيرَ رواته
فاستخجلي ليَ في شذا نفحاته
"مَن أخجل الغزلاَن في لفتاته؟
والشمسَ من خدّيه بالإشراق"
هبني أقولُ وما أسأتُ مقالة ً:
يا تاركاً مني الدموعَ مُذالة ً
أرأيتَ قبلك إذ هجرتَ ضلالة َ
مَن مالَ عني واستقلَّ ملالة َ
والدمعُ فيه انهلَّ من آماقي
فلو انَّ لي إذ كانَ هجرك جائحي
قلباً سواك نبوتُ نبوة َ جامح
كن كيف شئت فما هواك مُبارحي
أَمنايَ أنت القلبُ بين جوانحي
أَمنَاي أنت النورُ في أحداقي
يا مَن أقامَ على الجفاء وما ارعوى
لا ترقدنَّ، مكانَ حبِّك بالجوى
فعلى سواك فؤادُ صبِّك ما انطوى
أَمناي جنَّ إليك من فرطِ الهوى
توقاً، فؤادُ مُتّيمٍ مشتاق
أبداً لغيرِك ما شُغفتُ بفاتنِ
وعلى الوفاءِ أقمتُ منك بضاعن
أَلهيتني عن أن أَهيمَ بشادِن
وغدا الهوى إلفي وليس، فداوني
غير الوصال لدائه من راق
رفقاً بصبِّ في هواَك معذَّبٍ
لك في غوير حشاه أحسنُ مَلعبٍ
يدعوك دعوة َ خائفٍ مُترقِّبٍ
هلاَّ ترقُّ لخائفٍ متجلببٍ
بُردَ العفافِ، رميّة الأشواق
بالوصلِ خلتُك قد برقتَ إثابة ً
فمطرتني جَهراً وكنتَ سحابة ً
أو ما كفاك بأن أشفَّ كآبة ً
فحشاشتي ذابت عليك صبابة ً
والعين ترعفُ بالدم المهراق
أنا في هواك قطنتَ أو لم تقطنِ
كلفٌ حسنتُ لديك أو لم أَحسن
يا ثالث القمرين صِل وتبيَّن
إن كنت فرداً في الجمال فإنني
تالله فيك لواحدُ العشاق
وانظرُ لنفسكِ إن أردت تحوُّلاً
أيليقُ غير حُشاشتي لك منزلا
أنت المُنيرُ السعدُ شمس ضُحى الملا
وأنا الأثيلُ المجد بدرُ سما العَلا
فرعُ المكارمِ طيّبُ الأعراق
من دوحة ٍ بالمجدِ طابَ نماؤُها
لبني الزمانِ مظّلة ٌ أفياؤُها
أنا مَن عليه تجمَّعت أهواؤها
وإذا الملا اضطربت بها آراؤُها
لعظيمة ٍ كشفت لهم عن ساق
أوضحتُ مُشكلها بأوّلِ نظرة ٍ(24/74)
وفتحتُ مُقفَلها بأوّلِ خَطرة ٍ
مازلتُ مُذ ظلَّ الأنامُ بحيرة ٍ
أهديهم نهجَ الصوابِ بفكرة ٍ
كالشمسِ مشرقة ً على الآفاق
شَهِدت ليَ الدنيا غداة َ أتيتُها
أنَّي نهضتُ لأهلِها فكفيتُها
فإذا بها التوتِ الخطوبُ لويتُها
وإذا السنونُ تتابعت أوليتُها
من راحتيَّ بوابلٍ مغداق
وإذا القنا انتظمت نثرتُ عقودَها
بيدٍ تحلُّ طلا العدى وبنودَها
وإذا الظُبا ازدحمت ثنيتُ حدودَها
وإذا الوغى استعرت أذقتُ أُسودها
طعمَ الحمامِ على مُتونِ عِتاق
ألقى الوفودَ بطلعة ٍ ميمونة ٍ
ويدٍ بربحِ ثنائَها مفتونة ٍ
تثني العدى في صفقة ٍ مغبونة ٍ
بأسنّة ٍ خطيّة ٍ مسنونة ٍ
وصوارمٍ صُمَّ الشفارِ رقاق
حاربتَ بالهجرانَ من لك سالمَا
حتّى كأَنّا كاشحانِ تظالما
بك لستُ لا وأبيكَ أعذرُ عالما
"فلئن وصلتَ أخا الهوى فلطالما
كنتَ الحريَّ بأحسن الأخلاقِ"
أفبعد صدقِ مودَّة ٍ لم تمننِ
تجفو وتُكذِبُ ظنَّ من لم يظنن
فلئن لحظتَ فأنتَ عينُ المحسن
"ولئن أقمتَ على الجفاء فإنّني
أشكوك مبتهلاً إلى الخلاَّق
متحرِّكٌ شوقي بمن هو ساكنٌ
أدعوهُ وهو مع التجنّبِ بائن
أين المودّة ُ فالوفاءُ معادن؟
فأجابني خجلاً ودادُك كامن
بحشايَ خيفة َ عامدٍ لنفاق
شوقي لوصلِك يا بن أكرم ماجدٍ
صلتي إليكَ وأنت أكرمُ عائدِ
فتصفَّح الدعوى بفكرة ِ ناقدٍ
فأمالني لهوى َ به استأنفته
عَوداً على بدءٍ عليه ألفتُه
والصدقُ فيما يدّعيهِ عرفتُه
"فلثمتُه في فيهِ ثمَّ رشفتُه
وجذبته وضممته لعناق
ودعوتُ وصلَك في نهاية بُغيتي
فلقد حفظتُ عليَّ فيه بقيَّتي
بشرايَ فزتُ بمن يُشاقُ لرؤيتي
"وطفقتُ أنشدُ: نلتُ غاية منيتي
يا حبَّذا لو أنَّ وصلَك باقي
العصر العباسي >> البحتري >> يا حارثي وما العتاب بجاذب
يا حارثي وما العتاب بجاذب
رقم القصيدة : 2285
-----------------------------------
يا حَارِثيّ! وَمَا العِتاب بجاذِبِ
لكَ عَنْ مُعانَدَةِ الصّديقِ العاتبِ
ما إن تزال تكيده من جانب(24/75)
أبد، وتسرق شعره من جانب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قل للعُلى حزناً: أطيلي العويل
قل للعُلى حزناً: أطيلي العويل
رقم القصيدة : 22850
-----------------------------------
قل للعُلى حزناً: أطيلي العويل
وطارحي بالنوح ذاتَ الهديل
فاليومُ من آلك آلِ الجميل
"حلَّ بهذا القبرِ طودٌ جليل
وبحرُ جودٍ وحسامٌ صقيل"
أُدرج والمعروفُ في بردِه
وحلَّ والإحسانُ في لحده
فابكِ الذي للجَلدِ من بعده
"لا يجملُ الصبرُ على فقده
من أين للفاقدِ صبرٌ جميل"
قد عوَّذت فيه العُلى نسلَها
حتّى عليهم آمنتَ ثُكلَها
فغيرُ بدعٍ إن بكت بعلَها
كان وكيلاً وكفيلاً لها
فحسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إسلَم وحضرتُكَ المُهابه
إسلَم وحضرتُكَ المُهابه
رقم القصيدة : 22854
-----------------------------------
إسلَم وحضرتُكَ المُهابه
للنّاسِ أمنٌ أو مثابه
أنتَ الهزبرُ وإنَّما
لك حوزة ُ الإسلامِ غابَه
وستَغتدي لك أو غَدت
عن صاحبِ الأمرِ النيابه
إنظر إلى أملٍ أناخَ
ببابِك العالي ركابَه
يا مَن إذا مُضَرُ انتمت
لِعُلى نمته في الذؤابه
وإذا هي انتضلت بأسـ
ـهم رأيها فلهُ الأصابه
وله مَكارمُ غَبَّرت
حتى بوجهِك يا عَرابَه"
لا يستطيعُ البحرُ يوماً
أن ينوبَ لنا منابَه
وله خِلالٌ في السماحة ِ
ليس تُوجَدُ في السحابة
رجعَ الزمانُ إلى الصِبا
بكَ إذ أعدَت له شَبابه
أنت الذي اقتدحت بنو
فهرٍ به زندَ النجابه
عَقَدَت به عَلَمَ الفخارِ
فرفَّ منشورَ الذؤابه
سمعاً مقالة ً من أعدَّ
كَ للعظيمِ إذا أرابَه
يا مبدىء النَعما ليكُـ
ـملها أعدها مستطابه
فيدي وأنتَ مُطيلُها
قَصُرت فعجِّل بالإثابه
فالحزمُ شاوَرني وقا
لَ اهتُف به واحمد جوابه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها
قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها
رقم القصيدة : 22855
-----------------------------------(24/76)
قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها
فيا طيب ريَّاه الغداة َ وطيبَها
تفيأَ من تلك المقاصرِ ظلَّها
فعطَّر فيهنَّ الصَبا وجُنوبَها
غُزالٌ ولكن في الرُصافة ِ ناشئٌ
وهل تألف الغُزلانُ إلاّ كثيبَها
فو الله ما أدري! أرَزَّ جيوبه
على الشمسِ، أم زرَّت عليه جُيوبها؟
تعشقتهُ نشوانَ من خمرة ِ الصِبا
منعَّم أطرافِ البنانِ خضبها
لو انَّ النصارى عاينت نَار خدِّه
إذاً أوقدت ناقوسَها وصليبها
يُرشِفنُّيها ريقة ً عِنيَّة ً
كخُلقِ أبي الهادي روت عنه طيبها
فتى ً كلُّ فخرٍ إن نظرنا قِداحَهُ
وجدنا مُعلاَّها لهُ ورقيبَها
تراهُ الورى في المحل فرَّاج خطبِها
ندى ً ولدى فصلِ الخطاب خطيبَها
إلى الحسنِ اجتَبنا الفلا بنوازعٍ
خفافٍ، سيُثقلنَ الحقائبُ نيبَها
حلفت بأيديها لسوفَ أزيرُّها
على الكرخ وضّاحَ العَشايا طروبها
إذا ما طرحنا الرحلَ عنها بربعهِ
غفرت لأيامِ الزمانِ ذُنوبها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا مَن لويتُ به يدَ الخطبِ
يا مَن لويتُ به يدَ الخطبِ
رقم القصيدة : 22856
-----------------------------------
يا مَن لويتُ به يدَ الخطبِ
وبه ثنيتُ طلايعَ الكربِ
ولقيتُ حدَّ الحادثاتِ به
فَفللتُ ذا غربٍ بذي غرب
وأرحتُ آمالي بساحَتِه
فطرحتُ ثِقلَ الهمِّ عن قلبي
بُشرى "لهاشمَ" حيثُ سالمني
فيك الزمانُ، وكان من حَربي
فلتشهد ِالدُنيا وساكنُها
أنّي مخضتُ لخيرِهم وَطبي
وبحسبهم ذمًّا شهادتُها
أنّي بغيركِ لم أٌل حسبي
أنت الذي آباؤهُ دَرجُوا
وهمُ حلّيُ عواطل الحقب
يتناقلون الفخرَ بينهم
ندبٌ لهم يرويه عن ندبِ
مازال صبٌّ بالعَلاءِ لهم
حتى ورثتَ عظيمَ سؤددِهم
كرمَ الغيوثِ، ورفعة َ الشُهب
فقبضتَ عن شرف يدَ الجدب
وبسطتَ عن سَرفٍ يد الخصب
ومرى مكارَمَك الثناءُ كما
يُمري النسيمُ حلائب السُحب
طبٌّ بأدواءِ الأمورِ لها
تَضَعُ الهناءَ مواضعَ النقبِ
خصبِ السنين أليفة ُ الجدب
لا بالوَلودِ ولا اللبونِ ولا(24/77)
برؤوم غيرِ الشُحّ من سَقب
من لو عصبتَ بنانَ راحته
بالسيفِ ما درّت على العصب
ما الريحُ ناعمة َ الهُبوبِ سرت
سَحراً على نُزَهٍ من العُشب
بأرقَّ منك خلائقاً كرمَت
ممزوجة ُ الصهباء بالعذب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد جنى لي الزمانُ أعظم ذنبٍ
قد جنى لي الزمانُ أعظم ذنبٍ
رقم القصيدة : 22857
-----------------------------------
قد جنى لي الزمانُ أعظم ذنبٍ
وغدا عنه شاعلي أن يتوبا
بخطوب يقولُ مَن قد عنته:
هكذا تُفحِمُ الخُطُوب الخَطيبا
ليت شعري بما اعتذارُ مُحبٍّ
قد بدا منه ما يسوء الحبيبا
فتأمل في قصتي وتعجّب!
أفهل هكذا رأيت عجيبا؟
أنا مستغفرٌ، وقد أذنب الدهرُ
نأى معرضاً، وجئت منيبا
فتجاوز بفضلِ صفحِك عمَّن
لسوى الصفحِ لم يجيء مُستنيبا
ثم هب لي جناية الدهرِ، يا من
لم يلد مثلَك الزمانُ وهوبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إنَّ في الكرخ بين تلك البيوت
إنَّ في الكرخ بين تلك البيوت
رقم القصيدة : 22858
-----------------------------------
إنَّ في الكرخ بين تلك البيوت
كم لصبٍّ متيّمٍ من خُفوت
ولبيضٍ فُضيَّة الجسمِ كم من
وجناتٍ تحمرُ كالياقوت
يتعطَّفن عن غُصونٍ رشيقا
تٍ ويبسمن عن أغرٍّ شتيت
كلَّما أحيت الضُحى دعت الشمـ
ـس وقالت لها، بغيظك موتي
مثل مَوتِ الحسود غيظاً بفخر الـ
ـحسن الاسم في الورى والنُعوت
ماجدٌ يخفض التكرُّم منه
ما علَت فيه عزّة الجبروت
عشقتَ نفسهُ مفاكهة َ العليا
ءِ حتّى لقال حُبُّك قُوتي
لم يَزل بيتُه على أوَّل الدُنـ
ـيا عِيالٌ عليه كلُّ البيوت
قِبلة ً صلَّت القوافيَ إليه
قانتاتٍ بالحمد أيَّ قنُوت
قد نفى الإثمَ مصطفى النسك عنه
مُذ بناهُ على التُقى للثبوت
يا بن قومٍ ما ناضلوا الخصم إلاّ
شَغلوُه بسنّة المنكوت
خُلِقَ الناسُ للكلامِ ولكن
خُلِقوا إن نطقتُم للسكوت
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عشقتُ ظماءَ الكسحِ لا بل غرائها(24/78)
عشقتُ ظماءَ الكسحِ لا بل غرائها
رقم القصيدة : 22859
-----------------------------------
عشقتُ ظماءَ الكسحِ لا بل غرائها
تودُّ الثريَّا أن تكون رعاثَها
من الخُرّدِ الوسنانة ِ اللحظ حرَّمت
على العينِ منِّي أن تذوقَ حثاثها
نَشت في خدورٍ عنكِ فتيانُ عامرٍ
حمت بذكورِ المرهفاتِ إناثها
ومُرتبعاتٍ في رياضٍ كأنّما
نَدى حسنٍ في واسمٍ منهُ غاثها
كأَخلاقه أزهارها اللآءُ دُبِّجت
بوطفاء خِلنا من يَديه انبعاثها
شأى في المعالي والمكارمِ والنُهى
فأَحرزَ غايات الفخارِ ثلاثَها
همامٌ به لاقست أبناءَ عصرهِ
ومَن بالصقور الغلبِ قاسَ بغاثها
تراه بنو الآمال في المحلِ غيثها
وعند طروق النائبات غياثها
تردَّت ثيابَ العيشِ فيه قشيبة ً
وعند سواهُ قد تردَّت رثائها
من القوم لا تَلقى سوى الحمد كسبها
وليسَ ترى إلاّ المعالي تراثها
مُعوَّدة ً سبقَ السؤالِ صلاتُها
فإن هي لم تسبق وإلاّ استراثها
وكم لفتى لاثت مآزرها العُلى
فما حَمَدت إلاّ عليكَ ملاثها
العصر العباسي >> البحتري >> تعاللت عن وصل المعنى بك الصب
تعاللت عن وصل المعنى بك الصب
رقم القصيدة : 2286
-----------------------------------
تَعالَلْتِ عن وَصْلِ المُعَنّى بكِ الصّبِّ،
وَآثَرْتِ بُعْدَ الدّارِ مِنّا على القُرْبِ
وَحَمّلتِني ذَنْبَ الفراق، وَإنّهُ
لَذَنبُكِ إنْ أنصَفتِ في الحكمِ لا ذنبي
وَوَالله ما اخترْتُ السّلُود على الهوَى،
ولا حُلتُ عَمّا تَعهَدينَ من الحبّ
وَلا ازْدادَ، إلاّ جِدّةً وَتَمَكّناً،
مَحَلُّكِ من نَفسي وَحظُّكِ من قلبي
فَلا تَجمَعي هَجراً وَعَتْباً، فلَمْ أجدْ
جَليداً عَلى هَجْرِ الأحِبّةِ وَالعَتْبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فيك العلاء مُضيئة ٌ أبراجُها
فيك العلاء مُضيئة ٌ أبراجُها
رقم القصيدة : 22860
-----------------------------------
فيك العلاء مُضيئة ٌ أبراجُها
فلأَنتَ بدرُ سمائِها وسراجُها(24/79)
وبك ابتهاج أسرّة الشرف التي
لولاك بعد أخيك عُطَّل تاجُها
أقبلتُما تتجاريان لغاية ٍ
لم يَستقم لسواكما منهاجُها
سبقَ الأنامَ لها وجئتَ مُصلّياً
ومعاً ملطَّمة ً أتت أفواجها
حتّى استوت قدماً كما في ذروة ٍ
للمجدِ عزَّ على الورى مِعراجُها
هو مصطفى الشرفِ الذي من بعده
وَجدتَه أكرمَ مَن عليه مَعاجها
أنت الذي ارتشف الورى من خلقه
راحاً ألذّ من الرَّحيق مزاجها
ما اعتلَّت الدُنيا بداءِ جدوبها
إلاّ وجودُك طبُّها وعلاجُها
ولقد حميتَ وئيدة َ الكرمِ التي
لولاك ما سِلمت لها أوداجها
نَسجت لك العليا ملابسَ فَخرها
فزهى عليك مُطرّزاً ديباجها
لم تحدُ مُدلجة الركائب رغبة ٌ
إلاّ وكان لربعكم إدلاجها
ما طرّقت أمُّ الرجاءِ لآملٍ
إلاّ وأصبح من نَداك نتاجها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طَمَحت إليك فما ألذَّ طماحَها
طَمَحت إليك فما ألذَّ طماحَها
رقم القصيدة : 22861
-----------------------------------
طَمَحت إليك فما ألذَّ طماحَها
هيفاءُ راضَ لك الغرامُ جماحَها
وحبَتك للتقبيل منها وَجنة ً
تحمي بعقرب صدغِها تفّاحها
خوطيّة ُ العطفينِ ذاتُ موشحٍ
منه على غُصنٍ تديرُ وشاحها
مجدولة ٌ بيضاءُ رائقة الصبا
ملكت على أهلِ الورى أرواحها
وبمسقَط العلمينِ غازلتُ الدمى
فَعَلقتُها مرضى العُيون صحاحها
من كلِّ صاحية ِ الشمائل لم يزل
سكرُ الدلالِ بما يطيلُ مراحها
زفَّت إليَّ كخدِّها عِنبيَّة َ
خضبت بلونِ الراح منها راحها
وتروَّحت ذاتُ الأراكِ بنفحة ٍ
منها فشاقَ عبيرها مرتاحها
وإلى أبي الهادي بعثتُ بمثلها
في الحسن ما استجلى سواهُ ملاحها
لأغرَّ يبسطُ في المكارم راحة ً
بيضاء تمتاحُ الورى مِصلاحها
ما استَغلَقت لبني المكارمِ حاجة ٌ
إلاّ وكان بنانُه مفتاحها(24/80)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> رفَّ قلبُ المشوقِ لا للملاحِ
رفَّ قلبُ المشوقِ لا للملاحِ
رقم القصيدة : 22862
-----------------------------------
رفَّ قلبُ المشوقِ لا للملاحِ
بل لشوقٍ إليكم وارتياحِ
لو مَلكتُ الهوى لطرتُ إليكم
يا جناحي وأينَ مني جَناحي
في نواحي الفؤادِ أنتُم وقلبي
معكم ساكنٌ بتلك النواحي
وإليكم مهما شَدَت ذاتُ طوقٍ
طَرِبَ الصبُّ لا لذاتِ الوشاح
يا رُقوداً "ببابلٍ" لا عَلمتُم
كيف يُمسي أخو الحشا المُرتاح
كم أرقنا إلى الصباحِ ولا واللهِ
لم أعنِ غيرَكم من صباح
وانتشقنا الرياحَ نطلبُ ذرواً
من شذا، ذِكرة ٍ يجيبِ الرياح
مَن لعيني بطلعة ٍ هي منكم
طلعة ُ البِشرِ، طلعة ُ الأفراح
من سناكم حرمتُ حتّى بقلبي
سقطَ شوقِ رُزقت فيه اقتداحي
فعلى الوجدِ ما أرقَّ فؤادي
وعلى البعدِ ما أشقَّ اطّراحي
نَضَحتَ جوَّكم ولكن بطلٍّ
من جفوني نَديّة ُ الأرواح
لي "بفيحائكم" علاقة ُ وُدٍّ
ما محا خطَّها من القلبِ ماحي
فاخَرتَ أرضُها السماءَ وقالت:
يا سما واجبٌ عليكِ امتداحي
أتُباهين "بالضُراحِ" وعندي
بيتُ مَن كان فيه فخرُ الضراح
سادة ٌ جودُهم تبطَّحِ من قبلُ
فسادوا به قريشَ البِطاح
وكفاهُم "بجعفر" الجودِ فخراً
في عَلاً شامخِ ومجدٍ صُراح
يا زعيمَ العُلى ونعمَ زعيمٌ
منه تأوي لسيدٍ جحجاح
ملء عينِ الدُنيا مَثُلت ولكن
بين بُردَي تكرُّمٍ وسماح
وطببتَ الزمانَ حتّى لنَادى :
بك حسبي سبرتَ غورَ جِراحي
إن يكن في لقاك قصَّر خُطوي
فلقد طالَ في عُلاك امتداحي
لك منّي، كما اقترحتَ، ولاءٌ
مُوجبٌ لي عليك نيلَ اقتراحي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا شريفاً به يُزانُ المديحُ
يا شريفاً به يُزانُ المديحُ
رقم القصيدة : 22863
-----------------------------------
يا شريفاً به يُزانُ المديحُ
ويراضُ الزمانُ وهو جموحُ
وإلى باب فضلهِ ينتهي القصـ
ـدُ وفي ربعهِ الرجاءُ يريح
صالحاً للسماحِ جئت بعصرٍ(25/1)
فيه حتّى الحيا المُرجّى شحيح
ومسحتَ السماحَ ميتاً بكفٍّ
عادَ حيًّا بها فأنت المسيح
لك لاحت مناقبٌ زاهراتٍ
مثلُها ليس في السماء يَلوح
ويدٌ بالندى تحلَّب طبعاً
لا كما تحلبَ الغمائمَ ريحُ
فالحيا لا يُميحنا ما يميحُ
وهو دأباً من درِّها يستميح
غبتَ يا مُنهضي، وأقعدني الدهـ
ـر، وعندي من صَرِفه تبريح
فبعثتُ الرجاءَ نحوك وفداً
واثقاً أنَّه رجاءٌ نجيح
فأنلني على تباعدِ وادينا
يداً أغتدي بها وأروُح
فأقم للضُراح مجدُك سامٍ
ولحسّادِ مُفخريك الضريح
صدرُ نادي العُلى له أنتَ قلبٌ
ولجسم الزمانِ شخصُك رُوح
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حَمَد الركبُ في حماك مناخَه
حَمَد الركبُ في حماك مناخَه
رقم القصيدة : 22864
-----------------------------------
حَمَد الركبُ في حماك مناخَه
حيثُ ربّى طيرُ الرجا أفراخَه
يا أخا المكرماتِ كم من صريخٍ
لبني الدهرِ أغثتَ صُراخه
وبكمِّ العطاءِ كم مسحتَ كفُّـ
ـكَ عيناً بدمعِها نضّاخه
ما دعاك الأنامُ للخطبِ إلاّ
وبنعليك قد وطأتَ صِماخه
كم حَمدنا نقاءَ كفِّك جُوداً
عند كفٍّ بُخلاً ذَممنا اتساخه
ونسخنا فضلَ الكرامِ ومِن قر
آنِ علياك قد عَرفنا انتساخه
قمت في ريِّق الشبيبة ِ حتّى
سُدت في الدهِر بالنُهى أشياخه
غاضَ ماءُ الندى عن الوَفدِ إلاّ
مِن يديكم فما تغبُّ نقاخه
إنَّ بن الندى وبينك عَقداً
أمِنَت وفدُ راحتيك انفساخه
إنَّما أنتم فروعُ فخارٍ
كانَ قِدماً آباؤُكم أسناخه
حيثُ ثوبُ الرجاءِ ما رثَّ إلاّ
واليكم منهُ أجدَّ انسلاخه
هاك يابن الكرامِ بنتَ قريضٍ
شَمخت أن يُنيلها "شمّاخه"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ
عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ
رقم القصيدة : 22865
-----------------------------------
عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ
وطرفُ حُسّادِك فيه أرمدُ
يا لابسَ النعماءِ هُنّيتَ بها
ملابساً كساكَهُنَّ أمجد
أقبحُ شيءٍ أن تذُمَّ زمناً(25/2)
حسبُك فيه "حسناً محمد"
يا أعينَ الوُفّادِ قُرّي بفتى ً
في مطلعِ العلياءِ منه فَرقد
ذاك الذي كِلتا يديهِ لجّة ٌ
يطيبُ للعافينَ منها الموردُ
مباركُ الطلعة ِ مرهوبُ الحِمى
في بُردتَيهِ قمرٌ وأسد
موقّرُ المجلسِ ذو ركانة ٍ
حبوتُه على "شمامٍ" تُعقَد
بالفصل في صدرِ النديِّ ناطقٌ
كأنَّما لسانُه مُهنَّد
سقيطُ طَلٍّ لك من بيانه
أو لؤلؤٌ في سلكِه مُنضَّدُ
روضة ُ فضلٍ يجتني رائدها
زَهراً بطيبِ النشرِ عنه يَشهد
يُنمى لقومٍ في الزمانِ خُلِقوا
جواهراً يُزانُ فيها الأبد
هم خيرُ من رشَّحه لسؤددٍ
مجدٌ وأزكى من نماهُ مَحتِد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بُوركت طلعتُك الغرّاءُ يا
بُوركت طلعتُك الغرّاءُ يا
رقم القصيدة : 22866
-----------------------------------
بُوركت طلعتُك الغرّاءُ يا
قمراً في فلكِ العلياءِ مُفرد
أنت ريحانة ُ فضلٍ لا أرى
مثلَ ريّاها بهذا العصرِ يُوجد
لك ذكرٌ نشرهُ يهدي شذاً
فيه أنفاسُ النسيمِ الغضِّ تشهد
ولسانٌ في القضايا ذَربٌ
ينطِقُ الفصلَ، إذا الفصلُ تَردَّد
وبيانٌ لو يُجارى سحرهُ
سحرَ "هاروتَ وماروتَ" لبَّلد
عُقدُ الألبابِ تنحلُّ به
وبه ينتظِمُ الأمرُ فيُعقد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> شهدتَ لنفسِك أنَّ الكمال
شهدتَ لنفسِك أنَّ الكمال
رقم القصيدة : 22867
-----------------------------------
شهدتَ لنفسِك أنَّ الكمال
أتى معها يومَ ميلادِها
كما شهِدت لك أمُّ العُلى
بأنَّك أكرمُ أولادِها
رضعتَ النجابة في حجرِها
وضمَّك أطهرُ أبرادها
فكفُّك كعبة ُ معروفها
ووجهُك قبلة ُ قصّادها
تكاثر في جانبيك الضيوف
نجومُ السماءِ بأعدادِها
تُعلِّلُها وبُبردِ الحديث
تُزيلُ حرارة أكبادها
فتُسمي وبشرُك عن مائِها
ينوبُ، وخلقك عن زادها
فعال أخي كرمٍ أرغمت
مكارمُه أنفَ حُسّادها
وذهنُك لو لم يكن روضة ً
لما أتحفتنا بأورادها
ترفُّ بأنفاسك الطيّباتِ
عليها حُشاشة َ روَّادِها(25/3)
لك الفائقاتُ بناتُ القريضِ
بإنشائها وبإنشادها
تودُّ الكواعبُ منها تخُطُّ
طرازَ الجمالِ بأجسادها
فلو بمُذهَّبها قُلِّدت
لزان مفضَّض أجيادها
ولو بمُسِّكها ضُمِّخت
رَمت بالغوالي لأضدادها
ولو لعواقدِها سحرُها
لحلَّت به عزمَ آسادِها
فلا زلتَ قرَّة عين العُلى
وسيَّد سائِر أمجادها
لها كهفُ عزِّك أمنِ المُروعِ
وجودُك كافلُ وفّادها
ودم للسماحة ِ يا بحرَها
فجودُك أروى لوراّدها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فتى ً منه أرضعتِ المكرُمات
فتى ً منه أرضعتِ المكرُمات
رقم القصيدة : 22868
-----------------------------------
فتى ً منه أرضعتِ المكرُمات
ربيبَ نهى ً طاهرَ المولد
ترعرعَ والجودَ في باحة ٍ
بها قد ترشَّح للسؤدِد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قُل لأبي الهادي الذي ما أخذت
قُل لأبي الهادي الذي ما أخذت
رقم القصيدة : 22869
-----------------------------------
قُل لأبي الهادي الذي ما أخذت
بنوُ الثنا من الثَنا ما أخذا
لله في ثوبِ الزمانِ واحدٌ
منك بغير المدح ما تلذَّذا
سموتَ فانحطَّ سواك قائلاً:
مَن طلب الرفعة َ فليسمُ كذا
يَرقى ذُرى العلياء مَن بحجرها
نشا، وفي لُبانِها المحض اغتذى
ذو فكرة ٍ لم تَرم في شاكلة ٍ
بسهمِها إلاّ وفيها نَفذا
وذوُ لسانٍ في الخصام لم يزل
أقطع من حدّ حسامٍ شُحذا
يسكتُ لكن بجوابٍ حاضرٍ
يتركُ أكبادَ الخصومِ فلذا
فاردُد أحاديث الصَبا إن كنَّ لم
يَروين عَن شمائلٍ منه الشذا
لا حبذا إن لم يَذُعنَ نشره
وإن أذعن نشرَه فحبَّذا
كم قد أقامَ الدهرَ عن فريسة ٍ
من بُرثن الخطبِ لها مُنتَقِذا
يَطرُد شيطان العنا عن نفسه
مَن بسماحِ كفِّه تَعوَّذا
حكى رجاءَ الوفد لولا جودُهُ
"يونس" لمّا بالعراءِ نُبِذا
العصر العباسي >> البحتري >> لعمرك ما العجب العاجب
لعمرك ما العجب العاجب
رقم القصيدة : 2287
-----------------------------------
لعمرك ما العجب العاجب(25/4)
سوى غنوي له حاجب
وموت الحقوق فلا يأس
يرد غلامي ولا راغب
ولولا ابن عمرو وتسويفه
لما غرني الأمل الكاذب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ
عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ
رقم القصيدة : 22870
-----------------------------------
عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ
سَحرتني وأعينُ الغيدِ سحرُ
طفلة ُ الحيِّ شأنُها اللهو لكن
حالتا لهِوها خضابٌ وعطر
أقرأتني الجمال حرفاً فحرفاً
وهو في صدرِها المطرَّزِ سفر
وجلت لي وما سوى الثغر كأَسٌ
وسقتني وما سوى الريقِ خمر
وهدتني بوجهها وهو بدرٌ
تحت ليلٍ أظلَّني وهو شعر
نَشرتُه دلاًّ عليَّ ولفّتـ
ـني عناقاً فلذَّ لفٌّ ونشر
يا سقى عهدّها حياً من ثنايا
ها ودمعي لها وميضٌ وقطر
جرحتني بلحظِها ثمَّ قالت:
هل لجُرح الهوى بقلبك سَبرُ؟
لا وكأسي محمد حسن الفخرِ
بقلبي جُرح الهوى مُستمر
حيِّ في مطلع السماحِ هلالاً
عن عُيونِ الراجينَ لا يستسر
وَلَدته العلياءُ أنجبَ مَن قد
حملاه للمجد بطنٌ وظهر
مُستهلاًّ على يد اليمنِ فيه
باركِ السعدَ وهو طهرٌ أعزُّ
ونَما في العلاء غصنُ صِباه
وهو من ريّق المحاسنِ نَضر
ما نضا بُردة َ الشبابِ ومنه
ملءُ بُردِ الزمانِ مجدٌ وفخر
خلفكم يا مشايخَ الحزمِ عجزاً
فاتَ سبقاً كهلُ التجاربِ غرُّ
مَن إذا حلبة ُ الخَطابة ِ فيها
ضمَّه والخصومَ سبقٌ وحضر
قال بالفصلِ ناطقاً فأرمّوا
وادّعى الفضلَ سابقاً فأقرّوا
وروى نثرَهُ الفريد فقالوا:
أكلامٌ بفيه أم فيه درُّ؟
يدُه ليس تألف الدرهم المضرو
بَ مكثاً لكن عليها يمرُّ
كرَه البخلَ مذ ترعرع حتّى
سمعهُ عن سماع لا فيه وقر
وإلى الآن ليس يدري سوى قول
بلى منذ قالها وهو ذرَّ
سل به الأرضَ بالوقارِ وبالأطـ
ـوادِ أيّاً على قراها أقرّ
وعلى وجهِها إذا اغبرَّ جدباً
أنداهُ أم الغمامِ أدرُّ
ذو محيّاً يكادُ يقطرُ ماء الـ
ـبِشر منه لو كان للبِشر قَطر
وسجاياً كالروض باكرَه الطلُّ(25/5)
نسيمُ الصَبا عليه يمرُّ
ومزاياً تُكاثرُ الشهبَ عدًّا
وبها لا يُحيطُ نظمٌ ونثر
فهو والمكرُمات روحٌ وجسمٌ
ووشاحٌ يزينها وهو خَصر
وبإيداعها لهُ السرَّ لطفٌ
وبتفويضها لهُ الأمر جبرُ
يا أخا المكرُمات وهو نِداءٌ
أجدُ المكرماتِ فيه تسرُّ
هاك سيّارة ً مع الريح لكن
تلك شهرٌ رواحُها وهي دهر
بنتُ فكرٍ على النوى لك أمّت
لم يَلد مثلَها لمثلك فكر
كلَّما أثقلَ الحيا من خُطاها
خفَّ فيها هوى ً إليك مبرّ
ذاتُ علمٍ مهما يطل ليلُ همٍّ
كلُّ ليلٍ يأتي بعُقباه فجر
وعناءُ المسرى يزولُ إذا طا
بَ لها بعده لديكَ المقرُّ
حيّها خير ما اجتليتَ عروساً
بنت يومٍ لها قَبولك مهر
أختُ عذرٍ جاءَت على العتب تسعى
ألها إذ تأخرت عنك عذر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أيّامُنا بكَ بيضٌ كلُّها غرُر
أيّامُنا بكَ بيضٌ كلُّها غرُر
رقم القصيدة : 22871
-----------------------------------
أيّامُنا بكَ بيضٌ كلُّها غرُر
وعيشُنا بك غضٌّ مونقٌ نضِرُ
ووجهُك المتجلّي للندى مَرحاً
من نوره تستمدُ الشمسُ والقمر
يا شمسَ دارِه أُفق المجد كم لك من
صنايعٍ لم تكن بالعدِّ تنحصرُ
لله كم لك من معنى ً تحيّر في
إدراكه العقلُ والأوهامُ والفكر
قد قلتُ للمبتغي جهلاَ عُلاك لقد
جريتَ لكنَّ عنها شأنك القِصر
تبغي على ماجدٍ ما رامه أحدٌ
إلاّ وعادَ بطرفٍ عنه ينحسر
ذاك الذي ما جرى يوماً لنيلِ عُلَى
إلاّ وقصَّر عن إدراكه البصر
كم زُرتُه فرأيت الأرضَ قد جُمعت
في مجلسٍ لفتى فيه استوى البَشر
في العسرِ واليسرِ فيه لم يخيب أملٌ
ولا تُغيَّر من أخلاقه الغير
كأنّما صِلة ُ الوفّاد واجبة ٌ
عليه نصَّت به الآياتُ والسور
لولاه أصبحت الدنيا بأجمعها
ما للسماحِ بها عينٌ ولا أثر
وليس بالسحب من بخلٍ إذا انقشعت
لكنَّها لحياءٍ منه تستَر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ
ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ
رقم القصيدة : 22872(25/6)
-----------------------------------
ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ
ومدحُك أطيبُ ما ينشرُ
وودُّك أيمنُ ما يقتنى
وضعُك أحسنُ ما يشكر
كبرت عن المثل، حتّى الزمان
بجنب علائك مُستصغر
فاطهرُ ما كان ماءُ السماءِ
وأنت ولكنَّك الأطهر
جرت والصَبا كرماً راحتا
ك، فأمطَرتا ما تُمطر
وناظرَ خلقُك زُهر الرياضِ
فأخجلَها إذ هو الأزهر
فيا مَن نشى والنُهى وارتبى
بحجر العُلى هو والمفخر
دعتك المكارمُ قبل الفِطام
لمّا عنه أشياخُها تَقصِر
وقالت: أعد فيَّ ليلَ الضيوفِ
بوجهك وهو لهم مُقمِر
وأكثر كما اشتهت المكرمات
ففاكهة ُ الكرمِ المكثر
فقُمت كما اقترحت بالذي
له صغَّر الخبرَ المخَبر
تحييِّ لك الوفد وجهاً أغرَّ
يكادُ لرقّته يقطِر
فلا يُحمد الوِردُ إلاّ لديك
إذا ذُمَّ من غيرك المَصدر
عجبتُ ولازال لي من نداك
وخُلقك يُظهر ما يبهر
فمعتصِرٌ ذا ولا يُسكر
وذا مُسكرٌ وهو لا يُعصر
فيا مَن تفرَّع من دوحة ٍ
بغيرِ المكارمِ لا تُثمر
تفيأت ظلَّك حيثُ الزمانُ
هجيرُ البلاءِ به يَسعَر
ونادمتُ أخلاقَك الزاهرات
كأَنّي في روضة ٍ أُحبر
وألقيتُ في آهلٍ من حِماك
عصى السيرِ أحمدُ ما أُبصر
بحيثُ أديمُ الثرى طيّبٌ
نديٌّ وروض النُهى يَزهر
وقلت لنفسي: بلغتِ المُنى
بلبثكِ حيثُ زكى العُنصر
به قد طرحت كبارَ الهُمومِ
ومنهُنَّ همَّتهُ أكبر
فكيف اعترَت عزمَه فترة ٌ
وما كنت أحسبُه يَفتِر
وعهدي به كنتُ ألقى الخطوب
على قِلَّتي وبه أُكثر
وبتُّ أراجع نفسي بذاك
وأنظرُ ماذا به تُخبِر
أذاكِرُها: هل أعدَّت سواك
فتخلفُ بالله ما تذكر
أبن لي فنفسيَ دون الوقوفِ
على واقعِ الأمرِ لا تصبرُّ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> باتت تروِّحني بنشرِ عبيرها
باتت تروِّحني بنشرِ عبيرها
رقم القصيدة : 22873
-----------------------------------
باتت تروِّحني بنشرِ عبيرها
بيضاءُ تطوي النّيرينِ بنُورِها
وجلت عليَّ مدامة َ بمفاصلي
منها وجدتُ فُتورَ عين مُديرِها(25/7)
ورأيتُ شُعلة خذٍّها في كأسها
قد أوجستها مهجني بضميرها
وغدت تفاكهني عشيَّة أقبلت
بفنونِ دلٍّ بتُّ طوعَ غُرورها
فرَنت بناظرتي عقيلة ِ رَبربِ
بَكرت تربعُ إلى بِطافِ غديرها
ودنت إليَّ وأسفرت عن وجنة ٍ
حسداً تموت الشمسُ عند سفورها
وصفت لعيني في بدايعِ حسنِها
خورَ الجنانِ فحلتُها من حورها
ثم انثنت خجلاً تصدُّ بمقلة ٍ
سرقت من الآرام لحظَ غريرها
وتبسَّمت سرّاً فأومضَ بارقٌ
لعذيب مبسمها قضى بسرورها
فأضاءَ ليلة َ وصلِها حتّى غدت
لا فرقَ بين عشيِّها وبُكورها
فتغيّرت خوفَ الرقيبِ، لعلمها
بمكانِها منّي، يشي لغيورها
فتسترت بظفائرٍ لو تحتها
سرت الكواكبُ ما اهتدت لمسيرها
باتت ترفرفُ بين أنفاسِ الصَبا
وتضوعُ بين ورودِها وصُدورِها
حتّى لقد حَمِلت شذاً من عرفِها
أشفقت تعرفه الورى بعبيرها
فوددتُ أقطع كفَّ ما شطة ِ الصبا
كي لا ترجِّل شعرها بمرورها
ولئن ظننتُ على النسيم بها فلا
عجبٌ ولو وافى بوقتِ هجيرها
فبمقلتي لو لم أخف إنسانَها
لحجبتُها عن لحظِ عينِ سميرها
وكذبتُ ما في العين إنسانٌ ولا
في العالمينَ صغيرِها وكبيرها
من أين إنسانٌ لعيني غيرُها
والناس غير أبي الحسينِ أميرها
ألها أميرٌ في البلاغة ِ غيره
وبها تشير إليهِ كفُّ مشيرها
ولئن إليه غدَت تشيرُ فإنّها
ما أدركتهُ بفكرِها لقصورِها
بل عين فكرتِها رأت إنسان عـ
ـين زمانه في نوره لا نورها
فرأت مناقبَ منه "فاروقيّة "
ما أن تزيّنتِ السما بنظيرها
ومآثراً "عُمرّية َ" بقليلها
كثرت عداد الشهبِ لا بكثيرها
وخلائقاً رشفت سُلافَتها الورى
فغدت بها سَكرى ليومِ نشورها
هيهاتَ بنتُ الكرمِ منها إنّها
بنتُ المكارمِ قد ذكت بعبيرها
محلوبة ً من كرمِها مشمولة ً
بنسيمِها ممزوجة ً بنميرها
نَفَحت بعارفة ٍ عليَّ خطيرة ٍ
قَدْ أفحمت منّي لسانَ شكورها
باتت لديَّ ولست أكفرها يداً
ما للغمامِ يدٌ بفيضِ غَزيرها
جَذَبت بضبعي فارتقيت بها على
هامِ المجرّة رافلاً بجيرها(25/8)
فلو أن أعضائي تحوَّل ألسناً
تثني عليه إلى انقطاعِ دهورها
بقصائدٍ حبَّاتُ قلبي لفظها
وسواد أحداقي مداد سُطورها
ما كنتُ أبلغ شكرَه فيها ولو
أنَّي ملأَت الكونَ في تحريرِها
أم كيف أشكرهُ الصنيعة َ بالثنا
ومتى يقومُ حقيره بخطيرها
مع أنّه مُفضٍ لما لا يَنتهي
ومن الأُمورِ به ارتكاب عسيرها
فالحقُّ فيه أن أُحبِّر مِدحة ً
أشكره في أُخرى على تَحبيرِها
إذ من معادن فضلِه نظَّمتُها
وبه اهتديتُ إلى التقاطِ شذورها
هو ذاك مُنتجع الفصاحة ِ مُجتنى
ثمرِ البلاغة ِ مُستمِدُّ غزيرها
ربُّ القوافي السائراتِ بحيثُ لم
يقطع نهاية َ سيرِها ابنُ أثيرها
وكميُّ مِزبرة ٍ ترى لُسُنَ الضُبا
خُرساً إذ نطقت بآيِ زَبورها
لو شاءَ يوماً ساق أرواحَ العِدى
صِلَة لموصولِ الردى بصريرها
مَن عن لسانِ الروحِ أصبحَ ناطقاً
لا عن لسان لَبيدها وجَريرها
بزواهرٍ نَجمتْ فأطفأ ضوؤها
شُعَلَ النجوم الزُهرِ عند ظهورها
وكأَنَّما طبعت بمرآة ِ السما
بدلَ الكواكبِ شكلهنَّ بنورها
لم يُنشها إلاّ عقوداً، ناثراً
لنظيمها، أو ناظماً لنَثيرها
مِدحاً يُفضلهنَّ ما بين الورى
لنذيرها الهادي وآلِ نذيرها
حيثُ القوافي ما برحن فواركاً
لم تُمنح الشعراءُ غير نُفورها
واليومَ قد صارت طروقَة فحِلها
منه وقرَّ نفارُها بمصيرها
مسكت خُطام قيادها يده وهُم
لم يَمسكوا إلاّ خطام غرورها
وله ذكور اللفظِ دون إناثِها
ولهم إناثُ اللفظِ دون ذكورها
لا زالَ منها ناظماً ما لم يدع
فضلاً لأولها ولا لأخيرها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ودارِ عَلاً لم يكن غيرُها
ودارِ عَلاً لم يكن غيرُها
رقم القصيدة : 22874
-----------------------------------
ودارِ عَلاً لم يكن غيرُها
لدائرة الفخر من مركزِ
بها قد تضمَّن صدرُ النديّ
فتى ً ليديه الندى يَعزّي
صليبُ الصفاة صليبُ القناة ِ
عودُ معاليه لم يُغَمزِ
أرى المدحَ يقصُر عن شأوهِ
فأَطنب إذا شئت أو أوجز
فلستَ تحيطُ بوصف إمرءٍ(25/9)
نشا هو والمجدُ في حيِّز
ربيبُ المكارم تِربُ السماح
قِرى المعتفي ثروة ُ المُعوزِ
فأيَّ العوارفِ لم يَبتدء
وأيِّ المواعيدِ لم يُنجِز
فتى ً في صريح العُلى ليس فيه
لكاشحِ علياهُ من مغمزِ
وذو هاجسٍ أينما رجَّه
فما طلبُ الغيبِ بالمعجز
تراه خبيراً بلحنِ المقالِ
بصيراً بتعمية المُلغَز
نسجنَ المكارمُ أبرادَهُ
وقلنَ لأيدي الثنا: طرِّزي
ترى الدهر يحلبُ من كفِّه
لبونَ ندى ً قطُّ لم تعزز
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أدِر يا نديمي علينا الكؤوسا
أدِر يا نديمي علينا الكؤوسا
رقم القصيدة : 22875
-----------------------------------
أدِر يا نديمي علينا الكؤوسا
فقد شاقَت الراحُ منّا النفوسا
نشطنا عَشيّاً لشُرب المُدام
فارعش بكأسك منّا الرؤوسا
وقم هاتها من بناتِ الكُروم
على ورد خدّيك تجُلى عروسا
كأنَّ الندامى على شربِها
بدورُ دُجى ً تتعاطى شموسا
تداعوا لنيرانها ساجدين
ودعواهمُ لا عدَ منا المجوسا
سأحبِسُ ما عشت ركبَ الرجاء
بحيثُ يَفكُّ النوالُ الحبيسا
لدى من تَخيَّرت المكرماتُ
على نحرِها منه عِقداً نفيسا
له المجلسُ المحتبي بالنُهى
يُراعُ به من يَروعُ الخميسا
وقَلَّ بأنَ يَفرشُ الفرقدين
ويتخذَ البدرَ فيه جليسا
فيا بنَ نجومٍ جرت في العَلاء
لقومٍ سُعوداً وقومٍ نجوسا
غدا بك يومُ الندى ضاحكاً
ويوم العِدى عادَ جهماً عَبوسا
بقيت على عَطلِ الحاسدين
تُحلّي يد المدح فيك الطرُوسا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حازمٌ يسلسُ من بعد الشماسِ
حازمٌ يسلسُ من بعد الشماسِ
رقم القصيدة : 22876
-----------------------------------
حازمٌ يسلسُ من بعد الشماسِ
كلُّ أمرٍ راضَه صعب المراس
ذو ذَكاءٍ لو ذكاءٌ رامَهُ
لدعاهُ عجزُه عُد بأَياس
قتلَ الأيامَ خُبراً وله
قبسُ التجريب أسنى الاقتباس
لو سيوفاً طُبعت آراؤه
لبرت ما أدركت حتّى الرواسي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ولربَّ ريمٍ طَرفُه(25/10)
ولربَّ ريمٍ طَرفُه
رقم القصيدة : 22877
-----------------------------------
ولربَّ ريمٍ طَرفُه
بالهدب سهمَ اللحظِ راشا
ورمى به صبّاً لفرطِ
ضناهُ يرتعشُ ارتعاشا
قالت: جنحتَ لسلوة ٍ
فانظر لسهمكَ كيف طاشا
فأجبتُها: لا والذي
جعل النهار لنا معاشا
أنا في سبيلِ هوى الكوا
عب أرقطُ العُشّاق جاشا
هيهات أسلو أو يقالُ
سلا الندى حسنٌ وحاشا
ذاك الذي لحوائم الآ
مالِ لم يترك عِطاشا
مذ قام للعليا مؤمِّـ
ـلُها وبحرُ علاه جاشا
ماتت نفوسُ الحاسدين
بغيضها والفضلُ عاشا
من لو تساجِلهُ الغيوثُ
أراك وابلها رَشاشا
تستشعر الأسدُ الغضاب
لعُظم هيبتهِ اندهاشا
وعلى سِراج جبينه الآ
مال تحسبها فَراشا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أنِخ يا سعدُ ناجية القِلاص
أنِخ يا سعدُ ناجية القِلاص
رقم القصيدة : 22878
-----------------------------------
أنِخ يا سعدُ ناجية القِلاص
بحيث الدارُ طيبة العِراص
وعُد فأعِد حقائبها بطاناً
بنائل موئل النفرِ الخِماص
فثمَّة ضاحك العرصات عمَّت
نوافلهُ الأداني والأقاصي
بها حلَّت تميمتُها المعالي
وأمست وهي مُرخية العِقاص
أما وندى ً كم انتاش ابنُ دهرٍ
به نصب البلا شرك اقتناص
له خلُص الثناءُ على مجيدٍ
به وجد السبيلُ إلى الخلاص
أغرُّ يرى دلاص الحمد أضفى
على عِرض الكريم من الدلاص
ترقَّى في العَلاء بحيث منها
تبوَّء في الذوائبِ والنواصي
شرى دُرر الثنا تغلو، ونادى :
أوفري أنتَ عندي في ارتخاص
ويا عَرضي هدرتُ دِماك جوداً
ويا عِرضي اقترح شرف القصاص
فقل: يا بحرُ مدُّك رهن جزرٍ
وقل: يا بدرُ تمُّك لانتقاص
دعي دَعوى الفخارِ فكلُّ فخرٍ
به لمحمدٍ شرفُ اختصاص
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أعليٌّ أحللَّك الذُروة َ العَلياء
أعليٌّ أحللَّك الذُروة َ العَلياء
رقم القصيدة : 22879
-----------------------------------
أعليٌّ أحللَّك الذُروة َ العَلياء
عيصٌ من أشرف الأعياصِ(25/11)
حُزتَ أقصى الكمال والفضل حتى
بهما سُدتَ كلَّ دانٍ وقاص
أنت بدرٌ وتمُّه لكمالٍ
وتمامُ البدورِ للانتقاص
لم تكن متحفي، ومجدِك لولا
إنّك البحر "درّة الغوّاص"
يا بن من لانتجاعِ روضِ المزايا
ليس إلاّ إليه وخدُ القِلاص
أقعدت عن شواردِ النظم فكري
عللٌ عُقنَهُ عن الإقتناص
لو يبارحنني قليلاً لا تحفـ
ـتُك منه بالمُطربِ الرقّاص
غير أنّي أقولُ إذ راضَ فكري
من صِعاب القريض ذات اعتياص
احتذى اخمُصاك خصمك يابن
النفرِ البيض والكرام الخِماص
قد ضربت القبابِ في مفرق الأنجم
فاعتقد أطنابَها بالنواصي
وأقم في سَلامة ٍ وحبورٍ
رافَه البالِ مستطابَ العِراص
العصر العباسي >> البحتري >> أرى الله خص بني مخلد
أرى الله خص بني مخلد
رقم القصيدة : 2288
-----------------------------------
أرَى الله خَصّ بَني مَخْلَدٍ
بِأفضلِ مَأثَرَةٍ للعَرَبْ
تُضافُ الخِلافَةُ في دُورِهِمْ،
فتُخْبِرُ عَنْ سَرْوِهِم بالعَجَبْ
مُلُوكٌ لهمْ عادَةٌ في القِرَى،
تَوَارَثَها حَسَبٌ عَن حَسَبْ
تَرَى الكأس طافِيَةً كاللُّجَيْنِ
وَالخَمرَ صَافيَةً كالذّهَبْ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وَسَمَ الربيعُ بزعمه ذات الأضا
وَسَمَ الربيعُ بزعمه ذات الأضا
رقم القصيدة : 22880
-----------------------------------
وَسَمَ الربيعُ بزعمه ذات الأضا
كَذِب الربيعُ فذاك دمعي روَّضا
وقف السحابُ بها معي لكنَّما
دمعي استهلَّ وإنّما هو أومضا
بَكَر الخليطُ عن الديار فلم أزل
أدعوه إذ هو واصطباري قوَّضا
يا راحلاً عن ناظريَّ لمُهجتي
أزمعتَ من سفحِ العقيقِ إلى الغَضا
الآن أبناءُ الرجاء غدا السُرى
لهم يُحبُّ وكان قبلُ مبغَّضا
من حيث لم يسقبلوا في مَطلبٍ
وجهَ النجاح هناك إلاّ أعرضا
حلف الزمانُ بأَن يديمَ مطالهُ
حتى لدى الحسن المكارم تُقتضى
وصلوا السهولَ مع الحزونِ وإنّما
قطعوا الفضاءَ لخير من ضمَّ الفضا
لبسوا له ليلَ المطامعِ أسوداً(25/12)
وبه اجتلوا صُبح المكارمِ أبيضا
فرأوا أغرَّ يكاد يقطُر بِشرُه
ماءً له اهتزَّ الربيعُ وروَّضا
وفتى ً له الشرفُ الرفيعُ بأسرهِ
ألقى مقاليدَ السماحِ وفوَّضا
أعباءُ مجدٍ لو تكلّف ثقلَها
حتى يلملمُ لم يُطق أن ينهضا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ليس إلاّ إليك للعيسِ نَشط
ليس إلاّ إليك للعيسِ نَشط
رقم القصيدة : 22881
-----------------------------------
ليس إلاّ إليك للعيسِ نَشط
كلُّ رحلٍ إلى حماك يُحطُّ
يا أخا المكرماتِ حَسبُك فخراً
أنها حين تعتزي لك رَهط
لك خُلقٌ به الرضى لمحبٍّ
ولذي البُغض والقِلى فيه سُخط
بشِّروا يا بني الرجاءِ الأماني
بابنِ علياء كفُّه الجعدُ سَبط
وانزلوا حيث لا تمدُّ الليالي
يَد خطبٍ وحيثُ لا الدهر يَسطو
في حمَى ليس يرفعُ الطرفَ فيه
رهبة َ أشوسُ ولا الليث يخطو
حرمٌ آمنٌ مهابتُه سِترٌ
عل من به استجارَ يلَطُّ
رَجَع الدهرُ لاقتبالِ صِباه
بعد ما قد علاهُ للشيبِ وخط
بفتى ً أصبحت مناقبهُ الغرُّ
على جبهة ِ الزمان تخطُّ
يقبضُ المال لا لغيرِ العَطايا
فالندى في يديه قبضٌ وبَسط
لو رأينا الجوزاءَ تحكي مزاياه
لقُلنا لدرِّها أنت سَمط
والثريّا قد داسَها فلهذا
لم نقُل إنّها لعلياهُ قِرط
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> رأت المشيبَ بعارضيك ففاظَها
رأت المشيبَ بعارضيك ففاظَها
رقم القصيدة : 22882
-----------------------------------
رأت المشيبَ بعارضيك ففاظَها
وثنت بذاتِ البانِ عنك لحاظَها
هيفاءُ لو بَرَزت لنسّاك الورى
يوماً لأحبى دَلُّها وُعاظّها
ريمٌ لئالىء ُ نحرِها تحكي لئا
لىء َ ثغرِها اللاّئي حكت ألفاظُها
قد كان شملُك بالكواعب جامعاً
أيامَ سوُقِ صباك كان عُكاظها
فتنبَّت عينُ الزمانِ ففرَّقت
بالشيبِ شملكَ، لا رأت إيقاظها
رَّقت إليك قلوبهنَّ مع الصَبا
وأعادهنَّ لك المشيبُ غِلاظها
فدع الغواني القاتلاتِ بصدّها
كم فتية ٍ غنجُ اللحاظِ أفاظها(25/13)
واهتُف هُديت وَلو من النبل العِدى
كسرت عليك لغيظِها أرعاظها
بمدائحِ الحسن الذي آباؤه
كانوا لأسرارِ الندى حُفاظّها
حمَّالِ ثقل المكرماتِ بهمَّة ِ
لم تَشكُ مذ نهضت بها إبهاظها
يا من أعادَ النيّراتِ ضياءَها
فزهت وأعطى المخدراتِ حُفاظها
أو قدَت نارَ قرى َ لضيفك ضوؤها
وبقلب كاشحك اقتدحت شواظها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> دعوا كبدي دونَكُم دموعي
دعوا كبدي دونَكُم دموعي
رقم القصيدة : 22883
-----------------------------------
دعوا كبدي دونَكُم دموعي
فداعي البينِ يهتفُ بالجميعِ
وما أبقى على كبدي ولكن
لتأنسَ في محبّتِكم ضُلوعي
كتمتُ بها الهوى زمناً إلى أن
دعاها يومُ بينكُم: أذيعي
فصاعدت الدموعَ لكم نجيعاً
ويوشَكُ أن تسيل مع الدموع
وبالعلمينِ واضحة ُ المحيَّا
رشوفُ الثغرِ طيّبة ُ الفروع
تُمنّي المستهامُ بغيرِ نيلٍ
فتطمعهُ بخالبة ٍ لَموع
مُنعتُ وصالَها فسلوتُ عنها
وقلتُ لها وراءَك من منوع
فأنتِ وما صنعتِ فعنكِ حسبي
بمدح محمدِ الحسنِ الصنيع
ربيعِ زمانِنا وأرقُّ طبعاً
إلى الندماءِ من زمن الربيع
ربيبِ مكارمٍ وفتى معالٍ
ترعرعَ في ذُرى الشرف الرفيع
درورِ أنامل الكَفين جُوداً
غداة َ السجبُ جامدة الضروع
كسى أعطافه نفحاتِ فخرٍ
وقال لها: على الثِقلين ضُنوعي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
رقم القصيدة : 22884
-----------------------------------
ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
زمانٌ به ظِلُّ الشبيبة ِ سائِغُ
كواعب تَرمي عن قِسيٍّ حواجبِ
بأسهمِ لحظٍ لا تقيها السوابغ
تدبُّ على الوردِ النديِّ بخدها
عقاربُ من أصداغهنَّ لوادغ
لوادغُ أحشاءٍ يبيتُ سليمُها
ودرياقُه عذبٌ من الريقِ سائغ
لهوتُ بها حيناً أطيع بها الهوى
غراماً وشيطانُ الصبابة نازغ
إلى أن رأت يدَ الشيب ناصلاً
بها من كلا فوديَّ ما الله صابغ(25/14)
فأصبحتُ لا قلبي من الغيدِ فارغٌ
بلى قلبُها منّي غدا وهو فارغ
وأمسيتُ في ليلٍ من الغمّ تحتَهُ
فؤادي له ضِرسٌ من الهمِّ ماضِغ
إلى أن جلى عنّي الهموم بأسرها
هلالُ على في مطلع السعد بازغ
هلالُ على تجلوه طوقاً لنحرها
له ربُّه من جوهر المجدِ صائغ
فتى ً لم تكن أهل المساعي جميعُها
لتبلغَ من علياهُم هو بالغ
يقصِّر كعبٌ عن نداه وحاتمٌ
ويقصر حتّى جِرولٌ والنوابغ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أَلفتك نافرة ُ الظباءِ الهيفِ
أَلفتك نافرة ُ الظباءِ الهيفِ
رقم القصيدة : 22885
-----------------------------------
أَلفتك نافرة ُ الظباءِ الهيفِ
واستوطنت في ربعك المألوفِ
فانعم بناعمة ِ الشبيبة ِ غضَّة ٍ
بيضاءَ ضامية ِ الوشاح رَشوف
أبداً يروقُ العين في وَجناتها
وردٌ ولكن ليس بالمقطوف
هي قِبلة ٌ صلّى لها غَزَلي كما
صلَّى ثنايَ لقبلة ِ المعروف
الماجد الحسنِ المكارمه ملجأ الـ
ـعافي الكريث ونجدة الملهوف
قمرٌ زَهت منه البسيطة ُ كلُّها
بأشعّ من قمرِ السماءِ المُوفي
الأزهرُ الغطريف نجلُ الأزهر الـ
ـغطريفِ نجل الأزهر الغطريف
ما راقَ في صدرِ النديِّ بشاشَة
إلاّ وراعَ بهيبة ِ ابن غريف
ومقوَّمُ الآراءِ ثقَفهُ النُهى
وكذا الرماحُ تُقام بالتثقيفِ
كَرَماً يتابع للوفود هباتِه
لم يُثن في عذلِ ولا تعنيف
الجودُ عند سواه أن يعِدَ الندى
ويُميتُ ذاك الوعدِ بالتسويف
هو غيثُ مكرمة ٍ وبدرُ مفاخرٍ
ومحطُّ آمالٍ وأمنُ مَخوفِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حمَّلتكَ الديارُ مالا تُطيقُ
حمَّلتكَ الديارُ مالا تُطيقُ
رقم القصيدة : 22886
-----------------------------------
حمَّلتكَ الديارُ مالا تُطيقُ
مذ عرى شملَ أهلِها التفريقُ
عَرصاتٍ حَبستَ أيدي المراسيـ
ـلِ عليها والدمعُ ملك طَليق
كنتَ ترتادُها وريقة َ روضٍ
وهي اليومَ دمنة ٌ لا تروق
سَحَقتها اليوم المطايا كأَن لم
تكُ بالأمس وهي مسكٌ سحيق(25/15)
صاحِ ماذا عليك من رسم دارٍ
قد تعفَّت وزال عنها الفريق
أوحَشَت غير أن يئنَّ ابنُ ورقا
ءَ بها أو يحنَّ صبٌّ مشوق
فاطّرح ذكرَها لمدحِ عظيمٍ
هيبة ً باسمِه تضيق الحُلوق
حسنُ الفعل ماجد الفرع والأصـ
ـل جديرٌ بالمكرماتِ حقيق
لحِقَته أماجدُ العصرِ لكن
عزَّ في شأوِه عليها اللُحوق
ذو لسانٍ كما ينضنض صلٌّ
وفمِ فيه ريقة ُ الصلِّ ريق
هو في أعينِ الخصومِ لسانٌ
وبأحشائهم سِنانٌ ذليق
وإذا غاية ٌ من المجدِ عنَّت
لم يعقهُ عن نيلها "العيُّوق"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قامت تجنّى لي في دَلهِّا
قامت تجنّى لي في دَلهِّا
رقم القصيدة : 22887
-----------------------------------
قامت تجنّى لي في دَلهِّا
قلتُ لها: رِفقاً بأسراكِ
قالت: نعتَّ البدر في سعدِه
قلتُ: نعم وهو مُحيَّاكِ
قالت: وصفتَ الدرَّ في سمطِه
قلت: بلى وهو ثناياك
قالت: نسيمُ الورد أطريتَه
قلت: أجل والوردُ خدَّاك
قلت: فمن خصركِ قلبي اشتكى
ضعفاً فقالت: كذِبَ الشاكي
قلت: إذاً أدعو له بالضنا
قالت: وزِدهُ ثِقلَ أوراك
قلت: فمشغوفُ الحشا مالَهُ
منكِ سوى أن يتمنَّاك
عنّي أذيعي يا نَمومَ الصَبا
مقالة ً طابَت كريَّاك
آليتُ لا أنسبُ خُبثاً إلى
عصرٍ أتى بالحسنِ الزاكي
أحنى بني الأيامِ عطفاً على
ضرائكٍ منهم وهُلاَّك
ذو راحة ٍ حاكى الحيا جودَها
والفضلُ للمحكِّي لا الحاكي
تجَّلت البحرَ فقال الورى :
ما أجمدَ البحر وأنداك
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> مِلكٌ عظيمُ القدرِ أم مَلكُ
مِلكٌ عظيمُ القدرِ أم مَلكُ
رقم القصيدة : 22888
-----------------------------------
مِلكٌ عظيمُ القدرِ أم مَلكُ
من تحت علياهُ جرى ملَك
لَبِست له الدُنيا أشعَّتها
فانجابَ عن أقطارها الحَلكُ
نَصرَ الرجا بالجود حين غدا
بين الرجا والجودِ مُعترك
إن تنفرد بالجودِ راحتهُ
فالناسُ في معروفه اشتركوا
لا تلتقي أجفانُ حُسَّده
سُهداً كأنَّ لها الكرى حَسكُ(25/16)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا من بهمَّتهِ عَقدُت رجايَ إذ
يا من بهمَّتهِ عَقدُت رجايَ إذ
رقم القصيدة : 22889
-----------------------------------
يا من بهمَّتهِ عَقدُت رجايَ إذ
هِمُم الأنامِ حبالُهنَّ رِكاكُ
لازمتهُ من بعد ما جرَّبتهُم
وعن الجميعِ ذوي رجاي فَكاك
لا يفهمُون المكرمات كأَنّها
عربيّة ٌ وكأَنّهم أتراك
بكَ قد دفعتُ الحادثات بقوّة ٍ
عنّي وكنتُ وليس فيَّ حِراك
فارقتُ كوثر جود كفِّك طالباً
ماء الحياة ِ فحاق بي الأهلاُك
فدعوتُ مُصطرخاً لكي تنتاشني
شِلواً بأنياب الخطوب أُلاك
فاسلم تَقرُّ لذي الهوى بك عينُه
وعيونُ أهل الحقد فيك تُشاك
تجري لهم بسعودها ونحوسِها
أبد الزمان عُلاك والأفلاكُ
العصر العباسي >> البحتري >> يوم سبت وعندنا ما كفى الحر
يوم سبت وعندنا ما كفى الحر
رقم القصيدة : 2289
-----------------------------------
يَوْمُ سَبتٍ، وَعندَنا ما كفى الحُرَّ
طَعَامٌ، وَالوَرْدُ مِنّا قَرِيبُ
وَلَنَا مَجلِسٌ عَلى النّهْرِ فَيّا
حٌ، فَسيحٌ، ترْتاحُ فيه القُلوبُ
وَدَوَامُ المُدامِ يُدنيكَ مِمّنْ
كُنتَ تَهوَى، وَإن جَفاكَ الحَبيبُ
فأتِنَا، يا مُحَمّدُ بنُ يَزِيدٍ،
في اسْتِتارٍ كَيْ لا يَرَاكَ الرّقيبُ
نَطْرُدِ الهَمّ باصْطِباحِ ثَلاثٍ،
مُترَعاتٍ، تُنفَى بهِنّ الكُرُوبُ
إنّ في الرّاحِ رَاحةً من جوَى الحبّ،
وَقَلبي إلى الأديبِ طَرُوبُ
لا يَرُعْكَ المَشيبُ منّي، فإنّي
ما ثَناني عَنِ التّصَابي المَشيبُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيَّتك تنهمِلُ انهمالا
حيَّتك تنهمِلُ انهمالا
رقم القصيدة : 22890
-----------------------------------
حيَّتك تنهمِلُ انهمالا
وطفاءُ مُرخيَة ُ العُزالى
يا دار لا سلبت أكفُّ
الدهر حُسنكِ والجمالا
وتنسَّمت فيكِ الرياحُ
صَباً ولا هبَّت شِمالا
فلكَم على هيفاء قد
ضربَ الغيورُ بكِ الحِجالا
من كلِّ ناعمة الصِبا
تثني معاطفَها دَلالا(25/17)
يا سعدُ عدّ عن الهوى
فلقد أطلت به المقالا
أعطِ المدائحَ حقَّها
ودعِ الغُزالة والغُزالا
خُفَّ الرجاءَ لمن نشأن
أكفُّهم سُحباً ثِقالا
قومٌ على الزوراء أوجههم
نجومُ دُجى ً تلالا
بمحمد الحسن ارتقوا
شرفاً على الجوزاء طالا
داسوا النجومَ بفخرِه
وبحلمهِ وزنوا الجبالا
هو أمجدُ الدنيا أباً
هو أكرمُ الثقلينِ خالا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قُل لامِّ العُلى ولدتِ كريما
قُل لامِّ العُلى ولدتِ كريما
رقم القصيدة : 22891
-----------------------------------
قُل لامِّ العُلى ولدتِ كريما
رقَّ خُلقاً وراق خَلقاً وسيما
بدرُ مجدٍ مدحتهُ فكأَنّي
من مساعيهِ قد نظمتُ النُّجوما
مَلكٌ تلمحُ النواظِرُ منهُ
مَلَكاً في سما المعالي كريما
مجدهُ في ارتفاعهِ ثامن الأفـ
ـلاكِ من فوقها أطلَّ قديما
وإذا ما رأيتَ دارَ أبي الها
دي ومعروفِها رأيتَ نعيما
إن رحلتَ ارتحل لربع نداه
وأقِم فيه إن ترد أن تقيما
فهو الجنة ُ التي استعذبَ النا
سُ جميعاً رحيقَها المختُوما
سبرَ الدهر بالتجاربِ حتى ّ
بالنهى والفخارِ صار زعيما
واستهلَّت كلتا يديه إلى أن
لم يدع في بني الزمانِ عَديما
فيه ينزلُ الرجا واليه
كلُّ ركبٍ سرى ينصُّ الرسيما
هو من أيكة ٍ على أوَّلِ الدهـ
ـرِ زكت في ثرى المعالي اروما
أثمرت سؤدداً وفخراً وعزّاً
ونمتها غطارفاً وقروما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كم مقاماتِ نُهى ً حرَّرها
كم مقاماتِ نُهى ً حرَّرها
رقم القصيدة : 22892
-----------------------------------
كم مقاماتِ نُهى ً حرَّرها
ليس فيها للحريريَّ مقامَه
وأنيقاتِ بهى ً لو شامَها
جوهريُّ الشعرِ ما سام نظامه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> في فمي لم يَزل لذكرِك نَشرٌ
في فمي لم يَزل لذكرِك نَشرٌ
رقم القصيدة : 22893
-----------------------------------
في فمي لم يَزل لذكرِك نَشرٌ
طيّبٌ واختبر بذاك النسيما(25/18)
وبمرآة ِ فكرتي لم يزل شخصُك
نُصبَ العينينِ منيّ مُقيما
وعلى النحر من عُلاكَ ثَنائي
ليسَ ينفكُّ عقدُهُ مَنظوما
لا تظنَّ البعادَ يحجبُ عنيّ
منك ذيّالك المُحيّا الكريما
فوشوقي ومَوقع الودِّ منّي
قسماً لا أراه إلاّ عظيما
أنت عندي بالذكر أحضرُ من قلـ
ـبي بقلبي فكن بذاك عليما
لست أقوى لحملِ عتبك يا من
حَمَلت فخرَه المعالي قديما
فاثنِ عن غَربِ عتبك اليوم عني
فبه قد تركت قلبي كَلبما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا سميَّ الذي فَداهُ من الذبح
يا سميَّ الذي فَداهُ من الذبح
رقم القصيدة : 22894
-----------------------------------
يا سميَّ الذي فَداهُ من الذبح
إلهُ السما بذبحٍ عظيمِ
والحفيظُ العليمُ مَن في هُداه
نابَ عن جدِّه الحفيظِ العليم
جئت يا فرع هاشمٍ أجتني منك
سجاياً طابت كطيبِ الأروم
فعدتني عن المرامِ عوادٍ
جَلَبتها يدُ الزمانِ اللئيم
حجبت بيننا شكاتُك يا بدرُ
فكم لي من نظرة ٍ في النجوم
لستَ أنت السقيمَ لكنَّ قلبي
يا شفاك الألهُ عينُ السقيمِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> خُلقٌ شفَّ فالنسيمُ كثيفٌ
خُلقٌ شفَّ فالنسيمُ كثيفٌ
رقم القصيدة : 22895
-----------------------------------
خُلقٌ شفَّ فالنسيمُ كثيفٌ
عنده إن قرنتَ فيه النَسيما
لأخي شيمة ٍ تعلَّم منها
الغيثُ أن يستهلَّ لا أن يدوما
قد حواها من معشرٍ ورَّثوها
منه مَن كان مثلَهم مُستقيما
فهي في اللطفِ أوَّلاً وأخيراً
شَرَعٌ تفضلُ العرارَ شميما
وكأنَّ القديمَ كان حديثاً
وكأن الحديثَ كان قديما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا زلتَ يا دهرُ تجلو منظراً حسنا
لا زلتَ يا دهرُ تجلو منظراً حسنا
رقم القصيدة : 22896
-----------------------------------
لا زلتَ يا دهرُ تجلو منظراً حسنا
عن طلعة ٍ سعدُها في يُمنها اقترنا
لماجدٍ أشرقت في الكرخ غُرّتهُ
شمساً تُمزّقُ في أنوارِها الدُجنا(25/19)
أغرُّ سادَ فكان البدرَ ترمقهُ الـ
ـدنيا وجادَ فكان العارِضَ الهِتنا
وكم سمعتُ لداعٍ: مَن لمكرمة ٍ
فهل سمعتَ سواه من يقولُ: أنا
محمدٌ حسنُ الأخلاقِ راحتهُ الـ
ـبيضاءُ كم طوَّقت جيد الورى مِننا
أما وحبوة ِ علياه وما جَمعت
من الفخارِ وبُردَيهِ وما ضَمنا
لقد كسى مجدهُ الزورا بأجمعها
بُرداً من الفخرِ فيه فاخَرت عدنا
يا باسطاً للندى كفًّا بنائِلها
تُبخِّلُ الأَجودَينِ البحر والمُزنا
قسنا الورى فوجدناها الوهادَ لكم
جميعها، ووجدنا لها قُننا
والحلمُ يولدُ فيما بينكم معكم
يا خِفّة َ الطودِ لو في طِفلكم وُزِنا
لا زال بيتُ عَلاكم للورى حَرماً
مَن راعَه الدهرُ واستذرى به أمنا
أنتمُ جواهرُ عقد الفخر لا برِحت
بكم تحلّي يدا علياكم الزَمنا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا جعفر الجودِ كم انهلتَ ظَمآنا
يا جعفر الجودِ كم انهلتَ ظَمآنا
رقم القصيدة : 22897
-----------------------------------
يا جعفر الجودِ كم انهلتَ ظَمآنا
فراحَ ـ مُبتلة ً أحشاهُ ـ ريّانا
وكم بسطتَ يداً ما للسحابِ يدٌ
بأن تساجِلها جُوداً وإحسانا
بَنَت عماداً به من مجدِها رَفعت
سقفاً يسامِتُ في عَلياهُ كيوانا
وكم دفعتَ بها في صدرِ نازلة ٍ
طرحتَ منها عن اللاّجين ثَهلانا
فمن يساميك في مجدٍ وفي شرفٍ
وأنتَ أرفعُ أبناءِ العُلى شانا
وليسَ ما فيكِ كبراً مثل ما زَعِمَ
الحُسّادُ بل شَمخٌ من هاشمٍ كانا
لو الكمالُ بدا شخصاً لما وجدوا
سواك في عين ذاك الشخص إنسانا
فيا أرقَّ ذوي المعروف كلِّهم
يداً وأصلَب أهل الحزمِ عيدانا
قد انتجعتكَ والأنواءُ مُحفلة ٌ
غيثاً يقومُ مقامَ الغيثِ هَتانا
فكنتَ ديمَة ُ جودٍ أمطرتَ وَرَقاً
لديَّ فاعجب لقَطرٍ كان عُقيانا
فلتشكرَّنك ما غنّت مطوَّقة ٌ
نواطِقٌ بالثنا تطريك إعلانا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بمجدِك يا أعزَّ عليَّ مني
بمجدِك يا أعزَّ عليَّ مني
رقم القصيدة : 22898(25/20)
-----------------------------------
بمجدِك يا أعزَّ عليَّ مني
ومجدُك ما ذخرتُ سواهُ ثاني
على جمر من الضرّاءِ ترضى
أُقلَّبُ هكذا بيدي زماني
أيقصيني وأنت ترى وتُغضي
كأَنك لا تراهُ ولا تَراني
خِلالٌ ما عهدتُك ترتضيها
وكنت إذ دعوتُك غير واني
فخُذ إمّا بما يُدني، وإمّا
بما يُقصِي عياني عن مكاني
فإنّي قد مَلكت المكث فيه
وما لي عنهُ بالمسرى يَدانِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أفحمتني وأنا المُفوَّه
أفحمتني وأنا المُفوَّه
رقم القصيدة : 22899
-----------------------------------
أفحمتني وأنا المُفوَّه
وأرقُّ من أثنى ونوَّه
أرتجت بابَ روَّيتي
فتبدَّلت ضَعفاً بقوَّه
فافتح على ذِهني أصف
ما فيك من شرف الفتوَّه
وتدانَ من فكري فمجدُ
كَ لم ينل فِكرٌ عُلوَّه
أولستَ بالسيفِ الذي
أمِنت مرّجوهُ نُبوَّه
جَمعَ الصباحة َ والسماحة
والسجاحة َ والمُروَّه
وحَنا على الدُنيا فلا
فَقدت بنو الدُنيا حُنوَّه
وأجدُّ من رسمِ المكارم
ما شكت قومٌ عُفوَّه
مَحضُ الصنيعة ِ لا كجودِ
سواهُ مصنوعٌ مُموَّه
في كلِّ يومٍ عنده
حُسنى يسوءُ بها عَدوَّه
شَرعٌ كلا وقتيهِ أحر
زَ في الندى بهما سُموَّه
فغدوُّه كرواحهِ
ورواحهُ يحكى غُدوَّه
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> في طريق الحزن
في طريق الحزن
رقم القصيدة : 229
-----------------------------------
في طريق الحزن. .
واجهت فتاة مسلمة
تحمل الطفل الذي يحمل أعلى الأوسمة
لم يكن يبكي. .
ولا لا مست الشكوى فمه
- غير أني وأنا أنظر
أبصرتُ على الثوب دمه
حينما سلمتُ ردتْ . .
وهي عني محجمه
واستدارتْ وأنا أسمعُ بعض الغمغمه
وسؤالا كاد يجتاح مدى سمعي
ِلمه.؟؟
والصدى يرتد من كل الزوايا المظلمه
صارخاً في وجه إحساسي
ِلمه؟؟
عجباً من أنتِ يا هذي وماذا تقصدين
ولماذا تحجمين!؟
ولماذا هذه العقدة
تبدو في الجبين
حينها. أبصرتُ برقاً
وغزا سمعي رنين(25/21)
وكأني بنداء جاء ممزوجاً بأصوات الأنين
هذه القدس
أما تبصر آثار السنين
أو ما تبصر في مقلتها خارطة الحزن الدفين؟؟
أو ما تبصر جور الغاصبين؟؟
هذه القدس التي يطفح من أهداب عينيها الضجر
لم تزل تسأل عن مليار مسلم
أو ما يمكن أن تبصر فيهم وجه مقدم!؟
هذه القدس التي أسعدها الطفل الأغر
حينما واجه رشاش الأعادي بالحجر
حينما أقسم أن يقتحم اليوم الخطر
يا جراح الطفل اشعلت جراحي
وقتلت البسمة الخضراء في ثغري
وأحييت نواحي
يا جراح الطفل هيضت جناحي
أنت حركت على قارعة الحزن
رياحي
.يا جراح الطفل عذراً
حين أجلتُ كفاحي
وتغافلت عن الليل
فلم أنثر له نور صباحي. .
يا جراح الطفل
يا وصمة عارٍ في جبيني
يا بياناً صارخاً يعلنه دمع حزين
يا جنون الألم القاسي الذي
أذكى جنوني
يا يد الأم التي تلتف حول الطفل
مقتولاً
وتبكي
ألجمتها شدة الهول فما تستطيع
تحكي
وجهها لوحة آلام وتعبيرات ضنك
أنت يا أم البطل
لملمي حزنك هذا وافتحي باب الأمل
نحن لا نملك تأخير الأجل
ليت لي طولاً
.لكي امسح هذا الحزن عنك
يا صغيراً مات في عمر الزهور
يا صغيراً ضم في جنبيه
وجدان كبير
يا صغيراً واجه الرشاش . .
مرتاح الضمير
يا صغيراً مد عينيه لجنات وحور
يا صغيراً
سجلت أشلاؤه أسمى حضور
أن! ت رمز للمعالي يا صغيري
ما الذي أكتب؟؟
قد جف مدادي
لا ترى عيني سوى نار وأكوام رماد
وبقايا من شضايا ورؤوس وأيادي
وبقايا لعبة الطفل الذي مات.
بلا ماء وزاد.
صورة تنبئ عن حقد الاعادي
هذه الأشلاء في الأقصى تنادي
من تنادي؟؟
ليت شعري من تنادي
هذه الصخرة روع تتألم
قلبها من شدة الهول تحطم
لم تزل تلمح
ما يجري . .
من البغي المنظم
ثغرها ما زال مقتول السؤال
أين أنتم يا أباة الضيم
يا أهل النضال
أين انتم يا رجال
أنسيم أن باب المجد مفتوح
لمن شدّوا إلى الأقصى الرحال
يا أخا الكعبة والبيت المطهر
يا حبيباً
حبه في خافق الأمة أزهر
حبه أوضح من ناصية الشمس وأظهر
يا مدى ذاكرة التاريخ(25/22)
والماضي المعطر
أيها الأقصى الذي تنعشه الله(( أكبر.))
مقلة الإسراء ترنو
ويد المعراج تمتد وتدنو
وفم الأمجاد يدعوكم بأصوات الأوائ
اكسروا هذي السلاسل
اكسروها أيها الابطال عن يد تناضل
اكسروها
قيدوا الأيدي التي ترمي
على القدس القنابل
اكسروها
واجعلوها في أيادي
من يهزون المعاول
يعلنون الحرب في وجه اليتامى
والأرامل
ويهدون على الأطفال جدران المنازل
قيدوا فيها يهودياً
بلا وعي يقاتل
اكسروها
وأعيدوا ذكريات المجد في
ذات(( السلاسل))
حطموا تمثال وهم.
ظل يبنيه اليهود
واعلموا أن سلام القوم وهم.
ماله في هذه الدنيا وجود
أيهود وسلام؟؟ وسلام ويهود؟؟
هذه الأكذوبة الكبرى
وفي التاريخ آلاف الشهود
اكسروا هذي السلاسل
لا تقولوا: مات رامي.
وأخو رامي زياد
وبكت من قسوة الأحداث
لبنى وسعاد
وتداعت أمم الكفر
على أهل الرشاد
لا تقولوا: إن قوات اليهود استوطنت
ومن الأقصى دنت
لا تقولوا: إن باراك إلى شارون عاد
كل هذا أيها الابطال
عنوان الكساد
عندكم أنتم من الإيمان
ما تحتاجه كل البلاد
فافتحوا بوابة النصر وقولوا
إن باب النصر لا يفتح إلا بالجهاد
العصر العباسي >> البحتري >> ألا لله درك يا جللتا
ألا لله درك يا جللتا
رقم القصيدة : 2290
-----------------------------------
ألا لله درك يا جللتا،
وما أحرزت من حظ الكتابة
نقلت من المشارط والمواسي
إلى الأقلام حال بني ثوابه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> باتت تُعاطيني حُميَّاها
باتت تُعاطيني حُميَّاها
رقم القصيدة : 22900
-----------------------------------
باتت تُعاطيني حُميَّاها
بيضاءُ كالبدرِ مُحيَّاها
جاءَت من الفردوس تهدي لنا
نفحة َ كافورٍ بمسراها
لو لم تكن من حُورِها لم يكن
رحيقُها بين ثناياها
ذاتُ قوامٍ حبَّذا بانة َ
منه نسيمُ الدلِّ ثُناها
ووجنة ٌ تُغنيك في شمِّها
عن شمِّك الوردَ بريّاها
بتُّ كما شئتُ بها ناعماً
مُعانقاً مُرتشفاً فاها(25/23)
في روضة ٍ تَروي صَباها الشذا
عن حَسنٍ لا عن خُزاماها
مَن لم يدع للفخرِ من غاية ٍ
إلاّ وقد أحرزَ أقصاها
لم تجر أهلُ السبق في شأوه
إلاّ غدا العجزُ قُصاراها
ذو راحة ٍ أغزرٌ من ديمة ٍ
تحلبُها كفُّ نعاماها
تُنمييه من حيِّ العُلى أسرة ٌ
أحلى من الشهدِ سجاياها
هم أنجمُ الأرضِ بأنوارِهم
أضاءَ أقصاها وأدناها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> للمجدِ طلعتكَ البهية
للمجدِ طلعتكَ البهية
رقم القصيدة : 22901
-----------------------------------
للمجدِ طلعتكَ البهية
شمسٌ تشعُّ على البريّه
وبنانُ كفِّكَ للندى
وطفاءُ ساكبة ٌ رَويّه
ولكَ المناقبُ في سما
ءِ الفخرِ مُزهرة ٌ مضيّه
لا زلتَ يا بن جلا همو
مَ الوفدِ طلاَّع الثنيّه
كالطودِ حلماً أو تهزّ
كَ للثناءِ الاريحيّه
أبني الزمانِ وراءَكم
عن هذهِ الرُّتب العليّه
ودعوا الفخارَ بأسرِهِ
لأَغرَّ بساّمِ العشيّه
خيرُ البريّة ِ مَن تعيشُ
على عوارفهِ البريّه
هذا أبو الهادي الذي
يعطي ويحتقرُ العطيّه
لم يرضَ بالدُّنيا وما فيها
لوافدهِ هديّه
كرماً تُبشَّرُ وفدَهُ
بالنُجح بهجتهُ الوضّيه
حلوُ الحُميّا خُلقهُ
مُرُّ الحفاظِ مع الحميّه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما حُلية َ الدُنيا سوى أمجادها
ما حُلية َ الدُنيا سوى أمجادها
رقم القصيدة : 22902
-----------------------------------
ما حُلية َ الدُنيا سوى أمجادها
يزهُرُ في بهائِهم نديها
واليومَ قد زينت ومن مُحمد
لا من سواهُ حَسنٌ حُليُّها
قد نَسجَ الفخرُ لها مطارِفاً
مطرّزٌ بصنعهِ بهيُّها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى
وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى
رقم القصيدة : 22903
-----------------------------------
وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى
فإن قلبي أمسى كعبة َ النوبِ
لا تطمعي في وصالى إنَّ لي كبداً
تهوى وصال العلى لا الخُرَّد العرُب(25/24)
أبعدَ حفظى لأسباب العلى زمناً
أضيعها لك بين اللهو واللعب
ما بتُّ مستمطراً من مقلتي جزعاً
نوء المدامع بين النؤى والطنب
قدحُ الأسى البرق والرعد الحنين وأنـ
ـفاسي الجنوبُ ودمعي ديمة ُ
ولا صبا أبداً قلبي لغانية ٍ
إذ ليس في حُسنها شغلي ولا أربي
في السُمر لا السُمر معقودٌ هوايَ وللـ
ـبيض الظُبا ليس للبيض الظِبا طَربى
وما عشقتُ سوى بكر العلى أبداً
ولستُ أخطبها إلا بذي شُطَب
وطالما صرفُ هذا الدهر قلَّبني
فلم يكن لسوى العلياء منقلبى
ما ضرَّني بين قومٍ خفضَ منزلتي
ومنزلي فوق هام السبعة الشُهب
وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عُدُمٍ
من ثروة ٍ أنني مُثرٍ من الأدب
ولست آسى على عُمرٍ أطايبه
أنفقتها في ابتغاء المجد في الكَرب
يأسى على العمر من باتت تقلّبهُ
في مطرح الذل كفُّ الخوف والرهب
لم يسرق الدهرُ لي فضلاً ولا شرفاً
وما ادَّعائي العلى والمجد بالكذب
وإنها لمساعٍ لا نظير لها
ورثتها عن أبِ من هاشم فأب
من معشرٍ عقدوا قِدماً مآزرهم
على العفاف وكانوا أنجب العَرب
والأرض لم تبقَ منها بقعة ً أبداً
إلا سقوها برقراق الدم السرب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حتفُ الحُماة ومقدام السراة له
حتفُ الحُماة ومقدام السراة له
رقم القصيدة : 22904
-----------------------------------
حتفُ الحُماة ومقدام السراة له
في الروع سطوة هجَام على النَوب
محضُ الضريبة مغوارُ الكتيبة محـ
ـمودُ النقيبة يوم السبق والغَلب
في كفه مرهفٌ ماضي المضارب في
يوم القراع تراه ساطع اللهب
يمضى ولم يعتلق في شفرتيه دمٌ
من سرعة القطع يوم الروع والرهب
في موقف بين أنياب الحمام به الآ
سادُ لم تنجُ بالإقدام والهرب
أعيا المنية حتى أنها سئمتْ
قبض النفوس به من شدَّة التعب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا غمرة مَن لنا بمعبَرِها
يا غمرة مَن لنا بمعبَرِها
رقم القصيدة : 22905
-----------------------------------
يا غمرة مَن لنا بمعبَرِها(25/25)
مواردُ الموت دون مصدرِها
يطفحُ موجُ البلا الخطير بها
فيغرقُ العقل في تصوّرها
وشدَّة ً عندما انتهت عِظمَاً
شدائد الدهر مَعْ تكثرها
ضاقت ولم يأتها مُفرِّجها
فجاشت النفسُ في تحيّرها
الآنَ رجسُ الضلالة استغرق
الأرض فضجَّت الى مطهّرها
وملة الله غُيرِّت فغدت
تصرخ لله من مُغيِّرها
مَن مخبري والنفوس عاتبة ٌ
ماذا يؤدّى لسانُ مخبرها؟
لِمْ صاحب الأمر عن رعيته
أغضى فغصَّت بجور أكفرها؟
ما عذرُه نصب عينه أُخِذتْ
شيعتهُ وهو بين أظهرها
يا غيرة الله لا قرارَ على
ركوب فحشائها ومنكرها
سيفك والضرب إن شيعتكم
قد بلغ السيفُ حرَّ منحرِها
مات الهدى سيدي فقم وأمِت
شمسَ ضحاها بليل عِثيرها
واترك منايا العدى بأنفسهم
تكثر في الروع من تعثّرِها
لم يُشف من هذه الصدور سوى
كسركَ صدر القنا بمُوغرها
وهذه الصحف محو سيفك للأ
عمار منهم أمحى لأسطرها
فالنطف اليوم تشتكي وهي في
الأرحام منها إلى مصوّرها
فالله يا ابن النبيّ في فئة ٍ
ما ذخرت غيركم لمحشرها
ماذا لأعدائها تقول إذا
لم تنجها اليوم من مدمّرها
أشُقة البعد دونك اعترضت
أم حُجبتْ عنك عينُ مبصرها؟
فهاكَ قلِّب قلوبنا ترَها
تفطَّرت فيك من تنظرها
كم سهرت أعينٌ وليس سوى
انتظارها غوثكم بمُسهرها
أين الحفيظ العليم للفئة الـ
ـمضاعة الحق عند أفجرها
تغضى وأنت الأبُ الرحيم لها
ما هكذا الظن يا ابن أطهرها
إن لم تغشها لجرمُ أكبرها
فارحم لها ضعف جرم أصغرها
كيف رقابٌ من الجحيم بكم
حرَّرها الله في تبصُّرها
ترضى بأن تسترقها عُصبٌ
لم تلهُ عن نايها ومزمرها
إن ترض يا صاحب الزمان بها
ودام للقوم فعلُ منكرها
ماتت شعارُ الإيمان واندفنت
ما بين خمر العدى وميسرها
أبِعد بها خطة ً تُراد بها
لا قرَّب الله دار مؤثرها
الموت خيرٌ من الحياة بها
لو تملك النفس من تخيُّرها
ما غرَّ أعداءنا بربهم
وهو ملى ٌّ بقصمِ أظهرها
مهلاً فللهِ في بريَّته
عوائدٌ جلَّ قدرُ أيسرها
فدعوة الناس إن تكن حُجبت(25/26)
لأنها ساء فعلُ أكثرها
فرُبَّ حرى ً حشى ً لواحدها
شكتْ إلى الله في تضوّرها
توشك أنفاسها وقد صعدت
أن تحرقَ القوم في تسعُّرها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> سنامُ علائيَ لم يُقرَعِ
سنامُ علائيَ لم يُقرَعِ
رقم القصيدة : 22906
-----------------------------------
سنامُ علائيَ لم يُقرَعِ
وهضبة مجديَ لم تطلَعِ
فقلْ لرجال سعت جُهدها
لتدرك فوق السهى موضعي
ولو أنَّ للشمس أحسابها
حياءً من الخزى لم تطلع
قفي حيث أوقفك العجزُ أو
فطيري لأمِّ السما أو قعى
فلستِ بجائزة ٍ سعى َ مَن
له حوزة الشرف الأرفع
فنحنُ بنو هاشمٍ لا نزال
لنا الصدرُ في الجمع والمجمع
ومن عزميَ البيضُ مطبوعة ٌ
ولولا مضائى َ لم تقطع
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ
ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ
رقم القصيدة : 22907
-----------------------------------
ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ
فكيف تروع اليوم قلبى الروائعُ
لقد عركت منّى الليالي ابن حرَّة ٍ
على العرك منه لا تلينُ الأخادع
وسيانِ عندي سلُم دهرى وحربُه
وما هو مُعطٍ لي وما هو مانع
لعمري ليضع أيما شاء إنه
حقيرٌ بعيني كل ما هو صانع
سأنشد لا عجزاً ولكن تحمساً
ليَ الله أيَّ الحادثات أصانع
وأيِّ الأعادي أتقى وهُم الحصى
عديداً وكلٌّ مجهرٌ ومصانع
فحيث طرحتُ اللحظ أبصرت منهمُ
أخا حنقٍ شخصي لأحشاء صادع
إذا ما رآني ازوَّر عني طرفهُ
كأني رمحٌ بين جنبيه شارع
وإني ولا فخرٌ، كفاني تغرُّدي
تحاشدهم أنَّى حوتنا المجامع
أريهم بأني عن دُهاهم مغفلٌ
وعندي لهم خبُّ من العزم رداع
كذئب الفضا تلقاه رخواً إذا مشى
ويشتدُّ إن واثبتَه وهو قاطع
ينامُ بإحدى مقلتيه ويتقي
بأخرى العادي فهو يقظان هاجع
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إضرب بسيفٍ أو لسانٍ
إضرب بسيفٍ أو لسانٍ
رقم القصيدة : 22908
-----------------------------------
إضرب بسيفٍ أو لسانٍ(25/27)
وأطعن برمحٍ أو بنانِ
يغني اللسانُ عن المهنَّدِ
والبنانُ عن السنان
ورُمِ الفخار بهمة ٍ
رُجحت على الشُّم الرعان
واسبق لغايات المعالي
مالكاً قصبَ الرهان
مُت تحت ظلِّ المرهفاتِ
فإنَّ هذا العمر فاني
أو عِش كريماً في حياتك
هاجراً دارَ الهوان
وإذا رأيت العزَّ أبعدَ
والهوان إليك داني
فالحزمُ موتٌ باعتزازٍ
لا حياة ً في هوان
فالحزمُ إن سيمَ المذلة
صاحبَ العضب اليماني
وإذا نبت فيه المعاهدُ
حلَّ في كُور الهجان
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا تحنّى إذا أخو الشوق حنّا
لا تحنّى إذا أخو الشوق حنّا
رقم القصيدة : 22909
-----------------------------------
لا تحنّى إذا أخو الشوق حنّا
أنا يا ورق للشجا منك أدنى
وعلى مائس الأراك تغنّى
ودعي النوح للكئيب المعنّى
ليت عهدي بحيّ نعمان يغدو
راجعاً والمحالُ ما أتمنّى
نزلوا بالغضا فأضحت عليه
أضلعي من ترادف الشوق تحنّى
لفتاة ٍ في ذلك الحيِّ تغدو
وهي من نشوة الصِبا تتثنّى
عوَّذت خدرَها الفوارس بالبيض
وسمر الرماح ضرباً وطعنا
أين منها متيمٌ كلما اشتاق
إليها هفا غراماً وأنّا
طوحته يدُ الليالي بهيماءَ
فأمسى مستوحش الفكر مضنى
نازحاً عن دياره تترامى
فيه أيدي المطيّ سهلاً وَحزنا
قد رثى لي الأنام انسٌ وجنٌ
مذ شجيت الأنامَ إنساً وجنا
طرح الدهرُ كفة الغدر يصطاد
بها الماجدين في كل مغنى
يبتغي ذلَّهم ونقصَ علاهم
ومحالٌ ما يبتغي الدهرُ منّا
نحن أبناءُ هاشمِ أربط العا
لم جأشاً وأكثر الناس مَنّا
قد قفونا آباءنا الغرُّ بالما
ل سخاءً وبالمكارم ضنّا
العصر العباسي >> البحتري >> بعمرك تدري أي شاني أعجب
بعمرك تدري أي شاني أعجب
رقم القصيدة : 2291
-----------------------------------
بعُمرِكَ تَدرِي أيَّ شَانَيَّ أعْجَبُ،
فَقَدْ أشكَلا: باديهِمَا وَالمُغَيَّبُ
جُنُونيَ في لَيلى، وَلَيلى خَلِيّةٌ،
وَصَغْوِيَ إلى سعدى وسعدى تجنب
إذا لَبِسَتْ كانَتْ جَمَالَ لِبَاسِها،(25/28)
وَتَسْلُبُ لُبّ المُجتَلي، حينَ تَسلُبُ
وَسَمّيْتُها، من خَشيَةِ النّاسِ، زَيْنَباً،
وَكم سَترَتْ حُبّاً عنِ النّاسِ زَينَبُ
غَضَارَةُ دُنْيَا، شَاكَلَتْ بفُنُونِها
مُعَاقَبَةَ الدّنْيَا الّتي تَتَقلَّبُ
وَجَنّةُ خُلْدٍ، عَذّبَتْنا بدَلّها،
وَمَا خِلْتُ أنّا بالجِنَانِ نُعَذَّبُ
ألا رُبّمَا كأسٌ سَقَاني سُلافَهَا،
رَهيفُ التّثَنّي، وَاضِحُ الثّغرِ أشنَبُ
إذا أخذت أطْرَافُهُ مِنْ قنُوئِهَا،
رَأيْتَ اللُّجَينَ بالمُدامَةِ يُذْهَبُ
كَأنّ بِعَيْنَيْهِ الّذي جَاءَ حَامِلاً
بكَفّيْهِ مِنْ ناجُودِها، حينَ يَقْطِبُ
لأسْرَعُ في عقلي الذي بِتُّ، مَوْهِناً،
أرَى من قَرِيبٍ لا الذي بِتُّ أشرَبُ
لَدَى رَوْضَةٍ جَادَ الرّبيعُ نَبَاتَهَا
بغُرّ الغَوَادي، تَستَهِلُّ وَتَسكُبُ
إذا أصْبَحَ الحَوْذانُ في جَنَباتِهَا،
يُفَتِّحُ، وهِمتَ الدّنانيرَ تُضرَبُ
أجِدَّكَ، إنّ الدّهرَ أصْبَحَ صَرْفُهُ
يَجِدُّ، وَإنْ كُنّا، معَ الدّهرِ، نلعبُ
وَقد رَدّتِ الخمَسونَ رَدَّ صَرِيمَةٍ
إلى الشّيبِ، مَن وَلّى عن الشّيبِ يهرُبُ
فقَصرَكَ، إنّي حَائِمٌ، فَمُرَفْرِفٌ
على خُلُقي، أوْ ذاهبٌ حيثُ أذْهَبُ
نَظَرْتُ، وَرَأسُ العَينِ منّيَ مَشرِقٌ،
صَوَامِعَهَا، وَالعَاصِمِيّةُ مَغْرِبُ
بقَنطَرَةِ الخَابورِ، هَلْ أهلُ مَنبِجٍ
بمَنْبِجَ أمْ بادونَ عَنْهَا، فغُيَّبُ
وَمَا بَرِحَ الأعْداءُ، حتّى بدَهتَهمْ
بظَلْمَاءِ زَحْفٍ، بِيضُهَا تَتَلَهّبُ
إذا انبَسطتْ في الأرْضِ زَادتْ فُضُولُها
على العَينِ حتّى العينُ حسرَى تَذَبذَبُ
وَإنّ ابنَ بِسطامٍ كَفَاني انْفِرَادُهُ
مُكاثَرَةَ الأعْداءِ، حينَ تَألّبُوا
أخي عِنْدَ جِدّ الحادِثاتِ، وَإنّمَا
أخوكَ الذي يأتي الرّضَا، حينَ تغضَبُ
يُؤَمَّلُ في لينِ اللُّبُوسِ، وَيُرْتَجَى
لطَوْلٍ، وَيُخشَى في السّلاحِ وَيُرْهَبُ
وَما عاقَهُ أنْ يَطعَنَ الخَيلَ، مُقدِماً(25/29)
على الهَوْلِ فيها، أنّهُ باتَ يكتُبُ
تَرُدُّ السّيُوفُ الماضِياتُ قَضَاءَهَا
إلى قَلَمٍ، يُومي لهَا أينَ تَضرِبُ
مُدَبِّرُ جَيشٍ، ذَلّلَ الأرْضَ شَعبُه،
وَعَزْمَتُهُ من ذلكَ الجَيشِ أشغَبُ
إذا الخَطبُ أعْيَا أينَ مأخذهُ اهتدى
لِمَا يَتَوَخّى مِنْهُ، أوْ يَتَنَكّبُ
نُعَوِّلُ، وَالإجْداءُ فيهِ تَبَاعُدٌ،
عَلى سَيّدٍ يَدْنُو جَداهُ، وَيَقرُبُ
على مَلِكٍ لا يَحجُبُ البخلُ وَجْهَهُ
علَينا، وَمن شأنِ البَخيلِ التّحَجّبُ
وَأبيَضَ يَعلُو، حينَ يَرْتَاحُ للنّدَى،
على وَجهِهِ لوْنٌ، من البِشرِ، مُشرَبُ
تَفَرّعَ أخْلاقَ الرّجالِ، وَعِنْدَهُ
شَوَاغلُ من مَجدٍ تُعَنّي، وَتَنصِبُ
لَهُ هِزّةٌ مِنْ أرْيَحِيّةِ جُودِهِ
تكادُ لها الأرْضُ الجَديبَةُ تُعشِبُ
تَحُطُّ رِحَالُ الراغبين إلى فَتًى،
نَوَافِلُهُ نَهْبٌ لِمَنْ يَتَطَلّبُ
إلى غَمَرٍ في مَالِهِ، تَسْتَخِفُّهُ
صِغَارُ الخُطوبِ، وَهوَ عَوْدٌ مجَرَّبُ
تُجَاوِزُ غَايَاتِ العُقُولِ مواهِبٌ،
نَكَادُ لهَا، لَوْلا العِيانُ، نُكذِّبُ
جَدًى، إنْ أغَرْنا فيه كانَ غَنيمَةً،
وَيَضْعُفُ فيهِ الغُنمُ، حينَ يُعَقَّبُ
خَلائِقُ لَوْ يلقى زِيَادٌ ِمِثاْلِهَا،
إذن لمْ يَقُلْ: أيُّ الرّجالِ المُهَذَّبُ
عَجِبْتُ لَهُ لمْ يَزْهُ عُجْباً بنَفْسِهِ،
وَنحنُ بهِ نَختالُ زَهْواً، وَنُعجَبُ
فِداكَ، أبا العَبّاسِ، من نُوَبِ الرّدى
أُنَاسٌ يَخيبُ الظّنُّ فيهِمْ، وَيكذبُ
طَوَيْتُ إلَيْكَ المُنعِمينَ، وَلمْ أزَلْ
إلَيكَ أُعَدّي عَنهُمُ، وَأُنَكِّبُ
وَما عَدَلَتْ عَنْكَ القَصَائدُ مَعدِلاً،
وَلا ترَكَتْ فَضْلاً لغَيرِكَ يُحسَبُ
نُنَظّمُ مِنْهَا لُؤلؤاً في سُلُوكِهِ،
وَمن عَجَب تَنظيمُ ما لا يُثَقَّبُ
فلَوْ شارَكَتْ في مَكرُماتِكَ طَيِّءٌ
لَوُهّمَ قَوْمي أنّني أتَعَصّبُ
متى يَسألِ المَغرُورُ بي عن صَرِيمَتي،
يُخَبّرْهُ عَنْهَا غَانمِ، أوَمُخَيَّبُ(25/30)
يَسُرُّ افْتِنَاني مَعشَراً، وَيَسُوءُهُمْ،
وَيَخْلُدُ ما أفتَنُّ فيهِمْ وَأُسْهِبُ
لمْ يُبْقِ كَرُّ الدّهْرِ غَيرَ عَلائِقٍ
من القَوْلِ تُرْضِي سامعينَ، وَتُغضِبُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فيا نيَّر الدنيا الذي بضيائه
فيا نيَّر الدنيا الذي بضيائه
رقم القصيدة : 22910
-----------------------------------
فيا نيَّر الدنيا الذي بضيائه
جلا عن محيّاها ظلامَ الغياهبِ
عجبتُ لمن يبغي عُلاك بسعيه
وما هو من أبناء هذي المطالب
وما هو إلا كالمناسم لو سعتْ
مدى الدهر لا تسمو سموَّ الغوارب
وأعجب منه من يجاريك في الندى
وعندك يُلفي باسطاً كفَّ طالب
يهابك إذا تبدو ومِرجل ضِغنه
من الغيظ يغلي منه خلف الترائب
ويطرق إجلالاً بحيث تظنه
قد انعقدت أهدابه بالحواجب
فحسبك فخراً أنَّ فرعك ينتمي
لعرق على ً في طينة المجد ضارب
ولو بنداك البحر يُقرنُ لم يكنْ
بجنب نداك البحر نهلة َ شارب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حدرت بأطراف البنان نقابَها
حدرت بأطراف البنان نقابَها
رقم القصيدة : 22911
-----------------------------------
حدرت بأطراف البنان نقابَها
مرحاً فأخجل حسنُها أترابَها
وجلت غداة تبسَّمتْ عن واضحٍ
تستعذبُ العشاقُ فيه عذابها
قتالة َ اللحظات، فهي إذا رنت
وَجد المشوقُ سهامها أهدابها
من حور عدن أقبلت لكنَّها
لم يحك مختومُ الرحيق رضابها
سارقتها النظَر المريب بمقلة ٍ
لم تقض من لمحاتها آرابها
فرأيتُ في تلك الغلائل طفلة ً
لم تدرِ إلا عطرها وخضابَها
ولقد دعوتُ وما دعوتُ مجيبة ً
ودعَتْ بقلبي للهدى فأجابها
أعقيلة َ الحَييّن شقتُ فنوِّلى
كبداً هوتك فكابدتْ أوصابها
ما دمية ُ المحراب أنتِ بل التي
تُنسين نُسّاك الورى محرابها
وأسرُّ ما ضمَّ الضجيعُ غريرة َ
لبست شبابك لا نزعتَ شبابها
يا هل سبتْكَ بلحنها ابنة نشوة ٍ
إن تشدُ رقَّصت الكؤوس حبابها
بعثتْ حديث عبيرها لكَ في الصَبا(25/31)
فأرقَّ أنفاس الصَبا وأطابها
طربتْ لوصلك فاصطفتْ لك دّلها
وأتتك تغربُ في الهوى إغرابها
وحبتكَ ما خلفَ النقاب وإنها
لمراشفٌ حدر الهلال نقابها
حدَرَته عن قمرٍ يودُّ رقيبه
لو أنها استغشت عليه ثيابها
فارشفْ أغرَّ كأنَّ ناسقَ دُره
فيه تناول شهدة َ فأذابها
وانشق معطَّرة الثرى بمطارفٍ
خطرتْ تجرُّ على الثرى هُدَّابها
نضتْ الحجاب ولو عليها أسبلتْ
تلك الفروعَ إذاً أعدنَ حجابها
هتكتْ أشعة ُ نورها ستر الدجى
وجلونَ من تلك الفجاج ضبابها
فكأنَّ ليلة وصلها زنجية ٌ
حنقتْ عليكَ فمزقت جلبابها
وكأنَّ أنجمها الثواقب في الدجى
حدقٌ تراقب في الحجالِ كِعابها
تحكى -وقد قلقت- أميمة عندما
وصفتْ لعينكَ قرطها وحقابها
لا بل حكتْ ـ قلقاً ـ قلوب معاشرٍ
ضِمنَ النقيبُ بعزِّه إرهابها
وأرى السهى خفيت خفاءَ عِداته
لحقارة ٍ حتى على مَن هابها
خفَّت مراسيلُ الثناء بمُثقِلٍ
في شكر أنعمه الثقال رقابها
لمقلَّمِ ظفرَ الخطوب بنجدة ٍ
قلقتْ لأفواه النوائب نابَها
ملكٍ إذا استنهضته نهضتْ به
هممٌ تدكُّ على السهول هضابها
وإذا الحميَّة ألبستهُ حفيظة ً
نزعتْ لخيفته الضراغمُ غلبها
فإذا المطالبُ دون قصدكَ ارتُجتْ
فاقرعْ بهمته، ـ وحسبك ـ بابها
رضع المكارمَ ناشئاً في حجرها
وكفى العظائمَ واطئاً أعقابها
فوقاءُ طلعته الكريمة أوجهٌ
جعَلتْ عن الوفد القطوب حجابها
وفداءُ أنمله النديَّة أنملٌ
لم تندَ لو قرض القريض إهابها
ما زال يبتدىء المكارم غضَّة ً
حتى على الدنيا أعاد شبابها
أبنى الزمان وراءكم عن غاية ٍ
ما فيكم من يستطيعُ طلابها
كم تجذبون مطارفَ الفخر التي
نسجتْ لسيد هاشمٍ فاجتابها
الله جلبه الرياسة فيكمُ
أفعنه ينزع غيرُه جلبابها؟
فدعوا له صدر الوسادة واقعدوا
قاصين عنها، لستمُ أربابها
للفاطميّ القادري ومَن له
حسبٌ من الأحساب كان لبابها
تنميه من علياء هاشم اُسرة ٌ
وصل الإله بعرشه أنسابها
أنتَ الذي ورث السيادة عن أبٍ(25/32)
ورث النبوة َ: وحيَها وكتابها
أقررتَ أعين غالبٍ تحت الثرى
وسررت ثمّ قصيها وكلابها
كانت مقلدَة ً رقابَ مضاربٍ
منها تعلّمت السيوفُ ضِرابها
واليوم لو شهدتْ لسانك لا نتضتْ
منه بكل وقيعة ٍ قرضابها
وأرى النقابة منكَ لابن سمائها
ضرب الإله على النجوم قبابها
وأحلَّك الدار التي لجلالها
عنت الملوك وقبَّلت أعتابها
دارٌ تمنّى النيراتُ لو أنها
لثمت بأجفان العيون ترابها
هي منتدى شرفٍ من الدار التي
كانت ملائكة السما حجّابها
حزتم بنى النبأ العظيم مآثراً
حتى الملائك لا تطيق حسابها
فيمن تفاخر والورى بأكفكم
جعل الإله ثوابها وعقابَها
كنتم على أُولى الزمان رؤوسها
شرقاً وكان سواكُم أذنابها
ولهاشمٍ في كل عصرٍ سيدٌ
يجدونه لصدوعهم رءابها
واليومَ أنت وحسبهم بك سيداً
لهم تروض من الأمور صعابها
فحدْت قوافي الشعر باسمك مذلها
راضت خلائقك الحسان صعابها
ولقد رأيتك في المكارم مسهباً
فأطلنَ عندك في الثنا إسهابها
فطرحنَ في أفناء مجدك ثقلها
ونضونَ عن أنضائهن حقابها
وأطفن منك بجنب أكرم من رعى
لبنى أرومة مجده أنسابها
يطلبن منك عناية نسمو بها
حتى نطاول في العلى أربابها
فإذا بمن لكَ تصطفيه خلطتنا
كنا لدائرة العلى أقطابها
ونرى لكَ الدنيا بعزِّك أعتبتْ
من بعدما كنا نملُّ عتابها
يا من له انتهت العلى من هاشمٍ
قد سُدتَ هاشم شيبها وشبابها
فاضرب خيامك في الذرى من مجدها
واعقد بناصية السهى أطنابها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> هل الحبُّ إلا ما أذاب حشا الصبِّ
هل الحبُّ إلا ما أذاب حشا الصبِّ
رقم القصيدة : 22912
-----------------------------------
هل الحبُّ إلا ما أذاب حشا الصبِّ
فإن لم تذبْ فيه فلا خير في الحبِ
وخيرُ خليليكَ الصفيين من صفا
لك الودُّ منه في بعادك والقرب
على النأى يمسى ذا جفونٍ كأنما
تكلَّف أن يحصي بها عدد الشهب
ولا خير في ود إمرئِ تستديمه
بعتبٍ، وأوشك أن يزول مع العتب
ألم ترني أصفيتُ ودّي لماجدٍ(25/33)
كأنَّ على ما نابني قلبُه قلبي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ
بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ
رقم القصيدة : 22913
-----------------------------------
بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ
أضاء حمى الزوراء من كل جانبِ
طلعتَ طلوع البدر فيها فلم تدع
على الأرض فخراً للسما في الكواكب
خلعت عليها من بهائِك حُلة ً
بها اختالت اليوم اختيال الكواعب
وألبستَها عقداً من الفخر ناظماً
لها الدرَّ فيه وهو درُّ المناقب
فما أنت إلا بحرُ علمِ تتابعتْ
عجائبه والبحر جمُّ العجائب
وما أنت إلا روضُ فضل تحدّثتْ
بريّاه أنفاسُ لصِبا والجنائب
وما أنت إلا ديمة ٌ مستهلة ٌ
بعرف من اللطف الإلهيِّ ساكب
أخو هممٍ لو زاحم الدهرُ بعضها
ثنته بصغراها حطيمَ المناكب
سما مفرقَ الجوزاء مجدُك عاقداً
ذوائبه منها عُلى ً في الذوائب
وجاراك من قلنا له: أين من جرى
على الأرض من مجرى النجوم الثواقب
أرحْ غاربَ الآمال عنك فلم ينل
مكانَ الدرارى فوق هذي الغوارب
وراءك أبرادٌ لعلياء لم تكنْ
تمدُّ الثريا نحوها كفَّ جاذب
فيا بن المزايا القادرية أعجزتْ
مزاياك في تعدادها كلَ حاسب
غلبنا بك الصيدَ الكرام على العلى
فحقُك أن تدعى بسيّد غالب
يروقك ما قد طرَّزت لك وشيَه
صناعُ القوافي لا صناعُ الكواعب
فدمتَ على هام المجرَّة ساحباً
مطارف فخرٍ طاهرات المساحب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لقد قلتُ للأرض ادعتْ بنجومها:
لقد قلتُ للأرض ادعتْ بنجومها:
رقم القصيدة : 22914
-----------------------------------
لقد قلتُ للأرض ادعتْ بنجومها:
عليكَ السما فخراً فقالت: أجيبُها
لئن هي بالإشراق منها تزيَّنت
فما الفخرُ حيث حلَّ نقيبها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا خير من صنع الجميلَ
يا خير من صنع الجميلَ
رقم القصيدة : 22915
-----------------------------------
يا خير من صنع الجميلَ
لربّه متقربا(25/34)
وحنا على أبناء فا
طمة ٍ فكان لهم أبا
ورعى حقوق المؤمنينَ
ترؤفاً وتحدُّبا
قد جئتَ في زمن القطيـ
ـعة واصلاً من أتربا
لحَظَ الإله بك الكرا
مَ فكنت مُنهض من كبا
وحفظتَ ماء وجوههم
عن أن يُراق ويسكبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> الفخرُ شاد بكم قبابَه
الفخرُ شاد بكم قبابَه
رقم القصيدة : 22916
-----------------------------------
الفخرُ شاد بكم قبابَه
والشعرُ زان بكم كعابه
والعلمُ في الدنيا بثا
قب فكركم أذكى شهابه
لكم الكلام وأنتم
امراء معركة الخطابه
مَنْ ذا يراجح حلمكم؟
والحلمُ ما زلتم هضابه
أم مَنْ يطاولكم عُلى ً
ومن العلى لكم الذؤابه
لكم النبوة ، والإما
مة ، والسيادة ، والنقابة
مَنْ قال: لي فخرٌ كهـ
ذا فليعدَّ لنا انتسابه
هذي الرياسة لا كمن
كانت رياسته ثيابه
هتف الرجاء فكنتمُ
بالفضل أول مَن أجابَه
وحميتمُ ثغر العلى
وكذاك يحمي الليثُ غابه
أنفتْ يداكم أن تسا
جل بالندى حتى السحابه
وبجودها حلفت بأن
تدع الكرامَ ولا صُبابه
يا ابن الذين رواقُ عزّ
هُم يحجّب بالمهانة
واللابسين رداءَ فخـ
ـرهمُ تطرزه النجابه
ماذا أقول ومدحكم
شحنَ الإله به كتابه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح
لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح
رقم القصيدة : 22917
-----------------------------------
لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح
حذار حسامٍ صاغه الله للفتحِ
وأجرى فرنداً فيه من جوهر العلى
غدا يخطف الأبصار باللمع واللمح
فكم شقَّ فجراً من دجى ليل حادثٍ
وأضحك للأيام من أوجهٍ طلح
لو الدولة الغراءُ يوماً تفاخرتْ
مع الشمس قالت أين صبحك من صبحي
فتى ً في صريح المجد ينمي لمعشر
بيوتهم في المجد سامية الصرح
فتى ً ولدتْ منه النجابة حازماً
بعيدَ مجالِ يرفد الملكَ بالنصح
أغرُّ لسيماء العلى في جبينه
سنى ً في حشا الحساد يذكي جوى البرح
له طلعة ٌ غرّاء دائمة السنا(25/35)
هي الشمس لو تمسى هي البدر لو يضحى
هو البحر، بل لا يشبه البحرُ جودَه
وهل يستوي العذب الفرات مع الملح
يزوّج آمال العفاة بجوده
ويقرنه في الحال في مولد النجح
ويبسط كفاً رطبة من سماحة ٍ
إذا قبض اليبسُ الأكفَّ من الشح
أرى المدح في الأشراف أفضل زينة ٍ
ولكنه في فضله شرف المدح
هو السيفُ، بل لا يفعل السيف فعله
بقومٍ على الأضغان مطويّة الكشح
فقاتلُ أهل الضغن بالبطش لم يكن
كقاتل أهل الضغن بالبطش والصفح
هو الرمحُ سلْ عنه فؤادَ حسوده
بما بات يلقى من شبا ذلك الرمح
تجدْه كليماً وهو أعدل شاهدٍ
فيا شاهداً أضحى يعدَّلُ بالجرح
إليكَ ابن أمِّ المجد عذراء تجتلى
كأنَّ محيّا وجهها فلق الصبح
بها أرجٌ من طيب ذكرك نشره
يعطّر أنفاس الصبا لك بالنفح
تودُّ بناتُ النظم أنْ لو حكينَها
ويا بعدَ ما بين الملاحة والقبح
لقد فاز فيها قدُحك اليوم مثلما
غدت وهي فيك اليوم فائزة القدح
فليس لها كفٌّ سواك ولم يكن
يليق سواها فيك من خرَّد المدح
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا زلتَ يا ربع الشباب حميداً
لا زلتَ يا ربع الشباب حميداً
رقم القصيدة : 22918
-----------------------------------
لا زلتَ يا ربع الشباب حميداً
باقِ وإن خلقَ الزمانُ جديدا
ما أنتَ للعشاق إلا جنَّة ٌ
صحبوا بها العيشَ القديمَ رغيدا
أيام كان العيشُ غضاً ناعماً
والدهر مقتبل الشباب وليدا
والدار طيّبة الثرى مما بها
يسحبنَ ربّات الخدور برودا
يستاف زائرُها ثراها عنبراً
فيكذّبَن طرفاً يراه صعيدا
يعطو إلى عذبات فرع أراكة ٍ
طبيٌّ تفيأ ظلَّها الممدودا
غنجٌ يسلُّ من اللواحظ مرهفا
بغدو عليه قتيله محسودا
هو مُنتضى ً في الجفن إلا أنه
بين الجوانح يغتدي مغمودا
أضحت ضرائبه القلوب تعدّ أد
ماها به، وهو الشقيُّ، سعيداً
وشقيقُ خديه النقيُّ من الحبا
أضحى بعقرب صدغه مرصودا
يمسى سليماً يشتفى بالريق مَن
باللثم بات بقطفه معمودا
كم بتُّ معتنقاً له في ليلة ٍ(25/36)
بات العفاف بها على َّ شهيداً
وكأنما في الأفق هالة ُ بدرها
وبها الكواكب قد طلعنَ سعودا
نادٍ محمدُ حلَّ فيه وولده
وبعلاه خفَّت ناشئاً ووليدا
هو دارة ُ الشرف التي قد مهّدتْ
أبد الزمان بعزّهم تمهيدا
فرشوا بساحة أرضه القمرين واتـ
ـكأوا على زهر النجوم قعودا
متعاقدين على المكارم أحرزوا
شرفاً تماثل طارفاً وتليدا
وعليهمُ قطباً فقطباً دائرٌ
فلكُ الفخار ابوَّة وجدودا
كانوا قديماً والعلى صدفٌ لهم
دراً تناسق في الفخار نضيدا
وأبوهم البحرُ المحيط وقد بدوا
منه على جيد الزمان عقودا
هو لجَّة المعروف ما عرفتْ بنو الـ
ـدنيا سواه منهلاً مورودا
وبقية ُ الأمجاد لم يُرَ غيره
خلفاً لهم فوق الثرى موجودا
مستظهراً بعناية من ربه
وقفتْ عليه العزَّ والتأييدا
متمحضٌ لله في أفعاله
بالغيب يخشى الخالق المعبودا
فكأنما الأعضاء منه أعينٌ
تذكى جهنَّمُ نصبهنَّ وقودا
لم تجترحْ ذنباً جوارحُ جسمه
بل كان عن خطط الذنوب بعيدا
فتراه مرتعدَ الفرائص رهبة ً
لا باحتمال خطيئة ِ مجهودا
يمسى بنفسِ لا تميلُ مع الهوى
لله يحي ليله تهجيدا
وإذا تجلّى الليل أصبح باسطاً
للوفد كفاً ما تغبُّ الجودا
نسكٌ كما شاء الإلهُ وأنعمٌ
لم يحصها إلا الإلهُ عديدا
يا من لو اقتسم الأنامُ صلاحه
ما سنَّ فيهم ذو الجلال حدودا
لله منجية ٌ ولدتَ بحجرها
كان التقى في حجرها مولودا
لا تغتذى بغذا الجنين نزاهة ً
لكن غذيت الشكرَ والتحميدا
وبرزت والدنيا جميعاً مجهلٌ
علماً جلا منها الغواشى السودا
وغدتْ وكانت عاقراً امُّ الندى
لمَّا تطرَّقها نداك ولودا
تنميك من سلف المعالي أسرة ٌ
غلبوا على الشرف الكرام الصيدا
من كل معصوم البصيرة لم يزلْ
منه الرداءُ على التقى معقودا
لم يرتفعْ لك بيتُ مكرمة ٍ لهم
إلا وكان لهأخوك عمودا
شهدتْ صفات "أبي الأمين" بأنه
فضُلَ البريّة سيداً ومسودا
وأحلّه حيثُ استحقَّ من العلى
حسبٌ على الأحساب نال مزيدا
بذلَ السماحَ بذا الزمان وإنه(25/37)
لأعزُّ من "بيض الأنوق" وجودا
وعلى حياض سماحه اختلف الورى
شرقاً وغرباً مصدراً وورودا
يزداد منهلُ عرفه فيضاً إذا
جفَّتْ ضروعُ الغاديات جمودا
ما إن غدا في العرف مبدأ غاية ٍ
إلا لها ابنُ أخيه كان معيدا
ليس الحيا الوسميُّ من جدوى محمـ
ـدٍ الرضا في المحلِ أنضر عودا
قد جاورتْ مغناهُ دجلة فاغتدى
بندى يديه ماؤها ممدودا
والبحر من يُمسي ويصبح جاره
لا بد أنْ يمتاح منه الجودا
جذلان يشرق للسماحة كلما
دفع الظلامُ له الركابَ وفودا
يسترشدون بنور أبلجَ إنْ خبا
ضوءُ النجوم يزد سناه وقودا
بأغرَّ يغلب وجهه شمس الضحى
بضيائه حتى تموت خمودا
ما المجد منتحلٌ لديه وإنما
ولدته أمُّ المكرمات مجيدا
قد حلَّقتْ فيه لأرفع رتبة ٍ
هممٌ تناهت في العلوِّ صعودا
وحوتْ له النفسُ الكريمة سؤددا
أمسى بناصية السهى معقودا
فإذا عقود المجد فُضِّل نظمُها
كانت مناقبه لهنَّ فريدا
هو شمس أفق المكرمات وبدرها الـ
ـهادي لمن أمسى يجوب البيدا
ورث السماحة من خضمِّ سماحة ٍ
فغدا بمجموع الفخار وحيدا
ذا الشبلُ من ذاك الهزبر وإنما
تلد الأسودُ الضاريات أسودا
يا من تعذّر أن يحيط بوصفهم
نظمٌ ولو ملأ الزمان قصيدا
والجامعين المكرمات بوفرهم
مذ أكثروا في شمله التبديدا
ولهم بأندية العلاء إذا بدوا
تهوي الأعاظم ركّعاً وسجودا
أهدتْ لجيد علاكم ابنة ُ فكرتي
درر الثناء قلائداً وعقودا
جُليت محاسنها عليكم فاجتلوا
منها لمجدكم كعاباً رودا
هي نثرة تصفوا على أحسابكم
زُغفٌ خلفتُ بنسجها داوودا
قد خلدت لكم الثناء وسؤلها
إنَّ الثناء لكم يدوم خلودا
فبقيتمُ في غبطة ٍ من ربّكم
لكنْ بقاءً لم يكن محدودا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ
لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ
رقم القصيدة : 22919
-----------------------------------
لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ
وبعد الجفا فيه يُراجعُ بالودِ
فنحن على ما كان من عهد حبّه(25/38)
أقمنا ولم نعزمْ رحيلاً عن العهد
وكم ليلة ليلاء فيه سهرتها
وقد ملَّ طرق النجم فيها من السهد
يبيت خلياً قلبهُ من صبابة ِ
ولم يدر من برح الصبابة ما عدي
وكنّا إذا شطَّتْ بنا الدار أو دنتْ
صفيين لم نكدرْ على القرب والبعد
وإني لتصيبني على النأي والجفا
إليه سجايا منه أحلى من اشهد
خليليَّ عندي اليوم لو تعلمانه
عجيبُ غرامِ فاسمعا منه ما أبدي
ألم يزعموا أن القلوب لأهلها
شواهدُ منهم بالقطيعة والوّد
فما بالُ قلبي محكماً عقدة الهوى
لمن حلَّ من حبل الهوى محكم العقد؟
وهل أنا وحدي يا خليليَّ هكذا
وجدت به أم هكذا كل ذي وجد؟
وبالفرد من أعلام نجدٍ سقى الحيا
عهودَ حمى ذيالك العلم الفرد
منازل يستوقفن كلَّ أخي هوى ً
ويحبسن أيدي الواخدات عن الوخد
لنا طلعتْ في غربها الشمس آية
فقلتَ لنا البشرى بها ظهر المهدي
أتى الخلفُ ابن المجتبي الحسن الذي
غدا قائماً بالحق يهدي إلى الرشد
إمامُ هدى ً نور النبوة زاهرٌ
بطلعة بدرٍ وهي كاملة السعد
ومن عطفه نشرُ الإمامة فائحٌ
له أرجٌ يغنيك عن أرج النّد
به حفظ الباري شريعة جدّه
وشيّد من أركانها كلَ منهّد
فقام بمبيَّضٍ من الرشد هادياً
إلى الحق في داجٍ من الغيّ مسود
بقية ُ أهل العلم والحلم والحجى
وأهل التقى والبرّ والنسك والزهد
ولولا احترامي باقر العلم قلتُ ما
له من ذوي العلم الأفاضل من ندّ
فتى ً حببتْه في النفوس شمائلٌ
شذاهنَّ أذكى من شذا الشيح والرند
وطبعٌ كطبع الروض رقَّ هواؤه
بأسرار ريّاه تذيع صَبا نجد
وخلقٌ به لو يمزج الماءَ شاربٌ
لما شكَ فيه أنه الكوثر الخلدى
معيدٌ لما أبدأه في الجود لا كمن
إذا جاء لا يغدو معيداً لما يبدي
العصر العباسي >> البحتري >> ذكرت وصيفا ذكرة الهائم الصب
ذكرت وصيفا ذكرة الهائم الصب
رقم القصيدة : 2292
-----------------------------------
ذَكَرْتُ وَصِيفاً ذِكرَةَ الهائمِ الصّبِّ،
فأجرَيتُ سَكباً من دموعي على سَكْبِ(25/39)
أسيرٌ بأرْضِ الشّام، ما حَفِظُوا لهُ
ذِمامَ الهوَى فيهِ، وَلا حُرْمةَ الحُبّ
وَما كانَ مَوْلاهُ، وَقد سامَهُ الرّدَى،
بِمُتّئِدِ البُقْيَا، وَلا لَيّنِ القَلْبِ
وَقالوا أتَى مِن جانبِ الغَرْبِ مُقبِلاً،
وَما خِلْتُ أنّ البَدرَ يأتي من الغَرْبِ
وَما ذَنْبُ مَقصُورِ اليَدَينِ عن الأذى،
رَقيقِ الحَوَاشي عن مُقارَفةِ الذنب
على خَوْفِ أعداءٍ، وَرِقبَةِ كاشحٍ،
وَعَتْبِ مَليكٍ جاوَزَ الحَدَّ في العَتْبِ
أصَادِقتي فيكَ المُنى، أوْ مُديلَتي
صرُوفُ اللّيالي من شَفيعٍ، وَمن قُرْبِ
متى تَذهَبِ الدّنيا، وَلمْ أُشْفَ مِنهُما،
فلا أرَبي منها قَضَيتُ، وَلا نَحْبي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> من محمد رشيد باشا بباني
من محمد رشيد باشا بباني
رقم القصيدة : 22920
-----------------------------------
من محمد رشيد باشا بباني
استمدَّت أهل النهى كلَ رشدِ
ملكٌ قد تقلد الأمر والنهى َ
ببأسٍ على العدوّ أشدّ
مستضاءٌ برأيه كل آنٍ
مستشارٌ في كل حلِ وعقد
بسط العدل رأفة ً وطوى الجو
ر جميعاً من كل غور ونجد
فالورى لابتهالها لعلاه
تستديمُ البقاءَ من غير حدّ
ماجدٌ أحرز الوزارة إرثاً
عن أبٍ ماجدٍ وعن خير جدّ
لا تقسهُ بغيره في المعالي
ما قديمُ الفخار كالمستجدّ
قد نضته يدُ الإمارة سيفاً
يخطف العينَ في شعاع الفرند
وبه أورت النجابة ُ زنداً
فخبا من ملوكها كلُّ زند
ففداءً لها الملوكُ جميعاً
وبحقٍّ جميعها لك أفدي
إنما أنت قطبُ دائرة الفخـ
ـر وعنوانُ كل شكرٍ وحمد
بك فيحاؤنا اكتستْ كل فخرٍ
ما اكتستْ مثله لفخرٍ ببرد
سعدتْ فيك فهي في كل آنٍ
تتباهى بطالعٍ منك سعد
يا عيون الفيحاء قرّي بمولى ً
فيه يقذى طرف الخصيم الألد
وبه فاخري الممالكَ طراً
واستطيلي بعزَّة ٍ واستبدّى
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ
أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ
رقم القصيدة : 22921(25/40)
-----------------------------------
أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ
كأنه من نورها مجسَّدُ
وزفتها تحت الدجى فاشتبهت
مدامهُ وخدّه المورّد
فلستُ أدري أجلا لامعة ً
بكفه بها المدامُ عسجد
أم يده البيضاء في رقتها
بها شعاعُ خده يتقد
ساقٌ من الجوزاء وهو المشترى
نطاقهُ وعقده المنضَّد
شمس الضحى تودُّ لو كان ابنها
وهي لها بدرُ السماء ولد
إذا أدارتْ كفه لثامَه
خلتَ الثريا للهلال تعقد
من لي بقطف زهرة ٍ من خده
وعقربُ الصدغ عليها رصد
مورَّدُ الوجنة ما استخجلته
إلا وما الورد منها بدد
مطّردٌ في خدّه ماء الحيا
ماء الحيا في خدِّه مطّرد
علقته نشوانَ من خمر الصبا
سبطَ القوام فرعه مجعَّد
أهيفُ كم تعطفتْ قامته
وهو لألحان الغنا يردد
تعطُّف البانة يثنيها الصَبا
وفوقها قمريَّة ٌ تغرّدُ
من لي لو فيها فمي يخلّد؟
لحسنه بدرُ السماء يسجد
وشوقي الكامل ليس حره
يطفيه إلا ريقهُ المبرّد
ما الحسن إلا جمرة ٌ بخدِّه
وجمرة في القلب منّى تقد
أبردُ هاتيك بلثم هذه
يا من رأى ناراً بنارِ تبرد؟
نارٌ ولكن هي عندي جنَّة ٌ
كم ليلة ٍ بات بها مُنادى
إلى الصباح والوشاة رقّد
وسنان لم أجذبْ إلى َّ خصره
إلا ثنى أعطافه التميُّد
حتى يُرى وخصرهُ من رقة ٍ
علَّى في انعطافه منعقد
أعدْ علَّى صاحبي ذكر الطِلا
وعدّ عما يزعم المفنّد
راحك يا ابن النشوات فاغتنمْ
حظك منها والعذار أسود
وعصر اطرابك في اقتباله
غرَّة علياه سوى العز يد
وعاقر الراح يحيِّيك بها
شريكها في اللبّ إذ يغرّد
ما ولدتْ أمُّ الجمال مثله
وأقسمتْ بأنها ما تلد
ما استجمع اللذات إلا مجلسٌ
على معاطاة الكؤوس يعقد
ما هو إلا للندامى فلكٌ
به من الكأس يدور فرقد
أو روضة ٌ فيها الخدود مجتنى
من السقاة والشفاه مورد
وشادنٌ وفرته ريحانة
بطيب ريّاها النسيمُ يشهد
يا طالب العدل هلمَّ ظافراً
فالعدلُ شخصٌ قد حواه بلد
أما ترى الفيحاء كيف أصبحت
والجور من ورائها مشرَّد
هذا حسام الدين بين أهلها(25/41)
أصبح والملكُ به مقلَّد
جرت ملوكُ العصر في مضماره
لغاية ٍ إلا عليه تبعدُ
فجاء يجري سابقاً ما مسحتْ
فقلْ لمن يطمع في عليائه
إليكها سيارة ً مع الصَبا
فالمجد إرثٌ والندى سجية ٌ
والحمد كسبُ والعلاء مولد
تبصرُ في رواقه محجباً
منه ولا حاجبَ إلا السؤدد
قد خدمت أقلامه بيض الظبا
تُصدرها عن أمره وتورد
سيفٌ بكف الملك منه قائمٌ
مقامَ خديه الطلا والعضدُ
منزلتان ليس في كليهما
ينوب عنه الصارم المجرَّد
وأنتَ حيث باسمه شاركته
لا تفتخرْ يا أيها المهنّد
فهو على هام العداة منتضى
دأباً وأنت تنتضى وتغمد
إن أشعرتك رهبة هيبته
فمنه في صدر النديّ أسد
طرفٌ ولا ينطق فيها مذود
مصورٌ في شخصه روحُ النهى
عليه أبراد الفخارُ جُدد
وغيره يغريك حسنُ شكله
ومنه ما في البرد إلا جسد
أبلجُ عنه واليه في الندى
تروى أحاديثُ الندى وتُسند
لهم نداهُ مشركٌ في وفره
ومدحهم حقاً له موحّد
يا خيرَ من زار الثناءُ ربعَه
فزار أزكى من نماهُ محتد
إليكما سيارة ً مع الصَبا
تتهم في نشر الثنا وتنجد
سحّارة الألفاظ بابليَّة ً
أمُّ الكلام مثلها لا تلد
بل كلُّ معنى جاهليٍ قد غدا
يودُّ منها أنه مولَّد
لا تحمدَ العودَ على قافية ِ
ما كلُّ عودٍ في الأمور أحمد
أنتَ فدمْ سيَّد أبناء العلى
ونظمها للشعر فيك سيّد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
رقم القصيدة : 22922
-----------------------------------
سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
فكان بلا قبلٍ ويبقى بلا بعدِ
خلقتَ كما شاءتْ نقيبتك التي
أتاها الندى كوني فكنت بلا ندّ
وجئتَ إلى الدنيا كما اشتهت العلى
تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي
وتبسط أندى من أديم غمامة
بناناً يعلّمن الحيا كيف يستجدي
وفي الناس مَنْ يغدو به مستميحهُ
كمستقطرٍ ماءً من الحجر الصلد
فيا لابساً برد السيادة لا شذاً
من الفخر إلا وهو في ذلك البرد(25/42)
فبوركتَ من فردٍ حوى الدهر كله
ببرد علاً منه طوى الناس في برد
زعيم النهى ما عطرت جيبها الصَبا
بأطيب نشراً من عبيرك والندّ
يقولون في الدنيا بنتْ دارَك العلى
فقلتُ بل الدنيا بها بُنيت عندي
كذبْنا فذا رضوانُ بشركَ مخبرٌ
يحدّث عنها أنها جنَّة ُ الخلد
فمنكَ المزايا قد تقسَّمن فردَها
وأعجبُ شيءٍ قسمة الجوهر الفرد
ألستَ من القوم الذين وليدهم
يرشح طفلاً للعلى وهو في المهد
فما حضنوا إلا بحجر نقابة ٍ
ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد
فيا قمم الأعداء للإرض طأطئ
ويا عينهم عودي من الجفن في غمد
نضا الله في كف النقابة سيفها
وقال احتكمْ ما شئت يا فاصل الحد
وهاتيك أبصارَ العدى وقلوبها
فدونك ما تختاره من ذوي الحقد
ومما يعيرُ الأرض فخراً على السما
ويبهي الحصا فيها على أنجم
بيوتٌ بها قد أودع اللهُ منكم
أطائب ما استصفاه من عترة المجد
لكم أذنَ الله العظيم برفعها
وأنتم مصابيحٌ بها الناس تستهدي
لوجهك قد صلى بها المدح والثنا
لأنك فيها قبلة ُ الشكر والحمد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
رقم القصيدة : 22923
-----------------------------------
نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
مذ أحكمتْ بنياط قلبي عقدَه
أنّى وفرضُ مودتي هي فيهمُ
أجر الرسالة لستُ أنسى عهده
بل لم تزلْ كبدي تروِّح وجدَها
بنسيم ذكراه فتلقي برده
ماذا أقول على البعاد محرراً
من نعت شوقٍ فيه أشكو بعده
وجميع أقلامي يكلُّ لسانها
أنبأءُ فضلٍ هنَّ أوحى آيها
لكنْ إذا سأل الحبيب فؤاده
علمَ الذي عندي بما هو عنده
هو ذاك غرة ُ جبهة الحسب الذي
لفخاره السامي أعدَّ معدَّه
من طينة الشرف التي من محضها
بارى الأنام برى أباه وجدَّه
من معدن الكرم الإلهيّ الذي
لا خلقَ إلا وهو يشكو رفده
من بيت مختلف الملائكة الذي
للحق يهدي من تطلَّب رشده
من منبع الحكم الذي يرد النهى
منه ويصدر وهو يحمدُ ورده(25/43)
من عترة الوحى الذين سما بهم
حسبٌ له التنزيلُ يرفع مجده
ممن بعطف علاهُم متضوّعٌ
أرجُ الإمامة مهدياً لك ندَّه
ممن على اُولي الزمان نداهم
غمروا به حرَّ الزمان وعبده
في كل عصرٍ منهم ابنُ نبوَّة ٍ
جمع الإلهُ به المحاسنَ وحده
فردٌ يسدُّ مسدَّ أرباب النهى
وجميعها ليستْ تسدُّ مسدَّه
واليوم هذا أحمدٌ في فضله
فاضربْ بذهنك أين تلقى ندَّه؟
جاءت رسالته إليَّ فقلتُ "ما
كذب الفؤادُ بما رأى " لي ودَّه
ونظرتُ في معراج رحلته التي
قد نال "بالإسراء" فيها قصده
إذ سار مقتعداً "براق" عزيمة
قد قرَّبت من كل أفقٍ بعده
وأرتْه من آياته ما لا يَرى ابـ
ـنُ مفازة ٍ لو كان أعملَ جهده
فأتى يقصُّ محاسنَ القصص التي
قد أبطلتْ هزل الكلام وجدَّه
من غيب أسرار البلاغة عنده
أبغي الخطابَ له بوصفٍ جامعٍ
لهباتِه فيه أخاطب مجده
وأعود عما ابتغى متحيراً
ماذا أقول: ولست أملك وجده
إذ عندي "القاموس" بعض هباته
فمتى سوى القاموس يشملُ رفده
وله لدى َّ صنيعة ٌ من معدن الـ
ـجود الذي فرض المهيمنُ حمده
بيضاء صافية الحديدة قد حكتْ
بصفاء جوهرها لعيني ودَّه
وكأَنَّ رونق ذلك الحسب الذي
ينهى إليه بها أشاعَ فرنده
مشحوذة ً كلسانه فكأنه
فيها مكان الحدِّ رُكّب حده
تروي حديث القطع عن ذي رونقٍ
فيه النبيُّ أبوه أتحف جدَّه
ما قطَّ رأس يراعة ٍ فيها فتى ً
إلا تذكّر ذا الفقار وقدَّه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر
صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر
رقم القصيدة : 22924
-----------------------------------
صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر
ومن نوره ليلُ التهجد مقمرُ
خُلقتَ كما شاء التقى غير منطوٍ
على ريبة ٍ فيما تسرُّ وتجهر
لكَ انتهت اليوم الرياسة للهدى
وإنك قبل اليوم فيها لأجدر
ولم أدر حتى زار شخصك ناظري
بأن التقى في الأرض شخصٌ مصور
وأعظم شيءٍ أن كفَّك لم يقمْ
بها عرضُ الدنيا وكلُّكَ جوهر
يقرُّ بعين الدين أنك نيِّرٌ(25/44)
به حوزة ُ الإسلام تزهو وتزهر
وفرَّج صدري كون ناديك للتقى
وأنك للأحكام فيه المصدَّر
فخاصمتُ فيك البدر يشرق نوره
وإنَّ عليه حجتي منه أنور
فقال: كلانا زاهرٌ في سمائه
فقلت: نعم لكن محّياه أزهر
وقالت نجوم الأفق: إنِّي كثيرة ٌ
فقلت: مزايا شيخنا منكِ أكثر
وقال النسيم الغضُّ: إني لعاطرٌ
فقلت: شذا أخلاقه منكَ أعطر
ودعْ راحتيه يا سحابُ فمنهما
يصوب الندى طبعاً وأنت مسخّر
لقد نشأت من رحمة الله فيهما
سحائبُ عشر بالعوارف تمطر
فيا علماء الأرض شرقاً ومغرباً
كذا فليكن مَن للهدى يتخّير
ويا خير مَن يرتاده آمل الورى
فمنظره في روضة ٍ منه يحبر
إذا قيل فيمن روضة الفضل تزهر
وأيُّ بحار العلم أروى وأغزر؟
إليكَ غدت تومي الشريعة لا إلى
سواك وأثنتْ وانثنت لك تشكر
وإن قيل مَن للمشكلات يحلها
ذُكرتَ ولم تعقدْ بغيرك خنصر
حليف التقى ما سار ذكرٌ لذي تقى ً
بمنقبة ٍ إلا وذكرك أسير
لقد ضمَّ منك البردُ والبرد طاهرٌ
فتى ً هو من ماء الغمامة أطهر
فتى ً حببته في النفوس خلائقٌ
يكاد بها من وجهه البِشرُ يقطرُ
فلو لم أبتْ فيها من الهمِّ صاحياً
لقلتُ هي الصهباء من حيث تسكر
إليكَ عروساً كنتُ أسلفت مهرها
ولم تجلَ لولا أنها لك تمهر
شكرتكَ ما أسديته من صنيعة ٍ
تقدَّمت فيها والصنيعة ُ تشكر
عطايا أتتْ منك ابتداءاً حسابُها
إليَّ وما كانت بباليَ تخطر
وغير عجيبٍ إن بدا من محمدٍ
بمنزلة ٍ تشجى الحواسدَ حيدر
فما عصرُنا إلا القيامة شدة
وما فيه إلا حوض جدواك كوثر
رمتْ عنده الدنيا كبارَ همومها
وهمتُّه العلياء منهن أكبر
وطاف رجاها في حماه محلقاً
عن الناس حيث الكلُّ منهم مقصّر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بنور وجهكَ لا بالشمس والقمرِ
بنور وجهكَ لا بالشمس والقمرِ
رقم القصيدة : 22925
-----------------------------------
بنور وجهكَ لا بالشمس والقمرِ
أضاء أفقُ سماء المجد والخطرِ
وفي البريّة من معروفك انتشرتْ(25/45)
رواية الشاهدين السمع والبصر
تحدثوا عنكَ حتى أن كل فمٍ
به عبيرُ شذاً من نشرك العطر
فذكرُك المسك بين الناس يسحق با
للسان والفم لا بالفهر والحجر
وخلقُك الروضة الغنّاء ترهم في
نطاف بشرِك لا في ريق المطر
وكفُّك البحر ما غاض الرجاء به
إلا وأبرز منه أنفسَ الدرر
ودارُ عزك تغدو الوفد ناعمة ً
فيها بأرغد عيشٍ ناعمٍ نضر
بها الضيوفُ تحيى منك أكرم مَن
يعطى الرغائب من بدوٍ ومن حضر
حيث الجنان على بعدٍ تضئُ بها
للطارقين ضياءَ الأنجم الزهرِ
لقد غدا الأفقُ العلويُّ يحسدها
على مواقدها في سالف العُصر
وودَّ لو أنها كانت به بدلاً
من الكواكب حتى الشمس والقمر
فالشهب والبدر يطفي الصبحُ ضوءَهما
والشمسُ في الليل لم تشرق ولم تنر
لكنَّ دارك لم تبرحْ مواقدُها
مضيئة ً تصل الإصباحَ بالسحر
ما زلتَ ترفع فيها للقِرى كرماً
ناراً شكا الأفقُ منها لافحَ الشرر
يا مقرضَ الأرض في عصرٍ به وثقت
بنو الزمان بكنز البيض والصفر
كأنما اللهُ لم يندب سواكَ إلى
قرضٍ يضاعفهُ في محكم السور
فلم تكن بشراً بل أنتَ روحُ ندى ً
للعالمين بدتْ في صورة البشر
يفدي يديكَ ابنُ حرصٍ لا حياء له
يلقى العفاة َ بوجهٍ قُدَّ من حجر
جرى لعلياكَ من جهلٍ فقلتُ له:
لقد جريتَ ولكنْ جرْيَ منحدر
سما بك الحظُ إلا عن علاء أبي الـ
ـمهدي حطَّك ذلُ العجز والخور
أنتَ المعذّبُ بالأموال تجمعها
خوفَ البغيضين من فقرٍ ومن عسر
وهو المفرّقُ ما يحويه مدخراً
كنزَ الخطيرين من حمدٍ ومن شكر
ما ديمة ُ القطر من صغرى أنامله
للمحل أقتلُ في أعوامه الغُبر
يا ناظراً سيرَ الأمجاد دونك خذْ
منه العيانَ ودع ما جاء في السيَر
تجد به من أبيه كلَ مأثرة ٍ
ما للحيا مثلها في الجود من أثر
يريكها هو أو عبدُ الكريم بلا
شكٍ وأيُّهما إنْ شئتَ فاختبر
لا تطلبنَّ بها من ثالثٍ لهما
هل ثالثٌ شاركَ العينين بالنظر
تفرَّعا للعلى من دوحة ٍ سُقيتْ
ماءَ التقى فزكتْ في أول العصر(25/46)
وقد سما فرعها الأعلى فأثمرَ ما
بين النجوم بمثل الأنجم الزهر
بكل صافي المحيتا بشرهُ كرمٌ
وكلُ أخلاقه صفوٌ بلا كدر
ما أحدقوا بالرضا إلا وخلتهمُ
كواكباً تستمدُ النورَ من قمر
مهذّبٌ يُتبعُ النعمى بثانية ٍ
دأباً وجودُ سواه بيضة ُ العقرِ
له مناقبُ مجدٍ كلها غررٌ
في جبهة الدهر بل أبهى من الغرر
زواهرٌ في سماء الفضل دائرة ٌ
بمثلها فلكُ الخضراء لم يدر
رأى الثناءَ لباس الفخر تنسجُه
يدُ الندى لذوي العلياء والخطر
فجاد حتى دعاه البحرُ حسبك ما
أبقى سماحُك لي فضلاً على البشر
وكلَّ عنه لسانُ البرق ثم دعا
بالرعد أكرمتَ إني عنك ذو قصر
يُنمى إلى طيّبي الأعراق مَن عقدوا
على العفاف قديماً طاهرَ الأزر
أعزَّة ٌ نورُهم هادٍ ووجهُ مسا
عيهم حسينٌ بليل الحادث النكر
الوارثان من المهديّ كلَ عُلى ً
لأفقها طاهرُ الأوهام لم يطر
والباسطان لدى الجدوى أكفَّهما
سحائباً تمطرُ العافين بالبدر
والغالبان على الفخر الكرام معاً
بحيثُ لم يدعا فخراً لمفتخر
يا طيب فرع سماحٍ مثمرٍ بهما
ما كلُّ فرع سماحٍ طيبُ الثمر
لم يطلعا غاية للفخر ليس ترى
شأواً بها لمجيد غير منحسر
إلا وللمصطفى أبصرتَ ما لهما
يوم الرهان من الإيراد والصدر
أغرُّ ما زهرت للشهب طلعته
إلا وغضتْ حياءً وجهُ منستر
خذوا بني الشرف الوضّاح كاعبة ً
مولودة الحسن بين البدو والحضر
لم تجل في مجلسٍ إلا بوصفكم
تبسّمتْ كابتسام الروض بالزهر
إن يُصدِ نقص أناسٍ فكرَ مادحهم
ففضلكم صيقلُ الألباب والفكر
لا زال بيتُ علاكم للورى حرماً
يحجه الوفدُ مأموناً من الغِير
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا هماماً لفضله
يا هماماً لفضله
رقم القصيدة : 22926
-----------------------------------
يا هماماً لفضله
يشهدُ السمع والبصر
كلُّ معنى ً مهذَبٌ
من معانيك مبتكر
أنتَ للفضل روحُه
وجميعُ الورى صور
وكذا أنتَ للزما
ن مقيلٌ إذا عثر
فاقبلن عذرَ من أسا
ما مسيءٌ من اعتذر(25/47)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أحق بالعزِّ من لا يرهب الخطرا
أحق بالعزِّ من لا يرهب الخطرا
رقم القصيدة : 22927
-----------------------------------
أحق بالعزِّ من لا يرهب الخطرا
ولا يعاقد إلا البيضَ والسمرا
والسيفُ أجدر أن يستلَّه لوغى ً
مَن ليس يغمدُه أو يدرك الظفرا
وأبيضُ العرض من في كفه صدرتْ
بيضُ القواضب من ورد الدما حمرا
لم تقض من وصله بكرُ العلى وطراً
حتى من الهام يقضى سيفُه وطرا
وحوزة الملك أولى في حياطتها
مَن بات في حفظها يستعذُب السهرا
وذي الرعيَّة أحرى في سياستها
مَن بالتجارب غورَ الدهر قد سبرا
وليس يملكُ يوماً رقَّ مملكة ٍ
مَن ليس يملأُ منها السمعَ والبصرا
ولا تُراض أقاليمُ البلاد بمن
لم تسقِ من خُلقَية الصفر والكدرا
والحلُ والعقد لم يورد صوابهما
إلا الذي ثقة عن رأيه صدرا
ولا تناط أمور الملك أجمعها
إلا بمن قارع الأيام مقتدرا
أما نظرتَ لسلطان البرية من
على الرعية ظلَّ العدل قد نشرا
مَن ودّت الشهبُ لوقى ربعه هبطتْ
فقبلته وشمّتْ تربه العطرا
كيف اغتدى مودعاً أسرارَ حضرته
صدراً أحاط بأسرار النهى خبرا
وكيف أنزله منه بمنزلة ٍ
لو ينزل البدرُ فيها تاه وافتخرا
لم يبلِ أخبارَه إلا رأى ثقة ً
للملك صدَّق منه المخبرَ الخبرا
فقال خذْ منصباً امُّ العلى نصبتْ
أسرة ً لكَ فيه الأنجم الزهرا
هذي الوزارة ُ فحللْ في ذوائبها
فالحزم للشمس أن تستوزرَ القمرا
فقال في رأيه والسيف يُجمعُ من
أطراف مملكة الإسلام ما انتشرا
مؤيداً بجنودٍ من مهابته
قد انتضى معه آراءه زبرا
وبات والدولة الغراء يكلؤها
بعين مستيقظٍ لا يركبُ الغررا
إن يجرِ في حلبات الرأي مبتدراً
خلَّت له الوزراءُ الوردَ والصدرا
رأته أوسعها صدراً وأجمعها
فكراً وأصدقها إن شوورت نظرا
فسلَّمتْ لعلاه الأمرَ مذعنة ً
لما يقولُ نهى إن شاء أو أمرا
فهل تضيقُ بخطبٍ جاء من بشرٍ
ذرعاً وإن جلَّ ذاك الخطب أو كبرا(25/48)
وصدرُها الأعظم السامي الذي تسعُ
الدنيا بهمته أعظم به بشرا
ذو عزمة ٍ مثلَ صدر السيف باترة ٍ
لو لاقت الدهرَ قرناً عمرهُ انبترا
رعى المحبّين فيها البدوَ والحضرا
وروَّع المبغضين الرومَ والخزرا
قد قلَّد الملكَ منه سيف ملحمة ٍ
لو يقرعُ الصخرَ يوماً بالدم انفجرا
إذا الجباهُ بذل العجز قد وُسِمت
في جبهة الموت أبقى حدَّه أثرا
يستصغرُ الحربَ حتى ما يباشرها
بنفسه ولها إن باشرَ السفرا
لجاءَ والهمة العلياءُ فيه أتتْ
كالسيل من قلل الأجبال منحدرا
في جحفل إن سرى ضاقت بأوله
الدنيا وآخره لم يدرِ أين سرى
وخاض بحرَ الوغى بالحزم محتزماً
بالنقع ملتئماً بالصبر متزرا
حتى تضج ملوكُ الأرض قائلة ً
كذا بنى الملك فلينصره من نصرا
هيهات هذي فعالٌ لا يقوم لها
من قد قضى منهمُ قدما ومن غبرا
لو مدَّ قيصرُ باعاً نحوها قصرا
أورامها قبلُ كسرى الفرس لانكسرا
فعالُ منتصرٍ لله قام بها
في الله منتهياً لله مؤتمرا
إن ينتقم فحقوق الله يأخذها
وليس يلغي حقوقَ الله إنْ غفرا
حلوُ السجايا رقيقُ طبعه عذبٌ
له خلائقُ ينفي صفوُها الكدرا
خلائقٌ كالحميّا لو ترشَّفها
من كان يبغضه في حبَّه سكرا
آنستِ يا وحشة الدنيا بذي كرم
أحيا بجدواه ميتَ الجود فانتشرا
ليس السحائبُ تحكيه وقد علمتْ
من كفه ماؤها قد كان معتصرا
ولا البحارُ تضاهيه وقد طمحتْ
أمواجها فهي بخلاً تحرزُ الدررا
لم يجر حاتمُ طيِ أو أبو دلفٍ
إلا وعن شأوه بالجود قد حسرا
وإنَ معنا على ما فيه من كرمٍ
لو كان عاصَره في الجود ما ذكرا
يا من نرى الناسَ أنّى غابَ غائبة ً
جميعها وحضوراً أينما حضرا
أمجلسا لك هذي الأرض قد جُمعت
أم أنتَ قد ضمنتْ أبرادُك البشرا
إنّ الصدارة لم يصلحْ سواك لها
كأنها أبداً عينٌ وأنتَ كرى
لا زال سعدُك بالإقبال مقترنا
يستخدم المبهجين النصرَ والظفرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> رواقك ذا لا بل وليجة ُ خادرِ
رواقك ذا لا بل وليجة ُ خادرِ(25/49)
رقم القصيدة : 22928
-----------------------------------
رواقك ذا لا بل وليجة ُ خادرِ
بل الليثُ يخطو دونه خطوَ قاصرِ
لكَ العسكرُ الجرار والهيبة التي
مخافتُها تكفيك جرَّ العساكر
خطبتَ الوغى بالرمح والسيف شاغلاً
لسانيهما بين الكلى والمغافر
فسيفُكَ فيها ناثرٌ غير ناظمِ
ورمحُك فيها ناظمٌ غير ناثر
وكم من عدوٍّ قد خلقت لقلبه
جناحين من ذعرٍ ورعبٍ مخامر
فهابكَ حتى ساعة السلم لم يكن
ليلقاك إلا في حشاً منكَ طائر
وخافكَ حتى ليس يخلو بسرّه
كأنَّ رقيباً منك خلف السرائر
طلعتَ ثنيات التجارب كلها
فصرتَ ترى في الورد ما في المصادر
رويدَ الأعادي إنَّ حزمك عودًه
على الغمز يوماً لا يلينُ لهاصر
وإنْ جهلتْ يوماً حسامكَ فلتسل
بها هامَها عن عهدها بالمغافر
لك القلمَ النفّاث في عقد النهى
بديعَ بيانٍ من معانٍ سواحر
فو الله ما أدري أهلْ نثرُ ساحر
على الطرس يبدو منه أو سحر ناثر؟
وفكرُكَ يوحي أيَّ نظمٍ وإنها
لقولُ كريم جلَّ لا قولُ شاعر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نسبٌ أناف على الأنام به
نسبٌ أناف على الأنام به
رقم القصيدة : 22929
-----------------------------------
نسبٌ أناف على الأنام به
شرفاً فطالَ به على قصرِه
هو عقدُ فضلٍ لم يزل أبداً
تتزيّن العلياء في درره
العصر العباسي >> البحتري >> أمخلفي يا فتح أنت وظاعن
أمخلفي يا فتح أنت وظاعن
رقم القصيدة : 2293
-----------------------------------
أمخلفي يا فتح أنت وظاعن
في الظاعنين وشاهد ومغيبي
ماذا أقول إذا سئلت فحطني
صدقي ولم يستر علي تكذبي
ماذا أقول لشامتين يسرهم
ما ساءني، ولمنكر متعجبِ
أأقول مغضوب علي!؟ فعلمهم
أن لست معتذراً، ولست بمذنب
أم هل أقول تخلفت بي عنده
حال؟ . . . فمن ذا بعده مستصحبي
سأقيم بعدك، إن أقمت بغصةٍ
في الصدر لم تصعد ولم تتصوب
وسأرفض الأشعار إن مذاقها
بمديح غيرك في فمي لم يعذب
لا أخلط التأميل منك بغيره(25/50)
أبداً، ولا ألقي دني المكسب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إلى من مناقبه الزاهراتُ
إلى من مناقبه الزاهراتُ
رقم القصيدة : 22930
-----------------------------------
إلى من مناقبه الزاهراتُ
بدتْ أنجماً في سما الفضل زُهرا
فتى ً ورث المجدَ من هاشمٍ
فكان به أرفع الناس قدرا
فأخلاقه عينُ ماء الحياة
بها صرتُ ـ والحمدُ لله ـ خضرا
جرى قلُم الحب في مهجتي
فاثبت فيها له الودُّ سطرا
يمثله الشوقُ في ناظري
فأنظرُ منه المحيّا الأغرا
أراه قريباً بعين الهوى
على بُعده فاحيّيه بدرا
همامٌ تضوَّع من عطفه
عبيرُ نهى ً طبَّق الكون عطرا
لذكركَ فرَّغتُ شطرَ الفؤاد
ومنه الشواغل يملأنَ شطرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا مليكاً به الملوك أطافوا
يا مليكاً به الملوك أطافوا
رقم القصيدة : 22931
-----------------------------------
يا مليكاً به الملوك أطافوا
بُتْ معافاً تحفّك الألطافُ
للمنى أين ما أقمتَ مقامٌ
وله أين ما انصرفتَ انصراف
غير بدعٍ بأن تُخافَ وتُرجى
سيدُ القوم يُرتجى ويُخاف
أيُّ أرضٍ حللتها فهي روضٌ
لأُنوف الملوك فيه استياف
يا نقيب الأشراف وهو نداءٌ
لك تعلو بذكره الأشراف
نفحتْ منهم بنشرٍ ولكن
من غوالي فخاركَ الأعطاف
بك طابوا ويكسب الماءُ طيباً
حين يغدو للورد وهو مضاف
أفرش الله أخمصيكَ خدوداً
من عداً عنك قد زواها انحراف
ضلَّ مَنْ فيك قاسها حيث منها
لم تنلْ كعب رجلكَ الأكتاف
فطأ اليوم أينما شئتَ فخراً
رغمتْ تحت نعلكَ الآناف
لك وجهٌ لو باهلَ الشمس يوماً
لعرا وجهها المنيرَ انكساف
شفَّ توديعك الورى حين قالوا:
مزمعٌ جوهر العلى الشفاف
ودَّعتْ منك منصفاً فهي تدعو
سرْ على اليُمن أنت والإنصاف
لا تسلْ عن قلوبنا فلعمري
كلَّها في غدٍ إليك لهاف
كلما جدَّ في ركابك سيرٌ
جدَّ للاشتياق فيها اعتساف
بوركت نية ُ دعتكَ لبيتٍ
لعلاه آباك قدماً أنافوا
ستؤدى فرضَ الطواف وتأتي
لحمى ً فيه للسرور مطافُ(25/51)
ثم أهدي إليك تحفة َ بشرٍ
ما حوتْ مثلَ درّها الأصداف
في تهانٍ لها إليك اختلافٌ
وسعودٍ لها عليكَ ائتلاف
كرياض الربيع تونق زهراً
راق للناظرين منها اقتطاف
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أهدي إليك أخا الفخار تحية ً
أهدي إليك أخا الفخار تحية ً
رقم القصيدة : 22932
-----------------------------------
أهدي إليك أخا الفخار تحية ً
رقَّتْ كرقة طبعكَ الشفافِ
وافتكَ تحسب أنها داريَّة ٌ
حملتْ شذاك لأنفك المستاف
وفد السرورُ بها لتهنئة العلى
فيما حبيتَ به من الألطاف
أنت الذي عكفَ الثناءُ بربعه
وأطاف فيه الحمدُ أيَّ مطاف
شهدتْ لك الفيحاء أنك زدتها
شرفاً لأنك صفوة ُ الأشراف
وبها لك انتهت الرياسة كلُّها
فرقلتَ في حبراتها الأقواف
وبها قدمتَ فكانَ أيمنُ مقدمٍ
طرقَ العداة بمرغم الآناف
كانت أماني أنفسٍ مكذوبة ٍ
دعت الحسود لقلة الأنصاف
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بنى العشق ما أحلى إلى كل عاشقٍ
بنى العشق ما أحلى إلى كل عاشقٍ
رقم القصيدة : 22933
-----------------------------------
بنى العشق ما أحلى إلى كل عاشقٍ
طِلاً لمشوقِ زفها كفُّ شائق
ولم أرَ في الأحشاء ألطفَ موقعاً
وأرشقَ من نبل العيون الرواشق
وأغرق أهلُ الحب في الحب مهجة ً
بكل غريرٍ في المحاسن فائق
أظنَّهم حتى على لحظ عينه
بما احمرَّ من وردٍ بخديه رائق
وما العمرُ عندي كلُّمه غير ليلة ٍ
يبيت رهيفُ الخصر فيها معانقي
ترفُّ على صدري خوافقُ فرعه
رفيفَ حشاً مني على الشوق خافق
كأنَّ الثريّا طوقته هلالها
ومن حسدٍ مدّتْ له كفَ سارق
من الريم لم يألفْ سوى الرمل ملعباً
ولم يرتبعْ إلا بإحناء بارق
ونشوانَ من مشمولة الدلّ قدُّه
أرقُّ من الغصن انعطافاً لوامق
مورّدُ ما بين العذارين زارني
فنزَّه أحداقي بلون الحدائق
وقلتُ وقد أرخى على الخد صدغه
لقد سلسلَ الريحان فوق الشقائق
أقبلُ طوراً ورد خديه ناشقاً
عبيرَ شذى ً ما شقَ عرنين ناشق(25/52)
وألثمُ طوراً ثغره العذبَ راشفاً
سلافة خمرٍ لم تدنسْ بذائق
خلوتُ وما بي ريبة ٌ غير نظرة ٍ
تزوَّدتها منه بعيني مُسارق
وراودته لكنْ من الثغر قبلة ً
ألذَّ وأشهى من غبوقٍ لغابق
وأعرضتُ عما دون عقد أزاره
عفافاً وقد زالتْ جميع العوائق
وحسبُكَ منّى شيمة ً قد ورثتُها
من الغالبين الكرام المعارق
خليليَّ ما للكأس كفّى ولا فمي
ولا كبدي للناهدات العواتق
نسيتُ وما بي يعلم الله صبوة ٌ
ولا اجتذبتْ أحشاي بعض العلائق
عشقتُ ولكن غيرَ جارية المها
وما العيشُ إلا للمعالي بلائق
خذا من لساني ما يروقُ ذوى النهى
ويترك أهلَ النظم خرس الشقاشق
مديحاً لة تجلو مفارقُها العلى
وسلمانُ منها غرة ٌ في المفارق
وقورٌ على الأحداث لا تستخفه
إذا طرقتْ في الدهر إحدى السوابق
ومنَ كعلى ّ القدر كان أبَا له
يزنْ بحجاهُ راسيات الشواهق
نقيبُ بني الأشراف أعلى كرامهم
عماداً وأسناهم فناءً لطارق
فما قلبّتْ أمُّ النقابة قبله
ولا بعده في مثله طرفَ رامق
فتى ً إن سرى يوماً لإحراز مفخرٍ
فليس له غير العلى من مرافق
لقد غدت الدنيا عليه جميعُها
مغاربها تُثني ثناءَ المشارق
تطرَّقَ أمَّ المجد في بيت سؤددٍ
يطلّلُ عزاً بالبنود الخوافق
فانجبَ من سلمان وهو ذكا العلى
ببدر نهى ً ظلام الغواسق
همامٌ نمته دوحة ٌ نبوية
إلى مثمرِ في المجد منها ووارق
له النسبُ الوضّاح في جبهة العلى
مع الحسب السامي جميع الخلائق
يعدُّ رسول الله فخراً لمجده
وحسبك مجداً في الذرى والشواهق
تضوعُ بعطفيه السيادة مثلما
تضوَّع عرف المسك طيباً لناشق
به اقتدحتْ زند النجابة هاشمٌ
ففي وجهه من نورها لمعُ بارق
سما في المعالي طالباً قدرَ نفسه
إلى شرفٍ فوق الكواكب باسق
وفاتَ جميعَ السابقين إلى العلى
فقصّر عن إدراكه كلُّ سابق
وقالوا: رويداً حكَّ عاتقكَ السهى
فقال: وما قدرُ السهى حكُّ عاتقي
تمنطقَ طفلاً بالرياسة واحتذى
بأخمصها تيجان أهل المناطق
إليكم ملوكَ الأرض عن ذي سرادقِ(25/53)
تجمّعت الدنيا به في السرادق
تقبّل أهلُ الفخر أعتابَ داره
فيأرج منها طيبُها في المفارق
فداء مفاتيح الندى من بنانه
أكفٌّ على أموالها كالمغالق
تعلل راجيها إذا اسودَّ ليله
بكاذب وعدٍ فجرهُ غير صادق
نديُّ بنان الكف في كل شتوة ٍ
يجفُّ بها ضرع الغيوم الدوافق
فحين تشيمُ المجدبون بوارقا
تمنَّوا نداه غيث تلك البوارق
وضيءُ المجال والمعالي كليهما
وعذبُ السجايا والندى والخلائق
أخفُّ على الأرواح طبعاً من الهوى
ولكنَّه في الحلم هضبة شاهق
فما طلعة ُ البدر المنير مضيئة
كطلعته الغراء في كل غاسق
مهيبٌ فلولا ما به من تكرُّمِ
لما لمحته هيبة ً عينُ رامق
فما هيبة ُ الضرغام دون عرينه
كهيبته القعساء دون السرادق
لقد كتب اللهُ الفخارَ له على
لواء عُلى ً في الغرب والشرق خافق
تضايقت الدنيا ببعض فخاره
على أنه فرّاجُ كل المضايق
يضيع فضاءُ الأرض في رحب صدره
إذا هي غصتْ في الخطوب الطوارق
من الفاطميين الذين تراضعتْ
قناهم طلى الأعداء في كل مازق
همُ توجوا هامَ الملوك بيضهم
وداسوا على انماطهم بالسوابق
إذا نزلوا كانوا ربيعَ بني المنى
وإن ركبوا كانوا حماة َ الحقائق
تعانق فوق الخيل عالية ُ القنا
عناقَ سواها الغيد فوق النمارق
هم القومُ ما للشيخ منهم لكهلهم
وما منهم في كهلهم للمراهق
وهذا ابنهم سلمانُ والفرع طيبه
يجيءُ على مقدار طيب المعارق
إذا مسحتْ منه العلى وجهَ سابق
جلتْ من أبي محمود غرّة لاحق
فتى ً علمه يحكى غزارة جوده
وما علمُ قومٍ غير محض التشادق
وقد قوّمت منه الإصابة رأيه
فكان لفتق الدهر أحزم راتق
ومنطيقُ فصل لو يشاء لسانه
لفلَّ حدودَ الفاصلات البوارق
يحاكى بقطع الخصم أسياف قومه
فيمضى مضاها في الطلى والمرافق
ويطعنه في قلبه بنوافذٍ
نفوذَ قناهم في قلوب الفيالق
أبا المصطفى أرغمت أنتَ وذو النهى
شقيقك في العلياء شمَّ المناشق
لقد زنتما جيد العلى من بينكما
بسمطى فريدٍ في العلى متناسق
فيا قمراً سارت بذكرْ علائه(25/54)
نجومُ القوافي في سماء المهارق
إليكَ تعدتْ فكرتي كلَ فكرة ٍ
لما لم يكنْ فيه مجالُ محاذق
فجاءتْ من القول الذي انفردتْ به
بآيات نظمٍ أفحمتْ كل ناطق
سلمتَ على الدنيا وفخرُك مشرقٌ
يضيءُ ضياءَ الشمس في كل شارق
لك الدهر عيدٌ لا يرى المجدُ عتقه
ولا هو يلوى عنكمُ جيدَ آبق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بقيَّتى هي بين الشوق والأرقِ
بقيَّتى هي بين الشوق والأرقِ
رقم القصيدة : 22934
-----------------------------------
بقيَّتى هي بين الشوق والأرقِ
حشاً تذوب وجفنٌ غير منطبق
قد لوَّن الدهرُ دمعي في تلونه
فانهلَّ من أحمر قانِ ومن يقق
وقيدتني عن شأوٍ حوادثه
وقلنَ دونك والغايات فاستبق
فكيف يسبقُ مَن كان الزمان له
قيداً يجاذبه عن رسنه الغلق
وهل يؤدّى لخلٍّ حقَ خلَّته
يا مَن تعوّذُه في كل شارقة ٍ
أمُّ السماح برب الناس والفلق
عذراً فداؤك في طرق الندى فئة ٌ
أرى المكارم فيهم وحشة الطرق
ما أبطأت عنك لا صّداً ولا مللاً
آيات شوقِ ولا الإعراض من خلقي
وكيف أغفلُ حقاً أنت صاحبه
وكان ذلك فرضاً لازماً عنقي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بيتُ مجدٍ إن حوى شكرَ الورى
بيتُ مجدٍ إن حوى شكرَ الورى
رقم القصيدة : 22935
-----------------------------------
بيتُ مجدٍ إن حوى شكرَ الورى
فعلى معروفه كانوا عيالا
لم يكنْ للجود إلا مطلعاً
يملأ العينَ هلالاً فهلالا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
رقم القصيدة : 22936
-----------------------------------
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
وأعدتَ للأيام جدَّتها
فاليوم عمر الدهر مقتبل
وأرى الممالك يا ابن بِجدتها
لكَ شكرُها كنداك متصل
أوسعتها وفضلتها كرماً
عنه يضيق السهلُ والجبل
وسبرتَ غور زمانها فغدا
لا جرحَ إلا وهو مندمل
ما في الحياة لخالعٍ أملٌ
أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل(25/55)
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً
وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد
توجتهم بالفخر لو عقلوا
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها
هممٌ بساطُ نعالها القلل
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد
أمنت بك الأقطار والسبل
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ
والناس حيث تسوسها رجل
وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى
برق الصوارم أمطر الأسلُ
وعلتْ رياح الموت خافقة ً
بأجش قسطه لها زجل
خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ
تحت الرماح وكلُها ظلل
وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً
من حيث تنبت في الكلى الذُبل
ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ
ما مسها كمثقفٍ خطل
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ
منهم لحيث السمرُ لا تصل
وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ
في كل ناحية ٍ لها شعل
قلْ للقبائل لا نعدُّكم
جمعَ القبائل كلها رجل
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ
ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل
فاطرحْ أحاديثَ الكرم له
فيه لكلِ منهم مثل
واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد
أغنتكَ عنها هذه الجمل
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها
لا راعها بفراقك الثكل
ومَن ادّعى للعين ليس سوى
انسانها ابنٌ تشهدُ المقل
فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً
والبدر منتقصٌ ومكتمل
في دولة ٍ صلحتْ وزارتها
لكَ فهي تحسدُها بك الدول
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا أمجد الناس فرعاً
يا أمجد الناس فرعاً
رقم القصيدة : 22937
-----------------------------------
يا أمجد الناس فرعاً
يُنمى لأمجد أصلِ
وقاتلَ المحل جوداً
في كل أزمة محل
وابن القِرى ولعمري
أبوك زادُ المقلّ
لا يستشار سواه ليلاً
في كل عقدٍ وحِّل
والموقدُ النار ليلاً
للطارق المستدلّ
مرفوعة ً وعليها
مراجلُ الزاد تغلى
يمتدُّ منها لسانٌ
إلى السما متجلى
حتى يضيءَ سناه
في كل حَزنٍ وسهل
يدعو الضيوف هلمُّوا
إلى القرى ، لمحلَّى
فيهتدي بسناه
إليه كلُّ مضلِّ
أكرم به من كريمٍ
له انتهى كلُّ فضل
والخلقُ منك ومنه
مثلان في غير مثل
هذا مجاجة ُ مسكٍ
وذاك شهدة ُ نحل
يفدي عُلاك ابنُ خفضٍ
سارٍ برجل ابن ذل
يبغى العلى وهو شيخٌ(25/56)
همٌّ بهمة طفل
وهل تنال الثريّا
عفواً بباع أشل
وما له في طريق الـ
ـعلياء موطىء ُ رجل
ولا له حوضُ جودٍ
يرجى لعلٍ ونهل
إلا حقيقة ُ بخلٍ
تبدو بصورة بذل
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قدَّمتك العلى وكنتَ زعيماً
قدَّمتك العلى وكنتَ زعيماً
رقم القصيدة : 22938
-----------------------------------
قدَّمتك العلى وكنتَ زعيماً
وقصارى رجائها أن يدوما
واستنابتك عن أكارمَ تقفو
هديَهم والكريمُ يقفو الكريما
لم يزدكَ التعظيمُ منا جلالاً
إذ لدى ذي الجلال كنت عظيما
لك فوق النام طودُ جلالٍ
طائرُ الوهم حوله لن يحوما
ما تجلى به لك الحقُّ إلا
وغدا يصفقُ الحسودَ وجوما
فالعجيب العجاب أنك موسى
ونرى مَن سواك كان الكليما
باسطاً بالندى بنانَ يدٍ بيضا
ءَ لم يغدُ طرفة ً مضمونا
هي شكلٌ للجودِ ينتجُ دأباً
وسواها قد جاء شكلاً عقيما
أيها المسقمُ الحواسدَ غيظاً
بالنُهى كم شفيتَ فكراً سقيما
أنت لطفٌ لكنْ تجسمت شخصاً
فغدا منّك الجسيم جسيما
كم لعامٍ مسحتَ وجهاً بأندى
من وجوه الغر الغوادي أديا
تلكَ راحٌ كم روحتنا وكفٌ
كم بها اللهُ كفْ عنا الهموما
علمتْنا هي الثنا فانتقينا
من مزايا علاكَ دراً يتيما
ولنا اليوم أنتَ في الأرض ظلٌ
منك نهدي إليك عقداً نظيما
عصم الله دينه بك يا مَنْ
كان من كل مأثم معصوما
لا أرى يملك الحسودُ سوى ما
إنْ عددناه كان فيه ذميما
بصراً خاسئاً وكفاً أشلاَ
وحشاً ذاعراً وأنفاً رغيما
قد تقلدتها إمامة َ عصرٍ
سدتَ فيها الإمامَ والمأموما
قدّمتْ منك واحدَ العصر يا مَن
عاد نهجُ الرشاد فيه قويما
قدّمتْ فيكَ ثاني الغيثِ كفاً
ثالثَ النِّيرين وجهاً وسيما
قدّمتْ منك يا أدلُّ على الله
عليماً ناهيك فيه عليما
قدّمتْ يا أجسُّ للحكم نبضاً
قد نظرنا بك الأئمة َ حلماً
وحجى ً راسخاً وفضلاً عميما
وروينا في الدين عنك حديثاً
ما روينا في الدين عنك قديماً
بكَ منهم بدت مناقب غرّ
في سماء الهدى طلعنَ نجوما(25/57)
هي طوراً تكونُ رشداً لقومٍ
ولقومٍ تكون طوراً رجوما
فأقمْ في عُلى ً ترى كلَّ آنٍ
مقعداً للعدوِّ منها مقيما
لم يكنْ ودُّنا مقالاً علكناهُ
كما يعلك الجوادُ الشكيما
بل وجدناكَ حجة الله فينا
فنهجْنا صراطكَ المستقيما
وغداً نستظلُ فيك النعيما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إليكَ وقد كلَّتْ علينا العزائمُ
إليكَ وقد كلَّتْ علينا العزائمُ
رقم القصيدة : 22939
-----------------------------------
إليكَ وقد كلَّتْ علينا العزائمُ
سرتْ بتحيات المشوقِ النسائمُ
تحاكمنَ في دعوى التفوُّق بالشذا
إليك وكلٌ طيباتٌ نواعم
ولا مدّعِ عنّي سوى خالص الهوى
ولا شاهدٌ إلا العلى والمكارم
وأغلبُ ظني أن خلقكَ للتي
حكتْ طيبه وهي التحيات حاكم
أما وأيادٍ أوجب المجدُ شُكرَها
بها لم تنبْ عن راحتيكَ الغمائم
لأنتَ الذي منه تردُّ أمورنا
إلى عالمِ ما فوقه اليوم عالم
إلى قائمٍ بالحق داعٍ إلى الهدى
له الله عما يكره الله عاصم
إلى خير أهل الأرض بِراً ونائلاً
وأكرم مَن تثني عليه الأكارم
منارُ هدى ً لولاه لاغتدت الورى
بمجهل غيٍّ ضمّها وهو قاتم
وسيف هدى ً يمحو الضلالة حدُّه
ويثبت منه في يد الدين قائم
وعار من الآثام عفَّ ضميره
وكأسٌ من التقوى من الذكر طاعم
وجدناه ما يأتي الزمان بمثله
وهل تلد الأيامُ وهي عقائم
فتى ً أظهر الله العظيم جلاله
وليس لما قد أظهر الله هادم
وشادَ برغم الحاسدين علاءه
وليس لما قد شاده الله هادم
وذو هيبة ٍ لو أُشعر الليثُ خوفها
وأردفها أخرى فكانت عظيمة ً
تهون لديها في الزمان العظائم
فصابرتها في الله وهي عظيمة ٌ
أقيمت لها فوق السماء المآتم
وحزتَ ثواباً لو يقسَّم في الورى
لحطتْ به في الحشر منها الجرائم
فأنت لعمري أصلبُ الناس كلها
قناة َ عُلى لم تستلنها العواجم
وأوسع أهل الأرض حلماً متى تضقْ
لدى الخطب من أهل الحلوم الحيازم
عنت لك أهلُ الكبرياء وقبّلتْ
ثرى نعلك الحساد والأنف راغمُ(25/58)
نرى علماء الدين حتفاً تتابعوا
وحسب الهدى عنهم بأنك سالم
فأنت بهذا العصر للخير فاتحٌ
وأنت به للعلم والحلم خاتم
وأنت لعمري البحرُ جوداً ونائلاً
وأنملك العشرُ الغيوث السواجم
فيا منفقاً بالصالحات زمانه
فداً لك من تفنى سنيه المآثم
بقيتَ بقاءً لا يحدُّ بغاية ٍ
وأنت على حفظ الشريعة قائم
ولو قلتُ عمر الدهر عمَّرتَ خلتَني
أسأتُ مقالي ذلك الدهر خادم
تنبّه لي طرفُ التفاتك ناظراً
إليَّ وطرف الدهر عنّي نائم
فأدعو لنفسي إن أقل دم لأنني
تدوم لي النعما بأنك دائم
فما أنا لولا روض خلقِك رائدٌ
ولا أنا لولا برقُ بشرِك شائم
من القول لم يلفظه بالفكر ناظم
فرائدُ من لفظٍ عجبتُ بأنني
أبا عذرها ادعى وهن يتائم
ومدره قولٍ يغتدي ولسانه
لوجه الخصوم اللد بالخزى واسم
ينال بأطراف اليراع بنانه
من الخصم ما ليست تنال اللهاذم
فأقلامه حقاً قنا الخط لا القنا
وآراؤه لا المرهفات الصوارم
حمى الله فيه حوزة الدين واغتدت
تصانُ لأهل الحق فيه المحارم
فيا منسياً بالجود معناً وحاتماً
ألا إن معنى ً من معانيك حاتم
محياكَ صاحٍ يمطر البشرَ دائماً
وكفَّك بالجدوى لراجيك غائم
وتخفض جنحاً قد سما بك فارتقى
إلى حيث لا بالنسر تسموا القوادم
تدارك فيه الله أحكامَ ملة ٍ
قد أندرست لولاكَ منها المعالم
ألا إن عينَ الدين أنت ضياؤها
وأنت لها من عاثر الشرك عاصم
شهدتُ لأهل الفضل أنك خيرُهم
شهادة َ مَن لم تتبعه اللوائم
وأنك ظلُ الله والحجة التي
تدين لها أعرابها والأعاجم
وعندك جودٌ يشهد الغيثُ أنه
هو الغيث لا ماجدنَ فيه الغمائمُ
يطبُّ به الأعداء والداء معضلٌ
وترقى به الأيام وهي أراقم
سبقتَ لتفريج العظائم في الورى
فحزتَ ثناها واقتفتك الأعاظم
وصادمت الجُلى حشاك فلم يكن
ليأخذَ منها خطبُها المتفاقم
فلو لم يكن من رقة ٍ قلتُ مقسماً
لقد قرع الصلدَ الملُّم المصادم
وبالأمس لما أحدث الدهرُ نكبة ً
إلى الآن منها مدمعُ الفضل ساجم(25/59)
تلقيتَها بالحلم لا الصدرُ ضائقٌ
وإن كبرتْ فيه ولا القلب واجم
العصر العباسي >> البحتري >> قال الحسين لنا بالأمس مفتخرا
قال الحسين لنا بالأمس مفتخرا
رقم القصيدة : 2294
-----------------------------------
قال الحسين لنا بالأمس مفتخراً
قومي قضاعة أزكى يعرب حسبا
فقلت لما أتى دهياء معضلة
أبل وجدد متى أحدثت ذا النسب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لي العذرُ كلَّ لسانُ القلمْ
لي العذرُ كلَّ لسانُ القلمْ
رقم القصيدة : 22940
-----------------------------------
لي العذرُ كلَّ لسانُ القلمْ
وجفَّ بما فوق طرسي رُسمْ
وعندي ولا عربيٌّ سواه
لسانٌ بهذا المقام العجم
اكلفُه نعتَ سعد السعود
ومَن للثريّا به وهو فم
وغاية وصفى له أن أقول:
يا علماً ويقلُّ العلم
تركتُ لناديه عدّ البقاع
وعدْيتُ عن قول هذا الحرم
كتركي له عبدَّ أفرادها
وكيف بتعداد خير النسم
وقلتُ أرى الأرض في مجلسٍ
لمن تحت طيِّ رداه الأمم
هو البدر لكنه للكمال
وبدرُ السما بين نقصٍ وتم
من الماثلين بصدر الندى َّ
رزان الحلوم رزان القمم
فيا من إذا غاب قال الحضور:
وإن حضر القولُ كلٌّ أرم
منيتَ ابتداءاً بدرِّ المقال
ويا بحرُ بالطبع منك الكرم
نعم حقَ لي فيك شكرُ الزمان
فحسنُ اعتنائك أعلى النعم
ولكن عجزت فمالي يدٌ
بما يستقلُّ بهدى الحكم
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد أصبحَ الدهرُ يجلو منظراً حسناً
قد أصبحَ الدهرُ يجلو منظراً حسناً
رقم القصيدة : 22941
-----------------------------------
قد أصبحَ الدهرُ يجلو منظراً حسناً
من ليلة ٍ طوقتْ جيدَ العُلى مننا
إلى كريمكَ قد زفّتْ كريمتُه
فزفَّت الدهرَ والإقبالَ واليمنا
لقد غدتْ بهم الزوراء لابسة ً
ثوباً من الزهو فيه فاخرتْ عدنا
يا بن الذين يبارون الصَبا كرماً
والروضَ خلقا وأطراف القنا لسنا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيتْكَ بكرُ النظم غدوه
حيتْكَ بكرُ النظم غدوه(25/60)
رقم القصيدة : 22942
-----------------------------------
حيتْكَ بكرُ النظم غدوه
تجلو الثنا شغفاً وصبوه
بنواصع من لفظها
مثل الشموس بزغنَ ضحوه
طربتْ لمدحكَ هيفُها
فثنتْ معاطفَ ذات نشوه
جاءتكَ تشكرُ أنعما
سبقتْ إليها منك حلوه
أو قرتها منناً أتتْ
منك ابتداءاً لأبدعوه
عن حملها ضعفت وفيـ
ـها اُعطيتْ للسعي قوَّه
فأتتْ تقاصرُ عن خُطاها
خطوة ً ثقلتْ فخطوه
ودعتكْ يا من ليس يحنو
والدٌ أبداً حنّوه
ماذا أقولً بمدح مَنْ
فيه كتابُ الله نوّه
علمُ الهدى السامي الذي
لا تلحق العلماءُ شأوه
ورثَ الأئمة كلّما
قد ورّثوا من غير صفوه
فحوى جميعَ خصالهم
إلا الإمامة والنبوّه
أمنازعيه رياسة ً
كلٌّ بها يبغي علوَّه
من أين أنتم إنّما
إرثُ الأبوة للبنوّه
بل مالكم في الاشتراكِ
مع ابن وحي الله حظوه
حيث الإمامُ بكل عصرٍ
واحدٌ هو فيه قدره
وإمامُنا مهديُّ هذا الـ
ـعصرِ نلجأ فيه نحوه
هذا بقيَّة ُ جدَّهِ
هل فيكُم تجدون كفوه
ورعٌ جميعُ فعاله
للهِ لا لهوى ً وشهوه
لا مضمراً غشاً عليه
بزبرج التقوى مموّه
لكن تمحَّض للإلهِ
تقى ً بكل ملاً وخلوه
جارٍ على حالٍ بها
أضحى لأهل الدين أسوه
فاشددْ يديك به فما
للدين أوثق منه عروه
كم فكَّ من عانٍ وكم
قد راشَ محصوصاً بثروه
وصعابِ أمرٍ أسلستْ
مذ راضَها من بعد نخزه
فهو ابنُ قومٍ لا تحلُّ
لهم يدُ اللأواء حبوه
وأبو أطايبَ لم تقمْ
عن مثلهم في الدهر نسوه
قمرُ السماء أبوهمُ
شرفاً وهم والشهبُ اخوه
ولِدوا ببيتٍ من بيو
ت الوحي أعلاهنَّ ذروه
وتراضعوا لبنَ الإما
مة فيه من ثديِ النبوّه
بيتٌ لأبكار المكا
رم كل يوم فيه جلوه
هو كعبة ٌ والجودُ مشـ
ـعرُه ومروته المروّه
نعْمَ المناخُ بيوم ضيـ
ـقة ِ فاقة ٍ وبليل شتوه
فازرعْ رجاكَ به نجدْ
ه كحبَّة ٍ نبتتْ بربوه
للجود فيه جعفرٌ
كرماً يعدُ البحرَ حسوه
ويريكَ لينُ يديه رقـ
ـة غاديات السخب قسوه
في كل يومٍ في حماه
لغارة الآمال غزوه
تُسبى مواهبُه بها(25/61)
ويُسرُّ إذ يؤخذْنَ عنوه
كم فاحَ من أعطافه
أرجُ الفخار بدار ندوه
ولكْم إلى شرفٍ جرى
وجرتْ بنو العلياء تلوه
فهووَا وحلّقَ يركبُ الـ
شعري العبورَ إليه صهوه
بشراكِ سائمة الرجاءِ
فلم ترى ما عشتِ جفوه
قد جاء أكرمُ مَن به
أملُ العفاة أناخَ نضوه
لقيتْ أخاها المكرماتُ
فلم تحفْ للبخل سطوه
هو ذاك نعْمَ فتى السما
حة ِ والسجاجة والفتوّه
ماءُ الحياة لذى الهوى
ولفلبِ ذي الشحناء جذوره
ما إن سما لعليَ تودُّ
النيّراتُ بها علوّه
إلا التقى معه أخوه
صالحٌ منها بذروه
هذا المنوّهُ في المعالي
باسمه هذا المنوّه
غيظُ الحسود إذا بدا
شرقُ الخصيم إذا تفوّه
فيه سماتُ الفضل تشهدُ
أنه في الفضل قدوه
تحكى شمائله شما
ئلَ من غدا في المجد صنوه
روحُ الكمال محمدٌ
أكرمْ به للمجد صفوه
هو والحسين من العلا
ءِ كلاهما عنقٌ وصهوه
ريحاننا شرفٍ تضوّ
عَ منهما أرجُ النبوّه
يا أخوة َ الشرف الرفيع
وبوركتْ تلك الاخوّه
حيتكُمُ بدويَّة ٌ
هي عن سواكمْ ذاتُ نبوّه
مخضتْ ثميلتها لكم
حلبَ الثناء صريحَ رغوه
وسقتكم منها مكا
فئة ً على الإحسان صفوه
وإذا اكتستْ حللُ القبو
ل فحقَ أنْ تختالَ زهوه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> غمضت بغتة ً جفونُ الفناءِ
غمضت بغتة ً جفونُ الفناءِ
رقم القصيدة : 22943
-----------------------------------
غمضت بغتة ً جفونُ الفناءِ
فوق إنسانِ مقلة العلياءِ
وله نقبّت بغاشية الحزن
محيّا الدنيا يدُ النكباء
حمّلت وقر عبئها كاهلَ الدهـ
ـر فأمسى يرغو من الإعياء
نكبة ٌ لم تدعْ جليداً على الوجـ
ـد ولا صابراً على اللأواء
ليت أمّ الخطوب تعقمُ ماذا
أنتجت بغتة من الأرزاء؟
ولدت حين عنَّست هرماً ما
لم تلدْ مثله بوقت الصباء
فأصابت يداه في حرم المجدِ
فؤادَ العليا بسهم القضاء
فقضت نحبها، وغيرُ عجيبٍ
قد اُصيبت بأرأس الأعضاء
يا صريعَ الحمام صلى عليك
الله من نازلِ بربع الفناء
وسقى منه تربة ً ضمنت جسمَـ(25/62)
ـك غيث الغفران والنعماء
فحقيرٌ نوءُ الجفون وما قد
رُ جفون السحاب والأنواء
أين عيس المنون فيك استقلت
بالحصيف المضفّر الآراء
ذهبت في معرس السفرِ جوداً
وروى حوَّم الأماني الظماء
نعم ربُّ النديِّ حلماً إذا النكـ
ـباءُ طارت بحوبة الحلماء
نعم ربُّ الحجى إذا أكل الطيـ
شُ حجى الحازمين في اللأواء
نعم ربُّ الندى إذا كسع الشولُ
بأغبارِها عيالَ الشتاء
نعم ربُّ القِرى إذا هبَّت الريـ
ـح شمالاً في الشتوة الغبراء
نعم ربُّ الجفان ليلة َ يُمسى
بضياهنَّ مقمرُ الظلماء
يا عفاء الأنام شرقاً وغرباً
دونكم فاحتبوا بثوب العفاء
واقصروا أعينَ الرجاء قنوطاً
مَن إليه تمتدُّ في البأساء؟؟
وانحبوا عن حريق وجدٍ لمن كا
ن عليكم أحنى من الآباء
"يستقلُ الحبا لكم إن وفدتم
ولو المشرقان بعضُ الحباء"
لو بكته عيونكم وأفضن الأ
بحرُ السبع والحيا في البكاء
لم تفوّه معشارَ ما قد أفاضت
لكم راحُ كفه البيضاء
رحّلوا العيسَ قاصدين ضريحا
فيه ما فيه من على َ وسخاء
واعقروا عنده وجلَّ عن العقر
قلوباً مطلولة السوداء
جدثٌ ماء عيشكم غاض فيه
فانضحوا فوقه دمَ الأحشاء
حلَّ فيه من قد كفى آدماً في
غيث جدواه عيلة الأبناء
"ليت شعري أنّى دنا الموت منه
وهو في ربع عزّة ٍ قعساء"
"هل أتاه مسترفداً حين أعطى
ما حوته يداه للفقراء"
ودَّت المكرماتُ أن تفتديه
ببينها الماجد الكرماء
هم مكانُ الجفون منها ولكن
هو في عينها مكان الضياء
وهم في الحياة موتى ولكن
هو ميتٌ يعدّ في الأحياء
فحبا نفسَه الردى إذ أتاه
مستميحاً يمشي على استحياء
بعد ما عاشت العفاة زماناً
من نداه في أسبغ النعماء
علمت فقرَها إليه ولم تعلم
إليه الردى من الفقراء
ياعقيدي على الجوى كبر الخطـ
ـبُ فاهون بالدمعة البيضاء
أجرِ من ذوب قلبك الدمعة الحمـ
ـراء حزناً في الوجنة الصفراء
عودُ صبري من اللحا قد تعرّى
فانبذ الصبرَ لوعة ً في العراء
إن تلسني عن ظلمة الكون لمّا
حُلن أنوارَ أرضه والسماء(25/63)
فهو أَثوابُ ليل حزن دجاه
طبّق الخافقين بالظلماء
قد خفقن النجوم منه بجنحٍ
سامَ أنوارَهن بالإطفاء
ولبدر الغبراء حال أخوه
بدرُ أهل الغباء والخضراء
وإلى الشمس قد نعوه فماتت
جزعاً من سماع صوت النعاء
وله غصَّ بالمصاب ولمّا
يتنفس حتى قضى ابن ذُكاء
وقف المجد ناشداً يومَ أودى
شاحبَ الوجه كاسف الأضواء
هل ترى صالحاً على الأرض لما
غاب فيها المهديُّ بدر العلاء
قلت خفّض عليك من عظم الأمـ
ـر ونهنه من لوعة البرحاء
ليس إلا محمدٌ صالحٌ يوجد
في الأرض من بني حواء
في التقى والصلاح والزهد والخشـ
ـية والنسك بل وحسن الرجاء
هي في العالمين أجزاء لكن
هو كلٌّ لهذه الأجزاء
وبيوم المعاد لو لقَى الخلـ
ـقَ بأعماله إلهُ السماء
كان حقاً أن يعدم النار إذ ليس
نصيبٌ للنار في الأتقياء
ليس ينفكّ للجميل قريباً
وبعيداً عن خطة الفحشاء
ومهاباً له على أعين الدهر
قضى الكبرياءَ بالإغضاء
وبليغاً قد انتظمن معانيـ
ـه بسلك الإعجاز للبلغاء
وفصيحاً بنطقه يخرس الدهـ
ـرَ فما قدرُ سار الفصحاء
فارسُ المشكلات إن ندبوه
لبيان المقالة العوصاء
فهو من غرِّ لفظه يطعن الثغـ
ـرة َ منه بالحجة البيضاء
واحدُ الفضل ماله فيه ثانِ
غير عبد الكريم غيث العطاء
بعقود الثناء فخراً تحلّى
وتحلَّت به عقودُ الثناء
الذكيُّ الذي إذا قمتَ أهلَ الـ
ـفضل فيه كانوا من الأغبياء
والمصلّى للمجد خلف أخيه
في سباق الأشباه والنظراء
ضربا في العُلى بعرقٍ كريمٍ
واحدٍ دون سائر الأكفاء
ينتمي كلُّ واحدٍ منهما عنـ
ـد انتساب الأبناء للآباء
للكرام الأكفِّ تحسب فيهنَّ
يذوب الغمامُ يوم السخاء
معشرُ المجد، شيعة الشرف البا
ذخ، بيضُ الوجوه خضر الفِناء
قد حباهم محمدٌ بجميل الـ
ـذكر إذ كان صالح الأنباء
يقظُ القلب في حياطة دين اللّـ
ـه حتى في حالة الإغفاء
ذو يمين بيضاء لم تتغيَّرْ
بأثام البيضاء والصفراء
يا عليماً يصيب شاكلة الغيـ
ـب بتسديد أسهم الآراء
وكظيماً للحزن يطوى حشاه(25/64)
جلداً فوق زفرة ٍ خرساء
لك ذلّت عرامة الدهر حتى
لك أمسى يُعدُّ في الوصفاء
ملكت رقّه يمينك فالعا
لم من رقّه من العتقاء
ولئن قد أساء فالعبدُ للمو
لى مسيءٌ جهلاً بغير اهتداء
أنتَ أطلقت أسر أعوامه الغبـ
ـر من الجدب بالندى والسخاء
فجنى ما جنى ، وغير عجيبٍ
إنما السوء عادة الطلقاءِ
ولئن كان مسخطاً لك بالأمـ
ـسِ بهذي المصيبة الصّماء
فلك اليوم في محمدٍ الندب
الرضا عنه فهو أعلى الرضاء
ذو محيّاً كالبدر يقطر منه
مثل طلّ الأنداء ماءُ الحياء
وعلاءٍ هي السماءُ، مساعيـ
ـه نجومٌ لألاؤها بالضياء
ومزاياً لم أرض نظميَ فيها
ولو أنَّي نظمتُ شهبَ السماء
أو فمُ الدهر كنتُ فيه لساناً
ناطقاً ما بلغتُ بعض الثناء
دون أحصائها الكلامُ تناهى
فغدت مستحيلة الأحصاء
تيَّمت قلبه حسانُ المعالي
بهواهنَّ، لا حسانُ الظباء
وعلى الخلقَ خلقُه فاض بالبشـ
ـر فأزرى بالروضة الغنّاء
خُلقٌ شفَّ، فالهواء كثيفٌ
عنده إن قرنته بالهواء
أرضعته العلاءُ ثدياً وثدياً
رضِع المصطفى ابنُ أمِّ العلاء
فهما في الزمان يقتسمان الـ
ـفخرَ دون الورى بحظٍ سواء
ألفت نفسُه السماحَ فتيّاً
بُوركا من فتوة ٍ وفتاء
وحوى الفضلَ يافعَ السنّ لمّا
فات شوطَ المشايخ العظماء
يا رحابَ الصدور في كل خطبٍ
وثقالَ الحلوم عند البلاء
لن تضلوا السبيلَ والبدرُ هادٍ
لكم في دجنَّة الغمّاء
وأخوه محمدٌ حلمكم فيه
حسينَ رأسٍ لدى النكباء
ولكم أوجهٌ بكل مهمٍّ
ليس منها يحول حسنُ الثناء
ونفوسٌ إذا التقت بالرزايا
غير مضعوفة القوى باللقاء
وكملس الصفا قلوبٌ لدى الخطـ
ـب بها رنَّ مقطعُ الأرزاء
إن أسمكم حسنَ الأسى ولأضعا
ف أساكم تضمَّنت أحشائي
فلكم بعضكم ببعضٍ عزاءٌ
ولنا فيكم جميل العزاء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟
هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟
رقم القصيدة : 22944
-----------------------------------
هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟(25/65)
أم أنكَ استعذبت ماءَ بكائي؟
في كل يومِ منك ألقى شدة ً
ولأنت يوماً شدَّة ٍ ورخاء
لازلت ملحمَ غارة الأرزاء
أو حاشداً جيشاً من النكباء
حتى أصبتَ صميمَ قلبي بغتة ً
وطرقتني بفجيعة ٍ صماء
لم تُبقِ لي جلداً، وكنتُ أخالني
جِلداً بكل ملَّة ِ دهياء
ومعنفٍ طرب المسامع ما رمى
عينيه صرفُ الدهر بالأقذاء
قد لامني ـ وحشاه بين ضلوعه ـ
والأرضُ مطبقة على أحشائي
أمعيبَ حزني لو ملكتُ تجلدي
ما بتٌّ أمزجُ أدمعي ببكائي
أبنيَّ لو خُلِع البقاءُ على امرىء
لخلعتُ من شغفٍ عليك بقائي
مُغفٍ قد امتلأت ردى ً بدل الكرى
عيناك فاقدَ لذة الإغفاء
داءٌ ترحَّل فيك عنّي معقبٌ
في مهجتي للوجد أقتل داء
لهفى عليكَ بكلُ حين أبتغي
فيه لقاكَ ولاتَ حين لقاء
ولئن حُجبتَ بحيث أنت من الثرى
عن ناظريَّ فأنت في أحشائي
قُربتْ بك الذكرى وفيك نأى الردى
نفسي فداؤك من قريبٍ ناء
لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن
عجباً، ولكن العجيب بقائي
لازال قبرٌ ضمَّ جسمك تربُه
متنسّماً بلطائم الأنداء
ولئن أبت حيث استقلَّ بك الردى
أن تستهلَّ حوافلُ الأنواء
فحدت إليك على البعاد مدامعي
غيثاً جنوبُ تنفّس الصعداء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كفأ الإلهُ إناءَها
كفأ الإلهُ إناءَها
رقم القصيدة : 22945
-----------------------------------
كفأ الإلهُ إناءَها
دنياً أطلتُ هجاءَها
سلني بها فلقد قتلتُ
بخبرتي أنباءها
وحلبتُ أشطرها معاً
ومعاً مخضت سقاءها
ولها مواضعُ نقبِها
ثقة ً وضعتُ هناءها
قالآن أنطق أن سبرن
تجاربي آناءها
هي مَن خبرتُ طباعَها
لما خطيتُ وراءها
فوجدت فاركة ً وقلـ
ـتُ أرى الطلاق دواءها
عنها إليك فإنها
تدع القلوبَ وراءها
لا تعزمنَّ بها البنا
ء ودع لها أنباءها
ذاتُ التلوّن ما أقلّ
على الصفاء وفاءها
قلبُ الخدائع كلها
غمست بهنَّ دِلاءها
كم أنفسٍ ملكت بزبر
ج حسنها أهواءها
دهياءُ إلا أنها
جهل الأنامُ دهاءَها
أبداً تدبُّ بها الهمومُ(25/66)
إلى النفوس ضُراءها
خبأتْ خشونة غدرِها
لمن استلان وطاءها
كالصلِّ: لكن لا يصيبُ
لديغها رقّاءها
خرقاء تُدعي بالصناع
يداً، فدع خرقاءها
لا ترجُ نائلها، فكم
قطعت يداً ورجاءها
وبهدم عمركِ قد سعت
فلمن نريد بناءها؟
اليوم ترشفُ زهوها
وغداً تعالجُ داءها
ما إن حمدتَ صباحها
إلا ذممتَ مساءها
دارُ الفجايع، والروا
يع ما أشق عناءها!!
يا ناعماً حتى كأنك
لم تخفْ بأساءها
لا تطلبنَّ بها البقاءَ
فقد عرفتَ فناءها
ولقد سمعتَ وكان أفـ
ـضعُ ما سمعت نداءها
أبنى التي أكلت بأضـ
ـراسِ البلا أبناءها؟
أوما كفاكم أنها
سقت الردى أكفاءها؟
طوت المقاولَ كلها
وتحيَّفت أذواءها
ولكم سعت ببشارة ٍ
لبس الزمانُ بهاءها
بها تطيل نعاءها
ولكم دعت بكريمة ٍ
والموتُ كان دعاءها
فاستُودعت جدثاً أرى
منه أضمَّ خباءها
وأرى الخفارة خدرها
وعفافها، وحياءَها
وأراكَ في دار المكارم
ما أجلَّ عزاءها
مرضت له اليوم السماءُ
بكاسفٍ أضواءها
وبكت لغلَة مَن بهم
سق البسيطة ماءها
والأرض أضحت تقشعرُّ
مرجفٍ غبراءها
رجَّت لوجد الممسكيـ
وعرا القذا عينَ الزما
ن لمن جلوا أقذاءها
يا خجلة الدنيا لِما
لقيت به عظماءها
وغلطتُ فيما قلتُ، بل
يا ما أقلّ حياءها
أو ما على دار النبوَّ
ة تابعت أرزاءها؟
صدعت بهن حشا الهدى
صدعَ الردى أحشاءها
كم مرَّ من يومٍ نوا
يحه تعط ملاءها
فأتى بقارعة ٍ تزلـ
ـزل أرضها وسماءها
طرقت حمى الدار التي
لبس الورى نعماءها
دارٌ بها فتح الرشا
د بخاتمٍ علماءها
السيدُ المهديُّ أكـ
ـرم من وطا حصباءها
منه بواحدها الشريـ
ـعة كاثرت أعداءها
هذا الذي ببقائه
حفظ الإلهُ بقاءها
للفضل ما ارتفعت سماً
إلا وكان ذكاءها
هو آية الله التي
كست الهدى لألاءها
وأبو كواكبَ لا تضيـ
ـيء النيّراتُ ضياءها
أنوار وحيٍ لا رأت
عينُ الهدى إطفاءها
ونفوسُ قدسٍ قلَّ أن
تغدو النفوس فداءها
هم أسرة ُ الدين التي
فرضَ الإلهُ ولاءها
ولها بواجب ودَّها
صفت القلوب صفاءها(25/67)
بسطت على الدنيا أكفاً
ما تغبُّ سخاءها
وست بفضلهم الروا
ة ففضَّلت أنباءها
وروت بجعفرهم لحا
ئمة الرجاء رواءها
ذاك الذي نشرت عليـ
ـه المكرماتُ لواءها
ومشى على قدمِ غدا
وجهُ الحسود حذاءها
ناهيك من قمرٍ على الـ
ـدنيا أعاد بهاءها
مِن بعدما لبست لفقـ
ـدِ كرامها ظلماءها
هو للزعامة صالحٌ
شرفاً رقى علياءها
ما حيلتي؟ فله منا
قبُ أفحمت شعراءها
لو استطيع إذاً نظمـ
ـتُ من النجوم ثناءها
فهو الذي في ظله
رأت الورى استذراءها
واستدفعتْ فيه ـ على
أن لا مُغيثَ بلاءها
واستكشفت عنها بوجـ
ـه محمدٍ غماءها
وعيونها بحسينها
رمقتْ وكان ضياءها
بيضُ الوجوه غطارفٌ
نسجَ الفخارُ رداءها
في الشتوة الغبراء لا
تغني الكرامُ غناءها
من درجة وجدتْ بما
ءِ المكرمات رواءها
نشأت تظللُ في الورى
أفنانُها أفياءها
أبني الزمان دعوا كوا
كبَ هاشمٍ وسماءها
فيؤا إليكم عن عُلاً
لهم الإلهُ أفاءها
يا أسرة ً خدمتْ ملا
ئكة السما آباءها
فطر الإلهُ من الجبا
لِ حلومَها وعلاءها
لو تفرشون بقدركم
لفرشتم خضراءها
أولستم المتجاوزيـ
ـن بمجدكم جوزاءها
أمناءَ دين الله سا
دة َ خلقه أمناءها
بين الإلهِ وبينها
وجدتكمُ سفراءها
ركبت سحابة رحمة ٍ
من ذي الرياح رُخاءها
وسرت على الدنيا من الـ
ـفردوس تحمل ماءها
فسقت ضريحاً عنكم
ختمت به أرزاءها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد علمنا فقرَ العفاة إليه
قد علمنا فقرَ العفاة إليه
رقم القصيدة : 22946
-----------------------------------
قد علمنا فقرَ العفاة إليه
أفكان الردى من الفقراء؟
فجاه بنفسه مذ أتاه
مستميحاً يمشي على استحياء
غسلوه والمكرمات تنادي
بينهم لا تغسّلوه بماء
وإليكم عنه فإني أولى
منكُم بالكريم من أبنائي
ليس لي حاجة إليكم جميعاً
إنما عنكم بعيني غنائي
هدبها السدرُ والبياض حنوطٌ
والزلالُ القراح ماءُ بكائي
وكفاني بجفنها كفناً يضـ
ـفو على جسمه المسجّى أزائي
ودعوا قبرَه فمقلتي للقبـ(25/68)
ـر لإنسان عيني البيضاء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ومجدِكَ ما خلتُ الردى منك يقربُ
ومجدِكَ ما خلتُ الردى منك يقربُ
رقم القصيدة : 22947
-----------------------------------
ومجدِكَ ما خلتُ الردى منك يقربُ
لأنكَ في صدر الردى منه أهيب
أصابكَ، لا من حيث تخشى سهامه
عليك، ولا من حيث يقوى فيشغب
ولكن رمى من غرَّة ٍ ما أصابها
بمثلك رامٍ منه يرمي فيعطب
وما خلتُ منك الداءَ يبلغ ما أرى
لأنك للدهر الدواءُ المجرَّب
ولا في فراش السقم قدَّرتُ أنني
أرى منك طوداً بالأكفِّ يقلَب
أمنتُ عليك النائبات، وأنها
لعن كلّ من آمنته تتنكَّب
وقلت شغلن الدهرَ في كل لحظة ٍ
مواهبُ كفَّيك التي ليس توهب
ولم أدر أن الخطب يجمع وثبة
وأن عشار الموت بالثكل مقرب
إلى حين أردتني بفقدك ليلة ٌ
تولَّد منها يومُ حزنٍ عصبصب
فقام بك الناعي وقال وللأسى
بكل حشاً يدميه ظفرٌ ومخلب
هلمَّ بني الدنيا جميعاً إلى التي
تزلزل منها اليوم شرقٌ ومغرب
شكاة ٌ، ولكن في حشا المجد داؤها
وندبٌ ولكن هاشمٌ فيه تندب
صهٍ أيها الناعي فنعيك يعطب
عضضت الصفا لا بل حشا فاك إثلب
لسانك يا جفَّت لهاتُكَ أو غدت
بريقِ الأفاعي لا بريقكِ ترطب
رويدك رفَّه عن حشاشة أنفسٍ
هفت جزعاً عما تعمَّى وتعرب
فدع صالحاً لي وانع من شئت إنها
ستذهب أحشاء الهدى حين يذهب
فليتك لي في نعيك الناس كلها
صدقت وفي فردٍ هو الناس تكذب
وداعٍ دعا والرشد يقبر والهدى
يسوف ثرى واراه والوحيُ ينحب
ألا تلكم الأملاكُ شعثاً تزاحموا
على من؟ فهل منهم توارى مقرَّب؟
أمستعظمَ الأملاك لا بل هو الذي
إلى الله فيه كلُهم يتقرَّب
لقد رفعوا منه مناكبَ لم يكن
لينهضَ، لولا الله، فيهن منكب
مناكبَ من جسم النبوَّة حمّلت
إمامة حقٍّ فضلها ليس يحسب
لقد دفنوا في دفنها العلمَ ميّتاً
وحسبُكَ نارٌ في الجوانح تلهب
ويا رافديَّ اليوم قوماً على ثرى ً
توارى به ذاك الأغرُّ المهذَّب(25/69)
قفا عزياً المهديَّ بابنٍ هو الأبُ
لذي الدين، فالدين اليتيم المترَّب
سلا كثبَ ذاك القبر يندي صعيدُه
بريٍّ بني الآمال هل راح ينضب؟
وهل روِّضت خصباً بكفٍ عهدتُها
تنوب منابَ الغيث والعامُ مجدب؟
وهل زال من ذاك المحيّا وضاؤه
فقد راح وجه الدهر للحشر يشحب؟
ضعى هاشمٌ سرجَ العلى وترجَّلى
فما لكِ في ظهر من العزّ مركب
ودونك تقليب الأكفّ تعللاً
فقد فات منك المشرفيُّ المذرَّب
ويا ناهبى دمعي اعذراني على البكا
فما الناسُ إلا عاذلٌ ومؤنب
قفا واندبا أو خليّاني ووقفة ً
يدكّ الرواسي شجوُها حين أندب
أجامعَ شمل الدين شعّب صدعُه
ليومك صدغٌ في الهدى ليس يشعب
وأعجب شيءٍ أن نعشك في السما
ومنك توارى في ثرى الأرض كوكب
رمتك بها أيدي المقادير علّة ً
عييتَ بها ما طبَّها متطبِّب
رجونا وقد أكدى "الرجاء المخيب"
نهنِّيك منها بالشفاء ونطرب
ونجلسُ زهواً مستعدِّين للهنا
بنادٍ به الأمثالُ في الفخر تضرب
بحيث قلوبُ الناس، هذا منعمٌ
سروراً بإنشادي، وهذا معذَّب
بلى قد جلسنا مجلساً ودّت السما
أسرَّتُها من شهبها فيه تنصب
كأنا تأهبنا لأوبة مقبلٍ
وكان ليأسٍ منك هذا التأهب
وهل أملٌ في عود مَن ذهبتْ به
بقاطعة الآمال عنقاءُ مغرِب؟
وأقتل ما لاقيتُه فيك أنني
حضرت ومنك الشخص ناءٍ مغيَّب
وعندي مما أسأر البين لوعٌ
تجدُّ بأحناء الضلوع وتلعب
أقلَّب طرفي لا أرى لك طلعة ً
يضيء بها هذا النديُّ المطيَّب
وأنصبُ سمعي لامتداحك لا أعي
به خاطباً بين السماطين يخطب
ومما شجاني أن بدأ المجدُ ماثلاً
يصعدُّ مثلي طرفه ويصوّب
وقال: وأرخاها جفوناً كليلة ً
برغمى خلا منك الرواقُ المحجب
رزيتُ أخاً إن أحدث الدهر جفوة
عتبت بها فارتدَّ لي وهو معتبِ
وددّتُ بأن تبقى ، وأن لك الردى
فداءاً بمن فوق البسيطة يذهب
حُجَبتَ عن الدنيا، ولو تملك المنى
إذن لتمنَّت في ضريحك تُحجب
فلا نفضت عن رأسها تربَ مأتمٍ
وخدُّك من تحت الصعيد مترْب
ثكلتُكَ بسّامَ المحيّا طليقه(25/70)
فبعدك وجهُ الدهر جهمٌ مقطّب
أوجهُك حيا أم بنانك أرطبٌ؟
وذكرُك ميتاً أم حنوطك أطيب؟
وما نزعوه عنك أم ما لبسَته
لدار البلى أنقى جيوباً وأقشب؟
سأبكيك دهراً بالقوافي ولم أقلْ
من اليأس وجداً ما يقول المؤنّب
لسان القوافي باسم مَن بعد تخطبُ
فلا سمعَ بعد اليوم للمدح يطرب؟
مضى من له كنَّ القرائحُ برهة ً
إذا استولدتها قالة الشعر تنجب
أجل فلها في المجد خيرُ بقيَّة ٍ
لها الفضلُ يعزى والمكارمُ تنسب
لئن عزبت تلك الخواطر نبوة ً
فلا عن ثناهم، والخواطر تعزب
وإن رغبت عن نظمها الشعر في الورى
فليس لها عن أهل ذا البيت مرغب
مضى من له كانت تهذّب مدحها
وأبقى الذي في مدحه تتهذّب
لئن أغرب المطرى بذكر محمدٍ
فما انفكَّ في كسب المحامد يغرب
فتى ً تقف الأكفاء دون سماطه
وقوف بني الآمال ترجو وترهب
أقلُّ علاه أنَّ أذيال فخره
لهنَّ على هام المجرّة مسحب
زعيم قريشٍ، والزعامة فيهم
من الله في الدنيا وفي الدين منصب
حمولاً لأعباء الرياسة ناهضاً
بأثقالها في الحق يُرضى ويغضب
يقلِّب في النادي أناملَ سؤددٍ
مقبّلها زهوراً يتيه ويعجب
إذا احتُلِبت يوماً أرت أضرع الحيا
على بُعد عهد بالحيا كيف تحلب
أخفُّ من الأرواح طبعاً وإنه
لذو همة ٍ من ثقلها الدهر متعبُ
له شيمٌ ، لو كان الدهر بعضها
لأضحى إلينا الدهرُ وهو محبَّب
وخلْقٌ، فلولا إنَّ في الخمر سورة ٌ
لقلتُ الحميّا منه في الكأس تسكب
لنعم زعيمُ القوم إن يثر لم يكن
ليلبسَ إلا ما الندى منه يسلب
لنعم شريكُ السحب يبسط مثلها
بناناً به روض المكارم معشب
تهذّبُ أخلاقَ السحاب، وإنها
متى يجنِ هذا الدهرُ نعم المؤدِّب
ترى وفدَه منه تُطيف بمورقٍ
على جود كفيه الرجاء المشذّب
فقد عرَّست حيث الندى ، لا سحابة
جهامٌ ولا برق المكارم خلَّب
أبا القاسم اسمع لا وعي لك مسمعٌ
سوى مدحٍ ليست لغيرك تخطب
تجلبت ثوب الدهر، فابقَ ومثله
لودَّي إذا أخلقتَه تتجلبب
لئن ضاق رحب الأرض في عظم رزئكم(25/71)
فصدرُك منه أي وعلياك أرحب
وحلمُك أرسى من هضاب يلملمٍ
وعوُدك من ناب العواجم أصلب
وما حلَّ رزءٌ عزم من شدَّ أزره
أخٌ كحسين والأخ الضرب يطلب
فتى الحزم أما في النهى فهو واحدٌ
ولكنه في موكب الحزم موكب
إذا القوم جدُّوا في احتيالٍ فُحوَّلٌ
وإن قلبوا ظهرَ المجنِّ فقُلَّب
وإن غالبَ الخطبُ الورى فقريعه
أخو نجدة ٍ ما بين برديه أغلب
فلو شحذت فهرٌ بحدّ لسانه
صوارَمها ما كلَّ منهنَّ مِضرب
ولو تنتضي منه اللسانَ لصممّت
بأقطع من أسيافها حين تضرب
يُصافي بأخلاقٍ يروقك أنها
هي الراحُ إلا أنها ليس تقطب
تواضع حتّى صار يمشي على الثرى
وبيتُ علاه في السماء مطنّب
قرى ضيفه قبل القِرى بشرُ وجهه
وقبل نزول النُزل أهلٌ ومرحب
إذا احتلب السحب النسيمُ فكفُّه
على الوفد طبعاً جودُها يتحلَّب
ألا مبلغٌ عنّي الغداة َ رسالة ً
للحد أبي الهادي يقول فيطنب
أبا حسنِ إن تمسِ دارُك والسما
سمائين في أفقيهما الشهب تثقب
فتلك السما سعدٌ ونحسٌ نجومها
على أنها بعضٌ عن البعض أجنب
وهذي السما للسعد كلُّ نجومها
ويخلف فيها كوكباً منه كوكب
فلو عاد للدنيا بشخصك عائدٌ
لأبصرتَ فيها ما يُسرُّ ويعجب
فمن وجهك الهادي تروق بمنظر
لها حسنٌ والحمد بالحسن يكسب
وأحمدُ فيها من بهائك لامعاً
لوفدك فيه عازبُ الأنس يجلب
بكلِّ ابن مجدٍ ما نضا بردة َ الصبا
على أنه فيها لأضيافه أب
أخو الحزم إما قتَه في لدأته
فطفلٌ، وإن مارسته فهو أشيب
بنوكَ بنو العلياء أنجبت فيهم
لك الله هل تدري بمن أنت منجب؟
غطارفة ٌ لا تعقب الشمسُ مثلهم
ولو أنها في أفقها منك تعقب
ذوو غررٍ يجلو الغياهبَ ضوؤها
وغيرهم في عين رائيه غيهب
أأهلَ النفوس الغالبيات مولداً
لأنتم على كسب المكارم أغلب
رقاق حواشي الطبع، طبتم شمائلاً
بها أرج من نفحة المسك أطيب
لكم خلقا مجدٍ، فذلك للعدى
يمر، وهذا للمحبِّين يعذب
طُبعتم سيوفاً لم يلقْ لنجادها
سوى منكب المجد المؤثل منكب
وطنَّبتم أبياتَ فخرٍ أبي العلى(25/72)
لكم عوضاً عنها النجومُ تطنَّب
فما تلك إلا زينة لسمائها
وهذي بفرق المجد للوحي تضرب
فدونكموها ثاكلاً قد تلسبت
ووشيُ بهاءٍ زانها ليس يسلب
أتت لكم عذراء في ريق الصِبا
بعصرٍ سواها فيه شمطاءُ ثيّب
فِداكم من الأرزاء حاسدُ مجدكم
وإلا ففيكم عاش وهو معذَّب
طلعتم طلوع الشمس في مشرق العلى
فلا تغربوا ما الشمس تبدو وتغرب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لحى الله دهراً لو يميل إلى العُتبى
لحى الله دهراً لو يميل إلى العُتبى
رقم القصيدة : 22948
-----------------------------------
لحى الله دهراً لو يميل إلى العُتبى
لأوسعتُ بعد اليوم مسمعه عَتبا
ولكنه والشرُّ حشو إهابه
على شغبه إن قلتُ مهلاً يزدْ شغبا
له السوءُ لم يُلبس أخا الفضل نعمة ً
يسرُّ بها إلا أعدَّ لها السلبا
على الحرّ ملآنٌ من الضغن قلبه
فبالهمّ منه لم يزلْ ينحت القلبا
يطلُّ عليه كل يوم وليلة ٍ
بقارعة ٍ من صرفه تقلع الهضبا
كأنَّ كرامَ الناس في حلقه شجاً
وإلا قذى ً يُدمي لناظره غربا
فيلفظهم كيما يسيغَ شرابه
وتطبقُ عيناه على هدبه الهدبا
وحاربهم من غير ذنبٍ لنقصه
فلست أرى غيرَ الكمال له ذنبا
كأنَّ له يا أعدم الله ظلَّه
لديهم تراثاً فهو لا يبرح الحربا
وأصعبُ حربِ منه يومَ صروفُه
من الشرف السامي ارتقت مرتقى ً صعبا
تخطَّت حمى العلياء حتى انتهت به
إلى حرمٍ للخطب يشعره رُعبا
فما نهنهت دون الوقوف على خباً
ضر بن المعالي فوق رتبته حجيا
ولا صدرت إلا بنفسٍ نجيبة ٍ
عليها مدى الدهر العلى صرخت غضبى
وهوَّن فقدان النساء مؤنَّب
يعيب الأسى لو شئت أو سمعته ثلبا
وهوَّن فقدان الرجال وعنده
على زعمه فيما يرى هوَّن الخطبا
وما كلُّ فقدان النساء بهيِّن
ولا كلُّ فقدان الرجال يُرى صعبا
فكم ذات خدرٍ كان أولى بها البقَا
وكم رجل أولى بأن يسكن التربا
وغير ملومٍ من يبيتُ لفقده
كريمته يستشعر الحزنَ والندبا
فكم من أبٍ زانته عفة ُ بنته(25/73)
وكم ولدٍ قد شانَ والدَه الندبا
فساقت بمأثور الحديث له الثنا
وساق بمأثور الملام له السبّا
بل الخطب فقدُ الأنجبين، ومن له
بذلك؟ لولا أنها تلد النجبا
وربّة ُ نسكٍ بضعة ٌ من محمدٍ
مضت ما زهت يوماً ولا اتخذت تربا
غداة قضى عن أهلها الدهر بعدها
وأوحشها من لا ترى من ذوي القربى
وأخرجها من عالم الكون مثلما
له دخلت، لم تقترف أبداً ذنبا
أحبَّ إلهُ العالمين جوارها
له فقضى بالموت منه لها قربا
حليفة ُ زهدٍ ما تصدَّت لزينة ٍ
ولا عرفتْ في الدهر لهواً ولا لعبا
وخبأها فرط الحياء فلم تكن
تصافحُ وجهَ الأرض أذيالها سحبا
فلو أنَّ عين الشمس تقسمُ أنها
لها ما رأت شخصاً لما حلفت كذبا
وغيرَ حجاب الخدر والقبر ما رأتْ
ولا شاهدت شرقاً لدنيا ولا غربا
فلم تُدر إلا بالسماع حياتُها
وجاء سماعاً أنها قضت النحبا
وأما هي العنقاء قلتَ فصادقٌ
ولكن مقام الاحترام لها يأبي
وما هي إلا بضعة ٌ منمحمدٍ
أجلُّ بني الدنيا وأعلاهم كعبا
وأرحبهم بيتاً، وأوسعهم قرى ً
وأطولهم باعاً وأرجحهم لبّا
رطيب ثرى ً منه تحيِّ وفودهُ
محيّاً بأنداء الحيا لم يزل رطبا
وتلمسُ منه أنملاً هنَّ للندى
سحائب فيها علِّم المطرُ السحبا
ولو نُسبتْ شهبُ السماء بأنها
بنوه إذن تاهتْ بنسبتها عجبا
غدا مركزاً للفضل ما لفضيلة ٍ
جى فلكٌ إلا وكان له قطبا
له حبَّبتْ كسبَ الثناء سجيّة ٌ
بها وهو طفلٌ نفسه شغفت حبّا
وأحرزها عبدُ الكريم شقيقه
فأصبح في كسب الثنا مغرماً صبّا
على أنه البحرُ المحيط وولده
جداول جودٍ كان موردُها عذبا
رضا الفخر هادى المكرمات ومصطفى
جميع بني العلياء ندبٌ حكى ندبا
غطارفة ٌ زهرُ الوجوه لو أنهم
بها قابلو أشهب السما أطفأ الشهبا
بني المصطفى أنتم معادن للتقى
وأرجح أرباب النهى والحجى لبا
رقى صبركم أفعى الخطوب فلم تكن
لتضجركم يوماً ولو أوجعت لسبا
فلا طرقتكم نكبة ٌ بعد هذه
ولا ساور التبريحُ يوماً لكم قلبا(25/74)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أظلم شرقُ الدنيا ومغربها
أظلم شرقُ الدنيا ومغربها
رقم القصيدة : 22949
-----------------------------------
أظلم شرقُ الدنيا ومغربها
لما توارى في الترب كوكُبها
وكادت السبعة الطباق معاً
تطوى وكاد الفناء يعقبها
والأرض في أهلها قد اضطربت
وأوشك الإضطرابُ يقلبها
والناس في حَيرة ٍ بأجمعها
لم تدرِ في الأرض أين مذهبها
أوهت صفاة الإسلام حادثة
حقَّ لكل الأنام تندبها
قد قصمت عروة التقى وعلى
أفق سما الدين مُدَّ غيهبها
فغودرت جاهلية ٌ ومن الـ
ـرشاد لا مرشدٌ يقرّبها
قد عاد أهل الإلحاد ينتهز الفر
صة منهم من كان يرقبها
وراح راعى الضلال ممترياً
ضرعَ لبون الفساد يحلبها
اليوم قضبُ الحمام طبّق في
مفاصل المكرمات مقضبها
جذَّ بها كفُّها وجبَّ به
سنامُها بل وفلَّ مضربها
اليوم أودى محمدٌ حسنُ الـ
أفعال أزكى الأنام أطيبها
إن ناح حزناً عليه مشرقها
جاد به بالنياح مغربها
أرفعُ كل الورى مقامَ عُلى ً
معظمٌ للثناء أكسبها
أسمحُها راحة وأحسنها
خَلقاً للمدح أجلبها
أبلغُها في المقال، أعلمها
أطيبُ منها فرعاً وأنجبها
أربطُ منها جاشاً وأوقرُها
حوّلها في الخطوب قلّبها
قد ضل إلا إليه وافدُها
وضاق إلا عليه مطلبها
إن شمل العالم العقوقُ معاً
أو كاد جهل الأنام يغلبها
فذاك في حلمه يدبّرُه
وذي بأخلاقه يؤدّبها
لنفسه ما يزال في طلب الرا
حة يومَ المعاد يتعبها
في طاعة الله كان يجهدُها
وفي رضاء الإله يغضبها
من مرديات الهوى ينزهُها
وعن دنايا الأمور يحجبها
مرتبة ٌ زاحم النجومَ على الـ
أفُق لفرط العلوِ منكبها
فهمٌ على المشكلات يطلعُه
ليس عليه يخفى مغيّبها
لو قارعته الخطوبُ مجهدة ً
لهان منها عليه أصعبها
وإن عرا الخلقَ حادثٌ جللٌ
فالناس طراً إليه مهربا
فيا لها من رزيَّة عظمت
أهونها قاتلٌ وأصعبها
صبراً جميلاً على غروب ذكاً
كان بخير الجنان مغربها
وأنَّ قبراً قد حلَّه حسنٌ(25/75)
أزكى أراضي الدنيا وأطيبها
لقبره استقى سحاب حياً
والسحب من راحتيه صيّبها
العصر العباسي >> البحتري >> إن دعاه داعي الصبى فأجابه
إن دعاه داعي الصبى فأجابه
رقم القصيدة : 2295
-----------------------------------
إنْ دَعَاهُ داعي الصبَى، فأجابَهْ
وَرَمَى قَلْبَهُ الهوَى، فأصَابَهْ
عِبْتَ مَا جَاءَهُ، وَرُبّ جَهُولٍ
جَاءَ ما لاَ يُعَابُ يَوماً، فَعابَهْ
لَيتَ شِعرِي غَداةَ يُغدَى بسُعدَى،
أيّ شَيءٍ منَ الرَّبَابِ أرَابَهْ
أهُوَ الجِدُّ منْ صَرِيمَةِ عَزْمٍ،
أمْ هوَ الهَزْلُ في الهَوَى والدُّعَابَهْ
خَوْنُ عَينٍ لمْ أحْتَسبْهُ، وَقَلْبٍ
لمْ أخَفْ، يَوْمَ رَامَتَينِ، انقِلاَبَهْ
بَاتَ يَخشَى على البعادِ اجْتِنَابي،
شِقُّ نَفسٍ قد كنتُ أخشَى اجتنَابَهْ
صَافحاً عَنْ خَفيّ ذَنْبٍ، وَقد صَا
فَحتُ، في ساعةِ الوَداعِ، خِضَابَهْ
رَشَأٌ إنْ أَعَادَ كَرَّ بلَحْظٍ
أشعَلَ القَلْبَ مُضْنِياً، أو أذَابَهْ
لمْ يَدَعْ بَيْنَنا التّبَاعُدُ، إلاّ
ذِكْرَةً أوْ زِيَارَةً عَنْ جَنَابَهْ
قَلّ خَيرُ الإخواّنِ، إلاّ مُعِزٌّ
عَن تناءٍ، أو عَائِدٌ من صَبَابَهْ
إنْ تَسَلْني عَنِ الشّبَابِ المُوَلّي،
فَهُوَ القَارِظُ انتظَرْتُ إيَابَهْ
غض عيش زالت غمامته عنـ
ــي، ومن بالغمامة المنجابه
يغنم الموجز الهجوم على الأمـ
ــر، ويكدي المطاول الهيابة
وَخَليلٍ دَعَوْتُهُ للمَعَالِي،
وَهيَ دونَ الطُرَّاقِ تطرَق بَابَهْ
هُمَّ عَنْ دَعوَتي، وَمَن ساءَ سمعاً
في مَوَاضِي أمْثَالهمْ ساءَ جَابَهْ
عَجَبٌ، منه يَوْمَ ذاكَ، وَمنّي،
يَتَقَصّى بالضّاحكِ استغرَابَهْ
لا تَخَفْ عَيْلَتي، وتلكَ القَوَافي
بَيْتُ مَالٍ إنْ أخَافَ ذَهَابَهْ
كَمْ عَزِيزٍ حَرَبنَ منْ غَيرِ ذُلٍّ
مالَهُ، أو نَزَعنَ عَنهُ ثيَابَهْ
قد مَدَحْنا إيوَانَ كسرَى، وَجئنا
نَستَثيبُ النُّعْمَى من ابنِ ثَوَابَهْ
بَيْتُ فَخْرٍ كانَ الغنى لوْ يُوَافي(25/76)
زَائرُ البَيْتِ عندَهُ أرْبَابَهْ
وإذا ما أَلطّ بالحَقّ قَوْمٌ،
فَمنَ الحَقّ أنْ تَنُوبَ القَرَابَهْ
أنْتُمُ منْهُمُ خَلا ما لَبستُمْ
بَعدَهمْ منْ مُعَارِ زِيّ الكتابَهْ
هِمَمٌ في السّمَاءِ تَذهَبُ عَلْواً،
وَرِبَاعٌ مَغشِيّةٌ، مُنْتَابَهْ
وأناس إنْ ضَيّعَ المجد قوم،
حفظوا المجدَ إنْ يُضِيعُوا طِلاَبَهْ
ما سَعَوْا يَخْلُفُونَ غَيرَ أبيهمْ،
كلُّ ساعٍ منّا يُرِيدُ نِصَابَهْ
جَمَعَتْهُمْ أُكْرُومَةٌ، لم يَجُوزُوا
مُنتَهاها، جَمْعَ القِداحِ الرّبَابَهْ
خُلُقٌ منْهُمُ تَرَدّدَ فيهمْ،
وَلِيَتْهُ عِصَابَةٌ عَنْ عِصَابَهْ
كالحسامِ الجرَازِ يَبقى على الدّهـ
ـرِ وَيُفني في كلّ عَصرٍ قِرَابَهْ
ما تَسَامَتْ أخطارُ فارِسَ إلاّ
مَلَكوا الفَرْعَ منهمِ، وَالذّؤابَهْ
وإذا أحْمَدُ استُهلّ لنَيْلٍ،
أكثَرَ النّيْلَ وَاهباً، وأطَابَهْ
مَاثِلٌ في أُرُومَةِ المَجدِ تَرْضَى
مُنْكَفَاهُ إلى النّدَى، وانصِبَابَهْ
أرْتَجي عندَهُ فَوَاضِلَ نُعْمَى،
ما ارْتَجَاهَا الشّمّاخُ عندَ عَرَابَهْ
ماثل في أرومة المجد ترضى
منكفاه إلى الندى وإنصبابه
لمْ يُغادِ الظّما وَلم يَدرِ كَيفَ الـ
ـريُّ مَنْ لم يُمْطَرْ بتلكَ السّحابَهْ
إن جَرَى طالباً نهاية فخر
أحْرَزَ السّبقَ، فائتاً أصْحَابَهْ
ومضاه له تفنن حتى
فايض البحر زاخراً بصبابه
قُلتُ هَبْ شَرّ ما تُعَاني وَقَد يُنْـ
ـجيكَ منْ شَرّ مُؤيِدٍ أنْ تَهَابَهْ
وَمنَ النّقصِ أنْ تُشيدَ بفَضْلٍ
نلْتَ مَدْخُولَهُ، وَنَالَ لُبَابَهْ
إنْ تُرِدْ نَقْلَ بَيْتِهِ لا يُتَابِعْـ
ـكَ شَرَوْرَى، وَلا يُطاوِعْكَ شابَهْ
تَيّمَتْهُ عُرَى الأُمُورِ وَرَاقَتْـ
ـهُ اسْتبَاءً للُبّهِ، وَخِلاَبَهْ
وعلت أريحية منه تدنيـ
ــه لأنس عن الحجى والمهابه
سَلِسٌ بالَعَطَاءِ، حَتّى كأنّا
نَبتَغي عندَهُ حجارَةَ لابَهْ
هُوَ للرّاغبينَ عُمدَةُ آمَا
لٍ كمَا البَيتُ للحَجيجِ مَثَابَهْ(25/77)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لبستُ من الدهر ثوباً قشيبا
لبستُ من الدهر ثوباً قشيبا
رقم القصيدة : 22950
-----------------------------------
لبستُ من الدهر ثوباً قشيبا
ورحتُ بكفيه منه سليبا
وأصبح كلى له مقتلاً
فحيث رمى كان سهماً مصيبا
رماني بصمّاء توهى القوى
وقال إليك توقَّ الخطوبا
فشأنك ما بعد أمَّ الخطوب
بقلبي تحدثُ وسماً غريبا
وقائلة ٍ قد أصابَ الحمام
سواك، وذلك قلبي أصيبا
فنهنه من الوجد ما قد يعيبُ
وكفكفْ من العين دمعاً سكوبا
فقلتُ، وقلبي أنفاسه
من الوجد توري بصدري لهيبا
ألائمي أن أصيب المزاد
بما فيه لابد من أن يصوبا
أطيلي العويلَ معي والنحيبا
وإلا دعيني أقاسي الكروبا
خذي اليوم عن جميل العزاء
فقد ملأ الوجدُ قلبي وجيبا
أتأملُ نفسي إذن ليتها
أصيبت بسهم الردى أن تطيبا
وبالأمس قد وسّدت خدَّه
ترابُ القبور فأمسى تريبا
ويا صاحبيَّ قفا بي عليه
نعط القلوب أسى ً لا الجيوبا
واعقر قلبي لدى قبره
بسيف الشجا لا جياداً ونيبا
وأنضح من دم قلبي عليه
جفوني دماً ليس دمعاً مشوبا
وأدعوه وهو وراء الصعيد
وإن كنت أعلم أن لن يجيبا
أغصناً ولم أجن منه الثمارَ
جنته يدُ الموت غصناً رطيبا
ونجماً له أشرقت مقلتاي
بغربهما يوم أبدي غروبا
عجبت، وما زال هذا الزمانُ
يريني في كل يومٍ عجيبا
تموتُ فتحرم شمَّ النسيم
وأحيا أشم الصبا والجنوبا
وتنزل في موحش مجدبٍ
وأنزل ربعاً أنيساً خصيبا
وتسكن أنت بضيق اللحود
وأسكن هذا الفضاءَ الرحيبا
كفاني بهذا جوى ً ما بقيتُ
يجدد في القلب جرحاً رغيبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا ثاويين إلى جنب الفرات معا
يا ثاويين إلى جنب الفرات معا
رقم القصيدة : 22951
-----------------------------------
يا ثاويين إلى جنب الفرات معا
لدى مقام نبيِّ الله أيوب
أورثتماني وجداً يوم بينكما
ما عشت في الدهر يحكى وجد يعقوب(25/78)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نعى الناعون للشرف المعُلى
نعى الناعون للشرف المعُلى
رقم القصيدة : 22952
-----------------------------------
نعى الناعون للشرف المعُلى
فتى الأشراف سيدَها النقيبا
عليَّ القدر أعبق من نمته
أرومة ُ هاشمٍ في المجد طيبا
به لبس الزمانُ قشيبَ بردٍ
فجوذب ذلك البرد القشيبا
مضى محضَ الضريبة في المعالي
وخلَّد من مآثره ضروبا
وأبقى حيث أغرب في المزايا
على كبد الورى وسماً غريبا
إذا اعترض السلوَّ وكاد يخبو
تعيد لناره الذكرى لهيبا
نعم رحل الحِمام بمن نداه
أقام بكلّ ناحية ٍ خطيبا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نضارة ُ عيشٍ أزهرت واضمحلت
نضارة ُ عيشٍ أزهرت واضمحلت
رقم القصيدة : 22953
-----------------------------------
نضارة ُ عيشٍ أزهرت واضمحلت
وأيامُ أنسٍ أقبلت ثم ولّت
ومنفقة ٍ باللهو أيامَ عمرِها
سروراً رأت ردنى بدمعي بلّت
فظنت عزائي بالملام فأكثرتْ
فلما رأت أن لا عزاءَ أقلّت
فقد عزيت باللوم والقلب بالجوى
فما ملَّ قلبي والعواذلُ ملّت
سقى الله قبراً هلت أمس ترابه
على روح جسمي، ليت كفّي شلّت
غدا سائراً والطرفُ يتبع نعشَه
غداة به عيسُ المنايا استقلّت
ولما تصدّى حائلُ الترب دونه
وعينيَ منه لا فؤادي تخلّت
تلفَّتُّ والأحشاء عن مستقرّها
"لشدّة ما تنزو من الوجد" زلّت
فما خاذلٌ جاءت بخشفين عنهما
وعنها بقفز البيد ضلاً وضلّت
بأكثر منَّي يومَ غاب تلفتاً
ولا أدمعاً فيها الجفونُ استهلَت
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا نعش ما يصنع الفصيحُ؟
يا نعش ما يصنع الفصيحُ؟
رقم القصيدة : 22954
-----------------------------------
يا نعش ما يصنع الفصيحُ؟
لم أدرِ ماذا به يبوح
وأيُّ معنى ً إليه يغدو
في وصف معناكِ أو يروح؟
هل فلكٌ أنتِ من علاه
إليه طرف السهى طموح؟
وقد جرت زهرة ُ المعالي
فيه لغربٍ هو الضريح
أو أنتِ نعش به مسجّى ً
جسمٌ لجسم العفاف روح(25/79)
مناسب الفخر شيعته
والحسبُ الخالص الصريح
سرى على الأرض حاملوه
وهو بأفق السما يلوح
وخلفه والهٌ ثكولٌ
امُّ العلى دمعها سفوح
تطارح الورقَ وهي تدعو
علىم ورقُ الحمى تنوح؟
ما هي والوجد تدّعيه؟
قلبي لا قلبها الجريح
تضمُّ أضلاعُها حشاها
ولي حشاً ضمَّها الضريح
في طلحِها إلفُها، وإلفى
عن وطني شخصها طليح
أصمَّ فيها النعيُّ سمعي
مذ جاء من فارسٍ يصيح
تلك المفداة ُ ساورتها
شكيَّة ٌ ما لها نزوح
فلم تمرض بذات قربى
لها بشكوى الضنى تبوح
حتى قضت، حيث ما عليها
في غربة البين من ينوحُ
نعم بكت بقعة ٌ تصلّي
فيها وشهبُ السما جنوح
وانتحب "الكاتبان" إذ قد
فاتهما وردُها الصحيح
فليغتد اليوم كلُّ خدرٍ
أعمادٌ أسجافه تطيح
فربَّة ُ الاحتجاب أضحت
حجابُها اللحد والضريح
قد غاض ماءُ الحياء يندى
به ثرى ً نشرُه يفوح
توسدت والعفاف فيه
يضمُّه حبيبُها النصيح
شلَّت أكفُّ الزمان ماذا
من حرم المجد يستبيح
إليه دبَّ الضِراء لمّا
أبدى بأن جاء يستميح
واغتال محجوبة بخدرٍ
يحوطها السؤددُ الصريح
والعزُّ عنه يذلُّ ما لا
يذبّه الفارس المشيح
ومن أبى المصطفى حماه
في منعة ما لها مبيح
ذاك الذي راحتاه كلٌّ
على الورى ديمة ٌ دلوح
بالطبع مستحلبٌ نداه
إن حلب الغاديات ريح
كأنَّ منها البنانَ ضئرٌ
يرتضع الدهرُ ما تميح
مستعذَبٌ جودُه المرّجى
مباركٌ وجهه الصبيح
تقرأ في الوجه منه هذا
خاتم أهل الندى المنوح
لا يشتري الحمدَ بالعطايا
إذ كان من حقه المديح
لكنه مذ نشا إلى أن
من شيبه استكمل الوضوح
يتاجر اللهَ كلَ يومٍ
بما حوتْ كفُّه السموح
حتى لقال الورى جميعاً
هذا هو المتجرُ الربيح
كم ريض للناس فيه أمرٌ
صعبٌ على غيره جموحُ
ينشق طيبُ الفخار محضاً
من عطف عليائه يفوح
أغرُّ يلقى الوفودَ طلقاً
والعامُ في وجهه كلوح
إن ناضل الخصمَ ردَّ فاه
مع أنه الناطقُ الفصيح
لسانه ميّتٌ مسجّى ً
والفم منه له ضريح
ما هو إلا خضمُّ علمٍ
منه ذوو العلم تستميح(25/80)
بل هو عنوانُ كل فضلٍ
وهم جميعاً له شروح
ونيّرٌ في سماء مجدٍ
بنوه شهبٌ به تلوح
يا من غدا ربعهم وفيه
أمُّ الردى منتجٌ لقوح
ومن صفات الوقار تمتت
فيهم ومنها الحجى الرجيح
تلك التي عنكم استقلَّت
عيسُ المنايا بها تسيح
طوبى لها جاورت ضريحاً
عن جاره ربُّه صفوح
واضطجعت في حمى ضجيعٍ
حميّه "آدمٌ" و"نوح"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أجل من عُلى ً ما خلتُ يرقاه فادحُ
أجل من عُلى ً ما خلتُ يرقاه فادحُ
رقم القصيدة : 22955
-----------------------------------
أجل من عُلى ً ما خلتُ يرقاه فادحُ
هلالُ المعالى طوحتّه الطوائحُ
ومن حيث لا تعلو يدُ الدهر أهبطت
إلى اللحد نجمَ الفخر فالدهر كالح
تناوله من أفق مجدٍ لعزَّة ٍ
قد انحسرت عنها العيونُ الطوامح
فمطلعه في مشرق المجد مظلمٌ
ومغربه في موضع اللحد واضح
لحى الله يوماً قد أراني صباحه
تباريحَ وجدٍ للحشا لا تبارحُ
به صاح ناعيه فأشغلت مسمعي
وقد مضَّ في قعر الحشا منه صائحُ
وهمَّت جفوني بالبكا فملكتها
على الدمع أرجو الكذب والصدق لائح
وقلتُ لمن ينعاه إذ جدَّ باسمه
بنوح تبيَّن باسم من أنت نائح
بفيك الثرى لا تُسم في النعى جعفراً
فيوشك أن تجتاحَ نفسي الجوائح
فلما أبى إلا التي تشعبُ الحشا
وإلا التي تبيضُّ منها المسائح
جمعتُ فؤادي وانطويتُ على الجوى
على حرقٍ ضاقت بهنَّ الجوانح
أعاذلتي عنّى خذي اللومَ جانباً
فلا أدمعي ترقى ولا الوجدُ بارح
فلم ينسفح من عيني الدمعُ وحده
ولكنَّ كليِّ مدمعٌ منه سافح
أصبراً وذا إنسانُ عينيَ أطبقت
على شخصه أجفانهنَّ الضرايح
قد استلَّه من عيني الدهر بعدما
تخيلتُ أن الدهر لي عنه صافح
بكفٍ له مدَّت إلى َّ بهيئة ٍ
بدت وهي فيها كفُّ خلٍ يصافح
ومرَّت على وجهى فقدَّرتُ أنه
يلاطفني في مَرِّها ويمازح
وما خلتُه يا شلَّها الله أنه
بها لسواد العين منّي ماسح
فأطبقتُ عيني وهي بيضاءُ من عمى ً
وإنسانها حيث اشتهى الدهرُ طائح(25/81)
بمن عن ضياء العين يعتاض طرفها
فيغدو عليه وهو للجفن فاتح
لتجرِ الليالي حيث شاءت بنحسها
فما عندها فوق الذي أنا نائح
وماذا تريني بعدَها في مُدى الأسى
يداً لفؤادي سعدُها وهو ذابح
أقول لركبٍ أجمعوا السيرَ موهناً
وقد نشطت للكرخ فيهم طلايح
أقيموا فواقي ناقة ٍ من صدورها
لاودعكم ما استحفظته الجوانح
خذوا مهجتي ثم انضحوها عقيرة ً
على جدثٍ دمعُ البلى فيه ناضح
وقولوا لأيدٍ أحدرت فيه جعفراً
ولم تدرِ ماذا قد طوته الصفائح
لأحدرت من قلب المكارم فلذة ً
قد انتزعتها من حشاها الفوادح
فغير جميلٍ بعده الصبرُ للورى
ولا عيشهم لولا محمدُ صالح
فتى الحلم لا مستثقلاً لعظيمة ٍ
تخفُ لها الأحلامُ وهي رواجح
تدرَّع من نسج البصيرة قلبه
أضاة أسى ً لم تدّرعها الجحاجح
وصابرها دهياء في فقد جعفرٍ
يكافح منها قلبُه ما يكافح
ونهنه فيه زفرة عدن فوقها
حوانيَ من عبد الكريم الجوانح
تعرّض فيها حادثُ الدهر منهما
لصليَّن من نابيهما السمُّ راشح
ونصلين لا تمضى بيوم كريهة ٍ
مضاءهما يومَ الخصام الصفائح
ورمحين سل قلبَ الكواشح عنهما
بما منهما في القلب تلقى الكواشح
تجده كليماً وهو أعدلُ شاهدٍ
على جرحه والجرحُ لاشك فادح
تسربلتها يا دهرُ شنعاءَ وسمها
لوجهك ما عمَّرت بالخزي فاضح
عمى ً لك هل عينٌ تبيتُ وطرفها
لإنسانها بالشر أزرقُ لامح؟
أفق أيَّ وقتٍ فيه منك لجعفرٍ
تُفرغُ كفٌّ ليته منك طائح
وقد شغلت في كلِّ لمحة ناظرٍ
يديك جميعاً من أبيه المنائح
فتى ً يجد الساري على نوره هدى ً
ولو ضمَّه فجٌّ من الأرض نازح
كأنَّ المحيّا منه والليل جانحٌ
"سهيل" لأبصار المهبّينَ لائح
تجاوز "هادى " مجده كاهل السهى
إلى حيث ما لحظ الكواكب طائح
وأمسى حسيناً وجه جدواه للورى
على حين وجه الدهر في الخلق كالح
وأصبح معنى فخره مصطفى العلى
وكلٌّ لأن يقفو محمدَ صالح
فتى في صريح المجد يُنمى لمعشرٍ
أكفُّهم أنواءُ عرف دوالح
مضيئون ضوء الأنجم الشهب للورى(25/82)
فأزجههم والشهب كلٌّ مصابح
على أول الدهر استهل نداهم
فسالت به قبل الغيوث الأباطح
ومدَّ أبو المهديَّ فيه أناملاً
رواضعها صيد الملوك الجحاجح
جرت بالنمير العذب عشر بحارها
وكل بحار الأرض عذب ومالح
فما للندى في آخر الدهر خاتم
سواه ولا في أول الدهر فاتح
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
رقم القصيدة : 22956
-----------------------------------
أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
ذهب الزمان بعَّدتي وعديدي
نشبت سهام النائبات بمقتلي
فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي
ماذا الذي يا دهرُ توعدني به
أو بعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد
طرقتني الدنيا بأي ملمة ٍ
ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي
ما خلت رحب الصبر ـ حتى فاجأت ـ
عنّى يضيقُ وفيه رحب البيد
الآن أصبح للنوائب جانبي
غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد
طلعت على َّ الحادثات ثنيَّة
لا يُهتدى لرتاجها المسدود
وإلى َّ قد طلعت ذرى ً من شاهقٍ
لا ترتقي هضباته بصعود
فنزعن من كفيَّ قائمَ أبيضٍ
أعددته للقا الخطوب السود
قد ملتُ نحو الصبر حين فقدته
فإذا المصابُ بصبرى َ المفقود
أفهل أذودُ الحادثات بكفيَّ الجذاء أم بحسامى َ المغمود؟
ـجذاء أم بحساميَ المغمود؟
عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلى
ورقدتُ والأيامُ غير رقود
وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه
والدهرُ يرمقني بعين حسود
لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها
وهواجرُ الأيام ذات وقود
ما زلتُ وهو على َّ أحنى من أبي
بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد
حتى رماني في صبيحة نعيه
أرسى بداهية ٍ عليَّ كؤود
ففقدتهُ فقدَ النواظر ضوءها
وعجبتُ عجّة مثقلٍ مجهود
ما لي وللأيام قوض صرفُها
عنّي عمادَ رواقي الممدود
عثرتْ فجاوزت الإقالة عثرة ٌ
وطئت بها أنفى وأنفَ الجود
ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها
فطوتهما والصبرَ في ملحود
حملت بكاهلها الأجبّ لفقده
ثقلَ المصاب وركنها المهدود
وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها(25/83)
رجفت صبيحة َ يومها المشهود
أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى
أم شيبة الحمد انطوى بصعيد
فكأنما أضلاعُ هاشم لم يكن
أبداً لها عهدٌ بقلب جليد
ما زال يوعدها الزمان بنكبة ٍ
صمّاءَ تأخذ من قوى الجلود
حتى أطلَّ بوثبة ٍ فتبيَّنت
ذاك الوعيدَ بيومها الموعود
لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ
إلا وأردفها بثكل عميدِ
يبكى عليه الدينُ بالعين التي
بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد
إن يختلط رزءاهما فكلاهما
قصما قرَا الإيمان والتوحيد
وأرى القريض وإن ملكتُ زمامه
وجريتُ في أمدٍ إليه بعيد
لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته
في مدح جدّك طاهراً في الجيد
أمنت حشاشتُك الروائعَ لا تخف
جورَ الزمان على َّ بالتنكيد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أغائرٌ دمعك أم منجدُ
أغائرٌ دمعك أم منجدُ
رقم القصيدة : 22957
-----------------------------------
أغائرٌ دمعك أم منجدُ
قد رحل الصبرُ ولا منجدُ
يا رابط الأحشاء في راحة ٍ
قد نضجت بالجمر ما تقصد
لا تلتمسْ قلبك في جذوة ٍ
ما بقيتْ منكَ عليها يد
أخلت يبقى لك قلبٌ على
فاغرة الوجد ولا يفقد
وإنَّ قلباً بين أنيابها
طاح شظاياً كيف لا يزرد
حسبك منها زفرة ً لو غدتْ
في جلدٍ منها نزا الجلد
كم هزَّ أضاعَك من فوقها
حتى تلاقين جوى ً مكمد
فساقطت منك الحشا أدمعاً
حمراً على ذوب الحشا تشهد
لو تعلم الأيامُ ماذا جنت
إذاً لودَّت أنها تنفد
لقد أجلَّت رزء خطبٍ لها
في كل قلبٍ مأتماً يُعقد
إذ كوّرت شمساً، بنو المصطفى
فيها ترجَّوا أفقَهم يسعدُ
اللهَ يا دهرُ أبيناهمُ
في زهو بشرٍ للعدى تكمد؟
وبينما في فرط إبهاجهم
فيها لأثواب الهنا جدَّدوا؟
وكلُّهم قد مد عينَ الرجا
لفرقد الفخر بها يرصد؟
إذ يردُ الناعي إليهم بأن
جاء "ابن نعشٍ" ذلك الفرقد
فيغتدي ذاك الهنا حنَّة ً
فرائضُ الدنيا لها ترعد
نعشٌ أتى يُحمل فيه النهى
ميتاً عليه يندب السؤدد
وخلفه العلياءُ في صرخة ٍ
تدعو إلى أين به يقصد؟
يا حاملي إنسانَ عيني قفوا(25/84)
نشدتُكم بالله لا تبعدوا
دعوه لي حسبي لتجهيزه
عينٌ عليه طرفُها أرمد
دموعها الغسلُ وأكفانه الـ
ـبياضُ، والجفنُ له ملحد
غدرتَ يا دهرُ ومنك الوفا
لا الغدرُ بالأمجاد مستبعد
فاذهب ذميماً إنها غدرة ٌ
وجهك ما عشتَ بها أسود
ما لك بالسوء لأهل الحجى
وردتَ لا طاب لك المورد
يا ناهداً بالشرِّ من جهله
تعلمُ بالشر لمن تنهد
وطارقاً بيتَ ندى ً يلتقى
ببابه المتهمُ والمنجد
حسبك من بيتٍ عتيد القِرى
أن له أفق السما يحسد
تخمد شهبُ الأفق لكن به
مواقدُ النيران لا تخمد
سواه ما للمجد من مهبط
وما لذمٍّ نحوه مصعد
فمقعداه للتقى والندى
وحاجباه العزُّ والسؤدد
ألم تجده حرماً آمناً
يحجُّه الأبيضُ والأسود؟
فكيف تسعى فيه لا محرماً؟
كأنما أنتَ به ملحد
ما هو إلا بيتُ فخرٍ له
قبيلة ُ المعروف قد شيدوا
بيتٌ أبو الندب الرضا ربه
أكرمُ مَن تحت السما يُقصد
مولى ً درت أهلُ العُلى أنه
دون الأنام العلمُ المفرد
وأنه لولا هداه الورى
ضلَّت فلا رشدٌ ولا مرشد
وأنه لولا ندى كفه
لم يُرَ لا رفدٌ ولا مرفد
تلقاه طلقَ الوجه من هيبة ٍ
يفرق منها الأسد الملبد
محببٌ من حسن أخلاقه
حتى إلى مَن مجدُه يحسد
ما سهدت من خائفٍ مقلة ٌ
إلا وبالأمن لها يرقد
من ذا سواه قام يدعو الورى :
دونكم من بحر جودي ردوا
ومدَّ كفاً بغريب الندى
آلاؤها بين الورى تحمد
بخَّلت المزن ففي بخلها
حلائبُ المزن لها تشهد
تبصر في راحته أبحراً
طافحة ً أمواهها العسجد
أسرَّة تُسمى ولكنّها
بحارُ جود بالندى تزبد
فهو لعمري حجة ٌ في الندى
وآية ٌ في الفضل لا تجحد
قد قام لله بما بعضه
لكلّ أمجاد الورى معقد
مكارمٌ ما لكريمٍ سوى
عبد الكريم الندب فيها يد
ذاك أبو الكاظم غيثُ الندى
تربُ المعالي نجمها الأسعد
أين بنو العلياءِ من مجده؟
ومجدُه ما ناله الفرقد
فقل لهم: لا تطلبوا نهجَ مَن
لطُرقه في المجد لن تهتدوا
قفوا جميعاً حيثُ أنتم فما
لكم إلى عليائه مصعدُ
هيهات أن يعلق في شأوه(25/85)
إلا "الرضا" فرع العلى الأمجد
مباركُ الطلعة في يمنها
جميعُ مَن صبَّحه يسعد
يرى سمات الخير في ماله
بأنه خيرُ الورى تشهد
مهذّبٌ رشحه للعُلى
زعيمها الأكبرُ والسيِّد
فجاء فرداً في النهى كاملاً
يُثنى عليه الفضلُ والمحمد
شمسُ عُلى ً "هادٍ" لآفاقها
بدرٌ له بدرُ السما يسجد
وشهبُها الزهر "حسين" الندى
من طاب منه في العُلى المولد
وفخر أرباب النهى "المصطفى "
من هو أزكى من نما محتد
وكوكب الرشد "أمينُ" التقى
و"كاظمُ" الغيظ الفتى الأمجد
و"باقرُ" الفضل وروحُ العلى
"عيسى " فهل فخرٌ كذا يوجد؟
قومٌ هم شهبُ الفخار التي
منها بكلٍ ترجم الحسَّد
أنجمُ فضلٍ زهرتْ فاهتدى
بنورها الأقربُ والأبعد
حتى لقد قال جميع الورى :
هذا لعمري الشرف المتلد
يا أسرة َ المعروف لا نابكم
من بعد هذا الرزء ما يكمد
وهذه النكبة معْ أنها
فيها ثوابُ الصبر لا ينفد
لا يحمد الصبر على مثلها
لكنَّه من مثلكم يُحمد
وإنَّ من عنكم طواه الردى
في جنَّة الخلد له مقعد
قرَّ بها الطرفُ وطرف العلى
شوقاً إلى مرآه لا يرقد
ودمعُ عين المجد مذ أرخوا
المهدي فيها غاب لا يجمد
فعيشه في ظلِّ فردوسها
تالله أرخ لهَوَ الأرغد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد تبلغ الأنفسُ في ارتيادها
قد تبلغ الأنفسُ في ارتيادها
رقم القصيدة : 22958
-----------------------------------
قد تبلغ الأنفسُ في ارتيادها
حصولَ ما تهواه من مرادها
وقد تديم السعيَ في تتمة ِم
انتقاصها أو طلب ازديادها
ففاتها ما اعتقدت حصوله
وجاءها ما ليس في اعتقادها
وكلما قدّره الله لها
في قربها يجري وفي بعادها
هذا ابنُ أمَّ المكرمات من غدا
يرفل في الفاخر من أبرادها
جوادُها وهل بمضمار العلى
أسبقُ من "محمدٍ جوادها"؟
أنكر مسَّ الدهر من خشونة ٍ
لا يرقد الحرُّ على قَتادها
فانساب مثل الأيم عن بلاده
ينتجعُ العزَّة في بلادها
يطلبها بعين يقظانَ رأت
سهادَها أعذبَ من رقادها
مقتعداً من الإباء صعبة ً(25/86)
لا يقدر الدهر على اقتعادها
حتى اصطفى من عزة ٍ دارَ عُلى
ترفع كفُّ المجد من عمادها
فاحتلَّ منها في رباع شرفٍ
عادت نجوم الأفق من حسادها
قد عقد النديَّ فيها للنهى
واصطنع العرفَ إلى قصّادها
واستحلت الفرسُ له خلائقاً
أخلاقها المرة ُ من أضدادها
فكان فيها كهلال فطرِها
وكلُّ يوم مرَّ من أعيادها
أمّل أن يعودَ وهو رافة ٌ
بناعم العيش إلى بغدادها
فعاد في نعشٍ حوى "صفيّة ً"
أعزَّ في عينيه من سوادها
خلتُ أهنّيه على قدومه
لا أن أعزّيه على افتقادها
وفيه في النادي لآل المصطفى
أقول قرَّت مقلتا أمجادها
لا أنني أقول في مأتمها
صبراً وأين الصبرُ من فؤادها
يا خجلة الأيام من "محمدِ"
"صالِحها" الزاجر عن فسادها
قد صبغ العارُ لها وجوهَها
فلتستتر بفاضح اسودادها
يا قصرتْ يدُ الليالي ما جنت
على أبي "المهديّ" في امتدادها
أليس دأباً كفَّها مملوَّة ً
من كفِّه البيضاء في إرفادها
مولى ً على الأرض تراه رحمة
عمَّت جميع الأرض بانفرادها
أحيا ثراها وأمات جدبَها
بجوده، وكان من أوتادها
مقتصدٌ يسرف في بذل الندى
حيث الورى تسرف باقتصادها
كأنَّ من وقاره حبوتُه
تضمنُ منه الطودَ في انعقادها
سدَّت لأهل الأرض فيه ثلمة
ما ظفرتْ لولاه بانسدادها
خافتْ ولما التجأتْ لعزِّه
أقرّها والأرض في مهادها
يُنمي إلى قبيلة المجد التي
طريفها يعربُ عن تلادها
إن عدَّدت لمفخرٍ ودَّت بأن
تدخلُ زهر الشهب في عدادها
تواترت عنها رواياتُ الندى
من ولدها تنقل في آحادها
في كل ذي نفسٍ تزكَّت بالتقى
لا تعلق الآثامُ في أبرادها
تديم ذكرَ الله، بل كاد لها
يقوم ما عاشت مقامَ زادها
هذا أبو "المهدي"فانظر في الورى
هل كأبي "المهديّ" في عبادها؟
كأنَّ في جنبيه نفسَ ملكِ
تستنفد الأوقات في أورادها
أتعبها في طاعة الله لكي
تفوزَ بالراحة في معادها
حسبُك ما ترويه عن آبائها:
أن التقى والبرِّ في زهّادها
بل كيف لا تثبت دعوى شرفٍ
"أبو الأمين" كان من أشهادها(25/87)
ندبٌ حياض الجود منه نعمة ٌ
تروي بها الوفدَ على احتشادها
يزداد ورياً زندُ مكرماته
إن زادت الجدوب في أصلادها
صلّى إلى العلياء خلفَ سابقٍ
كان هو النخبة من أمجادها
ذاك أخوه وأبو النجب التي
قد أخذ الفخارَ في أعضادها
منها الرضى للوفد حيث سخطت
من بخل أهل الأرض في ارتيادها
محببُ الأخلاق محسود العُلى
دامت له العلياء مع حسّادها
قد خلط البشرى لذي ودادها
بهائل السخط لذي أحقادها
مثلَ البحار الفعم يروي عذبُها
ويغرق الجائشُ في إزبادها
أو كالقطار السجم يُرجى برقُها
ويُرهب القاصفُ من إرعادها
له الندى المورودُ عبّاً وندى
سواه مثلُ المصّ من ثمادها
أزهرُ بسّام العشيِّ إن دجت
أوجهُ أقوام على قصّادها
يلتمع السرورُ في جبينه
عند قِرى الأضياف وازديادها
قد طاول الأنجمَ "هادي" مجده
حتى سما الكاهل من أفرادها
واتقدت من فوقها أنوارها
حتى شكت إليه من إخمادها
قد خلّف "المهديُّ" خير من مشى
في هذه الأرض على مهادها
وقام في دار علاهُ حافظاً
له ذمامَ الجود في وفّادها
وبعضهم كالنار لا يخلفها
منها سوى ما كان من رمادها
أبلج لا يشبهه البدرُ لأن
تشينه الكلفة ُ في سوادها
من فئة فيها الوقارُ والنهى
ساعة تستهلُّ في ميلادها
"كمصطفى " الفخر وناهيك به
في شرف النفس وفي إرفادها
جلَّ فلولا صغرُ النفس إذن
لقيل هذا مصطفى أجدادها
مَن مثله وأين تلقى مثله؟
يا رائد المعروف في أجوادها
هذا الذي قد وجدت عفاتُه
برد الندى منه على أكبادها
وعن حسينٍ جودُه تحدَّثت
تحدّثَ الروضة عن عهادها
كالغيث في دنوه، والبدر في
علوِّه والشمس في اتقادها
بل في "أمين" الحلم نفسُ "كاظمٍ"
للغيظ مما ساء من حسّادها
"جعفرُ" فضلِ و"الجواد" جعفرُ" الـ
ـفضل وذا حسبُك من تعدادها
قد ولدت أمُّ المعالي غيرَها
لكن هي الصفوة ُ من أولادها
تهوى السما أن تغتدي فراشها
والشهبُ أن تكون من وسادها
حيث أبو "المهديّ" قد رشَّحها
للفخر والسؤدد من ميلادها
يا فئة ً أحلامها ما زحزحت(25/88)
راجفة الخطوب من أطوادها
إليكموها غرراً وإن تكن
بدت من الأحزان في سوادها
وسمتها بمدحكم فأقبلت
سماتها تنيرُ في أجيادها
بلطفها من القوافي نزلت
منزلة الأرواح من أجسادها
جاءتك ثكلى غير مستأجرة ٍ
تستقصر "الخنساء" في إنشادها
لو رددت نوحاً "لصخرٍ" لأرت
كيف انفطارُ الصخر في تردادها
ناحت فأبكت شجناً عينَ العُلى
بأدمعٍ تذوب من فؤادها
ثم دعت لا طرقت ربعَكمُ
إلا المسرّات مدى آبادها
ولا وعى غيرَ التهاني سمعُكم
أو مدحاً تطرب في انشادها
ومنكم لا برحت آهلة
عرينة ُ العزَّة في آسادها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما للعيون حاربت رقادَها؟
ما للعيون حاربت رقادَها؟
رقم القصيدة : 22959
-----------------------------------
ما للعيون حاربت رقادَها؟
وسالمت على القذى سهادها
وما الذي أوجست الناس ضحى
فألزمت أكفّها أكبادها؟
نعم هوت دعامة ُ الفضل التي
لدينه ربُّ السماء شادها
واليومَ عزَّى "جعفراً" "بجعفر"
ناعِ نعى إلى الورى رشادها
قد جمع الدهرَ قواه كلها
بليلة قد ضاعف اسودادها
حتى على رزء الهدى بقلبه
أرزاءُ كل آله أعادها
اللهَ يا دهرُ لقد خلّدتها
سبَّة عارٍ لا ترى نفادها
للمجد كانت مقلة ٌ واحدة ٌ
مسحت في كفِّ الردى سوادها
العصر العباسي >> البحتري >> لوت بالسلام بنانا خضيبا
لوت بالسلام بنانا خضيبا
رقم القصيدة : 2296
-----------------------------------
لَوَتْ بالسّلامِ بَنَاناً خَضِيبا،
وَلحظاً يَشُوقُ الفُؤَادَ الطّرُوبَا
وَزَارَتْ عَلى عَجَلٍ، فاكتَسَى
لزَوْرَتِهَا أبْرَقُ الحَزْنِ طِيبَا
فَكَانَ العَبيرُ بِهَا وَاشِياً،
وَجَرْسُ الحُلِيّ عَلَيْها رَقِيبا
وأنَسَ لَيْلَتَنَا في العِنَا
قِ لَفُّ الصِّبَا بِقَضِيبٍ قَضِيبَا
سَكُوتٌ يَحِرُّ عَلَيْهِ الهَوَى
وشَكوَى تَهيجُ البُكَا والنّحِيبا
كمَا افتَنّتِ الرّيحُ في مَرّها،
فَطَوْراً خُفُوتاً وَطَوْراً هُبُوبَا
عَنَتْ كَبِدي قَسوَةٌ منكِ ما(25/89)
تَزَالُ تُجَدِّدُ فيهَا نُدُوبَا
وَحُمّلْتُ عِندَكِ ذَنْبَ المَشِـ
ـيبِ حَتّى كأنّي ابتَدَعتُ المَشِيبَا
وَمَنْ يَطّلِعْ شُرَفَ الأرْبَعِيـ
ـنَ يُحَيّي من الشَّيبِ زَوْراً غَرِيبا
بَلَوْنَا صَرَائبَ مَنْ قَدْ نَرَى،
فَمَا إنْ رَأيْنَا لفَتْحٍ ضَرِيبَا
هُوَ المَرْءُ، أبْدَتْ لَهُ الحَادِثَا
تُ عَزْماً وَشيكاً، وَرَأياً صَلِيبَا
تَنَقّلَ في خُلُقَيْ سُؤدَدٍ
سَمَاحاً مُرَجًّى، وبأساً مَهِيبَا
فكالسّيفِ، إنْ جِئْتَهُ صَارِخاً،
وَكالبَحْرِ إنْ جِئْتَهُ مُسْتَثِيبَا
فتًى كَرّمَ الله أخْلاَقَهُ،
وألبَسَهُ الحَمدَ غَضّاً، قَشِيبَا
وأعطاهُ مِنْ كلّ فَضْلٍ يُعَدُّ
حَظّاً، وَمِنْ كلّ مَجدٍ نَصِيبَا
فَدَيْناكَ مِن أيّ خَطْبٍ عَرَا،
وَنَائِبَةٍ أوْشَكَتْ أنْ تَنُوبَا
وإنْ كَانَ رَأيُكَ قَد حَالَ فيّ،
فَلَقّيتَني بَعدَ بِشْرِ قُطُوبا
وَخَيّبْتَ أسْبَابيَ النّازِعَا
تِ إلَيكَ، وَما حَقُّها أنْ تَخيبَا
يُرَيّبُني الشيءُ تأتي بهِ،
وأُكْبِرُ قَدْرَكَ أنْ أسْتَرِيبا
وأكْرَهُ أنْ أتَمَادَى عَلى
سَبيلِ اغْتِرَارٍ، فألقَى شَعُوبا
أُكَذّبُ ظَنّي بأنْ قدْ سَخِطْـ
ـتَ، وَمَا كنتُ أعهَدُ ظَنّي كَذُوبا
وَلَوْ لم تكُنْ ساخِطاً لمْ أكُنْ
أذُمُّ الزّمانَ، وأشكُو الخُطُوبا
ولا بُدّ مِن لَوْمَةٍ أنْتَحِي
عَلَيكَ بها، مُخطِئاً، أو مُصِيبَا
أيُصْبِحُ وِرْديَ في سَاحَتَيْـ
ـكَ طَرْقاً، وَمَرْعَايَ مَحْلاً جَديبَا
أبِيعُ الأحِبّةَ بَيْعَ السّوَامِ،
وآسَى عَلَيْهِمْ: حَبيباً حَبيبا
فَفي كلّ يَوْمٍ لَنَا مَوْقِفٌ،
يُشَقّقُ فيهِ الوَداعُ الجُيُوبَا
وَمَا كَانَ سُخطُكَ إلا الفِرَاقَ،
أفاضَ الدّموعَ، وأشجَى القُلُوبَا
وَلَوْ كُنتُ أعرِفُ ذَنْباً لَما
تخالَجَني الشكُّ في أنْ أتُوبا
سأصْبرُ حتّى أُلاقي رِضَاكَ:
إمّا بَعيداً، وإمّا قَرِيبَا
أُرَاقِبُ رأيَكَ حَتّى يَصحُّ،
وأنْظُرُ عَطْفَكَ حتّى يَثُوبا(25/90)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أعلمتِ طارقة الخطوب السودِ
أعلمتِ طارقة الخطوب السودِ
رقم القصيدة : 22960
-----------------------------------
أعلمتِ طارقة الخطوب السودِ
بحمى الوصر صرعتِ أيَّ عميدِ
ونزعتِ يا نزعتْ يداك بنانَها
من قبّة الإسلام أيَّ عمود
ونعم فهبكِ قرعِته بمرَّنة ٍ
صمّاء تأخذ من قوى الجلمود
أفطرتِ إلا قلبَ حامية الهدى
وصدعتِ إلا بيضة التوحيد؟
وبللتِ إلا في مدامع عينه
ذاك الصعيدَ على أجل فقيد؟
الآن مات العلمُ واندرس التقى
وعفا السماحُ وطاح كفُّ الجود
فُجعت بنو الدنيا بزاد مقلِّها
وبريِّ حائمة الرجا المطرود
وسرى فطبَّقها عليه مآتماً
ناعٍ تضيق به رحابُ البيد
صلّى الإله عليك من مفقود
جلَّ المصاب به عن التحديد
شغلت رزيتُك الملائك فاغتدت
لك في هبوطٍ عن جوى وصعود
وكفاك قدراً أنَّ نعيَك في السما
خلطته بالتقديس والتحميد
وبرفعها ذاك السريرَ تقرّبت
زلفى إلى خّلاقها المعبود
رفعت به الأخوين شخصَك والتقى
وتلته بالتسبيح والتمجيد
وبكاك دينُ الله بالعين التي
بكت الأئمة َ علَّة الموجود
عدلت رزَّيتهم رزيتَك التي
قصمت قوى الإيمان والتوحيد
ماذا يوارى خطُّ قبركَ من حجى ً
يزنُ الجبالَ ومن ندى ً مورود
إن تمس مهجورَ الفناء فطالما
وقف الرجاءُ ببابكَ المقصود
أو إن تكن جمدت بنانُك بالردى
فعليك عينُ الجود غير جمود
أو قلَّ من أيام عمرك عدّها
فكثيرُ بِرّك ليس بالمعدود
تبكيك عينٌ كم مسحت دموعَها
ببرود فضلٍ لا بفضل برود
لم تبقَ بعدك للمطالب نجعة ٌ
طُويَ الرجاءُ على حشا مكمودِ
هدم الردى بك ركنَ ملة "أحمدٍ"
ولطالما بك كان للتشييد
غسلت سوادَ عيونها بدموعها
فصبغن أردية الكرام الصيد
صبغت بها تلك الثيابَ فسوَّدت
وجهَ الزمان بذلك التسويد
ورأت بقية فخرها قد أدرجت
في برد شخصٍ بالفخار وحيد
كم رَدَّ غربَ الخصم وهو مركَّبٌ
منها بثغرة نحرها والجيد
ووقى بمهجته الكريمة قلبَها(25/91)
من أسهم الأعداء كلَّ مبيد
فكأنها في صبرها دون الهدى
مع فرط رقَّتها مجنُّ حديد
بأبي الذي عقدوا عليه رداءَه
والخيرُ تحت ردائه المعقود
لبس الحياة َ فصان طاهرَ بردها
بصلاحه وعفافه المشهود
حتى استجدَّ سواه ثوباً للبلى
ومضى على كرمٍ نقى َّ العود
يا ثاوياً خلف الصعيد كفى جوى ً
أني دعوتكَ من وراء صعيد
لثراك استسقي ثلاثَ سحائبٍ
متكافئاتٍ كلها في الجود
فسحابة وطفاء منك تعلَّمت
للأرض سقيَ تهائم ونجود
وسحابة من جود كفَّكَ أنبتت
شكرَ العفاة بدرَّها المحمود
وسحابة من عبرتي ما أن ونت
إلا وقالَ لها افتقادكَ جودي
هي بالزفير إليك ذاتُ بوارقٍ
ومن الحنين عليك ذاتُ رعود
فاذهب حميداً في الجنان مخلداً
فالعيشُ بعدك ليس لي بحميد
ولقد دعوت الدينَ بعدك دعوة ً
يستكُّ منها سمعُ كلِّ حقود
لا تخشَ ضعفاً في الزمان وإن غدا
يرسو بداهية ٍ عليك كؤود
فبه لك "لمهديُّ" أمنعُ قوَّة ٍ
تأوى لركنٍ من علاه شديد
نسجت حميتهُ عليك صنيعتهً
لم تقضِ نثرتها يداً داود
فإذا دجا ليسلُ الخطوب فلقته
من ضوء صبح جبينه بعمود
علمُ الهدى السامي الذي هو في كلا
حسبيه سادَ على الكرام الصيد
ومفيد فضلٍ لو أتى العصر الذي
فيه المفيدُ لقال أنتَ مفيدي
هو آية ُ الله التي قد أبطلتْ
في العالمين عنادَ كلِّ جحود
وأبو المصابيح التي شهبُ السما
رمقت مطالعَها بطرف حسود
لو فاخرت نهرَ المجرَّة في السما
غلبت بجعفر جودها المورود
ذاك الذي في الجود أرسل صالحاً
لكن لأهل الفضل لا لثمود
و"محمدٌ" منه الحسينُ فعاذرٌ
إن قلتُ أرسل خاتماً في الجود
أقمار تمٍ في بروج سما العُلى
شرفاً يضيءُ على الليالي السود
وأسودُ غيلٍ في المهابة لو حموا
مأوى الظِباء لكن غيل أسود
وترى المكارمَ من مناقب فضلهم
تختالُ بين قلائدٍ وعقود
من كلّ محتلب البنان رقيقها
في كلّ جامدة الضروع صلود
ويقول للكفِّ الكريمة كلما:
بدأت بعارفة ٍ بدار أعيدي
يا عترة َ الوحي الذين توطَّدت(25/92)
بهم دعائم ملَّة َ التوحيد
دمتم لنا والعزُّ فوق رواقكم
والفخر تحت رواقه الممدود
وبحسبكم علمُ الشريعة جعفرُ" الـ
إحسان عن عَلم الهدى المفقودِ
والعزُّ من آل المكارم من سَموا
شرفاً بفضلِ طارفٍ وتليد
قد رُدَّ عقدُ الفخر في جيد العُلى
"بأبي محمد" وهو عقدُ الجيد
وأعاد يا دار الهدى لك "جدّه"
فكأنه لم يُطوَ في ملحود
أحيا مآثره الحسانَ وزادها
لو كان فيها موضعٌ لمزيد
لو لم تبت أمُّ السماح طروقة
لندى يديه لم تكن بولود
يا من وجوهُهم مصابحُ للهدى
وأكفُّهم في الجود سحبُ الجود
ماذا أقول معزّياً بنشائدى ؟
قطعت مهابتُكم لسان نشيدي
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ
كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ
رقم القصيدة : 22961
-----------------------------------
كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ
وتُدفن رضوى ببطن اللحود
كذا يُستباح حريمُ العُلى
وتهوى بدور الهدى في الصعيد
بنفسيَ من لم يرثه ذووه
غير علاءٍ ومجدٍ مشيد
وكُبَّت جفانُ القِرى بعده
ونيرانها رُميت بالخمود
حلفَ الندى وشقيق السماح
ليومك هولٌ كيوم الورود
سُقيت الحيا لست أنت الفقيد
ولكنَّ صبريَ عينُ الفقيد
فلا قلتُ بعدك للعيش طب
ولا قلتُ بعدك للسحب جودي
لقد دلَّ مجدُك هذا الطريفَ
على مجد قومك ذاك التليد
بني هاشمٍ هم عقودٌ وأنـ
ـتَ واسطة ٌ بين تلك العقود
ولو كان يُدفع ريبُ المنون
عن المرء في عُدَّة ٍ أو عديد
لقامت تقيك الردى فتية ٌ
تُذمُّ إذا شُبّهت بالأُسود
صِباحُ الوجوه وأسيافهم
من الموت تُطبع لا من حديد
وتغدو المنايا بأرماحهم
شوارعَ ما بين حمرٍ وسود
ولكنَّه لموتُ لا مانعٌ
لمن رام من سادة ٍ أو عبيد
عزاءً أبا "صالحٍ" لا فجعتَ
من بعد هذا المصاب الكؤود
فحلمُك أرسى من الراسيات
وليس شبيهٌ له في الوجود
وجاراك في الفخر أهلُ السباق
ولكن سبقت لشأوٍ بعيد
فأصبح شأنُهم في انحدارٍ
وشأنك عنهم غدا في صعود
وما مرَّ يومٌ جديدٌ عليك(25/93)
إلا ظهرت بفضلٍ جديد
لئن ساءك الدهرُ في "جعفرٍ"
فإنَّ الإساءة َ شأنُ العبيد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إذا كتبتُ فخطّي زهرُ آكامِ
إذا كتبتُ فخطّي زهرُ آكامِ
رقم القصيدة : 22851
-----------------------------------
إذا كتبتُ فخطّي زهرُ آكامِ
ولؤلؤٌ زنت فيه جيدَ أيامي
كأَنَّ في كفّي البيضا بأنعام
بين الأناملِ فوقَ الطرسِ أقلامي
غيدٌ بحزوى تهادى بين آرام"
وفي البياضِ مِدادي لا يقاسُ به
سوى احورار العذارى في تناسُبه
وخالُها حُسنُ نَقطي في ضرائبه
"والسطرُ في كلمي في رِقِّ كاتِبه
سلكٌ بدا درُّهُ في كفِّ نظَّام"
ربُّ الفصاحة ِ والأقلامِ من رُسُلي
وصحفُها غرُّ آيِ الشعرِ من قِبَلي
وما تنزَّهتُ عن قولي ولم أقلِ
"أنا كليمُ المعاني واليراعة ُ لي
هي العصا والمعاني الغرُّ أغنامي"
إني عن الروحِ أعلا الخلقِ مَنزلة ً
عن كلِّ آيٍ أتت في الذكرِ مُنزَلَة ً
عن الإِلهِ الذي عمَّ الورى صِلة ً
"أروي أحاديثَ آبائي مسلسَلة ً
كما روت نَشَواتي بنتُ بسطام"
أنا الذي زَلزَلَ الدنيا وآهلَها
ولفَّ في آخرِ الغبراءِ أوَّلها
والبيضُ تشهدُ لو جرَّدُت أنصلها
"في الكرِّ والفرِّ هاماتُ الكماة ِ لها
وقعُ الدخيلِ على أقدامِ أقدامي"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طفنا بنادي عُلى َ بالبشرِ ملَتمِع
طفنا بنادي عُلى َ بالبشرِ ملَتمِع
رقم القصيدة : 22852
-----------------------------------
طفنا بنادي عُلى َ بالبشرِ ملَتمِع
كم ضمَّ للأُنسِ من كهلٍ ومن يَفع
وربَّ شادٍ هناكَ اهتاجَ ذا ولع
وربَّ مجلسِ أُنسِ فوقَ مرتفع
قد طالَ إيوان كسرى الملك إِيوانا"
بناءُ عزٍّ ولكن سقفُه كرمٌ
حتّى عليه الثُريّا لم تطأ قدمٌ
ذو منظرٍ عنه ثغرُ الدهرِ مبتسمٌ
"تودُّ لو أنها تحكي له إرمٌ
وعرشُ بلقيسَ أن يحكيه أركانا"
رباعُهُ لم تزل يا ميُّ آهلة ً
بمن كم افترضوا للوفدِ نافلة ً
فمن شذا فخرِهم إن رحتِ سائلة ً(25/94)
"تجري الصَبا الغضُّ في مغناهُ حاملة ً
له بأَردانِها شيحاً وريحانا"
ومع نديمٍ كأَن حيا بمجمرَة ٍ
مفاكهٍ بأناشيدٍ معطّرة ٍ
ذي طلعة ٍ مثلَ وجهِ البدرِ مسفرة ٍ
"في ليلة ٍ مثل صدرِ الصبحِ مقمرة ٍ
بتنا، بحيث تبدّى الفجر، نُدمانا"
بتنا ومجتمعُ اللّذاتِ مجمعُنا
ونشوة ُ الأُنسِ لا الصهباءِ تصرعُنا
نُحيي الدُجى ونميت الهمَّ أجمعُنا
"جذلا سُكارى وإبراهيم يُسمعُنا
نشائدَ الشعرِ ألحاناً فألحانا
عنوانُ أخبارِ أهلِ الفضلِ إن رُويت
قرآنُ آياتِ علياها إذا تُليت
لسانُها للمقالِ الفصل إن دُعيت
إنسانُ عين بني الدنيا لقد عَشِيت
عينٌ رأت غيرَه في النّاسِ إنسانا
لم تحكِ أخلاقَهُ الصهباءُ مُرتشفا
ولم تماثِلُه أربابُ النهى ظَرَفا
ممَّن ترى الكلَّ منهم سابقاً أنفا
قد فاتَ أقرانه ثمَّ ارتقى شرفا
فما ارتضى النسر والجوزاء أقرانا
يَفوقُ حيَّ ملوكِ الأرضِ مَيتهمُ
وفوق أنماطِها يجري كميتهمُ
دعني ومدحهم إنّي رأيتهمُ
من سادة ٍ شرعة ُ الإسلام بيتهم
سادوا جميعَ الورى شيباً وشبانا
بيتٌ تُفاخِرُ هام الصيد أرجُلنا
على ثراه، فتهوي فيه تحمِلنا
يا ليلة ً طابَ فيها منه مَنزلنا
بتنا ومُذهبَة ُ الأحزانِ تشملنا
بحرٌ تناول منه نوحُ طوفانا
لزورقِ الفكر سبحٌ في جداولهِ
وطائرِ البشرِ صدحٌ في خمائلهِ
قد شفَّ عن دُرِّه صافى مناهلهِ
وخضرة ُ الروضِ حَفَّت في سواحله
فروضُهُ روضة َ الفردوسِ أَنسانا
روضٌ من الأُنسِ في طَلِّ الهنا خظل
كم فيه حيّا الندامى شادنٌ غَزِلُ
وعاطشُ الخصرِ ريّانُ الصِبا ثملُ
وأهيفُ القدِّ قاني الخدِّ معتدل
إذا بدى وتثنّى أخجلَ البانا
ظبيٌ من الإِنسِ باتَ الحُلي باهِضه
ذو مبسمٍ هُمتُ لمّا شُمتُ وامضه
لهوتُ فيه غضيضَ الطرفِ خافضه
قد خفَّف اللينُ خدّيه وعارضَه
وثقَّل السَكرُ من عينيه أجفانا
غضُّ الشمائل من زهو الصِبا طرِبُ
كم جدَّ في مُهجتي من لحظِه لَعِب
ضربٌ من الخمرِ ما في فيه أم ضَرَب(25/95)
مهفهفٌ غنجٌ في ثغره شَنبُ
ولؤلؤٌ رطبٌ ريقاً وأسنانا
أُجيلُ فكريَ طوراً في حواضنه
أيُّ الجواهر كانت من معادنِه
وتارة ً في هوى قلبي وفاتِنه
أُسرِّح الطرفَ في معنى محاسنهِ
فيرجعُ الطرفُ عن معناهُ حيرانا
أنشى لنا الأُنسَ مذ غنَّى لنا هَزجا
فردَّ منّا خليعاً كلَّ ربِّ حجى
قد راقَنا بهجة ً بل شاقنا دَعَجا
أظنُّه كان شمساً أو هلالَ دُجى
أو ريمَ رملٍ براهُ الله إنسانا
مفضّضُ الثغرِ ذو كفٍّ مخضبّة ٍ
ووجنة ٍ من دماءِ الصبِّ مُشرَبة ٍ
مرخى فروعٍ كنشر المسكِ طيبة ٍ
يشتدّ بين الندامى في مُذهَّبة ٍ
كالشمسِ مشرقة ً في أُفق مَغنانا
لم أدرِ هل سُكبت من ذوب عسجدهِ
أم خدُّه قد كساها من تورُّده
أم استعارت سناها من توقُّده
إذاة هوى يلقِطُ الألبابَ من يده
سُلافُها خَلَتها ناراً وقُربانا
فمن طِلاً أشفَعت لي في استيافَتِه
وريقة ٍ عذُبت لي في ارتشافته
حيّا بخمرينِ زادا في ضرافته
فقمت أشربُ حيناً من سُلافَته
ومن لمى ثغرهِ المعسولِ أحيانا
منعَّمُ الجسمِ لا شالت نُعامته
ولا انمحت من بياضِ الخدِّ شامتهُ
كم عاد بالكاسِ تجلوها ابتسامَتُه
حتى إذا أخذت منّا مُدامتُه
وقد تشابَه أقصانا وأدنانا
غنَّى لنا فصحونا منه عن فرحِ
كأَننا ما شربنا الراحَ في قدحِ
وحيثُ كنّا أخذنا منه في مِلح
وناولتنا غُبوقاً كفُّ مُصطبح
أماتنا السكرُ أحياناً وأحيانا
نعم ألمَّ، ونامَ الحيُّ، ظبيهُمُ
يُعطي الندامى من الصهباءِ ما احتكموا
حتّى بهم صاحَ داعي الفجر ويحكمُ
يا رُقبة َ الحيِّ هبوا طالَ نومُكُم
قوموا وإن لم تقوموا كانَ ما كانا
لقد حلفت ببيتٍ فيه ظلَّلنا
رواقُ عزٍّ علاهُ القَننا
لا خفتُ دهريَ لا سرًّا ولا عَلنا
أنختشي والنقيُّ ابنُ التقيِّ لنا
سواعدَ البطشِ، يمنانا ويسرانا
مولى ً تودُّ الدراري أنّها حَسِبت
منه مناقبَه أو فخرَها اكتسبت
يعزوه طوراً إذا أهلُ الحِجى انتسبت
وذلك المجلسُ السامي به رسبت
أركانُه وسمَت بالعزِّ كيوانا(25/96)
نادٍ قرى الضيفِ من إحدى عوارفه
والوفدُ طائفهُ فيه كعاكفه
ينسيهمُ الأهلَ أُنساً في طرائِفه
إن أخمصَ القومُ نالوا من صحائفه
ما تشتهي النفس ألواناً فألوانا
ببابه تتلاقى السبلُ مُشرَعة ً
إذ لم يكن غيرُه للجودِ مَشرعة ً
تؤمُّ كوثرَه الوفّاد مُسرَعة ً
ومن صدى ينضرِ الأقداحَ مترعة ً
فيغتدي بالفراتِ العذبِ ريّانا
به النقيُّ عليُّ القدرِ كوكبُها
تهدى به، إن أضلَّ الركبَ غيهُها
حَبرٌ صفى منه للورّادِ مشربُها
غيث إذا انهمَرت كفَّاه تحسبها
إن قطَّبَ العامُ سيلاً أمَّ بطنانا
لئن تجلّى أخو مجدٍ بسؤددِه
وزانَه في البرايا طيبُ محتِدِه
فأنَّه والمعالي بعضُ شُهَّده
قد طوَّقَ المجد جيداً يوم مولده
وقرَّط العلمَ والمعروفَ آذانا
عفُّ السريرة ِ ذو نفسٍ مُبرّأة ٍ
معصومة ٍ بالتقى من كلِّ سيّئة ٍ
عن مدحه أيُّ حسنى غيرُ مُنبئَة ٍ
لو أُنزلَ اليومَ قرآنٌ على فئة ٍ
بعد النبي لكان اليومَ قرءانا
كم آملٍ صدَقت فيه عيافتُه
جوداً وكم مَلكت نفساً ظرافتُه
أجل وكم فطرتَ قلباً مخافتُه
من بيتِ مجدٍ لقد شيدتُ غرافتُه
فكان للعلمِ بين الناسِ عُنوانا
محضُ النجارِ كريم الفرعِ طيّبهُ
سامي العلى من نطافِ العزِّ مشربه
من أُسرة ٍ ودُّها القرآنُ موجبهُ
وسادة ٍ كلُّ من تلقاه تحسبهُ
آباؤُه مضر الحمرا وعدنانا
لولاهم حبوة ُ الإسلامِ ما انعقَدت
ولا شريعته أنهارُها اطَردت
قومٌ هم سُرجُ الإيمان لاخمدت
فكم مصابيحِ علم فيهم اتَّقدت
مثلَ المصابيحِ لا تحتاج برهانا
بمقطعِ الرأيِ كم أوهَت مذ اعترضت
صَفاة حجة ِ أهلِ الشركِ فاندحضت
أجل وكم ركنِ غيٍّ مُحكمٍ نقضت
"وكم يراعٍ لهم أسنانُه لفظت
فوائداً أحكمَت للعلم أركانا"
منازلُ الملأ الأَعلى منازِلُهم
وفي السما شرفاً تُتلى فضائِلُّهم
أكارمٌ تغمرُ الدنيا نوافلهُم
"فقل لمن قد غدا جهلاً يطاولِهم
قَصَّر ولا تدَّعي زوراً وبهتانا"
يا مَنسِمَ الفخرِ قِف واترك مصاعبَهم
أتعبتَ نفسَك لن تسمو غواربهم(25/97)
هيهات فاتَكَ أن تحوي مناقِبَهم
"ما أنتَ والقومُ ترجو أن تغالَبهم
نعم إذا غالبَ العُصفور عقبانا"
فَمُت بدائِكَ عن غيطٍ توهُّجهُ
يوري الحشا ومساعيهم تؤَجِجُّه
فتهجم للمعالي لستَ تنَهجه
"ولا تُريعُ لهم سرباً وتُزعِجه
نعم إذا أزعجَ اليعفورُ سرحانا"
بنى العلى طابَ في العلياءِ مغرُسكم
وللهدى والندى مازالَ مجلسكم
عواصبٌ بجلالِ الله أرؤسُكم
"فلا تزالُ يدُ الأفراحِ تُلبِسكم
طولَ المدى من ثيابِ البشرِ قمصانا
ولا تزالُ عِداكم تشتكي عِللاً
بين البريَّة ِ تَغتدي مَثلاً
عوارياً من لباسي عزّة ٍ وعَلاً
"ونحن نَلبَسُ من أيديكمُ حللاً
نجرُّ فيها على الجوزاءِ أردانا"
ملابساً كلَّما مِسنا بهنَّ ضحى ً
رأت حواسدنا من غيظها بَرحاً
كأننا في الورى من نهينا فَرَحاً
"نختالُ فيها على أنفِ العِدى مرحاً
وخيرُ أمرٍ أغاضَ اليومَ أعدانا"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أنجومٌ بنورِها يُستضاءُ
أنجومٌ بنورِها يُستضاءُ
رقم القصيدة : 22853
-----------------------------------
أنجومٌ بنورِها يُستضاءُ
نثَرتها بأُفقها العَلياءُ
أم مزاياً تودُّ لو أنَّ منها
فَصَّلت نظمَ عقدِها الجوزاء
مكرماتٌ بنشرِها الفضلُ يحيى
لكريمٍ لولاهُ ماتَ الرجاء
لا تقس واصلاً بمن كلُّ يومٍ
واصلٌ للوفودِ منهُ عطاء
كرمٌ تستهِلُّ في كلِّ قُطرٍ
من غواديهِ ديمة ٌ وطفاء
يا مُطيب القِرى إذا ما اقشعرَّت
ببني الدهرِ شَتوة ٌ غبراء
أينَ مَن يرتقي لعلياكَ منهم؟
وهمُ في الهبوطِ عنك سواء
وسماءٌ تُظلُّهم وهي أرضٌ
لك، لكنَّها عليهم سماءُ
إنَّ هذي الدنيا يشعُّ عليها
رونقٌ منك رائقٌ وبهاء
قد زهت بالزورا لأنَّك فيها
فهي عينٌ لها وأنت ضياء
لك، يا ما أرقَّ طَبعكَ، حلمٌ
هو في الخطب صخرة ٌ صمَّاء
وسجاياً تنفَّس الروضُ منها
عن نسيمِ تُظلُّه الأنداء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أأُهنيك قائلاً لك بشرى
أأُهنيك قائلاً لك بشرى(25/98)
رقم القصيدة : 22962
-----------------------------------
أأُهنيك قائلاً لك بشرى
أم اُعزّيك قائلاً لك صبرا؟
فرحة اردفت بترحة ثكلٍ
ساء فيها الزمانُ ساعة َ سرّا
شفعت فيه أوبة ٌ بذهابٍ
فمنحنا سجلين نفعاً وضرّا
ملأا بالسرور للمجد شطراً
من حشاه وبالكآبة شطرا
زمنٌ آب بالسعود حميداً
بعدما أقلق الركائب عصرا
قلت ألقى العصا وما كنتُ أدري
أنَّ فيها له مآربَ أخرى
بينما تكتسى وجوهُ الليالي
رونقاً للسرور إذ عدن غبرا
خيرُ يومٍ بدا بحلَّة زهوٍ
ما له تحتها تأبَّط شَرا
يا خليليَّ والحديثُ شجونٌ
فأجيلا معي إلى الحزم فكرا
خبراني عن الصواب برشدٍ
إن تكونا أحطتما فيه خبرا
كان لي في الأمور قلبٌ ولكن
بمقاديم دهشتي طار ذعرا
قد وفدنا لكي نهنّي المعالي
فوجدنا العيونَ منهنَّ عبرى
فماذا أواجهُ الفخرَ أم في
أيِّ شيءٍ أخاطب المجدَ جهرا؟
أبنعيٍ فأنثر الشجوَ دمعاً؟
أم اُحيِّ فانظم السعدَ شعرا
فالليالي أقررن للجود عيناً
وعلى النعيِّ منه أقذين أخرى
ومن المكرمات أبكين جفناً
بعدما للسعود أضحكن ثغرا
طبت يا أرضُ بين حيٍّ وميتٍ
بالشذا عطرّاك بطناً وظهرا
فعزاءً "لمصطفى " المجد عن مَن
خلت "بالمصطفى " أهنّيه بشرى
رحلت بالجواد أيامُ دهرٍ
أين مرَّت من بعده قيل عقرا
كان بالأمس أنظرَ الناس ربعاً
وهو اليوم أطيبُ الناس قبرا
يا بني "المصطفى " وبيتُ نداكم
قد بنى طائرُ الرجا فيه وكرا
شدتموه على التقى يهدمُ الدهرَ
ويبقى بناؤه مشمخرّا
لست أدري أأودعَ المجدُ منكم
بشراً فيه أم ملائك غرّا؟
خلَّد "المصطفى " به لكم الفخرَ
وزدتم "بالمصطفى " فخرا
أرجُ المجد لو تجسَّم نشراً
من شذاه لعطَّر الأرضَ نشرا
ولودَّت أترابُها الغيدُ أن قد
جعلته على الترائب عطرا
بسط الكفَّ بالسماح فقلنا:
أرسلت نوءَها الثريّا فدرِّا
ملكٌ في يديه عشرُ بنانٍ
نشأت للورى سحائبَ عشرا
زاد في قدره التواضعُ حتى
عاد عنه الزمانُ يصعر قدرا
فهو قلبُ العُلى وأيُّ مكانٍ(25/99)
حلَّ فيه تواضعاً كان صدرا
بل هو العقدُ زانها وكذا العقـ
ـدُ يزين الفتاة َ جيداً ونحرا
لو تحكُّ النجومُ في عاتقيها
أخمصيه لقيل حسبُك فخراً
أطبقت ظلمة ُ الخطوب ولكن
بأخيه من ليلها شقًّ فجرا
فأرانا شمساً بوجه أبي "الها
دي" وشمنا به ـ ولا ليلَ ـ بدرا
ذاكَ مَن أزهرت مزايا عُلاه
فبدت والكواكبُ الزهر زهرا
جاء محضَ النجار أملسَ عرضٍ
فيه طابت حواضنُ المجد حجرا
عبقَ الجيب طاهرَ الردن والأذ
يال عفَّ الأزار سرّاً وجهرا
قد حلتْ لي أخلاقه في زمانٍ
قلتُ لمّا طعمته ما أمّرا
علمتني هي النظام إلى أن
قيل لي أنتَ أشعرُ الناس طرا
وأداروا لي المدامة منها
ثم قالوا تحبُّها قلتُ بهرا
ماجدٌ تطرب المسامعُ منه
من رقيق الثناء ما كان حرا
وإذا مرَّ في العطا ودَّ فيه
مجلسُ الجود لم يزل مستمرا
لا كمن إن تكلَّف الرفدَ يوماً
أكلتْ كفَّه الندامة ُ دهراً
ففداءاً لشبره باع قومٍ
لم تقس في ذراعها منه فترا
مدَّ لكن يداً صناع العطايا
طرَّزت بردتيه حمداً وشكرا
لا تفاخر به المجرَّة إلا
إن ترد تكسب المجرة َ فخرا
فهو بحرٌ ويقذف الدرَّ جوداً
وهي نهرٌ وليس يقذف درّا
وهو والمصطفى بنادي العُلى شفـ
ـعٌ وكلُّ يقوم في القوم وترا
حفظا حوزَة السماح وكلٌّ
دونها للعذول كم سدَّ ثغرا
فدمُ المكرمات لو لم يجيئا
لنعته يتائمُ الشعر هدرا
قد غرسنا فأثمر النظمُ حمداً
وسقيتم فأينع الجودُ وفرا
لسواه يا عاصراً حلبَ الفكر
بكفِّ الخسار تعصر خمرا
أيها الطيبون معقدَ أزرٍ
لكم الله شدَّ بالنصر أزرا
ذكركم بالجميل سار ولكن
كمسير الرياح براً وبحرا
قرّت الأرضُ بالجبال وكانت
هي والراسياتُ فيكم أقرّا
هاكموها بكرَ القريض وعنها
سائلاها هل مثلها افتضَّ بكرا؟
بسوى السحر لم تعب أي وعيب
البابليات إنه كان سحرا
مزجت راحة َ السرور بضرٍّ
فأذاقت طعمين حلواً ومرا
همت في عفرها وما كلُّ من ها
م بوادي القريض يصطاد عفرا
زان تحبيرُها الطروسَ ففتّش(25/100)
ما عداها تجده طرساً وحبرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا
لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا
رقم القصيدة : 22963
-----------------------------------
لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا
أفيدري لمن تأبَّط شرّا
ولمن بغتة ً ألمَّ بخطبٍ
ساء فيه الأنامُ عبداً وحرّا
ردَّ فيه حزناً نواصي الليالي
ووجوهُ الأنام شعثاً وغبرا
وحشا المكرمات حرّى وعينُ الـ
ـمجد عبري ومهجة الفضل حرِّي
مَن عذيري من لائمٍ فيك لا أقـ
فذوى بغتة ً وقد كان نضرا
قد نعته العلياءُ وهو بقبرٍ
مذ حواه لصبرها صار قبرا
يا هلالاً رجوتُ يكمل بدراً
محقته يدُ الردى فاستسِّرا
مَن عذيري من لاثمٍ فيك لا أقـ
ـبل عذلاً وليس يقبل عذرا؟
لام حتى بلومه ضقتُ ذرعاً
مل ما ضقتُ في مصابكَ صدرا
قلت دعني ومقلة ً لي عبري
ببكاها ومهجة لي حرّى
لا تسمني قرارَ عيني فهذا
ضؤوها في ثرى اللحود استقرَّا
هو منّي شطرُ الحشا أوَأسلو
بعدما من حشاي فأرقتُ شطرا؟
عجباً صرتُ فيه أسمح للترب
ومنه عليه أطرح وقرا
بعد ظنّي على العيون جميعاً
أن ترى ذلك المحيّا الأغرّا
كان لي في حياته العيشُ حلواً
وهي اليوم بعده قد أمرّا
وبحسبي ما عشتُ داءً لنفسي
أنا أبقى ويسكن اللحدُ قسرا
كيف ما متُّ إنني لجليدٌ
وبه أنشبت يدُ الموت ظفرا
استجدُّ الثيابَ حياً لجسمي
وهو يبلى في الترب ميتاً معرّى
لم أخلني كذا أكون صبوراً
وفؤادي بسهمه قد تفرّى
رمتُ رفعَ الآلام عنه بجهدي
شفقاً لا لأبلغ الناسَ عذرا
وبذلت الطريفَ من جلِّ مالي
مع بذل التليد منه ليبرا
ورودِّي لو كان يبقى واملقتُ
إذا كان ذا لعيني أقرَّا
سوءة ٌ للزمان ما لي أراه
ساء مَن أحسنوا لأبناه طرّا
هم بنو المصطفى ومَن في البرايا
كبني المصطفى سماحاً وبرّا
فئة ُ المجد معشرُ الشرف المحض
قبيل العليا وناهيك فخرا
قد أرقَّ الحرصُ الأنامَ ولكن
لم يكن غيرُهم على الأرض حرّا
قد كساهم "محمدٌ" صالحَ الأفعال(25/101)
بُرداً من فخره طاب نشرا
ورعٌ من رآه قال لعمري
إن لله في معانيكَ سرّا
ملكيُّ الصفات لكن تراه
بشرى َّ الأعضاء قد جلَّ قدرا
لك نفسٌ قدسيّة ٌ قد تمحضـ
ـت بها للإله سرّا وجهرا
هي تلك النفسُ التي بين جنبي
ذي المعالي أخيك ليست بأخرى
شرعاً قد سموتما للمعالي
وإليها ركبتما النجمَ ظهرا
تمَّ فيه ما كان ساء وسّرا
فهو ملء الزمان نفعاً وضرّا
ذو يسارٍ يزرى بيمنى سواه
ويمينٍ كانت لراجيه يسرا
هي أجرى من البحار نوالاً
ومن الغاديات أغزرُ دَرّا
تخصب الأرض في نداه إذا الجد
بُ أديمُ الصعيد فيه اقشعرّا
كيف لا تحسد النجومُ ثراه
وبه قد سما على الشهب فخرا
قد جرى سابقاً وصلّى أمينُ الـ
ثم حلاّ معاً بأرفع مجدٍ
طلعا في سماه شمساً وبدرا
فغدا كلُّ نيِّرٍ بهما هادٍ
لمن رام للمكارم مسرى
يا بني المصطفى رسختم حلوماً
فغدوتم على النوائب صبرا
ذا الجزا أنتمُ حرِّيون فيه
لكن الصبرُ أنتم فيه أحرى
ومصاب الماضي يهون إذا ما
كنتَ أنت الباقي وإن عزَّ قدرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> الآن هوَّن كلّ نائبة ٍ
الآن هوَّن كلّ نائبة ٍ
رقم القصيدة : 22964
-----------------------------------
الآن هوَّن كلّ نائبة ٍ
جللٌ أمال دعائمَ الفخرِ
وطوى خضَّم العلم في كثب الـ
ـغبراء أخرس ألسنَ الشعر
خطبٌ تجاوب بالنياح له
من كان في برٍ وفي بحر
قد عمَّ أهلَ الأرض كلَّهم
فهمُ سواءٌ فيه في الأجر
يا بحرَ جودٍ قد طغى لججاً
أفضى الخمامُ به إلى القبر
أيضم منك القبرُ طودَ نهى ً
بعلاه سامت ذروة َ النسر
فاذهب فما الدنيا بصالحة ٍ
لمقام مثلك من ذوى الفخر
طبقتَ مشرقها ومغربَها
بفضائلٍ جلَّت عن الحصر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
رقم القصيدة : 22965
-----------------------------------
طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
تملأ الكونَ دهشة ً وانذعارا
بكرُ خطبٍ لا ينشد الصبرُ فيها(25/102)
قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا
في حديث الأحقاب لم يأت فيها
وقديماً لمثلها ما أشارا
بردت سائرُ القلوب ردى ً منـ
ـها وعادت من الغليل سكارى
ولها كانت المدامع لولا
حرُّ أنفاسنا تكون بحارا
وقليلٌ بها وإن ليس يجدي
ترسل العينُ دمعَها مدرارا
نكبة ٌ تملأ الوجودَ مصاباً
يملأ الأرضَ والسما استعبارا
يا نفوسَ اللاجين طيري شعاعاً
أدرك الدهرُ عندك الأوتارا
وابردي يا حشاشة الشرك أمناً
مات من كان بين جنبيك نارا
فبمن يغتدي الهدى مستجيراً
فقدتْ كعبة ُ الهدى المستجارا
وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً
يتوارى في الترب حين توارى
ودجا الأفق في دجى غيهب الحز
نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا
سوَّمى يا خطوبُ خيلك فينا
تغنمي أين ما قصدت المغارا
وارتعى في حمى الورى فالمنايا
أنشبت في هزبرها الأظفارا
مَن حماها عن أن تُراعَ وقسراً
ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا
هممٌ حيث لا يُرى البدرُ سيرا
كيف تخلو له من الحزن دارٌ
والندى منه لم يفت ديّارا
ملكَ الناسَ بالسماح عبيداً
فغدوا بعد فقده أحرارا
يا بغاة الإسلام لا تتناجوا
بانتقاص الدين الحنيف سرارا؟
لا تخالوا "محمداً" لم يخلّف
للورى ناهياً ولا أمتارا
فالإمامُ المهديُ قد قام فيهم
علماً يرشد الورى ومنارا
ما بنى الله من سماء علومٍ
وهو بدرٌ في أفقها قد أنارا
لازم الحقَ في هداه فأضحى
معه الحقُّ حيثما دار دارا
منه ملء الأبراد عدلٌ وتوحيـ
ـدٌ وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى
والحُبا في النديُّ تضمن منه
ركنَ رضوى حلما وأرسى وقارا
فترى الناس هيبة ً منه خرساً
يتناجون في الحديث سرارا
يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً
وأعزَّ الأنام نفساً وجارا
عقد العيُّ منطقي أن أعزّيك
ومنك العزا غدا مستعارا
وقبيحٌ منّي إذا قلتُ صبراً
للذي علَّم الورى الاصطبارا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ
ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ
رقم القصيدة : 22966
-----------------------------------(25/103)
ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ
لقد ذهبت بسمع الدهر والبصرِ
سوَّدتِ مشرقها القاصى ومغربها
بكاسف الأبيضين الشمس والقمرِ
وغودر الأفقُ معتلاً وأنجمه
من غائرِ ضوؤه منها ومنكدر
وأصبح النجف الأعلى يغصُّ شجى ً
لله ما صنعت فيه يدُ الغيَر
طويتِ خيرَ معدٍّ كلها نسباً
وأكرمَ الناس من بادِ ومحتضر
طأطأتِ من هاشمٍ للأرض هام على ً
ما طأطأتها ظبا الهندية البتر
أرغمتِ منها أنوفاً كلُها شممٌ
ما أرغمت بين أطراف القنا السمر
أريتها يومَها من قبلُ حين سرت
بمشبع الطير في أعوامها الغبر
فاسأل بها اليوم هل وارت "محمدهَا"
أم شيبة الحمد في ذاك الثرى العطر
خطبٌ لوت عنقَ الإسلام منه يدٌ
يا شلَّها اللهُ قد ألوت على مضر
مضى بأجمعها قلباً وأقطعها
غرباً وأمنعها للخائف الحذر
فالآن لم يبقَ كهفٌ للمروع ولا
مأوى ً يحطُّ إليه راكبُ الخطر
قد طوّحت جبلَ المجد المنيف عُلى ً
على الورى نكباتُ الحادث النكر
يا من عن المجد أضحى مزمعاً سفراً
ما كان أبرحه للمجد من سفر
أمهل فواقا فزوِّد أنفساً بقيت
موقوفة ً فيك بين البثِّ والفكر
قل للنوائب ما من غاية ٍ بقيت
وراءَ هذا فأنّى شئتِ فابتدري
تالله زلزلت الدنيا بقارعة ٍ
من القيامة نادت بالسما انفطرى
هوّن عليك وإنْ داعي المنون دعا
يا أنجمَ الفضل من آفاقك انتثري
لا تحسب الملّة الغرّاء قد بقيت
بعد الذين مضوا عنها بلا وزر
هيهات قد حفظ الباري محجّتها
البيضاءَ بالخلف "المهديَّ" من مضر
بقائمٍ بهدانا غير منتظرٍ
ينوب عن قائم بالأمر منتظر
له نفائسُ علمٍ كلُّها دررٌ
والبحرُ يبرز منه أنفس الدرر
لو أصبحت علماءُ الأرض واردة ً
منه لما رغبت عنه إلى الصدر
مقدَّمٌ بين أهل الفضل قد عُرفتْ
له الرياسة ُ في الماضي من العصر
يفوق في المدح عينَ القوم أثرهم
ومدحه شرعٌ في العين والأثر
أغرُّ يبسط كفاً لا تقوم لها
بشكر ما صنعته ألسنُ البشر
هذي سما الدين فانظر زينتُها
بأنجم العلم من أبناثها الزهر(25/104)
فروعُ دوحة مجدٍ أثمرتْ كرماً
للمعتفين وكم فرع بلا ثمر
أبناؤهم زهرٌ آثارهم زبرٌ
آلاؤهم مطرٌ يغنى عن المطر
كأنما خلقَ الله الورى صوراً
جميعَها وهم الأرواحُ للصور
يا من غفرنا ذنوبَ الحادثات به
وكلها ليس لولاه بمغتفر
بك الهدى قد تعزّى في رزَّيته
عن ذاهبٍ لم يدع صبراً لمصطبر
فاسلم وحسبُك عنه سلوة ً بعلـ
ـيِّ القدر سيّد أهل الرأي والخطر
و"بالحسين" أخي العلياء تلوهما
في الفضل واحد أهل الرأي والنظر
وبالنقيِّ "على ٍّ" فرع دوحته
وكلُّهم طاب منه معقدُ الأزر
قومٌ إذا ذكروا بحرَ العلوم سموا
إلى العُلى حيث لا مرقى لمفتخر
ولا تزال غوادي السحب واكفة ً
تعتاده بين منهلٍّ ومنهمر
حتى يعودَ ثراه روضة ً أنقاً
تستوقف الطرفَ في وشيٍ من الزهر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا
أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا
رقم القصيدة : 22967
-----------------------------------
أطار بكَ الناعي فؤادَ العُلى ذُعرا
غداة َ نعى في نعيك المجدَ والفخرا
دعا بك فابيضَّت لنعيكَ عينُها
من الحزن وارفضَّت مدامعُها حمرا
بكتكَ فجارت جود كفيك إذ جرت
بدمعٍ تعدّى القطرَ إذ ساجل القطرا
ألا إنَّ روضَ المكرمات برغمها
ذوي بعدما قد كان غضَّ الحيا نضرا
وتلك قناة ُ العزِّ طارت بكفه
شظايا إلى أن كلها نفدت كسرا
فيا موحشاً نادى النهى برحيله
ويا تاركاً عين الندى أسفاً عبرى
ليومك جرحٌ في حشا المجد لم يجد
معالجهُ طولَ الزمان له سبرا
أصاب الردى لمّا أصابك مقتلاً
من الحسب السامي به قتل الصبرا
وغادر أفقَ المجدِ أغبر قاتما
يحثو الثرى لمّا توسَّد في الغبرا
لمن بعدك الفيحاءُ تذخر دمعَها
وقد كنت عند النائبات لها ذخرا؟
حرامٌ بأن يُهدي بها عاطرُ الثنا
فبعد عروس سائرُ الدهر لا عطرا
بلى فلتكن في النوح "خنساء" عصرها
وإن جلَّ عن صخرٍ "سليمانها" قدرا
قفا ناشداها أين بان عميدُها
وهل بعده حامٍ تسدُّ به ثغرا؟(25/105)
غدت بين ذؤبان الخطوب فريسة ً
بها كيف شاءت تنشب الناب والظفرا؟
مضى ابنُ جلاها لا ومثواه لا ترى
من القوم من يجلو دجى همها الدهرا
أمرَّ لديها العيشُ بعد افتقاده
وكان حلا فيه لأبنائها عصرا؟
فعذراً إذاً إن تشتك اليتمَ بعده
فقد فقدتْ منه أباً لم يزل برّا
برغم أخيه الجود ودّع شخصَه
وعاد إلى لقياه ينتظر الحشرا
ففي القلب منه كلما مرَّ خاطرٌ
تذكّر محزوناً وأني له الذكرى
فتى ً شدَّ أزرَ المجد فيه أطايبٌ
على عفة ٍ منذ ارتدوا شدّوا الأزرا
كرامٌ على أولي الزمان رحابُهم
لمنتجعى معروفهم لم تزل خُضرا
لهم شرفُ البيت القديم ووفدُهم
يحيّون فيه منهم البدرَ فالبدرا
ثلمن المنايا عزَّهم "بمحمدٍ"
فشلَّت يدٌ فيها تناولنه قسرا
فتى ً كان سيفاً فاصلاً في يد العُلى
يقدُّ ولو لاقى ضرييته الدهرا
وكان لها في نحرها عقد سؤددٍ
فلو شعرت يوماً به باهت الشعرى
ترى هل درى ناعيه أن نعيَّه
من الشرف الوضّاح قد قصم الظهرا؟
وحرَّ به قلب النهى فكأنما
سرى بين أضلاع النهى نعيُه جمرا
فيا حامليه هل علمتم بأنكم
حملتم على أعواده النهى َ والأمرا؟
ويا دافنيه في الثرى هل علمتمُ
بأنكمُ واريتمُ في الثرى بحرا؟
لقد كان إن جن الدجى ليلَ حادثٍ
يشقُّ لها من نور طلعته فجرا
أغرُّ إذا ما قطبَّ العامُ مجدباً
تبسَّم فيه للندى وجلا ثغرا
وإن قبضت يمنى الكرام بنانَها
مخافة إعسارٍ به بسط اليسرى
ضحوك المحيا بُوركت منه طلعة ٌ
تشعُّ لو استقطرتها قطرت بشرى
إذا ما نشرنا في المجالس ذكرَه
تأرَّج في الدنيا فطبّقها نشرا
لئن غاب فهو البدر موفٍ فقد مضى
وأعقب في أفق العُلى أنجماً زهرا
وما مخدرٌ أخلى الردى منه غابه
إذا منعت أشباله بعده الخدرا
غطارفة ٌ غرُّ المساعي تقيّلوا
أباً فأباً كانوا غطارفة ً غرّا
إذا فوخروا يوماً أتوا بأبيهم
وعدُّوا مزاياهم فقيل كفى فخرا
بحارٌ ولكن في يدي كل واحدٍ
نشأن لمرتاد النهى أبحرٌ عشرا
لقد عذبوا بين الأنام خلائقاً(25/106)
ترشّفها حتى انتشى كلّهم سكرا
مناجيبُ قد أفنى التراثَ على الندى
أبوهم وأبقى في العُلى لهم الذكرى
مضى مَن نضت أمُّ الفخار حدادَها
عليه ولم تمسح مفارقها الغبرا
وقد أودعت شطراً بلحد محمدٍ
ولحد "سليمانٍ" به أودعت شطرا
فلا يشمت الحسّادُ في موت ماجدٍ
قضى حين وافته الملائكُ بالبشرى
فهذا على ُّ القدر قام من العُلى
مقامَ "سليمانٍ" فزيدت به فخرا
خضمُّ ندى ً ما البحرُ يطفح موجه
بأغزر لجاً من بنانته الصغرى
وهضبة حلمٍ لو وزنت به الورى
وجدتهم في جنبه كلَّهم ذرّا
وراءكم يا حاسديه مكانه
بأندية العليا فإنَّ له الصدرا
وكم موكبٍ للفخر ضمّكم معاً
فكنتم بغاثاً وهو كان به صقرا
أخو أخوة ٍ في المكرمات جميعهم
أتوا شرَعاً فاستغرقوا الحمد والشكرا
عليُّهم في المجد محسنُهم بدا
ومحسنهم منسيُّهم نائلاً غمرا
بني الحلم أنتم أرسخ الناس هضبة ً
وأرحبهم في كل نازلة ٍ صدرا
نقول لكم صبراً ونعلم أنكم
أجلُّ ولكنْ عادة ٌ قولنا صبرا
لكم ختم اللهُ الرزايا بهذه
فلا طرقت أبياتكم بعدها أخرى
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا رواق العُلى فقدت وقوراً
يا رواق العُلى فقدت وقوراً
رقم القصيدة : 22968
-----------------------------------
يا رواق العُلى فقدت وقوراً
ألف الحلمَ واصطفاه سميرا
فيك قد أسكت الردى منه فحلاً
طالما قد ملا النديِّ هديرا
وأرانا الفتورَ في جفن صلٍّ
حين أرخى الجفونَ منه فتورا
إنما أنت غابُ عزٍّ أصابت
أسهمُ الحتف منك ليثاً هصورا
قد تخلّى سرادقُ المجد ممّن
تخذ العزَّ حاجباً وخفيرا
قبروا منه في الصعيد أخا السيـ
ـف لساناً عضباً وعزماً طريرا
وغداً ينشرون منه مزاياً
كلُّ نادٍ بها يضوع عبيرا
يا لها عثرة جنتها الليالي
عاد جدُّ الفيحاء فيها عثورا
نكبة ٌ صغَّرت جميعَ الرزايا
كان ذنب الزمان فيها كبيرا
قلْ لفيحاء بابلٍ كابديها
لوعة ً في القلوب تبقى دهورا
وأطيلي العويلَ حزناً على من
ردَّ باعَ الأيام عنكِ قصيرا(25/107)
كان فيه بك الهجيرُ أصيلاً
فأعيدي له الأصيلَ هجيرا
بزفيرٍ يُحمى به التربُ حتى
تطأ التربُ من لظاه سعيرا
يا دفيناً على ثراه المعالي
تركت قلبها يكوس عقيرا
وسدّوا خدَّك الكريم بلحدٍ
عاد في طيبه ثراه عطيرا
حقَّ لي فيك أن أعزَّي القصورا
وأهنّي بك الثرى والقبورا
هذه أظلمتْ لفقدك حزناً
وغدت تلك فيك تشرق نورا
قد عددناك في الجبال ولكن
لم نخل بل سيرها أن تسيرا
بك لم يرفعوا سريرَك إلا
ولك الحورُ قد نصبن السريرا
لم أخل قبل أن أراك دفيناً
ان ملحودة توارى ثبيرا
إن تفرغت للبلى فلعمري
من أعاديك قد ملأت الصدورا
أو طواك الردى فذكرك باقٍ
ليس ينفكُّ طيباً منشورا
لك لولا "محمدٌ" أيُّ ثلمٍ
في العُلى سدُّه يكون عسيرا
قطبُ مجدٍ كفاه إنَّ رحى الحمد
على غير قطبها لن تدورا
كم جلا للعيون طلعة وجدٍ
طبعت في السما الهلالَ المنيرا
أسر الحلمُ نفسه وسواه
لهوى النفس لا يزال أسيرا
ماجدٌ ينقل المكارمَ لكن
وأرث لا كغيره مستعيرا
فهو يروي مرشحاً لبنيه
عن أبيه حديثها المأثورا
ألمعيٌّ بغوره سبر الدهـ
ـرَ وما كان غورُه مسبورا
ولكم راض صعبة ً لو سواه
راضها رأيه لزادت نفورا
حلَّ داراً للمجد لم تلد العلياءُ
فيها إلا الأبيَّ الغيورا
لكِ يا دار ما وجدنا نظيراً
زدتِ فضلاً على الديار كثيرا
شادكِ الماجدُ الأغرُّ "شبيبٌ"
للمعالي وفيك أسنى الحبورا
وبك استودع النهى من بنيه
أرحب الناس في الخطوب صدورا
فاخرى الزهرَ كلَّها بوجوهٍ
زهرت في العُلى فكانت بدورا
واستطيلي على الأثير بقومٍ
شرفاً صيَّروا ثراك الأثيرا
معشرٌ كلُّهم عرانين مجدٍ
ينشر الحيُّ منهم المقبورا
فلهم من "محمدٍ" شمسُ فخرٍ
كلما استحجبت تزيد سفورا
يا قريع الزمان عزما وحزما
وذكا المجد بهجة ً وسفورا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
رقم القصيدة : 22969
-----------------------------------(25/108)
أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟
سلامٌ على تلك المحاسن إنها
مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ
لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم
فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر
أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ
وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر
ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة
لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟
وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه
إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر
فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني
ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر
وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟
وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر
ولما تجاذبناكمُ أنا والردى
رجعت برغمي عنكم ويدى صفر
وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ
له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر
وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم
تعطَّر بالكافور وهي له عطر
لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم
وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر
قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ
ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر
رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم
وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر
وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم
غريقان فيه خلفكم أنا والصبر
وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه
فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر
ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت
حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر
ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً
تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر
كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم
به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر
فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم
على أنها قد لان شجواً لها الصخر
سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ
فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر
العصر العباسي >> البحتري >> ما للكبير في الغواني من أرب
ما للكبير في الغواني من أرب
رقم القصيدة : 2297
-----------------------------------
ما للكبير في الغواني من أرب
مات الهوى فلا جوى ولا طرب
يا ربة الخدر قري راضية
فإن أبيت فأتلفي من الغضب
هيهات لا آسى على فقد الصبا
ولا يرى دمعي لشوق ينسكب
كان الهوى خدني، فقد ودعته،
وقلما يعود شيء قد ذهب
ورب يوم قصرته خلوتي(25/109)
لفاتر الطرب خلوب مختلب
يسلبني عقلي بحسن وجهه
وهو من الإعجاب بي كالمستلب
كأنما هاروت في أجفانه
ينصف إن شاء، وإن شاء غصب
مهفهف يرتج في أقطاره
كما زفت ريح بآجام قصب
لم أدر ما اسكرني، أطرافه
أم التي يدعونها بنت العنب
كإنما الدرة ماء وجهه
وجسمه أحسن من ماء الذهب
تحسبها في كأسها ياقوتة
أو قبساً ألهب عمداً فالتهب
هذا لذا، والفتح مفتاح الندى
وزهرة الدنيا، وينبوع الأدب
يرضى فيرمي باللهى سماحة
ويغضب الموت إذا الفتح غضب
انظر إلى آثاره عند اللهى
تنظر إلى آثار غيث في عشب
لو قيل للمجد انتسب إلى امرئ،
لم تلفه إلا إليه ينتسب
ليث وغيث وجواد ماجد
كفاه بالأموال تحبو وتهب
طوبى لمن والى أبو محمد،
وقل لمن عادى تأهب للعطب
طاعته فرض، فإن عصيته
كنت بعصيانك للنار حطب
يا مادح الفتح، ويا آمله
لست امرأ خاب، ولا مثن كذب
إذ كساني الفتح أثواب الغنى
فكسوتي إياه مدح منتخب
قصائد يطرب من تهدى له،
ولذة النفس من العيش الطرب
لم استعر حليتها يوماً، ولا
أغرت حين قلتها على كتب
جاءت كدر في سماط لؤلؤ
في جيد خود أو كعقيان الذهب
سحر حلال لم أؤلف عقده
إلا لتعلو رتبتي على الرتب
وكيف لا يأمل راجيك الغنى
وأنت رأس المجد والناس ذنب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ
بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ
رقم القصيدة : 22970
-----------------------------------
بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ
سرى حاملوه في الثرى وهو في العرش
نعاكَ لي الناعي فقلت حشاشتي
عليها انطوت أنياب أفعى من الرقش
وقد كنت أرجو أن اهنِّيك بالشفا
فأصبحت أنشي في رثائك ما أنشي
وما خلتُ أنّ الدهر فيك مخاتلي
يراصدني سراً بغائلة البطش
إلى أن رأت عيني سريرَك والعُلى
على إثره تكلى وتعلن بالجهش
فلم أرَ لي من حيلة غير أنني
نظرتُ إليه مذ نأى نظر المغشي
كأنّ الذي بالأفق نعشُك سائراً
وطرفي السهى والحاملون بنو نعش
مشت خلفك التقوى تشيّعُ روحها(25/110)
ومن غير روح من رأى ميتاً يمشى
بكتك وظفرُ الوجد يخدش قلبها
فمدمعها المحمرُّ من ذلك الخدش
لئن كنتَ فيما تبصر العينُ ثاوياً
بدار البلى في ذلك الجدث الوحش
فإنّك عند الله حيٌّ منعَّمٌ
لديه على تلك النمارق والفرش
ولولا ابنُك الزاكي لأدمى تأسفاً
عليك التقى كفيه بالعضِّ والنهش
ولكن رأى والحمد لله باقياً
له "حسنٌ" فاختاره ما اختار ذو العرش
فتى ً حنيت منه على قلب خاشعٍ
جوانحُ ذي نسكٍ سلمن من الغش
فما ينطق الفحشاءَ مذودُ فضله
ولا سمعُ تقواه يعى قولة الفحش
تعاهد غيثُ العفو مرقد "محسنٍ"
يبلُّ ثرى ً واراه رشاً على رشِّ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> مَن حطَّ هضبتك الرفيعه
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه
رقم القصيدة : 22971
-----------------------------------
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه
وأباح حوزتك المنيعه؟
وطواك والتقوى بقبرٍ
ضمَّ جسمك والشريعه
وأعاد ملَّة "أحمدٍ"
ثكلى وذات حشاً وجيعه
تنعاك واضعة ٌ على
ظهرٍ أجبَّ يداً قطيعه
يا راحلاً بالعلم تنـ
ـقله عن الدنيا جميعه
وموَّسداً في تربة ٍ
بات الصلاحُ بها ضجيعه
كنت الذريعة للهدى
واليوم بعدك لا ذريعه
إن الورى في فترة ٍ
عمياء ليس لها طليعه
ترتاد مثلكَ سابقاً
بين الحسيرة والضليعه
ما كان أحوجها لطبّك
أيها الراقي اللسيعه
فاذهب فلم تصلحْ لمثـ
ـلكَ هذه الدنيا الخدوعه
فلها دخلتَ وأنت محمو
دُ السجيّة والطبيعه
وصحبتها بجوارحٍ
عصمت لخالقها مطيعه
وخرجت منها طاهر الـ
أبراد مشكور الصنيعه
فلتبك مفقدكَ الورى
يا نيّراً فقدت طلوعه
ولنستر الهلاكُ خلَّـ
ـتها ولا تشكو القطيعه
قد فاتها العينُ البصير
ة ُ منك والأُذن السميعه
كانت ترى بك من أما
مك غرَّ أوصافٍ بديعه
قد راض نفسك زهدُه
فغدت بقرصيه قنوعه
وبلبس طمريه اكتفت
فاستشعرت بهما خشوعه
وصنعتَ إذ كنت الأمين
على الحقوق بها صنيعه
ورأيتَ فيها رأيه
لما لديك غدت وديعه
فلذا بها ساويتَ عا
في الورى الأرض الوسيعه(25/111)
عادت كيوم وفاته
لك ذات أحشاءٍ صديعه
هذي الفجيعة ُ جددتْ
أحزانها تلك الفجيعه
خفض عليك أخا العزاء
وسكّن النفسَ الجزوعه
فالدينُ "بالمهديِّ" كفـ
ـكف في تسليّه دموعه
هذا إمامُ العصر مفزع
كلِّ ذي كبدٍ مروعه
هو صارعُ الأعداء نا
عش كلِّ ذي نفس صريعه
إنْ تدعُه لملمَّة ٍ
جاءت كفايتُه سريعه
فتراه يكتمه ويأبى اللّـ
ـهُ إلا أن يذيعه
يا من يساميه وراءك
عن معاليه الرفيعه
أتعبت نفسك في تكلّـ
ـف ما الذي لن تستطيعه
مولى ً هو البحرُ المحيط
بكل مكرمة ٍ بديعه
نشأت بنوه سحائباً
أضحت بها الدنيا مريعه
فإذا ثرى الأرض اقشعـ
ـرَّ أديمه كانوا ربيعه
ولدتهمُ أمُّ الفخار
بدارة الحسب الرفيعه
نسبٌ عقدن أصوله
بذوائب العليا فروعه
يا أيها الخلفُ المشيّد
للهدى فينا ربوعه
والمستجار بركنه
في كلِّ نازلة ٍ فظيعه
فلأنت بعد "المرتضى "
نعم البقيَّة للشريعه
وحدا نسيمُ العفو سا
جمُ غيثه فمري ضروعه
وسقى ثرى جدثٍ أقا
م مجاوراً فيه شفيعه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه
رقم القصيدة : 22972
-----------------------------------
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه
لأيّ حمى ً يا راعه الله راعَه
وأيّ عليٍّ ساق للنزع نفسَه
لقد كابدت نفسُ المعاني نزاعه
وأدرجت التقوى بأثناء بردِه
وأزمع خيرُ الأرض عنها زماعه
مضت ليلة ُ الاثنين عنه بواحدٍ
له في النهى مرأى ً يفوق سماعه
تفرق شملُ الصبر ساعة بينه
وأقبل شملُ الهمِّ يبدي اجتماعه
طوى يومُه بشرَ الزمان بهاءه
بشاشتَه ابهاجه والتماعه
وغادره ما عاش ينشر رزءه
جديداً فيبكي ثكله وانتجاعه
أصاح بماذا يملك الجلدُ جفنه
على الدمع أو ينهى الحليمُ التياعه
ويطرد في أيِّ الرقى ماردَ الجوى
ويحوى لديغ الهمِّ فيها شجاعه
وكيف وأنّى والتماسك والذي
به يشتكى كلٌّ أجدّ وداعه؟
سل "الحلة الفيحاء" عن عقد نحرها
أتعلم منها الدهرُ أين أضاعه؟(25/112)
نعم سامه فابتاعه الموتُ بالجوى
ويا ربحها لو تستطيعُ ارتجاعه
مغمّضه مهلاً أتحفظ للتقى
بكفيك جفناً ما أعفَّ ارتفاعه؟
وغاسله رفقاً فمن جسد العُلى
تقلبُ جسماً ما أشقَّ انتزاعه
ورادَعه طيباً ألست بناشقٍ
على جسمه طيبَ التقى ورداعه
وحامله في النعش دونك فاحتمل
به النسكَ إن النسكَ كان متاعه
ومضجعه في لحده أضجع التقى
به فهو يهوي مع أخيه اضطجاعه
وباكيَه لا تبكي بالدمع وحده
بلى بدم الأحشاء مدّ اندفاعه
وراثيَه إنَّ الكلام لضائقٌ
بعظم الجوى بل لا يضيق استماعه
نعم إن غدت منه خلاءً فهذه
بقيته في المجد تعلو يفاعه
بهمته تسمو إلى شرف العُلى
وتبسط في كسب المعالي ذراعه
مضى وهو البدرُ المنير وأنجموا
بأبراجه شهباً كساها شعاعه
أطايبُ قد حلُّوا من العزِّ ربعه
فعطَّر طيبُ الفخر منهم بقاعه
فصبراً بني التقوى وإن كان رزؤكم
عرى الدهرُ منه ما أراع ذراعه
لنا ولكم حسنُ العزا عن أبيكم
بخير أبٍ سرَّ الندى قد أذاعه
هو الخلف المهديُّ من في جبينه
بدا للهدى نوراً يزين التماعه
ولم تتبع في الإقتداء به الهدى
بلى أوجب اللهُ العظيم اتبّاعه
أبو سادة ٍ لو حلَّق النسرُ طائراً
لنيل ذرى عليائهم ما استطاعه
"فجعفرُ" فضلٌ صالحٌ و"محمدٌ"
"حسينٌ" حبا "المهديّ" كلٌّ طباعه
فروعُ فخارٍ رشحتّها أصولها
لمجدٍ تمنّى المجدُ منه ارتفاعه
لهم حسبٌ لو كايلوه بنو العُلى
بأحسابهم فخراً لما كِلنَ صاعه
أبا صالحٍ كم مبهماتٍ جلوتها
وملتبسٍ منها كشفتَ قناعه
سنا البدر قد أطفا سناك شعاعه
ونورك ذا فيه رأينا انطباعه
هل المجدُ إلا ما رفعتَ عماده
أو الجودُ إلا ما تجيد اصطناعه؟
وأعجب شيءٍ أن يطاول فاضلٌ
علاك ومنك الفترُ يفضلُ باعه
وكيف الفضا في عظم فخرك لم يطقْ
أفخرُك قد أعطى الفضاءَ إتساعه؟
تُراجعُ أعطاء الكثير ولا كمن
إذا هو أعطى النزرَ ودَّ أرتجاعه
سلمتَ لدين الله ترأبُ صدعه
وتحفظ ما منه سواك أضاعه
ولا زلت غيث اللطف يمنح ضرعُه(25/113)
ضريح "على ّ" درَّه ورضاعه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد خططنا للمعالي مضجعا
قد خططنا للمعالي مضجعا
رقم القصيدة : 22973
-----------------------------------
قد خططنا للمعالي مضجعا
ودفنا الدينَ والدنيا معا
وعقدنا للمساعي مأتماً
ونعينا الفخر فيه أجمعا
آه ماذا وارت الأرضُ التي
رمقُ العالم فيها اوُدعا
وارت الشخصَ الذي في حمله
نحنُ والأملاك سرنا شرعا
صاحب النعش الذي قد رُفعت
بركاتُ الأرض لمّا رفعا
ملكٌ حياً وميتاً قد أبى
قدرُه إلا الرواقَ الأرفعا
إنْ تسلني كيف من ذاك الحمى
فيه زاحمن العرينَ المسبعا
فبه أدنى إليه شبله
أسدَ الله وحيّاً ودعا
فأسلناها على إنسانها
حدقاً وهي تسمّى أدمعا
وبللنا تربة القبر الذي
دفنوا فيه التقى والورعا
وعقرناها حشاً فوق حشاً
يتساقطن عليه قطعا
ونضحناها ولكن مهجاً
صنع الوجدُ بها ما صنعا
فعلى ماذا نشدُّ الأضلعا
كذبَ القائلُ قلبي رجعا
وحللنا عقده الصبر أسى ً
وعلى الوجد شددنا الأضلعا
ورجعنا لا رجعنا وبنا
رمقٌ ممسكه ما رجعا
يا ابن ودّى إنَّ عندي فورة ً
تملأ الجنبين كيف اتسعا
فإلى مكة لي إنَّ بها
منتدى الحيِّ المعزّى أجمعا
ابتدرها واعتمد بطحاءها
إنها كانت لفهرٍ مجمعا
قف بها وانعَ قريشاً كلَّها
فقريشُ اليوم قد ماتوا معا
وتعمَّد شيبة َ الحمد وخذ
نفثة ً تحطمُ منها الأضلعا
قلْ له: إن متَّ قدماً وجعاً
فمت الآن بنعيٍ جزعا
صدعت بيضتكم قارعة ٌ
كبدُ الوحي عليها انصدعا
زال درعُ الهاشميين الذي
بردائيْ حسبيه ادَّرعا
وانطوى عزُّ نزار كلَّها
بمصابٍ سامها أن تخضعا
ما فقدتُ اليوم إلاّ جبلاً
نحوه يلجأ من قد روّعا
كان أرسى زمناً لكن على
مهج الأعداء ثم اقتلعا
شهرت أيدي المنايا سيفها
فاستعاذ الدهرُ منها فزعا
وحمى عن أنفه في كفّه
فإذا الأقطعُ يحمى الأجدعا
قرعت سمعَ الهدى واعية ٌ
أبداً في مثلها ما قُرعا
لو رأت ما غاب عينٌ لرأت
عيننا جبريلَ يُدمي الإصبعا(25/114)
قائلاً: حسبُك ملْ عن هاشمٍ
وعلى الفيحاء عرّج مسرعا
إنها منعقدُ النادي الذي
قد حوى ذاك الجناب الأمنعا
قف بها وقفة عانٍ ممسكا
كبداً طاحت بكفٍ قطعا
وأنخ راحلة الوجد وقل:
لستِ يا أربعُ تلك الأربعا
إنما كنت على الدهر حمى ً
لم تجدْ فيك الليالي مطمعا
بعليم فيك قد أحيا الهدى
ومليكٍ قد مات البدعا
فالعمى والجورُ عنك افترقا
والجدا والعدل فيك اجتمعا
بأبِ الرشد إذا ضلَّ الورى
وأخي الجلّى إذا الداعي دعا
قد لعمري راعك الخطبُ بمن
كان في الخطب الكميَّ الأروعا
جدَّ ناعيه فقلنا هازلٌ
ليس يدري كنه مَن كان نعى
هاكِ يا أفعى اليالي كبدي
طارت الأحشاء منها جزعا
قد بكى الغيثُ أخاه قبلكم
فعمادُ المجد منك أو دعا
رحل "الصادقُ" منكم "جعفرٌ"
وبه الإسلامُ قسراً فُجعا
فإلى أين وهل من مذهبٍ
كابدوها غلة ً لن تنقعا؟
يا "أبا موسى " أضح لي سامعاً
وبرغمى اليوم أن لا تسمعا
بل كفاني لوعة ً أنّى أرى
منك أخلى الموتُ هذا الموضعا
أوما عندك في نادي العُلى
لم تزل تحلو القوافي موقعا؟
أين ذاك الوجهُ ما حيَّيته؟
بطريف المدح إلا التمعا
أين ذاك الكفُّ تندي كرماً؟
كلما جفَّ الحيا أو منعا
فانهشي منها بنابيك معا
مات من يثنيك يا نضناضة ً
ترشحين الموت سمَّاً منقعا
واقشعري أيها الأرضُ بنا
فغمامُ الجود عنا انقشعا
وطرافَ المجد قوِّض زائلاً
عثر الدهرُ فقولا لا لعاً
فخذا باللوم منه أو دعا
فلقد جاء بها قاصمة ً
خلعت صلبَ العلى فانخلعا
انتهت كلُ الرزايا عندها
فتعدّى العذلُ والعذر معا
أدرى أيّ صفاتٍ قرعا
أم درى أيّ قناة ٍ صدعا؟
فاستحالت مقلة ُ الدين قذاً
طبنه "المهديُّ" حتى هجعا
إنما "المهديُّ" فينا آية ٌ
بهر الخالقَ فيما ابتدعا
لم يزعزع حلمه الخطبُ الذي
لو به يقرع رضوى زعزعا
ملكَ الأجفانَ لكن قلبُه
والجوى خلف الضلوع اصطرعا
أيها الحاملُ أعباء العُلى
ناهضاً في ثقلها مضطلعا
مقتدى الأمَّة أنتم ولهم
بكم دينُ التأسّي شرعاً
يتداوى برقي أحلامكم(25/115)
مَن بأفعى رزئه قد لُسعا
قد نشأتم في بيوتٍ لكم
أذن الله بها أن ترفعا
لا أرى الفيحاءَ إلا غابة ً
سبعٌ يخلفُ فيها سبعا
إن مضى عنها "أبو موسى " فها
"بأبي الهادي" إليها رجعا
من سراجٍ في سراجٍ بدلٌ
انطفى ذاك وهذا سطعا
ماجدٌ يبسط كفاً لم تزلْ
لمن ارتاد الندى منتجعا
ذو عُلى ً ما نالها العقلُ ولا
طائرُ الوهم عليها وقعا
سيّدٌ قال له المجدُ ارتفع
حيث لا تلقى السهى مرتفعا
وحّد القول له لكنَّه
"بأبي القاسم" ثنّى متبعا
فجرى في إثره مرتفعا
يركب الجوزاءَ ظهراً طيّعا
وسنا المجد الذي في وجهه
ذاك في وجه الحسين التمعا
سادتي عفواً دهتني صدمة ٌ
أفحمت منّي الخطيبَ المصقعا
لم أخل ينعى لساني جعفراً
وبودِّي قبل ذا لو قطعا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قرع النعيُّ بصوته سمعى
قرع النعيُّ بصوته سمعى
رقم القصيدة : 22974
-----------------------------------
قرع النعيُّ بصوته سمعى
فحنى على جمر الجوى ضلعي
صدع الحشا منّي غداة غدا
ينعى كريمَ الأصل والفرع
مهديُّ أهل الفخر أشرفها
في النفس والأخلاق والطبع
يا نكبة َ ما كان أفدحها
طرقتْ فضاق بهولها ذرعي
شغلتْ لها عيني بمدمعها
وحشاشتي بلواعج الفجع
فإذا رسمتُ كتابَ تعزية ٍ
لكم محته بوادرُ الدمع
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما لهم يا قبرُ قد جدُّوا انصرافا
ما لهم يا قبرُ قد جدُّوا انصرافا
رقم القصيدة : 22975
-----------------------------------
ما لهم يا قبرُ قد جدُّوا انصرافا
بعدما قد دفنوا فيك العفافا
وحثوا منك على عين العُلى
تربة ً تستافها الحورُ استيافا
نفضوا تربك والصبرَ معاً
عن يدٍ تمسكُ أكباداً لهافا
وردوا أمس ثقالاً بالجوى
فبماذا صدروا اليوم خفافا؟
هل أعادوا معهم ما أخذوا
من حشاشات تبقّوها لهافا
لا ومَن قد طهَّر الماءَ بها
مذ لها مطلقه كان مضافا
والتي راحَ الحيا ملتحفاً
معها طاهرَ برديها التحافا
بل أعادوا جمرة الوجد إلى(25/116)
أضلع باتت عليها تتجافى
حجب القبرُ ابنة الوحيِ التي
شرفُ الذكر بعلياها أنافا
من كريماتٍ على الله لها
ضرب العصمة خدراً وسجافا
لم تلد إلا الذي يسقي كلا
ما نحى سجليه شهداً وذعافا
والتي ما مدَّت العليا على
مثلها يوماً لتخدير طرافا
صاح هل تعلمُ لمّا أفردت
وامتلى القبرُ ضجيجاً وهتافا
أبذاك الترب وأروا فاطماً
أم إليها العالمُ القدسيُ وافى
ونعم فيه توارت شعبة ٌ
من حشاها اختطفت منها اختطافا
ساقها الحتفُ ولكن بعدما
شق من صدر الهدى عنها الشغافا
وعليها مسح الوجدُ ضحى ً
مقلة ً عمياء لا تدري الجفافا
أوحشت من أمّ شبلٍ غابة ً
لو بها مرَّ أبو شبلٍ لخافا
كعبة التخدير إلا أنها
خلقت للملأ الأعلى مطافا
دارُ قدسٍ أودع الله بها
خيرَ أهل الأرض نسكاً وعفافا
قل لمن رام انحرافاً عنهم
ضلَّ من يبغي عن الحق انحرافا
سادة ٌ للرشد في مهدِّيهم
جعل اللهُ من الغيِّ انتصافا
كلُّهم أبحرُ علمٍ طفحت
فاغترف من أبِّهم شئتَ اغترافا
فضلوا الخلقَ أكفاً سحباً
رفع المحلَ وأخلاقاً سلافا
أسكرتْ في حبهم حتى العدى
فهي الصهباء لطفاً وارتشافا
كرماءٌ لِقرى أضيافهم
ينحرون البدرَ لا البدنَ العجافا
آمنوا في الله من آمنه
وأخافوا من له الله أخافا
يا ذوي الحلم وفيكم رقة ٌ
فقتم فيها حنوَّاً وانعطافا
إنما هزَّت قنا صبركُم
نكبة ُ الدهر فزادتها ثقافا
وعلى زحف الليالي لاشكت
أبداً أبيات علياكم زحافا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أفعى الأسى طرقت وغاب الراقي
أفعى الأسى طرقت وغاب الراقي
رقم القصيدة : 22976
-----------------------------------
أفعى الأسى طرقت وغاب الراقي
فأنا اللديغُ وأدمعي درياقي
باتت تساورُ وهي غير ضئيلة ٍ
حتى رشحن بسمّها آماقي
لا راق نفسي العيشُ بعدك ليلة ً
ضربت عليَّ بأسدف الأرواق
أثكلتنيها يا ثكلتك قبلها
غرراً أعزَّ عليَّ من أحداقي
فأعدت لي في فقد أطيب معرقٍ
في المجد مفقدَ طيّب الأعراق(25/117)
ذهباً بأيام خطرت مع الهوى
لوقتْك من دمها العفاة ُ بما وقى
زمناً لبستُ حريرها ونضوتها
عن جدَّة ٍ وأبيك لا الأخلاق
فلأندبن اليوم صالحَ عهدها
ولأبكين نفائسَ الأعلاق
ولأحلبنَّ من الشجون حشاشتي
دمعاً كمندفق الحيا المهراق
أمرقصاً دمعي وأخلاقي معاً
بنشائد "الخنساء" لا "إسحاق"
فرّق بأقتلها مجامعَ أضلعي
إنَّ المكارم آذنت بفراق
قتلت أسى ً لأغرَّ لولا جودُه
قتل الزمان بنيه من إملاق
فأزلْ بنعيك في الورى رمق الورى
فالموتُ زال بممسك الأرماق
هذا "أبو حسن" استقلَّ مشيَّعاً
لكن بنعشٍ لا متون عتاق
ومشت وراء سريره من هاشمٍ
غلبُ الرقاق خواضع الأعناق
متماسكين من الحياء تهافتت
قطعاً قلوبُهم من الإقلاق
يا راحلاً بالصبر حمَّل قومَه
عبثاً من الأرزاء غير مطاق
خرجتْ تمنّي لو بهاشم كلّها
خرجت وأنت لمجد قومك باقي
فلو افتدى بسواه غيرُك أو وقى
من حدِّ أسياف المنيَّة واقي
لو قتْك من دمعها العفاة ُ بما وقى
بوفاء ماء سماحك الرقراق
ولغيَّمت بالنقع دونك هاشمٌ
حتى تسدَّ مطالع الآفاق
وأتتك ترعد بالصواهل واغتدت
بالبيض تبرقُ أيَّما إبراق
ولأمطرت بدمٍ سقت شوك القنا
منه بأغزر وابلٍ دفّاق
ولقارعت عنكَ الردى وشعارها
أنا من أمرَّ اليوم طعمَ مذاقي
ولأقبلتْ بك يا عميدَ سراتها
والموت بين يديك رهنُ وثاق
وأظن أنك والتكرّم شأنكم
كرماً تمنُّ عليه بالإطلاق
فيردن أفئدة ٌ لهنَّ لظى الجوى
لم تبقِ باقية ً على الإحراق
لكن دُعيتَ وأيُّ خلقٍ لم يكن
ليجيب دعوة قاهرٍ خلاّق
فمضى الردى بك راغباً بطلاقها
دنياً تجدُّ تبعلاً بطلاق
معشوقة ٌ وهي الملالُ وإنها
لعلى الملال كثيرة العشاق
سارٍ على أيدٍ رفعن برفعها
منك البنان مفاتح الأرزاق
اعتقن من رقَّ الزمان كرامه
فجمعن بين الرقِّ والإعتاق
ودعت وقد رفعت عقيرتها العُلى
الله أين بمثقل الأعناق
فبرغم أنفى اليوم حطَّك في الثرى
مَن كنت أرفعه على الأحداق
فلو استطعتُ عن التراب رفعته(25/118)
بالوضع بين ترائبٍ وتراقى
واهاً لتربة ذلك الجدث الذي
فيه دفنت مكارم الأخلاق
مصت ندى تلك البنان فأعطشت
عودَ الرجاء وكان ذا ايراق
إيهاً صروف الدهر دونك في الورى ابـ
ـتدرى بلا فرقٍ ولا اشفاق
غطي التراب على قريعك وابرزي
في الناس كاشفة ً لهم عن ساق
قدرٌ رمى شجرَ العلوم بمعطشٍ
فشكت أعاليه جفاف الساق
وذوى وزال عن القلوب لفقد مَن
قد كان بحراً والقلوبُ سواقى
سُلبتْ نضارته وغودر عن يدي
طلاّبه متساقطَ الأوراق
يا نازلاً غرف الجنان وباركَ الـ
ـصبَّ المشوق بقاتم الأعماق
وفدت عليك صلاة ُ ربك شائقاً
منعت إليه وفادة َ المشتاق
فاذهب وحسبُك للعلى "بمحمدٍ"
فعلاه لا يرقى إليها الراقى
عرجت به لسماء فضلك همة ٌ
قالت: أجلُّ من البراق براقي
هذا الذي ورث النبوَّة علمَها
ومن الإمامة حل أيَّ رواق
ولقد أقولُ لمن بغاه بضغنه
أقصرْ فلستَ تناله بلحاق
عجباً طمعت بمن يروضك عالماً
إنَّ القلوب تراضُ بالإرفاق
لا تقرَّبن الصلَّ نضنض مطرقاً
فالصلُّ سورته مع الإطراق
هو و"الحسين" كلاهما قمرا عُلى
في فتية ٍ هم أنجم الآفاق
من كلّ نهاض العزائم حائزٍ
قصبَ الرهان بيوم كلِّ سباق
خطبت لهم بكر العُلى وهمُ لها
جعلوا جميل الذكر خيرَ صداق
فبنوا بخير عقيلة ٍ ما راعها
صرفُ النوائب منهم بطلاق
لولاهم غدت القلوبُ كمضغة ٍ
بلهى الخطوب تلاكُ بالأشداق
ولأطبقت ظلمُ الرزيَّة واختفى
ضوءُ السلوِّ بذلك الإطباق
فهم البدورُ تفاوتت بطلوعها
في المجد لا في التمّ والإشراق
المجدُ أطلعها وقال معوّذاً
لا نِيْلَ باهرُ مجدكم بمحاق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أرى الأرض قد مادتْ لأمرٍ يهولهُا
أرى الأرض قد مادتْ لأمرٍ يهولهُا
رقم القصيدة : 22977
-----------------------------------
أرى الأرض قد مادتْ لأمرٍ يهولهُا
فهل طرقَ الدنيا فناءٌ يزيلُها؟
وأسمع رعداً قد تقصف في السما
لمن زمرُ الأملاك قام عويلها؟
تأمَّل فأما الساعة ُ اليوم فاجأت(25/119)
وأما التي في العالمين عديلها
وإلا فما الدهر راع حشا الورى
بتقطيبه منها عراها ذهولها؟
بلى طرقتْ أختُ القيامة بغتة ً
وتلك التي للحشر يبقى غليلها
لها صعدتْ بالحزن للعرش رنّة ٌ
بأعلى بيوت الوحي كان نزولها
نحت في رواق المجد صدراً من العُلى
يروع ملوكَ الأرض فيه مئولها
ومالت بأرسى هضبة ٍ ما تصوَّرت
جحاجحُ فهرٍ أن ترى ما يميلها
فدى ً لعميد الغالبين كلّها
وأي فريدٍ لو فداه قبيلها
إذاً لافتدت طوداً لها ما تعلقت
بقنته للكاشحين وعولها
فإن "معز الدين" مَن سُلَّ دونه
صوارمُ لا يخشى عليها فلولها
وقارع حتى كلُّ مضاء فكرة ٍ
ثناه بحدِّ القول وهو كليلها
وراش نبالاً لم تفت مقتل العدى
وأقتلُ سهمٍ ما يريش نبيلها
وسدَّد من أقلامه السمر صعدة ً
بصعداتها للسمر قصِّر طولها
فأدرك ما لا تدرك الشوسُ بالقنا
ونال بها ما لم تنله نصولها
أكالئ ثغر الدين قد عثر الردى
بيومك لكن عثرة ً لا نقيلها
لأرخى يميناً منك شدَّ قوى الهدى
وغمض عيناً بالحفاظ تجيلها
فمن مخبري كيف انتحتك منية ٌ
بطرفك لو ترمى لعزِّ وصولها؟
أأنحلها خوفُ التقحيم إذ مشت
إليك فأخفاها عليك نحولها؟
أم اقتادك التسليمُ لله طائعاً
وهل طاعة ٌ إلا وأنت فعولها؟
ورزئك ما هذي الدموع وإن جرت
بماءٍ ولا هذي السيولُ سيولها
ولكن حشاشات على الشوق لم تزل
تذوب إلى أن جاءها ما يسيلها
ستبكيك ما ناح ابنُ ورقاء أعينٌ
بفضلك من حيث التفتنا نجيلها
نرى لك آثار الغمامة لاطفت
ثرى الأرض حتى روَّضته هطولها
"أبا صالحٍ" ما العيش بعدك صالحاً
لنفسٍ هواها عنك لا يستميلها
عفاءً على "الفيحاء" بعدك وحدها
وإن غال كلَّ الأرض بعدك غولها
لقد لبست فيك الجمال وإنما
عليك تعرّى اليوم عنها جميلها
غدت ثاكلاً تشجى بنيها وطالما
زهت فاجتلتها كالعروس بعولها
نعاك لها ناعٍ إليك أطارها
بدهياء راعَ الخافقين حلولها
أتت لك تشكو اليتم فيك بأدمعٍ
لها صنتها دهراً فأضحت تذيلها
وشرفتها ميتاً بحملك ضعف ما(25/120)
رأتك من التشريف حياً تنيلها
إصاحِ إلى جنبي قف اليوم ممسكاً
عليَّ حشاً حان الغداة رحيلها
فقد كنتُ قبل اليوم أعهد لي يداً
هي اليوم لا منّي فأنت بديلها
أزل بالنعيّ الراسيات فقد سرى
يخفُّ على أيدي الرجال ثقيلها
وما خفَّ لمّا أن تساوى بحمله
حقيرٌ الورى فوق الثرى وجليلها
ولكن سرى الأملاك فيه يؤمهم
بتكبيره فوق السما جبرئيلها
وغبراء من حثو التراب قد احتبى
بقاتمها حزنُ الفلا وسهولها
مرت ماءها الأنفاسُ في صعداتها
فسالت وأسرابُ الدموع سيولها
تدانى بها منا ابنُ نعيٍ يلوثها
على وجهه طوراً وطوراً يذيلها
فقمنا له نخفي الذي منه هالنا
وهل طلعة ٌ للشر يخفي مهولها؟
وقلنا زعيم الطالبيين أحدقت
بجنب علاه شيبها وكهولها
قضى حجة ً واستأنف السير فانبرت
تعطّف منه حول فحلٍ فحولها
وهذا بشيرٌ لو وهبنا نفوسنا
لقلت له والفضلُ منه قبولها
فلما ألمَّ استلَّها من لسانه
صفيحة نعيٍ كلُّ قلبٍ قتيلها
شكت عندها الأسماعُ وقراً أصمَّها
وما وقر الأسماع إلا صليلها
وقال امسحوها اليوم عمياء من جوى ً
بشلاّء فيها لم يُككفْ همولها
فذاك على الأعواد سيدُ هاشمٍ
بجنب العُلى منه مسجى كفيلها
وذي هاشمٌ جاءت بأثقال همِّها
ومهديّها محمولة لا حمولها
نضتها السرى أسيافَ مجدٍ صقيلة ً
وعادت وفي قلب المعالي فلولها
مضت بأبٍ للمكرمات يؤمُها
وكان بأمِّ النائبات قفولها
أما وسريرٍ تحته قد تزاحمت
فطاشت كما طاشت خطاها عقولها
لقد هالها الإقدام فيه لتربة ٍ
على روحها بالراحتين تهيلها
فقد قبرت في اللحد واحد عصرها
وأقسم ما المقبورُ إلا قبيلها
تجللتها يا دهرُ سوداء فانطوت
عليك ليوم النشر تضفو ذيولها
خطمت بها قسراً عرانينَ هاشمٍ
فقدها تساوى صعبُها وذلولها
وقل لعوادي الحتف شأنك والردى
فما جولة عند الردى فوق هذه
فنخشاه يوماً في كريم يجولها
ويا رافعيه في الأكف نصبتمُ
بها علماً يشأى العُلى ويطولها
قفوا وانظروا كيف الورى لو تحاشدت(25/121)
وضاق بأبناء السبيل سبيلها
تشيِّع نعشاً ليس تدري إمامها
إلى القبر محمولٌ به أم رسولها؟
فتى ً طبَّق الدنيا علاءً وعمَّها
سخاءً وأبقى بعده من يعولها
كفى خلفاً منه بأشبال مجده
وهل تخلف الآساد إلا شبولها؟
مصابيحُ رشدٍ والمصابيح في الورى
يكون إليها ليس عنها عدولها
فشمسُ الهدى والأمر لله إنْ تغبْ
وراع الورى شرقاً وغرباً أفولها
فدونكها موروثة ً نبويَّة ً
وخلفَك باغيها فللأُسد غيلها
إمامة حقٍ إن تكن أمس ودعت
أباها فعند اليوم ناب سليلها
ستعلم روادُ الشريعة إذ جرت
بسلسلٍ علمٍ فيك ما سلسبيلها
لقد سمعت بالوحيِ تنزيلَ آيها
وسوف ترى من فيك كيف نزولها
ألا إنما العليا قواعدُ سؤددٍ
لك اللهُ أرساها فمن ذا يزيلها
ومجد قدامى الفخر مدَّ على الورى
سماءً لها عرض السماء وطولها
عفاة َ الورى لا يقعد اليأسُ فيكم
فأثقال أهل الأرض قام حمولها
أبلِّ بني فهرٍ لواشجة ٍ حشاً
إذا الشتوة ُ الغبراء هبَّ بليلها
أتى باليد البيضاء تقطر نعمة ً
وبالطلعة الغرّاء يبهى جميلها
لقد جاء في عصر به عقر الندى
سوى مذقة ٍ يعي الرجاءَ حصولها
فما هو إلا "صالحٌ" و"ثمودهُ"
وبالجود إلا ناقة ٌ وفصيلها
أنر يا "أبا الهادي" دجى كلِّ مشكل
فما شبهة ٌ إلا وأنت مزيلها
وأمطر بناناً يا "محمدُ" في الورى
وقد روَّضوا حالاً توالت محولها
فاقسمُ لو لم ترو عاطشة المنى
لدبّ بأغصان الرجاء ذبولها
صنايع من عرفٍ لنا بك فخرها
وللناس مشكوراً لديك جزيلها
قد اكتست الدنيا فتاهت بزهوها
خلائقَ أخلاقُ الرجال سمولها
إذا استبقت فهرٌ بفخرك في مدى ً
غدت غررُ العليا لها وحجولها
وليس الخطاب الفصلُ إلا مقالة
لسانُ قريشٍ وهو أنت قؤولها
بك ارتاش عافيها وقرَّ مروعها
وأدُنى قاصيها وعزَّ ذليلها
وما قصرتْ باعُ العُلى عن رزيّة ٍ
رغت كرغاء المثقلات نكولها
وذا "صالحُ" الدنيا وأنت كلاكما
تمدان منها و"الحسينُ" مطيلها
فتى ً لا أقول الغيثُ يحكي بنانه
سماحاً لأن الغيثَ فيه عذولها(25/122)
شمائله تحكى النسيمَ لطافة ً
وأخلاقه الصهباء رقَّت شمولها
بنى الغالبيين الذين أكفُّهم
تريك الغوادي الغرَّ كيف مخيلها
ألستم لقومٍ تملأ الأرض رجفة ً
إذا هي للهيجاء سار رعيلها؟
ضراغمُ تخشى رقدة الموت من غفا
إذا استيقظتْ للضرب يوماً نصولها
يطول نعيُّ الثاكلات لقومها
إذا صهلت للطعن شوقاً خيولها
بها ليلُ أمّا هجرت يوم معركٍ
فتحت ظبات المشرفيِّ مقيلها
لها الحربُ لم تبرح تقلِّل عدَّها
ويكثر في عين العدوِّ قليلها
لكم صبرُها تحت السيوف وحلمها
إذا نوبُ الدهر ارجحنَّ جليلها
فما شيمة ُ الحسَّاد فيكم وليتها
عفت كعفوِّ المجد منها طلولها
وقدركم في الموت يعلو نباهة ً
وما الموت كلُّ الموت إلا خمولها
ألا أنتم القوم الذين قبابُهم
على شهب الخضراء ترخي سدولها
فروعُ على ً لا يدرك الوهم طائراً
سوى إنها فوق السماء أصولها
لها فوق أهل الأرض مجدٌ تكافأت
عمومتها في فخره وخؤولها
خذوها بني العلياء "خنساء" عصرها
وإلا فبنت الدوح مر غليلها
فلو أنها ناحت لصخر ارتْكه
لها قربُ عهدٍ بالولادة لا تخل
أتى قبلُ أو من بعدُ يأتي مثيلها
تطول قوافي الشعر منها قصيدة ٌ
"زهيرٌ" بحوليّاته لا يطولها
ألا إنما يبقى الهدى ببقائكم
فسؤلُ المعالي أن تدوم سؤولها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عودي بطرفك يا قريشُ كليلا
عودي بطرفك يا قريشُ كليلا
رقم القصيدة : 22978
-----------------------------------
عودي بطرفك يا قريشُ كليلا
وبعزمك امتلأت ظباه فلولا
فعلى الرؤوس رفعت فخرك ميَّتا
ودفنتِ مجدك في الصعيد أثيلا
واهاً لكاهلك الأجبِّ لقد شآ
وقراً على ظهر الزمان ثقيلا
خفَّت حلوم بني أبيك بساعة ٍ
ذهبت بحامل ثقلها محمولا
بمقلِّبٍ وسطَ الندى ِّ أناملاً
لم تدرِ إلا الرفدَ والتقبيلا
نسيتْ به الأرزاء بل ذكرت به
رزءَ "الحسين" غداة خرَّ قتيلا
رفعته والتكبير بالعشر التي
قتلوا بها التكبير والتهليلا(25/123)
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> همومٌ نوى البرءُ منها ارتحالا
همومٌ نوى البرءُ منها ارتحالا
رقم القصيدة : 22979
-----------------------------------
همومٌ نوى البرءُ منها ارتحالا
فلا تبعث الداء إلا عضالا
وطفلُ الأسى لم يجدْ من رضاع
حشا حالب الفضل يوماً فصالا
عفاءً على الدهر من ناقصٍ
على الكاملين تجنّى خبالا
أجال عليهم خيول الخطوب
ولو مثلّت لاستقالوا قبالا
ولو عرف الدهرُ قدر الكرام
لكفَّ غداتئذٍ ما أجالا
غزاني بملمومة النائبات
وعاد بإنسان عيني نفالا
فروَّع سمعي بصوت النعيّ
ورنَّق من صفو وردي سجالا
فبتُّ وفي مقلتي عائرٌ
حمى جفنها بالكرى الاكتحالا
وقائلة ليس سمعي لها
وبعضُ المقال أراه محالا
أجدّك من عاتبٍ ما تزال
تذمُّ من الدهر هذي الخصالا
أقلْ عثرة َ الدهر أو لا تقل
فليس يبالي بأن لا يقالا
أتجزع للبين مستثقلاً
وأنت حجى ً تستخف الجبالا؟
تماسكْ ولا تبذل أدمعاً
حماها وقارُك عن أن تذالا
فقلت وعيني أسى ً تستهلُّ
كمحتفل الودق مرخي العزالا
أآمنة السرب كّفى الملامَ
ضلالاً لرأيكِ منّي ضلالا
فما نفحة ٌ من رياض الصبا
لها أرجٌ للقلوب استمالا
بأطيب من تربة ٍ ضمّنتْ
على رغم أنفى منِّي هلالا
نشدتكَ يا دهرُ ألاّ أعرتَ
مسامعك اليوم مني مقالا
أعن سفهٍ منك للأكرمين
تركَّبُ غدركَ حالاً فحالا
وتزجى الخطوب ثقالاً لكي
لهم تستخفُ حلوماً ثقالا
وأنّى يزاول نملُ القرى
جبالَ شرورى فتخشى زيالا؟
وتعجم يا دهرُ في ما ضغيك
من عود علياهم ما استطالا
وهل زبرة ٌ عضها أدردٌ
فآثر أو نال منها منالا
تعلّم لك السوء من ناقصِ
عدا طوره وتمنّى محالا
بأنّ الأماجد صبرٌ ولو
بدهتهم بالخطوب اغتيالا
العصر العباسي >> البحتري >> لرددت العتاب عليك حتى
لرددت العتاب عليك حتى
رقم القصيدة : 2298
-----------------------------------
لَرَدَدْتُ العِتابَ عَلَيكَ، حتى
سَئِمتُ، وَآخِرُ الوِدّ العِتابُ(25/124)
فَلَمْ أُبْعِدّكَ مِنْ أدَبٍ، وَلكنْ
شِهابٌ في التّخَلّفِ ما شِهابُ
وَهَانَ عَلَيكَ سُخطي حينَ تَغدو
بعِرْضٍ، لَيسَ تقتُلُهُ الكِلابُ
وَهَلْ يَشفي السِّبابُ من ابنِ لؤمٍ
دَنيءٍ، لَيسَ يُؤلِمُهُ السِّبَابُ
فعمران استه جم، ولكن
له قدامه أير خراب
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كلَّ يومٍ يسومني الدهرُ ثكلا
كلَّ يومٍ يسومني الدهرُ ثكلا
رقم القصيدة : 22980
-----------------------------------
كلَّ يومٍ يسومني الدهرُ ثكلا
ويريني الخطوبَ شكلاً فشكلا
وبصبري يجدُّ خلف حبيبٍ
منه طرفي لا القلب يخلو محلاّ
أودع الأرض شخصه ثم أدعو
أين ركبُ المنون فيك استقلاّ
يا عذولى َ صبابتي علمّاني
كيف تسلى الهموم لا كيف تسلى ؟!
خلياني من مورد الصبر إنّي
قد وردت الأشجان علاً ونهلا
كم أخٍ شدَّ ساعدي بأخيه
بعده قد صحبتُ باعاً أشلاّ
وقريبٍ إليَّ أبعده الموتُ
وكم أبعدت يدُ الموت خلاّ
وعزيزٍ عليَّ أرخصَ دمعي
وهو عندي من نور عينيّ أغلى
أخوتي اخوة ُ الصفا درجتم
فبمن لا بمن همومي تجلى
مضَّنى فقدُكم ولا كفقيدٍ
كبر الخطبُ فيه عندي وجلاّ
إن تكن بعَّضت نواكم فؤادي
فنواه مضتْ به اليوم كلاّ
يا دفيناً بتربة ٍ تخذتها
أعينُ الحور موضع الكحل كحلا
ثكلُ أمِّ القريض فيك عظيمٌ
ولام الصلاح أعظم ثكلا
ما عركن الخطوب صبرَك إلا
حسبت أنها جلت لك نصلا
قد لعمري أفنيت عمرك نسكاً
وشحنت الزمانَ فرضاً ونفلا
وطويت الأيام صبراً عليها
فتساوت عليك حزناً وسهلا
طالما وجهك الكريمُ على الله
به قوبل الحيا فاستهلاّ
إن تعشْ عاطلاً فكم لك نظمٌ
بات جيدُ الزمان فيه محلّى
ولك السائراتُ شرقا وغربا
جئن بعداً ففتن ما جاء قبلا
كم قرعن الأسماعَ بيتاً فبيتا
فأفضن العيون سجلاً فسجلا
كنت أخلصتَ نية القول فيها
فجزاك "الحسين" عنهن فعلا
فهي الصالحات بعدك تبقى
بلسان الزمان للحشر تتلى
يا أمنت الروائعَ أنعمْ بدارٍ
قد أعُدَّت للمتقين محلا(25/125)
أنت أهلٌ وقد علمت بأن ليـ
ـس يُضيع الباري لمثلك أهلا
ها هم قد تفيأوا ظل من كا
ن على العالمين لله ظلاّ
ذاك "مهديُّ" شرعة الحق والـ
ـقائمُ فيها بالصدق قولاً وفعلا
مَن إذا جاد واهبا جاد وبلاً
وإذا قال ناطقاً قال فصلا
أسدٌ رشَّح الإلهُ بنيه
لعرين الآساد شبلاً فشبلا
علماءُ الهدى دعائم دين اللّـ
ـه حفّاظه وناهيك فضلا
وسقى اللهُ "صالحا" غيث لطفٍ
بشآبيب عفوه مستهّلا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لو برَّد العذلُ من غليلي
لو برَّد العذلُ من غليلي
رقم القصيدة : 22981
-----------------------------------
لو برَّد العذلُ من غليلي
لم أحم سمعي عن العذول
لام خليُّ الحشا فقلبي
ملآنُ من دائي الدخيل
أثكلني الدهرُ وهو لاهٍ
لم يدر ما لوعة ُ الثكول
لو صدعت نكبتي حشاه
إذا كسا جسمه نحولي
يقول ما لي أراك حزناً
تحنُّ كالواله العجول
تعزَّ إنَّ العزاء أولى
بشيمة الكامل النبيل
فقلت عنّي وهل لغيري
يالأئمى رنة ُ العويل؟
قلبي بالصبر كان سيفاً
وامتلأ اليوم بالفلول
معلِّلي بالعزاء رفقاً
تحنو على قلبي العليل
كذبت لو قد عناك وجدي
ما نمت عن ليلى الطويل
أسأل عن صبري الجميل
بعد افتقادي "أبا خليل"
قضى بحجر النهى عزيزاً
والموت ضربٌ من الخمول
ولم تغمِّضْ له جفوناً
إلا يدا مجده الأثيل
وغسلته العُلى وقالت:
بوركت من طاهرٍ غسيل
ثم نعت: أيها المسجّى
والحمدُ في برده الجميل
أما ترى "أحمداً" ينادي
يا مقلتي في الدموع سيلي
ومنك ينعى على نجيبٍ
قرمٍ لأثقاله حمول
يقول يا منهضي برفقٍ
من عثرة الدهر من مقيلي
أصول فيمن على زماني
يا دافني سيفي الصقيل
وهذه المكرماتُ تنعي
فتخلط النَعى بالعويل
قد حملوا واحدي بنعشٍ
خف بعبء النهى الثقيل
يا راحلاً للبلى إلى من
بعدك بين الورى رحيلي
منك رباعُ العُلى برغمي
خلت ورغم الحجى الأصيل
زهت زماناً بها الليالي
والسعدُ في ظلها الظليل
وغرُّ أيامها حسانٌ
تمرُّ وضاحة الحجول(25/126)
والناسُ من رائحٍ وغادٍ
يثنى بمعروفها الجزيل
واليوم ذاك الثناءُ أضحى
نوحاً على رزئه الجليل
كنت "لشبليَّ" أمس أنعى
واليوم أنعي أبا الشبول
تتابعوا للمنون عنّي
تتابعَ الشهب للافول
جفاهم الدهرُ بعد وصلٍ
والدهرُ كالعاشق الملول
لم يبقَ إلا القليلُ منهم
والخيرُ في ذلك القليل
فروعُ مجدٍ شذا علاهم
يشهد بالطيب للاُصول
من "أحمدٍ" قدرُه عليٌّ
ومن أخٍ للنهى خليل
قبيلة المجد من سواكم
لم يعرف المجد من قبيل
عذراً إذا لم أقلْ عزاءً
ما هذه قولة الثكول
وطاب قبرٌ به توارى
"محمدٌ" ذو الحجى الأصيل
أغناه ما فيه من سماحٍ
عن سقى جفن الحيا البخيل
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وقفتُ على "الزوراء" وهي يتيمة ٌ
وقفتُ على "الزوراء" وهي يتيمة ٌ
رقم القصيدة : 22982
-----------------------------------
وقفتُ على "الزوراء" وهي يتيمة ٌ
تحنُّ لمن أبقى المعالي ثواكلا
فتنعاه طوراً للفواضل والنهى
وطوراً له تنعى النهى والفواضلا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بكائي بعينيَ لم يكفني
بكائي بعينيَ لم يكفني
رقم القصيدة : 22983
-----------------------------------
بكائي بعينيَ لم يكفني
لمن قطع الدهرُ فيه وتيني
فليت توزع دمعي الأنامُ
لأبكي عليه بكلِّ العيون
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فقلتُ على مَن رنة النوح والبكا
فقلتُ على مَن رنة النوح والبكا
رقم القصيدة : 22984
-----------------------------------
فقلتُ على مَن رنة النوح والبكا
فقالت على من لا ترى الدهرَ مثله
أليس أبى ذلك الذي تعهدونه
طوت نوبُ الأيام عني ظلَّه
فقلت وعندي من فؤادي بقيَّة
خذي يا يد الأحزان قلبي كله
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عادت مراثى تهنيات العُلى
عادت مراثى تهنيات العُلى
رقم القصيدة : 22985
-----------------------------------
عادت مراثى تهنيات العُلى
ينصدع القلب بإنشادها
قد رحل اليوم سرور الورى(25/127)
فلتلمَّسه يوم ميعادها
قد دفنت تحت الثرى عيدها
وأبقت النحرَ لأكبادها
فلا ازدهاها يوم "نوروزها"
ولا أتى "الفطرُ" باسعادها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا دهرُ ما شئتَ فاصنع هان ما عظما
يا دهرُ ما شئتَ فاصنع هان ما عظما
رقم القصيدة : 22986
-----------------------------------
يا دهرُ ما شئتَ فاصنع هان ما عظما
هذا الذي للرزايا لم يدع ألما
رزءٌ تلاقت رزايا الدهر فاجتمعت
فيه فهوّن ما يأتي وما قدما
ما بال امُّ الليالي فيه قد حملت
فليتها وأبا أيامها عقما
لقد تحكَّم في الدنيا فنال بها
من النواظر والأحشاء ما احتكما
عجَّت ولا كعجيج الموقرات به
وهل تلام وهذا ظهرُها انقصما
مضى الذي طبقتها كفُّه نعماً
فطبقتها الليالي بعده نقما
الآن غودرت الآمال حائمة ً
وأين في الدهر منها من يبل فما؟
وقبَّة ُ المجد قد مالت ولا عجبٌ
فإنَّ أثبت أركان العُلى انهدما
فلينتظم مأتماً عمرُ الزمان لمن
بالصالحات جميعاً عمرُه انتظما
ولتحتلب عينها الدنيا لمن يدُه
كانت حلوبة جودٍ تقتل الأزما
وكيف تسأمُ من دمعٍ تتابعه
ومن متابعة النعماء ما سئما
في الكف ما زرعت حسن الرجاء له
إلا وأمطرها من كفّه كرما
يا آخذاً كلَ قلبٍ في ملامته
دع الملام وشاطرني الدموعَ دما
واقرع بلومك سمعَ الدهر حيث أتى
برنَّة ٍ تركته يشتكى الصمما
طويتَ من يستظلُّ المعدمون به
فليت يا دهرُ قسراً ظلُّك انعدما
هل يعلم الزمنُ الغدّار لا علما
ماذا به هجم المقدارُ لا هجما؟
فأيُّ رزءٍ بأيِّ الناس يكبر في
صدر الأنام سوى هذا الذي دهما؟
أفي ذوي الحلم فالثاوي زعيمُهم
أم في بني العلم فالثاوي أبو العلما؟
أم في الأنام جميعاً فالذي افتقدوا
هو الذي جمعت أبراده الأُمما؟
بل كلُّ ميتٍ له ثلمٌ بحوزته
لكنَّ في موته الإسلام قد ثلما
قام النعيُ على "دار السلام"له
فقلت بعدك ليت الكون ما سلما
ما زال بشرُك بالعفين ملتمعاً
حتى تحوَّل في أحشائهم ضرما(25/128)
وإن بكتك فلا منٌّ عليك لها
بماء جودك جاري جفنها انسجما
هذه الدموع بقايا ماء عيشهم
من فضل ما كنت توليهم عليك همي
إن لم تفض بك عن وجدٍ نفوسهم
فسوف بعدك من قربٍ تفيض ظما
يا راحلاً ولسانُ الحال ينشده
وللمقال لسانٌ بالأسى انعجما
واهاً "أبا المصطفى " ماذا يقول فمي
وما البلى منك أبقى للجواب فما
الموت حتمٌ وإن كان المنى لك أن
تبقى ولو جاوزت أيامُك الهرما
لكن أتقضى بحيث الشمُّ راغمة ٌ
من أزمة ٍ لم تدع في معطس شمما
هلاّ بقيت لها في هذه السنة الـ
ـشهباء تحفظ من أمجادها الحرما
أحين فيها اقشعر العام وانبعثت
غبراء أمحلت الغيطان والأكما
تمضى وتتركها في عام مسغبة ٍ
فمن لها وإلى مَن تشتكي القحما
أوقتُ موتك هذا والورى حشدت
هذي الخطوب عليها والبلا ارتكما؟
وددت يومك لم يجرِ القضاءُ به
لو كان للوح أنْ يستوقف القلما
حتى تُفرِّج غمّاءَ الجدوب كما
فرَّجت من قبلها أمثالها غمما
أشار ربُّك إرسال العذاب بها
لمّا جنوها ذنوباً تهتك العصما
ففيِّض الماء من أنهارها وطوي
بالموت شخصك عنها والحيا انعدما
مشت بنعشك أهلُ الأرض تحمله
فخفَّ حتى كأن لم يحملوا علما
وما دروا رفعته من كرامته
أهل السماء على أكتافها عظما
لم يرفعوا قدماً إلا وقد وضعتْ
من قبلهم غرُّ أملاك السما قدما
كأنَّ نعشك محمولٌ به ملكٌ
وخلفه العالمُ الأعلى قد ازدحما
ساروا بها وسماءُ الدمع ترسلها
لك النواظرُ مدراراً ولا سأما
وهبَّ حين التقى ماءُ العيون على
أمرٍ نزا منه قلب الموت واضطرما
فكنت "نوحاً" وكان الفلك نعشك والـ
ـطوفانُ فائرَ دمعٍ أغرق الأُمما
إنْ يحملوك على علمٍ فما حملوا
إلا الركانة والأخطارَ والهمما
أو يدفنوك على علمٍ فما دفنوا
إلا المحاسنَ والأخلاق والشيما
أو ينفضوا الكفَّ من تربٍ به دفنوا
ميتاً فتربُك بالأفواه قد لثما
كأنَّ قبرك فوق الأرض نجمُ سما
أو أنه في ثراه حلَّ نجمُ سما
يا نازلاً حيث لا صوتي يلمُّ به
عليك أمُّ المعالي جزَّت اللمما(25/129)
واستوقفت بحشاها الركب في جدثٍ
يجود كفك لا بالغيث قد وسما
نادت بشجوٍ خذو لي في حقائبكم
حشاشة ً ملئت من وجدها سقما
قفوا بها واعقروها وانضحوا دمها
على ثرى ً أمس قد واروا به الكرما
وقفت بعدك و"الزوراء" أنشدها
أين الذي كان للاّجين معتصما؟
وأين من يزهر النادي بطلعته
للزائرين ويجلو عنهم الغمما؟
ومن بني لقرى الأضياف دارُ عُلى
عمادُها الفخر فيه طاولت إرما
ومن تُردُّ جميع المشكلات له
إذا القضية أعيا فصلُها الحكما
وأين للشتوة الغبراء مَن كرماً
ما قطَّب العام إلا ثغرهُ ابتسما؟
وأين مَن كان للعافين يلحفها
جناحَ رحمته ما دهرُه أزما؟
لا فرق ما بين أقصاها إذاً نسباً
عنه وما بين أدناه له رحما
وأين مَن ليتامى الناس كان أباً
في بره قد تساوت كلُهم قسما؟
في فقد آبائها لليتم ما عرفت
لكنها عرفت في فقده اليُتما
أحببت في الله كتمان الصنيع ولا
يزداد إلا ظهوراً كلما كتما
من كان يحلف أن لم يعتلق أبداً
إثمٌ ببردك لم يخث ولا أثما
ألا وقتك حشا العافين صائبة ً
ولا وقاءً إذا رامي القضاء رمى
وهو توفّيك شكر المنعمين وقد
طوَّقت حياً وميتاً جيدها نعما؟
بالأمس وجهك يستسقى الغمامُ به
واليوم قبرُك تستسقى به الديما
وكنت ريَّ صداها فاستنبت لها
من ولدت بحاراً للندى فعما
فأين مثلك تلقى الناسُ ذا كرمٍ
ومنك في حالة ما فارقوا الكرما؟
يا غائباً ما جرت في القلب ذكرتُه
إلا ترقرق دمعُ العين وانسجما
لا غرو أن يعقد الإسلامُ حوزته
جميعها مأتما يورى الحشا ضرما
فالثاكل الدينُ والمثكولُ شخصك والـ
ـناعي الهدى والمعزِّي خاتمُ العلما
"محمدٌ حسنٌ" نظم الثناء له
فقلَّ في سلك تقواه من انتظما
سقت ضريحك من جدواك واكفة ٌ
وطفاءُ ترضع درّاً ما الحيا فطما
أعيذ قلبك أن يهفو به حذرٌ
على المكارم أو يغدو لها وجما
طب في ثرى الأرض نفساً لا النديُّ خلا
من الوفود ولا عهدُ الندى انصرما
قامت مقامك فيه فتية ٌ ضربتْ
على السماء لها علياؤها خيما(25/130)
وكيف يُظلمُ ربعٌ من عُلاك به
"أبو الأمين" سراجٌ يكشف الظلما
بقية ٌ من أبيك "المصطفى " رفعت
به علاه وفيه مجدُه دعما
أحبَّ قربك واستبقاه خالقُه
ركناً تطوف به الآمالُ مستلما
وأنت يا حرم المجد المنيف عُلى ً
لا راعك الدهر واسلم للعُلى حرما
إنْ يوحشنَّك ما من بدرك انكتما
فليؤنسنَّك من نجميه ما نجما
لولا ابنه "المصطفى " للجود قلت شكت
من بعد إنسانها عينُ الرجاء عمى
ندبٌ به فتح المعروفُ ثانية ً
من بعدما بأبيه أولاً حتما
مَن يلقهِ قال هذا في شمائله
"محمدٌ صالحٌ" أن يغتدى علما
حلوُ الخلائق في جيل لهم خلقٌ
لو مازج الكوثر الخلديَّ ما طعما
ما شاهدتْ عظماءُ الأرض هيبته
إلا وطأطأت الأعناق والقمما
والمشتري الحمدَ والأشرافُ أكسبها
لجوهر الحمد أغلاها به قيما
من لو يجود لعافٍ في نقيبته
لم يقرع السنَّ في آثارها ندما
لو قال قومٌ نرى بالجود مشبهه
لقلتُ هاتوا وعدُّوا العرب والعجما
أستغفرُ الله إنْ شبَّهت أنمله
بالقطر منسجماً والبحر ملتطما
نعم حكاه أخوه مَن به ظهرت
مخائلٌ من أبيه تفضح الديما
"محمدٌ" وكفى أن الزمان لنا
عن منظرٍ حسنٍ منه قد ابتسما
إذا بدا سمت الألحاظ ترمقه
تخاله بهلال العيد ملتثما
من لفظه العذب إن شئت التقط درراً
أو فاقتطف زهراً أو فاقتبس حكما
فاهتف بمن مات من أهل العلاء وقل
لولا الردى لا افتضحتم فاشكروا الرجما
قد أطلع المجدُ في أفق العُلى قمراً
يا فرحة الشهب لو تغدو له خدما
أمات نشر مساعيه مساعيكم
حتى انطوت مثلكم تحت الثرى رمما
فلو رآه "زهير" في شبيبته
إذاً لفدّاه واختار الفدا هرما
من دوحة ٍ ما نمت إلا الغصون عُلى ً
وكل غصنٍ بماء المكرمات نما
كارم لها الغيث واستشهد لها بندى
الجواد ثم ارو كيف الغيث قد لؤما
وفاخر البدرَ في لألاء غرَّته
وحكّم الشرف الوضاح والعتما
واصدع بنجم العُلى "الهادي" بطلعته
دجى همومك واستكشف به الغمما
ومن "أمين" الندى فاعقد يديك على(25/131)
أوفى البريَّة في أوفى الندى ذمما
يا اسرة المجد لا زلتم باسرتكم
عقداً على نحر هذا الدهر منتظما
صبراً بني الحلم إنَّ الحلم منزلة ٌ
حتى لمن منكم لم يبلغ الحلما
وحسبكم "مصطفى " العلياء فهو لكم
نعم الزعيمُ به شمل العُلى التأما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ
قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ
رقم القصيدة : 22987
-----------------------------------
قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ
أعلمت من تنعاه أم لم تعلم؟
كيف استطعت تدير في فمك اسمه
ولقد يضيق به فمُ المتكلم؟
يا ناعياً للخلق روح حياتهم
أملك لساناً لا أبا لك واكظم
رفَّه على موتي نبلت قلوبهم
فتنبَّهوا بسهام نعيٍ مؤلم
فجميعهم تحت الثرى في ملحدٍ
وجميعهم فوق الثرى في مأتم
دعهم فقد غصُّوا بجرعة ثكلهم
وإلى الأئمة في نعائك يَّمم
وقل السلام عليكم دُرِس التقى
وعفتْ معالمه عفوَّ الأرسم
والدين هدَّ اليوم دين "محمدٍ"
ووهت دعائمه بفقد المحكم
كان الدليل أقمتموه على الهدى
علماً يدلُّ على الطريق الأقوم
والآن لمّا طوّحته يدُ الردى
غدت الأنام بمجملٍ مستبهم
حميت عليهم للرشاد مطالعٌ
لا تستبين اليوم للمتوسّم
غشيتهم سوداءُ أطبق ليلها
للحشر تلحفهم بليلٍ مظلم
يا خيرَ آباءٍ فقدنا برَّهم
فجعت يتاماكم بأرفق قيّم
فطموا فمن لهم بدرَّة فيئكم
أن يرضعوها بعد أكرم منعم
حسِّن مقالك ما الأئمة أهملوا
أبناءكم فيسوء ظنُ المعدم
بل كان شاقهم الإمام "المرتضى "
ولذاك قيل له على الرحب اقدم
ورأوا "محمد صالحاً" من بعده
لبنيهمُ يبقى فقيل له اسلم
دم للصلاح وللهداية والتقى
ولعلية العافي وحمل المغرم
قسماً بهديكَ بل بنسكك بل بمن
بالفضل خصك وهو جهدُ المقسم
ما فوق ظهر الأرض فوقك مقتفٍ
أثرَ الأئمة في تقى ً وتكرّم
أنت الذي تنميك من سلف العُلى
زهرُ الوجوه لها المكارم تنتمي
ومعذبٍ بعُلاك قلت وقد سما
لينالها فانحطَّ موطىء منسم
أتعبت نفسكَ ليس تعلو شأوه(25/132)
ولو ارتقيتَ إلى السماء بسلَّم
فاسلم على الأيام ربعك آهلٌ
وعُلاك سامٍ فوق هام المرزم
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما
ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما
رقم القصيدة : 22988
-----------------------------------
ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما
فلذلك انعقدت لرزئك مأتما
ولئن غدا فذاً مصابُك في الورى
فالغيثُ كان له وجودك توأما
بالأمس قد رضعت بنانك درَّها
واليوم تحلبها محاجرُها دما
ما غُمِّضتْ أجفان عينك عن ردى ً
إلا وجفنُ الدهر غُمِّض عن عمى
حلب الحمام "أبا الأمين" بك الجوى
شطرين صاباً في الزمان وعلقما
فأغصَّ في شطرٍ فماً من "هاشمٍ"
وأغصَّ في شطر "لجعفرها" فما
قسم الرزيَّة في السويَّة فيهما
فغدا كلا العبأين ثقلاً أعظما
أما وساعتك التي بيلملمٍ
زالت وما أعنى سواك يلملما
ما خلت فقدَك يستقلُّ بثقله
ركنا زمانك ثم لم يتهدَّما
فلقد أطلَّ غداة يومك فادحٌ
هو منه في الأرضين أعظم في السما
في ناره استوت الأنامُ فما دروا
أيَّ القلوب أحقّ أن تتضرّما
يا من أضاء بنوره أفقَ الهدى
أعلمت بعدك كل أفق أظلما؟
من ردَّ طرفك عن فتور مغضياً
ولكم لحظتُ به الحواسدَ أرقما
أبكيك للإحسان غاض نميرُه
قسراً وللآمال بعدك حوّما
ولطالب المعروف ألقى رحله
وأقام ميتَ العزم لا متلوِّما
قطعت بك الأيامُ آمالَ الورى
قطعت ولا وصلت لكفك معصما
ولقد سددت فمَ النعيِّ بأنمل
رجفت ولم أملك بهنَّ له فما
فأقرَّ في سمعي أمضُّ قوارعٍ
نفذت فكانت في فؤادي أسهما
ينعي جفوناً كان يرخيها التقى
بأبي جفونك ما أعفَّ وأكرما
وأناملاً منها بأعظم كلفة ٍ
عبر الحمامُ إليك بحراً مفعما
رفعوك والبركات عن ظهر الثرى
وطووك واللمعات عن وجهه السما
دفنوك وانقلبوا بأعظم حيرة ٍ
فكأنما دفنوا الكتاب المحكما
لولاك يا "مهديُّ" آل "محمدٍ"
ظلوا بمجهلها الطريقَ الأقوما
أشرقتَ شمساً في بروج سما الهدى
فأضأتها وولدت فيها أنجما(25/133)
لولاك ما وجدت ولولا "جعفرٌ"
من مذهب للحق يرغم مجرما
أقسمتُ بالشرف الذي هو طبعه
وعلمت ذلك جهدَ من قد أقسما
لقد احتمت منك الشريعة في فتى ً
لا تستبيح يد النوائب ما حمى
وإذا ذوو الفضل استوت أقدامُهم
وجدوه أحرى القوم أنْ يتقدَّما
ومن السكينة والوقار سكوتُه
وإذا تكلَّم لم تجدْ متكلّما
هو خيرُ من نمت العلاءُ وآله
من ذروة "الجوزاء" أشرف منتمى
"الجعفريين" الذين بمجدهم
ركبوا من الشرف السنامَ الأعظما
رفعوا على اُولى الزمان رواقهم
وتوارثوا فيه العلاءَ الأقدما
بالسيد "المهديِّ" ثم "بجعفرٍ"
وبهم أنار الله ما قد أبهما
يا موصلاً مّني رسالة ذي حشاً
ظمئت إلى ذاك الرواء ولا ظما
بلّغ بلغت الخيرَ خيرَ موسَّدٍ
جدثاً به دفنوا الصراطَ الأقوما
يا بدرُ إن تك قد أفلت فلا تخلْ
برجَ الهداية منك بعدك أبهما
فلقد ولدت به كواكب لم تلدْ
مثلاً لها امُّ الكواكب في السما
لو عدتَ للدنيا ومن لزمانها
بك أن تعود فيغتدي متبسما
لرأيت "صالحها" معيناً للعُلى
مولى ً له الدهرُ اغتدى مستخدما
وتلطّفت وطفاه تحلبها الصَبا
بثرى ً حواك فضمَّ عضباً مخذما
أفصحتُ عن وجدى إليك بدعوة ٍ
رُبما ذممت بها الزمان الأعجما
قد كنتَ لي بجميل ذكرك مالكاً
فلئن بقيتُ لأنسين متمما
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وأبيك لا حيٌّ يدومُ
وأبيك لا حيٌّ يدومُ
رقم القصيدة : 22989
-----------------------------------
وأبيك لا حيٌّ يدومُ
فعلام ترمضك الهمومُ؟
لا تجزعنَّ لضاعن
وانظر هديت مَن المقيم
إنّا بنو الدنيا تطيبُ
لنا ومربعُها وخيم
نرجو الشفا لسقيمنا
وصحيحنا فيها سقيم
ونروم أن نبقى بها
والموتُ غاية ُ ما نروم
هذا "الحسينُ" وكان يسـ
ـتسقى بطلعته الغيوم
سائل به محرابَه
إن شئتَ فهو به عليم
يخبرك كم بسناه أمـ
ـسى يزهر الليلُ البهيم
متهجداً لله ودَّت
لثمَ مسجده النجوم
هو واحد التقوى الذي
هي بعد مولده عقيم
رحل الحمام به فتلك
معالم التقوى رسوم(25/134)
رُفعت برفع سريره الـ
ـبركات وافتُقدَ النعيم
حملوه والتقوى تنا
شده ومدمعُها سجوم
يا ذاهباً لا يُرتجى
أبد الزمان له قدوم
فاللحدُ هل يدرى أأنـ
ـتَ أم الصلاحُ به مقيم؟
قمرُ السماء به توارى
أم محيّاك الكريم؟
إن يوصِ غيرك مَن بأر
ثِ يتيمه ورعاً يقوم؟
فالنسك إرثٌ والوصيُّ
تقاك والزهدُ اليتيم
ومقيم مأتمك التقى
إن التقى نعمَ المقيم
وبك المعزَّى من أتى
في مدحه الذكر الحكيم
القائمُ "المهديُّ" مَن
تُجلى بطلعته الهموم
ورث النبوَّة علمها
فهو الخبيرُ بها العليم
مولى ً بنادي عزِّه
تتضاءل الصيدُ القروم
نادٍ ملائكة ُ السماء
على سرادقه تحوم
وبشمِّ آناف الملوك
ترابُ عتبته شميم
في صدره "المهديُّ" تصـ
ـدر للورى منه العلوم
ملأتْ نتائجه الزمان
وغيره الشكل العقيم
فله الزعامة في الهدى
وسواه في الدعوى أثيم
يا مَن له النسبُ الصريح الـ
ـمحض والحسبُ الكريم
عجباً يروم عُلاك من
لك فوقه الشرفُ القديم
فوق الرغام وتحت نعلك
أنفُ همته رغيم
هبه يرومُ فأين مِن
يد من على الأرض النجوم؟
مثلان خلقُك والنسيمُ
ونداك والغيثُ العميم
ولأنت واسطة العلاء
وولدُك العقدُ النظيم
قومٌ بهم أمِنَ المروعُ
وفيهم أثرى العديم
كلاً تراه "جعفراً"
في الجود وهو لهم زعيم
أرجُ السيادة فيهم
كالمسك ينشره النسيم
رضعوا الإمامة فالجميعُ
بنور عصمتها فطيم
فولاؤهم فرضٌ وهد
يُهم الصراطُ المستقيم
لبس الزمان بهاءهم
فبهم محيّاه وسيم
وبهم لنا الأيام يقطر
من غضارتها النعيم
تهوى السماء بأنها
لصعيد أرضهم أديم
وإذا مشوا فوق الثرى
حسدت نعالهم النجوم
يا سادة العلما ومَن
تزن الجبال لهم حلوم
بكم العزاءُ وحسبنا
من كل ماضٍ أن تدوموا
"أمحمدٌ" في ظلهم
ستنال أقصى ما تروم
فأبوك إن يفقدْ فكلّـ
ـهمُ أبٌ برٌّ رحيم
سيقرَّ عيناً في الثرى
إذ فيك جودُهم يقوم
حيّا الملائكُ قبره
من حيث فيه هو المقيم
وسقته من أنواء عفو
الله واكفة ٌ سجوم(25/135)
العصر العباسي >> البحتري >> ما أنت للكلف المشوق بصاحب
ما أنت للكلف المشوق بصاحب
رقم القصيدة : 2299
-----------------------------------
ما أنتَ، للكَلِفِ المَشُوقِ، بصَاحِبِ،
فاذهَبْ على مَهَلٍ، فَليسَ بِذاهِبِ
عَرَفَ الدّيارَ، وقد سَئِمنَ من البِلَى،
وَمَللْنَ مِنْ سُقيا السّحابِ الصّائبِ
فأرَاكَ جَهْلَ الشّوْقِ بَينَ مَعالِمٍ
منهَا، وَجِدَّ الدّمعِ بَينَ مَلاعِبِ
وَيَزِيدُهُ وَحْشاً تَقارُضُ وَحْشِهَا
وَصْلَينِ بَينَ أحِبّةٍ وَحَبَائِبِ
تَرْعَى السّهُولَةَ، وَالحزُونُ يَقينَهَا
حَدّينِ: بين أظَافِرٍ وَمَخَالِبِ
لَمْ يَمْشِ وَاشٍ بَيْنَهنّ، وَلا دَعا
بَيْناً لَهُنّ صَدَى الغُرَابِ النّاعِبِ
مَا كانَ أحسَنَ هَذِهِ مِنْ وَقْفَةٍ،
لوْ كانَ ذاكَ السّرْبُ سِرْبَ كَوَاعبِ
هَل كنتَ، لوْلا بَينُهمْ، مُتَوَهّماً
أنّ امْرَأً يُشجيهِ بَينُ مُحَارِبِ
عَمرِي، لقد ظَلَمتْ ظَلومُ، ولم تَجُدْ،
لِمُعَذَّلٍ فيهَا، بوَعْدٍ كاذِبِ
صَدّتْ مُجَانِبَةً، وَخَلّفني الهَوَى
عن هَجرِها فوصَلتُ غيرَ مُجَانِبِ
وَإذا رَجَوْتُ ثَنَتْ رَجائيَ شَكتّةٌ
مِنْ عاتِبٍ في الحُبّ، غَيرِ مُعاتِبِ
لوْ كانَ ذَنْبي غَيرَ حُبّكِ أنّهُ
ذَنْبي إلَيكِ، لكُنتُ أوّلَ تَائِبِ
سأرُوضُ قَلبي، أوْ يروح مُباعِداً
لِمُبَاعِدٍ، وَمُقارِباً لمُقارِبِ
فإذا رَأيْتُ الهَجرَ ضَرْبَةَ لازِبٍ
يَوْماً، رَأيتُ الصّبرَ ضَرْبةَ لازِبِ
وَشَمَائِلِ الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ، إنّها
في المَجدِ ذاتُ شَمائِلٍ وَجَنَائِبِ
لِيُقَصّرَنّ لَجَاجُ شَوْقٍ غالب،
وَلْيُقْصَرَنّ لَجَاجُ دَمْعٍ سَاكِبِ
فالعَزْمُ يَقْتُلُ كُلّ سُقْمٍ قَاتِلٍ،
وَالبُعْدُ يَغْلِبُ كُلّ وَجْدٍ غالِبِ
ولَقَدْ بَعَثْتُ العِيسَ تَحمِلُ هِمّةً
أنضَتْ عَزَائمَ أرْكْبٍ وَرَكائِبِ
يُشْرِقْنَ باللّيْلِ التّمَامِ، طَوَالِعاً
مِنْهُ على نَجْمِ العرَاقِ الثّاقِبِ(25/136)
يَمْتُتْنَ بالقُرْبَى إلَيْهِ، وعِندَه
فِعْلُ القَرِيبِ، وَهُنّ غَيرُ قَرَائِبِ
وَإذا رَأيْتُ أبَا عَليٍّ، فَالعلا
لمَشَارِقٍ مِنْ سَيْبِهِ، وَمَغارِبِ
يبْدُو، فَيعِربُ آخِرٌ عَنْ أوّلٍ
مِنْهُ، وَيُخبر شَاهدٌ عن غائِبِ
بِطَرَائِقٍ كَطَرَائِقٍ، وخَلائِقٍ
كَخَلائِقٍ، وَضَرَائِبٍ كَضَرَائِبِ
وَمَوَاهِبٍ كَعْبِيّةٍ وَهْبِيّةٍ
يُوجِبْنَ في الإفْضال فَوْقَ الوَاجبِ
يَعْلُو على عَلَةٍ بِوَفْدِ أُبُوّةٍ،
يُتَوَهّمُونَ هُنَاكَ وَفْد َكَوَاكِبِ
كَانُوا بذاكَ عُصَابَةً كَعَصَائِبٍ
في مَذحِجٍ، وَذُؤابَةً كَذَوَائِبِ
وَأرَى التّكَرّمَ، في الرّجال، تَكَارُماً،
ما لمْ يَكُنْ بِمَنَاسِبٍ وَمَنَاصِبِ
يَرْمي العَوَاذِلُ في النَّدى مِنْ جانِبٍ
عَنْهُ، وَيَرْمِيهِ النَّدَى مِنْ جانِبِ
حتّى يَرُوحَ مُتَارِكاً كَمُعَارِكٍ
بجَميعِهِ، وَمُسالِماً كمُحارِبِ
قَهَرَ الأُمُورَ بَديهَةً كَرَوِيّةٍ
مِنْ حازم، وَقَرِيحَةً كَتَجارِبِ
كل الخُطوبُ، وَقد خَطَبنَ لِقاءَهُ،
فَرَجَعْنَ في إخفاقِ ظَنٍّ خَايِبِ
هُتِكَتْ غَيَابَتُها بأبْيَضَ مَاجِدٍ،
فكَأنّمَا هُتِكَتْ بأبْيَضَ قَاضِبِ
فَهْمٌ أرقُّ مِنَ الشّرَابِ، وَفِطْنَةٌ
رَدّتْ أقاصِي الغَيْبِ رَدَّ الهَارِبِ
وَمَكَارِمٌ مَعْمُورَةٌ بِصَنَائِعٍ،
فَكَأنّهَا مَمْطُورَةٌ بسَحَائِبِ
وَغَرَائِبٌ في الجُودِ، تَعْلَمُ أنّهَا
مِنْ عالِمٍ، أوْ شاعرٍ، أوْ كاتِبِ
لله أنْتَ، وأنْتَ تُحرِزُ وَاهباً
سَبْقَينِ: سَبْقَ مَحاسِنٍ وَمَوَاهبِ
في تَوْبَةٍ مِنْ تَائِبٍ، أوْ رَهْبَةٍ
مِنْ رَاهبٍ، أوْ رَغبَةٍ مِنْ رَاغبِ
أعْطَيْتَ سَائِلَكَ المُحَسَّدَ سُؤلَهُ،
وَطَلَبْتَ بالمعرُوفِ غَيرَ الطّالِبِ
عَلمتَني الطّلَبَ الشّرِيفَ، وَرُبّمَا
كُنتُ الوَضِيعَ مِنِ اتّضَاعِ مَطالبي
وَأرَيْتَني أنّ السّؤالَ مَحَلّةٌ،
فيها اخْتِلافُ مَنَازِلٍ وَمَرَاتِبِ(25/137)
وَبَسَطْتَ لي قَبلَ النّوَالِ عِنَايَةً،
بَسَطَتْ مَسَافَةَ لحظَيَ المُتَقَارِبِ
وعرَفْتُ وِدّكَ في شَيعَتي تعصب،
وَوُجُوهِ اخْوَاني وَعَطْفِ أقارِبي
فَلَئِنْ شَكَرْتُكَ، إنّني لمُعَذَّرٌ
في وَاجِبٍ، وَمُقَصِّرٌ عَنْ وَاجِبِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إطوياني ملامة وانشراني
إطوياني ملامة وانشراني
رقم القصيدة : 22990
-----------------------------------
إطوياني ملامة وانشراني
بلغ الوجدُ حيث لا تبلغاني
قد عناني جويً يطول وفيه
يقصر اللومُ عن مردّ عناني
كيف عيني لم تغدُ بيضاء حزناً
وهي قد أصبحت بلا إنسان؟
إنَّ صوت النعيِّ مذ خاض سمعي
خلته في حشاي غربَ سنان
وعضضت البنانَ غيظاً ولكن
لا يفيد المكلوم عضُّ البنان
فاعذراني إذا ربطتُ فؤادي
بيدي وانطويتُ ممّا دهاني
إنَّ قلبي من دهشتي طار رعباً
فغدا وهو دائم الخفقان
كفكفا عن حشاي غرب ملامي
من جراح الجوى بها ما كفاني
أين منّي صبري لأرضى فأسلو
صبري اليوم والرضا ميّتان
أنا يا لائميّ أدرى بطبّي
فاعذلاني ما عشتُ أو فاعذراني
سليّاني بردً روحي وإلا
فبماذا عنه إذاً سلواني
قرّباه فوق الثرى اليوم منّي
أو فمنه تحت الثرى قرَّباني
واقبراه إذاً بقلبي وإلا
فخذاه بقبره واقبراني
وإلى جنب مهجتي وسّداه
أو إلى جنب جسمه وسّداني
فحياتي وموته رزآن
لم أقدّرْ عليَّ يجتمعان
بل تخيلتُ أن يعيش وأفنى
أو سواءً تضمُّنا حفرتان
لم أفارقه أجنبياً ولكنْ
هو روحي وفارقت جثماني
قد نشرنا ما بيننا الودَّ دهراً
فطواه الردى وليت طواني
غمّضا ناظري ما عشتُ غيظاً
فعلى مَن بعد "الرضا" تفتحان
وزفيري ثقّف حنايا ضلوعي
فعلى ودِّ مَن تبين حواني
وخطوب الزمان دونك شخصي
فلك اليوم قد كشفتُ عياني
نزعت عنّي الحوادث درعى
فبمن أبَّقى شبا الحدثان
فلكم قد لويت دهري وهذا
دهري اليوم كيف شاء لواني
لك أسمحتُ يا خطوب الزمان
ذهبتْ نخوتي فهاك عناني
قد أبانت حشاي فاستهدفيها(25/138)
نكبة طوّحت ضحى ً بأبان
راصدتني من حيث لست أراها
أعين النائبات وهي تراني
فرمتني من حيث لا أتّقيها
بسهام الهموم والأحزان
فأنا اليوم يا نوائبُ كلّي
مقتلٌ بارزٌ لمن قد رماني
كنت قدماً أذودُ نبلك عنّي
ببناني فأين منّي بناني؟
قد نعاه الناعي إليَّ أيدري
لا درى أنه إلى َّ نعاني؟
فحسبت الفؤاد منّي أضحى
بين نابي ذي سورة ٍ افعوان
لهف نفسي على صريع حمامٍ
ليس لي عنه بالدفاع يدان
ودَّت المكرمات لو أنَّ منها
غسلته بدمعها العينان
ومسجّى ً بنعشه في حبيرِ
هو والجودُ فيه ملتحفان
حملوه وخلفه كلُّ عافٍ
بدماه عيناه فائرتان
قائلاً: أيكة الرجاء اظمأي اليو
م وعودي مصفرَّة العيدان
مصَّ منك الصعيدُ ماء سماحٍ
كنت فيه ريانة الأغصان
عجباً خفَ نعشه وهو قد سار
ر بثقل المعروف والإحسان
بل أراه ما خفَّ إذ سار لكن
حملته ملائكُ الرحمان
شيَّعته الأنامُ بالأحزان
والتقته بالبشر حورُ الجنان
هل كذا جلّ نعشُ ميتٍ سواه
أختلطا عند نعشه العالمان
وعليه قد ودَّت الأرضُ يبقى
ويرى كلَ مَن عليها فان
فاحملاني إلى ثراه أحملاني
وقفا بي عليه وقفة عان
ودعاني خلف الصعيد أناديه
نداء المروَّع اللهفان
يا فقيداً فقدتُ منه غماماً
كلما قلت قد ظمئت سقاني
ودفيناً دفنتُ منه حساما
كنت أعددته لحرب الزمان
أغمدتْه في الترب كفِّي فشلَّت
فات نصري وابتُ بالخذلان
شغلت منطقي عليه المراثي
وخلا من هوى سواه جناني
يا تراني أثني على مَن بمدحٍ
وهوى من أحبُّه يا تراني
مات محي الثنا ولولا أبوه
قلت في لحده دفنت لساني
ذاك منه صفاته الغرِّ جاءت
في مزايا علاه طبق المعاني
صالح الفعل راجحُ الفضل غوث الـ
ـمستغيثين غيثُ أهل الأماني
ورعٌ ناسكٌ تفرّغ لله
بقلبٍ من خوفه ملآن
جامعٌ قسوة الحميَّة للدين
انتصاراً ورقّة الإيمان
وبعزِّ الملوك يصبح مرهو
باً ويمسي بذلَّة الرهبان
صدق المدحُ في علاه فقل ما
شئت في مجده العظيم الشان
هو في الخير من قديم الليالي(25/139)
خيرُ من قد مشت به قدمان
أثقلت كاهل الزمان أياديه
فأمسى عياله الثقلان
وعلى الأرض كلها من نداه
أثرٌ طيبٌ بكل مكان
قد بنى للقرى على الكرخ بيتاً
والتقى اسُّ ذلك البنيان
شارعَ الباب تلتقي طرقُ الأر
ض جميعاً لديه بالضيفان
رافعاً تحت ظلمة الليل للسا
رين فيه ذوائبَ النيران
كرماً قد أعدَّ للضيف فيه
عدد الطارقين غرَّ الجفان
مكرماتٌ ترى رضيع سماحٍ
عندها الدهرَ لا رضيع لبان
شكرُها أعجز الأنام فأنّي
قابلتها الأيامُ بالكفران؟
قلتُ للبحر هل تساويه يوماً
قال كلا: لا يستوي البحران
وسألتُ الحيا أتحكيهُ جوداً
قال: أين الباكي من الجذلان؟
ليس يحكيه في سماحة كفٍ
غيرُ من قد حكاه عزَّة شان
ذاك "عبد الكريم" من قد تسامى
شرفاً حطَّ دونه النَّيران
فهما فرقدا علاءٍ ومجدٍ
وهما ديمتا ندى ً وامتنان
كلما عنّ مفخرٌ يوم سبقٍ
فيه تلقاهما شريكي عنان
ولدا فتية ً هُم شهبُ الفخر
وإلا جداولُ الإحسان
متساوين في المكارم قد فا
قوا بفضل النهى على الفتيان
ينشر الحيُّ من طوى الموت منهم
ويعيد الباقي حياة الفاني
ما فقدت "الرضا" وذلك باقٍ
"مصطفى " الجود يا ركاب الأماني
فرديه خفائفاً تصدرى منه
ثقال الخطى على الركبان
هو صبحُ الأيام سعد الليالي
بهجة الدهر نور عين الزمان
تتلقاه من شذا حسبيه
عطرَ الجيب طيّب الأردان
ومن البشر في محيّاه بدرٌ
وبكفيه للندى "جعفران"
والأغرُّ "الهادي" إذا حار وفدٌ
فسناه دلالة الحيران
هو طلقُ العنان في الجود طلق الـ
ـوجه طلق اليدين طلق اللسان
ومزاياه في سما المجد شهبٌ
وهو فيها وصنوه القمران
و"أمين التقى وهل ضمّ مثلاً
لأمين في عصرنا المشرقان؟
طاهر النفس طاهر الجيب والأبـ
ـراد عفٌّ في السر والإعلان
أبداً في تقاه لم تتغبَّر
بغبار الآثام منه اليدان
وهو في صدق لهجة ٍ "كأبي ذرٍ"
وتقوى ً تحكى تقى "سلمان"
والمرجّى "محمدٌ حسنُ" الطلـ
ـعة ينضو اللثام عن كيوان
مخبراتٌ مخايل الفضل فيه
أن سيسموا فخراً على الأقران(25/140)
يا "أبا المصطفى " وحلمك أرسى
في لقاء الخطوب من ثهلان
لك نفسٌ قدسية الذات فيها
حزتَ أعلى مراتب العرفان
وصف الله أن قلبك للتقـ
ـوى مشيراً بآية الامتحان
وأرى الصابرين في عصرنا أنت
عناك الإلهُ في القرآن
حيث لو قيل عددّوهم عددنا
ك ونعيا عن أن نجيء بثاني
هو جمعٌ اُريد بالذكر منه
واحدٌ وهو أنت عند البيان
فرِّغ القلب من جوى الثكل يا من
هو في الفضل ملءُ عين الزمان
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كذا تفقد العينُ إنسانها
كذا تفقد العينُ إنسانها
رقم القصيدة : 22991
-----------------------------------
كذا تفقد العينُ إنسانها
فتدمي المدامعُ أجفانها
كذا يقرع الخطبُ صمَّ الجبال
إلى أن يزلزل ثهلانها
كذا للمراقب كفُّ الزمان
تمدُّ فتأسر عقبانها
كذا تغمد البيضُ تحت الصعيد
فتغدو الضرايح أجفانها
كذا وأبيك عوالي الرماح
تدقُّ يدُ الدهر مرّانها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لقيت من الوجد واللائمينا
لقيت من الوجد واللائمينا
رقم القصيدة : 22992
-----------------------------------
لقيت من الوجد واللائمينا
ضنى ً شفَّ جسمي وأقذى العيونا
فلم أدرِ ماذا بقلبي أمضّ
وجدي أم عذلُ العاذلينا؟
الائمتي بعض هذا الملام
فالأمر ليس كما تزعمينا
ذريني اُدمّي غروب الجفون
واستشعر الحزن حيناً فحينا
لقد جذم الدهرُ يسري يديّ
فبانت وألحق فيها اليمينا
أصبرا وإنسانُ عيني يُسلُّ
بظفر الردى ساء ما تأمرينا
كفى حزناً أنَّ جسمي أقام
وقلبي استقلَّ مع الظاعنينا
أعينيَّ شأنكما والدموع
فما يترك الدهرُ دمعاً مصونا
له الذمُّ بالأمس قد بزَّني
وشيمته الغدرُ علقاً ثمينا
فغادر حجري منه خميصاً
وبطن الثرى منه أمسى بطينا
وغصنٌ نما في تراب العُلى
وأينع في روضة المجد حينا
ذوى بعدما أن زها برهة ً
وراق النواظر حسناً ولينا
وكنتُ متى عنَّ لي ذركهُ
أطلتُ عليه البكا والحنينا
مضى ما نسيناه لكنْ ثنى
بآخر يذكرنا ما نسينا(25/141)
أهلتُ عليه ترابَ القبور
وعدتُ أكابدُ داءً دفينا
على أنني لم أزل منذ سبعٍ
أعدُّ الشهور له والسنينا
توَّسمت منه سمات الكمال
وقلتُ يكون لبيباً فطينا
فلما مخائله بشَّرتْ
بتحقيق ما ارتجى أن يكونا
وقامت على ما تفرست فيه
شواهد حققن فيه الظنونا
رمته المنونُ بسهم الحمام
من حيث لا أتوقى المنونا
فأصبحت أسمح للترب فيه
وكنت على اللحظ فيه ضنينا
بمن أتعلل في النائبات
إذا غادرتني كئيباً حزينا
ومن مؤنسي حيث ليل الخطوب
يمرُّ عليَّ الهزيع الدجينا
فقل لليالي بلغتِ المنى
وأدركت منّي ما تأملينا
لقد كنت بالأمس ذا مقلتين
أرى بهما ما يقرُّ العيونا
فقأت بسهمك يسراهما
وسرعان ما قد فقأت اليمينا
قعدتُ بعمياء مستصحباً
تريني أيامي البيض جونا
ولا تحسبيني لمّا شكوتُ
صنيعك لي عاجزاً مستكينا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أما والهوى العذري ما بتُّ ساليا
أما والهوى العذري ما بتُّ ساليا
رقم القصيدة : 22993
-----------------------------------
أما والهوى العذري ما بتُّ ساليا
حبيباً بعيني الكرى كان ثانيا
سلوتُ إذاً والله حتى حشاشتي
على عزّها إن كنت أمسيت ساليا
وريّان من ماء الصبا غصنُ قدّه
برغمي يمس في ثرى اللحد ذاويا
فجعتُ به حلو الشمائل بعدما
ولعتُ به غضَّ الشبيبة ناشيا
تطلّعُ نفسي من ثنايا اشتياقها
إلى طلعة ٍ منه تنير الدياجيا
وأطلب في الأحياء رؤية شخصه
على ولهٍ منّي وأنسى افتقاديا
فكم لي على الذكر إليه التفاتة ٌ
كأنْ لم يكن بالأمس وسَّد ثاويا
ولائمة ٍ لامت ولم تدرِ ما الجوى
ولا كيف يرعى المستهام الدراريا
تلوم ولا سمعي لها فيجيبها
إلى سلوة ٍ قلبي ولا قلبها ليا
ولو وجدتْ للبين ما قد وجدته
غدا آمري بالحزن من كان ناهيا
أميمة ُ هل أدميت إلا بنانيا
وهل غيرُ دمعي بلَّ فضل ردائيا
أقلّي فلم أنضح جواي بأدمعٍ
اكفكفها عن مقلتيك جواريا
ولا قلَّبت كفُّ لأسى لك مهجة
حشاي على جمرٍ توقَّد ذاكيا(25/142)
عذلت وعندي يعلم الله لوعة
أكابد منها ما يدكُّ الرواسيا
غلبتَ وأحداثُ الزمان غوالبٌ
وفي أيّ دار ما أقمن النواعيا
وكيف انتصاري يوم طارقة النوى
وعند الليالي يا ابنة القوم ثاريا؟
حدت ظعن الأحباب عنّي وغادرت
مع السقم تعتاد الهمومُ وساديا
وفي الجيرة النائين لو تعلمينها
علاقة ُ حبٍ همت فيها لياليا
فلو جمعتنا الدار من بعد هذه
إذاً لأطلنا يا أميمُ التشاكيا
بمن أتداوى من جوى الهمّ لا بمن
وهل دفن الأقوام إلا دوائيا؟
وغادين قد أتبعتهم يوم ظعنهم
جفوناً يعلّمن البكاء الغواديا
وقفتُ لهم في مدرج البين وقفة ً
تكسَّر أنّى ملتُ مّني عظاميا
وقفتُ ونفسي رغبة في لقائهم
تمنّي على كذب الرجاء الأمانيا
ومَن ذهبت أيدي المنايا بشخصه
فهيهات فيه يرجع الدهرُ ثانيا
أحباى َ حال الموتُ بيني وبينكم
فما حيلتي فيكم عدمت احتياليا؟
فقوا لا أقام البينُ صدر مطيّكم
لمستعطفِ بالدمع يخشى التنائيا
قفوا خبّروني عنكم هل أراكم
ولو شبحاً ما بين عينيَّ ساريا؟
وتلك الليالي السالفات على منى ً
تطيب وتحلو هل تعود كما هيا؟
ليالي أنسٍ بالوصال لبستها
رقاق الحواشي نيِّراتٍ زواهيا
دعوا إلى قلبي أو خذوه مع الجوى
فها هو خلف الركب أصبح ساريا
أحبايَ لا والله ما عشتُ سلوة ً
ولا بكم استبدلت خلاً مصافيا
ولمّا سرى الناعي بكم فاستفزني
ونادى منادي البين أن لا تدانيا
ربطت الحشا بالراحتين ولم أخلْ
تطيح شظايا مهجتي ببنانيا
وعندي مما ثقَّف البينَ أضلعٌ
غدون على جمر الفراق حوانيا
وعينٌ بلا غمضٍ كأن جفونها
حلفن بمن تهواه أن لا تلاقيا
وقلبٌ متى يا برق يقدحك الأسى
قدحت به زنداً من الشوق واريا
ولي في زوايا ذلك النعش مهجة ٌ
ترفُّ رفيف الطير يفحص داميا
قضى الله أن لا أبرح الدهر اشتكي
لو أعج يدمين الحشا والمآفيا
فيا عين سيلي بالدموع صبابة ً
ويا نفسُ منّي قد بلغت التراقيا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أتى اليوم حاتمُ أهل النهى(25/143)
أتى اليوم حاتمُ أهل النهى
رقم القصيدة : 22994
-----------------------------------
أتى اليوم حاتمُ أهل النهى
على أنَّه للندى فاتحُ
أغرُّ غدا السعدُ لمّا استهلَّ
وهو لغرَّته ماسح
وهنَا به المجدُ وفّاده
وبشْرها الشرف الواضح
وقالوا جميعاً وقد أرخوا:
نرى وُلِدَ الخلفُ الصالحُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن يطوِ مصباحَ المكارم ضارح
إن يطوِ مصباحَ المكارم ضارح
رقم القصيدة : 22995
-----------------------------------
إن يطوِ مصباحَ المكارم ضارح
فلقد أضاءت في علاه مصابحُ
طُفْ حيث حلَّ فئمَّ جودٌ باهرٌ
وعُلى ً مؤثلة ً، ومجد راجح
ملكٌ له الشرف الرفيع مشيّعُ
وعليه حتى المكرمات نوائح
شكت البريَّة داءه لمّا شكا
فقضى وأُلحد والقلوب ضرائح
مَن جاره، "هودٌ" دعاه فأرَّخوا:
اسعد جوارك ذا محمدُ صالح
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ذا محمد رشيدُ باشا بباني
ذا محمد رشيدُ باشا بباني
رقم القصيدة : 22996
-----------------------------------
ذا محمد رشيدُ باشا بباني
شاد للحكم دار عزٍّ ومجد
تزدهي في مقاصرٍ لو "لكسرى "
مُثلت قال: هذه فوق جهدي
إنما "آصفٌ" أتانا بصرحٍ
مَن أتاه يجده جنة خلد
قد دعا الملكُ مطرباً أرخوه:
شاد بدر البهاء دارة سعد
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وليلة ٍ قد وَلدَت بصبحها
وليلة ٍ قد وَلدَت بصبحها
رقم القصيدة : 22997
-----------------------------------
وليلة ٍ قد وَلدَت بصبحها
شمس عُلى ً تشعُّ في سعودها
سُرَّت بها أهل المعالي ولها
أهدت "بمهديٍّ" سرور عيدها
قد طرب الدهرُ غداة أرّخوا:
فلتزدهي الليلة في مولودها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لقد وَلدَتْ امُّ المفاخر ماجداً
لقد وَلدَتْ امُّ المفاخر ماجداً
رقم القصيدة : 22998
-----------------------------------
لقد وَلدَتْ امُّ المفاخر ماجداً
تضوَّع من أعطافه طيبُ محتده(25/144)
تربَّى بحجر المجد واسترضع النهى
وشبَّ يُفدّى وهو ناشٍ بحسَّده
وأضحى عليه الفخرُ بعقد تاجه
ويلقي مقاليد المعالي إلى يده
فيا مولداً فيه بنعمة يُمنه
لنا السعدُ غنّى لا بنغمة معبده
به خمدت نار العدا حين أرخوا:
أتى المصطفى يا عزَّ آية مولده
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ألا بكَرَ الناعي بثاوٍ ثواءه
ألا بكَرَ الناعي بثاوٍ ثواءه
رقم القصيدة : 22999
-----------------------------------
ألا بكَرَ الناعي بثاوٍ ثواءه
توسَّد والمعروف تحت ثرى اللحد
وعاش الهدي فيه ومات بموته
فأرّخ معاً غاب الهدى هو والمهدي
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> عتاب .. ووفاء
عتاب .. ووفاء
رقم القصيدة : 230
-----------------------------------
رويدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ
وبالله لا بالناس تُقضى المطالبُ
أرى لكَ في شأني أموراً غريبةً
أقاومُ شكي عندها وأُغالِب
أرى لك في وقت اللقاء بشاشةٌ
بها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ
ويسعدني منك ابتسامُ مودَّةٍ
وقولٌ جميلٌ لم تشبهُ الشوائبُ
وتنصحني نُصح المحبِّ ، وإنما
بنُصح سليم القلب تُمحى المثالبُ
ولكنني أشقى بأمركَ ، كلما
دعاني إلى نشر المبادئ واجبُ
كأنك لم تلمس صفاءَ مشاعري
ولم تنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ
لماذا ... أشكُّ في سلامة مقصدي ؟
فيا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ
وربِكَ ما أرسلْتُ شعري لِرِيبةٍ
ولا صَرَفتني عن همومي الرغائِبُ
أصدُّ جيوش الوهم عني وفي يدي
حسامٌ - من الإيمان بالله - ضاربُ
وما أنا ممن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ
على غير بابي تستقرُّ العناكبُ
العصر العباسي >> البحتري >> من سائل لمعذر عن خطبه
من سائل لمعذر عن خطبه
رقم القصيدة : 2300
-----------------------------------
مَنْ سَائِلٌ لمُعَذَّرٍ عَنْ خَطْبِهِ،
أوْ صَافِحٌ لمُقَصِّرٍ عَنْ ذَنْبِهِ
حُمّلتُ للحَسَنِ بنِ وَهبٍ نعمةً،
صعبت على ذُلّ الثّنَاءِ وصَعْبِهِ(25/145)
وَوَعَدْتُهُ أنّي أقُومُ بِشُكْرِها،
فحَمَلْتُ منهُ نقى فلَم أنهَضْ بهِ
إلاّ أكُنْ كلفْتُ منهُ يَذْبُلاً،
فَلَقَدْ مُنيتُ بخِدْنِهِ، أوْ تِرْبِهِ
ما أضْعَفَ الإنْسَانَ إلا هِمّةٌ
في نُبْلِهِ، أو قُوّةٌ في لُبّهِ
مَنْ لا يُؤدّي شُكْرَ نعْمَةِ خِلّهِ،
فمَتى يُؤدّي شُكْرَ نِعمَةِ رَبّهِ
وَهَبَ ابنُ وَهْبٍ وَفرَه، حتى لقَدْ
أوْفَى على شَرْقِ الثّنَاءِ، وَغَرْبهِ
سَبّاقُ غاياتٍ، إذا طَلَبَ المَدى
برَسيلِهِ، فعَدُوُّهُ مِنْ حِزْبِهِ
وَإذا تَقَسّمَ قَبَرَ عَمْروٍ في بني الـ
ـدّيّان صَارَ إلَيْهِ أزْكَى تُرْبِهِ
إن شئت أنْ تدَعَ الفَعالَ لأهْلِهِ،
فاعرِضْ لمَجدِ سعيدِه، أوْ وَهبِهِ
تلكَ الخُصُوصُ فإن عمَمتَ أمدَّها
برَبيعَتَيْهِ، وَحارِثَيْهِ، وَكَعبِهِ
صِيدٌ لأصْيدَ، لَستَ تُبصرُ جمرَةً
فيه النّاسِ لم تكُ قَطَرةً في صُلبِهِ
عَرَفَ العَوَاقبَ فاستفادَ مكارِماً،
يفَنىَ الزّمانُ، وَذِكْرُها في عَقْبِهِ
وَكَفَى الكَرِيمَ بهَؤلاءِ مَكارِماً
مأثُورَةً في سِلْمِهِ، أوْ حَرْبِهِ
وَإذا استَهَلّ أبُو عَليٍّ للنّدَى،
جَاءَ الغَمامُ المُسْتَهِلُّ بسَكْبِهِ
وَإذا تَألّقَ في النّدَى كَلامُهُ الـ
ـمَصْقولُ خلتَ لسانَه من عَضْبِهِ
وَإذا احتَبَى في عُقدَةٍ من حِلمِهِ
يَوْماً، رَأيتَ مُتالِعاً في هَضْبِهِ
وَإذا دَجَتْ أقْلامُهُ ثمّ انتَحَتْ،
بَرَقَتْ مَصَابيحُ الدّجى في كُتْبِهِ
باللّفْظِ يَقرُبُ فَهْمُهُ في بُعْدِهِ
مِنْا، وَيَبْعُدُ نَيْلُهُ في قُرْبِهِ
حِكَمٌ، فَسائحُهَا خلالَ بَنانِهِ
مُتَدَفِّقٌ، وَقَليبُها في قَلْبِهِ
كالرّوْضِ مُؤتَلِقاً بحُمرَةِ نَوْرِهِ
وَبَياضِ زَهْرَتِهِ وَخُضرَةِ عُشبِهِ
أوْ كالبُرُودِ تُخُيّرَتْ لمُتَوَّجٍ
مِن خالِه، أوْ وَشيِهِ، أوْ عَصْبِهِ
وَكأنّها، وَالسّمْعُ مَعقُودٌ بهَا،
شَخصُ الحَبيبِ بَدا لعَينِ مُحبّهِ
كاثَرْتُهُ، فإذا المُرُوءَةُ عِندَهُ(25/146)
تُعدي المُفاوِضَ من أقاصِي صَحبِهِ
وَوَجَدْتُ في نَفسِي مَخايلَ سؤددٍ،
إنْ كُنتُ يَوْماً وَاحداً من شَرْبِهِ
فصَبَغتُ أخْلاقي برَوْنَقِ خُلْقِهِ،
حتى عَدَلْتُ أُجَاجَهُنّ بعَذْبِهِ
قَوْمي فِداؤكَ قَد أضَاءَ لناظِري
بك كلُّ منكَسِفِ الأصِيلِ، مُضِبّه
في كُلّ يَوْمٍ مِنّةٌ مَا بَعْدَهَا
مَنٌّ، يُعَابُ الصّادِرُونَ بغِبّهِ
كَمْ آمِرٍ ألاّ تَجُودَ، وَعَاتِبٍ
في أنْ تَجودَ، أبَتَّهُ في عَتْبِهِ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عُجْ لنادي التقى وحيِّ البشيرا
عُجْ لنادي التقى وحيِّ البشيرا
رقم القصيدة : 23000
-----------------------------------
عُجْ لنادي التقى وحيِّ البشيرا
إنَّ فيه الزوراء تزهو سرورا
قد حباها يا سعد بشراكَ سعداً
كلُّ قطرِ لنوره شعَّ نورا
إذ بإقبال أزهريها من الكعـ
ـبة قد جاءها يبثُّ الحبورا
برضاها النقيِّ وابن أبيه
مصطفاها يدعو وردتُ سفيرا
وجهُ بغداد حين أما لإنسا
ن الحجى فيهما وصلتُ بشيرا
فغدا حين صبَّحاه بهيّاً
بل حديث الهنا حلا منشورا
أنتَ قطبُ التقى عليك لدأبا
فلكُ العزّ قد يُرى مستديرا
بل جوادُ العليا وربُّ فخارٍ
طيبه ضاع بالنديِّ عبيرا
وقرينُ السخاء مَن جاد طفلاً
بنداه وساد شيخاً كبيرا
عشْ بطرفٍ ما زال زهواً قريراً
يا أبا المصطفى فتحوي الحبورا
كل عامٍ كذا لداركَ طلقاً
يُوفد السعدُ بالتهاني بشيرا
بل ومغناك طيباً كلَ يومِ
تجتليه به سنيّاً منيرا
وكذا فليرقْ نديُّكَ مُبدٍ
من بهاءٍ ما يخجل البدر نورا
بل كذا اعقدْ رواق جدّك حاوٍ
كلِّ وقتٍ جلالة محبورا
هاك القيتَ معجزاً فانتحى يلـ
ـقفُ عفواً ما زبرجوا تسطيرا
حيٍّ منه مؤرخاً عام ردّا
كلَّ شطرٍ أبدى فعدَّ الشطورا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قل لأمِّ العُلى : ولدت كريماً
قل لأمِّ العُلى : ولدت كريماً
رقم القصيدة : 23001
-----------------------------------
قل لأمِّ العُلى : ولدت كريماً(25/147)
شاد علياً أبيه فوق السماكِ
سخط الحاسدون مذ قيل أرخ:
ولد المجد يا وفود رضاك
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشرى بمولودٍ به ابتهج الزمنْ
بشرى بمولودٍ به ابتهج الزمنْ
رقم القصيدة : 23002
-----------------------------------
بشرى بمولودٍ به ابتهج الزمنْ
وغدت تهنّى المكرمات به "الحسن"
ولدته أمُّ المجد أبلج طاهراً
في الأرض ترضعه المعارف لا
فيه مخائلُ من أبيه وجدّه
يُخبرن أن سيطول عالية القنن
وسيغتدي للحمد أشرف كاسبٍ
وعلى كنوز المجد أكرم مؤتمن
غصنٌ نمته دوحة الكرم التي
منها العفاة كم اجتنت ثمرَ المنن
تتفيأ الأشرافُ باردَ ظلها
لتقيهمُ من حرِّ هاجرة المحن
وكفاك بالحسن المهذَّب شاهداً
لقديمه بحديث مفخرة الحسن
هذا الذي ملأ الزمان عوارفاً
بالبعض منها عاش كلُّ بني الزمن
إن لم نوجّه مدحنا وثناءنا
لمحمد الحسن الفعال، فقل: لمن
هو عقدُ فضلٍ زان عاطل عصره
لو لم يهبه الله عزَّ على الثمن
يفديه مَن تلقاه يرحض ثوبه
يبغي نظافته وفي العرض الدَرن
إن لذَّ لي فيه الثناءُ فإنَّه
لألذُّ في عين المحب من الوسن
ندعوه يا ملكاً بكاعبة العُلى
هو لا بكاعبة النهود قد افتتن
يُهنيك مولودٌ سررت به العُلى
مَن سعدُ مولده بسعدكما اقترن
طربت وقد غنّى البشير مؤرخاً:
ولدتْ محمد صالحاً تقوى حسن
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وقف المجد ناعياً عند قبرٍ
وقف المجد ناعياً عند قبرٍ
رقم القصيدة : 23003
-----------------------------------
وقف المجد ناعياً عند قبرٍ
وأرت المكرمات فيه شاها
ودعا أنت جنة قلت: أرّخ
طاب مأوى نعيمها لرضاها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> للمصطفى والحسن الفعل معاً
للمصطفى والحسن الفعل معاً
رقم القصيدة : 23004
-----------------------------------
للمصطفى والحسن الفعل معاً
مرآة ُ رأيٍ حَسنٌ مرئيُّها
كم قد أعدَّا للتجار رابحُ
خاناً وهذا بالغنا مليُّها
باليمين فيها عقدا شراكة(25/148)
لفتية ٍ مجموعها حظيُّها
كواكبٌ كلٌّ يروق المشترى
فلا تسلني أيها دُربهُّا
بعينه الرحمن قد رعاهمُ
لله عينٌ آمنٌ مرعيُّها
أهلَّة ٌ بورك باجتماعها
ببرج سعدٍ زانه وضيُّها
شراكة ٌ جاء حميدُ فألها
للربح أرخ "مصطفى غنيُّها"
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نسيت في عرفانك الحكماءُ
نسيت في عرفانك الحكماءُ
رقم القصيدة : 23005
-----------------------------------
نسيت في عرفانك الحكماءُ
فقبيح أن تذكر الشعراءُ
أيُّ فضلٍ لهم يبينُ وهل للبد
ر نورٌ إذا استنارت ذكاء
جئتَ في النظم مبصر الفكر ووالدتـ
ـيا جميعاً بصيرة ٌ عمياء
فأزلت العمى بآيات فضلٍ
أذعنت طاعة َ لها البلغاء
نشرت طيءَ الفصاحة لكن
طُويت في انتشارها الفصحاء
حِكمٌ حلوة الينابيع عفواً
سلسلتها رويَّة ٌ سمحاء
يرشف السمعُ لفظها العذب راحا
لجميع العقول منه انتشاء
لو تلاها مردّداً لفظها المرءُ
لما احتجن روحَه الأعضاء
وكفى شاهداً بفضلك ماتر
ويه عنك الهمزية الغراء
بنتُ فكرٍ مجلوّة في قوافٍ
ألِفاتٌ مثل الغصون تلتها
لكَ من كل همزة ٍ ورقاء
لبست من جمان نظمك عقداً
ما تحلَّت بمثله عذراء
أين "يا ابن الفاروق" منك الذي أبدع في نظمها ولا إطراء
لو رأى ما أودعت فيها لأضحى
هو والنظمُ "واصلٌ" والراء
زبرة قد أشعتَ في المتن منها
جوهراً في فرنده يستضاء
فهي فيه عادت كمثل عصا مو
سى وتخميسك اليدُ البيضاء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً
أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً
رقم القصيدة : 23006
-----------------------------------
أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً
بها محرزُ الفضل اكتساباً ووارثُهْ
لو "المتنبي" شاهد الحِكَم التي
نطقتَ بها ما شكَّ أنك باعثه
هي "الباقيات الصالحات" أطايب الـ
ـقريض، ولكن ما سواها خبائثه
فحسبُك منها معجزاً بمديح من
معاجزُ كل الأنبياء موارثه
غدت كعصا موسى ولكنما بها(25/149)
قد التقفا سحر القريض ونافثه
كفى انها في أمَّة الشعر قبلة ٌ
إليها قديمُ النظم صلّى وحادثه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> هذا كتابٌ أم حديقة روضة ٍ
هذا كتابٌ أم حديقة روضة ٍ
رقم القصيدة : 23007
-----------------------------------
هذا كتابٌ أم حديقة روضة ٍ
تنزَّه الأحداقُ في أورادها
وتودُّ لو شرت العيون بياضه
وسوادَه ببياضها وسوادها
نظمت به غرر الكلام مصاقعٌ
روحُ الفصاحة قام في أجسادها
غرراً بدت كالشهب إلا أنها
بزغت بليلٍ من سواد مدادها
لو شنَّف الشادي الحمَام بها إذن
خلعت له الأطواقَ من أجيادها
يهوى فؤادُ المرء يغدو مسمعاً
ليحوز حظِّ السمع من إنشادها
لفظٌ أرقُّ من الصَبا وفخامة
معناه تحسب قُدَّ من أطوادها
دع ما يزخرفه الربيعُ وإن زهت
أزهاره بين الربى ووهادها
وتصفح "الروضَ الخميل" فرغبة َ
لثراه تنسى العينُ طيب رقادها
تحظى بكل طريفة ٍ من حسنها
غدت العقولُ العشر من روّادها
ويعدُّ من "آل الجميل" مناقباً
تهوى النجومُ تكون من أعدادها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً
يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً
رقم القصيدة : 23008
-----------------------------------
يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً
فيه أودعتَ من بيانك سحرا
وإذا ما بعثتَ غائص فكرٍ
في بحور القريض أبرزتَ درّا
كم تعاطيتَ غاية ً جئتَ فيها
سابق الحلبتين نظماً ونثرا
لكَ حرٌّ من النظام رقيقٌ
ورقيق النظام ما كان حرّا
إن تصفحته تجد كل شطرٍ
فيه يحوي من المحاسن شطرا
لفِّ في نشره بديع القوافي
ببديع ترويه لفَّاً ونشرا
كلِمٌ كله سباثكَ تبرِ
ما سبكن الأفكار شرواه تبرا
صغته باهرَ المعاني فقلنا
إنَّ لله في معانيك سرا
قد تجلَّى بدر نظمك عصرٌ
جئتَ فرداً به فناهيك عصرا
وهدت قالة القريض نجومٌ
طلعت في سماء طرسك زُهرا
ذكرتنا "ذكرى حبيبٍ" فقلنا
إنَّ في هذه القوافي لذكرى
وسقتنا "غيث الوليد" فقلنا(25/150)
أنت بالانسجام يا غيث أحرى
وتلت "مُعجزاً لأحمد" يدعو
مَن وعاه: آمنتُ سرّاً وجهرا
فاجتنينا للأُنس زهرة روضٍ
واجتلينا كالشمس عذراء بكرا
ينثني العقلُ حين تتلى كأنَّ الـ
ـلفظ كأسٌ والسمع يرتاح سكرا
فأرى "الخضر" أنت لكن لديه
"عين ماء الحياة " تنبع خمرا
هي آياتُ مرسلٍ بالقوافي
ربُها قد أحاط بالنظم خبرا
قد قرأنا عزائم الشعر منها
وسجدنا لله حمداً وشكرا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أنطقت بارعة ً يرى
أنطقت بارعة ً يرى
رقم القصيدة : 23009
-----------------------------------
أنطقت بارعة ً يرى
حتى العدوُّ وفاقَها
تأبى النزاهة أن يذمَّ
ذوو الكمال نفاقها
فهي الهديُّ لكفؤها
والصدق كان صداقها
عذبت مقالتها فما
أحلى الغداة مذاقها
إنّي رأيتُ "محمداً"
فضُلَ الأنام وفاقها
فات الأفاضلَ لاحقاً
حتى شأى سبّاقها
ورقى معارج ما امتطى
أحدٌ سواه بُراقها
ما زال يخرق من سما
وات العلوم طباقها
حتى لقد ضربتْ على
السبع الطباق رواقها
وغدت لخدمة سعده الـ
ـجوزا تشدُّ نطاقها
هذا الذي راقته أبكار
رُ العلاء وراقها
بمناقبٍ غرّ أهلّـ
ـتها أمنَّ محاقها
زهرت سماهُ الفضل لمّـ
ـا زيَّنت آفاقها
يا من لحلبة فضله
أجرى يروم لحاقها
قف حيث أنت وخلّ
محرزة المدى وسباقها
قد أحرز الغايات مَن
أجرى لهنَّ عتاقها
فإليك عن لججٍ نهيـ
ـينَك أن تخوض عماقها
هذي رسائله فقف
متصفحاً أوراقها
ترَها عقائل فكرة ٍ
أخذ النهى ميثاقها
وحدائقاً فيها المعا
لي نزَّهت أحداقها
وشدت بها ورقُ الثنا
مذ شاهدت إيراقها
تلذذ الذوقُ السليم
بها عشية ذاقها
العصر العباسي >> البحتري >> قصة التل فاسمعوها عجابه
قصة التل فاسمعوها عجابه
رقم القصيدة : 2301
-----------------------------------
قِصّةُ التّلّ، فاسمَعوها عُجَابَهْ،
إنّ في مِثْلِها تَطُولُ الخَطَابَهْ
إدّعَى التّلَّ فُرْقَتانِ تَلاحَوْا:
آلُ عَبدِ الأعلى، وَآلُ ثَوَابَهْ(25/151)
حَكَمَ الحكمُ الجُنَيْدِيُّ فيهِمْ
بصَوَابٍ، فَلا عَدِمْنَا صَوابَهْ
إحْفِرُوا التّلّ يا بَني عَبدِ الأعْـ
ـلى، وَأثيرُوا صُخورَهُ وَتُرَابَهْ
إنْ وَجَدْتُمْ فيهِ شِبَاكَ أبيكُمْ،
كُنتُمُ دونَ غَيرِكُمْ أرْبَابَهْ
أوْ وَجَدْتُمْ مَحاجِماً، إن حفرْتُمْ،
زَالَ شَكُّ العِصَابَةِ المُرْتَابَهْ
فَبَدَتْ جُونَةٌ مِنَ الخُوصِ فيها
آلَةُ الشّيخِ، وَهوَ جِدُّ لَبَابَهْ
خالد لا سقى الإله صداه
فبنوه اللئام شانوا الكتابه
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> طرح الدهرُ في حمى المجد رحله
طرح الدهرُ في حمى المجد رحله
رقم القصيدة : 23010
-----------------------------------
طرح الدهرُ في حمى المجد رحله
عند مولى ً يميرُه اليوم كلَّه
ولدته العُلى وآلت بأن لا
تلدَ الدهرُ في بنى الدهر مثله
سيفُ عزٍّ لقد تقلَّده المجدُ
وبالجود أحسن الفخر صقله
ملكٌ تطلِع العُلى منه بدراً
في عيون الحواسد اشتبَّ شعله
أفرشته الخدود منهم ولكن
حسدت فوقها الكواكبُ نعله
لم يعب من خصاله الغرَّ شيءٌ
غير بشرٍ ينسى به الضيف أهله
خفر الناسُ ذمَّة الجود لكن
حسنُ الفعل قد رعى اليوم ألّه
وحَّد المدح منه للفضل ربَّاً
والثنا في سواه يحمد عجله
درجت في العُلى أماجدُها الغـ
ـرُّ وكانوا شيخ العلاء وكهله
ثم أبقت "محمداً حسن" الفعل
على فخرها بها مستدلّه
ولعمري لا يكمل الفخرُ حتى
يصف الفرع طيباً لك أصله
في لسان الثناء رحلة ندبٍ
كلُّ يوم له إلى الفخر رحله
وصفَ البيد كيف أنضى المطايا
فطوى رحبها لينشر فضله
يا مباري الصَبا بصُغرى بنانٍ
بالعطايا سماؤها مستهله
عجباً يبتغي عُلاك ابنُ نقصٍ
ما حوى من خصالك الغرّ خصله
رفعت قدركَ المعالي عليه
فلها أنت عمدة ٌ وهو فضله
وقوافٍ منظومة ٍ لقبوها
رحلة ً حطّ عندها الشعر رَحله
منك ألفاظها مجاجة مسكٍ
مُزجت حلوة ً بشهدة نحله
كم جلت لأمرئٍ عقيلة معنى ً
أمهرتها يدُ التعجب عَقله
ليت من مقتلي بدت بسوادٍ(25/152)
في بياضٍ لكن بخط ابن مقله
كلماتُ في وصف حجْكَ جاءت
كعطاياك في المكارم جزله
قد روته لنا فناديت أرِّخ
حيِّ حجَّا يتلو مساعٍ برحله
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> هو طِرسٌ أم خدُّ عذراء تُجلى
هو طِرسٌ أم خدُّ عذراء تُجلى
رقم القصيدة : 23011
-----------------------------------
هو طِرسٌ أم خدُّ عذراء تُجلى
خطَّ فيها الإبداعُ ما كان أملي
وسطورٌ تلألأت أم ثغورٌ
من غوانٍ يبسمن زهواً ودلاّ
بل كتابٌ "محمدٌ" جاء فيه
بلسان الإعجاز في الناس يُتلى
لا تُشبّه عقوده بفصولٍ
ناعماتُ الصبا به تتحلَّى
فمن الدرّ نظم كلٍ ولكن
درّ هذي الفصول أحلى وأعلى
إن تصفّحته بعقلٍ تجده
كيف يهدي لمن تفهّم عقلا
يا صناع اليراع بل يا إمام الـ
ـحرمين استطل على الناس فضلا
إنَّ من بعض ما بنانك خطّتـ
ـه كتاباً حوى المحاسن كلا
ولدته رويّة لك يقظى
إنها لم يلد لها الدهرُ مثلا
غير بدعٍِ إذا تحلّى به العصرُ
فأنت السيفُ الصقيل المحلَى
بل ذكاء الهدى واقسمُ حقاً
بنهارٍ للفضل منك تجلّى
إن هذا الكتاب روض فنونٍ
يجتنى مثمراً كناناً ونبلا
ظلُّ أوراقه النهى فتصفحـ
ـنا عليها منثور لفظك طلاّ
فنظمنا له وقد راق حسناً
عقد مدحٍ وكان للمدح أهلا
فشممنا ريحانة النُقل منه
وهجرنا سواه إذ كان بقلا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أكرِّر الطرف لا أرى أبداً
أكرِّر الطرف لا أرى أبداً
رقم القصيدة : 23012
-----------------------------------
أكرِّر الطرف لا أرى أبداً
إلا غبيّاً أنّى تلفَّتُ
من كل مَن ذقنُه كعانته
والفمُّ منه كأنه أستُ
ومعجباً كلُّ مشيه مَرحٌ
ومترفاً كلُّ أكله سحتُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وحشٌ من الإنس من يعلق بصحبتهم
وحشٌ من الإنس من يعلق بصحبتهم
رقم القصيدة : 23013
-----------------------------------
وحشٌ من الإنس من يعلق بصحبتهم
يكنْ كمستبدلٍ سقماً بصحته
كأنني بينهم مسكٌ أحاط به(25/153)
ريحُ البطون فأخفى طيبَ نفحته
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كم تراني أستولد الأوقانا
كم تراني أستولد الأوقانا
رقم القصيدة : 23014
-----------------------------------
كم تراني أستولد الأوقانا
فرجاً في انتظاره الصبرُ ماتا
وإذا هبَّت الحظوظ فحظّى
يقطعُ الليلَ والنهار سباتا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن يبلغنَّك عن جود امرىء خبر
إن يبلغنَّك عن جود امرىء خبر
رقم القصيدة : 23015
-----------------------------------
إن يبلغنَّك عن جود امرىء خبر
فكذّب السمعَ حتى يشهد البصرُ
ولا يغرُّك إن راقت ظواهره
فربَّ دوحٍ نضير ما له ثمر
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أفلان لا تبغى الثناء فما
أفلان لا تبغى الثناء فما
رقم القصيدة : 23016
-----------------------------------
أفلان لا تبغى الثناء فما
لكَ في الثنا من نعمة ٍ تُجزى
إن الذي يثني عليكَ كمن
دون المهيمن يعبد الرجزا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فويلُ القريض لقد أصبحتْ
فويلُ القريض لقد أصبحتْ
رقم القصيدة : 23017
-----------------------------------
فويلُ القريض لقد أصبحتْ
به أغبياء الورى تدَّعي
بقية ُ عارٍ دنيّ الهجاء
ترفَّع عن قدرها الأوضع
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> سعدت من عشيّة زار فيها
سعدت من عشيّة زار فيها
رقم القصيدة : 23018
-----------------------------------
سعدت من عشيّة زار فيها
قمرُ المجد ربعنا فأضاءا
وأظن الرياح قد حسدتنا
فهي وجداً تنفَّس الصعداءا
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أهذا نبيُّ الهدى أحمدُ
أهذا نبيُّ الهدى أحمدُ
رقم القصيدة : 23019
-----------------------------------
أهذا نبيُّ الهدى أحمدُ
وهذا الذي ضمَّنا المسجدُ
من الدمع محمرَّة ٌ أرضه
وسقف السماء به أسودُ
وجبريل إذ قام ينعي الحسين
وتبكي الملائك إذ تنشذُ
نعم وأبيك بها أحمد(25/154)
وأملاك ربّ السما تشهدُ
فما عذر عينكم في لجمود
وعين الملائك لا تجمد
العصر العباسي >> البحتري >> نحن الفداء فمأخوذ ومرتقب
نحن الفداء فمأخوذ ومرتقب
رقم القصيدة : 2302
-----------------------------------
نحنُ الفِداءُ، فمَأخُوذٌ وَمُرْتَقَبُ،
يَنُوبُ عَنكَ إذا هَمّتْ بك النُّوَبُ
قد قابَلَتْكَ سُعودُ العَيشِ ضَاحِكَةً،
وَأوْصَلَتكَ، وَكانَتْ أمسِ تجتِنبُ
وَنِعْمَةٌ مِنْ أمِينِ الله ضَافيَةٌ
عَلَيْكَ، في رُتْبَةٍ مِنْ دونِهَا الرُّتَبُ
تَمَلَّهَا، يا أبَا أيّوبَ، إنّ لَهَا
عِزّ الحَياةِ، وفيها الرَّعْبُ والرَّهَبُ
كَمْ من رَجاءٍ غَداةَ اقتَدتَ جِرْيتَها
قد شُدّ فيها إلَيكَ الدّلُو والكَرَبُ
مَا للّيَالي أرَاهَا لَيْسَ يَجْمَعُهَا
حَالٌ، وَيَجمَعُها من جِذمِها نسَبُ
ها إنّهَا عُصْبَةٌ جَاءَتْ مُخالِفَةً
بَعضٌ لبَعضٍ، فخِلنا أنّها عُصَبُ
وَنَعذُلُ الدّهرَ، إنْ وَافَى بنائِبَةٍ،
وَلَيسَ للدّهرِ فيمَا نَابَنَا أرَبُ
الحَمدُ لله حَمداً تَمّ وَاجِبُهُ،
وَنشّكْرُ الله شُكْراً مثلَ ما يجِبُ
أرْضَى الزّمانُ نُفوساً طال ما سخِطتْ،
وَأعتَبَ الدّهرُ قَوْماً طالَ ما عَتِبُوا
وَأكْسَفَ الله بالَ الكاشحينَ على
وَعْدٍ، وأبطَلَ ما قالوا، وَما كذَبُوا
لتَهْنِكَ النّعْمَةُ المُخْضَرُّ جانِبُهَا
مِنْ بَعدما اصفر في أرْجائِها العُشُبُ
و كانَ أُعطيَ منها حاسِدٌ حَنِقٌ
سُؤلاً، وَنُيّبَ فيها كاشحٌ كَلِبُ
فمِنْ دُموعِ عُيونٍ قلما ما دَمَعتْ،
وَمن وَجيبِ قُلُوبٍ قلما ما تَجِبُ
عافُوكَ، خَصّكَ مكْرُوهٌ فعَمَّهُمُ،
ثمّ انْجَلَى فتَجَلّتْ أوّجُهٌ شُحُبُ
بحُسْنِ رَأيِ أميرِ المُؤمِنِينَ، وَما
لصَاعِدٍ، وَهْوَ مَوْصُولٌ بهِ، نسَبُ
ما كانَ، إلاّ مُكافاةً وَتَكْرِمَةً،
هذا الرّضَا، وَامتحاناً ذلكَ الغَضَبُ
وَرُبّمَا كان مَكْرُوهُ الأمُورِ إلى
مَحْبُوبِهَا سَبَبَاً، ما مِثَلهُ سَبَبُ(25/155)
هَذي مَخايِلُ بَرْقٍ خَلْفَهُ مَطَرٌ
جَوْدٌ، وَوَرْيُ زِنَادٍ خَلفَهُ لَهَبُ
وأزْرَقُ الفَجْرِ يَأتي قَبلَ أبيَضِهِ،
وَأوّلُ الغَيثِ مطرٌّ، ثمّ يَنسَكِبُ
إنّ الخَليفَةَ قَدْ جَدّتْ عَزِيمَتُهُ،
فيما يُرِيدُ، وَما في جِدّهِ لَعِبُ
رآك، إنْ وَقَفوا في الأمرِ، تَسبُقُهمْ
هَدْياً، وَإنْ خَمَدوا في الرّأي تَلتَهبُ
كأنّني بكَ قَدْ قُلّدْتَ أعْظَمَها
أمْراً، فَلا مُنكَرٌ بِدْعٌ، وَلا عَجبُ
فَلا تَهُمَّ بتَقْصِيرٍ، وَلا طبَعٍ،
وَلوْ همَمتَ نَهاكَ الدّينُ وَالحَسَبُ
قَلْبٌ، يُطِلُّ على أفكارِهِ، وَيَدٌ
تُمضِي الأمورَ، وَنَفسٌ لهوُها التّعبُ
وَقاطعٌ للخُصُومِ اللُّدِّ، إنْ نَخِبَتْ
قُلُوبُهُمْ، فَسَرَايا عَزْمِهِ نُخَبُ
لا يتحظى كما احتج البخيل، ولا
يحب من ماله إلا الذي يهب
حُلْوُ الحديثِ إذا أعطَى مُسايِرَهُ
تلك الأعاجيب أصْغى المَوْكبُ اللَّجبُ
لَوْلا مَوَاهبُ يُخْفيهَا وَيُعْلِنُهَا،
لَقُلْتُ ما حدثوا عن حاتِمٍ كَذِبُ
يا طالبَ المَجدِ، لا يَلْوِي على أحَدٍ،
بالجِدّ مِنْ طَلَبٍ، كأنّهُ هَرَبُ
إسْلَمْ سَلِمْتَ على الأيّامِ ما بَقيَتْ
قَرَائنُ الدّهرِ، وَالأيّامُ، وَالحِقَبُ
وَلا أمُنُّ عَلَيْكَ الشّكْرَ مُتّصِلاً،
إذا بَعُدْتُ، وُمني حينَ أقترِبُ
وَ ما صَحِبتُكَ من خوْفٍ ولا طَمَعٍ،
بلِ الشّمائلُ، والأخلاقُ تُصْطَحَبُ
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ليت منّي نياط قلبي إلى قسطنطـ
ليت منّي نياط قلبي إلى قسطنطـ
رقم القصيدة : 23020
-----------------------------------
ليت منّي نياط قلبي إلى قسطنطـ
ـين يمتدُّ من أقاصي العراق
فيؤدي إليك أضعاف ما أدَّ
يت بالتلغراف من أشواقي
أنت بدر العُلى فما برحت فيـ
ـك إلينا مضيئة الآفاق
فعلى البدر نالنا منك ما نـ
ـلنا على البعد منك بالإشراق
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قل للنسيم وقد سرى
قل للنسيم وقد سرى
رقم القصيدة : 23021(25/156)
-----------------------------------
قل للنسيم وقد سرى
سحراً بأنفاسِ رقيقه
يا مشبهاً عندي "أبا
محمود" في طيب الخليقه
أحمل إليه رسالة
تحكي سجاياه الأنيقه
من شيَّق في لجة الأسـ
ـواق مهجته غريقه
ولأنت والبرقُ أزويا
عن قلب وامقة خفوقه
شوقاً لحضرته التي
كل النفوس لها مشوقه
هو فرع أصلٍ قد غدت
يثرى على الجوزا عروقه
من دوحة ٍ في ريّ ماء الـ
ـمكرمات غدت وريقه
يا من تمنّى النجم حين
سما إلى العليا لحوقه
مَن ذا لمجدك يرتقى
وسواك لم يسلك طيقه
إنَّ الكرام هم المجاز
وأنت للكرم الحقيقة
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> سلامٌ برقَّته قد حكى
سلامٌ برقَّته قد حكى
رقم القصيدة : 23022
-----------------------------------
سلامٌ برقَّته قد حكى
ونفسك رقَّة أخلاقِها
حباك به مغرمٌ أحكمت
مودَّته صدق ميثاقها
ترفُّ بمهجته دائماً
إليك نوازع أشواقها
رآك تفرّعت من دوحة ٍ
زكا في العُلى طيب أعراقها
وأيكة مجدك قد غرَّدت
حمامُ الثناء على ساقها
وغرُّ مساعيك في المكرمات
تطول بزينة أعناقها
وفخرك لم تحك شمس السما
سناه بباهر إشراقها
فأهدى كأخلاقك الزاهرات
إليك تحية مشتاقها
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> اليوم قد صوّت ناعي الهدى اليوم قد صوّت ناعي الهدى
اليوم قد صوّت ناعي الهدى اليوم قد صوّت ناعي الهدى
رقم القصيدة : 23023
-----------------------------------
اليوم قد صوّت ناعي الهدى اليوم قد صوّت ناعي الهدى
يفصحُ بالنعي ولا يكنى
ينعى قتيل الطف عند ابنه
المهديِّ مولى الأنس والجن
وقائلٍ ذا السقف ما باله
أبيضَّ وعهدي فيه كالدجن
قلت: رأى المهدي مستشعر الـ
سواد حزناً باكي الجفن
فصار عيناً كله للبكا
فها هو ابيضَّ من الحزن
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> خذي قلبي إليك فقلبيِّه
خذي قلبي إليك فقلبيِّه
رقم القصيدة : 23024
-----------------------------------
خذي قلبي إليك فقلبيِّه(25/157)
ترِي لا موضعاً للصبر فيه
وهل للصبر منزلة بقلبي
باسهمها النوائب تدَّريه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سَأصْبِرُ إنّ الصّبْرَ مُرٌّ صُدُورُهُ
سَأصْبِرُ إنّ الصّبْرَ مُرٌّ صُدُورُهُ
رقم القصيدة : 23025
-----------------------------------
سَأصْبِرُ إنّ الصّبْرَ مُرٌّ صُدُورُهُ
ألا ربما لذت لقلبي عواقبه
وَلا بُدّ أنْ يُعطي على البُعْدِ دَوْلَة ً
فنأمنن بيناً أو رقيباً نراقبه
فَلا قَلْبَ لي إلاّ وَأنْتَ حِجَابُهُ
ولا سر لي إلا وذكرك حاجبه
وأرْجعُ ليْسَ في كفيّ منْهُ
وأرى المعرض باللئيم ، كأنه
كَايِناً للأُنُوفِ جَدْعاً وَرَغْماً
أعطَشَ اللَّهُ كُلَّ فَرْعٍ بنَعما
كالسيف يأخذ من بنان الصيقل
ـمُّ وَدارَتْ على الأعادي رَحَاكَا
جذب الرشاء عن القليب الأطول
حك رَعْيَ الحِمى وَمَلّوا قِرَاكَا
إليها ، ولا دمعي عليها بجامد
لَوْ حَيثُ يُستمَعُ السرَارُ وَقفتمَا
حامِلٍ بَزّهُ عَلى رَبِذِ التّقْـ
بأرْوَى وأسنَى ما يجُودُ ربَيعُ
كَادَ الرّجَالَ، وَلا دَعيّ ثَقِيفِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خليلي!هل لي لو ظفرت بنية
خليلي!هل لي لو ظفرت بنية
رقم القصيدة : 23026
-----------------------------------
خليلي!هل لي لو ظفرت بنية
إلى الجزع من وادي الأراك سبيل
وفي سرعان الريح لي لو علمتما
لا سَفِيرٌ إلَيْكَ إلاّ مَعَالِيـ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نِلتَ ما نِلْتَهُ انفِرَاداً وَزَاحَمْـ
نِلتَ ما نِلْتَهُ انفِرَاداً وَزَاحَمْـ
رقم القصيدة : 23027
-----------------------------------
نِلتَ ما نِلْتَهُ انفِرَاداً وَزَاحَمْـ
غزالاً رمى قلبي وراح سليما
هَل أُولاكَ الذينَ عَهدي بهم فيـ
لمْ أجِدْ صَانِعاً سِوَاكَ، وَلا أعْـ
غزالاً على قلبي ، الغداة ، كريها
سرت عنك إلا عبقة ونسيما
تكاد من الإسراع تسبق أمها
بمنتجها ، قبل اللقاح ، أباها
بعجاج يملأ الأفق دجى ،
وطعان يخضب الأرض بدم(25/158)
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ
طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ
رقم القصيدة : 23028
-----------------------------------
طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ
وهْناً وما شعَرْت بِها الرُّقَباءُ
سَكْرى ترنّح عِطفُهَا فَتعلمتْ
مِنْ مَعطفيها البانة ُ الغنَّاءُ
يثني الصبا والراح قامتها كما
تثني الأراكة َ زَعْزعٌ نَكْبَاءُ
زارت على شحط المزار متيماً
بالرقمتين ودارها تيماءُ
في ليلة ٍ كشَفتْ ذوائبَها بها
فتضَاعفتْ بَعقَاصِها الظَّلماءُ
والطيفُ يخفى في الظلامِ كما کختفى
في وجنة الزنجي منه حياءُ
ما زال يمتعني الخيال بوصلها
حتى انزوى عن مقلتي الإغفاءُ
برد الحلي فنافرت عضدي وقد
هبَّ الصباحُ ونامَتِ الجَوْزاءُ
وَدَعَتْ برحلتها النّوى فتحمَّلتْ
في الركب منها ظبية أدماءُ
ماتت بدمنتها الشمائل والصبا
ومدامعي والمُزنة ُ الوطفاءُ
فلتؤخذن بمهجتي لحظاتها
وبعرصتيبها الريح والأنواءُ
طلعت بحيث الباترات بوارق
والزُّرقُ شُهْبٌ والقَتامُ سماءُ
فُي كلة حمراء يخفق دونها
بينَ الفوارس راية ٌ حمراءُ
والجوُّ لابسُ قسطلٍ مُتراكِمٍ
فلهُ من النّقْعِ الأحمِّ رداءُ
سطعت من الغبراء فيه عجاجة
مركومة ٌ فاغبرّتِ الخضراءُ
دع ظبية الوعساء واعن لهذه
فلكلِّ أَرضٍ يَمْمَتْ وَعْسَاءُ
قطعت بها أيدي الركاب تنوفة
قد ألهبت في جوها الرمضاءُ
ليست سَمومُ الريحِ ما لفَحت بها
لكنَّها أَنفاسيَ الصُّعداءُ
هل تبلغن الظاعنين تحية
ريح تهب مع الأصيل رخاءُ
كسلى تجر على الحديقة ذيلها
فالعرْفُ منها مَنْدَلٌ وَكَباءُ
تعزى أبا عبد المليك اليك أو
يُعزَى إليها من عُلاكَ ثناءُ
يا كوكباً بهر الكواكب نوره
ومحا دجى الحرمان منه ضياءُ
لك همة علوية كرمية
وسجية معسولة لمياءُ
ومكانة ٌ في المجدِ أنتَ عمرْتَها
بعُلاكَ وهيَ من الأنامِ خَلاءُ
فتّقت أكمام البلاغة والنهى
عن حكمة لم تؤتها الحكماءُ
ولربما جاش اعتزامك أو طمى(25/159)
عن أَبْحُرٍ شَرِقَتْ بها الأعداءُ
ما زال يَفْري الخطبَ منه مُهنَّدٌ
للعزم منه صولة ومضاءُ
شبت قريحته وهذب خلقه
فلم کدرِ هل هو جَذْوَة ٌ أم ماءُ
تجري اليراعة ُ في بنانِ يمينهِ
وكأنها يزنية سمراءُ
ويفوق محتده الكواكب مرتقى ً
فكأنَّهُ فوقَ السماءِ سماءُ
ذرب اللسان إذا تدفق نطقه
خرست سحر خطابه الخطباءُ
لو ناب عنه سواه في يقظاته
نابت مناب الجوهر الحصباءُ
ركن الأنام به إلى ذي عزة
قعساءَ ليس كمثلِها قعساءُ
لم يَخْصُصوهُ بشكرهم إلا وقد
عمّت جميعَهُمُ به النّعماءُ
لم أن ألسنهم جحدن صنيعه
نطقَتْ بذاك عليهمُ الأعضاءُ
كثُرتْ أياديه الجسامُ فآخذٌ
من قبلها أنفاسه الإحصاءُ
طاب الزمانُ بها كطيبِ ثنائِهِ
وتضوّعَ الإصباحُ والإمساءُ
بأغرّ ذي كرمٍ نَمَتْهِ من بني
عبد العزيز عصابة كرماءُ
الموقدون على الثنية نارهم
للطارقين إذا وَنَى السُّفَراءُ
والمالؤون من السديف جفانهم
لهم إذا شملتهم اللأواءُ
قوم ثناؤهم خلود نفوسهم
ومنَ الهَوامدِ في الثرى أَحياءُ
إن أخلفَتْ غُرُّ السحابِ تهللوا
أو جَنَّ ليلُ الحادثاتِ أضاءوا
با ابن الذي علمت معد فضله
وسوى معدّ فيه وهي سواءُ
وکبنَ الذي قد أُلِحقَتْ في حُكمه
من عدله بأولي القةى الضعفاءُ
هذي القصائد قد أتتك برودها
موشية وقريحتي صنعاءُ
فإليك منها شرداً تصطادها
بالعزّ لا بالنائل الكرماءً
ترجو نصيباً من علاك وما لها
فيما ترجيه العفاة رجاءُ
فانعم أبا عبد المليك بوصلها
أنتَ الكِفاءُ وهذه الحسناءُ
ومديح مثلك مادحي ولربما
مُدحَتْ بمن تتمدّحُ الشعراءُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> تعلَّقْتُهُ من بني الأكرمينَ
تعلَّقْتُهُ من بني الأكرمينَ
رقم القصيدة : 23029
-----------------------------------
تعلَّقْتُهُ من بني الأكرمينَ
رفيع الذرى ذا سناً وسناءِ
يُذكِّرُني طبعَهُ رقة ً
نسيب الهوى ونسيم الهواءِ
وقد جمع الحسن فيه مع النب
ل نو راً وطيب ذكاءِ
به كرم وبه عفة(25/160)
فيجمع بين الحيا والحياءِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا أبا نهشل نداء غريب
يا أبا نهشل نداء غريب
رقم القصيدة : 2303
-----------------------------------
يا أبا نَهْشَلٍ، نداءَ غَرِيبِ،
مُسْتَكِينٍ لِنَا زلات الخُطُوبِ
صَابِرٍ مِنْكَ كُلَّ يَوْمٍ عَلى جُمْـ
ـلَةِ هَذا الجَفَاءِ وَالتّثْرِيبِ
عالِمً أنّ للعَوَاقِب في أمْـ
ـرِكَ فِعلاً يُرْضِي غِضَابَ القُلوبِ
وَلَعَلّ الزّمَانَ يُنْجِزُ وَعْداً
فيكَ، إنّ الزّمانَ غَيرُ كَذُوبِ
وَمَقامي لَدَيْكَ في هَذِهِ الحَا
لِ مَقَامٌ يُزْرِي بكُلّ أرِيبِ
في لِباسِ المَصِيفِ، وَالوَقتُ قد جا
ءَ بأمْرٍ، مِنَ الشّتاءِ، عَجيبِ
وَاللّيَالي يُنْشِدْنَ شِعرَ أبي البَرْ
قِ، ضُرُوباً شتى بوَقْعِ الضّرِيبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> فديتها من نبعة زوراء
فديتها من نبعة زوراء
رقم القصيدة : 23030
-----------------------------------
فديتها من نبعة زوراء
مشغوفة بمقاتل الأعداءِ
ألِفتْ حَمَام الأيكِ وهي نضيرة ٌ
واليوم تألفها بكسر الحاءِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وربما خالهُ ذو الجهلِ ذا أدبٍ
وربما خالهُ ذو الجهلِ ذا أدبٍ
رقم القصيدة : 23031
-----------------------------------
وربما خالهُ ذو الجهلِ ذا أدبٍ
لا يحسب الآل ماء غير ذي ظمإِ
لو أنَّ في عرشِ بلقيس لهُ قدماً
أعيا على الجن أن تزجيه من سبإِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> قفا نقتبس من نور تلك الركائب
قفا نقتبس من نور تلك الركائب
رقم القصيدة : 23032
-----------------------------------
قفا نقتبس من نور تلك الركائب
فما ظعنتْ الابزُهرِ الكواكبِ
وإلا بأَقمارٍ من الحيِّ لُحْنَ في
مشارق من أحداجها ومغاربِ
سرت وعباب الليل يزخر موجه
ة لا نمنشآت غير هوج لواغبِ
فما زلتُ أُذري أبحراً من مدامعي
على خائضات أبحراً من غياهبِ
وما بيَ إلا عارضٌ سلبَ الكرى(25/161)
بخفة ِ برقٍ آخرَ الليلِ واصبِ
أضاء بذات الأثل والأثل دونه
وجيف المطايا والعتاق الشوازبِ
فيا دين قلبي من تألق بارق
سرى قاتَّقَته مُقلَتي بسحائبِ
ويا لحمامات بكين وإنما
غدوتُ قتيلَ الشوقِ وهي نوادبي
كِلُوْنَا لأطرافِ الرماحِ فإننا
نكلنا جميعاً عن لحاظ الحبائبِ
وإنَّا لمنْ قومٍ تهابُ نفوُسُهُمْ
عيون المها دون القنا والقواضبِ
تمرُّ بنا الأنواءُ وهي هواطلٌ
فترغب عنها بالدوموع السواكبِ
وفاءً لدهرٍ كان مستشفعاً لنا
بسودِ الليالي عند بيضِ الكواعبِ
فكم ليلة ليلاء خلّيت مثلها
من الهمّ في غربيبها المتراكبِ
بكل فتاة إن رمتك بسهمها
فعن حاجب تشبيهه قوس حاجبِ
تنسمتُ من أنفاسِها أَرَجَ الصَّبا
وجنبت علويّ الصبا والجنائبِ
وما جنّت الظلماء إلا لبسيتها
دثاراً على ضافي شعور الذوائبِ
وقد أَذهلتني عن نجومِ سمائِها
نجومُ حُليٍّ في سماءِ ترائبِ
أَوانَ هصرتُ الوصلَ تندى فروعُهُ
جنى ّ ووردت الأنس المشاربِ
فقد أَفْلتتْ تلك المها من حبائلي
ونكّب إسعاف المنى عن مطالبي
تغيرت الأيام حتى تغيرت
بها أَقربائي غدرة ً وأجانبي
وعلمني صرف الزمان وريبه
بأ نّ اقتناء الناس شرّ المكاسبِ
وكنت إذا فارقت إلفاً بكيته
بكاءَ عديٍّ صنوَهُ بالذَّنائِبِ
فها أنا إنْ أُشعِرتُ رحلة َ ظاعنٍ
تلقيته منها بفرحة آيبِ
فلم تحمِل الغبراءُ أنجبَ من فتى ً
رمى غير أعلام العلا بالنجائبِ
ولا صحبتْ كفّي على دلجِ السُرى
أبرَّ وأَوفى منْ رقيقِ المضاربِ
ولا کنتُدبتْ فوقَ البَنان يراعة ٌ
لأوجبَ من تحسين ذكر کبن واجب
شهابٌ لو کنّ الليل أُلبسَ نُورَهُ
نضا مِعطفيهِ من ثياب الغياهبِ
وروضة علم أغدقت جنباتها
بشؤبوبِ وبْلٍ للبلاغة صائبِ
نماه إلى العلياء كلّ مرجب
عظيم رماد النار سبط الرواجبِ
من القومِ شادوا مجدهمْ بمواهِبٍ
تُريك الغمامَ الوُطف أدنى المواهبِ
غطارفة شمُّ الأُنوفِ تسنَّمُوا
من الدولة ِ الغَرَّاءِ أعلى المراتبِ(25/162)
وَهَيْنُونَ إلا أنهم لِعَدوِّهِمْ
أبيُّونَ أمثالَ القرومِ المصاعبِ
هم أدبوا الأيام حتى تحصنت
ذنوبُ عواديها بحْسنِ العواقبِ
وهم أكملوا العلياء من بعد كونها
خداجاً وحلوها بغر المناقبِ
لها من نجوم السعد أيمن طالب
ومن صاحب الأحكام أفضل صاحبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا شمس خدر ما لها مغرب
يا شمس خدر ما لها مغرب
رقم القصيدة : 23033
-----------------------------------
يا شمس خدر ما لها مغرب
أرامة دارك أم غرّبُ
ذهبتِ فکستعبرَ طرفي دماً
مُفَضَّضُ الدمعِ به مُذْهَبُ
الله في مهجة ذي لوعة
تَيَّمَهُ يومَ النَّقا الرَّبرب
شام بريقاً باللّوى فامترى
أضواءه أم ثغرك الأشنبُ
أشبه غَمّاً يومُهُ ليلَهُ
حتى کستوى الأدهمُ والأشهب
سُرورُهُ بعدَكُمُ تَرْحَة ٌ
وصبحه بعدم غيهبُ
ناشدتكَ اللَّه نسيمَ الصَّبا
أين استقرت بعدنا زينبُ
لم تسر إلا المزن ما بالنا
يشوقنا ذيلك إذ يستحبُ
هات حديثاً عن مغاني اللّوى
فعهدُكَ اليومَ بها أقرَبُ
إيهٍ وإن عذَّبني ذِكرُها
فَمِنْ عذابِ النَّفسِ ما يَعْذُبُ
هل لَعِبَتْ بالعَرَصاتِ الصَّبا
فمحّ منها للصّبا ملعب
أمرضها سقياك إذ جدتها
كم غصَّ ظمآنٌ بما يشرَبُ
يا مَن شكى من زمنٍ قسوة ً
أين السُّرى والعيسُ والسَّبسَبُ
أفلح من خاض بحار الدجى
وصهوة ُ العزِّ له مركبُ
أليس في الابيداء مندوحة
إن ضاق يوماً بالفتى مذهبُ
لأخبط الليل ولو أنه
ذو لبد أو حية تلسبُ
من همّتي حادٍ، ومن عزمتي
هاد ، ولو ضلّ بي الكوكبُ
تحملُ كوري فيه عَيْرَانَة ٌ
إلى سوى مَهْرة َ لا تُنْسَبُ
أسري إلى العليا بها في الدُّجَى
وَفَوْدُهُ من شُهْبِهِ أشْهَبُ
وإنما تُعْرَفُ سُبْلُ العُلى
يسلُكها الأنجبُ فالأنجب
إن كان للفضل أب إنه
يخل بني عبد العزيز الأبُ
المُنْتَضَى من جَمَراتِ الأُلى
على السّماكين لهم منصبُ
من أسرة إن شهدوا ناديا ً
زانَ بهم أو وَلدوا أنجبوا
تنحطُّ قحطانٌ وساداتُها(25/163)
عنهم وتمشي خلفهم تغلبُ
بيضٌ مصاليتُ قضى سَرْوُهُم
أنّ جداهم مطر صيّبُ
لم تخل من نار لهم في الدجى
تثنيَّة ٌ علياءُ أو مَرقَبُ
جنابُهُمْ أحوى ، وأبياتُهُمْ
تُوسَعُ بالإكرامِ أو تَرْحُبُ
حيثُ قبابُ المجدِ مضروبة ٌ
تُعْمَدُ بالعلياءِ أو تُطْنَبُ
والأسل السّمر وبيض الظّبا
دونَ العِدَا والضُمَّرُ الشُزَّبُ
والعز معقود الحبا أقعس
والبأس مطرور الشّبا مغضبُ
هل شيَّدَ العلياءَ إلا فتى ً
راقَ به المحْفَلُ والمركبُ
لا يرغب الدهر وأيامه
والسَّعدُ إلا في الذي يَرغبُ
يرى العلا من خيرِ ما يُقْتَنَى
والحمدَ من أفضل ما يكسبُ
فاليُمْنُ عن يُمناهُ لا ينثني
واليُسْرُ عن يُسْرَاهُ لا بَعْزبُ
نجم نجيب بدرها شمسها
عمّارها حوّلها القلّبُ
في الدَّستِ منه علمٌ أصيدٌ
وفي الوغى ضرغامة ٌ أغلبُ
كم خطبَ المجدَ له صارمٌ
في منبر من كفّه يخطبُ
ذو ظمأ يشرب ماء الطّلا
وليس يرويه الذي يشربُ
تخاله منصلتاً بارقاً
أو كوكباً وقَبَساً يلهبُ
أَرسلَ في الحرب شُواظاً له
يصلى لظاه البطل المحربُ
تساجلُ الماءَ له صفحة ٌ
ويعدل النار له مضربُ
كُلِّلَ من إفرندهِ جوهراً
ينهب أرواحاً ولا ينهبُ
كلُّ شهابٍ عنده خامدٌ
أقرَّ بالسيفِ لها يَعربُ
يفترّ عن صفحته غمده
كما انجلى عن مائِه الطُّحلُبُ
ويضربُ الهامَ به أروعٌ
سرادق الفخر به يضربُ
يخترقُ النقعَ على أشقرٍ
ينقضُّ منه في الوغى كوكبُ
يطير في الحضر به أربع
يُطْوى لها المشرقُ والمغربُ
صهيلُهُ عن عِتقِهِ مُفْصِحٌ
وخَلْقُهُ عن سَبْقِهِ مُعْربُ
لو طلب العنقا على متنه
راكبه ما فاته مطلبُ
الريحُ تكبو خلفَهُ من ونى ً
والبرق من سرعته يعجبُ
يُزْهَى به كلُّ زُهَا جحفلٍ
ويا سحابَ المُزنِ ما بالُنا
له تليل مثل ما ينثني
غصن به ريح الصّبا تلعب
وحافرٌ إن يكُ ذا خُضرة ٍ
فالجو من عثيره أكهب
يحمل في صهوته ضيغماً
ليس سوى السيفِ له مِخلب
قرَّبَهُ من كلِّ أُكرومة ٍ
مهند أو سابح مقربُ(25/164)
أو صعدة سمراء أو مثلها
يراعة ٌ تطعنُ إذ تَكتُب
تمجّ سماً وجنى نحلة
فريقُها يُرجى كما يُرْهَبُ
تريك من سبغتها جوهراً
يُنْظَمُ في الطِّرْس ولا يُثْقَبُ
خرساء لكنّ لها منطقاً
تلك بنان خلقت للنّدى
فما تني أنوارها تسكبُ
من واهب لم أدر من قبله
ذي همة ٍ علياءَ لا تُرْتَقَى
وعزمة صمّاء لا تغلبُ
وفطنة قصّر عن نعتها
أو بعضها المطنب والمسهبُ
حظّي من الأيام ندب به
يُرأبُ ما يُصْدَعُ أو يُشْعَبُ
ومعقلي طود علاه الذي
يزاحم النجم له منكبُ
أوفت على الأفق له ذروة
لاذتْ به الجوزاءُ والعَقرَبُ
سنّيت أبراد ثنائي على
عطفيه من حوكية ما تسلبُ
شقَّ بساطَ الروضة ِ المِذنَبُ
فالطرس مذ ألبس منها حلى
تحسده العذراء والشيبُ
راغبة ٌ فيهِ على أنها
عن كلّ بيت في العلا ترغبُ
والغادة الحسناء مخطوبة
وكفؤها أول من يخطبُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أَقبَلتْ تمشي لنا مَشْيَ الحُبَابِ
أَقبَلتْ تمشي لنا مَشْيَ الحُبَابِ
رقم القصيدة : 23034
-----------------------------------
أَقبَلتْ تمشي لنا مَشْيَ الحُبَابِ
ظبية تفتر عن مثل الحبابِ
كلما مالَ بها سُكرُ الصِّبا
مال بي سكرُ هواها والتصابي
أشعرت في عبراتي بخلاً
اذ تجلّت فتغطت بنقابِ
كذُ كاءِ الدّجن مهما هطلت
عَبْرَة ُ المُزْنِ توارتْ بالحِجابِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ألوت بأهل الهوى المهرية النجب
ألوت بأهل الهوى المهرية النجب
رقم القصيدة : 23035
-----------------------------------
ألوت بأهل الهوى المهرية النجب
فالحيُّ لا أمم منّاً ولا كثبُ
لا عُذْرَ للعينِ إنْ هَبَّتْ يمانية ٌ
ولم يبلّ نجادي ماؤها الّرب ُ
نوى شطون وجيران نشدتهم
عهد الجوار على بعد فما قربوا
رأوا دماء هريقت يوم بينهم
فأنكروها وهم يدرون ما السبب
أستودعُ اللَّه أقماراً على إضَمٍ
تُنازِعُ الحليَ في لبَّاتِها الشُّهُبُ
ناديتها بمغاني الجزع من كثب(25/165)
حُيّيتِ أيتها الأغصانُ والكُثُب
يا لائميَّ غداة َ البينِ لومُكما
لنارِ قلبي على شَحْطِ النوى حَصَب
إنَّ اللياليَ والأيامَ أجدر بالتأنيبِ
أنيب ممن أطالب ظلمه النّوبُ
أشكو من الدهر أنياباً مذرّبة
وبينَ فكيَّ هذا المِقْوَلُ الذَّرِب
تغصن منّي آدابي فواعجباً
لروضة غضّ منها النّور والعشبُ
ليعلمن زماني أي منقلب
إذا لقيت بني داودَ يَنْقَلِبُ
قوم لهم شفرات من عزائمهم
حد السيوف المواضي عندها لعبُ
إذا احتَبَوْا فالجبالُ الشمُّ راسخة ٌ
وإن حبوا فالغمام الجود منسكبُ
كم صَرَّف الجيشَ منهم قادة ٌ فُهُمٌ
وأحرزَ المجدَ منهم سادة ٌ نُجُبُ
سائل بهم كل عرّاص ومنصلت
تُخْبِرْكَ بالمأثُرَاتِ السُّمْرُ والقُضُبُ
أبناءَ حميرَ إنْ أمسى عليكُم
بدراً لكم فلأنتم حوله شهبُ
المرسل السمر أشطاناً ، ألسنتها
دلاؤنا ، وقلوب الفيلق القلبُ
والطاعنُ الخيلَ حتى الخيلُ قائلة ٌ
يا ليتَ أعوجَ لم يُخْلَقَ له عقِب
نَدْبٌ خَلعتُ عليه كلَّ مُعْلَمَة ٍ
من المدائحِ وَشَّى بُرْدَها الأدب
لو أنشدت بعكاظ والقبائل قد
نصّت مآثرها الأشعار والخطب
أقرّ يعرب بالسّبق المبين لها
وأجمعَ الرأيَ في تفضيلها العرب
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> قم فاسقني ذهبية
قم فاسقني ذهبية
رقم القصيدة : 23036
-----------------------------------
قم فاسقني ذهبية
إنَّ الأصيلَ مُذَهَّبُ
صفراءَ من زُهْرِ الكوا
كبِ للزجاجة ِ كوكب
أوما ترى ذيل السّحا
بِ على الحدائقِ يُسْحَب
والروض يأرج والغدي
ر مع الحمام يصخّبُ
فإذا ترنَّمَ أَوْرَقٌ
فيه تدفَّقَ مِذْنَب
والدمعُ طَلَّ سافحٌ
أو درُّ سِلْكِ يُنْهَبُ
والبرق صفحة صارم
أو مارج يتلهبُ
ومهفهفٍ يصبُو اليـ
ـهِ الشادنُ المتربِّبُ
طابتْ حُمَيَّاهُ ور
يَّاهُ أتَمُّ وأطيب
شربَ المدامَ وعلَّني
من ثغره ما يشربُ
حتى إذا انبرت الشمو
ل بمعطفيه تلعب
عانقت منه الصبح ح
تى لاح صبح أشهبُ
فغدا اصطباحي من ثنا(25/166)
ياه الرّضاب الأشنبُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> غداة َ النَّوى زُمَّتْ لبينٍ ركائبُ
غداة َ النَّوى زُمَّتْ لبينٍ ركائبُ
رقم القصيدة : 23037
-----------------------------------
غداة َ النَّوى زُمَّتْ لبينٍ ركائبُ
عليها قباب حشوهنّ كواعبُ
طلعنَ شموساً والديارُ مشارقٌ
لهنَّ وأحداجُ القلاص مغارب
تطاول ليلي بعد إمعان سيرهم
وآلى الدُّجى ان لا تغورَ الكواكب
فلا صْبحَ إلا من محيَّا خريدة ٍ
ولا ليلَ إلا فوقَ صُبحٍ ذوائب
تأوَّبني منهنّ سُهْدٌ وَعَبْرَة ٌ
فلا أدمعي ترقا ولا النوم آيبُ
عذاب الثنايا عذبت قلب مغرم
براه عذاب من جوى الحب واصبُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وافت به غفلة الرقيب
وافت به غفلة الرقيب
رقم القصيدة : 23038
-----------------------------------
وافت به غفلة الرقيب
والنجم قد مال للغروبِ
سكرانَ قد هزّتِ الحميَّا
منه قضيباً على كثيبِ
يعثرُ في ذيله فيحكي
عثرة عينيه بالقلوبِ
تالله لو حازت الحميّا
ما حاز منْ بهجة ٍ وطيب
دنا اليها الهلال حتى
قبل في كفّها الخضيبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> عَذيري من هضيمِ الكشحِ أحْوى
عَذيري من هضيمِ الكشحِ أحْوى
رقم القصيدة : 23039
-----------------------------------
عَذيري من هضيمِ الكشحِ أحْوى
رخيم الدلّ قد لبس الشّبابا
أعَدَّ الهَجْرَ هاجرة ً لقلبي
وصيّر وعده فيها سرابا
العصر العباسي >> البحتري >> رقة النور واهتزاز القضيب
رقة النور واهتزاز القضيب
رقم القصيدة : 2304
-----------------------------------
رِقّةُ النَّوْرِ، وَاهتِزَازُ القَضِيبِ،
خَبَّرَا مِنْكَ عَنْ أغَرَّ نَجيبِ
في رِداءٍ مِنَ الفُتُوّةِ فَضْفَا
ضٍ، وَعَهْدٍ مِنَ التّصابي قرِيبِ
أنِسَتْ ذا وَذاكَ إحدى وعِشْرُو
نَ بغُضنٍ مِنَ الشّبابِ رَطيبِ
وَكأنَ الرّبيعَ دَبّجَ أخْلا
قَكَ، وَالرّوْضَ، يا أبا يَعْقُوبِ
مَا ثَنَائي بِمُدْرِكٍ بَعضَ نُعْمَا(25/167)
كَ وَلوْ كانَ من صَباً أوْ جَنُوبِ
ضَعُفَ الطّالبُ المُعَنّى، وَلم تَضْـ
ـعُفْ على البُعدِ مُهلَةُ المَطْلُوبِ
وَلَعَمري لَقَدْ تَدَبّرْتُ مَعْرُو
فَكَ عِندي، فلَمْ يكُنْ بعَجيبِ
نَسَبٌ بَيْنَنَا يُؤكِّدُ مِنْهُ
أدَبٌ، وَالأديبُ صِنْوُ الأديبِ
لمْ تَزَلْ تُوضِحُ العِنايةَ، حتى
وَضَحَ النُّجحُ لي برُغمِ الخُطوبِ
مِنْ وَرَاءِ البَابِ المُمَنَّعِ وَالسّتْـ
ـرِ المُطاطا، وَالحاجبِ المَحجوبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي
همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي
رقم القصيدة : 23040
-----------------------------------
همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي
فالبرق سوطي والظلام ركابي
لأَكلِّفنَّ الليلَ عَزْماً طالعاً
في كلّ مظلمة طلوع شهابِ
ولأعنينَّ الدهر أن يصمَ المنى
ولو کنّني أَنضبتُ ماء شبابي
بالهولِ أركبُهُ بكلِّ دُجُنَّة ٍ
والسيرِ أُعملُهُ بكلِّ يباب
من مبلغ الزهراء أنّي راتع
منهتا بروض أزاهر الآداب
ومخبّر البلقاء أن خطيبها
ظفرت يدي من سجعه بخطاب
مهلاً أبا بكر فكلُّ مُسوَّمٍ
نازَعْتَهُ طَلَقَ الأعنّة ِ كابي
قسماً لهاتيك المحاسن أفصحت
بمثالب الشعراء والكتاب
يبني لك المجد المؤثَّلَ أخرسٌ
بَهَرَتْ فصاحتُهُ ذوي الألباب
قلم تمشي في طروسك فانبرت
مثل الرياض وأيمها المنسابِ
جاءت حلاها واضحات كلها
فكأنهن مباسم الأحبابِ
من كل محكمة كأن شذورها
حلي الترائب من دمى ً أتراب
تركت حلاوة ُ لفظها إذ نوزعتْ
أَكوابُها كالصَّابِ لفظَ الصابي
تردُ العيونُ عيونَها في مُهْرَقٍ
رقمت به ورد القطا الأسرابِ
فكأنما ألّفن من حدق المها
أو من ثنيات لهن عذابِ
أو من صفاء مودة أدبية
أغنت غناء تلاحم الأنسابِ
لبّيْكَ داعيَها واني ضامنٌ
الّ تزال وثيقة الأسبابِ
ناديتَ أسرعَ مَنْ يجيبُ لدعوة ٍ
محمودة فأجبت خير مجابِ
أن نشترك في الودّ إنا - والعلا
جرض - لمشتركان في الأوصابِ
إيهٍ دموعَكَ للفضائلِ أقلعتْ(25/168)
والمجدُ صار إلى حصى ً وتراب
ولتبك من جزع فإن بكاءنا
لمصارع الأحلام والأحسابِ
أفَلَتْ نجومُ العلم لا لتعاقبٍ
ومضت وفودُ الحلم لا لإياب
قد خلت والأيام تنتهب العلا
بنوائب ما حدّهن بنابِ
وا رحمتا للمجد أقوى ربعه
من ماجد محض النجار لبابِ
من ذي يد حبت الزمان أيادياً
مُلِئَتْ بهنّ حَقائبُ الأحقاب
فضفاضُ درعِ الحمد مُشتَمِلٌ بها
عفُّ الضمائر طاهرُ الأثواب
ولاَّجُ أبوابِ الأمورِ برأيهِ
طلاَّعُ أنجادٍ لها وهضاب
عِلقٌ أطال من الليالي فَقْدُهُ
فلبست ليلاً سابغ الجلبابِ
متململاً أصِلُ الدموعَ بمثلها
صلة العهاد ربابها بربابِ
أردى شبينته الرّدى ومن المنى
لو يفتديها شرخ كلّ شبابِ
سلبَتْه دنياهُ ثيابَ حياتِهِ
فلتعصبنّ عليه ثوب سلابِ
ولينكصن الصبر بعد وفاته
من كل مصطبر ، على الآعقاب
أنى خبت تلك العزائم ريثما
لم يخلُ منْ ضَرمٍ ومن إلهاب
أمست كنانة بعدهنّ كنانة
مهجورة ً صَفِرَتْ من النُّشَّاب
وتضعضعتْ أركانُها لِحُلاحِلٍ
قد كان منها في ذُرى الأهضاب
وتكوّرت شمس العلاء وأطفئت
سرج العلوم وأنور الآدابِ
واربدَّ وجهُ الحكمِ لما أن رأى
ذاك السّنا متوارياً بحجابِ
ولرب طبّ بالزمان أهاب بي
وبه من الرزءِ المبرِّح ما بي
أأخي أن الدهر يعجب صرفه
من طول دأبكَ في البكاءِ ودابي
لا تصلحُ العبراتُ إلاّ لامرىء ٍ
لم يدرِ أنَّ العيشَ لمعُ سَرَاب
إنْ تَبْكِهِ فمنَ الوفاءِ بكاؤهُ
لكن ثواب الصبر خير ثوابِ
وُقُصَارُ أعيننا دموعٌ وكّفٌ
وقصارُه طُوبى وحسن مآب
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بأيّ نعيّ صبحتنا الركائب
بأيّ نعيّ صبحتنا الركائب
رقم القصيدة : 23041
-----------------------------------
بأيّ نعيّ صبحتنا الركائب
وفي أيِّ عِلْقٍ حاربتنا النوائبُ
أحقاً فتى الفتيان سلم للردى
وأسلمه جيرانه والأقاربُ
بكتْه سيوفُ الهندِ ملءَ جفونها
وَسُمْرُ العوالي والعِتاقُ الشوازب
وأصبحت العلياء غفلاً كأنها(25/169)
رسوم محتهن الصبا والجنائبُ
وما راعنا إلا الوفود وقد يجلت
ضمائرَهُمْ تلك الدموعُ السواكب
إذا سئلوا عن آل داوود أعولوا
كما أعولت ورق الحمام النوادبُ
فمن نبأ تسود منه قلوبنا
وَمِنْ حَدَثٍ تبيضُّ منه الذوائب
أغارت على الشمّ المغاوير منهم
رعالُ جيوشٍ للردى وَمَقَانب
فلم يُغنِ جُردٌ في الأعنّة ِ شُهِّرَت
ولم تُجْدِ بيضٌ في الأكفِّ قواضب
ويا لمضائ المشرفية دونهم
لو کن المنايا إذ سرَينَ كتائب
لئن كان يُذرَى الدمعُ حزناً ولوعة ً
لقد آن أن تذرى الدموع السواربُِ
لمسفر صبح دونه الموت سافر
وحاجبِ شمسٍ دونها الثكلُ حاجب
وهضبة ِ حلمٍ منْ شمارخها النُّهى
وزهرة مجد من رباها المناقب
تضمَّن منه القبرُ حَلْيَ شبيبة ٍ
يُخَيِّلُ لي أنَّ الترابَ ترائب
فواحزنا أَلا أُشَاهِدَ مجلساً
تُشَاهِدُهُ أخلاقُهُ والضَّرائب
ويا أسفا الاّ أطيقَ ابتسامة ً
إذا خطبت للهمّ حولي غياهب
لئن أمست الولدان شيباً لموته
فكم شبّ في أحوى حماه الأشايب
وإن صَفِرَتْ منه يدُ المجدِ والعلا
فكم ملئت من راحتيه الحقائب
يقول أناس لو تعزّيت بعده
فكلُّ عزاءٍ في مصابك عازِبُ
و والله ما طرفي عليك بجامد
وهل تجمد العينان والقلب ذائب
ولا لغليل البرح بعدك ناضح
ولو نشأتْ بين الضلوعِ سحائب
رويد الليالي كم تهمّ بضيمنا
وتطرقنا منها هموم نواصب
نُسالمُ هذا الدهرَ وهو محاربٌ
ونطمَع في إعتابِه وهو عاتب
تُسَاقُ أَبيّاتُ النفوسِ ذليلة
إليه وتنقاد القروم المصاعبُ
لئن غلب الليث الهصور وشبله
فما لهما يوماً سوى الله غالبُ
هو القدر المحتوم إن جاء مقدماً
فلا الغاب محروس ولا الليث واثبُ
وكائن طلبنا العيش صفواً جمامه
فلم تخلُ منْ رَنْقِ الخطوبِ المشارب
وَمَنْ يَبْلُ أنفاسَ الورى ونفوَسهُمْ
يَجِدْهَا ديوناً تَقْتَضيها النوائب
وما تفتر الأيام تطلبنا بها
فيُدْرَكُ مطلوبٌ وَيظفَرُ طالب
وما الناس إلا خائضوغمرة الردى
فطاف على ظهر التراب وراسب(25/170)
أبا حَسنٍ طال الحجابُ ولم يكنْ
يعوق رجائي عن لقائك حاجبُ
أبا حَسنٍ قد آب كلُّ مودِّعٍ
فمَن ضامنٌ للمجدِ أنكَ آيب
أنبكيكَ أم نبكي أباك لِغارة ٍ
تشن ، لقد ضاقت علينا المذاهب
تزلزل من طود الكهولة باذخ
وأُخمدَ من نورِ الشبيبة ِ ثَاقِبُ
وصوح أصل المعلوات وفرعها
وقد يتبع الأصل الفروع الأطايبُ
بأيِّ اتّفاقٍ والحياة ُ بمائها
وأي اتفاق بعد والعيش ناضبُ
نوائب لم يقنعنا منكم بواحد
وواحدُكُمْ عن مَشْهَد الكلِّ نائب
فليت العلا إذ جف منهن جانب
تَبَقّى على عَهْدِ الغَضارة ِ جانب
وليتَ بحارَ الجوادِ إذ غاض ماؤها
تدومُ لنا تلكَ العِهاد الصَّوائب
فيا عجباً للسّيدين طوتهُما
معاً حادثات كلهن عجائبُ
أكانا على وعد من الموت صادق
فخانهما وعدٌ من العيش كاذب
عزاءً بني داودَ إنَّ قلوبكم
صوارم تفري الحزن منها مضارب
فمن يصدع الخطب الملم صفاته
فعَزْمُكُم المشهورُ للصّدْعِ شاعب
وكيف بهذا الموتِ إنْ كانَ صَبَرُكُمْ
وفيه لباناتٌ لكم ومآرب
وكم مَشْرَعٍ حامتْ عليه نفوسُكُمْ
ولا ماءَ إلاَّ المُرْهَفَاتُ القواضب
وما زلتُم في الرَّوْعِ مُعْتنقي القَنَا
كما اعتنقت يوم الوداع الحبائبُ
بقيتم ومحذور الردى متنصل
ومعتذرٌ ممّا جَنَاهُ وتائب
ولا زال روح الله يسري لأعظم
تغاير في سقي ثراه السحائبُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> سرى وهناً وليلتنا
سرى وهناً وليلتنا
رقم القصيدة : 23042
-----------------------------------
سرى وهناً وليلتنا
كلمَّتِهِ أو السَّبَجِ
يُديرُ عليَّ صافية ً
تضوع لعرفه الأرجِ
وبينهما معتقة
من اللَّحظَاتِ والفَلجِ
فنلت السكر من خمر
ومن ثغر ومن غنج
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أرض منمنمة وظل سجسج
أرض منمنمة وظل سجسج
رقم القصيدة : 23043
-----------------------------------
أرض منمنمة وظل سجسج
وَصَباً بأنفاسِ الرُّبى تتأرَّجُ
ومذانبٌ زُرْقُ النطافِ تَرفُّ في
وَجناتهن شقائقٌ وبنفسج(25/171)
فالماءُ مصقولُ الأديم مُفَضّضٌ
والروض مطلول النسيم مدبجُ
صيغت أزاهره دنانيراً بها
فَترى دنانيرَ النُّضار تُبَهْرَج
قُمْ نَصْطَبِحْها والنجومُ جوانحٌ
والصبح في أعقابها متبلجُ
حمراءَ صافية ً كأنَّ شُعَاعَها
ضَرَمٌ بأيدي القابسين يُؤَجَّج
تحكي رضاب مديرها فكأنها
قد مجَّها في الكاسِ منه مفلّج
قد راض مصعبها المزاج كأنما
بخلائقِ الملكِ الحُلاحِلِ تُمْزَج
مَلِكٌ نمتْه من الملوكِ أكابرٌ
هُمْ أَوضحَوا سُبُل العَلاءِ وأَنهجوا
شَخْتُ الحواشي باسلٌ يومَ الوغى
ضَخْم الجَدَا طَلْقُ المحيَّا أَبْلَج
غادٍ إلى كَسب المعالي رائحٌ
ومهجّرٌ في مُرتضَاها مُدلج
أما يد ابن علي العليا فما
ينفك بحر نوالها يتموجُ
فتحت ضروباً للمكارم أبهمت
غلقاً فما للجود باب مرتج
فكأنما هُو بالسَّماح مُختَّمٌ
وكأنما هو بالعلاء متوجُ
أسد خضيب السيف من ماء الطلا
والليث داني الظفر حين يهيّج
شَيْحَانُ يقتحمُ العَجاجَ وثوبُه
مما تمزقه الصوارم منهج
بأقبَّ ما طارتْ قوائمُهُ به
إلا اشتهى طيرانهنّ التّدرج
من آل أعوج ما عهدنا قبله
وقد کنتمى ، بَرْقاً نماهُ أعوج
كم فتكة بسيوفه وصعاده
يمضي بها العزمات منه مدججُ
ووقائع تنسيك يوم بعاث إذ
نكصت أمام الأوس فيه الخزرجُ
والحربُ قد نَشَرَتْ مُلاءَ عجاجة ٍ
بسنابك الجرد الصّلام تنسجُ
في حيثُ تلمعُ للسيوفِ بوارقٌ
تهفو وينشأ للقساطل زبرجُ
وتنير من أسل الرماح كواكب
ما إنْ لها إلا العواملَ أَبْرُج
والسيفُ ذو ضِدَّينِ فوقَ يمينه
طوراً يسيلُ وتارة ً يتأجج
ماءٌ له جُثَثُ الفوارسِ جَذْوَة ٌ
نارٌ لها قممُ الأعادي عرفج
يحنيه طول ضرابه هام العدا
حتى يُرَى بيديه منه صَوْلَجُ
للَّه منه حُسَامُ مُلكٍ مُرْتَدٍ
بحسام هند ، والوغى تتوهج
يَسْبيه طَرْفٌ للسِّنانِ وأجردٌ
طرف ولا يسبيه طرف أدعج
والبيض تذهله عن البيض الدمى
حتى لقد حَسَدَ القرابَ الدُّمْلُج
يَشْجوه مُعْتَرَكُ الأسودِ صَبَابة ً(25/172)
مهما شجى الركب الكئيب ومنعجُ
فيعوج من شغف عليه كلما
عاجُوا على مَغْنَى الخليطِ وَعَرَّجوا
يامن تفرع من ذؤابة حمير
وبحمير نشر العلا المتأرجُ
لله أنت إذا الفوارس أحجمت
واندق في الثغر الوشيج الأعوج
والسابغات على الكمات كأنها
غدران ماء بالنسيم تدرجُ
والبيض تبسم ، والجياد عوابس
والسمر بالعلق الممار تضرجُ
من كل وقاد السباق كأنما
في كلِّ ذابلة ٍ ذُبَالٌ مسرج
واليكها من واضحاتِ قلائدي
مِدَحاً يرنُّ بها الحمامُ ويهْزج
كقطائع البستان أينع زهرها
أو كالعذارى البيضِ إذ تتبرَّج
وَافَتْكَ رائعة َ المحاسنِ طلقة ً
غرَّاءَ تَعْبَقُ بالثنا وتأرَّج
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاًومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً
ومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاًومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً
رقم القصيدة : 23044
-----------------------------------
ومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاًومسدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً
فازوا بها يوم الهيلج قداحا
مُتسربلي قُمُصِ الحديدِ كأنها
غدران ماء قد ملأن بطاحا
شبّوا ذبال الزرق في ليل الوغى
ناراً وكلَّ مذرَّبٍ مصباحا
سرج ترى الأرواح تطفي غيرها
عبثاً وهذي تطفئ الأرواحا
لا فرق بين النيرات وبينها
إلا بتسمية الوشيج رماحا
لم لا تغور مع النجوم صباحا
هُزّتْ متونُ صِعادها فاستيقظتْ
بأساً وَضرّجتِ الجسومَ جراحا
وجنى الكماة ُ النصرَ من أطرافها
لمّا اثثنت بأكفّها أدواحا
لا غَرْوَ أنْ راحتْ نَشاوى وکغتدت
فلقد شَرِبنَ دمَ الفوارس راحا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ورياضٍ من الشقائقِ أضْحَتْ
ورياضٍ من الشقائقِ أضْحَتْ
رقم القصيدة : 23045
-----------------------------------
ورياضٍ من الشقائقِ أضْحَتْ
يتهادى فيها نسيم الرياحِ
زرتها والغمام يجاد منها
زهرات تروق لون الراحِ
قلتُ: ما ذنبُها؟ فقال مجيباً:
سَرَقَتْ حُمْرَة َ الخدودِ الملاح(25/173)
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> مَدْمعٌ من أعينِ المُزْنِ سَفَحْ
مَدْمعٌ من أعينِ المُزْنِ سَفَحْ
رقم القصيدة : 23046
-----------------------------------
مَدْمعٌ من أعينِ المُزْنِ سَفَحْ
وحمَامٌ بِذُرى الأيْكِ صَدَحْ
فاجتنِ اللذّة َ في روضِ المنى
بينَ ريحانٍ وراحٍ تُصْطَبَح
و سماء نضحت خدّ الثرى
بدموع أسبلتها فانتضح
و كأن البرق في أرجائها
أرسلت نفطاً فيه قوس قزح
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> و مفتان قتول الدلّ وسنى
و مفتان قتول الدلّ وسنى
رقم القصيدة : 23047
-----------------------------------
و مفتان قتول الدلّ وسنى
يجاذبُ خَصْرَها رِدْفٌ رَدَاح
سرتْ إذ نامتِ الرُّقَباءُ نحوي
ومسكُ الليل تُهديه الرياح
وقد غنَّى الحليُّ على طلاها
بوسواس فجاوبه الوشاح
تحاذِرُ من عمودِ الصبح نوراً
مخافة أن يلمّ بنا افتضاح
فلم أر قبلها والليل داج
صباحاً بات يَذعَرُهُ صباح
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا نازحاً بودادِهِ لمّا بدا
يا نازحاً بودادِهِ لمّا بدا
رقم القصيدة : 23048
-----------------------------------
يا نازحاً بودادِهِ لمّا بدا
واش وليس عن الفؤاد بنازح
ما كانَ أحسنَ شَمْلَنا ونظامَهُ
لو كنت لا تصغي لقول الكاشح
إني لأعجب كيف يعزب عنك ما
أضمرت فيك وأنت بين جوانحي
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> نُشِرَ الوردُ في الغدير وقد درّ
نُشِرَ الوردُ في الغدير وقد درّ
رقم القصيدة : 23049
-----------------------------------
نُشِرَ الوردُ في الغدير وقد درّ
جَهُ بالهُبوبِ نشْرُ الرياح
مثل درع الكميّ مزّقها الطعن
فسالت به دماء الجراح
العصر العباسي >> البحتري >> يا سوءتا من رأيك العازب
يا سوءتا من رأيك العازب
رقم القصيدة : 2305
-----------------------------------
يا سَوءتَا مِنْ رَأيكَ العازِبِ،
وَعَقْلِكَ المُستَهْتَرِ الذّاهِبِ
ومن رشيق وهو مستقدم(25/174)
يبصق في شعر استك الشائب
إنْ وَقفَتْ سُوقُكَ، أوْ أكسدتْ
بِضَاعَةٌ مِنْ شِعرِكَ الخائِبِ
أنْحَيْتَ كَيْ تُنْفِقَهَا زَارِياً،
عَلى عَليّ بنِ أبي طالِبِ
قَدْ آنَ أنْ يَبْرُدَ مَعْنَاكُمُ،
لَوْلا لَجَاجُ القَدَرِ الغَالِبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ
رقم القصيدة : 23050
-----------------------------------
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ
بما مَلكاهُ مِنْ رقِّ الأعادي
فيحيى للفوارسِ مُسْتَعِدٌّ
وأنت أبا عليٍّ للجراد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بلنسية ٌ إذا فكَّرتَ فيها
بلنسية ٌ إذا فكَّرتَ فيها
رقم القصيدة : 23051
-----------------------------------
بلنسية ٌ إذا فكَّرتَ فيها
وفي آياتها أسْنَى البلاد
واعظم شاهدي منها عليها
بأنَّ جمالَها للعينِ باد
كساها ربّنا ديباج حسن
له علمان من بحر وواد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> إن كنت أولعت يا أخا الغيد
إن كنت أولعت يا أخا الغيد
رقم القصيدة : 23052
-----------------------------------
إن كنت أولعت يا أخا الغيد
بزرقة ٍ في ملابسِ الجَسَدِ
فکلبس فؤادي وُقِيْتَ لوعَتَهُ
فإنَّه أزرقٌ منَ الكمد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لا مثل مجلسنا وقد نظمت به
لا مثل مجلسنا وقد نظمت به
رقم القصيدة : 23053
-----------------------------------
لا مثل مجلسنا وقد نظمت به
في جيدِ أعناق السُّرورِ قلائدُ
وافى به القُرشيُّ وهو كأنَّهُ
قمرٌ واكواسُ المُدام فراقِد
ظبي حماه الله بالحسن الذي
بذّ المحاسن فهو فيه واحد
أحوى أغنّ اذا ذكرت جلاله
قامتْ عليه من الجمال شواهد
كمُلَ السرورُ به ولولا شخصُه
ما قادنا نحو المسرّة ِ قائد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ذرني ونجداً لاحملت نجادي
ذرني ونجداً لاحملت نجادي
رقم القصيدة : 23054
-----------------------------------(25/175)
ذرني ونجداً لاحملت نجادي
إنْ لم أَخُطَّ صعيدَهُ بِصِعادِ
وأُخَضْخِضَنّ حشا الظلامِ إلى الدُّمى
وأصافحن سوالف الأجياد
حيث العبير وشى تأرّجه على
مَسْرَى الظباءِ وَمسْرَحِ الأبراد
ولقد مررت على الكثيب فارزمت
فسقتهمُ، حيثُ کرْتمتْ برحالهمْ
ابلي ورجّعت الصهيل جيادي
ما بين ساحات لهم ومعاهد
سقيت من العبرات صوب عهاد
ضربوا ببطن الواديين قبابهم
بين الصوارم والقنا المنآد
والورق تهتف حولهم طرباً بهم
فبكلِّ مَحْنِيَة ٍ ترنمُ شادي
يا بانة َ الوادي كفى حزناً بنا
الا نطارح غير بانة وادي
أين الظباءُ المشرئبَّة ُ بالضحى
في منحناك وأين عهد سعاد
وردوا ومن بعض المناهل أدمعي
ونأوا وبعض الظاعنين فؤادي
ينهل وابلها كما ينهل من
يمنى أبي الفضل الكريم أيادي
الأريحيُّ إلى السماحة ِ مثلما
يرتاحُ للماءِ المروَّقِ صادي
والمعتلي فوق السماك أرومة ً
والمزدري في الحلم بالأطواد
قاضٍ إذا يمَّمْتُ عَدْلَ قضَائِهِ
لم أُعْطِ جَوْرَ الحادثاتِ قِيادِي
متواضع والله يرفع قدره
عنْ أنْ يُقاسَ بسائرِ الأمجاد
ما قُلِّدَ الأحكامَ دونَ تُقى ً وهلْ
يُتَقَلَّدُ الصَّمْصامُ دونَ نِجَاد
طلقُ المحيّا واليدينِ إذا کحتبى
وإذا حبا رحب الندى والنادي
لو أُلِبسَ الليلُ البهيمُ جَلاَلهُ
لم تشتمل أرجاؤه بسواد
طاب الثناءُ تضوُّعاً منهُ على
حسن الشمائل طيب الميلاد
فإذا تنازعنا حديث علائه
سمراً كحلنا أعيناً بسهاد
تُحْدى به الأنضاءُ عندَ لُغُوبها
فتهيمُ بالتأويبِ والإسآد
وإذا الدجى أرخى السدول ورنقت
سِنَة ُ النُّعاسِ بأعْيُنِ الهُجَّاد
نبعهت للإدلاج صحبي فاهتدوا
بضياءِ كوكبِ عَزْمِهِ الوقَّاد
يا غرة الزمن البهيم وعصمت الرّ
جل الطريد ونجعة المرتاد
خُذْ من ثنائي ما يكادُ نظامُهُ
يننسي فصاحة يعرب وإياد
أنا مَنْ تَمَنَّتهُ الملوكُ فلم أُعجْ
منها على ذي طارف وتلاد
ورأت لساني كالسنان ذلاقة
وتذكرته يوم كل جلاد
لولا تزهد همتي في نيلها(25/176)
لم تخشَ ذاتُ يدي صروفَ نفاد
كُنْ ناصري يا ناصرَ العَليا على
زَمنٍ على أهْلِ البلاغة ِ عاد
الدهرُ لا تصفو مشاربه لنا
إلاّ إذا استشفعتَ لِلوُرّادِ
وبنو الزمان وإن بدا ملق بهم
أضغانُهم كالجمر تحتَ رماد
لا غَرْوَ أنك قد نشأتَ خلاَلهُمْ
قد ينبت النوار بين قتاد
عجباً لمن رام استباقك منهم
أنّى يرومُ العَيْرُ سَبْقَ جواد
جلّ اعتلاؤك أن يساجله علاً
من ذا يُضاهي لجّة ً بِثماد
لا زلتَ تَرفُلُ في سَوابغِ أَنعُمٍ
فضفاضَة ِ الأذيالِ والأبراد
وبقيتَ زيناً للبلادِ ورِفْعَة ً
إن الصوارم زينة الأغماد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أنوماً ووعد الحادثات وعيد
أنوماً ووعد الحادثات وعيد
رقم القصيدة : 23055
-----------------------------------
أنوماً ووعد الحادثات وعيد
وحادي المنايا ليس عَنْه مَحيدُ
وفي كل يوم للخطوب وليلة
وقائعُ تُفْني جَمْعَنا وَتُبيد
خليلي هبّا فاندبا متحملاً
أجدَّ نوى ً، إنَّ اللقاءَ بعيد
ولا تحسبا أن الفراق لأوبة
ولا أن من تحت التراب يعودُ
أأبصرتَ هاماً حالَ مِنْ دونهِ الرَّدى
فَبَشَّرَ منهُ بالايابِ بريد
أثالثَ عيدِ الفطر أبقيتَ للأَسى
بقلبي ندوباً ما تأوب عيدُ
طوى حَسَناً فيكَ الجديدان بعدما
تسربل ثوب العيش وهو جديد
ذكرت زماناً منه ليس بعائد
فأصبحتُ أُبدي لوعة ً وأُعيد
أُصَعِّدُ أنفاسي لنجمٍ رأيته
يُهالُ عليه بالأكفِّ صعيد
فواحسرتا لم يَنتصرْ لزمانه
وقد صبّحَتْهُ للحمامِ جنود
ألا ليتَ شِعْري مَنْ يقوم لنصرِهِ
وأسرته الأدنون عنه قعود
على الرغم منّا صرت رهن تهائم
يغالطُ منهنَّ العيون نُجود
عزيزٌ علينا أنْ سكنتَ منازلاً
تشابه أحرار بها وعبيد
أقمت بدار لا أنيس بأرضها
وإن حلَّها بعدَ الوفود وفود
وأن الغريب الفذ مثلك لا الذي
دوين معانيه صحاصح بيد
وإني وقد أمسيتُ في دارِ غُرْبة ٍ
فريداً لمنبت العزاء فريد
نَفَضْتُ بألاّ في يدي وعشيرتي
وقلت: إليكمْ فالمصابُ شديد(25/177)
أليس عظيماً أن أرى في جماعة
وأنت بها قيد الرّجام وحيد
قليلٌ بُكانا ألفَ حولٍ وان قضى
بأكمال حول بالبكاء لبيد
وما جمدت عين امرىء يوم بينه
رأى الموت في روض الشباب يرود
أتانا بفرع للشبيبة مائد
تكاد جبالُ الأرضِ منه تميد
وكيف بقاء الغصن بين عواصف
منَ الدَّهْرِ لا يُرجى لهنَّ ركود
لئن جزعت نفسي عليه فانني
على غَيْرِهِ شَهْمُ الفؤادِ جَليد
وما الدمعفي كلّ الزرايا مذمم
ولا الصبر عن كل الأنام حميد
رزئت عزائي بعد ما قبارع الأسى
عليه إلى أنْ مات وهو شهيد
ولو كنت أستطيع التصبر ردني
لحزمي وفاء طارف وتليد
سقتك أخي غر السحاب وجونها
وإن لم يزل دمعي عليك يجود
هجودك في تلك الصفائح مانع
جُفُونَيَ أنْ يسمو لهنَّ هجود
فنومُك من تحتِ الترابِ مُسَكَّنٌ
ونومي من فوق التراب شريد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> سفرت وريعان التبلج مسفر
سفرت وريعان التبلج مسفر
رقم القصيدة : 23056
-----------------------------------
سفرت وريعان التبلج مسفر
فلم أدرِ أيهما الصباحُ الأنوَرُ
وتنفستْ وقد استحرَّ تنفُّسي
فوَشى بذاكَ الندِّ هذا المجمر
مقصورة بيضاء دون قبابها
هنديَّة ٌ وأسنَّة ٌ وَسَنَوَّر
وسوابح خاضت بها البهم الوغى
لما طَمى بَحْرُ الحديدِ الأخضر
في مأزق يلتاح فيه للظّبا
في مأزق يلتاح فيه للظبا
بَرْقٌ وينشأُ للعجاج كنَهْوَرَ
يرمي الفوارس بالفوارس والقنا
تخفو هنالك والقنابل ضمورُ
يا ربة الخدر الممنّع والتي
أسرت فنمّ على سراها العنبر
ما هذه الجرد العتاق وهذه السم
ر الرقاق وذا القنا المتأطر
أو ما كفتكِ معاطفٌ ومراشفٌ
وسوالف كل بهن معفر
لا تشرعي طرف السنان لمغرم
مثلي فحسبك منه طرف أحور
سأقيم عذر السمهري فأنما
تدمي لحاظك لا الوشيج الأسمر
ولأن حشت زرق الأسنة بعدها
طَعْناً حشايَ فميتة ٌ تتكرَّر
حالت خطوب الدهر دونك والهوى
وَقْفٌ عليه الحادثُ المتنمِّر
مهلاً سَتُضْرَحُ عن مَشارِبِهِ القذى(25/178)
ويعود صفواً ماؤه المتكدر
ليقوِّمَنَّ صَغَا الحوادثِ منْ بني
عبد العزيز بها وسيم أزهر
فكأنما تطأ المطيّ من الثرى
زهراء والظلماء مسك أذفر
يدنيه من أقصى المواضع ذكره
ولربما أدنى القصي تذكر
يقظانُ مقتبلُ الشبابِ ورأيُهُ
عن بعضِ إبرامِ الكهولِ معبّر
لو كنت شاهد فضله لملمة
لم تدر هل يجلو ضحى أم يفكر
انّا نخافُ من العواقب ضَلَّة ً
وبعد له فيهن سرج تزهر
أمضى نوافذ حكمه حتى على
صَرْفِ الحوادثِ فهي لا تتنكر
نكصت على أعقابها اعداؤه
إذ حاربتهم عن علاه الأدهر
فلهمْ به شَرَقٌ لميِّتهمْ شجى ً
ولنا به القِدْحُ المعلَّى الأكبر
تبدي يمينك عرف كلً براعة
مهما نبا بيد الكميً مفقًر
طَعَنَتْ عُداتَكَ دونَ طعْنٍ فکنبرى
فكأن حبركَ أحمرٌ لا أسودٌ
ويراع كفّك أسمر لا أصفر
أُملي أبا حسنٍ بشكرٍ بعضَ ما
أوليتَ من حَسَنٍ فمثلك يُشكر
ولئن أكنْ قَصّرْتُ عن ذاكَ المدى
فلقد أتتكَ مدائحي تَسْتَعْذِر
أمّا القريضُ فقد علمتَ بأنَّهُ
بُرْدٌ يُسَنُّ على الكرامِ مُحَبَّر
فبعثتُ من حَوكي إليكَ بخلعة ٍ
تَبْلَى الليالي دونها والأعْصُرُ
فلتلبسْن منها أجلَّ مُفَاضَة ٍ
لكنَّ لابسها أجلُّ وأخطر
ولترق في فلك السماء بحيث لا
يسطيع أنْ يَرْقَى شهابٌ نيِّر
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وأدهم لولا سنا غرّة
وأدهم لولا سنا غرّة
رقم القصيدة : 23057
-----------------------------------
وأدهم لولا سنا غرّة
له لكسا البدر منه سراراً
تلهّبت الأرض من عدوه
فأروى بزند الصّفا الصلد ناراً
أقبُّ إذا ما تعاطَى السباقَ
مع الهوج أوثقهن إساراً
حَذَوْهُ الحديدَ اهتضاماً وظلماً
ولو أنْصَفُوهُ حَذَوْهُ النُّضارا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> كتبتُ ولو أنني أستطيعُ
كتبتُ ولو أنني أستطيعُ
رقم القصيدة : 23058
-----------------------------------
كتبتُ ولو أنني أستطيعُ
لاجلالِ قدركَ دونَ البشرْ
قددت اليراعة من أنملي(25/179)
وكان المداد سواد البصر
ف حدادها ، ومن القنا خطاره
وأحْوَى رَمَى عَنْ قِسِيِّ الحَوَرْ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومقلة شادن أودت بنفسي
ومقلة شادن أودت بنفسي
رقم القصيدة : 23059
-----------------------------------
ومقلة شادن أودت بنفسي
كأن السُّقمَ لي ولها لباسُ
يسلُّ اللحظُ منها مَشْرَفِيّاً
لقتلي ثم يغمده النعاس
العصر العباسي >> البحتري >> هبيه لمنهل الدموع السواكب
هبيه لمنهل الدموع السواكب
رقم القصيدة : 2306
-----------------------------------
هَبيهِ لمُنْهَلّ الدّموعِ السّوَاكِبِ،
وَهَبّاتِ شَوْقٍ في حَشاهُ لَوَاعِبِ
وَإلاّ، فَرُدّي نَظرَةً فيه تَعْجَبي
لِما فيهِ، أوْ لا تَحفِلي للعَجائِبِ
صَدَدْتِ وَلم يَرْم الهوَى كَشحَ كاشحٍ،
وَبِنتِ وَلمْ يَدْعُ النّوى نَعبُ نَاعِبِ
فَلا عارَ إنْ أجْزَعْ، فهَجرُكِ آل بي
جَزُوعاً، وَإنْ أُغْلَبْ، فحبُّكِ غالبي
وَما كنتُ أخشَى أنْ تكون منيّتي
نَوَاكِ، وَلا جَدوَاكِ إحدى مَطالبي
أما وَوُجُوهِ الخَيلِ، وَهيَ سَوَاهمٌ،
تُهَلْهِلُ نَقْعاً في وُجُوهِ الكتائِبِ
وَغُدْوَةِ تَنّينِ المَشارِقِ، إن غَدا،
فَبَثّ حَرِيقاً في أقاصِي المَغارِبِ
وِهَدّةِ يَوْمٍ لابنِ يُوسُفَ أسمَعَتْ
منَ الرّومِ ما بَينَ الصّفا فالأخاشِبِ
لقَد كانَ ذاكَ الجأشُ جأشَ مُسالمٍ،
على أنّ ذاكَ الزّيّ زِيّ مُحَارِبِ
مَفَازَةُ صَدْرٍ لوْ تَطَرّقَ لَمْ يَكُنْ
لِيَسْلُكَهَا فَرْداً سلَيْكُ المَقَانِبِ
تَسرّعَ حَتى قال مَنْ شَهِد الوَغى:
لِقاءُ أعَادٍ أمْ لِقَاءُ حَبَائِبِ
ظَللْنَا نُهَدّيهِ، وَقَدْ لَفّ عَزْمُهُ
مَدِينَةَ قِسْطَنْطِينَ، من كلّ جانبِ
تلَبثْ، فَما الدّرْبُ الأصَمُّ بمُسْهَلٍ
إلَيْها، وَلا مَاءُ الخَلِيجِ بِنَاضِبِ
وَصَاعِقَةٍ مِن كفه يَنْكفي بهَا
على أرْؤسِ الأقْرَانِ خَمْسُ سحائبِ
يكادُ النّدَى منْها يَفِيضُ على العِدَى(25/180)
مع السيف في ثِنْيَيْ قَناً وَقَوَاضِبِ
أمَا وَابْنِهِ يوْمَ ابنِ عَمْروٍ لقد نهَى
عَنِ الدّينِ يوْماً مُكْفَهِرَّ الحَواجِبِ
لوَى عُنُقَ السيْلِ الذي انحَطّ مُجْلِباً،
لِيَصْدَعَ كَهْفاً، في لُؤيّ بنِ غالِبِ
وَقَدْ سارَ في عَمْرِو بنِ غُنمِ بنِ تغلِبٍ،
مَسيرَ ابنِ وَهْبٍ في عَجاجَةِ رَاسِبِ
سَقَيْتَهُمُ كَأساً سَقاهُمْ ذُعافَهَا
كَنِيُّكَ في أولى السّنينَ الذّوَاهِبِ
وَنَفّسْتَ عن نَفْسِ الظَّلومِ، وقد رَأتْ
مَنِيّتَها بَينَ السّيوفِ اللَوَاعِبِ
مَنَنْتَ عَلَيْهِ، إذْ تَقَلّبَتِ الظُّبَى
عَلَيْهِ، وَزِيدَ مِنْ قَتيلِ وَهَارِبِ
وَنهْنَهْتَ عنْهُ السْيفَ فارْتدّ نَصْلُهُ
كَلِيلَ الشّذا عَنْهُ حَرْونَ المضَارِبِ
أتَغْلِبُ، ما أنْتُمْ لنا مِثْلَنا لَكُمْ،
ولا الأمْرُ فِيما بيْنَنا بِمُقارِبِ
تُهِبّونَ نَكْبَاءً لَنا، وَرِيَاحُنَا
لَكُمْ أرَجٌ مِنْ شَمْألٍ وَجنائِبِ
وكَأيِنْ جحَدتمْ، مِن أيادي محَمّدٍ،
كَوَاكِبَ دَجْنٍ مِن لُهىً وَمَوَاهِبِ
وَمِنْ نائِلٍ مَا تدّعي مِثلَ صَوْبِهِ،
إذا جادَ، أكْبادُ الغَمامِ الصّوَائِبِ
ألمْ تَسْكُنوا في ظِلّهِ فَتُصَادِفُوا
إجَارَةَ مَطْلُوبٍ، وَرَغْبَةَ طالِبِ
ألمْ تَرِدُوهُ، وَهْوَ جَمٌّ، فلمْ تَكُنْ
غُرُوبُكُمُ في بَحْرِهِ بِغَرَائِبِ
وَيُحجَبُ فيكُمْ عَبْدُهُ، وَهْوَ بارِزٌ
تُناجُونَهُ بالعِيّن، من غيرِ حاجِبِ
وَيغدو عليكم، وَهْوَ كاتِبُ نَفْسِهِ،
وَنِعْمَتُهُ تَغدو على ألْفِ كاتِبِ
لأقْشَعَ عن تِلكَ الوُجوهِ سَوَادَهَا،
وَأمْطَرَ في تِلكَ الأكُفّ الشّوَاحِبِ
بَلى، ثَمَّ سَيْفٌ ما يُجاوِزُ حَدُّهُ
ظُلامَةَ َظلامٍ، ولا غَصْبَ غاصِبِ
لَهُ سُخطُكُمْ، وَالأمرُ في دونهِ الرّضَا،
وَرَغْبَتُكُمْ في فَقْدِ هَذي الرّغائِبِ
يَدُ الله كانتْ فَوْقَ أيديكُمُ، الّتي
أرَدْنَ بهِ ما في الظّنونِ الكَوَاذِبِ
فَجَاءَ مجيءَ الصّبْحِ، يجْلو ضبابه،(25/181)
منَ البٍعي، عنْ وَجْهٍ رَقيقِ الجوَانبِ
يُزجّي التّقى، من هَدْيِهِ وَاعتِلائِهِ،
سَكِينَةَ مَغْلُوبٍ، وَأوْبَةَ غالِبِ
أسألَ لكُمْ عْفْواً رأيتم ذُنوبَكُمْ
غُثاءً عَلَيْهِ، وَهْوَ مِلءُ المَذانبِ
وَلمْ يَفتْرِصْ منكُمْ فَرَائِصَ أهدفَتْ
لِبَطْشَةِ أظْفَارٍ لَهُ، وَمَخالِبِ
وَقدْ كان فيما كانَ سُخطاً لِساخِطٍ،
وَهَيْجاً لمُهْتاجِ، وَعَتْباً لِعاتِبِ
وفي عَفْوِهِ، لوْ تَعْلَمونَ، عُقوبَةٌ،
تُقَعْقِعُ في الأعرَاضِ، إنْ لمْ يُعاقِبِ
ولوْ داسكُمْ بالخيْلِ دَوْسةَ مُغْضبٍ،
لَطِرْتُمْ غُباراً فوْق خُرْسِ الكَتائِبِ
نَصَحْتُكُمُ، لوْ كان للنّصْحِ مَوضِعٌ
لَدى سامعٍ عن موْضِعِ الفهم غائبِ
نَذيراً لكُمْ مِنْهُ بشيراً لَكُمْ بِهِ،
وَمَا ليَ في هاتَيْنِ قَوْلَةُ كاذِبِ
فَإنْ تَسألوهُ الحرْبَ يسمحْ لكُمْ بها
جَوَادٌ، يَعُدُّ الحَرْبَ إحدى المكاسبِ
رَكوبٌ لأعْنَاق الأمورِ، فإن يَمِلْ
بكُمْ مَذهَبٌ يُصْبِحْ كثيرَ المذاهِبِ
مَشَى لَكُمُ مَشْيَ العَفَرْنَى، وَأنْتُمُ
تَدِبّونَ مِن جهْلٍ دَبيبَ العَقارِبِ
إلى صامِتِيّ الكيْدِ، لوْ لمْ تكُنْ لهُ
قَريحَةُ كَيْدٍ لاكتفى بالتّجارِبِ
عَلِيمٌ بمَا خَلْفَ العوَاقبِ، إنْ سرَتْ
رَوِيّتُهُ فَضْلاً بما في العوَاقِبِ
وَصَيْقَلُ آراءٍ، يبِيتُ يَكُدُّهَا،
وَيَشْحَذُها شَحْذَ المُدى للنّوَائِبِ
يُحَرِّقُ تحريق الصّوَاعِقِ ألْهِبَتْ
برَعدٍ، وَينقضُّ انقضاضَ الكواكبِ
لَقِينا هِلالَ البُطْحِ سَعْداً لدى أبي
سَعيدٍ، وَرَيْبَ الدّهْرِ ليْس بِرَائِبِ
شَدَدْنَا عُرَى آمالِنَا وَظُنونِنَا
بأجْوَدِ مَصْحُوبٍ، وَأنجَدِ صَاحِبِ
تدارَكَ شمْلَ الشعرِ، وَالشعرُ شارِدُ الـ
ـشّوَارِدِ، مَرْذولٌ، غرِيبُ الغَرَائِبِ
فَضَمّ قَوَاصِيهِ إلَيْهِ تَيَقّناً
بِأنّ قَوَافِيهِ سُلُوكُ المَناقِبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> مطلول أملود الصبا ميّاسه(25/182)
مطلول أملود الصبا ميّاسه
رقم القصيدة : 23060
-----------------------------------
مطلول أملود الصبا ميّاسه
خلع الشباب عليه فهو لباسه
قمرٌ واكنافُ الحشا آفاقُهُ
ظبيٌ واحناءُ الضلوعِ كِناسُه
لم ندرِ إذ جاءتْ بنكهته الصَّبا
أتضوع الكافور أم أنفاسه
ولقد عيينا اذ توالى سكرنا
أَلحاظُه مالتْ بنا أم كاسه
للحسنِ مرقوماً على وجناته
سطر وصفحة خدّه قرطاسه
إن خالفت تلك المحاسن فعله
فالسيفُ يُطبَعُ منْ سِواه رئاسه
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا رشأً مسكنُه فاس
يا رشأً مسكنُه فاس
رقم القصيدة : 23061
-----------------------------------
يا رشأً مسكنُه فاس
ألشمس مهما لحت نبراس
صدغاك في خديك ما لاح أم
أُنبِتَ فيه الوردُ والآس
وعطفك اللّدن انثنى نشوة
أم غُصُنٌ للأيكِ مَيّاس
حسبي أجفانك خمراً وخد
اك ومن ريّاك أنفاس
لا تسقني الخمر إذاً بعدها
قد فعلتْ ما تفعلُ الكاس
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ربّ ليل أتحفت فيه بأنس
ربّ ليل أتحفت فيه بأنس
رقم القصيدة : 23062
-----------------------------------
ربّ ليل أتحفت فيه بأنس
من سميرٍ زَفَّ الحديث عروسا
فاجتنينا مما يُحَدِّث زَهراً
واغتبقنا منْ خُلقِهِ خندريسا
وانثنى الليلُ يَفْضُلُ الصُبح حسناً
والراري يفضلن فيه الشموسا
ولئن كان لم يحل عن دجاه
فلقد عاد فحْمُهُ آبَنُوسا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا ضياء الصبح تحت الغبش
يا ضياء الصبح تحت الغبش
رقم القصيدة : 23063
-----------------------------------
يا ضياء الصبح تحت الغبش
أطراز فوق خدّيك وشي
أم رياضٌ دَبَّجَتْها مُزْنَة ٌ
وبدا الصدغ بها كالحنش
لستُ أدري أسهام اللحظِ ما
أتقي أم لدغ ذاك الأرقش
بأبي منكَ قِسِيٌّ لم تَزَلْ
رامياتٍ أسهماً لم تَطش
رشقت قلباً خفوقاً يلتظي
كضرام بيدي مرتعش
رب ليل بته ذا أرق
ليس إلا من قتاد فرشي
سابحاً في لجَجِ الدمعِ ولـ
ـكنني أشكو غليلَ العَطش(25/183)
وبروق الليل في إشراقه
كسيوفٍ بأكُفّ الحبَشِ
وسماء الله تبدي قمراً
واضحَ الغُرَّة ِ كکبنِ القُرَشي
ليس فرقٌ في السَّنا بينهما
والبها إنْ طلَعا في غَبَش
غير أن الأفق معمور بذا
وبذا حومة باب الحنش
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بابي وغيرُ أبي أغنُّ مهفهفٌ
بابي وغيرُ أبي أغنُّ مهفهفٌ
رقم القصيدة : 23064
-----------------------------------
بابي وغيرُ أبي أغنُّ مهفهفٌ
مهضوم ما خلف الوشاح خميصه
لبس الفؤادَ ومزّقته جُفونُهُ
فأتى كيوسفَ حينَ قُدَّ قميصه
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أديراها على الزّهر المنّى
أديراها على الزّهر المنّى
رقم القصيدة : 23065
-----------------------------------
أديراها على الزّهر المنّى
فَحُكْمُ الصبحِ في الظلماءِ ماضِ
وكأسُ الراحِ تنظرُ عن حَبَابٍ
ينوب لنا عن الحدق المراض
وما غربت نجوم الأفق لكن
نقلن من السماء إلى الرياض
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> كأنَّ البحرَ إذْ طلَعَتْ ذُكاءٌ
كأنَّ البحرَ إذْ طلَعَتْ ذُكاءٌ
رقم القصيدة : 23066
-----------------------------------
كأنَّ البحرَ إذْ طلَعَتْ ذُكاءٌ
ولاح بمتنه منها شعاعُ
جيوشٌ في السوابغِ قد تبدَّى
لبيضِ الهندِ بينهما التماع
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وقفت على الرّبوع ولي حنين
وقفت على الرّبوع ولي حنين
رقم القصيدة : 23067
-----------------------------------
وقفت على الرّبوع ولي حنين
لساكنهنَّ ليس إلى الربوعِ
ولو أني حننت إلى مغاني
أحبَّائي حننتُ إلى الضلوعِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا ثاوياً بضلوعي ما يُفارقُها
يا ثاوياً بضلوعي ما يُفارقُها
رقم القصيدة : 23068
-----------------------------------
يا ثاوياً بضلوعي ما يُفارقُها
وإن تحمّل عن أكناف أربعه
لأنتَ إنسانُ عيني فاعجبنَّ لمنْ
إِنسانُ مقلتهِ ما بينَ أضلُعِهِ(25/184)
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وزاهرة ِ المحاسنِ ذاتِ طَرْفِ
وزاهرة ِ المحاسنِ ذاتِ طَرْفِ
رقم القصيدة : 23069
-----------------------------------
وزاهرة ِ المحاسنِ ذاتِ طَرْفِ
يَقولُ تَضَمَّنَنْ في الشعرِ وَصْفي
فقلت جللت عن كل المعاني
فللتقصير لم أنطق بحرف
العصر العباسي >> البحتري >> حاشاك من ذكر ثنته كئيبا
حاشاك من ذكر ثنته كئيبا
رقم القصيدة : 2307
-----------------------------------
حَاشَاكِ مِنْ ذِكَرٍ ثَنَتْهُ كَئِيبَا،
وَصَبَابَةٍ مَلأتْ حَشَاهُ نُدُوبا
وَهَوًى هَوَى بدُمُوعِهِ، فتَبَادَرَتْ
نَسَقاً، يَطَأنَ تَجَلّداً مَغْلُوبَا
وإذا اتّخَذْتِ الهَجْرَ دارَ إقَامَةٍ،
وأخَذْتِ مِنْ مَحضِ الصّدُودِ نَصِيبَا
أعَداوَةً كانَتْ، فمِنْ عَجَبِ الهَوَى
أنْ يَصْطَفي فيهِ العَدُوُّ حَبيبَا
أمْ وَصْلَةً صُرقَتْ، فَعَادَتْ هِجرَةً،
إنْ عَادَ رَيْعَانُ الشّبَابِ مَشِيبَا
أرَأيْتِهِ مِنْ بَعْدِ جَثْلٍ فاحِمٍ،
جَوْنِ المَفَارِقِ، بالنّهارِ خَضِيبَا
فَعَجِبْتِ مِنْ حَالَينِ خالَفَ منْهُما
رَيْبُ الزّمانِ، وما رَأيتِ عَجيبَا
إنّ الزّمانَ، إذا تَتَابَعَ خَطْوُهُ،
سَبَقَ الطَّلُوبَ، وأدْرَكَ المَطْلُوبا
فَاتَ العُلا بِأبي سَعيدٍ صِنْوِهَا الـ
ـأدنى، وَأعْقَبَهَا أبَا يَعْقُوبَا
كالبَدْرِ جَلّى لَيْلَهُ، ثمّ ابْتَدَتْ
شَمسُ المَشَارِقِ، إذْ أجَدّ غُرُوبا
أو كالسماك إذا تدلى روحه
كانت له الكف الخضيب رقيباً
أوْ كالخَرِيفِ مَضَى، وأصْبَحَ بَعدَهُ
وَشْيُ الرّبيعِ، على النّجادِ، قَشيبَا
أوْ كالسّحابِ، إذا انقضَى شُؤبُوبُهُ
أنْشَا يُؤَلّفُ بَعْدَهُ شؤبُوبَا
أوْ كالحُسَامِ، أُعِيرَ حَدّاهُ الرّدَى،
إنْ كَلّ هذا كانَ ذاكَ قَضُوبا
فاليَوْمَ أصْبَحَ شَمْلُنَا مُتَجَمِّعاً،
يُشجي العَدُوَّ، وصدعنا مَرءُوبَا
كَرُمتْ خلائقُ يوسُفَ بنِ مُحمّدٍ
فينَا، وَهُذّبَ فِعْلُهُ تَهْذِيبَا(25/185)
ألْوَى، إذا طَعَنَ المُدَجَّجَ صَكَّهُ
ليَدَيْهِ، أوْ نَثَرَ القَناةَ كَعُوبَا
أعْلَى الخَليفَةُ قَدْرَهُ، وأحَلّهُ
شَرَفاً، يَبيتُ النّجْمُ منهُ قَرِيبَا
ورَمَى بِثُغْرَتِهِ الثّغُورَ، فسَدّها،
طَلْقَ اليَدَيْنِ، مُؤمَّلاً، مرْهُوبَا
وأنَا النّذيرُ لِمَنْ تَغَطْرَسَ أوْ طَغَى،
مِنْ مارِقٍ يَدَعُ النّحُورَ جُيُوبَا
وَلَقَدْ عَذَلْتُ أبَا أُمَيّةَ، لوْ وعَتْ
أُذُنَاهُ ذاكَ العَذْلَ، والتّأنِيبَا
بالسّيْفِ أرْسَلَهُ الخَليفَةُ مُصْلَتاً،
والمَوْتُ هَبّ مِنَ العِرَاقِ جَنُوبَا
قَصَدَ الهُدَى بالمُعْضِلاتِ يَكيدُهُ،
وَدَعَا إلى إذْلاَلِهِ، فأُجِيبَا
حَتّى تَقَنّصَ في أظَافِرِ ضَيْغَمٍ،
مَلأتْ هَمَاهِمُهُ القُلُوبَ وَجِيبَا
وَنَهَيْتَ آشُوطَ بنَ حَمْزَةَ أوْ نهَى
أمَلاً كَبَارِقَةِ الجَهامِ كَذُوبَا
ظَنّ الظّنُونَ صَوَاعِداً، فَرَدَدْتَهُ
خَزْيَانَ، يَحمِلُ مَنكِباً مَنكُوبا
مُتَقَسِّمَ الأحْشَاءِ، يَنفُضُ رَوْعُهُ
قَلْباً كأُنْبُوبِ اليَرَاعِ، نَخِيبَا
كَلِفاً بشِعْبِ نَقانَ، يَعلَمُ أنّهُ
لاقٍ، متى ما زالَ عَنْهُ، شَعُوبا
ثَكِلَتكَ كافِرَةٌ أتَتْ بكَ فَجْرَةً،
ألاّ اجتَنَبْتَ العَارِضَ المَجْنُونَا
حذّرْتُكَ المَلِكَ الذي اجْتَمَعَتْ لَهُ
أيْدي المُلُوكِ قَبَائِلاً، وَشُعُوبا
ساداتُ نَبْهَانَ بنِ عَمْروٍ أقْبَلُوا
يُزْجُونَ قَحْطَبَةً به، وَشَبيبَا
وَجَحَاجحُ الأزْدِ بنِ غَوْثٍ حَوْلَهُ
فِرَقاً، يَهُزّونَ اللِّحَاءَ الشِّيبَا
والصِّيدُ مِنْ أوْدِ بنِ صَعْبٍ، إنّهُمْ
باتُو عَلَيْكَ حَوَادِثاً، وَخُطُوبا
وَحُماةُ هَمْدَانَ بنِ أوْسَلَةَ، التي
أمْسَيْتَ مأكُولاً بِهِمْ، مَشرُوبَا
عُصَبٌ يَمانيَةٌ، يَعِدْنَكَ، إنْ تَعُدْ
يَوْماً كأيّامِ الحَيَاةِ عَصِيبَا
لا يُحجِمُونَ عنِ الفَلاَ أن يَقطَعُوا
مِنْها إلَيْكَ سَبَاسِباً، وَسُهُوبا
مُتَوَقِّعِينَ لأمْرِ أغْلَبَ لمْ يَزَلْ(25/186)
جُرْحُ الضّلالِ، على يَدَيهِ، رَحِيبَا
أفْضَى إلى إيدَامَ جَرْدَ، وَدونَها
لَيْلٌ يَبِيتُ اللّيْلُ فيهِ غَرِيبَا
فأفَاءَها وافي العزِيمَةِ، صَدّقَتْ
أيّامُهُ التّرْغِيبَ، والتّرهِيبَا
وَلَوَانّهَا امتَنَعَتْ لَغَادَرَ هَضْبَهَا،
بِدَمِ المُحَاوِلِ مَنْعَهَا، مَهْضُوبا
يا أهْلَ حَوْزَةِ أذْرَبِيجَانَ الألى
حازُوا المَكَارِمَ مَشْهَداً، وَمَغِيبا
ما كانَ نَصْرُكُمُ بمَذْمُومٍ، وَلا
إحْسَانُكُمْ بالسّيّئاتِ مَشُوبَا
لَمْ تَقْصُرِ الأيْدِي، وَلَمْ تَنْبُ الظُّبَا
مِنْكُمْ، وَلَمْ تَكُنِ المَقَالَةُ حُوبَا
وَأرَى الوَفَاءَ، مُفَرَّقاً وَمُجَمَّعاً،
يَحْتَلُّ مِنْكُمْ ألْسُناً، وَقُلُوبا
ها إنّ نَجمَكُمُ، عَلى كُرْهِ العِدَى،
يَعْلُو، وَرِيحَكُمُ تَزِيدُ هُبُوبا
يَكفيكُمُ حَسَباً، وَوَاسِطُ دَارُكُمْ
نَسَباً، إذا وَصَلَ النّسيبُ نَسِيبَا
وَليَ البِلادَ، فكانَ عَدْلاً شائِعاً
يَنْفي الظّلامَ، وَنَائِلاً مَوْهُوبَا
وَغَدَتْ نَوَافِلُهُ لَكُمُ مَبْذُولَةً،
وَشَذاهُ عَنكُمْ نائِياً مَحْجُوبا
فأفَادَ مُحسِنُكُم، وقالَ لمُخطىءٍ:
لا لَوْمَ في خَطَإٍ، وَلاَ تَثْرِيبَا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بادر الكاس على علم بها
بادر الكاس على علم بها
رقم القصيدة : 23070
-----------------------------------
بادر الكاس على علم بها
أنها منّا إليه تصرف
ناسيت غرّ ثناياه التي
قد صفا جوهرهن القرقف
فرأى السرعة َ منه نحوها
أبداً والفضل فيه يعرف
وكذلك الفضل لن ينكره
منه إلا حاسدٌ لا يُنْصِف
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أرقَّ نسيمَ الصبا عَرْفُهُ
أرقَّ نسيمَ الصبا عَرْفُهُ
رقم القصيدة : 23071
-----------------------------------
أرقَّ نسيمَ الصبا عَرْفُهُ
وراق قضيب النقا عطفه
ومر بنا يتهادى وقد
نَضا سيفَ أجفانِهِ طَرْفُهُ
ومر لمبسمه راحة
فخلت الأقاح دنا قطفه
أشار لتقبيلها غب السلام(25/187)
فقال فمي ليتني كَفُّهُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا مَنْ سَبَا ريّاهُ عَرْفُ الصَّبا
يا مَنْ سَبَا ريّاهُ عَرْفُ الصَّبا
رقم القصيدة : 23072
-----------------------------------
يا مَنْ سَبَا ريّاهُ عَرْفُ الصَّبا
وذرَّ من أزرارِهِ شَارِقُ
ذرني وعينيك أسائلهما
بأي ذنب قتل الوامقُ
تالله ما أملك نجواي يا
مملوكُ والدمعُ به ناطق
أنى لمثلي فيك كتم الهوى
والدمعُ سَكْبٌ والحشا خافق
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وعشية لبست رداء شقيق
وعشية لبست رداء شقيق
رقم القصيدة : 23073
-----------------------------------
وعشية لبست رداء شقيق
تزهى بلون للخدود أنيق
أبقتْ بها الشمسُ المنيرة مثلما
أبقى الحياء بوجنة المعشوق
لوأستطيع شربتها كلفاً بها
وعدلتُ فيها عن كؤوس رحيق
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بأبي في الحبِّ معسولُ اللَّمى
بأبي في الحبِّ معسولُ اللَّمى
رقم القصيدة : 23074
-----------------------------------
بأبي في الحبِّ معسولُ اللَّمى
عنبريُّ النَّشرِ ريميُّ الحَدَقْ
فاترُ الطرفِ غريرٌ فاتنٌ
بارع الوصف منير كالفلق
يفضح البدر كمالاً إن بدا
والدُّمى العُفْرَ جَمالاً إنْ رَمَقْ
أطلعت خجلته في خدّه
شفقاً في فلق تحت غسق
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ويوم أنس راقنا أصيله
ويوم أنس راقنا أصيله
رقم القصيدة : 23075
-----------------------------------
ويوم أنس راقنا أصيله
بنهر روض سندسي الورقِ
لما توارت بالحجاب شمسه
وابدرتْ ساعاتُهُ بالغَسَقِ
أطلَّ من أُفْقِ السماءِ كوكبٌ
على الخليج واضح التألق
والنهرُ صافٍ ماؤهُ مُفَضّضٌ
والنجم فيه كذبال مشرق
تحمله خَوْدٌ لدى لبَّتها
خوْفَ الصَّبا، تحت قَناعٍ أزرق
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ربّ حمّمام تلظى
ربّ حمّمام تلظى
رقم القصيدة : 23076
-----------------------------------
ربّ حمّمام تلظى
كتلظي كل وامق(25/188)
ثم أذرى عبرات
صَوْبُها بالوجد ناطقْ
فغدا منِّي ومنهُ
عاشقٌ في جوفِ عاشقْ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> غفرت للأيام ذنب الفراق
غفرت للأيام ذنب الفراق
رقم القصيدة : 23077
-----------------------------------
غفرت للأيام ذنب الفراق
أَنْ فزتُ من توديعهم بالعناقْ
ما أنس لهم وقفة
كالشهدِ والعلقمِ عندَ المذاق
مزجت فيها درّ أسلاكهم
اذ أزف البين بدرّ المآق
ساروا وقلبي بين أظعانهمْ
فلينشدوه بين تلك الرفاق
لامرحباً بالبرق ما لم يكن
تسقي عزاليه رسوم البراق
حيث القبابُ البيضُ مضروبة ٌ
نوى ً لا يشد السفر راحلة لها
تحرسُها سُمْرٌ وبيضٌ رقاق
تحملُ في أثنائها غادة ً
حالية ً تبسمُ عن مبسمٍ
ولو فَغَرَتْ فاها إليَّ المهالك
كمثل ما قلد منها التّراق
من شَفَقِ الليلِ لها وجنة ٌ
أو من دم باللحظ منها يراق
ضعيفة ٌ طرفاً وخصراً فما
يُطيقُ ذا اللحظَ ولا ذا النِّطاق
تاهت على البانِ بأعْطَافها
وَعَيَّرَتْ بدرَ الدُّجى بالمُحاقْ
وأرسلتْ فَرْعاً غدا لَوْنُهُ
كحال من يحرم منها التّلاق
أعادتِ الصبحَ بها ليلة ً
ولي من جفونِ المالكية ِ مالك
حتى توهّمت صبوحي اغتباق
سقى ديار الحيّ بالمنحنى
من سبل المزن أو الدمع ساق
كم ليلة لي بعقيق الحمى
قَصَّرتها باللثمِ والإعتناق
ما ادَّرعَ الليلُ بظلمائه
حتى كساه الصبح منه رواق
فانجفلت أنجمه فاشتكى
للبعض منها البعض وشك الفراق
وطار في إثر غراب الدجى
نسرُ النجومِ الزُّهرِ يبغي اللحاق
ويا زهرة أذوى الحمام رياضها
لقد فجعت كفّ الحمام رباك
وانتبَه الصبحُ بُعَيْدَ الكرى
كذي هوى ً مِنَ غَشيَة ٍ قد أفاق
سقاك الندى حتى تعودي نضيرة
إذا لم يكنْ إلاَّ المنايا مَسالك
وما لحظاتُ الغيدِ إلاَّ صوارمٌ
عقيلة هذا الحيّ يوم رماك
ورجَّع المُكَّاءُ تَحْنِينَهُ
حتى حسِبناهُ حليفَ کشتياق
يحملُ منها القلبُ ما لا يطاق
في روضة ٍ علَّم أغصانُها
أهل الهوى العذريِّ كيف العناق(25/189)
هبت به ريح الصبا سحرة
فالتفَّتِ الأشجارُ ساقاً بساق
تلك الليالي أعقبت بعدما
أحمدتها عيشاً بوشك الفراق
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> دعا بإقامة الشوق الرحيل
دعا بإقامة الشوق الرحيل
رقم القصيدة : 23078
-----------------------------------
دعا بإقامة الشوق الرحيل
فللبرحاء أن بانو حلول
وللزفراتِ إثرَ العيسِ زجرٌ
تحث به الظعائن والحمول
سميري هل حديثُ الركب إلاّ
نسيمُ صباً تأرّج أو شمول
فها أنا من تنشقه بروض
وها أنا من تعاطيه أميل
فداكِ أُمامُ مني ذو ضلوع
صواد لا يبل لها غليل
أما غير الخيال لنا لقاء
أما غير النسيم لنا رسول
أُسائلُ عنكِ أنفاس الخزامى
فتخبرني بكِ الريحُ العليلُ
أضحت مطالعهن الأنيق الذلل
وما إن كنتُ لولا كونُ حبي
لأقبلَ ما يُحدِّثني القبول
خليليّ اذكرا مني عليلاً
يعلِّلُ نفسَهُ نفسٌ عليل
إذا ذُكِرَ العقيقُ وساكنوه
بكى طرباً وأسعده الهديل
وليلٍ خضتُ منه عبابَ بحرٍ
خضّمٍ ما لساحله سبيل
إذا جارَتْ بي الظلماءُ فيه
فمن شوقي المبّرح لي دليل
طرقتُ به الأوانسَ بعد وَهْنٍ
وفي كفي سُرَيْجيُّ صقيل
فروّعهن من سيفي وميض
وأيقظهن من طرفي صهيل
يقلنَ على انخفاضِ الصوت أنّى
سريت وبيننا واش يحول
ودون قبابِ ربربنا رعيلٌ
مِنَ الفرسانِ يتبعه رعيل
إذا ما همَّ ان ينجابَ ليلٌ
أمدته بعثيرها الخيول
وإن مالت كواكبه لغرب
فثمّ شبا الأسنة والنصول
فقلتُ أخو الهوى مَنْ لم يَرعْهُ
حِمامٌ حلَّ أو عَيشٌ يزول
أجلّ الخوف خوف الهجر عندي
وأيسرُ كلِّ خطب ما يغول
وحسبي نجدة أن قارعتني
صروف حالها أبداً تحول
فما أعطيتُ مقوديَ الأعادي
وإني بالحروبِ لها كفيل
وهذا الدهر سوف يكون بيني
وبين خطوبه عتب طويل
اذاك وما اديل بهنَّ إلا
أخو كرم لتالده مديل
وقائلة ٍ إلى كم تنتحيك الـ
حوادث بالعثار ولا تقيل
فقلت دعي الزمان يفلّ غربي
فليس يعيب ذا شطب فلول
وفيما قد بلوت من الليالي
عزاء أن يلازمني الخمول(25/190)
دوائرها ترفّع كلّ نذل
وتخفض من له مجد أثيل
كما حلَّت وهادَ الأرض أسدٌ
وحلت في بواذخها وعول
فمن وغدٍ يلاطفه اريب
ومن فَدْمٍ يصانعه نبيل
وما خير المعيشة لابن إرب
إذا کفترقت إلى الجهل العقول
وقد نلت التجمّل في زمان
قبيح عند أهليه الجميل
شراب المعلوات به سراب
وأيّ أخي إخاء لا يداجي
وأيّ حليف عهد لا يحول
تقلّ محامدي لولاة دهري
لأنَّ الفضل عندهمُ قليل
عنيت بوصفهم فقصدتُ ذمّا
ليسلم من غلوٍّ ما أقول
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
رقم القصيدة : 23079
-----------------------------------
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
لما أفلن وما عرفن أفولا
للَّه درُّك ان تقوَّلَ كاشحٌ
فرددت حد لسانه مفلولا
ما كنت أضمر غير ود صادق
لك كلّما هجر الخليلُ خليلا
فاقمعْ شرارَ الحاسدين فإنهم
طلبوا لتغيير الصفاءِ سبيلا
قلبي على العهد القديم فرد به
ظلَّ المودة يا خبيرُ ظليلا
لا تطلبن بي البديل فإنني
لم اتخذ بك في الاخاء بديلا
العصر العباسي >> البحتري >> بنا أنت من مجفوة لم تعتب
بنا أنت من مجفوة لم تعتب
رقم القصيدة : 2308
-----------------------------------
بِنَا أنْتِ مِنْ مَجْفُوّةٍ لمْ تُعَتَّبِ،
وَمَعْذورَةٍ في هَجْرِها لمْ تُؤنَّبِ
وَنَازِحَةٍ، والدّارُ مِنْهَا قَرِيبَةٌ،
وَمَا قُرْبُ ثَاوٍ في التّرابِ مُغَيَّب
قَضَتْ عُقَبُ الأيّامِ فِينَا بِفُرْقَةٍ،
مَتى مَا تُغَالَبْ بالتّجَلّدِ تُغْلَبِ
فإنْ أبكِ لا أشْفِ الغَلِيلَ، وإنْ أدَعْ
أدَعْ حرقَةً، في الصّدْرِ، ذاتَ تَلَهّبِ
ألا لا تُذَكّرْني الحِمَى، إنّ عهدهُ
جَوًى للمشوق المُسْتَهَامِ المُعَذَّبِ
أتَتْ دونَ ذاك العهدِ أيّامُ جُرْهُمٍ،
وَطارَتْ بذاكَ العَيشِ عَنقاءُ مُغرِبِ
ويا لاَئِمِي في عَبرَةٍ قَد سَفَحتُها
لِبَينٍ، وأُخْرَى قَبلَهَا لِتَجَنُّبِ
تُحَاوِلُ منّي شِيمَةً غَيرَ شيمَتي،(25/191)
وَتَطْلُبُ عِندي مَذْهَباً غيرَ مَذهبي
وَمَا كَبِدي بالمُستَطيعَةِ لِلأسَى،
فأسْلُو، وَلا قلبي كَثيرَ التّقَلّبِ
وَلَمّا تَزَايَلْنَا مِنَ الجِزْعِ، وانتَأى
مُشَرّقُ رَكْبٍ مُصْعِداً عَن مُغَرِّبِ
تَبَيّنْتُ، أن لا دَارَ مَنْ بَعْدَ عَالِجٍ
تَسُرُّ، وأن لاّ خُلّةً بَعْدَ زَيْنَبِ
لعلّ وَجيفَ العيس في غَلَسِ الدّجَى،
وَطَيَّ المَطايا سَبسَباً بعدَ سَبْسَبِ
يُبَلّغُني الفَتْحَ بنَ خَاقَانَ، إنّهُ
نِهَايَةُ آمَالِي، وَغَايَةُ مَطْلَبي
فَتًى لا يَرَى أُكْرُومَةً لِمُزَنَّدٍ،
إذا مَا بَدىْ أُكْرُومَةٌ لَمْ يُعَقِّبِ
وَمُسْتَشرَفٍ بَينَ السَّماطَينِ مُشرِفٍ
عَلى أعيُنِ الرّائِينَ يَعْلُو، فَيَرْتَبي
يَغضُّونَ فَضْلَ اللّحظِ مِن حَيثُ ما بدا
لهمْ عَنْ مَهيبٍ، في الصّدورِ، مَحبَّبِ
إذا عَرّضُوا في جَدّهِ نَفَرَتْ بهِمْ
بَسَالَةُ مَشْبُوحِ الذّرَاعَينِ، أغلَبِ
غَدا، وَهوَ طَوْدٌ للخِلاَفَةِ مَاثِلٌ،
وَحِدُّ حُسَامٍ، للخَليفَةِ مِقْضَبِ
نَفى البَغيَ واستَدعى السّلامةَ وانتَهَى
إلى شَرَفِ الفِعْلِ الكَرِيمِ المُهَذَّبِ
إذا انسابَ في تَدبيرِ أمْرٍ تَرَادَفَتْ
لَهُ فِكَرٌ، يَنجَحنَ في كلّ مَطلَبِ
خَفيُّ مَدَبِّ الكَيْدِ، تَثْني أناتُهُ
تَسَرُّعَ جهل الطائش المُتَوَثِّبِ
وَيُبدي الرّضَا في حالةِ السّخطِ للعِدَى،
وَقُورٌ، متى يَقدَحْ بزَنْدَيْهِ يَثْقُبِ
فَماذا يَغُرُّ الخَائِنِينَ، وَقَدْ رَأوا
ضَرَائِبَ ذاكَ المَشرَفيّ المُجَرَّبِ
غَرَائِبُ أخلاقٍ، هيَ الرّوضُ جادَهُ
مُلِثُّ العَزَالي، ذو رَبابٍ وَهَيْدَبِ
فكَمْ عَجّبَتْ مِنْ نَاظِرٍ مُتَأمِّلٍ،
وَكَمْ حَيّرَتْ مِنْ سامعٍ مُتَعَجِّبِ
وَقَدْ زَادَهَا إفْرَاطَ حُسْنٍ جِوَارُهَا
لأخَلاِقَ أصْفَارٍ مِنَ المَجْدِ، خُيَّبِ
وَحُسنُ دَرَارِيّ الكَوَاكِبِ أنْ تُرَى
طَوَالِعَ في دَاجٍ مِنَ اللَّيلِ، غَيهَبِ(25/192)
أرَى شَملَكُمْ يا أهلَ حِمصٍ مُجَمَّعاً
بعُقبِ افترَاقٍ منكُمُ، وَتَشَعّبِ
وَكُنْتُمْ شَعَاعاً من طَرِيدٍ مُشَرَّدٍ،
وَثَاوٍ رَدٍ، أوْ خَائِفٍ مُتَرَقِّبِ
وَمِنْ نَفَرٍ فَوْقَ الجُذُوعِ، كأنّهمْ
إذا الشمسُ لاحَتهُمْ حَرَابيُّ تَنضُبِ
تَلاَفاكُمُ الفَتحُ بنُ خاقانَ، بَعدَما
تَدَهدَهتُمُ مِنْ حَالِقٍ مُتَصَوِّبِ
بعارِفَةٍ أهْدَتْ أمَانَاً لخَائِفٍ
وَغَوْثاً لمَلْهُوفٍ، وَعَفْواً لمُذنِبِ
عَنَتْ طَيّئاً جَمعَا، وَثنّتْ بمذحِجٍ،
خصوصاً، وَعمّتْ في الكِلاعِ وَيَحصُبِ
رَدَدتَ الرّدى عن أهلِ حِمصَ وَقَد بَدا
لهمْ جانبُ اليَوْمِ العَبوسِ العَصَبصَبِ
وَلَوْ لَمْ تُدَافِعْ دُونَهَا لَتَفَرّقَتْ
أيادي سَبَا عَنها سَبَأء ابنِ يَشجُبِ
رَفَدْتَهُمُ عندَ السّريرِ، وقد هوى
بهم ما هوى من سُخطِ أسوَانَ مُغضَبِ
وكانَتْ يَداً بَيْضَاءَ، مثلَ اليَدِ التي
نَعَشتَ بها عَمرَو بنَ غُنمِ بنِ تَغلبِ
فَلَمْ تَرَ عَيْني نِعْمَتَينِ اسْتَحَقّتا
ثَنَاءَ هُمَا في ابْنَيْ مَعَدٍّ، وَيَعربِ
إنِ العَرَبُ انقادَتْ إلَيْكَ قُلُوبُهَا،
فقَدْ جِئتَ إحْساناً إلى كلّ مُعرِبِ
وَلمْ تَتَعَمّدْ حاضِراً دونَ غَائِبِ،
وَلمْ تَتَجانَفْ عن بَعيدٍ لأقْرَبِ
شكَرْتُكَ عَنْ قَوْمي وَقَوْمِكَ إنّني
لسانُهُما في كلّ شَرْقٍ وَمَغرِبِ
وَمَا أنَا إلاّ عَبْدُ نِعْمَتِكَ الّتي
نُسِبْتُ إلَيها، دونَ رَهطي وَمَنْصِبي
وَمَوْلَى أيَادٍ مِنْكَ بِيضٍ، متى أقُلْ
بآلائِهَا في مَشْهَدٍ لا أُكَذَّبِ
وآلَيْتُ لا أنْسَى بُلُوغي بكَ العُلا
على كُرْهِ شَتّى مِن شُهُودٍ وَغُيَّبِ
وَدَفعي بكَ الأعداءَ عنّي، وَإنّمَا
دَفَعتُ برُكنٍ من شَرَوْرَى وَمَنكِبِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> جال طرفي بجدول
جال طرفي بجدول
رقم القصيدة : 23080
-----------------------------------
جال طرفي بجدول
ماؤه كالسجنجلِ
سابح فيه أغيد
لحظه لحظ مُغزلِ(25/193)
خلته إذا بدا به
قمراً في مكلل
بات تغشاه غيمة
تارة ثم ينجلي
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لأندب رسم دارهم المحيلا
لأندب رسم دارهم المحيلا
رقم القصيدة : 23081
-----------------------------------
لأندب رسم دارهم المحيلا
واسأل عنهم الريح البليلا
وبي هيفاء من ظبيات نجد
تُضاهي الغصن والحقف المهيلا
أقول وقد توارت يوم حزوى
بكلتها واسعفت الحمولا
كرهت منازلاً قلبي وعيني
فكيفِ رضيت أحشائي مقيلا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> الفٌ: ألا انعم بالمحبة حالا
الفٌ: ألا انعم بالمحبة حالا
رقم القصيدة : 23082
-----------------------------------
الفٌ: ألا انعم بالمحبة حالا
واجرر لأبراد المنى أذيالا
باءُُ : بدا شفق المغيب وأوقدت
سرج النجوم فعاطني الجريالا
تاء: تلوت محاسن البيض الدمى
سوراً وجدت بها الرحيق حلالا
ثاء: ثوينا نجتني زَهَرَ المنى
من كل غصن في نقا قد مالا
جيم: جرت أفلاك بدري أقمرا
مما تدور بأنجم تتلالا
حاء: حباني من حبيت بوصله
برضابه فرشفت منه زلالا
خاء: خلال الروض وهو ممسك
بتنا نباري الفرقدين وصالا
دال : دنت بي منه رحما زورة
فظننتها مما ازدهيت خيالا
ذال: ذؤابة من هويت زمرد
لو طاول المسك الأحم لطالا
راء: رنا ظبياً وغنى أورقاً
ومشى قضيب نقا ولاح هلالا
زاء : زعمتم بالنصال فطرفه
أصمى الفؤاد وما أعد نبالا
طاء :طوى الهيمان طيّ وشاحه
بمخصر فتوشح الخلخالا
ظاء: ظللنا تحت ظلّ مودة
في روض أنس نجتني الآمالا
كاف : كساه الحسن غرة جعفر
فاهتزَّ من طرب وفاق جمالا
لام: لواء المجدِ تحت يمينه
ولجامُ طِرْفِ العز منه مالا
نون : نبيل إن تناول رقعة
خلت اليراعة اسمراً عسالا
صاد: صدقت لقد بلوت فلم أجد
في المجد لابن أبي الربيع مثالا
ضاد: ضمنت لمن أناخ بظله
الا يحط على الخطوب رحالا
عين : عفا رسم الوفاء فجددت
منه سوابغ فضله أَطلالا
غين: غدت منا اللحاظ كأنما
نرعى به بدر التمام كمالا(25/194)
فاء: فريد الحسن منه يزيده
باللحظ تكرير العيون صقالا
قاف : قد العلياء ياقطب النهى
واجعل لها كرم الخلال عقالا
سين : سموت وقد نمتك عصابة
ملأت صدوراً هيبة وجمالا
شين: شآبيب الندى بأكفهم
عند الشدائد تطرد الأمحالا
هاء: هم الغر الكرام وان عروا
أرادوا على الغر الكرام رجالا
واو : وعندهم حمام عدوهم
من قبل أن ينضوا عليه نضالا
ياء : يلاقي ذكرهم لفؤاده
جزعاً كما يلقى النسيم دبالا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وشهرٍ أدرنا لارتقابِ هلاله
وشهرٍ أدرنا لارتقابِ هلاله
رقم القصيدة : 23083
-----------------------------------
وشهرٍ أدرنا لارتقابِ هلاله
عيوناً إلى جو السماء موائلا
إلى أن بدا أحوى المدامع أحورٌ
يجرّ لأبراد الشباب ذلاذلا
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً
ببدرٍ حوى طيب الشمول شمائلا
أتطلبك الأبصار في الجو ناقصاً
وأنت كذا تمشي على الأرض كاملا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا أبي من هواه أقسم لي
يا أبي من هواه أقسم لي
رقم القصيدة : 23084
-----------------------------------
يا أبي من هواه أقسم لي
إلا يني القلب منه في شغل
هزت بريح الشباب قامته
وأدميت وجنتاه بالقبل
فانقدّ قدّ القضيبِ من دَهَشٍ
واحمر خد الشقيق من خجل
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> سمحتُ بقلبي والهوى يورثُ الفتى
سمحتُ بقلبي والهوى يورثُ الفتى
رقم القصيدة : 23085
-----------------------------------
سمحتُ بقلبي والهوى يورثُ الفتى
طباعَ الجواد المحضِ وهو بخيلُ
ولم تخلّ من حسن القبول مطامعي
وظني بالوجه الجميل جميل
إذا قبَّل المعشوقُ تحفة عاشق
فيوشك أن يرجَى إليه وصول
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
رقم القصيدة : 23086
-----------------------------------
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
أوما رأيت دم العلا مطلولا
هذا جواد أبي شجاع مخبر(25/195)
إن الجوادانقضّ عنه قتيلا
ولطالما لبس الدروعَ غلائلا
ولطالما جرَّ الرماح ذيولا
وسرى إلى الغارات وهي كتيبة
ملْ الفضاء فوارساً وخيولا
واستقبل الزمنَ البهيم فلم تزل
أيامه غرراً به وحجولا
حتى استفاض عليه بحر حمامه
يربدُّ فيه أسنَّة ونصولا
في مأزق ضنك المسالك رتلت
فيه الظُّبا سُوَرَ الردى ترتيلا
خام الكماة فكرّ كرة ضيغم
لم يرض إلا السمهرية غيلا
لبس الشهادة حلَّة ً حمراء من
علق تعم السابريّ فضولا
يا شدّ ما تخذ المنية خلّة
من بعد ما اتخذ الحسام خليلا
وأجال عادية الجياد محارباً
وأذل أعناق البلاد منيلا
يا راحلاً ركب الحمام مطيَّة
هل ترتجي بعد الرحيل قفولا
غادرت معمور المكارم بلقعا
وتركت ربع المعلوات محيلا
إن كنت ودعت الحياة فإنما
أوذعت داءً في القلوب دخيلا
أو كان واراك الصفيح فإنما
وارى رقيق الشفرتين صقيلا
أزرى به طولُ الضراب وغادرتْ
في مضربيه الحادثات فلولا
أما الأنام : عيونهم وقلوبهم
فلق ملئن مدامعاً وغليلا
عندي حديث عن وجيب ضلوعهم
لو كنتَ تصغي للحديث قليلا
لم تبق من نطف المدامعي قطرة
إلا وراح مصونها مبذولا
ما زلت صباً بالشهادة في الوغى
حتى وجدت إلى الوصال سبيلا
فبكى الحصان الأعوجيّ تحمحماً
والهندواني الجراز صليلا
واغرورقت عين السماء وربما
رفعت كواكبها عليك عويلا
وتغير الصبح المنير فخلته
مما تسربل بالشحوب أَصيلا
يا حسرة ً نفتِ الرقادَ وأَطلعتْ
للشيب في رأسِ الوليد نصولا
ما كان أَحرانا لمصرع أرقمٍ
أن نغتدي في حيث حلّ حلولا
أفبعده تبغي الحياة إذن فلا
دفع البكاء منا عليه غليلا
قل للمؤمل حدت عن شأو المنى
رمت المنون فأصمت المأمولا
واهرب كمن ركب السرى فسرى فتى ً
يحدى السرى بعد الوزير قتيلا كذا
خلع ابن لبون ثياب حياته
فاخلع وجيفاً بعد وذميلا
يا حامليه للثرى رفقاً به
فالمجد أصبح للثرى محمولا
خصّوا به قلب الشجي لفقده
ولتجعلوه من الضريح بديلا
أو فاكفيله يا سماء فانه(25/196)
ما اعتاد نجم في سواك أفولا
كان الشهاب المستضيء فلم ينب
عن نوره نور الّسماك دليلا
كان الغمام المستهل فما لنا
نشكو أوان همى السحاب محولا
يا دهر أنَّى غلت منه مثقفاً
لدن المهزّ وصارماً مصقولا
يا قبر كيف وسعت منه سحابة ً
وطفاءَ ساحبة الذيول هطولا
عظم المصاب وقد أصيب بمعرك
أخذت به منه العداة ذحولا
والرزء ليس يجل أو يُلفى الذي
أصماهُ سهم الحادثات جليلا
أين الذي ملكت علاه نواظراً
ومسامعاً وقرائحاً وعقولا
وسرى فسمّينا النجوم حباحباً
وحبا قسمينا الغمام بخيلا
من ذا يسدُّ مكانه في غارة
تركت سوابقها الحزون سهولا
أم من ينوب منابَهُ لحوادث
تذر العزيز بحكمهن ذليلا
أولم يكن يغشى الحروب منازلا
فيشبّها بحسامه مسلولا
أو ما غدا بجياده فتبخترت
مرحا ورجعت الغناء صهيلا
ما باله نبذ السوابغ والقنا
وأقام عن شغلٍ بها مشغولا
ما باله ترك الجفون سحائباً
ما باله ترك الجسوم طلولا
قد زرت موضع قبره فكأنما
عاطيت منه روضة وقبولا
ونشرت حرّ ثنائه فكأنما
عاطيت منه السامعين شمولا
ما راعنا موت العزيز فلم يزل
حيّاً لمن يتأوَّل التنزيلا
لكن جزعنا للفراق وقد نوى
عنّا إلى دار القرار رحيلا
ألله أنزله الجنان ومدّ من
رضوانه ظلاً عليه ظليلا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> أيها المعتزي لرهط قريش
أيها المعتزي لرهط قريش
رقم القصيدة : 23087
-----------------------------------
أيها المعتزي لرهط قريش
وهو أدنى للذّم عمّاً وخالا
حاش للَّه أن تكون قريشٌ
تلد الساقطين والأرذالا
كنتَ واللَّه ذا قدومٍ علينا
لو جعلنا أُيورنا أرسالا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومعسول اللمى حلو الثنايا
ومعسول اللمى حلو الثنايا
رقم القصيدة : 23088
-----------------------------------
ومعسول اللمى حلو الثنايا
شمائله خلقن من الشمول
أراق دمي بألحاظٍ مراضٍ
يفلّ بها شبا بيضِ النصول
إذا ما قيل من بك قلت أودت
بسفك دمي جفون أبي الجميل(25/197)
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ألا يا واقفاً بي عند قبري
ألا يا واقفاً بي عند قبري
رقم القصيدة : 23089
-----------------------------------
ألا يا واقفاً بي عند قبري
سل الأجداث عن صرف الليالي
وعن حالي فإن عَيَّتْ جواباً
فعبرتها تجيب عن السؤال
لئن شمت العدوّ بنا فمهلاً
سينقل للصفائح كانتقالي
وأيّ شماتة في ترك دنيا
لذي أمل رأى عنها ارتحالي
وكنت أُقيم بين الناس فيها
فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال
العصر العباسي >> البحتري >> أجدك ما ينفك يسري لزينبا
أجدك ما ينفك يسري لزينبا
رقم القصيدة : 2309
-----------------------------------
أجِدَّكَ مَا يَنْفَكُّ يَسرِي لزَيْنَبَا
خَيَالٌ، إذا آبَ الظّلامُ تأوّبَا
سرَى من أعالي الشّامِ يَجْلُبُه الكَرَى،
هُبُوبَ نَسيمِ الرّوْضِ تَجلُبُه الصَّبَا
وَمَا زَارَني، إلاّ وَلِهْتُ صَبَابَةً
إلَيْهِ، وإلاّ قُلْتُ: أهْلاً وَمَرْحَبَا
وَلَيْلَتَنَا بالجِزْعِ بَاتَ مُساعفاً،
يُرِيني أنَاةَ الخَطْوِ، ناعمَةَ الصِّبَا
أضَرّتْ بضَوْءِ البَدرِ، والبَدْرُ طالعٌ،
وَقَامَتْ مَقَامَ البَدْرِ لَمّا تَغَيّبَا
وَلَوْ كَانَ حَقّاً ما أتَتهُ لأطْفَأتْ
غَليلاً، ولافتَكّتْ أسيراً مُعَذَّبا
عَلمْتُكِ إنْ مَنّيتِ مَنّيتِ مَوْعداً
جَهَاماً، وإنْ أبْرَقْتِ أبْرَقْتِ خُلَّبَا
وَكنتُ أرَى أنّ الصّدُودَ الذي مضَى
دَلالٌ، فَما إنْ كَانَ إلاّ تَجَنُّبا
فَوَا أسَفي حَتّامَ أسْألُ مَانِعاً،
وآمَنُ خَوّاناً، وأُعْتِبُ مُذْنبَا
سأتني فُؤَادي عَنكِ، أو أتبَعُ الهَوَى
إلَيكِ، إنِ استَعصَى فُؤاديَ أوْ أبَى
أقُولُ لرَكْبٍ مُعْتَفينَ: تَدَرّعُوا
على عَجَلٍ قَطْعاً منَ اللّيلِ غَيْهَبَا
رِدُوا نائلَ الفَتحِ بنِ خَاقَانَ إنّهُ
أعَمُّ نَدًى فيكُمْ، وأقْرَبُ مَطلَبَا
هُوَ العَارِضُ الثَّجّاجُ، أخضَلَ جُودهُ،
وَطَارَتْ حَوَاشِي بَرْقهِ فَتَلَهّبا(25/198)
إذا ما تَلَظّى في وَغًى أصْعَقَ العِدَى،
وإنْ فَاضَ في أُكرُومَةٍ غمرَ الرُّبَا
رَزِينٌ، إذا ما القَوْمُ خَفّتْ حُلُومُهمْ،
وَقُورٌ، إذا ما حادثُ الدّهرِ أجْلَبَا
حَياتُكَ أنْ يَلقاكَ بالجُودِ رَاضِياً،
وَمَوْتُكَ أنْ يَلقَاكَ بالبأسِ مُغضَبَا
حَرُونٌ، إذا عازَرْتَهُ في مُلمّةٍ،
فإْن جئْتَهُ من جانبِ الذّلّ أصْحَبَا
فَتًى لمْ يُضَيِّعْ وَجْهَ حَزْمٍ، وَلم يبتْ
يُلاحظُ أعجازَ الأمُورِ تَعَقُّبَا
إذا هَمّ لمْ يَقْعُدْ بهِ العَجْزُ مَقعَداً،
وإنْ كَفّ لم يَذهَبْ بهِ الخَرْقُ مذهَبا
أُعيرَ مَوَدّاتِ الصّدُورِ، وأُعطيَتْ
يَداهُ على الأعداءِ نَصْراً مُرَهَّبَا
وَقَيْنَاكَ صَرْفَ الدّهرِ بالأنفُسِ التي
تُبَجَّلُ، لا نَالُوكَ أُمّاً وَلاَ أَبَا
فَلَمْ تَخلُ من فَضْلٍ يُبَلّغُكَ التي
تروم، وَمنْ رأيٍ يُرِيكَ المُغَيَّبَا
وَمَا نَقِمَ الحُسّادُ إلاّ أصَالَةً
لَدَيْكَ، وفعْلاً أرْيحيّاً مُهَذَّبا
وَقَدْ جَرّبُوا بالأمسِ منكَ عَزِيمَةً
فَضَلْتَ بها السّيفَ الحُسَامَ، المُجَرَّبَا
غَداةَ لَقيتَ اللّيثَ، واللّيثُ مُخدِرٌ
يُحَدّدُ نَاباً للّقَاءِ وَمُخْلَبَا
يُحَصّنُهُ منْ نَهْرِ نَيْزِكَ مَعْقِلٌ
مَنيعٌ، تَسَامَى غابة وَتَأشّبَا
يَرُودُ مَغاراً بالظّواهِرِ مُكثَباً،
وَيَحْتَلُّ رَوْضاً بالأباطِحِ مُعْشِبَا
يُلاعِبُ فيهِ أُقْحُواناً مُفَضَّضاً،
يَبِصُّ، وَحَوْذاناً على المَاءِ مُذْهَبَا
إذا شاءَ غَادَى عَانَةً، أو غَدا عَلى
عَقَائِلِ سِرْبٍ، إنْ تقنّصَ رَبرَبا
يَجُرُّ إلى أشبالِهِ كُلَّ شَارِقٍ،
عَبيطاً مُدَمًّى، أوْ رَمِيلاً مُخَضَّبَا
وَمَنْ يَبْغِ ظُلماً في حرِيمِكَ يَنصرِفْ
إلى تَلَفٍ، أو يتنَ خَزْيانَ، أخْيَبَا
شَهدْتُ لقَدْ أنْصَفْتَهُ يَوْمَ تَنبَرِي
لهُ مُصْلِتاً عَضْباً من البِيضِ، مِقضَبَا
فلَمْ أرَ ضِرْغَامَينِ أصْدَقَ منكُمَا
عرَاكاً إذا الهَيّابَةُ النّكسُ كَذّبَا(25/199)
هِزَبْرٌ مَشَى يَبغي هِزَبْراً، وأغلَبٌ
منَ القَوْمِ يَغشَى بَاسلَ الوَجهِ أغلَبَا
أدِلَّ بِشَغْبٍ ثُمّ هَالَتْهُ صَوْلَةٌ،
رَآكَ لها أمضَى جَناناً، وأشغَبَا
فأحجَمَ لَمّا لَمْ يَجدْ فيكَ مَطمَعاً،
وأقدَمَ لَمّا لمْ يجدْ عَنكَ مَهرَبَا
فَلَمْ يُغْنِهِ أنْ كَرّ نَحوَكَ مُقبلاً،
وَلمْ يُنجِهِ أنْ حَادَ عَنكَ مُنَكِّبَا
حمَلتَ عَليهِ السّيفَ لا عَزْمُكَ انثنى،
وَلاَ يَدُكَ ارتَدّتْ، ولا حَدُّهُ نَبَا
وكنتَ متى تَجمَعْ يَمِينَكَ تَهتِكِ الـ
ـضّرِيبَةَ، أوْ لا تُبقِ للسّيفِ مَضرِبا
ألَنْتَ ليَ الأيّامَ من بَعدِ قَسوَةٍ،
وَعَاتَبتَ لي دَهرِي المُسِيءَ فأعْتَبَا
وألْبَستَني النُّعمَى التي غَيّرَتْ أخي
عَليّ، فأضحى نازِحَ الودِ، أجنَبَا
فَلا فُزْتُ منْ مَرّ اللّيَالي بَرَاحَةٍ،
إذا أنَا لم أُصْبحْ بشُكرِكَ مُتْعَبَا
عَلَى أنّ أفْوَافَ القَوَافي ضَوَامِنٌ
لشكرِكَ ما أبدَى دُجَى اللّيلِ كَوْكَبا
ثَنَاءٌ تَقَصّى الأرْضَ نَجداً وغائراً،
وَسَارَتْ بهِ الرُّكبانُ شَرْقاً وَمَغرِبا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا برق نجد هل شعرت بمتهم
يا برق نجد هل شعرت بمتهم
رقم القصيدة : 23090
-----------------------------------
يا برق نجد هل شعرت بمتهم
وهب الكرى لوميضك المتبسم
ما طالَعَتْهُ في الدجى لك لمحة ٌ
إلا وقال لدمعِ مقلته کسْجم
ناشدتكَ اللَّه کسقينَّ رُبى الحمى
سُحُباً تطرِّزها بنوءِ المِرْزَم
وانفح بذي سلم نسيم ظلاله
وإذا مررتَ على العقيق فسلم
فيها جررتُ ذيول أبرادِ الصبى
طوعاً له، وعصيت لوم اللوّم
ولقد طرقتُ الحيَّ في غَبَش الدجى
والليل في زيّ الجواد الأدهم
متنكباً زوراء مثل هلاله
نصّلت أسهمها بمثل الأنجم
ولربما اتشحت هناك عواتقي
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ
رقم القصيدة : 23091
-----------------------------------(25/200)
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ
مدربة على خوض الظلام
وقد خفقَ النعاسُ بهمْ فمالوا
به مَيْلَ النزيفِ من المُدام
وكل نجيبة هوجاء تهفو
سوابقها بإرخاء الزمام
سريت بهم وللظلماء سجف
يمزقه ببارقة حسامي
أجر ذوابلي من أرض نجد
خلالَ مَجَرِّ أذيال الغمام
على ميثاءَ رفَّ بها الخزامى
وأضحى الزهر مفضوض الختام
تلفُّ غصونها ريحٌ بليلٌ
فينعتق الأراك مع البشام
ألا يا صاحبي استروحاها
شآمية ً فمن أهوى شآمي
عسى نَفَسُ النعامى بعد وَهْنٍ
يبشر من سليمى بالسلام
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> خذها ولا تلفظ بغير بيوتها
خذها ولا تلفظ بغير بيوتها
رقم القصيدة : 23092
-----------------------------------
خذها ولا تلفظ بغير بيوتها
متمثلاً فالشهدُ غير العلقم
معسولة كالأري إلا أنها
لكيودها حُمَة ُ الشُّجاعِ الأرقم
لا عيب فيها غير ذكر زعانف
جهلوا فهمُّوا بانتقاد الأنجم
والشهب لو مزجت لكم بجنادل
لم تفرقوا بين الصفا والمرزم
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يفوقهم لأن الجهل فيهم
يفوقهم لأن الجهل فيهم
رقم القصيدة : 23093
-----------------------------------
يفوقهم لأن الجهل فيهم
وجهل المرء يكفيه الملاما
فربَّ لئامِ قومٍ قد تسامَوْا
بلؤم عند الأمهم كراما
ومن يك للسوابق في رهان
وراءَ يكنْ لِسِكِّيتٍ أَماما
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لا تصيخنَّ لتشويق النديمِ
لا تصيخنَّ لتشويق النديمِ
رقم القصيدة : 23094
-----------------------------------
لا تصيخنَّ لتشويق النديمِ
واجتنب وصل بنيّات الكرمِ
يا كؤوسَ الراحِ لا راحة َ لي
فيكِ ما شُبَّتْ مصابيحُ النجوم
قد نهيت النفس عن خلع النهى
في الأباريق وأمضيت عزيمي
أيسر الأشياء في شربك أن
تذهبي أو تسلبي حلم الحليم
ما انجلى عني همّ واحد
بكِ إلا كان مفتاحَ الهموم
رب أنس كنت من أعوانه
وهو من أعظم أعوان الغموم
حفظ الله فتى ً لم يغتبط
من حميَّاكِ بطعمٍ أو شميم(25/201)
كم تغرّينَ أُناساً شُغلوا
بك عن مفترض الدين القويم
وشعاع الخمر كم نحسبه
فيك نوراً وهو من نار الجحيم
كم حميَّا أورثت شارَبها
بركوب الذنب أخلاق الذميم
وكريمٍ سَلَبَتْهُ عَقْلَهُ
فانبرى يرفل في ثوب لئيم
ها أنا أُقلع عن أكوابها
قبل ما تنقلع أنواء الغيوم
وإذا حدثني عنها امرؤ
ظَلْتُ أُقصيه ولو كان حميمي
أشنأ الغصن إذا ضاهى به
مِعْطَفَ النشوانِ خفَّاقُ النسيم
وأعافُ الورقَ مهما سجعتْ
فحكتْ بالسجع تغريدَ النديم
لا يرى الناس يداً تَسْنُدُ لي
مِقْوداً في يد شيطان رجيم
أحسن التوبة في عصر الصبا
والشباب الغض مصقول الأديم
لا ألمت بفؤادي لذة
تجلب المرء إلى زجر لئيم
لا ولا خاللتُ إلا نَدُساً
نيِّرَ الغُرَّة ِ في الخطبِ البهيم
أُلْهِبَتْ خدَّاه من نار الحيا
وهما قد أُشربا ماءَ النعيم
باسط النصح لمن جالسه
فائضُ الكفِّ على الهدي القويم
مصحب إن قاده إخوانه
ولمن عانده صعب الشكيم
مِثلهُ فابغ من الدهرِ ولا
تعتمدْ إلاّ على حرٍّ كريم
وکقتنِ المجدَ مقيماً وادعاً
بالوفا ، أو بالسرى غير مقيم
وإذا رابتك أرضٌ أو نبتْ
بك جاوِزْهَا بوخدٍ أو رسيم
وإذا كنت صحيحَ الذاتِ لا
تَقرعِ السنَّ على مالٍ سقيم
كنْ جسيمَ المجد والعليا وإن
كان ما تملكه غير جسيم
لا يغرنك من ذي ثروة
نَشَبٌ يَرْفعُ من قدر اللئيم
كل شيْ ، فاسل عنه ، هالك
غيرَ وجهِ اللَّهِ ذو العرش العظيم
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لله شهر ما انتظرت هلاله
لله شهر ما انتظرت هلاله
رقم القصيدة : 23095
-----------------------------------
لله شهر ما انتظرت هلاله
إلا كنون أو كعطفه لام
حتى بدا منه أغن مهفهف
لضيائه ينجابُ كلُّ ظلام
فطفقت أهتف في الأنام ضللتم
وغلطتُم في عِدَّة ِ الأيام
ما جاءنا شهر لأول ليلة
مذ كانت الدنيا ببدر تمام
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وليل قطعت دياجيره
وليل قطعت دياجيره
رقم القصيدة : 23096(25/202)
-----------------------------------
وليل قطعت دياجيره
بعذراءَ حمراءَ كالأنجم
أديرت كواكب أقداحها
عليَّ فأغربتُها في فمي
تجلَّى الظلامُ سريعاً بها
كسرعة ِ عَبْلِ الشَّوى أدهم
يقولُ وقد مال عرنينُهُ
ولونُ الدجى واضحُ المبسم
رأيتكَ تشربُ زُهرَ النجومِ
فولّيتُ خوفاً على أنجمي
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> بيني وبين الحادثات خصام
بيني وبين الحادثات خصام
رقم القصيدة : 23097
-----------------------------------
بيني وبين الحادثات خصام
فيما جَنَتْهُ على العلا الأيَّام
كسفت هلالَ سمائِها من بعدما
وافاه من كرم الجلال تمام
ورمتْ قضيبَ رياضها بتقصفٍ
غضّاً سقاه من الشباب غمام
فاليوم بستان المكارم ما حل
واليوم نور المعلومات ظلام
رامت صروفُ الحادثات فأدركت
مَنْ كان لم يبعدْ عليه مرام
أودت بمهجته الليالي بعد ما
فخرت به الأسياف والأقلام
وغدا وراح المجد ذا ثقة به
أن يردعَ الأحداثَ وهي جسام
وبدتْ عليه من حلاهُ شمائلٌ
لا تهتدي لنعومتها الأوهام
بين الكرى المعهودِ والأجفان
كالروضِ لما دبّجتُهُ غمامة
والمسك لما فضّ عنه ختام
ناحت عليه الشهب وهي عرائس
وبكى عليه الغيمُ وهوَ جهام
وکنجابَ ظلُّ الأنسِ فهو مقلَّصٌ
وامتدَّ ليلُ الخطب فهو تمام
حتى استوى الإشراقُ والاظلام
ما للمدامع لا يطل يها الثرى
والسادة الكبراء فيه نيام
أكذا يباد حلاحل ومهذّب
أكذا ينال مسوّد وهمام
تعس الزمان فإنما أيامه
ومقامنا في ظلِّها أحلام
لنرى الديارَ وهنّ بعد أنيسها
دُرُسُ المعالمِ والجسومُ رِمام
والنسرُ مقَتَنصٌ بأشراكِ الرَّدى
وبناتُ نعشٍ في الدجى أيتام
بأبي قتيلٌ قاتلٌ حُسْنَ العزا
مذ أقصدته من المنونِ سهام
غدرت به أم اللهيم وطالما
فلّ الخميس المجر وهو لهام
وأبى له إلا الشهادة ربُه
ومضاؤُهُ والبأسُ والإقدام
فتك الردى بأبي شجاع فتكة
زلّت لها رضوى وخرّ شمام
فقدت لها الألباب والأحساب وال
آداب والإسراج والالجام(25/203)
ندبته أبكارُ الحروبِ وعونها
وبكاه حزب الله والإسلام
أيُّ السيوفِ قضى عليه وبينه
قدماً وبين ظبا السيوف ذمام
ما قطّ أودع في الضريح حسام
ما كان إلا التبر أخلص سبكه
فاسْتَرَجَعَتْهُ تربة ٌ ورغام
يا حامليه قِفوا عليه وقفة ً
يشفى بها قبل الوداع هيام
رُدُّوا وليَّ اللَّه حتى يُشْتَفى
من أروع شفيت به الآلام
ردّوا الشهيد نسقه من أدمع
ان أخلفت مزن بهنّ رهام
لاتسلموه إلى الثرى فلسيفه
مذكان من أعدائه استسلام
ولتدفنوه في الجوانح والحشا
إن كان يُرضيه هناك مَقام
واستنشقوا لثنائه عرفاً به
ينحط عن نفس الصباح لثام
ما ضمّه بطن الثرى إلا وقد
ضمّته في دار النعيم خيام
صلى عليه ما ثنت الصبا
غصناً وما غنّت عليه حمام
يا عينُ شأنك والمدامعَ فاسمحي
ولتعلمي أن الهجوع حرام
إن الذي كان الرجاءُ مشيّداً
اعزز علي يزهرة مطلولة
أمست ولا غير الضريح كمام
اعزز عليّ بمن يعز على العلا
إن غيل قَسْوَرُ غيلها الضرغام
إن كان أفنته الحروب فشدّ ما
فنيت بِمُنْصُلِهِ الطلى والهام
أو راح مهجور الفناء فطالما
هجرت به أرواحها الأجسام
أمضرَّجٌ بدمائه هي ميتة
وَقْفٌ عليها السيد القمقام
البأسُ والاقدام أوردكَ الردى
أن كان أنجى غيرَك الإحجام
قد كنتَ في ذاك المقام مخيَّراً
لكن ثبتّ وزلّت الأقدام
لم يلف فيه سوى الفرار أو الردى
فاخترت صرف الموت وهو زؤام
وأبتْ لك الذمَّ المكارمُ والعلا
والسمهري اللدن والصمصام
الليل بعدك سرمد لا ينقضي
فكأنما ساعاته أعوام
والأنْسُ غَمٌّ والسرورُ كآبة ٌ
لمن اطّرحت المجد وهو كأنه
طلل تعفّيه صباً وغمام
ولمن تركتَ الصافناتِ كأنَّها
موسومة باللؤم وهي كرام
زَفَرَتْ لموتِ أبي شجاعٍ زفرة ً
لم يبق ساعتها لهنّ حزام
عمَّتْ رزيّتُهُ القلوبَ فكلُّها
كاس وأنواع المدام حمام
كَثُرَ العويلُ عليه بعد نعيِّه
حتى كأنَّ العالمين حمام
وحكتْ دموعَ الغانياتِ عقودُها
لو لم يكن لعقودهن نظام
يا حاملينَ النعشَ أين جيادُهُ(25/204)
يا ملبسيه التربَ أين اللام
أينَ السماحة ُ والفصاحة ُ والنهى
منه وأين الجود والإكرام
أضحى لعمرُ اللَّه دونَ جلاله
سترٌ من الأجداث ليس يرام
أأبا شجاعٍ إنْ حُجِبْتَ بربوة ٍ
فالزهر منبته ربى ً وأكام
قم تبصر الخفرات حولك حسراً
- لو كان يمكنه الغداة قيام -
واسمع عويل بكائها فلقد بكت
لبكائها الأصواء والأعلام
ضجّتْ لمصرعكَ النوادبُ ضجَّة ً
سدّت مسامعها لها الأيام
ولقد عهدتك كوكباً أبراحه
جُرْدُ المذاكي والسماءُ قتام
وعهدت سيفك جدولاً في ورده
يوم الكريهة للنفوس هيام
فابشر فدار الخلد منك بموعد
واهنأ ففيها غبطة ٌ ودوام
مرّ الغمام على ثراك محيّياً
فعلى الغمام تحيّة وسلام
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لي سكن شقت به غربة
لي سكن شقت به غربة
رقم القصيدة : 23098
-----------------------------------
لي سكن شقت به غربة
جادت لها عيناي بالمزن
ما حسن الصبح ولا راقني
بياضُهُ مذبانَ في الظّعن
كأنما الصبح لنا بعده
عين قد ابيضت من الحزن
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> طرة ليل فوق صبح مبين
طرة ليل فوق صبح مبين
رقم القصيدة : 23099
-----------------------------------
طرة ليل فوق صبح مبين
أم حلك اللّمة فوق الجبينْ
وإبائي من أرتضي حكمه
في مُهْجَتي وهو من الظالمين
أغيد في وجنته روضة
يجري بها ماء الشباب المعين
قلتُ وقد أقبل يختالُ في
بردته يسبي نهى الناظرين
هذا هو البدرُ وغصنُ النّقا
فلا تكنْ فيه من الممترين
علّقته أحوى حوى بهجة
تَمَثَّلَ السحرُ بها في العيون
مطرَّزُ الخدّ بماءِ الصَّبا
ناهيكَ مِنْ وردٍ ومن ياسمين
أطلعت فيه نزعات الهوى
ولم أزل أعصي به العاذلين
وصنتُ نفسي عن هوى غيرِهِ
من روض خديه بوشي مصون
ولو سِوَى مَنْظَرِهِ راقني
لألاؤُهُ كنتُ من الخاسرين
يا غصناً أ.رى بسمر القنا
وشادناً أودى بأُدسْدِ العرين
طلعتَ منْ قومِكَ في أنجمٍ
أوضحت الظلماء للمدلجين
أمسيت فيهم قمراً زاهراً(25/205)
يُعشي سناهُ أعينَ الناظرين
يا لهَنا المجدِ الذي حُزْتهُ
إنك منه في مكان مكين
وليهنأ النبل سمات بدت
عليك من فهمك للسامعين
ما لمحيّاكَ يروقُ الضحى
وما لأعطافك يتسبي الغصون
هل أنت إلا قبلة للورى
قد وقعوا طُرّاً لها ساجدين
أبا الوليد انتض سيف الهوى
واخضبْ ظُباه بدما العاشقين
قد نمق الحساد في وصلنا
زخارفَ الخالين والحاسدين
راموا انقلابَ الودِّ فلْترْمِهِمْ
بردهم ينقلبُوا صاغرين
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> يا واقفاً
يا واقفاً
رقم القصيدة : 231
-----------------------------------
مالي أراك تقلبُ النظرا
وكأن عينك لا ترى أثرا ؟
وكأن قلبك لايحس بما
يجري ولا يستشعر الخطرا
وكأن ما في الكونِ من عبرٍ
ومن المواعظ واجهت حجرا
مالي أراك عقدتَ ألويةً
للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟
أو ما ترى شمس الضحى وإذا
جن الظلام ، أما ترى القمرا ؟
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت
أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟
يا هارباً من ثوب فطرته
أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟
أو ما ترى نار الظلال رمت
لهباً إليك وأرسلت شررا؟
مالي أراك كريشة علقت
ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟
تصغي لقول المصلحين وإن
فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا
إن أحسن الناس اقتديت بهم
وإذا أساؤا تتبع الأثرا
أتظل بين الناس إمعةً
يسري بك الطوفان حيث سرى؟
عجباً أما لك منهج وسط
كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟
يا ساكنا في دار غفلته
متوارياً وتعاتب القدرا
أنسيت أن الأرض حين ترى
الجفاف تراقب المطرا ؟
أنسيت أن الغصن يسلبه
فصل الخريف جماله النضرا
مالي أراك مذبذباً قلقا
حيران يشكو طرفك السهرا ؟
هذا قطار العمر ، ما وقفتْ
عرباته يوماً ولا انتظرا
فإلى متى تبقى بلا هدفٍ
اسماً كأنك تجهل السفرا ؟
هبت رياح المرجفين على
اسلامنا ، فلتحسن النظرا
أو ليس للقرآن جلجلة
في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق
رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!
خسر الجزوع وإن سعى سعياً(25/206)
نحو المراد ، وفاز من صبرا
الأرض كل الأرض ترقبنا
وتقول : هذا بابي انكسرا
لم تسلك الدرب الصحيح فهل
ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ
وأخطأ تاب واعتذرا
هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ
فبها تسامى المجد وازدهرا
رفعت لواء الحق منذ هوت
أصنامها وضلالها اندحرا
هي واحة الدنيا فكم نشرت
ظلاً على من حج واعتمرا
فافخر بها إن المحب إذا
صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا
دع عنك من ماتت مشاعره
وفؤاده في حقده انصهرا
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً
نحو التراب ويترك الثمرا ؟
فإلى متى أبقى تدنسني
مدنية ، وجدانها كفرا ؟
ولديكم الاسلام ينقذني
مما أعاني يدفع الخطرا
الأرض تدعونا انتركها
ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟
يا واقفاً والركب منطلقٌ
أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟
أو ما ترى في العصر عولمةٌ
............. جلبت إليك بنفعها الضررا
ولديك مفتاح الصعود بها
إن لم تكن ممن بها انبهرا
عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ
كم مركبٍ في موجه انغمرا
كن واضحاً كالشمس صافية
بيضاء يجلو نورها البصرا
العصر العباسي >> البحتري >> تخطي الليالي معشرا لا تعلهم
تخطي الليالي معشرا لا تعلهم
رقم القصيدة : 2310
-----------------------------------
تُخَطّي اللّيالي مَعشَراً لا تُعِلُّهُمْ
بشَكْوٍ، وَيَعْتَلُّ الأمِيرُ وَكَاتِبُهْ
وَللبُرْءِ عُقْبَى، سَوْفَ يُحْمَدُ غبه فيهما،
وَخَيْرُ الأُمُورِ ما تَسُرُّ عَوَاقِبُهْ
فَقُلْ لأبي نُوحٍ، وإنْ ذَهَبَتْ بهِ
مَذَاهِبُهُ عَنّا، وأعْيَتْ مَطالِبُهْ
وَكَابَدَ مِنْ شكو الأميرِ وَوَعْكِهِ
تَباريِحَ هَمٍّ يَشغَلُ القَلبَ ناصِبُهْ
بوُدّكَ لَوْ مُلّكْتَ تَحوِيلَ شَكوِهِ
إلَيكَ مَعَ الشّكوِ المُعنيكَ واصِبُهْ
فتَغدو نُقاسِي عِلّتَينِ، وَيَغتَدي
صَحيحاً كنصلِ السّيفِ صَحّتْ مَضَارِبُهْ
وَيَكفي الفتى مِنْ نُصْحِهِ وَوَفَائِهِ
تَمَنّيهِ أن يُرْدَى وَيَسْلَمَ صاحِبُهْ
فَلاَ تَحسَبن تَرْكَي العِيَادَةِ جَفْوَةً،(25/207)
وَلاَ سُوءَ عَهدٍ جاذَبَتني جَوَاذِبُهْ
وَمَنْ لي بإذْنٍ حينَ أغدو إلَيْكُمَا،
وَدُونَكُمَا البرْجُ المُطِلُّ، وَحاجِبُهْ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وأغرَّ مصقولِ الأديم تخالُهُ
وأغرَّ مصقولِ الأديم تخالُهُ
رقم القصيدة : 23100
-----------------------------------
وأغرَّ مصقولِ الأديم تخالُهُ
بَرْقاً إذا جَمَعَ العتاقَ رهانُ
يطأ الثرى متبختراً فكأنه
من لحظِهِ في متنه نشوان
فلكأنّ بدرَ التِمِّ فوقَ سَراته
حُسْناً وبين جفونِهِ كيوان
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يا عالم السر مني
يا عالم السر مني
رقم القصيدة : 23101
-----------------------------------
يا عالم السر مني
کصْفَحْ بفضلكَ عنّي
مَنَّيْتُ نفسي بعفوٍ
مولايَ منكَ ومني
وكان ظنّي جميلاً
فكن إذاً عند ظني
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وغزالين دنا وصلهما
وغزالين دنا وصلهما
رقم القصيدة : 23102
-----------------------------------
وغزالين دنا وصلهما
بعدما كان قصيّاً غير دان
وصلا حبل ودادي فهما
عنْ يميني وشمالي ختلان
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> كم زورة لي بالزوراء خضت بها
كم زورة لي بالزوراء خضت بها
رقم القصيدة : 23103
-----------------------------------
كم زورة لي بالزوراء خضت بها
عُبابَ بحرٍ من الليلِ الدجوجيِّ
وكم طرقت قباب الحيّ مرتدياً
بصارمٍ مثلِ عزمي هُنْدواني
والليلُ يسترني غربيبُ سُدْفَتِهِ
كأنني خَفَرٌ في خدِّ زنجيِّ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ما لهندٍ تكفكفُ الدمع حزناً
ما لهندٍ تكفكفُ الدمع حزناً
رقم القصيدة : 23104
-----------------------------------
ما لهندٍ تكفكفُ الدمع حزناً
وشفاءُ الحزين في رَاحَتَيْها
صَبَغَ الدرُّ خدَّها قانياً إذ
نثرتها الشؤون من مقلتيها
كنت أسلو خيام نجد فلما
مالتِ العيسُ بالحُدُوجِ إليها
راح دمعي كدمعِ هندٍ ولكنْ(25/208)
ساعة ً ينهمي على وجنتيها
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> دع الخطِّيَّ يَثني مِعطفيه
دع الخطِّيَّ يَثني مِعطفيه
رقم القصيدة : 23105
-----------------------------------
دع الخطِّيَّ يَثني مِعطفيه
فإنَّ لأسهمي فضلاً عليه
إذا كان العلا قَتْلَ الأعادي
ينال الخير أسرعنا إليه
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> و قزازة زرقاء رق صفاؤها
و قزازة زرقاء رق صفاؤها
رقم القصيدة : 23106
-----------------------------------
و قزازة زرقاء رق صفاؤها
قد ضم زهر الجلنارة ماؤها
فاعجب لراح كاسها من فضة
ما إن تسيل وقد يسيل إناؤها
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومهفهفٍ غنِجٍ تَقسّمَتِ الظَّبا
ومهفهفٍ غنِجٍ تَقسّمَتِ الظَّبا
رقم القصيدة : 23107
-----------------------------------
ومهفهفٍ غنِجٍ تَقسّمَتِ الظَّبا
ألحاظَهُ لمّا رَنَتْ رُقَباؤُهُ
فليومه زرق المهند تنتضى
ولمقلتيه حدُّهُ ومضاؤهُ
وقفتُ بواديهمُ لا أرى
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> غريرٌ يباري الصبحَ إشراقُ خدّه
غريرٌ يباري الصبحَ إشراقُ خدّه
رقم القصيدة : 23108
-----------------------------------
غريرٌ يباري الصبحَ إشراقُ خدّه
وفي مفرق الظلماء منه نصيب
ترفُّ بفيهِ ضاحكاً أقحوانة ٌ
ويهتز في برديه منه قضيب
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وواضحة ٍ كمثلِ النصلِ تجري
وواضحة ٍ كمثلِ النصلِ تجري
رقم القصيدة : 23109
-----------------------------------
وواضحة ٍ كمثلِ النصلِ تجري
مع الأبصار كالماء القراح
ترى حُبكَ المدادِ بجسمِ نورٍ
كمخضّرِ الفرندِ على الصِّفاحِ
كأن سواده في صفحتيها
بقايا الليل في وجهِ الصباحِ
العصر العباسي >> البحتري >> لتهنئ أمير المؤمنين عطية
لتهنئ أمير المؤمنين عطية
رقم القصيدة : 2311
-----------------------------------
لتهَنئً أميرَ المؤمنينَ عَطيّةً
منَ الله يَزْكو نَيْلُها وَيَطيبُ(25/209)
يَدُ الله في فَتْحٍ إليكَ جَميلَةٌ،
وإنْعَامُهُ فيهِ عَلَيْكَ عَجيبُ
وَليُّكَ دُونَ الأوْلِيَاءِ مَحَبّةً،
وَمَوْلاَكَ والمَوْلَى الصّرِيحُ نَسيبُ
وَعَبدُكَ أحْظَتْهُ لَدَيْكَ نَصِيحَةٌ،
وأرْضَاكَ منهُ مَشهَدٌ وَمَغيبُ
رَمَتْهُ صُرُوفُ النّائبَاتِ فأخطأتْ،
كذا الدّهرُ يُخطي مَرّةً وَيُصِيبُ
وَلَم أنْسَهُ يَطفُو وَيَرْسُبُ تارَةً،
وَيَظْهَرُ للرّائينَ ثُمّ يَغيبُ
دَعا باسمكَ المَنصُورِ والمَوْجُ غامرٌ
لدَعوَتِهِ والمَوْتُ منهُ قَرِيبُ
وأُقسِمُ لوْ يَدعوكَ والخَيلُ حَوْلَهُ،
لَفَرّجَهَا عَنْهُ أغَرُّ نَجيبُ
فَلَوْلا دِفَاعُ الله دامَتْ على البُكا
عُيُونٌ، وَلَجّتْ في الغَرَامِ قُلُوبُ
فَجَاءَ على يأسٍ وَقد كادتِ القُوَى
تَقَطَّعُ والآمَالُ فيهِ تَخيبُ
فَيَا فَرْحَةً جاءَتْ على إثرِ تَرْحةٍ،
وَبُشرَى أتَتْ بعدَ النّعيّ تَؤوبُ
ثَنَتْ من تَبَارِيحِ الغَليلِ، وَنَهْنَهَتْ
مَدامعَ مَا تَرْقَا لَهُنّ غُرُوبُ
بَقيتَ أميرَ المؤمنينَ، فإنّما
بَقاؤكَ حُسْنٌ للزّمانِ وَطيبُ
وَلا كَانَ للمَكرُوهِ نَحوَكَ مَذهَبٌ،
وَلاَ لصُرُوفِ الدّهرِ فيكَ نَصِيبُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وخودٍ ضمَّ مئزرُها كثيباً
وخودٍ ضمَّ مئزرُها كثيباً
رقم القصيدة : 23110
-----------------------------------
وخودٍ ضمَّ مئزرُها كثيباً
يهالَ وَبُرْدُها غُصْناً يراحَ
لها قلب أبى النطق اكتتاما
وسرّ نطاقها أبداً مباح
وقد أمرتهما بالكتم لكن
أطاعَ سوارُها وعصى الوشاح
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> نَبَّهْتُهُ ونجومُ الليلِ زاهرة ٌ
نَبَّهْتُهُ ونجومُ الليلِ زاهرة ٌ
رقم القصيدة : 23111
-----------------------------------
نَبَّهْتُهُ ونجومُ الليلِ زاهرة ٌ
والفجر منصدع والصبح قد لاحا
والليلُ منهزمٌ ولَّتْ عساكرُهُ
والروض مبتسم والزهر قد فاحا
فقام يمسحُ عينيه براحتهِ
فخلته في ظلام الليل مصباحا(25/210)
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> يذكّرني تحنانُ شدوِ غنائه
يذكّرني تحنانُ شدوِ غنائه
رقم القصيدة : 23112
-----------------------------------
يذكّرني تحنانُ شدوِ غنائه
على الأيك تحنان الحمام المغرّد
له نغماتٌ أفحمتْ كلَّ صادحٍ
وصوت نشيد قد شجا كلّ منشد
فدعْ كلَّ ما حُدِّثتَ عن صوتِ معبدٍ
وطارحْ نشيداً عن نشيدِ ابنِ معبد
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومهفهفٍ نبتَ الشقيقُ بخده
ومهفهفٍ نبتَ الشقيقُ بخده
رقم القصيدة : 23113
-----------------------------------
ومهفهفٍ نبتَ الشقيقُ بخده
واهتز أملود النّقا في برده
ماء الشبيبة والجمال أرق من
صَقْلِ الحسامِ المنتضى وَفِرِنْده
يُحْيي الأنامَ بل
محة ٍ منْ وَصْلِهِ
من بعد ما وردوا الحمام بصده
إن كنت أهديت الفؤاد له فقل
أيّ الجوى لجوانحي لم يهده
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وسافرٍ عن قمرِ
وسافرٍ عن قمرِ
رقم القصيدة : 23114
-----------------------------------
وسافرٍ عن قمرِ
مبتسم عن درر
لو لاح للحور وقد
سلّ حسام الحور
لقدّ منه شغفاً
قميصُه من دُبُرِ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وغزال ذي اعتدال شفّه
وغزال ذي اعتدال شفّه
رقم القصيدة : 23115
-----------------------------------
وغزال ذي اعتدال شفّه
بعد ما شفّ هواه الأنفسا
جارتِ الحمّى على وجنتِهِ
فاستحالَ الوردُ منهُ نَرْجِسا
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> وروضة عاطر بنفسجها
وروضة عاطر بنفسجها
رقم القصيدة : 23116
-----------------------------------
وروضة عاطر بنفسجها
عطَّرها وشيُها وسندسُها
لما غذتها السحاب درتها
من فوقِ حوذانها ونرجسها
خاف عليها الغمامُ حادثة ً
فسلَّ سيفَ البروق يحرسها
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ألا ادن وان ضاق النّدي فإنه
ألا ادن وان ضاق النّدي فإنه
رقم القصيدة : 23117
-----------------------------------(25/211)
ألا ادن وان ضاق النّدي فإنه
رحيبٌ بودٍ ضمنتهُ الأضالعُ
يضيقُ الفضا عن صاحبينِ تباغضا
وسمُّ خياطٍ بالحبيبين واسعُ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> رئيس الشرق محمود السجايا
رئيس الشرق محمود السجايا
رقم القصيدة : 23118
-----------------------------------
رئيس الشرق محمود السجايا
يقصِّرُ عن مدائحهِ البليغ
نسمّيه بيحيى وهو ميت
كما أن السليم هو اللديغ
يعافُ الوردَ إن ظمئتْ حشاه
وفي مالِ اليتيم له ولوغ
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> قاض يجورُ على الضعيفِ وربما
قاض يجورُ على الضعيفِ وربما
رقم القصيدة : 23119
-----------------------------------
قاض يجورُ على الضعيفِ وربما
لقي القويّ بمثل حلم الأحنف
لعبت بطلعته الرُّشا لعب الرَّشا
بفؤادِ خفَّاقِ الجوانحِ مُدنف
العصر العباسي >> البحتري >> عدمت مخاريق عبد الرح
عدمت مخاريق عبد الرح
رقم القصيدة : 2312
-----------------------------------
عدمت مخاريق عبد الرحـ
ــيم وأبنة فقحته الرحبه
وما في الستارة من حاجز
إذا قرعت ركبة ركبه
أتحجب طاقة إبريسم
هوى الصب منهم على الصبه
إذا الساقيات حملن الكؤو
س دوراً على القوم أو نخبه
فواط علي قدم غضة
وفاتل أنملة رطبه
فإن سحب الليل من ذيله
رايتهم عقبة عقبه
وما لحضورك من هيبة
وما لرقيبك من رقبه
مشاهد لم يرضها شلح
ولا ابن شعوب ولا كبه
فكيف يرجيك من قد رأى
مكاسك في الفلس والحبه
وأكلك من قوت أهل الحبوس
ولبسك من سلب الكعبه
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> ومهند عضب براحة أغيد
ومهند عضب براحة أغيد
رقم القصيدة : 23120
-----------------------------------
ومهند عضب براحة أغيد
في جفنه عضب يقدّ مفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ
بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماض كلا السيفين لكن لحظه
أمضى وإلا فاسألنّ مقاتلي
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> لله ليلتنا التي استجدى بها
لله ليلتنا التي استجدى بها(25/212)
رقم القصيدة : 23121
-----------------------------------
لله ليلتنا التي استجدى بها
فَلقُ الصباحِ لسدفة ِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ
من فتية بيض الوجوه كرام
إن حوربوا فزعوا إلى بيض الظبا
أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
فترى البلاغة َ إنْ نظرتَ إليهمُ
والبأس بين يراعة وحسام
العصر الأندلسي >> ابن الزقاق البلنسي >> خذ حديث الشوق عن نفسي
خذ حديث الشوق عن نفسي
رقم القصيدة : 23122
-----------------------------------
خذ حديث الشوق عن نفسي
وعن الدمعِ الذي همعا
ما ترى شوقي قد کتقدا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ
قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ
رقم القصيدة : 23123
-----------------------------------
قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ
فَارْغَبْ بِكاسِكَ عَنْ سِوَى الأَكْفاءِ
مَا لي وَمَزْجُ کلرَّاحِ إلاَّ في فَمي
بِالرِّيقِ مِنْ فَمِ غَادَة ٍ حَسْناءِ
ذَاكَ المِزَاجُ وَإِنْ تَعَدَّاني الَّذي
في المُزْنِ مِنْ ذِي رِقَّة ٍ وَصَفاءِ
أَشْهَى وَأَبْلَغُ في کلْفُؤَادِ مَسرَّة ً
مِنْ غَيْرِهِ وَأَدَبُّ في کلأَعْضاءِ
لي الصِّرْفُ إِنْ فَرِحَ النَّديمُ وَلَمْ أَكُنْ
مُسْتَأْثِراً فِيها عَنِ النُّدَماءِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> المنايا حَتْمٌ فَطُوبَى لِنَفْسٍ
المنايا حَتْمٌ فَطُوبَى لِنَفْسٍ
رقم القصيدة : 23124
-----------------------------------
المنايا حَتْمٌ فَطُوبَى لِنَفْسٍ
سَلَّمَتْ بالرِّضَى لِحُكْمِ القَضاءِ
لَوْ بِوُدِّي قَتلَتْ نَفْسي لأِلَقا
هُ وَلَكِنْ خَشِيتُ فَوْتَ اللِّقاءِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى
رقم القصيدة : 23125
-----------------------------------
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى(25/213)
ولِمْ كانَتْ لنا طُهْراً وَطيبا
فَقالَتْ غَيْرَ ناطِقَة ٍ لأنِّي
حَوَيْتُ لِكُلِّ إِنْسانٍ حَبيبَا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَشْقَى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً
أَشْقَى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً
رقم القصيدة : 23126
-----------------------------------
أَشْقَى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً
أَوْ أَنْ يَرَى فيكَ کلْوَرَى تَهْذيبا
ما دُمْتَ مُسْتَوِياً فَفِعْلُكَ كُلُّهُ
عِوَجٌ وإِن أَخْطَأْتَ كُنْتَ مُصيبَا
كالنَّقْشِ لَيْسَ يَصِحُّ مَعْنَى خَتْمِهِ
حَتَّى يَكُونَ بِناؤُهُ مَقْلُوبا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا ابْنَ حَبيبَ أَنتَ في غَفلَة ٍ
يا ابْنَ حَبيبَ أَنتَ في غَفلَة ٍ
رقم القصيدة : 23127
-----------------------------------
يا ابْنَ حَبيبَ أَنتَ في غَفلَة ٍ
وَلَمْ تَجِىء ْ بِکلْحُجَّة ِ الغالِبَهْ
لا يدفَعُ الإنسانُ خَيتامَهُ
إِلاَّ لِيقضِي حَاجَة ٌ غائبهْ
فَأعْطِهِ مَنْ شِئْتَ تَظْفرْ بهِ
فَإِنَّ فيهِ حُسنَ العاقِبَهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ
رقم القصيدة : 23128
-----------------------------------
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ
وفي مَفرقِ الظَّلماءِ منهُ نَسيبُ
يزِفُّ إليهِ ضاحِكاً أُقحوانهُ
وَيهتَزُّ في بردَيهِ منهُ قَضيبُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> دَعا بكِ الحُسنُ فَاستَجيبي
دَعا بكِ الحُسنُ فَاستَجيبي
رقم القصيدة : 23129
-----------------------------------
دَعا بكِ الحُسنُ فَاستَجيبي
يا مِسْكُ في صَبغَة ٍ وَطيبِ
تِيهي عَلى البِيضِ وَکسْتَطِيلي
تيهَ شَبابٍ عَلى مَشيبِ
وَلا يَرُعكِ اسوِدادُ لَونٍ
كَمُقْلَة ِ الشَّادِنِ الرَّبيبِ
فَإِنَّما النُّورُ عَنْ سَوادٍ(25/214)
في أَعْيُنِ النَّاسِ وَالقُلُوبِ
العصر العباسي >> البحتري >> لا الدهر مستنفد ولا عجبه
لا الدهر مستنفد ولا عجبه
رقم القصيدة : 2313
-----------------------------------
لا الدّهرُ مُستَنفَدٌ، وَلاَ عَجَبُهْ،
تَسُومُنَا الخَسْفَ كُلَّهُ نُوَبُهْ
نَالَ الرّضَا مادِحٌ وَمُمتَدَحٌ،
فَقُلْ لهَذا الأميرِ: ما غَضَبُهْ
مُكَثِّراً يَبتَغي تَهَضُّمَنَا
بذي اليَمينَينِ، كاذِباً لَقَبُهْ
وَذُو اليَمينَينِ غَيرُ ناصرِهِ،
من نُكَتِ الشِّعرِ أثَقبَتْ شُهُبُهْ
إذا أخَذْتَ العَصَا تُوَاكلُكَ الأنْـ
ـصَارُ، إلاّ ما قُمتَ تَقتَضِبُهْ
ونحنُ مَنْ لا تُطَالُ هَضْبَتُهُ،
وإنْ أنَافَتْ بفَاخرٍ رُتَبُهْ
لَوْ أعرَبَ النّجمُ عَن مَنَاقبهِ
لمْ يَتَجَاوَزْ أحسابَنا حَسَبُهْ
لَوْلا غَرَامي بالعَفْوِ قَد لقيَ الظّا
لمُ شَرّاً، وَسَاءَ مُنْقَلَبُهْ
إذا أراب الزّمَانُ، مُعْتَمِداً،
إنكَاسَ حَظّي سألتُ مَا أرَبُهْ
وَكَانَ حَقّاً عَلَيّ أفْعَلُهُ،
إذا تأبّى الصّديقُ أجْتَنِبُهْ
والنّصْفُ منّي متى سَمَحْتُ بهِ
معَ اقتدارِي تَطَوُّلاً أهَبُهْ
وَخِيرَتي عَقْلُ صَاحبي، فمَتى
سُقْتُ القَوَافي فخِيرَتِي أدَبُهْ
والعَقْلُ من صنعةٍ وَتَجْرِبَةٍ،
شكْلانِ مَوْلودُهُ، وَمُكْتَسَبُهْ
كَلّفْتُمُونا حُدودَ مَنْطقكُمْ
في الشّعرِ يُلغَى عن صِدقه كَذِبُهْ
وَلمْ يَكُنْ ذو القُرُوحِ يَلهَجُ بالمَنْـ
ـطقِ ما نَوْعُهُ، وَمَا سَبَبُهْ
والشّعرُ لَمْحٌ تَكفي إشَارَتُهُ،
وَلَيسَ بالهَذْرِ طُوّلَتْ خُطَبُهْ
لَوَ أنّ ذَاكَ الشّرِيفَ وازَنَ بينَ الـ
لّفْظِ، واختَارَ لمْ يُقَلْ شَجَبُهْ
واللّفْظُ حَليُ المَعنى وَلَيس يُرِيكَ الـ
ـصُّفْرُ حُسْناً يُرِيكَهُ ذَهَبُهْ
أجلى لُصُوصَ البلادِ يَطلُبُهُمْ،
وَبَاتَ لصُّ القَرِيضِ يَنتَهِبُهْ
قاتَلْتَنا بالسلاحِ تَمْلِكُهُ،
مُعْتَزِياً بالعَدِيدِ تَنْتَخبُهْ
أُرْدُدْ عَلَينا الذي استَعَرْتَ وَقُلْ(25/215)
قَوْلَكَ يُعْرَفْ لغالبٍ غَلَبُهْ
أمّا ابنُ بِسطامكَ الذي ظِلتَ تُطْـ
ـرِيهِ، فغَيثٌ يغيثُنا حَلَبُهْ
أزْهَرُ يَتْلُو لسَانُهُ يَدَهُ،
سَوْمَ جُمَادَى يَحدُو بِهِ رَجَبُهْ
لا يَرْتَضِي البِشْرَ يَوْمَ سُؤدَدِهِ،
أوْ يَتَعَدّى إشْرَاقَهُ لَهَبُهْ
فإنْ تَعَلّيْتَ فالمُوفَّقُ بالـ
ـلّهِ مُرَادُ النّدَى، وَمُطّلَبُهْ
كالىءُ ثَغْرِ الإسْلاَمِ، يَرْفِدُهُ
جِدُّ امرِىءٍ لا يَشُوبُهُ لَعبُهْ
فَحَائنُ الزّنْجِ مجمِعٌ هَرَباً،
إنْ كَانَ يَنْجُو بحَائنٍ هَرَبُهْ
لا يَأمَنُ البَرَّ مُفْضِياً كَنَفٌ
منهُ، ولا البَحرَ طامياً حَدَبُهْ
ما اخْتَارَ أمْراً إلاّ تَوَهّمَهُ
رَداهُ أوْ ظَنّ أنّهُ عَطَبُهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
رقم القصيدة : 23130
-----------------------------------
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
فَلا تَسْتَغْرِبي بَلَقَ الغُرَابِ
تَعافينَ المَشِيب وَليسَ هَذَا
وَلَكِنْ هَذِهِ شِيَة ُ الشَّبابِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَمُهَفْهَفٍ يَحْميهِ عَنْ نَظَرِ کلْوَرَى
وَمُهَفْهَفٍ يَحْميهِ عَنْ نَظَرِ کلْوَرَى
رقم القصيدة : 23131
-----------------------------------
وَمُهَفْهَفٍ يَحْميهِ عَنْ نَظَرِ کلْوَرَى
غيرانُ سكنَى المُلكِ تحتَ قِبابِهِ
أَوْما إِلَيَّ أَنِ کئْتِني فأَتَيْتُهُ
والفجرُ يرمُقُ منْ خِلالِ نِقابهِ
وَضَمَمْتُهُ لِلصَّدْرِ حَتَّى اسْتَوْهَبَتْ
مِنِّي ثِيابي بَعْضَ طِيْبِ ثِيابِهِ
فَلَثَمْتُ خَدًّا مِنْهُ ضَرَّمَ لَوْعَتي
وَجعَلتُ أُطفي حَرَّها بِرضابِهِ
فَكَأَنَّ قَلْبي مِنْ وَراءِ ضُلوعِهِ
طَرباً يُخَبِّرُ قَلبَهُ عَمَّا بِهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يُعطى الفَتَى فَيَنالُ في دَعَة ٍ
يُعطى الفَتَى فَيَنالُ في دَعَة ٍ(25/216)
رقم القصيدة : 23132
-----------------------------------
يُعطى الفَتَى فَيَنالُ في دَعَة ٍ
ما لَمْ يَنَلْ بالْكَدِّ والتَّعَبِ
فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ فَضْلَ راحَتِها
إِذْ لَيْسَتِ کلأَشْياءُ بالطَّلَبِ
إِنْ كانَ لا رِزقٌ بِلا سَبَبٍ
فَرَجاء رَبِّكَ أَعظَمُ السَّبَبِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لاحَ لي حاجِبُ کلْهِلالِ عَشِيَّا
لاحَ لي حاجِبُ کلْهِلالِ عَشِيَّا
رقم القصيدة : 23133
-----------------------------------
لاحَ لي حاجِبُ کلْهِلالِ عَشِيَّا
فَتَمَنَّيتُ أَنَّني مِنْ سَحابِ
قُلْتُ أَهْلاً وَلَيْسَ أَهْلاً لِما قُلْـ
ـتُ وَلَكِنْ أَسمَعتُها أَصْحابي
مُظهِراً حُبَّهُ وَعِنديَ بُغْضٌ
لِعَدُوِّ الْكُؤُوسِ وَکلأَكْوَابِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَأَيتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ
رَأَيتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ
رقم القصيدة : 23134
-----------------------------------
رَأَيتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ
على کلمَرْءِ ساكِنَ أَوْصَابِهِ
وَما نالَ ذُو أَسوَة ٍ سَلوَة ً
وَلَكِنْ أَتى کلحُزْنَ مِنْ بابِهِ
تَفَكَّرَ في مِثْلِ أَرْزائِهِ
فَذَكَّرَهُ مَا بِهِ ما بِهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَمجنُونَة ٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ
وَمجنُونَة ٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ
رقم القصيدة : 23135
-----------------------------------
وَمجنُونَة ٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ
مُذَلَّلَة َ الظَّهْرِ للرَّاكِبِ
قَدِ کتَّصَلَ الْجِيدُ مِنْ ظَهْرِها
بِمِثْلِ السَّنامِ بِلا غارِبِ
مُلَمَّعَة ٍ مِثلَما لُمِّعَتْ
بِحِنَّاءِ وَشي يَدُ الكاعبِ
كَأَنَّ کلْجَوَارِيَ كَنَّفْنَها
تَخَلَّجُ مِنْ كُلِّ ما جانِبِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَيها المُوحِي إِلينا
أَيها المُوحِي إِلينا
رقم القصيدة : 23136
-----------------------------------
أَيها المُوحِي إِلينا(25/217)
نَفْثَة کلصِّلِّ الصَّمُوتِ
مَا سَكتْنا عَنْكَ عِيًّا
رُبَّ نُطقٍ في السُّكوتِ
لَكَ بَيتٌ في البُيوتِ
مثلُ بيتِ العَنكبوتِ
إِنْ يهنْ وَهناً فَفيهِ
حِيلَتا سُكْنَى وَقُوتِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَرَى الشيخَ إِبليسَ ذَا عِلَّة ٍ
أَرَى الشيخَ إِبليسَ ذَا عِلَّة ٍ
رقم القصيدة : 23137
-----------------------------------
أَرَى الشيخَ إِبليسَ ذَا عِلَّة ٍ
فَلاَ بَرِىء َ کلشَّيْخُ مِنْ علَّتِهْ
يَقُودُ على الحُبِّ مستَيِقظاً
وَيَأْتيكَ في کللَّيْلِ في صُورَتِهْ
فَيُؤْتِيكَ ما شاءَ مِنْ نَفْسِهِ
وَيبلُغُ ما شاءَ منْ لَذَّتِهْ
وَمَنْ كانَ ذَا حِيلَة ٍ هكَذا
تَمَثَّلُ لِلمَرءِ في يَقظَتِهْ
فَلا تَدَّخِرْ دُونَهُ لَعْنَة ٌ
لأَنَّ رِضى اللهِ في لَعنَتِهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لَكَ مَجْلِسٌ كَمُلَتْ بِشارَة ُ لَهوِنا
لَكَ مَجْلِسٌ كَمُلَتْ بِشارَة ُ لَهوِنا
رقم القصيدة : 23138
-----------------------------------
لَكَ مَجْلِسٌ كَمُلَتْ بِشارَة ُ لَهوِنا
فِيهِ وَلَكِنْ تَحْتَ ذاكَ حَديثُ
غَنَّى الذبابُ فَظَلَّ يَزْمُرُ حَوْلَهُ
فِيهِ البَعُوضُ وَيَرقصُ البُرغُوثُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> مَنْ ذَا يُعالِجُ عَنِّي ما أُعالِجُهُ
مَنْ ذَا يُعالِجُ عَنِّي ما أُعالِجُهُ
رقم القصيدة : 23139
-----------------------------------
مَنْ ذَا يُعالِجُ عَنِّي ما أُعالِجُهُ
مِنْ حَرِّ شَوقٍ أَذَابَ القَلبَ لاعِجُهُ
وَمنْ يَكُنْ لِرَسِيسِ الشَّوقِ داخلهُ
يَكُنْ لِفَرْطِ الضَّنى والسُّقْمِ خارِجُهُ
كادتْ خَلاخِيلُ مَنْ أَهْوَى تَبُوحُ بهِ
سِرًّا وغَصَّتْ بِما فيها دَمالِجُهُ
فهاكَ مِنْ مُحكَماتِ القَولِ مُعلَمة ً
بِالشِّعرِ فيكَ وشَرُّ الشِّعرِ ساذَجُهُ
فَإنَّ حَوْلَكَ قَوْماً زادَ شِعْرُهُمُ
في البردِ حَتَّى أَصابَ النَّاسَ فالجُهُ(25/218)
العصر العباسي >> البحتري >> على مثل رأسك زال السرو
على مثل رأسك زال السرو
رقم القصيدة : 2314
-----------------------------------
على مثل رأسك زال السرو
ر ومال الزمان بنا وانقلب
إذا نحن شئنا رأينا البلا
ء بأعيننا وسمعنا العجب
ذخائر آبائك الأولينا
أتويتها في مهور اللعب
وسلمت سلطانهم حين صا
ر إليك بمقتلعات الكتب
فلم لا تعد من الأجوديـ
ــن وملك خراسان مما تهب
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَذَيَّالٍ لَهُ رِجْلٌ طَحُونٌ
وَذَيَّالٍ لَهُ رِجْلٌ طَحُونٌ
رقم القصيدة : 23140
-----------------------------------
وَذَيَّالٍ لَهُ رِجْلٌ طَحُونٌ
لِما نَزَلتْ بِهِ وَيَدٌ زَجُوجُ
يَطيرُ بأَربَعٍ لا عَيبَ فيها
لِظَهْرانِ الصَّفا مِنْها عَجيجُ
خَرَجْتُ بِهِ عَنْ کلأَوْهامِ سَبْقاً
وَقَلَّ لَهُ عَنْ الوَهْمِ الخُرُوجُ
إلى المَلِك المُعِزِّ أَبي تَميمِ
أَمُرُّ بِمَنْ سِواهُ فَلا أَعِيجُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَقَدْ أَطْفَأوا شَمْسَ النَّهارِ وَأَوقَدُوا
وَقَدْ أَطْفَأوا شَمْسَ النَّهارِ وَأَوقَدُوا
رقم القصيدة : 23141
-----------------------------------
وَقَدْ أَطْفَأوا شَمْسَ النَّهارِ وَأَوقَدُوا
نُجومَ العَوالي في سَماءِ عَجاجِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ في السَّفينَة ِ والرَّدى
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ في السَّفينَة ِ والرَّدى
رقم القصيدة : 23142
-----------------------------------
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ في السَّفينَة ِ والرَّدى
مُتَوَقَّعٌ بِتَلاطُمِ کلأَمْواجِ
وَکلْجَوُّ يَهْطِلُ والرِّياحُ عَواصفٌ
وَکللَّيْلُ مُسْوَدُّ کلذَّوائِبِ داجِ
وَعلى السَّواحلِ للأعادي غارة ٌ
يُتَوَقّعُونَ لِغارَة ٍ وَهِياجِ
وَعَلَت لأِصْحابِ السَّفينَة ِ ضَجَّة ٌ
وَأَنا وَذِكْرُكِ في أَلَذِّ تَناجي(25/219)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَإِذَا صَنَعْتَ غَدَاءَنا
وَإِذَا صَنَعْتَ غَدَاءَنا
رقم القصيدة : 23143
-----------------------------------
وَإِذَا صَنَعْتَ غَدَاءَنا
فَاجعَلهُ غيرَ مبذْنجِ
إيَّاكَ هامة َ أَسودٍ
عُريانَ أَصلعَ كَوسَجِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَلشِّعرُ شَيءٌ حسنٌ
أَلشِّعرُ شَيءٌ حسنٌ
رقم القصيدة : 23144
-----------------------------------
أَلشِّعرُ شَيءٌ حسنٌ
لَيْس بهِ مِنْ حَرَجِ
أَقَلُّ ما فيهِ ذَهَا
بُ کلْهَمِّ عَنْ نَفْسِ الشَّجِي
يَحْكُمُ في لَطَافَة ٍ
حَلَّ عُقُودِ الحُجَجِ
كَمْ نَظْرَة ٍ حَسَّنَها
في وَجهِ عُذرٍ سَمِجِ
وَحُرْقَة ٍ بَرَّدَها
عَنْ قَلْبِ صَبٍّ مُنْضَجِ
وَرَحمَة ٍ أَوقَعها
في قلبِ قاسٍ حَرجِ
وَحَاجَة ٍ يَسَّرَها
عِنْدَ غَزَالٍ غَنِجِ
وَشاعِرٍ مُطَّرَحٍ
مُغلَقِ بابِ الفَرَجِ
قَرَّبَهُ لِسانُهُ
منْ مَلِكٍ مُتَوَّجِ
فَعَلِّمُوا أَوْلادَكُمْ
عَقَّارَ طِبِّ کلْمُهَجِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يَعيبونَ بَلقيسيَّة ً أَنْ رَأَوا بِها
يَعيبونَ بَلقيسيَّة ً أَنْ رَأَوا بِها
رقم القصيدة : 23145
-----------------------------------
يَعيبونَ بَلقيسيَّة ً أَنْ رَأَوا بِها
كَما قَدْ رَأَى مِنْ تِلْكَ مَنْ نَصَبَ الصَّرْحا
وَقَد زادَها التَّزْغِيبُ ملْحاً كَمِثلِ مَا
يَزيدُ خُدُودَ الغِيدِ تَزْغِيبُها ملْحَا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا حَبذا مِنْ بَناتِ الشَّمسِ سائِلة ٌ
يا حَبذا مِنْ بَناتِ الشَّمسِ سائِلة ٌ
رقم القصيدة : 23146
-----------------------------------
يا حَبذا مِنْ بَناتِ الشَّمسِ سائِلة ٌ
عَلى جَوانِبِها تَهْفُو کلمَصابيحُ
كأنَّها رَبْوة ٌ شَمَّاءُ كلَّلَها
نَوْرُ البَهارِ وَقَدْ هَبَّتْ لها ريحٌ(25/220)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَيُّها اللّيْلُ طُلْ بِغَيْرِ جَناحِ
أَيُّها اللّيْلُ طُلْ بِغَيْرِ جَناحِ
رقم القصيدة : 23147
-----------------------------------
أَيُّها اللّيْلُ طُلْ بِغَيْرِ جَناحِ
لَيْسَ لِلْعَيْنِ راحَة ٌ في الصَّباحِ
كَيفَ لا أبغِضُ الصّباحَ وَفَيهِ
بانَ عَنّي نُورُ کلْوُجُوهِ کلمِلاحِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> بَنَفسَجٌ جاءكَ في حِينِ لا
بَنَفسَجٌ جاءكَ في حِينِ لا
رقم القصيدة : 23148
-----------------------------------
بَنَفسَجٌ جاءكَ في حِينِ لا
حَرٌّ يُرَى فيهِ وَلا فَرْطُ بَرْدُ
كَأَنَّهُ لَمَّا أُتِينا بِهِ
مُنغَمِسُ الأثوابِ في اللاَّزَوَردْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَصْبَحْتَ مِنْ جُمْلَة ِ کلأَشْرافِ إِذْ ذُكِروا
أَصْبَحْتَ مِنْ جُمْلَة ِ کلأَشْرافِ إِذْ ذُكِروا
رقم القصيدة : 23149
-----------------------------------
أَصْبَحْتَ مِنْ جُمْلَة ِ کلأَشْرافِ إِذْ ذُكِروا
مَرَّتْ لهُ على خَلَدْ
العصر العباسي >> البحتري >> يمد عبيد الله فينا ستارة
يمد عبيد الله فينا ستارة
رقم القصيدة : 2315
-----------------------------------
يَمُدُّ عُبَيْدُ الله فينا سِتَارَةً،
قَليلاً على سَمعِ الجَليسِ صَوَابُها
نَهُمُّ بإشرَاعِ الحِجَارَةِ نَحوَها،
إذا نَبَحَتْ للمُنْتَشينَ كِلابُها
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أُشاوِرُ أَقْواماً لآخُذَ رَأْيَهُمْ
أُشاوِرُ أَقْواماً لآخُذَ رَأْيَهُمْ
رقم القصيدة : 23150
-----------------------------------
أُشاوِرُ أَقْواماً لآخُذَ رَأْيَهُمْ
فَيَلْوُونَ عَنِّي أَعْيُناً وَخُدُوداً
وَلَيْسَ بِرَأْيي حَاجَة ٌ غَيْرَ أَنَّني
أُؤَنِّسُهُ كَيْ لا يَكُونَ وَحيدا
وَلا أَنا مِمَّنْ يَبْعَثُ السَّهْمَ رامِياً
إِلى غَرَضٍ حَتَّى يَكُونَ سَديدا(25/221)
فَلا يَتَّهِمْ عَقْلي الرِّجالُ فإِنَّني
أعَرِّفهمْ أنِّي خُلقتُ وَدُودَا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كَم رَكعَة ٍ رَكَعَ الصِّفعَانُ تَحتَ يَدي
كَم رَكعَة ٍ رَكَعَ الصِّفعَانُ تَحتَ يَدي
رقم القصيدة : 23151
-----------------------------------
كَم رَكعَة ٍ رَكَعَ الصِّفعَانُ تَحتَ يَدي
وَلَم يَقلْ سَمع الله لِمنْ حَمِدَهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كِتابٌ مِنْ أَخٍ كَشَفَتْ
كِتابٌ مِنْ أَخٍ كَشَفَتْ
رقم القصيدة : 23152
-----------------------------------
كِتابٌ مِنْ أَخٍ كَشَفَتْ
قِناعَ ضميرهِ يَدُهُ
تَذَكَّرَ مَنزلاً رَحباً
وَعَذباً طابَ مَورِدهُ
وَكادَ يَطيرُ مِنْ شَوْقٍ
إلى عَهدٍ يُجَدِّدُهُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَدَوحَة ِ نارنجٍ بُهِتنا بِحُسنِها
وَدَوحَة ِ نارنجٍ بُهِتنا بِحُسنِها
رقم القصيدة : 23153
-----------------------------------
وَدَوحَة ِ نارنجٍ بُهِتنا بِحُسنِها
وَقَدْ نُشِرَتْ أَغْصانُها لِلتَّأَوُّدِ
وَنارِنْجُها فَوْقَ کلغُصُونِ كَأَنَّهُ
نُجومُ عَقيقٍ في سَماءِ زَبَرْجَدِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَتُفّاحة ٍ منْ كَفِّ ظَبيٍ أَخَذتُها
وَتُفّاحة ٍ منْ كَفِّ ظَبيٍ أَخَذتُها
رقم القصيدة : 23154
-----------------------------------
وَتُفّاحة ٍ منْ كَفِّ ظَبيٍ أَخَذتُها
جَناها منَ الغُصنِ الَّذي مثلُ قَدِّهِ
حَكَتْ لَمْسَ نَهْدَيْهِ وَطِيبَ نَسيمِهِ
وَطَعمَ ثَناياهُ وَحمرَة َ خَدِّهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَأيتُ شَقيقة ً حَمراءَ بادٍ
رَأيتُ شَقيقة ً حَمراءَ بادٍ
رقم القصيدة : 23155
-----------------------------------
رَأيتُ شَقيقة ً حَمراءَ بادٍ
عَلى أَطْرافِها لَطْخُ السَّوادِ
يَلُوحُ بِها كَأَحْسَنِ ما تَراهُ
عَلى شَفَة ِ الصِّبِيِّ مِنَ کلمِدادِ(25/222)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> تَحكي غَوَارِبُهُ غَواربَ بُزَّلٍ
تَحكي غَوَارِبُهُ غَواربَ بُزَّلٍ
رقم القصيدة : 23156
-----------------------------------
تَحكي غَوَارِبُهُ غَواربَ بُزَّلٍ
جَاءَتْ بِغيرِ قَوادمٍ وَهوادي
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قَدْ أَحكَمَتْ مِنِّي التَّجا
قَدْ أَحكَمَتْ مِنِّي التَّجا
رقم القصيدة : 23157
-----------------------------------
قَدْ أَحكَمَتْ مِنِّي التَّجا
رِبُ كُلَّ شيءٍ غيرَ جُودي
أَبَداً أَقُولُ لَئِنْ كَسِبْـ
ـتُ لأَقْبِضَنْ بِيَدَي شَديدِ
حَتَّى إذا أَثْرَيْتُ عُدْ
تُ إلى السَّماحَة ِ مِنْ جَدِيدِ
إِنَّ المُقامَ بمثلِ حا
لي لا يتِمُّ مَعَ القُعودِ
لا بُدَّ لي منْ رِحلَة ٍ
تُدني منَ الأملِ البَعيدِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا رَبِّ لا أَقْوى على دَفْعِ الأَذى
يا رَبِّ لا أَقْوى على دَفْعِ الأَذى
رقم القصيدة : 23158
-----------------------------------
يا رَبِّ لا أَقْوى على دَفْعِ الأَذى
وَبِكَ استَعَنْتُ على الضَّعيفِ المُوذِي
مَا لي بَعَثتَ إِليَّ أَلفَ بَعوضَة ٍ
وَبَعَثْتَ واحِدَة ً إِلى النَّمْروذِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَأَيْتُ بَهْرامَ والثُّرَيَّا
رَأَيْتُ بَهْرامَ والثُّرَيَّا
رقم القصيدة : 23159
-----------------------------------
رَأَيْتُ بَهْرامَ والثُّرَيَّا
وَکلْمُشْتَرِي في القِرانِ كَرَّهْ
كَراحَة ٍ خُيِّرَتْ فَحارَتْ
مَا بَينَ يا قُوتَة ٍ وَدُرَّهْ
النَّجُومَ کلزُّهْرا
العصر العباسي >> البحتري >> يجانبنا في الحب من لا نجانبه
يجانبنا في الحب من لا نجانبه
رقم القصيدة : 2316
-----------------------------------
يُجانِبُنَا في الحُبّ مَنْ لا نُجَانِبُهْ،
وَيَبْعَدُ مِنّا في الهَوَى مَنْ نُقَارِبُهْ
وَلاَ بُدّ مِنْ وَاشٍ يُتَاحُ على النّوَى،(25/223)
وَقَدْ تَجلُبُ الشيءَ البَعيدَ جَوالِبُهْ
أفي كلّ يَوْمٍ كاشحٌ مُتَكَلِّفٌ،
يَصُبُّ عَلَينا، أوْ رَقيبٌ نُرَاقِبُهْ
عَنَا المُسْتَهَامَ شَجْوُهُ وَتَطَارُبُهْ،
وَغَالَبَهُ مِنْ حُبّ عَلْوَةَ غَالِبُهْ
وأصْبَحَ لا وَصْلُ الحَبيبِ مُيَسَّراً
لَدَيْهِ، وَلاَ دارُ الحَبيبِ تُصَاقِبُهْ
مُقِيمٌ بأرْضٍ قَدْ أبَنّ مُعَرِّجاً
عَلَيْهَا، وَفي أرْضٍ سِوَاهَا مآرِبُهْ
سَقَى السّفحَ من بَطْياسَ فالجيرَةِ التي
تَلي السّفحَ، وَسميٌّ، دِرَاكٌ سَحَائبُهْ
فَكَمْ لَيلَةٍ قَدْ بِتّها ثَمّ نَاعِماً،
بعَيْنَيْ عَليلِ الطّرْفِ بِيضٍ تَرَائِبُهْ
مَتَى يَبدُ يَرْجِعْ للمُفِيقِ خَيَالُهُ،
وَيَرْتَجِعِ الوَجْدَ المُبَرِّحَ وَاهِبُهْ
وَلَمْ أنْسَهُ، إذْ قَامَ ثَانيَ جِيدِهِ
إليّ، وإذْ مالَتْ عليّ ذَوَائِبُهْ
عِنَاقٌ، يَهُدُّ الصّبرَ وَشكُ انقِضَائِهِ،
وَيُذكي الجَوَى أو يسكبَ الدّمعَ ساكبُه
ألا هَلْ أتَاهَا أنّ مُظْلِمَةَ الدّجَى
تَجَلّتْ، وأنّ العَيشَ سُهّلَ جانِبُهْ
وأنّا رَدَدْنا المُستَعَارَ مُذَمَّماً
على أهْلِهِ، واستَأنَفَ الحَقَّ صَاحبُهْ
عَجِبتُ لهَذا الدّهرِ أعْيَتْ صُرُوفُهُ،
وَمَا الدّهرُ إلاّ صَرْفُهُ، وَعَجَائِبُهْ
مَتَى أمّلَ الدّيّاكُ أنْ تُصْطَفَى لَهُ
عُرَى التّاجِ، أوْ تُثْنى عَلَيهِ عَصَائِبُهْ
فكَيفَ ادّعَى حَقَّ الخِلاَفَةِ غَاصِبٌ
حَوَى دونَهُ إرْثَ النّبيّ أقَارِبُهْ
بكَى المِنْبَرُ الشّرْقِيُّ إذْ حاذ فَوْقَهُ،
على النّاسِ، ثَوْرٌ قَد تَدَلّتْ غَبَاغِبُهْ
ثَقِيلٌ على جَنْبِ الثّرِيدِ، مُرَاقِبٌ
لشَخْصِ الخِوَانِ يبتدي، فيُواثِبُهْ
إذا ما احتَشَى من حاضرِ الزّادِ لم يُبَلْ
أضَاءَ شِهَابُ المُلْكِ أوْ كَلَّ ثَاقِبُهْ
إذا بَكَرَ الفَرّاشُ يَنْثُو حَديثَهُ،
تَضَاءَلَ مُطْرِيهِ، وأطنَبَ عائِبُهْ
تَخَطّى إلى الأمْرِ الذي لَيسَ أهْلَهُ،
فَطَوْراً يُنَازِيهِ وَطَوْراً يُشَاغِبُهْ(25/224)
فَكَيْفَ رأيْتَ الحَقّ قَرّ قَرَارُهُ،
وَكَيْفَ رأيتَ الظّلمَ آلَتْ عَوَاقِبُهْ
ولم يكن المغتر بالله إذ سرى
ليعجز والمعتز بالله طالبه
رمى بالقضيب عنوة وهو صاغر
وعرى من برد النبي مناكبه
وقد سرني إن قيل وجه مسرعاً
إلى الشرق تحدى سفنه وركائبه
إلي كسكر خلف الدجاج ولم تكن
لتنشب إلا في الدجاج مخالبه
له شبه من تاجويه مبين
ينازعه أخلاقه ويجاذبه
وما لحية القصار حين تنفشت
بجالبة خير على من يناسبه
يجوز ابن خلاد على الشعر عنده
ويضحى شجاع وهو للجهل كاتبه
فأقسمت بالبيت الحرام ومن حوت
أباطحه من محرم وأخاشبه
لَقَدْ حَمَلَ المُعْتَزُّ أُمّةَ أحمَدٍ
على سَنَنٍ يَسرِي إلى الحَقّ لاحبُهْ
تَدارَكَ دينَ الله، مِنْ بَعدِ ما عَفَتْ
مَعَالِمُهُ فينَا، وَغَارَتْ كَواكِبُهْ
وَضَمّ شَعاعَ المُلْكِ، حتّى تَجَمّعَتْ
مَشَارِقُهُ مَوْفُورَةً، وَمَغَارِبُهْ
إمَامُ هُدًى يُرْجَى وَيُرْهَبُ عَدْلُهُ،
وَيَصْدُقُ رَاجِيهِ الظّنُونَ وَرَاهِبُهْ
مُدَبِّرُ الدُنيَا أمْسَكَتْ يَقَظَاتُهُ
بآفَاقِهَا القُصْوَى، وَمَا طَرّ شَارِبُهْ
فَكَيْفَ، وَقَدْ ثَابَتْ إلَيْهِ أنَاتُهُ،
وَرَاضَتْ صِعَابَ الحَادِثَاتِ تَجَارِبُهْ
وأبيَضَ مِنْ آلِ النّبيّ، إذا احتَبَى
لساعَةِ عَفْوٍ، فالنّفُوسُ مَوَاهِبُهْ
تَغَمّدَ بالصّفحِ الذُّنُوبَ وأسجَحَتْ
سَجاياهُ في أعدائِهِ وَضَرَائِبُهْ
نَضا السّيفَ حتّى انقادَ مَن كانَ آبياً،
فَلَمّا استَقَرّ الحَقُّ شِيمَتْ مَضَارِبُهْ
وَمَا زَالَ مَصْبُوباً على مَنْ يُطيعُهُ
بفَضْلٍ، وَمَنْصُوراً على مَنْ يُحَارِبُهْ
إذا حَصَلَتْ عُلْيا قُرَيْشٍ تَنَاصَرتْ
مآثِرُهُ في فَخْرِهِمْ، وَمَنَاقِبُهْ
لَهُ مَنْصِبٌ فيهِمْ مَكِينٌ مَكَانُهُ،
وَحَقٌّ عَلَيْهِمْ لَيسَ يُدفَعُ واجِبُهْ
بكَ اشتدّ عظمُ الملكِ فيهمْ فأصْبَحَتْ
تَقِرُّ رَوَاسِيهِ، وَتَعْلُو مَرَاتِبُهْ
وَقَدْ عَلِمُوا أنّ الخِلاَفَةَ لمْ تَكُنْ(25/225)
لتَصْحَبَ إلاّ مَذْهَباً أنْتَ ذاهِبُهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَرَى النَّاسَ مِنْ ضِدَّيْنِ صِيغَتْ طِباعُهُمْ
أَرَى النَّاسَ مِنْ ضِدَّيْنِ صِيغَتْ طِباعُهُمْ
رقم القصيدة : 23160
-----------------------------------
أَرَى النَّاسَ مِنْ ضِدَّيْنِ صِيغَتْ طِباعُهُمْ
فَظاهِرُهُمْ ماءٌ وَباطِنُهُمْ نارُ
وَإِنَّ کبْنَ عَبْدِالله قاضِيَ عَصرِهِ
لأَفْضَلُ مَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ وَيُخْتارُ
كَرِيْمٌ أَرادَ کلله إِتْمامَ فَضْلِهِ
فَأَخْلاقُهُ أَرضٌ وَجَدْواهُ أَمْطارُ
لَهُ بَدَاهاتٌ حِينَ لا يَنْطقُ الوَرَى
وَرَأيٌ إذا ما استَعْجَز السَّيْفُ بَتَّارُ
وَلَمْ أَرَ بَحْراً قَط يُدْعَى بِجَعْفَرٍ
سِوَاهُ وَإِلاَّ فَالْجَعافِرُ أَنْهارُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالطَّبِيبُ مُعَبِّسٌ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالطَّبِيبُ مُعَبِّسٌ
رقم القصيدة : 23161
-----------------------------------
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالطَّبِيبُ مُعَبِّسٌ
وَکلجُرْحُ مُنْغَمِسٌ بِهِ کلْمِسْبارُ
وَأَدِيمُ وَجْهي قَدْ فَراهُ حَدِيدُهُ
وَيَمِينُهُ حَذَراً عَلَيَّ يسارُ
فَشَغَلتِني عَمَّا يليقُ وَإِنَّهُ
لَيَضيقُ عَنْ بُرَحائِها کلأقْطارُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> بَيْنَ أَجْفَانِكِ سِحْرٌ
بَيْنَ أَجْفَانِكِ سِحْرٌ
رقم القصيدة : 23162
-----------------------------------
بَيْنَ أَجْفَانِكِ سِحْرٌ
وَلأِغْصانِكِ بَدْرُ
جَرَّدَتْ عَيْناكِ سَيْفَيْـ
ـنِ لِذا أَمْرُكِ أَمْرُ
فَعَلى خَدَّيكِ مِنْ نَزْ
فِ دِما کلْعُشَّاقِ أَثْرُ
وَمِنَ الكُثبانِ شَطْرٌ
لَكِ والأَغصانِ شَطْرُ
وَسَواءٌ قُلْتُ دُرٌّ
مَا أَرَى أَوْ قُلْتُ ثَغْرُ
وَبماذا أَصِفُ الخَصْـ
ـرَ وَمَا إِنْ لَكِ خَصْرُ
بِكِ شُغْلي وکشْتِغالي
وَمَضَى زَيْدٌ وَعَمْرُو(25/226)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَرَى بَعْضَ مَنْ أَنْتَ صَيَّرْتَهُ
أَرَى بَعْضَ مَنْ أَنْتَ صَيَّرْتَهُ
رقم القصيدة : 23163
-----------------------------------
أَرَى بَعْضَ مَنْ أَنْتَ صَيَّرْتَهُ
مِنَ النَّاسِ يَعْرُوكَ تَعْييرُهُ
تُنافي فِعالُكَ أَفْعالَهُ
وَيُنْقِصُ جاهَكَ تَأْثِيرُهُ
كَما كَسَفَ الشَّمْسَ بَدْرُ الدُّجَى
وَإِنْ كانَ مِنْ نُورِها نُورُهُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> خَليلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَة ُ عاشِقٍ
خَليلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَة ُ عاشِقٍ
رقم القصيدة : 23164
-----------------------------------
خَليلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَة ُ عاشِقٍ
أَمِ النَّارُ في أَحْشائِها وَهْيَ لا تَدْري
سَحابٌ حَكَتْ ثَكْلى أُصِيبَتِ بِواحِدٍ
فَعاجَتْ لَهُ نَحْوَ الرِّياضِ على قَبْرِ
تَرَقْرَقُ دَمْعاً في خُدودٍ تَوَشَّحَتْ
مَطارِفُهَا بالبَرْقِ طِرزاً مِنَ التِّبْرِ
فَوَشْيٌ بِلا رَقْمٍ وَنَسْجٌ بِلا يَدٍ
وَدَمْعٌ بِلا عَيْنٍ وَضِحْكٌ بِلا ثَغْرِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> الأسْرُ خَيْرٌ مِنَ کلْفِرَارِ
الأسْرُ خَيْرٌ مِنَ کلْفِرَارِ
رقم القصيدة : 23165
-----------------------------------
الأسْرُ خَيْرٌ مِنَ کلْفِرَارِ
وَالقَتْلُ خَيْرٌ مِنَ الإِسارِ
وَشَرُّ ما خِفْتُهُ حَيَاة ٌ
أدَّتْ إِلى ذِلَّة ٍ وَعارِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> عِرْسُهُ مِنْ غَيْرِ ضَيْرِ
عِرْسُهُ مِنْ غَيْرِ ضَيْرِ
رقم القصيدة : 23166
-----------------------------------
عِرْسُهُ مِنْ غَيْرِ ضَيْرِ
عِرْسُ زَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ
أَبَداً تَزْني فَإِنْ حا
ضَتْ تَقُدْ حبًّا لأَيْرِ
وَلَها رِجلانِ مِنْ نا
قَة ِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ
هَكَذا تُبْنى کلْمَعالي
لَيْسَ إِلاَّ كُلُّ خَيْرِ(25/227)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> في النّاسِ مَنْ لا يُرْتَجى نَفْعُهُ
في النّاسِ مَنْ لا يُرْتَجى نَفْعُهُ
رقم القصيدة : 23167
-----------------------------------
في النّاسِ مَنْ لا يُرْتَجى نَفْعُهُ
إِلاَّ إِذا مُسَّ بِأَضْرارِ
كالْعُودِ لا يُطْمَعُ في طِيبِهِ
إلاَّ إِذا أُحْرِقَ بالنَّارِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَرُبَّ ساقٍ لَنا مَليحٍ
وَرُبَّ ساقٍ لَنا مَليحٍ
رقم القصيدة : 23168
-----------------------------------
وَرُبَّ ساقٍ لَنا مَليحٍ
لَحْظِي على وَجْهِهِ حَبيسُ
بَدْرٌ وَلكنَّهُ قَرِيبٌ
ظَبْيٌ وَلكِنَّهُ أَنِيسُ
إِلاَّ يَكُنْ قَدُّهُ قَضيباً
فَما لأِعْطافِهِ تَميسُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كَأَنَّ ثَناياهُ أَقاحٍ وَخَدَّهُ
كَأَنَّ ثَناياهُ أَقاحٍ وَخَدَّهُ
رقم القصيدة : 23169
-----------------------------------
كَأَنَّ ثَناياهُ أَقاحٍ وَخَدَّهُ
شَقيقٌ وَعيْنَيْهِ بَقِيَّة ُ نَرْجِسِ
العصر العباسي >> البحتري >> مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه
مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه
رقم القصيدة : 2317
-----------------------------------
معَ الدّهرِ ظُلمٌ ليسَ يُقلِعُ رَاتِبُهْ،
وَحُكمٌ أبتْ إلاّ اعوِجاجاً جَوانِبُهْ
أبِيتُ، وَلَيلي في نَصِيبِينَ سَاهِرٌ،
لهمٍّ عَنَاني، في نَصِيبِينَ، ناصِبُهْ
وَإنّ اغْتِرَابَ المَرْءِ في غَيرِ بُغيَةٍ
يُطالِبُها مِنْ حَيفِ دهرٍ يُطالِبُهْ
فَلَيسَ بِمَعْذورٍ، إذا رُدّ سِرْبُهُ
إَلَيْهِ، بأنْ تَعْيَا عَلَيْهِ مَذاهبُهْ
وَيُعطيهِ مَرْجُوُّ العَواقبِ، مُسرعاً
إليهِ، رُكوبَ الأمرِ تُخشَى عَوَاقِبُهْ
وَما خِلْتُني، وَالحادِثاتُ منَ الحَصَى،
أُخَيَّبُ من مالي، وَيغنم نَاهِبُهْ
فَلَوْ أنّهُ قِرْنٌ تَرَادَى صِفَاتُهُ،
لأحرَزْتُ حَظّي، أوْ كَفِيٌّ أُغالبُهْ
أُرَجّى، وَما نَفْعُ الرّجاءِ، إذا التَقَتْ(25/228)
مَناحِسُ أمْرٍ مُجحِفٍ، وَمَعاطِبُهْ
وَمِمّا يُعَنّي النّفْسَ كُلَّ عَنَائِها
تَوَقّعُها الصّنْعَ البَطيءَ تَقَاربُهْ
إذا لاقَتِ الضّرّاءَ طَالَ عَذابُها،
لمُنتْظِرِ السّرّاءِ مما تَرَاقُبُهْ
وَما مَلِكٌ يُخشَى على كسبِ شَاعِرٍ،
بمُرْضِيَةٍ، عندَ المُلوكِ، مَكَاسِبُهْ
لَعَلّ وَليّ العَهْدِ يَأخُذُ قَادراً
بحَقّ مُعَنّى، مُكْدِياتٍ مَطالبُهْ
فإنّ الذي بَينَ المَدائِنِ، قَاطِعاً
إلى الصّينِ عَرْضاً، سَيْبُهُ وَمَواهِبُهْ
فَلا أرْضَ، إلاّ ما أفاءَتْ رِمَاحُهُ،
وَلا غُنْمَ إلاّ ما أفادَتْ مَقانِبُهْ
وَما كانَ يَدرِي صَاحبُ الزَّنْجِ أنّهُ،
إذا أبطَرَتْهُ غَفَلَةُ العَيشِ، صَاحبُهْ
أقَامَ يُجَاثِيهِ إلى الله، حِقبَةً،
وَكُلُّ تُوافى للّقَاءِ حَلائِبُهْ
وَكانَ صَرِيعَ الحينِ جِبْسَ مُلَعَّنٍ،
متى شاءَ يَوْماً قالَ ما شَاءِ عَائِبُهْ
تَباعَدَ من شكلِ الأنيسِ بقَسوَةٍ،
مُوَهِّمَةٍ أنّ السّبَاعَ تُنَاسِبُهْ
وَما كادَتِ الأيّامُ عَمْراً يريثه،
وَلا الدّهرُ يُبلي ما أجَدّتْ عَجائبُهْ
وَلمْ أرَ كالمَلعُونِ أثرَى ذَخيرَةً،
وعأبْقَى دَماً، والحادِثاتُ تُجَاذبُهْ
إذا قُلتُ: بِيضُ المَشرَفيّةِ أهْمَدَتْ
حْشَاشَتَهُ، كَرّتْ تَثُوبُ ثَوَائِبُهْ
يَبُثُّ المَنَايا، وَالمَنَايا يَحزُنَهُ،
وَيكربُ منهُ الحَتفُ، وَالحتفُ كارِبُهْ
إذا ازْدادَ شَغْباً، كانَ وَالي قِرَاعِهِ
مَلِيّاً لهُ بالفَضْلِ، حِينَ يُشاغِبُهْ
كمَا اللّيلُ إنْ تَزْدَدْ لعَيْنِكَ ظُلمةً
حَنادِسُهُ، تَزْدَدْ ضِياءً كَوَاكِبُهْ
يَلُوذُ بهَورِ البَحرِ، فالفَوْزُ عِندَهُ،
منَ الدّهرِ، يَوْمٌ تَستَقِلُّ جَنائبُهْ
إذا انحازَ يَنوِي البُعْدَ حُثّتْ، وَرَاءَهُ،
عِتاقُ الشّذا بالمُرْهَفاتِ تُصَاقِبُهْ
إذا ما تَلاقَوْا حَضرَةَ الموْتِ لمْ تَرِمْ
كَتائِبُنا، حتّى تَطيحَ كَتَائِبُهْ
ترَى وَاشجَ الخُرْصَانِ يَهتِكُ بَينَهمْ(25/229)
نُحُورَ الأسُودِ، أوْ تُرَوّى ثَعَالِبُهْ
فإنْ لمْ تَشِفّ العَينُ للعَينِ أكْثَبَتْ
مَسَامِعَ مَدْعُوٍّ لداعٍ يُجاوِبُهْ
تَنَزّى قُلُوبُ السّامِعِينَ، تَطَلّعاً
إلى خبَرٍ مُسْتَوْقَفَاتٍ رَكائِبُهْ
يُغالِبُ طَعْمَ الماءِ في مُلْتَقَاهُمُ،
حَسَى الدّمِ، حتّى يَلفِظَ الماءَ شارِبُهْ
كأن الردى يسقى المضلل صرفه
من السيف دين أرهق الوقت واجبه
إذا أتبع الرمح المركب رأسه
عليه بلعن قلت: إن وراكبه
ولم يلف عضو منه إلا ضريبة
لأبيض مأثور تهاب مضاربه
وَكانَ شِفاءً صَلْبُهُ، لَوْ تألّفَتْ
لهُ جُثَةٌ يُرْضِي بها العَينَ صَالِبُهْ
تَعَجّلَ عَنْهُ رَأسُهُ، وَتَخَلّفتْ
لِطَيّتِها أوْصَالُهُ، وَمَنَاكِبُهْ
فأصْبَحَ مَنْصُوباً على النّاسِ يُفتَدَى
بآبَاءِ مَنْ أوفَى على الناس نَاصِبُهْ
يُجَاهِمُ رَائيهِ بأطْرَقَ عَابِسٍ،
شَهيٍّ إلَيهِمْ سُخطُهُ وَتَغاضُبُهْ
يُنَكِّبُ في إشْرَافِهِ، وَهُوَ آزم
أزوم الخَليعِ ازْوَرّ عَمّن يُعاتبُهْ
فلَمْ يَبقَ في الآفاقِ خَالِعُ رِبْقَةٍ
منَ الدِّينِ، إلاّ فَادِحاتٌ مَصَائبُهْ
جَبابرَةُ الأرْضِ استَكانَتْ لضَرْبَةٍ،
أرَتْ قيِمَ النّهْجِ الذي ذاقَ ناكِبُهْ
وَكانَ، عَلى ثنية كُلّ إشراف،
سَنَا فِتْنَةٍ يَدْعُو إلى الغَيّ ثَاقِبُهْ
فعَادَ بَنُو العَباسِ، عَمِّ مُحَمّدٍ،
وَشاهِدُ عِزّ النّاسِ فيهِمْ وَغائبُهْ
يَبيتُونَ، وَالسّلطانُ شاكٍ سِلاحَهُ
بعَقْوَتِهِمْ، والمَوْتُ سُودٌ ذَوائبُهْ
فَيَا ناصِرَ الإسْلامِ لَوْ أنّ نَاصِراً
يُرَافِدُهُ في حِفظِهِ، وَيُنَاوِبُهْ
كَفَيْتَ أميرَ المُؤمنينَ، وَقَبلَها
كَفَيتَ أخاهُ الصّدْعَ يُعوِزُ شَاعِبُهْ
وَما زِلْتَ منْدوباً لرَأسِ ضَلالَةٍ
تُناصِبهُ، أوْ مَنحولِ مُلْكٍ تحارِبُهْ
أخدتَ بوِترِ الدّينِ مثنى وظَفِرَتْ
يَداكَ، فلَمْ يُفلِتْ عَدوٌّ تُطالِبُهْ
وَقَد يُحْرَمُ المَوْتُورُ إمّا تَعزّرَتْ
عداه وأما فاتَ في الأرْضِ هارِبُهْ(25/230)
مَشارِقُ مُلْكٍ صحّ بالسّيفِ قُطرُها،
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ أنْ تَصِحّ مَغارِبُهْ
وَإنّ أبَا العَبّاسِ مَنْ تَمّ رَأيُهُ،
وَمَنْ شُهِرَتْ أيّامُهُ وَمَناقِبُهْ
يُرِينَاكَ لا نَرْتَابُ فيكَ، إذا بَدَا
يُؤدّيكَ نُصْاً نَجرُهُ، وَضَرَائبُهْ
وَقَدْ شَحَذَتْ مِنْهُ حَداثَةَ سِنّهِ
شهامة غِطرِيفٍ، حِدادِ مَخالِبُهْ
إذا المَرْءُ لم تَبدهْكَ، بالحزْمِ كله
قَرِيحَتُهُ لَمْ تُغْنِ عَنْكَ تَجارِبُهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أُتْرجَّة ٌ سَبْطَة ُ الأَطرافِ ناعمة ٌ
أُتْرجَّة ٌ سَبْطَة ُ الأَطرافِ ناعمة ٌ
رقم القصيدة : 23170
-----------------------------------
أُتْرجَّة ٌ سَبْطَة ُ الأَطرافِ ناعمة ٌ
تَلْقى النُّفُوسَ بِحَظٍّ غَيْرِ مَنْحوسِ
كَأَنَّما بَسَطَتْ كَفّاً لِخالِقها
تَدْعُو بِطُولِ بَقاءٍ لابنِ باديسِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أرى بارِقاً بالأبرقِ الفَرْدِ يومِضُ
أرى بارِقاً بالأبرقِ الفَرْدِ يومِضُ
رقم القصيدة : 23171
-----------------------------------
أرى بارِقاً بالأبرقِ الفَرْدِ يومِضُ
يُذَهِّبُ ما بَيْنَ الدُّجى وَيُفَضِّضُ
كَأَنَّ سُلَيْمى مِنْ أَعاليهِ أَشْرَفَتْ
تَمدُّ لنا كفّاً خَضيباً وتَقْبِضُ
إذا ما تَولى وَمْضُه نَفَضَ الدُّجَى
لَهُ صَبْغَة ُ المُسوَدِّ أَوْ كادَ يَنفُضُ
أرِقْتُ لَهُ وَالقَلبُ يَهْفُو هُفُوَّة
على أنَّه منه أحَرُّ وأوْمَضُ
وبتُّ أُداري الشَّوقَ والشَّوقُ مُقْبِلٌ
عليَّ وأدعو الصَّبْرَ والصَّبرُ مُعْرِضُ
واستنْجِدُ الدَّمعَ الأبيَّ على الأسى
فتُنْجِدُني منه جداوِلُ فُيَّضُ
وَأَعْذِرُ قَلْباً لا يَزالُ يَرُوعُهُ
سَنَا النَّارِ مَهْما لاحَ والبَرْقُ يومضُ
يَظُنُّهُما ثَغْرُ الحَبيبِ وَخَدُّهُ
فذا ضاحِكٌ منه وذا مُتَعرِّضُ
إذا بلَغَتْ منه الخيالاتُ ما أرى
فَأَنْتَ لِماذا بالشُّخوص مُعَرِّضُ(25/231)
إلى أن تَفَرَّتْ عن سنا الصُّبحِ سُدْفَة ٌ
كما انشَقَّ عن نَضْحٍ من الماءِ عَرْمَضُ
وَنَدَّتْ إلى الغَرْبِ النَّجُومُ مَرُوعة ً
كَما نَفَرتْ عِيسٌ مِنَ اللَّيلِ رُكَّضُ
وأدركها من فَجأة ِ الصُّبح بَهتَة ٌ
فَتَحْسِبُها فيهِ عيوناً تُمَرِّضُ
كأنَّ الثُّريا والرَّقيبَ يحثُّها
لِجامٌ عَلى رَأْسِ الدُّجى وَهْوَ يَرْكضُ
وَما تَمْتَرى في الهقْعَة ِ العَيْنُ إِنَّها
على عاتِقِ الْجَوْزاءِ قُرْطٌ مُفَضَّضُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُهُ
قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُهُ
رقم القصيدة : 23172
-----------------------------------
قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُهُ
مِنْ كُلِّ ناحِيَة ٍ وَسَطْ
وَتَكَرَّرَتْ فيهِ کلْمَنا
زِلُ مِنْهُ لا مِنِّي الغَلَطْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ کلْفَرْدِ يُومِضُ
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ کلْفَرْدِ يُومِضُ
رقم القصيدة : 23173
-----------------------------------
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ کلْفَرْدِ يُومِضُ
أَفتقُهُ كأَنَّني أَخِيطُهُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> تُنازِعُني النَّفْسُ أَعْلى کلأمورِ
تُنازِعُني النَّفْسُ أَعْلى کلأمورِ
رقم القصيدة : 23174
-----------------------------------
تُنازِعُني النَّفْسُ أَعْلى کلأمورِ
وَلَيْسَ مِنَ العَجْزِ لا أَنْشَطُ
وَلَكِنْ بِمِقْدارِ قُرْبِ المكانِ
تَكونُ سلامَة ُ مَنْ يَسْقُطُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً
رقم القصيدة : 23175
-----------------------------------
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً
لَدَيْكَ وَلا أُثْني عَلَيْكَ تَصَنُّعا
وَلَكِنْ رَأَيْتُ کلمَدْحَ فيكَ فَريضَة ً
عَلَيَّ إِذا كانَ کلمَديحُ تَطَوُّعا(25/232)
فَقُمْتُ بِما لَمْ يَخْفَ عَنْكَ مَكانُهُ
مِنَ القَوْلِ حَتَّى ضاقَ مِمَّا تَوَسَّعا
وَلَو غيرُكَ الموسومُ عنِّي بريبَة ٍ
لأَعْطَيتُ مُدَّعي القَوْلِ ما ادّعَى
فَلا تَتخالَجْكَ الظُّنونُ فَإِنَّها
مَآثِمُ وَاتْرُكْ فِيَّ لِلصُّنْعِ مَوْضِعا
فَوَاللهِ ما طَوَّلْتُ بِاللَّوْمِ فيكُمُ
لِساناً وَلا عَرَّضْتُ لِلذَّمِّ مِسْمَعا
وَلا مِلْتُ عَنْكُمْ بالوِدادِ وَلاَ انَطَوَتْ
حِبالي وَلا وَلَّى ثَنائي مُوَدِّعا
بَلى رُبَّما أَكْرَمْتُ نَفْسي فَلَمْ تَهُنْ
وَأَجْلَلْتُها عَنْ أَنْ تَذِلَّ وَتَخْضَعا
وَلَمْ أَرْضَ بالْحَظِّ کلزَّهِيدِ وَلمْ أَكُنْ
ثَقيلاً عَلى الإخْوانِ كَلاًّ مُدَفَّعا
فَبايَنْتُ لا أَنَّ العَدَاوَة َ بَايَنَتْ
وَقَاطَعْتُ لا أَنَّ الوَفاءَ تَقطَّعا
أَلُوذُ بِأَكْنافِ الرَّجاءِ وأَتَّقي
شَماتَ العِدا إِنْ لمْ أَجدْ فيكَ مَطْمَعا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا مُوجعي شتماً عَلى أَنَّهُ
يا مُوجعي شتماً عَلى أَنَّهُ
رقم القصيدة : 23176
-----------------------------------
يا مُوجعي شتماً عَلى أَنَّهُ
لَو فُرِكَ البُرْغُوثُ ما أَوْجَعا
كُلٌّ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ آفَة ٌ
وآفة ُ النَّمْلَة ِ أَنْ تَلْسَعا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَمُكْتَحِلِ کلجُفُونِ سَطا عَلَيْنا
وَمُكْتَحِلِ کلجُفُونِ سَطا عَلَيْنا
رقم القصيدة : 23177
-----------------------------------
وَمُكْتَحِلِ کلجُفُونِ سَطا عَلَيْنا
بِكاسٍ والصَّباحُ لَهُ انْصِداعُ
فَقُلْتُ لَهُ تَغَنَّ فَدَتْكَ رُوحي
لَنا صَوْتاً فَما حُرِمَ السَّماعُ
فَحَرَّكَ رَأْسَهُ طَرَباً وَغَنَّى
"أَضاعُوني وَأَيَّ فَتًى أَضاعُوا"
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> الْعَفْرُ في فَمِ ذاكَ الصَّارخِ الناعِي
الْعَفْرُ في فَمِ ذاكَ الصَّارخِ الناعِي
رقم القصيدة : 23178(25/233)
-----------------------------------
الْعَفْرُ في فَمِ ذاكَ الصَّارخِ الناعِي
وَلا أُجِيبَتْ بِخَيْرٍ دَعْوة ُ کلدَّاعِي
فَقَدْ نَعى مِلءَ أَفْواهٍ وأَفْئِدَة ٍ
وَقَدْ نَعى مِلْءَ أبْصارٍ وأَسْماعِ
أَمَّا لَئِنْ صَحَّ ما جاءَ البَريدُ بهِ
لَيَكْثُرَنَّ مِنَ الباكِينَ أشياعي
يا شُؤْمَ طائِرِ أَخبارٍ مُبَرِّحَة ٍ
يَطيرُ قَلْبي لَها مِنْ بين أضلاعي
ما زِلْتُ أَفْزَعُ مِنْ يَأْسٍ إلى طَمَعٍ
حَتَّى ترَبَّعَ يَأْسي فوْقَ أَطْماعي
فالْيَوْمَ أُنفِقُ كَنْزَ الْعُمْرِ أَجْمَعَهُ
لمَّا مَضَى واحِدُ کلدُّنيا بِإجْماعِ
تُوُفِّيَ الطاهِرُ القاضي فَوَا أَسَفا
إنْ لَمْ يُوَفِّ تباريحي وَأَوجاعي
فَلِلدِّيانة ِ فيهِ لُبْسُ ثاكِلَة ٍ
وَلِلقَضاءِ عَلَيْهِ قَلْبُ مُلْتاعِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَلَمْ تَرَهُمْ كَيفَ استَقَلُّوا بِهِ ضُحى ً
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيفَ استَقَلُّوا بِهِ ضُحى ً
رقم القصيدة : 23179
-----------------------------------
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيفَ استَقَلُّوا بِهِ ضُحى ً
إلى كَنفٍ مِنْ رَحْمة ِ الله واسِعِ
أَمامَ خَميسٍ ماجَ في البرِّ بَحْرُهُ
يَسيرُ كَمَتْنِ اللِّجَّة ِ المُتَدافِعِ
إذا ضَرَبَتْ فِيهِ الطَبولُ تَتابَعَتْ
بِهِ عَذَبٌ يَحْكي کرْتِعادَ کلأَصابِعِ
تَجاوُبَ نَوْحٍ باتَ يَندُبُ شَجْوهُ
وأَيدي ثَكالى فُوجِئتْ بالفواجِع
العصر العباسي >> البحتري >> عهدي بربعك مأنوسا ملاعبه
عهدي بربعك مأنوسا ملاعبه
رقم القصيدة : 2318
-----------------------------------
عَهْدي بِرَبْعِكَ مَأنوساً مَلاعِبُهُ،
أشْبَاهُ آرامِهِ، حُسْناً، كوَاعِبُهُ
يَشُبْنَ للصّبِ في صَفْوِ الهَوى كَدَراً،
إنْ وَخْطُ شَيْبٍ أُعِيرَتْهُ ذَوَائِبُهُ
أمَا رَدَدْتَ عن الحاجاتِ مُفْتَقِداً،
جاهَ الشّبابُ الذي قدْ فاتَ ذاهِبُهُ
فكَمْ غنيت أخَا لهْوٍ يُطالِبُني(25/234)
بِهِ أنَاسِيُّ، مِمّنْ لا أُطَالِبُهُ
قدْ نَقّلَتْ نُوَبُ الأيّامِ منْ شِيَمي،
لِكُلّ نَائِبَةٍ رَأيٌ أُجَانِبُهُ
تَجَارِبٌ أبْدَلَتْني غَيرَ ما خُلُقي،
وتُوسِعُ المَرْءَ إبْدالاً تَجارِبُهُ
إذا اقتصَرْتُ على حُكْمِ الزّمانِ فقدْ
أرَاكَ شَاهِدُ أمْرٍ كيْفَ غائِبُهُ
كلّفْتَني قَدَراً غَلّتْ ضَرُورَتُهُ
عَزِيمَتي، وَقَضَاءً ما أُغالِبُهُ
وَظِلْتَ تَحْسِبُ رَبّ المالِ مالِكَهُ
على الحُقوقِ، وَرَبُّ المالِ وَاهِبُهُ
وَما جَهِلْتَ، فلا تجْهَلْ مُحاجَزَتي
لِصاحِبِ البابِ يُرْمَى عنْهُ حاجِبُهُ
الأرْضُ أوْسَعُ مِن دارٍ أُلِطُّ بِهَا،
وَالنّاسُ أكثر مِنْ خِل أُجَاذِبُهُ
أُعَاتِبُ المَرْءَ فِيما جاءَ وَاحِدَةً،
ثُمّ السّلامُ عليْهِ لا أُعاتِبُهُ
وَلَوْ أخَفْتُ لَئِيمَ القَوْمِ جَنّبَني
أذاتَهُ، وَصَديقُ الكلْبِ ضَارِبُهُ
وَلنْ تُعِينَ امْرَأً يوْماً وَسَائِلُهُ،
إنْ لمْ تُعِنْهُ على حُرٍّ ضَرَائِبُهُ
ألا فَتىً كَأبي العَبّاس يُسْعِدُهُ
عَلى النّوَالِ، فَلا تُكْدي مَطالِبُهُ
وَالبَحْرُ لَوْ زِيدَ مِثْلاً يَستعِينُ بهِ،
لَطَبّقَ الأرْضَ بَادِيهِ وَثَائِبُهُ
مُكَثِّرٌ هِمّةً في المُكرماتِ، فَما
تُقْضَى مِنَ الشّرَفِ الأعْلى مَآرِبُهُ
يَضِيقُ أرْضاً، إذا فاتَتْهُ مكَرمَةٌ،
وَلمْ يَبِتْ ذِكْرُهَا غُنْماً يُناهِبُهُ
ولنْ تَرَى مثْلَ كنزِ المَجدِ مُكتَسَباً،
يَرْعاهُ صَوْناً، من الإنْفاقِ، كاسبُهُ
باتَ ابْنُ بَدْرٍ لَنَا بَدْراً نَهُدُّ بِهِ
سُدّ الظّلامِ، إذا امتدّتْ غَياهِبُهُ
مُناكِبٌ لِدَنِيئَاتِ الأمورِ تُقىً،
يَزْوَرُّ عَنْ جانِبِ الفحْشاءِ جانِبُهُ
يُحِبُّ أنْ يَترَاءى مِنْ طَلاقتِهِ،
إذا اللَئِيمٌ كَرِيهُ الوَجْهِ، قاطِبُهُ
وعِندَ إشْرَاقِ ذاكَ البشرِ دَرْءُ شذاً،
كمُنتَضي السيْفِ آجالٌ مَضَارِبُهُ
جَدٌّ يُطارُ فُضَاضُ الهَزْل عِنهُ إلى
حِلْمٍ مُقِيمٍ، وَبعضُ الحِلْمِ عازِبُهُ(25/235)
شديدُ إحصَادِ فَتْلِ الرّأي، يَنكُلُ عنْ
جَرْي إلى الغايَةِ القُصْوَى مُخاطِبُهُ
جَنى عَلى نَفْسِهِ، أو زَادَهَا سَفَهاً،
إلى الجَهَالَةِ مَغْرُورٌ يُوَارِبُهُ
مُطالِبٌ بُغْيَةً في كلّ مَكرُمَةٍ،
مَرْحُولَةٌ لِتَقَصّيها رَكائِبُهُ
عَبدُ المَدانِ لَهُ جَيْشٌ يُسانِدُهُ،
بِابْنَيْ جَوَانَ، إذا جاشَتْ جَلائِبُهُ
فَفِي العُمومةِ سعْدٌ، أوْ عشيرَتُهُ،
وَفي الخؤولَةِ كِسْرَى، أوْ مَرَازِبُهُ
قَوْمٌ، إذا أخذوا للحرْبِ أُهْبَتَهَا،
رَأيْتَ أمْراً قدِ احمرّتْ عَوَاقبُهُ
يُرَنِّقُ النّسْرُ في جَوّ السّماءِ، وَقَدْ
أوْمَا إليْهِ شُعَاعُ الشّمسِ يَأدِبُهُ
إنْ كان عِندَكَ خيْرُ القوْل صَادِقُهُ،
فَوَاجِبٌ أنّ شَرّ القَوْلِ كَاذِبُهُ
ومَا حَبَوْتُ أبَا العبّاسِ مَنْقَبَةً
في المَدْحِ، حتى استحقّتْها مَناقِبُهُ
وَما تَبَرّعْتُ بِالتقْرِيظِ مُبْتَدِئاً،
حتى اقتضَتْني، فأحْفَتني موَاهِبُهُ
دُرٌّ منَ الشِّعْرِ لمْ يَظْلِمْهُ ناظِمُهُ،
وَلمْ يزغ مُخطىء التّوْسيطِ ثاقِبُهُ
فِيهِ إذا ما أضَلْتْهُ العقولُ هُدىً،
هُدى أخي اللّيْلِ أدّتْهُ كواكِبُهُ
ألله جَارُكَ جَاراً للحَرِيبِ، وَإنْ
غَدا وَرَاحَ لَنَا، وَالجُودُ حَارِبُهُ
أزائِدي أنْتَ في جَدْوَاكَ مُنْتَسِباً
إلى الوَجِيهِ، وَجِيهَاتٍ مَنَاسِبُهُ
يخْتَالُ في مَشْيِهِ حتَّى يُزَايِدَهُ
إلى المَخِيلَةِ دون الرّكبِ راكِبُهُ
وَلَنْ تفُوتَ المُغالي في المَديحِ بهِ،
حَتى أفُوتَ عَلَيْهِ مَن أُوَاكِبُهُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَوْمَى بِتَسليمَة ِ اخْتِلاسٍ
أَوْمَى بِتَسليمَة ِ اخْتِلاسٍ
رقم القصيدة : 23180
-----------------------------------
أَوْمَى بِتَسليمَة ِ اخْتِلاسٍ
وَالنَّاسُ في حَوْمَة ِ کلوَداعِ
أحلى وَإنْ لَم يَكُنْ سَماعاً
مِنْ نَغَمِ الزَّمرِ وَالسَّماعِ
وَقَدْ نوَتْ مُقْلَتاهُ نَوماً
وَدِدْتُ لَوْ كانَ في ذِراعي(25/236)
وَكانَ لي مَوْقِفُ افتِراقٍ
وَلِلهوَى مَوقِفُ کجْتِماعِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَأَخرَقَ أَكَّالٍ لِلَحْمِ صديقِهِ
وَأَخرَقَ أَكَّالٍ لِلَحْمِ صديقِهِ
رقم القصيدة : 23181
-----------------------------------
وَأَخرَقَ أَكَّالٍ لِلَحْمِ صديقِهِ
ولَيْسَ لِجاري ريقِهِ بِمُسيغِ
سَكَتُّ لَهُ ضنًّا بِعِرضي فَلم أُجِبْ
وَرُبَّ جَوابٍ في السُّكوتِ بَليغ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> مَوزٌ سَرِيعٌ أَكْلُهُ
مَوزٌ سَرِيعٌ أَكْلُهُ
رقم القصيدة : 23182
-----------------------------------
مَوزٌ سَرِيعٌ أَكْلُهُ
مِن قَبْلِ مَضغِ المَاضِغِ
مَأْكَلَة ٌ لآكِلٍ
وَمَشْربٌ لِسائِغِ
فالفَمُ مِنْ لينٍ بهِ
مَلآنُ مِثلُ فارِغِ
يُخالُ وَهْو بالِغٌ
لِلْحَلقِ غَيْرَ بالِغِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا حُسْنَ ما سُمِّيَ کلبَهارُ بِهِ
يا حُسْنَ ما سُمِّيَ کلبَهارُ بِهِ
رقم القصيدة : 23183
-----------------------------------
يا حُسْنَ ما سُمِّيَ کلبَهارُ بِهِ
لَو تَرَكَتْهُ عِيافَة ُ العائِفْ
قَلَبتُهُ راهِباً فأَشعَرَني
خَوفاً وَتَأْويلُ راهِبٍ خائِف
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لا بُدَّ في العورِ مِنْ تِيهٍ وَمِنْ صَلَفٍ
لا بُدَّ في العورِ مِنْ تِيهٍ وَمِنْ صَلَفٍ
رقم القصيدة : 23184
-----------------------------------
لا بُدَّ في العورِ مِنْ تِيهٍ وَمِنْ صَلَفٍ
لأَنَّهُمْ يَبْصِرونَ النَّاسَ أَنْصافا
وَكُلُّ أَحْوَلَ يُلْفَى ذا مُكارَمَة ٍ
لأَنَّهُمْ يَنْظُرونَ النَّاسَ أَضْعافا
وَالعُمْيُ أَولى بِحالِ العُورِ لوْ عَرَفُوا
على القِياسِ وَلَكِنْ خافَ مَنْ خافا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قَالُوا رأَيْنا فُراتاً لَبْسَ يُوجِعُهُ
قَالُوا رأَيْنا فُراتاً لَبْسَ يُوجِعُهُ
رقم القصيدة : 23185(25/237)
-----------------------------------
قَالُوا رأَيْنا فُراتاً لَبْسَ يُوجِعُهُ
ما يُوجِعُ النَّاسَ مِن هَجْوٍ بهِ قُذِفا
فَقُلْتُ لَو أَنَّهُ حَيٌّ لأَوْجَعَهُ
لَكِنَّهُ ماتَ مِنْ جُهْلٍ وَما عَرَفا
وما هَجَوْت فُراتاً غيْر تجرِبَة ٍ
وَذُو الرِّمايَة ِ مَنْ يَسْتَصْغِرُ کلهَدَفا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إِليكَ يُخاضُ البَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ
إِليكَ يُخاضُ البَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ
رقم القصيدة : 23186
-----------------------------------
إِليكَ يُخاضُ البَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ
بأَمْواجِهِ جَيْشٌ إِلى کلْبَرِّ زَاحِفُ
وَيَبْعَثُ خَلْفَ النَجْحِ كُلَّ مُنِيفَة ٍ
تُريكَ يَداها كَيْفَ تُطْوَى التَّنائِفُ
مِنَ کلمُوجِفاتِ اللاَّءِ يَقْذِفْنَ بِالْحَصى
وَيُرْمى بِهِنَّ کلمَهْمَهُ کلمُتَقاذِفُ
يَطيرُ اللُّغامُ الجَعْدُ عَنْها كأَنَّهُ
مِنَ القُطْنِ أَو ثَلْجِ الشِّتاءِ نَدائِفُ
وَقَد نازَعتَ فَضلَ الزِّمامِ ابنَ نَكبَة ٍ
هُوَ السَّيْفُ لا ما أَخْلَصَتْهُ المَشارِفُ
فَكَيفَ تَراني لَوْ أُعِنْتُ على الغِنَى
بِجَدٍّ، وإنّي لِلغنى لمُشارفُ
وَقَدْ قَرَّبَ کلله کلمسافَة َ بَيْنَنا
وَأَنْجَزَني کلْوَعْدَ الزَّمانُ کلمُشارِفُ
وَلَولا شَقائي لَمْ أَغِبْ عَنْكَ ساعَة ً
ولا رامَ صَرفي عَنْ جَنابِكَ صارِفُ
وَلَكِنَّنِّي أَخْطَأْتُ رُشْدي فَلَمْ أُصِبْ
وَقَدْ يُخطِئُ الرُّشْدَ الفَتى وَهْوَ عارِفُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> کلمَرْءُ في فُسْحَة ٍ كَما عَلِمُوا
کلمَرْءُ في فُسْحَة ٍ كَما عَلِمُوا
رقم القصيدة : 23187
-----------------------------------
کلمَرْءُ في فُسْحَة ٍ كَما عَلِمُوا
حَتَّى يُرَى شِعْرُهُ وَتَأْلِيفُهْ
فَواحِدٌ مِنْهُما صَفَحْتُ لَهُ
عَنْهُ وَجازَتْ لَهُ زَخاريفُهْ
وَآخَرٌ نَحْنُ مِنْهُ في غَرَرٍ
إِنْ لَمْ يُوافِقْ رِضاكَ تَثقِيفُه(25/238)
وَقَدْ بَعَثْنا كيسينِ مِلْؤُهُما
نَقْدُ امْرئٍ حاذقٍ وَتَزييفُه
فَانظُرْ وَما زِلْتَ أَهْلَ مَعْرِفَة ٍ
يا مَنْ لَنا عِلْمُهُ وَمَعْروفُه
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> ما أَنْتَ يا دَهْرُ بالأَهوالِ تَفْجَعُنا
ما أَنْتَ يا دَهْرُ بالأَهوالِ تَفْجَعُنا
رقم القصيدة : 23188
-----------------------------------
ما أَنْتَ يا دَهْرُ بالأَهوالِ تَفْجَعُنا
إِلاَّ كَمَنْ يَقْرَعُ الجُلمودَ بِالخَزَفِ
إنْ كُنتَ أَنْتَ لِسَيْفِ الغَدْر مُنْتَضياً
فإنَّني مِن جَميلِ الصَّبْرِ في زَغفِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> مَنْ جَفاني فَإِنَّني غَيْرُ جافِ
مَنْ جَفاني فَإِنَّني غَيْرُ جافِ
رقم القصيدة : 23189
-----------------------------------
مَنْ جَفاني فَإِنَّني غَيْرُ جافِ
صِلَة ٌ أَو قَطيعَة ٌ في عَفافِ
رُبَّما هاجَرَ الفَتَى مَن يُصافيه
وَلاقَى بالْبِشْرِ مَنْ لا يُصافي
العصر العباسي >> البحتري >> إذا اعتلت درجات الشمس مصعدة
إذا اعتلت درجات الشمس مصعدة
رقم القصيدة : 2319
-----------------------------------
إذا اعتلت درجات الشمس مصعدة
في الحوت أغنت غنى عن خز يعقوب
وفي الربيع إذا استمتعت منه غنى
عن حاكه في طراز السوس والطيب
منعتني الخطر المنزور تبذله
في حالك من أديم الزنج غربيب
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا من يَمُرُّ ولا تَمُرُّ
يا من يَمُرُّ ولا تَمُرُّ
رقم القصيدة : 23190
-----------------------------------
يا من يَمُرُّ ولا تَمُرُّ
به القلوبُ مِنَ الحُرَقْ
بعِمامَة ٍ مِنْ خدِّهِ
أو خدُّهُ مِنها سَرَقْ
فكأنه وكأنها
قَمَرٌ تَعَمَّمَ بالشَّفَقْ
فَإِذا بَدا وإِذَا کنْثَنى
وإذا رنا وإذا نَطَقْ
شَغَلَ کلْخَواطِرَ وَکلْجَوا
رحَ والخواطِرَ والحدقْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> اخْتَرْ لِنَفْسِكَ من تعا(25/239)
اخْتَرْ لِنَفْسِكَ من تعا
رقم القصيدة : 23191
-----------------------------------
اخْتَرْ لِنَفْسِكَ من تعا
دي كاخْتيارِكَ مَنْ تُصادِقْ
إِنَّ کلْعَدُوَّ أَخو الصَّدِ
يقِ وإنْ تخالفتِ الطَّرائقْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
رقم القصيدة : 23192
-----------------------------------
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
شَفَة ً لَمْ تَذُقْ وَثَغْراً وَريقا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إِنّي لَقِيتُ مَشَقَّهْ
إِنّي لَقِيتُ مَشَقَّهْ
رقم القصيدة : 23193
-----------------------------------
إِنّي لَقِيتُ مَشَقَّهْ
فابْعَثْ إِلَيَّ بِشُقَّهْ
كَمِثْلِ وَجْهِكَ حُسْناً
وَمِثْلِ ديني رِقَّهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَأَنْتَ أَيضاً أَعْوَرٌ أَصْلَعُ
وَأَنْتَ أَيضاً أَعْوَرٌ أَصْلَعُ
رقم القصيدة : 23194
-----------------------------------
وَأَنْتَ أَيضاً أَعْوَرٌ أَصْلَعُ
فَصادَفَ التَّشْبيهَ تَحْقيقُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> نَظَرتُ إلى کلبُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
نَظَرتُ إلى کلبُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
رقم القصيدة : 23195
-----------------------------------
نَظَرتُ إلى کلبُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
وَقَدْ حَجَبَ کلأَغْصانُ شَمْسَ کلمَشارِقِ
بِهِ زوجُ رُمَّانٍ يَلوحُ كَأَنَّهُ
قَناديلُ تِبْرٍ مُحْكَماتُ العَلائِقِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا
رقم القصيدة : 23196
-----------------------------------
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا
فَتَدْخُلَهُ عَلى سَعَة ٍ وَضيقِ
بَلى وَأَقَلُّ ما لاقَيْتُ يُسْلي
وَلَكِنْ لا أَرى عَتْبَ الصَّديقِ(25/240)
نَهَضْتُ بِعْبءِ إخواني فَزَادوا
وَأَثْقَلُ ما يُرَى حَمْلُ کلْمُطِيقِ
وَلكِنْ رُبَّ إِحْسانٍ وَبِرٍّ
دَعا بَعْضَ الرِّجالِ إلى العُقوقِ
فَإنْ أَصْبِرْ فَعَنْ إِفْراطِ جَهْدٍ
وَإنْ أَقْلَقْ فَحَسْبُكَ مِنْ قَلوقِ
حَصَلتُ مِنَ الهوى في لُجِّ بَحْرٍ
بَعيدِ القَعْرِ مُنْخَرِقٍ عَميقِ
سَأُعْرِضُ عَنْكَ إِعْراضاً جَميلاً
وَأُبْدي صَفْحَة َ الوَجْهِ الطَّليقِ
وَلا أَلْقاكَ إِلاَّ عَنْ تَلاقٍ
بَعيدِ کلْعَهْدِ بالذِّكْرى سَحيقِ
لِتَعْلَمَ أَنَّني عَفُّ السَّجايا
عَزُوفُ النَّفْسِ مُتَّبَعُ البُرُوقِ
وَأَنّي مُذْ قَصَرْتُ يَدَيَّ طالَتْ
إلَيْكَ يدُ العَدُوِّ المُستَفيقِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لَيْسَ کلَّذي صَحِبَ کلزَّمانَ بِباقي
لَيْسَ کلَّذي صَحِبَ کلزَّمانَ بِباقي
رقم القصيدة : 23197
-----------------------------------
لَيْسَ کلَّذي صَحِبَ کلزَّمانَ بِباقي
وَالخَلْقُ كُلُّهُمُ إلى الخَلاَّقِ
يا لَلرَّزِيَة ِ في أَبي إِسْحاقِ
ذَهَبَ الزَّمانُ بأَنْفَسِ الأَعْلاقِ
ذَهبَ الزَّمانُ بِخاشعٍ مُتَبَتِّلٍ
تَبكي العيونُ عَلَيهِ باستِحقاقِ
ذَهَبَ الحِمامُ بِبَدْرِ تَمٍّ لَم يَدَعْ
مَنهُ التُّقى إِلاَّ هِلالَ مَحاقِ
وَحَوَتْ جُنُوبُ اللَّحدِ بَحراً زاخِراً
تَرَكَ الْبِحارَ کلْخُضْرَ وَهْيَ سَواقي
صِرنا إلى الحالِ الَّتي مِن أَجْلِها
كُنَّا نُعِدُّ الدَّمْعَ في کلآماقِ
فَالْيَومَ أَغلَقَ كلُّ فَهُمٍ بابَهُ
لمَّا فَقدنا فاتِحَ الأَغلاقِ
ما کلقَيرَوانَ أَذَقتَ ثُكلَكَ وَحدَها
قَد ذاقَ ثُكلَكَ سائِرُ کلآفاقِ
وَإذا مُصارَمَة ُ الصُّروعِ تخاطَرَت
وافاكَ إبراهيمُ بالمِصداقِ
ردَّتْ شعامها إلى لَهواتِها
من بَعدِ ما بَعُدَت على الإشفاقِ
دُنْياكَ قِدماً قد طَلَّقتها
ما اليومَ حين فَجَعْتَها بطلاقِ(25/241)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا مَوْضِعَي أَمَلي عَلى التَّحْقيقِ
يا مَوْضِعَي أَمَلي عَلى التَّحْقيقِ
رقم القصيدة : 23198
-----------------------------------
يا مَوْضِعَي أَمَلي عَلى التَّحْقيقِ
وَسَمِيَّيِ الصِّدِّيقِ والفاروقِ
ما زالَ رَأْيُكُما كَرَأيِ أَبيكُما
يَجْري على التَّسْديدِ والتَّوفيقِ
لكِنْ أَمُتُّ إلَيْكُما دُونَ الوَرى
فَسَرقتُ أمنَ ما لكون فويقَ
مِنْ أَيِّ وَجْهٍ تَنْصُرانِ مُخاصِمي
مِنْ بعدِ ما وَجَبتْ عَليهِ حُقُوقي
وَأنا أَحَقُّ بِذاكَ غَيْرُ مُدافَعٍ
في كُلِّ ناحِيَة ٍ وَكُلِّ طَريقِ
إِنْ كانَ إشْفاقاً عَلَيْهِ فَإنَّهُ
فِيما تَعَلَّى لَمْ يَكُنْ بِشَفيقِ
لا تَرْغَبا في بِرِّ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ
فَلَرُبَّ بِرٍّ في جِوَارِ عُقٌوقِ
وَإِذا کلْفَتى لَم يَرْضَ مِنْ خَلاَّقِهِ
لَم تَلْقَهُ يَرْضَى عَن کلمَخْلوقِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قُمْ فاسقِني قَهْوة ً إذا انبَعَثَتْ
قُمْ فاسقِني قَهْوة ً إذا انبَعَثَتْ
رقم القصيدة : 23199
-----------------------------------
قُمْ فاسقِني قَهْوة ً إذا انبَعَثَتْ
في باخِلٍ جادَ بالَّذي مَلَكَهْ
كَأَنَّ أَيْدي الرِّياحِ مُذْ بَسَطَتْ
في مَتْنِهِ أَظْهَرَتْ لنا حُبُكَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> معاد من الأيام تعذيبنا بها
معاد من الأيام تعذيبنا بها
رقم القصيدة : 2320
-----------------------------------
مُعَادٌ مِنَ الأيّامِ تَعْذِيبُنَا بِهَا،
وإبْعَادُها بالإلْفِ بَعْدَ اقتِرَابِهَا
وَمَا تُملأُ الآمَاقُ مِن فَيْضِ عَبرَةٍ،
وَلَيْسَ الهَوَى البادي لفَيضِ انسِكَابِهَا
غَوَى رأيُ نَفْسٍ لا تَرَى أنّ وَجدَها
بتِلْكَ الغَوَاني شُقّةٌ مِنْ عَذابِهَا
وَحَظُّكَ مِنْ لَيْلَى، وَلاَ حظَّ عندَهَا،
سوَى صَدّها من غادَةٍ، واجْتِنَابِهَا
يُفاوِتُ مِنْ تأليفِ شَعبي وَشَعْبِهَا(25/242)
تَنَاهَي شَبَابي، وابتِدَاءُ شَبَابِهَا
عَسَى بِكَ أنْ تَدنو منَ الوَصْلِ، بعدما
تَبَاعَدْتَ مِنْ أسبابِه، وعَسَى بها
هَيَ الشّمسُ إلاّ أنّ شَمساً تَكَشّفَتْ
لمُبْصِرِها، أوْ أنّهَا في ثِيَابِهَا
متى تَستَزِدْ فَضْلاً منَ العُمْرِ تعترِفْ
بسَجلَيْكَ من شَهْدِ الخُطوبِ وَصَابِهَا
تَشُذُ بِنَا الدُّنْيَا بأخْفَضِ سَعْيِها،
وَغُولُ الأفاعي بَلّةٌ مِنْ لُعَابِهَا
يُسَرُّ بعُمْرانِ الدّيَارِ مُضَلَّلٌ،
وَعُمْرَانُهَا مُسْتَأنَفٌ من خَرَابِهَا
وَلَمْ أرْتَضِ الدّنْيَا، أوَانَ مَجيئِها،
فكَيفَ ارْتِضَائِيهَا أوَانَ ذَهَابِهَا
أقُولُ لمَكذوبٍ عَنِ الدّهرِ زَاغَ عَن
تَخَيُّرِ آرَاءِ الحِجَا، وانتِخابِهَا
سَيُرْديكَ أوْ يُتويكَ أنّكَ مُخلَسٌ
إلى شُقّةٍ يُبليكَ بُعدُ مَآبِهَا
وَهَلْ أنتَ في مَرْسُومَةٍ طَالَ أخذُها
منَ الأرضِ، إلاّ حَفْنَةٌ مِنْ تُرَابِهَا
يُدِلُّ بمِصْرٍ، والحَوَادِثُ تَهْتَدي
لمِصْرٍ، إذا ما نَقّبَتْ عَنْ جَنَابِهَا
وَمَا أنْتَ فيها بالوَليدِ بنِ مُصْعَبٍ،
زَمَانَ يُعَنّيهِ ارتِيَاضُ صِعَابِهَا
وَلاَ بِسِنَانِ بنِ المُشَلِّلِ، عِنْدَما
بَنَى هَرَمَيْهَا مِنْ حِجَارَةِ لابِهَا
مُلُوكٌ تَوَلّى صَاعِدٌ إرْثَ فَخْرِها،
وَشَارَكَهَا في مُعْلِياتِ انتِسَابِهَا
رَعَى مَجْدَها عِن أنْ يَضِيعَ سَوَامُهُ،
وَحِفْظُ عُلا المَاضِينَ مِثلُ اكْتِسَابِهَا
أكانَتْ لأيْدي المُخْلَدِيّينَ شِرْكَةٌ
مَعَ الغَادِيَاتِ، في مَخيلّ سَحَابِهَا
تَزِلُّ العَطَايَا عَنْ تَعَلّي أكُفّهِمْ،
زَليلَ السّيُولِ عَن تَعَلّي شِعَابِهَا
إذا السَّنَةُ الشّهباءُ أكْدَتْ تَعَاوَرُوا
سُيُوفَ القِرَى فيهِنّ شِبعُ سِغَابِهَا
يَمُدُّونَ أنْفَاسَ الظّلالِ عَلَيْهِمِ
بأبْنِيَةٍ تَعْلُو سُمُوكُ قِبَابِهَا
فَكَمْ فَرّجُوا مِنْ كُرْبَةٍ، وَتَغَوّلَتْ
مَشاهِدُهُمْ مِنْ طَخْيَةٍ وَضَبَابِها(25/243)
بمَلْمُومَةٍ، تحتَ العَجاجِ، مُضِيئَةٍ،
تَحُوزُ الأعادي خَطفَةٌ مِنْ عُقابِها
وأبْطالِ هَيْجٍ، في اصْفِرَارِ بُنُودِهَا
ضُرُوبُ المَنَايَا وابيِضَاضِ حِرَابِهَا
تُرَشّحُهَا نَجْرَانُ في كُلّ مأزِقٍ،
كمَا رَشّحَتْ خَفّانُ آسَادَ غَابِهَا
أرَى الكُفْرَ والإنْعَامَ قَد مَثّلا لَنَا
إبَاقَ رِجَالٍ، رِقُّه في رِقَابِهَا
فكم آمل قد عض كفا ندامة
على العكس من آماله وانقلابها
فأما قنعتم بالأباطيل فاربعوا
على صرها اوحادكم واختلابها
إذا الله أعْطَاهُ اعْتِلاَءَةَ قُدْرَةٍ،
بكَتْ شَجوَهَا أوْ عُزّيَتْ عن مُصَابِهَا
إذا مَذْحِجٌ أجرَتْ إلى نَهجِ سُؤدَدٍ،
فَهَمُّكَ مِن دأبِ المَساعي وَدابِهَا
كَنَيْنَا وأمّرْنا، وَغُنْمُ يَدَيْكَ في
تَرَادُفِ أيّامِ العُلا، واعتِقَابِهَا
وَمَا زَالَتِ الأذْوَاءُ فينَا، وَكَوْنُهَا
لِحَيٍّ سِوَانَا مِنْ أشَقّ اغْتِرَابِهَا
وَجَدْنَا المُعَلّى كالمُعَلّى، وَفَوْزُهُ
بغُنْمِ القِداحِ واحتِيَازِ رِغَابِهَا
وَفي جُودِهِ بالبَحرِ، والبَحرُ لوْ رَمَى
إلى سَاعَةٍ منْ جُودِهِ ما وَفَى بِهَا
عَقيدُ المَعالي، ما وَنَتْ في طِلاَبِهِ
لِتَعْلَقَهُ ولاّ وَنَى في طِلاَبِهَا
تَنَاهَى العِدى عَنهُ، وَرُبّتَ قَوْلَةٍ
أبَاهَا على البَادي حِذَارُ جَوَابِهَا
إذا طَمِعَ السّاعُونَ أنْ يَلْحَقُوا بهِ،
تَمَهَّلَ قابَ العَينِ، أوْ فَوْتَ قابِهَا
إذا ما تَرَاءَتْهُ العَشِيرَةُ طالِعاً
عَلَيْها، جَلَتْ طَلْمَاءَها بشِهَابِهَا
وإنْ أنْهَضَتْهُ كافِئاً في مُلِمّةٍ
من الدّهْرِ، سلّتْ سَيفَها من قِرَابِهَا
إذا اصْطَحَبَتْ آلاؤهُ غَطّتِ الرُّبَى،
وَحُسْنُ اللآلي زَائِدٌ في اصْطِحَابِهَا
وَمَا حَظَرَ المَعروفَ إيصَادُ ضِيقَةٍ
من الدّهرِ، إلاّ كُنتَ فاتحَ بابِهَا
أبَا صَالحٍ! لا زِلْتَ وَاليَ صَالِحٍ
منَ العَيْشِ، والأعداءُ تَشجى بما بِهَا(25/244)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدَى هُلُكُ
لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدَى هُلُكُ
رقم القصيدة : 23200
-----------------------------------
لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدَى هُلُكُ
لا عِزُّ مَمْلَكَة ٍ يَبقى ولا مَلِكُ
لِحادِثٍ مِنْهُ في أَفْواهِنا خَرَسٌ
عَنِ الحَديثِ وَفي أَسْماعِنا سَكَكُ
يَهابُ حاكِيهِ صِدْقاً أَنْ يَبوحَ بِهِ
فَكَيْفَ ظَنُّكَ بالْحاكِينَ لَوْ أَفِكُوا
أَوْدى المُعِزُّ الَّذي كانَتْ بِمَوْضِعِه
وَباسْمِهِ جَنَباتُ الأَرضِ تَمتَسِكُ
فالصَّوْتُ في صَحْنِ ذاكَ القَصْرِ مُرْتَفعٌ
وَکلسِّتْرُ عَنْ بابِ ذاكَ کلْبَهْوِ مُنْهَتِكُ
وَلَّى کلمُعِزُّ على أَعْقابِهِ فَرَمَى
أو كادَ يَنْهَدُّ مِنْ أَرْكانِهِ کلْفَلَكُ
مَضى فقيداً وَأَبْقى في خَزائِنِهِ
هَامَ المُلوكِ وَما أَدْراكَ ما مَلكُوا
ما كانَ إلاَّ حُساماً سَلَّهُ قَدَرٌ
عَلى کلَّذينَ بَغَوْا في کلأَرْضِ وَکنْهَمَكُوا
كَأَنهُ لَمْ يخُضْ لِلْمَوْتِ بَحْرَ وَغَى ً
خُضْرُ البِحارِ إذا قِيسَتْ بِهِ بِرَكُ
وَلَمْ يَجُدْ بِقَناطِيرٍ مُقَنْطَرَة ٍ
قَدْ أَرعبت باسْمِهِ ابْرِيزَها السِّكَكُ
رُوحُ کلمُعِزِّ وَرُوحُ الشَّمْسِ قَدْ قُبِضا
فانْظُرْ بأيِّ ضِياءٍ يَصْعَدُ الفَلُكُ
فَهَلْ يَزُولُ حِدادُ اللَّيلِ عَنْ أُفُقٍ
وَهَلْ يكونُ لِصُبْحٍ بَعْدَهُ ضَحِكُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> ما أَغْرَبَتْ في زِيِّها
ما أَغْرَبَتْ في زِيِّها
رقم القصيدة : 23201
-----------------------------------
ما أَغْرَبَتْ في زِيِّها
إِلاَّ يَعاقيبُ الحَجَلْ
جاءَتْكَ مُثْقَلَة َ التَّرا
ئِبِ بِالْحُلِيِّ وَبِالْحُلَل
صُفرُ کلْجُفونِ كأَنَّما
باتَتْ بِتِبْرٍ تَكْتَحِلْ
مَشْقوقَة ٌ شَقَّ الزُّجا
جِ لِمَن تأَمَّلَ أَوْ عَقَلْ
وَصَلَتْ مَذابِحُها کلرُؤُو
سَ بِحُمْرَة ٍ فيها شُعَلْ(25/245)
لَوْلا کخْتِلافُ کلْجِنْسِ وَالتَّرْ
كيبِ جَاءَتْ في کلمَثَلْ
كَلِحَى الثَّمانِينَ الَّتي
خُضِبَت وَمِنها ما نَصَلْ
أضو كاللِّثامِ أزالَهُ
فَرْطُ التَّلفٌّتِ وَالعَجَلْ
وَتَخالُهُنَّ جَوَارياً
لا يُزَدَرَيْنَ مِنَ العَطَل
رَمَتِ الثِّياب إِلى ورَاءَ
عَنِ کلْمَناكِبِ تَنْجَدِلْ
وَبَدَتْ سَراويلاتُها
يَسْحَبْنَ وَشْياً مِن قُبُلْ
حُمرٌ مِنَ الرُّكُباتِ في
لَونِ الشَّقائِقِ أَو أَجَلْ
عَقَّدْنَها فَوقَ الصُّدورِ
مُخالِساتٍ لِلقُبَل
وَشدَدْنَ بالأَعضاءِ مِن
حَذَرٍ عَلَيها أَن تُحَلّ
وكَأَنَّما باتَتْ أَصا
بِعُها بِحِنَّاءٍ تُعَلْ
مَنْ يَستَحِلُّ لِصَيْدِها
فأَنا کمرُؤٌ لا أَسْتَحِلّ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كأَنَّها كَأْسُ بَلَّورٍ مُنَبَّتَة ٌ
كأَنَّها كَأْسُ بَلَّورٍ مُنَبَّتَة ٌ
رقم القصيدة : 23202
-----------------------------------
كأَنَّها كَأْسُ بَلَّورٍ مُنَبَّتَة ٌ
أَوْ نَرْجِسٌ في يَدِ النُّدْمانِ قَدْ ذَبُلا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كأَنَّما عارِضُهُ عِنْدَما
كأَنَّما عارِضُهُ عِنْدَما
رقم القصيدة : 23203
-----------------------------------
كأَنَّما عارِضُهُ عِنْدَما
مَثَّلَ فيهِ الشَّعْرُ ما مَثَّلا
صحيفَة ُ الكاتِبِ لَم يَسْتَطِعْ
يَكْتُبُ فيها غَيْرَ أَن بَسْمَلاَ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَحْسَنْتَ في تَأْخِيرِها مِنَّة ً
أَحْسَنْتَ في تَأْخِيرِها مِنَّة ً
رقم القصيدة : 23204
-----------------------------------
أَحْسَنْتَ في تَأْخِيرِها مِنَّة ً
لَوْ لَم تُؤَخَّرْ لَمْ تَكُن كامِلَهْ
وَكَيْفَ لا يَحْسُنُ تأْخِيرُها
بَعْدَ يَقيني أَنَّها حاصِلَهْ
وَجَنَّة ُ الفِرْدَوْسِ يُدْعَى بها
آجلّة ً لِلْمَرْءِ لا عاجِلَهْ
لكِنَّما أَضْعَفَ مِنْ هِمَّتي
أَيَّامُ عُمْرٍ دُونَها زَائِلَهْ(25/246)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَأَيتُ إِبْليسَ مِن مُرُوءَتِهِ
رَأَيتُ إِبْليسَ مِن مُرُوءَتِهِ
رقم القصيدة : 23205
-----------------------------------
رَأَيتُ إِبْليسَ مِن مُرُوءَتِهِ
لِكُلِّ ما لا يُطاقُ مُحْتَملا
إِذا هَوِيتُ کمْرَءاً وَأَعْجَزَني
جَاءَ بهِ في الظلامِ مُعْتَقلا
تَبَذُّلاً مِنْهُ في حَوائِجنا
وَلا يَزالُ الكَريمُ مُبْتَذَلاَ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أصْحَبْ ذَوي القَدْرِ وَاسْتَعِدّ بِهِم
أصْحَبْ ذَوي القَدْرِ وَاسْتَعِدّ بِهِم
رقم القصيدة : 23206
-----------------------------------
أصْحَبْ ذَوي القَدْرِ وَاسْتَعِدّ بِهِم
وَعَدِّ عَنْ كُلِّ ساقِطٍ سَفِلَهْ
فَصاحِبُ کلمَرْءِ شاهِدٌ ثِقَة ٌ
يُقْضى بهِ غائِباً عَلَيْهِ ولَهْ
وَرُقْعَة ُ الثَّوْبِ حِينَ تَلْبسُهُ
شُهرَتُهُ أَو تَكونَ مشْتكِلَهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> بِنَفْسِيَ مِنْ سُكَّانِ صَبرَة َ واحِدٌ
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكَّانِ صَبرَة َ واحِدٌ
رقم القصيدة : 23207
-----------------------------------
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكَّانِ صَبرَة َ واحِدٌ
هُوَ النَّاسُ وَکلْباقُونَ بَعْدُ فُضولُ
عَزيزٌ لَهُ نصْفانِ ذا في إزارِهِ
سَمينٌ وَهذا في کلْوِشاحِ نَحِيلُ
مَدارُ كُؤُوسِ کللَّحْظِ مِنْهُ مُكَحَّلٌ
وَمَقْطِفُ وَرْدِ الخَدِّ مِنْهُ "أَسِيلُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> طَيْرٌ أَبابِيلُ جَاءَتْنا فما بَرِحَتْ
طَيْرٌ أَبابِيلُ جَاءَتْنا فما بَرِحَتْ
رقم القصيدة : 23208
-----------------------------------
طَيْرٌ أَبابِيلُ جَاءَتْنا فما بَرِحَتْ
إِلاَّ وَاقْواسُنا الطَّيْرُ کلأَبابِيلُ
تَرْميهِمُ بحَصى ً طَيْرٌ مُسَوَّمَة ٌ
كأَنَّ مَعْدِنَها لِلرَّمْي سِجِّيلُ
تَغْدو على ثِقَة ٍ مِنَّا بأَطْيَبِها
فَالنَّارُ تَقْدَحُ والطِّنْجيرُ مَغْسُولُ(25/247)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَسْلَمَني حُبُّ سُلَيْمانِكُم
أَسْلَمَني حُبُّ سُلَيْمانِكُم
رقم القصيدة : 23209
-----------------------------------
أَسْلَمَني حُبُّ سُلَيْمانِكُم
إلى هَوَى ً أَيْسَرُهُ کلقَتْلُ
قالَتْ لَنا جُنْدُ مَلاَحاتِهِ
لمَّا بَدا ما قالتِ النَّملُ
قُوموا کدْخُلوا مَسْكِنَكُمْ قَبْلَ أَنْ
تَحطِمَكُم أَعْيُنُهُ النُّجْلُ
العصر العباسي >> البحتري >> نبر على تباعدنا فنجفا
نبر على تباعدنا فنجفا
رقم القصيدة : 2321
-----------------------------------
نبر على تباعدنا فنجفا
ونكتب في الزمان فلا نجاب
لقد عوتبت في الحسن بن عمرو
وذات الطبل لو نفع العتاب
وما تدري القوافي من سعيد
ولا عمرو فتقصر أو تهاب
لحاك الله يا ابن أبي قماش
ولا أسقى محلتك السحاب
فكأن فيك من خلق لئيم
تكرم أو تعاطاه الكلاب
بحسبك أن عندك كل عيب
علمناه فوابك ما تعاب
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> ما بالُنا نُجْفى فَلا نُوصَلُ
ما بالُنا نُجْفى فَلا نُوصَلُ
رقم القصيدة : 23210
-----------------------------------
ما بالُنا نُجْفى فَلا نُوصَلُ
إِلاَّ خِلافاً مِثْلَ ما تَفْعَلُ
تَأْتي إِذَا غِبْنا فإنْ لَم نَغِبْ
جَعَلتَ لا تَأْتي وَلا تَسْأَلُ
كهاجِر أحْبابَهُ زائِرٍ
أَطْلالَهُم مِن بَعْدِ أَن يَرحَلوا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> مَنْ يَصْحَبِ النَّاسِ مَطْوِيًّا على دَخَلٍ
مَنْ يَصْحَبِ النَّاسِ مَطْوِيًّا على دَخَلٍ
رقم القصيدة : 23211
-----------------------------------
مَنْ يَصْحَبِ النَّاسِ مَطْوِيًّا على دَخَلٍ
لا يَصْحَبوهُ فَخَلُّوا كَلَّ تَدْخِيلِ
لا تَسْتَطيلُوا عَلى ضَعْفي بِقُوَّتِكُمْ
إِنَّ البَعُوضَة َ قَدْ تَعْدو على الفِيلِ
وَجانِبوا المَزْحَ إِنَّ الجِدَّ يَتْبَعُهُ
وَرُبَّ مُوجِعَة ٍ في إثرْ تَقْبيلِ(25/248)
يا قوْمُ لا يُلْقَيَنِّي مِنْكُم أَحَدٌ
في المُهْلِكاتِ فإنّي غَيْرُ مَغْلولِ
لا تَدْخُلوا بالرِّضَى مِنْكم على غَرَرٍ
فَتُخْرِجُوا اللَّيثَ غَضباناً مِنَ الغِيلِ
إلاَّ تَكُنْ حَمَلتْ خَيراً ضمائِرُكُمْ
أَكُنْ تَأَبَّطَ شَرًّا ناكِحَ الْغول
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا بُعْدَ ما بَيْنَ مُمْسانا وَمُصْبَحِنا
يا بُعْدَ ما بَيْنَ مُمْسانا وَمُصْبَحِنا
رقم القصيدة : 23212
-----------------------------------
يا بُعْدَ ما بَيْنَ مُمْسانا وَمُصْبَحِنا
وَکلعِيسُ قاطِعَة ٌ مِيلَيْنِ في مِيلِ
بانَتْ على رِسْلَها تَرْمي الفِجاجَ بِنا
عَنَّا وَعَنْكُمْ بِكُم أَيْدي المَراسِيلِ
سَيْراً تَزيدُ بِهِ ضعْفاً مَسافَتُهُ
كأَنَّما هُوَ سَيْرٌ قُدَّ بالطولِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَضِيتُ بِحُبِّهِ في كُلِّ حالِ
رَضِيتُ بِحُبِّهِ في كُلِّ حالِ
رقم القصيدة : 23213
-----------------------------------
رَضِيتُ بِحُبِّهِ في كُلِّ حالِ
وَلَم أَعْطِفْ على قِيلٍ وَقالِ
فَلا يَنْقُصْ بِلامَيْ عارِضَيْهِ
فإِنَّ اللاَّمَ خاتِمَة ُ کلكَمالِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَوَ بَغْلَة سَفْوَاء تَعْرِضُ لِلفَتى
أَوَ بَغْلَة سَفْوَاء تَعْرِضُ لِلفَتى
رقم القصيدة : 23214
-----------------------------------
أَوَ بَغْلَة سَفْوَاء تَعْرِضُ لِلفَتى
فَتُخالُ تَحْتَ السَّرْجِ أُمَّ غَزَالِ
سَأَلتْ إلى الأمِّ النَّجابَة َ مِنْ أَبٍ
وَزَهتْ على الأَعْمامِ والأَخوالِ
وَكأَنَّها قَدْ أُفْرِغَتْ في قالَبٍ
لا أنَّها خُلقَتْ على تِمثالِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> تُفَّاحَة ٌ شَامِيَّة ٌ
تُفَّاحَة ٌ شَامِيَّة ٌ
رقم القصيدة : 23215
-----------------------------------
تُفَّاحَة ٌ شَامِيَّة ٌ
مِنْ كَفِّ ظَبْيٍ أَكْحَلِ
ما خُلِقَتْ مُذْ خُلِقَتْ(25/249)
تِلْكَ لِغَيْرِ کلْقُبَلِ
كأَنَّما حُمْرَتُها
حُمرة ُ خَدٍّ خَجِلِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إِنْ زارَني يَوْماً على خلْوَة ٍ
إِنْ زارَني يَوْماً على خلْوَة ٍ
رقم القصيدة : 23216
-----------------------------------
إِنْ زارَني يَوْماً على خلْوَة ٍ
أو زُرتُهُ في مَوْضعٍ خالِ
كُنْتُ لَهُ رَفْعاً على الابتِدا
وكانَ لي نَصْباً على الحالِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قَبَّلَني مُحْتَشِماً شادِنٌ
قَبَّلَني مُحْتَشِماً شادِنٌ
رقم القصيدة : 23217
-----------------------------------
قَبَّلَني مُحْتَشِماً شادِنٌ
أَحوَجُ ما كُنْتُ لِتَقْبِيلهِ
أَماتَ إذْ حَيَّا بِأُتْرُجَّة ٍ
عَرَفْتُ فيها كُنْهَ تأْويلِهِ
لَمَّا تَطَيَّرتُ بِمَعْكوسِها
ضَمَّتْ بَناناً نَحْوَ تَعْليلِهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> صَحَّفْتُ دَالَيْنِ مِنْ دِينا
صَحَّفْتُ دَالَيْنِ مِنْ دِينا
رقم القصيدة : 23218
-----------------------------------
صَحَّفْتُ دَالَيْنِ مِنْ دِينا
رٍ يَلُوحُ وَدِرْهَمُ
فَقالَ لي ذَلكُمْ ذي
نارٌ وَذا قالَ ذَرْهُمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> نَزَعتُ عَنِ الهَوى وَعَنِ المُدامَهْ
نَزَعتُ عَنِ الهَوى وَعَنِ المُدامَهْ
رقم القصيدة : 23219
-----------------------------------
نَزَعتُ عَنِ الهَوى وَعَنِ المُدامَهْ
فَلا مَلَلاً نَزَعتُ ولا سآمَهْ
وَلكِنْ خانَ مَعْشُوقٌ وَأَضحى
نَديمٌ وَهْوَ مِنْ عُدَدِ الندامَهْ
فيا أَجْفانِيَ کعْتَنِقي مَناماً
ويَا قَلبي قَدمْتَ على السِّلامَهْ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا جعفر ليس فضل الفتى
أبا جعفر ليس فضل الفتى
رقم القصيدة : 2322
-----------------------------------
أبَا جَعفَر ليسَ فضْلُ الفتى
إذا رَاحَ في فَرْطِ إعْجَابِهِ
وَلا في فَرَاهَةِ بِرْذَوْنِهِ،
وَلا في نَظَافَةِ أثْوَابِهِ(25/250)
وَلَكِنّهُ في الفَعَالِ الكَرِيمِ
وَالخَطَرِ الأشْرَفِ النّابِهِ
رَأيتُكَ تَهْوَى اقْتِنَاءَ المَديحِ
وَتَجْهَلُ مِقْدارَ إيجَابِهِ
وَكَيفَ تُرَجّي وُصُولاً إلَيْهِ
وَلمْ تَتَوَصّلْ بأسْبَابِهِ
لَئنْ كنتُ أمْنَحُهُ الأكرَمِينَ
فَمَا أنْتَ أوّلَ أرْبَابِهِ
وَإنْ أتَطَلّبْ بِهِ نَائلاً،
فَلَسْتُ مَلِياً بإطْلابِهِ
وَإنْ أتَصَدّقُ بِهِ حِسْبَةً،
فإنّ المَسَاكينَ أوْلى بهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ
رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ
رقم القصيدة : 23220
-----------------------------------
رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ
رَشا ما دَرى قَدْرَ ما قَدْ رَمى
وَقَدْ كانَ قَدَّمَ إِحْسانَهُ
وَلكِنَّهُ قَدَّ ما قَدَّما
وَهَدَّمَ بُنْيانَ صَبْري بِهِ
فما أَحَدٌ هَدَّ ما هَدَّما
لَئِنْ كانَ حَرَّمَ مِنْ أُنْسِهِ
حَلالاً فَيا حَرَّ ما حَرَّما
وَإِنْ كانَ أَضْرَمَ نارَ کلْجَوَى
فَلا أَشْتَكي ضرَّ ما أَضْرَما
فَتَسْليمُ أَمْري بِهِ لِلقَضا
ذَخَرْتُ بِهِ أَجْرَ ما أَجْرَما
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَلا ساعَة ٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبَهُ
أَلا ساعَة ٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبَهُ
رقم القصيدة : 23221
-----------------------------------
أَلا ساعَة ٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبَهُ
فَقَدْ طالَ ما أَشْكُو وَما أَتَبرَّمُ
فَلَمْ أَرَ مِثْلي بَيْنَ عَيْنَيهِ جَنَّة ٌ
وَبَيْنَ حَشاهُ والتَّراقي جَهَنَّمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> غَزَالٌ لا أَزالُ بِهِ أَهيمُ
غَزَالٌ لا أَزالُ بِهِ أَهيمُ
رقم القصيدة : 23222
-----------------------------------
غَزَالٌ لا أَزالُ بِهِ أَهيمُ
أُكاتِمُهُ الوَرَى وَأَنا كَتُومُ
إِذا خُمْساهُ تَعْميَة ً أُزيلا
فَبَاقِيهِ على التَّحْقيقِ مِيمُ(25/251)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
رقم القصيدة : 23223
-----------------------------------
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
فَلَمْ يَسْتَقْصِ واجِبَهُ كَريمُ
إِذا بَلَغَ کلْكَريمُ إِلى مَداهُ
مُطالَبَة ً فَلا يُلَمِ اللَّئيمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إذا بَردٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ
إذا بَردٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ
رقم القصيدة : 23224
-----------------------------------
إذا بَردٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ
عَلَيْنا أَمْ تَناثَرَتِ النجومُ؟
إِذا أَتَتِ السَّماءُ بِمِثْلِ هذا
فما بالُ القِيامَة ِ لا تَقُومُ؟
وَإِلاَّ فَهْيَ شُهْبٌ ثاقِباتٌ
وَكُلُّ النَّاسِ شَيْطانٌ رَجيمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فأُوجِعَ قَلْبُهُ
سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فأُوجِعَ قَلْبُهُ
رقم القصيدة : 23225
-----------------------------------
سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فأُوجِعَ قَلْبُهُ
لِسُقوطِها وَجَرى عَلَيْهِ عظيمُ
فإذا مَرَرْتَ بهِ فَسَلِّ فُؤَادَهُ
عَنْها وَقُلْ صَبْراً، كَذاكَ کلرِّيمُ
عَجَباً لِلُؤْلُؤَة ٍ هَوَتْ مِن سِلْكِها
وَالسِّلْكُ لا واهٍ ولا مَفْصومُ
أَتعَدِّياً يا خَطبُ وَهْوَ مَصُوْنٌ
أَبَداً بِخاتَمِ رَبِّهِ مَخْتُومُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
رقم القصيدة : 23226
-----------------------------------
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
وَحَرَمْتُموني طِيبَ أَمْسِكُمُ
إِنْ كُنْتُ لَمْ أَحْضُرْ لِعُرْسكُمُ
فَلَقَدْ حَضَرْتُ طلاقَ عِرْسِكُمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لَمْ أَسْلُ إذْ عَذَّرَ مَنْ شَفَّني
لَمْ أَسْلُ إذْ عَذَّرَ مَنْ شَفَّني
رقم القصيدة : 23227(25/252)
-----------------------------------
لَمْ أَسْلُ إذْ عَذَّرَ مَنْ شَفَّني
عُذْراً وَبَعْضُ کلْعُذْرِ إيهامُ
وَعَنْ قَليلٍ يَلْتَحي أَمْرَدٌ
قَدْ خُطَّ مِنْ لِحْيَتِهِ لامُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَهْوَاكَ إِلاَّ أَنَّني أَكُتُمُ
أَهْوَاكَ إِلاَّ أَنَّني أَكُتُمُ
رقم القصيدة : 23228
-----------------------------------
أَهْوَاكَ إِلاَّ أَنَّني أَكُتُمُ
وَقَلْبُ مَنْ يَهْوى كَما تَعْلَمُ
وَكَيْفَ أشْكُو حُرُقاتِ کلْهَوى
وَأَنْتَ لا تَرْثي ولا تَرْحَمُ
كَذا بلا ذَنبٍ وَلا زَلَّة ٍ
يُقْتَلُ هذا الرَّجُلُ کلمُسْلِمُ
إِنْ كُنْتَ لا تَرْضى بِقَتْلِ کمْرىء ٍ
مِنْ أَينَ في خدِّكَ هذا الدَّمُ
لَيْسَ بِمأمُونٍ عَلى مُهْجة ٍ
مَنْ كانَ في مُقْلَتِهِ مِخْذَمُ
حَسْبُ المُحِبِّينَ الَّذينَ ابتُلُوا
بِالْحُبِّ أَنِّي واحِدٌ مِنْهُمُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لِسانيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
لِسانيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
رقم القصيدة : 23229
-----------------------------------
لِسانيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
وَوَجْهِيَ حَيٌّ فَما يَقْدُمُ
فأصْبَحْتُ وَالشِّعْرَ مِثْلَ کلْجَبانِ
يَفِرُّ وَفي يَدِهِ مِخْذَمُ
وَكُنْتَ تَحَمَّلْتَ لي حاجَة ً
وَقَدْرُك مِنْ قدْرِها أَعْظَمُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبا نهشل لأبي غانم
أبا نهشل لأبي غانم
رقم القصيدة : 2323
-----------------------------------
أبا نهشل لأبي غانم
خلائق يوحشن من جانبه
بغاء يعود على نفسه
وشؤم يعود على صاحبه
ومن عجب الدهر أن الأميـ
ــر أصبح أكتب من كاتبه
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> فَتى ً رَبُّهُ دِرْهَمُهُ
فَتى ً رَبُّهُ دِرْهَمُهُ
رقم القصيدة : 23230
-----------------------------------
فَتى ً رَبُّهُ دِرْهَمُهُ
وَفارِسُهُ أَدْهَمُهْ
وَغَيْرُ حَلالٍ جَميعُ
مَا فِيهِ إِلاَّ دَمُهْ(25/253)
تَكَوَّنَ مِنْ بُغْضِهِ
فَلا أَحَدٌ يَرْحَمُهْ
وَيشْتِمُ كُلَّ کمْرِىء ٍ
وَكلُّ امرئٍ يَشْتِمُهْ
تَبَدَّى لَنا ضَاحِكاً
فَقُلْتُ اسْتُهُ أَوْ فَمُهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَقَائِلَة ٍ ما ذا الشحُوبُ وذا الضَّنا
وَقَائِلَة ٍ ما ذا الشحُوبُ وذا الضَّنا
رقم القصيدة : 23231
-----------------------------------
وَقَائِلَة ٍ ما ذا الشحُوبُ وذا الضَّنا
فَقُلْتُ لها قَوْلَ المَشُوقِ المُتيَّمِ
هَواكِ أَتاني وَهْوَ ضَيفٌ أُعِزُّهُ
فأَطْعَمْتُهُ لَحْمي وأسْقَيْتُهُ دَمي
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكنَ خالياً
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكنَ خالياً
رقم القصيدة : 23232
-----------------------------------
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكنَ خالياً
وَوَضْعُ فَمي مِنْهُ على مَوْضِعِ کلْفَمِ
فأَدْرَكْتُ ما في النَّفْسِ مِنْ غَيْرِ ريبَة ٍ
وَقَبَّلْتُهُ إِلاَّ تَحَرُّجَ مُحْرِمِ
وَرُحتُ بِحَجِّ كالجهادِ لأنَّني
جَمَعْتُ بِهِ ما بَيْنَ أَجْرٍ وَمَغْنَمِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> يا رُبَّ أحْوَرَ أَخوى في مَراشِفِهِ
يا رُبَّ أحْوَرَ أَخوى في مَراشِفِهِ
رقم القصيدة : 23233
-----------------------------------
يا رُبَّ أحْوَرَ أَخوى في مَراشِفِهِ
لَوْ جادَ لي بارتِشافٍ بُرءُ أَسقامي
خطَّ العِذارُ له لاماً بِصَفْحَتِه
مِنْ أَجْلِها يَسْتَغيثُ النَّاسُ باللاَّمِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَطالِبٍ حاجَة ً بَعيداً
وَطالِبٍ حاجَة ً بَعيداً
رقم القصيدة : 23234
-----------------------------------
وَطالِبٍ حاجَة ً بَعيداً
مَنالُها مِنْ يدي مُرامِهْ
عَرَّضَ بالإقتِضاءِ فيها
ومَا کنْقَضى مُنْتَهى كلامِه
كَغارِسٍ في الثَّرى نَواة ً
لِيَأْكُلَ التَّمْرَ في مُقامِهْ(25/254)
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ
أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ
رقم القصيدة : 23235
-----------------------------------
أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ
وَقَلَّ على مسامِعِهِ كلامي
وَلي في وَجْههِ تَقْطيبُ راضٍ
كَما قَطَّبْتَ في إثْرِ کلمُدامِ
ورُبَّ تَقَطبٍ مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ
وَبُغْضٍ كامِنٍ تَحْتَ ابتِسامِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> فَكَّرْتُ لَيْلَة َ وَصْلِها في صَدِّها
فَكَّرْتُ لَيْلَة َ وَصْلِها في صَدِّها
رقم القصيدة : 23236
-----------------------------------
فَكَّرْتُ لَيْلَة َ وَصْلِها في صَدِّها
فَجَرَتْ بَقايا أَدْمُعي كالْعَنْدَمِ
فَطَفِقْتُ أَمْسَحُ مُقْلَتي في نَحْرِها
إذْ عادَة ُ الكافُورِ إِمساكُ الدَّمِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَطِيَّة ٍ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَطِيَّة ٍ
رقم القصيدة : 23237
-----------------------------------
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَطِيَّة ٍ
فَسَمِعْتُ إِسْحاقَ بن إبراهيمِ
حَتَّى كَأَنِّي في الجَلالَة ِ جَعْفَرٌ
وَكَأَنَّ هارُونَ الرَّشيدَ نَديمي
وَكأَنَّنا فرَحاً وَلَذَّة َ أَنْفُسٍ
نُسْقى بِعِلِّيِّيْنَ مِنْ تَسْنيمِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَكَأَنَّهُ مِنْ حُوَّة ٍ وَلَمى ً
وَكَأَنَّهُ مِنْ حُوَّة ٍ وَلَمى ً
رقم القصيدة : 23238
-----------------------------------
وَكَأَنَّهُ مِنْ حُوَّة ٍ وَلَمى ً
قَدْ قَبَّلَتْهُ الشَّمْسُ في فَمِهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> زِنَة ُ کلفِضَّة ِ أَوْلى
زِنَة ُ کلفِضَّة ِ أَوْلى
رقم القصيدة : 23239
-----------------------------------
زِنَة ُ کلفِضَّة ِ أَوْلى
بِكَ مِنْ وَزْنِ الكَلامِ
فإِذا لَمْ تَزِنِ الْـ(25/255)
،فِضَّة َ فاذْهَبْ بِسَلامِ
العصر العباسي >> البحتري >> أشكو إلى الله ثلاثا وهن
أشكو إلى الله ثلاثا وهن
رقم القصيدة : 2324
-----------------------------------
أشكُو إلى الله ثلاثاً وَهُنّ
الجُوعُ والغُرْبَةُ والعُزْبَهْ
وَنَحْنُ أضْيافُ أبي خالد
نَهِيمُ بَينَ القَصْرِ والرّحْبَهْ
لا يُنْفِذُ القُوتَ إلى غَيْرِهِ،
كَأنّمَا نُضْمَرُ للحَلْبَهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> رِفْقاً أَبا إِسْحَقَ بالْعَالَمِ
رِفْقاً أَبا إِسْحَقَ بالْعَالَمِ
رقم القصيدة : 23240
-----------------------------------
رِفْقاً أَبا إِسْحَقَ بالْعَالَمِ
حَصَلْتَ في أَضْيَقَ مِنْ خاتَمِ
لَوْ كانَ فَضْلُ السَّبْقِ مَنْدوحَة ً
فُضِّلَ إِبْليسُ عَلى آدَمِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
رقم القصيدة : 23241
-----------------------------------
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
أَخافُ منَ کلْجُلاَّسِ أَنْ يَفْطِنوا بِنا
وَقالَ إِذا كَرَّرْتَ لَحْظَكَ دُونَهُمْ
إِلَيَّ فَما يَخْفى دَليلُ مُريبِنا
فَقُلْتُ بُلِينا بالرَّقيبِ فَقال ما
بُلِينا وَلكِنَّ الرَّقيبَ بُلي بِنا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إذا ما خَفَفْتُ كَعَهْدِ الصِّبا
إذا ما خَفَفْتُ كَعَهْدِ الصِّبا
رقم القصيدة : 23242
-----------------------------------
إذا ما خَفَفْتُ كَعَهْدِ الصِّبا
أَبَتْ ذَلِكَ کلْخَمْسُ وکلأَرْبَعونا
وَما ثَقُلَتْ كِبَراً وَطْأَتي
وَلَكِنْ أجُرُّ وَرائي السِّنينا
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> سأَشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءًا وَعَوْدَة ً
سأَشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءًا وَعَوْدَة ً
رقم القصيدة : 23243
-----------------------------------
سأَشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءًا وَعَوْدَة ً(25/256)
أَيادي بِيضاً ما لهُنَّ ثَمينُ
جَلاكَ عَلى عَيْنَيََّ عُرْيانَ حَاسِراً
فَرُحْتُ بِتَطْلِيقٍ وَأَنْت ثمينُ
وَطَهَّرَ قَلْبي مِنْ هَواكَ بِبارِدٍ
وَسُخْنٍ فَقَرَّ کلْجَفْنُ وَهْو سَخينُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لِمْ كَرِهَ النَّمَّامَ أهْلُ الهَوى
لِمْ كَرِهَ النَّمَّامَ أهْلُ الهَوى
رقم القصيدة : 23244
-----------------------------------
لِمْ كَرِهَ النَّمَّامَ أهْلُ الهَوى
أَساءَ إِخْواني وَما أَحْسَنُوا
إِنْ كانَ نَمَّاماً فَمَعْكُوسُهُ
مِنْ غَيْرِ تَكْذِيبٍ لَهُمْ مَأْمَنُ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> مُعَتَّقَة ٌ يَعْلو الحَبابُ مُتونَها
مُعَتَّقَة ٌ يَعْلو الحَبابُ مُتونَها
رقم القصيدة : 23245
-----------------------------------
مُعَتَّقَة ٌ يَعْلو الحَبابُ مُتونَها
فَتَحْسِبُهُ فيها نَثيرَ جُمانِ
رَأَتْ مِنْ لُجَيْنٍ راحَة ً لِمديرِها
فطافَتْ لَهُ مِنْ عَسْجَدٍ بِبَنانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> فارَقْتُ بالكَرْهِ وَفارَقني
فارَقْتُ بالكَرْهِ وَفارَقني
رقم القصيدة : 23246
-----------------------------------
فارَقْتُ بالكَرْهِ وَفارَقني
شَتَّانَ لَكِننا في الوُدِّ سِيَّانِ
كأَنَّما قُدَّ طُولاً يَوْمَ فُرقَتِنا
شَرْقاً وَغَرْباً فأَمسى وَهوَ يَومانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> ذُمَّتْ لعينكَ أَعينُ الغِزلانِ
ذُمَّتْ لعينكَ أَعينُ الغِزلانِ
رقم القصيدة : 23247
-----------------------------------
ذُمَّتْ لعينكَ أَعينُ الغِزلانِ
قَمرٌ أَقرَّ لحسنِهِ القَمَرانِ
وَمَشَتْ ولا والله ما حِقْفُ کلْنَّقا
مِمَّا أَرَتْكَ وَلا قَضيبُ البانِ
وَثَنُ کلْمَلاحَة ِ غَيْرَ أَنَّ دِيانَتي
تَأبى عليَّ عبادة َ الأوثانِ
يا کبْنَ کلأعِزَّة ِ مِنْ أَكابِرِ حِمْيَرٍ
وسلالة ِ الأملاكِ منْ قحطانِ(25/257)
من كلِّ أبلجِ آمرٍ بلسانهِ
يَضَعُ السُّيُوفَ مَواضِعَ التِّيجانِ
وَحَلَلْتَ مِنْ عَلْياءِ صَبْرَة َ مَوْضِعاً
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مَوْضِعٍ وَمَكانِ
زادتْ بناه على الخورنَقِ بسطة ً
وحوتْ أَعَزَّ حمى منَ النَّعمانِ
وَغَدا کبْنُ ذي يَزَنٍ بِسُفْلٍ دُونَهُ
هِمَماً نزلنَ بهِ على غَمدانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> كَمْ كانَ فيها منْ كِرامٍ سادة ٍ
كَمْ كانَ فيها منْ كِرامٍ سادة ٍ
رقم القصيدة : 23248
-----------------------------------
كَمْ كانَ فيها منْ كِرامٍ سادة ٍ
بِيضِ کلْوُجوهِ شَوامِخِ کلإِيمانِ
مُتَعاوِنينَ على الدِّيانة ِ والتُّقى
لله في کلإِسْرارِ وَکلإِعْلانِ
وَمُهَذَّبٍ جَمِّ کلفَضائِلِ باذِلٍ
لِنَوَالِهِ وَلِعرْضِهَ صَوَّانِ
وَأَئِمَّة ٍ جَمَعُوا العُلومَ وَهَذَّبُوا
سُنَنَ الحَديثِ وَمُشكِلَ القُرآنِ
عُلَماءَ إِنْ سَاءَلْتَهُمْ كشَفُوا کلْعَمَى
بِفَقاهة ٍ وَفَصاحَة ٍ وَبَيانِ
وَإِذا کلأمُورُ کسْتَبْهَمَتْ وَکسْتَغْلَقَتْ
أَبْوابُها وَتَنازَعَ کلْخَصْمانِ
حَلُّوا غَوامضَ كُلَّ أَمرٍ مُشكِلٍ
بِدليلِ حَقٍّ واضِحِ کلبُرْهانِ
هَجَروا کلمَضاجِعَ قانِتينَ لِرَبِّهِمْ
طَلباً لِخَيْرِ مُعَرَّسٍ وَمغانِ
وَإذا دَجا اللَّيْاُ البَهيمُ رَأَيتَهُمْ
مُتَبَتِّلينَ تَبَتُّلَ الرُّهبانِ
في جَنَّة ِ کلْفِرْدَوْسِ أَكْرَمِ مَنْزِلٍ
بَيْنَ کلْحِسانِ کلْحُورِ وَکلْغِلْمانِ
تَجِرُوا بِها الفِردوسَ مِنْ أَرباحِهم
نِعْمَ التِّجارَة ُ طاعَة ُ الرَّحْمَانِ
المُتَّقينَ کلله حَقَّ تُقاتِهِ
وَالعارِفينَ مَكايدَ الشَّيطانِ
وَتَرى جَبابِرَة َ کلمُلوكِ لَدَيْهِمُ
خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ کلأَذْقانِ
لا يَستَطيعُونَ الكلام مَهابَة ً
إلاَّ إِشارَة َ أَعيُنٍ وَبَنانِ
خافُوا کلإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى
حَتَّى ضِراءُ کلأُسْدِ في کلْغِيلانِ
تُنْسيكَ هَيْبَتُهُمْ شَماخَة َ كُلِّ ذي(25/258)
مُلْكِ وَهَيْبَة َ كُلِّ ذي سُلْطانِ
أَحْلامُهُمْ تَزِنُ کلْجِبالَ وَفَضْلُهُمْ
كالشَّمْسِ لا تَخْفى بِكُلِّ مَكانِ
كانَتْ تُعَدُّ القَيرَوانُ بِهِمْ إذا
عُدَّ المَنابِرُ زَهرَة َ البُلدانِ
وَزَهتْ على مِصْرٍ وَحقَّ لَها كَما
تَزْهُو بِهِمْ وَغَدَتْ على بَغدانِ
حَسُنَتْ فَلما أَنْ تَكامَلَ حُسْنُها
وَسَما إِليْها كُلُّ طَرفٍ رانِ
وَتَجَمَّعَتْ فيها الفضائلُ كُلُّها
وَغَدَتْ مَحَلَّ کلأَمْنِ وکلإِيمانِ
نَظَرتْ لها الأَيَّامُ نَظْرَة َ كاشِحٍ
تَرْنُو بِنَظْرَة ِ كاشِجٍ مِعْيانِ
حَتَّى إِذا الأَقدارُ حُمَّ وُقُوعُها
وَدَنا کلقَضاءُ لِمُدَّة ٍ وَأوَانِ
أَهْدَتْ لَها فِتَناً كَلَيْلٍ مُظْلِمٍ
وَأَرادَها كالنَّاطِحِ العِيدانِ
بِمَصائِبٍ مِنْ فادعٍ وأَشائِبٍ
ممَّنْ تَجَمَّعَ مِنْ بَني دَهْمانِ
فَتَكوا بأمَّة ِ أَحْمَدٍ أتُراهُمُ
أَمنُوا عِقابَ اللهِ في رَمَضانِ
نَقَضُوا کلعُهُودَ کلمُبْرَماتِ وَأَخْفَرُوا
ذِممَ الإلهِ وَلَم يَفُوا بِضَمانِ
فاسْتَحْسنوا غَدْرَ کلْجِوارِ وَآثَرُوا
سَبْيَ کلْحَريمِ وَكَشْفَة َ النِّسْوانِ
سامُوهُمُ سُوءَ العَذابِ وَأَظْهَروا
مُتَعَسِّفينَ كَوَامِنَ الأّضْغانِ
وَالمُسلِمونَ مُقَسَّمونَ تَنالُهُمْ
أَيْدِي کلعُصاة ِ بِذِلَّة ٍ وَهَوانٍ
ما بَيْنَ مُضْطَرٍّ وَبَيْنَ مُعَذَّبٍ
وَمُقَتَّلٍ ظُلْماً وَآخَرَ عانِ
يَسْتَصْرِخُونَ فلا يُغاثُ صَريخُهُمْ
حَتَّى إِذا سَئِمُوا مِنَ کلأرْنانِ
بادوا نُفُوسَهُمُ فَلَمَّا أَنْفَذُوا
ما جَمَّعوا مِنْ صامتٍ وَصوانِ
وَکسْتَخْلَصوا مِنْ جَوْهَرٍ وَمَلابسٍ
وَطرائِفٍ وَذَخائِرٍ وَأَوانِ
خَرَجُوا حُفاة ً عائِذينَ بِرَبِّهِمْ
مِنْ خَوفِهِمْ وَمَصائبِ الأَلوانِ
هَرَبُوا بِكُلِّ وَليدَة ٍ وَفَطيمَة ٍ
وَبِكُلِّ أَرْمَلَة ٍ وَكُلِّ حَصانِ
وَبِكُلِّ بكْرِ كالمَهاة ِ عَزيزَة ٍ
تَسْبي العُقُولَ بِطَرْفِها الفَتَّانِ(25/259)
خُودٍ مُبَتَّلَة ِ الوِشاحِ كأَنَّها
قَمَرٌ يَلوحُ على قَضيبِ البان
وَالمَسجِدُ المَعْمُورُ جامِعُ عُقْبَة ٍ
خَرِبُ المعاطِنِ مُظْلِمُ الأَرْكانِ
قَفْرٌ فَما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَة ٌ
لِصَلاة ِ خَمسٍ لا ولا لأَذانِ
بَيْتٌ بِهِ عُبِدَ الإلَهُ وبُطِّلَتِْ
بَعْدَ الغُلُوِّ عِبادَة ُ الأَوثانِ
بَيْتٌ بِوَحْي اللهِ كانَ بِناؤهُ
نِعمَ البِنا وَالمُبْتَنى وَالباني
أَعْظِمْ بِتِلْكَ مُصيبَة ً ما تَنْجَلي
حَسَراتُها أَوْ يَنْقَضي کلمَلَوانِ
لَو أَنَّ ثَهْلاناً أُصيبَ بعُشْرها
لَتَدَكْدَكتْ مِنْها ذُرا ثَهلان
حزِنَت لها كُوَرُ العِراقِ بأَسْرِها
وَقُرى الشآمِ وَمِصرُ والخُرسانِ
وَتَزَعْزَعَت لمصابها وَتَنَكَّدَتْ
أَسَفاً بلادَ الهندِ والسِّندان
وَعَفا مِنَ کلأَقْطارِ بَعْدَ خَلائِها
ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إلى حُلْوانِ
وَأَرى النُّجومَ طَلَعْنَ غَيْرَ زَواهِرٍ
في أُفْقِهِنَّ وأظْلَمَ القمرانِ
وَأَرى کلْجِبالَ الشُمَّ أَمْسَتْ خُشَّعا
لِمُصابِها وَتَزَعْزَعَ الثَّقلانِ
وَالأَرضُ مِنْ وَلَع بها قَدْ أَصْبَحَتْ
بَعْدَ القَرارِ شَديدَة َ المَيَلانِ
أَتَرى کللَّيالي بَعْدَ ما صَنَعَتْ بِنا
تَقْضي لَنا بِتَواصُلٍ وَتَدانِ
وَتُعيدُ أَرْضَ کلْقَيْرَوانِ كَعَهْدِها
فيما مَضى مِنْ سالِفِ کلأَزْمانِ
مِنْ بَعْدِ ما سَلَبَتْ نَضَائِرَ حُسْنِها الـ
أَيَّامُ وَاخْتَلَفَتْ بها فئَتانِ
وَغَدَتْ كأَنْ لَمْ تَغْنَ قَطُّ وَلم تَكُنْ
حَرَماً عَزيزَ النَّصْرِ غَيْرَ مُهانِ
أَمْسَتْ وَقَدْ لَعِبَ الزَّمانُ بأَهلِها
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ عُرا کلأَقْرانِ
فَتَفَرَّقُوا أَيْدي سَبا وَتَشَتَّتُوا
بَعْدَ اجتِماعِهِمُ على الأَوطانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> إنّي لأَعْجَبُ كَيْفَ يَحْسنُ عِنْدَهُ
إنّي لأَعْجَبُ كَيْفَ يَحْسنُ عِنْدَهُ
رقم القصيدة : 23249
-----------------------------------(25/260)
إنّي لأَعْجَبُ كَيْفَ يَحْسنُ عِنْدَهُ
شِعْرٌ مِنَ الأَشعارِ مع إِحسانِهِ
ما ذاكَ إِلاَّ أَنَّهُ دُرُّ النهى
يَفِدُ التِّجارُ بهِ عَلى دِهْقانِهِ
العصر العباسي >> البحتري >> كيف به والزمان يهرب به
كيف به والزمان يهرب به
رقم القصيدة : 2325
-----------------------------------
كَيْفَ بِهِ، وَالزّمانُ يَهْرُبُ بِهْ،
ماضِي شَبابٍ، أغذَذتُ في طلَبِهْ
مُقترِبُ العَهْدِ، إنْ أرُمْهُ أجِدْ
مَسافَةَ النّجمِ، دونَ مُقترَبِهْ
يَرْفَضُّ عَن ساطعِ المَشيبِ كما ارْ
فَضّ دُخانُ الضّرَامِ عَن لَهَبِهْ
قد دأبَ العاذِلُ اللّجوجُ، فلَمْ
أُصِغْ لفَرْطِ الإكْثارِ من دَأَبِهْ
إن كان صدق الحديث يحزنني
فعاطني ما يسر من كذبه
دامَجْتُهُ القَوْلَ في مُعَاتَبَةٍ،
أهْرُبُ مِنْ صِدْقِهِ إلى كَذِبِهْ
رأيكَ في قَارِبٍ يُرِيدُكَ أنْ
تَنْصُرَ أحْشَاءَهُ عَلى قُرُبِهْ
صَبٌّ تُداوِيهِ مِنْ صَبَابَتِهِ،
أوْ وَصِبٌ تَفْتَديهِ مِنْ وَصَبِهْ
وَقَدْ يُرِيني الحَبيبُ مُبْتَسَماً،
يُرْوَى غَليلُ الهَيمانِ عَنْ شَنَبِهْ
بَرْدُ رُضابٍ، إذا تَرَشّفَهُ المَتْـ
ـبُولُ خَالَ الضّرِيبَ في ضَرَبِهْ
أضِيعُ في مَعْشَرٍ، وَكَمْ بَلَدٍ
يُعَدُّ عُودُ الكِبَاءِ مِنْ حَطَبِهْ
لَنْ يَنْصُرَ المَجدَ حَقَّ نُصرَتِهِ
إلاّ المَكينُ المَكانِ من رُتَبِهْ
يُخْدَعُ عَنْ عِرْضِهِ البَخِيلُ، وَلا
يُخدَعُ، وَهْوَ الغَبِيُّ، عَنْ نَشَبِهْ
أوْثَقُ مَنْ تَصْطَفي عُرَاهُ، فإنْ
حَلّ بَعيداً، شروااكَ في حَسَبِهْ
لا يُصرَمُ المُحدَثُ الكَهَامُ، وإنْ
أخْلَصَهُ الهالِكيُّ مِنْ جَرَبِهْ
نَنْسَى أيادي الزّمانِ فينَا، فَمَا
نَذْكُرُ مِنْ دَهْرِنا سِوَى نُوَبِهْ
هَلاّ شَكَرْنا، الأيّامَ، جُودَ أبي
عِيسَى، وَمَا قَد أرَتْهُ من عَجَبِهْ
يَبْتَدِرُ الرّاغِبُونَ، مِنْ يَدِهِ،
َوقائعَ الغَيْثِ غِبَّ مُنْسَكَبِهْ
يَغْشَوْنَ جَمّاتِهَا، كأنّهُمُ(25/261)
نُزّاعُ جَوٍّ يَسنُونَ مِنْ قُلُبِهْ
كأنّما يَفْصِلُونَ مِنْ فَلَقِ الحَرّ
ةِ ما يَفْصِلُونَ مِنْ ذَهَبِهْ
تُبرَمُ في جِدّهِ الأُمُورُ، وَقَدْ
تَتْوَى رِقَابُ الأمْوَالِ في لَعِبِهْ
والحَمْدُ لا يَكْتَسِيهِ غَيرُ فتًى،
يَنْزِعُ فيهِ الخَطيرُ مِنْ سَلَبِهْ
أسْرِعْ عُلُوّاً في المَكْرُمَاتِ، كَمَا
أسرَعَ فَيضُ الأتيِّ في صَبَبِهْ
يُنْزِلُ أهْلَ الآدابِ مَنْزِلَةَ الـ
أكْفَاءِ، إنْ شارَكُوهُ في أدَبِهْ
لمْ يَزْهُهُ فيْهُمُ، وَهُمْ سُوَقٌ
في العَيْنِ، وَطْءُ الملوكِ في عَقِبِهْ
غَيْرُ المُضِيعِ النّاسِي وَلا الوَكَلُ الـ
ـمُحُيلُ في عِلْمِهِ عَلى كُتُبِهْ
إحَاطَةٌ بالصَّوَابِ تُؤمَنُ مِنْ
لَجاجِهِ في المَحَالِ، أوْ شَغَبِهْ
لا يَهْضِمُ العُجْمُ مِنْ خُؤولَتِهِ
تَمَايُلاً للعمُومِ مِنْ عَرَبِهْ
تَزْدادُ أُكْرومَةً أُبُوّتُهُ،
إذا اعْتَزَى شاهِداً إلى غَيَبِهْ
وَخَيْرُ ساداتِكَ الأكابِرِ مَنْ
يَرْفَعُهُ الإرْتِفَاع في نَسَبِهْ
جَمَعْتُ شَمْلي إلَيْهِ، مُتّخِذاً
مِنْ طُنُبي قُرْبَةً إلى طُنُبِهْ
وقد كفى نفسه التقدم من
كفته أم الطريق من شهبه
يَصُونُ مِنْهُ الحِجابُ مَنظَرَةً،
تَبْدو بُدُوَّ الهِلالِ مِنْ حُجُبِهْ
وقد تفوت الرائين غرته
أعراس ليث العرين في أشبه
لا نُعْدَمُ الطَّوْلَ في رِضَاهِ، وَلا
نَخافُ حَيْفَ الغُلُوّ من غَضَبِهْ
جَنّبَكَ الله ما تُحاذِرُ مِنْ
أبْداءِ صَرفِ الزّمانِ، أوْ عُقَبِهْ
أبَعْدَ إعْطَائِكَ الجَزِيلِ وإيمَا
نِ مُرَجٍّ مِنْ سُوءِ مُنْقَلَبِهْ
أبْغِي شَفيعاً إليْكَ، أوْ سَبَباً
عِنْدَكَ في النّاسِ أسْتَزِيدُكَ بهْ
والظُّلْمُ أنْ يَبْتَغي الفَتى سَبَباً
يَجْعَلُهُ وَصْلَةً إلى سَبَبِهْ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> غَداً تَنْبَتُّ أَقْراني
غَداً تَنْبَتُّ أَقْراني
رقم القصيدة : 23250
-----------------------------------(25/262)
غَداً تَنْبَتُّ أَقْراني
وَتَضَّاعَفُ أَحْزاني
إِذا غُرْنا وَأَنْجَدْتُمْ
فَيَوْمُ کلبُعْدِ يَومانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> قامَ بلا عَقلٍ وَلا دينِ
قامَ بلا عَقلٍ وَلا دينِ
رقم القصيدة : 23251
-----------------------------------
قامَ بلا عَقلٍ وَلا دينِ
يَخلِطُ تَصفيقاً بتَأذينِ
فَنبَّهَ کلأَحبابَ منْ نَوْمِهمْ
لِيَخْرُجُوا مِن غيْر ما حِينِ
بِصَرْخة ٍ تَبْعَثُ مَوتى الكَرى
قدْ أَذْكَرَتْ نفْخَ سَرافِينِ
كأَنَّها في حَلْقِهِ غُصَّة ٌ
أَغَصَّهُ اللهُ بسِكِّينِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> لَوْ قيلَ لي خُذْ أَماناً
لَوْ قيلَ لي خُذْ أَماناً
رقم القصيدة : 23252
-----------------------------------
لَوْ قيلَ لي خُذْ أَماناً
مِنْ حادِثاتِ الزَّمانِ
لَما أَخَذْتُ أَماناً
إِلاَّ مِنَ الإخْوانِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> شَكَوْتُ بالْحُبِّ إلى ظالِمي
شَكَوْتُ بالْحُبِّ إلى ظالِمي
رقم القصيدة : 23253
-----------------------------------
شَكَوْتُ بالْحُبِّ إلى ظالِمي
فَقالَ لي مُستَهْزِئاً ما هُو
قُلْتُ غَرامٌ ثابِتٌ قالَ لي
إِقرأ عَلَيْهِ "قُل هُوَ الله"
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَخافُ تَجَنِّيهِ فأَصْفَرُّ إِنْ بَدا
أَخافُ تَجَنِّيهِ فأَصْفَرُّ إِنْ بَدا
رقم القصيدة : 23254
-----------------------------------
أَخافُ تَجَنِّيهِ فأَصْفَرُّ إِنْ بَدا
وَيَصْفَرُّ خَوفاً أن أَنِمَّ عَلَيهِ
وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّ مِرْآة َ خَدِّهِ
تُوَصِّلُ أَلوانَ کلوُجوهِ إلَيْهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> أَلبَحْرُ صَعْبُ المُرامِ مُرٌّ
أَلبَحْرُ صَعْبُ المُرامِ مُرٌّ
رقم القصيدة : 23255
-----------------------------------
أَلبَحْرُ صَعْبُ المُرامِ مُرٌّ
لا رَجَعَتْ حاجتي إليه
أَلَيسَ ماءً وَنَحنُ طِينٌ(25/263)
فما عَسى صَبْرُنا عَلَيهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَظَبي مِنْ بَني الكُتَّابِ يَسبي
وَظَبي مِنْ بَني الكُتَّابِ يَسبي
رقم القصيدة : 23256
-----------------------------------
وَظَبي مِنْ بَني الكُتَّابِ يَسبي
قُلُوبَ کلعاشِقينَ بِمُقْلَتَيْهِ
رَفَعتُ إليهِ أَستَقضي رِضاهُ
وَأَسأَلُهُ خَلاصاً مِنْ يَدَيْهِ
فَوَقَّعَ قَدْ رَدَدْتُ فُؤَادَ هَذا
مُسامَحَة ً فلا يُعْدَى عَلَيْهِ
العصر العباسي >> ابن رشيق القيرواني الأزدي >> وَشَرِبْتُها مِنْ راحَتَـ
وَشَرِبْتُها مِنْ راحَتَـ
رقم القصيدة : 23257
-----------------------------------
وَشَرِبْتُها مِنْ راحَتَـ
ـيْهِ كأنَّها مِنْ وَجْنَتَيْهِ
وكأَنَّها في فِعْلِها
تَحْكي الَّذي في ناظِرَيْهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
رقم القصيدة : 23258
-----------------------------------
يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
حَدّثْ بِذاكَ فما في الحُبِّ إخْفاءُ
إنّ اللّيالي والأيامَ مِنْ غَزَلي
في الحسنِ والحُبّ أبناءٌ وأنباءُ
إذْ كلّ نافرة ٍ في الحُبّ آنِسة ٌ
وَكُلّ مَائِسَة ٍ في الحَيِّ خَضْرَاءُ
وصفوة الدَّهر بحرٌ والصّبا سفنٌ
وللخلاعة ِ إرساءٌ وإسراءُ
يا ساكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ
بعدَ الفراقِ وشولُ الوصلِ أجزاءُ
كأنّ عَصْرَ الصِّبَا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ
عصرُ التصابي به للهو إِبطاءُ
نارَ الهَوَى لَيْس يَخْشَى مِنْكِ قُلْبُ فَتًى
يكون فيه لإبراهيم أرجاءُ
نَدْبٌ يَرَى جُودَهُ الرّاجي مُشافَهَة ً
والجُودُ مِنْ غَيْرِهِ رَمْزٌ وإيماءُ
ذُو هِمَّة ٍ لو غَدتْ للأُفْقِ ما رَحَلَتْ
له ثريا ولا جَازتهُ جوزاءُ
لَوْلاَ أخُوكَ ولا أَلْفَى مَكَارِمَهُ
لَمْ تَحْو غَيْرَ الذي تَحْوِيهِ بَطْحَاء(25/264)
لَكِنْ تَعَوَّضْتُ عَنْ سُحْبٍ بِمُشْبِهِهِ
إذْ سُحْبُ هذا وهَذا فِيهِما المَاءُ
وعندَ ذلك ظلٌّ باردٌ شبمٌ
وعندَ ذا منهلٌ صافٍ وأهواءُ
إلَيْكَ أَرْسَلْتُ أبياتاً لِمَدْحِكُما
في ساحتيهن إسراءُ وإرسَاءُ
لم يَقوَ مِنهنّ إقْواءٌ لِقَافِيَة ٍ
ولم يطأْهُنّ في الترتيبِ إيطاءُ
فإن نظمي أفرادٌ مُعدّدة ٌ
وَنَظْمُ غَيْري رُعاعاتٌ وَغَوغاء
فلا يُقاسُ بِدُرٍّ مِنْه مُخْشَلبٌ
هذا دواءٌ وقولُ الجاهِل الدّاءُ
عَلَيْكَ مِنّي سَلامٌ ما سَرَتْ سَحراً
نُسَيْمَة ٌ عِطْرُها في الكَوْنِ دَرَّاءُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يومَ أتانا بردُه في بردة ٍ
يومَ أتانا بردُه في بردة ٍ
رقم القصيدة : 23259
-----------------------------------
يومَ أتانا بردُه في بردة ٍ
أَضْحَى بِها مِثْلَ الحَديدِ الماءُ
والأَرْضُ قَدْ بُسِطَتْ لِحُسْنِ صَنِيعِهِ
بالثلج في الأرضِ اليدُ البيضاءُ
فاحْضُر فَنَحْنُ كما تُحِبّ بِمَجْلِسٍ
لَوْ لَمْ تَغِبْ تَمتْ بهِ السّرّاءُ
العصر العباسي >> البحتري >> كم بالكثيب من اعتراض كثيب
كم بالكثيب من اعتراض كثيب
رقم القصيدة : 2326
-----------------------------------
كَمْ بالكَثيبِ من اعترَاضِ كَثِيبِ،
وَقَوَامِ غُصْنٍ، في الثّيَابِ، رَطِيبِ
وَبذي الأرَاكَةِ منْ مَصِيفٍ لابسٍ
نَسْجَ الرّياحِ، وَمَرْبَعٍ مَهْضُوبِ
دِمَنٌ لزَيْنَبَ، قَبلَ تَشرِيدِ النّوَى
منْ ذي الأرَاكِ بزَينَبٍ، وَلَعُوبِ
تأبَى المَنَازِلُ أنْ تُجِيبَ، وَمن جوًى
يَوْمَ الدّيارِ دَعَوْتُ غَيرَ مُجيبِ
هَلْ تُبْلِغَنّهُمُ السّلامَ دُجُنّةٌ،
وَطْفَاءُ، سارِيَةٌ برِيحِ جَنُوبِ
أوْ تُدْنيَنّهُمُ نَوازِعُ في البُرَى،
عُجْلٌ كَوَارِدَةِ القَطا المَسرُوبِ
فَسَقَى الغَضَا والنّازِلِيهِ، وإنْ هُمُ
شَبّوهُ بَينَ جَوَانحٍ، وَقُلُوبِ
وَقِصَارَ أيّامٍ بهِ سَرَقَتْ لَنَا
حَسَنَاتُهَا منْ كاشحٍ، وَرَقِيبِ
خضرا يساقطها الصبا وكأنها(25/265)
ورق يساقطها اهتزاز قضيب
كانَتْ فُنُونَ بِطَالَةٍ، فتَقَطّعَتْ
عَنْ هَجرِ غَانِيَةٍ، وَوَخْطِ مَشِيبِ
إمّا دَنَوْتُ من السّلُوّ مُرَوّياً
فيهِ، وَبعْتُ منَ الشّبَابِ نَصِيبي
فَلَرُبّما لَبّيْتُ داعيَةَ الصّبَا،
وَعَصَيْتُ من عَذْلٍ، وَمِنْ تأنِيبِ
يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى
في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ
لا تغل في جود الرجال فإنه
لم أرضَ جوداً غير جود أديب
والأرْضُ تُخرجُ في الوِهَادِ، وَفي الرُّبَى،
عفو النّبَاتِ، وَجُلُّ ذلكَ يُوبي
وإذا أبُو الفَضْلِ استَعَارَ سجيّةً
للمَكْرُمَاتِ، فَمِنْ أبي يَعْقُوبِ
لا يَحتَذِي خُلُقَ القَصِيّ، وَلاَ يُرَى
مُتَشَبّهاً، في سُؤدَدٍ، بغَرِيبِ
تُمضِي صَرِيمَتَهُ، وَتُوقِدُ رأيَهُ،
عَزَمَاتُ جُوذَرْزٍ وَسَوْرَةُ بِيبِ
شَرَفٌ تَتابَعَ كابِراً عَنْ كابِرٍ،
كالرّمْحِ أُنْبُوباً عَلَى أُنْبُوبِ
وأرَى النّجَابَةَ لا يَكُونُ تَمَامُها
لنَجيبِ قَوْمٍ، لَيسَ بابنِ نَجِيبِ
قَمَرٌ منَ الفتيانِ، أبيَضُ صادعٌ
لدُجَى الزّمانِ الفاحِمِ الغِرْبيبِ
أعيى خُطُوبَ الدّهرِ حتّى كَفّهَا
وَالدّهْرُ سِلْكُ حَوَادثٍ وَخُطوبِ
قل كما صدقت مخايل بارق
يهمي، وفضل ناصع التهذيب
وإذا اجتَدَاهُ المُجْتَدُونَ، فإنّهُ
يَهَبُ العُلا، في نَيْلِهِ المَوْهُوبِ
نشرت عطاياه، فَصِرْنَ قَبائلاً
لقَبَاِئلٍ منْ زوره، وَشُعُوبِ
كَمْ حُزْنَ من ذِكرٍ لغُفْلٍ خامِلٍ،
وَبَنَينَ منْ حَسَبٍ لغَيرِ حَسِيبِ
دانٍ على أيْدي العُفَاةِ، وَشَاسعٌ
عَنْ كُلّ نِدٍّ في العلا، وَضَرِيبِ
كالبَدْرِ أفرَطَ في العُلُوّ، وَضَوْءُهُ
للعُصْبَةِ السّارِينَ جِدُّ قَرِيبِ
يَهْني بَني نو بَخْتَ أنّ جيَادَهُمْ
سَبَقَتْ إلى أمَدِ العُلا المَطْلُوبِ
إنْ قِيلَ: رِبّعيُّ الفَخَارِ، فإنّهُمْ
مُطِرُوا بأوّلِ ذَلكَ الشّؤبُوبِ
أوْ تُجْتَبَى أقْلاَمُهُمْ لكتَابَةٍ،
فَلَقَبْلُ ما كانَتْ رِمَاحُ حُرُوبِ(25/266)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا خَلَتْ مِنْ سَنَاكُمُ الأَحْيَاءُ
لا خَلَتْ مِنْ سَنَاكُمُ الأَحْيَاءُ
رقم القصيدة : 23260
-----------------------------------
لا خَلَتْ مِنْ سَنَاكُمُ الأَحْيَاءُ
فَبِكَمْ تَنْجَلي بها الظَّلْمَاءُ
كانَ دَمْعُ الحَيا عليهنَّ سَقياً
فَهوَ مُذْ غِبْتُمْ بِهنَّ بُكَاء
مَنْ تَلَتْ مِنْكُمْ عَلَيْهِ مَعَانٍ
كيف تَحْوي قيادهُ أسماءُ
ما مُرَادي بالرَّبْعِ أَسمَاءُ أَنْ تَسْـ
ـخُو بِوَصلٍ أَوْ أنْ يَدُومَ لِقَاءُ
بَيْنَمَا نَحْنُ بِالدّيارِ وَقَدْ طا
لَ وقوفٌ مِنْا وطالَ رَجاءُ
إذ سَرَتْ مِنْ دِيارِهِمْ نَسماتٌ
بَسمات في إِثرها إرضاءُ
مَرْحباً مَرْحباً عليها سُتُورٌ
مِن وِدادٍ أذيالهُنَّ الوَفَاءُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى الحبيبُ بطلعة ٍ غرّاءُ
وافى الحبيبُ بطلعة ٍ غرّاءُ
رقم القصيدة : 23261
-----------------------------------
وافى الحبيبُ بطلعة ٍ غرّاءُ
من فوقِ قامِة صُعدَة ٍ سمراءِ
وبمقلة ٍ خفقَ الفُؤادُ وقدْ أتَتْ
إن الجنون يكونُ في السَّوداءِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّة َ الإغْفَاءِ
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّة َ الإغْفَاءِ
رقم القصيدة : 23262
-----------------------------------
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّة َ الإغْفَاءِ
عَلقُ المُنَى وَتَقسُّمُ الأَهْوَاءِ
عَجلَ الزّمانُ عليَّ في شرخِ الصّبا
بتشتُّتِ القُرناء والقُرَباءُ
وسوادُ عيشي لمْ يدعْ لي لذة ً
افتضُّها باللِّمَّة ِ السَّوداءِ
يا صاحبيَّ توجَّعا لِهوى فتى ً
ألِفَ الضّنى وَلَواعِجَ البُرَحَاءِ
هَلْ غِيثَ رَبْعُ الحَيّ بَعْدَ مَدامِعي
أَمْ أَمْسَكَتْ عَنْهُ يَدُ الأَنْوَاءِ
أَحْبَابَنا قُضِي الفِرَاقُ وَلِي يَدٌ
لِفِرَاقِكُمْ لَكِنْ على أَحْشَائِي
فمروا الرّياحَ بأنْ تقصُّ حديثكمْ
عندي فما يبدي الكتابُ شِفائي
ودليلُ ذلك أنَّ طرفي غاسِلٌ(25/267)
قَبْلَ القِرَاءَة ِ نَقْشَهُ بِبُكائي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ في حُلّة ٍ
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ في حُلّة ٍ
رقم القصيدة : 23263
-----------------------------------
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ في حُلّة ٍ
سَوداء من حَلٍّ بأحشَائِي
عرَّفتُ كلَّ الناسِ ياسيدي
أنك أصبحتَ بسودائِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى بأحمر كالشقيقِ وقد غَدا
وافى بأحمر كالشقيقِ وقد غَدا
رقم القصيدة : 23264
-----------------------------------
وافى بأحمر كالشقيقِ وقد غَدا
يهتزُّ فيه بقامة ٍ هيفاءِ
فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقَدْ غَدا فِي حُلَّة ٍ
حَمُرَاءَ إذْ مَا زَالَ في سَوْدَائي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى بوجهٍ قد زَهَى بالطَّلعة ِ
وافى بوجهٍ قد زَهَى بالطَّلعة ِ
رقم القصيدة : 23265
-----------------------------------
وافى بوجهٍ قد زَهَى بالطَّلعة ِ
الغَرَّاءِ فَوْقَ القَامَة ِ الهَيْفَاءِ
وبمقلة ٍ خفق الفُؤادُ وقدْ رَنَتْ
إنَّ الخُفُوقَ يَكُونُ عَنْ سَوْدَاءِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى بوجهٍ كالهلالِ مركَّبٍ
وافى بوجهٍ كالهلالِ مركَّبٍ
رقم القصيدة : 23266
-----------------------------------
وافى بوجهٍ كالهلالِ مركَّبٍ
في قَامَة ٍ غَضِّيَّة ٍ هَيْفَاءِ
وبمقلة ٍ خفقَ الفؤادُ وقد رَنَتْ
وكذا الجنونُ يكُون عن سوداءِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَهْفِي عَلَى شَادِنٍ في حُسْنِ طَلْعَتِهِ
لَهْفِي عَلَى شَادِنٍ في حُسْنِ طَلْعَتِهِ
رقم القصيدة : 23267
-----------------------------------
لَهْفِي عَلَى شَادِنٍ في حُسْنِ طَلْعَتِهِ
وشعرُهُ صارَ إصباحي وإمسائي
قَدْ بَرَّدَ القَلْبَ في تَمُّوزَ مَرْشِفُهُ
وظلَّ يحرقُ في كانونَ أحشائي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَافِي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ
وَافِي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ(25/268)
رقم القصيدة : 23268
-----------------------------------
وَافِي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ
واسقِ النَّديمَ سُلافة َ الصَّهباءِ
هاتِ المشعشَعَة َ التي أنوارهُا
تمحُو ظلامَ اللَّيلة ِ الظَّلماءِ
راحاً تروحُ بجسم نارٍ لابسٍ
في رَاحَة ِ السَّاقِي قَمِيصَ هَوَاءِ
وَدَعِ الهُمُومَ إذَا هَمَمْتَ بِوَصْلِهَا
عَذْرَاءَ مِنْ يَدِ غَادَة ٍ عَذْرَاءِ
فِي حَيْثُ قَيْنَاتُ الغُصُونِ سَوَاجِعٌ
فَغِنَاؤُهُنَّ لَنَا بِغَيْرِ غِنَاءِ
وَعَرَائِسُ الأَشْجَارِ تُجْلَى في حُلًى
صيغتْ مِنْ البيضاءِ والصَّفراءِ
وَغَلاَئِلُ الأَوْرَاقِ فَوْقَ قُدُودِها
تنقدُّ عِنْد تطرُّب الورقاءِ
والأرضُ يضحكُ ثغرُها عَجباً إذا
مَزجَ الغَمامُ تبَسُّماً ببُكاءُ
والعَيْشُ غَضٌّ والزَّمَانُ مُسَاعِدٌ
والشَّمْلُ مُشْتَمِلٌ عَلَى السَّرَّاءِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا
رقم القصيدة : 23269
-----------------------------------
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا
في النَّاسِ أَصْلَ بَلِيَّتي وَبَلاَئِي
بالطُّرَّة ِ السَّوْدَاءِ فَوْق الغُرَّة ِ الـ
ـبَيْضَاءِ فَوْقَ الوَجْنَة ِ الحَمْرَاءِ
العصر العباسي >> البحتري >> لعمرك ما لإسحاق بن سعد
لعمرك ما لإسحاق بن سعد
رقم القصيدة : 2327
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ! ما لإسحاقَ بنِ سَعْدٍ
ضَرِيبٌ، إنْ طَلَبتَ لَهُ ضَرِيبَا
يُضِيءُ طَلاَقَةً، وأرَى رِجَالاً
يَدُومُ ظَلامُ أوْجُهِهِمْ قُطُوبا
إذا مَلأ الشّعَابَ سُيُولُ جَوْدٍ،
رأيتَ مَكَارِماً تُرْضِي الشّعُوبا
وما ابتَدَرُوا العُلا، إلاّ شآهُمْ،
وإلاّ رَاحَ أوْفَرَهُمْ نَصِيبَا
تَرَبّعَ أوّلُوهُ، مِنْ دُجَيْلٍ
وَدِجْلَةَ، مَنْزِلاً سَهلاً، رَحيبا
يَرِقُّ نَسيمُهُ في كُلّ ريحٍ
تَهُبُّ بهِ، ولو هَبّتْ جَنُوبَا(25/269)
بحَيْثُ تُشَعْشِعُ الصّهبَاءُ صُبْحَاً،
وَيَشْتَبِهُ الثّرَى والمِسْكُ طِيبَا
وَحَاجَةُ آمِلٍ لَمْ أعْدُ فيها
دُنُوَّ الدّارِ، والخُلُقَ الغَرِيبَا
نَدَبْتُ لَهَا أبَا يَعقُوبَ لَمّا
وَثِقْتُ بسَعْيِهِ، وأبي عَقُوبَا
أقاضٍ أنتَ حَقَّ أبي رُقَاشٍ
عَليّ، شَفيعَ نُعْمَى، أو مُثِيبَا
دَعَوْتُكَ عِنْدَ واجِبِهِ، وَحتمٌ
عَليكَ، وَقد دَعوْتُكَ، أنْ تُجيبا
أوَاصِرُ زَائِرٍ، وَذِمَامُ ناءٍ،
عَلَيكَ ضَمَانُهُ حَتّى يَؤوبا
رَضِيتُ لَهُ خِلالاً مِنكَ زُهْراً،
حَمَينَ الظّنّ عِندَكَ أنْ يَخِيبَا
فإنْ يعْضلْكَ عُذْرٌ عن بُلُوغِ الَّـ
ـذي أمّلْتَ فيهِ، فقَعْ قَرِيبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَة ٍ مُحْمَّرَة ٍ
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَة ٍ مُحْمَّرَة ٍ
رقم القصيدة : 23270
-----------------------------------
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَة ٍ مُحْمَّرَة ٍ
جاءَت تُهدِّدُنا بفرطِ جفائِهِ
فسَأَلْتُهَا عَنْهُ فَقَالَتْ إنَّهُ
ذبَحَ الودَادَ فكنتُ بعضَ دِمَائِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صدودكَ هَلْ لهُ أمدٌ قريبٌ
صدودكَ هَلْ لهُ أمدٌ قريبٌ
رقم القصيدة : 23271
-----------------------------------
صدودكَ هَلْ لهُ أمدٌ قريبٌ
وَوَصْلُكَ هَلْ يَكُونُ وَلاَ رَقِيبُ
قُضاة َ الحُسْنِ ما صُنْعِي بِطرْفٍ
تَمَنَّى مِثْلَهُ الرَّشأُ الرَّبِيبُ
رَمى فأصابَ قلبي باجتهادٍ
صَدَقْتُمْ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبُ
بِأيّ حُشاشَة ٍ وَبِأَيّ طَرْفٍ
أحاولُ في الهَوى عيشاً يطيبُ
وهذي فيكَ ليسَ لها نَصيرٌ
وَهَذَا مِنْكَ لَيْسَ لَهُ نَصِيبُ
وفي تلكَ الهوادجِ ظَاعناتٌ
سرينَ وكلُّ ذي وَلَه حبيبُ
إذا أَسْفَرْنَ فانْكَسَرَتْ عُيُونٌ
لَهُنَّ فَتَكنَّ فانكَسَرَتْ قُلُوبُ
فيا تلكَ الذَّوائب هل صَبَاحٌ
فَلِي في لَيْلِكُنَّ أَسَّى مُذِيبُ
ويا تلك اللِّحاظِ أرى عجيباً
سِهاماً كُلَّما كُسِرَتْ تُصِيبُ(25/270)
ويا تلكَ المعاطفِ خبِّرينا
متى يتعطَّفُ الغُصنُ الرّطيبُ
فيا قاضي القُضاة ِ متى يُوفِّي
حُقوقَ صفاتكَ اللَّسنُ الأريبُ
فتى ً رقَّتْ خلائِقُه كشِعري
حَوى وصفينِ كُلُّهما عَجيبُ
ففي كَرمٍ لأشرفهِ مديحٌ
وفي حُسْنٍ لأَلْطَفِهِ نَسِيبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أضحى لهُ في اكتئابه سببُ
أضحى لهُ في اكتئابه سببُ
رقم القصيدة : 23272
-----------------------------------
أضحى لهُ في اكتئابه سببُ
بمبسمٍ في رُضابهِ شَنَبُ
قَلْبٌ كَمَا يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى
فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ
لاَ يَدَّعِي العَاشِقُونَ مَرتَبَتي
مَتَى تَساوَى التُّرابُ والذَّهبُ
أَبكي إذَا مَا شَكَوْا وأَنْدُبُ إنْ
بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبِي إذَا انْتَحَبُوا
فيمن بأعطافهِ وأعينهِ
جُرَّ قضيبٌ وجُردتْ قُضُبُ
مُنْتَقِمٌ بالصُّدُودِ مُنْتَقِلٌ
عنْ ودِّه بالجمالِ منتقبُ
مُعْرِضٌ بالوِدَادِ مُعْتَرِضٌ
مُحْتَجِرٌ في الغَرَامِ مُحْتَجِبُ
يا حبذا دارهُ وإن بعدت
وَحبّذا أَهْلَهُ وإنْ غَضِبُوا
وَحَبَّذا الشَّامُ إنْ سَمتْ بِحُسا
مِ الدّين مِنْهَا البِطَاحُ والكُثُبُ
لا أَخْتَشِي الحادِثَاتِ والحَسَنُ المُـ
ـحسنُ لي في جنابهِ أُربُ
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا
فعلاً وطَابوا أصلاً إذا انتسبوا
إنْ أَظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُمْ
وإنْ أُمرَّت أيَّامُنا عَذُبُوا
وإن أرادوا مكارماً بلغوا
وإن أرادُوا مَكارهاً غَلبُوا
ما إن سعوا في محامدٍ رَفَعُوا
لها بِناءً فعاقَهُم نَصَبُ
قَوْمٌ يَشُقُّونَ كُلَّما شَعَب الـ
ـخَطْبُ وَمَنْ ذا يَشُقُّ ما شَعَبُوا
وَتَسْتَقِرُّ العُيُونُ إنْ نَزَلُوا
وَتَسْتَقِرُّ القُلُوبُ إنْ رَكِبُوا
وَتَخْجَلُ السُّحْبُ مِنْ أَكُفِّهِمِ
مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ
مِنْ فِضَّة ِ عِرْضُهُمْ وَنَشْرُهُمْ
يُعطَّرُ الكَوْنُ أَيَّة ً ذَهَبُوا(25/271)
ما أَشرَقُوا في ذُكاء مَعْرِفَة ٍ
إلا ذِكَا مِنْ ذُكائِهِمْ غُرُب
إن حضروا في مجالسٍ خَطبوا
وإنْ نأوا عن مجالسٍ خُطبوا
وَكَمْ عُدَاة ٍ أَقْوالهم كَتَبُوا
وَكَمْ عِداة ٍ وَفوا بِها كَتَبُوا
سابقهم في عُلومهم نفرٌ
فما لقوا شأوهُم ولا قرُبُوا
قُلْ لأَجَلِّ الوَرَى إذا انْتَسَبُوا
حَسْبُكَ ما يَقْتَضِي لَكَ الحَسَبُ
يَا ضَاحِكاً والحَيَاة ُ عَابِسَة ٌ
وثابتاً والجبالُ تضطربُ
الدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْتَ فِيهِ قَضِيـ
ـبُ البَانِ غُصْناً وَغَيْرُكَ الحَطَبُ
خذ مِدحاً لَم أردْ بِها مِنحاً
حسبي أني إليكَ أنتسِبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من شاءَ بعد رضى الأحبّة ِ يغضبُ
من شاءَ بعد رضى الأحبّة ِ يغضبُ
رقم القصيدة : 23273
-----------------------------------
من شاءَ بعد رضى الأحبّة ِ يغضبُ
مَا بَعْدَ بَهْجَة ِ ذَا السُّفُورَ تَحَجُّبُ
أُنْسٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ مَوْقِعٌ
ورضى ً لديهِ كلُّ عيشٍ طيب
لا يصدقُ التخويفُ من واشٍ سعى
حَسَداً وَلاَ قَوْلُ الأَمَانِي يَكْذِبُ
فَاليَوْمَ أَيُّ مَنازِلٍ لا تُشْتَهَى
سُكْنًى وأَيُّ مِياهِهَا لا تَعْذُبُ
وَبِمُهْجَتِي القَمَرُ الذي القَمَرُ الذي
بِتَمَامِهِ لِتَمَامِهِ لا يُحْجَبُ
مُتَمَنِّعٌ مِن أَنْ يُرَى مُتَمَنِّعاً
مُتَجَنِّبٌ عَنْ أَنَّهُ مُتَجَنِّبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا غَرْوَ إنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
لا غَرْوَ إنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
رقم القصيدة : 23274
-----------------------------------
لا غَرْوَ إنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
قَدْ قَامَ حُسْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ
مَا كَانَ عَهْدُكَ إلا ضَوْءُ بَارِقَة ٍ
لاحت لنا وطوت أنوارها الحُجُبُ
تَمِيلُ عَنِّي ملالاً مَا لَهُ سَبَبٌ
سِوَى اعْتِرَافي بِأَنِّي فِيكَ مُكْتَئِبُ
فَرَاعني في ودادٍ كُنتُ رَاعيهُ(25/272)
أَنّي بَعُدْتُ وَغَيْرِي مِنْكَ مُقْتَرِبُ
لِلْعَيْنِ عِنْدَكَ رَاحَاتٌ مُوَفَّرة ٌ
وَلِلْفُؤَادِ نَصِيبٌ كُلُّهُ نَصَبُ
فإنْ عَشِقْتَ فَهذا الحُسْنُ لِي وَطَرٌ
وإنْ سَلَوْتَ فهَذَا الهَجْرُ لي سَبَبٌ
لكنَّ لي حسنُ ظَنٍّ أن يعيدكَ لِي
ذَاكَ الحَياءُ وَذَاكَ الفَضْلُ والأَدَبُ
وَبَيْنَنَا مِنْ عَلاقاتِ الهَوَى ذِمَمٌ
وَمِنْ رِضَاعَة ِ أَخْلاَقِ الصِّبَا نَسَبُ
قِسْنِي وَقُساً وَقَيْساً مَنْطِقاً وَهَوى ً
وانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ
ولا يغرنَّكَ مِنْ فوديَّ شيبهما
فَصُبْحُ عَزْمِي بادٍ لَيْسَ يَحْتَجَب
كَمْ مَهْمَهٍ جُبْتُه واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ
ووجهُ بدرِ الدُّجَى بالغنيمِ مُنتقِبُ
أقولُ والبارقُ العُلْوِيُّ مُبتسِمٌ
والرُّيحُ مُعْتَلَّة ٌ والغَيْثُ مُنْسَكِبُ
إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيَة ٍ
أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِهِ حَلَبُ
أَرْضٌ إذا قُلْتَ مَنْ سُكَّان أَرْبُعِها
أجابَكَ الأَشرفَانِ الجُودُ والحَسَبُ
قومٌ إذا زُرْتَهُمْ أصْفوكَ وُدَّهُم
كأَنَّما لَكَ أُمٌّ مِنْهُمُ وأَبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كيفَ يُلحَى عَلى هَواكَ الكَئِيبُ
كيفَ يُلحَى عَلى هَواكَ الكَئِيبُ
رقم القصيدة : 23275
-----------------------------------
كيفَ يُلحَى عَلى هَواكَ الكَئِيبُ
لَكَ حُسْنٌ وَلِلأَنَامِ قُلُوبُ
كَمْ تَجَنَّيْتَ والمُحِبُّ مع الوَجْـ
ـدِ وإِنْ لَمْ يَجِدْ لِقَاكَ حَبِيبُ
كَانَ يُرْجَى السُّلُوُّ لَوْ كَانَ غيري
وَسِواكَ المُحِبُّ وَالمَحْبُوبُ
عَجَبِي مِنْ قَويمِ قامَتِكَ الهَيْـ
ـفَاءِ قاسٍ وَقِيلَ عَنْهُ رَطِيبُ
وكَذا الحُسْنُ كُلّ مَنْ في الوَرَى بَعْـ
ـضُ رَعَايَاهُ وَهُوَ فيهمْ غَرِيبُ
سَلبتْني الرُّقادَ أَعْينُكَ السُّو
دُ وَتحلُو فِعَالُها وَتَطيبُ
يا أَخا الظَّبيِ هَكَذا يَحْسُنُ السَّلْـ
ـبُ إذا ما ارْتَضَى بِهِ المَسْلُوبُ(25/273)
وأَخَا الغُصْنِ لا عَراكَ ذُبُولٌ
وأَخَا البَدْرِ لا دَعَاكَ غُرُوبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إنْ دَامَ هَذا التَّجَنِّي مِنْكَ والغَضَبُ
إنْ دَامَ هَذا التَّجَنِّي مِنْكَ والغَضَبُ
رقم القصيدة : 23276
-----------------------------------
إنْ دَامَ هَذا التَّجَنِّي مِنْكَ والغَضَبُ
فَلا تَسَلْ عَنْ فُؤَادِي كيفَ يَلتَهِبُ
جَعَلْتَ فَرْطَ غَرَامِي فِيكَ لِي نَسَباً
فِي الهَجرِ قُلْ لي فَدتْكَ النَّفسُ ما السَّبَبُ
يا شَعْرَهُ كمْ دُمُوعٍ فيكَ أنثُرُهَا
وَهَكذا اللَّيْلُ فيهِ تظهَرُ الشُّهبُ
تَرَاهُ عَيْني فَتُخْفيهِ مَدامِعُها
كأَنَّهُ حِين يَبْدُو حِينَ يَحْتَجِبُ
وَمَا بدا قَطُّ يوما وهو مقتربٌ
إلا ومن دونه واشٍ ومرتقِبُ
يا ليلُ مَنْ لي يصبحٍ بتُّ أرقبه
تَالله قَدْ فَنِيَتْ مِنْ دُونِهِ الحِقَبُ
إنَّ الذينَ فُؤادِي في الهَوَى نَهَبوا
لِنَاظِرَيَّ سُهَادي في الدُّجَى وَهَبُوا
الله جَارُهُم في أَيَّة ٍ سَلَكُوا
إن اعتبوا عاشقاً في الحب أو اعتبوا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> دَعَاهُ وَرَقْمُ اللَّيْلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ
دَعَاهُ وَرَقْمُ اللَّيْلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ
رقم القصيدة : 23277
-----------------------------------
دَعَاهُ وَرَقْمُ اللَّيْلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ
هوى ً بكَ لبَّاهُ الفُؤادُ المعذَّبُ
لَطِيفٍ لَطيفٍ من خيالِكَ طارِقٍ
بليلٍ بليلٍ فيه للسُّحب مسحبُ
بِرُوحي يا طَيْفَ الحَبيبِ مُحافِظاً
على العهدِ يدنو كيف شئتَ ويقرُبُ
ومن كُلُّما عاتبتُه رقَّ قلبُهُ
وأقسم لا يجني ولا يتجنَّبُ
يُعلمهُ فرطَ القساوة ِ أهلُهُ
فيعطفهُ الخُلُقُ الجميلُ فيغلبُ
يشقُّ جلابيب الدُّجنَّة ِ زائري
على رغم مَنْ يلحى ومَنْ يترقَّبُ
فأُخْجِلُهُ مِمَّا أَبثُّ عِتابهُ
ويخجلني مِنْ فَرطِ ما يتأدَّبُ
فلو رمْتُ أني عنهُ أثني أعنَّتي
لَشَوْقي يُنادي لُطْفَهُ أَيْنَ تذهَبُ(25/274)
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ يأتي مُحبَّباً
وَلاَ سِيَّما ذَاكَ الرُّضَابُ المُحَبَّبُ
عَلَى أَنَّني ما الوَجْدُ يَوْماً بِشاغِلي
عَنِ المَجْدِ لَكِنّي امْرؤٌ مُتَطرِّبُ
وما أنا إلا شمسُ كلِّ فضيلة ٍ
لَهَا مَشْرِقٌ لكنَّ أَصْلِي مَغْرِبُ
وكلّ كلامٍ فيه ذكراي طيبٌ
وَكُلْ مكانٍ فيه شَخْصِي أَطْيَبُ
وَلَمْ يُغْنِ عَنْي أنّني السّيْفُ ماضِياً
إذا لم يكن لي من بحدّي يضربُ
أما والمَعَالِي والأمير وإنَّني
لأُقْسِمُ فيه صادِقاً لَسْتُ أَكْذِبُ
لَقَدْ قَلَّدُوني فَوْق ما لا أُطِيقُهُ
وَقَدْ قَلَّدُوني فَوْقَ ما أَتَطَلَّبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعَانَ بِهِ الصَّبُّ
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعَانَ بِهِ الصَّبُّ
رقم القصيدة : 23278
-----------------------------------
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعَانَ بِهِ الصَّبُّ
لولا تجنِّي الحبِّ ما عَذبَ الحُبُّ
إذَا كُنْتُ لا أَهْوَى لِغَيْرِ تَوَاصُلٍ
فعشقي لروحي لا لمن قلت ذا الحِبّ
وما أنا إلا مغرمُ القلبِ لو بقى
عَلَى ما أُعانِيهِ مِنَ الوَجْدِ لي قَلْبُ
يَدُومُ عَلى بُعْدِ المزارِ بِحَالِهِ
غَرامِي وَيَقْوَى إنْ تَدانى بِهِ القُرْبُ
كذا شيمتي فليقتدِ العاشقون بي
وإلاَّ فدعواهم ـ وحاشاهُم ـ كَذِبُ
أجيبُ الجوابَ السَّهلَ عمَّا سُئلُته
وإن الذي يُشكي إليهِ الهوى صعبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هجرتَ فتى ً أدنى الأنامِ محَبَّة ً
هجرتَ فتى ً أدنى الأنامِ محَبَّة ً
رقم القصيدة : 23279
-----------------------------------
هجرتَ فتى ً أدنى الأنامِ محَبَّة ً
إلَيْكَ وأَوْفَى مَنْ إلَى العَهْدِ يُنْسَبُ
وأبقيتُ من لا يرتضي حينَ ترتضي
وَلاَ هُوَ غَضْبَانٌ إذَا أَنْتَ تَغْضَبُ
العصر العباسي >> البحتري >> أبلغ أبا الفضل تبلغ خير أصحابه
أبلغ أبا الفضل تبلغ خير أصحابه
رقم القصيدة : 2328(25/275)
-----------------------------------
أبلِغْ أبا الفَضْلِ تُبلِغْ خَيرَ أصْحَابهْ
في فَضْلِ أخلاقِهِ المُثلى، وآدابهْ
ألحَمْدُ، والمَجْدُ يَحْتَلاّنِ قِبّتَهُ،
والرَّغْبُ والرَّهْبُ مَوْجُودانِ في بابهْ
لَنْ يَعْلَقَ الدّينَ والدّنْيا بحَقّهمَا
إلاّ المُعَلِّقُ كَفّيهِ بأسْبَابهْ
تَفْديكَ أنْفُسُنَا، اللاّتي نَضَنُّ بها
منْ مؤلَمَاتِ الذي تَشكُو وأوصَابهْ
لَستَ العَليلَ الذي عُدْنَاهُ تَكرِمَةً،
بَلِ العَليلُ الذي أصْبَحتَ تُكنَى بهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَيَجْمُلُ سُلْوَانِي إذَا هَجَرَ الحِبُّ
أَيَجْمُلُ سُلْوَانِي إذَا هَجَرَ الحِبُّ
رقم القصيدة : 23280
-----------------------------------
أَيَجْمُلُ سُلْوَانِي إذَا هَجَرَ الحِبُّ
أَم الصَّبْرُ أَوْلَى بِي إذَا وَلَّه الحُبُّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لي من هواكَ بعيدهُ وقريبُهُ
لي من هواكَ بعيدهُ وقريبُهُ
رقم القصيدة : 23281
-----------------------------------
لي من هواكَ بعيدهُ وقريبُهُ
ولَكَ الجمالَ بديعُه وغَريبهُ
يا مَنْ أُعيذُ جَمالهُ بجلالهِ
حَذراً عليه من العُيونِ تُصيبهُ
إنْ لم تكن عيني فإنَّكَ نُورها
أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبي فأَنْتَ حَبيبُهُ
هل حُرمة ٌ أو رحمة ٌ لمُتيَّم
قَدْ قَلَّ فِيكَ نَصِيرُهُ وَنَصِيبُهُ
ألِفَ القَصَائِدَ في هَوَاكَ تَغَزُّلاً
حتى كأنَّ بكَ النَّسيبَ نسيبهُ
هَبْ لي فُؤَاداً بِالغَرَامِ تُشِبُّهُ
واستبق فوداً بالصدود تُشيبُهُ
لَمْ يَبْقَ لِي سِرٌّ أقُولُ تُذِيعُهُ
عنِّي ولا قلبٌ أقولُ تُذيبُهُ
كم ليلة ٍ قضيتها متسهِّداً
والدَّمْعُ يَجْرَحُ مُقْلَتِي مَسْكُوبُهُ
والنَّجمُ أقربُ من لقاكَ منالُهُ
عِنْدِي وأَبْعَدُ مِنْ رِضَاكَ مَغِيبُهُ
والجَوُّ قَدْ رَقَّت عليَّ عُيُونُهُ
وجُفونُهُ وشمالُه وجنُوبُهُ
هي مقلة ٌ سهمُ الفراقِ يُصيبها
وَيَسِحُّ وابِلُ دَمْعِها فَيصُوبُهُ(25/276)
وَجوى تَضرَّم جَمْرُهُ لَوْلا نَدَى
قاضِي القُضاة ِ قَضَى عَليَّ لَهِيبُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هذا الذي أُحبُّهُ
هذا الذي أُحبُّهُ
رقم القصيدة : 23282
-----------------------------------
هذا الذي أُحبُّهُ
قَاسٍ عَليَّ قَلْبُهُ
نَامَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَا
باتَ يُقاسي صبُّهُ
واعجباً كم عاجَ بي
دلالُهُ وعُجْبُهُ
آهاً لِمُضْنًى واله
لمْ يدرِ كيفَ ذنبُهُ
سارَ بهِ ميمِّماً
مِنَ العَقيقِ سِرْبُهُ
إنْ لاحَ برقٌ ظلَّ يرْ
جُو اينْ يَلُوحَ قُلبهُ
أَوْ أَسْعَدتْ أَوْ أَعْتَبَتْ
سُعادُهُ وَعُتْبُهُ
قدْ باتَ ظمآناً وَمَا
سِوَى الدُّموعُ شُرْبُهُ
ما سَارَ وهناً رَكبهُ
إلاّ وزّادَ كَربُهُ
بوالحمى سًقى الحِمى َ
عَنْ كَثبٍ وَكُثْبُهُ
غَيْثٌ غَدتْ تَسْحَبُ في
أذيالهنَّ سُحبُهُ
مَن عِفَّتِي وَصَوْنُه
مِنْ دونه وَحُجْبُهُ
في ثَغْرِهِ وَنَاظِريـ
ـهِ عَذْبُه وَعَضْبُهُ
فمن بصبِّ دمعه
يَفيضُ وَجْداً صَبُّهُ
قُطّع إرباً دُون أنْ
يقضي بوصل اربهُ
يُحبُّ من أجلِ الحبيبـ
ـبِ كُلَّ مَنْ يُحبُّهُ
فقصدُهُ مُحمّدٌ
وآلهُ وصَحْبُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَضْرِمْ لمِنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَوْ خَطَبا
أَضْرِمْ لمِنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَوْ خَطَبا
رقم القصيدة : 23283
-----------------------------------
أَضْرِمْ لمِنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَوْ خَطَبا
ناراً جَعلتَ لها أحشاءهُ حطَبا
وأْمُرْ غُصُونَ النَّقا أَنْ تَنْثني خَجَلاً
وقل لشمسِ الضُّحى أن تبتغي حُجُبا
واطْلُبْ مِنَ الحُسْنِ شُكْراناً فَوَجْهُكَ قَد
أعطاهُ منبعضهِ كلَّ الذي طَلَبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي
رقم القصيدة : 23284
-----------------------------------
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي
وَمَا زَارَ إلاّ قُلْتُ أَهْلاً وَمَرْحَبَا(25/277)
فيا ليت شعري عندما راحَ مُغرماً
بقتلي مغرى ً ظنّني فيه مرحِباً
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّة َ مَرْكِبا
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّة َ مَرْكِبا
رقم القصيدة : 23285
-----------------------------------
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّة َ مَرْكِبا
أَهْلاً على رُغْمِ الوُشَاة ِ وَمَرْحَبَا
أمط اللثامَ وألقِ بُردكَ يتضحْ
وجهٌ وعِطفٌ كالصَّبّاحِ وكالصِّبا
وکفْتَرّ مُبْتسماً فَدَمْعِيَ ضامنٌ
أنْ لا يكنُ بريقُ ثغركَ خُلَّبا
أفنى هواكَ تمسًّكي بتنسُّكي
فَخَلَعْتُ فِيكَ عِذَارَ عِلْمي أَشْيَبا
فأدرْ عليَّ شبيهَ ثغركَ رقَة ً
تَهْدِي إليَّ شَذاً كَعَرفِكَ طَيِّبا
صَهْباء كَمْ نَهَبَتْ نُهى ً وَصِيانة ً
منا وأعطتْ صبوة ً وتطرُّبا
في حلبة ٍ ما جَالَ في أرجائها
طِرْفُ الحَجَى مُتأَنياً إلا كَبا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا
صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا
رقم القصيدة : 23286
-----------------------------------
صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا
وجدَّ من بعدما مانَ الهوى لَعِبا
لا تعتبوه فما أبقى الغرامُ لهُ
مِنْ سَمْعِهِ ما بِهِ يُصْغي لِمَنْ عَتِبا
وَلاَ ثَنَاهُ وأَمْرُ الحبِّ في يَدِهِ
عذلٌ فكيف وأمرُ الحُبّ قدْ غًلبا
يهوى بروق الحِمى َ لكنْ يُخالفها
فكلما ابتسمت منْ جوِّها انتحبا
يا قلبُ حَتَّام تَهْوَى مَنْ سَلاكَ وَيا
جَفْنَيَّ كَمْ تَبْكِيانِ الجيرة َ الغَيَبا
أعيذُ قَلْباً ثَوَى حُبُّ الأميرِ بِهِ
من أنْ يرى بسوى حُبَّيهِ ملتهبا
لا تَنْظُر العَيْنُ مِنْهُ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً
إنْ فَارَقَ الغِمْدَ حَلَّ الهامَ فاحْتَجَبَا
لَوْ أَقْسَمَ المُدْلِجُ السَّارِي عَلَى قَمَرٍ
باسم الأمير دَعاهُ قطُّ ما غرَبَا
ولو وضعتَ على الهنديّ سطوتهُ
طاحَتْ رُؤوسُ الأَعَادِيَ وَهْوَ ما ضَرَبَا
ولو وضعتَ الذي تُبدي فُكاهتهُ(25/278)
للعلقمِ المُرِّ أضحى طعمهُ ضَرِبا
وَلَوْ تَلوْتَ على مَيْتٍ مَنَاقِبَهُ
ردّ الآلهُ لَهُ الرُّوح التي سَلبا
ولو مزجتَ بماءِ المُزنِ ما اكتسبتْ
مِنْ لُطْفِهِ شيمي ما غَصَّ مَنْ شَرِبَا
مِنَ الأكارِم أبناءِ الأكارم آ
باءِ شيمي لا زُوراً ولا كذِبَا
يسعى لنيلِ العُلى من معشرٍ وَهُمْ
تَسْعَى المعالي إلى أَبْوابِهِمْ أدبا
يُعلمونَ الورى آدابهم ولَهُمْ
بِيضٌ إذا غَضِبُوا لا تَعْرِفُ الأَدَبا
لَوْ لُقّبُوا بالغُصونِ السُّمْرِ صَدَّقهُمْ
جَعلَ الرُّؤوس لها يوم الوغى كُثَبا
المُنْجِدينَ أَخا المُوجِدِينَ سَخاً
والماجدين أباً والواجدين إبا
لمّا انتسبتُ إلى أبوابِهِ كَبُرت
بي هِمَّة ٌ صغرتْ في عيني الرُّتبا
لَوْ رُمْتُ أَسْحَبُ أَذْيَالي على فَلَكٍ
لَمدَّ لي سَببٌ مِنْ جُودِهِ سَبَبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فما أنا في الحضورِ منتهزٌ
فما أنا في الحضورِ منتهزٌ
رقم القصيدة : 23287
-----------------------------------
فما أنا في الحضورِ منتهزٌ
أمينة ُ النَّفسِ غيبة ٌ الرُّقبا
وَمِنْ عَجِيبٍ أَنْ أَسْتَزِيدَكَ مِنْ
شربٍ وسكري عَليَّ قد غلبا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أهلاً بمعتلِّ النَّسيم ومرحبا
أهلاً بمعتلِّ النَّسيم ومرحبا
رقم القصيدة : 23288
-----------------------------------
أهلاً بمعتلِّ النَّسيم ومرحبا
وَمُذكّرِي عَهْدَ الصَّبابة ِ والصِّبَا
حملَ التَّحيّة من أهيل المنحنى
وأبان عنهم بالمقال وأعربا
فعرفتُ عرفهمُ به لكنَّني
أَنْكَرْتُ صَبْراً عَنْ عُهُودي نَكَّبَا
يا عاذلي كن عاذري في حبِّهم
لم ألق للسّلوان عنهمْ مَذْهَبا
لا تَلْحُ فِيهِمْ بَعْدَمَا أَلِفَ الضَّنَى
يجدُ الغرام بهم لذيذاً طيبا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتي
فبمهجتي أفدي الحضور الغيَّبا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحكي القَضِيبا
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحكي القَضِيبا(25/279)
رقم القصيدة : 23289
-----------------------------------
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحكي القَضِيبا
ألم ترهُ حوى زهراً وطيبا
ولكنْ تحملُ الكثبانُ باناً
وَلَمْ أَرَ بانة ً حَملتْ كَثيبا
وَلَمَّا أَنْ تَلاقَيْنا وأَبْدَى
لَنا شَفقُ الضُّحَى كَفَّا خَضِيبا
ملأت يديه من ياقوت دمعي
وكنتُ محقتُ لؤلؤَهُ نَحيبا
ذهلتُ عَن النَّسيبِ به فباتتْ
محاسنُه تُعلّمني النَّسيبا
وَبِتُّ أَهَابُ سُودَ الأُسْدِ لمَّا
دَنَا وعَهِدْتُهُ ظَبْياً رَبيبا
فيا لله لَحْظُكَ مِنْ عَدوّ
أراك لأجله أبداً حَبيبا
أيا قمراً أعد عندي طُلوعاً
وإلاَّ فاتخذ عندي مَغيبا
وَيَا لَيْلَ الذَّوائِبِ طلْتَ فاقْصُرْ
وَكُنْ مِنْ تَحْتِ أَخْمصِهِ قَرِيبا
العصر العباسي >> البحتري >> إن ترج طول عبيدالله لا تخب
إن ترج طول عبيدالله لا تخب
رقم القصيدة : 2329
-----------------------------------
إنْ تَرْجُ طُولَ عُبَيدِالله لا تَخِبِ،
أوْ تَرْمِ في غَرَضٍ من سَيْبِه تُصِبِ
لمْ تَلْقَ مِثْلَ مَساعيهِ، التي اتّصَلَتْ
وَما تَقَيَّلَ مِنْهَا عَنْ أبٍ فأبِ
رَأيٌ صَليبٌ عَلى الأيّامِ، يَتْبَعُهُ
ظَرْفٌ متى يَعترِضْ في عَيشِنا يَطِبِ
ذاكَم أخٌ أفتَديهِ، إنْ يُحِسّ أسى،
بالنّفْسِ مِمّا تَوَقّاهُ، وَبالنّشَبِ
إذْ كانَ من فارِسٍ في بَيتِ سُؤدَدِها،
وَكنتَ من طَيِّئٍ في البَيتِ ذي الحَسبِ
فلَمْ يَضِرْنا تَنائي المَنْصِبَينِ، وَقَدْ
رُحْنا نَسيبَينِ في خُلْقٍ وَفي أدَبِ
إذا تَشاكَلَتِ الأخْلاقُ، وَاقترَبَتْ،
دَنَتْ مَسافَةُ بَينَ العُجْمِ وَالعَرَبِ
إسْلَمْ، وَلا زِلتَ في سِترٍ منَ النُّوَبِ،
وَعِشْ حَميداً على الأيّامِ وَالحُقُبِ
وَلْيَهْنِكَ البُرْءُ مِمّا كُنتَ تألَمُهُ،
فَالأجرُ في عُقْبِ ذاكَ الشّكوِ وَالوَصَبِ
أوْحَشتَ مُذْ غبتَ قَوْماً كنتَ أُنسَهُمُ
إذا شَهِدْتَهُمُ، فاشْهَدْ وَلا تَغِبِ
إلاّ تَكُنْ مَلِكاً تُثْنَى تَحِيّتُهُ،(25/280)
فإنّكَ ابنُ مُلُوكٍ سَادَةٍ نُجُبِ
وَإنْ قَصَدْتَ ابتِغاءَ البُرْءِ من سَقَمٍ،
فقَدْ أرَقْتَ دماً يَشفي من الكَلَبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> غَرَاميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبَا
غَرَاميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبَا
رقم القصيدة : 23290
-----------------------------------
غَرَاميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبَا
وأَهْلاً بِسُقْمِي مِنْ هَوَاكُمْ وَمَرْحَبَا
غزالكُمُ ذاكَ المَصونُ جَمالُهُ
إلَى غَيْرِهِ في الحُبّ قلبي ما صَبَا
تجلَّى على كلُّ القُلوبِ فَعِنْدَما
سَبى حُسْنُهُ كُلَّ القلوبِ تحجَّبا
أَأَحْبابنا هَلْ عائِدٌ في حِماكُمُ
أُوَيْقات أُنْس كلّها زَمَنُ الصِّبا
على حُبِّكم أفنيتُ حاصِلَ مدمَعي
وغير ولاكمْ عبدكُم ما تكسّبا
وَحَاشَاكُمُ أن تُبعدوا عن جُمالِكم
حَليفَ هوى ً بالرّوحِ مِنْكُمْ مُعذَّبا
وإن تهجروا مَنْ واصلَ السّهدَ جَفْنُهُ
وَهَذَّب فِيكم عِشْقَهُ فَتَهذَّبا
وأحسنتُم تأديبَهُ بِصُدوكمْ
فلا تهجروه بَعدَما قد تأَدَّبا
ولي مُهْجَة ٌ دينُ الصَّبابة ِ دِينُها
فَكَيْف تَرى عَنْكُمْ مَدى الدَّهْرِ مَذْهَبا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حياكَ الجَمالُ وأوفَى النّصِيبَا
حياكَ الجَمالُ وأوفَى النّصِيبَا
رقم القصيدة : 23291
-----------------------------------
حياكَ الجَمالُ وأوفَى النّصِيبَا
فَصِرْتَ إلَى كُلّ قَلْبٍ حَبِيبَا
وَرَدَّ جَلالُكَ عَنْكَ العُيُونَ
فكنتَ الحَبيبَ وَكُنْتَ الرَّقِيبا
مَنعتَ دُمُوعِيَ أنْ لا تَصُوبَ
وأَسْهُمَ عَيْنَيْكَ أَنْ لاَ تُصِيبَا
وَأَقْسَمْتَ أَنْ لا يَراكَ امْرُؤٌ
سِوَى نظرة ٍ ثُمَّ يدعو الطَّبِيبَا
وَحُسْنُكَ أَقْبَلَ فِي جَحْفَلٍ
فَلِمْ فِيكَ أَضْحَى فَريداً غَريباً
حَبيبَ القُلوبِ أَذَبْتَ العُيونَ
حَبِيبَ الفُؤَادِ أَذَبْتَ القُلوبَا
أيا كَعْبة َ الحُسْن إِنّي جعلْتُ
على سَلْوَة ِ الحُبِّ منّي صَليبَا(25/281)
أجابَتْ فَلَمْ تَلْق مِنّي نِدا
وَنَادَتْ فَلَمْ تَلْقَ مِنْي مُجِيبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا حبَّذَا نَهرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
يا حبَّذَا نَهرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
رقم القصيدة : 23292
-----------------------------------
يا حبَّذَا نَهرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
ونسيمَ هَاتيكَ المَعالِم والرُّبَا
وسقى زماناً مَرَّ بي في ظلها
مَا كَانَ أَعْذَبَهَ لديَّ وأَطْيَبَا
أَيَّامَ أُوْلَعُ بالخُدُودِ نَقِيَّة ً
والقدِّ أهيفَ والمقَّبل أشنَبَا
وأزورُ حاناتِ المدام ولا أرَى
غَيْرَ الذي قَضَتِ الخلاعة ُ مَذْهَبا
مَالي - وَمَا قاتَتْ سِنيّ أصابعي ـ
لَمْ أَقْض بِاللّذات أوطار الصِّبا
فلأَهْجُرنَّ أخا الوَقارِ وَشأْنِهِ
ولأَرْكَبَنَّ مِنَ الغِوَايَة ِ مَرْكِبَا
ولأَطْلَعَنَّ شُمُوسَ كُلّ مَسرّة
وَأَكونَ مشرقَ أُفقِهَا والمَغْرِبَا
يَا صَاحِبيّ ـ جُعِلْتُمَا بَعْدِي ـ خُذا
قول امرِئ عَرَفَ الأُمورَ وجَرّبا
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ شَيْئاً عَابِثاً
فَالخَمْرُ ما خُلِقَتْ لأن تَتَجَنَّبا
وتغنَّيا لا بالحَطِيمِ وَزَمْزَمٍ
بَلْ بِالحِمَى وَبساكِنِيهِ وَزَيْنَبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنتمْ لِعبْدِكُمُ أحبَّهْ
أنتمْ لِعبْدِكُمُ أحبَّهْ
رقم القصيدة : 23293
-----------------------------------
أنتمْ لِعبْدِكُمُ أحبَّهْ
وَلَهُ عَلَيْكُمْ حَقُّ صُحْبَهْ
يا نَائِمِينَ عَنِ المُسهَّدِ
فارغينَ عَنِ المَحَبَّهْ
والله ما عِنْدِي مِنَ السُّلْـ
ـوَانِ عَنْكُمْ وَزْنَ حَبَّهُ
قَدْ كُنْتُمُ أُنْسِي فَهَا
أنا بَعْدَكُمْ في دارِ غُربَهْ
لاَ فُرِّجَتْ عَنْ مُهْجَتي
إنْ مِلْتُ لِلسُّلْوانِ كُرْبَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ذا الذّي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ
يا ذا الذّي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ
رقم القصيدة : 23294
-----------------------------------
يا ذا الذّي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ(25/282)
به أَذَابَ الغَرامُ قَلْبَهْ
مَالكَ في الهَجرِ مِنْ دَليلٍ
لَكِنْ هذَي عُلوّ قُبّه
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضُحًى بِبابِكَ قَاضِياً
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضُحًى بِبابِكَ قَاضِياً
رقم القصيدة : 23295
-----------------------------------
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضُحًى بِبابِكَ قَاضِياً
باللَّثْمِ للعَتَبَاتِ بَعْضَ الوَاجِبِ
وأتيتُ أطْلُب زَوْرَة ً أحظَى بِهَا
فَرَدْدتَ ـ يا عيني ـ هُناكَ بِحَاجِبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لِحاظُ الظُّبَا تَحْكَى الظُبي في المَضارِبِ
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكَى الظُبي في المَضارِبِ
رقم القصيدة : 23296
-----------------------------------
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكَى الظُبي في المَضارِبِ
على اَنَّها أَمْضَى يقطع الضّرائِبِ
فَنَاهِيكَ مِنْ رَوْضٍ ثُغُورُ أَقاحِهْ
لهُنَّ ابتسامٌ في وُجُوهِ الغَيَاهِبِ
ظُبي مُقَلٍ سالمتهنَّ لَدى الهَوَى
وأفعالُها في القَلْبِ فِعْلَ المُحاربِ
وقَدْ جرّدتْ لِلفتْكِ فينا فَلا ترى
سوى دمٍ مضروبٍ على خدّ ضَاربِ
فَلاَ تَحذَرُوا بِيضَ القَواضِبَ واحْذَرُوا
قواضِبَ سودٍ في جُفون الكَواعِبِ
وليلٍ شَربْنا فيه كأساً من اللَّمى
عَلى جُلّنار مِنْ خُدودِ الحَبائِبِ
تُرِيكَ بِهِ ضَحِكاً بُرُوقُ ثُغُورِهِ
إذَا مَا بَكَتْ فِيهِ عُيُونُ السَّحَائِبِ
ودوح كسا عاريه منبجسُ الحيا
مَحاسنَ نَوْرٍ لم ترعْ بمعائب
فأبدى من النُوارِ بيضَ مباسمٍ
وأَرْخَى من الأَغْصانِ خُضْرَ ذوائِبِ
لَدى وَجَناتٍ من شَقيقٍ يَزينها
من المِسْكِ أمثالَ اللّحى والشَّواربِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
رقم القصيدة : 23297
-----------------------------------
أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
سَقاكِ مُنْهَمِرُ الأنواء مِنْ كَثَبِ(25/283)
وَلاَ عَدَتْ أَهْلَكِ النائينَ مِنْ نَفْسِ الـ
ـصِبَا تحيّة عَاني القلب مُكْتَئِبِ
قَوْمٌ هُمُ العُرب المَحْمي جارُهُم
فَلاَ رَعَى الله إلا أَوْجُهَ العَربِ
أعزّ عِنْدِي مِنْ سَمْعِي وَمِن بَصَرِي
ومِنْ فُؤادي ومن أهلي ومِنْ نشبي
لَهُمْ عَليَّ حُقوقٌ مُذْ عَرَفْتُهُمْ
كأنّني بَيْن أمّ مِنْهُمُ وأبٍ
إنْ كان أحسنُ ما في الشعر أكذبهُ
فحسنُ شعري فيهمْ غيرُ ذي كَذِبِ
حياكَ يا تربة الهادي الشَّفيع حياً
بمنطق الرّعدِ بادٍ من فم السُّحبِ
يا ساكِنِي طَيْبَة الفَيْحَاء هَلْ زَمنٌ
يُدني المحب لنيل السؤلِ والأربِ
ضممتَ أعظمَ من يدعي بأعظم منْ
يَسْعَى إليه أُخو صِدْقٍ فَلَمْ يَخِبْ
وحُزتَ أفصحَ من يهدي وأوضح مَنْ
يُبْدِي وأَرْجَحَ مَنْ يُعْزى إلى نَسَبِ
تَحْدُو النِّياقُ كِرامٌ نَحْوَ تُرْبَتِهِ
فَتملأ الأرْضَ مِن نُجب وَمِنْ نُحِب
يَسْعَوْنَ نَحْوَ هِضَابٍ طابَ مَورِدُها
كأنّما العذبُ مُشتقٌ مِن العَذَبِ
أرضٌ مع الله عينُ الشمسِ تحرسُها
فإنْ تَغِبْ حَرَسَتْها أَعْيُنُ الشّهُبِ
يا خيرَ ساعٍ بباعٍ لا يُردُّ ويا
أجلَّ دَاعٍ مُطاعٍ طاهرِ الحسَبِ
مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلة
يا أَشْرَفَ الخلقِ إلا أشرفُ الرّتبِ
لي منْ ذنوبي ذنب وافرٌ فَعَسى
شَفَاعَة ً مِنْكِ تُنْجِيني مِنَ اللَّهَبِ
جَعَلْتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً
فكانَ لي ناظراً مِنْ ناظر النُّوبِ
إلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَلاَ حُجِبَتْ
عَنْ بَابِ جُودِكَ إنْ المَوْتَ في الحُجُبِ
وَقَدْ دَعَوْتُكَ أَرْجُو مِنْكَ مَكْرُمَة ً
حاشاكَ أن تُدعي فلم تُجب
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ
رقم القصيدة : 23298
-----------------------------------
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ
أَفْنَى المَدَامِعَ بَيْنَ الحُزْنِ والطَّرَبِ(25/284)
إلى متى أنا أدعُو كلّ مقتربٍ
داني المزارِ وأبكي كُلَّ مُغتربِ
وكم أرّدَّدُ في أرضِ الحِمى َ قدمي
تَرَدُّد الشكِّ بَيْنَ الصّدْقِ والكَذِبِ
لَوْ أَنْكَرَتْني بُيُوتُ الحيِّ لاعتَرَفَتْ
مواطئُ العِيس لي في ربعها اليَبَبِ
كأنني لم أُعرس في مضاربها
ولم أحُطَّ بها رحلي ولا قتبي
ولم أغازِلْ فتاة َ الحيِّ مائِسة ً
في رَوْضِهَا بين ذاكَ الحَلْي والذَّهَبِ
تبدي النّفار دلالاً وهي آنسة ٌ
يا حُسْنَ مَعْنَى الرِّضَا في صورة ِ الغَضَبِ
ليتَ اليالي التي أولتْ بشاشتُها
إن لم تُدمْ هبة اللّذاتِ لم تَهِبِ
ما بالها غلّبت حُزني على فَرحي
وألْقتِ الحدّ بَيْنَ النّجْحِ والطَّلَبِ
ما اختصَّ بي حادثٌ مِنها فاغبَنُها
كَذاكَ شِيمَتُهَا في كُلّ ذِي أَدَبِ
وقائل والمطايا قد أخذ بها
سير الدليل بجدٍ غير ذي لَعبِ
حَتامٍ تُنْضِي وَتُفْني العيسُ قُلْتُ لَهُ
نيلُ المناضب موقوفٌ على النَّصبِ
مالي وللشعراء المُنكري شرفي
وَفَوْقُ دُرِّهم ما تَحْتَ مُخْشَلبي
إن غبتُ عنهم تباهوا في قصائدهمْ
بِغَيْبَة ِ الشمسِ تَبْدُو زِينَة ُ الشهُبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أكذا بلا سببٍ ولا ذنبِ
أكذا بلا سببٍ ولا ذنبِ
رقم القصيدة : 23299
-----------------------------------
أكذا بلا سببٍ ولا ذنبِ
تُبدي الصُّدودَ لمغرم صبِّ
أَصْبَحْتَ بالهِجْرَانِ تَقْتُلُهُ
أو ما اكْتَفَيْتَ بِلَوْعَة ِ الحُبِّ
لا بتَّ مِثْلَ مَبِيتِ مُهْجَتِهِ
مأْوَى الهُمُومَ وَمَجْمَعِ الكُرَبِ
صَبٌّ يُقلِّبه الجَوَى فِكْراً
وَيُديرُه جَنباً إلى جَنْبِ
ما زِلْتَ تَنْدُبُ بالبِعادِ وَمَا
تَنْفَكُّ بالتّفْنيدِ والعَتَبِ
وأَرَاكَ يا أَملي مَلَلْتَ وَما
طَالت ـ فديتكَ ـ مُدَّة ُ القُرب
يا عاذلي فيمن كلفتُ بهِ
عدِّ الملامَ وعدِّ عنْ عَتبِ
هُوَ مَنْ عَلمْت وَقَدْ رَضِيتُ بِهِ
الله يَحْفَظُهُ على قَلْبِي
العصر العباسي >> البحتري >> ملامك إنه عهد قريب(25/285)
ملامك إنه عهد قريب
رقم القصيدة : 2330
-----------------------------------
مَلامُكَ، إنّهُ عَهْدٌ قَرِيبُ،
وَرُزْءٌ مَا عَفَتْ مِنْهُ النُّدوبُ
تُعَلّلُني أضَاليلُ الأمَاني
بعَيشٍ، بَعدَ قَيصرَ، لا يَطيبُ
تَوَلّى العَيشُ، إذْ وَلّى التّصَابي،
وَماتَ الحبُّ، إذْ ماتَ الحَبيبُ
نَصِيبي كانَ مِنْ دُنيَايَ وَلّى،
فَلا الدّنْيَا تُحَسُّ، وَلا النّصِيبُ
ضَجيعُ مُسَنَّدينَ بكَفْرِ تُوثَى،
خَفُوتٌا مِثلَ ما خَفَتَ الشَّرُوبُ
هُجُودٌ لَمْ يَسَلْ بهِمِ حَفيٌّ،
وَلمْ تُقْلَبْ لضَجْعَتِهِمْ جُنُوبُ
تُغَلَّقُ دُورُهُمْ عَنْهُمْ عِشَاءً،
وَقَدْ عَزُّوا بهِا زَمَناً، وَهيبُوا
تقض أضلاعي أنفاس وجد
لمختضر كما اختضر القضيب
أرثيه ولو صدق اختياري
لكان مكان مرثيتي نسيب
وَكُنتُ، وَتُرْبُهُ يُحثَى علَيهِ،
كَنِضْوِ الدّاءِ آيَسَهُ الطّبيبُ
كفى حزناً بأن الحزن يخبو
ذكي الجمر عنه واللهيب
أأنْسَى مَنْ يُذَكّرُنيهِ ألاّ
نَديدَ يَنوبُ عَنهُ، وَلا ضَرِيبُ
وَأترُكُ للسُّرَى مَن كنتُ أخشَى
عَلَيْهِ العَينَ تُؤمَنُ، أوْ تُرِيبُ
وَأصْفَحُ للبِلَى عَنْ ضَوْءِ وَجْهٍ
غَنيتُ يَرُوعُني منْهُ الشُّحُوبُ
ومن حق الأحبة لو أجنت
رمائمها الجوانح والقلوب
سَقَى الله الجَزِيرَةَ، لا لشَيْءٍ،
سوَى أنْ يَرْتوِي ذاكَ القَليبُ
مُلَطُّ بالطّرِيقِ، وَلَيسَ يُصْغي
لأنْجِيَةِ الطّرِيقِ، وَلا يُجيبُ
تَعُودُ الباكِيَاتُ مُجَاوِرِيهِ،
وَيُزْوَى النّوْحُ عَنْهُ وَالنّحيبُ
وَأيُّهُمُ يُعِيرُ عَلَيْكَ دَمْعاً،
وَألسُنُ دونَ أهلكَ وَالدُّرُوبُ
وَمَا كانَتْ لتَبعُدَ عَنكَ عَينٌ
سَفُوحُ الدمع، لَوْ أنّي قَرِيبُ
يرينيك المنى خلساً وأنى
برؤيت من تغيبه الغيوب
وكيف يؤوب من تمضي المنايا
وقد يمضي الشباب فما يؤوب
أُلامُ، إذا ذَكَرْتُكَ، فاستَهَلّتْ
غُرُوبُ العَينِ تَتْبَعُهَا الغُرُوبُ
وَلَوْ أنّ الجِبَالَ فَقَدْنَ إلْفاً،(25/286)
لأوْشَكَ جَامِدٌ مِنْهَا يَذُوبُ
لَعَمْرُي! إنّ دهراً غَالَ إلْفي،
وَمَالي، لَلْخَؤونُ لنا الشعوب
فإنْ سِتٌّ وَسِتّونَ اسْتَقَلّتْ،
فَلا كَرّتْ برجعَتِها الخُطوبُ
لَقَدْ سَرّ الأعادي فيّ أنّي
بِرَأسِ العَينِ مَحزُونٌ، كَئيبُ
تَعاظَمَتِ الحَوَادثُ حَوْلَ حَظّي،
وَشَبّتْ دونَ بُغيَتيَ الحُرُوبُ
على حينَ استَتَمّ الوَهْنُ عَظمي،
وَأعطَى فيّ ما احتَكَمَ المَشيبُ
وَقَدْ يَرِدُ المَنَاهِلَ مَنْ يُحَلّ
عَلى ظَمَإٍ، وَيَغنَمُ مَن يَخيبُ
وَأيسَرُ فائِتٍ خَلَفاً سَرِيعاً
رِقابُ المَالِ، يَرْزَؤها الكَسوبُ
فَمَنْ ذا يَسألُ النّجليّ عَمّا
يَذُمُّ مِنِ اخْتِيارِي، أوْ يَعيبُ
يُعَنّفُني عَلى بَغَتاتِ عَزْمي،
وَكنتُ، وَلا يُعَنّفُني الأرِيبُ
وَقَدْ أكدَى الصّوَابُ عَليّ حتّى
وَدِدْتُ بِأنّ شانيّ المُصِيبُ
لَعَلّ أخَاكَ يَرْقُبُ هل تُطاطي
لَهُ منّي النّوَائبُ، إذْ تَنُوبُ
فأينَ النّفسُ ذاتُ الفَضْلِ عَمّا
تَسَكّعَ فيهِ، وَالصّدْرُ الرّحيبُ
أيَغضَبُ إنْ يُعَاتَبْ بالقَوَافي،
وَفيها المَجدُ، وَالحسب الحَسيبُ
وَكمْ مِنْ آمِلٍ هَجْوِي ليَحظى
بذِكْرٍ منهُ يَصْعَدُ، أوْ يَصُوبُ
فكَيفَ بِسُيَّرٍ مُتَنَخَّلاتٍ،
تَجُوبُ، من التنائف، ما تجوبُ
يُنَافِسُ سامِعٌ فيهَا أبَاهُ،
إذا جَعَلَتْ بسُؤدَدِهِ تُهيبُ
بَلَغْنَ الأرْضَ لمْ يَلغَبْنَ فيها،
وَبَعضُ الشّعرِ يُدرِكُهُ اللُّغوبُ
فإلاّ تُحْسَبِ الحَسَنات مِنَا
لصَاحِبِها، فَلا تُحصَ الذّنُوبُ
أتُوبُ منَ الإسَاءةِ، إنْ ألَمّتْ،
وَأعرِفُ مَنْ يُسِيءُ وَلا يَتُوبُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا فَاضِحَ البَدْرِ حُسْناً
يا فَاضِحَ البَدْرِ حُسْناً
رقم القصيدة : 23300
-----------------------------------
يا فَاضِحَ البَدْرِ حُسْناً
ومخجلاً للقضيبِ
وَيَا غَزالاً شَرُوداً
مرعاهُ حضبَّ القلوبِ
ويا هلالاً تبدَّى
على قضيبٍ رَطيبِ
عليكَ لجَّ عذولي(25/287)
وَفِيكَ لَجَّ رَقيبي
قد زدتُ والله عُجباً
على مُحبٍّ كَئيبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قف بالركائبِ أو سُقْها بترتيبِ
قف بالركائبِ أو سُقْها بترتيبِ
رقم القصيدة : 23301
-----------------------------------
قف بالركائبِ أو سُقْها بترتيبِ
عَسى تَسير إلى الحيّ الأعاريبِ
واسْأَلْ نَسيما ثَنَتْ أَعْطَافَنَا سَحَراً
من أينَ جاءتْ ففيها نفحَة ُ الطِّيبِ
وفي الركائبِ مطويٌّ على حُرقٍ
يَلْحقْنَ مُرْد الهَوَى العُذْرِي بالشِّيبِ
يَلْقى الفُرَاقَ بِصَبْرٍ غَيْرِ مُنْتصرٍ
على النّوَى وبِوَجدٍ غير مَغْلوب
يا ربة الهودج المحميّ جانبه
إلام حُبّك يُغريني ويُغري بي
ظننْتُ إنّ شبابي فيكَ يضفعُ لي
وإنَّ جُود يدي يقضي بتقريبي
وقعتِ بي وبآمالي على خِدعٍ
مِنَ المُنَى بَيْنَ تَصْدِيقِ وَتَكْذيبِ
وأنّ أبْعَدَ حالاتِ المحبّة ِ أنْ
يَلْقَى الوَفاءَ مُحِبّ عِنْدَ مَحْبُوبِ
كمْ قدْ شقيتُ بعذّالي عليكَ وكمْ
شقوا بصدي وإعراضي وتقطيبي
أسعى إليكَ ويسعى بي مَلامُهُمُ
فإنّني بَيْنَ تأويبٍ وتأنيبِ
صدَّتْ بلا سببٍ عني فقُلتُ لَهَا
يا أُختَ يُوسفَ مالِي صَبْرَ أيُّوبِ
ترحَّلي أو أقيمي أنتِ لي سكّنٌ
وأَنْتِ غاية ُ آمالي وَمَطْلُوبي
شَيْئانِ قَدْ أمِنا مِنْ ثالثٍ لَهُما
وجْدي عليكِ واحسانُ ابن يعقوبِ
أَغرّ لا الوَعْدُ مَمْطُولٌ لديهِ وَلاَ
أُسلوبه في النَّدى عنِّي بمسلوبِ
إذا سَطَا قُلْتُ يا أُسْدَ العَرينِ قِفي
وإنْ بَدا قُلتُ يا شمسَ الضُّحى غيبي
يبيت بالبأسِ مِنهُ البشرُ مبتسماً
والسّيْفُ غَيْرُ صَقِيلٍ غَيْرُ مَرْهوبِ
صمّ المسائلِ في يومِ الجِدالِ لهُ
أمضى وأنفذ مِنْ صُمّ الأنابيب
يا مَنْ لهُ الودّ من سري ومن عَلني
وَمَنْ إلَى بابِهِ شدّي وَتَقْرِيبي
كم رُمتُ لولا اشتياقي ان تُباعندي
لكي ترى صدق ودّي بعد تجريبي
بك انتصرتُ على الأيَّام مُقتدراً
فَبِتْنَ مِنْي بحدٍّ جِدّ مَرْهُوبِ(25/288)
وأَنْتَ أَتْقَنْتَ بالإحْسانِ تَرْبِيَتي
وأَنْتَ أَحْسَنْتَ بالإتْقانِ تأديبي
وأنتَ اكسبتني رأياً غنيتُ به
عَنْ أَنْ أُكابِدَ مِنْ هَوْلِ التّجارِيب
فاسأل معانيك عنِّي فهي تخبرني
تَخْبِرُكَ عَنْ كَرمٍ مِنْهُنَّ مَوْهُوبِ
منْ سير الشهب مِن نظمي الشُّموسَ ضُحى ً
أَضاءَ ما بَيْنَ تَشْريقٍ وَتَغْرِيبِ
قَدْ جَرَّد البِيضَ مِنْ ذِهْني وَمِنْ هِمَمي
وَقُلِّدَ البيضَ مِنْ مَدْحي وَتَشْبيبي
ومن محمد إقدامي ومعرفتي
ومن مُحمّد إعرامي وتهذيبي
لا رأي لي في جيادِ الخيلِ أَرْكَبُها
إذا نهضتُ فعزمي خيرُ مركوبِ
أَعَاذَكَ الله مِنْ هَمٍّ أُكابِدُهُ
أقولُ كرهاً لأحشائي بهِ ذُوبي
مُلئتَ بالدّهر عِلْماً وَهُوَ يَمْلأُ بِي
جهلاً وَيَحْسَبُ مِني غير مَحسوبِ
إحْدَى الأعاجِيبِ عِنْدِي مِنْهُ لو وُصِفَتْ
لكانَ وصفي لها إحدى الأعاجيبِ
لا يستقرُّ بوجهٍ غير مُبتذلٍ
ولا يَسيرُ بِعرْضٍ غَير مَثْلُوبِ
ولا يبيتُ له جارٌ بلا فرقٍ
ولا يُسَرُّ لَهُ ضَيْفٌ بِتَرحَيب
يصدّ عني إذا قابلتُه غضباً
ككافرٍ صدّ عنْ بعضِ المحاريبِ
ولو ضربتُ بأدنى الفكر قُلتُ لَهُ
قَتَلْتَ في شرّ ضَرْبٍ شَرّ مَضْرُوبِ
فِدا نِعَالِكَ ما ضَمَّت أَسرّتُهُ
وإنْ فُدينَ بممقوتٍ ومسبُوبِ
إن المعالي براءٌ مِنْ تجشُّمها
تَلبَّسَ المَجحدُ فِيها بالأَكاذِيبِ
فَلَيْتَ كُلّ مُريبٍ غابَ عاتِبُهُ
فداء كل بريء العِرضِ معتوبِ
وَلَيْتَ أَنّي لَمْ أُدْفَعُ إلى زَمنٍ
ألقى الأُسُودَ بهِ طَوْعَ الأرانيبِ
إنْ يحْجِبُ الأضْعَفُ الأَقْوَى فَلاَ عَجَبٌ
فَرُبَّ عَقْلٍ بِسَتْرِ الوَهْمِ مَحْجُوبِ
والدهرُ ليسٍ بمأمونٍ على بشرٍ
يُديرهُ بينَ تنعيمٍ وتعذيبِ
فلا يرقْ مسكنٌ فيهِ لساكنِه
ولا يثقْ صاحبٌ فيهِ بمصحُوبِ
وإنَّما الناسُ إلاّ أنْتَ في سِنَة ٍ
معللين بترغيبٍ وترهيبِ
أَلَسْتَ مِنْ نَفَرٍ لَمْ يُثْنَ دُونَهُمُ
عادٍ بنتجحٍ ولا عافٍ بتخييبِ(25/289)
عالِينَ في رُتَبٍ عافينَ عَنْ رِيبِ
دانينَ من شرفٍ نائينَ عن حُوبِ
كريمٌ ما أَظهرُوه مِنْ شمائلهم
كريمٌ ما ستروه في الجلابيبِ
صَاغَتْ عِبَارتُهُمْ حُسْنَ البديع بها
مِنَ البلاغة ِ في أَسْنَى القَوَالِيبِ
مِنْ كلّ مُنتهجٍ جُوداً ومُبتهجٍ
بِشْرا إلى حَلْب الفَيْحاءِ مَنْسُوب
عَفٍّ كريمُ السّجايا مُحْسن عَلَمٌ
مِنَ الهُدى في سبيل الله مَنصوبِ
فيهم لِكلّ فتًى يَغْشاهُمُ أَبداً
إنْصافُ مَعْدلة في كُلّ أُسْلوبِ
لكلِّ ذي كَبرٍ إكبارُ تكرُمة ٍ
وكلِّ ذِي صِغَر تَصْغير تَحْبيبِ
فاهنأ بذا العيدِ يا عيداً تُقلّلهُ
وابْشِرِ بِسَعْدٍ وأجر فيه مَجْلوبِ
وأسلم على ما بهذي الناسِ من عَطبِ
في العلمِ أو في الحَجَى أَو في التَّراتيبِ
فَلَيْسَ مَجْدُكَ في مَجْدٍ بِمُحْتَجَبٍ
وليس مدْحُكَ في مدْحٍ بمكذوبِ
وليسَ تلقى الليالي غير مُنصرفٍ
وليس ترقى المعالي غيرَ مَخْطوبِ
دعني وشعري ومَنْ في جَفْنِهِ مَرضٌ
دُوني يُزلْ مرضَ الأجفانِ تطبيبي
وخُذْ شواهد ما أمليتُ مِنْ فِكرٍ
تُثْني عَلَيْكَ بِمَلْفُوظٍ وَمَكْتُوبِ
فالدرُّ يحْسُنُ مثقوباً لناظمهِ
وَحُسْنُ لَفْظِي دَرّ غَيْرُ مَثْقُوبِ
وكُلَّما قِيلَ شِعْرٌ أَوْ يُقالُ فما
أَراه إلا رَذاذاً مِنْ شآبيبي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَموا بِكُعُوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
حَموا بِكُعُوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
رقم القصيدة : 23302
-----------------------------------
حَموا بِكُعُوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
وصانُوا من الأَتْرابِ دُرَّ الترائبِ
وَهَزُّوا العَوالي مِنْ اكفٍّ قَوابِضٍ
رَقابَ المعالي بالسُّيُوفِ القَواضِب
فكم حَاجبٍ يَلْقَاكَ مِنْ دُونِ أَعْيُنٍ
وكم أعينٍ تلقاك من دون حاجب
وَكَمْ بِتُّ أرعى مِنْ بُدُورٍ طَوَالِعٍ
وأَرْعَى عُهوداً مِنْ شُمُوسِ غواربِ
وساروا فيا الله كم من حبائلٍ
تَصيدُ قُلُوباً مِنْ عُيونِ الحَبائِبِ(25/290)
جَلَوْنَ على الأَحْدَاقِ خَيْرَ سَوالفٍ
وكُنَّ على العُشَّاقِ شَرَّ سَوالِبِ
بحمرة خد لا تصاب بعارضٍ
وخمرة ثغر لا تعاف لشارب
ألا في سبيل الحب يا علو مهجة ٌ
عليها لك الأشواق ضربة لازب
قفي ودعينا قد بدت غربة النوى
وآذننا بِالبَيْنِ سَيْرُ الركائبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ
رقم القصيدة : 23303
-----------------------------------
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ
فَهَلْ شَفَعَ الرِّضَا عِنْدَ الرُّضَابِ
تَكَلُّفُ مَنْ تَكَلَّفَ مِنْكَ وُداً
طِلابٌ لِلشَّرَابِ مِنَ السَّراب
نشبت إلى الجمال وفيك بعدٌ
أَضَافَ لَكَ الجَمَالَ إلى الحِجَابِ
أَمَا وَهَوَايَ فِيكَ لغَيرِ عارٍ
كَمَا زَعَمَ الوُشاة ُ ولا بِعَابِ
وَمَا يُوحِيهِ صَبُّكَ لإجْتِنَاءٍ
ومدحي حاكماً في الجود أنهى
وأدنى في السخاء من السحاب
لأنْتَ وإنْ هَجَرْتَ فَدتْكَ رُوحِي
أَلذُّ إليَّ مِنْ صِلَة ِ الشَّبَابِ
فَتًى فيهِ المعارِفُ والمَعالي
جمعن له العراب إلى الغراب
فيطرب حين يضرب في خطوب
ويعرب حين يغرب في خطاب
أموضح ثغر غامض كل علمٍ
إذَا مَا عَنْهُ أُغْلِقَ كُلُّ بابِ
وَكَاشِفَ كُلِّ مُظْلِمَة ٍ وَظُلْمٍ
بِآراءٍ خُلِقْنَ مِنَ الصَّوابِ
رَمَيْتَ عِدَاكَ في حَرْبٍ بِبَرْحٍ
بِأَمْثَالِ البِحَارِ مِنَ الحِرَابِ
فطارت أنفسٌ فوق الثريا
وَغَارَتْ أَرْؤُسٌ تَحْتَ التُّرَابِ
وحسبي أن تطلبت المعالي
بِأَنَّ إلى مَحبَّتِكَ انْتِسَابِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هَوَيْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ
هَوَيْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ
رقم القصيدة : 23304
-----------------------------------
هَوَيْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ
وَمَالَهُ في ذَاكَ مِنْ شَارِبِ
قَلْندَرِيّاً حَلَقُوا حَاجِباً
منه كنونِ الخط من كاتب
سلطان حسنٍ زاد في عدله(25/291)
واخْتَارَ أَنْ يَبْقَى بِلاَ حَاجِبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لما درت أن المحب بغيرها
لما درت أن المحب بغيرها
رقم القصيدة : 23305
-----------------------------------
لما درت أن المحب بغيرها
وبغير ذكرى حبها لم يطرب
هَجَرتْهُ حِيناً ثُمّ لمّا أَنْعَمَتْ
جَاءَتْهُ في رَمَضان قَبْلَ المَغْرِبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَوْ لَمْ تَكُنْ ابنَة ُ العُنْقُودِ في فَمِهِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ ابنَة ُ العُنْقُودِ في فَمِهِ
رقم القصيدة : 23306
-----------------------------------
لَوْ لَمْ تَكُنْ ابنَة ُ العُنْقُودِ في فَمِهِ
ما كان في خده القاني أبو لهب
تبت يدار عاذلي فيه فوجنته
حَمَّالة ُ الوَرْدِ لا حَمَّالة الحَطَبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا رب نحوي له مبسمٌ
يا رب نحوي له مبسمٌ
رقم القصيدة : 23307
-----------------------------------
يا رب نحوي له مبسمٌ
تَقْبِيلُهُ غاية ُ مَطْلُوبي
قد صغر الجوهر من ثغرهِ
لكنه تصغير تحبيبِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَانِي
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَانِي
رقم القصيدة : 23308
-----------------------------------
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَانِي
قد شغلا خاطري ولبي
قالوا علي فقلت قدراً
قالوا كَوَافِي فَقُلْتُ قَلْبِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِرَاتِ التي تَسْبِي
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِرَاتِ التي تَسْبِي
رقم القصيدة : 23309
-----------------------------------
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِرَاتِ التي تَسْبِي
يَهُونُ عَليَّ اليَوْمَ قَتْلِيَ يا حُبِّي
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً
وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
وإن هز عطفيك الصبا متمايلاً
أَضَاعَ الهَوَى نُسْكِي وغُيِّبْتُ عَنْ لُبِّي
فدعني وهذا الخد أعصر في فمي
عَنَاقِيدَ صُدْغَيْهِ وَحَسْبِي بِهِ حَسْبِي
لو أن تجار اللؤلؤ الرطب شاهدوا(25/292)
ثَنايَاكَ مَا عَنّوا على اللُّؤلُؤِ الرَّطْبِ
أَيَا سَاقِيَ الكأْسِ الذي زَادَ خَدُّهُ
عَلَيْهَا احْمِرَاراً عَدِّ بالكَأْسِ عَنْ صَحْبِي
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بالمُدامِ وإنَّما
إذا لحت لم آمن عليهم من السلب
وبالله قُلْ لِي أَيُّها الظبي كيف قد
تعلمت صيد الأسد في شرك الهدب
وماذا الذي قد بعت فاسترهنت به
لَدَيْكَ الرُّبَى رَهْناً كَثِيباً مِنَ الكُثُبِ
فخذ قصة الشكوى من الأعين التي
نَفَيْتَ لَذِيذَ النَّوْمِ عَنْهَا بِلا ذنب
وَلاَ تَعْتَبنْ صَبّاً تَهتَّكَ سِتْرُهُ
عليك فهتك الستر أليق بالصب
العصر العباسي >> البحتري >> تعتبت دهرا فلما رجع
تعتبت دهرا فلما رجع
رقم القصيدة : 2331
-----------------------------------
تعتبت دهراً فلما رجعـ
ــت إلى حاصل الطمع الكاذب
بكيت على عمري المنقضي،
ونحت على شعري الخائب
فأين اعتناء أبي الصقر بي
ورأي أبي بكر الكاتب
نشدتكما الله أن تدفعا
ذمامي، وأن تنسيا واجبي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
رقم القصيدة : 23310
-----------------------------------
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
بَعْدَ النَّوَى وأَمِنْتُ عَتْبَ مُحبِّهِ
تالله لا آخَذْتُ صَرْفَكَ بَعْدَمَا
صُرِفَ البُعَادُ ولا جَنَحْتُ لِعَتْبِهِ
أبدى النوى غدراً فأبدى الملتقى
إحْسَانَ صَفْحِي عَنْ إسَاءَة ِ ذَنْبِهِ
بتنا وكلٌ يشتكي لرفيقه
بَعْضَ الَّذِي فَعَلَ الهَوَى في قَلْبِهِ
لَفْظٌ يَرِقُّ كما تَرِقُّ مُدامَة ٌ
أم خلق زين الدين رق لصحبه
ذو غرة ٍ ود الزمان لو انه
يجلو بنيرها دجنة خطبه
وَمَنَاقِبٌ عُلْوِيَّة ٌ لما بَدَتْ
فرح الظلامك وظنها من شهبه
مَوْلاَيَ دَعْوَة َ مَنْ لَوْ اقْتَرَحَ المُنَى
وما كان إلا أنت غاية إربه
وافى إلى حفظ الوداد فوفه
وَدَعَا يُرجِّي العَهْدَ مِنْكَ فَلبِّهِ(25/293)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سلام مشوقٍ مغرم القلب صبه
سلام مشوقٍ مغرم القلب صبه
رقم القصيدة : 23311
-----------------------------------
سلام مشوقٍ مغرم القلب صبه
إلى حرم القدس الشريف فقربه
سلام محب كلما هب طارقٌ
مِنَ الرِّيحِ يَلْقَى نَشْرَكُمْ في مَهَبِّهِ
تَذَكَّركُمْ والشَّوْقُ يَجْرِي بِدَمْعِهِ
على خده والوجد يسري بقلبه
لقد كان يرجو أن يبث اشتياقه
شِفَاهَاً فَلَمْ يَقْدِرْ فَبثَّ بِلبِّهِ
وقد كان يهديه من النجمِ نُورُهُ
فَمُذْ غَابَ عَنْهُ ضَلَّ ما بَيْنَ صَحْبِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تسلطن في الملاح بُخا نقي
تسلطن في الملاح بُخا نقي
رقم القصيدة : 23312
-----------------------------------
تسلطن في الملاح بُخا نقي
فلم يرضَ ببدرِ التَّمَّ نائبْ
وَقَدْ صَفّتْ لهُ الأتراكُ جُنْداً
وأصبح راكباً تحت العصائِب
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ
رقم القصيدة : 23313
-----------------------------------
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ
بلفظٍ للهوى يعربْ
فَقَالَ لِسَانُ حَالهُمُ
مُغَنِّي الحَيِّ ما يُطْرِبْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أحلى من الشهد من هويت وكَمْ
أحلى من الشهد من هويت وكَمْ
رقم القصيدة : 23314
-----------------------------------
أحلى من الشهد من هويت وكَمْ
شُقَّتْ بِهِ في الهَوَى مَراراتُ
وَكَيْفَ لا تُسْتَطَاب رِيقَتُهُ
وَثَغْرُهُ سُكَّر سُنيْناتُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عِذارٌ فيهِ قَدْ عَبثُوا
عِذارٌ فيهِ قَدْ عَبثُوا
رقم القصيدة : 23315
-----------------------------------
عِذارٌ فيهِ قَدْ عَبثُوا
مُحبّوه وَقَدْ عَنتُوا
يخاف عيون واشيه
فيمشي ثم يلتفت
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي
أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي
رقم القصيدة : 23316(25/294)
-----------------------------------
أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي
ما بين سمَّاري وفي خلواتي
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديعِ لِذاتِهِ
أنا واحد الأحزان فيك لذاتي
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلَتْ حَوَاسِي مِثْلَمَا
بِجَمَالِكَ امْتَلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي
حسبي من اللَّذاتِ فيكَ صَبَابة ً
عندي شُغِلْتُ بها عن الَّذَّاتِ
ورضاي أني فاعلٌ برضاك ما
تَخْتَارُ مِنْ مَحوِي وَمِن إثْبَاتِي
يَا حَاضِراً غَابَتْ بِهِ عُشَّاقُهُ
عن كلِّ ماضٍ في الزَّمانِ وآتِ
حَاسَبْتُ أَنْفَاسِي فَلَمْ أَرَ واحِداً
مِنْهَا خَلاَ وَقْتاً مِنَ الأَوْقاتِ
ومدلَّهينَ حجبتَ عنك عقولهم
فهُمُ من الأحياء كالأمواتِ
تَتْلُو على الهَضَبَاتِ تَطْلُبُ ناشِداً
مِنْهُمْ كأَنّكَ في ذُرَى الهَضَبَاتِ
لمَّا بكوا وضحكت أنكر بعضهم
شأْني وقَالُوا: الوَجْدُ بالعَبراتِ
فأَظنُّهُمْ ظَنُّوا طَرِيقَكَ واحِداً
وَنَسوْا بِأَنَّكَ جَامِعُ الأَشْتَاتِ
ما تستعدُّ لما تفيض نُفُوسُهُمْ
فَتَغَيضُ مِنْ كَمَدٍ وَمِنْ حَسَراتِ
يا قَطْرُ عُمَّ دِمَشْقَ واخْصُصْ مَنْزِلاً
في قاسيُون وحلِّهِ بنباتِ
وَترَنَّمي يا وُرْقُ فيهِ ويا صَبَا
مُرِّي عَلَيْهِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَاتِ
فيه الرِّضَى فيه المُنى فيه الهُدى
فيهِ أُصُولُ سَعَادَتي وَحَيَاتي
فيه الذي كَشَفَ العمَى عَنْ ناظري
وجلا شُموسَ الحقِّ في مرآتي
فيهِ الأَبُ البّرُّ الشَّفُوقُ فديتُهُ
من سائرِ الأسواءِ والآفاتِ
كَفٌّ تُمَدُّ بِجُودِهِ نَحْوِي وأُخْـ
ـرَى لِلسَّماءِ بِصَالِحِ الدَّعَواتِ
وإذَا جَنَيْتُ بِسَيِّئاتي عَدَّها
ـ كَرَماً وإحْساناً ـ مِنَ الحَسَناتِ
وإذَا وَقَيْتُ بِوَجْنَتَيَّ نِعَالَهُ
عَدَّدْتُ تَقْصِيري مِنَ الزَّلاَّتِ
لَمْ يَرْضَ بالتَّقْلِيدِ حَتَّى جَاءَ في
التَّوْحِيدِ بالبُرْهَانِ والآياتِ
نَفْسٌ زَكَتْ وَزَكَتْ بِهَا أَنْوَارُها
في صُورَة ٍ نَسَخَتْ صَفَاءَ صِفَاتِي(25/295)
بهرتْ ـ وقد طَهُرَتْ ـ سَناً وتقدَّست
ْ شرفاً عنِ التشبيه والشُّبهاتِ
في كلِّ أرضٍ للثَّناءِ عليهِ مَا
يُرْوَى بِأَنْفَاسِ الصَّبَّا العَبِقَاتِ
أأبي وإنْ جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مِقْـ
ـدارِي نِداءُ العَبْدِ للسَّاداتِ
أنّى التفتُ رأيتُ مِنكَ محاسناً
إنْ مِلْتُ نَشْواناً فَهُنَّ سُقَاتي
وَبِسِرِّكَ اسْتَأْنَسْتُ حَتَّى أَنَّني
لَمْ أَشْكُ عَنْكَ تَغرُّبي وشَتاتي
وإذَا ادَّخَرْتُكَ لِلشَّدائِدِ لَمْ تَكُنْ
يوماً لِغَمْزِ الحادثاتِ قناتي
وإذا التقيتُ أو أتَّقيتُ ببأسكَ الـ
ـخطبَ المُلِمَّ وجدْتُ فيهِ نَجاتي
وأرى الوُجُودَ بأسرهِ رجعَ الصَّدى
وأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأصْوَاتِ
فَعَلَيْكَ مِنْكَ مَعَ الأَصَائِلِ والضُّحَى
تُتْلَى أَجَلَّ تَحِيَّة ٍ وَصَلاة ِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا أهل نجدٍ على هَوائي
يا أهل نجدٍ على هَوائي
رقم القصيدة : 23317
-----------------------------------
يا أهل نجدٍ على هَوائي
سددتُمُ سَائِرَ الجِهاتِ
واعجباً ترضونَ قَتلي
وأَنْتُمْ في الهَوَى حَياتِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَلِقَ القَلْبُ بِسَمَّـ
عَلِقَ القَلْبُ بِسَمَّـ
رقم القصيدة : 23318
-----------------------------------
عَلِقَ القَلْبُ بِسَمَّـ
ـلٍ رشيقِ الَحركاتِ
بَرَدِيِّ الثَّغْرِ يَفْتَرُّ
عنِ العَذبِ الفُراتِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عُودي إلَى حُسْنِ التأتي
عُودي إلَى حُسْنِ التأتي
رقم القصيدة : 23319
-----------------------------------
عُودي إلَى حُسْنِ التأتي
فلقدْ جَهلتِ منِ اجتنبتِ
كَمْ تُظْهرين مُحجبّاً
مهلاً فما هي عَينُ بنتِ
فلَقَدْ عَلِمْنا بالذي
قَدْ كَانَ مِنْكِ وَقَدْ عَلمْتِ
قالتْ ألستُ مِنَ الحرَائِرِ
قُلتُ بل يا ستّي كُنتِ
ما أَنْتِ ذَاكَ السَّمْهَرِيّ
قوامُهُ فلمَ احْتَجَبْتِ
وَجْهٌ إذا ما لاَحَ قُلْـ
ـتُ لقُبْحِهِ ما بُلتُ تحتي(25/296)
العصر العباسي >> البحتري >> أمردود لنا زمن الكثيب
أمردود لنا زمن الكثيب
رقم القصيدة : 2332
-----------------------------------
أمردود لنا زمن الكثيب
وغرة ذلك الرشإ الربيب
وأيام الشباب معقبات
على إبداء آثام المشيب
إذا ابتسمت تألق عارضاها
على ضرب يصفق في ضريب
متى يوشك غروب الشمس يردد
سناها من سنا تلك الغروب
أبى الواشون إلا أن يعدوا،
وما أذنبت، حبك من ذنوبي
فمن عرفوا براءته، فإني
ظنين الجهر متهم المغيب
مريب في هواك، رأوا سبيلاً
عليه، والسيبل على المريب
فلا يزد العذول على دعاء
بنأي الدار أو هجر الحبيب
صبابات الدموع تزاد سكباً
ببرح من صبابات القلوب
وصرف بين صرفي كل دهر
زيادات الخطوب على الخطوب
إلى ابن أبي محمد استقـ
ــلت بنا قصد السرى ميل السروب
ترامى من جنوب الأرض مرمى
بعيداً وهي مجفرة الجنوب
يكلفهن سهباً بعد سهب،
ويجشمهن لوباً بعد لوب
إلى ملك تظن ندى يديه
وفيض البحر ساحاً من قليب
وكان، وكنت، والحالان شتى،
بمثن بالإثابة أو مثيب
غريب سجية، وغريب أرض
فما أكدى الغريب على الغريب
ينولنا حمولة من بعيد،
ويحرمنا رجال من قريب
سحاب الجود منهل العزالي
وريح منه صادقة الهبوب
مطرنا بالشمال الشرد منها،
وكنا قبل نمطر بالجنوب
لنا من جاهه وندى يديه
عطاء غير محظور السيوب
بلونا حالتيه، فما نبالي
ضربت بذي الفقار أو الرسوب
له حسب سما في بيت مجد
قليل المثل مفقود الضريب
له في مارج النار انتساب
بأمات نقيات الجيوب
سراة الإنس والجنان أدت
إلى جوذرز نجدتها، وبيب
تطول لها الأعاجم حين تثنى
وتعرفها القبائل للشعوب
وما خلت الفخار يكون يوماً
نصيبك فيه أعلى من نصيبي
إذا سومت شذان القوافي
عدلت بها عن المرعى الجديب
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وأقوامٍ لهمُ في العشـ
وأقوامٍ لهمُ في العشـ
رقم القصيدة : 23320
-----------------------------------
وأقوامٍ لهمُ في العشـ
ـقِ حُكْمُ القَطْعِ والبَتِّ(25/297)
يَلُوطونَ عَلى الإبْنِ
وَيَزْنُونَ مَعَ البِنْتِ
ومَنْ يسلمُ مِنْ قومٍ
يدُبونَ عَلى الكفتِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَحُرْمَة ِ الذَّاهِبِ مِنْ عَيْشِنا
وَحُرْمَة ِ الذَّاهِبِ مِنْ عَيْشِنا
رقم القصيدة : 23321
-----------------------------------
وَحُرْمَة ِ الذَّاهِبِ مِنْ عَيْشِنا
وَطِيبِ أيَّامِي التي وَلَّتِ
إني على ما تعهدوني وفيٌّ
وَعُقْدَة ُ المِيثَاقِ مَا حُلَّتِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَارِضِهِ الـ
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَارِضِهِ الـ
رقم القصيدة : 23322
-----------------------------------
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَارِضِهِ الـ
ـتي سَاقتْ وشَقَّتْ
أَخَشِيتَ طُولَ حَدِيثها
فَقَطَعْتَها مِنْ حَيْثُ رَقَّتْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من حين جلا العِذَار في الخدَّ نباتْ
من حين جلا العِذَار في الخدَّ نباتْ
رقم القصيدة : 23323
-----------------------------------
من حين جلا العِذَار في الخدَّ نباتْ
أحيَا بوصالهِ وبالهجرِ أماتْ
وحياة ِ هواكَ طلّق النّوم ثلاث كذا
مَنْ تهجُرُه فلا تسل كيفَ يباتْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قلبي بحبِّ سِواكُمُ لا يعبثُ
قلبي بحبِّ سِواكُمُ لا يعبثُ
رقم القصيدة : 23324
-----------------------------------
قلبي بحبِّ سِواكُمُ لا يعبثُ
وفمي بغيرِ الحُبِّ ليسَ يُحدِّثُ
وحياتِكُم لا حُلتُ عنكمْ في الهوى
وإذا حَلفْتُ بحقكمْ لا أَحنُثُ
يا نَازِحِينَ ونازِلِينَ بِمُهْجتي
لهواكُم سِحرٌ بقلبي ينفُثُ
إنْ لمِ تجودوا بالوصالِ فعلِّلُوا
بالوعدِ قلبي ثمّ مِنْ بَعدِ انكثوا
لامَ العذُولُ على هَواكُمْ جاهلاً
ماطابَ سمعي بالذي يتحدَّثُ
وأعرتُه أُذني للذّة ِ ذِكركُمْ
لا لِلّذي بالصَّدِّ فِيهِ يَبْحَثُ
أَنْتُمْ أَحِبَّائِي وأَنْتُمْ غَايَتي
إنْ شِئْتُمُ حُثُّوا الرّكَابَ أَو البثوا(25/298)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا سَاكِنِي مُهْجَتِي وَقَلْبِي
يا سَاكِنِي مُهْجَتِي وَقَلْبِي
رقم القصيدة : 23325
-----------------------------------
يا سَاكِنِي مُهْجَتِي وَقَلْبِي
أَقْسَمَ قَلْبِي وَلَيْسَ يَحْنَثْ
إنْ متُّ في حبِّكُم فإني
أحيا على عشقكُمْ وأُبعَثْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قافية الجيممَنْ كَحَّلَ المُقْلَة َ السَّوْدَاءَ بالدَّعَجِ
قافية الجيممَنْ كَحَّلَ المُقْلَة َ السَّوْدَاءَ بالدَّعَجِ
رقم القصيدة : 23326
-----------------------------------
قافية الجيممَنْ كَحَّلَ المُقْلَة َ السَّوْدَاءَ بالدَّعَجِ
وَخَضَّبَ الوَجْنَة َ الحَمْراءَ بالضَّرَجِ
ومنْ على ذلكَ الورْدِ الجنيِّ جنى
وَمَنْ بِسَيْفِ التَّجَنِي خَاضَ في المُهَجِ
كأنما قلمٌ أجراهُ كاتِبُهُ
فخطَّ لاماً على الياقوتِ بالسَّبجِ
يا عاذلي كًنْ عذيري في محبَّتهِ
فَمَا على العاشقِ المفتونِ مِنْ حَرَجِ
تَبَارَكَ الله ما أَحلاَكَ في نَظَرِي
وَجَلَّ خَالقُ هذا المَنْظَرِ البَهِجِ
وإنْ بدا روض خدَّيهِ ووجنتِهِ
أَغْنَتْ بأَزْهَارِهَا عَنْ سَائِر الفُرَجِ
بِوَجْنَتَيْكَ التي خَضَّبتها بِدَمي
وأَشْرَقتْ باحْمِرَارٍ مِنْ دَمِ المُهَجِ
لا تَقْتُل الصَّبَّ بالهِجْرَانِ يا أَمَلي
وارْفُقْ بِقَلْبِ مُحبٍّ في هَوَاكَ شَجِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَدْ قُلْتُ لَمَّا مَرَّ بِي مُعْرِضاً
قَدْ قُلْتُ لَمَّا مَرَّ بِي مُعْرِضاً
رقم القصيدة : 23327
-----------------------------------
قَدْ قُلْتُ لَمَّا مَرَّ بِي مُعْرِضاً
كالبدرِ تحتَ الغَسقِ الدَّاجي
يهتزُّ في مشيتهِ مُتعباً
مِنْ كَفَلٍ كالموجِ رجَّاجِ
وَيْلِي عَلى حلِّ سَرَاوِيلِه
فإنَّهُ شُدَّ على عَاجِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مرَّت على طولِ المَدَى حجَجي
مرَّت على طولِ المَدَى حجَجي
رقم القصيدة : 23328(25/299)
-----------------------------------
مرَّت على طولِ المَدَى حجَجي
وكمْ شكوتُ فَلمْ تُصغوا إلى حُجَجِي
يَا ساكِنِي جِلَّقَ قَدْ طَابَ عِنْدَكُمْ
نَشْرُ الفَرَادِيسِ فأُتُوا الصَّبَّ بالفَرَجِ
بَاب السلامة مردودٌ لِعَاشِقكُم
والنَّصرُ مِنْكُمْ عَلَيْه في الهَوَى الحَرج
خطبتُ وصلكم في جامعٍ لهوى
وقمتُ مبتدر الساعات والدرجِ
طَابَتْ بِذِكْرِكُمُ الدُّنْيا بِأَجْمعِهَا
لِمَا تَحمَّل مِنْكُمْ عَاطِر الأَرجِ
أَنْتُمْ وأَنْتُمْ وأَنْتُمُ مَسْمَعِي نَظَرِي
قلبي فإن ترتضوا ما قلتُ يا فَرَجي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كساهُ ثوبُ الجَمَالِ حُسْن
كساهُ ثوبُ الجَمَالِ حُسْن
رقم القصيدة : 23329
-----------------------------------
كساهُ ثوبُ الجَمَالِ حُسْن
لِطَرْزِ خَدَّيْهِ لَمْ يُبَهْرِجْ
وَحُسْنُ ذَاكَ العِذَارِ نَادَى
إنْ لَمْ يَكُنْ مُعْلَماً فَدحْرِجْ
العصر العباسي >> البحتري >> يا سعيد والأمر فيك عجيب
يا سعيد والأمر فيك عجيب
رقم القصيدة : 2333
-----------------------------------
يا سَعيدٌ، وَالأمْرُ فيكَ عَجيبُ،
أينَ ذاكَ التّأهيلُ وَالتّرْحيبُ
نَضَبَتْ بَيْنَنَا البَشَاشَةُ وَالوِدُّ
وَغَارَا كَمَا يَغُورُ القَليبُ
زُرْتَ رِفْهاً فأخلَقَ الوَصْلُ بالوَصْـ
ـلِ كمَا يُخلِقُ الرّداءُ القَشيبُ
لا تَغُرّنّكَ جَوْلَةُ الدّهْرِ إنّ الـ
ـدّهرَ، إنْ كانَ مُذنِباً، سيَتوبُ
وَتَعَجّبْ مِنْ غَيرِ مَا أنَا فيهِ،
فكَذا كانَ مُسْلِمٌ وَحَبيبُ
حَفِظَ الله أحْمَدَ بنَ مَنيعٍ،
ما سرَى كوْكَبٌ، وَهَبّتْ جَنوبُ
كانَ خِلَّ الأديبِ حَقّاً وَهَلْ يَعـ
ـرِفُ حَقَّ الأديبِ إلاّ الأديبُ
لبق قُلْقُلٌ، لَهُ خُلُقٌ عَذْ
بٌ، وَوَجهٌ طَلقٌ، وَصَدْرٌ رَحيبُ
مَا نَصِيِيونُ لي بِدارٍ، وَمَا لي
بنَصِيبِينَ غَيرُ عِرْضِي نَصِيبُ
فَتَجَمّلْ لَنَا قَليلاً كَمَا كُنْـ
ـتَ، فإنّ الرّحيلَ عَنْكَ قَرِيبُ(25/300)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> دَبَّ نَمْلُ العِذَارِ في الخَدِّ يَبْغِي
دَبَّ نَمْلُ العِذَارِ في الخَدِّ يَبْغِي
رقم القصيدة : 23330
-----------------------------------
دَبَّ نَمْلُ العِذَارِ في الخَدِّ يَبْغِي
شَهْدَ ريقٍ يَجْلو بِهِ ما تأَجَّجْ
كانَ يَمْشِي بِخَدِّه مُسْتَقيماً
مُذْ رأى في خدُودِهِ النارَ عرَّجْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مولايَ إنَّا في جوراكَ خمسة ٌ
مولايَ إنَّا في جوراكَ خمسة ٌ
رقم القصيدة : 23331
-----------------------------------
مولايَ إنَّا في جوراكَ خمسة ٌ
بتنا ببيتٍ ما بِهِ مِصباحُ
مَا فِيهِ لا لَحْمٌ وَلاَ خُبْزٌ وَلاَ
مَاءٌ وَلاَ شَيْءٌ لَهُ نَرْتَاحُ
كُلٌّ تَراهُ مِنَ الكَآبَة ِ والطَّوَى
شبحاً فنحنُ الخمسة ُ الأشباحُ
مَا فَاتَنَا إلاَّ التَّجَلُّلَ بالعَبا
فجُسومُنَا لَعبتْ بِهَا الأرياحُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَبَيْنَ الخَدِّ والشَّفَتَيْنِ خَالٌ
وَبَيْنَ الخَدِّ والشَّفَتَيْنِ خَالٌ
رقم القصيدة : 23332
-----------------------------------
وَبَيْنَ الخَدِّ والشَّفَتَيْنِ خَالٌ
كَزُنْجِيٍّ أَتَى رَوْضاً صَبَاحاً
تَحيَّر في الرِّيَاضِ فَلَيْسَ يَدْرِي
أَيجْنِي الوَرْدَ أَمْ يَجْنِي الأَقَاحَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صَاحِي الجَوانِحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحِي
صَاحِي الجَوانِحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحِي
رقم القصيدة : 23333
-----------------------------------
صَاحِي الجَوانِحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحِي
سلبَ الجُسومَ وهمَّ بالأرواحِ
يا بدرُ قدْ سدَّ العَزامُ مسالكي
فأَنِرْ بِوَجْهِكَ مَسْرَحِي وَمَرَاحي
قَدْ حِرْتُ فِيكَ بِمَنْ أَرُومُ تشفّعاً
حَتَّى تَفُوزَ مَقَاصِدِي بِنَجَاحِ
بِفُؤَادِي المُرْتَاحِ أَمْ بِسُهَادِيَ الـ
ـفضَّاحِ أم بِودادي الوضَّاحِ
فبِعرفكَ الفيَّاحِ أو فبطرفكِ الـ
ـسَفّاحِ أَوْ فَبِعَطْفِكَ الرَّمَّاحِ(25/301)
لا تَرْقُدَنْ عَنْ سَاهرٍ في لَيْلَة ٍ
مُذْ غَابَ وجهُكَ لم يَفُز بصباحِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بَدَا وَجْهُهُ مِنْ فَوْقِ أَسْمَرِ قَدِّهِ
بَدَا وَجْهُهُ مِنْ فَوْقِ أَسْمَرِ قَدِّهِ
رقم القصيدة : 23334
-----------------------------------
بَدَا وَجْهُهُ مِنْ فَوْقِ أَسْمَرِ قَدِّهِ
وَقَدْ لاَحَ مِنْ لَيْلِ الذَّوَائِبِ في جُنْحِ
فَقُلْتُ عَجيبٌ كَيْفَ لَمْ يَذْهَب الدُّجَى
وَقَدْ طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ على رُمْحِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ناوليني الكأس في الصُّبَحِ
ناوليني الكأس في الصُّبَحِ
رقم القصيدة : 23335
-----------------------------------
ناوليني الكأس في الصُّبَحِ
ثم غنِّي لي على قَدَحِي
وأديري شمسَ وجهكِ لِي
فضياءُ الشمسِ لمْ يَلُحِ
واشْغلي كفَّيك فِي وترِ
لا تمُدِّيها إلى السُّبح
وإذا أطربيتي وبَدا
بِانْتِشَائِي حَالَ مُفْتَضَحِ
عانقيني باليدينِ كَما
يَفْعَلُ الأَحبابُ مِنْ فَرَحِ
وإذا عَانقتُ مِنْ طَربٍ
غُصْنَ قَدٍّ مِنْكِ مُتَّشحِ
فَضَعِي أَزْرَارَ أَطْوَاقَكِ عَنْ
صَدْرِكِ الفتَّانِ بالمُلحِ
وإذَا ما الأَمْرُ كَانَ كَذَا
فانزعي السُّروالَ واطَّرحي
وَخُذِي ذا... أَجْمعُهِ
واطْلُبي ما شِئْتِ واقْتَرِحِي
ثم رُوحِي بالأَمَانِ فَمِثْـ
ـلي بسرٍّ قطّ لمْ يَبُحِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أخجلت بالثَّغرِ ثنايا الأقاحْ
أخجلت بالثَّغرِ ثنايا الأقاحْ
رقم القصيدة : 23336
-----------------------------------
أخجلت بالثَّغرِ ثنايا الأقاحْ
يا طُرَّة َ اللًّيلِ وَوَجْهَ الصَّباحْ
وأَعْجَمَتْ أَعْيُنَكَ السِّحْرَ مُذْ
أَعْرَبَتْ مِنْهُنَّ صِفَاحاً فِصَاحْ
فيا لها سُوداً مِراضاً غَدَتْ
تَسُلّ لِلعاشِقِ بِيضاً صِحَاحْ
يا للهوى مَنْ مُسعدٌ مُغرماً
رأى حَمامَ الأيكِ غنَّى فناحْ
يا بانة ً مالتْ بِأَعْطافِهِ
ها قَدْ عَرَفنا مِنْكِ هَزّ الرِّماحْ(25/302)
وأنتِ يا أسهُمَ ألحاظِهِ
أثخنتِ واللهِ فُؤادي جراحْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا
رقم القصيدة : 23337
-----------------------------------
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا
بِمُحَقَّقٍ حُسْنَ الوَرَى نَسَخَا
لو عاينتْهُ الَعابداتُ صَبَتْ
أو باخِلٌ صانَ اللُّهى لَسَخَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مَنْ أطالَ التَّجَنّي
يا مَنْ أطالَ التَّجَنّي
رقم القصيدة : 23338
-----------------------------------
يا مَنْ أطالَ التَّجَنّي
وقد أسا في التَّوخِيّ
أسرفتَ تيهاً وعُجباً
وَكثرة ُ الشَّدِّ يُرْخِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إيَّاكَ يا طائرَ قلبي فَفي
إيَّاكَ يا طائرَ قلبي فَفي
رقم القصيدة : 23339
-----------------------------------
إيَّاكَ يا طائرَ قلبي فَفي
وجنتِهِ مَعْنَى الجَمالِ نَسَخْ
كَمْ حائمٍ حَوْلَ الحِمَى صَادَهُ
فَخَالُهُ الحَبَّة ُ والصُّدْغُ فَخْ
العصر العباسي >> البحتري >> كم من حنين إليك مجلوب
كم من حنين إليك مجلوب
رقم القصيدة : 2334
-----------------------------------
كَمْ مِن حَنينٍ إليكَ مَجلوبِ،
وَدَمْعِ عَينٍ عَلَيكَ مَسكُوبِ
وَأنْتَ في شَحطِ نِيّةٍ قُذُفٍ،
يَهُونُ فيها عَلَيْكَ تَعْذيبي
شَتّانَ جَفْلُ الدّمُوعِ بَيْنَهُمَا
شَوْقُ مُحبٍّ، وَنأيُ مَحبُوبِ
وَما يَزَالُ الفِرَاقُ يَبحَثُ عَنْ
ثأرٍ، لَدَى العاشِقينَ، مَطلُوبِ
أُقْسِمُ بالقُرْبِ، بَعدَما بُعُدٍ،
وَكَفِّ لاحٍ مِنْ بَعدِ تَثرِيبِ
أنّ أبَا جَعْفَرٍ أطَالَ يَدِي
بِنَائِلٍ، مِنْ نَداهُ، مَوْهُوبِ
أبيَضُ، لا قَوْلُهُ بِمُقْتَعَدٍ
فينَا، وَلا فِعْلُهُ بمَجْنُوبِ
سَرَتْ يَداهُ بِكُلّ سَارِيَةٍ
مِنَ النّدَى، ثَرّةِ الشّآبيبِ
لا سَببَي وَاهِنٌ لَدَيْهِ، وَلا
وَجْهيَ، عَن وَجهِهِ، بمَحجوبِ
يا بنَ نَهيكٍ، وأُحْدوثَةٌ عَجَبٌ،(25/303)
وَالدّهْرُ مُثرٍ مِنَ الأعاجيبِ
أقل إخوانك الحميد غنى
وأكثر الماء غير مشروب
ما أمَلي فيكَ بالضّعيفِ، وَلا
ظَنّيَ، في نُجْحِهِ، بمكذوبِ
وَلا قَبُولي ما كُنتَ جُدْتَ بهِ
عَليّ بالأمْسِ خِلْسَةَ الذّيبِ
لي أمَلٌ دائِمُ الوُقُوفِ عَلى
مُنتَظَرٍ مِنْ جَداكَ، مَرْقُوبِ
وَهِمّةٌ مَا تَزَالُ حَائِمَةً
حوْلَ رُوَاقٍ، عليكَ مَضرُوبِ
فَكَيْفَ ألجَأتَني إلى الأمَدِ الـ
ـأبْعَدِ مِنْ يُوسُفَ بنِ يَعْقُوبِ
ألمَانِعي اليَأسَ مِنْ بَخَالَتِهِ،
وَالمُوسِعي مِنْ عِداتِ عُرْقُوبِ
لَستُ عَلى غِرّةٍ بمُشْتَمِلٍ؛
وَلا إلى مَطْمَعٍ بِمَنْسُوبِ
وَلا لمِثْلي في القَوْلِ مِنكَ رِضاً،
وَالقَوْلُ في المَجدِ غيرُ محْسُوبِ
إمّا نَوَالٌ يُدْنيكَ مِنْ مِدَحي،
أوِ اعْتِذارٌ يَكْفيكَ تَأنيبي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الذي أَجِدُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الذي أَجِدُ
رقم القصيدة : 23340
-----------------------------------
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الذي أَجِدُ
قد أعوزَ الصَّبرُ عَنْهُ والجَلَدُ
ما قُلتُ يوماً قد انقضى عَدَدٌ
مِنَ الأعادي إلا أتَى عَدَدُ
قد عَرفُوا من أنا وعَاقهُمُ
عَنْ اعترافٍ بفضلي الحَسَدُ
ما بَلغُوا ما حَوَيْتُ مِنْ أَدبٍ
فَبالغُوا في أذايَ واجْتَهَدُوا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَلينُ فَيَقْسُو ثُمَّ أَرْضَى فَيحْقِدُ
أَلينُ فَيَقْسُو ثُمَّ أَرْضَى فَيحْقِدُ
رقم القصيدة : 23341
-----------------------------------
أَلينُ فَيَقْسُو ثُمَّ أَرْضَى فَيحْقِدُ
وأَشْكُو فَلاَ يُشْكَى وأَدْنُو فَيبْعِدُ
يهزُّ قواماً ناضراً وهو ذابلٌ
إذَا ما تَثَنَّى فَهْوَ في الحُسْنِ مُفْرَدُ
يقولُ لي الواشي تعدَّ عن الذي
تَبيتُ بِهِ مُضْنَى الفُؤَادِ وَيَرْقُدُ
ودع عنك ذكرى من غدا لك ناسياً
مَلُولاً فَكَمْ في العَالمينَ مُحمَّدُ
فقلت ائَّتد يا عاذلي ليس في الورى(25/304)
يُرى مثلُ من قد همتُ فيه ويوجدُ
فَما كُلُّ زَهْرٍ يُنْبِتُ الرَّوْضُ طَيِّبٌ
ولا كُلُّ كحلٍ للنَّواظِر إثمدُ
وَزَوَّرُوا قَوْلَهُمْ وَمَا صَدَقُوا
في نَقْلِ شَيْءٍ ضُرِّي به قَصَدُوا
حاشا لمثل الأمير يسمع ما
قالوهُ عَنِّي وما به شهدوا
مالي إلا بيتي أُقيمُ به
فلا يراني من بعدها أحدُ
أو أنَّني أحرفُ الفيافي من
خلفي ولا يستقرُّ بي بلدُ
والأَرْضُ إلاّ دِمَشْقَ لِي وَطَنٌ
والنَّاسُ إلا الأمير لي سَنَدُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وما فيه من حسن سوى أن طرفهُ
وما فيه من حسن سوى أن طرفهُ
رقم القصيدة : 23342
-----------------------------------
وما فيه من حسن سوى أن طرفهُ
لكلِّ فؤادٍ في البَريَّة ِ صَائِدُ
وأَنَّ مُحَيَّاهُ إذَا قَابَلَ الدُّجَى
أَنَارَ بِهِ جنح من الليلِ راكِدُ
وأَنَّ ثَناياهُ نُجُومٌ لِبَدْرِهِ
وهُنَّ لعقدِ الحُسنِ فيهِ فَرائِدُ
فكم يتجافى خصرُهُ وهو نَاحِلٌ
وَكَمْ يتَحَالَى رِيقُهُ وَهْوَ بارِدُ
وَكَمْ يَدَّعِي صَوْناً وَهذِي جُفُونُه
بفترتها للعاشِقينَ تُواعِدُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إن صدَّ وأضحى للجفا يعتمدُ
إن صدَّ وأضحى للجفا يعتمدُ
رقم القصيدة : 23343
-----------------------------------
إن صدَّ وأضحى للجفا يعتمدُ
أو زال ودادُهُ الذي أعتقدُ
فالأمرٌ لهُ وَمَا عليهِ حَرَجٌ
لاَ يَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنِي أَحَدُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما عذلكَ في الهَوَى لهُ مُسْتَنَدُ
ما عذلكَ في الهَوَى لهُ مُسْتَنَدُ
رقم القصيدة : 23344
-----------------------------------
ما عذلكَ في الهَوَى لهُ مُسْتَنَدُ
هيهاتَ يرى لي سلوَة ٌ أو جَلَدُ
في قلبي ما ثَلَّثْتْهُ تعرِفُهُمْ
الله ومنْ أُحبُّهُ والكمدُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَلِفْتُ بِمَحْبُوبٍ كَثيرٍ حَيَاؤهُ
كَلِفْتُ بِمَحْبُوبٍ كَثيرٍ حَيَاؤهُ
رقم القصيدة : 23345(25/305)
-----------------------------------
كَلِفْتُ بِمَحْبُوبٍ كَثيرٍ حَيَاؤهُ
لهُ وَجنة ٌ من حُسنها خَجِلَ الوردُ
فَأَوَّلُ مَا تَلْقاهُ يَحْمَرُّ وَجْهُهُ
كَذَاكَ تَكُونُ الشَّمْسُ أَوَّلَ مَا تَبْدُو
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> له مِنّي المَحَبَّة ُ والوِدَادُ
له مِنّي المَحَبَّة ُ والوِدَادُ
رقم القصيدة : 23346
-----------------------------------
له مِنّي المَحَبَّة ُ والوِدَادُ
وَلِي مِنْهُ القَطِيعَة ُ والبُعَادُ
فقلبي لا يُلائمُهُ اصطِبارٌ
وَجَفْنِي لا يُفَارِقْهُ السُّهَادُ
كَلِفْتُ بِحبّهِ صُوفيَّ وَصْلٍ
فَمَاضِيهِ إليهِ لا يُعادُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عُريبٌ كانَ لي مَعَهُمْ عُهُودٌ
عُريبٌ كانَ لي مَعَهُمْ عُهُودٌ
رقم القصيدة : 23347
-----------------------------------
عُريبٌ كانَ لي مَعَهُمْ عُهُودٌ
ظَنَنْتُ بقاءَها وَلَهُمْ وِدَادُ
عَهِدْتُ لَدَيْهِمُ خُلُقاً جميلا
وَقَدْ غَضِبُوا وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
رقم القصيدة : 23348
-----------------------------------
تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
وجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمعُ جُهدُهُ
له كلَّ يومٍ في الوداع مواقفٌ
يذوبُ لَهَا رخْوُ الجمادِ وصلدُهُ
خليلي من بان المصلى ورنده
سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ
علام رَمَتْ قلبي هُناك ظِباؤهُ
وقد كُنْتُ قدماَ تتّقيني أُسدُهُ
بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً
يساق من جانب الدَّهر ضدُّهُ
أَجِيرَانَنا إنَّا وإنْ بَرَّح الهَوَى
وعزَّ علينا بعدُ من طال بعدُهُ
لنأسو جراحاتِ الهوى بتعلُّلٍ
يُشَارُ بِأَطْرَافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ
يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وَصَعْبُهُ
وَيَحْلو بِكُمْ هَزْلُ العِتَابِ وَجِدُّهُ
تعالوا تعيدُ الوصلَ نحنُ وأنتمُ(25/306)
فلا رأي مِنَّا عِنْدَ من دامَ صَدُّهُ
ولا تفتحُوا للعتب بابً فرُبَّما
يعزُّعليكم بعد ذلك سَدُّهُ
وَمُنْتَقِمٍ منِّي وَذَنْبِي عِنْدَهُ
مَقَالِي: وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ
ولو كان لي عقلٌ كتمت فإنَّمَا
بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى وَيُدْرَكُ رُشْدُهُ
سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وَعَيْناهُ خَمْرُها
وهمتُ ببستانٍ وخدَّاهُ وَرْدُهُ
رَعَى الله لَيْلاً زَارني فيهِ والدُّجَى
يكتِّمه لولا تضوُّعُ ندُّهُ
وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وَصَدْرَهُ
عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَنَاثَر عِقْدُهُ
فَقَابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلَى العَيْنِ بَدْرُهُ
وَقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ
ترقرق درُّ الدَّمعِ من متنِ لحظهِ
فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فيهِ فَرْندُهُ
فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ
خَلاَئِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهدُهُ
كَذَاكَ رأَيْتُ الدَّهْرَ إنْ يَصْفُ مَنْهلاً
تَكَدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوَادِثِ وِرْدهُ
أَقولُ لقلبي والغرام يقوده
وسيف التجنّي والتمنّي يقدُّه
لك الله دع قول الأماني وخلّهِ
فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُه
إذا لم تدم للرُّوحِ والجسمِ صُحْبة
فأيُّ حبيبٍ دائمٌ لك وُدُّهُ
سأسري وجنحُ اللَّيلِ يسطو ظلامُهُ
وأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُه
أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إنَّني بِهَا
أخو كَلَفٍ لا شيء عنها يصُدُّه
أَرُومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ
لِوَاءُ المَنَايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ
وما شرفي إلا بنفسي وإن يكن
لقومي فخارٌ طاول النَّجم مجدُهُ
وَلَوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَة ٍ
تساوى إذاً حَدُّ الحُسام وغمدُهُ
ولا ذنب لي إلاَّ الكمال على الصِّبا
فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّه
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَتَى يَعْطِفُ الجانِي وَتُقْضَى وَعُودُهُ
مَتَى يَعْطِفُ الجانِي وَتُقْضَى وَعُودُهُ
رقم القصيدة : 23349(25/307)
-----------------------------------
مَتَى يَعْطِفُ الجانِي وَتُقْضَى وَعُودُهُ
فَقَدْ طَالَ منهُ هَجرُهُ وصُدودُهُ
أُشدُّ نِفَاراً مِنْ مَنَامي عَطْفُهُ
وأكذبُ من طيف الخيال وُعُودُهُ
هلالٌ بعيدٌ النَّيلِ من ذا يرومُه
وَمَرْعًى خَصِيبُ الرَّوْضِ مَنْ ذَا يَرُودُهُ
يَسُلُّ سُيُوفَ اللَّحْظِ مِنْهُ فَبِيضُهُ
إذَا رَامَ فَتْكاً في المُحبِّينَ سُودُهُ
إذَا أَسَرَتْ صَبّاً سَلاَسِلُ شَعْرِهِ
فَذَاكَ الذي ما أنْ تُفَكَّ قُيُودُهُ
يَسُوقُ إلى قَلْبِي الضَّنَا ويقُودُهُ
ويطردُ عن جفني الكَرَى ويذُودُهُ
يريني قضيب البانِ مِنْهُ نُهُوضُهُ
ويحكي كثيبَ الرَّمْلِ منهُ قُعُودهُ
وإن جئتُ أبغي وصلهُ زادَ صدَّهُ
كأني من هجرانِهِ استزيدُهُ
كأنا قسمنا نصف شعبان بيننا
عَلى حُكْم ما يُرْضِي الهَوَى وَيُريدُهُ
حلاوتُهُ في ثغرِهِ وَكَلامِهِ
وَنِيرَانُهُ في مُهْجَتِي وَوَقِيدُهُ
العصر العباسي >> البحتري >> سل الحلبي عن حلب
سل الحلبي عن حلب
رقم القصيدة : 2335
-----------------------------------
سَلِ الحَلَبِيّ عَنْ حَلَبٍ،
وَعَنْ تِرْكَانِهِ حَلَبَا
أرَى التّطْفيلَ كَلَفَهُ
نُزُولَ الكَرْخِ، مُغْتَربَا
ألَسْتَ مُخَبْرِي عَنْ حَزْ
مِ رَأيِكَ أيّةً ذَهَبا
نَسيتُ المَرْوَزِيّ وَيَوْ
مَنَا معَهُ الّذي اقتَضَبَا
وَقَدْ ذَبَحَ الدّجَاجَ لَنَا،
فَأمْسَى ديِكُهُ عزَباَ
هَلُمّ نُكَافِهِ عَما ابْـ
ــتغَى فِينَا، وَمَا احتَسَبَا
بِشِعْرِكَ إنّهُ ضَمَدٌ
مِنَ الحَقّ الذي وَجَبَا
ألَمْ يُوسِعْكَ مِنْ غُرَفٍ
تَخَالُ جِفَانَهَا جُوَبَا
وَقَدْ شَمّرْتَ عَنْ جِدٍّ،
كَأنّكَ مُشْعِرٌ غَضَبَا
إذا امعنْتَ في لَوْنٍ،
رَأيْنَا النّارَ وَالحَطَبَا
وَإنْ لَجلَجتَ عَن غُصَصٍ،
دَعَوْنَا الوَيْلَ والحَرَبَا
وَخِفْنا أنْ يَكُونَ المَوْ
تُ قَدْ فاجاكَ، أوْ كَرَبَا
وَشُرْبُكَ مِنْ نَبِيذِ التّمْـ
ـرِ تَنْقُلُ بعْدَهُ الرُّطَبَا(25/308)
مَحَاسِنُ لَوْ تُرَى بالشّا
مِ كَبّرَ أهْلُها عَجَبَا
أتَرْقُدُ عَنْ ثَلاثَتِكَ الـ
ـتي أهْمَلْتَهَا لَعِبَا
وَفِيها مَا تَرُدُّ بِهِ الـ
ـظّمَاء، وتذهب السَّغَبَا
خسَاراً مِنْكَ لا عَقْلاً
أتَيْتَ بهِ، وَلا أدَبَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
رقم القصيدة : 23350
-----------------------------------
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
وَهَوَى ً تَحكَّم عَقْدُهُ
يا للهوى من معرضٍ
يصلُ التَّعتُّب صدُّهُ
لَوْلاَ مُدامَة َ رِيقِهِ
مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ
ثغرٌ يباحُ شهيدُهُ
فَعلامَ يُحْمَى شهدُهُ
لَمْ يَكْسِني بُرْد الضَّنَا
وأَبيكَ إلاَّ بَرْدُهُ
إني لأشكو في الهوى
ما راح يفعلُ خَدُّهُ
مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الجَفَا
حَتَّى تَفَتَّحَ وَرْدُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فَكَمْ جَمَعَ الحُسْنُ النَّفِيسُ مِنَ العُلَى
فَكَمْ جَمَعَ الحُسْنُ النَّفِيسُ مِنَ العُلَى
رقم القصيدة : 23351
-----------------------------------
فَكَمْ جَمَعَ الحُسْنُ النَّفِيسُ مِنَ العُلَى
وكم فرَّقَ الجيشُ الخميسُ من العدَى
وَكَمْ قَدْ نَضَا سَيْفاً بِكَفٍّ كَرِيمَة ٍ
فأَحْسَنَ وَضْعَ السَّيْفِ في مَوْضِع النَّدَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بنفسجُ جاءت وحيَّتْ به
بنفسجُ جاءت وحيَّتْ به
رقم القصيدة : 23352
-----------------------------------
بنفسجُ جاءت وحيَّتْ به
من قدُّهَا يحكي القَنَا الأملدا
كأنَّهُ في كفِّها أدمُعٌ
مِنْ أَعْيُنٍ قَدْ مُلِئَت إثْمِدَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
رقم القصيدة : 23353
-----------------------------------
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
وَفُقْتَهُ بالدَّلالِ والغَيَدِ
وَكُنْتَ أَوْلَى مِنَ الغُصُونِ بِما
يُعْزَى لأَعْطافِهَا مِنَ المَيَدِ(25/309)
لستُ أطيعُ العذُولَ فيكَ عَلَى
غَيٍّ لَدَيْهِ وَلاَ عَلَى رَشَدِ
لا أنت مِمَّنَ يدي على كَبدٍ
أتلفها بل يدي على كبدي
يا ساقياً مهجتي كؤوسَ هوى ً
وسائقاً مُقْلَتِي إلى السَّهَدِ
وَمُودِعي صَبْوَة ً أَوَائِلُهَا
يُقَصِّرُ عَنْهَا أَوَاخِرُ العَدَدِ
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ ما بِهِ أَجَلِي
يَفْنَى وَلَمْ أُبْدِهِ إلَى أَحَدِ
قَدْ نَضَجَتْ مُهْجَتي هَوى ً فإذَا
قَالَتْ قِدْ للغَرَامِ قَالَ قِدِي
وَجَدْتُ مِنْكَ القَلَى بِلاَ طَلَبٍ
فكمْ طَلَبْتُ اللّقا فلم أجِدِ
أَوَّلُ عَهْدِي بالحُبِّ فِيكَ غَدَا
آخِرَ عَهْدِي بالصَّبْرِ والجَلَدِ
يا شعرهُ قد أعنتَ ليلي في الطّو
ل على ناظريَّ فاتئَّدِ
وأنتَ يا خَدَّهُ نُسِبْتَ الى الـ
ـرّقّة إلا عَلى أخي الكَمَدِ
وأنتَ يا طرفهُ السَّقيمَ أما
تَرْحَمُ مَا قَدْ حَكَاكَ مِنْ جَسَدي
يميل قلبي لرشفِ ريقتِهِ
من أين للنَّارِ نسبة ُ البَرَدِ
هَلْ لِقَتِيلِ الخُدُودِ مِنْ دِيَة ٍ
أَو لِطَعِينِ القُدُودِ مِنْ قَوَدِ
يا من لحظِّي ما راحَ منعكساً
إلا بِهَجْرٍ في الحُبِّ مُطَّرِدِ
تالله يا ليلي الطَّويلَ لقدْ
قَصَّرْتَ فَلَمْ يَعْدْ يُفِدِ
حسبي وحسبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا
يَفْعَلُه الهَجْرُ بِي فَلاَ تَزِدِ
يَا نَاسِياً عَهْدِي القَدِيمَ وَمَا
غَيْرُ هَواهُ يَمرُّ في خلدِي
أين اللَّيالي وأنت عندي قد
حواكَ طرفي وأنتَ طوعُ يَدِي
حَيْثُ أُنادي وأَنْتَ مُبْتَسِمٌ
يا عَيْنُ رُودِي وَيَا شِفَاهُ رِدِي
واليومَ لي أدمعٌ تسَرِّبُ في الـ
ـخَدِّ كَوَرَقٍ في كَفِّ مُنْتَقِدِ
لقد نوى العاذلُ المُسيءُ بِنا
بِظاهِرِ النُّصْحِ وباطِنِ الحَسَدِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
رقم القصيدة : 23354
-----------------------------------
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ(25/310)
مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ
يا نزهتي الكبرى ومعدن لذَّتي
وَمَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وَعُهُودِي
عوجُوا عليه فلست أُبردُ غُلَّة ً
حَتّى أُعفِّرَ في ثَراهُ خُدُودي
ولو كنتُ إذ أدعو أُجابُ لقلتُ يا
أيّامَ وصلي بالأَحبَّة ِ عُودي
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في
وعدٍ وذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ
وَرَشِيقَة ُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقَبَّلٍ
يفترُّ عن عذبِ الرّضابِ برودِ
ناديتُها والرَّكبُ بينَ مودَّعٍ
يَهْدِي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ
يا ظبية َ الوعساءِ ما ضرّ الهوى َ
لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وَبَعْضِ صُيُودِي
قَالُوا الشَّبَابُ إلى الغَواني شَافِعٌ
مَالي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فاعْمدْ إلى
ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ
فَخرجْتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي
ومطيَّتي ومَقاصدي وقَصيدي
وسريتُ مُدَّلجاً إليهِ ومدلِحاً
والشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدنيَ وَلاَ
الرَّمْلُ المِديدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ
حتى أنخْتُ بمن بهِ اتَّضحَتْ لَنا
طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّة ُ التَّوْحِيدِ
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فإنَّهُ
أَعْلَى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ
لا تنقضي أوصافُهُ الحُسنى ولا
أَوْصَافُ آبَاءٍ لَهُ وَجُدُودِ
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وَكَذَا لَهُمْ
طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ
عَشقَتْهُمُ العلياءَ إلا أنَّها
أمنتْ جناية َ هجرهِم وصُدُودِ
رَفَعَتْهُمُ وازْدَانَ مَنْظَرُها بِهِمْ
فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُوُ سُعُودِ
أوقوالهُمْ للصِّدقِ والأفعالِ للِـ
ـتّأييدِ والآراءُ للتَّسْديدِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي
وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي
رقم القصيدة : 23355
-----------------------------------
وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي(25/311)
وَحُسْنُكَ أَبْهَى مَرْتَعي وَمَزادي
وَدُونَكَ لَوْ وافَيْتُ رَبْعَكَ زَائِراً
خِطابُ جدالٍ في خُطوبِ جلادِ
حبيبي لقد روَّيت عيني بدمعها
وغادرتَ قلبي للتَّصبّرِ صَادي
ونقَّصتَ في حظِّي كما زدتَ في الهَوى
صدوديَ ـ يا كلَّ المٌنى ـ وبُعادي
فو الله لم أُطلِقْ لغيركَ مهجتي
غراماً ولمْ أمنحْ سِواكَ ودادِي
بعيشكَ نبَّهْ ناظريكَ لعلَّها
تَرُدُّ عَلَى طَرْفِي لَذِيذَ رُقَادِي
إلَى الله أَشْكُو في الغَرَامِ مُحَجَّباً
بقلبي فلا تلقاهُ عيني بادي
أُحَاذِرُ طُولاً مِنْ ذُؤَابَة ِ شَعْرِهِ
فَقَدْ وَصَلتْ مِنْ قَدِّهِ لفُؤَادِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سيوفٌ مواضٍ مُرهفاتٌ قَواطعٌ
سيوفٌ مواضٍ مُرهفاتٌ قَواطعٌ
رقم القصيدة : 23356
-----------------------------------
سيوفٌ مواضٍ مُرهفاتٌ قَواطعٌ
قواضٍ يروحُ الموتُ فيها ويغتدي
إذا جُرِّدَتْ في الحربِ صالتْ كأنّها
عُيُونُ عَليٍّ في فُؤَادِ مُحَمَّدِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قالوا : حبيبكَ فيه
قالوا : حبيبكَ فيه
رقم القصيدة : 23357
-----------------------------------
قالوا : حبيبكَ فيه
حبٌّ يلوحُ بخدِّ
فقلتُ ما هو حبٌّ
لكنَّهُ زِرُّ وردِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَهْدَى لَنَا بَنَفْسَجاً مَنْثُورُهُ
أَهْدَى لَنَا بَنَفْسَجاً مَنْثُورُهُ
رقم القصيدة : 23358
-----------------------------------
أَهْدَى لَنَا بَنَفْسَجاً مَنْثُورُهُ
يروقنا من كفِّهِ الغضِّ النَّدي
كأنَّهُ مدامعٌ منْ أعينٍ
قدْ كُحِلَتْ جُفُونُها بإِثمدِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رأى المسيحيون منهُ دُمية ً
رأى المسيحيون منهُ دُمية ً
رقم القصيدة : 23359
-----------------------------------
رأى المسيحيون منهُ دُمية ً
تعطو كبدرٍ فوقَ غُصنٍ مايدِ
فَبَرْهَنُوا تَثْلِيثَهُمْ بِشَكْلِهِ
لَمَّا رَأَوا ثَلاثة ً في وَاحِدِ(25/312)
العصر العباسي >> البحتري >> أعوذ ببدر من فراق الحبيب
أعوذ ببدر من فراق الحبيب
رقم القصيدة : 2336
-----------------------------------
أعوذ ببدر من فراق الحبيب
ومن لوعة في أثره ونحيب
ومن فجعتي منه بقرة أعين
إذا شرعت فيه وشغل قلوب
يروح قريب الدار والهجر دونه
ورب قريب الدار غير قريب
ومثل أبي النجم المهذب فعله
رثى لمشوق أو أوى لغريب
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَلِفْتُ بِحُبِّ مُسْتَوْفي
كَلِفْتُ بِحُبِّ مُسْتَوْفي
رقم القصيدة : 23360
-----------------------------------
كَلِفْتُ بِحُبِّ مُسْتَوْفي
فَهَلْ مِنْ آخذٍ بِيَدي
إذا استُدِعي عَلى تَلَفِي
تَجهيه عَلَى كَبدِيِ كَذا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هلْ جابرٌ جائرٌ بالوصلِ لم يجدِ
هلْ جابرٌ جائرٌ بالوصلِ لم يجدِ
رقم القصيدة : 23361
-----------------------------------
هلْ جابرٌ جائرٌ بالوصلِ لم يجدِ
أَمْ نَاصِرٌ نَاصِرٌ جَفْنِي عَلَى السَّهَدِ
منعمُ البالِ لا تُثني معَاطِفَهُ
يَدُ الغَرامِ وَتُثْنيها يَدُ المَيَدِ
في جسمهِ ترفٌ يندى به صلِفٌ
إنْ هزَّهُ هيفٌ هزَّ الضَّنى جسدي
تَقَسَّمَ اسْمُكَ تَقْسِيماً أَرَدْتَ بِهِ
الصَّادُ عينكَ والباقي على كبدي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَمَا وَلآلٍ مِنْ شَتِيتِ ابْتِسَامِهِ
أَمَا وَلآلٍ مِنْ شَتِيتِ ابْتِسَامِهِ
رقم القصيدة : 23362
-----------------------------------
أَمَا وَلآلٍ مِنْ شَتِيتِ ابْتِسَامِهِ
وما خُطَّ في ياقوتِهِ منْ زَبَرجدِ
لَقَدْ يُجْرِي لُؤلُؤاً فَوْقَ عَنْدَمٍ
كما بِتُّ أُجْرِي عَنْدَماً فَوْقَ عَسْجَدِ
فهذا عقيقٌ ذائبٌ في مُعصفرٍ
وهذا جُمَانٌ سائلٌ في مُورَّدِ
فَيا فَرْقَدَ الحيِّ الذي مُذْ هَويْتُهُ
تَكَفَّلَ طَرْفي رَعْي نَسْرٍ وَفَرْقَدِ
تأَنّ فَلَوْ أَرْسَلْتَ سَهْمَكَ في الصَفّا
غدا مارقاً من كل صمَّاء جلمدِ
لو بسوى سهم الفِرَاقِ رمتني(25/313)
حنانيكَ لم ينفُذْ بدرعٍ تجلُّدي
صَدَدْتَ فَلَمْ تَبْعَثْ رُقاداً لَسَاهِرٍ
وصدتَ فلم تتركْ فؤاداً لمكمدِ
نصبتَ حبالاتِ الكَرَى لاقتناصِهِ
فَعَاقَبْتَ جَفْنِي بالسُّهَادِ المُؤبَّدِ
وأقبلَ تحتَ الشَّعرِ كالبدرِ في الدُّجى
على مِثلِ غصنِ البانة ِ المُتأَوِّدِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ
أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ
رقم القصيدة : 23363
-----------------------------------
أأخافُ صرفَ الدَّهرِ أمْ حدثانهِ
والدَّهرُ للمنصورِ بعضُ عبيدهِ
مَلِكٌ نَداهُ فَكَّنِي وانْتَشَانِي
مِنْ مِخْلَبيهِ وَمِنْ أَسَارِ قُيُودِهِ
مَلِكٌ إذا حَدَّثْتَ عَنْ إحْسانِهِ
حَدَّثْتَ عَنْ مُبْدِي النَّدَى وَمُعيدِهِ
سَادَ المُلُوكَ بِفَضْلِهِ وَبِنَفْسِهِ
والغُرَّ مِنْ آبائِهِ وجدُودهِ
وإذا ترنَّمتِ الرُّواة ُ بمدحهِ
وثنائه اهتزَّتْ معاطفُ جوده
لأَبِي المَعَالِي رَاحَة ٌ وَكَّافَة ٌ
كالغيثِ يومَ بروقِهِ ورُعُودهِ
صبٌ بتحصيلِ الثَّناءِ وجمعهِ
كَلِفٌ بِبَذْلِ المَالِ أَوْ تَبْدِيدِهِ
مَا زَالَ يَشْمُلُ حَاسِدِيهِ نَوَالُهُ
حَتَّى أَقَرَّ بِهِ لِسانُ حَسُودِهِ
سَلْ عَفْوَهُ وَحُسَامُهُ في غِمدِهِ
وحذارِ ثُمَّ حَذارِ من تجرِيدهِ
يَغْشَى الوَغَى مُتَلَفِّعاً بِرِدَائِهِ
ويَخُوضُهَا متسربلاً بحديدهِ
فَتَرَى الشُّجَاعَ يَفِرُّ مِنْهُ مَهَابَة ً
والموتُ بينَ لُهاتِهِ ووريدهِ
يَتَقَهْقَرُ الجَيْشُ اللهامُ مَخَافَة ً
مِنْهُ إذَا وَافَى أَمَامَ جُنُودِهِ
وَتَعُودُ مُخْفقة َ الرَّجَاءِ عِدَاتُهُ
وقلوبهَا خفاقة ٌ كبنُودِهِ
في مَعْرَكٍ إنْ كُسِّرت فيهِ القَنَا
وَصَلَ الحُسامُ رُكُوعَهُ بِسُجُودِهِ
جَارَى الغَمَامَ فَفَاتَهُ بِنَوَالِهِ
كَرماً وَفاقَ كَثيرَهُ بِزَهِيدِهِ
والدِّينُ أَثَّلهُ وشَادَ منارَهُ
حين اعتنى بحقوقِهِ وحُدودهِ
والملكُ لمْ ينفكّ يُعملُ عَزمَهُ(25/314)
في نصرِ ظاهرِهِ ونُصحِ سعيده
إنَّ المَنَايَا والأَمَانِي لَمْ تَزَلْ
طَوْعاً لِسَابِقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
وأَرَى الحَيَاة َ لَذِيذَة ً بِحَيَاتِهِ
وأرى الوجودَ مشرَّفاً بوجودهِ
هَاجَرْتُ نَحْوَ مُحَمدٍ لَمَّا رَأَيْـ
ـتُ العَالَمَ العُلْوِيَّ في تأْييدِهِ
وثنيتُ أعناقَ القوافي نحوهُ
وَنَظَمْتُ دُرَّ مَدائِحِي في جِيدِهِ
وَنَظَرْتُ نُورَ جَلاَلِهِ وَوَرَدْتُ بَحْـ
ـر نَوالِهِ ولبستُ وشيَ بُرُودِهِ
وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنه التي
ملأتْ عُيونَ عَدُوِّهِ وحَسُودِهِ
وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَجلِّ زَمَانِهِ
قدراً وواحدِ عصرهِ وفريدهِ
وأَفَدْتُ سَمْعِي مِنْ فُكَاهَة ِ مُمْتِع
الألفَاظِ مَقْبُولِ الكَلاَمِ مُفِيدِهِ
فصدرتُ عنْ صدقاتِ مشكورِ النَدَى َ
والجُودِ مَشْكُورِ الفِعَالِ حَمِيدِهِ
فلو أنني خُيَّرتُ منْ دهري المُنى
لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
يا آلَ أيوبٍ جزيتُمْ صالِحاً
عَنْ مُحْسِنٍ مَدَحِ المُلُوكِ مُجيدهِ
ونعمتمُ ما أفترّ عن ثغرِ الضُّحى
صُبْحٌ وَما فَضَحَ الدُّجَى بِعَمُودِهِ
يا أيها الملكُ الذي حَازَ العُلى
فثنى عِنانَ الفكرِ عن تحدِيدِهِ
أَمّا الزَّمانُ فأَنْتَ دُرَّة ُ عِقْدِهِ
وسنانُ صعدتِهِ وبيتُ قصيدهِ
والشِّعْرُ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يَهْتَزُّ عِنْـ
ـدَ سَماعِهِ وَيَمِيلُ عِنْدَ نَشيدِهِ
فاسلمْ لِمُلكٍ بل لمجدِ أنتَ في
تأْسِيسِهِ والله في تأْييدِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَا لِلْحَشيشَة ِ فَضْلٌ عِنْدَ آكِلِهَا
مَا لِلْحَشيشَة ِ فَضْلٌ عِنْدَ آكِلِهَا
رقم القصيدة : 23364
-----------------------------------
مَا لِلْحَشيشَة ِ فَضْلٌ عِنْدَ آكِلِهَا
لكنَّهُ غيرُ مصروفٍ إلى رَشَدِهْ
صَفْرَاءُ في وَجْهِهِ خَضْرَاءُ في فَمِهِ
حَمراءُ في عينهِ سوداءُ في كبدهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أيها المُودعُ قلبي
أيها المُودعُ قلبي(25/315)
رقم القصيدة : 23365
-----------------------------------
أيها المُودعُ قلبي
نَارَ وَجْدٍ تَتَوَقَّدْ
كَيْفَ تَسْتَأهِلُ نَاراً
مُهْجَة ٌ تَهْوَى مُحَمَّدْ
نجمٌ حسنٌ لفُؤادي
فيهِ وجدٌ يتجدَّدْ
نَوْؤهُ بِالطَّرْفِ والنَّا
رُ بقلبي ليس تخمَدْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَاطُولَ شَوْقَاهُ إلَى غَائِبٍ
وَاطُولَ شَوْقَاهُ إلَى غَائِبٍ
رقم القصيدة : 23366
-----------------------------------
وَاطُولَ شَوْقَاهُ إلَى غَائِبٍ
غَيَّبَ عَنْ جَفْنِيَ طُولَ الرُّقَادْ
في مصرَ عهدي أنه ساكِنٌ
فكيف من قلبي حَلَّ السَوادْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بِحَقِّكَ لا تَهْجُرْ فَهَجْرُكَ قَاتِلٌ
بِحَقِّكَ لا تَهْجُرْ فَهَجْرُكَ قَاتِلٌ
رقم القصيدة : 23367
-----------------------------------
بِحَقِّكَ لا تَهْجُرْ فَهَجْرُكَ قَاتِلٌ
وإني مِنْ جورِ النَّوى بِكَ عائذُ
وَكَنْزُ اصْطِبَارِي عِنْدَ فَقْدِكَ نافِذٌ
كما أنَّ سهمَ اللَّحظِ في القلبِ نافِذُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أشد الهوى العذري عندي ألذُّهُ
أشد الهوى العذري عندي ألذُّهُ
رقم القصيدة : 23368
-----------------------------------
أشد الهوى العذري عندي ألذُّهُ
ووقدُ الهوى سهلٌ لديَّ ووَقذُهُ
وقفتُ بطرفي والدُّموعُ تُذيبهُ
أُشاهِدُ قَلْبِي والغَرَامُ يَجُذُّهُ
وَذِي قَامَة ٍ كالرُّمْحِ ثُقِّفَ قَدُّهُ
لهُ ناظرٌ كالسيفِ أُحكِم شحذُهُ
يُنَابِذُ في حَرْبِ الهَوَى بِصُدُودِهِ
وأسرعُ شيءٍ في المواعيدِ نبذُهُ
تَفَرَّدْتُ حُبّاً مُذْ تَفرَّد في الهَوَى
جَمالاً كِلاَنَا واحِدُ الدَّهْرِ فَذُّهُ
سَقَتْ رَبْعَهُ وَطْفَاءُ رَخْوٌ مِلاطُها
تَجُودُ بِهِ طُوراً وَطَوْراً ترذُّهُ
العصر العباسي >> البحتري >> قد قلت للمسدود في عانس
قد قلت للمسدود في عانس
رقم القصيدة : 2337
-----------------------------------
قَدْ قُلْتُ للمَسْدُودِ في عانِسٍ(25/316)
شَوْهاءَ، يضحي وهو صَبًّ بها
إنّ التي سَمَيْتَهَا خِلّةً،
لَيْسَتْ بأسْمَاءَ، وَلا تِرْبِها
وَإنّما أُمُّ بَني وَاصِلٍ،
خِنزِيرَةٌ سَفَسَفَتْ في حُبّهَا
يَكدُرُ صَافي الرّاحِ في شَدْوِها،
وَتَنفُرُ الأوْتَارُ مِنْ ضَرْبِهَا
لم تكُنِ العِلجَةُ مَطبوعةً،
بَلْ كانَ مَطبُوعاً على قَلبِها
العصر العباسي >> البحتري >> وأظلمت حين لبست السواد
وأظلمت حين لبست السواد
رقم القصيدة : 2338
-----------------------------------
وَأظلَمْتَ حينَ لَبِستَ السّوَادَ
ظَلامَ الدّجَى لمْ يَسِرْ رَاكِبُهْ
وَلَمّا حضرنا لإذن الوَزِيرِ
وَقَدْ رُفِعَ السّترُ أوْ جَانِبُهْ
ظَلِلْنا نُرَجّمُ فيكَ الظّنُونَ
أحَاجِمُهُ أنْتَ أمْ حَاجِبُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> ما لنا من أبي المعمر إلا
ما لنا من أبي المعمر إلا
رقم القصيدة : 2339
-----------------------------------
مَا لَنَا مِنْ أبي المُعَمَّرِ إلاّ
بُعْدُهُ عَنْ عُيونِنا وَاحتِجابُهْ
وَأذَمُّ الفِتيانِ مَنْ باتَ يُلقَى،
دوننا ستره ويغلق بابه
فَسَلُوهُ عَن مادِحٍ جَلَبَ العَلْـ
ـيَا إليهِ بِأسرِها، مَا ثَوَابُهْ؟
العصر العباسي >> البحتري >> ملامك في صدود واجتناب
ملامك في صدود واجتناب
رقم القصيدة : 2340
-----------------------------------
ملامك في صدود واجتناب
ونأيي بالمشارق واغتراب
فقد جعلت دواعي الشوق تدعو
إلى حلل بواسط أو كناب
لبانات تقضى ثم يمضى
إليك العزم بين هل وهاب
على إني أخلف شق نفسي
وأنسي في بعادي واقترابي
أخا أعطيته مكنون التصافي
واستسقي له درر السحاب
إن استرفدته فخليج بحر
أو استنهضته فسليل غاب
متى أحلل بساحته أجده
أنيس الربع مخضر الجناب
وسيط البيت في شرف المعاني
نفيس الحظ في كرم النصاب
ووحش المسامع لم يؤنس
بتكرار الملامة والعتاب
يرى عدل الصديق إليه ذنباً
ويعتد العتاب من السباب
ولم ينخس على الحاجات بطأً
كما نخس الثفال من الركاب(25/317)
أبي بشر وأنت أخي وودي
ومن رضي أختباري وانتخابي
فداءك مقرف من آل زيد
مولي الخير مقتبل الشباب
يهون عليه أن يمسي قبيح الـ
ــثناء إذا غدى حسن الثياب
ذليل الأير والحاجات تقضي
ومعفور الترائب بالتراب ط
ومأذن على خصييه إذنا
يعم وإن تعمق في الحجاب
العصر العباسي >> البحتري >> من فحش أمر الدنيا ومن عجبه
من فحش أمر الدنيا ومن عجبه
رقم القصيدة : 2341
-----------------------------------
من فحش أمر الدنيا ومن عجبه
أن ينخس الجوهري في ذنبه
نيكاً ولو بالنزول عن كتفي
برذونه، والخروج من سلبه
العصر العباسي >> البحتري >> من قائل للزمان ما أربه
من قائل للزمان ما أربه
رقم القصيدة : 2342
-----------------------------------
مَنْ قَائلٌ للزّمَانِ ما أرَبُهْ،
في خُلُقٍ منْهُ قَدْ خلا عَجَبُهْ
يُعْطَى امرُؤٌ حَظَّهُ، بلا سَبَبٍ،
وَيُحْرَمُ الحَظَّ مُحْصِدٌ سَبَبُهْ
نَجْهَلُ نَفْعَ الدّنْيَا، فَنَدْفَعُهُ،
وَقَدْ نَرَى ضُرّها، فنَجْتَلبُهْ
لا يَيْأسِ المَرْءُ أنْ يُنَجّيَهُ
ما يَحْسبُ النّاسُ أنّهُ عَطَبُهْ
يَسُرُّكَ الشيء قَدْ يَسُوءُ، وَكمْ
نَوّهَ يَوْماً بخَاملٍ لَقَبُهْ
رأيْتُ خَيرَ الأيَامِ قَلّ، فَعنْدَ
الله أُخْرَى الأيّامِ أحْتَسبُهْ
واستُؤنِفَ الظّلمُ في الصّديقِ، فهل
حُرٌّ يَبيعُ الإنْصَافَ أو يَهَبُهْ
عنْدي مُمضٌّ منَ الهَنَاءِ، إذا
عِرّيضُ قَوْمٍ أحَكَّهُ جَرَبُهْ
وَلي منِ اثْنَينِ وَاحدٌ أبَداً
عَرْضُ عَزِيزِ الرّجَالِ أوْ سَلَبُهْ
وَخَيرُ ما اختَرْتُ أوْ تُخُيّرَ لي
رِضَا شَرِيفٍ يَسُوءُني غَضَبُهْ
وَصَاحبٌ ذاهبٌ بخِلّتِهِ،
وَلّى بها، واتّثنَيْتُ أطّلبُهْ
يُرْصِدُ لي إنْ وَصَلْتُهُ مَلَلَ الـ
ـجَافي وأشْتَاقُ حينَ أجْتَنبُهْ
فَلَسْتُ أدْرِي أبُعْدُ شُقّتِهِ
أشَقُّ رُزْءاً عَلَيّ أمْ صَقَبُهْ
تَارَكْتُهُ ناصراً هَوَاهُ عَلى
هَوَايَ فيهِ، حتّى انقَضَى أرَبُهْ(25/318)
هَجْرَ أخي لَوْعَةٍ يَرَى جَلَداً،
وَهوَ مَرِيضُ الحَشَا لها وَصِبُهْ
فاضَلَ بَينَ الإخْوَانِ عسري وَعن
ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تَفَاضَلَتْ شُهُبُهْ
وَعُدّتي للهُمُومِ، إنْ طَرَقَتْ،
تَوْخِيدُ ذاكَ المَطيّ، أوْ خَبَبُهْ
سَاقَتْ بنَا نَكْبَةٌ مُذَمَّمَةٌ
فينَا، وَدَهْرٌ رَخيصَةٌ نُوَبُهْ
فَهَلْ لضَيْفِ العرَاقِ منْ صَفَدٍ
عندَ عَميدِ العرَاقِ يَرْتَقبُهْ
وَمُستَسرّينَ في الخُمُولِ بَلَوْ
ناهُمْ فَذَمَّ الحَرَامَ مُكْتَسبُهْ
كانوا كَشَوْكِ القَتادِ يَسخَطُ رَا
عيهِ، ويَأبَى رِضَاهُ مُحْتَطِبُهْ
لا أحْفِلْ المَرْءَ، أوْ تُقَدّمَهُ
شَتّى خِصالٍ أشَفّها أدَبُهْ
وَلَسْتُ أعْتَدُّ للفَتَى حَسَباً،
حَتّى يُرَى في فَعَالِهِ حَسَبُهْ
مثْلُ ابنِ بِسْطَامَ الذي شَرُفَتْ
أبْداؤهُ ثُمّ تُمّمَتْ عُقَبُهْ
ما دارَ للمَكْرُمَاتِ منْ فَلَكٍ،
إلاّ وَزَاكي فَعَالِهِ قُطُبُهْ
يَنْقَادُ طَوْعاً لَه، إذا حُشدَتْ
عَلَيْهِ تلكَ الأشْبَاهُ تَجتَذِبُهْ
تَنَافَسَ النّاسُ فيهِ، أسعَدُهُمْ
عنْدَهُمْ مَنْ يَخُصُّهُ نَسَبُهْ
يُبهجُ عُجْمَ البلادِ فَوْزُهُمُ
بهِ، وَتَأسَى لفَوْتِهِ عَرَبُهْ
مَنْ يَتَصَرّعْ في إثْرِ مَكْرُمَةٍ،
فَدأبُهُ في ابْتغَائها دَأَبُهْ
كَمْ رَاحَ طَلْقاً، وَرَاحَ تالِدُهُ
مَطيّةً للحُقُوقِ تَعْتَقِبُهْ
تُحْسَبُ في وَفْرِهِ يَداهُ يَدَيْ
عَدُوّهُ، أوْ لغَيْرهِ نَشَبُهْ
مَالٌ، إذ الحَمْدُ عِيضَ منهُ غَدا
مُنْهِبُهُ غانماً، وَمُنْتَهِبُهْ
وَبَيْنَما المُشْكِلاتُ رَائدَةٌ
مُيَسِّراً للصّوابِ، يَقتَضِبُهْ
تَاحَ لَهَا وَادِعاً، تَمَهُّلُهُ،
في مُرْهِقِ الأمْرِ، وَاسعاً لَبَبُهْ
وَكَأنَ إسْرَاعُهُ تَرَسُّلَهُ
قَرَارَ جَأشٍ، أو جَدَّهُ لَعِبُهْ
دَنّى الأقَاصِي إبْسَاسُ مُتّئدٍ،
يَسْتَنْزِلُ الدُّرَّ ثُمّ يَحْتَلِبُهْ
يُغني غنَاءَ الجيوشِ في طلَبِ الفَيْء
ءِ، إذا ما تَنَاصَرَتْ كُتُبُهْ(25/319)
ظل وظل العمال في طلب حيث هم
حاضر ما دبروا وهم غيبه
مُرَاهِقٌ، رَأسُ أمرِهِ، وَأخو العَجـ
ـزِ يَليهِ منْ أمْرِهِ ذَنَبُهْ
فلَيسَ يَعرُو خَطبٌ يُرَادُ بهِ السّلْـ
ـطانُ إلاّ مأخُوذَةٌ أُهَبُهْ
أقْلامُ كُتّابِهِ مُوَجَّهَةٌ
للرّأيِ، يَخْتَارُهُ وَيَنْتَخبُهْ
يَحْملُ عَنهُمُ ما لا يَفُونَ بهِ،
كافي كُفاةٍ، يُرِيحُهُمْ تَعَبُهْ
مُنْتَظَرٌ إذْنُهُ، وَلَوْ سَئمَتْ
نَفْسُ أبيٍّ، وَطَالَ مُرْتَقَبُهْ
إذا بَدَا للعُيُونِ حَوّلَها
ساطعَ بِشْرٍ، يَرُوقُها لَهَبُهْ
وإنْ أتَى دونَهُ الحجابُ، فَلَنْ
تَسْتُرَ عَنْهُمْ آلاءَهُ حُجُبُهْ
يَهْتَالُهُ المَجْدُ منْ جَوَانِبِهِ،
كالمَاءِ يَهْتَالُ عَفوَهُ صَبَبُهْ
إنْ قَالَ، أوْ قُلتُ لم يُخَفْ كَذبِي
في حفظّ أُكرُومَةٍ، ولاَ كَذِبُهْ
أوِ استَبَقْنَا المُجَازِيَاتِ، فَلَنْ
يَذهَبَ شعرِي لَغواً ولا ذَهَبُهْ
يُتبِعُ تأميلَهُ الثّرَاءَ، كَمَا
أُتْبعَ غُزْراً من ديمَةٍ عُشُبُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> إما ألم فبعد فرط تجنب
إما ألم فبعد فرط تجنب
رقم القصيدة : 2343
-----------------------------------
إمّا ألَمَّ، فبعَدَ فَرْطِ تَجَنُّبِ،
أوْ آبَهُ هَمٌّ، فمِنْ مُتَأوِّبِ
هَجَرَ المَنَازِلَ بُرْهَةً حتى انبرَتْ
تَثْني عَزِيمَتَهُ مَنَازِلُ زَيْنَبِ
وَهْوَ الخَليُّ، وإنْ أعِيرَ صَبَابَةً
حتّى يُطَالعَ مَشرِقاً من مَغرِبِ
إنّ الفِرَاقَ جَلاَ لَنَا عَنْ غَادَةٍ
بَيْضَاءَ، تَجلو عن شَتِيتٍ أشنَبِ
ألَوتْ بمَوْعِدِها القديم وآيَسَت
منه بِلَيّ بَنَانَةٍ لَمْ تُخضَبِ
وَأرَتْ عُهُودَ الغَانِيَاتِ صَبَابَتي
آلاً جَرَى وَوَمِيض بَرْقٍ خُلَّبِ
فعَلاَمَ فَيضُ مَدامعٍ تَدِقُ الجَوَى،
وَعَذابُ قَلبٍ بالحِسانِ مُعَذَّبِ
وَسُهَادُ عَينٍ مَا يَزَالُ يَرُوقُها
أجيادُ سِرْبٍ، أوْ نَوَاظِرُ رَبرَبِ
جَزَتِ البَخيلَ وَقد عَثَرْتُ بمنعِهِ(25/320)
صَفحاً وَقُلتُ رَميّةٌ لمْ تُكْثِبِ
وعَذَرْتُ سَيْفي في نُبُوّ غِرَارِهِ،
أنّى ضرَبتُ فلَمْ أقعْ بالمَضْرِبِ
كَمْ مَشْرِقِيٍّ قَدْ نَقَلتُ نَوَالَهُ،
فَجَعَلْتُهُ لي عُدّةً بالمَغرِبِ
وأحَبُّ آفَاقِ البِلادِ، إلى الفَتَى،
أرْضٌ يَنَالُ بهَا كَرِيمَ المَطْلِب
وَلَدَى بَنِي يَزْدَاد حَيثُ لَقيتُهُمْ
كَرَمٌ كَغَاديَة السّحابِ الصّيّبِ
فإذا لَقَيتُهُمُ فمَوْكِبُ أنْجُمٍ
زُهْرٍ، وَعَبدُ الله بَدرُ المَوْكِبِ
قاسِي الضّمِيرِ على التّلادِ، كأنّما
يَغْدُو على تَفرِيقِ مَالٍ مُذْنِبِ
حَاطَ الخِلاَفَةَ ناصراً وَمُدَبّراً،
بوَفاءِ مُجْتَهِدٍ، وَعَزْمِ مُجَرّبِ
وَلَوْ أنّهُمْ نَدَبُوهُ للأُخْرَى، إذاً
دُفعَ اللّوَاءُ إلى الشّجَاعِ المِحرَبِ
أفْديكَ مِنْ عَتْبِ الصّديقِ، وإنّه
لأشَدُّ مِن كَيدِ العَدُوّ المُجلِبِ
لاقَيتُ جُودَكَ بالسّماعِ، ودونَنا
شُغْلُ المَهَارِي مِنْ فَضَاءٍ سبسبِ
وَرَأيْتُ بِشرَكَ والتّنَائِفُ دونَهُ،
واللّيلُ يكشِفُ غَيهَبَاً عن غَيهَبِ
وَتَبَسّماتِكَ للعَطَاءِ، كأنّها
زهرُ الربيعِ خلالَ رَوْضٍ مُعشِبِ
هل أنت مُبلِغُني التي أغدو لها
بمُقَلِّصِ السّرْبَالِ أحمرَ مُذهَبِ
لَوْ يُوقَدُ المِصْبَاحُ منهُ لَسَامَحَتْ
بضِيَائِهِ شِيَةٌ كضوء الكَوْكَبِ
إمّا أغَرُّ تَشُقُّ غُرّتُهُ الدّجَى،
أوْ أرْثَمٌ كالضّاحِكِ المُستَغرِبِ
مُتَقَارِبُ الأقْطَارِ، يَملأُ حُسنُهُ
لَحَظاتِ عَينِ النّاظِرِ المُتَعَجِّبِ
وأُجِلُّ سَيْبُكَ أنْ تكونَ قَناعتي
منهُ بأشقَرَ ساطِعٍ، أو أشهَبِ
وإذا التَقَى شِعرِي وَجودُكَ يَسّرا نـ
ـّيْلَ الجَزِيلَ، وَثَنّيا بالمَرْكَبِ
العصر العباسي >> البحتري >> إساءة دهر برحت بي نوائبه
إساءة دهر برحت بي نوائبه
رقم القصيدة : 2344
-----------------------------------
إسَاءَةُ دَهْرٍ بَرّحَتْ بي نَوَائِبُهْ،
وَخَطْبُ زَمانٍ، بالمَلامِ، أُخَاطِبُهْ(25/321)
عَفَاءً عَلى وَادي نَرِيزَ، فإنّهُ
تَسيلُ، بغَيرِ المَكْرُماتِ، مَذانِبُهْ
دُفِعْنَا وَبُرْدُ الشّمْسِ أصْفَرُ فاقعٌ،
إلى جَذْمِ بابٍ ما يُبَجَّلُ حاجِبُهْ
وَما كانَ مَرٌّ بالجَوَادِ، فيُبْتَغَى
قِرَاهُ، وَلا بالغَمْرِ تُرْجى مَوَاهِبُهْ
تَكَرّهَ للتّسْليمِ، حَتّى حسبته
يَلُوكُ اسمَهُ مِن حَنظَلٍ، هوَ هائبُهْ
وَرَامَ اعتِذاراً ثُمّ غَصّ برِيقِهِ،
وَظَنّ كَنيُّ الكَلْبِ أنّي أُكالِبُهْ
فأدْرَجْتُهُ صَفْحاً، وَكنتُ إذا أتَى
لَئيمُ أُنَاسِ سَوءةً، لا أُعَاتِبُهْ
إذا الجَبَلُ الطّائيُّ ذَلّتْ سَرَاتُهُ،
وَلانَتْ لطُرّاقِ العَدُوّ جَوَانِبُهْ
تَنَاهَبَهُ أوْدٌ وَهَمْدانُ، بَعدَما
أرَاهُ، وَأهْلُ المَشرِقَينِ مَناهِبُهْ
وَما ذاكَ إلاّ أنّ فُرْسَانَهُ التَقَوْا
على مُنصُلٍ تُكدي عَلَيهِمْ مضَارِبُهْ
يحفون محفوف القصاص تغوله
مآكله عن أكله ومشاربه
إذا انقَطَعَ البَمُّ استَخَفّ، وَإنْ يَقُلْ
أُغِيرَ على السّرْحِ اطمأنّتْ جَوَانِبُهْ
أخُو نَشَوَاتٍ تَنجَلي نَوْمَةُ الضّحى
يد الدّهرِ عَنهُ وَهوَ سودٌ تَرَائِبُهْ
لَهُ شُغُلٌ في جانِبَيْهِ كِلَيْهِمَا،
إذا اعتَادَهُ أحْبَابُهُ وَحَبَائِبُهْ
مَطِيّةُ أغْيَارٍ، كأنّ لغَيرِهِ،
إذا حَمَلَ الفَحلُ الثّقيلَ، مَناكبُهْ
العصر العباسي >> البحتري >> إن تك عكل في هاشم آخر
إن تك عكل في هاشم آخر
رقم القصيدة : 2345
-----------------------------------
إن تك عكل في هاشم آخر
من بعد عكل فساكنو العقبه
ولست أعني أخي أبا حسن
مكرمة ثم جد مغتربه
يا سوءتا من طلاب نائلهم
ومدح رغثان أزغب الرقبه
أحمر مثل النحاس في قشر
تدمى فلا فضة ولا ذهبه
كما انتضى الكلب أيره فترى
لوناً صقيلاً وهمة خربه
خاست به عند فرط كبرته
لوطية في خراه منقلبه
العصر العباسي >> البحتري >> أبا غانم فيما احشامك عندنا
أبا غانم فيما احشامك عندنا
رقم القصيدة : 2346(25/322)
-----------------------------------
أبا غانم فيما احشامك عندنا
وكتمانك الداء الذي أنت صاحبه
فلست ملوماً أن تـ. . . ــاك للذة
يـ. . . ـــ اك لها قاضي القضاة وكاتبه
يكاد اضطراب الشوق أن يستخفه
إذا مر مختالا سلامة حاجبه
له هيبة في مجلس الحكم تتقى
وقد بات ملقى والأيور تلاعبه
إذا غلفه الفراش شكت عجانه
بكينا لذل الدين والكفر راكبه
العصر العباسي >> البحتري >> قد كان طيفك مرة يغرى بي
قد كان طيفك مرة يغرى بي
رقم القصيدة : 2347
-----------------------------------
قَدْ كَانَ طَيْفُكِ مَرّةً يُغرَى بي،
يَعتَادُ رَكْبي طارِقاً، وَرِكَابي
فالآنَ، ما يَزْدارُ غَيرَ مَغَبّةٍ،
وَمنَ الصّدُودِ زِيَارَةُ الإغْبَابِ
جِئْنَا نُحَيّي مِنْ أثِيلَةَ مَنْزِلاً
جُدُداً مَعَالِمُهُ، بذي الأنْصَابِ
أدّى إليّ العَهْدَ مِنْ عِرْفَانِهِ
حتّى لَكَادَ يَرُدُّ رَجْعَ جَوَابي
سَدِكُ النّساءِ بنا مَلامَةُ عانس
نَلحي على غَزَلٍ، وَصَدِّ كَعابِ
مازَالَ صَرْفُ الدّهرِ يوكسُ صَفقَتي
حتّى رَهَنتُ على المَشِيبِ شَبابي
أفَحَظَّ نَفسِي ظِلتُ أُنْقِصُ أُمْ عَلى
نَفسي، غَدَاتَئِذٍ، غَدَوْتُ أُحابي
وَعَذَلتَني أنْ أدْرَكَتني صَبْوَةٌ
خَلُصَتْ إلى داودَ المِحرَابِ
وَمُلَوَّمٍ في الحبّ قلتُ، وأرْسَلَتْ
عَيْنَاهُ وَاكِفَ أدْمُعٍ أسْرَابِ:
لوْ كنتَ تُؤثِرُ بالصّبَابَةِ أهْلَها،
لَتَرَكتَ ما بكَ من جَوَاكَ لِما بي
مَنْ مُخبِرِي بابنِ المُدَبِّرِ والوَغى
تُزْجِي أوَاخِرَ قَسطَلٍ مُنجابِ
غَضْبَانَ تُجلى، عَن وَقائِعِ سَيفِهِ،
عَكَرَاتُ حُمسٍ في الجديدِ غِضَابِ
خِرْقٌ تَغَيّبَ ناصرُوهُ، وأُحضرَتْ
أعداؤهُ، واليَوْمُ يَوْمُ غِلاَبِ
آساهُ نِصْلُ السّيفِ، لا صَدرُ الفتى
حَرِجاً، ولا صَدرُ الحُسامِ بِنَابِ
لَوْ أنّهُ استامَ النّجَاةَ لنَفْسِهِ،
وَجَدَ النّجاةَ رَخيصَةَ الأسْبَابِ
لَوْ أسْعَدَتْهُ خَيْلُهُ لَتَتَابَعَتْ(25/323)
آلافُ قَتْلى بَذّةِ الأسْلابِ
إنّ المُشَيَّعَ لا يُبِيرُ عَدُوَّهُ،
حتّى يَكُونَ مُشَيَّعَ الأصْحَابِ
نَصَبَتْ جَبينَكَ للسّيُوفِ حَفيظةٌ
جرت علَيكَ نَفَاسَةَ الهُرّابِ
وأبَيْتَ إعْطَاءَ الديّنيَةِ دونَهُمْ،
إنّ الأبيّ لأنْ يُعَيَّرَ آبِ
وَمُبينَةٍ شَهَرَ المَنَازِلَ وَسْمُهَا،
والخَيلُ تكبو في العَجاجِ الكابي
كانتْ بوَجهكَ دونَ عِرْضِكَ إذا رأوْا
أنّ الوُجُوهَ تُصانُ بالأحسابِ
وَلئن أُسرْتَ فما الإسارُ على امرِىءٍ،
نَصَرَ الإسَارَ على الفِرَارِ، بِعابِ
لَوْ كانَ غيرُكَ كان مُنخزِلَ القوَى
عَمّا مضى بكَ، ضَيّقَ التِلبابِ
نامَ المُضَلِّلُ عن سُراكَ وَلم يَخفْ
سِنَةَ الرّقيبِ، وَنَشوَةَ البَوّابِ
وَرَأى بأنّ البابَ مَذهبُكَ الذي
يُخشَى، وَهَمُّكَ كانَ غَيرَ البابِ
فرَكِبْتَها هَوْلاً، متى تُخْبِرْ بها
يَقُلِ الجَبَانُ: أتَيتَ غَيرَ صَوَابِ
ما رَاعَهُمْ إلاّ امترَاقُكَ مُصْلَتاً
منْ مِثلِ بُرْدِ الأرْقَمِ المُنْسَابِ
تَحمي أُغَيْلَمَةً، وطائشَةُ الخُطَى
تَصِلُ التّلَفّتَ خَشيَةَ الطّلاّبِ
تَرْتَاعُ من وَهَلٍ، وتأنَسُ أن تَرَى
قَمَراً يَنُوءُ ببَاتِكٍ قَضّابِ
شَهِدَتْهُ يَوْمَ الهِندُوانِ ولم تكن،
لتبيعه باليوم في دولاب
ورأت جلاد محبب لم تخزه
يَوْماً، مَواقِفُهُ لدَى الأحبابِ
قد كانَ يَوْمُ ندًى بطَوْلكَ راهنٌ
حتّى أضَفْتَ إلَيْهِ يَوْمَ ضِرَابِ
ذِكْرٌ من البأسِ استَعَرْتَ إلى الذي
أُعطيتَ في الأخلاقِ، والآدابِ
وَجَديدُ شُغْلٍ للقَوَافي زَائِدٍ،
فيمَا ابتَغيْتَ لها مِنَ الإسْهَابِ
وَفَرِيضَةٌ أنْتَ استَنَنْتَ بَديئَها،
لَوْلاكَ ما كُتبَتْ على الكُتّابِ
العصر العباسي >> البحتري >> أرسوم دار أم سطور كتاب
أرسوم دار أم سطور كتاب
رقم القصيدة : 2348
-----------------------------------
أرُسُومُ دَارٍ أمْ سُطُورُ كتابِ،
دَرَسَتْ بَشَاشَتُها مَعَ الأحْقَابِ(25/324)
يَجْتَازُ زَائِرُهَا، بغَيْرِ لُبَانَةٍ،
وَيُرَدُّ سَائِلُهَا بغَيْرِ جَوَابِ
وَلَرُبّمَا كَانَ الزّمَانُ مُحَبَّباً
فِينَا، بِمَنْ فيهِ مِنَ الأحْبَابِ
أيّامَ رَوْضُ العَيشِ أخضَرُ، والهَوَى
تِرْبٌ لأُدْمِ ظِبَائِهَا الأتْرَابِ
بِيضٌ كَوَاعِبُ يَشْتَبِهْنَ غَرَارَةً،
وَيَبِنّ عَنْ نَشوَى الجُفُونِ كَعابِ
تَرْنُو، فَتَنْقَلِبُ القُلُوبُ لِلَحْظهَا
مَرْضَى السُّلُوّ، صَحَائحَ الأوْصَابِ
رَفَعَتْ منَ السِّجفِ المُنيفِ، وَسلّمتْ
بأناملٍ، فيهنّ دَرْسُ خِضَابِ
وَتَعَجّبَتْ مِنْ لَوْعَتي، فَتَبَسّمَتْ
عَنْ وَاضِحَاتٍ، لَوْ لُثِمْنَ، عِذابِ
لَوْ تُسعِفِينَ، وما سألْتُ مَشَقّةً،
لَعَدَلْتِ حَرَّ هَوًى ببَرْدِ رُضَابِ
وَلَئِنْ شَكَوْتُ ظَمَايَ، إنّكِ لَلّتي
قِدْماً جَعَلْتِ منَ السّرَابِ شَرَابي
وَعَتِبْتُ مِنْ حُبّيكِ، حتّى إنّني
أخشَى مَلاَمَكِ، إنْ أبُثّكِ ما بي
وَلَقَدْ عَلِمتُ، وللمُحِبّ جَهَالَةٌ،
أنّ الصِّبَا بَعدَ المَشِيبِ تَصَابِ
وأمَا لَوَ انّ الغَدْرَ يَجمُلُ في الهَوَى،
لَسَلَوْتُ عَنْكِ، وَفيَّ بعضُ شَبابي
لا تَغلُ في شمسِ بنِ أكْلَبَ، إنّها
ظُفْري فَرَيْتُ بها العَدُوّ، وَنَابي
وَدَعِ الخُطوبَ، فإنّهُ يَكْفيكَهَا،
مِنْ حَيْثُ وَاجَهَها، أبو الخَطّابِ
خِرْقٌ، إذا بَلَغَ الزّمانُ فِنَاءَهُ،
نَكَصَتْ عَوَاقِبُهُ عَلى الأعْقَابِ
نَصَرَ السَّماحَ على التّلادِ، وَلَم يَقِفْ
دونَ المَكَارِمِ وِقْفَةَ المُرْتَابِ
لَيسَ السّحابُ ببالغٍ فيهِ الرِّضَا،
فأقُولَ إنّ نَداهُ صَوْبُ سَحَابِ
وَلَئِنْ طَلَبْتُ شَبِيهَهُ، إنّي إذاً
لَمُكَلِّفٌ طَلَبَ المَحَالِ رِكَابي
صَاحَبْتُ مِنْهُ شَبيهَهُ، إنّي إذاً
لَمُكَلِّفٌ طَلَبَ المَحَالِ رِكابي
واختَرْتُهُ عَضْبَ المَهَزّ، وَلَمْ أكنْ
أتَقَلّدُ السّيْفَ الكَهَامَ النّابي
وُصِلَتْ بَنُو عِمْرَانَ، يَوْمَ فَخارِه،(25/325)
بِمَنَاقِبٍ، طائِيّةِ الأنْسَابِ
قَوْمٌ يضِيمُونَ الجِبَالَ، وَقد رَسَتْ
أعْلاَمُهَا، برَجَاحهِ الألْبَابِ
سَحَبُوا حَوَاشِي الأتْحَميّ، وإنّما
وَشْيُ البُرُودِ على أُسُودِ الغَابِ
نَزَلُوا مِنَ الجَبَلَينِ، حيثُ تَعَلّقتْ
غُرُّ السّحَائِبِ من رُبًى، وَهِضَابِ
مُتَمَسّكينَ بأوّلِيّةِ سُؤدَدٍ،
وَبمَنْصِبٍ، في أسْوَدَانَ، لُبابِ
يَستَحْدِثُونَ مَكَارِماً قَدْ أحسَرُوا
فيهَا نُفُوسَهُمُ مِنَ الأتْعَابِ
وكأنّما سَبَقُوا إلى قِدَمِ العُلا
في القُرْبِ، أوْ غَلَبُوا على الأحْسابِ
ألْقَوْ إلى الحَسَنِ الأُمُورَ، وأصْحَبوا
لُمَباعِدٍ، عِنْدَ الدّنيَةِ، آبِ
يَغْدُو، وأُبُّهَةُ المُلُوكِ تُرِيكَهُ
مُسْتَعْلِياً، وَجَلاَلَةُ الكُتّابِ
فاتَ الرّجَالَ، وفي الرّجَالِ تَفاوُتٌ،
بخَصَائِصِ الأخْلاقِ والآدابِ
فَكَأنّما البَحْرُ استَجَاشَ يَمينَهُ،
فَقَضَى بهَا أرَباً مِنَ الآرَابِ
وَالمَكْرُمَاتُ مَوَاهِبٌ مَمْنُوعَةٌ،
إلاّ مِنَ المُتَكَرِّمِ الوَهّابِ
بكَ، يَا أبَا الخَطّابِ، أُسهِلَ مَطلَبي،
وأضَاءَ في ظُلَمِ الخُطُوبِ شِهَابي
وَلَئِنْ تَوَلّتْني يَداكَ بِنَائِلٍ
جَزلٍ، وأمرَعَ مِنْ نَداكَ جَنَابي
فأنَا ابنُ عَمِّكَ، والمَوَدّةُ بَيْنَنَا،
ثُمّ القَوَافي سائِرُ الأنْسَابِ
العصر العباسي >> البحتري >> يا راكبا سنن الطريق اللاحب
يا راكبا سنن الطريق اللاحب
رقم القصيدة : 2349
-----------------------------------
يا راكباً سنن الطريق اللاحب
ومقلقلاً خوص المطي اللاغب
إن كنت مطلع الثغور فحي ما
خلف القصير ودون درب الراهب
واخصص عراص الهاشمي فإنها
حلل لأبيض كالحسام القاضب
يصفو له ودي، وترجف دونه
كبدي وتنبو عن أذاة مضاربي
إيها ابا العباس، إني ملحق
بك خلتي وملين لك جانبي
شغفا بقربك دون رأي المرتشي
ومودة لك فوق حسب الحاسب
وإخالني متقرباً من شاسع
بوداده، ومواصلاً لمجانب
أرعى الأمانة للمضيع وابتغي(25/326)
حسن الأمانة من مول ذاهب
وأصب منك على البعاد إلى أخ
حر الضمير من الصبابة شائب
أبلغ أميرك وهو غاية كل ذي
أمل ومورد كل عاف قارب
لا يكثرن عليك أمري إنني
لا أجعل الإفضال ضربة لازب
عن صاحب السبب القوي وناشد
الحق المؤكد والذمام الواجب
إما تعذر نائل من منعم
لم أنصرف عنه انصرافه عاتب
ما كنت بالجشع الملح فأمتري
كدر البخيل، ولا السئول الطالب
لكنني مهدي علا ومكارم
ومعير حظ مآثر ومناقب
فلئن قبلت لقد سمعت ضرورة
ورأيت كيف سوائري وغرائبي
وإن امتنعت فقد رأيت تصرفي
وبعيد همي واتساع مذاهبي
لا اتبع الطمع القليل، ولا أرى
شرها إلى الأمل الضعيف الكاذب
وإذا مسست بجفوة من زاهد
عديت عنه نحو آخر راغب
والأكرمون وإن نأت أسبابهم
فهم ذوو ودي وأهل مناسبي
شعر لقيت به العداة أصادقي
والأبعدين من الرجال أقاربي
فاقض القضاء فأنت جد محكم
في العذر عندي والثناء الراتب
العصر العباسي >> البحتري >> لي ابن عم معروفة كثب
لي ابن عم معروفة كثب
رقم القصيدة : 2350
-----------------------------------
لي ابن عم معروفة كثب
فيه وفي بعض شأنه عجب
ينأى اقتنائي الدنيا بأجمعها
ويقرب الصنع حين يقترب
كان له الله حيث كان وإن
كان مخلاً ببعض ما يجب
أظنه أنسي الذي وهبت
يداه نسيانه الذي يهب
يا خير من أوجفت لطاعته العجـ
ـم وسارت في حوزه العر ب
القول فيما أمرت أمس به
مشتهر في البلاد مضطرب
إما تكون ابتدأت عارفة
وأهل بغداد كلهم كذبوا
العصر العباسي >> البحتري >> يا امتا أبصرني راكب
يا امتا أبصرني راكب
رقم القصيدة : 2351
-----------------------------------
يا امتا أبصرني راكب
يسير في مستحنفر لاحب
ما زلت أحثو الترب في وجهه
طورا وأحمي حوزة الغائب
قالت لها ضاحكة أمها:
أنت كمثل الأمل الخائب
الحصن أدنى لو تأتيته
من حثوك الترب على الراكب
العصر العباسي >> البحتري >> خل قريب بعيد في تطلبه
خل قريب بعيد في تطلبه
رقم القصيدة : 2352(25/327)
-----------------------------------
خل قريب بعيد في تطلبه
والموت أسهل عندي من تغضبه
ولي فؤاد إذا طال العذاب به
طار اشتياقاً إلى لقيا معذبه
يفديك بالنفس صب لو يكون له
أعز من نفسه شيء فداك به
العصر العباسي >> البحتري >> ضراط ابن ميمون وصوت العرو
ضراط ابن ميمون وصوت العرو
رقم القصيدة : 2353
-----------------------------------
ضراط ابن ميمون وصوت العرو
ب، وضراط ابن صالح نعق الغراب
وضراط ابن ميمون نهق الحمـ
ـير وضراط ابن صالح شق الثياب
لئن دام هذا الولي الخر
اج قليلاً دعواناه والى الخبراب
العصر العباسي >> البحتري >> أيا مظهر الهجران والمضمر الحبا
أيا مظهر الهجران والمضمر الحبا
رقم القصيدة : 2354
-----------------------------------
أيا مظهر الهجران والمضمر الحبا
ستزداد حبا أن أتيتهم غبا
لنا جارة بالمصر تضحي كأنها
مجاورة أفناء جيحان والدربا
تراها عيون شائنات وتتقي
عليها عيون هن يصدقنها الحبا
أذاقتك طعم الوصل ثم تنمرت
عليك بوجه لم يكن يعرف القطبا
وقد وثقت بالوصل منك فأصبحت
تزيدك بعدا كلما زدتها قربا
فلو أن ما أبكي لبلوى وراءها
رجاء لروح لم أفض عبرتي سكبا
ولكنما ابكي لجهد مبرح
مداه إذا قصرت أن أشكر الربا
ولو ذقت ما ألقى، ولو مسك الهوى
لسرك أن أهدى ولم تربي كربا
تحرزت بالهجران حصنا من الهوى
ألا كان ذا من قبل أن تمرض القلبا
العصر العباسي >> البحتري >> ألم تعلمي يا علو أني معذب
ألم تعلمي يا علو أني معذب
رقم القصيدة : 2355
-----------------------------------
ألم تعلمي يا علو أني معذب
بحبكم والحين للمرء يجلب
وقد كنت أبكيكم وأنتم بيثرب
وكانت مني نفسي من الأرض يثرب
أؤملكم حتى إذا ما رجعتم
أتاني صدود منكم وتجنب
فأصبحت مما كان بيني وبينكم
أحدث عنكم من لقيت فيعجب
فإن ساءكم ما بي من الضر فارحموا
وإن سركم هذا العذاب فعذبوا
وقد قال لي ناس: تحمل دلالها
فكل صديق سوف يرضى ويغضب(25/328)
وإني لأقلى بذل غيرك فاعملي
وبخلك في صدري ألذ وأطيب
وإني أرى من أهل بيتك نسوة
شببن لنا في الناس ناراً تلهب
عرفن الهوى منا فأصبحن حسداً
يحدثن عنا من يجيء ويذهب
وإني ابتلاني الله منكم بخادم
تبلغني عنك الحديث وتكذب
ولو أصبحت تسعى قصيرة بيننا
سعدت وأدركت الذي كنت أطلب
وقد ظهرت أشياء منكم كثيرة
وما كنت منكم مثلها أرترقب
ومن قبل ما جربت أبناء جمة
ولا يعرف الأنباء إلا المجرب
ولي يوم شيعت الجنازة قصة
غداة بد البدر الذي كان يحجب
إذا ما رأيت الهاشمية أقبلت
تهادى حواليها من العين ربرب
أشرت إليها بالبنان فأعرضت
تبسم طوراً ثم تزوي وتقطب
فلم أر يوماً كان أحسن منظراً
ونحن وقوف وهي تدنو وتقرب
فلو علمت علو بما كان بيننا
لقد كان منها بعض ما كنت أرهب
ألا جعل الله الفدا كل حرة
لعلو المنى إني بها لمعذب
فما دونها للقلب في الناس مطلب
ولا خلفها للقلب في الناس مهرب
فإن تك علة بعدنا قد تغيرت
وأصبح باقي حبلها يتقضب
وحالت عن العهد الذي كان بيننا
وصارت إلى غير الذي كنت أحسب
وهان عليها ما ألاقي فربما
تكون البلايا والقلوب تقلب
لأمتسكن بالود ما ذر شارق
وما ناح قمري وما لاح كوكب
وأبكي على علو بعين سخينة
وإن وهدت فينا فإنا سترغب
ولو أن لي من مطلع الشمس بكرة
إلى حيث تنأى بالعشي فتغرب
أحيط به ملكاً لما كان عدلها
لعمرك إني بالفتاة لمعجب
العصر العباسي >> البحتري >> ألا أسعديني بالدموع السواكب
ألا أسعديني بالدموع السواكب
رقم القصيدة : 2356
-----------------------------------
ألا أسعديني بالدموع السواكب
على الوجد من صرم الحبيب المغاصب
وسحي دموعاً هاملات كأنما
لها آمر يرفض من تحت حاجبي
ألا واستزيريها إلينا تطلعاً
وقولي لها في السر: يا أم طالب
لماذا أردت الهجر مني ولم أكن
لعهدكم لي بالمذوق الموارب
فإن كان هذا الصرم منكم تدللا
فأهلا وسهلاً بالدلال المخالب
وإن كنت قد بلغت يا علو باطلا
بقول عدو فاسألي ثم عاقبي(25/329)
ولا تعجلي بالصرم حتى تبني
أمبلغ حق كان أم قول كاذب
كأن جميع الأرض حتى أراكم
تصور في عيني بسود العقارب
ولو زرتكم في اليوم سبعين مرة
لكنت كذي فرخ عن الفرخ غائب
أراني ابيت الليل صاحب عبرة
مشوقاً أراعي منجدات الكواكب
أراقب طول الليل حتى إذا انقضى
رقبت طلوع الشمس حتى المغارب
إذا ذهبا هذان مني بلذتي
فما أنا في الدنيا لعيش بصاحب
فيا شؤم جدي كيف ابكي تلهفاً
على ما مضي من وصل بيضاء كاعب
رأت رغبتي فيها فأبدت زهادة
ألا رب محروم من الناس راغب
أريد لأدعو غيرها فيردني
لساني إليها باسمها كالمغالب
يظل لساني يشتكي الشوق والهوى
وقلبي كذي حبس لقتل مراقب
وإن بقلبي كلما هاج شوقه
حرارات أقباس تلوح لراهب
فلو أن قلبي يستطيع تكلماً
لحدثكم عني بجم العجائب
كتبت فأكثرت الكتاب إليكم
كذي رغبة حتى لقد مل كاتبي
أما تتقين الله في قتل عاشق
صريع قريح القلب كالشن ذائب
فأقسم لو أبصرتني متضرعاً
أقلب طرفي نحوكم كل جانب
وحولي من العواد باك ومشفق
أباعد أهلي كلهم وأقاربي
لأبكاك مني ما ترين توجعاً
كأنك بي يا علو قد قام نادبي
وقد قال داعي الحب: هل من مجاوب؟
فأقبلت أسعى قبل كل مجاوب
فما إن له إلا إلي مذاهب
تكون ولا إلا إليه مذاهبي
العصر العباسي >> البحتري >> متعت منك بغير الهجر والغضب
متعت منك بغير الهجر والغضب
رقم القصيدة : 2357
-----------------------------------
متعت منك بغير الهجر والغضب
اليوم أول يوم كان في رجب
فهب عقابي لهذا اليوم محتسباً
للأجر فيه فهذا أعظم السبب
ما زرت أهلك أستشفي برؤيتهم
إلا أنقلبت وقلبي غير منقلب
العصر العباسي >> البحتري >> أين تلك الأيمان يا كذاب
أين تلك الأيمان يا كذاب
رقم القصيدة : 2358
-----------------------------------
أين تلك الأيمان يا كذاب
يوم صالحتني بأن لا عتاب
كان تصديقهما ولم يك إلا
مذ ثلاث أن جاء هذا الكتاب
قلت لما حكى كتابك أني
وقد تغيرت ما لهذا جواب
رب إني من الجيب بعيد(25/330)
وبعيد تدنوا به الأسباب
العصر العباسي >> البحتري >> بكت أعين الناس لي رحمة
بكت أعين الناس لي رحمة
رقم القصيدة : 2359
-----------------------------------
بكت أعين الناس لي رحمة
وتقسو علي وأنت الحبيب
حبيب أتاني على بخله
فتصغر عندي فيه الخطوب
أصانع من أجله أهله
فكل لدي حبيب قريب
وأسأل عن غيره قبله
لأقسم ظن الذي يستريب
العصر العباسي >> البحتري >> أتاني بما لاقى رسولى ولم يكد
أتاني بما لاقى رسولى ولم يكد
رقم القصيدة : 2360
-----------------------------------
أتاني بما لاقى رسولى ولم يكد
يبينه من عبرة ونحيب
فأبكيت واستبكيت من كان حاضري
وياء أخي من حسرة بنصيب
أما اشتفت الأيام مني وقد رأت
تظاهر أعدائي وصد حبيبي
عسى الدهر أن يرضيك بعد إساءة
بقرب حبيب واغتراب رقيب
العصر العباسي >> البحتري >> تعاتب عاشقان على ارتقاب
تعاتب عاشقان على ارتقاب
رقم القصيدة : 2361
-----------------------------------
تعاتب عاشقان على ارتقاب
أديلا الوصل من بعد اجتناب
فلا هذا يمل عتاب هذا
ولا هذا يكل عن الجواب
العصر العباسي >> البحتري >> كدت أقضي إذ غاب عني حبيب
كدت أقضي إذ غاب عني حبيب
رقم القصيدة : 2362
-----------------------------------
كدت أقضي إذ غاب عني حبيب
وسواء حضوره والمغيب
كنت إن جئته لأشكو إليه
مضض الحب قال أنت كذوب
وعسى الله أن يفرح ما أصـ
ـبحت فيه وكل آت قريب
إنا في أسرتي وأهلي كأني
بينهم حين لا أراك غريب
من قروح نبتن في كبد جا
د عليها من البكا شؤبوب
فأهيني أو أكرامي فلعمري
ما لأنثى سواك عندي نصيب
العصر العباسي >> البحتري >> أميرتي لا تغفري ذنبي
أميرتي لا تغفري ذنبي
رقم القصيدة : 2363
-----------------------------------
أميرتي لا تغفري ذنبي
فإن ذنبي شدة الحب
يا ليتني كنت أنا المبتلى
منك بأدنى ذلك الذنب
حدثت قلبي عنكم كاذباً
حتى قد استحييت من قلبي
إن كان يرضيكم عذابي وأن
أموت بالحسرة والكرب(25/331)
بالسمع والطاعة مني لكم حسبي بما يرضيكم حسبي
العصر العباسي >> البحتري >> أتيناكم وقد كنا غضابا
أتيناكم وقد كنا غضابا
رقم القصيدة : 2364
-----------------------------------
أتيناكم وقد كنا غضابا
نصالحكم ولا نبغي العتابا
وقد كنا أجتنبناكم فعدنا
إليكم حين لم نطق اجتنابا
تناساني الحبيب ومل وصلي
وصد فلا رسول ولا كتابا
العصر العباسي >> البحتري >> أصبحت في جهد وفي كرب
أصبحت في جهد وفي كرب
رقم القصيدة : 2365
-----------------------------------
أصبحت في جهد وفي كرب
متيماً مستلب اللب
أورثني الحب جوى لازما
استنصر الله على الحب
سلطت الحزن بإعراضها
ظلوم فاستولت على القلب
العصر العباسي >> البحتري >> أظلوم حان إلى القبور ذهابي
أظلوم حان إلى القبور ذهابي
رقم القصيدة : 2366
-----------------------------------
أظلوم حان إلى القبور ذهابي
وبليت قبل الموت في أثوابي
فعليك يا سكنى السلام فإنني
عما قليل فاعلمن لما بي
جرعتني غصص المنية بالهوى
فمتى ترينك ترحمن شبابي
سبحان من لو شاء ساوى بيننا
فأدال منك فقد أطلعت عذابي
العصر العباسي >> البحتري >> ألا تعجبون كما أعجب
ألا تعجبون كما أعجب
رقم القصيدة : 2367
-----------------------------------
ألا تعجبون كما أعجب
حبيبي يسيء ولا بعتب
وأبغي رضاه على جوره
فيأبى علي ويستصعب
عتبت فديتك يا مذنب
فجئتك أبكي وأستعتب
تحملت عنك وفيك الذنو
ب وأيقنت أني أنا المذنب
أذلفاء إن كان يرضيكم
غذابي فدونكم عذبوا
ألا رب طالبة وصلنا
أبينا عليها الذي تطلب
أردنا رضاكم بإسخاطها
وبخلك من جودها
العصر العباسي >> البحتري >> فجأته طالب ذي حاجة
فجأته طالب ذي حاجة
رقم القصيدة : 2368
-----------------------------------
فجأته طالب ذي حاجة
ين مولاه على جانب
وقلت: [يا شيخ] أما تستحي
تنيك مولاك بلا حاجب
فقال: هذا رجل قال لي:
سب على بن أبي طالب
وكل من سب إما م الهدى
يظل يشكو وجع الحاليب(25/332)
العصر العباسي >> البحتري >> بخلت عنا بمقرف عطب
بخلت عنا بمقرف عطب
رقم القصيدة : 2369
-----------------------------------
بخلت عنا بمقرف عطب
ولن تراني ما عشت أطلبه
فإن تقل: صنته فما خلق الـ
ـله مصوناً وأنت تركبه
العصر العباسي >> البحتري >> تعجب أهل مكة إذ رأونا
تعجب أهل مكة إذ رأونا
رقم القصيدة : 2370
-----------------------------------
تعجب أهل مكة إذ رأونا
وحق لهم رأوا أمراً عجاباً
رأوا فيلا يعادله ذباب
وكيف يعادل الفيل الذبابا
العصر العباسي >> البحتري >> أحين دنا من كنت أرجو دنوه
أحين دنا من كنت أرجو دنوه
رقم القصيدة : 2371
-----------------------------------
أحين دنا من كنت أرجو دنوه
رمتني صروف الدهر من كل جانب
فأصبحت مرحوماً وكنت محسداً
فصبر على مكروه مر العواقب
العصر العباسي >> البحتري >> بلوت الحب موصولا وصولا
بلوت الحب موصولا وصولا
رقم القصيدة : 2372
-----------------------------------
بلوت الحب موصولاً وصولاً
ومهجوراً أثاب سوى ثوابي
فلا عيش كوصل بعد هجر
ولا شيء ألذ من العتاب
العصر العباسي >> البحتري >> عرضت عليها ما تمنى من المنى
عرضت عليها ما تمنى من المنى
رقم القصيدة : 2373
-----------------------------------
عرضت عليها ما تمنى من المنى
لترضى، فقالت: قم فجئني بكوكب
فقلت لها: هذا التعنت كله
كمن يتشهى لحم عنقاء مغرب
فأقسم لو أصبحت في عز مالك
وفي جوده أعيا بذلك مطلبي
فتى شقيت أمواله بسماحه
كما شقيت بكر بأرماح تغلب
العصر العباسي >> البحتري >> وراءك عني يا عذول الأشايب
وراءك عني يا عذول الأشايب
رقم القصيدة : 2374
-----------------------------------
وراءك عني يا عذول الأشايب
بكلفة عذل بعد شيب الذوائب
ألم تعلمي أن ليس في الأرض مرأة
تقوم على حد اعتدال المذاهب
أعاذل ما نيلي مكان الكواكب
بأبعد عندي من وصال الكواعب
وعذلك مثل غذر فاقصري،
ولوم القعود الفحل إحدى العجائب(25/333)
ألست إذا ميزت نفساً وعنصراً
من الواعدات المخلفات الكواذب
فليس لمثلي لوم مثلك جائزاً
لقد ساء مسموعاً خطاب المخاطب
تركت الصبا والغي قبل مداهما
وتركهما إياي بين النوائب
على حفظ عهد الحب في كل موطن
ينسي المحبين اذكار الحبائب
فيا أيها الخل الذي ليس تاركي
ومكوره دهري من صدود المجانب
فما أبصر الدنيا بعين دنوه
ولا وزر فيها للمحب المصاقب
ظلمتك إن شبهتك البدر طالعاً
وبالشمس يوم الدجن بين السحائب
لأن لكل منهما وقت غيبة
وأنك لا غيبت لست بغائب
وأن بوجه البدر محواً ولطخة
ووجهك ما فيه معاب لعائب
وأنك إن قيست محاسن جمة
إليك تناهت، أتعبت كل حاسب
ولست بناس عيشنا واغتباطنا
بعز شباب للحوادث غالب
وإدراكنا في ظله كل بغية
من العيش فاقت ساميات المطالب
فمنها إذا ما الجد كان أوانه
بلوغ المعالي الطيبات المكاسب
ومنها إذا ما الهزل حانت هناته
مني النفس في ستر عن الفحش حاجب
كؤوس من الصهباء تأبى اجتماعها
إذا انتشحت والهم في صدر شارب
جمعنا وأطيار الصباح نواطق
لنا ولها بين الذرى والحواجب
فكل سرور بالغناء وبالغنى
وبالفضل والجدوى على كل راغب
أعاذل إن اللوم منك غضاضة
على وإني لائم كل جانب
عرفت زماني فاعتذرت لحربه
ولما أضع عني ثياب المحارب
وجربت حتى ما أرى الدهر مغرباً
علي بصرف لم يكن محتوم بسوء العواقب
وما غرني حسن المبادي نه
من الهر محتوم بسوء العواقب
ولو لم يكن إلا توقع هابط
إذا لكفاني منكرات النوائب
لقد أحدثت فيه الليالي غريبة
مصدرة في أمهات الغرائب
تولى فصار الدهر شراً بأسره
صراحاً بلا شوب من الخير شايب
فإن نحص بالتفصيل منه مثالباً
تناهين نعجز قبل جمع المثالب
وإن نقتصر منه على وصف جملة
تدل على التفصيل، نعمل بواجب
على أن أدنى القول فيه مضيع
فكيف بأقصى القول فاصدق وقارب
وأعظم مما خصني من أذاته
على بقول صادق غير كاذب
جنايته في عذل نفسي وواحدي
علي فقد كانت أجل المصايب
شقيقي أبي إسحاق نفسي فداؤه(25/334)
ورأس بقايا كل حر وكاتب
كذلك كانت نعمة الله تممت
بتخليصه عندي أجل المواهب
فهناه ما أولاه مولاه مسبغاً
عليه مزيداً جامعاً للرغائب
وأسعده بالصوم والفطر تالياً
وكل زمان بعد جاء وذاهب
وقل لأخي عني مقالة مخلص
له وده من دون أدنى الأقارب:
لعمري لقد صادقت لي من يودني
وعاديت لي الأعداء غير مراقب
فإن أنت واليت الصديق فوال بي
وإن كنت عاديت العدو فعاد بي
ولا يخل فيما بيننا من سفارة
مكان ابن إسماعيل أنسي وصاحبي
فنعم اختيار العالمين كلاهما
بما حصلا من كل غض الضرائب
على قصد دهر السوء إياهما معا
لفهمهما إياه فعل المناصب
وما كان عبدون الدني وهابط
سوى آية في الأرض من كل جانب
تنبئنا الدنيا بفرط هوانها
على الله في أضعاف تلك الكواكب
ولو سمع الدهر العتاب بمنطق
لأوجعته مني بحد المعاتب
ولكن دهراً ملك الوغد هابطاً
ومشارقها موصولة بالمغارب
فعم بشر أهلها وبلادها
وخص ذوي أقدارها بالمعاطب
هو الدهر قد أعلى أبا جهل الذي
أطيع بأرض الأكرمين الأطايب
فما آل في الإملاء حتى أصاره
إلى النار من بعد السيوف القواضب
ترى الناس طوع ابني نزار، وإنما
ترى ابني نزار طوع فهر وغالب
من الهاشميين الألى كلما دنوا
إلى هاشم خصوا بأعلى المناقب
وإن نزلوا في النسب من بعد هاشم
ببطن علوا في المجد أعلى المراتب
وإن حضروا الأيسار حازوا مدى العلا
وفازوا بقدح منجح غير خائب
وما قدحهم إلا المعلى، فمن أبى
فليس له إلا منيح الضوارب
وهم سبق السباق لكن عدوهم
سكيت إذا ما جد جري الحلائب
ألسنا مواليهم ولاء بنيهم
ولسنا مواليهم ولاء المحارب
فنحن لهم نسل الحسين وطاهر
ليانا، وللأعداء نسل المصاعب
إذا ما كرام الناس ساموا بملكهم
وبالفضل والأعراق عند المناسب
علت هاشم من بعد ذلك كله
سنام العلا فوق الذرى والغوارب
لهم ذل صعب المجد، يعلون ظهره
ويأبى سواهم أن يذل لراكب
وعدلهم من آخر المجد حادث
بأفعالهم يحدو قديم المناصب
وقد غصبوا ملكا ثمانين حجة(25/335)
ومجدهم يعيي يدي كل غاصب
مدائحهم في كل أوب ووجهة
يغني بها الركبان فوق الركائب
أحلهم بيت النبوة منزلا
خلافته بين النجوم الثواقب
بيوت ملوك الناس يبنين في الربى
وهاشم مبنى بيتها في الكواكب
حياتهم وقف على كل مادح
وموتهم وقف على كل نادب
ولوا حرم الله المعظم قدره
وكانوا به حكام تلك الأخاشب
وكانوا خيار الجاهلية كلها،
مناكبهم في المجد أعلى المناكب
وولاهم الإسلام كل رياسة
ومنهم سنا الأعلام فوق المراقب
وكانوا حماة الناس في كل فزعة
وأجوادهم في الحصب أو في اللوازب
يفيضون ما هبت دبور وشمأل
وما عاينوا الصبا والجنائب
لهم علم فوق البنية ثابت
بكفي كريم للمكارم ناصب
فملك دهر السوء صاعد مجدهم
يدي هابط، يا للقنا والمقانب
إلى أن أراه الله قدرته التي
تهد منيعات الجبال الرواسب
فلله حمد زائد غير زائل،
وللكلب عز زائل غير راتب
العصر العباسي >> البحتري >> يشكو إليك هواك المدنف الوصب
يشكو إليك هواك المدنف الوصب
رقم القصيدة : 2375
-----------------------------------
يشكو إليك هواك المدنف الوصب
بواكف ينهمي طوراً وينسكب
إذ يقال: اتئب، ردت صبابته
إليه ثابت وجد ليس يتئب
وما اجتنبتك إلا للوشاة، وكم
من مغرم كلف بالوجد يجتنب
ولو وجدت سلوا ما تخونني
لما تبسمت ذاك الظلم والشنب
ولا استخف غرامي، يوم وقفتنا
على الوداع، بنان منك مختضب
ما لي وللشيب آباه ويتبعني
وللصبابة أنآها وتقترب
وقد حرصت على حدي يصاحبني
على الشباب لو أن الحظ يكتسب
هذا الربيع يسدي من زخارفه
وشياً يكاد على الألحاظ يلتهب
هل تغلبني على الساجور حين زهت
أنواره وتناهى نوره حلب
دع المطي مناخات بأرحلها
لم ينض عنهن تصدير ولا حقب
فما تزيد على إلمامة خلس
بأحمد بن علي ثم تنقلب
قضاء حق، وما نقضي بطاقتنا
من ذلك الحق إلا بعض ما يجب
عق كريم متى عدت مناقبه
كانا سواء لديه الدين والحسب
آل الجنيد بن فوريد أرومته
والفرخان له من قبل ذاك أب
وقد أناف به الصباح معتليا(25/336)
في رتبة تتكافا تحتها الرتب
أما الخراج فقد أعطي مقادته
واستؤنف الجد فيه وانقضى اللعب
قد سمح القوم عنه بعدما منعوا
وخفض القول فيه بعد ما شغبوا
ظلوا يؤدون حق الله عندهم
ويعجبون، وما في ما أتوا عجب
جد امرئ لم يلبث عن عزيمته،
ولا يشارف إفراطاً به الغضب
إن سارعوا كلن بذل العرف غايته
وإن ونوا كان منه الجد والطلب
وبارز الوجه يبديه البيان، وكم
عي تغطي علة مكنونه الحجب
لا يبلغ لناس جهداً عفو سؤدده،
ولا تعير أكف الناس ما يهب
تومي إلى العدد الأقصى مآثره
حتى ينافس فيه عجمه العرب
العصر العباسي >> البحتري >> لامت ملامة مشفق متعتب
لامت ملامة مشفق متعتب
رقم القصيدة : 2376
-----------------------------------
لامت ملامة مشفق متعتب،
وسطت سطية ناصح لم يكذب
واستشفعت بدموعها، ودموعها
لسن متى تصف الكآبة تسهب
ولحزنها بصميم قلبي موقع
ذاك على جمر الغضا المتلهب
غيداء عاجلها الزمان بنكثه
وبريبه المتصرف المتقلب
فابتزها حسن الغراء، وصادفت منها الخطوب غريرة لم تنكب
قالت: أراك بـ سر من را ثاويا
في مرتع جشب وعيش منصب
في حيث لا يلفي الشريف مناسباً
يحنو عليه برأفة وتحدب
فاعمد لظل من نزار فإنهم
أهل اللهى، أو جانب من يعرب
وانهض لأية بلدة حلوا بها
في الأرض إن قربت وإن لم تقرب
فهنالك الحسب الصميم، وحيث لا
يغريك من نسب قريب المطلب
قلت: اربعي في سر من را سيد
كرمت ضرائبه عظيم المنصب
بحر متى تقف الظلماء بمورد
منه يطب لهم جداه ويعذب
خضر بن أحمد طود عز شامخ
راس دعائمه، أمين المنكب
كهف إذا استذرى العفاة بظله
لجأوا إلى كنف رحيب مخصب
إن تمس عبد القيس عني قد نأت
والأزد بين تشتت وتشعب
فقد اعتصمت بموائل من وائل،
وغلبت أحداث الزمان بـ تغلب
بابن المورث من ربيعة مجدها
وابن المؤثل كل عز أغلب
كم من أب لك ذي مناقب جمة
حام، وجد ذي مكارم منجب
وعلا تقاصرت المساعي دونه
فسمت بذكركم سمو الكوكب
وإذا الكماة تكافحت في معرك(25/337)
وتنازعت كأس الردى من مشرب
فلكم مواقف في الوغى مشهورة
بوارثة عن كل ليث محرب
يا خضر أمن مسود في سادة
من كل محتضر الرواق محجب
قد سدت في حال الحداثة يافعاً
ولبست أبهة الجليل الأشيب
وأرتك أعقاب الأمور روية
من حازم ماضي العزيم مجرب
فلأنت أرهف حين تدهم خطة
من مرهف شهرته كفك مقضب
ولأنت أنفح بالنوافل والندى
من واكف مسحنفر متصبب
ولأنت أمنع من كليب جانباً
للمستجير المرهق المترقب
وكأن وجهك حين تسأل مشرب
من حسنه ماء الحسام المذهب
خذها إليك وسيلة من راغب
متقرب، متوصل، متسبب
جاءتك في طيب التحية تجتنى
من منبت أنق وروض معشب
أوفى بها كالعقد فصل نظمه
بالدر إلا أنه لم يثقب
هذا وليك مستجيراً عائذاً
بذراك من زمن حديد المخلب
قد شام برقا من نداك أحبه
إذ كان برق يديك ليس بخلب
العصر العباسي >> البحتري >> يا فضل فيم الصدود والغضب
يا فضل فيم الصدود والغضب
رقم القصيدة : 2377
-----------------------------------
يا فضل فيم الصدود والغضب
أم فيم حبل الصفاء منقضب
أم فيم هجران هائم بكم
تقصونه دائبا ويقترب؟
هذا لذنب، فلن أعود له
ما أعقبت ريح شمأل نكب
أم دب لي كاشح فأضرم لي
عندك ناراً بالإفك تلتهب
يا فضل أشمت بي العداة، وقد
أعطيتهم في فوق ما طلبوا
صدك عني وجفوة حدثت
من صاحب غال وده العطب
كان صديقاً، فصار معرفة
بعد، كذاك القلوب تنقلب
إني لباك عليه ما طرقت
عين، وما فاض دمعها السرب
بكاء محزونة على ولد
لم يغن عنها الإشفاق والحدب
أندب حيا ماتت مودته
طوراً، وطوراً عليه أنتحب
باخ سنا نار وده فخبا
وكان حينا لناره لهب
قد كنت آتيه للسلام فلا
تسترني عن لقائه الحجب
قد كان يبدي وداً وتكرمة
إذ مشرع الود بيننا عقب
إذ أنا في عنفوان منزلة
تكرمني مرة لها العرب
تظلني للملوك أسمية
أمطارهن اللجين والذهب
في خفض عيش وظل مملكة
قد كان يصفو لما بها الحلب
حتى إذا ما الزمان أعوص بي،
والدهر فينا لصرفه نوب
أغلق دوني باب الصفاء كأن(25/338)
لم يك بيني وبينه سبب
يا صاحباً لم أخف تغيره
ما هكذا فعل من له أدب
مالي - وكنت الصديق آمله
وأرتجي نفعه وأرتقب -
آتيك سعياً معفراً قدمي
يحفزني الشوق ثم تحتجب
عني، كأني إذا أتيتكم
مسلماً شارف بها جرب
ثمة حجابك الجفاة إذا استا
ذنت هروا علي أو قطبوا
ليس جزاء القئول فيك بما
تقصر عنه الصفات والخطب
هذا لعمري، و الحر لا يرتضي الـ
ـهون، وإن قل عنده النشب
يا فضل لا أحمل الجفاء ولي
في الأرض مندوحة ومضطرب
هيهات هيهات، لا أهون ولي
عمن جفاني منادح رحب
تمنعني نبعة معرسة
لا قادح شانها ولا قلب
عن حمل ما في احتماله ضعة
حتى يواري عظامي الترب
يا فضل لي مقول أقول به
عضب، إذا ما هززته، ذرب
تحجزني عنك حرمة قدمت
وخلة ما يشينها كذب
كم من عدو أرغمت معطسه
فيك، وكم فيك هزني الغضب
على رجال إذا هم قدحوا
فيك فبيني وبينهم نحب
إن حصل الناس في فعالهم
كنت الذي أصطفي وأنتخب
أجعلك الفذ من قداحهم
إذا أجيلت، وإن هم غضبوا
ثم أراني لديك مطرحاً
أجفى على حرمتي وأجتنب
العصر العباسي >> البحتري >> تروح رواحا على أبلق
تروح رواحا على أبلق
رقم القصيدة : 2378
-----------------------------------
تروح رواحا على أبلق
وتغدو غدوا على أشهب
يخف بك الناس من مجلس
خصيب إلى مجلس مخصب
وترفل في ملحمات العرا
ق، وترفل في حلل المغرب
وتلتذ من طيبات الطعا
م، وتشرب من جيد المشرب
وتسمع إن شئت من قينة
وإن شئت تسمع من مطرب
وأغدو إليك على حالة
أرواح عليها بلا مكسب
وأشكر؛ أمي إذا قحبة
وأم المقصر إن شئت بي
العصر العباسي >> البحتري >> تعالى الله يجزي كل أمر
تعالى الله يجزي كل أمر
رقم القصيدة : 2379
-----------------------------------
تعالى الله يجزي كل أمر،
وإن كره العباد، بما أحبا
برا سوقاً وأملاكاً عليهم،
وقدر منهم عبداً وربا
وفضل في الكتابة آل وهب،
وقدم بينهم بالضراط أغلق دوني أغأالنتي لنمتيب نمتيبلنميبتلنتميبلنتيبن هخخهوهبا(25/339)
أكب على الوزير يريد قولاً
فأرسل ضرطة لما أكبنا
فيا لك ضرطة حلت مكاناً،
وسار حديثها شرقاً وغربا
شعراء العراق والشام >> عمر أبو ريشة >> وداع
وداع
رقم القصيدة : 238
-----------------------------------
قفي ، لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني
كلانا مرَّ بالنعمى مرور المُتعَبِ الواني
وغادرها .. كومض الشوق في أحداق سكرانِ
قفي ، لن تسمعي مني عتاب المُدْنَفِ العاني
فبعد اليوم ، لن أسأل عن كأسي وندماني
خذي ما سطرتْ كفاكِ من وجدٍ وأشجانِ
صحائفُ ... طالما هزتْ بوحيٍ منك ألحاني
خلعتُ بها على قدميك حُلم العالم الفاني!
لنطوٍ الأمسَ ، ولنسدلْ عليه ذيل نسيانِ
فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ
وسيري ، سير حالمةٍ وقولي .... كان يهواني!
العصر العباسي >> البحتري >> حرك يديك اللتين خلتهما
حرك يديك اللتين خلتهما
رقم القصيدة : 2380
-----------------------------------
حرك يديك اللتين خلتهما
ويحك فيما ترى من الخشب
أنا ترى الناس يأخذون، ويعـ
ـطون، ويستمتعون بالنشب
وأنت مثل الحمار تجرح لا
تشكو جراحات ألسن العرب
العصر العباسي >> البحتري >> أريحيات صبوة ومشيب
أريحيات صبوة ومشيب
رقم القصيدة : 2381
-----------------------------------
أريحيات صبوة ومشيب
من سجايا الأريب شيء عجيب
وبكاء اللبيب بعد ثلاث
وثلاثين في البطالة حوب
فالندا بالرحيل حين ينادى
بحلول على الشباب مشيب
إن ليلا تبسم الصبح فيه
عن زوال الظلام عنه قريب
طالما قد سحبت ذيل التصابي
ورداء الشباب غض قشيب
لعباً يستدر خف شبابي
حلب الدهر زينب ولعوب
والغواني وإن غنين عفافاً
يطبيهن منه حسن وطيب
فمتى شئت مال منها قضيب
ومتى شئت هال منها كثيب
ولكم مقلة لذات دلال
مقلتني بالود وهي عذوب
كنت إنسانها فصرت قذاها
من لها بالشباب وهو رطيب
وعيون مزجن في ركايا
من ركايا الشؤون وهي الغروب
مرهت للنوى فلما رأتني
كحلتها نحافة وشحوب
نكبات عضضن حرا كريما
طاب فاستعذبته عضا نكوب(25/340)
لنيوب الزمان فيه صريف،
وبه من عضاضهن ندوب
ثم أبقت بزعمها لي عودا
عجمته الخطوب وهو صليب
وأخلاء عزمتي، عنتريس
وزماع ورحلة ودؤوب
فإذا الغانيات أنكرن شخصي
عرفتني فدافد وسهوب
وعزيم تخب بابن عزيم
جاذباه الإدلاج والتأويب
فإلى العيس مفزعي والفيافي
كلما هزني الزمان العصيب
وسراجي روية أرياني
من إليه أنحو وعمن أؤوب
من بجدواه من صروف الليالي
فقئت أعين وفلت نيوب
من إذا قلت: يا أبا زكريا،
سالمتني الأيام وهي حروب
أرد البحر لا الثماد، فمثلي
لا يرويه جدول وقليب
قد أهاب الرجاء بـ بابن المعلى
بلسان القريض وهو خطيب
لفتى سؤود له نفحات
يعتفيها المحروب والمكروب
نفحات يعدن بعد شماس
ريض الدهر وهو عود ركوب
لعيون الخطوب بعد شماس
ولقلب الزمان منها وجيب
وجدير بأن تلبيك منه
غدر جمة وروض عشيب
فهو في هامة العلا حيث يأوي
من منادي الندى قريب مجيب
وذراه فيه الحميم سواء
حين يعفوه والنزيع الجنيب
مألف للغريب ما فيه إلف
من وفود العفاة إلا الغريب
يرتجى من يمينه ما يرجى
من يمين الحيا مكان جديب
عارض صوبه حجى وعفاف، و
ونوال من اللجين صبيب
يمتريه الثناء والمجد ما لم
تمر أطباء ما يليها الجنوب
وحبيب إذ قال، وهو مروق:
ديمة سمحة القياد سكوب
لو رأت عينه حيا كف يحيى
لم ترقه الغيوث وهي تصوب
مستخف يمد كفيه علما
أن للدهر نائبات تنوب
فيميناه: جعفر وسعيد
وهما تارة شرى وشبيب
وعديم الغريب طوراً ذعاف
شيب بالصاب وهو طوراً ضريب
وبعين الوفاء والمجد فيه
كل هذاك أنه لا يحوب
وإذا المشكلات ضافت ذراه
وعزته حوادث وخطوب
تفرها تي و تلك هبة رأي،
يخطئ المشرفي وهي تصيب
ما عليه ألا يكون حساماً
وله في الخطوب ذاك الهبوب
كل يوم ترى سماحاً وبأسا
مكرمات، ويحلو بها ويطيب
وفعال إلى قلوب المعالي
وقلوب الآمال منه حبيب
وإذا عارض المنية أوفى
وبنوها يبلهم شؤبوب
وأرتك الهيجاء منهم غروراً
لنجوم الرماح منها وجوب
قام فيها بحجة البأس عنه
ذكر مرهف وباع رحيب(25/341)
فبدت بي إليك يابن المعلى
همة همة ودهر نكوب
في بلاد ترى الكريم أكيلا
ثم للجدب والزمان خصيب
ريب هذا الزمان فيه عضوض
ومحيا الزمان عنه قطوب
قد شكونا إليك شكوى شكاها
عام محل إلى الغمام جدوب
ورضينا بحكم غيثك فيها
أنه صائب، وأنت مصيب
العصر العباسي >> البحتري >> لا أرى بالعقيق رسما يجيب
لا أرى بالعقيق رسما يجيب
رقم القصيدة : 2382
-----------------------------------
لا أرى بالعقيق رسما يجيب
أسكنت آية الصبا والجنوب
واقف يسأل الديار، وعذل
في سؤال الديار أو تأنيب
ولعمر الحبيب إن اقترابا
منه لو تستطيعه لقريب
طرقت، والطروق، من حيث أمست
في بلاد أمسيت فيها، عجيب
نية غربة، وشوق مقيم
وادع في حجاله محجوب
بت ليل التمام أسهر بالوصـ
ـل بطيف الخيال وهو كذوب
وأرانا على الوصال، وللهجـ
ـر علينا سرادق مضروب
وأخ رابني فأضربت عنه،
أي إخوانك الذي لا يريب
ورأيت الصديق يختان في الود،
كما اختان في الصفاء الحبيب
حفظ الله جعفراً حيث تعرو
من صديق ملمة أو تنوب
ما أبالي إذا أخذت بحبل
منه ما أجمعت علي الخطوب
أريحي يشيد نائله البشـ
ـر إذا ما نعى النوال القطوب
في محل من فارس ما يصاب الـ
ـكل فيه، ولا يحس الغريب
دوحة من فروعها انشعب المجـ
ـد، وفي ظلها تلاقى الشعوب
نجباء، ولم يكن يلد المر
ء نجيباً ما لم يلده نجيب
قدمتهم على ذوي منتاهم
كرم يبهر النجوم وطيب
مجد لا يزال منهم صريخ
كسروي إلى المعالي يصوب
حيث ألفيتهم فثم جناب
ممرع حوله فناء رحيب
وإذا غبت عنهم أبرح الوجـ
ـد، وأربي ضرامه المشبوب
بأبي أنت، لا تسلني بحال
في دخيل الأحشاء منها وجيب
أنا بالشام موطني غير أني
بعد عهد العراق فيها غريب
نبوات من الصديق يروعـ
ـن جنابي كما يروع المشيب
واجتهاد من العدو ودهري
طالب في السلاح أو مطلوب
لا أزور الشآم غلا رقيب
لي على الخل أو علي رقيب
يصدئ الدرع بردتي، وبستا
ني وراحي ذو الميعة اليعوب
حيث لا يصطفى المليح من القو(25/342)
م لأنس، ولا يراد الأديب
قد أتتنا الأنباء عنك وعن منـ
ـبج حين المحل فيها جديب
جئتها والسحاب فيها مغذ
فأريت السحاب كيف يصوب
وتغولت جانب الليل في سر
ك، والليل فاحم غربيب
ومن الحد في لقائك والحر
مان بعدي عنها وأنت قريب
وعناد من حادث الدهر أن يحـ
ـضر أرضي مخيماً وأغيب
مع شوق إليك تقدح في القلـ
ـب عقابيل بثه وندوب
وتمن لأن أراك وأن يهـ
ـلك إذ ذاك من بلادي الرغيب
فتراني يكون لي فيك حظ
من دنو أحيا به، ونصيب
هو عهد من الليالي حميد
إن تهيا ونائل موهوب
يـ ـابن عبد الغفار سرت مسيراً
أشرفت رغبة إليه القلوب
إن دنا معبد أو انقاد آب
بتأتيك أو أجاب مجيب
أو جرى في الذي تضمنت نجح
فهو ظني بك الذي لا يخيب
العصر العباسي >> البحتري >> لا تعجبن فما للدهر من عجب
لا تعجبن فما للدهر من عجب
رقم القصيدة : 2383
-----------------------------------
لا تعجبن فما للدهر من عجب
ولا من الله من حصن ولا هرب
يا فضل لا تجزعن مما رميت به
من خاصم الدهر جاثاه على الركب
كم من كريم نشا في بيت مملكة
أتاك مكتئباً بالهم والكرب
أوليته منك أذلالاً ومنقصة
وخاب منك ومن ذي العرش لم يخب
ما تشتفي مقلة أبكيت ناظرها
حتى تراك على عود من الغرب
العصر العباسي >> البحتري >> أي حسن للبدر غطى تلالي
أي حسن للبدر غطى تلالي
رقم القصيدة : 2384
-----------------------------------
أي حسن للبدر غطى تلاليـ
ـه سحاب إذا علاه سحابه
فتح باب العلاء صعب على من
دون وقد الثناء أغلق بابه
ليس من دوني الحجاب على المر
ء، ولكن دون المعالي حجابه
العصر العباسي >> البحتري >> فلو أن ريحا أبلغت وحي مرسل
فلو أن ريحا أبلغت وحي مرسل
رقم القصيدة : 2385
-----------------------------------
فلو أن ريحاً أبلغت وحي مرسل
خفي لناجيت الجنوب على الجنب
وقلت لها: أدي إليهم تحيتي
ولا تخلطيها، طال سعدك، بالتراب
فإني إذا هبت شمالاً سألتها
هل ازداد صداح النميرة من قرب(25/343)
العصر العباسي >> البحتري >> وقالوا تجنبها تنفق فاجتنبتها
وقالوا تجنبها تنفق فاجتنبتها
رقم القصيدة : 2386
-----------------------------------
وقالوا : تجنبها تنفق فاجتنبتها
زماناً، فما أسلى فؤادي التجنب
وقالوا، تقرب يخلق الحب أو تجد
علالة قلب، فاختلاني التقرب
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لي فودٌ وفُؤادٌ يرتجي
لي فودٌ وفُؤادٌ يرتجي
رقم القصيدة : 23369
-----------------------------------
لي فودٌ وفُؤادٌ يرتجي
طيب وصلٍ مِنكمْ بالهجرِ لاذَا
فَاعْجَبُوا بِالله مِنْ أَمْرَيْهِما
شابَ هَذاكَ وَمَا أدركَ هَذا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ربَّ قاضٍ لَنَا مليحٍ
ربَّ قاضٍ لَنَا مليحٍ
رقم القصيدة : 23370
-----------------------------------
ربَّ قاضٍ لَنَا مليحٍ
يُعْرِبُ عَنْ مَنْطِقٍ لَذِيذِ
إذَا رَنَا لِي بِسَهْمِ لَحْظٍ
قُلنا لَهُ دائمَ النّفوذِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَمَا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ
لَمَا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ
رقم القصيدة : 23371
-----------------------------------
لَمَا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ
وسَرَى اليمانُونَ العشيَّ وسَارُوا
طَلبَتْ عُيُونُكَ دمعَها فأجابها
قانٍ وللحزنِ الدِّماءُ تُعارُ
ودمٌ ودمعٌ حين يختلطان في
إثر الخليطِ فجُرحُهُنَّ جُبَارُ
وتغيَّر الرَّسمانِ جسمُكَ والحِمى
لا أَنتَ أنت ولا الدّيارُ ديارُ
وَغَدَوْتَ يُسْعِدُكَ الحَمامُ وَكَيْفَ لا
وَحَشَاكَ وَهْيَ كِلاهُمَا أَطْيَارُ
وعجبتُ مِنكَ وادٍ هائمٍ
فِيهِمْ وَمَا مِنْ شَأْنِكَ الإشْعَارُ
تضعُ الخدودَ على مواضعَ قد
سقتها العينُ وهيَ جميعُها آثارُ
وَيَرِقُّ جُنْحُ اللَّيْلِ مِنْكَ عَلَى فَتى ً
في إثْرَهَا يَقْسُو عَلَيْكَ نَهَارُ
إنْ غبتَ وجداً لا أذى ً هذا ولا
تدري برقّة ِ ذا فما هو عَارُ
ما فيكَ بعدَهُمُ لصحوٍ فضلة ٌ
هَيْهَاتَ أَفْنَى صَحْوَكَ الإسْكَارُ(25/344)
ما زِلْتَ تُلْقي مَا تَقُولُ عواذِلٌ
حَتّى اسْتَوَى الإقْلالُ والإكْثَارُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَأَحْبَابَنَا إنّي وإنْ رُمْتُ سَلْوة ً
أَأَحْبَابَنَا إنّي وإنْ رُمْتُ سَلْوة ً
رقم القصيدة : 23372
-----------------------------------
أَأَحْبَابَنَا إنّي وإنْ رُمْتُ سَلْوة ً
وَقَامَ بِهَا مِنْ جُورِكُمْ لِي إعْذَارُ
لَعِنْدِي التِفَاتٌ نَحْوَكُمْ وَتَشَوُّقٌ
إليكمْ ومِنْكُمْ بعدُ في القلبِ آثارُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أراكَ فيمتلي قلبي سُرُوراً
أراكَ فيمتلي قلبي سُرُوراً
رقم القصيدة : 23373
-----------------------------------
أراكَ فيمتلي قلبي سُرُوراً
وأَخْشَى أَنْ تَشُطَّ بِنَا الدِّيَارُ
أَقِمْ واهْجُرْ وَصُدَّ وَلاَ تَصِلْنِي
رَضِيتُ بِأَنْ تَجُورَ وأَنْتَ جَارُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جَيْشُ المَلاَحَة ِ مَقْرُونٌ بِهِ الظَّفَرُ
جَيْشُ المَلاَحَة ِ مَقْرُونٌ بِهِ الظَّفَرُ
رقم القصيدة : 23374
-----------------------------------
جَيْشُ المَلاَحَة ِ مَقْرُونٌ بِهِ الظَّفَرُ
كذاكَ قالتْ لَنا الأحداقُ والطُّرَرُ
فاذهبْ إذا أراكَ الحُسنُ بارِقَة ً
فإنَّ دَمعكَ إن تستسقها المَطَرُ
وَنَادِ ظَبْيَ النَّقَا إنْ عَنَّ مُلْتَفِتاً
يا نُزهة َ العينِ لولا الدَّمعُ والسَّهرُ
إنّي أَبُثُّكَ مِنْ شَرححِ الهَوَى طُرَفاً
فبعضُ أيسره عندي لهُ سِيَرُ
سهلٌ وُقُوعُ الفتى لكنْ تخلُّصهُ
صَعْبُ المَرامِ بِطيءٌ سَيْرُهُ عَسِرُ
حَتَّى إذَا لَمْ يَفُزْ بالصَّبْرِ حَامِلُهُ
رام السلو وقد لا يسعد القدرُ
فإن يفته يمتْ وجداً وإنْ ظَفَرَتْ
بهِ يداهُ تبقَّى عنهُ أثرُ
إنّي وإنْ كُنْتُ أَنْهَى النَّاسَ عَنْ كَلَفٍ
فإنَّ لي في الهوى شأناً لهُ خَبَرُ
وناظراً بتُّ في تسهيدهِ قلقاً
ألُومُهُ ثُمَّ أستحيي فاعتذرُ
يا حبَّذا معهدٌ للحسنِ ما دَرَسَتْ(25/345)
رُسُومُهُ وسقاهُ الدِّلُّ والخَفَرُ
يروقُ للحسنِ حتَّى تُجتلى غُرَرٌ
بِسُوقِهِ وَهُوَ لَوْ يَدْرِي بِهَا غَرَرُ
ساقتْهُ نحوَ أباطيلِ المُنى صوَرٌ
مِنْ حُسْنِهَا تُلِيَتْ في حُبِّهِ سُوَرُ
لا ذَنْبَ لِلْعَيْنِ بَلْ لِلْقَلْبِ ما خُلِقَتْ
إلا لِيُدْرِكَ مَا يُبْدِي لَهُ البَصَرُ
فَالقَدُّ فالجِيدُ فالخَدُّ المُوَرَّدُ
فالأَصْدَاغُ فالثَّغْرُ فالأَجْفَانُ فالحَوَرُ
مَنَازِلٌ مَا سَرَتْ في حَيِّها مُهَجٌ
إلاَّ وأَوْقَفَها في حُبِّهِ الفِكَرُ
وأَهْيَفَ كُلُّ قَلْبٍ في مَحَبَّتِهِ
عانٍ وكُلُّ دمٍ في حُبِّهِ هَدَرُ
أفكرتُ مُذْ غابَ عني وجهُهُ سَهَري
حَيْثُ الكَرَى مُذْ تَغيبُ الشَّمْسُ يُنْتَظَرُ
سهلُ العريكة ِ مِثلُ البدرِ في عُمرٍ
فَمَا أَلمَّ بِهِ كِبْرٌ ولاَ كِبَرُ
لَوْلاَ النُّهَى وَظُنون الكاشِحين بِنا
لَكانَ وِرْدُ الهَوى ما عنهُ لي صدرُ
لَيْسَ السِّيَادَة ُ في سُودِ العُيونِ وَلاَ
بالخمرِ يرفعُ عنْ وجهِ النُّهى الخُمُرُ
يا ساقي الشرب عطِّلْها فقدْ جُليتْ
بغيرِ ذاتِ الحبابِ النفسُ والفِكَرُ
وَيَا ظِبَاءَ الحِمَى لا السَّرْبُ يُطْمِعُني
منهُ السَّرابُ ولا مِنْ جيرة الحَورُ
وَيَا غُصُونَ النَّقا لا أَصْلُكُنَّ هُوَ الـ
ـظِّلُّ الظَّلِيلُ ولا الحُلْوُ الجَنَى الثَّمَرُ
وَيَا دِيَارَ الحِمَى شُطِّي أَوْ اقتربي
إنْ شَاءَ أَوْ لاَ جَادَكِ المَطَرُ
لي همة ٌ في العُلى لا طالَ لي عُمرٌ
إن كانَ في ساعدي عن نيلها قِصرُ
وليسَ تضمرُ لي خيلٌ ولا إبلٌ
ما تضمِرُ المُعزماتِ البيضُ والسُّمرُ
قالوا الشَّيْبَة ُ عَنْ دَعْوَاهُ تَزْجُرُهُ
لقد صدقتُمْ ولكنْ ليسَ يزدجِرُ
إنَّ الذي لَمْ يَزَلْ في عَزْمِهِ كِبَرٌ
ما ضَرَّهُ إنْ يَكُنْ في سنِّهِ صِغَرُ
لي بالأميرِ أدامَ الله رِفعتَهُ
عزٌّ منيفٌ بهِ أسطُو وأقتدِرُ
وإنَّكَ ابْنُ جَلا لكنْ عُرِفْتَ فَلاَ
تُلْقِ العَمَامَة َ أَنَّى يُجْهَلُ القَمَرُ(25/346)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا راقِداً لَمْ يَدْرِ عُمْرَ الدُّجَى
يَا راقِداً لَمْ يَدْرِ عُمْرَ الدُّجَى
رقم القصيدة : 23375
-----------------------------------
يَا راقِداً لَمْ يَدْرِ عُمْرَ الدُّجَى
درى ـ وحاشاكَ ـ به السَّاهرُ
غِبْتَ فَلاَ والله لَمْ يَبْقَ لِي
قَلْبٌ وَلاَ سَمْعٌ وَلاَ نَاظِرُ
يا زهرة َ الآدابِ مِنْ لُطفهِ
وجدي فيكَ المَثَلُ السَّائِرُ
رفقاَ بعانٍ فيكَ طاوٍ على الـ
ـجمرِ حَشا فيها الجوى ناشرُ
هَلْ عَاذِرٌ في الحُبِّ لِي عَاذِلٌ
أو جابرٌ ناظرهُ الجائِرُ
الله في قتلي ظُلماً أما
آمنت أن يظهرَ لي ثائرُ
يا طرفهُ الحامِي حِمى خدِّه
بِمُهْجَتِي ذا الحَارِسُ الساحِرُ
إن قيلَ مضفوراً غدا شعرُه
فَهو بِقَتْلي في الهَوَى ظَافِرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُولُوا لِزَجَّاجِكُمْ ذَا الذّي
قُولُوا لِزَجَّاجِكُمْ ذَا الذّي
رقم القصيدة : 23376
-----------------------------------
قُولُوا لِزَجَّاجِكُمْ ذَا الذّي
له محيَّا بالسَّنا مسفرُ
إنْ كُنْتَ في الصَّنْعَة ِ ذَا خِبْرَة ٍ
وكان معروفك لا ينكر
فَمَا لأَحْدَاقِكَ أَقْدَاحُها
في صحَّة ٍ مِنْ حُسْنِها تُكْسَرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَة َ شَعْرِهِ
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَة َ شَعْرِهِ
رقم القصيدة : 23377
-----------------------------------
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَة َ شَعْرِهِ
وأَظُنُّهُمْ بِدَلِيلِهِ لَمْ يَشْعُروا
لا تنكروا ما احمًرَّ منه فإنَّهُ
بِدِمَاءِ أَرْبَابِ الغَرَامِ مُضَفَّرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> منيرُ وجدي به
منيرُ وجدي به
رقم القصيدة : 23378
-----------------------------------
منيرُ وجدي به
أَكْتُمُهُ وَيَظْهَرُ
وَكَيْفَ تَخْفَى لَوْعَتي
وَقَدْ غَدا يُنيِّرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَمُؤذِّنٍ في حُبِّهِ(25/347)
وَمُؤذِّنٍ في حُبِّهِ
رقم القصيدة : 23379
-----------------------------------
وَمُؤذِّنٍ في حُبِّهِ
أَنَا مُغْرَمٌ لا أَصْبِرُ
لمّا طلبتُ وصالهُ
أَضْحَى عَليَّ يُكَبِّرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قالوا غداً يندمُ من لثمِه
قالوا غداً يندمُ من لثمِه
رقم القصيدة : 23380
-----------------------------------
قالوا غداً يندمُ من لثمِه
في ثَغْرِهِ إذْ يغْلِبُ السُّكْرُ
فقال لي مبسمُهُ دَعْهُمُ
اليَوْمَ خَمْرٌ وَغَداً أَمْرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا بَاعِثاً شَعْرَهُ انْتِشاراً
يَا بَاعِثاً شَعْرَهُ انْتِشاراً
رقم القصيدة : 23381
-----------------------------------
يَا بَاعِثاً شَعْرَهُ انْتِشاراً
بِقَامَة ٍ ما لَهَا نَظِير
المَوتُ من ناظريكَ لكن
مِنْ شَعْرِكَ البَعْثُ والنُّشُور
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> دمعي وقلبي مطلقٌ وأسيرُ
دمعي وقلبي مطلقٌ وأسيرُ
رقم القصيدة : 23382
-----------------------------------
دمعي وقلبي مطلقٌ وأسيرُ
وعَظِيمُ مطلوبي عليك يسيرُ
يا من له في الحسنِ غُرِّة عزِّة ِ
شوقي ـ وحقِّكَ ـ في هواكَ كثيرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَعَمْرُكَ ما الفَخْرُ العِرَاقِيُّ مَيِّتٌ
لَعَمْرُكَ ما الفَخْرُ العِرَاقِيُّ مَيِّتٌ
رقم القصيدة : 23383
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما الفَخْرُ العِرَاقِيُّ مَيِّتٌ
وإنْ كَانَ ما بَيْنَ القُبُورِ لَهُ قَبْرُ
ولكنَّها الأُخرى أتت وتَزَيَّنَتْ
وفاخرتِ الدُّنيا وكان لها الفخرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قال الحبيبُ معاتباً لي في الهوى
قال الحبيبُ معاتباً لي في الهوى
رقم القصيدة : 23384
-----------------------------------
قال الحبيبُ معاتباً لي في الهوى
صبّرت قلبك إذ صدُّوا وإذ هَجَروا
فأَجَبْتُهُ قَلْبِي بِحُبِّكَ مَيِّتٌ
ولذاك بعضُ الميِّتِينَ يُصَبَّرُ(25/348)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَوَائِلُ حُبٍّ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ
أَوَائِلُ حُبٍّ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ
رقم القصيدة : 23385
-----------------------------------
أَوَائِلُ حُبٍّ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ
خَوَاطِرُ لا تَنْفكُّ عَنْهَا الخَوَاطِرُ
فَفِي الحُبّ مَعْنًى يَنْثَني عَنْكَ فِكْرهُ
وفي القلبِ مأوى ً يلتوي عنكَ نَاظِرُ
فقلبي في بحر الصِّبابة ِ وَاقعٌ
غَرِيقٌ ولُبِّي في فَضَا الوَجْدِ طائِرُ
ولي نَفَسٌ من لوعتي متصاعِدٌ
ودمعي على شطَّ النَّوَى مُتحادِرُ
وَمُعْتَدِلٍ قَدْ أَنْصَفَ الحُسْنُ خَلْقَهُ
ولكنَّهُ في مذهبِ الحُبِّ جائِرُ
يُبَرّدُ قلبي خدُّه وَهُوَ جَمْرَة ٌ
وَيَحْرِقُ قَلْبي طَرْفُهُ وَهُوَ فَاتِرُ
أبوحُ وأخفي هكذا سُنَّة ُ الهَوَى
وللصَّبِّ في الشَّكوَى عذُولٌ وعاذِرُ
وَلِلْوَجْدِ ما أَنْشَا لِسَانِي وَمَدْمَعِي
وَلِلْوِدِّ ما ضَمَّت عَليه السَّرَائِرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا خالهُ خُضرَة ً بعارِضِه
يا خالهُ خُضرَة ً بعارِضِه
رقم القصيدة : 23386
-----------------------------------
يا خالهُ خُضرَة ً بعارِضِه
حرستها عن مُتيَّمٍ مغرى
كفَّ عَنِ العاشقين مُقتصراً
هل أنت إلاَّ حويرسُ الخُضرا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بِساطٌ يَمْلأُ الأَبْصَارَ نُوراً
بِساطٌ يَمْلأُ الأَبْصَارَ نُوراً
رقم القصيدة : 23387
-----------------------------------
بِساطٌ يَمْلأُ الأَبْصَارَ نُوراً
ويهدي للقُلُوبِ بِهِ سُرُورا
وَيَشْرَحُ حِينَ يُبْسَطُ كُلَّ صَدْرٍ
وخيرُ البُسْط ما يرضِي الصُّدُورا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا مَنْ بِصُدُودِهِ أَلِفْتُ الفِكْرَا
يَا مَنْ بِصُدُودِهِ أَلِفْتُ الفِكْرَا
رقم القصيدة : 23388
-----------------------------------
يَا مَنْ بِصُدُودِهِ أَلِفْتُ الفِكْرَا
في حُبِّكَ مُذْ نأيتَ لم ألفْ كَرَى(25/349)
كَمْ أَحْتَمِلُ الغَرامَ والهَجْرَ تُرَى
يا بدرُ بِدَارِي بَعْدَ ذَا البُعْد تُرَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أيها الهاجر حدّثْـ
أيها الهاجر حدّثْـ
رقم القصيدة : 23389
-----------------------------------
أيها الهاجر حدّثْـ
ـنِي مَا أوجبَ هجرَكْ
ما الذي لوْ جُدْتَ بِالوَصْـ
ـلِ حَبيبي كانَ ضَرَّكْ
أيُّها الصَّابِرُ عَنِّي
ليتني أُعطيتُ صَبْرَكْ
أَيُّهَا الجاهِلُ قَدْرِي
أَنا لا أَجْهَلُ قَدْرَكْ
أَيُّها الشاغِلُ أسْرا
رِيَ ما أَفْرَغَ سِرَّكْ
يَا مُحَيَّاهُ أنَارَ اللّـ
ـهُ في العَالمِ بدرَكْ
قَدْ يَئِسْنَا مِنْكَ خَيْراً
فكفانا الله شرَّكْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رشيق القامة ِ النَّضِره
رشيق القامة ِ النَّضِره
رقم القصيدة : 23390
-----------------------------------
رشيق القامة ِ النَّضِره
لقَدْ أصْميْتَ بالنَظْرَهْ
وقد سوَّدتَ حظّي مِنْـ
ـكَ يا أَبْهَى الوَرَى غُرَّهْ
سوادَ الخالِ والمُقْلَـ
ـة ِ والعَارِضِ والطُّرَّهْ
قَديمَ الهَجْرِ مَنْ لِفتًى
قَديمٍ في الهَوَى هَجْرَهْ
فَكَمْ تَلقاهُ بالإبْعَا
دِ والإيعادِ والنَّفْرَهْ
وَكَمْ يَشْكُو وَلاَ تُطْرَ
حُ في قُفَّتِهِ كسره
رَأَيْنَا مَنْ جَنَى وَجَفا
وَلَكِنْ زِدْتُ في كَرَّهْ
فهل تمنحُ أو تسمح
بالوصلِ ولوْ مَرَّة
فَقَدْ أَصْبَحْتُ لا أَمْلِـ
ـكُ من صَبري وَلاَ ذَرَّهْ
وَقَدْ صَيَّرَنِي هَجْرُكَ
في... أُخْتِ ما أَكْرَهْ
عَذِيري فِيهِ مِنْ قَمَرٍ
يُريكَ بِخَدِّهِ الزُّهرَهْ
إذا قارَنَ بالأَكْؤسِ
إذْ يَمْزِجُها ثَغْرَهْ
أَرَاكَ الذَّهَبَ المِصْرِيَّ
فَوْقَ الفِضَّة ِ النُّقرهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وحقِّ هذي الأعين السَّاحِرهْ
وحقِّ هذي الأعين السَّاحِرهْ
رقم القصيدة : 23391
-----------------------------------
وحقِّ هذي الأعين السَّاحِرهْ
وَحُسْنِ هَذي الوَجْنَة ِ الزَّاهِرَهْ(25/350)
لَوْ واصَلْتني في الدُّجَى لَمْ يَبِتْ
قَلْبِي مِنْهَا وَهْوَ بالهَاجِرَهْ
بِالله خَفْ إثْمِيَ يا قَاتِلي
فاليَوْمُ دُنْيا وغداً آخِرَهْ
قلبي مِصَرٌ لكَ ما بَالهُ
قَدْ ذَابَ مِنْ أَخْلاَقِكَ القَاهِرَهْ
خِيلان ذاكَ الخَدِّ مِنْ مُقْلَتي
فَهِيَ لِذا في حُسْنِه حَائِرَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
رقم القصيدة : 23392
-----------------------------------
خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
فَإِنَّه سَمَرٌ ناهيكَ من سَمَرِ
كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ
فأعجَبْ لإعطَاءِ لفظِ الأُمّ للذَّكَرِ
وَناطِحٍ بقرونٍ لا قرون له
وكبش قومٍ بنقلِ العِلمِ مُشْتَهَرِ
وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْرَ مُجْتَرِمٍ
ولائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ
يدب للفرج أحياناً وآونة ً
منَ التَّخلُّفِ يأتي المُرْدَ في الدُّبرِ
وضاربٍ لي أهواهُ وأكرمُهُ
أَراهُ يَحضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ
وكمْ بليدٍ بظهرِ الغيب حدَّثنا
وَذِي ذَكَاءٍ رأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ
وَكَمْ بَدا عَاقِلٌ يَوْماً وَلَيْسَ لَهُ
فِكْرٌ وليسَ بمنسوبٍ الى البَشَرِ
وكم نظرت لوجهٍ ليس في بدنٍ
وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ
وربَّ ناظِمِ أشعارٍ وليسَ لهُ
شِعرٌ فهلْ مِثْلُ هذا سار في السِّير
وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ
وليسَ لِلمرْءِ نيل الأنجُمِ الزُّهُرِ
ولابسٍ وهو عارٍ لا رداء لهُ
كسوته أطلساً من أخشنِ الشَّعَرِ
وَعَابِدينَ مِنَ المِحْرَابِ قَد هَربُوا
ترَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قدرِ
وَمُدْبِرِينَ وَما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا
وَيُنْسَبُونَ بلا شكٍّ إلى دبَرِ
وَصالِحينَ رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُم
قَدْ حَلَّلُوهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ
وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُمْ
وآمِنينَ وَقَدْ أَمْسُوا ذوي خَطَرِ(25/351)
وَتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفرداً
من بطنِهِ وهو لا يخشى مِنَ الضَّرَرِ
وَجَالِسِينَ على ظَهْرِ الهَرِيسَة ِ قَدْ
وافاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ
ونازِلِينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابَهُمُ
غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَوْمُ في مَطَرِ
وتابعينَ إماماً وهُو مِن خَشَبٍ
وَقَدْ يُؤنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ
عجائبٌ ما لها حَدٌ فَقُلْ وَأَطِلْ
إن شئت أو فاقتصِدْ في القولِ واقتصِرِ
كأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفات عُلاَ
لِذَالَ إحصاؤها أعيا على البشرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رَأى الحُسْنَ في العُشَّاقِ مُمْتَثَلَ الأَمْرِ
رَأى الحُسْنَ في العُشَّاقِ مُمْتَثَلَ الأَمْرِ
رقم القصيدة : 23393
-----------------------------------
رَأى الحُسْنَ في العُشَّاقِ مُمْتَثَلَ الأَمْرِ
فَجَارَ وَنَابَتْ عَنْهُ عَيْنَاهُ في الغَدْرِ
وَقَالَ خُذِ الهَجْرَ المُبرِّحَ بالحَشَا
فقلتُ خُذ الصَّبرَ المُبرِّحَ بالهجرِ
وَلِي فِيكَ بَيْنَ القُرْبِ والبُعْدِ مَشْهدٌ
يريني صدقَ الهجرِ في كذبِ السِّرِّ
أمثلُ ما أختارُ منكَ بخاطري
فيمنحني وصلاً وإنْ كُنتَ لا تدري
أَأَحْبَابَنَا بِنْتُمْ وَخَلَّفْتُمُ الهَوَى
يُملل حَرَّ الشَّوْقِ مِنَّا على الجَمْرِ
هلّم إلى العهدِ القديمِ نُجِدُّهُ
وننشي به ميتَ الهَوَى طيب النَّشرِ
فنحنُ قبلناكُم على كُلّ حَالة ِ
أَحبَّاءَ لا نَسْلوكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ
وَنَحْنُ فَعَلْنَا ما يَليقُ مِنَ الوَفَا
فَلا تفعلوا ما لا يليقُ من الغَدْرِ
وإنا وإن أغرى بنا الحُسنُ عَامداً
نؤمِّلُ أن يُجري بنا اليُسرُ ما يُجري
أُسائِلُكُمْ هَلْ رَوَّضَ الشِّعْبُ بَعْدَنَا
وهل سحَّ في ساحاتِهِ وابلُ القطرِ
وهل سنحتْ فيه جآذرُهُ التي
تُعوِّضُ بالألباب مرعى ً عن الزَّهرِ
كَوَاكِبُ قَالَ النَّاسُ هُنَّ كَواعِبٌ
تقلدنَ بالأحداقِ منَّا وبالدُّرِّ
نَحرْنَ جُفُونِي بالدُّمُوعِ وإنَّما(25/352)
سَلَبْنَ عُقُودَ الدُّرِّ مِنْ ذَلِكَ النَّحْرِ
رَعَى الله نَفساً كم أُكَلِّفُها الهَوَى
وأَجْنِي بِهَا حُلْوَ الأُمُورِ مِنَ المُرِّ
وأَلْقَى صُرُوفَ الدَّهْرِ مُسْتَقبِلاً لَها
فَلَسْتَ تَرَى تأْثيرَها في سِوَى صَدْرِي
وقد شاب فودي قبل أن ينقضي لهُ
سِوَى الخَمْسِ والعِشْرِينَ مِنْ مُدَّة ِ العُمْرِ
أحبُّ ورودَ الماءِ يُخرسُ بالظُّبى
وأهوى ازديارِ الحيِّ يُمنعُ بالسُّمرِ
ولي بابن عبد الظَّاهرِ الهمَّة ُ التي
أَجَادَ بِهَا جَدِيِّ وأَعْلَى بِهَا قَدْرِي
هُو البرُّ إلا أنَّهُ إتن قصدتهُ
تيقَّنتَ أنَّ البحرَ مِنْ ذلكَ البرِّ
يُقَاسِمني قَلْبِي إلَيْهِ اشتِيَاقُهُ
فَيَرْجَحُ شَطْرَ الشَّوْقِ مِنْهُ عَلَى الشَّطْرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوَارِي
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوَارِي
رقم القصيدة : 23394
-----------------------------------
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوَارِي
بِمَدَامِعٍ تَرْوِي حِمَاكَ غِزَارِ
يا مربَعَ الاطراب والأترابِ بلْ
يا مربَعَ الأنواءِ والأنوارِ
رَبْعٌ قَطَعْتُ بِهِ اللَّيالي واصِلاً
خَمْرَ اللذاذَة ِ والهَوَى بِخُمارِ
حتى كأني للخلاعة ِ آخذٌ
بِيدِ الصِّبَا مِنْ صَرْفِهِنَّ بِثَارِ
حيثُ التَّغزُّلُ شيمتي
ووصالُ ربَّاتِ الشُّعورِ شِعاري
إذ لا يَعوجُ إلى الدِّيارِ مُسائلاً
شعري ولا أشكو فِراقَ قِفارِ
وإذَا جَنَحْتُ إلى الحِسَانِ تَعَشُّقاً
شفعتْ شبيبتي الهوى بيسارِ
ولتْ فليسَ سوى الشبابِ مُصاحبي
مِنها وليسَ سوى الرجاءِ بجاري
وَكِلاهُما عَنْدِي تَعِلَّة ُ رَاقِدٍ
مترقِّب طيفَ الخيالِ السَّاري
ولقد أقولُ لصاحبي برملة ِ الـ
ـجرعَاءِ ما بينَ النَّقا والغَارِ
حَيْثُ النِّيَاقُ بنا تَسيرُ وَنَحْنُ في
قلبِ الدُّجى أخفى مِنَ الأسرارِ
لا تخدَ عَنَّكما العواطف إنَّها
قَد أنحلّتْ سُمْرَ القَنا الخطَّارِ(25/353)
وَتَوَّقَيا تِلْكَ المحاسِن إنّها
نارُ القُلوبُ وَجَنَّة ُ الأَبْصارِ
مَدْحُ الوَزِيرِ أَحقُّ ما صُرِفَتْ لَهُ
عِنْدَ القَوَافِي أَعْيُنُ الأبْكَارِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَهْلاً بِوَجْهِكَ لا حُجِبْتَ عَنْ نَظَرِي
أَهْلاً بِوَجْهِكَ لا حُجِبْتَ عَنْ نَظَرِي
رقم القصيدة : 23395
-----------------------------------
أَهْلاً بِوَجْهِكَ لا حُجِبْتَ عَنْ نَظَرِي
يا فِتْنَة َ القَلْبِ بَلْ يا نُزْهَة َ البَصَرِ
أَهْنَى المحبَّة ِ أَنْ تَرْضَى بِلاَ عَتب
وأطيبُ العيشِ أنْ يصفُو بلا كَدرِ
لا تَخْفِرنَّ عُهُوداً قَدْ نَطَقْتَ بِهَا
تكَفَّل الصدقُ فيها شاهِدَ الحضرِ
في ليلية ٍ بكَ وافتني على قدرٍ
فما نقمْتُ على حُكْمٍ مِنَ القَدَرِ
فَلاَ نُهَدَّدُ بالإبْصارِ مِنْ حَرَسٍ
ولا نُروَّعُ بالإسْفَارِ من سَحَرِ
ولائمٍ فِيكَ ما أَعْطَيْتُهُ أُذُني
ولا شغلتُ بشيءٍ قالّهُ فِكري
إنّ الحِجَاءَ على تركِ الحِجَى خُلُقٌ
أُثَبِتُ ما قيلَ فيهِ عُذرَ مُعتذرِ
لا سَيْرَ إلا بلَيلاَتِ الشَّبابِ على
مضيِّ عزمٍ للهوٍ غيرِ مختصرِ
ولا مدايحَ إلا في مُحمَّد بن
الافتخارِ المُرجى دافعِ الضَّررِ
مَعْنى ً لِمُبْتَكِرٍ أُنْسٌ لِمُفْتَكِرٍ
فجرٌ لمعتكِرِ بالنَّقعِ مُعتكرِ
أَكْرِمْ بِهِ مُنْصِفٍ بالعَدْلِ مُتَّصِفٍ
لِلدُّينِ مُنْتَصِفٍ لِلْحَقِّ مُنْتَصِرِ
أَدْرَكْتَ في عَصْرِكَ العَلْيَاءَ ذَا صِغَرٍ
وفتَّ أسبقَهَا إذ أنتَ ذا كبرِ
شَكَا لأَسْيَافِهِ قَلْبُ الوَغَى لَهَباً
فجاوَبَتهُ استعرْ بَردا أو استعرِ
يا خيرَ منتسبٍ للمجدِ مُحتسبٍ
بالعَزْمِ مُكْتَسِبٍ مَدْحاً مِنَ البَشَرِ
في حَيْثُ تَشْتَغِلُ البِكْران عَنْ وَلدٍ
بِكْرٍ ويذْهَلُ نُورُ العَيْنِ عَنْ بَصَرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا أَسْهَرَ الله طَرْفاً نَامَ عَنْ سَهَري
لا أَسْهَرَ الله طَرْفاً نَامَ عَنْ سَهَري
رقم القصيدة : 23396(25/354)
-----------------------------------
لا أَسْهَرَ الله طَرْفاً نَامَ عَنْ سَهَري
وعذَّبَ القلبَ بالأشجانِ والفِكِرِ
ولا سقى دارهُ يوماً ـ إذا سُقِيَتْ
دَارِي بِدَمْعِي ـ إلا وابِلُ المَطَرِ
يا وقومُ قد شفَّني وجدي ببدرِ دُجى ً
عَلَى قَضِيبِ أراكٍ ناعمٍ نَضِرِ
ظَبْيٌ مِنَ الإنْسِ لَوْلا سِحْر مُقْلَتِهِ
ما بتُّ فيهِ بليلٍ غير ذي سَحَرِ
في حَاجِبَيْهِ وَعَيْنَيْهِ وَمَنْطِقه
شِبْهٌ مِن القِسْي والأَسْهَامِ والوَتَرِ
رَوْضُ الجَمالِ وأُفْقُ الحُسْنِ فَهْوَ لِذَا
قد راحَ يجمعُ بينَ الغُصنِ والقَمرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَمَا وَتَماوِيلُ الغُصْنِ النَّضِيرِ
أَمَا وَتَماوِيلُ الغُصْنِ النَّضِيرِ
رقم القصيدة : 23397
-----------------------------------
أَمَا وَتَماوِيلُ الغُصْنِ النَّضِيرِ
وَحُسْنِ تَلَفُّتِ الظَّبْيِ الغَرِيرِ
وخالٍ عمَّهُ في الخدِِّ حُسنٌ
يجول بصفحة ِ الخدّ الحريري
وصُدْغٍ قد حَكى لمَّا تبدَّى
خيالَ الروضِ في صفوِ الغَديرِ
لقد نشطَتْ لواحظهُ لقتلي
بعزمٍ وهي توصفُ بالفُتُورِ
كما جَهِلَتْ ذَوَائِبُهُ غَرَامِي
عَليه وهي تُنْسَبُ لِلشُّعُورِ
هَلالٌ في التَّباعُدِ والتَّداني
غزالٌ في التَّلفُّتِ والنُّفُورِ
أُعايِنُ مِنْ مَحاسِنِهِ وَدَمْعِي
طُلوعُ الشمسِ في اليومِ المطيرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَسِيرُ لِحَاظٍ كَيْفَ يَنْجُو مِنَ الأَسْرِ
أَسِيرُ لِحَاظٍ كَيْفَ يَنْجُو مِنَ الأَسْرِ
رقم القصيدة : 23398
-----------------------------------
أَسِيرُ لِحَاظٍ كَيْفَ يَنْجُو مِنَ الأَسْرِ
وَعَاشِقِ ثَغْرٍ كَيْفَ يَصْحُو مِنَ السُّكْرِ
وَلاَ سِيَّما صَبٌّ يَذُوبُ صَبابة ً
بِمَا جَلَّ عَنْ حَصْرٍ بِما دَقَّ مِنْ خَصْرِ
يُهدّده الواشي ويبكي صَبابة ً
فَيَفْرِقُ مِنْ نَهْرٍ وَيَغْرَقُ في نَهْرِ
تألَّقَ في أفقِ الملاحة ِ كوكباً
تألقَ دُريّ وضاحِكٍ عن دُرّ(25/355)
ففي كُلِّ جوٍّ منهُ نقعٌ مِنَ الهَوى
وفي كُلِّ قُطر مِنه وقعٌ من القطرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي
فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي
رقم القصيدة : 23399
-----------------------------------
فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي
بالجمعِ بينَ الجُفونِ والسَّهرِ
أَسْمَرَ قَدْ باتَ في مَحَبَّتِهِ
وجدي سميري وذكرهُ سَمَري
أَقلُّ ما في جَمَالِ طَلْعَتِهِ
أجلُّ ما في مَحاسِنِ القَمرِ
منطِقُهُ في الهَوَى َ ونَاظِرُهُ
أَرَّقَنِي بالحِوَارِ والحَوَرِ
كمْ قُلتُ للقلبِ عَنْهُ حينَ رَنا
إيَّاكَ مِنْ كَاسرٍ بمُنكسِرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا تنكِروا إحراقهِ في الهوى
لا تنكِروا إحراقهِ في الهوى
رقم القصيدة : 23400
-----------------------------------
لا تنكِروا إحراقهِ في الهوى
قلبي فَما في ذاكَ مِنْ عَارِ
قلتُ لهْ أنتَ لهُ مالكٌ
فَكَانَ فيهِ خازِنَ النَّارِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رُبَّ طَبَّاخٍ مَليحٍ
رُبَّ طَبَّاخٍ مَليحٍ
رقم القصيدة : 23401
-----------------------------------
رُبَّ طَبَّاخٍ مَليحٍ
فاتِرِ الطَّرْفِ غَرِيرِ
مالِكي أَصْبَحَ لكنْ
شغلوهُ بالقُدورِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> زارَ وجنحُ الظَّلامِ مُنسدلٌ
زارَ وجنحُ الظَّلامِ مُنسدلٌ
رقم القصيدة : 23402
-----------------------------------
زارَ وجنحُ الظَّلامِ مُنسدلٌ
فانشقَّ ثوبُ الدُّجى عنِ الفجرِ
وبتُّ من صدغِهِ ومبسَمِهِ
أَجْمَعُ بَيْنَ الحَشِيشِ والخَمْرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنعِمْ إليَّ سريعاً
أنعِمْ إليَّ سريعاً
رقم القصيدة : 23403
-----------------------------------
أنعِمْ إليَّ سريعاً
مِنْ غَيْرِ مَطْلٍ وَزورِ
فثّمَّ أمرٍ مُهمٍّ
وثمَّ شغلٍ ضروري
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنا لِلْمَجَالِسِ والجَلِيسِ أَنيسة ٌ(25/356)
أنا لِلْمَجَالِسِ والجَلِيسِ أَنيسة ٌ
رقم القصيدة : 23404
-----------------------------------
أنا لِلْمَجَالِسِ والجَلِيسِ أَنيسة ٌ
أزهَى بحُسنٍ ناظرٍ للنَّاظر
أَصْفُو فأُظْهِرُ ما أُجِنُّ وَلَمْ يَكُنْ
في باطِني شَيْءٌ يخالفُ ظاهِري
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لعمرُكَ لمْ أدرْ بالشِّرب إلا
لعمرُكَ لمْ أدرْ بالشِّرب إلا
رقم القصيدة : 23405
-----------------------------------
لعمرُكَ لمْ أدرْ بالشِّرب إلا
عَلَى كَلِفي بِتَقْبِيلِ الثُّغُورِ
وَمَنْ نَزلتْ بِهِمْ غُمَمٌ فإنّي
أُبَدِّلُهَا سَريعَاً بالسُّرُورِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَلِقَ الفؤَادُ بِظَبْيَة ٍ عَجَّانَة ٍ
عَلِقَ الفؤَادُ بِظَبْيَة ٍ عَجَّانَة ٍ
رقم القصيدة : 23406
-----------------------------------
عَلِقَ الفؤَادُ بِظَبْيَة ٍ عَجَّانَة ٍ
ما كُنْتُ يَوْماً آمِناً مِنْ هَجْرِها
عَجَنَتْ فُؤادِي بالغَرامِ فماؤها
من أدمعي ودقيقُها من خصْرها
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> غَادرني بغدرهِ
غَادرني بغدرهِ
رقم القصيدة : 23407
-----------------------------------
غَادرني بغدرهِ
على هَجِيرِ هَجْرِهِ
غَنِيّ حُسْنٍ ما رَثَى
لذي الهَوى وفقرهِ
صبٌّ كئيبٌ بحرُهُ
مِنْ ثغرهِ ونحرِهِ
غدا وحظُّ شعرهِ
فِيهِ كَلَوْنِ شَعْرِهِ
أفنى هَواهُ صبرهُ
لمَّا نآى بصدرهِ
فَلَمْ يُحرّكْ في الهَوَى
لِسانَهُ بِذكرهِ
كَيْفَ يَذُوقُ عَاشِقٌ
حَلاوة ً في صَبْرِهِ
أَفْدِيهِ مِنْ غُصْنِ نَقا
غضِّ القوامِ نَضْرِهِ
يَمِيسُ في مُلوَّنٍ
مبتسماً عَنْ ثغرهِ
فاعجبْ لنورِ زهرهِ
واعجبْ لِنورِ زُهره
يا عاشقونَ حاذروا
مِنْ غدره ومكرِهِ
وَطَرْفِهِ السَّاحِرِ مُذْ
شكَكْتُمُ في أمرِهِ
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ
من أرضكمْ بسحرِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَنْ لي بهِ كالبدرِ في إسفارهِ
مَنْ لي بهِ كالبدرِ في إسفارهِ
رقم القصيدة : 23408(25/357)
-----------------------------------
مَنْ لي بهِ كالبدرِ في إسفارهِ
نَفَرَ المُحِبُّ عَنِ الكَرَى بِنِفارِهِ
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو جَنَّة ً بِمُحَمَّدٍ
واليَوْمَ أَخْشَى في الهَوَى مِنْ نَارِهِ
يا نجمُ بل يا بدرُ يا شمسُ بَلْ
كُلٌ أَراهُ يَلُوح مِنْ أَزْرَارِهِ
ما في صُدودِكَ رحمة ٌ لمتيَّم
إلا احتمالكَ عَنْهُ مِنْ أوزارِهِ
فارفقْ بهِ واحذر فديتكَ أهلَهُ
في الحُبِّ أَنْ يتطلَّبوكَ بِثارِهِ
وافى هواك فلمْ يزلْ عَنْ قَلبِهِ
جلَدٌ وزَالَ الصَّونُ عنْ أسرارِهِ
هيهاتَ يطمَعُ في لِقاكَ ودُونَهُ
خَطْرُ القَنَا الميَّادِ مِنْ خُطَّارِهِ
حاشاهُ يا أملَ النُّفوسِ بأنْ يُرى
مُتعدياً في الحُبِّ عنْ مِقدارِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خُذُوا خَبَراً عَنْ نَظْمِ دَمْعِي وَنَثْرِهِ
خُذُوا خَبَراً عَنْ نَظْمِ دَمْعِي وَنَثْرِهِ
رقم القصيدة : 23409
-----------------------------------
خُذُوا خَبَراً عَنْ نَظْمِ دَمْعِي وَنَثْرِهِ
عنِ الحبِّ يُنبيكُم بغامِضِ سِرِّهِ
وَلاَ تَسْأَلُوا عَمَّنْ هَوَيْتُ فَإنَّني
أَغَارُ عَلَيْهِ أَنْ أَبُوحَ بِذِكْرِهِ
وإنْ رُمْتُمُ وَصْفِي بَدِيعَ جَمَالِهِ
فأيسرُ ما فيهِ الجمالُ بأسرهِ
مليحٌ جلا لِي ضوء بدرٍ كمالهُ
وَلَكِنْ أَرَانِي يَوْمَ بَدْرٍ بِهَجْرِهِ
أَمِيرُ جَمالٍ ما انْتَضَى سَيْفَ ناظرٍ
على عاشِقٍ إلاَّ وقام بنصرِهِ
غزالٌ غزا قلبي بفاتِرِ طَرْفِهِ
وأَحْرَقَ أَحْشَائِي بِبَارِدِ ثَغْرِهِ
وَقَدْ كَانَ عَهْدِي الدُّرُّ في البَحْرِ قَبْلَما
رأيتُ رضاباً مِنهُ يجري بدرَّهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ
رقم القصيدة : 23410
-----------------------------------
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ
سَكِرَ المُحِبُّ وَلَمْ يَفِقْ مِنْ سُكْرِهِ(25/358)
عَقَدَ الشَّرَابَ لِذِي السَّقَامِ وَكَيْفَ ما
عَقَدَ الشَّراب لِجَفْنِهِ مِنْ ثَغْرِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا مَنْ بِفُؤَادِي نار وَجْدِي غَادَرْ
يَا مَنْ بِفُؤَادِي نار وَجْدِي غَادَرْ
رقم القصيدة : 23411
-----------------------------------
يَا مَنْ بِفُؤَادِي نار وَجْدِي غَادَرْ
مَنْ قاسَ إليكَ حُسنَهُ من فاخَرْ
لا تَخْشَ إذا مَا قِيلَ هذا حَسنٌ
عنْ غيركَ فالشَّيخُ غدا شيءْ آخرْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا غُصنَ نقا عليه طائرْ
يا غُصنَ نقا عليه طائرْ
رقم القصيدة : 23412
-----------------------------------
يا غُصنَ نقا عليه طائرْ
مَهْجُورُكَ يا حَبِيبَ قَلْبِي صابِرْ
فارْحَمْ واعْطِفْ عليَّ قَدْ مِتُّ جَوًى
باللهِ أما لِذا الجَفا مِنْ آخرْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سُلُوِّي عنْ هَواكمْ لا يجوزُ
سُلُوِّي عنْ هَواكمْ لا يجوزُ
رقم القصيدة : 23413
-----------------------------------
سُلُوِّي عنْ هَواكمْ لا يجوزُ
وَبَعْضُ هَوَاكُمُ كُلّي يَحُوزُ
ولَوْمُ عَواذلي في الحُبِّ فيكمْ
وحَقِّكمُ بأذني لا يجوزُ
ولي ظبيٌ غريرٌ في حماكُمْ
لَهُ حُسْنٌ عَلَى قَلْبِي عَزِيزُ
فَمَيِّتُ حُبِّهِ يَرْجُو نُشُوراً
إذا لَمْ يَأْتِ مِنْ خَلْقٍ نُشُوزُ
وَكُلُّ هَوَى البَرَايا مُسْتَعَارٌ
ولَكنْ حُبُّكمْ عِندي غَرِيزُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أهوَى قمراً مرَّ بنا مُجتازا
أهوَى قمراً مرَّ بنا مُجتازا
رقم القصيدة : 23414
-----------------------------------
أهوَى قمراً مرَّ بنا مُجتازا
باللُّطْفِ لكِّ مهجَة ٍ قدْ حَازا
ما استعرضَ جيشَ حُسنِهِ عَارِضُه
حَتَّى جَعَلَ الطَّرْفَ لَهُ غَمَّازَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بينَ بان الحِمَى وبانِ المُصلَّى
بينَ بان الحِمَى وبانِ المُصلَّى
رقم القصيدة : 23415
-----------------------------------(25/359)
بينَ بان الحِمَى وبانِ المُصلَّى
فاتناتٍ مِنَ الظِّباءِ الجوازي
كلّ هيفاء رِدفُها في ارتجاجٍ
حِينَ تَمْشِي وَعِطْفُها في اهْتِزَازِ
غادة ٌ وعدُها مجازٌ ومَنْ ذا
يَتَرَجَّى حَقِيقة ً مِنْ مَجازِ
هَتَكَتْنِي مِنْ بَعْدِ طُولِ اسْتِتَارٍ
ذلَّلتني مِنْ بعدِ طُولِ اعتزازِ
أَسلبتْ دمعي كجُودِ المُقرئِ الـ
ـعَالِم العَادِلِ الكَبِيرِ المُغَازِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لِمَا عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا
لِمَا عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا
رقم القصيدة : 23416
-----------------------------------
لِمَا عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا
... في أَحْشَائِهِ مَدْسُوسُ
أَوْمى بمَبْعرِه وقالَ بنفْرَة ٍ
مِنْ هَهُنَا يتَعَوَّجُ الفقُّوسُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قالوا سَمعنَا في البلادِ قضيَّة ً
قالوا سَمعنَا في البلادِ قضيَّة ً
رقم القصيدة : 23417
-----------------------------------
قالوا سَمعنَا في البلادِ قضيَّة ً
مضمونها أنْ قَدْ قَضى القِسيسُ
فأَجَبْتُ قَدْ كَانَ الذي خَبَّرْتُموا
عَنْهُ وَخَرَّبَ رَبْعَهُ إبْلِيسُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صَفَا بَاطِنِي حُسْناً كَمَا رَقَّ ظاهِرِي
صَفَا بَاطِنِي حُسْناً كَمَا رَقَّ ظاهِرِي
رقم القصيدة : 23418
-----------------------------------
صَفَا بَاطِنِي حُسْناً كَمَا رَقَّ ظاهِرِي
وَصَاحَبْتُ فِتْيَاناً مِن الشَّرْبِ أَكْيَاسَا
إذا نَهضُوا كُنتُ الرَّفيق لَهمْ وإنْ
هُمُوا جلسوا أمسيتُ في الوسطِ جلاَّسَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يُنوِّر الطَّرفُ كَيسَا
يُنوِّر الطَّرفُ كَيسَا
رقم القصيدة : 23419
-----------------------------------
يُنوِّر الطَّرفُ كَيسَا
إنْ ناولَ الكفَّ كاسَا
وإنْ تَقَدَّمَ حَيَّا
وإنْ تَحَدَّثَ كَاسَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أدورُ لتقبيلِ الثَّنايا ولَمْ أزَلْ(25/360)
أدورُ لتقبيلِ الثَّنايا ولَمْ أزَلْ
رقم القصيدة : 23420
-----------------------------------
أدورُ لتقبيلِ الثَّنايا ولَمْ أزَلْ
أجودُ بنفسي للنَّدامَى وأنفاسي
وأَكْسُوَ كَفَّ الشَّرْبِ ثَوْباً مُذَهَّباً
فَمَنْ أجلِ هذا لقَّبُوني بالكاسِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أسْكَرني باللَّفْظِ والمُقْلَة ِ الـ
أسْكَرني باللَّفْظِ والمُقْلَة ِ الـ
رقم القصيدة : 23421
-----------------------------------
أسْكَرني باللَّفْظِ والمُقْلَة ِ الـ
ـكَحْلاَءَ والوَجْنَة ِ والكاسِ
سَاقٍ يُرِيني قَلْبُهُ قَسْوَة ً
وَكُلّ ساقٍ قَلْبُه قَاسِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عشقتُ معاطفَ قدَّهِ الميَّاسِ
عشقتُ معاطفَ قدَّهِ الميَّاسِ
رقم القصيدة : 23422
-----------------------------------
عشقتُ معاطفَ قدَّهِ الميَّاسِ
لما انثنى هيفاً غُصونُ الآسِ
بدرٌ يفوقُ البدرَ منظرهُ إذا
جُليتْ محاسنه على الجُلاَّسِ
إنْ نازلوهُ فهوَ ليثُ عرينهِ
أَوْ غَازَلُوه فَهْوَ ظَبْي كِنَاسِ
دُرّي مُبْتَسِمٍ يُرِيكَ وَمِيضَهُ
وَسَنَاهُ مَا يُغْني عَنِ النِّبْراسِ
لي من أزاهر وجنتيهِ روضة ٌ
ومَنْ اللَّواحظِ قهوة ٌ في الكاسِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من خدِّ أهيف كالقضيبِ المايِسِ
من خدِّ أهيف كالقضيبِ المايِسِ
رقم القصيدة : 23423
-----------------------------------
من خدِّ أهيف كالقضيبِ المايِسِ
يَرْنُو بِطَرْفٍ كالغَزَالَة ِ نَاعِسِ
مُتباعِدٍ بدلالِهِ مُتقرِّبٍ
مُستَوحِشٍ بِنفارِهِ مُسْتَأْنِسِ
يُبْدي لَنَا مِنْ حُسْنِهِ وَحَدِيثِهِ
أَبْهَى وأَبْهَجَ مَجْلِسٍ وَمُجَالِسِ
وَغَدا بَدِيعاً في الجَمَالِ بما بَدَا
مِنْ حُسْنِهِ المُتطابِقِ المُتَجَانِسِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أهبب وأطبْ يا ريحَ وادي القدسِ
أهبب وأطبْ يا ريحَ وادي القدسِ
رقم القصيدة : 23424
-----------------------------------(25/361)
أهبب وأطبْ يا ريحَ وادي القدسِ
عن جيرتِكَ الحلُولِ في نَابِلسِ
بالله عَلَيْكَ هَلْ لِعَهْدِي ذَكَرُوا
أم طال به طُولُ التَّمادِي فَنُسِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من يعطِف نحو قلبِ هَذا القَاسِي
من يعطِف نحو قلبِ هَذا القَاسِي
رقم القصيدة : 23425
-----------------------------------
من يعطِف نحو قلبِ هَذا القَاسِي
كم أذكُره وهُو لِعَهْدِي نَاسِي
أشكو لِعذَارِهِ سُقامِي وكذا
يَشْكُو دَنِفٌ سُقَامَهُ لِلآسِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قلتُ لهُ لمّا انثنى وانتشا
قلتُ لهُ لمّا انثنى وانتشا
رقم القصيدة : 23426
-----------------------------------
قلتُ لهُ لمّا انثنى وانتشا
جُدْ بِوِصَالٍ مِنْكَ لِي إنْ تَشَا
فقالَ لِي تَبغِي وِصَالَ الرَّشّا
وأنتَ لا تبذُلُ مِنكَ الرُّشّا
فقلتُ هذِي مهجتي والحَشَا
قَالَ انظُرُوا بالجَهْلِ كَيْفَ انْحَشا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُلْتُ وَقَدْ أُبْرِزَتْ بِنَعْشٍ
قُلْتُ وَقَدْ أُبْرِزَتْ بِنَعْشٍ
رقم القصيدة : 23427
-----------------------------------
قُلْتُ وَقَدْ أُبْرِزَتْ بِنَعْشٍ
فَوْقَ رِقَابِ الأَنَامِ تَمْشِي
مِنَ البُدُورِ التَّمام كانت
فَلِمْ غَدَتْ مِنْ بَنَاتِ نَعْشِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هَذَا الفَقِيرُ الذي تَراهُ
هَذَا الفَقِيرُ الذي تَراهُ
رقم القصيدة : 23428
-----------------------------------
هَذَا الفَقِيرُ الذي تَراهُ
كالفرخِ ملقى ً بغيرِ ريشِ
قَدْ قَتَلتْهُ الحَشِيشُ سُكراً
والقتلُ من عادة ِ الحَشِيشِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> في الرَّاحِ والزَّهرِ قد رأينا
في الرَّاحِ والزَّهرِ قد رأينا
رقم القصيدة : 23429
-----------------------------------
في الرَّاحِ والزَّهرِ قد رأينا
معنى ً لديه العُقُولُ تُدهَشْ
فَساقُ كأسِي غدا خَضِيباً
وَمِعْصَمُ الدَّوْحِ قَدْ تَنقَّشْ(25/362)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مذْ سيَّجَ الوَرْدَ مِنْهُ آسٌ
مذْ سيَّجَ الوَرْدَ مِنْهُ آسٌ
رقم القصيدة : 23430
-----------------------------------
مذْ سيَّجَ الوَرْدَ مِنْهُ آسٌ
طارَ فؤادي لهُ وَعَشَّشْ
فَصادهُ فُخُّ عَارِضَيْهِ
بِحَبَّة ِ الخَالِ حِينَ أَدْهَشْ
والذَّنبُ لي في الهَوَى لِجَهْلي
لأَنَّ قلبِي بِهِ تَحَرَّشْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فيا خانمَ الرُّسلِ الكِرامِ ومَنْ بِهِ
فيا خانمَ الرُّسلِ الكِرامِ ومَنْ بِهِ
رقم القصيدة : 23431
-----------------------------------
فيا خانمَ الرُّسلِ الكِرامِ ومَنْ بِهِ
لَنَا مِنْ مَهُولاتِ الذُّنُوبِ تَخَلُّصُ
أَغِثْنَا أجِرْنا مِنْ ذُنُوبٍ تَعَاظَمَتْ
فأَنتَ شَفيعٌ لِلْوَرَى وَمخلِّصُ
وَمالي مِنْ وَجْهٍ وَلاَ مِنْ وَسيلة ٍ
سوى أنَّ قلبي في الحبّة ِ مُخلصُ
عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَعْدَ ذلك أَحْرِصُ
وليسَ يخافُ الضَّيْمَ مَنْ كنتَ كهفَهُ
فَعَنْ أَيِّ شيءٍ غَيْر جَاهِكَ يَفْحَصُ
عَلَيْكَ صَلاة ٌ يَشْمَلُ الآلَ عَرْفُها
وَلِلجُمْلَة ِ الأَصحابِ مِنْهَا تَخَصُّصُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> في الرَّاحِ سرٌّ بالسُّرور يُحَصِّصُ
في الرَّاحِ سرٌّ بالسُّرور يُحَصِّصُ
رقم القصيدة : 23432
-----------------------------------
في الرَّاحِ سرٌّ بالسُّرور يُحَصِّصُ
فلذا الحَبابُ إذا تبدَّتْ يَرقُصُ
قُمْ هَاتِهَا مِنْ عَيْنِ دارا قَهْوة ً
أَقْوَالُهُمْ فيها تَزيدُ وَتَنْقُصُ
لم يُغْلِهَا ثَمَنٌ لَدَى خُطَّابِهَا
إذْ كُلُّ غَالٍ في اللَّذَاذَة ِ يَرْخُصُ
واستجلها من كفِّ معسولِ اللَّمى
حُلْوُ الفُكاهَة ِ للتَّودُّدِ يُخلِصُ
واغنم لذاذة َ عيشِكَ الفاني فَطْر
فُ الدَّهْرِ نَحْوَ الغَدْرِ طَرْفٌ أَخْوصُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ودِّي لكُم سادتي بالبُعْدِ ما نَقَصَا
ودِّي لكُم سادتي بالبُعْدِ ما نَقَصَا
رقم القصيدة : 23433(25/363)
-----------------------------------
ودِّي لكُم سادتي بالبُعْدِ ما نَقَصَا
والقَلْبُ في حُبِّكُمْ بالحَبِّ قَد قُنِصَا
غاليتُ فيكم وعاصيتُ العذول وقد
أَطَعْتُمْ واشِياً قَدْرِي بِهِ رَخُصا
متى أرى النَّصْرَ منكمْ مُقبِلاً وأرَى
شيطَان ضِدِّي على أعقابِهِ نَكَصَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سكنَ الزِّيادَة َ وهو بدرٌ كامِلٌ
سكنَ الزِّيادَة َ وهو بدرٌ كامِلٌ
رقم القصيدة : 23434
-----------------------------------
سكنَ الزِّيادَة َ وهو بدرٌ كامِلٌ
يَسْبي عُقُولَ العَاشِقِينَ بِحِرْصِهِ
كَمُلتْ مَحَاسِنُه بِخَطِّ عِذَارِهِ
وَبِهِ الأمانُ لِحُسْنِه مِنْ نَقْصِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا من لهمْ عَلَيَّ وَحْدِي فرضُ
يا من لهمْ عَلَيَّ وَحْدِي فرضُ
رقم القصيدة : 23435
-----------------------------------
يا من لهمْ عَلَيَّ وَحْدِي فرضُ
لم يبقِ تهتُّكِي بكُمْ لِي عِرْضُ
أَحْبَابِي مُذْ نأيْتُمُ عَنْ بَصَرِي
ضَاقَتْ وحياتِكُمْ عليَّ الأرضُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَحْبَابَنا أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ قَدْ نُقِضَا
أَحْبَابَنا أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ قَدْ نُقِضَا
رقم القصيدة : 23436
-----------------------------------
أَحْبَابَنا أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ قَدْ نُقِضَا
وأين عصرٌ بأيَّامِ الوِصَالِ مضى
وأَيْنَ أَيْمَانُكُمْ بِالله أَنَّكُموا
لا تمزجُونَ بِسخطٍ في الغَرامِ رِضَا
عُودُوا فَقَدْ أَوْحَشَ النادي لِغَيْبَتِكُمْ
عَنْهُ وأَظْلَمَ ما قَدْ كَانَ مِنْهُ أَضَا
لَمَّا رَمَيْتُم سِهَامَ البَيْنِ عَنْ مَلَلٍ
صَيَّرْتُمُوا كُلَّ قَلْبٍ في الهَوَى غَرَضا
أَشْكُو إلَيْكُمْ سُقَامِي مِنْ فِرَاقِكُمُ
تالله لا جَوْهَراً أَبْقَى ولاَ عَرَضاً
حسبي محافظة ٍ اني أمُوتُ بكُم
وجداً ولستُ أرجّي عنكمُ عوَضا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> للعاشقين بأحكامِ الغَرَامِ رِضَا(25/364)
للعاشقين بأحكامِ الغَرَامِ رِضَا
رقم القصيدة : 23437
-----------------------------------
للعاشقين بأحكامِ الغَرَامِ رِضَا
فَلاَ تَكُنْ يا فَتَى بالعَذْلِ مُعْتَرِضَا
روحي الفداءُ لأحبابي وإن نقضوا
عهد المحِبِّ الذي للعَهْدِ ما نَقَضَا
قِفْ واسْتَمِعْ سِيرَة َ الصَّبِّ الذي قَتَلُوا
فماتَ في حُبِّهِمِ لم يبْلُغِ الغَرَضَا
رَأَى فَحبَّ فَسامَ الوَصْلَ فامْتَنَعُوا
فَرامَ صَبراً فأعْيا نْيْلُهُ فَقَضَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا مَنْ بِبُعادِهِ لِقَلْبِي قَرَضا
يَا مَنْ بِبُعادِهِ لِقَلْبِي قَرَضا
رقم القصيدة : 23438
-----------------------------------
يَا مَنْ بِبُعادِهِ لِقَلْبِي قَرَضا
ظُلماً وبحبّهِ لقَتْلي فَرَضا
مُذْ غِبتَ مدامعي بخدِّي انكَسَبَتْ
والله وجفنُ مُقلِتي ما غَمَضَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا دَايَة ً في حُسْنِهَا أَرْتَضِي
يَا دَايَة ً في حُسْنِهَا أَرْتَضِي
رقم القصيدة : 23439
-----------------------------------
يَا دَايَة ً في حُسْنِهَا أَرْتَضِي
أنَّ عَذُولي دائماً يسْخُطُ
تدارِكي من مهجَتِي حَامِلاً
حُبَّكِ مِنْ خَوْفِ النَّوى تُسْقِطُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَمَرٌ يُحَجِّبُهُ دَلالٌ مُفْرِطُ
قَمَرٌ يُحَجِّبُهُ دَلالٌ مُفْرِطُ
رقم القصيدة : 23440
-----------------------------------
قَمَرٌ يُحَجِّبُهُ دَلالٌ مُفْرِطُ
سُلطَانَهُ أبداً عَليَّ مُسلَّطُ
عهدي بِهِ مُتناهياً في حُسْنِهِ
لَكِنَّهُ فِي قتلَتِي مُتَوسِّطُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> غدا نافراً يدني وهو ساحِطُ
غدا نافراً يدني وهو ساحِطُ
رقم القصيدة : 23441
-----------------------------------
غدا نافراً يدني وهو ساحِطُ
وَكَمْ جَهْدَ ما أَرْضَى الهَوَى وَهْوَ سَاخِطُ
تَرحَّل عنا وَصْلُهُ وهوَ عَادِلٌ
وَخَيَّمَ فينا هَجْرُهُ وهوََ قاسِط(25/365)
يُغَالِطُني بالبَدْرِ عَنْهُ عواذِلِي
وَعَنْ مِثْلِهِ بالبَدْرِ كَيْفَ أُغَالِطُ
غَزالٌ يَبيتُ الصَّبُّ في ليلِ صَدِّه
يخبُّ اعتسافاً وهوَ حيرانُ خابطُ
شرائطهُ في الحُبِّ غيرُ وَفيَّة ٍ
وكيف تُوفي مِنْ حَبيبٍ شَرائِطُ
يَسلُّ عَلَيْنا مُرْهَفاتِ لَواحِظٍ
لها كلّ يومٍ من يدِ السِّحْرِ خارِطُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خليليَّ هل من حاملٍ لي تَحيَّة ٍ
خليليَّ هل من حاملٍ لي تَحيَّة ٍ
رقم القصيدة : 23442
-----------------------------------
خليليَّ هل من حاملٍ لي تَحيَّة ٍ
إلى قَمرٍ نَجمُ الثُّريَّا لهُ قُرطُ
أَتَى بَيْنِ حَقْفٍ مائجٍ وأَرَاكة ٍ
مُنعَّمة ٍ أوراقُهَا الشَّعَرُ السَّبْطُ
فأبدى عَلى كافورِ خَدٍ سوالفاً
عَلى الجُلَّنارِ الغَضِّ مِنْ مِسْكِها نَقْطُ
ونارُ شِفَاهٍ حولَ جَنَّة ِ مبسمٍ
مِزَاجُهما شَهْدٌ جَنيٌّ وإسْفَنطُ
فَلا ولماهُ العَذْبُ لا كُنْتُ ناقِضاً
عهودَ هَواهُ لا ولا ناسِياً قَطُّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خطُّ العذارِ إن بدا
خطُّ العذارِ إن بدا
رقم القصيدة : 23443
-----------------------------------
خطُّ العذارِ إن بدا
أَسْعَدُ مِنْهُ حَظُّهُ
مِنْ بَدْرِ تَمٍّ زَاهِرٍ
يَسْبِي العُقُولَ لَحْظُهُ
لَمَّا جَلاَ الحُسْنَ حَلاَ
مرشَفُهُ وَلَفْظُهُ
لاَمَ عَلَيْهِ عَاذِلي
فَلَمْ يَرُقْ لِي وَعْظُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وظبيٍ قد سبى عقلي ولبيّ
وظبيٍ قد سبى عقلي ولبيّ
رقم القصيدة : 23444
-----------------------------------
وظبيٍ قد سبى عقلي ولبيّ
بِكَاسَاتِ المُدَامِ وَبِاللَّواحِظْ
أَطَعْتُ العِشْقَ في وَجْدِي عَلَيْهِ
وقلبي قد عَصَى فيه المَواعِظْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَرَاكُ الحِمَى لما شَدتْهُ السَّواجِعُ
أَرَاكُ الحِمَى لما شَدتْهُ السَّواجِعُ
رقم القصيدة : 23445
-----------------------------------(25/366)
أَرَاكُ الحِمَى لما شَدتْهُ السَّواجِعُ
تَثَنَّى كَما هَبَّتْ عليه الزُّعازِعُ
فأَطْرَبَهُ مِنْ شَدْوِهَا لَحْنُ ساجِعٍ
ينوحُ على أحبابِهِ فهوَ سَاجِعُ
فَسِرُّ الهَوَى لِلصَّبِّ بالدَّمْعِ ذائعٌ
كَمَا قَلْبُهُ بَيْنَ المَحَامِلِ ضائِعُ
على أنّ أيامَ الوِصَالِ وَدائِعٌ
ولا بُدَّ يوماً أن تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَلَيْلٍ جَلا فِيه الطَّلا أَنْجُم الطِلاَ
وهُنَّ أُفُول بيننا وَطَوالِعُ
وَقَدْ غَابَ واشِينا وَنَامَ رَقِيبُنا
وَقَدْ صَدَقَتْنَا بِاللّقاءِ المَطالِعُ
وَنَحْنُ سُجُودٌ في جَوَامِعِ لَذَّة ٍ
مِنَ الأُنْسِ والإبْرِيقُ لِلكأْسِ رَاكِعُ
وَطَرْف الصّبا في حلبة الروض راكضٌ
وَطَرْفُ النَّدى في وَجنَة ِ الوَرْدِ دَامِعُ
إلى أَنْ تَجَلَّى صُبْحُه فَكَأَنَّهُ
وُجُوهُ العَذَارَى أَبْرَزَتْها البَرَاقِعُ
فودَّعنا لا عن ملالٍ ولا قِلى ً
وَقُلنا دَنَا التَّفْرِيقُ والشَّمْلُ جَامِعُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
رقم القصيدة : 23446
-----------------------------------
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
هَدَاهَا لَهيبٌ أضرَمَتْهُ الأضالِعُ
أبيتُ أبيتُ اللَّيْلَ إلا بلوعة ٍ
أَقضَّتْ بِهَا وَجْداً عليّ المَضاجِعُ
كأنَّ الدُّجَى يبكي لِحاليَ رَحْمة ً
فتلك النُّجُومُ الزّاهراتُ مَدامِعُ
يا ربِّ هَلْ طيفُ الحبيبة زائرٌ
وَهَلْ عَهْدُ لَيْلَى بِالأُجَيرع رَاجِعُ
وَيَا رَبَّة الخَالِ الخَليَّة ِ مِنْ جَوَى
مُحِبٍّ لَهُ دُونَ التَّصبُّرِ مَانِعُ
هَجَرَتْ فلم يستغرق الطَّرْفَ هَجعَة ٌ
فَنَاظِرُه صَادٍ وهجْرُكَ صَادِعُ
وما ذنبُ من لا عِنْدَهُ الحُبُّ ذائِعٌ
ولا السِّرُّ مبذولٌ ولا العَهْدُ ضَائِعُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> نَمَّتْ بِمَا تَحْنُو عَلَيْهِ ضُلُوعُهُ(25/367)
نَمَّتْ بِمَا تَحْنُو عَلَيْهِ ضُلُوعُهُ
رقم القصيدة : 23447
-----------------------------------
نَمَّتْ بِمَا تَحْنُو عَلَيْهِ ضُلُوعُهُ
أَسْقَامُهُ وَشُجُونُه وَدُمُوعُهُ
جَلَبَتْ نَواظهرهُ لِمُهْجَتِهِ أَسًى
وَجَوَى يَذُوبُ بِبَعْضِهِ مَجْمُوعُهُ
مغرى ً بوسنانِ اللِّحَاظِ وَإِنَّما
في حُبِّهِ هَجَر المُحِبَّ هُجُوعُهُ
أبدى محيَّاهُ وأسبل شعره
والبدرُ يحسُنُ في الظَّلامِ طُلُوعُهُ
لِلطَّرْفِ فيهِ سَناً وَفِيهِ بارِقٌ
هَذا وَذَاكَ يَرُوقُهُ وَيَرُوعُهُ
دَبَّتْ عَقَارِبُ صُدْغِهِ في خَدِّهِ
فَغَدا وَقَلْبِي في الهَوَى مَلْسُوعُهُ
يا وَافرَ الهَجْرِ الطَّوِيلِ تَولُّهِي
خَبَبٌ أَلا وَعْدٌ يَجُودُ سَرِيعُهُ
نَبِّهْ جُفُونَكِ مِنْ نُعَاسِ فُتُورِهَا
لترى محبّاً ذابَ فيكَ جَميعُهُ
ما أنتَ يا طَرْفي بِمُتَّهَمٍ على
سِرِّي فَكَيْفَ إلى الوُشَاة ِ تُذيعُهُ
حمَّلتني ثِقلَ الهَوى ووَضَعتَهُ
عندي فَهَلْ محمولُهُ موضوعهُ
منْ لي بِمَنْ لو سام قلبي غيرهُ
ما كُنْتُ بالدُّنْيَا الغَداة َ أَبِيعُهُ
دعني وسهمُ اللَّحظِ منهُ فإنني
صبٌّ كَما شاءَ الغَرامُ صريعُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَشْكُو إلَيْكَ مُتيَّمٌ
يَشْكُو إلَيْكَ مُتيَّمٌ
رقم القصيدة : 23448
-----------------------------------
يَشْكُو إلَيْكَ مُتيَّمٌ
صبٌّ جفاهُ هُجُوعُهُ
يَعْصِي العَذُولَ على هَوًى
بِكَ لا يَزَالُ يُطِيعُهُ
يكفيكَ من ألمِ الجوَى
ما ضُمِّنتْهُ ضُلُوعُهُ
إنْ لمْ ترقّ لَهُ فَقَدْ
رقَّتْ عليهِ دُمُوعُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً
ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً
رقم القصيدة : 23449
-----------------------------------
ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً
لَوْ كُنْتَ يا قَمَرِي عليَّ طُوَيْلِعَا
وَلَقَدْ رَأَيْتُ بِرَامَة ٍ بَيْنَ النَّقَا(25/368)
فَمَنَعْتُ طَرْفِي مِنْهُ أَنْ يَتَمتَّعا
ما ذاكَ مِنْ روعِ ولكنْ من رأى
أَشْبَاهَ عِطْفِكَ حُقَّ أَنْ يَتَورَّعا
يا ساكِني نُعْمانَ لا اصْطَنَعَ الهَوَى
صبّاً يكونُ بِكم هَواهُ تصنُّعا
قَد أَزْعَجَ القَلْبَ الغَرامُ وأَعْجَزَ الـ
ـطَرْفَ المنامُ فَحَقَّ لي أَنْ أَجْزَعَا
أضمرْتُموه هَجراً وأمرضتُمْ حشى ً
مِنّي وأَضْرَمَتُمْ بِنارٍ أَضْلُعا
وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلى حِمَاكُمْ مُجْدِباً
فجَرى بهِ دمعي إلى أن أمرَعَا
وَحَفِظْتُ عَهْدَكُمُ وَضَيَّعْتُمْ فَلاَ
أدعو لأجلكُم عَلى مَنْ ضيَّعا
قَالَ العَوَاذِلُ إنَّ مَنْ أَحْبَبْتَهُمْ
لَمْ يَتْركُوا لَكَ في وِصَالٍ مَطْمَعَا
أَنَا قَدْ رَضِيتُ بِمَا ارْتَضُوهُ فَمَا عَسَى
أن يبلغَ الواشي لديَّ بما سعى
من أنتَ يا طبيَ الصريمِ دعوتَهُ
هيهاتَ عنكَ بسلوة ٍ أنْ يرجِعَا
لابُدَّ يا قَمَرَ الملاحة ِ بعدَ أنْ
تُبدي السِّرارَ وتحتفي أنْ تطلُعا
وَلَرُبَّما يَا ظَبْيُ تَرْتَاعُ الظِّبَا
مِثْلَ ارْتِيَاعِكَ ثم تأْنَسُ مَرْتَعَا
ما سِحْرُ هَارُونَ المُفَرِّق غِيْرُ ما
في مُقْلَتَيْكَ مِنَ الفُتُورِ تَجَمَّعا
أَخْلَيْتَ مَرْبَع كُلّ قَلْبٍ في الهَوَى
منْ صَبْرِهِ وجعلتَهُ لكَ مربَعا
وهي القلوبُ الطائراتُ فَمَا لَهَا
أبداً نراها في حِبالِكَ وُقَّعَا
ما صدَّ عني في الغرامِ فديتهُ
لمَّا بذلتُ لهُ دمي فتمَنَّعا
لكنْ رأى قلبي يزيدُ بقُربِهِ
صَدْعاً فأَشْفَقَ إنْ دَنَا أَنْ يُصْدَعَا
يا عاذلي دَعني وعلِّم مُقلَتِي
لترى خيالَ مُعذِّبي إن تهجعا
مَنْ كانَ مدمَعُهُ نجيعاً في الهَوى
هيهاتَ عذْلُكَ عِندَهُ أنْ ينجَعَا
أم كيفَ ريقَتُكَ التي أرِقتْ لَها
عيني ومَا راقتْ تُكَفِكِفُ أدمُعا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> للمنطقيَّينَ أشتكي أبداً
للمنطقيَّينَ أشتكي أبداً
رقم القصيدة : 23450
-----------------------------------
للمنطقيَّينَ أشتكي أبداً(25/369)
عينَ رقيبي فليتهُ هَجَعَا
حاذَرَها من أُحبُّهُ فأبَى
أنْ نختلي ساعة ً ونجتمِعَا
كيفَ غَدَتْ في الهَوَى وما انفصَلَتْ
مانِعة ُ الجَمْعِ والخُلوِّ مَعَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إنَّ الذي مَنْزِلُهُ
إنَّ الذي مَنْزِلُهُ
رقم القصيدة : 23451
-----------------------------------
إنَّ الذي مَنْزِلُهُ
مِنْ سُحْبِ دَمعي أمرَعَا
لَمْ أدرِ مِنْ بعدي هلْ
ضَيَّعَ عَهْدِي أَمْ رَعَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ
طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ
رقم القصيدة : 23452
-----------------------------------
طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ
لا زالَ شرقٍ بفيضِ دُمُوعِ
وَجَوانِحٌ جَنَحَتْ لِغَيْرِ جَمالِكُمْ
لا بُشِّرَتْ مِنْ عَوْدِكُمْ بِرُجُوعِ
يا غائبونَ وهم بُدُورٌ هَلْ لكم
أَنْ تَسْمَحُوا لِطُوَيْلعٍ بِطُلُوعِ
أوطانُهُ ليستْ بأوطانٍ إذا
غِبْتُمْ وَلَيْسَ رُبُوعُهُ بِرُبُوعِ
وإذا حللتُم في محلٍّ مُمحلٍ
كُسيتْ مَحَاسِنُهُ بكلَّ ربيعِ
مَنْ لي بها قمريَّة ٌ قمريَّة ٌ
تسبيكَ بالمنظورِ والمَسمُوعِ
زادتْ بطرَّة ِ شعرها المفروق فو
قَ جَبِينِها في حُسْنِهَا المَجْمُوعِ
فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الذَّوائِبِ بَعْضُهَا
المَحْمُولُ جَاذَبَ بَعْضَهَا المَوْضُوعِ
قَدْ نُزِّهَ البَدْرُ المُنِيرُ وَوَجْهُهَا
والشمسُ بالتثليثِ عن تربيعِ
بَخِلَ الخيالُ بِهَا وَزَارَتْ يَقْظَة ً
فَحَظِي بِهَا سَهَرِي وَخَابَ هُجُوعي
وأَلذُّ ما كَانَ الوِصَالُ إذَا أَتَى
شَفْعاً كَمَا تَهْوَى بِغَيْرِ شَفِيعِ
فَرَفَعْتُ عَنْ تِلْكَ العُقُودِ قِنَاعَها
شرهاً ولم أكُ دونُهُ بقنوعِ
فتبسمتْ عنْ مثلِ ما في جيدِهَا
لُطفاً ففاضتْ للسُّرورِ دُموعي
فَتَوَهَّمَتْ أَنِّي بَكَيْتُ تَخَضُّعاً
فتواضعتْ جبراً لفرطِ خُضوعي
فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الِلمَامِ لِوَرْدِهَا
أَحْنُو عَلى مَجْمُوعِهَا بِجَمِيعي(25/370)
لَوْلاَ الضُّلوعُ ـ عَدِمْتَهُنَّ ـ مَنَعْنَنِي
لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي
مَا كَانَ أَحْلَى في المَزَارِ دُنُوُّهَا
لَوْ لَمْ تَشُبْهُ مَرَارَة ُ التَّوْدِيعِ
كالرُّوحِ فِيهَا لِلنُفوسِ حَيَاتُها
ونِزاعُها إن آذنتْ بنزوعِ
كَمْ مَيِّتٍ بَعْدَ الفِرَاقِ حَيَاتُهُ
في قُرْبِ حَيٍّ بالعَقِيقِ جَميعِ
في منزلٍ كهلِ الثمارِ مراهِقِ الأز
هارِ مِنْ ثدي الغَمامِ رضيعِ
عاقَتْ سريعَ نسيمهِ عذباتُهُ
بالميلِ فهوَ بهنَّ غيرُ سريعِ
عُربٌ أعاجِمُ ورقُهُم تشدوا على
أَسْماعِهِمْ بالمَنْطِقِ المَسْجُوعِ
يَحْمُونَ سُمْرَهُمُ بِسُمْرٍ مِثْلَهَا
في كُلِّ ضَنْكٍ لِلْكُمَاة ِ وَسِيع
مُزجتْ دُموعُ العَاشقينَ بأرضهم
نَادَى العواذلُ فِيكَ غَيْرَ مُجَاوِبٍ
بأبي بديعٍ راقني من قدِّهِ
والثَّغر بالتوشيحِ والتوشيعِ
ودعوا إلى السلوانِ غيرَ سَميعِ
كمْ من معينِ للدُّموعِ بذلتُهُ
بمصونِ ربعٍ من حِمَاكَ منيعِ
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ كَسَرْتَ قَلْبِي وَهُوبَيْـ
ـتُ هَواكَ حَتَّى بَاتَ في التَّقْطِيعِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خَافَتْ مِنَ الرُّقَبَاءِ يَوْمَ وِدَاعِي
خَافَتْ مِنَ الرُّقَبَاءِ يَوْمَ وِدَاعِي
رقم القصيدة : 23453
-----------------------------------
خَافَتْ مِنَ الرُّقَبَاءِ يَوْمَ وِدَاعِي
لَمَّا دَعَا بِنَوى الأَحِبَّة ِ دَاعِ
قَامَتْ تُوَدِّعُنِي بِقَلْبٍ آمنٍ
مِمَّا أَجُنُّ وَنَاظِرٍ مُرْتاعِ
للهِ ركبٌ ليسَ عهدُ وِدادِهمْ
عِنْدَ المُحِبِّ وإنْ نأَى بِمُضَاعِ
مَنَحُوا النَّواظِرَ بَهْجَة ً وَملاحَة ً
وجَنَتْ حُداتُهمْ على الأسماعِ
بانُوا فغصنُ البانِ فوقَ هوادجِ
وسروا ببدرِ التَّمِّ تحتَ قِناعِ
كمْ كادَ يقضي عاشقٌ لِفراقِهمْ
لَولاَ الرَّجَا وَتَعَلُّقِ الأَطْمَاعِ
أَعذُولُ مِنْ عَلق الهَوَى بِي عادة ٌ
فلقدْ أُمرتُ بأمرِ غير مُطاعِ
أَوَ مَا كَفَاهُ نِزَاعُهُ مِمَّا بِهِ(25/371)
فأَتَيْتَهُ مِنْ عَذْلِهِ بِنَزَاعِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَفْدِي عَرَباً حَلُّواً بِوَادِي الجَزْعِ
أَفْدِي عَرَباً حَلُّواً بِوَادِي الجَزْعِ
رقم القصيدة : 23454
-----------------------------------
أَفْدِي عَرَباً حَلُّواً بِوَادِي الجَزْعِ
يا وَحْشَة َ نَاظِرِي لَهُمْ في الرَّبْعِ
لمَّا بحثوا عِنْدي في فرقتنا
اشْتَاقَ لَهُمْ مَسَايِلاً مِنْ دَمْعِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا جَامعَ المالِ وهوَ يَمنعُهُ
يا جَامعَ المالِ وهوَ يَمنعُهُ
رقم القصيدة : 23455
-----------------------------------
يا جَامعَ المالِ وهوَ يَمنعُهُ
عنْ راغبٍ في نوالِهِ طَامِعْ
أصبحتَ في البخلِ إذ عُرفتَ بهِ
كأَنَّكَ الحَدُّ جامِعٌ مانِعْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُولُوا لِمَنْ صَدَّ وَمَنْ حَظُّنَا
قُولُوا لِمَنْ صَدَّ وَمَنْ حَظُّنَا
رقم القصيدة : 23456
-----------------------------------
قُولُوا لِمَنْ صَدَّ وَمَنْ حَظُّنَا
في الحُبِّ أَضْحَى عِنْدَهُ مُلْغَى
نَحْنُ سَلَوْنَا عَنْكَ لَكِنَّنَا
نُبصرُ مِنْ يُندَمُ يابَغّا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وأَلْثَغَ زَارَ لَكِنْ
وأَلْثَغَ زَارَ لَكِنْ
رقم القصيدة : 23457
-----------------------------------
وأَلْثَغَ زَارَ لَكِنْ
رأى رقيبي أصغَى
فقالَ ادخُل أو امضِي
إلى مَتَى أنتَ بَغَّا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> غنيتُ بالمحبوبِ عمَّا يُشتهى
غنيتُ بالمحبوبِ عمَّا يُشتهى
رقم القصيدة : 23458
-----------------------------------
غنيتُ بالمحبوبِ عمَّا يُشتهى
والدَّهرُ قد آمنني مِنْ نزْغِهِ
فَخَمْرهُ وَوَرْدُهُ وآسهُ
مِنْ ريقِهِ وَخَدِّهِ وَصُدْغِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كفَى شرفاً أنّي بحُبّكَ أَعرِفُ
كفَى شرفاً أنّي بحُبّكَ أَعرِفُ
رقم القصيدة : 23459
-----------------------------------(25/372)
كفَى شرفاً أنّي بحُبّكَ أَعرِفُ
فَمَا آنَ أَنْ تَحْنُو عَليَّ وَتَعْطِفُ
عَمَرتُ جِهاتي في هواكَ ولا أرى
سواكَ ومالي عنكَ ما عشتُ مصرفُ
فَزِدْ في التَّجَنّي حَيْثُ شِئْتَ فإنَّهُ
وحقِّكَ أنتَ المالِكُ المتصَرِّفُ
ومِثْلي أَولَى مَنْ يَموتُ صَبابة ً
وَمِثْلُكَ أَوْلَى مَنْ يَحنُّ وَيُسْعِفُ
أَيا مَنْ لَهُ الحُسْنِ الّذي بَهَرَ الوَرَى
وَمَنْ حَازَ مَعْنًى لا يُحَدُّ وَيُوصَفُ
تَجَلَّيْتَ لي في كُلّ شَيْءٍ تَكَرُّماً
فَلَسْتُ لِهَجْرٍ وَاقعٍ أَتخوَّفُ
وحُزْتَ جَمالاً ليسَ في الخَلقِ مِثْلُهُ
بِهِ دائِماً قَلْبِي يَهيمُ وَيُشْغَفُ
فَخَدُّكَ وَرْدٌ واللَّواحِظُ نَرْجِسٌ
وشخصُكَ نِدْمانٌ وريقُكَ قرقَفُ
وَجَفْنُكَ نَبَّالٌ وَشَعْرُكَ مُسْبَلٌ
وقدّك حظِّيّ ولحظُكَ مُرهَفُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> شَكَوْتُ إلَى ذَاكَ الجمالِ صَبَابَة ً
شَكَوْتُ إلَى ذَاكَ الجمالِ صَبَابَة ً
رقم القصيدة : 23460
-----------------------------------
شَكَوْتُ إلَى ذَاكَ الجمالِ صَبَابَة ً
تُكَلِّفُ جَفْنِي أَنَّه قَطُّ لا يَغْفُو
فَلاَنَتْ لِي الأَعْطَافُ والخَصْرُ رَقَّ لِي
وَلَكِنْ تَجَافَى الشَّعْرُ واثَّاقَلَ الرِّدْفُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَبِّل المَحْبُوبَ مِنْ قَبْـ
قَبِّل المَحْبُوبَ مِنْ قَبْـ
رقم القصيدة : 23461
-----------------------------------
قَبِّل المَحْبُوبَ مِنْ قَبْـ
ـلِ تَرى للدَّهرِ حيفُ
فلَكمْ قَالتْ لنا تِلْـ
ـكَ العُيونُ: الوَقْتُ سَيْفُ
وَغَدَا الحُبُّ يُنادِي ـ
ـا كِرَامَ الوِرْدِ ضيْفُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ممرض جسمه ويا مُتلِفَهُ
يا ممرض جسمه ويا مُتلِفَهُ
رقم القصيدة : 23462
-----------------------------------
يا ممرض جسمه ويا مُتلِفَهُ
كم تتلفُهُ هجراً ولا تنصفُهُ
رِقُّوا لِمُتَيَّمٍ بكم حِلف أسى ً
في حبِّكُم المنامُ لا يعرفُهُ(25/373)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا رَبِّ قَدْ عُلِّقْتُهُ
يَا رَبِّ قَدْ عُلِّقْتُهُ
رقم القصيدة : 23463
-----------------------------------
يَا رَبِّ قَدْ عُلِّقْتُهُ
لدنِ المَعاطِف أهيفَا
والنَّرْجِسُ الغَضُّ الذي
في ناظِريهِ تألَّفا
هو مضعف لكن بكسـ
ـر العين أصبح مضعفا
إن كان أذنب بالصُّدو
دِ فإنّ صَبْرِيَ قَدْ عَفَا
كم رُمتُ رِقَّة خضرهِ
فأبان لي منها جَفَا
وَطَلَبْتُ مِنْ ذَاكَ العِذَا
رِ تَعَطُّفاً فَتوقَّفا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا عذر للصَّبِّ إن لم يألفِ التَّلَفا
لا عذر للصَّبِّ إن لم يألفِ التَّلَفا
رقم القصيدة : 23464
-----------------------------------
لا عذر للصَّبِّ إن لم يألفِ التَّلَفا
وللأحبَّة ِ إن لم يألفوا الصَّلَفا
من أين لي نسبة ٌ للعزِّ عندهُمُ
أَبْغِي بِهَا شَرَفاً في الحُبِّ أَوْ شَغَفَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أرى نارَ وجدي أطفأتني ولا تُطفَى
أرى نارَ وجدي أطفأتني ولا تُطفَى
رقم القصيدة : 23465
-----------------------------------
أرى نارَ وجدي أطفأتني ولا تُطفَى
وَسِرَّ غَرامي قَدْ خَفيْتُ وَلاَ يَخْفَى
كَأَنَّ الصَّبَا أَهْدَتْ إلَيَّ تَحيَّة ً
تُعَرِّفها نَشْراً وَتَنْشُرهَا عَرْفا
وبينَ بُيرتِ النَّازِلينَ على الحِمَى
غزالٌ أبى أن يعرف الوصلَ والعَطْفَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> اتراك بالهجرانِ حين فتكتَ في
اتراك بالهجرانِ حين فتكتَ في
رقم القصيدة : 23466
-----------------------------------
اتراك بالهجرانِ حين فتكتَ في
قلبي علمتَ بِما يُجَنّ فَتكْتَفِي
عاهَدْتنب أن لا تخُونَ وَلُمْتُ في
طلبي وَفَاءَكَ بالعُهُودِ وَلَمْ تَفِ
إنْ جَالَ طَرْفي في سِوَاكَ فَلاَ غُفي
أَوْ حالَ قَلْبي عَنْ هَوَاكَ فَلا عُفِي
أَنَا صابِرٌ بَلْ شَاكِرٌ في الحُبِّ إنْ
أَخْلَفْتَ عَهْدَ الوَصْلِ أَوْ لَمْ تُخْلِفِ(25/374)
لكنّني أَهوَى وَفَاكَ وَفَاكَ إذْ
أحبَبْتُ نيلَ تَشَرُّفٍ وترشُّفِ
وأَبثُّ وَجْدِي في الهَوَى بِتَوصُّلٍ
وتوسُّلٍ وتطفُّلٍ وتَلَطُّفِ
تالله لَمْ أَتَوقَّ في وَجْدِي وَقَدْ
نادي هواك جوى ً ولم أتوقَّفِ
إنِّي لأنأى مُعرِضاً عن عَاذِلي
إنْ عَادَ لي أَوْ عَنَّ فِيكَ مُعَنِّفي
وأَهِيمُ مِنْكَ بِمُرْسَلٍ وَمُسَلْسَلٍ
وَمُورّدٍ ومُجَعَّدٍ وَمُهَفْهَفِ
لو زرتني يا منيتي وَمَنيَّتي
ورحمتَ فرْطَ تلهُّبي وَتَلَهُّفي
لرأيت طرفاً ليس ينكر لِلْبُكا
وَشَهدتَ جِسماً بالضَّنا لم يعرَفِ
لم تخلُ من قلبِ المُحِبّ وَحَقِّ مَا
تَرْضَى بِهِ وَبِغَيْرِ ذَا لَمْ أَحْلِفِ
إلاَّ هَوَاكَ وأَنْتَ فِيمَا أَدَّعِي
أَدْرَى بِأَنِّي عَنْهُ لَمْ أَكُ أَنْكَفِي
قَدْ جَارَ جَارُ الحُبِّ في قَلْبِي وَلَمْ
أَرَ في الصَّبَابَة ِ مَنْ صَفَا مِنْ مُنْصِفِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بالغت بالإعراضِ في إتلافي
بالغت بالإعراضِ في إتلافي
رقم القصيدة : 23467
-----------------------------------
بالغت بالإعراضِ في إتلافي
ووَصلْتَ بينَ قَطِيعَة ٍ وَتَجافي
لست الملومَ بما اجتنيت فإنَّ مِنْ
شَرْطِ المَحَبَّة ِ قِلَّة الإنْصافِ
أشكوكَ أم أشكو إليكَ صَبَابة ً
مَا مِثْلُهَا عَنْ عِلْمِ مِثْلِكَ خَافِي
حَمَّلْتَنِي بهواك أضعاف الذي
يكفيكَ مِنْهُ البَعْضُ في إضعَافي
وَطَلَبْتُ مِنْكَ السُّخْطَ أَطْمَعُ في الرِّضَا
عِلْماً بِأَنَّكَ آخِذٌ بِخِلافي
هَلاَّ تَرِقُّ كَوَجْنَتَيْكَ عَلَى فَتًى
يجدُ المُنَى في الوَجْدِ وَهْوَ مُنَافِ
أسرفتَ في هجري وَلَيْتَكَ حَيْثُ قَدْ
أَسْرَفْتَ لا أَسْرَفْتَ في الإسْرَافِ
يا طَالباً قتلِي وَلَستُ بِوَاجدٍ
أَنّي وَعَنْهُ حِمَى التَّصبُّرِ عَافِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تَبَسَّمَ زَهْرُ اللَّوْزِ عَنْ دُرِّ مَبْسَمٍ
تَبَسَّمَ زَهْرُ اللَّوْزِ عَنْ دُرِّ مَبْسَمٍ
رقم القصيدة : 23468(25/375)
-----------------------------------
تَبَسَّمَ زَهْرُ اللَّوْزِ عَنْ دُرِّ مَبْسَمٍ
وأصبح في حُسنٍ يَجِلُّ عَنِ الوَصْفِ
هلمَّ إليه بين قصفٍ ولذَّة ٍ
فإنَّ غُصُونَ الزَّهْرِ تَصْلُحُ لِلْقَصْفِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَوْلاَيَ كَيْفَ انْثَنَى عَنْكَ الرَّسُولُ وَلَمْ
مَوْلاَيَ كَيْفَ انْثَنَى عَنْكَ الرَّسُولُ وَلَمْ
رقم القصيدة : 23469
-----------------------------------
مَوْلاَيَ كَيْفَ انْثَنَى عَنْكَ الرَّسُولُ وَلَمْ
تكن لوردة ِ خدَّيهِ بمُرتَشِفِ
جَاءَتْكَ مِنْ بَحْرِ ذَاكَ الحُسْنِ لُؤلُؤة ٌ
فَكَيْفَ رُدَّتْ بِلاَ ثُقْبٍ إلى الصَّدَفِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مَنْ بِقَلْبِي غَرَامٌ
يا مَنْ بِقَلْبِي غَرَامٌ
رقم القصيدة : 23470
-----------------------------------
يا مَنْ بِقَلْبِي غَرَامٌ
عليه ليس بخافي
أضحى هواك وفائي
فَكَيْفَ أَنْتَ خِلاَفي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وربّ أحوى أحور لم يزل
وربّ أحوى أحور لم يزل
رقم القصيدة : 23471
-----------------------------------
وربّ أحوى أحور لم يزل
يَعْطِفُنِي الحُبُّ إلَى عِطْفِهِ
كأَنَّ رَوْضَ النَّيْرَبَيْنِ انْثَنَتْ
تروي كَمالَ الحُسنِ عنْ وصْفِهِ
مَنْ عَايَنَ الدَّهْشَة َ في وَجْهِهِ
دَرَى بأنَّ السَّهْمَ مِنْ طَرفِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ
لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ
رقم القصيدة : 23472
-----------------------------------
لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ
واشْرَحْ هَوَاكَ فَكُلُّنا عُشَّاقُ
قد كانَ يخفِي الحُبّ لو لا دمعكَ الـ
ـجَارِي وَلَولا قَلْبُكَ الخَفَّاقُ
فعَسَى يُعينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوَى
في حَمْلِهِ فالعَاشِقُون رِفَاقُ
لا تجزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوّلَ مُغْرَمٍ
فَتَكَتْ بِهِ الوَجْنَاتُ والأَحْدَاقُ(25/376)
واصبر على هجرِ الحَبيبِ فَرُبَّما
عَادَ الوِصالُ وللهوى أخلاقُ
كم ليلة ٍ أسهرتُ أحداقي بِهَا
مُلقى ً وللأفْكَارِ بي إحدَاقُ
يا رَبّ قَد بَعُدَ الذين أُحِبُّهُمْ
عَنِّي وَقَدْ ألِفَ الرّفاقَ فِراقُ
واسودَّ حظَّي عندهُم لَمَّا سَرى
فِيهِ بِنَارِ صَبَابَتِي إحْرَاقُ
عربٌ رأيتُ أصَحَّ ميثاقٍ لهم
أن لا يصِحَّ لديهم ميثاقُ
وَعَلى النّياقِ وفي الأكلَّة ِ مَعْرِضٌ
فِيهِ نِفارٌ دائمٌ وَنِفاقُ
مَا نَاءَ إلاّ حَارَبَتْ أردافُهُ
خَصْراً عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ نِطَاقُ
تَرْنُو العُيُونُ إليهِ في إطْرَاقِهِ
فإذَا رَنَا فَلِكُلّها إطْرَاقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما عهدنا كذا تكُونُ الرِّفاقُ
ما عهدنا كذا تكُونُ الرِّفاقُ
رقم القصيدة : 23473
-----------------------------------
ما عهدنا كذا تكُونُ الرِّفاقُ
كُلّ يومٍ تَجَنُّبٌ وَفِرَاقٌ
يا قَضِيباً تَهزُّهُ نَشواتٌ
زُرْ مُحبّاً تَهزُّهُ الأَشْوَاقُ
ليس يصبو إلى سِواكَ وَأَنَّى
وَلَهُ في الهَوى بِكَ استغراقُ
لكَ يا فِتنَة َ العُقول التَّجَنِّيِ
والتَّجَافِي وَتَصْبِرُ العُشَّاقُ
غير أنّي أرى الجَفَا مِنْكَ بدعاً
حَيْثُ تِلْكَ الأَعْطَافُ مِنْكَ رِقَاقُ
يا أميراً له لِواءٌ مِنَ الشَّعـ
ـرِ عَلَيْهِ وكُلّ قَلْبِ وِطَاقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَوْحَشْتُمُوا نَظَرِي فَكَمْ مِنْ عَبْرَة ٍ
أَوْحَشْتُمُوا نَظَرِي فَكَمْ مِنْ عَبْرَة ٍ
رقم القصيدة : 23474
-----------------------------------
أَوْحَشْتُمُوا نَظَرِي فَكَمْ مِنْ عَبْرَة ٍ
سَمحَتْ بِهَا الأجفانُ والآمَاقُ
لا اخْضَرَّ بَعْدَكُمُ العَقيقُ وَلاَ حَلاَ
مِنْ مَائِهِ للواردينَ مَذَاقُ
حَتّى يراكُم ناظِري وتَضُمُّنا
بِكُم الدِّيارُ وَيَسْعَد المُشْتاق
لَمْ أَجْنِ ذَنْباً مُذْ عَرفْتُ هَوَاكُمُ
فعلامَ كاسات الصُّدود أذاقُ(25/377)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا قلبُ كمْ ذا الخفوق والقلقُ
يا قلبُ كمْ ذا الخفوق والقلقُ
رقم القصيدة : 23475
-----------------------------------
يا قلبُ كمْ ذا الخفوق والقلقُ
هَا قَدْ رَثوْا رَحْمَة ً وَقَدْ رَفَقُوا
نِلْتَ أَمَانِيكَ والأَمَانَ بِهِمْ
وزالَ ذاكَ الفراقُ والفرقُ
فادْعُ إلى الله يَدومُ لَكَ الـ
ـودُّ وَمَا شَاءَ بَعْدُ يَتَّفِقُ
وأنت يا طرفي القريح أسى
بشراكَ زالَ البكاءُ والأرقُ
قد غفرتْ زلة ُ الزَّمانِ وقدْ
لانَ لَنَا مِنْهُ ذَلِكُ الخُلُقُ
وَقَدْ صَفَا وُدُّ مِنْ كَلِفْتَ بِهِ
ولاح برقُ الوصالِ يأتلقُ
وَظَلْتُ إذْ زَارَني أُقبِّلُهُ
وأجتلي حسنهُ وأعتنق
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنظر إلى الأفقِ تبدى بدرهُ
أنظر إلى الأفقِ تبدى بدرهُ
رقم القصيدة : 23476
-----------------------------------
أنظر إلى الأفقِ تبدى بدرهُ
وَحَوْلُهُ مِنْ كُلّ نَجْمٍ شارِقُ
كرقعة ِ الشطرنجِ إلا أنها
لم يبق إلا النقش والبيادقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَمْ تَجْرَحِ السِّكّينُ كَفَّ مُعَذِّبي
لَمْ تَجْرَحِ السِّكّينُ كَفَّ مُعَذِّبي
رقم القصيدة : 23477
-----------------------------------
لَمْ تَجْرَحِ السِّكّينُ كَفَّ مُعَذِّبي
إلاَّ لِمَعنًى حُسْنُه مُتَحَقِّقُ
هي مثل ما قد قيلَ جارحة ٌ لهُ
وَلِكُلّ جَارِحَة ٍ إلَيه تَشَوُّقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَلَقَدْ كَتَبْتُ إلَيْكَ لَمَّا جَدَّ بِي
وَلَقَدْ كَتَبْتُ إلَيْكَ لَمَّا جَدَّ بِي
رقم القصيدة : 23478
-----------------------------------
وَلَقَدْ كَتَبْتُ إلَيْكَ لَمَّا جَدَّ بِي
وجدي عليكَ وزادتِ الأشواقُ
وشكوت ما ألقاه مِنْ ألمِ الجوى
فَبَكَى اليَراعُ وَرَقَّتِ الأَوْرَاقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مُذْ مَالَ دَلالاً قَدُّكَ المَمْشُوقُ
مُذْ مَالَ دَلالاً قَدُّكَ المَمْشُوقُ
رقم القصيدة : 23479(25/378)
-----------------------------------
مُذْ مَالَ دَلالاً قَدُّكَ المَمْشُوقُ
لم يبق بلا صبابة ٍ مخلوقُ
قَدْ حُزْتَ مَلاَحَة ً وَلُطْفاً وَحَيَا
ما أسعدَ من أنتَ لهُ معشوقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من لي به رق معنى فيه رونقه
من لي به رق معنى فيه رونقه
رقم القصيدة : 23480
-----------------------------------
من لي به رق معنى فيه رونقه
ما كان أكملهُ لو صحَّ موثقهُ
لدنُ القوامِ حلتْ ألفاظهُ فسبى
قلبي ممنطقهُ الزاهي ومنطقهُ
استنظرُ الدهرَ يغفو عن ممانعتي
فِيهِ كأَنّي مِنَ الأَيّامِ أَسْرِقُهُ
يا حُسْنَهُ أَنْتَ تَدْرِي فَرْطَ جَفْوَتِهِ
فَلِمْ أَمَرْتَ قُلُوبَ النّاسِ تَعْشَقُهُ
بالله يا راقدَ الأجفانِ رقَّع على
ذِي ناظِرٍ لم يَزَلْ هَمٌّ يُؤَرِّقُهُ
مجددُ مطل ميعادي ومخلفهُ
مُجَرِّدُ ثَوْبَ سُلْوَانِي وَمُخْلِقُهُ
ما ضنَّ بالدمعِ يومَ البينِ فيكَ فهلْ
إنْ ظَنَّ مِنْكَ له وَصْلاً تُحَقِّقُهُ
يا آخذ القلب أردده على جسدي
أَوْ حَاذِرْ الله فيهِ أَنْ تُحرِّقَهُ
لا أَشْتَكِي مِنْكَ في وَجْدٍ تَخُصُّ بِهِ
يا رَبِّ قَدْ ضَاعَ قَلْبِي في مَحَبَّتِهِ
فإن لي بعضُ صبرٍ أستعينُ بهِ
ترفوهُ كفُّ التأسي إذا تمزقُه
ما بَيْنَ غَدْرٍ وعُذْرٍ لي الفِّقُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مليحٌ كأن الحسنَ أصبحَ حادياً
مليحٌ كأن الحسنَ أصبحَ حادياً
رقم القصيدة : 23481
-----------------------------------
مليحٌ كأن الحسنَ أصبحَ حادياً
يَسُوقُ إلَيْهِ كُلَّ صَبٍّ يَشُوقُهُ
تَحَمَّلَ مِنْهُ الخَصْرُ رِدْفاً يقلَّه
وحملَ منه الصبُّ ما لا يطيقهُ
وَحَكّمَ فيهِ طَرْفَهُ وَقَوَامَهُ
فَراشِقُه يُودِي بِهِ وَرَشِيقُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً
رقم القصيدة : 23482
-----------------------------------(25/379)
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً
لما بدا والعيونُ ترمقهُ
وَكَان عَزْمِي عَنِ السُّلوِّ إذَا
عنفني العاذلون يوثقة
وَكَيْفَ يَسْلُوه مُغْرَمٌ دَنِفٌ
يَرى جَميعَ الوُجودِ يَعْشَقُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ولما التقينا للوداع وللجوى
ولما التقينا للوداع وللجوى
رقم القصيدة : 23483
-----------------------------------
ولما التقينا للوداع وللجوى
بقلبي سكونٌ طالَ منهُ خفوقهُ
لَثمْتُ ثَناياهُ وَقَبَّلْتُ فَرْقَهُ
وقدْ جدَّ وجدٌ بالفءادِ يشوقهُ
فقدْ راقني يومَ الوداعِ وراعني
بحسنٍ وحزنٍ فرقه وفريقه
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَتَبْتُ وَلَوْ أَنّي مِنَ الشَّوْقِ قَادِرٌ
كَتَبْتُ وَلَوْ أَنّي مِنَ الشَّوْقِ قَادِرٌ
رقم القصيدة : 23484
-----------------------------------
كَتَبْتُ وَلَوْ أَنّي مِنَ الشَّوْقِ قَادِرٌ
لَسَارَعْتُ فيهِ نَحْوَ مَنْ أَنَا رِقُّهُ
ولو أنني أسعى إلى ذلك الحمى
على الرَّأْسِ ما أَدَّيْتُ ما تَسْتَحِقُّهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> المُغْرَمُ مَنْ ذِكْراكُمْ يُقْلِقُهْ
المُغْرَمُ مَنْ ذِكْراكُمْ يُقْلِقُهْ
رقم القصيدة : 23485
-----------------------------------
المُغْرَمُ مَنْ ذِكْراكُمْ يُقْلِقُهْ
والعاني منْ أشواقكمْ تحرقهْ
والمدنفُ منْ مدمعهُ يغرقهْ
والعاشقُ فيكَ بلة تخنقهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَمْ شَمْلُ صَبْرٍ هَجْرُكُمْ فَرَّقهْ
كَمْ شَمْلُ صَبْرٍ هَجْرُكُمْ فَرَّقهْ
رقم القصيدة : 23486
-----------------------------------
كَمْ شَمْلُ صَبْرٍ هَجْرُكُمْ فَرَّقهْ
وناظرٍ بعدكمُ أرقهْ
فكم رنا طرفُ عليلٍ بكمْ
وكمْ تركتمْ مهجة ً شيقهْ
طوراً تجودونَ بوصلٍ أرى
أيامهُ منْ قربكمْ مشرقهْ
وَتَارَة ً تُبْدُونَ هَجْراً فَيا
وَيْحَ حَشًى نَحوكُمُ سيِّقَهْ
نشفتموني في هواكمْ وقدْ
أخذتموا رأسي في جردقهْ(25/380)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جَفْنِي بِكُمْ مَنَامُهُ طَلَّقَهُ
جَفْنِي بِكُمْ مَنَامُهُ طَلَّقَهُ
رقم القصيدة : 23487
-----------------------------------
جَفْنِي بِكُمْ مَنَامُهُ طَلَّقَهُ
كم أرفو فؤاداً هجركمْ مزقهُ
يا من هجروا طرفي محبوه كرى ً
بالله عَسَى الخَيالُ أَنْ يَطْرُقَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ومجتمعين ما اجتمعا لإثمٍ
ومجتمعين ما اجتمعا لإثمٍ
رقم القصيدة : 23488
-----------------------------------
ومجتمعين ما اجتمعا لإثمٍ
وإنْ وُصِفَا بِضَمٍّ واعْتِنَاقِ
لَعَمْرُ أَبِيكَ ما اجْتَمَعا لِمَعْنًى
سِوَى مَعْنَى القَطِيعَة ِ والفِراقِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بتثني قوامك الممشوقِ
بتثني قوامك الممشوقِ
رقم القصيدة : 23489
-----------------------------------
بتثني قوامك الممشوقِ
وَبِأَنْوَارِ وَجهِكَ المَعْشُوقِ
وبمعنى للحسنِ مبتكرٌ فيـ
ـكَ وخَصْرٍ كَقلبي المَسْرُوقِ
صِلْ مُحبّاً من ناظِريْكَ وَمِنْ
قَدِّكَ يُرْمى بِرَاشِقٍ وَرَشِيقِ
ومن الخال والمقبل ما بين
حَريقٍ يُفْني وَبَيْنَ رَحِيق
جُدْ بِوَصْلٍ أَو زَوْرَة ٍ أَوْ بِوَعْدٍ
أو كلامٍ أو وقفة ٍ في الطريقِ
أو بإرسالكَ السلامَ من الريحِ
وإلا فبالخيال الطروقِ
أَتمنَّاكَ كُلَّما سَارَ بَرْقٌ
ليس مثلي وجداً على التحقيقِِ
بَيْنَنا في الهَوَى اخْتِلاَفٌ وإنْ كا
ن اتفاقٌ فربما في الخفوقِ
يا عريبَ العقيق من لي وهيها
تَ بِأَيّامِنَا بِوَادِي العَقيق
حَيْثُ غُصْن الوصالِ رَطْبٌ وَرَوْضُ
وروض الحبِّ زاهٍ وبدرهُ في شروقِ
وحبيب قد لان عطفاً وعطفاً
فهو يزري بكلّ غصنٍ وريقِِ
يَمْلأُ الكَأْسَ لي بِمُزٍّ قَديمٍ
وَحَديثٍ حُلُوٍ وَلَحْظٍ وَرِيقِ
وإذا نقطت دموعي غِنى ً
ما عهدنا كذا بكاءَ المشوق
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جدد عهودَ تواصلٍ وتلاقِ
جدد عهودَ تواصلٍ وتلاقِ
رقم القصيدة : 23490(25/381)
-----------------------------------
جدد عهودَ تواصلٍ وتلاقِ
واستبقِ لي رمقاً فليسِ بباقِ
وأشفعْ إلى ما رقَّ مِنْ ترَفِ الصِّبا
في وجنتيكَ برقة ِ الاخلاقِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَمَّا رَأَتْ عُشّاقَهَا قَدْ أَحْدَقُوا
لَمَّا رَأَتْ عُشّاقَهَا قَدْ أَحْدَقُوا
رقم القصيدة : 23491
-----------------------------------
لَمَّا رَأَتْ عُشّاقَهَا قَدْ أَحْدَقُوا
مِنْ حُسْنِهَا بِحَدائِقِ الأَحْدَاقِ
شغلت سواد عيونهم في شعرها
وتوشحت بياضهن الباقي
وارجع إلى حسن الوفاء فإن قُبْـ
ـحَ الغدْرِ حجة َ سلوة ِ المشتاقِ
والحسنُ ليسَ بحافظٍ لَكَ ذمة ً
إلا بحفظكِ ذمة َ العشاقِ
يا عاجلاً بالهجر مِنْهُ وجاعلاً
بَيْنَ الجَوَانِحِ لاعِجَ الأَشْوَاقِ
ما حقٌ قلبٍ قدْ صفا لكَ وده
تَقْطيعُه بِقَطِيعَة ٍ وَفِرَاقِ
مَعْ ذَا وَذَا كَيْفَ اشْتَهَيْتَ فَكُنْ أَنا
الموثوقُ بي في صحة ِ الميثاقِ
وَعَلَى مَذَاقِ المُرِّ مِنْ ثَمَرِ الجَفَا
يَبْلَى الصَّحيحُ هَوَى ً مِنَ المُذَّاقِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا غصنَ نقاً يميسُ في الأوراقِ
يا غصنَ نقاً يميسُ في الأوراقِ
رقم القصيدة : 23492
-----------------------------------
يا غصنَ نقاً يميسُ في الأوراقِ
يا بدرَ دجى يطلعُ في الأطواقِ
إن تهجر أو تصد يا بدرٌ أفلْ
ذا هجركَ محمولٌ على الاحداقِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ذا القمر المنيرُ في الآفاقِ
يا ذا القمر المنيرُ في الآفاقِ
رقم القصيدة : 23493
-----------------------------------
يا ذا القمر المنيرُ في الآفاقِ
الصَّبْرُ فُنِي فِيكَ وَوَجْدِي باقي
كَمْ تَلْسَعني عَقْرَبُ صُدْغَيْكَ عَسَى
أَنْ تَسْمَحَ لي مِنْ فِيكَ بالدّرْياقِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَمَّا حَكَمَ الزَّمانُ بالتَّفْرِيقِ
لَمَّا حَكَمَ الزَّمانُ بالتَّفْرِيقِ
رقم القصيدة : 23494
-----------------------------------(25/382)
لَمَّا حَكَمَ الزَّمانُ بالتَّفْرِيقِ
واستبطنَ ناديهمْ ظهورَ ا لنوق
أَطْلَقْتُ دُمُوعي إثْرَهُمْ في قَبَسٍ
مِنْ نارِ زَفيري خَشْيَة َ التَّغْرِيقَ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا قمراً رأيتهُ في ماتمٍ
يا قمراً رأيتهُ في ماتمٍ
رقم القصيدة : 23495
-----------------------------------
يا قمراً رأيتهُ في ماتمٍ
من حزنهِ شقَّ على شقيقهِ
لا تَلْطُمِ الخَدَّ عَلَيْهِ أَسَفاً
فَرُبَّما شَقَّ عَلى شَقِيقِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَدْ مَالَ سَمْعِي إلى عُذَّالِهِ فِيكَا
قَدْ مَالَ سَمْعِي إلى عُذَّالِهِ فِيكَا
رقم القصيدة : 23496
-----------------------------------
قَدْ مَالَ سَمْعِي إلى عُذَّالِهِ فِيكَا
يَكْفِيكَ تَلْويحُ هَذا القَوْلِ يَكْفيكَا
كَمْ بِتَّ تَفْكُر بُغْضاً كَيْف تُسْخِطُني
وَبِتُّ أَفْكرُ حُبّاً كَيْفَ أُرْضِيكَا
يا نَاظِرَيَّ ارْقُدا لا لِلخيالِ وَيا
قَلْبي اسْترِحْ مِنْ هَوَى مَنْ كَادَ يُفْنِيكا
وَكَيْفَ أَرْضَى لِنَفْسي أَنْ أُسوِّدَ مَنْ
لَمْ يَرْضَ أَنّي لَهُ أَصْبَحْتُ مَمْلُوكَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَحْبَابَنا إنْ بَاحَ فِيكُمْ بالهَوى
أَحْبَابَنا إنْ بَاحَ فِيكُمْ بالهَوى
رقم القصيدة : 23497
-----------------------------------
أَحْبَابَنا إنْ بَاحَ فِيكُمْ بالهَوى
صَبٌّ بَكَى وَجْداً بِكُمْ وتَهَتّكَا
قَدْ كَانَ يَسْتَحْي فَيُخْفِيهِ وَقَدْ
نَزَحَ الحَيَا مِنْ عَيْنِهِ لَمَّا بَكَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> الشَّيْخُ قَالوا قد غَدا سَالكا
الشَّيْخُ قَالوا قد غَدا سَالكا
رقم القصيدة : 23498
-----------------------------------
الشَّيْخُ قَالوا قد غَدا سَالكا
فَقُلْتُ لِلنّارِ غَدا سَالِكا
لا تغتررْ بالزورِ منْ فعلهِ
كَمْ فَاتِكٍ تَحْسَبُهُ نَاسِكَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مالك رقّ الصبّ بالله عَلَيْكَ(25/383)
يا مالك رقّ الصبّ بالله عَلَيْكَ
رقم القصيدة : 23499
-----------------------------------
يا مالك رقّ الصبّ بالله عَلَيْكَ
ارْحَم حائراً يُسايل الدمع عليك
واسمح بخيال في الدجى يطرق من
أضحى دنفاً أذابَهُ الشّوْقُ إليك
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بلا غَيْبَة ٍ للبدرِ وجْهُكَ أَجْمَلُ
بلا غَيْبَة ٍ للبدرِ وجْهُكَ أَجْمَلُ
رقم القصيدة : 23500
-----------------------------------
بلا غَيْبَة ٍ للبدرِ وجْهُكَ أَجْمَلُ
وما أنا فيما قلتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلاَ عَيْبَ عِنْدي فِيكَ لَوْلاَ صِيانة ٌ
لَدَيكَ بِهَا كُلُّ امْرِىء ٍ يَتبذَّلُ
وَحَجبك حتى لو عن الحجبِ تَتَّقي
حَجاباً ولا تبدو لها كنت تفعلُ
لِحَاظُكَ أَسْيافٌ ذكورٌ فَمَا لَها
كَمَا زَعَموا مِثْلُ الأَرَامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بَالُ بُرْهان العِذارِ مُسلِّماً
وَيَلْزَمُهُ دَورٌ وفيه تَسَلسُلُ
وعهدي أنّ الشَّمسَ بالصَّحوِ آذنتْ
فَمَا بالُ سكرِي مِنْ مُحيَّاكَ يقبلُ
كأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظِرٍ
تُسَهِّدها وجداً وقلباً تُعلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفَكَ لا يَرَى
مِنْ الحُسْنِ شَيْئاً عِندَ غيرِكَ يجمُلُ
وإنَّ قُلُوبَ العَاشِقِينَ وإنْ تَجُرْ
عَلَيْهَا إلى سُلْوَانِهَا لَيْسَ تَعْدِلُ
حبيبي ليهنَ الحُسنُ أنَّكَ حُزْتَهُ
وَيهْنَ فُؤادِي أَنَّهُ لَكَ مَنْزِلُ
إذا كنتَ ذا وِدٍ صَحيحٍ فَلَمْ يكنْ
يَضرّ بي العذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلوا
رأوا مِنْكَ حَظِّي في المحبَّة ِ وافراً
لذا حرَّفوا عني الحديثَ وأوَّلوا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حللتَ بإحْشَاءٍ لَهَا مِْنكَ قاتِلُ
حللتَ بإحْشَاءٍ لَهَا مِْنكَ قاتِلُ
رقم القصيدة : 23501
-----------------------------------
حللتَ بإحْشَاءٍ لَهَا مِْنكَ قاتِلُ
فَهَلْ أَنْتَ فيها نَازِلٌ أو مُنازِلُ
أرى اللَّيْلَ مُذْ حُجِّبتَ ما حال لونُهُ
على أنّهُ بيني وَبَيْنَكَ حائِلُ(25/384)
وَمَا كُنْتُ مَجْنُونَ الهَوَى قَبْلَ أَنْ يُرَى
لِقَلْبي مِنْ صُدْغَيْكَ في الأسْرِ عَاقِلُ
ولولا سِنَانٌ مِنْ لحاظِكَ قاتِلٌ
لَما كُنْتُ أَدْرِي أَنّ طَرْفَكَ ذَابِلُ
وَلِمْ لاَ يَصِحُّ الوَجْدُ فِيكَ وَنَاظِري
لِنَسْخَة ِ حُسْنٍ مِنْ سَنَاكَ يُقَابِلُ
وَلِي مَنْطِقٌ مِنْ نَحْوِ شَوْقِي أَطُولُه
بِعِلْمِ المعاني منْ خِلاَفِكَ شَاغِلُ
أيسعِدُني يا طَلْعَة َ البَدْرِ طَالِعٌ
وَمِنْ شَقْوتي حَظٌ بِخَدَّيكَ نَازِلُ
بَخِلْتَ وَلَمْ تَسْمَعْ فَمَا مِنْكَ نائِلٌ
وَصَانَكَ إعْرَاضٌ فَمَا لَكَ نَائِلُ
وَلَوْ أَنَّ قِسّاً واصِفٌ مِنْكَ وَجْنة ً
لأَعَجَزَهُ نَبْتٌ بِهَا وَهْوَ باقِلُ
وَلِي مِنْكَ عَرْفٌ مِنْ وِدَادِكَ عَاطِرٌ
وَحَاليَ مِنْ عِرْفَانِ وَصْلِكَ عَاطِلُ
على كلّ أمرٍ مِنْكَ عَوْنٌ فَرُبَّما
يُعين الذي أَبْلى بِمَ أَنْتَ فَاعِلُ
وَبي ساحِرٌ في اللَّحْظِ لِلخَدِّ حارِسٌ
وَذَابِل أعْطافٍ لِدَمْعِي باذِلُ
وشعرٍ كليلي كان طولاً فما لَهُ
قصيراً كَحَظِّي هل لِذَاكَ دَلائِلُ
نَعْم قَد تَنَاهى في الظَّلامِ تَطاوُلاً
وَعِنْدَ التَّنَاهي يقصرُ المُتطاوِلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَيْفَ يُصْغِي لِعَاذِلٍ أَوْ يَمِيلُ
كَيْفَ يُصْغِي لِعَاذِلٍ أَوْ يَمِيلُ
رقم القصيدة : 23502
-----------------------------------
كَيْفَ يُصْغِي لِعَاذِلٍ أَوْ يَمِيلُ
مغرمٌ شَفَّهُ ضنى ً ونحولُ
لي شغلٌ بالحُبّ حَتى عن الحُـ
فَماذا عَسَى يَقُولُ العَذُولُ
إنّ للحُبّ مَعْرِكاً يَسْخَطُ القَا
تِلُ فِيهِ ويَرْتَضِي المَقْتُولُ
يا ملوكاً ومالكاً ما الذي يصـ
ـنعُ فِيكَ المَمْلُوكُ والمَمْلُولُ
دونَ نيلِ الوِصالِ منكَ خُطُوبٌ
كُلَّما خِلْتُها تَهُونُ تَهُولُ
لِلسُّيوفِ الحدادِ ضَرْبٌ وللسُّمـ
ـرِ طِعانٌ وَلِلجِيادِ صَهِيلُ
أَيْنَ رَاحُ الوِصالِ بَلْ أَيْنَ كَانَ الـ
ـهجرُ بل كيفَ لِلدنوِّ سَبيلُ(25/385)
إنْ شَكَا الطَّرْفُ باكِياً طُولَ لَيْلٍ
قُلْتُ مَهْلاً لَيْلُ الشِّتاءِ طَوِيلُ
ما مُعيني عَلى الهَوَى غيرُ نَدْبٍ
هُوَ في الحَادِثاتِ لَيْثٌ يَصُولُ
وَلِمَنْ حارب الزَّمانَ حُسامٌ
وَلِمَنْ حَاوَلَ الإخَاءَ خَليلُ
يا كريمَ الإحسان ما ضَرَّكَ الدَّهْـ
ـرُ إذَا ماوَافاكَ وهوَ بَخيلُ
لِي شُهُودٌ مِنَ الوَفَاءِ عُدولٌ
أنَّنِي عن هَواكَ مالِي عُدُول
لا تلمني إن كُنْتُ قَصَّرْتُ في المَدْ
حِ فَعُذْزِي عِنْدَ الوَرة مَقْبُولُ
هَلْ يُحِيطُ اللِّسانُ مِنْكَ بِوَصْفٍ
فيه يفنَى المَنْقُولُ وَالمَعْقُولُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَلامُكَ لا ربطٌ لديهِ وَلاَ حَلُّ
مَلامُكَ لا ربطٌ لديهِ وَلاَ حَلُّ
رقم القصيدة : 23503
-----------------------------------
مَلامُكَ لا ربطٌ لديهِ وَلاَ حَلُّ
دمي للهوى إن كانَ يرضي الهوَى حِلُّ
إلَيْكَ وَمَا مَوَّهْتَ عَنِّي فإنَّما الـ
ـتَّجَاهُلُ عِنْدَ العَارِفِينَ بِهِ جَهْلُ
بِرُوحِي وأَهْلِي مَنْ إذَا عَرضُوا لَها
بِذِكْرِي قَالتْ دُونَهُ الرُّوحُ والأَهْلُ
تُحِدِّثَ في النَّادِي بِذكرِي وَذِكْرِها
وصار لأهلِ الحَيِّ مِنْ ذِكْرنا شُغْلُ
وَمَا الحُبَّ إلا أَنْ يُقِلُّوا ويُكثِروا
بِنَا وَيَصَحِوُّا في الظُّنُونِ ويعتلُّوا
أَبتْ رِقّتي إلاّ الذي يَقْتَضِي الهَوَى
وَعَزْمِي إلا ما اقتَضَى الرَّأيُ والعقْلُ
فواعَجباً أني خَفِيتُ وكمْ أَبِنْ
وقَدْ رَاحَ مَمْلُوءً بي الحَزْنُ والسَّهْلُ
طريدٌ ولي مأوى ً مباحٌ ولي حِمى ً
وَحِيدٌ وَلِي صَحْبٌ غَريبٌ وَلِي أَهْلُ
سأَجْهَدُ إمَّا لِلمَنَايا أو المُنَى
قُصَارَاي إمّا النَّصْرُ أَو ما جَنَى النَّصْلُ
فَإنْ لَمْ تَصِلْ بِي هِمَّتي بِمَطالِبي
ولم ينتسجْ لِلشَّيْبِ في لِمَّتي غَزْلُ
فلا نَظَرَتْ عَيْنِي وَلاَ فَاهَ مِقْوَلي
ولا بَطَشَتْ كَفِّي وَلا سَعَتِ الرِّجْلُ
وَمَنْ عَرَفَ الأَمْرَ الذي أَنَا عَارِفٌ(25/386)
رَأَى كُلَّ صَعْبٍ كُلّ إدْرَاكِهِ سَهْلُ
خُذِ العزّ مِنْ أيّ الوُجُوه رَأَيتهُ
فَلا خيرَ في عَيشٍ يكونُ بِهِ الذّلُّ
وَلِلمَرْءِ مِنْ داعِي الطَّبيعَة ِ قائدٌ
إذَا لَمْ يَذده دُونَهُ الحلْمُ والنُّبْلُ
مِنَ التُّربِ هذا الطَّبْعُ والنَّفْسُ مِنْ عُلاً
فَلِلْمَرْءِ أَنْ يَدْنُو وَلِلْمَرْءِ أَنْ يَعْلُو
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلَى هَذا الجَفَا
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلَى هَذا الجَفَا
رقم القصيدة : 23504
-----------------------------------
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلَى هَذا الجَفَا
تَبْقَى قُلُوبٌ أَوْ تَدُومُ عُقُولُ
ما بَالُ خَدُّكَ جَارَ في تَقْسِيمِهِ
لِي نَارُهُ وَلِغَيْرِيَ التَّقْبِيلُ
يا طَرْفَهُ والرُّمْحُ فيهِ نَضَارَة ٌ
فَعلامَ في حَدِّ السِّنانِ ذُبُولُ
يا مَنْ جَعَلْتُ إخاءهُ لي عدَّة ً
في يَوْمِ يدَّخرُ الخَلِيلَ خليلُ
ما بال قلبُكَ ما دَعتْهُ صَبابة ٌ
مَا بَالُ دَمْعُكَ ما عَرَاهُ هُمُولُ
أينَ المَودَّة ُ إنَّها لَعَزيزة ٌ
أين التَّودُّدُ إنَّهُ لَقَليلُ
أين المّعينُ عَلى الصَّبَابة ِ أهلها
لِيَخِفَّ عِبْءُ الوَجْدِ فَهْوَ ثَقِيلُ
أَيْنَ الذي يَحْوي صِفَاتِ مُحَمَّدٍ
هَيْهاتَ عَزَّ فما إليه سَبِيلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أرح يمينكَ مِمَّا أنتَ مُعتَقِلُ
أرح يمينكَ مِمَّا أنتَ مُعتَقِلُ
رقم القصيدة : 23505
-----------------------------------
أرح يمينكَ مِمَّا أنتَ مُعتَقِلُ
أَمْضَى الأَسِنَّة ِ ما فُولاذُهُ الكَحَلُ
يَا مَنْ يُرِيني المَنَايَا واسْمُهَا نَظَرٌ
مِنَ السُّيُوفِ المَوَاضِي واسْمُهَا مُقَلُ
مَا بَالُ أَلْحَاظُكَ المَرْضَى تُحارِبُني
كأَنَّما كُلُّ لَحْظٍ فارِسٌ بَطلُ
وَمَا لِقَوْمِكَ سَاءَتْ بِي ظُنُونُهُمْ
فليتهم عَلِموا مني الذي جَهلوا
في ذِمّة ِ الله ناءٍ حُسْنُه أَمَمٌ(25/387)
وَفَارِغُ القَلْبِ في قَلْبِي بِهِ شُغْلُ
مِنْ دُونِهِ كُثُبٌ مِنْ دُونِهَا حَرَسٌ
مِنْ دُونِهِ قُضُبٌ مِنْ دُونِهَا الأَسَلُ
ومَعْشَرٍ لمْ تزلْ في الحربِ بِيضُهُمُ
حُمرُ الخُدود وما منْ شأنِهَا الخَجَلُ
إذا انتضوْهَا بروقاً ردَّها سُحُباً
بِهَا دمٌ سالَ مِنها عارضٌ هَطَلُ
يُثني حديث الوغى أعطافهُم طَرباً
كأنَّ ذِكرَ المَنَايا بينهمْ غَزَلُ
كَم نَارِ حَرْبٍ بِهِمْ شَبَّتْ وَهُمْ سُحبٌ
وأرضِ قومٍ بهم فاضتْ وهم شُعَلُ
مِنْ كلِّ ذي طرَّة ٍ سوداء يلبسُها
غَيْمٌ بِهَا مِنْ عُبَابِ النَّقْعِ مُتَّصِلُ
ضاءت بحسنهم تِلْكَ الخِيامُ كَمَا
ضاءَت بوجه ابن عبد الظَّاهِر الدُّولُ
كأَنَّما كَفُّ فَتْحِ الدِّينِ وَجْنَتُهُ
لذاكَ يحسن في ساحاتِهَا القُبَلُ
أَغرُّ ما أَبْدَتِ السُّحْبُ الحَيا لِسِوَى
تقصيرها عن نداه حينَ ينهملُ
إنْ قُلْتُ يُمْنَاهُ مِثْلُ البَحْرِ صَدَّقني
بِهَا مَنَاهِلُ مِنْهَا تَشْرَبُ القُبُلُ
يدٌ لَهَا كم يدٍ من قبلها سبقتْ
يَدٌ وَكَمْ مِنْ يَدٍ مِنْ بَعْدِهَا تَصِلُ
تُوحي إلى كُلّ قِرْطَاسٍ بَلاَغَتُهُ
سحرُ البيانِ ومنْ أقلامِهِ الرُّسلُ
سُمرٌ تروقكَ رأي العينِ عارية ً
وَمِنْ بَدِيعِ مَعَانِيهِ لَهَا حُلَلُ
من الأسنَّة ِ في أطرافها سنة ٌ
لَوْلا النَّضَارَة ِ قُلْنَا إنَّهَا ذَبلُ
من كل معتدلٍ كالميلِ إنْ رَمَدَتْ
عَيْنُ المَعَالي فَفِيها نَقْسُه كَحَلُ
فللعداة ِ لديهِ كُلّ ما حذروا
وَلِلْعُفَاة ِ عَلَيْهِ كُلّ مَا سَأَلُوا
أضحتْ يداهُ لعقدِ الجود واسطة ً
فليس يُدرى لجودٍ بعدَها عَطَلُ
يَجُودُ حَتّى يَملَّ النّاسُ أَنْعُمَهُ
وليس يُدركُه من بذلها مللُ
سَادَتْ وَسَارَتْ بِهَا الأَفْوَاهُ مُعْلِنَة ً
فَقَدْ غَدَتْ مَثَلاً يَغْدُو بِهَا المَثَلُ
بَنى لأبنائِه بيتَ العلُى وثَوى
فيما بَناهُ له آباؤهُ الأُوَلُ
كَانُوا أَتمَّ الوَرَى جُوداً وإنْ صَمَتُوا(25/388)
وأعظم النَّاسِ أحلاماً وإن جهلوا
زَالُوا فأُوْدِعَ في الأَسْمَاعِ ذِكْرُهُمُ
مَحَاسِناً أُوْدِعتها قَبْلَهَا المُقَلُ
امْدحْ وقلْ في معانيهِ فَقَد كَرُمَتْ
لا يَحْسُنُ القَوْلُ حَتَّى يُحسنُ العَمَلُ
يَا مَعْدِنَ الجُودِ لا أَبْغِي سِوَاكَ وَلَوْ
فعلت ذلك سُدَّت عني السُّبُلُ
إنْ ابْنَ بابِكَ مَحْسُوبٌ عَلَيْكَ وَلِي
حَقُّ العبودة مَشْفُوعٌ بِهِ الأَمَلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> متى بالقُرب يُخبرني الرسُولُ
متى بالقُرب يُخبرني الرسُولُ
رقم القصيدة : 23506
-----------------------------------
متى بالقُرب يُخبرني الرسُولُ
ويسمحُ باللّقا دَهرٌ بخيلُ
وَيَرْجِعُ فِيكَ سَتْرُ الحُبِّ جَهْراً
ويشفى منكَ بالوصلِ الغَليلُ
ودادٌ لا تُغيِّره الليالي
وحبٌّ لا يُنهنههُ العَذُولُ
وعهدٌ كُنتُ تعهدهُ صحيحٌ
وَقَلْبٌ كُنْتَ تَسْكُنُهُ عَليلُ
وما بين الضُّلوعِ إليكَ شوقٌ
تَزُولُ الرّاسياتُ وَلاَ يَزُولُ
ألا يا ظاعناً هلْ مِنْ رُجوعٍ
فَتَجْمَعُنَا المنازِلُ والطّلولُ
فَقَدْ فَقَدَ الكرى جَفْنٌ قَرِيحٌ
وَقَدْ ألِفَ الضَّنَا جِسْمٌ نَحِيلُ
وصبُّكَ قد قَضى سوقاً ووجداً
يَكُونُ لِوَجْهِكَ العُمْرُ الطَّوِيلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تِهْ كَيْفَ شئتَ فللحبيبِ تدلُّلُ
تِهْ كَيْفَ شئتَ فللحبيبِ تدلُّلُ
رقم القصيدة : 23507
-----------------------------------
تِهْ كَيْفَ شئتَ فللحبيبِ تدلُّلُ
وَلِصَبِّهِ المُضْنَى إلَيْهِ تَذَلُّلُ
واحكمْ بما ترضى فأنتَ أحقُّ مَنْ
ملكَ الفؤاد يجوز فيهِ ويعدلُ
إنّي وإنْ عَذَلُوا عَلَيْكَ وأَطْنَبُوا
لتزيدُ أشواقي إليكَ العُذَّلُ
لكنني أبدي السُّلوَّ تجمُّلاً
للعاذلينَ وللمُحبِّ تجمُّلُ
وإلَيْكَ أَوّل ما انْثَنَيْتُ مع الهَوَى
إنَّ الحبيبَ هو الحبيبُ الأوّلُ
يا مَنْ يَصُونُ عَنِ العُيُونِ تَحرُّزاً
حسناً عليه كلُّ روحٍ تبذَلُ
كم ذا ألينُ وتعتريكَ قساوة ٌ(25/389)
وإلاَمَ أَسْمَحُ بالوِصَالِ وَتَبْخَلُ
يَا مَعْدِنَ الآمَالِ أَيْنَ لِعَاشِقٍ
كَلِفٍ بِحُبِّكَ عَنْ جَمَالِكَ مَعدِلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَمْ يَشْمَتُ بِي في حُبِّكَ العُذَّالُ
كَمْ يَشْمَتُ بِي في حُبِّكَ العُذَّالُ
رقم القصيدة : 23508
-----------------------------------
كَمْ يَشْمَتُ بِي في حُبِّكَ العُذَّالُ
كم يكثرُ فيكَ القيلُ بي والقَالُ
الصَّبْرُ بِكُلِّ حَالة ٍ أَلْيَقُ بِي
أحتاجُ أداريكَ ويَمشي الحَالُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا
رقم القصيدة : 23509
-----------------------------------
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا
يجورُ في الحبِّ ولا يعدلُ
يا عاشقيه إحذروا صُدغيهُ
فهوَ الحشيشي الذي يقتُلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فديتكِ كمْ عليَّ عليكَ عذلُ
فديتكِ كمْ عليَّ عليكَ عذلُ
رقم القصيدة : 23510
-----------------------------------
فديتكِ كمْ عليَّ عليكَ عذلُ
وليسَ لديكَ للعُشّاق عَدْلُ
وكَمْ أطوي إذا وافيتَ شوقاً
كأَنّي عِنْدَ شَمْسِ سَنَاكَ ظِلُّ
وِصَالُكَ مُضْمِرٌ لِلْعَبْدِ هَجْرٌ
وَهَجْرُكَ مُظْهِرٌ لِلودّ وَصْلُ
حبيبي كيفَ قيلَ الشَّعرُ فرعٌ
وشعركَ للملاحة فيكَ أصلُ
بِرُوحي مَنْ عَلَى خَدَّيْهِ وَرْدٌ
سَقَاهُ بِأَدْمُعِي وَبْلٌ وَطَلُّ
شَبِيهُ الرِّيمِ ضَنَّ بِطِيبِ وَصْلٍ
فَحَدِّثْ عَنْ كَرِيمٍ فِيهِ بُخْلُ
إذَا حَاوَلْتُ حَلَّ البَنْدِ قَالَتْ
مَعَاطِفُهُ حِمَانَا لا يُحَلُّ
وإنْ جُلِيَتْ بِوَجْنَتِهِ مُدامٌ
يُرى لِعذارهِ دورٌ ونَزْلُ
وأرسلَ صُدغهُ عَرفاً نثاراً
بخدٍّ مَالَهُ في الوردِ مِثلُ
فَلَيْسَ الفَضْلُ والحَسنُ بنُ سَهْلٍ
وإن يكُ فيهما منحٌ وبَذلُ
كجودِكَ أو كخُلقِكَ يومَ سِلمٍ
فَذَا فَضْلٌ وَذَا حَسْنٌ وَسَهْلُ(25/390)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هاتِ قُلْ لي كمِ الجَفا والدَّلال
هاتِ قُلْ لي كمِ الجَفا والدَّلال
رقم القصيدة : 23511
-----------------------------------
هاتِ قُلْ لي كمِ الجَفا والدَّلال
لَسْتَ مِمَّنْ يُمْسِي لَدَيْهِ مُحَالُ
لو أردتَ الوصالَ ما صدَّكَ الوا
شِي وَلاَ رَدّ عَزْمَكَ العُذَّالُ
أنا لي منك قسوة ٌ وصدودٌ
وَلِغَيْرِي تَعَطُّفٌ وَوِصَالُ
دع دلال الجمالِ وانصفْ وقلْ لي
أَيُّ شَيْءٍ مِنَ الصُّدُودِ حَلالُ
أنا ذاك الذي عهدتَ وإنْ حَا
لَ تجنِّيكَ بيننا والمَلالُ
يا كحيلَ الجُفُونِ لي فيكَ جفنٌ
ما لَهُ مِنْ سِوَى السُّهَادِ اكْتِحَالُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لي منْ جمالكَ شاهدٌ وكفيلُ
لي منْ جمالكَ شاهدٌ وكفيلُ
رقم القصيدة : 23512
-----------------------------------
لي منْ جمالكَ شاهدٌ وكفيلُ
أني عن الأشواقِ لستُ أحولُ
يا مَنْ تقاصرَ ليلهُ لسرورِه
ليلي كَمَا شاءَ الغَرامُ طويلُ
غادرتني بحشى ً تذوبُ ومقلة ٍ
عبرى وقلبٍ حظُّه التعليلُ
في كُلِّ جَفْنٍ لِلتَّسَهُّدِ مَوْطِنٌ
وَبِكُلِّ خَدٍّ لِلدُّمُوعِ مَسِيلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بأبي وما ملكتْ يدي من سمتُهُ
بأبي وما ملكتْ يدي من سمتُهُ
رقم القصيدة : 23513
-----------------------------------
بأبي وما ملكتْ يدي من سمتُهُ
وصلاً فلمْ يكُ لِي إليهِ وُصُولُ
يهوى الخِلافَ وقدْ هويتُ مقالَ لا
إذْ لَمْ يَزَلْ أَبداً بفيهِ يَجُولُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا بِأَبِي مَعَاطِفٌ وأَعْيُن
يَا بِأَبِي مَعَاطِفٌ وأَعْيُن
رقم القصيدة : 23514
-----------------------------------
يَا بِأَبِي مَعَاطِفٌ وأَعْيُن
يَصُونُ مِنْهَا رَامِحٌ وَنَابِلُ
فَهذِهِ ذَوابِلٌ نَوَاضِرٌ
وهذهِ نواظرٌ ذوابلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما لامهُ عليكُمُ عذولهُ
ما لامهُ عليكُمُ عذولهُ
رقم القصيدة : 23515(25/391)
-----------------------------------
ما لامهُ عليكُمُ عذولهُ
إلا وزادَ نحوكمْ عُدُولُه
مغرَى الفؤادِ صبُّه عاني الحشا
أَسيرُه مُضْنَى الهَوى عَلِيلُه
قد أوقعت عُيونُه فؤادُهُ
في عَثْرَة ٍ فَمَنْ لَهُ يُقِيلُهُ
وافى بشوقٍ نحوكم مديدهُ
سَرِيعُ وَجْدٍ فيكُمُ طَوِيلُهُ
فَمَا الذي يُضيرُ قُدْسَ وَصْلِكُمْ
أن الذي هَامَ بكمْ خليلُهُ
واعجبا والقلبُ يشكو وحشة ً
إليكمْ وأنتمُ حلُولُهُ
وَبِي رَشِيقُ القَد لا يَعْطِفُه
تعطُّفٌّ نحوي ولا يُميلُهُ
لا واخذ الله بدمعي خدَّه
فَهُوَ الذي أَسَالَهُ أَسيلُهُ
فَلِلْقَنَا وَلِلنَّقا قَوامُهُ
وَللظُّبَى وَللظِّبَا كَحيلُهُ
عجبتُ مِنهُ إذ بدا جَمَالُهُ
لِنَاظِري كَيْفَ اخْتَفى جَمِيلُهُ
إنْ ناظروا ناظرَهُ في قتلتِي
يَقُومُ منْ دَلالِهِ دَلِيلُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ
رقم القصيدة : 23516
-----------------------------------
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ
أو يرتجَى بَعَد الجَفا وصلُهُ
أهكذا بالله أخلاقُهُ
في الحُبِّ أَمْ عَلَّمَهُ أَهْلُهُ
يا مَنْ حكى لونَ الدُّجى فرعُه
قُلْ لي هجرانُكَ ما أصلُهُ
أطلْتَ في الحبِّ تجنِّيكَ والـ
ـموتُ ولا هذا الجفا كُلُّه
واعَجباً مِنْ عاذلٍ لمْ يزلْ
يحدو فُؤادي للهوى عذلُهُ
يا ذا الذي يطمعُ في سلوتي
أهكذا قالَ لَهُ عقلُهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَشَادِنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
وَشَادِنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
رقم القصيدة : 23517
-----------------------------------
وَشَادِنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
يُمْهِلُهَا في الهَوَى فَيُهْمِلُها
تَغْزِلُ ألحاظُه وَكَمْ فَتَكَتْ
في القلبِ مَنْ راقَهُ تأمُّلُهَا
جَديدة ُ السِّحْرِ لم تَزَل أَبداً
حَديثُها في الهَوَى وَمَغْزَلُها
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فدتكَ نُفوسٌ قدْ حَلا بكَ حَالُها(25/392)
فدتكَ نُفوسٌ قدْ حَلا بكَ حَالُها
رقم القصيدة : 23518
-----------------------------------
فدتكَ نُفوسٌ قدْ حَلا بكَ حَالُها
وأَضْحَى صَحِيحاً في هَواكَ اعْتِلاَلُها
مَلَكْتَ قُلوبَ العَاشِقِينَ بِطَلْعَة ٍ
يروقُ جميعَ الناظرين جَمالُها
وَزَادَ بِكَ الحُسْنُ البَديعُ نَضارة ً
كأنَّكَ في وجهِ الملاحة ِ خالُها
سَلَبْتَ فُؤادَ الصَّبِّ مِنْكَ بِقَامَة ٍ
حَكَى الغُصْن مِنْهَا مَيْلَها واعْتِدَالَها
فصِلْ مُغرماً حمَّلْتَهُ منكَ في الهَوَى
بَلابِل وجدٍ لا يُطاقُ احتِمالُها
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَنَّ لِي دُمْيَة ً وَلاَحَ هِلاَلا
عَنَّ لِي دُمْيَة ً وَلاَحَ هِلاَلا
رقم القصيدة : 23519
-----------------------------------
عَنَّ لِي دُمْيَة ً وَلاَحَ هِلاَلا
وانْثَنَى صُعْدَة ً وَفرَّ غَزَالا
فتذَلَّلتُ حينَ أبدى دلالاً
وَرأى رُخْصَ أَدْمُعي فَتغَالا
يَا غَنِيّاً بالحُسْنِ أَسْأَلُكَ الوَصْـ
ـلَ وَحَاشَاكَ أَنْ تَرُدَّ السُّؤالا
رشأٌ قدْ أطعتُ فيهِ غرامي
وَعَصَيْتُ اللُّوَّامَ والعُذَّالا
قَتَلَتْنِي جُفُونُهُ وَهْيَ مَرْضَى
سَلَبَتْني قِوَايَ وَهْيَ كَسالاَ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كانَ ماكانَ وزالا
كانَ ماكانَ وزالا
رقم القصيدة : 23520
-----------------------------------
كانَ ماكانَ وزالا
فَاطَّرِحْ قِيلَ وَقَالاَ
أيُّها العاتبُ ظُلماً
حَسْبُكَ الله تَعَالَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَفَقِيهٍ كالبَدْرِ زَارَ بِلَيْلٍ
وَفَقِيهٍ كالبَدْرِ زَارَ بِلَيْلٍ
رقم القصيدة : 23521
-----------------------------------
وَفَقِيهٍ كالبَدْرِ زَارَ بِلَيْلٍ
فَجَلاَ نُورُهُ الدُّجَى إذْ تَجَلَّى
مَا دَرَى مَوْضِعي وَلَكِنَّ قَلْبِي
بضرامِ الحَشا هداهُ ودلاَّ
وَعَجِيبٍ مِنْهُ فَقِيهٌ ذَكِيٌّ
بمحلّ النّزاعِ كيفَ استدَلاَّ(25/393)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ
أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ
رقم القصيدة : 23522
-----------------------------------
أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ
لِغَيْرِكَ وِدُّ قَلْبي أَوْ يَمِيلا
وأرجو غيرَ بابكَ لي مراماً
وأقصدُ غيرَ رَبعِكَ لي مقيلا
واخطبُ شمسكَ أن تُجلَّى
وأسألُ غيرَ مائكَ أن يسيلا
وقد أنجحتَ لي بنداكَ مسعى ً
وَقَدْ حَقَّقْتَ لي أَملاً وَسُولا
جَعَلْتَ بِجَاهِكَ العَلْياءَ دُوني
ورُعْتَ ببأسِكَ الخطْبَ المَهُولا
وَمَاأَنَا مُنْكِرٌ تِلْكَ العَطَايَا
وما أنا جاحِدٌ ذاكَ الجميلا
وَلاَ أَنَا قانِعٌ لَكَ مِنْ وِدَادٍ
بِأَنْ أُثْنِي عَلَيْكَ وأَنْ أَقُولا
عَلى أَنّي فتى ً فَطِنٌ بَليغٌ
بلوغٌ ما سَلكْتُ لَهُ سبيلا
بألفاظٍ تخرُّ لَهَا القوافي
وَيَنْقادُ القَرِيضُ لها ذَلُولا
إذا مَرَّتْ عَلى أُذُنَيْ فَصيحٍ
سِواكَ يعضُّ إصبعَه طويلا
ومَا أنا بالغٌ بكثيرِ مدحي
من الكرمِ الذي تحوي قليلا
وأَنْتَ أَعزّ أَنْ تُدْعَى عَزِيزاً
وأَنْتَ أَجلّ أَنْ تُدْعَى جَلِيلا
وأَنْتَ أَخٌ لِكُلّ غَريبِ دارٍ
إذا عدمَ القرابة َ والخليلا
يُسلي لفظكَ الصَّبَّ المُعَنَّى
ويَشفي ذِكرُكَ الدَّنفَ العليلا
إذَا وَهَبَ الإلهُ لنا عُقُولاً
وَهَبْتَ لِما وَهِبْناهُ عُقُولا
فداؤكَ مَنْ من تدينُ لهُ الأماني
بأنْ يلقى إليكَ لَهُ وصولا
وَمَنْ هُوَ دُونَ أَنْ يَرْنُو بِطَرْفٍ
إلَيْكَ فَكَيْفَ تَنْظُره عَدِيلا
تُرى شمسُ الضُّحى إبان تبدو
وَتُنْظَرُ حِينَ تُنْتَسِبْ الأُصُولا
فَمَنْ وَافَى يَعِيبُ الشَّمْسَ يَوْماً
كفاهُ على جهالتهِ دَليلا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَدْ كَانَ مَا عَلِمَ اللاَّحِي وَمَا جَهِلا
قَدْ كَانَ مَا عَلِمَ اللاَّحِي وَمَا جَهِلا
رقم القصيدة : 23523
-----------------------------------
قَدْ كَانَ مَا عَلِمَ اللاَّحِي وَمَا جَهِلا(25/394)
وصَارَ ما كتمَ الواشي وما نقلا
كَانَ التَّكَتُّمُ يُرْجَى قَبْلَ بَيْنِكُمُ
أَمَّا وَقَدْ حَكَمَتْ أَيْدِي الفِرَاقِ فَلاَ
وفي الرَّكَائِبِ من زوَّدتُهُ نَظَراً
ولو أَمنتُ العِدى زودتهُ قبلا
أودى بقلبي عذارٌ زارَ وجنته
حُسْناً وَمِنْ بَعْضِ نَبْتِ الرَّوْضِ مَا قَتَلا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سرى لأرضِ الكَرى فما وَصَلا
سرى لأرضِ الكَرى فما وَصَلا
رقم القصيدة : 23524
-----------------------------------
سرى لأرضِ الكَرى فما وَصَلا
ورَام كتمَ الهوى فَمَا حَصَلا
مستغرقُ الحالِ بالصَّبابة ِ لو
أراد نطقاً بغيرها جَهلا
الناسُ فِيما تُحبُّه فِرَقٌ
ما منهُم من لشأنهِ عَقَلا
فكم يُراعي وكمْ يُراع لقدْ
جَارَ عَلَيهِ الغَرامُ مُذْ عَدَلا
طالَ نزاعُ العذولِ فيهِ كَما
طالَ نزاعُ الفؤادِ فاعتدلا
ما بالُ قلبي وشأنُهُ عجبٌ
أمالهُ الوجدُ حينَ قُلتُ سَلا
إنَّ مِنَ العَذْلِ دَائِماً جَدلاً
ليس يرى في الهوى به جَذلا
يا صَاحِبَ الصّدْقِ نَهْضَة ٌ عُرِفَتْ
مِنْكَ فَقَدْ رُمْتَ حادثاً جَللا
يا بن عُبيدٍ عبيدكَ الدَّنفُ الـ
ـمشتاقُ حقق له بك الأمَلا
ما ليَ عِزُّ إلاَّ بِجُودِ يَدٍ
منكَ كحالِ السحابِ إنْ هَطلاَ
يا مَنْ غَدا باهْتِمَامِهِ بَطَلا
بغير ما حقٍّ منه أو بَطَلا
مُذْ عُدمت عيني له مَثَلاً
أرسلتُ مَدحي بجودهِ مَثَلا
لأنظمن المديحَ مِنْ دُررٍ
لمْ تدرِ علياكَ بعدهُ عطلاَ
اليَوْمَ يَقْضِي الكَرِيمُ مَوْعِدَهُ
والحرّ لَوْ قالَ ما عسى فعلا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بَانَ الخَيَالُ وإنْ أَبَانَ نَزَيلا
بَانَ الخَيَالُ وإنْ أَبَانَ نَزَيلا
رقم القصيدة : 23525
-----------------------------------
بَانَ الخَيَالُ وإنْ أَبَانَ نَزَيلا
وسرى شذاك وإنْ منعتَ رسولاَ
فهممْتُ أن أجفُو خيالَكَ غيرة ً
فَمَنَحْتُهُ قُبَلاً لَهُ وَقُبُولا
وَحَفِظْتُ نِسْبَتَهُ إلَيْكَ مَحبّة ً(25/395)
مِنْ ظَنهِ أني أراك بَديلا
وزعمت أن العهد ليس بضائعٍ
وأَرَى الصُّدُودَ لِضدِّ ذَاكَ دَلِيلا
وَوَعَدْتَني باللَّحْظِ مِنْكَ زيارة ً
فوَجدْتُ مِيعادَ العَلِيلِ عَلِيلا
لله عِيسُكَ يَوْمَ حَنَّتْ لِلنَّوى
لم يُبقِِ مَطلقُها لَنَا معقُولا
بِنْتُمْ بِكُلّ حَمُولَة ٍ قَدْ أَوْدَعَتْ
قَلباً كَمَا شَاءَ الغَرامُ حَمُولا
كَمْ لَفظة ٍ خَفَّتْ على الحَادِيَ وَقَدْ
أَلْقَتْ جَوى ً بَينَ الضُّلوعِ ثَقِيلا
يا هِنْدُ لَمْ تَتْرُكْ جُفُونُكِ بالحِمَى
إلاَّ جريحاً منكِ أو مقتولا
هل أودعتْ لأبي المحاسن يُوسفٍ
فِيهنَّ أَحكامٌ قُسِمْنَ فُصُولا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مذ رأتهُ الشمسُ في الحملِ
مذ رأتهُ الشمسُ في الحملِ
رقم القصيدة : 23526
-----------------------------------
مذ رأتهُ الشمسُ في الحملِ
لمْ تكد تبدو من الخجلِ
غصنُ بانٍ مثمرٌ قمراً
يخجلُ الأغصانَ بالميلِ
وَرْدُ خَدَّيْهِ يُضَرِّجُهُ
خجلٌ من نرجسِ المقلِ
وسوى ذا أنَّ مبسمهُ
جَامِعٌ لِلخَمْرِ والعَسَلِ
مَنْ مُجِيري مِنْ لَوَاحِظِهِ
إنّني مِنْهَا على وَجَلِ
كُلَّما سُلَّتْ صَوَارِمُها
قَالَ قَلْبِي قَدْ دَنَا أَجَلِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مِنْ سحرِ طرفِك يا علي
مِنْ سحرِ طرفِك يا علي
رقم القصيدة : 23527
-----------------------------------
مِنْ سحرِ طرفِك يا علي
قلبُ المتيّيَّم قد بُلي
يا زهرة ً يا نُزهة ً
للمُجتنِي والمجتلي
يَا مَنْ يَرُوقُ جَمَالُهُ
لنواظِر المتأمِّلِ
إنْ لمْ تجدُ لي باللّقَا
كُنْ بالوُعُودِ مُعَلِّلي
يَا سَاكِناً طُولَ المَدَى
في القلبِ لمْ يتحوَّلِ
أهلاً بأكرمِ نازلٍ
قَدْ حَلّ أَشْرَفَ مَنْزِلِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَابَلْتُ عِزَّ هَوَاكُمُ بِتَذَلُّلٍ
قَابَلْتُ عِزَّ هَوَاكُمُ بِتَذَلُّلٍ
رقم القصيدة : 23528
-----------------------------------
قَابَلْتُ عِزَّ هَوَاكُمُ بِتَذَلُّلٍ(25/396)
مع أنني في ذاك لست بأولِ
يَا جَائِرينَ وَعَادِلِينَ إلى النَّوَى
ما دُونَ معْدِلِ حُسْنِكُمْ مِنْ مَعْدِلِ
وحياتكم أنتم على إعراضكم
عندي أعزّ منَ الشبابِ المقبلِ
إنْ تَذْكُرُونَ فإنَّني لَمْ أَنْسَكُمْ
أَوْ تَسْمَحُونَ فإنني لَمْ أَبْخَلِ
يا علوْ أينَ زماننا إذا جاركمْ
جاري ومنزلكم برامة َ مَنْزِلي
مَا كَانَ أَسْرَعَ ما تَقشَّعَ غَيْمُكُم
ومنعتُم الوسمي عنِّي والولِي
كَمْ كُنْتُ أَخْشَى البَيْنَ قَبْلَ وُقُوعِهِ
فأتَى الذي حَاذَرْتُ في المُسْتَقْبَلِ
وحذرتُ سهمَ فراقكمْ حتى إذا
أرسلتموه أصابني في المقتل
اليَومَ لَسْتُ أُجابُ بَعْدَ سُؤَالِكُمْ
كَمْ كُنْتُ قَبْلُ أُجابُ إذْ لَم أَسْأَلِ
فالدّارُ لمْ تبعدْ وفودي لمْ يشبْ
والمالُ لَمْ يَنْفدْ وحُبُّكِ ما سُلِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلي
بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلي
رقم القصيدة : 23529
-----------------------------------
بِمَنْ أَبَاحَكَ قَتْلي
علامَ حرَّمت وَصْلي
فَكَيْفَ أَقْوَى لِهَجْرٍ
وَكَيْفَ أُصْغِي لِعَذْلِ
أَنَا لَكَ المُتَمنِّي
وغيري المتملِّي
يا أَكْرَمَ النَّاسِ عِنْدِي
قَدْ لَذِّ لِي فِيكَ ذُلِّي
ملكت يا نُور عيني
قَلْبي وَلُبِّي وَكُلِّي
يا نافراً متجنٍّ
كُنْ سافِراً مُتَجَلِّي
يا أحسن الناس طُراً
في حُسْنِ خُلْقٍ وَشَكْلِ
في كُلّ نَوْعٍ وَجِنْسٍ
مِنَ الجَمَالِ وَفَضْلِ
أرى معانيك تبدُو
حُسناً فتحجبُ عَقْلي
وليس مثلكَ تهوى فواصلْ
في الحبّ هِجْرَانَ مِثْلِي
ما دُمْتَ تَهْوَى فَواصِلْ
فَذَا رَبيعٌ مُوَلِّي
حسبي وحسبكَ ذقنٌ
تأتي بفرقة ِ شملي
وَبَعْدَ ذَاكَ إذَا مَا
رَأَيْتَ وَجْهِي فَولِّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَعُيُونٍ أَمْرَضْنَ جِسْمِي وَأَضْـ
وَعُيُونٍ أَمْرَضْنَ جِسْمِي وَأَضْـ
رقم القصيدة : 23530
-----------------------------------
وَعُيُونٍ أَمْرَضْنَ جِسْمِي وَأَضْـ(25/397)
ــرَمْنَ بِقَلْبِي لَوَاعِجَ البَلْبَالِ
وخدودٍ مثل الرياضِ زواهٍ
ما لأيَّامِ حسنها منْ زوالِ
لَمْ أَكُنْ مِنْ جُنَاتِهَا عَلِمَ اللّـ
ـهُ وإني بِحَرِّها اليَوْمَ صَالِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خيالي أخاف الهجر منهُ
خيالي أخاف الهجر منهُ
رقم القصيدة : 23531
-----------------------------------
خيالي أخاف الهجر منهُ
ولست أراه يرغب في وصالي
وكنت عهدتني قدماً شجاعاً
فَما لي اليَوْمَ أَفْزَعُ مِنْ خَيَالي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ذا الذي نام عن جفوني
يا ذا الذي نام عن جفوني
رقم القصيدة : 23532
-----------------------------------
يا ذا الذي نام عن جفوني
ونبه الوجدَ والجوى لي
جَفْنِي خَرَاجِيُّهُ دُمُوعٌ
شوقاًَ إلى وجهكَ الهلالي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُلْتُ لِلاَّئِمِ في الدَّمْـ
قُلْتُ لِلاَّئِمِ في الدَّمْـ
رقم القصيدة : 23533
-----------------------------------
قُلْتُ لِلاَّئِمِ في الدَّمْـ
ـعِ وَقَدْ نَمَّ بِحَالي
منذ أحببت علياً
صارَ دَمْعِي مُتوالي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَرَاكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبا
أَرَاكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبا
رقم القصيدة : 23534
-----------------------------------
أَرَاكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبا
فَخلِّ حديثاً للأَطِّبَاءِ يا خِلِّي
فإن يك بالطاعونِ ربكَ قد قضى
تموتُ إذاً رغماً وأنفك في الخَلِّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أدام الله أيام الوصال
أدام الله أيام الوصال
رقم القصيدة : 23535
-----------------------------------
أدام الله أيام الوصال
وخلدَ عُمر هاتيكَ الليالي
وأَسْبَغَ ظِلَّ أَغْصَانِ التَّدَانِي
وَزَادَ قُدُودَها حُسْنَ اعْتِدَالِ
ولا زالت ثمارُ الأنْسِ فيها
تزيد لطافة ً في كُلّ حالِ
ولا برحت لنا فيها عيونٌ
تغازلُ مقلتي خشفِ الغزالِ
لَقَدْ مَرَّتْ لَنَا فيها لَيالٍ(25/398)
كأن نظامها عقدُ الآلي
أَقَمْنَا في جَنَابِ أَمِيرِ حُسْنٍ
عقدن عليه ألوية ُ الجمالِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> طالت إليك رسائلي ووسائلي
طالت إليك رسائلي ووسائلي
رقم القصيدة : 23536
-----------------------------------
طالت إليك رسائلي ووسائلي
يا ذا الملاحة ِ والعذار السَّائلِ
أنجزْ بوصلٍ منك لي فإلى متى
يَا نُورَ عَيْنِي بِالوُعُودِ مُمَاطِلي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ
لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ
رقم القصيدة : 23537
-----------------------------------
لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ
لَمْ تُغْرِ طَرْفَكَ بِارْتِيَادِ نِبَالِهِ
أَمّا وَقَدْ سَلَّمْتَ نَفْسَكَ لِلْهَوَى
فأتتْ بما تلقاهُ منْ أهوالِهِ
حَدَقُ الجَآذِرِ كُنَّ أَوَّلَ شَافِعٍ
للعقْلِ حتى فكَّ أسرُ عقالهِ
يا منْ يلومَ الصب في برحَائهِ
إبغِ السَّلامة َ لا بُليتَ بحالِهِ
مَنْ شُغْلُهُ بِالحُبّ عَنْ مَحْبُوبِهِ
كيف الفراغُ لَهُ إلى عُذَّالِهِ
هُوَ ذَلِكَ القَمَرُ الذي القَمَرُ الذي
مُتَنَاقِصٌ بَدْرُ الدُّجَى لِكَمَالِهِ
لَوْ كُمْتُ أَمْلِكُ خَدَّهُ أَفْنَيْتُهُ
باللثمِ أو أذبلت ورد جَمَالِهِ
الحَرْبُ بَيْنَ عُهُودِهِ وَوَفائِهِ
كالسِّلْمِ بَيْنَ وُعُودِهِ وَمُطَالِهِ
طَالَتْ مَسافَة ُ هَجْرِهِ فَكأَنَّهَا
مِنْ لَيْلِ عَاشِقِهِ وَمِن آمالِهِ
داني المزار يروع قلبي صدُّه
يَا قُرْبَ شُقَّتِهِ وَبُعْدَ مَنَالِهِ
كيْفَ الخَلاَصُ لِمَنْ تَقَسَّمَ قَلْبُهُ
ما بين بدرِ المُنحنى وغَزاله
بالله يا ريح الشمالِ رسالة ً
فسواكِ لم أركن إلى إرسالهِ
قولي لتيَّاهِ الشمائلِ لم يزلْ
بيدي لنا مللاً بشرعِ مِطالهِ
عان التعطُّفِ حين تبصر عانياً
وإذا ظفرت بوالهٍ بك والهِ
يَجْنِي عَليَّ كَما جَنَى الأَثْمَارَ مَنْ
امَّ ابن يعقوب على إقلاله
لولا التقى وهو الذي وهب التقى(25/399)
لَعَبدْتُهُ وَعَبَدْتُ حُسْنَ خِلاَلِهِ
وَجْهٌ تَغارُ الشَّمْسُ مِنْهُ إذَا بَدَا
وتودُّ لو طبعت على أمثالهِ
متهلل القسمات يؤذن بالرِّضا
وَجْهُ الكَريمِ يبِينُ عَنْ أَفْعَالِهِ
سَمَتِ العُلَى عِشْقاً لَهُ وَدَنَا لَهَا
متواضعاً فتمنعت بوصالهِ
إن رمت مجداً فاستدل بفعله
أَوْ رُمْتَ رُشْداً فاسْتَفِدْ بِمَقَالِهِ
أَوْ حَارَبَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ فاسْتَتِرْ
بحماه منها واعتصمْ بحبالِهِ
أَوْ شِئْتَ تَلْقَى البَحْرَ عِنْدَ هِياجِهِ
فانْظُرْ إلَيْهِ تَجِدْهُ يَوْمَ جِدَالِهِ
يَدْرِي مَقَالَ الخَصْمِ قَبْلَ سَماعِهِ
لكلامه فيجيبُ قبلَ سؤالهِ
لِمُحَمّدٍ في المَجْدَ مُعْجِزُ سُؤدَدٍ
عَجِزَتْ بِهِ الأَيّامُ عَنْ أَمْثَالِهِ
بمبخلٍ في عرضهِ وذمامهِ
سَمْحِ اليَدَيْنِ بِجَاهِهِ وَبِمَالِهِ
مغضٍ عن الفحشاء يشفع حلمُه
حِذْقُ الذكيِّ بِغَفْلَة ِ المُتَبَالِهِ
وَيُمَارِسُ الدُّنْيَا بِهِمَّة ِ مَنْ يَرى
أيامها-شرفاً-لوقعِ نصالهِ
أنى التفتُّ رأيتُ من إحسانِهِ
أثراً مُشاهدَة ومن إجمالهِ
مَنْ مُقْتَدٍ بِكَمَالِهِ أَوْ مُهْتَدٍ
بِجَلاله أَوْ مُجْتَدٍ لِسُؤَالِهِ
اللّيْثُ بَيْنَ أَمَامِهِ وَوَرَائِهِ
والبَحْرُ بَيْنَ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ
أَعَطَى بَنِيهِ حُسْنَ سِيرتِهِ التي
عَنْ وَالِدَيْهِ فاعْتَجِبْ لِفَعالِهِ
شَهِدَتْ مَنَاقِبُ آلِه في مَجْدِهِ
معنى مناقب مجدهِ في آلهِ
مِنْ مَعْشَرٍ يُهْدَى الدَّلِيلُ بِنُورِهِمْ
وَيَضِلُّ رُشْداً عَنْ طَرِيقِ ضَلاَلِهِ
وإذَ اسْتَعَنْتَ بِهِمْ عَلى كَيْدِ العِدا
نهضوا بأبطالٍ على إبطالِهِ
جلسوا على الفلك المحيطِ ودُونَهُم
هذا الزمانُ بشمسهِ وهِلاله
مِن كُلِّ مَنْ يَلْقَاكَ قَبْلَ لِقَائِهِ
ما شاء بل ما شئت من أفضَالِهِ
تتأخرُ القُبُلاتُ عن أقدامِهِ
من هيبة ٍ فتؤمُّ تربَ نعالهِ
مستغرق بالله يظهر بعضهُ
للعالمينَ ظهور طيفِ خيالهِ(25/400)
لَوْلاَ مَهابتُهُ التي ثَنَتِ الوَرَى
عَنْ قُرْبِهِ صَلُّوا على أَذْيَالِهِ
لا يعرف الفحشاء لا عن ركَّة ٍ
بل عن تكرمهِ وعن إهمالهِ
أَغْنَاهُ عَنْ وَصْفِ الشَّجَاعَة ِ نُبْلُهُ
لا عَاجِزٌ ما رَامَ في إهْمَالِهِ
ولمن يحاربُ في الأنامِ بأسرهِمْ
عُتَقاءُ رأْفَتِهِ وَبَعْضُ عِيَالِهِ
هيهات يبلغ وصفه مدح ولو
أَفْنَى البَليغُ الجُهْدَ في أَفْعَالِهِ
يا من لهم همم تفلُّ شَبا الظُّبي
ظبة ُ الحسامِ بحدِّه وصقالهِ
خذ شهرك الآتي بهجة ِ عالمٍ
بنهاية الأقبال في إقبالِهِ
شهراً حويت ثوابه وحكيت ما
في حُسْنِ مَقْدَمِه وَشِبْهِ هِلالِهِ
وقرنتهُ بالبرِّ في شعبانِهِ
وبه يكون الزَّادُ في شوَّالِهِ
لو لم يؤمل عوده لك ثانياً
لَمْ يَرْضَ مِنْكَ بِبَيْنِهِ وَزَوَالِهِ
خذ بنتَ ليلتها ومهّد عُذر مَن
لَمْ يَسْتَفِقْ لِلنَّظْمِ مِنْ أَشْغَالِهِ
مصفي الوداد يعدُّ بأسك قوة ً
ويعدُّ ذكرك فرصة في فالِهِ
بصفاتك العُليا محطُّ رجائِهِ
وَبِبَابِكَ الأَعْلَى مَحَطُّ رِحَالِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما شئت من عبءِ الغرام وحملهِ
ما شئت من عبءِ الغرام وحملهِ
رقم القصيدة : 23538
-----------------------------------
ما شئت من عبءِ الغرام وحملهِ
دَعْ عَنْكَ وَبْلاً لا يَقُومُ بِطلِّهِ
يا مُسعدي في حمل أثقالِ الهوى
مُتَجَمِّلاً تَبْغِي مَعُونَة َ حَملِهِ
هَوِّنْ عَلَيْكَ مِنَ التَّكَلُّفِ واسْتَرِحْ
لَيْسَ الفَقِيدُ كَمَنْ يَنُوحُ بجُعْلِهِ
يا من له سوق الجمال يدله
في حب معشوقِ الفؤاد بد لهِ
مُتَحَكِّمٌ أَعْطَاهُ مُلْكَ جَوانِحِي
مَلِكُ الجمالِ أَقلّهُ وأجلّه
يا بدر رق لذي ودادٍ صادقٍ
لم تبله الأشجان لو لم تُبلهِ
فبِمَاءِ حُسْنٍ قَدْ عَزَزْتَ بِصَوْنِهِ
وبماءِ دمعٍ قد ذللت بمذلهِ
جد لي بعيشٍ بالرضا منكَ انقضى
وإذَا اسْتَحَالَ بِعَيْنِهِ فَبِمِثْلِهِ
قَدْ كُنْتُ أَشْكُو مِنْ صُدُودِكَ بَعْضَهُ(25/401)
فَالآنَ كَيْفَ وَقَدْ بُلِيتُ بِكُلِّه
يا موقف البين الذي قد كان لي
علماً بثاراتِ الهوى من قبلهِ
كم ليلة ٍ قضيتها بشكاية ٍ
أخذت على ليلي مجامع سبلهِ
مُتَنَصِّلاً مِنْ ذا الزَّمَانِ وَجَوْرِهِ
مُتَوَصِّلاً لابْنِ الأثير وَعَدْلِهِ
حَتَّى نَفَى ظُلْمَ الضَّلالِ بِشَمْسِهِ
عَنّي وَحَرَّ الحَادِثَاتِ بِظَلِّهِ
عَرِّفْ بِهِ الشَّرفُ المُنِيفُ بِبابِهِ
لتكون جئت بجنسه وبفضلِهِ
المُحْسِنِينَ لِمَنْ أَسَاءَ زَمَانُهُ
وتغرَّبتْ أَوْطَانُهُ عَنْ أَهْلِهِ
في الفرع ما في أصلهِ وزيادة
كالغُصْنِ خُصَّ بِما جَنَى مِنْ أَكْلِهِ
والسهم يرسله الذي يرمي به
فإذا أَصَابَ رَمِيَّة ً فَبِنَصْلِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فِي غَزَلِي مِنْ لَحظِ ذَاكَ الغَزَالْ
فِي غَزَلِي مِنْ لَحظِ ذَاكَ الغَزَالْ
رقم القصيدة : 23539
-----------------------------------
فِي غَزَلِي مِنْ لَحظِ ذَاكَ الغَزَالْ
أخبارُ صبٍّ قتلته النبالْ
غصنٌ سقتهُ أدمعي ثُمَّ مَا
أَثْمَرَ لَمَّا مَالَ إلاَّ المَلالْ
وَهَبْتُه ياقُوتَ دَمْعي وَلاَ
يسمح لي مبسمهُ باللآلْ
حلَّ ثلاثاً يومَ حمَّامهِ
ذوائباً تعبق منها الغَوَال
فَقُلْتُ والقَصْدُ ذُؤاباتُهُ
يا سهري في ذي الليالِ الطوالْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَسيرُ أَلْحَاظٍ بِخَدٍّ أَسيلْ
أَسيرُ أَلْحَاظٍ بِخَدٍّ أَسيلْ
رقم القصيدة : 23540
-----------------------------------
أَسيرُ أَلْحَاظٍ بِخَدٍّ أَسيلْ
كَليمُ أَحْشَاءٍ بِطَرْفٍ كَلِيلْ
في حبِّ من حظي من شعره
لَكِنْ قَصيرٌ ذَا وهَذا طَوِيلْ
ليس خليلاً لي ولكنه
أَضْرَمَ في الأَحْشَاءِ نَارَ الخَلِيلْ
ظَبْيٌ مِنَ التُّرْكِ هَضِيمُ الحَشا
يهز عطفيه دلالاً جميلْ
ذُو وَجْنَة ٍ تَوْرِيدُها شاهِدٌ
إنْ أَنْكَرَتْ قَتْلِي بِطَرْفٍ كَحيلْ
تلاعبُ الشعرِ على رِدفهِ
أَوقع قلبي في العريضِ الطويلْ
كم قلت من وجدي به مشفقاً(25/402)
ولي حشا من هجرة في غليلْ
يا ردفه جُرتَ على خصرهِ
رفقاً به ما أنتَ إلا ثقيلْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍيَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍ
يَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍيَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍ
رقم القصيدة : 23541
-----------------------------------
يَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍيَقُولُ وَقَدْ رَنَا عَنْ لَحْظِ ظَبْيٍ
وهزَّ الغصن في ورقِ الغلائلْ
أَأَقْتُلُكُمْ بِطَرْفي أَمْ بِعِطْفِي
فقلتُ بما تَشَا فالكُلّ ذابِلْ
سَلاَمُ الله ما هَبَّتْ شِمالٌ
عَلَى تِلْكَ المَعَاطِفِ والشَّمَائِلْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
رقم القصيدة : 23542
-----------------------------------
خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
فَوَاعَجباً لأسيرٍ قَتَلْ
وقولوا عليّ إذا نحتمُ
قتيل العيونِ جريحَ المُقل
ولي جلدٌ عندَ بيضَ الظُّبَى
وبلأعين النُّجلِ ما لي قبل
وَلي قَمرٌ ما بَدا في الدُّجَى
وأَبصرَهُ البَدْرُ إلاَ أفَلْ
فيا خجلة الظَّبي لما بدا
شَبيهاً لَهُ في اللَّمَى والكَحَلْ
ويا خجلة الشَّمسِ لما بدتْ
ألم تَرَ فيها احْمِرَارَ الخَجَلْ
يضلّ بطرَّتِهِ من يشا
ويهدي بغرَّتِهِ منْ أضَلْ
وقد عدلَ الحسنُ في خلقهِ
على أنَّهُ جارَ لمّا عدلْ
فَعُمَّتْ مَعاطِفُهُ بالنَّشاطِ
وخصَّت روادفُه بالكسَلْ
وَقَدْ عَلمَ النّاسُ أَنِّي امْرُؤٌ
أحبُّ الغزال وأهوى الغزلْ
فلا تنكرُ اليوم يا عاذلي
قلستُ أميل إلى من عذلْ
فألْحَفْتُ قامَتَهُ بالعناقِ
وأَذْبَلْتُ مَرْشفهُ بالقُبَلْ
وكم تهتُ في غورِ خصرٍ لهُ
وأَشْرَفْتُ مِنْ فَوْقِ ذاك الكَفَلْ
وأذَّنتُ حينَ تجلَّى الصَّباحُ
بِحيِّ على خَيْرِ هذا العَمَلْ
وَهَا أَثَرُ المِسكِ في رَاحَتِي
هداه فمي فيه طعمُ العَسَل(25/403)
دعاني إلى رشفِ تلكَ القُبلْ
غرامٌ صحيحٌ ومالي قبلْ
إذا فتكت فِيَّ ألحاظُهُ
بقَدٍّ يقُدُّ فكيفَ العَملْ
هُنَاكَ تَرى أدمعي المُنْحَني
وقلبي برمي الجِمارِ اشتعلْ
ودمعي مِنَ الشَّوقِ يا ما جرى
عَقيقاً وبالله عَقْلِي ذَهلْ
فما ضرَّهُ لو سَمح بالكَرَى
ولو ساعة ً بعد ما قد فعلْ
وسَكَّنتهُ في لظَى مهجتي
وَذاكَ لَعَمْرِي جَرا مَنْ قَتَلْ
وَمِنْ عَجبٍ زَارَ في لَيْلَة ٍ
وَعمَّا جَرى بَيْنَنَا لا تَسَلْ
فَصِرْتُ أشاهِدُ تِلكَ الرّياضِ
على وجنتيه أنا في خجلْ كذا
واقطفُ ورداً بأغصانِه
ولم يكُ هذا بغيرِ المُقلْ
فللَّه دَّرُكَ منْ لَيلة ٍ
تعادلُ أرواحنَا بَلْ أجلْ
تُريكَ إذا أسْفَرَتْ بَهْجَة ً
وروض السُّروُرِ بها قد حَصَلْ
ولا عَيْبَ فيها سِوَى أنَّها
خَلتْ مِنْ رقيبٍ لنَا أو عذل
ألا فَلَّلَ الله سَيْفَ المُقَلْ
فكم ذا تعدَّى وكم ذا قتلْ
وَمَا مِنْ قتيلٍ لأَهْلِ الهَوى
سوى ألف راضٍ بما قد فعل
لقد نصر اللهُ جيشَ الملاحِ
ببدرٍ لنا حسنُه قد كملْ
وما بَطلٌ في الوغى فارسُ
إذا قابلَ الغِيدَ إلا بَطلْ
إذا قاتَلَتْني عُيونُ الظِّبا
فوا فَرحِي لَوْ بَلغْتُ الأمْل
رَعَى الله لَيلة َ زَارَ الحَبيبُ
وغابَ الرقيبُ الى حيثُ ألْ
فَخَبأْتُهُ في سَوادِ العُيونِ
وَقَدْ غَسَلَ الدَّمْعُ ذَاكَ المَحَلْ
وألصقتُ خدّي بأقدامِه
وأَذْبَلْتُ أخْمَصهُ بالقُبَلْ
فَرَقَّ وَمالَ بِأعطَافهِ
فَدبَّتْ برُوحِي ذاك الميَلْ
وعانقتُهُ وخَلعْتُ العِذارَ
وَمَزَّقْتُ ثَوْبَ الحَيَا والخَجْل
وما زلتُ أشغلهُ بالحديثِ
وسترُ الظلامِ علينا انسدل
إلى أن غفا جفنُه بالمنامِ
وعنِّي تغافل أوقد غفَلْ
وخلَّيتُ عن خصرِه بَنْدَهُ
وأجفيتُ عن مِعطفيهِ الحُلَلْ
وَبتُ أُشاهِدُ صُنْعَ الإلهِ
تباركَ رَبُّ البَرايا وجلْ
فظُنَّ بِنَا الخَيرَ أو لا تظنَّ
فَلا تَسْأَلِ اليَوْمَ عَمَّا حَصَلْ(25/404)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أسرفتَ في اللَّومِ ولم تقتَصِرْ
أسرفتَ في اللَّومِ ولم تقتَصِرْ
رقم القصيدة : 23543
-----------------------------------
أسرفتَ في اللَّومِ ولم تقتَصِرْ
وَزِدْتَ في لَوْمِكَ يا ذا العَذُولْ
قَدْ رَضِيَتْ نَفْسِي بِمَحْبُوبِهَا
وإنّما المَوْلَى كَثيرُ الفُضُولْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> العاذلُ في هواكِ قد زادَ وقال
العاذلُ في هواكِ قد زادَ وقال
رقم القصيدة : 23544
-----------------------------------
العاذلُ في هواكِ قد زادَ وقال
والصّبَُّ لما يقولُ مُلقيه وقال
لا تَحْسَب أَنّ الحُسْنَ في وَجْهِكَ حَالْ
قَدْ عَمَّ جَمَالَ خَدِّكَ الوَرْدُ بِحَال
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى وأرواحُ العُذيبِ نواسمُ
وافى وأرواحُ العُذيبِ نواسمُ
رقم القصيدة : 23545
-----------------------------------
وافى وأرواحُ العُذيبِ نواسمُ
والليلُ فيه من الصباحِ مباسمُ
أهلاً بمن أسرى بهِ وعدٌ لَهُ
مُتأخرٌ وهوى ً لنا مُتقادِمُ
قد كنتُ أقنعُ عِندَ رؤيَتِهِ بِمَا
يَهْدِيهِ في التَّأْوِيبِ طَيْفٌ قَادِمُ
غِضّ الشَّبيبة ِ والمَلاَحَة ِ يَعْذُرُ الـ
ـمُضني بهِ ويُلامُ فيهِ اللاَّئِمُ
النضرُ مِنْ أعطافِهِ وكنانة ٌ
بلحاظِهِ ولمهجتي هُو هاشمُ
فرعٌ به أصلُ الصبابة ِ هل ترَى
بالقُرْبِ مِنْهُ لِجَمْعِ شَمْلٍ نَاظِمُ
وَنَوَاظِرٌ هُنّ الذَّوَابِلُ لَوْ دَرَى
مَنْ قَالَ حِينَ فَتَكْنَ هُنَّ صَوارِمُ
أَمُعَنِّفِينَ عَلى الغَرَامِ وَقَلَّما
يُصْغِي لأَوْهَامِ العَوَاذِلِ هَائِمُ
هُوَ نَاظِرٌ مُتَعَشِّقٌ وَجَوَانِحٌ
فيها مواطنُ للجوَى ومَعالمُ
وَهَوَى ً لِقَلْبِي غَارِمٌ أَنَا غَارِمٌ
صَبْرِي به وأَخُو المَلاَمَة ِ رَاغِمُ
هَيْهَاتَ أَنْ أَثْنِي عَنَانِي والصِّبَا
غَضَّ وَغُصْنُ العُمْرِ رَطْبٌ نَاعِمُ
أو اشتكي حالي ومَنْ أحببتُهُ
أَبَداً لإخْلاَفِ القُبُولِ مُلازِمُ(25/405)
أَوْ أَخْتَشِي خَطْباً أَراهُ بِبَلْدَة ٍ
وبها بهاءُ الدينِ يُوسفُ حاكمُ
يا خيرَ منْ نيطتْ عليهِ للعُلى
ومنْ المَهابة ِ والجَلالِ تمائِمُ
ما كانَ قبلكَ مِنْ كريمٍ يُرتجى
ـى مِنْهُ وَلاَ وَلِدَتْ سِوَاكَ أَكَارِمُ
لَكِنْ تَجَسَّمَ قَبْلَ خَلْقِكَ جُودُكَ الـ
ـبَادِي وَسَمَّاهُ البَرِيَّة ُ حَاتِمُ
حاشا لعزمك أنْ تقومُ لهمَّة ٍ
والدَّهرُ عن إتمامها لَكَ نائمُ
أو أنْ تلوحَ وليسَ يخفى عاقلٌ
أو أن تقولُ وليسَ يخرسُ عالمُ
أو أنْ تجودُ وليسَ يثرى مملقٌ
أو أنْ تُشيرَ وليسَ يعدِلُ ظالمُ
أبني الزَّكِّي سُقيتُم ووقيتمُ
وَبَقِيتُمُ والأَكْرَمُونَ فِدَاكُمُ
نَسَبٌ إذَا مَا قِيلَ مَنْ هُوَ أَعْرَبتْ
أحسابُ أعرابٌ لَكُمْ وأكارِمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> الدَّمع هامٍ والَحشا هائمْ
الدَّمع هامٍ والَحشا هائمْ
رقم القصيدة : 23546
-----------------------------------
الدَّمع هامٍ والَحشا هائمْ
والجفن دامَ والجوى دائِمْ
يا مَنْ خلا من حُسنهم ناظري
في القلب مغناكُم ومعناكُمْ
والله ما سارت بأرض الحِمى َ
ركابُنا إلا ذَكَرْنَاكُمْ
ولا سرتْ من نحوهِ نسمة ٌ
إلاّ عرفناها بريَّاكُمْ
سَقى ليالينا على حاجرٍ
غَيْثٌ وَحَيّاهَا وَحَيَّاكُمْ
لَيالياً بالوَصْلِ قَضَيْتُها
ما كان أحْلاها وأَحْلاكُمْ
أَحْبَابنا ما الجَزْعُ ما المُنْحَنى
ما رَامة ُ ما الشعبْ لولاكُمْ
ما قَامَ هَذا الكَوْنُ إلا بِكُمْ
ولا الوُجودُ المَحْضُ إلاَّ كُمْ
ولي بجرعاءِ الحِمى شادنٌ
بِقَتْلِ أَرْبَابِ الهَوى عالمُ
ما القَلْبُ عَنْهُ في الهَوَى مائِلٌ
ولا لَهُ في حُبِّهِ لائمُ
يَصْرمُ حَبْلَ الوِدِّ مَنْ مُنْصِفي
منْ صارِمٍ في لحظهِ صارمُ
أَشْكُو إليه مِنْهُ ما ألتقي
وَيْلاهُ مِنْ خصمٍ هُو الحاكِمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا
إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا(25/406)
رقم القصيدة : 23547
-----------------------------------
إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا
لغزوكَ وافتهُمُ قناً وصوارِمُ
وَلاَ غَائِبٌ إلا أَتَى وَهْوَ تَائِبٌ
وَلاَ قَادِمٌ إلا أَتَى وَهْوَ نادِمُ
لأعناقهِمْ بالبيضِ منكَ معانقٌ
لِغَيْرِ هَوًى فِيهِمْ وبِالسُّمْرِ لاثمُ
تفتَّحَ منهم بالسُّيوفِ شقائقاً
عَلَيْهَا الدُّرُوعُ الضَّافِياتُ كَمائِمُ
بحربٍ تكونُ البيضُ مِنها بوارقاً
نجيعهم فيها الغُيومُ السَّواجِمُ
قتلهُم بالذُّعرِ حتَّى كأنَّما
تُحَارِبُهُم فيهِ وأَنْتَ مُسَالِمُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنّكَ إنْ تَقُمْ
بِقائِمِ سَيْفٍ فَهوَ بالنَّصْرِ قائِمُ
إذا رُمتُ أن ترقَى إلى المجدِ سُلَّماً
صعدتَ إليهِ وصَعا وسلالِمُ
وَحَفَّ بِكَ الجَيْشُ الذي بِكَ نَصْرُهُ
ومِنكَ لهْ إقدامهُ والعزائِمُ
وسارَ ببيدرٍ من سَنا وجهكَ الذي
بهِ ظُلماتٌ تنجلي ومظالمُ
عَلى الأعْوَجِياتِ العِتَاقِ التي لها
حوافرُ للهاماتِ مِنها عَمائِمُ
تمدُّ بها في السير أجيادُها التي
كأنَّ لحى الأعداء فيها براجِمُ
سِهَامٌ عَلَى مَثلِ السِّهَامِ تَبسَّمَتْ
سيوفُهُم حيثُ الوجُوهُ سَواهِمُ
وليس بِناجٍ مِنكَ جَانٍ بجرمِهِ
إذا أعوزتهُ من يديك المَراحمُ
يَكِرُّ بِمَا تَهْوى الجَديدانِ في الوَرَى
وتسري بما ترضي الرِّيَّاح النَّواسِمُ
وَتَحْتَقِرُ الفُرْسَانَ حَتَّى كأَنَّهُمْ
وهم بهمٌ يوم الهياجِ بَهائِمُ
وَتُعْطِي أَيادِيكَ التي يَدَكَ احْتَوَتْ
ولو جمعت في راحَتَيكَ الأَقالِمُ
كَأَنَّكَ أُمٌّ والأَنَامُ بِأَسْرِهِمْ
يتامى وبعلٌ والأنامُ أَيائِمُ
تَؤمُّ رِمَاحُ الخَطِّ بِيضَكَ في الوَغَى
كما قابلت بيض الوُجُوه المعاصِمُ
وتغِضِي عن الفحشاءِ لا عن جهالة ٍ
ولكنْ لِمَعْنَى آثَرَتْهُ المَكَارِمُ
وَلي مُدَحٌ بالَغْتُ فيها بَلاغَة ً
وأَثْنَيْتُ فيها بالذي أَنَا عَالِمُ
وَلي فيكَ آمالٌ عَلَيْكَ بُلُوغُها(25/407)
فلا دافعَ دُون الذي أنت حاكِمُ
أَبْعَدَك يَحْوِي المَجْدُ مَنْ هُو فاخِرٌ
وبعدي يقولُ الشِّعرَ مَنْ هُوَ ناظِمُ
وإنَّ لِسَانِي ذو الفِقَارِ عَلِيُّهُ
عُلاكَ فَمَنْ مِثْلِي وَمِثْلُكَ غَانِمُ
أجر وأجزْ واعطف وأعطِ فَإِنَّما
يَخُصُّ كَرِيماً بالنَّوالِ الأَكَارِمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما ذاب سقاماً في الهوى لو لاكم
ما ذاب سقاماً في الهوى لو لاكم
رقم القصيدة : 23548
-----------------------------------
ما ذاب سقاماً في الهوى لو لاكم
ما أتلفَ قلبهُ جوى ً إلاَّ كُمُ
مَا أَعْتَبَكُمْ ما الذَّنْبُ والله لَكُمُ
الذَّنْبُ لإنسانٍ غَدا يهواكُمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا من دعوت له غداة َ دعوتُهُ
يا من دعوت له غداة َ دعوتُهُ
رقم القصيدة : 23549
-----------------------------------
يا من دعوت له غداة َ دعوتُهُ
فأبى يُجيبُ ولِلصُّدودِ علائِمُ
قصدِي أراكَ فإن أبيتَ فَإنَّما
قَصدِي أخبِّرُ عَنْكَ أنَّكَ سَالِمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ
أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ
رقم القصيدة : 23550
-----------------------------------
أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ
وأصدقُ الحبِّ ما جلَّتْ بِهِ التُّهَمُ
ليتَ اللَّياليَ أحلاماً تعودُ لنا
فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ
لا آخذَ اللهُ جِيران النَّقا بِدَمِي
هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا
وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا
وَحَلَّلُوا بِالنَّوى قَتْلِي وَمَا رَحَمُوا
وفَّيتُهُمْ حَقَّ حِفْظِ العهدِ مُغتبِطاً
بِهِمْ وَمَا رُعِيَتْ لي عِنْدَهُمْ ذِمَمُ
يا غائبينَ وَوَجدي حاضِرٌ بهم
وَعَاتِبينَ وَذَنبي في الغَرامِ هُمُ
لا أَوْحَشَتْ مِنْكُمُ دارٌ بِكُمْ شَرُفَتْ
ولا خَلَتْ مِن مَغَانِي حُسْنِكُمْ خِيَمُ
بِنْتُمْ فلا طَرْفَ إلا وَهْو مُضْطَرِبٌ(25/408)
شَوْقاً ولا قَلْبَ إلاَّ وَهْوَ مُضْطَرِمُ
فَكُلُّ أَرْضٍ وَطِئْتُمْ تُرْبَها فَلَكٌ
وَكُلُّ وادٍ حَلَلْتُمْ رَبْعَهُ حَرَمُ
هل عائدٌ ـ والأماني قَلَّما صَدقتْ ـ
دَهْرٌ مَضَى وَمغانِي حُسْنِكُمْ أُمَمُ
فالجسمُ مُذْ غبتُمُ بِالسّفحِ مُتّشحٌ
وَالقلبُ مضطربٌ بالشَّوقِ مُضطَرِمُ
لم يُنْسِنا سَالِفاً مِنْ عَهْدِكُمْ قِدَمٌ
ولا سَعَتْ بالتَّسَلِي نحونا قَدَمُ
أَسْتَوْدِعُ الله رَكْباً في هَوَادِجِهِمْ
مُحجَّبٌ ليسَ تُرعى عِندَهُ الذممُ
لهُ من الغُصنِ قَدٌّ زانَهُ هَيَفٌ
ومن غزالِ الحِمَى طرفٌ بِهِ سَقَمُ
يبيتُ قلبي عليه حرقة ً وجَوى ً
وَقَلْبُهُ بارِدٌ مِنْ لَوْعَتِي شَبِمُ
ظَلِلْتُ فِيهِ وأَمْسَى قَلْبُهُ حَجَراً
لَمْ يَشْفِ قَطّ مُحِبّاً شَفَّهُ أَلَمُ
فَوا الذي زَانَهُ مِنْ طَرْفِهِ سَقَمٌ
وأودعَ السِّحرَ فيهِ أنَّهُ قَسَمُ
لولا تثنِّي رديني القوامِ بِهِ
حَلفتُ ألفَ يمينٍ أنَّهُ صَنَمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
رقم القصيدة : 23551
-----------------------------------
حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
وفرطُ عذابِي في هواكَ نَعيمُ
بِمَت شِئْتَ عَذِّبْ غَيرَ سُخْطِكَ إنَّهُ
ـ وَصدِّق ولائي في هَوَاكَ ـ أليمُ
تُمَثِّلُكَ الأشواقُ وهماً لخاطِري
فَيُدْرِكُني بالخَوْفِ مِنْكَ وُجُومُ
وتقنعُ منك الرُوحُ لمحَ توَهُّمٍ
فَتَحْيَا بِهَا الأَعْضَاءُ وَهْيَ رَمِيمُ
هنيئاً لطرفٍ فيكَ لا يعرِفُ الكَرى
وَتَبّاً لِقَلْبٍ فيكَ لَيْسَ يَهيمُ
ولمَّا جَلاكَ الفِكْرُـ يا غَاية َ المُنَى ـ
فظلَّ بقلبِي مُقْعِدٌ ومُقيمُ
وَمَا الكَوْنُ إلا صُورة ً أنْتَ رُوحُها
وجِسْمٌ بغيرِ الرُّوحِ كيفَ يقُومُ
تَوَّهَم صَحْبي أَنَّ بِي مَسُّ جِنَّة ٍ
وأنكر حَالي صَاحِبٌ وَحَميمُ
فَبُحْتُ بِما ألقاهُ مِنْكَ مُصَرِّحاً(25/409)
وَمَا نالَ لَذّاتِ الغَرامِ كتُومُ
أغصنَ النَقا إنّي أغارُ إذَا غَدَا
يُلاعِبُ عِطفيكَ الرّشاقَ نَسِيمُ
ولَمَا بَدَتْ في طَوْرِ خَدِّكَ جَذْوة ٌ
ولاحتْ لِقَلبي عَادَ وَهُوَ كَليمٌ
يَلذُّ لِقَلبي في هَوَاكَ عَذابُهُ
وَلِمْ لا وبالأَحوالِ أَنْتَ عليمُ
يميناً بأصواتِ الحَجيجِ على مِنى ً
وَصَحْبٍ لَهُمْ بالمأْزمين زَميمُ
لأَنْتَ وإنْ أَصْبَحْتَ بالوَصْلِ باخِلاً
عليَّ احْتِقاراً بي لَديَّ كَرِيمُ
ويا شرفي لمَّا غَدَوتَ وللهوى
عَلى جَسَدِي المُضْنى النَّحيل رُسُومُ
وَيَا سائِقاً يُضنِي الرّكائِبَ طلَّحاً
لَهَا في الرُّسوم المُقفراتِ رَسيمُ
إذَا عَايَنَتْ عَيْنَاكَ بارِقَ أَبْرَقٍ
يَلُوحُ كَمَا في الأُفُقِ لاح نُجُومُ
وَبَاحَتْ بأسرارِ الرُّبَا نَسْمَة ُ الصَّبا
وَعطَّر أقطارَ القفارِ شَميمُ
وَعَايَنْتَ سَلْعاً قِفْ وسائِلْ أَحِبَّتِي
فهَذا الذي أصبحتُ مِنكَ أرومُ
فثمَّ رَشاً شوقي إليه مُبَرِّحٌ
وَريم فُؤادي عنهُ ليسَ يَريمُ
أَغَالِطُ عَنْهُ بالكلامُ مُجالِيسي
وَفي القَلب مِن ذِكري سِواه كُلُومُ
لَهُ مِنْ سُوَيداءِ الفؤَادِ مَعاهِدٌ
وبَينَ سَوادِ المُقْلَتَيْنِ رُسُومُ
وقل يا غريب الحُسنِ رِقّ لِنازِحٍ
غَريبٍ لَهُ قَلْبٌ لَدَيكَ مُقيمُ
تَرحَّلَ عنهُ مُذْ تَرَحَّلتَ نافِراً
فليس لهُ حتى القُدوم قُدومُ
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ كَئيبٍ مُتيَّمٍ
تَظَلُّ سليماً وهو مِنْكَ سَليمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عَفَا الله عَنْ قَوْمٍ عَفَا الصَّبْرُ مِنْهُمُ
عَفَا الله عَنْ قَوْمٍ عَفَا الصَّبْرُ مِنْهُمُ
رقم القصيدة : 23552
-----------------------------------
عَفَا الله عَنْ قَوْمٍ عَفَا الصَّبْرُ مِنْهُمُ
فلو زُمت ذكرى غيرهم خانني الفَمُ
تجنُوا كأن لا وِدَّ بيني وبينهم
قديماً وَحَتَّى ما كأَنَّهُمُ هُمُ
فأَعْظَمُ وَصْلاً مَنْ يُشِيرُ بِطَرْفِهِ
إليَّ وأوفى ذِمَّة ً من يسلِّمُ(25/410)
وبالجزعِ أحبابٌ إذا ما ذكرتُهُم
شرِقْتُ بِدَمْعٍ في أوَاخِرِهِ دَمُ
ألم وما في الرَّكبِ مِنَّ مُتيّمٌ
وَعَادَ وما في الرَّكْبِ إلا مُتيَّمُ
وليس الهَوَى إلاَّ التِفاتَة ُ طامحٍ
يرُوقُ لعينيهِ الجَمَالُ المُنَعَّمُ
خَليليَّ مَا لِلْقَلبِ هَاجَتْ شُجُونُهُ
وَعَاوَدَهُ داءٌ مِنَ الشَّوْقِ مُؤلِمُ
ومَا راعَهُ إلاَّ لأمرٍ غرامُه
ولا اعتادَهُ إلاّ هوى ً متقدِّمُ
أَظنُّ دِيَارَ الحيِّ مِنّا قريبة ً
وإلا فَمِنْهَا نَفْحَة ٌ تَتَنَسَّمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أيرعى في مَحَبَّتِكُمْ ذِمَامُ
أيرعى في مَحَبَّتِكُمْ ذِمَامُ
رقم القصيدة : 23553
-----------------------------------
أيرعى في مَحَبَّتِكُمْ ذِمَامُ
وَيَعْدِلُ في رعيَّتِهِ الغَرامُ
وينصفُ ظَالِمٌ مِنّا ومِنْكُمْ
ولا قلنا وَلا سَمِعَ الأنامُ
وَيَرْجِعُ عَيْشُنا الماضي وَتَدْنو
خِيانمُ لِلوصالِ لها خِتامُ
ويصدقُ مِنكُمُ وعدٌ مَقالاً
ويحوي مَنْ له ... مقامُد
ويسفرُ عَنْ ثَنَايا الدُرِّ ظَلْمٌ
يُرى حِساً ـ وحُبكمُ ـ المدامُ
فإنّا خَبَّرَتْنا عَنْ رِضاكُم
أمانينا بِأَنَّكُمُ كَرامُ
وأقمارٌ تضيء لِكلِّ سارٍ
لَهَا من نُورِ حُسنِكُمُ تَمامُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فيا شعرَهُ هل فيكَ ليليَ ينقضِي
فيا شعرَهُ هل فيكَ ليليَ ينقضِي
رقم القصيدة : 23554
-----------------------------------
فيا شعرَهُ هل فيكَ ليليَ ينقضِي
وَيَا صُبحَهُ هلْ فيكَ صُبحِي بَاسِمُ
وَيَا طَرْفَهُ كَيْفَ السبيلُ لِمُغْرَمٍ
عليكَ إلى وصلٍ وَسَفكَ صارِمُ
تحكَّمْ بِما تهوَى فمَا أنا مائِلٌ
وَلاَ عَنْكَ يُثْنِيني مِنَ الوَجْدِ لائمُ
وَلِي مُقْلَة ٌ قَدْ أَمْطَرَ الشَّوْقُ سُحبَهَا
فَفِي دَمْعِهَا حَتّى تراكُمْ تَراكُمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أفي مثلِ هذا الحُسنِ يعذلُ مغرم
أفي مثلِ هذا الحُسنِ يعذلُ مغرم
رقم القصيدة : 23555(25/411)
-----------------------------------
أفي مثلِ هذا الحُسنِ يعذلُ مغرم
لقدْ تَعِبَ اللاَّحِي بِهِ والمُتيَّمُ
أعِدْ نَظراً فيهِ عَساكَ جَهِلتهُ
تَجِدْ ما بِهِ تَشْقَى العُيونُ وَتَنْعَمُ
أُعِيذُ مُحَيَّاهُ إذا رُمْتُ إنّني
أُعيد إليهِ ناظِراً يتوسَّمُ
وأَلقى سَناً لو كانَ قَلْبُ حُروفِهِ
لِعيني بِهِ لم يَشْكُ وَحْشَتهُ فَمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تهددني بهجرانٍ وبعدٍ
تهددني بهجرانٍ وبعدٍ
رقم القصيدة : 23556
-----------------------------------
تهددني بهجرانٍ وبعدٍ
مَتَى كَانَ اجْتماعٌ والتِئَامُ
إذَا أنا لا أراكَ وأنتَ جارٌ
فَسيَّانَ التَّرحُّلُ والمقامُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُولُوا لِرسَّامِكُمْ
قُولُوا لِرسَّامِكُمْ
رقم القصيدة : 23557
-----------------------------------
قُولُوا لِرسَّامِكُمْ
بِكَ الفُؤَادُ مُغْرَمُ
قَالُوا مَتَى تُذِيبُهُ
فَقُلْتُ حَتّى يَرْسُمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> من للخلافِ وللوفاقِ مَسائلاً
من للخلافِ وللوفاقِ مَسائلاً
رقم القصيدة : 23558
-----------------------------------
من للخلافِ وللوفاقِ مَسائلاً
وخَصائِلاً أو لِلْعُلى لولاكُمُ
حسبُ المُرجِّي في المعادِ شَفاعة ٌ
مِنكمْ ومِنْ قبل المعادِ نَداكُمُ
لو أُطْلقَ اسْمُ النيّراتِ ما سَرَى
ذهنُ الذي هُوَ سامعٌ لِسِواكُمُ
أو كان وحيٌ بعد أحمدَ مرسل
لبدتْ لكُمْ آيٌ بِهِ وَعَلائِمُ
تَتَسابقُ الأذهانُ في إدراكِكُمْ
ويفوتُ أسبقُهَا أقلَّ مداكُمُ
عُثمانُ جَدّكُم وَذَلك حَسبهُ
وكَفى وَذَلِكَ حسبُكُم وَكَفاكُمُ
لا أَوْحَشَتْ شَمْسُ الشَّرِيعَة ِ مِنْكُمُ
فَبقاؤُها مُتعلِّقٌ بِبقاكُمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ وَيَرْحَمُ
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ وَيَرْحَمُ
رقم القصيدة : 23559
-----------------------------------(25/412)
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ وَيَرْحَمُ
ما بِتُّ مِنْ خَوفِ الهَوى أتألَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي
مِن نَاظِرِيكَ وفي فُؤَادِي أَسْهُمُ
دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَوَاكَ وَهُمْ عِدى ً
ولأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكرَمُ
يا جامِعَ الضَّدّينِ في وَجَناتِهِ
ماءٌ يَشِفُّ عليه نارٌ تُضْرَمُ
عَجبي لِطَرْفِكَ وَهْوَ ماضٍ لَمْ يَزَلْ
فَعلامَ يكسرُ عِندَمَا تَتَكَلَّمُ
أمِنَ المروءة والتَّواصُل مُمكِنٌ
والدَّهْرُ يَسْمَحُ والحَوَادِثُ نُوَّمُ
أني أروحُ وَسَلْبُ رَدِّي في الهَوَى
قَدْ حَلَّ والإيجابُ مِنْكَ مُحرَّمُ
وابيتُ مبذُولَ الدُّموعِ مُعذّباً
كَلِفاً وأَنْتَ مُمنَّعٌ وَمُنَعَّمُ
يا مُتْهِمَاً قَلْبِي بِسَلْوَة ِ حُبِّهِ
هيهاتَ ينجِدُه وأنت المُتْهِمُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بأبي أفدي حَبيباً
بأبي أفدي حَبيباً
رقم القصيدة : 23560
-----------------------------------
بأبي أفدي حَبيباً
تيَّمَ القَلبَ غَرامَا
عَذَرَ العَاذِلُ فيهِ
مُذْ رأى العارِضَ لاما
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لله كِفْتيٌّ أَطاعَ صَبَابَتِي
لله كِفْتيٌّ أَطاعَ صَبَابَتِي
رقم القصيدة : 23561
-----------------------------------
لله كِفْتيٌّ أَطاعَ صَبَابَتِي
فيه الفُؤادُ وَخَالَف اللُّوَّاما
مَدَّ الشّريطَ على الحَديدِ فَخِلْتُهُ
قَمراً يُطرِّزُ بالبُرُوقِ غمَامَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَيْتَ شِعْرِي مَنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما
لَيْتَ شِعْرِي مَنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما
رقم القصيدة : 23562
-----------------------------------
لَيْتَ شِعْرِي مَنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما
حَفِظَ العَهْدَ أم أَضَاعَ الذِّمامَا
عُرْبٌ بالحِمَى حموا أن يسامَ الـ
ـوَصْلُ مِنْهُمْ وَعِزُّهُم أن يُسامَى
رَحلوا بالفُؤادِ وَالطَّرفِ لكنْ
رَجَعَ الطَّرْفُ والفُؤادُ أَقَامَا
حَملوا بالبُعادِ إثْماً وَزُورا(25/413)
وَحَمْلْنا صَبَابَة ً وهِيَامَا
وَرَأَيْنَا تِلْكَ الخُدودَ رِياضاً
فَجَعَلْنا لَهَا الجُفُونَ غَمَامَا
وأطَعنَا دواعِي الوَجْدِ فيهم
وعَصَيْنَا الوُشَاة َ واللُّواما
أَيُّ صَبٍّ قَدْ غَادَرَ الوَجْدُ مِنْهُ
مُستَقَراً بِقَلبِهِ وَمُقَامَا
رَشَقَتْهُ العُيونُ مِنْ أَسْهُمِ السَّحْـ
ـرِ فأَصْمَتْ فُؤادَهُ المُسْتَهَامَا
فهو منْهُنَّ بِابنِ مُصْعَبٍ أضحَى
مستجِيراً بِعَدْلِهِ أن يُضَامَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وافى وواصل عندما
وافى وواصل عندما
رقم القصيدة : 23563
-----------------------------------
وافى وواصل عندما
أجرَى المَدامِعَ عَندمَا
ورَنَا إليّ فسلَّما
لِلْوَجْدِ قَلْبِي سَلَّما
وَثَنَى القَوَامَ فَهَزَّما
لجيُوشِ صَبْرِي هَزَّما
وَحَمَى مَرَاشِفَ ثَغْرِهِ
أَرَأَيْتُمُ بَرْقَ الحِمَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ولي واحدٌ ما زالَ باثنين مغرما
ولي واحدٌ ما زالَ باثنين مغرما
رقم القصيدة : 23564
-----------------------------------
ولي واحدٌ ما زالَ باثنين مغرما
على واحِدٍ مَا زَالَ باثْنَيْنِ مُغْرَمَا
رأى جسَدي وَالدَّمْعَ وَالقَلْبَ والحَشَى
فأضنَى وأفنى واسْتَمال وتيَّما
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا تطلُبنَّ القُوتَ من معشر
لا تطلُبنَّ القُوتَ من معشر
رقم القصيدة : 23565
-----------------------------------
لا تطلُبنَّ القُوتَ من معشر
ما عندهُم لطفٌ ولا رحمه
مَنْ لَيْسَ في لُحْمهُمُ فَضْلَة ً
فَلَيْسَ في فَضْلِهِمُ لَحْمَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ذا الَّذي يروي الحديـ
يا ذا الَّذي يروي الحديـ
رقم القصيدة : 23566
-----------------------------------
يا ذا الَّذي يروي الحديـ
ـثَ وَلَيْسَ يُرْوَى بالقديمِ
عِنْدِي مُدامُ نَهَارِها
عندي كَجَنَّاتِ النَّعيمِ
ولقدْ شربتُ حَبابَها
في عِقْدِ كَاسَاتِ النَّظيمِ
فانهض إليّ بهمَّة ٍ(25/414)
نخلي حَشَاكَ مِنَ الهُموم
أحلى مدامٍ قد طلبـ
ـتُ لشربها أحلى نديمِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> صبوتُ إلى الصَّبابة ِ والغرام
صبوتُ إلى الصَّبابة ِ والغرام
رقم القصيدة : 23567
-----------------------------------
صبوتُ إلى الصَّبابة ِ والغرام
ووَدَّعَ ناظري طيب المنامِ
وَسامَ القَلْبَ مِنْ أَولادِ سامٍ
غزالٌ طرفهُ مِن آل حَامِ
يريني المَوتَ في سيفٍ ورمحٍ
مُقيمٍ في اللَّواحِظِ والقَوامِ
جَعلتُ تَصبُّري عَنْهُ وَرائي
وَصيّرتُ الغَرامَ بِهِ أمامي
فَهَلْ لِي مُسْعِدٌ في الحُبِّ يَرْثي
لما ألقاه من ألمِ السقامِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مَنْ شَغَلْتُ بِهِ سِرِّي وأَوْهَامِي
يا مَنْ شَغَلْتُ بِهِ سِرِّي وأَوْهَامِي
رقم القصيدة : 23568
-----------------------------------
يا مَنْ شَغَلْتُ بِهِ سِرِّي وأَوْهَامِي
ومَنْ لمغناهُ إنجادي وإتهامي
وَمَنْ ألفتُ رضاهُ الرَّحْبَ جانبهُ
وَفُزْتُ مِنْهُ بِإحْسَانٍ وإنْعَامِ
لم أنسَ أقدامكَ اللاتي سعتْ وَمَشَتْ
بهن حيناً على العلياءِ أقدامي
وحسنَ أيامكَ الغُرِّ التي حَسُنتْ
بها ليالي من دهري وأيامي
فما المدارسُ حَتَّى كَدَّرتْ نَهْلاً
وَرَدْتُهُ صافِياً مِنْ بَحْرِكَ الطامي
وغيرتَ خلقاً ما زالَ يمنحني
بضاحكٍ مِنْ ثنايا الودِّ بسامِ
كنْ كيفَ شِئْتَ فداكَ الناسُ كُلهُمُ
فالنّاسُ كُلُّهُمُ في ظِلّكَ السَّامِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إمنعْ جفونك أن تريق دمي
إمنعْ جفونك أن تريق دمي
رقم القصيدة : 23569
-----------------------------------
إمنعْ جفونك أن تريق دمي
إن الجفونَ مظنة ُ التهمِ
وأبِنْ جَبينكَ تَتَّضِحْ طُرُقي
وأمطْ لثامكَ تنكشفْ ظلمي
يا رَوْضَة ً أَجْنِي أَزَاهِرَها
باللحظِ لا بيدي ولا بفمي
مالي حُرمْتُ لذيذَ وَصْلِكَ في
أيامِ هذي الأشهرِ الحُرمِ
لو أَنْ قُرْبَكَ يُبْتَغَى بِشِرا
بالغت فيه بأنفسِ القيمِ(25/415)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هذا الذي أنا قدْ سمحتُ لحبهِ
هذا الذي أنا قدْ سمحتُ لحبهِ
رقم القصيدة : 23570
-----------------------------------
هذا الذي أنا قدْ سمحتُ لحبهِ
كرماً بلؤلؤِ دمعي المتنظمِ
لا تَحْرِمُوني ضَمَّ أَسْمَرَ قَدِّه
لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنا كاسٌ فيَّ كِيسٌ
أنا كاسٌ فيَّ كِيسٌ
رقم القصيدة : 23571
-----------------------------------
أنا كاسٌ فيَّ كِيسٌ
لحديثٍ أو قديمِ
لما أزل في كفِّ ساقٍ
أو على ثَغْرِ نَديمِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنا من لطفِ مزاجي
أنا من لطفِ مزاجي
رقم القصيدة : 23572
-----------------------------------
أنا من لطفِ مزاجي
وَصَفَا رُوحِي وَجِسْمي
دائرٌ بَيْنَ النَّدامَى
والتِثامِ الثغرِ رَسْمِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا حبذا طيفكَ من قادمٍ
يا حبذا طيفكَ من قادمٍ
رقم القصيدة : 23573
-----------------------------------
يا حبذا طيفكَ من قادمٍ
يا أحسنَ العالم في العالمِ
طَيْفٌ تَجَلَّى نُورهُ ساطِعاً
حتى رأتهُ مقلة ُ النائمِ
يا غائباً يحكمُ في مُهْجَتي
عَليَّ طالتْ غَيْبَة ُ الحَاكِمِ
عارٌ على حسنكَ أن أشتكي
حظيَ مِنهُ أنَّهُ ظالمي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَمَلٌ سَعَيْتُ أَجدُّ في إتْمَامِهِ
أَمَلٌ سَعَيْتُ أَجدُّ في إتْمَامِهِ
رقم القصيدة : 23574
-----------------------------------
أَمَلٌ سَعَيْتُ أَجدُّ في إتْمَامِهِ
فعلامَ حل الدهرُ عقدَ نظامهِ
وإلَى مَتى َ يَسْعَى الزّمانُ لَنَقْضِ مَا
أسعى بكلِّ الجهدِ في إبرامهِ
وإذا الفتى قَعدتْ قَوائِمُ حَظّهِ
قام الردى مِن خلفهِ وأمامهِ
دام الوزير ممتعاً بخلوده
فدوامُ تشييدِ العلى بدوامهِ
السعد في أبوابه والأمنُ في
إقليمهِ والرزق في أقلامهِ
والشمسُ مَنْ قسماتهِ والجود في
تَقْسِيمِهِ والبرُّ في أَقْسامِهِ(25/416)
والبأس في يقظاته والحلم في
غفلاته والعلمُ ملءُ كلامهِ
والصدق في أقواله والحق في
افعالهِ والعدل في أحكامه
والله من حفائظه والنصر مِنْ
أعوانِهِ والدَّهْرُ مِنْ خُدَّامِهِ
مَلكتْ سَجيّتُه الجَميلَ بجيمهِ
وَبِمِيمِهِ وَبيائِهِ وبلامِهِ
جاءَ الكِرامُ بِبَدْءِ جُودِهم وَقدْ
جاءَ الوزيرُ بِبَدْئِهِ وَخِتَامِهِ
مُسْتَعْصِمٌ بالله في حَركاتِهِ
وسكونه وقعودهِ وقيامه
مغرى ً باعطاءِ المكارم حقها
في حال يقظته وحالِ منامه
ما بالُ حَظّي كُلَّما قَدَّمته
دفعته أيامي إلى إحجامهِ
أَأُذَلُّ في أيامِ مَنْ قد كان لي
ظنٌّ بنيلِ العزِّ في أيامهِ
حاشا الرياسة والسيادة والندى
حاشا الذي عودتُ من انعامهِ
يا ابْنَ العُلَى وأبا العُلى وأخا العُلى
وَمَنِ النُّجوم الزهُّرْ دُون مَقامِهِ
أيكون مِثْلي في الهَوَى مُتَظلّماً
يَشْكو الزّمانَ وأَنْتَ مِنْ حُكّامِهِ
أين المروؤة والقيام بحقِّ من
ألقى إليك ذمامهُ بزمامه
لا تحقرنَّ صغير قومٍ ربما
كبرت فضائله على أقوامه
تعس الشباب فما سعدت بشرخه
ولقد شقيت بظلمه وظلامه
أمكلفي ذنبَ الزمان وليس لي
ذَنْبٌ يُؤاخِذُني على إجْرَامِهِ
الرِّزْقُ أَحْقَرُ أَنْ أُضَيِّعَ مُدّتي
بالعذرِ عندَ سواكم وملامِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هَيْهَاتَ أَنْ يَسْخُو وَلَوْ بِسَلاَمِهِ
هَيْهَاتَ أَنْ يَسْخُو وَلَوْ بِسَلاَمِهِ
رقم القصيدة : 23575
-----------------------------------
هَيْهَاتَ أَنْ يَسْخُو وَلَوْ بِسَلاَمِهِ
من لم يزل للحربِ لابسَ لامهِ
متعرضٌ للعاشقين بلحظهِ
نظر الكمي إلى محط سهامهِ
قَمَرٌ جَنَيْتُ الوَرْدَ أَوْلَ بَدْئِهِ
وَجَنَى عَليّ الوَجْدُ عِنْدَ تَمَامِهِ
وألفتهُ مذ كان يألف مهدهُ
ورضعتُ ثديَ هواهُ قبلَ فطامه
تسديدُ أمري سد فيه بلثمة ٍ
وَقِوَامُ حَالِي ضَمَّ غُصْنَ قَوامِهِ
ومتيمٌ ذهب الغرامُ بحلمهِ
وجنت صبابته على أحلامهِ(25/417)
أَخَذَ الهَوَى بِيَمِينِهِ وَشِمَالِهِ
واغْتَالَهُ مِنْ خَلْفِهِ وأَمَامِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَوْ رَقَّ فُؤادُه على مُغْرَمِهْ
لَوْ رَقَّ فُؤادُه على مُغْرَمِهْ
رقم القصيدة : 23576
-----------------------------------
لَوْ رَقَّ فُؤادُه على مُغْرَمِهْ
ما ضنَّ بنظمِ الدُّرِّ مِنْ مبسمهْ
ما قصدي لثمه ولكن غرضي
إبلاغ حويجة ٍ له في فمهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لما سمعت بفضل جودكم
لما سمعت بفضل جودكم
رقم القصيدة : 23577
-----------------------------------
لما سمعت بفضل جودكم
وبما يرام من الندى َ منكم
وافيْتُ أطرقُ بابَ فَضْلِكُمُ
فَتَصَدَّقُوا دُفِع البلا عَنْكُمْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> العاذل قد عنف في الحب ولامْ
العاذل قد عنف في الحب ولامْ
رقم القصيدة : 23578
-----------------------------------
العاذل قد عنف في الحب ولامْ
مذ عاين قدْ بدا على خدك لامْ
يا بدر دجى ً قدمتّ في عشقتهِ
الهَجْرُ حَلالٌ مِنْكَ والوَصْلُ حَرامْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما ناح على الغصون في الدوحِ حمامْ
ما ناح على الغصون في الدوحِ حمامْ
رقم القصيدة : 23579
-----------------------------------
ما ناح على الغصون في الدوحِ حمامْ
إلا ولقيتُ مِنْكَ بالشَّوْقِ حِمَامْ
فارْحَمْ دَنِفاً قَدْ زَادَهُ البُعْدُ سِقامْ
لا يعرف مُذْ هجرتهُ طعمَ منامْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَذِي ثَنَايَا لم تَدَعْ عَاشِقاً
وَذِي ثَنَايَا لم تَدَعْ عَاشِقاً
رقم القصيدة : 23580
-----------------------------------
وَذِي ثَنَايَا لم تَدَعْ عَاشِقاً
إلا عصى في حبها من يلوم
كم بت أرعى في لمى ثغرها
وشيمة ُ العاشقِ رعيُ النجومْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَتّامَ حَظّي لَدَيْكَ حِرْمَانُ
حَتّامَ حَظّي لَدَيْكَ حِرْمَانُ
رقم القصيدة : 23581
-----------------------------------(25/418)
حَتّامَ حَظّي لَدَيْكَ حِرْمَانُ
وَكَمْ كَذَا جَفْوَة ٌ وَهِجْرَانُ
وأين ليالٍ مضتْ ونحنُ بها
أحبة في الهوى وجيرانُ
وأَيْنَ وِدٌّ عَهِدْتُ صِحَّتَهُ
وأين عهدٌ وأَيْنَ أَيْمانُ
أَعانَكَ الهَجْرُ والصُّدُودُ عَلى
قتلي ومالي عليكَ أعوانُ
يا غائباً عاتباً تطاول هـ
ذا الهجرُ هل للدنو إمكانُ
قَدْ رَضِيَ الدَّهْرُ والعواذِلُ
والحسادُ عنيِّ وأنتَ غضبانُ
فاسْلَمْ ولا تَلْتَفِتْ إلى مُهَجٍ
بها جوى ً قاتلٌ وأشجانُ
ونم خليا وقلْ كذا وكذا
مِنْ كُلّ ما أطْلعَتْ تِلمسان
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَنَحْوِيٍّ لَهُ نَغَمٌ
وَنَحْوِيٍّ لَهُ نَغَمٌ
رقم القصيدة : 23582
-----------------------------------
وَنَحْوِيٍّ لَهُ نَغَمٌ
يَحَارُ بِوَصْفِهِ الذِّهْنُ
فَيَا لِلَّهِ نَحْويّ
جميعُ حديثهِ لحنُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَمُقْرِىء ٌ طيِّبُ الألحانِ هَيَّج في
وَمُقْرِىء ٌ طيِّبُ الألحانِ هَيَّج في
رقم القصيدة : 23583
-----------------------------------
وَمُقْرِىء ٌ طيِّبُ الألحانِ هَيَّج في
قلبي غراماً بما من فيه يلحِّنهْ
يَمُوتُ في حُبِّهِ تلْميذُهُ كَلَفاً
لأَجْلِ ذاكَ إذَا وَافَى يُلقِّنُهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مُلْبِسِي مِنْ هَجْرِهِ ثَوْبَ الضَّنَى
مُلْبِسِي مِنْ هَجْرِهِ ثَوْبَ الضَّنَى
رقم القصيدة : 23584
-----------------------------------
مُلْبِسِي مِنْ هَجْرِهِ ثَوْبَ الضَّنَى
وَمذيب القَلْبَ حُزْناً وَعَنَا
فبمن أعطاك يا كل المنى
قامة ً تزري بأعطافِ القنا
ومحياً جلَّ مَنْ صورهُ
مُخجلَ البَدْرِ سَناءً وَسَنا
يا مليكَ الحسنِ كن لي محسناً
لا يراك الله إلا محسنا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا طائراً إذ طاح الحمامُ بهِ
يا طائراً إذ طاح الحمامُ بهِ
رقم القصيدة : 23585
-----------------------------------
يا طائراً إذ طاح الحمامُ بهِ(25/419)
هَيَّجْتَ لِلصبِّ يَوْمَ الحُزْنِ أَحْزَانَا
فَباتَ بالبانِ مَشْغُوفاً وَلَيْسَ بِهِ
شوقٍ إليه ولكن من حكى البانا
يا مُخْجِلَ الغُصْنِ إذْ يَهْتَزُّ ناعِمُهُ
لِيناً وَيُوسِعُ مَنْ نَهْواهُ إليانا
لو لاك ما هاجتِ الورقاء لي فنناً
وَلاَ أَرِقْتُ لِظَبْيٍ باتَ وَسْنانا
وَرُبَّ لَيْلٍ صَحِبْنا في دُجُنَّتِه
مِنَ الكواعب أقماراً وأغصانا
بِحَيْثُ نَلْثُم تُفَّاحَ الخُدودِ على
بانِ القُدودِ وَنَجْني مِنْهُ رُمَّانَا
بكلِّ صافٍ لدى صافٍ يريك على
لجينهِ مِنْ سقيطِ النَّورِ عقيانَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لاَ طَلّ صَوْبَ الغوادِي سَاحَتِي قَطْنا
لاَ طَلّ صَوْبَ الغوادِي سَاحَتِي قَطْنا
رقم القصيدة : 23586
-----------------------------------
لاَ طَلّ صَوْبَ الغوادِي سَاحَتِي قَطْنا
وَلاَ رَعى الله مَنْ في أَرْضِها قطنا
ما أنصفوا الخضر الباني جارهم
لَمَّا أَرَادَ بِأَنْ يَنْقَضَّ حِينَ بَنَى
فاستطعما أهلها موسى وصاحبه
فلم يضيفوهما شيئاً فكيفَ لنا
هجاهم الله في القرآن فاهجهم
والعنهم الدَّهْرَ واشكرْ كل من لعنا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لو أن من أحبه
لو أن من أحبه
رقم القصيدة : 23587
-----------------------------------
لو أن من أحبه
قَرَّبَ مِنِّي بَدَنهْ
قربتُ شكراً للإله
ألفَ ألفَ بدنهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مالِكٌ قَدْ أَحَلَّ قَتْلِي بِرُمْحِ الـ
مالِكٌ قَدْ أَحَلَّ قَتْلِي بِرُمْحِ الـ
رقم القصيدة : 23588
-----------------------------------
مالِكٌ قَدْ أَحَلَّ قَتْلِي بِرُمْحِ الـ
ـقدِّ مِنْهُ وراحَ قلبي طعينهْ
ليس يفتي سواهُ في قتلِ صبٍّ
كيف يفتي ومالكٌ في المدينهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وحياتكم في عزكمْ وهواني
وحياتكم في عزكمْ وهواني
رقم القصيدة : 23589
-----------------------------------
وحياتكم في عزكمْ وهواني
قسماً به الشَّاني يعظمُ شاني(25/420)
يَا سَاكِنِي نُعْمان ما عُرِفَ الهَوَى
لَوْلاَكُمُ يَا سَاكِنِي نُعْمانِ
سلَّت ظباؤكم الظُّبي من أعينٍ
إنْسَانُهَا طِيبَ الكَرَى أَنْسَانِي
هَلاَّ رَعَيْنَ عُهُودَنا يَوْمَ النَّوَى
والرَّعْيُ مَنْسُوبٌ إلى الغِزْلانِ
وَبِمُهجَتِي وَسْنَانَ يَسْطُو قَدُّهْ
واللَّحْظُ مِنْهُ بِذَابِلٍ وَسْنَانِ
بالله يا أعطافهُ ونُهودَهُ
من أنبتَ الرُّمانَ في المرانِ
جمران مِنْ وجدي به وصدوده
جعلا دُمُوعِي فيه كالمرجانِ
وبوجنتيهِ وعارضيهِ بروق منْ
نظرتْ لواحظهُ لهُ مرجانِ
عَجَبِي لِثُعُبانٍ يَجُولُ عَلَى نَقَا
أَرْدَافِهِ في الحُبِّ كَيْفَ حَوَانِي
ولعاذلي وقدْ بدا في خده
مِنْ خَطِّهِ لاَمَانِ لِمْ لاَمَانِي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا سَاكِناً قَلْبِي المُعَنَّى
يَا سَاكِناً قَلْبِي المُعَنَّى
رقم القصيدة : 23590
-----------------------------------
يَا سَاكِناً قَلْبِي المُعَنَّى
وَلَيْسَ فيه سِوَاه ثَانِي
لأي معنى كسرتَ قلبي
وَمَا التَقَى فيهِ ساكِنَانِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَدْ تَعَشَّقْتُ خِلاَفيّـ
قَدْ تَعَشَّقْتُ خِلاَفيّـ
رقم القصيدة : 23591
-----------------------------------
قَدْ تَعَشَّقْتُ خِلاَفيّـ
ـاً وفيهِ معاني
كلما جادلني العا
ذِلُ فيهِ ولَحاني
جئته من عارضيه
بِدَلِيلِ الدَّوَرانِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا تعتقدوا عذارُهُ الفَتَّان
لا تعتقدوا عذارُهُ الفَتَّان
رقم القصيدة : 23592
-----------------------------------
لا تعتقدوا عذارُهُ الفَتَّان
قَدْ وَشَّحَ وَرْدَ الخَدِّ بالرَّيحان
ذا خالِقُهُ قد خظَّ في وجنته
لاماً كتبت بالقَلَمِ الرَّيحاني
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إنِّي لَفِي كَنْفِ مَوْلًى جُودُ راحَتِهِ
إنِّي لَفِي كَنْفِ مَوْلًى جُودُ راحَتِهِ
رقم القصيدة : 23593
-----------------------------------(25/421)
إنِّي لَفِي كَنْفِ مَوْلًى جُودُ راحَتِهِ
كَمْ رَاحَة ٍ وَصَلَتْ مِنْهُ لإنْسانِ
ما أسكتتني بالمعروفِ منهُ يدٌ
إلاّ وَسَرَّحَ تَسريحا بإحسانِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سمحت بيعاً لِمَملُوكٍ يُعانِدُني
سمحت بيعاً لِمَملُوكٍ يُعانِدُني
رقم القصيدة : 23594
-----------------------------------
سمحت بيعاً لِمَملُوكٍ يُعانِدُني
وَلَوْ تَعَدَّى عِنَادِي ما تَعَدَّاني
قَالُوا: أَيُنْسَبُ لِلْعِلاَنِ قُلْتَ لَهُمْ:
ما كُنْتُ بائِعَهُ لَوْ كَانَ عَلاَّني
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما ناحَ حمامُ الأيكِ في الأغضانِ
ما ناحَ حمامُ الأيكِ في الأغضانِ
رقم القصيدة : 23595
-----------------------------------
ما ناحَ حمامُ الأيكِ في الأغضانِ
إلاّ وتزايدتْ بكُم أشجاني
عُودُوا لِمُعَنًى هَجْركُمْ أَسْقَمَهُ
فالصَّبّ بِكمْ مُضنَى كئيبٌ عَاني
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يميناً بطيبِ شَبابِ الزَّمانِ
يميناً بطيبِ شَبابِ الزَّمانِ
رقم القصيدة : 23596
-----------------------------------
يميناً بطيبِ شَبابِ الزَّمانِ
غَداة َ الشبابِ وَنَيْلِ الأماني
وَبُرْدِ الشّبابِ وَبَرْدِ الشرابِ
وَوَصْلِ الكِعَابِ وَظِلِّ الأمانِ
وَرُوحِ الجِنَانِ وَرَاحِ الدّنَانِ
غَداة َ التَّعطُّفِ مِنْ خَيْزُرانِ
وَمَا رَقّ مِنْ نَسَماتِ الصَّبّا
وَمَا راقَ مِنْ نَغَماتِ المَثَاني
وَكُلْ رَشاً فاتِر المُقْلَتَيْنِ
تَكَوَّنَ بَدْراً عَلَى غِصْنِ بانِ
أَليّة بَرٍّ قَشيبِ العُلَى
رَحِيبِ الفناءِ خَصِيبِ المَجَاني
أبيّ الأباءِ وَفيِّ الوفاءِ
سَنِيّ السَّناءِ مُبينِ البَيَانِ
لأسعَى إلى المَجْدِ أسمو بِهِ
عَلَى رَوْقِ عَزٍّ مَكِينِ المَكانِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ
رقم القصيدة : 23597
-----------------------------------(25/422)
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ
الأَحْشَاءُ مِنْهُ مِنْ لاَعِجِ الحُزْنِ
هَبْه أَطال الملامَ فيكَ فهلْ
يَدْخُلُ ما قَالَ قطُّ في أُذْنِي
كم جهْدَ مَا تفعلُ المَواشِطُ فَي
وجهٍ قبيحٍ من آلة ِ الحُسْنِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تَمَشَّى بِصَحْنِ الجامِعِ اليَوْمَ شادِنٌ
تَمَشَّى بِصَحْنِ الجامِعِ اليَوْمَ شادِنٌ
رقم القصيدة : 23598
-----------------------------------
تَمَشَّى بِصَحْنِ الجامِعِ اليَوْمَ شادِنٌ
عَلى قَدِّهِ أغصانُ بانِ النَّقا تُثْني
فَقُلْتُ وَقَد لاحتْ عليهِ حلاوة ٌ
أَلا فانْظُروا هَذي الحَلاَوَة ُ في الصَّحْنِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أعزَّ اللهُ أنصارَ العُيونِ
أعزَّ اللهُ أنصارَ العُيونِ
رقم القصيدة : 23599
-----------------------------------
أعزَّ اللهُ أنصارَ العُيونِ
وَخَلَّدَ ملكَ هَاتيكَ الجُفونِ
وضاعفَ الفُتُورِ لَهاَ اقتِداراً
وَجَدَّد نِعْمَة َ الحُسنِ المَصونِ
وأبقى دولة الأعطافِ فِينَا
وإنْ جَارَتْ على قَلْبِي الطَّعِينِ
وأَسْبَغَ ظِلَّ ذَاكَ الشَّعْرِ مِنْهُ
عَلَى قَدٍّ بهِ هَيَفُ الغُصونِ
وَصَانَ حِجَابَ هَاتِيكَ الثَّنَايا
وإن ثنَتِ الفُؤَادَ إلَى الشُّجونِ
فَكَمْ في الحُبّ مِنْ تِلْكَ المعاني
وإنْ جَعَلتْ دُمُوعي كالمَعينِ
حَملتُ تَسهُّدي والشّيْبُ هَذا
عَلى رأسي وَذَاكَ على عُيُوني
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إنْ تَبدُّوا أَوْ تَثنُّوا
إنْ تَبدُّوا أَوْ تَثنُّوا
رقم القصيدة : 23600
-----------------------------------
إنْ تَبدُّوا أَوْ تَثنُّوا
فبُدورٌ في غُصونِ
أو رَنوْا ظَبْي كِناسٍ
أو سطو ليثَ عرينِ
مزجوا الوصل بهجرٍ
لمنايا ومُنونِ
ولكم بالهجرِ أجروا
لعيونٍ مِنْ عُيوني
حُبُّهُمْ رُوحي وَرَاحِي
وهو دُنياي وديني
أَنَا لاَ أَسْمَعُ عَذْلاً
فيهمُ إنْ عذولوني
الأماني خبَّرتني
براهم عنْ يقينِ
إنهمْ عَرَبٌ كرامٌ(25/423)
في هواهم يُنصفُوني
كَمْ أَضلُّوني بِشَعْرٍ
وَهَدُوني بِجَبينِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَانَ بِعَيْنَيْنِ فَلمَّا طَغَى
كَانَ بِعَيْنَيْنِ فَلمَّا طَغَى
رقم القصيدة : 23601
-----------------------------------
كَانَ بِعَيْنَيْنِ فَلمَّا طَغَى
بِسِحْرِهِ رُدّ إلَى عَيْنِ
وذاكَ مِنْ لطفٍ لعشاقهِ
مَا يَضْرِبُ الله بِسَيْفَيْنِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كأنني واللَّواحي في محبَّتِهِ
كأنني واللَّواحي في محبَّتِهِ
رقم القصيدة : 23602
-----------------------------------
كأنني واللَّواحي في محبَّتِهِ
في يومِ صفين قدْ قُمنا بصفّينِ
وكيفَ يطلبُ صُلحاً أو مُوافقة ً
ولحْظهُ بينَنَا يسعى بسيفينِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَيِّ غَزالاً سَلَّ مِنْ أَجْفَانِهِ
حَيِّ غَزالاً سَلَّ مِنْ أَجْفَانِهِ
رقم القصيدة : 23603
-----------------------------------
حَيِّ غَزالاً سَلَّ مِنْ أَجْفَانِهِ
غَضْباً غَدا يَقْتُلُ في أَجْفَانِهِ
فالسحرُ ما استنبطَ منْ لحَاظِهِ
والدُّرُّ ما ساتودعَ في مرجانِهِ
كمْ بتُّ أجني من جنى خدِّه
ورداً نما فوق غصون بانِهِ
حَيْثُ أَسُوغُ العَذْبَ مِنْ مَرْشِفِه
وأرشفُ الواضحَ منْ جُمانِهِ
منازلاً كنتُ بها مُصرِّفاً
أعنَّة َ اللَّهو لَدَى ميدانه
فيا رَعَى الله زَماناً قَدْ مَضَى
والعَيْشُ مَنْسُوبٌ لِذِي زَمَانِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مثلُ الغزالِ نظرة ً ولفتة ً
مثلُ الغزالِ نظرة ً ولفتة ً
رقم القصيدة : 23604
-----------------------------------
مثلُ الغزالِ نظرة ً ولفتة ً
مَنْ رآهُ مقبلاً ولا افْتتنْ
أَحْسَنُ خَلْقِ الله وَجْهاً وفماً
إنْ لَمْ يَكُنْ أَحقَّ بالحُسْنِ فَمَنْ
في جسمهِ وصُدغه وشكلهِ
الماءُ والخُضرة ُ والوجُهُ الحَسَنْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قاسَيْتُ بِكَ الغَرامَ والوَجْدَ سِنِينْ(25/424)
قاسَيْتُ بِكَ الغَرامَ والوَجْدَ سِنِينْ
رقم القصيدة : 23605
-----------------------------------
قاسَيْتُ بِكَ الغَرامَ والوَجْدَ سِنِينْ
ما بينَ بُكاءٍ وحنين وأنينْ
أُرْضِيكَ وَمَا تَزْدادُ إلاَ غَضَباً
الله كما أبلى بكَ القلبْ يعينْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَدْ أَصْبَحَ آخِرُ الهَوَى أَوَّلَهُ
قَدْ أَصْبَحَ آخِرُ الهَوَى أَوَّلَهُ
رقم القصيدة : 23606
-----------------------------------
قَدْ أَصْبَحَ آخِرُ الهَوَى أَوَّلَهُ
فالعَاذِلُ في هَوَاكَ مَالِي وَلهُ
بِالله عَلَيكَ خَلِّ ما أوَّلُهُ
وارحمْ دنْفاً حشو حشاه ولَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> الصبُّ بحبِّهِ عليهِ ولَهُ
الصبُّ بحبِّهِ عليهِ ولَهُ
رقم القصيدة : 23607
-----------------------------------
الصبُّ بحبِّهِ عليهِ ولَهُ
ولعاذلُ في هَواكَ ما لي ولَهُ
إيضاحُ غَرَامِهِ لَهُ تَكْمِلهُ
إن كانَ مفصَّل الهوى مُجمَلَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مَنْ أمرُ الغرام والقلبُ لَهُ
يا مَنْ أمرُ الغرام والقلبُ لَهُ
رقم القصيدة : 23608
-----------------------------------
يا مَنْ أمرُ الغرام والقلبُ لَهُ
قَدْ أَسْقَمَ جِسْمِي في هَواهُ وَلَهُ
كَمْ يَعْذِلني اللاَّئِمُ فيهِ سَفَهاً
اللائمُ في هواكَ مالِي ولَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كم قلتُ مُغالطاً لكي أسألَهُ
كم قلتُ مُغالطاً لكي أسألَهُ
رقم القصيدة : 23609
-----------------------------------
كم قلتُ مُغالطاً لكي أسألَهُ
بِالله دَمُ المُحِبِّ مَنْ حَلَّلَهُ
قتلي لكَ بالصُّدودِ من سبَّلهُ
مَنْ يَعذِلني عَلَيْكَ فالسَّبُّ لَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لُبُّ العاني بِصَدِّهِ بَلْبَلَهُ
لُبُّ العاني بِصَدِّهِ بَلْبَلَهُ
رقم القصيدة : 23610
-----------------------------------
لُبُّ العاني بِصَدِّهِ بَلْبَلَهُ(25/425)
والقَلْبُ بِنارِ هَجْرِهِ أَشْعَلَهُ
إنْ أَنْكَرَ وَجْدِي وَعَنا القَلْبُ بِهِ
هَا دمعي سائلٌ لكي يسألَهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ياللهِ يا ذا النُّفُورِ رقَّ على
ياللهِ يا ذا النُّفُورِ رقَّ على
رقم القصيدة : 23611
-----------------------------------
ياللهِ يا ذا النُّفُورِ رقَّ على
مُغرى الحشا في هَواكَ مُضناها
وعامل الله في مواصلتي
ما خَابَ عَبْدٌ يُعَامِلُ الله
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وما اسمٌ بلا جسمٍ وتُمْسِكُه يدٌ
وما اسمٌ بلا جسمٍ وتُمْسِكُه يدٌ
رقم القصيدة : 23612
-----------------------------------
وما اسمٌ بلا جسمٍ وتُمْسِكُه يدٌ
وأَحْقَرُ شَيْءٍ فيهِ أَشْرَفُ ما فيهِ
يُقابِلُهُ بالكَسْرِ مَنْ رَامَ جَبْرَهُ
وَيُضْعِفُه بالضَّرْبِ حِينَ يُقوِّيهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أسرعْ وسِرْ طالب المعالي
أسرعْ وسِرْ طالب المعالي
رقم القصيدة : 23613
-----------------------------------
أسرعْ وسِرْ طالب المعالي
بكلِّ وادٍ وكلّ مَهمَهْ
وإنْ لَحَى عَاذِلٌ جَهولٌ
فقلْ لهُ يا عذولُ مهْ مَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا مَنْ غَدَتِ القُلُوبُ في طَوْعِ يَدَيْهْ
يَا مَنْ غَدَتِ القُلُوبُ في طَوْعِ يَدَيْهْ
رقم القصيدة : 23614
-----------------------------------
يَا مَنْ غَدَتِ القُلُوبُ في طَوْعِ يَدَيْهْ
ذا صبُّكَ كمْ تهدي تجنيكَ إليهْ
عذلٌ وتسهُّدٌ ووجدٌ وقِلى
مَا تَمَّ عَلَى العُشّاقِ مَا تَمَّ عَليهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما بينْ هجركَ والنَّوى
ما بينْ هجركَ والنَّوى
رقم القصيدة : 23615
-----------------------------------
ما بينْ هجركَ والنَّوى
قَدْ ذُبْتُ فِيكَ مِنَ الجَوَى
يَا فَاتِني بِمَعَاطِفٍ
سَجَدَتْ لَهَا قُضُبُ اللِّوَى
وحياة وجهكَ لا سلا
عَنْكَ المُحِبُّ وَلاَ نَوَى
يا مَنْ حَكَى بقوامِهِ
قدَّ القضيبِ مُذُ التوى(25/426)
ما أَنْتَ عِنْدِي والقَضيـ
ـبُ اللَّدْنُ في حدٍّ سِوى
ها ذاكَ حرَّكَهُ الهَوا
ءُ وأنتَ حرَّكْتَ الهَوى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لمْ أنسهُ لمَّا أتى مُقبلاً
لمْ أنسهُ لمَّا أتى مُقبلاً
رقم القصيدة : 23616
-----------------------------------
لمْ أنسهُ لمَّا أتى مُقبلاً
أَوْلاَنِيَ الوَصْلَ وَمَا أَلْوَى
وقعتُ بالرَّشفِ على ثغرِهِ
وقعَ المساطيلِ على الحَلوَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَنَا سَكْرَة ٌ مِنْ خَمْرِ مُقْلَتِكَ النَّشْوَى
لَنَا سَكْرَة ٌ مِنْ خَمْرِ مُقْلَتِكَ النَّشْوَى
رقم القصيدة : 23617
-----------------------------------
لَنَا سَكْرَة ٌ مِنْ خَمْرِ مُقْلَتِكَ النَّشْوَى
تحوذُ على ضعفِ العُقولِ فلا تقوى
بها العقلُ معقولٌ وحَالي تحوَّلتْ
ومالَكَ مِنْ مَنٍّ فسل لَهُ سَلوى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِجَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِ
جَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِجَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِ
رقم القصيدة : 23618
-----------------------------------
جَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِجَرَحْتَ فُؤَادَ المُسْتَهَامِ فداوِهِ
وَمَاثِلْهُ في حِفْظِ الوِدَادِ وَسَاوِهِ
وأَوْصِ بِهِ ضَعْفَ الجُفُونِ فإنَّهُ
يُقاوي من العُشاقِ مَنْ لَمْ يُقاوِهِ
غَرِيبُ هَوى ً يَأْوي إلى الوَجْدِ قَلْبُهُ
فأَنْزِلْهُ في مَغْنَى رِضَاكَ وآوِهِ
وَبي مَبْسَمٌ أَلمى فُتِنْتُ بِمِيمِهِ
غراماً وصُدغٍ قدْ فُتنتُ بواوِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رأى رُضاباً عَنْ تسليّـ
رأى رُضاباً عَنْ تسليّـ
رقم القصيدة : 23619
-----------------------------------
رأى رُضاباً عَنْ تسليّـ
ـه أُولو العِشْقِ سَلْو
ما ذاقَهُ وَشَاقَهُ
هذا وَمَا كَيْفَ وَلَو
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> جلا ثغراً وأطلَع لي ثنايا(25/427)
جلا ثغراً وأطلَع لي ثنايا
رقم القصيدة : 23620
-----------------------------------
جلا ثغراً وأطلَع لي ثنايا
يَسُوقُ إلى المُحبِّ بِهَا المَنَايَا
وأَنْشَدَ ثَغْرُهُ يَبْغِي افْتِخارا
أنا ابنُ جلا وطلاَّع الثَّنايا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا قلب صبراً لنارٍ
يا قلب صبراً لنارٍ
رقم القصيدة : 23621
-----------------------------------
يا قلب صبراً لنارٍ
كَوَتْكَ في الحُبِّ كَيَّا
هَيْهَاتَ تأْمَنُ مِنْهَا
وأنتَ طالبُ دُنيَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وخمريُّ الخُدودِ يُريدُ بُعدي
وخمريُّ الخُدودِ يُريدُ بُعدي
رقم القصيدة : 23622
-----------------------------------
وخمريُّ الخُدودِ يُريدُ بُعدي
وقلبي بالصُّدودِ كواهُ كيَّا
فَقَالَ الوَجْدُ يا نَارُ استَزِيدي
وَقَال الشَّوْقُ للأَجْفَانِ هَيَّا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> نَعم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا
نَعم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا
رقم القصيدة : 23623
-----------------------------------
نَعم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا
وقدْ حَمتْ عند حيّ ناديها
أُجِلُّها في الهَوَى وأُكْرِمُهَا
أنْ أمنحَ الودَّ غير ناديها
كَمْ راقني مِنْ رَبِيعِ أَرْبُعِها
زَاهِرها بَهْجَة ً وَزَاهِيها
تَهْدِي بِنَوَّارِ نَيِّرِها
سَائِر عُشَّاقِهَا وَسَارِيها
وكمْ بها من مصونة ٍ صُلنا
يَحْجبها غَيْرَها وَيَحْمِيها
نَمَّ بِهَا حُلْيها وَمَبْسَمُهَا
وطيبُ أنفاسِها ووانيها
نقصَ صبرُ المحبّ من ثمدٍ
ما كَحَّل الحُسنُ من معانيها
رَوْضَة ُ حُسْنٍ يُذيب مِنْ وَلهٍ
شادن قَلْب المُحبّ راعيها
ودوحة ٌ لَمْ تضُعْ روائحها
إلاَّ سقتْها عُيونُ غاديها
فمنْ يُجيرُ المُحبَّ من مُقبلٍ
عربدَ نشوانُها وصاحيها
ومن ثغورٍ دمعي الطليقُ بها
شَقيقُ ما افْتَرَّ مِنْ أَقاحِيها
ومنْ خدودٍ بالورد يانعة
إن لاح جانيهِ حَالَ جانيها
ومن قُدودٍ إذا انثنت هيَفاً(25/428)
أَفْرَدَهَا الحسنُ في تَثنِّيها
كَانَتْ تهابُ الخُدودَ أَدْمعُه
لَكِنْ عَلَيْها الهَوَى يُجرِّيها
صَبٌّ رَعَى نَفْسَهُ الغرامُ فما
حَجَّبه دُونها تَنَائِيهَا
حيثُ نياقُ السرورِسارية ٌ
بِهِ وَشَرْخُ الشبابِ حادِيها
وأَطْلقَ العَيْنَ حَيْثُما سَرَحَ الـ
ـحُسْنُ فَيَحْويهِ وَهْوَ يَحْوِيها
وراحَ في الحُبِّ من تعَشُّقها
يُسْخِطُ أَحْشَاءَهُ وَيُرْضِيها
ما شابَ فرعٌ له فيردَعُها
أَوْ شَانَ فَقْرٌ بِهِ فَيُثْنِيها
والنفسُ ما كَذبَ البعادُ لها
ما صدق القُربُ مِنْ أمانيها
فَلاَ هَجِيرَ لِلْهَجْرِ يَحْذَرُهُ
كلاَّ ولا قسوة يقاسيها
فيا لهُ عصرُ لذة ٍ بعُدتْ
منهُ ليالٍ لو كانَ يُدنيها
فدعْ وداعاً لأهل دارِ حِمى ً
واغنَ بدُنياك عنْ مغَانيهَا
واسْتَحْلِهَا مِنْ رِضَابِ سَائِغها
واستجلِهَا من رضابِ ساقيها
فَهي مُدامٌ كالتِّبْرِ إنْ مُزِجَتْ
أتت يآلائِها لآلِيها
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَنَا صَاحِبٌ لا يَرْعَوِي لِفَضِيلَة ٍ
لَنَا صَاحِبٌ لا يَرْعَوِي لِفَضِيلَة ٍ
رقم القصيدة : 23624
-----------------------------------
لَنَا صَاحِبٌ لا يَرْعَوِي لِفَضِيلَة ٍ
فليَ لهُ عقلٌ ولا لذويهِ
أَلَسْتَ تَرَى مِنْ عُظْمِ ما هُوَ جَاهِلٌ
يُحبُّ أبا بكرٍ ويطعنُ فيهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ يَسْعَى بِها
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ يَسْعَى بِها
رقم القصيدة : 23625
-----------------------------------
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ يَسْعَى بِها
صَفْرَاءَ تَحْكي فِعْلَ عَيْنَيْهْ
إنْ قِسْتُهُ بالشَّمْسِ في حُسْنِهِ
فالشَّمْسُ في قَبْضَة ِ كَفَّيْهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ومستترٍ منْ سَنَا وجههِ
ومستترٍ منْ سَنَا وجههِ
رقم القصيدة : 23626
-----------------------------------
ومستترٍ منْ سَنَا وجههِ
بشمسٍ لَهَا ذلكَ الصُّدغُ فيْ
كَوَى القَلْبَ مِنْي بِلاَمِ العِذَا(25/429)
رِ فَعَرَّفَني أَنَّها لامُ كَيْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَامَتْ حُرُوبُ الزَّهْرِ ما
قَامَتْ حُرُوبُ الزَّهْرِ ما
رقم القصيدة : 23627
-----------------------------------
قَامَتْ حُرُوبُ الزَّهْرِ ما
بينَ الرِّياضِ السُّندُسيَّهْ
وأتتْ جُيوشُ الآسِ تَغْـ
ـزو روضة َ الورد الجنيَّهْ
لكِنَّها كُسِرَتْ لأنَّ
الوردَ شوطتُهُ قويَّهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَمَرٌ يَجْلُو دُجَى الغَلَسِ
قَمَرٌ يَجْلُو دُجَى الغَلَسِ
رقم القصيدة : 23628
-----------------------------------
قَمَرٌ يَجْلُو دُجَى الغَلَسِ
بَهَرَ الأَبْصَارَ مُذْ ظَهَرا
آمنٌ منْ شبهة ِ الكلفِ
ذبت في جبيهِ بالكلف
لم يزل يسعى إلى تلفي
بركاب الدلِّ والصلف
آه لَوْلا أَعْيُنُ الحَرَسِ
نِلْتُ مِنْهُ الوَصْلَ مُقْتَدِرَا
يا أمير جارَ مذ وليا
كيف لا ترثي لمن بليا
فَبِثَغْرٍ مِنْكَ لِي جُلِيا
قَدْ حَلا طَعْماً وَقَدْ حَلِيا
وبما أوتيتَ مِنْ كيسٍ
جد فما أبقيت مصطبرا
لك خدّ يا أبا الفرج
زين بالتوريد والضرج
وَحَدِيثٍ عَاطِرِ الأَرَجِ
كم سبى قلبي بلا حرج
لو رآك الغصنُ لم يمسِ
أو رآك البدرُ البدر لاستترا
بَدْرُ تَمٍّ في الجَمَالِ سَنِي
وَلِهَذا لَقَّبُوهُ سَنِي
بمحيا باهرٍ حسن
قَدْ سَبَاني لِذَّة َ الوَسَنِ
هُوَ خَشْفِي وَهْوَ مُفْتَرسي
فَارْوِ عَنْ أُعْجُوبَتِي خَبِرا
فقت في الحسن البدور مَدا
يا مذيباً مهجتي كَمَدا
هَل تُرِيني لِلْجَفا أَمَدا
عجباً أن تبرئ الرمَدا
وَبِسُقْمِ النّاظِرينَ كُسِي
جَفْنُكَ السَّحَّارُ فانْكَسَرَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تهيم بدرٍ ثم ترجو له قربا
تهيم بدرٍ ثم ترجو له قربا
رقم القصيدة : 23629
-----------------------------------
تهيم بدرٍ ثم ترجو له قربا
لَعَمْرِي لَقَدْ حَاوَلْتَ مُمْتَنِعاً صَعْبا
إذا كنتَ تهوى البدرَ فاقنعْ بأنْ ترى
سَنَاهُ عَلَى بُعْدٍ وإلاَّ فَمُتْ كَرْبَا(25/430)
وإن لم يدعك الدمع فانظرْ جمالهُ
بِقَلْبِكَ إنْ أَبْقَى الغَرامُ لَكَ القَلْبَا
وإلاَّ فَيَكْفِيكَ الخَيالُ مُسلِّماً
وإن كنتَ من تجفو مضاجعهُ الجَنبا
وَكُنْ قانِعاً مِنْهُ وَحَسْبُكَ مَفْخَراً
بِأَنَّكَ تَضْحَى مُسْتَهَاماً بِهِ صَبّا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تُرى باجيرة َ الشعبِ
تُرى باجيرة َ الشعبِ
رقم القصيدة : 23630
-----------------------------------
تُرى باجيرة َ الشعبِ
يُسَرُّ بِوَصْلِكُمْ قَلْبِي؟
وتجْمَعُ بيننا دارٌ
عَلَى الأَكْرَامِ والرُّحْبِ
أُهَيْلَ الحَيِّ واعطَشِي
لِذَاكَ المَنْهَلِ العَذْبِ
ويا شوقِي إلى عيشٍ
مضى في ظِلهِ الرحبِ
وأَيَّامٍ بَلا عَتَبٍ
تقضَّت في ذرا عَتبِ
إذا ذُكِرَتْ لَيالِيهِ
تهيَّج لاعجُ القلبِ
ويحكى قلبُ عاشقهِ
حَديثَ نَسيمِهِ الرَّطْبِ
فغنِّ بِذِكْرِهَا سَعْدٌ
وأثْنِ مَعَاطِفَ الرَّكْبِ
ومحتجبٍ بمبتسمٍ
يمزق ظلمة الحجبِ
مِنَ الأَقْمَارِ مَنْزِلتا
هُ في طرفي وفي قلبي
وظبي نفار بالأسرارِ
يأنسُ ليسَ بالتّربِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا مُدَّعٍ أَنَّ الغَرامَ بِقَلْبِهِ
يا مُدَّعٍ أَنَّ الغَرامَ بِقَلْبِهِ
رقم القصيدة : 23631
-----------------------------------
يا مُدَّعٍ أَنَّ الغَرامَ بِقَلْبِهِ
أَفْنَى تَجلُّدَهُ وَطَارَ بِلبِّهِ
مَنْ كَانَ في دَعْوَى المحَبَّة صَادِقاً
أَخْفَى الحَبيبَ وَلَنْ يَبُوحَ بِحبِّه
أيروم وصل محجبٍ من دونه
بِيضٌ تُسَلُّ بأَسْودٍ مِنْ هُدْبهِ
هِيهاتَ مُتْ كَمداً بِمَا قَدْ ضَمَّ
منكَ الحشا واخفِ الهوى أو ذع بهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بَعَثْتُ إلَيْكَ ما يَجْلِيكَ ثَغْراً
بَعَثْتُ إلَيْكَ ما يَجْلِيكَ ثَغْراً
رقم القصيدة : 23632
-----------------------------------
بَعَثْتُ إلَيْكَ ما يَجْلِيكَ ثَغْراً
وَلَفْظاً إذْ تَهَنَّى بالرَّغَائِبْ
ولستبقانعٍ إن لم تزرني
لأني لست آمل بالرغائِبْ(25/431)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا من هجر المحب من غيرِ سببْ
يا من هجر المحب من غيرِ سببْ
رقم القصيدة : 23633
-----------------------------------
يا من هجر المحب من غيرِ سببْ
واستبدلَ بالوصلِ صدوداً وغضبْ
إن مت من الهجر فما ذاك عجب
بل إن سلمت روحي فهذاك عجبْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَلقٌ يَحنُّ إلى الأُجيْرِعِ قَلْبهُ
قَلقٌ يَحنُّ إلى الأُجيْرِعِ قَلْبهُ
رقم القصيدة : 23634
-----------------------------------
قَلقٌ يَحنُّ إلى الأُجيْرِعِ قَلْبهُ
وَتشُوقهُ مِنْ حُبّه هَضبَاتُهُ
أخفى الهوى فخفاهُ دمعُ جفونهِ
والحبُّ تظهر سرهُ آياتهُ
صبٌّ يجنُّ بحيِّ أهلِ ودادهِ
ويلذّ فيهم حيفه ومماتهُ
ما قَيْسُ قَيْسٌ في الغرامِ بِهِ وَلاَ
عبرتْ بطرفِ كثيرٍ عبراتهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> غَنينَا بِه عَن كُلّ لَهْوٍ وَلذّة ٍ
غَنينَا بِه عَن كُلّ لَهْوٍ وَلذّة ٍ
رقم القصيدة : 23635
-----------------------------------
غَنينَا بِه عَن كُلّ لَهْوٍ وَلذّة ٍ
وَقَدْ كَمُلَتْ أَوْصَافهُ وَنعُوتهُ
فَمَنْ صَدَّ عَنّا حَسْبهُ الصَّدُّ والقِلَى
ومن فاتنا يكفيه أنا نفوتهُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ماست فقيل هي القضيب الأميدُ
ماست فقيل هي القضيب الأميدُ
رقم القصيدة : 23636
-----------------------------------
ماست فقيل هي القضيب الأميدُ
ورنت فقيل هي الغزال الأغيدُ
ورأت بديع جمالها فتبسمتْ
عن لؤلؤٍ بمثاله تتقلدُ
بَيْضاءُ رَوْضُ الحُسْنِ فيها أَخْضَرٌ
وَمَدامِعي حُمْرٌ وَعَيْشي أسْوَدُ
فعلت السيوف السحر من أجفانها
ما يفعلُ الهنديُّ وهوَ مجردُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عِذَارُكَ مِنْ نَدّ يَجلُّ عَنِ النِدّ
عِذَارُكَ مِنْ نَدّ يَجلُّ عَنِ النِدّ
رقم القصيدة : 23637
-----------------------------------
عِذَارُكَ مِنْ نَدّ يَجلُّ عَنِ النِدّ
وريقك شهدٌ لا كرامة للشهدِ(25/432)
ولحظك سيفٌ كيفَ أصبح قاطعاً
وليس له والله في الحسن من حدِّ
حبيبي شرفني بكتبك مُنعماً
فَقَدْ حَسُنَتْ شَرْعاً مُكَاتَبَة ُ العَبْدِ
رَعَى الله بَدْراً زَار مِنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ
سَأَشْكُرُ مَحْبُوباً يَزُورُ بِلا وَعْدِ
وَيُصْبِحُ للإخْلاَصِ قَلْبِي تالياً
ويمسي لساني تالياً سورة َ الحمدِ
ولله جيرانٌ على أيمن الحمى
لهم أبداً مني حنوٌّ على بدي
لقد حملت ريحُ الصبا من ديارهم
أَحَادِيثَ تَرْويهنّ عَنْ عَذَبِ الرَّنْدِ
فَأَهْدَتْ إلى قَلْبي سُرُوراً عَلى النَّوى
فيا حُسْنَ ما تُمْلي وَيَا طِيبَ ما تُهْدِي
أيا سادة ً ملّوا فَمِلْتُ إليهم
وخانوا ولي قلبٌ مقيم على العهدِ
ترى يسمح الدَّهرُ الضنين بقربكم
وأحظى بكم يا جيرة العلمِ الفردِ
إذا لم يكن لي عندكم يا احبتي
مَحَلٌّ وَلاَ قَدْرٌ فإنّ لَكُمْ عِنْدي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> شَكَوْتُ إلى الحَبِيبَة ِ ما أُلاقي
شَكَوْتُ إلى الحَبِيبَة ِ ما أُلاقي
رقم القصيدة : 23638
-----------------------------------
شَكَوْتُ إلى الحَبِيبَة ِ ما أُلاقي
لِسُوءِ الحَظّ مِنْ أَلمِ البُعادِ
فَقالتْ إنّ حَظّكَ مِثْلُ عَيْنِي
فقلت نعم ولكن في السَّواد
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أنفقتُ كنز مدائحي في ثغرهِ
أنفقتُ كنز مدائحي في ثغرهِ
رقم القصيدة : 23639
-----------------------------------
أنفقتُ كنز مدائحي في ثغرهِ
وجمعت فيه كل معنى ً شاردِ
وطلبتُ منهُ جَزَاءَ ذَلِكَ قُبْلة ً
فأبى وراح تغزُّلي في الباردِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَعِبْتُ بالشَّطَرَنْجِ مَع شادنٍ
لَعِبْتُ بالشَّطَرَنْجِ مَع شادنٍ
رقم القصيدة : 23640
-----------------------------------
لَعِبْتُ بالشَّطَرَنْجِ مَع شادنٍ
رَشاقَة ُ الأَغْصانِ مِنْ قَدّهِ
أَحُلُّ عَقْدَ البَنْدِ مِنْ خَصْرِهِ
وأَلثُمُ الشّامَاتِ مِنْ خَدّهِ(25/433)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا ثَغْرَهُ المَحْمِيَّ مِنْه بِنَابِلٍ
يا ثَغْرَهُ المَحْمِيَّ مِنْه بِنَابِلٍ
رقم القصيدة : 23641
-----------------------------------
يا ثَغْرَهُ المَحْمِيَّ مِنْه بِنَابِلٍ
ٍمن طرفه وبسائفٍ من خدهِ
وبمترف منْ صدغهِ وبناصرٍ
من خاله وبعامل من قدهِ
أرْفُقْ بِمَا فَعَلَ الغَرامُ فَقَدْ أَتَى
حظُّ العذار موقعاً في ردهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ظَبْيٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ هَوى ً
ظَبْيٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ هَوى ً
رقم القصيدة : 23642
-----------------------------------
ظَبْيٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ هَوى ً
قَدْ حَكَمَ الله بِتَخْليدِهِ
قلده الحسنَ الذي يشتهي
وهذه نسخة ُ تقليدهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مسكٌ وخمرٌ وبردْ
مسكٌ وخمرٌ وبردْ
رقم القصيدة : 23643
-----------------------------------
مسكٌ وخمرٌ وبردْ
رضا به لذا رفدْ
فلو رأى بدر الدجى
ضِيَاءَ خَدَّيْهِ سَجَدْ
والحسن لو أبصرهُ
لمات من فرطِ الحسدْ
يَقْتُلُ بِاللَّحْظِ وَمَا
عَلَيْهِ في ذَاكَ قَوَدْ
أُعِيذُهُ مِنْ نَاظِرِي
بقلْ هو الله أحدْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا من لجمالِ وجههِ البدرُ سَجدْ
يا من لجمالِ وجههِ البدرُ سَجدْ
رقم القصيدة : 23644
-----------------------------------
يا من لجمالِ وجههِ البدرُ سَجدْ
مَا تَرْحَمُ مَنْ يَرْحَمهُ كُلّ أَحَدْ
إن قيلَ بأنّ لي على الهجرِ جلَدْ
ما أن صدّقُوا قد قيل لِلّه وَلدْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَكَى وَجْهُهُ النَّقْدَينِ والجَوْهَرَ الذي
حَكَى وَجْهُهُ النَّقْدَينِ والجَوْهَرَ الذي
رقم القصيدة : 23645
-----------------------------------
حَكَى وَجْهُهُ النَّقْدَينِ والجَوْهَرَ الذي
بمنظَرهِ قلبُ الشَّجِي يَتلذَّذُ
لُجينٌ ثناياهُ عَقيقٌ شِفاهُه
وَخَدَّاهُ تِبْرٌ والعِذارُ زُمرُّدُ(25/434)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وكأنَّ سَوسَنَهَا سَبائِكُ فِضَّة ٍ
وكأنَّ سَوسَنَهَا سَبائِكُ فِضَّة ٍ
رقم القصيدة : 23646
-----------------------------------
وكأنَّ سَوسَنَهَا سَبائِكُ فِضَّة ٍ
وكأنَّ نرجِسَهَا عُيونٌ تنظُرُ
حَملتْ سُقوطَ الطلِّ مِنْهُ عُيونُهُ
فكأنَّها عن جوهرٍ تستعبرُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يومٌ تكاثف غيمُهُ فكأَنَّهُ
يومٌ تكاثف غيمُهُ فكأَنَّهُ
رقم القصيدة : 23647
-----------------------------------
يومٌ تكاثف غيمُهُ فكأَنَّهُ
دُونَ السَّماءِ دُخَانُ غَيْمٍ أَخْضَرِ
والطلُّ مثلُ برادة ٍ مِن فِضَّة ٍ
منثورة ٍ في تُربَة ٍ منْ عَنْبَرِ
والشَّمْسُ مِنْ خَلَلِ السَّحابِ كأنَّها
أمة ٌ تُعرِّضُ نفسها لِلمُشتَري
ولديَّ صِرْفُ مُدامة ٍمشمُولة ٍ
تَلْقَى الظَّلامَ بِوَجْهِ صُبْحٍ مُسْفِرِ
فَكأنَّها مِمَّا تُحبُّكَ أَقْسَمَتْ
أن لا تطيبَ لَنَا إذا لَمْ تحضُرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حتى مَتَى أنا صابرٌ يا هَاجِرُ
حتى مَتَى أنا صابرٌ يا هَاجِرُ
رقم القصيدة : 23648
-----------------------------------
حتى مَتَى أنا صابرٌ يا هَاجِرُ
أتَرَى لهذا الهَجْرِ عِنْدَ ك آخِرُ
ما كُنْتُ لَوْلاَ نَظْمُ ثَغْرِكَ ناظِماً
وبوصفِ ثغرِكَ صَحَّ أنِّي شاعِرُ
وَلَقَدْ عَلاَنِي لاحْمِرَارِ خُدُودِهِ
فرط اصفرارٍ حار منهُ الناظرُ
فاعْجَبْ لَهُ عَرَضاً يَقُومُ بِذَاتِهِ
إذْ لَيْسَ لِي جَسَدٌ بِسُقْمِيَ ظاهِرُ
قَلْبِي إلَيْكَ يَمِيلُ طَبْعاً في الهَوَى
فالام يثنيهِ العذول القاسرُ
ولقد عهدتُ النارَ شيمتها الهدى َ
وَبنارِ خَدِّكَ كُلُّ قَلْبٍ حَائِرُ
لا تَخْشَ مِنْ نَارٍ بِخَدِّكَ أُضْرِمَتْ
فالبدرُ للفلكِ الأثير مجاورُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أُقَلِّبُ قَلْبيَ شَوْقاً إليهِ
أُقَلِّبُ قَلْبيَ شَوْقاً إليهِ
رقم القصيدة : 23649
-----------------------------------(25/435)
أُقَلِّبُ قَلْبيَ شَوْقاً إليهِ
وأَذْرِي عَلَيْهِ دُمُوعاً غِزَارَا
وأَرْعَى الكَواكِبَ أَنَّى سَرَيْنَ
وأَرْقبُ بَدْرَ الدُّجَى حَيْثُ سَارَا
والغَيْتُ مِنْ نَاظِريَّ السُّهَادَ
وألقيتُ في القلب نوراً ونارا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أليكم خمركمْ عني مع الوتر
أليكم خمركمْ عني مع الوتر
رقم القصيدة : 23650
-----------------------------------
أليكم خمركمْ عني مع الوتر
ليس المدامة والألحانُ من وطري
فَما يعقرُّ سُرور عِنْدَ ذي حُزْنٍ
ولا يَسرُّ قَرارٌ عِنْدَ ذِي فِكَرِ
لو أن بالأفق ما لاقيت من حرقٍ
إذاً لَفَرَّقَ شَمْلَ الأنْجُمِ الزُّهْرِ
إن رمتموني نديماً فارفعوا كمدي
واستنجدوا جلدي واستوقفوا سهري
لا أَسْتَلِذُّ كؤوسَ الخَمْرِ دائرة ً
حَتّى أرَى كَأْسَ خَمْرِ الهَجْرِ لَمْ يَدُرِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَمْسَى الفُؤَادُ عَلَى تَلهُّبِ جَمْرِهِ
أَمْسَى الفُؤَادُ عَلَى تَلهُّبِ جَمْرِهِ
رقم القصيدة : 23651
-----------------------------------
أَمْسَى الفُؤَادُ عَلَى تَلهُّبِ جَمْرِهِ
كَلِفاً بِمَنْ فَتَنَ الأَنَامَ بِسِحْرِهِ
قَمَرٌ غَنِيتُ بِرِيقِهِ عَنْ قَرْقَفٍ
وكذا غنيت بنوره عن بدره
أَفْنَى الفُؤادُ بِحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ
فالعَاشِقُونَ بِأَسْرِهِمْ في أَسْرِهِ
فَكَأَنَّ ضَوْءَ الصُّبْحِ نُورُ جَبِينِهِ
وَكأَنَّ ظُلْمَة َ لَيْلِهِ مِنْ شَعْرِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قَمَرٌ رَأَيتُ الكَوْنَ ضَاءَ بِبِشْرهِ
قَمَرٌ رَأَيتُ الكَوْنَ ضَاءَ بِبِشْرهِ
رقم القصيدة : 23652
-----------------------------------
قَمَرٌ رَأَيتُ الكَوْنَ ضَاءَ بِبِشْرهِ
لَمَّا سَرَى حُسْناً وَضَاعَ بِنَشْرِهِ
ظَبْيٌ وَمَا لِلظّبْي لَفْتَة ُ جِيدِهِ
غُصْنٌ وَمَا لِلغُصْنِ دِقَّة ُ خَصْرِهِ
يبدو اعتدال قوامه في مثله
وتبينُ صحة ُ جفنه في كسرهِ(25/436)
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مليحٌ حكاه البدرُ عند طلوعه
مليحٌ حكاه البدرُ عند طلوعه
رقم القصيدة : 23653
-----------------------------------
مليحٌ حكاه البدرُ عند طلوعه
فلا سر أن يحكيه عند سراره
أَغَرُّ غِرَارُ الجَفْنِ مِنْهُ إذَا سَطا
جفا فيه جفنُ الصبِّ طيبُ غرارهِ
أبيت ولي جفنٌ غريق بمائهِ
عليهِ ولي قلبٌ حريقٌ بنارهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فديت مؤذناً تصبو إليه
فديت مؤذناً تصبو إليه
رقم القصيدة : 23654
-----------------------------------
فديت مؤذناً تصبو إليه
بجامعِ جلق منا النفوسُ
بطيرُ النسرُ من شوقٍ إليه
وَتَهْوَى أَنْ تُعَانِقَهُ العَرُوسُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> سَاقٍ يُريني قَلْبَهُ في الهَوَى
سَاقٍ يُريني قَلْبَهُ في الهَوَى
رقم القصيدة : 23655
-----------------------------------
سَاقٍ يُريني قَلْبَهُ في الهَوَى
قَساوة ً شَابَ لَها راسِي
وَلَيْسَ بِدْعاً ذَاكَ مِنْ مِثْلِهِ
فكلُّ ساقٍ قلبه قاسِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لَعَلَّ أَرَاكَ الحَيّ لَيْلاً أَرَاكَهُ
لَعَلَّ أَرَاكَ الحَيّ لَيْلاً أَرَاكَهُ
رقم القصيدة : 23656
-----------------------------------
لَعَلَّ أَرَاكَ الحَيّ لَيْلاً أَرَاكَهُ
وَمِيضُ سَناً مِنْ نَحْوِ طَيْبَة َ يَخْلُصُ
وإلاَّ فَمَا لِلرِّيحِ تَنْدَى ذُيُولُها
عَبيراً وَمَا بَالُ الرَّكائِبِ تَرْقُصُ
فما زال نورُ المصطفى لائحاً لنا
عَلَيْها وأَعْلاَمُ الحِمَى تَتَشخَّصُ
وَنَحْنُ إذا مَا قَدْ بَدَا عَلَمٌ غَدا
لنا مطربٌ من أجل ذاك ومرقصُ
وقالوا غداً ناتي ديار محمدٍ
فَقُلْتُ لَهُمْ هَذا الذي عَنْهُ أَفْحَصُ
أَنِيخُوا فَمَا بَالُ الرّكُوبِ وإنَّها
على الرَّأْسِ تَمْشِي أَوْ عَلَى العَيْنِ تَشْخُصُ
أَلَيْسَ الذي لَوْلاَهُ لَمْ يَنْجُ مُذْنِبٌ
ولا كان من نار الجحيم يخلصُ
نبي له آيات صدقٍ تبنيتْ
فكلٌ حسودٍ عندها يتنغصُ(25/437)
أغاث برحماهُ الغزالة َ إذْ شكتْ
وَكَانَ لَهَا في ذَاكَ غَوْثٌ وَمَخْلَصُ
نَبِيٌّ بِأَمْلاَكِ السَّماءِ مُؤيَّدٌ
وبِالمُعْجِزاتِ البيِّناتِ مُخَصَّصُ
وإن كلام الروحِ والضبِّ والعصا
وظبي الفلا أجلى دليلٍ وأخلصُ
وَفِي مَائِسِ الأَغْصَانِ إذْ عَادَ يانِعاً
له ضافياً ظلاً فلا يتقلصُ
حليمٌ كريمٌ للعفاة ِ كانهُ
من الحلم والجودِ الجزيلِ مشخصُ
فيا خاتمَ الرسلِ الكرامِ ومَنْ بِهِ
سوى أن قلبي في المحبة مخلصُ
إذَا صَحّ مِنْكَ القُرْبُ يا خَيْرَ مُرْسِلٍ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا
رقم القصيدة : 23657
-----------------------------------
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا
وتقبيلها الشافي لما في الأضالعِ
فَقَالَتْ تُرَى ماذا الذي كُنْتَ قانِعاً
بِهِ مِنْ هَوَانَا قُلْتُ مَقلوبَ قانعِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا أيها الصد الذي وجه العلى
يا أيها الصد الذي وجه العلى
رقم القصيدة : 23658
-----------------------------------
يا أيها الصد الذي وجه العلى
منه يزان بمنظرٍ مطبوعِ
لا تَعْتَقِدْ قَلْبي يُحبُّكَ وَحدَهُ
هَا قَدْ بَعَثْتُ لسيِّدي مَجْمُوعي
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إذا انتقدَ الدينارَ شبهتُ كفهُ
إذا انتقدَ الدينارَ شبهتُ كفهُ
رقم القصيدة : 23659
-----------------------------------
إذا انتقدَ الدينارَ شبهتُ كفهُ
لدى واضح الدينار في وضح الكفِّ
بنرجسة ٍ صفراءَ قدْ طلها الندى
يخاف عليها مجتنوها مِنَ القطفِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كَأَنَّ عُيُونَهَا لَمَّا استدَارتْ
كَأَنَّ عُيُونَهَا لَمَّا استدَارتْ
رقم القصيدة : 23660
-----------------------------------
كَأَنَّ عُيُونَهَا لَمَّا استدَارتْ
بِحَرْفِ الكأْسِ صَفّاً بَعْدَ صَفِّ
وَصَائِفُ حَوْلَ جَارِيَة ٍ عَرُوسٍ(25/438)
عَقَدْنَ ـ مَلاَحة ً ـ كَفاً بِكَفِّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> هَذَا العَقِيقُ فَمَا لِقَلْبِكَ يَخْفِقُ
هَذَا العَقِيقُ فَمَا لِقَلْبِكَ يَخْفِقُ
رقم القصيدة : 23661
-----------------------------------
هَذَا العَقِيقُ فَمَا لِقَلْبِكَ يَخْفِقُ
أَتَراهُ مِنْ طَربٍ إلَيْهِ يُصَفِّقُ
بانَتْ لَهُ بَانَاتُ سَلْعٍ فانْثَنَى
وبه إلى نسماتهنَّ تشوقُ
عَرِّجْ بِنَا عَنْ طِيبهنَّ فإنَّني
أجدُ الرقيبَ لعرفها يستنشقُ
وَبأَيْمَنِ الوادي غَزالٌ مَا بَدا
إلا ويبهرني هواهُ فأطرقُ
رشأٌ نضارة ُ وجههِ لم تبقِ لي
رمقاً فيا نظري إلى كم ترمق
تمضي لواحظنا إلى وجناته
إنْ لاحَ ماءُ شبابهِ المترقرقُ
قد دبَّ مخضرُّ- العذارِ بخده
إني ليعجبني القضيب المورقُ
إنْ قُلْتُ أَتْلَفَني هَواكَ يَقُولُ لِي
من ذا الذي ألجاك أنكَ تعشقُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما إن رأى روحي تحنُّ لقربهِ
ما إن رأى روحي تحنُّ لقربهِ
رقم القصيدة : 23662
-----------------------------------
ما إن رأى روحي تحنُّ لقربهِ
حتى تعجل بالبعادِ فراقها
تالله ما نظرتْ عيوني مذ نأى
أبداً سِواهُ مِنَ الأَنَامِ فَراقَها
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> أَتراهُ لَمَّا جَارَ في أَخْلاَقِهِ
أَتراهُ لَمَّا جَارَ في أَخْلاَقِهِ
رقم القصيدة : 23663
-----------------------------------
أَتراهُ لَمَّا جَارَ في أَخْلاَقِهِ
عَلِمَ الذي يجري على مُشْتَاقِهِ
ظَبِيٌ يَزِيدُ على الظُّبَى في فَتْكِها
وَعَلَى هِلاَلِ الأُفْقِ في إشْرَاقِهِ
كَمْ حَيّ صَبٌّ مُغْرَمٍ في حُبّهِ
ومحبهُ قد ماتَ في أشواقِهِ
أَسرَ القُلوبَ بأَسْرِهَا في حُبِّهِ
فالله يَحْفَظُهُ عَلَى عُشَّاقِهِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> عجباً وطرفكَ لِلدِّماءِ مُحلّلُ
عجباً وطرفكَ لِلدِّماءِ مُحلّلُ
رقم القصيدة : 23664
-----------------------------------(25/439)
عجباً وطرفكَ لِلدِّماءِ مُحلّلُ
لِدَوامِ دَولَتِكَ التي لا تَعْدِلُ
وإذا أَتَى خَطُّ العِذار مُجدّداً
لكَ في الولاية يا تُرى من يعزلُ
لامَ العَذُولُ على هَواكَ جَهالة ً
تَبّاً لَه أَعْلَى مِثَالِكَ يَعْذِلُ
فَعليه أَنْ يُبْدي المَلامة َ جاهِداً
وعلى المُحبِّ بِأَنَّهُ لا يَقْبَلُ
يا طَلْعَة َ القَمر الذي لا أَنْثَني
عن حُبِّهِ أبداً ولا أتبَدَّلُ
شَخِصَ الأنامُ إلى جَمَالِكَ وانْثَنُوا
عَنْهُ وَقَدْ أَثْنو عليه وأَجْملوا
فَحَدِيثُهُمْ عَنْ حُسْنِ وَجْهِكَ مُسْنَدٌ
وَحَديثُهُمْ عَنْ طيبِ ريقكَ مُرسَلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يا أَقْتَلَ الناسِ أَلْحاظاً وأَعْذَبَهُم
يا أَقْتَلَ الناسِ أَلْحاظاً وأَعْذَبَهُم
رقم القصيدة : 23665
-----------------------------------
يا أَقْتَلَ الناسِ أَلْحاظاً وأَعْذَبَهُم
رِيقاً مَتَى كَانَ فيكَ الصَّابُ والعَسَلُ
في صحن خدِّكَ وهي الشَّمسُ طالعة ٌ
وردٌ يزيدكَ فيهِ الرَّاحُ والخَجَلُ
إيمانُ حُبِّكَ في قَلبي تُجَدِّدُه
مِنْ خدِّك الكتبُ أو من لَحظِكَ الرُّسلُ
إن كنتَ تنكر أَنّي عبدُ دَولَتِكُم
مُرني بما شِئتَ آتيهِ وأمتَثِلُ
لَوِ اطَّلعْتَ على قلبي وَجَدْت بِهِ
مِنْ فِعْلِ عَيْنَيْكَ جُرْحاً لَيْس يَنْدَمِلُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> وَيَحْمَرُّ شَقِيقُهَا خَجَلاً
وَيَحْمَرُّ شَقِيقُهَا خَجَلاً
رقم القصيدة : 23666
-----------------------------------
وَيَحْمَرُّ شَقِيقُهَا خَجَلاً
ويصفرُّ بَهارُهَا وجَلاَ
وَيَبْدُو حُسْنُها خَضِراً
وَيَبْدو زَهْرُها خَضِلا
إذَا مَا الصَّبُّ شَاهَدَهُ
صَبَا واستأنفَ الغَزلا
وتحسبُ جنَّة َ الفردوْ
سِ عنهُ حُسنُهَا نُقِلا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لاَ وَلينِ المَعَاطِفِ المَيَّالَهْ
لاَ وَلينِ المَعَاطِفِ المَيَّالَهْ
رقم القصيدة : 23667
-----------------------------------(25/440)
لاَ وَلينِ المَعَاطِفِ المَيَّالَهْ
وَحبيبٍ حَكى الهلالُ جمالَهْ
ليسَ هتكُ المُحبِّ في الحبّ عاراً
حِينَ تَرْنُو اللواحِظُ القتَّالَهْ
وبروحي ظبيٌ أطاعَ فؤادي
وَجْدَهُ فِيهِ إذْ عَصَى عُذَّالَهْ
قَمَرٌ زادَهُ العِذَارُ جَمالاً
فلهذا أمسى بهِ بدرَ هالهْ
صنمٌ ناطقٌ هُداي غرامي
في هواهُ والعذْلُ عندي ظِلالَه
عبد النَّاسُ خالَهُ فأتتهُ
أنبياءٌ من صُدغِهِ برسالهْ
إن رنا مِنهُ طرفُه فغزالٌ
أو بدا منهُ وجُهُهُ فغزالَهْ
قالَ لمَّا دَنَا الرّحيلُ وفاضتْ
مِن جُفوني سَوَابِقُ الدَّمْعِ، مَاله؟
أرتراهُ بِمَا ألاقيهِ غرٌّ
أَمْ دَرَى ما أَجنُّه وَتَبالَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تعدَّ عنِ الغَرامِ فلستَ تقوى
تعدَّ عنِ الغَرامِ فلستَ تقوى
رقم القصيدة : 23668
-----------------------------------
تعدَّ عنِ الغَرامِ فلستَ تقوى
على ما فيهِ مِنْ كمدِ وذلِّ
فَكَمْ مِنْ مُغْرَمٍ قَدْ مَاتَ عِشْقاً
بمنْ تعني ولمْ يظفرْ بدلِّ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> كُنَّا حُروفاً عالياتٍ لمْ نُقلْ
كُنَّا حُروفاً عالياتٍ لمْ نُقلْ
رقم القصيدة : 23669
-----------------------------------
كُنَّا حُروفاً عالياتٍ لمْ نُقلْ
مُتعلِّقاتٍ في ذُرَى أعلى القُلَلْ
أَنَا أَنْتَ فيهِ وَنَحنُ أَنْتَ وأَنْتَ هُوْ
والكلُّ في هو هُوْ فَسلْ عَمَّنْ وَصَلْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بأبي أهيفٌ لَدنٌ قدُّهُ
بأبي أهيفٌ لَدنٌ قدُّهُ
رقم القصيدة : 23670
-----------------------------------
بأبي أهيفٌ لَدنٌ قدُّهُ
قامَ يسعى للنَّدامى بالمُدامة ِ
جَاءَ بالكأسِ وَفي وَجْنَتِهِ
شامة ٌ مِنْ أجلها قُلنا بشامَهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لاَعَبْتُ بالخَاتَمِ إنْسَانَة ً
لاَعَبْتُ بالخَاتَمِ إنْسَانَة ً
رقم القصيدة : 23671
-----------------------------------
لاَعَبْتُ بالخَاتَمِ إنْسَانَة ً(25/441)
كالبدرِ في جُنحِ الدُّجى الفاحِمِ
حتّى إذا ما رُمْتُ أخذي لَهُ
مِنَ البَنَانِ التَّرفِ النَّاعِمِ
خَبَّتهُ في فيهَا فَقُلْتُ انْظُروا
قدْ خبَّت الخاتم بالخاتمِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لا أُجازِي حَبيبَ قَلْبِي بِظُلْمِهْ
لا أُجازِي حَبيبَ قَلْبِي بِظُلْمِهْ
رقم القصيدة : 23672
-----------------------------------
لا أُجازِي حَبيبَ قَلْبِي بِظُلْمِهْ
أَنَا أَحْنَى عَلَيْهِ مِنْ قَلْبِ أَمِّهْ
جورهُ مثلَ عدلهِ عندَ َمنْ يهـ
ـواهُ مِثْلِي وَظُلْمُهُ مِثْلُ ظِلْمِهْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> مَا رَأَيْنَا ضَرْبَة ً مِنْ صَارِمٍ
مَا رَأَيْنَا ضَرْبَة ً مِنْ صَارِمٍ
رقم القصيدة : 23673
-----------------------------------
مَا رَأَيْنَا ضَرْبَة ً مِنْ صَارِمٍ
يومَ حربٍ نكست ألف عَلم
بَلْ رَأَيْنا مَشقَّة ً مِن كاتِبٍ
في سِجِلٍّ كَسَرَتْ أَلفَ قَلَمْ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> فَغَدا كُلُّ مُحبٍّ في الهَوَى
فَغَدا كُلُّ مُحبٍّ في الهَوَى
رقم القصيدة : 23674
-----------------------------------
فَغَدا كُلُّ مُحبٍّ في الهَوَى
ولهُ قلبٌ مِنَ الوجدِ طعينُ
يا لَهُ مَعْرِكُ حَرْبٍ عَجب
كُسِرت فانتصرتْ فيهِ الجُفونُ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> إنْ شَكَوْنا لَهُ ظَمانا وَجَدْنا
إنْ شَكَوْنا لَهُ ظَمانا وَجَدْنا
رقم القصيدة : 23675
-----------------------------------
إنْ شَكَوْنا لَهُ ظَمانا وَجَدْنا
مِنهُ بالري للحديثِ ضَمانَا
ما سبانا لينُ المعَاطف منهُ
مُذْ تَثنَّى إلا وَقَدْ مَاسَ بَانَا
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> يَا مَنْ إذَا وَعَدَ الوِصَالَ لِمُغْرَمٍ
يَا مَنْ إذَا وَعَدَ الوِصَالَ لِمُغْرَمٍ
رقم القصيدة : 23676
-----------------------------------
يَا مَنْ إذَا وَعَدَ الوِصَالَ لِمُغْرَمٍ
يلوي ويقني موضعَ الهجرانِ
لا تظهرنَّ ليَ الودادَ تكلُّفاً(25/442)
مَا الآلُ مِثْلُ الماءِ لِلظَمآنِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> بَدويٌّ كَمْ جَدَّلت مُقلتَاهُ
بَدويٌّ كَمْ جَدَّلت مُقلتَاهُ
رقم القصيدة : 23677
-----------------------------------
بَدويٌّ كَمْ جَدَّلت مُقلتَاهُ
عَاشِقاً في مقاتِلِ الفُرْسانِ
ذو محياً يصيحُ يا لِهلالٍ
وَلِحاظٍ تَقُول يا لِسنانِ
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> ما بينَ هجرِكَ والنَّوى
ما بينَ هجرِكَ والنَّوى
رقم القصيدة : 23678
-----------------------------------
ما بينَ هجرِكَ والنَّوى
قَدْ ذُبْتُ مِنْ أَلَمِ الجَوى
وحياة ِ حُبِّك لا سلا
قلبُ المُحبِّ ولا نَوى
يا مَنْ حَكَى بقوامِهِ
قدَّ القضيبِ مُذُ التوى
لِي ناظِرٌ ظامٍ إلى
لُقياكَ بالدَّمْعِ ارتوى
يا أحوراً عُلِّقتُهُ
أحوى لرقِّي قدْ حَوَى
يَا فَاتِنِي بِمَعَاطِفٍ
سَجدتْ لَها قُضُبُ اللِّوَى
كمْ لي ديونٌ عِندَ صُدْ
غكَ قدْ لَواهَا والتَوى
من قاسَ قدّكَ بالقضيـ
ـبِ رشاقة ً فَلقدْ غَوَى
ما أَنْتَ عِنْدي والقَضِيبُ اللَّـ
ـدْنُ في حَدِّ سَوَى
هذاكَ حَرَّكه الهَوَا
ءُ وأنتَ حَرَّكتَ الهَوى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> لو كنتُ فينا ولِهاً مغرماً
لو كنتُ فينا ولِهاً مغرماً
رقم القصيدة : 23679
-----------------------------------
لو كنتُ فينا ولِهاً مغرماً
شُغِلْتَ بالحُبّ عَنِ الشَّكْوَى
حَتَّى تَرَى أَيْسَر ما نَلْتَقِي
أَعْظَمَ ما تَحْكِي مِنَ البَلْوَى
ما عزَّ صبُّ قطُّ في صبوة ٍ
إلاَّ إذَا ذَلَّ لِمَنْ يَهْوَى
العصر العباسي >> الشاب الظريف >> قامَ يسعى ليلاً بكأْسِ الحُميَّا
قامَ يسعى ليلاً بكأْسِ الحُميَّا
رقم القصيدة : 23680
-----------------------------------
قامَ يسعى ليلاً بكأْسِ الحُميَّا
شادِنٌ أَحْوَرَ جَميلُ المُحَيَّا
بَدْرُ عِزّ في كَفِّهِ شَمْسُ رَاحٍ
نُقِّطَتْ مِنْ حَبابِهَا بالثُّريَّا
ملكَ القلبَ مِنهُ ظُرفٌ وَطَرفٌ(25/443)
وضعيفانِ يغلبان قويّا
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> خاضوا عليكَ حشا الخليجِ ضنانة ً
خاضوا عليكَ حشا الخليجِ ضنانة ً
رقم القصيدة : 23681
-----------------------------------
خاضوا عليكَ حشا الخليجِ ضنانة ً
بِكَ أَنْ تَضِيعَ الدُرَّة ُ البيضاءُ
وَتَبَادَرُوا بِكَ للضَّريحِ صِيَانَة ً
أَنْ تَكْثُرَ العِقْيَانَة ُ الحَمْراءُ
عجَباً لِشَخْصِكَ كيف أَعيْا كُنْهُهُ
حتَّى تجاذبَكَ الثَّرَى والماءُ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> وَمُهَدَّلِ الشطَّيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
وَمُهَدَّلِ الشطَّيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
رقم القصيدة : 23682
-----------------------------------
وَمُهَدَّلِ الشطَّيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
مُتَسَيِّلٌ مِنْ دُرَّة ٍ لِصَفَائِهِ
فاءَتْ عليه مع الهجيرة سَرْحَة ٌ
صدئتْ لفيئتِها صفيحة ُ مائهِ
فتراهُ أَزْرَقَ في غلالة ِ سُمْرَة ٍ
كالدَّارعِ استلقَى بظلِّ لوائِهِ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> وَمُهَفْهَفٍ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
وَمُهَفْهَفٍ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
رقم القصيدة : 23683
-----------------------------------
وَمُهَفْهَفٍ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
سَلَبَ التثنِّي النومُ عَنْ أَثْنائِهِ
أَضحَى ينامُ وقدْ تحبَّبَ خدُّهُ
عَرَقاً، فقلتُ: الوردُ رُشَّ بمائِهِ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> خليليَّ ما أدْري إِذا اختلَّ شملنَا
خليليَّ ما أدْري إِذا اختلَّ شملنَا
رقم القصيدة : 23684
-----------------------------------
خليليَّ ما أدْري إِذا اختلَّ شملنَا
وَأَلْقَتْ بنا الدُّنْيا لأيدي النَّوَى نَهْبا
أطيَّ كتابٍ نودعُ الودَّ بيننا
على البعدِ، أم صدرَ النسيم إِذا هبَّا
ولي عندَ شرقيِّ الرياحِ لبانة ٌ
يقرُّ بعينِ الغربِ أنْ تردَ الغرْبا
أداءُ سلامٍ عاطرٍ وتحية ٌ
إِذ نسبتْ للمسكِ تاهَ بها عجبَا
يُحَيَّى بها عَنّي ابنُ وهبٍ مصافَحاً(25/444)
كما صافحتْ ريحُ الصبَا غصناً رطبا
فتى ً أَرْيَحِيُّ الطَّبْعِ مهما بَلوَتَهُ
بلوتَ الكريمَ الحرَّ والسِّيدَ النَّدْبا
أبى اللهُ إلا أن أُرَى الدهرَ شاكراً
له شكرَ صادي الروضِ دمعَ الحيا السكبَا
يداً أيدتْني منه بالملكِ الذي
تَمَلَّكَ في الدنيا قلوبَ الورى حُبَّا
مطاعٌ كأنَّ الله أعطاهُ وحدهُ
منَ الأمرِ مالم يُعْطِهِ السَّبْعَة َ الشُّهْبا
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
رقم القصيدة : 23685
-----------------------------------
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
لقد هَوَتْ بكَ يا عمروُ الرياحُ وبي
طولُ ارتحالٍ وأَحظٍ غيرُ طائلة ٍ
وَغَيْبَة ٌ ناهَزَتْ عَشْراً مِنَ الحِقَبِ
عادَ الحديثُ إِلى ما جرَّ أطيبهُ
والشيءُ يبعثُ ذِكْرَ الشيء عَنْ سَبَب
إيهٍ عن الكُدْيَة ِ البيضاء إنَّ لها
هوى ً بقلبِ أخيكَ الوالهِ الوصبِ
راوِحْ بنا السَّهْلَ من أَكْنافِهَا وَأَرِحْ
ركابَنَا ليلهَا هذا مِنَ التَّعَب
وَانْضَحْ جوانِبَها من مقليتكَ وَسَلْ
عنِ الكثيبِ الكريمِ العهدِ في الكثُب
وقلْ لسرحتهِ يا سرحة ً كرمتْ
على أبي عامر : عزِّي على السحُبِ
يا عذبة َ الماءِ والظلِّ أنعمي طفلاً
حُيِّيتِ مُمْسِيَة ً مَيَّادَة َ القُضُب
ماذا على ظِلِّكَ الألْمى وقد قَلَصَتْ
أفياؤُهُ لو ضفَا شيئاً لمغتربِ
أهكذا ينقضي نفسي لديك ظماً
اللهَ في رمقٍ من جاركِ الجنبِ
لولاكِ يا سرحَ لم نُبْقِ الفلا عُطُلاً
من السرَى ، والدُّجَى خفاقة ُ الطنب
ولم نَبِتْ نَتَقاضَى مِنْ مدامِعِنا
ديناً لترْبكِ منْ رقراقِها السرِب
أخاً إذا ما تَصَدَّى مِنْ هَوَى طَلَلٍ
عُجْنا عليه فحيَّيْناهُ مِنْ كَثَبِ
مستعطفينَ سخيَّاتِ الشؤونِ له
حتى تحاكَ عليه نمرقُ العشبِ
سلي خَميلَتَكِ الريَّا لأيَّة ِ ما
كانتْ ترفُّ بها ريحانة ُ الأدَب
عن فتية ٍ نزلوا عليا سرارتِها(25/445)
عفتْ محاسنهمْ إِلاَّ منَ الكتب
محافظينَ على العليا وربتما
هزوا السجايا قليلاً بابنة ِ العنب
حتى إذا ما قضوْا من كأسِها وطراً
وضاحكوها إِلى حدٍ من الطرَب
راحوا رَواحاً وقد زِيدَتْ عمائمُهُمْ
حِلْماً وَدارَتْ على أَبهى من الشُّهب
لايُظْهِرُ السُّكْرُ حالاً من ذَوائِبِهِمْ
إِلا التفافَ الصَّبا في أَلْسُنِ العَذَبِ
المنزلينَ القوافي مِنْ معاقلها
والخاضِدِينَ لديها شَوْكَة َ العَرَبِ
غادَوْا بجلبتهمْ مِكْناسَة ً فَغَدَتْ
بغرِّ تلك الحُلَى مَعْسُولة َ الحَلَبِ
ولا كمكناسة ِ الزيتونِ من وَطَنٍ
أحسنْ بمنظرها المربي على العجَب
لو شئتَ قمتَ معي يا صاحِ ملتفتاً
إلى سُوَيْقَة َ من غَرْبِيِّها الخَرِب
هل الرياحُ مع الآصالِ ماسحة ٌ
معاطفَ الهَدَفِ الممطورِ ذي وهل
بِغُرِّ الليالي مِنْ مُعَرَّجَة ٍ
على المَسِيْلَة ِ من لَيْلاتِها النُّخَبِ
وهل صبيحاتُ أيامٍ سلفنَ بها
يبدو مَساها ولو لمحَّا لِمُرتقِب
من المقاري التي سالتْ لمبصرها
مِنْ فِضَّة ٍ وَعشاياهُنَّ من ذَهَب
بيضٌ مولعة ُ الأسدافِ عاطرة ٌ
أَشْهَى من اللَّعَسِ المنضوخِ بالشَّنَب
يا صاحبي ويدُ الأيام مثبتة ٌ
في كلِّ صالحة ٍ سَهْماً من النُّوَب
غضْ عبرتيكَ ولا تجزَعْ لفادِحة ٍ
تعرُو فكلُّ سبيلٍ منْ سبيلِ أَبِ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> أَتَتْنيَ من تلكَ السَّجَايا بنفحة ٍ
أَتَتْنيَ من تلكَ السَّجَايا بنفحة ٍ
رقم القصيدة : 23686
-----------------------------------
أَتَتْنيَ من تلكَ السَّجَايا بنفحة ٍ
هَزَزْتُ لها في الحيِّ عِطْفَيَّ من عُجْبي
وما ذاكَ إِلاَّ أنَّ عَرْفَ تَحيَّة ٍ
نَفَضْتَ بها مسكاً على الشرقِ والغَرْب
تصدَّى بها الركبُ المغرِّبُ غدوة ً
فقلتُ: أَمِنْ دارينَ مُدَّلَجُ الرَّكْبِ
سينشقُّ عن نورِ الودادِ بها فمي
فقد أنبتتْ ما أنبتتْ لكَ في قلبي
وإني وإن كنتُ الخليَّ لشيِّقٌ
إليكَ على بُعْدِ المنازلِ والقُرْب(25/446)
خلا أنَّ حالاً لو قَضَتْ بتفرُّغي
إلى لازمٍ من حجِّ منزِلِكَ الرَّحْبِ
لقُمْتُ له مابين أعلامِ رَيَّة ٍ
وبين حِمَى وادي الأشاءِ من التُّرْبِ
وبعدُ، فلا يُعطِشْ ابا الحسنِ الحيا
بلادَك والتفَّتْ عليكَ حُلى الخِصْب
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> حَياً وحياة ٌ سَرمَدٌ وتحيَّة ٌ
حَياً وحياة ٌ سَرمَدٌ وتحيَّة ٌ
رقم القصيدة : 23687
-----------------------------------
حَياً وحياة ٌ سَرمَدٌ وتحيَّة ٌ
على العلق المطلولِ من كثب الشعبِ
تساقطَ مُرْفَضُّ الرَّشاشَة ِ فاغتدتْ
به ساحة ُ الدنيا مضمخَة َ التُّرْبِ
ومنْ أسَفِ الدُّنيا بكائيْ ليوسفٍ
وما لثراهُ في دُمُوعيَ من شُرْب
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
رقم القصيدة : 23688
-----------------------------------
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
وَمَنْ يدمِنُ على رمْيٍ أَصابا
وكنتَ العيشَ مُتَّصلا ولكنْ
تصرَّمَ حين لذَّ وحينَ طابا
وشيبَنِي انتظاري كلَّ يومٍ
لعَهدكَ كَرَّة ً والدهرُ يابى
إِلامَ أَشُبُّ من نيرانِ قلبي
عليكَ لكلِّ قافية ٍ شهابا
وقد ودعتُ قبلك كلَّ سفرٍ
ولكنْ غابَ حيناً ثم آبا
وَأَهيجُ ما أَكونُ لكَ ادِّكَاراً
إذا ما النجمُ صَوَّبَ ثم غابا
أرَى فقدَ الحبيبِ من المنايا
إِلى يأسٍ كمنْ فقدَ الشبابا
وما معنى الحياة ِ بلا شبابٍ
سواءٌ ماتَ في المعنى وَشابا
وليلِ أَسى كصبحِ الشيبِ قبحاً
أُكابدُهُ سهاداً وانتحابا
تزيدُ به جوانحيَ اتَّقاداً
إذا زادتْ مدامعيَ انسكابا
وشرُّ مكابَدَاتِ القلبِ حالٌ
يريكَ الضدَّ بينهما انتسابا
لعلَّكَ والعلومٌ مُغَنِّيَاتٌ
نسيتَ هناك بالغُنْمِ الإيابا
أيا عبدَ الإِلهِ نداءَ يأسٍ
وهل أرجو لدى رمسٍ جوابا
أصخْ لي كيفَ شئتَ فإنَّ أُنساً
لنفسيَ أنْ تبلغكَ الخطابا
يسوءُ العينَ أنْ يَعْتَنَّ رَدْمٌ
منَ الغبراءِ بينكما حجابا(25/447)
وأن تحتلَّها غبراءَ ضَنْكاً
كما يستودعُ السيفُ القِرابا
مجاورَ جِلَّة ٍ ضَرَبَتْ شَعُوبٌ
بعالية ِ البقيعِ لهم قِبَابا
وكم فوقَ الثَّرى من روضِ حسنٍ
جرى نفسُ الأسَى فيه فذابا
فقد نشرَ الخدودَ على التراقي
وشابَ بقلبيَ الدَّمعَ الرُّضابا
سقاكَ ولا أَخُصُّ ربابَ مزْنٍ
لعلَّ ثراكَ قد سئمَ الرَّبابا
ولكنْ ما يسوغُ على التَّكافِي
لقبْرِكَ أنْ يكونَ له شرابا
فاني ربّما استسقيتُ يوماً
لكَ الجونينِ : جفنيَ والسَّحابا
فتَخْجلُ من ملوحَتِها دُمُوعي
إذا ذَكَرَتْ شمائِلَكَ العِذَابا
تكادُ على التتابعِ وهيَ حمرٌ
تحَيَّرُ في محاجريَ آرتيابا
فليتَ أحمَّ مِسْكٍ عادَ غيماً
فحامَ على ضريحكَ ثم صابا
وزاحمَ في ثَرَاكَ الدمعَ حتَّى
يشقَّ إِلى مفارِقِكَ التُّرَابا
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> وروضٍ جَلا صدأَ العينِ بِهْ
وروضٍ جَلا صدأَ العينِ بِهْ
رقم القصيدة : 23689
-----------------------------------
وروضٍ جَلا صدأَ العينِ بِهْ
نسيمٌ تَجَارَى على مَشْرَبِهْ
صنوبرة ٌ ركِّبَتْ ساقُهَا
عَلَيْهِ فخاضَتْ حَشَا مِذْنَبِه
فشبهتُهَا وأَنابِيبُهَا
بها الماءُ قَدْ جدَّ في مَسْكَبِهْ
بأرقمَ كعَّكَ مِنْ شَخْصِهِ
وأَفْرُخُهُ يَتَعَلَّقْنَ بِهْ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> تعلَّمَ نجاراً فقلتُ لعلَّهُ
تعلَّمَ نجاراً فقلتُ لعلَّهُ
رقم القصيدة : 23690
-----------------------------------
تعلَّمَ نجاراً فقلتُ لعلَّهُ
تعلمهَا من نجرِ مقلتِهِ القلبا
شقاوة ُ أعوادٍ تَصَدَّى لجَهْدِها
فآونة ً قَطْعاً وآونة ً ضَربْا
غَدَتْ خَشَباً تَجْني ثمارَ جِنايَة ٍ
بما استرقتهُ منْ معاطفهِ قضبا
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> وُلِدَتْ بمولدِهِ المكارمُ والنَّدَى
وُلِدَتْ بمولدِهِ المكارمُ والنَّدَى
رقم القصيدة : 23691
-----------------------------------
وُلِدَتْ بمولدِهِ المكارمُ والنَّدَى(25/448)
وتأهبَ النادي لهُ والموكبُ
بشراكَ بالطفلِ الذي هو عندنا
شِبْلٌ وفي المعنى هِزَبْرٌ أَغْلبُ
فاهنأْ بهِ من طالعٍ ذي أسعدٍ
يُزْهَى بِغُرَّتِهِ الزمانُ وَيُعْجَبُ
يحلو على طرفِ اللسانِ كأنما
عسلٌ وماءٌ لفظها المستعذَبُ
بَلغتْ بكَ الأيامُ قاصية َ المُنَى
ممَّا تحاوِلُهُ الكرامُ وَتَطْلُبُ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> يقولونَ لي يوماً وقدْ مرَّ ضارباً
يقولونَ لي يوماً وقدْ مرَّ ضارباً
رقم القصيدة : 23692
-----------------------------------
يقولونَ لي يوماً وقدْ مرَّ ضارباً
بِمِعْوَلِهِ ضَرْبَ المُرَجِّمِ بالغيبِ
تعلمَ صفاراً فقلتُ : استعارَهَا
غداة َ رَنَا من صبغَة ِ العاشقِ الصبِّ
يعودُ النحاسُ الأحمرُ التبر عَسْجَداً
بكفَّيْهِ عند السَّبْكِ والمدِّ والضَّرْب
فحمرتهُ مشتقة ٌ من حيائِهِ
وصفرتُهُ مما يخافُ من العتبِ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> غارَ بيَ الغربُ إذ رآني
غارَ بيَ الغربُ إذ رآني
رقم القصيدة : 23693
-----------------------------------
غارَ بيَ الغربُ إذ رآني
مجتمعَ الشملِ بالحبيبِ
فأرسلَ الماءَ عَنْ فِرَاقٍ
وأَرْسَلَ الريحَ عن رقيبِ
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> أقولُ لطيفهِ وقدِ التقينا
أقولُ لطيفهِ وقدِ التقينا
رقم القصيدة : 23694
-----------------------------------
أقولُ لطيفهِ وقدِ التقينا
على سنة ٍ تعرضتِ احتثاثَا
قطعتَ الليلَ من قبرٍ لقلبٍ
فكيفَ صَدَعْتَهَا ظُلَمَاً ثلاثا
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> في ليلة سَدِكَتْ بالأَرْضِ فَحْمَتُها
في ليلة سَدِكَتْ بالأَرْضِ فَحْمَتُها
رقم القصيدة : 23695
-----------------------------------
في ليلة سَدِكَتْ بالأَرْضِ فَحْمَتُها
والجوُّ أزرقُ وقادُ المصابيحِ
ودعتهُ وكلانا واضعٌ يدهُ
على حشاً بسمومِ الشوقِ ملفوحِ
ماطِبْتُ بالعيشِ نفساً بَعْدَ فُرْقَتها
والعيشُ مابين مَذْمُومٍ وَمَمْدُوحِ(25/449)
العصر الأندلسي >> الرصافي البلنسي >> ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ
ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ
رقم القصيدة : 23696
-----------------------------------
ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ
يَنْدَى النَّسيمُ ويأْرَجُ الرَّنْدُ
ويطيبُ واديهِ بموردِها
حتى ادَّعَى في مائِهِ الوَرْدُ
نِعْمَ الخليطُ نَضَحْتُ جانِحَتي
بحديثِهِ لو يبردُ الوجدُ
يُحْيِيكَ من فِيْهِ بِعاطِرَة ٍ
لو فاهَ عنها المِسْكُ لم يَعْدُ
يا سَعْدُ قَد طابَ الحديثُ فَزِدْ
مِنْهُ أَخَا نَجْواكَ ياسعدُ
فلقدْ تجددَ لي الغرامُ وإِنْ
بَلِيَ الهَوى وتقادمَ العهدُ
ذكرٌ يمرُّ على الفؤادِ كما
يوحي إِليك بسقطهِ الزندُ
وإِذا خلوتُ بها تمثلَ لي
ذاكَ الزمانُ وعيشهُ الرغدُ
ولقاءُ جيرتنا غداتئذٍ
مُتَيَسِّرٌ، وَمَرامُهُمْ قَصدُ
وخيامُهُمْ أَيامَ مَضْربها
سِقْطُ اللِّوَى وكثيبُهُ الفَرْدُ
أَعْدُو بها طَوْراً وَرُبَّتَما
رُعْتُ الفَلا، والليلُ مُسْوَدُّ
لكواكبٍ هيَ في تراكبِها
حلقُ الدروعِ يضمُّها السردُ
مِنْ كلِّ أَرْوَعَ حَشْوُ مِغْفَرِهِ
وَجْهٌ أَغَرُّ وفاحمٌ جَعْدُ
ذُكِرَ الوزيرُ الوَقَّشِيُّ لهمْ
فأثارهُمْ للقائِهِ الودُّ
مترقبينَ حلولَ ساحَتِهِ
حتى كأنَّ لقاءَهُ الخلدُ
قد رنحتْهُمْ مِنْ شمائِلِهِ
ذِكَرٌ كما يَتَضَوَّعُ النَّدُّ
نِعْمَ الحديثُ الحلوُ تَمْلِكُهُ الـ
ـركبانُ حيثُ رَمى بها الوخدُ
يا صاحبيَّ أخبرهُ عجبٌ
لكما على ظمأٍ به وِرْدُ
أَمْ ذِكْرُهُ تَتَعَلَّلانِ بهِ
إذ ليسَ مِنْهُ لذِي فمٍ بُدُّ
شَفَتَيْكُما فالنحلُ جاثِمة ٌ
ممَّا يُسيلُ عليها الشَّهدُ
رَجُلٌ إذا عَرَضَ الرجالُ له
كَثُرَ العديدُ وأَعْوَزَ النِدُّ
مِنْ مَعْشَرٍ نَجَمَ العلاءُ بهم
زهراً كما يتناسقُ العقدُ
لبسوا الوزارة َ معلمينَ بها
ومع الصنائفِ يحسنُ البردُ
مُسْتَأْنِفِيْنَ قديمَ مَجْدِهِمُ
يَبْني الحفيدُ كما بَنى الجَدُّ
حُمِدُوا إلى جَدٍّ وأعْقَبَهُمْ
حَمْدٌ بأحمدَ ما لَهُ حَدُّ(25/450)