رقم القصيدة : 20452
-----------------------------------
أتطلبُ من أخٍ خلقاً جليلاً،
وخَلقُ النّاسِ من ماءٍ مَهِينِ
فسامح أن تكدرَ ودّ خلٍّ،
فإنّ المرءَ من ماءٍ وطينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا أبطا الرّسولُ فظُنّ خَيراً،
إذا أبطا الرّسولُ فظُنّ خَيراً،
رقم القصيدة : 20453
-----------------------------------
إذا أبطا الرّسولُ فظُنّ خَيراً،
فسوءُ الظنّ في عجلِ الرسولِ
فلَولا أن يَرَى ما يَشتَهيهِ،
لَعادَ إلَيكَ في أمَدٍ قليلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تأمننّ إلى الخريفِ وإنْ غدا
لا تأمننّ إلى الخريفِ وإنْ غدا
رقم القصيدة : 20454
-----------------------------------
لا تأمننّ إلى الخريفِ وإنْ غدا
عذبَ الهواءِ يلذّ للأجسامِ
وأحذرْ توصلهُ إليكَ بلذة ٍ،
فالدّاءُ يَحدُثُ من ألَذّ طَعامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا رَبّ! إني دخلتُ بيتك والـ
يا رَبّ! إني دخلتُ بيتك والـ
رقم القصيدة : 20455
-----------------------------------
يا رَبّ! إني دخلتُ بيتك والـ
ـدّاخلُ بَيتِ الكَريمِ في حَسبِهِ
لا يَختَشي سُخطَهُ علَيهِ، ولا
يحذرُ من مكرهِ ولا غضبِه
فكَيفَ يَرتاعُ مَن أناخَ بك الرّحْـ
ـلَ، ويخشَى من سُوءِ مُنقَلَبِهِ
لا يَسألُ العَبدُ غَيرَ مَن هوَ بالـ
ـعَفوِ جديرٌ، وأنتَ أجدرُ به
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ربّ! ذنبي عظيمُ،
يا ربّ! ذنبي عظيمُ،
رقم القصيدة : 20456
-----------------------------------
يا ربّ! ذنبي عظيمُ،
وأنتَ عَنّي حَليمُ
بل عزني منكَ وعدٌ،
لهُ الأنامُ تَرُومُ
إذ قلتَ في الذكرِ للمصـ
ـطَفَى ، وأنتَ كَريمُ
نَبِّىء ْ عِباديَ أنّي
أنا الغَفُورُ الرّحيمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ربّ أنعمتَ في المديدِ من العمـ
ربّ أنعمتَ في المديدِ من العمـ
رقم القصيدة : 20457
-----------------------------------(19/488)
ربّ أنعمتَ في المديدِ من العمـ
ـرِ، ونَجّيتَني منَ الأشرارِ
فاعفني اليَومَ من سُؤالِ لَئيمٍ،
وقني في غدٍ عذابَ النارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تبْ وثبْ وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ
تبْ وثبْ وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ
رقم القصيدة : 20458
-----------------------------------
تبْ وثبْ وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ
تجدِ اللهَ للدعاءِ سميعَا
لا تَخَفْ مع رَجاءِ رَبّكَ ذَنباً،
إنّهُ يَغفِرُ الذّنوبَ جَميعَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ربّ إن كانَ ذنبي
يا ربّ إن كانَ ذنبي
رقم القصيدة : 20459
-----------------------------------
يا ربّ إن كانَ ذنبي
خلاف إخلاصِ قلبي
فليسَ ذلكَ إلاّ
لحُسنِ ظَنّي برَبّي
ما لي إليكَ شفيعٌ،
إلاّ اعترافي بذنبي
ولَيسَ حَسبيَ إلاّ
بأنّ عَفوَكَ حَسبي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ينظف التاريخ قبل النوم
ينظف التاريخ قبل النوم
رقم القصيدة : 2046
-----------------------------------
عصفورٌ في قفص،
حُلُمٌ مبحوح
يتصفّحُ العالم
بكبسةِ زرّ.
يقرأ
ما يَرِد.
يَرُدُّ باهتمامٍ
واحترام .
عذرًا،
قافيةٌ فرَّتْ
من بينِ الأصابع،
رغمًا عن حبّي
للورقةِ الجديدة.
نَسِيتُ أن أقبّعَ القلم
بواقٍ لمنعِ القملِ
هذا المساء.
فلتعذرْنِي العصافير،
ولينفلقْ
أعداءُ الإجهاض.
لكن، لا
لإخصاءِ حصانِ الرّيح،
لو أجهزَت السّماءُ
على الأرض.
يكتب
لمن يظنُّهُم ...،
ولا يردُّ إلاّ نفرٌ
من ميّتيَنَ طيّبين.
ومتماوتون،
يوغلونَ في صمتٍ
مشغولٍ باليد،
يختلقُ لهم الأعذار:
ربّما
تعذّرَ الاتّصال.
هدَّهُم تَعَب.
نفدَتْ سجائرُهُم
فخرجُوا.
عادوا
إلى الحياة.
أو ربّما
وافَتْهُم المنيّة
أمامَ الشّاشة،
ولم يخرجْ أحد
ليدفنَهم
بعدَ أن قرأَ عليهِم
سورةَ "آل وندوز".
ينثرُ رمادَ روحِه،
هناكَ أو هنا.
بحرٌ يرحّب:
الصّمتُ قاعةٌ واسعة
تتّسعُ لأكثرَ من صوت.
آخرُ يمعنُ في الرّفض،
ولا يفسِّر.(19/489)
يحمدُ اللهَ أنّه ليس لاجئًا.
قرويٌّ ساذج،
يقرأ
ما تقعُ عليهِ الفأرة.
يصدّق
ما يقولُه المزارُ البعيد
بحبرٍ ميّت.
يَرى ما يُرى
بعينِ حليبِ الأمّ .
يضربُ كَشَحًا
عمّا لا يُرى
إلاّ في الأحلام .
فلماذا، إذن،
قبلَ أنْ ينام ،
(قافيةٌ أخرى)
يمسحُ المحفوظات
وكلماتِ السّرّ
والنّماذج؟!
ويحذفُ الملفّاتِ المؤقّتة
وملفّاتِ تعريفِ الارتباط ؟!
ينظّفُ التّاريخ
لينام ،
ولا ينام ...
(قافيةٌ أخيرة
قبلَ النّوم).
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كلُّ كأسٍ من غيرِ خمـ
كلُّ كأسٍ من غيرِ خمـ
رقم القصيدة : 20460
-----------------------------------
كلُّ كأسٍ من غيرِ خمـ
ـرة ِ معناكَ لي قدحْ
وسوى ذكركَ المفـ
ـرّحِ لم يَنشَ لي فَرَحْ
أيّها الغائبُ الذي
عن حمَى القلبِ ما نزحْ
مَن يكن قَصدُهُ سِوا
كَ فقد خابَ وافتضحْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تعَشّقتُ لَيلى من وراءِ حِجابِها،
تعَشّقتُ لَيلى من وراءِ حِجابِها،
رقم القصيدة : 20461
-----------------------------------
تعَشّقتُ لَيلى من وراءِ حِجابِها،
ولم ترَ عيني لمحة ً من جنابها
فكَيفَ سلُوّي، إذ أُميطَتْ ستورُها،
وزُحزِحَ إذ وافَيتُ فضلُ نِقابِها
وكم أمكنتني فرصة ٌ في اختلاسها،
وبتُّ، وقلبي طامعٌ في اغتصابِها
فأجللتُها عن أن أراها بريبة ٍ
ولم يُرضِني إلاّ الدّخولُ ببابِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شهدتُ بأني عبدُ مغناكمُ الذي
شهدتُ بأني عبدُ مغناكمُ الذي
رقم القصيدة : 20462
-----------------------------------
شهدتُ بأني عبدُ مغناكمُ الذي
على بابكم أرضَى حجابكمُ عنّي
فإن شنعَ الأعداءُ عني بضدّه،
فلا تشهدوا إلا بمسموعكم منّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ،
تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ،
رقم القصيدة : 20463
-----------------------------------(19/490)
تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ،
فَتاة بها طَرفي، وهامَ بها قَلبي
وأعجبُ شيءٍ أنّها مذ تبرجتْ،
رأتْ حسنها عيني، ولم يرها صحبي
تلقيتُها بالرحبِ منّي كرامة ً،
ومنها تعلمنا التلقيَ بالرحبِ
عَجبتُ لمَسراها، وأعجبُ باللّقا،
فيَا عَجَبي ممّا رأيتُ، ويا عُجبي
غزالة ُ سربٍ كنتُ أخشَى نفارَها،
فأصبَحتُ مع فَوزي بها آمِنَ السّربِ
خفضتُ جناحَ الذلّ رفعاً لقدرها،
فأوجبَ ذاك الخفضُ رَفعي عن النّصبِ
وناجَيتُها فيما أُحبّ سَماعَهُ،
مشافهة ً، لا بالترسلِ والكتبِ
لقَد أصبَحَتنا من مُدامِ خِطابِها،
وما قلتُ إلحاحاً علَيهِ: ألاَ هُبِّي
حملت الظمأ شوقاً إليها ، فساقني
إلى عين تنسيمٍ أدمتُ بها شربي
علمَتُ بها ما كنتُ أجهَلُ عِلمَه،
وكنتُ بها أُنبا فصِرتُ بها أُنبي
كستني من العزّ المقيمِ ملابساً
حِساناً ولم تَقصِد بذاكَ سوى سَلبي
وأصبَحَ مَوتي كالحَياة ِ بوَصلِها،
فإن غِبتُ كان البعدُ في غاية ِ القُربِ
وكم جَعَلَتْ منّي عليّ طَليعَة ً،
فعَيني لها في ذاكَ عَينٌ على قَلبي
فكلٌّ يرَى شَمساً من الشّرقِ أشرَقتْ،
وتشرقُ شمسُ العارفينَ من الغربِ
فيا حضرة َ القدسِ التي مذ شهدتها
تيقنَ قلبي بالوصولِ إلى ربّي
حنانَيكِ قد أشهَدتِني كلّ واجبٍ
عليّ، فلي من ذاكَ شُغلٌ عن النّدبِ
فأنتِ لنا قطبٌ عليهِ مدارنا،
وأيّ رَحًى أضحَتْ تدورُ بلا قُطبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا رُفِعَتْ نارُكم للسّاري،
لمّا رُفِعَتْ نارُكم للسّاري،
رقم القصيدة : 20464
-----------------------------------
لمّا رُفِعَتْ نارُكم للسّاري،
آنستُ على النارِ هدى الأسرارِ
قد جئتكم أرومُ منها قبساً،
نُوديتُ أن بُورِكَ مَن في النّارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَجَباً لفَوْدي بعدَ فَقدِ شبيبَتي،
عَجَباً لفَوْدي بعدَ فَقدِ شبيبَتي،
رقم القصيدة : 20465
-----------------------------------(19/491)
عَجَباً لفَوْدي بعدَ فَقدِ شبيبَتي،
وكأنّ نُورَ الشيبِ فيهِ قَتامُ
لما نضتْ عنهُ الليالي صبغها،
خلعتْ عليهِ شبابها الأيامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو تيقنتُ أنّ ضيفَ بياضِ الشيـ
لو تيقنتُ أنّ ضيفَ بياضِ الشيـ
رقم القصيدة : 20466
-----------------------------------
لو تيقنتُ أنّ ضيفَ بياضِ الشيـ
ـبِ يبقى لما كرهتُ الشبابا
غيرَ أنّي علِمتُ من ذلكَ الزّا
ئرِ ما يقتضي وما يتقاضى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَقُولُ لمّا أن رأتْ لِمّتي
تَقُولُ لمّا أن رأتْ لِمّتي
رقم القصيدة : 20467
-----------------------------------
تَقُولُ لمّا أن رأتْ لِمّتي
مَحفُوفَة ً بالشّعَرِ الأشيَبِ:
بدلتَ من مسككَ كافورة ً،
فقلتُ: بل العنبرِ الأشهبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هذهِ دولة ُ الشبابِ، إذا لم
هذهِ دولة ُ الشبابِ، إذا لم
رقم القصيدة : 20468
-----------------------------------
هذهِ دولة ُ الشبابِ، إذا لم
أكُ فيها مملكاً محسودا
فمتى أملكُ القيادَ، ويضحي الـ
ـشّيبُ حَولي عَساكراً وجُنُودَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالوا اخضِبِ الشّيبَ فقلتُ اقصرُوا،
قالوا اخضِبِ الشّيبَ فقلتُ اقصرُوا،
رقم القصيدة : 20469
-----------------------------------
قالوا اخضِبِ الشّيبَ فقلتُ اقصرُوا،
فإنَّ قصدَ الصدقِ من شيمتي
فكيفَ أرضَى بعدَ ذا أنني
أوّلُ ما أكذِبُ في لحيَتي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بطل من ذاك الزمان
بطل من ذاك الزمان
رقم القصيدة : 2047
-----------------------------------
اليوم ، قبل 49 رزنامة،
اعتقد أبي، ابن الـ 98،
أنه خلف بطلا من هذا الزمان!
كيف تدحرج
إلى هكذا عقيدة،
فلاح تكفيه نظرة
إلى الأفق،
ليعرف إذا كانت ستمطر غدا؟
بطل؟
ألأني بعد أربع بنات،
وثمة أبطال قبلهن وقبلي؟!
وكان أن كرت المسبحة،
وجاء بعدي،
بنت وأربعة أبطال.
أما زال يعتقدني،(19/492)
سيما وأسماني "تركي"،
بطلا من هذا الزمان؟!
هوذا بطلك ، يا أبي،
يطوي الصفحة الـ 49
من دفتر أحلامه المنكسة،
وما زال متسكعا
على أرصفة الأيام .
عرفت الآن
من أين يصعد
هذا اليباس إلى الرأس،
مع الاعتذار الشديد
لناظم حكمت.
واليوم ...،
"كل عام وأنت بخير"،
تقولها ابنتي،
وهي تتتنقل
بـ "نقرة إصبع"
من "روتانا" إلى "ميوزك ناو"،
ومن مدبلج إلى مدبلج،
وجيوشٌ مكسورة
تعاقر الغبار على الرفوف
وتمارس عادة التثاؤب السرية،
ولا أحد يفلفش لها صفحة
أو يضمد لها جرحا.
ربما لأن فيها
أبطالا
من ذاك الزمان؟!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّي لفَضلِكَ بالمَديحِ أُجازي،
إنّي لفَضلِكَ بالمَديحِ أُجازي،
رقم القصيدة : 20470
-----------------------------------
إنّي لفَضلِكَ بالمَديحِ أُجازي،
شتانَ بينَ حقيقة ٍ ومجازِ
فَضلاً بهِ ضاقَ الكَلامُ بأسرِهِ،
فَضلاً عن الإرمالِ والإرجازِ
إن رمتُ بالنظمِ البديعِ صفاتهِ،
لم ألقَ غيرَ نهاية ِ الإعجازِ
رضتَ العلومَ فأصبحتْ إذا أصبحتْ،
وجِيادُها تَمشِي بِلا مِهمازِ
وسموتَ هرمسَ والرئيسَ وثابتاً،
فَضلاً على الطّوسيّ والشّيرازِي
والشّعرُ ثوبٌ لَيسَ يَعرِفُ قَدرَهُ،
من بعدِ حائكهِ سوى بزازِ
وهزَزتَ أغصانَ الكَلامِ، فساقطَتْ
دُرراً، فلا عَدِمتَكَ من هَزّازِ
ونشرتَ في أقصى البلادِ فضائلاً،
غراً، رزأتَ بهنّ ذكرَ الرازي
وتركتَ فرسانَ الكلامِ لقاية ً،
حتى كأنكَ بالفضائلِ غازي
فإذا الجدالُ، أو الجلادُ حواهمُ
في يومِ تبريزٍ ويومِ برازِ
نظروا إليكَ بأعينٍ مزورة ٍ،
نظرَ البغاثِ إلى التفاتِ البازي
يا سابقَ الوعدِ المقولِ بفعلهِ،
فيحولُ بينَ المطلِ والإيجازِ
كم قد أسأتُ مُهاجراً ومُجاهراً،
فعُزيتُ بالإكرامِ والإعزازِ
يا صاحبَ المِنَنِ التي آثارُها
فينا، كفعلِ الغيثِ بالإجازِ
لديارِ مصرَ لكَ الهناءُ، وإن غدا
للزومِ بعدكَ والعراقِ تعازي
قوضتَ عن أعلامها، فتنكرت،(19/493)
فكأنها ثوبٌ بغيرِ طرازِ
ما للمقيم بحصرِ بعضِ صفاتهِ
قبلٌ، فكيفَ لعابرٍ مجتازِ
وجَلوتَ شِعري في المَحافلِ بَعدَما
أخفيتهُ بدفاترٍ وجزازِ
وخَطَبتَ منّي بعدَ ذاكَ إجازَة ً
عن نقلهِ، حتى ظننتكَ هازِي
هل يَخطُبُ المَولى إجازَة َ عَبدِهِ،
ويرومُ من مولاهُ خطّ جوازِ
ولقد أجبتُ بأن أجزتُ بخدمة ٍ
في غايَة ِ التّلخيصِ والإيجازِ
وأذنتُ أن ترويهِ عنّي، مالكي،
مع كلّ ما تعزوهُ نحوي عازي
فهيَ الإجازَة ُ والوَداعُ لأنّها
صَدَرَتْ، ومُرسِلُها على أوفاز
متَوَقّعُ الإغضاءِ عن تَقصِيرِهِ،
مَن ذا يُوازِنُ فَضلَكُم ويُوازِي
وإذا عجزتُ عن الجزاءِ لحقكم
بمدائحي، فاللَّهُ خَيرُ مُجازِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أجَزتُ لسَيّدي ومَليكِ رِقّي،
أجَزتُ لسَيّدي ومَليكِ رِقّي،
رقم القصيدة : 20471
-----------------------------------
أجَزتُ لسَيّدي ومَليكِ رِقّي،
روايَة َ ما حَوى من نَسجِ فكرِي
وما أنشأتُ من جدٍّ وهزلٍ،
وما أبدعتُ من نظمٍ ونثرِ
ولم أقصِد بذاكَ سِوى قَبُولي
لمرسومٍ أشارَ بهِ وأمري
ولو نَسَبُوا إلَيهِ جَميعَ عِلمي،
لكانَ كنقطة ٍ في لجّ بحرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هذا كتابُ المَثلِ السّائِرِ
هذا كتابُ المَثلِ السّائِرِ
رقم القصيدة : 20472
-----------------------------------
هذا كتابُ المَثلِ السّائِرِ
في أدَبِ الكاتبِ والشّاعرِ
ألفهُ نجلُ الأثيرِ الذي
أبرزهُ كالكوكبِ الزاهرِ
فكم بهِ من زهرٍ ناضرٍ،
في الحسنِ أضحى نزهة َ الناظرِ
إذا بدا معناهُ قالَ الورى :
كم تَرَكَ الأوّلُ للآخِرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن يَحبِسوكَ، فإنّ جودَك سائرٌ،
إن يَحبِسوكَ، فإنّ جودَك سائرٌ،
رقم القصيدة : 20473
-----------------------------------
إن يَحبِسوكَ، فإنّ جودَك سائرٌ،
أو قيدوك، فإنّ ذكركَ مطلقُ
والمسكُ يخزنُ في الوعاءِ ونشره
أبداً بافنية المنازلِ يعبقُ(19/494)
وكذاكَ كلّ نَفيسِ دُرٍّ لم يَزَل
من دونِهِ للخَزنِ بابٌ مُغلَقُ
والحَلْيُ في كلّ المَواطنِ زِينَة ٌ،
شتانَ جيدٌ عاطلٌ ومطوقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد عهدَ الجوهرُ بالخزنِ،
قد عهدَ الجوهرُ بالخزنِ،
رقم القصيدة : 20474
-----------------------------------
قد عهدَ الجوهرُ بالخزنِ،
فلا تخفْ عاقبة َ السجنِ
يوسفُ نالَ الملكَ من بعده،
وعاشَ في عزٍّ، وفي أمنِ
من بعدِ ما أعمى أباهُ البكا
وابيضّ عيناه من الحزنِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم تتبعِ الأمرَ إلاّ كانَ، أو كادا،
لم تتبعِ الأمرَ إلاّ كانَ، أو كادا،
رقم القصيدة : 20475
-----------------------------------
لم تتبعِ الأمرَ إلاّ كانَ، أو كادا،
ولم ترَ الخطبَ إلاّ بانَ، أو بادا
وما رأى البؤسَ أفواجُ العفاة ِ، وقد
حَلّتْ برَبعِكَ، إلاّ حالَ أو حادّا
وطيبُ ذِكرِكَ لم يَقصِد بشَهوَتِهِ
بِنَاءَ مَجدِكَ، إلاّ شاعَ أو شَادَا
حَلّى بكَ الدّهرُ أجيادَ العَلاءِ، فلَم
تُعطَ المَراتبَ إلاّ زانَ، أو جادَا
يا ماجداً ما دعتهُ في ندى ً وردى ً
بَنو المَطالبِ إلاّ جالَ أو زَادَا
ما رامَ بالعزمِ صيد الصيد يومَ وغى ً
إن صالتِ الشّوسُ إلاّ صال أو صَادَا
ولم يشاهد بني الآمالِ قد قطعتْ
منها العلائقُ إلاّ عاجَ أو عادا
وما دعا للندضى إلاّ أجابَ ندا
باغي النوالِ، إذا ما ناحَ أو نادَى
لا يَنثَني لَمهَبّ العاصِفاتِ، ولم
يهزهُ المدحُ إلاّ مالَ أو مادا
فخارُ مجدكَ، نجمَ الدين، إن فخرتْ
أهلُ السيّادة ِ ساوَى النّجمَ، أو سادَا
ونارُ عزمكَ إن نارُ القرى وقدتْ
رأى لها النّاسُ إيقاظاً وإيقادَا
وسُحبُ نَفعِكَ إن هَبّتْ عَواصِفُها
رأى لها الشّوسُ إرعاباً وإرعادَا
تركتُ مَدحَكَ إذ أكرَمتَني حَذَراً
أن تفنيَ المالَ إنفاقاً وإنفادا
إذ كنتَ أوليت قوماً دونَ مَرتَبَتي
بأيسرِ المدحِ إرفاقاً وإرفادا
فمُذ أثَرتُ رِكابي عنكَ مُرتَحِلاً،(19/495)
أثرتُ مدحكَ إنشاءً وإنشادا
فاسعَدْ بأبكارِهِ، لا زِلتَ في نِعَمٍ،
ترى من اللهِ إسعافاً وإسعادا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا،
أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا،
رقم القصيدة : 20476
-----------------------------------
أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا،
فأفرطَ في تواترهِ وزادا
أظُنُّ الغَيثَ يَحسُدُنا علَيه.
فيمنعُ من زيارتكَ العبادَا
همى فرأيتُ منهُ السحّ شحاً،
سحاباً ما عهدتُ بهِ العهادا
إذا رُمنا لحَضرَتِكَ ازدِياداً،
نوهمُ أننا رمنا ازديادا
أعادَ الأرضَ في صَفَرٍ رَبيعاً،
وكانَ رَبيعُنا فيها جُمادَى
وما باراكَ في فَضلٍ بهَطلٍ،
ولكن زادَنا فيكَ اعتقادَا
وكيفَ يَرومُ أن يحكيكَ جُوداً،
بفرطِ الهطلِ، أو يدعى جوادا
وأنتَ وقد أفدتَ ضحوكَ ثغرٍ،
ويَبدو بالبُكاءِ، وما أفادَا
وأينَ الغَيثُ من إنعامِ مَولًى ،
يُنَوَّلُ كلَّ قَلبٍ ما أرادَا
أغرُّ تراهُ أعلى الناسِ نقداً،
إذا ما رُمتَ للنّاسِ انتِقادَا
قليلُ الغمضِ في طلبِ المعالي،
ومَن عَشِقَ العُلى هجرَ الوِسادا
إذا عَصَفَتْ بهِ النّكباءُ عاسٍ،
وإن هزتهُ ريحُ المدحِ مادا
يعيدُ الفضلَ عوداً بعدَ بدءٍ،
ويُنكِرُ فهمَهُ اللّفظَ المُعادَا
تصرفُ كفهُ اليمنى يراعاً،
بهِ راعَ العِدى ، ورَعى البلادَا
ترى الأسيافَ قد مطرتْ نجيعاً،
إذا أوداجهُ قطرتْ مدادا
خَفيُّ الكَيدِ تَعرِفُهُ المَنايا،
إذا ما أنكرَ السيفُ النجادا
بنفثٍ علمَ الأفاعي،
وجَرْيٍ عَلّمَ الجَرْيَ الجِيادَا
يكونُ لساعدِ العَلياءِ زَنداً،
ونارُ الحربِ إن وقدتْ زنادا
يرينا أوجهَ الآمالِ بيضاً،
غذا مجتْ مشافرهُ السوادا
يظنّ إذا امتطى خمساً لطافاً
لعدّتِهِ ارتَقَى سَبعاً شدادَا
ولم أرَ قَلبَهُ قَلَماً نحيفاً،
يكونُ لبيتِ مكرمة ٍ عمادا
شِهابَ الدّينِ قد أطلَقتَ نُطقي،
وصَيّرتَ المَكارِمَ لي صِفادَا
أقمتَ لصنعة ِ الإنشاءِ سوقاً،
وكانَتْ قَبلُ شاكية ً كَسادَا(19/496)
وزِدتَ رَفيعَ مَنصِبِها سَداداً،
وكانَ سِواكَ من عَوَزٍ سِدادَا
بفَضلٍ يُخجلُ السُّحبَ الغوادي،
ولَفظٍ يَفجُرُ الصُّمّ الجِلادَا
رفعتُ إليكَ يا مولايَ شعري،
لأخطبَ من مكارمكَ الودادا
وحَظّي من وِدادِكَ غَيرُ نَزرٍ،
ولكني أؤملُ أن أزادا
وأسألُ منكَ أن تَعفُو وتُعفي
مُحبّكَ من إجابَتِه اعتِقادَا
فيعفيني قبولكَ عن جوابٍ،
إذا يُتلى نَقَصتُ بهِ وزادَا
فلا أنفكُّ أشكُرُ منكَ فَضلاً
قريبَ العَهدِ، أو أشكو بُعادَا
عدلٌ يؤلفُ بينَ الذئبِ والغنمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> روّ عظامي بسلا
روّ عظامي بسلا
رقم القصيدة : 20477
-----------------------------------
روّ عظامي بسلا
فِ العنبِ المورقِ
وصرفِ اللهمّ بصر
فِ مائِها المُرَوَّقِ
ولا تُدَنّسها بمَزْ
جِ مائكَ المرقرقِ
وعوذِ الكأسَ من الـ
ـماءِ برَبّ الفَلَقِ
وعاطنيها قَهوَة ً
تجلوا ظلامَ الغسقِ
وأسقِني حتى أرى
الفيلَ بقدرِ البيدقِ
صَفراءَ تَجلُوها السّقا
ة ُ في زجاجٍ يققِ
كأنّها في كأسِها
كَهَرَبَة ٌ في زَيبَقِ
تُجلَى بكَفّ شادِنٍ
مُقَرَّطٍ مُقرطَقٍ
يُشرِقُ نُورُ وَجههِ
في قُرطَقِ مُخلقِ
كأنهُ شمسُ النها
رِ في رداءِ الشفقِ
يُسكِرُنا من كأسِهِ،
ولحظهِ المسترقِ
فتارَة ً من قَدَحٍ،
وتارَة ً من حَدَقِ
أما تَرَى الغَيمَ الجَديـ
ـدَ مُحدِقاً بالأُفُقِ
فاشربْ على جديدهِ
مِن خَمرِنا المُعَتَّقِ
في جَنّتي مُحَوّلٍ،
وباسقٍ والجوسقِ
فهيَ مُرادي لا رُبى الـ
ـسّديرِ والخَوَرنَقِ
وانظُرْ إلى القدّاحِ يَبـ
ـدو من خلال الورقِ
كلُؤلؤٍ بالتّبرِ في
زمردٍ معلقِ
والزهرُ قد مدّ لنا
بسطاً من الإستبرقِ
من أحمرٍ، وأصفرٍ،
وأخضَرٍ، وأزرَقِ
والماءُ بَينَ الرّوضِ من
مُقَيَّدٍ، ومُطلَقِ
والطّيرُ من مُحَوِّمٍ
فيها، ومن مُحَلِّقِ
ونَغمَة ُ البُلبُلِ والـ
ـشّحرُورِ والمُطَوَّقِ
فالقَ الصّباحَ بالصَّبُو
حِ قَبلَ ضَوءِ الشّفَقِ
واجلُ دُجَى الظّلماءِ من(19/497)
نورِ سناها المشرقِ
حتى يُرينا أدهَمَ اللّيـ
ـلِ شبيهَ الأبلقِ
ولا تَخَفْ يوماً على
سيءِ، عيشِ المملقِ
فإنّ عندي فضلَة ً
من جودِ آلِ أرتقِ
قومٌ يفيضِ جودهم
ردوا بقايا رمقي
ولم تَزَلْ أنعامُهُم
قلائداً في عنقي
لذاكَ أجلُو ذِكرَهم
في مَغرِبٍ ومَشرِقِ
ولو أرَدتُ حَصرَ بَعـ
ـضِ وَصفِهم لم أُطِقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
رقم القصيدة : 20478
-----------------------------------
أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
وأتَتكَ تحتَ مَدارعِ الظّلماءِ
أصفَتكَ مِن بَعدِ الصّدودِ مَودّة ً،
وكذا الدواءُ يكونُ بعدَ الداءِ
أحيَتْ بزَورَتِها النّفوسَ، وطالمَا
ضَنّتْ بها، فقَضَتْ على الأحياءِ
أتتْ بليلٍ، والنجومُ كأنها
دُرَرٌ بباطِنِ خَيمَة زَرقاءِ
أمستْ تعاطيني المدامَ، وبيننا
عَتبٌ غَنِيتُ بهِ عنِ الصّهباءِ
أبكي، وأشكو ما لَقيتُ، فتَلتَهي
عن درّ ألفاظي بدرّ بكاءِ
آبَتْ إلى جَسَدي لتَنظُرَ ما انتَهتْ
من بعدها فيهِ يدُ البرحاءِ
ألفَتْ بهِ وقعَ الصّفاحِ، فراعَها
جزعاً، وما نظرتْ جراحَ حشائي
أمصيبَة ً منّا بنَبلِ لِحاظِها
ما أخطأتهُ أسنّة ُ الأعداءِ
أعجبتِ مما قد رأيتِ، وفي الحشا
أضعافُ ما عايَنتِ في الأعضاءِ
أُمسِي، ولستُ بسالمٍ من طَعَنَة ٍ
نجلاءَ، أو من مُقلَة ٍ كَحلاءِ
إن الصوارمَ واللحاظَ تعاهدا
أن لا أزالَ مزملاً بدمائي
أجنتْ عليذ بما رأيتِ معاشرٌ،
نظروا إليّ بمقلة ٍ عمياءِ
أكسَبتُهم مالي، فمذ طَلبوا دَمي
لم أشكُهم إلاّ إلى البَيداءِ
أبعدتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي
متنقلاً كتنقلِ الأفياءِ
أرجو بقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامعي،
وأرومُ بالمَنصورِ نصرَ لوائي
أدركتُهُ، فجعلتُ ألثمُ، فَرحَة ً
بِوُصولِهِ، أخفافَ نُوقِ رَجائي
أضحى يهنيني الزمانُ بقصده،
ويُشيرُ كَفُّ العِزّ بالإيماءِ
أومَتْ إليّ مُشيرَة ً أن لا تَخفْ،(19/498)
وابشِرْ، فإنّكَ في ذُرَى العَلياءِ
أبماردينَ تَخافُ خَطفة َ مارِدٍ،
وشهابُها في القلعة ِ الشبهاءِ
ألهيتُ عن قومي بملكٍ عندهُ
تَنسَى البَنونَ فَضائلَ الآباءِ
إنّي تركتُ النّاسَ حينَ وَجدتُهُ،
تَركَ التّيَمّمِ في وُجودِ الماء
المرتقي فلكض الفخارِ، إذا اغتدى ،
ـرّاياتِ، بل بسَواكنِ الآراءِ
أفنى جُيوشَ عُداتِهِ بخَوافِقِ الـ
أسيافُهُ نِقَمٌ على أعدائِهِ،
وأكَفُّهُ نِعَمٌ على الفُقَراءِ
إن حلّ حلّ النهبُ في أركانهِ،
أو سارَ سارَ الخلفُ في الأعداءِ
أمجندلِ الابطالِ، بل يا منتهى
الآمالِ، بل يا كعبة َ الشعراءِ
أقَبلتُ نحوَكَ في سَوادِ مَطالبي،
حتى أتتني باليدِ البيضاءِ
أُرقي إلى عَرشِ الرّجا رَبَّ النّدى ،
فكأنّ يومي لَيلَة ُ الإسراءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بدتْ لنا الراحُ في تاجٍ من الحببِ،
بدتْ لنا الراحُ في تاجٍ من الحببِ،
رقم القصيدة : 20479
-----------------------------------
بدتْ لنا الراحُ في تاجٍ من الحببِ،
فمزقتْ حالة َ الظلماءِ باللهبِ
بكرٌ، إذا زوجتْ بالماءِ أولدها
أطفالَ دُرٍّ على مَهدٍ من الذّهَبِ
بَقيّة ٌ من بَقايا قومِ نُوحٍ، إذا
لاحتْ جلتْ ظلمة َ الأحزانِ والكربِ
بَعيدَة ُ العَهدِ بالمِعصارِ، لو نَطَقتْ
لحَدّثَتنا بما في سالِفِ الحِقَبِ
باكَرتُها برِفاقٍ قد زَهَتْ بهِمُ
قَبلَ السُّلافِ سُلافُ العِلمِ والأدَبِ
بكلّ مُتّشحٍ بالفَضلِ مُتّزِرٍ،
كأنّ في لفظهِ ضرباً من الضربِ
بل رُبّ لَيلٍ غدا في الآهباتِ غَدَتْ
تنقضّ فيه كؤوسٌ وهيَ كالشهبِ
بذلتُ عقلي صداقاً حينَ بتُّ بهِ
أزوجُ ابنَ سحابِ بابنة ِ العنبِ
بتنا بكاساتها صرعَى ، ومضربنا
يعيدُ أرواحنا من مبدأِ الطربِ
بعثٌ أتانا، فلم ندرِ لفرحتنا
من نفخة ِ الصورِ أم من نفحة ِ القصبِ
برَوضَة ٍ طَلَّ فيها الطّلُّ أدمُعَهُ،
والدهرُ مبتسمٌ عن ثغرهِ الشنبِ
بكَتْ عَليهِ أساكيبُ الحَيا، فغَدا(19/499)
جذلانَ يرفلُ في أثوابهِ القشبِ
بُسطٌ من الرّوضِ قد حاكتْ مطارِفَها
يَدُ الرّبيعِ، وجارَتْها يَدُ السّحُبِ
باتتْ تجودُ علينا بالمياهِ، كما
جادتْ يدُ الملكَ المنصورِ بالذهبِ
بحرٌ تَدَفّقَ بحرُ الجُودِ من يَدِه،
فأصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهوَ مُعتَجِبِ
بادٍ ببذلِ الندى قبلَ السؤالِ، ومن
في دَولَة ِ التُّركِ أحيا ذِمّة َ العَرَبِ
بدرٌ أضاءَثغورَ الملكِ فابتسمتْ
به، فكانَ لثَغرِ المُلكِ كالشّنَبِ
بنى المعالي، وأفني المالَ نائلهُ،
فالمُلكُ في عُرُسٍ والمالُ في حَرَبِ
ببأسِهِ أضحَتِ الأيّامُ جازعَة ً،
فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مضطربِ
بأسٌ يذللُ صعبُ الحادثاتِ بهِ،
فأصبَح الدّهرُ يَشكو شدّة َ التّعَبِ
بهِ تناسيتُ ما لاقيتُ من نصبٍ،
ولذّة ُ الشِّبعِ تُنسي شدّة السّغَبِ
بادرتهُ، وعقابُ الهمّ يطردني،
فاليومَ قد عادَ كالعنقاءِ في الهربِ
بكم تبلجَ وجهُ الحقّ، يا ملكاً
بهِ تشرفَ هامُ الملكِ والرتبِ
بنَيتَ للمَجدِ أبياتاً مُشَيَّدَة ً،
ولم يمدّ لها لولاك من طنبِ
بسطتَ في الأرضِ عدلاً لو له اتبعتْ
نوائبُ الدهرِ لم تعذرْ، ولم تنبِ
بَلّغتَ سَيفَكَ في هامِ العدوّ، كما
أنشَيتَ سيفَ العَطا في قِمّة ِ النّشَبِ
باشر غرائبَ أشعاري، فقَد برَزتْ
إليكَ أبكارُ أفكاري منَ الحُجُبِ
بَدائعٌ من قَريضٍ لو أتَيتُ بها
في غيركم كان منسوباً إلى الكذبِ
بقيتَ ما دارتِ الأفلاكُ في نعمٍ،
محرُوسة ٍ من صُروفِ الدّهرِ والنُّوَبِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هايكو بالفصحى
هايكو بالفصحى
رقم القصيدة : 2048
-----------------------------------
جرّبت الهايكو ، والتّانكا كذلك ، بالعربيّة العامّيّة الفلسطينيّة منذ 1996 ، وبالإنجليزيّة ، وما زلت أكتبها ، مضيفًا إليها عنصر القافية غير المعمول به في اليابانيّة . وها أنذا أجرّب بعض الهايكو بالفصحى . والهايكو ، تقليد شعريّ ياباني ، تتكوّن ا
الدّيكُ يصيحْ
غيمةُ حبرٍ حبلَى(19/500)
وتهبُّ الرّيحْ
حُلْمًا تأتيني
حاملةً تفّاحًا
وَرْقَةُ تِينِ
موسيقَا أمطارْ
ترقُصُ نافذتي
وتغنّي النّارْ
فلتصهَلْ حرَّهْ
مهرةُ حبرٍ سمراءْْ
من أقصى الصّحرا
صرخَتْ خيمَهْْ
غيمتُنا حَجَرٌ
فَلِمَ القمَّهْ؟
لا يهدأُ بالْ
شلاّلٌ حبرٌ أحمرْ
ورقٌ غربالْ
وصلَتْ صُورَهْ
شاهدْتُ الفجرَ الهادئْ
يعلنُ ثورَهْ
آتٍ لا بدَّا
فجرٌ جِدَّ جديدٌ
أعددْتِ العُدَّهْ؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
رقم القصيدة : 20480
-----------------------------------
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
واغنم لذيذَ العيشِ قبلَ فواتِ
تمّ السرورُ بنا، فقم يا صاحبي
نستدركِ الماضي بنهبِ الآتي
تاقَتْ إلى شُربِ المُدامِ نُفوسُنا،
لا تذهبنّ بطالة ُ الأوقاتِ
تَوّجْ بكاساتِ الطَّلى هامَ الرُّبَى ،
في رَوضَة ٍ مَطلولة ِ الزّهَراتِ
تغدو سلافُ القطرِ دائرة ً بها،
والكأسُ دائرَة ً بكَفّ سُقاة ِ
من ذا أحقّ بها من الكاساتِ
تبتْ يدا من تابَ عن رشفِ الطلى ،
والكأسُ مُتّقِدٌ كخَدّ فَتاة ِ
تِبرِيّة ٌ لولا مُلازَمَتي لها
أصبحتُ معصوماً من الزلاتِ
تابعْ إلى أوقاتها داعي الصبا،
واعجبْ لما فيها من الآياتِ
تَمّمْ بها نَقصَ السّرورِ، فإنّها
عندَ الكِرامِ، تميمة ُ اللّذاتِ
تَركي لأكياسِ النُّضارِ جَهالَة ً،
خدُّ الغلامِ منمقٌ بنباتِ
تَبدو، وقد يَبدو النّدى بمتونِها
صدأً، فتلقطهُ يدُ النسماتِ
تَسري على صَفحاتِها رِيحُ الصَّبا،
بسَحائبٍ منهَلّة ِ العَبَراتِ
تَستَلّ فيها للبُروقِ صَوارِماً،
كَصَوارِمِ المَنصورِ في الغاراتِ
تعبٌ لتحصيلِ الثناءِ مجردٌ
للمجدِ عزماً صادقَ اللحظاتِ
تبعَ الهوى قومٌ، فكانَ هواه في
طلبِ العُلى وتجنبِ الشهواتِ
تَركَ الكَتائبَ في السبّاسبِ شُرَّداً،
فتَرى الزّمانَ مُقَيَّدَ الخُطَواتِ
تَمّتْ مَحاسِنُهُ بحُسنِ خَلاقِهِ،
وسنا، فزادَ الحسنُ بالحسناتِ(20/1)
تاهتُ بهِ الدنيا، ولولا جوده،
كانَ الأنامُ هَباً بغَيرِ هِباتِ
تبكي خزائنهُ على أموالهِ،
من حرّ قلبٍ دائم الحسراتِ
تَتبَسّمُ الأيّامُ عندَ بُكائِها،
فكأنهنّ بها منَ الشماتِ
تسمو بهمتكَ ابنَ أرتقَ همة ٌ
حَفّتْ بألويَة ٍ من العَزَماتِ
تردي صروفَ الدهرِ وهيَ سواكنٌ،
إنّ السّكونَ لها من الحَركاتِ
تاقَتْ إلَيكَ قلوبُ قومٍ أصبَحَتْ
تلقي إليك معارقَ الفلواتِ
تركوا على شاطي الفُراتِ ديارَهم
وسعوا إليكَ، فأحدقوا بفراتِ
يُهدي إليكَ المادِحونَ جَواهراً،
منظومة ً كقلائدِ اللباتِ
تَحلُو صِفاتُكَ في القلوبِ، كأنّها
جاءَتْ لَمعنًى عارِضٍ في الذّاتِ
ته في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً،
تجلو الجفونَ وتملأُ الجفناتِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
رقم القصيدة : 20481
-----------------------------------
ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
ويَدي بحَبلِ وِصالكم تتَشَبّثُ
ثُبتَتْ مغارِسُ حبّكم في خاطرِي،
فهوَ القديمُ، وكلُّ حبٍّ مُحدَثُ
ثَنتِ العهودُ أعِنّتي عن غَيرِكم،
فعُقُودُها مَنظُومَة ٌ لا تُنكَثُ
ثَلَجَتْ على حِفظِ الوَدادِ قلوبُنا،
ولظى الهوى بضيائها يتأرثُ
ثَقُلَ الهَوَى ، وإن استُلذّ، فإنّه
داءٌ بهِ تبلى العظامِ وتشعثُ
ثوبٌ خلعتُ العزّ حينَ لبستُهُ،
إذ كان إذ ذُلُّ الصّبابة ِ يُورَثُ
ثلَبَ الورى عِرضي المَصون وحبّذا
لو صَحّ ما قالَ العِدى وتَحدّثُوا
ثاروا بنا، فطفقتُ حينَ أراهمُ،
حذراً أذكرُ ذكركم، وأؤنثُ
ثكلَ الورى طرفي المسهدَ فابعثوا
طيفَ الخيالِ إليّ، أو لا تبعثوا
ثَجّ الهَوى ، فأنا الغِريقُ بلُجّهِ،
لكِنّني بحِبالِكم أتَشَبّثُ
ثَلَمَ الهوى حدّي، وكنتُ مهنّداً
ماضي الغرارِ بغمدهِ لا يمكثُ
ثمّ اغتدتْ أيدي ابنِ أرتقَ قِصّتي،
كلٌّ بها، بينَ الأنامِ، يُحَدّثُ
ثبتُ الجنانِ يكادُ يبعثُ مرسلاً،
لو أن بعدَ محمدٍ من يبعثُ(20/2)
ثغر الفلا من نورهِ متبسمٌ،
وفمُ الزمانِ بفضلهِ متحدثُ
ثَخُنتْ جراحُ النُّجلِ منهُ وبعدَها
وافى ووجهُ الحورِ أغبرُ أشعثُ
ثرمتْ ثغورُ الملكِ، لولا أنهُ
ينشي لها العدلَ العميمَ ويحدثُ
ثهلانُ، إن عدّ الحلومُ أو النهى ،
بحرٌ، إذا عدّ الندى والمبحثُ
ثمنُ البحارِ السّبعِ جُودُ يمينِه،
وجَبينُهُ للنّيرَينِ يثَلِّثُ
ثاني عنان الحادثاتِ، وفارسٌ
أمسَى جَوادُ الدّهرِ منهُ يَلهَثُ
ثوتِ الخطوبُ مخافة ً من بأسهِ،
صَرعى ، وذَلّ بها الزّمانُ الأحنَثُ
ثملٌ بصهباءِ السماحِ، فهمه
مالٌ يقسمُ، أو علومٌ تبحثُ
ثمراتُ مجدٍ مدّ نحوَ قطافِها
كفاً بإسداءِ الصنائعِ تعبثُ
ثَقّفتَ زَيغَ المُلكِ يا نجمَ الهُدى
بأسنة ٍ سمَّ المنية ِ تنفثُ
ثِبْ للعُلى واستَخدَمِ الدّهرَ الذي
إن تَدعُهُ لمُلِمّة ٍ لا يَلَبَثُ
ثُبنا إلَيكَ على هِجانٍ ضُمّرٍ،
شبهِ القِسيّ إلى حِماك تُحَثَّثُ
ثارتْ بنا تطوي القفارَ، فعندما
آنستُ ناركَ قلتُ للركبِ: أمكثوا
ثمّ اقتَسَمنا بالسّرورِ، وأُشرِكَتْ
في طيبِ بشرانا النياقُ الدلثُ
ثِقَة ً بأنّ يَدَ الرّدى ، إن غادَرتْ
مَيتاً، فعندَك بالمَكارِمِ يُبعَثُ
ثَبُتَتْ، ولو حلَفتْ بأنّك ناعشٌ
بنوالِكَ الأرواحَ لم تكُ تَحنَثُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
رقم القصيدة : 20482
-----------------------------------
جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
فعطرتْ سائرَ الأرجاءِ بالأرجِ
جَلَتْ عَلَينا مُحَيّاً لو جلَتهُ لَنا
في ظُلمَة ِ اللّيلِ أغنانا عن السُّرُجِ
جميلة ُ الوجهِ، لو أنّ الجمالَ بها
يولي الجميلَ لأشجتْ فودَ كلّ شجِ
جورية ُ الخدّ يحمى وردُ وجنتها
بحارسٍ من نبالِ الغنجِ والدعجِ
جازتْ إساءة َ أفعالي بمغفورة ٍ،
فكانَ غُفرانُها يُغني عنِ الحِجَجِ
جارَتْ لعِرفانِها أنّي المَريضُ بها،
فما عليّ إذا أذنبتُ من حرجٍ(20/3)
جستْ يدي لترى ما بي فقلتُ لها:
كُفّي، فذاكَ جوًى لولاكِ لم يَهجِ
جفَوتنِي، فرأيتُ الصّبرَ أجملَ بي،
والصمتُ بالحبّ أولى بي من اللهجِ
جارَتْ لِحاظُكَ فينا غيرَ راحمة ٍ،
ولذّة ُ الحبّ جَورُ النّاظرِ الغَنِجِ
جوري فلا فرجاً لي من عذابكِ لي،
إلاّ يدَ الملكِ المنصورِ بالفرجِ
جوادُ كفٍّ تروعُ الدهرِ سطوتهُ،
فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مختلجِ
جَدّتْ لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمّتُه،
فالمُلكُ في رَقدَة ٍ، والحربُ في رَهَجِ
جنَتْ على مالِهِ أيدي مكارِمِه،
فَلا يَبيتُ بطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ
جهدُ المواهبِ أن تغنى خزائنهُ،
حتى كأنّ بها ضرباً من اللججِ
جَدّتْ إلَيهِ بَنُو الآمالِ مسرِعَة ً،
فأكثروا نحوهُ بالسعي والحججِ
جَونٌ إذا شِمتَ برقَ السيّفِ من يدِهِ
تَراهُ مُنبَلِجاً في كفّ مُنبلِجِ
جنَى ثمارَ المعالي حينَ حاولها،
بصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ من هَرَجِ
حالتْ قناة ُ المنايا في مضاربهِ،
فظلّ ينقصُ أبكاراً من المهجِ
جَزياً أبا الفَتحِ، غاياتِ الفَخارِ، فقد
أمسكتْ طلابهُ في مسلكٍ حرجِ
جَلَلَتَ حتى لوَ أن الصّبحَ لُحتَ بهِ
وقلتَ: قِفْ لا تَلجْ في اللّيلِ لم يَلجِ
جَرّدتَ أسيافَ نَصرٍ أنتَ جَوهرُها،
في حالكٍ من ظلامِ النقعِ منتسجِ
جَبَرتَ كسرَ المَعالي يا ابنَ بَجدَتِها
بها وقومتَ ما بالدينِ من عوجِ
جمارُ نارٍ، ولكن من عوائدها
اطفاءُ ما في صدورِ القومِ من وهَجِ
جوازِمٌ إن أرَدتَ البَطشَ كُنّ يَداً،
وإن رَقيتَ المَعالي كنّ كالدّرَجِ
جلَوتَ كَربَ الوَرى بالمكرُماتِ، كما
جلَوتَ تلكَ الرّدى بالمَنظَرِ البَهجِ
جعَلتَ جودَكَ دونَ الوَعدِ مُعترِضاً،
ووَعدُ غَيرِكَ ضِيقٌ غيرُ مُنْفَرِجِ
جئناكَ، يا ملكَ الدنيا، وواحدها،
نؤمّ بالدرّ نهديهِ إلى اللججِ
جُزنا البِلادَ، ولم نَقصِد سواك فتًى ،
مَن يَحظَ بالدُّرّ يَستَغنِ عن السّبَجِ
جمعتَ فضلاً، فلا فرقتهُ أبداً،
أنتَ الفريدُ وجلّ الناسِ كالمهجِ(20/4)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
رقم القصيدة : 20483
-----------------------------------
حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
واطرزْ بكأسٍ حلة َ الأفراحِ
حُثّ الكُؤوسَ إلى جُسومٍ أصبَحتْ
فيها المدام شريكة َ الأرواحِ
حاشِ المدامَ، وعاطني مشمولة ً،
ظلتْ فسادي وهيَ عينُ صلاحي
حمراءُ، لو تركَ السقاة ُ مزاجها،
أمستْ لنا عوضاً عن المصباحِ
حجبَ الحبابُ شعاعها، فكأنهُ
شفقٌ تلهبَ تحتَ ذيلِ صباحِ
حببٌ، تظلّ بهِ الكؤوسُ كأنها
خَصرُ الفَتاة ِ مُمَنطَقاً بوِشاحِ
حكمَ الزمانُ، وغضّ عنّا طرفه،
يا صاحِ لا تقنعْ بأنكَ صاحِ
حقُّ الصِّبا دينٌ علَيكَ فأدّهِ،
بالشربِ بينَ خمائلٍ ورداحِ
حاكَ الحَيا حُلَلَ الرّبيعِ، فعَطّرَتْ
نَشَرَ الصَّبا بأريجِها الفَيّاحِ
حللٌ، إذا بكتِ السحائبُ أشرقتْ
بخدودِ وردٍ، أو ثغورِ أقاحِ
حيّا الحيا بأريجها، فترنحتْ
أعطافُها من غَيرِ نَشوَة ِ راحِ
حملتْ، فأشرقَ زهرها، فكأنما
ضربتْ معاصمها يدُ القداحِ
حبكَ الهنا بسمائهنّ خمائلاً،
تنقضّ فيها أنجمُ الأقداحِ
حزنا السرورَ بها، وبتنا نجتلي
بنتَ الكُرومِ بغَيرِ عَقدِ نِكاحِ
حَلّى الزّمانُ بجُودِهِ أجيادَنا،
وسَخَا، فألبَسَنا ثيابَ مِراحِ
حتى انتهبنا العيشَ حتى كأنّه
مالُ ابنِ أرتقَ في يدِ المداحِ
حامي النّزيلِ، إذا ألَمّ برَبعِهِ،
مُحيي الأنامِ بجُودِهِ السّحّاحِ
حسُنَتْ بهِ الدّنيا، فكانَ أديمُها
عطلاً من التجميلِ والأوضاحِ
حكمٌ رضيتُ بهِ فمدّ سماحهُ
ضيقي، وحيّا جودهُ بفلاحي
حلتْ مكارمهُ عقالَ خصاصتي،
إذ راشَ من بَعدِ الخمولِ جَناحي
حاربتُ دهري، مذ حللتُ بربعهِ،
وجَعلتُهُ عندَ المَضيقِ سِلاحي
حسبي، إذا رمتُ الفخارَ من الورى ،
مغدايَ في أكنافهِ ورواحي
حملتَ، نجمَ الدينِ، أعناقَ الورى
منناً جساماً من ندى ً وسماحِ
حكمتَ في الأموالِ آمالَ العِدى ،(20/5)
وجعلتَ شربَ المجدِ غيرَ صباحِ
حازَ العُلى ، فسرَى بصارِمِ عَزمِهِ
يُغنيكَ عن خَطّية ٍ وصِفاحِ
حزمٌ فتحتَ بهِ الأمورَ، وإنها
كالقفلِ محتاج إلى المفتاحِ
حجّتْ إليكَ بَنو الرّحيلِ لعِلمِهِم
حقاً بأنّكَ كَعَبَة ُ المُدّاحِ
حَرمٌ، إذا حَلّ الوُفُودُ برَبعِهِ،
قرنتْ عواقبُ سعيهم بنجاحِ
حمِدوكَ جُهدَ المُستَطيعِ، وأثبَتوا
لعُلاكَ شُكراً ما لَهُ مِن ماحٍ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
رقم القصيدة : 20484
-----------------------------------
خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
ألمّ، ومن دونِ الحبيبِ فراسخُ
خطاءٌ كماءِ البيدِ يجري، وبيننا
هضابُ الفيافي، والجبالُ الشوامخُ
خفيذ الخطى وافَى لينظرَ هل غفتْ
عُيوني وهل جفّتْ جفوني النّواضخُ
خفِ اللهَ، يا طيفَ الخيالِ، فإنها
بماءِ حَياتي لا بدَمعي فَواضخُ
خَطرَتَ إلى مَيتِ الغَرامِ، مكَلِّماً
له بعدما ناحتء عليهِ الصوراخُ
خَطيبٌ فهل عيسَى بنُ مَريمَ جاءَهُ
ليُنطِقَهُ أم أنتَ في الصّورِ نافِخُ
خضِ الليلَ وأقصد من أحبّ وقل له
سأكتمُ ما بي، وهوَ في القلبِ راسخُ
خشيتُ انفساخَ العهدِ عنّي، وإنني
لعَهدِكَ، لا واللَّهِ، ما أنا فاسخُ
خرجتُ مِنَ الدّنيا بودّكَ قانِعاً،
وأنتَ لأضدادي بوصلكَ راضخُ
خسرتَ، ولم تعلم بأنّ عزائمي
لأشباحِ حمي بالسرورِ نواسخُ
خَلا الملكُ المَنصورُ لي فأحَلّني
محلاًّ لهُ تعنو الجبالُ البواذخُ
خَطَتْ بي إلَيهِ هِمّتي، فوَرَدَتُهُ،
فلا السعيُ مذمومٌ ولا السورُ شامخُ
خلعتُ نعالَ الشكّ في قدسِ ربعهِ،
فمن تربهِ كفي لخديَّ لاطخُ
خلُصتُ مِن الأهوابِ لمّا لَقيتُهُ،
فبِتُّ مَنيعاً، والخطوبُ شَوائخُ
خشيتُ على الآرائكِ سطوة َ بأسهِ،
وأطوادُ رضوى دونها والشمارخُ
خَليفَة ُ عَصرٍ ليسَ يُنسَخُ جودُه،
ويَغتاظُ منهُ مالُه المُتَناسِخُ
خصيبٌ إذا ما الأرضُ صوحَ نبتها،(20/6)
حليمٌ، إذا أخفَى الملومُ الرواسخُ
خَلائقُهُ بيضٌ، إذا همّ قاصِدٌ،
وأسيافهُ حمرٌ، إذا همّ صارخُ
خِصالٌ حَواها من أبيهِ وجَدّهِ،
وأكسَبهُ أسيافُهُ والمَشايِخُ
خَزائنُهُ مَبذولَة ٌ، وأكفّهُ
بحارُ الندى ، ما بينهنّ برازخُ
خطابك، نجمَ الدينِ، خطبٌ على العدى
فكيفَ إذا سُلّتْ ظُباكَ النّواضِخُ
خشنتَ على الأعداءِ في الحربِ ملمساً،
وغصنكَ غضُّ في الشبيبة ِ شارخُ
خُلِقتَ رِضَى العَليا، ووَجهُك واضحٌ،
وجُودُكَ سَحاحٌ، ومَجدُكَ باذخُ
خبيرٌ بأمرِ الملكِ، عدلُكَ باسطٌ،
وعلمكَ فياضٌ، وحلمك راسخُ
خفضتَ للهى كي ترفعَ الذلّ بالندى ،
فأنتَ لآلِ الجُودِ بالجودِ ناسِخُ
خُصِصتَ بقَلبٍ في الشّدائدِ جامدٍ،
فزانَكَ كَفٌّ بالمَكارِمِ ناصِخُ
خذِ المدحَ مني، وابقَ للحمدِ سالماً،
هنيئاً لذكرٍ عرفهُ بكَ فائخُ
خَليٌّ، يصوغُ المَدحَ فيك قَلائِداً،
وينشدهُ راوٍ، ويكتبُ ناسخُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
رقم القصيدة : 20485
-----------------------------------
دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
أنَّى ، ونارُ صَبابَتي لا تَخمَدُ
دامَ البعادُ، فلا أزالُ مكابداً
دَمعاً يَذوبُ، وزفرَة ً تَتَوَقّدُ
داءٌ تأبدَ في الفؤادِ مخيمٌ،
أعيا الأساة َ، وملّ عنه القودُ
دعني أموتُ بعدّ سكانِ الحمى
بصَبابَتي، كم جُهد، ما أتَجَلّدُ
دارَ الأحبة ِ جادَ مغناكَ الحيا،
وتُرابُ رَبعِكِ للنّواظرِ إثمِدُ
دون ازدياركِ خوضُ أغمارِ الردى ،
والسمرُ تشرعُ، والصفاحُ تجردُ
دِمَنٌ لنا في الجامعَينَ تَنَكّرَتْ،
من بعدها، أعلامها والمعهدُ
دَرَسَ الزّمانُ جديدَها بيَدِ البِلى ،
فالقَلبُ يَبلى ، والهوَى يتَجَدّدُ
دارتْ على سكانِها كأسُ الردَى ،
سكِروا بها فغَدا الزّمانُ يُعَربِدُ
دَعَتِ النّوى بفراقهم، فتَفَرّقوا،
وقضى الزمانُ ببينهم، فتبددوا
وهمتْ من الدهرِ الخؤونِ عليهمُ(20/7)
نوبٌ على أيدي الزمانِ لها يدُ
دَهرٌ ذَميمُ الحالَتَينِ، فمَا بهِ
شيءٌ سوى جودِ ابنِ أرتقَ يحمدُ
دامَ الخلائقُ يمتطونَ بهِ العلى ،
ويَبيتُ منهُ الدّهرُ، وهوَ مُسَهَّدُ
درعٌ بهِ الملكُ العزيزُ مدرعٌ،
سيفٌ بهِ الدينُ الحنيفُ مقلدُ
داني النوالِ، فلا ينالُ مقامهُ،
قاضي المَنالِ، ورِفدُهُ لا يَبعُدُ
ديمُ الدماءِ تسحُّ من أسيافهِ
طَوراً، ويُمطِرُ من يَديهِ العَسجَدُ
دَفَعَ الخُطوبَ عن الأنامِ بعَدلِهِ،
ورعَى العِبادَ بمُقلَة ٍ لا تَرقُدُ
دَعْ مَن سِواهُ ولُذ بكَعبَة ِ جودِهِ،
فجنابهُ لذوي المطالبِ مقصدُ
دم في سماءِ الملكِ، يا نجمَ العلى ،
إنّ العبادَ لجودِ كفكَ أعبدُ
دَبّرتَ أمرَ المُسلمينَ، فطُوّقُوا،
بنداكَ، أطواقَ الحمامِ، فغردوا
داويتَ أضعافَ الصدورِ بصارمٍ،
ماءُ المَنُونِ بمتَنِهِ يَتجَعّدُ
دَبّتْ نِمالُ المَوتِ في شَفَراتِهِ،
وجرى الحمامُ بحدهِ يترددُ
داعٍ، إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
فالهامُ تركعُ والجماجمُ تسجدُ
دامي المَضارِبِ لو عكَستَ شُعاعَه
فوقَ الجبالِ، لذابَ منهُ الجلمدُ
دانَتْ لهُ الدّنيا فمَنظَرُ وَجهِها
طَلْقٌ، وخَدُّ الدّهرِ منهُ موَرّدُ
دُكّتْ بك الأرَضُونَ حينَ حلَلتَها
فعليكَ تغبطها السماءِ وتحمدُ
دنتِ المطيُّ بنا إليكَ بحدة ٍ،
فلها علينا منة ٌ لا تجحدُ
دانيتُ ربعكَ والأعادي شمتٌ،
فرجعتُ عنهُ والورى لي حسدُ
دُسْ هامَة َ العَلياءِ وابقَ مُمَلَّكاً
أبَداً يحلّ بكَ الزّمانُ ويَعقُدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
رقم القصيدة : 20486
-----------------------------------
ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
صبٌّ بغيرِ حديثكم لا يغتذي
ذاقَ الهَوى صِرفاً، فأعقَبَ قلبَه
فِكرَ الصُّحاة ِ، وسَكرَة َ المُتَنَبِّذِ
ذمّ الهوى لما تذكرَ إلفهُ،
بالجامعينِ،وحبلهُ لم يجذذِ
ذرّ النسيمُ عليهِ من أكنافهِ(20/8)
نشرَ العَبيرِ فشاقَه العَرفُ الشّذِي
ذابتْ بكم، يا أهلَ بابلَ، مهجتي
فتَنَغّصتْ بالعَيشِ بَعدَ تَلَذّذِ
ذهبَ الوفا بعدَ الصفاءِ، فما عدا؟
وَعَدتُموني بالوِصالِ فَما الذِي؟
ذبلتْ غصونُ الودّ فيما بيننا،
وجرى الذي قد كان منه تعوذي
ذابَ الكرى عن ناصري بفراقكم،
ولكم جلوتُ بنوركم طرفي القذي
ذَلّتْ بكم روحي، وكنتُ مُمَنَّعاً
في صفوِ عَيشٍ عِزّهُ لم يُفلَذِ
ذُلٌّ عَلاني، والعداة ُ عزيزَة ٌ،
لو لم يكن جودُ ابنِ أرتقَ مُنقذِي
ذاكَ الذي بَسَطَ المُهَيمِنُ كَفّهُ
في أنعمِ الدنيا، وقال لها: خذي
ذو راحتَينِ: هما المَنيّة ُ والمُنى ،
يَسطو بتلكَ ويبذُلُ النّعمى بذِي
ذاكي العَزائمِ في جَلابيبِ التّقَى ،
ناشٍ، ومن ثديِ الفَضائل يَغتَذِي
ذَخَرَتْ خَزائنُه، فقالَ لها: انفدي،
وذكتْ عزائمُه فقال لها: انفُذِي
ذَلِقُ الفضائل هكذا فضلُ التّقَى ،
غدقُ البنان على الفصاحة ِ قد غذي
ذممُ الزمانِ بعدلهِ محفوظة ٌ،
فذمامهُ من غيرهِ لم يؤخذِ
ذاعتْ سرائرُ فضلهِ بينَ الورى ،
وسما الأنامُ بجودهِ المستحوذِ
ذرواتُ مجدِ لاتنالُ وهمة ٌ
طالتْ فكادتْ للكواكبِ تحتذي
ذُخرٌ لَنا في النّائباتِ ومَلجَأٌ،
مَن لم يَلُذ بجَنابِهِ لم يَنفُذِ
ذكري له راعَ الخطوبَ لأنني،
من كَيدِها بِسواهُ لم أتَعَوّذِ
ذهلتْ صروفُ الدهرِ منهُ فلم تجد
نَحوي لأسهُمِ كَيدِها من مَنفَذِ
ذُعرَ الزّمانُ وقال: هل من عاصِمٍ
منهُ ألوذُ بهِ؟ فقلتُ له: لُذِ
ذرْ عنكَ نجمَ الدينِ أشباحَ العدى ،
وعلى صميمِ قلوبهم فاستحوذِ
ذَكّرْ بهم سَهمَ القَضاءِ، فإنّهُ
بسِوَى الذي تَختارُهُ لم يَنفُذِ
ذَلّلتَ أعناقَ الطّغاة ِ بصارِمٍ،
بسوى الجَماجِمِ حدُّهُ لم يُشحَذِ
ذكرْ إذا شكتِ الظما شفراتهُ
في غيرِ يمّ دمائهم لم ينبذِ
ذا السعيُ قد قرتْ به عينُ الورى ،
فالمُلكُ يَزهو زِهوَة َ المُتَلَذّذِ
ذرتَ الزمانَ على الطغاة ِ وقد طغى ،
وجلوت طرفَ المكرُماتِ وقد قذِي(20/9)
ذويتْ عداكَ ولا برحتَ منعماً،
عن رفدِ طلابِ الندى لم تجذذِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
رقم القصيدة : 20487
-----------------------------------
رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
وأقبلتْ في الدجى تسعى على حذرِ
راضَ الهوى قلبها القاسي، فجادَ لنا،
وكانَ أبخلَ من تموزَ بالمطرِ
رأتْ غَداة َ النّوى نارَ الكَليمِ، وقد
شبتْ، ولم تبقِ من قلبي ولم تذرِ
رقتْ إلى الصبّ طولَ الوصلِ راقية ً،
فقلتُ: قد جئتَ يا موسَى على قدَرِ
ربيبَة ٌ لو تَراها عندَما سَفَرَتْ،
والبدرُ ساهٍ إليها سهوَ معتذرِ
رأيتَ بَدرَينِ من شمسٍ ومن قمَرٍ،
في ظلّ جِنحَينِ من ليلٍ ومن شعَرِ
رَشَفتُ بُردَ الحُمَيّا مِن مَراشِفِها،
فنَبّهَتني إلَيها نَسمة ُ السّحَرِ
رنتْ نجومُ الدجى نحوي فما نظرتْ
من يرشفُ الراحَ ليلاً من فمِ القمرِ
راقَ العِتابُ، فأبدتْ لي سرائرَها،
في لَيلَة ِ الوَصلِ بل في غُرّة ِ القَمَرِ
رَثَتْ فلَمّا رأتْ رُسلَ النّوى فغدَتْ
تُطيلُ عَتبي، وعمرُ اللّيلِ في قِصَر
رَحبٌ مَقامي بمغناها، فمُذ نَظَرَتْ
ذمّ المطيّ قضتْ للصفوِ بالكدرِ
ريعتْ لذمّ المطايا للسرَى قعدتْ،
وأحذرتني من الأهواليِ في سفري
رامتْ بذلكَ تخويفي، فقلتُ لها:
عِندي من الخُبرِ ما يُغني عن الخبرِ
رِدي، فَما ضَرّني هَولٌ أُكابدُهُ،
ونائلُ الملكِ المنصورِ في الأثرِ
رَبِّ النّوالِ، ومحمودِ الخِصالِ، ومِقـ
ـدامِ النزالِ، وأمنِ الخائفِ الحذرِ
راعي الأنامِ بعَينٍ غَيرِ راقدَة ٍ،
قد وُكّلَتْ في أُمورِ الملكِ بالسّهَرِ
رحبِ الذراعينِ لولا صبحُ غرتهِ،
لأصبحَ الجودُ فجراً غيرَ منفجرِ
راضٍ معَ السخطِ يبدي عزمَ منتقمٍ
للمنذبينَ، ويعفو عفوَ مقتدرِ
راحاتهُ مذ نشا في الملكِ قد عهدتْ
يومَ النّدى والرّدى بالنّفعِ والضّرَرِ
روى مَناقبَهُ الرّاوي، فقُلتُ لهُ:(20/10)
جلوتَ سَمعي، فهل تَجلو به بصرِي
رحْ أيها الملكُ المنصورُ، واغدُ على
هامِ العُلى آمناً من حادثِ الغيرِ
رَسمتَ جوداً حكى الطّوفانَ فاعتصَمتْ
منهُ الخلائقُ بالألواحِ والدسرِ
رفقتَ بالناسِ في كلّ الأمورِ، فقد
أضحَى الزّمانُ إلَيهم شاخصَ رَ
ربوا لديكَ، فلولا أنّ بعضهمُ
تجلّ عنهُ، لقلنا: يا أبا البشرِ
رُعتَ العِدى بحُسامٍ لو عدَلتَ بهِ
عنهم، لأغناكَ عنهُ صارمُ القدرِ
رفعتَ ذكركَ في يومِ الهياجِ به،
فأذكرتني بحدّ الصارمِ الذكرِ
رمتْ إليكَ بنا هوجٌ مضمرة ٌ،
كأنها في الدجى قوسٌ بلا وترِ
راحتْ إلى جنة ٍ حلّ العفاة ُ بها
في الخُلدِ، واتّكأُوا فيها على سُرُرِ
رَجَعتَ أعتِبُ نَفسي في تأخّرِها
عَنها، طَوراً أُهَنّي النّفسَ بالظّفَرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
رقم القصيدة : 20488
-----------------------------------
سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
وسعى يطوفُ بها على الجلاسِ
ساقٍ، فلو طرحَ المدامَ لأسكرتْ
صَهباءَ فاترِ طرفِهِ النّعاسِ
سكرانُ من خَمرِ الدّنانِ كأنّما
عبثَ النسيمُ بقدهِ المياسِ
سالَ العِذارُ على أسيلِ خُدودِهِ،
فغَدا يُسَيّجُ وردَها بالآسِ
ساوَى الرّفاقَ بشُربِها، حتى إذا
ثملَ المديرُ، وغابَ رشدُ الحاسي
سكنتْ مقرّ عقولهم، وتمكنتْ،
فغَدَتْ توَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ
سفرتْ فكانتْ تحتَ جلبابِ الدجى ،
تُغني عن المِصباحِ والمِقباسِ
سلتْ عليها للمزاجِ صوارمٌ،
لتروضَ منها الخلقَ بعدَ شماسِ
سَلِّ النّفُوسَ بقَهَوة ٍ دَيرِيّة ٍ،
كالشّمسِ تُشرِقُ في يَدِ الجُلاّسِ
سمها، ولا تبخل، إذا تجلو بها
خَوفاً منَ الإقتارِ والإفلاسِ
سمح كفوفكَ في الشراءِ، فرأينا
ثَقلُ الكؤوسِ وخفّة ُ الأكياسِ
سابق إلى جناتِ عدنٍ قد بدتْ
أزهارُها بغرائبِ خيرَ لباسِ
سَكِرَتْ قدودُ غصونِها فتَرنّمَتْ
ورقُ الحمامِ بأطيبِ الأنفاسِ(20/11)
سجَعَتْ، فخِلنا الطّوقَ في أعناقِها
من ابنِ أرتُقَ في رِقابِ النّاسِ
سلطانُ عدلٍ بل خليفة ُ منصبٍ،
أحيَتْ مَناقبُهُ بَني العَبّاسِ
سَقِمَتْ بهِ مُهَجُ العُداة ِ، وطالَما
سَقِم الزّمانُ وكانَ نِعمَ الآسِي
سيفٌ أعزّ الدّينَ بَعدَ هَوانِهِ،
فبدتْ رسومُ ربوعهِ الأدراسِ
سارتْ لخسفِ الأرضِ قبُّ جيادهِ،
فأمَدّها مِن حِلمِهِ بِرَواسِ
سهلُ الخلائقِ لينٌ عندَ الندى ،
لكنهُ عندَ الشدائدِ عاسِ
سبقتْ عطاياهُ السؤالَ، فمالهُ
في مأتمٍ، والناسُ في أعراسِ
سنّ المواهبَ، والجهادَ، فدهرهُ
يومانِ: يومُ قرى ً ويومُ قراسِ
سعيٌ أساسُ المجدِ منهُ ثابتٌ،
والمَجدُ لا يُبنَى بغَيرِ أساس
سَهَدتَ، نجمَ الدّينِ، طرفَكَ للعلى ،
فحَفِظتَ دوحَتَها مِنَ الإيباسِ
سُرّتْ بسَعِيكَ، واطمأنتْ أنفسٌ
كانَتْ مِنَ الأيّامِ في وَسواسِ
سَعِدَتْ بكَ الدّنيا، وعادَ نِفارُها،
مِن بَعدِ وحشَتِها، إلى الإيناسِ
سدْ في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً
تسوي الخَلائقَ في النّدى وتُواسِي
سمحُ الأكفَ ترومُ نائلَك الوَرى ،
وتخافكَ الآسادُ في الأخياسِ
سَعدٌ أتاكَ من الإلَهِ مؤيَّد،
فاخلُد، ودُمْ في نِعمَة ٍ وغِراسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
رقم القصيدة : 20489
-----------------------------------
شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
لتُنعِشَنا من بَعدِ ما ضَمّنا نَعشُ
شُغِفنا بها، والعِزّ قَد مَدّ ظِلّهُ
علينا ووجهُ الأرضِ هشٌّ لنا بشٌّ
شقيقة ُ خدٍّ بالسرورِ مدرجٍ
بها، ولوقعِ الماءِ في خدها خدشُ
شهرنا عليها للمزاجِ صوارماً،
إذا عَمِلَتْ ما للجِراحِ بها أرشُ
شمولُ عقارٍ في أكفّ أهلة ٍ،
لها لهبٌ وهمُ الظلامِ بها يرشو
شعاعٌ غدا طرفُ المسرة ِ شاخصاً
إلَيهِ، وأحداقُ الهُمومِ بهِ عُمشُ
شددتُ بها أزرَ السرورِ، وزرتها
بفتيانِ صدقٍ ليسَ في ودهم غشُّ
شبابٌ، ولكن في العلومِ مشايخٌ،(20/12)
إذا خُوطِبوا بَشّوا وإن سُئِلوا بشّوا
شهدنا زواجَ الراحِ والماءِ والندَى ،
عليهم نثارٌ، والرياضُ لهُ فرشُ
شدتْ، إذ بدتْ تجلى على كلّ قينة ٍ
كبِلقيسَ حُسناً، والجمالُ لها عرشُ
شربنا، وقد حاكَ الربيعُ مطارفاً
حِساناً لدَمعِ الطلّ من فَوقِها رَشّ
شباكٌ على خدّ الهضابِ يبثها
بكارٌ، وفي كفّ الوهادِ بها نقشُ
شممنا أريجاً من شذاً بأنيقة ٍ،
تشاركَ في ديباجها الطلّ والطشّ
شعابٌ منّ الحدباءِ يضحكها الحيا،
ويَحرُسُنا بأسُ ابنِ أُرتُقَ والبَطشُ
شُجاعٌ تَرَى مَتنَ الجِيادِ مِهادَهُ،
وتألَمُ جَنبَيهِ الوَسائِدُ والفُرشُ
شبيهُ سليمان الزمانِ، إذا غدا
تَحُفّ بهِ في سَيرِهِ الطّيرُ والوَحشُ
شِهابٌ لهُ الشّهباءُ أُفقٌ، ومَطلعٌ،
وشمسُ عيونِ الخَطبِ من نورِها تعشُو
شَهِيٌّ إلَيهِ في النّدى بَذْلُ مالِهِ،
وأبغضُ شيءٍ عنده الجمعُ والفَرشُ
شديدُ القُوى من مَعشَرٍ لِفُوا الوَغى ،
إذ نهضَ المقدامُ من شرِّها ينشو
شُفاة ٌ، كُفاة ٌ، لا المَواثيقُ عندَهم
تُضاعُ ولا الأسرارُ من بَينهم تَفشُو
شريفٌ لهُ نارانِ للحَربِ والقِرى
تلوحث بها في الليلِ من بينهم تفشو
شواظُ وغى ً كلٌّ يحاذرُ وقدها،
ونارُ قرى ً كلٌّ إلى ضوئها يعشو
شِفارُ مَواضيهِ، إذا هيَ جُرّدَتْ،
فأيسرُ مقتولٍ بها اللومُ والفحشُ
شققنَ قلوبَ الحادثاتِ بوقعها،
وشارَكتِ الأقدارَ أقلامُهُ الرُّقشُ
شعارك، يا نجمَ الملوكِ وبدرها،
سَماحُ يَدٍ طِفلُ الثّناءِ بها يَنشُو
شغلتَ صروفُ الحادثاتِ عن الورى ،
فأبصارها كمهٌ، وأسماعها طرشُ
شَنَنتَ على الأعداءِ غارَة َ عَزمَة ٍ،
فبادتْ ولما يغنها النبلُ والبطشُ
شككتُ كلاها في رماحٍ كأنها
أفاعٍ لها في كلّ جارحة ٍ نهشُ
بجُودٍ هتونِ المُزنِ في ضمنِه طَشُّ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> رباعيات
رباعيات
رقم القصيدة : 2049
-----------------------------------
يا أيُّها الماردْ
أُخْرُجْ من القُمْقُمْ(20/13)
أللَّيلُ في صحرائِنا باردْ
وشمسُنا بُرْعُمْ
يا أيُّها الحِبرُ
أُكتُبَ على بِطانَةِ الأفُقِ
ألضَّوءُ آتٍ لو دَنَا القبرُ
من آخِرِ النّفَقِ
يا أيُّها البَدْرُ
إطلَعْ على من للهُدَى اتَّبَعُوا
ألتَّمْرُ فس صحرائِنا جمْرُ
والبحرُ لا خوفٌ ولا وَرَعُ
يا أيُّها الشِّعرُ
أُخرُجْ على ترتيلَةِ الحُزْنِ
ألوقتُ في ساعاتِنا نثرُ
وديكُنا يَزْني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
رقم القصيدة : 20490
-----------------------------------
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
وبهِ الهمومُ عن القلوبِ تمحصُ
صَرّفْ بها عَنكَ الهمومَ لتَغتَدي
فِرَقاً، إذا تُملا الكؤوسُ النُّقّصُ
صبهاءُ قد راضَ المزاجُ مزاجها،
فغَدَتْ تُقَهقِهُ، والفَواقعُ ترُقصُ
صاغَ المِزاجُ لها فَواقعَ فّضة ٍ
مثلَ اللآلي، وهيَ تبرٌ مخلصُ
صدّ التقى قوماً، فأبدوا زهدهم
فيها، وماذا ضَرّهم لو رَخّصُوا
صاموا، وفطرهمُ على مفسودها
جَهلٌ، فهَلاَ استُخلِصَ ما استَخلصُوا
صفتِ المدامة ُ والسقاة ِ فتارة ً
تُزجَى الكُؤوسُ وتارَة ً تترَبّصُ
صعبتْ، فحكمنا السقاة َ بمزجها
فغَدا يَزيد بها المِزاجُ ويَنقُصُ
صبغتء خدودَ سقاتها من نورها
شفقاً بهِ تجلى العيونُ الشخصُ
صدقَ الذي قد قالَ عن شمسِ الضحى
إنّ البدرَ بنورها تتقمصُ
صفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلة ٌ،
يسعى بها سبطُ البنانِ مخرصُ
صنمٌ أضلّ العاشقينَ، فمعشرٌ
قد زُوّدوا فيها، وقومٌ نُقّصُوا
صادَ القُلوبَ بمُقلَتَيهِ ولم أخَل
أنّ الجآذرَ للقساورِ تقنصُ
صَبَغَ الأناملَ من دِمائي، وما دَرَى
أنّ ابنَ أرتقَ عن دمي يتفحصُ
صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بنُورِهِ،
نجمٌ إليهِ كلٌّ طرفٍ يشخصُ
صَعبُ العَريكَة ِ، سَهَلَة ٌ أخلاقُهُ،
قَومٌ بهِ سَعِدوا، وقَومٌ نُغّصُوا
صابَتْ يَداهُ، فلا السّماحُ بربعِهِ(20/14)
وانٍ، ولا ظِلُّ الأماني يَقلِصُ
صَدَرَتْ مَناقبُهُ الحِسانُ، فأصبَحَتْ
تُغري الأنامَ بمَدحِهِ وتُحَرّصُ
صعدتْ مراتبُ مجدهِ، فكأنما
تعلو لهُ فوقَ المجرة ِ أخمصُ
صاحبتَ، نجمَ الدينِ، دهرك صائلاً
بعَزيمَة ٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ
صَقَلَتْ تَجاريُب الأُمُورِ مُتُونَها،
كالسيفِ يصلحهُ الصقالُ ويخلصُ
صرمتْ شمالَ المسلمينَ بصارمٍ
غالٍ، بهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ
صافي الحَديدَة ِ في مَضارِبِه الرّدى ،
بادٍ، وشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ
صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ،
طَرْفُ المَنيّة ِ في دُجاهُ أخوصُ
صفتْ صفاحُ الهندِ حولَ أديمهِ،
فكأنّهُ بالبِيضِ عَبدٌ أبرَصُ
صَكتْ ظُباكَ رؤوسَهم وجسومَهم،
فالهامُ تنثرُ، والضلوعُ تقصصُ
صرف القضاء ، يا ابن أرتق خادمٌ
لعلوكم، والدهرُ داعٍ مخلصُ
صوبتُ نحوكمُ عنانَ مدايحي،
فمَدَقَّقٌ مِن نَظمِها ومُلَخَّصُ
صحتْ معانيها، وشرفَ لفظها
بكم، وطابَ خِتامُها والمُخلَصُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
رقم القصيدة : 20491
-----------------------------------
ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
فسهتْ عيونُ النرجسِ الغضِّ
ضَرَبَ الرّبيعُ بها مَضارِبَهُ،
وجرَتْ جيادُ السُّحبِ في الرّكضِ
ضاعَ العَبيرُ مِنَ الرّبيعِ، فَما
عُذرٌ إلى اللّذاتِ مِن نَهضِ
ضَيّعتَ بَعضَ العُمرِ مُشتَغِلاً،
أفلا خلفتَ العيشَ بالبعضِ
ضعْ منة ً واجلُ المدامَ لنا،
فيها منَ الأيامِ نستقضي
ضَرّجْ بها خَدّ السّرورِ، فقَد
أيقنتُ أنّ الدهرَ في قبضِ
ضحكَ الحبابُ بها، وقد غضبتْ
للشاربينَ بسخطها ترضي
ضَجت لوَقعِ الماءِ، واضطرَبَتْ
مِن غَيرِ إيلامٍ، ولا مَضّ
ضَيّعْ كنوزَ المُلكِ، وابق لَنا
راحاً إلى راحاتها تفضي
ضمنَ الشبيبة ِ والربيعِ حلا
رَشفي الطَّلا، ولغَيرِها رَفضِي
ضاءَ الزمانُ إضاءة ً بسما
يزهو بثوبٍ غيرِ مرفضِّ
ضربٌ منَ الأنوارِ مبتهجٌ،(20/15)
ما بَينَ مَزرُورٍ ومُنفَضّ
ضَفَتِ الرّياضُ، وما أضَرّ بها
إخلافُ وَعدِ البرقِ في الوَمضِ
ضَنّ السّحابُ بمائِهِ، فرَوَتْ
كفُّ ابنِ أرتقَ غلة َ الأرضِ
ضرابُ هاماتِ الكماة ِ، ومن
راضَ الزمانَ بخلقهِ المرضي
ضِرغامُ بأسٍ غَيرُ مُحتَجِبٍ
خَوفاً، ونجمٌ غَيرُ مُنقَضّ
ضاهَى السّحائبَ منهُ جُودُ يَدٍ،
مُعتادَة ٍ بالبَسطِ والقَبضِ
ضمنتْ سماحة ُ راحتيهِ لنا
برَّ البلادِ بجودهِ المحضِ
ضَبعٌ لدينِ اللَّهِ مُنذُ عَلا
الإسلامُ آمنة ٌ منَ الخفضِ
ضُبِطَتْ أمُورُ المُسلِمينَ بهِ
ضَبطاً بهِ أمِنَتْ مِنَ النّقضِ
ضَخمُ الدّسيعَة ِ، جُودُهُ غَدِقٌ،
أحوى المرابعِ أبيضُ العرضِ
ضرُّ العداة ِ، ونفعُ قاصدهِ،
كلٌّ يَراهُ عليهِ كالفَرضِ
ضمنَ اليراعُ وحدُّ صارمهِ
عزَّ الواليّ وذلَّ ذي البغضِ
ضِدّانِ ذا يُولي الجَميلَ، وذا
أبداً بحتفِ عداتهِ يقضي
ضرّ السهادُ بمعشرٍ، فرأى
سُهادَهُ أحلى من الغُمضِ
ضاقتْ بجحفلهِ وعزمتهِ
أرضُ الفَلا في الطّولِ والعرضِ
ضلّ الذي أضحى يطاولهُ
وبإصرهِ يجري القضا المقضي
ضجرَ الذي جاراهُ حينَ رأى
سهمَ القضاءِ بأمرهِ يمضي
ضَلّيتُ إن لم أُصفِهِ مِدَحي،
وإليهِ نضو قريحتي أنضي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
رقم القصيدة : 20492
-----------------------------------
طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
ويُعاطي المُدامَ أحلى تَعاطِ
طيبُ النشرِ يجرحُ اللحظُ خديـ
ـهِ ويُدمي أعضاهُ مَسُّ القُباطي
طَلْقُ وَجهٍ تَلَهّبَ الخَدُّ فيـ
ـهِ ووافَى عِذارُهُ كالسّراطِ
طِرسُ خَدٍّ لَهُ علَيهِ سُطورٌ
ما ألمتْ بهِ يدُ الخطاطِ
طالما زارني وقد مدتِ الأرْ
ضُ رياضاً من تحتنا كالسماطِ
طُلّ فيها دَمُ الدّنانِ، فبِالأقْـ
ـداحِ طَوراً، وتارَة ً بالبَواطي
طفحتْ نشوة ُ المدامِ وقد شـ
ـطّتْ على الشّاربين أيّ اشتِطاطِ
طوحتْ بالسقاة ِ، حتى أطاعوا،(20/16)
وأباحوا الوصالَ بعدَ احتياطِ
طافَتْ سُعادُ تَضُمّ لأغصا
نِ قدودٍ منَ الظباءِ العواطي
طوقُ تلكَ الأجيادِ أجعلها طو
راً، وطَوراً مَناطِقَ الأوساطِ
طِبتُ عَيشاً لمّا رأيتُ يَدَ الصّبْـ
ـحِ لدرّ النجومِ ذاتَ التقاطِ
طفلُ صبحٍ لهُ من الشرقِ مهدٌ،
ولَهُ حُلّة ُ الدّجَى كالقِماطِ
طَرَدَ اللّيلَ بالضّياءِ، فمُذ لا
حَ فأهوَتْ نُجومُهُ بانِهباطِ
طلعتْ في الأنامِ غرة ُ نجمٍ
لعلاهُ على النجومِ مواطي
طالعٌ بالسّعودِ في أُفُقِ الشّهـ
ـبا، فعشْ دائماً بهِ في اغتباطِ
طابَ رِزقٌ لهُ بمَغناهُ فالرّز
قُ لدى غيرهِ كسمّ الخياطِ
طاهرُ الجَدّ جَدُّهُ كلَّ يَومٍ
في صعودٍ وضدهُ في انحطاطِ
طودُ حلمٍ يكادُ يستعبدُ الدهـ
ـرَ بعَزمٍ لَهُ شَديدِ النّياطِ
طبَّ هذا الزمانَ، وهوَ جسيمٌ،
قَصّرَتْ دونَهُ يَدا بقراطِ
طوقَ الناسَ بالندى ، فهناهم
في دوامٍ، ورِزقُهم في انبِساطِ
طبعتْ راحتاهُ من جوهرِ الجو
دِ، وليسَ المَعطيُّ كالمُتَعاطي
طالَ في المالِ عزُّ كَفّيهِ، حتى
أفرطتْ فيهِ غاية َ الإفراطِ
طاعَنَ الخَيلَ قَبلَ ذابلَة ِ اللُّد
نِ، بلدنٍ من عزمه ذي شطاطِ
طرفهُ الدهرُ أينما سارَ، والحز
مُ عِنانٌ، وعزمُهُ كالسّياطِ
طاردتهُ الكرامُ في حلبة ِ الجو
دِ، فكلوا في أولِ الأشواطِ
طَلَبُوا شأوَهُ، فَما حَصّلَ الطّا
لبُ من كنزهِ سوى قيراطِ
طاوَعَتني جَواهرُ المَدحِ فيهِ،
فأتتْ في النظامِ كالأسماطِ
طيبُ اللفظِ لو حوتهُ اللآلي
جعلتهُ الحسانُ كالأقراطِ
طرفٌ كالعقودِ، فالدرّ منها
ذكرهُ والبيوتُ كالأسماطِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
رقم القصيدة : 20493
-----------------------------------
طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
فرمتْ صميمَ قلوبنا بشواظِ
ظلتْ تقاتلُ للمقاتلِ أسهماً
أغنَتْ عنِ الأفواقِ والأرعاظِ
ظلمتْ ظباءُ الخيفِ حينَ منحتها
حفظَ العهودِ، وجهدها إحفاظي(20/17)
ظبياتُ أنسٍ صيدهنّ محرمٌ،
يَرتَعنَ ما بيَنَ الصّفا، فعُكاظِ
ظعنوا، فبتُّ أسحّ دمعي بعدهم،
وأُجيلُ في تلكَ الدّيارِ لِحاظي
ظفري لسني قارعٌ، ومدامعي
قد خددتْ خديّ بالإلظاظِ
ظنّ الخليُّ بأنْ أحاولَ بعدهم
سكناً، ودامَ بعدلهِ إيقاظي
ظُلمٌ، إذا ظَعَنَ الخَليطُ ولم أسِرْ
بالعَيشِ بَينَ تَنايفٍ وشِناظِ
ظهرية ٌ إن ضامها ألمُ السرَى
حَثتْ مَناسِمَها بغَيرِ مِظاظِ
ظُلماتُ دَجنٍ في الظّلامِ دواهشٌ،
من حولها هول السرى إيقاظي
ظلعتْ، فأنحلها السرَى ، فتأودتْ
من طول مسّ شِظاظهنّ شِظاظي
ظَأبُ الحُداة ِ يحثّها، فإذا وَنَتْ
تفنى بزجرِ حداتها الأفظاظِ
ظبظابُها ألمُ المسيرِ، ووقعها
بيديْ حداة ٍ في المسيرِ غلاظِ
ظلتْ على المرعى الخصيبِ نفوسنا
متألمينَ بسائقٍ ملظاظِ
ظلنا نقاسمهنّ أهوالَ السرى ،
ونَبيتُ في حَثٍّ بهِ ودِلاظِ
ظعنٌ يقودُ إلى الحبيبِ نفوسنا،
وإلى ابنِ أرتقَ جوهرَ الألفاظِ
ظلٌّ ظليلٌ للعفاة ِ فدرهُ
ينسيكَ وقد جواهرِ الأقباظِ
ظَرُفَتْ خَلائقُهُ، وأحفَظَ مالَه
فأضاعَهُ، رُغماً، على الحُفّاظِ
ظفرٌ بهِ درّ العداة َ بغيظِهم،
مُذ أنّهم علموا بمَن أنا حاظي
ظلاّمُ جَذبِ الظّالمينَ بصارِمٍ،
قد خاطبَ الغلظاءَ بالإغلاظِ
ظلتْ ظباه، إذ غدتْ تعظُ الورى ،
إنْ الرؤوسَ مَنابرُ الوُعّاظِ
ظامٍ إلى نَهلِ الدّماءِ، فهَمُّهُ،
يومَ الهِياجِ، تَشَتّتُ الأشواظِ
ظمئتْ مضاربُ غفرتيه، فأصبحتْ
من عدمِ اللهواتِ ذاتَ لماظِ
ظَنّي جَميلٌ فيكَ يا مَن أصبحَتْ
تَرنُو إلى نَعمائِهِ ألحاظي
ظفروا بظلك، يا مليكُ، فإنهم
بوَلاكَ قد فازوا بخَيرِ حِفاظِ
ظُرّانُ أرضِكَ للسّماءِ قد اغتدَتْ،
بك، في مفاخرة ٍ وفرطِ غياظِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
رقم القصيدة : 20494
-----------------------------------
عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
هَبْ أنّهم عذَلوا، فمن ذا يَسمعُ(20/18)
عذلوا، ولو عدلوا بأربابِ الهوى ،
ما حاوَلوا ما ليسَ فيهِ مَطمَعُ
علموا بأنكَ هاجري، فتوهموا
أني لذلكَ بالملامة ِ أردعُ
عَدّوا صِفاتِكَ فانثَنَيتُ بلَومهم،
واللّومُ فيهِ ما يضرّ ويَنفَعُ
عذبتَ بالهجرانِ صباً ما لهُ
حتى المماتِ إلى سواكَ تطلعُ
عارٌ يُناديهِ الهوَى ، فيُجيبُهُ
طَوعاً، ويَدعوهُ الغَرامُ فيَسمعُ
عينٌ تنامُ، إذا هجرتَ، لعلها
بخيالِ طيفكَ في المنامِ تمتعُ
عَطْفُ الخَيال بأن يُلِمّ، فإنّني
أرضى بإلمامِ الخيالِ، وأقنعُ
عد بالجميلِ، كما عهدتُ، فإنّه
لم يَبقَ في قوسِ التّصَبّرِ مَنزَعُ
عسفاً صبرتُ على هواكَ، لأنني
إن لم ألُذْ بالصّبرِ، ماذا أصنَعُ
عَلّ الزّمانَ يردّ أيّامَ الرّضَى ،
أو أنّ ساعاتِ التواصلِ ترجعُ
عزّ الشفيعُ إلى الزمانِ، وإنني
بسِوى يَدِ المَنصورِ لا أتَشَفّعُ
علمٌ لنا منهُ الخلافة ُ منصبٌ،
نجمٌ لهُ أفقُ المعالي مطلعُ
عضدٌ لوا الإسلامِ مشدودٌ به،
ركنٌ لدينِ اللهِ لا يتزعزعُ
عبلٌ، إذ لاقَى العداة َ بمعركٍ،
سِيّانِ منهم حاسِرٌ ومُدَرَّعُ
عذبٌ، مريرٌ، عابسٌ، متبسمٌ،
ناءٍ، قريبٌ، مُبطىء ٌ، مُتَرَعرعُ
عالي المَراتبِ تَخضَعُ الدّنيا لَهُ،
طَوعاً، وتحسُدُه النّجومُ الطُّلّعُ
عُهدتْ يداهُ بالسّماحِ فأصبحتْ
ترجو مواهبهُ الخلائقُ أجمعُ
علمَ الخلائقَ من نداهُ بوابلٍ
غدقٍ سحائبُ جوده لا تقطعُ
عبقَ الثناءُ، ففرقتْ أموالهُ
كفٌّ لشملٍ بالسماحِ تجمعُ
عجلتْ يداهُ على عداهُ بصارمٍ
بَرقُ المَنيّة ِ مِن سَناهُ يَلمَعُ
عَضبٌ إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
فالهامُ تسجدُ والجماجمُ تركعُ
عَطشانُ من طولِ الضّرابِ، وإنّه
بسِوى الدِّماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ
عصفتْ رياحُ الموتِ من شفراته،
فتَكَلّمَتْ فيه الطّباعُ الأربَعُ
علقتْ يدي بكَ يا أبا الفتحِ الذي
عنّي، ويَمنحُني الوِصالَ ويمنَعُ
عِلماً بأنَّ الجُودَ فيكَ صَنيعَة ٌ،
طبعٌ، وذلك في سواكَ تطبعُ
عشْ في نعيمٍ لا ينقلُ ظلهُ،(20/19)
وعُلًى يَذلُّ بها الزمانُ ويَخضَعُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
رقم القصيدة : 20495
-----------------------------------
غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
طولُ مُكثي، والمجدُ سهلٌ لباغي
غفلتْ همتي عن السعي، حتى
بلغتني الأيامُ شرّ بلاغِ
غالِطٌ مَن يَحُطّ عن صَهَوة ِ العِـ
ـزّ ويَرضَى بمَوقعِ الأرساغِ
غِبْ عن الهمّ يَصفُ عيشُك يا صا
حِ، ولا تنثنِ إلى الفراغِ
غَنّ لي باسمِ لَيلى عسَى ويومُ البا
غي فيهِ لهُ يوم عينِ الباغِ
غابَ عَنّا الرّقيبُ وابتَدَرَ الـ
ـسّاقي على الكؤوسِ والفُرّاغِ
غَنِجُ الطّرفِ ذُو خَدٍّ أسيلٍ
لم يزلْ من دمائنا في الصباغِ
غالَ فينا وجارَ في القتلِ حتى
تسلسلتْ عقاربُ الأصداغِ
غصتِ الراحُ بالمزجِ، فجاشتْ
بحَبابٍ، يحكي الثّغورَ، سباغِ
غضبتْ، فانثنتْ توسوسُ في العقـ
ـلِ شياطينُ فكرِها في النُّزّاغِ
غيرتْ صبغة َ الدنانِ بنورٍ،
هوَ للكأسِ أحسنُ الأصباغِ
غَسَقٌ خِلتُ أنّ وَجهَ أبي الفَتـ
ـحِ جَلاهُ بنُورِهِ البَزّاغِ
غَيثُ جُودِ إن هَمّ للقَصدِ راجٍ،
ووَبالٌ إن هَمّ بالجَورِ باغِ
غدقُ الجودِ بعدما هوَ ممـ
ـطرُ شربِ الخيلِ والمطيِّ الرّواغي
غافِرٌ للذّنوبِ بَعدَ اقتدارٍ،
عائِدٌ للصّلاة ِ بَعدَ الفَراغِ
غابنٌ للمالِ أن يَجُودَ علَيـ
ـهِ جودُ أسيافهِ على كلّ باغِ
غرسَ الجودَ في الورى وأسرا
هُ بكثر الغرسِ في بطونِ الأواغي
غمرَ العالمينَ نائلُ كفيـ
ـهِ ببَذلِ النّوالِ والإسباغِ
غَشِيَ الحَربَ يَهتَدي بحُسامٍ
عارفٍ بالنحورِ والأصداغِ
غاض في لُجّة ِ المَفارِقِ حتى
خصَمَ العقلَ في مقَرّ الدّماغِ
غادرَ الشهبَ كالعجاجة ِ دهماً،
وسَناها مَخضوبَة َ الأرساغِ
غارَة ٌ لم يَخَفْ بها زَجرَ قومٍ،
ليَسَ تَخشَى الأسودُ نَغَوة َ ثاغِ
غبطَة ٌ فيها الخَلائِقُ إذ بِـ
ـتُّ، ودهرٌ مصغٍ إليّ وصاغِ
غصصُ الدهرِ قبلهُ أخلصتني،(20/20)
فانثَنَيتُ للنّاسِ نَشرَ مساغِ
غيرَ أنّ العزائمَ الأرتقيا
تِ حمتني من صرفهِ الرواغِ
غضّ طرفُ الأعداءِ عنكَ أبا الفتـ
ـحِ وباتتْ قلوبُهم في ارتياغِ
غَيظُ أهلِ النّفاقِ منكَ وأمـ
ـسى كلُّ ضارٍ من خوفه وهوَ صاغِ
غاص منهُ ماءُ الحَياة ِ فَبادَتْ
حَذَراً من سِنانكَ اللّدّاغِ
غَمّ أعداءَ لا برحتَ بمُلكٍ
آمناً من شوائبِ الارتياغِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
رقم القصيدة : 20496
-----------------------------------
فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
أغرى السهادَ بطرفيَ المطروفِ
فجهلتُ تضعيفَ الجفونِ، وإنما
ضعفُ القلوبِ بذلكَ التضعيفِ
في كلّ يومٍ للواحظِ غارة ٌ
شُغِفَتْ بنَهبِ فُؤاديَ المَشغُوفِ
فتَرتْ وما فَتر القتالُ وأُضعِفَتْ،
وفعالها بالفتكِ غيرُ ضعيفِ
فلَئن سطَتْ أيدي الفِراقِ وأبعدتْ
بدراً تحجبَ نصفهُ بنصيفِ
فلكم نعمتُ بوصلهِ في منزلٍ
قد طابَ فيهِ مَربَعي ومَصيفي
فارقتُ زوراءَ العراقِ، وإن لي
قَلباً أقامَ برَبعِهِ المألُوفِ
فلأثنينّ إلى العراقِ أعنتي،
وأطيلُ في تلكَ الديارِ وقوفي
فيها بُدورٌ في خِلالِ مَضارِبٍ،
وشموسُ دجنٍ من وراءِ سجوفِ
فاقتْ بكلّ مقرطقٍ ومشنفٍ،
والحسنُ بينَ قراطقٍ وشنوفِ
فاتَ المرادُ، فبِتُّ أقرَعُ بَعدَهم
سنّي، وأصفُقُ، إذ نأيتُ، كفوفي
فرداً أُعَلَّلُ من لِقاهم بالمُنى ،
وأعيشُ بعدَ القومِ بالتسويفِ
فصلتْ ملازمة ُ السقامِ مفاصلي،
بيَدِ البُعادِ، وأنكَرَتْ تَعريفي
فعرفتُ بالحبّ المبرحِ مثلما
عرفتْ يدُ المنصورِ بالتصريفِ
فخرُ المُلوكِ، ونجمُها، وهلالُها،
غوثُ الطريدِ وملجأُ الملهوفِ
فكرٌ يدورُ في أمورِ مانه
طرفي، خبير في الزمانِ عروفِ
فَجرٌ، إذا ما الظّلمُ أظلَمَ لَيلُهُ،
جَلّى دُجاهُ بعَدلِهِ المَوصوفِ
فَرضٌ على أسيافِهِ وبَنانِهِ
بالعدّ رددهُ وصرفِ صروفِ(20/21)
فتكَتْ يَداهُ بالنُّضارِ، فأتلَفَتْ
ماضمهُ من تالدٍ وطريفِ
فشعارهُ في الحربِ فلُّ مقانبٍ،
وصَنيعُهُ في السّلمِ بَذلُ أُلوفِ
فرَقَ الزّمانَ بحالَتَيهِ، فدَهرُهُ
يومانِ: يومُ ندًى ويومُ حتوفِ
فلذاكَ آنستِ الوقوفُ بربعهِ،
نارينِ نارِ وغى ً ونارِ مضيفِ
فهمٌ، ولكن في مسامعِ فهمه
صُمٌّ عن التّقييدِ والتّعنيفِ
فَنَدُ العواذِلِ في السّماحِ يَزيدُه
جوداً، ويرجفهم برغمِ أنوفِ
فلّ الجيوشَ بعزمة ٍ ملكية ٍ،
تغنيهِ عن خطية ٍ وسيوفِ
فصلُ القضا متتابعٌ لقضائهِ،
تلقى إليهِ أزمة ُ التشريفِ
فضلٌ بهِ فضلَ الأنامَ، وهمة ٌ
ركبَ العلوَّ بها بغيرِ رديفِ
فهُنا بنَظمِ حَديثِهِ مع أنّنا،
ما إن نَرومُ بهِ سوى التّشريفِ
فزنا بهِ الفوزَ العظيمَ من الردى ،
وأمِنّا في مَغناهُ كلّ مَخوفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
رقم القصيدة : 20497
-----------------------------------
قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
فما أنا من يحيا إلى حينَ نلتقي
قضيتُ وما أودى الحمامُ بمهجتي،
وشِبتُ وما حَلّ البَياضُ بمَفرِقي
قضيتِ لنا في الذلّ في مذهبِ الهوى ،
ولم تفرقي بينَ المنعمِ والشقي
قرنتِ الرضى بالسخطِ والقربَ بالنهوى ،
ومَزّقتِ شَملَ الوَصلِ كلَّ مُمَزَّقِ
قبلتِ وصايا الهجرِ من غيرِ ناصحٍ،
وأحيَيتِ قولَ الهجرِ من غيرِ مُشفِقِ
قطعتِ زماني بالصدودِ وزرتني
عشية َ زمتْ للترحلِ أينقي
قضى الدهرُ بالتفريقِ فاصطبري لهُ
ولا تَذمُمي أفعالَهُ، وترَفّقي
قَبيحٌ بنا ذَمُّ الزّمانِ، وإن جَنَى ،
إذا كان فيهِ مثلُ غازي بنِ أرتقِ
قِوامٌ لدينِ اللَّهِ قد حَفِظ الوَرَى
بعَينٍ متى تَنظُرْ إلى الدّهرِ يُطرِقِ
قريبٌ إذا نُودي، بَعيدٌ إذا انتَمَى ،
عَبوسٌ إذا لاقَى ، ضَحوكٌ إذا لُقي
قَسَا قَلبُهُ جُوداً على المالِ فاغتَدَى
يجورُ على أموالهِ جورَ محنقِ
قلائدُ أعناقِ الرجالِ هباتهُ،(20/22)
ترى الناسَ منها كالحمامِ المطوقِ
قضَى بتلافِ المالِ في مذهبِ العطا،
فجادَ إلى أن قالَ سائِلُهُ: ارفُقِ
قضَتْ عنهُ قَومٌ إذ رأتْ فيضَ جوده،
ومن لم يبنْ عن مهبطِ السيلِ يغرقِ
قويُّ السطا لو خاصمَ الدهرُ بأسهُ
غَدا خاسراً في دِرعِهِ المُتَمَزِّقِ
قصيرُ الخطى نحوَ المعاصي، وإنها
طوالٌ، إذا ما جالَ في صدرِ فيلقِ
قديرٌ على جيشِ اللهى غيرُ قادرٍ،
تقيٌّ لأهوالِ الوعى غيرُ متقِ
قنى الحمدَ ثوباً للفخارِ، وإنهُ
على حدة ِ الأيام لم يتخرقِ
قدِ العزمَ، وابقَ يا أبا الفتحِ سالماً،
فقَد خَفَضَ الدّهرُ الجَناحَ لترتَقي
قد استَبشرَتْ منكَ اللّيالي، وإنّما
بَشاشَتُها في غَيرِكم للتّمَلّقِ
قريبٌ من الدّاعي، فمن يَبغِ نُصرَة ً
يجدْك، ومن يَطلبْكَ في الضّيقِ يَلحِقِ
قسمتَ على الورادِ رزقاً قسمتهُ،
وقلتَ لها: مما رزقناكِ أنفقي
قصدناكَ، يا نجمَ الملوكِ، لأننا
رأينا الوَرى من بحرِ جُّودِكَ تَستَقي
قطَعنا إليكَ البِيدَ نُهدي مَدائِحاً،
جَواهرُها من بحرِكَ المُتَدَفّقِ
قَصائدُ في أبياتِهِنّ مَقاصِدٌ
تَرَدّدَ في أحداقِها سِحرُ مَنطِقِ
قوافٍ، إذا ما حزنَ في سمعِ ناقدٍ
فَعَلَن بهِ فِعلَ السُّلافِ المُعتَّقِ
قَدِمتُ بمَدحي زائراً، فلَقيتَني
بحسنِ قبولٍ للرجاءِ محققِ
قليلٌ إلى أرضِ العراقِ تطلعي،
وجودكَ قيدٌ بالمكارمِ موثقي
قَصَرَتْ بمَغناكَ الحَوادِثُ إذ رأتْ
بحَبلِكَ من دونِ الأنامِ تَعَلُّقي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
رقم القصيدة : 20498
-----------------------------------
كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
يكفيكِ ما فعلتْ بالناسِ عيناكِ
كَلّتْ لِحاظُكِ ممّا قد فتكتِ بنا،
فمن ترى في دمِ العشاقِ أفتاكِ
كَفاكِ ما أنتِ بالعُشّاقِ فاعِلَة ٌ،
لو أنصفَ الدهرُ في العشاقِ عزاكِ
كَمّلتِ أوصافَ حُسنٍ غيرِ ناقصَة ٍ،(20/23)
لو أنّ حسنكِ مقرونٌ بحسناكِ
كيفَ انثنيتِ إلى الأعداءِ كاشفة ً
غوامضَ السرّ لما استنطقوا فاكِ
كتمتُ سركِ حتى قالَ فيكِ فمي
شعراً، ولم يدرِ أنّ القلبَ يهواكِ
كِدتِ المحبَّ فما أنتِ بطالبَة ٍ
فَنا مُحبّك مع إشماتِ أعداكِ
كافيتني بذنوبٍ لستُ أعرفها،
فسامحي وأذكري من ليسَ يسلاكِ
كلفتني حملَ أثقالٍ عجزتُ بها،
وحَبّذا ثِقلُها إن كانَ أرضاكِ
كابدتُ هولَ السرى في البيدِ مكتسباً
مالاً، وما كنتُ أبغي المالَ لولاكِ
كلاً، ولا بتُّ أطوي كلَّ مقفرة ٍ،
ومهمهِ لم تسرْ فيهِ مطاياكِ
كأنّ فيهِ السما والأرضَ واحدة ٌ،
ونوقنا نجبُ نورٍ تحتَ أملاكِ
كبَتْ من الأينِ فيهِ ناقَتي، فغدَتْ
تشكو إليّ بطرفٍ شاخصٍ باكِ
كوماءُ تسحبُ من سقمٍ مناسمها
كأنّ أرجلها شدتْ بأشراكِ
كفتْ عن السيرِ للمرعَى محاولة ً،
فقلتُ: سيري إلى مرعى النّدى الزّاكي
كرّتْ، وقالت: إلى من ذا؟ فقلتُ لها:
إلى أبي الفَتحِ مَولانا ومَولاكِ
كَهفُ الضّيوفِ ووهّابُ الألوفِ وجدّ
اعُ الأنوفِ، وأمنُ الخائفِ الشاكي
كريمُ أصلٍ يُعيدُ الرّوحَ مَنظَرُهُ،
فلو قضيتِ، بإذنِ اللهِ، أحياكِ
كساكِ من سندسِ الإنعامِ أردية ً،
حتى كانّ جنانَ الخلدِ مأواكِ
كلي هنيئاً، ونامي غيرَ جازعة ٍ،
في مَربَعٍ فيهِ مَرعانا ومَرعاكِ
كانَ الرجاءُ بلقياهُ يعللني،
وحادِثاتُ اللّيالي دونَ إدراكي
كذا طلابُ العلى ، يا نفسِ، ممتنعٌ،
فإن صبرتِ لهُ نالتهُ كفاكِ
كواكبُ القطرِ إلاّ أنّ راحتهُ
إن أمسكَ القطرُ لا تعبا بإمساكِ
كفٌّ حكَى وابلَ الأنواءِ وابلُها،
حتى غَدا يَحسُدُ المَحكيَّ للحَاكي
كم أبكتِ البِيضَ في كفّيهِ إذ ضَحكتْ
عيناً، وأضحكَ سناً مالُه الباكي
كلُّ الأنامِ، لما أولاهُ، شاكرة ٌ،
فَما لَهُ غَيرُ بيتِ المالِ من شاكِ
كن كيفَ شئتَ بأمنِ اللهِ يا ملكاً،
أضحتْ عزائمهُ أقطابَ أفلاكِ
كَفَيتَنا منكَ مَنّاً لو وُصِفتَ بهِ
لظُنّ ذلكَ منّا نَوعَ إشراك(20/24)
كذاكَ لا زلتَ تكفي كلَّ ذي جسدٍ
فتكَ الخطوبِ بعزمٍ منكَ فتاكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
رقم القصيدة : 20499
-----------------------------------
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
تحتَ السوابغِ تصمي مهجة َ البطلِ
لعلّ طرفكَ من أسمائهِ ثعلٌ،
كذلكَ الرميُ منسوبٌ إلى ثعلِ
لواحظٌ حاذرتْ ألحاظنا، فغدتْ
بصارِمِ الغُنجِ تَحمي وَردَة َ الخَجلِ
لقد تعدتْ علينا غيرَ راحمة ٍ،
فظَلّلَ الحُسنُ ظِلاًّ غيرَ مُنتَقِلِ
للهِ ليلتنا بالمجمعينِ، وقد
حالتْ، وتذكارها في القلبِ لم يحلِ
ليل تَنَعمتُ في وصلِ الفتاة ِ بهِ،
حتى توهمتُ أنّ البدرَ من قبلي
لمياءُ جادتْ لنا بالوصلِ، إذ علمتْ
أنّ الترحلَ قد زمتْ بهِ إبلي
زلتْ إلى صدرها صدري مودعة ً،
وزَوّدَتني من الإرشافِ والقُبَلِ
لمّا أحَسّتْ بوَشكِ البَينِ فانسفَحَتْ
دموعُ مُنتَحِبٍ في إثرِ مرتَحِلِ
لاحتْ صروفُ النوى حزناً وقد نثرتْ
عَقيقَ أدمُعِها من نَرجسِ المُقَلِ
لَجّتْ، فقُلتُ لها كَيما أُعَلّلها،
كمن يعللُ بعدَ النهلِ بالعللِ
لَعَلّ إلمامَة ً بالجِزعِ نابتَة ً،
كيما يهبّ نسيمُ البرءِ في عللي
لوتْ إليّ عنانَ الذلّ قائلة ً:
علامَ تعجل الأسفارِ والنقلِ
لمن تؤملُ بالإعسارِ؟ قلتُ لها:
على ابنِ أرتقَ، بعدَ اللهِ، متكلي
الباسِمِ الثّغرِ، والأبطالُ عابسَة ٌ،
والمخصبِ الربعِ، والأرضونَ في محلِ
لمن أضاءَتْ بنُورِ اللَّهِ دولَتُه،
كأنها غرة ٌ في جبهة ِ الدولِ
لهُ يَراعٌ، وعَضبٌ ما جَرى وبَرَى
إلاّ قضى ، ومضى بالرزقِ والأجلِ
لُذنا بهِ، فرأينا من مَناقِبهِ
ما لاتشاهدهُ الأبصارُ في رجلِ
لَيثٌ أضافَتْ سَجاياهُ حَماسَتَهُ
إلى السماحِ، وناطَ العلمَ بالعملِ
لكَ الفَضائلُ، يا نجمَ المُلوكِ، لقد
جرَيتَ في المَجدِ جَريَ النّومِ بالمُقَلِ
لَزِمتَ حَدّ التّقَى عن كلّ فاحشة ٍ،(20/25)
حتى كأنكَ معصومٌ عن الزللِ
لربّ لَيلِ عَجاجٍ كانَ أنجمَهُ
شهبُ الصفاحِ وأطرافُ القنا الذبلِ
لذَّ الوغى للمواضي، فانثنتْ طرباً
به، وماسَ القَنا كالشّارِبِ الثَّمِلِ
لولا فرارُ الأعادي من يَديكَ بهِ،
لأصبَحُوا في فَمِ الأيّامِ كالمَثَلِ
لَقيتَهُم بجِيادٍ قد كَفِلَت لها
أن لا ترى الشوسُ منها صورة َ الكفلِ
لي أيّها المَلِكُ المَنصورُ فيكَ فَمٌ
ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ في رَجُلِ
لهوتُ عن مدحِ أهلِ الأرضِ مرتفعاً
عنهم، وعضبُ لساني غيرُ ذي قللِ
لو كانَ مثلُكَ مَوجوداً نَظَمتُ بهِ
أضعافَ ما نَظَموا فيهِ ذووالطَّوَلِ
لكَ الوِلاية ُ، فارْقَ في عُلاكَ على
هامِ السماكِ بعزّ غيرِ منتقلِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> تانكا
تانكا
رقم القصيدة : 2050
-----------------------------------
الـ "تانكا"
قالب شعريّ ياباني
يتألّف من 31 مقطعًا
موزّعة على خمسة أسطر
عدد مقاطعها تباعًا :
5، 7، 5، 7، 7
أضرمْتِ النّارا
في حقلٍ وقتٍ أصفرْ؟
هدّمْتِ الدّارا؟
آتٍ لا بُدَّ الأخضرْ
يحملُ بتّارا
يا سيّدتي
هي نارٌ في القلبِ
في أوردتي
غاباتٌ من حطبِ
لا ترتعدي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
رقم القصيدة : 20500
-----------------------------------
مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
هي الظلّ، إلاّ أنهُ غيرُ دائمِ
ملَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها، وطالَما
رفعتُ بها أولى وقوعِ الجوازمِ
مَغاني الحِمى جادَتْ سَحائبُ أدمُعي
عليكِ، إذا جفتْ جفونُ الغمائمِ
ملاعبُ لهوٍ كم قضيتُ بربعها
لباناتِ أيامِ الصبا المتقادمِ
من الجانبِ الغربيّ من أرضِ بابلٍ
معاهدُ أنسٍ مشرقاتُ المباسمِ
مَعالمُ بَينَ القَلعَتَينِ، وإنّما
محلُّ المعالي بينَ تلكَ المعالمِ
مكَثتُ بها دَهراً، وعَيني قَريرَة ٌ
بها، ورواقُ العزّ عالي الدعائمِ(20/26)
مَقيلي ظُهورُ الصّافِناتِ، ومُؤنِسي
رياضُ الكلا دونَ الحشايا النواعمِ
ميعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ
طَويلِ نِجادِ السيّفِ ماضي العزائمِ
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ،
وإن سارَ نادى عرضهُ يا سالمِ
مواضي سرورٍ لا انتفاعَ بذكرها،
إذا لم أُعِدها بارتِكابِ العَظائِمِ
منبهُ عزمٍ إنهُ غيرُ راقدٍ،
وموقظُ حزمٍ إنهُ غيرُ نائمِ
مطلتُ السرى حتى مللتُ، كأنما
عليّ مَقامُ الذلّ ضربَة ُ لازِمِ
منيعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ،
وإن سارَ نادى عرضهُ يا لسالمِ
منعتُ عن الترحالِ عيسي، ومنعها
عن المَلِكِ المَنصورِ إحدى العَظائِمِ
مليكٌ جبالُ الأرضِ من حلمهِ انتشتْ،
وأبحُرُها من جُودِهِ المُتَلاَطِمِ
مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بعدَ اجتماعِهِ،
وفي راحتيهِ جمعُ شملِ المكارمِ
مواهبهُ وقفٌ على كلّ طالبٍ،
وأسيافهُ حتمٌ على كلّ آثمِ
مقيمٌ بآياتِ الندى كلَّ قاعدٍ،
كما أقعدتْ أسيافهُ كلَّ قائمِ
محلُّ الردى في سيفهِ وسنانهِ،
وبحرُ النّدى في كَفّهِ والبَراجِمِ
مَحَا بِسَطاهُ ذكرَ عمروٍ وعنتَرٍ،
وأحيا نداهُ ذكرَ معنٍ وحاتمِ
مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بها الوَرى
مُطَوَّقَة ً أعناقُها كالحَمائِمِ
معودة ٍ بالبسطِ، إلاّ إذا غدتْ
بمتنِ يراعٍ، أو بقائمِ صارمِ
مشيدُ العلى لا تاركٌ خلة َ الندى ،
ولا سامعٌ في الجُودِ لَومَة َ لائِمِ
مُصِرٌّ على بَذلِ الهِباتِ يَسُرّهُ،
إذا أصبحتْ أموالهُ بالمآتمِ
مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجُودَ مِنّة ً،
ولا يتبعُ الأموالَ حسرة َ نادمِ
مضيفُ الورى مثلُ الربيعِ بربعهِ،
وأيّامُهُم في ظِلّهِ كالمَواسِمِ
مَرَرْنا حُفاة ً في مَقادِسِ رَبعِهِ،
كأنّا مُشاة ٌ فوقَ هامِ النّعائِمِ
مَشَينا، ولَو أنّا وفَينا بحَقّهِ،
مَشَينا على الأحداقِ دونَ المَناسِمِ
مدى الدهرِ لا زالتْ تحجّ بنو الرجا
إليهِ، وتحظى بالغنى والغنائمِ(20/27)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
رقم القصيدة : 20501
-----------------------------------
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
يَبينُ لها ما لا يَكادُ يَبينُ
نظرنا بها ما كانَ قبلُ من الهوى ،
فدَلّ على ما بَعدَها سَيَكونُ
نهانا النهى عنها، فلجتْ قلوبنا،
فقُلنا: اقدُمي! إنّ الجنونَ فُنُونُ
نَغُضّ ونَعفُو للغَرامِ، إذا جَنَى ،
ويَقسُو علَينا حكمُهُ، فنَلِينُ
نَرُدّ حدودَ المُرهَفاتِ كَليلَة ً،
وتَفتُكُ فينا أعينٌ وجُفُونُ
نُهَوّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفُوسَنا،
وما عادَة ً، قَبلَ الغَرامِ، تَهُونُ
نُطيعُ رِماحاً فَوقَهنّ أهلّة ٌ،
وكُثبانَ رَملٍ فوقَهنّ غُصونُ
نَواعِمُ شَنّتْ في المُحبّينَ غارَة ً
بها اللّدنُ قَدٌّ، والسّهامُ عُيُونُ
نبالٌ، ولكنّ القسيَّ حواجبٌ،
نِصالٌ، ولكنّ الجُفُونَ جُفُونُ
نهبنَ قلوبَ العاشقينَ، وغادرتْ
بجِسمي ضَنًى للقَلبِ منهُ شُجونُ
نحولٌ وصبرٌ قاطنٌ ومقوضٌ،
ودَمعٌ وقَلبٌ مُطلَقٌ ورَهِينُ
نسهلُ أحوالَ الغرامِ تجلداً،
وإنّ سُهُولَ العاشقِينَ حُزونُ
نتابعهُ طوراً، ولا عروة ُ الهوى
بوثقى ولا حبلُ الزمانِ متينُ
نظنّ جميلاً في الزمانِ، وإنهُ
زمانٌ لتصديعِ القلوبِ ضمينُ
نرومُ وعودَ الجودِ منه، وقد غدتْ
لدى المَلِكِ المَنصورِ، وهيَ ديُونُ
نبيُّ سماحٍ قد تحققَ بعثهُ،
لهُ الرّأيُ وَحيٌ، والسّماحة ُ دينُ
نَجَتْ فِئَة ٌ لاذَتْ بهِ، فتَيَقنّتْ
بأنّ طَريقَ الحَقّ فيهِ مُبينُ
نخيٌّ، له العزمُ الشديدُ مصاحبٌ،
سَخيٌّ، لهُ الرّأيُ السّديدُ قَرينُ
نجيبٌ، لو أنّ البحرَ أشبهُ جودهُ،
لما سلمتْ من جانبيهِ سفينُ
نفتْ عنهُ ما ظنّ العداة ُ عزائمٌ،
هيَ الجَيشُ والجَيشُ الخَميسُ كمينُ
نَمَتهُ إلى القَومِ الذينَ رِماحُهُمْ
قضَتْ في الوَغى أن لا يَضِيقَ طَعِينُ
نُجومٌ لها فوقَ السّروجِ مَطالِعٌ،(20/28)
لُيُوثٌ لها تحتَ الرّماحِ عَرينُ
نفوسهمُ يومَ الجدالِ جداولٌ،
وآراؤهم يومَ الجِدالِ حُصُونُ
نَجَعنا إلَيهِ من بلادٍ بَعيدَة ٍ،
وكلٌّ لهُ حسنُ الرجاءِ ضمينُ
نهضنا لنستسقي السحابَ، فجادنا
سَحابُ نَدَى كَفّيهِ وهيَ هَتونُ
نوافيكَ يا من قد غدتْ حركاته
على المُلكِ منها هَيبَة ٌ وسُكُونُ
نُجازى بما نأتي إلَيكَ هَديّة ً،
فنحملُ درّ المدحِ، وهو ثمينُ
نعمتَ، ولا زالتْ ربوعكَ جنة ً،
فمَغناكَ حِصنٌ للعُفاة ِ حَصينُ
نهبتَ الثنا والجودَ والمجدَ والعلى ،
ونِلتَ الأماني، والزّمانُ سُكُونُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
رقم القصيدة : 20502
-----------------------------------
هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
أنّ عُيونَ المحبّ تَرعاهُ؟
هَيّجَ أشواقَنا بزَورَتِهِ،
ثم انثنى ، والقلوبُ أسراهُ
هَجَعتُ كَيما يزورُني قَمَرِي،
أعتبُ طرفي ظلماً وألحاهُ
هلاّ أتى ، والعيونُ ساهرة ٌ،
والنّومُ بالنّوحِ قَد طَرَدناهُ
هديتَ، يا طيفُ، قل لأهلِ منى ً
إنّ المُعَنّى هَواهُ أفناهُ
هَوًى إلى نَحوِكم يُجاذِبُهُ،
وهوَ الذي في البلادِ أقصاهُ
هاجَرَ لمّا هَجَرتُمُوهُ، فما
أغناهُ عن أهلِهِ ومَغناهُ
هامَ، ولم يألفِ البلادَ، وإن
فَرّتْ بتلكَ البلادِ عَيناهُ
هنيُّ عيشٍ لولا فراقكمُ،
أيقنَ أنّ الجنانَ مأواهُ
همتْ بهِ في البلادِ همتهُ،
ونالَ بالسعي ما تمناهُ
هادنهُ دهرهُ، وراهنهُ،
ورامهُ منعماً وأرضاهُ
هذبَ أخلاقهُ الزمانُ، وقد
طهرَ مدحُ ابنِ ارتقٍ فاهُ
هوَ السحابُ الذي بشاشتهُ
بارقهُ، والحيا عطاياهُ
هَتونُ جُودٍ،سماحُ راحتِه
جارَ على مالِهِ، فأفناهُ
همتْ على الناسِ سحبه، فلكم
قَتيل فَقرٍ، نَداهُ أحياهُ
هيهاتَ يدعى بالسحبِ نائلهُ،
فهو نضارٌ، وتلكَ أمواهُ
هولٌ، جميعُ الأهوالِ ترهبه،
خَطبٌ، جَميعُ القلوبِ تَخشاهُ
ها إنّ أمرَ الزّمانِ في يَدِهِ،(20/29)
يأمرهُ تارة ً وينهاهُ
هلمّ يا طالبَ النّوالِ إلى
من فتكتْ بالنضارِ كفاهُ
هذا الذي أصبحَ الندى مثلاً
يفصحُ عن ذكرهِ، وأسماهُ
هادي البرايا بنورِ طلعتهِ،
مُحيي الرّعايا بفَيضِ جَدواهُ
هلالُ أفقٍ، تيارُ مكرمة ٍ،
تَهَوَى الوَرى حُسنَهُ، وحُسناهُ
همامُ بأس، سهلٌ خلائقهُ،
أنكَرَنا البُؤسُ مُذ عرَفناهُ
هَمّ بنا قَبلَ أن نَهُمَّ بهِ،
فجادَنا قَبلَ أن سألناهُ
هَزّ ليُرضي العُلى عَزيمتَهُ،
فأصبَحَ المالُ بَعضَ قَتلاهُ
هَوّن بها اللُّهَى ، فلو نَطَقتْ،
يوماً، لقالتْ: أعزكَ اللهُ
هني بكَ أيها الملكُ المنصو
رُ، فالدّهرُ فيكَ هَنّاهُ
هَوِيتُ طيبَ الثَّنا، فلا بَرِحتْ
تُحدَى إلى نَحوِكم مَطاياهُ
هبتْ إلى مدحكم جوارحنا،
فكُلّها بالثّناءِ أفواهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
رقم القصيدة : 20503
-----------------------------------
وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
وراضٍ ولو حمّلتَني في الهوَى رَضوَى
وهَبتُكَ روحي فاقضِ منها ولا تخَفْ،
لأنّ عناني نحوَ غيركَ لا يلوى
وهى جلدي إن كانَ أضمرَ خاطري
سلواً، ولو أني قضيتُ من البلوَى
وحقكَ قد عزّ السلوُّ، فمنّ لي
بوصلٍ، فإنّ المنّ أحلى من السلوى
وَجَدتُ الهوَى حُلواً، فلَمّا وَرَدتُهُ
تأجّنَ حتى شابَ بالكَدَرِ الصّفْوَا
وأعبتني من خمرِ حبكَ نشوة ً،
فَها أنا حتى الحشرِ لا أعرِفُ الصّحْوَا
ولعتُ بذكرِ الغانياتِ تموهاً
عن اسمك كيلا يعلمَ الناسُ من أهوى
وأكثرتُ تَذكاري لحَزوى ورامَة ٍ،
وما رامَة ٌ لولا هَواكَ وما حَزوَى ؟
وعدتَ جميلاً ثم اخلفتَ موعدي،
فما بالُ وَعدِ الهَجرِ عندك لا يُلوَى
وَصلتَ العِدى رَغماً عليّ، وحبّذا
لوَ أنّكَ أصفَيتَ الودادَ لمن يَسوَى
وحقِّ الهوى العذريّ، وهيَ ألية ٌ
تنزهُ أربابَ الغرامِ عن الدعوى
وِصالُكَ للأعداءِ لا الهَجرُ قاتِلي،
ولكن رأيتُ الصّبرَ أولى من الشكوَى(20/30)
وفيتَ لهم دوني، فسوفَ أكيدهم
بصَبري إلى أن أبلُغَ الغايَة القُصوَى
وإلاّ، فلا أضحَتْ لنُجبِ عَزائمي
إلى الملكِ المنصور عصبُ الفلا تطوى
وليٌّ لأمرِ المسلمينَ، وحافظٌ
شرائطَ دينَ اللهِ بالعدلِ والتقوى
وَصُولٌ، عَبوسٌ، قاطعٌ، متَبَسّمٌ،
يخافُ ويرجى عنده الحتفُ والجدوى
وليٌّ عن الفحشا، سريعٌ إلى الندى ،
بعيدٌ عن المرأى ، قريبٌ من النجوى
وبالٌ لمن عاداك، وبلٌ لمن راعا
كَ، قحطٌ لمن ناواك، خصبُ لمن ألوى
وفيٌّ يجازي المذنبينَ بعفوهِ،
ولكنهُ عن مالهِ لا يرى العفوا
ويُصبحُ عن عَيبِ الخَلائقِ لاهِياً،
وعن رعيهم بالعدلِ لا يعرفُ السهوا
وأبلجُ قد راعَ الزمانَ سياسة ً،
وشنّ على أموالهِ غارة ً شعوا
وصفنا نداهُ للمطيّ، فأطلعتْ
يداها، وسارَتْ نحوَه تُسرِعُ الخَطوَا
وظَلّتْ بها يَكوي الهَجيرُ جُلودَها،
وأخفافُها من لَذعِ قدحِ الحصَى تُكوَى
وبِيدٍ عَسَفتُ العيسَ في هَضباتِها،
وأنضيت بالإدلاجِ في وعرها النضوا
وردنا بها ربعاً بهِ موردٌ الندى ،
غزيرٌ، ووَعلُ الجَودِ في ظلّهِ أحوَى
ولُذنا بمَلكٍ لَيسَ يُخلِفُ وَعدَه،
إذا مَوعدُ الوَسميّ أخلَفَ أو ألوَى
ولمّا أنَخنا عِيسَنا بفنائِه،
أفادَتْ يَداهُ كلَّ نَفسٍ بما تَهَوى
وأورَدَنا من جُودِ كَفّيهِ نِعمَة ً،
وصَيّرَ جَنّاتِ النّعيمِ لَنا مأوَى
وحسبي من الأيامِ أني بظلهِ،
ولي جودهُ محياً ولي ربعهُ أحوى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
رقم القصيدة : 20504
-----------------------------------
لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
إن أنا حاولتُ عنكمُ بدلا
لا كانَ يوماً يدومُ، غيركمُ،
قَلبٌ على فَرطِ حبّكم جُبِلا
لامَ عَذولي علَيكُمُ سَفَهاً،
وصارمُ الحبّ يسبقُ العذلا
لاحٍ غدا في الهوى يعنفني،
وكلّما لامَ في الغَرامِ حَلا
لأهلِ نجدٍ عندي عهودُ صِباً،
يحفظها القلبُ كلما بخلا(20/31)
لاعِجُ شَوقي إلى لِقائِهِمِ،
يُنبِهُ قلبي بهِم إذا غَفَلا
لامعُ بَرقِ الغَرامِ يُذكِرُني
رَبعاً لقَومٍ من الأنيسِ خَلا
لازمتُ من دونهِ القفارَ، وقد
تركتُ فيهِ الرّفاقَ والخوَلا
لاكتْ بهِ خيلنا مراودها،
ثمّ استحبتْ من بعدنا العطلا
لأظهُرِ الصّافناتِ خَيّالَة ٌ
منا، وأما قلوبهنّ، فلا
لأقطَعَنّ القِفارَ مُمتَطِياً
جوادَ عزمٍ للنجمِ منتعلا
لَئِن هَمَمتُ كانَ لي هِمَمٌ
تفتحُ لي باهتمامها سبلا
لا خِفتُ بُؤساً، ونائلُ الملكِ المنـ
ـصورِ للعالمينَ قد كفلا
لابِسُ ثَوبِ العَفافِ مدّرِعٌ
من سُندسِ المَجدِ والتّقى حُلَلا
لاحَ فقومٌ تعدّ طلعتهُ
رزقاً، وقومٌ تعدهُ أجلا
لأخصمنّ الزمانَ مرتجلا،
وأنظمنّ القريضَ مرتجلا
لاقَ بأمثالهِ، ومحكمهُ
لمن غدا ذكرُ حلمهِ مثلا
لأغزرِ المنعمينَ طولَ ندى ً،
وأرفَعِ العالمينَ طُورَ عُلى
لأروَعٍ لا تَزالُ راحتُهُ
تَجُودُ للنّاسِ قَبلَما تُسَلا
لاحقُ شأوِ الكرامِ سابقهم،
في جريهِ للعلى ، إذا قفلا
لاذَ بهِ الوافدونَ، فامتَلأتْ
منهُ يداهم، وصدقوا الأملا
لاجيَة ٌ من نَدَى يَدَيهِ إلى
ركنٍ مشيدٍ لعيهم حملا
لا تَخْشَ يا ابنَ الكرامِ من زَمَنٍ
أمرتهُ بالصلاحِ، فامتثلا
لا واكَ قومٌ، فكانَ حظهمُ
طلُّ دمٍ في الوَغَى وضربُ طُلَى
لاقيتهم، والعجاجُ لو خضبتْ
بهِ فُروعُ الدُّجَى لمَا نَصَلا
لأنتَ من مَعَشرٍ بعَدلِهِمِ
قومَ زيغُ الزمانِ، فاعتدلا
لانَ لكَ الدّهرُ بَعدَ شِدّتِهِ،
فَجادَ للنّاسِ بَعدَما بَخِلا
لأجلِ ذا أنجُمُ العُلى طَلَعَتْ
بهِ، ونجمُ الضّلالِ قد أفَلا
لأرْبُعُ المَجدِ منكَ آنِسَة ٌ،
فلا خلا ربعها، ولا عطلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
رقم القصيدة : 20505
-----------------------------------
يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
أشرقَ الصبحُ تحتَ ليلٍ دجي
يُوسفيُّ الجَمالِ، كم تاهَ صَبٌّ(20/32)
في معاني جمالهِ اليوسفيِّ
يا فتي في الأعراقِ واللّحظِ واللّفـ
ـظِ أيُّ حُسنٍ بحُسنِ خَلقٍ سوِيّ
يستعيرُ القضيبُ القودِ، هامي الجو
دِ، حتفُ الضّدودِ فَتحُ الوَليّ
يحملُ اللدنَ للقتالِ، ولم تغـ
ـنَ بلدنٍ من قدهِ السمهري
يَرنُو بعَينٍ تُغنيهِ في قَتلِهِ العُشّـ
ـاقَ عن كلّ ذابِلٍ يَزَنيّ
يَتَلَقّى دَمَ القُلوبِ بخَدٍّ
زانَهُ نَقطُ خالِهِ العَنبَرِيّ
ـنَ ويُزري بالذّابلِ الخطّي
قَوسُها خَطُّ حاجبٍ مَحنيّ
يققٌ، مذ بدا العذارُ عليهِ،
أنبَتَ الآسَ في اللُّجَينِ النّقيّ
يتَجَنى من بَعدِما باتَ طَوعي،
ويسقيني منَ المدامة ِ ريّ
يمزجُ الكاسَ لي، فإن عزتِ الرا
حُ سقاني من ريقهِ السكريِّ
يمنحُ المستهامَ خمرَ رضابٍ،
في حبابٍ من ثغرهِ اللؤلؤيِّ
يهتكث الليلَ نورها ببروقٍ
أذكرتنا برقَ الحمى الأرتقيِّ
يا حُداة َ المَطيّ ها نُورُ نجمِ الـ
ـدّينِ قد لاحَ يا حُداة َ المَطيّ
يمموا نحوهُ تلقوا سماحاً،
وولياً يجودنا بوليِّ
يَرِدُ الرّكبُ منهُ بحرَ سماحٍ،
من وِلا الجُودِ، بَحرٍ رَوِيّ
يَقِظٌ قد رَعَى الأنامَ بطَرفٍ،
ردّ عنهُ الردى بطرفٍ عميّ
يافعٌ، شديدُ المعالي، ووا
تى الحُكم من قَبلِ رُشدِهِ المَرضِيّ
يمُّ جودٍ جادتْ على الناسِ كفا
هُ، فأغنَتْ عنِ الحَيا الوَسميّ
يَتّقي الهَولَ منهُ طَوراً، وطوراً
جودهُ سعدٌ لكلّ شقيِّ
يقسِمُ الدُّولَ بالسَّطا والعَطايا
بينَ يومي إقامة ٍ ومطيِّ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
رقم القصيدة : 20506
-----------------------------------
عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
كَأَنَّهُ مِنَ كُلى ً مَفْرِيَّة ٍ سَرِبُ(20/33)
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّة ٍ أَثْأَى خَوَارِزُهَا
مشلشلٌ ضيَّعتهُ بينها الكتبُ
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياَعِهِمْ خَبَراً
أَمْ رَاجَعَ الَقْلبَ مِنْ أَطْرَابِهِ طَرَبُ
مِنْ دِمْنَة ٍ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبَا سُفعاً
كما تُنشَّرُ بعدَ الطِّيَّة ِ الكتُبُ
سَيْلاً مِنَ الدِّعْصِ أغْشتْهُ معَاَرِفَهَا
نَكْبَآءُ تَسْحَبُ أَعْلاَهُ فَيَنْسَحِبُ
لاَ بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنهَا
مَرّاً سَحَابٌ وَمَرّاً بَارِحٌ تَرِبُ
يبدو لعينيكَ منها وهيَ مزمنة ٌ
نُؤْيٌ وَمُسْتَوْقَدٌ بَالٍ وَمُحْتَطَبُ
إلى لوائحَ من أطلالِ أحوية ٍ
كَأَنَّهَا خِللٌ مَوْشِيَّة ٌ قُشُبُ
بجانبِ الزُّرقِ لمْ تطمسْ معالمها
دوارجُ المورِ والأمطارُ والحقبُ
دِيَارُ مَيَّة َ إِذْ مَيٌّ تُساَعِفُنَا
ولا يرى مثلها عُجمٌ ولا عربُ
برّاقة ُ الجيدِ واللَبّاتِ واضحة ٌ
كأنَّها ظبية ٌ أفضى بها لببُ
بين النَّهارِ وبينَ اللّيلِ من عقدٍ
عَلَى جَوَانِبِهِ الأْسْبَاطُ وَالْهَدَبْ
عَجْزَآءُ مَمْكُورَة ٌ خُمْصَانَة ٌ قَلِقٌ
عَنْهَا الْوِشَاحُ وَتَمَّ الْجسْمُ وَالْقَصَبُ
زينُ الثّيابِ وإنْ أثوابُها استُلبتْ
فوقَ الحشيَّة ِ يوماً زانها السَّلبُ
تريكَ سُنَّة َ وجهٍ غيرَ مقرفة ٍ
مَلْسَاءَ لَيْس بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ
إذا أخو لذَّة ِ الدَّنيا تبطَّنها
والبيتُ فوقهما باللَّيلِ محتجبُ
سافتْ بطيِّبة ِ العرنينِ مارنُها
بِالْمِسْكِ والْعَنْبرِ الْهِنْدِيّ مُخْتَضِبُ
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجاً إِذَا سَفَرَتْ
وتحرجث العينُ فيها حينَ تنتقبُ
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابِها شنبُ
كَحْلآءُ فِي بَرَجٍ صَفْرَآءُ فِي نَعَجٍ
كأنَّها فضَّة ٌ قدْ مسَّها ذهبُ
وَالْقُرْطُ فِي حُرَّة ِ الذّفْرَى مُعَلَّقَة ٌ
تباعدَ الحبلُ منهُ فهوَ يضطربُ
تلك الفتاة ُ التي علِّقتُها عرضاً
إنّ الكريمَ وذا الإسلامِ يُختلَبُ(20/34)
لَيَالِيَ اللَّهْوُ يَطْبِينِي فَأَتْبَعُهُ
كَأَنَّنِي ضَارِبٌ فِي غَمْرَة ٍ لَعِبُ
لاَ أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبلِي جِدَّة ً أَبَداً
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
يَعْلُو الْحُزُونَ طَوْراً لِيُتْعِبَهَا
بِهِ التَّنَآئِفُ وَالْمَهْرِيَّة ُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
وسائرُ السَّيرِ إلاّ ذاكَ منجذبُ
أخا تنائفَ أغفى عندَ ساهمة ٍ
بأخلقِ الدَّفِّ منْ تصديرها جلبُ
تشكو الخشاشَ ومجرى النِّسعتينِ كما
أنَّ المريضُ إلى عوّادهِ الوصبُ
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
لا تشتكى سقطة ٌ منها وقدْ رقصتْ
بِهَا الْمَفَاوِزُ حتَّى ظَهْرُهَا حَدِبُ
كأنّ راكبَها يهوي بمنخرقٍ
مِنَ الْجَنُوبِ إذَا مَا رَكْبُها نَصِبُوا
تخدي بمنخرقِ السِّربالِ منصلتٍ
مثلِ الحُسامِ إذا أصحابهُ شحبوا
وَالعِيسُ مِنْ عَاسِجٍ أَوْ وَاسِجٍ خَبَباً
ينحزنَ من جانبيها وهي تنسلبُ
تُصْغِي إِذَا شَدَّهَا بِالْكورِ جَانِحَة ً
حتى إذا ما استوى في غرزها تثبُ
وَثْبَ الْمُسَحَّج مِنْ عَانَاتِ مَعْقُلَة ٍ
كأنّه مستبانُ الشَّكِّ أو جنبُ
يحدو نحائصَ أشباهاً محملجة ً
ورقَ السَّرابيلِ في ألوانها خطبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
فَالْفَودَجَانِ فَجنْبَيْ وَاحِفٍ صَخَبُ
حتى إذا معمعانُ الصَّيفِ هبَّ له
بأجَّة ٍ نشَّ عنها الماءُ والرُّطبُ
وصوَّحَ البقل نأاج تجيءُ بهِ
هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ فِي مَرِهَا نَكَبُ
وأدركَ المتبقَّى من ثميلتهِ
ومن ثمائلها واستشئَ الغربُ
تَنَصَّبَتْ حَوْلَهُ يَوْماً تُراقِبُهُ
صُحْر سَمَاحِيجُ فِي أَحْشَائِهَا قَبَبُ
حتى إذا اصفرَّ قرنُ الشَّمسِ أو كربتْ
أمسى وقدْ جدَّ في حوبائهِ القربُ
فَرَاحَ مُنْصَلِتاً يَحْدُو حَلاَئِلَهُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ وَالْخَبَبُ
يعلو الحزونَ بها طوراً ليتعبها(20/35)
شِبْهُ الْضِّرَارِ فَما يُزْرِي بِهَا التَّعَبُ
كأنَّه معولٌ يشكو بلابلهُ
إذا تنكَّبَ من أجوازها نكبُ
كَأَنَّهُ كُلَّمَا ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ مِنْ نَهْشِهِ أَكْفَالَهَا كَلِبُ
كأنَّها إبلٌ ينجو بها نفرٌ
من آخرينَ أغاروا غارة ً جلبُ
والهمُّ عينُ أثالٍ ما ينازعهُ
منْ نفسهِ لسواها مورداً أربُ
فغلَّستْ وعمودُ الصُّبحِ منصدعٌ
عَلَى الْحَشِيَّة ِ يَوْماً زَانَهَا السَّلَبُ
عيناً مطحلبة َ الأرجاء طامية ً
فيها الضَّفادعُ -والحيتانُ- تصطخبُ
يستلُّها جدولٌ كالسَّيفِ منصلتٌ
بينَ الأشاءِ تسامى حولهُ العُسُبُ
وبالشَّمائلِ منْ جلاّنَ مقتنصٌ
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ خَلآئِلِهِ
معدُّ زرقٍ هدتْ قضباً مصدَّرة ً
مُلْسَ الْبُطُونِ حَدَاهَا الرِيشُ وَالْعَقَبُ
كانتْ إذا ودقت أمثالهنَّ لهُ
فبعضهنَّ عنِ الأُلاّفِ مشتعبُ
حتَّى إذا الوحشُ في أهضامِ موردِها
تغيَّبتْ رابها من خيفة ٍ ريبُ
فعرَّضتْ طلقاً أعناقها فرقاً
ثمَّ اطَّباها خريرُ الماءِ ينسكبُ
فأَقْبَلَ الْحُقْبُ وَالأكْبَادُ نَاشِزَة ٌ
فوقَ الشَّراسيفِ منْ أحشائها تجبُ
حَتَّى إِذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حَنْجَرَة ٍ
إلى الغليلِ ولم يقصعنهُ نُغبُ
رمى فأخطأَ والأقدارُ غالبة ٌ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
يقعنَ بالسَّفحِ ممّا قدْ رأينَ بهِ
وقعاً يكادُ حصى المعزاءُ يلتهبُ
كأنَّهنّ خوافي أجدلٍ قرمٍ
وَلاَ تُعَابُ وَلا تُرْمَى بِهَا الرِّيَبُ
أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بِالْوَشْي أَكْرُعُهُ
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
تقيَّظَ الرَّملَ حتَّى هزَّ خلفتهُ
تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَا فِي عَيشِهِ رَتَبُ
ربلاً وأرطى نفتْ عنهُ ذوائبهُ
كواكبَ الحرِّ حتى ماتتِ الشُّهبُ
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ
من ذي الفوارسِ يدعو أنفهُ الرِّببُ
حتَّى إذا جعلتهُ بينَ أظهرها
من عجمة ِ الرَّملِ أثباجٌ لها خببُ(20/36)
ضَمَّ الظَّلاَمُ عَلَى الْوَحْشِيِّ شَمْلَتَهُ
وَرَائِحٌ مِنْ نَشَاصِ الدَّلْو مُنْسَكِبُ
فَبَاتَ ضَيفاً إِلَى أَرْطَاة مُرْتَكِمٍ
منَ الكثيبِ لها دفءٌ ومحتجبُ
ميلاءَ من معدنِ الصِّيرانِ قاصية ٍ
أبعارُهنَّ على أهدافها كثبُ
وحائلٌ من سفيرِ الحولِ جائلهُ
حولَ الجراثيمِ في ألوانهِ شهبُ
كَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيَة ً
أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ
كَأَنَّهُ بَيْتُ عَطَّارٍ يُضَمّنُهُ
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ
إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَيْهِ غَبْيَة ٌ أَرِجَتْ
مرابضُ العينِ حتى يأرجَ الخشبُ
تجلو البوارقُ عن مجرمِّزٍ لهقٍ
كأنَّه متقبّي يلمقٍ عزبُ
والودقُ يستنُّ عن أعلى طريقتهِ
إِني أَخوُ الْجِسْمِ فِيهِ السُّقْمُ وَالْكُرَبُ
كَأَنَّهَا فِضَّة ٌ قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ
منْ هائلِ الرَّملِ منقاضٌ ومنكثبُ
إِذَا أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دونَ الأرومة ِ من أطنابها طنبُ
تُرِيك سُنَّة َ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَة ٍ
بنبأة ِ الصَّوتِ ما في سمعهِ كذبُ
فباتَ يشئزهُ ثأدٌ ويسهرهُ
بَرَّاقَة ُ الْجِيدِ وَاللَّبَّات وَاضِحَة ٌ
حتَّى إذا ما جلا عن وجههِ فلقٌ
هاديهِ في أخرياتِ اللَّيلِ منتصبُ
أَغْبَاشَ لَيْلٍ تِمَامٍ كَانَ طَارَقَهُ
تطخطُخُ الغيمِ حتى ما لهُ جوبُ
غدا كأنَّ بهِ جنّاً تذاءبُهُ
مِنْ كُلِّ أَقْطَارِهِ يَخْشَى وَيَرْتَقِبُ
حتّى إذا ما لها في الجدرِ واتَّخذتْ
شمسُ النَّهارِ شعاعاً بينهُ طببُ
ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنقبتهِ
كَأَنَّهُ حِينَ يَعْلُو عَاقِراً لَهَبُ
هَاجَتْ لَهُ جُوَّعٌ زُرْقٌ مُخَصَّرَة ٌ
شوازبٌ لاحها التَّغريثُ والجنبُ
غُضفٌ مهرَّتة ُ الأشداقِ ضارية ٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِي أَعْنَاقِها الْعَذَبُ
وَمُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِهِ
ألفى أباهُ بذاكَ الكسبِ يكتسبُ
مقزَّعٌ أطلسُ الأطمارِ ليسَ لهُ
إلا الضّراءَ وإلاّ صيدَها نشبُ(20/37)
فانصاعَ جانبهُ الوحشيَّ وانكدرتْ
يَلْحَبْنَ لاَ يَأْتَلِي الْمَطْلُوبُ وَالطَّلَبُ
حَتَّى إِذَا دَوَّمَتْ فِي الأرضِ رَاجَعَهُ
كبرٌ ولو شاءَ نجَّى نفسهُ الهربُ
خَزَايَة ً أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ
منْ جانبِ الحبلِ مخلوطاً به غضبُ
فَكَفَّ مِنْ غَرْبِهِ وَالْغُضْفُ يَسْمَعُهَا
خَلْفَ السَّبِيْبِ مِن الإِجْهَادِ تَنْتَحِبُ
حَتَّى إِذَا أَمْكَنَتْهُ وَهْوَ مُنْحَرِفٌ
أَوْ كَادَ يُمْكِنُهَا الْعُرْقُوبُ وَالذَّنَبُ
بلَّتْ بهِ غيرَ طيّاشٍ ولا رعشٍ
إذ جلنَ في معركٍ يُخشى بهِ العطبُ
فكرَّ يمشقُ طعناً في جواشنها
وُرْقَ السَّرَابِيلِ في أَلْوَانِهَا خَطَبُ
فَتَارَة ً يَخِضُ الأَعْنَاقَ عَنْ عُرُضٍ
جَمَاجِمٌ يُبَّسٌ أَوْ حَنْظَلٌ خَرِبُ
يُنْحِي لَهَا حَدَّ مَدْرِيٍّ يَجُوفُ بِهِ
حالاً ويصردُ حالاً لهذمٌ سلبُ
حتّى إذا كُنَّ محجوزاً بنافذة ٍ
وَزَاهِقاً وَكِلاَ رَوْقَيْهِ مُخْتَضِبُ
ولَّى يَهُزُّ انْهِزَاماً وَسْطَهَا زَعِلاً
جذلانَ قد أفرختْ عن روعهِ الكُربُ
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عفْرِيَة ٍ
مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ
وهنَّ من واطئٍ ثنييْ حويَّتهِ
وَنَاشِجٍ وَعَوَاصِي الْجَوْفِ تَنْشَخِبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
أبو ثلاثينَ أمسى فهو منقلبُ
شَخْتُ الْجُزَارَة ِ مِثْلُ الْبَيْتِ سَائِرُهُ
من المسوحِ خدبٌّ شوقبٌ خشبُ
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ مِنْ عُشَرٍ
صَقْبَانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهمَا النَّجَبُ
أَلْهَاهُ آءٌ وَتَنُّومٌ وَعُقْبَتُهُ
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ هَاجِعاً لَعِبَتْ
يظلُّ مختضعاً يبدو فتُنكرهُ
حالاً ويسطعُ أحياناً فينتسبُ
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أو منْ معاشرَ في آذانها الخُربُ
هَجَنَّعٌ رَاحَ فِي سَوْدَآءَ مُخْمَلَة ٍ
منَ القطائفِ أعلى ثوبهِ الهدبُ
أو مقحمٌ أضعفَ الإبطانَ حادجهُ
بالأمسِ فاستأخرَ العدلانِ والقتبُ(20/38)
أضلَّهُ راعيا كلبيَّة ٍ صدرا
عَنْ مُطْلِبٍ وَطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطَرِبُ
يَرْتَادُ أَحْلِيَة ً أَعْجَازُهَا شَذَبُ
عليه زادٌ وأهدامٌ وأخفية ٌ
قَد كَادَ يَسْتَلُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ
كلٌّ منَ المنظرِ الأعلى له شبهٌ
هذَا وَهذَانِ قَدُّ الْجِسْمِ وَالنُّقَبُ
حتى إذا الهيقُ أمسى شامَ أفرُخهُ
وهنَّ لا مؤيسٌ نأياً ولا كثبُ
يَرْقدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ وَيَطْرُدُهُ
حفيفُ نافجة ٍ عثنونُها حصبُ
تَبْرِي لَهُ صَعْلَة ٌ خَرْجَآءُ خَاضِعَة ٌ
فالخرقُ دونَ بناتِ البيضِ منتهبُ
كَأَنّهَا دَلْوُ بِئْرٍ جَدَّ مَاتِحُهَا
حتَّى إذا ما رآها خانها الكربُ
وَيْلُمّهَا رَوْحَة ً وَالرّيحُ مُعْصِفَة ٌ
وَالْغَيْثُ مُرْتَجِزٌ وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبُ
لا يذخرانِ من الإيغالِ باقية ً
حَتَّى تَكَادُ تَفَرَّى عَنْهُمَا الأُهُبُ
فكلُّ ما هبطا في شأوِ شوطهما
مِنَ الأَمَاكِنِ مَفْعُولٌ بِهِ الْعَجَبُ
لا يأمنانِ سباعَ الأرضِ أو برداً
إِنْ أَظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لَجَبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
إِلاَّ الدَّهَاسُ وَأُمٌّ بَرَّة ٌ وَأَبُ
كأنَّما فُلِّقتْ عنها ببلقعة ٍ
جماجمٌ يُبَّسُ أنو حنظلٌ خربُ
ممّا تقيَّضَ عنْ عوجٍ معطَّفة ٍ
كأنَّها شاملٌ أبشارها جربُ
أشداقها كصدوعِ النَّبعِ في قللٍ
مثلِ الدَّحاريجِ لم ينبُتْ بها الزَّغبُ
كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا كُرَّاثُ سَآئِفَة ٍ
طارتْ لفائفهُ أو هيشرٌ سلُبُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
رقم القصيدة : 20507
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
لميِّ وإنْ هاجتْ رجيعَ سقامِ
عَلَى ظَهْرِ جَرْعَآءِ الْكَثِيبِ كَأَنَّهَا
سنيَّة ُ رقمٍ في سراة ِ قرامِ
إِلَى جَنْبِ مَأْوَى جَاملٍ لَمْ تَدَعْ بِهِ
منَ العننِ الأرواحِ غيرَ حطامٍ(20/39)
كأنَّ بقايا حائلِ في مناخها
لُقَاطَاتُ وَدْعٍ أَوْ قُيُوضَ يَمَامِ
ترائكَ أيأسنَ العوائدَ بعدما
أهفنَ وطارَ الفرخُ بعدَ رزامِ
خلاءً تحنُّ الرِّيحُ أو كلَّ بكرة ٍ
بِهَا مِنْ خَصَاصِ الرِّمْثِ كُلَّ ظَلاَمِ
وَلِلْوَحْشِ وَالْجِنَّانِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
بها خلفة ٌ منْ عازمٍ وبغامِ
كَحَلْتُ بَهَا إِنْسَانَ عَيْني فَأَسْبَلَتْ
بِمُعْتَسِفٍ بَيْنَ الْجُفُونِ تُؤَامِ
تبكِّي على ميٍّ وقدْ شطَّتِ النَّوى
وَمَا كُلُّ هذَا الْحُبِّ غَيْرُ غَرَامِ
ليالي ميٍّ موتة ٌ ثمَّ نشرة ٌ
لما ألمحتْ منْ نظرة ٍ وكلامِ
إذا انجردتْ إلاَّ منَ الدِّرعِ وارتدتْ
غدائرَ ميَّالِ القرونِ سخامِ
على متنة ٍ كالنَّسعِ تحبو ذنوبها
لأحقفَ منْ رملِ الغناءِ ركامِ
ألا طرقتْ ميٌّ وبيني وبينها
أَلاَ يَا اسْلَمِي يَا مَيُّ كُلَّ صَبِيحَة ٍ
فتى مسلهمُّ الوجهِ شاركَ حبُّها
سقامُ السُّرى في جسمها بسقامِ
فأنَّى اهتدتْ ميٌّ لصهبِ بقفرة ٍ
وشعثٍ بأجوازِ الفلاة ِ نيامِ
أناخوا ونجمٌ لاحَ إذْ لاحَ ضوؤهُ
يخالفُ شرقيَّ النُّجومِ تهامِ
فإنْ كنتِ إبراهيمَ تنوينَ فالحقي
نَزُرْهُ وَإِلاَّ فَارْجِعي بِسَلاَمِ
وَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهَاوَاتَنَا السُّرَى
وَلاَ لَيْلَ عِيسٍ في الْبُرِينِ سَوَامِ
صفيَّ أميرَ المؤمنينَ وخالهُ
أَعَزَّ كَضَوْءِ الْبَدْرِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى
كَمَا اهْتَزَّ بِالْكَفَّيْنِ نَصْلُ حُسَامِ
فِدًى لَكَ مِنْ حَتْفِ الْمُنُونِ نُفُوسُنَا
وَمَا كَانَ مِنْ أَهْلٍ لَنَا وَسَوَامِ
أَبُوكَ الَّذي كَانَ اقْشَعَرَّ لِفَقْدِهِ
ثرى أبطحٍ سادَ البلادَ حرامِ
سَمَا بِكَ آَبآءٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ
مَصَابِيحُ تَجْلُو لَوْنَ كُلِّ ظَلاَمِ
فأنتمْ بنو ماءِ السَّماءِ وأنتمُ
إلى حسبٍ عندَ السَّماءِ جسامِ
إِلَيْكَ ابْتَعَثْنَا الْعِيسَ وانْتَعَلَتْ بِنَا
فيافيَ ترمي بينها بسهامِ
قِلاَصاً رَحَلْنَاهُنَّ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقي(20/40)
بوهبينَ فوضى ربربٍ ونعامِ
يراعينَ ثيرانَ الفلاة ِ بأعينٍ
صوافي سوادِ الماءِ غيرَ ضخامِ
وَآذَانِ خَيْلٍ فِي بَرَاطِيلَ خُشِّثتْ
براهنَّ منها في متونِ عظامِ
إِذَا مَا تَجَلَّتْ لَيْلَة ُ الرَّكْبِ أَصْبَحَتْ
خراطيمها مغمورة ً بلغامِ
فَكَمْ وَاعَسَتْ بِالرَّكْبِ مِنْ مُتَعَسَّفٍ
غَلِيظٍ وَأَخْفَافُ المَطِيِّ دَوَامِ
سَبَارِيتَ إِلاَّ أَنْ يَرَى مُتَأَمِّلٌ
قنازعَ إسنامٍ بها وثغامِ
وَمْنْ رَمْلَة ٍ عَذْرَآءَ مِنْ كُلِّ مَطْلَعٍ
فَيَمْرُقْنَ مِنْ هَارِي التُّرَابِ رُكَامِ
وكمْ نفَّرتْ منْ رامحٍ متوضِّحٍ
هجانِ القرى ذي سفعة ٍ وخدامِ
لَيَاحِ السَّبِيبِ أَنْجَلِ الْعَيْنِ آلِفٍ
لَمَا بَيْنَ غُصْنٍ مُعْبِلٍ وَهُيَامِ
ومنْ حنشٍ ذعفِ اللُّعابِ كأنَّهُ
عَلَى الشَّرَكِ الْعَادِيِّ نِضْوُ عَصَامِ
بأغبرَ مهزولِ الأفاعي مجنَّة ٍ
سَخَاوِيَّة ٍ مَنْسُوجَة ٍ بِقَتَامِ
وكمْ خلَّفتْ أعناقها منْ نحيزة ٍ
وَأَرْعَنَ مِنْ قُودِ الْجِبَالِ خُشَامِ
يشبِّههُ الراؤونَ والآلُ عاصبٌ
على نصفهِ منْ موجهِ بحزامِ
سماوة َ جونٍ ذي سنامينِ معرضٍ
سَمَا رَأْسُهُ عَنْ مَرْتَعٍ بِحِجَامِ
إليكَ ومنْ فيفٍ كأنَّ دويُّهُ
غناءُ النَّصارى أو حنينُ هيامِ
وَكَمْ عَسَفَتْ مِنْ مَنْهَلٍ مُتَخَطَّإٍ
أَفَلَّ وَأَقْوَى بِالْجِمَامِ طَوَامِ
إِذَا مَا وَرَدْنَا لَمْ نُصَادِفْ بِجَوْفِهِ
سوى وارداتٍ منْ قطا وحمامِ
كَأَنَّ صِيَاحَ الْكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنَا
تراطنُ أنباطٍ عليهِ قيامِ
إذا ساقيانا أفرغا في إزائهِ
عَلَى قُلُصٍ بِالْمُقُفِرَاتِ حِيَامِ
تداعينَ باسمِ الشَّيبِ في متثلِّمٍ
جَوَانِبُهُ مِنْ بَصْرَة ٍ وَسَلاَمِ
زهاليلُ أشباهٌ كأنَّ هويَّها
إذا نحنُ أدلجنا هويَّ جهامِ
كأنَّ على أولادِ أحقبَ لاحها
ورميُ السَّفى أنفاسها بسهامِ
جَنُوبٌ ذَوَتْ عَنْهَا التَّنَاهِي وَأَنْزَلَتْ
بَهَا يَوْمَ ذَبَّاتِ السَّبِيبِ صِيَامِ(20/41)
كأنَّ شخوصَ الخيلِ هامنْ مكانها
عَلَى جُمْدٍ رَهْبَى أَوْ شُخُوصُ خِيَامِ
يُقَلِّبْنَ مِنْ شَعْرَآءِ صَيْفٍ كَأَنَّهَا
مَوَارِقَ لِلَّدْغِ انْخِزَامُ مَرَامِ
نسوراً كنقشِ العاجِ بينَ دوابرٍ
مُخَيَّسَة ٍ أَرْسَاغُهَا وَحَوَامِ
فلما ادَّرعنَ الليلَ أو كنَّ منصفاً
لِمَا بَيْنَ ضَوْءٍ فَاسِحٍ وَظَلاَمِ
توخَّى بها العينينِ عيني غمازة ٍ
أَقَبُّ رَبَاعٍ أَوْ قُوَيْرِحُ عَامِ
طوي البطنِ زمَّامٌ كأنَّ سحيلهُ
عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هِدِيلُ غُلاَمِ
يشجُّ بهنَّ الصُّلبَ شجَّاً كأنَّما
يحرِّقنَ في قيعانهِ بضرامِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20508
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
على طَللٍ بينَ القرينة ِ والحبلِ
لميٍّ ترامتْ بالحصى فوقَ متنهِ
مراويدُ يستحصدنَ باقية َ البقلِ
إِذَا هَيَّجَ الْهَيْفُ الرَّبِيعَ تَنَاوَحَتْ
بِهَا الْهُوجُ تَحْنَانَ الْمُوَلَّهَة ِ الْعُجْلِ
بِجَرْ عَآئِهَا مِنْ سَامِرِ الْحَيِّ مَلْعَب
وَآرِيُّ أَفْرَاسٍ كَجُرْثُومَة ِ النَّمْلِ
كَأَنْ لَمْ يَكُنْهَا الْحَيُّ إِذْ أَنْتَ مَرَّة ً
بها ميِّتُ الأهواءِ مجتمعُ الشَّملِ
بكيتُ على ميٍّ بها إذ عرفتُها
وهجتُ البُكا حتى بكى القومُ من أجلي
فَظَلُّوا وَمِنْهُمْ دَمْعُهُ غَالِبٌ لَهُ
وَآخَرُ يَثْنِي عَبْرَة َ الْعَيْنِ بِالْهَمْلِ
وَهَلْ هَمَلاَنُ الْعَيْنِ رَاجِعُ مَا مَضَى
مِنَ الْوَجْدِ أَوْ مُدْنِيكِ يَا مَيُّ مِنْ أَهْلِي
أَقُولُ وَقَدْ طَالَ التَّدَانِي وَلَبَّسَتْ
أمورٌ بنا أسبابَ شغلٍ إلى شغلِ
أَلاَ لاَ أُبَالِي الْمَوتَ إِنْ كَانَ قَبْلَهُ
لِقَآءٌ بِمَيٍّ وَارْتِجَاعٌ مِنَ الْوَصْلِ
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الْمِرْطَ حِيْنَ تَلُوثُهُ(20/42)
عَلَى دِعْصَة ٍ غَرَّآءَ مِنْ عُجَمِ الرَّمْلِ
أَسِيلَة ِ مُسْتَنِّ الْوِشَاحَيْنِ قَانِىء
بِأَطْرَافِهَا الْحنَّآءُ فِي سَبطٍ طَفْلِ
وحليُ الشَّوى منها إذا حُلِّيتْ به
عَلَى قَصَبَاتٍ لاَ شِخَاتٍ ولاَ عُصْلِ
من المُشرقاتِ البيضِ في غيرِ مُرهة ٍ
ذواتِ الشِّفاهِ الحوِّ والأعينِ الكُحلِ
إذا ما امرؤٌ حاولنَ أنْ يقتتلنهُ
بلا إحنة ٍ بينَ النُّفوسِ ولا ذحلِ
تَبَسَّمْنَ عَنْ نُورِ الأَقَاحِيِّ فِي الثَّرَى
وفتَّرنَ منْ أبصارِ مضروجة ٍ نُجلِ
وَشَفَّفْنَ عَنْ أَجْيَادِ غِزْلاَنِ رَمْلَة ٍ
فَلاة ً فَكُنَّ الْقَتْلَ أَوْ شَبَهَ الْقَتْلِ
وَإِنَّا لَنَرْضَى حِيْنَ نَشْكُو بِخَلْوَة ٍ
إِلَيْهِنَّ حَاجَاتِ النُّفُوسِ بِلاَ بَذْلِ
وما الفقرُ أزرى عندهنَّ بوصلنا
ولكنْ جرتْ أخلاقهنَّ على البُخلِ
وغبراءَ يقتاتُ الأحاديثُ ركبُها
وتشفي ذواتِ الضَّعنِ من طائفِ الجهلِ
تَرَى قُورَهَا يَغْرَقْنَ فِي الآلِ مَرَّة ً
وآونة ً يخرجنَ من غامرٍ ضحلِ
وَرَمْلِ عَزِيفُ الْجِنِّ فِي عَقِدَاتِهِ
هزيزٌ كتضرابِ المغنّينَ بالطَّبلِ
قطعتُ على مضبورة ٍ أخرياتُها
بَعِيدَة ِ مَا بَيْنَ الْخِشَاشَة ِ والرَّحْلِ
غُرَيْرِيّة ٍ كَالْقَلْبِ أَوْ دَاعِرِيَّة ٍ
زَجُولٍ تُبَارِي كُلَّ مُعْصَوْصِبٍ هِقْلِ
إذا استردفَ الحادي وقدْ آلَ صوتُهُ
إِلَى النَّزْرِ واعْتَمَّتْ نَدَى قَزَعٍ شُكْلِ
شَرِيجٍ كَحُمَّاضِ الثَّمَانِي عَمَتْ بِهِ
على راجفِ اللَّحيينِ كالمعولِ النَّصلِ
تمادتْ على رغمِ المهارى وأبرقتْ
بِأَصْفَرَ مِثْلِ الْوَرْسِ فِي وَاحِفٍ جَثْلِ
أفانينَ مكتوبٍ لها دونَ حقِّها
إذَا حَمْلُهَا رَاشَ الْحِجَاجَيْنِ بِالثُّكْلِ
إذا هنًّ جاذنَ الأزمَّة َ سيَّلتْ
أنوفَ المهارى فوقَ أشداقها الهُدلِ
أعاذلَ غُضِّي منْ لسانِكِ عنْ عذلي
فَمَا كُلُّ مَنْ يَهْوَى رَشَادِي عَلَى شَكْلِي
فَمَا لآئِمٌ يَوْماً أَخٌ وَهْوَ صَادِقٌ(20/43)
إِخَائِي وَلاَ اعْتلَّتْ عَلَى ضَيْفِهَا إِبِلي
إذا كانَ فيها الرِّسلُ لم تأتِ دونهُ
فِصَالِى وَلَوْ كَانَتْ عِجَافاً وَلاَ أَهْلِي
وإن تعتذرْ بالمحلِ منْ ذي ضروعِها
إِلَى الضَّيْفِ يَجْرَحْ فِي عَرَاقِيبهَا
وقائلة ٍ : ما بالُ غيلانَ لم يُنخْ
إلى منتهى الحاجاتِ لم تدْرِ ما شُغلي
وَلَوْ قُمْتُ مُذْ قَامَ ابْنُ لَيْلَى لَقَدْ هَوَتْ
رِكَابِي بِأَفْوَاهِ السَّمَاوَة ِ والرِّجْلِ
ولكنْ عداني أنْ أكونَ أتيتهُ
عقابيلُ أوصابٍ يشبَّهنَ بالخبلِ
أَتَتْنِي كِلاَبُ الْحَيِّ حَتَّى عَرَفْتَنِى
وَمُدَّتْ نُسُوجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى رَحْلِي
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
رقم القصيدة : 20509
-----------------------------------
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
وَهَاجَ الْهَوَى مِنْهَا الْغَدَاة َ طُلُولُهَا
بِمُنْعَرَجِ الْهُذْلُولِ غَيَّرَ رَسْمَهَا
يَمَانِيَة ٌ هَيْفٌ مَحَتْهَا ذُيُولُهَا
لميَّة َ إذ لا نشتري بزماننا
زَمَاناً وَإِذْ لاَ نَصْطَفِي مَنْ يَغُولُهَا
وإذ نحنُ أسبابُ المودَّة ِ بيننا
دماجٌ قواها لم تخنها وصولُها
قطوفُ الخُطا عجزاءُ لا تنطقُ الخنا
خلوبٌ بأسبابِ العداتِ مطُولُها
فياميُّ قد كلَّفتني منكِ حاجة ً
وَخَطْرَة َ حُبٍّ لاَ يَمُوتُ غَلِيلُهَا
خليليَّ مدّا الطَّرفَ حتى تبيَّنا
أظُعنٌ بعلياءِ الصَّفا أمْ نخيلُها
فَقَالاَ عَلَى شَكٍّ نَرَى النَّخْلَ أَوْ نَرَى
لميَّة َ ظعناً باللِّوى نستحيلُها
فَقُلْتُ أَعِيْدَا الطَّرْفَ مَا كَانَ مَنْبِتاً
مَنَ النَّخْلِ خَيْشُومُ الصَّفَا وَأَمِيلُهَا
وَلَكِنَّهَا ظُعْنٌ لِمَيَّة َ فَارْفَعَا
نواحلَ كالحيّاتِ رسلاً ذميلُها
فَأَلْحَقَنَا بِالْحَيِّ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
تغالي المهارى سدوُها ونسيلُها
فما لحقتْ بالحيِّ حتَّى تكمَّشتْ(20/44)
مراحاً وحتَّى طارَ عنها شليلُها
وتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ
سَرِيعٌ أَمَامَ الْيَعْمَلاَتِ نُصُولُهَا
وَحَتَّى كَسَتْ مَثْنَى الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
إلى حيثُ يثني الخدَّ منها جديلُها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الأصوليون
الأصوليون
رقم القصيدة : 2051
-----------------------------------
الأصوليون..
قومٌ لا يحبون المحبة!
ملأوا الأوطان بالإرهاب..
حتى امتلأ الإرهاب رهبة!!
ويلهم..!
من أين جاؤوا؟!
كيف جاؤوا؟!
قبلهم كانت حياة الناس رحبة!!
قبلهم ما كان للحاكم أن يعطس
إلا حين يستأذن شعبه!!
وإذا داهمه العطسُ بلا إذنٍ..
تنحى..
ورجا الأمة أن تغفر ذنبه!!
لم يكن قبلهم رعبٌ
ولا قهرٌ
ولا كانت لدى الأوطان غربة!!
كان طعمُ المرّ حلواً
وهواء الخنق طلقاً
وكؤوس السمِّ عذبة!!
كانت الأوضاع حقاً مستتبة!!
ثم جاؤوا...
فإذا النكسة..
تأتينا على آثار نكبة!!
وإذا الإرهاب
ينقضُّ على أنقاضنا من كل شُعبة!!
واحدٌ... يقرأ في المسجد خطبة!
واحدٌ... يشرح بالقرآن قلبه!!
واحدٌ... يحمل (مسواكاً) مريباً!!
واحدٌ... يعبد ربه!!
آه منهم!!
يستفزون الحكومات
وإن فزّت عليهم
جعلوا الحبّة قبة!!
فإذا ألقت بهم في الحبس
قالوا أصبح الموطن علبة!
وإذا ماضربتهم مرةً
ردوا على الضرب بسبة!!
وإذا ما حصلوا في الانتخابات على أعظم نسبة
زعموا أنّ لهم حقاً
بأن يستلموا الحكم
كأنّ الحكم لعبة!!
وإذا الدولة في يومٍ
ثنت للغرب ركبة
أو لنفرض وفّرت للغرب ركبة
ولنقل نامت له نوماً
-لوجه الله طبعاً لا لرغبة-
البذيئون يقولون عن الدولة (----)!!!
الأصوليون آذونا كثيراً
وافتروا جداً
ولم يبقوا على الدولة هيبة!!
فبحق الأب والإبن وروح القدس
وكريشنا
وبوذا
ويهوذا
تبْ على دولتنا منهم
ولا تقبل لهم ياربّ توبة!!!
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
رقم القصيدة : 20510(20/45)
-----------------------------------
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
كَأَنَّكَ لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الْحَيَّ عَاهِدُ
وَلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
بِجَرْعَائِكَ الْبِيْضُ الْحِسَانُ الْخَرَائِدُ
تردَّيتَ منْ ألوانِ نورٍ كأنَّهُ
زرابيُّ وانهلَّتْ عليكَ الرواعدُ
وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى
بوهبينَ أو تسقى الرُّسومُ البوائدُ
فلمْ يبقَ منها إلاَّ آريِّ خيمة ٍ
وَمُسْتَوْقَدٌ بَيْنَ الْخَصَاصَاتِ هَامِدُ
ضريبٌ لأوراقِ السَّواري كأنَّهُ
قَرَا الْبَوّ تَغْشَاهُ ثَلاثٌ صَعَآئِدُ
أَقَامَتْ بِهِ خَرْقَآءُ حَتَّى تَعذَّرَتْ
مِنَ الصَّيْفِ أَحِبَاسُ اللِّوَى وَالغَرَاقِدُ
وَجَالَ السَّفَا جَوْلَ الْحَبَابِ وَقَلَّصَتْ
معَ النَّجمِ عنْ أنفِ المصيفِ الأباردُ
وَهَاجَتْ بَقَايَا الْقُلْقُلاَنِ وَعَطَّلَتْ
حواليهُ هوجُ الرِّياحُ الحواصدُ
وَلَمْ يَبْقَ فِي مُنْقَاضِ رُقْشٍ تَوَآئمٍ
مِنَ الزُّغْبِ أَوْلاَدِ الْمَكاكِيّ وَاحِدُ
فلما تقضَّتْ ذاكَ منْ ذاكَ واكتستْ
مُلآءً مِنَ الآلِ الْمتَانُ الأَجَالِدُ
تَيَمَّمَ نَاوِي آل خَرْقَآءَ مُنْهِلاً
لهُ كوكبٌ في صرَّة ِ الليلِ باردُ
لقى ً بينَ أجمادٍ وجرعاءَ نازعتْ
حِبَالاً بِهِنَّ الْجَازِئَاتُ الأَوَابِدُ
تنزَّلَ عنْ زيزاءة ِ القفِّ وارتقى
مِنَ الرَّملِ وَانْقَادَتْ إِلَيْهِ الْمَوَارِدُ
لَهُ مِنْ مَغَانِي الْعِينِ بِالْحَيّ قَلَّصَتْ
مَرَاسِيلُ جَوْنَاتُ الذَّفَارَى صَلاَخِدُ
مُشَوِكَة ُ الأَلْحِي كَأَنَّ صَرِيفَهَا
صياحَ الخطاطيفِ أعقبتها المراودُ
يُصَعّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كَأَنَّهَا
زجاجُ القنا منها بينَ نجيمٌ وعاردُ
إِذَا أَوْجَعَتْهُنَّ الْبُرَى أَوْ تَنَاوَلَتْ
قوى الضَّفرِ عنْ أعطافهنَّ الولائدُ
على كلِّ أجأى أو كميتٍ كأنَّهُ
منيفُ الذُّرى من هضبِ ثهلانَ فاردُ(20/46)
أَطَافَتْ بِهِ أَنْفَ النَّهَارِ وَنَشَّرَتْ
عليهِ التهاويلُ القيانُ التَّلائدُ
ورفَّعنَ رقماً فوقَ صهبٍ كسونهُ
قَنَا السَّاجِ فِيهِ الآنِسَاتُ الخَرَائِدُ
يمسِّحنَ عنْ أعطافهِ حسكَ اللِّوى
كما تمسحُ الرُّكنَ الأكفُّ العوابدُ
تنطقنَ منْ رملِ الغناءِ وعُلِّقتْ
بأعناقِ أدمانِ الظِّباءِ القلائدُ
منَ السَّاكناتِ الرَّملَ فوقَ سوَيقة ٍ
إذا طيَّرتْ عنها الأنيسَ الصَّواخدُ
تظلَّلنَ دونَ الشَّمسِ أرطى تأزَّرتْ
بِهِ الزُّرْقُ أَوء مِمَّا تَرَدَّى أُجَارِدُ
بَحَثْنَ الثَّرَى تَحْتَ الجَنُوبِ وَأَسَبلتْ
على الأجنبِ العليا غصونٌ موائدُ
أَلاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ وَهْناً لِفِتْيَة ٍ
هجوعٍ وأيسارُ المطيِّ وسائدُ
أناخوا لتطوى تحتَ أعجازِ سدفة ٍ
أَيَادِي الْمَهَارَى وَالجُفُونُ سَوَاهِدُ
وَألْقَوْا لأَحْرَارِ الْوُجُوهِ عَلَى الْحَصَى
جدائلَ ملويَّاً بهنَّ السَّواعدُ
لدى كلِّ مثلِ الجفنِ تهوي بآلهِ
بَقَايَا مُصَاصِ العِتْقِ وَالمُحُّ بَارِدُ
وليلٍ كأثناءِ الرُّويزيِّ جبتهُ
بِأرْبَعَة ٍ وَالشَّخْصُ فِي الْعَيْنِ وَاحِدُ
أحمُّ علافيٌّ وأبيضُ صارمُ
وأعيسُ مهريٌ وأشعثُ ماجدُ
أَخُو شُقَّة ٍ جَابَ الْفَلاَة َ بِنَفسِهِ
عَلَى الْهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ الْمَطَاوِدُ
وأشعثَ مثلَ السَّيفِ قدْ لاحَ جسمهُ
وجيفُ المهارى والهمومُ الأباعدُ
سَقَاهُ الْكَرَى كَأَسَ النُّعَاسِ وَرأْسُهُ
لِدِينِ الْكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ
أقمتُ لهُ صدرَ المطيِّ ومادرى
أجائرة ٌ أعناقها أمْ قواصدُ
ترى النَّاشئَ الغرِّيدَ يضحي كأنَّهُ
على الرَّحلِ ممَّا منَّهُ السَّيرُ عاصدُ
وَقُفٍّ كَجِلْبِ الْغَيْمِ يَهْلِكُ دُونَهُ
نَسِيمُ الصَّبَا وَالْيَعْمَلاَتُ الْعَوَاقِدُ
ترى القنَّة َ القوداءَ منهُ كأنَّها
كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَة َ الْخَيْلِ فَارِدُ
قَمُوسَ الذُّرَى فِي الآلِ يَمَّمْتُ خَطْمَهُ(20/47)
حَرَاجِيجَ بَلاَّهَا الوَجِيفُ الْمُوَاخِدُ
براهنَّ أنْ ما هنَّ إلاَّ بوادئٌ
لِحَاجٍ وَإِمَّا رَاجِعَاتٌ عَوَائِدُ
وَكَآئِنْ بِنَا هَاوَيْنَ مِنْ بَطْنِ هَوْجَلٍ
وظلماءَ والهلباجة ُ الجبسُ راقدُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
رقم القصيدة : 20511
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
سُقْيَا وَإِنْ هِجْتِ أَدْنَى الشَّوْقِ لِلْكَمَدِ
مِنْ كُلَ ذِي لَجَبٍ بَاتَتْ بَوَارِقُهُ
تجلو أغرَّ الأعالي حالكَ النَّضدِ
مُجلجلَ الرَّعدِ عرّاصاً إذا ارتجستْ
نَوْءُ الثُّرَيَّا بِهِ أَوْ نَثْرَة الأَسَدِ
أَسْقَى الإِلاَهُ بِهِ حُزوى فَجَادَ بِهِ
مَا قَابَلَ الزُّرْقَ مِن سَهْلٍ وَمِنْ جَلَدِ
ارْضاً مَعَاناً مِنَ الْحَيِّ الَّذِينَ هُمُ
أَهْلُ الْجِيَادِ وَأَهْلُ الْعَدْوٍ وَالْعَدَدِ
كانتْ تحلُّ بهِ ميٌّ فقدْ قذفتْ
عنّا به شعبة ٌ منْ طيَّة ٍ قددِ
غَرَّاءَ يَجْرِي وِشَاحَاهَا إِذَا انْصَرَفَتْ
منها على أهضمِ الكشحينِ منخضدِ
يجلو تبسُّمها عنْ واضحٍ خصرٍ
تَلأْلُؤَ الْبّرْقِ ذِي لَجَّة ٍ بَرِدِ
تطوَّفَ الزَّورُ منْ ميٍّ على غرضٍ
بِمُسْلَهِمَّيْنِ جَوَّابِيْنِ لِلْبَعَدِ
حُيَيْتَ مِنْ زَآئِرٍ أَنَّى اهْتَدَيْتَ لَنَا
وأنتَ منّا بلا نحوٍ ولا صددَ
وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ
خُضْرٍ كَوَاكِبُهُ ذِي عَرْمَضٍ لَبِدِ
فرَّجتُ عنْ جوفهِ الظَّماءَ يحملُني
غوجٌ منَ العيدِ والأسرابُ لم تردِ
حابي الشَّراسيفِ أقنى الصُّلبِ منسرحٌ
سَدْوُ الذرَاعَيْنِ جَافِي رَجْعَة ِ الْعَضُدِ
باقٍ على الأينِ يُعطي إنْ رفقتَ بهِ
معجاً رُقاقاً وإنْ تخرُقْ بهِ يخدِ(20/48)
أَوْ حُرَّة ٌ عَيْطَلٌ ثَبْجَآءُ مُجْفَرَة ٌ
دعائمُ الزَّورِ نعمتْ زورقُ البلدِ
لانتْ عريكتُها منْ طولِ ما سمعتْ
بَيْنَ الْمَفَاوِزِ تْنَآمَ الصَّدَى الْغَرِدِ
حنَّتْ إلى نعمِ الدَّهنا فقلتُ لها
أمّي هلالاً على التَّوفيقِ والرَّشدِ
الَوَاهِبَ الْمِائَة َ الْجُرْجُورَ حَانِيَة ً
عَلَى الرّبَاعِ إِذَا مَا ضُنَّ بِالسَّبَدِ
وَالتَّارِكَ الْقِرْنَ مُصْفَراً أَنَامِلُهُ
في صدرهِ قصدة ٌ منْ عاملٍ صردِ
والقائدَ الخيلَ يمطو منْ أعنَّتها
إجذامُ سيرٍ إلى الأعداءِ منجردِ
حَتَّى يَئِضْنَ كَأَمْثَالِ الْقَنَا ذَبَلَتْ
مِنْهَا طَرَائِقُ لَدنَاتٌ عَلَى أَوَدِ
رَفَعْتَ مَجْدَ تَمِيمٍ يَا هِلالَ لَهَا
رفعَ الطِّرافِ إلى العلياءِ بالعمدِ
حَتَّى نِسَآءُ تَمِيمٍ وَهْيَ نَآئِيَة ٌ
بقُلَّة ِ الحزنِ فالصَّمّانِ فالعقدِ
لو يستطعنَ إذا نابتكَ مجحفة ٌ
فدينكَ الموتَ بالآباءِ والولدِ
تمنَّتِ الأزدُ إذ غبَّتْ أمورُهمُ
أنَّ المهلَّبَ لم يولدْ ولم يلدِ
كانوا ذوي عددٍ دهمٍ وعائرة ٍ
من السِّلاحِ وأبطالاً ذوي نجدِ
فَمَا تَرَكْتَ لَهُمْ مِنْ عَيْنِ بَاقِيَة
إلاّ الأراملَ والأيتامَ من أحدِ
بِالسّنْدِ إِذْجَمْعُنَا تكو جَمَاجِمَهُمْ
بيضاً تداوي من الصَّوراتِ والصَّيَدِ
رَدَّتْ عَلَى مُضَرَ الْحَمْرَآءِ شِدَّتُنَا
أَوْتَارَهَا بَيْنَ أَطْرَافِ الْقَنَا الْقصَدِ
والحيِّ بكرٍ على ما كانَ عندهمُ
منَ القطيعة ِ والخذلانِ والحسدِ
جئنا بأثآرهمْ أسرى مقرَّنة ً
حَتَّى دَفَعْنَا إِليْهِمْ رُمَّة َ الْقَوَدِ
في طحمة ٍ من تميمٍ لو تصكُّ بها
رُكنيْ ثبيرٍ لأمسى مائلَ السَّندِ
لَوْلاَ النَّبُوَّة ُ مَا أَعْطَوْا بنَي رَجُلٍ
حبلَ المقادة ِ في بحرٍ ولا بلدِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
رقم القصيدة : 20512
-----------------------------------(20/49)
ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
بحزوى وهل تدري القفارُ البسابسُ
متى العهدُ ممن حلّها أمْ كمْ أنقضى
مِنَ الدَّهْرِ مُذْ جَرَّتْ عَلَيْهَا الرَّوَامِسُ
دِيَارٌ لِمَيٍّ ظَلَّ مِنْ دُونِ صُحْبَتِي
لنفسي لما هاجتْ عليها وساوسُ
فكيفَ بميٍّ لا تواتيكَ دارها
وَلاَأَنْتَ طَاوِي الْكَشْحِ عَنْهَا فَيَائِسُ
أَتَى مَعْشَرُ الأَكْرَادِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
وحولانِ مرَّاً والجبالُ الطَّوامسُ
ولمْ تنسني ميَّاً نوَّى ذاتَ غربة ٍ
شطونٌ ولا المستطرفاتُ الأوانسُ
إِذَا قُلْتُ أَسْلُو عَنْكِ يَامَيُّ لَمْ أَزَلْ
مُحِلاً لِدَارٍ مِنْ دِيَارِكِ نَاكِسُ
نَظَرْتُ بِجَرْعَآءِ السَّبِيبِة َ نَظْرَة ً
ضُحًى وَسَوادُ الْعَيْنِ فِي الْمَآءِ غَامِسُ
إلى ظعنٍ يقرضنَ أجوازَ مشرفٍ
شِمَالاً وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ
ألفنَ اللَّوى حتى إذا البروقُ ارتمى
بِهِ بَارِحٌ رَاحٌ مِنَ الصَّيْفِ شَامِسُ
وَأَبْصَرْنَ أَنَّ النَقْعَ صَارَتْ نِطَافُهُ
فَرَاشاً وَأَنَّ الْبَقْلَ ذَاوٍ وَيَابِسُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ قَاعِ الْقَرِينَة ِ بَعْدَمَا
تَصَيَّفْنَ حَتَّى مَاعَنِ الْعِدِّ حَابِسُ
إلى منهلٍ لمْ تنتجعهُ بعكَّة ٍ
جنوبٌ ولمْ يغرسْ بهِ النخلَ غارسُ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ الْبَيْنِ قَلَّصَتْ
وَسْوجُ الْمَهَارَى وَاشْمَعَلَّ الْمَوَالِسُ
وَقُلْتُ لأَصْحَابِي هُمُ الْحَيُّ فَارْفَعُوا
تُدَارِكْ بِنَا الْوَصْلَ النَّوَاجِي الْعَرَامِسُ
فَلَمَّا لَحِقْنَا بِالْحُدُوجِ وَقَدْ عَلَتْ
حَمَاطاً وَحِرْبَآءُ الْفَلاَ مُتَشَاوِسُ
وفي الحيِّ ممن نتَّقي ذاتَ عينهِ
فريقانِ: مرتابٌ غيورٌ ونافسُ
وَمْسَتْبشِرٌ تَبْدُو بَشَاشَة ُ وَجْهِهِ
إلينا ومعروفُ الكآبة ِ عابسُ
تَبَسَّمْنَ عَنْ غُرٍّ كَأَنَّ رُضَابَهَا
نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ الْعِهَادُ الْقَوَالِسُ
عَلَى أُقْحُوانٍ فِي حَنَادِجَ حُرَّة ٍ
يناصي حشاها عانكٌ متكاوسُ(20/50)
وخالسَ أبوابَ الخدورِ بعينهِ
على جانبِ الخوفِ المحبُّ المخالسُ
وألمحنَ لمحاً عنْ خدودِ أسيلة ٍ
رواءٍ خلا ما أنْ تشفَّ المعاطسُ
كَمَا أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَة ٍ
إِلى َ نَبْأَة ِ الصَّوْتِ الظبَآءُ الْكَوَانِسُ
نَأَتْ دَارُ مَيٍّ أَنْ تُزَارَ وَزَوْرُهَا
إِلى َ صُحْبَتي بِاللَّيْلِ هَادٍ مُوَاعِسُ
إذا نحنُ عرَّسنا بأرضٍ سرى بها
هوى لبَّستهُ بالفؤادِ اللَّوابسُ
إِلى َ فِتْيَة ٍ شُعْثٍ رَمَى بِهِمُ الْكَرَى
مُتُونَ الْحَصَى لَيْسَتْ عَليْهَا مَحَابسُ
أناخوا فأخفوا عندَ أيدي قلائصٍ
خِمَاصٍ عَلَيْهَا أَرْحُلٌ وَطَنَافِسُ
ومنخرقَِ السِّربالِ أشعثَ يرتمي
بِهِ الرَّحْلُ فَوْقَ الْعِيسِ وَاللَّيْلُ دَامِسُ
إذا نحزَ الإدلاسُ ثغرة َ نحرهِ
بِهِ أَنَّ مُسْتَرْخِي الْعِمَامَة ِ نَاعِسُ
أقمتُ لهُ أعناقَ هيمٍ كأنَّها
قطاً نشَّ عنها ذو جلاميدٍ خامسُ
وَرَمْلٍ كَأَوْرَاكِ الْعَذَارَى قَطَعْتُهُ
إِذَا جَلَّلَتْهُ الْمُظْلِمَاتُ الْحَنَادِسُ
رُكَامٍ تَرَى أَثْبَاجَهُ حِينَ تَلْتَقِي
لها حبكٌ لا تختطيهِ الضَّغابسُ
وماءٍ هتكتُ الدُّمنَ عنهُ ولمْ يردْ
رَوَايَا الْفِرَاخِ وَالذِّئَابُ اللَّغَاوِسُ
خَفِيِّ الْجَبَا لاَ يَهْتَدِي فِي فَلاَتِهِ
مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ الْهِبْرِزِيُّ الْمُغَامِسُ
أقولُ لعجلى بينَ يمٍّ وداحسٍ
أَجِدِّي فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمَالِسُ
ولا تحسبي شجي بكْ البيدَ كلَّما
تَلأْلأَ بِالْغَوْرِ النُّجُومُ الْطَوَامِسُ
وَتَهْجِيرَ قَذَّافٍ بِأَجْرَامِ نَفْسِهِ
عَلَى الْهَوْلِ لاَحَتْهُ الْهُمُومُ الْهَوَاجِسُ
مَرَاعَاتُكِ الآجَالَ مَا بَيْنَ شَارِعٍ
إلى حيثُ حادتْ منْ عناقَ الأواعسُ
وعطياً كأسرابِ الخروجِ تشوَّقتْ
مَعَاصِيرُهَا وَالْعَاتِقَاتُ الْعَوَانِسُ
يراعينَ مثلَ الدَّعصِ يبرقُ متنهُ
بَيَاضاً وَأَعْلَى سَآئِرِ اللَّوْنِ وَارِسُ
سبحلاً أبا شرخينِ أحيا بناتهِ(20/51)
مَقَالِيتُهَا فَهْيَ اللُّبَابُ الْحَبَآئِسُ
كلا كفأتيها تنقضانْ ولمْ تجدْ
لهُ ثيلَ سقبٍ في النَّتاجينَ لامسُ
إذا طرفتْ في متعٍ بكراتها
أو استأخرتْ منها الثِّقالَ القناعسُ
دَعَاهُنَّ فاسْتَسْمَعْنَ مِنْ أَيْنَ رِزُّهُ
بِهَدْرٍ كَمَا ارْتَجَّ الْغَمَامُ الرَّوَاجِسُ
فَيقْبِلْنَ إِرْبَاباً وَيَعْرِضْنَ رَهْبَة ً
صدودَ العذارى واجهتها المجالسُ
خناطيلُ يستقرينَ كلَّ قرارة ٍ
مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الْغُثَآءَ الرَّوَآئِسُ
بِهِ أَشْعَلَتْ فِيهَا الذُّبَالَ الْقَوابِسُ
إذا نحنُ قايسنا أناساً إلى العلا
وإنْ كرموا لمْ يستطعنَا المقايسُ
نَغَارُ إِذَا مَا الرَّوْعُ أَبْدَى عَلَى الْبُرَى
ونقري سديفَ الشَّحمِ والماءُ جامسُ
وإنَّا لخشنٌ في اللِّقاءِ أعزَّة ٌ
وفي الحيِّ وضاحونَ بيضٌ قلامسُ
وَقَوْمٍ كِرَامٍ أَنْكَحَتْنَا بَنَاتِهِمْ
ظباتِ السِّيوفِ والرِّماحُ المداعسُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
رقم القصيدة : 20513
-----------------------------------
............
علَى دَارِ مَيٍّ مِنْ صُدُورِ الرَّكَآئِبِ
بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
لها جدَّة ً جولُ الصِّبا والجنائبِ
بها كلُّ خوّارٍ إلى كلِّ صعلة ٍ
ضهولٍ ورفضُ المذرعاتِ القراهبِ
تكنْ عوجة ً يجزيكُما الله عندهُ
بها الأجرَ أو تقضي ذمامة َ صاحبِ
وَقفْنَا فَسَلَّمْنَا فَرَدَّتْ تَحِيَّة
علينا ولم ترجعْ جوابَ المُخاطبِ
عصتني بها نفسٌ تريعُ إلى الهوى
إِذَا مَا دَعَاهَا دَعْوَة ً لَمْ تُغَالِبِ
وعينٌ أرشَّتها بأكنافِ مشرفٍ
مِنَ الزُّرْقِ فِي سَفْكٍ دِيَارُ الْحَبَائِبِ
أَلاَ طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بِذِكْرِهَا
وأيدي الثُّريّا جُنَّحٌ في المغاربِ
أخا شقَّة ٍ زولاً كأنَّ قميصهُ
على نصلِ هنديٍّ جُرازِ المضاربِ(20/52)
مَطِيَّة ِ رَحَّالٍ كَثِيرِ الْمَذَاهِبِ
بريحِ الخُزامى هيَّجتْها وخبطة ٌ
مِنَ الطَّلِّ أَنْفَاسُ الرَّيَاحِ اللَّواغبِ
وَمِنْ حَاجَتِي لَوْلاَ التَّنَائِي وَرُبَّمَا
منحتُ الهوى منْ ليسَ بالمتقاربِ
عطابيلُ بيضٌ منْ ربيعة ِ عامرٍ
رِقَاقُ الثَّنَايَا مُشْرِفَاتُ الْحَقَائِبِ
يَقِظْنَ الْحِمَى وَالرَّمْلُ مِنْهُنَّ مَرْبَعٌ
وَيَشْرَبْنَ أَلْبَانَ الَهِجَانِ النَّجَآئِبِ
وَمَا رَوْضَة ٌ بِالحَزْنِ ظَاهِرَة ُ الثَّرَى
قِفَارٍ تَعَالَى طَيِّبِ النَّبْتِ عَازِب
مَتَى إِبْلَ أو تَرْفَعْ بي النَّعْشَ رَفْعَة ً
عَلَى الرَّاحِ إِحْدَى الْخَارمَاتِ الشَّوَاعِبِ
فرُبَّ أميرٍ يُطرقُ القومُ عندهُ
كما يُطرقُ الخربانُ من ذي المخالبِ
تخطَّيتُ باسمي دونهُ ودسيعتي
مَصَارِيعَ أَبْوَابٍ غِلاَظِ الْمَنَاكِبِ
ومُستنجدٍ فرَّجتُ عنْ حيثُ تلتقي
تَرَاقِيهِ إِحْدَى الْمُفْظِعَات الْكَوَارِبِ
وَرُبَّ امْرِىء ٍ ذِي نَخْوَة ٍ قَدْ رَمَيْتُهُ
وَكَسْبٍ يَسُوءُ الْحَاسِدِينَ احْتَوَيْتُهُ
إلى أصلِ مالٍ من كرامِ المكاسبِ
وَمَآءٍ صَرى ً عَافِي الثَّنَايَا كَأَنَّهُ
مِنَ الأَجْنِ أَبْوَالُ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ
إذا الجافرُ التالي تناسينَ وصلهُ
وعارضنَ أنفاسَ الرِّياحِ الجنائبِ
يَذُبُّ الْقَصَايَا عَنْ شَرَاة ٍ كَأَنَّهَا
مَرَارِيُّ مَخْشِيٍّ بِهِ الْمَوْتُ نَاضِبِ
حَشَوْتُ الْقِلاَصَ اللَّيْلَ حَتَّى وَرَدْنَهُ
بِنَا قَبْلَ أن تَخْفَى صِغَارُ الْكَوَاكِبِ
ودوِّيَّة ٍ جرداءَ جدّاءَ خيَّمتْ
بها هبواتُ الصَّيفِ من كُلِّ جانبِ
سَبَارِيتَ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ خَرْقِهَا
مِنَ الصَّوْتِ إِلاَّ من ضُبَاحِ الثَّعَالِبِ
عَلَى أَنَّهُ فِيهَا إِذَا شَآءَ سَامِعٌ
عِرَارُ الظَّلِيمِ وَاخْتِلاَسُ النَّوَازِبِ
إذا ائتجَّ رقراقُ الحصى منْ وديقة ٍ
قَذُوفٌ بِأَعْنَاقِ الْمَرَاسِيلِ خَلْفَهَا
كأنَّ يديْ حربائها متشمِّساً(20/53)
قطعتُ إذا هابَ الضَّغابيسُ مُشرفاً
على كورِ إحدى المُشرفاتِ الغواربِ
تُهَاوِي بِي الأَهْوَالَ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ
مقابلة ٌ بينَ الجلاسِ الصَّلاهبِ
نجاة ٌ منَ الشُّدقِ اللَّواتي يزينُها
خُشوعُ الأعالي وانضمامُ الحوالبِ
مُراوحة ٌ ملعاً زليجاً وهزَّة ً
نَسِيلاً وَسَيْرَ الْوَاسِجَاتِ النَّوَاصِبِ
مددتُ بأعناقِ المراسيلِ خلفها
إذا السَّربَخُ المعقُ ارتمى بالنَّجائبِ
كَأَنِّي إِذَا انْجَابَتْ عَنِ الرَّكْبِ لَيْلة ٌ
على مُقرمٍ شاقي السَّديسينِ ضاربِ
خِدبٍّ حنى من ظهرهِ بعدَ سلوة ٍ
على بطنِ منضمِّ الثَّميلة ِ شازبِ
مِراسُ الأَوَابِي عَنْ نُفُوسٍ عَزِيزَة ٍ
وإلفُ المتالي في قلوبِ السَّلائبِ
وَأَنْ لَمْ يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ الْعَامَ حوْلَهُ
ندى صوتِ مقروعٍ عن العذفِ عاذبِ
وَفِي الشَّوْلِ أَتْبَاعٌ مَقَاحِيمُ بَرَّحَتْ
بِهِ وَامْتِحَانُ الْمُبْرِقَاتِ الْكَوَاذِبِ
يذُبُّ القصايا عنْ سراة ٍ كأنَّها
جماهيرُ تحتَ المُدجناتِ الهواضبِ
إِذَا مَا دَعَاهاَ أَوْزَغَتْ بَكَرَاتُهَا
كإيزاغِ آثارِ المُدى في التَّرائبِ
عُصَارَة َ جَزْءٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُلِقْنَ بِجَادِيٍّ ظُهُورَ الْعَرَاقِبِ
فيأوينَ بالأذنابِ خوفاً وطاعة ً
لأشوسَ نظّارٍ إلى كلِّ راكبِ
إِذَا اسْتَوْجَسَتْ آذَانُهَا اسْتَأْنَسَتْ لَهَا
أَنَاسِيُّ مَلْحُودٍ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ
فَذَاكَ الَّذِي شَبَّهْتُ بِالخَرْقِ نَاقَتِي
إِذَا قَلَّصَتْ بَيْنَ الْفَلاَ وَالْمَشَارِبِ
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَغُوضٌ بِرَأْسِهَا
إِذَا أَفْسَدَ الإِدْلاَجُ لَوْثَ الْعَصَآئِبِ
من الراجعاتِ الوخدَ رجعاً كأنَّهُ
مراراً ترامي صُنتُعِ الرأسِ خاضبِ
هبَلٍّ أبي عشرينَ وفقاً يشُلُّهُ
إِلَيْهِنَّ هَيْجٌ مِنْ رَذَاذٍ وَحَاصِبِ
إذا زفَّ جُنحَ اللَّيلِ زفَّتْ عراضهُ
إلى البيضِ إحدى المُخمَلاتِ الذّعالبِ
ذُنَابَى الشَّفَا أَوْ قَمْسَة َ الشَّمْسِ أَزْمَعَا(20/54)
رواحاً فمدّا منْ نجاءٍ مناهبِ
تُبَادِرُ بِالأُدْحِيِّ بَيْضاً بِقَفْرَة ٍ
كَنَجْمِ الثُّرَيَّا لاَحَ بَيْنَ السَّحَآئِبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
رقم القصيدة : 20514
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
سافي العجاجِ على ميثائها الكدرا
قدْ هجتُ يومَ اللِّوى شوقاً طرفتْ بهِ
عَيْنِي فَلاَ تُعْجِمِي مِنْ دُونِيَ الْخبَرَا
يَقُولُ بِالزُّرْقِ صَحْبِي إِذْ وَقَفْتُ بِهِمْ
فِي دَارِ مَيَّة أَسْتَسْقِي لَهَا الْمَطَرَا
لو كانَ قلبكَ منْ صخرٍ لصدَّعهُ
هَيْجُ الدّيَاِر لَكَ الأَحْزَان وَالذِّكَرَا
وزفرة ٌ تعتريهِ كلَّما ذكرتْ
ميٌّ لهُ أو نحا منْ نحوها البصرا
غرَّاءُ آنسة ٌ تبدو بمعقلة ٍ
إِلَى سُوَيْقَة َ حَتَّى تَحْضُرَ الْحَفَرَا
تشتوِ إلى عجمة ِ الدُّهنا ومربعها
روضٌ يناصي أعالي ميثهِ العُفرا
حَتَّى إذَا هزَّتِ الْبُهْمَى ذَوَآئِبَهَا
في كلِّ يومٍ ييشهَّى البادي الحضرا
وزفزفتْ للزِّبانى منْ بوارحها
هيفٌ أنشَّتْ بها الأصناعَ والخبرا
ردُّوا لأحداجهمْ بزلاً مخيَّسة ً
قدْ هرملَ الصَّيفُ عنْ أكتافها الوبرا
تَقْرِي الْعَلاَبِيَّ مُصْفَرَّ الْعَصِيمِ إِذَا
جفَّتْ أخاديدهُ جوناً إذا انعصرا
كأنَّهُ فلفلٌ جعدٌ يدحرجهُ
نَضْخُ الذَّفَارَى إِذَا جَوْلاَنُهُ انْحَدَرَا
شافوا عليهنَّ أنماطاً شآمية ً
عَلَى قَناً أَلْجَأَتْ أَظْلاَلُهُ الْبَقَرَا
أشبهنهُ النَّظرة َ الأولى وبهجتهُ
وهنَّ أحسنُ منهُ بعد ما صورا
منْ كلِّ عجزاءَ في أحشائها هضمٌ
كَأَنَّ حَلْيَ شَوَاهَا أُلْبِسَ الْعُشَرَا
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
كَالشَّمْس لَمَّا بَدَتْ أَوْ تُشْبِهُ الْقَمَرَا
حُسَّانَة ُ الْجِيدِ تَحْلُو كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ
عنْ منطقٍ لمْ يكنْ عيِّاً ولا هذرا(20/55)
عَنْ وَاضِحٍ ثَغْرُهُ حُوٍّ مَرَاكِزُهُ
كَالأُقْحُوانِ زَهَتْ أَحْقَافُهُ الزَّهَرَا
ثمَّ استقلَّوا فبتَّ البينُ واجتذبتْ
حبلَ الجوارَِ نوى عوجاءَ فانبترا
مالزتُ أطردُ في آثارهمْ بصري
وَالشوْقُ يَقْتَادُ مِنْ ذي الْحَاجَة ِ الْبَصَرَا
حتى أتى فلكُ الخلصاءِ دونهمْ
واعتمَّ قورُ الضُّحى بالآلِ واختدرا
ريعُ السَّرابِ إذا ما خالطوا خمرا
كَأَنَّ أَظْعَانَ مَيٍّ إِذْ رَفَعْنَ لَنَا
بواسقُ النَّخلِ منْ بيرينَ أو هجرا
يُعَارِضُ الزُّرْقَ هَادِيهِمْ وَيَعْدِلُهُ
حَتَّى إِذَا زَاغَ عَنْ تِلْقَآئِهِ اخْتَصَرَا
إِذَا يُعَارِضُهُ وَعْثٌ أَقَامَ لَهُ
وَجْهَ الظَّعَائِنِ خَلٌّ يَعْسِفُ الضَّفِرَا
حَتَّى وَرَدْنَ عِذَابَ الْمَآءِ ذَا بُرَقٍ
عدَّاً يواعدنهُ الأصرامَ والعكرا
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ بَعْدَ مَا رَحَلَتْ
عنا رحى جابرٍ والصُّبحُ قدْ جشرا
بنفحة ٍ منْ خزامى فائجٍ سهلٍ
وَزَوْرَة ٍ مِنْ حَبِيبٍ طَالَ مَا هَجَرَا
هَيْهَاتَ مَيَّة ُ مِنْ رَكْبٍ عَلَى قُلُصٍ
قَدِ کجْرَهَدَّ بِهَا الإِدْلاَجُ وَکنْشَمَرَا
رَاحَتْ مِنَ الْخُرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَفَتْ
حتى أنفأى الفأوُ عنْ أعناقها سحرا
أُدْمٌ أَحَنَّ لَهُنَّ الْقَانِصُ الْوَتَرَا
وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ
تذري الرِّياحُ على جمَّاتهِ البعا
أَوْرَدْتُهُ قَلِقَاتِ الضُّفْرِ قَدْ جَعَلَتْ
تُبْدِي الأَخِشَّة ُ فِي أَعْنَاقِهَا صَعَرَا
ترمي الفجاجَ بآذانٍ مؤلَّلة ٍ
وأعينٍ كتمٍ لا تشتكي السَّدرا
للبدرِ بعدَ السَّرى مالتْ عمائمهمْ
شَارَفْتُمُ نَفَحَاتِ الْجُودِ مِنْ عُمَرَا
كمْ جبتُ دونكَ منْ تيهاءَ مظلمة ٍ
تِيهٍ إِذَا مَا مُغَنِّي جِنِّهَا سَمَرَا
وَمُزْبِدٍ مِثْلِ عُرْضِ اللَّيْلِ لُجَّتُهُ
يهلُّ شكراً على شطَّيهِ منْ عبرا
أنتَ الرَّبيعُ إذا مالم يكنْ مطرٌ
والسَّائسُ الحازمُ المفعولُ ما أمرا
مازلتَ في درجاتِ الأمرِ مرتقياً(20/56)
تسمو ويرمي بكَ الفرعانُ منْ مضرا
حَتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلى َ أَحَدٍ
إِلاَّ عَلى َ أَحَدٍ لاَ يَعْرِفُ الْقَمَرَا
أَنَا وَإِيَّاكَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَجْمَعُنَا
حَسَّانُ في بَاذخٍ فَخْرٌ لِمَنْ فَخَرَا
مجدِ العديِّينَ جدَّاكَ اللَّذانْ هما
كَانَا مِنَ الْعَرَبِ الأَنْفَيْنِ وَالْغُرَرَا
وَأَنْتَ فَرْعٌ إِلى َ عِيصَيْنِ مِنْ كَرَمٍ
قَدْ اسْتَالاَ ذُرَى الأَطْوَادِ وَالشَّجَرَا
حَلَلْتَ مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَآءِ ذِرْوَتَهَا
وباذخَ العزُّ منْ قيسٍ إذا هدرا
والحيُّ قيسٌ حماة ُ النَّاسِ مكرمة ً
إِذَا الْقَنَا بَيْنَ فَتْقَيْ فِتْيَة ٍ خَطَرَا
بنو فوارة َ عنْ آبائهمْ ورثوا
دعائمَ الشَّرفِ العاديَّة ِ الكبرا
المانعونَ فما يسطاعُ ما منعوا
وَالْمُنْبِتُونَ بِجِلْدِ الْهَامَة ِ الشَّعَرَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 20515
-----------------------------------
تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
نبا نبوة ً بالعينِ عنها دثورُها
بوهبينَ أجلى الحيُّ عنها وراوحتْ
بِهَا بَعْدَ شَرْقي الرِّيَاحِ دَبُورُهَا
وأنواءُ أحوالٍ تباعٍ ثلاثة ٍ
بها كان ممّا يستحيرُ مطيرُها
عفتْ عرصاتٌ حولها وهيَ سُفعة ٌ
لِتَهْيِيجِ أَشْوَاقٍ بَوَاقٍ سُطُورُهَا
ظَلِلْنَا نَعُوجُ الْعِيسَ فِي عَرَصَاتِهَا
وقُوفاً وتستنعي بنا فنصورُها
فما زالَ عن نفسي هلاعٌ مراجعٌ
منَ الشَّوقِ حتى كادَ يبدو ضميرُها
عشيَّة َ لولا لحيتي لتهتَّكتْ
مِنَ الْوَجْدِ عَنْ أَسْرَارِ قَلْبِي سُتُورُهَا
فما ثنيُ نفسي عنْ هواها فإنَّهُ
طَوِيلٌ عَلَى آَثَارِ مَيٍّ زَفِيرُهَا
خليليَّ أدَّى اللهُ خيراً إليكُما
إذا قُسمتْ بينَ العبادِ أجورُها
بميٍّ إذا أدلجتُما فاطرُدا الكرى
وَإِنْ كَانَ آلَى أَهْلُهَا لاَ أَطُورُهَا(20/57)
يقرُّ بعيني أن أراني وصُحبتي
نُقِيمُ الْمَطَايَا نَحْوَهَا وَنُجِيرُهَا
أقولُ لردفي والهوى مشرفٌ بنا
غداة َ دعا أجمالَ ميّ مصيرُها
ألا هلْ ترى أظعانَ ميّ كأنَّها
ذُرَى أَثْأَبٍ رَاشَ الْغُصُونَ شَكِيرُهَا
تَوَارَى َ فَتَبْدُو لِي إِذَا مَاتَطَاوَلَتْ
شُخوصُ الضُّحَى وَانْشَقَّ عَنْهَا غَدِيرُهَا
فودَّعنَ أقواعَ الشَّماليلِ بعدما
ذَوَى بَقْلُهَا أَحْرَارُهَا وَذُكُورُهَا
وَلَمْ يَبْقَ بِالْخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ بِهِ
مِنَ الرَّطْبِ إِلاَّ يَبْسُهَا وَهَجِيرُهَا
فَمَا أَيْأسَتْنِي النَّفْسُ حّتَّى رَأَيْتُهَا
بِحَوْمَانَة ِ الزُّرْقِ احْزَأَلَّتْ خُدُورُهَا
فَلَمَّا عَرَفْتُ الْبَيْنَ لاَ شَكَّ أَنَّهُ
لِمُتْرِبَة ِ الأَخْفَافِ صُفْرٍ غُرُورُهَا
تعزَّيتُ عنْ ميّ وقد رشَّ رشَّة ً
مِنَ الْوَجْدِ جَفْنَا مُقْلَتِي وَحُدُورُهَا
وكائنْ طوتْ أنقاضُنا منْ عمارة ٍ
لنلقاكِ لمْ نهبطْ عليها نزورُها
وجاوزنَ منْ أرضٍ فلاة ٍ تعصَّبتْ
بأجسادِ أمواتِ البوارحِ قورُها
ومن عاقرٍ تنفي الألاَ سراتُها
عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْدَآءَ وَعْثٍ خُصُورُهَا
إذا ما رآها راكبُ الصَّيفِ لم يزلْ
يَرَى نَعْجَة ً فِي مَرْتَعٍ فَيُثِيرُهَا
يُدمِّنُ أجوافَ المياهِ وقيرُها
ومن جُردة ٍ غفلٍ بساطٍ تحاسنتْ
بِهِ الْوَشْيَ قَرَّاتُ الرِّيَاحِ وَخُورُهَا
تَرَى رَكْبَهَا يَهْووُنَ فِي مُدْلَهِمَّة ٍ
رهاءٍ كمجرى الشَّمسِ درمٍ حدورُها
بِأَرْضٍ تَرَى فيها الْحُبَارَى كَأَنَّهَا
قلوصٌ اضلَّتها بعكمينِ عيرُها
وَمِنْ جَوْفِ أَصْوَآءٍ يَصِيحُ بِهَا الصَّدَى
وَحَوْمَانَة ٍ وَرْقَاءَ يَجْرِي سَرَابُهَا
بمنسحَّة ِ الآباطِ حدبٍ ظهورُها
تظلُّ الوحافُ الصُّدءُ فيها كأنَّها
قراقيرُ موجٍ غصَّ بالساجِ قيرُها
مُلَجَّجَة ٌ فِي الْمَآءِ يَعْدُو حَبَابُهُ
حيازيمها السُّفلى وتطفو شطورُها
تُجَاوِزْنَ وَالْعُصْفُورُ فِي الجْحرِ لاَجِىء ٌ(20/58)
مَعَ الضَّبِ وَالشِّقْذَانُ تَسْمُو صُدُورُهَا
بِمَسْفُوحَة ِ الآبَاطِ طَاحَ انْتِقَالُهَا
بِأَطْرَاقِهَا وَالْعِيسُ بَاقٍ ضَرِيرُهَا
تُهجَّرُ خوصاً مستعاراً رواحُها
فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَى أَهَبَّ بِسُدْفَة ٍ
كأنَّي وأصحابي وقد قذفتْ بنا
هِلاَلَيْنِ أَعْجَازَ الْفَيَافِي نُحُورُهَا
على عانة ٍ حقبٍ سماحيجَ عارضتْ
رِيَاحَ الصَّبَا حَتَّى طَوَتْهَا حَرُورُهَا
مراويدُ تستقري النِّقاعَ وينتحي
بها حيثُ يهوي وهوَ لا يستشيرُها
خميصُ الحشا مخلولقُ الظَّهرِ أجمعتْ
لهُ لقحاً مرباعُها ونزورُها
تَرَى كُلَّ مَلْسَآءِ السَّرَاة ِ كَأَنَّهَا
كساها قميصاً من هراة َ طرورُها
تلوَّحنَ واستطلقنَ بالأمسِ والهوى
إِلى َ الْمَآءِ لَوْ تُلْقَى إِلَيْهَا أُمُورُهَا
فَظَلَّتْ بِمَلْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ الْمِعَا
قِيَاماً يُفَالِي مُصْلَخِمّاً أَمِيرُهَا
بِيَوْمٍ كَأَيَّامٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
إَلى َ شَمْسِهِ حُوْصُ الأَنَاسِيِّ عُورُهَا
فما زالَ فوقَ الأكومِ الفردِ رابئاً
يراقبُ حتى فارقَ الأرضَ نورُها
فَرَاحَتْ لإِدْلاَجٍ عَلَيْهَا مُلآءَة ٌ
صُهَابِيَّة ٌ مِنْ كُلِ نَقْعٍ تُثِيرُهَا
عَلاَجِيمَ عَيْنِ ابْنَيْ صُبَاحٍ يُثِيرُهَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
رقم القصيدة : 20516
-----------------------------------
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
وَسُقِّيتَ صَوْبَ الْبَاكِرِ الْمُتَغَيِمِ
وَلاَ زَالَ مَسْنُوّاً تُرَابُكَ تَسْتَقي
عزاليَ برَّاقِ العوارضِ مرزمِ
وإنْ كنتَ قدْ هيَّجتَ لي دونَ صحبتي
رجيعَ هوى ً منْ ذكرِ ميَّة َ مسقمِ
هوى ً كادتِ العينانِ يقرطُ منهما
لَهُ سَنَنٌ مِثْلُ الْجُمَانِ الْمُنَظَّمِ
وَماذَا يَهِيجُ الشَّوْقَ مِنْ رَسْمِ دِمْنَة ٍ
عفتْ غيرَ مثلِ الحميريِّ المسهمِ
أربَّتْ بها الأمطارُ حتى كأنها(20/59)
كتابُ زبورٍ في مهاريقِ معجمِ
وَكُلُّ نَؤُوجٍ يَنْبَري مِنْ جُنُوبَهَا
بتسهاكِ ذيلٍ منْ فرادى ومتئمِ
أَضَرَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ أَوْ كُلُّ ذَبْلَة
دروجٍ متى تعصفْ بها الرِّيحُ ترسمِ
لميَّة َ عندَ الزُّرقِ لأياً عرفتها
بجرثومة ِ الآريِّ والمتخيِّمِ
ومستقوسٍ قدْ ثلَّمَ السَّيلُ جدرهُ
شَبِيهٍ بِأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ
فَلَمَّا رَأَيْتُ الدَّارَ غَشَّيْتُ عِمَّتي
شآبيبَ دمعٍ لبسة َ المتلثِّمِ
مخافة َ عيني أنْ تنمَّ دموعها
عَلَيَّ بِأَسْرَارِ الضَّمِيرِ الْمُكَتِّمِ
أحبُّ المكانَ القفرَ منْ أجلِ أنَّني
بِهِ أَتَغَنَّى بِاسْمِهَا غَيْرَ مُعْجِمِ
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنَّ مَرْجُوعَ ذِكْرِهَا
نهوضٌ بأحشاءِ الفؤادِ المتيَّمِ
إِذَا نَالَ مِنْهَا نَظْرَة ً هِيضَ قَلْبُهُ
بها كأنهياضِ المتعبِ المتتمِّمِ
تغيَّرتِ بعدي أو وشى النَّاسُ بيننا
بِمَا لَمْ أَقُلْهُ مِنْ مُسَدّى ً وَمُلْحَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا وَصْلٍ فَيَسْمَعْ بِوَصْلِهِ
أَحَادِيثَ هذَا النَّاسِ يَصْرِمْ وَيُصْرَمِ
إِلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ تَعَسَّفَتْ
بِنَا الْبُعْدَ أَوْلاَدُ الْجَدِيلِ وَشَدْقَمِ
نَوَاشِطُ مِنْ يَبْرِينَ أَوْ مِنْ حِذَآئِهِ
منَ الأرضِ تعمي في النُّحاسِ المخزَّمِ
بِأَبْيَضَ مُسْتَوْفِي الْخُطُومِ كَأَنَّهُ
جنى عشرٍ أو نسجُ قزٍّ مخدَّمِ
إذا هنَّ عاسرنَ الأخشَّة َ شبنها
بأشكلَ آنٍ منْ صديدٍ ومنْ دمِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ
إليكَ ومنْ أحواضِ ماءٍ مسدَّمِ
بأعقارهِ القردانُ هزلى كأنَّها
نوادرُ صيصاءِ الهبيدِ المحطَّمِ
إذا سمعتْ وطءَ الرِّكابِ تنغَّشتْ
حشاشاتها في غيرِ لحمٍ ولا دمِ
جَشَمْتُ إِلَيْكَ البْعُدَ لاَ فِي خُصُومَة ٍ
وَلاَ مُسْتَجِيراً مِنْ جَرِيرَة ِ مُجْرِمِ
إِلَى إِبِلِ الزُّرْقِ أَوْطَانِ أَهْلَها
هَضِيمِ الْحَشَا بَرَّاقَة ِ الْمُتَبَسَّمِ(20/60)
كأنَّ على أنيابها ماءَ مزنة ٍ
بِصَهْبَآءَ فِي إِبْرِيقِ شَرْبٍ مُقَدَّمِ
إذا قرعتْ فاهُ القوازيزُ قرعة ً
يمجُّ لها منْ خالصِ اللَّونِ كالدَّمِ
تروحُ عليها هجمة ُ مرتعُ المها
مراتعها والقيظُ لمْ يتجرَّمِ
بِوَعْسَآءَ دَهْنَاوِيَّة ِ التُّرْبِ طَيِّبٍ
بها نسمُ الأرواحِ منْ كلِّ منسمِ
تحنُّ إلى الدُّهنا بخفَّانِ ناقتي
وأنَّى الهوى منْ صوتها المترنِّمِ
يحلُّونَ منها كلَ علياء معلمِ
مهاريسَ مثلَ الهضبِ تنمي فحولها
إلى السِّرِّ منْ أذوادِ رهطِ ابنِ فرضمِ
كأنَّ على ألوانها كلَّ شتوة ٍ
جسادينِ منْ صبغينِ: ورسٍ وعندمِ
يثوِّرُ غزلانَ الفلاة ِ اطِّرادها
خُطُوطَ الثَّرَى مِنْ كُلِّ دَلْوٍ وَمِرْزَمِ
بِلاَ ذِمَّة ٍ مِنْ مَعشَرٍ غَيْرِ قَوْمَها
وَغَيْرِ صُدُورِ السَّمْهَرِيّ الْمُقَوَّمِ
لَهَا خَطَرَاتُ الْعَهْدِ مِنْ كُلِّ بَلْدَنٍ
لقومٍ وإنْ هاجتْ لهمْ حربَ منشمِ
نجائبَ ليستْ منْ مهورِ أشابة ٍ
وَلاَ دِيَة ٍ كَانَتْ وَلاَ كَسْبِ مَأْثَمِ
ولكنْ عطاءُ اللهِ منْ كلِّ رحلة ٍ
إلَى كُلِّ مَحْجُوبِ السُّرَادِقِ خِضْرِمِ
كريمِ النَّثا رحبِ الفناءِ متوَّجِ
بِتَاجِ بَهَآءِ الْمُلْكِ أَوْ مُتَعَمّمِ
تُبَرَّكُ بِالسَّهْلِ الْفَضَآِء وَتَتَّقِي
عداها برأسٍ منْ تميمٍ عرمرمِ
تحدَّبُ سعدٌ والرَّبابُ وراءها
عَلَى كُلِّ طِرْفٍ أَعْوَجِيّ مُسَوَّمِ
وإنْ شاء داعيها أتتهُ بمالكٍ
وشهبانَ عمرو كلُّ شوهاءَ صلدمِ
وإنْ ثوَّبَ الدَّاعي لها يا لخندفٍ
فيا لكَ منْ داعٍ معزٍّ ومكرمِ
وإنْ تدعُ قيساً قيسَ عيلانَ يأتها
بنو الحربِ يستعلى بهمْ كلَّ معظمِ
كثيرُ الحصى عالٍ لمنْ فوقَ ظهرها
بِهَامَة ٍ مُلْكٍ يَفْنَخُ النَّاسَ مُقْرَمِ
لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعينِ تتَّقى
بِهِ الْحَرْبُ شَعْشَاعٍ وَأَبَيْضَ فَدْغَمِ
إذا استرسلَ الرَّاعي رعتها مهابة ٌ
على كلِّ ميَّاسٍ إلى الموتِ معلمِ(20/61)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
رقم القصيدة : 20517
-----------------------------------
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
عَلَى عَرَصَاتٍ كَالذِّبَارِ النَّوَاطِقِ
أَلَمَّا يَحِنَّ الْقَلُبُ إِلاَّ تَشُوقُهُ
رسومُ المغاني وابتكارُ الحزائقِ
وهيفٌ تهيجُ البينَ بعدَ تجاورٍ
إذا نفحتْ من عن يمين المشارقِ
وَأَجْمَالُ مَيِّ إِذْ يُقَرَّبْنَ بَعْدَمَا
وخطنَ بذبّانِ المصيفِ الأزارقِ
كَأَنَّ فُؤَادِي قَلْبُ جَانِي مَخُوفَة ٍ
عَلَى النَّفْسِ إِذْ يَكْسُونَ وَشْيَ النَّمَارِقِ
وإذ هنَّ أكتادٌ بحوضى كأنما
زها الآلُ عيدانَ النَّخيلِ البواسقِ
طَوَالِعُ مِنْ صُلْبِ الْقَرِينَة ِ بَعْدَمَا
جَرَى الآلُ أَشْبَاهُ الْمُلآءِ الْيَقَائِقِ
وقدْ جعلتْ زرقَ الوشيجِ حداتُها
يميناً وحوضى عنْ شمالِ المرافقِ
عنودُ النَّوى حلاّلة ٌ حيثُ تلتقي
جمادٌ وشرقيّاتُ رملِ الشَّقائقِ
تَحِلُّ بِمَرْعَى كَلِّ إِجْلِ كَأَنَّهَا
رجالٌ تماشى عصبة ً في اليلامقِ
وَفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عِنْدَ خَصِيلِهِ
بِذَبٍّ كَنَفْضِ الرَّيِحِ ذَيْلَ السَّرَادِقِ
إذا أومضتْ منْ نحوِ ميٍّ سحابة ٌ
نَظَرْتُ بِعَيْنَيْ صَادِقِ الشَّوْقِ وَامِقِ
هِيَ الْهَمُّ وَالأَوْسَانُ وَالنَّأيُ دُونَهَا
وأحراسُ مغيارٍ شئيمِ الخلائقِ
ويعلمُ ربّي أنَّ قلبي بذكرها
عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالٍ مَتِينُ الْعَلائِقِ
وَخَرْقٍ كَسَاهُ اللَّيْلُ كِسْراً قَطَعْتُهُ
بيعملة ٍ بينَ الدُّجا والمهارقِ
مَرَاسِيلُ تَطْوِي كُلَّ أَرْضٍ عَرِيضَة ٍ
وسيجاً وتنسلُّ انسلالَ الزَّوارقِ
بَنِى دَوْأَبٍ إِنَّي وَجَدْتُ فَوَارِسِي
أَزِمَّة َ غَارَاتِ الصَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
وذادة َ أولى الخيلِ عنْ أخرياتها
إِذَا أَرْهَقَتْ فِي المَأزِقِ المُتَضَائِقِ
فما شهدتْ خيلُ امرئِ القيسِ غارة ً(20/62)
يثهلانَ تحمي عنْ فروجِ الحقائقِ
أدَرْنَا عَلَى جَرْمٍ وَأَوْلاَدِ مَذْحِج
رحا الموتِ تحتَ اللاّمعاتِ الخوافقِ
نثيرُ بها نقعَ الكُلابِ وأنتمُ
تُثِيرُونُ قِيعَانَ الْقُرَى بِالْمَعَازِقِ
لبسنا لها سرداً كأنَّ متونها
على القومِ في الهيجا متونُ الخرانقِ
سَرَابِيلَ فِي الأَبْدَانِ مِنْهُنَّ صُدْأَة ٌ
وبيضاً كبيضِ المقفراتِ النَّقانقِ
بطعنٍ كتضريمِ الحريقِ اختلاسهُ
وضربٍ بشطباتٍ صوافي الرَّوانقِ
إِذَا نَطَحَتْ شَهْبَآءَ شَهْبَآءَ بَيْنَهَا
شعاعٌ لأطرافِ القنا والبوارقِ
صدمناهمُ دونَ الأمانيِّ صدمة ً
عماساً بأطوادٍ طوالِ الشَّواهقِ
لَنَا وَلَهُمْ جَرْسٌ كَأَنَّ وَغَاتَهُ
تَقَوَّضُ بِالْوَادِي رُؤُوسَ الأَبَارِقِ
فَأَمْسَوْا بِمَا بَيْنَ الْهِضَابِ عَشِيَّة ً
وتيماءَ صرعى منْ مقضٍّ وزاهقِ
ألا قبحَ اللهُ القُصيبة َ قرية ً
وَمَرْأَة َ مَأْوَى كُلِّ زَانٍ وَسَارِقِ
إذا قيلَ : منْ أنتمْ يقولُ خطيبُهمْ
هَوَازِنُ أَوْ سَعْدٌ وَلَيْسَ بِصَادِقِ
وَلكِنَّ أَصْلَ الْقَوْمِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
بِحَوْرَانَ أَنْبَاطٌ عِرَاضُ الْمَنَاطِقِ
فهذا الحديثُ يا امرأَ القيسِ فاتركي
بِلاَدَ تَمِيمٍ والْحَقِي بِالْرَّسَاتِقِ
دعِ الهدرَ يا عبدَ امرئِ القيسِ إنَّما
تكشُّ بأشداقِ قصارِ الشَّقاشقِ
أما كنتَ قبلَ الحربِ تعلمُ أنَّما
تَنُوءُ بِحَرَّاثِينَ مِيلِ الْعَوَاتِقِ
تظلُّ ذرى نخلِ امرئِ القيسِ نسوة ً
قِبَاحاً وَأَشْيَاخاً لِئَامَ الْعَنَافِقِ
تبيَّنُ نقشَ اللُّؤمِ في قسماتهمْ
عَلَى مَنْصَفٍ بَيْنَ اللِّحَى وَالْمَفَارِقِ
عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكيٍّ وَيَافِعٍ
منَ اللُّؤمِ سربالُ جديدُ البنائقِ
رَمَيْتُ امْرَأَ الْقِيْسِ الْعَبِيدَ فَأَصْبَحُوا
خنازيرَ تكبو منْ هويِّ الصَّواعقِ
إذَا ادَّرَؤوا مِنْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَيْتُهُ
بموهية ٍ صمَّ العظامِ العوارقِ
إذا صكَّتِ الحربُ امرأَ القيسِ أخَّروا(20/63)
عَضَارِيطَ أَوْ كَانُوا رِعَآءَ الْدَّقَائِقِ
رَفَعْتُ لَهُمْ عَنْ نِصْفِ سَاقِي وَسَاعِدي
مُجَاهَرَة ً بِالْمِحْرَبَاتِ الْعَوَالِقِ
تَسَامَى امْرُؤُ الْقَيْسِ الْقُرُومَ سَفَاهَة ً
وحيناً بعبديها : لئيمٍ وفاسقِ
بأرقطَ محدودٍ وثطٍّ كلاهُما
على وجههِ وسمُ امرئٍ غيرِ سابقِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
رقم القصيدة : 20518
-----------------------------------
ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
المزمناتِ بعدكَ البوالي
بين النَّقا والجرعِ المحلالِ
رَعَتْ فِي فَلاَة ِ الأَرْضِ حَتَّى كَأَنَّهَا
كأنّما اعتمَّتْ ذرى الأجبالِ
طَلاً طَرْفُ عَيْنَيْهَا حَوَالَيْهِ يَلْمَحُ
إِذَا ارْفَضَّ أَطْرَافُ السّيَاطِ وَهُلِّلَتْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
رقم القصيدة : 20519
-----------------------------------
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
ولا مثلَ شوقٍ هيَّجتهُ عهودها
عَشِيَّة َ أَثْنِي الدَّمْع طَوْراً وَتَارَة ً
يُصَادِفُ جَنْبَيْ لِحْيَتِي فَيَجُودُهَا
وما يسفحُ العينينِ منْ رسمِ دمنة ٍ
عفتها اللَّيالي: نحسها وسعودها
وَأَمْلَى عَلَيْهَا الدَّهْرُ حَتَّى تَرَبَّعَتْ
بها الخنسُ: آجالُ المها وفريدها
لقدْ كنتُ أخفي حبَّ ميٍّ وذكرها
رسيسُ الهوى حتى كأنْ لا أريدها
كما كنتُ أطوي النَّفسَ عنْ أمِّ خالدٍ
وجاراتها حتى كأنْ لا أهيدها
إذا عرضتْ بالرَّملِ أدماءَ عوهجٍ
لنا قلتُ: هذي عينُ ميٍّ وجيدها
فما زالَ يغلو حبَّ ميَّة َ عندنا
وَيَزْدَادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا يَزِيدُهَا
إذات لامعاتُ البيدِ أعرضنَ دونها
تقاربَ لي منْ حبِّ ميٍّ بعيدها
تَذَكَّرْتُ مَيّاً بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
سُهُوبٌ تَرَامَى بِالْمَرَاسِيلِ بِيدُهَا(20/64)
طَرَائِفُ حَاجَاتِ الْفَتَى وَتَلِيدُهَا
تغالى بأيديها إذا زجلتْ بها
سُرَى اللَّيْلِ وَاصْطَفَّتْ بِخَرْقٍ خُدُودُهَا
وَقَادَتْ قِلاَصَ الرَّكْبِ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ
وَسُوجٌ إِذَا انْضَمَّتْ حَشَاهَا قُتُودُهَا
ضنينة ُ جفنِ العينِ بالماءِ كلَّما
تضرَّجَ منْ هجمِ الهواجرِ جيدها
كأنَّ الدُّبى الكتفانَ يكسو بصاقهُ
عَلاَبِيَّ حُرْجُوجٍ طَوِيلٍ وَرِيدُهَا
إذا حرَّمَ القيلولة َ الخمسِ وارتقتْ
على رأسها شمسٌ طويلٌ ركودها
ألا قبحَ اللهُ أمرأ القيسِ إنَّها
كَثِيرٌ مَخَازِيها قَليلٌ عَدِيدُهَا
فما أحرزتْ أيادي أمرئ القيسِ خصلة ً
منَ الخيرِ إلاّ سوأة ً تستفيدها
تُضَامُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ لُؤْمٍ حُقُوقَهَا
وَتَرْضى ولاَ يُدْعَى لحُكْمٍ عَمِيدُها
وما انتظرتْ غيَّابها لعظيمة ٍ
فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امِرِئٍ يَسْتَفِيدُهَا
وَأَمْثَلُ أَخْلاَقِ امْرِىء الْقَيْسِ أَنَّهَا
صِلاَبٌ عَلَى طُولِ الْهَوَانِ جُلُودُهَا
لهمْ مجلسٌ صهبُ السِّبالِ أذلَّة ٌ
سَوَاسِيَة ٌ أَحْرَارُهَا وَعَبِيدُهَا
إذا أجدبتْ أرضُ امرئِ القيسِ أمسكتْ
قراها واكنتْ عادة ً تستعيدها
تَشِبُّ عَذَارِيهَا عَلَى شَرّ عَادَة ٍ
وَبِاللُّؤْمِ كُلِّ اللُّؤْمِ يُغْذَى وَلِيدُهَا
إِذَا مَرِئِيَّاتٌ حَلَلْنَ بِبَلْدَة ٍ
منَ الأرضِ لمْ يصلحْ طهوراً صعيدها
إِذَا مَرَئِيٌّ بَاعَ بِالْكَسْرِ بِنْتَهُ
أَحينَ مَلأْتُ الأَرْضَ هَدْراً وَأَطْرقَتْ
مخافة َ ضغني جنُّها وأسودها
عوى مرئيٌّ لي فعصَّبتُ رأسهُ
عِصَابَة َ خزْيٍ لَيْسَ يَبْلَى جَدِيدُهَا
قَرَعْتُ بِكَذَّانِ امْرِىء ِ الْقَيْسِ لاَبَة ً
صَفَاة ً يُنَزِّي بِالْمَرَادِي حُيُودُهَا
بَنِي دَوْأَبٍ شَرِّ الْمُضِلِّينَ عُصْبَة ً
إِذَا ذُكِّرَتْ أَحْسَابُهَا وَجُدُودُهَا
أهبتمْ بوردٍ لمْ تطيقوا ذيادهُ
وقدْ يحشدُ الأورادَ منْ لا يذودها
فَاَصْبَحْتُ أَرْمِيكُمْ بِكُلَّ غَريبة ٍ(20/65)
تجدُّ اللَّيالي عارها وتزيدها
قوافٍ كشامِ الوجهِ باقِ حبارها
إِذَا أُرْسِلَتْ لَمْ يُثْنَ يَوْماً شَرُودُهَا
توافى بها الرُّكبانُ في كلِّ موسمٍ
وَيَحْلو بِأَفْوَاهِ الرّوَاة ِ نَشِيدُهَا
منعنا سنامَ الأرضِ بالخيلِ والقنا
وَأنْتُم خنَازِيرُ القُرَى وَقُرُودُهَا
إِذَا حُلَّ بَيْتِي فِي الرِّبَابِ رَأَيْتَنِي
بِرَابِيَة ٍ صَعْبٍ عَلَيْكَ صُعُودُهَا
كَسَا اللُّؤْمُ أَلْوَانَ امْرِىء ِ الْقَيْسِ كُهْبَة ً
أُضرَّ بها بيضُ الوجوهِ وسودها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> يد يسى
يد يسى
رقم القصيدة : 2052
-----------------------------------
يدٌ يُسْرَى
بلا ذهبٍ يقيّدُها
تقيّدُني
وتنهرُني إلى المرعى
بصوتِ قصيدةٍ
خرجَتْ على هُبَلٍ
بكأسٍ
من رحيقِ الشّمسِ تسكرُني
بخيطٍ
من حريرِ الرُّوحِ تشنقُني
وفي حقلٍ
من الأحلامِ تتركُني
صريعَ بدايةٍ أخرى
بممحاةٍ تعلّمُني
بلا حبرٍ تجنّبُني
كلامًا دونَما قولٍ
دخانًا دونَما نارٍ
ونارًا غيرَ لاهبةٍ
وتلهبُني
عقيدتُها
تردُّ الرُّوحَ مطرقةٌ
تسوِّي ما تجعلكَ من
صفيحِ الوقتِ تلهمُني
قصيدتُها
تقلِّبُني على جمرٍ
أقبّلُها
بلا لغةٍ تلعثمُها
وأحملُها
على كفَّيْنِ من تعبٍ
بلا عنبٍ تراودُني
وعن بُعْدٍ تهاودُني
ومن قفصٍ
بنافذةٍ مُشَرَّعَةٍ
على الأطلالِ تخرجُني
إلى الدّنيا
بلا لونٍ
يغرّبُني
عن الدّنيا
وتحملُني
يَدٌ يُسْرَى
من الصّحراءِ نِحلتُها
وسحنتُها
إلى الحمراءِ نَحلتُهـ
ورحلتُها
بحبرِ الرُّوحِ مشبعَةً
على ورقٍ
من الْبَرْدِيِّ تكتبُني
بلا مَحْوٍ
تعرّيني
أمامَ الرّيحِ تنشرُني
يَدٌ يُسْرَى
مهندسةٌ
بَنَتْ هَرَمًا
من الأحلامِ شاعرةٌ
ولا بيتٌ
يُلَمْلِمُ لَحْمَ دفترِها
ولا بحرٌ
يحيطُ بملحِ خاطرِها
بلا ليلٍ
ولا خيلٍ
ولا بيداءَ تعرفُها
بنقرةِ إصبعٍ
نفضَتْ غبارًا
عاثَ ذاكرةً
لتبعُدَ سنتمترًا
واحدًا
عن أرضِ سيرتِها
وديرتِها
بلا ذهبٍ
يقيّدُها
تقيّدُني
يَدٌ يُسْرَى(20/66)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
رقم القصيدة : 20520
-----------------------------------
عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
فَمَا حَوْلَهُ صَمَّانُهُ فَخَمَآئِلُهْ
فأصبحَ يرعاهُ المها ليسَ غيرهُ
أَقَاطِيعُهُ دُرَّاؤُهُ وَخَوَاذِلُهْ
يَلُحْنَ كَمَا لاَحَتْ كَوَاكِبُ شَتْوَة ٍ
سَرَى بِالْجَهَامِ الْكَدْرِ عَنْهُنَّ جَافِلُهْ
فلمْ يبقَ إلاَّ أنْ ترى في محلَّهِ
رَمَاداً نَفَتْ عَنْهُ السُّيُولَ جَنَادِلُهْ
كَأنَّ الْحَمَامَ الْوُرْقَ فِي الدَّارِ جَثَّمَتْ
على خرقٍ بينَ الأثافي جوازلهُ
أَقُولُ لِمَسْعُودٍ بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ
وقدْ همَّ دمعي أن تلجَّ أوائلهُ
ألا هلْ ترى الأظعانَ جاوزنَ مشرفاً
مِنَ الرَّمْلِ أَوْ حَاذتْ بِهِنَّ سَلاَسِلُهْ
فقال: أراها بالنُّميطِ كأنَّها
نخيلُ القرى جبَّارهُ وأطاولهْ
تَحَمَّلْنَ مِنْ حُزْوَى فَعَارَضْنَ نِيَّة ً
شطوناً تراخي الوصلَ ممنْ يواصلهْ
وودَّعنَ مشتاقاً أصبنَ فؤادهُ
هواهنَّ إنْ لمْ يصرهِ اللهُ قاتلهْ
أَطَاعَ الْهَوَى حَتَّى رَمَتْهُ بِحَبْلِهِ
عَلَى ظَهْرِهِ بَعْدَ العِتَابِ عَوَاذِلُهْ
إِذَ الْقَلْبُ لاَ مُسْتَحْدِثٌ غَيْرَ وَصْلِهَا
ولا شغلهُ عنْ ذكرِ ميَّة َ شاغلهْ
أخو كلِّ مشتاقٍ يهيمُ فؤادهُ
إذا جعلتْ أعلامُ أرضٍ تقابلهْ
أَلاَ رُبَّ خّصْمٍ مُتْرَفٍ قَدْ كَبَتُّهُ
وَإِنْ كَانَ أَلْوَى يُشْبِهُ الْحَقَّ بَاطِلُهْ
ومخشيِّة ِ العاثورِ يرمي بركبها
إلى مثلهِ خمسٌ بعيدٌ مناهلهْ
سَخَاوِيَّ أَفْلاَلٍ تَبِيتُ بِجَوْزِهَا
منَ القفرِ والإقواءِ تعوي عواسلهْ
قطعتُ بنهَّاضٍ إلى صعداتهِ
إذا شمَّرتْ عنْ ساقِ خمسٍ ذلاذلهُ
أُكَلِّفُهُ أَهْوَالَ كُلِّ تَنُوفَة ٍ
لَمُوعٍ وَلَيْلٍ مُطْلَخِمٍّ غَيَاطِلُهْ
خدبُّ الشَّوى لمْ يعدْ في آلِ مخلفٍ
تَخَزَّمَ أَوْتَارَ الأُنُوفِ نَوَاصِلُهْ(20/67)
عريضُ بساطِ المسحِ في صهواتهِ
نبيلُ العسيبِ أصهبُ الهلبِ ذائلهْ
غميمُ النِّسا إلاَّ على عظمِ ساقهِ
مُشَرِّفُ أَطْرَافِ الْقَرَا مُتَمَاحِلُهْ
يمدُّ حبالَ الأخدعينِ بسرطمٍ
يُقَارِبُ مِنْهُ تَارَة ً وَيُطَاوِلُهْ
ورأسٍ كقبرِ المرءِ منْ قومٍ تبَّعٍ
غلاظٍ أعاليهِ سهولٍ أسافلهْ
كَأَنَّ مِنَ الدِّيبَاجِ جِلْدَة ُ رَأْسِهِ
إِذَا أَسْفَرَتْ أَغْبَاشُ لَيْلٍ يُمَاطِلُهْ
رخيمُ الرَّغاءِ شدقمٌ متقاربٌ
جلالٌ إذا انضمَّتْ إليهِ أياطلهْ
بعيدُ مسافِ الخطوِ غوجٌ شمردلٌ
تُقَطَّعُ أَنْفَاسَ الْمَطِيِّ تَلاَتِلُهْ
خَرُوجٌ مِنَ الْخَرْقِ الْبَعِيدِ نِيَاطُهُ
وَفِي الشَّوْلِ نَامِي خَبْطَة ِ الطَّرْقِ نَاجلُهْ
سَوَآءٌ عَلَى رَبِّ الْعِشَارِ الَّتِي لَهُ
أجنَّتها سقبانهُ وحوائلهُ
إِذَا نُتِجَتْ مِنْهُ الْمَتَالِي تَشَابَهَتْ
عَلَى الْعُوذِ إِلاَّ بِالأُنُوفِ سَلآئِلُهْ
قريعُ المهاري ذاتَ حينٍ وتارة ٍ
تعسِّفُ أجوازَ الفلاة ِ مناقلهْ
إذا لعبتْ بهمى مطارِ فواحفٍ
كلعبِ الجواري واضمحلَّتْ ثمائلهْ
فظلَّ السَّفى منْ كلِّ قنعٍ جرى بهِ
يخزِّمُ أوتارَ العيونِ نواصلهْ
كأنَّ جريري ينتحي فيهِ مسحلٌ
رباعٌ طوتهُ القودُ قبٌّ حلائلهْ
مِنَ الأَخْدَرِيَّاتِ اللَّوَاتِي حَيَاتُهَا
عيونُ العراقِ فيضهُ وجداولهْ
أَقُولُ لِنَفْسِي لاَ أُعَاتِبُ غَيْرَهَا
وذو اللُّبِّ مهما كانَ للنَّفسِ قائلهْ
لَعَلَّ ابْنَ طُرْثُوثٍ عُتَيْبَة َ ذَاهِبٌ
بعادِّيتي تكذابهُ وجعائلهْ
بِقَاعٍ مَنَعْنَاهُ ثَمَانِينَ حِجَّة ً
وبضعاً لنا أحراجهُ ومسايلهْ
جمعنا بهِ رأسَ الرَّبابِ فأصبحتْ
تَعَضُّ مَعاً بَعْدَ الشَّتِيتِ بَوَازِلُهْ
وَفِي قَصْرِ حَجْرٍ مِنْ ذُؤَابَة ِ عَامِرٍ
إمامُ هدى ً مستبصرُ الحكمِ عاملهْ
كأنَّ على أعطافهِ ماءَ مذهبٍ
إذا سملَ السِّربالُ طارتْ رعابلهْ
إذا لبَّسَ الأقوامُ حقَّاً بباطلٍ
أبانتْ لهُ أحناؤهُ وشواكلهْ(20/68)
يَعِفُّ وَيَسْتَحْيِي وَيَعْلَمُ أَنَّهُ
ملاقي الذي فوقَ السَّماءِ فسائلهْ
ترى سيفهُ لا ينصفُ السَّاقَ نعلهُ
أجلْ لا، وإنْ كانتْ طوالاً محاملهْ
يُنِيفُ عَلَى الْقَوْمِ الطِّوَالِ بِرَأْسِهِ
وَمَنْكَبِهِ قَرْمٌ سِبَاطٌ أَنَامِلُهْ
لهُ منْ أبي بكرٍ نجومٌ جرتْ بهِ
عَلَى مَهَلٍ هَيْهَاتَ مِمَّنْ يُخَايِلُهْ
مصاليبُ ركَّابونَ للشَّرِّ حالة ً
وللخيرِ حالاً ما تجازى نوافلهْ
يعزُّ ـ ابنَ عبدِ اللهِ ــ منْ أنتْ ناصرٌ
ولا ينصرُ الرَّحمنُ منْ أنتْ خاذلهْ
إِذَا خَافَ قَلْبِي جَوْرَ سَاعٍ وَظُلْمَهُ
ذكرتكَ أخرى فاطمأنَّتْ بلابلهْ
تَرَى اللّهَ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ سَرِيرَة ٌ
لِعَبْدٍ وَلاَ أَسْبَابُ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ
لَقَدْ خَطَّ رُومِيٌّ وَلاَ زَعَمَاتِهِ
لِعُتْبَة َ خَطّاً لَمْ تُطَبَّقْ مَفَأصِلُهْ
بغيرِ كتابٍ واضحٍ منْ مهاجرٍ
ولا مقعدٍ مني لخصمٍ أجادلهْ
تَفَادَى شُهُودُ الزُّورِ عِنْدَ ابْنِ وَآئِلٍ
ولا ينفعُ الخصمَ الألدَّ مجاهلهْ
يكبُّ ابنَ عبدِ اللهِ فا كلِّ ظالمٍ
وَإِنْ كَانَ أَلْوَى يُشْبِهُ الْحَقَّ بَاطِلُهْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20521
-----------------------------------
أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
هلْ الأزمنُ اللائي مضينَ رواجعُ
وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى
ثلاثُ الأثافي والرُّسومُ البلاقعُ
تَوَهَّمْتُهَا يَوْماً فَقُلْتُ لِصَاحِبِي
وليسَ بها إلاَّ الظِّباءُ الخواضعُ
وَمَوْشِيَّة ٌ سُحْمُ الصَّيَاصِي كَأَنَّهَا
مجلَّلة ٌ حوٌّ عليها البراقعُ
حَرُونِيَّهُ الأَنْسَابِ أَوْ أَعْوَجِيَّة ٌ
عَلَيْهَا مِنَ الْقَهْزِ الْمُلآءُ النَّوَاصِعُ
تَجَوَّبْنَ مِنْهَا عَنْ خُدُودٍ وَشُمِّرَتْ
أسافلها عنْ حيثُ كانَ المذارعُ(20/69)
قفِ العنسَ ننظرْ نظرة ً في ديارها
فَهَلْ ذَاكَ مِنْ دَآءِ الصَّبَابَة ِ نَافِعُ
فقالَ: أما تغشى لميَّة َ منزلاً
منَ الأرضِ إلاَّ قلتُ :هلْ أنتْ رابعُ
وقلَّ إلى أطلالِ ميٍّ تحيَّة ٌ
تُحَيَّى بِهَا أَنْ تُرِشَّ الْمَدَامِعُ
ألا أيُّها القلبُ الذي برَّحتَ بهِ
مَنَازِلُ مَيٍّ وَالْعِرَانُ الشَّواسِعُ
أَفِي كُلِّ أَطْلاَلٍ لَهَا مِنْكَ حَنَّة ٌ
كَمَا حَنَّ مَقْرُونُ الْوَظِيفَيْنِ نَازِعُ
ولا برءَ منْ ميٍّ وقدْ حيلَ دونها
فما أنتَ فيما بينِ هاتينَ صانعُ
أمستوجبٌ أجرَ الصَّبورِ فكاظمٌ
عَلَى الْوَجْدِ أَمْ مُبْدِي الضَّمِيرِ فَجَازعُ
لعمركَ إنِّي يومَ جرعاءَ مشرفٍ
لِشَوْقِي لَمُنْقَادُ الْجَنِيبة ِ تَابِعُ
غَدَاة َ امْتَرَتْ مَاءَ الْعُيُونِ وَنَغَّصَتْ
لباناً منَ الحاجِ الخدورِ الرَّوافعُ
ظَعَآئِنُ يَحْلُلْنَ الْفَلاَة َ وَتَارَة ً
محاضرُ عذبٍ لمْ تخضهُ الضَّفادعُ
تذكَّرنَ ماءَ عجمة ُ الرَّملِ دونهِ
فَهُنَّ إِلى َ نَحْوِ الْجَنُوبِ صَوَاقِعُ
تَصَيَّفْنَ حَتَّى أَوْجَفَ الْبَارِحُ السَّفَا
ونشَّتْ جراميزُ اللَّوى والمصانعُ
يسفنَ الخزامى بينَ ميثاءَ سهلة ً
وبينَ براقٍ واجهتها الأجارعُ
بِهَا الْعِيْنُ وَالآرَامُ فَوْضَى كَأَنَّهَا
ذبالٌ تذكَّى أو نجومٌ طوالعُ
غَدَوْنَ فَأَحْسَنَّ الْوَدَاعَ وَلَمْ تَقُلْ
كَمَا قُلْنَ إِلاَّ أَنْ تُشِيرَ الأَصَابِعُ
وَأَخْذُ الْهَوَى فَوْقَ الْحَلاَقِيمِ مُخْرِسٌ
لَنَا أَنْ نُحَيِّي أَوْ نُسَلِّمَ مَانِعُ
وَقَدْ كُنْتُ أَبْكِي وَالنَّوَى مُطْمَئِنَّة ٌ
بنا وبكمْ منْ علمْ ما البينُ صانعُ
وأشفقُ منْ هجرانكمْ وتشفُّني
مخافة َ وشكِ البينِ والشَّملُ جامعُ
وَأَهْجُرُكُمْ هَجْرَ اٌلبَغِيضِ وَحُبُّكُمْ
على كبدي منهُ شؤونٌ صوادعُ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ الْبَيْنِ بَغْتَة ً
وَهَذُّ النَّوَى بَيْنَ الْخَلِيطَين قَاطِعُ
لحقنا فراجعنا الحمولَ وإنَّما(20/70)
يتلِّي ذباباتِ الوداعِ المراجعُ
عَلَى شَمَّرِيَّاتٍ مَرَاسِيلَ وَاسَقَتْ
مَوَاخِيدَهُنَّ الْمُعْنِقَاتُ الذَّوَارِعُ
فَلَمَّا تَلاَحَقْنَا وَلاَ مِثْلَ مَا بِنَا
مِنَ الْوَجْدِ لاَ تَنْقَضُّ مِنْهُ الأَضَالِعُ
تَخَلَّلْنَ أَبْوَابَ الْخُدُورِ بِأعْيُنٍ
غرابيبَ والألوانُ بيضٌ نواصعُ
وخالسنَ تبساماً إلينا وإنَّما
تصيبُ بهِ حبَّ القلوبِ القواصعُ
وَدَوٍّ كَكَفِّ الْمُشْتَرِي غَيْرَ أَنَّهُ
بَسَاطٌ لأَخْفَافِ الْمَرَاسِيلِ وَاسِعُ
قَطَعْتُ ولَيْلِي غَآئِبُ الْضَّوْءِ جَوْزَهُ
وأكنافهُ الأخرى على الأرضِ واضعُ
فَأَصْبَحْتُ أَرْمِي كُلَّ شَبْحٍ وَ حَائِلٍ
كأنِّي مسوِّي قسمة ِ الأرضِ صادعُ
كما نفضَ الأشباحَ بالطَّرفِ غدوة ً
منَ الطِّيرِ أقنى أشهلُ العينِ واقعُ
ثَنَتْهُ عِن الأَقْنَاصِ يَوْمَاً وَ لَيْلَة ً
أهاضيبُ حتى أقلعتْ وهو جائعُ
وَرَعْنٍ يَقُدُّ الآلَ قَدّاً بِخَطْمِهِ
إذَا غَرِقَتْ فِيهِ الْقِفَافُ الْخَوَاشِعُ
تَرَى الرِّيعَة َ الْقَوْدَآءَ مِنْهُ كَأَنَّهَا
منادٍ بأعلى صوتهِ القومَ لامعُ
فَلاَة ٌ رُجُوعُ الْكُدْرِ أَطْلآؤُهَا بِهَا
منَ الماءِ تأويبٌ وهنَّ روابعُ
جدعتُ بأنقاضٍ جراجيجَ أنفهُ
إذَا الرِّئْمُ أَضحى وَهْوَ عِرْقاً مُضَاجعُ
غُرَيْرِيَّة ُ الأَنْسَابِ أَوْ شَدْقَمِيَّة ٌ
عتاقُ الذُّفارى وُسُّجٌ وموالعُ
طَوَى النَّحْزُ وَالأَجْرَازُ مَا فِي غُرُوضِهَا
فَمَا بَقِيَتْ إلاَّ الصُّدُورُ الجَرَاشِعُ
لأحناءِ ألحيها بكلِّ مفازة ٍ
إذا قلقتْ أغراضهنَّ قعاقعُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
رقم القصيدة : 20522
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
وإنْ لم تكنْ إلاَّ رميماً بواليا
وَقَفْنَا بِهَا صُهْبَ الْعَثَانِينِ تَرْتَمي(20/71)
بنا وبها الحاجُ الغريبُ المراميا
فَمَا كِدْنَ لأْياً بَيْنَ جَرْعَآءِ مَالِكٍ
وَبَيْنَ النَّقَا يُعْرَفْنَ إِلاَّ تَمَارِيَا
بِنُؤْي كَلاَ نُؤيٍ وَأَزْرَقَ حَآئِلٍ
تلقَّطَ عنهُ آخرونَ الأثافيا
وشاماتِ أطلالٍ بأرضٍ كريمة ٍ
تَرَاهُنَّ في جِلْدِ التُّرَابِ بَوَاقِيَا
عفتْ برهة ً أطلالُ ميٍّ وأدرجتْ
بها الرِّيحُ تحتَ الغيمِ قطراً وسافيا
رَجَعْتُ إِلَى عِرْفَانِهَا بَعْدَ نَبْوَة ٍ
فَمَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَّنِي الْقَوْمُ بَاكِيَا
هِيَ الدَّارُ إِذْ مَيٍّ لأَهْلِكَ جِيرَة ٌ
لَيَالِيَ لاَ أَمْثَالَهُنَّ لَيَالِيَا
تَحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُ مَيٍّ فَوَدَّعُوا
بها أهلنا لا ينظرونَ التَّواليا
عَشِيَّة َ جَاءُوا بِالْجِمَالِ وَبَيْنَهُمْ
مخالجة ٌ لمْ يبرموها كما هيا
فَقَالُوا أَقِيمُوا واظْعَنُوا وَتنَازَعُوا
وَكُلَّ عَلَى عَيْني وَسَمْعي وَبَالِيَا
فأبصرتهمْ حتَّى رأيتُ قيانهمْ
هَتَكْنَ السُّتُورَ وانْتَزَعْنَ الأَوَاخِيَا
فأيقنتُ أنَّ الجدَّ قدْ جدَّ جدُّهُ
وأنَّ التي أرجو منَ الحيِّ لاهيا
على أمرِ منْ لمْ يُشوني ضرَّ أمرهِ
ولو أنَّني استأويتهُ ما أوى ليا
وَقَدْ كُنْتُ مِنْ مَيٍّ إِذِ الْحَيُّ جِيرة ٌ
على البخلِ منها ميَّتَ الشَّوقِ ساليا
أَقُولُ لَهَا في السِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَها
إِذَا كُنْتُ مَمَّنْ عَيْنُهُ الْعَيْنُ خَالِيَا
تُطِيلِينَ لَيَّاني وَأَنْتِ مَلِيَّة ٌ
وأحسنُ يا ذاتَ الوشاحِ التَّقاضيا
وَأَنْتِ غَرِيمٌ لاَ أَظُنُّ قَضَآءَهُ
ولا العنزيَّ القارظَ الدَّهرَ جائيا
وَكُنْتُ أَرَى مِنْ وَجْهِ مَيَّة َ لَمْحَة ً
فأبرقُ مغشيَّاً عليَّ مكانيا
وَأَسْمَعُ مِنْهَا نَبْأَة ً فَكَأَنَّمَا
أصابَ بها سهمٌ طريرٌ فؤاديا
وَأَنْصِبُ وَجْهي نَحوَ مَكَّة َ بِالضُّحَى
إذا ذاكَ عنْ فرطِ اللَّيالي بدا ليا
أصلِّي فما أدري إذا ما ذكرتها
أَثِنْتَيْنِ صَلَّيْتُ الضُّحَى أَمْ ثَمَانِيَا(20/72)
وإنْ سرتُ بالأرضِ الفضاءِ حسبتني
أُدَارِىء ُ رَحْلي أَنْ تَمِيلَ حِبَالِيَا
يميناً إذا كانتْ يميناً وإنْ تكنْ
شِمَالاً يُنَازِعْني الْهَوَى عَنْ شِمَالِيَا
رأيتُ لها ما لمْ ترى العينُ مثلهُ
لِشَيءٍ فإنِّي قَدْ رَأيْتُ المَرآئِيَا
هِيَ الشِّحْرُ إِلاَّ أَنَّ لِلسِّحْرِ رُقْيِة ً
وأنِّي لا ألقى لما بيَ راقيا
تقولُ عجوزٌ مدرجي متروِّحاً
على بابها منْ عندِ رحلي وغاديا
وقدْ عرفتْ وجهي معَ اسمٍ مشهَّرٍ
عَلَى أَنَّنَا كُنَّ نُطِيلُ التَّنَآئِيَا
أذو زوجة ٍ بالمصرِ أمْ ذو خصومة ٍ
أراكَ لها بالبصرة ِ العامَ ثاويا
فقلتُ لها: لا إنَّ أهلي لجيرة ٌ
لأَكْثِبَة ِ الدَّهْنَا جَمِيعاً وَمَالِيَا
وَمَا كُنْتُ مُذْ أَبْصَرْتِنِي فِي خُصُومَة ٍ
أُرَاجِعُ فِيهَا يَا ابْنَة َ الْقَوْمِ قَاضِيَا
ولكنَّني لأقبلتُ منْ جانبي قساً
أزورُ امرءاً محضاً نجيباً يمانيا
مِنْ آلِ أَبِي مُوسَى تَرَى النَّاسَ حَوْلَهُ
كَأَنَّهُمُ الْكِرْوَانُ أَبْصَرْنَ بَازِيَا
مُرِمِّينَ مِنْ لَيْثٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ
تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيَا
وَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً
ولا ينسبونَ القولَ إلاَّ تناجيا
لدى ملكٍ يعلو الرِّجالَ بضوئهِ
كَمَا يَبْهَرُ الْبَدْرُ النُّجُومَ السَّوَارِيَا
فلا الفحشَ منهُ يرهبونَ ولا الخنا
عَلَيْهِمْ وَلكِنْ هَيْبَة ٌ هيَ مَا هِيَا
بِمُسْتَحْكِمْ جَزْلِ الْمُرُوءَة ِ مُؤْمِنٍ
مَنَ الْقَوْمِ لاَيَهْوَى الْكَلاَمَ اللَّوَاغِيَا
فَتَى السِّنِّ كَهْلِ الْحِلْمِ تَسْمَعُ قُوْلَهُ
يُوَازِنُ أَدْنَاهُ الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَا
بلالٍ أبي عمرو وقدْ كانَ بيننا
أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ الْقِلاَصَ النَّوَاجِيَا
فَلَوْلاَ أَبُو عَمْروٍ بِلاَلٌ تَزَغَّمَتْ
بِقُطرٍ سِوَاهَا عن لَيَالٍ رِكَابِيَا
إذا مَا مَطَوْتُ النِّسْعَ في دَفِّ حُرَّة ٍ(20/73)
يَمَانِيَة ٍ تَطْوِي الْبِلاَدَ الْفَيَافِيَا
غُرَيْرِيَّة ٍ كَالْقَرْمِ أَوْ جُوْشَنِيَّة ٍ
سنادٍ ترى في مرفقيها تجافيا
فأشممتها أعقارَ مركوِّ منهلٍ
تَرَى جَوْفَهُ يَعْوي بِهِ الذِئْبُ خَاوِيَا
عَلَيْهَا امْرُؤٌ طَاوي الْحَشَا كَانَ قَلْبُهُ
إذا همَّ منقادَ القرينة ِ ماضيا
أبيتَ أبا عمرو بلالَ بنَ عامرٍ
منَ العيبِ في الأخلاقِ إلاَّ تراخيا
تقى ً للذي فوقَ السَّماءِ ونجدة ً
وَحِلْماً يُسَاوِي حِلْمَ لُقْمَانَ وَافِيَا
وخيراً إذا ما الرِّيحُ ضمَّ شفيفها
إلى الاشولِ في دفءِ الكنيفِ المتاليا
إذا نعقدتْ نفسُ البخيلِ بمالهِ
وأبقى عنِ الحقِّ الذي ليسَ باقيا
تَفِيضُ يَدَاكَ الْخَيْرَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
كما فاضَ عجاجٌ يروِّي التَّناهيا
وكانتْ أبتْ أخلاقُ جدِّكَ وابنهِ
أبيكَ الأغرُّ القرمِ إلاَّ تعاليا
وَأَنْتُمْ بَنِي قَيْسٍ إِذَا الْحَرْبُ شَمَّرَتْ
حُمَاة ُ الْوَغى والْخَاضِبُونَ الْعَوَالِيَا
وَإِنْ وَضَعَتْ أَوْزَارَهَا الْحَرْبُ كُنْتُمُ
مصيرَ النَّدى والمترعينَ المقاريا
تكبّونَ للأضيافِ في كلِّ شتوة ٍ
محالاً وترعيباً منَ العبطِ واريا
إِذَا أمْسَتِ الشِّعْرَى الْعَبُورُ كَأَنَّهَا
مهاة ٌ علتْ منْ رملِ يبرينَ رابيا
فما مرتعُ الجفانِ إلاَّ جفانكمْ
تبارونَ أنتمُ والشَّمالُ تباريا
لهنَّإذا أصبحنَ منهمْ أحفَّة ٌ
وحينَ ترونَ الليلَ أقبلَ جائيا
رجالٌ ترى أبناءهمْ يخبطونها
بأيديهمْ خبطَ الرِّباعِ الجوابيا
بُحُورٌ وَحُكَّامُ قَضَاة ٌ وَسَادَة ٌ
إِذَا صَارَ أَقْوَامٌ سِوَاكُمْ مَوَالِيَا(20/74)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
رقم القصيدة : 20523
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
محتها الصَّبا بعدي فطارَ ثمامها
وغيَّرها نأجُ الشَّمالِ فشبَّهتْ
ومرُّ الجنوبِ الهيفِ ثمَّ انتسامها
فعاجا علندى ً ناجياً ذا براية ٍ
وَعَوَّجْتُ مِذْعَاناً لَمُوعاً زِمَامُهَا
غُرَيْرِيَّة ً في مَشْيَهَا عَجْرَفيَّة ٌ
إِذَا انْضَمَّ إِطْلاَهَا وَجَالَ حِزَامُهَا
تَخَالُ بِهَا جِنّاً إِذَا مَا وَزَعْتُهَا
وَطَارَ بَمَرْبُوعِ الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
هلِ الدَّارُ إنْ عجنا لكَ الخيرُ ناطقٌ
بحاجتنا أطلالها وخيامها
أَلاَ لاَ وَلَكِنْ عَائِجُ الشَّوْقِ هَاجَهُ
عَلَيْكَ طُلُولٌ قَدْ أَحَالَ مَقَامُهَا
منازلٌ بميٍّ بوهبينَ جادها
أهتضيبُ دجنٍ طلُّها وانهمامها
لَيَاليَ لاَ مَيٌّ خَرُوجٌ بَذِيَّة ٌ
وَلكِنْ رَدَاحٌ لَمْ يَشِنْهَا قَوَامُهَا
أَسِيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ هَيْفَآءُ طَفْلَة ٌ
رداحٌ كإيماضِ الغمامِ ابتسامتها
كأنَّ على فيها ـ وما ذقتُ طعمهُ ـ
زجاجة َ خمرٍ طابَ فيها مدامها
أزارتكَ ميٌّ بعدَما قلتَ: ذاهلٌ
فهاجَ سقاماً مستكنَّاً لمامها
أَلَمَّتْ بِنَا والْعِيسُ حَسْرَى كَأَنَّهَا
أهلَّة ُ محلٍ زالَ عنها قتامها
أَنَخْنَ فَمُعْفٍ عِنْدَ دَفِّ شِمِلَّة ٍ
شَمَرْدَلَة ِ الأَلْوَاحِ فَانٍ سَنَامُهَا
ومرتفقٍ لمْ يرجْ أخرَ ليلهِ
مناماً وأحلى نومة ٍ لو ينامها
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
رقم القصيدة : 20524
-----------------------------------
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
ماءُ الصَّبابة ِ منْ عينيكَ مسجومُ
كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا
بِالأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ(21/1)
أودى بها كلَّ عرّاصٍ ألثَّ بها
وَجَافِلٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَهْجُومُ
ودمنة ً هيَّجتْ شوقي معالمُها
كَأَنَّهَا بِالْهِدَمْلاَتِ الرَّوَاسِيمُ
منازلُ الحيِّ إذ لا الدارُ نازحة ٌ
بِالأَصْفِيَآءِ وَإذْ الْعَيْشُ مَذْمُومُ
كَادَتْ بِهَا الْعَيْنُ تَنْبُو ثُمَّ ثَبَّتَهَا
مَعَارِفُ الدَّارِ والْجُونُ الْيحَامِيمُ
هل حبلُ خرقاءَ بعدَ الهجرِ مرمومُ
مَخَافَة َ الرَّمي حَتَّى كُلُّهَا هِيمُ
أَمْ نَازِحُ الْوَصْلِ مِخْلاَفٌ بِشِيْمَتِهِ
لونانِ منقطعٌ منهُ فمصرومُ
لاَ غَيْرَ أَنَّا كَأَنَّا مِنْ تَذَكُّرِهَا
وطولِ ما قدْ نأتنا نُزَّعٌ هيمُ
تعتادني زفراتٌ حينَ أذكرها
تَكَادُ تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الْحَيَازِيمُ
كأنَّني من هوى خرقاءَ مطَّرفٌ
دَامي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ
دانى له القيدُ في ديمومة ٍ قذفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ
هامَ الفؤادُ لذكراها وخامرهُ
منها على عدواءِ الدّارِ تسقيمُ
فَمَا أَقُولُ ارْعَوَى إِلاَّ تَهَيَّضَهُ
حظٌّ له من خبالِ الشَّوقِ مقسومُ
كأنَّها أمُّ ساجي الطَّرفِ أخدرها
مُسْتَودَعٌ خَمَرَ الْوَعْسَآءِ مَرْخُومُ
تَنْفي الطَّوَارِفَ عَنْهُ دِعْصَتَا بَقَرٍ
وَيَافِعٌ مِنْ فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
كأنَّهُ بالضُّحى ترمي الصَّعيدَ به
دبّابة ٌ في عظامِ الرَّأسِ خرطومُ
لاَيَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ
داعٍ يناديهِ باسم الماءِ مبغومُ
كَأَنَّهُ دُمْلُجٌ مِنْ فِضَّة ٍ نَبَهٌ
في ملعبٍ منْ عذارى الحيِّ مفصومُ
أَوْ مُزْنَة ٌ فَارِقٌ يَجْلُو غَوَارِبَهَا
تبوُّحُ البرقِ والظَّلماءُ علجومُ
تلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقَآءَ جَلْوَتُهَا
يَوْمَ النَّقَا بَهْجَة ٌ مِنْهَا وَتَطْهِيمُ
تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِيْنِ أَرْنَبَة ٍ
شمّاءَ مارنُها بالمسكِ مرثومُ
كَأَنَّمَا خَالَطَتْ فَاهَا إِذَا وَسِنَتْ
بعدَ الرُّقادِ فما ضمَّ الخياشيمُ(21/2)
مهطولة ٌ منْ خزامى الخُرجِ هيَّجها
مِنْ نَفْحِ سَارِيَة ٍ لَوْثَآءَ تَهْمِيمُ
أَوْ نَفْحَة ٌ مِنْ أَعَالي حَنْوَة ٍ مَعَجَتْ
فيها الصَّبا موهناً والروضُ مرهومُ
حَوَّآءُ قَرْحَآءُ أَشْرَاطِيَّة ٌ وَكَفَتْ
فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البراعيمُ
تِلْكَ الَّتِي تَيَّمَتْ قَلْبِي فَصَارَ لَهَا
منْ ودِّهِ ظاهرٌ بادٍ ومكتومُ
قدْ أعسِفُ النازحَ المجهولَ معسفُهُ
في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هَامَهُ الْبُومُ
بِالصُّهْبِ نَاصِبَة ِ الأَعْنَاقِ قَدْ خَشَعَتْ
مِنْ طُولِ مَا وَجَفَتْ أَشْرَافُهَا الْكُومُ
مهريَّة ٌ رُجَّفٌ تحتَ الرِّحالِ إذا
شَجَّ الْفَلاَ مِنْ نَجَآءِ الْقَوْمِ تَصْمِيمُ
تَنْجُو إِذَا جَعَلَتْ تَدْمَى أَخِشَّتُهَا
واعْتَمَّ بِالزَّبَدِ الْجَعْدِ الْخَرَاطِيمُ
قَدْ يَتْرُكُ الأَرْحَبِيُّ الْوَهْمُ أَرْكُبَهَا
كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخ مَأْمُومُ
بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصية ٍ
يهماءَ خابطُها بالخوفِ معكومُ
لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلٌ
كما تناوَحَ يومَ الرّيحِ عيشومُ
هَنَّا وَهِنَّا وَمِنْ لَهُنَّ بِهَا
ذَاتَ الشَّمَائِلِ والأَيْمَانِ هَيْنُومُ
دوِّيَّة ٌ ودُجا ليلٍ كأنَّهما
يَمٌّ تَرَاطَنَ في حَافَاتِهِ الرُّومُ
يُجلى بها اللَّيلُ عنّا في مُلمِّعة ٍ
مِثْلِ الأَدِيمِ لَهَا مِنْ هَبْوَة ٍ نِيمُ
كأنَّنا والقنانَ القودَ يحملُنا
موجُ الفراتِ إذا التجَّ الدَّياميمُ
والآلُ منفهقٌ عنْ كلِّ طامسة ٍ
قرواءَ طائقُها بالآل محزومُ
كأنَّهنَّ ذرا هديٍ مجوَّبة ٍ
عنها الجلالُ إذا ابيضَّ الأياديمُ
والرَّكْبُ تَعْلُو بِهْمِ صُهْبٌ يَمَانِيَة ٌ
فَيْفاً عَلَيْهِ لِذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ
كأنَّ أدمانها والشمسُ جانحة ٌ
وَدْعٌ بِأَرْجَآئِهَا فَضٌّ وَمَنْظُومُ
يُضْحِي بِهَا الأَرْقَشُ الْجَوْنُ الْقَرَا غَرِداً
كَأَنَّهُ زَجِلُ الأَوْتَارِ مَخْطُومُ
من الطَّنابيرِ يزهى صوتهُ ثملٌ(21/3)
في لحنهِ عنْ لغاتِ العُربِ تعجيمُ
مُعرَورياً رمضَ الرَّضراضِ يركضهُ
والشمسُ حيرى لها بالجوِّ تدويم
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إذا تجاوَبَ منْ بُرديهِ ترنيمُ
زُعْ بِالزِّمَامِ وَجَوْزُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ
كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِ سَاهِمَة ٍ
حرفٍ إذا ما استرقَّ اللَّيلُ مأمومُ
ترمي بهِ القفرَ بعدَ القفرِ ناجية ٌ
هوجاءُ راكبُها وسنانُ مسمومُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا
ذُو الَعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْعَيَاهِيمُ
هلْ تُدنينَّكَ منْ خرقاءَ ناجية ٌ
بَيْنَ الأَشَآءِ تَعَلاَّهُ الْعَلاَجِيمُ
كأنَّ أجلادَ حاذيها وقدْ لحقتْ
أَحْشَآؤُهَا مِنْ هَيَامِ الرَّمْلِ مَطْمُومُ
كأنّما عينُها منها وقدْ ضمرتْ
يَسْتَرْجِفُ الصِّدْقُ لِحْيَيْهَا إِذَا جَعَلَتْ
أواسطُ الميسِ تغشاها المقاديمُ
مهريَّة ٌ بازلٌ سيرُ المطيِّ بها
عَشِيَّة َ الخِمْسِ بِالْمَوْمَاة ِ مَزْمُومُ
إذ قعقعَ القربُ البصباصُ ألحيها
واسترجفتْ هامها الهيمُ الشَّغاميمُ
يُصبحنَ ينهضنَ في عطفي شمردلة ٍ
كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ موشومُ
طَاوِي الْحَشَا قَصَرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَة ٌ
مستوفضٌ منْ بناتِ القفرِ مشهومُ
ذو سُفعة ٍ كشهابِ القذفِ منصلتٌ
يَطفْو إِذَا مَا تَلَقَّتْهُ الْجَرَاثِيمُ
أَوْ مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاحَتْهُ نَحَائِصُهُ
بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِتَيْهِ مَكْدُومُ
حادي مخطَّطة ٍ قمرٍ يسيِّرُها
بِالصَّيْفِ مِنْ ذِرْوَة ِ الصَّمَّانِ خَيْشُومُ
جَادَ الرَّبِيعُ لَهُ رَوْضَ الْقِذَافِ إِلى َ
قوَّينَ وانعدلتْ عنهُ الأصاريمُ
حتَّى كسا كلَّ مرتادٍ لهُ خضلٌ
مستحلسٌ مثلُ عُرضِ اللَّيلِ يحمومُ
وَحْفٌ كَأَنَّ النَّدَى وَالشَّمسُ مَاتِعَة ٌ
إذا توقَّدَ في أفنانهِ التّومُ
ما آنستْ عينهُ عيناً يُفزِّعهُ
مُذْ جَادَهُ الْمُكْفَهِرَّاتُ اللَّهَامِيمُ
حتَّى انجلى البردُ عنهُ وهوَ محتقرٌ(21/4)
عرضَ اللِّوى زلقُ المتنينِ مدمومُ
ترميهِ بالمورِ مهيافٌ يمانية ٌ
هَوْجَاءُ فِيهَا لِبَاقي الرُّطْبِ تَجْرِيمُ
مَا ظَلَّ مُذْ وَجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَة ٍ
بِالأَشْعَثِ الْوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ
لمّا تعالتْ من البُهمى ذوائبها
واحْتَثَّهَا السَّيْرُ ـ فِى بَعْضِ الأَضَا ـ مِيمُ
حَتَّى إِذَا لَمْ يَجِدْ وَغْلاً وَنَجْنَجَهَا
مخافة َ الرَّميِ كلُّها هيمُ
ظلَّتْ تفالى وظلَّ الجأبُ مكتئباً
كأنَّهُ عنْ سرارِ الأرضِ محجومُ
حَتَّى إِذَا حَانَ مِنْ خُضْرٍ قَوَادِمُهُ
ذي جُدَّتينِ يكُفُّ الطَّرفَ تغييمُ
خلَّى لها سربَ أولاها وهيَّجها
مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ
رَاحَتْ يَشُجُّ بِهَا الآكَامَ مُنْصَلِتاً
فالصُّمُّ تُجرحُ والكذّانُ محطومُ
فما انجلى اللَّيلُ حتَّى بيَّتتْ غلَلاً
بينَ الأشاءِ تغشّاهُ العلاجيمُ
وَقَدْ تَهَيَّأ رَامٍ عَنْ شَمَائِلِهَا
مُجَرَّبٌ مِنْ بَني جِلاَّنُ مَعْلُومُ
كَأَنَّهُ حِيْنَ تَدْنُو وِرْدَهَا طَمَعاً
بِالصَّيْدِ مِنْ خَشْيَة ِ الإِخْطَآءِ مَحْمُومُ
إذا توجَّسَ قرعاً منْ سنابكها
أَوْ كَانَ صَاحِبَ أَرْضٍ أَوْ بِهِ الْمُومُ
جتَّى إذا اختلطتْ بالماءِ أكرُعها
أهوى لها طامعٌ بالصيدِ محرومُ
وَفي الشِّمَالِ مِنَ الشَّرْيَانِ مُطْمِعَة ٌ
كبداءُ في عودِها عطفٌ وتقويمُ
يؤودُ منْ متنها متنٌ ويجذبُهُ
كأنَّهُ في نياطِ القوسِ حلقومُ
فَبَوَّأَ الرَّمْيَ فِي نَزْعٍ فَحُمَّ لَهَا
مِنْ نَاشِبَاتِ أَخي جِلاَّنَ تَسْلِيمُ
فانصاعتِ الحقبُ لم تقصعْ صرائرَها
وَقَدْ نَشَحْنَ فَلاَ رِيٌّ وَلاَ هِيمُ
وَبَاتَ يَلْهَفُ مِمَّا قَدْ أُصِيبَ بِهِ
والْحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهُنَّ الأَضَامِيمُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> "خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
"خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
رقم القصيدة : 20525
-----------------------------------(21/5)
"خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
بجمهورِ حزوى فابكيا في المنازلِ
وإنْ لم تكنْ إلاَّ رسوماً محيلة ً
جعلتُ لهُ منْ ذكرِ ميٍّ تعلَّة ً
ظَلَلْتُ أعاطيهِ سُلافَة َ قَرْقَفٍ،
وحتى تَغَنّى لاهِياً مُتَطَرّباً،
نهاوي السُّرى والبيدَ، والليلُ حالكٌ
بمقورَّة ِ الألياطِ شمِّ الكواهلِ
فرَدّتْ إلَيهِ رُوحَهُ في الْمَفاصِلِ
على قحمٍ بينَ الفلا والمناهلِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
رقم القصيدة : 20526
-----------------------------------
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
فَمَآءُ الْهَوَى يَرْفَضُّ أَوْ يَتَرَقْرَقُ
كمستعبري في رسمِ دارٍ كأنَّها
بِوَعْسَآءَ تَنْصُوهَا الْجَمَاهِيرُ مُهْرَقُ
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفٍ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدّارِ تنطقُ
تجيشُ إليَّ النَّفسُ في كلِّ منزلٍ
لميٍّ ويرتاعُ الفؤادُ المشوَّقُ
أراني إذا هوَّمتُ يا ميُّ زرتني
فيا نعمتا لوْ أنَّ رؤيايَ تصدُقُ
فَمَا حُبُّ مَيٍّ بِالَّذِي يَكْذِبُ الْفَتَى
ولا بالذي يُزهي ولا يُتملَّقُ
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
بها السُّحمُ تردي والحمامُ المُطوَّقُ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ
زَجُولٍ بِجَوْلاَنِ الْحَصَى حِيْنَ تَسْحَقُ
لعمرُكَ إنّي يومَ جرعاءِ مالكٍ
لَذُو عَبْرَة ٍ كُلاً تَفِيضُ وَتَخْنُقُ
وإنسانُ عيني يحسِرُ الماءُ تارة ً
فَيَبْدُو وَتَارَاتٍ يَجُمُّ فَيَغْرَقُ
يلومُ على ميٍّ خليلي وربَّما
يجورُ إذا لامَ الشَّفيقُ ويخرُقُ
وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ
لعينيهِ ميٌّ سافِراً كادَ يبرَقُ
غداة َ أمَنّي النفسَ أنْ تسعفَ النّوى
بِمَيٍّ وَقَدْ كَادَتْ مِنَ الْوَجْدِ تَزْهَقُ
أَنَاة ٌ تَلُوثُ الْمِرْطَ مِنْهَا بِدِعْصَة ٍ
رُكَامٍ وَتَجْتَابُ الْوِشَاحَ فَيَقْلَقُ(21/6)
وَتَكْسُو الْمِجَنَّ الرَّخْوَ خَصْراً كَأَنَّهُ
إهانٌ ذوى عن صفرة ٍ فهو أخلقُ
لها جيدُ أمِّ الخشفِ ريعتْ فأتلعتْ
ووجهٌ كقرنِ الشَّمسِ ريّانُ مشرقُ
وَعَيْنٌ كَعَيْنِ الرِئْمِ فِيهَا مَلاَحَة ٌ
هِيَ السحْرُ أَوْ أَدْهَى الْتِبَاساً وَأَعْلَقُ
وَتَبْسِمُ عَنْ نَوْرِ الأَقَاحِيِّ أَقْفَرَتْ
بِوَعْسَآءِ مَعْرُوفٍ تُغَامُ وَتُطْلَقُ
أمنْ ميَّة َ اعتادَ الخيالُ المؤرِّقُ
نعمْ إنها ممّا على النَّأيِ تطرُقُ
وَحَاذَانِ مَجْلُوزٌ عَلَى صَلَويْهِمَا
وخفّانُ دوني سيلهُ فالخورنقُ
بأشعثَ منقدِّ القميصِ كأنَّهُ
صفيحة ُ سيفٍ جفنهُ متخرِّقُ
تَرَى خَدَّهَا فِي ظُلْمَة ِ اللَّيْلِ يَبْرُقُ
رجيعة ُ أسفارٍ كأنَّ زمامَها
مِلاَطٌ تَعَادَى عَنْ رَحَا الزَّوْرِ أَدْفَقُ
طَرَحْتُ لَهَا فِي الأَرْضِ أَسْفَلَ فَضْلِهِ
وَأَعْلاَهُ فِي مَثْنَى الْخِشَاشة ِ مُعْلَقُ
ثَوَى بَيْنَ نِسْعَيْهَا عَلَى مَاتَجَشَّمَتْ
جَنِينٌ كَدُعْمُوصِ الْفَرَاشَة ِ مُغْرِقُ
وَقَدْ غَادَرَتْ فِي السَّيرِ نَاقَة ُ صَاحِبِي
طَلاً مَوَّتَتْ أَوْصَالَهُ فَهُوَ يَشْهَقُ
جُمَالِيَّة ٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيَّانُ سَهْوَقُ
وكعبٌ وعُرقوبٌ كِلا مَنجِميهِما
أشمُّ حديدُ الأنفِ عارٍ معرَّقُ
وفوقهما ساقٌ كأنَّ حماتها
إذا استُعرضتْ منْ ظاهر الرِّجْلِ خرنقُ
بَضِيعٌ كَمَكْنُوزِ الثَّرَى حِينَ يُحْنِقُ
إِلَى صَهْوَة ٍ تَحْدُو مَحَالاً كَأَنَّهُ
صفاً دلَّصتهُ طحمة ُ السَّيلِ أخلقُ
وجوفٌ كجوفِ القصرِ لم ينتكتْ لهُ
بِآبَاطِهِ الزُّلِّ الزَّهَالِيلِ مِرْفَقُ
وَهَادٍ كَجِذْعِ السَّاجِ سَامٍ يَقُودُهُ
مُعَرَّقُ أَحْنَآءِ الصَّبِيَّينِ أَشْدَقُ
ودفواءُ حدباءُ الذِّراعِ يزينُها
ملاطٌ تجافى عنْ رحا الزَّورِ أدفقُ
قطعتُ عليها غولَ كلِّ تنوفة ٍ
وَقَضَّيْتُ حَاجَاتِي تَخُبُّ وَتَعْنِقُ
ومُشبهِ الأرباءِ يرمي بركبهِ(21/7)
يَبِيسُ الثَّرَى نَائِي الْمَنَاهِلَ أَخْوَقُ
إِذَا هَبَّتِ الرِيْحُ الصَّبَا دَرَجَتْ بِهِ
غرابيبُ منْ بيضٍ هجائنَ دردقُ
مُصَعْلَكُ أَعْلَى قُلَّة ِ الرَّأْسِ نقَنَقُ
ونادى به ماءٍ إذا ثارَ ثورة ً
أُصيبحُ أعلى نقبة ِ اللَّونِ أطرقُ
ترِيعُ لَهُ أَمٌّ كَأَنَّ سَرَاتَهَا
إذا انجابَ عنْ صحرائها اللّيلُ يلمقُ
إِذَا الأَرْوَعُ الْمَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهُ
على الرَّحلِ ممّا منَّهُ السَّيرُ أحمقُ
وتيهاءَ تودي بينَ أرجائها الصَّبا
عَلَيْهَا مِنَ الظَّلْمَآءِ جُلٌّ وَخَنْدَقُ
غللتُ المهارى بينها كلَّ ليلة ٍ
وَبَيْنَ الدُّجَى حّتَّى أَرَاهَا تَمَزَّقُ
فَأَصَبْحتُ أَجْتَابُ الْفَلاَة َ كَأَنَّنِي
حُسَامٌ جَلَتْ عَنْهُ الْمَدَاوِسُ مُخْفِقُ
نظرتُ كما جلّى على رأسِ رهوة ٍ
منَ الطَّيرِ أقنى ينفُضُ الطَلَّ أزرقُ
طِرَاقُ الْخَوَافِي وَاقِعٌ فَوْقَ رِيعَة ٍ
ندى ليلهِ في ريشهِ يترقرقُ
وَمَاءٍ قَديِمِ الْعَهدِ بِالنَّاسِ آجِنٍ
كأنَّ الدَّبى ماءَ الغضى فيه يبصقُ
وردتُ اعتسافاً والثّريّا كأنَّها
عَلَى قِمَّة ِ الرَّأَسِ ابْنُ مَآءٍ مُحَلّقُ
يَدُفُّ عَلَى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا
فَلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ وَلاَهُوَ يَلْحَقُ
بِعِشْريِنَ مِنْ صُغْرى النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وإياهُ في الخضراءِ لو كانَ ينطقُ
قِلاَصٌ حَدَاهَا رَاكبٌ مُتَعَمّمٌ
هَجَآئِنُ قَدْ كَادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ
قُرانى وأشتاتاً أجدَّ يسوقُها
إِلَى الْمَآء مِنْ جَوْزِ التَّنُوفَة ِ مُطْلِقُ
وقدْ هتكَ الصُّبحُ الجليُّ كفاءهُ
ولكنَّهُ جونُ السَّراة ِ مُروَّقُ
فَأَدْلَى غُلاَمِي دَلْوَهُ يَبْتَغِي بِهَا
شفاءَ الصَّدى واللَّيلُ أدهمُ أبلقُ
فجاءتْ بنسجِ العنكبوتِ كأنَّهُ
عَلَى عَصَويْهَا سَابِرِيٌّ مُشَبْرَقَ
فَقُلْتُ لَهُ عُدْ فَالْتَمِسْ فَضْلَ مَآئِهَا
تَجُوبُ إِليَّهَا اللَّيْلَ وَالْقَعْرُ أَخْوَقُ
فجاءتْ بمُدٍّ نصفُهُ الدِّمنُ آجنٍ(21/8)
كَمِآءِ السَّلاَ فِي صِغْوِهَا يَتَرقْرَقُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
رقم القصيدة : 20527
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
تَقَادُمُ الْعَهْدِ وَالْهُوجُ الْمَرَاوِيدُ
سقياً لأهلكِ منْ حيٍّ تقسمهمْ
رَيْبُ الْمَنُونِ وَطِيَّاتٌ عَبَادِيدُ
يا صاحبيَّ انظرا، آواكما درجٌ
عَالٍ وَظِلٌّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَمْدُودُ
هلْ تبصرانِ حمولاً بعدما اشتملتْ
مِنْ دُونِهِنَّ حِبَالُ الأَشْيَمِ القُودُ
عَوَاسِفَ الرَّمْلِ يَسْتَقْفِي تَوَالِيَهَا
مُسْتَبْشِرٌ بِفِرَاقِ الْحَيّ غِرّيدُ
ألقى عصيَّ النَّوى عنهنَّ ذو زهرٍ
وَحْفٌ عَلَى أَلْسُنِ الرُّوَّادِ مَحْمُودُ
حَتَّى وَجَفَتْ بُهْمَى لِوَى لَبَنٍ
وابيضَّ بعدَ سوادِ الخضرة ِ العودُ
وغادرَ الفرخُ في المثوى تريكتهُ
وحانَ منْ حذارِ البينِ مورودُ
أَقُولُ لِلرَّكْبِ لَمَّا أَعْرَصَتْ أُصُلاً
أُدْمَانَة ٌ لَم تُرَبِّيْهَا الأَجَالِيدُ
ظلَّتْ حذاراً على مطلنفئٍ خرقٍ
تبدي لنا شخصها والقلبُ مزؤودُ
هذَا مَشَابِهُ مِن خَرْقَآءَ نَعْرِفُهَا
العينُ واللَّونُ والكشحانِ والجيدُ
إِنَّ الْعَرَاق لأَهْلِي لَم يَكُنْ وَطَناً
والبابُ دونَ أبي غسَّانَ مشدودُ
إِذَا الْهُمُومُ حَمَاكَ النَّوْمَ طَارِقُهَا
وحانَ منْ ضيفها همٌّ وتسهيدُ
فانمِ القتودِ على عيرانة ٍ حرجٍ
مهريَّة ٍ مخطتها غرسها العيدُ
نَظَّارَة ٍ حِينَ تَعْلُو الشمْسُ رَاكِبَهَا
طرحاً بعيني لياحٍ فيهِ تجديدُ
ثبْجَاءَ مُجفَرَة ٍ سَطْعَاءَ مُفْرِعَة ٍ
في خلقها منْ وراءِ الرَّحلِ تنضيدُ
مَوَّارَة ِ الضَّبْعِ مِسْكَاتٍ إِذَا رُحِلَتْ
تهوي انسلالاً إذا ما اغبرَّتْ البيدُ
كأنَّها أغبريٌّ بالفروقِ لهُ
عَلَى جَوَاذِبَ كَالأَدْرَاكِ تَغْرِيدُ(21/9)
منَ العراقيَّة ِ اللاَّتي يحيلُ لها
بَيْنَ الْفَلاَة ِ وَبَيْنَ النَّخْلِ أُخدُودُ
تربَّعتْ جانبي رهبى فمعقلة ٍ
حَتَّى تَرَقَّصَ فِيَ الآلِ الْقَرَادِيدُ
تَسْتَنُّ أَعْدَآءَ قُرْيَانٍ تَسَنَّمَهَا
غرُّ الغمامِ ومرتجَّاتهُ السُّودُ
حتَّى كأنَّ رياضَ القفِّ ألبسها
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ
حتَّى إذا ما استقلَّ النَّجمُ في غلسٍ
وأحصدَ البقلُ أو ملوٍ ومحصودُ
وظلَّ للأعيسِ المزجي نواهضهُ
فِي نَفْنَفِ اللُّوحِ تَصْوِيبٌ وَتصْعِيدُ
رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ
لهُ الفرائشُ والسُّلبُ القياديدُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التّقْرِيبُ أَوْ خَبَبٌ
كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرِضِ الْجَلاَمِيدُ
ما زلتُ مذْ فارقتْ ميٌّ لطيَّتها
يعتادني منْ هواها بعدها عيدُ
كانَّني نازعٌ يثنيهِ عنْ وطنٍ
صرعانِ: رائحة ٌ عقلٌ وتقييدُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
رقم القصيدة : 20528
-----------------------------------
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
فهاجَ الهوى تقويضُها واحتمالُها
وقدْ كانت الحسناءُ ميٌّ كريمة ً
علينا ومكروهاً إلينا زيالُها
وَيَوْمٍ بِذي الأَرْطَى إِلَى بَطْنِ مُشْرِفٍ
بِوَعْسَآئِهِ حَيْثُ اسْبَطَرَّتْ حِبَالُهَا
عرفتُ لها داراً فأبصرَ صاحبي
صَفيِحَة َ وَجْهِي قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهَا
فَقُلْتُ لِنَفْسِي مِنْ حَيَاءٍ رَدَدْتُهُ
إليها وقد بلَّ الجفونَ بلالُها
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ صَيَّرَ الْبَيْنَ أَهْلُهَا
أَيَادِي سَبَا بَعْدِي وَطَالَ أحْتَيالُهَا
بوهبينَ تسنوها السَّواري وتلتقي
بِهَا الْهُوجُ شَرْقيَّاتُهَا وَشَمَالُهَا
إِذَا صَوَّحَ الْهَيْفُ السَّفَا لَعِبَتْ بِهِ
صبا الحافة ِ اليُمنى جنوبٌ شمالُها
فؤادُك مبثوثٌ عليكَ شجونهُ
وَعَيْنُكَ يَعْصي عَاذِليكَ کنْهِلاَلُهَا(21/10)
تَداَوَيْتُ مِنْ ميٍّ بِهِجْرَانِ أَهْلِهَا
فلمْ يشفِ من ذكرى طويلٍ خبالُها
تُراجعُ منها أسودَ القلبِ خطرة ٌ
بلاءٌ ويجري في العظامِ امذلالُها
لقد علِقتْ ميٌّ بقلبي علاقة ً
بطيئاً على مرِّ الشُّهورِ انحلالُها
إِذَا قُلْتُ تَجْزِي الوُدَّ أَوْ قُلْتُ يَنْبَري
لها البذلُ يأبى بُخلُها واعتلالُها
عَلَى أَنَّ مَيّاً لاَ أرَى كَبَلآئِهَا
منَ البُخلِ ثمَّ البُخلِ يُرجى نوالُها
وَلَمْ يُنْسِني مَيّاً تَرَاخِي مَزَارِهَا
وصرفُ اللَّيالي مرُّها وانفتالُها
على أنَّ أدنى العهدِ بيني وبينها
تَقَادَمَ إلاَّ أنْ يَزُورَ خَيَالُهَا
بَنِي شُقَّة ٍ أَغْفَوا بِأَرْضٍ مُتِيهة ٍ
كأَنَّ بَني حَام بْنِ نُوحٍ رِئَاَلهُا
لدى كلِّ نقضٍ يشتكي منْ خشاشهِ
وَنِسْعَيِه أوْ سَجْرَاءَ حُرِّ قَذَالُهَا
فأيُّ مزورٍ أشعثِ الرَّأسِ هاجعٍ
إِلَى دَفّ هَوْجَاءِ الْوَنيِّ عِقَالُهَا
طَوَاهَا إِلَى حَيْزُومِهَا وَأَنْطَوَتْ لَهَا
بِأَوَّلِ رَاجٍ حِيلَة ً لاَ يَنَالُهَا
دروجٌ طوتْ آطالها وانطوتْ بها
بِلاَلِيْقُ أَغْفَالٌ قَلِيلٌ حِلاَلُهَا
فَهذِي طَوَاهَا بَعْدَ هذِي وَهَذِهِ
طَوَاهَا لِهذِي وَخْدُهَا وَانْسِلاَلُهَا
وَقَدْ سَدَتِ الصُّهْبُ الْمَهَارَى بِأَرْجُلٍ
شَدِيدٍ بِرَضْرَاضِ الْمْتَانِ انْتضَالُهَا
إذا ما نِعاجُ الرَّملِ ظلَّتْ كأنَّها
كواعبُ مقصورٌ عليها حجالُها
تَخَطَّتْ بِنَا جَوْزَ الفَلاَ شَدَنِيَّة ٌ
كَأَنَّ الصَّفَا أَوْرَاكُهَا وَمَحَالُهَا
حَرَاجِيجُ مَا تَنْفَكُّ تَسْمُو عُيُونُهَا
كرشقِ المرامي لم تفاوتْ خصالُها
إلى قُنَّة ٍ فوقَ السَّرابِ كأنَّها
كُمَيْتٌ طَوَاهَا القَوْدُ فَاقْوَرَّ آلُهَا
إِذَا مَا حَشَوْنَاهُنَّ جَوْزَ تنوفة ٍ
سَبَارِيتَ يَنْزُو بِاْلقُلُوبِ اهْوِلاَلُهَا
رهاءٍ بساطِ الظَّهرِ سيٍّ مخوفة ٍ
عَلَى رَكْبِهَا إِقْلاَتُهَا وَضَلاَلُهَا
تعاوى لحسراها الذِّئابُ كما عوتْ(21/11)
منَ اللَّيلِ في رفضِ العواشي فِصالُها
شججنَ الفلا بالأمِّ شجّاً وشمَّرتْ
يَمَانِيَة ٌ يُدْنِي الْبَعِيدَ انْتِقَالُهَا
طوالُ الهوادي والحوادي كأنَّها
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طَارَ عَنْهَا نُسَالُهَا
رَعَتْ بَارِضَ الْبُهْمَى جَميِماً وَبُسْرَة ً
وَصَمْعَاءَ حَتَّى آَنَفَتْهَا نِصَالُهَا
برهبى إلى روضِ القذافِ إلى المِعى
إِلَى وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا وَمَجَالُهَا
فَلَمَّا ذَوَى بَقْلُ التَّنَاهِي وَبَينَّتْ
مَخَاضُ الأَوَابِي وَاسْتُبِينَتْ حِيَالُهَا
تَرَدَّفْنَ خَشْبَآءَ الْقَرينِ وَقَدْ بَدَا
لهنَّ إلى أهلِ السِّتارِ زيالُها
صوافنَ لا يعدِلنَ بالوردِ غيرهُ
وَلَكِنَّهَا فِي مَوْرِدَيْنِ عِدَالُهَا
أعينُ بني بوٍّ غُمازهُ مورِدٌ
لَهَا حِيْنَ تَجْتَابُ الدُّجَى أَمْ أُثَالُهَا
فَلَمَا بَدَا فِي اللَّيْلِ ضَوْءٌ كَأَنَّهُ
وإيّاهُ قوسُ المُزنِ ولّى ظلالُها
تَيَمَّمْنَ عَيْناً مِنْ أُثالٍ نَمِيرة ً
قَمُوساً يَمُجُّ الْمُنْقِضَاتِ احِتْفَالُهَا
على أمرِ منقدِّ العفاءِ كأنَّهُ
عَصَا قَسِّ قُوسٍ لِيُنَها وَاعْتِدَالُهَا
إِذَا عَارَضَتْ مِنْهَا نَحُوضٌ كَأَنَّهَا
فولَّيْنَ يَذْرِينَ العَجَاجَ كأَنَّهُ
أحالَ عليها وهو عادلُ رأسهِ
يَدُقُّ السِّلاَمَ سَحُّهُ وَآنْسِحَالُهَا
كأنَّ هويَّ الدَّلوِ في البئرِ شلُّهُ
بذاتِ الصُّوى آلافهُ وانشلالُها
لَهُ أَزْمَلٌ عِنْدَ الْقِذَافِ كَأَنَّهُ
نَحِيبُ الثَّكَالَى تَارَة ً وَاعْتِوَالُهَا
رَباعٌ لها مُذْ أورَقَ العُودُ عندهُ
خُمَاشَاتُ ذَحْلٍ لاَ يُرَادُ امْتِثالُهَا
مِنَ الْعَضِّ بِالأَفْخَاذِ أَوْ حَجَبَاتِهَا
إِذَا رَابَهُ اسْتِعْصَاؤُهَا وَعِدَالُهَا
وَقَدْ بَاتَ ذُو صَفْرَآءَ زَوْرآءَ نَبْعَة ٍ
وزُرقٍ حديثٍ ريشُها وصقالُها
كَثِيرٍ لِمَا يِتْرُكْنَ فِي كُلَّ جُفْرَة ٍ
زَفِيرُ الْقَوَاضِي نَحْبُهَا وَسُعَالُهَا(21/12)
أَخو شُقَّة ٍ يَأْوِي إِلَى أُمِّ صِبْيَة ٍ
ثَمَانِيّة َ لَحْمُ الأَوَابِدِ مَالُهَا
يُرَاصِدُهَا فِي جَوْفِ حَدْبَآءَ ضَيِقٍ
عَلَى الْمَرْءِ إِلاَّ مَا تحرَّفَ جَالُهَا
يُبَايُتهُ فِيْهَا أَحَمُّ كأنَّهُ
إبَاضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْهَا حِبَالُهَا
وقرناءُ يدعو باسمها وهو مُظلمٌ
له صوتُها أو إنْ رآها زمالُها
إذَا شَآءَ بَعْضَ اللَّيْلِ حَفَّتْ لِصَوْتِهِ
حفيفَ رحاً منْ جلدِ عودٍ ثفالُها
فجاءتْ بأغباشٍ تحجّى شريعة ً
تلاداً عليها رميها واحتبالُها
فلمّا تجلّى قرعُها القاعَ سمعهُ
وَباَنَ لَهُ وَسْطَ الأَشَاءِ انْغِلالُهَا
طَوَى شَخْصَهُ حَتَّى إِذَا مَا تَوَدَّفَتْ
عَلَى هِيلَة ٍ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ تُهَالُهَا
رمى وهيَ أمثالُ الأسنَّة ِ يُتَّقى
بِهَا صَفُّ أُخْرَى لمْ يُبَاحَتْ قِتالُهَا
يُبَادِرْنَ أَنْ يُبْرِدْنَ ألَوَاحَ أَنْفُسٍ
قَلِيلٍ مِنَ الْمَآءِ الرَّوَآءِ دِخَالُهَا
فَمَرَّ عَلَى القُصْوَى النَّضُّي فَصَدَّهُ
تليَّة ُ لَمْ يكمَّلْ كَمَالُهَا
وقدْ كانَ يشقى قبلها مثلُها بهِ
إذَا مَا رَمَاهَا كَبْدُهَا وَطِحَالُهَا
عثانُ إجامٍ لجَّ فيها اشتعالُها
أُوَلئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ
تَرَامَى الْفَيَافِي بَيْنَهَا قَفَرَاتُهَا
إِذَا اسْحَنْكَكَتْ مِنْ عُرْضِ لَيْلٍ جِلاَلُهَا
بنا وبأطلاحٍ إذا هي وقَّعتْ
كَسَا الأَرْضَ أَذْقَانَ الْمَهَارَى كَلاَلُهَا
نَوَاشِطُ بَالرُّكْبَانِ فِي كُلِّ رحْلَة ٍ
وَمَنْ يَتَّبِعْ عَيْنَيْهِ فِي النَّاسِ لاَ يَزَلْ
أَلَمْ تَعْلَمي يَا مَيُّ أَنِّي وَبَيْنَنَا
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ حِيلَة ٍ تَعْلَمَانِهَا
أمنّي ضميرَ النَّفسِ إيّاكِ بعدما
يُرَاجِعُنِي بَثّي فَيَنْسَاحُ بَالُهَا
سلي الناسَ هلْ أرضي عدُوَّكِ أو بغى
حَبِيبُكِ عِنْدِي حَاجَة ً لاَ يَنَالُهَا
خليليَّ هلْ منْ حاجة ٍ تعلمانها
يدنِّيكما منْ وصلِ ميَّ احتيالُها(21/13)
فَنَحْيَا لَهَا أَمْ لا، فَإِنْ لاَ فَلَمْ نَكُنْ
وأنْ رُبَّ أمثالِ البلايا منَ السُّرى
مُضرٌّ بها الإدلاجُ لولا نعالُها
لألقاكِ قدْ أدأبتُ والقومُ كُلَّما
جرتْ حذوَ أخفافِ المطيِّ ظلالُها
وَخَوْصَآءَ قَدْ نَفَّرْتُ عَنْ كُورِهَا الْكَرَى
بِذِكْرَاكِ والأَعْتَاقُ مِيلٌ قِلاَلُهَا
أفي آخرِ الدَّهرِ امرأ القيسِ رُمتمُ
مساعيَ قدْ أعيتْ أباكمْ طوالُها
رَأَيْتُكَ إِذْ مَرَّ الرِّبَابُ وَأَشْرَفَتْ
جبالٌ رأتْ عيناكَ أنْ لا تنالُها
نَزَلْنَا وَقَدْ غَارَ النَّهَارُ وَأَوْقَدَتْ
عَلَيْنَا حَصَى الْمَعْزَآءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا
يَرَى حَاجَة ً مَمْنُوعَة ً لاَ يَنَالُهَا
دَسَاكِرُ لَمْ تُرْفَعْ لِخَيْرٍ ظِلاَلُهَا
بنينا علينا ظلَّ أبرادِ يُمنة ٍ
على سمكِ أسيافٍ قديمٍ صقالُها
فقمنا فرُحنا والدَّوامغُ تلتظي
عَلَى الْعِيسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوَالُهَا
وَلَوْ عُرِّيَتْ أَصْلاَبُهَا عِنْدَ بَيْهَسٍ
عَلَى ذَاتِ غِسْلٍ لَمْ تُشَمَّسْ رِحَالُهَا
وَقَدْ سُمِيَّتْ بِاسْمِ امْرِىء الْقَيْسِ قَرْيَة ٌ
كرامٌ صواديها لئامٌ رجالُها
تَظَلُّ الْكِرَامُ الْمُرْمِلُونَ بِجَوْفِهَا
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ حَمْلُهَا وَحِيَالُهَا
بها كلُّ خوثاءِ الحشا مرئيَّة ٍ
روادٍ يزيدُ القُرطَ سوءاً قذالُها
إذا ما امرؤُ القيسِ بنُ لؤمٍ تطعَّمتْ
بِكَأْسِ النَّرَاَمى خَبَّثْتَها سَبِالُها
فَكَأْسُ امْرِىء الْقَيْسِ الَّتِي يَشْرَبُونَهَا
حرامٌ على القومِ فضالُها
فَخَرْتَ بِزَيْدٍ وَهْيَ مِنْكَ بَعِيدَة ٌ
كَبُعْدِ الثُّرَيَّا عِزُّهَا وَجَمَالُهَا
أَلَمْ تَكُ تَدْري أنَّمَا أَنْتَ مُلْصَقٌ
بدعوى وأنَّي عمُّ زيدٍ وخالُها
ستعلمُ أستاهُ امرئِ القيسِ أنَّها
صغارٌ مناميها قصارٌ رجالُها
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
رقم القصيدة : 20529(21/14)
-----------------------------------
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
عفتهُ الرِّيحُ وامتنحَ القطارا
بهِ قطعُ الأعنِّة ِ والأثافي
وأشعثُ جاذلٌ قطعَ الإصارا
كَأَنَّ رُسُومَهُ بُسِطَتْ عَلَيْهاَ
بيوتِ الوشمِ أو لبسَ النِّمارا
وَمِثْلِ فَوَارِسٍ مِنْ آلِ جَلٍّ
يزينُ بياضُ محجرها الخمارا
تَبَسَّمُ عَنْ أَشَانِبَ وَاضِحَاتٍ
وَمِيضَ الْبَرْقِ أَنْجَدَ فاسْتطَارَا
أَوَانِسَ وُضَّحِ الأَجْيَادِ عِينٍ
ترى منهنَّ في المقلِ احورارا
كأنَّ جحالهنَّ أوتْ إليها
ظِبَآءُ الرَّمْلِ بَاشَرْنَ الْمَغَارَا
أعبدَ بني امرئِ القيسِ بن لؤمٍ
ألمْ تسألْ قضاعة َ أو نزارا
فَتُخْبَرَ أَنَّ عِيصَ بَنِي عَدِيٍّ
تَفَرَّعُ نَبْتُهُ الْحَسَبَ النُّضَارَا
وَأَنَّ بَنِي امْرِىء الْقَيْسِ ابْنِ لُؤمٍ
أَبَتْ عَيْدَانُهَا الا انْكِسَارَا
وَأَنِيّ حِينَ تَزْخَرُ لِي رِبَابِي
عماعمَ أمنعُ الثَّقلينِ جارا
أناسٌ أهلكوا الرؤساءَ قتلا
وَقَادُوا النَّاسَ طَوْعًاً وَاعْتِسَارَا
أناسٌ إنْ نظرتَ رأيتَ فيهمْ
وراءَ حمايَ أطواداً كبارا
ومنْ زيدٍ علوتُ عليكَ ظهراً
جَسِيمَ الْمَجْدِ وَالْعَدَدَ الْكُثَارَا
أنا ابنُ الرَّاكزينِ بكلِّ ثغرٍ
بَنِي جَلٍّ وَخَالُ بَنِي نَوَارَا
وتزخرُ منْ وراءِ حمايَ عمروٌ
بذي صدَّينِ يكتفئُ البحارا
يعدُّ النَّاسبونَ إلى تميمٍ
بيوتَ العزِّ أربعة ً كبارا
يعدُّونَ الرَّبابَ لها وعمراً
وسعداً ثمَّ حنظلة َ الخيارا
ويهلكُ بينها المرئيُّ لغواً
كما ألغيتَ في الدِّيَّة ِ الحوارا
همُ وردوا الكُلابَ ولستَ فيهمْ
وَلاَ فِي الْخَيْلِ إِذْ عَلَتِ النّسَارَا
نقدُّ بها الفلاة َ وبالمطايا
إلى الأعداءِ تنتظرُ الغوارا
وَنَحْنُ غَدَاة َ بَطْنِ الْخَوْعِ فِئْنَا
بمودنٍ وفارسهُ جهارا
عَزَزْنَا مِنْ بَنِي قَيْسٍ عَلَيْهِ
فوارسَ لا يريدونَ الفرارا
نكرُّ عليهمُ والخيلُ تردي
أبو شعلٍ ومسعودٌ وسعدٌ(21/15)
يُرَوُّونَ الْمُذَرَّبَة َ الْجِزَارَا
فَجِىء ْ بِفَوارِسٍ كَالآلِ مِنْكُمْ
إذا التَّمجيدُ أنجدَ ثمَّ غارا
وجئْ بفوارسٍ كبني شهابٍ
وَمَسْعَدَة َ الذَّي وَرَدَ الْجِفَارَا
فَجَاءَ بِنِسْوَة ِ النُّعْمَانِ غَصْباً
وسارَ لحيِّ كندة َ حيثُ سارا
أولاكَ فوارسٌ رفعوا محلَّي
وأورثكَ امرؤُ القيسِ الصِّغارا
جنبنا الخيلَ منْ كنفي حفيرٍ
عِرَاضَ الْخَيْلِ تَعْتَسِفُ الْقِفَارَا
بكلِّ طمرَّة ٍ وبكلِّ طرفٍ
يَزِينُ مَفِيضُ مُقْلَتِهِ الْعِذَارَا
فرعنَ الحزنَ ثمَّ طلعنَ منهُ
يَضَعْنَ بِبَطْنِ عَاجِنَة َ الْمِهَارَا
أجنة َ كلِّ شازبة ٍ مزاقٍ
طَوَاهَا الْقَوْدُ وَاكْتَسَتِ اقْورَارَا
يُقَدُّ عَلى َ مُعَرْقَبِهَا سَلاَهَا
كقدِّ البردِ أنهجَ فاستطارا
فزرنَ بأرضهِ عمرو بنِ هندٍ
وهنَّ كذاكَ يبعدنَ المزارا
وَكُلَّ قَتِيلِ مَكْرُمَة ٍ قَتَلْنَا
وأكثرنا الطَّلاقة َ والإسارا
أتفخرُ يا هشامُ وأنتَ عبدٌ
وَغَارُكَ أَلأَمُ الْغِيرانِ غَارَا
وكانَ أبوكَ ساقطة ً دعيَّاً
تُرَدِّدُ دُونَ مَنْصَبِهِ فِخَارَا
نفتكَ هوازنٌ وبنو تميمٍ
وأنكرتِ الشَّمائلَ والنِّجارا
أفخراً حينَ تحملُ قريتاكمْ
ولؤماً في المواطنِ وانكسارا
متى رجتَ امرؤُ القيسِ السِّرايا
مِنَ الأَخْلاَقِ أَوْ حَمَتِ الذِمَارَا
أَلَسْتُمْ أَلأَمَ الثَّقلَيْنِ كَهْلاً
وَشُبَّاناً وَأَلأَمَهُمْ صِغَارَا
تبيَّنَ نسبة ُ المرئيِّ لؤماً
كما بيَّنتِ في الأدمِ العوارا
إِذّا نَسَبُوا إِلى َ الْعَلْيَآءِ قَالُوا
أولاكَ أذلُّ منْ حصبَ الجمارا
أَلاَ لَعَنَ الإِلهُ بِذَاتِ غِسْلٍ
وَمَرْأَة َ مَا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَا
نِسَآءَ بَنِي کمْرِىء ِ الْقَيْسِ اللَّوَاتِي
كسونَ وجوههمْ حمماً وقارا
أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْداً
وَحَالَفْنَ الْمَشَاعِلَ وَالْجِرَارَا
إذا المرئيُّ شبَّ له بناتٌ
عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَة ً وَعَارَا
إذا المرئيُّ سيقَ ليومِ فخرٍ(21/16)
أُهِينَ وَمَدَّ أَبْوَاعاً قِصَارَا
إِذَا مَرَئِيَّة ٌ وَلَدَتْ غُلاَماً
فألأمُ مرضعٍ نشغُ المحارا
تنزَّلَ منْ ترائبِ شرِّ فحلٍ
وحلَّ بشرِّ مرتكضٍ قرارا
إذا المرئيُّ شقَّ الغرسُ عنهُ
تبوَّأ منْ ديارِ اللُّؤمِ دارا
إذا ماشئتَ أنْ تلقى لئيماً
فَأَوْقِدْ يَأْتِكَ الْمَرَئِيُّ نَارَا
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> المشنقة
المشنقة
رقم القصيدة : 2053
-----------------------------------
عاشت في دمي
ثمانية وأربعين عاما
وغادرت متردمي
قبل ثماني وأربعين ثانية
دون وداع
أو تلويحة يد
يسرى أو يمنى سيان
لن أصغي إلا لإيقاع القلب
وليذهب العقل إلى الجحيم
من قال لا إمام سوى العقل؟
أبو العلاء المعري؟
فليذهب هو الآخر
إلى جحيم دانتي
ليظب عرض رسالة الغفران
بما تيسر من سقط الزند
من لزومياته التي لا تلزم أحدا
لن أفعلل السطور
ولو دارت رحى داحس والغبراء من جديد
فليشق الفراهيدي بحره الأحمر
بعصا سحرية
تحول دون خروج أي نفس
من صدر الهرم
لن أثقلها بالقوافي
الاكسسوار للراقصات
والقصيدة ليست جارية
في بلاط أحد
مدير فريق كرة قدم قروي كان
أم مديرا للكون
لن أشكل الكلمات
فكل يضع كمية الملح التي يريد
في طبق استعارته المفضلة
وكمية السكر التي يحتاج
في فنجان كنايته الإسبريسو
اكتشفت مؤخرا
أن الحركات
منونة وغير منونة
فضلا عن كونها ترفا
للميسورين
تثقل حركة القصيدة
وتخنق صهيلها البريء
من دم المكبر
وتقيد حريتها
إلى أبعد الحدود
لن أتنازل عن الحركات فحسب
بل عن الشدات أيضا
فهذه أشد مضاضة
وألد عداء لكل ألوان الهديل
ولكن
برغم كل ما صار
وما سوف يصير
لن أتنازل
بأي شكل من الأشكال
عن الهمزة
وإن أصبحت مشنقتي
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،
ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،
رقم القصيدة : 20530
-----------------------------------
ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،(21/17)
ولا زالَ منهلاًّ بجرعائكِ القطرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
رقم القصيدة : 20531
-----------------------------------
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
على بخلِ المنازلِ بالكلامِ
لميَّة َ بالمعى درجتْ عليها
سَحَبْنُ ذُيُولَهُنَّ بِهَا فَأَمْسَتْ
رِيَاحُ الصَّيْفِ عَاماً بِعْدَ عَامِ
رَجَحْنَ عَلَى بَوَارِحِ كُلِّ نَجْمٍ
وَطَيَّرَتِ الْعَوَاصِفُ بِالثُّمَامِ
تَجَاوِرُهُنَّ بِالْعَرَصَاتِ شُعْثٌ
عَوَاطِلُ قَدْ خُلِعْنَ مِنَ الرَّمَامِ
كَأَنَّ مَغَانِيَ الأَصْرَامِ فيهَا
ملمَّعة ٌ معالمها بشامِ
أَلاَ يَا لَيْتَنَا يَا مَيُّ نَدْري
متى نلقاكِ في عوجِ اللِّمامِ
أَلَمَّ خَيَالُ مَيَّة َ بَعْدَ وَهْنٍ
بريِّ الآلِ خاشعة َ السِّنامِ
رَمَى الإِدْلاَجُ أَيْسَرَ مَرْفِقَيْهَا
بأشعثَ مثلَ أشلاءِ اللُّجامِ
أَنَاحَ فَمَا تَوَسَّدَ غَيْرَ كَفٍّ
لَوَى بِبَنَانِهَا طَرَفَ الزِّمَامِ
رجيعِ تنائفٍ وفيقُ صرعى
توفُّوا قبلَ آجالِ الحمامِ
سروا حتى كأنَّهمْ تساقوا
على راحاتهمْ جرعَ المدامِ
بأغبرَ نازحٍ نسجتْ عليهِ
رِيَاحُ الصَّيْفِ شُبَّاك الْقَتَامِ
بِكُلِّ مُلَمَّعِ الْقَفَرَاتِ غُفْلٍ
بَعِيدِ الْمَآءِ مُشْتَبِهِ الْمَوَامِي
كأنَّ دوَّيهِ منْ بعدِ وهنٍ
دويُّ غناءِ أروعِ مستهامِ
وَسَاهِمَة ِ الْوُجُوهِ مِنَ الْمَهَارَى
ترى عصبَ القطا هملاً إليهِ
كَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الْجَهَامِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
رقم القصيدة : 20532
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
ولا ذو حجاً يستنطقُ الدارَ يُعذرُ
فَسِيرَا فَقَدْ طَالَ الْوُقُوفُ وَمَلَّهُ
قلائصُ أشباهُ الحنيّاتِ ضُمَّرُ(21/18)
أَصَاحِ الَّذِي لَوْ كَانَ مَا بِي مِنَ الْهَوَى
بِهِ لَمْ أَدَعْهُ لاَ يُعَزَّى وَيُنْظَرُ
لكَ الخيرُ هلاّ عُجتَ إذ أنا واقفٌ
أُغِيضُ الْبُكَا في دَارِ مَيٍّ وَأَزْفَرُ
فَتَنْظُرَ إِنْ مَالَتْ بِصَبْرِي صَبَابَتِي
إِلى َ جَزَعِي أَمْ كَيْفَ إِنْ كُنْتُ أَصْبِرُ
إِذَا شِئْتُ أَبْكَانِي بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ
إِلى َ الدَّحْلِ مُسْتَبْدًى لِمَيٍّ وَمَحْضَرُ
وَبِالزُّرْقِ أَطْلاَلٌ لِمَيَّة َ أَقْفَرَتْ
ثلاثة َ أحوالٍ تُراحُ وتُمطرُ
يهيجُ البُكا ألاّ تريمَ وأنَّها
ممرٌّ لأصحابي مراراً ومنظرُ
إذا ما بدتْ حزوى وأعرضَ حاركٌ
مِنَ الرَّمْلِ تَمْشِي حَولَهُ الْعِينُ أَعْفَرُ
وجدتُ فؤادي همَّ أنْ يستخفَّهُ
رجيعُ الهوى منْ بعضِ ما يتذكَّرُ
عَدَتْنِي الْعَوَادِي عَنْكِ يَا مَيُّ بُرْهَة ً
وَقَدْ يُلْتَوَى دُونَ الْحَبِيبِ فَيُهْجَرُ
عَلى َ أَنَّنِي فِي كُلِّ سَيْرٍ أَسِيرُهُ
وفي نظري من نحوِ أرضكِ أصورُ
فَإِنْ تُحْدِثِ الأَيَّامُ يَا مَيُّ بَيْنَنا
فَلاَ نَاشِرٌ سِرّاً وَلاَ مُتَغَيِّرُ
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا خِفْتُ هَفْوَة ً
منَ القلبِ في آثارِ ميٍّ فأُكثرُ
أَلاَ إِنَّمَا مَيٍّ فَصَبْراً بَلِيَّة ٌ
وَقَدْ يُبْتَلى َ الْحُرُّ الْكَرِيمُ فَيَصْبِرُ
تذكِّرُني ميّاً منَ الظّبي عينهُ
مِرَاراً وَفَاهَا الأُقْحُوَانُ الْمُنَوِّرُ
وفي المرطِ منْ ميٍّ توالي صريمة ٍ
وَفِي الطَّوْقِ ظَبْيٌ وَاضِحُ الْجِيدِ أَحْوَرُ
وَبَيْنَ مَلاَثِ الْمِرْطِ وَالطَّوْقِ نَفْنَفٌ
هَضِيمُ الْحَشَا رَأْدُ الْوِشَاحَيْنِ أَصْفَرُ
وَفِي الْعَاجِ مِنْهَا وَالدَّمَالِيجِ وَالْبُرَى
قناً مالئٌ للعينِ ريّانُ عبهرُ
خراعيبُ أملودٌ كأنَّ بنانها
بناتُ النَّقا تخفى مراراً وتظهرُ
تَرَى نصفَهَا نِصْفاً قَنَاة ً قَوِيمَة ً
ونصفاً نقاً يرتجُّ أو يتمرمرُ
تَنْوءُ بِأُخْرَاهَا فَلأْياً قِيَامُهَا(21/19)
وَتَمْشِي الَهُوَيْنَا مِنْ قَرِيبٍ فَتَبْهُرُ
وماءٍ كلونِ الغِسلِ أقوى فبعضُهُ
أَوَاجِنُ أَسْدَامٌ وَبَعْضٌ مُعَوَّرُ
وَرَدْتُ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
نَهُوضٌ بِأُخْرَاهَا إِذَا مَا انْبَرَى لَهَا
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَ
عَلى َ أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ
كَلَوْنِ الْحِصَانِ الأَنْبَطِ الْبَطْنِ قَآئِماً
تَمَايَلَ عَنْهُ الْجُلُّ وَاللَّوْنُ أَشْقَرُ
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَآءَ حَرْفٌ كَأَنَّهَا
مُسَيَّحُ أَطْرَاف الْعَجِيزَة ِ أَصْحَرُ
سنادٌ كأنَّ المسحَ في أخرياتها
على مثلِ خلقاءِ الصَّفا حينَ تخطرُ
نَهوضٌ بأخراها إذا ما انتحى لها
منَ الأرضِ نهّاضُ الحزابيِّ أغبرُ
مُغَمِّضُ أَطْرَافِ الْخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى
مِنَ الآلِ جُلاًّ نَازِحُ الْمَآءِ مُقْفِرُ
ترى فيه أطرافَ الصَّحارى كأنَّها
خياشيمُ أعلامٍ تطولُ وتقصُرُ
يَظَلُّ بِهَا الْحِرْباءُ لِلشَّمْسِ مَاثلاً
عَلَى الْجَذْلِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يُكَبِّرُ
إِذَا حَوَّلَ الظلُّ الْعَشيَّ رَأَيْتَهُ
حَنِيفاً وَفِي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ
غدا أكهبَ الأعلى وراحَ كأنَّهُ
مِنَ الضَّحِّ وَاسْتِقْبَالِهِ الشَّمْسَ أَخْضَرُ
أنا ابنُ الذينَ استنزلوا شيخَ وائلٍ
وعمرو بنَ هندٍ والقنا يتطيَّرُ
سَمَوْنَا لَهُ حَتَّى صَبَحْنَا رِجَاَلهُ
صدورَ القنا فوقَ العناجيجِ تخطِرُ
بذي لجبٍ تدعو عديّاً كماتهُ
إِذَا عَثَّنَتْ فَوْقَ الْقَوَانِسِ عِثْيَرُ
وإنا لحيٌّ ما تزالُ جيادُنا
تُوَطِّىء ُ أَكْبَادَ الْكُمَاة ِ وَتَأْسِرُ
أَخَذْنَا عَلَى الْجَفْرَيْنِ آلَ مُحَرّقٍ
وَلاقَى أَبُو قَابُوسَ مِنَّا وَمُنْذِرُ
وأبرهة َ اصطادتْ صدورُ رماحنا
جِهَاراً وَعُثْنُونُ الْعَجَاجَة ِ أَكْدَرُ
تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَهُ
بِنَافِذَة ٍ نَجْلآءَ وَالْخَيْلُ تَضْبِرُ
أبي فارسُ الحوّاءِ يومَ هُبالة ٍ(21/20)
إِذِ الْخَيْلُ فِي الْقَتْلى َ مِنَ الْقَوْمِ تَعْثُرُ
يُقَدّمُهَا لِلْمَوْتِ حَتَّى لَبَانُهَا
فَمَنْ يَتَصَدَّى مَوْجَهَا حِينَ تَطْحَرُ
كأنَّ فُروجَ اللأمَة ِ السَّردِ شدَّها
على نفسهِ عبلُ الذِّراعينِ مُخدرُ
وعمّي الذي قادَ الرِّبابَ جماعة ً
وسعداً هو الرأسُ الرئيسُ المُؤمَّرُ
يَزِيدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ صَخْرِ بْنِ مَالِكٍ
فذلكَ عمّيَ العُدمُليُّ المُشهَّرُ
عَشِيَّة َ أَعْطَتْنَا أَزِمَّة َ أَمْرِهَا
ضرارٌ بنو القومِ الأغرِّ ومنقَرُ
أبتْ إبلي أنْ تعرفَ الضَّيمَ نيبُها
إِذَا اجِتْيبَ لْلحَرْبِ الْعَوَانِ السَّنَوَّرُ
لَهَا حَوْمة ُ الْعِزِّ التي لاَ يَرُومُهَا
مُخِيضٌ وَمِنْ عَيْلاَنَ نَصْرٌ مُؤَزَّرُ
تَجُرُّ السَّلُوقيَّ الرَّبَابُ وَرَآءَهَا
وسعدٌ يهُزّونَ القنا حينَ تُذعرُ
وعمرٌو وأبناءُ النَّوارِ كانَّهم
بِطَمٍّ كَأَهْوَالِ الدُّجَى حِينَ يَزْخَرُ
فَهَلْ شَاعِرٌ أَوْ فَاخِرٌ غَيْرُ شَاعِرٍ
بِقَوْمٍ كَقَوِمِي أَيُّهَا النَّاسُ يَفْخَرُ
عَلاَ مِنْ يُصَلِّي مِنْ مَعَدٍّ وَغَيْرِهَا
همُ المنصبُ العاديُّ مجداً وعزّة ً
وهمْ منْ حصى الدَّهنا ويبرينَ أكثرُ
وَهُمْ عَلَّمُوا النَّاس الرِيَاسَة َ لَمْ يَسِرْ
بها قبلهمْ منْ سائرِ الناسِ معشرُ
وَهُمْ يَوْمَ أَجْرَاعِ الْكُلاَبِ تَنَازَلُوا
عَلَى جَمْعِ مَنْ سَاقَتْ مُرَادٌ وَحِمْيَرُ
بِضَرْبٍ وَطَعْنٍ بِالرِّمَاحِ كَأَنَّهُ
حَرِيقٌ جَرَى فِي غَابَة ٍ يَتَسَعَّرُ
عشيَّة َ فرَّ الحارثيّونَ بعدما
قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْقَوْمِ هَوْبَرُ
وقال أخو جرمٍ ألا لا هوادة ٌ
ولا وزرٌ إلاّ النّجاءُ المُشمِّرُ
وعبدُ يغوثٍ تحجِلُ الطَّيرُ حولَهُ
قَدِ کحْتَزَّ عُرْشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أنَّنَا آل خِنْدِفٍ
بنا يسمعُ الصَّوتَ الأنامُ ويُبصرُ
لَنَا الْهَامَة ُ الْكُبْرَى التَّي كُلُّ هَامَة ٍ(21/21)
وَإِنْ عَظُمَتْ مِنْهَا أَذَلُّ وَأَصْغَرُ
إذا ما تمضَّرنا فما الناسُ غيرُنا
ونُضعفُ أضعافاً ولا نتمضَّرُ
إذا مُضرُ الحمراءُ عبَّ عُبابُها
فمن يتصدَّى موجها حينَ يطحرُ
أنا ابنُ النَّبيِّينَ الكرامِ فمنْ دعا
أَباً غَيْرَهُمْ لاَ بُدَّ عَنْ سَوْفَ يُقْهَرُ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي سَمَوْتُ لِمَنْ دَعَا
لَهُ الشَّيْخُ إِبراهِيمُ وَالشَّيخُ يُذْكَرُ
لَياَلِي تَحْتَلُّ الأَباَطِحَ جُرْهُمٌ
وَإِذْ بِأبِينَا كَعْبَة ُ اللَّه تَعْمُرُ
نَبِيُّ الْهُدَى مِنَّا وَكُلُّ خَليِفَة ٍ
فَهَلْ مِثْلُ هذَا في الْبَرِيَّة ِ مَفْخَرُ
لَنَا النَّاسُ أَعْطَانَاهُمُ اللّهُ عَنْوَة ً
ونحنُ لهُ والله أعلى وأكبرُ
أنا ابنُ معدٍّ وابنُ عدنانَ أنتمي
إلى منْ لهُ في العزِّ وردٌ ومصدرُ
لَنَا مَوْقِفُ الدَّاعِينَ شُعْثاً عَشيَّة ً
وَحَيْثُ الْهَدَايَا بِالْمَشَاعِرِ تُنْحَرُ
وجمعٌ وبطحاءُ البطاحِ التي بها
لنا مسجدُ اللهِ الحرامُ المُطهَّرُ
وكُلُّ كريمٍ منْ أناسٍ سوائنا
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا خَلْفَنَا يَتَأَخَّرُ
إذا نحنُ رفَّلنا امرءاً سادَ قومهُ
وإنْ لم يكنْ منْ قبلِ ذلكَ يُذكرُ
هَلِ النَّاسُ إِلاَّ نَحْنَ أَمْ هَلْ لِغَيْرِنَا
بَنِي خِنْدِفٍ إِلاَّ الْعَوارِي مِنْبَرُ
أَبُونَا إِياَسٌ قَدَّنَا مِنْ أَدِيمِهِ
لِوَالِدَة ٍ تُدْهِي الْبَنِينَ وَتُذْكِرُ
ومنّا بُناة ُ المجدِ قد علمتْ به
مَعَدٌّ وَمِنَّا الْجَوْهَرُ الْمُتَخَيَّرُ
أنا ابنُ خليلِ اللهِ وابنُ الذي له الـ
ـمشاعرُ حتَّى يصدُرَ الناسُ تُشعرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
رقم القصيدة : 20533
-----------------------------------
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
وَيَوْمَ لِوَى حُزْوَى فَقُلْتُ لَهَا صَبْرَا
تحنُّ إلى ميٍّ كما حنَّ نازعٌ(21/22)
دَعَاهُ الْهَوَى فَارْتَادَ مِنْ قِيْدِه قَصْرَا
فقلتُ اربعا يا صاحبيَّ بدمنة ٍ
بِذِي الرّمْثِ قَدْ أَقْوَتْ مَنَازِلُهَا عَصْرَا
أَرَشَّتْ بِهَا عَيْنَاك حَتَّى كَأَنَّمَا
تَحُلاَّنِ مِنْ سَفْحِ الدُّمُوعِ بِهَا نَذْرَا
وَلاَ مَيَّ إِلاَّ أَنْ تَزورَ بِمُشْرِفٍ
أو الزُّرقِ منْ أطلالها دمناً قفرا
تعفَّتْ لتهتالَ الشِّتاءِ وهوِّشتْ
بها نائجاتِ الصَّيفِ شرقيَّة ً كدرا
فَمَا ظَبْيَة ٌ تَرْعَى مَسَاقِطَ رَمْلَة ٍ
كَسَا الْوَاكِفُ الْغَادِي لَهَا وَرَقاً نَضْرَا
تلاعاً هراقتْ عندَ حوضى وقابلتْ
مِنَ الْحَبْلِ ذِي الأَدْعَاصِ آمِلَة ً عُفْرَا
رأتْ اناً عندَ الخلاءِ فأقبلتْ
ولمْ تبدِ إلاَّ في تصرفها ذعرا
بِأَحْسَنَ مِنْ مَيٍّ عَشِيَّة َ حَاوَلَتْ
لتجعلَ صدعاً في فؤادكَ أو وقرا
بِوَجْهٍ كَقَرْنِ الشَّمسِ حُرٍّ كَأَنَّمَا
تهيضُ بهذا القلبِ لمحتهُ كسرا
وَعَيْنٍ كَأَنَّ الَبْابِلِيَّيْنِ لَبَّسَا
بِقَلْبِكَ مِنْهَا يَوْمَ مَعْقُلَة ٍ سِحْرَا
وذي أشرٍ كالأقحوانِ ارتدتْ بهِ
حَنَادِيجُ لَمْ يَقْرَبْ سِبَاخاً وَلاَ بَحْرَا
وجيدٍ ولبَّاتٍ نواصعَ وضَّحٍ
إذا لمْ تكنْ منْ نضحِ جاديِّهِ صفرا
فيا ميُّ ما أدراكِ أينَ مناخنا
معرَّقة َ الألحي يمانية ً سجرا
قدْ اكتفلتِ بالحزنِ واعوجَّ دونها
ضواربُ منْ خفَّانَ مجتابة ٌ سدرا
حَرَاجِيجَ مَا تَنْفكُّ إِلاَّ مُنَاخَة ً
على الخسفِ أو نرمي بها بلداً قفرا
إِذَا نَزَلَتْ قِيلَ انْزِلُوا وَإذَا
يُغَنِّي بِنَابَيْهِ مُطْلَّحَة ً صُعْرَا
نَشِيجِ الشَّجَا جَآءَتْ إِلَى ضِرْسِهِ نَزْرَا
طَوَاهُنَّ قَوْلُ الرَّكْبِ سِيرُوا إِذَا اكْتَسَى
منَ اللِّيلِ أعلى كلَّ رابية ٍ خدرا
وَتَهْجِيْرُنَا وَالْمَرْوُ حَامٍ كَأَنَّمَا
يطأنَ بهِ، والشَّمسُ بادية ٌ، جمرا
وأرضٍ فلاة ٍ تسحلُ الرِّيحُ متنها
كساها سوادُ اللَّيلِ أردية ً خضرا(21/23)
بِهَا النَّاسُ إِلاَّ أَنْ يَمُرُّوا بِهَا سَفْرَا
طوتنا بها الصُّهبُ المهاري فأصبحتْ
يناصيبُ أمثالِ الرِّماحِ بها غبرا
مِنَ اْلبُعْدِ خَلْفَ الرَّكْبِ يَلْوُونَ نَحْوَهَا
لأعناقهمْ كمْ دونها نظراً شزرا
إِذَا خَلَّفَتْ أَعْنَاقُهُنَّ بَسِيَطَة ً
منَ الأرضِ أو خشباءَ أو جبلاً وعرا
نظرنَ إلى أعناقِ رملٍ كأنَّما
يقودُ بهنَّ الآلُ أحصنة ً شقرا
وسقطٍ كعينِ الدِّيكِ عاورتُ صاحبي
أباها وهيَّأنا لموقعها وكرا
إذا نحنُ لمْ نمسكْ بأطرافها قسرا
قدْ انتتجتْ منْ جانبٍ منْ جنوبها
عَوَاناً وَمِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبهَا بكْرَا
فلمَّا بدتْ كفَّنْتُها وهي طفلة ٌ
بِطَلْسآءَ لَمْ تَكْمُلْ ذِرَاعاً وَلاَ شبْرَا
وقلتُ لهُ: ارفعها إليكَ فأحيها
بِرُوحِكَ وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَة ً قَدْرَا
وظاهرْ لها منْ يابسِ الشَّختِ واستعنْ
عَلَيْهَا الصَّبَا وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا ستْرَا
فَلَمَّا جَرَتْ في الجَزْلِ جَرْياً كَأَنَّهُ
سنا الفجرِ أحدثنا لخالقها شكرا
ذوابلَ مما يجمعونَ ولا خضرا
أخوها أبوها والضَّوى لا يضيرها
وَسَاقُ أَبِيهَا أُمُّهَا اعْتَقَرَتْ عَقْرَا
وقرية ٍ لا جنٍّ ولا أنسيَّة ٍ
مُدَاخِلَة ٍ أَبْوَابُهَا بُنِيَتْ شَزْرَا
وَلِكنَّهَا كَانَتْ لِمَنْزِلِنَا قَدْرَا
ومضروبة ٍ في غيرِ ذنبٍ بريئة ٍ
كَسَرْتُ لأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ كَسْرَا
وَسَوْدَآء مِثْلِ التُرْسِ نَازَعْتُ صُحْبَتي
طفاطفها لمْ نستطعْ دونها صبرا
وَأَبْيَضَ هَفَّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُهُ
فَجِئْتُ بِهِ لِلْقَوْمِ مُغْتَصِباً ضَمْرَا
حملتُ لأصحابي ولَّيتها قترا
وطئنا عليها ماتقولُ لنا هجرا
ولمْ تبدِ ناباً للقتالِ ولا ظفرا
وأسودَ ولاَّجٌ بغيرِ تحيَّة ٍ
على الحيِّ لمْ يجرمِ ولم يحتملْ وزرا
قبضتُ عليهِ الخمسَ ثمَّ تركتهُ
وَلَمْ أَتَّخِذْ إِرْسَالَهُ عِنْدَهُ ذُخْرَا
وَمَيِّتة ِ الأجْلاَدِ يَحْيَا جَنِينُهَا(21/24)
لأَوَّلِ حَمْلٍ ثُمَّ يُورِثُهَا عُقْرَا
وأشعثَ عاري الضَّرَّتينِ مشجَّجٍ
بِأَيْدِي السَّبَايَا لا تَرَى مِثْلَهُ جَبْرَا
كأنَّ على أعراسهِ وبنائهِ
وئيدَ جراحٍ قرَّحٍ ضبرتْ ضبرا
وداعٍ دعاني للنَّدى وزجاجة ٍ
تحسَّيتها لمْ تقنَ ماءً ولاخمرا
ومنسدحٍ بينَ الرَّحا ليسَ يشتكي
إِذَا ضَجَّ وَابْتَلَّتْ جَوَانِبُهُ فَتْرَا
وذو شعبٍ شتَّى كسوتُ فروجهُ
لغاشية ٍ يوماً مقطَّعة ً حمرا
وَخَضْرَاءَ في وَكْرَيْنَ عَرْعَرتُ رَأسَهَا
لأبلي إذا فارقتُ في صحبتي عذرا
وَفَاشيَة ٍ فِي الأَرْضِ تُلْقِي بَنَاتهَا
عَوَارِيَ لاَتُكْسَى دُرُوعاً ولا خُمْرَا
إِذَا مَا الْمَطَايَا سُفْنَهَا لَمْ يَذُقْنَهَا
وَإِنْ كَانَ أَعْلَى نَبْتِهَا نَاعِماً نَضْرَا
محملجة ِ الأمراسِ ملساً متونها
سقتها عصاراتُ السَّرى فبدتْ عجرا
وَوَارِدة ٍ فَرْداً وَذَاتِ قَرِينَة ٍ
تبينُ إذا قالتْ وما نطقتْ شعرا
وبيضاءَ لمْ تطبعْ ولمْ تدرِ ما الخنا
ترى أعينَ الفتيانِ منْ دونها خزرا
إِذَا مَدَّ أَصْحَابُ الصِّبَا بِأَكُفِّهِمْ
وحاملة ٍ ستِّينَ لمْ تلقَ منهمُ
وَإِنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ لاَ يُهِمُّهَا
وأسمرَ قوَّامٍ إذا نامَ صحبتي
خفيفِ الثِّيابِ لا نواري لهُ أزرا
عَدَتْ ذَاتُ بِرْزِيقٍ تَخَالُ بِهَا فَخْرَا
وَأَقْصَمَ سَيَّارٍ مَعَ الْحَيِّ لَمْ يَدَعْ
تراوحُ حافاتِ السَّماءِ لهُ صدرا
وأصغرَ منْ قعبِ الوليدِ ترى بهِ
قباباً مبنَّاة ً وأودية ً خضرا
وشعبٍ أبى أنْ يسلكَ الغفرَ بينهُ
سَلَكْتُ قُرَانَى مِنْ قَيَاسِرَة ٍ سُمْرَا
ومربوعة ٍ ربعيَّة ٍ قدْ لبأتها
بكفَّيَّ في دوَّيَّة ٍ سفراً سفرا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
رقم القصيدة : 20534
-----------------------------------
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
بِنَا عَنْ حَوَانِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ(21/25)
أَجِدِّي إلَى بَابِ ابْنِ عَمْرَة َ إِنَّهُ
منى همِّكِ الأقصى ومأوى الصَّعالكِ
وإنَّكِ في عشرٍ وعشرٍ مناخة ٌ
لَدَى بَابِهِ أَوْ تَهْلِكِي فِي الْهَوَالِكِ
وَجَدْنَاكَ فَرْعَاً عَلِياً يَا ابْنَ مُنْذِرٍ
عَلَى كُلِّ رَأْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَارِكِ
تُسَامِي أَعَالِيهِ الْسَّحَابَ وَأَصْلُهُ
مِنَ الْمَجْدِ فِي ثَأْدِ الْثَّرَى الْمُتَدَارِكِ
فلو سرتَ حتَّى تقطعَ الأرضَ لم تجدْ
فَتَى ً كَابْنِ أَشْيَاخِ الْبَرِيَّة ِ مَالِكِ
أشدَّ إذا ما استحصدَ الحبلُ مرَّة ً
وأجبرَ للمستجبرينَ الضَّرائكِ
وأمضى على هولٍ إذا تهززتْ
من الخوفِ أحشاءُ القلوبِ الفواتكِ
وأحسنُ وجهاً تحتَ أقهبَ ساطعٍ
عَبِيطٍ أَثَارَتْهُ صُدُورُ السَّنَابِكِ
لقدْ بلَّتِ الأخماسُ منكَ بسائسٍ
هَنِيءِ الْجَدَا مُرِّ الْعُقُوبَة ِ نَاسِكِ
تقولُ التي أمستْ خلوفاً رجالُها
يُغيرونَ فوقَ المُلجماتِ العوالكِ
لجارتها: أفنى اللُّصوصَ ابنُ منذرٍ
فَلاَ ضَيْرَ إِنْ لاَ تُغْلِقِي بَابَ دَارِكِ
وَآمَنَ لَيْلَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤْمِنُوا
وما كانَ يُمسي آمناً قبلَ ذلكِ
تَرَكْتَ لُصُوصَ الْمِصْرِ مِنْ بَيْنِ بَآئِسٍ
ومن بينِ مكنوعِ الكراسيعِ باركِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
رقم القصيدة : 20535
-----------------------------------
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
رسوماً كأخلاقِ الرِّداءِ المسلسلِ
أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا
دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ
وَمَا يَوْمُ حُزْوى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابة ً
لعرفانهِ ربعٍ أو لعرفانِ منزلِ
وَكُلَّ أَحَمِّ الْمُقْلَتَيْنِ كَأَنَّهُ
بأجرعِ مرباعٍ مربِّ محلَّلِ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأعضادِ مسجدِ
وَسُفْعٍ مُنَاخَاتٍ رَوَاحِلَ مِرْجَلِ
تَجُرُّ بِهَا الدَّقْعَآءَ هَيْفٌ كَأَنَّمَا(21/26)
تَسُحُّ التُّرَابَ مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخَلِ
كستها عجاجَ البرقينِ وراوحتْ
بذيلٍ من الدَّهنا على الدَّارِ مرفلِ
دعتْ ميَّة ُ الأعدادُ واستبدلتْ بها
خناطيلَ آجالٍ من العينِ خذِّلِ
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي رَاجِعاً مِنْ ضَحَآئِهِ
بِهَا مِثْلَ مَشْي الْهِبْرِزِي الْمُسَرْوَلِ
إلى كلِّ بهوٍ ذي أخٍ يستعدهُ
إِذَا هَجَرَتْ أَيَّامُهُ لِلتَّحَوُّلِ
تَرَى بَعَرَ الصِيرَّانِ فِيهِ وحَوْلَهُ
جَدِيداً وَعَامِيّاً كَحَبِ الْقَرَنْفُلِ
أبنَّ بهِ عودُ المباءة ِ طيِّبٌ
نَسِيمَ البِنَانِ فِي الْكِنَاسِ الْمُظَلَّلِ
إذا ذابتْ الشَّمسُ اتَّقى صقراتها
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَة ِ مُعْبِلِ
يحفِّرهُ عنْ كلِّ ساقٍ دفينة ٍ
وَعنْ كُلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرَى مُتَغَلغْلِ
تَوَخَّاهُ بِالأظْلاَفِ حَتى َّ كَأَنَّمَا
يثيرُ الكبابَ الجعدَ عنْ متنِ محملِ
وَكُلَّ مُوَشَّاة ِ الْقَوَائِمِ نَعْجَة ٍ
لَهَا ذَرَعٌ قَدْ أَحْرزَتْهُ وَمُطْفِلِ
تَرِيعُ لَهُ رَيْعَ الْهِجَانِ وَأَقْبَلَتْ
لَهَا فِرَقُ الآجَالِ مِنْ كُلِّ مَقْبَلِ
أخو الإنسِ منْ طولِ الخلاءِ مغفَّلِ
يُصِرّفُ لِلأَصْوَاتِ جيِداً كَأَنَّهُ
إذا برقتْ فيهِ الضُّحى صفحَ منصلِ
وَآدَمَ لبَّاسٍ إِذَا وَضَّحَ الضُّحَى
لأَفْنَانَ أَرْطَى الأَقْدحَيْنِ الْمُهَدَّلِ
فيا كرمَ السَّكنِ الذينَ تحمَّلوا
منَ الدَّارِ والمستخلفِ المتبدِّلِ
وَأَضْحَتْ مَبَادِيهَا قِفَاراً بِلاَدُهَا
كأنْ لمْ سوى أهلٍ منْ الوحشِ تؤهلُ
كأنْ لمْ تحلَّ الرُّزقَ ميٌّ ولمْ تطأ
بِجَرْعَآءِ حُزْوَى ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ
إلَى مَلْعَبٍ بَيْنَ الْحِوآءَيْنَ مَنْصَفٍ
قَرِيبِ الْمَزَارِ طَيِّبِ التَّرْبِ مُسْهَلِ
تلاقى بهِ حورُ العيونِ كانَّها
مها عقدٍ محرَ نجمٍ غيرِ مجفلِ
ضَرَجْنَ الْبُرُودَ عَنْ تَرَآئِبِ حُرَّة ٍ
وعنْ أعينٍ قتلننا كلَّ مقتلِ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَ مِنْ ثَلاَثٍ وَأْرْبَعٍ(21/27)
تَبَسَّمْنَ إيِمَاضَ الْغَمَامِ الْمُكَلَّلِ
يُهَادِينَ جَمَّآءَ الْمَرَافِقِ وَعْثَة ً
وَلَمْ يَزْحَلِ الْحَيُّ النَّوَى كُلَّ مَزْحَلِ
أَنَاة ً بَخَنْدَاة ً كَأَنَّ إِزَارَهَا
إِذَا انْجَرَدَتْ مِنْ كُلَّ دِرْعٍ وَمِفْضَلِ
على عانكٍ منْ رملِ يبرينَ رشَّهُ
أهاضيبُ تلبيدٍ فلمْ يتهيَّلِ
هَضِيمَ الْحَشَى يَثْنِي الذّرَاعَ ضَجيِعُهَا
عَلَى جِيدِ عَوْجَآءِ الْمُقَلَّدِ مُغْزِلِ
تعاطيهِ أحياناً إذا جيدَ جودة ً
رضاباً كطعمِ الزَّنجبيلِ المعسَّلِ
وَتَأْتِي بِأَطْرَافِ الشّفَاهِ تَرَشُّفاً
عَلَى وَاضِحِ الأَنْيَابِ عَذْبِ الْمُقَبَّلِ
رشيفَ الهجانينِ الصَّفا رقرقتْ بهِ
عَلَى ظَهْرِ صَمْدٍ بَغْشَة ٌ لَمْ تُسَيِّلِ
عَقِيلَة ُ أَتْرَابٍ كَأَنَّ بِعَيْنِهَا
إِذَا اسْتَيْقَظَتْ كُحْلاً وَإِنْ لَمْ تُكَحِّلِ
إذا أخذتْ مسواكها صقلتْ بهِ
ثَنَايَا كَنَوْرِ الأُقْحُوَانِ الْمُهَطَّلِ
لياليَ ميٌّ لمْ يحاربكَ أهلها
تقاربُ حتى يطمعَ التَّابعُ الصِّبا
وليستْ بأدنى منْ إيابِ المنخَّلِ
ألاَ رُبَّ ضَيْفٍ لَيْسِ بِالضَّيْفِ لَمْ يَكُنْ
لِيَنزِلَ إِلاَّ بِامْرِىء ٍ غَيْرِ زُمَّلِ
أتاني بلا شخصٍ وقدْ نامَ صحبتي
فبتُّ بليلِ الآرقِ المتململِِ
فلما رأيتُ الصُّبحَ أقبلَ وجههُ
عليَّ كإقبالِ الأغرِّ المحجَّلِ
رفعتْ لهُ رحلي على ظهرِ عرمسٍ
رواعِ الفؤادِ حرَّة ِ الوجهِ عيطلِ
طوتْ لقحاً مثلَ السِّرارِ فبشَّرتْ
بِأَسْحَمَ رَيَّانِ الْعَسِيبِة مُسْبَلِ
إِذَا هِيَ لَمْ تَعْسِرْ بِهِ ذَنّبَتْ بِهِ
تُحَاكِي بِهِ سَدْوَ النَّجَاة ِ الْهَمْرْجَلِ
كما ذبَّبتْ عذراءُ غيرُ مشيحة ٍ
بعوضَ القرى عنْ فارسيٍّ مرفَّلِ
بِأَذْنَابِ طَاؤُوسَيْنِ ضَمَّتْ عَلَيْهِمَا
جميعاً وقامتْ في بقيرٍ ومرفلِ
كأنّ حبابيْ رملة ٍ حبوا لها
بِحَيْثُ اسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنَاخٍ وَمُرْسَلِ
مُغَارٌ وَمَشْزُورٌ بَدِيِعَانِ فِيهِمَا(21/28)
شَنَاحٍ كَصَقْبِ الطَّآئِفِ الْمُتَنَخَّلِ
تزمُّ بي الأركوبَ أدماءُ حرَّة ٌ
نهوزٌ وإنْ تستذملِ العيسُ تذملِ
سنادٌ سبنتاة ٌ كأنَّ محالها
ضريسٌ بطيٍّ منَ صفيحٍ وجندلِ
رَعَتْ مُشْرِفاً فَالأَحْبُلَ الْعُفْرَ حَوْلَهُ
إلى رمثِ خزوى في عوازبَ أبَّلِ
ذَخيِرَة َ رَمْلٍ دَافَعَتْ عَقِداتُهُ
أذى الشَّمسِ عنها بالرُّكامِ العقنقلِ
مكوراً وجدراً من رخامى وخلقهِ
وَمَا اهْتَزَّ مِنْ ثُدَّآئِهِ الْمُتَرَبِّلِ
هَجَآئِنَ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَافِيرِ ضَرْبُهَا
أَخَذْنَا أَبَاهَا يَوْمَ دَارَة ِ مَأْسَلِ
تُخَالُ الْمَهَى الْوَحْشِي لَوْلاَ تُبِينُهَا
شُخُوصُ الذُّرَى لِلنَّاظِرِ الْمُتَأمِلِ
يَسُوفُ بِهِ التَّالِي عُصَارَة َ خَرْدَلِ
وجوزاءها استغنينَ عنْ كلِّ منهلِ
وعارضنَ ميَّاسَ الخلاءِ كأنَّما
يَطُفْنَ إذَا رَاجَعْنَهُ حَوْلَ مِجْدَلِ
كأنَّ على أنسائهنَّ فريقة ً
إذا ارتعنَ منْ ترجيعِ آدمَ سحبلِ
بِأَصْفَرِ وَرْدٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا
وَكَآئِنْ تخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَمِنْ نَآئِمٍ عَنْ لَيْلِهَا مُتَزَمِّلِ
وَمِنْ جَوْفِ مَآءٍ عَرْمَضُ الْحَوْلِ فَوْقَهُ
متى يحسُ منهُ مائحُ القومِ يتفلِ
بِهِ الذِّئْبُ مَحْزُوناً كَأَنَّ عُوَاءَهُ
عواءُ فصيلٍ آخرَ الليلِ محثلِ
يَخُبُّ وَيَسْتَنْشي وَإِنْ تَأْتِ نَبْأة ٌ
على سمعهِ ينصبْ لها ثمَّ يمثلِ
أفَلَّ وَأَقْوَى فَهْوَ طَاوٍ كَأَنَّمَا
يُجَاوِبُ أَعْلَى صَوْتِهِ صَوْتُ مُعْوِلِ
وَكَمْ جَاوَزَتْ مِنْ رَمْلَة ٍ بَعْدَ رَمْلَة ٍ
وَصَحْرَاءَ خَوْقَآءِ الْمَسَافَة ِ هَوْجَلِ
بها رفضٌ منْ كلِّ خرجاءِ صعلة ٍ
وأخرجَ يمشي مثلَ مشيِ المخبَّلِ
عَلَى كَلِّ خَرْبَآءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ
حَمُولَة ُ طَالٍ بِالْعَنِيَّة ِ مُهْمِلِ
ومنْ ظهرِ قفِّ منْ تطأهُ ركابهُ
على سفرٍ في صرَّة ِ القيظِ ينعلِ
تظلُّ بهِ أيدي المهارى كأنَّها(21/29)
مَخَاريِقُ تَنْبُو عَنْ َسَياسيَّ قُحَّلِ
ترى صمدهُ في كلِّ ضحِّ تعينهُ
حرورٌ كتشعالِ الضِّرامِ المشعَّلِ
يُدَوِّهُ رقْرَاقُ السَّرَابِ برَأْسِهِ
كما دوَّمتْ في الخيطِ فلكة ُ مغزلِ
وَيُضْحي بِهِ الرَّعْنُ الْخُشَامُ كَأَنَّهُ
وراءَ الثنايا شخصُ أكلفِ مرقلِ
لَعَلَّكَ يَا عَبْدَ امْرِىء الْقَيْسِ مُقْعِيا
بمرأة ِ فعلَ الخاملِ المتذلِّلِ
مسامٍ إذا اصطكَّ العراكُ وأزحلتْ
أَبَاكَ بَنُو سَعْدٍ إِلَى شَرِّ مُزْحَلِ
بِقَوْمٍ كَقَوْمِي أَوْ لَعَلَّكَ فَاخِر
بخالٍ كزادِ الرّكبِ أو كالشَّمردلِ
وَمُعْتَدِّ أَيَّامءٍ كَأَيَّامِنَا الَّتِي
رَفَعْنَا بِهَا سَمْكَ الْبِنَآءِ الْمُطَوَّلِ
كَيَوْمِ ابْنِ هِنْدٍ وَالْجِفَارِ وَقَرْقَرَى
وَيَوْمٍ بِذي قَارٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
إذَا الخَيْلُ مِنْ وَقْعِ الرِمّاحِ كَأَنَّهَا
وعولٌ أشارى والوغى غيرُ منجلِ
وقدْ جرَّدَ الأبطالُ بيضاً كأنَّها
مَصَابِيحُ تَذْكُو بِالذُّبالِ الْمُفَتَّلِ
على كلِّ منشقِّ النِّسا متمطِّرِ
أَجَشَّ كَصَوْبِ الْوَابِلِ الْمُتَهَلِّلِ
وَشَوْهَآءَ تَعْدُو بي إِلَى صَارِخِ الْوَغَى
بمتسلئمٍ مثلَ البعيرِ المدجَّلِ
متى ما يواجهها ابنُ أنثى رمتْ بهِ
معَ الجيشِ يبغيها المغانمَ تثكلِ
ونحنُ انتزعنا منْ شميطٍ حياتهُ
جِهَازاً وَعَصَّبْنَا شُتَيْراً بِمُنْصَلِ
ونحنُ انتجعنا أهلنا بابنِ جحدرٍ
تُعَنِيّه أَغْلاَلُ الأَسِيرِ الْمُكَبَّلِ
وملتمسٌ يا ابنَ امرئِ القيسِ إنْ رمتْ
بكَ الحربُ جاليْ صعبة ِ المترجَّلِ
قتيلاً كبسطامٍ ترامتْ رماحنا
بِهِ بَيْنَ أَقْوَازِ الكَثيِبِ الْمُسَلْسَلِ
وعبدَ يغوثَ استنزلتهُ رماحنا
ببطنِ الكلابِ بينَ غابٍ وقسطلِ
عشيَّة َ يدعو الأ يهمينِ فلمْ يجبْ
ندى صوتهِ إلاَّ بقتلِ معجَّلِ
عليكَ امرأَ القيسِ التمسْ منْ فعالها
ودعْ مجدَ قومٍ أنتَ عنهمْ بمعزلِ
تَجِدْهُ بِدَارِ الذّلِّ مُعْتَرِفاً بِهَا(21/30)
إذا ظعنَ الأقوامُ لمْ يتحوَّلِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
رقم القصيدة : 20536
-----------------------------------
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
لميَّة َ أيهاتَ المُحيلُ من العهدِ
أَحِينَ أَعَاذَتْ بِي تَمِيمٌ نِسَآءَهَا
وَجُرِّدْتُ تَجْرِيدَ الْحُسَامِ مِنَ الْغِمْدِ
وَمَدَّتْ بِضَبْعَيَّ الرِّبَابُ وَمَالِكٌ
وعمرٌو ومالتْ من ورائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَآءٌ كَأَنَّهُ
دُجا اللّيلِ محمودُ النِّكاية ِ والرَّفدِ
تَمَنَّى ابْنُ رَاعِي الإِبْلِ شَتْمِي وَدُونَهُ
مَعَاقِلُ صَعْبَاتٌ طِوَالٌ عَلَى الْعَبْدِ
مَعَاقِلُ لَوْ أَنَّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أَذَلَّ مِن الْقِرْدِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
رقم القصيدة : 20537
-----------------------------------
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
كَأَنَّهُمُ يُرِيدُونَ احْتِمَالاَ
فبتُّ كأنَّني رجلٌ مريضٌ
أَظُنُّ الْحَيَّ قَدْ عَزِمُوا الزِّيَالاَ
وَبَاتُوا يُبْرِمُونَ نَوى ً أَرَادَتْ
بهمْ لسواءِ طيَّتكِ انفتالا
وَذِكْرُ الْبَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤَادِي
ويعقبُ في مفاصلي امذلالا
فأغوا في السَّوادِ فذرَّ قرنٌ
وَقَدْ قَطَعُوا الزِّيَارَة َ والْوِصَالاَ
فَكِدتُّ أَمُوتُ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْهِمْ
ولمْ أرَ ناويَ الأظعانِ بالى
فأشرفتُ الغزالة َ رأسَ حوضى
أُرَاقِبُهُمْ وَمَا أُغْنَى قِبَالاَ
كَأَنِّي أَشْهَلُ الْعَيْنَيْنِ بَازٍ
عَلَى عَلْيَآءَ شَبَّهَ فَاسْتَحَالاَ
وَتَهْجِيرِي إِذَا الْيَعْفُورُ قَالاَ
وَأَجْرَعَهُ الْمُقَابَلَة َ الشِّمَالاَ
وقدْ جعلوا السبيَّة َ عنْ يمينٍ
مقادَ المهرِ واعتسفوا الرِّمالا
كأنَّ الآلَ يرفعُ بينَ حزوى(21/31)
وَرَابِيَة ِ الْخَويِّ بِهِمْ سَيَالاَ
وفي الأظعانِ مثلُ مها رماحٍ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والْمِحَالاَ
تجوَّفَ كلَّ أرطأة ٍ ربوضٍ
تَرَى مِنْ بَيْنِ ثَنْيَّتِهِ خِلاَلاَ
أولاكَ كأنَّهنَّ أولاكَ إلاَّ
شوى ً لصواحبِ الأرطى ضئالا
وأنَّ صواحبَ الأحذارِ جمٌّ
وَأَنَّ لَهُنَّ أَعْجَازَاَ ثِقَالاَ
وأعناقَ الظِّباءِ رأينَ شخصاً
نصبنَ لهُ السَّوالفَ أو خبالا
رخيماتُ الكلامِ مبطَّناتٌ
جَوَاعِلُ فِي الْبَرَى قَصْبَاً خِدَالاَ
جمعنَ فخامة ً وخلوصَ عتقٍ
وحسناً بينَ ذلكَ واعتدالا
كأنَّ جلودهنَّ مموَّهاتٌ
على أبشارها ذهباً زلالا
وَمَيَّة ُ فِي الظَّعَائِنِ وَهْيَ شَكَّتْ
سوادَ القلبِ فاقتتلَ اقتتالا
عشيَّة َ طالعتْ لتكونَ داءً
جَوى ً بَيْنَ الْجَوَانِحِ أَوْ سُلاَلاَ
تُرِيكَ بَيَاضَ لَبَّتِهَا وَوَجْهاً
كقرنِ الشَّمسِ أفتقَ ثمَّ زالا
أصابَ خصاصة ً فبدا كليلاً
كَلاَ وَانْغَلَّ سَآئِرُهُ انْغِلاَلاَ
وَأَشْنَبَ وَاضِحاً حَسَنَ الثَّنّايَا
ترى في بينِ نبتتهِ خلالا
كَأَنَّ رُضَابَهُ مِنْ مَآءِ كَرْمٍ
تَرَقْرَقَ فِي الزُّجَاجِ وَقَدْ أَحَالاَ
يشجُّ بماءِ سارية ٍ سقتهُ
على صمَّانهِ رصفاً فسالا
وَأَسْحَمَ كَالأسَاوِدِ مُسْبَكِرَّاً
عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفَالاَ
وَمَيَّة ُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ خَدّاً
وسالفة ً وأحسنهُ قذالا
فلمْ أرَ مثلهُ نظراً وعيناً
ولا أمَّ الغزالِ ولا الغزالا
هِيَ السُّقْمُ الَّذِي لاَ بُرْءَ مِنْهُ
وَبُرْءُ السُّقْمِ لَوْ رَضَخَتْ نَوَالاَ
كَذَاكَ الْغَانِيَاتُ فَرَغْنَ مِنَّا
عَلَى الْغَفْلاَتِ رَمْيَاً واخْتِيَالاَ
فَعَدِّ عَنِ الصِّبَا وَعَلَيْكَ هَمَّاً
توقَّشَ في فؤادكَ واحتيالا
فبتُّ أروضُ صعبَ الهمِّ حتى
أجلتُ جميعَ مرَّتهِ مجالا
إِلَى ابْنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ
قطعتُ بنعفِ معقلة َ العدالا
قروتُ بها الصَّريخة لا شخاتاً
غداة َ رحيلهنَّ ولا حيالا(21/32)
نجائبَ منْ نتاجِ بني غريرٍ
طوالَ السَّمكِ مفرعة ً نبالا
مُضَبَّرَة ً كَأَنَّ صَفَا مَسيلٍ
كَسَا أَوْرَاكَهَا وَكَسَا الْمَحَالاَ
يخدنَ بكلِّ خاوية ِ المبادي
تَرَى بَيْضَ النَّعَامِ بِهَا حِلاَلاَ
كأنَّ هويَّهنَّ بكلِّ خرقٍ
هَوِيُّ الرُّبْدِ بَادَرَتِ الرِّئَالاَ
مُذَبَّبَة ً أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وإدلاجي إذا ما الليلُ ألقى
عَلَى الضُّعَفَاءِ أَعْبَآءً ثِقَالاَ
إذاغ خفقتْ بأمقهَ صحصحانٍ
رؤوسَ القومِ والتزموا الرِّحالا
وضعنَ سخالهنَّ وصرنَ آلا
وربَّ مفازة ٍ قذفَ جموحٍ
تغولُ منحِّبَ القربِ اغتيالا
قطعتُ إذا تجوَّفتِ العواطي
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وَضَالاَ
على خوصاءَ يذرفُ مأقياها
منَ العيديِّ قدْ لقيتْ كلالا
إذا بركتْ طرحتْ لها زمامي
وَلَمْ أَعْقِلْ بِرُكْبَتِهَا عِقَالاَ
وشعرٍ قدْ أرقتُ لهُ غريبٍ
أجنِّبهُ المساندَ والمحالا
فبتُّ أقيمهُ وأقدُّ منهُ
قوافيَ لا أعدُّ لها مثالا
غَرَآئِبَ قَدْ عُرِفْنَ بِكُلِّ أُفْقٍ
مِنَ الآفَاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالاَ
فَلَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَة ٍ حَصَانٍ
بحمدِ اللهِ موجِبة ً عضالا
ولمْ أمدحْ لأرضيهِ بشعري
لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا
وَلكِنَّ الْكِرَامَ لَهُمْ ثَنَائِي
فلا أخزى إذا ما قيلَ: قالا
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً
فقلتُ لصيدحَ: انتجعي بلالا
تناخي عندَ خيرِ فتى ً يمانٍ
إِذَا النَّكْبَآءُ نَاوَحَتِ الشِّمَالاَ
ندى ً وتكرُّما ولبابَ لبٍّ
إِذَا الأَشْيَاءُ حَصَّلَتِ الرِّجَالاَ
وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَة َ غَوْرِ عَقْلٍ
إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ
وَخَيْرِهِمُ مَآثِرَ أَهْلَ بَيْتٍ
وَأَكْرَمِهِمْ وَإِنْ كَرُمُوا فَعَالاَ
بَنَى لَكَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ
وأنتَ تزيدهمْ شرفاً جلالا
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ
ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
أَبُو مُوسَى فَحَسْبُكَ نِعْمَ جَدّاً(21/33)
وشيخُ الرَّكبِ خالكَ نعمَ خالا
كَأَنَّ النَّسَ حينَ تَمُرُّ حَتَّى
عواتقَ لمْ تكنْ تدعُ الحجالا
قِيَاماً يَنْظُرونَ إلَى بِلاَلٍ
رِفَاقُ الْحَجِّ أَبْصَرَتِ الْهِلاَلاَ
فقد رفعَ الإلهُ بكلِّ أفقٍ
لِضَوْئِكَ يَا بِلاَلُ سَنَاً طُوَالاَ
وأعطيتَ المهابة َ والجمالا
أشمُّ أغرُّ أزهرُ هبرزيٌّ
يَعُدُّ الرَّاغِبِينَ لَهُ عِيَالاَ
تَزِيدُ الْخَيْزُرَانَ يَدَاهُ طِيبَاً
ويختالُ السَّريرُ بهِ اختيالا
ترى منهُ العمامة َ فوقَ وجهٍ
كأنَّ على صحيفتهِ صقالا
يُقَسِّمُ فَضْلَهُ والسِّرُّ مِنْهُ
جميعٌ لا يفرِّقهُ شلالا
يضمِّنُ سرَّهُ الأحشاءَ إلاَّ
وثوبَ الليثِ أخدرَ ثمَّ صالا
وَمَجْدٍ قَدْ سَمَوْتَ لَهُ رَفِيعٍ
وخصمٍ قدْ جعلتَ لهُ خبالا
وَمُعْتَمِدٍ جُعِلْتَ له رَبِيعاً
وطاغٍ قدْ جعلتَ لهُ نكالا
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
أعدَّ لهُ السِّفارة َ والمحالا
وكلُّهمْ ألدُّ لهُ كظاظٌ
أعدَّ لكلِّ حالِ القومِ حالا
أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ
وَلاَ خَصْمَانِ يَغْلِبُهُ جِدَالاَ
قَضَيْتُ بِمِرَّة ٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ
فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ
وحُقَّ لمنْ أبو موسى أبوهُ
يُوَقِّقُهُ الَّذِي نَصَبَ الْجِبَالاَ
حواريُّ النبيِّ ومنْ أناسٍ
هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِىء َ النِّعَالاَ
هُوَ الْحَكَمُ الَّذِي رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
لِسَمْكِ الدِّينِ حينَ رَأوهُ مَالاَ
ومنتابٍ أناخَ إلى بلالٍ
فلا زهداً أصابَ ولا اعتلالا
ولا عقصاً بحاجتهِ ولكنْ
عطاءً لمْ يكنْ عدَّة ً مطالا
معَ البيضِ الكواعبِ والحلالا
تبوَّاَ فابتنى وبنى أبوهُ
فأعرضَ في المكارمِ واستطالا
يرى مدحَ الكرامِ عليهِ حقَّاً
ويذهبهنَّ أقوامٌ ضلالا
وما الوسميُّ أولهُ بنجدٍ
تهلَّلَ في مساربهِ انهلالا
بذي لجبٍ تعارضهُ بروقٌ
شُبُوبَ الْبَلْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
فَلَمْ تَدَعِ الْبَوَارِقُ بَطْنَ عَرْضٍ
رغيبٍ سيلهُ إلاَّ مسالا(21/34)
أصابَ الناسَ منقمسَ الثُّريا
بِسَاحِيَة ٍ وَأَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
وَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بِعَيْنٍ
سجومِ الماءِ فانسحلَ انسحالا
وَنَثَرتُهَا وَجَبْهَتُهَا هَرَاقَتْ
عَلَيْهِ المَآءَ فَاكْتَهَلَ اكْتِهَالاَ
أَبَتْ عَزْلاَءُ كُلِّ نَشَاصِ نَجْمٍ
على آثارهِ إلاَّ انحلالا
فصارَ حيَّاً وطبَّقَ بعدَ خوفٍ
على حرِّيَّة ِ العربِ الهزالا
كَأَنَّ مُنَوَّرَ الْحَوْذَانِ يُضْحِي
يشبُّ على مساربهِ الذُّبالا
بِأَفْضَلَ فِي الْبَرِيَّة ِ مِنْ بِلاَلٍ
إِذَا مَيَّلْتَ بَيْنَهُمَا مَيَالاَ
أبا عمرو وإنْ حاربتَ يوماً
فأنتَ اللَّيثُ مدَّرعاً جلالا
إِذا لَقِحَتْ بِشِرَّتِهَا فَشَالَتْ
بِأَطْرَافِ الْقَنَا لِمَنْ اسْتَشَالاَ
فَأَنْتَ أَشّدُّ إِخْوَتِهَا عَلَيْهَا
وأحسنهمْ لدرَّتها ائتيالا
إذا اضطربوا بمعتركٍ قياماً
على جردِ العوابسِ أو نزالا
تُسَعِّرُهَا بِأَبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ
كَضَوْءِ الْبَرْقِ يَخْتَلِسُ الْقِلاَلاَ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
رقم القصيدة : 20538
-----------------------------------
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
وهائجة ٌ صبابتكَ الرُّسومُ
نعمْ طرباً كما نضحتْ فريٌّ
أو الخلقُ المُبينُ بها الهُزومُ
بَهَا عُفْرُ الظِبَآءِ لَهَا نَزِيبٌ
وَآجَالٌ مَلاَطِمُهُنّ شِيمُ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
تكشَّفَ عنْ كواكبها الغُيومُ
عفتْ وعهودُها متقادماتٌ
وَقَدْ يَبْقِى لَكَ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ
وقدْ يُمسي الجميعُ أولو المحاوي
بَهَا الْمُتَجَاوِرُ الْحِلَلَ الْمُقِيمُ
أَبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ
كأنَّ نجارَ نُقبتهِ أديمُ
وأمثالُ النِّعاجِ منَ الغواني
تُزيِّنُها الملاحة ُ والنَّعيمُ
كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيُونُ عِينٍ
تُربِّيها بأسنمة َ الجميمُ
جَعَلْنَ الْحَلْيَ فِي قَصَبٍ خِدَالٍ
وأزَّرهنَّ بالعقدِ الصَّريمُ(21/35)
وَسَاجِرَة ِ السَّرَابِ مِنَ الْمَوَامِي
تَرَقَّصُ فِي عَسَاقِلِهَا الأُرُومُ
تَمُوتُ قَطَا الْفَلاَة ِ بَهَا أُوَاماً
ويَهلكُ في جوانبها النَّسيمُ
بَهَا غُدُرٌ وَلَيْسَ بِهَا بِلاَلٌ
وأشباحٌ تحولُ وما تريمُ
قطعتُ بفتية ٍ وبيعملاتٍ
تُلاطمُهنَّ هاجرة ٌ هجومُ
نلوثُ على معارفنا وترمي
وَنَرْفَعُ مِنْ صُدُورِ شَمَرْدَلاَتٍ
يصُكُّ وجوهها وهجٌ أليمُ
تلثَّمُ في عصائبَ منْ لغامٍ
إِذَا الأَعْطَافُ ضَرَّجَهَا الْحَمِيمُ
وَقَدْ أكَلَ الْوَجِيفُ بِكُلِّ خَرْقٍ
عَرَائِكَهَا وَهُلِّلَتِ الْجُرُومُ
وَقَطْعُ مَفَازَة ٍ وَرُكُوبُ أُخْرَى
تَكِلُّ بَهَا الضُّبَارِمَة ُ الرَّسُومُ
وَمُعْتَقَلِ اللِّسَانِ بَغَيْرِ خَبْلٍ
يَمِيدُ كَأَنَّهُ رَجُلٌ أَمِيمُ
تَبَلَّغَ بَارِحِيٌّ كَرَاهُ فِيهِ
وآخرُ قبلهُ فلهُ نئيمُ
أقمتُ لهُ سراهُ بمدلهمٍّ
أَمَقَّ إِذَا تَخَاوَصَتِ النُّجُومُ
مللتُ بهِ الثَّواءَ وأرَّقتني
همومٌ لا تنامُ ولا تُنيمُ
وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
رقم القصيدة : 20539
-----------------------------------
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
وَنَأمُلُ سَيْبَ غَيْثِكَ يَا بِلاَلُ
دَعَا لَكُمُ الرَّسُولُ فَلَمْ تَضِلُّوا
هدى ً ما بعدَ دعوتهِ ضلالُ
بَنَى لَكُمُ الْمَكَارِمَ أَوَّلُوكُمْ
فقدْ خلدتْ كما خلدَ الجبالُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الخروج من مرج ابن عامر
الخروج من مرج ابن عامر
رقم القصيدة : 2054
-----------------------------------
أخرُجوا من نوافذِ روحي * أريدُ التَّنَفُّسَ هذا الصّباحَ * اخرجُوا الآنَ مِنِّي * أريدُ التّسكُّعَ مِلْءَ اشْتهائي * أريدُ الرّحيلَ إليها على مَتْنِ ريحٍ تجيدُ الرّحيلَ إلى حيثُ لا شيْءَ إلاّ أصابعُ شم(21/36)
أخرُجوا من مُسَوَّدَتي واترُكوني * تريدُ مُسَوَّدَتي أن تشمَّ بياضًا يَبيضُ على قممٍ لا تراها العيونُ * اخرُجوا من عباءةِ ليلِي مساءً * فليلِي يريدُ البقاءَ وحيدًا إلى أن يجيءَ الصّباحُ وتشرقَ شـ
أخرُجوا من حظيرةِ خيلي سريعًا * فخيلي تريدُ الصّهيلَ * اخرُجوا من حضارةِ حُلْمِي * فحُلْمِي حزينٌ يريدُ البكاءَ * اخرُجوا من مرايا حروفي * حروفي تريدُ التَّوَحُّدَ في ما وراءَ المرايا * اخرُجوا
أخرُجوا * لا أريدُ عكاكيزَ من ورقٍ في حرائقِ روحي تعيثُ كلامًا وتطحنُ ماءً * مهاميزَ من قلقٍ في شرانقِ ريحي تُجَعْلِكُ ثوبَ الحريرِ ودربَ الحريرِ * اخرُجوا * لا تديرُوا الوجوهَ إلى الخلفِ كيلا كزوجة
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
رقم القصيدة : 20540
-----------------------------------
كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
منَ الأرضِ أو مكتوبة ٌ بمدادِ
إذَا قُلتُ تَعْفُو لاَحَ مِنْهَا مُهَيِّجُ
عَلَييُّ الْهَوَى مِنْ طَارِفٍ وَتِلاَدِ
وما أنا في دارٍ لميٍّ عرفتها
بِجَلْدٍ وَلاَ عَيْنِي بِهَا بِجَمَادِ
أصابتكَ ميٌّ يومَ جرعاءِ مالكٍ
بوالجة ٍ منْ غُلَّة ٍ وكُبادِ
طويلُ تشكِّي الصَّدرِ إياهما بهِ
على ما يرى منْ فُرقة ٍ وبعادِ
ودوِّيَّة ٍ مثلِ السَّماءِ اعتسفتُها
وَقَدْ صبَغ اللَّيْلُ الْحَصَى بِسَوادِ
بِهَا مِنْ حَسِيس الْقَفْرِ صَوْتٌ كَأَنَّهُ
غناءُ أناسيٍّ بها وتنادِ
إذا ركبُها النّاجونَ حانتْ بجوزها
لهم وقعة ٌ لم يبعثوا لحيادِ
وأرواحِ خرقٍ نازحٍ جزعتْ بنا
زهاليلُ ترمي غولَ كلِّ نجادِ
إلى أنْ يشقَّ اللَّيلَ وردٌ كأنَّهُ
وراءَ الدُّجا هادي أغرَّ جوادِ
وَلَمْ يَنْقُضُوا التَّوْرِيكَ عَن كُلِّ نَاعِجٍ
وروعاءَ تعمي باللُّغامِ سنادِ
وكائنْ ذعرنا منْ مهاة ٍ ورامحٍ
بِلاَدُ الْوَرَى لَيْسَتْ لَهُ بِبِلادِ(21/37)
نفتْ وغرة ُ الجوزاء منْ كلِّ مربعٍ
لَه بِكَنَاسٍ آمِنٍ ومَرَادِ
ومنْ خاضبٍ كالبكرِ أدلجَ أهلُهُ
فراغَ عنِ الأحفاضِ تحتَ بجادِ
ذعرناهُ عنْ بيضٍ حسانٍ بأجرعٍ
حَوَى حَوْلَهَا مِنْ تُرْبِهِ بِإِيَادِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
رقم القصيدة : 20541
-----------------------------------
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
لَهَا زَمَنٌ ظَلَّتْ بِكَ الأَرْضُ تَرْجُفُ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأجذامَ مسجدٍ
سَحِيقِ الأَعَالِي جَدْرُهُ مُتَنَسَّفُ
وَقَفْنَا وَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفِ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدَّارِ تهتفُ
فعدَّيتُ عنها ثمَّ قلتُ لصاحبي
وقدْ هاجَ ما قد هاجَ والدَّمعُ يذرفُ
لَقَدْ كَانَ أَيْدِي النَّاسِ مِنْ أُمِ سَالِمٍ
مشاريطهُ أو كادتْ النَّفسُ تعزفُ
تبيَّنْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
بأعراضِ أنقاضِ النَّقا تتعسَّفُ
يُجَاهِدْنَ مَجْرًى مِنْ مَصِيفٍ تَصَيَّرَتْ
صَرِيمَة ُ حَوْضَى فَالشِّبَالُ فَمُشْرِفُ
فأصبحنَ يمهدنَ الخدورَ بسدفة ٍ
وقلنَ: الوشيجُ الماءُ والمتصيِّفُ
وبالعطفِ منْ حزوى جمالٌ مناخة ٌ
على شحطها في عرصة ِ الدَّارِ تصرفُ
غُرَيْرِيَّة َ الأَنْسَابِ أَوْ شَدَنِيَّة ً
عليهنَّ منْ نسجِ ابن داودَ زخرفُ
لدنْ غدوة ٍ حتى امتدَّتْ الضُّحى
وحثَّ القطينُ الشَّحشحانُ المكلَّفُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
رقم القصيدة : 20542
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
بحيثُ انحنى عن قنعِ حوضى كثيبُها
دِيَارٌ لِمَيٍّ أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُهَا
عَلَى طِيَّة ٍ زَوْرَآءَ شَتَّى شُعُوبُهَا
وَهَبَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ حَتَّى تَنَكَّرَتْ(21/38)
عَلَى الْعَيْنِ نَكْبَاوَاتُهَا وَجَنُوبُهَا
وأقوتْ منَ الآناسِ حتَّى كأنَّما
عَلَى كُلِّ شَبْحٍ أُلْوَة ٌ لاَ يُصِيبُهَا
وَحَتَّى كَأَنَّ الْوَاضِحَ الأَسْفَعَ الْقَرَا
مِنَ الْوَحْشِ مَوْلَى رَسْمِهَا وَنَسِيبُهَا
أَرَشَّتْ لَهَا عَيْنَاكَ دَمْعاً كَأَنَّهُ
كُلَى عَيِّنٍ شَلْشَالُهَا وَصَبِيبُهَا
أَلاَ لاَ أَرَى الْهِجْرَانَ يَشْفِي مِنَ الْهَوَى
ولا واشياً عندي بميٍّ يعيبُها
كَأَنَّي أُنَادِي مَاتِحاً فَوْقَ رَحْلِهَا
بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ شَوْقِي هُبُوبُهَا
هوى ً تذرفُ العينانِ منهُ وإنَّما
هوى كلِّ نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبُها
ألا ليتَ شعري هلْ يموتنَّ عاصمٌ
وَلَمْ تَشْتَعِبْني لِلْمَنَايَا شَعُوبُهَا
وهل يجمعنْ صرفُ النَّوى بينَ أهلنا
عَلَى الشَّحْطِ وَالأّهْوَآءُ يَدْعُو غَرِيبُهَا
رمى اللهُ منْ حتفِ المنيّة ِ عاصماً
بِقَاضِيَة ٍ يُدْعَى لَهَا فَيُجِيبُهَا
وأشعثَ مغلوبٍ على شدنيَّة ٍ
يَلُوحُ بِهَا تَحْجِينُهَا وَصَلِيبُهَا
أَخِي شُقَّة ٍ رَخْوِ الْعِمَامَة ِ مَنَّهُ
بتطلابِ حاجاتِ الفؤادِ طلوبُها
تُجَلّي السُّرَى مِنْ وَجْهِهِ عَنْ صَفِيحَة ٍ
عَلَى السَّيْرِ مِشْرَاقٍ كَرِيمٍ شُحُوبُهَا
وَنَى غَرْفُهُ وَالدَّلْوُ نَآءٍ قَلِيبُهَا
رجعتُ بميٍّ روحهُ في عظامهِ
وكم قبلَها منْ دعوة ٍ لا يُجيبُها
وَحَرْفٍ نِيَافِ السَّمْكِ مُقْوَرَّة ِ الْقَرَا
دواءُ الفيافي: ملعُها وخبيبُها
كأنَّ قتودي فوقَها عُشُّ طائرٍ
لَنَا بَيْنَ أَجْوَازِ الْفَيَافِي سُهُوبُهَا
أقمتُ بها إدلاجَ شُعثٍ أملَّهمْ
سقامُ الكرى توصيمُها ودبيبُها
مغذّينَ يعرَورونَ واللَّيلُ جاثمٌ
عَلَى الأَرضِ أَفْيَافاً مَخُوفاً رُكُوبُهَا
بِنَآئِيَة ِ الأَخْفَافِ مِنْ شَعَفِ الذُّرَى
نبالٍ تواليها رحابٍ جيوبُها
إِذَا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُهَا ثِنْيَ بَكْرة ٍ
بِتَيْهَآءَ لَمْ تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُهَا(21/39)
تَنَاسَيْتُ بِالْهِجْرانِ مَيّاً وإِنَّنِي
إِلَيْهَا لَحَنَّانُ الْقَرُونِ طَرُوبُهَا
بَدَا الْيَأْسُ مِنْ مَيٍّ عَلَى أَنَّ نَفْسَهُ
طَوِيلٌ عَلَى آثَارِ مَيٍّ نَحِيبُهَا
دواعي الهوى منْ حبِّها فأُجيبُها
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
رقم القصيدة : 20543
-----------------------------------
بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
كَسَحْقِ سَبَا بَاقِي السُّخُومِ رَحيضُهَا
عفتْ غيرَ أنصابٍ وسُفعٍ مواثلٍ
طويلٍ بأطرافِ الرَّمادِ عضيضُها
كأنْ لم تكنْ منْ أهلِ ميٍّ محلَّة ٌ
يُدمِّنُها رُعيانُها وربيضُها
أكفكفُ منْ فرطِ الصَّبابة ِ عبرة ً
فتتئقُ عيني مرَّة ً وأغيضُها
فَدَعْ ذِكْرَ عَيْشٍ قَدْ مَضَى لَيْسَ رَاجِعاً
وَدُنْيَا كَظِلِّ الْكَرْمِ كُنَّا نَخُوضُهَا
فيا منْ لقلبٍ قدْ عصاني متيَّمٍ
لميٍّ ونفسٍ قد عصاني مريضُها
فَقُولاَ لِمَيٍّ إِنْ بِهَا الدَّارُ سَاعَفَتْ
أَلاَ مَا لِمَيٍّ لاَ تُؤدَّى فُرُوضُهَا
فَظَنِّي بِمَيٍّ إِنَّ مَيّاً بَخِيلة ٌ
مَطُولٌ وَإِنْ كَانَتْ كَثِيراً عُرُوضُهَا
أرقتُ وقد نامَ العيونُ لمُزنة ٍ
تَلأْلأَ وَهْناً بَعْدَ هَدْءٍ وَمِيضُهَا
أرقتُ لهُ وحدي وقدْ نامَ صحبتي
بطيئاً منَ الغورِ التَّهامي نُهوضُها
وَهَبَّتْ لَهُ رِيحُ الْجَنُوبِ تَسُوقُهَا
كما سيقَ موهونُ الذِّراعِ مهيضُها
فَلَمَّا عَلَتْ أَقْبَالَ مَيْمَنَة ِ الْحِمَى
رمتْ بالمراسي واستهلَّ فضيضُها
إِلَيْكَ وَلِيِّ الْحَقِّ أَعْلَمْتُ أَرْكُباً
أتوكَ بأنضاءٍ قليلٍ خفوضُها
نواجٍ إذا ما اللَّيلُ ألقى ستورَهُ
وَكَانَ سَوَآءً سُودُ أَرْضٍ وَبيِضُهَا
مقاري همومٍ ما تزالُ عواملاً
كأنَّ نغيضَ الخاضباتِ نغيضُها
كَأَنَّ رَضِيخَ الْمَرْوِ مِنْ وَقْعِهَا بِهِ
خذاريفُ منْ بيضٍ رضيخٍ رضيضُها(21/40)
برى نيَّها عنها التهجُّرُ والسُّرى
وَجَوْبُ صَحَارٍ لاَ تَزَالُ تَخُوضُهَا
ذرعنَ بنا أجوازَ كلِّ تنوفة ٍ
مُلمِّعة ٍ والأرضُ يُطوى عريضُها
قفارٌ محُولٌ ما بها متعلَّلٌ
سوى جرَّة ٍ من رجعِ فرثٍ تفيضُها
فما بلَّغتكَ العيسُ منْ حيثُ قرِّبتْ
مِنَ الْبُعْدِ إِلاَّ جَهْدُهَا وَجَرِيضُهَا
إِذَا حُلَّ عَنْهَا الرِّحَالُ وَأُلْقِيَتْ
طَنَافِسُ عَنْ عُوجٍ قَلِيلٍ نَحِيضُهَا
فنعمَ أبو الأضيافِ ينتجعونهُ
وَمَوْضِعُ أَنْقَاضٍ أَنِيٍّ نُهُوضُهَا
جميلُ المُحيّا همُّهُ طلبُ العُلا
معيدٌ لإمرارِ الأمورِ نقوضُها
كَسَاكَ الَّذِي يَكْسُو الْمَكَارِم حُلَّة ً
مِنَ الْمَجْدِ لاَ تَبْلَى بَطِيئاً نُفُوضُهَا
حبتكَ بأعلاقِ المكارمِ والعُلا
خِصَالُ الْمَعَالِي قَضُّهَا وَقَضِيضُهَا
سيأتيكمُ منِّي ثناءٌ ومِدحة ٌ
مُحَبَّرَة ٌ صَعْبٌ غَرِيضٌ قَريضُهَا
سيبقى لكم ألاّ تزالَ قصيدة ٌ
إِذَا اسْحَنْفَرَتْ أُخْرَى قَضِيبٌ أَرُوضُهَا
رياضة َ مخلوجٍ وكلُّ قصيدة ٍ
وإن صعبتْ سهلٌ عليَّ عروضُها
وقافية ٍ مثلِ السِّنانِ نطقتُها
تَبِيدُ الْمَهَارَى وَهْيَ بَاقٍ مَضِيضُهَا
وتزدادُ في عينِ الحبيبِ ملاحة ً
وَيَزْدَادُ تَبْغِيَضاَ إِلَيْهَا بَغِيْضُهَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
رقم القصيدة : 20544
-----------------------------------
وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
إِذَا فَارَعَتْ يَوْماً عَلى َ الْمَجْدِ عَامِرُ
مَسَامِيحَ أَبْطَالاً كِرَاماً أَعِزَّة ً
إذا شلَّ منْ بردِ الشِّتاءِ الخناصرُ
أشدُّ امرئٍ قبضاً على أهلِ ريبة ٍ
وَخَيْرُ وُلاَة ِ الْمُسْلِمِينَ الْمُهَاجِرُ
تعاقبُ منْ لا ينفعُ العفوُ عندهُ
وَتَعْفُو عَنِ الْهَافِي وَقَبْضُكَ قَادِرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ(21/41)
أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ
رقم القصيدة : 20545
-----------------------------------
أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ
تصابيتَ حتَّى ظلَّتِ العينُ تدمعُ
نعمْ عبرة ً ظلَّتْ إذا ما وزعتُها
بحلمي أبتْ منها عواصٍ تترَّعُ
تصابيتَ واهتاجتْ لها منكَ حاجة ٌ
ولوعٌ أبتْ أقرانُها ما تُقطَّعُ
إذَا حَانَ مِنْهَا دُونَ مَيٍّ تَعَرُّضٌ
لنا حنَّ قلبٌ بالصَّبابة ِ مولعُ
وَمَا يَرْجِعُ الْوَجْدُ الزَّمَانَ الذِي مَضَى
وما للفتى في دمنة ِ الدارِ مجزعُ
عشيَّة َ ما لي حيلة ٌ غيرَ أنَّني
بِلَقْطِ الْحَصى وَالخَطِّ فِي التُّرْبِ مُولَعُ
أَخُطُّ وأمْحُو الْخَطَّ ثُمَّ أُعِيدُهُ
بِكَفَّيَّ وَالْغِرْبَانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ
كأنَّ سناناً فارسيّاً أصابني
على كبدي بلْ لوعة ُ الحبِّ أوجعُ
ألا ليتَ أيامَ القلاتِ وشارعٍ
رجعنَ لنا ثمَّ انقضى العيشُ أجمعُ
لَيَالِي لاَ مَيٌّ بَعِيدٌ مَزَارُهَا
ولا قلبهُ شتَّى الهوى متشيَّعُ
وَلاَ نَحْنُ مَشْؤُومٌ لَنَا طَآئِرُ النَّوَى
وما ذلَّ بالبينِ الفؤادُ المُروَّعُ
وَتَبْسِمُ عَنْ عَذْبٍ كَأَنَّ غُرُوبَهُ
أقاحي تردَّاها منَ الرَّملِ أجرعُ
جَرَى الإِسْحِلُ الأَحْوَى بِطَفْلٍ مُطَرَّفٍ
على الزُّهرِ منْ أنيابِها فهي نصَّعُ
كَأَنَّ السُّلاَفَ الْمَحْضَ مِنْهُنَّ طَعْمُهُ
إذا جعلتْ أيدي الكواكبِ تضجعُ
على خصراتِ المستقى بعدَ هجعة ٍ
بِأَمْثَالِهَا تَرْوَى الصَّوَادِي فَتَنْقَعُ
وَأَسْحَمَ مَيَّالٍ كَأَنَّ قُرُونَهُ
أساودُ واراهنَّ ضالٌ وخروَعُ
أرى ناقتي عندَ المُحصَّبِ شاقها
رواحُ اليماني والهديلُ المُرجَّعُ
فقلتُ لها : قرِّي فإنَّ ركابنا
وَرُكْبَانَهَا مِنَ حَيْثُ تَهْوَيْنَ نُزَّعُ
وهنَّ لدى الأكوارِ يُعكسنَ بالبُرى
على غرضٍ منّا ومنهنَّ وُقَّعُ
فَلَمَّا مَضَتْ بَعْدَ الْمُثَنِّيْنَ لَيْلَة ٌ
وَزَادَتْ عَلَى عَشْرٍ مِنَ الشَّهْرِ أَرْبَعُ(21/42)
سرتْ منْ منى ً جنحَ الظَّلامِ فأصبحتْ
ببسيانَ أيديها معَ الفجرِ تملَعُ
وَهَاجِرَة ٍ شَهْبَاءَ ذَاتِ وَدِيقَة ٍ
يكادُ الحصى من حَميها يتصدَّعُ
نصبتُ لها وجهي وأطلالَ بعدما
أزى الظِّلُّ واكتنَّ اللَّياحُ المُولَّعُ
إِذَا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانِينَ وَالْتَقَتْ
سَبَارِيتُ أَشْبَاهٌ بِهَا الآل يَمْصَعُ
عسفتُ اعتسافَ الصَّدعِ كلَّ مهيبة ٍ
تظلُّ بها الآجالُ عنّي تصوَّعُ
وَخَرْقٍ إِذَا الآلُ اسْتَحَارَتْ نِهَآؤُهُ
بِهِ لَمْ يَكَدْ فِي جَوْزِهِ السَّيْرُ يَنْجَعُ
قَطَعْتُ وَرَقْرَاقُ السَّرَابِ كَأَنَّهُ
سَبَائِبُ فِي أَرْجَآئِهِ تَتَرَيَّعُ
وَقَدْ أَلْبَسَ الآلُ الأَيَادِيمَ وَارْتَقَى
على كلِّ نشزٍ منْ حوافيهِ مقنعُ
بِمُخْطَفَة ِ الأَرْجاءِ أَزْرَى بِنَيِّهَا
جذابُ السُّرى بالقومِ والطَّيرُ هجَّعُ
إذا انجابتِ الظَّلماءُ أضحتْ رؤوسهم
عليهنَّ من طولِ الكرى وهيَ ظلَّعُ
يُقيمونها بالجهدِ حالاً وتنتحي
بها نشوة ُ الإدلاجِ أخرى فتركعُ
تَرَى كُلَّ مَغْلُوبٍ يَميدُ كَأَنَّهُ
بِحَبْلَيْنِ فِي مَشْطُونَة ٍ يَتَبَوَّعُ
أَخِي قَفَراتٍ دَبَّبَت فِي عِظَامِهِ
شُفَافَاتُ أَعْجَازِ الْكَرَى وَهْوَ أَخْضَعُ
عَلَى مُسْلَهِمَّاتٍ شَغَامِيمَ شَفَّهَا
غريباتُ حاجاتٍ ويهماءُ بلقعُ
بَدَأْنَا بِهَا مِنْ أَهْلِنَا وَهْيَ بُدَّنٌ
فَقَدْ جَعَلَتْ فِي آخِرِ اللَّيلِ تَضْرَعُ
وَمَا قِلْنَ إلاَّ سَاعَة ً فِي مُغْوَّرٍ
وَمَا بِتْنَ إلاَّ تِلْكَ وَالصُّبْحُ أَدْرَعُ
وهامٍ تزلُّ الشَّمسُ عنْ أمَّهاتهِ
صِلاَبٍ وَأَلْحٍ فِي الْمَثَانِي تَقَعْقَعُ
تَرَامَتْ وَرَاقَ الطَّيْرَ فِي مُسْتَرَادِهَا
دمٌ في حوافيها وسخلٌ موضَّعُ
عَلَي مُستَوٍ نَازٍ إذَا رَقَصتْ بِهِ
دياميمُهُ طارَ النَّعيلُ المُرقَّعُ
سمامٌ نجتْ منهُ المهارى وغُودرتْ
أَراحِيبُهَا والْمَاطِلِيُّ الْهَملَّعُ
قَلآئِصُ مَا يُصْبِحْنَ إلاَّ رَوَافِعاً(21/43)
بِنَا سِيرة ً أَعْنَاقُهُنَّ تَزَعْزَعُ
يخدنَ إذا بارينَ حرفاً كأنَّها
أحمُّ الشَّوى عاري الظَّنابيبِ أقرعُ
جُمَالِيَّة ٌ شَدْفَاءُ يَمْطُو جَدِيلَهَا
نهوضٌ إذا ما اجتابتِ الخرقَ أتلَعُ
عَلَى مِثْلِهَا يَدْنُو الْبَعِيدُ وَيَبْعُدُ الْـ
قريبُ ويُطوى النّازحُ المتنعنعُ
إذَا أَبْطَأَتْ أَيْدِي امْرِى ِء الْقَيْسِ بِالْقِرَى
عَنِ الرَّكْبِ جَآءَتْ حَاسِرَاً لا تُقَنَّعُ
من السُّودِ طلساءُ الثّيابِ يقودُها
إلى الرَّكبِ في الظَّلماءِ قلبٌ مشيَّعُ
أَبَى اللّهُ إلاَّ أَنْ عَارَ بَنَاتِكُمْ
بِكُلِّ مَكَانٍ يَاامْرأَ الْقَيْسِ أَشْسَعُ
كَأَنَّ مُنَاخَ الرَّاكِبِ الْمُبْتغِي القِرَى
إذَا لَمْ يَجِدْ إلاّ امْرَأَ الْقَيْسِ بَلْقَعُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
رقم القصيدة : 20546
-----------------------------------
خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
على طللٍ بينَ النَّقا والأخارمِ
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ حَدِيثاً وَقَدْ أَتَى
لَهُ مَا أَتَى لِلْمُزْمِنِ الْمُتَقَادِمِ
سَلاَمَ الَّذي شَقَّتْ عَصَا الْبَيْنِ بَيْنَهُ
وبينَ الهوى من إلفهِ غيرَ صارمِ
وَهَلْ يَرْجِعُ التَّسْلِيمَ رَبْعٌ كَأَنَّهُ
بسائفة ٍ قفرٍ ظهورُ الأراقمِ
دِيَارٌ مَحَتْهَا بَعْدَنَا كُلُّ ذَبْلَة ٍ
دروجٍ وأحوى يهضبُ الماءَ ساجمِ
أَنَاخَتْ بِهَا الأَشْرِاطُ وَاسْتَوْفَضَتْ بِهَا
حصى الرَّملِ راداتُ الرِّياحِ الهواجمِ
ثَلاَثُ مُرِبَّاتٍ إِذَا هِجْنَ هَيْجَة ً
قذفنَ الحصى قذفَ الأكفِّ الرَّواجمِ
ونكباءُ مهيافٌ كأنَّ حنينها
تحدُّثُ ثكلى تركبُ البوَّ رائمِ
وَمِنْ فِتْيَة ٍ كَانَتْ حَنِيفَة ُ بُرْءَهَا
تمُدُّ بأعناقِ الجِمالِ الهوارمِ
لعرفانها والعهدُ ناءٍ وقد بدا
لذي نُهية ٍ أنْ لا إلى أمِّ سالمِ(21/44)
جَرَى الْمَآءُ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتَّى كَأَنَّهُ
فرائدُ خانتها سُلوكُ النَّواظمِ
عشيَّة َ لو تلقى الوُشاة َ لبيَّنتْ
عيونُ الهوى ذاتَ الصُّدورِ الكواتمِ
عَهِدَنَا بِهَا لَوْ تُسْعِفُ الْعُوجُ بِالْهَوَى
رِقَاقَ الثَّنَايَا وَاضِحَاتِ الْمَعَاصِمِ
هجانٌ جعلنَ السُّورَ والعاجَ والبُرى
على مثلِ برديِّ البطاحِ النَّواعمِ
إِذَا الْخَزُّ تَحْتَ الأَتْحَمِيَّاتِ لُثْنَهُ
بمُردفة ِ الأفخاذِ ميلِ المآكمِ
لَحَفْنَ الْحَصَى أَنْيَارَهُ ثُمَّ خُضْنَهُ
نهوضَ الهجانِ الموعثاتِ الجواشمِ
رويداً كما اهتزَّتْ رماحٌ تسفَّهتْ
أَعَالِيَهَا مَرُّ الرِّيَاحِ النَّواسِمِ
إذا غابَ عنهنَّ الغيورانِ تارة ً
وَعَنَّا وَأَيَّامُ النُّحُوسِ الأَشَائِمِ
أَرَيْنَ الَّذِي اسَتَوْدَعْنَ سَوْدَآءَ قَلْبِه
هوى ً مثلَ شكِّ الأزأنيِّ النَّواجمِ
عيونَ المها والمسكَ يندى عصيمُهُ
عَلَى كُلِّ خَدٍّ مُشْرِقٍ غَيْرِ وَاجِمِ
وحُوّاً تجلِّي عنْ عذابٍ كأنَّها
إذا نغمة ٌ جاوبنها بالجماجمِ
ذُرَى أُقْحَوَانِ الرَّمْلِ هَزَّتْ فُرُوعَهُ
صَباً طَلَّة ٌ بَيْنَ الْحُقُوفِ الْيَتَائِمِ
كأنَّ الرِّقاقَ المُلحماتِ ارتجعنها
عَلَى حَنْوَة ِ الْقُرْيَانِ تَحْتَ الْهَمَآئِمِ
وريحِ الخزامى رشَّها الطَّلُّ بعدما
دنا الليلُ حتَّى مسَّها بالقوادمِ
أُولاsئِكَ آجَالُ الْفَتَى إِنْ أَرَدْنَهُ
بقتلٍ وأسبابِ السَّقامِ المُلازمِ
يُقَرِّبْنَ حَتَّى يَطْمَعَ التَّابعُ الصِّبَى
وتهتزَّ أحشاءُ القلوبِ الحوائمِ
حديثاً كطعمِ الشَّهدِ حلواً صدورُهُ
وأعجازُهُ الخُطبانُ دونَ المحارمِ
وهنَّ إذا ما قارفَ القولُ ريبة ً
تَجَوَّزَ مِنْهَا زَائِرٌ بَعْدَ مَا دَنَتْ
مِنَ الْغَوْرِ أَرْدَافُ النُّجُومِ الْعَوَائِمِ
إِلَى هَاجِعٍ في مُسْلَهِمّيْنَ وَقَّعُوا
إِلَى جَنْبِ أَيْدِي يَعْمَلاَتٍ سَوَاهِمِ
إِذَا قَالَ: يَا ... ، قَدْ حَلَّ دَيْنِي؛ قَضَيْنَهُ(21/45)
أمانيَّ عندَ الزّاهراتِ العواتمِ
وكائنْ نضتْ منْ جوزِ رملٍ وجاوزتْ
إليكِ المهارى منْ رعانِ المخارمِ
ومجهولة ٍ تيهاءَ تغضي عيونها
على البُعدِ إغضاءَ الدَّوى غيرَ نائمِ
فَلاَة ٍ مَرَوْرَاة ٍ تَرَامَى إِذَا مَرَتْ
بها الآلَ أيدي المُصغياتِ الرّواسمِ
قطعتُ بصهباءِ العثانينِ أسأرتْ
سُرَى اللَّيْلِ مِنْهَا آلَ قَرْمٍ ضُبَارِمِ
تَرَاهُنُّ بِالأَكْوَارِ يَخْفِضْنَ تَارَة ً
وينصبنَ أخرى مثلَ وخدِ النَّعائمِ
منَ الأُدمى والرَّملِ حتَّى كأنَّها
قِسِيٌّ بَرَايَا بَعْدَ خَلْقٍ ضُبَارِمِ
ورحلي على عوجاءَ حرفٍ شملَّة ٍ
منَ الجرشعيّاتِ العظامِ المحازمِ
غُرَيْرِيَّة ٍ صَهْبَآءَ فِيهَا تَعَيُّسٌ
وَسُوْجٍ إِذَا اغْبَرَّتْ أُنُوفُ الْمَخَارِمِ
كأنَّ ارتحالَ الرَّكبِ يرمي برحلها
على بازلٍ قرمٍ جُلالٍ علاكمِ
طوي البطنِ عافي الظَّهرِ أقصى صريفهُ
عِنْ الشَّوْلِ شَذَّانَ الْبِكَارِ الْعَوَارِمِ
إذا شمَّ أنفَ البردِ ألحقَ بطنهُ
مِرَاسُ الأَوَابِي وامْتَحَانُ الْكَوَاتِمِ
أقولُ لدهناويَّة ٍ عوهجٍ جرتْ
لنا بينَ أعلى عُرفة ٍ فالصّرائمِ
أيا ظبية َ الوعساءِ بينَ جُلاجلٍ
وبينَ النَّقا آأنتِ أمْ أمُّ سالمِ
هِيَ الشِّبْهُ إِلاَّ مِدْرَيَيْهَا وَأُذْنَهَا
سواءً وإلاّ مشقة ً في القوائمِ
أعاذلُ إنْ ينهضْ رجائي بصدرهِ
إِلَى ابْنِ حُرَيْثٍ ذي النَّدَى والْمَكَارِمِ
فرُبَّ امرئٍ تنزو منَ الخوفِ نفسهُ
جلا الغمَّ عنهُ ضوءُ وجهِ المُلازمِ
أغَرُّ لُجَيْمِيٌّ كَأَنَّ قَمِيصَهُ
على نصلِ صافي نقبة ِ اللَّونِ صارمِ
يُوَالِي إِذَا اصْطَكَّ الْخُصُومُ أَمَامَهُ
وُجُوهَ الْقَضَايا مِنْ وُجُوهِ المْظَالِمِ
صَدُوعٌ بِحُكْمِ اللهِ في كُلِّ شِبْهَة ٍ
ترى الناسَ في ألباسها كالبهائمِ
سَقَى اللهُ مِنْ حَيٍّ حَنِيفَة َ إِنَّهُمْ
مَسَامِيحُ ضَرَّابُونَ هَامَ الْجَمَاجِمِ
أناسٌ أصدُّوا الناسَ بالضَّربِ عنهمُ(21/46)
صدودَ السَّواقي عن رؤوس المخارمِ
همُ قرَنوا بالبكرِ عمراً وأنزلوا
بأسيافهمْ يومَ العروضِ ابنَ ظالمِ
مقارٍ إذا العامُ المُسمَّى تزعزعتْ
بِشَفَّانِهِ هُوجُ الرِّيَاحِ الْعَقَآئِمِ
أحارِ بنَ عمرو لامرئِ القيسِ تبتغي
بِشَتْمِيَ إِدْرَاكَ الْعُلَى والْمَكَارِمِ
كأنَّ أباها نهشلٌ أو كأنَّها
بِشِقْشِقَة ٍ مِنْ رَهْطِ قَيْسِ بْن عَاصِمِ
وغيرُ امرئِ القيسِ الرَّوابي وغيرُها
يُداوى بهِ صدعُ الثَّأى المُتفاقمِ
عَذَرْتُ الذُّرَى لَوْ خَاطَرَتَنْي قُرُومُهَا
فما بالُ أكّارينَ فُدعِ القوائمِ
بَني آبِقٍ مِنْ أَهْلِ حَوْرَانَ لَمْ يَكُنْ
ظَلُوماً وَلاَ مُسْتَنْكِراً لِلْمَظَالِمِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
رقم القصيدة : 20547
-----------------------------------
زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ الْعَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
تيكَ امرؤُ القيسِ محمرَّاً عنافقها
كأنَّ آنفها فوقَ اللُّحى الصُّلبُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20548
-----------------------------------
خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
على طللٍ بينَ القلاتِ وشارعِ
به ملعبٌ منْ معصفاتٍ نسجنهُ
كَنَسْجِ الْيَمَانِي بُرْدَهُ بِالْوَسَآئِعِ
وَقَفْنَا فَقُلْنَا إِيهِ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ
وَمَا بَالُ تَكْلِيمِ الدِّيَار الْبلاَقِعِ
فَمَا كَلَّمَتْنَا دَارُهَا غَيْرَ أَنَّهَا
ثَنَتْ هَاجِسَاتٍ مِنْ خَيَالٍ مُرَاجِعِ
ظَلِلْتُ كَأّنِّي وَاقِفٌ عِنْدَ رَسْمِهَا
بحاجة ِ مقصورٍ لهُ القيدُ نازعِ
تَذَكُّرَ دَهْرٍ كَانَ يَطْوِي نَهَارَهُ
رقاقُ الثَّنايا غافلاتُ الطَّلائعِ
عفتْ غيرَ آجالِ الصَّريمِ وقدْ يُرى(21/47)
بها وُضَّحُ اللُّبّاتِ حورُ المدامعِ
كأنّا رمتنا بالعيونِ التي بدتْ
جَآذِرُ حَوْضَى مِنْ جُيُوبِ الْبَرَاقعِ
إَذَا الْفَاحِشُ الْمِغْيَارُ لَمْ يَرْتَقِبْنَهُ
مددنَ حبالَ المُطمعاتِ الموانعِ
تَمَنَّيْتُ بَعْدَ النَّأيِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ
بِهَا بَعْضَ رَيْعَاتِ الدِّيَارِ الْجَوَامِعِ
فَمَا الْقُرْبُ يَشْفِي مِنْ هَوَى أُمِ سَالِمٍ
وَمَا الْبُعْدُ مِنْهَا مِنْ دَوَآءٍ بِنَافِعِ
مِنَ الْبِيضِ مِبْهَاجٌ عَلَيْهَا مَلاَحَة ٌ
نُضَارٌ وَرَيْعَانُ الْحِسَانِ الرَّوَآئِعِ
هيَ الشَّمسُ إشراقاً إذا ما تزيَّنتْ
وَشِبْهُ النَّقَا مُغْتَرَّة ً فِى الْمَوَادعِ
وَلَمَّا تَلاَقَيْنَا جَرَتْ مِنْ عُيُونِنَا
دُمُوعٌ كَفَفْنَا مَآءَهَا بِالأصَابِعِ
وَنِلْنَا سِقَاطاً مِنْ حَدِيثٍ كَأَنَّهُ
جنى النَّحلِ ممزوجاً بماءِ الوقائعِ
فَدَعْ ذَا وَلكِنْ رُبَّ وَجْنآءَ عِرْمِسٍ
دواءٍ لغولِ النّازحِ المتواضعِ
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَهُوزٌ بِرَأْسِهَا
إذا ائتزرَ الحادي ائتزارَ المُصارعِ
كَأَنَّ الْوَلاَيَا حِيْنَ يُطْرَحْنَ فَوْقَهَا
عَلَى ظَهْرِ بُرْجٍ مِنْ ذَوّاتِ الصَّوَامِعِ
قطعتُ بها أرضاً ترى وجهَ ركبها
إِذَا مَا عَلَوْهَا مُكْفَأَ غَيْرَ سَاجِعِ
كَأَنَّ قُلُوبَ الْقَوْمِ مِنْ وَجَلٍ بِهَا
هوتْ في خوافي مُطعماتٍ لوامعِ
مِنَ الزُّرْقِ أَوْ صُقْعٍ كَأَنَّ رُؤُوسَهَا
منَ القهزِ والقُوهيِّ بيضُ المقانعِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا لِتَشْبِيهِ نَبْأَة ٍ
صَهٍ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ دَوِيَّ الْمَسَامِعِ
كأنِّي ورحلي فوقَ أحقبَ لاحهُ
مِنَ الصَّيْفِ شَلُّ الْمُخْلِفَاتِ الرَّوَاجِعِ
مُمَرٍّ أَمَرَّتْ مَتْنَهُ أَسَدِيَّة ٌ
يَمَانِيَة ٌ حَلَّتْ جُنُوبَ الْمَضَاجِعِ
دَعَاهَا مِنَ الأَصْلاَبِ أَصْلاَبِ شُنْظُبٍ
أخاديدُ عهدٍ مستحيلِ المواقعِ
كَسَا الأَرْضَ بُهْمَى غَضَّة ً حَبَشِيَّة ً
تؤاماً ونُقعانُ الظُّهورِ الأقارعِ(21/48)
وَبِالَّرْوضِ مَكْنَانٌ كَأَنَّ حَدِيْقَهُ
زرابيُّ وشَّتها أكُفُّ الصَّوانعِ
إِذَا اسْتَنْصَلَ الْهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ بِه
عراقيَّة ً الأقياظِ نجدُ المرابعِ
موشَّحة ٌ حقبٌ كأنَّ ظهورَها
صفا رصفٍ مجرى سيولٍ دوافعِ
فلمّا رأى الرائي الثُّريّا بسُدفة ٍ
ونشَّتْ نطافُ المبقياتِ الوقائعِ
وَسَاقَتْ حَصَادَ الْقُلْقُلاَنِ كَأَنَّمَا
هُوَ الْخَشْلُ أَعْرَافُ الرِّيَاحِ الزَّعَازِعِ
تَرَدَّفْنَ خُرْشُوماً تَرَكْنَ بِمَتْنِهِ
كُدُوحاً كَآثَارِ الْفُؤُوسِ الْقَوَاطِعِ
وَمِنْ آئِلٍ كَالْوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ
مُتُونَ الصَّفَا مِنْ مُضْمَحِلٍّ وَنَاقِعِ
عَلَى ذِرْوَة ِ الصُّلْبِ ِ الَّذِي وَاجَهَ الْمِعَا
سواخطَ منْ بعدِ الرِّضا للمراتعِ
صِيَاماً تَذُبُّ الْبَقَّ عَنْ نُخَرَاتِهَا
بنهزٍ كإيماءِ الرُّؤوسِ الموانعِ
يُذبِّبنَ عنْ أقرابهنَّ بأرجلٍ
وأذنابِ زُعرِ الهُلبِ زرقَ المقامعِ
فلمّا رأينَ اللَّيلَ والشَّمسُ حيَّة ٌ
حَيَاة َ الَّذِي يَقْضِي حُشَاشَة َ نَازِعِ
نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَة ً ثُمَّ إِنَّهُ
توخّى بها العينينِ عينيْ متالعِ
إِذَا وَاضَخَ التَّقْرِيبِ وَاضَخْنَ مِثْلَهُ
وإنْ سحَّ سحّاً خذرفتْ بالأكارعِ
وَعَاوَرْنَهُ مِنْ كُلِّ قَاعٍ هَبَطْنَهُ
جَهَامَة َ جَوْنٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ سَاطِعِ
فما انشقَّ ضوءُ الصُّبحِ حتَّى تعرَّفتْ
جَدَاولُ أَمْثَالُ السُّيُوفِ الْقَوَاطِعِ
فلمّا رأينَ الماءَ قفراً جنوبُهُ
ولم يُقضَ إكراءُ العيونِ الهواجعِ
فَحَوَّمْنَ وَاسْتَنْفَضْنَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
وبصبصنَ بالأذنابِ حولَ الشَّرائعِ
صففنَ الخُدودَ والنفوسُ نواشزٌ
عَلَى شَطِّ مَسْجُورٍ صَخُوبِ الضَّفَادِعِ
فخضخضنَ بردَ الماءِ حتى تصوَّبتْ
عَلَى الْهَوْلِ فِي الْجَارِي شُطُورُ الْمَذَارِعِ
يُداوينَ منْ أجوافهنَّ حرارة ً
بِجَرعٍ كَأَثْبَاجِ الْقَطَا الْمُتَتَابِعِ(21/49)
فلمّا نضحنَ الماءَ أنصافَ نضحهِ
بِجَوْنِ لأَدْوَآءِ الصَّرَآئِرِ قَاصِعِ
تَوَجَّسْنَ رِكْزاً مِنْ خَفِيٍّ مَكَانُهُ
وإرنانَ إحدى المُعطياتِ الموانعِ
يُحَاذِرْنَ أَنْ يَسْمَعْنَ تَرْنِيمَ نَبْعَة ٍ
حدتْ فُوقَ حشرٍ بالفريصة ِ واقعٍ
وإلا زجوماً سهوة ً في الأصابعِ
فأجلينَ عنْ حتفِ المنيَّة ِ بعدما
دنا دنوة َ المُنصاعِ غيرِ المُراجعِ
فَجَالَتْ عَلَى الْوَحْشِيِّ تُهْوِي كَأَنَّمَا
بُروقٌ تحاكى أو أصابعُ لامعِ
أُولئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ
بِنَا الْبُعْدَ مِنْ نَعْفَيْ قَساً فَالْمَضَاجِعِ
لأخفافها باللَّيلِ وقعٌ كأنَّهُ
على البيدِ ترشافُ الظِّماءِ السَّوابعِ
أَغَذَّ بهَا الإِدْلاَجَ كلُّ شَمَرْدَلٍ
مِنَ الْقَوْمِ ضَرْبِ اللَّحْمِ عَارِي الأَشاجِعِ
فما أبنُ حتَّى إضنَ أنقاضَ شُقَّة ٍ
حَرَاجِيجَ وَاحْدَوْدَبْنَ تَحْتَ الْبَرَاذِعِ
فَطَارَتْ بُرُودُ الْعَصْبِ عَنَّا وَبُدِّلَتْ
شُحُوباً وُجُوهُ الْوَاضِحِيْنَ السَّمَادِعِ
تَجَلَّى السُّرَى عَنْ كُلِّ خِرْقٍ كَأَنَّهُ
صفيحة ُ سيفٍ طرفهُ غيرُ خاشعِ
تُغَلِّسُ أَسْدَامَ الْمِيَاهِ وَتَخْتَطِي
معانَ المها والمُرئلاتِ الخواضعِ
بمجلُوزة ِ الأفخاذِ بعدَ اقورارِها
مُؤَلَّلَة ِ الآَذانِ عُفْرٍ نَزَائِعِ
مُضَبَّرَة ٍ شُمٍّ أَعَالِي عِظَامِهَا
معرَّقة ِ الألحي طوالِ الأخادعِ
إذا ما نضونا جوزَ رملٍ علتْ بنا
طريقة َ قُفٍّ مبرحٍ بالرَّواكعِ
تَرَى رَعْنَهُ الأَقْصَى كَأَنَّ قُمُوسَهُ
تَحَامُلُ أَحْوَى يَتْبَعُ الْخَيْلَ ظَالِعِ
وحسَّرتُ عنها النيَّ حتى تركتُها
عَلَى حَالِ إِحْدَى المُنْضَيَاتِ الضَّوَارِعِ
إذا اغتبقتْ نجماً فغارَ تسحَّرتْ
عُلاَلَة َ نَجْمٍ آخِرَ اللَّيْلِ طَالِعِ
إِذَا مَاعَدَدْنَا يَاابْنَ بِشْرٍ ثقَاتِنَا
عَدَدْتُكَ فِي نَفْسِي بِأُولَى الأَصَابِعِ
أغرُّ ضياءً منْ أميَّة َ أشرفتْ(21/50)
بِهِ الذِّرْوَة ُ الْعُلْيَا عَلَى كُلِّ يَافِعِ
أَتْتناكَ نَرْجُو مِنْ نَوَالِكَ نَفْحَة ً
تَكُونُ كَأَعْوَامِ الْحَيَا الْمُتَتَابِعِ
فجَادَ كَمَا جَادَ الْفُؤَادُ فَإِنَّمَا
يداهُ كغيثٍ في البريَّة ِ واسعِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
رقم القصيدة : 20549
-----------------------------------
أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
لا بلْ عَرَفْتَ فَدَمْعُ الْعَيْنِ مَسْكُوبُ
بالأَشْيَمَيْنِ انْتَحَاهَا بَعْدَ سَاكِنِها
هَيْجٌ مِنَ النَّجْمِ وَالْجَوْزَآء مَهْبُوبُ
قَفْراً كَأَنَّ أَرَاعِيلَ النَّعَامِ بِهِ
قبائلَ الزُّنجِ والحبشانِ والنُّوبُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا
ذُو الْعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْهَرَاجِيب
مِنْ كُلِّ نَضَّاخَة ِ الذِفْرَى يَمَانِيَة ٍ
كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ مذؤوبُ
إِذَا اكْتَسَتْ عَرَقاً جَوْناً عَلَى عَرَقٍ
يُضْحِي بِأَعْطَافِهَا منْهُ جَلاَبِيبُ
تخْتَالُ بِالْبُعْدِ مِنْ حَادِي صَواحِبِهَا
إذا ترقَّصَ بالآلِ الأنابيبُ
كمْ دونَ ميَّة َ منْ خرقِ ومنْ علمٍ
كَأَنَّهُ لاَمِعٌ عُرْيَانُ مَسْلُوبُ
وَمِنْ مُلْمَّعة ٍ غَبْرَآءَ مُظْلِمَة ٍ
ترابها بالشِّعافُ الغبرِ معصوبُ
كَأَنَّ حِرْبآءَهَا فِي كُلِّ هَاجِرَة ٍ
ذو شيبة ٍ منء رجالِ الهندِ مصلوبُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خبر عاجل
خبر عاجل
رقم القصيدة : 2055
-----------------------------------
وأفادَ مراسلُنا
قبلَ ثانيةٍ
أنَّ طائرةً من ورقْ
سَقَطَتْ في بحيرةِ حبرٍ
على بُعْدِ عشرةِ أحلامٍ
من سَمَرْقَنْدَ هذا الغَسَقْ
وأضافَ مراسلُنا
سُحُبٌ من دُخَانٍ كثيفٍ
بلا قبّعَاتٍ
تضاجعُ في الرِّيحِ
ريحَ القلَقْ
تحجُبُ الرّؤيا
وتسدُّ طريقَ الحريرِ بليلٍ
وخيلٍ
بغيرِ صهيلٍ
يُطاولُ سقفَ العَلَقْ(21/51)
وأفادَ شهودُ عيانٍ
بِلا أدمعٍ
أنَّ الطّيّارَ اختنقْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
رقم القصيدة : 20550
-----------------------------------
وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخَاطِبُهْ
وَأُسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبِثُّهُ
تُكلِّمُني أحجارُهُ وملاعبهْ
بأجرعَ مقفارٍ بعيدٍ منَ القُرى
فَلاَة ٍ وَحُفَّتْ بِالْفَلاَة ِ جَوَانِبُهْ
بِهِ عَرَصَاتُ الْحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
وَجْرَّدَ أَثْبَاجَ الْجَرَاثِيمِ حَاطِبُهْ
تُمَشِّي بِهِ الثّيِرَانُ كُلَّ عَشِيَّة ِ
كما اعتادَ بيتَ المرزُبانِ مرازبُهْ
كَأَنَّ سَحِيقَ الْمِسْكِ رَيَّا تُرَابِهِ
إذا هضبتهُ بالطِّلالِ هواضبهْ
إذا سيَّرَ الهيفُ الصَّهيلَ وأهلَهُ
مِنَ الصَّيْفِ عَنْهُ أَعْقَبَتْهُ نَوَازِبُهْ
نَظَرْتُ إِلَى أَظْعَانِ مَيّ كَأَنَّهَا
مولّية ً ميسٌ تميلُ ذوائبهْ
فأبديتُ منْ عينيَّ والصدرُ كاتمٌ
بِمُغْرَوْرِقٍ نَمَّتْ عَلَيْهِ سَوَاكِبُهْ
هَوَى آلِفٍ جآءَ الْفِرَاقُ فَلَمْ تُجِلْ
جوَآئِلَهَا أَسْرَارُهُ وَمَعَاتِبُهْ
ظَعَآئِنُ لَمْ يَحْلُلْنَ إِلاَّ تَنُوفَة ً
عَذَاة ً إِذَا مَا الْبَرْدُ هَبَّتْ حَنَائِبُهْ
تعرَّجنَ بالصَّمّانِ حتَّى تعذَّرتْ
عَلَيْهِنَّ أَرْبَاعُ اللّوَى وَمَشَارِبُهْ
وَحَتَّى رَأَيْنَ الْقِنْعَ مِنْ فَاقِىء ِ السَّفَا
قدِ انتسجتْ قريانهُ ومذانبهُ
وَلاَ زَالَ فِي أَرْضِي عَدُوٌّ أُحَارِبُهْ
أساريعُ معروفٍ وصرَّتْ جنادبهْ
فأصبحنْ بالجرعاءِ جرعاءِ مالكٍ
وآلُ الضُّحى تزهى الشُّبوحَ سبائبهْ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ البَيْنِ بَغْتَة ً
ورُدَّتْ لأحداجِ الفراقِ ركائبهْ
وَقَرَّبْن لِلأَظْعَانِ كُلَّ مُوَقَّعٍ
مِنَ الْبُزْلِ يُوفِي بالْحَوِيَّة ِ غَارِبُهْ
ولم يستطعْ إلفٌ لإلفٍ تحيَّة ً
منَ الناسِ إلاّ أنْ يسلِّمَ حاجبهْ(21/52)
تراءى لنا منْ بينِ سجفينِ لمحة ً
غزالٌ أحمُّ العينِ بيضٌ ترائبهْ
إِذَا نَازَعَتْكَ الْقَوْلَ مَيَّة ُ أَو بَدَا
لكَ الوجهُ منها أو نضا الدَّرعَ سالبهْ
فيا لكَ من خدٍّ أسيلٍ ومنطقٍ
رخيمٍ ومنْ خلقٍ تعلَّلَ جادبُهْ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلَ الْهَوَى دَآءَ مُسْلِمٍ
كَرِيمٍ وَلاَ مِثْلَ الْهَوَى لِيْمَ صَاحِبُهْ
مَتَى يَعْصِهِ تُبْرِحْ مُعَاصَاتُهُ بِهِ
وَإِنْ يَتَّبِعْ أَسْبَابَهُ فَهْوَ غَالِبُهْ
مَتَى تَظْعَنِي يَا مَيُّ عَنْ دَارِ جِيرَة ٍ
لَنَا وَالْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَنْ يُغَالِبُهْ
أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأُلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ
إلى أختها الأخرى وولَّى صواحبهُ
تَقَاذَفْنَ أَطْلاَقاً وَقَارَبَ خَطْوَهُ
عنِ الذَّودِ تقييدٌ وهنَّ حبائبهْ
نأينَ فلا يسمعنَ إنْ حنَّ صوتهُ
وَلاَ الْحَبْلُ مُنْحَلٌّ وَلاَ هُوَ قَاضِبُهْ
وأشعثَ قدْ قايستهُ عرضَ هوجلٍ
سَوَآءٌ عَلَيْنَا صَحْوُهُ وَغيَاهِبُهْ
ومُخترَقٍ خاوي الممرِّ قطعتهُ
بِمُنْعَقِدٍ خَلْفَ الشَّرَاسِيْفِ حَالِبُهْ
يَكَادُ مِنَ التَّصْدِيرِ يَنْسَلُّ كُلَّمَا
ترنَّمَ أو مسَّ العمامة َ راكبهْ
طويلِ النَّسا والأخدعينِ عُذافرٍ
مُضَبَّرَة ٍ أَوْرَاكُهُ وَمنَاكِبُهْ
كأنَّ يماميّاً طوى فوقَ ظهرهِ
صفيحاً يُداني بينهُ ويُقاربهْ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ أَوْ رَأَى فَوْقَ رَحْلِهِ
تَحَرُّكَ شَيءٍ ظَنَّ أَنِّيَ ضَارِبُهْ
كأنِّي ورحلي فوقَ سيِّدِ عانة ٍ
منَ الحقبِ زمامٍ تلوحُ مَلاحبُهْ
رَعَى مَوْقِع الْوَسْمِيِّ حَيْثُ تَبَعَّقَتْ
عزالي السَّواحي وارثعنَّتْ هواضبهْ
لهُ واحفٌ فالصُّلبُ حتى تقطَّعتْ
خلافَ الثُّريَّا منْ أريكٍ مآربُهْ
يُقلِّبُ بالصَّمانِ قوداً جريدة ً
ترامى به قيعانهُ وأخاشبهْ
وَيَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْيَ أَقْصَى كِنَاسِهِ
وتنزو كنزوِ المُعلقاتِ جنادبُهْ
أَغَرَّ كَلَوْنِ الْمِلْحِ ضَاحِي تُرَابِهِ(21/53)
إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُهُ وَسَبَاسِبُهْ
تلثَّمتُ فاستقبلتُ منْ عنفوانهِ
أُوَاراً إِذَا مَا أَسْهَلَ اسْتَنَّ حَاصِبُهْ
إذا جعلَ الحرباءُ يبيضُّ لونهُ
وَيَخْضَرُّ مِنْ لَفْحِ الْهَجِيرِ غَبَاغِبُهْ
وَيَشْبَحُ بِالْكَفَّيْنِ شَبْحاً كَأَنَّهُ
أَخُو فُجْرَة ٍ عَالَى بِهِ الْجِذْعَ صَالِبُهْ
عَلَى ذَاتِ أَلَوَاحٍ طِوَالٍ وَكَاهِلٍ
أنافتْ أعاليه ومارتْ مناكبهْ
وَأَعْيَس قَدْ كَلَّفْتُهُ بُعْدَ شُقَّة ٍ
تعقَّدَ منهُ أبيضاهُ وحالبهْ
متى يُبلني الدهر الذي يرجعُ الفتى
على بدئهِ أو تشتعبني شواعبهْ
ركبتُ بهِ عوصاءَ ذاتَ كريهة ٍ
وَزَوْرَآء حَتَّى يَعْرِفَ الضَّيْمَ جَانِبُهْ
وأزورَ يمطو في بلادٍ عريضة ٍ
تعاوى به ذؤبانهُ وثعالبهْ
إلى كلِّ ديّارٍ تعرَّفنَ شخصهُ
من القفرِ حتى تقشعِرَّ ذوائبهْ
تعسَّفتهُ أسري على كورِ نضوة ٍ
تُعاطي زمامي تارة ً وتُجاذبهْ
أَخُو قَفْرَة ٍ مُسْتَوْحِشٌ لَيْسَ غَيْرُهُ
ضعيفُ النِّداءِ أصحلُ الصَّوتِ لاغبهْ
منَ اللَّيلِ جوزٌ واسبطرَّتْ كواكبهْ
إِلَى كَوْكَبٍ يَزْوِي لَهُ الْوَجْهَ شَارِبُهْ
إِلَى الْمَآءِ حَتَّى انْقَدَّ عَنْهَا طَحَالِبُهْ
فجاءتْ بسَجلٍ طعمه منْ أُجونهِ
كما شابَ للمورودِ بالبولِ شائبهْ
وجاءتْ بنسجٍ منْ صناعٍ ضعيفة ٍ
تنوسُ كأخلاقِ الشَّفوفِ ذعالبهْ
هِيَ انْتَسَجَتْهُ وَحْدَهَا أَوْ تَعَاوَنَتْ
على نسجهِ بينَ المثابِ عناكبهْ
دفقناهُ في بادي النَّشيئة ِ داثرٍ
قَدِيمٍ بِعَهْدِ النَّاسِ بُقْعٍ نَصَآئِبُهْ
على ضُمَّرٍ هيمٍ فراوٍ وعائفٌ
ونائلُ شيءٍ سيِّءُ الشُّربِ قاصبهْ
سُحيراً وآفاقُ السَّماءِ كأنَّها
بِهَا بَقَرٌ أَفْتَآؤُهُ وَقَرَاهِبُهْ
تَؤُمُّ فَتى ً مِنْ آلِ مَرْوَانَ أُطْلِقَتْ
يداهُ وطابتْ في قريشٍ مضاربهْ
بِنَا مَصدَراً وَالْقَرْنُ لَمْ يَبْدُ حَاجِبُهْ
ألا ربَّ منْ يهوى وفاتي ولو أتتْ
وفاتي لذلَّتْ للعدوِّ مراتبهْ(21/54)
وَقَآئِلَة ٍ تَخْشَى عَلَيَّ أَظُنُّهُ
سيودي بهِ ترحالهُ ومذاهبُهْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
رقم القصيدة : 20551
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
عَفَتْ بَعْدَنَا جَرْعَاؤُهَا وَهُشُومُهَا
وَأَقْفَرَ عَهْدُ الدَّارِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ
وَأَقْصَرَ عَنْ طُولِ التَّقاضي غَرِيمُهَا
أطلَّتْ علينا كلَّ يومٍ مقالة ً
غَذائِرَ لاَ يُقْضَى لِخَيْرٍ صَرِيمُهَا
لكِ الخيرُ كمْ كلَّفتْ عينيَّ عبرة ً
إِذَا انْحَدَرَتْ عَادَتْ سَرِيعاً جُمُومُهَا
وكلَّقتني منْ سيرِ ظلماءَ والدُّجا
يَصِيحُ الصَّدَى فِيهَا وَيَضْبَحُ بُومُهَا
بمائرة ِ الضِّبعينِ معوجَّة ِ النِّسا
يشجُّ الحصا تخويدها ورسيمها
وَخُوداً إِذَا مَا الشَّاة ُ لاَذَ مِنَ اللَّظَى
بعبريِّة ٍ أو ضالة ٍ لا يريمها
يَلُوذُ حِذَارِ الشَّمْسِ فِيهَا وَيَتَّقي
بها الرِّيحِ إذا هبَّتْ عليهِ سمومها
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
رقم القصيدة : 20552
-----------------------------------
أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
لصيداءَ -مهلاً- ماءُ عينيكَ سافحُ
ديَارُ الَّتِي هَاجَتْ خَبَالاً لِذِي الْهَوى
كما هاجتِ الشَّأوَ البروقُ اللوامحُ
بِحَيْثُ اسْتَفَاضَ الْقِنْعُ غَرْبِيَّ وَاسِطٍ
نِهَآءً وَمَجَّتْ فِي الْكَثِيبِ الأَبَاطِحُ
حدا بارحُ الجوزاءِ أعرافَ مورهِ
بها وعجاجُ العقربِ المتناوحُ
ثلاثة َ أحوالٍ وحولاً وستَّة ً
كَمَا جَرَّتِ الرَّيْطَ الْعَذَارَى الْمَوَارِحُ
جَرَى أدْعَجُ الرَّوْقَيْنِ وَالْعَيْنِ وَاضِحُ الْـ
ـقَرَا أَسْفَعُ الْخَدَّينِ بِالْبَيْنِ بَارِحُ(21/55)
بِتَفْرِيقِ طِيَّاتٍ تَيَاسَرْنَ قَلْبَهُ
وَشَقَّ الْعَصَا مِنْ عَاجِلِ الْبَيْنِ قَادِحُ
غَدَاة َ امْتَرَى الْغَادُونَ بِالشَّوْقِ عَبْرَة ً
جَمُوماً لَهَا فِي أَسْودِ الْعَيْنِ مَآئِحُ
لعمرُكَ والأهواءُ منْ غيرِ واحدٍ
وَلاَ مُسْعِفٍ بِي مُولَعَاتٌ سَوَانِحُ
لَقَدْ مَنَحَ الْوُدَّ الَّذِي مَا مَلَكْتَهُ
على النَّأيِ ميّاً منْ فؤادكَ مانحُ
وَإنَّ هَوَى صَيْدَآءَ فِي ذَاتِ نَفْسِهِ
بسائرِ أسبابِ الصَّبابة ِ راجحُ
لَعَمْرُكَ مَا أَشْوَانِيَ الْبَيْنُ إذْ غَدَا
بِصَيْدَآءَ مَجْذُوذٌ مِنَ الْوَصْلِ جَامِحُ
وَلَمْ يَبْقَ مِمَّا كَانَ بَينِي وَبَيْنَهَا
مِنَ الْوُدِّ إلاَّ مَا تُجِنُّ الْجَوانِحُ
وَمَا ثَعَبٌ بَاتَتْ تُصَفِّقُهُ الْصَّبَا
قَرَارَة ُ نِهْيٍ أَتْأَقَتْهُ الرَّوَآئِحُ
بِأطْيَبَ مِنْ فِيهَا وَلاَ طَعْمُ قَرْقَفٍ
برمّانَ لم ينظُرْ بها الشَّرقَ صابحُ
أصيداءُ هلْ قيظُ الرَّمادة ِ راجعٌ
لياليهِ أو أيّامُهنَّ الصَّوالحُ
سقى دارَها مستمطرٌ ذو غفارة ٍ
أَجَشُّ تَحَرَّى مُنْشَأَ الْعَيْنِ رَآئِحُ
هزيمٌ كأنَّ البُلقَ مجنوبة ً به
يحامينَ أمهاراً فهن ضوارحُ
إِذَا مَا اسْتَدَرَّتْهُ الصَّبَا وَتَذآءَبَتْ
يَمَانِيَة ٌ تَمْرِي الذّهَابَ الْمَنَآئِحُ
وإنْ فارقتهُ فُرَّقُ المزنِ شايعتْ
بهِ مرجحنّاتُ الغمامِ الدّوالحُ
عَدَا النَّأيُ عَنْ صَيْدَآءَ حِيناً وَقُرْبُهَا
إِليْنَا وَلكِنْ مَا إِلَى ذَاكَ رَابِحُ
سَوَآءٌ عَلَيْكَ الْيَوْمَ أَنْصَاعَت النَّوَى
بِصَيْدَآءَ أَمْ أَنْحَى لَكَ السَّيْفَ ذَابِحُ
ألا طالما سؤتُ الغيورَ وبرَّحتْ
بِي الأَعْيُنُ النُّجْل الْمِرَاضُ الصَّحَائِحُ
وَسَاعَفْتُ حَاجَاتِ الْغَوَانِي وَرَاقَنِي
على البُخلِ رقراقاتُهنَّ الملائحُ
وَسَايَرْتُ رُكْبَانَ الصِّبَى وَاسْتَهَشَّنِي
مسرّاتُ أضغانِ القلوبِ الطَّوامحُ
إِذَا لَمْ نَزُرْهَا مِنْ قَرِيبٍ تَنَاوَلَتْ(21/56)
بنا دارَ صيداءَ القلاصُ الطَّلائحُ
محانيقَ ينفُضنَ الخدامَ كأنَّها
نعامٌ وحاديهنَّ بالخرقِ صادحُ
وَهَاجِرَة ٍ غَرَّآءَ سَامَيْتُ حَدَّهَا
إِليْكِ وَجَفْنُ الْعَيْنِ بِالْمَآءِ سَافِحُ
وتيهٍ خبطنا غولها وارتمى بنا
أبو البُعدِ منْ أرجائهِ المتطاوحُ
فَلاَة ٍ لِصَوْتِ الْجِنِّ فِي مُنْكَرَاتِهَا
هزيزٌ وللأبوامِ فيها نوابحُ
إِذَا مَا ارْتَمَى لَحْيَاهُ يَاءَيْنِ قَطَّعَتْ
نطافَ المراحِ الضّامناتُ القوارحُ
ذَوَاتِ الْبُرَى وَالرَّكْبَ وَالظَّلُّ مَاصِحُ
ترى النّاعجاتِ الأدمَ ينحى خدودها
سِوَى قَصْدِ أَيْديِهَا سُعَارٌ مُكَافِحُ
لَظًى تَلْفَحُ الْحِرْبَآءَ حَتَّى كَأَنَّهُ
أخُو جَرِمَاتٍ بَزَّ ثَوْبَيْهِ شَابِحُ
إذا ذاتُ أهوالٍ ثكولٌ تغوَّلتْ
بها الرُّبدُ فوضى والنَّعامُ السَّوارحُ
تبطَّنتها والقيظُ ما بينَ جالها
إِلَى جَالِهَا سِتْراً مِنَ الآلِ نَاصِحُ
بمقورَّة ِ الألياطِ عوجٍ منَ البُرى
تَسَاقَطُ فِي آثَارِهِنَّ السَّرَآئِحُ
نَهزْنَ الْعَنِيقَ الرَّسْلَ حَتَّى أَمَلَّهَا
عِرَاضُ الْمَثَانِي وَالْوَجِيفُ الْمُرَاوِحُ
وترجافُ ألحيها إذا ما تنصَّبتْ
على رافعِ الآلِ التِّلالُ الزَّراوحُ
وطولُ اغتماسي في الدُّجا كلَّما دعتْ
منَ اللَّيلِ أصداءُ المتانِ الضَّوابحُ
وَسَيْرِي وَأَعْرَآءُ الْمِتَانِ كَأَنَّهَا
إِضَآءٌ أَحَسَّتْ نَفْحَ رِيحٍ ضَحَاضِحُ
عَلَى حِمْيَريَّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
ذمامُ الرَّكايا أنكزتها المواتحُ
محانيقَ تُضحي وهيَ عوجٌ كأنَّها
بِجَوْزِ الْفَلاَ مُسْتَأْجَرَاتٌ نَوَآئِحُ
مَوَارِقَ مِنْ دَاجٍ حَدَا أُخْرَيَاتِهِ
وَمَا بِتْنَ مَعْرُوفُ الْسَّمَاوَة ِ وَاضِحُ
تراءى كوجهِ الصَّدعِ في مَنصَفِ الصَّفا
بحيثُ المها والمُلقياتُ الرَّوازحُ
تَجَلَّى السُّرَى عَنّي وَعَنْ شَدَنِيَّة ٍ
طواءٍ يداها للفلا وهو نازحُ
إِذَا انْشَقَّتِ الظَّلْمَآءُ أَضْحَتْ كَأَنَّهَا(21/57)
وأى منطوٍ باقي الثَّميلة ِ قارحُ
منَ الحقبِ لاحتهُ برهبى مربَّة ٌ
تَهُزُّ السَّفَا وَالْمُرْتَجَاتُ الرَّوَامِحُ
رَعى مُهَرَاقَ الْمُزْنِ مِنْ حَيْثُ أَدْجَنَتْ
مرابيعُ دلويّاتهنَّ النَّواضحُ
جَداً قَضَّة َ الآسَادِ وَارْتَجَزَتْ لَهُ
بنوءِ السِّماكينِ الغُيوثُ الرَّوائحُ
عَنَاقَ فَأَعْلَى وَاحِفَيْنِ كَأَنَّهُ
مِنَ الْبَغْى ِ للأَشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ
يُصَادِي کبْنَتَيْ قَفْرٍ عَقِيماً مُغَارَة ً
وَطَيّاً أَجَنَّتْ فَهْيَ لِلْحَمْلِ ضَارِحُ
نحوصينِ حقباوينِ غارَ عليهما
طوي البطنِ مسحوجُ المقذَّينِ سابحُ
إذا الجازئاتُ القمرُ أصبحنَ لا يرى
سِوَاهُنَّ أَضْحَى وهو بِالْقَفْرِ بَاجِحُ
تَتَلَّيْنَ أُخْرَى الْجَزْءِ حَتَّى إِذَ انْقَضَتْ
بَقَايَاهُ وَالْمُسْتَمْطَرَاتُ الرَّوَآئِحُ
دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْجٍ فأزْمَعْنَ وِرْدَهُ
أو الأصهبياتِ العيونُ السَّوائحُ
فظلَّتْ بأجمادِ الزِّجاجِ سواخطاً
صِيَاماً تُغَنّي تَحتَهُنَّ الصَّفَآئِحُ
يُعاورنَ حدَّ الشَّمسِ خزراً كأنَّها
قِلاَتُ الصَّفَا عَادَتْ عَلَيْهَا الْمَقَادِحُ
فَلَمَّا لَبِسْنَ اللَّيْلَ أوْ حِيْنَ نَصَّبَتْ
لَهُ مِنْ خَذَا آذَانَها وَهْوَ جَانِحُ
حداهنَّ شحّاجٌ كأنَّ سحيلهُ
عَلَى حَافَتَيِهِنَّ کرِتْجَازٌ مُفَاضِحُ
يُحَاذِرْنَ مِنْ أَدْفَى إِذَا مَا هُوَ کنْتَحَى
عَلَيْهِنَّ لَمْ تَنْجُ الْفُرودُ الْمَشَآئِحُ
كما صعصعَ البازي القطا أو تكشَّفتْ
عَنْ الْمُقْرَمِ الْغَيْرَانِ عِيطٌ لَوَاقِحُ
فجاءتْ كذودِ الخاربينِ يشلُّها
مصكٌّ تهاداهُ صحارٍ صرادحُ
وقد أسهرتْ ذا أسهمٍ باتَ طاوياً
له فوقَ زُجَّي مرفقيهِ وحاوحُ
له نبعة ٌ عطوى كأنَّ رنينَها
بَأَلْوَى تَعَاطَتْهُ الأكفُّ الْمَوَاسِحُ
تفجُّعُ ثكلى بعدَ وهنٍ تخرَّمتْ
بنيها بأمسِ الموجعاتُ القرائحُ
أخا شقوة ٍ يرمي على حيثُ تلتقي
منَ الصَّفحة ِ اليُسرى صُحارٌ وواضحُ(21/58)
فَلَمَّا کسْتَوَتْ آذَانُهَا فِي شَرِيعَة ٍ
لَهَا غَيْلمٌ لِلْبُتْرِ فِيها صَوَآئِحُ
تَنَحَّى لأدْنَاهَا فَصَادَفَ سَهْمَهُ
بخاطئة ٍ منْ جانبِ الكيحِ ناطحُ
فأجلينَ إنْ يعلونَ متناً يثرنهُ
أو الأُكمِ ترفضُّ الصُّخورُ الكوابحُ
ينَصِّبنَ جوناً منْ عبيطٍ كأنَّهُ
حَرِيقٌ جَرَتْ فِيهِ الرّيَاحُ النَّوَافِحُ
فأصبحنَ يطلُعنَ النِّجادَ وترتمي
بِأَبْصَارِهِنَّ الْمُفْضِيَاتُ الفَوَاسِحُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
رقم القصيدة : 20553
-----------------------------------
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
بها السُّحمُ تردي والحمامُ الموشَّمُ
كَأَنَّ أُنُوفَ الطَّيْرِ فِي عَرَصَاتِهَا
خراطيمُ أقلامٍ تخطُّ وتعجمِ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلي يَحِنُّ مِنَ الْهَوَى
ولا مثلَ هذا الشَّوقِ ولا يتصرَّمِ
ولا مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا
على أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مسلمِ
كفى حزَّة ً في النَّفسِ يا ميُّ إنَّني
وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمِ
أزورُ حواليكِ البيوتَ كأنَّني
إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكَ محرمِ
ونقضٍ كريمَ النَّضوِ ناجٍ زجرتهُ
إِذَا الْعَيْنُ كَادَتْ مِنْ سُرَى اللَّيْلِ تَعْسِمُ
ولمْ يكُ إلاَّ في السَّماءِ لمدلجٍ
لمثلِ الذي يعلو منَ الأرضِ معلمِ
جلالٌ خفيفُ الحلمِ حينَ تروعهُ
إذا جعلتْ هوجُ المراسيلِ تحلمُ
إِذَا لَحْمُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سَوَادُهُ
وسادَ القرى عظمُ السَّراة ِ المقدَّمِ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ لَجَّ وَهْمٌ وَمُشْرِفٌ
طويلَ اللُّجانِ أهدلَ الشَّدقِ سرطمِ
صَمُوتٌ إِذَا التَّصْدِيرُ فِي صُعَدَآئِهِ
تصعَّدَ إلاَّ أنَّهُ يتزغَّمُ
وَخَوْصَآءَ قَدْ كَلَّفْتُهَا الْهَمَّ دُونَهُ
مِنَ الْبُعْدِ شَهْراً لِلْمَرَاسِيلِ مُجْذِمُ
مَصَابِيحُهُ خَوصُ الْعُيُونِ كَأَنَّهَا
قطاً خامسٌ سرى بهِ متيمِّمُ(21/59)
حَرَاجِيجُ مَمَّا ذَمَّرَتْ فِي نَتَاجِهَا
بناحية ِ الشِّحرِ الغريرُ وشدقمُ
قَلِيلٌ عَلَى أَكْوَارِهِنَّ اتِّقَآؤُنَا
صَلاَ الْقَيْظِ إِلاَّ أَنَّنَا نَتَلَثَّمُ
إِذَا مَا الأُرَيْمُ الْفَرْدُ ظَلَّ كَأَنَّهُ
زُمَيْلَة ُ رُتَّاكٍ مِنَ الْجُونِ يَرْسِمُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
رقم القصيدة : 20554
-----------------------------------
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
نَعَمْ غَرْبَة ً فَالْعَيْنُ يَجْرِي مَسِيلُهَا
كَأَنْ لَمْ يَرُعْكَ الدَّهْرُ بِالْبَيْنِ قَبْلَهَا
لميٍّ ولم تشهدْ فراقاً يُزيلها
بَلَى فَاسْتَعَارَ الْقَلْبُ يَأْساً وَمَانَحَتْ
على إثرها عينٌ طويلٌ همولُها
كأَنِّي أَخوُ جِرْيَالَة ٍ بَابِلِيَّة ٍ
من الرّاحِ دبَّتْ في العظامِ شمولُها
غَدَاة َ اللِّوَى إِذْ رَاعَنِي الْبَيْنُ بَغْتَة ً
وَلَم يُوِد مِنْ خَرْقآءَ شَيْئاً قَتِيلُهَا
ولا مثلَ وجدي يومَ جرعاءِ مالكٍ
وَجُمْهُورِ حُزْوَى يَوْمَ سَارَتْ حُمُولُهَا
فَأَضْحَتْ بِوَعْسَآءِ النُّمَيْطِ كَأَنَّهَا
ذُرَى الأَثْلِ مِنْ وَادي الْقُرَى وَنَخِيلُهَا
وَفي الْجِيرَة ِ الغَادِين حُورٌ تَهَيَّمَتْ
قُلوبَ الصِّبَى حَتَّى اسْتُخِفَّتْ عُقُولُهَا
كأنَّ نعاجَ الرملِ تحتَ خدورِها
بوهبينَ أو أرطى رُماحَ مقيلُها
عَواطِفُ يَسْتَثْبِتْنَ فِي مَكْنَسِ الضُّحَى
إِلَى الْهَجْرِ أَفْيَآءً بَطِيئاً ضُهُولُهَا
يَزِيدُ التَّنَائي وَصْلَ خَرْقَآءَ جِدَّة ً
إذا خانَ أرماثَ الحبالِ وصولُها
خَلِيلَيَّ عُدَّا حَاجَتِي مِنْ هَوَاكُمَا
وَمَنْ ذَا يُؤَاسي النَّفْسَ إِلاَّ خَلِيلُهَا
ألمّا بميٍّ قبلَ أنْ تطرحَ النَّوى
بِنَا مَطْرَحاً أَوْ قَبْلَ بَيْنٍ يُزِيلُهَا
وإنْ لمْ يكنْ إلاّ تعلُّلَ ساعة ٍ
قليلاً فإنِّي نافعٌ لي قليلُها
لَقَدْ أُشْرِبَتْ نَفْسِي لِمَيٍّ مَوَدَّة ً(21/60)
تقضّى اللَّيالي وهو باقٍ وسيلُها
ولو كلَّمتْ مستوعلاً في عماية ٍ
تصبّاهُ منْ أعلى عماية َ قيلُها
ألا رُبَّ همٍّ طارقٍ قدْ قريتُهُ
مَوَاكِبَة ً يَنْضُو الرِّعَانَ ذَمِيلُهَا
رتاجُ الصَّلا مكنوزة ُ الحاذِ يستوي
على مثلِ خلقاءِ الصَّفاة ِ شليلُها
وَأَبْيَضَ تَسْتَحِيي مَنْ اللَّوْمِ نَفْسُهُ
إذا صيَّرَ الوجناءَ حرفاً نحولُها
ندي المحلِ بسّامٍ إذا القومُ قطَّعتْ
أحَادِيثَهُمْ يَهْمَآءُ عَارٍ مَقِيلُهَا
إذا انجابَ أظلالُ السُّرى عنْ قلوصهِ
وقدْ خاضها حتَّى تجلَّى ثقيلُها
غدا وهوَ لا يعتادُ عينيهِ كسرة ً
إِذَا ظُلْمَة ُ اللَّيْلِ اسْتَقَلَّتْ فُضُولُهَا
نقيَّ المآقي ساميَ الطَّرفِ إذ غدا
إلى كلِّ أشباحٍ بدتْ يستحيلُها
دعاني بأجوازِ الفلا ودعوتهُ
لهاجرة ٍ حانتْ وحانَ رحيلُها
فقمنا إلى مثلِ الهلالينِ لاحنا
وإياهما عرضُ الفيافي وطولُها
وَسُوجَيْنِ أَحْيَاناً مَلُوعَيْنِ بِالَّتِي
على مثلِ حرفِ السَّيفِ يُمسي دليلُها
وصافي الأعالي أنجلُ العينِ رُعتهُ
بعانكة ٍ ثبجاءَ قفرٍ أميلُها
وَأَبْيَضَ مَوْشيِّ الْقَمِيصِ نَصَبْتُهُ
على خصرِ مقلاتٍ سفيهٍ جديلُها
قذوفٍ بعينيها إذا اسودَّ غرضها
جؤوبُ الموامي حينَ يدمى نقيلُها
وبيضاءَ لا تنحاشُ منّا وأمُّها
إذا ما رأتنا زيلَ منّا زويلُها
فَلاَة ٌ تَقُدُّ الآلَ عَنْهَا وَتَرْتَمِي
إِذَا نُتِجَتْ مَاتَتْ وَحيَّ سَلِيلُهَا
أريتُ المهارى والديها كليهما
بِصَحْرَآءَ غُفْلٍ يَرْمَحُ الآلَ مِيلُهَا
إذا الشَّخصُ فيها هزَّهُ الآلُ أغمضتْ
عَلَيْهِ كَإِغْمَاضِ الْمُقَضِّي هُجُولُهَا
بنا بينَ عبريها رجاها وجُولُها
عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
قَلاَتُ الصَّفَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سُمُولُهَا
كَأَنَّا نَشُدُّ الْمَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ
منَ الحُقبِ أسفى حَزنُها وسهولُها
رعتْ واحفاً فالجزعَ حتى تكمَّلتْ
جمادى وحتَّى طارَ عنها نسيلُها(21/61)
وَحَتَّى اسْتَبَانَ الْجَأْبُ بَعْدَ امْتِنَآئِهَا
مِنَ الصَّيْفِ مَا اللاَّتِي لَقِحْنَ وَحُولُهَا
أَبَتْ بَعْدَ هَيْجِ الأرْضِ إِلاَّ تَعَلُّقاً
بعهدِ الثَّرى حتى طواها ذُبولُها
حَشَتْهَا الزُّبَانَى حِرَّة ً في صُدُورِهَا
وَسَيَّرَهَا مِنْ صُلْبِ رَهْبَى ثَمِيلُهَا
فَلَمَّا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَ وَأَسْدَفَتْ
هَوَادِي الدُّجَى مَا كَادَ يَدْنُو أَصِيلُهَا
حداها جميعُ الأمرِ مُجلوِّذُ السُّرى
حداءً إذا ما استسمعتهُ يهولُها
مصكٌّ كمقلاءِ الفتى ذادَ نفسهُ
عنِ الوردِ حتى ائتجَّ فيها غليلُها
تغنَّيهِ منْ بينِ الصَّبيَّينِ أُبنة ٌ
نَهُومٌ إِذَا ما ارْتَدَّ فِيهَا سَحِيلُهَا
فظلَّتْ تفالى حولَ جأبٍ كأنَّه
ربيئة ُ أثآرٍ عظامٍ ذحولُها
محانيقَ أمثالَ القنا قدْ تقطَّعتْ
قوى الشكِّ عنها لو يُخلَّى سبيلُها
تُرَاقِبُ بَيْنَ الصُّلْبِ وَالْهَضْبِ وَالْمِعَى
معى واحفٍ شمساً بطيئاً نزولُها
ترى القلوة َ القوداءَ فيها كفاركٍ
تصدَّى لعينيها فصدَّتْ حليلُها
فأوردها مسجورة ً ذاتَ عرمضٍ
تغولُ سيولَ المكفهرّاتِ غولُها
فأزعجها رامٍ بسهمٍ فأدبرتْ
لَهَا رَوْعَة ٌ يَنْفِي السِّلاَمَ حَفِيلُهَا
تقولُ سليمى إذْ رأتني كأنَّني
لنجمِ الثُّريّا راقبٌ أستحيلُها
أشكوى حمتكَ النَّومَ أم نفَّرتْ به
همومٌ تعنَّى بعدَ وهنٍ دخيلُها
فقلتُ لها: لا بلْ همومٌ تضيَّفتْ
ثَوِيَّكِ وَالظَّلْمَآءُ مُلْقًى سُدُولُهَا
أَتَى دُونَ طَعْمِ النَّوْمِ تَيْسِيرِى َ الْقِرَى
لَهَا واحْتِيَالِي أيَّ جَالٍ أُجِيلُهَا
فَطَاوَعْتُ هَمي فَانْجَلَى وَجْهُ بَازِلٍ
مَنَ الأَمْرِ لَمْ يَتْرُكْ خِلاَجاً بُزُولُهَا
فقالتْ: عبيدَ اللهِ من آلِ معمرٍ
لِرِفْدِ الْقُرَى وَالرِيّحِ صَافٍ بَلِيْلُهَا
فَتًى بَيْنَ بَطْحَاويْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ
صفيحة ُ ذي غربينِ صافٍ صقيلُها
إذا ما قريشٌ قيلَ: أينَ خيارُها(21/62)
أَقرَّتْ بِهِ شُبَّانُهَا وَكُهُولُهَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
رقم القصيدة : 20555
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
عسى الرَّبعُ بالجرعاءِ أنْ يتكلَّما
تَعَرَّفْتُهُ لَمَّا وَقَفْتُ بِرَبْعِهِ
كأنَّ بقاياهُ تماثيلُ أعجما
دِيَاراً لِمَيٍّ قَدْ تَعَفَّتْ رُسُومُهَا
دعاني الهوى منْ حبِّ ميَّة ًَ والهوى
ــ أُرى ــ غالبٌ مني الفؤادَ المتيَّما
فلمْ أرى مثلي لمَّا بيَّنَ طائرٌ
غَدَا غُدْوَة ً وَحْفَ الْجَنَاحَيْنِ أَسْخَمَا
ولا مثلَ دمعِ العينِ يومَ أكفَّهُ
وَتَأْتَى سَوَاقِيهِ الْعُلَى أَنْ تَصَرَّمَا
ففيما ولولا أنتِ لمْ أكثرِ الأسى
عَلَى مَنْ وَرَآئِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمَا
فربَّ بلادٍ قدْ قطعتُ لوصلكمْ
على ضامرٍ منها السَّنامُ تهدَّما
ككدريِّة ٍ أوحتْ لوردٍ مباكرٍ
كلاماً أجابتْ داجناً قدْ تعلَّما
إِذَا الْقَوْمُ قَالُوا لاَعَرَامَة َ عِنْدَهَا
فساروا رأوا منها أساريَّ عرَّما
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
رقم القصيدة : 20556
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
لِمَيٍّ كَأَنْيَارِ الْمُفَوَّفَة ِ الْخُضْرِ
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ وَاعْتَزَّنِي الْهَوَى
تَذَكَّرْتُ هَلْ لِي أَنْ تَصَابَيْتُ مِنْ عُذْرِ
فلمْ أرَ عذراً بعدَ عشرينَ حجَّة ً
مَضَتْ لِي وَعَشْرٌ قَدْ مَضَيْنَ إِلَى عَشْرِ
وأخفيتُ شوقي منْ رفيقي وإنَّهُ
لَذُو نَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرِ
محلَّ الحواءينِ الذي لستُ رائياً
مَحَلَّهُمَا إِلاَّ غُلِبْتُ عَلَى الصَّدْرِ
وَضِبْحاً ضَبَتْهُ النَّارُ فِي ظَاهِرِ الحْصَى َ(21/63)
كَبَاقِيَة ِ التَّنْويِرِ أَوْ نُقَطِ الْحِبْرِ
وَغَيْرَ ثَلاَثٍ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَة ٌ
تَجَاوَرْنَ فِي رَبْعٍ زَمَاناً مِنَ الدَّهْرِ
كساهنَّ لونَ السُّودِ بعدَ تعيُّسٍ
بوهبينَ إحماشُ الوليدة ِ بالقدرِ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ
شَمَالٍ وَأَنْفَاسُ اليْمَاَنِيَة ِ الْكُدْرِ
تسحُّ بها بوغاءَ قفٍّ وتارة ً
تسنُّ عليها تربَ آملة ٍ عفرِ
هجانٍ منَ الدَّهنا كأنَّ متونَها
إذا برقتْ أثباجُ أحصنة ٍ شقرِ
فهاجتْ عليكَ الدارُ ما لستَ ناسياً
مِنَ الْحَاجِ إِلاَ أَنْ تُنَاسي عَلَى ذُكْرِ
هواكَ الذي ينهاضُ بعدَ اندمالهِ
كما هاضَ حادٍ متعبٌ صاحبَ الكسرِ
ا قَلْتُ قَدْ وَدَّعْتُهُ رَجَعَتْ بِهِ
شجونٌ وأذكارٌ تعرَّضُ في الصَّدرِ
لمستشعرٍ داءَ الهوى عرَّضتْ له
سقاماً من الأسقامِ صاحبة ُ الخدرِ
إِذَا قُلْتُ يَسْلُو ذِكْرُ مَيَّة قَلْبَهُ
أَبَى حُبُّهَا أَلاَّ بَقَآءَ عَلَى الْهَجْرِ
تَمِيمِيَّة ٌ نَجِدْيَّة ٌ دَارُ أَهْلِهَا
إِذَا مُوِّهَ الصَّمَّانُ مِنْ سَبَلِ الْقَطْرِ
بأدعاصِ حوضى ثمّ يوردُ أهلُها
جرَاميزُ يَطْفُو فَوْقَهَا وَرَقُ السِدْرِ
منَ الواضحاتِ البيضِ تجري عقودُها
عَلَى ظَبْية ٍ باِلرَّمْلِ فَارِدَة ٍ بِكْرِ
تَبَسَّمُ إِيمَاضَ الْغَمَامَة ِ جَنَّهَا
رواقٌ من الظَّلماءِ في منطقٍ نزرِ
يُقَطّعُ مَوْضُوعَ الْحَدِيثِ ابْتِسَامُهَا
تَقَطُّعَ مَآءِ الْمُزْنِ فِي نُزَفِ الْخَمْرِ
فلو كلَّمتْ ميٌّ عواقلَ شاهقٍ
رغاثاً منَ الأروى سهونَ عن الغفرِ
خبرنجة ٌ خودٌ كأنَّ نطاقها
عَلَى رَمْلَة ٍ بَيْنَ الْمُقَيَّدِ وَالْخَصْرِ
لها قصبٌ فعمٌ خدالٌ كأنَّهُ
مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ عَلَى حَآئِرٍ غَمْرِ
سَقِيَّة ُ أَعْدَادٍ يبَيِتُ ضَجِيعُهَا
وَيُصْبِحُ مُحْبُوراً وَخَيراً مِنَ الْحَبْرِ
تعاطيهِ برّاقَ الثَّنايا كأنَّهُ
أقاحيُّ وسميٍّ بسائفة ٍ قفرِ
كَأَنَّ النَّدَى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ مَآؤُهُ(21/64)
عَلَى أَشْنَبِ الأنَيْاَبِ مُتَّسِقِ الثَّغْرِ
هجانٍ تفُتُّ المسكَ في متناعمٍ
سُخَامِ الْقُرُونِ غَيْرِ صُهْبٍ وَلاَ زُعْرِ
وتشعرهُ أعطافها وتسوفهُ
وتمسحُ منه بالتَّرائبِ والنَّحرِ
لها سنَّة ٌ كالشَّمسِ في يومِ طلقة ٍ
بدتْ من سحابٍ وهيَ جانحة ُ العصرِ
فما روضة ٌ منْ حرِّ نجدٍ تهلَّلتْ
عليها سماءٌ ليلة ً والصِّبا تسري
بها ذرقٌ غضُّ النَّباتِ وحنوة ٌ
تعاورها الأمطارُ كفراً على كفرِ
بِأَطْيَبَ مِنْهَا نَكْهَة ً بَعْدَ هَجْعَة ٍ
ونشراً ولا وعساءُ طيِّبة ُ النَّشرِ
فتلكَ التي يعتادني من خيالها
على النَّأي داءُ السِّحرِ أو شبهُ السِّحرِ
إِلَى ابْنِ أبِي مُوسَى بِلاَلٍ تَكَلَّفَتْ
بِنَا البُعْدَ أَنْقَاضُ الْغُرَيْرِية ِ السُّجْرِ
مُدَئِبَة ُ الأَياَّمِ وَاصِلة ٌ بِنَا
لياليَها حتَّى ترى وضحَ الفجرِ
يؤوِّبنَ تأويباً قليلاً غرارُهُ
ويجتبنَ أثناءَ الحنادسِ والقمرِ
يُقَطِّعْنَ أَجْوَازَ الْفَلاة ِ بِفِتْيَة ٍ
لَهُمْ فَوْقَ أَنْضَآءِ السُّرَى قِمَمُ ت
َمُرُّ بِنَا الأَيَّامُ مَا لَمَحَتْ لَنَا
بصيرة ُ عينٍ من سوانا إلى شفرِ
تقضَّينَ منْ أعرافِ لبنى وغمرة ٍ
فلمّا تعرَّفنَ اليمامة َ عنْ عفرِ
تزاورنَ عنْ قرّانَ عمداً ومن به
منَ الناسِ وازورَّتْ سراهنَّ عن حجرِ
فأمسينَ بالحومانِ يجعلنَ وجهة ً
لأعناقهنَّ الجديَ أو مطلَعَ النَّسرِ
فَصَمَّمْنَ فِي دَوِيَّة الدَّوِّ بَعْدَمَا
لَقِيْنَ الَّتِي بَعْدَ اللَّتَيَّا مِنَ الضُّمْرِ
فَرَغْنَ أَبَا عَمْرٍ بِمَا بَيْنَ أَهْلِنَا
وَبَيْنَكَ مِنْ أَطْرَاقِهِنَّ وَمِنْ شَهْرِ
فأصبحنَ يعزلنَ الكواظم يمنة ً
وَقَدْ قَلِقَتْ أَجْوَازُهُنَّ مِنَ الضَّفْرِ
فَجِئْنَا عَلَى خُوصٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
صباباتُ زيتٍ في أواقيَّ من صفرِ
مكلّينَ مضبوحي الوجوهِ كأنَّنا
بنو غبّ حمّى منْ سهومٍ ومن فترِ
وَقَدْ كُنْتُ أُهْدي فِي الْمَفَاوِزِ بَيْنَنَا(21/65)
ثناءَ امرئِ باقي المودَّة ِ والشُّكرِ
ذَخَرْتُ أَبَا عَمْرٍو لِقَوْمِكَ كُلِّهِمْ
بقاءَ اللَّيالي عندنا أحسنَ الذُّخرِ
فلا تيأسنْ منْ أنَّني لكَ ناصحٌ
وَمَنْ أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ فِي لَيْلَة ِ الْقَدْرِ
أقولُ وشعرٌ والعرائسُ بيننا
وَسُمْرُ الذُّرَى مِنْ هَضبِ ناَصفَة َ الْحُمْرِ
إذا ذُكرَ الأقوامُ فاذكرْ بمدحة ٍ
بلالاً أخاكَ الأشعريَّ أبا عمرو
أَخَاً وَصْلُهُ زَيْنُ الكَريِمِ وَفَضْلُهُ
يُجِيرُكَ بعْدَ اللّهِ مِنْ تلَفِ الدَّهْرِ
رأيتُ أبا عمرٍو بلالاً قضى له
وليُّ القضايا بالصَّوابِ وبالنَّصرِ
إِذَا حَارَبَ الأَقْوَامَ يَسْقِي عَدُوَّهُ
سِجَالاً مِنَ الذّيِفاَنَ وَالْعَلْقَمِ الْخُضْرِ
وَحَسْبي أَبَا عَمْرٍو عَلَى مَنْ تُصِيبُهُ
كَمُنْبعَقِ الغيْثِ الْحَيَا النَّابِتِ النَّضْرِ
وإنْ حاردَ المعطُونَ ألفيتَ كفَّهُ
هضوماً تسحُّ الخيرَ منْ خلقٍ بحرِ
ومختلقٌ للملكِ أبيضُ فدغمٌ
أشمُّ أبجُّ العينِ كالقمرِ البدرِ
تصاغرُ أشرافُ البريَّة ِ حولهُ
لأَزْهَرَ صَافِي اللَّونِ مِنْ نَفَرٍ زُهْرِ
خَلَفْتَ أَباَ مُوسَى وَشَرَّفْتَ مَا بَنَى
أبو بُردة َ الفيّاضُّ منْ شرفِ الذِّكرِ
وكمْ لبلالٍ من أبٍ كان طيّباً
على كلِّ حالٍ في الحياة ِ وفي القبرِ
لَكَمْ قَدَمٌ لاَ يُنْكِرُ النَّاسُ أَنَّهَا
معَ الحسبِ العاديِّ طمَّتْ على الفخرِ
خلالُ النبيِّ المصطفى عندَ ربِّهِ
وعثمانَ والفاروقِ بعدَ أبي بكرِ
وَأنْتُمْ ذَوُو الأُكْلِ الْعَظيِمِ وَأْنُتمُ
أسودُ الوغى والجابرونَ من الفقرِ
أَبُوكَ تَلاَفَى الدِّينَ وَالنَّاسَ بعْدَمَا
تشاءوا وبيتُ الدينِ منقلعُ الكسرِ
فَشَدَّ إِصَارَ الدِّيْنِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ
وَرَدَّ حُرُوباً قَدْ لَقِحْنَ إِلَى عُقْرِ
تعزُّ ضعافَ النَّاس عزَّة ُ بنفسهِ
ويَقْطَعُ أَنْفَ الْكِبْرَيآءِ عَنِ الْكِبْرِ
إِذَا الْمِنْبرُ الْمَحْظُور أَشْرَفَ رَأَسُهُ(21/66)
على النّاس فوقهُ نظرَ الصَّقرِ
تجلَّتْ عنِ البازي طشاشٌ وليلة ٌ
فَآنَسَ شَيَئْاً وَهْوَ طَاوٍ عَلَى وَكْرِ
فَسَلَّمَ فَاخْتَارَ الْمَقَالَة مِصْقَعٌ
رفيعُ البنى ضخمُ الدَّسيعة ِ والأمرِ
لِيَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ شَبَّهَ قَوْلَهُ
ذَوُو الرَّأَيِ وَالأَّحْجَاءِ منُقْلَعَ الصَّخْرِ
ومثلُ بلالٍ سوِّسَ الأمرَ فاستوتْ
مهابتهُ الكبرى وجلّى عن الثَّغرِ
إذا التكَّتِ الأورادُ فرَّجتَ بينها
مصادرَ ليستْ منْ عبامٍ ولا غمرِ
وَنَكَّلْتَ فسَّاقَ العِراقِ فَأَقْصَرُوا
وَغَلَّقْتَ أبْوَابَ الَنسَاءِ عَلَى سِتْرِ
فلم يبقَ إلاّ داخرٌ في مخيَّسٍ
وَمُنْحَجِرٌ مِنْ غَيْرِ أَرْضِكَ فِي حُجْرِ
يَغَارُ بِلاَلٌ غَيْرَة ً عَربِيَّة ً
على العربيّاتِ المغيباتِ بالمصرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
رقم القصيدة : 20557
-----------------------------------
عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
على ما مضى منْ عهدكنَّ سلامُ
ولا زالَ نوءِ الدَّلوِ يبعقُ ودقهُ
بِكُنَّ وَمِنْ نَوْءِ السِّمَاكِ غَمَامُ
بِكُلِّ جَدِيٍّ غَيْرِ ذَاتِ بُرَايَة ٍ
عَلَيْكُنَّ مَجْرَى جَارِحٍ وَمَنَامُ
علامَ سألناكنَّ عنْ أمِّ سالمٍ
وَمَيٍّ فَلَمْ يَرْجعْ لَكُنَّ كَلاَمُ
هوى ً لكِ لا ينفكَّ يدعوكِ ما دعا
حَمَاماً بِأَجْزَاعِ الْعَقِيقِ حَمَامُ
إذا هملتْ عيني لها قالَ صاحبي:
بِمِثْلِكَ هذَا فِتْنَة ٌ وَغَرَامُ
علامَ وقدْ فارقتَ ميّاً وفارقتْ
وَمَيَّة ُ فِي طُولِ الْبُكَآءِ تُلاَمُ
أَطَاعَتْ بِكَ الْوَاشِينَ حَتَّى كَأَنَّمَا
كلامكَ إيَّاها عليكَ حرامُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
رقم القصيدة : 20558
-----------------------------------(21/67)
يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
حَتَّى نُكَلّمَهَا هَمٌّ بِتَعْرِيجِ
خودٌ كأنَّ اهتزازَ الرُّمحِ مشيتُها
لفَّاءُ ممكورة ٌ في غيرِ تهبيجِ
كَأَنَّهَا بَكْرَة ٌ أَدْمَآءُ زَيَّنَهَا
عِتْقُ النُّجَارِ وَعَيْشٌ غَيْرُ تَزْلِيجِ
فِي رَبْرَبٍ مُخْطَفِ الأَحْشآءِ مُلْتَبِسٍ
منه بنا مرضُ الحورِ المباهيجِ
كَأَنَّ أَعْجَازَهَا وَالرَّيْطُ يَعصِبُهَا
بينَ البُرينَ وأعناقِ العواهيجِ
أنقاءُ سارية ٍ حلَّتْ عزاليها
من آخرِ الليلِ ريحٌ غيرُ حرجوجِ
تسقي إذا عجنَ من أجيادهنّ لنا
عوجَ الأعنَّة ِ أعناقَ العناجيجِ
صواديَ الهامِ والأحشاءُ خافقة ٌ
تَنَاوُلَ الْهِيمِ أرْشَافَ الصَّهَارِيجِ
مِنْ كُلِّ أَشْنَبَ مَجْرَى كُلِّ مُنْتَكِثٍ
يجري على واضحِ الأنيابِ مثلوجِ
كَأَنَّهُ بَعْدَما تُغْضِي الْعُيُونُ بِهِ
على الرُّقادِ سلافٌ غيرُ ممزوجِ
ومهمهٍ طامسِ الأعلامِ في صخبِ الـ
ـأصداءِ مختلطٍ بالتُّربِ ديجوجِ
أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِهِ أَعْنَاقَ نَاجِيَة ٍ
تَنْجُو إِذَا قَالَ حَادِيهَا لَهَا هِيجيِ
كَأَنَّهُ حِينَ يَرْمِي خَلفَهُنَّ بِهِ
حادي ثمانٍ من الحقبِ السَّماحيجِ
وراكدِ الشَّمسِ أجّاجٍ نصبتُ لهُ
حَوَاجِبَ الْقَوْمِ بِالْمَهْرِيَّة ِ الْعُوجِ
إذا تنازعَ جالا مجهلٍ قذفٍ
أطرافَ مطَّردٍ بالحرِّ منسوجِ
تَلْوِي الثَّنَايَا بِأَحْقِيهَا حَوَاشِيَهُ
ليَّ المُلاءِ بأبوابِ التَّفاريجِ
كأنَّهُ والرَّهاءُ المرتُ يركضهُ
أَعْرَافُ أَزْهَرَ تَحْتَ الرّيِحِ مَنْتُوجِ
يَجْرِي وَيَرْتَدُّ أَحْيَاناً وَتَطْرُدُهُ
نَكْبَآءُ ظَمْأَى مِنَ الْقَيْظِيَّة ِ الْهُوجِ
في صحنِ يهماءَ يهتفُّ السَّهامُ بها
فِي قَرْقَرٍ بِلُعَابِ الشَّمْسِ مَضْرُوجِ
يُغَادِرُ الأَرْحَبِيُّ الْمَحْضُ أَرْكُبَهَا
كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخُ مَشجُوجِ
رَفِيقُ أَعْيَنَ ذَيَّالٍ تُشَبِّهُهُ
فحلَ الهجانِ تنحَّى غيرَ مخلوجِ(21/68)
وَمَنْهَلٍ آجن الْجَمَّاتِ مُجْتَنَبٍ
غلَّستهُ بالهبلاّتِ الهماليجِ
ينفخنَ أشكلَ مخلوطاً تقمِّصهُ
مَنَاخِرُ الْعَجْرَفِيَّاتِ الْمَلاَجِيجِ
كأنَّما ضربتْ قدّامَ أعينها
عهناً بمستحصدِ الأوتارِ محلوجِ
كَأَنَّ أَصْوَاتَ مِنْ إِيغَالِهِنَّ بِنَا
أَوَاخِرِ الْمَيْسِ إِنْقَاضُ الْفَرَارِيجِ
تشكو البُرى وتجافى عن سفائفها
تجافيَ البيضِ عن بردِ الدَّماليجِ
إذا مطوْنا نسوعَ الميسِ مصعدة ً
يَسْلُكْنَ أَخْرَاتَ أَرْبَاضِ الْمَدَارِيجِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
رقم القصيدة : 20559
-----------------------------------
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
لقدْ نالَ أصحابُ العصا شرَّ مغنمِ
فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوهَا عَلَيْنَا نّدَعْ بِهِمْ
هِجَآءً كَكَيِّ النَّاحِزِ الْمُتَلَوِّمِ
وإلاَّ يدعني عرجلٌ إنزِ عرجلاً
على أمِّهِ نزوَ العريضِ المزلَّمِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> البداية
البداية
رقم القصيدة : 2056
-----------------------------------
قبلَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * نزلَ ببيتِنا ضيفٌ غريب
كان في حَوْزَةِ أبي بندقيّةٌ * اشتراها بأساورِ أمّي * غيرُ سريعةِِ الطّلَقات
حاولَ أبي طَرْدَ الضّيفِ الغريب * ولم يسبقْ لهُ * أن طردَ ضيفًا مرّةً
كانَ اسمُ أبي "حاتمًا" * غير أنَّ بندقيّتَهُ * لم تكُنْ محشوّةً رصاصًا
كانَ الضّيفُ ثقيلَ الظِّلِّ * ثقيلَ اللّسان * يكسِّرُ اللّغةَ الوحيدةَ
الّتي يجيدُها أبي * دونَ أن يقرأَ فيها * تاريخًا * أو يدوِّنَ شجرةً للعائلة
سلطاناتْ كويّساتْ * ما ـ شا ـ اللّه * زرعُوا أرضَنا مدارسَ * ومصحّات
وطالَتْ زيارةُ الضّيفِ الغريب * لم يُعْطِ عرضَ كَتِفَيْهِ لأحد * وأبي * لم يستطِعْ إخراجَهُ
رغيفانِ * كانا في لجنِ الخبز * أخذَ الضّيفُ كسرةً * ورغيف(21/69)
مائدةٌ مبذولةٌ للضّيف * وتنامُ الأسرةُ بغيرِ عشاء * ولم يَرْمِ شيئًا للكلاب
وبعدَ العشاء * نامَ الضّيفُ في بيتِنا * وراوَدَهُ ما لذَّ وطاب * من فواكهِ أحلام * ولم تكُن المرَّةَ الأولى * الّتي ينامُ فيها غريبٌ * ويحلمُ في بيتِنا
وعندَ الصّباح * أخرجَ الضّيفُ من ثقوبِ أحلامِه * أفاعي وثائق * تثبتُ أنَّ له كلَّ البيت
ثارَتْ ثائرةُ أبي * وأعمامي * والجيران * وتصدّى الضّيفُ لهم جميعًا * كانَ في جعبتِهِ بندقيّةٌ * محشوّةٌ رصاصًا * وعقيدَة
قُتِلَ أحدُ أعمامي * وأصيبَ أحدُ الجيرانِ إصابةً بالغة * وجُرِحَ أبي * وخرجَتْ أمّي * تبحثُ عن طبيبٍ * ولم تَعُدْ
وبعدَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * وفي ما تبقّى له من مطرحٍ * لممارسةِ عادةِ التّنفّسِ السّرّيّة * صَلَبَ حفيدُ أبي * على أحدِ الجدران * صورةً لي ولأمِّه يومَ زفافِنا * وا
لم يكُنْ يومَها آلةُ تصويرٍ * في القرية * ثمّةَ صورةٌ معلّقةٌ * على جدرانِ ذاكرتي * هل تستطيعُ نسخَها من هناكَ * يا ولد * بواسطةِ هذهِ الفأرةِ العبقريّة؟
وضَعَ رأسَهُ على مخدَّةٍ * محشوَّةٍ ترابًا * من حاكورةِ بيتٍ * ليستْ لَهُ الآن * وبقيَتْ قدماهُ وأطرافُ العباءة * في الخارج
وجاءَ حفيدُ الضّيفِ الغريب * يأمرُ حفيدَ أبي * أنْ يَظُبَّ أطرافَ عباءتِه قليلاً * لأنّ رائحتَها * على حدِّ زعمِ حفيدِ الضّيف * تكادُ تخنقُه
لَمْلَمَ حفيدُ أبي أطرافَ العباءة * وظَبْظَبَ قَدَمَيْهِِ إلى صدرِهِ * وسَكَتَ * ونام
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
رقم القصيدة : 20560
-----------------------------------
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
وجاراتها قد كادَ يعفو مقامُها
فَلَمْ يَدْرِ إِلاَّ اللهُ مَا هَيَّجَتْ لَنَا
أهلَّة ُ أنآءِ الدِّيارِ وشامُها(21/70)
وقدْ زوَّدتْ ميٌّ على النأيِ قلبهُ
عَلاَقَاتِ حَاجَاتٍ طَوِيلٍ سَقَامُهَا
فأصبحتُ كالهيماءِ لا الماءُ مبريٌ
صداها ولا يقضي عليه هيامُها
كَأَنِّي غَدَاة َ الزُّرْقِ يَا مَيُّ مُدْنَفٌ
يَكِيدُ بِنَفْسٍ قَدْ أَجَمَّ حِمَامُهَا
حِذَارَ اجْتِذَامِ الْبَيْنِ أَقْرَانَ طِيَّة ٍ
مصيبٍ لوقراتِ الفؤادِ انجذامُها
خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي
أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا
تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا
فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَة ٍ
بميثاءَ مرجوعٌ عليه التثامُها
كأنَّ على فيها تلألؤَ مزنة ٍ
وَمِيضاً إِذَا زَانَ الْحَدِيثَ ابْتِسَامُهَا
أَلاَ خَيَّلَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتي
فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلاَّ سَلاَمُهَا
طروقاً وجلبُ الرَّحلِ مشدودة ٌ به
سَفِينَة ُ بَرٍّ تَحْتَ خَدي زمَامُهَا
أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ
قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا
يَمَانِيَة ٌ في وَثْبِهَا عَجْرَفِيَّة ٌ
إِذَا انْضَمُّ إِطْلاَهَا وَأَوْدَى سَنَامُهَا
وَدَوِّيَّة ٍ تَيْهَآءَ يَدْعُو بَجَوْزِهَا
دُعَآءَ الثَّكَالَى آخِرَ اللَّيْلِ هَامُهَا
أطلتُ اعتقالَ الرَّحلِ في مدلهمِّها
إذا شركُ الموماة أودى نظامُها
ولستُ بمحيارٍ إذا ما تشابهتْ
أماليسُ مخضرٌّ عليها ظلامُها
أُقِيمُ السُّرَى فَوْقَ الْمَطَايَا لِفْتَية ٍ
إذا اضطربوا حتَّى تجلَّى قتامُها
عَلَى مُسْتَظلاَّت الْعُيُونٍ سَوَاهِمٍ
شويكية ٍ يكسو بُراها لُغامُها
يُطَرِّحْنَ حِيرَاناً بِكُلِّ مَفَازَة ٍ
سقاباً وحولاً لم يكمَّلْ تمامُها
ترى طيرها منْ بينِ عافٍ وحاجلٍ
إلى حيَّة ِ الأنفاسِ موتى عظامُها
وأشعثَ قد ساميتهُ جوزَ قفرة ٍ
سَوَآءٌ عَلَيْنَا ضَحْوُهَا وَظَلاَمُهَا
تَهَاوَى بِهِ حَرْفٌ قِذَاف كَأَنَّهَا
نعامة ُ بيدٍ ضلَّ عنها نعامُها(21/71)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
رقم القصيدة : 20561
-----------------------------------
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
رِشَاشاً كَمَ اسْتَنَّ الْجُمَانُ الْمُفَصَّلُ
لعرفانِ أطلالٍ كأنَّ رسومها
بوهبينِ رشيٌ أو رداءٌ مسلسلُ
أربَّتْ بها الهوجاءُ واستوفضتْ بها
حصى الرَّملِ نجرانيَّة ٌ حينَ تجهلُ
جَفُولٌ كَسَاهَا لَوْنَ أَرْضٍ غَرِيبَة ٍ
سوى أرضها منها الهباءُ المغربلُ
نَبَتْ نَبْوَة ً عَيْنِي بِهَا ثُمَّ بَيَّنَتْ
يحاميمُ جونٌ أنَّها الدَّارُ أمثلُ
جنوحٌ على باقٍ سحيقٍ كأنَّهُ
إهابُ ابنُ آوى كاهبُ اللَّونِ أطحلُ
وَلِلنُّؤْيِ مَجْنُوباً كَأَنَّ هِلاَلهُ
وَقَدْ نَسَفَتْ أَعْضَادَهُ الرِّيحُ جَدْوَلُ
مقيمٌ تغنَّيهِ السَّواري وتنتحي
بِهِ مَنْكِباً نَكْبَآءُ والذَّيْلُ مُرْفِلُ
عهدتُ بهِ الحيَّ الحلولَ بسلوة ٍ
جَمِيعَاً وَآيَاتُ الْهَوَى مَا تُزِيلُ
وبيضاً تهادى بالعشيِّ كأنَّها
غَمَامُ الثُّرَيَّا الرَّائِحُ الْمُتَهَلِّلُ
خدالاً قذفنَ السَّورَ منهنَّ والبرى
على ناعمِ البرديِّ بلْ هنَّ أخدلُ
قِصَارَ الْخُطَى يَمْشِينَ هَوْناً كَأَنَّهُ
دبيبُ القطا بلْ هنَّ في الوعثِ أوحلُ
إذا نهضتْ أعجازها خرجتْ بها
بمنبهراتٍ غيرَ أنْ لا تخزَّلُ
وَلاَ عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ سَرِيعَهَا
قطوفٌ وأنْ لاشيءَ منهنَّ أكسلُ
نَوَاعِمُ رَخْصَاتٌ كَأَنَّ حَدِيثَهَا
جنى الشَّهدِ في ماءِ الصَّبا متشمِّلُ
رقاقُ الحواشي منفذاتٌ صدورها
وأعجازها عمَّا بها اللَّهوُ خزَّلُ
أولئكَ لا يوفينَ شيئاً وعدنهُ
وعنهنَّ لا يصحو الغويُّ المعذَّلُ
فَمَا أُمُّ أَوْلاَدٍ ثَكُولٌ وَإِنَّمَا
تَبُوءُ بِمَا فِي بَطْنِهَا حِيْنَ تَثْكَلُ
أسَّرتْ جنيناً في حشاً غيرَ خادجٍ
فَلاَ هُوَ مَنْتُوجٌ وَلاَ هُوَ مُعْجِلُ(21/72)
تموتُ وتحيا حائلٌ منْ بناتها
وَمِنْهُنَّ أُخْرَى عَاقِرٌ وَهْيَ تَحْمِلُ
عُمَانِيَّة ٌ مَهْرِيَّة ٌ دَوْسَرِيَّة ٌ
عَلَى ظَهْرِهَا لِلْحِلْسِ وَالْكُوِر مِحْمَلُ
مفرَّجة ٌ حمراءُ عيساءُ جونة ٌ
صُهَابِيَّة ُ الْعُثْنُونِ دَهْمَآءُ صَنْدَلُ
تراها أمامَ الرّكبِ في كلِّ منزلٍ
ولو طالَ إيجافٌ بها وترحُّلُ
تَرَى الْخِمْسَ بَعْدَ الْخِمْسِ لاَ يَفْتِلاَنِهَا
ولو فارَ للشِّعرى منَ الحرِّ مرجلُ
تُقَطَّعُ أَعْنَاقَ الرِّكَابِ وَلاَ تَرَى
عَلَى السَّيْرِ إِلاَّ صِلْدِماً مَا تُزَيِّلُ
ترى أثرَ الأنساعِ فيها كأنَّهُ
عَلَى ظَهْرِ عَادِيٍّ يُعَالِيهِ جَنْدَلُ
ولو جعلَ الكورُ العلافيُّ فوقها
وراكبهُ أعيتْ بهِ ما تحلحلُ
يَرَى الْمَوْتَ إِنْ قَامَتْ وَإِنْ بَرَكَتْ بِهِ
يرى موتهُ على ظهرها حينَ ينزلُ
تُرى ولها ظهرٌ وبطنٌ وذروة ٌ
وتشربُ منْ بردِ الشَّرابِ وتأكلُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
رقم القصيدة : 20562
-----------------------------------
لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
عفتها السَّوافي بعدنا والمواطرُ
كَأَنَّ فُؤَادِي هَاضَ عِرْفَانُ رَبْعِهَا
بِهِ وَعْيَ سَاقٍ أَسْلَمَتْهاَ الْجَبَآئِرُ
عشيَّة َ مسعودٌ يقولُ وقدْ جرى
على لحيتي منْ عبرة ِ العينِ قاطرُ
أَفِي الدَّارِ تَبْكِي أَنْ تَفَرَّق أَهْلُهَا
وأنتَ امرؤُ قد حلَّمتكَ العشائرُ
فَلا صَبْرَ إِنْ تَسْتَعْبِرَ الْعَيْنُ إِننَّي
عَلَى ذَاكَ إِلاَّ جَوْلَة َ الدَّمْعِ صَابِرُ
فيا ميُّ هل يُجزى بكائي بمثله
مِرَاراً وَأَنْفَاسِي إِلَيْكِ الزَّوَافِرُ
وأنّي متى أشرفُ على الجانبِ الذي
بِهِ أَنْتِ مِنْ بَيْنِ الْجَوَانِبِ نَاظِرُ
وَأَنْ لاَ يَنِي يَا مَيُّ دُونِ صُحْبَتِي
لَكِ الدَّهْرَ مِنْ أُحْدُوثَة ِ النَّفْسِ ذَاكِرُ
وَأَنْ لاَ يَنَالَ الرَّكْبُ تَهْويِمَ وَقْعَة ٍ(21/73)
منَ الليلِ إلاّ اعتادني منكِ زائرُ
وَإِنْ تَكُ مَيُّ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
تشائي النَّوى والعادياتُ الشَّواجرُ
فقد طالما رجَّيتُ ميّاً وشاقني
رسيسُ الهوى منه دخيلٌ وظاهرُ
وقدْ أورثتني مثلَ ما بالذي به
هوى غربة ٍ دانى له القيدَ قاصرُ
لقدْ نامَ عنْ ليلي لقيطٌ وشاقني
منَ البرقِ علويُّ السَّنا متياسرُ
أرقتُ لهُ والثَّلجُ بيني وبينه
وَحَوْمَانُ حُزْوَى فَاللَّوَى وَالْحَرِائِرُ
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي سُهَيلٌ كَأَنَّهُ
قريعُ هجانٍ عارضَ الشَّولَ جافرُ
نظرتُ ورائي نظرة َ الشوقِ بعدما
بَدَا الْجَوُّ مِنْ حَيَّ لَناَ وَالدَّسَاكِرُ
لأنظرَ هل تبدو لعينيَّ نظرة ً
بِحَوْمَانَة ِ الزُّرْقِ الْحُمُولُ الْبَوَاكِرُ
أجدَّتْ بأغباشٍ فأضحتْ كأنَّها
مَوَاقِيُر نَخْلٍ أَوْ طُلوُحٌ نَوَاضِرُ
ظَعَآئِنُ لَمْ يَسْلُكْنَ أَكْنَافَ قَرْيَة ٍ
بسيفٍ ولمْ تنغضْ بهنَّ القناطرُ
تَصَيَّفْنَ حَتَّى کصْفَرَّ أَقْوَاعُ مُطْرِقٍ
وَهَاجَتْ لأَعْدَادِ الْمِيَاهِ الأَباَعِرُ
وطارَ عنِ العجمِ العفاءُ وأوجفتْ
بريعانِ رقراقِ السَّرابِ الظَّواهرُ
ولم تبقِ ألواءُ الثَّماني بقيَّة ً
منَ الرُّطبِ إلا بطنُ وادٍ وحاجرُ
فلمَّا رأينَ القنعَ أسفى وأخلفتْ
مِنَ الْعَقْرَبِيَّاتِ الْهُيُوجُ الأَوَاخِرُ
جذبنَ الهوى منْ سقطِ حوضى بسدفة ٍ
على أمرِ ظعّانٍ دعتهُ المحاضرُ
فأصبحنَ قد نكَّبنَ حوضى وقابلتْ
مِنَ الرَّمْلِ ثَبْجَآءُ الْجَمَاهِيرِ عَاقرُ
وَتَحْتَ الْعَوَالِي وَالْقَنَا مُسْتَظِلَّة ً
ظِبَآءٌ أَعَارَتْهاَ الْعُيُونَ الْجَآذِرُ
هيَ الأدمُ حاشى كلَّ قرنٍ ومعصمٍ
وساقٍ وما ليثتْ عليه المآزرُ
إذا شفَّ عن أجيادها كلُّ ملحمٍ
منَ القزّ واحورَّتْ إليكَ المحاجرُ
وغبراءَ يحمي دونها ما وراءها
وَلاَ يَخْتَطِيهَا الدَّهْرَ إِلاَّ مُخَاطِرُ
سَخَاوِيَّ مَاتَتْ فَوْقَهَا كَلُّ هَبْوَة ٍ
منَ القيظِ واعتمَّتْ بهنَّ الحزاورُ(21/74)
قطعتُ بخلقاءِ الدُّفوفِ كأنَّها
من الحقبِ ملساءُ العجيزة ِ ضامرُ
سَدِيسٍ تُطَاوِي الْبُعْدَ أَوْ حَدُّ نَابِهَا
صَبِيٌّ كَخُرطُومِ الشَّعِيرَة ِ فَاطِرُ
إِذَا الْقَوْمُ رَاحُوا رَاحَ فِيهَا تَقَاذُفٌ
إذا شربتْ ماءَ المطيِّ الهواجرُ
نجاة ٌ يقاسي ليلُها منْ عروقها
إلى حيثُ لا يسمو امرؤٌ متقاصرُ
زهاليلُ لا يعبرنَ خرقاً سبحنهُ
بأكوارنا إلا وهنَّ عواسرُ
ينجّيننا منْ كلِّ أرضٍ مخوفة ٍ
عتاقٌ مهاناتٌ وهنَّ صوابرُ
وَمَآءٍ تَجَافَى الْغَيْثُ عَنْهُ فَمَا بِهِ
سَوَآءَ الْحَمَامِ الْحُضَّنِ الْخُضْرِ حَاضِرُ
وَرَدتُّ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وراءَ السِّماكينِ المها واليعافرُ
على نضوة ٍ تهدي بركب تطوَّحوا
عَلَى قُلُصٍ أَبْصَارُهُنَّ الْغَوَائِرُ
إِذَا لاَحَ ثَوْرٌ فِي الرَّهَاءِ اسْتَحَلْنَهُ
بخوصٍ هراقتْ ماءهنَّ الهواجرُ
فَبَيَّنَّ برَّاقَ السَّرَاة ِ كَأَنَّهُ
فَنِيقُ هِجَانٍ دُسَّ منْهُ الْمَسَاعِرُ
نجائبُ منْ آلِ الجديلِ وشاركتْ
عَلَيْهِنَّ فِي أَنْسَابِهِنَّ الْعَصَافِرُ
بَدَأَنَا عَلَيْهَا بِالرَّحِيلِ مِنَ الْحِمَى
وَهُنَّ جِلاَسٌ مُسْنِمَاتٌ بَهَازِرُ
فَجِئْنَ وَقَدْ بَدِّلْنَ حِلْماً وَصُورَة ً
سِوَى الصُّورِة الأُوَلى وَهُنَّ ضَوَامِرُ
إِذَا مَا وَطِئْنَا وَطْأَة ً فِي غُرُوزِهَا
تجافينَ حتى تستقلَّ الكراكرُ
ويقبضنَ من عادٍ وسادٍ وواخدٍ
كَمَا انْصَاعَ بِالسّيِّ النَّعَامُ النَّوافِرُ
وَإِنْ رَدَّهُنَّ الرَّكْبُ رَاجَعْنَ هِزَّة
دَرِيجَ الْمَحَالِ اسْتَثْقَلَتْهُ الْمَحَاوِرُ
يُقَطِّعْنَ للإِبْسَاسِ شَاعباً كَأَنَّهُ
جَدَايَا عَلَى الأَنْسَآءِ مِنْهَا بَصَائِرُ
تفضُّ الحصى عنْ مجمراتِ وقيعة ٍ
كأرحاءِ رقدٍ قلَّمتها المناقرُ
مَنَاسِمُهَا خُثْمٌ صِلاَبٌ كَأَنَّهَا
رؤوسُ الضَّبابِ استخرجتها الظَّهائرُ
ألا أيُّهذا الباخعُ الوجدُ نفسهُ(21/75)
بِشَيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الْمَقَادِرُ
وكائنْ ترى منْ رشدة ٍ في كريهة ٍ
وَمِنْ غَيَّة ٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّرَاشِرُ
تشابهُ أعناقُ الأمورِ وتلتوي
مشاريطُ ما الأورادُ عنه صوادرُ
إِلَى ابْنِ أبِي مُوسَى بِلالٍ طَوَتْ بِنَا
قِلاَصٌ أَبُوهُنَّ الْجَدِيلُ وَدَاعِرُ
بِلاَداً يبِيتُ البُومُ يَدْعُو بَنَاتِهِ
بِهَا وَمِنَ الأَصْدَاءِ وَالْجِنِّ سَامِرُ
قواطعُ أقرانِ الصَّبابة ِ والهوى
مِنَ الْحَيِّ إِلاَّ مَا تَجُنُّ الضَّمَآئِرُ
تمرَّى برحلي بكرة ٌ حميريَّة ٌ
ضِنَاكُ التَّوَالِي عَيْطَلُ الصَّدْرِ ضَامِرُ
أسرَّتْ لقاحاً بعدما كانَ راضها
فَرِاسٌ فَفِيهَا عِزَّة ٌ وَمَيَاسِرُ
إِذَا الرَّكْبُ أَسْرَوْا لَيْلَة ً مُصْمَعِدَّة ً
على إثرِ أخرى أصبحتْ وهي عاسرُ
أَقُولُ لَها إِذْ شَمَّرَ السَّيْرُ وَاسْتَوتْ
بها البيدُ واستنَّتْ عليها الحرائرُ
إذا ابنُ أبي موسى بلالٌ بلغته
فقامَ بفأسٍ بينَ وصليكِ جازرُ
بلالُ ابنُ خيرِ الناسِ إلاّ نبوَّة ً
إِذَا نُشِّرَتْ بَيْنَ الْجَمِيعِ المآثرُ
نماكَ أبو موسى إلى الخيرِ وابنهُ
أَبُوكَ وَقَيْسٌ قَبْلَ ذَاكَ وَعَامِرُ
أسودٌ إذا ما أبدتِ الحربُ ساقها
وفي سائرِ الدَّهرِ الغيوثُ المواطرُ
وأنتَ امرؤٌ من أهلِ بيتِ ذؤابة ٍ
لَهُمْ قَدَمٌ مَعْرُوفَة ٌ وَمَفَاخِرُ
يطيبُ ترابُ الأرضِ أن تنزلوا بها
وَتَخْتَالُ أَنْ تَعْلُو عَلَيْهَا الْمَنَابِرُ
وما زلتَ تسمو للمعالي وتجتبي
جبا المجدِ مذْ شدَّتْ عليكَ المآزرُ
إِلى َ أَنْ بَلَغْتَ الأَرْبَعِينَ فَأُلقِيَتْ
إليكَ جماهيرُ الأمورِ الأكابرُ
فَأَحْكَمْتَهَا لاَ أَنْتَ فِي الْحُكْمِ عَاجِزٌ
وَلاَ أَنْتَ فِيهَا عَنْ هُدَى الْحَقِ جَآئِرُ
إذا اصطفَّتِ الألباسُ فرَّجتَ بينها
بعدلٍ ولم تعجزْ عليكَ المصادرُ
لِما نلتُ من وسميِّ نعماكَ شاكرُ
وإنَّ الذي بيني بينك لا يني
بِأَرْضٍ أَبَا عَمْرٍو لَكَ الدَّهْرَ ذَاكِرُ(21/76)
وَأَنْتَ الَّذِي اخْتَرْتَ الْمَذَاهِبَ كُلَّهَا
بوهبينَ إذ رُدَّتْ عليّ الأباعرُ
وأيقنتُ أنِّي إنْ لقيتُكَ سالماً
تكنْ نُجعة ً فيها حياً متظاهرُ
وَبَيْنَ أَكُفِّ السَّآئِلِينَ الْمَعَاذِرُ
جواداً تريهِ الجودَ نفسٌ كريمة ٌ
وعرضٌ من التَّبخيلِ والذَّمِّ وافرُ
رَبِيعاً عَلى َ الْمُسْتَمْطِرِينَ وَتَارَة ً
هزبرٌ بأضغانِ العدا متجاسرُ
إِذَا خَافَ شَيْئاً وَقَّرَتْهُ طَبِيعَة ٌ
عروفٌ لما خُطَّتْ عليه المقادرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
رقم القصيدة : 20563
-----------------------------------
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
فأجمادُ حوضى حيثُ زاحمها الحبلُ
سوى أنْ ترى سوداءَ منْ غيرِ خلقة ٍ
تخاطأها وارتثَّ جاراتها النُّقلُ
منَ الرَّضماتِ البيضِ غيَّرَ لونها
بناتُ فراضِ المرخِ واليابسُ الجزلُ
كجرباءَ دسَّتْ بالهناءِ وأُفردتْ
بِأَرْضٍ خَلآءٍ أَنْ تُفَارِقَهَا الإِبْلُ
كأنَّا وميّاً بعدَ أيامنا بها
وَأَيَّامِ حُزْوَى لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَصْلُ
ولمْ يتربَّعْ أهلُ ميٍّ وأهلنا
صَرَآئِمَ لَمْ يُغْرَسْ بِحَافَاتِهَا النَّخْلُ
بها العائذُ العيناءُ يمشي وراءها
أصيبحُ اعلى اللَّونِ ذو رملٍ طفلُ
وَأَرْفَاضُ أُحْدَانٍ تَلُوحُ كَأَنَّهَا
كَوَاكِبُ لاَ غَيْمٌ عَلَيْهَا وَلاَ مَحْلُ
أَقَامَتْ بِهَا حَتَّى تَصَوَّحَ بِاللِّوَى
لِوَى مَعْقُلاَتٍ فِي مَنَابِتِهَا الْبَقْلُ
وَأَرْفَضَتِ الْهُوجُ السَّفَا فَتَسَاقَطَتْ
مرابيعهُ الأولى كما ينصلُ النَّبلُ
وَشَاكَتْ بِهِ أَيْدِي الْجِمَالِ كَأَنَّمَا
يَعَضُّ بِهِ أَعْلَى فَرَاسِنِهَا النَّمْلُ
فليسَ لساريها بها متعرِّجٌ
إذا انجدلَ الأسروعُ وانعدلَ الفحلُ
وأصبحتْ الجوزاءُ تبرقُ غدوة ً
كما برقَ الأمعوزُ أو برقَ الإجلُ(21/77)
فَلاَة ٌ يَنِزُّ الرِّئْمُ فِي حَجَرَاتِهَا
وأُخْرَى مِنَ الْبُلْدَانِ لَيْسَ بِهَا أَهْلُ
فلمَّا تقضَّتْ حاجة ٌ منْ تحمُّلٍ
وَأَظْهَرْنَ واقْلَوْلَى عَلَى عُودِهِ الْجَحْلُ
وَقَرِّبْنَ لِلأَحْدَاجِ كُلَّ ابْنِ تِسْعَة ٍ
تضيقُ بأعلاهُ الحويَّة ُ والرَّحلُ
إِلَى ابْنِ أَبِي الْعَاصِي هِشَامٍ تَعَسَّفَتْ
بِنَا الْعِيسُ مِنْ حَيْثُ الْتَقَى الْغَافُ والرَّمْلُ
بِلاَدٌ بَهَا أَهْلُونَ لَيْسُوا بِاَهْلِهَا
سِوَى الْعِيْنُ وَالآرَ
امُ لاَ عِدَّ عِنْدَهَا
ولا كرعٌ إلاَّ المغاراتُ والرِّبلُ
إذا أعرضتْ ارضٌ هواءٌ تنشَّطتْ
بأبواعها البعدُ اليمانيَّة ُ البزلُ
غُرَيْرِيَّة ٌ صُهْبُ الْعَثَانِين يَرْتَمِي
بِنَا النَّازِحُ الْمَوْسُومُ والنَّازِحُ الْغُفْلُ
تمجُّ اللُّغامَ الهيِّبانِ كأنَّهُ
جَنَى عُشَرٍ تَنْفِيهِ أَشْدَاقُهَا الْهُدَلُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
رقم القصيدة : 20564
-----------------------------------
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
بَقِيَّاتُ وَحْيٍ فِي مُتُونِ الصَّحَائِفِ
بوهبينَ لمْ تيركْ لهنَّ بقيّة ً
زبيبُ الزُّبانى بالعجاجِ القواصفِ
تغيَّرنَ بعدّ الحيِّ ممَّا تعمَّجتْ
عَلَيْهِنَّ أَعْنَاقُ الريَاحِ الْحَرَاجِفِ
تصابيتْ واستعبرتْ حتى تناولتْ
لِحَى الْقَوْمِ أَطْرَافُ الدُّمُوعِ الذَّوارِفِ
وُقُوفاً عَلى َ مَطْمُوسَة ٍ قَطَعَتْ بِهَا
نوى الصَّيفِ أقرانَ الجميعِ الأوالفِ
قلائصَ لا تنفكَّ تدمى أنوفها
على طللٍ منْ عهدِ خرقاءَ شاعفِ
كما كنتَ تلقى قبلُ في كلِّ منزلٍ
عَهِدْتَ بِهِ مَيّاً فَتِيٍّ وَشَارِفِ
إِذَا قُلْتُ قَلْبِي بَارِىء ٌ لبَّسَتْ بِهِ
سقاماً مراضُ الطَّرفِ بيضُ السَّوالفِ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافِ الْخُصُورِ مُشْرِفَاتُ الرَّوَادِفِ(21/78)
فَمَا الشَّمْسُ يَوْمَ الدَّجْن وَالسَّعْدُ جَارُهَا
بَدَتْ بَيْنَ أَعْنَاقِ الْغمَامِ الصَّوآئِفِ
ولا مخرفٌ فردٌ بأعلى صريمة ٍ
تصدَّى لأحوى مدمعِ العينِ عاطفِ
بِأَحْسَنَ مِنْ خَرْقَآءَ لَمَّا تَعَرَّضَتْ
لنا يومَ عيدٍ للخرائدِ شائفِ
سرى موهناً فالتمَّ بالرَّكبِ زائرٌ
لخرقاءَ واستنعى هوى ً غيرَ عازفِ
فَبِتْنَا كَأَنَّا عِنْدَ أَعْطَافِ ضُمَّرٍ
قدْ غوّرتْ أيدي النُّجومِ الرَّوادفِ
أَتَتْنَا بِرَيَّا بُرْقَة ٍ شَاجِنِيَّة ٍ
حشاشاتُ أنفاسِ الرِّياحِ الزَّواحفِ
دهاسِ سقتها الدَّلو حتى تنطَّقتْ
بِنَوْرِ الْخَزَامَى فِي التِّلاعِ الْجَوَآئِفِ
وعيناءَ مبهاجٍ كأنَّ إزارها
عَلى َ وَاضِحِ الأَعْطَافِ مِنْ رَمْلِ عَاجِفِ
تَبَسَّمَ عَنْ أَحْوَى اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِي السَّوَآئِفِ
دعتني بأسبابِ الهوى ودعوتها
بِهِ مِنْ مَكَانِ الإِلْفِ غَيْرِ الْمُسَاعِفِ
وعوصاءِ حاجاتٍ عليها مهابة ٌ
أطافتْ بها محفوفة ٍ المخاوفِ
حمى ً ذاتِ أهوالِ تخطَّيتُ دونها
بِأَصْمَعَ مِنْ هَمِّي حِيَاضَ الْمَتَالِفِ
وأشعثَ قدْ نبَّهتهُ عندَ رسلة ٍ
طليحينِ بلوي شقَّة ٍ وتنائفِ
يئنُّ إلى مسِّ البلاطِ كأنَّما
يراهُ الحشايا في ذواتِ الزَّخارفِ
ثَنَى بَعْدَ مَا طَالَتْ بِهِ لَيْلَة ُ السُّرى
وبالعيسِ بينَ اللاَّمعاتِ الجفاجفِ
يداً غيرَ ممحالٍ لخدٍّ ملوَّحٍ
كَصَفْحِ الْيَمَانِي فِي يَمِينِ الْمُسَآئِفِ
وأشقرَ بلَّى وشيهُ خفقانهُ
على البيضِ في أغمادها والعطائفِ
وأحوى كعيمِ الضَّالِ أطرقَ بعدما
حَبَا تَحْتَ فَيْنَانٍ مِنَ الظِّلِ وَارِفِ
فقامَ إلى حرفٍ طواها بطيِّهِ
بها كلَّ لمَّاعٍ بعيدَ المساوفِ
أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّواجِفِ
وألوحُ شمٍّ مشرفاتِ الحناجفِ
وَأَغْضَفَ قَدْ غَادَرْتُهُ وَادَّرَعْتُهُ
بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوَامِ جَمِّ الْعَوَازِفِ
بعيدٍ منَ المسقى تصيرُ بجوزهِ(21/79)
إِلى َ الْهَطْلِ هِزَّاتُ السَّمَامِ الْغَوَارِفِ
وَقَمَّاصَة ٍ بِالآلِ دَاوَيْتُ غَوْلَهَا
مِنَ الْبُعْدِ بالْمُدْرَ نْفِقَاتِ الْخَوَانِفِ
قَمُوسِ الذُّرَى تِيهٍ كَأَنَّ رِعَانَهَا
مِنَ الْبُعْدِ أَعْنَاقُ الْعِيَافِ الصَّوَادِفِ
إِذَا احْتَفَّتِ الأَعْلاَمُ بِالآلِ وَالْتَقَتْ
أنابيبُ تنبو بالعيونِ العوارفِ
عسفتُ اللَّواتي تهلكُ الرِّيحُ بينها
كلالاً وجنَّانُ الهبلِّ المسالفِ
بِشُعْثٍ عَلى َ أَكْوَارِ شُدْقٍ رَمَى بِهِمْ
رهاءَ الفلا نأيُ الهمومِ القواذفِ
تُسَامِي عَثَانِينَ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي
بنا بينها أرجاءُ خوقٍ نفانفِ
إِذَا كَافَحَتْنَا نَفْحة ٌ مِنْ وَدِيقَة ٍ
ثنينا برودِ العصبِ فوقَ المراعفِ
وَمُغْبَرَّة ِ الأَفْيَافِ مَسْحُولَة ِ الْحَصَى
دياميمها موصولة ٌ بالصَّفاصفِ
صدعتُ وأشلاءُ المهارى كأنَّها
دلاءٌ هوتْ دونَ النِّطافِ النَّزائفِ
بخوصٍ منَ استعراضها البيدَ كلَّما
حدا الآل حدُّ الشَّمسِ فوقَ الأصالفِ
مَسَتْهُنَّ أَيَّامُ الْعَبُورِ وَطُولُ مَا
خَبطْنَ الصُّوَى بِاْلمُنْعَلاَتِ الرَّوَاعِفِ
وجذبُ البرى أمراسَ نجلانَ رُكِّبتْ
ومطوُ العرى في مجفراتٍ كأنَّها
تَوَابِيتُ تُنْضِي مُخْلِصَاتِ السَّفَآئِفِ
برى النَّحزُ منها عنْ ضلوعٍ كأنَّها
بِمُخْلَوْلِقِ الأَزْوَارِ عُوجُ الْعَطَآئِفِ
يَمَانِيَة ٌ صُهْبٌ تُدَمِّي أُنُوفَهَا
إذا جدَّ منْ مرفوعها المتقاذفُ
إذا فرقدُ الموماة ِ لاحَ انتضلنهُ
بِمَكْحُوَلة ِ الأَرْجَآءِ بِيضِ الْمَوَاكِفِ
رَمَتْهَا نُجُومُ الْقَيْظِ حَتَّى كَأَنَّهَا
أواقيُّ أعلى دهنها بالمناصفِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
صُهَابِيَّة ُ الأَعْرَافِ عُوجُ السَّوَالِفِ
وصلنا بها الأخماسَ حتى تبدَّلتْ
مِنَ الْجَهْلِ إِحْلاَماً ذَوَاتُ الْعَجَارِفِ
تَرَى كلَّ شِرْوَاطٍ كَأَنَّ قُتُودَهَا
على مكدمٍ عاري الصَّبييَّنِ صائفِ(21/80)
مُرِنِّ الضُحَى طَاوٍ بَنَى صَهَواتِهِ
رَوَايَا غَمَامِ النَّثْرَة ِ الْمُتَرَادِفِ
يصكُّ السَّرايا منْ عناجيجَ شفَّها
هبوبُ الثُّريَّا والتزامُ التَّنائفِ
إِذَا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَآءَ قِلْوَة ٍ
حداها بجلجالٍ منَ الصَّوتِ جادفِ
وَهَيْجُ التَّنَاهِي وَاطِّرَادٌ مِنَ السَّفَا
وَتَشْلاَلُ مَخْطُوفِ الْحَشَا مُتَجَانِفِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
رقم القصيدة : 20565
-----------------------------------
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
بأدعاصِ حوضى المعنقاتُ النَّوادرُ
لِمَيٍّ كَأَنَّ الْقَطْرَ وَالرَّيحَ غَادَرَا
وحولاً على جرعائها بدرَ ناشرِ
أهاضيبُ أنواءٍ وهيفاءَ جرتا
على الدَّارِ أعرافِ الحبالِ الأعافرِ
وثالثة ٌ تهوي منَ الشَّامِ حرجفٌ
لها سننٌ فوقَ الحصى بالأعاصرِ
وَرَابِعَة ٌ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَجْفَلَتْ
عَلَيْهَا بِدَقْعَآءِ الْمِعَى فَقُرَاقِرِ
فَحَنَّتْ بِهَا النُّكْبُ السَّوَافِي فَأَكْثَرَتْ
حَنِينَ اللِّقَاحِ الْقَارِبَاتِ الْعَوَاشِرِ
فَأَبْقَيْنَ آيَاتٍ يَهِجْنَ صَبَابَة ً
وَعَفَّيْنَ آيَاتٍ بِطُولِ التَّعَاوُرِ
نَعَمْ هَاجَتِ الأطْلاَلُ شَوْقاً كَفَى بِهِ
منَ الشَّوقِ إلاَّ أنَّهُ غيرَ ظاهرِ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
بِذي الرّمْثِ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِ ذَاكِرِ
حياءً وإشفاقاً منَ الرَّكبِ أنْ يروا
دَلِيلاً عَلَى مُسْتَودَعَاتِ السَّرَائِرِ
لمية َ إذا ميٌّ معانٌ تحلَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
إذا خشيتْ منهُ الصَّريمة َ أبرقتْ
لهُ برقة ً منْ خلِّبٍ غيرِ ماطرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
على أمِّ خشفٍ منْ ظباءِ المشافرِ
تَثَوَّرَ فِي قَرْنِ الضُّحَى مِنْ شَقِيقَة ٍ
فَأَقْبَلَ أَوْ مِنْ حِضْنِ كَبْدَاءَ عَاقِرِ(21/81)
حُزَاوِيَّة ٌ أَوْ عَوْهَجٌ مَعْقُليَّة ٌ
ترودُ بأعطافِ الرِّمالِ الحرائرِ
رأتْ راكباً أو راعها لفواقهِ
صويتٌ دعاها منْ أعيَّسَ فاترِ
إِذَا اسْتَوْدَعَتْهُ صَفْصَفاً أَوْ صَرِيمَة ً
تَنَحّتْ وَنَصَّتْ جِيدَهَا بِالْمَنَاظِرِ
حذاراً على وسنانَ يصرعهُ الكرى
بِكُلّ مَقِيلٍ عَنْ ضِعَافٍ فَوَاتِرِ
إِذَا عَطَفَتْهُ غَادَرَتْهُ وَرَآءَهَا
بِجَرْعَآءَ دَهْنَاوِيَّة ٍ أَوْ بِحَاجِرِ
وَتَهْجُرُهُ إِلاَّ اخْتِلاَساً نَهَارَهَا
وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ رَهْبَة َ الْعَيْنِ هَاجِرِ
حذارَ المنايا خشية َ أنْ يفتنها
بِهِ وَهْيَ إِلاَّ ذَاكَ أضْعَفُ نَاصِرِ
وَيَوْمٍ يُظِلُّ الْفَرْخُ فِي بِيْتِ غَيْرِهِ
لهُ كوكبٌ فوقَ الحدابِ الظَّواهرِ
تَرَى الرَّكْبَ فِيهِ بِالْعَشِيِّ كَأَنَّمَا
يُدَانُونَ مِنْ خَوْفٍ خَصَاصَ الْمَحَاجِرِ
تلثَّمتُ فاستقبلتهُ ثمَّ مثلهُ
ومثليهِ خمساً وردهُ غيرَ قادرِ
وماءِ كماءِ السُّخدِ ليسَ لجوفهِ
سَوَآءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ
صرى آجنٌ يزوي لهُ المرءُ وجههُ
لو ذاقهُ الظَّمآنُ في شهرِ ناجرِ
وَرَدْتُ وَأَغبَاشُ السَّوَادِ كَأَنَّهَا
سَمادِيرُ غَشْيٍ فِي الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
بركبٍ سروا حتى كأنَّ اضطرابهمْ
عَلَى شُعَبِ الْمَيْسِ اضْطِرَابُ الْغَدائِرِ
تَعَادَوْا بِيَهْيَا مِنْ مُدَارَكَة ِ السُّرَى
على غائراتِ الطَّرفِ هدرُ المشافرِ
كأنَّا تغنِّي بيننا كلَّ ليلة ٍ
جَدَاجِدُ صَيْفٍ مِنْ صَرِيرِ الْمَآخِرِ
على رعلة ٍ صهبِ الذّفارى كأنَّها
قطاً باصَ أسرابَ القطا المتواترِ
شججنَ السُّرى حتى إذا قالَ صحبتي
وَحَلَّقَ أَرْدَافُ النَّجُومِ الْغَوآئِرِ
كَأَنَّ عَمُودَ الصُّبْحِ جِيدٌ وَلَبَّة ٌ
وراءَ الدُّجا منْ حرَّة ِ اللَّونِ حاسرِ
جَنَحْنَ عَلَى أَجْوَازِهِنَّ وَهَوَّمُوا
سحيراً على أعضادهنَّ الأياسرُ
ألاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ بِالْبِينِ بَعْدَمَا(21/82)
مَضَى اللَّيْلِ إِلاَّ خَطَّ أْبْلَقَ جَاشِرِ
سرتْ تخبطُ الظَّلماءَ منْ جانبي قساً
فأحببْ بها منْ خابطِ اللِّيلِ زائرِ
إِلَى فِتْيَة ٍ مِثْلِ السُّيُوفِ وَأَيْنُقٍ
ضوامرَ منْ آلِ الجديرِ وداعرِ
جذبنَ البرى حتى شدفنَ وأصعرتْ
أنوفُ المهارى لقوة ً في المناخرِ
وفِي الْمَيْسِ أَطْلاَحٌ تَرَى فِي خُدُودِهَا
تلاعاً لتذارفِ العيونِ القواطرِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازة ٍ
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
وَكَمْ عَرَّسَتْ بَعْدَ السُّرَى مِنْ مُعَرَّسٍ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
إذا اعتسَّ فيهِ الذِّئبُ لمْ يلتقطْ بهِ
منَ الكسبِ إلاَّ مثلَ ملقى المشاجرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
مُعَرَّسُ خَمْسٍ مِنْ قَطاً مُتَجاوِرِ
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَينِ وَفَرْدَة ً
حَرِيداً هِيَ الْوُسْطَى بِصَحْرَآءَ حَائِرِ
وَمَغْفَى فَتى ً حَلَّتْ لَهُ فَوْقَ رَحْلِهِ
ثَمَانِيَة ً جُرْداً صَلاَة ُ الْمَسَافِرِ
وبينهما ملقى ً زمامٍ كأنَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
سوى وطأة ٍ في الأرضِ منْ غيرِ جعدة ٍ
ثَنَى أَخْتَهَا فِي غَرْزِ عَوْجَآءَ ضَامِرِ
وَمَوْضِعِ عِرْنينٍ كَرِيمٍ وَجَبْهَة ٍ
إِلَى هَدَفٍ مِنْ مُسْرعٍ غَيْرِ فَاجِرِ
طَوَى طَيَّة ً فَوْقَ الْكَرَى جَفْنَ عَيْنهِ
عَلَى رَهَبَاتٍ مِنْ جَنَانِ الْمُحَاذِرِ
قليلاً كتحليلِ الألى ثمَّ قلَّصتْ
بهِ شيمة ٌ روعاءُ تقليصَ طائرِ
إِلَى نِضْوَة ٍ عَوْجَآءَ واللَّيْلُ مُغْبِشٌ
مَصَابِيحَهُ مِثْلَ الْمَهَا وَالْيَعَافِرِ
قَدِ اسْتَبْدَلَتْ بِاْلِحلْمِ جهْلاً وَرَاجَعَتْ
وثوباً سديداً بعدَ وثبٍ مبادرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
بوهبينَ آثارُ العهادُ البواكرِ
فَمَا زِلْتُ أَكْسُو كُلِّ يَوْمٍ سَرَاتَهَا
خَصَاصَة مَعْلُوفٍ مِنْ الْمِيْسِ قَاتِرِ(21/83)
وأرمي بها الأهوالَ حتى أحلتها
وسوَّيتها بالمحرثاتِ الحدابرِ
وَصَارَتْ وبَاقِي الْنَّقْي مِنْ خَلْفِ عَيْنَها
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
إذا حثَّهنَّ الرَّكبُ في مدلهمَّة ٍ
أَحَادِيِثُهَا مِثْلُ اصْطِخَابِ الصَّرَآئِرِ
تياسرنَ عنْ جديِ الفراقدِ في السُّرى
ويامنَّ شيئاً عنْ يمينِ المغاورِ
حَرَاجِيجُ أَشْبَاهٌ علَيْهِنَّ فِتْيَة ٌ
بأوطانِ أهليهمْ وحوشُ الأباعرِ
يحلَّونَ منْ وهبينَ أو منْ سويقة ٍ
مشقَّ السَّوابي عنْ أنوفِ الجآذرِ
أَعَارِيبُ طُورِيُّونَ مِنْ كُلِّ قَرْيَة ٍ
يحيدونَ عنها منْ حذارِ المقادرِ
لِمَيَّة َ إِذْ مَيٌّ مَعَانٌ تَحُلُّهُ
على كلِّ هولٍ منْ جنانِ المخاطرِ
أَقُولُ بِذِي الأَرْطَى لَهَا إِذْ رَحَلْتُهَا
لِبَعْضِ الْهُمُومِ الِّنازِحَاتِ الْمَزَاوِرِ
عَشِيَّة َ حَنَّتْ فِي زِمَامِي صَبَابَة ً
إِلَى إِبِلٍ تَرْعَى بِلاَدَ الْجَآذِرِ
سَتَسْتَبْدِلِينَ الْعَامَ إِنْ عِشْتُ سَالِماً
إِلَى ذَاكَ مِنْ إِلْفِ الْمَخَاضِ الْبَهَازِرِ
قلوصينَ عوجاوينَ بلَّى عليهما
هَواءُ السُّرَى ثُمَّ اقِتْرَاحَ الْهَوَاجِرِ
مَنَنَّاهُمَا بِالْخِمْسِ وَالْخِمْسِ قبْلَهُ
وَبِالْحَلّ وَالتَّرْحَالِ أيَّامَ نَاجِرِ
وَبِالسَّيْرِ حَتَّى مَا تَحِنَّانِ حَنَّة ً
إِلَى قَارِبٍ آتٍ وَلاَ إِثْرِ صَادِرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
بِلاَ زَمِّ تَقْيِيدٍ وَلاَ صَوْتِ زَاجِرِ
طَوَيْنَاهُمَا حَتَّى إِذَا مَا أُنِيخَتَا
مُنَاخاً هَوَى بَيْنَ الْكُلَى وَالْكَرَاكِرِ
أراني إذا ما الرَّكبُ جابوا تنوفة ً
تُكَسَّرُ أَذْبَابُ الْقِلاَصِ الْعَوَاسِرِ
كَأَنَّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَخْنَسَ أَقْفَرَتْ
لَهُ الزُّرْقُ إِلاَّ مِنْ ظِبَآءٍ وَبَاقِرِ
أحمَّ الشَّوى فرداً كأنَّ سراتهُ
سنا نارِ محزونٍ بهِ الحيُّ ساهرُ
نَمَى بَعْدَ قَيْظٍ قَاظَهُ بِسُوَيْقَة ٍ(21/84)
عليهِ وإنْ لمْ يطعمْ الماءَ قاصرِ
إلِى َ مُسْتَوَى الْوَعْسَاءِ بَيْنَ حُمَيِطٍ
وبينَ حبالِ الأشميمنِ الحوادرِ
فظلَّ بعيني قانصِ كانَ قصَّهُ
منَ المغتدى حتى رأى غيرَ ذاعرِ
يرودُ الرُّخامى لا يرى مسترادهُ
بِبَلُّوقَة ٍ إِلاَّ كَبِيرُ الْمَحَافِرِ
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى وَيَخْفَى بَرِيقُه
إذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ الْمَشَاعِرِ
فَلَمَّا كَسَا اللَّيْلُ الشُّخُوصَ تَحَلَّبَتْ
عَلَى ظَهْرِهِ إِحْدَى َ اللَّيَالِي الْمَوَاطِرِ
وَهَاجَتْ لَهُ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ حَرْجَف
تَوَجَّهُ أَسْبَاطَ الْحُقُوفِ التيَاهِرِ
وقدْ قابلتهُ عوكلاتٌ عوانكٌ
رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غَيْرَ الْمَآزِرِ
تُنَاصِي أعَالِيهِنَّ أَعْفَرَ حَابِياً
كقرمِ الهجانِ المستشيطِ المخاطرِ
فَأَعْنَقَ حَتَّى اعْتَامَ أَرْطَاة َ رَمْلَة ٍ
مُحَفَّفَة ً بِالْحَاجِزَاتِ السَّوَاتِرِ
فَبَاتَ عَذُوباً يَحْدُرُ الْمُزْنُ مَآءَهُ
عَلَيَّهِ كَحْدرِ اللُّؤلُؤِ الْمُتَنَاثِرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
رقم القصيدة : 20566
-----------------------------------
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
بجمهورِ حزوى أو بجرعاءِ مالكِ
أَنَاخَتْ رَوَايَا كُلُّ دَلْوِيَّة ٍ بِهَا
وّكُلِّ سِمَاكِيٍّ مُلِثِّ الْمبَارِكِ
بِمُسْتَرْجِفِ الأَرْطَى كَأَنَّ عَجَاجَهُ
مِنَ الصَّيْفِ أَعْرَافُ الْهِجَانِ الأَوَارِكِ
فلمْ يبقَ إلاَّ دمنة ٌ هارَ نؤيها
وجيفُ الحصى بالمعصفاتِ السَّواهكِ
أَنَخْنَا بِهَا خَوصَاً بَرَى النَّصُّ بُدْنَهَا
وَأَلْصَقَ مِنْهَا بَاقِيَاتِ الْعَرَائِكِ
تذكُّرَ أُلاَّفٍ أتى الدَّهرُ دونها
وما الدَّهرُ والاُلاَّفُ إلاَّ كذلكِ
كَأَنَّ عَلِيْهَا سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ
لَنَا وَلَكُمْ يَا مَيُّ أَمْسَتْ نِعَاجُهَا
يُمَاشِينَ أُمَّاتِ الرِّئَالِ الْجَوَاتِكِ(21/85)
فيا منْ لقلبٍ لا يزالُ كأنَّهُ
مِنَ الْوَجْدِ شَكَّتْهُ صُدُورُ النَّيَازِكِ
وَلِلْعَيْنِ لاَ تَنْفَكُّ يَنْحَى سَوَادُهَا
على إثرِ حادٍ حيثُ حاذرتُ سالكِ
إِذَا مَا عَلاَ عَبْرَاً تَعَسَّفَ جَفْنُهَا
أَسَابِيُّ لاَ نَزَرٍ وَلاَ مُتَمَاسِكِ
وما خفتُ بينِ الحيِّ حتى تصدَّعتْ
عَلَى أَوْجُهٍ شَتَّى حُدُوجُ الشَّكَائِكِ
على كلِّ موَّارٍ أفانينُ سيرهِ
شَؤُوٍّ لأَبْوَاعِ الْجَوَاذِي الرَّوَاتِكِ
مَنَاكِبُهُ أَمْثَالَ هُدْبِ الدَّرَانِكِ
درفسٍ رمى روضُ القذافينِ متنهُ
بأعرفَ ينبو بالحنيَّينِ تامكُ
كأنَّ على أنيابهِ كلَّ سدفة ٍ
صياحَ البوازي منْ صريفِ اللَّوائكِ
إذا ردَّ في رقشاءَ عجّاً كأنَّهُ
عَزِيفٌ جَرَى بَيْنَ الْحُرُوفِ الشَّوَابِكِ
وَفِي الْجِيرَة ِ الْغَادِينَ مِنْ غَيْرِ بَغْضَة ٍ
أَمَا وَالَّذِي حَجَّ الْمُلَبُّونَ بَيْتَهُ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافُ الْحَشَا تَحْتَ الثُّدِيِّ الْفَوَالِكِ
كأنَّ الفرندَ الخسروانيَّ لثنهُ
بأعطافِ أنقاءِ العقوقِ العوانكِ
تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الْغَزَالَة ِ بَعْدَمَا
ترشَّفنَ درَّاتِ الذَّهابِ الرَّكائكِ
إذا غابَ عنهنَّ الغيورُ وأشرقتْ
لَنَا الأرْضُ فِي الْيَوْمِ الْقَصِيرِ الْمُبَارَكِ
تهلَّلنَ واستأنسنَ حتى كأنَّما
تهلُّلُ أبكارِ الغمامِ الضَّواحكِ
إِذَا ذَكَّرَتْكَ النَّفْسُ مَيَّاً فَقُلْ لَهَا
أَفِيقِي فَأَيْهاتَ الْهَوَى مِنْ مَزَارِكِ
وما ذكركِ الشيءَ الذي ليسَ راجعاً
بهِ الوجدُ إلاَّ خفقة ٌ منْ خبالكِ
أما والذي حجَّ المهلُّونَ بيتهُ
شلالاً، ومولى كلِّ باقٍ وهالكِ
وَرَبِّ الْقِلاَصِ الْخُوصِ تَدْمَى أُنُوفُهَا
بنخلة َ والسَّاعينَ حولَ المناسكِ
لئنْ قطعَ اليأسُ الحنينَ فإنَّهُ
لقدْ كنتُ أهوى الأرضَ ما يستفزَّني
لَهَا الشَّوْقُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنْ دِيَارِكِ
أُحِبُّكِ حُبَّاً خَالَطَتْهُ نَصَاحَة ٌ(21/86)
وَإِنْ كُنْتُ إِحْدَى اللاَّوِيَاتِ الْمَوَاعِكِ
كأنَّ على فيها إذا ردَّ روحها
إلى الرأسِ روحُ العاشقِ المتهالكِ
خُزَامَى اللِّوَى هَبَّتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَمَا
علا نورها مجُّ الثَّرى المتداركِ
ومقوَّرة ِ الألياطِ ممَّا ترجَّحتْ
بركبانها بينَ الخروقِ المهالكِ
وشعثٍ يشجونَ الفلا في رؤوسهِ
إِذَا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ
رَمَيْتُ بِهِمْ أَثْبَاجَ دَاجٍ تَخَدَّرَتْ
بِهِ الْقُورُ يَثْنِي زُمَّلَ الْقَوْمِ حَالِكِ
إِذَا وَقَّعُوا وَهْنَاً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْ
مِنَ الْجَهْدِ أَنْفَاسُ الرِّيَاحِ الْحَوَاشِكِ
خُدُودَاً جَفَتْ فِي السَّيْرِ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُبَاشِرْنَ بِالْمَعْزَآءِ مَسَّ الأَرَائِكِ
ونومٍ كحسوِ الطَّيرِ نازعتُ صحبتي
عَلَى شُعَبِ الأَكْوَارِ فَوْقَ الْحَوَارِكِ
تمطَّوا على أكوارها كلَّ طلمة ٍ
وَيَهْمَآءَ تَطْمِي بِالنُّفُوسِ الْفَوَاتِكِ
إذا صكَّها الحادي كما صكَّ أقدحُ
تَقَلْقَلْنَ فِي كَفِّ الْخَلِيعِ الْمُشَارِكِ
يكادُ المراحُ الغربُ يمسي غروضها
وقدْ جرَّدَ الأكتافَ مورُ المواركِ
بنغَّاضة ِ الأكتافِ ترمي بلادها
بِمِثْلِ المَرَائِي فِي رُؤُوسٍ صَعَالِكِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَهِلْبَاجَة ٍ لاَ يُصْدِرُ الْهَمَّ رَامِكِ
صَقَعْنَا بِهَا الْحِزَّانِ حَتَّى تَوَاضَعَتْ
قَرَادِيدُهَا إِلاَّ فُرُوعَ الْحَوَارِكِ
مَصَابِيحُ لَيْسَتْ بِاللَّوَاتِي تَقُودُهَا
نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالكِ
كَأَنَّ الْحُدَاة َ اسْتَوْفَضُوا أَخْدَرِيَّة ً
موشَّحة َ الأقرابِ سمرَ السَّنابكِ
نَئِفْنَ النَّدَى حَتَّى كَأَنَّ ظُهُورَهَا
بِمُسْتَرْشَحِ الْبُهْمَى ظُهُورُ الْمَدَارِكِ
جَرَى النَّسْىء ُ بَعْدَ الصَّيْفِ عَنْ صَهَوَاتِهَا
بِحَوْلِيَّة ٍ غَادَرْنَهَا فِي الْمَعَارِكِ
تمزَّقُ عنْ ديباجٍ لونٍ كأنَّهُ(21/87)
شَرِيجٌ بِأَنْيَارِ الثِّيَابِ الْبَرَانِكِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
خِفَافُ الْخُطَى مُطْلَنْفِئَاتُ الْعَرَائِكِ
إِذَا مَا رَمَيْنَا رَمْيَة ً فِي مَفَازَة ٍ
عراقيبها بالشَّيظميِّ المواشكِ
سعى وارتضحنَ المروَ حتى كأنَّهُ
خذاريفُ منْ قيضِ النِّعامْ التَّرائكِ
إذا اللَّيلُ عنْ نشزٍ تجلَّى رمينهُ
بمثالِ أبصارِ النِّساءِ الفواركِ
أَذَاك تَرَاهَا أَشْبَهَتْ أَمْ كَأَنَّهَا
بِجَوزِ الْفَلاَ خُرْسُ الْمَحَالِ الدَّوَامِكِ
بِهَا شَبَحَاً أَعْنَاقُهَا كَالسَّبَائِكِ
أَتَتْكَ الْمَهَارَى قَدْ بَرَى حَذْبُهَا السُّرَى
بِنَا عَنْ حَوَابِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
براهنَّ تفويزي إذا الآلُ أرقلتْ
بِهِ الشَّمْسُ إِزْرَ الْحَزُورَاتِ الْفَوَالِكِ
وَشَبَّهْتُ ضَبْرَ الْخَيْلِ شُدَّتْ قُيُودُهَا
تَقَمُّسَ أَعْنَاقِ الرِّعَانِ السَّوَامِكِ
وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِعَافَ وَغَرَّقَتْ
جَوَارِيهِ جُذْعَانَ الْقِضَافِ النَّوَابِكِ
وقلتُ: اجعلي أبوابَ الفراقدِ كلَّها
يميناً ومهوى النَّسرِ منْ عنْ شمالكِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تغيَّرَ بعدي منْ أميمة َ شارعٌ
تغيَّرَ بعدي منْ أميمة َ شارعٌ
رقم القصيدة : 20567
-----------------------------------
تغيَّرَ بعدي منْ أميمة َ شارعٌ
فقنعُ قساً فاستبكيا أو تجلَّدا
لعلَّ دياراً بينَ وعساءِ مشرفٍ
وَبَيْنَ قَساً كَانَتْ مِنَ الْحَيَّ مُنْشَدَا
فَقَالاَ لَعَمْري مَا إلى أُمِّ سَالِمٍ
بنا ذو جداءٍ ثمَّ ردَّا لأكمدا
وَلاَ زِلْتُمَا في حَبْرَة ٍ مَا بَقِيتُمَا
وَصَاحَبْتُمَا يَوْمَ الْحِسَابِ مُحَمَّدا
تَئِنُّ إذا مَا النِّسْعُ بَعْدَ اعْوِجَاجِهَا
تصوَّبَ في حيزومها وتصعَّدا
أَنِينَ الْفَتَى الْمَسْلولِ أبْصَرَ حَوْلَهُ
عَلَى جُهْدِ حَالٍ مِنْ ثَنَايَاهُ عُوَّدَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فلو كانَ عمرانُ ابنَ موسى أتمَّها(21/88)
فلو كانَ عمرانُ ابنَ موسى أتمَّها
رقم القصيدة : 20568
-----------------------------------
فلو كانَ عمرانُ ابنَ موسى أتمَّها
وَلَكِنَّ عِمْرَانَ بْنَ حَيْدَاءَ أَقْصَرَا
فَسَتْ أُمُّ مُوسَى فَوْقَهُ حِينَ طَرَّقَتْ
فما زالَ منها منتنَ الرِّيحِ أبخرا
لَئِنْ كَانَ مَوسَى لَحَّ مِنْكَ بِدَعْوة ٍ
لقَدْ كَانَ مِنْ ثُؤْلُولِ أَنْفِكَ أَوْجَرَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> إِنّي إِذَا مَا عَرَمَ الْوَطْوَاطُ
إِنّي إِذَا مَا عَرَمَ الْوَطْوَاطُ
رقم القصيدة : 20569
-----------------------------------
إِنّي إِذَا مَا عَرَمَ الْوَطْوَاطُ
وَكَثُرَ الْهِيَاطُ وَالْمِيَاطُ
وَالْتَفَّ عِنْدَ الْعَرَكِ الْخِلاَطُ
لاَ يُتَشَكَّى مِنِّي السِّقَاطُ
إِنَّ کمْرَأَ الْقَيْسِ هُمُ الأَنْبَاطُ
زرقٌ إذا لا قيتهمْ سباطُ
لَيْسَ لَهُمْ فِي حَسَبٍ رِبَاطُ
ولا إلى حبلِ الهدى صراطُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن أعود إلى المرعى
لن أعود إلى المرعى
رقم القصيدة : 2057
-----------------------------------
سقطَتْ مِطْرَقَةٌ * مِن شُرْفَةِ هذا المساء * لتستقرَّ على سطحِ بحرٍ * مِن رخامٍ أبيضَ ليسَ رخوًا
ثمَّةَ سَبَّابَةٌ مِن خزف * وإبهام * يُمْسِكَانِ بريشةِ عنقاء
سالَ دَمٌ أسوَد * بما فيهِ الكفاية * لترميمِ "لسانِ العرب" * بطريقةٍ مخالِفةٍ * لشريعةِ الرَّوِيّ
وسالَ دمٌ أحمر * يكفي لإعادةِ كتابةِ التّاريخِ * مرّتَين * مرّةً مِنَ اليمينِ إلى اليسار * برعايةِ السّيّد * وزير ِ الدّاخليّة * وأخرى مِنَ اليسارِ إلى اليمين * برعايةِ السّيّد * وزيرِ الخارجيّة
وسالَ دَمٌ أخضر * لتأثيثِ هياكلِ التّراث * بأصنامٍ من خُبْزٍ * وآلهةٍ من نبيذ * تَقْرَبُ الصّلاَةَ * ولا تعرفُ صلةَ الأرحام * لكنّها تعرفُ الرّحمة(21/89)
تلاطمَ موجٌ كثيرٌ * وتكاثرَتْ أسماك * فتجرّأَ الزَّبَد * على غيمةٍ مارقة * وتداخلَ الملحُ في لحمِ السّفينة * وفي أحلامِ الملاّحينَ * والفقراء
تَعَمَّمَ الطّوفان * فاختبأَتْ فاكهةُ البحرِ * في بطنِ حوت * حالمةً بِأفُقٍ * يُفْضِي إلى شواطئِ شمسٍ * تشرقُ مِن شمال
فأنشأَ الرّاعي يقولُ شعرًا * لن أذهبَ إلى المرعى بعدَ اليوم * فَلْتَفْلَتِ الذّئاب * وَلْيَفْنَ الْغَنَم
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لَقَدْ خَفَقَ النَّسْرَانِ وَالنَّجْمُ بَازِلٌ
لَقَدْ خَفَقَ النَّسْرَانِ وَالنَّجْمُ بَازِلٌ
رقم القصيدة : 20570
-----------------------------------
لَقَدْ خَفَقَ النَّسْرَانِ وَالنَّجْمُ بَازِلٌ
بمنصفِ وصلٍ ليلة َ القومِ كالنَّهبِ
إليكَ بنا خوصٌ كأنَّ عيونها
قِلاَتُ صَفاً أَوْدى َ بِجَمَّاتِهَا سِرْبِ
نَهَزْنَ فَلاَة ً عَنْ فلاة ٍ فَأَصْبَحَتْ
تَزَعْزَعُ بِالإِعْنَاقِ وَالسَّيْرِ وَالْجَذْبِ
إِذَا مَا تَأَرَّتْهَا الْمَرَاسِيلُ صَرَّرَتْ
أبوضُ النَّسا قوَّادة ٌ أينقَ الرَّكبِ
طلوعٌ إذا صاحَ الصَّدى جنباتها
أَمَامَ الْمَهَارَى فِي مُهَوِّلة ِ النقْبِ
إِذَا رَفَعَ الشَّخْصَ النَّجَادُ أَمَامَهَا
رَمَتْهُ بَعَيْنَيْ فَارِكٍ طَامِحِ الْقَلْبِ
وأذنٍ تبينُ العتقَ في حيثُ ركِّبتْ
مُؤلّلَة ٍ زَعْرَآءَ جَيِّدَة ِ النَّصْبِ
أَلِكْنِي فَإِنِّي مُرْسِلٌ بِرِسَالَة ٍ
إلى حكمٍ منْ غيرِ حبٍّ ولا قربِ
وَجَدْتُكَ مِنْ كَلْبٍ إِذَا مَا نَسَبْتُهَا
بِمَنزِلَة ِ الْحِيتَانِ مِنْ وَلَدِ الضَّبِّ
وَلَو كُنْتَ مِنْ كَلْبٍ صَمِيماً هَجَوْتُهَا
جميعاً، ولكنْ لا إخا لكَ منْ كلبِ
وَلكِنَّنِي خُبِّرْتُ أَنَّك مُلْصَقٌ
كما ألصقتْ منْ غيرها ثلمة ُ القعبِ
تدهدى فخرَّتْ ثلمة ٌ منْ صميمهِ
فَلَزَّ بِأُخْرَى بِالْغِرَآءِ وَبِالشَّعْبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يا أيُّها ذيَّا الصَّدى النَّبوحُ(21/90)
يا أيُّها ذيَّا الصَّدى النَّبوحُ
رقم القصيدة : 20571
-----------------------------------
يا أيُّها ذيَّا الصَّدى النَّبوحُ
أما تزالُ أبداً تصيحُ
أَمْ هَيَّجَتْكَ الْبَازِلُ الطَّلِيحُ
مهريَّة ٌ في بطنها ملقوحُ
تني فيعروها فتستريحُ
منَ الْمَهَاَرَى نَسَبٌ صَرِيحُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَصْهَبَ يَمْشِي مِشْيَة َ الأَمِيرِ
أَصْهَبَ يَمْشِي مِشْيَة َ الأَمِيرِ
رقم القصيدة : 20572
-----------------------------------
أَصْهَبَ يَمْشِي مِشْيَة َ الأَمِيرِ
لاَ أَوْطَفَ الرَّأَسِ وَلاَ مَقْرُورِ
كأنَّ جلدَ الوجهِ منْ حريرِ
أَمْلَسَ إْلاَّ خَطْرَة َ الْجَرِيرِ
بخطمهِ أو مسحة َ التَّصديرِ
بَيْنَ الْحَشَا وَظَلِفَاتِ الْكُورِ
فهنَّ ينهضنَ إلى الصُّدورِ
خَوَارِجاً مِنْ سِكَكٍ وَدُورِ
تَطَلُّعَ الْبِيضِ مِنَ الْخُدُورِ
يرفعنَ منْ مسامعٍ حشورِ
شفناً إلى مسترحلٍ مضبورِ
هَيْقِ الْهِبَابِ سَحْبَلِ الْجُفُورِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> قلتُ لنفسي حينَ فاضتْ أدمعي
قلتُ لنفسي حينَ فاضتْ أدمعي
رقم القصيدة : 20573
-----------------------------------
قلتُ لنفسي حينَ فاضتْ أدمعي
يَا نَفْسُ لاَ مَيَّ فَمُوتِي أَوْ َدِعي
مَا فِي التَّلاَقِي أَبَداً مِنْ مَطْمَعِ
وَلاَ لَيَالِي شَارِعٍ بِرُجَّعِ
وَلاَ لَيَالِينَا بِنَعْفِ الأَجْرَعِ
إِذَا الْعَصَا مَلْسَآءُ لَمْ تَصَدَّعِ
كمْ قطعتْ دونكَ يا ابنَ مسمعِ
منْ نازحٍ بنازحٍ موسَّعِ
شَأْزِ الظُّهُورِ مُجْدِبِ الْمُجَعْجَعِ
وَأَنْتَ يَوْمَ الصَّارِخِ الْمُسْتَفْزِعِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَجَارِيَة ٍ لَيْسَتْ مِنَ الإِنْسِ تَسْتَحِي
وَجَارِيَة ٍ لَيْسَتْ مِنَ الإِنْسِ تَسْتَحِي
رقم القصيدة : 20574
-----------------------------------
وَجَارِيَة ٍ لَيْسَتْ مِنَ الإِنْسِ تَسْتَحِي
وَلاَ الْجِنِّ قَدْ لاَعَبْتُهَا وَمَعي دُهْني(21/91)
فأدخلتُ فيها قيدَ شبرٍ موفَّرٍ
فصاحتْ ولا واللهِ ما وجدتْ تزني
فَلَمَّا دَنَتْ إِهْرَاقَة ُ الْمَآءِ أَنْصَتَتْ
لأعزلهُ عنها وفي النَّفسِ أنْ أثني
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَعَرَّفْتَ أَطْلاَلاً فَهَاجَتْ لَكَ الْهَوَى
تَعَرَّفْتَ أَطْلاَلاً فَهَاجَتْ لَكَ الْهَوَى
رقم القصيدة : 20575
-----------------------------------
تَعَرَّفْتَ أَطْلاَلاً فَهَاجَتْ لَكَ الْهَوَى
وَقَدْ حَانَ مِنْهَا لِلْخُلُوقَة ِ حِينُهَا
فلمْ يبقَ منها بينَ جرعاءَ مالكٍ
ووهبينَ إلاَّ سفعها ودرينها
ومثلُ الحمامِ الورقِ ممّا توقَّدتْ
بِهِ مِنْ أَرَاطِي حِبْلِ حُزْرَى إِرِيْنُهَا
أفي مرية ِ عيناكِ إذْ أنتَ واقفٌ
بحزوى منَ الأظعانِ أمْ تستبينها
فقالَ أراها يحسرُ الآلُ مرَّة ً
فتبدو وأخرى يكتسي الآلَ دونها
نَظَرْتُ إِلَى أَظْعَانِ مَيٍّ كَأَنَّهَا
نَوَاعِمُ عُبْرِيٍّ تَمِيلُ غُصُونُهَا
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قَفْراً كَأَنَّهَا
رقومٌ هراقتْ ماءَ عيني جفونها
أَجِدَّكَ إِذْ وَدَّعْتَ مَيَّة َ إِذْ نَأَتْ
وولَّى بقايا الحبِّ إلاَّ أمينها
وَإِنِّي لَطَاوٍ سِرَّهَا مَحْفِلَ الْحَشَا
كُمُونَ الثَّرَى فِي عِهْدَة ٍ لاَ يُبِينُهَا
وأجعلُ فرطَ الشَّوقِ بالعيسِ أنَّني
أَرَى حَاجَة َ الْخُلاَّنِ قَدْ حَانَ حِينُهَا
إِذَا شِئْنَ أَنْ يَسْمَعْنَ وَ اللَّيْلُ دَامِسٌ
أَذَالِيلُهُ وَالرِّيحُ تَهْوِي فُنُونُهَا
تراطنَ جونٍ في أفاحيصها السَّفى
وَمَيّتَة ُ الْخِرْشَآءِ حَيٌّ جَنِينُهَا
فلما وردنَ الماءَ في طلقِ الضُّحى
بللنَ أداوى ليسَ خرزٌ يبينها
إذا ملأتْ منهُ قطاة ٌ سقاءها
فلا تنظرُ الأخرى ولا تستعينها
لَئِنْ زُوِّجَتْ مَيٌّ خَسِيساً لَطَالَ مَا
بَغَى مُنْذِرٌ مَيّاً خَلِيلاً يُهينُهَا
تزينكَ إنْ جرَّدْتها منْ ثيابها
وأنتَ إذا جُرِّدْتَ يوماً تشينها
فيا نفسُ ذِلِّي بعدَ ميٍّ وسامحي(21/92)
فَقَدْ سَامَحَتْ مَيُّ وَذَلَّ قَرِينُهَا
وَلَمَّا أَتَاني أَنَّ مَيّاً تَزَوَّجَتْ
خسيساً سهلَ الرُّبا وحزونها
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خليليَّ اسألا الطللَ المحيلا
خليليَّ اسألا الطللَ المحيلا
رقم القصيدة : 20576
-----------------------------------
خليليَّ اسألا الطللَ المحيلا
وَعُوجَا الْعِيسَ وانْتَظِرَا قَلِيلاَ
خَلِيلُكُمَا يُحَيِّي رَسْمَ دَارٍ
وَإلاَّ لَمْ يَكُنْ لَكُمَا خَلِيلاَ
فَقَالاَ كَيْفَ فِي طَلَلٍ مُحِيلٍ
تَجُرُّ الْمُعْصِفَاتُ بِهِ الْذُيُولاَ
تحمَّلَ أهلهُ هيهاتَ منهُ
وَأَوْحَشَ بَعْدَهُمْ زَمَناً طَوِيلاَ
بَوَادِي الْبَيْنِ تَحْسَبُنَا وُقُوفاً
لِرَاجِعَة ٍ وَلَسْتَ تُبِينُ قِيلاَ
فَمَهْلاً لاَ تَزِدْ جَهْلاً وَتَأْمُرْ
بِهِ وَتُطَاوِعُ الْعَيْنَ الْهَمُولاَ
فَإِنَّكَ لَسْتَ مَعْذُورَاً بِجَهْلٍ
وقدْ أصبحتَ شايعتَ الكهولا
سقى ميّاً وإنْ شحطتْ نواها
وَلَمْ يَكُ قُرْبُهَا يُجْدِي فَتِيلاَ
أهاضيبُ الرَّوائحِ والغوادي
وَلَوْ كَانَتْ مُلَوِّيَة ً مَلُولاَ
أليسَ مبلِّغي ميَّاً يمانٍ
يُبِينُ الْعِتْقَ مَكْسُوٌّ شَلِيلاَ
رباعٌ مخلصٌ شهمٌ أريبٌ
عَلَى مَنْ كَانَ يُبْصِرُ لَنْ يَفِيلاَ
عماريُّ النِّجارِ كأنَّ جِنّا
يعاودهُ إذا خافَ الرَّحيلا
إِذَا مَا خَفَّضَ الأَقْوَامُ يَوْماً
على الموضوعِ واطَّردَ الجديلا
أبانَ السَّبقَ إنْ لمْ يرفعوها
عَلَى الْمَرْفُوعِ مِيلاً ثُمَّ مِيلاَ
وَإنْ رَفَعُوا الذَّمِيل لَقِينَ مِنْهُ
هواناً حينَ يرتكبُ الذَّميلا
بذلكمُ أطالبُ وصلَ ميٍّ
وَاَكْسُو الرَّحْلَ ذِعْلَبَة ً عَسُولاَ
مُعَاوِدَة َ السِّفَارِ تَرَى نُدُوباً
بحاركها وصفحتها سحولا
مِنْ ااثَارِ النُّسُوع زَمَأنَ مَيُّ
صَدِيقٌ لاَ تُحِبُّ بِهِ بديلاَ
وإذْ هيَ عوهجٌ أدماءُ تكسو
بِنَظْمِ جُمَانِهَا جِيداً أَسِيلاَ
كجيدِ الرِّئمِ أتلعَ لا قصيرا(21/93)
لَهُ غَصْنٌ وَلاَ قَفِراً عَطُولاَ
وأحوى لا يعابُ وذا غروبٍ
عَلَيْهِ شُنْبَة ٌ أَلْمَى صقِيلاَ
ومقلة َ شادنٍ أحوى مروعٍ
يُدِيرُ لِرَوْعَة ٍ طَرْفاً كَلِيلاَ
بحمَّاءِ المدامعِ لمْ تكلَّفْ
لها كحلاً وتحسبهُ كحيلا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فَهَلاَّ قَتَلْتُمْ ثَأْرَكُمْ مِثْلَ قَتْلِنَا
فَهَلاَّ قَتَلْتُمْ ثَأْرَكُمْ مِثْلَ قَتْلِنَا
رقم القصيدة : 20577
-----------------------------------
فَهَلاَّ قَتَلْتُمْ ثَأْرَكُمْ مِثْلَ قَتْلِنَا
أَخَاكُمْ رَضخْنَا رَأْسَهُ بِالْجَنَادِلِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا يا دارَ ميَّة َ بالوحيدِ
ألا يا دارَ ميَّة َ بالوحيدِ
رقم القصيدة : 20578
-----------------------------------
ألا يا دارَ ميَّة َ بالوحيدِ
كَأَنَّ رُسُومَهَا قِطَعُ الْبُرُودِ
سقاكِ الغيثَ أولهُ بسجلٍ
كَثِيرِ الْمَآءِ مُرتَجِزُ الرُّعُودِ
نشاصُ الدَّلوِ أو مطرُ الثُّريا
إذا ارتجزتْ على إثرِ السُّعودِ
فهجتِ صبابتي ولكلِّ إلفٍ
يهيجُ الشَّوقَ معرفة ُ العهودِ
غَدَاة َ بَدَتْ لِعَيْنِي عِنْدَ حَوْضَى
بدوَّ الشَّمسِ منْ جلبٍ نضيدِ
تريكَ وذا غدائرَ وارداتٍ
يصبنَ عثاعثَ الحجباتِ سودِ
مُقَلَّدَ حُرَّة ٍ أَدْمَاءَ تَرْمِي
محدِّثها بفاترة ٍ صيودِ
أقولُ لصحبتي وهمُ بأرضٍ
هجانِ التُّربِ طيِّبة ِ الصَّعيدِ
عَشِيَّة َ أَعْرَضَتْ أدْمَاءُ بِكْرٌ
بِنَاظِرَة ٍ مُكَحَّلَة ٍ وَجِيدِ
أصدُّوا لا تروعوا شبهَ ميٍّ
صدورَ العيسِ شيئاً منْ صدودِ
ولو عاينتنا لعلمتِ أنَّا
نَمُدُّ بِحَبْلِ آنِسَة ٍ شَرُودِ
نرى فيها إذا انتصبتْ إلينا
مَشَابِهَ فِيكِ مِن كَحَلٍ وَجِيدِ
وكائنْ قدْ قطعتُ إليكِ خرقاً
يُمِيّثُ مَنَّة َ الرَّجُلِ الْجَلِيدِ
وكمْ نفَّرتُ دونكِ منْ صوارٍ
ومنْ خرجاءَ مرئلة ٍ وخودِ
تقاصرُ مرَّة ً وتطولُ أخرى
تَسُفُّ الْمَرْوَ أوْ قِطَعَ الْهَبِيدِ
وَإِنْ نَظَرَتْ إِلَى شَبَحٍ أَمَجَّتْ(21/94)
كَإِمْجَاجِ الْمُعَبَّدَة ِ الشَّرُودِ
يَشُلُّ نَجَآؤُهَا وَتَبُوعُ بَوْعاً
ظهورَ أماعزٍ وبطونَ بيدِ
بِأَصْفَرَ كَالسّطَاعِ إِذَا اصْمَعَدَّتْ
على وهلٍ وأعصلَ كالعمودِ
كَأَن عَلَيْهِمَا قطْعَاتِ بَيْتٍ
بِحَيْثُ الرَّقُّ مِنْ كَرَشِ الْجُلُودِ
تَطِيرُ عِفَآءُهَا غَبَرَتْ عَلَيْهَا
كجلِّ الرَّهبِ منْ خلقِ اللَّبودِ
وَيَوْمٍ يَتْرُك الآرَامَ صَرْعَى
يلذنَ بكلِّ هيدبة ٍ برودِ
إِذَا غَرِقَ الرَّوَاتِكَ فِي الْهَوافِي
أرنَّ على جوانبها بهيدِ
بَحَثْنَ جَوَانِبَ الأَرْطَاة ِ حَتَّى
كَأَنَّ عُرُوقَهَا شُعَبُ الْوَرِيدِ
رَأَيْتُ النَّاسَ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً
بسائفة ِ البياضِ إلى الوحيدِ
فقلتُ لصيدحٍ: انتجعي برحلي
وراكبهِ أبانَ بنَ الوليدِ
إليهِ تيمَّمي وإليهِ سيري
على البركاتِ والسَّفرِ الرَّشيدِ
تُلاَقِي إِنْ سَبَقْتِ بِهِ الْمَنَايَا
تلادَ أغرَّ متلافٍ مفيدِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً
أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً
رقم القصيدة : 20579
-----------------------------------
أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً
كالوحيِ في مصحفٍ قدْ محَّ منشورُ
أودى بها الدَّهرُ قدماً واستحالَ بها
بكلّ داجٍ مسفِّ الودقِ مبحورِ
داني الرَّبابِ كأنَّ البلقَ تحفزهُ
إِذَا اسْتَقَلَّ فُوَيْقَ الأَرْضِ مَهْمَوُرِ
منازلَ الحيِّ إذا حبلُ الصَّفا علقٌ
منْ آلِ مَيَّ جَدِيدٌ غَيْرُ مَبْتُورِ
أضحتْ، وكلُّ جديدٍ صائرٌ عجلاً
يَوْماً إِلَى قِلَّة ٍ مِنْهُ وتَغْيِيرِ
أَعْرَاضَ رِيحِ الصَّبَا تُزْهِي جَوَانِبَهَا
عندَ الصَّباحِ معَ الحصباءِ بالمورِ
وَمَنْهَلِ آجِنٍ كَاْلغِسْلِ مُخْتَلَطٍ
بِاكَرْتُهُ قَبْلَ تَرْنِيمِ الْعَصَافِيرِ
تكسو الرِّياحُ نواحيهِ بمختلفٍ
منَ التُّرابِ إذا ما رحنَ مدحورِ
في صحنِ يهماءِ تهوي الخامعاتُ بها
مِنْ قلَّة ِ الْكَسْبِ لِلغُبْسِ الْمَغَاوِيرِ(21/95)
تنزو القلوبَ بها منها إذا اشتملتْ
في الآلِ أعلامها خوفاً منَ القورِ
وَنَصَّ حِرْبَآؤُهَا فِيهَا ذَوَائِبَهُ
فِي صَامِحٍ مِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ مَسْجُورِ
بأينقٍ كقداحِ النَّبعِ قدْ ذبلتْ
منها التَّمائلُ أمثالُ القراقيرِ
تشكو إذا وقفتْ بالقومِ في بلدٍ
منْ آخرِ اللَّيلِ ناءٍ غيرِ مهجورِ
جذبَ البرى في عرى أزرارِ آنفها
بِرَاجِعٍ مِنْ عتِيقِ الْجَوْفِ مَنْشُورِ
كَأَنَّ أَعيُنَهَا مِنْ طُولِ مَا نَزَحَتْ
منها إذا خزرتْ خضرُ القراريرِ
منَ اللَّواتي بها دهنٌ منصِّفها
قدْ غيَّرتها الفيافي أيَّ تغييرِ
يتبعنَ شأوَ علنداة ٍ مذكَّرة ٍ
خطَّارة ٍ حرَّة ٍ إحدى المماهيرِ
كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ لاَنَتْ عَريِكَتُهَا
عَلَى أَحَمَّ أَجَمِّ الرَّوْقِ مَذْعُورِ
ضاحي المراتعِ بالبيداءِ ذي قربٍ
يدنو بهِ الليلُ في ظلماءَ ديجورِ
فَبَاتَ ضَيْفَ أَلآءٍ يَسْتَغِيثُ بِهِ
مِنْ قِطْقِطٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَحْدُورِ
كأنَّهُ والدُّجا في اللَّيلِ مغتمسٌ
ذو يلمقٍ منْ عتيقِ القهرِ مقصورِ
إذا جلا البرقُ عنهُ قامَ مبتهلاً
للهِ يَتْلُو لَهُ بِالنَّجْمِ وَالطُّورِ
حتى إذا ما الدُّجا مالتْ أواخرهُ
مثلَ الرِّواقِ ولاحتْ جبهة ُ النُّورِ
بَاكَرَهُ قَانِصٌ يَسْعَى بِطَاوِيَة ٍ
شُمِّ الْمَلاَطِمِ أَمْثَالِ الزَّنَابيِرِ
حتى إذا قالَ قدْ نالتْ أوائلها
وَأَدْرَكَتْهُ جَميِعاً بِالأَظَافِيرِ
كَرَّ يَهُزُّ سِلاَحاً مَا يُقَوّمُهُ
قَيْنٌ بِمِطرَقَة ٍ يَوْماً عَلَى كِيرِ
أسْمَرُ يَطْرُدُ مَا لاَقَى وَمُنْعَقِدٌ
فِي الرَّأْسِ قَرْنٌ جَدِيدٌ غَيْرُ مَسْمُورِ
فَغَادَرَ الغُضْفَ يَسْعَى وَانْصَمَى جَنِفاً
يَمُرُّ مَرَّ شِهَابِ انْقَضَّ مَحْدُورِ
فَذَاكَ شَبَّهْتُ عِيسِي فِي مَعَاقِدهِا
إذا انتحتْ في سوادِ اللَّيلِ بالعيرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لِمَنْ طَلَلٌ عَافٍ بِوَهْبِينَ رَاوَحَتْ(21/96)
لِمَنْ طَلَلٌ عَافٍ بِوَهْبِينَ رَاوَحَتْ
رقم القصيدة : 20580
-----------------------------------
لِمَنْ طَلَلٌ عَافٍ بِوَهْبِينَ رَاوَحَتْ
بهِ الهوجُ حتى ما تبينُ دواثره
بتنهية ِ الدَّحلينِ غيَّرَ رسمهُ
منمْ المورِ نآّجٌ تمورُ أعاصرهُ
لياليَ أبدي في الدِّيارِ ولمْ أنحْ
مَرَاخِيَ لَمْ أَزْجُرْ عَنِ الْجَهْلِ زَاجِرُهْ
أطاوعُ منْ يدعو إلى ريِّقِ الصَّبا
وَأَتْرُكُ مَنْ يَقْلِي الصِّبَا لاَ أُؤَامِرُهْ
وسربٍ كأمثالِ المها قدْ رأيتهُ
بوهبينَ حورِ الطَّرفِ بيضٍ محاجره
أَوَانِسُ حُورُ الطَّرْفِ لُعْسٌ كَأَنَّهَا
مها قفرة ٍ، قدْ أفردتهُ جآذره
خدالُ الشَّوى نصفانِ: نصفٌ عوانسٌ
ونصفٌ عليهنَّ الشُّفوفُ معاصره
إِذَا مَا الْفَتَى يَوْماً رَآهُنَّ لَمْ يَزَلْ
مِنَ الْوَجْدِ كَالْمَاشِي بِدَآءٍ يُخَامرُهْ
يرينَ أخا الشَّوقِ ابتساماً كأنَّهُ
سنا البرقِ في عرفٍ لهُ جادَ ماطرهُ
فَجِئْتِ وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنْ تَسْتَقِيدَنِي
وقدْ طارَ قلبي منْ عدوٍّ أحاذره
فَقَالَتْ بِأِهْلِي لاَ تَخَفْ إِنَّ أَهْلَنَا
هجوعٌ وإنَّ الماءَ قدْ نامَ سامره
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وبيضٍ رفعنا بالضُّحى عنْ متونها
وبيضٍ رفعنا بالضُّحى عنْ متونها
رقم القصيدة : 20581
-----------------------------------
وبيضٍ رفعنا بالضُّحى عنْ متونها
سماوة َ جونٍ كالخباءِ المقوَّضِ
هجومٍ عليها نفسهُ غيرَ أنَّهُ
مَتَى يُرْمَ فِي عَيْنَيْهِ بِالشَّبْحِ يَنْهَضِ
يُصَرِفُ لَلأَصْوَاتِ مِنْ كُلِ جَانِبٍ
سِمَاخاً كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ الْمُغَمَّضِ
وَكَآئِنْ تَخَطَّتْ صَيْدَحٌ مِنَ تَنُوفَة ٍ
تُجَاوِرُ فَيْفَي جَوْفِ مَآءٍ مُعَرْمَضِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أأحلفُ لا أنسى وإنْ شطَّتِ النَّوى
أأحلفُ لا أنسى وإنْ شطَّتِ النَّوى
رقم القصيدة : 20582
-----------------------------------
أأحلفُ لا أنسى وإنْ شطَّتِ النَّوى(21/97)
ذواتِ الثنايا الغرِّ والأعينِ النجلا
وَلا الْمِسْكَ مِنْ أَعٍرَاضِهِنَّ وَلاَ الْبُرَى
جَوَاعِلَ فِي أَوْضَاحِهِ قَصَباً خَدْلاَ
قطافَ الخطا، ملتفَّة ً ربلاتها
مِنَ اللَّفِّ أَفْخَاذاً مُؤَزِّرَة ً كِفْلاَ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بادتْ وغيَّرَ آيهنَّ معَ البلى
بادتْ وغيَّرَ آيهنَّ معَ البلى
رقم القصيدة : 20583
-----------------------------------
بادتْ وغيَّرَ آيهنَّ معَ البلى
إلى رواكدَ جمرهنَّ هباءُ
ومُشَجَّجٍ أمّا سواءُ قَذالِهِ
فبدا وغيَّرَ سارهُ المعزاءُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يا حبَّذا سيحٌ إذا الصَّيفُ التهبْ
يا حبَّذا سيحٌ إذا الصَّيفُ التهبْ
رقم القصيدة : 20584
-----------------------------------
يا حبَّذا سيحٌ إذا الصَّيفُ التهبْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> إِلَيْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ وَهْمٍ كَأَنَّهُ
إِلَيْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ وَهْمٍ كَأَنَّهُ
رقم القصيدة : 20585
-----------------------------------
إِلَيْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ وَهْمٍ كَأَنَّهُ
هلالٌ بدا في رمضة ٍ يتقلَّبُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> إِذا مَا المِيَاهُ السُّدْمُ آضَتْ كَأَنَّهَا
إِذا مَا المِيَاهُ السُّدْمُ آضَتْ كَأَنَّهَا
رقم القصيدة : 20586
-----------------------------------
إِذا مَا المِيَاهُ السُّدْمُ آضَتْ كَأَنَّهَا
مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وَصَبِيبُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لقدْ حملتْ قيسُ بنُ عيلانَ حربها
لقدْ حملتْ قيسُ بنُ عيلانَ حربها
رقم القصيدة : 20587
-----------------------------------
لقدْ حملتْ قيسُ بنُ عيلانَ حربها
عَلَى مُسْتَقِلٍّ لِلنَّوَائِبِ والْحَرْبِ
أَخَاهَا إِذَا كَانَتْ غِضَاباً سَمَا لَهَا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ ذَلُولٍ وَمِنْ صَعْبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَكَادُ أَوَالِيهَا تُفْرِّي جُلُودَهَا
تَكَادُ أَوَالِيهَا تُفْرِّي جُلُودَهَا(21/98)
رقم القصيدة : 20588
-----------------------------------
تَكَادُ أَوَالِيهَا تُفْرِّي جُلُودَهَا
وَيَكْتَحِلُ التَّالِي بِمُورٍ وَحَاصِبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَدْ تَنَازَعَهَا
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَدْ تَنَازَعَهَا
رقم القصيدة : 20589
-----------------------------------
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَدْ تَنَازَعَهَا
لونانِ منْ فضة ٍ ومنْ ذهبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَطَالَلْتُ فَاسْتَشْرَفْتُهُ فَعَرَفْتُهُ
تَطَالَلْتُ فَاسْتَشْرَفْتُهُ فَعَرَفْتُهُ
رقم القصيدة : 20590
-----------------------------------
تَطَالَلْتُ فَاسْتَشْرَفْتُهُ فَعَرَفْتُهُ
فَقُلْتُ لَهُ آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَانِبِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> كأنَّ بذفراها عنيَّة َ مجربٍ
كأنَّ بذفراها عنيَّة َ مجربٍ
رقم القصيدة : 20591
-----------------------------------
كأنَّ بذفراها عنيَّة َ مجربٍ
لَهَا وَشَلٌ فِي قُنْفُذِ اللِّيتِ يَنْتَحُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَمُسْتَامَة ٍ تُسْتَامُ وَهْيَ رَخِيصَة ٌ
وَمُسْتَامَة ٍ تُسْتَامُ وَهْيَ رَخِيصَة ٌ
رقم القصيدة : 20592
-----------------------------------
وَمُسْتَامَة ٍ تُسْتَامُ وَهْيَ رَخِيصَة ٌ
تباعُ بساحاتِ الأيادي وتمسحُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بدتْ مثلَ قرنِ الشَّمسِ في رونقِ الضُّحى
بدتْ مثلَ قرنِ الشَّمسِ في رونقِ الضُّحى
رقم القصيدة : 20593
-----------------------------------
بدتْ مثلَ قرنِ الشَّمسِ في رونقِ الضُّحى
وصورتها أو أنتِ في العينِ أملحُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> مَرَرْنَ فَقُلْنَا إِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ
مَرَرْنَ فَقُلْنَا إِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ
رقم القصيدة : 20594
-----------------------------------
مَرَرْنَ فَقُلْنَا إِيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ
كما اكتلَّ بالبرقِ الغمامُ اللَّوائحُ(21/99)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا ربَّ منْ قلبي لهُ ــ اللهُ ــ ناصحٌ
ألا ربَّ منْ قلبي لهُ ــ اللهُ ــ ناصحٌ
رقم القصيدة : 20595
-----------------------------------
ألا ربَّ منْ قلبي لهُ ــ اللهُ ــ ناصحٌ
ومنْ قلبهُ لي في الظِّباءِ السَّوانحِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فكيفَ لنا بالشُّربِ إنْ لمْ تكنْ لنا
فكيفَ لنا بالشُّربِ إنْ لمْ تكنْ لنا
رقم القصيدة : 20596
-----------------------------------
فكيفَ لنا بالشُّربِ إنْ لمْ تكنْ لنا
دَوَانِيقُ عِنْدَ الْحَانَوِيّ وَلاَ نَقْدُ
أنعتانُ أمْ ندَّانُ أمْ ينبري لنا
فتى ً مثلَ نصلِ السَّيفِ شيمتهُ الحمدُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ورأسٍ كجمَّاعِ الثُّريّا ومشفرٌ
ورأسٍ كجمَّاعِ الثُّريّا ومشفرٌ
رقم القصيدة : 20597
-----------------------------------
ورأسٍ كجمَّاعِ الثُّريّا ومشفرٌ
كسبتِ اليماني قدَّهُ لمْ يجرَّدِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وهل أحطبنَّ القومَ وهي عريَّة ٌ
وهل أحطبنَّ القومَ وهي عريَّة ٌ
رقم القصيدة : 20598
-----------------------------------
وهل أحطبنَّ القومَ وهي عريَّة ٌ
أٌصُولَ أَلاَءٍ في ثَرَى ً عَمْدٍ جَعْدِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَة ٍ
قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَة ٍ
رقم القصيدة : 20600
-----------------------------------
قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَة ٍ
عَوَانٍ مِنَ الحَاجات أوْ حاجة ٍ بِكَرا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أما أنتَ عنْ ذكراكَ ميَّة َ مقصرُ
أما أنتَ عنْ ذكراكَ ميَّة َ مقصرُ
رقم القصيدة : 20601
-----------------------------------
أما أنتَ عنْ ذكراكَ ميَّة َ مقصرُ
وَلاَ أَنْتَ ناسي العَهْدَ منها فتذكر
تهيمُ بما تستفيقُ ودونها
حجابٌ وأبوابُ وسترٌ ومستَّرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أفي كلِّ يومٍ أنتَ في غبَّرِ الهوى(21/100)
أفي كلِّ يومٍ أنتَ في غبَّرِ الهوى
رقم القصيدة : 20602
-----------------------------------
أفي كلِّ يومٍ أنتَ في غبَّرِ الهوى
إلى علمٍ منْ دارِ ميَّة َ ناظرُ
بِعَيْنَيْكَ مِنْ طُولِ الْبُكَاء كَأَنَّمَا
بها خزرٌ أو طرفها متخازرُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا رَبِّ قَدْ أَشْرَفَتْ نَفْسِي وَقَدْ عَلِمَتْ
يَا رَبِّ قَدْ أَشْرَفَتْ نَفْسِي وَقَدْ عَلِمَتْ
رقم القصيدة : 20603
-----------------------------------
يَا رَبِّ قَدْ أَشْرَفَتْ نَفْسِي وَقَدْ عَلِمَتْ
علماً يقيناً لقد أحصيتَ آثاري
يَا مُخْرِجَ الرُّوحِ مِنْ جِسْمِي إِذَا احْتَضرَتْ
وفارجَ الكربِ زحزحني عنْ النَّارِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يُعَقِّدُ سِحْرُ الْبَابِلِيِّينَ طَرْفَهَا
يُعَقِّدُ سِحْرُ الْبَابِلِيِّينَ طَرْفَهَا
رقم القصيدة : 20604
-----------------------------------
يُعَقِّدُ سِحْرُ الْبَابِلِيِّينَ طَرْفَهَا
مِرَارَاً وَيُسْقِينَا السُّلاَفَ مِنَ الْخَمْرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ومنْ أزمة ٍ حصَّاءَ تطرحُ أهلها
ومنْ أزمة ٍ حصَّاءَ تطرحُ أهلها
رقم القصيدة : 20605
-----------------------------------
ومنْ أزمة ٍ حصَّاءَ تطرحُ أهلها
على ملقيَّاتٍ يعبِّرنَ بالغفرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فأنحى إليها ذاتَ حدٍّ غُرابُها
فأنحى إليها ذاتَ حدٍّ غُرابُها
رقم القصيدة : 20606
-----------------------------------
فأنحى إليها ذاتَ حدٍّ غُرابُها
عدوٌّ لأوساطِ العضاهِ مشارزِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أمنْ ميَّة َ الطَّللُ الدَّارسُ
أمنْ ميَّة َ الطَّللُ الدَّارسُ
رقم القصيدة : 20607
-----------------------------------
أمنْ ميَّة َ الطَّللُ الدَّارسُ
ألظَّ بهِ العاصفُ الرَّامسُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> رَمَتْنِي مَيٌّ بِالْهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ
رَمَتْنِي مَيٌّ بِالْهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ(21/101)
رقم القصيدة : 20608
-----------------------------------
رَمَتْنِي مَيٌّ بِالْهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ
مِنَ الْوَحْشِ لَوْطٍ لَمْ تُعِقْهُ الأَوَالِسُ
بِعَيْنَيْنِ نَجْلاَوَيْنِ لَمْ يَجْرِ فِيهِمَا
ضَمَانٌ وَجِيدٍ حُلِّيَ الدُّرَّ شَامِسُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> جرَّتْ رذايا منْ بلادِ الحوشِ
جرَّتْ رذايا منْ بلادِ الحوشِ
رقم القصيدة : 20609
-----------------------------------
جرَّتْ رذايا منْ بلادِ الحوشِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فَعَيْنَاكِ مِنْهَا والدَّلاَلُ دَلالُهَا
فَعَيْنَاكِ مِنْهَا والدَّلاَلُ دَلالُهَا
رقم القصيدة : 20610
-----------------------------------
فَعَيْنَاكِ مِنْهَا والدَّلاَلُ دَلالُهَا
وجيدكِ إلاَّ أنَّهُ في العقائصِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أرى إبلي وكانتْ ذاتَ زهوٍ
أرى إبلي وكانتْ ذاتَ زهوٍ
رقم القصيدة : 20611
-----------------------------------
أرى إبلي وكانتْ ذاتَ زهوٍ
إذا وردتْ يقالُ لها: قطيعُ
تكنَّفها الأراملُ واليتامى
فَصَاعُوهَا وَمَثْلُهُمُ يَصُوعُ
وَطَيَّبَ عَنْ كَرَائِمِهِنَّ نَفْسِي
مخافة َ أنْ أرى حسباً يضيعُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَمَيِّتَة ٍ في الأرضِ إِلاَّ حُشَاشَة ً
وَمَيِّتَة ٍ في الأرضِ إِلاَّ حُشَاشَة ً
رقم القصيدة : 20612
-----------------------------------
وَمَيِّتَة ٍ في الأرضِ إِلاَّ حُشَاشَة ً
ثَنَيْتُ بِهَا حَيّاً بِمَيْسُورِ أَرْبَعِ
بِثِنْتَيْنِ إِنْ تَضْرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي
لكلتيهما روقٌ إلى جنبِ مخدعِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألمْ يأتها أنِّي تلبَّستُ بعدها
ألمْ يأتها أنِّي تلبَّستُ بعدها
رقم القصيدة : 20613
-----------------------------------
ألمْ يأتها أنِّي تلبَّستُ بعدها
مفوَّفة ً صوَّاغها غيرُ أخرقا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> إِذَا أَرَادُوا دَسْمَهُ تَنَفُّقَا(21/102)
إِذَا أَرَادُوا دَسْمَهُ تَنَفُّقَا
رقم القصيدة : 20614
-----------------------------------
إِذَا أَرَادُوا دَسْمَهُ تَنَفُّقَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> مَوَّارَة ُ الضَّبْعِ مِثْلُ الْحَيْدِ حَارِكُهَا
مَوَّارَة ُ الضَّبْعِ مِثْلُ الْحَيْدِ حَارِكُهَا
رقم القصيدة : 20615
-----------------------------------
مَوَّارَة ُ الضَّبْعِ مِثْلُ الْحَيْدِ حَارِكُهَا
كأنَّها طالة ٌ في دفِّها بلقُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> إذا فارقتهُ تبتغي ما تعيشهُ
إذا فارقتهُ تبتغي ما تعيشهُ
رقم القصيدة : 20616
-----------------------------------
إذا فارقتهُ تبتغي ما تعيشهُ
كفاها رذاياها الرَّقيعَ الهبنَّقُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لمْ أنسهُ إذْ قامَ يكشفُ عامداً
لمْ أنسهُ إذْ قامَ يكشفُ عامداً
رقم القصيدة : 20617
-----------------------------------
لمْ أنسهُ إذْ قامَ يكشفُ عامداً
عنْ ساقهِ كاللُّؤلؤِ البرّاقِ
لاَ تَعْجَبُوا أَنْ قَامَ فِيهِ قِيَامَتِي
إِنَّ الْقِيَامَة َ يَوْمُ كَشْفِ السَّاقِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يظلُّ مرتبئاً للشَّمسِ تصهرهُ
يظلُّ مرتبئاً للشَّمسِ تصهرهُ
رقم القصيدة : 20618
-----------------------------------
يظلُّ مرتبئاً للشَّمسِ تصهرهُ
إذا رأى الشَّمسَ مالتْ جانباً عدلا
كَأنَّهُ حِينَ يَمْتَدُّ النَّهَارُ لَهُ
إِذَا استَقَامَ يَمَانٍ يَقْرَأُ الطِّوَلاَ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وكيفَ بنفسي كلمَّا قلتُ: أشرفتْ
وكيفَ بنفسي كلمَّا قلتُ: أشرفتْ
رقم القصيدة : 20619
-----------------------------------
وكيفَ بنفسي كلمَّا قلتُ: أشرفتْ
على البرءِ منْ حوصاءَ هيضَ اندمالها
تُهاضُ بِدارٍ قَدْ تَقادَمَ عَهْدُهَا،
وإمَّا بأمواتٍ ألمَّ خيالها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قاعدة للريح
قاعدة للريح
رقم القصيدة : 2062
-----------------------------------(21/103)
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
أنْ تسبحَ * عكسَ مجاذيفِ النّزَواتِ * وأشرعةِ الرّغَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تسري * ماءً مهمازًا * تحتَ جليدِ الوقتِ * يحثُّ خيولَ السّاعةِ * كي تتصاهلَ مسرعةً * مِن أقصى الرّوحِ * ترتِّلُ أدعيةَ الآياتِ * تردِّدُ أسئلةَ النّاياتِ * تغنِّي مُشْرَعَةَ ا
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تجري * عكسَ الملحِ المتغلغلِ في لحمِ الحلمِ المكسورِ * جَنينًا * في رَحِمِ المرآةْ
عكسَ الموجِ المتزاحفِ * نحوَ الكهفِ الهشِّ * بُعَيْدَ نزولِ "اقْرَأْ" * وبدايةِ خاتمةِ الدّعَواتْ
عكسَ التّيّارِ الضّاربِ * ظَهرَ شوارعِنا الحبلى * بهُراءاتِ الشُّرُفاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواعدَ قاعدةً * في الشّمسِ * تراودُ قارعةَ التّاريخِ بلا خجلٍ * لتسفّعَ هالاتِ الحلَماتِ * تُفَلِّي عاناتِ النَّكَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواربَ قاعدةً * في البحرِ * بلا قاعٍ * وبلا راعٍ * تتثاءبُ حافيةَ الأحلامِ * وعاريةَ الصّهَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ دروعًا مرميّاتْ
في الصّحرَا * قاعدةٌ * تتمرّغُ في صدأٍ حُرٍّ * وغبارٍ مرٍّ * منذُ عبُورٍ * أنقذَ ماءَ الوجهِ * وأيقظَ خيلَ الرّهبةِ * من ليلِ الكبَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ تماسيحًا متقاعدةً * لا تمسحُ غيرَ دموعٍ * تكتبُها * وتلحِّنُها * علبُ اللّيلِ الحمراءُ * تغنّيها كلُّ الشّاشاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ عيونًا * كانَتْ أمّيّاتْ
صارَتْ تتقرّى * دونَ نواظيرٍ * سطرًا مَمْحُوًّا * تحتَ بياضٍ * مُصْفَرِّ الصَّفَحاتْ
صارَتْ تتحرّى * دونَ نواطيرٍ * قُطَبًا * في جلدِ الخيمةِ * مخفيّاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وإنِّي ليرضيني قليلٌ نوالكمْ
وإنِّي ليرضيني قليلٌ نوالكمْ
رقم القصيدة : 20620
-----------------------------------(21/104)
وإنِّي ليرضيني قليلٌ نوالكمْ
وإنْ كنتُ لا أرضى لكمْ بقليلِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَإِنِّي لَمِدْلاَجٌ إِذَا مَا تَنَاكَحَتْ
وَإِنِّي لَمِدْلاَجٌ إِذَا مَا تَنَاكَحَتْ
رقم القصيدة : 20621
-----------------------------------
وَإِنِّي لَمِدْلاَجٌ إِذَا مَا تَنَاكَحَتْ
مَعِ اللَّيْلِ أَحْلاَمُ الْهِدَانِ الْمُثَقَّلِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ
كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ
رقم القصيدة : 20622
-----------------------------------
كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ
فهمْ نعجونَ قدْ مالتْ طلاهمْ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا بَارَكَ اللّهُ فِيكُمَا
خَلِيلَيَّ عُوجَا بَارَكَ اللّهُ فِيكُمَا
رقم القصيدة : 20623
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا بَارَكَ اللّهُ فِيكُمَا
عَلَى دَارِ مَيٍّ اَوْ ألِمَّا فَسَلِّمَا
كما أنتما إنْ عجبتما بي لحاجة ٍ
لَكَانَ قَلِيلاً أَنْ تُطَاعَا وَتَكْرَمَا
ألِمَّا بمحزونٍ سقيمٍ وأسعفا
هواهُ بميٍّ قبلَ أنْ تتكلَّما
أَلاَ فَاحْذَرَا الأَعْدَاءَ واتَّقِيَاهُمَا
وَرُسَّا إِلَى مَيّ كَلاَماً مُتَمَّمَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَخَيْفَاءَ أَلْقَى اللَّيْثُ فِيهَا ذِرَاعَهُ
وَخَيْفَاءَ أَلْقَى اللَّيْثُ فِيهَا ذِرَاعَهُ
رقم القصيدة : 20624
-----------------------------------
وَخَيْفَاءَ أَلْقَى اللَّيْثُ فِيهَا ذِرَاعَهُ
فسرَّتْ وساءتْ كلَّ ماشٍ ومضرمِ
تَمْشَّى بِهَا الدَّرْمَاءُ تَسْحَبُ قُصْبَهَا
كَأَنْ بَطْنُ حُبْلَى ذَاتِ أَوْنَيْنِ مُتْئِمِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَمَامُ الْحَجِّ أَنْ تَقِفَ الْمَطَايَا
تَمَامُ الْحَجِّ أَنْ تَقِفَ الْمَطَايَا
رقم القصيدة : 20625
-----------------------------------
تَمَامُ الْحَجِّ أَنْ تَقِفَ الْمَطَايَا
على خرقاءَ واضعة َ اللِّثامِ(21/105)
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بئسَ المناخُ رفيعٌ عندَ أخبية ٍ
بئسَ المناخُ رفيعٌ عندَ أخبية ٍ
رقم القصيدة : 20626
-----------------------------------
بئسَ المناخُ رفيعٌ عندَ أخبية ٍ
مثلِ الكلى عندَ أطرافِ البراعيمِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَمِكَاً قَرِدَاً
تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَمِكَاً قَرِدَاً
رقم القصيدة : 20627
-----------------------------------
تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَمِكَاً قَرِدَاً
كَمَا تَخَوَّفَ ظَهْرَ النَّبْعَة ِ السُّفُنُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> جَزَى اللَّهُ الْبَرَاقِعَ مِنْ ثِيَابٍ
جَزَى اللَّهُ الْبَرَاقِعَ مِنْ ثِيَابٍ
رقم القصيدة : 20628
-----------------------------------
جَزَى اللَّهُ الْبَرَاقِعَ مِنْ ثِيَابٍ
عنِ الفتيانِ شرّاً ما بقينا
يُوَارِينَ الْمِلاَحَ فَلاَ نَرَاهَا
وَيَخْفِينَ الْقِبَاحَ فَيَزْدَهِينَا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة ً
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة ً
رقم القصيدة : 20629
-----------------------------------
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة ً
أَهِينُوا الْمَطَايَا هُنَّ أَهْلُ هَوَانِ
فَقَدْ تَرَكَتْنِي صَيْدَحٌ بِمَضَلَّة ٍ
لساني ملتاثٌ منَ الطَّلوانِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> نهار ناصع المعنى
نهار ناصع المعنى
رقم القصيدة : 2063
-----------------------------------
فحيحُ الضّوءِ يخبرُنا
وينذرُنا
طَوينا ليلةً أخرى
ويُفتتحُ النّهارُ
نهارٌ
ناصعُ المعنى
يكفّنُ ليلَ صحرانا
بأوراقٍ ممزّقةٍ
بأحداقٍ مُرَتَّقةٍ
يُصَلِّينَا
ويرثِينا
يُصَفِّنُ خيلَ ذكرانا
بأشعارٍ معلَّّقةٍ
بأخبارٍ ملفَّقةٍ
ويحملُنا إلى أفُقٍ
بلا رَمَقٍ
يردُّ الرُّوحَ من "مُتَرَدِّمٍ"
ويغادرُ الشّعراءُ قُرطُبَةً
بلا شيءٍ
بلا فَيْءٍ
إلى الصّحراءِ وُجْهَتُهُمْ(21/106)
حقولُ الحبرِ والإنشاءِ شُبْهَتُهُمْ
وطاوينَ القصائدَ تحتَ إِبْطٍ
يدخلُونَ حظيرةَ السّلطانِ نثرًا
دونَ شِعْرٍٍ
دونَ شرٍّ يُستعارُ
نهارٌ
ناجزُ التّعتيمِ يأخذُنا
إلى شفقٍ
بلا غسقٍ
ويُغرينا
بسِرْقَةِ نارِه الأولى
وليس هناك مِن جَبَلٍ
ولا في نارِهِ العمياءِِ نارُ
نهارٌ
من فحيحٍ
دونَ تفّاحٍ يراودُنا
يُغَفِّينا
ويُفضينا
إلى حُلمٍ
بلا لحمٍ
ويشتدُّ الحصارُ
ويشتدُّ الحصارُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وَذَا الشَّنْءِ فَاشْنَأْهُ وَذَا الْوِدِّ فَاجْزِهِ
وَذَا الشَّنْءِ فَاشْنَأْهُ وَذَا الْوِدِّ فَاجْزِهِ
رقم القصيدة : 20630
-----------------------------------
وَذَا الشَّنْءِ فَاشْنَأْهُ وَذَا الْوِدِّ فَاجْزِهِ
على ودِّهِ وازددْ عليهِ الغلانيا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وحلَّتْ سوادَ القلبِ لا أنا باغياً
وحلَّتْ سوادَ القلبِ لا أنا باغياً
رقم القصيدة : 20631
-----------------------------------
وحلَّتْ سوادَ القلبِ لا أنا باغياً
سواها ولا في حبِّها متراخيا
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> فإنْ تنجُ منها تنجُ منْ ذي عظيمة ٍ
فإنْ تنجُ منها تنجُ منْ ذي عظيمة ٍ
رقم القصيدة : 20632
-----------------------------------
فإنْ تنجُ منها تنجُ منْ ذي عظيمة ٍ
وإلاَّ فإنِّي لا أخالكَ ناجيا
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ
رقم القصيدة : 20633
-----------------------------------
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ
لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً
فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
وأُصرفُ عن رأيي الّذي كنتُ أرتئي
وأَنْسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغِيبُ
وَيُظْهِرُ قَلْبِي عُذْرَهَا وَيُعينها
عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤاد نَصِيبُ
وقدْ علمتْ نفسي مكانَ شفائها
قَرِيباً وهل ما لا يُنَال قَرِيبُ(21/107)
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعين لِرَبِّهِمْ
خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ
لئنْ كانَ بردُ الماءِ عطشانَ صادياً
إليَّ حبيباً، إنّها لحبيبُ
وَقُلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَة ِ داونِي
فَإنَّكَ إنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ
فما بي من سقمٍ ولا طيفِ جنّة ٍ
ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريَّ كَذُوبُ
عشيّة َ لا عفراءُ دانٍ ضرارها
فَتُرْجَى ولا عفراءُ مِنْكَ قَريبُ
فلستُ برائي الشّمسِ إلا ذكرتها
وآلَ إليَّ منْ هواكِ نصيبُ
ولا تُذكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها
ولا البُخْلُ إلاّ قُلْتُ سوف تُثِيبُ
وآخرُ عهدي منْ عفيراءَ أنّها
تُدِيرِ بَنَاناً كُلَّهُنَّ خَضيبُ
عشيّة َ لا أقضي لنفسي حاجة ً
ولم أدرِ إنْ نوديتُ كيفَ أجيبُ
عشيّة لا خلفي مكرٌّ ولا الهوى
أَمَامي ولا يَهْوى هَوايَ غَرِيبُ
فواللهِ لا أنساكِ ما هبّتِ الصّبا
وما غقبتها في الرّياحِ جنوبُ
فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفَاتاً كَأَنَّمَا
يُلَذِّعُهَا بِالمَوْقِدَاتِ طَبِيبُ
بِنَا من جَوى الأَحْزَانِ فِي الصّدْرِ لَوْعَة ٌ
تكادُ لها نفس الشّفيقِ تذوبُ
ولكنَّما أَبْقَى حُشَاشَة َ مُقْولٍ
على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ
وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى
ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> وأحبسُ عنكِ النّفسَ والنّفسُ صبّة ٌ
وأحبسُ عنكِ النّفسَ والنّفسُ صبّة ٌ
رقم القصيدة : 20634
-----------------------------------
وأحبسُ عنكِ النّفسَ والنّفسُ صبّة ٌ
بِذِكْراكَ وَالممشى إلَيكَ قَريبُ
مخافة َ أن يسعى الوشاة ُ بظنّة ٍ
وَأَحْرسُكُمْ أَنْ يِسْتريب مُرِيبُ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> أَلاَ لا تَلُوما ليس فِي اللَّوْمِ رَاحة ٌ
أَلاَ لا تَلُوما ليس فِي اللَّوْمِ رَاحة ٌ
رقم القصيدة : 20635
-----------------------------------
أَلاَ لا تَلُوما ليس فِي اللَّوْمِ رَاحة ٌ
فقد لُمْتُ نَفْسِي مِثْلَ لَوْمِ قَضِيبُ(21/108)
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> وكم مِن كرِيمٍ قد أَضَرَّ بِهِ الهوى
وكم مِن كرِيمٍ قد أَضَرَّ بِهِ الهوى
رقم القصيدة : 20636
-----------------------------------
وكم مِن كرِيمٍ قد أَضَرَّ بِهِ الهوى
فَعَوَّدَه ما لمْ يَكُن يَتَعَوَّدُ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> يا عفرُ إنَّ الحيَّ قد نقضوا
يا عفرُ إنَّ الحيَّ قد نقضوا
رقم القصيدة : 20637
-----------------------------------
يا عفرُ إنَّ الحيَّ قد نقضوا
عهدَ الإلهِ وحاولوا الغدرا
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> منْ كانَ منْ أخواتي باكياً أبداً
منْ كانَ منْ أخواتي باكياً أبداً
رقم القصيدة : 20638
-----------------------------------
منْ كانَ منْ أخواتي باكياً أبداً
فَاليومَ إنِّي أَرانِي اليومَ مَقْبُوضاً
يسمعننيهِ فإنّي غيرُ سامعهِ
إذَا عَلَوْتُ رِقابَ القوم مَعْروضاً
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> أَمُنْصَدِعٌ قَلبي مِنَ البَيْنِ كُلَّمَا
أَمُنْصَدِعٌ قَلبي مِنَ البَيْنِ كُلَّمَا
رقم القصيدة : 20639
-----------------------------------
أَمُنْصَدِعٌ قَلبي مِنَ البَيْنِ كُلَّمَا
تَرَنَّمَ هَدّالُ الحَمَامِ الهواتفِ
سَجَعْنَ بِلَحْنٍ يَصْدَعُ القلبَ شَجْوُهُ
على غير عِلْمٍ بافترَاقِ الأَلايفِ
ولو نِلْتُ منها ما يُوازَن بالقَذَى
شفى كلَّ داءٍ في فؤادي حالفِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> إمرأة من نار
إمرأة من نار
رقم القصيدة : 2064
-----------------------------------
لا تُغريني
وتدغدغُ أرضَ الرُّوحِ تثيرُ جنوني
إلاّ امرأةٌ
من نارٍ
تعصفُ بي
تجتاحُ هشيمَ الحُلْمِ تبعثرُني
في الرّيحِ صهيلاً
يعشقُ موتي
يسبقُ صوتي
صوبَ حقولِ هديلٍ
تأخذُني سِنَةً
وتعيدُ سِنيني
حاملةً أحلامًا
تسرقُ ضلعَ الرّوحِ وتجبلُني
نارًا
لا تشبهُ إلاّ
نارَ جُنوني
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> أحقّاً يا حمامة َ بطنِ وجِّ(21/109)
أحقّاً يا حمامة َ بطنِ وجِّ
رقم القصيدة : 20640
-----------------------------------
أحقّاً يا حمامة َ بطنِ وجِّ
بهذا النّوحِ إنَّكِ تصدُقينا
غلبتُكِ بِالبُكَاءِ لأَنَّ لَيْلِي
أواصلهُ وإنّكِ تهجعينا
وَإنِّي إنْ بَكَيْتُ حقاً
وإنّكِ في بكائكِ تكذبينا
فلستِ وإنْ بكيتِ أشدَّ شوقاً
ولكنِّي أسرُّ وتعلنينا
فَنُوحِي يَا حمَامة َ بطنِ وَجٍّ
فقدْ هيّجتِ مشتاقاً حزينا
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
رقم القصيدة : 20641
-----------------------------------
خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني
أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا
فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ
ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا
بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لا تَقِفَانِ
ولا تَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ
فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنْ لَيْسَ بِالمَرْحِ كُلِّهِ
أَخٌ وصدِيقٌ صالحٌ فَذَراني
أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها
بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ
وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا
بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ
أَلاَ فَاحْمِلاَنِي بارَكَ الله فِيكُما
إلَى حَاضِرِ الرَّوْحَاءِ ثُمَّ ذَرَانِي
على جسرة ِ الأصلابِ ناجية ِ السُّرى
تُقْطِّعُ عَرْضَ البيدِ بِالوَخَذَانِ
إذا جبنَ موماة ً عرضنَ لمثلها
جَنَادِبُها صَرْعى من الوَخَدَانِ
ولا تعذلاني في الغواني فإنّني
أَرَى فِي الغواني غَيْرَ ما تَرَيَانِ
إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً
وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني
فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً
تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني
أَغَرَّكما لا بَارَكَ الله فيكما
قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ
متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا
بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ
وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً(21/110)
دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ
على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة ٌ
وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ
فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً
وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني
أُحِبُ ابْنَة َ العُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ
وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ
إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه
شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ
إذَا قلتُ لا قالا: بلي، ثمَّ أَصْبَحَا
جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ
فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي
تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ
فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً
منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ
فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً
ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ
أَمامي هوى ً لا نومَ دونَ لِقَائِهِ
وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني
فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي
بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ
تحنُّ فتبدي ما بها منْ صبابة ٍ
وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني
هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى
وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ
هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها
لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ
هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ
وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ
لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي
لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ
فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها
وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني
متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي
وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ
يا كبدينا منْ مخافة ِ لوعة ِ
الفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ
وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً
وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ
يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني
أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ
وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ
عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ
تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ
ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ
كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا
على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ
جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِ حكمهُ(21/111)
وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي
فَقالاَ: نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ
وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ
ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي
لِيَسْتَخْبِرانِي. قُلْتُ: منذ زمانِ
فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها
ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي
فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ
وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي
فقالا: شفاكَ اللهُ، واللهِ ما لنا
بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ
فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي
عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ
معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً
وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني
ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي
مكانكَ يوماً واحداً بمكاني؟
أَلَسْتَ تراني، لا رأَيْتَ، وأَمْسَكَتْ
بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ
فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لا زِلْتَ مُبْتَلى ً
حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ
غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً
فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ
وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً
وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ
فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ
وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ
وإنّي لأهوى الحشرَ إذ قيلَ إنّني
وعفراءَ يوْمَ الحَشْرِ مُلْتَقِيَانِ
وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ
تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ
ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ
فقلتُ لهم: كلاّ. وقالوا. جماعة ً
بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ
ألا يا غرابيّ دمنة ِ الدّارِ بيّنا
أَبَا الصَّرْمِ من عفراءَ تَنتحبانِ؟
فَإنْ كَانَ حقاً ما تقُولاَنِ فاذهبا
بلحمي إلى وكريكما فكلاني
إذَنْ تَحْمِلاَ لَحْماً قلِيلاً وَأَعْظُماً
دِقَاقاً وقَلْباً دائمَ الخفَقَانِ
كُلاَني أَكْلاً لَم يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ
ولا تهضما جنبيَّ وازدرداني
ولا يعلمنَّ النّاسُ ما كانَ ميتتي
ولا يَطْعَمَنَّ الطَّيْرُ ما تَذَرَانِ
أَنَاسِيَة ٌ عَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما(21/112)
تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ
ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ
فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ
فَوَيْحَكُمَا يا واشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ
ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ؟
ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا
عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي؟
أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ
عناجيجهُ جسمي، وكيفَ براني؟
لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً
الّذي بيَ منْ عفراءَ ما شفياني
إذا ما جلسنا مجلساً نستلذّهُ
تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني
تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ
ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني
ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ
وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي
فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي
ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني
ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ
وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي
ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ
ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي
ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ
ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي
ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ
ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِ سنانِ
يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً
ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ
ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِ بالبُرى
ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ
فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا
سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ
بنيّة ُ عمّي حيلَ بيني وبينها
وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِ الصُّرَدانِ
فيا ليتَ محيّانا جميعاً وليتنا
إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ
ويا ليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ
بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ
يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ
فواللهِ ما حدّثتُ سرّكِ صاحباً
أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ
سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي
ضُحى ً وقَلوصانا بنا تَخِدَانِ
ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة ٌ
نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ(21/113)
تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها
وما لي بزفراتِ العشيِّ يدانِ
فيا عَمِّ لا أُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ
بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ
فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا
ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ
وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها
وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ
منعّمة ٌ لمْ يأتْ بينَ شبابها
ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ
ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً
تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ
فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى
عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ
خُلَيْقانِ هَلْهالانِ لا خَيْرَ فيهما
إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ
رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما
وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ
ولم أَتْبَعِ الأَظْعَانِ فهي رَوْنَقِ الضُّحَى
ورحلي على نهّاضة ِ الخديانِ
ولا خَطَرَتْ عَنْسٌ بِأَغْبَرَ نازِحٍ
ولا ما نحتْ عينايَ في الهملانِ
كَأَنَّهُمَا هَزْمَانِ من مُسْتَشِنَّة ٍ
يُسْدانِ أَحْيَاناً وَيَنْفَجِرانِ
أرى طائريَّ الأوّلينِ تبدّلا
إلَيَّ فما لي منهما بَدَلاَنِ
أَحَصّانِ من نَحْوِ الأَسَافِلِ جُرِّدا
أَلفّانِ مِنْ أَعلاهما هَدِيان
لِعَفْراءَ إذْ في الدَّهرِ والنَّاسِ غَرَّة ٌ
وَإذْ حُلُقَانَا بِالصِّبَا يَسَرانِ
لأَدنُو مِنْ بيضاءَ خَفَّاقَة ِ الحشا
بنيّة ِ ذي قاذورة ٍ شنآنِ
كأنَّ وشاحيها إذا ما ارتدتهما
وقامتْ عِنانا مُهْرَة ٍ سَلِسَانِ
يَعَضُّ بَأَبْدَانِ لها مُلْتَقَاهما
ومثناهما رخوانِ يضطربانِ
وتحتهما حقفانِ قدْ ضربتهما
قطارٌ منَ الجوزاءِ ملتبدانِ
أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي
وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ
فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ً فاضتا دماً
لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ
فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها
عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ
ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى
مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ
فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما
بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ؟(21/114)
فما لكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما
سرابِيلَ مُغْلاَة ً من القَطِرانِ
فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ
على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ
ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى
نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ
أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً
عفيراءَ إلا والوليدُ يراني
لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ
مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان
فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي
لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ ما يَجِدانِ
وما تَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً
بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ
فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ
حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني
وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ
جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> عجبتُ منَ القيسيِّ زيدٍ وتربهِ
عجبتُ منَ القيسيِّ زيدٍ وتربهِ
رقم القصيدة : 20642
-----------------------------------
عجبتُ منَ القيسيِّ زيدٍ وتربهِ
عَشِيَّة ِ جوِّ الماءِ يختبِرانِي
هما سألاني ما بعيرانِ قيّدا
وشخصانِ بالبرقاءِ مرتبعانِ
هما بكرتانِ عائطانِ اشتراهما
منَ السّوقِ عبدا نسوة ٍ غزلانِ
هما طرفا الخودينِ تحتَ دجنّة ٍ
منَ اللّيلِ والكلبانِ منطويانِ
فَبَاتَا ضَجِيعيْ نِعْمَة ٍ وَسَلامَة ٍ
وسادهما منْ معصمٍ ومتانِ
وأصبحتا تحتَ الحجالِ وأصبحا
بِدَوِيَّة ِ يَحْدوهما حَدْيانِ
فما جأبهُ المدرى تروحُ وتغتدي
ذُرى الطّامساتِ الفرْدِ من وَرَقانِ
بِأَنْفَعِ لي منها وَأَنَّى لِذَاكِرِ
هوى ً ليَ أبلى جدّتي وبراني
رَأَتْنِي حَفَافَيْ طُخْفَتَيْنِ فَظَلَّتَا
ترنّانِ ممّا بي وتصطفقانِ
إزَارٌ لَها تحت القميص يَمَانِ
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَجْدِي بِعفراءَ أَنَّنَا
بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ
أَلاَ خَبِّرَانِي أَيُّهَا الرّجُلاَنِ
عَنِ النّوْمِ إنَّ الشوقَ عنه عَدانِي
وكيفَ يلذُّ النّومُ أمْ كيفَ طعمهُ
صِفَا النَّومَ لي إنْ كنتما تصفانِ(21/115)
أصلّي فأبكي في الصّلاة ِ لذكرها
ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ
خَلِيليَّ عوجا اليومَ وانْتَظِرا غدا
علينا قليلاً إنّنا غرضانِ
وإنّنا غداً باليومِ رهنٌ وإنّما
مَسِيرُ غدٍ كاليومِ أَوْ تَريَانِ
إذَا رُمْتُ هِجْراناً لها حالَ دونَه
حجابانِ في الأحشاءِ مؤتلفانِ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> نَذودُ بِذِكْرِ الله عَنَّا مِنَ السُّرى
نَذودُ بِذِكْرِ الله عَنَّا مِنَ السُّرى
رقم القصيدة : 20643
-----------------------------------
نَذودُ بِذِكْرِ الله عَنَّا مِنَ السُّرى
إذا كانَ قلبانا بنا يجفانِ
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> بِيَ اليأْسُ أَوْ داءُ الهُيَامِ شَرِبْتُهُ
بِيَ اليأْسُ أَوْ داءُ الهُيَامِ شَرِبْتُهُ
رقم القصيدة : 20644
-----------------------------------
بِيَ اليأْسُ أَوْ داءُ الهُيَامِ شَرِبْتُهُ
فَإيَّاكَ عَنِّي لا يَكُنْ بِكَ ما بِيا
فما زادني النّاهونَ إلّا صبابة ً
ولا كثرة ُ الواشينَ إلّا تماديا
العصر الإسلامي >> عروة بن حزام >> يطالبني عمّي ثمانينَ ناقة ً
يطالبني عمّي ثمانينَ ناقة ً
رقم القصيدة : 20645
-----------------------------------
يطالبني عمّي ثمانينَ ناقة ً
وما لي يا عفراءُ إلّا ثمانيا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ما بالُ مولى أنت ضامن غيهِ
ما بالُ مولى أنت ضامن غيهِ
رقم القصيدة : 20646
-----------------------------------
ما بالُ مولى أنت ضامن غيهِ
فإذا رأيت الرشدَ لم يرَ ما ترى
وَتَرَى المَساعي عِنْدَهُ مَطلولَة ً
كالجودِ يُمطِرُ ما يُحَسُّ له ثَرَى
فالله يَجْزِي بَيْنَنَا أَعْمَالَنَا
وضَميرَ أنفُسِنَا ويُوفي مَنْ جزى
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> دَعِينا ابنَة الكعبيِّ والمَجْدَ والعُلى
دَعِينا ابنَة الكعبيِّ والمَجْدَ والعُلى
رقم القصيدة : 20647
-----------------------------------
دَعِينا ابنَة الكعبيِّ والمَجْدَ والعُلى(21/116)
ورَاعي صِوَاراً بالمدينَة ِ أحْسَبا
أبوكَ الذي لمّا أتى مَرْجَ رَاهِطٍ
وقد أَلَّبُوا للشّرّ فيمَنْ تألَّبا
تشنّأ للأعداء حتى إذا انتهوا
إلى أمرهِ طوعاً وكرهاً تحبَّبا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> رأيتُ أبا الوليدِ غداة َ جمعٍ
رأيتُ أبا الوليدِ غداة َ جمعٍ
رقم القصيدة : 20648
-----------------------------------
رأيتُ أبا الوليدِ غداة َ جمعٍ
بهِ شيبٌ وما فقد الشبابا
فقُلْتُ لهُ ولا أعيا جواباً
إذا شابَتْ لِداتُ المَرْءِ شَابَا
ولكِنْ تَحْتَ ذَاكَ الشّيْبِ حزْمٌ
إذا ما ظَنَّ أمرَضَ أوْ أصَابَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> فَكَمْ مِنْ يَتامى بُوَّسٍ قد جَبَرْتَها
فَكَمْ مِنْ يَتامى بُوَّسٍ قد جَبَرْتَها
رقم القصيدة : 20649
-----------------------------------
فَكَمْ مِنْ يَتامى بُوَّسٍ قد جَبَرْتَها
وألبستها من بعد عري ثيابها
وأرملة ٍ هلكى ضعافٍ وصلتها
وأسرى عناة ٍ قد فككتَ رقابها
فتى ً سادَ بالمعروف غير مدافع
كهولَ قريشٍ كلَّها وشبابها
أراهُمْ مَنَارَاتِ الهُدى مستنيرة ً
ووافقَ منها رشدها وصوابها
وَرَاضَ بِرِفقٍ ما أَرَادَ ولم تَزَلْ
رياضتهُ حتّى أذلَّ صعابها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سفيرة الروح
سفيرة الروح
رقم القصيدة : 2065
-----------------------------------
من أرضٍ أعشقُ فيها فلاّحًا إنسانْ
لا يأكلُ إلاّ قمحَ الرّوحِ رغيفًا أشقرَ مِن شمسٍ تتغاوى في نيسانْ
من أرضٍ أعشقُ فيها ماسحَ أحذيةٍ لا يمسحُ أحذيةَ السّلطانْ
جاءَتني الرّيحُ بغيمةِ حبرٍ حاملةً عطرًا مطرًا يتهامى فوقَ نوافذِ روحٍ يغسلُ عنها كلَّ تضاريسِ النّسيانْ
مِن أرضٍ أعشقُ فيها آتِيَ أغنيةٍ لا تسطعُ إلاّ غضبًا "وأنا كُلّي إيمانْ"
جاءَتني الرّيحُ بأنثى نَسْرٍ جارحةٍ في الدّهشةِ طاعنةٍ في الجرأةِ مُوغلةٍ في أدغالٍ قَدَمُ الإنسانْ(21/117)
لم تعرفْ نحوَ حفيفِ سريرتِها وفحيحِ جريرتِها مِن قَبْلُ طريقَ حريرٍ دهليزًا سردابًا أو عنوانْ
مِن أرضِ أساطيرٍ ما زلْتُ أدجّنُها في رَحِمِ الأحلامِ أجِنَّةَ شِعرٍ طاهرةً كملائكةِ الرّحمنْ
جاءَتْ مِن غامضِ عِلْمٍ يقرأُ قهوةَ لاوعيٍ يستوطنُ ذاكرةَ الحرمانْ
مِن شاهِقِ حُلْمٍ علََّقني برموشٍ مِن ملحِ الأحزانْ
مِن دفترِ غيمٍ يكتبُني سطرًا مِن جمرٍ شوقًا يشعلُني جاءَتْ أنثى نَسْرٍ لا تفصلُني عنها لغةٌ أو تاريخٌ وهمٌ وشريطُ حدودٍ هشٌّ بين بلادٍ مِن لحمٍ وبلادٍ مِن حُلْمٍ وقتٌ ريحٌ ورمادُ مكانْ
أنثى نَسْرٍ ما أجملَ صورتَها ما أنبلَ ثورتَها حَجَرُوها في قفصٍ ما تهمتُها؟ كفرَت بقطيعٍ مِن أبقارِ قبيلتِها كَشَطَتْ جِلْدَ الصّمتِ المُتَمَاوِتِ خوفًا مِن سرطانِ الضّوءِ وضوءِ السّرطانْ
كَسَرَتْ مزرابًا لم يجرُءْ أحدٌ أن يكسرَهُ خوفًا مِن مشنقةٍ مِن محرقةٍ أو مِن قلمٍ ذربٍ وسليطِ لسانْ
مِن طلقةِ حقدٍ غادرةٍ وسطَ ضبابٍ باسمِ محاربةِ العدوانْ
أنثى نَسْرٍ ما أبهى طلّتَها ما أشهى جملتَها جاءَتْني مَحْضَ مصادفةٍ وكأنِّي أعرفُها منذُ الرَّيحانْ
فتآخَيْنا وتوخَّيْنا ألاّ نتشاغلَ أو نتشاعلَ في قشرِ الأشياءِ وتقشيرِ الأشجانْ
ألاّ نتلهَّى عند السّطحِ بما لَبِسَتْ أو لَبِثَتْ بنتُ السّلطانْ
أو خَبْريّاتِ وخمريّاتِ ملوكِ الجانْ
أَلاَّ نتشهَّى صبرًا تينًا أو عنبًا رمّانْ
ياقوتًا أو ذهبًا مرجانْ
وتواعَدْنا وتعاهَدْنا أن ينتصرَ الإنسانْ
وبدونِ دُوارِ دوائرَ أو أدوارٍ مِن دورانْ
أخذت سطرًا مِن دفترِيَ المخنوقِ هُنا كي تنشرَهُ في النُّورِ الطَّلْقِ هناكَ وكانْ
أنْ كانَ نهارٌ يمزعُ عتمةَ أحزانٍ لا تشبهُها الأحزانْ
والشّاهدُ أنّ سفيرةَ روحٍ تعملُ في صمتٍ قدّيسٍ وانتصرَ الإنسانْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ
أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ
رقم القصيدة : 20650(21/118)
-----------------------------------
أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ
تضمّنهُ فرْشُ الجَبَا فالمَسَارِبُ
يجرُّ ويستأني نشاصاً كأنَّهُ
بغَيْقَة َ حادٍ جَلْجَلَ الصَّوْتَ جالبُ
تألَّقَ واحمومى وخيَّمَ بالرُّبى
أحمُّ الذُّرى ذو هيدبٍ متراكبُ
إذا حرّكتهُ الريحُ أرزمَ جانبٌ
بلا هزَقٍ مِنه وأوْمضَ جانِبُ
كما أمضت بالعينِ ثمَّ تبسَّمتْ
خَريعٌ بدا منها جبينٌ وحاجِبُ
يمجُّ النَّدى لا يذكُر السَّيرَ أهلهُ
ولا يَرْجع الماشي بِهِ وَهْوَ جادِبُ
وَهبْتُ لسُعدى ماءهُ وَنَبَاتَهُ
كما كُلُّ ذي وُدّ لِمَنْ وَدَّ وَاهِبُ
لتروى به سعدى ويروى محلُّها
وتُغدِقَ أعدادٌ به ومشارِبُ
تذكرت سُعدي والمطيُّ كأنَّهُ
بآكامِ ذي رَيْطٍ غَطاطٌ قَوارِبُ
فَقَدْ فُتْنَ مُلْتجّاً كأنَّ نئيجَهُ
سُعالُ جَوٍ أعْيَتْ عليه الطَّبَائِبُ
فقلتُ وَلَمْ أمْلِكْ سَوَابِقَ عَبْرَة ٍ
سقى أهلَ بيسانَ الدُّجونُ الهواضبُ
وإنّي ولو صَاحَ الوشاة ُ وطَرَّبوا
لَمُتَّخِذٌ سُعْدى شباباً فناسبُ
يقولون أجْمِعْ من عُزيْزَة َ سَلْوَة ً
وكيف؟ وهل يسلو اللَّجوجُ المطالبُ؟
أعزُّ! أجدَّ الرَّكبُ أن يتزحزحوا
وَلَمْ يعتبِ الزَّاري عليكِ المعاتبُ
فأحْيي هداكِ الله مَنْ قَدْ قَتَلِهِ
وعاصي كما يُعْصى لديه الأقاربُ
وإنَّ طلابي عانساً أمَّ ولدة ٍ
لممّا تُمَنّيني النُّفوسُ الكواذبُ
ألا ليتَ شعري هل تغيَّرَ بعدنا
أراكٌ فصرْما قادم،فتناضِبُ؟
فبُرقُ الجبا، أم لا ؟ فهنَّ كعهدنا
تنزّى على آرامهنَّ الثعالبُ
تقي اللهُ فيهِ - أمَّ عمروٍ-ونوِّلي
موَدَّتَهُ لا يَطْلُبَنَّكِ طَالِبُ
ومن لا يُغَمِّضْ عَينَهُ عن صَديقِهِ
وَعَنْ بَعْضِ ما فيه يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ
ومن يَتَتَبَّعْ جاهِداً كلَّ عَثْرَة ٍ
يجدْها ولا يسْلَمْ له الدَّهْرَ صاحِبُ
فلا تأمنيهِ أن يسرَّ شماتة ً
فيُظهرها إن أعقبتهُ العواقبُ
كأنْ لم أقل والليلُ ناجٍ بريدُهُ(21/119)
وقد غالَ أميالَ الفِجَاجِ الرَّكائِبُ
خليليَّ حثّا العيسَ نصبحْ وقد بدتْ
لنا من جِبَالِ الرّامتينِ مَناكِبُ
فوالله ما أدري أآتٍ على قلى ً
وبادي هوانٍ منكمُ ومغاضبُ
سَأَمْلُكُ نفسي عَنْكُمْ إنْ ملكتُها
وهلْ أغلبنْ إلاّ الذي أنا غالبُ
حليلة ُ قذّافِ الديارِ كأنّهُ
إذا ما تَدانينا من الجيشِ هارِبُ
إذا ما رآني بارزاً حالَ دونَها
بمَخْبَطَة ٍ يا حُسْنَ مَنْ هُوَ ضَارِبُ
ولو تُنْقَبُ الأضْلاعُ أُلْفِيَ تَحْتَها
لسعدى بأوساطِ الفؤادِ مضاربُ
بها نعمٌ من ماثلِ الحبِّ واضحٌ
بمجتمعِ الأشراجِ ناءٍ وقاربُ
تَضَمّنَ داءً منذ عِشْرِينَ حِجّة ً
لَكُمْ ما تُسَلّيهِ السّنونَ الكواذبُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ولا أنت، فاشْكُرْهُ يُثِبْكَ مُثِيبُألا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ
ولا أنت، فاشْكُرْهُ يُثِبْكَ مُثِيبُألا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ
رقم القصيدة : 20651
-----------------------------------
ولا أنت، فاشْكُرْهُ يُثِبْكَ مُثِيبُألا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ
وذلك منها- إن عجبتَ- عجيبُ..
تسدَّتْ ومرٌّ دوننا وأراكُهُ
ودورانُ أمسى دونها ونقيبُ
ونحنُ ببطحاءِ الحجونِ كأنّنا
مِرَاضٌ لَهُمْ وَسْطَ الرّحالِ نَحِيبُ
فحيّتْ نِياماً لم يَرُدُّوا تحيّة ً
إليها، وفي بعضِ اللِّمام شغوبُ
لقد طَرَقَتْنَا في التَّنائي وإنّها
على القُرْبِ عِلْمي للسُّرى لهيُوبُ
أُحِبّكِ ما حَنّتْ بغَوْرِ تهامَة ٍ
إلى البوِّ مقلاتُ النِّتاجِ سلوبُ
وما سجعَتْ في بطنِ وادٍ حمامة ٌ
يجاوبُها صاتُ العَشِيِّ طَرُوبُ
وإني ليثنيني الحياءُ فأنثني
وأَقعُدُ والمَمْشَى إليكِ قريبُ
وآتي بيوتاً حَوْلَكُمْ لا أُحِبّها
وأُكثرُ هجرَ البيتِ وهوَ جنيبُ
وأُغْضِي على أشيَاءَ منكِ تَريبُني
وأُدْعَى إلى ما نَابَكُمْ فأُجِيبُ
وما زلتُ مِنْ ذِكْرَاكِ حتَّى كأنَّني
أميمٌ بأكنافِ الدّيارِ سليبُ
وحتَّى كأَنّي من جَوَى الحُبِّ منكُمُ(21/120)
سليبٌ بصحراءِ البريحِ غريبُ
أبُثّكِ ما أَلقى وفي النَّفْسِ حَاجَة ٌ
لها بين جلدي والعظامِ دبيبُ
أراكمْ إذا ما زرتُكمْ- وزيارتي
قليلٌ ـ يُرَى فيكم إليَّ قُطوبُ
أبِيني أتعويلٌ علينا بما أَرَى
مِنَ الحبِّ أَمْ عندي إليك ذنوبُ
أبِيني: فإمّا مُسْتَحِيرٌ بِعِلّة ٍ
عَلَيَّ، وإمَّا مُذْنِبٌ فأتوبُ
حلفتُ وما بالصّدقِ عيبٌ على امرىء ٍ
يَرَاهُ، وبعضُ الحالفينَ كذوبُ
بربِّ المطايا السّابحاتِ وما بنتْ
قريشٌ وأهدتْ غافقٌ وتُجيبُ
وملقى الولايا منْ منى ً حيثُ حلَّقَتْ
إيادٌ وحلَّتْ غامدٌ وعتيبُ
يمينَ امرئٍ لم يغشَ فيها أثيمة ً
صَدوقٌ وَفَوْقَ الحالِفينَ رَقيبُ
لَنِعْمَ أبو الأضيافِ يَغْشَوْنَ نَارَهُ
وملقى رحال العيسِ وهيَ لغوبُ
ومختبَطُ الجادي إذا ما تتابعتْ
على النَّاسِ مثنى قرَّة ٍ وجُدوبُ
وحامي ذمارِ القوم في ما ينوبُهم
إذا ما اعترَتْ بعد الخطوبِ خُطُوبُ
على كلّ حالٍ إنْ ألمّتْ مُلِمّة ٌ
بنا عُمَرٌ، والنَّائِباتُ تَنُوبُ
فتى ً صمتُهُ حلمٌ، وفصلٌ مقالهُ
وفي البأسِ محمودُ الثَّناءِ صليبُ
خطيبٌ إذا ما قال يوماً بحكمة ٍ
من القولِ مغشيُّ الرّواقِ مهيبُ
كثيرُ النَّدى يأتي النَّدى حيثما أتى
وإنْ غابَ غابَ العُرْفُ حيثُ يَغِيبُ
كريمُ كرام لا يُرى في ذوي النَّدى
لهُ في النَّدى والمأثراتِ ضريبُ
أبيٌّ أبى أن يعرفَ الضيمَ غالبٌ
لأعدائه، شَهْمُ الفؤادِ أريبُ
يُقلِّبُ عينيْ أزرقٍ فوقَ مرقبٍ
يفاعٍ لهُ دونَ السَّماءِ لصوبُ
غدا في غداة ٍ قرَّة ٍ فانتحتْ لهُ
على إثر وُرّادِ الحمامِ جنوبُ
جنى لأبي حفصٍ ذرى المجدِ والدٌ
بنى دونهُ للبانيينِ صعوبُ
فهذا على بنيانِ هذينِ يبتني
بناهُ وكلٌّ منجبٌ ونجيبُ
وجدٌّ أبيه قَدْ يُنافي على البُنا
بناهَ، وكلٌّ شبَّ وهو أديبُ
فأنتَ على منهاجهمْ تقتدي بهم
أَمامَك ما سَدّوا وأنتَ عقيبُ
فأصبحتَ تحذو من أبيكَ كم حذا
أبوكَ أباهُ فعلَهُ فتُصيبُ
وأمسيتَ قلباً نابتاً في أرُومة ٍ(21/121)
كما في الأُرومِ النّابتاتِ قلوبُ
أبوكَ أبو العاصي فمن أنت جاعلٌ
إليهِ، وبعضُ الوالدينِ نجيبُ
وأنتَ المنقّى مِنْ هنا ثمَّ مِنْ هُنا
ومِنْ هاهُنا والسَّعدُ حينَ تؤوبُ
أقمتَ بهلكى مالكٍ حينَ عضَّهمْ
زمانٌ يعُرُّ الواجدينَ عصيبُ
وأنت المُرَجَّى ، والمُفَدَّى ، لِهَالِكٍ
وأَنْتَ حَلِيمٌ نافعٌ وَمُصِيبُ
وَلِيتَ فلم تُغْفِلْ صديقاً، ولم تَدَعْ
رَفيقاً، ولم يُحْرَمْ لديكَ غريبُ
وأَحييتَ مَنْ قَدْ كان مَوَّتَ مالَهُ
فإن مُتَّ مَنْ يُدْعى له فيجيبُ
نصبتَ لسوراتِ العلا فاحتويتَها
وأنت لسوراتِ العلاء كسوبُ
وما الناسُ أعطوكَ الخلافة والنُّقى
ولا أنت، فاشْكُرْهُ يُثِبْكَ مُثِيبُ
ولكنّما أَعطاكَ ذلكَ عالمٌ
بما فيكَ معطٍ للجزيلِ وهوبُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لا بأسَ بالبزواءِ أرضاً لو أنَّها
لا بأسَ بالبزواءِ أرضاً لو أنَّها
رقم القصيدة : 20652
-----------------------------------
لا بأسَ بالبزواءِ أرضاً لو أنَّها
تُطَهَّرُ مِنْ آثارِهِمْ فتطيبُ
إذا مَدَحَ البكْريٌّ عِنْدَكَ نَفْسهُ
فقلْ: كذبَ البكريُّ وهو كذوبُ
هو التّيس لؤماً وَهْوَ إنْ رَاءَ غَفْلَة ً
من الجارِ أو بعضِ الصَّحابة ِ، ذيبُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> اذكُرْ سعيداً بخلاّتٍ سبقنَ لهُ
اذكُرْ سعيداً بخلاّتٍ سبقنَ لهُ
رقم القصيدة : 20653
-----------------------------------
اذكُرْ سعيداً بخلاّتٍ سبقنَ لهُ
ميراثُ والدهِ، والعرقُ منتسبُ
يا ابنَ الأكارِمِ والمحمودِ سَعْيُهُمُ
وابنَ الذي عُوقِبَتْ في قَتْلِهِ العَرَبُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عفا السَّفحُ من أمِّ الوليدِ فكبكبُ
عفا السَّفحُ من أمِّ الوليدِ فكبكبُ
رقم القصيدة : 20654
-----------------------------------
عفا السَّفحُ من أمِّ الوليدِ فكبكبُ
فَنَعْمَانُ وَحْشٌ فالرَّكيُّ المثقَّبُ
خلاءٌ إلى الأحواضِ عافٍ وقد يُرى
سوامٌ يعافيهِ مُراحٌ ومُعزبُ(21/122)
على أنَّ بالأقوازِ أطلالَ دمنة ٍ
تجدُّ بها هوجُ الرياح وتلعبُ
لعزَّة َ إذ حبلُ المودّة ِ دائمٌ
وإذا أَنْتَ مَتْبُولٌ بِعزَّة َ مُعْجَبُ
وإذْ لا ترى في الناسِ شيئاً يفوقها
وفيهنَّ حسنٌ- لو تأمّلتَ - مجنبُ
هَضِيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَخْتَرِيّة
جميلٌ عليها الأتحميُّ المنشَّبُ
هي الحُرَّة ُ الدَّلُّ الحَصَانُ وَرَهْطُها
ـ إذا ذُكر الحيُّ ـ الصَّرِيحُ المهذَّبُ
رأيْتُ وأَصْحَابي بِأَيلة َ موْهِناً
وَقَدْ لاح نَجْمُ الفَرْقَدِ المُتَصوِّبُ
لعزَّة َ ناراً ما تبوخُ كأنَّها
إذا ما رَمقْناها مِنَ البُعْدِ كَوْكبُ
تَعَجَّبَ أصْحَابي لها حِينَ أوقِدَتْ
وللمصطلوها آخرَ الليلِ أعجبُ
إذا ما خَبَتْ مِنْ آخِرِ اللّيلِ خَبْوة ً
أُعِيدَ لها بالمَنْدليِّ فَتُثْقَبُ
وَقَفْنَا فَشُبّتْ شَبّة ً فَبَدَا لنا
بأهضامِ واديها أراكٌ وتنضُبُ
وَمِنْ دونَ حيثُ استُوْقِدَتْ مِنَ مُجَالِخٍ
مَراحٌ ومغدى ً للمطيِّ وسبسبُ
أتَتْنا بِرَيَّاها وللعيسِ تَحْتَنا
وجيفٌ بصحراءِ الرُّسيسِ مهذَّبُ
جنوبٌ تُسامي أَوْجُه الرّكْبِ مَسُّها
لذيذٌ ومسراها من الأرض طيِّبُ
فيا طولَ ما شوقي إذا حالَ دونَها
بُصاقٌ ومن أعلامِ صِنْدِدَ مَنْكِبُ
كأنْ لَمْ يوافقْ حجَّ عزَّة َ حَجُّنا
ولم يلقَ ركباً بالمحصَّبِ أركبُ
حَلَفْتُ لها بالرَّاقصاتِ إلى منى ً
تُغِذُّ السُّرى كَلْبٌ بهنَّ وَتَغْلِبُ
وَربِّ الجيادِ السّابحاتِ عَشِيّة ً
مع العصرِ إذْ مرَّتْ على الحَبْلِ تَلْحَبُ
لعزَّة همُّ النفس منهنَّ لو ترى
إليها سبيلاً، أو تُلِمُّ فَتُصْقِبُ
أُلامُ على أُمّ الوليدِ، وحبُّها
جوى ً داخلٌ تحتَ الشَّراسيفِ ملهبُ
ولو بذلتْ أمُّ الوليدِ حديثها
لعُصمٍ برضوى أصبحتْ تتقرَّبُ
تَهَبّطْنَ مِنْ أكْنَافِ ضَأْسٍ وأيلة ٍ
إليها ولو أغرى بهنَّ المُكلِّبُ
تلعَّبُ بالعزهاة ِ لم يدرِ ما الصِّبا
وييأسُ مِنْ أُمِّ الوليدِ المجرِّبُ(21/123)
ألا لَيْتَنا يا عَزَّ كُنَّا لِذِي غِنًى
بعيرينِ نرعى في الخلاءِ ونعزُبُ
كِلانا به عَرٌّ فمَنْ يَرَنا يقُلْ
على حسنِها جرباءُ تُعدي وأجربُ
إذا ما وَردنا مَنْهلاً صَاحَ أهلُهُ
علينا فما ننفكُّ نُرمى ونُضربُ
نكونُ بعيريْ ذي غنى ً فيُضيعُنا
فلا هُوَ يرْعانا ولا نَحْن نُطْلَبُ
يُطّرِدُنا الرُّعيانُ عَنْ كُلِّ تلْعة ٍ
ويمنعُ مِنّا أَنْ نُرى فيه نَشْرَبُ
وددتُ -وبيتِ اللهِ- أنّكِ بكرة ٌ
هجانٌ وأنّي مُصعَبٌ ثمَّ نهرُبُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> رَمَتْني على عَمْدٍ بُثينَة بَعْدما
رَمَتْني على عَمْدٍ بُثينَة بَعْدما
رقم القصيدة : 20655
-----------------------------------
رَمَتْني على عَمْدٍ بُثينَة بَعْدما
تولّى شبابي وارجحنَّ شبابُها
بعينينِ نَجْلاوينِ لوْ رَقْرَقَتْهُمَا
لنوءِ الثريّا لاستهلَّ سحابُها
ولكنّما تَرْمِينَ نفساً مَريضَة ً
لعزَّة َ منها صفوُها ولُبابُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عفت غيقة ٌ من أهلها فجنوبُها
عفت غيقة ٌ من أهلها فجنوبُها
رقم القصيدة : 20656
-----------------------------------
عفت غيقة ٌ من أهلها فجنوبُها
فرَوْضَة ُ حَسْنَا قاعُها فَكثَيْبُها
منازِلُ من أسْمَاءَ لم يَعْفُ رَسْمَها
رِياحُ الثّرَيّا خِلْفَة ً فضَريبُها
تلوحُ بأطرافِ البُضيع كأنّها
كتابُ زُبورٍ خُطَّ لدناً عسيبُها
إذا لم تكونوا ناصري أهل حقِّها
وملفينَ عند النَّصر ممّن يجيبُها
فسيروا بُراءً في تَفَرُّقِ مالكٍ
بنُصْحٍ وأرحامٍ يَئِطُّ قَرِيبُها
وهل مالكٌ إلاّ أُسودُ خفيّة ٍ
إذا لم تُعاطَ الحقَّ بادٍ نُيوبُها
تلظّى النّصالُ الزُّرقُ فوقَ خُدُورِها
وتمضي أنابيبُ القنَا وكُعُوبُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أمِن آلِ سَلْمى دِمنَة ٌ بالذنَّائِبِ
أمِن آلِ سَلْمى دِمنَة ٌ بالذنَّائِبِ
رقم القصيدة : 20657
-----------------------------------
أمِن آلِ سَلْمى دِمنَة ٌ بالذنَّائِبِ(21/124)
إلى المِيثِ مِنْ رَيعانَ ذَاتِ المطارِبِ
يَلُوحُ بأطْرَافِ الأَجِدَّة ِ رَسْمُها
بذي سَلَمٍ أطلالُها كالمذاهِبِ
أقامَتْ بِهِ حَتَّى إذا وَقَدَ الحَصَى
وَقَمّص صَيْدانُ الحَصَى بالجِنَادِبِ
وهبّتْ رِيَاحُ الصَّيْفِ يَرْمِينَ بالسَّفا
بَلِيّة َ باقي قَرْمَلٍ بالمآثِبِ
طَلَعْنَ عَلَيْنَا بَيْنَ مُرْوَة َ فالصَّفَا
يمُرنَ على البطحاءِ مورَ السَّحائبِ
فَكِدْنَ لَعَمْرُ الله يُحْدِثْنَ فِتْنَة ً
لِمُخْتَشِعٍ من خَشْيَة ِ الله تَائِبِ
وفي اليأسِ عن سلمى وفي الكِبرِ الذي
أصابَكَ شُغْلٌ للمُحبِّ المُطالِبِ
فَدَعْ عَنْكَ سَلْمى إذ أتى النّأي دُونَهَا
وحلَّتْ بأكنافِ الخُبيتِ فغالبِ
سَقَى الله حَيّاً بالمُوَقَّرِ دارُهُمْ
إلى قسطلِ البلقاءِ ذاتِ المحاربِ
سَوَارِيَ تُنْحِي كُلَّ آخرِ لَيْلَة ٍ
وصوبَ غمامٍ باكراتِ الجنائبِ
أناسٌ يَنَالُ الماءَ قبلَ شِفَاهِهِمْ
لهُ وافراتُ العِرضِ شُمُّ الأرانبِ
يُحيَّونَ بَسَّامِينَ طَوْراً وتارَة ً
يُحيَّونَ عَبَّاسينَ شوسَ الحَوَاجِبِ
من النّفَرِ البِيضِ الذينَ إذا انتجَوْا
أَقرَّتْ لِنَجْوَاهُمْ لؤيُّ بنُ غالِب
إذا النّضْرُ وَافَتْها على الخَيْلِ مَالِكٌ
وَعَبْدُ مَنافٍ والتقوا بالجَبَاجِبِ
إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآلَ زيّنوا
مَسانِدَ أَشراقٍ بها وَمَغارِبِ
إلى الأبيضِ الجَعْد ابنِ عَاتِكَة َ الذي
له فَضْلُ مُلْكٍ في البريَّة ِ غَالِبِ
كَرِيمٌ يَؤُولُ الرَّاغِبُونَ بِبابِهِ
إلى وَاسِعِ المَعْروفِ جَزْلِ المَوَاهِبِ
إمامُ هدى ً قد سدَّدَ اللهُ رأيهُ
وَقَدْ أحْكَمَتْهُ مَاضِيَاتُ التَّجاربِ
ولم يبلغ السّاعونَ في المجدِ سعيهُ
ولم يفضلوا إفضالهُ في الأقاربِ
جزتكَ الجوازي عن صديقكَ نضرة ً
وقرَّبْتَ من مأوى طَرِيدٍ وَرَاغِبِ
وصاحبِ قومٍ مُعصمٌ بكَ حقُّهُ
وجارُ ابن ذي قُربى وآخرِ جانبِ
رأيتُكَ والمعروفُ منكَ سجيّة ٌ
تَعُمُّ بِخَيْرِ كُلَّ جادٍ وَغَائِبِ(21/125)
أبُوكَ غَدَاة َ الجِزْعِ مِنْ أرْضِ مَسْكَنٍ
يَؤمُّ العِدا بالجَمْعِ بَعْدَ المَقَانِبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تَشَوَّفَ من صوتِ الصَّدَى كُلَّما دَعَا
تَشَوَّفَ من صوتِ الصَّدَى كُلَّما دَعَا
رقم القصيدة : 20658
-----------------------------------
تَشَوَّفَ من صوتِ الصَّدَى كُلَّما دَعَا
تَشَوُّفَ جَيْدَاءِ المُقَلَّدِ مُغْيِبِ
تباري حراجيجاً عتاقاً كأنَّها
شرائجُ معطوفٍ من القضبِ مصحبِ
إذا ما بَلَغْنَا الجهْدَ منها تَوَعَّبَتْ
وضيعُ زمامٍ كالحباب المسيَّبِ
أضرَّ بها علقُ السُّرى كلَّ ليلة
إليكَ فإسادي ضُحى ً كُلَّ صَيْهَبِ
حليمٌ إذا ما نالَ عاقبَ مجملاً
أشدَّ العقاب، أو عفا لم يثرِّبِ
فعَفْواً أميرَ المؤمنينَ وحِسْبة ً
فما تكتسبْ من صالح لكَ يُكتَبِ
أساؤوا فإنْ تَغْفِرْ فإنَّكَ أَهْلُهُ
وأفضلُ حلمٍ حسبة ً حلمُ مغضبِ
نفتهمْ قريشٌ عنْ أباطحِ مكة ٍ
وذي يمنٍ بالمشرفيِّ المشطَّبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ً
جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ً
رقم القصيدة : 20659
-----------------------------------
جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ً
وأدناك ربّي في الرّفيق المقرّبِ
فإنَّكَ لا يُعطي عليكَ ظَلامَة ً
عدوٌ،ولا تنأى عن المتقرِّبِ
وإنَّكَ مَا تَمْنَعْ فإنّكَ مانِعٌ
بحقٍّ، وما أعطيْتَ لم تَتَعَقَّبِ
متى تأتِهمْ يوماً من الَّدهركُلِّهِ
تَجِدْهُمْ إلى فضْلٍ على النَّاسِ تُرتَبِ
كأنّهُمُ مِنْ وحْشِ جِنٍّ صَريمة ٌ
بعبقرَ لمّا وُجِّهتْ لم تغيَّبِ
إذا حُللُ العَصْبِ اليماني أجادها
أَكُفُّ أساتيذٌ على النَّسْجِ دُرَّب
أتاهُمْ بها الجاني فَرَاحوا، عليهِمُ
تَوَائِمُ مِنْ فضْفَاضِهِنَّ المُكَعَّبِ
لها طُررٌ تحتَ البنائقِ أُذنِبتْ
إلى مُرْهَفَاتِ الحَضْرَميّ المُعقرَبِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقوط بغداد
سقوط بغداد
رقم القصيدة : 2066(21/126)
-----------------------------------
عبثًا تراودُنا القصيدةُ مرّةً * ومدافعُ العدوانِ نثرًا تكتبُ التّاريخَ دونَ هوادةٍ * ويكونُ في نيسانَ يا تمّوزُ أنْ دخلَ الغزاةُ إلى الرُّصافةِ * في المضافةِ شُوهدَت دبّابةٌ روميّةٌ مرتابةٌ * أرخَت على الدّنيا بأنواعِ الهديلِ هديرَها وغبارَها
يتوسّطُ "الفردوسَ" تمثالٌ يماطلُ حتفَهُ متمنّعًا * عجزَت عجوزُ الرّيحِ عن تنزيلِهِ تأويلِهِ * فَتَبَرْمَكَتْ بغدادُ نادَت نارَها * وتجمهرَ الأهلونَ حولَ رشيدِهِمْ * باءَت حبالُ الحيِّ عن تحريكِهِ * دبكُوا على دبّابةِ الضّيفِ الغريبِ * تلعث
عبثًا تباغتُنا القصيدةُ * شاشةُ الأحداثِ أسرعُ من حصانِ الحبرِ * لا حبرٌ يضاهي الدّمَّ * أخبارٌ تربِّطُنا تخربطُنا * وتصعقُنا تصاويرٌ وتحرقُنا * وخارطةٌ ممزّقةٌ وغارقةٌ بدمعٍ سالَ من عينَيْ حمورابي * وبابلُ في أعالي البرجِ تقطعُ ثوبَها * آشورُ
هي خطوةٌ أولى ويُخْتَصَرُ المدى * هي خبطةٌ أولى وينتشرُ الصّدى هلعًا * عواصمُ من زجاجٍ ترتمي ولعًا بهولاكو * ولا أفٌّ ولا بَرَمٌ * ولا بردى ولا هَرَمٌ * ولاَ كفٌّ تلاطمُ مخرزًا * وبدونِ أحلامٍ ننامُ ولا ننامُ * بدونِ أيّامٍ نفيقُ ولا نفيقُ من
هي نكسةٌ أخرى تنكّسُ حلمَنا * هي نكبةٌ * هي خيبةٌ * هي كذبةٌ كبرى * إله الحربِ يستلمُ الوديعةَ مرّةً أخرى * ومندوبُ المليكةِ ها هنا * حرًّا يجوبُ السّوقَ في بغدادَ * يعرفُ ما يريدُ الآنَ * يبغي الكحلَ والحنّاءَ والتّرياقَ والسّمّاقَ * عاشقةٌ وراء
سقطَتْ مدينتُنا القديمةُ مرّةً أخرى * تنفّست البلادُ دخانَ خيبَتِها * تدافعت العبادُ يقودُها جوعٌ * تلملمُ بعضَ لقمَتِها * تنفّسُ بعض نقمَتِها * ويندلعُ السّؤالُ مرارةً * ويتيهُ في الصّحراءِ موّالٌ عراقيٌّ وتَسْآلُ
أين الدّفاعاتُ الّتي قالوا؟
جندٌ وقوّاتٌ وحرّاسٌ وأرتالُ؟
أين الفدائيّون؟ هل مالوا
إلى من عندَه مالُ؟
أين الحرسْ؟(21/127)
ذهبُوا إلى مستنقعٍ؟ زالوا؟
كفٌّ عدسْ
كفٌّ عدسْ
تاريخُ أمّتِنا خرسْ
تاريخُنا خرسٌ خرسْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> رأيتُ ابنة َ الضمريِّ عزّة أصبحتْ
رأيتُ ابنة َ الضمريِّ عزّة أصبحتْ
رقم القصيدة : 20660
-----------------------------------
رأيتُ ابنة َ الضمريِّ عزّة أصبحتْ
كمُحْتَطِبٍ ما يَلْقَ باللّيلِ يَحْطِبِ
وكانت تُمَنّينا وتزْعُمُ أنّها
كبيضِ الأنوقِ في الصَّفا المتنصِّبِ
رجعتُ بها عنّي عشيّة َ بِرمة ٍ
شماتة َ أعداءٍ شُهودٍ وغيّبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تَيَمَّمْتُ لَهْباً أبتغي العِلْم عِنْدَهُمْ
تَيَمَّمْتُ لَهْباً أبتغي العِلْم عِنْدَهُمْ
رقم القصيدة : 20661
-----------------------------------
تَيَمَّمْتُ لَهْباً أبتغي العِلْم عِنْدَهُمْ
وقد رُدَّ علمُ العائفين إلى لهبش
تَيَمَّمْتُ شيخاً منهُمُ ذا بَجَالة ٍ
بصيراً بزجر الطَّيرِ منحني الصّلبِ
فقُلتُ لهُ ماذا تَرى في سَوَانِحٍ
وصوتِ غُرابٍ يفحصُ الوجهَ بالتُّربِ
فَقَالَ جَرَى الظُّبيُ السَّنيحُ ببيْنِها
وقال غُرابٌ: جَدَّ مُنهمِرُ السَّكْبِ
فإلاَّ تَكُنْ ماتَتْ فَقَدْ حَالَ دُونَهَا
سِوَاكَ خَليلٌ باطنٌ من بَني كعبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لتبكِ البواكي المبكياتُ أبا وهبِ
لتبكِ البواكي المبكياتُ أبا وهبِ
رقم القصيدة : 20662
-----------------------------------
لتبكِ البواكي المبكياتُ أبا وهبِ
عَلَى كُلِّ حَالٍ من رخاءٍ وَمِنْ كَرْبِ
أخا السِّلمِ لا يعيا إذا هيَ أقبلتْ
عليهِ، ولا يجوي معانقة الحربِ
فإن تَكُ قد وَدَّعْتَنا بعدَ خُلّة ٍ
فنِعم الفَتَى في الحَيِّ كُنْتَ وفِي الرَّكبِ
سَقَى الله وَجْهاً غادَرَ القومُ رَسْمَهُ
مقيماً ومرّوا غافلينَ على شغْبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> إنَّ امرءاً كَانتْ مَسَاوِئُهُ
إنَّ امرءاً كَانتْ مَسَاوِئُهُ
رقم القصيدة : 20663
-----------------------------------(21/128)
إنَّ امرءاً كَانتْ مَسَاوِئُهُ
حُبَّ النّبيِّ لَغَيْرُ ذي عَتْبِ
وَبَني أَبِي حَسَنٍ وَوَالِدِهِمْ
من طابَ في الأرحامِ والصُّلبِ
أترون ذنباً أنْ نحبَّهمُ
بل حبُّهمْ كفّارة ُ الذَّنبِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> فَلَوْلا الله ثُمَّ نَدَى ابنِ لَيْلَى
فَلَوْلا الله ثُمَّ نَدَى ابنِ لَيْلَى
رقم القصيدة : 20664
-----------------------------------
فَلَوْلا الله ثُمَّ نَدَى ابنِ لَيْلَى
وأنّي في نوالِكَ ذو ارتغابِ
وَبَاقي الوُدِّ مَا قَطَعَتْ قَلُوصي
مهامه بين مصرَ إلى غرابِ
فلم تقرضْ بلاكثَ عن يمينٍ
ولمْ تمررْ على سهلِ العنابِ
وكنتُ عتبتُ معتبة ً فلجَّتْ
بِيَ الغُلَواءُ عَنْ سُنَنِ العِتَابِ
وما زالتْ رقاكَ تسلُّ ضغني
وتُخْرِجُ مِن مَكَامِنِها ضِبابي
وَيَرْقِيني لَكَ الحَاوُونَ حَتَّى
أجابكَ حيَّة ٌ تحتَ الحجابِ
سأَجْزِيهِ بِها رَصَداتِ شُكْرٍ
على عدواءِ داري واجتنابي
وَنَازَعني إلى مَدْحِ ابنِ ليلى
قوافيها منازعة َ الطِّرابِ
فَلَيْسَ النّيلُ حِينَ عَلَتْ قَراهُ
غوالبهُ بأغلبَ ذي عبابِ
بأفضلَ نَائِلاً منهُ إذا مَا
تَسَامَى الماءُ فانغَمَسَ الرَّوَابي
ويغمُرنا إذا نحنُ التقينا
بِطَامي الموجِ مُضطرِبِ الحبابِ
وَيَضْرِبُ مِنْ نوالِكَ في بلادٍ
من المعروفِ واسعة ٍ رحابِ
وأنتَ دَعَامَة ٌ منْ عبدِ شَمْسٍ
إذا انتجبوا من السِّرِّ اللُّبابِ
من اللاّئي يَعُودُ الحِلْمُ فيهمْ
وَيُعطَونَ الجَزِيلَ بِلا حِسَابِ
وهم حكّامُ معضلة ٍ عقام
فكم بعثوا به فصلَ الخطابِ
إذا قرعوا المنابرَ ثم خطّواً
بأطْرافِ المَخَاصِرِ كالغِضَابِ
قضوا فيها، ولم يتوهّموها،
بِفَاصِلَة ٍ مُبَيّنة ِ الصَّوابِ
وهمْ أحلى إذا ما لم تثرهمْ
على الأحناكِ من عذقِ ابنِ طابِ
أبوكَ حَمَى أُميّة َ حِينَ زَالتْ
دعائمُها وأصحرَ للضِّرابِ
وكان المُلكُ قد وهنت قواهُ
فردَّ المُلكَ منها في النِّصابِ(21/129)
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا
خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا
رقم القصيدة : 20665
-----------------------------------
خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا
قلوصيكُما ثمّ ابكيا حيثُ حلَّتِ
ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها
وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّتِ
ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما
ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّتِ
وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّة َ ما البُكا
ولا مُوجِعَاتِ القَلبِ حتَّى تَوَلَّتِ
وما أنصفتْ أمّا النساءَ فبغضَّتْ
إلينا وأمّا بالنوالِ فضنَّتِ
فَقَدْ حَلَفَتْ جَهْداً بما نحرَتْ له
قريشٌ غداة َ المأزمينِ وصلّتِ
أُناديكَ ما حجَّ الحجيجُ وكبَّرتْ
بفيفاءِ آلٍ رُفقة ٌ وأهلَّتِ
وما كبَّرتْ من فوقِ رُكبة َ رُفقة ٌ
ومِنْ ذي غَزَالٍ أشعرَتْ واسْتَهَلَّتِ
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها
كناذرة ٍ نذراً وفتْ فأحلّتِ
فقلتُ لها : يا عزُّ كلُّ مصيبة ٍ
إذا وُطِّنت يوماً لها النّفسُ ذلّتِ
ولم يلقَ إنسانٌ من الحبِّ ميعة ً
تَعُمُّ ولا عَمياءَ إلاّ تجلّتِ
فإن سأَلَ الوَاشُونَ فيمَ صرمْتَها
فقُل نفسُ حرٍّ سُلِّيت فَتَسلَّتِ
كأَنّي أُنادي صَخْرَة ً حِينَ أَعْرَضَتْ
من الصُمِّ لو تمشي بها العصمُ زلَّتِ
وحلَّتْ تلاعاً لم تكنْ قبلُ حُلَّتِ
فَلَيْتَ قَلُوصي عِنْدَ عَزَّة َ قُيّدَتْ
بحبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ منها فضَلّتِ
وَغُدِرَ في الحَيِّ المُقِيمينَ رَحْلُها
وَكَانَ لَها باغٍ سِوَايَ فبلّتِ
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجلٍ صحيحة ٍ
وَرِجْلٍ رَمى فيها الزَّمانُ فشَلَّتِ
وَكُنْتُ كَذَاتِ الظَّلعِ لمّا تَحَامَلَتْ
على ظَلْعها بَعْدَ العثَارِ اسْتقلَّتِ
أُريدُ الثَّوَاءَ عِنْدَها وأظُنّها
إذا ما أطلنا عندَها المُكثَ ملَّتِ
يُكلّفُها الخنزِيرُ شَتْمِي وَمَا بِهَا
هواني ولكنْ للمليكِ استزَلّتِ
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامرٍ
لعزَّة َ من أعراضنا ما استحلَّتِ(21/130)
وَواللهِ ما قاربتُ إلاّ تباعدتْ
بصَرمٍ ولا أكثرتُ إلاّ أقلَّتِ
ولي زَفراتٌ لو يدُمْنَ قَتَلْنَنِي
توالي التي تأتي المُنى قَدْ تَوَلَّتِ
وكنّا سلكنا في صعودٍ من الهوى
فلمّا توافينا ثبتُّ وزلَّتِ
وكنّا عقدنا عقدة الوصلِ بيننا
فلمّا تواثقنا شددتُ وحلَّتِ
فإن تكنِ العتبى فأهلاً ومرحباً
وحُقَّتْ لها العتبى لدينا وقلَّتِ
وإن تكنِ الأُخْرَى فإنَّ وَرَاءَنا
بِلاداً إذا كَلَّفْتُها العِيسَ كَلَّتِ
خليليَّ إنَّ الحاجبيّة ََ طلَّحتْ
قلوصيكُما وناقتي قد أكلَّتِ
فَلاَ يَبْعُدَنْ وَصلٌ لِعَزَّة أَصْبَحَتْ
بعاقبة ٍ أسبابهُ قد تولَّتِ
أَسِيئي بِنا أَو أحْسِني لا مَلُومَة ً
لدينا ولا مَقْلِيّة ً إنْ تَقَلَّتِ
ولكنْ أنيلي واذكري من مودّة ٍ
لنا خُلَّة ً كانتْ لديكمْ فضلَّتِ
وإنّي وإنْ صَدَّتْ لمُثنٍ وَصَادِقٌ
عليها بما كانتْ إلينا أزلَّتِ
فما أنا بالدّاعي لعزَّة َ بالرَّدى
ولا شامتٍ إن نَعْلُ عَزَّة َ زلَّتِ
فلا يَحْسَبِ الواشُونَ أنَّ صَبَابتي
بعزّة كانتْ غمرة ً فتجلَّتِ
فأصبحتُ قدْ أبللتُ مِنْ دنفٍ بها
كما أُدنفتْ هيماءُ ثمَّ اسْتَبَلَّتِ
فواللهِ ثم اللهِ لا حلَّ بعدَها
ولا قبلَها من خُلَّة ٍ حيث حلَّتِ
وما مرَّ مِن يومٍ عليَّ كيومِها
وإن عَظُمَتْ أيامُ أُخرى وَجَلَّتِ
وحلَّتْ بأعلى شاهقٍ من فؤادِهِ
فلا القلبُ يسلاها ولا النّفسُ ملَّتِ
فَوَا عَجَباً للقلبِ كَيْفَ اعتِرَافُهُ
وَلِلنّفْسِ لمّا وُطنِّت فاطْمَأنَّتِ
وإني وَتَهيامي بِعَزَّة بعْدما
تخلّيتُ مِمّا بيْننا وتخلَّتِ
لكالمُرتجي ظلَّ الغمامة ِ كُلَّما
تبوَّأَ منها للمقيلِ اضمحلَّتِ
كأنّي وإيّاها سحابة ُ ممحلٍ
رَجَاها فَلَمّا جَاوَزَتْهُ استَهَلَّتِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَأَطْلالَ دَارٍ بالنِّياعِ فَحُمَّتِ
أَأَطْلالَ دَارٍ بالنِّياعِ فَحُمَّتِ
رقم القصيدة : 20666
-----------------------------------(21/131)
أَأَطْلالَ دَارٍ بالنِّياعِ فَحُمَّتِ
سألتُ فلمّا استعجمتْ ثم صُمَّتِ
عجبتُ لأنَّ النّائحاتِ وقد علتْ
مُصيبتُهُ قهراً فعمَّتْ وأصحتِ
نَعَيْنَ وَلَوْ أَسْمَعْنَ أَعْلاَمَ صِنْدِدٍ
عِظاماً ولا هاماً لَهُ قَدْ أرَمّتِ
وللأرضُ أمّا سودُها فتجلّلتْ
بَياضاً وأمّا بِيضُها فادْهأَمَّتِ
نَمَتْ لأَبي بَكْرٍ لِسانٌ تتابَعَتْ
بعارفة ٍ منهُ فخصَّت وعمَّتِ
كأنَّ ابنَ ليلى حين يبدو فتنجلي
سجوفُ الخباءِ عن مهيبٍ مُشمَّتِ
إذا ما لَوَى صِنْعٌ بهِ عرَبيّة ً
كَلَوْنِ الدِّهَانِ وَرْدَة ً لم تَكَمَّتِ
مقاربُ خطوٍ لا يُغيِّر نعلُهُ
رَهِيفُ الشّراكِ سَهْلَة ُ المُتَسَمَّتِ
إذا طُرِحَتْ لم تَطَّبِ الكَلْبَ ريحُها
وإن وُضِعَتْ في مَجْلِسِ القَوْمِ شُمّتِ
هوَ المرءُ لا يُبدي أسى ً عن مصيبة ٍ
ولا فرحاً يوماً إذا النفسُ سُرَّتِ
قليلُ الألايا حافظٌ ليمينهِ
فإن سَبَقَتْ مِنْهُ الأَلِيَّة ُ بَرَّتِ
حليمٌ كريمٌ ذو أناة ٍ وإربة ٍ
بصيرٌ إذا ما كُفة ُ الحبلِ جُرَّتِ
وشعثاءِ أمرٍ قد نزتْ بين غالبٍ
تلافيتَها قبل التّنائي فلُمَّتِ
وأبرأتها لم يجرحِ الكلمُ عظمَها
إذا غبت عنها رُبِّعتْ ثمَّ أمَّتِ
غمومٌ لطيرِ الزّاجريها أريبة ٌ
إذا حَاوَلَتْ ضُرّاً لِذِي الضِّغْنِ ضَرَّتِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> حِبَالُ سُجَيْفَة َ أمْسَتْ رِثَاثَا
حِبَالُ سُجَيْفَة َ أمْسَتْ رِثَاثَا
رقم القصيدة : 20667
-----------------------------------
حِبَالُ سُجَيْفَة َ أمْسَتْ رِثَاثَا
فسقياً لها جدُداً أوْ رماثا
إذا حَلَّ أهْلِيَ بالأبرَقَيْنِ
أبرقِ ذِي جُدَدٍ أو دَءاثا
وحلَّتْ سُجيفة ُ من أرضها
روابيَ يُنبتنَ حفرى ، دماثا
تُتَارِبُ بِيضاً إذا استَلْعَبَتْ
كأدمِ الظّباءِ ترُفُّ الكباثا
كأنَّ حدائجَ أظعانها
بِغَيْقَة لمّا هَبَطْنَ البِراثا
نَواعِمُ عُمٌّ عَلَى مِيثَبٍ
عِظامُ الجُذُوعِ أُحِلَّتْ بُعاثا(21/132)
كَدُهْمِ الرِّكَابِ بأثْقَالِهَا
غدتْ من سماهيجَ أو مِنْ جُواثا
وَخُوصٍ خَوامِسَ أوْرَدْتُها
قُبَيْلَ الكَوَاكِبِ وِرْداً مُلاثا
مِنَ الرَّوْضتينِ فجَنْبَيْ رُكَيحٍ
كلقطِ المُضلَّة ِ حلياً مُباثا
تُوَالي الزِّمامَ إذا مَا دَنَتْ
رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثا
وَذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الخَلِيفِ
أصابَ فريقة َ ليلٍ فعاثا
تلقَّطها تحتَ نوءِ السِّماكِ
وَقَدْ سَمِنَتْ سَوْرَة ً وانْتَجاثا
لوى ظِمْئَهَا تَحْتَ حَرِّ النُّجُومِ
يحبُسها كسلاً أوْ عباثا
فَلَمَّا عَصَاهُنَّ خَابَثْنَهُ
بِرَوْضَة ِ آلِيتَ قَصْراً خِبَاثا
فأوردهنَّ من الدَّونكينِ
حشارجَ يحفرنَ فيها إراثا
لواصبَ قد أصبحتْ وانطوتْ
وقد أطولَ الحيُّ عنها لباثا
مُدِلٌّ يَعَضُّ إذا نَالَهُنَّ
مِراراً وَيُدنِينَ فاهُ لِكَاثا
وصفراءَ تلمعُ بالنّابلينَ
كلمْعِ الخريعِ تحلَّتْ رعاثا
هَتُوفاً إذا ذَاقَها النَّازِعُونَ
سَمِعْتَ لها بَعْدَ حَبْضٍ عِثاثا
تَئِنُّ إلى العَجْمِ والأَبْهَرَينِ
أنينَ المَرِيضِ تَشَكّى المُغاثا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألمْ يحزُنكَ يومَ غدتْ حُدُوجُ
ألمْ يحزُنكَ يومَ غدتْ حُدُوجُ
رقم القصيدة : 20668
-----------------------------------
ألمْ يحزُنكَ يومَ غدتْ حُدُوجُ
لعزَّة َ إذْ أجدَّ بها الخروجُ
بضاحي النَّقبِ حينَ خرجن منهُ
وخلفَ متونِ ساقتها الخليجُ
رأيتُ جمالها تعلو الثّنايا
كأنَّ ذرى هوادجها البُروجُ
وَقَدْ مَرَّتْ عَلَى تُرَبَانَ تُحْدى
لها بالنَّعْفِ مِنْ مَللٍ وَسيجُ
رأيتُ حدوجها فظللتُ صبّاً
تهيّجني مع الحزنِ الحدوجُ
إذا بصرتْ بها العينان لُجَّتْ
بِدَمْعِهِمَا مَعَ النَّظرِ اللَّجوجُ
وَبِالسَّرْحَاتِ مِنْ وَدّانَ رَاحَتْ
عليها الرَّقْمُ كالبَلَقِ البهيجُ
وهاجتني بِحَزْمِ عُفَارِيَاتٍ
وقد يهتاجُ ذو الطَّربِ المهيجُ
على فُضُلِ الرّواعِ تَضَمّنَتْها
خَصيباتُ المعالفِ والمُروجُ(21/133)
يشُجُّ بها ذؤابة َ كلِّ حزنٍ
سَبُوتٌ أو مُوَاكَبَة ٌ دَرُوجُ
وفي الأحداجِ حين دنونَ قصراً
بحزنِ سُويقة ٍ بقرٌ دُمُوجُ
حِسَانُ السَّيْرِ لا مَتَوَاتِرَاتٌ
ولا مِيلٌ هَوادِجُها تَمُوجُ
فكِدْتُ وقد تَغَيّبَتِ التّوالي
وَهُنَّ خواضِعُ الحَكَماتِ عُوجُ
بِذِي جَددٍ من الجَوْزَاءِ مُوفٍ
كأَنَّ ضَبَابَهُ القُطُنُ النَّسِيجُ
وَقَدْ جَاوَزْنَ هَضْبَ قُتَائداتٍ
وَعَنَّ لهُنَّ مِن ركَكٍ شُروجُ
أموتُ ضَمَانَة ً وَتَجَلّلتني
وقد أتهمنَ مُردِمة ٌ ثلوجُ
كأنَّ دموعَ عيني يومَ بانتْ
دلاة ٌ بلَّها فرطٌ مهيجُ
يُرِيعُ بها غَدَاة َ الوِرْدِ سَاقٍ
سريحُ المتحِ بكرتُهُ مريجُ
فَلَوْ أَبْدَيتِ وُدَّكِ أُمَّ عَمْروٍ
لدى الإخوانِ ساءهمُ الوليجُ
لكانَ لحبِّكِ المكتومِ شأنٌ
عَلَى زَمَنٍ وَنَحْنُ بِهِ نَعِيجُ
تُؤمِّلُ أَنْ تُلاقيَ أمَّ عمروٍ
بمكَّة َ حيثُ يجتمعُ الحجيجُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
رقم القصيدة : 20669
-----------------------------------
لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
مَغانٍ وَرَسْمٌ قَدْ تَقَادَمَ ماصِحُ
بذي المَرْخِ والمَسْرُوحِ غيّرَ رَسمَها
ضَروبُ النَّدَى قَدْ أَعْتَقَتْهَا البَوَارِحُ
لِعَيْنَيْكَ مِنها يَوْمَ حَزْمِ مَبَرَّة ٍ
شَريجَانِ مِنْ دَمْعٍ: نَزِيعٌ وَسَافِحُ
أتيٌّ وَمَفْعُومٌ حَثيثٌ كأنّهُ
غروبُ السّواني أترعتها النَّواضحُ
إذا ما هرقنَ الماءَ ثم استقينَهُ
سَقَاهُنَّ جَمٌّ مِنْ سُمَيْحَة طَافِحُ
لياليَ منها الواديانِ مظنَّة ٌ
فبُرقُ العنابِ دارُها فالأباطحُ
لياليَ لا أَسْمَاءُ قالٍ مودّع
ولا مُرْهِنٌ يوماً لك البذلَ جارِحُ
صَديقٌ إذَا لاَقَيْتَهُ عَنْ جَنابة ٍ
أَلَدُّ إذا نَاشَدْتَهُ العَهْدَ بائِحُ
وإذْ يبرئُ القرحى المِراضَ حديثُها
وَتَسْمُو بأسْمَاءَ القُلُوبُ الصَّحَائِحُ(21/134)
فأُقسمُ لا أنسى ولو حالَ دونَها
مَعَ الصَّرْمِ عَرْضُ السّبْسبِ المُتَنَازحُ
أمنّي صرمتِ الحبلَ لمّا رأيتني
طريدَ حروبٍ طرَّحتهُ الطَّوارحُ
فأَسْحَقَ بُرادُهُ وَمَحَّ قميصه
فأثوابهُ ليستْ لهنَّ مضارحُ
فأعرضتِ إنَّ الغدرَ منكنَّ شيمة ٌ
وفجعَ الأمينِ بغتة ً وهو ناصحُ
فلا تَجْبَهِيهِ وَيْبَ غيرِكِ إنَّهُ
فتى ً عنْ دنيّاتِ الخلائقِ نازحُ
هُوَ العَسَلُ الصَّافِي مِرَاراً وتارة ً
هو السُّمُّ تستدمي عليهِ الذَّرارحُ
لعلَّكِ يوماً أن تَرَيْهِ بِغِبْطَة ٍ
تودّينَ لو يأتيكُمُ وهوَ صافحُ
يروقُ العيونَ الناظراتِ كأنَّهُ
هِرْقليُّ وَزْنٍ أَحْمَرُ التِّبرِ رَاجِحُ
وآخرُ عهدٍ منكِ يا عزُّ إنّهُ
بِذِي الرِّمثِ قَولٌ قُلْتِهِ وَهْوَ صَالِحُ
مُلاحُكِ بالبردِ اليماني وقد بدا
من الصَّرمِ أشراطٌ لهُ وهو رائحُ
ولم أدرِ أنَّ الوصلَ منكِ خلابة ٌ
كَجَارِي سَرَابٍ رَقْرَقَتْهُ الصَّحاصِحُ
أغرَّكِ مِنَّا أنَّ دَلَّكِ عندنا
وإسجادَ عينيكِ الصَّيودينِ رابحُ؟!
وأنْ قَدْ أَصَبْتِ القَلْبَ منّي بِغُلَّة ٍ
وصبٍّ لهُ في أسوَدِ القلبِ قادحُ؟!
وَلَوْ أَنَّ حبّي أُمَّ ذِي الوَدْعِ كُلَّهُ
لأَهْلِكِ مالٌ لمْ تَسَعْهُ المَسارِحُ
يَهِيمُ إلى أَسْمَاءَ شَوقاً وَقَدْ أَتَى
لهُ دونَ أسماءَ الشُّغولُ السَّوانحُ
وأقْصَرَ عن غَرْبِ الشَّبَابِ لِدَاتُهُ
بعاقبة ٍ وابيضَّ منهُ المسائحُ
ولكنّهُ مِنْ حُبِّ عَزَّة َ مُضْمِرٌ
حباءً بهِ قدْ بطّنتهُ الجوانحُ
تُصرِّدُنا أسماءُ، دامَ جمالُها
وَيَمْنَحُها منّي المودَّة َ مانِحُ
خليليَّ! هل أبصرتُما يومَ غيقة ٍ
لعزَّة َ أظعاناً لهنَّ تمايُحُ
ظَعائِنُ كالسَّلوى التي لا يُحزنها
أَوِ المنّ، إذْ فاحَتْ بِهِنَّ الفَوَائِحُ
كأنَّ قَنَا المرّانِ تَحْتَ خُدُورِهِا
ظباءُ الملا نِيطَتْ عليها الوَشَائِحُ
تَحَمَّلُ في نَجْرِ الظَّهِيرَة ِ بَعْدَما
توقَّدَ من صحنِ السُّرير الصَّرادحُ(21/135)
عَلَى كلّ عَيْهَامٍ يَبُلُّ جَدِيلَهُ
يُجيلُ بذِفْرَاهُ، وباللِّيتِ قَامِحُ
خَلِيلَيَّ رُوحَا وانْظُرا ذَا لُبانَة ٍ
بِهِ باطنٌ منْ حُبّ عَزَّة َ فَادِحُ
سبتني بعينيْ ظبية ٍ يستنيمُها
إلى أُرُكٍ بالجزعِ من أرضِ بيشة ٍ
عَلَيهنَّ صيّفْنَ الحَمَامُ النَّوائِحُ
كأنَّ القماريَّ الهواتفَ بالضُّحى
إذا أظهرتْ قيناتُ شربٍ صوادحُ
وذي أشرٍ عذبِ الرُّضابِ كأنَّهُ
-إذا غارَ أردافُ الثريّا السوابحُ-
مُجاجة ُ نحلٍ في أباريقَ صُفِّقتْ
بصفقِ الغوادي شعشعته المجادحُ
ويُروى بريّاها الضَّجيعُ المُكافحُ
وَغِرٍّ يُغادي ظَلْمَهُ بِبَنَانِها
مع الفَجْرِ من نَعمانَ أَخْضَرُ مَائِحُ
قضى كلَّ ذِي دَيْنٍ وعزَّة ُ خُلّة ٌ
لهُ لم تُنلهُ فهوَ عطشانُ قامحُ
وإني لأكْمي النَّاسَ ما تَعِدِينَني
من البخلِ أنْ يثري بذلك كاشحُ
وأرضى بغيرِ البذلِ منها لعلَّها
تُفَارِقُنا أَسْمَاءُ والودُّ صَالِحُ
وأصبحتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غيرَ أنَّني
لعزَّة َ مُصفٍ بالمناسبِ مادحُ
أبائنة ٌ يا عزُّ غدواً نواكمُ
سقتكِ الغوادي خلفة ً والروائحُ
من الشُمِّ مِشْرَافٌ يُنِيفُ بقُرْطها
أَسِيلٌ إذا ما قُلّدَ الحَلْيَ وَاضِحُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ليلى في العرااق مريضة
ليلى في العرااق مريضة
رقم القصيدة : 2067
-----------------------------------
ماذا سنكتبُ يا هناكَ ويا هُنا؟ * يتساءلُ التّاريخُ والجغرافِيا اغْتُصِبَتْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرَى
ماذا سنكتبُ؟ مَن سيقرأُ ما سنكتبُ؟ مَن سيسمعُ ما نقولُ؟ ومَن
سيبصرُ ما سيجري مِن دَمٍ؟ * أنقولُ هولاكو على الحدودِ تمنَّعي
بغدادُ؟ * كيفَ نقولُها؟ * بغدادُ يا صحراءُ تُحرقُ مرّةً أخرى * ولا أحدٌ هناكَ ولا هنا أحدٌ يُرَى
هل غادرَ التّاريخُ مِن سَبَأٍ إلى شَرَمٍ مرورًا بالسّقيفةِ؟ * هل سَرَى؟(21/136)
هل مَلَّنا التّاريخُ؟ * هل ضاقَتْ بنا الصّحراءُ ذَرْعًا؟ * هل سيسقطُ دمعُنا؟ * هل عافَنا اللّيلُ الطّويلُ؟ * وهل سيصمدُ شمعُنا؟ * ماذا سأكتبُ يا فَمِي؟ * و"مُظَفَّرُ النُّوَّابِ" يصرخُ في دَمِي *
قَرعُوا طبولَ الحربِ * جاءُوا مِن وراءِ البحرِ * والصّحراءُ فرشتُهُمْ * وورشتُهُمْ عراقُ وما تبقّى مِن أثاثِ الرّوحِ في صحرائِنا * هيَ حلقةٌ أخرى ليكتملَ المسلسلُ؟ * هكذا الجمهورُ يبغي؟ * مُخرجٌ
عَرَبٌ بلا عَرَبٍ * ويجتمعُونَ يجتمعُونَ * مؤتمرٌ على ورقٍ * ولا شيءٌ يردُّ الرّوحَ * خارطةٌ على قلقٍ * ولا شيءٌ يصدُّ الرّيحَ * يا قِمَمًا بلا قِمَمٍ بلا ذِمَمٍ بلا هِمَمٍ بلا شَمَمٍ يُرَى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعجزُ عاهلُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعرشُ هاجسُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
وتلاسُنٌ ما بينَ نرجستَيْنِ يخرسُ شاشةً شَوْهَى * ويخرجُ شارعًا عَن طَوْرِهِ * وعواصمُ الثّلجِ البعيدةُ حرّةً يتشكّلُ التّاريخُ مِن تاريخِها *
مِن قمّةٍ لِقُمَيْمَةٍ هيَ قمّةٌ أخرى * على عَجَلٍ تُعَايِنُ جرحَنا * والملحُ يأكلُه بلا ملحٍ * ولا هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
هيَ قمّةٌ أخرى * بلا خجلٍ تُفَلْفِشُ روحَنا * والرّيحُ تذرُوها بلا هدفٍ بلا سقفٍ يُرَى
لا ضَوْءَ في نفقٍ يُهَدِّئُ روعَنا * لا شيءَ في أفُقٍ يُطَمْئِنُ نوعَنا * لا صوتَ يُسْمَعُ غيرَ لا للحربِ لا للحربِ * "ليلى في العراقِ مريضةٌ"؟ * هيَ وحدَها في هذهِ الصّحراءِ تصرخُ لا لأمريكا * وتصرخُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
رقم القصيدة : 20670
-----------------------------------
أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
عَلَيكِ سَلامُ الله والعينُ تسفَحُ
فهذا فراقُ الحقِّ لا أن تزيرني
بِلاَدَكِ فَتْلاءُ الذِّرَاعَيْنِ صَيْدحُ(21/137)
وَقَدْ كُنْتُ أَبكي مِنْ فِرَاقِكِ حَيَّة ً
وأنتِ لعمري اليومَ أنأى وأنزحُ
فَيَا عَزَّ أَنْتِ البَدْرُ قد حَالَ دُونَهُ
رجيعُ ترابٍ والصّفيحُ المُضرَّحُ
فَهَلاّ فَدَاكِ الموتَ مَنْ أَنْتِ زيْنُهُ
وَمَنْ هُوَ أَسْوَا مِنْكِ دَلاًّ وأقبحُ
على أمِّ بكرٍ رحمة ٌ وتحيّة ٌ
لها منكِ والنّائي يودُّ وينصحُ
سراجُ الدّجى صفر الحشا منتهى المُنى
كشمس الضُّحى نوّامة ٌ حينَ تُصبحُ
إذا ما مشت بين البيوتِ تخزَّلتْ
ومالتْ كما مالَ النَّزيفُ المرنَّحُ
تعلَّقْتُ عزّاً وهْيَ رُؤدٌ شَبَابُها
عَلاَقَة َ حُبٍّ كَادَ بالقلبِ يَرْجحُ
منعَّمة ٌ لو يدرجُ الذرُّ بينها
وبين حواشي بُردِها كادَ يجرحُ
وما نظرت عيني إلى ذي بشاشة ٍ
من النّاسِ إلاّ وهيَ في العينِ أملحُ
ألا لا أرى بَعْدَ ابنَة ِ النَّضْرِ لذَّة ً
لِشَيءٍ ولا مِلْحاً لمَنْ يَتَمَلَّحُ
فإنَّ التي أحببتُ قد حالَ دونها
طوالُ الليالي والضّريحُ المُصفَّحُ
أربَّ بعينيَّ البُكا كلَّ ليلة ٍ
وقد كادَ مجرى الدَّمعِ عيني يُقرِّحُ
إذا لم يكنْ ما تسفحُ العينُ لي دماً
وشرُّ البكاءِ المُستعارُ المُسيَّحُ
فلا زَالَ رَمْسٌ ضَمَّ عزَّة َ سَائِلاً
بهِ نعمة ٌ من رحمة الله تسفحُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وإنّكَ عمري هل ترى ضوءَ بارقٍ
وإنّكَ عمري هل ترى ضوءَ بارقٍ
رقم القصيدة : 20671
-----------------------------------
وإنّكَ عمري هل ترى ضوءَ بارقٍ
عريضَ السَّنا ذي هيدَبٍ متزحزحِ
قَعَدْتُ لهُ ذَاتَ العِشَاءِ أشِيمُهُ
بمرٍّ وأصحابي بجُبَّة ِ أذرُحِ
ومنهُ بذي دورانَ لمعٌ كأنَّهُ
بُعيدَ الكَرَى كَفَّا مُفِيضٍ بأقدُحِ
فقُلْتُ لهُمْ لمَّا رأيْتُ وَمِيضَهُ
ليُرْوَوْا بِهِ أَهْلَ الهِجَانِ المُكشَّحِ
قبائلَ من كعبِ بن عمروٍ كأنَّهمْ
إذا اجْتَمَعُوا يوماً هِضَابُ المُضَيَّحِ
تحلُّ أدانيهم بودّانَ فالشّبا
وَمَسْكِنُ أقصاهُمْ بِشُهْدٍ فَمِنصَحِ(21/138)
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عَجِبْتُ لِبُرْئِي مِنْكَ يَا عَزَّ بَعْدَمَا
عَجِبْتُ لِبُرْئِي مِنْكَ يَا عَزَّ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 20672
-----------------------------------
عَجِبْتُ لِبُرْئِي مِنْكَ يَا عَزَّ بَعْدَمَا
عمرتُ زماناً منكِ غيرَ صحيحِ
فإنْ كَانَ بُرْءُ النّفسِ لي مِنْكِ رَاحَة ً
فَقَدْ بَرِئَتْ إنْ كَانَ ذَاكَ مُرِيحي
تَجَلّى غِطَاءُ الرَّأْسِ عَنّي وَلَمْ يَكَدْ
غِطَاءُ فُؤَادِي يَنْجَلِي لِسَرِيحِ
سَلاَ القَلْبُ عَنْ كبْرَاهُمَا بَعْدَ حِقْبَة ٍ
ولُقّيتُ من صغراهُما ابن بريحِ
فلا تذكروا عندي عقيبة َ إنّني
تبينُ إذا بانتْ عقيبة ُ روحي
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أبَتْ إبلي مَاءَ الرِّداهِ وَشَفَّها
أبَتْ إبلي مَاءَ الرِّداهِ وَشَفَّها
رقم القصيدة : 20673
-----------------------------------
أبَتْ إبلي مَاءَ الرِّداهِ وَشَفَّها
بنوا العمِّ يحمونَ النّضيحَ المبرَّدا
وَمَا يَمْنَعُونَ المَاءَ إلاَّ ضَنَانة ً
بأصْلابِ عُسْرَى شَوْكُها قد تَخَدّدا
فَعَادَتْ فَلَمْ تَجْهَدْ عَلى فَضْلِ مائهِ
رياحاً ولا سقيا ابنِ طلقِ بنِ أسعدا
إذا وردتْ رغباءَ في يوم وردِها
قلُوصي، دعا إعطاشهُ وتبلَّدا
فإنّي لأستحييكُمُ أن أذمَّكمْ
وأُكْرِمُ نَفْسي أَنْ تُسِيئُوا وأَحْمَدَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً
وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً
رقم القصيدة : 20674
-----------------------------------
وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً
كانتْ عليكَ أيامناً وسعودا
لا تغدُرنَّ بوصلِ عزَّة بعدما
أخذتْ عليكَ مواثقاً وعهودا
إنَّ المُحِبَّ إذا أَحَبَّ حَبِيبَهُ
صدقَ الصَّفاءَ وأنجزَ الموعودا
الله يَعلمُ لَوْ أَرَدْتُ زِيَادَة ً
في حبِّ عزَّة َ ما وجدتُ مزيدا
رُهبانُ مديَنَ والذينَ عهدتُهُمْ
يبكونَ مِنْ حذرِ العذابِ قعودا(21/139)
لو يسمعونَ كما سمعتُ كلامَها
خَرُّوا لِعَزَّة َ رُكَّعاً وسُجودا
والميْتُ يُنشَرُ أَنْ تَمَسَّ عِظَامَهُ
مَسّاً وَيَخْلُدُ أَنْ يَرَاكِ خُلودا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَتَاني وَدُوني بَطنُ غَوْلٍ وَدُونَهُ
أَتَاني وَدُوني بَطنُ غَوْلٍ وَدُونَهُ
رقم القصيدة : 20675
-----------------------------------
أَتَاني وَدُوني بَطنُ غَوْلٍ وَدُونَهُ
عمادُ الشِّبا من عينِ شمسٍ فعابدُ
نعيُّ ابنِ ليلى فاتبعتُ مصيبة ً
وقد ضقتُ ذرعاً والتَّجلُّدُ آيدُ
وَكِدْتُ وَقَدْ سَالَتْ مِنَ العَيْنِ عَبْرَة ٌ
سَهَا عَانِدٌ مِنْهَا وأَسْبَلَ عَانِدُ
قَدِيتُ بِهَا والعَيْنُ سَهْوٌ دُمُوعُها
وَعُوَّارُها في بَاطِنِ الجَفْنِ زائدُ
فإنْ تُركتْ للكحلِ لم يترُكِ البُكا
وتشرى إذا ما حثحثتْها المراودُ
أَمُوتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجَامِ وإنَّني
يقيناً لرهنٌ بالّذي أنا كابدُ
ذَكَرْتُ ابنَ لَيْلَى والسَّمَاحَة َ بَعْدَمَا
جَرَى بيننا مَوْرُ النَّقَا المُتَطَارِدُ
وَحَالَ السَّفا بَيْنِي وَبَيْنَكَ والعِدَى
وَرَهْنُ السَّفَا غَمْرُ النَّقِيبَة ِ مَاجِدُ
حَلَفْتُ يميناً بالَّذي وَجَبَتْ لَهُ
جُنُوبُ الهَدَايا والجِبَاهُ السَّوَاجِدُ
لِنِعْمَ ذوو الأضياف يَغْشَوْنَ بَابَهُ
إذا هَبَّ أرياحُ الشِّتَاءِ الصَّوَارِدُ
إذا استَغْشَتِ الأَجْوَافَ أَجْلاَدُ شَتْوَة ٍ
وأَصْبَحَ يَحْمُومٌ بِهِ الثَّلْجُ جَامِدُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أأطْلاَلُ سلمى باللّوَى تَتَعَهَّدُ
أأطْلاَلُ سلمى باللّوَى تَتَعَهَّدُ
رقم القصيدة : 20676
-----------------------------------
أأطْلاَلُ سلمى باللّوَى تَتَعَهَّدُ
... ... ... ...
وَلَمَّا وَقَفْنَا والقُلُوبُ على الغَضَا
وللدَّمع سحٌّ والفرائصُ تُرعدُ
وَبَيْنَ التَّراقي واللَّهَاة ِ حَرَارَة ٌ
مكان الشَّجا ما إنْ تبوحُ فتبرُدُ
أَقُولُ لِمَاءِ العَيْنِ أَمْعِنْ، لَعَلَّهُ(21/140)
بما لا يُرَى مِنْ غَائِبِ الوَجْدِ يَشْهدُ
فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ العَيْنَ قَبْلَ فِرَاقِها
غَدَاة َ الشَّبَا مِنْ لاَعِجِ الوَجْدِ تجْمدُ
ولم أرَ مثلَ العينِ ضنَّتْ بمائها
عَلَيَّ ولا مِثْلِي على الدَّمْعِ يَحسُدُ
وَسَاوَى عَليَّ البينَ أنْ لم يَرَيْنَني
بَكَيْتُ، ولم يُترَكْ لِذِي الشَّجْوِ مَقْعَدُ
وَلَمَّا تَدَانَى الصُّبْحُ نَادُوا بِرِحْلَة ٍ
فقمنَ كسالى مشيُهنَّ تأوُّدُ
إلى جِلّة ٍ كالهُضْبِ لمِ تَعْدُ أنّها
بوازلُ عامٍ والسَّديسُ المُعبَّدُ
إلى كُلِّ هَجْهَاجِ الرَّوَاحِ كأنَّهُ
شَجٍ بِلَهَاة ِ الحَلْقِ أوْ مُتَكَيِّدُ
تمجُّ ذفاريهنَّ ماءً كأنّهُ
عَصِيمٌ على جَارِ السَّوَالِفِ مُعْقَدُ
وهنَّ مناخاتٌ يُجلَّلنَ زينة ً
كما اقتانَ بالنَّبتِ العهادُ المُجوَّدُ
تأطّرْنَ حتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوارِحاً
وذبنَ كما ذابَ السَّديفُ المسرهدُ
عَبِيراً وَمِسْكاً مَانَهُ الرَّشْحُ رَادِعاً
بهِ محجرٌ أو عارضٌ يتفصَّدُ
وأجْمَعْنَ بَيْناً عَاجِلاً وَتَرَكْنَنِي
بفيفا خُريم قائماً أتلدَّدُ
كما هاجَ إلفاً ضابحاتٌ عشية ً
لَهُ وَهْوَ مَصْفُودُ اليَدَيْنِ مُقَيَّدُ
فَقَدْ فُتْنَنِي لمّا وَرَدْنَ خَفَيْنناً
وَهُنَّ عَلَى مَاءِ الحَرَاضَة ِ أبْعَدُ
فوالله ما أدري أطيخاً تواعدوا
لتمِّ ظمٍ أم ماءَ حيدة َ أوردوا؟
وبالأمسِ مَا رَدُّوا لبينٍ جِمَالَهُمْ
لعمري، فعيلَ الصَّبرَ من يتجلَّدُ
وقد علمتْ تلك المطيَّة ُ أنَّكمْ
مَتَى تَسْلُكُوا فَيْفَا رَشادٍ تَخوَّدوا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
رقم القصيدة : 20677
-----------------------------------
ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
ولمّا يُفدْ منها الغداة َ مفيدُ
ولستَ بممسٍ ليلة ً ما بقيتَها
وَلا مُصْبِحٌ إلا صِبَاكَ جَدِيدُ
دِيَارٌ بَأَعْنَاءِ السُّرَيْرِ كأنَّمَا(21/141)
عَلَيْهِنَّ في أَكْنَافِ غَيْقَة شِيدُ
تَمُرُّ السّنونَ الخَالِيَاتُ وَلاَ أَرَى
بصَحْنِ الشَّبا أطَلاَلَهُنَّ تبيدُ
فَغَيْقَة ُ فَالأكْفَالُ أكْفَالُ ظَبْيَة ٍ
تظلُّ بها أدمُ الظِّباءِ ترودُ
وَخَطْبَاءُ تَبْكِي شَجْوَهَا فَكَأَنَّهَا
لها بالتّلاعِ القَاوِيَاتِ فقيدُ
كما استلعبتْ رأدَ الضُّحى حميريّة ٌ
ضَرُوبٌ بكفَّيها الشِّرَاعَ سَمُودُ
لياليَ سُعْدى في الشَّبابِ الذي مضى
ونِسْوَتُها بِيضُ السَّوالفِ غيدُ
يُباشرْنَ فأرَ المِسْكِ في كُلِّ مهجَعٍ
ويُشرقُ جاديٌّ بهنَّ مفيدُ
فدَعْ عَنْكَ سَلْمَى إذْ أتَى النأيُ دُونَها
وأنتَ امرؤٌ ماضٍ -زعمتَ- جليدُ
وَسَلِّ هُمُومَ النَفسِ إنَّ عِلاَجَها
إذا المرءُ لم ينبَل بهنَّ شديدُ
بعيساءَ في دأياتِها ودُفوفِها
وحارِكِها تحتَ الوليِّ نُهودُ
وفي صَدْرِهَا صَبٌّ إذا مَا تَدَافَعَتْ
وفي شعْبِ بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ سُنُودُ
وَتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ عَنْسٌ حَرِيزَة ٌ
عَلاة ٌ يُباريها سَوَاهِمُ قُودُ
تراها إذا ما الرَّكبُ أصبحَ ناهلاً
ورُجّيَ وِرْدُ الماءِ، وَهْوَ بَعِيدُ
تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتِها
مُباهِيَة ٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيُودُ
إليكَ أبَا بكرٍ تَخُبّ بِرَاكِبٍ
على الأيْنِ فَتْلاءُ اليَدَيْنِ وَخُودُ
تَجُوزُ رُبَى الأصْرَامِ أصْرَامِ غَالِبٍ
أقولُ ـ إذا ما قيل أين تريدُ ـ:
أُريدُ أبا بكرٍ وَلَوْ حَالَ دُونَهُ
أماعزُ تغتالُ المطيَّ وبيدُ
لِتَعْلَمَ أنّي لِلْمَوَدَّة ِ حَافِظٌ
وَمَا لِلْيَدِ الحُسْنَى لَدَيَّ كُنودُ
وإنَّكَ عندي في النّوالِ وغيرِهِ
وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ
فآلاءُ كَفٍّ مِنْكَ طَلْقٍ بَنَانُهَا
ببذلكَ إذْ في بعضهنَّ جُمودُ
وآلاءُ مَنْ قدْ حالَ بيني وبينهُ
عدى ً ونقاً للسّافياتِ طريدُ
فلا تبعُدنْ تحت الضَّريحة ِ أعظُمٌ
رَمِيمٌ وأثوابٌ هُنَاكَ جُرودُ
بما قد أرى عبدَ العزيزِ ونجمُهُ
إذا نلتقي طلقُ الطُّلوعِ سعودُ(21/142)
لَهُ مِنْ بَنيهِ مَجْلِسٌ وَبَنيهمُ
كِرَامٌ كأطْرَافِ السُّيوفِ قُعودُ
فما لامرىء ٍ حيٍّ وإنْ طَالَ عُمْرُهُ
ولا للجبالِ الرّاسياتِ خلودُ
وأنت أبَا بَكْرٍ صفيّيَ بَعْدَهُ
تحنّى على ذي وُدِّهِ وتعودُ
وأنتَ امرؤٌ أُلهمتَ صدقاً ونائلاً
وأورثكَ المجدَ التليدَ جدودُ
جُدُودٌ من الكَعْبَينِ بِيضٌ وُجُوهُها
لهم مأثُراتٌ مجدُهنَّ تليدُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أنادي لجيراننا يقصدوا
أنادي لجيراننا يقصدوا
رقم القصيدة : 20678
-----------------------------------
أنادي لجيراننا يقصدوا
فَنَقْضي اللُّبَانَة َ أوْ نَعْهدُ
كأنَّ على كبدي قرحة ً
حذاراً من البينِ ما تبرُدُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها
لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها
رقم القصيدة : 20679
-----------------------------------
لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها
وَعَاوَدَ عَيْني دَمْعُها وَسُهُودُها
وقد أُصفيتْ سعدى طريفَ مودّتي
ودامَ على العهدِ القديمِ تليدُها
نَظَرْتُ إليها نَظْرَة ً وَهْيَ عَاتِقٌ
على حِينِ أنْ شَبّتْ وَبَانَ نُهُودُها
وَقَدْ دَرَّعُوهَا وَهْيَ ذَاتُ مُؤَصَّدٍ
مجوبٍ ولمّا يلبَسِ الدَّرعُ ريدُها
نظَرْتُ إليها نَظْرَة ً ما يَسُرُّني
بها حمرُ أنعامِ البلادِ وسودُها
وكنتُ إذا ما زرتُ سُعدى بأرضها
أرى الأرضَ تطوى لي ويدنو بعيدُها
منَ الخَفِرَاتِ البِيضِ وَدَّ جَليسُها
إذا ما انقضتْ أحدوثة ٌ لوْ تُعيدُها
منعَّمة ٌ لم تلقَ بُؤسَ معيشة ٍ
هي الخُلدُ في الدُّنيالمن يستفيدها
هي الخُلْدُ مَا دامْت لأهلكَ جَادَة ً
وهلْ دَامَ في الدّنيا لنفْسٍ خُلودُها
فتلكَ التي أصفيتُها بمودَّتي
وليداً ولمّا يستبنْ لي نهُودُها
وقد قَتَلَتْ نَفْساً بِغَيْرِ جَريرَة ٍ
وَلَيْسَ لها عَقْلٌ ولا مَنْ يُقيدُها
تُحَلِّلُ أحْقَادِي إذا ما لَقِيتُها(21/143)
وَتَبْقَى بِلا ذَنْبٍ عَلَيَّ حُقُودُها
ويعذُبُ لي من غيرها فأعافُها
مَشَارِبُ فيها مَقْنَعٌ لو أُريدُها
وأَمْنَحُهَا أقْصَى هَوَايَ وإنَّني
على ثقة ٍ من أنَّ حظّي صدودُها
فَكَيْفَ يَوَدُّ القَلْبُ مَنْ لا يَوَدُّهُ
بلى قد تُريد النَّفْسُ مَنْ لا يُرِيدُها
ألا ليتَ شعري بعدنا هل تغيّرتْ
عنِ العهدِ أمْ أمستْ كعهدي عهودُها
إذا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ جُنّتْ بِذِكْرِها
وريعتْ وحنَّتْ واستخفَّ جليدُها
فلو كان ما بي بالجبالِ لهدَّها
وإنْ كانَ في الدّنيا شديداً هدودُها
ولستُ وإنْ أوعدتُ فيها بمُنتة ٍ
وإن أُوْقِدَتْ نارٌ فَشُبَّ وَقُودُهَا
أبيتُ نجيّاً للهمومِ مُسهَّداً
إذا أوقدتْ نحوي بليلٍ وقودُها
فأصبحتُ ذا نفسينِ، نفسٍ مريضة ٍ
مِنَ اليأسِ ما يَنْفَكُّ هَمٌّ يَعُودُها
ونفسٍ تُرجّي وصلها بعد صرمِها
تجمَّلُ كيْ يزدادَ غيظاً حسودُها
وَنَفْسي إذا ما كُنْتُ وَحْدِي تَقَطَّعتْ
كما انسَلَّ مِنْ ذَاتِ النِّظَامِ فَرِيدُها
فلمْ تبدِ لي يأساً ففي اليأسِ راحة ٌ
ولمْ تبدِ لي جوداً فينفعَ جودُها
كذاك أذودُ النَّفْسِ يا عزَّ عَنْكُمُ
وَقَدْ أعْوَرَتْ أسْرَارُ مَنْ لا يَذُودُها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بوابة الياسمين
بوابة الياسمين
رقم القصيدة : 2068
-----------------------------------
لبوّابةِ الياسمينِ أصابعُ شوقٍ * تدغدغُ جمرًا فَتِيًّا * وتستطلعُ الشّهدَ في راعشاتِ الرّحيقْ
لبوّابةِ الياسمينِ لسانٌ لُهاثٌ * يعلّمُها أبجديّةَ موتٍ عميقٍ * على مذبحٍ من شهيقٍ سحيقْ
لبوّابةِ الياسمينِ حصانٌ حزينٌ * يموتُ ويحيا وقوفًا * ليدخلَ قصرًا عتيقًا عريقْ
يموتُ احتراقًا * ويحيا اختراقًا * ويمخرُ نهرَ الرّحيقِ غريقًا * غريقًا * غريقْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَكُنْتُ امرءاً بالغَوْرِ مِنّي ضَمَانَة ٌ
وَكُنْتُ امرءاً بالغَوْرِ مِنّي ضَمَانَة ٌ
رقم القصيدة : 20680(21/144)
-----------------------------------
وَكُنْتُ امرءاً بالغَوْرِ مِنّي ضَمَانَة ٌ
وأُخْرَى بنجدٍ ما تُعيدُ وَمَا تُبدي
فطوْراً أكُرُّ الطَّرْفَ نحوَ تِهَامَة ٍ
وَطَوْراً أكُرُّ الطرَّفَ كرّاً إلى نَجْدِ
وأبكي إذا فارقتُ هنداً صبابة ً
وأبكي إذا فارقتُ دعداً على دعدِ
وَكَانَ الصِّبا خِدْنَ الشَّبَابِ فأصْبَحَا
وَقَدْ تَرَكاني في مَغَانِيهِما وَحْدِي
فوالله ما أدري أطائفُ جنَّة ٍ
تأوَّبَني أمْ لَمْ يَجِدْ أحدٌ وَجْدي
فَلا تَلْحَيَانِي إنْ جَزَعْتُ، فما أرى
على زَفَرَاتِ الحُبِّ مِنْ أَحَدٍ جَلْدِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تظلُّ ابنة ُ الضَّمريِّ في ظلِّ نعمة ٍ
تظلُّ ابنة ُ الضَّمريِّ في ظلِّ نعمة ٍ
رقم القصيدة : 20681
-----------------------------------
تظلُّ ابنة ُ الضَّمريِّ في ظلِّ نعمة ٍ
إذا ما مشتْ من فوقِ صرح ممرَّدِ
يجيءُ بريّاها الصِّبا كلَّ ليلة ٍ
وتجمعُنا الأحلامُ في كلِّ مرقدِ
ونُضحي وأثباجُ المطيِّ مقيلُنا
بجذبٍ بنا في الصَّيهدِ المتوقِّدِ
أقِيدي دَماً يا أُمَّ عمرٍو هَرَقْتِهِ
فيكفيكِ فعلُ القاتلِ المتعمِّدِ
وَلَنْ يَتَعَدَّى ما بَلَغْتُمْ بِرَاكِبٍ
زورَّة َ أسفارٍ تروحُ وتغتدي
فظلَّت بأكنافِ الغُراباتِ تبتغي
مِظَنَّتَهَا واسْتَمَرَأتْ كُلَّ مُرْتدِ
وذا خُشبٍ من آخرِ الليلِ قلَّبتْ
وَتَبْغِي بِهِ ليلاً عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ
مُنَاقِلَة ً عُرْضَ الفَيَافي شِمِلَّة ً
مَطيّة َ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مبعَدِ
فَمَرَّتْ بِليلٍ وَهْيَ شَدْفَاءُ عَاصِفٌ
بمنخرقِ الدَّوداءِ مرَّ الخفيددِ
وَقَالَ خَلِيلي قَدْ وَقِعتَ بما ترى
وأبلغتَ عُذراً في البغاية ِ فاقصدِ
فحتّام جوبُ البيدِ بالعيس ترتمي
تنائفَ ما بينَ البحيرِ فصرخدِ
فقلتُ لهُ لم تَقْضِ مَا عَمَدَتْ لَهُ
ولم تأتِ أصراماً ببرقة ِ منشَدِ
فأصبحَ يرتادً الجميمَ برابغٍ
إلى برقة ِ الخرجاءِ من صحوة ِ الغدِ(21/145)
لَعَمْرِي لَقَدْ بَانَتْ وَشَطَّ مَزَارُها
عزيزة َ لا تفقدْ ولا تتبعَّدِ
إذا أصبحتْ في المجلسِ في أهل قرية ٍ
وأصبحَ أهلي بين شطبٍ فبدبدِ
وإنّي لآتيكمْ وإنّي لراجعٌ
بغير الجوى من عندكم لم أزوَّدِ
إذا دَبَرَانٌ مِنْكِ يَوماً لَقِيتُهُ
أؤمِّلُ أنْ ألقاكِ بعدُ بأسعُدِ
فإنْ تسلُ عنكِ النّفسُ أو تدعِ الهوى
فَبِاليأسِ تَسْلُو عَنْكِ لا بِالتَّجَلُّدِ
وكلُّ خليلٍ راءَني فهو قائلٌ:
مِنْ کجْلِكِ هذَا هَامَة ُ اليومِ أوْ غَدِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ولمّا رأتْ وجدي بها وتبيَّنتْ
ولمّا رأتْ وجدي بها وتبيَّنتْ
رقم القصيدة : 20682
-----------------------------------
ولمّا رأتْ وجدي بها وتبيَّنتْ
صَبَابَة َ حَرَّانِ الصَّبَابَة ِ صَادِ
أدَلَّتْ بصبرٍ عندها وجلادة ٍ
وتحسبُ أنَّ النّاسَ غيرُ جلادِ
فَيَا عَزَّ صَادِي القَلْبَ حَتَّى يَوَدَّني
فؤادُكِ أو رُدّي عليَّ فؤادي
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَمَا زِلْتُ مِنْ لَيْلى لَدُنْ أنْ عَرَفْتُها
وَمَا زِلْتُ مِنْ لَيْلى لَدُنْ أنْ عَرَفْتُها
رقم القصيدة : 20683
-----------------------------------
وَمَا زِلْتُ مِنْ لَيْلى لَدُنْ أنْ عَرَفْتُها
لكالهائمِ المقصى بكلِّ مذادِ
وإنَّ الذي ينوي من المالِ أهلُها
أواركُ لمّا تأتلفْ وعوادي
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وإني لأَرَعَى قَوْمَهَا مِنْ جَلاَلِها
وإني لأَرَعَى قَوْمَهَا مِنْ جَلاَلِها
رقم القصيدة : 20684
-----------------------------------
وإني لأَرَعَى قَوْمَهَا مِنْ جَلاَلِها
وإنْ أظْهَرُوا غِشّاً نَصَحْتُ لهم جَهْدِي
ولوْ حاربوا قومي لكنتُ لقومِها
صَدِيقاً وَلَمْ أحْمِلْ على قَوْمِها حِقْدِي
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> شَجَا أَظْعَانُ غَاضِرَة َ الغوادي
شَجَا أَظْعَانُ غَاضِرَة َ الغوادي
رقم القصيدة : 20685
-----------------------------------
شَجَا أَظْعَانُ غَاضِرَة َ الغوادي(21/146)
بغير مشورة ٍ عرضاً فؤادي
أغاضِرَ لَوْ شَهِدَتِ غَدَاة َ بِنْتُمْ
جُنُوءَ العائِدَاتِ عَلَى وِسَادِي
أويتِ لعاشقٍ لمْ تشكُميهِ
نَوَافِذُهُ تَلَذَّعُ بالزِّنَادِ
ويومَ الخيلِ قَدْ سَفَرَتْ وَكَفّتْ
رداءَ العصبِ عنْ رتلٍ بُرادٍ
وَعَنْ نَجْلاَءَ تَدْمَعُ في بَيَاضِ
إذا دمعتْ وتنظُر في سوادِ
وَعنْ مُتَكَاوِسٍ في العَقْصِ جَثْلٍ
أثيثِ النَّبتِ ذي عذَر جِعادِ
وَغَاضِرَة ُ الغَدَاة َ وإنْ نأتْنَا
وأصْبَحَ دُونَها قُطْرُ البِلاَدِ
أَحَبُّ ظَعِينَة ٍ، وَبَنَاتُ نَفْسي
إلَيْهَا لَوْ بَلِلْنَ بها صَوَادي
وَمِنْ دُونِ الَّذي أَمَّلْتُ وُدّاً
ولوْ طالبتُها خرطُ القتادِ
وقالَ النَّاصِحُونَ تَحَلَّ مِنها
ببذلٍ قبلَ شيمتها الجمادِ
فإنَّك موشكٌ ألاّ تراها
وتعدو دونَ غاضرة َ العوادي
فقدْ وَعَدَتْكَ لَوْ أقبَلْتَ وُدّاً
فَلَجَّ بِكَ التَّدَلُّلُ في تَعَادِ
فَأسْرَرْتُ النَّدامَة َ يوْمَ نَادَى
بردِّ جِمالِ غاضرة َ المنادي
تمادى البُعدُ دونهمُ فأمستْ
دُمُوعُ العَيْنِ لجَّ بها التّمادي
لَقَدْ مُنِعَ الرُّقادُ فبِتُّ لَيْلي
تُجافيني الهُمومُ عنِ الوسادِ
عداني أنْ أزورَكَ غيرَ بُغضٍ
مُقامُكَ بين مُصفحة ٍ شدادِ
وإنّي قَائِلٌ إنْ لَمْ أزُرْهُ
سَقَتْ دِيَمُ السَّوَاري والغَوَادِي
محلَّ أخي بني أسدٍ قنَوْنا
إلى يبة ٍ إلى بركِ الغمادِ
مقيمٌ بالمجازة ِ من قنَوْنا
وأهلكَ بالأجيفرِ والثَّمادِ
فلا تبعَدْ فكلُّ فتى ً سيأتي
عَلَيْهِ المَوْتُ يَطْرُقُ أوْ يُغَادِي
وَكُلُّ ذَخِيرَة ٍ لا بُدَّ يوْماً
ولو بقيتْ تصيرُ إلى النَّفادِ
يعزُّ عليَّ أن نغدو جميعاً
وَتُصْبحَ ثَاوِياً رَهْناً بِوَادِ
فَلَوْ فُودِيتَ مِنْ حَدَثِ المَنايا
وقيتُكَ بالطريفِ وبالتِّلادِ
لَقَدْ أسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً
ولكنْ لا حياة َ لمنْ تُنادي
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألَيْسَ أبي بالصَّلتِ أمْ لَيْسَ أُسْرَتي(21/147)
ألَيْسَ أبي بالصَّلتِ أمْ لَيْسَ أُسْرَتي
رقم القصيدة : 20686
-----------------------------------
ألَيْسَ أبي بالصَّلتِ أمْ لَيْسَ أُسْرَتي
لكُلِّ هِجانٍ مِنْ بني النّضرِ أزْهرا
لبسنا ثيابَ العصبِ فاختلطَ السَّدى
بنا وبهمْ والحضرميَّ المخصَّرا
إذا ما قطعنا من قريشٍ قرابة ً
بأيِّ نجادٍ تحمِلُ السَّيفَ ميسرا
أَبَيْتُ التي قَدْ سُمْتَني وَنَكَرْتُهَا
ولو سُمتَها قبلي قبيصة َ أنكرا
فإنْ لَمْ تَكُونُوا مِنْ بَنِي النَّضْرِ فاتْرُكُوا
أرَاكَاً بأذْنَابِ الفَوَائِجِ أخْضَرَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> غشيتُ لليلى بالبَرودِ مساكناً
غشيتُ لليلى بالبَرودِ مساكناً
رقم القصيدة : 20687
-----------------------------------
غشيتُ لليلى بالبَرودِ مساكناً
تَقَادَمْنَ فاستَنَّتْ عليها الأَعَاصِرُ
وأوْحَشْنَ بَعْدَ الحيِّ إلاّ مَسَاكِناً
يُرينَ حديثاتٍ وهنَّ دواثرُ
وكانتْ إذا أخلتْ وأمرعَ ربعُها
يكونُ عليها من صديقكَ حاضرُ
فَقَدْ خَفَّ منها الحيُّ بَعْدَ إقَامَة ٍ
فَمَا إنْ بها إلاّ الرِّياحُ العَوائِرُ
كأَنْ لَم يُدَمِّنْهَا أنيسٌ وَلَمْ يَكُنْ
لها بَعْدَ أيَّامِ الهِدَمْلَة ِ عَامِرُ
وَلَمْ يَعْتَلِجْ في حَاضِرٍ مُتَجَاورٍ
قفا الغَضْيِ مِنْ وَادِي العُشَيرَة ِ سَامِرُ
سَقَى أُمَّ كُلثُومٍ على نأي دَارِها
وَنِسْوَتَها جَوْنُ الحَيَا ثُمَّ بَاكرُ
أحمُّ رجوفٌ مستهلٌّ ربابهُ
لَهُ فِرَقٌ مُسحَنْفراتٌ صَوَادِرُ
تَصَعَّدَ في الأَحْنَاءِ ذُو عَجْرَفِيَّة ٍ
أحمُّ حبركى مُرجفٌ متماطرُ
وأعرضَ من ذَهبانَ مُعرورِفَ الذُّرى
تَرَيَّعُ منهُ بالنِّطافِ الحَوَاجِرُ
أقامَ على جُمدانَ يوماً وليلة ً
فجمدانُ منهُ مائلٌ متقاصرُ
وَعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارتَكَى
يجرُّ كما جرَّ المكيثُ المسافرُ
بذي هيدبٍ جونٍ تنجِّزُهُ الصِّبا
وتدفعهُ دفع الطَّلا وهوَ حاسرُ
وَسُيّلَ أكنَافُ المَرَابِدِ غُدْوَة ً(21/148)
وسُيِّلَ منهُ ضاحكٌ والعواقرُ
ومنُه بصَخْرِ المَحْوِ وَدْقُ غمامة ٍ
لهُ سَبَلٌ واقْوَرَّ مِنْهُ الغَفائِرُ
وطبَّقَ من نحوِ النَّجيل كأنّهُ
بأَلْيَلَ لمّا خَلَّفَ النّخْلَ ذَامِرُ
وَمَرَّ فأرْوَى يَنْبُعاً فَجُنُوبَهُ
وقد جِيدَ منهُ جَيْدَة ٌ فَعَبَاثِرُ
لَهُ شُعَبٌ مِنْها يَمَانٍ وَرَيِّقٌ
شآمٍ وَنَجْدِيٌّ وآخَرُ غَائِرُ
فلمّا دنا للاَّبَتَيْنِ تَقُودُهُ
جَوافِلُ دُهْمٌ بالرَّبَابِ عَوَاجِرُ
رسا بينَ سلع والعقيقِ وفارعٍ
إلى أُحُدٍ للمزنِ فيهِ غشامرُ
بِأَسْحَمَ زَحَّافٍ كَأَنَّ ارتجَازَهُ
توعُّدُ أَجْمَالٍ لهُنَّ قَرَاقِرُ
فأمْسى يَسُحُّ الماءَ فَوْقَ وُعَيْرَة ٍ
لهُ بالِلّوى والوَادِيَيْنِ حَوَائِرُ
فَأَقْلَعَ عَنْ عُشٍّ وأصْبَحَ مُزْنُهُ
أَفاءً وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ
فكلُّ مسيلٍ من تهامة َ طيِّبٍ
تَسِيلُ بِهِ مُسلَنطَحَاتٌ دَعَائِرُ
تُقَلِّعُ عُمْرِيَّ العِضَاهِ كأَنَّها
بِأَجْوَازِهِ أُسْدٌ لهُنَّ تَزَاؤرُ
يُغادِرُ صَرْعَى من أَرَاكٍ وَتَنْضُبٍ
وزرقاً بأثباجِ البحارِ يُغادرُ
وكلُّ مسيلٍ غارتِ الشّمسُ فوقَهُ
سَقِيُّ الثُّرَيَا بَيْنَهُ مُتجاوِرُ
وما أُمُّ خِشْفٍ بالعَلاَيَة ِ شادِنٍ
أصاعَ لها بانٌ من المردِ ناضرُ
تَرَعّى بهِ البَرْدَيْنِ ثُمَّ مَقِيلُها
ذُرَى سَلَمٍ تَأوِي إليها الجآذِرُ
بأَحْسَنَ مِنْ أُمّ الحُوَيرثِ سُنّة ً
عَشِيَّة َ دَمْعي مُسبِلٌ مُتبادِرُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
رقم القصيدة : 20688
-----------------------------------
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
فأكنافُ هرشى قد عفتْ فالأصافرُ
مَغَانٍ يُهَيِّجْنَ الحَليمَ إلى الصِّبا
وَهُنَّ قَدِيمَاتُ العُهُودِ دَوَاثِرُ
لليلى وجاراتٍ لليلى كأنّها
نعاجُ الملا تُحدى بهنَّ الأباعرُ
بما قد أرى تلكَ الدِّيارَ وأهلَها(21/149)
وَهُنَّ جَمِيعَاتُ الأنِيسِ عَوَامِرُ
أَجَدَّكَ أَنْ دَارُ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ
أَوِ انبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ
أفقْ قدْ أفاقَ العاشقون وفارقوا الـ
هَوى واسْتَمَرَّتْ بالرِّجالِ المَرَائِرُ
وهبها كشيءٍ لم يكنْ أوْ كنازحٍ
بِهِ الدَّارُ أوْ مَنْ غَيّبتْهُ المَقَابِرُ
أمُنْقَطِعٌ يَا عَزَّ مَا كَانَ بَيْننا
وشاجرَني يا عزَّ فيكِ الشّواجرُ
إذا قيلَ : هذي دارُ عزَّة ، قادَني
إليها الهوى واسْتَعْجَلَتْنِي البَوَادِرُ
أصدُّ وبي مثلُ الجنونِ لكيْ يرى
رُواة ُ الخنا أنّي لبيتِك هاجرُ
فَيَاعزُّ لَيْتَ النأيَ إذْ حَالَ بَيْنَنَا
وبينكِ بَاعَ الوِدَّ لي مِنْكِ تاجِرُ
وأنتِ التي حبَّبتِ كلَّ قصيرة ٍ
إليَّ، وما يدري بذاك القصائرُ
عَنِيتُ قَصِيراتُ الحِجًّالِ ولَمْ أُرِدْ
قِصَارَ الخُطا شرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لقد زعمَتْ أنّي تغيَّرتُ بعدها
لقد زعمَتْ أنّي تغيَّرتُ بعدها
رقم القصيدة : 20689
-----------------------------------
لقد زعمَتْ أنّي تغيَّرتُ بعدها
ومَنْ ذا الذي يا عزَّ لا يتغيَّرُ
تغيَّر جسمي والخليقة ُ كالَّذي
عَهِدْتِ ولم يُخْبَرْ بِسرِّكِ مُخبَرُ
أيادي سبا يا عَزَّ ما كنتُ بعدكُمْ
فلمْ يحْلَ للعَيْنَيْنِ بعدَكِ مَنظرُ
أبعدَ ابن ليلى يأملُ الخُلدِ واحدٌ
من النّاسِ أو يرجو الثَّراءَ مثمِّرُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> أميرة الوجع
أميرة الوجع
رقم القصيدة : 2069
-----------------------------------
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
خنقتِني بخيطِ حزنكِ الدّقيقْ
بهمسةٍ تقيّةٍ بلمسةٍ نقيّةٍ من راحةِ التّعبْ
أغرقتِني في حزنِكِ العميقْ
لَمْلَمْتِني كفّنتِني صلَّيتِني بسُورةِ النّساءْ
رثيتِني بدمعةٍ من لُؤْلُؤٍ شبَّتْ حريقْ
حملتِني صليبَ صمْتٍ أسودٍ من أوّلِ الأشياءِ حتّى آخِرِ الأشياءْ
دفنتِني في قلبكِ العقيقْ(21/150)
مكثْتِ فوقَ قبرِيَ الطّريَّ غيمةً تكابدُ الرّياحْ
هطلْتِ فوقَ نرجسِي شلاّلَ فضّةٍ رقيقْ
قوافلُ الأملاحِ في محافلِ الجراحْ
تحرِّكُ الأصنامَ تُغْرِقُ المكانْ
مساقطُ الدّموعِ في بحيرةِ البَجَعْْ
تُلَعْثِمُ الأحلامَ تُوقِفُ الزّمانْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
أُقْرِيكِ دمعةً على ضفافِ جرحِكِ العميقْ
جبالَ ملحٍ فوقَ ظهرِ الحُلْمِ صمتًا تحملينَ منذُ تفسيرِ المنامْ
هل تقبَلينَ حبِّيَ الخجولَ شاطئًا صديقْ؟
نظيفُ نهرٍ من دموعٍ يُغْرِقُ السّطورَ يخنقُ الكلامْ
هذي مرايا الرّوحِ تكسُوها سراباتٌ هراءاتٌ عباءاتٌ هباءاتٌ ملاءاتٌ غشاواتٌ قشورْ
تخافُ صولةَ الرّحيقِ جولةَ الشّهيقِ بسمةَ الزّهورِ نسمةَ العطورْ
صهيلَ حُلْمٍ سوفَ يأتي من هناكْ
أينَ الهُناكَ يا هُنا أينَ الهُناكْ؟
لا هَا هُنا الهُنا ولا الهُناكَ هَا هُناك
لا شيْءَ بَعْدُ هَا هُنا
إلاّ صَدى الهَيْهَاتِ يا هُناكْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
سماءَ دمعٍ ماطرَهْ
هل تسمحينَ بانحناءَةٍ أمامَ حزنِكِ السّحيقْ؟
إبرَةَ حبٍّ سَهِرَتْ تُحيكُ ثوبَ الذّاكرَهْ
أُقْرِيكِ قبلةً على حذاءِ روحِكِ العتيقْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
أُقْرِيكِ قبلةً على حذاءِ روحِكِ العتيقْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَمِنْ أُمِّ عَمْروٍ بالخَريقِ دِيَارُ
أَمِنْ أُمِّ عَمْروٍ بالخَريقِ دِيَارُ
رقم القصيدة : 20690
-----------------------------------
أَمِنْ أُمِّ عَمْروٍ بالخَريقِ دِيَارُ
نعم. دارساتٌ قد عفونَ قفارُ
وأُخرى بذي المشروحِ من بطن بيشة ٍ
بها لمطافيلِ النِّعاجِ صوارُ
تراها وقد خفَّ الأنيسُ كأنَّها
بمندفعِ الخرطومتينِ إزارُ
فأقسمتُ لا أنساكِ ما عشتُ ليلة ً
وإن شاحطتْ دارٌ وشطَّ مزارُ
أُحِبّكِ مَا دامتْ بنَجْدٍ وَشِيجة ٌ
وَمَا ثَبَتَتْ أُبْلَى بِهِ وَتِعَارُ
وما استنَّ رقراقُ السَّرابِ وما جرتْ
منَ الوَحْشِ عَصْمَاءُ اليدينِ نَوَارُ
وما سالَ وادٍ من تهامة َ طيِّبٌ(21/151)
بهِ قلُبٌ عاديَّة ٌ وكِرارُ
سَقَاهَا مِنَ الجَوْزَاء والدَّلْوِ خِلَفة ً
مَبَاكِيرُ لم يُنْدِبْ بهِنَّ صِرَارُ
بِدُرّة ِ أبكارٍ مِنَ المُزْنِ مَا لَهَا
إذا ما استَهَلَّتْ بالنّجادِ غوارُ
وفيها عَلَى أَنَّ الفُؤَادَ يُحِبُّها
صدودٌ إذا لاقيتُها وذرارُ
وإني لآتيتكم على كِلَم العِدا
وأمشي وفي الممشى إليك مُشارُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> سَأَتْكَ وَقَدْ أَجَدَّ بِهَا البُكورُ
سَأَتْكَ وَقَدْ أَجَدَّ بِهَا البُكورُ
رقم القصيدة : 20691
-----------------------------------
سَأَتْكَ وَقَدْ أَجَدَّ بِهَا البُكورُ
غَدَاة َ البَيْنِ مِنْ أَسْمَاءَ عِيرُ
إذا شربتْ ببيدَحَ فاستمرّتْ
ظَعَائنُها عَلى الأَنْهَابِ زُورُ
كأنَّ حُمُولَهَا بِمَلاَ تَرِيمٍ
سَفينٌ بالشُّعَيْبَة ِ مَا تَسِيرُ
قوارضُ هُضبِ شابة َ عن يسارٍ
وَعنْ أيْمَانِها بالمَحْوِ قُورُ
فلستَ بزائلٍ تزدادُ شوقاً
إلى أسماءَ ما سمر السَّميرُ
أتَنْسَى إذْ تُوَدِّعُ وَهْيَ بادٍ
مُقَلَّدُها كما بَرَقَ الصَّبِيرُ
ومحبسُنا لها بعُفارياتٍ
ليجمعَنا وفاطمة َ المسيرُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألم تسمعي أيْ عبدَ في رونق الضُّحى
ألم تسمعي أيْ عبدَ في رونق الضُّحى
رقم القصيدة : 20692
-----------------------------------
ألم تسمعي أيْ عبدَ في رونق الضُّحى
بُكَاءَ حَمَامَاتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ
بكَيْنَ فهَيّجْنَ اشْتياقي وَلَوْعَتي
وَقَدْ مَرَّ مِنْ عَهْدِ اللّقاءِ دُهُورُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> مَا بَالُ ذَا البيتِ الذي كُنْتَ آلفاً
مَا بَالُ ذَا البيتِ الذي كُنْتَ آلفاً
رقم القصيدة : 20693
-----------------------------------
مَا بَالُ ذَا البيتِ الذي كُنْتَ آلفاً
أنارك فيهِ بعدَ إلفكَ نائرُ
تَزُورُ بُيوتاً حَوْلَهُ ما تُحِبُّهَا
وَتَهْجُرُهُ، سَقْياً لِمَنْ أَنْتَ هَاجِرُ
مُجَاوِرَة ٌ قوماً عِدى ً في صُدورِهِمْ(21/152)
ألا حبّذا منْ حبِّها مَنْ تجاورُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> رأيتُ غراباً ساقطاً فوْقَ بانَة ٍ
رأيتُ غراباً ساقطاً فوْقَ بانَة ٍ
رقم القصيدة : 20694
-----------------------------------
رأيتُ غراباً ساقطاً فوْقَ بانَة ٍ
يُنتِّفَ أعلى ريشهِ ويُطايرُهْ
فقُلْتُ ولوْ أنّي أشاءُ زجَرْتُهُ
بنَفْسيَ للنّهْديّ هلْ أنْتَ زاجرُهْ
فقالَ غُرابٌ لاغْترابٍ من النّوى
وفي البانِ بينٌ من حبيبٍ تجاوِرُهْ
فما أعيْفَ النَّهْديَّ لا درَّ درُّهُ
وأزجرَهُ للطّيْرِ لا عَزَّ ناصِرُهُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا
أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا
رقم القصيدة : 20695
-----------------------------------
أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا
وَحُفّتْ بأنْطَاكيّ رَقْمٍ خُدورُها
عَلَى هَاجِرَاتِ الشّوْلِ قد خَفَّ خَطْرُها
وأسلمَها للظّاعناتِ جُفورُها
قوارِضُ حَضْنَيْ بَطْنِ يَنْبُعَ غُدَوَة ً
قواصدُ شرقيِّ العناقينِ عيرُها
على جِلّة ٍ كالهَضْبِ تَخْتَالُ في البُرى
فأَحْمَالُهَا مَقْصُورَة ٌ وَكُؤورُها
بُروكٌ بأعلى ذي البُليدِ كأنَّها
صَرِيمَة ُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها
مِنَ الغُلْبِ من عِضْدَانِ هَامَة َ شُرِّبَتْ
لسقيٍ وجمَّتْ للنَّواضح بيرُها
غَدَتْ أُمُّ عَمْرِو واستَقَلَّتْ خُدُورُها
وزالتْ بأسرافٍ من الليلِ عيرها
تبدّت فصادته عشيَّة َ بينِها
وَمَرَّتْ عَلَى التَّقْوَى بهِنَّ كأَنَّها
بجيدٍ كجِيدِ الرِّئْمِ حَالٍ تَزينُهُ
غدائرُ مسترخي العقاصِ يصُورُها
تلوثُ إزارَ الخزِّ منها برملة ٍ
رداحٍ كساها هائلَ التّربِ مورُها
أجدّتْ خفوفاً من جنوبِ كُتانة ٍ
إلى وَجْمَة ٍ لمّا اسْجَهَرَّتْ حَرُورُها
سَفَائِنُ بحرٍ طَابَ فيها مَسِيرُها
أوِ الدَّمِ من وادي غُرانَ تروَّحتْ
لهُ الرّيحُ قصْراً شَمْأَلٌ وَدُبُورُها
نظرتُ وقد حالتْ بلاكثُ دونَهمْ(21/153)
وبُطنانُ وادي برمة ٍ وظهورُها
إلى ظُعنٍ بالنَّعف نعفِ مياسرٍ
حَدَتْها تَواليها ومارَتْ صُدورُها
عليهِنَّ لُعْسٌ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَة ٍ
مُذبْذبة ُ الخِرْصَانِ بادٍ نُحُورُها
فلمّا بلغنَ المُنتضى بين غيقة ٍ
وَيَلْيَلَ مالتْ فاحزَأَلَّتْ صُدُورُها
وأتبعتُها عينيَّ حتّى رأيتُها
ألمّتْ بفِعْرَى والقَنانِ تزُورُها
وما زِلتُ أستدمي وما طرَّ شاربي
وِصَالَكِ حَتَّى ضَرَّ نَفْسي ضَميرُها
فإنّي وتأميلي على النّأي وصلَها
وأجبالُ تُرعى دوننا وثبيرُها
وَعَنَّ لَنَا بالجِزْعِ فوقَ فُرَاقِدٍ
أيادِي سَبَا كالسَّحْلِ بِيضاً سُفُورُهَا
نَشِيمُ عَلَى أرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَة ً
عريضاً سناها مُكرَهفّاً صبيرُها
فأصبحتُ لو ألممتُ بالحوفِ شاقني
مَنَازِلُ مِنْ حُلْوَانَ وَحْشٌ قصورُها
أَقُولُ إذا ما الطَّيرُ مرَّتْ مُخيفة ً
سوانحُها تجري ولا أستثيرُها
فدتْكَ -ابنَ ليلى - ناقتي حدثَ الرَّدى
وراكِبُها إنْ كانَ كونٌ وكُورُها
تقولُ ابنة ُ البكريِّ يومَ لقيتُها
لعمرُك والدّنيا متينٌ غرورُها
لأَصْبَحْتَ هَدَّتكَ الحَوَادِثُ هَدَّة ً
نَعَمْ فَشَوَاة ُ الرَّأْسِ بَادٍ قَتِيرُها
وأسلاكَ سلمى والشّبابَ الذي مضى
وَفَاة ُ ابنِ ليلى إذْ أَتَاكَ خَبيرُها
فإنْ تَكُ أيّامُ ابنِ ليلى سَبَقْنَنِي
وَطَالَتْ سِنِيَّ بَعْدَهُ وشهُورُها
فإنَّي لآتٍ قَبْرَهُ فمسلّمٌ
وإنْ لم تُكلِّمْ حُفرة ٌ مَنْ يزورُها
وما صُحبتي عبدَ العزيز ومِدحتي
بعاريّة ٍ يرتدُّها من يُعيرُها
شهدتُ ابنَ ليلى في مواطنَ جمَّة ٍ
يزيدُ بها ذَا الحلمِ حِلماً حُضُورها
ترى القومَ يُخفونَ التَّبسُّمَ عندَهُ
ولا كَلِمَاتُ النُّصْحِ مُقصًى مُشيرُها
فلستُ بناسيهِ وإنْ حيلَ دونهُ
وَجَالَ بأَحْوَازِ الصَّحَاصِحِ مُورُها
وإن طويتْ مِن دونهِ الأرضُ وانبرى
لنُكبِ الرِّياحِ وفيُها وحفيرُها
حياتي ما دامتْ بشرقيِّ يلبَنٍ
برامٌ، وأضحتْ لم تُسيَّرْ صُخُورُها(21/154)
ولكنْ صفاءُ الودِّ ما هبَّتِ الصَّبا
وما لم تَزَلْ حِسْمَى : رُبَاها وَقُورُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وإنّي لأَسْمُو بالوِصَالِ إلى التي
وإنّي لأَسْمُو بالوِصَالِ إلى التي
رقم القصيدة : 20696
-----------------------------------
وإنّي لأَسْمُو بالوِصَالِ إلى التي
يكونُ شفاءً ذكرُها وازديارُها
وإنْ خَفِيَتْ كَانتْ لعينيكَ قُرّة ً
وإنْ تَبْدُ يوماً لم يَعُمَّكَ عارُها
من الخَفِرَاتِ البِيضِ لَمْ تَرَ شَقْوَة ً
وفي الحَسَبِ المَحْضِ الرَّفِيعِ نِجَارُها
فما روضة ٌ بالحَزن طيّبة َ الثَّرى
يمُجُّ النَّدى جثجاثُها وعرارُها
بمنخرَقٍ من بطنِ وادٍ كأنّما
تلاقتْ بهِ عطّارة ٌ وتجارُها
أُفِيدَ عليْها المِسْكُ حَتَّى كأنّها
لَطِيمَة ُ داريٍّ تَفَتَّقَ فارُها
بأطيبَ من أردانِ عزَّة َ مَوْهناً
وقد أوقدتْ بالمندلِ الرَّطبِ نارُها
هي العيشُ ما لاقتكَ يوماً بودِّها
وموتٌ إذا لاقاكَ منها ازْوِرَارُها
وإنِّي وإنْ شَطّتْ نَوَاها لحافظٌ
لها حيثُ حَلّتْ واستقرَّ قرارُها
فأقسمتُ لا أنساكِ ما عشتُ ليلة
وإنْ شحطتْ دارٌ وشطَّ مزارُها
وما استنَّ رقراقُ السّراب وما جرى
ببيضِ الرُّبى وحشيُّها ونوارُها
وَمَا هَبَّتِ الأرْوَاحُ تجري ومَا ثَوَى
مقيماً بنجدٍ عوفُها وتعارُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وإنّي لأَسْتَأني وَلَوْلا طَمَاعَتي
وإنّي لأَسْتَأني وَلَوْلا طَمَاعَتي
رقم القصيدة : 20697
-----------------------------------
وإنّي لأَسْتَأني وَلَوْلا طَمَاعَتي
بعزَّة َ قدْ جمَّعتُ بينَ الضّرائرِ
وهمُّ بناتي أنْ يبنَّ وحمَّمتْ
وُجُوهُ رِجَالٍ مِنْ بنيَّ الأصاغِرِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تلهو فتختضعُ المطيُّ أمامها
تلهو فتختضعُ المطيُّ أمامها
رقم القصيدة : 20698
-----------------------------------
تلهو فتختضعُ المطيُّ أمامها
وَتَخِبُّ هَرْوَلَة َ الظَّلِيمِ النَّافرِ(21/155)
وإذا الفَلاة ُ تَعَرَّضَتْ غِيطَانُها
نهضتْ بأتلعَ في الجَديلِ عراعرِ
وسجتْ دعائمُ صلبِها واستعجلتْ
مِنْ وَقْعِهِنَّ بِصَائِبٍ مُتَبَادِرِ
تعدو النَّجاءَ بخيطفٍ مأطورة ٍ
ويدٍ لها نَسَجَتْ بِضَبْعٍ مَائرِ
وإذا المطيُّ تحدَّرتْ أعطافهُ
نَضَحَ الكَحِيلُ بهِ كَجوفِ القَاطِرِ
وَكَسَا مَعَاطِسَها اللُّغامُ ولُفّعَتْ
فيهِ حواجبُ عينِها بغفائرِ
زَهِمُ المَشَاشِ من النَّواشِطِ باللِّوى
أو بالجنابِ رأينَ أسهمَ عائرِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألا تلكَ عزَّة ُ قد أصبحتْ
ألا تلكَ عزَّة ُ قد أصبحتْ
رقم القصيدة : 20699
-----------------------------------
ألا تلكَ عزَّة ُ قد أصبحتْ
تُقلِّبُ للهجرِ طرفاً غضيضا
تَقُولُ مَرِضْنا فَمَا عُدْتَنَا
فقلتُ لها: لا أُطيقُ النُّهوضا
كِلانا مَرِيضَانِ في بَلْدَة ٍ
وكيفَ يعودُ مريضٌ مريضا؟
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الوقت أمريكا وأيلول المكان !
الوقت أمريكا وأيلول المكان !
رقم القصيدة : 2070
-----------------------------------
أَلْوَقْتُ أَمْرِيكَا | وَأيْلُولُ الْمَكَانُ يَغُطُّ فِي نَوْمٍ | وَتَرْتَفِعُ السِّتَارَةُ فَجْأَةً | وَتُطِلُّ مِنْ شَرْقٍ عَصَافِيرٌ مُهَاجِرَةٌ | وَيُفْتَتُحُ الْخَرِيفُ الْمُرُّ | تَسْقُطُ وَرْقَتَانِ |
كَانَتْ مُفَكِّرَةُ الْخَرِيفِ نَظِيفَةً وَخَفِيفَةً | لاَ مَوْعِدٌ فِيهَا لِشَيْءٍ سَوْفَ يَأْتِي | لاَ بَشَائِرُ أَوْ تَبَاشِيرُ
لاَ غَيْمَةٌ حُبْلَى بِلاَ دَنَسٍ تَقُضُّ مَضَاجِعَ الشَّرَفِ الْبَعِيدِ عَنِ الأَذَى | لاَ نَجْمَةٌ تَهْدِي مَجُوسًا أَنَّ فِي كَهْفٍ مِنَ الأَسْرَارِ يَشْتَدُّ الْمَخَاضُ الْمُرُّ | لاَ فِي الأُفْقِ قَابِلَة(21/156)
كَانَتْ مُفَكِّرَةُ الْخَرِيفِ عَلَى حَفِيفِ الْحُلْمِ نَائِمَةً | فَلاَ لِنَزِيفِ أَسْئِلَةٍ تُصِيخُ السَّمْعَ | لاَ لِرَفِيفِ أَخْيِلَةٍ تُدِيرُ الطَّرْفَ | يَمْلأُهَا فَرَاغٌ قَاتِلٌ | لاَ مَطْرَحٌ فِي
تَخْتَالُ خَالِيَةً مِنَ الأَفْكَارِ | لاَ قَلَقٌ يُسَاوِرُهَا | وَلاَ وَرَقٌ عَنِ الأَشْجَارِ يَسْقُطُ فِي سُبَاتٍ | لاَ مِنَ الأَقْمَارِ عَنْ طَقْسٍ رَدِيءٍ رُبَّمَا يَأْتِي تَصَاوِيرُ
وَمُخَابَرَاتُ الرِّيحِ شَائِبَةٌ وَعَائِبَةٌ | وَفِي سَهْلٍ مِنَ السِّلِكُونِ سَائِبَةٌ وَذَائِبَةٌ | وَلاَ مِنْهَا تَقَارِيرُ
أَوْ رَأْسُ خَيْطٍ | أَنَّ مِنْ شَرْقٍ | سَتَأْتِيهَا الْعَصَافِيرُ
وَيَجِيءُ "أَيْلُولُ الْجَدِيدُ" مُجَنَّحًا | وَحَدَائِقُ الإِسْمَنْتِ وَالْفُولاَذِ نَائِمَةٌ | وَتَحْرُسُهَا أَسَاطِيرٌ | تُكَرِّسُهَا أَسَاطِيرُ
سَكْرَى بِأَشْيَاءٍ تُعَلِّبُهَا | تُغَيِّبُهَا عَنِ الْعَيْبِ الْمُغَيَّبِ عَنْ دَفَاتِرِهَا | بِإِنْشَاءٍ يُسَيِّبُهَا | يُغَلِّبُهَا عَلَى الدُّنْيَا بِتَاجٍ فِضَّةٍ | تَحْمِي كَرَامَتَه الْبَسَ
سَكْرَى | وَفِي تَخْتٍ حَرِيرٍ تَشْهَقُ الأَحْلاَمُ | لاَ هَمٌّ | وَلاَ دَمٌّ | وَلاَ دَمْعٌ يُشَاغِلُهَا | وَتَشْتَعِلُ الأَسِرَّةُ وَالأَسَارِيرُ
شَبَقًا بِلاَ عَبَقٍ | بِلاَ حَبَقٍ | وَتَنْكَسِرُ الْقَوَارِيرُ الْقَدِيمَةُ وَالْجَدِيدَةُ *|لاَ حَسِيبٌ مِنْ هُنَاكَ | وَلاَ رَقِيبٌ مِنْ هُنَا | وَتَضِيعُ فِي غَلَسِ الدَّهَالِيزِ الْقَرَارَاتُ الْكَبِي
فِي غِيِّهَا تَتَشَاهَقُ الأَوْهَامُ | لاَ غَمٌّ | وَلاَ غَيْمٌ | وَلاَ غَنَمٌ يُسَائِلُهَا | وَلاَ حِبْرٌ يُضَرِّجُ رِحْلَةَ التَّارِيخِ | لاَ رِيحٌ تُحَاوِرُهَا | وَلاَ رُوحٌ تُنَاوِرُها | وَلاَ حَرْبٌ تُضَجِّرُ نَ(21/157)
قِطْعَانَ مَاشِيَةٍ | أَمَامَ الْقَصْرِ تَسْتَجْدِي حَشِيشًا | لَيْسَ تَقْبَلُهُ الْمَوَاخِيرُ
وَيَجِيءُ أَيْلُولٌ | وَفِي وَضَحِ النَّهَارِ الْمُرِّ فَاعَتْ | دُونَمَا صَوْتٍ | مِنْ الْكَهْفِ الدَّبَابِيرُ
وَيَكُونُ أَنْ خَزَفًا | عَلَى أَرْضٍ رُخَامٍ | دُونِ سَابِقِ مَوْعِدٍ | وَبِلَحْظَةٍ تَنْهَارُ مِنْ عَلْيَائِهَا تَهْوِي أَسَاطِيرُ
وَحُفَاةَ أَحْلاَمٍ مَشَيْتُمْ | فِي حُقُولٍ مِنْ حُطَامٍ | مِثْلَنَا | وَيَجِيئُكُمْ | مِنْ فَوْقُ | تَحْذِيرُ
كَيْ لاَ تَسِيلَ دِمَاؤُكُمْ | مِنْ هَا هُنَا سِيرُوا
كَيْ لاَ تَطِيرُوا مِثْلَمَا طَارَتْ أَسَاطِيرُ
مِنْ هَا هُنَا طِيرُوا
فِي دَفْتَرِ الأَيَّامِ مَتَّسَعٌ لأَحْلاَمٍ تُؤَلِّفُهَا الْعَصَافِيرُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَكَانَ الخَلاَئِفُ بَعْدَ الرَّسولِ م
وَكَانَ الخَلاَئِفُ بَعْدَ الرَّسولِ م
رقم القصيدة : 20700
-----------------------------------
وَكَانَ الخَلاَئِفُ بَعْدَ الرَّسولِ م
لِ للهِ كُلُّهمُ تابعا
شَهِيدانِ مِنْ بَعْدِ صِدّيقِهِمْ
وكان ابنُ خَوْلى لهمْ رابعا
وكانَ ابنُهُ بعدهُ خامساً
مُطيعاً لمَنْ قَبْلَهُ سَامِعا
ومروانُ سادسُ مَنْ قد قضى
وكانَ ابنُهُ بعدهُ سابعا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ
تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ
رقم القصيدة : 20701
-----------------------------------
تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ
أخيراً، على أنْ لم يكنْ يتقطَّعُ
وأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ ظَلاَّمَة َ الَّتي
تضرُّ، وما كانتْ مع الضُّرِّ تنفعُ
وقد شبَّ من أترابِ ظلاّمة َ الدُّمى
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ لِعَيْنَيْكَ مَقْنَعُ
كَأَنَّ أُناساً لمْ يَحُلّوا بتَلْعة ٍ
فيُمسوا ومغناهُمْ مِنَ الدّارِ بلقعُ
ويمرُرْ عليها فرطُ عامين قد خلتْ(21/158)
وَلِلْوَحْشِ فيها مُسْتَرَادٌ وَمَرْتَعُ
إذا مَا عَلَتْهَا الشَّمْسُ ظَلَّ حَمَامُها
على مُستقلاَّتِ الغَضَا يَتَفَجَّعُ
ومنها بأجزاعِ المقاريبِ دمنة ٌ
وَبِالسَّفْحِ مِنْ فُرْعَانَ آلٌ مُصرَّعٌ
مَغَانِي دِيَارٍ لا تَزَالُ كَأَنَّها
بأفنية ِ الشُّطّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ
وفي رسمِ دارٍ بينَ شوطانَ قد خلتْ
ومرَّ بها عامانِ عينُك تدمعُ
إذا قيلَ: مهلاً بعضَ وجدكَ، لاتُشدْ
بسرِّكَ، لا يُسمَعْ حديثٌ فيُرفعُ
أتتْ عبراتٌ من سجومٍ كأنَّهُ
غَمَامَة ُ دَجْنٍ إسْتَهَلَّ فيُقْلِعُ
وأُخْرَى حَبَسْتَ الركبَ يوم سُويْقَة ٍ
بها واقفاً أن هاجَكَ المُتربَّعُ
لِعَيْنِكَ تِلْكَ العِيرُ حَتَّى تغَيّبَتْ
وحتى أَتى مِنْ دُونها الخُبُّ أَجْمَعُ
وحتَّى أَجَازَتْ بَطْنَ ضَاسٍ وَدُونَهَا
رِعَانٌ فَهَضْبا ذِي النُّجَيْلِ فَيَنْبُعُ
وأعرضَ من رضوى من الليلِ دونها
هضابٌ تردُّ العينَ ممّنْ يُشيَّعُ
إذا أتْبَعَتْهُمْ طَرْفَها حَالَ دُونَهَا
رَذَاذٌ على إنْسَانِها يتريّعُ
فإن يكُ جثماني بأرضِ سواكُمُ
فإنَّ فؤادي عِندَكَ الدَّهْرَ أجْمَعُ
إذا قُلْتُ هذا حِينَ أَسْلُو ذَكَرْتُها
فَظَلَّتْ لَهَا نَفْسسي تَتُوقُ وَتَنْزَعُ
وَقَدْ قَرَعَ الوَاشُونَ فيها لَكَ العَصَا
وإنّ العصا كانت لذي الحلم تُقرعُ
وَكُنْتُ أَلُومُ الجَازِعِينَ عَلى البُكَا
فَكَيْفَ أَلُومُ الجازعينَ وأَجْزَعُ
وَلِي كَبِدٌ قَدْ بَرَّحَتْ بِي مريضة ٌ
إذا سمتُها الهجرانَ ظلَّتْ تصدَّعُ
فأَصْبَحْتُ ممَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ خَاشِعاً
وَكُنْتُ لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَخَشَّعُ
وعروة ُ لم يلقَ الذي قد لقيتُهُ
بعفراءَ، والنَّهديُّ، ما أتفجَّعُ
وقائلة ٍ دع وصلَ عزّة َ واتّبعْ
مَوَدَّة َ أُخرى وابْلُهَا كَيْفَ تَصْنعُ
أَرَاكَ عليها في المَوَدَّة ِ زَارِياً
وَمَا نِلْتَ مِنْهَا طَائِلاً حَيْثُ تَسْمَعُ
فَقُلْتُ ذَرِيني بِئْسَ مَا قُلْتِ إنَّني(21/159)
على البُخلِ منها لا على الجودِ أتبعُ
وأَعجَبَني يا عَزَّ مِنكِ خَلائِقٌ
كرامٌ ، إذا عُدَّ الخلائقُ، أربعُ
دُنُوُّكِ حَتَّى يَذْكُرَ الجَاهِلُ الصِّبَا
ودفعُكِ أسباب المنى حينَ يطمعُ
فواللهِ ما يدري كريمٌ مطَلْتِهِ
أيشتدُّ أنْ لاقاكِ أمْ يتضرَّعُ؟
وَمِنْهُنَّ إكْرَام الكَرِيم وَهَفْوَة ُ الـ
اللئيمِ،وخلاّتُ المكارمِ تنفعُ
بَخَلْتِ فَكَانَ البُخْلُ مِنْكِ سَجِية ً
فَلَيْتَكِ ذو لونينِ يُعْطِي وَيَمْنعُ
وإنّك إنْ واصَلْتِ أَعْلَمْتِ بالَّذِي
لديكِ فلَمْ يوجَدْ لكِ الدَّهْرَ مُطمعُ
فيا قلبِ كنْ عنها صبوراً فإنَّها
يُشيِّعُها بالصَّبرِ قلبٌ مُشَّيعُ
وإنّي عَلَى ذَاكَ التَجَلُّدِ إنّني
مُسِرُّ هُيَامٍ يَسْتَبلُّ ويُرْدَعُ
أَتَى دُونَ مَا تَخْشَوْنَ مِنْ بَثّ سِرّكُمْ
أَخُو ثِقَة ٍ سهْلُ الخَلائِقِ أروعُ
ضنينٌ ببذل السِّرِّ سمحٌ بغيرهِ
أَخو ثِقَة ٍ عَفُّ الوِصَالِ سَمَيْدَعُ
أبى أنْ يبُثَّ الدهرَ ما عاش سرَّكم
سَلِيماً وما دَامَتْ لَهُ الشّمْسُ تطلعُ
وإني لأسْتَهدي السَّحَائِبَ نَحْوَها
مِنَ المَنْزِلِ الأدْنَى فتَسْرِي وَتُسْرعُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> إذا أمسيتُ بطنُ مجاحَ دوني
إذا أمسيتُ بطنُ مجاحَ دوني
رقم القصيدة : 20702
-----------------------------------
إذا أمسيتُ بطنُ مجاحَ دوني
وعمقٌ دون عزّة َ فالنَّقيعُ
فليسَ بلائمي أحدٌ يُصلّي
إذا أخذتْ مجاريها الدُّموعُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا مِنْكُما سَاعة ً مَعِي
خَلِيلَيَّ عُوجَا مِنْكُما سَاعة ً مَعِي
رقم القصيدة : 20703
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا مِنْكُما سَاعة ً مَعِي
عَلَى الرَّبْعِ نَقْضِ حَاجَة ً وَنُوَدِّعِ
وَلاَ تَعْجَلاَني أَنْ أُلِمَّ بدِمْنَة ٍ
لعزَّة َ لاحتْ لي ببيداءَ بلقعِ
وقولا لقلبٍ قدْ سلا راجعِ الهوى
وَلِلْعَيْنِ أَذْرِي مِنْ دُموعِكِ أَوْ دَعِي(21/160)
فلا عيشَ إلاّ مثلُ عيشٍ مضى لنا
مصيفاً أقمنا فيهِ من بعدِ مربعِ
تفرَّقَ أُلاَّفُ الحَجِيجِ على مِنًى
وشتّتَهُمْ شَحْطُ النَّوَى مَشْتيَ أَرْبَعِ
فلمْ أرَ داراً مثلها دارَ غبطة ٍ
وملقى ً إذا التفَّ الحجيجُ بمجمعِ
أقَلَّ مُقِيماً رَاضِياً بِمَكَانِهِ
وأَكْثَرَ جاراً ظَاعِناً لَمْ يُوَدَّعِ
فأَصْبَحَ لا تَلْقَى خِباءً عَهِدْتَهُ
بمضربِهِ أوتادُهُ لم تُنزَّعِ
فشاقوكَ لمّا وجّهوا كلَّ وجهة ٍ
سراعاً وخلَّوا عنْ منازلَ بلقعِ
فريقانِ: منهمْ سالكٌ بطنَ نخلة ٍ
وآخرُ منهمْ جازعٌ ظهر تضرُعِ
كأنَّ حُمُولَ الحيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
صَرِيمة ُ نخلٍ أو صَرِيمة ُ إيدَعِ
فإنّك عمري هل رأيتَ ظعائناً
غَدَونَ افْتِرَاقاً بالخليطِ المودَّعِ
ركبنَ اتّضاعاً فوق كلِّ عُذافرٍ
من العيسِ نضّاحِ المعدَّينِ مربعِ
تُوَاهِقُ واحْتَثَّ الحُدَاة ُ بِطَاءَهَا
على لاحبٍ يعلو الصياهبَ مهيَعِ
جَعَلْنَ أَرَاخيَّ البُحيرِ مَكَانهُ
إلى كُلِّ قَرٍّ مُسْتطِيلٍ مُقَنَّعِ
وفيهنَّ أشباهُ المها رعتِ الملا
نَوَاعِمُ بِيضٌ في الهوى غيرُ خُرَّعِ
رَمَتْكَ ابنة ُ الضَّمريِّ عزَّة ُ بعْدما
أمَتَّ الصّبى مِمَّا تَرِيشُ بأقطعِ
تغاطشُ شكوانا إليها ولا تعي
مع البخلِ أحناءَ الحديثِ المُرجَّعِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لَعَمْرِي لَقَدْ رُعتُم غداة َ سُوَيقة ٍ
لَعَمْرِي لَقَدْ رُعتُم غداة َ سُوَيقة ٍ
رقم القصيدة : 20704
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ رُعتُم غداة َ سُوَيقة ٍ
ببينكُمُ يا عزَّ حقَّ جزوعِ
ومرَّتْ سراعاً عيرُها وكأنَّها
دوافعُ بالكريَونِ ذاتُ قلوعِ
وَحَاجَة ِ نَفْسٍ قَدْ قَضَيْتُ وَحَاجَة ٍ
تركتُ، وأمرٍ قد أصبتُ بديعِ
وماءٍ كأنَّ اليَثْرَبِيَّة َ أنْصَلَتْ
بأعقارهِ دفعَ الإزاءِ نزوعِ
وصادفتُ عيّالاً كأنَّ عواءهُ
بُكا مجردٍ يبغي المبيتَ خليعِ
عوى ناشزَ الحيزومِ مضطمرَ الحشا(21/161)
يُعالجُ ليلاً قارساً معَ جوعِ
فَصَوَّتَ إذ نادى بباقٍ على الطَّوى
محنَّبِ أطرافِ العظامِ هبوعِ
فَلَمْ يَجْتَرِسْ إلاّ مُعرَّسَ راكبٍ
تأيّا قليلاً واسترى بقطيعِ
وموقعَ حرجوجٍ على ثفناتها
صبورٍ على عدوى المُناخِ جموعِ
وَمطْرَحَ أثْنَاءِ الزِّمَامِ كأَنَّهُ
مَزَاحِفُ أيْمٍ بالفِنَاءِ صَرِيعِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> بَكَى سائِبٌ لمّا رأى رَمْلَ عَالِجٍ
بَكَى سائِبٌ لمّا رأى رَمْلَ عَالِجٍ
رقم القصيدة : 20705
-----------------------------------
بَكَى سائِبٌ لمّا رأى رَمْلَ عَالِجٍ
أتى دُونَهُ والهَضْبُ هَضْبُ مُتَالِعِ
بَكى أنَّهُ سَهْوُ الدُّمُوعِ كما بكى
عَشِيّة َ جَاوَزْنا نَجَادَ البَدائِعِ
أوَدُّ لَكُمْ خَيْراً وَتطَّرِحُونَنِي
أَكَعْبَ بنَ عمروٍ لاخْتِلاَفِ الصَّنَائِعِ
وكيفَ لَكُمْ صَدْرِي سَلِيمٌ وأنتُمُ
على حسكِ الشَّحناءِ حنوُ الأضالعِ
أُحَاذِرُ أن تَلْقَوْا رَدى ً وَمَطِيّكُمْ
خَوَاضِعُ تَبْغِيني حِمَامَ المَصَارِعِ
عَلى كُلِّ حَالٍ قَدْ بَلَوْتُمْ خَلِيقَتي
على الفَقْرِ مِنّي والغِنَى المُتَتَابِعِ
غَنِيتُ فَلَمْ أرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغية ٍ
وجُعتُ فلم أكددكمُ بالأصابعِ
إذا قلَّ مالي زادَ عرضي كرامة ً
عَليَّ وَلَمْ أَتْبَعْ دَقِيقَ المَطَامِعِ
وإنّي لَمُسْتَأْنٍ وَمُنْتَظِرٌ بِكُمْ
على هَفَوَاتٍ فيكُمُ وَتَتَايُعِ
وَبَعْضُ المَوَالِي تُتّقى دَرَاءَتُهُ
كما تتَّقى روسُ الأفاعي الأضالعِ
ومحترشٍ ضبُّ العداوة ِ منهمُ
بحلوِ الخلا حرشَ الضِّبابِ الخوادعِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> غدتْ منْ خصوصِ الطَّفِّ ثمَّ تمرَّستْ
غدتْ منْ خصوصِ الطَّفِّ ثمَّ تمرَّستْ
رقم القصيدة : 20706
-----------------------------------
غدتْ منْ خصوصِ الطَّفِّ ثمَّ تمرَّستْ
بجنبِ الرَّحا من يومها وهوَ عاصفُ
ومرَّتْ بقاعِ الرَّوضتينِ وطرفها
إلى الشَّرفِ الأعلى بها متشارفُ(21/162)
فما زالَ إسآدي على الأينِ والسُّرى
بحزَّة َ حتّى أَسْلَمْتَهَا العَجَارِفُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تنيلُ قليلاً في تناءٍ وهجرة ٍ
تنيلُ قليلاً في تناءٍ وهجرة ٍ
رقم القصيدة : 20707
-----------------------------------
تنيلُ قليلاً في تناءٍ وهجرة ٍ
كما مسَّ ظهرَ الحيّة ِ المتخوِّفُ
منعَّمة ٌ أمّا ملاثُ نطاقها
فجلٌّ وأما الخصر منها فأهيفُ
فَذَرْنِي وَلَكِنْ شَاقَنِي متغرّداً
أغرُّ الذُّرى صاتُ العشيّاتِ أوطفُ
خفيٌّ تعشّى في البحارِ ودونهُ
من اللّجِّ خُضْرٌ مُظْلِمَاتٌ وَسُدَّفُ
فما زالَ يستشري وما زلتُ ناصباً
لهُ بصري حتّى غدا يتعجرفُ
من البحرِ حمحامٌ صراحٌ غمامُهُ
إذا حَنّْ فيه رعدُهُ يتكشّفُ
إذا حَنَّ فيه الرَّعْدُ عَجَّ وأرْزمَتْ
لَهُ عُوَّذٌ مِنها مَطَافِيلُ عُكَّفُ
تربَّعُ أولاهُ على حجراتِهِ
جميعاً، وأخراهُ تنوبُ وتُردفُ
إذا استدبرتهُ الرّيحُ كيْ تستخفَّهُ
تراجنَ ملحاحٌ إلى المكثِ مرجفُ
ثقيلُ الرَّحى واهي الكفاف دنا لهُ
ببيضِ الرُّبى ذو هيدبٍ متعصِّفُ
رَسَا بغُرانٍ واستدَارَتْ بِهِ الرَّحى
كما يستديرُ الزّاحف المتفيِّفُ
فَذَاكَ سقى أُمَّ الحُوَيْرِثِ مَاءَهُ
بحيثُ انتوتْ واهي الأسرَّة ِ مرزفُ
وَبَيْتٍ بِمَوْمَاة ٍ مِنَ الأَرْضِ مجهلٍ
كظلِّ العقابِ تستقلُّ وتخطُفُ
بَنَيْتُ لِفِتْيَانٍ فَظَلَّ، عمادُهُ
بِداوية ٍ قَفْرٍ وَشِيجٌ مُثَقَّفُ
ونحنُ منعنا بين مرٍّ ورابعٍ
من النّاسِ أنْ يغزى وأن يتكنَّفُ
إذا سلفٌ منّا مضى لسبيلهِ
حمى عذراتِ الحيِّ منْ يتخلَّفُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لا تَكْفُرَنْ قَوْماً عَزَزْتَ بِعِزِّهِمْ
لا تَكْفُرَنْ قَوْماً عَزَزْتَ بِعِزِّهِمْ
رقم القصيدة : 20708
-----------------------------------
لا تَكْفُرَنْ قَوْماً عَزَزْتَ بِعِزِّهِمْ
أبا علقمٍ! والكفرُ بالرّيقِ مشرقُ
أبا خُبَثٍ أَكْرِمْ كِنَانَة َ إنَّهُمْ(21/163)
مَوالِيكَ إنْ أمْرٌ سَما بِكَ مُعْلِقُ
بنو النَّضْرِ تَرْمي مِنْ وَرَائِكَ بالحَصَى
أولو حسبٍ فيهم وفاءٌ ومصدقُ
يَفِيدُونَكَ المَالَ الكَثِيرَ وَلَمْ تَجِدْ
لمُلْكِهِمُ شَبْهاً لَوَ کنَّكَ تَصْدُقُ
إذا ركبوا ثارتْ عليكَ عجاجة ٌ
وفي الأرضِ من وقع الأسنّة ِ أولقُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَشَاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خَافِقُ
أَشَاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خَافِقُ
رقم القصيدة : 20709
-----------------------------------
أَشَاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خَافِقُ
جرى منْ سناهُ بينة ٌ فالأبارقُ
بكيّاً لصوتِ الرعدِ خرسٌ روائعٌ
وَنَعْقٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ صَوَاعِقُ
قَعَدْتُ لَهُ حَتَّى عَلاَ الأفْقَ مَاؤُهُ
وسالَ بفعمِ الوبلِ منه الدَّوافقُ
يُرَشِّحُ نبتاً نَاعِماً ويزِينُهُ
ندى ً وليالٍ بعدَ ذاكَ طوالقُ
وَكَيْفَ تُرَجِّيَها وَمِنْ دُونِ أرْضِهَا
جبالُ الرُّبا تلكَ الطِّوالُ البواسقُ؟
حَوَاجِرُهَا العُليا وأَرْكَانُها التي
بها من مَغَافِيرِ العِنَازِ أَفَارِقُ
وأنتِ المُنى يَا أُمَّ عَمروٍ لو کنّنا
نَنَالُكِ أوْ تُدْني نَوَاكِ الصَّفَائِقُ
لأَصْبَحْتُ خِلْواً من هُمُومٍ وَمَا سَرَتْ
عليَّ خيالاتُ الحبيبِ الطَّوارقُ
بِذِي زَهَرٍ غَضٍّ كأَنَّ تِلاَعَهُ
ـ إذا أشْرَفَتْ حجراتهنَّ ـ النَّمارقُ
إذا خرجتْ من بيتها راقَ عينها
معوَّذهُ ، وأعجبتها العقائقُ
حلفتُ بربِّ الموضعينَ عشيَّة ً
وغيطانُ فلجٍ دونهمْ والشّقائقُ
يَحُثُّونَ صُبْحَ الحُمْرِ خُوصاً كأَنَّها
بنخلة َ من دونِ الوجيفِ المطارقُ
سراعٌ إذا الحادي زقاهنَّ زقية ً
جَنَحْنَ كما استُلّتْ سُيُوفٌ ذوالِقُ
إذا قرّطوهنَّ الأزمَّة َ وارتدوا
أَبَيْنَ فَلَمْ يَقْدِرْ عليهنَّ سابقُ
إذا عزم الرَّكبُ الرّحيلَ وأشرفت
لهنَّ الفيافي والفجاجُ الفياهقُ
على كُلِّ حُرْجُوجٍ كأنَّ شَلِيلَها
رُواقٌ، إذا ما هجَّر الرَّكبُ، خافقُ(21/164)
لقد لَقِيَتْنَا أمُّ عمروٍ بصادِقٍ
من الصَّرمِ، أو ضاقتْ عليهِ الخلائقُ
سوى ذكرة ٍ منها إذا الرّكبُ عرّسوا
وَهَبّتْ عَصَافِيرُ الصّريمِ النّواطقُ
ألمْ تسألي يا أمَّ عمروٍ فتُخبَري
سلمتِ، وأسقاكِ السَّحابُ البوارقُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لا أحد
لا أحد
رقم القصيدة : 2071
-----------------------------------
رَعْدٌ بِلاَ بَرْقٍ يُطَارِدُ غَيْمَةً صُغْرَى تُظَلِّلُ خَيْمَةً سَمْرَا يُطَارِدُهَا هُنَاكَ وَهَاهُنَا وَعْدٌ بِلاَ حَقٍّ بِخْيْطٍ مِنْ ضَبَابٍ طَرَّزَتْهُ الْعَانِسُ الْعُظْمَى وَلاَ أَحَدٌ هُنَاكَ وَلاَ
مَوْتٌ يُسَدَّدُ مِنْ هُنَا حُرًّا وَلاَ أَحَدٌ يَرُدُّ الْمَوْتَ لاَ أَحَدُ
صَمْتٌ يُنَدِّدُ مِنْ هُنَاكَ بِلَهْجَةٍ حَرَّا وَلاَ أَحَدٌ يَصُدُّ الصَّمْتَ لاَ أَحَدُ
حَرْبٌ وَنُذْبَحُ مَرَّةً أُخْرَى وَلاَ أَحَدُ
مِنْ أَقْرِبَاءِ الدَّمِّ يَدْفِنُنَا وَلاَ أَحَدُ
مِنْ أَصْدِقَاءِ الْحُلْمِ يَحْمِلُنَا وَلاَ أَحَدُ
بِنَاقُوسٍ وَرَاءَ الظَّهْرِ يُنْذِرُهُمْ بِمِئْذَنَةٍ وَرَاءَ النَّهْرِ يَنْهَرُهُمْ وَتَجْتَهِدُ
حَرْبٌ عَلَى التَّارِيخِ وَالْجَغْرَافِيَا ابْتَدَأَتْ وَمَا انْطَفَأَتْ وَلاَ أَحَدُ
يَقُولُ كُلَيْمَةً مِنْ فِضَّةٍ تُفْضِي إِلَى نَفَقٍ فَحِيحُ الضَّوْءٍ يُغْوِيهِ بِتُفَّاحٍ يُضَاهِي الدَّمَّ إِغْرَاءً بِفِرْدَوْسٍ وَجُرْحُ الرُّوحِ يَنْضَمِدُ
خَرَسٌ مِنَ الذَّهَبِ الْمُصَفَّى مِنْ أَعَالِي الْبُرْجِ حَتَّى أَخْمَصِ الْمَوْجِ الْمُشَرَّعِ فِي الشَّوَارِعِ لاَ يُرَى أَحَدُ
حَرْبٌ عَلَى حَجَرٍ عَلَى شَجَرٍ عَلَى بَقَرٍ عَلَى بَشَرٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى امْرَأَةً بِلاَ بَعْلٍ تُعِدُّ عَشَاءَهَا سِرًّا لأُسْرَتِهَا بِلاَ سَمَكٍ بِلاَ خُبْزٍ وَبَاكِيَةً بِلاَ بَصَلٍ تُكَفْكِفُ دَمْعَةَ الأَيْتَامِ فِي بَيْتٍ بِلاَ سَقْفٍ وَلاَ أَحَدُ(21/165)
يَرَى شَيْخًا يُرَتِّلُ آيَةَ الْكُرْسِي بِلاَ حَتْفٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى الْفَلاَّحَ يَحْرُثُ أَرْضَهُ السَّمْرَاءَ فِي حُلْمٍ بِلاَ أَرْضٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى النَّعْنَاعَ يَنْمُو خَارِجَ الدُّنْيَا "يَتِيمًا عَارِيًا حَافِي" بِلاَ حَوْضٍ وَلاَ رَوْضٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى الأَيَّامَ فِي زَنْزَانَةِ الأَحْلاَمِ تَرْتَعِدُ
يَرَى الأَحْلاَم فِي رُزْنَامَةِ الأَيَّامِ تَبْتَعِدُ
وَلاَ عَيْنٌ مُجَرَّدَةٌ تَرَى الأَشْيَاءَ مِنْ أَشْيَائِهَا أَثَرًا وَرَاءَ الْعَيْنِ تُفْتَقَدُ
تَرَى الإِنْشَاءَ يَذْبَحُنَا عَلَى الشَّاشَاتِ يَوْمِيًّا وَلَيْلِيًّا وَلاَ أَحَدُ
لاَ جُمْعَةٌ يَأْتِي وَلاَ أَحَدُ
أَيْنَ الأُلَى فِي ضَادِنَا اتَّحَدُوا
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْوَاحِدُ الأَحَدُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألممْ بعزَّة إنَّ الرَّكبَ منطلقُ
ألممْ بعزَّة إنَّ الرَّكبَ منطلقُ
رقم القصيدة : 20710
-----------------------------------
ألممْ بعزَّة إنَّ الرَّكبَ منطلقُ
وإنْ نأتكَ ولم يلممْ بها خرقُ
قَامَتْ تَرَاءَى لَنَا والعَيْنُ سَاجِيَة ٌ
كأنَّ إنسانَها في لجَّة ٍ غرقُ
ثمَّ استدارَ على أرجاءِ مقلتِها
مُبادراً خَلَسَاتِ الطَّرْفِ يَسْتَبِقُ
كأَنّهُ حِينَ مَارَ المأْقَيَانِ بِهِ
دُرٌّ تَحَلَّلَ مِنْ أَسْلاَكِهِ نَسَقُ
وَلِلْعَبِيرِ عَلَى أَصْدَغِهَا عَبَقٌ
كَأَنَّهُ بِجَنُوبِ المِحْجَرِ العَلَقُ
تأرَّجَ الحيُّ إذْ مَرَّتْ بظُعْنِهِمُ
ليلى ، ونمَّ عليها العنبرُ العبقُ
تنيلُ نزراً قليلاً وهي مشفقة ٌ
كما يَهَابُ نَشِيشَ الحيّة ِ الفَرِقُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَقْوَى وأَقْفَرَ مِنْ مَاوِيَّة َ البُرَقُ
أَقْوَى وأَقْفَرَ مِنْ مَاوِيَّة َ البُرَقُ
رقم القصيدة : 20711
-----------------------------------
أَقْوَى وأَقْفَرَ مِنْ مَاوِيَّة َ البُرَقُ
فذو مراخٍ فقفرُ العلقِ فالحرقُ(21/166)
فآكُمُ النَّعْفِ وَحْشٌ لا أَنيس بِهَا
إلاّ القطا فتلاعُ النَّبعة ِ العمُقُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وقلنَ، وقدْ يكذبن، فيك تعيُّفٌ
وقلنَ، وقدْ يكذبن، فيك تعيُّفٌ
رقم القصيدة : 20712
-----------------------------------
وقلنَ، وقدْ يكذبن، فيك تعيُّفٌ
وشؤمٌ، إذا ما لم تطعْ صاحَ ناعقُهْ
فأعييتنا لا راضياً بكرامة ٍ
ولا تاركاً شكوى الذي أنتَ صادقُهْ
وأدركتَ صفوَ الودِّ منّا فلمتنا
وَلَيْسَ لَنَا ذنْبٌ فَنَحْنُ مَواذِقُهْ
وألفيتنا سلماً فصدَّعتَ بيننا
كما صدَّعتْ بينَ الأديمِ خوالقُهْ
يُرجِّعُ في حيزومهِ غيرَ باغمٍ
يَراعاً من الأَحْشَاءِ جُوفاً هنابِقُهْ
إذا مَا رَمَى قصْدَ المَلاَ لحِقَتْ بهِ
عَلاة ٌ كمِرْداة ِ القِذَافِ تُرَاشِقُهْ
يُجرِّرُ سِرْبالاً عَلَيْهِ كأَنَّهُ
سَبيُّ هِلاَلٍ لم تُخرَّقْ شَرَانِقُهْ
إذا المرءُ لم يبذلْ من الودِّ مثلما
بذلتُ لهُ فاعلمْ بأنّي مفارقُهْ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متكارهٍ
عَلَيْكَ ولا في صَاحِبٍ لا توافِقُهْ
إذا المالُ لم يوجبْ عليك عطاءهُ
صَنيعة ُ قُرْبَى أَوْ صَدِيقٌ توامقُهْ
منعتَ وبعضُ المنعِ حزمٌ وقوَّة ٌ
فلَمْ يفتلذْكَ المَالَ إلاَّ حقائِقُهْ
إذا ما أفادَ المالُ أودى بفضلهِ
حقوقٌ، فكرهُ العاذلاتِ يوافقُهْ
ويرفعُ نَصْلَ السَّيفِ عَنْ كَعْبِ ساقِهِ
ولو أطولَ القينُ الحمائلَ، عاتقُهْ
فَبُورِكَ ما أَعْطَى ابنُ ليلى بِنِيَّة ٍ
وَصَامِتُ ما أعطى ابن ليلى وناطقُهْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَصَادرَة ٌ حُجَّاجَ كَعْبٍ وَمَالِكٍ
أَصَادرَة ٌ حُجَّاجَ كَعْبٍ وَمَالِكٍ
رقم القصيدة : 20713
-----------------------------------
أَصَادرَة ٌ حُجَّاجَ كَعْبٍ وَمَالِكٍ
على كُلِّ عَجْلَى ضَامِرِ البطنِ مُحْنِقِ
بمرثية ٍ فيها ثناءٌ محبَّرٌ
لأَزْهَرَ مِن أولادِ مُرَّة َ مُعْرِقِ
كأنَّ أخاهُ في النّوائبِ ملجأٌ
إلى علمٍ من ركنِ قدسِ المنطَّقِ(21/167)
يَنَالُ رِجالاً نَفْعُهُ وَهْوَ مِنْهُمُ
بعيدٌ كعيّوقِ الثريّا المعلَّقِ
تقولُ ابنة ُ الضَّمريِّ : ما لك شاحباً
وَلَوْنُكَ مُصْفَرٌّ وإنْ لم تَخَلّقِ
فقلتُ لها: لا تعجبي، من يمُتْ لهُ
أخٌ كأبي بدرٍ، وجدِّكِ يشفقِ
وأمْرٍ يُهِمُّ النَّاسَ غِبُّ نِتَاجِهِ
كَفَيْتَ وَكَرْبٍ بالدَّواهي مُطرِّقِ
كَشَفْتَ أبا بَدْرٍ إذا القَوْمُ أحْجَمُوا
وعَضَّتْ مَلاَقي أمْرِهِمْ بالمُخَنَّقِ
وخصمٍ -أبا بدرٍ- ألدَّ أبتَّهُ
على مثلِ طعمِ الحنظلِ المتفلِّقِ
جَزَى الله خيْراً خِنْدِقاً مِن مكافىء
وصاحبِ صدقٍ ذي حفاظٍ ومصدقِ
أقام قناة َ الودِّ بيني وبينهُ
وَفَارَقني عَنْ شِيمَة ٍ لَمْ تُرَنَّقِ
حَلَفْتُ على أَنْ قَدْ أَجَنّتْكَ حُفْرَة ٌ
ببَطْنِ قَنَوْنَا لَوْ نَعِيشُ فَنَلْتقي
لألفيتني بالوُدِّ بعدكَ دائماً
على عهدنا إذْ نحنُ لم نتفرّقِ
إذا ما غَدا يَهْتَزُّ للمَجْدِ والنَّدَى
أشمُّ كغُصنِ البانة ِ المتورِّقِ
وإنّي لجازٍ بالذي كانَ بيننا
بَني أسدٍ رَهْطَ ابْنِ مُرَّة َ خِنْدِقِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ولولا حبَّكمْ لتضاعفتني
ولولا حبَّكمْ لتضاعفتني
رقم القصيدة : 20714
-----------------------------------
ولولا حبَّكمْ لتضاعفتني
هَضِيمُ الكَشْحِ طيِّعة ُ العِنَاقِ
كأَنَّ مغارِزَ الأنيابِ منها
إذَا مَا الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاَقِ
صليتُ غمامة ٍ بجناة نحلٍ
صَفَاة ِ اللَّوْنِ طَيّبَة ِ المَذاقِ
مقيلي كلُّ هاجرة ٍ صخودٍ
عَلَى هَوْجَاءَ لاحِقَة ِ الصِّفَاقِ
قضيتُ لبانتي وصرمتُ أمري
وعدَّيتُ المطيَّة َ في بُساقِ
وكم قد جاوزتْ نقضي إليكمْ
من الحززِ الأماعزِ والبراقِ
هلالَ عشيّة ٍ لشفا غروبٍ
تسرَّرَ ليلة ً بعدَ المُحاقِ
إذا ضَمْرِيّة ٌ عَطَسَتْ فَنِكْها
فإنَّ عُطَاسَها طَرَفُ الوِدَاقِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> صَدِيقُكَ حينَ تَسْتَغْني كَثيرٌ
صَدِيقُكَ حينَ تَسْتَغْني كَثيرٌ
رقم القصيدة : 20715(21/168)
-----------------------------------
صَدِيقُكَ حينَ تَسْتَغْني كَثيرٌ
وما لكَ عند فقركَ منْ صديقِ
فلا تنكِرْ على أحدٍ إذا ما
طَوَى عَنْكَ الزِّيَارَة َ عندَ ضِيقِ
وكنتُ إذا الصَّديقُ أراد غيظي
على حَنَقٍ وأَشْرَقتِي بِرِيقي
غفرتُ ذنوبهُ وصفحتُ عنهُ
مخافة َ أن أكونَ بلا صديقِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> شَجَا قَلْبَهُ أَظهانُ سُعْدى السَّوَالِكُ
شَجَا قَلْبَهُ أَظهانُ سُعْدى السَّوَالِكُ
رقم القصيدة : 20716
-----------------------------------
شَجَا قَلْبَهُ أَظهانُ سُعْدى السَّوَالِكُ
وأَجْمَالُها يَوْمَ البُلَيدِ الرَّوَاتِكُ
أقُولُ وَقَدْ جَاوَزْنَ أَعْلاَمَ ذي دَمٍ
وذي وجمى أوْ دونهنَّ الدَّوانكُ
تَأَمّلْ كَذَا هَلْ تَرْعوِي وكأنّما
مَوَائِجُ شِيزَى أمْرَحَتْهَا الدَّوامكُ
وَهَلْ تَرَينّي بَعْدَ أَنْ تُنْزَعَ البُرَى
وقد أبنَ أنضاءً وهنَّ زواحكُ
وردنَ بُصاقاً بعد عشرينَ ليلة ً
وهنَّ كليلاتُ العيونِ ركائكُ
فأُبْنَ وَما مِنْهنَّ مِنْ ذاتِ نجْدة ٍ
ولو بلغتْ إلاّ تُرى وهي زاحِكُ
نَفَى السَّيْرُ عَنْها كُلَّ دَاءٍ إقامة ٍ
فَهُنَّ رَذَايَا بالطَّرِيقِ تَرَائِكُ
وحُمِّلتِ الحاجاتِ خوصاً كأنَّها
وقد ضمرتْ صفرُ القسيِّ العواتِكُ
وَمَقْرُبَة ٌ دُهمٌ وَكُمْتٌ كأنَّها
طماطمُ يُوفونَ الوُفورَ هنادكُ
كأنَّ عَدَوْلِيّاً زُهَاءَ حُمُولها
غَدَتْ تَرْتَمي الدَّهنا بها والدَّهالكُ
وَفَوْقَ جِمَالِ الحيِّ بيضٌ كأنَّها
على الرَّقم آرامُ الأثيلِ الأواركُ
ظباءُ خريفٍ خشَّتِ السِّدرَ خضَّعٌ
ثَنَى سِرْبَها أَطْفَالُهُنَّ العوالكُ
فَمَا زِلْتُ أُبقِي الظَّعْنَ حتَّى كأنَّها
أواقي سدى ً تغتالهنَّ الحوائكُ
فإنَّ شِفائي نَظْرَة ٌ إنْ نَظَرْتُها
إلى ثَافِلٍ يوْماً وَخَلْفي شنائِكُ
وإنْ بدتِ الخيماتُ من بطنِ أرثدٍ
لنا وفيافي المَرْختينِ الدَّكادِكُ
تجنَّبتَ ليلى عنوة ً أنْ تزورَها(21/169)
وأنتَ امرؤٌ في أهلِ وُدِّكَ تاركُ
أقولُ إذا الحَيّانِ كَعْبٌ وعامِرٌ
تلاقوا ولفَّتنا هناك المناسكُ
جَزى الله حيّاً بالموَقَّرِ نَضْرَة ً
وَجَادَتْ عَلَيْهِ الرَّائحاتُ الهواتكُ
بكُلّ حثيثِ الوَبْلِ زَهْرٍ غَمَامُهُ
لهُ دررٌ بالقسطليْن حواشِكُ
كما قَدْ عَمَمْتَ المؤمِنِينَ بنائلٍ
أبا خالد صَلّتْ عليكَ الملائكُ
وما يكُ منّي قد أتاكَ فإنّهُ
عتابٌ أبا مروانَ والقلبُ سادِكُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> سقى دمنتينِ لم نجدْ لهما مثلا
سقى دمنتينِ لم نجدْ لهما مثلا
رقم القصيدة : 20717
-----------------------------------
سقى دمنتينِ لم نجدْ لهما مثلا
بحَقْلٍ لَكُمْ يا عَزَّ قَدْ زَانتا حقلا
نجاءُ الثّريّا كلَّ آخرِ ليلة ٍ
يجودُهُما جوداً ويُتبِعُه وبلا
إذا شطحتْ دارٌ لعزَّة َ لم أجدْ
لها في الأُولى يَلْحَيْنَ في وَصْلِهَا مِثْلا
فَيَا لَيْتَ شِعْري والحَوَادِثُ جَمّة ٌ
مَتَى تَجْمَعُ الأيّامُ يوماً بها شَملا
وَكَيْفَ يَنَالُ الحَاجِبِيّة َ آلفٌ
بيليلَ ممساهُ وقد جاوزتْ نخلا؟
فَيَا عَزَّ إنْ وَاشٍ وَشَى بِيَ عندكُمْ
فلا تُكْرِمِيهِ أَنْ تَقُولِي لَهُ أهْلا
كَمَا لَوْ وَشَى وَاشٍ بوَدّكِ عِنْدنا
لَقُلنا تَزَحْزَحْ لا قريباً ولا سَهْلا
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بالذي شَدَّ وصْلنا
ولا مرْحباً بالقَائِلِ کصْرِمْ لها حبلا
ألمْ يأنِ لي يا قلبُ أن أترك الجهلا
وأن يُحدِثَ الشّيبُ المُلِيمُّ لِيَ العَقْلا
على حِين صَارَ الرَّأسُ مِنّي كأنّما
عَلَتْ فوْقهُ نَدّافَة ُ العَطَبِ الغَزْلا
ونحنُ منعنا منْ تهامة َ كلِّها
جنوبَ نقا الخوّارِ فالدَّمثَ السَّهلا
بِكُلِّ كُمْيتٍ مُجفَرِ الدَّفِّ سابِحٍ
وكلِّ مزاقٍ وردة ٍ تعلِكُ النِّكلا
غوامضُ كالعقبانِ إنْ هي أُرسِلتْ
وإنْ أمسِكَتْ عن غربها نقلتْ نقلا
عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كالمَخِارِيقِ كلُّهُمْ
يُعَدُّ كريماً لا جباناً ولا وغلا
بأيديهمُ خطِّيَّة ٌ وعليهِمُ(21/170)
سوابغُ فرعونيّة ٌ جُدِلتْ جدْلا
ترانا ذوي عزٍّ ويزعُمُ غيرُنا
من کعْدَائِنَا أنْ لا يَرَوْنَ لنا مِثْلا
نحاربُ أقوماً فنسبي نساءَهمْ
ونُصفدُهمْ أسراً ونوجعُهمْ قتلا
وَيَضْرِبُ رَيْعَانَ الكَتِيبَة ِ صَفُّنَا
إذا أَقْبَلَتْ حَتَّى نُطَرِّفَها رَعْلاَ
وأَثْبتُهُ دَاراً على الخَوْفِ ثَمْلُها
فروعُ عوالي الغاب أكرِمْ بها ثمْلا
وأَبْعَدُهُ سَمْعاً وأَطْيَبُهُ نَثاً
وأعظمُهُ حلماً وأبعَدُه جهلا
وأقولهُ للضّيف أهلاً ومرحباً
وآمَنُهُ جَاراً وأوْسَعُهُ جَبْلا
فِسَائِلْ بِقَوْمِي كُلَّ أجْرَدَ سابحٍ
وَسَلْ غَنَماً رُبّي بضَمْرَة َ أوْ سَخْلا
سَوَاءٌ كأَسْنَانِ الحمارِ فَلا تَرَى
لذي كبرة ٍ منهمْ على ناشئٍ فضلا
وَمَا حَسَبَتْ ضَمْرِيّة ٌ جَدويّة ٌ
سوى التّيْس ذي القرنَينِ أنَّ لها بعلا
فأَبْلِغْ ليَ الذَّفراءَ والجَهْلُ كاسْمِهِ
وَمَنْ يغوِ لا يَعْدَمْ على غِيِّهِ عَذْلا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> يا أيُّها المتمنّي أن يكونَ فتى ً
يا أيُّها المتمنّي أن يكونَ فتى ً
رقم القصيدة : 20718
-----------------------------------
يا أيُّها المتمنّي أن يكونَ فتى ً
مِثلَ ابنِ لَيلى لَقَدْ خَلَّى لَكَ السُّبُلا
أعدُدْ ثلاثَ خلالٍ قد جمعنَ لهُ
هلْ سبَّ من أحدٍ أوْ سُبَّ أوْ بخِلا؟
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> تَوَهَّمْتُ بالخَيْفِ رَسْماً مُحِيلا
تَوَهَّمْتُ بالخَيْفِ رَسْماً مُحِيلا
رقم القصيدة : 20719
-----------------------------------
تَوَهَّمْتُ بالخَيْفِ رَسْماً مُحِيلا
لعزَّة تعرفُ منهُ الطُّلولا
تبدَّلَ بالحيِّ صوتَ الصَّدى
ونوحَ الحمامة تدعو هديلا
متى أريَنَّ كما قد أرى
لعزَّة َ بالمحوِ يوماً حمولا؟
بِقَاعِ النَّقِيعِ فَحِصْنِ الحِمَى
يُباهِينَ بالرَّقْمِ غَيْماً مُخِيلا
أَنَحْنَ القُرُونَ فغَلّلْنَها
كعقلِ العَسيفِ غَرَابِيبَ مِيلا
كأَنّي أَكُفُّ وَقَدْ أمْعَنَتْ(21/171)
بها مِنْ سُمَيْحَة َ غَرْباً سَجيلا
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ تَرَعّى بهِ
أَرَاكاً عَميماً وَدَوحاً ظَلِيلا
وإنْ هِيَ قامَتْ فَمَا أَثْلَة ٌ
بعَلْيا تُناوِحُ ريحاً أصيلا
بأَحْسَنَ مِنْهَا، وإنْ أَدبرَتْ
فإرْخٌ بجُبّة َ تَقُرو خَمِيلا
وَتَمْشِي الهُوَيْنا إذا أَقْبَلَتْ
كما بهَر الجزعُ سيلاً ثقيلا
فَطَوراً يَسِيلُ عَلَى قَصْدِهِ
وَطَوْراً يُرَاجِعُ كي لا يسيلا
كَمَا مَالَ أَبْيَضُ ذُو نَشْوَة ٍ
تصرخدَ باكرَ كأساً شمولا
فإنْ شِئْتَ قُلْتَ لَهُ صادقاً
وجدتُكَ بالقُفِّ ضبّاً جحولا
من اللاءِ يحفرن تحتَ الكُدى
ولا يَبْتَغِينَ الدِّماثَ السُّهولا
وجرَّبتَ صدقيَ عند الحفاظِ
ولكن تعاشيتَ أو كنتَ فيلا
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لي موعد معك
لي موعد معك
رقم القصيدة : 2072
-----------------------------------
يَا حُلْمِيَ الْقَدِيمْ
تَقُولُ لِي حَضَارَةُ التَّنَكْ
مُقَيَّدٌ فِي دَفْتَرٍ قَدِيمْ
لِي مَوْعِدٌ مَعَكْ
فِي بُقْعَةٍ مَنْزُوعَةِ السِّلاَحِ وَالزَّمَانْ
مَخْفُورَةٍ بِالشَّمْسِ وَالصُّبَّارِ وَالْحَجَرْ
فِي سَاعَةٍ مَنْزُوعَةِ التُّفَّاحِ وَالْمَكَانْ
مَحْفُورَةٍ فِي الرِّيحِ وَالْغُبَارِ وَالْمَطَرْ
مُقَيَّدٌ فِي دَفْتَرٍ قَدِيمْ
لِي مَوْعِدٌ مَعَكْ
يَا حُلْمِيَ الْقَدِيمْ
لِي مَوْعِدٌ مَعَكْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> خليليّ إنْ أمُّ الحكيم تحمَّلتْ
خليليّ إنْ أمُّ الحكيم تحمَّلتْ
رقم القصيدة : 20720
-----------------------------------
خليليّ إنْ أمُّ الحكيم تحمَّلتْ
وأخلتْ لخيماتِ العذيبِ ظلالَها
فلا تسقياني من تِهامة َ بعدها
بلالاً وإنْ صوبُ الرّبيعِ أسالها
وكنتمْ تزينونَ البلاط ففارقتْ
عشِيّة َ بِنْتُمْ زَيْنَهَا وَجمَالَهَا
وقد أصبحَ الرّاضونَ إذْ أنتمُ بها
مَسُوسُ البِلادِ يَشتكونَ وبالَها
فَقَدْ أَصْبَحَتْ شتّى تبثُّكَ ما بها
ولا الأرض ما يشكو إليك احتلالَها(21/172)
إذَا شَاء أَبْكَتْهُ مَنَازِلُ قد خَلَتْ
لعزَّة َ يوماً أو مناسبُ قالها
فهلْ يُصبحنْ يا عزُّ من قد قتلتِهِ
من الهمِّ خلواً نفسُهُ لا هوى ً لها
وما أنسَ مِ الأشياءِ لا أنسَ ردّها
غَدَاة َ الشَّبَا أَجْمَالَهَا واحتمالَها
وقدْ لفَّنا في أوَّلِ الدَّهر نعمة ٌ
فعشنا زماناً آمنين انفتالَها
كآلفة ٍ إلفاً إذا صَدَّ وِجْهَة ً
سوى وجههِ حنَّتْ فارعوى لها
فلستُ بناسيها ولستُ بتاركٍ
إذا أعرضَ الأدْمُ الجوازي سؤالها
أأُدركُ من أمِّ الحُكيِّمِ غبطة ً
بها خبَّرتني الطَّيرُ أمْ قدْ أنى لها
أَقُولُ إذا ما الطَّيرُ مرتْ سَحِيقة ً
لَعَلّكَ يوماً ـ فانتَظِرْ ـ أنْ تَنَالَها
فإن تكُ في مصرٍ بِدارِ إقامة ٍ
مجاورة ً في السَّاكِنِينَ رِمَالَها
ستأتيك بالرُّكبانِ خوصٌ عوامدٌ
يُعَارِضْنَ مُبْراة ً شَدَدْتُ حبالَها
عليهنَّ مُعْتَمُّونَ قد وجّهوا لها
صحابتهُم حتَّى تَجذَّ وصالَها
متى أخشَ عدْوَى الدَّارِ بيني وبينها
أصلْ بنواصي النّاجياتِ حبالَها
على ظَهرِ عاديّ تَلوحُ مُتُونُهُ
إذا العِيسُ عَالَتْهُ اسْبَطَرَّتْ فَعَالَها
وَحَافِيَة ٍ مَنْكُوبَة ٍ قَدْ وقيتُها
بنعلي ولم أعقدْ عليها قِبالَها
لهنَّ منَ النعلِ التي قَدْ حذَوْتُها
من الحقِّ لو دافعتُها مثلُ ما لها
إذا هَبَطَتْ وَعْثاً من الخطّ دَافَعَتْ
عليها رَذَايا قَدح كَلَلْنَ كلالَها
إذَا رَحَلَتْ منها قَلوصٌ تبغَّمتْ
تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشفِ تبغي غَزَالَها
تَذَكَّرْتُ أنَّ النَّفْسَ لم تَسْلُ عَنكُمُ
ولم تقضِ منْ حبّي أُمَيّة َ بالَهَا
وأنّى بذي دورانَ تلقى بك النّوى
على بردى تظعانَها فاحتمالَها
أصاريمَ حلَّتْ منهمُ سفحَ راهطٍ
فأكنافَ تُبنى مرجَها فتِلالَها
كأنَّ القيانَ الغُرَّ وسطَ بيوتِهمْ
نعاجٌ بجوٍّ منْ رُماحٍ خلا لَها
لهمْ أندياتٌ بالعشيِّ وبالضُّحى
بَهاليلُ يرْجُو الرَّاغبونَ نوالها
كأنَّهمُ قصراً مصابيحُ راهبٍ(21/173)
بموزنَ روّى بالسَّليط ذُبالَها
يجوسونَ عرضَ العبقريّة ِ نحوَها
تمسُّ الحواشي أوْ تُلمُّ نَعالَها
هُمُ أهْلُ ألواحِ السّريرِ وَيُمنَة ٌ
قَرابينُ أرْدافاً لها وشِمَالَها
يُحيّون بُهلولاً بِهِ ردَّ ربُّهُ
إلى عبدِ شمسٍ عزَّها وجمالَها
مَسَائِحُ فَوْدَيْ رأسِهِ مُسْبَغِلَّة ٌ
جرى مسكُ دارينَ الأحمُّ خلالَها
أحاطتْ يداهُ بالخلافة بعدَما
أرادَ رجالٌ آخرونَ اغتيالَها
فما تَرَكُوهَا عَنْوَة ً عَنْ موَدَّة ٍ
ولكنْ بِحَدِّ المَشْرِفيّ اسْتقالها
هو المرءُ يجزي بالمودّة أهلَها
وَيَحْذُو بِنَعْلِ المُستَثِيبِ قِبَالَها
بلوهُ فأعطوهُ المقادة بعدما
أدبَّ البلادَ سهلَها وجبالَها
مقانبَ خيلٍ ما تزالُ مُظلَّة ً
عليهمْ فملُّوا كلَّ يومٍ قتالَها
دوافعَ بالرَّوحاءِ طوراً وتارة ً
مَخَارِمَ رَضْوى مرجَها فَرِمَالَها
يُقيِّلنَ بالبزْواءِ والجيْشُ واقِفٌ
مزادَ الرَّوايا يصطببنَ فضالَها
وقد قابلتْ منها ثرى ً مستجيزة ً
مَباضِعَ في وَجْهِ الضُّحَى فثُعَالَها
يعاندنَ في الأرسانِ أجوازَ بُرزة ٍ
عتاقَ المطايا مُسنفاتٍ حبالَها
فغادرن عسبَ الوالقيِّ وناصحٍ
تَخُصُّ بهِ أمُّ الطّريقِ عِيَالَها
على كلّ خِنْذِيذِ الضُّحَى مُتمطِّرٍ
وخيْفانة ٍ قَدْ هَذَّبَ الجَرْيُ آلَها
وخيْلٍ بعاناتٍ فسِنّ سُمَيْرة ٍ
له لا يرُدُّ الذّائدونَ نهالَها
إذا قيل خيلَ الله! يوماً ألا اركبي
رَضِيتَ بِكفّ الأردُنيّ انسِحَالَها
إذا عرضتْ شهباءُ خطّارة ُ القنا
تُرِيكَ السُّيُوفَ هزَّها واستلالها
رَميتَ بِأَبْنَاءِ العُقيميّة ِ الوَغَى
يؤمّون مشيَ المُشبلاتِ ظلالَها
كأنَّهُمُ آسادُ حَلْيَة َ أصْبَحَتْ
خَوَادِرَ تحمي الخيلَ ممّن دَنا لها
إذا أخذوا أدراعهُمْ فتسربلوا
مُقَلَّصَ مَسْرُوداتِها وَمُذالها
رأيتَ المَنَايَا شَارِعَاتٍ فَلاَ تكنْ
لها سنناً نصباً وخلَّ مجالَها
وحربٍ إذا الأعداءُ أنشتْ حياضَها
وقلَّبَ أمراسُ السَّواني محالَها(21/174)
وردْتَ على فُرّاطهِمْ فدهَمتَهُمْ
بأخطارِ موتٍ يلتهمنَ سِجالها
وَقَارِيَة ٍ أحْوَاضَ مجدِك دونَها
ذياداً يُبيلُ الحاضناتِ سِخالَها
وشهباءَ تردي بالسَّلوقيِّ فوقَها
سنا بارقاتٍ تكرهُ العينَ خالَها
قصدتَ لها حتّى إذا ما لقيتها
ضَرَبتَ بِبُصْرِيّ الصَّفِيحِ قَذَالَها
وكُنتَ إذا نابتك يوماً مُلمَّة ٌ
نبلْتَ لها -أبا الوليدِ- نبالَها
سموتَ فأدركتَ العلاءَ وإنَّما
يُلقّى عليّاتِ العُلا مَنْ سَما لها
وَصُلْتَ فَنَالتْ كفُّكَ المجدَ كلّهُ
ولم تبلُغِ الأيدي السّوامي مصالَها
على ابن أبي العاصي دِلاصٌ حصينة ٌ
أجادَ المُسدّي سردَهَا وأذالَها
يؤودُ ضعيفَ القوم حملُ قتيرِها
ويستضلعُ الطِّرفُ الأشمُّ احتمالَها
وسوْدَاء مِطْراقٍ إلى آمِنِ الصَّفا
أبيٍّ إذا الحاوي دنا فصدا لَها
كففتُ يداً عنها وأرضيتُ سمعَها
من القولِ حتّى صدَّقتْ ما وعى لها
وأشعرتُها نفثاً بليغاً فلوْ ترى
وقد جُعلتْ أنْ تُرعيَ النّفثَ بالها
تسلّلتُها من حيثُ أدْركها الرُّقى
إلى الكفِّ لمّا سالمتْ وانسِلالَها
وإني امرؤٌ قَدْ كُنْتُ أَحسَنْتُ مرَّة ً
وللمرءِ آلاءٌ عليَّ استطالَها
فأُقسِمُ ما مِنْ خُلَّة ٍ قد خَبِرْتُهَا
من النّاسِ إلاّ قد فضلْتَ خلالَها
وَمَا ظنّة ٌ في جنبكَ اليومَ منهمُ
أُزَنُّ بها إلاّ اضطلعتُ احتِمالَها
وكانوا ذوي نُعْمَى فَقَدْ حَالَ دُونَهَا
ذوو أنعمٍ فيما مَضَى فاستَحَالَها
فلا تَكْفُرُوا مروانَ آلاءَ أهلِهِ
بني عبد شمسٍ واشكروهُ فعَالَها
أبُوكمْ تَلاَفى قُبّة َ المُلْكِ بعدما
هوى سمكُها وغيّرَ النّاسُ حالَها
إذا النَّاسُ سامُوها حَيَاة ً زهيدة ً
هي القتلُ والقتلُ الذي لا شوى لَها
أبَى الله للشُّمِّ الألاءِ كأنّهُم
سيوفٌ أجادَ القينُ يوماً صقالَها
فلّلهِ عينا مَنْ رأى مِنْ عصابة ٍ
تُناضِلُ عَنْ أحْسَابِ قومٍ نضالَها
وإنَّ أميرَ المؤمنين هو الذي
غزا كامناتِ النُّصح منّي فنالَها(21/175)
وإنّي مدلٌّ أدَّعي أنَّ صُحبة ً
وأسبابَ عَهْدٍ لَمْ أُقَطّعْ وصالَها
فلا تجعلنّي في الأمورِ كَعُصْبَة ٍ
تبرَّأتُ منها إذْ رأيتُ ضلالَها
عدوٍّ ولا أخرى صديقٍ ونُصحها
ضعيفٌ، وبَثُّ الحقّ لمّا بدا لها
تبلّجَ لمّا جئتُ واخضرَّ عُودُهُ
وبلَّ وسيلاتي إليهِ بِلالَها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لَقَدْ أَزْمَعَتْ لِلْبَيْنِ هِنْدٌ زِيَالَهَا
لَقَدْ أَزْمَعَتْ لِلْبَيْنِ هِنْدٌ زِيَالَهَا
رقم القصيدة : 20721
-----------------------------------
لَقَدْ أَزْمَعَتْ لِلْبَيْنِ هِنْدٌ زِيَالَهَا
وَزَمُّوا إلى أَرْضِ العِرَاقِ جِمَالَها
فَما ظَبْيَة ٌ أَدْمَاءُ واضِحَة ُ القَرَا
تنُضُّ إلى بردِ الظِّلالِ غزالَها
تَحُتُّ بقَرْنيها بَرِيرَ أَرَاكَة ٍ
وَتَعْطُو بِظِلْفَيها إذا الغُصْنُ طَالها
بِأَحْسَنَ مِنْها مُقلَة ً وَمُقلَّداً
وجيداً إذا دانتْ تنُوطُ شِكالَها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> بأبي وأمّي أنتِ من مظلومة ٍ
بأبي وأمّي أنتِ من مظلومة ٍ
رقم القصيدة : 20722
-----------------------------------
بأبي وأمّي أنتِ من مظلومة ٍ
طبنَ العدوُّ لها فغيّرَ حالَها
لو أَنَّ عَزَّة َ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى
في الحسنِ عند موفَّقٍ لقضى لها
وسعى إليَّ بصرم عزّة نسوة ٌ
جعلَ المليكُ خُدودَهنَّ نَعالَها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أُللشَّوْقِ لَمَّا هيّجَتْكَ المَنَازِلُ
أُللشَّوْقِ لَمَّا هيّجَتْكَ المَنَازِلُ
رقم القصيدة : 20723
-----------------------------------
أُللشَّوْقِ لَمَّا هيّجَتْكَ المَنَازِلُ
بحيثُ التقتْ من بينتينِ الغياطلُ
تَذَكَّرْتَ فانهَلّتْ لِعَيْنِكَ عَبْرَة ٌ
يَجُودُ بِهَا جَارٍ من الدَّمْعِ وابلُ
لياليَ منْ عيشٍ لهونا بوجههِ
زَماناً وسُعدى لي صَدِيقٌ مواصِلُ
فدعْ عَنْكَ سُعْدى إنما تُسعفُ النّوى
قِرانَ الثّريّا مرَّة ً ثمَّ تافِلُ
إليكَ ابنَ لَيْلَى تَمْتَطِي العيسُ صُحْبَتي(21/176)
تَرَامَى بِنا مِن مَبْرَكَينِ المَنَافِلُ
تَخَلّلُ أَحْوَازَ الخُبيبِ كأنّها
قطاً قاربٌ أعدادَ حُلوانَ ناهلُ
ومُسنِفَة ٌ فضلَ الزِّمام إذا انتحى
بهزّة ِ هاديها على السَّومِ بازِلُ
تَلَغَّبَها دُونَ ابنِ لَيْلَى وَشَفَّها
سُهَادُ السُّرَى والسّبْسَبُ المُتماحلُ
دِلاثُ العتيق ما وضعتُ زمامَهُ
مُنيفٌ بهِ الهادي إذا احتُثَّ ذاملُ
وأنت -ابنَ ليلى - خيرُ قومِك مشهداً
إذا ما احْمأرَّتْ بالعَبِيطِ العَوَامِلُ
جميلُ المُحيّا أبلجُ الوجهِ واضحٌ
حليمٌ إذا ما زلزلتهُ الزّلازلُ
بِنَفْحَة ِ عُرْفٍ عاجلٍ فهو زائلُ
عَفارٌ وَمَرْخٌ حَثَّهُ الورْيُ عاجِلُ
فمْن يَنْبُ عَنّي نَبْوَة َ البخلِ أو يُرِدْ
لمعروفِهِ صَرْفاً فإنَّكَ باذلُ
أُديرتْ حمالاتُ المكارم كُلُّها
عليكَ فلم تبخُل ففضلُك شاملُ
وأنتَ أبو ضيفينِ: ضيفٌ نَفَعْتَهُ
وآخرُ يَرْجُو منكَ مَا نَالَ قَبْلَهُ
أخوهُ الذي جهَّزتَهُ فهو نازلُ
جَمَعْتَ خِلالاً كلُّ مَنْ نال مثلها
لحمْل الصِّقالِ المُضلعاتِ حمائلُ
رحُبتَ بها سرباً فأجزأتَ كُلَّها
بحفظٍ فلم يفدحكَ ما أنتَ حاملُ
وفيكَ ابنَ ليلى عِزَّة ٌ وبَسَالَة ٌ
وغربٌ وموزونٌ من الحِلم ثاقلُ
أَبَأتَ الذي وُلّيتَ حَتَّى رأبتَهُ
وأنتَ لذي القُربى وذي الودِّ واصِلُ
وإنكَ تأبى الضَّيمَ في كُلِّ مَوْطِنِ
قديماً، وأنتَ الشيظميُّ الحُلاحلُ
بغاكُمْ رجالٌ عند كلِّ مُلمَّة ٍ
معينٌ عليكُمْ ما استطاع وخاذلُ
فَما زلتُمُ بالنَّاسِ حَتَّى كأنَّهُمْ
منَ الخوفِ طيرٌ أخذأتْها الأجادِلُ
طِعَانٌ يَفُضُّ الجُدْلَ عن آنُفِ الشَّبا
وضربٌ ببيضٍ أخلصتها الصَّياقلُ
لوَامعَ يَخطفنَ النُّفوس كأنّها
مَصَابِيحُ شَبَّتْ أو بروقٌ عواملُ
إذا بلّت الخِرصانِ صاحَتْ كُعُوبُها
فلم تبقَ إلاّ المازياتُ الذَّوابلُ
وإلاّ يُعقْني الموتُ والموتُ غالبٌ
له شَرَكٌ مَبْثُوثَة ٌ وحبائلُ
أُحَبِّرْ لَهُ قولاً تَنَاشَدُ شعرَهُ(21/177)
إذا ماالتقَتْ بينَ الجبالِ القبائلُ
وتصدُرُ شتّى من مصبٍّ ومُصعَدٍ
إذا ما خَلَتْ مِمَّنْ يحلُّ المنازلُ
يُغنّي بهَا الرُّكْبانُ من آلٍ يَحصُبٍ
وبصرى وترويهِ تميمٌ ووائلُ
وألاّ يَلي وُدّي ولا حسنَ مِدحتي
دنيٌّ ولا ذو وصمة ٍ متضائلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عفا ميثُ كُلفى بعدنا فالأجاولُ
عفا ميثُ كُلفى بعدنا فالأجاولُ
رقم القصيدة : 20724
-----------------------------------
عفا ميثُ كُلفى بعدنا فالأجاولُ
فأثمادُ حسنى فالبِراقُ القوابلُ
كأنْ لم تكنْ سُعدى بأحناء غيقة ٍ
وَلَمْ تُرَ مِنْ سُعْدَى بِهِنَّ مَنَازِلُ
ولم تتربَّعْ بالسُّريرِ ولم يَكُنْ
لَها الصَّيفُ خَيْماتُ العُذيبِ الظَّلاَئِلُ
أبى الصَّبرَ عن سُعدى هوى ً ذو علاقة ٍ
ووجدٌ بِسُعْدَى شَارَكَ القَلْبَ قَاتلُ
تَصُدُّ فلا تُرْمَى إذا الشَّخْص فَاتَهَا
وَتَرْمي إذا ما أَمْكَنَتْها المَقَاتِلُ
متى أسلُ عن سُعدى يهجني لذكرها
حمائمُ أو أطلالُ دارٍ مواثلُ
أضرَّت بها الأَنْوَاءُ والرّيحُ والنَّدَى
خفيَّة ُ مِنْهُ مأْلَفٌ فالغياطِلُ
ووالله ما أدري ولو صُبَّ قُربُها
إلى النَّفس ماذا الله في القُرْبِ فَاعلُ
فَدَعْ عَنْكَ ما لاَ تَسْتَطِيعُ طِلاَبَهُ
وَمَنْ لَكَ عنه لو تفكّرْتَ شاغلُ
إلى طيِّب الأثوابِ قد أُلهِم التُّقى
هجانُ البنينَ يعتريهِ المُعاقلُ
وَهُوبٌ، بأَعْنَاقِ المئينَ عَطَاؤهُ
غلوبٌ على الأمر الذي هوَ فاعلُ
إذا قَالَ إنّي فَاعِلٌ تمَّ قولُهُ
فأمضى مواعيدَ الذي هوَ قائلُ
أُريدُ أبا مروانَ إنّي رأيْتُهُ
كريماً وتنميهِ الفروعُ الأطاولُ
طويلُ القميص لا يُذَمُّ جنابُهُ
نبيلٌ إذا نيطتْ عليهِ الحمائلُ
أمينٌ مُقرُّ الصَّدرِ يسبقُ قولَهُ
بِفِعْلٍ، فيأبى أنْ يُخيَّبَ آملُ
ولا هُوَ مَسْبُوقٌ بشيءٍ أرادَهُ
ولا هو مُلهيهِ عن الحقِّ باطلُ
بنى لكَ أشرافَ المعالي وسورَها
ـ بنا كُلِّ بنيانٍ لها متضائلُ ـ(21/178)
أبٌ لكَ راضَ الملكَ حتَّى أذَلّهُ
وحتّى اطمأنّتْ بالرِّجالِ الزّلازِلُ
وأَنْتَ أَبُو شِبلَيْنِ شاكٍ سِلاَحُهُ
لَهُ بِجَنُوبِ القَادِسِيّة ِ فالشَّرَى
مواطنُ لا يمشي بهنَّ الأراجلُ
يرى أنَّ أُحدانَ الرِّجالِ غفيرة ٌ
ويَقْدُمُ وَسْطَ الجمعِ والجمعُ حافلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أمِنْ آلِ سَلْمَى الرَّسْمَ أنتَ مُسَائِلُ
أمِنْ آلِ سَلْمَى الرَّسْمَ أنتَ مُسَائِلُ
رقم القصيدة : 20725
-----------------------------------
أمِنْ آلِ سَلْمَى الرَّسْمَ أنتَ مُسَائِلُ
نَعَمْ والمغاني قد دَرَسْنَ مواثلُ
فظلْتَ بها تُغضي على حدِّ عبرة ٍ
كأنَّكَ من تجريبكَ الدَّهرَ جاهلُ
وغيَّرَ آياتٍ ببُرقِ رواوة ٍ
تنائي الليالي والمدى المتطاولُ
وقد كانَ ما فيهِ لذي اللُبَّ عبرة ٌ
ورأيٌّ لذي رأيٍّ فَهَلْ أَنْتَ عَاقِلُ
تذكَّرُ إخواناً مضوا فتتابعوا
وشيبٌ علا منكَ المفارقَ شاملُ
غَوَادٍ من الأَشراط وَطْفٌ تُقِلُّهَا
روائحُ أنواءِ الثُّريّا الهواطلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> صَحَا قَلْبُهُ يا عَزَّ أوْ كَادَ يَذْهَلُ
صَحَا قَلْبُهُ يا عَزَّ أوْ كَادَ يَذْهَلُ
رقم القصيدة : 20726
-----------------------------------
صَحَا قَلْبُهُ يا عَزَّ أوْ كَادَ يَذْهَلُ
وأضحى يُريدُ الصَّرمَ أو يتبدَّلُ
أيادي سَبَا يا عَزَّ ما كُنْتُ بعْدَكُمْ
فلمْ يَحْلَ للعَيْنَيْنِ بعدكِ مَنْزِلُ
وَخَبّرَها الوَاشُونَ أَنّي صَرَمْتُها
وحمَّلها غيظاً عليَّ المُحمِّلُ
وإنّ لمنقادٌ لها اليومَ بالرّضى
وَمُعْتَذِرٌ مِنْ سُخْطِها مُتنصِّلُ
أَهِيمُ بأكْنَافِ المُجَمَّرِ مِن مِنًى
إلى أمِّ عمروٍ إنني لموكَّلُ
إذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ ظَلَّتْ كأَنَّما
عليها من الوَرْدِ التّهاميِّ أفْكَلُ
وَفَاضَتْ دُمُوعُ العَينِ حَتَّى كأَنَّما
بِوَادِي القِرَى مِنْ يَابِس الثّغْرِ تُكحَلُ
إذا قُلْتُ أَسْلُو غَارَتِ العينُ بالبُكا(21/179)
غِرَاءً ومدَّتْها مَدَامِعُ حُفَّلُ
إذا ما أرادتْ خلَّة ٌ أن تُزيلنا
أبينا وقلنا الحاجبيّة ُ أوّلُ
سنُوليكِ عُرفاً إنْ أردتِ وصالَنا
ونحنُ لتلكَ الحاجبيّة ِ أوصلُ
لها مهلٌ لا يُستطاع دراكُهُ
وسابقَة ٌ في الحُبِّ ما تتحوَّلُ
تَرَامَى بِنَا مِنْهَا بِحَزْنِ شَرَاوَة ٍ
مفوِّزة ً أيدٍ إليكَ وأرجُلُ
كأنَّ وفارَ القومِ تحت رحالِها
إذا حسِرَتْ عنها العمائمُ عُنصُلُ
يَزُرْنَ أَمِيرَ المؤمِنِينَ وَعِنْدَهُ
لذي المدْح شكرٌ والصَّنيعة ِ محمَلُ
لهُ شيمتانِ منهُما أُنسيّة ٌ
وَوَحْشِيَّة ٌ إغراقُها النَّهْيَ مُعْجَلُ
فراعهما منهُ فإنَّهُما لهُ
وإنَّهُما منهُ نجاة ٌ ومحفَلُ
وأنتَ المُعَلّى يومَ لُفّتْ قِدَاحُهُمْ
وَجَالَ المَنِيجُ وَسْطَها يتقلقلُ
وَمِثْلُكَ مِن طُلاَّبِهَا خَلَصَتْ له
وَقَارُكَ مرضيٌّ وَرَبْعُكَ جحفلُ
نهيتَ الألى راموا الخِلافَة َ مِنْهُمُ
بضربِ الطُّلى والطَّعنِ حتّى تنكّلوا
وأنكرتَ أنْ ماروكَ في مُستنيرة ٍ
لكمْ حقُّها والحقُّ لا يتبدَّلُ
أبوكُم تلافى يومَ نقْعاءَ رَاهِطٍ
بَني عبدِ شَمْسٍ وهيْ تُنْفى وتُقتلُ
إذا النَّاسُ سامُوكُمْ من الأمْرِ خُطَّة ً
لها خَمْطَة ٌ فيها السِّمامُ المُثَمَّلُ
أبَى الله للشُّمّ الأنُوفِ كأنّهُمْ
صوارمُ يجلوها بمؤتة َ صيقلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وقلتُ لها يا عزَّ أرسلَ صاحبي
وقلتُ لها يا عزَّ أرسلَ صاحبي
رقم القصيدة : 20727
-----------------------------------
وقلتُ لها يا عزَّ أرسلَ صاحبي
على نأي دَارٍ والرَّسُولُ مُوَكَّلُ
بأن تجعلي بيني وبينكِ موعداً
وأنْ تأمُريني بالذي فيها أفعلُ
وآخرُ عهدٍ منكِ يوم لقيتني
بِأَسْفَلِ وَادِي الدَّوْمِ والثوْبُ يُغسلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> حَيَّتْكَ عَزَّة ُ بَعْدَ الهجْرِ وانْصَرَفَتْ
حَيَّتْكَ عَزَّة ُ بَعْدَ الهجْرِ وانْصَرَفَتْ
رقم القصيدة : 20728
-----------------------------------(21/180)
حَيَّتْكَ عَزَّة ُ بَعْدَ الهجْرِ وانْصَرَفَتْ
فحيِّ ويحكَ من حيّاكَ يا جَمَلُ
لو كنتَ حيَّيتها ما زلتَ ذا مقة ٍ
عندِي ولا مَسَّكَ الإدْلاَجُ والعملُ
فَحَنَّ مِنْ وَلَهٍ إذ قُلْتُ ذَاكَ لَهُ
وظلَّ معتذراً قدْ شفَّهُ الخجلُ
وودَّ من جزَعٍ ما كنتُ أعرفُها
ورامَ تكليمَها لو تنطقُ الأبلُ
ليتَ التَّحِيَّة َ كَانَتْ لي فأشْكُرَهَا
مكانَ يا جمَلٌ حُيَّيتَ يا رجُلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَهَاجَكَ منْ سُعْدى الغَداة َ طُلُولُ
أَهَاجَكَ منْ سُعْدى الغَداة َ طُلُولُ
رقم القصيدة : 20729
-----------------------------------
أَهَاجَكَ منْ سُعْدى الغَداة َ طُلُولُ
بِذي الطَّلح عَامِيٌّ بها وَمُحِيلُ
وَمَا هَاجَهُ مِنْ مَنْزِلٍ لَعِبَتْ بِهِ
لِعَوْجَاءِ مِرقالِ العَشِيّ ذُيُولُ
بما قد ترى سُعدى بهِ وكأنَّها
طلى ً راشحٌ للسّارحاتِ خذولُ
رأيْتُ وعيني قرَّبَتْني لِمَا أَرَى
إليها وَبَعْضُ العَاشِقِينَ قَتُولُ
عيوناً جلاها الكُحلُ أمّا ضميرُها
فَعَفٌّ وأمّا طَرْفها فجَهُولُ
وركبٍ كأطرافِ الأسنّة عرّسوا
قلائصَ في أصلابهنَّ نُحولُ
إليكَ أبا بكر تروحُ وتغتدي
برَحْلِيَ مِرْدَاة ُ الرّوَاحِ ذَميلُ
كثيرٌ عطاءُ الفَاعِلِينَ مَعَ الغِنَى
بجود إن كاثروك قليلُ
وإنّي لأُثري أن أراكمْ بغبطة ٍ
وإنّي أبا بكرٍ - بكمْ لجميلُ
وإن أكُ قصراً في الرِّجال فإنّني
إذا حَلَّ أمْزٌ سَاحَتِي لَطِوِيلُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ليل بلا آخر
ليل بلا آخر
رقم القصيدة : 2073
-----------------------------------
طَرِيقُ النُّورِ يُعْمِينِي
وَيُفْضِينِي
إِلَى لَيْلٍ
بِلاَ صُبْحٍ
بِلاَ هَيْلٍ
بِقَهْوَتِهِ تُعَشِّشُ فِي شَرَايِينِي
وَبَيْدَاءٍ
بِلاَ مِلْحٍ
بِلاَ مَاءٍ
بِلاَ قَمْحٍ
بُعَيْدَ الْجُوعِ يُقْرِينِي
وَيُحْيِينِي
طَرِيقُ النَّارِ يَرْمِينِي
وَيُفْضِينِي
إِلَى أَهْلٍ
بِلاَ خَيْلٍ
بِلاَ خَيْرٍ(21/181)
يُرَجَّى مِنْ نَوَاصِيهَا
نَوَاحِيهَا
بِلاَ بَطَلٍ
يَسُوسُ السُّوسَ فِي خَشَبٍ
وَمِنْشَارٌ
يُحَاوِرُنِي يُدَاوِرُنِي
وَيُقْصِينِي
عَنِ الدُّنْيَا بِلاَ دِينِ
يُكَفِّرُنِي
يُسَفِّرُنِي
إِلَى نَارٍ
بِلاَ حَشْرٍ
تُحَاكِمُنِي
تُجَرِّمُنِي
وَلَمْ أَقْضُمْ
مِنَ التُّفَّاحِ شَيْئًا
فِي زَنَازِينِي
وتَحْرِمُنِي
وُرَيْقَاتٍ مِنَ التِّينِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَلَمْ تَرْبَعْ فَتُخْبِرَكَ الطُّلُولُ
أَلَمْ تَرْبَعْ فَتُخْبِرَكَ الطُّلُولُ
رقم القصيدة : 20730
-----------------------------------
أَلَمْ تَرْبَعْ فَتُخْبِرَكَ الطُّلُولُ
ببينة َ رسمُها رسمٌ مَحيلُ
تحمَّلَ أهلُها وجرى عليها
رياحُ الصَّيفِ والسَّربُ الهطولُ
تحنُّ بها الدَّبورُ إذا أربَّتْ
كما حَنَّتْ مُوَلَّهَة ٌ عَجُولُ
تَعَلّقَ ناشئاً من حُبِّ سَلْمَى
هوى ً سكنَ الفؤادَ فما يزولُ
سبتني إذْ شبابي لم يُعصَّبْ
وإذ لا يستبلُّ لها فتيلُ
فلم يمللْ مودَّتَها غلاماً
وقد ينسى ويطّرفُ الملولُ
فأدْرَكَكَ المَشِيبُ على هَوَاهَا
فلا شيبٌ نهاكَ ولا ذُهولُ
تَصِيدُ ولا تُصادُ وَمَنْ أصابتْ
فلاَ قَوَداً، وليس به حميلُ
هجانُ اللّونِ واضحة ُ المُحيّا
قطيعُ الصّوتِ آنسة ٌ كسولُ
وتبسِمُ عَنْ أغرَّ لهُ غُروبٌ
فراتِ الرّيقِ ليسَ لهُ فلولُ
كأنَّ صبيبَ غادية ٍ بلَصبٍ
تشَجُّ بهِ شآمية ٌ شمولُ
على فيها إذا الجوزاءُ كانتْ
مُحَلِّقَة ً وأرْدَفَهَا رَعِيلُ
فدعْ ليلى فقد بَخُلَتْ وَصَدَّتْ
وصدَّعَ بين شعبينا الفُلولُ
وأحْكِمْ كُلَّ قَافِية ٍ جَديدٍ
تُخَيّرُهَا غرائبَ ما تقُولُ
لأَبيضَ ماجدٍ تُهدي ثَنَاهُ
إليهِ والثَّناءُ لهُ قليلُ
أبي مروانَ لا تعدِلَ سواهُ
بهِ أحداً وأينَ بهِ عديلُ
بِطَاحِيٌّ لَهُ نَسَبٌ مُصفّى
وأخلاقٌ لها عرضُ وطولُ
فقدْ طلبَ المكارمَ فاحتواها
أغرُّ كأنَّهُ سَيْفٌ صقيلُ
تجنَّبَ كلَّ فاحشة ٍ وعيبٍ
وصافى الحمدَ فهو لهُ خليلُ(21/182)
إذا السَّبعونَ لم تُسكتْ وليداً
وأصبح في كبارِكِها الفُحولُ
وكان القطرُ أجلاباً وَصِرّاً
تحُثُّ بهِ شآمية ٌ بليلٌ
فإنَّ بكفّهِ ما دَامَ حيّاً
من المعروف أودية ً تسيلُ
تقولُ حليلتي لمّا رأتني
أرقتُ وضافني همٌّ دخيلُ
كأنَّكَ قد بدا لك بعد مُكثٍ
وطولِ إقامة ٍ فينا رحيلُ
فَقُلْتُ أجَلْ، فَبَعْضَ اللَّوْمِ إنّي
قَدِيماً لا يلائِمُنِي العذولُ
وأَبيضَ يَنْعَسُ السَّرْحَانُ فيه
كأَنَّ بَيَاضَهُ رَيْطٌ غَسِيلُ
خدتْ فيهِ برَحلي ذاتُ لوثٍ
منَ العيديِّ ناجية ٌ ذمولُ
سلوكٌ حينَ تشتبِهُ الفيافي
وَيُخْطِىء ُ قَصْدَ وِجْهَتِهِ الدَّلِيلُ
إذا فضَلتْ نِسعتيها
وأصبحَ ضفرُها قلِقاً يجولُ
على قَرْوَاءَ قَدْ ضَمَرَتْ ففيها،
ولمْ تبلُغ سليقتُها ذبولُ
طوتْ طيَّ الرِّداءِ الخرقَ حتّى
تقاربَ بُعدُهُ سُرُحٌ نصولُ
من الكُتمِ الحوافظِ لا سَقوطٌ
إذا سَقَطَ المَطِيُّ ولا سؤولُ
تَكَادُ تطيرُ إفراطاً وَسَغْباً
إذا زُجرَتْ وَمُدَّ لها الحبولُ
إلى القرم الذي فاتتْ يداهُ
بفعلِ الخيرِ بَسْطَة َ مَنْ يُنيلُ
إذا ما غَالِيَ الحمدِ اشتراهُ
فما إنْ يَسْتَقِلُّ ولا يُقِيلُ
أمينُ الصَّدرِ يحفظُ ما تولّى
كما يُلْفى القويُّ به النّبيلُ
نقيٌّ طاهرُ الأثوابِ بَرٌّ
لكلّ الخيرِ مُصْطَنِعٌ مُحيلُ
أبا مروانَ أنت فتى قريشٍ
وكهلُهُمُ إذا عُدَّ الكُهولُ
تُوَلّيهِ العَشِيرَة ُ ما عَنَاهَا
فلا ضَيْقُ الذراعِ ولا بخيلُ
إليكَ تشيرُ أيديهِمْ إذا ما
رَضُوا أو غَالَهُمْ أمرٌ جليلُ
كِلا يومَيهِ بالمعروفِ طلقٌ
وكلُّ فعالهِ حسنٌ جميلُ
جوادٌ سابقٌ في اليُسرِ بحرٌ
وفي العِلاّتِ وهّابٌ بَذُولُ
تأنَّسُ بالنَّباتِ إذا أَتَاهَا
لِرُؤْيَة ِ وَجْهِهِ الأرضُ المحولُ
لِبهجة ِ واضحٍ سهلٍ عليهِ
إذا رُئِيَ المهابة ُ والقَبُولُ
لأهلِ الوُدِّ والقربى عليهِ
صَنَائِعُ بَثَّهَا بَرٌّ وَصُولُ
أيادٍ قد عُرفنَ مُظاهراتٍ
له فيها التطاوُلُ والفُضُولُ(21/183)
وَعَفْوٌ عن مُسِيئِهِمُ وَصَفْحٌ
يَعُودُ به إذا غَلِقَ الحجولُ
إذا هوَ لم تُذَكِّرهُ نُهاهُ
وَقَارَ الدّينِ والرأيُ الأصيلُ
وللفقراء عائِدَة ٌ وَرُحْمٌ
ولا يُقْصَى الفقيرُ ولا يَعِيلُ
جنابٌ واسعُ الأكنافِ سَهْلٌ
وَظِلٌّ في مَنادِحِهِ ظَلِيلُ
وكمْ منْ غارمٍ فرَّجْت عنهُ
مغارمَ كلُّ مَحْمَلِهَا ثقيلُ
وذي لَدَدٍ أريتَ اللدَّ حتَّى
تبيَّنَ واستبانَ له السَّيلُ
وأمرٍ قد فَرَقْتَ اللَّبْسَ منه
بحِلمٍ لا يجورُ ولا يميلُ
نمى بك في الذؤابة ِ من قُرَيْشٍ
بِنَاءُ العِزِّ والمجدُ الأثيلُ
أَرُمُ ثَابِتٌ يَهْتَزُّ فيه
بأكرمِ منبِتٍ فرعٌ أصيلُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أَقُولُ وقد جاوَزْنَ مِنْ صَدْرِ رَابغٍ
أَقُولُ وقد جاوَزْنَ مِنْ صَدْرِ رَابغٍ
رقم القصيدة : 20731
-----------------------------------
أَقُولُ وقد جاوَزْنَ مِنْ صَدْرِ رَابغٍ
مَهَامِهَ غُبراً يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها
أَأَلْحَيُّ أَم صِيرَانُ دَوْمٍ تَنَاوَحَتْ
بتريمِ قصراً واستحثَّتْ شِمالُها
أرى حِينَ زَالَتْ عِيرُ سَلْمَى بِرَابغٍ
وَهَاجَ القُلُوبَ السَّاكِنَاتِ زوالُها
كأنَّ دموعَ العينِ لمّا تخلَّلتْ
مخارِمَ بِيضاً من تمَنّي جِمَالُها
قبلنَ غروباً من سُميحة َ أنزعتْ
بهنَّ السَّواني واستدارَ محالُها
لعمرُكَ إنَّ العينَ عن غيرِ نعمة ٍ
كذاكَ إلى سَلْمَى لَمُهْدًى سِجَالُها
عذرتُكَ في سلمى بآنفة ِ الصِّبا
وَمَيْعَتِهِ إذْ تَزْدَهيكَ ظِلاَلُها
وملتمسٍ منّي الشَّكيِّة َ غرَّهُ
ليانُ حواشي شيمتي وجمالُها
رَميتُ بأَطرافِ الزِّجاجِ فَلَمْ يُفِقْ
عَنِ الجَهْلِ حَتَّى حكّمتهُ نصالُها
وَذِي كَرَمٍ يوماً أَرَادَ كَرامَتي
وعربة ودّي رَغْبَة ً هَلْ ينالُها
بذلتُ له مثلاً وكُلَّ تحيّة ٍ
مَنَ المَرْءِ مَرْدُودٌ عليه مثالُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ عَفَتْ أطْلالُها
حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ عَفَتْ أطْلالُها(21/184)
رقم القصيدة : 20732
-----------------------------------
حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ عَفَتْ أطْلالُها
وعفا الرَّسومَ بمورهنَّ شَمالُها
قَفْراً وَقَفْتُ بها فَقُلْتُ لِصَاحِبي
والعينُ يسبقُ طرفَها إسبالُها
أقوى الغَيَاطِلُ مِنْ حِرَاجِ مَبَرَّة ٍ
فَخُبُوتُ سَهْوَة َ قَدْ عَفَتْ فرِمالها
وتقاصرتْ أُصلاً شخوصُ أرومِها
حتّى مثلنَ وأعرضتْ أغفالُها
الضَّارِبُونَ أَمَامَها وَوَرَاءَها
بمهنّداتٍ قد أجيد صقالُها
الحلمُ أثبتُ منزلاً في صدرِهِ
مِنْ هضْبِ صِنْدِدَ حَيْثُ حَلَّ خيالُها
ولوجههُ عندَ المسائل إذْ غدا
وَغَدَتْ فوَاضِلُ سَيْبِهِ وَنَوَالُها
بالخيرِ أبلجُ من سقاية ِ راهبٍ
تُجْلَى بِمَوْزَنَ مُشْرِقٌ تِمْثالُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> إذا ابتدرَ النّاسُ المكارمَ بزَّهمْ
إذا ابتدرَ النّاسُ المكارمَ بزَّهمْ
رقم القصيدة : 20733
-----------------------------------
إذا ابتدرَ النّاسُ المكارمَ بزَّهمْ
عَرَاضَة ُ أَخْلاَقِ ابنِ لَيْلَى وَطُولُها
وإنَّ ابنَ ليلى فَاهَ لي بِمَقَالَة ٍ
ولو سرتُ فيها كنتُ ممّن ينيلُها
عَجِبْتُ لِتَرْكِي خُطَّة َ الرُّشْدِ بَعْدَمَا
بَدَا ليَ مِنْ عَبْدِ العَزِيزِ قَبُولُها
وأمِّيَ صعباتِ الأمورِ أروضُها
وقدْ أمكنتني يومَ ذاكَ ذلوُلُها
حلفتُ بربِّ الرّاقصاتِ إلى منى ً
يَغُولُ البلادَ نَصُّها وَذَمِيلُها
لئن عادَ لي عبدُ العزيزِ بمثلِها
وأَمْكَنَنِي مِنْهَا إذاً لا أُقِيلُها
فهل أنتَ إن راجعتُكَ القولَ مرّة ً
بأَحْسَنَ منها عَائِدٌ فمُنِيلُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> على خالدٍ أصبحتُ أبكي لخالدٍ
على خالدٍ أصبحتُ أبكي لخالدٍ
رقم القصيدة : 20734
-----------------------------------
على خالدٍ أصبحتُ أبكي لخالدٍ
وأصدُقُ نفساً قد أصيبَ خليلُها
تذكرتُ منه بعدَ أوَّلِ هجعة ٍ
مساعيَ لا أدري على مَنْ أحيلُها
وكنتَ إذا نابتْ قريشاً مُلمَّة ٌ(21/185)
وقال رجالٌ سادة ٌ: من يُزيلُها
تكونُ لها لا معجَباً بِنَجَاحِها
ولا يحملُ الأثقالَ إلاّ حمولُها
فأينَ الَّذي كَانتْ معَدٌّ تَنُوبُهُ
ويحتملُ الأعباءَ ثمَّ يعولُها ؟
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أمِنْ طَلَلٍ أَقْوَى مِنَ الحَيّ مَاثِلُهْ
أمِنْ طَلَلٍ أَقْوَى مِنَ الحَيّ مَاثِلُهْ
رقم القصيدة : 20735
-----------------------------------
أمِنْ طَلَلٍ أَقْوَى مِنَ الحَيّ مَاثِلُهْ
تهيِّجُ أحزانَ الطَّروبِ منازلُهْ
بَكَيْتَ، وما يُبكِيكَ مِنْ رَسْمِ دِمْنَة ٍ
أضرَّ به جودُ الشّمالِ ووابلُهْ
سقى الرَّبعُ منْ سلمى بنعفِ رواوة ٍ
إلى القهبِ أجوادُ السَّميِّ ووابلُهْ
وإنْ كانَ لا سعدى أطالتْ سكونهُ
ولا أهلُ سعدى آخرَ الدهر نازلُهْ
وإنِّي لأَرْضَى مِنْ نَوَالِكِ بالَّذي
لو أبصرهُ الواشي لقُرَّتْ بلابلُهْ
بلَى وبَأَنْ لا أَسْتطيعُ وبالمُنى
وبالوعدِ والتسويفِ قد ملَّ آملُهْ
وحبُّكِ ينسيني من الشيءِ في يدي
ويُذهلُني عنْ كلِّ شيءٍ أزاولهْ
سيَهلكُ في الدّنيا شفيقٌ عليكمْ
إذا غالهُ منْ حادثِ الدَّهرِ غائلُهْ
ويُخْفِي لَكُمْ حُبّاً شَدِيداً ورَهبة ً
وَلِلنَّاس أشْغَالٌ وَحُبُّكِ شاغِلُه
كَرِيمٌ يُميتُ السَّرَّ حتَّى كأَنَّهُ
إذا استبحثوهُ عنْ حديثكِ جاهلُهْ
يودُّ بأنْ يمسي سقيماً لعلَّها
إذا سمعتْ عنهُ بشكوى تراسِلُهْ
وَيَرْتَاحُ للمَعْرُوفِ في طَلَبِ العُلى
لتُحْمدَ يوماً عِنْدَ ليلى شَمَائِلُهْ
وعن سرَّكمْ في مُضمَرِ القلبِ والحشا
شَفِيقٌ عَليكُمْ لا تُخَافُ غوائِلُهْ
وأكتُمُ نفسي بعض سِرّي تكرُّماً
إذا ما أضاعَ السِّرَّ في النّاس حاملُهْ
فلوْ كنتُ في كبلٍ وبُحتُ بلوعتي
إليه لأَنَّتْ رَحْمَة ً لي سَلاَسِلُهْ
ولو أكلتْ من نبتِ عيني بهيمة ٌ
لهيّجَ منها رَحْمَة ً حِينَ تأكُلُهْ
ويُدركُ غيري عند غيركِ حظَّهُ
بِشِعْرِي وَيُعييني به ما أُحاوِلُهْ
فلا هَانَتِ الأَشْعَارُ بَعدي وبَعدَكُم(21/186)
مُحبّاً وَمَاتَ الشِّعرُ بعدي وقائلُه
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أهَاجَكَ لَيْلَى إذْ أجدَّ رَحِيلُهَا
أهَاجَكَ لَيْلَى إذْ أجدَّ رَحِيلُهَا
رقم القصيدة : 20736
-----------------------------------
أهَاجَكَ لَيْلَى إذْ أجدَّ رَحِيلُهَا
نَعَمْ وَثَنَتْ لَمَّا احزَأَلَّتْ حمولُها
لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِيَّ البِلاَدِ وَغَرْبَهَا
وقد ضربتني شمسُها وظُلولُها
ينوءُ فيعدو منْ قريبٍ إذا عدا
ويكمُنُ في خشباءَ وعثٍ مقيلُها
سيأتي أميرَ المؤمنين ودونَهُ
صمادٌ من الصَّوّانِ مرتٌ ميولُها
فَبِيدُ المُنقّى فالمشارِفُ دونَهُ
فرَوْضَة ُ بُصْرَى أعرَضَتْ فبسيلُها
ثنائي تؤدّيه إليكَ ومدحتي
صُهَابِيَّة ُ الألوانِ بَاقٍ ذميلُهَا
عسوفٌ بأجوازِ الفلا حميَريَّة ٌ
مَرِيشٌ بِذِئْبَانِ السَّبِيبِ تَليلُها
يُغَادِي بِفَارِ المِسْكِ طوْراً وَتَارَة ً
تُرَى الدِّرْعُ مُرفضّاً عليه نثيلُها
وقد شخصتْ بالسّابريّة ِ فوقهُ
معلَّبة ُ الأنبوبِ ماضٍ أليلُها
ترى ابنَ أبي العاصي وقدْ صُفَّ دونهُ
ثمانونَ ألفاً قد توافتْ كمولَها
يُقلِّبُ عيني حيَّة ٍ بمحارة ٍ
أَضَافَ إليها السَّارِيَاتِ سَبيلُها
يَصُدُّ وَيُغْضي وَهْوَ ليثُ خفيّة ٍ
إذا أمكنتهُ عدوة ٌ لا يُقيلُها
بسطتَ لباغي العرفِ كُفّاً بسيطة ً
تنالُ العدى بلهَ الصَّديقَ فضولُها
ولم يكُ عن عَفرٍ تَفَرُّعُكَ العُلى
ولكنْ مواريثُ الجدودِ تؤولُها
حمَوْا مَنْزِلَ الأمْلاكِ مِنْ مَرْجِ راهطٍ
وَرَمْلَة ِ لُدٍّ أنْ تُبَاحَ سُهُولُهَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي
ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي
رقم القصيدة : 20737
-----------------------------------
ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي
وآذَنَ أصْحَابي غَداً بقُفُولِ
تبدَّتْ لهُ ليلى لتغلبَ صبرهُ
وَهَاجَتْكَ أُمُّ الصَّلْتِ بعْدَ ذُهُولِ
أُرِيدُ لأنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا(21/187)
تمثَّلُ لي ليلى بكلِّ سبيلِ
إذا ذُكِرَتْ ليلى تَغَشَّتْكَ عَبْرَة ٌ
تُعَلُّ بها العَيْنَانِ بَعْدَ نُهُولِ
وكم من خليلٍ قال لي لو سألتَها
فقلت: نعمْ ليلى أضنُّ خليلِ
وأَبْعَدُه نَيْلاً وأَوْشَكُهُ قِلًى
وإن سُئلتْ عرفاً فشرُّ مسولِ
حلفتُ بربِّ الرّاقصاتِ إلى منى ً
خلالَ الملا يمدُدنَ كلَّ جديلِ
تراها وفاقاً بينهنَّ تفاوتٌ
ويمددنَ بالإهلالِ كلَّ أصيلِ
تَوَاهَقْنَ بِالحُجّاجِ مِنْ بَطْنِ نَخْلَة ٍ
وَمِنْ عَزَوَرٍ والخَبْتِ خَبْتِ طَفِيلِ
بِكُلِّ حَرَامٍ خَاشِعٍ مُتَوَجِّهٍ
إلى الله يَدْعُوه بِكُلّ نقيلِ
على كلِّ مذعانِ الرّواح معيدة ٍ
ومخشيّة ٍ ألاّ تعيد هزيلِ
شوامذَ قد أرتجنَ دون أجنَّة ٍ
وهوجٍ تبارى في الأزمّة ِ حولِ
يمينَ امرئٍ مستغلظٍ بأليّة ٍ
ليُكذِبَ قِيلاً قَدْ ألَحَّ بقيلِ
لقد كذبَ الواشون ما بحتُ عندهُمْ
بليلى ولا أرسلتهم برسيلِ
فإن جاءكِ الواشونَ عني بكذبة ٍ
فروْها ولم يأتوا لها بحويلِ
فَلاَ تَعْجِلي يَا لَيْلَ أنْ تَتَفَهَّمِي
بِنُصْحٍ أتى الوَاشُون أمْ بِحُبُولِ
فإنْ طبتِ نفساً بالعطاءِ فأجزلي
وخيرُ العطايا ليلَ كلُّ جزيلِ
وإلاّ فإجمالٌ إليّ فإنّني
أُحِبُّ من الأخلاقِ كُلّ جميلِ
فإنْ تَبذُلي لي منكِ يَوماً مَوَدَّة ً
فَقِدْماً صَنَعتِ القَرْضَ عِنْدَ بَذُولِ
وإنْ تَبْخَلي يا لَيْلَ عَنّي فإنّني
تُوَكّلُني نَفْسِي بكلّ بخيلِ
ولستُ براضٍ من خليلي بنائلٍ
قليلٍ ولا رَاضٍ لَهُ بقليلِ
وَلَيْسَ خَلِيلي بالمَلُولِ ولا الَّذي
إذا غبتُ عنهُ باعني بخليلِ
ولكنْ خليلي منْ يدومُ وصالُهُ
ويحفظُ سرّي عندَ كلِّ دخيلِ
ولم أرَ من ليلى نوالاً أعدُّهُ
ألا ربّما طالبتُ غيرَ منيلِ
يلومُكَ في ليلى وعقلُكَ عندها
رجالٌ ولم تذهبْ لهم بعقولِ
يقولون ودّعْ عنكَ ليلى ولا تهمْ
بِقَاطِعَة ِ الأقْرَانِ ذاتِ حليلِ
فَمَا نَقَعَتْ نَفْسِي بما أمرُوا بهِ
ولا عِجْتُ مِنْ أقْوَالِهِمْ بفَتِيلِ(21/188)
تذكّرتُ أتراباً لعزَّة كالمَها
حبينَ بليطٍ ناعم وقبولِ
وكنتُ إذا لاقيتُهنَّ كأنّني
مخالطة ٌ عقلي سلافُ شمولِ
تأَطَّرْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
رَجَاءَ الأماني أنْ يَقِلْنَ مقيلي
فأبدين لي من بينهنَّ تجهُّماً
وأخلفنَ ظنّي إذْ ظننتُ وقيلي
فلأياً بلأيٍ ما قضينَ لبانة ً
من الدّارِ واستقللن بعد طويلِ
فلمّا رأى واستيقنَ البينَ صاحبي
دعا دعوة ً يا حبترَ بنَ سلولِ
فَقُلْتُ وأَسْرَرْتُ النَّدَامَة َ لَيْتَني
وَكُنْتُ امرءاً أغتشُ كلَّ عَذُولِ
سَلَكْتُ سَبيل الرَّائِحَاتِ عَشِيَّة ً
مَخَارمَ نِصْعٍ أَوْ سَلَكْنَ سَبيلي
فَأَسْعَدْتُ نَفْساً بالهوى قَبْلَ أنْ أرى
عواديَ نأيٍ بيننا وشغولِ
نَدِمْتُ عَلَى مَا فاتني يَوْمَ بنتُمُ
فيا حَسْرَتَا ألاَّ يَرَيْنَ عويلي
كأنَّ دموعَ العينِ واهية ُ الكُلى
وعتْ ماءَ غربٍ يوم ذاك سجيلِ
تكنَّفها خُرقٌ تواكلنَ خرزَها
فأَرْخَيْنَهُ والسَّيرُ غَيْرُ بجيلِ
أقيمي فإنَّ الغورَ يا عزَّ بعدكمْ
إليَّ إذا ما بنتِ غيرُ جميلِ
كفى حزناً للعينِ أن راءَ طرفُها
لعزَّة َ عيراً آذنتْ برحيلِ
وقالوا: نأتْ فاخترْ من الصَّبر والبُكا
فقلتُ البُكا أشفى إذاً لغليلي
فَوَلَّيْتُ محزوناً وَقُلْتُ لِصَاحبي
أقاتلتي ليلى بغير قتيلِ؟
لِعزَّة إذْ يحتلُّ بالخيفِ أهلُها
فأَوْحشَ منها الخَيْفُ بَعْدَ حُلُولِ
وبدَّلَ منها بعدَ طولِ إقامة ٍ
تبعُّثُ نكباءِ العشيِّ جفولِ
لقد أكثرَ الواشونَ فينا وفيكمُ
ومالَ بنا الواشون كلَّ مميلِ
وما زِلْتُ مِنْ لَيْلَى لَدُنْ طَرَّ شاربي
إلى اليومِ كالمُقصى بكلِّ سبيلِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألمّا عَلَى سَلْمَى نُسَلِّمْ وَنَسْأَلِ
ألمّا عَلَى سَلْمَى نُسَلِّمْ وَنَسْأَلِ
رقم القصيدة : 20738
-----------------------------------
ألمّا عَلَى سَلْمَى نُسَلِّمْ وَنَسْأَلِ
سؤالَ حفيٍّ بالحبيبِ موكَّلِ
سبتهُ بعذب الريقِ صافٍ غروبُه(21/189)
رقيقِ الثّنايا باردٍ لم يفلَّلِ
وأَسْوَدَ ميّالٍ على جِيدِ ظَبْيَة ٍ
من الأدمِ حوراءِ المدامع مغزلِ
وأَتْلَعَ بَرَّاقٍ كأنَّ اهتزازَهُ
إذا انتصفتْ للرَّوعِ هزّة ُ منصُلِ
وما قرقفٌ من أذرُعاتٍ كأنَّها
إذا سُكِبَتْ مِن دَنِّها ماءُ مفصِلِ
يُصبُّ على ناجودِها ماءُ بارقٍ
وَعَاهُ صفاً في رأْسِ عَنقاء عَيْطَلِ
بِأَطْيَبَ مِنْ فيها لمَنْ ذَاقَ طَعْمَهُ
وَقَدْ لاَحَ ضَوْءُ النَّجْمِ أوْ كَاد ينجلي
أخاضتْ إليَّ اللَّيلَ خودٌ غريرة ٌ
جبانُ السُّرى لم تنتطقْ عنْ تفضُّلِ
إليكَ ابنَ مَرْوَانَ الأَغَرَّ تَكَلَّفَتْ
مسافة َ ما بينَ البُضيعِ فيليلِ
جرى ناشياً للمجدِ في كلِّ حلبة ٍ
فجاءَ مجيءَ السّابقِ المتهلِّلِ
متى يعْتَهدْهُ الرّاغبونَ فيكثروا
على بابهِ يكثرْ قراهُ فيعجَلِ
وَيُعْطي عَطَاءً تَنْتَهي دُونَهُ المُنى
عطاءَ وهوبٍ للرّغائبِ مجزلِ
أشدُّ حياءً من فتاة ٍ حييَّة ٍ
وأمضى مضاءً من سنانٍ مؤلَّلِ
وأخْوَفُ في الأعداءِ مِن ذي مهابَة ٍ
بخَفّانَ وَرْدٍ وَاسِعِ العَينِ مُطفِلِ
له جَزَرٌ في كُلِّ يومٍ يجُرُّهُ
إلى لَبُوَاتٍ في العَرِينِ وأَشْبُلِ
إذا وفدتْ ركبانُ كعبٍ وعامرٍ
عَلَيْكَ وأَرْدُوا كُلَّ هَوْجَاءَ عَيهلِ
لَقُوكَ بقَوْلٍ مِنْ ثَنَائِيَ صادِقٍ
تخيَّرتُهُ حرَّ القصيدِ المنخَّلِ
ثناءً يوافي بالمواسمِ أهلَها
ويُنشدُهُ الرُّكبانُ في كلِّ محفلِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أقَرَّ الله عَيْني إذْ دَعَاني
أقَرَّ الله عَيْني إذْ دَعَاني
رقم القصيدة : 20739
-----------------------------------
أقَرَّ الله عَيْني إذْ دَعَاني
أمينُ اللهُ يلطُفُ في السُّؤالِ
وأَثْنَى في هَوَايَ عَليَّ خيْراً
ويسألُ عن بنيَّ وكيفَ حالي
وكيف ذكرتُ حال أبي خبيبٍ
وَزِلّة َ فِعْلِهِ عِنْدَ السُّؤَالِ
هُوَ المَهْدِيُّ خَبَّرْناهُ كَعْبٌ
أخو الأحبارِ في الحقبِ الخوالي(21/190)
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لست ملاكا أنا
لست ملاكا أنا
رقم القصيدة : 2074
-----------------------------------
شُرْطَةٌ
مِنْ لَحْمٍ
هُنَا
نَمْلَةٌ
دُونَمَا عَمَلٍ
فِي ثُلُوجِ السَّرِيرْ
شُرْطَةٌ
مِنْ حُلْمٍ
هُنَاكْ
نَحْلَةٌ
دُونَمَا أَمَلٍ
فِي مُرُوجِ الْحَرِيرْ
أَتَمَزَّقُ لَسْتُ مَلاَكًا
أَنَا
لاَ الْحَرِيرُ سَرِيرٌ
هُنَاكْ
لاَ السَّرِيرُ حَرِيرٌ
هُنَا
كَيْفَ لِي
أَنْ أَصِيرَ مَلاَكْ؟
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عَرَفْتُ الدَّارَ كالخِلَلِ البَوَالي
عَرَفْتُ الدَّارَ كالخِلَلِ البَوَالي
رقم القصيدة : 20740
-----------------------------------
عَرَفْتُ الدَّارَ كالخِلَلِ البَوَالي
بفيفِ الخائعينِ إلى بعالِ
دِيَارٌ مِنْ عُزَيزَة َ قَدْ عَفَاهَا
تَقَادُمُ سَالِفِ الحِقَبِ الخوالي
كأنَّ حُمُولَهُمْ لَمَّا تَوَلَّتْ
بيليلَ والنَّوى ذاتُ انفتالِ
وعدَّتْ نحو أيمنها وصدَّتْ
عن الكثبانِ من صعُدٍ وخالِ
شوارعُ في ثرى الخرماءِ ليستْ
بجاذية الجذوعِ ولا رقالِ
فَسَجّفْنَ الخُدُورَ بكلّ وجهٍ
نَقيٍّ لونُهُ كَسَنَا الهلالِ
بِكُلِّ تِلاعَة ٍ كالبَدْرِ لمّا
تنوَّرَ واستقلَّ على الجبالِ
كأنَّ الرَّيحَ تثني حين هبّتْ
-ولو ضعفت- بهنَّ فروعَ ضالِ
كسونَ الرَّيطَ ذا الهدبِ اليماني
خصوراً فوقَ أعجازٍ ثقالِ
وَيَجْعَلْنَ الخَلاَخِلَ حين تُلْوى
بأَسُؤقِهِنَّ في قَصَبٍ خِدَالِ
وكنتُ قُبيلَ أنْ يُخْلِفْنَ ظَنّي
أكذّبُ بالتَّفرّقِ والزِّيالِ
فلمّا إنْ رأيتُ العيسَ صبَّتْ
بذي المأْثُولِ مُجْمِعَة َ التَّوالي
وَقَحَّمَ سَيْرُنَا من قُور حِسْمى
مروتَ الرَّعيِ ضاحية َ الظِّلالِ
وأَرْغَمَ ما عَزَمْنَ البَيْنُ حَتَّى
دَفَعْنَ بِذِي المَزَارِعِ والنِّجَالِ
فَقُلْتُ وَقَدْ جَعَلْنَ بِرَاقَ بَدْرٍ
يميناً والعُنابة َ عن شمالِ
وأَشْمَتِّ العِدَى حَتَّى كأَنِّي
وإيّاها لهم غرضُ النِّبالِ(21/191)
وأبعد ما بدا لَكَ غَيْرَ مُشْكٍ
خليلٌ لستَ أنتَ له بقالِ
أَقُولُ لَهَا عُزَيْزَ مَطَلْتِ دَيْنِي
وشرُّ الغانياتِ ذوو المطالِ
فقالتْ ويبَ غيركَ كيف أقضى
غريماً ما ذَهَبْتُ له بمالِ
فأقسمُ لو أتيتُ بالبحرَ يوماً
لأشربَ ما سقتني من بُلالِ
وأُقسمُ أنَّ حبَّكِ أمَّ عمروٍ
لَدَى جَنْبِي وَمُنْقَطَعِ السّعالِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> إرْبَعْ فَحَيِّ مَعَارِفَ الأطْلاَلِ
إرْبَعْ فَحَيِّ مَعَارِفَ الأطْلاَلِ
رقم القصيدة : 20741
-----------------------------------
إرْبَعْ فَحَيِّ مَعَارِفَ الأطْلاَلِ
بالجزع من حرُضٍ فهنَّ بوالِ
فَشِرَاجَ رِيمَة َ قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا
بالسَّفْحِ بينَ أُثَيِّلٍ فبَعالِ
وَحْشاً تَعَاوَرَها الرِّيَاحُ كأَنَّها
تَوْشيحُ عَصْبِ مُسَهَّمِ الأغيالِ
لمّا وَقَفْتُ بِهَا القَلُوصَ تبادَرتْ
حببُ الدُّموعِ كأنَّهنَّ عزالي
وذكرتُ عزَّة َ إذا تُصاقبُ دارُها
بِرُحَيِّبٍ فَأُرَابِنٍ فَنُخَالِ
أيّامَ أهْلونَا جَمِيعاً جيرَة ٌ
بِكُتَانَة ٍ فَفُرَاقِدٍ فَثُعالِ
سَقْياً لِعَزَّة َ خُلّة ً سَقْياً لها
إذْ نَحْنُ بالهَضَبَاتِ مِن أمْلالِ
إذ لا تكلِّمُنا وكانَ كلامُها
نفلاً نؤمَّلُهُ منَ الأنفالِ
وبجيد مغزلة ٍ ترودُ بوجرة ٍ
بَجَلاَتِ طَلْحٍ قد خُرِفن وَضالِ
إذْ هنَّ في غلسِ الظَّلامِ قواربٌ
أَعْدَادَ عَيْنٍ من عُيونِ أثَالِ
يجتزن أودية َ البُضيعِ جوازعاً
أجواز عينونا فنَعفَ قبالِ
ترمي الفجاجَ إذا الفجاجُ تشابهتْ
أعلامُها بمهامهٍ أغفالِ
بركائبٍ منْ بينِ كلِّ ثنيّة ٍ
سرحِ اليدينِ وبازلٍ شملالِ
ناجٍ إذا زُجرَ الرّكائبُ خلفهُ
فَلَحِقْنَهُ وَثُنِينَ بالحَلْحَالِ
يَهْدِي مَطَايَا كالحَنيِّ ضَوامراً
بِنياطِ أَغْبَرَ شاخِصِ الأميالِ
تمطو الجديلَ إذا المكاكي بادرتْ
جحلَ الضِّبابِ محافرَ الأدحالِ
وَتَعَانَقَتْ أُدْمُ الظِبَّاءِ وَبَاشَرَتْ
أَكْنَافَ كُلِّ ظَليلَة ٍ مِقْيَالِ(21/192)
فكأنَّهُ إذ يغتدي متسنِّماً
وَهْداً فَوَهْداً ناعِقٌ برِئَالِ
كالمضرحيِّ عدا فأصبح واقعاً
من قدسَ فوقَ معاقلِ الأوعالِ
فَنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّة ً فأَعَادَهَا
غَمْرُ الرِّدَاءِ مُفَضْفَضُ السّرْبَالِ
يُعطي العشيرة َ سؤلَها ويسودُها
يومَ الفخارِ ويومَ كلِّ نبالِ
وبثثتَ مكرُمة ً فقد أعددتَها
رصداً ليومِ تفاخُرٍ ونضالِ
غَمرُ الرِّداءِ إذا تَبسَّمَ ضاحِكاً
غلقتْ لضحكتهِ رقابُ المالِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> يَا عَيْن بَكي لِلَّذي عَالَني
يَا عَيْن بَكي لِلَّذي عَالَني
رقم القصيدة : 20742
-----------------------------------
يَا عَيْن بَكي لِلَّذي عَالَني
مِنْكِ بِدَمعٍ مُسْبِلٍ هَامِلِ
يا جعدَ بكّيه ولا تسأمي
بُكاءَ حَقٍّ لَيْسَ بالباطلِ
إنْ تستُري الميتَ على مثلِهِ
في النّاس مِنْ حَافٍ وَمِنْ ناعلِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> مَا عَنَاكَ الغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
مَا عَنَاكَ الغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
رقم القصيدة : 20743
-----------------------------------
مَا عَنَاكَ الغَدَاة َ مِنْ أَطْلاَلِ
دَارِسَاتِ المَقامِ مُذْ أَحْوَالِ
باديَ الرَّبعِ والمعارفِ منها
غَيْرَ رسْمٍ كعُصْبَة ِ الأغيالِ
مَا تَرَى العَيْنُ حَوْلَهَا مِنْ أنيسٍ
قُرْبَها غَيْرَ رَابِدَاتِ الرّئالِ
يَا خَلِيلي الغَدَاة َ إنَّ دُمُوعي
سبقتْ لمح طرفِها بانهمالِ
قمْ تأمّلْ وأنتَ أبصرُ منِّي
هلْ تَرى بالغَمِيمِ منْ أجمالِ
قَاضيَاتٍ لُبَانَة ً مِنْ مُنَاخٍ
وطوافٍ وموقفٍ بالجبالِ
حزيتْ لي بحزم فيدة تحدى
كاليهوديِّ من نطاة ِ الرّقالِ
قِلْنَ عُسْفَانَ ثمَّ رُحْنَ سِراعاً
طالِعَاتٍ عَشِيَّة ً مِنْ غَزَالِ
قارِضَاتِ الكَديدِ مُجْتَرِعَاتٍ
كلَّ وادي الجُحوفِ بالأثقالِ
قصدَ لفتٍ وهنَّ متَّسقاتٌ
كالعَدَوْليِّ لاحِقاتِ التّوالي
حينَ ورَّكنَ دوَّة ٌ بيمينٍ
وسريرَ البُضيعِ ذاتَ الشِّمالِ
حزنَ وادي المياه محتضراتٍ(21/193)
مدرجَ العرجِ سالكاتِ الخلالِ
والعُبَيْلاَءُ مِنْهُمُ بيَسارٍ
وَتَرَكْنَ العَقيقَ ذَاتَ النّصالِ
طَالِعَاتِ الغَمِيسِ مِنْ عَبّودٍ
سالكاتِ الخويِّ مِنْ أمْلالِ
وَطَوَتْ جَانِبَيْ كُتَانَة َ طَيّاً
فجنوبَ الحمى فذاتَ النّضالِ
فَسَقَى الله مُنْتَوَى أُمّ عَمْروٍ
حيْثُ أمّتْ بِهِ صُدُورُ الرّحالِ
تَسْمَعُ الرَّعْدَ في المَخيلة ِ منها
مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ في الأشْوَالِ
وترى البرقَ عارضاً مستطيراً
مرحَ البُلقِ جلنَ في الأجلالِ
أو مصابيحَ راهبٍ في يفاعٍ
سَغَّمَ الزَّيتَ سَاطِعَاتِ الذُّبالِ
حَبّذا هُنَّ من لُبانة ِ قَلْبِي
وَجَدِيدُ الشَّبابِ مِنْ سِرْبَالِي
رُبَّ يَوْمٍ أتيتُهُنَّ جميعاً
عندَ بيضاءَ رخصة ٍ مكسالِ
غيرَ أَنّي امرؤٌ تَعَمَّمْتُ حِلْماً
يَكْرَهُ الجَهْلَ والصِّبا أمثالي
ويُلامُ الحَلِيمُ إنْ هُوَ يوماً
راجعَ الجَهْلَ بعد شَيْبِ القَذالِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وأنتِ لعيني قُرَّة ٌ حين نلتقي
وأنتِ لعيني قُرَّة ٌ حين نلتقي
رقم القصيدة : 20744
-----------------------------------
وأنتِ لعيني قُرَّة ٌ حين نلتقي
وذكرُكِ في نفسي إذا خدرتْ رجلي
وإنْ رَمِدَتْ عَيْنَاي يَوْماً كحَلْتُها
بعينيكِ، لم أبْغِ الذّرورَ من الكُحْلِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> ألا يا لقومي للنَّوى وانفتالها
ألا يا لقومي للنَّوى وانفتالها
رقم القصيدة : 20745
-----------------------------------
ألا يا لقومي للنَّوى وانفتالها
وللصَّرمِ من أسماءَ ما لم نُدالِها
عَلَى شِيمة ٍ لَيْسَتْ بجدِّ طَلِيقَة ٍ
إلينا ولا مقليّة ٍ من شمالِها
هو الصَّفْح منها خَشْيَة ً أَنْ تَلُومَها
وأَسْبَابُ صَرْمٍ لم تَقَعْ بِقِبَالِهَا
وَنَحْنُ على مِثْلٍ لأَسْمَاءَ لم نَجُزْ
إليها ولم نقطعْ قديمَ خلالِها
وَشَوْقي إذا استيقنتُ أنْ قَد تَخَيَّلَتْ
لبينِ نَوى أسماءُ بعضَ اختيالها
وأسماءُ لا مشنوعة ٌ بملامة ٍ(21/194)
إلينا ولا معذورة ٌ باعتلالِها
وإنّي على سُقْمِي بِأَسْمَاءَ والَّذي
تراجعُ منّي النّفسُ بعد اندمالِها
لأرتاح من أسماء للذّكرِ قد خَلا
وللربعِ من أسماء بعد احْتمالها
وإن شحطتْ يوماً بكيتُ وإنْ دنتْ
تذلَّلتُ واستكثرتُها باعتزالِها
وأُجْمِعُ هِجْراناً لأَسْمَاءَ إنْ دَنَتْ
بها الدّارُ لا من زُهدة ٍ في وصالِها
فما وَصَلَتْنَا خُلّة ٌ كوصالها
ولا ماحَلَتْنا خُلّة ٌ كَمِحالها
فهل تجزينْ أسماءُ أورقَ عودها
ودامَ الذي تثرى بهِ منْ جمالِها
حَنِيني إلى أَسْمَاءَ والخَرْقُ دونَها
وإكْرَامِيَ القومَ العِدَى منْ جَلاَلها
هلَ أنتَ مطيعي أيّها القلبُ عنوة ً
وَلَمْ تَلْحُ نَفْساً لم تُلَمْ في احتيالها
فَتَجْعَلَ أَسْمَاءَ الغَدَاة َ كَحَاجَة ٍ
أَجمّتْ فلمّا أخْلَفَتْ لم تبالها
وَتَجْهَلَ مِنْ أَسْمَاءَ عَهْدَ صَبَابَة ٍ
وتحذوَها من نعلِها بمثالِها
لعمرُ أبي أَسْمَاءَ مَا دَامَ عَهْدُها
عَلَى قَوْلِهَا ذاتَ الزُّمين وحالها
وَما صَرَمَتْ إذْ لَمْ تَكُنْ مستثيبة ً
بعاقبة ٍ حبلَ امرئٍ من حبالِها
فواعجبا منْ شَوْبِهَا عَذْبَ مائِها
بِمِلْحٍ، وما قد غيّرَتْ من مقالها
ومن نَشْرِهَا ما حُمّلَتْ من أَمَانَة ٍ
ومن وأيها بالوعدِ ثمَّ انتقالِها
وكنّا نراها باديَ الرّأي خلّة ً
صَدُوقاً على ما أُعْطِيَتْ منْ دَلالها
وَلَيْلَة ِ شَفّانِ يبلُّ ضَرِيبُها
بنا صَفَحاتِ العِيسِ تحتَ رِحالها
سريتُ ولولا حبُّ أسماءَ لم أبتْ
تُهَزْهِزُ أثوابي فُنُونُ شمالهَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> إلى ظُعُنٍ يتبعنَ في قترِ الضُّحى
إلى ظُعُنٍ يتبعنَ في قترِ الضُّحى
رقم القصيدة : 20746
-----------------------------------
إلى ظُعُنٍ يتبعنَ في قترِ الضُّحى
بِعُدْوَة ِ وَدَّانِ المَطِيَّ الرَّواسما
تخلّلْنَ أَجْزَاعَ الضَّئِيدِ غُدَيّة ً
وَرُعْنَ امرءاً بالحاجِبِيّة ِ هائما
ومرَّتْ تحثُّ السَّائقاتُ جمالَ(21/195)
بها مُجْتَوَى ذي مَعْيَطٍ فالمَخَارِما
فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُ نهْبَلَ كُلُّها
وَوَاجَهْنَ ديْموماً من الخَبْتِ قاتما
تيامنَّ عن ذي المرِّ في مسبطرَّة ٍ
يَدُلُّ بها الحادي المُدِلُّ المَراوِمَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لعزّة أطلالٌ أبتْ أنْ تكلّما
لعزّة أطلالٌ أبتْ أنْ تكلّما
رقم القصيدة : 20747
-----------------------------------
لعزّة أطلالٌ أبتْ أنْ تكلّما
تهيجُ مغانيها الطَّروبَ المتيَّما
كأنَّ الرّياحَ الذّارياتِ عشيّة ً
بأطْلالها يَنْسِجنَ رَيْطاً مُسهَّما
أَبَتْ وأَبَى وَجْدِي بِعَزَّة َ إذْ نَأْتْ
على عدواءِ الدَّارِ أنْ يتصرَّما
ولكنْ سقى صوبُ الرّبيعِ إذا أتى
على قَلَهيَّ الدَّارِ والمُتَخَيَّما
بغادٍ من الوسميِّ لمّا تصوَّبتْ
عثانينُ واديهِ على القعرِ ديِّما
سقى الكُدرَ فاللَّعباءَ فالبُرقَ فالحمى
فلوذَ الحصى من تغلمينِ فأظلَما
فأروى جنوبَ الدَّونكينِ فضاجعاً
فدرَّ فأبلى صادقَ الوبلِ أسحما
تثُجُّ رواياهُ إذا الرَّعدُ زجَّها
بشابة َ فالقُهبِ المزادَ المُحذلما
فأصبح من يرعى الحمى وجنوبَهُ
بذي أَفَقٍ مُكّاؤهُ قد تَرَنَّما
دِيَارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّة َ الصَّيْفَ بعدما
تُجدُّ عليهنَّ الوشيعَ المثمّما
فإنْ أَنْجَدَتْ كان الهوى بكَ مُنجداً
وإنْ أتْهَمَتْ يوماً بها الدَّارُ أتْهما
أجدَّ الصِّبا واللّهوُ أن يتصرّما
وأنْ يعقباكَ الشَّيبَ والحلمَ منهُما
لَبِسْتَ الصِّبَا واللَّهْوَ حتَّى إذا انقضى
جَدِيدُ الصِّبَا واللّهوِ أعرضت عنهما
خليلينِ كانا صاحبيكَ فودّعا
فخذْ منهما ما نوَّلاكَ ودعهُما
على أنَّ في قلبي لِعزَّة وَقْرَة ً
مِنَ الحُبِّ ما تَزْدَادُ إلا تتيُّما
يطالبُها مستيقناً لا تثيبُهُ
ولكن يُسلّي النّفسَ كي لا يلوَّما
يَهَابُ الَّذي لم يُؤْتَ حلماً كلامَها
وإنْ كان ذا حلمٍ لديها تحلَّما
تَرُوكٌ لِسِقْطِ القَوْلِ لا يُهتَدَى به(21/196)
ولا هيَ تستوصى الحديثَ المُكتَّما
وَيَحْسَبُ نسْوانٌ لهنَّ وسيلة ً
من الحُبّ، لا بَلْ حُبُّها كان أقدما
وعُلّقْتُها وَسْطَ الجواري غَرِيرَة ً
وما قُلّدَتْ إلا التّميمَ المنظَّما
غيوفُ القذى تأبى فلا تعرفُ الخنا
وترمي بعينيها إلى مَنْ تَكَرَّما
إلى أن دعتْ بالدَّرعِ قبلَ لداتِها
وعادتْ تُرى منهنَّ أبهى وأفخما
وغالَ فضولَ الدَّرع ذي العرضِ خلقُها
وَأَتْعَبَتِ الحجْلَينِ حتَّى تقَصَّما
وكظّتْ سواريْها فلمْ يألُوانِها
لدنْ جاورا الكفّينِ أنْ يتقدّما
وتُدني على المتنينِ وحفاً كأنّهُ
عَنَاقِيدُ كَرْمٍ قد تَدَلّى فأنعما
من الهيفِ لا تخزى إذا الرّيحُ ألصقتْ
على متنِها ذا الطُرَّتين المنَمنما
وكنتُ إذا ما جئتُها بعدَ هجرة ٍ
تقاصرَ يومئذٍ نهاري وأغيما
فأقسمتُ لا أنسى لعزَّة َ نظرة ً
لها كدتُ أُبدي الوجد منّي المجمجِما
عَشِيَّة َ أوْمتْ، والعيونُ حواضِرٌ
إليَّ برجعِ الكفِّ أنْ لا تكلَّما
فأعرضتُ عنها والفؤادُ كأنّما
يرى لو تناديهِ بذلك مغنما
فإنّكَ -عمري- هل أريكَ ظعائناً
بصحنِ الشَّبا كالدَّومِ من بطنِ تريما
نَظَرْتُ إليها وَهْيَ تَنْضُو وَتَكْتَسِي
من القفرِ آلاً كلَّما زالَ أقتَما
وقد جعلَتْ أشجانَ بركٍ يمينَها
وَذَاتَ الشّمَالِ مِنْ مُريخة َ أشْأما
مولِّية ً أيسارها قطنَ الحمى
تواعدنَ شرباً من حمامة َ مُعلما
نَظَرْتُ إليها وهيَ تُحْدى عشيّة ً
فأتبعتُهمْ طرفيَّ حتّى تتمّما
تروعُ بأكنافِ الأفاهيدِ عيرُها
نعاماً وحقباً بالفدافدِ صيّما
ظَعَائِنُ يَشْفِينَ السَّقِيمَ مِنَ الجَوَى
بهِ يُخبِّلنَ الصّحيحَ المُسلَّما
يُهِنَّ المُنَقَّى عِنْدَهُنَّ من القَذَى
ويُكْرِمْنَ ذا القاذورة ِ المتكرِّما
وكنتُ إذا ما جئتُ أجللنَ مجلسي
وأبدين منّي هيبة ً لا تجهُّما
يُحَاذِرْنَ مِنّي غَيْرَة ً قد عَلِمْنها
قديماً فما يَضْحَكْنَ إلاَّ تبسُّما
يُكَلّلنَ حَدَّ الطَّرفِ عن ذي مهابة ٍ(21/197)
أبانَ أولاتِ الدَّلِّ لمّا توسَّما
تَرَاهُنَّ إلاَّ أنْ يؤدّينَ نظرَة ً
بمؤخِرِ عَيْنٍ أو يُقلِّبْنَ مِعْصَمَا
كواظمَ لا ينظقنَ إلاّ محورة ً
رجيعة َ قولٍ بعدَ أنْ يُتفهَّما
وَكُنَّ إذا ما قُلْنَ شيئاً يسُرُّهُ
أَسَرَّ الرِّضا في نفسه وتجرّما
فأَقْصَرَ عن ذاك الهَوَى غيرَ أنَّهُ
إذا ذُكِرَتْ أَسْمَاءُ عَاجَ مُسلِّما
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَدِدْتُ وَمَا تُغْنِي الودَادَة ُ أَنَّني
وَدِدْتُ وَمَا تُغْنِي الودَادَة ُ أَنَّني
رقم القصيدة : 20748
-----------------------------------
وَدِدْتُ وَمَا تُغْنِي الودَادَة ُ أَنَّني
بما في ضمير الحاجبيّة عالمُ
فإنْ كَانَ خَيْراً سَرَّني وعَلِمْتُهُ
وإنْ كان شرّاً لم تلمني اللّوائمُ
وما ذكرتكِ النَّفسُ إلاّ تفرَّقتْ
فَريقينِ مِنها عَاذِرٌ لي ولائمُ
فريقٌ أبى أن يقبلَ الضَّيم عنوة ً
وآخرُ منها قابلُ الضَّيمِ راغمُ
أروحُ وأغدُو من هَوَاكِ وأسْتَرِي
وفي النّفْس ممّا قد عَلِمْتِ علاقمُ
إلى أهل أجنادينَ من أرض منبجٍ
على الهوْلِ إذ ضَفْرُ القُوَى مُتَلاحمُ
وَمَا لَسْتُ من نُصْحي أخاكَ بمُنكَرٍ
ببُطنانَ إذْ أهلُ القبابِ عماعمُ
سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونهُ
رُحابٌ وأنهارُ البُضيعِ وجاسمُ
ثنائي تُنمّيهِ عليَّ ومدحتي
سمامٌ على ركبانهنَّ العمائمُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني
لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني
رقم القصيدة : 20749
-----------------------------------
لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني
بضاحي قرارِ الرَّوضتينِ رسومُ
فرَوْضَة ُ أَلجَامٍ تَهيجُ ليَ البُكا
وروضاتُ شوطى عهدهنَّ قديمُ
هِيَ الدَّارُ وحْشاً غيرَ أنْ قد يحلّها
ويغنى بها شَخْصٌ عليَّ كريمُ
فما بِرباعِ الدَّارِ أنْ كُنْتُ عالماً
ولا بِمَحَلِّ الغانياتِ أهيمُ
سألتُ حكيماً أين صارتْ بها النَّوى
فخبّرني ما لا أُحِبُّ حَكيمُ(21/198)
أجَدُّوا فأمّا آلُ عزَّة َ غدوَة ً
فبانوا وأمّا واسطٌ فمقيمُ
فما للنّوى لا باركَ اللهُ في النَّوى
وعهدُ النّوى عندَ المحبِّ ذميمُ
لعمري لئنْ كان الفؤادُ من النَّوى
بغى سَقَماً إنّي إذْنْ لَسَقِيمُ
فإمّا تريني اليومَ أُبدي جلادة ً
فإنّي لعمري تحت ذاك كليمُ
وما ظعَنتْ طوعاً ولكنّ أزالها
زمانٌ نبا بالصَّالحينَ مشومُ
فَوَاحَزَنا لما تَفَرَّقَ واسِطٌ
وأهلُ التي أهذي بها وأحومُ
وقال ليَ البُلاّغَ ويحكَ إنّها
بغيركَ حقّاً يا كثيْرُ تهيمُ
أتشخصُ والشَّخصُ الذي أنتَ عادلٌ
به الخلدَ بينَ العائداتِ سقيمُ
يُذَكّرُنيهَا كُلُّ ريحٍ مَريضة ٍ
لها بالتّلاعِ القاوِياتِ نسيمُ
تمرُّ السُّنونَ الماضياتُ ولا أرى
بصحنِ الشَّبا أطلالهنَّ تريمُ
وَلَسْتُ ابنَة الضَّمْريّ منكِ بناقمٍ
ذُنُوبَ العِدَى إنّي إذْنْ لظلومُ
وإنّي لذو وجدٍ لئن عادَ وصلُها
وإنّي على ربّي إذَنْ لَكَرِيمُ
إذا برَقتْ نحوَ البويبِ سحابة ٌ
لعينيكَ منها لا تجفُّ سجومُ
ولستُ براءٍ نحوَ مصرَ سحابة ً
وإنْ بعُدتْ إلاّ قعدتُ أشيمُ
فقد يوجدُ النّكسُ الدَّنيُّ عنِ الهوى
عزوفاً ويصبو المرءُ وهوَ كريمُ
وَقَالَ خَلِيلي: ما لَهَا إذ لقيتَها
غَدَاة َ الشَّبا فيها عليكَ وُجُومُ
فقُلْتُ لهُ: إنَّ المودَّة بَيْننا
على غَيْرِ فُحْشٍ والصَّفاءُ قديمُ
وإنّي وإنْ أعرَضْتُ عنها تجلّداً
على العهدِ فيما بيننا لمُقيمُ
وإنَّ زماناً فرَّقَ الدَّهرُ بيننا
وبينكُمُ في صَرْفِهِ لَمَشُومُ
أفي الدِّينِ هذا إنَّ قلبكِ سالمٌ
صَحِيحٌ وقلبي مِنْ هَوَاكِ سقيمُ
وإنَّ بجوفي منكِ داءً مخامراً
وجوفُكِ ممّا بي عليك سليمُ
لَعَمْرُكِ ما أَنْصَفْتِنِي في مودَّتي
ولكنَّني يا عزُّ عنكِ حليمُ
عليَّ دماءُ البُدنِ أن كانَ حبُّها
على النَّأي أو طولَ الزَّمانِ يريمُ
وأُقسمُ ما استبدلتُ بعدكِ خلّة ً
ولا لكِ عندي في الفؤادِ قسيمُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> النحو الفاضح(21/199)
النحو الفاضح
رقم القصيدة : 2075
-----------------------------------
قَالَ الرَّاوِي حَلَفَ الْحَاوِي
فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَكَمَ الْقَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
وَالرِّزْقُ بَنُونْ
وَدَمُ الْمَوؤُودَةِ أَبْيَضَ يَصْرُخُ لَمْ أَفْعَلْ مَا يُنْكَرُ يُذْكَرُ لَمْ أَعْشَقْ
لَمْ أُسْأَلْ يَا جَبَّانَةُ يَوْمًا عَنْ صَبٍّ مَجْنُونْ
قَالَ الرَّاوِي فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
وَالرِّزْقُ بَنُونْ
وَالزِّينَةُ بَعْدُ طَبِيخُ طَنِينٍ
مَبْحُوحًا يُسْتَمْرَأُ بَاتَ دُهُورًا فِي مَقْلًى صَدِئٍ يَعْرَقْ
مَخْبُوءٍ مُنْذُ وُفُودِ الْهُدْهُدِ تَحْتَ حَصِيرَةِ أَحْلاَمٍ
مَا زَالَتْ تَنْتَظِرُ التَّدْوِينْ
وَالزِّينَةُ بَعْدُ نَفِيخُ رَنِينٍ
مَجْرُوحًا يُسْتَهْنَأُ مُنْذُ أَبِي لَهَبٍ حَطَبًا يُحْرَقْ
فِي ذَاكِرَةِ الطَّابُونِ الْمُرَّةِ مَاءً كَوْثَرَ لَيْسَ ثَقِيلاً
مُشْتَعِلاً مَا بَيْنَ هَوَاءِ الْجِيمِ وَبَيْنَ تُرَابِ السِّينْ
فِعْلٌ مَاضٍ
فِي الْغِيِّ بِرَغْمِ الْعِيِّ بِلاَ سَيْفٍ مَاضٍ
مُعْتَلَّ الأَوَّلِ وَالآخِرْ
وَالْعَيْنُ مُعَلَّقَةُ الأَهْدَابِ بِخَيْطِ مُعَاوِيَةَ الْمَشْدُودِ عَلَى عُنُقِي
مَا بَيْنَ مُعَادَلَةِ الدُّنْيَا وَمُجَادَلَةِ الدِّينْ
مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْفَتْحِ عَلَى فَتْحٍ
مِنْ غَيْبٍ لاَ مَنْدُوحَةَ ظَاهِرْ
فِي آخِرَةٍ لِلدُّنْيَا فَاخِرَةٍ
لاَ يُعْرَفُ كَيْفَ مَتَى أَوْ أَيْنَ يَحِينُ الْحِينْ
وَالْفَاعِلُ يَا أًسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ
بِبُكَائِيَّاتٍ
تَحْتَرِفُ اسْتِنْهَاضَ عَبِيرِ سُطُورِ التَّارِيخِ اسْتِحْضَارَ صَهِيلِ خُيُولِ صَلاَحِ الدِّينْ
بِفَضَائِيَّاتٍ
تَحْتَرِفُ اسْتِهْتَارَ الرُّوحِ اسْتِئْثَارَ الْجُوعِ الْمُتَغَلْغِلِ فِي وَجَعِ الطِّينْ
وَالْفِعْلُ الْحَاضِرُ أُسْتَاذِي مَلِكٌ لاَ يَعَفُو مُنْهَمِكٌ لاَ يَغْفُو(21/200)
مُنْغَمِسٌ فِي نَوْمٍ فِي عَسَلٍ يَغْرَقْ
مَرْفُوعٌ كَالتَّابُوتِ عَلَى كَتِفِ التَّطْمِينْ
وَعَلاَمَةُ رَفْعِ الْفِعْلِ الذِّمَّةُ ظَاهِرَةً وَمُقَدَّرَةً لاَ تُحْرَقُ لاَ تَغْرَقْ
وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ
عَنْ كُلِّ قَرَارَاتِ الْقِمَمِ الْمَسْفُوحَةِ عَوْرَةَ حِبْرٍ
مَفْضُوحٍ يَرْتَاحُ عَلَى أَوْرَاقِ التِّينْ
عَنْ كُلِّ مَرَارَاتِ الْحُلُمِ الْمَوْعُودِ بِكِسْرَةِ فَجْرٍ
يُقْرِي اللَّيْلَ بِهَا كَيْ يَخْجَلَ مِنْ دَمْعِ الشَّمْعِ الْمِسْكِينْ
وَالْفِعْلُ الأَمْرُ يُلاَزِمُنَا وَيُلاَطِمُنَا لَيْلاً وَنَهَارًا كَالطَّيْفِ الأَخْرَقْ
مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْبَدْءِ عَلَى ذَهَبِ الصَّمْتِ الْمَغْشُوشِ بِفَتْوَى الفِضَّةِ
خَوْفًا مِنْ غَمْزَةِ شُطَّارٍ أَوْ لَمْزَةِ عَيَّارِينْ
وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ
خَلْفَ الْمِلْحِ الْمُسْتَوْطِنِ سِرَّ خَمِيرَةِ خُبْزِ الفَلاَّحِينْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> يَقُولُ العِدا يا عَزَّ قَدْ حَالَ دُونكُمْ
يَقُولُ العِدا يا عَزَّ قَدْ حَالَ دُونكُمْ
رقم القصيدة : 20750
-----------------------------------
يَقُولُ العِدا يا عَزَّ قَدْ حَالَ دُونكُمْ
شُجَاعٌ على ظَهْرِ الطَّريقِ مُصَمِّمُ
فقلتُ لها واللهِ لو كانَ دونكمْ
جَهَنّمُ ما راعَتْ فؤادي جهَنّمُ
وَكَيْفَ يَرُوعُ القلبَ يا عَزَّ رائعٌ
ووجهُكِ في الظَّلماءِ للسَّفْرِ معلَمُ
وما ظَلَمَتْكِ النَّفْسُ يا عَزَّ في الهوى
فلا تنقمي حبّي فما فيه مَنقمُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أمِنَ آلِ قَيلَة َ بالدَّخُولِ رُسُومُ
أمِنَ آلِ قَيلَة َ بالدَّخُولِ رُسُومُ
رقم القصيدة : 20751
-----------------------------------
أمِنَ آلِ قَيلَة َ بالدَّخُولِ رُسُومُ
وبحوملٍ طللٌ يلوحُ قديمُ
لعبَ الرِّياحُ برسمِهِ فأجدَّهُ
جُونٌ عَوَاكِفُ في الرَّمادِ جُثُومُ(21/201)
سُفعُ الخدودِ كأنّهنَّ وقد مضتْ
حِجَجٌ، عَوائِدُ بَيْنَهُنَّ سَقيمُ
أجوازُ داوية ٍ خلالَ دماثها
جددٌ صحاصحُ بينهنَّ هرومُ
كَذِبَ العَوَاذِلُ بلْ أرَدْنَ خيانتي
وبدتْ روائعُ لِمَّتي وقتومُ
ولقدْ شهدتُ الخيلَ يحملُ شكَّتي
متلمِّظٌ حذمَ العنانِ بهيمُ
عَتَدُ القِيَادِ كأَنَّهُ مُتَحجّرٌ
حَرِبٌ يُشَاهِدُ رَهْطَهُ مَظْلومُ
باقي الذَّماءِ إذا ملكتَ مناقلٌ
وإذا جمعتَ بهِ أجَشُّ هزيمُ
عومُ المعيدِ إلى الرَّجا قذفتْ بهِ
في اللّجّ داوية ُ المكانِ جَمومُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وأنتِ التي حبَّبتِ شغبى إلى بدا
وأنتِ التي حبَّبتِ شغبى إلى بدا
رقم القصيدة : 20752
-----------------------------------
وأنتِ التي حبَّبتِ شغبى إلى بدا
إليّ وأوطاني بلادٌ سواهُما
وحلَّتْ بهذا حلّة ً ثمَّ أصبحتْ
بأخرى فطابَ الواديانِ كلاهما
إذا ذرفتْ عينايَ أعتلُّ بالقذى
وعزَّة ُ لوْ يدري الطّبيبُ قذاهُما
فلو تُذرِيانِ الدَّمع مُنذُ استهلّتا
على إثرِ جازي نعمة ٍ لجزاهُما
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَيَوْم الوَغَى يَومُ الطِّعانِ إذا اكتسى
وَيَوْم الوَغَى يَومُ الطِّعانِ إذا اكتسى
رقم القصيدة : 20753
-----------------------------------
وَيَوْم الوَغَى يَومُ الطِّعانِ إذا اكتسى
مُحجَّلُ خيلٍ المُلتقى وبهيمُها
من الماءِ لوناً واحداً فتشابهتْ
وغيَّرَ ألوانَ الجيادِ حميمُها
وَصَارَتْ إلى شَهْبَاءَ ثَابِتَة ِ الرَّحَى
مقنّعة ٍ أُخرى تَزُولُ نجومُها
وطارتْ خلالَ الضَّرْبِ أيدٍ وأرْجُلٌ
وحانتْ رقابٌ لم تُعقَّدْ تميمُها
وإنّي بخيرٍ ما بقيتَ وما وَلِي
قناة َ الهُدى مِنْكُمْ إمامٌ يُقِيمُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عفتْ غيقة ٌ من أهلِها فحريمُها
عفتْ غيقة ٌ من أهلِها فحريمُها
رقم القصيدة : 20754
-----------------------------------
عفتْ غيقة ٌ من أهلِها فحريمُها
فبُرقة ُ حِسمى قاعُها فصريمُها(21/202)
وَهَاجَتْكَ أَطْلاَلٌ لِعَزَّة َ باللّوى
يَلُوحُ بأَطْرَافِ البِرَاقِ رُسُومها
إلى المِئْبَرِ الدَّاني من الرَّمْلِ ذِي الغَضَا
تراها وقد أقوتْ حديثاً قديمُها
وَقَالَ خَلِيلي يَوْمَ رُحْنَا وَفُتّحَتْ
من الصَّدرِ أشراجٌ وفُضَّتْ ختومُها
أصابتكَ نبلُ الحاجبيّة ِ إنَّها
إذا ما رَمَتْ لا يَسْتَبِلُّ كليمها
كَأَنَّكَ مَرْدُوعٌ من الشَّمْسِ مُطْرَدٌ
يُفارِقُهُ من عُقْدَة ِ البُقْعِ هيمها
أَخُو حَيَّة ٍ عَطْشَى بِأَرْضٍ ظَميئَة ٍ
تجلَّلَ غشياً بعدَ غشيٍ سليمُها
إذا شحطتْ يوماً بعزَّة دارُها
عن الحيِّ صفقاً فاستمرَّ جذيمُها
فإنْ تمسِ قد شطَّتْ بعزَّة دارُها
ولم يستقمْ والعهدُ منها زعيمُها
فَقَدْ غَادَرَتْ في القَلْبِ منّي زَمَانَة ً
وللعينِ عَبْراتٍ سَرِيعاً سُجُومُهَا
فذُوقي بما جشَّمتِ عيناً مشُومة ً
قذاها وقد يأتي على العينِ شومُها
فلا تَجْزَعي لمَّا نأتْ وَتَزَحْزَحَتْ
بعزَّة َ دوراتُ النَّوى ورُجومُها
وَلِي مِنْكِ أيَّامٌ إذا شَحَطَ النَّوى
طوالٌ وليلاتٌ تزولُ نُجُومُهَا
قَضَى كُلُّ ذي دينٍ فوفّى غريمَهُ
وَعزَّة ُ مَمْطُولٌ مُعنَّى غَريِمُهَا
إذا سُمتُ نفسي هجرَها واجتنابها
رَأَتْ غَمَرَاتِ الموتِ في ما أَسُومُهَا
إذا بِنْتِ بَانَ العُرْفُ إلا أقلَّهُ
من النّاسِ واستعلى الحياة َ ذميمُها
وتُخلِقُ أثوابُ الصِّبا وتنكَّرتْ
نواحٍ من المعروفِ كانتْ تُقيمُها
فهلْ تجزيَنّي عزَّة ُ القرضَ بالهوى
ثواباً لنفسٍ قد أصيبَ صميمُها
بأنّيَ لم تبلُغْ لها ذا قرابة ٍ
أَذَاتي، ولم أُقْرِرْ لواشٍ يَذيمها
مَتَى مَا تَنَالاَ بِي الأولى يَقْصِبُونها
إليَّ ولا يشتمْ لديَّ حميمُها
وقدْ علمتْ بالغيبِ أنْ لنْ أودَّها
إذا هيَ لم يَكْرُمْ عَليَّ كريمها
فإنْ وصلتنا أمُّ عمروٍ فإنَّنا
سنقبلُ منها الوُدَّ أوْ لا نلومُها
فلا تزجرِ الغَاوينَ عَن تَبَعِ الصِّبا
وأَنْتَ غَويُّ النَّفسِ قِدْماً سقيمها(21/203)
بعزَّة َ متبولٌ إذا هي فارقتْ
مُعَنًّى بأسبابِ الهوى ما يريمها
ولما رأيتُ النَّفسَ نفساً مُصابة ً
تداعى عليها بثُّها وهمومُها
عزمتُ عليها أمرها فصرمتهُ
وخيرُ بديعاتِ الأمورِ عزيمُها
وما جابة ُ المِدْرَى خَذُولٌ خلا لها
أَرَاكٌ بذي الريانِ دانٍ صريمها
بِأَحْسَنَ منها سُنّة ً وَمُقَلَّداً
إذا ما بدتْ لبّاتُها ونظيمُها
وَتَفْرُقُ بالمِدرَى أَثِيثاً نباتُهُ
كجنَّة ِ غربيبٍ تدلّتْ كرومُها
إذا ضحكتْ لم تنتهزْ وتبسَّمتْ
ثَنَايَا لها كالمُزْنِ غُرٌّ ظُلُومها
كأنَّ على أنيابها بعد رقدة ٍ
إذا انتبهتْ وهناً لمنْ يستنيمُها
مُجاجة ُ نحلٍ في أباريقِ صفقة ٍ
بِصَهْبَاءَ يجري في العِظام هَميمها
ركودُ المُحيّا وردة ُ اللَّونِ شابها
بماء الغوادي غَيْرَ رَنْقٍ مُديمها
فإنْ تصدُفي يا عزَّ عني وتصرمي
ولا تقبلي مني خِلالاً أسومها
فقد أقْطَعُ المَوْمَاة َ يَسْتَنُّ آلُها
بها جيفُ الحسرى يلُوحُ هشيمُها
على ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُقَطِّعُ بالفتَى
نعافَ الفيافي سبتُها ورسيمُها
وقد أزْجُرُ العَوْجَاءَ أَنْقَبَ خُفُّها
مناسِمُها لا يَسْتَبِلُّ رَثِيمها
وَقَدْ غَيّبتْ سُمْراً كأنَّ حُروفَها
مَواثمُ وضّاحٍ يطيرُ جريمها
وليلة ِ إيجافٍ بأرضٍ مخوفة ٍ
تَقَتْني بجونَاتِ الظّلامِ نجومها
فبتُّ أساري ليلَها وضريبَها
على ظَهْرِ حُرجُوجٍ نَبيلٍ حزيمها
تُواهِقُ أطْلاحاً كأنَّ عُيُونَها
وقيعٌ تعادتْ عنْ نطافٍ هزومُها
أضرَّ بها الإدلاجُ حتّى كأنّها
من الأينِ خرصانٌ نحاها مقيمُها
تُنازعُ أشرافَ الإكامِ مَطِيّتي
من اللَّيلِ سيجاناً شديداً فحومُها
بمُشْرِفة ِ الأجْدَاثِ خَاشِعَة ِ الصُّوى
تداعى إذا أمستْ صداها وبومُها
إذا استَقْبَلَتْها الريحُ حَالَ رُغَامُها
وَحَالَفَ جَوْلاَنَ السّرابِ أُرومها
يُمَشّي بِحِزّانِ الإكامِ وبالرُّبى
كمستكبرٍ ذي موزجَينِ ظليمُها
رأيتُ بها العوجَ اللَّهاميمَ تغتلي(21/204)
وقد صُقِلَتْ صَقْلاً وَتُلّتْ جسومها
تُرَاكِلُ بالأكْوَارِ من كُلِّ صَيْهَبٍ
من الحرِّ أثباجاً قليلاً لحُومُها
ولو تسألينَ الرَّكْبَ في كلِّ سَرْبَخٍ
إذا العيسُ لم يَنْبِسْ بليلٍ بَغومها
من الحُجرة ِ القصوى وراءَ رحالِها
إذا الأُسْدُ بالأكْوارِ طَافَ رَزُومُها
وجرَّبتُ إخوانَ الصَّفاءِ فمنهمُ
حَمِيدُ الوِصَالِ عندنا وذميمها
وأعلمُ أنّي لا أُسَرْبَلُ جُنّة ً
منَ الموتِ معقوداً عليّ تميمها
ومنْ يبتدعْ ما ليسَ من سوسِ نفسه
يدعهُ ويغلبْهُ على النَّفسِ خيمُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أفي رَسْمِ أَطْلالٍ بِشَطْبٍ فمِرْجَمِ
أفي رَسْمِ أَطْلالٍ بِشَطْبٍ فمِرْجَمِ
رقم القصيدة : 20755
-----------------------------------
أفي رَسْمِ أَطْلالٍ بِشَطْبٍ فمِرْجَمِ
دوارسَ لمّا استُنطقتْ لم تكلَّمِ
تُكفكِفُ أعداداً من العينِ رُكّبتْ
سوانيُّها ثمَّ اندفعنَ بأسلُمِ
فأصبحَ من تربيْ خُصيلة َ قلبُهُ
لهُ ردَّة ٌ مِن حَاجَة ٍ لم تَصرَّمِ
كذي الظَّلعِ إنْ يَقصِدْ عَلَيْه فإنّهُ
يَهُمُّ وإنْ يخرَقْ بِهِ يَتَيمّمِ
وما ذكره تربيْ خصيلة َ بعدما
ظعنَّ بأجوازِ المراضِ فتغلَمِ
فأصبحن باللّعباءِ يرمينَ بالحصى
مدى كلِّ وحشيٍّ لهنَّ ومُستمي
موازية ً هضبَ المُضيَّحِ واتَّقتْ
جبالَ الحمى والأخشبينِ بأخرُمِ
إليكَ تبارى بعدما قلتُ قد بدتْ
جبالُ الشَّبا أوْ نكَّبتَ هضبَ تريَمِ
بِنَا العِيسُ تَجْتَابُ الفَلاَة َ كأَنَّها
قطا الكُدرِ أمسى قارباً جفرَ ضمضمِ
تشكّى بأعلى ذي جراولَ موهناً
مَناسِمُ مِنْهَا تَخْضِبُ المَروَ بالدَّمِ
تنوطُ العتاقَ الحميريَّة َ صُحبتي
بأعيسَ نهّاضٍ على الأينِ مرجمِ
كأَنَّ المَطَايَا تَتّقي مِنْ زُبَانَة ٍ
مَنَاكِبَ رُكْنٍ من نَضَادِ مُلَمْلَمِ
تُعَالِي وَقَدْ نُكِبّنَ أَعْلاَمَ عَابِدٍ
بأركانِها اليُسرى هضابَ المُقطَّمِ
ترى طبقَ الأعناقِ منها كأنَّهُ
إليكَ كعوبُ السَّمهريِّ المقوَّمِ(21/205)
إذا انتقدتْ فضلَ الأزمّة ِ زعزعتْ
أنابيبُها العليا خوابيَ حنتمِ
تَزُورُ امرءاً أَمَّا الآلهَ فيتّقي
وأَمّا بفعلِ الصَّالحِينَ فيأتمي
نُجِدُّ لكَ القَولَ الحليَّ ونَمْتطي
إليكَ بناتِ الصَّعيريِّ وشدقمِ
إليكَ فَلَيْسَ النِّبلُ أَصْبَحَ غَادِياً
بِذِي حُبُكٍ يَعْلُو القُرَى مُتَسَنَّمِ
بِطَامٍ يكبُّ الفُلكَ حَوْلَ جَنابِهِ
لأذقانِهِ مُعلَوْلِبَ المدِّ يرتمي
بِأَفْضَلَ سَيباً مِنْكَ، بَلْ لَيْسَ كُلّهُ
كَبَعْضِ أيادي سَيْبِكَ المتقسَّمِ
رأيتُ ابنَ ليلى يعتري صلبَ مالهِ
مَسَائِلُ شَتّى مِنْ غنيٍّ وَمُصْرِمِ
مَسَائِلُ إنْ توجَدْ لديهِ تَجُدْ بها
يداهُ وإنْ يُظلمْ بها يتظلَّمَ
يداكَ ربيعٌ يُنتوى فضلُ سيبهِ
ووجهُكَ بادي الخيرِ للمتوسِّمِ
لقدْ أبرزتْ منكَ الحوادثُ للعدى
على رَغْمِهِمْ ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُصَمِّمِ
وَذِي قَوْنَسٍ يوماً شَكَكْتَ لُبَانَهُ
بذي حُمَة ٍ في عَامِلِ الرّمْحِ لَهْذَمِ
وذي مَغْرَمٍ فَرَّجْتَ عَنْ لَوْنِ وجهِهِ
صُبابَة َ ذي دَجْنٍ مِنَ الهمِّ مظلمِ
وعانٍ فككتَ الغُلَّ عنهُ وكبلهُ
وقدْ أندبا منهُ بساقٍ ومعصمِ
ولوْ وُزنتْ رضوى الجبالِ بحلمِهِ
لمال برضوى حِلْمُهُ وَيَرَمْرَمِ
مِنَ النّفَرِ البِيضِ الَّذينَ وُجُوهُهُمْ
دنانيرُ شيفتْ من هرقلٍ بروسمِ
فأنتَ إذا عُدَّ المكارمُ بينهُ
وبين ابنِ حربٍ ذي النُّهى المتفخم
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ
عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ
رقم القصيدة : 20756
-----------------------------------
عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ
وإنْ هِيَ لم تَسْمَعْ ولم تَتَكَلّم
فقد قدُمتْ آياتُها وتنكَّرتْ
لِمَا مَرَّ مِنْ رِيحٍ وأَوْطَفَ مُرْهِمِ
تأمَّلتُ منْ آياتِها بعدَ أهلِها
بأطرافِ أعْظَامٍ فأَذْنَابِ أزْنُمِ
محانيَ آناءٍ كأنَّ دروسَها
دروسُ الجوابي بعد حولٍ مُجرَّمِ(21/206)
يَقُولُ خَليلي سِرْ بنا أيَّ موقفٍ
وَقَفْتَ وَجَهْلٍ بالحَلِيمِ المعمَّمِ
تَلُومُ وَلَمْ تَعْلَمْ بأسرارِ خُلّة ٍ
فتُعذرَ إلاّ عنْ حديثٍ مُرجَّمِ
فإنْ كنتُ لم أجهل فقد لمتَ ظالماً
وإن كنتُ قد أزرى بيَ الجهلُ فاحلُمِ
وفي الحلمِ والإسلامِ للمرءِ وازعٌ
وفي تركِ طاعاتِ الفؤادِ المتيَّمِ
بَصَائِرُ رُشْدٍ للفَتى مُسْتَبينَة ٌ
وأخلاقُ صدقٍ علمُها بالتَّعلُّمِ
وَلِيتَ فلم تَشْتِمْ عليّاً ولم تُخِفْ
بريّاً ولم تقبلْ إشارة َ مجرمِ
وأظْهَرْتَ نورَ الحقِّ فاشتَدَّ نُورُهُ
على كُلِّ لَبْسٍ بارِقِ الحَقّ مُظْلمِ
وَعَاقَبْتَ فيما قَدْ تَقَدّمْتَ قَبْلَهُ
وأعرضتَ عمّا كانَ قبل التّقدُّمِ
وصدَّقْتَ بالفِعْلِ المقالَ مَعَ الذي
أتيتَ فأمسى راضياً كلُّ مسلِم
تَكَلَّمْتَ بالحَقّ المُبينِ وإنّما
تَبَيّنُ آياتُ الهُدى بالتّكلّمِ
ألا إنما يكفي الفَتَى بَعْدَ زَيْغِهِ
مِن الأوَدِ البَادِي ثِقافُ المقوِّمِ
وَقَدْ لَبِسَتْ لُبْسَ الهَلُوكِ ثيابَهَا
تراءى لك الدُّنيا بكفٍّ ومعصمِ
وَتُومِضُ أحياناً بعينٍ مريضَة ٍ
وتَبْسِمُ عَنْ مِثْلِ الجُمَانِ المُنظَّمِ
فأعرضتَ عنها مشمئزّاً كأنّما
سقتك مدوفاً من سمامِ وعلقمِ
وَقَدْ كُنْتَ مِنْ أَجْبَالِهَا في ممَنَّعٍ
وَمِنْ بَحْرِهَا في مُزْبِدِ المَوْجِ مُفعَمِ
وما زلتَ توّاقاً إلى كلّ غاية ٍ
بَلَغْتَ بها أعْلَى البِنَاءِ المُقَدَّمِ
فلما أتاكَ المُلْكُ عفواً ولم يَكُنْ
لطالبِ دُنيا بعْدهُ مِن تَكَلُّمِ
تركتَ الذي يفنى وإنْ كانَ مونقاً
وآثرْتَ ما يَبْقَى برأيٍ مُصَمِّمِ
وأضررتَ بالفاني وشمَّرت للّذي
أَمَامَكَ في يومٍ مِنَ الشّرِّ مُظلِمِ
وَمَا لَكَ إذا كُنْتَ الخليفة مانع
سوى الله من مال رغيب ولا دم سم
سما لكَ همٌّ في الفؤادِ مؤرِّقٌ
بلغتَ بِهِ أَعْلَى المَعَالِي بسُلّمِ
فما بينَ شرقِ الأرضِ والغربِ كلِّها
منادٍ ينادي من فصيحٍ وأعجمِ
يقولُ : أميرَ المؤمنين ظلمتني(21/207)
بأخذٍ لدينارٍ ولا أخذِ درهمِ
ولا بسطِ كفِّ امرئٍ غيرِ مجرمٍ
ولا السَّفكِ منهُ ظالماً ملءَ محجَمِ
ولو يستطيعُ المسلمونَ تقسَّموا
لكَ الشَّطْرَ من أعمارِهِمْ غيرَ
فعشتَ به ما حجَّ للهِ راكبٌ
مُغذٌّ مطيفٌ بالمقامِ وزمزمِ
فأربحْ بها من صفقة ٍ لمبايعٍ
وأعظمْ بها أعظمْ بها ثمَّ أعظِمِ ..
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لَكَ الوَيْلُ من عَيْنيْ خُبيبٍ وَثَابتٍ
لَكَ الوَيْلُ من عَيْنيْ خُبيبٍ وَثَابتٍ
رقم القصيدة : 20757
-----------------------------------
لَكَ الوَيْلُ من عَيْنيْ خُبيبٍ وَثَابتٍ
وَحَمْزَة َ أشْباهِ الحِداءِ التّوائمِ
تُخَبّرُ مَنْ لاقيتَ أنّكَ عائِذٌ
بلِ العائذُ المظلومُ في مسجن عارمِ
ومن يرَ هذا الشَّيخَ بالخيفِ منْ منى ً
من النّاسِ يعلمْ أنَّهُ غيرُ ظالمِ
وَصِيُّ النّبيِّ المُصْطفى وابنُ عمّهِ
وَفَكّاكُ أغْلالٍ وَقَاضِي مَغَارِمِ
أبى فَهْو لا يَشْرِي هُدًى بضَلالة ٍ
ولا يتّقي في اللهِ لومة َ لائمِ
ونحنُ بحمدِ الله نتلو كتابهُ
حُلُولاً بهذا الخَيْفِ خَيْفِ المحارمِ
بحيثُ الحمامُ آمنُ الرَّوعِ ساكنٌ
وَحَيْثُ العَدُوُّ كالصَّدِيقِ المُسَالِم
فما ورَقُ الدُّنيا بِبَاقٍ لأهْلِهِ
ولا شِدَّة ُ البَلْوَى بضَرْبَة ِ لازِمِ
فلا تجزَعَنْ مِنْ شِدَّة ٍ إنَّ بَعْدَها
فوارجَ تلوي بالخُطوبِ العوارمِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وَهَاجِرَة ٍ يا عَزَّ يَلْتَفُّ حَرُّها
وَهَاجِرَة ٍ يا عَزَّ يَلْتَفُّ حَرُّها
رقم القصيدة : 20758
-----------------------------------
وَهَاجِرَة ٍ يا عَزَّ يَلْتَفُّ حَرُّها
بركبانِها من حيثُ ليُّ العمائمِ
نصبتُ لها وجهي وعزَّة ُ تتَّقي
بجِلْبَابِهَا والسِّترِ لَفْحَ السّمائِمِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> رأيتُ أبا الحجناءِ في النّاسِ جائزاً
رأيتُ أبا الحجناءِ في النّاسِ جائزاً
رقم القصيدة : 20759
-----------------------------------(21/208)
رأيتُ أبا الحجناءِ في النّاسِ جائزاً
ولونُ أبي الحجناء لونُ البهائمِ
تَرَاهُ على مَا لاَحَهُ مِنْ سَوَادِهِ
وإنْ كَانَ مظْلوماً لَهُ وَجهُ ظَالمِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> تعالى ...
تعالى ...
رقم القصيدة : 2076
-----------------------------------
تَعَالَي حبيبةَ قلبي لنهربَ يكفي انتحارَا
على بابِ مملكةِ الحُلْمِ عِشْنا ومِتْنا انتظارَا
تَعَالَي إلى حيثُ لا شيْءَ إلاّ حريرًا يعيشُ انكسارَا
تَعَالَي بدونِ التِفاتَةِ زوجةِ لُوطٍ نرتِّبْ جميعَ الشّؤونِ الصّغيرَهْ
ونترُكْ رمالَ الصّحارَى
تصلِّي لشلعةِ غيمٍ تعيشُ ارتعاشةَ ملحٍ يرقِّصُ جرحًا أسيرَا
إلى أنْ يجيءَ المجوسُ أخيرَا
بنجمٍ جديدٍ يبشِّرُ حُلْمًا قديمًا بشمسِ البشارَهْ
تَعَالَي حبيبةَ قلبي لنهربَ يكفي انتحارَا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> كأنَّ فاها لمن توسَّنها
كأنَّ فاها لمن توسَّنها
رقم القصيدة : 20760
-----------------------------------
كأنَّ فاها لمن توسَّنها
أوْ هكذا موهناً ولم تنمِ
بيضاءُ من عسلِ ذروة ٍ ضربٍ
شَجَّتْ بِمَاءِ الفَلاة ِ مِنْ عَرِمِ
دَعْ عَنْكَ سَلْمَى إذْ فَاتَ مَطْلَبُها
واذكرْ خليليكَ منْ بني الحكمِ
ما أعطياني ولا سألتُهُما
إلاّ وإنّي لحاجزِي كَرَمِي
إنّي متى لا يكنْ نوالُهُما
عندي بما قد فعلتُ أحتشمِ
مبدي الرِّضا عنهما ومنصرفٌ
عَنْ بَعْضِ ما لو فَعَلْتُ لم أُلَمِ
لا أنزرُ النّائلَ الخليلَ إذا
ما اعْتَلَّ نَزْرُ الظُّوور لم تَرِمِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِيمِ
عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِيمِ
رقم القصيدة : 20761
-----------------------------------
عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِيمِ
إلى لأيٍ فَمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ
أميرَ المُؤمِنِينَ إليْكَ نَهْوِي
على البُختِ الصَّلادمِ والعُجومِ
كأنَّ سوالفَ النَّجداتِ منها
تقطَّرُ بالأرندجِ والعصيمِ(21/209)
إذا اتّخذتْ وجوهُ القومِ نصباً
أجيجَ الواهجاتِ من السَّمومِ
فَكَمْ غَادرْنَ دُونَكَ مِنْ جَهِيضٍ
وَمِنْ نَعْلٍ مُطَرَّحة ٍ جَذيمِ
يَزُرْنَ عَلى تَنَائِيهِ يَزِيداً
بأكنافِ الموقَّرِ والرَّقيمِ
تُهَنِّئُهُ الوُفُودُ إذا أتَوْهُ
بَنَصْرِ الله والمُلْكِ العَظِيمِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> يَا لَقَوْمِي لحَبْلِكَ المَصْرومِ
يَا لَقَوْمِي لحَبْلِكَ المَصْرومِ
رقم القصيدة : 20762
-----------------------------------
يَا لَقَوْمِي لحَبْلِكَ المَصْرومِ
يومَ شوطى وأنتَ غيرُ مُليمِ
وَرُسُومُ الدّيارِ تُعرَفُ مِنها
بالمَلاَ بَيْنَ تَغْلَمَيْنِ فَرِيمِ
غَشِيَ الرَّكْبُ رَبْعَها فَعَجِبْنَا
مِن بِلاَه وَمَا المَدَى بمقيمِ
كَحَوَاشِي الرداءِ قَدْ مُحَّ منْهُ
بعد حسنٍ عصائبُ التَّسهيمِ
بدّلَ السَّفحَ في اليلابنِ منها
كلُّ أدْماءَ مُرْشِحٍ وظَليمِ
قَدْ أُرُوعُ الخليلَ بالصّرْمِ منّي
لَمْ يَخَفْهُ وقِلّة ِ التّكْليمِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> بَرِئْتُ إلى الإلهِ مِنِ ابنِ أرْوَى
بَرِئْتُ إلى الإلهِ مِنِ ابنِ أرْوَى
رقم القصيدة : 20763
-----------------------------------
بَرِئْتُ إلى الإلهِ مِنِ ابنِ أرْوَى
ومنْ قولِ الخوارجِ أجمعينا
ومن عمرٍ برئتُ ومنْ عتيقٍ
غداة َ دُعيْ أميرَ المؤمنينا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> خيرُ إخوانِكَ المشاركُ في الأمـ
خيرُ إخوانِكَ المشاركُ في الأمـ
رقم القصيدة : 20764
-----------------------------------
خيرُ إخوانِكَ المشاركُ في الأمـ
ـرِ وأَيْنَ الشَّرِيكُ في الأمْرِ أيْنَا
الّذي إنْ حضرتَ سرَّك في الحيـ
ـيّ وإنْ غِبْتَ كَانَ أُذناً وَعَيْنَا
ذاكَ مِثْلُ الحُسامِ أخلَصَهُ القَيْـ
نُ جلاهُ الجلاّءُ فازدادَ زينا
أنتَ في معشرٍ إذا غبتَ عنهمْ
بدّلوا كُلَّ ما يزينُكَ شَينا
وإذا ما رأوكَ قالوا جميعاً:
أنْتَ مِنْ أكْرَمِ الرّجالِ عَلَينا(21/210)
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أهَاجَكَ مَغْنَى دِمْنَة ٍ وَمَسَاكِنُ
أهَاجَكَ مَغْنَى دِمْنَة ٍ وَمَسَاكِنُ
رقم القصيدة : 20765
-----------------------------------
أهَاجَكَ مَغْنَى دِمْنَة ٍ وَمَسَاكِنُ
خلتْ وعفاها المعصراتُ السَّوافنُ
دِيَارُ ابنَة ِ الضَّمْرِي إذ حَبْلُ وَصْلِها
متينٌ وإذ معروفُها لكَ عاهنُ
تقولُ ابنة ُ الضَّمريِّ ما لكَ شاحباً
وقد تَنْبري لِلْعَيْنِ فيك المَحَاسِنُ
جفوتَ فما تهوى حديثَكَ أيّمٌ
ولا تجتديكَ الآنساتُ الحواضنُ
فقلتُ لها بلْ أنتِ حنَّة ُ حوقلٍ
جَرَى بِالفِرى بَيْنِي وَبَيْنَكِ طَابِنُ
فَصَدَّقِتِه في كُلِّ حقٍّ وباطلٍ
أتاكِ بهِ نمُّ الأحاديثِ خائنُ
رأَتْنِي كَأَنْضَاءِ اللّجامِ وبعلُها
من الملء أبزى عاجزٌ متباطنُ
رَأَتْ رَجُلاً أَوْدَى السِّفَارُ بوجْهِهِ
فلم يبقَ إلاّ منظرٌ وجناجنُ
فإن أكُ معروقَ العظامِ فإنّني
إذا وزنَ الأقوامُ بالقوم وازنُ
مَتَى تَحْسِرُوا عَنّي العَمَامَة َ تَبْصُروُا
جميلَ المُحيّا أغفلتهُ الدَّواهنُ
يروقُ العيونَ النّاظراتِ كأنّهُ
هِرَقْلِيُّ وزْنٍ أحمرُ التِّبْرِ وازِنُ
نِسَاءُ الأَخِلاَّءِ المُصَافِينَ مَحْرَمٌ
عليَّ وَجَارَاتُ البُيُوتِ كنائنُ
وإنِّي لِمَا استَوْدَعْتِني مِن أمانة ٍ
إذا ضاعتِ الأسرارُ للسِّرِّ دافنُ
وَمَا زِلْتِ من ليلي لدُنْ طرَّ شاربي
إلى اليومِ أخفي حبَّها وأُداجنُ
وأحملُ في ليلى لقومٍ ضغينة ً
وتُحمَل في ليلى عليَّ الضغائنُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ
أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ
رقم القصيدة : 20766
-----------------------------------
أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ
كما انبَتَّ مِنْ حَبْلِ القَرِينِ قرينُ
أإنْ زُمَّ أَجْمَالٌ وَفَارَقَ جِيرة ٌ
وصاحَ غرابُ البينِ أنتَ حزينُ؟
كأَنَّكَ لم تَسْمَعْ ولم تَرَ قَبْلَها
تَفَرُّقَ أُلاّفٍ لَهُنَّ حَنينُ(21/211)
حَنِينٌ إلى أُلاَّفهِنَّ وقدْ بَدا
لهُنَّ مِن الشَّكِّ الغَداة َ يَقينُ
وهاجَ الهوى أَظْعانُ عزَّة َ غُدوَة ً
وقد جعلتْ أقرانُهُنَّ تبينُ
فَلَمّا استَقَلَّتْ عن مَنَاخٍ جِمَالُها
وأَسْفَرْنَ بالأَحْمَالِ قُلْتُ سَفينُ
تأَطَّرْنَ في المِينَاءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ
وقد لاحَ مِنْ أثْقَالهنَّ شُحونُ
كأنّي وقد نكِّبنَ بُرقة َ واسطٍ
وخلَّفنَ أحواضَ النُّجيلِ طعينُ
فأتبعتُهُمْ عينيَّ حتّى تلاحمتْ
عليها قنانٌ من خفيننَ جونُ
فَقَدْ حَالَ مِنْ حَزْمِ الحَمَاتينِ دونهم
وأعرضَ منْ وادي البُليدِ شُجونُ
وَفَاتَتْكَ عِيرُ الحَيّ لمّا تَقَبَّلَتْ
ظهورٌ بهمْ من ينبُعٍ وبطونُ
وقد حال من رَضْوى وَضَيْبر دُونَهُمْ
شمارخُ للأروى بهنَّ حصونُ
على الكُمتِ أو أشباهها غيرَ أنَّها
صُهابيّة ٌ حُمْرُ الدُّفوفِ وَجونُ
وأعرضَ ركبٌ من عباثرَ دونهمْ
وَمِنْ حَدِّ رَضْوَى المكْفهرِّ جبينُ
فأخلفنَ ميعادي وخُنَّ أمانتي
وَلَيْسَ مَنْ خَانَ الأمانَة َ دينُ
وأورثنه نأياً فأضحى كأنَّهُ
مخالطُهُ يومَ السُّريرِ جنونُ
كذبنَ صفاءَ الوُدِّ يومَ شنوكة ٍ
وأدرَكَني مِنْ عَهْدِهِنَّ وُهُونُ
وإنَّ خَليلاً يُحْدِثُ الصُّرم كلَّما
نأيتَ وشطَّتْ دارُهُ لظنونُ
وطافَ خيالُ الحاجبيّة موهناً
ومرٌّ وقرنٌ دونها ورنينُ
وعاذلة ٍ ترجو لياني نجهتُها
بأنْ ليسَ عندي للعواذلِ لينُ
تَلُومُ امرءاً في عنفوانِ شبابِهِ
ولِلتَّرْكِ أشْياعَ الصَّبَابَة ِ حينُ
وما شعرتْ أنَّ الصِّبا إذْ تلومني
على عهدِ عادٍ للشَّبابِ خدينُ
وأنّي ولوْ داما لأعلمُ أنَّني
لحفرة ِ موتٍ مَرَّة ً لدفينُ
وأنّيَ لم أعلمْ ولم أجدِ الصِّبا
يُلائِمُهُ إلا الشَّبَابَ قرينُ
وأنَّ بياضَ الرَّأسِ يُعقِبُ بالنُّهى
ولكنَّ أطلالَ الشَّبابِ تَزينُ
لَعَمْرِي لقد شَقَّتْ عليَّ مريرة ٌ
ودارٌ أحلَّتكِ البُويبَ شطُونُ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونَهُ(21/212)
سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونَهُ
رقم القصيدة : 20767
-----------------------------------
سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونَهُ
جماهيرُ حسمى : قورُها وحزونُها
تُجاوِبُ أصْدَائي بِكُلِّ قَصيدة ٍ
من الشعر مُهْدَاة ٍ لمن لا يُهينها
أُفحِّمُ فيها آلَ مروانَ إنَّهم
إذا عَمَّ خوفٌ عبدَ شمسٍ حُصونها
أُسودُ بوادي ذي حماسٍ خوادرٌ
حَوانٍ على الأَشْبَالِ محمًى عرينها
إذا طلبوا أعلى المكارمِ أدركوا
بِمَا أَدْرَكَتْ أحْسَابُ قَوْمٍ ودينها
لقد جَهَدَ الأعداءُ فوْتَكَ جُهْدَهُمْ
وَضَافَتْكَ أبكارُ الخُطُوبِ وَعُونها
فَمَا وَجَدُوا فيكَ ابنَ مَرْوَانَ سَقْطَة ً
ولا جهلة ً في مأزقٍ تستكينُها
ولَكِنْ بَلَوْا في الجِدِّ منكِ ضريبَة ً
بعيداً ثراها مسمهرّاً وجينُها
إذا جاوزوا معروفَها أسلمتهُمُ
إلى غَمْرَة ٍ لا يَنْظُرُ العوْمَ نونُها
إذا ما أرادَ الغزوَ لم تثنِ عزمَهُ
حَصَانٌ عليها نظمُ دُرٍّ يزينُها
نهَتْهُ فَلَمّا لم تَرَ النّهْيَ عَاقَهُ
بكَتْ فَبَكَى مِمَّا شَجَاهَا قطينُها
ولم يثنِهِ عندَ الصَّبابة ِ نهيُها
غَدَاة َ استهلَّتْ بالدُّموعِ شؤونُها
ولكنْ مضى ذو مرَّة ٍ متثبِّتٌ
لسُنّة ِ حقٍّ واضحٍ يسْتَبِينُها
أشمُّ عميمٌ في العمامة ِ أظهرتْ
حزامتُهُ أجْلاَدَ جسمٍ يُعينُها
وصدقَ مواعِيدٍ إذا قيل إنّما
يُصَدِّقُ موعودَ المغيبِ يقينُها
فَتًى أخْلصَتْهُ الحَرْبُ حتَّى تقلَّبتْ
كما أَخلَصَتْ عَضْباً بضربٍ قيونها
وَهُمْ يَضْرِبُون الصَّفَّ حتَّى يُثبِّتوا
وهم يُرْجِعُون الخَيْلَ جُمّاً قرونها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لقد كنتَ للمظلومِ عزّاً وناصراً
لقد كنتَ للمظلومِ عزّاً وناصراً
رقم القصيدة : 20768
-----------------------------------
لقد كنتَ للمظلومِ عزّاً وناصراً
إذا ما تَعَيَّا في الأمورِ حُصُونُها
كما كانَ حصناً لا يُرامُ ممنَّعاً
بأشبالِ أُسدٍ لا يُرامُ عرينُها(21/213)
وَلِيتَ فَمَا شَانَتْكَ فينا ولا ية ٌ
ولا أَنْتَ فيها كنتَ ممّن يَشينها
فعفَّتْ عن الأموالِ نفسُكَ رغبة ً
وأكرِمْ بنفسٍ عندَ ذاكَ تصونُها
وعطَّلتَها منْ بعد ذلك كالّذي
نَهى نَفْسَهُ أنْ خالَفَتْهُ يُهينها
كَدَحْتَ لها كَدْحَ امرىء ٍ مُتحرّجٍ
قدَ أيقنَ أنَّ اللهَ سوفَ يدينُها
فَمَا عَابَ مِنْ شَيءٍ عليهِ فإنَّهُ
قد اسْتَيْقَنَتْ فيه نفوسٌ يقينها
فعِشتَ حميداً في البريَّة ِ مقسطاً
تؤدّي إليها حقَّها ما تخونُها
ومُتَّ فقيداً فهيَ تبكي بعولة ٍ
عليكَ وَحُزْنٍ، ما تجفُّ عيونها
إذا ما بدا شجواً حمامٌ مغرِّداً
على أَثْلَة ٍ خَضْرَاءَ دانٍ غصونها
بَكَتْ عُمَرَ الخَيْرَاتِ عَيني بعَبْرَة ٍ
على إثرِ أخرى تستهلُّ شؤونُها
تَذَكَّرْتُ أيّاماً خَلَتْ وليالياً
بها الأمنُ فيها العدلُ كانتْ تكونُها
فإنْ تصبحِ الدُّنيا تغيَّرَ صفوُها
فَحالتْ وأمْسَتْ وهي غَثٌّ سمينها
فقد غَنِيتْ إذْ كُنْتَ فيها رخيّة ً
ولكنَّها قِدْماً كَثيرٌ فنونها
فلو كانَ ذاقَ الموتَ غيرُكَ لم تجدْ
سَخِيّاً بها ـ ما عِشْتَ فيها ـ يمونها
فَمَنْ لِلْيتامى والمَسَاكِينِ بَعْدَهُ
وأرملة ٍ باتتْ شديداً أنينُها
وليسَ بها سقمٌ سوى الجوعِ لم تجدْ
على جُوعِها من بَعْدِها مَن يُعينها
وكنتَ لها غيثاً مَريعاً ومَرْتعاً
كما في غمارِ البحرِ أمرعَ نونُها
فإن كانَ للدُّنيا زوالٌ وأهلِها
ـ لعدل إذا ولّى ـ فقد حان حينها
أقامتْ لكم دُنْيا وزال رَخَاؤها
فلا خيرَ في دنيا إذا زالَ لينُها
بَكَتْهُ الضَّواحي واقشعرَّتْ لفَقْدِهِ
بحزنٍ عليهِ سهلُها وحزونُها
فكلُّ بلادٍ نالها عدلُ حكمِهِ
شِدُيدٌ إليها شَوْقُها وحنينُها
فلمّا بكتهُ الصَّالحاتُ بعدلهِ
وما فاتها منهُ بكتهُ بطونُها
ولمّا اقشعرَّتْ حينَ ولّى وأيقنت
لقد زالَ منها أنسُها وأمينُها
وقالتْ لهُ أهلاً وسهلاً وأشرقتْ
بنورٍ له مستشرفاتٍ بُطُونُها
فإنْ أشْرَقَتْ منها بَطونٌ وأبْشرَتْ(21/214)
لهُ إذْ ثوى فيها مقيماً رهينُها
وقد زانها زيناً لهُ وكرامة ً
كما كانَ في ظهر البلادِ يزينُها
لقد ضُمّنَتْهُ حُفْرَة ٌ طَابَ نَشْرُهَا
وَطَابَ جنيناً ضُمّنَتْهُ جنينُها
سقى ربُّنا من ديرِ سمعانَ حفرة ً
بها عُمَرُ الخيْراتِ رَهْناً دَفِينها
صوابحَ منْ مزنٍ ثقالٍ غوادياً
دوالحَ دهماً ماخضاتٍ دجونُها
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ
أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ
رقم القصيدة : 20769
-----------------------------------
أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ
وقفتُ بها وحشاً كأنْ لم تدمَّنِ
إلى تَلَعَاتِ الخُرْجِ غيّرَ رَسْمَها
هَمَائِمُ هَطَّالٍ من الدَّلْوِ مُدْجِنِ
عرفتُ لسُعدى بعدَ عشرينَ حجَّة ً
بها درسُ نؤيٍ في المحلّة ِ منحنِ
قَديمٌ كَوَقْفِ العاجِ ثُبِّتَ حَوْلهُ
مَغازِرُ أوْتَادٍ برَضْمٍ موضَّنِ
فَلاَ تُذكِرَاهُ الحَاجِبيَّة إنَّهُ
مَتَى تُذْكِرَاهُ الحَاجِبيَّة َ يَحْزنِ
تراها إذا استقبلتها محزئلَّة ً
على ثفنٍ منها دوامٍ مسفَّنِ
كأنَّ قتودَ الرَّحلِ منها تبينُها
قرونٌ تحنَّتْ في جماجمِ أبدُنِ
كأن خليفَيْ زَوْرِها وَرَحاهُمَا
بُنَى مَكَوَينِ ثُلِمّا بعدَ صيدَنِ
إلى ابنِ أبي العَاصِي بدَوَّة َ أرْقَلَتْ
وبالسّفحِ من ذَاتِ الرُّبَى فوْقَ مُظعِنِ
بشُعْثٍ عليها، غَيّرَ السيرُ منهُمُ
صفاءَ وُجُوه وَهْيَ لم تتشنّنِ
إذا ذرَّ قرنُ الشَّمسِ مالتْ طلاهم
عليها وألْقَوْا كلَّ سوطٍ وَمِحجَنِ
كأنَّهمُ كانوا من النَّومِ عاقروا
بليلٍ خراطيمَ السُّلافِ المسخَّنِ
إلى خَيْرِ أَحْيَاءِ البَريّة ِ كلِّهَا
لذي رحمٍ أوْ خلّة ٍ متأسِّنِ
لَهُ عَهْدُ وُدّ لم يُكدَّرْ يَزينُهُ
رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومزْمنِ
وليسَ امرؤٌ من لم ينلْ ذاكَ كامرئٍ
بَدَا نُصْحُهُ فاسْتَوْجَبَ الرِّفد مُحسِنِ
فإنْ لَمْ تَكُنْ بالشّأمِ دارِي مُقيمة ً
فإنَّ بأجنادين منّي ومسكنِ(21/215)
مَنَازِلَ لمْ يعْفُ التّنائي قديمَها
وأُخْرَى بميّافَارِقِينَ فمَوْزَنِ
إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيتِ كأنّها
شَوارعُ دَبْرٍ في حُشافة ِ مُدْهُنِ
وَأَنْتَ كَرِيمٌ بينَ بيتي أمَانَة ٌ
بعلياءِ مجدٍ قُدِّمَتْ لَكَ فابتنِ
مصانعَ عزَّ ليس بالتُّربِ شرِّفتْ
ولكِنْ بِصُمّ السّمْهريّ المُعرَّنِ
وقدْ علمتْ قدماً أميّة ُ أنَّكمْ
من الحيّ مأوى الخائفِ المتحصّنِ
وإنْ تَقْصُرِ الدَّعوى إلى الرَّهْطِ قَصْرَة ً
فإنّكَ ذو فضل على الحقِّ بيِّنِ
بحقّك إنْ تَنْطُقْ تَقُلْ غيرَ مُهْجِرٍ
صواباً وإنْ يخفُفْ حصى القوم ترزُنِ
بَهَالِيلُ مَعْرُوفٌ لكم أن تفضَّلوا
وأنْ تحفظوا الأَحْسَابَ في كلّ موطنِ
بِصَبْرٍ وإبْقَاءٍ عَلَى جُلّ قومِكُمْ
عَلَى كُلِّ حَالٍ بالأُنا والتحنّنِ
ولينٍ لهمْ حتّى كأنَّ صدورَهمْ
من الحلمِ كانتْ عزّة ً لم تخشَّنِ
وأنتَ فلا تُفقَدْ ولا زَالَ مِنْكُمُ
إمامٌ يحيّا في حجابٍ مسدَّنِ
أشمُّ من الغادينَ في كلِّ حلَّة ٍ
يَمِيسُون في صِبْغٍ من العَصْب متقَنِ
لهمْ أزُرٌ حمرُ الحواشي يطونَها
بأقْدامهِمْ في الحَضْرَميّ المُلسَّنِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حاضر غائب
حاضر غائب
رقم القصيدة : 2077
-----------------------------------
دَقَّ الْمَاضِي الْبَابْ
قِيلَ "ادْخُلْ" وَالصَّوْتُ أَنِينْ
دَخَلَ الْمَاضِي عَاصِفَةً
فِي عَيْنَيْهِ رَمَادُ سِنِينْ
وَجَدَ الْحَاضِرَ غَائِبْ
عَنْ وَجْهِ الدُّنْيَا
يَتَمَاوَتُ حُزْنًا وَحَنِينْ
جَلَسَ الْمَاضِي
فِي حَضْرَةِ غَيْبُوبَتِه الْغَبْرَاءْ
رَاحَ يُصَلِّي
وَالدَّمْعُ يُبَلِّلُ لِحْيَتَهُ الْبَيْضَاءْ
وَبَكَى الْحَاضِرُ مُنْتَحِبًا
بَيْنَ يَدَيْ وَالِدِهِ الْمِسْكِينْ
دُونَ كَلاَمٍ فَهِمَ الْمَاضِي
سِرًّا كَانَ دَفِينْ
مَا بِكَ يَا ابْنِي؟ سَأَلَ الْمَاضِي
شُو السِّيرِه مَعَاكْ؟
مَا زِلْتَ صَغِيرًا
دَمِّي وَالرُّوحُ فِدَاكْ(21/216)
وَاسْتَطْرَدَ يَسْأَلْ
أَيْنَ حَفِيدِيَ مُسْتَقْبَلْ؟
هَلْ يَعْرِفُ شَيْئًا عَمَّا صَارَا؟
قَالَ الْحَاضِرُ لاَ عِنْدَ قُرَيْشٍ خَبَرٌ
هُوَذَا يَلْعُبُ فِي الْحَارةْ
مَا زَالَ صِغِيرًا
لاَ يَفْقَهُ كُنْهََ الأَشْيَاءْ
هَلْ يَأْتِي؟ سَأَلَ الْمَاضِي
وَالدَّمْعُ يُبَلِّلُ لِحْيَتَهُ الْبَيْضَاءْ
قَدْ يَأْتِي أَوْ لاَ يَأْتِي
مُحْتَضَرًا رَدَّ الْحَاضِرْ
قَدْ يَأْتِي أَوْ لاَ يَأْتِي
وَانْطَفَأَ الْحَاضِرْ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> طربَ الفؤادُ فهاجَ لي ددني
طربَ الفؤادُ فهاجَ لي ددني
رقم القصيدة : 20770
-----------------------------------
طربَ الفؤادُ فهاجَ لي ددني
لَمَّا حَدَوْنَ ثَوَانِيَ الظُّعنِ
والعيسُ أنّى هيْ توجِّههُ
شَأماً وَهْنَّ سَوَاكِنُ اليَمَنِ
ثمَّ اندفعنَ ببطنِ ذي عببٍ
ونكأنَ قرحَ فؤاديَ الضَّمنِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> لمنِ الدِّيارُ بأبرقِ الحنّانِ
لمنِ الدِّيارُ بأبرقِ الحنّانِ
رقم القصيدة : 20771
-----------------------------------
لمنِ الدِّيارُ بأبرقِ الحنّانِ
فالبُرقُ فالهضباتُ من أدمانِ
أقوَتْ مَنَازِلُهَا وَغَيّرَ رَسْمَها
بعدَ الأنيسِ تَعَاقُبُ الأزْمَانِ
فوقفتُ فيها صاحبيَّ وما بها
يا عزَّ منْ نعمٍ ولا إنسانِ
إلاّ الظِّباءَ بها كأنَّ نزيبَها
ضَرْبُ الشِّرَاعِ نواحيَ الشِّرْيَانِ
فإذا غشيتُ لها ببرقة ِ واسطٍ
فَلِوَى لُبَيْنَة َ مَنْزِلاً أبْكَانِي
ثُمّ احتَمَلْنَ غُديّة ً وصرَمْنَهُ
والقَلْبُ رَهْنٌ عِنْدَ عزَّة َ عانِ
ولقد شأتكَ حمولُها يومَ استوت
بالفرعِ بينَ خفيننٍ ودعانِ
فالقَلْبُ أصُورُ عِنْدَهُنَّ كأَنَّمَا
يجذبْنَهُ بِنَوازِعِ الأشْطانِ
طَافَ الخَيَالُ لآل عَزَّة مَوْهِناً
بَعْدَ الهدوِّ فَهَاجَ لي أحْزَاني
فألمَّ منْ أهلِ البويبِ خيالُها
بمُعَرَّسٍ منْ أهْلِ ذي ذَرْوَانِ
رُدّتْ عَلَيْهِ الحَاجِبِيَّة ُ بَعْدما(21/217)
خَبَّ السَّفاءُ بقَزْقَزِ القُرْيانِ
ولقدْ حلفتُ لها يميناً صادقاً
بالله عِنْدَ محارِمِ الرَّحْمَانِ
بالرّاقصاتِ على الكلالِ عشيّة ً
تغشى منابتَ عرمضِ الظَّهرانِ
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> وقفتُ عليهِ ناقتي فتنازعتْ
وقفتُ عليهِ ناقتي فتنازعتْ
رقم القصيدة : 20772
-----------------------------------
وقفتُ عليهِ ناقتي فتنازعتْ
شعوبُ الهوى لمّا عرفتُ المغانيا
فَمَا أَعْرِفُ الآياتِ إلاَّ تَوّهُّماً
وَمَا أَعْرِفُ الأَطْلاَلَ إلا تماريا
وما خَلَفٌ مِنْكُمْ بأطلالِ دِمْنَة ٍ
تنكَّرنَ واستبدلنَ منكِ السَّوافيا
وإنْ طنَّتِ الأذنانِ قلتُ ذكرتني
وإنْ خَلَجَتْ عيني رَجَوْتُ التَّلاقيا
أيا عزَّ صادي القلبَ حتى يودَّني
فؤادُكِ أو ردّي عليَّ فؤاديا
أيا عزَّ لو أشكو الذي قد أصابني
إلى ميِّتٍ في قبرهِ لبكى ليا
ويا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أصَابَني
إلى راهبٍ في ديرهِ لرثى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أصَابَني
إلى جَبَلٍ صَعْبِ الذُّرى لانحنى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أَصَابَني
إلى ثَعْلَبٍ في جُحْرِهِ لانْبَرى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أَصَابني
إلى موثقٍ في قيدِهِ لعدا لِيا
العصر الإسلامي >> كثير عزة >> عفا الله عنْ أمّ الحويرث ذنبها
عفا الله عنْ أمّ الحويرث ذنبها
رقم القصيدة : 20773
-----------------------------------
عفا الله عنْ أمّ الحويرث ذنبها
علامَ تعنّيني وتكمي دوائيا
فَلَوْ آذَنُوني قَبْل أَنْ يَرْقُمُوا بها
لقُلْتُ لهُمْ أُمُّ الحُوَيْرِثِ دائيا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ
عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ
رقم القصيدة : 20774
-----------------------------------
عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ
إلى ضَوْءِ نَارٍ بين فَرْدَة َ والرَّحَى
إلى ضَوْءِ نَارِ يَشْتَوِي الْقَدَّ أهْلُهَا(21/218)
وَقَدْ يُكْرَمُ الأضْيَافُ والقِدُّ يُشْتَوى
فَلَمَّا أتَوْنَا فاشْتَكَيْنَا إلَيْهِمُ
بَكَوْا وَكِلاَ الْحَيَّيْنِ مِمَّا بِهِ بَكَى
بكى معوزٌ منْ أنْ يلامَ وطارقٌ
يَشُدُّ مِنَ الْجُوعِ الإزَارَ علَى الْحَشَا
فَأَلْطَفْتُ عَيْنِي هَلْ أرَى مِنْ سَمِينَة ٍ
وَوَطَّنْتُ نَفْسِي لِلْغَرَامَة ِ والْقِرَى
فَأَبْصَرْتُها كَوْمَاءَ ذاتَ عَرِيكَة ٍ
هجانًا منَ اللاّتي تمنّعنَ بالصّوى
فَأَوْمَأْتُ إيِمَاءً خَفِيّاً لِحَبْتَرٍ
وللهِ عينا حبترٍ أيّما فتى
وقلتُ له ألصقْ بأيبسِ ساقها
فَإنْ يَجْبُرِ الْعُرْقُوبُ لاَ يَرْقَإِ النَّسَا
فأعجبني منْ حبترٍ أنَّ حبترًا
مضى غيرَ منكوبٍ ومنصلهُ انتضى
كأنّي وقدْ أشبعتهمْ منْ سنامها
جَلَوْتُ غِطَاءً عَنْ فُؤَادِيَ فانْجَلَى
فَبِتْنَا وَبَاتَتْ قِدْرُنَا ذَاتَ هِزَّة ٍ
لنا قبلَ ما فيها شواءٌ ومصطلى
وأصبحَ راعينا بريمة ُ عندنا
بِسِتِّينَ أنْقَتْهَا الأخِلَّة ُ والْخَلاَ
فقلتُ لربِّ النّابِ خذها ثنيّة ً
ونابٌ علينا مثل نابكَ في الحيا
يشبُّ لركبٍ منهمُ منْ ورائهمْ
فكُلُّهُمُ أمْسَى إلى ضَوْئِهَا سَرَى
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ
لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ
رقم القصيدة : 20775
-----------------------------------
...........
لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ
ومفيدهُ نصري وإنْ كانَ امرأً
مُتَزَحْزِحاً فِي أرْضِهِ وَسَمَائِهِ
وأكونُ واليَ سرّهِ فأصونهُ
حتّى يحينَ عليَّ وقتُ أدائهِ
وإذا دعا باسمي ليركبَ مركبًا
صَعْباً قَعَدْتُ لَهُ عَلَى سِيسَائِهِ
وَإذَا اسْتَجَاشَ رَفَدْتُهُ وَنَصَرْتُهُ
وإذا تصعلكَ كنتُ منْ قرنائهِ
وإذا الحوادثُ أجحفتْ بسوامهِ
قرنتْ صحيحتنا إلى جربائهِ
وَإذَا أَتَى مِنْ وَجْهِهِ لِطَرِيقِهِ
لَمْ أطَّلِعْ مِمَّا وَرَاءَ خِبَائِهِ
وَإذَا رَأْيَتُ علَيْهِ ثَوْباً نَاعِماً
لمْ يلفني متمنّيًا لردائهِ(21/219)
وَإذَا ارْتَدَى ثَوْباً جَميِلاً لَمْ أقُلْ
يَا لَيْتَ أنَّ عَلَيَّ حُسْنَ رِدَائِهِ
وَمَتَى أجِئْهُ فِي الشَّدَائِدِ مُرْمِلاً
أُلْقِي الَّذِي فِي مِزْوَدي لِوِعَائِهِ
وَإذَا جَنَى غُرْماً سَعَيْتُ لِنَصْرِهِ
حتّى أهينَ كرائمي لفدائهِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تقولُ ابنتي لمّا رأتْ بعدَ مائنا
تقولُ ابنتي لمّا رأتْ بعدَ مائنا
رقم القصيدة : 20776
-----------------------------------
تقولُ ابنتي لمّا رأتْ بعدَ مائنا
وإطْلاَبَهُ هَلْ بالسُّبَيْلَة ِ مَشْرَبُ
فقلتُ لها إنَّ القوافيَ قطّعتْ
بَقِيَّة َ خُلاَّتٍ بِهَا نَتَقَرَّبُ
رأيتُ بني حمّانَ أسقوا بناتهمْ
وما لك في حمّانَ أمٌّ ولا أبُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صلبُ العصا بضربة ٍ دمّاها
صلبُ العصا بضربة ٍ دمّاها
رقم القصيدة : 20777
-----------------------------------
صلبُ العصا بضربة ٍ دمّاها
إذَا أرَادَ رَشَداً أَغْوَاهَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
رقم القصيدة : 20778
-----------------------------------
طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
وَأَرِقْتُ لَيْلَة َ عَادَنِي خَطْبِي
حمّلتهُ وقتودَ ميسٍ فاترٍ
سرحِ اليدينِ وشيكة ِ الوثبِ
لمْ يبقِ نصّي منْ عريكتها
شَرَفاً يُجِنُّ سَنَاسِنَ الصُّلْبِ
ومعاشرَ ودّوا لوَ أنَّ دمي
يسقونهُ منْ غيرِ ما سغبِ
ألصقتُ صحبي منْ هواكِ بهمْ
وقلوبنا تنزو منَ الرّهبِ
متختّمين على معارفنا
نثني لهنَّ حواشيَ العصبِ
وعلى الشّمائلِ أنْ يهاجَ بنا
جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ
وَترى الْمَخَافَة َ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ
بجنوبنا كجوانبِ النّكبِ
ولقدْ مطوتُ إليكَ منْ بلدٍ
نَائي الْمَزَارِ بِأَيْنُقٍ حُدْبِ
متواتراتٍ بالإكامِ إذا
جلفَ العزازَ جوالبُ النّكبِ
وكَأنَّهُنَّ قَطاً يُصَفِّقُهُ
خرقُ الرّياحِ بنفنفٍ رحبِ(21/220)
قَطَرِيَّة ٌ وَخِلاَلُهَا مَهْرِيَّة ٌ
مِنْ عِنْدِ ذَاتِ سَوَالِفٍ غُلْبِ
خوصٌ نواهزُ بالسّدوسِ إذا
ضَمَّ الْحُداة ُ جَوَانِبَ الرَّكْبِ
حتّى أنخنَ إلى ابنِ أكرمهمْ
حسبًا وهنَّ كمنجزِ النّحبِ
فَوَضَعْنَ أَزْفَلَة ً وَرَدْنَ بِهَا
بحراً خسيفًا طيّبَ الشّربِ
وإذا تغوّلتِ البلادُ بنا
مَنَّيْتُهُ وَفِعَالُهُ صَحْبي
أسعيدُ إنّكَ في قريشٍ كلّها
شرفُ السّنامِ وموضعُ القلبِ
مُتَحَلِّبُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ عَصِيِّهِ
ضيقٍ محلّتهُ ولا جدبِ
الأوبُ أوبُ نعائمٍ قطريّة ٍ
والأَلُّ أَلُّ نَحَائِصٍ حُقْبِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> حتّى تنالَ خبّة ً منَ الخببْ
حتّى تنالَ خبّة ً منَ الخببْ
رقم القصيدة : 20779
-----------------------------------
حتّى تنالَ خبّة ً منَ الخببْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> جثة الوقت
جثة الوقت
رقم القصيدة : 2078
-----------------------------------
لاَ تَقْلَقِي
لاَ تَقْنَطِي
يَا دَمْعَةَ الصَّمْتِ
لِلشَّمْسِ إِسْرَائِي
وَمِعْرَاجِي
لِطِفْلٍ مِنْ دَمَي
يَحْمِي دَمِي
مِنْ لَوْثَةِ الْمَوْتِ
يَا رِيحُ مُرِّي مِنْ هُنَا
نَامَ الْهُنَا
فِي جُثَّةِ الْوَقْتِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
رقم القصيدة : 20780
-----------------------------------
إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
وقَدْ أَرَادَ بِهِ مَنْ قَالَ إغْضَابي
جُنَادِفٌ لاَحِقٌ بکلرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كَأنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ
مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أعْيُنُهُمْ
قفدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صيّابِ
قولُ امرئٍ غرَّ قومًا منْ نفوسهمُ
كخرزِ مكرهة ٍ في غيرِ إطنابِ
هَلاَّ سَأَلْتَ هَدَاكَ الله ما حَسَبي
إذا رعائيَ راحتْ قبلَ حطّابي
إنّي أُقَسِّمُ قِدْري وَهْيَ بَارِزَة ٌ(21/221)
إذْ كُلُّ قِدْرٍ عَرُوسٌ ذَاتُ جِلْبَابِ
كأنَّ هندًا ثناياها وبهجتها
لمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى أدْحَالِ دَبَّابِ
موليّة ٌ أنفٌ جادَ الرّبيعُ بها
على أبارقَ قدْ همّتْ بإعشابِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أوْ هيّبانٌ نجيبٌ نامَ عنْ غنمٍ
أوْ هيّبانٌ نجيبٌ نامَ عنْ غنمٍ
رقم القصيدة : 20781
-----------------------------------
أوْ هيّبانٌ نجيبٌ نامَ عنْ غنمٍ
مستوهلٌ في سوادِ اللّيلِ مذؤوبُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ
عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ
رقم القصيدة : 20782
-----------------------------------
عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ
فوادي الرّداهِ بينَ ملهًى فملعبِ
إذا لمْ يكنْ رسلٌ يعودُ عليهمُ
مَرَيْنَا لَهُمْ بالشَّوْحَطِ الْمُتَقَوِّبِ
بِمَكْنُونَة ٍ كکلْبَيضِ شَانَ مُتُونَهَا
مُتُونُ الْحَصَى مِنْ مُعْلَمٍ وَمُعَقَّبِ
بَقَايَا الذُّرَى حَتَّى تَعُودَ عَلَيْهِمُ
عزالي سحابٍ في اغتماسة ِ كوكبِ
إذَا كُنْتَ مُجْتَازَاً تَميماً لِذِمَّة ٍ
فمسّكْ بحبلٍ منْ عديِّ بنِ جندبِ
همُ كاهلُ الدّهرِ الّذي يتّقى بهِ
وَمَنْكِبُهُ الْمَرْجُوُّ أَكْرَمُ مَنْكِبِ
إذَا مَنَعُوا لَمْ يُرْجَ شَيْءٌ وَرَاءَهُمْ
وَإِنْ رَكِبَتْ حَرْبٌ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَبِ
وإنّي لداعيكَ الحلالَ وعاصماً
أبَاكَ وَعِنْدَ الله عِلْمُ الْمُغَيَّبِ
أبى للحلالِ رخوة ٌ في فؤادهِ
وأعراقُ سوءٍ في رجيع معلّبِ
وأصفرَ عطّافٍ إذا راحَ ربّهُ
جَرَى کبْنَا عِيَانٍ بِالشِّواءِ کلْمُضَهَّبِ
خرُوجٍ مِنَ الْغُمَّى إذَا كَثُرَ کلْوَغَى
مفدّى كبطنِ الأينِ غيرِ مسبّبِ
غَدَا عَانِداً صَعْلاً يَنُوءُ بِصَدْرِهِ
إلى الفوزِ من كفِّ المفيضِ المؤرّبِ
حَلَفْتُ لَهُمْ لاَ تَحْسِبُون شَتِيمَتِي
بِعَيْنَيْ حُبَارَى في حِبَالَة ِ مُعْزِبِ
رَأَتْ رَجُلاً يَسْعَى إلَيْهَا فَحَمْلَقَتْ(21/222)
إليهِ بمأقيْ عينها المتقلّبِ
تنوشُ برجليها وقدْ بلَّ ريشها
رَشَاشٌ كَغِسْلِ الْوَفْرَة ِ الْمُتَصبِّبِ
وأوراقَ مذْ عهدِ ابنِ عفّانَ حولهُ
حواضنُ ألاّفٌ على غيرِ مشربِ
وِرَادُ الأعَالي أقْبَلَتْ بِنُحُورِهَا
على راشحٍ ذي شامة ٍ متقوّبِ
كأنَّ بقايا لونهِ في منونها
بَقَايَا هِنَاءٍ في قَلاَئِصِ مُجْرِبِ
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أَلأَمَ النَّاسِ أنَّنِي
بمكّة َ معروفٌ وعندَ المحصّبِ
وكنّا كنوكانِ الرّجالِ وعندنا
حِبَالٌ مَتَى تَعْلَقْ بِنُوكَانَ تَنْشَبِ
أخُو دَنَسٍ يُعْطِي الأَعَادِيَ بِکسْتِهِ
وفي الأقربينَ ذو كذابٍ ونيربِ
سَرِيعٌ دَرِيرٌ في الْمِرَاءِ كَأنَّهُ
عمودُ خلافٍ في يديْ متهيّبِ
وبدريّة ٍ شمطاءَ تبني خباءها
على برمٍ عندَ الشتاءِ مجنّبِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كَأنَّهَا حِينَ فَاضَ الْمَاءُ وَاحْتَفَلَتْ
كَأنَّهَا حِينَ فَاضَ الْمَاءُ وَاحْتَفَلَتْ
رقم القصيدة : 20783
-----------------------------------
كَأنَّهَا حِينَ فَاضَ الْمَاءُ وَاحْتَفَلَتْ
صَقْعَاءُ لاَحَ لَهَا بِالسَّرْحَة ِ الذِّيبُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> رأيتُ الجحشَ جحشَ بني كليبٍ
رأيتُ الجحشَ جحشَ بني كليبٍ
رقم القصيدة : 20784
-----------------------------------
رأيتُ الجحشَ جحشَ بني كليبٍ
تَيَمَّمَ حَوْلَ دِجْلَة َ ثُمَّ هَابَا
فَأَوْلَى أَنْ يَظَلَّ الْعَبْدُ يَطْفُو
بحَيْثُ يُنَازعُ الْمَاءُ السَّحَابَا
أتَاكَ الْبَحْرُ يَضْرِبُ جَانِبَيْهِ
أغرَّ ترى لجريتهِ حبابا
نُمَيْرٌ جَمْرَة ُ الْعَرَبِ الَّتِي لَمْ
تزلْ في الحربِ تلتهبُ التهابا
وإنّي إذْ أسبُّ بها كليباً
فتحتُ عليهمُ للخسفِ بابا
ولولا أنْ يقالَ هجا نميراً
ولمْ نسمعْ لشاعرها جوابا
رغبنا عنْ هجاءِ بني كليبٍ
وَكَيْفَ يُشَاتِمُ النَّاسُ الْكِلاَبَا
وَدَارِيٍّ سَلَخْتُ الْجِلْدَ عَنْهُ
كما سلخَ القراريُّ الإهابا(21/223)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بها جيفُ الحسرى فأمّا عظامها
بها جيفُ الحسرى فأمّا عظامها
رقم القصيدة : 20785
-----------------------------------
بها جيفُ الحسرى فأمّا عظامها
فَبِيضٌ وَأمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألا أيّها الرّبعُ الخلاءُ مشاربهْ
ألا أيّها الرّبعُ الخلاءُ مشاربهْ
رقم القصيدة : 20786
-----------------------------------
ألا أيّها الرّبعُ الخلاءُ مشاربهْ
أشرْ للفتى منْ أينَ صارَ حبائبهْ
فلمّا رأينا أنّما هوَ منزلٌ
وموقدُ نارٍ قلّما عادَ حاطبهْ
مَضَيْتُ عَلَى شَأْني بِمِرَّة ِ مُخْرَجٍ
عَنِ الشَّأْوِ ذي شَغْبٍ عَلَى مَنْ يُحَارِبُهْ
وَأَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ الْهَجِينُ يَسُبُّنِي
وأَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ الْهَجِينُ أُعَاقِبُهْ
تَمَنَّى قُرَيْشٌ أنْ تَكُونَ أخَاهُمُ
لِيَنْفَعَكَ الْقَوْلُ الَّذِي أنْتَ كَاذِبُهْ
قريشُ الّذي لا تستطيعُ كلامهُ
ويكسرُ عندَ البابِ أنفكَ حاجبهْ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كَأنَّ لَهَا بِرَحْلِ الْقَوْمِ بَوّاً
كَأنَّ لَهَا بِرَحْلِ الْقَوْمِ بَوّاً
رقم القصيدة : 20787
-----------------------------------
كَأنَّ لَهَا بِرَحْلِ الْقَوْمِ بَوّاً
وَمَا إِنْ طِبُّهَا إلاَّ اللَّغُوبُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بويزلُ عامٍ لا قلوصٌ مملّة ٌ
بويزلُ عامٍ لا قلوصٌ مملّة ٌ
رقم القصيدة : 20788
-----------------------------------
بويزلُ عامٍ لا قلوصٌ مملّة ٌ
وَلاَ عَوْزَمٌ فِي السِّنِّ فَانٍ شَبِيْبُهَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً
إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً
رقم القصيدة : 20789
-----------------------------------
إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً
منَ القفعِ أذناباً إذا ما اقشعرّتِ
تنالُ جبالاً لمْ تنلها جبالها(21/224)
ودويّة ً ظمأى إذا الشّمسُ ذرّتِ
مهاريسُ في ليلِ التّمامِ نهته ؟
إذا سمعتْ أصواتها الجنُّ فرّتِ
إذَا اكْتَحَلَتْ بَعْدَ اللِّقَاحِ نُحُورُهَا
بِنَسْءٍ حَمَتْ أغْبَارُهَا وکزْمَهَرَّتِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حرير الحلم
حرير الحلم
رقم القصيدة : 2079
-----------------------------------
يَا مُهْرَةً مَجْنُونَةًْ
كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى
يَنَابِيعِ الصَّبَاحِ حَبِيبَتِي
فِي هذِهِ الصَّحْرَاءْ
كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى
حَرِيرِ الْفَجْرِ مِنْ
أَيْنَ الطَّريقْ
عَطَشٌ يُؤَرِّقُنِي
وَيُرْهِقُنِي
وَتَخْنُقُ صَوْتِيَ الصَّحْرَاءُ وَالظَّلْمَاءْ
كَيْفَ الطَّرِيقُ حَبِيبَتِي
أَيْنَ الطَّريقْ
كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى حَرِيرِ الْحُلْمِ هَلْ
مِنْ شَارَةٍ خَضْرَاءْ
يَا مُهْرَةً مَجْنُونَةً
لَوْ شَارَةٌ
مِنْ هَدْأَةِ الْفَجْرِ الْمُضَرَّجِ بِالرَّحِيقْ
لَوْ شَارَةٌ خَضْرَاءْ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
رقم القصيدة : 20790
-----------------------------------
وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
رَاعِي سِنِينَ تَتَابَعَتْ جَدْبا
فَأصَاخَ يَرْجُو أنْ يَكُونَ حَياً
ويقولُ منْ فرحٍ هيا ربّا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
رقم القصيدة : 20791
-----------------------------------
على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ
فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ
مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ
شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ
بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ
تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ
أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ
علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ
يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ
ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ(21/225)
مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ
أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ
ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ
ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ
عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ
كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ
سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ
تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها
مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ
نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ
مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ
تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا
بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ
عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ
وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ
لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍ
بِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ
قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا
عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ
ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ
بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ
غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً
سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ
إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ
سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ
فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ
وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ
كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها
عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ
رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ
بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي
أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ
وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ
بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ
وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ
أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ
ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ
تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ
تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ
دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ
شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ
دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ(21/226)
فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً
لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ
عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ
كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ
ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ
بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ
عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ
إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ
حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ
رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ
منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ
فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ
وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
رقم القصيدة : 20792
-----------------------------------
ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
والدّلِّ والنّظرِ المستأنسِ السّاجي
والْوَاضِحِ الغُرِّ مَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ
والفاحمِ الرّجلِ المستوردِ الدّاجي
وَحْفٍ أَثِيثٍ عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلٍ
مستفرغٍ بدهانِ الوردِ مجّاجِ
وَمُرْسِلٍ وَرَسُولٍ غَيْرِ مُتَّهَم
وَحَاجَة ٍ غَيْرِ مُزْجَاة ٍ مِنَ الْحَاجِ
طَاوَعْتُهُ بَعْدَ مَا طَالَ النَّجيُّ بِهِ
وظنَّ أنّي عليهِ غيرُ منعاجِ
مَا زَالَ يَفْتَحُ أبْواباً وَيُغْلِقُهَا
دوني ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ
حَتَّى أضَاءَ سِرَاجٌ دُونَهُ بَقَرٌ
حمرُ الأناملِ عينٌ طرفها ساجِ
يَكْشِرْنَ لِلَّهْوِ واللَّذَّاتِ عَنْ بَرَدٍ
تكشّفَ البرقِ عنْ ذي لجّة ٍ داجِ
كَأنَّمَا نَظَرَتْ نَحْوي بِأعْيُنِهَا
عِينُ الصَّرِيمَة ِ أوْ غِزْلاَنُ فِرْتَاجِ
بِيضُ الْوُجُوهِ كَبَيْضَاتٍ بِمَحْنِيَة ٍ
في دِفْءِ وَحْفٍ مِنَ الظِّلْمَانِ هَدَّاجِ
يَا نُعْمَهَا لَيْلَة ً حَتَّى تَخَوَّنَهَا
داعٍ دعا في فروعِ الصّبحِ شحّاجِ
لمّا دعا الدّعوة َ الأولى فأسمعني
أَخَذْتُ بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرْتُ أدْرَاجِي
وَزُلْنَ كالتِّينِ وَارَى القُطْنُ أسْفَلَهُ(21/227)
واعتمَّ منْ برديّا بينَ أفلاجِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدمِ أقبلها
خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ
كأنَّ في بريتها كلّما بدتا
بَرْدِيَّتَيْ زَبَدِ الآذِيِّ عَجَّاجِ
إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشة ٍ
ولا إذا استودعتْ سرّاً بمزلاجِ
كَأَنَّ مِنْطَقَهَا لِيثَتْ مَعَاقِدُهُ
بعانكٍ منْ ذرى الأنقاءِ بجباجِ
وشربة ٍ منْ شرابٍ غيرِ ذي نفسٍ
في كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ وَهَّاجِ
سقيتها صادياً تهوي مسامعهُ
قَدْ ظَنَّ أنْ لَيْسَ مِنْ أصْحَابِهِ نَاجي
وفتية ٍ غيرِ أنكاسٍ دلفتُ لهمْ
بِذِي رِقَاعٍ مِنَ الْخُرْطُومِ نَشَّاجِ
أوْلَجْتُ حَانُوتَهُ حُمْراً مُقطَّعَة ً
من مالِ سمحٍ على التّجّارِ ولاّجِ
فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافية ً
مِنْ خَمْرِ ذي نَطَفَاتٍ عَاقِدِ التَّاجِ
يَظَلُّ شَارِبُهَا رِخْواً مَفَاصِلُهُ
يخالُ بصرى جمالاً ذاتَ أحداجِ
وَقَدْ أقُولُ إذَا مَا الْقَوْمُ أدْرَكَهُمْ
سُكْرُ النُّعَاسِ لِحَرْفٍ حُرَّة ٍ عَاجِ
فَسَائِلِ الْقَوْمَ إذْ كَلَّتْ رِكَابُهُمُ
والعيسُ تنسلُّ عنْ سيري وإدلاجي
ونصّيَ العيسَ تهديدهمْ وقدْ سدرتْ
كُلُّ جُمَالِيَّة ٍ كالفَحْلِ هِمْلاَجِ
عرضَ المفازة ِ والظّلماءُ داجية ٌ
كَأنَّهَا جُبَّة ٌ خَضْرَاءُ مِنْ سَاجِ
وَمَنْهَلٍ کجِنٍ غُبْرٍ مَوَارِدُهُ
خَاوي العُرُوشِ يَبَابٍ غَيْرِ إنْهَاجِ
عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ
وذو قلائدَ بالأعطانِ عرّاجِ
بَاكَرْتُهْ بِالْمَطَايَا وَهْيَ خَامِسَة ٌ
قبلَ رعالٍ منَ الكدريِّ أفواجِ
حَتَّى أرُدَّ الْمَطَايَا وَهْيَ سَاهِمَة ٌ
كَأنَّ أنْضَاءَهَا ألْوَاحُ أحْرَاجِ
تكسو المفارقَ واللّبّاتِ ذا أرجٍ
منْ قصبِ معتلفِ الكافورِ درّاجِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
رقم القصيدة : 20793
-----------------------------------(21/228)
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ
ـدَارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا
لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ
أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر
رزقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا
وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ
أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا
رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا
والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ
يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا
يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا
ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ
لاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا
وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ
ـرَحْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعجـ
ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا
لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ
ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
رقم القصيدة : 20794
-----------------------------------
أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
نَعَمْ لاَتَ هَنَّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ
ظَعَائِنُ مِئْنَافٍ إذَا مَلَّ بَلْدَة ً
أقَامَ الرِّكَابَ بَاكِرٌ مُتَرَوِّحُ
منَ المتبعينَ الطّرفَ في كلِّ شتوة ٍ
سنا البرقِ يدعوهُ الرّبيعُ المطّرحُ
يسامي الغمامَ الغرَّ ثمَّ مقيلهُ
مِنَ الشَّرَفِ الأعْلَى حِسَاءٌ وَأبْطَحُ
رعينَ قرارَ المزنِ حيثُ تجاوبتْ
مَذَاكٍ وأبْكَارٌ مِنَ الْمُزْنِ دُلَّحُ
بِلاَدٌ يَبُزُّ الْفَقْعُ فِيهَا قِنَاعَهُ
كَمَا کبْيَضَّ شَيْخٌ مِنْ رِفَاعَة َ أجْلَحُ
فَلَمَّا انْتَهَى نَيُّ الْمَرابِيعِ أَزْمَعَتْ
خُفُوفاً وَأوْلاَدُ الْمصَايِيفِ رُشَّحُ(21/229)
رماهَ السّفا واعتزّها الصّيفُ بعدما
طَبَاهُنَّ رَوْضٌ مِنْ زُبَالَة َ أفْيَحُ
وَحَارَبَتِ الْهَيْفُ الشِّمَالَ وآذَنَتْ
مَذَانِبُ مِنْهَا اللَّدْنُ والْمُتَصَوِّحُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ التَّنَانِيرِ بَعْدَمَا
مضى بينَ أيديها سوامٌ مسرّحُ
وعالينَ رقماً فوقَ رقمٍ كسونهُ
قنا عرعرٍ فيهِ أوانسُ وضّحُ
عَلى كُلِّ عَجْعَاجٍ إذَا عَجَّ أقْبَلَتْ
لهاة ٌ تلاقيها مخالبُ كلّحُ
تبصرتهمْ حتّى إذا حالَ دونهمْ
رُكَامٌ وَحادٍ ذُو غَذَامِيرَ صَيْدَحُ
وقلنَ لهُ حثَّ الجمالَ وغنّها
بِصَوْتِكَ والْحَادِي أحَثُّ وأَنْجَحُ
بإِحْدَى قَيَاقِ الْحَزْنِ في يَوْمِ قُتْمَة ٍ
وضاحي السّرابِ بيننا يتضحضحُ
تواضعُ أطرافُ المخارمِ دونهُ
وتبدو إذا ما غمرة ُ الآلِ تنزحُ
فَلمَّا دَعَا دَاعِي الصَّبَاحِ تَفَاضَلَتْ
بركبانها صهبُ العثانينِ قرّحُ
تدافعهُ عنّا الأكفُّ وتحتهُ
مِنَ الْحَيِّ أشْبَاحٌ تَجُولُ وَتَمْصَحُ
فَلَمَّا لَحِقْنَا وازْدَهَتْنَا بَشَاشَة ٌ
لإتيانِ منْ كنّا نودُّ ونمدحُ
أتَتْنَا خُزَامَى ذَاتُ نَشْرٍ وَحَنْوَة ٌ
وراحٌ وخطّامٌ منَ المسكِ ينفحُ
فنلنا غراراً منْ حديثٍ نقودهُ
كما اغبرَّ بالنّصِّ القضيبُ المسمّحُ
نُقَارِبُ أفْنَانَ الصِّبَى وَيَرُدُّنَا
حياءٌ إذا كدنا نلمُّ فنجمحُ
حَرَائِرُ لاَ يَدْرِينَ مَا سُوءُ شِيمَة ٍ
وَيَتْرُكْنَ مَا يُلْحَى عَلَيْهِ فَيُفْصِحُ
فأعجلنا قربُ المحلِّ وأعينٌ
إلينا فخفناها شواخصُ طمّحُ
فَكَائِنْ تَرَى في الْقَوْمِ مِنْ مُتَقَنِّع
على عبرة ٍ كادتْ بها العينُ تسفحُ
لَهُ نَظْرَتانِ نَحْوَهُنَّ وَنَظْرَة ٌ
إلينا فللّهِ المشوقُ المترّحُ
كَحَرَّانَ مَنْتُوفِ الذِّرَاعَيْنِ صَدَّهُ
عَنِ الْمَاءِ فُرَّاطٌ وَوِرْدٌ مُصَبَّحُ
فقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
مُصَرَّدُ أشْرَابٍ مُرَمًّى مُنَشَّحُ
إلى المصطفى بشرِ بنِ مروانَ ساورتْ
بِنَا اللَّيْلَ حُولٌ كالْقِدَاحِ وَلُقَّحُ(21/230)
نَقَانِقُ أشْبَاهٌ بَرَى قَمَعَاتِهَا
بُكُورٌ وَإسْآدٌ وَمَيْسٌ مُشَيَّحُ
فلمْ يبقَ إلاَّ آلُ كلِّ نجيبة ٍ
لها كاهلٌ جأبٌ وصلبٌ مكدّحُ
ضُبَارِمَة ٌ شُدْقٌ كأنَّ عُيُونَهَا
بَقَايَا جِفارٍ مِنْ هَرَامِيتَ نُزَّحُ
فَلَوْ كُنَّ طَيْراً قَدْ تَقَطَّعْنَ دُونَكُمْ
بغبرِ الصّوى فيهنَّ للعينِ مطرحُ
ولكنّها العيسُ العتاقُ يقودها
همومٌ بنا منتابها متزحزحُ
بناتُ نحيضِ الزّورِ يبرقُ خدّهُ
عِظَامُ مِلاطَيْهِ مَوَائِرُ جُنَّحُ
لَهُ عُنُقٌ عَاري الْمَحَالِ وَحَاركٌ
كلوحِ المحاني ذو سناسنَ أفطحُ
وَرِجْلٌ كَرِجْلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ على خُفِّ النَّعَامَة ِ أرْوَحُ
يقلّبُ عينيْ فرقدٍ بخميلة ٍ
كساها نصيُّ الخلفة ِ المتروّحُ
تروّحنَ منْ حزمِ الجفولِ فأصبحتْ
هضابُ شرورى دونها والمضيّحُ
وما كانتِ الدّهنا لها غيرَ ساعة ٍ
وجوَّ قساً جاوزنَ والبومُ يضبحُ
سمامٌ بموماة ٍ كأنَّ ظلالها
جَنَائِبُ تَدْنُو تَارَة ً وتَزَحْزَحُ
ولمّا رأتْ بعدَ المياهِ وضمّها
جَنَاحَانِ مِنْ لَيْلٍ وَبَيْدَاءُ صَرْدَحُ
وأغْسَتْ عَلَيْهَا طِرْمِسَاءُ وعُلِّقَتْ
بهجرٍ أداوى ركبها وهيَ نزّحُ
حذاها بنا روحٌ زواحلُ وانتحتْ
بِأجْوَازِهَا أيْدٍ تَمُدُّ وتَنْزَحُ
فَأضْحَتْ بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ كَأنَّهَا
قَرَاقِيرُ في آذِيِّ دِجْلَة َ تَسْبَحُ
لهاميمُ في الخرقِ البعيدِ نياطهُ
وراءَ الّذي قالَ الأدلاّءُ تصبحُ
فما أنا إنْ كانتْ أعاصيرُ فتنة ٍ
قُلُوبُ رِجَالٍ بَيْنَهُنَّ تَطَوَّحُ
كَمَنْ بَاعَ بالإْثْمِ التُقَى وتَفَرَّقَتْ
بهِ طرقُ الدّنيا ونيلٌ مترّحُ
رَجَوْتُ بُحُوراً مِنْ أُمَيَّة َ دُونَهَا
عدوٌّ وأركانٌ منَ الحربِ ترمحُ
وما الفقرُ منْ أرضِ العشيرة ِ ساقنا
إلَيْكَ وَلكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أنَّكَ تَشْتَري
جميلَ الثّنا والحمدُ أبقى وأربحُ
وأنتَ امرؤٌ تروي السّجالَ وينتحي(21/231)
لأبعدَ منّا سيبكَ المتمنّحُ
وإنّكَ وهّابٌ أغرُّ وتارة ً
هزبرٌ عليهِ نقبة ُ الموتِ أصبحُ
أبُوكَ الَّذي نَجَّى بِيَثْرِبَ قَوْمَهُ
وَأنْتَ الْمُفَدَّى مِنْ بَنِيهِ الْمُمَدَّحُ
إذا ما قريشُ الملكِ يوماً تفاضلوا
بدا سابقٌ منْ آلِ مروانَ أقرحُ
فإنْ تنءَ دارٌ يا ابنَ مروانَ غربة ٌ
بحاجة ِ ذي قربى بزندكَ يقدحُ
فَيَا رُبَّ مَنْ يُدْني وَيَحْسِبُ أنَّهُ
يودّكَ والنّائي أودُّ وأنصحُ
هَجَوْتُ زُهَيْراً ثُمَّ إنِّي مَدَحْتُهُ
وما زالتِ الأشرافُ تهجى وتمدحُ
فَلَمْ أدْرِ يُمْنَاهُ إذَا مَا مَدَحْتُهُ
أَبِالْمَالِ أمْ بالْمَشْرَفِيَّة ِ أنْفَحُ
وَذِي كُلْفَة ٍ أَغْرَاهُ بي غَيْرُ ناصِحٍ
فقلتُ لهُ وجهُ المحرّشِ أقبحُ
وَإنِّي وَإنْ كُنْتُ الْمُسِيءَ فَإنَّنِي
عَلَى كُلِّ حَالاَتِي لَهُ مِنْهُ أنْصَحُ
دأبتُ إلى أنْ ينبتَ الظلُّ بعدما
تقاصرَ حتّى كادَ في الآلِ يمصحُ
وجيفَ المطايا ثمَّ قلتُ لصحبتي
وَلَمْ يَنْزِلُوا أبْرَدْتُمُ فَتَرَوَّحُوا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
رقم القصيدة : 20795
-----------------------------------
صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
وزالتْ لهُ بالأنعمينِ حدوجُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
رقم القصيدة : 20796
-----------------------------------
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
مَرَرْنَ أمَامَ الرَّكْبِ والرَّكْبُ رَائِحُ
فَسَبَّحَ مَنْ لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ
وأيقنَ قلبي أنّهنَّ نواجحُ
فأوَّلُ مَنْ مَرَّتْ بِهِ الطَّيْرُ نِعْمَة ٌ
لَنَا وَمَبِيتٌ عِنْدَ لَهْوَة َ صَالِحُ
سبتكَ بعينيْ جؤذرٍ حفلتهما
رِعاثٌ وَبَرَّاقٌ مِنَ اللَّوْنِ وَاضِحُ(21/232)
وأَسْوَدَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ مُغْزِلٍ
دَعَاهَا طَلًى أحْوَى بِرَمَّانَ رَاشِحُ
وعذبُ الكرى يشفي الصّدى بعدَ هجعة ٍ
لَهُ مِنْ عُرُوقِ الُمُسْتَظِلَّة ِ مَائِحُ
غذاهُ وحوليُّ الثّرى فوقَ متنهِ
مدبُّ الأتيِّ والأراكُ الدّوائحُ
فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا
سقيُّ خريفٍ شقَّ عنهُ الأباطحُ
إذا ذقتَ فاها قلتَ طعمُ مدامة ٍ
دنا الزّقُّ حتّى مجّها وهوَ جانحُ
وَفِي الْعَاجِ والحِنَّاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا
كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
فكيفَ الصّبى بعدَ المشيبِ وبعدما
تمدّحتَ واستعلى بمدحكَ مادحُ
وقدْ رابني أنَّ الغيورَ يودّني
وَأنَّ نَدَامَايَ الْكُهُولُ الجَحَاجحُ
وصدَّ ذواتُ الضّغنِ عنّي وقدْ رأى
كَلاَمِيَ تَهْوَاهُ النِّسَاءُ الْجَوَامِحُ
وَهِزَّة َ أظْعَانٍ عَلَيْهِنَّ بَهْجَة ٌ
طَلَبْتُ وَرَيْعَانُ الصِّبَى فِيَّ جَامِحُ
بِأسْفَلِ ذي بيضٍ كَأنَّ حُمُولَهَا
نخيلُ القرى والأثأبُ المتناوحُ
فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ عَلاَجِيمَ جِلَّة ٍ
لِحَاجَتِنَا مِنْهَا رَتُوكٌ وَفاسِحُ
يحدّثننا بالمضمراتِ وفوقها
ظِلاَلُ الْخُدُورِ والْمَطِيُّ جَوَانِحُ
يُنَاجِينَنَا بالطَّرْفِ دُونَ حَدِيثِنَا
وَيَقْضِينَ حَاجَاتٍ وَهُنَّ مَوَازِحُ
وخالطنا منهنَّ ريحُ لطيمة ٍ
منَ المسكِ أدّاها إلى الحيِّ رابحُ
صلينَ بها ذاتَ العشاءِ ورشّها
عَلَيْهِنَّ في الْكَتَّانِ رَيْطٌ نَصَائِحُ
فَبِتْنَا عَلَى الأنْمَاطِ والْبِيضُ كالدُّمَى
تضيءُ لنا لبّاتهنَّ المصابحُ
إذا فاطنتنا في الحديثِ تهزهزتْ
إلَيْها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الْجَوانِحُ
وظلَّ الغيورُ آنفًا ببنانهِ
كَمَا عَضَّ بِرْذَوْنٌ عَلَى الْفَأْسِ جَامِحُ
كئيبًا يردُّ اللّهفتينِ لأمّهِ
وَقَدْ مَسَّهُ مِنَّا وَمِنْهُنَّ نَاطِحُ
فلمّا تفرّقنا شجينَ بعبرة ٍ
وَزَوَّدْنَنا نُصْباً وَهُنَّ صَحَائِحُ
فَرَفَّعَ أصْحَابي الْمَطِيَّ وأبَّنُوا(21/233)
هنيدة َ فاشتاقَ العيونُ اللّوامحُ
فَوَيْلُ کمِّهَا مِنْ خُلَّة ٍ لَوْ تَنَكَّرَتْ
لأعَدائِنَا أوْ صَالَحَتْ مَنْ نُصَالِحُ
وَصَهْبَاءَ مِنْ حَانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا
عَلَيَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ
فساقيتها سمحاً كأنَّ نديمهُ
أخا الدّهرِ إذْ بعضُ المساقينَ فاضحُ
فَقَصَّرَ عَنِّي الْيَوْمَ كَأْسٌ رَوِيَّة ٌ
وَرَخْصُ الشِّوَاءِ والْقِيَانُ الصَّوَادِحُ
إذا نحنُ أنزفنا الخوابيَ علّنا
مَعَ اللَّيْلِ مَلْثُومٌ بِهِ الْقَارُ نَاتِحُ
لدنْ غدوة ً حتّى نروحَ عشيّة ً
نُحَيَّا وأَيْدِيَنَا بِأَيْدٍ نُصَافِحُ
إذا ما برزنا للفضاءِ تقحّمتْ
بأقْدَامِنَا مِنَّا الْمِتَانُ الصَّرَادِحُ
وَدَاوِيَّة ٍ غَبْرَاءَ أكْثَرُ أهْلِهَا
عَزِيفٌ وَهَامٌ آخِرَ اللَّيْلِ ضَابِحُ
أقَرَّ بِهَا جَأْشِي بِأوَّلِ آيَة ٍ
وَمَاضٍ حُسَامٌ غِمْدُهُ مُتَطَايِحُ
يَمَانٍ كَلَوْنِ الْمِلْحِ يُرْعَدُ مَتْنُهُ
إذَا هُزَّ مَطْبُوعٌ عَلَى السَّمِّ جَارِحُ
يزيلُ بناتِ الهامِ عنْ سكناتها
وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهْوَ طَائِحُ
كأنَّ بقايا الأثرِ فوقَ عمودهِ
مدبُّ الدّبا فوقَ النّقا وهوَ سارحُ
وطخياءَ منْ ليلِ التّمامِ مريضة ٍ
أجنَّ العماءُ نجمها فهوَ ماصحُ
تعسّفتها لمّا تلاومَ صحبتي
بِمُشْتَبِهِ الْمَوْمَاة ِ والْمَاءُ نَازِحُ
وعدٍّ خلا فاخضرَّ واصفرَّ ماؤهُ
لِكُدْرِ الْقَطَا وِرْدٌ بِهِ مُتَطَاوِحُ
نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا
عَنِ الأُكْمِ إلاَّ مَا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ
فسافتْ جبًا فيهِ ذنوبٌ هراقهُ
عَلَى قُلُصٍ مِنْ ضَرْبِ أَرْحَبَ نَاشِحُ
تريكٍ ينشُّ الماءُ في حجراتهِ
كما نشَّ جزرٌخضخضتهُ المجادحُ
كَرِيحِ خُزَامَى حَرَّكَتْهَا عَشِيَّة ً
شَمَالٌ وَبَلَّتْهَا الْقِطَارُ النَّوَاضِحُ
فأصبحتِ الصّهبُ العتاقُ وقدْ بدا
لهنَّ المنارُ والجوادُ اللّوائحُ(21/234)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
رقم القصيدة : 20797
-----------------------------------
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
وَهِزَّة ُ أجْمَالٍ لَهُنَّ وَسيجُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
رقم القصيدة : 20798
-----------------------------------
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
بسمرٍ خفافِ الوطءِ وارية ِ المخِّ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
رقم القصيدة : 20799
-----------------------------------
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَمِنْهُ نَجِيَّانِ وَأَحْزَمُهَا الْفَرْدُ
وأفضلُ منها صونُ سرّكِ كاتمًا
إلى الفرصِ اللاّتي ينالُ بها الجدُّ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حرير الروح
حرير الروح
رقم القصيدة : 2080
-----------------------------------
تُؤَنِّبُنِي
وتَرْمِينِي
بِسَهْمٍ دُونَمَا حَرْبٍ
وَتُرْدِينِي
صَرِيعًا دُونَمَا ذَنْبٍ
وَتَرْمِينِي
بَلاَ كَفَنٍ يُلَفْلِفُنِي
عَلَى جَمْرٍ تُقَلِّبُنِي
كَمَا فِي الْهِنْدِ تَحْرِقُنِي
وَتَتْرُكُنِي
بِلاَ وَطَنْ أُهَرِّبُهُ
أُحَاوِرُ مُرَّ تَسْآلٍ يُعَذِّبُنِي
وَبَعْدَ طَوِيلِ لَيْلٍ
عِنْدَ بَابِ الْفَجْرِ تَأْتِينِي
رَمَادًا
فِي مَهَبِّ الرِّيحِ إِشْفَاقًا
تُلَمْلِمُنِي
تُكَفِّنُنِي بِشَرْشَفِهَا
بِلاَ تَأْشِيرَةٍ فِي الْحُلْمِ يَأْتِينِي
وَيَعِيثُ إِعْصَارًا جَمِيلاً
فِي شَرَايِينِي
تُؤَنِّبُنِي
تُؤَبِّنُنِي
بِنَثْرٍ مِنْ قَصِيدِ الرُّوحِ تَرْثِينِي
بِلاَ وَزْنٍ
بِحُزْنٍ تُصَلِّينِي
وَتَرْحَمُنِي بِأَعْمَالِي
لأَنِّي جَاهِلٌ دِينِي
وَتَدْفِنُنِي
كَصَفْحَةِ ذِكْرَيَاتٍ(21/235)
دُونَمَا حِبْرٍ
وَتَتْرُكُنِي هُنَاكَ صَرِيعَ قَافِيَةٍ
مِنَ التُّفَّاحِ تُغْرِينِي
تُعَرِّي الرُّوحَ مِنْ قِشْرٍ قَدِيمٍ
قَاتِمٍ
وَتُعِيدُ إِنْشَائِي
وَتَكْوِينِي
فَشُكْرًا يَا مُكَوِّنَتِي
وَقَاتِلَتِي
حَرِيرُ الرُّوحِ يَقْتُلُنِي
سَرِيرُ الْحُلْمِ يُحْيِينِي
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
رقم القصيدة : 20800
-----------------------------------
بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
سنيحٌ ، فقال القومُ: مرَّ سنيحُ
فهابَ رجالٌ منهمُ وتقاعسوا
فَقُلْتُ لَهُمْ: جَاري إلَيَّ رَبِيحُ
عقابٌ بأعقابٍ منَ الدّارِ بعدما
جَرَتْ نِيَّة ٌ تُسْلي الْمُحِبَّ طَرُوحُ
وَقَالَ صِحَابي: هُدْهُدٌ فَوْقَ بَانَة ٍ
هدًى وبيانٌ بالنّجاحِ يلوحُ
وَقَالُوا: دَمٌ، دَامَتْ مَوَاثِيقُ بَيْنِنَا
وَدَامَ لَنَا حُلْوُ الصَّفَاءِ صَرِيحُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
رقم القصيدة : 20801
-----------------------------------
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
فَلاَ تَمَالُكَ عَنْ أرْضٍ لَهَا عَمَدُوا
وَرَادَ طَرْفُكَ في صَحْرَاءَ ضَاحِيَة ٍ
فِيهَا لِعَيْنَيْكَ والأظْعَانُ مُطَّرِدُ
واسْتَقْبَلَتْ سَرْبَهُمْ هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ
هَاجَتْ نِزَاعاً وَحَادٍ خَلْفَهُمْ غَرِدُ
حَتَّى إذَا حَالَتِ الأرْحَاءُ دُونَهُمُ
أرحاءُ أرملَ حارَ الطّرفُ أوْ بعدوا
حثّوا الجمالَ وقالوا إنَّ مشربكمْ
وَادِي الْمِياهِ وَأحْسَاءٌ بِهِ بُرُدُ
وفي الخيامِ إذا ألقتْ مراسيها
حورُ العيونِ لإخوانِ الصّبى صيدُ
كَأنَّ بَيْضَ نَعَام في مَلاَحِفِهَا
إذا اجْتَلاَهُنَّ قَيْظٌ لَيْلُهُ وَمِدُ
لَهِا خُصُورٌ وَأَعْجَازٌ يَنُوءُ بِهَا
رملُ الغناءِ وأعلى متنها رؤدُ(21/236)
مِنْ كُلِّ وَاضِحَة ِ الذِّفْرَى مُنَعَّمَة ٍ
غَرَّاءَ لَمْ يَغْذُهَا بُؤْسٌ وَلاَ وَبَدُ
يثني مساوفها غرضوفَ أرنبة ٍ
شمّاءَ منْ رخصة ٍ في جيدها أودُ
لَهَا لِثَاثٌ وأنْيَابٌ مُفَلَّجَة ٌ
كالأُقْحُوَانِ عَلَى أطْرَافِهِ الْبَرَدُ
يجري بها المسكُ والكافورُ آونة ً
والزَّعْفَرَانُ عَلَى لَبَّاتِهَا جَسِدُ
كَأنَّ رَيْطَة َ جَبَّارٍ إذَا طُوِيَتْ
بَهْوُ الشَّرَاسِيفِ مِنْهَا حِينَ تَنْخَضِدُ
نِعْمَ الضَّجِيعُ بُعَيْدَ النَّوْمِ يُلْجِئُهَا
إلى حشاكَ سقيطُ اللّيلِ والثّأدُ
كأنَّ نشوتها واللّيلُ معتكرٌ
بعد العشاءِ وقدْ مالتْ بها الوسدُ
صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ أغْلَى التِّجَارُ بِهَا
مِنْ خَمْرِ عَانَة َ يَطْفُو فَوْقَهَا الزَّبَدُ
لَوْلاَ الْمَخاوِفُ والأوْصَابُ قَدْ قَطَعَتْ
عرضَ الفلاة ِ بنا المهريّة ُ الوخذُ
في كلِّ غبراءَ مخشيٍّ متالفها
جدّاءَ ليسَ بها عدٌّ ولا ثمدُ
تمسي الرّياحُ بها حسرى ويتبعها
سرادقٌ ليسَ في أطرافهِ عمدُ
بَصْبَاصَة ُ الْخِمْسِ في زَوْرَاءَ مَهْلَكَة ٍ
يَهْدِي الأَدِلاَّءَ فِيهَا كَوْكَبٌ وَحَدُ
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَة ً
إذا الحداة ُ على أكسائها حفدوا
حسبَ الجماجمِ اشباهًا مذكّرة ً
كأنّها دمكٌ شيزيّة ٌ جددُ
قامَ السّقاة ُ فناطوها إلى خشبٍ
عَلَى كُبَابٍ وَحَوْمٌ خَامِسٌ يَرِدُ
ذَوُو جَآجِيءَ مُبْتَلٌّ مَآزِرُهُمْ
بَيْنَ الْمَرَافِقِ في أيْدِيهِمُ حَرَدُ
أوْ رَعْلَة ٌ مِنْ قَطَا فَيْحَانَ حَلأَّهَا
عَنْ مَاءِ يَثْبَرَة َ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
تَنْجُو بِهِنَّ مِنَ الْكُدْرِيِّ جَانِيَة ٌ
بالرّوضِ روضِ عماياتٍ لها ولدُ
لَمَّا تَخَلَّسَ أنْفَاساً قرَائِنُهَا
منْ غمرِ سلمى دعاها توءمٌ قردُ
تهوي لهُ بشعيبٍ غيرِ معصمة ٍ
منغلّة ٍ دونها الأحشاءُ والكبدُ
دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الأرْضِ مَسْلَكُهَا
تِيهٌ نَفَانِفُ لاَ بَحْرٌ وَلاَ بَلَدُ(21/237)
تطاولَ اللّيلُ منْ همٍّ تضيّفني
دونَ الأصارمِ لمْ يشعرْ بهِ أحدُ
إلاَّ نَجِيَّة َ آرَابٍ تُقَلّبُنِي
كما تقلّبَ في قرموصهِ الصّردُ
مِنْ أمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ
بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الْجَثَّامَة ُ اللُّبَدُ
وَعَيْنِ مُضْطَمِرِ الْكَشْحَيْنِ أرَّقَهُ
هَمٌّ غَرِيبٌ وَنَاوِي حَاجَة ٍ أَفِدُ
وناقة ٍ منْ عتاقِ النّوقِ ناجية ٍ
حرفٍ تباعدَ منها الزّورُ والعضدُ
ثَبْجَاءَ دَفْوَاءَ مَبْنِيٍّ مَرَافِقُهَا
على حصيرينِ في دفّيهما جددُ
مقّاءَ مفتوقة ِ الإبطينٍ ماهرة ٍ
بِالسَّوْمِ نَاطَ يَدَيْهَا حَارِكٌ سَنَدُ
ينجو بها عنقٌ صعلٌ وتلحقها
رِجْلاَ أصَكَّ خِدَبٍّ فَوْقَهُ لَبِدُ
تضحي إذا العيسُ أدركنا نكائثها
خرقاءَ يعتادها الطّوفانُ والزّؤدُ
كأنَّهَا حُرَّة ُ الْخَدَّيْنِ طَاوِيَة ٌ
بعالجٍ دونها الخلاّتُ والعقدُ
ترمي الفجاجَ بكحلاوينِ لمْ تجدا
رِيحَ الدُّخَانِ ولَمْ يَأخُذْهُمَا رَمَدُ
باتتْ بشرقيِّ يمؤودٍ مباشرة ً
دعصًا ارذَّ عليهِ فرّقٌ عندُ
في ظلِّ مرتجزٍ تجلو بوارقهُ
لِلنَّاظِرَيْنِ رِوَاقاً تَحْتَهُ نَضَدُ
طَوْرَيْنِ طَوْراً يَشُقُّ الأرْضَ وابِلُهُ
بعدَ العزازِ وطورًا ديمة ٌ رغدُ
حَتَّى غَدَتْ في بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَة ً
رِيحَ الْمَبَاءَة ِ تَخْدِي والثَّرَى عَمِدُ
لَمَّا رَأَتْ مَا أُلاَقِي مِنْ مُجَمْجَمَة ٍ
هيَ النّجيُّ إذا ما صحبتي هجدوا
قَامَتْ خُلَيْدَة ُ تَنْهَانِي فَقُلْتُ لَهَا
إنَّ الْمَنَايَا لِمِيقَاتٍ لَهُ عَدَدُ
وقُلْتُ مَا لاْمْرِىء ٍ مِثْلِي بِأرْضِكُمُ
دونَ الإمامِ وخيرِ النّاسِ متّأدُ
إنّي وَإيَّاكِ والشَّكْوَى الَّتي قَصَرَتْ
خَطْوِي وَنَأْيُكِ والْوَجْدُ الَّذِي أجِدُ
كالماءِ والظّالعُ الصّديانُ يطلبهُ
هو الشّفاءُ لهُ والرّيُّ لوْ يردُ
إنَّ الْخِلاَفَة َ مِنْ رَبِّي حَبَاكَ بِهَا
لَمْ يُصِفْهَا لَكَ إلاَّ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ(21/238)
القابضُ الباسطُ الهادي لطاعتهِ
فِي فِتْنَة ِ النَّاسِ إذْ أهْوَاؤُهُمْ قِدَدُ
أمْراً رَضِيتَ لَهُ ثُمَّ اعتَمَدْتَ لَهُ
واعلمْ بأنَّ أمينَ اللهِ معتمدُ
واللَّهُ أخْرَجَ مِنْ عَمْيَاءَ مُظْلمَة ٍ
بِحَزْمِ أمْرِكَ وَالآفَاقُ تَجْتَلِدُ
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ في دَارٍ مُبَارَكَة ٍ
عِنْدَ الْمَلِيكِ شِهَاباً ضَوْؤُهُ يَقِدُ
ونحنُ كالنّجمِ يهوي منْ مطالعهِ
وَغُوطَة ُ الشَّامِ مِنْ أعْنَاقِنَا صَدَدُ
نَرْجُو سِجَالاً مِنَ الْمَعْرُوفِ تَنْفَحُهَا
لِسَائِلِيكَ فَلاَ مَنُّ وَلاَ حَسَدُ
ضَافِي الْعَطِيَّة ِ رَاجيهِ وَسَائِلُهُ
سيَّان، أفْلَحَ مَنْ يُعْطِي وَمَنْ يَعِدُ
أَنْتَ الْحَيَا وَغِيَاثٌ نَسْتَغِيثُ بِهِ
لوْ نستطيعُ فداكَ المالُ والولدُ
أزرى بأموالنا قومٌ أمرتهمُ
بالعدلِ فينا فما أبقوا وما قصدوا
نُعْطِي الزَّكَاة َ فَمَا يَرْضَى خَطِيبُهُمُ
حَتَّى نُضَاعِفَ أضْعَافَاً لَهَا غُدَدُ
أمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ
وفقَ العيالِ فلمْ يتركْ لهُ سبدُ
واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والْمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ
عَلَى التّلاتِلِ مِنْ أمْوَالِهِمْ عُقَدُ
فإنْ رفعتَ بهمْ رأسًا نعشتهمُ
وَإنْ لَقُوا مِثْلَهَا فِي قَابِلٍ فَسَدُوا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
رقم القصيدة : 20802
-----------------------------------
ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
عَلَى كُلِّ ضَيْفٍ ضَافَهُ فَهُوَ سَالِحُ
دَفَعْتُ إلَيْهِ وَهْوَ يَخْنُقُ كَلْبَهُ
ألاَ كُلُّ كَلْبٍ لاَ أبَا لَكَ نَابِحُ
بكيتَ على مذقٍ خبيثٍ قريتهُ
أَلاَ كُلُّ عَبْسِيٍّ عَلَى الزَّادِ نَائِحُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
رقم القصيدة : 20803
-----------------------------------(21/239)
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
منْ أمِّ علوانَ لا نحوٌ ولا صددُ
فأرّقتْ فتية ً باتوا على عجلٍ
وأعينًا مسّها الإدلاجُ والسّهدُ
هلْ تبلغنّي عبد اللهِ دوسرة ٌ
وَجْنَاءُ فِيهَا عَتِيقُ النَّيِّ مُلْتَبِدُ
عنسٌ مذكّرة ٌ قدْ شقَّ بازلها
لأْياً تَلاَقَى عَلَى حَيْزُومِهَا الْعُقَدُ
كأنّها يومَ خمسِ القومِ عنْ جلبٍ
وَنَحْنُ والآلُ بالْمَوْمَاة ِ نَطَّرِدُ
قَرْمٌ تَعَادَاهُ عَادٍ عَنْ طُرُوقَتِهِ
منَ الهجانِ على خرطومهِ الزّبدُ
أوْ نَاشِطٌ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ ألْجَأَهُ
نَفْحُ الشَّمَالِ فَأَمْسَى دُونَهُ الْعَقِدُ
بَاتَ إلَى دَفءِ أرْطَاة ٍ أضَرَّ بِهَا
حرُّ النّقا وزهاها منبتٌ جردُ
بَاتَ الْبُرُوقُ جَنَابَيْهِ بِمَنْزِلَة ٍ
ضَمَّتْ حَشَاهُ وَأعْلاَهُ بِهَا صَرِدُ
مَا زَالَ يَرْكُبُ رَوْقَيْهِ وَجَبْهَتَهُ
حتّى استباثَ سفاة ً دونها الثّأدُ
حتّى إذا نطقَ العصفورُ وانكشفتْ
عَمَايَة ُ اللَّيْلِ عَنْهُ وَهْوَ مُعْتَمِدُ
غدا ومنْ عالجٍ خدٌّ يعارضهُ
عَنِ الشَّمَالِ وَعَنْ شَرْقِيّهِ كَبِدُ
يعلو عهادًا منَ الوسميِّ زيّنهُ
ألْوَانُ ذِي صَبَحٍ مُكَّاؤُهُ غَرِدُ
بكلِّ ميثاءَ ممراحٍ بمنبتها
مِنَ الذِّرَاعَيْنِ رَجَّافٌ لَهُ نَضَدُ
ظلّتْ تصفّقهُ ريحٌ تدرُّ لها
ذَاتُ الْعَثَانِينِ لاَ رَاحٌ وَلاَ بَرَدُ
أصْبَحَ يَجْتَابُ أعْرَافَ الضَّبَابِ بِهِ
مُجْتَازَ أرْضٍ لأُخْرَى فَارِدٌ وَحَدُ
يهوي كضوءِ شهابٍ خبَّ قابسهُ
ليلاً يبادرُ منهُ جذوة ً تقدُ
حَتَّى إذَا هَبَطَ الْوُحْدَانَ وانْقَطَعَتْ
عنهُ سلاسلُ رملٍ بينها عقدُ
صَادَفَ أَطْلَسَ مَشَّاءً بِأَكْلُبِهِ
إثرَ الأوابدِ ما ينمي لهُ سبدُ
أشلى سلوقيّة ً باتتْ وباتَ بها
بِوَحْشِ إصْمِتَ في أصْلاَبِهَا أَوَدُ
يدبُّ مستخفيًا يغشى الضّراءَ بها
حتّى استقامتْ وأعراها لهُ الجردُ
فجالَ إذْ رعنهُ ينأى بجانبهِ
وفي سوالفها منْ مثلهِ قددُ(21/240)
ثمَّ ارفأنَّ حفاظًا بعدَ نفرتهِ
فكرَّ مستكبرٌ ذو حربة ٍ حردُ
فَذَادَهَا وَهْيَ مُحْمَرٌّ نَوَاجِذُهَا
كما يذودُ أخو العمّيّة ِ النّجدُ
حتّى إذا عرّدتْ عنهُ سوابقها
وعانقَ الموتَ منها سبعة ٌ عددُ
مِنْهَا صَرِيعٌ وَضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ
كَمَا ضَغَا تَحْتَ حَدِّ الْعَامِلِ الصُّرَدُ
وَلَّى يَشُقُّ جِمَادَ الْفَرْدِ مُطَّلِعاً
بِذِي الْنِّعَاجِ وَأَعْلَى رَوْقِهِ جَسِدُ
حتّى أجنَّ سوادُ اللّيلِ نقبتهُ
حيثُ التقى السّهلُ منْ فيحانَ والجلدُ
رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أوْ تَغْدُو كَغُدْوَتِهِ
عنسٌ تجودُ عليها راكبٌ أفدُ
تنتابُ آلَ أبي سفيانَ واثقة ً
بفضلِ أبلجَ منجازٍ لما يعدُ
مُسَأَّلٌ يَبْتَغِي الأْقْوَامُ نَائِلَهُ
منْ كلِّ قومٍ قطينٌ حولهُ وفدُ
جَاءَتْ لِعَادَة ِ فَضْلٍ كَانَ عَوَّدَهَا
منْ في يديهِ بإذنِ اللهِ منتفذُ
إلى امرئٍ لمْ تلدْ يومًا لهُ شبهًا
أنثى لهُ كرمًا يومًا ولا تلدُ
لا يَبْلُغُ المَدْحُ أقْصَى وَصْفِ مَدْحِكُمُ
وَلَمْ يَنَلْ مِثْلَ مَا أدْرَكْتُمُ أَحَدُ
لا يَفْقِدُ النَّاسُ خَيْراً مَا بَقِيتَ لَنَا
والْجُودُ وَالْعَدْلُ مَفْقُودَانِ إنْ فَقَدُوا
حتّى أنيختْ لدى خيرِ الأنامِ معًا
منْ آلِ حربٍ نماهُ منصبٌ حتدُ
أمْسَتْ أُمَيَّة ُ لِلإِسْلاَمِ حَائِطَة ً
وَلِلْقَبِيضِ رُعَاة ً أمْرُهَا الرَّشَدُ
يظلُّ في الشّاءِ يرعاها ويعمتها
ويكفنُ الدّهرُ إلاّ ريثَ يهتبدُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
رقم القصيدة : 20804
-----------------------------------
وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
وشقَّ لهُ قبرًا بأرضكَ لاحدُ
وقدْ كانَ ماتَ الجودُ حتّى نعشتهُ
وَذَكَّيْتَ نَارَ الْجُودِ والْجُودُ خَامِدُ
فَلاَ حَمَلَتْ أُنْثَى وَلاَ آبَ غَائِبٌ
وَلاَ وَلَدَتْ أُنْثَى إِذَا مَاتَ خَالِدُ(21/241)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
رقم القصيدة : 20805
-----------------------------------
تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
سفاهًا وجهلاً ما تذكّرَ منْ هندِ
أفي كلِّ يومٍ أنتَ موفٍ فناظرٌ
إلَى آلِ هِنْدٍ نَظْرَة ً قَلَّمَا تُجْدِي
تَذَكَّرْتُ عَهْداً كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
قَدِيماً وَهَلْ أبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ مِنْ عَهْدِ
فما مغزلٌ أدماءَ ريعتْ فأقبلتْ
بِسَالِفَة ٍ كَالسَّيْفِ سُلَّ مِنَ الْغِمْدِ
بِأَحْسَنَ مِنْ هِنْدٍ وَلاَ ضَوْءُ مُزْنَة ٍ
جَلاَ الْبَرْقُ عَنْهَا فِي مُكَلَّلة ٍ فَرْدِ
تَضُمُّ عَلَى مَضْنُونَة ٍ فَارِسِيَّة ٍ
ضَفَائِرَ لاَ ضَاحِي القُرُونِ وَلاَ جَعْدِ
وَتُضْحِي وَمَا ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيَابِهَا
إلى كتفيها بائتزارٍ ولا عقدِ
كَأنَّ الْخُزَامَى خَالَطَتْ في ثِيَابِهَا
جَنِيّاً مِنَ الرَّيْحَانِ أوْ قُضُبِ الرَّنْدِ
وَسَاقَ النِّعَاجَ الْخُنْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
برعنِ إشاءٍ كلُّ ذي جددٍ قهدِ
غَدَتْ بِرِعَالٍ مِنْ قَطاً فِي حُلُوقِهِ
أداوى لطافُ الطّيِّ موثقة ُ العقدِ
فَلَمَّا عَلاَ وَجْهُ النَّهَارِ ورَفَّعَتْ
بهِ الطّيرُ أصواتًا كواعية ِ الجندِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
رقم القصيدة : 20806
-----------------------------------
وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
لياليَ أفنى القرحُ جلَّ إيادِ
نفوا إخوة ً ما مثلهمْ كانَ إخوة ٌ
لحيٍّ ولمْ يستوحشوا لفسادِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
رقم القصيدة : 20807
-----------------------------------
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
والأرْضُ تَشْهَدُ والأيَّامُ والْبَلَدُ(21/242)
لَقَدْ جَزَيْتُ بَنِي بَدْرٍ بِبَغْيِهِمُ
عَلَى الْهَبَاءَة ِ يَوْماً مَا لَهُ قَوَدُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
رقم القصيدة : 20808
-----------------------------------
فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
وَمَا لَكِ بالسَّمَاوَة ِ مِنْ مَعَادِ
رعينَ الحمضَ حمضَ خناصراتٍ
بما في القرعِ منْ سبلِ الغوادي
كَأَنَّ مَوَاقِعَ الصِّرْدَانِ مِنْهَا
مناراتٌ بنينَ على جمادِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
رقم القصيدة : 20809
-----------------------------------
الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
حَتَّى إذَا ذاقَ مِنْهَا جَاحِماً بَرَدَا
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ريح الصحارى
ريح الصحارى
رقم القصيدة : 2081
-----------------------------------
فرسٌ على ريحٍ * بلا سيفٍ بلا رمحٍ * بلا قلمٍ وقرطاسٍ * من الصّحراءِ قادمةً * تناديني
عطشى * على قدمٍ وساقٍ * من نبيذِ الشّمسِ * تغشى عتمةَ الآفاقِ والأشواقِ * عندَ الفجرِ حالمةً * تلاقيني
تجتاحُ رملَ الرُّوحِ عاريةً * كموجِ البحرِ هائجةً * بلا سرجٍ من الماضي * يدجّجُها يؤجّجُها * تدغدغُني وتغريني
من أوّلِ الأشياءِ ضاريةً * على الصّحراءِ خارجةً * بلا خُرْجٍ من التّاريخِ * يُخرجُها ويُحرجُها * تؤثّثُني وتثريني
فرسٌ على ريحٍ * وتصهلُ في براري الرُّوحِ شهوتُها * تجرجرُني إلى التّفّاحِ حافيةً * بلا نَعْلٍ بلا بَعْلٍ * تراقصُني تغنّيني
فرسٌ على ريحٍ * وتشهقُ في سريرِ الفجرِ قهوتُها * تثرثرُني بلا صوتٍ * وغافيةً على جمرٍ من الأحلامِ * ترميني وتكويني(21/243)
فرسٌ على ريحٍ * وحبرُ القلبِ غيمتُها وغيبتُها * غوايتُها وغايتُها * على سطرٍ من الصّحراءِ تكتبُني وتمحُوني * تعطّشُني وترويني
فرسٌ على ريحٍ * وجِلْدُ الرُّوحِ خيمتُها وخيبتُها * روايتُها ورايتُها * وفي حُلْمٍ بلا لَحْمٍ * تراودُني تعرّيني
تمتصُّ ماءَ الرُّوحِ من طيني وحِطِّينِي * وتتركُني على طِينِي بلا طِينِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
رقم القصيدة : 20810
-----------------------------------
يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
متى تهدّدني بالعزِّ والعددِ
فَاقْدِرْ بِذَرْعِكَ إنِّي لَنْ يُقَوِّمَنِي
قولُ الضّجاجِ إذا ما كنتُ ذا أودِ
لاَ تَحْسِبَنِّيَ مَجْهُولاً بِمَخْبَأَة ٍ
إنِّي أنَا الْبَدْرُ لاَ أخْفَى عَلى أحَدِ
إنْ كنتَ ناقلَ عزّي عنْ مباءتهِ
فَانْقُلْ أبَانَاً بِمَا جَمَّعْتَ مِنْ عَدَدِ
والهضبَ هضبَ شرورى إنْ مررتَ بهِ
ورحرحانَ فأطلعهُ إلى أحدِ
إنّي وَجدْتُكَ وَرَّاداً إذَا انْقَطَعَتْ
عُمْيُ الْمَوَارِدِ صَدَّاراً عَنِ الْوُرُدِ
أنْتَ امْرُوٌّ نَالَ مِنْ عِرْضِي وَعِزَّتُهُ
كَعِزَّة ِ الْعَيْرِ يَرْعَى تَلْعَة َ الأَسَدِ
جاءتْ بهِ منْ قرى بيسانَ تحملهُ
سَوْأى مُخَضَّرَة ُ الآبَاطِ والْكَتِدِ
لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمُ
يَاابْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدِ
تأبى قضاعة ُ انْ تعرفْ لكمْ نسبًا
وابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بَيْضَة ُ الْبَلَدِ
بِيضُ الْوُجُوهِ مَطَاعِيمٌ إذَا يَسَرُوا
ردّوا المخاضَ على المقرومة ِ العندِ
وموقدِ النّارِ قدْ بادتْ حمامتهُ
مَا إنْ تَبَيَّنَهُ في جُدَّة ِ الْبَلَدِ
كانتْ بها خرفًا وافٍ سنابكها
فطأطأتْ بؤرة ً في رهوة ٍ جددِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
رقم القصيدة : 20811(21/244)
-----------------------------------
صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
هُمُ الْجَمَّاءُ فِي اللُّؤْمِ الْغَفِيرُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
رقم القصيدة : 20812
-----------------------------------
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تَحَمَّلْنَ مِنْ وَادي الْعَنَاقِ وَثَهْمَدِ
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
ولا تاركاتِ الدّارِ حتّى ضحى الغدِ
يُطِفْنَ ضُحِيّاً وَالْجِمَالُ مُنَاخَة ٌ
بِكُلِّ مُنِيفٍ كَالْحِصَانِ الْمُقَيَّدِ
تخيّرنَ منْ أثلِ الوريعة ِ وانتحى
لَهَا الْقَيْنُ يَعْقُوبٌ بِفَأْسٍ وَمِبْرَدِ
لَهُ زِئْبِرٌ جُوفٌ كَأَنَّ خُدُودَهَا
خُدُودُ جِيَادٍ أشْرَفَتْ فَوْقَ مِرْبَدِ
كَأَنَّ مَنَاطَ الْوَدْعِ حَيْثُ عَقَدْنَهُ
لبانُ دخيليٍّ اسيلِ المقلّدِ
أطفنَ بهِ حتّى استوى وكأنّها
هَجَائِنُ أُدْمٌ حَوْلَ أعْيَسَ مُلْبِدِ
فلمّا تركنَ الدّارَ رحنَ بيانعٍ
مِنَ النَّخْلِ لاَ جَحْنٍ وَلاَ مُتبَدِّدِ
فقلتُ لأصحابي همُ الحيُّ فالحقوا
بِحَوْرَاءَ فِي أتْرَابِهَا بِنْتُ مَعْبَدِ
فَمَا ألْحَقَتْنَا الْعِيسُ حَتَّى وَجَدْتَنِي
أسفتُ على حاديهمُ المتجرّدُ
وَقَدْ أَرْخَتِ الضَّبْعَيْنِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ
بسيرٍ كفانا منْ بريدٍ مخوّدِ
فلمّا تداركنا نبذنا تحيّة ً
ودافعَ أدنانا العوارضَ باليدِ
صَدَدْنَا صُدُوداً غَيْرَ هِجْرَانِ بِغْضَة ٍ
وأدنينَ أبرادًا على كلِّ مجسدِ
ينازعننا رخصَ البنانِ كأنّما
ينازعننا هدّابَ ريطٍ معضّدٍ
وأقصدَ منّا كلُّ منْ كانَ صاحيًا
صَحِيحَ الفُؤَادِ واشْتَفَى كُلُّ مُقْصَدِ
فَلَمَّا قَضَيْنَا مِلْ أَحَادِيثِ سَلْوَة ً
وَخِفْنَا عُيُونَ الْكَاشِحِ الْمُتَفَقِّدِ
دفعنا الجمالَ ثمَّ قلنا لقينة ٍ
صدوحِ الغناءِ منْ قطين مولّدِ
لَكِ الْوَيْلُ غَنِّينَا بِهِنْدٍ قَصِيدَة ً(21/245)
وَقُولي لِمَنْ لاَ يَبْتَغِي اللَّهْوَ يَبْعَدِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
رقم القصيدة : 20813
-----------------------------------
تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فِيهِ اضْطِمَارُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
رقم القصيدة : 20814
-----------------------------------
وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
أقلَّ انتصارًا باللّسانِ وباليدِ
سوى نظرٍ ساجٍ بعينٍ مريضة ٍ
جرتْ عبرة ٌ منها ففاضتْ بإثمدِ
بَكَتْ عَيْنُ مَنْ أذْرَى دُمُوعَكِ إنَّمَا
وَشَى بِكِ وَاشٍ مِنْ بَنِي أُخْتِ مِسْرَدِ
فَلَوْ كُنْتُ مَعذُوراً بِنَصْرِكِ طَيَّرَتْ
صُقُورِيَ غِرْبَانَ الْبَعِيرِ الْمُقَيَّدِ
لَظَلَّ قُطَامِيٌّ وَتَحْتَ لَبَانِهِ
نواهضُ ربدٌ ذاتُ ريشٍ مسبّدِ
وللدّارِ فيها منْ حمولة ِ أهلها
عَقِيرٌ وَلِلْبَاكِي بِهَا الْمُتَبَلِّدِ
إذا ما انجلتْ عنهُ غداة ً ضبابة ٌ
رَأَى وَهْوَ فِي بَلْدٍ خَرَانِقَ مُنْشِدِ
وَخُودٌ مِنَ اللاَّئِي يُسَمَّعْنَ بالضُّحَى
قريضَ الرّدافى بالغناءِ المهوّدِ
ضواربُ بالأذقانِ منْ ذي شكيمة ٍ
إذَا مَا هَوَى كالنَّيْزَكِ الْمُتَوَقِّدِ
دعتنا فألوتْ بالنّصيفِ ودونها
جَناحٌ وَرُكْنٌ مِنْ أَهَاضِيبِ ثَهْمَدِ
مربّعُ أعلى حاجبِ العينِ أمّهُ
شقيقة ُ عبدٍ منْ قطينٍ مولّدِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
رقم القصيدة : 20815
-----------------------------------
وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
دَنَفاً وَغَادَرَهُ عَلَى قَنُّورِ(21/246)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
رقم القصيدة : 20816
-----------------------------------
وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
عَلَى رَوْضَة ٍ رَيْحَانُهَا قَدْ تَخَضَّدَا
كَأَنَّ تِجَارَ الْهِنْدِ حَلُّوَا رِحَالَهُمْ
عليها طروقًا ثمَّ أضحوا بها الغدا
بِأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إلَيْهِمَا
سُعَادُ إذَا نَجْمُ السِّمَاكَيْنِ عَرَّدَا
كَأنَّ الْعُيُونَ الْمُرْسِلاَتِ عَشِيَّة ً
شآبيبَ دمعٍ لمْ تجدْ متردّدا
مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ مُسِيفَة ٍ
أخبَّ بهنَّ المخلفانِ وأحفدا
وما بيضة ٌ باتَ الظّليمُ يحفّها
بِوَعْسَاءَ أعْلَى تُرْبِهَا قَدْ تَلَبَّدَا
فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ في يَوْمٍ طَلْقَة ٍ
وَأشْرَفَ مُكَّاءُ الضُّحَى فَتغَرَّدَا
أرَادَ الْقِيَامَ فَازْبأرَّ عِفَاءُهُ
وَحَرَّكَ أَعْلَى رِجْلِهِ فَتَأَوَّدَا
وَهَزَّ جَنَاحَيْهِ فَسَاقَطَ نَفْضُهُ
فَرَاشَ النَّدَى عَنْ مَتْنِهِ فَتَبَدَّدَا
فغادرَ في الأدحيِّ صفراءَ تركة ً
هجانًا إذا ما الشّرقُ فيها توقّدا
بِأَلْيَنَ مَسّاً مِنْ سُعَادَ لِلامِسٍ
وأحسنَ منها حينَ تبدو مجرّدا
وإنّي لأحمي الأنفَ منْ دونِ ذمّتي
إذَا الدَّنِسُ الْوَاهِي الأمَانَة ِ أهْمَدَا
بنينا بأعطانِ الوفاءِ بيوتنا
وَكَانَ لَنَا في أوَّلِ الدَّهْرِ مَوْرِدَا
إذا ما ضمنّا لابنِ عمٍّ خفارة ً
نجيءُ بها منْ قبلِ أنْ يتشدّدا
أناخوا بأشوالٍ إلى أهلِ خبّة ٍ
طروقًا وقدْ أقعى سهيلٌ فعرّدا
يَخُبَّانِ قَصْراً فِي شَمَالٍ عَرِيَّة ٍ
أمَامَ رَوَايَا بَادَرَاهُنَّ قَرْدَدَا
أمُرُّ وَأحْلَوْلي وَتَعْلَمُ أُسْرَتِي
عنائي إذا جمرٌ لجمرٍ توقّدا
إذا ما فزعنا أوْ دعينا لنجدة ٍ
لبسنا عليهنَّ الحديدَ المسرّدا
بربِّ ابنة ِ العمريِّ ما كانَ جارها
لَيُسْلِمُهَا مَا وَافَقَ الْقَائِمُ الْيَدَا(21/247)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
رقم القصيدة : 20817
-----------------------------------
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
قَمَرُ المَجَرّة ِ، أوْ سِرَاجُ نَهَارِ
لن تدركوا كرمي بلؤمِ أبيكمُ
وَأوَابِدي بِتَنَحّلِ الأشْعَارِ
شَغّارَة ٍ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا
قطّارة ٌ لقوادمِ الأبكارِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
رقم القصيدة : 20818
-----------------------------------
مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
بسيفي وضيفانُ الشّتاءِ شهودها
فَقَدْ عَلِمُوا أنِّي وَفَيْتُ لِرَبِّهَا
فَرَاحَ عَلَى عَنْسٍ بِأُخْرَى يَقُودُهَا
قريتُ الكلابيَّ الّذي يبتغي القرى
وأمّكَ إذْ تخدي إلينا قعودها
رَفَعْنَا لَهَا نَاراً تُثَقَّبُ لِلْقِرَى
ولقحة َ أضيافٍ طويلاً ركودها
إذا أخليتْ عودَ الهشيمة ِ أرزمتْ
جَوَانِبُهَا حَتَّى نَبِيتَ نَذُودُهَا
إذَا نُصِبَتْ لِلطَّارِقِينَ حَسِبْتَهَا
نعامة َ حزباءٍ تقاصرَ جيدها
تَبِيتُ الْمَحَالُ الْغُرُّ فِي حَجَرَاتِهَا
شَكَارَى مَرَاهَا مَاؤُهَا وَحَدِيدُهَا
بعثنا إليها المنزلينِ فحاولا
لِكَيْ يُنْزِلاَهَا وَهْيَ حَامٍ حُيُودُهَا
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحِيرَة ٍ
سَرِيعٍ بِأَيْدِي الآكِلِينَ جُمُودُهَا
فلمّا سقيناها العكيسَ تملأّتْ
مَذَاخِرُهَا وَازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
فَلَمَّا قَضَتْ مِنْ ذِي الإِنَاءِ لُبَانَة ً
أرَادَتْ إلَيْنَا حَاجَة ً لاَ نُرِيدُهَا
فَلَمَّا عَرَفْنَا أنَّهَا أُمُّ خَنْزَرٍ
جفاها مواليها وغابَ مفيدها
إذَا مَا اعْتَرَانا الْحَقُّ بِالسَّهْلِ أصْبَحَتْ
لَهَا مِثْلَ أسْرَابِ الضِّبَاعِ خُدُودُهَا
تَبِيتُ وَرِجْلاَهَا أَوَانَانِ لاِسْتِهَا(21/248)
عَصَاهَا اسْتُهَا حَتَّى يَكِلَّ قَعُودُهَا
مُجَسَّمَة ُ الْعِرْنِينِ مَنْقُوبَة ُ الْعَصَا
عدوسُ السّرى باقٍ على الخسفِ عودها
فجاءتْ إلينا والدّجى مرجحنّة ٌ
رغوثُ شتاءٍ قدْ تقوّبَ عودها
تَؤُمُّ وَصَحْرَاءُ المَشَافِرِ دُونَهَا
سنا نارنا أنّى يشبُّ وقودها
ظَلِلْتُ بِيَوْمِ عِنْدَهُنَّ تَغَيَّبَتْ
نحوسُ جواريهِ ومرّتْ سعودها
فَلاَ يَوْمُ دُنْيَا مِثْلُهُ غَيْرَ أنَّنَا
نرى هذه الدّنيا قليلاً خلودها
فأصبحَ يستافُ الفلاة َ كأنّهُ
مشرًّى بأطرافِ البيوتِ قديدها
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
رقم القصيدة : 20819
-----------------------------------
..................
وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
لَوْلاَ سَعِيدٌ أُرَجِّي أنْ أُلاقِيَهُ
ما ضمّني في سوادِ البصرة ِ الدّورُ
شجعاءُ يعملة ٌ تدمى مناسمها
كَأنَّهَا حَرَجٌ بِالْقِدِّ مَأْسُورُ
إلى الأكارمِ أحسابًا ومأثرة ً
تَبْرِي الإكَامَ وَيَبْرِي ظَهْرَهَا الْكُورُ
الواهبُ البختَ خضعًا في أزمّتها
والبيضَ فوقَ تراقيها الدّنانيرُ
فَكَمْ تخَطَّتْ إلَيْكُمْ مِنْ ذَوِي تِرَة ٍ
كأنَّ أبصارهمْ نحوي مساميرُ
ما يدرأُ اللهُ عنّي منْ عدواتهمْ
فَإنَّ شَرَّهُمُ فِي الصَّدْرِ مَحْذُورُ
إنْ يَعْرِفُونِي فَمَعْرُوفٌ لِذي بَصَرٍ
أوْ يَنْسُبُوني فَعالي الذِّكْرِ مَشْهُورُ
مَرَّتْ عَلَى أُمِّ أمْهَارٍ مُشَمِّرَة ً
تهوي بها طرقٌ أوساطها زورُ
في لاحبٍ برقاقِ الأرضِ محتفلٍ
هادٍ إذا عزّهُ الأكمُ الحدابيرُ
يَهْدي الضَّلُولَ وَيَنْقَادُ الدَّلِيلُ بِهِ
كأنّهُ مسحلٌ في النّيرِ منشورُ
مَصْدَرُهُ فِي فَلاة ٍ ثُمَّ مَوْرِدُهُ
جُدٌّ تَفَارَطَهُ الأَوْرَادُ مَجْهُورُ
يُجَاوِبُ الْبُومَ تَهْوَادُ الْعَزِيفِ بِهِ
كما تحنُّ لغيثٍ جلّة ٌ خورُ(21/249)
ما عرّستْ ليلة ً إلاّ على وجلٍ
حتّى تلوحَ منَ الصّبحِ التّباشيرُ
أرْمِي بِهَا كُلَّ مَوْمَاة ٍ مُوَدِّيَة ً
جدّاءَ غشيانها بالقومِ تغريرُ
حتّى أنيختْ على ما كانَ منْ وجلٍ
فِي الدَّارِ حَيْثُ تَلاَقَى الْمَجْدُ والْخِيرُ
يا خيرَ مأتى أخي همٍّ وناقتهِ
إذا التقى حقبٌ منها وتصديرُ
زورٌ مغبٌّ ومسؤولٌ أخو ثقة ٍ
وسائرٌ منْ ثناءِ الصّدرِ منشورُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سيدة المرايا
سيدة المرايا
رقم القصيدة : 2082
-----------------------------------
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ
نهارٌ مثلُ أمسٍ لا جديدٌ تحتَ شمسٍ فعلَ مجدٍ ماضيًا يبني على ضمِّ لتورقَ من هُنا واو الجماعةِ دونَ غمٍّ في سماءِ الآنَ رايَهْ
نهارٌ مثلُ أمسٍ لا قديمٌ تحتَ رَمْسٍ يرفعُ الفعلَ المضارعَ سالمًا من بينِ أنقاضٍ وأغراضٍ وأمراضٍ وأعراضٍ تعشّقَها الغبارُ
نهارٌ منهَكَ الأعضاءِ يحتلُّ الهُنا ومُجَعْلَكَ الإمضاءِ يستلُّ الأنَا لا راغبًا أو راهبًا يغشى الصّحارى
ليدفعَ فاعلَ الفعلِ المضارعِ كي يصارعَ في الشّوارعِ مُرَّ موتٍ لا يُوارى
يقارعَ في المجامعِ صخرَ صمتٍ لا يُجارى
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا ديكٍ على وتدٍ يبيضُ بلا مخاضٍ من هنا فكرَهْ
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
نهارُ واقفٌ مثلَ الحمامِ بمكَّةٍ منذ السّقيفةِ تحتَ سقفٍ حاملاً حبلَ الغسيلِ غمامةً حُبلى بحبرٍ لا يزالُ يسيلُ إنشاءً مُنَشَّى في تماثيلٍ متوَّجةٍ لتكتملَ الرّوايَهْ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا بيتٍ يؤبِّنُ جثّةَ الذّكرى
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
بلا ليلٍ ولا خيلٍ ولا بيداءَ تعرفُنا بلا سيفٍ ولا رمحٍ ولا قلمٍ وقرطاسٍ تُعَرِّفُنا لتعرفَنا ليالِينا ويرفعَنا النّهارُ
إلى صِفْرٍ بلا صدأٍ جديدٍ يبتدي منهُ القطارُ
صلاةَ الخطوةِ الأولى لتُغْتَفَرَ الخطايا(21/250)
إلى أُفُقٍ بلا طيرٍ حديدٍ تبتدي منهُ الدّيارُ
حياةَ الجنّةِ الجَذْلَى لتلتئمَ الشّظايا
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا موتٍ يشرّفُ شجْرةً حُرَّهْ
دَفنّا ليلةً أخرى
وراءَ الظَّهرِ لا حَدْبٌ ولا نَدْبٌ يعدِّدُ أو يندِّدُ لا انهيارُ
على قبرٍ طريٍّ لا انبهارُ
بأسئلةٍ معلَّبةٍ بأمثلةٍ مُخَلَّبَةٍ تفسّرُها مراراتُ المرايا
كلامًا لا يقولُ ولا يقوِّلُنا يؤوِّلُنا وتنتحرُ الحكايَهْ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا كفنٍ يُلَفْلِفُ عورةَ الصّحرَا
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
بأوراقٍ من التِّينِ المُدَرَّبِ والمُجَرَّبِ مذ رأَتْ حَوَّاءُ ثعبانَ الغوايَهْ
طَوينا صفحةً أخرى ويشتدُّ الحصارُ
وما في الأرضِ شاهدةٌ تقيمُ على ضفافِ الجرحِ منذ قدومِ أيّارٍ ليسرقَ حبرَ دفترِنا ويتركَنا أمامَ الرّيحِ أوراقًا عرايا
تُلَمْلِمُنا تعاويذٌ من الصّحرا مُلَمْلَمَةٌ على نَوْلٍ من الذّكرى مُنَمْنَمَةٌ على عَجَلٍ مُتَمْتَمَةٌ ونائمةٌ بلا خجلٍ ولا وجلٍ تمائمَ بينَ أحلامِ الصّبايا
تُلَمْلِمُنا خرافاتٌ ملفّقَةٌ أساطيرٌ معلّقةٌ على جدرانِ ذاكرةٍ يُضَلِّلُها إطارٌ لا يُظَلِّلُهُ إطارُ
تُلَمْلِمُنا تعازيمٌ رُقًى ضدَّ العيونِ الزُّرقِ أَدْعِيَةٌ لغيمِ النّسل أَضْحِيَةٌ لأَضْرِحَةٍ بلا لونٍ تحاصرُها تَهاليلٌ مواويلٌ على لَيْلَى بأوزانٍ تدجِّنُ قملَ قافيةٍ وينسدلُ الخمارُ
تُلَمْلِمُنا سلالاتٌ من الأعشابِ عابثةٌ غُلالاتٌ من الألقابِ لابثةٌ وتتّسعُ الحكايَهْ
تُلَمْلِمُنا دراويشٌ مُكَرَّمَةٌ بلا فقرٍ دشاديشٌ مُقَلَّمَةٌ بلا حِبْرٍ سراويلٌ مهرولةٌ إلى تفّاحةِ المَثْنَى تراتيلٌ مُجَلْجِلَةٌ بلا معنى أراغيلٌ وقرقرةٌ أناشيدٌ وثرثرةٌ أباريقٌ وأبْخِرَةٌ تس
تخدِّرُنا سطورٌ من بَخُورٍ فوقَ جمرٍ دونَ تمرٍ في تكايا
ويخنقُنا البُخَارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا(21/251)
وراءَ السّطرِ غاربةً وهاربةً من الفجرِ المُغَرَّبِ والمُهَرَّبِ عن تفاصيلِ الرّوايَهْ
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
نهارٌ مثلُ آلافِ النّهاراتِ الّتي مرَّتْ بلا لونٍ ولا طَعْمٍ ورائحةٍ مُنَقَّحَةٍ ولا ريحٍ لأشرعةٍ مُلَوَّعَةٍ ولا موجٍ يُوقِّعُهُ القرارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
صباحٌ يا نبيذَ الرُّوحِ من عَطَشٍ تعتّقَ في زوايا تُواريها زوايا
تحمِّلُها خطايا
ويزدادُ البهارُ
أتيتُكِ حاملاً في القلبِ إعصارًا على عصرٍ خَبَتْ في نارِهِ النّارُ
ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على قَلَقٍ بلا ريحٍ تُحَمِّلُهُ بلا ذنْبٍ مُسَوَّدَةَ البدايَهْ
ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على ريحٍ بلا قَلَقٍ ومن أقصى أقاصي الرُّوحِ يُفضيني إلى فوضى أقاصيكِ الشّهيدَه
أراكِ ولا أراكِ تنظّفينَ نوافذَ الرُّوحِ الشّريدَهْ
أراكِ ولا أراكِ ترتّبينَ حبيبَتي فوضَى الحكايَهْ
طرقْتِ الحبَّ يحدُو القلبَ شبّاكٌ على أفُقٍ ويُفْتَتَحُ الحوارُ
بعكسِ الرّيحِ رغمَ اللّيلِ ساريةً وعاريةً خرجْتِ على سراطٍ مستطيلٍ فاستباحَتْكِ الشِّفارٌُ
وفوقَ الشّوكِ فوقَ الجمرِ حافيةً وغافيةً مَشَيْتِ إلى ينابيعِ الصّباحِ لتشربي نَخْبَ البدايَهْ
تحدَّيْتِ القبائلَ والقنابلَ والقوافلَ والمحافلَ كلَّها هبطَتْ سماءُ السّقفِ وانْخَبَطَتْ إِمَاءُ العُرْفِ فارتفعَ الجدارُ المُرُّ وانهلعَ النّهارُ
تحدّيْتِ المنابرَ والمحابرَ والمعابرَ والمقابرَ دونَ خوفٍ من محاذيرِ الوصايَهْ
تحدَّيْتِ النّواميسَ القديمةَ والجواميسَ المقيمةَ دونَما كَلأٍ وماءٍ والوساويسَ العقيمةَ والقواميسَ الّتي كانَتْ تلعثمُنا فطالعَكِ التَّتَارُ
طنينُ عيونِهِمْ حقدٌ على حُبٍّ تَسَرْبَلَ يا حبيبةُ في سريرِ الحُلْمِ مريولَ الوشايَهْ
فحيحُ قلوبِهِمْ حقدٌ على فرحٍ تعمّد في عصيرِ الشّمسِ أمرًا بعدَ خمرٍ تُسْتَدارُ(21/252)
صليلُ سيوفِهِمْ حقدٌ على حبرٍ يرمِّمُ ما تبقّى من أثاثِ الرُّوحِ في كوخِ الرِّوايَهْ
سَكَتِّ حبيبَتي من تحتِ ذيَّاكَ اللّحافِ تثاقلَتْ بالدّمعِ أنهارٌ وأغوارٌ وأغمارٌ وأعمارٌ وعارٌ مستعارُ
سَمِعْتُكِ تشهقينَ بلهجةٍ ثَكْلَى أيَا وجعَ البدايةِ كيفَ تبتدِئُ النّهايَهْ
وَضَعْنا نقطةً في آخِرِ السّطرِ الأخيرِ كآيةٍ تُتْلَى أضَعْناها كإِبرةِ فتنةٍ في تِبْنِ توبتِنا تقدَّسَ في حظيرتِنا الخُوارُ
وَضَعْنا نقطةً أخرى أضَعْناها كصُورةِ نرجسٍ في بئرِ شهوتِنا مَضَغْناها كتفّاحِ الغوايَهْ
وما زالَ الدُّوارُ
يدورُ بنا على الدّنيا بلا قلمٍ يُحَزِّزُ فوقَ صفحتِنا وصَفْنَتِنا دوائرَ لا تُرَى فتثاءَبَ الفرجارُ وانْفَرَجَتْ زوايانا على كلِّ الزّوايا
بلا عَلَمٍ يرفرفُ فوقَ خيمتِنا وخيبتِنا لتنفرجَ الدّيارُ
بلا خبرٍ يقينٍ عندَ هاتيكَ الجُهَيْنَةِ من جنوبِ الرُّوحِ يَسري صَوْبَ معراجِ الهدايَهْ
بلا برقٍ بلا رعدٍ بلا ريحٍ بلا مطرٍ لتغتسلَ البحارُ
وتَمْشُطَ موجةٌ عطشَى شواطئَ حُلْمِنا فجرًا ويرتاحَ الفنارُ
أراكِ ولا أراكِ حبيبَتي في بحرِ ليلِي نقطةً حُبْلَى أتَيْتُكِ حاملاً من زَنْجَبِيلِ الرُّوحِ معجزةً لينطلقَ الجَنينُ جهيزةً قطعَتْ أقاويلَ البغايا
لجسمِكِ من حريرِ الرُّوحِ ها أنَذا أفصِّلُ ثوبَ ملحمةٍ ويَسْتَعِرُ الأوارُ
وعَرْشُ اللّيلِ ينسفُه النّهارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
رقم القصيدة : 20820
-----------------------------------
ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
منْ ماردٍ لصٍّ منَ اللّصوصِ
يدخلُ تحتَ الغلقِ المرصوصِ
بِمَهْرِ لاَ غَالٍ وَلاَ رَخِيصِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
رقم القصيدة : 20821(21/253)
-----------------------------------
تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
وَمَا حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ
وَحَارَبَ مِرْفَقُهَا دَفَّهَا
وَسَامَى بِهِ عُنُقٌ مِسْعَرُ
فمالتْ على شقِّ وحشيّها
وَقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ
نَمَتْ كَتِفَاهَا إلَى حَارِكٍ
أشمَّ كما أوفد المنبرُ
تقلّبُ خدّينِ كالمصحفيـ
ـنِ خَطُّهُمَا وَاضِحٌ أَزْهَرُ
وعينانِ حرٌّ مآقيهما
كما نظرَ العدوة َ الجؤذرُ
وأذنانِ حشرٌ إذا أفزعتْ
شُرَافِيَّتَانِ إذَا تَنْظُرُ
وَلاَ تُعْجِلُ الْمَرْءَ قَبْلَ الْوُرُو
كِ وَهْيَ بِرُكْبَتِهِ أبْصَرُ
وهيٌّ إذا قامَ في غرزها
كَمِثْلِ السَّفِينَة ِ أوْ أوْقَرُ
وَمُصْغِيَة ٌ خَدَّهَا بِالزِّمَا
مِ فالرّأسُ منها لهُ أصعرُ
حتّى إذا ما استوى طبّقتْ
كما طبَّقَ الْمِسْحَلُ الأغْبَرُ
...................
وثوبُ بشيرٍ إذا تخطرُ
وذاتِ هبابٍ صموتِ السّرى
بأعطافها العرقُ الأصفرُ
فولّتْ بروحاءَ مأطورة ٍ
نواجٍ إذا وقدَ الحزورُ
إذَا الرَّمْلُ قَدَّمَ أثْبَاجَهُ
أبانَ لراكبها المخصرُ
لعاشرة ٍ وهوَ قدْ خافها
فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أوْ يَنْقُرُ
تَغَنَّى لِيُبْلِغَنِي خَنْزَرٌ
وكلُّ ابنُ مومسة ٍ أخزرُ
قِيَاماً يُوَارُونَ عَوْرَاتِهِمْ
بِشَتْمِي وَعَوْرَاتُهُمْ أظْهَرُ
أخافُ الفلاة َ فأرمي بها
إذا أعرضَ الكانسُ المظهرُ
إذَا قَالَ فِي فَنَنٍ وَاحِدٍ
مِنَ الضَّالَة ِ الرِّئْمُ والأَعْفَرُ
كأنَّ القتودَ على قارحٍ
أطَاعَ الرَّبِيعَ لَهُ الْغِرْغِرُ
وَزُبَّادُ نَقْعَاءَ مَوْلِيَّة ٍ
وَبُهْمَى أنَابِيبُهَا تَقْطُرُ
فَظَلَّ يُقَلِّبُ أُلاَّفَهُ
كَمَا قَلَّبَ الأقْدُحَ الْمُخْطِرُ
نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا
فخفّتْ لهُ خذفٌ ضمّرُ
فأوردهنَّ قبيلَ الصّبا
حِ عَيْناً ضَفَادِعُهَا تَهْدِرُ
تُثِيرُ الدَّوَاجِنَ فِي قَضَّة ٍ
عراقيّة ٍ وسطها الغضورُ
إذَا خِفْنَ هَوْلَ بُطُونِ الْبِلاَدِ
تَضَمَّنَهَا فَلَكٌ مُزْهِرُ(21/254)
فخفنَ الجنانَ فقدّمنهُ
فَجَاءَ بِهَا وَجِلٌ أوْجَرُ
..................
إذَا هَابَ جُثْمَانَهُ الأَعْوَرُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
رقم القصيدة : 20822
-----------------------------------
أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
أشرنا إلى خيراتها بالأصابعِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
رقم القصيدة : 20823
-----------------------------------
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
وَوَادِي الْعَوِيرِ دُونَنَا والسَّوَاجِرُ
تخطّى إلينا ركنَ هيفٍ وحافرًا
طروقًا وأنّى منكَ هيفٌ وحافرُ
وَأبْوَابُ حُوَّارِينَ يَصْرِفْنَ دُونَنَا
صَرِيفَ الْمَحَالِ أقْلَقَتْهُ الْمَحَاوِرُ
فقلتُ لها فيئي فإنَّ صحابتي
سِلاَحِي وَفَتْلاَءُ الذِّرَاعَيْنِ ضَامِرُ
وَهَمٍّ وَعَاهُ الصَّدْرُ ثُمَّ سَمَا بِهِ
أخُو سَفَرٍ والنَّاعِجَاتُ الضَّوَامِرُ
وَلَنْ يُدْرِكَ الْحَاجَاتِ حَتَّى يَنَالَهَا
إلَى ابْنِ أبي سُفْيَانَ إلاَّ مُخَاطِرُ
فإنَّ لنا جارًا علقنا حبالهُ
كغيثِ الحيا لا يجتويهِ المجاورُ
وأُمّاً كَفَتْنَا الأُمَّهَاتِ حَفِيَّة ً
لها في ثناءِ الصّدقِ جدٌّ وطائرُ
فَمَا أُمُّ عَبْدِالله إلاَّ عَطِيَّة ٌ
مِنَ اللَّهِ أعْطَاهَا أمْرَءاً فَهْوَ شَاكِرُ
هيَ الشّمسُ وافاها الهلالُ ، بنوهما
نُجُومٌ بِآفاقِ السَّمَاءِ نَظَائِرُ
تذكّرهُ المعروفَ وهيَ حييّة ٌ
وذو اللّبِّ أحيانًا معَ الحلمِ ذاكرُ
كَمَا اسْتَقْبَلَتْ غَيْثاً جَنُوبٌ ضَعِيفَة ٌ
فَأَسْبَلَ رَيَّانُ الْغَمَامَة ِ مَاطِرُ
تصدّى لوضّاحِ الجبينِ كأنّهُ
سراجُ الدّجى تجبى إليهِ السّوائرُ
فقلَّ ثناءً منْ أخٍ ذي مودّة ٍ(21/255)
غدا منجحَ الحاجاتِ والوجهُ وافرُ
تخوضُ بهِ الظّلماءَ ذاتُ مخيلة ٍ
جُمَالِيَّة ٍ قَدْ زَالَ عَنْهَا الْمُنَاظِرُ
ورودٌ سبنتاة ٌ تسامي جديلها
بِأسْجَحَ لَمْ تَخْنِسْ إلَيْهِ الْمَشَافِرُ
وَعَيْنٍ كَمَاءِ الْوَقْبِ أشْرَفَ فَوْقَهَا
حجاجٌ كأرجاءِ الرّكيّة ِ غائرُ
مِنَ الْغِيدِ دَفْوَاءُ الْعِظَامِ كَأنَّهَا
عقابٌ بصحراءِ السّمينة ِ كاسرُ
يحنُّ منَ المعزاءِ تحتَ أظلّها
حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهزاجرُ
كما نفحتْ في ظلمة ِ اللّيلِ قينة ٌ
عَلَى فَحَمٍ شُزَّانُهُ مُتَطَايِرُ
فَلَمَّا عَلَتْ ذَاتَ السَّلاَسِلِ وانْتَحَتْ
لَهَا مُصْغِيَاتٌ لِلنَّجَاءِ عَوَاسِرُ
قوالصُ أطرافِ المسوحِ كأنّها
بِرِجْلَة ِ أحْجَاءٍ نَعَامٌ نَوَافِرُ
سراعُ السّرى أمستْ بسهبٍ وأصبحتْ
بِذِي الْقُورِ يُغْشِيهَا الْمَفَازَة َ عَامِرُ
أشمُّ طويلُ السّاعدينِ كأنّهُ
يُحَاذِرُ خَوْفاً عِنْدَهُ وَيُحَاذِرُ
قليلُ الكرى يرمي الفلاة َ بأركبٍ
إذا سالمَ النّومَ الضّعافُ العواورُ
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
بذي نبقٍ زالتْ بهنَّ الأباعرُ
دَعَاهَا مِنَ الْحَبْلَيْنِ حَبْلَيْ ضَئِيدَة ٍ
خيامٌ بعكّاشٍ لها ومحاضرُ
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
بذاتِ العلندى حيثُ نامَ المفاجرُ
وعالينَ رقمًا فارسيًّا كأنّهُ
دَمٌ سَائِلٌ مِنْ مُهْجَة ِ الْجَوْفِ نَاحِرُ
فلمّا تركنَ الدّارَ قلتُ منيفة ٌ
بقرّانَ منها الباسقاتُ المواقرُ
أوِ الأثلُ أثلُ المنحنى فوقَ واسطٍ
مِنَ الْعِرْضِ أوْ دَانٍ مِنَ الدَّوْمِ نَاضِرُ
فحثَّ بها الحادي الجمالَ ومدّها
إلى اللَّيْلِ سَرْبٌ مُقْبِلُ الرِّيْحِ بَاكِرُ
فلا غروَ إلاّ قولهنَّ عشيّة ً
مَضَى أهْلُنَا فَارْفَعْ فَإِنَّا قَوَاصِرُ
فأفْرَغْنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَمَا
ضَبَا الْبِيدَ سَافِي الْقَيْظَة ِ الْمُتَنَاصِرُ
نَوَاعِمُ أبْكَارٌ تُوَارِي خُدُورَهَا
نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذرُ(21/256)
وَنَكَّبْنَ زُوراً عَنْ مُحَيَّاة َ بَعْدَمَا
بَدَا الأَثْلُ أثْلُ الْغِينَة ِ الْمُتَجَاوِرُ
وَقَالَ زِيَادٌ إذْ تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
أرَى الْحَيَّ قَدْ سَارُوا فَهَلْ أنْتَ سَائِرُ
إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا
رَفَعْنَا قُرُوناً خَطْوُهَا مَتَوَاتِرُ
مَطِيَّة َ مَشْعُوفَيْنِ أفْنَى عَرِيكَهَا
رواحُ الهبلِّ حينَ تحمى الظّهائرُ
فجاءتْ بكافورٍ وعودِ ألوّة ٍ
شَآمِيَة ٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
رقم القصيدة : 20824
-----------------------------------
تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
سلكنَ أريكًا أوْ وعاهنَّ فازرُ
ظعنَّ وودّعنَ الجمادَ ملالة ً
جمادَ قسًا لمّا دعاهنَّ ساجرُ
كأَنَّكَ بِالْصَّحْرَاءِ مِنْ فَوْقِ حَتْلَمٍ
تناغيكَ منْ تحتِ الخدورِ الجآذرُ
تروّحَ واستنعى بهِ منْ وعيلة ٍ
مَوَارِدُ مِنْهَا مُسْتَقِيمٌ وَجَائِرُ
تَضَمَّنَهُمْ وَارْتَدَّتِ الْعَيْنُ عَنْهُمُ
بذاتِ الصّوى منْ ذي التّنانيرِ ماهرُ
وَإنَّ أَبَا ثَوْبَانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عَنِ الْمنْدِيَاتِ وَهْوَ أحْمَقُ فَاجِرُ
...................
براقُ قشاواتٍ بهنَّ العشائرُ
حَلَفْتُ لَهُ إنْ تُدْلِجِ اللَّيْلَ لاَ يَزَلْ
أَمَامَكَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِيَ سَائِرُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
رقم القصيدة : 20825
-----------------------------------
فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
تغادرُ بالزّيزاءِ برسًا مقطّعا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
رقم القصيدة : 20826
-----------------------------------(21/257)
ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
تَحِيَّة َ مَنْ صَلَّى فُؤادَكِ بالْجَمْرِ
بِآيَة ِ مَا لاَقَيْتِ مِنْ كُلِّ حَسْرَة ٍ
وما قدْ أذقناكِ الهوانَ على صغرِ
فَكَائِنْ رَأَيْتِ مِنْ حَمِيمٍ تَجُرُّهُ
صدورُ العوالي والجيادُ بنا تجري
وما ذكرهُ بكريّة ً جشميّة ً
بدارِ ذوي الأوتارِ والأعينِ الخزرِ
فَلَنْ تَشْرَبي إلاَّ بِرَنْقٍ وَلَنْ تَرَيْ
سوامًا وحيًّا بالقصيبة ِ فالبشرِ
أبَا مَالِكٍ لاَ تَنْطُقِ الشِّعْرَ بَعْدَهَا
وَأَعْطِ الْقِيَادَ الْقَائِدِينَ عَلَى كَسْرِ
فَلَنْ يَنْشُرَ الْمَوْتَى وَلَنْ يُذْهِبَ الْجِزَى
هَويُّ الْقَوَافِي بَيْنَ أنْيَابِكَ الْخُضْرِ
وَلَوْ كُنْتَ في الْحَامِينَ أحْسَابَ وَائِلٍ
غَدَاة َ الطِّعَانِ لاْجْتُرِرْتَ إلى الْقَبْرِ
وَلَوْلاَ الْفِرَارُ كُلَّ يَوْمِ وَقِيعَة ٍ
لنالتكً زرقٌ منْ مطاردنا الحمرِ
وما حاربتنا منْ معدٍّ قبيلة ٌ
فنَتْرُكَهَا حَتَّى تُقِرُّوا عَلَى وِتْرِ
وَكُنْتَ كَكَلبٍ قَتَّلَ الْجَيْشُ رَهْطَهُ
فأصبحَ يعوي في ديارهمُ الغبرِ
بِمَلْحَمَة ٍ لاَ يَسْتَقِلُّ غُرَابُهَا
دفيفًا ويمسي الذّئبُ فيها معَ النّسرِ
ونحنُ تركنا تغلبَ ابنة َ وائلٍ
كمنكسرِ الأنيابِ منقطعِ الظّهرِ
وَكَانُوا كَذي كَفَّيْنِ أصْبَحَ رَاضِياً
بِوَاحِدَة ٍ شَلاَّءَ مِنْ قَصَبٍ عَشْرِ
ألمْ يأتِ عمرًا والمفاوزُ دونهُ
مصارعُ ساداتِ الأراقطِ والنّمرِ
تدورُ رحانا كلَّ يومٍ عليهمُ
بواقدِ حربٍ لا عوانٍ ولابكرِ
ونحنُ قتلنا منْ جلالكَ وائلاً
ونحنُ بكينا بالسّيوفِ على عمرو
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
رقم القصيدة : 20827
-----------------------------------
حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
بنويعتينَ فشاطئِ التّسريرِ
لَعِبَتْ بِهَا صفة النَّعَامَة ِ بَعْدَمَا
زوّارها منْ شمألٍ ودبورِ(21/258)
وأنا الّذي سمعتْ مصانعُ مأربٍ
وقرى الشّموسِ وأهلهنَّ هديري
وَلأَتْرُكَنَّ بِحَاجِبَيْكَ عَلاَمَة ً
ثَبَتَتْ عَلَى شَعْرٍ أَلَفَّ أصِيرِ
وَمُرِدَّة ٍ وَطْفَاءَ وَافَقَ نُوْؤُهَا
قَبْلَ الْهِلاَلِ بِدِيمَة ٍ دَيْجُورِ
تَسْري بِهَا خُلُعٌ كَأنَّ هُوِيَّهَا
تحنانُ مقنعة ِ الحناجرِ خورِ
وَسَلُوا هَوَازِنَ مَنْ يُؤَرِّثُ نَارَهَا
أوْ منْ يحلُّ بثغرها المحذورِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
رقم القصيدة : 20828
-----------------------------------
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
وقولٍ بئسَ أفعالُ الصّديقِ
وتطلبُ بالرّياءِ الفوزَ جهلاً
لَقَدْ أوْفَيْتَ مِنْ بَلَدٍ سَحِيقِ
وتحوي ودَّ غانية ٍ بعسفٍ
إلا حاولتَ غيرَ مدى الطّريقِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
رقم القصيدة : 20829
-----------------------------------
عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
كيما أخبّركمْ منَ الأخبارِ
إنَّ الحلالَ وخنزرًا ولدتهما
أمٌّ معامسة ٌ على الأطهارِ
إنَّ الْحَيَا وَلَدَتْ أبي وَعُمُومَتي
ونبتُّ في سبطِ الفروعِ نضارِ
ونبتَّ شرَّ بني تميمٍ منصبًا
دَنِسَ الْمُرُوءَة ِ ظَاهِرَ الأَعْيَارِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقط الطريق
سقط الطريق
رقم القصيدة : 2083
-----------------------------------
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * تشرينُ يُسْقِطُ دونَ طَلْقٍ وَرْقَةَ التِّينِ المُجَرَّبِ مرّةً أخرى * وتنطلقُ الجُمُوعُ
نارًا بلا نارٍ * على نارٍ مدجَّجةٍ بلا سقفٍ * مؤجَّجةٍ بلا وقفٍ * دَمُ الشّهداءِ يصرخُ في الشّوارعِ: لا إِمامَ سوى الأَمامُ * ولا رجوعٌ للوراءِ * ولا ركوعُ(21/259)
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ رقطاءَ * لا حَرَجٌ يُلَعْثِمُ فَوْهَةَ الفَوْضى * ولا حَرَسٌ يُلَمْلِمُ شِرْعَةً شَوْهَا * وتختلطُ الحوابلُ بالنّوابلِ مرّةً أخرى * وتختلجُ الضّلوعُ
أَبِطَلْقَةٍ صفراءَ تُخْتَصَرُ الطّريقُ؟ * طريقُنا وَجَعٌ وجُوعُ
وستسألينَ خرائبَ الصّحرا غدًا * وخرائطَ الذّكرى مَدًى: كيفَ الرّجوعُ إلى بدايةِ عهدِنا؟ * كيفَ الرّجوعُ؟
يأتيكِ صوتٌ من جنوبِ الرُّوحِ يعلنُ حربَهُ: ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا ركوعٌ لا خضوعٌ لا خنوعُ
هيذي السّتارةُ أُسْدِلَتْ * ووراءَها ظهرَتْ ظِلالٌ لن تُظَلِّلَها الظِّلالُ * ولن يُضَلِّلَها الضَّلالُ * ولن تُواريها الدّموعُ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * وستسألينَ تُسائلينَ * وسوفَ تسألُكِ السّماءُ نيابةً عن دمعِنا: كيفَ الرّجوعُ إلى حريرِ الحلمِ يا وجعًا يُجَرِّحُ مهرةَ الحبرِ الطَّهُورِ بشفرةٍ من شهوةٍ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمي الرّوحَ من ريحٍ بلا روحٍ مخدَّرةٍ بأوهامٍ مبخَّرةٍ بأحلامٍ * وفي تختٍ من الفخّارِ تأكلُني وما انفكَّتْ تجوعُ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمينِي * ويحملُني * ويرميني إلى عينَيْنِ من ليلٍ بلا صُبْحٍ * إلى قَدَمَيْنِ حافيتَيْنِ من قمحٍ * حذاؤُهُما العتيقُ يليقُ تاجًا من عقيقٍ * فوقَ أوهامٍ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا رجوعٌ لا رجوعُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
رقم القصيدة : 20830
-----------------------------------
يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
يَزْدادُ طُولاً وَمَا يَزْدادُ مِنْ قِصَرِ
فِي إثْرِ مَنْ قُطِّعَتْ مِنِّي قَرِينَتُهُ
يَوْمَ الْحَدَالَى بِأسْبَابٍ مِنَ الْقَدَرِ
كَأنَّمَا شُقَّ قَلْبي يَوْمَ فَارقَهُمْ(21/260)
قِسْمَيْنِ بَيْنَ أخِي نَجْدٍ وَمُنْحَدِرِ
همُ الأحبّة ُ أبكي اليومَ إثرهمُ
قدْ كنتُ أطربُ إثرَ الجيرة ِ الشّطرِ
فَقُلْتُ والْحَرَّة ُ الرَّجْلاَءُ دُونَهُمُ
وبطنُ لجّانَ لمّا اعتادني ذكري
صَلَّى عَلَى عَزَّة َ الرَّحْمنُ وَابْنَتِهَا
ليلى وصلّى على جاراتها الأخرِ
هنَّ الحرائرُ لا ربّاتُ أحمرة ٍ
سودُ المحاجرِ لا يقرأنَ بالسّورِ
وارينَ وحفًا رواءً في أكمّتهِ
مِنْ كَرْمِ دُومَة َ بَيْنَ السَّيْحِ وَالْجُدُرِ
تلقى نواطيرهُ في كلِّ مرقبة ٍ
يَرْمُونَ عَنْ وَارِدِ الأفْنَانِ مُنْهَصِرِ
يَسْبِينَ قَلْبِي بِأَطْرَافٍ مُخَضَّبَة ٍ
وبالعيونِ وما وارينَ بالخمرِ
عَلَى تَرَائِبِ غِزْلاَنٍ مُفَاجَأَة ٍ
ريعتْ فأقبلنَ بالأعناقِ والعذرِ
لا تعمَ أعينُ أصحابٍ أقولُ لهمْ
بالأنبطِ الفردِ لمّا بذّهمْ بصري
هل تؤنسونَ بأعلى عاسمٍ ظعنًا
ورّكنَ فحلينِ واستقبلنَ ذا بقرِ
بَيَّنَهُنَّ بِبَيْنٍ مَا يُبَيِّنُهُ
صحبي وما بعيونِ القومِ منْ عورِ
يَبْدُونَ حِيناً وَأحْيَانَاً يُغَيِّبُهُمْ
مِنِّي مَكَامِنُ بَيْنَ الْجَرِّ والْحَفَرِ
تَحْدُو بِهِمْ نَبَطٌ صُهْبٌ سِبَالُهُمُ
منْ كلِّ أحمرَ منْ حورانَ مؤتجرِ
عومَ السّفينِ على بختٍ مخيّسة ٍ
والْبُخْتُ كَاسِيَة ُ الأَعْجَازِ وَالْقَصَرِ
كَأنَّ رِزَّ حُدَاة ٍ فِي طَوَائِفِهِمْ
نوحُ الحمامِ يغنّي غاية َ العشرِ
أتبعتُ آثارهمْ عينًا معوّدة ً
سَبْقَ الْعُيُونِ إذَا اسْتُكْرِهْنَ بِالنَّظَرِ
وبازلٍ كعلاة ِ القينِ دوسرة ٍ
لَمْ يُجْذِ مِرْفَقُهَا في الدِّفْءِ مِنْ زَوَرِ
كأنّها ناشطٌ حرٌّ مدامعهُ
منْ وحشِ حبرانَ بينَ القنعِ والضّفرِ
بَاتَ إلَى هَدَفٍ فِي لَيْلِ سَارِيَة ٍ
يَغْشَى الْعِضَاة َ بِرَوْقٍ غَيْرِ مُنْكَسِرِ
يخاوشُ البركَ عنْ عرقٍ أضرَّ بهِ
تجافيًا كتجافي القرمِ ذي السّررِ
إذَا أَتَى جَانِباً مِنْهَا يُصَرِّفُهُ
تَصَفُّقُ الرِّيحِ تَحْتَ الدِّيمَة ِ الدِّرَرِ(21/261)
حتّى إذا ما انجلتْ عنهُ عمايتهُ
وقلّصَ اللّيلُ عنْ طيّانَ مضطمرِ
غدا كطالبِ تبلٍ لا يورّعهُ
دُعَاءُ دَاعٍ وَلاَ يَلْوِي عَلَى خَبَرِ
فَصَبَّحَتْهُ كِلاَبُ الْغَوْثِ يُؤْسِدُهَا
مستوضحونَ يرونَ العينَ كالأثرِ
أوْجَسَ بِالأُذْنِ رِزّاً مِنْ سَوَابِقِهَا
فجالَ أزهرُ مذعورٌ منَ الخمرِ
واجتازَ للعدوة ِ القصوى وقدْ لحقتْ
غضفٌ تكشّفُ عنها بلجة ُ السّحرِ
فكرَّ ذو حوزة ٍ يحمي حقيقتهُ
كصاحبِ البزِّ منْ حورانَ منتصرِ
فَظَلَّ سَابِقُهَا في الرَّوْقِ مُعْتَرِضاً
كَالشَّنِّ لاَقَى قَنَاة َ اللاَّعِبِ الأَشِرِ
فردّها ظلعًا تدمى فرائضها
لمْ تدمَ فيهِ بأنيابٍ ولا ظفرِ
فَظَلَّ يَعْلُو لِوَى دِهْقَانَ مُعْتَرِضاً
يَرْدي وأظْلاَفُهُ صُفْرٌ مِنَ الزَّهَرِ
أذَاكَ أمْ مِسْحَلٌ جَوْنٌ بِهِ جُلَبٌ
منَ الكدامِ فلا عنْ قرّحٍ نزرِ
قُبِّ الْبُطُونِ نَفَى سِرْبَالَ شِقْوَتِهَا
سِرْبَالُ صَيْفٍ رَقِيقٍ لَيِّنُ الشَّعَرِ
لمْ يبرِ جبلتها حملٌ تتابعهُ
بَعْدَ اللِّطَامِ وَلمْ يَغْلُظْنَ مِنْ عُقُرِ
كَأنَّهَا مُقُطٌ ظَلَّتْ عَلَى قِيَمٍ
منْ ثكدَ واعتركتْ في مائهِ الكدرِ
شُقْرٌ سَمَاوِيَّة ٌ ظَلَّتْ مُحَلأَة ً
بِرِجْلَة ِ التَّيْسِ فَالرَّوْحَاءِ فالأَمَرِ
كانتْ بجزءٍ فملّتها مشاربهُ
وأخلفتها رياحُ الصّيفِ بالغدرِ
فَرَاحَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَصْفِقُهَا
صفقَ العنيفِ قلاصَ الخائفِ الحذرِ
يخرجنَ باللّيلِ منْ نقعٍ لهُ عرفٌ
بِقَاعِ أمْعَطَ بَيْنَ السَّهْلِ والصِّيَرِ
حتّى إذا ما أضاءَ الصّبحُ وانكشفتْ
عَنْهُ نَعَامَة ُ ذي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ
وصبّحتْ بركَ الرّيّانِ فاتّبعتْ
فيهِ الجحافلُ حتّى خضنَ بالسّررِ
حتّى إذا قتلتْ أدنى الغليلِ ولمْ
تَمْلأَ مَذَاخِرَهَا لِلرِّيِّ والصَّدَرِ
وَصَاحِبَا قُتْرَة ٍ صُفْرٌ قِسِيُّهُمَا
عِنْدَ الْمَرَافِقِ كالسِّيدَيْنِ في الْحُجَرِ
تنافساالرّمية َ الأولى ففازَ بها(21/262)
مُعَاوِدُ الرَّمْيِ قَتَّالٌ عَلَى فُقَرِ
حتّى إذا ملأَ الكفّينِ أدركهُ
جَدٌّ حَسُودٌ وَخَانَتْ قُوَّة ُ الْوَتَرِ
فَانْصَعْنَ أسْرَعَ مِنْ طَيْرٍ مُغَاوِلَة ٍ
تَهْوي إلى لاَبَة ٍ مِنْ كَاسِرٍ خَدِرِ
إذَا لَقِينَ عَرُوضاً دُونَ مَصْنَعة ٍ
ورّكنَ منْ جنبها الأقصى لمحتضرِ
فَأطْلَعَتْ فُرْزَة َ الآجَامِ جَافِلَة ً
لمْ تدرِ أنّى أتاها أوّلُ الذّعرِ
فأصبحتْ بينَ أعلامٍ بمرتقبٍ
مُقْوَرَّة ً كَقِدَاحِ الْغَارِمِ الْيَسَرِ
يَزُرُّ أكْفَالَهَا غَيْرَانُ مُبْتَرِكٌ
كاللَّوْحِ جُرِّدَ دَفَّاهُ مِنَ الزُّبُرِ
يجتابُ أذراها والتّربُ يركبهُ
ترسّمَ الفارطِ الظّمآنِ في الإثرِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
رقم القصيدة : 20831
-----------------------------------
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
فقامَ سلوليٌّ فبالَ على رجلي
فقلتُ لأصحابي اقطعوها فإنّني
كَرِيمٌ وَإنّي غَيْرُ مُدْخِلهَا رَحْلي
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
رقم القصيدة : 20832
-----------------------------------
أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
وَلِلْجَدِّ أمْسَى عَظْمُهُ في الْجَبَائِرِ
تجيءُ ابنَ بعّاجٍ نسورٌ كأنّها
مَجَالِسُ تَبْغِي بَيْعَة ً عِنْدَ تَاجِرِ
تُطِيفُ بِكَلْبِيِّ عَلَيْهِ جَدِيَّة ٌ
طويلِ القرا يقذفنهُ في الحناجرِ
يقولُ لهُ منْ كانَ يعلمُ علمهُ
كَذَاكَ انْتِقامُ الله مِنْ كُلِّ فَاجِرِ
كأنَّ بقايا الجيشِ جيشِ ابنِ باعجٍ
أَطَافَ بِرُكْنٍ مِنْ عَمَايَة ِ فَاخِرِ
وبيضٍ رقاقٍ قدْ علتهنَّ كبرة ٌ
يداوى بها الصّادُ الّذي في النّواظرِ
إذَا اسْتُكْرِهَتْ في مُعْظَم الْبَيْضِ أدْرَكَتْ
مَرَاكِزَ أرْحَاءِ الضُّرُوسِ الأَوَاخِرِ(21/263)
إذَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ فَودِّعي
بِلاَدَ تَمِيمٍ وانْصُري أرْضَ عَامِرِ
وأثني على الحيّينِ عمرٍو ومالكٍ
ثناءً يوافيهمْ بنجدٍ وغائرِ
كرامٌ إذا تلقاهمُ عنْ جنابة ٍ
أعِفَّاءُ عَنْ بَيْتِ الْغَرِيبِ المُجَاوِرِ
نوضّحُ بالحومِ الهجانِ ونفتري
مَرَاعِيَهُ بالْمُخْلِصَاتِ الضَّوامِرِ
بِجُرْدٍ عَلَيْهِنَّ الأَجِلَّة ُ سُوِّيَتْ
بِضَيْفِ الشِّتَاءِ والْبَنِينَ الأصَاغِرِ
وجدتَ سوامَ الحيِّ عرّضَ دونهُ
فوارسُ أبطالٌ لطافُ المآزرِ
فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسَانُنَا وَرِجَالُهُمْ
دَعَوْا يَا لَكَلْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ
تلاعبُ أولادَ المها بكراتها
بِإِثْبِيتَ فالْجَرْعَاءِ ذَاتِ الأَبَاتِرِ
نشرناهمُ أيّامَ إثبيتَ بعدما
شَفَيْنَا غِلاَلاً بالرِّمَاحِ الْعَوَاتِرِ
رَعَتْ مِنْ خُفَافٍ حِينَ بَقَّ عِيَابَهُ
وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ ماطرِ
جَعَلْنَ حُبَيّاً بِالْيَمِينِ وَنَكَّبَتْ
كُبَيْساً لِوِرْدٍ مِنْ ضَئِيدَة َ بَاكِرِ
فلبّثها الرّاعي قليلاً كلا ولا
بلوذانَ أوْ ما حلّلتْ بالكراكرِ
وطبّقنَ عرضَ القفِّ لمّا علونهُ
كَمَا طَبَّقَتْ في الْعَظْمِ مُدْيَة ُ جَازِرِ
تَرَى الطَّرِفَاتِ الْعِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا
يرعنَ إلى ألواحِ أعيسَ جاسرِ
ألمْ يأتِ حيًّا بالجريبِ محلّنا
وَحَيّاً بِأعْلَى غَمْرَة ٍ فَالأَبَاتِرِ
تركنَ رِجالَ العنظوان تنوبهم
ضياعُ خُفَافٍ مِنْ وَراء الأباترِ
إذَا الرَّمْلُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِخُصُورِهِ
تَعَسَّفْنَ مِنْهُ كُلَّ كَبْدَاءَ عَاقِرِ
وَكُلُّ رُدَيْنِيٍّ إِذَا هُزَّ أرْقَلَتْ
أنابيبهُ بينَ الكعوبِ الحوادرِ
فَمَا وَجَدَتْ بالْمُنْتَصَى غَيْرَ عَانَة ٍ
على حشرجٍ يضربنهُ بالحوافرِ
يُجَاوِبْنَ مِلْيَاحاً كَأنَّ حَنِينَهَا
قبيلَ صلاة ِ الصّبحِ ترجيعُ زامرِ
فما رويتْ حتّى استبانَ سقاتها
قطوعًا لمحبوكٍ منَ اللّيفِ حادرِ(21/264)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
رقم القصيدة : 20833
-----------------------------------
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
غَلَبَ الْفَرَزْدَقُ في الهِجَاءِ جَرِيرَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
رقم القصيدة : 20834
-----------------------------------
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
عنِ الحيِّ المفارقِ أينَ سارا
بجانبِ رامة ٍ فوقفتُ يوماً
أُسَائِلُ رَبْعَهُنَّ فَمَا أحَارَا
منازلُ حولها بلدٌ رقاقٌ
تَجُرُّ الرَّامِسَاتُ بِهَا الْغُبَارَا
أقَمْنَ بِهَا رَهِينَة َ كُلِّ نَحْسٍ
فَمَا يَعْدَمْنَ رِيحاً أوْ قِطارَا
ورجّافاً تحنُّ المزنُ فيهِ
تَرَجَّزَ مِنْ تِهَامَة َ فَاسْتَطَارَا
فَمَرَّ عَلَى مَنَازِلِهَا فَأَلْقَى
بها الأثقالَ وانتحرَ انتحارا
إذا ما قلتُ جاوزها لأرضٍ
تَذَاءَبَتِ الرِّيَاحُ لَهُ فَحَارَا
وأبقى السّيلُ والأرواحُ منها
ثلاثاً في منازلها ظؤارا
أُنِخْنَ وَهُنَّ أغْفَالٌ عَلَيْهَا
فَقَدْ تَرَكَ الصِّلاَءُ بِهِنَّ نَارَا
وَذَاتِ أثَارَة ٍ أكَلَتْ عَلَيْهَا
نباتاً في أكمّتهِ قفارا
جماديّاً تحنُّ المزنُ فيهِ
كما فجّرتَ في الحرثِ الدّبارا
رَعَتْهُ أشْهُراً وَخَلاَ عَلَيْهَا
فطارَ النّيُّ فيها واستغارا
طلبتُ على محالِ الصّلبِ منها
غَرِيبَ الْهَمِّ قَدْ مَنَعَ الْقَرَارَا
فأبتُ بنفسها والآلِ منها
وقدْ أطمعتُ ذروتها السّفارا
وأخْضَرَ آجِنٍ فِي ظِلِّ لَيْلٍ
سَقَيْتُ بِجَمِّهِ رَسَلاً حِرَارَا
بِدَلْوٍ غَيْرِ مُكْرَبَة ٍ أصَابَتْ
حَمَاماً فِي مَسَاكِنِهِ فَطَارَا
سقيناها غشاشاً واستقينا
نبادرُ منْ مخافتها النّهارا
فأقبلها الحداة ُ بياضَ نقبٍ
وفجّاً قدْ رأينَ لهُ إطارا
بحاجاتٍ تحضّرها عدوٌّ
فَمَا يَسْطِيعُهَا إلاَّ خِطَارَا
ترجّي منْ سعيدِ بني لؤيٍّ(21/265)
أخي الأعياصِ أنواءً غزارا
تلقى ً نوؤهنَّ سرارَ شهرٍ
وخيرُ النّوءِ ما لقيَ السّرارا
كريمٌ تعزبُ العلاّتُ عنهُ
إذا ما حانَ يوماً أنْ يزارا
متى ما يجدِ نائلهُ علينا
فلا بخلاً تخافُ ولا اعتذارا
هوَ الرّجلُ الّذي نسبتْ قريشٌ
فصارَ المجدُ منها حيثُ صارا
وأنضاءٍ أنخنَ إلى سعيدٍ
طروقاً ثمَّ عجّلنَ ابتكارا
على أكوارهنَّ بنو سبيلٍ
قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إلاّ غِرَارَا
حَمِدْنَ مَزَارَهُ فَأَصَبْنَ مِنْهُ
عطاءً لمْ يكنْ عدة ً ضمارا
فَصَبَّحْنَ الْمِقَرَّ وَهنَّ خُوصٌ
عَلى رُوحٍ يُقَلِّبْنَ الْمَحَارَا
وَغَادَرْنَ الدَّجَاجَ يُثِيرُ طَوْراً
مَبَارِكَهَا وَيَسْتَوْفِي الْجِدَارَا
كَأنَّ الْعِرْمِسَ الْوَجْنَاءَ مِنْهَا
عَجُولٌ خَرَّقَتْ عَنْهَا الصِّدَارَا
تراها عنْ صبيحة ِ كلِّ خمسٍ
مُقَدَّمَة ً كَأَنَّ بِهَا نِفَارَا
منَ العيسِ العتاقِ ترى عليها
يَبِيسَ الْمَاءِ قَدْ خَضَبَ النِّجَارَا
إِذَا سَدِرَتْ مَدَامِعُهُنَّ يَوْماً
رأتْ إجلاً تعّضَ أوْ صوارا
بغائرة ٍ نضا الخرطومُ عنها
وَسَدَّتْ مِنْ خَشَاشِ الرَّأْسِ غَارَا
يَضَعْنَ سِخَالَهُنَّ بِكُلِّ فَجٍّ
خلاءٍ وهيَ لازمة ٌ حوارا
كأحقبَ قارحٍ بذواتِ خيمٍ
رأى ذعراً برابية ٍ فغارا
يقلّبُ سمحجاً قوداءَ كانتْ
حليلتهُ فشدَّ بها غيارا
نَفَى بِأَذَاتِهِ الْحَوْليَّ عَنْهَا
فغادرها وإنْ كرهَ الغدارا
وَقَرَّبَ جَانِبَ الْغَرْبِيِّ يَأْدُو
مدبَّ السّيلِ واجتنبَ الشّعارا
أطَارَ نَسِيلَهُ الشَّتَوِيَّ عَنْهُ
تَتَبُّعُهُ الْمَذَانِبَ والْقَرَارَا
فلمّا نشّتِ الغدرانُ عنهُ
وهاجَ البقلُ واقطرَّ اقطرارا
غدا قلقاً تخلّى الجزءُ منهُ
فيمّمها شريعة َ أوْ سرارا
يُغَنِّيهَا أَبَحُّ الصَّوْتِ جَأْبٌ
خميصُ البطنِ قدْ أجمَ الحسارا
إذَا کحْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرْضِ عَنْهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا الْبِسَارَا
كَأنَّ الصُّلْبَ والْمَتْنَيْنِ مِنْهُ(21/266)
وإيّاها إذا اجتهدا حضارا
رِشَاءُ مَحَالَة ٍ فِي يَوْمِ وِرْدٍ
يمدُّ حطاطها المسدَ المغارا
تَعَرَّضَ حِينَ قَلَّصَتِ الثُّرَيَّا
وقدْ عرفَ المعاطنَ والمنارا
وهابَ جنانَ مسجورٍ تردّى
منَ الحلفاءِ واتّزرَ اتّزارا
فصادفَ موردَ العاناتِ منهُ
بِأبْطَحَ يَحْتَفِرْنَ بِهِ الْغِمَارَا
فَسَوَّى فِي الشَّرِيعَة ِ حَافِرَيْهِ
وَدَارَتْ إلْفُهُ مِنْ حَيْثُ دَارَا
وَقَدْ صَفَّا خُدُودَهُمَا وَبَلاَّ
ببردِ الماءِ أجوافاً حراراً
وفي بيتِ الصّفيحِ أبو عيالٍ
قليلُ الوفرِ يغتبقُ السّمارا
يقلّبُ بالأناملِ مرهفاتٍ
كساهنَّ المناكبَ والظّهارا
يبيتُ الحيّة ُ النّضناضُ منهُ
مَكَانَ الْحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرَارَا
فيمّمَ حيثُ فالَ القلبُ منهُ
بِحَجْرِيٍّ تَرَى فِيهِ کضطِّمَارَا
فصادفَ سهمهُ أحجارَ قفٍّ
كَسَرْنَ الْعَيْرَ مِنْهُ والْغِرَارَا
فريعا روعة ً لوْ لمْ يكونا
ذَوَيْ أيْدٍ تَمَسُّ الأرْضَ طَارَا
بلى ساءلتها فأبتْ جواباً
وَكَيْفَ تُسَائِلُ الدِّمَنَ الْقِفَارَا
إذَا كَانَ الْجَرَاءُ عَفَتْ عَلَيْهِ
ويسبقها إذا هبطتْ خبارا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
رقم القصيدة : 20835
-----------------------------------
وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
إذا ما رأى حقًّا عليهِ ابتذالها
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
رقم القصيدة : 20837
-----------------------------------
يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
وَالْخُرْجُ مِنْهَا فَوْقَ كَرَّازٍ أجَمْ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
رقم القصيدة : 20838
-----------------------------------(21/267)
قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
إلى أهْلِ نَجْدٍ لُؤْمُهَا وَافْتِقَارُهَا
كَزَائِدَة ٍ مَا بالأصَابِعِ حَاجَة ٌ
إليها ولا يخفى على النّاسِ عارها
بأيِّ رشاءٍ يا ابنَ أربدَ ترتقي
إلى الشَّمْسِ إذْ صَامَتْ وَطَالَ نَهَارُهَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
رقم القصيدة : 20839
-----------------------------------
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
تكشّفُ عنْ كواكبها الغيومُ
مللتُ بها الثّواءَ وأرّقتني
همومٌ ما تنامُ ولا تنيمُ
أبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ
وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> إمرأة من أقصى الروح
إمرأة من أقصى الروح
رقم القصيدة : 2084
-----------------------------------
لاَ أَحْتَاجُ امْرَأَةً
مِنْ أَقْصَى الرِّيحِ تُنَادِينِي
جَبَلاً مِلْحًا
يُطْفِئُ جَمْرَةَ بَحْرِي
يَخْنُقُنِي
يَدْفِنُنِي
فِي حَمَأِ حَنِينِي
كُونِي امْرَأَةً
حُبْلَى بِحَرِيرِ حَنَانٍ
يَغْمُرُنِي
يُغْنِينِي
هُبِّي
مِنْ أَقْصَى الرُّوحِ وَنَادِينِي
سَهْلاً حُلْمًا
يُغْرِي مُهْرَة حِبْرِي
يُغْرِقُنِي
يُنْسِينِي
دُنْيَايَ وَيُنْسِينِي
دِينِي
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
رقم القصيدة : 20840
-----------------------------------
يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
عضبٌ رقيقُ الشّفرتينِ حسامُ
وَالْحَرْبُ حِرْفَتُنَا وَبِئْسَتْ حِرْفَة ٌ
إلاَّ لِمَنْ هُوَ فِي الْوَغَى مِقْدَامُ
نُعْري السُّيُوفَ فَلاَ تَزَالُ عَوَارِياً
حَتَّى تَكُونَ جُفُونَهُنَّ الْهَامُ
وَالْمَوْتُ يَسْبِقُنَا إلَى أَعْدائِنَا
تهفو بهِ الرّاياتُ والأعلامُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
رقم القصيدة : 20841(21/268)
-----------------------------------
عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
وَاسْتَوْرَدَتْنِي كَمَا يُسْتَوْرَدُ الشَّرَعُ
فبتُّ أنجو بها نفساً تكلّفني
مَا لاَ يَهُمُّ بِهِ الْجَثَّامَة ُ الْوَرَعُ
ولومِ عاذلة ٍ باتتْ تؤرّقني
حَرَّى الْمَلاَمَة ِ مَا تُبْقِي وَمَا تَدَعُ
لَمَّا رَأَتْنِيَ أقْرَرْتُ اللِّسَانَ لَهَا
قَالَتْ أَطِعْنِيَ والْمَتْبُوعُ مَتَّبَعُ
أخْشَى عَلَيْكَ حِبَالَ الْمَوْتِ رَاصِدَة ً
بكلِّ موردة ٍ يرجى بها الطّمعُ
فَقُلْتُ: لَنْ يُعْجِلَ الْمِقْدَارُ عُدَّتَهُ
وَلَنْ يُبَاعِدَهُ الإشْفَاقُ والْهَلَعُ
فَهَلْ عَلِمْتِ مِنَ الأَقْوَامِ مِنْ أحَدٍ
عَلَى الْحَدِيثِ الَّذي بالْغَيْبِ يَطَّلِعُ
وَلِلْمَنِيَّة ِ أسْبَابٌ تُقَرِّبُهَا
كما تقرّبَ للوحشيّة ِ الذّرعُ
وَقَدْ أَرَى صَفْحَة َ الْوَحْشِيِّ يُخْطِئُهَا
نبلُ الرّماة ِ فينجو الآبدُ الصّدعُ
وَقَدْ تَذَكَّرَ قَلْبِي بَعْدَ هَجْعَتِهِ
أيَّ البلادِ وأيَّ النّاسِ أنتجعُ
فقلتُ بالشّامِ إخوانٌ ذوو ثقة ٍ
مَا إنْ لَنَا دُونَهُمْ رِيٌّ وَلاَ شِبَعُ
قومٌ همُ الذّروة ُ العليا وكاهلها
وإنْ يضنّوا فلا لومٌ ولا قذعُ
وَكَمْ قَطَعْتُ إلَيْكُمْ مِنْ مُوَدَّأَة ٍ
كَأنَّ أعْلاَمَهَا فِي آِلِهَا الْقَزَعُ
غَبْرَاءَ يَهْمَاءَ يَخْشَى الْمُدْلِجُونَ بِهَا
زَيْغَ الْهُدَاة ِ بِأَرْضٍ أهْلُهَا شِيَعُ
كأنَّ أينقنا جونيُّ موردة ٍ
مُلْسُ الْمَنَاكِبِ فِي أعْنَاقِهَا هَنَعُ
قَوَارِبُ الْمَاءِ قَدْ قَدَّ الرَّوَاحُ بِهَا
فَهُنَّ تَفْرَقُ أحْيَاناً وَتَجْتَمِعُ
صُفْرُ الْحَنَاجِرِ لَغْوَاهَا مُبَيَّنَة ٌ
في لجّة ِ اللّيلِ لمّا راعها الفزعُ
يَسْقِينَ أوْلاَدَ أبْسَاطٍ مُجَدَّدَة ٍ
أردى بها القيظُ حتّى كلّها ضرعُ
صيفيّة ٌ حمكٌ حمرٌ حواصلها
فما تكادُ إلى النّقناقِ ترتفعُ
يَسْقِينَهُنَّ مُجَاجَاتٍ يَجِئْنَ بِهَا(21/269)
منْ آجنِ الماءِ محفوفاً بهِ الشّرعُ
بَاكَرْنَهُ وَفُضُولُ الرِّيحِ تَنْسُجُهُ
معانقاً ساقَ ريّا ساقها خرعُ
كَطُرَّة ِ الْبُرْدِ تُرْوَى الصَّادِيَاتُ بِهِ
مِنَ الأَجَارعِ لاَ مِلْحٌ وَلاَ نَزَعُ
لمّا نزلنَ بجنبيهِ دلفنَ لهُ
جوادفُ المشي منها البطءُ والسّرعُ
حتّى إذا ما ارتوتْ منْ مائهِ قطفٌ
تسقي الحواقنَ أحياناً وتجترعُ
ولّتْ حثاثاً توالها وأتبعها
مِنْ لاَبَة ٍ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُخْتَضِعُ
يسبقنَ بالقصدِ والإيغالِ كرّتهُ
إذَا تَفَرَّقْنَ عَنْهُ وَهْوَ مُنْدَفِعُ
ململمٌ كمدقِّ الهضبِ منصلتٌ
مَا إنْ يَكَادُ إذَا مَا لَجَّ يُرْتَجَعُ
حتّى انتهى الصّقرُ عنْ حمٍّ قوادمهَ
تدنو منَ الأرضِ أحياناً وما تقعُ
وَظَلَّ بالأُكْمِ مَا يَصْري أرَانِبَهَا
منْ حدِّ أظفارهِ الجحرانُ والقلعُ
بلْ ما تذكّرُ منْ هندٍ إذا احتجبتْ
بِابْنَيْ عُوَارٍ وَأَمْسَى دُونَها بُلَعُ
وجاورتْ عبشميّاتٍ بمحنية ٍ
يَنْأَى بِهِنَّ أَخُو دَاوِيَّة ٍ مَرِعُ
قَاصِي الْمَحَلِّ طَبَاهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ
جُزْءٌ وَبَيْنُونَة ُ الْجَرْدَاءِ أوْ كَرَعُ
بحيثُ تلحسُ عنْ زهرٍ ملمّعة ٍ
عِينٌ مَرَاتِعُهَا الصَّحْرَاءُ وَالجَرَعُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
رقم القصيدة : 20842
-----------------------------------
إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
فَتَثْمِيرُهُ مِنْ لَحْظَة ِ الْعَيْنِ أسْرَعُ
وَإنْ هُوَ وَلَّى مُدْبِراً فَفَناؤُهُ
وشيكاً منَ التّثميرِ أرجى وأنجعُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا
سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا
رقم القصيدة : 20843
-----------------------------------
سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا(21/270)
فَقُلْتُ إنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ
ماتا معَ الرّجلِ الموفي بذمّتهِ
يَوْمَ الْحِفَاظِ إذَا لَمْ يُوفَ بِالْذِّمَمِ
ماذا بمنبجَ لوْ تنبشْ مقابرها
منَ التّهدّمِ بالمعروفِ والكرمِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
رقم القصيدة : 20844
-----------------------------------
وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
إلى رأسِ صلٍّ قائمِ العينِ أسفعِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
رقم القصيدة : 20845
-----------------------------------
فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
وَمَنْ بِالْمَرَادي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
رقم القصيدة : 20846
-----------------------------------
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
عَلَيْهَا إذَا مَا أجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
حِذَا إبِلٍ إنْ تَتْبَعِ الرِّيحَ مَرَّة ً
يدعها ويخفِ الصّوتَ حتّى تريّعا
لها أمرها حتّى إذا ما تبوّأتْ
بأخفافها مأوًى تبوّأَ مضجعا
إذا أخلفتْ صوبَ الرّبيعِ وصى لها
عَرَادٌ وَحَاذٌ أَلْبَسَا كُلَّ أجْرَعَا
وغملى نصيٍّ بالمتانِ كأنّها
ثعالبُ موتى جلدها قدْ تزلّعا
بني وابشيٍّ قدْ هوينا جواركمْ
وما جمعتنا نيّة ٌ قبلها معا
خَلِيطَيْنِ مِنْ شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا
قَدِيماً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا
أرى أهلَ ليلى لا يبالي أميرهمْ
عَلَى حَالَة ِ الْمَحْزُونِ أَنْ يَتَصَدَّعَا
أقُولُ وَقَدْ زَالَ الْحُمُولُ صَبَابَة ً
وَشَوْقاً وَلَمْ أطْمَعْ بِذلِكَ مَطْمَعَا
فلوْ أنَّ حقَّ اليومَ منكمُ إقامة ٌ
وإنْ كانَ سرحٌ قدْ مضى فتسرّعا(21/271)
فَأَبْصَرْتُهُمْ حَتَّى تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
بِأَنْقَاءِ يَحْمُومٍ وَوَرَّكْنَ أَضْرُعَا
يَحُثُّ بِهِنَّ الْحَادِيَانِ كَأَنَّمَا
يَحُثَّانِ جَبَّاراً بِعَيْنَيْنِ مُكْرَعَا
فلمّا صراهنَّ التّرابُ لقيتهُ
على البيدِ أذرى عبرة ً وتقنّعا
فَدَعْ عَنْكَ هِنْداً وَالْمُنَى إنَّمَا الْمُنَى
وَلُوعٌ وَهَلْ يَنْهَى لَكَ الزَّجْرُ مُولَعَا
رَأَى مَا أَرَتْهُ يَوْمَ دَارَة ِ رَفْرَفٍ
لتصرعهُ يومًا هنيدة ُ مصرعا
متى نفترشْ يومًا عليمًا بغارة ٍ
يَكُونُوا كَعَوْصٍ أوْ أَذَلَّ وَأَضْرَعَا
وحيَّ الجلاحِ قدْ تركنا بدارهمْ
سَوَاعِدَ مُلْقَاة ً وَهَاماً مُصَرَّعَا
ونحنُ جدعنا أنفَ كلبٍ ولمْ ندعْ
لبهراءَ في ذكرٍ من النّاسِ مسمعا
قتلنا لوَ أنَّ القتلَ يشفي صدورنا
بتدمرَ ألفًا منْ قضاعة َ أقرعا
فلا تصرمي حبلَ الدّهيمِ جريرة ً
بتركِ مواليها الأدانينَ ضيّعا
يُسَوِّقُهَا تَرْعِيَّة ٌ ذُو عَبَاءَة ٍ
بما بينَ نقبٍ فالحبيسِ فأفرعا
هدانٌ أخوْ وطبٍ وصاحبُ علبة ٍ
يَرَى الْمَجْدَ أنْ يَلْقَى خَلاءً وَأَمْرُعَا
ترى وجههُ قدْ شابَ في غيرِ لحية ٍ
وذا لبدٍ تحتَ العصابة ِ أنزعا
تَرَى كَعْبَهُ قَدْ كَانَ كَعْبَيْنِ مَرَّة ً
وَتَحْسَبُهُ قَدْ عَاشَ حَوْلاً مُكَنَّعَا
إذَا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا
بميثاءَ مبطانُ الضّحى غيرَ أروعا
وإنْ بركتْ منها عجاساءُ جلّة ٌ
بمحنية ٍ أشلى العفاسَ وبروعا
إذَا بِتُّمُ بَيْنَ الأُدَيَّاتِ لَيْلَة ً
وَأَخْنَسْتُمُ مِنْ عَالِجٍ كُلَّ أَجْرَعَا
عُمَيْرِيَّة ٌ حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلَة ٍ
فبينونة ٍ تلقى لها الدّهرَ مربعا
كأنّي بصحراءِ السّبيعينِ لمْ أكنْ
بِأمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدِ مُفَجَّعَا
كأنَّ على أعجازها كلّما رأتْ
سماواتهُ فيئًا منَ الطّيرِ وقّعا
فقودوا الجيادَ المسنفاتِ وأحقبوا
على الأَرْحَبِيَّاتِ الْحَدِيدَ الْمُقَطَّعَا
إذا لمْ ترحْ أدّى إليها معجّلٌ(21/272)
شَعِيبَ أَدِيمٍ ذَا فِرَاغَيْنِ مُتْرَعَا
يُطِفْنَ بِجَوْنٍ ذِي عَثَانِينَ لَمْ تَدَعْ
أشَاقِيصُ فِيهِ وَالْبَدِيَّانِ مَصْنَعَا
وَمِنْ فَارِسٍ لَمْ يَحْرِمِ السَّيْفَ حَظَّهُ
إذَا رُمْحُهُ في الدَّارِعِينَ تَجَزَّعَا
فَأَلْقَى عَصَا طَلْحٍ وَنَعْلاً كَأنَّهَا
جَنَاحُ السُّمَانَى رَأْسُهُ قَدْ تَصَوَّعَا
أسفَّ جسيدَ الحاذِ حتّى كأنّما
تردّى صبيغًا باتَ في الورسِ منقعا
كأنّ مكاناً لَكْلَكَتْ ضرعَها بهِ
مراغة ُ ضِبَعانٍ أسَنَّ وأمرَعَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
رقم القصيدة : 20847
-----------------------------------
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
صِبَاكَ وَقَدْ أمْسَى بِكَ الشَّيْبُ شَائِعَا
وشاقتكَ بالعبسينِ دارٌ تنكّرتْ
مَعَارِفُهَا إلاَّ الْبِلاَدَ الْبَلاَقِعَا
بميثاءَ سالتْ منْ عسيبٍ فخالطتْ
بِبَطْنِ الرِّكَاءِ بُرْقَة ً وَأجَارِعَا
كما لاحَ وشمٌ في يديْ حارثيّة ٍ
بنجرانَ أدمتْ للنّؤورِ الأشاجعا
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تَجَاوَزْنَ مَلْحُوباً فَقِلْنَ مُتَالِعَا
جَوَاعِلُ أرْمَاماً يَمِيناً وَصَارَة ً
شِمَالاً وَقَطَّعْنَ الْوِهَاطَ الدَّوَافِعَا
دَعَاهُنَّ دَاعٍ لِلْخَرِيفِ وَلَمْ تَكُنْ
لهنَّ بلادًا فانتجعنَ روافعا
تمهّدنَ ديباجًا وعالينَ عقمة ً
وأنزلنَ رقمًا قدْ أجنَّ الأكارعا
خدالَ الشّوى غيدَ السّوالفِ بالضّحى
عِرَاضَ الْقَطَا لا يَتَّخِذْنَ الرَّفَائِعَا
تضيقُ الخدورُ والجمالُ مناخة ٌ
بأعجازها حتّى يلحنَ خواضعا
فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ فِي الْهَوَادِجِ أقْبَلَتْ
بأعينِ آرامٍ كسينَ البراقعا
كأنَّ دويَّ الحليِ تحتَ ثيابها
حَصَادُ السَّنَا لاَقَى الرِّيَاحَ الزَّعَازِعَا
جُمَاناً وَيَاقُوتاً كَأنَّ فُصُوصَهُ
وَقُودُ الْغَضَا سَدَّ الْجُيُوبَ الرَّوَادِعَا
لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتركُ الفتى(21/273)
خفيفَ الحشى مستهلكَ القلبِ طامعا
وليسَ بأدنى منْ غمامٍ يضيئهُ
سنا البرقِ يجلو المشرفاتِ اللّوامعا
بناتُ نقًا ينظرنَ منْ كلِّ كورة ٍ
منَ الأرضِ محبوًّا كريمًا وتابعا
وَلَيْسَ مِنَ اللاَّئِي يَبيعُ مُخَارِقٌ
بِحَجْرٍ وَلا اللاَّئِي خَضَرْنَ الْمَدَارِعَا
وَمَا زِلْنَ إلاَّ أنْ يَقِلْنَ مَقِيلَة ً
يسامينَ أعداءً ويهدينَ تابعا
فَشَرَّدْنَ يَرْبُوعاً وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ
وأَلْحَقْنَ عَبْساً بِالْمَلاَ وَمُجَاشِعَا
ولَوْ أنَّهَا أرْضُ ابْنِ كُوزٍ تَصَيَّفَتْ
بفيحانَ ما أحمى عليها المراتعا
وَلَكِنَّهَا لاَقَتْ رِجَالاً كَأنَّهُمْ
على قربهمْ لا يعلمونَ الجوامعا
وَلاَقَيْنَ مِنْ أوْلاَدِ عُقْدَة َ عُصْبَة ً
عَلَى الْمَاءِ يَنْثُونَ الذُّحُولَ الْمَوَانِع
َا فَقُلْنَا لَهُمْ إنْ تَمْنَعُونَا بِلاَدَكُمْ
نَجِدْ مَذْهَباً في سَائِرِ الأَرْضِ وَاسِعَا
وَيَمْنَعُكُمْ مُسْتَنُّ كُلِّ سَحَابَة ٍ
مُصَابَ الرَّبِيعِ يَتْرُكُ الْمَاءَ نَاقِعَا
وَبَرْدَ النَّدَى والْجُزْءَ حَتَّى يُغِيرَكُمْ
خَرِيفٌ إذَا مَا النَّسْرُ أصْبَحَ وَاقِعَا
وَأمَّا مُصَابُ الْغَادِيَاتِ فَإنَّنَا
عَلى الْهَوْلِ نَرْعاهُ وَلَوْ أَنْ نُقَارِعَا
بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ
جَمِيعٍ إذَا كَانَ اللِّئَامُ جَنَادِعَا
هممتُ بهمْ لولا الجلالة ُ والتّقى
وَلَمْ تَرَ مِثْلَ الْحِلْمِ لِلْجَهْلِ وَازِعَا
وَكُنَّا أُنَاساً تَعْتَرِينَا حَفِيظَة ٌ
فنحمي إذا ما أصبحَ الثّغرُ ضائعا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
رقم القصيدة : 20848
-----------------------------------
كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
وصوّبَ حادٍ بالرّكابِ يسوقُ
يَدَا مَاتِحٍ عَجْلاَنَ رِخْوٌ مِلاَطُهُ
لهُ بكرة ٌ تحتَ الرّشاءِ فلوقُ
مِنَ الأَثْلِ أمَّا طَلُّهَا فَهْوَ بَارِزٌ(21/274)
أثيثٌ وأمّا نبتها فأنيقُ
لَهَا هَذَبَاتٌ فَوْقَ مَيْثَاءَ سَهْلَة ٍ
نَوَاعِمُ مَا فِي ظِلِّهِنَّ فُتُوقُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
رقم القصيدة : 20849
-----------------------------------
ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
تَقْطَعُ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَهْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قلم قلق
قلم قلق
رقم القصيدة : 2085
-----------------------------------
قَلَمٌ قَلِقٌ * مِن تَحْتِهِ عَاصفةٌ وَرَقٌ * مِن فَوْقِهِ عَاصفةٌ أرَقٌ * لا يَهْدَأُ بَالُهُ * تَهْنَأُ حالُهُ * مكسورُ الخَاطِرْ
مبراةٌ من خشبٍ هَرِمٍ بَرِمٍ * لا حَوْلَ لها * لا قُوَّةَ تَحْدُوها * صَدَأٌ وَبَأٌ يحتلُّ الشّفرَةَ * منذُ الدّعوةِ * في المِبْرَاةْ
والدّفترُ * كيفَ الحبرُ سَيُسْطَرُ؟ * طَيَّ الجُبَّةِ * تحتَ القُبَّةِ مَخْبُوءٌ * لا يُشْهِرُ شاردةً أو واردةً * لا يُظْهِرُ خاطِرْ
ممحاةٌ مِن وجعٍ * ما انفكَّتْ تمحُو غربتَها * منذُ انفطمَتْ * مُحْدَوْدِبَةٌ مُحْرَنْجِمَةٌ * وتقاعدَتِ الممحاةْ
أوكيفَ سنكتبُ * هذي اللّيلةَ * غيمًا ماطرْ
تاريخَ غَدٍ * يَغْرَوْرِقُ يُشْرِقُ * يا ولدي * فرَحًا * كي نشربَ ماءَ حياةْ؟
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
رقم القصيدة : 20850
-----------------------------------
أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
أَمْ رَاجَعَ الْقَلْبَ بَعْدَ النَّوْمَة ِ الأَرَقُ
إنَّ الزّمانَ الّذي ترجو هواديهُ
يأتي على الحجرِ القاسي فينفلقُ
ما الدّهرُ والنّاسُ إلاّ مثلُ واردة ٍ
إذا مضى عنقٌ منها أتى طبقُ
منْ ذي المرارِ الّذي تلقي حوالبهُ
بَطْنَ الْكُلاَبِ سَنِيحاً حَيْثُ يَنْدَفِقُ(21/275)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
رقم القصيدة : 20851
-----------------------------------
كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
ويدنو وأطْراف الرماح دَوانِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
رقم القصيدة : 20852
-----------------------------------
سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
وَمِنْ أيْنَ يَنْتَابُ الْخَيَالُ فَيَطْرُقُ
وَأَرْحُلُهَا بِالْجَوِّ عِنْدَ حَوَارَة ٍ
بِحَيْثُ يُلاَقِي الآبِدَاتِ الْعَسَلَّقُ
فحلّتْ نبيّاً أوْ رمادانَ دونها
رِعَانٌ وَقِيْعَانٌ مِنَ الْبِيدِ سَمْلَقُ
وأصفرَ مجدولٍ منَ القدِّ مارنٍ
يُلاَثُ بِعَيْنَيْهَا فَيُلْوَى وَيُطْلَقُ
لَدَى سَاعِدَيْ مَهْرِيَّة ٍ شَدَنِيَّة ٍ
أنيختْ قليلاً والعصافيرُ تنطقُ
فبرّدَ متنيها وغمّضَ ساعة ً
وطافتْ قليلاً حولهُ وهوَ مطرقُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
رقم القصيدة : 20853
-----------------------------------
وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
يرعى الدكادكَ منْ جنوبِ قطانا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
رقم القصيدة : 20854
-----------------------------------
عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
بِثَهْلاَنَ مِنْ خَوْفِ الْفُرُوجِ الْخَوَافِقِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ
وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ
رقم القصيدة : 20855
-----------------------------------
وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ(21/276)
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
رقم القصيدة : 20856
-----------------------------------
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
وللمرءِ يبلوهُ بما شاءَ خالقهْ
وللخلدِ يرجى والمنيّة ُ دونهُ
وَلِلأَمَلِ الْمَبْسُوطِ والْمَوْتُ سَابِقُهْ
جَعَلْنَ أَرِيكاً بِالْيَمِينِ وَرَمْلَهُ
وزالَ لغاطٌ بالشّمالِ وحالقهْ
وصبّحنَ بالصّقرينِ صوبَ غمامة ٍ
تَضَمَّنَهَا لَحْيَا غَدِيرٍ وَخَانِقُهْ
وَأمْسَتْ بأطْرَافِ الْجَمَادِ كَأنَّهَا
عَصَائِبُ جُنْدٍ رَائِحٍ وَخَرَانِقُهْ
وصبّحنَ منْ سمنانَ عيناً رويّة ً
وهنَّ إذا صادفنَ شرباً صوادقهْ
وَأَسْحَمَ حَنَّانٍ مِنَ الْمُزْنِ سَاقَهُ
طروقاً إلى جنبيْ زبالة َ شائقهْ
فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التَّنَانِيرِ صَوْبُهُ
تكشّفَ عنْ برقٍ قليلٍ صواعقهْ
كفاني عرفّانُ الكرى وكفتيهُ
كلوءَ النّجومِ والنّعاسُ معانقهْ
فباتَ يريهِ عرسهُ وبناتهِ
وَبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ
وسربالِ كتّانٍ لبستُ جديدهُ
على الرّحلِ حتّى أسلمتهُ بنائقهْ
وَلَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ
عَشِيَّة َ خِمْسِ الْقَوْمِ والْعَيْنُ عَاشِقُهْ
وَعَيَّرَنِي الإبْلَ الْحَلاَلُ ولَمْ يَكُنْ
ليجعلها لابنِ الخبيثة ِ خالقهْ
وَلكِنَّمَا أَجْدَى وَأَمْتَعَ جَدُّهُ
بفرقٍ يخشّيهِ بهجهجَ ناعقهْ
وَقَال الَّذي يَرْجُو الْعُلاَلَة َ وَرِّعُوا
عَنِ الْمَاءِ لاَ يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوَارِقُهْ
فَمَا زِلْنَ حَتَّى عَادَ طَرْقاً وَشِبْنَهُ
بِأَصْفَرَ تَذْرِيهِ سِجَالاً أيَانِقُهْ
خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِي الْخَبِيثُ بِأرْضِهِ
فإنَّ الحلالَ لا محالة َ ذائقهْ
تَنَاوَلَ عِرْقَ الْغَيْثِ إذْ لا يَنَالُهُ
حِمارُ ابْنُ جَزْءٍ عَاصِمٌ وَأَفَارِقُهْ
إذَا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجَاوَبَتْ
بِهِ وَکطَّبَاهَا رَوْضُهُ وَأبَارِقُهْ
فَأمْسَتْ بَوَادِي الرَّقْمَتَيْنِ وَأَصْبَحَتْ(21/277)
بِجَوِّ رِئَالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فَالِقُهْ
فأصبحنَ قدْ خلّفنَ أودَ وأصبحتْ
فِرَاخُ الْكَثِيبِ ضُلَّعَاً وَخَرَانِقُهْ
فلمّا هبطنَ المشفرَ العودَ عرّستْ
بحيثُ التقتْ أجزاعهُ ومشارقهْ
وصبّحنَ للعذراءِ والشّمسُ حيّة ٌ
وليَّ حديثِ العهدِ جمٍّ مرافقهْ
يهيبُ بأخراها بريمة ُ بعدها
بدا رملُ جلاّلٍ لها وعواتقهْ
فغادرنَ مركوّاً أكسَّ عشيّة ٍ
لدى نزحٍ ريّانَ بادٍ خلائقهْ
تُعَيِّرُنِي صُهْباً كَأنَّ رُؤُوسَهَا
ذُرَى الأُكْمِ فِيهَا غَضُّ نَيٍّ وَعَاتِقُهْ
لَهَا فَأْرَة ٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
كما فتقَ الكافورَ بالمسكِ فاتقهْ
وَكَانَ لَهَا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ فَارِسٌ
إذا ما رأى قيدَ المئينَ يعانقهْ
أجدّتْ مراغاً كالملاءِ وأرزمتْ
بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائِقُهْ
فما نهلتْ حتّى أجاءتْ جمامهُ
إلى خَرِبٍ لاَقَى الْخَسِيفَة َ خَارِقُهْ
وأزهرَ سخّى نفسهُ عنْ تلادهِ
حنايا حديدٍ مقفلٍ وسوارقهْ
فَإنْ يُودِ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَقَدْ أُرَى
ببطانهِ قدّامَ سربٍ أوافقهْ
... فما تنفكُّ دلوٌ تواهقهْ
................
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
رقم القصيدة : 20857
-----------------------------------
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
أَأُمُّ شَذْرَة َ زَارَتْنَا أَمِ الْغُولُ
لا مرحباً بابنة ِ الأقيالِ إذْ طرقتْ
كأنَّ محجرها بالقارِ مكحولُ
سودٌ معاصمها جعدٌ معاقصها
قدْ مسّها منْ عقيدِ القارِ تنصلُ
أبلغْ سعيدَ بنَ عتّابٍ مغلغلة ً
إنْ لمْ تغلكَ بأرضٍ دونهُ غولُ
أنْتَ ابْنُ فَرْعَيْ قُرَيْشٍ لَوْ تُقَايِسُهُمْ
مجداً لصارَ إليكَ العرضُ والطّولُ
إذَا ذَكَرْتُكَ لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَة ٍ
حتّى أقولَ لأصحابي بها حولوا
إِخْتَرْتُكَ النَّاسَ إذْ رَثَّتْ خَلاَئِقُهُمْ(21/278)
واعتلَّ منْ كانَ يرجى عندهُ السّولُ
وَخَادَعَ الْمَجْدَ أقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ
راحَ العضاهُ بهِ والعرقُ مدخولُ
ولا يزالُ لهمْ في كلِّ منزلة ٍ
لحمٌ تماشقهُ الأيدي رعابيلُ
إليكَ يقطعُ أجوازَ الفلاة ِ بنا
نصٌّ تشيّعهُ الصّهبُ المراسيلُ
باتتْ ترامى عثانينُ القفافِ بها
كَمَا تَرَامَى بِدَلْوِ الْمَاتِحِ الْجُولُ
.................
يَسْأَلْنَ عَنْكَ وَلاَ يَعْيَاكَ مَسْؤُولُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
رقم القصيدة : 20858
-----------------------------------
قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
وقدْ ينسّيكَ بعضَ الحاجة ِ العجلُ
فقلتُ ما أنا ممّنْ لا يواصلني
وَلا ثَوائِيَ إلاَّ رَيْثَ أَرْتَحِلُ
أَمَّلْتُ خَيْرَكِ هَلْ تَأْتِي مَوَاعِدُهُ
فاليومَ قصّرَ عنْ تلقائكِ الأملُ
وَمَا صَرَمْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَة ً
لا ناقة ٌ ليَ في هذا ولا جملُ
خبّرتُ أنَّ الفتى مروانَ يوعدني
فَاسْتَبْقِ بَعْضَ وَعِيدِي أيُّهَا الرَّجُلُ
وَفِي يَدُومَ إذَا اغْبَرَّتْ مَنَاكِبُهُ
وَذِرْوَة ِ الْكَوْرِ عَنْ مَرْوَانَ مُعْتَزَلُ
فَكُتْلَة ٌ فَرُؤَامٌ مِنْ مَسَاكِنِهَا
فمنتهى السّيلِ منْ بنيانَ فالحبلُ
إنِّي تَأَلَّيْتُ لاَ يَنْفَكُّ مَا بَقِيتْ
منها عواسرُ في الأقرانِ أوْ عجلُ
تأوي إلى بيتها دهمٌ معوّدة ٌ
أنْ لا تروّحَ إنْ لمْ تغشها الحللُ
مُغَمَّرُ الْعَيْشِ يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ
تأبى المودّة َ ولا يعطي ولا يسلُ
تَدَارَكَ الْغَضُّ مِنْهَا والْعَتِيقُ فَقَدْ
لاَقَى الْمَرَافِقَ مِنْهَا وَارِدٌ دَبِلُ
صُهْبٌ مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ مُذَكَّرَة ٌ
فَاتَ الْعَزِيبَ بِهَا تَرْعِيَّة ٌ أَبِلُ
فلستُ إنْ نابني حقُّ بمنتكرٍ
فِيهِ وَلاَ بَرَمٌ يَعْيَى بِهِ السُّبُلُ
لَسْنَا بِإخْوَانِ أُلاَّفٍ يُزِيلُهُمْ
قولُ العدوِّ ولا ذو النّملة ِ المحلُ(21/279)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
رقم القصيدة : 20859
-----------------------------------
ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
لها عاندٌ فوقَ الذّراعينِ مسبلُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> أسئلة المحال
أسئلة المحال
رقم القصيدة : 2086
-----------------------------------
صَمْتًا قَلِيلاً
صَمْتًا قَلِيلاً يَا نِسَاءُ وَيَا رجَالْ
أنَا كَائِنٌ مُنْذُ انْفِلاَقِ الذَّرَّةِ الأُولَى صَغِيرًا لاَ أزَالْ
مِنْ طِينَةِ النَّقْصِ الْقَدِيمَةِ قَاصِرٌ وَمُقَصِّرُ
رَهْنُ الْخَطِيئَةِ وَالزَّوَالْ
فِي لُعْبَةِ الرِّبْحِ الْجَدِيدَةِ خَاسِرٌ وَمُخَسِّرُ
رَهْنُ الْفَضِيلَةِ وَالْحَلاَلْ
مُنْذُ الْبِدَايَةِ حَاضِرٌ وَمُغَيَّبُ
مُنْذُ الْغِوَايَةِ جَاهِزٌ وَمُعَلَّبُ
أَخْتَالُ غَيْرَ مُنَزَّهٍ عَنْ أيِّ قَوْلٍ أيِّ فِعْلٍ أيِّ حَالْ
غُرِسَتْ جُذُورِيَ فِي ثََرًى يَرْتَادُ أسْئِلَةَ الْمُحَالْ
وَيُرِيدُ أجْوِبَةَ الْكَمَالْ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
رقم القصيدة : 20860
-----------------------------------
يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
بِذَكْوَة َ إطْرَاقَ الظِّبَاءِ مِنَ الْوَبْلِ
فلا ردّها ربّي إلى مرجِ راهطٍ
وَلاَ أَصْبَحَتْ تَمْشِي بِسَكَّاءَ فِي وَحْلِ
سارتْ وأتلتها رفيدة ُ ذمّة ً
تَسِيرُ بِهَا بَيْنَ الأَقَاعِسِ فالرَّمْلِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
رقم القصيدة : 20861
-----------------------------------
مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
بَادِي الأَذَاة ِ عَلَى مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ
وَقَيِّمٍ أمْدَرِ الْجَنْبَيْنِ مُنْخَرِقٍ(21/280)
عَنْهُ الْعَبَاءَة ُ قَوَّامٍ عَلَى الْهَمَلِ
ذبَّ الغوالي حتّى ما يطفنَ بهِ
جَأْبُ الْمَفَارِقِ عَنْ ذِي بَنَّة ٍ تَفِلِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
رقم القصيدة : 20862
-----------------------------------
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
بقَارَة ِ أهْوَى أوْ بِسُوقَة ِ حَائِلِ
خلتْ منْ جميعِ السّاكنينَ وبدّلتْ
ظِبَاءَ السَّلِيلِ بَعْدَ خَيْلٍ وَجَامِلِ
ذَكَرْتُ بِهَا مَنْ لَنْ أُبَالِيَ بَعْدَهُ
تفرّقَ حيٍّ في النّوى متزائلِ
وَإنَّ کمْرَأً بِالشَّامِ أَكْثَرُ قَوْمِهِ
وبطنانَ ليسَ الشّوقُ عنهُ بغافلِ
فدونَ الأولى كلبٌ وأفناءُ عامرٍ
وَدُونَ الأُوَلَى أفْنَاءُ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ
وَحَنَّتْ إلَى أرْضِ الْعِرَاقِ حَمُولَتِي
وَمَا قَيْظُ أَجْوَافِ الْعِرَاقِ بِطَائِلِ
فقلتُ لها لا تجزعي وتربّصي
مِنَ الله سَيْباً إنَّهُ ذُو نَوَافِلِ
كُلي الْحَمْضَ بَعْدَ الْمُقْحَمِينَ ورَازِمِي
إلى قَابِلٍ ثُمَّ اعْذِرِي بَعْدَ قَابِلِ
مهاريسُ لاقتْ بالوحيدِ سحابة ً
إلى أملِ العزّافِ ذاتِ السّلاسلِ
تواكلها الأزمانُ حتّى أجأنها
إلى جَلَدٍ مِنْهَا قَلِيلِ الأَسَافِلِ
فَلَمَّاانْجَلَتْ عَنْهَا السِّنُونَ هَوَتْ لَهَا
مقانبُ هطلى منْ غريمٍ وسائلِ
فلمْ يبقِ منها الحقُّ إلاّ أرومة ً
غلاظَ الرّقابِ جلّة ً كالجنادلِ
وضيفٍ كفتْ جيرانها وتوكّلتْ
بهِ جلدة ٌ منْ سرّها أمُّ حائلِ
نعوسٌ إذا درّتْ ، جروزٌ إذا غدتْ
بويزلُ عامٍ ، أوْ سديسٌ كبازلِ
إذَا مَا دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَة ٍ
مشافرها في ماءِ مزنٍ وباقلِ
دَعَتْ بِصَرِيحٍ ذِي غُثَاءٍ هَرَاقَهُ
سَوَارِي الْعُرُوقِ فِي الضُّرُوعِ السَّحَابِلِ
إذا ورّعتْ أنْ تركبَ الحوضَ كسّرتْ
بأركانِ هضبٍ كلَّ رطبٍ وذابلِ(21/281)
وَإنْ سَمِعَتْ رِزَّ الْفَنِيقِ تَكَشَّفَتْ
بِأذْنَابِ صَهْبٍ قُرَّحٍ كَالْمَجَادِلِ
وإنْ صابَ غيثٌ منْ وراءِ تنوفة ٍ
هدى هديَ سبّارٍ بعيدَ المناقلِ
وَإنّي وَذِكْرَايَ ابْنَ حَرْبٍ لَعَائِدٌ
لخلّة ِ مرعيِّ الأمانة ِ واصلِ
أبُوكَ الَّذِي أَجْدَى عَلَيَّ بِنَصْرِهِ
فَأَسْكَتَ عَنِّي بَعْدَهُ كُلَّ قَائِلِ
وأنتَ امرؤٌ لا بدَّ أنْ قدْ أصبتني
بموعدة ٍ دينٍ عليكَ وعاجلِ
وقدْ علمتْ قيسٌ وأفناءُ خندفٍ
وَمَذْحِجُ إذْ وَافَيْتُهُمْ فِي الْمَنَازِلِ
ثنائي عليكمْ آلَ حربٍ ومنْ يملْ
سِوَاكُمْ فَإنّي مُهْتَدٍ غَيْرُ مَائِلِ
رَأَتْكَ ذَوُو الأَحْلاَمِ خَيْراً خِلاَفَة ً
منَ الرّاتعينَ في التّلاعِ الدّواخلِ
ليجزيءَ إلاّ كاملٌ وابنُ كاملِ
إليْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ أَدْمَاءَ حُرَّة ٍ
وأعيسَ مشّاءٍ أمامَ الرّواحلِ
رباعٍ كوقفِ العاجِ تثني حبالهُ
شراسيفُ حدّتْ غرضها غيرُ جائلِ
مُشَرَّفُ أطْرَافِ الْمَحَالِ مَزلِّهِ
معادَ الملاطِ معرقٍ في العقائلِ
فيا لكَ منْ خدٍّ وذفرى أسيلة ٍ
ومنْ عنقٍ صعلٍ وموضعِ كاهلِ
ورأسٍ كإبريقِ اليهوديِّ أشرفتْ
لَهُ حُبُكٌ أجْيَادُهَا كالْمَرَاجِلِ
وَمِنْ عَجُزٍ فِيهَا جَنَاحَانِ ألْحَقَا
تَوَاليَ لاَ شَخْتٍ وَلاَ مُتَخَاذِلِ
وَسُمْرٍ خِفَافٍ فِي حِذَاءِ نَعَامَة ٍ
ثَمَانِيَة ٍ رُوحٍ ظِمَاءِ الْمَفَاصِلِ
إذَا قُلْتُ جَاهٍ لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ
قوى أدمٍ أطرافها في السّلاسلِ
بعيدٌ منَ الحادي إذا ما ترقّصتْ
بناتُ الصّوى في السّبسبِ المتماحلِ
ترى الأعظمَ اللاّئي يلينَ فؤادهُ
جنوحَ الأعالي مائراتِ الأسافلِ
كَذِي رَمَلٍ مِنْ وَحْشِ حَوْمَلَ بَلَّهُ
أهاضيبُ في قسٍّ منَ الرّيحِ شاملِ
تخرُّ على متنِ الكثيبِ ومتنهُ
رَذَاذٌ هَوَى مِنْ دِيمَة ٍ غَيْرِ وَابِلِ
تَبِيتُ بَنَاتُ الأَرْضِ تَحْتَ لَبَانِهِ
بِأَحْقَفَ مِنْ أَنْقَاءِ تُوضِحَ مَائِلِ
كأنَّ القطارَ حرّكتْ في مبيتهِ(21/282)
جَدِيَّة َ مِسْكٍ فِي مُعَرَّسِ قَافِلِ
فلمّا تجلّى ليلهُ عنْ نهارهِ
غَدَا سَلِكاً بَيْنَ اللِّوَى فَالْخَمَائِلِ
فهاجَ بهِ لمّا ترجّلتِ الضّحى
شطائبُ شتّى منْ كلابٍ ونابلِ
فَأَبْصَرَهَا حَتَّى إذَا ما تَقَارَبَتْ
وَفِي النَّفْسِ مِنْهُ كَرَّة ٌ لِلأوَائِلِ
حمى الأنفَ منْ بعضِ الفرارَ فذادها
بِأَسْحَمَ لاَمٍ ذِي شَبَاة ٍ وَعَامِلِ
فَفَرَّقَ بَيْنَ السَّابِقِينَ بِطَعْنَة ٍ
على عجلٍ منْ سلهبٍ غيرَ ناصلِ
فَكَانَ كَذِي تَبْلٍ تَذَكَّرَ مَا مَضَى
وَقَدْ كَرَّ كَرَّاتِ الْكَرِيمِ الْمُقَاتِلِ
يَهُزُّ بِأطْرَافِ الْحِبَالِ وَيَنْتَحِي
على الأجنبِ القصوى هزيزَ المغاولِ
كَمَا انْقَضَّ دُرِّيٌّ تَخَلَّلَ مَتْنُهُ
فُرُوجَ جَهَامٍ آخِرَ اللَّيْلِ جَافِلِ
رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَهُ
وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ هاطلِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
رقم القصيدة : 20863
-----------------------------------
مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
أَقَذًى بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحِيلاَ؟
لَمَّا رَأَتْ أَرَقِي وَطُولَ تَقَلُّبِي
ذَاتَ الْعِشَاءِ وَلَيْلِيَ الْمَوْصُولاَ
قالتْ خليدة ُ ما عراكَ ولمْ تكنْ
قَبْلَ الرُّقادِ عَنِ الشُّؤُونِ سَؤُولاَ
أَخُلَيْدَ إنَّ أبَاكِ ضَافَ وِسَادَهُ
هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَة ً وَدَخِيلاَ
طرقا فتلكَ هماهمي أقريهما
قلصًا لواقحَ كالقسيِّ وحولا
شُمَّ الْكَوَاهِلِ جُنَّحَاً أعْضَادُهَا
صُهْباً تُنَاسِبُ شَدْقَماً وَجَدِيلاَ
كَانَتْ نَجَائِبَ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ
أماتهنَّ وطرقهنَّ فحيلا
وكأنَّ ريّضها إذا باشرتها
كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الرَّحِيلِ ذَلُولاَ
حوزيّة ً طويتْ على زفراتها
طَيَّ الْقَنَاطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولاَ
وكأنّما انتطحتْ على أثباجها
فدرٌ بشابة َ قدْ تممنَ وعولا(21/283)
قذفَ الغدوِّ إذا غدونَ لحاجة ٍ
دلفَ الرّواحِ إذا أردنَ قفولا
لاَ يَتَّخِذْنَ إذَا عَلَوْنَ مَفَازَة ً
إلاَّ بَيَاضَ الْفَرْقَديْنِ دَلِيلاَ
قُوداً تَذَارَعُ غَوْلَ كُلِّ تَنُوفَة ٍ
ذرعَ النّواسجِ مبرمًا وسحيلا
وإذا ترقّصتِ المفازة ُ غادرتْ
ربذًا يبغّلُ خلفها تبغيلا
زَجِلَ الْحُدَاءِ كَأنَّ فِي حَيْزُومِهِ
قصبًا ومقنعة َ الحنينِ عجولا
وإذا ترجّلتِ الضّحى قذفتْ بهِ
فشأونَ عقبتهُ فظلَّ ذميلا
حَتَّى إذَا حَسَرَ الظَّلاَمُ وَأَسْفَرَتْ
فَرَأَتْ أَوَابِدَ يَرْتَعينَ هُجُولاَ
حدتِ السّرابَ وألحقتْ أعجازها
روحٌ يكونُ وقوعها تحليلا
وَجَرَى عَلَى حَدَبِ الصُّوَى فَطَرَدْنَهُ
طَرْدَ الوَسِيقَة ِ في السَّمَاوَة ِ طُولاَ
فِي مَهْمَة ٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَاتُهَا
قَلَقَ الْفُؤُوسِ إذَا أرَدْنَ نُصُولاَ
حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ
جدًّا تعاورهُ الرّياحُ وبيلا
سدمًا إذا التمسَ الدّلاءُ نطافهُ
صَادَفْنَ مُشْرِفَة َ الْمَثَابِ دَحُولاَ
جَمَعُوا قُوًى مِمَّا تَضُمُّ رِحَالُهُمْ
شَتَّى النِّجَارِ تَرَى بِهِنَّ وُصُولاَ
فَسَقَوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّة ً
للماءِ في أجوافهنَّ صليلا
حتّى إذا بردَ السّجالُ لهاثها
وَجَعَلْنَ خَلْفَ غُرُوضِهِنَّ ثَمِيلا
وأفضنَ بعدَ كظومهنَّ بجرّة ٍ
منْ ذي الأبارقِ إذْ رعينَ حقيلا
قَعَدُوا عَلَى أكْوَارِهَا فَتَرَدَّفَتْ
صخبَ الصّدى جذعَ الرّعانِ رجيلا
مُلْسَ الْحَصَى بَاتَتْ تَوَجَّسُ فَوْقَهُ
لغطَ القطا بالجهلتينِ نزولا
يتبعن مائرة َ اليدينِ شملّة ً
القتْ بمخترقِ الرّياحِ سليلا
جاءتْ بذي رمقٍ لستّة ِ أشهرٍ
قدْ ماتَ أوْ جرضَ الحياة َ قليلا
نَفَضَتْ بِأَصْهَبَ لِلْمَرَاحِ شَلِيلَهَا
نَفْضَ النَّعَامَة ِ زِفَّهَا الْمَبْلُولاَ
أبلغْ أميرَ المؤمنينَ رسالة ً
شَكْوَى إلَيْكَ مُظِلَّة ً وَعَوِيلاَ
مِنْ نَازِحٍ كَثُرَتْ إلَيْكَ هُمُومُهُ(21/284)
لوْ يستطيعُ إلى اللّقاءِ سبيلا
طالَ التّقلّبُ والزّمانُ ، ورابهُ
كسلٌ ، ويكرهُ أنْ يكونُ كسولا
وعلا المشيبُ لداتهِ ، ومضتْ لهُ
حِقَبٌ نَقَضْنَ مَرِيرَهُ الْمَجْدُولاَ
فكأنَّ أعظمهُ محاجنُ نبعة ٍ
عوجٌ قدمنَ فقدْ أردنَ نحولا
كَبَقِيَّة ِ الْهِنْدِيِّ أمْسَى جَفْنُهُ
خَلَقاً وَلَمْ يَكُ فِي الْعِظَامِ نَكُولاَ
تغلى حديدتهُ ، وتنكرُ لونهُ
عينٌ رأتهُ في الشّبابِ صقيلا
ألِفَ الْهُمُومُ وِسَادَهُ، وَتَجَنَّبَتْ
ريّانَ يصبحُ في المنامِ ثقيلا
وطوى الفؤادَ على قضاءِ صريمة ٍ
حَذَّاءَ واتَّخَذَ الزَّمَاعَ خَلِيلاَ
أوَليَّ أمْرِ الله إنَّ عَشِيرَتِي
أمْسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولاَ
قَطَعُوا الْيَمَامَة َ يَطْرُدُونَ كَأنَّهُمْ
قومٌ أصابوا ظالمينَ قتيلا
يحدونَ حدبًا مائلاً أشرافها
فِي كُلِّ مَنْزِلَة ٍ يَدَعْنَ رَعِيلاَ
شهريْ ربيعٍ ما تذوقُ لبونهمْ
إلاَّ حُمُوضاً وَخْمَة ً وَدَوِيلاَ
حتّى إذا جمعتْ تخيّرَ طرقها
وَثَنَى الرِّعَاءُ شَكِيرَهَا الْمَنْخُولاَ
وَأَتَوْا نِسَاءَهُمُ بِنِيبٍ لَمْ يَدَعْ
سُوءُ الْمَحَابِسِ تَحْتَهُنَّ فَصِيلاَ
أَوَلِيَّ أمْرِ الله إنَّا مَعْشَرٌ
حنقاءُ نسجدُ بكرة ً وأصيلا
عربٌ نرى للهِ في أموالنا
حَقَّ الزَّكَاة ِ مُنَزَّلاَ تَنْزِيلاَ
قومٌ على الإسلامِ لمّا يمنعوا
ماعونهمْ ويضيّعوا التّهليلا
فَادْفَعْ مَظَالِمَ عَيَّلَتْ أبْنَاءَنَا
عنّا وأنقذْ شلونا المأكولا
فَنَرَى عَطِيَّة َ ذَاكَ إنْ أعْطَيْتَهُ
مِنْ رَبِّنَا فَضْلاً وَمِنْكَ جَزِيلاَ
أنْتَ الْخَلِيفَة ُ حِلْمُهُ وَفَعَالُهُ
وإذا أردتَ لظالمٍ تنكيلا
وأبوكَ ضاربَ بالمدينة ِ وحدهُ
قَوْماً هُمُ جَعَلُوا الْجَمِيعَ شُكُولاَ
قتلوا ابنَ عفّانَ الخليفة َ محرمًا
ودعا فلمْ أرَ مثلهُ مخذولا
فَتَصدَّعَتْ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ عَصَاهُمُ
شققًا وأصبحَ سيفهمْ مسلولا
حتّى إذا استعرتْ عجاجة ُ فتنة ٍ
عمياءَ كانَ كتابها مفعولا(21/285)
وزنتْ أميّة ُ أمرها فدعتْ لهُ
مَنْ لَمْ يَكُنْ غُمْراً وَلاَ مَجْهُولاَ
مروانُ أحزمها إذا نزلتْ بهِ
حدبُ الأمورِ ، وخيرها مسؤولا
أزْمَانَ رَفَّعَ بِالْمَدِينَة ِ ذَيْلَهُ
وَلَقَدْ رَأَى زَرْعاً بِهَا وَنَخِيلاَ
وديارَ ملكٍ خرّبتها فتنة ٌ
ومشيّدًا فيهِ الحمامُ ظليلا
إنِّيَ حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ بَرَّة ٍ
لا أكذبُ اليومَ الخليفة َ قيلا
ما زرتُ آلَ أبي خبيبٍ وافدًا
يومًا أريدُ لبيعتي تبديلا
وَلاَ أتَيْتُ نُجَيْدَة َ بْنَ عُوَيْمِرٍ
أَبْغِي الْهُدَى فَيَزِيدَنِي تَضْلِيلاَ
منْ نعمة ِ الرّحمانِ لا منْ حيلتي
إنّي أعدُّ لهُ عليَّ فضولا
أَزْمَانَ قَوْمِي والْجَمَاعَة َ كالَّذِي
لَزِمَ الرِّحَالَة أنْ تَمِيلَ مَمِيلاَ
وَتَرَكْتُ كُلَّ مُنَافِقٍ مُتَقَلِّبٍ
وجدَ التّلاتلَ دينهُ مدخولا
ذَخِرِ الْحَقِيبَة ِ مَا تَزَالُ قَلُوصُهُ
بَيْنَ الْخَوَارِجِ هِزَّة ً وَذَوِيلاَ
مِنْ كُلِّهِمْ أمْسَى ألَمَّ بِبَيْعَة ٍ
مسحَ الأكفِّ تعاورُ المنديلا
وَإذَا قُرَيْشٌ أَوْقَدَتْ نِيرَانَهَا
وَثَنَتْ ضَغَائِنَ بَيْنَهَا وَذُحُولاَ
فأبوكَ سيّدها ، وأنتَ أميرها
وَأَشَدُهَا عِنْدَ الْعَزَائِمِ جُولاَ
إنَّ السُّعَاة َ عَصَوْكَ حِينَ بَعَثْتَهُمْ
وَأَتَوْا دَوَاعِيَ لَوْ عَلِمْتَ وَغُولاَ
إنَّ الَّذِينَ أمَرْتَهُمْ أنْ يَعْدِلُوا
لمْ يفعلوا ممّا أمرتَ فتيلا
أَخَذُوا الْعَرِيفَ فَقَطَّعُوا حَيْزُومَهُ
بالأَصْبَحِيَّة ِ قَائِماً مَغْلُولاَ
حَتَّى إذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِه
لحمًا ولا لفؤادهِ معقولا
نسيَ الأمانة َ منْ مخافة ِ لقّحٍ
شُمُسٍ تَرَكْنَ بِضَبْعِهِ مَجْزُولاَ
كَتَبَ الدُّهَيْمُ وَمَا تَجَمَّعَ حَوْلَهَا
ظُلْماً فَجَاءَ بِعَدْلِهَا مَعْدُولاَ
وَغَدَوا بِصَكِّهِمُ وَأَحْدَبَ أَسْأَرَتْ
منهُ السّياطُ يراعة ً إجفيلا
مِنْ عَامِلٍ مِنْهُمْ إذَا غَيَّبْتَهُ
غالى يريدُ خيانة ً وغلولا(21/286)
خربَ الأمانة ِ لوْ أحطتَ بفعلهِ
لَتَرَكْتَ مِنْهُ طَابِقاً مَفْصُولاَ
كُتُباً تَرَكْنَ غَنِيَّنَا ذَا خَلَّة ٍ
بعدَ الغنى ، وفقيرنا مهزولا
أَخَذُوا حَمُولَتَهُ فَأَصْبَحَ قَاعِداً
لا يستطيعُ عنِ الدّيارِ حويلا
يدعو أميرَ المؤمنينَ ودونهُ
خرقٌ تجرُّ بهِ الرّياحُ ذيولا
كَهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاة ُ جَنَاحَهُ
يدعو بقارعة ِ الطّريقِ هديلا
وقعَ الرّبيعُ وقدْ تقاربَ خطوهُ
وَرَأَى بِعَقُوَتِهِ أزَلَّ نَسُولاَ
مُتَوَضِّحَ الأَقْرَابِ فِيهِ شُهْبَة ٌ
نَهِشَ الْيَدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولاَ
كَدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بِأَعْلَى تَلْعَة ٍ
غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ
وَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَدْعُونَّ بِطَعْنَة ٍ
تدعُ الفرائضَ بالشّريفِ قليلا
وَأَرَى الَّذي يَدَعُ الْمَطَامِعَ لِلتُّقَى
منّا أتى خلقًا بذاكَ جميلا
بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّة ٍ
لا يستطيعُ بها القرادُ مقيلا
وأتاهمُ يحيى فشدَّ عليهمُ
عَقْداً يَرَاهُ الْمُسْلِمُونِ ثَقِيلاَ
وتركتُ قومي يقسمونَ أمورهمْ
أَإِلَيْكَ أَمْ يَتَلَبَّثُونَ قَلِيْلاَ
أَخَذُوا الْمَخَاضَ مِنَ الْفَصِيلِ غُلُبَّة ً
ظلمًا ويكتبُ للأميرِ أفيلا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
رقم القصيدة : 20864
-----------------------------------
وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
أبا الضّحّاكِ ينتسجِ الشّمالا
سَيَكْفِيكِ الْمُرَحَّلَ ذُو ثَمَانٍ
سَحِيلٌ تَغْزِلينَ لَهُ الْجُفَالاَ
سَيَكْفِيكِ الإِله وَمُسْنَمَاتٌ
كجندلِ لبنَ تطّردُ الصّلالا
بناتُ لبونهُ عثجٌ إليهِ
يسفنَ اللّيتَ منهُ والقذالا
لها سلفٌ يعوذُ بكلِّ ريعٍ
حمى الحوزاتِ واشتهرَ الإفالا
خراخرُ تحسبُ الصّقعيَّ حتّى
يظلَّ يقرُّ الرّاعي سجالا
إِذَا غُزْرُ الْمَحَالِبِ أَتْأَقَتْهُ
يمجُّ على مناكبهِ الثّمالا(21/287)
فَلَمَّا جَاوَزَ الرَّبَلاَتِ مِنْهَا
إلى الكاذاتِ باتَ بها وقالا
تَرَعَّى مِنْ جُنُوبِ ثُعَالِبَاتٍ
أَسِرَّة َ عَازِبٍ نَحَرَ الْهِلاَلاَ
إليكمْ لا نكونُ لكمْ خلاة ً
ولا نكعَ النّقاوى إذْ أحالا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
رقم القصيدة : 20865
-----------------------------------
صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
وَرَأى الْيَقِينَ وَلَمْ يَجِدْ مُتَعَلَّلاَ
وقضى لبانتهُ معيّة َ منكمُ
وَرَأَى عَزِيمَة َ أَمْرِهِ أَنْ يَفْعَلاَ
وَرَأَى أَبَا حَسَّانَ دُونَ عَطَائِهِ
فتبيّنتهُ العينُ أسمرَ مقفلا
فَشَرَى حَرِيبَتَهُ بِكُلِّ طُوَالَة ٍ
دهماءَ سابغة ٍ توفّي المكيلا
وغدا منَ الأرضِ الّتي لمْ يرضها
وَاخْتَارَ وَرْثَاناً عَلَيْهَا مَنْزِلاَ
فَطَوَى الْجِبَالَ عَلَى رِحَالَة ِ بَازِلٍ
لاَ يَشْتَكِي أَبَداً بِخُفٍّ جَنْدَلاَ
تغتالُ كلَّ تنوفة ٍ عرضتْ لها
بِتَقَاذُفٍ يَدَعُ الْجَدِيلَ مُوَصَّلاَ
بجنوبِ لينة َ ما تزالُ براكبٍ
تذري مناسمها بهنَّ الحنظلا
تدعُ الفراخَ الزّغبَ في آثارها
منْ بينِ مكسورِ الجناحِ وأقزلا
نحُّ الحناجرِ ما يكادُ يقيمها
تدعُ القعودَ منَ التّصرّفِ أجزلا
آلَى إذَا بَلَغَتْ مَدَافِعَ تَلْعَة ٍ
وَعَلاَ لَيُبْلِغْهَا الْمَكَانَ الأَطْوَلاَ
وَكَأَنَّهُنَّ أَشَاءُ يَثْرِبَ حَوْلَهَا
جرفٌ أضرَّ بهنَّ نهيٌ بهّلا
وكأنَّ جزية َ تاجرٍ وهبتْ لهُ
يَوْماً إِذَا اسْتَقَبْلَنَ غَيْثاً مُبَقِلاَ
وترى أوابيها بكلِّ قرارة ٍ
يَكْرُفْنَ شِقْشِقَة ً وَنَاباً أَعْصَلاَ
وَإذَا سَمِعْنَ هَدِيرَ أَكْلَفَ مُحْنِقٍ
عدلتْ سوالفها إذا ما جلجلا
فَالْعَبْدُ قَدْ أَعْنَتْنَ أَسْفَلَ سَاقِهِ
وَعَدَلْنَ رُكْبَتَهُ سِوَاهَا مَعْدِلاَ
فتركنهُ حلقَ الأديمِ مكسّرًا
كالمسحِ ألقيَ ما يحرّكُ مفصلا(21/288)
دَسِمَ الثِّيَابِ كَأَنَّ فَرْوَة َ رَأْسِهِ
زرعتْ فأنبتَ جانبها فلفلا
لاَ يَسْمَعُ الْحَبَشِيُّ وَسْطَ عِرَاكِهَا
صَوْتاً إِذَا مَا الْعَبْدُ أَوْرَدَ مَنْهَلاَ
إِلاَّ تَجَاوَبَهُنَّ حَوْلَ سَوَادِهِ
بحناجرٍ نحٍّ وشدقٍ أهدلا
وَلَقَدْ تَرَى الْحَبَشِيَّ وَهْوَ يَصُكُّهَا
أَشِراً إِذَا مَا نَالَ يَوْماً مَأْكَلاَ
يَرْمَدُّ مِنْ حَذَرِ الْخِلاَطِ كَمَا ازْدَهَتْ
ريحٌ يمانيّة ٌ ظليمًا مجفلا
لا خيرَ في طولِ الإقامة ِ للفتى
إلاّ إذا ما لمْ يجدْ متحوّلا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
رقم القصيدة : 20866
-----------------------------------
قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
عنْ مهنة ِ الحيِّ ترحيلٌ وعلاّمُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أرى إبلي تكالأَ راعياها
أرى إبلي تكالأَ راعياها
رقم القصيدة : 20867
-----------------------------------
أرى إبلي تكالأَ راعياها
مخافة َ جارها طبقَ النّجومِ
وَقَدْ جَاوَرْتُهُمْ فَرَأَيْتُ سَعْداً
شعاعَ الأمرِ عازبة َ الحلومِ
معاتيمُ القرى سرفٌ إذا ما
أجنّتْ طخيّة ُ اللّيلِ البهيمِ
فأمّي أرضَ قومكِ إنَّ سعدًا
تحمّلتِ المخازيَ عنْ تميمِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
رقم القصيدة : 20868
-----------------------------------
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
على القعودِ وحفّتها بأهدامِ
مِنَ الْمُهِيبَاتِ مُخْضَرّاً مَغَابِنُهَا
لمْ تثقبِ الجمرَ كفّاها بأهضامِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
رقم القصيدة : 20869(21/289)
-----------------------------------
فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
وقيسٌ أبو ليلى فلمّا نسالمِ
وإنْ كنتما أعطيتما القومَ موثقًا
فلا تغدرا واستسمعا للمراجمِ
فَإِنِّي زَعِيمٌ أَنْ أَقُولَ قَصِيدَة ً
مُبَيِّنَة ً كَالنَّقْبِ بَيْنَ الْمَخَارِمِ
خفيفة َ أعجازِ المطيِّ ثقيلة ً
على قرنها نزّالة ً بالمواسمِ
وَمُغْتَصَبٍ مِنْ رَهْطِ ضِبْعَانَ يَشْتَكِي
إلى القومِ أعضادَ المطيِّ الرّواسمِ
تجولُ بهِ عيرانة ٌ عندَ غرزها
جَنِيبٌ أقَادَتْهُ جَرِيرَة ُ جَارِمِ
إذَا ما اشْتَكَى ظُلْمَ الْعَشِيرَة ِ عَضَّهُ
حِنَاكٌ وَقَرَّاصٌ شَدِيدُ الشَّكَائِمِ
وللحقِّ فينا خصلتانِ فمنهما
ذلولٌ وأخرى صعبة ٌ للمظالمِ
وَإِنَّا لَقَوْمٌ نَشْتَرِي بِنُفوسِنَا
دِيَارَ الْمَنَايَا رَغْبَة ً في الْمَكَارِمِ
جَزَى اللَّهُ مَوْلاَنَا غَنِيّاً مَلاَمَة ً
شرارَ موالي عامرٍ في العزائمِ
بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعَارِكٍ
أَتَى دُونَهُ والْهَضْبُ هَضْبَ الْبَهَائِمِ
لَهَا بَدْنٌ عَاسٍ وَنَارٌ كَرِيمَة ٌ
بمكتفلِ الآريِّ بينَ الصّرائمِ
ضعافُ القوى ليسوا كمنْ يبتني العلا
جَعَاسِيسُ قَصَّارُونَ دُونَ الْمَكَارِمِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ماذا أكتب
ماذا أكتب
رقم القصيدة : 2087
-----------------------------------
سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ مَرَّةً:
ـ لِمَاذَا تَكْتُبْ؟
فَرَدَدْتُ دُونَ مَا تَرَدُّد:
ـ لأَنَّنِي أَخَافُ أَنْ أَمُوت.
وَبِمَاذَا تَكْتُبْ؟
ـ بِحِبْرِ شَهْوَةِ الْحَيَاة.
وَمَتَى تَكْتُب؟
ـ عِنْدَمَا تَعْثُرُ عَلَيَّ وَرَقَة.
وَأَيْنَ تَكْتُب؟
ـ عَلَى شَاطِئِ الشَّمْسِ عَادَةً.
وَكَيْفَ تَكْتُب؟
ـ أُعَالِجُ الْوَرَقَةَ حَتَّى تَسْتَوِي..
وَأَسْحَبُ الْقَلَمَ وَأَكْتُب.
لَمَعَتْ عَيْنَاهَا،
وَلَمْ تَسْأَلْ مَاذَا أَكْتُب..(21/290)
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
رقم القصيدة : 20870
-----------------------------------
أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
فَسَائِلْ ذَوِي الأَحْلاَمِ مَنْ كَانَ أَلُوَمَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
رقم القصيدة : 20871
-----------------------------------
أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
كما بيّنتْ كافٌ تلوحُ وميمها
ومستنبحٌ تهوي مساقطُ رأسهِ
على الرّحلِ في طخياءَ طلسٍ نجومها
رَفَعْتُ لَهُ مَشْبُوبَة ً عَصَفَتْ لَهَا
صَباً تَعْتَقِيهَا تَارَة ً وَتُقِيمُهَا
فكبّرَ للرّؤيا وهاشَ فؤادهُ
وَبَشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُهَا
ولمْ يسكنوها الجرَّ حتّى أظلّها
سَحَابٌ مِنَ الْعَوَّا تَثُوبُ غُيُومُهَا
وباتَ بثدييها الرّضيعُ كانّهُ
قذًى حبلتهُ عينها لا ينيمها
وَكَانَتْ جَدِيراً أَنْ يُقَسَّمَ لَحْمُهَا
إذا ظلَّ بينَ المنزلينِ شكيمها
فَبَاتَ شَرِيكاً فِي رَكُودِ مُدَامَة ٍ
يُمِيتُ الْمَحَالَ أزُّهَا وَنَهِيمُهَا
أتتْ دونها الأحلافُ أحلافُ مذحجٍ
وأفناءُ كعبٍ حشوها وصميمها
...................
أدرُّ النّسا كيلا تدرَّ عتومها
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
رقم القصيدة : 20872
-----------------------------------
فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
دَيْناً يَعُودُ إلَى مَطْلٍ وَلَيَّانِ
واعلمْ بأنَّ نجاحَ الوعدِ منزلة ٌ
جليلة ُ القدرِ عندَ الإنسِ والجانِ
لا أنهئُ الأمرَ إلاّ ريثَ أنضجهُ
ولا أكلّفُ عجزَ الأمرِ أعواني
ثمَّ انصرفتُ وظلَّ الحلمُ يعذلني
قَدْ طَالَ مَا قَادَنِي جَهْلِي وَعَنَّانِي
كأنّها ناشطٌ لاحَ البروقُ لهُ(21/291)
مِنْ نَحْوِ أرْضٍ تَرَبَّتْهُ وَأوْطَانِي
حتّى غدا خرصًا طلاًّ فرائصهُ
يرعى شقائقَ منْ علقى وبركانِ
يعلو الظّواهرَ فردًا لا أليفَ لهُ
مشيَ البطركِ عليهِ ريطَ كتّانِ
بَنِي أُمَيَّة َ إنَّ اللَّهَ مُلْحِقُكُمْ
عمّا قليلٍ بعثمانَ بنِ عفّانِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
رقم القصيدة : 20873
-----------------------------------
أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
يُضِيءُ حَبيَّ ذِي سِقْطَيْنِ دَانِي
تَنَاهَى الْمُزْنُ وَاسْتَرْخَتْ عُرَاهُ
ببرقة ِ ماسلٍ ذاتِ الأفانِ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
رقم القصيدة : 20874
-----------------------------------
أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
لنا خبرًا فأبكينَ الحزينا
وكيفَ سؤالنا عرصاتِ ربعٍ
تُرِكْنَ بِقَفْرَة ٍ حَتَّى بَلِينا
وأحجارًا منَ الصّوّانِ سفعًا
بهنَّ بقيّة ٌ ممّا صلينا
عَرَفْنَاهَا مَنَازِلَ آلِ حُبَّى
فَلَمْ نَمْلِكْ مِنَ الطَّرَبِ الْعُيُونا
تراوحها رواعدُ كلِّ هيجٍ
وأرواحٌ أطلنَ بها حنينا
بدارة ِ مكمنٍ ساقتْ إليها
رياحُ الصّيفِ أرآمًا وعينا
حَفَرْنَ عُرُوقَهَا حَتَّى أجَنَّتْ
مقاتلها وأضحينَ القرونا
كناسُ تنوفة ٍ ظلّتْ إليهِ
هجانُ الوحشِ حارنة ً حرونا
يَقِلْنَ بِعَاسِمَيْنِ وَذَاتِ رُمْحٍ
إذَا حَانَ الْمَقِيلُ وَيَرْتَعِينا
كأنَّ بكلِّ رابية ٍ وهجلٍ
منَ الكتّانِ أبلاقًا بنينا
وَنَارِ وَدِيقَة ِ فِي يَوْمِ هَيْجٍ
مِنَ الشِّعْرَى نَصَبْتُ لَهَا الْجَبِينَا
إذا معزاءُ هاجرة ٍ أرنّتْ
جَنادِبُهَا وَكَان الْعِيسُ جُونا
وعارية ِ المحاسرِ أمِّ وحشٍ
تَرَى قِطَعَ السَّمَامِ بِهَا عِزِينا
نصبتُ بها روائيَ فوقَ شعثٍ
بموماة ٍ يظنّونَ الظّنونا
إلى أقتادِ راحلتي فظلّتْ
تُنَازِعُهُ الأعَاصِيرُ الْوَضِينا
ونحنُ لدى دفوفِ مغوّراتٍ(21/292)
نقيسُ على الحصى نطفًا بقينا
قليلاً ثمَّ طرنا فوقَ خوصٍ
يلاعبنَ الأزمّة َ والبرينا
مُضَبَّرَة ٍ مَرَافِقُهُنَّ فُتْلٌ
نَوَاعِبَ بِالرُّؤُوسِ إذَا حُدِينا
إذا الحاجاتُ كنَّ وراءَ خمسٍ
مِنَ الْمَوْمَاة ِ كُنَّ بِهَا سَفِينا
وَمَاءٍ تُصْبِحُ الفَضَلاَتُ مِنْهُ
كخمرِ براقَ قدْ فرطَ الأجونا
وردتْ مديّهُ فطردتُ عنهُ
سَوَاكِنَ قَدْ تَمَكَّنَّ الْحُضُونا
بصفنة ِ راكبٍ وموصّلاتٍ
جَمَعْتُ الرَّثَّ مِنْهَا والْمَتِينا
وَمَصْنَعَة ٍ هُنَيْدَ أَعَنْتُ فِيهَا
على لذّاتها الثّملَ المنينا
وَنَازَعَنِي بِهَا نَدْمَانُ صِدْقٍ
شِوَاءَ الطَّيْر والْعِنَبَ الْحَقِينا
وطنبورٍ أجشَّ وريحِ ضغثٍ
مِنَ الرَّيْحَانِ يَتَّبِعُ الشُّؤُونا
وَعَيْشٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ فِيهِ
لَوَ أَنَّ عِمَادَ ظُلَّتِهِ يَقِينا
وأظعانٍ طلبتُ بذاتِ لوثٍ
يَزِيدُ رَسِيمُهَا سَرَعاً وَلِينا
منَ العيديِّ تحملني ورحلي
وتحملها ملاطسُ ما يقينا
إذَا خَفَقَتْ مَشَافِرُهَا وَظَلَّتْ
بسيرتها مصانعة ً ذقونا
عقيلة ُ أينقَ أغدو عليها
إذَا حَاجاتُ قَوْمٍ يَعْتَرِينا
ألاَ يا لَيْتَ رَاحِلَتِي بِخَبْتٍ
ميمّمة ً أميرَ المؤمنينا
وإنْ دميتْ مناسمها وألقتْ
بموماة ٍ على عجلٍ جنينا
تَشُقُّ الْطَّيْرُ ثَوْبَ الْمَاءِ عَنْهُ
بعيدَ حياتهِ إلاّ الوتينا
وَهِزَّة ِ نِسْوَة ٍ مِنْ حَيٍّ صِدْقٍ
يُزَجِّجْنَ الْحَوَاجِبَ والْعُيُونا
طَلَبْتُ وَقَدْ تَوَاهَقَتِ الْمَطَايا
بيعملة ٍ تبذُّ السّابقينا
وحثَّ الحاديانِ بأمِّ لهوٍ
ظَعَائِنَ في الْخَلِيطِ الرَّافِعِينا
أَنَخْنَ جِمَالَهُنَّ بِذاتِ غِسْلٍ
سَرَاة َ الْيَوْمِ يَمْهَدْنَ الْكُدُونا
بِرَوْضٍ عازِبٍ سَرَّحْنَ فِيهِ
سوامًا وانتظرنَ بهِ الظّعونا
وما مالَ النّهارُ وهنَّ فيها
يخدّرنَ الدّمقسَ ويحتوينا
فَرُحْنَ عَشِيَّة ً كَبَنَاتِ مَخْرٍ
عَلَى الْغُبُطَاتِ يَمْلأَنَ الْعُيُونا
دعونَ قلوبنا بأثيفياتٍ(21/293)
فَألْحَقْنَا قَلاَئِصَ يَغْتَلِينا
بِغَيْطَلَة ٍ إذَا الْتَفَّتْ عَلَيْنَا
نَشَدْنَاهَا الْمَوَاعِدَ والدُّيُونا
عطفنَ لها السّوالفَ منْ بعيدٍ
فَقُلْتُ عُيُونَ آرَامٍ كُسِينا
أولائكَ نسوة ٌ في إرثِ مجدٍ
كرائمُ يصطفينَ ويصطفينا
مُدِلاَّتٌ يَسِرْنَ بِكُلِّ ثَغْرٍ
إذَا أُرِّقْنَ مِنْ فَزَعٍ حُمِينا
لَهُنَّ فَوَارِسٌ لَيْسُوا بِمِيلٍ
ولا كشفٍ إذا قلنَ : امنعونا
ظَعَائِنُ مِنْ كِرَامِ بَنِي نُمَيْرٍ
خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَباً وَدِينا
تَفَرَّعْنَ النُّصُورَ وَحَيَّ مَعْنٍ
وسادة َ عامرٍ حتّى رضينا
وَسَبْقٍ تَعْظُمُ الأَخْطَارُ فِيهِ
وَيَحْسِرُ جَرْيُهُ الْبَطَلَ الْبَطِينا
شهدناهُ بفتيانٍ كرامٍ
فَلَمْ نَبْرَحْ بِهِ حَتَّى عُلِينا
تَبَادَرْنَا إسَاءَتَهُ فَجِئْنا
منَ الأفواجِ نلتهمُ المئينا
وَمُعْتَرَكٍ تُشَقُّ الْبَيْضُ فِيهِ
كشقِّ الجارزِ القمعَ السّمينا
لنا جببٌ وأرماحٌ طوالٌ
بهنَّ نمارسُ الحربَ الشّطونا
وَأفْرَاسٍ إذَا نَلْقَى عَدُوّاً
بِمَلْحَمَة ٍ عُرِفْنَ إذَا رُبِينا
وردنَ المجدَ قبلَ بني نزارٍ
فما شربوا بهِ حتّى روينا
وَجَدْنَا عَامِراً أشْرَافَ قَيْسٍ
فكنّا الصّلبَ منها والوتينا
ذُؤَابَتُنَا ذُؤَابَتُهَا وَكَانَتْ
قَناة َ لِوَائِهَا الْمَتْبُوعِ فِينا
وَمَنْ يَفْخَرْ بِمَكْرُمَة ٍ فَإنَّا
سبقناها لأيدي العالمينا
عَصَا كَرَم وَرَثْنَاهَا أبَانَا
ونورثها إذا متنا بنينا
وَإنْ وُزِنَ الْحَصَى فَوَزَنْتُ قَوْمِي
وجدتُ حصى ضريبتهمْ رزينا
وَمَنْ يَحْفِرْ أَرَاكَتَنَا يَجِدْهَا
أرَاكَة َ هَضْبَة ٍ ثَقَبَتْ شُؤُونا
ونحنُ الحابسونَ إذا عزمنا
ونحنُ المقدمونَ إذا لقينا
ونحنُ المانعونَ إذا أردنا
ونحنُ النّازلونَ بحيثُ شينا
إذا ندبتْ روايا الثّقلِ يومًا
كَفَيْنَا الْمُضْلِعَاتِ لِمَنْ يَلِينا
إذا ماقيلَ أينَ حماة ُ ثغرٍ
فنحنُ بدعوة ِ الدّاعي عنينا
وتلقى جارنا يثني علينا(21/294)
إذا ما حان يومٌ أنْ يبينا
هُمُ فَخَرُوا بِخَيْلِهِمُ فَقُلْنَا
بغيرِ الخيلِ تغلبُ أوعدينا
لنا آثارهنَّ على معدِّ
وخيرُ فوارسٍ للخيرِ فينا
وعلّمنا سياستهنَّ إنّا
ورثنا آلَ أعوجَ عنْ أبينا
مُقَرِّبَة ً إذَا خَوَتِ الثُّرَيَّا
جَعَلْنَا رِزْقَهُنَّ مَعَ الْبَنِينا
وَكُنَّ إذَا أبَرْنَ دِيَارَ قَوْمٍ
عطفناها لقومٍ آخرينا
كأنَّ شوادخَ الغرّاتِ منهمْ
بوازي يصطفقنَ ويلتقينا
أصابتْ حربنا جشمَ بنَ بكرٍ
فَأَصْبَحَ بَيْتُ عِزِّهِمُ عِزِينا
ألمْ نتركْ نساءهمُ جميعًا
بِأَقْبَالِ الْهِضَابِ مُسَنَّدِينا
بَدَأْنَا ثُمَّ عُدْنَا فَاصْطَلَمْنَا
شراذمَ من أنوفكمُ بقينا
قتلناكمْ ببلدة ِ كلِّ أرضٍ
وكنّا في الحروبِ مجرّبينا
بأسيافٍ لنا متوارثاتٍ
كشهبانٍ بأيدي مصلتينا
إذا خالطنَ هامة َ تغلبيٍّ
فلقنَ الرّأسَ منهُ والجبينا
ألمْ نتركْ نساءَ بني زهيرٍ
على الآسي يحلّقنَ القرونا
تَمَنَّيْتَ الْمُنَى فَكَذَبْتَ فِيهَا
وَرَوَّيْتَ الرِّمَاحَ وَمَا رَوِينا
وَمَا تَرَكَتْ رِمَاحُ بَنِي سُلَيْمٍ
لفحلٍ في حواصنهمْ جنينا
وَإنَّ بَنَاتِ حَلاَّبٍ وَجَدْنَا
فوارسهنَّ في الهيجا قيونا
وهمْ تركوا على أكنافِ لبنى
نِسَاءَهُمُ لَنَا لَمَّا لَقُونا
إذَا مَا حَارَبَتْكَ بُطُونُ قَيْسٍ
حسبتَ النّاسَ حربًا أجمعينا
عليكَ البحرُ حيثُ نفيتَ إنّا
منعناكَ السّهولة َ والحزونا
ثناءٌ تشرقُ الأحسابُ منهُ
بهِ نتودّعُ الحسبَ المصونا
فَلَمْ نَشْعُرْ بِضَوْءِ الصُّبْحِ حَتَّى
سَمِعْنَا فِي مَسَاجِدَنَا الأَذِينا
يَقُدْنَ وَلاَ يُقَدْنَ لِكُلِّ غَيْثٍ
وفي رأسٍ يسرنَ وينتوينا
وَنَحْنُ ذَوُو الأنَاة ِ وإنْ أُصِبْنَا
بمظلمة ٍ حسبتَ بنا جنونا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
رقم القصيدة : 20875
-----------------------------------
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
حسبًا وأقبحَ مجلسٍ ألوانا(21/295)
قَبَحَ الإِلهُ وَلاَ أُحَاشِي غَيْرَهُمْ
أهْلَ السُّبَيْلَة ِ مِنْ بَنِي حِمَّانا
مُتَوَسِّدُونَ عَلَى الْحِيَاضِ لُحَاهُمُ
يرمونَ عنْ فضلائها فضلانا
وَبِحَسْبِ قَوْمِكَ إِنْ شَتَوْا مَطْلُولَة ٌ
شَرْعَ النَّهَارِ وَمَذْقَة ٌ أحْيَانا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
رقم القصيدة : 20876
-----------------------------------
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
سَمَادِعَة ٌ يَجُرُّونَ الثَّنَايَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
رقم القصيدة : 20877
-----------------------------------
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
بِوَجْهِ نَوَى مَنْ حَلَّها أوْ مَتَى هِيا
ظَلِلْنَا سَرَاة َ الْيَوْمِ مِنْ حُبِّ أهْلِها
نُسَائِلُ آنَاءً لَها وَأثَافِيا
بِذي الرَّضْمِ سَارَ الْحَيُّ مِنْهَا فَمَا تَرَى
بِهَا الْعَيْنُ إلاَّ مَسْجِداً وَأَوَارِيا
وجونًا أظلّتها ركابٌ مناخة ٌ
رِكَابُ قُدُورٍ لاَ يَرِمْنَ الْمَثَاوِيا
وَآناءَ حَيٍّ تَحْتَ عَيْنٍ مَطِيرَة ٍ
عِظَامِ الْبُيُوتِ يَنْزِلُونَ الرَّوَابِيا
أربّتْ بها شهريْ ربيعٍ عليهمُ
جَنَائِبُ يَنْتِجْنَ الْغَمَامَ الْمَتَالِيا
بِأَسْحَمَ مِنْ هَيْجِ الذِّرَاعَيْنِ أَتْأَقَتْ
مَسَايِلَهُ حَتَّى بَلَغْنَ الْمَنَاجِيا
عَهِدْنَا الْجِيَادَ الْجُرْدَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
يُشَارُ بِهَا وَالْمَجْلِسَ الْمُتَبَاهِيا
وضَرْبَ نِسَاءٍ لَوْ رَآهُنَّ رَاهِبٌ
لهُ ظلّة ٌ في قلّة ٍ ظلَّ رانيا
جَوَامِعُ أُنْسٍ فِي حَيَاءٍ وَعِفَّة ٍ
يَصِدْنَ الْفَتَى والأْشْمَطَ الْمُتَنَاهِيا
بأعلامِ مركوزٍ فعيرٍ فغرّبٍ
مَغَانِيَ أُمِّ الْوَبْرِ إذْ هِيَ مَا هِيَا
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَة ِ مَنْزِلٌ(21/296)
ترى الوحشَ عوذاتٍ بهِ ومتاليا
وَمُعْتَرَكٍ مِنْ أهْلِهَا قَدْ عَرَفْنَهُ
بِوَادِي أرِيكٍ حَيْثُ كَانَ مَحَانِيا
وَإنَّ نِسَاءَ الْحَيِّ لَمَّا رَمَيْنَنِي
أصَبْنَ الشَّوَى مِنِّي وَصِدْنَ فُؤادِيا
ثقالٌ إذا رادَ النّساءُ خريدة ٌ
صناعٌ فقدْ سادتْ إليَّ الغوانيا
ولستُ بلاقٍ في قبائلِ قومها
لوبرة َ جارًا آخرَ الدّهرِ قاليا
كغرّاءَ سوداءِ المدامعِ ترتعي
بِحَوْمَلَ عِطْفَيْ رَمْلَة ٍ وَتَنَاهِيا
لها ابنُ ليالٍ ودّأتهُ بقفرة ٍ
وَتَبْغِي بِغِيطَانٍ سِوَاهُ الْمَرَاعِيا
أغنُّ غضيضُ الطّرفِ باتتْ تعلّهُ
صرى ضرّة ٍ شكرى فأصبحَ طاويا
وقدْ عوّدتهُ بعدَ أوّلِ بلجة ٍ
منَ الصّبحِ حتّى اللّيلِ أنْ لا تلاقيا
تظلُّ بذي الأرطى تسمّعُ صوتهُ
مُفَزَّعَة ً تَخْشَى سِبَاعاً وَرَامِيَا
إذَا نَظَرَتْ نَحْوَ ابْنِ إنْسٍ فَإنَّهُ
يرى عجبًا ما واجهتهُ كما هيا
دعاني الهوى منْ أمِّ وبرٍ ودونها
ثلاثة ُ أخماسٍ فلبّيكَ داعيا
فَعُجْنَا لِذِكْرَاهَا وَتَشْبِيهِ صَوْتِهَا
قِلاَصاً بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ صَوَادِيَا
نجائبَ لا يلقحنَ إلاّ يعارة ً
عِرَاضاً وَلاَ يُشْرَيْنَ إلاَّ غَوَالِيَا
كأنّا على صهبٍ منَ الوحشِ صعلة ٍ
سماويّة ٍ ترعى المروجَ خواليا
منَ المفرعاتِ المجفراتِ كأنّها
غَمَامٌ حَدَتْهُ الرِّيحُ فَانْقَضَّ سَارِيا
إذا شربَ الظّمءُ الأداوى ونضّبتْ
ثَمَائِلُهَا حَتَّى بَلَغْنَ الْعَزَالِيَا
بغبراءَ مجرازٍ يبيتُ دليلها
مشيحًا عليها للفراقدِ راعيا
طَوَى الْبُعْدَ أنْ أَمْسَتْ نَعَاماً وَأَصْبَحَتْ
قطًا طالقًا مسحنفرًا متدانيا
تداعينَ منْ شتّى ثلاثًا وأربعًا
وَوَاحِدَة ً حَتَّى بَرَزْنَ ثَمَانِيا
دَعَا لُبَّهَا غَمْرٌ كَأَنْ قَدْ وَرَدْنَهُ
بِرِجْلَة ِ أُبْليٍّ وَلَوْ كَانَ نَائِيا
فَصَبَّحْنَ مَسْجُوراً سَقَتْهُ غَمَامَة ٌ
رِعَالُ الْقَطَا يَنْفُضْنَ فِيهِ الْخَوَافِيا
فلمّا نشحناهنَّ منهُ بشربة ٍ(21/297)
رَكِبْنَا فَيَمَّمْنَا بِهِنَّ الْفَيَافِيا
فَتِلْكَ مَطَايَانَا وَفَوْقَ رِحَالِهَا
نُجُومٌ تَخَطَّى ظُلْمَة ً وَصَحَارِيا
أرجّي المنى منْ عندِ بشرٍ ولمْ أزلْ
لأمثالها منْ آلِ مروانَ راجيا
لعمركَ إنَّ العاذلاتِ بيذبلٍ
وناعمتيْ دمخٍ لينهينَ ماضيا
بَعِيدَ الْهَوَى رَامَ الأُمُورَ فَلَمْ يَرَى
لِحَاجَتِهِ دُونَ ابْنِ مَرْوَانَ قَاضِيا
لواردِ ماءٍ منْ فلاة ٍ بعيدة ٍ
تذكّرَ أينَ الشّربُ إنْ كانَ صافيا
فأصبحنَ قدْ أقصرنَ عنْ متبسّلٍ
قَرَى طَارِقَ الْهَمِّ الْقِلاَصَ الْمَنَاقِيا
وهنَّ يحاذرنَ الرّدى أنْ يصيبني
وَمِنْ قَبْلِ خَلْقِي خُطَّ مَا كُنْتُ لاَقِيا
وَأعْلَمُ أنَّ الْمَوْتَ يَا أُمَّ سَالِمٍ
قرينٌ محيطٌ حبلهُ منْ ورائيا
فَكَائِنْ تَرَى مِنْ مُسْعَفٍ بِمَنِيَّة ٍ
يُجَنَّبُهَا، أوْ مُعْصِمٍ لَيْسَ نَاجِيا
وَمَنَّيْتُ مِنْ بِشْرٍ صَحَابي مَنِيَّة ً
فَكُلُّهُمُ أمْسَى لِمَا قُلْتُ رَاضِيا
فأنتَ ابنُ خيريْ عصبتينِ تلاقيا
عَلى كُلِّ حَيٍّ عِزَّة ً وَمَعَالِيا
وأنتَ ابنُ أملاكٍ وليثُ خفيّة ٍ
تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيا
ونائلكَ المرجوُّ سيبُ غمامة ٍ
سَقَتْ أهْلَهَا عَذْبَاً مِنَ الْمَاءِ صَافِيا
نَزَلْتَ مِنَ الْبَيْضَاءِ فِي آلِ عَامِرٍ
وفي عبدِ شمسَ المنزلِ المتعاليا
فَلَمْ نَرَ خَالاً مِثْلَ خَالِكَ سُوقَة ً
إذا ابتدرَ القومُ الكرامُ المساعيا
وَكَانَ الْعِرَاقُ يَوْمَ صَبَّحْتَ أهْلَهُ
كَذِي الدَّاءِ لاَقَى مِنْ أُمَيَّة ً شَافِيا
كشفتْ غطاءَ الكفرِ عنّا وأقلعتْ
زلازلهُ لمّا وضعتَ المراسيا
وَعَفَّيْتَ مِنْهُمْ بَعْدَ آثَارِ فِتْنَة ٍ
وَأحْيَيْتَ بَاباً لِلنَّدَى كَانَ خَاوِيا
فإنّا وبشرًا كالنّجومِ رأيتها
يَمَانِيَة ً يَتْبَعْنَ بَدْراً شَآمِيا
أبُوكَ الَّذي آسَى الْخَلِيفَة َ بَعْدَمَا
رأى الموتَ منهُ بالمدينة ِ وانيا(21/298)
فَلَوْ كُنْتُ مِنْ أصْحَابِ مَرْوَانَ إذْ دَعَا
بِعَذْرَاءَ يَمَّمْتُ الْهُدَى إذْ بَدَا لِيا
على بردى إذْ قالَ إنْ كانَ عهدهمْ
أضيعَ فكونوا لا عليَّ ولا ليا
وَلِكنَّني غُيِّبْتُ عَنْهُمْ فَلَمْ يُطَعْ
رشيدٌ ولمْ تعصِ العشيرة ُ غاويا
وَكَمْ مِنْ قَتِيْلٍ يَوْمَ عَذْرَاءَ لَمْ يَكُنْ
لِصَاحِبِهِ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ قَالِيا
فَإنْ يَكُ سُوقٌ مِنْ أُمَيَّة َ قَلَّصَتْ
لِقَيْسٍ بِحَرْبٍ لاَ تَجِنُّ الْمَعَارِيا
فقدْ طالَ أيّامُ الصّفاءِ عليهمُ
وَأيُّ صفَاءٍ لاَ يَحُورُ تَغَاوِيا
ألَسْنَا أشَدَّ النَّاسِ يَا أُمَّ سَالِمٍ
لَدَى الْمَوْتِ عِنْدَ الْحَرْبِ قِدْماً تَآسِيا
فلمْ يبقِ منّا القتلُ إلاّ بقيّة ً
وَلَمْ يُبْقِ مِنْ حَيَّيْ رَبِيعَة َ بَاقِيا
بَرَزْنَا لِضِبْعَانَيْ مَعَدٍّ فَلَمْ نَدَعْ
لِبَكْرٍ وَلاَ أفْنَاءِ تَغْلِبَ نَادِيا
برهطِ ابنِ كلثومٍ بدأنا فأصبحوا
لِتَغْلِبَ أذْنَاباً وَكَانُوا نَوَاصِيا
أعدنا بأيّامِ الفراة ِ عليهمُ
وَقَائِعَنَا والْمُشْعَلاَتِ الْغَوَاشِيا
سلاهبَ منْ أولادِ أعوجَ فوقها
فوارسُ قيسٍ مشرعينَ العواليا
وَغارَتُنَا أوْدَتْ بِبَهْرَاءَ إنَّهَا
تصيبُ الصّميمَ مرّة ً والمواليا
ونحنُ تركنا بالعقيرِ نساءكمْ
معَ الثّكلِ هزلى يشتوينَ الأفاعيا
وكانتْ لنا نارانِ نارٌ بجاسمٍ
ونارٌ بدمخٍ يحرقانِ الأعاديا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
رقم القصيدة : 20878
-----------------------------------
ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
سُهَيْلاً وَآذَنَّاهُ أنْ لاَ تَلاَقِيا
وَكُنَّا بِعُكَّاشٍ كَجَارَيْ جَنَابَة ٍ
كفيئينِ زادا بعدَ قربٍ تنائيا
وَكُنْتُ كَذي دَاءٍ وَأنْتَ دَوَاءُهُ
فَهَبْنِي لِدَائِي إذْ مَنَعْتَ شِفَائِيا
شِفَائِيَ أنْ تَخْتَصَّنِي بِكَرَاهَة ٍ
وَتَدْرَأَ عَنِّي الْكَاشِحِينَ الأَعَادِيا(21/299)
فَإلاَّ تَنَلْنِي مِنْ يَزِيدَ كَرَامَة ٌ
أولِّ وأصبحْ منْ قرى الشّامِ خاليا
وأرضى بأخرى قدْ تبدّلتُ إنّني
إذا ساءني وادٍ تبدّلتُ واديا
وإلفٍ صبرتُ النّفسَ عنهُ وقدْ أرى
غداة َ فراقِ الحيِّ ألاّ تلاقيا
وقدْ قادني الجيرانُ حينًا وقدتهمْ
وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا تَحِنُّ جَمَالِيا
رجاؤكَ أنساني تذكّرَ إخوتي
وَمَالُكَ أنْسَانِي بِوَهْبِينَ مَالِياً
وخصمٍ غضابٍ ينفضونَ لحاهمُ
كنفضِ البراذينِ الغراثِ المخاليا
لدى مغلقٍ أيدي الخصومِ تنوشهُ
وَأَمْرٍ يُحِبُّ الْمَرْءُ فِيهِ الْمَوَالِيا
دَلَفْتُ لَهُمْ بَعْدَ الأَنَاة ِ بِخُطَّة ٍ
ترى القومَ منها يجهدونَ التّفاديا
فَبِتُّ وَبَاتَ الْحَاطِبَانِ وَرَاءَهَا
بجرداءَ محلٍ يألسانِ الأفاعيا
فَمَا بَرِحَا حَتَّى أجَنَّا فُرُوجَهَا
وضمّا منَ العيدانِ رطبًا وذاريا
إذَا حَمَّشَاهَا بالْوَقُودِ تَغَيَّظَتْ
على اللّحمِ حتّى تتركَ العظمَ باديا
خليلة ُ طرّاقِ الظّلامِ رغيبة ٌ
تلقّمُ أوصالَ الجزورِ كما هيا
وَقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَحَانِ وَئِيَّة ٍ
أنَخْتُ لَهَا بَعْدَ الْهُدُوِّ الأثَافِيَا
بِمُغْتَصَبٍ مِنْ لَحْمِ بِكْرٍ سَمِينَة ٍ
وقدْ شامَ ربّاتُ العجافِ المناقيا
وأعرضَ رملٌ منْ عنيّسَ ترتعي
نعاجُ الملا عوذًا بهِ ومتاليا
أبَا خَالِدٍ لاَ تَنْبِذَنَّ نَصَاحَة ً
كَوَحْيِ الصَّفَا خُطَّتْ لكُمْ في فُؤَادِيا
فَنُورِثُكُمْ إنَّ التُّرَاثَ إلَيْكُمُ
حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الْحِمَى فَالْمَطَالِيا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
رقم القصيدة : 20879
-----------------------------------
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
حَتَّى يَنَالَ بَيَاضَ الشَّمْسِ رَانِيهَا
تَبْلَى ثِيَابُ بَنِي سَعْدٍ إذَا دُفِنُوا
تحتَ التّرابِ ولا تبلى مخازيها
الآكلينَ اللّوايا دونَ ضيفهمُ(21/300)
والقدرُ مخبوءة ٌ منها أثافيها
اللاّفظينَ النّوى تحتَ الثّيابِ كما
مجّتْ كوادنُ دهمٌ في مخاليها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مؤتمر قاع
مؤتمر قاع
رقم القصيدة : 2088
-----------------------------------
قَالَ الأَوَّل
إِخْوَةَ الْجُوعِ وَالْجَشَأ
يَحْرُثُ الرُّوحَ هَذَا الْبَوَار
كُلُّ شَيْءٍ مُعَلَّب
وَالْمَفَاتِيحُ يأْكُلُهَا الصَّدَأ
قَالَ الثَّانِي
إِخْوَةَ الْجَدَلِ الدَّجَل
لاَ نُنْتِجُ شَيْئًا
يُولِجُنَا صُنْدُوقَ الدُّنْيَا
صَحْرَاؤُنَا تَيْمُورلَنْك
وَالنَّمْلُ أَدْمَنَ الْكَسَل
قَالَ الثَّالِث
إِخْوَةَ الْخِدْرِ وَالْخَدَر
مَا الْفَرْقُ بِيْنَنَا
وَبَيْنَ مَدِينَةٍ سُكَّانُهَا
عَجَائِزُ مُتَرَهِّلاَت
تَقَاعَسَتْ
أَرْحَامُهُنَّ تَقَاعَدَتْ
خَالِيَاتِ الْوِفَاضِ خَاوِيَات
وَسِلاَلُ مُشْتَرَيَاتِهِنَّ مَلِيئَاتٌ
مُتْخَمَات
قَالَ الرَّابِع
إِخْوَةَ النَّهْجِ وَالْحَدِيث
الْحَرْبُ عَلَيْكُم
وَلَعْنَةُ الْمَوْتِ وَفَبْرِكَاتُه
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حلم عادل
حلم عادل
رقم القصيدة : 2089
-----------------------------------
يَا شَمْسِيَ السَّمْرَاءَ يَا حَبِيبَتِي
جُوعِي إِلَيْكِ كَافِرٌ كَبِير
مُنْذُ دُهُورٍ يَسْكُنُنِي
صَائِمًا أَبَدًا خَمْسًا يُصَلِّي
لَيْلاً وَنَهَارًا يَرْكَع
فِي أَدْغَالِ الرُّوحِ بَصَمْتٍ
حُرًّا يَتَغَلْغَل
وَبِلاَ مِلْحٍ
شَرِهًا يَأْكُلُنِي
كَمَا النَّارُ تَنْهَشُ الْهَشِيم
هَا أَنَذَا حَبِيبَتِي
يَا شَمْسِيَ السَّمْرَاءَ يَا وَحِيدَتِي
أَتَقَلَّبُ الآنَ هُنَا
فَوْقَ جَمْرِ الْوَجَع
لَعَلَّ رَائِحَةَ الشِّوَاء
تُثِيرُ بِي
شَهِيَّةَ حُلُمٍ عَادِلْ
ينْسُجُ بَعْضَ مِنْدِيلِ حَرِير
لِعَيْنَيْكِ الْحَزِينَتَيْن
لكِنَّ دُودَتَنَا مَاتَتْ
وَلَمْ تَتَقَمَّص
وَشَجْرَةُ تُوتِنَا الْعَتِيقَة
أَصْبَحَتْ زَيْزَفُونَة(21/301)
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حبر وبحر وحرب
حبر وبحر وحرب
رقم القصيدة : 2090
-----------------------------------
قَالَ أَوَّلْ
أَزْرَقُ الْعَيْنَيْنِ أَشْقَرْ
أَشْتَهِي أَنْ أَلْتَهِي
بَيْنَ نَهْدَيْ
رَبَّةِ الْحِبْرِ الشَّهِي
قَالَ ثَانٍ
مَائِلُ الْعَيْنَيْنِ أَصْفَرْ
أَنْتَخِي أَنْ أَرْتَخِي
بَيْنَ فَخْذَيْ
رَبَّةِ الْبَحْرِ الرَّخِي
قَالَ ثَالِثْ
أَسْوَدُ الْعَيْنَيْنِ أَسْمَرْ
غَيْرَ أَنِّي أَنْتَهِي
بَيْنَ فَكَّيْ
رَبَّةِ الْحَرْبِ الْبَغِي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> جدول الحصص
جدول الحصص
رقم القصيدة : 2091
-----------------------------------
رَأَيْتُهَا تَجْلِسُ وَحْدَهَا
وَكَانَتْ شَمْسًا تُضِيئُ الْمَكَان
دَنَوْتُ مِنْهَا وَاسْتَأْذَنْتُ الْجُلُوس
وَبَعْدَ أَنْ صَارَ خُبْزٌ وَمِلْحٌ بَيْنَنَا
صَارَ خَمْرٌ وَفَرَحٌ أَيْضًا
فَاسْتَدْعَيْتُ جُرْأَتِي الْجَذْلَى
وَسَأَلْتُهَا
مَا هَذِي الْمَزَامِيرُ السِّحْرِيَّة
الْمَكْتُوبَةُ عَلَى شَيْئَيْكِ
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيِّ دَاكِن
أَشْعَلَتْ سِيجَارَةً
وَرَدَّتْ يَرِّفُّ لَهَا كُلُّ شَيء
أَلاَ تَعْرِفُ أَنَّ قَلِيلاً مِنَ الْخَمْر
يُفَرِّحُ قَلْبَ الْقَارِئ
قُلْتُ لَكِنِّي
لاَ أُجِيدُ الْقِرَاءَة
قَالَتْ لاَ بَأْسَ عَلَيْك
فَأَنَا مِنْ جَمْعِيََةِ مَحْوِ الأُمِّيَّة
فِي هَذِه الْمَدِينَة
وَهْيَ جَمْعِيَّةٌ تَطَوُّعِيَّة
فَطَلَبْتُ حَالاً
جَدْوَلَ الْحِصَص
ألْحِصَّةُ الأُولَى
ذَهَبْنَا إِلَى دَارِ الْجَمْعِيَّة
قَادَتْنِي الشَّمْسُ إِلَى مِخْدَعِهَا
وَكَانَتِ الْحِصَّةُ الأُولَى
بَدَأَتْ بِالنُّون
فَعَلَّمَتْنِي عَنْ كِبْرِيَاءِ شَيْئَيْن
مُمْتَلِئَيْنِ عَصِيرَ تُفَّاح
ثُمَّ انْتَقَلَتْ إِلَى الْحَاء
فَعَلَّمَتْنِي
أَنَّ ضَرْبَ اللِّسَانِ عَلَى شَيْئَيْن
صَلِيلُ صُنُوج
وَمَا إِنْ وَصَلَتْ إِلَى مَعْلُومَةٍ(21/302)
أَنَّ الأَصَابِعَ تُحْدِثُ شَرَرًا
عَلَى كِبْرِيتِ شَيْئَيْن
حَتَّى احْتَرَقَتْ
كُلُّ الْمَزَامِيرِ السِّحْرِيَّة
الْمَكْتُوبَةِ عَلَى ذَيْنِكَ الشَّيْئَيْن
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيِّ دَاكِن
وَسُرْعَانَ مَا وَجَدْتُنِي
غَارِقًا فِي بِئْرٍ مِنْ نِفْطٍ نَادِم
لَمْلَمْتُ أَشْيَائِي
وَقَالَتْ لِيَ الشَّمْسُ مُوَدِّعَةً
إِلَى اللِّقَاء
فِي الْحِصَّةِ الْقَادِمَة
أَلْحِصَّةُ الثَّانِيَة
وَكَانَتِ الْحِصَّةُ الثَّانِيَة
وَمَا إِنْ لَمَحْتُ ذَيْنِكَ الشَّيْئَيْن
حَتَّى رَأَيْتُ الْمَزَامِيرَ السِّحْرِيَّةَ ذَاتَهَا
مَكْتُوبَةً عَلَيْهِمَا مَرَّةً أُخْرَى
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيٍّ دَاكِنْ
وَلَكِنْ
فَجْأَةً رَأَيْتُ فَرَاغًا
مَا بَيْنَ النَّهْرَيْن
قَالَتْ لِيَ الشَّمْسُ تُعَلِّمُنِي
هَذِه الْفَاكِهَةُ الْما بَيْنَ النَّهْرَيْن
رُدْهَةُ تَارِيخٍ طَوِيلَة
وَأَحْلاَمُ الْفَاتِحِين
تَنْزِلُ إِلَى هَذِهِ الرُّدْهَة
تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرْ
وَفَجْأَةً
أَخَذَتْ حُلُمِي بِيَدَيْهَا
أَنْزَلَتْهُ إِلَى تِلْكَ الرُّدْهَة
وَظَلَّتِ الشَّمْسُ تُزَغْرِد
وَتُغَنِّي
إِلَى أَنْ غَابَ الْقَمَرْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قبر مكيف
قبر مكيف
رقم القصيدة : 2092
-----------------------------------
ذَاتَ لَيْلَلَةٍ ظَلْمَاءَ بَارِدَةٍ
كَقَبْرٍ مُكَيَّف
حَمَلَتْنِي قَدَمَا أَحْلاَمِي
إِلَى وَاحِدٍ
مِنْ سُهُوبِ رُوحِيَ الْقَاحِلَة
فَاسْتَقْبَلَنِي
طَائِرُ ثَلْجٍ لَمْ يُهَاجِر
وَخِلاَلَ مَرَاسِيمِ الضِّيَافَةِ الْقُطْبِيَّة
أَحَسَّ أَنَّنِي
عَلَى وَشَكِ مَوْتٍ مَحْتُوم
فَغَرَّدَ عَلَيَّ سُورَةَ فَاتِحَةٍ دَافِئَة
أَلْجَدَاوِلُ الصَّغِيرَة
الَّتِي تَخُرُّ تَحْتَ الْجَلِيدِ
بِصَمْت
تُذَكِّرُنَا دَائمًا
أَنَّ تُنْدْرَا الرُّوح
سَتَلِينُ قَلِيلاً
لِمُلاَقَاةِ الرَّبِيعِ الْقَادِم
أَفَقْتُ مِنَ الْحُلُم(21/303)
أَزَحْتُ السِّتَارَةَ الْجَدِيدَة
عَنْ نَافِذَتِي الشَّمَالَِيَّة
وَكَانَتْ
جُيُوشٌ مِنْ ثَلْج
تَحْتَلُّ
الْكَوْن
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الأشغال السيزيفية الشاقة
الأشغال السيزيفية الشاقة
رقم القصيدة : 2093
-----------------------------------
مطرٌ غزيرٌ
من قراءة
يشطفُ شبابيكَ الرُّوحِ
ليلةً إِثْرَ ليلة
بوابلٍ من رذاذٍ ورحيق
قطرةٌ عزيزةٌ
من كتابة
طوفانُ وَجَعٍ وسَهَر
أَيُّوبُ صَبْرٍ
وفُلْكُ أَرَق
سُلَحْفَاةُ حبرٍ وورقٍ
مراهِقَةُ الدّبيب
أرنبُ خوفٍ وحجلٍ
مُشَرَّعُ القوائم
هُوَذاكَ مَصْرِفُ المجدِ والخلود
غيرُ محدودِ الضّمان
وغيرُ مُحَدَّدِ الزّمانِ والمكان
مفتوحٌ
على مدارِ السّبّابَةِ والإبهام
أمامَ جميعِ سلالاتِ المُستثمِرين
دونما تمييز
بينَ تمرةٍ وجمرة
بينَ شحمةٍ وفحمة
ماذا ينتظرُ سُلَحْفَاتِي؟!
وسامُ كرامةٍ
من نرجس؟!
غرامةُ سجنٍ مُؤَبَّد
مع الأِشغالِ السِّيزيفيَّةِ الشّاقّة؟!
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ولم تحضر القصيدة
ولم تحضر القصيدة
رقم القصيدة : 2094
-----------------------------------
أحْضَرْتُ رزمةَ ورقٍ جديدة
حزمةَ أقلامٍ جديدة
وأحْضَرْتُ علبةَ تبغٍ مليئةً جديدة
منفضةً نظيفةً جديدة
ولاّعةً لا تُخَيِّبُ الرّجاءَ جديدة
رَكْوَةَ قهوةٍ عربيّةٍ جديدة
وأحْضَرْتُ مِخَدَّةً لِيَدٍ يُسرى جديدة
رأسًا جديدًا لراحةٍ يُسرى جديدة
وأحْضَرْتُ قلبًا وعقلاً جديدَيْن
وفكرةً وصورةً جديدتَيْن
ولم تحضُرِ
القصيدةُ
الجديدة
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هزة أرضية
هزة أرضية
رقم القصيدة : 2095
-----------------------------------
قبلَ الهزّةِ الأرضيّة
الّتي زارَتْ مِصْرَ بليلةٍ فقط
كانَتِ الكرةُ الأرضيّةُ المُتصابيةُ أبدًا
هربَتْ من بيتِ زوجِها العجوز
بمريولِها المدرسيِّ العتيق
لتلتقي رفيقَ صباها المرّيخ
سَهِرا ليلةً حمراءَ
من ليالي العمرِ بطولها وعرضها(21/304)
على ضوءِ صديقٍ قديمٍ لهما
يُدْعَى القمر
يَتَمَرْمَغانِ بغبارِهما
في فضاءٍ لا نهائيِّ أرجوانيّ
وعَصْرَ اليومِ التّالي فقط
عادَتِ الكرةُ الأرضيّةُ من سهرتِها
إلى بيتِ زوجِها المُغَفَّلِ العجوز
دائخةً متراخيَة
لتَهُزَّ رِدْفَيْ نبيذٍ نُوبِيَّيْن
قُدَّامَ عينيِّ الهَرَمِ الأكبر
غارَ القمر
من صديقِهِ المرِّيخ
فغمزَ لرفيقةِ صباهُ الزُّهْرَة
والتقَيا هما الآخران
على ضوءِ الكرةِ الأرضيّة
في أواخر الشّهرِ نفسِه
من يدري
هل اهتزَّتِ الزُّهْرَةُ
هي الأخرى
قُدَّامَ هَرَمِها الأكبر؟!
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بطاقة هوية
بطاقة هوية
رقم القصيدة : 2096
-----------------------------------
في البدءِ كانَ الحسابْ
إِذنْ مِن هُنا نبدأْ
حادثٌ بيولوجيٌّ
عاديٌّ جدًّا
وبسيطٌ للغايةْ
جسدٌ
بعناصرَ خمسةٍ
لا سادسَ لها إلاَّ حزيرانْ
كادَ رمضانُ أن يكسِرَ الصّيامْ
غيرَ أنَّ مدافعَ الغفرانْ
نَسَفَتِ الطَّبَقْ
وحاولَ "تَمُّوزْ"
أن ينقذَ آخِرَ ما تبقَّى
من الماءْ
لكنَّ عاصفةَ كانونْ
كانت أشدَّ مضاضة
جسدٌ
وعناصرُ خمسةٌ
أَلَمٌ ألِفٌ
لَحْمٌ لامٌ
عَظْمٌ عينٌ
دَمٌ دالٌ
مَاءٌ ميمٌ
عَرَضٌ بيولوجيٌّ مُعَمَّى
بلا غَرَضٍ إديولوجيٍّ مُسَمَّى
ميمٌ مجدٌ مُسَجَّى
واوٌ وَحْيٌ وَحِلٌ
تاءٌ تابوتُ تراثْ
خرجْنا مِن التّفّاحةِ بلا ثوبٍ
يُلَفْلِفُ طَابِقَ عورتِنا
بيدٍ مِن خلفٍ وبأختِها مِن أَمامْ
والعُرْيُ إمَامٌ
والعراءُ معبدْ
لا نَجِدُ في سماءٍ غيمةً
حُبْلى بلا دَنَسْ
لا نقطفُ من فضاءٍ نجمةً
تهدي مجوسَ الأصابعِ إلى مغارةٍ
أو خيطِ عنكبوتْ
لا نضربُ في الصّحراءِ خيمةً
تقينا شتاءاتِ الرّصاصِ الطّويلةْ
لا نأكلُ من أرضٍ لقمةً
إِلاَّ مغمّسةً بالرّمادْ
لا نثقُ في رزنامةٍ بِغَدٍ
آتٍ على عُكّازٍ أجوفْ
لا تتحقّقُ على سُلَّمٍ ذاتٌ
دونَ أن تبيعَ روحَها
فَكَّانِ يتناهشانِ الأنا
واقعٌ مرٌّ
ومثلٌ أعلى صعبُ المنالْ
و / أو
آخَرُ حرٌّ(21/305)
وأنا أعلى قمعيُّ اللّسانِ واليدَيْنْ
وتسائلُ بَعْدُ مَن أنا
يا أيّها الوقتُ يا مَلِكَ المكانْ؟
يقولونَ إنّ الضّوءَ قادمٌ
مِن آخِرِ النّفقْ
فَاسْتَقِلْ يا ليلُ إذنْ
قبلَ أنْ يُعْمِيكَ الفحيحْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ماذا تنتظرين ؟
ماذا تنتظرين ؟
رقم القصيدة : 2097
-----------------------------------
مَا زَالَتْ مُهْرَةُ حِبْرِي
مُنْذُ دُهُورٍ
فِي كُوخِ التَّارِيخِ الْمُرِّ أَسِيرَهْ
صَمَّاءٌ خَرْسَاءٌ
يَا يَحْيَى
جُدْرَانُ الْكُوخِ ضَرِيرَهْ
عَالٍ جِدًّا
يَا جَدِّي يَا أَبَتِ وَيَا وَلَدِي
سَقْفُ الْكُوخِ بَعِيدُ
أَيْنَ الْمَوْقِدُ يَا أُمِّي
ثَلْجٌ هَمَجِيٌّ
يَتَكَدَّسُ فَوْقَ السَّطْحِ سَعِيدُ
مَلَّتْ مُهْرَةُ حِبْرِي
تِبْنَ تُرَاثِي
عَافَتْ شَكْلَ شَعِيرِي
مَاذا تَنْتَظِرِينَ انْطَلِقِي
فِي مَرْجِ الأَحْلاَمِ وَطِيرِي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> دفن على الطريقة الهندية
دفن على الطريقة الهندية
رقم القصيدة : 2098
-----------------------------------
عِنْدَمَا أَمُوتُ يَا حَبِيبَتِي
ضَعِي جَسَدِي النَّحِيلَ كَالْهَدِيل
فَوْقَ مَذْبَحٍ مِنَ النَّخِيلِ وَالْحَجَر
وَاحْرِقِي الْجَسَد
لَمْلِمِي الرَّمَادَ فِي الصَّبَاح
ضَمِّخِيهِ بِالسَّلاَمِ وَالسُّؤَال
جَمِّعِيهِ فِي زُجَاجَةٍ رَقِيقَةِ الْقَرَار
أَشْعِلِيهَا بِثَقَابِ شَوْقٍ وَحَنِين
وَاقْذِفِيهَا بِقُوَّة
بِوَجْهِ الْكُرَةِ الأَرْضِيَّةِ الدَّائِخَة
عَلَّهَا تَتَقَيَّأُ اعْتِرَافًا
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> رزنامة للصحراء
رزنامة للصحراء
رقم القصيدة : 2099
-----------------------------------
أَيَّارُ خِنْجَرٌ أَزْرَقُ الْعَظْمِ خَبِيرٌ
غُرِسَ فِي خَاصِرَةِ خَرِيطَةِ الرُّوحِ
صَدَأً أَبْيَضَ الْعَيْنِ خَبِيثَ التَّشَعُب
حُزَيْرَانُ خَلٌّ وَكِينَا صَبْرٌ وَخِرْوَع(21/306)
إِنْكِسَارُ فُخَّارِ حُلُمِ الرُّوحِ رَمَادًا
عَلَى صَخْرَةِ جَسَدِ النَّهَار
تَمُّوزُ بُعِثَ جَمِيلاً عَلَى ضِفَافِ دِجْلَة
تَوَفَّاهُ ازْرِقَاقُ عَظْمِ الْخِنْجَرِ الْخَبِيرِ
بَيَاضُ عَيْنِ الصَّدَأِ الْخَبِيثِ
جَنِينًا فِي رَحِمِ النَّرْجِس
آبُ كِبْرِيَاءُ شَجَرِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ
نُفَاجُ نَرْجِسِ الْكِبْرِيت
يَتَمَرْأَى جُرْثُومَةً جَدِيدَةً وَاعِدَةً
فِي صَفْحَةِ مِرْآةِ نَوَاةِ "تَمًّوز"
أَيْلُولُ عَاهِرَةُ قَبِيلَةِ الْعَقَارِبِ
خَرَجَتْ إِلَى الشَّارِعِ الشَّقِيقِ
مَعْدِنًا جَائِعًا وَخَائِفًا
يَأْكُلُ اللَّحْمَ يَجْرُشُ الْحَجَر
تِشْرِينُ تَهْرِيجٌ كَبِيرٌ مُمَلَّح
دُفِنَ سِرُّ عُبُورِه فَطُورِه
فِي قَبْرِ عَشِيقَةِ جَدِّ الْمَلِيكِ الْمَلِيك
كَانُونُ حَجَرٌ كَبيرٌ لِ "الْمَجْنُون"
"عُقَلاَءُ" ثَلاَثُونَ خَائِفُون
بِئْرٌ عَمِيقَةٌ لِيُوسُف
دَمُ شَاةٍ شَارِدَة
قَمِيصُ عُثْمَانَ لِيَعْقُوب
غَدْرُ ذَوِي الْقُرْبَى أَلَدُّ مَرَارَة
لكِنَّ آذارَ أَرْضِي وَكَانُونَ الْحَجَر
يَتَجَدَّدَانِ كُلَّ عَام
يُعِيدَانِ انْحِرَافَ الرُّوحِ
إِلَى جَادَةِ الْجَسَدِ الصَّوَاب
شعراء العراق والشام >> بدر شاكر السياب >> أنشودة المطر
أنشودة المطر
رقم القصيدة : 21
-----------------------------------
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ(21/307)
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه - التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء - كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى - هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا - خوف أن نلامَ - بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،(21/308)
وكلَّ عام - حين يعشب الثرى - نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زائرة مباغتة
زائرة مباغتة
رقم القصيدة : 2100
-----------------------------------
لَيْلَةُ صَيْفٍ
مُسْتَطِيلَةٌ لاَهِبَةٌ لَزِجَة
سَتَائِرُ مُسْدَلَةٌ
مِنْ جُنْفَيْصٍ أَعْمَى
مِرْوَحَةٌ أَخْرَسَ رَاحَتَيْهَا
تَمَاسٌّ فِي الْمِقْبَس
عُلْبَةُ تَبْغٍ مُسْتَوْرَدٍ
فَرَغَتْ لِتَوِّهَا
مِنْفَضَةٌ مِنْ نِيرُوسْتَا
مَلِيئَةٌ مُقْرِفَه
عُلْبَةُ كِبْرِيتٍ
بِتِسْعَةٍ وَثلاَثِينَ عُودًا شَهِيدًا
قَهْوَةٌ بَارِدَةٌ
كَمَوْتِ كَاوْبُوي
ثَلاَّجَةٌ خَاوِيَةٌ
إِلاَّ مِنْ مَاءٍ وَخُبْزٍ وَبَيْضَة
أُسْطُوانَةُ غَازِ وَحِيدَةٌ
فَرَغَتْ بُعَيْدَ الْمَسَاء(21/309)
شَاشَةُ تِلِفِزْيُونَ
رَذَاذُ ثَلْجٍ مِنْ رَمَادٍ مُمِلّ
رَادْيُو مَعْطُوبٌ
مُنْذُ "انْتِهَاءِ" الْحَرْب
صَحِيفَةٌ غَارِقَةٌ
بَيْنَ مَدِّ الإِنْشَاءِ وَجَزْر التَّنْوِير
زَوْجَةٌ وَأَوْلاَدٌ
حَالِمُونَ بِغَدٍ أَجْمَل
إِخْوَةٌ عِشْرُونَ
نَائِمُونَ عَلَى عُيُونِهِمْ دُونَمَا غِطَاء
وأَنَا وَحْدِي
أُعَالِجُ زَائِرَةً مُبَاغِتَة
دَخَلَتْ عَلَيَّ
عَبْرَ مِدْخَنَتِي الْعَاطِلَةِ عَنِ الدُّخَان
فَتَحَتْ كِيسًا كَبِيرًا
أَزْرَقَ أَحْمَرَ أَبْيَض
وَشَرَعَتْ تَجْمَعُ مَا فِي الْغُرْفَةِ
دُونَ اسْتِئْذَانٍ وَدِرَاسَة
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زائرة مباغتة
زائرة مباغتة
رقم القصيدة : 2101
-----------------------------------
لَيْلَةُ صَيْفٍ
مُسْتَطِيلَةٌ لاَهِبَةٌ لَزِجَة
سَتَائِرُ مُسْدَلَةٌ
مِنْ جُنْفَيْصٍ أَعْمَى
مِرْوَحَةٌ أَخْرَسَ رَاحَتَيْهَا
تَمَاسٌّ فِي الْمِقْبَس
عُلْبَةُ تَبْغٍ مُسْتَوْرَدٍ
فَرَغَتْ لِتَوِّهَا
مِنْفَضَةٌ مِنْ نِيرُوسْتَا
مَلِيئَةٌ مُقْرِفَه
عُلْبَةُ كِبْرِيتٍ
بِتِسْعَةٍ وَثلاَثِينَ عُودًا شَهِيدًا
قَهْوَةٌ بَارِدَةٌ
كَمَوْتِ كَاوْبُوي
ثَلاَّجَةٌ خَاوِيَةٌ
إِلاَّ مِنْ مَاءٍ وَخُبْزٍ وَبَيْضَة
أُسْطُوانَةُ غَازِ وَحِيدَةٌ
فَرَغَتْ بُعَيْدَ الْمَسَاء
شَاشَةُ تِلِفِزْيُونَ
رَذَاذُ ثَلْجٍ مِنْ رَمَادٍ مُمِلّ
رَادْيُو مَعْطُوبٌ
مُنْذُ "انْتِهَاءِ" الْحَرْب
صَحِيفَةٌ غَارِقَةٌ
بَيْنَ مَدِّ الإِنْشَاءِ وَجَزْر التَّنْوِير
زَوْجَةٌ وَأَوْلاَدٌ
حَالِمُونَ بِغَدٍ أَجْمَل
إِخْوَةٌ عِشْرُونَ
نَائِمُونَ عَلَى عُيُونِهِمْ دُونَمَا غِطَاء
وأَنَا وَحْدِي
أُعَالِجُ زَائِرَةً مُبَاغِتَة
دَخَلَتْ عَلَيَّ
عَبْرَ مِدْخَنَتِي الْعَاطِلَةِ عَنِ الدُّخَان
فَتَحَتْ كِيسًا كَبِيرًا
أَزْرَقَ أَحْمَرَ أَبْيَض
وَشَرَعَتْ تَجْمَعُ مَا فِي الْغُرْفَةِ
دُونَ اسْتِئْذَانٍ وَدِرَاسَة(21/310)
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زهرة الكبريت
زهرة الكبريت
رقم القصيدة : 2102
-----------------------------------
هَيَّا انْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
عَمَّا يَتَنَاهَشُ صَفْحَةَ وَجْهِكْ
مِنْ دِيدَانِ الصَّدَأِ الْمُتَصَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
مِنْ بَيْنِ سُطُورِ الرِّيحِ يَفُوحُ
يَحْتَلُّ صَحَارَى مُتْخَمَةً
زَيْتًا حُلُمًا مُتَقَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
مِنْ خَلْفِ سُطُورِ الرُّوحِ يَلُوحُ
يَسْتَشْرِفُ أَحْصِنَةً تَتَصَاهَلُ مِنْ عَطَشٍ
تَسْتَمْطِرُ غَيْمَ غَدٍ مُتَبَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> عقرب للصحراء
عقرب للصحراء
رقم القصيدة : 2103
-----------------------------------
بِرَغْمِ هُرُوبِ
بَعْضِ سَنَابِلِ شَمْسٍ
مِنْ أَعَالِي بَيَادِرِ
عَتْمَةِ الْحُجُبِ الصَّفِيقَة
وَبرَغْمِ شُرُودِ بَعْضِ صُدُورٍ
عَالِيَاتٍ عَارِيَات
لِتُؤَاخِي أَصَابِعَ الشَّمْسِ
وَشِفَاهَ الْهَوَاء
وَبِرَغْمِ تَسَرُّبِ
بَعْضِ سِيقَانِ نَبِيذٍ
مُطَهَّمَةٍ مُطَعَّمَةٍ
بَخَلاَخِيلَ مِنْ كَرَزٍ وَسُكَّر
بِرَغْمِ هذَا وَذَاكَ
وَذلِك
مَا زَالَ فِي سَاعَةِ الصَّحْرَاءِ
عَقْرَبٌ
خَبِيثٌ لِلَسْعِ السُّمَّاقِ
وَقَهْرِ الْحَبَق
وَقَمْعِ النَّعْنَاعِ
وَقَتْلِ النَّيْلًوفَر
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> فاتحة للفحيح
فاتحة للفحيح
رقم القصيدة : 2104
-----------------------------------
يَا ضَوءُ عَيْنَايَ فِدَا الْفَحِيحِ هُبَّا
وَارْسُمْ لِيَ الْمَوْتَ إِلَى لُقْيَاكَ دَرْبَا
أَلضَّوْءُ دِينِي دَيْدَنِي الْمَوْتُ فَأَهْلاَ
هَا هِيَذِي فَاتِحَةُ الْفَحِيحِ تُتْلَى
أَعُوذُ بِالْمَوْتِ مِنَ الْعَيْشِ الذَّلِيلِ
بِاسْمِكَ يَا مَوْتُ أُصَلِّي فِي سَبِيلِي(21/311)
إِنْ كَانَ عَيْبِي أَنَّنِي أُحِبُّ شَعْبِي
فَزِدْنِيَ اللَّهُمَّ عَيْبًا فَوْقَ عَيْبِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هي عين واحدة
هي عين واحدة
رقم القصيدة : 2105
-----------------------------------
عن حكاية الطّفلة النّابلسيّة ولاء حجازيّ.. الّتي فقدت إحدى عينيها جرّاء إصابتها بعيار ناريّ من جند الاحتلال. وكانوا، بعد فشل العمليّات الجراحيّة في استعادة عافية عينها الطّبيعيّة، وضعوا لها عينًا زجاجيّة. لكنّ ولاء الطّفلة ضاقت ذرعًا بتلك "العين" الدّخيل
-----
عَالَمٌ لَمْ يَسْتَطِعْ رُؤْيَةَ عَيْنَيْ طِفْلَةٍ مِثْلِ النَّدَى
مَا جَنَتْ شَيْئًا سِوَى أَنَّ بِعَيْنَيْهَا رَبِيعًا وَاعِدَا
لاَ يُسَاوِي أَنْ يُرَى، يَا دِيرَتِي، إِلاَّ بِعَيْنٍ وَاحِدَهْ
كُلُّ ذَنْبِي أَنَّنِي سَمْرَاءُ مِنْ نَابُلْسَ لاَ أَهْوَى الظَّلاَمَا
غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ، طُوفَانَ نُوحٍ، غَيْرَ هَاتِيكَ الْحَمَامَهْ
حَمَلَتْ غُصْنًا مِنَ الزَّيْتُونِ كَيْ تُحْضِرَ لِلْفُلْكِ السَّلاَمَا
إِنْ أَخَذْتُمْ، يَا "ابْنَ عَمِّي"، فِي نَهَارٍ عَيْنِيَ الْيُمْنَى شَهِيدَهْ
هِيَذِي شَاهِدَةٌ لَيْلَ نَهَارٍ عَيْنِيَ الْيُسْرَى وَحِيدَهْ
لاَ تَظُنُّوا أَنَّ نَثْرَ اللَّيْلِ بَاقٍ سَوْفَ تَأْتِينَا الْقَصِيدَهْ
أَبِعَيْنٍ مِنْ زُجَاجٍ قَدْ حَبَسْتُمْ دَمْعَ قَلْبِ الْوَالِدَهْ؟
هِيَ عَيْنٌ مِنْ زُجَاجٍ لَنْ تَرَى الْفَجْرَ الْجَدِيدَ الْمَاجِدَا
لاَ تَنُوحِي سَأَرَى الْعَالَمَ، يَا أُمِّي، بِعَيْنٍ وَاحِدَهْ
لاَ تَنُوحِي سَأَرَى الْعَالَمَ، يَا أُمِّي، بِعَيْنِ الْحَنِينِ
أَوَيَسْتَأْهِلُ هذَا الزَّمَنُ السَّيِّئُ عَيْنَيْنِ اثْنَتَيْنِ؟
هِيَ عَيْنٌ لَنْ تَرَى الْعَالَمَ إِلاَّ مِنْ هُنَا عَيْنًا بِعَيْنِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> كوخ الروح
كوخ الروح
رقم القصيدة : 2106(21/312)
-----------------------------------
كَيْفَ يُرَوِّضُونَ فَرَسًا ضَارِيَة؟
مِنْ أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى هَيْكلِ قَصِيدَةٍ
مُعَتَّقٍ بِرُوحِ كَاهِنٍ.. وَسُؤَالِ عَنْقَاء
مُعَرَّقٍ بِبَوْحِ جَسَدٍ.. وَجَوَابِ قَنْبُلَة؟
كيْفَ يَرْسُمُونَ مَطَرًا مِنْ صُوَرٍ لَذِيذًا
بَعْدَ انْحِبَاسِ غَيْمٍ طَوِيل
تَتَرَاكَضُ فِيهِ الصُّورَةُ خَلْفَ الصُّورَة؟
مَنْ لِي بِلَوْحَةٍ إِثْرَ لَوْحَةٍ
هُنَاكَ تَشْوِيقٌ.. إِثَارَةٌ هُنَا
هُنَا دَهْشَةٌ.. مُفَاجَأَةٌ هُنَاك
بِالرَّمْزِ آنًا.. بِاللُّغْزِ آوِنَةً
عَلَى جَنَاحِ الْفَرَحِ طَوْرًا
وَفِي صَقِيعِ الْحُزْنِ تَارَةً؟
كَيْفَ يُرَبُّونَ حَشْدًا شَهِيًّا
مِنْ شَهْدٍ مُتَهَالِك،
يَنْهَمِرُ شَلاَّلاً سَخِيًّا
مِنْ عَسَلٍ رَخِيّ
وَشَوْقٍ وَشَبَقٍ وَشَهْوَة
حَرَامٌ أَنْ يُفَسَّر
لأَنَّ تَفْسِيرَ الْجَمَالِ
قَتْلٌ قَبِيحٌ مُتَعَمَّد؟
مَنْ لِي بِعُصْفُورٍ طَلِيق
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ قُضْبَانِ قَفَصٍ صَفِيقٍ
مِنْ ذَهَبْ؟
مَنْ لِي بِمُهْرَةِ انْعِتَاقِ أَمْدَاء
تُقَطِّعُ أَمْرَاسَ انْغِلاَقِ أَهْوَاءٍ ضَيِّقَة
تَذْرُعُ الْعَالَمَ حُرَّةً سَيِّدَة؟
مِنْ أَيِّ ضِلْعٍ تُؤْخَذُ الْقَصِيدَة؟
كَيْفَ يُحَاكُ لُغْزٌ عَلَى لُغْز؟
كَيْفَ يَنْشَقُّ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ فَضَاءُ السُّؤَال؟
مَنْ لِي بَقَصِيدَةٍ
لاَ تُشَرِّعُ نَوَافِذَهَا إِلاَّ لِغَيْرِ الْمَأْلُوفِ
مِنْ سُلاَلَةِ الشَّمْسِ وَالرِّيحِ وَالْمَطَرْ؟
مَنْ لِي بِحَقْلِ أَلْغَامٍ جَدِيدٍ جَمِيل؟
كَيْفَ يَحُثُّون الخُطَى
بِمِهْمَازِ وَقْتٍ مُرَاهِقٍ قَصِير
لِيَثُورَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَالأُذُنَيْنِ
لُغْمٌ لّذِيذٌ مِنْ ذَرَّةِ الأَلَق
يَنْسِفُ الرُّوحَ والْجَسَد؟
كَيْفَ تُحَطَّمُ أَسْوَارٌ
مِنْ وَهْمٍ مُرَبَّع
عَاثَتْ بَيْنَ مَمْلَكَتَيْنِ تَوْأَمَيْنِ
قَطِيعَةً طَوِيلَة(21/313)
بَيْنَ شَقِيقَيْنِ رَائِعَيْنِ حَالِمَيْنِ
عَدَاوَةً مُزْمِنَة؟
كَيْفَ تُدَمَّرُ أَسْوَارٌ وَتُبْنَى جُسُور
بَيْنَ نَثْرِ الشَّمَالِ وَشِعْرِ الْجَنُوب؟
مِنْ أَيْنَ سَتُأْخَذُ حِجَارَةُ تِلْكَ الْجُسُور؟
أَيْنَ غَارُ الْقَصِيدَةِ الْعَقِيدَة؟
كَيْفَ تَخْرُجُ دِينًا جَدِيدًا جَلِيلاً
عَلَى هُبَلِ الْوَزْنِ وَلاَتِ الْقَافِيَة؟
مَا حَاجَةُ فَاتِنَةٍ
لِعَبَقِ مَسَاحِيقَ أَوْ عَبَثِ دَنَادِيش؟
هَلْ رَأَيْتُمْ فُسْتَانَ سَهْرَةٍ يَعْرَقُ فِي مَطْبَخ
رَبْطَةَ عُنُقٍ تَبْذُرُ قَمْحًا؟
مَنْ لِي بِأَنَاشِيدَ كَافِرَةٍ مُلْحِدَةٍ جَدِيدَة
تَقْتَحِمُ هَيَاكِلَ لُغَةٍ عَتِيقَةٍ مُحَنَّطَة
تَعِيثُ فِيهَا خَرَابًا جَمِيلاً دُونَ خَجَلٍ
جَرِيئًا دُونَ خَوْفٍ
يَنْثُرَ دُخَانَ بَخُورٍ طَازَجٍ سَاذَجٍ جَدِيد
عَلَى جَمِيعِ جِهَاتِ الرِّيحِ وَالرُّوحِ وَالْجَسَد؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
تَشْتَعِلُ بِالشِّعْرِ فِي كُلِّ الْفُصُول
تَنْشُرُ عَذَابَاتِ الرُّوحِ
حَرَائِقَ الْجَسَد
تَمْنَحُهَا تَأْشِيرَةَ خُرُوجٍ دَائِمَة
إِلَى مَدَائِنِ الشَّمْسِ وَالْهَوَاءِ وَالْمَطَر
دُونَمَا تَعَبُّدٍ
فِي مَحَارِيبِ مِثَالٍ هَزِيلٍ وَخِطَابٍ طَوِيل
وَدُونَمَا تَعَثُّرٍ
فِي زَوَارِيبِ سُوقِ كَلاَمٍ
لاَ يَسُوقُ إِلاَّ كَلاَمَ لَيْلٍ كَلِيلٍ مَحَاهُ النَّهَار؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
أَسْمَعُ شَذَى بَوْحِهَا الطَّلِيق
عَاصِفَةً مِنَ دِفْءٍ مُصَفَّى
صُورَةً مِنْ جَنَّةِ أَحْلاَمٍ مُدْهِشَةً رَائِعَة
تُنْشَرُ عَلَى حِبَالِ الرِّيحِ عَارِيَةً كِمَا تُولَد
دُونَمَا مِلْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرِضَاعَة؟
مَنْ لِي بَقَصِيدَةٍ
تَكُونُ صَعْبَةً عَصِيَّةً قَصِيَّةً ثَقِيلَة
خَارِجَةً عَلَى تُوتِ تَابُوتِ الرَّتَابَة
جَرِيئَةً لاَ تَخْجَلُ مِنْ بَوْحٍ أَوْ عُرْيٍ
مُتَجَاوِزَةً لاَ تَخَافُ التَّبَاطُؤ(21/314)
فِي تَسَلُّقِ ذِرْوَةِ هَلاَكٍ لَذِيذَة
كَافِرَةً بِأَصْنَامٍ وَتَمَاثِيلَ تَلِيدَة
مُخَرِّبَةً تَعْقِدُ بَيْنَ عَذَارَى كَلِمَاتٍ
قِرَانَاتٍ غَيْرَ شَرْعِيَّة
رَافِضَةً قَوَانِينَ مُرُورٍ قَدِيمَة؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
تَكُونَ أَمِيرَةَ تَخْرِيبٍ رَائِعَةً رَهِيبَة
قِلْبُهَا لاَ يَعْرِفُ الرَّحْمَة
عَقْلُهَا لاَ يَعْرِفُ الْمُسَاوَمَة
"تُكَسِّرُ الدُّنْيَا"
لِتُعَمِّرَهَا مِنْ جَدِيد؟
مِنْ أَيْنَ سَتَأْتِينَا، يَا وَقْتُ، أَمِيرَتُنَا؟
نَوَافِذُ قَصْرِ السُّلْطَان
عَالِيَةٌ مُحْكَمَةُ الإِغْلاَقِ بَعِيدَة
سَتَائِرُهَا مُسْدَلَةٌ عَمْيَاء
نَوَافِذُ أَكْوَاخِ الْفُقَرَاءِ قَرِيبَة
مُشْرَعَةٌ لَجَمِيعِ جَهَاتِ الرِّيح
هَلْ مِنْ كُوخِ الرُّوحِ تُطِلُّ أَمِيرَة؟
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هل تتسخ الشمس ؟!
هل تتسخ الشمس ؟!
رقم القصيدة : 2107
-----------------------------------
ما أعذبَ تفريغَ العذاباتِ
في كوبِ النّهار
ما أصعبَ اجْتِيَافَ المراراتِ
في وضحِ اللّيل
أخرِجوا عذاباتِكم من مدافنِها
أيّها المُتعَبونَ الطّيّبون
ما زالَ المطر
يعرفُ كيف يطفئُون الحرائق
والشّمسُ لم تتّسخْ بعدُ
قادرةٌ على تنظيفِ الغسيل
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> علم لا حلم
علم لا حلم
رقم القصيدة : 2108
-----------------------------------
ـ مَنْ أَنْتُمْ
مَنْ يَطْرُقُ بَابِي
فِي هذا اللَّيْلِ الْمُتَصَابِي
جِنٌّ أَمْ إِنْسْ
مِنْ أَصْحَابِي
مِنْ أَحْبَابِي
أَمْ مِنْ أَعْدَاءِ الشَّمْسْ
ـ إِفْتَحْ بَابَكَ إِفْتَحْ
لاَ تَفْزَعْ إِفْتَحْ
لاَ جِنٌّ نَحْنُ وَلاَ إِنْسْ
نَحْنُ الشُّرْطَةُ
نَحْنُ السُّلْطَةُ
فَلْتَفْتَحْ
نَحْنُ الأَصْحَابُ
وَنَحْنُ الأَحْبَابُ
وَنَحْنُ الشَّمْسْ
ـ حِلُّوا عَنْ ...
لاَ أَفْتَحُ بَابِي
لِنُبَاحِ كِلاَبٍ لِعُوَاءِ ذِئَابِ
لِنَعِيبِ الرَّمْسْ
لاَ أَفْتَحُ بَابِي(21/315)
إِلاَّ لِصَهِيلِ الشَّمْسْ
ـ إِفْتَحْ لَكَ مَعْنَا
فِي الْجَيْبِ هُنَا لاَ فِي الْغَيْبِ
ذهَبٌ وَهَّاجٌ
تَخْجَلُ مِنْهُ الشَّمْسْ
إِفْتَحْ لَكَ مَعْنَا
فِي الْعِلْمِ هُنَا لاَ فِي الْحُلْمِ
كُرْسِيٌّ هَزَّازٌ
يَنْقُفُ حَنْظَلَ أَوْرَامِ الأَمْسْ
إِفْتَحْ يَا أَهْبَلُ إِفْتَحْ
كَيْ يَغْرُبَ عَنْ وَجْهِكَ
لَيْمُونُ الرَّمْسِ غُبَارُ الأَمْسْ
ـ لاَ أَفْتَحُ بَابِي
إِلاَّ لأُضَمِّخَ أَهْدَابِي
بِعَبِيرِ الشَّمْسْ
كُونُوا الشُّرْطَةَ
كُونُوا السُّلْطَةَ
كُونُوا الجِنَّ وَكُونُوا الإِنْسْ
كُونُوا مَا شِئْتُمْ
مَنْ شِئْتُمْ
كَمْ شِئْتُمْ
لَنْ أَفْتَحَ بَابِي
إِلاَّ لِرِفَاقِ الشَّمْسْ
لَوْ أَصْبَحَ بَيْتِي رَمْسْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> نزيف الوقت
نزيف الوقت
رقم القصيدة : 2109
-----------------------------------
دِيدَانٌ مِنْ صَمْتٍ صَفْرَاءْ
تَنْهَشُ تُفَّاحَ الْوَقْتِ
قِفَا نَبْكِ قَلِيلاً آدمُ حَوَّاءْ
قِطْعَانٌ مِنْ صَمْتٍ سَوْدَاءْ
تَرْعَى حَقْلَ الْوَقْتِ
أَلاَ تَسْمَعُ يَا رَاعٍ لِلذِّئْبِ عُوَاءْ
تِيجَانٌ مِنْ صَمْتٍ تَيْهَاءْ
تَشْرَبُ دَمَّ الْوَقْتِ
فَحَتَّامَ تَنَامُ أَيَا غَضَبَ الدَّهْمَاءْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مثقف
مثقف
رقم القصيدة : 2110
-----------------------------------
عَرَفْتُه مُثَقَّفًا مُخَنَّثًا جَبَانْ
لاَ دِينَ لاَ عَقِيدَةً لاَ حِزْبَ لاَ لِسَانْ
مَا أَخْرَسَ الزَّمَانْ
سَأَلْتُهُ فُلاَنُ مَا السَّبَبْ
لِمَ السُّكُوتُ يَا أَخَا الْعَرَبْ
أَيْنَ الْبَيَانُ يَا أَبَا الْبَيَانْ
مَلَلْتَ أَمْ أَمَالَكَ التَّعَبْ
عَنْ صَهْوَةِ اللِّسَانْ
تَمَلْمَلَ اسْتَعَانْ
بِرَبَّةِ النَّقِيقْ
وَقَالَ لِي كَمُصْدِرٍ بَيَانْ
أَشْرِي وَلاَ أَبِيعُ يَا رَفِيقْ
كَيْ أَحْفَظَ الْحِصَانْ
مِنْ عَثْرَةِ الطَّرِيقْ(21/316)
فَبِعْتُهُ قُرْطَيْنِ مِنْ لآلِئِ الدُّرَرْ
وَرُحْتُ أَسْتَزِيدْ
هَلْ أَجْدَبَتْ مَنَاجِمُ الْكَلاَمِ يَا عُمَرْ
أَمْ أُدِّبَتْ مَوَاسِمُ اللِّسَانِ بِالْجَلِيدْ
مَتَى تُعَانِقُ الصَّبَا عَوانِسَ الْعَنَانْ
لِتَصْهَلَ الْخُيُولُ مِنْ جَدِيدْ
وَيْنْزِلَ الْمَطَرْ
لِيُورِقَ اللِّسَانْ
قَدْ أَزْهَرَ الْحَجَرْ
فِي قَبْضَةِ الْجَنِينِ فِي مُخَيَّمِ الْخَطَرْ
وَأَقْفَرَ اللِّسَانْ
مِنْ وُطْأَةِ الْمُرْفِينِ فِي مَرَاتِعِ الْبَطَرْ
حَتَّامَ صَمْتُكَ الْمَصُونُ حَضْرَةَ الْحِصَانْ
تَنَحْنَحَ الأُسْتَاذُ مَا اضْطَرَبْ
لَغَا لِسَانُ حَالِهِ الْفَصِيحْ
أَلصَّمْتُ مِنْ ذَهَبْ
وَالصَّوْتُ مِنْ صَفِيحْ
وَجَدْتُنِي جَرِيحْ
مِنْ رَفْسَةِ الْحِصَانْ
كَبَحْتُهُ كَرِيحْ
بِالْعَكْسِ يَا فُلاَنْ
أَلصَّوْتُ مِنْ حَدَائِقِ النَّعِيمْ
وَالصَّمْتُ مِنْ حَرَائِقِ الْجَحِيمْ
مَا أَكْفَرَ الزَّمَانْ!!!
سُكُوتُهُ سَجَّادَةٌ عِبَادَةٌ صَلاَةْ
شَهَادَةٌ سَعَادَةٌ حَيَاةْ
كَلاَمُهُ كآبَةٌ رَتَابَةٌ فَوَاتْ
كِتَابَةٌ رِقَابَةٌ مَوَاتْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
مثَقَّفٌ كَبِيرْ
يَعِيشُ فِي دَفِيئَةٍ تَضِجُّ بِالْحَنَانْ
يَمُوجُ فِي فِرَاشِهِ الْوَثِيرْ
تُحِيطُهُ أَرَائِكُ الأَمَانْ
كَأَنَّهُ أَمِيرْ
يُقِيمُ فَوْقَ كَاهِلِ الإِنْسَانِ
وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ مِنْ زَمَانْ
مُسْتَلْقِيَ الضَّمِيرْ
وَهَانِئَ الْجَنَانْ
أَحْلاَمُهُ وَرْدِيَّةٌ حَرِيرْ
كِرْبَاجُ خَيْزُرَانْ
وَدَفَّةٌ يُدِيرْ
وَخْزْنَةٌ زُمُرُّدٌ جُمَانْ
مثَقَّفٌ كَبِيرْ
يَفُورُ عُنْفُوَانْ
هذا اسْمُهُ قُدَّامَهُ يَسِيرْ
كَمِنْجَلٍ مَسْقِيَّةٍ تَسْتَحْصِدُ الْبَنَانْ
وَبَطْنُهُ قُدَّامَهُ يَسِيرْ
جَرَّافَةً تَجُرُّهُ مَرْخِيَّةَ الْعِنَانْ
مثَقَّفٌ شَهِيرْ
وَجُوعُهُ مثَقَّفٌ مُنَاضِلٌ خَطِيرْ
لاَ يَعْرِفُ الْمَلَلْ(21/317)
يَقُودُهُ الإِقْدَامُ وَالتَّصْمِيمُ وَالأَمَلْ
لِشَاطِئِ السَّدِيرْ
يُخَمْخِمُ الْجَبَانْ
يُلَمْلِمُ الْفُتَاتَ وَالْقُشُورْ
جَوْعَانَ عَنْ مَوَائِدِ السُّلْطَانِ بِاللِّسَانْ
مِنْ مَطْرَحٍ لِمَطْرَحٍ يَدُورْ
يَسْتَعْطِفُ السُّقَاةَ وَالْخَدَمْ
يَعُبُّ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ خُمُورْ
كَيْ يُوقِفَ النَّزِيفَ وَالأَلَمْ
مِنْ مَسْرَحٍ لِمَسْرَحٍ يَدُورْ
كَأَنَّهُ فِي صَالَةِ السُّلْطَانِ بَهْلَوَانْ
وَحَوْلَ نَفْسِهِ يُحِسُّ رَأْسَهُ يَدُورْ
مُسْتَرْسِلاً فِي مَشْهَدِ اللِّسَانْ
وَمُشْرَعَ الْغَرِيزَةِ الْغَرُورْ
يُوظِّفُ الْعَيْنَينِ فِي مَعَالِمِ الْحَشَمْ
يَرُوحُ مِنْ بُحَيْرَةِ الرَّحِيقِ وَالْحُبُورْ
يُحَبِّرُ الْجَنَانَ وَاللِّسَانَ وَالْقَلَمْ
فَعَاشِقًا مُشَرَّدَ الْحُضُورْ
يَذُوبُ فِي ذَوَائِبِ الْغَوَانِيَ الْحِسَانْ
لِيُشْعِلَ انْتِفَاضَةَ الشَّبَقْ
وَشَاعِرًا مُخَدَّرَ الشُّعُورْ
يَغِيبُ فِي غَيَاهِبِ الْجَوَارِيَ الْقِيَانْ
لِيَكْنُسَ الْهُمُومَ وَالْقَلَقْ
يَهُوجُ أَهْوَجَا
يَمُوجُ فِي جَدَائِلِ الدُّجَى
وَمُزْبِدَ الْجُنُونْ
يَمُوجُ فِي زَبَرْجَدِ الْعُيُونْ
وَمُطْفِئًا لَظَاهْ
يَمُوجُ فِي جَهَنَّمِ الشِّفَاهْ
يُحَطِّمُ الْقُيُودَ وَالسُّدُودَ وَالْحُدُودْ
يَمُوجُ فِي خَمَائِلِ الْخُدُودِ
فِي نَوَارِسِ النُّهُودِ فِي زَنَابِقِ الزُّنُودْ
لاَ يَعْرِفُ التَّعَبْ
يَمُوجُ فِي سَلاَسِلِ الذَّهَبْ
تَنْسَابُ فَوْقَ مَرْمَرِ النُّحُورْ
تَصُبُّ فِي مَهَاجِعِ الطُّيُورْ
يَمُوجُ فِي خَلاَخِلِ الْخَرَزْ
يَمُوجُ فِي مَبَاسِمِ الْكَرَزْ
يَمُوجُ فِي الأَفْخَاذِ وَالأَرْدَافِ وَالْخُصُورْ
يَمُوجُ فِي الْفُتَاتِ وَالْقُشُورْ
وَقَبْلَ أَنْ أَسْتَوْضِحَ السَّبَبْ
رَغَا لِسَانُ حَالِهِ الْقَصِيرْ
مَوَائِدُ السُّلْطَانِ مِنْ ذَهَبْ
أَرَائِكُ السُّلْطَانِ مِنْ حَرِيرْ(21/318)
مَوَائِدُ الْفَلاَّحِ مِنْ خَشَبْ
أَرَائِكُ الْفَلاَّحِ مِنْ حَصِيرْ
نَشَرْتُهُ غَضَبْ
خَسِئْتَ يَا حَقِيرْ
مَوَائِدُ الْفَلاَّحِ مِنْ دَمٍ
وَمِنْ دَمْعٍ وَمِنْ تَعَبْ
مَوَائِدُ الْسُّلْطَانِ مِنْ سُمٍّ
وَمِنْ قَمْعٍ وَمِنْ عَرَبْ
مِنْ دَمْعِنَا وَدَمِّنَا الْغَزِيرْ
مِنْ لَحْمِنَا وَعَظْمِنَا الْكَسِيرْ
مَوَائِدُ السُّلْطَانِ يَا ضَرِيرْ
مَا أَرْخَصَ الزَّمَانْ
يَا حَضْرَةَ الْفُلاَنْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
خَبِرْتُهُ يُرِيدُ رِبْحَ كُلِّ مَعْرَكَهْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّكَ الْبَنَانْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُلَبِّكَ الضَّمِيرْ
يَخَافُ أَنْ يُصَادَرَ الأَمَانْ
يَخَافُ أَنْ يُجَعْلَكَ الْحَرِيرْ
مَا بَيْنَ قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ مَجَرَّةٌ
يَلُفُّهَا دُخَانْ
مَا أَغْبَرَ الزَّمَانْ
مشنْ شُرْفَةِ الرُّخَامِ وَالْقِرْمِيدِ
وَالزُّجَاجِ وَالْحَدِيدِ وَالْخَشَبْ
يَسْتَشْرِفُ الضَّجِيجَ وَالْغَضَبْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَهُزَّهُ الْحَنَانْ
كَأَنَّهُ مِنْ كَوْكَبٍ لاَ يَعْرِفُ الْغَضَبْ
لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانَ وَالزَّمَانَ وَالْمَكَانْ
كَأَنَّهُ صَنَمْ
فَلاَ يَهشُّ لاَ يَبشُّ لاَ يَرَى الأَلَمْ
مُعَلِّمٌ مُؤَلِّمٌ جَبَانْ
سَلِيلُ سُبْحَةِ الْعَمِيلِمَانْ
يُعَلِّمُ الأَجْيَالَ مَاذا حَصَّلَتْ
رَدْحًا مِنَ الزَّمَانْ
يُزَقِّمُ الأَطْفَالَ بَسْكُوتًا
مِنَ الْجَهْلِ مُضَمَّخًا بِعِطْرِ سُكَّرِ الْهَوَانْ
مَا أَطْيَبَ الزَّمَانْ
يُسَكِّنُ الأَفْعَالَ وَالْحُرُوفَ وَالأَسْمَاءَ وَالْجُمَلْ
خَوْفًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الزَّلَلْ
خَوْفًا مِنَ الزّحَافِ وَالْعِلَلْ
مَا أَجْبَنَ الزَّمَانْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
يُبَرْوِزُ الشَّهَادَةَ الْمَصُونْ
لِيُبْرِزَ الْكِيَانَ لِلْعِيَانْ
لاَ يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ زُجَاجِهَا
لِغَايَةٍ فِي نَفْسِهِ تَكُونْ
شَهَادَةٌ قَدِيمَةُ الزَّمَانْ(21/319)
يَظُنُّهُ يَسْتَغْفِلُ الزَّمَانْ
يُعَلِّقُ الإِطَارَ فَوقَ حَائِطِ الأَوْثَانِ
فِي مَضَافَةِ السُّكُونْ
مَضَافَةِ الْخُضُوعِ وَالرُّضُوخْ
مَضَافَةِ الْخُنُوعِ وَالشُّرُوخْ
لكِنَّهُ الْجَبَانْ
يُعَلِّقُ النَّشَاطَ فِي شَوَارِعِ الإِنْسَانِ
وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانْ
يَعِيشُ كَالأَمْوَاتِ مِنْ زَمَانْ
لاَ رُوحَ لاَ حرَاكَ لاَ احْتِرَاقَ لاَ حَنَانْ
يَعِيشُ كَالْمُمْيَاءِ مشنْ قُرُونْ
مُحَنَّطًا بِفِضَّةِ اللِّسَانْ
يَعِيشُ خَلْفَ هَامِشِ الأَشْيَاءِ وَالشُّؤُونْ
كَأَنَّهُ مَعْرُوضَةٌ قَدِيمَةٌ
مُقِيمَةٌ فِي مُتْحَفِ السُّبَاتِ وَالسُّكُونْ
لاَ رُوحَ لاَ حرَاكَ لاَ احْتِرَاقَ لاَ حَنَانْ
مَا أَسْكَنَ الزَّمَانْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> فاطمة
فاطمة
رقم القصيدة : 2111
-----------------------------------
صَوْتٌ لأُمِّي مِنْ سُطُورٍ مِنْ دَفَاتِرَ مِنْ ذَهَبْ
ذَهَبٌ نَقِيٌّ مِنْ عُصُورٍ. مَفْرَقُ الشَّوْطِ اقْتَرَبْ
صَوْتٌ لأُمِّي. صَمْتُ فِضَّتِنَا الرَّخِيصَةِ مُزْبِدٌ بَلَغَ الزُّبَى
وَمَنَارَةُ الشَّطِّ الْقَدِيمِ تَدَثَّرَتْ بِالْوَحْلِ. ثُورِي يَا رِيَاحْ
ثُورِي عَلَى الأَشْيَاءِ وَالإِنْشَاءِ نَارًا لاَهِبَهْ
ثُورِي عَلَى قَفْرِي عَلَى فَقْرِي عَلَى صَمْتِ الْجِرَاحْ
سَابَتْ عُيُونُ غَمَامَتِي؟ خَابَتْ ظُنُونُ مَسِيرَتِي؟
خَلَعَتْ ضِمَادَتَهَا عَبَاءَتَهَا رُبَايَ الْعَارِبَهْ؟
ثُورِي عَلَى إِسْمِي عَلَى كَسْمِي عَلَى كَبْحِ الْجِمَاحْ
ذَابَتْ ثُلُوجُ عِمَامَتِي؟ بَانَتْ مُرُوجُ سَرِيرَتِي؟
أَتَسَفَّعَتْ بِالْمَحْلِ هَاتِيكَ الْحُقُولُ الشَّاحِبَهْ؟
وَتَمَخَّضَتْ أَرْضِي عَنِ الصَّمْتِ الْمُبَاحْ؟
قُومِي عَلَيْنَا يَا رِيَاحَ التَّجْرِبَهْ
هَيَّا الْعَبِي فِينَا تَسَلَّيْ يَا رِيَاحْ(21/320)
صَوْتٌ لأُمِّي مِنْ سُطُورٍ مِنْ مَلاَحِمَ مِنْ غَضَبْ
غَضَبٌ نَبِيٌّ لاَ نَبِيَّ سِوَى الْغَضَبْ
دِيكٌ يَصِيحُ لِفَجْرِ كَهْفٍ. نَوْمُنَا بَلَغَ الْغُرُوبَ وَغَرَّبَا
دِيكٌ صِيَاحْ
فَجْرٌ لَنَا. نِمْنَا عَلَى تَخْتٍ رُخَامٍ مُخْمَلٍ صَبِّ الصِّبَا
يَا لَيْلُ قَدْ طَوَّلْتَ مَا أَقْصَى مَجَاذِيفَ الصَّبَاحْ
قَاصٍ صَبَاحُ قَبِيلَتِي خَلْفَ الْجِبَالِ الْهَارِبَهْ
دَانٍ دَمَارُ مَدِينَتِي. فِي الأُفْقِ رِيحٌ إِجْتِيَاحْ
رِيحٌ مِنَ الصَّمْتِ الْعَرَمْرَمِ غَاضِبَهْ
رِيحٌ وَتَعْصِفُ بِاللَّقَاحْ
رِيحٌ وَتَجْتَثُّ الْجُذُورَ الضَّارِبَهْ
فِي بَطْنِ أَرْضِي. أَيْنَ طَلْعُ الإِحْتِجَاجْ؟
أَتَخَثَّرَتْ فِي حَضْرَةِ التَّغْرِيبِ ذَاكِرَةُ اللِّبَا؟
يَا أَيُّهَا اللِّبَأُ اللَّذِيذُ اسْتَرْجِعِ الرُّؤْيَا وَحَيِّ عَلَى الْكِفَاحْ
إِرْجِعْ لَنَا صَوْتًا لِذَاكِرَةِ الْكَرَامَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالإِبَا
صَفَحَاتُنَا مَخْتُومَةٌ بِالصَّمْتِ وَالصَّوتُ السِّلاَحْ
صَوْتٌ لِفَجْرٍ مِنْ دَمِي طَفَحَ السُّكُونْ
وَعُيُونُنَا مَعْصُوبَةٌ كَيْلاَ تَرَى الدَّمَّ الْعُيُونْ
أَتَكَحَّلَتْ بِالصَّمْتِ هَاتِيكَ الْعُيُونُ الصَّائِمَهْ؟
خَيْطٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
أَعْطُوا لأُمِّي الْخَيْطَ هَاتُوا يَا دُمَى
ذَبَحَتْكِ يَا أُمُّ الدُّمَى
نَارٌ حَطَبْ
صُبُّوا لأُمِّي الصَّوْتَ مِنْ قِدْرِ الْقِرَى لاَ مِنْ عُلَبْ
خَنَقَتْكِ يَا أُمُّ الْعُلَبْ
هذَا الدَّمُ الْعَرَبِيُّ مَاءً لاَ يَصِيرْ
أَوَلَيْسَ مِنْ أُمِّ الْقُرَى صَحْرَائِنَا يَسْرِي نَمِيرْ؟
قَدَمٌ لأُمِّي كَيْ تَسِيرْ
فِي وَعْرِ تَقْرِيرِ الْمَصِيرْ
فَرْعٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
فِي شَجْرَةِ الْبَيْتِ الْقَدِيمِ الْجَاثِمَهْ
مِنْ عَهْدِ إِسْمَاعِيلَ لُحْمَتُهُ الدَّمُ
عَرَبِيَّةٌ أُمِّي وَمِنْ جَمْرِ الْحِمَى(21/321)
عَرَبِيَّةٌ أُمِّي وَأُخْتَاهَا خَدِيجَةُ مَرْيَمُ
وَأَبُوهُمُ مِنْ يَعْرُبٍ أَوَيُرْجَمُ؟
ثُورِي شَبِعْنَا مِنْ خَنَازِيرِ الْخُطَبْ
يَا أَيُّهَا الْحَجَرُ الْمُظَفَّرُ لاَ تَهَبْ
عِيدٌ عَظِيمٌ سَوْفَ يَأْتِي يَوْمَ أَنْ يَبْدُو الْعَلَمْ
يَخْبُو الأَلَمْ
ثُورِي شَبِعْنَا مِنْ إِشَاعَاتِ الزَّمَانْ
يَا أَيُّهَا الْمَطَّاطُ أُخْرُجْ مِنْ مُعَادَلَةِ الْمَكَانْ
صَوْتٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
صَوْتٌ لأُمِّي قَبْلَ فَصْلِ الْخَاتِمَهْ
هذَا دَمِي لَمْ يَنْقَلِبْ مَاءً وَهَا قَلْبِي عَلَى طِفْلِ الْحَجَرْ
صَوْتٌ لأُمِّي قَبْلَ أَنْ يَذْوِي الْحَجَرْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> نبضات في الوقت الضائع
نبضات في الوقت الضائع
رقم القصيدة : 2112
-----------------------------------
مكانٌ لكمْ في القلبِ أيُّ مكانِ
فياليتَكمْ والقلبَ تجْتَمِعان ِ
تعَوَّ دتُما منّي جفافَ مدامعي
وعوَّدْ تُما قلبي على الخفقان ِ
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي
إلى آخرِ الأيام ِ يتّقِدان ِ
وسهّلْتما لي في اكتِشافِ حقيقةٍ
فماذا بهذا العودِ تكتَشِفان ِ؟
وفرّقتُما بيني وبينَ تخَوُّفٍ
وألّفتُما بيني وبينَ أمان ِ
وخاطَرتُما أنْ تزرَعا بجوانِحي
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُمْ لكياني؟
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنا
وفي الجسْم ِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِي شِتاؤُكمْ
إلى حدِّ هذا الحدِّ مختلِفان ِ؟
ولكِنَّنا رغمَ اختِلافِ خطوطِنا
حبيبان ِ مُنسَجمان ِ مُتفِقان ِ
وجسْمان ِ منّا كارهَيْن ِ تَفَرّقا
وقلبان ِ حتّى الموتِ مُجْتمِعان ِ
لكمْ أثرٌ باق ٍ على صَفحَاتِنا
وتَحْتَ نوايانا وفوق َ لساني
وعينان ِ منّا تجريان ِ تشوّ قاً
وكفاّن ِ مثلَ السّعْفِ يرتجفان ِ
وهذي خطاكمْ لا يزالُ عبيرُها
تصَلّي على أنسامِهِ الرئتان ِ
بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ
ولا قدرة ٌ عندي على الطيران ِ(21/322)
ولو أنّ صحراءَ الجزيرةِ بيننا
ركِبتُ لهم رأسي وظهْرَ حصاني
ولكنها أرضٌ قفارٌ وأبحرٌ
وألفُ مكان ٍ في تُخوم ِ مكان ِ
فلا تندُبوني كلما لاحَ لائحي
لكم عزلة ً مني تشُقّ ُ جناني
معي اللهُ ربي والرسولُ محمّدٌ
وفاطِمُ والفاروقُ والحسنان ِ
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنا
وقلنا أتانا السّعدُ بعدَ زمان ِ
وقد نِلتما جزئين ِ مِنْ نظَراتِنا
وها أنتما العيْنيْن ِ تقْتسِمان ِ
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكمْ
كأنّكما و الشّمسَ متّحِدان ِ
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعة ً
وتملؤها نسرينُ باللمَعان ِ
وشمسان ِ كلٌّ منهما بمدارِهِ
يكادان ِ بالأنوارِ يحترِقان ِ
وقد أقلعتْ عنّا غيومٌ كثيفة
وطلّتْ علينا الشمسُ والقمران ِ
نَبُوءُ بأفياءٍ ودفءِ أشِعَّةٍ
ورقّةِ أنسام ٍ وعطرِ جنان ِ
فلمّا تبدّى الماءُ فوقَ جباهِنا
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثواني
وقفنا نُعَزّي نفسَنا بغِنائِنا
نقولُ وقدْ كانَ العزاءُ أغاني
نهاران ِ لايجري اللقاءُ عليهِما
وحيّان ِ يفترِقان ِ يلتقِيان ِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ضحايا الإنقاذ
ضحايا الإنقاذ
رقم القصيدة : 2114
-----------------------------------
سُلطةٌ لا تكبَحُ الجاني
ولا تحمي الضحيّه ْ.
سُلطةٌ مؤمنةٌ جدّاً بدينِ الوَسَطيّهْ :
فإذا استنجدَ مَحمومٌ بها
تسقيهِ تِرياقَ المَنيّه ْ!
وإذا استنجدَ بالخارِجِ
تَستنكِرُ تَدويلَ القضيّه ْ!
***
سُلطةٌ لُحْمَتُها الشُّرطةُ
والجيشُ سَداها
ولَها أسلحةٌ تكفي لحربٍ عالمَيّهْ
شَيّعَتْ خمسينَ ألفاً مِن بَنيها
بِيَدِ ( الإنقاذ ِ).. نَحْوَ الأَبديّهْ
وأشاعَتْ في الصّحارى
بِيَدِ ( الإنقاذ ِ)
مِليونَ سَبِيٍّ وسَبيّهْ
وأقامَتْ ( حَفْلَ تأنيبٍ ) لَهُمْ
واحتسبَتهُمْ مِن ضَحايا البَربريّهْ
دونَ أن تأخُذَ يَوماً
ثأرَهُمْ مِن بَرْبَريٍّ واحدٍ
حتّى ولو في مَسرحيّهْ !
إن يكُنْ هذا هُوَ الرّاعي
فإنَّ الذِّئبَ أولى مِنْهُ(21/323)
في حِفْظِ الرَّعِيّه ْ!
***
أيُّها الغابُ.. فِدى شَرْعِكَ
شرعيّةُ أتقى السُّلُطاتِ العَسكريّهْ
وَفِدى نَعليكِ
إسلامُ السّواطيرِ وإسلامُ المُدَى
يا جاهليّه ْ!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طائفيون
طائفيون
رقم القصيدة : 2115
-----------------------------------
طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .
نَرتدي أقنعةَ الإنسِ
وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .
وَنُساقي بعضَنا بعضاً
دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)
فإن مَرّتْ على آفاقِنا
ضاقَ عليها الإتّساعْ !
أُمميّونَ..
وحادينا لجمْعِ الأُمَمِ المُختلفَهْ
طائفيٌّ يحشرُ الدُّنيا وما فيها
بِثُقْبِ الطّائفه ْ!
وعُروبيّونَ..
نَفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)
إن لم يَلتزِمْ
نَحْوَ وَصَرْفَ الطائِفه ْ!
وأُصوليّونَ..
والأصْلُ لَدَينا
أن يُساقَ الدِّينُ لِلذّبحِ
فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ !
وَحَّدَ العالَمُ أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ
في ظِلِّ بُنى الأوطانِ
حَيثُ الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ
واختلافُ الرّأْيِ
لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ
بل سِنَّ اليَراعْ .
وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ
في سُوحِ القِراعْ
بل بصوتِ الإقتراعْ .
غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدْنا
بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً
وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالإنتزاعْ !
كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ
والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ .
حَيثُ رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً
وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى
بتكفيرِ الذِّراعْ !
***
لَيستِ الدّهشةُ أَنّا
لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ .
بَل لأَِنّا
نَحسَبُ العالَمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)
خَوْفَ دُوارِ الإرتفاعْ !
أحمد مطر
* عن جريدة (الراية) القطرية
يوم السبت 26-6-2004
--------------------------------
استدراك !
تَخَلًّفتُ عَنِّي .
كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي .
تَناهى التّباعُدُ بَيني وَبَيْني
إلى حَدِّ أنيّ
أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ(21/324)
بِعَتْمةِ ظَنّي !
وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ
ماءَ التَّمنّي !
***
تَخلّفْتُ عَنّي
لأَنّي تَوقّفتُ أَبني
كِياني وَكَوْني
على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي !
وَإذ لاحَ أَنّي
بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي
تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي
فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني !
***
سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ
بنارِ المعاني
فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني !
وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ
فوقَ الهَوانِ
فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني !
وأَحنيتُ عُمْري
لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني
فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي !
***
أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ
أَحرقتُ فَنّي ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ
هَدَّمتُ رُكني ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ
التي تَحتفي بالعَذابِ
وتبكي بُكاءَ الثّكالى لموت الذِّئابِ
غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني ؟!
إلهي أَعِنّي .
أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي
غَداةَ التئامي
سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي .
أَعِدْني..
لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني .
وأَلقى بذاتي
بقايا حياتي
فأدنو إلى نَسمَةٍ لم أَذُقْها
وأحنو على بَسْمةٍ لم تَذُقْني
وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
***
سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قائد الثورة
قائد الثورة
رقم القصيدة : 2116
-----------------------------------
لَكُما نَفْسُ الصِّفاتْ :
ضِعَةُ الذّاتِ
وَضِيقُ الأُفْقِ
والقُبحُ
وَبُطءُ الخُطُواتْ
وَالتّباهي بِمَقَرٍّ هُوَ قِحْفٌ ليسَ إلاّ .
تَستشيطُ السُّلْحَفاةْ :
- ألفُ كَلاّ .
أَنَا لا أُشبهُهُ إلاّ بقُبحِ القَسَماتْ
أَنَا لا أسجُنُ أولادي
ولا أقتلُهُم بالشُّبُهاتْ .
وأنا لا أرتَدي القِحْفَ وأولادي عُراةْ .
وأنا قِحْفِيَ مَفتوحٌ على كُلِّ الجِهاتْ
حُرَّةٌ
إن شِئتُ أن أدخُلَهُ
أو شِئتُ مِنهُ الإنفلاتْ .
وَأنا أملِكُ عُذري
إن تَمهّلتُ بِسَيْري(21/325)
فأنا مسؤولَةٌ
أحمِلُ أثقالَ بلادي فَوقَ ظَهري
وعلى المسؤولِ بالذّاتِ حِسابُ الخُطُواتْ .
أَتَرى ذلكَ يَرقى لِصفاتي ؟!
تُرَّهاتْ .
كُلُّ شيءٍ قد يُدانيني بِهذا الأَمْرِ
إلاّ عَرَفاتْ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> زمن الحواسم
زمن الحواسم
رقم القصيدة : 2117
-----------------------------------
عَرَبُ الأمسِ الغَواشِمْ
عِندما يُولَدُ فيهم شاعِرٌ
كانوا يُقيمونَ الولائمْ
وَيُريقونَ دَمَ الأَنعامِ
ما بَينَ يَدَيْه
وَيَفِرّونَ مِنَ الذُّلِّ إلَيْه.
غَيرَ أنَّ الأمسَ وَلّى
وعلى الأُفْقِ تَجلّى
عَرَبُ اليَومِ (الحواسِمْ)
فإذا هُمْ
عِندما يُولَدُ، بالرِّشوةِ،
في أكياسِهمْ.. صَوتُ الدّراهِمْ
يَذبحونَ الشّاعِرَ الحُرَّ
فِداءً لِلبهائِمْ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صناديق
صناديق
رقم القصيدة : 2118
-----------------------------------
وَضعُنا وَضْعٌ عَجيبْ !
هكذا ..
نَصحو
فَيصْحو فَوقَنا شيءٌ مُريبْ .
وَعلى الفورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيه "الحبيبْ" !
نَحنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا ..
وَهْوَ لا شأنَ لَهُ في أن يُجيبْ .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يجعَلَهُ خيراً
وفي أحلامِنا
نَسالُهُ أن يَستجيبْ !
نَحنُ والحَظُّ ..
وحيناً يُخفِقُ الحظُّ
وأحياناً يَخيبْ !
يَمخَضُ "الشيءُ"
فإمّا هُوَ ذئبٌ يَرتدي جِلدَ غَزالٍ
أو غَزالٌ يقتَني أنيابَ ذيبْ !
وَهْوَ إمّا صِحَّةٌ تَنضَحُ داءً
أو مَماتٌ يَرتَدي ثَوبَ طبيبْ !
***
ثُمَّ نَصحو ..
فإذا الشيءُ الّذي نَعرفُهُ..ولّى
وقد خَلَّفَهُ مِن فَوقِنا شيءٌ غَريبْ .
وإذا الشيءُ العَقيدُ الرّكنُ هذا
يَمتطي دبّابَةً
أفضَلَ مِن دبّابةِ الشيءِ النّقيبْ !
وعلى الفَورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيهِ "الحبيبْ" .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يلحقَ بالسّابقِ
في وقتٍ قريبْ .
***
في بلادِ النّاسِ
يأتي "الشَّخْصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ(21/326)
بِصُندوقِ اقتراعٍ ..
وبِبُلدانِ الصّناديقِ
يَجيءُ "الشّيءُ" مَحمولاً
بِكيسِ ( اليانَصيبْ ) !
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> هذا الحنين إلى الوطن
هذا الحنين إلى الوطن
رقم القصيدة : 2119
-----------------------------------
لا يشربُ العصفورُ
من كفِ الغريبْ
وتذوبُ حيفا مرتين ِ
ولا تغيبْ
عن بحةِ النايِ البعيدِ
يحنُّ للبلدِ الحبيبْ
/ خذني إلى ماءِ المطرْ
واغسلْ ضلوعي
بابتهالاتِ الشجرْ
يا قلبُ .. يا جوعَ القوافي
للطريقْ
أشعلْ ذراعي
حين يمتدُّ الحريقْ
وجهي على الأحجارِ والجدرانِ
وجهي ..
وجهي يطالعه الحنينُ إلى الوطنْ
أبكي .. ولا أبكي .. إذا طالَ الزمنْ
أشواقنا
تفاحتانِ تصليانِ على الوترْ
ودماؤنا
زهر الطريقِ وآيتان من المطرْ /
حينَ ارتشفتُ من المخيم آيةَ الإسراءِ
في ضوء الصباحْ
قرأَ الصغار صلاتهمْ
وتوزعوا جسدَ المخيمِ شعلتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
حملوا على أكتافهمْ
أشواقَ أبوابِ المخيمْ
ومضوا إلى دمهمْ
وما نامَ المخيمْ ..
/ يا أيَها الشهداءُ ما غاب الوطنْ
خذني إلى ضلعِ النهارْ ..
وزعْ دمائي
فوقَ خارطةِ البلدْ
في كلِّ أشجارِ البلدْ
من حبةِ الرملِ الحبيبةِ في الشمالْ
حتى الجنوبْ
عكا وقلبي
يافا ولحمي
.. لا تبحْ للغاصبينَ حدودَ جسمي /
يا أيها الشهداء ما غابَ الوطنْ
خذني إلى حيفا وإنْ
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ ..
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ.
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
رقم القصيدة : 2120
-----------------------------------
وما غربتني ..
يداكِ إذا غرّبتني
لماءِ الحقولِ
وشمس السهولِ
ودفقِ الصهيلِ على الأغنياتْ
أجيءُ امتداداً ..
بكلِ الفصولِ ..
ولا أرتديكِ
إذا أفتديكِ
سوى باندلاعي على راحتيكِ
وغرزٍ دمائي ..
على طولِ هذا الطريق إليكِ
بطول انتمائي ..
لزند الربيعِ
أجيء .. أجيءُ ..
كما عمدتني ..
يداكِ صباحاً ..
بضوءِ النهارِ
كما جمعتني(21/327)
طويلاً .. يداكِ ..
إليكِ .. أجيءُ
ألمُّ النجومَ التي في يديكِ
وأدخلُ .. أدخلُ ..
بين الثيابِ ..
ومعطفِ جلدي
وراحةِ جدّي يطل طويلاً
ويعصر فوق يديَّ الكرومَ
ويلقي عليَّ عباءةَ عكا
إذا دثرتني
ستشرق من راحتيَّ الشموسُ
وتطلق خطوتها الأغنياتْ ..
* * *
وما عذبتني
سألتُ الديارَ
فمالتْ عليَّ وفيَّ الديارْ
وراحتْ تقصّ حكايةَ عشقٍ
فقصّت ضلوعي
وما غابَ عن مقلتيها النهارْ
/ لماذا يشقُّ عليكَ الفراقُ
إذا لامستْ راحتيكَ صفدْ
يطول إذا طالَ فيكَ العناقُ
وإن تشتهيكَ
الحقولُ ..
الفصولُ ..
يطولُ العناقُ
ويركضُ فيكَ هطولُ البلدْ
إليكَ .. إليكَ
على راحتيكَ
طلوعُ الدماءِ
هطولُ البلدْ .. /
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
وكانَ الصباحُ ..
ولحمي وجلدي
على صدرِ أرضي
وفي عمقِ أرضي
أسيلُ .. أسيل إذا ما الشجرْ
وفي القلبِ منهُ
انهمارُ المطرْ ..
وما بينَ ضلعي
يغيب المساءُ
وحيفا تطرز وجهَ الصباحِ
بشمس دمائي ..
وتنفضُ عن راحتيها الضبابَ
وتطلقُ فوقَ الرصيف عباءةَ جدّي
تعبّئُ بالأغنياتِ الرجوعَ
وخطوةَ أمي ..
تسابقُ كلَّ حروفِ السفرْ
/ خذيني شمالاً ..
خذيني جنوباً ..
وشرقاً وغرباً ..
إليكِ خذيني
وكيفَ تشهّى الرمالُ انثريني
وإن مالَ قلبي عليكِ اجمعيني
وبينَ انسيابِ السهولِ ..
الفصولِ
الشوارعِ .. والأغنياتِ
اتركيني
وإن مالَ قلبي عليكِ
خذيني ..
شمالاً .. جنوباً ..
وشرقاً .. وغرباً ..
إليكِ خذيني / ..
وما لوّعتني ..
سألتُ الديارَ
فشقت ضلوعي
ورحتُ إلى راحتيها دماءً ..
فما عذبتني ..
وجاءتْ جميعُ الفصولِ إليَّ
وما غربتني ..
* * *
أتيتُ وكانت عباءة جدّي
أتيت وشقتْ ضلوعي الحجرْ
وما بينَ طلقةِ قلبي ..
وطلقةِ يافا
تلاحمَ وجهُ النهارِ
وعادَ كما كان قبل الظلامِ
ارتفاعُ الشجرْ
وما بينَ كرمةِ يافا
وكرمةِ قلبي
تلاقى المطرْ ..
وظلَّ ..
وظلَّ ..
وظلَّ المطرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لا يشبهني
لا يشبهني(21/328)
رقم القصيدة : 2121
-----------------------------------
أسقط عندَ المرآةِ
وأمضي ما بينَ المرآةِ .. وبيني
أتسلق جدرانَ الصمتِ وأهوي
ما بينَ المرآةِ وبيني ..
يشبهني ظلي ..
لا يشبهني ظلي ..
أتبسم يبكي وجهي في المرآةْ
أتألم حتى أعماقي ..
يضحك وجهي في المرآةْ ..
أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا ..
ومساحات الطحلب حبلى
تكبر .. تكبر .. ترجع حبلى ..
/ عند الحد الفاصل ما بين ملامحنا
يظهر جليات النائم خلف السنواتْ
من بينِ الأشجارِ يمد يديه ويبكي
يتقيأ .. يبكي ..
يحكي عن جلدِ الأرضِ
وجذر الأرضِ
ويرحل يرحل في السنواتْ /
عند الحد الفاصل ما بين أصابعنا
والسكينْ ..
عند الحد الفاصل ما بين رصاصتنا
وحدودِ الجثةِ حين تنام على ضلعٍ
من طينْ
عند الحد الفاصلِ .. والواصلِ
ما بينَ الجثةِ والمرآةِ .. وجلياتْ
وقفتْ حيفا ..
والشاطئُ ماتْ ..
* * *
قابيلُ على كلِ الأبوابْ
يتجولُّ في كلِ الطرقاتْ
يتداخلُ في الجثةِ
يأخذُ شكلَ القاتلِ والمقتولْ
يشعل لغةً أخرى
يركض في الشارعِ
يكسر كلَ ضلوعِ الأمطارْ
هابيل القاتل والمقتولْ
قابيل القاتل والمقتولْ
والجثة عاريةٌ من كل فصولِ شهادتها
الجثة حافية القدمينْ
عندَ الحدَّ الفاصلِ ما بينَ الظلينْ
لم تدخلْ تاريخَ الأشجارْ
لم تحفظ في القلبِ الأشعارْ
عند ركام الليل انشلحتْ
لم تدخل غابةَ زيتونٍ
لم تكتب دمها عشقاً فوق جدارْ
الجثةُ مفرغةٌ من معناها
القاتلُ يطلقُ
والمقتولُ ينامُ على زنديهْ
القاتلُ يطلقُ نحوَ القلبِ
ويهوي ..
الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..
والجثة لم تكمل مشوارَ الحب إلى عكا
لم تكمل مشوار صباحاتِ الخيرِ إلى
يافا
لم تدخل في البرقوقِ المنتشرِ على
صدر نهارْ
جثة قابيلَ وهابيلَ اندلعتْ
من تابوتٍ واحدْ ..
في تابوتٍ واحدْ ..(21/329)
لم نكمل بعد قصائدنا ..
ما زلنا ننتظر الأمطارْ
فارغة خطوات المشوارْ
لم نرسل خيمتنا حتى رئةِ الشمسِ
ولمْ ..
ندخل في لغة الأزهارْ
لم نفهم سرَ الدبكةِ والموالِ الأخضرِ
فينا
لم نحفر كي نبحثَ عن ضلعِ أغانينا
عن زهرةِ برقوقٍ حمراءْ
عن نبعِ الماءْ
لم نفهمْ بعدُ لماذا كسرتْ عكا
غازيها
ولماذا ضربتْ بحجارتها
والصدرِ العاري راميها ..
وانتصرتْ عكا
لم نفهمْ
فمشينا كي نحرقَ دمَنا
قابيل يعودْ ..
قابيل القاتل والمقتولْ ..
والجرحُ يطولْ ..
* * *
يا حبةَ قمحٍ منسيهْ
يا دفقةَ نورْ
للشمسِ ربيعٌ وهويهْ
للشمسِ زهورْ
لم نكملْ بعدُ قصائدنا
لم نغلق بعد أصابعنا
حيفا واقفةٌ عندَ البابْ
من طلقةِ حجرٍ تتجددْ
من صرخةِ طفلٍ تتمردْ
تنزاحُ العتمةُ عن شاطئنا
ينهضُ جلياتُ الغائمُ
من حجرٍ
من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لصيدا عرسنا الأول
لصيدا عرسنا الأول
رقم القصيدة : 2122
-----------------------------------
زمانَ الوصلِ
فاصلةَ العيونِ السودِ
أمنيتي ..
وموالَ الذي في القلبِ
دبكتَنا .. انتشارَ العرسِ
قافيتي ..
بدأتكِ من توهجنا
على حباتِ هذا الشوقِ
ندخلُ في مراكبنا
وتشربني إذا ما جئتُ ظمآناً
على أوتار أغنيتي
أحبكِ كم يطولُ العشقُ
كم أعطيكِ زهرَ الروحِ
أدخل فيكِ .. أو في الشمسِ
بينَ ضلوعنا ..
رئتي ..
* * *
أمدُّ القلبَ أغنيةً
أشد مرافئَ الألحانِ
ترقصُ في العيونِ الشمسُ
هذا العيدُ
عرسُ القبلةِ الأولى(21/330)
وعرسُ النجمةِ السمراءِ
يغتسلُ الصباحُ الآنَ في الطرقاتِ
يرتدُ الندى ..
والزهرةُ الحمراءُ تخرجُ من ضفيرتها
لتتلوَ آيةَ الأفراحِ
تقرأها على هذا المدى الممتدَّ
يا ابنَ الخيمةِ السمراءِ
لا ترفعْ سوى عينينِ كالشمسِ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ
منَ الأرضِ التي شدّتْ .. على لحمِ
الزنودِ السمر .. لا تخرجْ
فصيدا أولُ الشعلهْ
وصيدا أولُ المشوارِ
صيدا روعةُ القبلهْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
ألثمُ قامةَ الأشجارِ
ألثمُ طلعةَ الأشعارِ
أعبدُ جبهةَ البحارِ
قامتهُ التي انتصبتْ
وراحتْ ترسلُ المجدافَ
تكسرُ حدةَ الأمواجِ
ترجعها ..
/ وأعبدُ هذهِ الكفَّ التي امتدَّتْ
على طلقاتها شدتْ
لأجلِ النور .. ما لانت
ولا ارتدتْ .. /
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تغسلني
زغاريدُ العيونِ السمرِ
يا أماهُ
جئتُ أراكِ في الأبوابِ
جئتُ أراكِ في أنشودةِ الأطفالِ
في الموّالِ
في الزندِ الذي شالتْ
يداهْ الأرضَ
أغنيةً
وطرحةَ عاشقٍ يشتدُّ
في الخفقانِ
يا أماهُ
مرتْ طلقةُ الشهداءِ
كنتُ أراكِ تبتسمينَ
ترتحلينَ في الزغرودةِ البيضاءِ
تمتشقين حدَّ القلبِ والشريانِ
وجهكِ كانَ في صيدا
وصيدا كم تحبُّ الآنَ
صيدا تغسل الطرقاتِ
من عرقِ الرحيلِ المرِّ
توقد شعلةَ الميلادِ
ترسلها إلى الأعلى
وتشعلُ نجمةً حمراءَ
تصرخُ في شوارعنا
وفي الطرقاتِ ..
لا ترحلْ ..
يداكَ الآنَ ماءُ الأرضِ .. لا ترحلْ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ ..
فصيدا أول الأعراسِ
صيدا أولُ المشوارِ
لا تخرجْ
من الطلقاتِ لا تخرجْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تشتدُّ الزنودُ السمرُ
أغنيةً .. وقافيةً
يرد العرسُ ماءَ القلبِ يغسلهُ
هنا انزاحتْ ظلالُ الليلِ .. وارتحلتْ
هنا انشلحتْ عنِ الأحجارِ غربتُها
هنا عادتْ إلى الأشجارِ خضرتها
رأيت الأرضَ قد ضفرتْ على الأفراحِ
طرحتها
وراحت تحضنُ الأبطالَ تسقيهمْ حلاوتها
وترفعهم إلى الأعلى ..
إلى الأعلى .. إلى الأعلى ..
على زندينِ من عبقٍ(21/331)
أمرّ الآنَ يا أماهُ في الطرقاتِ
تمتد الزنودُ السمرُ تأخذني
أمرُّ الآنَ في صيدا
أرى حيفا على الشرفاتِ يا أمي
أرى يافا .. أرى عكا ..
أمد يدي إلى الطرقاتِ أحضنها
أعانق زهرةَ الشهداءِ
ترفعني إلى الأعلى ..
إلى الأعلى ..
نشد الخطوةَ الحمراءَ نرسلها
على الطرقاتِ نرسلها
منَ الحجر الذي يمتد
حتى الطلقةِ الحمراءِ نرسلها
ولا نرتدُ .. لا نرتدُ
نشعلُ دربنا نمضي ..
ولا تهتزُّ خطوتنا
رأيتُ الآنَ في صيدا
وجوهَ الأهلِ في حيفا
وكانت طرحةُ الميلادِ
تكسرُ حدةَ المنفى
وكنتُ أمر في الطرقاتِ أرفع رايةَ
العودهْ
وصيدا تطلقُ الزغرودةَ السمراءَ
لا تخرجْ
وكنتْ أصيحُ لن نرتدَّ .. لن نرتدَّ
نشعل دربنا نمضي
فصيدا عرسنا الأولْ ..
وصيدا طلقةُ الأفراحِ ..
صيدا زهرةُ المشعلْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أين الطريق إلى دمي
أين الطريق إلى دمي
رقم القصيدة : 2123
-----------------------------------
من أيّنا هذا النشيجُ
وأينا
كانت يداهُ على الحجرْ ؟؟
قد رابني
أو رابني
لما فتحتُ السمعَ
أنَّ البرقَ لم يحملْ مطرْ ..
ودخلت في جسدِ الضحيةِ مثقلاً
بهمومِ قافيتي
وما لمَّ الشتاءُ عنِ الشجرْ
وبدأتُ من قيثارتي حتى دمي
من كلِ آياتِ الترحُّلِ
في الطريقِ إلى الوترْ
/ ساءلتُ وجهَ صبيةٍ
عن وجهتي
ضحكتْ دموعاً وانطوتْ
ساءلتُها ..
أينَ الطريقُ إلى دمي ..
ضحكتْ دموعاً وانتحتْ ..
ساءلتها ..
صرختْ ولمَّتْ روحها ..
ضيعتَ يا هذا الأثرْ /
وبدأتُ من قيثارتي
لمّا انتبهتُ إلى حروفِ الجرِّ
في جلدِ الطريقْ
ثم استربتُ
وعدتُ من وجهِ الضحيةِ مثقلاً ..
وأخذتُ أسألُ أينا
يا صاحبي
كان الشظيةَ
أينا كانَ الضحيةَ ؟؟
ثم عدتُ إلى جراحي
والرصاصاتِ التي كانت على لحمي
وبينَ أصابعي
حدقتُ في وجهي
ووجهكَ
فاستربتُ
دخلتُ في وجهِ البلادِ محملاً
بالسفعِ .. والسبعِ العجافِ
محملاً ..
بالقاذفاتِ
وجفَّ في الضرعِ المطرْ ..
* * *
بلحٌ يداكْ(21/332)
ورسالتي بلحٌ .. إذا ..
عضتْ على لحمي رؤاكْ
في خطوةِ الإسراءِ لمْ ..
أكمل هواكْ ..
يا أنتَ يا هذا البلدْ
زانتكَ أغنيةُ الرحيلِ
وما اتكأتَ على الزبدْ
وإذا يداكَ قصيدةٌ
ولها البلحْ
لم تتئدْ في حفظِ أغنيتي ..
ولمْ ..
لمْ تتئدْ ..
حينَ انسحبتَ ميمماً شطرَ البلدْ
وصرختَ لا تتكاثروا
فلكلِّ من دخلَ المخيمَ عارياً
أو حافياً
من ريبةِ الفوضى ..
بلحْ
فتكاثروا في جلدِ قافيتي
ولا .. تتناثروا
شدّوا على لحمي وإنْ
سقطَ البلحْ
شدوا على لحمي وإنْ
جفَّ البلحْ
فيدايَ في كلِ الجهاتِ
لكم بلحْ
* * *
يا صاحبي
اخلعْ رصيفكَ من دمي
أودعْ دمي عندَ الرصيفْ
وجهي .. ووجهكَ .. فالتفتْ
قد نلتقي بينَ البدايةِ .. والبدايةِ
نلتقي ..
في ظلِّ خيمتنا التي
جاعتْ على حدِّ الرصيفْ
وجهي .. ووجهكَ .. أيّنا
خلعَ العباءةَ واحترقْ
من حوَّلَ الخطواتِ أنْ ..
تمضي إلى هذا الغرقْ
أشتدُّ فيكَ وأنتَ في ..
ضلعي ألقْ ..
لما قسمتُ ملامحي
ضيعتُ من وجهي ووجهكَ ما اتفقْ
فاخلعْ رصيفكَ أو رصيفي
وادخل معي ما شئتَ من هذا الرّدى
يا صاحبي
لما حملتُ الماءَ
ضيعتُ الحدائقَ .. واستربْتُ
وجبتُ ما بينَ البلادِ
نزلتُ في كلِّ الشوارعِ لم أجدْ
شجراً .. ولا .. فرساً .. ولا ..
فسقطتُ في تفاحتي
ورأيتُ ما بين انقسامِ السرّةِ الحبلى
عيونَ القادمينَ
وصرخةً
وفتاتَ زادْ
غيبتُ وجهي بينَ شطريها .. ولمْ ..
أرجعْ إلى تفاحتي ..
وأخذتُ أعوي ضائعاً
أعوي .. وأعوي ..
آهِ يا جرحَ البلادْ
أمشي إلى جسدي
وأبحثُ عن حدودِ قصيدتي
ويعادُ تقسمُ أنَّ ماءَ القلبِ .. لم
ينزلْ على جسدِ البلادْ ..
لمّا خلعتُ يديَّ من تفاحتي
صاحتْ يعادُ ولم تصحْ
شدتْ يدي ..
وتمنعتْ أن تنحني ..
ورأيت كيف تشققتْ
ظمأً على قيثارتي
راحت تجمّعُ ما تبقى من سحابِ قصيدتي
وقصيدتي لم تتحد بقصيدتي ..
لما حملتُ الماءَ
رحتُ أدورُ في كل الدروبِ
ولم أجدْ إلا الدروبَ المستحيلةَ
لم أجد أبداً يعادْ(21/333)
ويعادُ في تفاحتي حتى دمي
لم تتكئْ مثلي على ملحٍ وماءْ
لم تبتدئْ من خطوةِ الصحراءِ
لمْ ..
لمْ تبتدئْ ..
من غيمةٍ وقفتْ على حدِّ الهواءْ
لم تنخلعْ من جذرها
ويعادُ تبتدعُ الصباحَ نديةً
وتروحُ في مشوارها
لا ترتدي ثوبَ التغربِ عن دمي ..
وأنا استربتُ
فأينا
دخلَ المساءْ
وأنا استربتُ .. فأينا
لما ابتدأتُ ألمُّ لحمَ قصيدتي
شقَّ الثيابَ وما ارتدى
إلاّ الردى
حتى نزلتُ إلى الشوارعِ عارياً
ورجمتُ وجهكَ .. ثم وجهي
صحتُ اتكئْ
جلدي تمزقَ فاتكئْ ..
كي ندخلَ البلدَ المغيبَ في كلينا
ومعاً إذا جاءَ الصباحُ سنبتدئْ ..
فادخلْ دمي
وإذا اتكأتَ على دمي
فارفعْ ذراعكَ ربما ..
شدت أصابعنا معاً ..
شدت على خصرِ السحابْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> من أجل قامات الصباح
من أجل قامات الصباح
رقم القصيدة : 2124
-----------------------------------
داومتُ أن أبني دمي
شجراً على صدرِ النهارْ
شمساً وقافيةً ...
ونارْ
أمضي إلى من شرَّشتْ
في القلبِ .. منْ
شدتْ على قيثارتي
حتى اليدينِ وأشعلتْ
لحنَ الرجوعِ إلى الديارْ
... وإذا أنا ضلعُ المخيمِ أرتدي
من وردةِ الشهداءِ منْ ..
خطواتهمْ
هذا الحنينَ
وأرتدي
قيثارتي ..
أمتدُّ في الأرضِ التي في قامتي
وإذا أنا شوقُ المخيمِ أرتدي
ضلعَ النهارْ
شجراً وقافيةً .. ونارْ
* * *
نامَ الشهيدُ على ذراعكِ فافتحي
كلَ النوافذِ للصباحْ
نامَ الشهيد على ذراعكِ رائعاً
فتدفقي
في كلِ أوردةِ الصباحْ
شدَ الشهيدُ على ذراعكِ واثقاً ..
فتوهجي ..
وتوهجي ..
أنتِ الصباحْ
* * *
تفاحتي حينَ ارتديتُ شراعها
راحتْ تنقطُ ياسمينْ
وأنا الحنينُ .. أنا الحنينْ
أمشي إلى هذا الألقْ ..
أمشي إلى ضلعِ الفلقْ
* * *
داومتُ .. أن أبني دمي
داومت لا أرتدُ عن معنى اندفاعي
للشجرْ
عن كلِ ما كتبَ المطرْ
داومتُ أن أمضي إلى جدي
يصافحُ قامةَ الزمنِ الطويلْ
ويلفَّ فوقَ ذراعهِ
وجبينهِ
ضوءَ النخيلْ
داومتُ ما ارتعشتْ يدي(21/334)
ما أدمنتْ ..
غيرَ التشبثِ بالقناديلِ المضيئةِ ..
بالدماءْ
من أجلِ قاماتِ الصباحِ
تلف أوردةَ البلادِ
تضيءُ للشجرِ الغناءْ
من أجلِ وجهِ الشمسِ في مينائنا
إن زغردتْ
أو أطلقتْ
شهبَ اللقاءْ
داومتُ أن أمضي إلى مشوارنا
والأرض تأخذني إلى ميلادنا
فأصيحُ يا أرضُ المددْ
يا أرضنا المددَ .. المددْ
كمْ لي إذا لفتْ يداكِ عظامَ جسمي
ما يطيبُ من التشهّي
واندفاعاتِ المواويلِ العتيقةِ
وانتفاضاتِ الحنينْ
كمْ لي إذا لفتْ يداكِ حدودَ جلدي
حينَ جدّي
يرفعُ الشجرَ المحنى بالنشيدِ
يمدهُ حتى عروقي
كمْ لي إذا شدتْ يدي
فوقَ اليدينِ وأسرجتْ
هذا اللقاءَ توهجاً
كم لي إذا مدنُ البلدْ
لمتْ على قيثارتي .. أحلامها ..
وتألقتْ حتى دمي ..
.. وإذا أنا ضلعُ المخيمِ والمطرْ
أمضي إلى قيثارتي
وأشد للصدر الشجرْ
وأشد للصدرِ
الشجرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> القطار
القطار
رقم القصيدة : 2125
-----------------------------------
هيَ الشوارع التي تجيء مرةً
وتسقطُ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً
من اليدينِ.. لليدينْ
خواتمُ الصغيرةِ احتراقْ
وآخرُ الصهيلِ زفرةُ اشتياقْ
وبيننا..
حديقةٌ.. تموتُ مرةً .. ومرةً
يسافرُ الصغيرُ في بكائهِ
على الرصيفِ بقعة ٌ من المطرْ
مسافة من النشيدِ أولُ الشجرْ
تقول زهرةٌ لأختها
وتسقطانِ في انتفاضةِ الوريدْ
هيَ الشوارعُ التي..
وكنتُ بينَ لحظةٍ .. ولحظةٍ
أضيعُ في الزحامِ ثم ألتقي
بغربتي ..
نمدُّ لليدينِ خصلةً
وننثني ..
نضيعُ في الزحامِ .. نلتقي ..
تشدُّ أميَ الرحالَ مرتينِ في المساءِ
مرتينِ في الصباحِ
مرتينِ بينَ .. بينْ
ومرةً ..
أضاعتِ الأصابعَ التي تشدُّ
فانحنتْ ..
تشدُّ بالجراحْ ..
وهذهِ الشوارعُ التي ..
على الطريقِ بقعةٌ ..
وصرخة التياعْ
أصابع .. مقصوصةٌ
وحينَ يجهشُ المساءُ مرتينِ في البكاءْ
تنامُ طفلةٌ حزينةٌ على الذراعْ ..
ولا تحبُّ .. أو تحبُ .. إنّما
يسافرُ الصباحُ داخلاً محاجرَ المساءْ(21/335)
يحدقُ الصغيرُ في يديهِ لحظةً
تمر طائراتْ
يسجلُ الصغيرُ قفزةً صغيرةً
ودمعةً أخيرةً ..
وطائراتْ ..
* * *
هي الشوارع التي تجيءُ مرةً
تكدَّسَ الرماد في حناجرِ الخيولْ ..
وملتِ الطبولُ .. أنها طبولْ ..
شوارعٌ تمرُّ ..
تسقطُ المدنْ
تضيعُ رايةُ السفنْ
قرأتُ ذات مرةٍ على جدارْ
كتابةً تقول إنهُ النهارْ
تجندلَ الصباحُ غارقاً بغصةٍ كبيرةٍ
ودُمِّرَ الجدارْ ...
* * *
هيَ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً
أطلُّ من نوافذِ .. القطارْ
تشدني أصابعُ الدوارْ ..
فأنحني .. وأنحني ..
وأنحني ..
أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ .. أوقفوهُ
أوقفوهْ ..
صفيرهُ الطويلُ دونما نهايةٍ
وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ
وفي السماءِ غيمة بعيدةٌ ..
دماؤنا على الرصيفِ زهرة أخيرةٌ
دماؤنا على الجسورْ
يحدقُ الصغيرُ في أصابعِ الصغيرْ
يقطِّعُ الصغيرُ خبزهُ
يوزع الصغير لقمتينِ ..
ينتهي ..
صفيرهُ الطويل دونما نهايةٍ
وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ
أطلُّ من نوافذِ القطارْ
أرى النساءَ عارياتْ
وخلفهنَّ كانتِ الذئابْ
توقفت عقاربُ الزمنْ
على الجدارْ ..
يصور الغريبُ صورةً ..
وصورةً .. وصورةً ..
يسير في شوارعِ البلدْ ..
أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ ..
أوقفوهْ
يصور الغريب ألف مرةٍ
أصيح أوقفوهْ
أطل من نوافذِ الشوارعِ التي تصارع
الرصاصْ
أطل من نوافذ الدماءِ
يسقطُ المطرْ ..
يبلل الجليلَ بالقبلْ
وكان ذات مرةٍ على يدي
تدفقُ البلاد كلها
وكانَ ذات مرة على غدي ..
نشيدها ..
وأمحلتْ ..
أطلُ من شوارعِ القطارْ
أطلُ من نوافذِ الجدارْ
غريبةٌ هي الشوارعُ التي تجيء مرةً
وتسقط الشوارع التي تجيء مرةً ..
ولا مطرْ ..
ولا شجرْ ..
تطل طائراتْ ..
وتقصف الحجرْ ..
تطل طائراتْ ..
وتسقط البلادُ
لا أحدْ ..
سوى حجرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> دمنا على لحم الطريق
دمنا على لحم الطريق
رقم القصيدة : 2126
-----------------------------------
هزّي ..
تساقط قبلتينِ على البلدْ(21/336)
هذا النخيلُ .. نخيلنا ..
والماءُ .. إنْ ضربَ الولدْ
حجرينِ في وجهِ العدا ..
يلتمُ ـ إنْ شقَّ ـ المدى
فتوزعي
كلَّ المسافةِ .. واحمليني
ضلعينِ في بردِ الصدى
وحقيبةً ..
ما جاءها فرحُ المخاضِ
ولا تكوّرَ بطنها
هذا مساءٌ حالكٌ
فتحتْ يديها فالتقتكَ
من المحيطِ إلى الخليجِ
تعد أوراقَ الزبدْ
والخيلُ تصهل لا أحدْ
هزّي ..
تساقط جمرتين على البلدْ
ورأتكَ في غيمِ المساءِ
وصيفنا
لا يحملُ المطرَ البعيدَ
ولا يسافر في صباحاتِ النخيلِ
أقدس الضلعَ الذي يلد المطرْ
وأقدس الخطوات إنْ ..
جاعت إلى بلدِ الشجرْ
هذا صباحي ..
وزّعي في الشمس جلدي
وزعي .. في البرق وعدي
هذي مساحات اليدينِ
فعانقيني ..
ربَّ التقينا
أو أتينا ..
حينَ يأخذني زمانكِ
أشهديني
أن لا .. رمالَ سوى الرمالْ
أن لا .. ولا ..
غير الطريقِ إلى الوطنْ ..
أن لا .. أحدْ ..
غير الذي غلبتهُ أشواقُ البلدْ
واشتاقَ أن يمضي إلى قيثارتي
لحني لكمْ ..
ودمي بكمْ ..
شدوا وثاقَ الأغنياتِ إذا أضاعتْ
جلدها
شدوا وثاقَ الأمنياتِ إذا أباحتْ
وعدها
شدوا وثاقي ..
إن أنا غنيتُ للتفاحِ قبلَ البندقيهْ
هذي يدي
أطلقْ ذراعكَ في دمي
هذا أوانُ الريحِ
والبلدِ الموزعِ في الضلوعِ
ولحمنا ..
من لا يريد البرقَ
فليغلقْ يديهِ على الضبابْ
من لا يريدُ صباحنا
فليسترحْ من ظلهِ
وليرمِ عن كفيهِ ما تركَ السحابْ
* * *
يا رملَنا
وزّعْ حديثَ الروحِ للروحِ البعيدْ
يا وعدَنا
سجل نشيدكَ .. كلنا نبض النشيدْ
خاصرتُ أغنيتي وموالَ المخيمْ
باقٍ أنا
ضلعي وجسر الروح في عبقِ المخيم
يا أمنا
يا أولَ الآتينَ من جسدِ الجراحْ
صبي على خطواتنا ..
زيتاً .. وقافيةَ الصباحْ
وتنشقي جسمَ المخيمِ
حملي أوراقنا عبقَ الطريقْ
هذا المخيمُ
أنتِ في أشواقهِ
يا أمنا
في القلب دمْ ..
وشرارةٌ .. وحدودُ هَمْ
وحكايةُ البلدِ الرحيلْ
يافا على صدرِ الحجرْ
والعائدونَ إليكِ في وعدِ المطرْ
شدَّوا على سرجِ الطريقِ بطلقتينِ(21/337)
وروحهمْ ..
وتزوجوا حينَ استمالتهم يداكِ منَ
الشجرْ ..
هذا طلوعُ اللهِ في جبهاتهمْ ..
وطلوعهمْ ..
من عشقنا حينَ المخيمْ
ناداكِ من نارِ الهوى ..
وإليكِ قد صلّى وسلمْ ..
يا أمنا
وإذا ينامُ المبحرونَ إلى الملوكِ
عن انتسابِ ضلوعهمْ ..
وعن انتسابِ طلوعهمْ ..
فلنا الضلوعُ
لنا الطلوعُ ..
لنا الطريقْ
نلغي مسافات الظلامِ
نمرُّ بينَ رصاصتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
يا أيها الوطن الحبيب ألا اقتربْ ..
دمنا على لحمِ الطريق ألا اقتربْ ..
وشهادة الميلادِ
والموت المسيج باقترابكَ .. فاقتربْ
لا تغتربْ ..
يا وعدَنا ..
يا أيها الوطن الضلوعْ ..
يا أيها الوطن الدماءْ
آمنتُ أنكَ عائدٌ
آمنت أني عائدٌ
فدماؤنا ..
وضلوعنا ..
وترٌ لأغنيةِ اللقاءْ ..
وتر ..
لأغنية اللقاءْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أشجار الضفة
أشجار الضفة
رقم القصيدة : 2127
-----------------------------------
لا تفصلْ ..
مابينَ ضلوعي .. وضلوعي
أشجارُ الضفةِ في قلبي
أتقدمُ حتى أغنيتي
أتداخلُ في هذي الأغصانْ
لدمي الألحانْ ..
والأرضُ وريدي .. ونشيدي
لا تفصلْ ..
ما بينَ السرّةِ والميلادِ
وعشقي ..
من لم يعرفْ بعدُ شوارعَ حيفا
من لم يعرف بعدُ أزقةَ عكا
فليدخلْ في عظمي
وليدخلْ في لحمي ..
وليقرأ كلَ تراتيلِ الزمنِ الذاهبِ
في لونِ كرياتي ..
من لم يعرف جدي الأولْ
لم يعرف تاريخَ الأرضِ
وموالَ المنجلْ
فليحفرْ
وليقرأ في كلِ جذوعِ الأشجارْ
فليرفع حجراً
قطرةَ ماءٍ
حبةَ رملٍ
ستحدثهُ
عن زندٍ عربيٍ أسمرْ
عن أصلٍ وجذورْ
عن جدي الأولْ
عن عشقِ الأرضِ ..
وموالِ المنجلْ
* * *
يا هذا الحب تقدمْ
يا هذا العشق تقدمْ
موالي أطولُ من كلِ مواويلِ العشاقْ
أشعاري
حينَ تعانقها حيفا
تنتفضُ بآلافِ الأشواقْ
جسمي من حبكِ يا حيفا
جسمي والروحْ ..
كم أصرخُ يا قلبي المجروحْ
كم أمضي في هذا الترحالْ
ودمي الموّالْ ..
أتعبدُ أنْ ..
أو أشهدُ أنْ ..
بلدي والرمل حدود يدي(21/338)
ويدي من ضلعكَ يا بلدي
وعلى أوراقكَ شمسُ غدي
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
لهواكَ .. هواكْ
يا وطني تلتهب الأسلاكْ
ويضيء دمي ..
لأراكَ .. أراكْ ..
أتوقد حتى قافيتي
أتوقد حتى أغنيتي ..
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
أرسمكَ على صدري المفتوحْ
و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ
يا وطني .. يا مفتاح الروحْ ..
* * *
لا تفصلْ
ما بينَ الضلعِ وقلبي
لا تفصلْ
ما بينَ الروحِ وجسمي
قدرُ الأحجارِ أنا .. قدري
صور الأشجار أنا .. صوري
ويدايَ على كل الأبوابْ
أنفاسي في كلِ الجدرانْ
حتى الغدرانْ
تصرخُ من شوقٍ .. يا ولدي
جاعتْ ليديكَ حدودُ يدي
حتى الألحانْ
والثوب الشعبي المزدانْ
ما زالتْ تحمل تاريخي
تتلونُ بالعبقِ الأخضرْ
بالزندِ العربيِ الأسمرْ ..
تتحدى أغلالَ الجلادْ
وتصيحُ .. تصيحْ ..
ما زالت رائحةُ الأجدادْ ..
* * *
لا تفصل
ما بين الشوقِ وعشقي
لا تفصل
ما بينَ ترابِ الأرضِ .. وخفقي
سأشد على ضلعِ الأشجارْ
سأعض على شمسِ المشوارْ
بدمي .. والروح .. وأغنيتي ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أنت الفلسطيني
أنت الفلسطيني
رقم القصيدة : 2128
-----------------------------------
لا الشمسُ غائبة ٌ.. ولا ..
صوتُ الجذورِ .. ولا .. ولا ..
إنَّ الأغاني عالياتْ ..
ورؤوسَنا ..
أعلى .. وأعلى .. عالياتْ ..
ونحبُّ أنْ ..
وتحبُّ أنْ ..
نمضي .. ونمضي في الطريقْ
أطلق رصيفَ الذكرياتْ
أطلقْ نشيدكَ عالياً ..
أطلقْ شموسكَ والجبينْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
أعلى منَ السجانِ أنتْ
أعلى منَ القضبانِ أنتْ ..
أعلى .. وأعلى ..
أنتَ .. أنتْ ..
أنتَ الفلسطينيُ يا رئةَ الزمانِ إلى
المطرْ ..
أنتَ الفلسطينيُ أنتَ
وأنتَ أنتْ ..
الأرض أنتْ ..
والدارُ أنتْ ..
والبرتقالْ ..
أنتَ السهولُ جميعها
أنت الجبالْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
أنتَ المطرْ ..
أنتَ الجذورُ وأنتَ في
جذعِ الشجرْ..
* * *
حيفا يداكْ(21/339)
والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ
عكا تراكْ ..
يافا على أشجارها ..
شدت خطاكْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
سر الهوى الملتمِ في شفةِ الجليلْ
يهفو إليكَ وأنتَ تحتضنُ الخليلْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
سرُّ انتصابِ السنديانْ
أنتَ الأصابعُ حينَ ينطلقُ الحجرْ ..
أنتَ المواويلُ التي
شدتْ على خصرِ الشجرْ
* * *
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولك النشيدْ ..
ولكَ النهاراتُ التي تأتي إليكْ ..
من أرضكَ السمراء تأتي
من قبضةٍ شدتْ على خصر الحجرْ ..
من كل .. لا ..
من خيمةٍ .. من كلِ دارْ ..
من طفلةٍ قبضتْ على حدِ النهارْ ..
دمنا منارْ ..
سنظل نصرخ في الطريق .. إلى
الطريقِ
إلى الديارْ ..
للأرض إنّا عائدونْ ..
إنا إليكمْ عائدونْ ..
يدنا تشدُّ على الزنادْ
دمنا منارْ
خطواتنا من كلِّ دارْ
ستهب إنّا عائدونْ
فلكَ النهارُ لكَ النهارْ ..
أنتَ الفلسطينُّي أنتْ
شجر وميلادٌ .. وأنتْ
هذا النهارُ إلى النهارْ
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولهم ظلالُ ظلالهمْ ..
ليلٌ لهمْ ..
ولهمْ زوالْ ..
أطلقْ جميعَ الأغنياتْ
والذكرياتْ
الأرض لكْ ..
والدار لكْ ..
ولكَ النشيدْ ..
أنتَ الذي فجرتَ في الشجرِ الثمرْ
أنتَ الذي عبأتَ بالماءِ المطرْ
أنتَ الذي أرَّخْت في الأرضِ الجذورْ
أنت الذي أعطيتَ للزمنِ البذورْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
في زهرةِ الليمونِ أنتْ
في حبةِ الزيتونِ أنتْ
في البرتقالْ ..
فليصرخوا ..
وليقبعوا خلفَ الأكاذيبِ القصارْ
فإلى زوالْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..
أنت الطليقُ وأنتَ أنتْ
في صرخةِ الميلادِ أنتْ ..
في خطوةِ التاريخِ أنتْ ..
الشمسُ أنتْ ..
الأرضُ أنتْ ..
الدارُ أنتْ ..
لابدَّ أن يأتي النهارْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> مطر على قيثارتي
مطر على قيثارتي
رقم القصيدة : 2129
-----------------------------------
مطرٌ .. مطرْ ..
نايُ الحبيبِ قصيدةٌ
تصطفُ في بابِ الشجرْ(21/340)
كحلتُ بالضوءِ الندى
فانشقَ عن وجهِ القمرْ
قمرٌ .. مطرْ ..
مطرٌ .. قمرْ ..
هنا ضفتان
لنا حبرنا فاحترقْْ
سنشربُ سهم الفراق قليلا
ونشربُ هدهدْ خطاك على الأرضِ ِ
لا تحمل الآن وزري
سأمضي إلى بعض روحي قليلا
وأمضي إلى سكة ٍ من رمال ٍ
و نهر ٍ حزين ٍ
هنا نهدة ُ البرتقال مساء ٌ
هنا صرخة الأمنيات بكاء ٌ
ستفهم أني إذن عائذ ٌ من دمي
وتفهم أني إذن هارب من فمي
لنا وجهنا والملامح ُ
بعض ابتسامات جرح ٍ
لنا لحمنا والنوايا الخبيثةُ
هل تستعيد جراحك مني ؟؟..
أنا أستعيد جراحي
وأهرب حتى نواحي !!..
فسلم على البحر حين ينام ُ
ويمتصّ روحي
وسلمْ على سكة المستحيل ِ
وسلمْ على ما يقال وما لا يقال ُ
هنا ضفتان اثنتان ِ من الناي سلمْ
وخذ من رغيفي قليلا
وخذ ما تشاء من البحر مني قليلا
سيأتي المساء كما كان يأتي..
ويأتي النهار كما كان يأتي ..
ولا شيء يأتي !!..
أليس الغريب الذي في ركابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي عند بابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي في ذهابي
إيابي
حبيبي !!..
إذن آن لي أن أشرب الآن نخبي
وان أستفيق قليلا
فهذا الزمان الذي ليس لي فيه شيء ٌ
زماني !!..
وهذا المكان الذي ليس لي فيه شيء
مكاني !!..
فسلم على البحر سلم قليلا
وقل كان يوما حبيبي !!..
لا ترتدي كفي ولا ..
لا ترتدي ..
إلاّ إذا نبتَ الصباحُ
على الوترْ ..
هذا ارتفاعُ القلبِ في أنشودتي
تفاحتانِ تنقطانِ على الذراعْ
يشتدُ في الخفقِ الشراعْ
هل غادرَ الشعراءُ .. أمْ ..
ما غادروا ..
لي صورتي ..
بلدٌ يصوغُ السنديانْ
صحتُ ارتدي ..
كلُّ المفاتيحِ التي في راحتي ..
من أقحوانْ ..
حجرٌ .. وما كان الحجرْ ..
لولاكَ يا مجدَ الزمانْ ..
لي صورتي ..
عرسُ الشجرْ
وطنٌ قذائفهُ الحجرْ ..
ويدانِ لا تتأخرانْ
صحتُ .. ارتدي ..
كفي ولا تتوسدي ..
إلا الشررْ ..
* * *
هذا دمي ..
مطرٌ .. مطرْ ..
يتأخرُ الأطفالُ .. لا ..
يتدثرُ الأطفالُ .. لا ..
يتقاعسُ الأطفال .. لا ..(21/341)
لا يدخلونَ الصفَّ .. لا ..
لكنهمْ ..
في كلِّ يومٍ يكبرونْ
يتداخلونَ مع الشجرْ
يتسابقونْ ..
في عزفِ الحانِ المطرْ
دمهمْ غزالُ العمر .. لا ..
يتأخرونْ ..
دفقُ الندى ..
أنّ الردى ..
في بابهم يتنهدُ ..
يُغضي حياءً منهمُ ..
ينشق .. أو يترددُ
فيشدهمْ ضوءُ النهارِ يضمهمْ
يتوردُ ..
وبهمْ .. لهمْ .. يتجددُ
* * *
صاحَ الفتى ..
هذا دمي ..
يتزاحمُ الأعداءُ .. لا ..
لن يدخلوا ..
في البحر أو في لحمنا ..
في المدّ أو في جلدنا ..
هذا الهواءُ .. هواؤنا ..
ضوءُ البلاد .. وشمسها
من شمسنا ..
هذا اتساعُ فضائنا
تاريخ هذي الأرض يا تاريخنا
صاح الفتى ..
هزّي .. ولا تتوسّدي ..
إلا الشررْ ..
* * *
مطرٌ .. مطرْ ..
كلُّ الذينَ أحبّهمْ
شدُّوا البلادَ إلى الصدورِ
وأسرجوا خيلَ النهارِ
تقدَّمُوا ..
وتقدَّمُوا ..
كتبوا على طولِ المدى ..
تلدُ البلادُ الصخرَ في زمنِ الندى
هذا اتساعُ فضائهمْ ..
وتقدموا ..
تلكَ الجبالُ أصابعي
قلبي الشبابيكُ التي لا تنحني ..
عظمي الصخورُ جميعُها ..
ودمي غطاءُ الأرضِ
تربتها دمي ..
شجرٌ ولا .. لا .. ينحني ..
كحلتُ بالضوءِ الندى
صحتُ المددْ
فانشقَّ عن وجهِ البلدْ
وتقدَّموا ..
شدُّوا البلادَ إلى الصدورِ
وأسرجوا خيلَ النهارِ
تقدّموا ..
ومضوا إلى باب الندى ..
طرقوا .. وما هابوا الردى ..
وتقدّموا
سيفي المكانْ ..
سيفي انتصابُ السنديانْ ..
سيفي الزمانُ بطولهِ ..
سيفي الزمان ..
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة
رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة
رقم القصيدة : 213
-----------------------------------
بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولاتحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
واراك مابين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب(21/342)
وتظل تسمعه .. ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لايفيض عطاؤه
حينا .. ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده
متغير .. متلون .. متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنماً ... ولا اتكسب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً
أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة
تغتال ... أوصد الصدود تقرب
ياسيدي ! في القلب جرح مثقل
بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب
ياسيدي ! والظلم غير محبب
أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها
شعري ... يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
مني ... على شفق الخلود تلهب
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> خيل من الرشقات
خيل من الرشقات
رقم القصيدة : 2130
-----------------------------------
الأرضُ والشعبُ الحجارةُ والدمُ
شمسٌ فلسطينية ٌ لا تُهزمُ
شدُّوا على خيل الصباح فأورقتْ
في القلب للنصر القريب الأنجم
ضوءُ النهار ِعلى الجبين ِعلامة
والسيف إنْ عز السلاح المعصمُ
يتبادرونَ إلى الجهاد ِ بهمة
يتسابقونَ وكلهمْ متقدِّمُ
أجسادهم درعُ الثرى ودماؤهمْ
زيتُ القناديل ِ التي لا تفطم
روحُ الفداءِ عزيزة ٌ لا تنحني
والشمسُ للنفس ِ الأبيّة ِ توأم
يقضي فتأخذهُ السهولُ نديّة(21/343)
ويضمهُ العلمُ الأبيُّ ويلثم
يلتمُّ في قطر ِ الندى من عشقه
ودم ُ الشهيد له الزهور تبسّمُ
ساروا فسارَ المجدُ في أعطافهمْ
وتقدّموا فارتاع َ ليل ٌ مظلم
يدهمْ سلاحُ الحرب ِ أو أجسادهمْ
وحجارة ٌ وتكاتف ٌ وتراحمُ
مدنٌ قرى..شجرٌ ثرى..وشوارعٌ
أملٌ وجذرٌ ثابت ٌ وتلاحم
كلُّ البيوتِ إلى القتالِ تقدَّمتْ
وانقضَّ من باب ِ النسور ِ مخيّم
خيلٌ منَ الرشقات ِ تلتهم ُ المدى
تشتدُّ في طيرانها وتحمحم
مقدودةٌ من صخرنا فكأنها
نارٌ على أعدائنا تتضرّم
تنصبُّ في الوجهِ الغريبِ تهدّه
وإذا الرؤوس ُ تراجعتْ تتقحّم
خيلٌ وفارسها الأصابع لا تني
تمتدُّ في صدر ِ الفضاء ِ وترجم
تستبسلُ الأرواحُ لا تخشى الردى:
بحر ُ الندى أنَّ الشهادة َ مغنم
نفسُ الكريم ِ من َ الجبال ِ شموخها
والحرُّ يأبى الذلَّ لا يستسلم
باهتْ فلسطينُ الحبيبةُ أنهم
شجرٌ بشمس ِ بلادنا يتلثم
ما أخّروا دفع َ المهور ِ وإنْ غلتْ
المجد ُ منْ أمجادهمْ يتعلم
وقفوا وقدْ عزَّ الوقوفُ كأنهمْ
قمرٌ وحولهمُ الردى يتزاحم
ما عادَ في بال ِ الرجاء ِ وبالهم
أنّ الجيوش َ تأهّبتْ وستقدم
كمْ صرخة ٍ إنَّ البلاد حبيسة
في القيد ِ منْ أوجاعها تتألم
صبروا على طولِِ الجراح ِ وصابروا
وعسى لعلَّ جيوشكمْ تتكرَّم
تتلفّتُ الشطآنُ من شوق ٍ بها
ووعودكمْ في كلِّ يوم ٍ حصرم
المسجدُ الأقصى يباحُ فويحكمْ
يبكي دماً منْ صمتكمْ لا منهم
أفكلما صرختْ فلسطينُ انهضوا
تتسابقونَ لنومكمْ كي تحلموا
تتغندرونَ إذا الخيولُ تسابقتْ
وإذا اقتضى فالبعضُ قدْ يتوحّم
كمْ صرخة ٍ والأرض ُ في أغلالها
ودمُ الصغار ِعلى المدى يستفهم
طالَ انتظارُ الحاكمينَ بأمرهمْ
وأمورهمْ في الحربِ لا تستخدَم
أسفي على زمن الرجال ِ إذا انقضى
تبكي الدموعُ وموجها يتلاطم
أينَ الذينَ إذا الجيوش تلاحمتْ
كانوا سيوفَ الحقِّ لا تتثلم
هبّتْ فلسطينُ ارتوتْ منْ مجدهمْ
راحتْ تدكّ ُ البغي لا تستسلم
أحفاد ُ خالدَ لا تكلّ ُ زنودهمْ(21/344)
رجموا العِدى بحجارة ٍ لا ترحم
الله أكبر ُ قدْ مضوا ما همّهمْ
أنَّ الردى في كلِّ شبرٍ يجثم
الله أكبرُ والنفوس ُ أبيّة
شعبٌ إلى عليائه ِ يتقدم
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> ووجهي كان في السنوات
ووجهي كان في السنوات
رقم القصيدة : 2131
-----------------------------------
سأمضي مثلما المطرُ
ولا أرتد عن عينيكِ
حين تشدني الصورُ
فبلغ كل من مروا
وبلغ كل من عبروا
ومن شدتهم الأشواق فانهمروا ..
وبلغ كل من وصلوا إلى دمهمْ ..
بأني دائماً أمضي إلى تفاحيَ الأحمرْ
إلى ظلي
إلى منديلِ عاشقةٍ
يداها زعترٌ .. زعترْ
سأرمي جسميَ المبتل بالأشواقِ
أعصرهُ ..
على الكفين برقوقاً
وشمساً للهوى الأخضرْ
أنا قد جئت من يدها إلى يدها
لأشعلَ في دروبِ الحب أغنيتي
وموالي
لأشعل نغمة العشاق قافيةً
وأتبع كل من شدوا
إليها الخطوَ واشتدوا
وأتبع كل من رحلوا
لفيض دمائهم وصلوا
وأتبع من يوزعني
على أبوابها .. مطراً ..
ويصرخ في شوارعها
أتى العشاق يا حيفا ..
إليك إليك قد عبروا ..
* * *
يفاجئني على دربِ الهوى دربي
وينثرني على الطرقات موالاً
ودبكة عاشقٍ يمضي
إلى جذر يمدُّ ..
يمدني عبقاً
فأمسك أول التاريخ في كفي
أرى وجهاً ..
ينام على ذراع الأرض يحضنها
أرى ألقاً ..
وأولُ نبتةٍ نامت على زند الهوى
وجهي ..
وأولُ نغمة شدتْ
ضلوعَ الأرض وامتدَّتْ
وسيجتِ الندى وجهي ..
ووجهي يعبر السنوات
* * *
فوق الزهر .. في الأشجارِ
في المدن التي راحت تلمُّ ملامحي ..
تمضي ..
وفي الماء الذي يخضرُّ
في جذر الزنود السمرِ ..
في الأحجارِ
كيف أغيب عن وجهي
جذوري .. قامتي .. أرضي ..
وتاريخي ..
فبلغ كل من عبروا ..
ومن مروا إلى دنيا ملامحهم
ومن دخلوا ضلوع الشمس
من وجدوا قصائدهم
وقاماتٍ لهم بقيتْ
على الأشجار .. في الأشجار .. تنتظرُ
بأنَّ دمي سياجُ الحب
حين الأرض فوق الضلع
والكفين تنتشر ..
* * *
لك الحبق
وحيفا من جنون الشوق
يسبق خطوها العبق(21/345)
تنام إذا الصباح نأى
وكل زمانها فلق
إذا ما جاءها الشهداء
تحضنهمْ
وتصرخ منكم الألق
إلى دمكم
تسير وتركض الطرق
لكِ الحبقُ
سنرجع لن نرد الخطو عن درب مشيناهُ
سنرجع للبلاد غداً .. إلى وطن حملناهُ
إلى دنيا ملامحنا ..
إلى معنى توهجنا ..
سنرجع شمسنا اقتربتْ
وحيفا ترقب الطرقات ..
لن نرتد .. واقتربتْ
تلاحمت الزنود دنتْ
وحيفا ترقب الطرقات
عودتنا هنا اشتعلتْ
وحيفا ترقب الطرقات
يزهر ثوبها الأخضرْ ..
تشد القلب والخطوات
تصرخ .. إنهمْ عادوا ..
مع الطلقات قد عادوا
مع البرقوق قد عادوا
لطرحة عرسهم عادوا ..
لموال الجذور السمر قد عادوا
وحيفا لا تنام الآن
خطوتهم على الأبواب قد عادوا
وعادوا للجذور السمر
قد عادوا ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> وطني ويا أحلى صباح
وطني ويا أحلى صباح
رقم القصيدة : 2132
-----------------------------------
حجرٌ .. وكالسّيفِ الحجرْ ..
حجرٌ .. وكالنارِ الحجرْ ..
حجرٌ غضبْ ..
إقرأ إذا كتبَ الصبيُّ
زمانهُ
بدمٍ وسطرٍ من لهبْ ..
واقرأ إذا خرجَ الصبيُّ
مخيَّماً ..
ومخيّماً ..
شدَّ البلادَ لها ارتدى ..
جمرَ الفدا ..
في كفّه انتصبَ الحجرْ ..
صاحَ .. اشهدوا ..
سيكونُ خيلاً من ردى ..
خيلاً تطيرُ
تشقُ أرتالَ العدا
/ خيل .. حجرْ ..
سيفٌ .. حجرْ ../
حتى الندى ..
كان ارتدى ..
في ساحةِ الغضبِ الحجرْ ..
في ساحةِ اللهب الحجرْ ..
* * *
وطني ويا أحلى صباحْ
وطني الذي في كفِّهِ
من كفِّهِ ..
تجري كما شاء الرياحْ
* * *
حجرٌ .. حجرْ
صاحَ الفتى
لا تتركوا سيفاً حجرْ ..
لا تتركوا حلمَ الندى ..
شدُّوا على لحم الطريقِ
تقدّموا ..
حتى اندلاع الصبح من خطواتنا
حتى طلوعِ الشمس من جبهاتنا
شدُّوا على قيثارةِ الشهداءِ ..
لا تتراجعوا ..
/ مطرٌ .. مطرٌ ..
من نجمةِ الجرحِ المطرْ ..
من حلمُ قافيةٍ مطرْ ..
من ساعدين على الشجرْ ..
كان الصغيرُ .. وكلما ..
مطرٌ .. مطرْ ..
في دفترِ الرسمٍ .. ارتسمْ ..(21/346)
رسمَ العصافيرَ ابتسمْ ..
رشفَ الندى ..
رفعَ الحجرْ ..
قذفَ الحجرْ ..
ثمّ الحجرْ ..
ثمّ الحجرْ ..
وتسلَّقَ الدنيا مطرْ ..
دمهُ انهمرْ ..
رسمَ العلمْ ..
ضمَ العلمْ ..
رفعَ العلمْ
دخلَ العلمْ / ..
* * *
حجرٌ .. حجرْ ..
صاحَ الفتى
يا جيش أبرهة المسلّح بالردى ..
أطلقْ قذائفكَ الحممْ ..
دمِّرْ .. وأحرقْ .. واحترقْ ..
اقذفْ إذا شئتَ الهواءَ ..
الماءَ أوراقَ الندى ..
طاردْ إذا شئتَ الصدّى ..
إمنعْ عن الشجر المطرْ ..
سنردّكم مهما جرى ..
سنردكمْ ..
وسيكتب التاريخ في صفحاتهِ
جيشُ الظلامِ هنا انكسرْ ..
رغم القذائفِ والرصاصِ وحقدهِ
قد ردَّهُ
شعبٌ تسلحَ بالنهارِ وبالحجرْ
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> سيفنا حجر وجمر
سيفنا حجر وجمر
رقم القصيدة : 2133
-----------------------------------
حجرٌ وسنبلةٌ وماءْ
طلقاتٌ أغنيةٍ
ترشُّ الضوءَ
نجماً صاعداً ..
يلتمُّ من أفق الدماءْ
شدَّ الصغيرُ ذراعهُ
فتفجرتْ
وعداً .. وأشرعةَ اللقاءْ
لم يرتعشْ
حينَ ارتدى ورقَ الشجرْ
وتوسَّد الدنيا حجرْ
كانت يداهُ قصيدتينِ ..
ونخلتينِ
وسنبلهْ
كانت يداهُ .. القنبلهْ
لم يرتعشْ
كان البلابلَ .. والعصافيرَ .. الحقولَ
وشاطئَ البحر .. السهولَ
وبحةَ الناي .. الهطولَ
البرتقالَ .. الشارعَ المكتظَّ
رائحة البيوتِ ..
الأغنياتِ .. الأمنياتِ ..
الجذرَ .. والتاريخَ .. والزمنَ ..
الفصولَ ..
الحلمَ .. والوترَ .. النغمْ
في طلقةِ الإسراءِ وحَّدهُ العلمْ ..
صدراً .. وقافيةً .. ودمْ
شقَّ البنفسجَ .. وانتمى
شدّ الذراعَ وصاحَ لا ..
وانداحَ في قبضاتهمْ ..
خطواتهمْ ..
في طلقةِ الإسراءِ من بابِ المطرْ
أخذَ الحجرْ ..
لم َّ الشجرْ ..
ونما على دمهِ الندى
شقّ الردى نصفينِ
لكنْ لم ينمْ
دمه الذي للشمس .. والشمسِ
ابتسمْ ..
* * *
حجرٌ يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الأصابعِ
والأصابعُ فوهات ٌ
ترتدي زيَّ المقاتلِ
تملأ الأرض .. الفضاء .. الريحَ
قصفا(21/347)
تنسف الأعداءَ نسفا
ترتدي حقلاً .. ونبعاً ..
ترتدي جذراً وتاريخاً طويلاً
ترتدي كلَّ المنازلِ ..
حرقةَ الغرباءِ ..
تمتصُّ الحكايا ..
تملأُ الطرقاتِ ناراً ..
تقلبُ الدنيا جحيماً ..
ترتدي زيَّ المقاتلِ
لن تمروا ..
خيلنا ضوءٌ وفجرُ
سيفنا حجرٌ وجمرُ
شمسنا حقٌ وصدرُ
لن تمروا ..
كلما سقطَ الشهيدُ يعودُ من حبلِ
الوريدِ
آية الإسراءِ والإصرارِ في مدِّ النشيدِ
خصبة أرضي .. وخصبٌ
عرسُ جدّي
كانَ .. ياما كانَ .. تحكي
نبعةٌ في صدر عكا
كرمةٌ في قلب يافا ..
لن تمروا ..
كان جدي
كان ياما كانَ جدي
يعشقُ الأشجارَ يسقيها الضلوعا
كان يحضنها فتنمو ..
ثم تنمو ..
لن تمروا ..
طعم هذي الأرض سرُّ
شكل هذي الأرض سرُّ
جذر هذي الأرض سرُّ
لن تمروا ..
عمرنا من عمرِ هذي الأرضِ
والأشجارِ والتاريخ والزمنِ الطويلِ
عمرنا في كل ساقيةٍ وموالٍ
ومن عمرِ الجليلِ
لن تمروا ..
ترتدي كل الشوارع جذرها
وتهب تطلبُ فجرها ..
حجر يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الشجرْ ..
شجر يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الحجرْ ..
شعبٌ وملحمةُ المطرْ ..
جدي .. وكانَ يمرُّ في بالِ الندى
يوم ارتدى ...
عكا وما هابَ الردى
شدَّ الذراعَ ..
وردَّ أرتالَ العِدا
قال : الصباح سيمحقُ
الليلَ الطويلْ ...
لا تتركوا ـ مهما جرى ـ
ضوءَ النخيلْ ..
جدي وكانَ الآنَ
في كلَّ الشوارعِ والبيوتِ
وكان في وعدِ المطرْ ..
يمتدُ في قبضاتهمْ ..
يشتدُّ في خطواتهمْ
جدي ..
وما ترك الحجرْ
جدي وما ترك الحجرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> بلاد لها عرسها
بلاد لها عرسها
رقم القصيدة : 2134
-----------------------------------
بلاد لها سرّها
فامتلئْ بالصباح النديِّ
وجئني
بلاد لها عرسها
فارتشفْ ظلها من زمان البداياتِ
خذني
مراياك حلم ٌ وهذا النشيد الطويل ُ
طويلْ ..
يرف الحمام على سطح ِ داري
ترف الحكايات عشقا
ويزهر في كل درب
هواك الجميلْ
يرف الحمام ويسقط فوق الشوارع ِ(21/348)
يسقط فوق البيوت ِ
ترف الحكايات دمعا
وتسقط في كل درب ٍ
دماء الأصيلْ
.. فلسطين تأتي
من الشوق فينا
من العشق فينا
من المستحيل إلى المستحيلْ
تشدّ خيول الصباح ِ
وتسرج عنف الجبال ِ
وتعلي إلى الشمس تعلي
حدودَ الصهيلْ
هنا أرضنا
بيتنا
بحرنا
شارع ٌ من زمان الزمان بنا
طلقة ٌ من جبين الصباح ِ لنا
تقتفي شمسنا عرس كل البيوت ِ
وتمضي بنا نحونا
تباهتْ حجارة كل البلاد
بهذا الشموخ ِ
بهذا الجموح ِ
بهذا الضياء الذي لفنا
نجمة ٌ ..
والشهيد ُ ..
الرجال ُ .. النساء ُ ..
الشهيد الذي يفتدي كي يشدّ
الضياء انتباه َ نهار ينير السبيل ْ
ويطلق في بحر عينيه عشق البلاد
التي علمته الوضوء الصلاة َ
ارتفاع النخيلْ
بلاد تسير إلى ضفة من صباح ٍ
.. فلسطين تأتي
وتلك الجراح التي أججتها الجراحْ
تمد الرياح مناديل شوق لوعد الرياحْ
وتلك المآذن الله أكبرْ ..
صبيّ ٌ يغدر ُ نحو اشتعال الشوارع ِ
الله أكبر ْ..
دمار هنا أو دمار هناك َ
ونجمة هذا المساء اندلاع ٌ
والله أكبرْ ..
إلى النصر أتون الله أكبرْ ..
فلسطين فينا
فلسطين تأتي
لطلقة هذا الصباح الندي ِّ
والله أكبرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لنا أن ننام
لنا أن ننام
رقم القصيدة : 2135
-----------------------------------
نمارسُ طقسَ البكاءِ
وفصلَ النحيبِ الطويلِ
وعريَ الصحارى ..
نفسر معنى انتشاء السكارى
حذاءٌ بطولِ المكانِ
هل الوقتُ من ماءِ هذا الزمانِ
مشيتُ .. فباضَ الجنودُ صراخاً
رموني ..
ومن جلدِ جلدي نفوني
عليك الذي ما تبقى ..
وأعوي
أوزعُ وجهي على موجتينِ
أبثكِ نجوايَ جرحاً فنامي
خذي سكراً أو زبيباً ونامي ..
لكفيكِ حناءُ عمري
وعمري توقفَ عند الفواصلِ ضعتُ
إذنْ أغلقي ما تبقى من الأغنياتِ
ولا تفتحي أيَّ بابٍ ونامي ..
عليكِ الذي ما أضعنا ..
نبيعُ الشهيدَ لمن يشتريهِ
لماذا نفتّحُ فوق اليدينِ السؤالَ
فرحنا .. سكرنا .. قرعنا الطبولَ
وكنّا على الباب قتلى(21/349)
سنشرب نخب انكساركِ فينا
ونرقصُ فوق القبور عرايا ..
نمارس كل طقوس الفجورِ
ونعوي ..
سئمنا من الحربِ نامي ..
سئمنا من الأغنياتِ ..
من الأمنيات ..
منَ القصص الماضياتِ
لنا أن نمجدَ عزَّ الخليفةِ حين استطابَ الركوعَ
لنا أن نغنّي الخنوعَ
لنا أن ننام ..
بكيتُ على كلّ أطلال هذا الزمان ..
خرابٌ .. وكلّ الشوارع زينات عرسٍ
خرابٌ .. وباب الخليفة صفٌ من القادمينَ
له التهنئاتُ ..
له الطيباتُ ..
خذي سكراً .. أو زبيباً ونامي
ولا تحلمي أيَّ حلمٍ يخيفُ الولاةَ
فإن الشياطين في كلِّ ركنٍ ..
يخطون عنكِ التقارير نامي ..
لماذا نحمّلُ ريشَ الحمامِ
خطايا السقوطِ
لماذا نجملُ هذا الركوعَ الخنوعَ ..
.. وقال الخليفةُ ..
إنّ الخوازيقَ سكَّرْ
على كل بابٍ جنودٌ وعسكرْ ..
عشقناكَ يا صاحبَ الأعطياتِ
لك المجدُ .. والأغنياتُ ..
لكَ اللحم والعظم و الروح والطيباتُ ..
وحكمكَ يمتدُ فينا إلى ما تشاءْ
عرايا .. نمجدُ فضلكْ
أذلاءَ نحمدُ عدلكْ ..
لكَ المجدُ والانحناءُ
ومنّا الولاءُ ..
رفعنا الرؤوسً فطارتْ ..
نمارسُ كل طقوس الولاء
ونبكي علينا ..
زمان العجائبِ آهٍ فنامي ..
بأمر الولاةِ ..
قطعنا الذي بيننا من صلاتِ ..
فنامي ..
تنادوا .. ونادوا وساقوا الخطبْ
وباسوا اللحى ..
وضمّوا .. وشمّوا .. وعلوا الرتبْ
ورشُّوا العطورَ ..
وسال التملقُّ حتى الركبْ ..
وباسم العروبة باسم العربْ ..
رموكِ على الباب ثكلى .. وطاروا
فنامي بأمر الولاةِ
عليهم صنوف الصلاةِ
بأمر التواقيع والبصماتِ
بأمر الذي بيننا وانقضى ..
بأمر الشموخ الذي قد مضى ..
دعينا ننام ..
دعينا نطيّرُ رفَّ الحمامْ ..
ونعبدُ نركعُ خلف الإمامْ ..
ندور .. ندور .. ندور ونعوي ..
عرايا .. مطايا
نكسِّر كل المرايا
دعينا نمارس طقس البكاءْ ..
ونلعن بالسرّ هذا الزمانَ ..
ونعشق بالسر ضوء النهارْ ..
دعينا لخوف يعشش فينا
عرايا .. نخاف .. وماذا نخافْ ؟!
مطايا نخاف .. وماذا نخافْ ؟!(21/350)
ولكن نخافْ !!
نباركُ كلّ ارتعاشاتنا ..
نبارك كل انحناءاتنا ..
نبارك مجدَ الخضوعِ ..
الخنوعِ ..
فنامي ..
ولا تقرئي أيَّ شيءٍ علينا ..
قطعنا الذي بيننا من صلاتٍ
بأمر الولاة ِ
وأمرُ الولاة جليل مطاعْ ..
نبارك أنَّا كسقط المتاعْ ..
نصفق ليلَ نهارَ .. ونعوي ..
ونعوي ..
ونعوي ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> فجر القوافي
فجر القوافي
رقم القصيدة : 2136
-----------------------------------
فلسطينُ افتحي الطرقاتِ بابا
أتاكِ المجدُ يسألكِ انتسابا
وجاءتكِ القوافلُ مثقلاتٍ
بخفقِ القلبِ تلتمسُ اقترابا
تسابقتِ الأماني مشرعاتٍ
لتلقى عندَ كفيكِ الرغابا
تشدُّ الخيلُ أسرجةَ التلاقي
وتنفضُ حينَ تلقاكِ اكتئابا
تردّينَ الغزاةَ بخيلِ نصرٍ
تشقُ الريحَ تنسكبُ انسكابا
كأنَّ الصخرَ تغزلهُ الحكايا
فيصعدُ ثمَّ ينصبُ انصبابا
تنادى البحرُ بسملةً فقامتْ
بلادُ الخيرِ وانتفضتْ شبابا
تراكضت الشوارعُ عاصفاتٍ
تلمُّ السهلَ تحتضنُ الهضابا
يطلُّ الشعبُ من فجرِ القوافي
ويملأ حينَ ينتشرُ الشعابا
كأنَّ الأرضَ قد لبستْ شموخاً
فكان الشعبُ للأرضِ الثيابا
يشدُّ الزهرُ أشرعةَ الثواني
ويأخذُ كلَّ ثانيةٍ شهابا
إذا الشهداءُ للأمطارِ غنوا
تهادى الفجرُ يحتضنُ الترابا
كأنَّ الفجرَ قد أدناهُ فجرٌ
فطابَ الوعدُ حينَ العهدُ طابا
ترى الأشجارَ مطلقةً خطاها
بها الأغصانُ قد نهضتْ حرابا
تضيءُ أصابعُ الأطفالِ عشقاً
وتلثمُ من تشوقها القبابا
تلمُّ الريحَ في حجرٍ وترمي
فتلتهبُ المسافاتُ التهابا
فللأحجارِ حمحمةٌ ورعدٌ
بغيرِ القصفِ ما عرفتْ خطابا
تراوغُ ثم تندفعُ اندفاعاً
وتتركُ حينَ تنقضُّ اضطرابا
فحيناً تبصرُ الأحجارَ طيراً
تحلقُ ثمَّ تنصبُ انصبابا
وحيناً تبصرُ الأحجارَ خيلاً
تردُ الليلَ تقتحمُ الصعابا
تخط حروفها في كل شبرٍ
إلامَ الشمسُ تنتظرُ الإيابا
إلامَ الجرحُ يبقى في نزيفٍ
يكابدُ في تقلبهِ العذابا
وعودُ الأهلِ قدْ زادتْ وفاضتْ(21/351)
وظلَّ الفعلُ من يدهمْ سرابا
يرشونَ الدروبَ بألفِ عهدٍ
وكلُّ عهودهمْ باتت كِذابا
إذا قرعوا طبولَ الحربِ مالوا
إلى الجيرانِ ينهونَ الحسابا
جيوشٌ حينَ تطلبُها تراها
تعضُ لحومها تثبُ احترابا
وللأعداءِ في الأقصى ولوغٌ
يرونَ العزَّ إنْ نشروا الخرابا
على الطرقاتِ ينتشرونَ قبحاً
لغيرِ الشرِّ ما عرفوا الذهابا
أتوا من آخرِ الدنيا سواداً
يباري ليلُ ظلمتهِ الغرابا
تساندهم يدٌ للظلمِ طالتْ
ومالتْ حينَ أطلقتِ الذئابا
وراحت تكتبُ التاريخَ زوراً
وتنسفُ في تملقها الصوابا
تكاثرتِ الجراحُ بكلِّ درب
وزادت حينما اتسعتْ مصابا
تلمُّ القدسُ دمعتها فتهمي
بكلِّ شوارعِ الدنيا عتابا
كأنَّ اليتمَ سربلها بحزنٍ
نما في ضوءِ مقلتها انتحابا
تسائلُ ثم تسألُ عن رجالٍ
إذا نادتهمُ كانوا الجوابا
ترى الفرسانَ قد سبقوا خطاهمْ
لساح الحرب يرجون الثوابا
فبسمِ الله ينتشرونَ نوراً:
وبسمِ الله يطوونَ الصعابا
خيولُ النصرِ قد شدتْ ومدتْ
وراحتْ تمطرُ الوعدَ اقترابا
فكيفَ نميلُ إنْ مالتْ بلادٌ
وسلمتِ المضاربَ والركابا
وهل نبقى على صهواتِ ريحٍ
نمدُّ الخطوَ نمتدُّ اغترابا
ونفتحُ دفترَ الأيامِ صفحاً
وننسى كلَّ ما أخذَ اغتصابا
وكيفَ ننامُ إنَّ الذئبَ ذئبٌ
وإنْ أخفى عن الأنظار نابا
فلا والله لا نرضى بذلٍ
وإن خضنا من البحرِ العبابا
شبابُ الخيرِ قد هبوا وشدوا
ومدوا الخطوَ وانتفضوا غضابا
تنادوا ثم نادوا واستزادوا
فكانَ الفجرُ في غدهمْ جوابا
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> فلسطيني
فلسطيني
رقم القصيدة : 2137
-----------------------------------
لطفل ٍ يرتدي قمراً وأغنية ً
لطفل ٍ يرتدي شجرا ً وموالا ً
لشارعنا الذي في القلب ِ
والأقصى يدق جدار هذا العمر
فانتفضوا خفافا
تطلع الأحلام من وعد ٍ فلسطيني
هنا الآمال من عشق ومن شوق ٍ
فضميني
إذا ما جئت أو ما جئت مذبوحا
على خيل من الأحلام .. أحلامي
فهزي سدّة الميلاد
هزي صرخة الأعياد ِ(21/352)
هزي كل ما في القلب من نبض ٍ
وهزيني
يعود الجمر من حجر
تسيل النار من حجر
يطل الفجر من فجر فلسطيني
صباح الخير يا وطنا له الشمس ُ
صباح الخير يا أعلى ويا أحلى ..
صباح الخير يا وطنا
يذوب بحبه الهمس ُ
أتيت إليك يا قلبي
فكنْ عمري وأيامي
وأحلامي
وكن نبضي
صباح الخير يا وطني
أجيء إليك يا قلبي الفلسطيني
ويا عمري الفلسطيني
ويا شجري الفلسطيني
ويا حبي الفلسطيني
فأنت هواي أحلامي
وكل العمر
موالي الفلسطيني
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> تتمخض الأرض الغمام
تتمخض الأرض الغمام
رقم القصيدة : 2138
-----------------------------------
إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ
شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ
وأنا رصيفُ البرتقالْ
وقفتْ أريحا في صفدْ
وتعانقتْ مدنُ البلدْ
كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ
واشتعالاتِ الصباحْ
تفّاحة للقدسِ حيفا
ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ
الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ
هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ
لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ
ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي
ورجا يغنّي
لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ
وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ
يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ
كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها
قنابلْ ..
يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ ..
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
والطرقاتُ تغلي ..
ورجا يقاتلْ ..
الأرضُ أرضي والبلادْ ..
سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ
كانَ الجنودُ يوزّعونْ
ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي
كانتْ خديجةُ والظلالْ
يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي
عرسٌ هي الأرض النشيدْ
وزنودهمْ ..
كانتْ على الطرقات تغلي
عرسٌ هي الأرض النشيدْ
ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ
كانتْ توزّع وجهها
الكرملُ الآنَ الخليلْ
يافا تشدّ يدَ الجليلْ
ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ
اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ ...(21/353)
لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها ..
راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ ..
قال الصغير لأمّه ِ
يا أمّ لون الشمسِ أحلى
والبرتقالُ اليوم أطيبْ
وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ
كانت جذوع السنديانْ
قال الصغير لأمهِ
إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ ..
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
وارتطموا ..
ضحك الصغير لأمّه ِ
ضمّتهُ فانتشرت يداهْ ..
* * *
تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ
هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي
يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل
الصغيرةِ
يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها
وجميعَ أسماءِ السنابلْ
كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي
وترحلُ في زغاريد البلادْ
يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة ..
يرحلون الآنَ في دمهمْ ..
وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا ..
قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ ..
وبينَ شعبٍ لا يساومْ
برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ
الموجةَ َ الأولى ..
ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ
أو تغنّي حلمها ..
واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ
فانتصبتْ ..
لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ
تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى
وعرس الأرض طرحتهم ..
وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ
من قاماتِ هذا الليلِ ..
من حقدٍ يحاصرهمْ ..
* * *
قال الصغير لأمّهِ ..
وقفتْ أريحا في صفدْ ..
وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي
الكرملُ الآنَ الخليلْ
يافا تشدّ يد الجليلْ
الشمس أحلى ..
والبرتقال اليوم أطيبْ
الشعبُ كان على الطريقْ
ما زال يمضي ..
يمضي ويمضي .. ثم يمضي ..
ضحكَ الصغير لأمّهِ ..
ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> ما بين جثته وسكين الغزاة
ما بين جثته وسكين الغزاة
رقم القصيدة : 2139
-----------------------------------
أيكونُ عيدْ !!!
ودمٌ على طولِ النشيدْ ؟؟!!
يتدفقُ الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفونَ البلادَ ويسألونْ :
أيكونُ عيدْ ؟؟
يتدفقونْ ..(21/354)
من صرخةِ الطفلِ المقمَّط بالدماءْ
حتى أصابعهِ الأخيرةِ
أشعلتها طلقةٌ عندَ المساءْ
فتأرجحتْ ما بين سرَّتهِ وسرَّتهِ
بقايا نبضةٍ سقطتْ
على وجهِ السماءْ
أيكونُ عيدْ ..؟؟
لأصابع الطفل المقمّط بالدِّما
ليديهِ تعتصرانِ حلماً مبهما
طرقتهُ سكينُ الغزاةِ فكلّما
همّتْ تجمِّعهُ الظلال تحطّما
تعبتْ خيولُ الحلمِ حتى قبلما
أن تعرفَ الخيّال أو أن تُلْجَما
أيكونُ عيدْ ؟؟!!
يتوزّعُ الموتى رصيفَ الذكرياتِ ويطلعونْ
.. يتدفقونْ
يتبادلونَ وجوههمْ ..
يتلفتونَ ..
ويصرخونْ :
يا سيفَ عنترةَ انتظرناكَ انتظرنا
ظمأ ٌ على هذا المدى .. فأجرْ ..
أجرنا ..
أتركتَ عبلةَ للغزاةِ وأنتَ منّا ؟!
يا سيفَ عنترةَ انتظرناكَ ..
انتظرنا ..
يتدفّقُ الموتى فرادى
يتدفقونْ ..
ويصيحُ عنترةُ المكبل بالزمانِ
لكمْ هَرمْنا ..
كم هَرِمْنا ..
* * *
يا أيْها البلدُ المقيّدُ بالسلاسلْ
في دير ياسينَ البلابلْ ..
سقطتْ على طول الجراحْ ..
دمها المباحْ ..
في كفر قاسمْ ..
جاءتْ على الوترِ الشظيّهْ ..
وتقطعتْ أطرافُ قبيهْ
يحكى .. ويحكى .. عن سلامْ !!!
ما بينَ جثته وسكين الغزاةْ
يحكى .. ويحكى .. عن سلامْ ..
يتدفقُ الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفونَ البلادَ ويسألونْ
عن آخرِ الزيتون في أحلامِ صبرا
يحكونَ عن كلِّ العصافير التي كانت تغنّي
سقطتْ وصارَ اللحنُ مرّا
صار مراً .. صار مرّا ..
يتدفق الموتى قليلا ..
يتساءلونَ عن الحكايا ..
آهِ شاتيلا الضحايا ..
جثة ً علقتُ قلبي فوقَ أبوابِ الشظايا
يصرخُ الموتى قليلاً ..
يطلع الموتى قليلا
يطرقون الآنَ وجهَ الريح من وعد سيأتي
.... ثمّ يأتي
لا .. ولا حتى المطرْ ..
في صرخة الموتى وغصّات الشجرْ ..
جفّت ينابيع البلاد وأضربتْ ..
وبكى على الوترِ .. الوترْ ..
/ طرقاتُ حيفا ..
أين الذين أحبهمْ ؟؟
أبواب حيفا
أين الذين أحبّهمْ ..؟؟
ما للشوارعِ أوقفتني ..
ورمتْ على ظلّي دموعاً حيرتني ..(21/355)
يتجوّل الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفّون الشوارعَ يشهقونْ ..
وتصيحُ حيفا :
هذي السلاسلُ أتعبتني ..
ويصيح عنترةُ المكبّلُ بالزمانِ
لكم هرمنا ... /
يتدفقُ الموتى قليلا ..
يتساءلُ الموتى فرادى .. أو فرادى ..
أيّ عيدٍ .. أيّ عيدٍ ..
أيّ عيدْ ..؟؟ !!!
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> المخيّم
المخيّم
رقم القصيدة : 2140
-----------------------------------
هيَ البرتقالةُ قد أودعتني
نداءَ الصباحْ
ومدّتْ جذورَ الحكاياتِ داخلَ جسمي
حنيناً لذاكَ الرصيفِ القريبْ
ألمّكِ ما بين ضلعي .. وضلعي ..
أشدّ الشوارعَ حتى الشرايينِ أمضي
هيَ البرتقالة ُ .. أنتِ الظلالْ ..
يشاغلُ وجهكِ عنقودَ قلبي
تطلّ مسافاتُ كفيكِ
ما بينَ صدري .. وصدري ..
غريبانِ نحنُ ..
ونحنُ الحكايا الأماني
النشيدُ الطويل الذي في المطرْ
غريبانِ تسحبنا الذكرياتُ
وتنسجُ فوق يدينا المطرْ
قريبان ِ
كنتُ أعلقُ وجهي على الشمس ِ
أدفعُ ما بينَ سرّةِ روحي ..
وروحي ..
نهاراتِ عينيكِ
ينسابُ وجهكِ حلواً .... كيافا
هيَ البرتقالةُ قد جمعتنا
يجيء المخيمُ ..
ثم المخيمْ
يشدّ الصغير على الجرحِ
يقفز فوقَ انشطار يديهِ
على خيمتينِ
اثنتينِ
هو البرتقالُ
وأنتِ السؤالُ .. السؤالْ ..
أحبُّ المخيمَ حين الشوارع ملأى بهذا النشيدْ
أحبُّ المخيم يطلقُ في راحتيهِ انتفاضَ الوريدْ
يجيء المخيمُ
دوماً يجيءْ
رصيفُ العبور إلى الأغنياتْ
هي البرتقالةُ قد أشعلتنا
نشدُّ على الجمرِ حتى اللقاءْ
وحتى طلوعِ الضياءِ .. الضياءْ
على الجمرِ كفّي
على الجمر صدري
قريبانِ
نطلقُ هذا الصباحْ
نمدُّ الشوارعَ في راحتينا
وأنتِ الجوابُ
السؤال الجوابُ
لحيفا نشدّ على الجمرِ ..
حيفا ..
قريبان في شارعٍ من صفدْ
نشدّ على الجمرِ حتى البلدْ
هي البرتقالةُ
أنتِ المخيمُ
أنتِ اللقاءْ ..
وقلبي على الجمر والبرتقالْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> مهر الغزالة
مهر الغزالة
رقم القصيدة : 2141(21/356)
-----------------------------------
في الشرايين الدماء
أشعلْ دمي في دربِ حيفا
مرّةً أو مرتينِ
وألفَ مرّهْ
أشعل دمي
فأنا على هذا الطريق ِ
تشدّني تلكَ الديارُ
تشدّني في القلب جمرهْ
* * *
يممتُ شطركِ حاملاً هذا التوحُّدَ
بالشجرْ ..
ويداك تنتبهانِ
تضفرني يداكِ
وكنتُ من وجدٍ أشدُّ على الرمال ِ
ألم قافيةَ السؤال ِ
أمرِّر الأحلامَ
ترتعشُ الحكايةُ داخلَ الصدرِ
المسافر في مناقيرِ العصافيرِ
المطرْ ..
ورأيتُ وجهكِ في ملامح طفلةٍ
حطّتْ على قلبي طويلاً
أرسلتْ تفاحتينِ .. ودمعةً
وهوتْ على حدِّ الصورْ ..
/ يا هذه الرئة الشراعْ
من أسقط الشفةَ الذراعْ
.... تفاحتانِ على البلدْ
ويدي أصابعها صفدْ /
قالتْ أحبكَ مرتينِ
ففتحتْ جلدي على أنفاسها
يسّاقط المطرُ المحملُ بالندى والذكرياتْ
أنا لا أغني للفراشةِ والقمرْ
أنا لا أحبّ سوى يديكِ .. فحمليني ..
ضلعكِ المكسورَ في هذا السفرْ ..
كي أرتدي .. أو أفتدي ..
هذا الصباح يدقُّ أرصفةَ اللقاءْ
أبداً أشدّكِ في ثيابي
وألمّ وجهكِ في حضور الشمسِ
في سحقِ اغترابي ..
مهر الغزالة في الشرايين الدماءْ
ما بيننا ..
باقٍ .. ولكن بيننا
هذا السياجُ وعتمة الغرباءِ ...
فانطلقي ..
نبدِّد حلكةَ الليلِ ... السوادَ
نردُّ غربانَ الظلامْ ..
مهر الطريقِ إليكِ أزهار الدماءْ
تتمددين الآنَ في رئتي ..
وفي صوتي ..
أمدّ إليكِ أرصفةَ الضياءْ ..
/ جسدي على جسدِ المخيمِ
نرتدي هذا الحنين
نشدّه حتى الضلوعْ
يا هذه الأرضُ التي نبضتْ على أكتاف جدّي
وروى عروق عروقها أجداد جدّي
مدّي ذراعكِ ..
في دمي جذر البدايةِ فلتمدّي
ما بيننا هذا التوحّد مطلقٌ
منذ البدايةِ مطلقٌ
حتى النهايةِ مطلقٌ
أبداً فمدّي ../
قالت أحبك مرتينِ
وكسّرتْ أنفاسها عند التردد في دمي
فتوهجت في القلبِ أجنحة الرجوعِ
رأيتُ وجهكِ في الضلوعِ
وكنتُ من عبقِ التشوّق أرتديكِ
أمرّ مأخوذاً
تنبهني يداكِ إلى يديك على الصليبِ(21/357)
وخطوةُ الغرباءِ في البلدِ الحبيبِ
تردّني ..
مهر الغزالة في الشرايينِ الدماءْ ..
أشعلْ دمي ..
أشعلْ دمي ..
فدمي قناديل الطريقْ
لا شيء غير النار من أجل اللقاءْ
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أوزع جسمي على العائدين
أوزع جسمي على العائدين
رقم القصيدة : 2142
-----------------------------------
سأشكوك للبحر يا بحرُ ..
... أمي .. ويافا ..
تحنّانِ حتى يجيء المطرْ ..
وأنتَ تظلّ بعيداً .. بعيداً ..
فلا البرقُ .. برق ٌ
ولا الماءُ .. ماء ٌ
كأنّ السحابة َصارتْ حجرْ ..
سأشكوكَ للبحرِ يا بحرُ
إنّ السحابةَ ..
إنّ السحابةَ
إنّ السحابةَ
صارت حجرْ ...
* * *
ذراع التي عمّدتني
بأحلام حيفا ..
بآمال .. حيفا ..
بكلِّ الشوارع والذكرياتْ ..
تمدُّ جميعَ الجذور تشدُّ
ضلوعي إليها ..
ليطلعَ وجه الصباح نديّا
ـ وما بين زيتونةِ الدارِ كانْ
وبين ضلوع الدوالي
لجدّي الزمانْ
لجدّي المكان ..
وإني أسافر فيكِ أسمّي
امتدادكِ جسمي
وكانت تجيء الشوارع من ساكنيها
إلى ساكنيها
أحبّكِ حيفا
وهذا طلوع القوافل حتى ارتحالك فينا
على الأفقِ شمسٌ ..
ـ أيمم شطر الصحارى ..
أحاول أن أجتنيها
فأسقط ما بينَ حلقي وحلقي
وأرجع إنّ الصحارى
تبيع الخيولَ إلى قاتليها ـ
أحبّكِ حيفا
تجفّ الينابيعُ لكنّ... قلبي
وأطفالَ حيفا
يصبّون زيت القناديل حين التقينا
.. وكانوا على الدربِ حين التقينا
على الأفق شمسٌ
وهذا الصباح جميلاً سيأتي ..
جميلاً سيأتي ..
* * *
تبادلتُ ..
إنّ الطريقَ الطويلَ
طويلْ ..
أوزّع جسمي على العائدينْ
وكانت تطلّ الشبابيكُ نحوي
تمدّ الوجوهَ إلى ساكنيها
وتطلقُ كلّ زهور الحنينْ
وما بين يافا .. وصدري
وصدري ..
على الأفق شمسٌ
وهذا الصباح شراع ووجهي
فلسطينُ في القلبِ حباتُ قلبي
فلسطين في الدربِ قنديلُ دربي
وكلّ الشبابيك كانت تطلّ
لظلكَ ظلُّ
لأشجار كفيك هذا النهارْ ..
ألملم زيتونكَ المستباحْ
وترجع خطوتكَ الواعدهْ
لأيام حيفا ..(21/358)
لأيام يافا ..
فلسطين أغلى ..
وأغلى ..
وأغلى ..
* * *
على الزهرة الآن قلبي شراعْ
على الشمسِ كفي
سأقبضُ
إنّ النهارَ يجيءْ
يجيءُ .. يجيءْ ..
ويا بحرُ
إنّ النهارَ يجيءْ ..
* * * * *
ستزرعني على ميناء زنديها
نجمتان
أوزّع قلبي على نجمتينِ
اثنتينِ
اثنتينِ
هواكِ ولمسِ اليدينِ
أنقّطُ عشقاً على الأرصفهْ
على عتباتِ الديارِ ...
الشوارعِ
كلِّ النوافذِ
عشقاً أنقّطُ
ألثم خدَّ الرصيف المضمّخ بالبرتقالْ
شهيداً أجيءُ ...
أجدِّدُ روحي
على صدر أمي
وأبكي طويلاً
أوزِّع جسمي على البرتقالْ
فلسطين
أخبئ وجهكِ داخلَ جلدي
وداخلَ عظمي
أحبّكِ أكثر من أيِّ وقتٍ
أسميّكِ همي
أشدّك حتى الشرايين عشقاً
أسميّكِ حلمي ..
تكونينَ كلَّ الشوارعِ والذكرياتْ
تكونينَ قلبي
ملامحَ عمري
وكلَّ الأناشيد والأغنياتْ
أخبّئ وجهكِ في خطو ابني
وفي حلم أمي
وخلفَ الدماءِ
أراكِ مع الشمس والشهداءْ ...
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> الشهيد
الشهيد
رقم القصيدة : 2143
-----------------------------------
وكانَ يحبُّ أن يذهبْ
طويلاً في عيونِ الشمسِ
أن يذهبْ ...
يمدُّ يدينِ مشرعتين للقمرِ
الذي في القلبِ
للقمر
الذي في الدربِ ...
أن يشربْ
من العين التي ضفرتْ جديلتها
أمام الدارِ
في حيفا
يغرّد في مسامات الهوى المجدولِ ..
أغنيةً
يشدّ على رصاصتهِ
يغنّي ألف موّالٍ لقبلتهِ
التي انهمرتْ على الجذرِ
الهوى الفجرِ ..
وكان يحبُّ
فانطلقتْ ...
يداه الآنَ في الزهرِ ..
أبو سلمى ..
مفتاح الدارْ
ما زال على كتفِ الأشعارْ
ينتظر أصابعكَ الخضراءْ
ليدورَ ... يدورْ ..
في كلّ الأبوابِ .. الأبوابْ
مفتاح الدارْ ...
ما زال على كتفِ الخيمهْ
يحتضن الشمس ويشعلها
في كفّ الثوار .. الثوارْ ..
مفتاح الدارْ ..
أغنية ..
ستشربني
عيونُ الزعتر البلدي
فأفرح من صميم القلبِ
أركض في شوارعنا
وأطلع في نوافذنا
أسلّمُ كلّ أشرعتي لكفيها
وتزرعني على ميناء زنديها(21/359)
فألصق جبهتي السمراءَ أرفعها
لأحلى نجمةٍ في العمرِ
أعلى نجمةٍ في العمر
ألصقها
على جرح الشهيدِ يضيء كالقمرِ
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> إلى شهداء صبرا وشاتيلا
إلى شهداء صبرا وشاتيلا
رقم القصيدة : 2144
-----------------------------------
أسمّي جسميَ المفتوحَ للشمسِ
أسميهِ الغدَ الآتي
وأكتبهُ على قيثارةِ العرسِ
تفاجئك الزنابقُ في محاجرها
انشطار الحلم بين الجفنِ والسكينْ
دخول الآهِ في الشريانِ
والشريانُ مذبوحٌ
تعدّ أصابعَ الأطفالِ
تغرقُ في تشابهها
يغيبُ نهارها يمضي
هنا امرأةٌ
تشدّ الثوب داميةً
وتحضنُ ما تبقى من !!.....
بقايا الطفلِ
ترميها حدودُ الليلِ
تعصرها
هنا امرأة ٌ.....
تحاول أن تجمّعَ جسمها المشطورَ
فوقَ الجثة الأخرى
وكان الشيخُ خلفَ الطفلِ
خلف الشيخِ
متكئاً على العتبهْ
أمام يديه عصفوران مذبوحانِ
واندلقتْ حدودُ الصدر والرقبهْ
وكان الشيخُ مطروحاً على الجثهْ
ومصلوباً على الخشبهْ
هنا امرأة ٌ....
تمشّط شعرَ طفلتها
توقفتِ اليدُ اليسرى على يدها
دم يرمي ضفيرتهُ على دمها ..
تجمِّعُ جسمها المنشقَّ
تضغطهُ ...
تجمِّعُ جسمَ طفلتها
وترتحلانِ .. ترتحلانِ
كان الشيخُ متكئاً على الجثّهْ
ومصلوباً على السكين والعتبهْ
* * *
نوزّع جسمنا المحروقَ
فوق النارِ والكبريتِ .. والزيتِ
نوزّعهُ على الزيتونِ أرغفةً
وقافيةً
نوزّعهُ على الميدانْ
عصافير الهوى انكسرتْ ..
وراحتْ تشربُ النيرانْ
وكنتْ ألمّ زاد الروحِ
أسألُ عن دمي الركبانْ
يشدّ القلبُ ماء القلبِ
يسلخني ....
دماء نهارك الأوّلْ
دماء نهاركَ الثاني
دماء نهاركَ القادمْ
على القمّهْ
فقاومْ يا أخي قاومْ
بنادقنا هي اللمّهْ ...
* * *
سألتُ الشارع المطروح في صبرا
عن البنتِ التي كانتْ ..
تزيّنُ شعرها فلهْ
عن الطفل الذي ما زالَ
يبكي إن رأى ظلهْ
وكان الصمت خلفَ البابِ
والجدرانِ والطرقاتْ
هنا كانوا ..
هنا شدّتْ على كفي
أصابعُ طفلةٍ .. طفلهْ(21/360)
لماذا كلهم ذهبوا؟؟
لماذا كلهم رحلوا ؟؟
* * *
هنا صبرا .... وشاتيلا
هنا دمنا ....
سنرسله قناديلا ..
ونصرخُ .. لا ..
لغير الأرضِ .. كل الأرضِ
نصرخ .. لا ..
لغير الشمس .. والمدفعْ
لنا حيفا ..
لنا يافا ..
لنا القدس ....
لنا كلّ الترابِ ..... لنا ..
لنا كلّ الديار .. لنا ..
سلام الدولةِ العرجاءِ نرفضهُ
سلام الذلِّ نرفضهُ
ونرفضُ أن نمدّ يداً إلى القتلهْ
* * *
يدور الزعتر البلديُّ في صبرا
ويسأل عن حدود الزهرةِ الأولى
عن العرسِ الذي في القلبِ
والطرحهْ
عن الفرحهْ ...
وعن طفلهْ
تمدّ يدينِ مشرعتينِ للشمسِ
وترسم في دفاترها
جناح حمامةٍ بيضاء كالثلجِ
ينادي الزعترُ البلديّ شاتيلا
ويسألهُ ..
عن الخالاتِ والعمّهْ
عن الأولاد ..
والشيخ الذي يرتاح إنْ ضمّهْ
تجيب الجثة الأولى
تجيب الجثة الأخرى
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
يغيب الشارع الأولْ ..
يغيب الشارع الثاني ..
هنا جثث .. هنا جثث ٌ..
هنا البيت الذي جدرانه انطرحتْ ..
على جدرانهِ دمهمْ ..
على الأرض التي ارتفعتْ ..
على الأرض التي انخفضتْ
على الأشجار .. والخبزِ ..
هنا دمهمْ ..
يدور الزعتر البلدي في دمهمْ ..
يشدّ الحلم يرفعه إلى الأعلى ..
تغيبُ الجثة الأولى ..
تصير الآن قنديلاً وقافيةً
تغيب الجثة الأخرى
تصير الآن أشجاراً .. وأغنيةً
يدور الزعتر البلدي في دمهمْ ..
يشدّ الحلم يرفعه إلى الأعلى ..
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
سيورق في دمي البلدُ
ويطلع في دمي البلدُ
هو الميناء والزيتونْ
هو القمّهْ
دمي الأنهار والليمونْ
دمي اللمّهْ
دمي القنديل للدربِ
دمي الثورهْ ..
رصاصتنا هنا ارتفعت إلى الأعلى
بنادقنا إلى الأعلى إلى الأعلى
دم الشهداء عطر الأرض طرحتها
دم الشهداء عرس العودةِ
العودهْ ..
بنادقنا رصيف الحلم والتحريرِ ..
والعودهْ ..
* * *
حفرتُ على ضلوع الصخر أغنيتي
وكان الزعتر البلدي في لغتي
فصار الصخر في زندي
وخصر الصخر قافيتي
* * *
تفاجئكَ الزنابق في توهّجها(21/361)
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
مداد نشيدنا الممتدّ للأرضِ
سنمضي فجرنا المجدول في يدنا
لنا الشهداء قامتهم إلى الأعلى
وقامتنا ..
إلى الأعلى ...
رصيف الشمس غايتهم ..
وغايتنا ..
هم العهد الذي في الصدر رايتهُ ..
هم الدرب الذي انطلقت أزاهرهُ
همُ الفيضانُ والثورهْ ..
سنمضي نكملُ المشوارْ ..
رصاصتنا .. بنادقنا
إلى الأعلى ..
هم الشهداء .. والشهداء في دمنا
هم الأرض التي تمتدّ في غدنا ..
هم العودهْ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جذور الحب ضاربة
جذور الحب ضاربة
رقم القصيدة : 2145
-----------------------------------
لأوّل مرةٍ في الحبّ تنفتح الشرايينُ
يذوب الملح عن شفتي
أرى شعباً ...
أرى وطناً ...
عيون الشمسِ في كفي ...
لأوّل مرة في الحبّ تنتصرينَ يا رئتي
وتلتفين بالأنوار يا شفتي ..
أنا الآتي إلى عينيك شدّيني
جذوري أصبحت أقوى
أنا الممتدّ في التربهْ
ضربت الليلَ فانكسرت جماجمهُ
ضربتُ شرانقَ الغربهْ
* * *
لأوّل مرة في الحبّ تنتصرين يا امرأتي
وميض الشوق في عينيكِ من حيفا
ولون الورد في خديك من يافا
لأوّل مرة في الحبّ أشعر أنك امرأتي
فكوني الرملَ والأشجار يا امرأتي
.. تعالي نبذر الأيام إيماناً بعودتنا
تعالي .. أنت أغنيتي
وما بينَ الهوى والشوقِ أمنيتي
وفي الجسدينِ أسلاك محطمةٌ
ورايات .. مرفرفة ٌ..
وتنبت من عيون العشقِ أغنية ٌ.
لأطفالٍ .. عيونِ القدس طلعتهمْ
تعالي يا فلسطينية َالحبِّ
ويا مسكونةً بالبرق والغضبِ
أحبك خطوة تمشي على دربي
تعالي ..
أنتِ من قلبي .. إلى قلبي
* * *
أحبكِ حينما الأشجار تحمل كلّ روعتها
وتحضننا عصافيرٌ هناك سماء عزَّتها
فدوري في كرياتي لهيباً في محبتها
ونامي .. / لا سريرَ هنا
وعودي .. / لا زمانَ هنا
وذوبي .. / لا غرامَ هنا
ولا أيام إلا عطر تربتها
فلسطينيتي .. امرأتي
فلسطينيتي .. رئتي
فلسطينيتي .. قلبي وأغنيتي ..
* * *
شوارعنا التي فقدت مساحتها
شوارعنا ..(21/362)
مزارعنا التي سُرقتْ حلاوتها ..
مزارعنا ..
هنا تنمو أصابعنا ..
أصابعنا
جذور الحبّ ضاربة بعمقِ الأرضِ ..
ضاربة ..
أصول الحق موغلة هنا في الأرضِ ..
موغلة ٌ..
هنا ماضٍ ومستقبلْ ..
فلسطينية يدنا ..
فلسطينية دنيا ملامحنا
فلسطينية كالأرض خطوتنا
تلهفنا .. حرارتنا
فلسطينية حتى خواطرنا ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> سلمى .. قفي فالشمس واقفة
سلمى .. قفي فالشمس واقفة
رقم القصيدة : 2146
-----------------------------------
هل تسألين النجمَ يا سلمى
عن شاعرٍ قد أشعلَ اليتما
عيناكِ ذاهبتان في دمعٍ
تتناثرين كآبةً ... همّا
والنجمُ في مرآتهِ صورٌ
قد خطها يوماً أبو سلمى
سلمى انظري في كلّ ناحيةٍ
سترينَ من آمالهِ نجما
ما زال في كلّ القلوب فماً
لترابنا يستعجل اللثما
للتينةِ الخضراء نحضنها
في ظلها نتبادلُ الضمّا
للعينِ خلفَ الدار نسمعها
تروي عن الشمل الذي التمّا
للبيدر السمح الذي مسحتْ
كفّاه عن قسماتنا الهمّا
زيتونة التحرير باقية
أوراقها خضراء يا سلمى
******
من قال إنّ الموتَ أوقفهُ
جريانه كالماء في الشجرِ
لعطائه خفق وأوردةٌ
مشحونةٌ في روعة الثمر
ما أعظم الشعراء إن حملوا
بدمائهم وطناً مدى العمرِ
ما أعظم الشعراء إن رحلوا
في حبّهم للأرض كالمطرِ
سلمى اسمعي فنشيده أملٌ
زيتونة خضراء في الوترِ
فكرٌ فلسطينية ودمٌ
فيه الهوى لتطلع الفكر
حيفا إذا خطرتْ خواطرها
ستراه في ضوءٍ من البصرِ
وشوارعٌ في السَّلطِ تمنحه
من حبها كالنقش في الحجر
ومقاعد في القدس تذكرهُ
يلقي على الطلاب من دررِ
صورٌ فلسطينية حفرتْ
ذكراه في شمسٍ من الصور
********
ما مات من سلماه قافيةٌ
خفقتْ فلسطينية الوجدِ
حملتْ إلى الأشجار لهفتنا
وإلى البيوتِ مرارة البعدِ
قلب يضمّ الأرض منتشراً
نبضاته أبداً على العهدِ
سنعود يا سلمى ونحمله
للنصر تيجاناً من الوردِ
سلمى قفي .. فالشمس واقفة
لوقوفه في جبهة الخلدِ(21/363)
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جسد على الحجر الأخير
جسد على الحجر الأخير
رقم القصيدة : 2147
-----------------------------------
* لن يسقط الدم في حالة النسيان *
شهدت على الرملِ الشواهدْ ...
أفقٌ بعيدْ ...
للريحِ أجنحةُ الغرابْ ...
نعقتْ فكان الجرح فينا ..
ثمّ فينا ...
آه يا زيتونةً مشطورةً والليل واحدْ ..
للجرح رائحة السنينْ
غرقتْ فكانَ الصمتُ دمْ
ما زالتِ الزيتونةُ الخضراءُ يطويها الحنينْ
وتنزّ من ألمٍ مرايا ..
هل غادر الشعراءُ ..
أم .. ما غادروا ..
كانتْ تشدّ الرملَ فانشطرت رمالْ ..
هبطت على الفجرِ النصالْ
ويقال إنّ البحرَ خبّأ ألف جرحٍ لا يقالْ
* * *
لم يشعل الليل الحقائب غير أني
بين الرصاصةِ .. والرصاصةِ .. والحريقْ
كانتْ مساحاتُ الهوى العذريِّ فينا
كانتْ .. وللجسدِ البعيدْ ..
سقطتْ .. ويحكى
كانَ اسمها يوماً .. سعادْ ...
والآنَ لا يدري أحدْ ..
كانت بعمرِ الوردِ لكنْ ..
جرح على طول الجسدْ ..
كانتْ تحبُّ الشمسَ .. أوراقَ الشجرْ ..
وتلاحقُ الوعدَ المخبّأ في عيون البرتقالْ ..
سقطتْ ولم تكمل حكاياها انشطرنا ..
زمن من التعبِ المشظى بين قافيتينِ
تبتعدانِ ..
تبتعدان من لهبِ الطريقْ ..
* * *
جثثٌ وأشلاٌ .. ودمْ
موتٌ .. ورائحةٌ العدمْ
نتفٌ حطامْ ..
وضفيرة سمراء .. أو سمراء .. أو ..
مخلوعة من جذرها ..
ثديٌ عليه أصابع الطفل المدمّى
ما زال يعتصر الحليبْ ..
وفمٌ تناثرَ
حلمة ٌمقصوصة ٌ..
حبلى تشظى بطنها
رأسٌ تدحرجَ خارجاً من حلمهِ
وجه ٌتوزّعَ
طفلةٌ
جسدٌ على الحجر الأخيرْ
حجرٌ على طول الضميرْ
حجرٌ يمدّ ضلوعَهُ
ومن الكلامِ .. إلى الكلامِ ..
من السلامِ إلى السلامِ
قد ارتسمْ ..
صبرا .. وشاتيلا ..
* * *
كانتْ لنا يا أمّ في القلبِ الغزالهْ
وعلى الرصيفِ لنا الرصيفْ ..
لما اقتربنا لم نجد إلاّ براكيناً وسكيناً وأقنعةً
ونارْ ..
بينَ الرصاصةِ والرصاصةِ والنحيبْ
للجرحِ قافيةُ الضحايا ..(21/364)
والضحايا للمرايا ..
تمتدّ في الأيام فينا
حين السكاكينُ انتشتْ
واللحم يقطر خصلةً وفماً وشيئاً من دوارْ
قال المعلم للصغارْ :
ماتت على الشفةِ الحكايا ..
قال الصغار :
ما جاء أحمد دافئاً من ليلهِ
ماتت على الخيلِ الخيولْ
لم يسمعِ الولدُ الصهيلْ
قال المعلم للكبار:
ما عاد للخيّال غير العرض في سوق البطالهْ
ما جاء أحمدُ
في منافيهِ اختنقْ
وعلى يديهِ من الرصيفِ إلى الرصيفْ
خيلٌ .. رجالٌ من ورقْ
ناداهمُ ..
دهمتهُ ألوانُ الغرقْ
قال الكبارْ :
خرقتهُ ألف رصاصةٍ في الصدر ما ماتَ
الصغيرْ ..
شطرتهُ ألفُ شظيّةٍ .. وقفَ الصغيرْ ..
ناداهمُ ..
صبرا وشاتيلا ودمْ ..
صفّوا الكؤوسَ على الكؤوسِ على
الجسدْ ...
مات الولدْ ..
قال المعلم للمعلم : حين غابْ
بكتِ الخيولُ على الخيولِ .. وما أجابْ ..
* * *
كتبَ الحمام إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..
* * *
يا أم وارتطمَ القمرْ
بملامح الطفلِ الموزّع جثّةً
كانتْ على خصلاتهِ قطراتُ ماءْ
جفتْ وغطتها الدماءْ ..
سقط القمرْ ..
لم يكملِ الطفلُ القراءهْ
لم يكملِ الطفلُ الطعامْ
هو جثةٌ مشطورة بين الحطامْ
سقطَ القمرْ ..
يا أمُّ وانتشرَ الظلامْ
* * *
كتبَ الحمامُ إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> وكان عليك أن تختار
وكان عليك أن تختار
رقم القصيدة : 2148
-----------------------------------
وكان عليكَ أن تمضي
طويلاً مثلما الأشجارْ
جميلاً مثلما الأمطارْ
وكان عليكَ أن تختارَ
هذا الدربَ أن تختارْ
/ هنا داري
سقيتُ الكرمةَ الأولى
وكنتُ الأرضَ والميلادْ
هنا غنيتُ آلافاً من المراتْ ..
هنا نامتْ على زندي
عيونُ الفجر في حيفا
وكانت دائماً حيفا
تخبئني بعينيها
وتنشدُ أجملَ الأشعارْ /
وكانَ عليكَ أن تختارَ
أن تختارْ
طلوع الفجرِ
أغنيةَ الربيعِ الحلوِ .. أن تمضي
إلى يافا ..
إلى حيفا ..
وكانت أرضك السمراءْ(21/365)
تزيح القلب تسكبهُ
على خطواتكَ البيضاءْ
على خطواتك الحمراءْ
والحمراءِ .. والبيضاءْ
/ سلاماً يا جذور القلبِ
يا وجهي
وتاريخي
وكلّ غدي
سلاماً كيف حال الدار في حيفا
وكيف الدرب والتذكار في يافا
سلاماً يا نهار القلبِ في صفدِ
سلاماً يا جذورَ العمرِ يا بلدي /
وكان عليكَ أن تمضي
وأن تمضي
يداكَ قوافلُ المطرِ
خطوط جبينكَ المشدودِ
قاماتٌ من الشجرِ
وبينَ الصدرِ والصدرِ
يجيء الزعتر البلديُّ والزيتونُ
مشتاقاً ..
ومنهدّاً من الأسرِ
وكنت تريد أن تمضي
وأن تمضي
وأن تمضي
/ هي الأرض التي شدّتْ على قلبي
وكانت عرسيَ الأبديَّ
من دربٍ .. إلى درب
هي الأرض .. التي شدّتْ /
* * *
هنا حيفا
أحدّثكم عن الوجه الذي صلى على كتفي
عن الصخرهْ
عن الزهرهْ
أحدّثكم عن الجمرهْ
رصاصات يوزّعها ..
توزّعهُ ...
وكان عليهِ أن يختارَ
أن يختارْ
أراهُ الآنَ في صدري
وفي صوتي
طويلاً مثلما الأشجارْ
جميلاً مثلما الأمطارْ
* * *
هنا عكا /
يمرُّ .. ومرَّ في قلبي
يلوّنُ فجرنا القادمْ
بكلِّ مواسمِ الشمسِ
وما زالت يداه هنا
على حجرٍ
وفي حجرٍ
وفي كلّ الزنودِ السمرِ ترفعهُ
ويرفعها
ويطلعُ صوتهم .. قاومْ ..
ويكبر صوتهمْ .. قاومْ ..
* * *
/ هنا الضفهْ /
أحدثكمْ
عن الأرض التي شربت حدودَ القلبِ وانتشرت على
زنديهْ ..
وكان يلمّ أغنية عن الأشجار يطبعها على
شفتيهْ ..
أحدثكم ...
رأيت الفجر مرسوماً وكان يطلّ من
عينيهْ ...
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جلدي يفتح .. والمخيم
جلدي يفتح .. والمخيم
رقم القصيدة : 2149
-----------------------------------
مطرٌ ...
يلحُّ على الطريقِ إلى المطرْ
لنهارنا قيثارةُ البلدِ الموزَّعِ
في الطريقِ إلى المطرْ
جلدي يفتّحُ برتقالْ
كم أشتهي ...
هذا النزولَ إلى المخيّمْ
هذا الصعودَ إلى المخيّمْ
كانتْ تحبُّ
وكنتُ أفشي سرَّ قلبي
خبّئي تفاحةً في خصرِ حيفا ..
سجّلي نبضَ الأصابعِ وزعيها
عندَ حيفا ..
سميتُ وجهكِ والشوارعَ(21/366)
والنهارَ .. طلوعَ جلدي
كنّا نحبُّ الياسمينْ
طفلٌ على أطراف غيمهْ
بلدٌ على أطراف نجمهْ
ودخلتُ في أفياء خيمهْ
كم أشتهي
كم أشتهي
كم أشتهي ...
* * *
أرخيتُ ظلي
صحراء ما بينَ الأصابعِ والأصابعِ
كان ظلي
أنا لا أحبُّ الياسمينْ
هيَ جثتي
وظلالُ حيفا
لا تأخذي هذا الرغيفَ ولا تنامي
هي جثتي
لا تدخلي
كلّ الشوارعِ جثتي
أنا لا أحبّ الياسمينْ
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ ..
وخاصرتُ الخليلْ
صليتُ عند غمامةٍ
جلدي يفتح والجليلْ ..
كان المطرْ ...
في ساعةِ الميلادِ وانتفضَ الولدْ ..
سالتْ يداهُ على البلدْ
وأنا أحبّكِ حين يافا ..
تستردُّ الآنَ خاصرةَ الشوارعِ والمنازلْ
صعدتْ وراحت تمطر الدنيا مشاعلْ
ـ يترجَّلُ الولدُ المعبّأ بالشهادهْ
ـ تسقي عجوزٌ كرمة الدار العتيقهْ
الآن أمّي
وأبي يعبّئ بندقيَّهْ
يمضي وخلف الظهرِ خيمهْ
يمضي وعند جبينه أطراف غيمهْ
الآن أمّي
وأخي يعبِّئ صخرة في الناصرهْ
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
أنا لا أحبّ الداخلينَ الطالعين من المرايا
كانوا عَرايا
ورأيتُ عنترةَ المكبَّلَ بالسلاسلِ
كان يجلدْ
ورأيت عبلة في المرايا
كانت تضاجع جلدَ أفعى
وتصيح من وجع الشظايا ..
يا وجه عنترة المغيَّبَ لا تلمني
الآنَ في هذا العراءْ ..
الخيلُ ترقص عند أقدام الإماءْ
وتثور نشوتها وتغلي
إن قبلتْ طرفَ الحذاءْ
يا وجه عنترةَ المغيبَ لا تلمني
صحراء جبهتنا .. وفي قاماتنا صحراءْ
وعروقنا .. دمنا ..
فواصلُ حبنا .. صحراءْ ..
ظمأ وصرختنا .. الصدى
صحراءْ ..
أنا لا أحبّ النازلين إلى جهنمْ ..
والطالعينَ إلى جهنمْ ..
يا نفطنا ..
آنَ الأوان .. ألا .. تكلمْ
أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..(21/367)
يا وجه عنترة المغيب لا تلمني ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ على جدراننا
مطرٌ على خطواتنا
مطر على أوراقنا
مطرٌ على هذا المطرْ
سجلتُ قلبي غيمةً
ودخلتُ في عرس الشجرْ
لا تخرجي
قبلتُ عند الكرملِ المشتاق جدّي
كان المخيم طالعاً من غيمةٍ
كان المخيم نازلاً في غيمةٍ
قبلتُ جدّي
كانت يداه على جذوع السنديانْ
مطرٌ على أشجارنا
مطر على الجذع القديمْ
هو راسخ
هو راسخ
هو راسخ
* * *
مطرٌ وكنّا ساعة الميلاد في هذا المطرْ
مطرٌ وكنا ندخلُ الأشجارَ
في قاماتنا ..
كان الشجرْ ..
عصفورةٌ رفتْ وكانت خيمةً
عصفورةٌ رفتْ وصارت غيمةً
عصفورة راحت توزّع ياسمينْ
مال الصغير فأدخلته أمه في صدرها
راحت توزع جسمه عند البلادْ
حيفا هنا ..
يافا هنا ..
وهنا الخليلْ
حمل الصغير بلاده
وانداح في كلّ البلادْ
جلست على يده صفدْ ..
زرعت فراشةَ حلمها في حلمهِ
كبرَ الولدْ ..
واشتدَّ في حبِّ البلدْ ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
غربتُ .. أو شرقتُ .. لا ..
شرقت .. أو غربتُ .. لا ..
إني أحبك فامسحي عن جبهتي هذا الضبابْ
وتمدّدي .. وتمددي ..
خصب طلوعك من مواويل العذابْ .
أنا لست أحمل غير وجهك في ضلوعي ..
فتمددي .. وتمددي ..
كلّ الشبابيك التي ما بيننا
حملت مع الزيتون أحلام الإيابْ
كلّ المفاتيح التي ما بيننا ..
شدّت على هذا الطريقْ ..
لأصابعي وقع السنابل والرصاصْ
يتلفتُ الآتون من جسمي إلى بصماتهم
يتوزّعونْ ..
يأتون من شطآنهمْ ..
يتشبثونْ
* * *
غربتَ أو شرقتَ .. لا ..
شرقت أو غربت .. لا ..
لنهارنا هذا .. المطرْ ..
لطريقنا هذا .. الشجرْ ..
والعائدونَ .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
طلعَ النهار .. على النهارْ
خطواتهمْ ..
حيفا تطلّ الآن من مينائها ..
يافا تمدّ يدينِ من أشواقها ..
هي أرضنا ..
هي طرحة العرسِ .. الدماءْ ..
هي جذرنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
شهداؤنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
والعائدون .. العائدونَ ..(21/368)
العائدونْ ..
لنهارنا ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> الزورق يغرق والملاح يستصرخ
الزورق يغرق والملاح يستصرخ
رقم القصيدة : 2150
-----------------------------------
أَيْنَ شَطُّ الرَّجَاءْ
يَا عُبَابَ الهُمُومْ
لَيْلَتِي أَنْوَاءْ
وَنَهَارِي غُيُومْ
* * *
***
أَعْوِلِي يَا جِرَاحْ
أَسْمِعِي الدَّيَّانْ
لا يَهُمُّ الرِّيَاحْ
زَوْرَقٌ غَضْبَانْ
* * *
***
البِلَى وَالثُّقُوبْ
فِي صَمِيمِ الشِّرَاعْ
وَالضَّنَى وَالشُّحُوبْ
وَخَيَالُ الوَدَاعْ
* * *
***
إِسْخَرِي يَا حَيَاهْ
قَهْقِهِي يَا رُعُودْ
الصِّبَا لَنْ أَرَاهْ
وَالْهَوَى لَنْ يَعُودْ
* * *
***
الأَمَانِي غُرُورْ
فِي فَمِ البُرْكَانْ
وَالدُّجَى مَخْمُورْ
وَالرَّدَى سَكْرَانْ
* * *
***
رَاحَتِ الأَيَّامْ
بِابْتِسَامِ الثُّغُورْ
وَتَوَلَّى الظَّلامْ
فِي عِنَاقِ الصُّخُورْ
* * *
***
كَانَ رُؤْيَا مَنَامْ
طُيْفُكِ الْمَسْحُورْ
يَا ضِفَافِ السَّلامْ
تَحْتَ عَرْشِ النُّورْ
* * *
***
إِطْحَنِي يَا سِنِينْ
مَزِّقِي يَا حِرَابْ
كُلُّ بَرْقٍ يَبِينْج
وَمْضُهُ كَذَّابْ
* * *
***
إِسْخَرِي يَا حَيَاهْ
قَهْقِهِي يَا غُيُوبْ
الصِّبَا لَنْ أَرَاهْ
وَالْهَوَى لَنْ يَؤُوبْ
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> تحليل قبلة
تحليل قبلة
رقم القصيدة : 2152
-----------------------------------
ولما ألتقينا بعد نأي وغربة
شجيين فاضا من أسى وحنين
تسائلني عيناك عن سالف الهوى
بقلبي وتستقضي قديم ديون
فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي
وأن من الكتمان أيّ أنين
يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل
أجود له بالروح غيرَ ضنين
إذا كنت في شك سلي القبلة التي
أذاعت من الأسرار كل دفين
مناجاة أشواق وتجديد موثق
وتبديد أوهام وفض ظنون
وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح
وتسهيد أجفان وصبر سنين
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> وداع المريض
وداع المريض(21/369)
رقم القصيدة : 2153
-----------------------------------
فيم الغدو غداً وأين رواحي
ويح الصباح ! لقد مضى بصباحي
عصفت علينا غير راحمة لنا
ياصفوة الأحباب , أي رياحِ
عبثت بمعبود العيون وصيرّت
كالورس لوناً توأم التفاح
ذهبوا به كالورد جافاه الندى
ومضوا به شبحاً من الأشباح
يا هاتفاً باسمي فديت منادياً
رد النداء عليه حر نواحي
يا آسي الآسي لممت جراحتي
وأسلت يوم نواك أي جراحِ
طأطأت للبين المشتت هامتي
وخفضت للقدر المغير جناحي
أي الليالي العاتيات سهرتها
في أي آلالام وأيّ كفاح
هدم الضنى العادي قوي شكيمتي
وثني معاندتي ورد جماحي
وطغى على الملك الموسد بيننا
في لطف زنبقة وضعف أقاح
كيف المآب الى مكان موحش
*متجهم العرصات قفر الساح
في كل ناحية خيال هاتف
ومذكر بجبينك الوضاح
وموسد كالطيف صاح ليله
أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح
عاد الشقي إلى قديم شقائه
ومحى من الدنيا السعادة ماحي
ويح الحياة اليوم أين جمالها
وعلام اخفاقي بها ونجاحي
أنت الذي وهب الحياة لميت
في الأرض منفرد بغير طماح
أشرقت في ظلمائها وغمامها
وطلعت مثل البارق اللماح
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> عتاب
عتاب
رقم القصيدة : 2154
-----------------------------------
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا
أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجر
أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت حتى
على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر
فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها
وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ
فأنا قد ملأناها حنينا
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> الفراق
الفراق
رقم القصيدة : 2155
-----------------------------------
يا ساعة الحسرات والعبرات
أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي
وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا
من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي(21/370)
أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي
وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها
وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي
أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني
كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار
أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً
متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب
في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت
منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه
وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها
أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري
أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر
وطويتها والصبح دمعة نادم
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> أغنية من فينا
أغنية من فينا
رقم القصيدة : 2156
-----------------------------------
كانت تنام في سريري ، والصباح
منكب كأنه وشاح
من رأسها لردفها
وقطرة من مطر الخريف
ترقد في ظلال جفنها
و النفس المستعجل الحفيف
يشهق في حلمتها
وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها
النبض نبض وثني
والروح روح صوفي، سليب البدن
أقول ، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك
جائعة فقوتك
تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت صوت؟
فقد تحاورنا كثيراً في المساء
يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟
يا كم تجولت سعيدا في حدائقك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت خمرة؟
فقد نهلت من حواف مرمرك
سقايتي من المدام و الحباب و الزبد
يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة
تبارك الله الذي قد أبدعك
و أحمد الله الذي ذات مساء
على جفوني وضعك
لما رأينا الشمس في مفارق الطرق
مدت ذراعيها الجميلتين
مدت ذراعيها المخيفتين
ونقرت أصابع المدينة المدببه
على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا
تذهب ، أين ؟
تشابكت أكفّنا ، واعتنقت
أصابع اليدين
تعانقت شفاهنا، وافترقت
في قبلة بليلة منهومه
تفرقت خطواتنا، وانكفأت(21/371)
على السلالم القديمه
ثم نزلنا للطريق واجمين
لما دخلنا في مواكب البشر
المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه
المسرعين الخطو نحو الموت
في جبهة الطريق ، انفلتت ذراعها
في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته
في آخر الطريق تقت - ما استطعت - لو رأيت
ما لون عينيها
وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت
كأنها تسألني .. من أنت ؟
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> الظل والصليب
الظل والصليب
رقم القصيدة : 2157
-----------------------------------
هذا زمان السأم
نفخ الأراكيل سأم
دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل ..
سأم
لا عمق للألم
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
لا طعم للندم
لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة ..
... ويهبط السأم
يغسلهم من رأسهم إلى القدم
طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم
نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان ، من ترابها ..
يقوم هيكل الإنسان
إنسان هذا العصر و الأوان
(أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر
قابلني الفكر ، ولكني رجعت دون فكر
أنا رجعت من بحار الموت دون موت
حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته،
وعدت دون موت
أنا الذي أحيا بلا أبعاد
أنا الذي أحيا بلا آماد
أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب
الظل لص يسرق السعادة
ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق
يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق
يا شجر الصفصاف : إن ألف غصن من غصونك الكثيفه
تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين
تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت
و انكسرت
أو انتصرت
إنسان هذا العصر سيد الحياه
لأنه يعيشها سأم
يزني بها سأم
يموتها سأم
2
قلتم لي :
لا تدسس أنفك فيما يعني جارك
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف
3
ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو اله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين(21/372)
(ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا
وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان)
(يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة،
حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان)
للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان
ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان
ملاحنا هوى إلى قاع السفين ، واستكان
وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان
ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب
.. والأحباب و الزمان و المكان
عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال
ومد جسمه على خط الزوال
يا شيخنا الملاح ..
.. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير
أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد
ثم قال :
- هذي جبال الملح و القصدير
فكل مركب تجيئها تدور
تحطمها الصخور
وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور
- هذي إذن جبال الملح و القصدير
وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور
نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير
وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير
مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير
ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل
وطار قلبه من الوجل
كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم
حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع
ولم يعش لينتصر
ولم يعش لينهزم
ملاح هذا العصر سيد البحار
لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم
لأنه يموت قبل أن يصارع التيار
4
هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> القديس
القديس
رقم القصيدة : 2158
-----------------------------------
إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى
كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي
إلي ، أليّ
لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه(21/373)
بطيش زماننا الممراح
نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي
ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا
إلي إلي
أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي
حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله
سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق
وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا
وحنّ الصدر للمرفق
وداعبت الخيالات الخليينا
ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق
وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس
لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس
وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام
وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام
وقالت:
بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان
وأن حفيف هذا النجم موسيقى
وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف
و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف
وأن الله قد خلق الأنام ، ونام
و أن الله في مفتاح باب البيت
ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه
لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها
كذلك كنت
وذات صباح
رأيت حقيقة الدنيا
سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى
رأيت الله في قلبي
لأني حينما استيقظت ذات صباح
رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي
و نفس الضحى الفواح
خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق
وفي لحظة
شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه
شعرت بأنني أصبحت قديساً
وأن رسالتي ..
هي أن أقدسكم.
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> يا أبي
يا أبي
رقم القصيدة : 2159
-----------------------------------
يا أبي ..
لقد غرقت المراكب ُ في العرق .
وها نحن ، وإلى آخر المجرات ..
نرمي حبالنا .
كي نسحب َ من الروح الثمار َ
الجانحة .
يا أبي ..
لقد هرت جميع ُ السموات على عتبة
هذه الرأس المرهونة للفيضانات .
شعراء العراق والشام >> عمر أبو ريشة >> في موسم الورد
في موسم الورد
رقم القصيدة : 216
-----------------------------------(21/374)
هنا في موسم الوردِ
تلاقَيْنا بلا وَعْدِ
وسِرْنا في جلال الصمتِ
فوق مناكبِ الخُلْدِ
وفي ألحاظنا جوعٌ
على الحرمان يستجدي!
وأهوى جيدكِ الريان
متكئاً على زِندي
فكُنا غفوةً خرساء
بين الخَدِّ والخَدِّ
مُنى قلبي أرى قلبكِ
لا يبقى على عَهْدِ
أسائلُ عنكِ أحلامي
وأُسكتُها عن الرَدِّ
أردتِ فنلتِ ما أمَّلتِ
مَن عِزّي ومن مجدي
فأنتِ اليوم ألحاني
وألحان الدُّنى بَعْدي
فما أقصرَه حُبَّا
تلاشى وهو في المَهْدِ
ولم أبرحْ هنا،
في ظل هذا المّلتقى وحدي
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الغراف
الغراف
رقم القصيدة : 2160
-----------------------------------
الليل ُ ،
خلف المرآة المحطومة ، يودع ُ
حيواناته على المدرجات .
ثمة شجيرة ،
وأنياب ذهبية تأكل أزرار
العنب على طاولة بلا مفاصل .
السلام ُ على زهرة الإنجاب .
السلام ُ على نهد الإسعاف .
السلام ُ على من يقود نيازكنا
إلى طاحونة التبغ ،
وهي ترفل ُ بالدفء .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> زهرة الإنجاب
زهرة الإنجاب
رقم القصيدة : 2161
-----------------------------------
أول السماء ..
أول النوم ..
وما بينهما رأس عازلة ٌ
للذكريات .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> ثلج ومقعد
ثلج ومقعد
رقم القصيدة : 2162
-----------------------------------
الشارعُ الطويل ُ يحتاج ُ للغناء .
والصبي ،
يطارد ُ الفراشة َ في منخفض
الوردة ،
ليدخل َ العروق َ مقصفاً
مقصفاً .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> من عائلة الليل
من عائلة الليل
رقم القصيدة : 2163
-----------------------------------
يُعرفكم بنفسه ،
أمهر َ السباحين وأطولهم
غطساً .
إنه الغريق ُ .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> سقوط للنيزك
سقوط للنيزك
رقم القصيدة : 2164
-----------------------------------
حدقة ُ المرأة
مدفأة ٌ
ريش .
على شرفتها إله ٌ يجلس ُ ،
موزعاً
الغيوم َ على المقاطعات .(21/375)
والقصائد َ
على القصر المُشتق من الرغبات .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الحال
الحال
رقم القصيدة : 2165
-----------------------------------
بعد الغروب ،،
لا جمل
يقطع ُ
التل َ
بسنامه .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> التلميذ والتفاحة
التلميذ والتفاحة
رقم القصيدة : 2166
-----------------------------------
في المدن اللا شبيه لها ..
سفن ٌ
تقطن ُ
الطوابق
العليا
للأرصفة .
الأصابع ُ لا تفر ُ من حضانة
واجبها الشرعي .
فهي تتردد على تلك العدسة .
حيث الضباب الأسود متبرعماً
في المناطق الساخنة .
أيضاً ..
يحدث شيء ..
عندما تمد ُ الشوكة ُ في النفس
عنقها لتأكل فاكهة النسيان .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> النمس
النمس
رقم القصيدة : 2167
-----------------------------------
لطف ُ منك َ ،
أن تتركني إلى مائدة الفجر
أستبدل ُ رهائني بليال تتدلى من صورك َ .
كان ممتعاً العدم ..
يوم َتوقف قطاره ُ بنسغي
وكنتَ من عضلات تلك الجبال .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> رهائن الفجر
رهائن الفجر
رقم القصيدة : 2168
-----------------------------------
فتاة ٌ تصافح ُ التنين َ العازف َ .
برد ٌ ،
يزحف ُ على ركبتيه .
منجم ٌ نائم ٌ بين أحفاد الزقاق .
يرسم ُ في الحواس مقصه ُ .
هذا ما نرتاب ُ منه في مصح
الأفعال .
أما الأمير ُ ،
فكان يبدد نشاطه ُ تحت تلك القبة
السماوية .
ثيابه ُ في الحفلة ..
وروحهُ مع الكمنجة في عربة
ما بعد منتصف الليل .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الأمير
الأمير
رقم القصيدة : 2169
-----------------------------------
فم ٌ فائض ٌ ومطمئن ..
أنت َ
ضعت َ
في
ضبابه .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> للنفي
للنفي
رقم القصيدة : 2170
-----------------------------------
أغسل ُ يدي من الكتابة .
المخيلة ُ جمال ٌ ،
يمزج ُ الهواء بالركض .
ودائماً ،،(21/376)
تحلم ُ الأنوثة ُ بالخروج من سطل
الحليب .
فراغ ٌ ..
بزغب الثياب يحتفظ .
والرصيف ُ موجة ٌ متقاعدة ٌ .
أغسل الكتابة َ ..
والكحول ُ لص ٌ ،
أفقد َالجميع َ انتظارهم في الرحمة
والعقل .
هنا الصفاقة ُ .
الموت ُ البدائي .
والصلاة ُ في ماسورة محدبة .
هنا القصيدة ُ ،
مربط ُ فرس في منتصف الفم .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> ركض
ركض
رقم القصيدة : 2171
-----------------------------------
يوم ٌ ..
بلا يدين ،،//
ماذا سيفعل العناق ُ .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> كارثة لي
كارثة لي
رقم القصيدة : 2172
-----------------------------------
يا للعمر الدافئ في الساعة المقلوبة .
يا لنزهة الفم الفضولي بين الأعشاب
الماثلة لمرأة تطرد ُ جدرانها من البيت .
يا للحصان ،
يعانق ُ خبله ُ .
يا للملاك ،
عندما يفتتح ُ الشمبانيا ،
ويقلق ُ تحت سماء منكمشة .
يا للبهجة التجرع ما هو مقفل
من المياه .
يا للثمرة الصاخبة في خلية حزب
ناقص .
يا للمنفى ،
وأنت َ ترافق ُ التماثيل َ العسيرة
في سهرة هاربة بين الأمطار .
يا لضاربة الآلة الكاتبة ،
وهي تبني ما تهدم َ ليلاً في القصيدة .
يا للسؤال المنحرف .
يا لليفرك البؤبؤ بموجة بهائم .
شارع ٌ معقوف ٌ ،
وجرس ٌ أعمى يتدرج ُ في مجلة .
أهو أنت َ ..
أم شبيه لك َ في جراك َ .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الموظف
الموظف
رقم القصيدة : 2173
-----------------------------------
الحياة ث مجرد تقليد ..
الحرب ُ ،
مجرد حر فقد الباء عنوة ً ،
كي تذهب وإياه المدخنة ُ
في نزهة .
وإلى هناك هناك ...
الرسالة ُ ،
تقذف ُ صيادها إلى حجرة
الكلاب .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> لماذا ؟
لماذا ؟
رقم القصيدة : 2174
-----------------------------------
ذات يوم ..
خرج َ
شارع ٌ
ولم
يعد
إلى
بيته .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> قلق
قلق
رقم القصيدة : 2175(21/377)
-----------------------------------
خذ الغد َ بين يديك ،
ولا تتركي غيمة ً على المظلة .
كي لا يستعمل ثيابها الوقوق ،
ويُدخلنا إلى زفافه .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> زجاج اليوم
زجاج اليوم
رقم القصيدة : 2176
-----------------------------------
تدريجياً ،،
تنطفيء المصابيح ث في الجسد .
وكل ليل ،
يترك ُ أعلافه ويختفي .
توقعت ُ
لو تجيء الإثارة ُ إلى حيث غبش
الغروب .
فأقع ُ بين لحى الأشجار .
لكن ،
في ذلك الهواء .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الجنرال
الجنرال
رقم القصيدة : 2177
-----------------------------------
للمرة الأخيرة ..
تؤثث ُ الغرائز ُ منازلها
تحت رافعة النهدين .
للمدفأة فك ٌ معطوب ٌ .
والمسدس ُ ذاته ُ ،
يضع ذئبه ُ الصغير تحت مكواة
البخار .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> قرميد الرافعة
قرميد الرافعة
رقم القصيدة : 2178
-----------------------------------
الخمر ُ قط ٌ من بنفسج .
وقت ض أن يتوه عن منزله ،
يأخذه ُ العصيان ث إلى النقاهة .
وهذا الافتراس ُ
ما زال
الوحيد
يكتمل ُ
بصمت .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> طيور في العزلة
طيور في العزلة
رقم القصيدة : 2179
-----------------------------------
عن جسدها ،
تطرد ُ المرآة ُ الضيوف َ .
ولعتمة زرقاء ،
تترك ُ الوحدة ُ جنينها تحت الوسادة .
ملائكة ٌ ثمارهم عواصف ٌ.
وهذا النادل ُ المياوم ُ في جيب الخريطة ،
لقلبه حدوة ٌتسهرُ في هناك
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> النادل
النادل
رقم القصيدة : 2180
-----------------------------------
آه يا حبي ..
أيها العراب الجميلُ ذو القبعة
النهرية .
يا نسخة البطالة ، بتهذيبها
المروع .
إن الجحيم ينصرف ُ بملابس النوم ،
كي يتشاجر على ظهر
حياتنا المنحي .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> التفاح
التفاح
رقم القصيدة : 2181
-----------------------------------(21/378)
عندما
دخلني
النوم ُ ...
لم يجدني .
//
جسر ٌ على شفتين .
وآلة ٌ كاتبة ٌ بلا قميص .
منْ
يذهب مع التمثال إلى المدخنة
ليعرف َ ،
أين يضخ بمؤلفاته .
الثلج حزب ٌ ،
عندما يغفو على الكتف ،
تطرده ُ الخادمة ُ ..
فيلتجأ إلى الذوبان .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> العربة العارية
العربة العارية
رقم القصيدة : 2182
-----------------------------------
لا ..
يا مروحة الجسد .
الليلة
سيصعد ُ البكاء ُ إلى مقصورة الرسم ،
ويقذف للألوان
فراخ
الموز .
//
لطف ُ من نابليون
أن يكون أمبر - ناطوراً
يستقبل ُ الحروب َ نساء ً ،
ليلقي بها من نافذة
واترلو .
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> سركون الأكدي
سركون الأكدي
رقم القصيدة : 2183
-----------------------------------
من أخلى سبيل َ الحكمة ،
وترك َ صغار البرق عند البتول .
لا أحد إلا أنت َ في هذه الإقامة .
الألغامُ تتبعثر ُ في الدماغ .
واللا نسيان ينتحب ُ
مُجرداً
خيوله
من الألعاب .
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> مأذون
مأذون
رقم القصيدة : 2184
-----------------------------------
من قصدٍ
أو من دونْ
كسرَ العطارْ
آنيةَ الفخارْ
ورمى المروَّدْ
في وجه المأذون.
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> وفاء
وفاء
رقم القصيدة : 2185
-----------------------------------
وعدتني بالزواج
ورمتني بالشروطْ
كلما لاح انفراج
أرجعتني للقنوط.
***
أرشقُ السمارَ غيماً
وأداري في خفاء
كلما لاح انحباسٌ
بدل الصيفَ الشتاءْ
***
باتَ قلبي عندكم
ناخ صدري في خشوع
كلما لاح احتمال
عاود الكلب الخنوع
***
غازلتني في مِنى
أنكرتني في عدن
كلما يممت طنجة
أرجعتني لليمن!!
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> أشرب سماً وأموت
أشرب سماً وأموت
رقم القصيدة : 2186
-----------------------------------
غطيني بالشرشف
لفيني بالتحنانْ
صدري شجر يرجفْ
ويدي خشب الرمان
وأنا أرشفْ
قهقهةَ الفنجان(21/379)
يا سبحانْ
رب الملكوت
يا باب الرحمن
(بيتي في آخر البيوت)*
وأنا والهلفوت
في أعلى عِلِيّةْ
يا تأخذه مني
يا تأخذ بيتي
يا إما دعني
دعني
أشربُ سُمّاً...وأموت.
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> الصدفة
الصدفة
رقم القصيدة : 2187
-----------------------------------
أشكر الصدفةْ
جمعتني بالحياة
ألعن الصدفة
كان صعباً أن أعيش !!
***
أشكر الوردة
أنعشتني بالعبير
ألعن الوردة
وخزتني،
***
أشكر الحناءْ
علَّم الأيدي الرضا
ألعن الحناءْ
عرَّف البنت الخفاء
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> الحيط
الحيط
رقم القصيدة : 2188
-----------------------------------
أمشي الحيطَ الحيطا
وأقول :
يا ربُ السترا
أمشي السترَ السترا
وأقول :
يا ربُ الحيطُ تحوَّل جاسوساً
للأجهزة الأمنية!
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> قطة
قطة
رقم القصيدة : 2189
-----------------------------------
هذه الليلةَ عرسي
أشعلتُ بيارقَ مجدي
عبَّدتُ مدارجَ وجدي
وتلفتُ يميناً
ثم
شمالاً
يمينا شمالا
شمالا
فوجدتُ القطةَ
وحدي!
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> ظلال
ظلال
رقم القصيدة : 2190
-----------------------------------
منساقا نحو النور
مدّ الولهانُ يديه
فتأوه
ظلٌ مقهورْ.
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> ظلي عالي
ظلي عالي
رقم القصيدة : 2191
-----------------------------------
شهَقَ المغدور
فتطاير
قلبٌ مكسورْ,
نهَدَ العاشق
فتنادى
شعب مخمور
***.....
في اليوم المحذور
سال العشاقْ
نقطاً في أوراقْ
***
ظلي عالي
وظلال الشمس نُسور
أرغب في لجم النار
فيسَّاقط
جيشي المذعور.
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> المصير
المصير
رقم القصيدة : 2192
-----------------------------------
ورق الروح رسائلْ
شكلُ القلب كدالية مصفَّرةْ
وضلوع الذات جدائلْ
خرز العمر تناثر
والبحثُ بلا جدوى
الشكُ بلا طائلْ
يا باب الكلمات المختصرة
يا أنبوب الفكرة(21/380)
ها أجلس مثل النساك
وحيدا
في أضيق جرة
في اعمق حفرة!!!
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
رقم القصيدة : 21922
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
أجلْ فهيجتِ الأحزان والوجلا
وقد أَرَانِي بها في عِيشة ٍ عَجَبٍ
والدهر بينا له حال إذِ انْفَتَلا
ألهو بواضحة الخدينِ طيبة ٍ
بعد المنام إذا ما سِرُّهَا ابتَذَلاَ
ليسَتْ تزالُ إليها نفسُ صاحِبِها
ظَمْأَى فلو رابت من قلبه الغَلَلاَ
كشارب الخمر لا تُشْفَى لَذَاذَتُهُ
ولو يطالع حتى يكثرَ العللا
حتى تصرمَ لذاتِ الشبابِ وما
من الحياة ِ بذا الدَّهْرِ الذي نَسَلاَ
وَرَاعَهُنَّ بِوَجْهِي بَعْدَ جِدَّتِهِ
شَيْبٌ تَفَشَّغَ في الصُّدْغَيْنِ فاشْتَعَلاَ
وسار غربُ شبابي بعدَ جدتهِ
كانما كانَ ضيفاً حفَّ فارتحلاَ
فكم ترى من قويٍّ فَكَّ قُوَّتَهُ
طولُ الزمانِ وسيفاً صارماً نحلاَ
إنّ ابنَ آدمَ يرجُو ما وراءَ غدٍ
ودونَ ذِلكَ غِيْلٌ يَعْتَقِي الأَمَلاَ
لو كان يعتقُ حياً من منيتهِ
تَحَرُّزٌ وحِذَارٌ أَحرَزَ الوَعِلا
الأَعْصَمَ الصَّدَعَ الوَحْشِيَّ في شَغَفٍ
دُونَ السَّماءِ نِيافٌ يَفْرَعُ الجَبَلاَ
يَبِيْتُ يَحْفِرُ وَجْهَ الأَرْضِ مُجْتَنِحاً
إذا اطمأنَّ قليلاً قام فانتقلا
أو طائراً من عتاقِ الطيرِ مسكنهُ
مصاعبُ الأرضِ والأشرافِ قدْ عقلاَ
يكاد يقطع صعداً غير مكترثٍ
إلى السماءِ ولولا بعدها فعلا
وليس ينزل إلاّ فوق شاهقة ٍ
جَنْحَ الظَّلاَمِ ولولا الليلُ ما نَزَلاَ
فذاكَ منْ أحذرِ الأشياءِ لو وألتْ
نفسٌ من الموتِ والآفاتِ أَنْ يَئِلاَ
فصرَّمَ الهَمَّ إذ وَلَّى بناحِيَة ٍ
عَيْرَانَة ٍ لا تَشَكَّى الأَصْرَ والعَمَلاَ
من اللواتي إذا استقبلن مهمهة ً
نجينَ منْ هولها الركبانَ والقفلاَ
من فَرَّهَا يَرَهَا مِنْ جَانِبٍ سَدَساً(21/381)
وجانبٍ نابها لمْ يعدُ أنْ بزلاَ
حرفٌ تشذرَ عنْ ريانَ منغمسٍ
مستحقبٍ رزأتهُ رحمها الجملاَ
أوكتْ عليه مضيقاً من عواهنها
كَمَا تَضَمَّنَ كشحُ الحُرَّة ِ الحَبَلا
كأنها وهي تحتَ الرحلِ لاهية ٌ
إذا المطيُّ على أنقائِهِ ذَمَلاَ
جُونِيَّة ٌ من قَطَا الصَّوَّانِ مَسكنُها
جفاجفٌ تنبتُ القفعاءَ والبقلاَ
بَاضَتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَوْ بِمَرْفَضِهِ
ذي الشيحِ حيث تلاقى التلعُ فانسحلاَ
تروي لأزغبَ صيفيٍّ مهلكة ٍ
إذا تَكَمَّشَ أولاد القطا خَذلا
تنوش من صوة الأنهار يطعمه
من التهاويل والزباد ما أكلا
تَضُمُّهُ لجَنَاحَيْهَا وجُؤجُؤُهَا
ضمَّ الفَتَاة ِ الصَّبيَّ المُغْيِلَ الصَغِلا
تَسْتَوْرِدُ السِّرَّ أحياناً إذا ظَمِئَتْ
والضَّحْلَ أسفل من جرزاته الغَلَلاَ
تحسرت عقة عنه فأنسلها
و اجتاب أخرى جديداً بعدما ابتقلا
مُوَلَّعٌ بسوادٍ في أَسافِلِهِ
منه احْتَذَى وبلَوْنٍ مِثْلِهِ اكْتَحَلاَ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
رقم القصيدة : 21923
-----------------------------------
جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
عَلَيْهِنَّ فَلْيَهْنِىء ْ لَكَ الخَيْرُ وَاسْلَمِ
فَأَوَّلُهُنَّ البِرُّ والبِرُّ غالِبٌ
وَمَا بِكَ مِنْ غَيْبِ السَّرَائِرِ يُعْلَمِ
وَثَانِيَة ٌ كَانَتْ مِنَ اللَّهِ نِعْمَة ً
عَلَى المُسْلِمِينَ إذْ وَلِي خَيْرُ مُنْعِمِ
وثالثة ٌ أنْ ليسَ فيكَ هوادة ٌ
لِمَنْ رَامَ ظُلْماً، أَوْ سَعَى سَعْيَ مُجْرِمِ
وَرَابِعَة ٌ أَنْ لاَ تَزَالَ مَعَ التُّقَى
تخبُّ بميمونٍ منَ الأمرِ مبرمِ
وخامسة ٌ في الحكمِ أنكَ تنصفُ
الضَّعِيْفَ، وَمَا مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي
وسادسة ٌ أنَ الذي هو ربنا
اصْطَفَاكَ فَمَنْ يَتْبَعْكَ لاَ يَتَنَدَّمِ
وَسَابِعَة ٌ أَنَّ المَكَارِمَ كُلَّهَا(21/382)
سَبَقْتَ إلَيْهَا كُلَّ سَاعٍ ومُلْجِمِ
وَثَامِنَة ٌ في مَنْصِبِ الناسِ أَنَّهُ
سَمَا بِكَ مِنْهُمْ مُعْظَمٌ فَوْقَ مُعْظَمِ
وَتَاسِعَة ٌ أَنَّ البَرِيَّة َ كُلَّهَا
يعدونَ سيباً منْ إمامٍ متممِ
وَعَاشِرَة ٌ أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعُ
لحلمكَ في فصلٍ منَ القولِ محكمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
رقم القصيدة : 21924
-----------------------------------
عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
من بعدِ ما درسَ البلى أبلادها
إلا رواسيَ كلهنَّ قد اصطلى
جمراً واشعلَ أهلها إيقادها
بِشُبَيْكَة ِ الحَوَرِ الّتِي غَرْبِيّهَا
فَقَدَتْ رسومُ حِيَاضِهَا وُرَّادَها
كانَتْ رواحِلَ للقُدُورِ فَعُرِّيَتْ
منهنَّ واستلبَ الزمانُ رمادها
وتنكرتْ كلَّ التنكرِ بعدنا
وَالأَرْضُ تَعْرِفُ بَعْلَهَا وَجَمَادَهَا
وَلَرُبَّ وَاضِحَة ِ الجَبِيْنِ خَرِيدَة ٌ
بَيْضاءُ قَدْ ضَرَبَتْ بِهَا أَوْتَادَهَا
تصطادُ بهجتها المعللَ بالصبا
عُرُضاً فَتُقْصِدُهُ وَلَنْ يَصْطَادَهَا
كالظبية ِ البكرِ الفريدة ِ ترتعي
من أرضها قفاتها وعهادها
خضبتْ بها عقدُ البراقِ جبينها
مِنْ عَرْكِهَا عَلَجَانَهَا وَعَرَادَهَا
كَالزَّيْنِ فِي وَجْهِ العَرُوسِ تَبَذَّلَتْ
بَعْدَ الحَيَاءِ فَلاَعَبَتْ أَرْآَدَهَا
تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنَّ إبْرَة َ رَوْقِهِ
قلمٌ أصابَ منَ الدواة ِ مدادها
ركبتْ بهِ منْ عالجٍ متحيراً
قَفْراً تُرَبِّبُ وَحْشُهَا أَوْلاَدَهَا
فَتَرَى مَحَانِيهِ الَّتِي تَسِقُ الثَّرَى
والهبرُ يونقُ نبتها روادها
بمجرِّ مرتجزِ الرواعدِ بعجتْ
غرُّ السحابِ بهِ الثقالُ مزادها
بَانَتْ سُعَادٌ وَأَخْلَفَتْ مِيْعَادَهَا
وَتَبَاعَدَتْ عَنَّا لِتَمْنَعَ زَادَهَا
إنِّي إذَا مَا لَمْ تَصِلْنِي خُلَّتِي
وَتَبَاعَدَتْ عَنِّي اغْتَفَرْتُ بِعَادَهَا(21/383)
وَإذَا القَرِيْنَة ُ لَمْ تَزَلْ فِي نَجْدَة ٍ
مِنْ ضِغْنِهَا سَئِمَ القَرِيْنُ قِيَادَهَا
إمَّا تَرَى شَيْبِي تَفَشَّغَ لِمَّتِي
حتى علا وضحٌ يلوحُ سوادها
فلقدْ ثنيتُ يدَ الفتاة ِ وسادة ً
لي جاعلاً يسرى يديَّ وسادها
وَلَقَدْ أَصَبْتُ مِنَ المَعِيشَة ِ لَذَّة ً
ولقيتُ منْ شظفِ الخطوبِ شدادها
وَعَمِرْتُ حَتَّى لَسْتُ أَسْأَلُ عَالِماً
عنْ حرفِ واحدة ٍ لكيْ أزدادها
وأصاحبُ الجيشَ العرمرمَ فارساً
فِي الخَيْلِ أَشْهَدُ كَرَّهَا وَطِرَادَهَا
وَقَصِيدَة ٍ قَدْ بِتُّ أَجْمَعُ بَيْنَهَا
حتى أقومَ ميلها وسنادها
نظرَ المثقفُ في كعوبِ قناتهِ
حتى يقيمَ ثقافهُ منآدها
فَسَتَرْتُ عَيْبَ مَعِيْشَتِي بِتَكَرُّمٍ
وأتيتُ في سعة ِ النعيمِ سدادها
وعلمتُ حتى ما أسائلُ عالماً
عنْ علمِ واحدة ٍ لكيْ أزدادها
صَلَّى الإِلهُ عَلَى امْرِىء ٍ وَدَّعْتُهُ
وَأَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ وَزَادَهَا
وإذا الربيعُ تتابعتْ أنواؤهُ
فَسَقَى خُنَاصِرَة َ الأَحَصِّ فَجَادَهَا
نزلَ الوليدُ بها فكانَ لأهلها
غَيْثاً أَغَاثَ أَنِيْسَهَا وَبِلاَدَهَا
وَلَقَدْ أَرَادَ اللَّهُ إذْ وَلاَّكَهَا
مِنْ أُمِّة ٍ إصْلاَحَهَا وَرَشَادَهَا
وَعَمِرْتَ أَرْضَ الْمُسْلِمِيْنَ فَأَقْبَلَتْ
وَنَفَيْتَ عَنْهَا مَنْ يُرِيْدُ فَسَادَهَا
وأصبتَ في بلدِ العدوِّ مصيبة ً
بَلَغَتْ أَقَاصِيَ غَوْرِهَا وَنِجَادَهَا
ظفراً ونصراً ما تناولَ مثلهُ
أَحَدٌ مِنَ الخُلَفَاءِ كَانَ أَرَادَهَا
وإذا نشرتَ لهُ الثناءَ وجدتهُ
جَمَعَ المَكَارِمَ طُرْفَهَا وَتِلاْدَهَا
أو ماترى أنَّ البرية َ كلها
أَلْقَتْ خَزَائِمَهَا إلَيْهِ فَقَادَهَا
غَلَبَ المَسَامِيحَ الوَلِيدُ سَمَاحَة ً
وكفى قريشَ المعضلاتِ وسادها
تأتيهِ أسلابُ الأعزة ِ عنوة ً
قَسْراً وَيَجْمَعُ لِلْحُرُوْبِ عِتَادَهَا
وَإذَا رَأَى نَارَ العَدُوِّ تَضَرَّمَتْ
سامى جماعة َ أهلها فاقتادها(21/384)
بعرمرمٍ - تبدو الروابي - ذي وعى
كَالْحِرَّة ِ احْتَمَلَ الضُّحَى أَطْوَادَهَا
أَطْفَأْتَ نَاراً لِلْحُرُوبِ وَأُوْقِدَتْ
نَارٌ قَدَحْتَ بِرَاحَتَيْكَ زِنَادَهَا
فبدت بصيرتها لمنْ يبغي الهدى
وَأَصَابَ حَرُّ شَدِيْدِهَا حُسَّادَهَا
وَإذَا غَدَا يَوماً بِنَفْحَة ِ نَائِلٍ
عرضتْ لهُ الغدَ مثلها فأعادها
وإذا عدتْ خيلٌ تبادرُ غاية ً
فالسابقُ الجالي يقودُ جيادها
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
رقم القصيدة : 21925
-----------------------------------
ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
ومنازلٍ شغفَ الفؤادَ بلاها
جيداءُ يطويها الضجيعُ بصلبها
طَيَّ المَحَالَة ِ لَيِّن مَتْنَاهَا
دارٌ لِصَفْرَاءَ الَّتِي لاَ تَنْتَهِي
عَنْ ذِكْرِهَا أَبَداً وَلاَ تَنْسَاهَا
لوْ يستطيعًُ ضجيعها لأحبها
فِيْ الجَوْفِ مِنْهُ يَشُمُّهَا وَحَشَاهَا
صَاْدَتْكَ أُخْتُ بَنِي لُؤَيٍّ إذْ رَمَتْ
وَأَصَابَ سَهْمُكَ إذْ رَمَيْتَ سِوَاهَا
وأعارها الحدثانُ منكَ مودة ً
وَأعِيْرَ غَيْرُكَ وُدَّهَا وَهَوَاهَا
تِلْكَ الظُّلاَمَة ُ قَدْ عَلِمْتَ فَلَيْتَهَا
إذْ كُنْتَ مُكْتَهِلاً تَلُمُّ نَوَاهَا
بَيْضَاءُ تَسْتَلِبُ الرِّجَالَ عُقُولَهُمْ
عَظُمَتْ رَوَادِفُهَا وَدَقَّ حَشَاهَا
وَكَأَنَّ طَعْمَ الزِّنْجَبِيْلِ وَلَذَّة ً
صَهْبَاءَ سَاكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا
يَا شَوْقُ مَا بِكَ يَوْمَ بَانَ حُدُوْجُهُمْ
منْ ذيْ المويقعِ غدوة ً فرآها
وكأن نخلاً في مطيطة َ ثاوياً
بالكمعِ بينَ قرارها وحجاها
وعلى الجمالِ إذا ونينَ لسائقٍ
أنزلنَ آخرَ رائحاً فحداها
منْ بينِ مختضعٍ وآخرَ مشيهُ
رفلٌ إذا رفعتْ عليهِ عصاها
من بين بكر كالمهاة وكاعب
شَفَعَ النَّعِيْمُ شَبَابَهَا فَعَرَاهَا
لاَ مُكْثِرٌ عَيْشٍ وَلاَ ابْنُ وَلِيْدَة ٍ
بَادِي المُرُوْءَة ِ تَسْتَبِيْحُ حِمَاهَا(21/385)
وَجَعَلْنَ مَحْمَلَ ذِي السِّلاَحِ تَحِيَّة ً
عن ذي اليتيمة وافترشن لواها
أَصْعَدْنَ فِي وَادِي أُثَيْدَة َ بَعْدَمَا
عسف الخميلة واحزأل صواها
قرية حبك المقيظ وأهلها
بحشى مآب ترى قصور قراها
واحتل أهلك ذا القتود وغربا
فالصحصحان فأين منك نواها
فَإذَا تَحَيَّرَ فِي الفُؤَادِ خَيَالُهَا
شرق الشؤون بعبرة فبكاها
أفلا تناساها بذات براية
عنس تجل إذا السفار براها
تطوي الفلاة إذا الإكام توقدت
طَيَّ الخَنِيْفِ بِوَشْكِ رَجْع خُطَاهَا
وَتَشُوْلُ خَشْيَة َ ذِي اليَمِيْنِ بِمُسْبَلٍ
وَحْفٍ إذَا صَحِبَ الذِّئَابِ حَمَاهَا
متذيل لون المناضل فوقه
عجب أصم يسل خور صلاها
نَخَسَتْ بِهِ عَجُزٌ كَأَنَّ مَجَالَها
دَرَجٌ سُلَيْمَانُ القَدِيْمُ بَنَاهَا
بنيت على كرش كأن حرودها
مقط مطواة أمر قواها
في مجفر حابي الضلوع كأنه
بئر يجيب الناطقين رجاها
ويقود ناهضها مجامع صلبها
قَوْداً وَتَبْتَدِرُ النِّجَاءَ يَدَاهَا
وَتَسُوْقُ رِجْلاَهَا توالى خَلْفِهَا
طَرْداً وَتَلْتَطِسُ الحَصَى بِعُجَاهَا
فَغَدَتْ وَأَصْبَحَ فِي المُعَرَّسِ ثَاوِياً
كَالْخِرْقِ مُلْتَفِعاً عَلَيْهِ سَلاَهَا
وبها مناخ قلما نزلت به
وَمُصَمَّعَاتٌ مِنْ بَنَاتِ مِعَاهَا
سود توائم من بقية حسوها
قذفت بهن الأرض غب سراها
وكأن مضطجع امرىء أغنى به
لِقَرَارِ عَيْنٍ بَعْدَ طُوْلِ كَرَاهَا
حتى إذا انقشعت ضبابة نومه
عَنْهُ وَكَانَتْ حَاجَة ً فَقَضَاهَا
أهوى فعصب رأسه بعمامة
دَسْمَاءَ لَمْ يَكُ حِيْنَ نَامَ طَوَاهَا
ثُمَّ اتْلأَبَّ إلَى زِمَامِ مُنَاخَة ٍ
كَبْدَاءَ شَدَّ بِنِسْعَتَيْهِ مَشَاهَا
حَتَّى إذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
ورأت بقية فشجاها
وغدت تنازعه الجديل كأنها
بَيْدَانَة ٌ أَكَلَ السِّبَاعُ طَلاَهَا
قَلِقَتْ وَعَارَضَهَا حِصَانٌ حَائِصٌ
صَحِلُ الصَّهيْلِ وَأَدْبَرَتْ فَتَلاهَا
يتعاوران من الغبار ملاءة(21/386)
بَيْضَاءَ مُخْمَلَة ً هُمَا نَسَجَاهَا
تطوى إذا علوا مكانا جاسيا
وَإذَا السَّنَابِكُ أَسْهَلَتْ نَشَرَاهَا
فَأَلَحَّ وَاعْتَزَمَتْ عَلَيْهِ بِشَأوِهَا
شرفين ثمت ردها فثناها
بسرارة حفش الربيع غثاءها
حَوَّاءُ يَزْدَرِعُ الغَمِيْرَ ثَرَاهَا
فَتَصَيَّفَاهَا يَصْحَبَانِ كِلاَهُمَا
لِثَرَا الجَحَافِلِ مَنْ وَكَيْفَ؟ يَدَاهَا
حَتَّى اصْطَلَى وَهَجَ المَقِيْظِ وَخَانَهُ
أبقى مشاربه وشاب عثاها
وَنَوَى القِيَامَ عَلَى الصُّوَى فَتَذَكَّرَا
مَاءَ المَنَاظِرِ قُلْبَهَا فَأَضَاهَا
فأرن تارتها إذا عرضت له
بَيْدَاءُ ذَاتُ مَخَارِمٍ عَسَفَاهَا
حَتَّى تَأَوَّبَ مَاءَ عَيْنٍ زَغْرَبٍ
يَبْغِي الضَّفَادِعَ فِي نَقِيْعِ صَرَاهَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لمن المنازل أقفرت بغباء
لمن المنازل أقفرت بغباء
رقم القصيدة : 21926
-----------------------------------
لمن المنازل أقفرت بغباء
لو شئت هيجت الغداة بكائي
فالغمر غمر بني جذيمة قد ترى
مأهولة فخلت من الأحياء
لولا التجلد والتعزي إنه
لاَ قَوْمَ إلاَّ عَقْرُهُمْ لِفَنَاءِ
نَادَيْتُ أَصْحَابِي الَّذِيْنَ تَوَجَّهُوا
وَدَعَوْتُ أَخْرَسَ مَا يُجِيْبُ دُعَائِي
وإذا نظرت إلى أميري زادني
ضَنّاً بِهِ نَظَرِيْ إلَى الأُمَرَاءِ
تسمو العيون إليه حين يرونه
كالبدر فرج بهمة الظلماء
والأصل ينبت فرعه متأثلا
والكف ليس بنانها بسواء
بل ما رأيت جبال أرض تستوي
فِيْمَا غَشِيْتُ وَلاَ نُجُوْمَ سَمَاءِ
والقوم أشباه وبين حلومهم
بون كذاك تفاضل الأشياء
والبرق منه وابل متتابع
جود وآخر ما يبض بماء
وَالْمَرْءُ يُوْرِثُ مَجْدَهُ أَبْنَاءَهُ
ويموت آخر وهو في الأحياء
وَالدَّهْرُ يَفْرُقُ بَيْنَ كُلِّ جَمَاعَة ٍ
ويلف بين تباعد وتناء
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
رقم القصيدة : 21927(21/387)
-----------------------------------
كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
شطنت دار ميعة حقباء
بِعُرَابٍ إلَى الإلاهَة ِ حَتَّى
تبعت أمهاتها الأطلاء
ردني النجم واستقلت وحارت
كل يوم عشية شهباء
فترددن بالسماوة حتى
كَذَبَتْهُنَّ غُدْرُهَا وَالنِّهَاءُ
وَيَكِرُّ العَبْدَانِ بِالْمِحْلَبِ الأَجْنَفِ م
فِيْهَا حَتَّى يَمُجَّ السِّقَاءُ
يَحْسَبُ النَّاظِرُوْنَ مَا لَمْ يُفَرُّوا
أنها جلة وهن فتاء
لو ثوى لا يريمها ألف حول
لم يطل عندها عليه الثواء
أَهْوَاهَا يَشُفُّهُ أَمْ أُعِيْرَتْ
مَنْظَراً فَوْقَ مَا أُعِيْرَ النِّسَاءُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> قد حباني الوليد يوم أسيس
قد حباني الوليد يوم أسيس
رقم القصيدة : 21928
-----------------------------------
قد حباني الوليد يوم أسيس
بِعِشَارٍ فِيْهَا غِنًى وَبَهَاءُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فشبحنا قناعا رعت الحياة
فشبحنا قناعا رعت الحياة
رقم القصيدة : 21929
-----------------------------------
فشبحنا قناعا رعت الحياة
أَوْ جُوْشٌ فَهِيَّ قُعْسٌ نِوَاءُ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> عزلة
عزلة
رقم القصيدة : 2193
-----------------------------------
مُدَّي لي حبلَ الوصل ومدي لي يدَكِ
باسم الخفقان ومن أيَّدكِ
قلبي والرب وزائر معبدكِ
ما ابدعكِ
ما أروعكِ
يا أولَ تيه الوله
ما قبلك...ما بعدك
أوهام لا تتشبه بالشبه
مدي يدك
فالأسرى حولَك هم أسرايْ
حررتِ الكل
ولم يتبق سوايْ.
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
رقم القصيدة : 21930
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
بأكناف دجلة للمصعب
إذا ما منافق أهل العرا
قِ عُوْتِبَ ثُمَّتَ لَمْ يُعْتَبِ
دَلَفْنَا إلَيْهِ بِذِي تُدْرَإِ
قليل التفقد للغيب
يهزون كل طويل القنا(21/388)
ة ِ مُلْتَئِمِ النَّصْلِ وَالثَّعْلَبِ
كأن وعاهم إذا ما غدوا
ضجيج قطا بلد مخضب
فَقَدَّمَنَا وَاضِحٌ وَجْهُهُ
كَرِيْمُ الضِّرَائِبِ وَالْمَنْصِبِ
فداؤك أمي وأبناؤها
وَإنْ شِئْتَ زِدْتُ عَلَيْهَا أَبِي
وَمَا قُلْتُهَا رَهْبَة ً إنَّمَا
يَحُلُّ العِقَابُ عَلَى المُذْنِبِ
إذَا شِئْتُ نَازَلْتُ مستثْقِلاً
أزاحم كالجمل الأجدب
فمن يك منا منا
ومن يك من غيرنا يهرب
أعين بنا ونصرنا به
ومن ينصر الله لم يغلب
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
رقم القصيدة : 21931
-----------------------------------
تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
فراجع شوقا ثمت ارتد في نصب
بزهمان لو كانت تكلم أخبرت
بِمَا لَقِيَتْ بَعْدَ الأَنِيْسِ مِنَ العَجَبْ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
رقم القصيدة : 21932
-----------------------------------
نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرَابِ
حملته بازل كودانة
فِي مِلاَطٍ وَوِعَاءٍ كَالْجِرَابِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فأوردها لما انجلى الليل أودنا
فأوردها لما انجلى الليل أودنا
رقم القصيدة : 21933
-----------------------------------
فأوردها لما انجلى الليل أودنا
فضًى كُنَّ لِلْجُوْنِ الحَوَائِمِ مَشْرَبَا
أَتَعْرِفُ بِالصَّحْرَاءِ شَرْقِيَّ شَابِكٍ
منازل غزلان لها الأنس أطيبا
ظللت أريها صاحبي وقد أرى
بِهَا صَاحِباً مِنْ بَيْنِ غُرٍّ وَأَشْيَبَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أبلغا قومنا جذاما ولخما
أبلغا قومنا جذاما ولخما
رقم القصيدة : 21934
-----------------------------------
أبلغا قومنا جذاما ولخما
قَوْلَ مَنْ عَزَّهُمْ إلَيْهِ حَبِيْبُ(21/389)
كان أباؤكم إذا الناس حرب
وَهُمُ الأَكْثَرُونَ كَانَ الحُرُوبُ
منعُوا الثُّغْرَة َ التي بين حِمْصٍ
والكهاتينليس فيها عريب
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
رقم القصيدة : 21935
-----------------------------------
غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
يوما لأعطيت ما أبغي وأطلب
حَتَّى وَرَدْنَا القُنَيْنِيَّاتِ ضَاحِيَة ً
في ساعة من نهار الصيف تلتهب
فَجَاءَ بِالْبَارِدِ العَذْبِ الزُّلاَلِ لَنَا
ما دام يمسك عودا ذاويا كرب
مِنْ مَاءِ خَالَة َ جَيَّاشٌ بِذِمَّتِهِ
مما توارثه الأوحاد والعتب
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فظل بصحراء الأميشط يومه
فظل بصحراء الأميشط يومه
رقم القصيدة : 21936
-----------------------------------
فظل بصحراء الأميشط يومه
خميصا يضاهي ضغن هادية الصهب
فَسَلَّ هَوَى مَنْ لاَ يُؤَاتِيْكَ وُدُّهُ
بِآدَمَ شَهْمٍ لاَ حُلُوٌّ وَلاَ صَعْبُ
كَأَنِّي وَمَنْقُوشاً مِنَ المَيْسِ قَاتِراً
وَأَبْدَانَ مَكْبُوْنٍ تَحَلَّبَهُ عَضْبُ
عَلَى أَخْدَرِيٍّ لَحْمُهُ بِسَرَاتِهِ
مُذْكِي فِتَاءٍ مِنْ ثَلاَثٍ لَهُ شُرْبُ
فَلاَهُنَّ بِالْبُهْمَى وَإيَّاهُ إذْ شَبَتَا
جَنُوْبَ إرَاشٍ فَاللَّهَالِهُ فَالْعَجْبُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فما عزلوك مسبوقاً ولكن
فما عزلوك مسبوقاً ولكن
رقم القصيدة : 21937
-----------------------------------
فما عزلوك مسبوقاً ولكن
إلى الخَيْرَاتِ سَبَّاقاً جَوَادَا
وَكُنْتَ أخي وما وَلَدَتْكَ أُمِّي
وصولا باذلاً لي مستزادا
وقد هيضت لنكبتك القدامى
كَذَاكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا أَرَادَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> سأرحل من قود المهاري شملة
سأرحل من قود المهاري شملة
رقم القصيدة : 21938
-----------------------------------(21/390)
سأرحل من قود المهاري شملة
مسخرة ما تستحث بحادي
مع الريح ماراحت فإن هي أعصفت
نهوز برأس كالعلاة وهادي
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> والله يصرف أقواماً عن الرشد
والله يصرف أقواماً عن الرشد
رقم القصيدة : 21939
-----------------------------------
..............
والله يصرف أقواماً عن الرشد
فأنت والشعور ذو تزجي قوافيه
كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّيْسَة ِ الأَسَدِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> حب
حب
رقم القصيدة : 2194
-----------------------------------
..نظرتْ خيمةٌ وتدا
فتأوه قلب الخيمة
وجثتْ كمدا!
***
.. صَدفتْ أرملةٌ نعشا
فمشتْ في الجنازة
أَمَّلتْ ترتوي المقبرة
وتبدل سكانها
***
.. وجدت غيمة رعدا
فتطاير منها اللعاب
وتناثر فينا الندى
***
قابلت نجمةٌ صحنَ ماءْ
فاشتهت صورتها
تحرق قلب السماء
تساقط نيزك
,,
مرةً
مرةً
مرة ْ
وحدها زوجة الحطاب
تشتهي إصبع الشجرة
....وحدها الشجرة
تشتهي لو تصير على ظهر الحطاب...
امرأَةً حرة!
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> ولله عينا من رأى كحمالة
ولله عينا من رأى كحمالة
رقم القصيدة : 21940
-----------------------------------
ولله عينا من رأى كحمالة
يُحْمِّلُهَا كَبْشُ العِرَاقِ يَزِيْدُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> عن لسان كجثة الورل الأحمر
عن لسان كجثة الورل الأحمر
رقم القصيدة : 21941
-----------------------------------
عن لسان كجثة الورل الأحمر
مَجَّ النَّدَى عَلَيْهِ العَرَارُ
فَكَأَنِّي مِنْ ذِكْرِكُمْ خَالَطَتْنِي مِنْ م
فلسطين جلس خمر عقار
عُتِّقَتْ في القِلاَلِ مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ م
سنوات وما سبتها التجار
فهي صهباء تترك المرء أعشى
في بياض العينين عنها احمرار
فنأت وانتوى بها عن هواها
شظف العيش آبل سيار
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أَضَلاَلُ لَيْلٍ سَاقِطٍ أَكْنَافُهُ
أَضَلاَلُ لَيْلٍ سَاقِطٍ أَكْنَافُهُ(21/391)
رقم القصيدة : 21942
-----------------------------------
أَضَلاَلُ لَيْلٍ سَاقِطٍ أَكْنَافُهُ
فِي النَّاسِ أَعْذَرُ أَمْ ضَلاَلُ نَهَارِ
قَحْطَانُ وَالِدُنَا الّذي نُدْعَى لَهُ
وأبو خزيمَة َ خِنْدِفُ بنُ نزارِ
أنبيع والدنا الذي ندعى له
بِأَبِي معاشِرَ غَائِبٍ مُتَوَارِي
تِلْكَ التِّجَارَة ُ لا زَكَاءَ لِمِثْلِهَا
ذهب يباع بآنك وإيار
تعاطيكها كف كأن بنانها
إذا اعترضتها العين صف مداري
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> هَلْ عِنْدَ مَنْزِلَة ٍ قَدْ أَقْفَرَتْ خَبَرُ
هَلْ عِنْدَ مَنْزِلَة ٍ قَدْ أَقْفَرَتْ خَبَرُ
رقم القصيدة : 21943
-----------------------------------
هَلْ عِنْدَ مَنْزِلَة ٍ قَدْ أَقْفَرَتْ خَبَرُ
مجهولة غيرتها بعدك الغير ؟
بين الأقاعص والسكران قد درست
منها المعارف طراً ما بها أثر
شمس العداوة حتى يستقاد لهم
وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> كانت تحل إذا ما الغيث أصبحها
كانت تحل إذا ما الغيث أصبحها
رقم القصيدة : 21944
-----------------------------------
كانت تحل إذا ما الغيث أصبحها
بَطْنَ الحَلاَءَة ِ فالأَمرارَ فالسُّرَرَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أَلاَ رُبَّ لَهْوٍ آنَسٍ ولَذَاذَة ٍ
أَلاَ رُبَّ لَهْوٍ آنَسٍ ولَذَاذَة ٍ
رقم القصيدة : 21945
-----------------------------------
أَلاَ رُبَّ لَهْوٍ آنَسٍ ولَذَاذَة ٍ
من العيش يغبيه الخباء المستر
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فبت ألهي في المنام بما أرى
فبت ألهي في المنام بما أرى
رقم القصيدة : 21946
-----------------------------------
فبت ألهي في المنام بما أرى
وفي الشَّيْبِ عن بعضِ البطالة ِ زاجِرُ
بساجية العينين خود يلذها
إذا طرق الليل الضجيع المباشر
كأن ثناياها بنات سحابة
سَقَاهُنَّ شُؤْبُوبٌ مِنَ الليْلِ بَاكِرُ
فهنَّ معاً أو أُقْحُوانٌ بِرَوْضَة ٍ
تعاوره صوبان: طل وماطر(21/392)
أَهَمَّ سُرى ً أَمْ غَارَ للغَيْثِ غَائِرٌ
أَم انْتَابَنَا من آخِرِ اللَّيْلِ زَائِرُ
وَنَحْنُ بأرضٍ قَلَّ ما يَجْشَمُ السُّرى
بها العربيات الحسان الحرائر
كثيرٌ بها الأَعْدَاءُ، يَحْصَدُ دُوْنَها
بريد الإمام المستحث المثابر
فقلت لها : كيف اهتديت ودوننا
دُلُوكٌ وَأَشْرَافُ الجِبَالِ القَوَاهِرُ
وجَيْحَانُ جَيْحَانُ الملوكِ وَآلِسٌ
وحزن خزازى والشعوب القواسر
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> إليك رمت بالقوم خوص كأنما
إليك رمت بالقوم خوص كأنما
رقم القصيدة : 21947
-----------------------------------
إليك رمت بالقوم خوص كأنما
جماجمها فوق الحجاج قبور
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> حسب الرائد المورض أن قد
حسب الرائد المورض أن قد
رقم القصيدة : 21948
-----------------------------------
حسب الرائد المورض أن قد
در منها بكل نبءٍ صوار
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> طار الكرى وألم الهم فاكتنعا
طار الكرى وألم الهم فاكتنعا
رقم القصيدة : 21949
-----------------------------------
طار الكرى وألم الهم فاكتنعا
و حيل بيني وبين النوم فامتنعا
كان الشباب قناعاً استكن به
وأَسْتَظِلُّ زَمَاناً ثُمَّتَ انْقَشَعَا
فاسْتَبْدَلَ الرَّأْسُ شَيْباً بعد دَاجِيَة ٍ
فينانة ٍ ما ترى في صدغها نزعا
فإن تكن ميعة من باطل ذهبت
وأَعْقَبَ اللَّهُ بعد الصَّبْوَة ِ الوَرَعَا
فقد أبيت أراعي الخود راقدة
على الوَسَائِدِ مَسْرُوراً بها ولِعَا
براقة الثغر تشفي القلب لذتها
إذا مقبلها في ريقها كرعا
كَالأُقْحُوَانِ بِضَاحِي الرَّوْضِ صَبَّحَهُ
غَيْثٌ أَرَشَّ بِتَنْضَاحٍ وما نَقَعَا
صَلَّى الَّذِي الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لَهُ
والمُؤْمِنُونَ إذَا مَا جَمَّعُوا الجُمَعَا
عَلَى الَّذِي سَبَقَ الأَقْوَامَ ضَاحِيَة ً
بِالأَجْرِ والحَمْدِ حَتَّى صَاحَبَاهُ مَعَا
لا يبرح المرء يستقري مضاجعه
حتى يقيم بأعلاهن مضطجعا(21/393)
هو الَّذي جَمَعَ الرَّحْمَنُ أُمَّتَهُ
على يديه وكانوا قبله شيعا
عذنا بذي العرش ان نحيا ونفقده
وأن نكونَ لِرَاعٍ بَعْدَهُ تَبَعَا
إنَّ الوليدَ أَميرَ المؤمنين لَهُ
ملك عليه أعان الله فارتفعا
لَهُ عِبَادٌ ولا يُعْطَوْنِ مَا مَنَعَا
له عباد ولا يعطو ما منعا
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> تبارك
تبارك
رقم القصيدة : 2195
-----------------------------------
أشاركُ غرناطةَ الحزنَ
أمشي لها عاريا من ذنوبي
نقيا
بلا سفن أو خطبْ
***
أشارك جسمَ الجنازة بعضي
أدنو إلى جثث الأغنيات
فيطفو على النعش جرحي
تغني العصافير روحي
وتخطفني الملكات
***
تباركَ سربُ الخسارة
تبارك شارعنا الأبدي
صرير الفضائح والقتل
صوت الحجارة
تبارك من لا يُعيرُ يديه
ولا يُرتَجى كفنُ الأرض منه
ومن لا يجيد الحياة
.....
أنا نخلة الكرخ
زيتونة الشرق
أرزة لبنان
مئذنة القيروانْ
وصخرة سيزيف
***
أنا شهقة الروح
عطر الجنائز
موت الدمى
هَدأةُ القبر
نور الكفيف
***
أشاركُ رملَ الكلام نعومته
غير أني أرى موت روحي
على مذبح البحر
يجرفني الماء
يأخذني تحت جلد المحيط
فأبدو
نقيا
بلا جسد أو بللْ .
***
عليها المسرة
عليها الخلائق والأمنياتْ
عليها الحرير الطري
وسلك النعاس
عليها المخافر والناس
عليها الطغاة
السلاطين
فصل النهايات
عليها الحياة
وفيها الممات
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> قمر السماء وشمسها اجتمعا
قمر السماء وشمسها اجتمعا
رقم القصيدة : 21950
-----------------------------------
قمر السماء وشمسها اجتمعا
بالسَّعْدِ ما غَابَا ومَا طَلَعَا
مَا وَارَتِ الأَسْتَارُ مِثْلَهُمَا
مِمَّنْ رَأَى هَذَا وَمَنْ سَمِعَا
دام السرور له بها ولها
وَتَهَنَّيَا طُولَ الحَيَاة ِ مَعَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وعون يباكرن البطيمة موقعا
وعون يباكرن البطيمة موقعا
رقم القصيدة : 21951
-----------------------------------(21/394)
وعون يباكرن البطيمة موقعا
حَزَأْنَ فما يَشْرَبْنَ إلاّ النَّقَائِعَا
تضيفنه حتى جهدن يبيسه
وآضَ الفرات قَانِطاً ليس جَامِعَا
وَيَأْكُلْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يُلِتْ
كأن بحافات النهاء المزارعا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> عَلَى ذِي مَنَارٍ، تَعْرِفُ العَيْنُ مَتْنَهُ
عَلَى ذِي مَنَارٍ، تَعْرِفُ العَيْنُ مَتْنَهُ
رقم القصيدة : 21952
-----------------------------------
عَلَى ذِي مَنَارٍ، تَعْرِفُ العَيْنُ مَتْنَهُ
كَمَا تَعْرِفُ الأَضْيَافُ دَارَ المُقَطَّعِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> غَشِيْتُ بِعِفْرَى أو بِرِجْلَتِهَا رَبْعاً
غَشِيْتُ بِعِفْرَى أو بِرِجْلَتِهَا رَبْعاً
رقم القصيدة : 21953
-----------------------------------
غَشِيْتُ بِعِفْرَى أو بِرِجْلَتِهَا رَبْعاً
رَمَاداً وَأَحْجَاراً بَقِيْنَ بِهَا سُفْعَا
فما رمتها حتى غدا اليومُ نصفهُ
وحتى سَرَتْ عيناي كلتاهُمَا دَمْعَا
فظلتُ كأني شاربٌ لعبتْ بهِ
عقارٌ ثوتْ في سجنها حججاً تسعاً
مَقَدِّيَّة ٌ صَهْبَاءُ تُثْخِنُ شَرْبَهَا
إذا ما أرادوا أنْ يروحوا بها صرعى
أُسِرُّ هُمُوماً لو تَغَلْغَلَ بَعْضُهَا
إلى حجرٍ صلدٍ تركنَ بهِ صدعا
عُصَارَة ُ كَرْمٍ مِنْ حُدَيْجَاءَ لَمْ تَكُنْ
مَنَابِتُها مُسْتَحْدَثَاتٍ ولا قُرْعَا
قذرْ ذا ولكن هل ترى ضوءَ بارقٍ
وَمِيْضاً ترى منه على بُعْدِهِ لَمْعَا
تَصَعَّدَ في ذاتِ الأَرَانِبِ مَوْهِناً
إذا هَزَّ رَعْداً خِلْتَ في وِدْقِهِ شَفْعَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> إنا رضينا وإنْ غابتْ جماعتنا
إنا رضينا وإنْ غابتْ جماعتنا
رقم القصيدة : 21954
-----------------------------------
إنا رضينا وإنْ غابتْ جماعتنا
مَا قَالَ سَيِّدُنَا رَوْحُ بنُ زِنْبَاعِ
يرعى ثمانينَ ألفاً كانَ مثلهمُ
مما يخالفُ أحياناً على الراعي
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وكأنَّ سعدى إذْ تودعنا(21/395)
وكأنَّ سعدى إذْ تودعنا
رقم القصيدة : 21955
-----------------------------------
وكأنَّ سعدى إذْ تودعنا
وقَدِ اشْرَأبَّ الدَّمعُ أنْ يكِفَا
رشأٌ تواصينَ القيانُ بهِ
حتى عقدنَ بأذنهِ شنفا
فالحبّ ظهْرٌ أنْتَ راكِبُهُ،
فإذا صرفْتَ عِنانَهُ انْصَرَفَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> إنَّ الخليطَ أجدوا البينَ فانقذفوا
إنَّ الخليطَ أجدوا البينَ فانقذفوا
رقم القصيدة : 21956
-----------------------------------
إنَّ الخليطَ أجدوا البينَ فانقذفوا
وأمتعوكَ بشوقٍ أية َ انصرفوا
حتى أتيتَ مرياً وهوَ منكرسٌ
كَاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغَابَة ِ السَّعَفُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وُلِدَتُ تُرَابِيْهِ رَأْسُهَا
وُلِدَتُ تُرَابِيْهِ رَأْسُهَا
رقم القصيدة : 21957
-----------------------------------
وُلِدَتُ تُرَابِيْهِ رَأْسُهَا
عَلَى كُلِّ رَابِيَة ٍ نَيِّفُ
وما لاْ مرىء ٍ أربٍ بالحيا
ة ِ عنها محيصٌ ولاَ مصرفُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فما بهِ بطنُ وادٍ غبَّ نضحتهِ
فما بهِ بطنُ وادٍ غبَّ نضحتهِ
رقم القصيدة : 21958
-----------------------------------
فما بهِ بطنُ وادٍ غبَّ نضحتهِ
وإنْ تراغبَ إلاَّ مسفهٌ تئقُ
واسْتَذْفَرُوا بِنَوى ً حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ
إلى أقاصي نواهمْ ساعة َ انطلقوا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> هلْ أنتَ منصرفٌ فتنظرُ ماترى
هلْ أنتَ منصرفٌ فتنظرُ ماترى
رقم القصيدة : 21959
-----------------------------------
هلْ أنتَ منصرفٌ فتنظرُ ماترى
أبقى الحوادثُ منْ رسومِ المنزلِ
فَرَمَى بِهِ أَدْبَارَهُنَّ غَلاَمُنَا
لمَّا اسْتَتَبَّ بِهَا وَلَمْ يَتَدَخَّلِ
دارٌ بإحدى الرحلتينِ كأنما
قَدْ عُفِّيَتْ حِجَجاً ولَمَّا تُحْلَلِ
وَكَذَاكَ يَعْلُو الدَّهْرُ كُلَّ مَحَلَّة ٍ
حتى تصيرَ كأنها لمْ تنزلِ
لا يومَ إلاَّ سوفَ يورثهُ غدٌ
والعامُ تاركهُ لآخرَ مقبلِ(21/396)
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> ملاذ
ملاذ
رقم القصيدة : 2196
-----------------------------------
مشروع للضجةْ
هذا الوطن المغلوب
وملاذ للبهجة
لكن
للغرباء !
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> مُجْرَنْشِماً لَعَمَايَاتٍ تُضِيءُ بِهِ
مُجْرَنْشِماً لَعَمَايَاتٍ تُضِيءُ بِهِ
رقم القصيدة : 21960
-----------------------------------
مُجْرَنْشِماً لَعَمَايَاتٍ تُضِيءُ بِهِ
منه الرضابُ ومنه المسبلُ الهطلُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فَإنْ تَكُ فِي مَنَاسِمِهَا رَجَاءٌ
فَإنْ تَكُ فِي مَنَاسِمِهَا رَجَاءٌ
رقم القصيدة : 21961
-----------------------------------
فَإنْ تَكُ فِي مَنَاسِمِهَا رَجَاءٌ
فقد لَقِيَتْ مَنَاسِمُها العِدَالاَ
أَتت عَمْراً فَلاَقَتْ مِنْ نَدَاهُ
سِجَالَ الخَيْرِ إنَّ لَهُ سِجَالاً
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أطربتَ أمْ رفعتْ لعينك غدوة ً
أطربتَ أمْ رفعتْ لعينك غدوة ً
رقم القصيدة : 21962
-----------------------------------
أطربتَ أمْ رفعتْ لعينك غدوة ً
بينَ المُكَيْمِنِ والزَّجِيْجِ حُمُولُ
رَجْلاً تراوحها الحُدَاة ُ فَحَبْسُهَا
وضحَ النهارِ إلى العشيِّ قليلُ
كمطردٍ طحلٍ يقلبُ عانة ً
فيها لَوَاقِحُ كَالْقِسِيِّ وحُوْلُ
نَفَثَتْ رياضَ أُعَامِقٍ حتى إذا
لم يبقَ من شملِ النهاءِ ثميلُ
بسطتْ هواديها بها فتكمشتْ
وَلَهُ على أَكْسَائِهِنَّ صَلِيْلُ
حتى وَرَدْنَ مِنَ الأَزَارِقِ مَنْهَلاً
وله على آثارِهِنَّ سَحِيْلُ
فاستفنهُ ورؤوسهنَّ مطارة ٌ
تدنو فتغشى الماء ثمَّ تحولُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لِمَنْ رَسْمُ دَارٍ كالكتابِ المُنَمْنَمِ
لِمَنْ رَسْمُ دَارٍ كالكتابِ المُنَمْنَمِ
رقم القصيدة : 21963
-----------------------------------
لِمَنْ رَسْمُ دَارٍ كالكتابِ المُنَمْنَمِ
بِمُنْعَرَجِ الوادي فُوَيْقَ المُهَزَّمِ
فلما تجاوزنَ الحصيداتِ كلها(21/397)
وخلفنَ منها كل رعنٍ ومخرمِ
تخطينَ بطنَ السرِّ حتى جعلنهُ
يلي الغربَ سيلَ المنتوى المتيممِ
إذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى فَتَى الْبَأسِ والنَّدَى
وَذَا الْحَسَبِ الزَّاكِي التَّلِيْدِ المُقَدَّمِ
فكُنْ عُمَراً تَأْتِي ولا تَعْدُوَنَّهُ
إلى غَيْرِهِ وَاسْتَخْبِرِ النَّاسَ وَافْهَمِ
كَأَنَّ قُرَادَيْ زَوْرِهِ طَبَعَتْهُمَا
بطينٍ منَ الجولانِ كتابُ أعجمِ
كَأَنَّ زُرُوْرَ القُبْطُرِيَّة ِ عُلِّقَتْ
بنادكها منهُ بجذعٍ مقومِ
يكافحُ لوحاتِ الهواجرِ بالضحى
مُكَافَحَة ً لِلْمَنْخَرَيْنِ وَلِلْفَمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وَلَقَدْ يَخْفِضُ الْمُحَاوِرُ فِيْهِمْ
وَلَقَدْ يَخْفِضُ الْمُحَاوِرُ فِيْهِمْ
رقم القصيدة : 21964
-----------------------------------
وَلَقَدْ يَخْفِضُ الْمُحَاوِرُ فِيْهِمْ
غيرَ مستشرفٍ ولاَ مظلومِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لولاَ الحياءُ وأنَّ رأسيِ قدْ عثا
لولاَ الحياءُ وأنَّ رأسيِ قدْ عثا
رقم القصيدة : 21965
-----------------------------------
لولاَ الحياءُ وأنَّ رأسيِ قدْ عثا
فِيهِ المَشِيْبُ لَزُرْتُ أُمَّ القَاسِمِ
وكأنها وسطَ النساءِ أعارها
عينين أحورُ منْ جآذرِ جاسمِ
وسنانُ أقصدهُ النعاسُ فرنقتْ
فِي عَيْنِهِ سِنَة ٌ وَلَيْسَ بِنَائِمِ
يَصْطَادُ يَقْظَانَ الرِّجَالِ حَدِيْثُهَا
وتطيرُ بهجتها بروحِ الحالمِ
ألممْ على ْ طللٍ عفا متقادمٍ
بَيْنَ الذُّؤَيْبِ وبين غَيْبِ النَّاعِمِ
بمجرِّ غزلانِ الكناسِ تلفعتْ
بَعْدِي بِمُنْكَرِ تُرْبِها المُتَرَاكِمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> هُنَّ عُجْمٌ، وقد عَلِمْنَ مِنَ القَوْ م
هُنَّ عُجْمٌ، وقد عَلِمْنَ مِنَ القَوْ م
رقم القصيدة : 21966
-----------------------------------
هُنَّ عُجْمٌ، وقد عَلِمْنَ مِنَ القَوْ م
لِ هبي واقدمي وآوو وقومي
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> يتبعنَ ناجية ً كأنَّ بدفها(21/398)
يتبعنَ ناجية ً كأنَّ بدفها
رقم القصيدة : 21967
-----------------------------------
يتبعنَ ناجية ً كأنَّ بدفها
منْ غرضِ نسعتها علوبَ قواسمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> ومما شجاني أنني كنتُ نائماً
ومما شجاني أنني كنتُ نائماً
رقم القصيدة : 21968
-----------------------------------
ومما شجاني أنني كنتُ نائماً
أعللُ من بردِ الكرى بالتنسمِ
إلَى أَنْ بَكَتُ وَرْقَاءُ في غُصْنِ أَيْكَة ٍ
تُرَدِّدُ مَبْكَاهَا بِحُسْنِ التَّرَنُّمِ
فَلَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيْتُ صَبَابَة ً
سُعْدَى شَفَيْتُ النَّفْسَ قَبْلَ التَّنَدُّمِ
ولكِنْ بَكَتْ قَبْلِي فَهَاج لِيَ البُكَا
بكاها فقلتُ الفضلُ للمتقدمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> يخرجنَ من فرجاتِ النقعِ دامية ً
يخرجنَ من فرجاتِ النقعِ دامية ً
رقم القصيدة : 21969
-----------------------------------
يخرجنَ من فرجاتِ النقعِ دامية ً
كأنَّ آذانها أطرافُ أقلامِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> مآرب أخرى
مآرب أخرى
رقم القصيدة : 2197
-----------------------------------
أعطاني سحرَ الكلمات
وكَلَّمَني تكليما
يا ألله
هَلْ يلقي عبدك موسى
في الناس نبَّوته وعصاه
بيضاءُ يدي
والطورُ طيورْ
سأشق البحرَ
وأرفعُ عن أرض الكنعانيين الجورْ
هارون أخي
والشعر شقيقي الأوفى
ولساني لا بد يدورْ
إني للرب الأقرب...منذور
مذ ألقتني أمي في اليمَّ
ومذ منحتني زوجة فرعون النورْ
***
نور... نور
نور ... ما
وسما
هي ذي نورما ؛
ماء رقراقٌ ،
شفافٌ ،
ما أصفاه
وما أحلاهْ
هي ذي نورما
لم تترك للربَّ دفاتر أو فرشاهْ
كسر اللوح المأثور رماه
لما طلعتْ من بين أصابعه
من تشبهه في علياه
وبدت إنجيلا معجزةً توراهْ
قراّنا لا بل نور حياة
لا تشبهها الملكاتُ
ولم تصنعها كل وصاياه
ضاع الدين وعبدك يا الله
في سيناءِ مفاتنها تاه
هي ذي نورما
امرأة ... من عين الله
حلم...من حلم الله(21/399)
سر من كُنه الأسرارْ
نور من قبس الانوار
وحي...
.إلهامْ.. من لدن الله
وكما...حول القبة أسوار
وكما...فوق الهيكل
تحت الهيكل أشرارْ
حولَك يا ربي أشباه
لكني لا ألقي بالاً لبناتِ شعيبَ
ولا للقبطيات
إني عبد اللهْ...
ونبي الكلمات...
فأعد لي أرضَ الميعادْ
لأعود اليك
وأقيم لك الصلواتْ .
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ
مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ
رقم القصيدة : 21970
-----------------------------------
مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ
أَعَالِيْهَا مَرُّ الرَّيَاحِ النَّوَاسِمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> عامية ٌ جرتِ الريحُ الذيولَ بها
عامية ٌ جرتِ الريحُ الذيولَ بها
رقم القصيدة : 21971
-----------------------------------
عامية ٌ جرتِ الريحُ الذيولَ بها
فقد تَخَذَّمَهَا الهِجْرَانُ والقِدَمُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لَمَّا غَدَا الحَيُّ من صَرْخٍ وغَيَّبَهُمْ
لَمَّا غَدَا الحَيُّ من صَرْخٍ وغَيَّبَهُمْ
رقم القصيدة : 21972
-----------------------------------
لَمَّا غَدَا الحَيُّ من صَرْخٍ وغَيَّبَهُمْ
مِنِ الرَّوَابِي التي غَرْبِيُّها اللَّمَمُ
ظلتْ تطلعُ نفسي إثرهمْ طرباً
كأنني منْ هواهمْ شاربٌ سدمُ
مِسْطَارَة ٌ بَكَرَتْ في الرَّأْسِ نَشْوَتُهَا
كأنَّ شاربها مما بهِ لممُ
حتى تعرض أعلى الشيح دونهمُ
والحبُّ حبُّ بني العسراءِ والهدمُ
فَنَكَّبُوا الصُّوَة َ اليُسْرَى فَمَالَ بِهِمْ
على الفِرَاضِ فِراضُ الحاملِ الثَّلِمُ
لولا اخْتِيَارِي أبَا حَفْصٍ وطَاعَتَهُ
كادَ الهَوَى مِنْ غَداة ِ البَيْنِ يَعْتَزِمُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أخبرِ النفسِ إنما النفسُ كالعيـ
أخبرِ النفسِ إنما النفسُ كالعيـ
رقم القصيدة : 21973
-----------------------------------
أخبرِ النفسِ إنما النفسُ كالعيـ(21/400)
ـدَانِ مِنْ بَيْنِ نَابِتٍ وهَشِيْمِ
منْ ديارٍ غشيتها دارساتٍ
بينَ قاراتِ ضاحكٍ فالهزيمِ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> بِكْرٌ يُرَبِّثُها آثَارُ مُنْبَعِقٍ
بِكْرٌ يُرَبِّثُها آثَارُ مُنْبَعِقٍ
رقم القصيدة : 21974
-----------------------------------
بِكْرٌ يُرَبِّثُها آثَارُ مُنْبَعِقٍ
تَرَى بِهِ حُفَناً زُرْقاً وغُدْرَانَا
أَوْ ظَبْيَة ٌ مِنْ ظِبَاءِ الحُوَّة ِ ابْتَقَلَتْ
مَذَانِباً فَجَرَتْ نَبْتاً وحُجْرَانَا
وما حُسَيْنَة ُ إذْ قامَتْ تُوَدِّعُنَا
للبينِ واعتقدتْ شذراً ومرجانا
لولا الإله واهل الأردن اقتسمت
نار الجماعة يوم المرج نيرانا
كانوا زواراً لأهلِ الشامِ قد علموا
لما رَأوا فيهِمُ جَوْراً وطُغْيَانَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وكانَ أمركَ منْ أهلِ الطوانة ِ منْ
وكانَ أمركَ منْ أهلِ الطوانة ِ منْ
رقم القصيدة : 21975
-----------------------------------
وكانَ أمركَ منْ أهلِ الطوانة ِ منْ
نَصْرِ الَّذِي فَوْقَنَا واللَّهُ أَعْطَانَا
أَمْراً شَدَدْتَ بِإذْنِ اللَّهِ عُقْدَتَهُ
فَزَادَ في دَيْنِنَا خَيْراً وَدُنْيَانَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ مَالَهَا
أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ مَالَهَا
رقم القصيدة : 21976
-----------------------------------
أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ مَالَهَا
أَوْ صَادَمَتْ في قَعْرِهَا حِبَالَهَا
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وَجَعَلْنَ مِحْمَلَ ذِي السِّلاَ م
وَجَعَلْنَ مِحْمَلَ ذِي السِّلاَ م
رقم القصيدة : 21977
-----------------------------------
وَجَعَلْنَ مِحْمَلَ ذِي السِّلاَ م
حِ مجنهُ رعنَ اليتيمهْ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> يا منْ رأى برقاً أرقتُ لضوئهِ
يا منْ رأى برقاً أرقتُ لضوئهِ
رقم القصيدة : 21978
-----------------------------------
يا منْ رأى برقاً أرقتُ لضوئهِ(21/401)
أَمْسَى تَلأْلأَ في حَوَارِكِهِ الْعُلَى
لما تلحلحَ بالبياضِ عماؤهُ
حولَ الغريفة ِ كاد يثوي أو ثوى
فأَصَابَ أَيْمَنُهُ المَزَاهِرَ كُلَّها
واقْتَمَّ أَيْسَرُهُ أُثَيْدَة َ فَالْحَثَا
فعظامُ البرقاتُ جادَ عليهما
وأَبَثَّ أبْطُنَهُ الثُّبُورُ بِهِ النَّوَى
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> وَتَرَى لَغَرِّ نَسَاهُ غَيْباً غَامِضاً
وَتَرَى لَغَرِّ نَسَاهُ غَيْباً غَامِضاً
رقم القصيدة : 21979
-----------------------------------
وَتَرَى لَغَرِّ نَسَاهُ غَيْباً غَامِضاً
قلقَ الخصيلة ِ من فويقِ المفصلِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> فلامنكو
فلامنكو
رقم القصيدة : 2198
-----------------------------------
يتلفت قلبي للوثنية
فيضجُّ الصدر المتعبْ
ويغني بالإسبانية ؛
ايفيا اسبانيا
ايفيا يا حرية
,,
فلامنكو ....
حرب بين الماضي والحاضر
تتلاحقُ دقات الأقدام
تتسارع إيقاعات الأكعُبْ
فأرى غرناطة تهتز
وأرى عبد الرحمن الداخل
يهوي..
ابنَ زيدون يترنَّحْ
وابن حزمٍ يشنق بالطوق
أرى ولادة بنت المستكفي
وأرى ما لا يكفي
***
تتساقط أسْدُ القصر الأحمر
يتراجع طارق
ماذا لو لم تحرقْ
عرش الماء
ولمْ تخرق أستارَ الميناء؟
فلامنكو؛
تتقافز ذاكرة التاريخ
يتداعى شعرٌ موسيقى فلسفةٌ وفنونْ
يتدلى حبل جنونْ
يتهاوى حكام مأفونونْ
يتهاوى وجه أبي عبد الله
يتهاوى وجه المغربْ
يتهشم سيف العرب البائد
تتسارع دقات الرقص
تتعالى أنغام النصر
تتمايل ناحلة الخصر
يتدفق في الخاطر
وجه الراقصةِ العربية
لكنْ بالأسبانية
يأتي رقص ساحر
.....
يتأسَّى وجه الشرق
يتشظّى باب الشام
تتناثر بغدادُُ
أو بيتُ المقدسِ
لا فرقْ
يتجاوز هذا الرقصُ دمي
يهمي
في مسرح روحي
روحي إذ / تطلع من جسدي
إو ترقص مع لوركا :
إيفيفا إسبانيا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> سل الملك الكريم إلام تبني
سل الملك الكريم إلام تبني
رقم القصيدة : 21980(21/402)
-----------------------------------
سل الملك الكريم إلام تبني
وأين؟ وقد تجاوزتَ السماءَ
أجِدَّك لا براك اللَّه إلا
علاءً أو عطاءً أو وفاء
ولو ذوبتني ما كنت إلا
ولاءً أو دعاءً أو ثناء
منحتك من سواء الصدروداً
يكاد لفرطه يروي الظماءَ
أيعجزني إذا احتكُّوا هِناءٌ
وللكلبى إذا مرضوا شفاءَ
جريت مع الملوكِ إلى مداها
ففتهم سناءً وارتقاءَ
فضلتهم ندى وفضلت مالاً
ومن طلب الثناءَ رمى الثراءَ
أمن جمع الدراهم واقتناها
كمن جمع النهى ليسوا سواء
يكاد التخت يورق جانباه
ويقطر عوده ليناً وماء
إذا خطرت له قدماك تسعى
إلى أعواده أو قيل جاءَ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> برق الربيع لنا برونق مائه برق الربيع لنا برونق مائه
برق الربيع لنا برونق مائه برق الربيع لنا برونق مائه
رقم القصيدة : 21981
-----------------------------------
برق الربيع لنا برونق مائه برق الربيع لنا برونق مائه
فا نظر لروعة ِ أرضه وسمائهِ
فالترب بين ممسك ومعنبر
من نوره بل مائه وروائه
والماء بين مُصندل ومكفر
من حسن كدرته ولون صفائه
والطير مثل المحسنات صوادح
مثل المغنّي شادياً بغنائه
والورد ليس بمسك رياه بل
يُهدي لنا نفحاته من مائه
زمن الربيع جلبت أزكى متجر
وجلوت للرائين خير جلائه
فكأنه هذا الرئيس إذا بدا
في خلقه وصفائه وعطائهِ
يعشو إليه المجتدي والمجتني
والمجتوي هو هارب بذَمائه
ما البحر في تزخاره والغيث في
أمطاره والجود في أنوائهِ
بأجلّ منه مو اهباً ورغائباً
لا زال هذا المجد حول فنائه
والسادة الباقون سادة عصره
ممتدحين بمدحه وثنائهِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا من يلي أمر القضاءِ
يا من يلي أمر القضاءِ
رقم القصيدة : 21982
-----------------------------------
يا من يلي أمر القضاءِ
وذاك من سوءِ القضاءِ
ويل لقاضي الأرض يوم
م الدين من قاضي السماءِ
كم من يتيم قد حشوت
ت غناه في ذاك الوعاء
ولرب ثكلى قد تركـ(21/403)
ـت بعينها أثر البكاءِ
فسمنت من هزل اليتيم
نعم ومن غزل الإماءِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
رقم القصيدة : 21983
-----------------------------------
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
وألبس البيد والظلماء واليلبا
وأترك الخود معسولاً مقبلها
وأهجر الكأس تغذو شربها طربا
حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربة
والسير يسكرني من مسه تعبا
وطفلة كقضيب البان منعطفاً
إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حببا
دوني وتنظم من أسنانها حببا
قالت وقد علقت ذيلي تودعني
والوجد يخنقها بالدمع منسكبا
لا درَّ درَّ المعالي لا يزال لها
برق يشوقك لا هوناً ولا كثبا
يا مشرعاً للندى عذباً موارده
بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا
اطلعت لي قمراً سعداً مطالعه
حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت
وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
استودع الله عيناً تنتحي دفعاً
حتى تؤوب وقلباً يرتمي لهبا
وظعناً أخذت منه النوى وطراً
من قبل أن أخذت منه المنى أربا
فقلت ردي قناع الصبر إن لنا
إليك أوبة مشتاق ومنقلبا
أبى المقام بدارِ الذل لي كرم
وهمة تصل التخويد والخببا
وعزمة لا تزال الدهر ضاربة ً
دون الأمير وفوق المشتري طنبا
يا سيد الأمراء افخر فما ملكٌ
إلا تمناك مولى واشتهاك أبا
إذا دعتك المعالي عرفَ هامتها
لم ترض كسرى ولا من قبله ذنبا
أين الذين أعدّوا المال من ملكٍ
يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما السيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً
والبحر ملتطماً والليل مقتربا
أمضى سبا منك صاعقة
أجدَى يميناً وأدنى منك مطلبا
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا
لو كان طلق المحيَّا يمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت
والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
يا مَن يراه ملوك الأرض فوقهم
كما يرون على أبراجها الشَّهبا
لا تكذبَنَّ فخير القول أصْدقه
ولا تهابنَّ في أمثالها العربا(21/404)
فما السموءَلُ عهداً والخليل قِرى
ولا ابن سُعدى ندى والشنفري غلبا
من الأمير بمعشار إذا اقتسموا
مآثر المجد فما أسلفوا نَهَبا
ولا ابن حُجر ولا الذبيان يعشرني
و المازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته هذا لرهبته
هذا لرغبته هذا إذا طربا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لا يغرنك الذي
لا يغرنك الذي
رقم القصيدة : 21984
-----------------------------------
لا يغرنك الذي
أنا فيه من الطلب
أنا في ثروة تشق
لها بردة الطرب
أنا لو شئت لا تخذت
تُ سقوفاً من الذهب
أنا طوراً من النبيط
وطوراً من العرب!!
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كذا من شام بارقة العذاب
كذا من شام بارقة العذاب
رقم القصيدة : 21985
-----------------------------------
كذا من شام بارقة العذاب
ومنته المنى رشف الرضاب
يلاقي الدهر مصفر الحواشي
ويرعى العيش مغبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق نارا
تركت الجفن مخضلَّ السحاب
أأن سجع الحمام طربت وجدا
وعادتك العوائد من رَباب
أوجداً سرع هذا واكتئابا
حلفت لتوكلَن بغير نابِ
ألم أنذرك عن طلب الصبايا
ألم أخبرك عن نكد التصابي
حياءك يا حمام وبعضَ هذا
لعل جميع ما بك بعض ما بي
فقدت حمامة وفقدتُ ليلى
وأسود مثل خافية الغُرابِ
أليس الشيب أغزاني جيوشاً
فآبت بالسبايا من شبابي
أليس الدهر غبر في عذاري
بوفديه وذلك من مُصابي
فعللني بأعذب من شرابِ
وأخلفني بأكذب من سرابِ
وقاريّ القميص له ذماء
تقطع دونه مهج الضَّبابِ
حذاريّ الجناح أرقت ميه
لغير حزازة ولغير عابِ
ولما أسمع القاضي نداء
وأعجلني المثول عن الجوابِ
حباني من قريضك عقد در
وأسمعني به فصل الخطابِ
نسيباً لو تجسد مجتناه
لضمن حلية صدر الكعاب
ومدحاً لو يصيب على المساوي
لعدن مساعياً وشك انقلاب
ولفظاً كنت أحسبه شروداً
تحول دونه عصم الهضاب
ومعنى كنت أعهده نفوراً
عن الألباب أحذر من غُرابِ
قواف تستطاب إذا أعيد ت
وحسبك من معاد مُستطابِ(21/405)
وليت نشيدها وجلوت منها
على الأسماعِ أبكار النقابِ
وظلت أذوب في يدها اهتزازا
وكدت أشق من طرب ثيابي
وصرت إذا سردت البيت منها
لفرطِ العجب أخرج من إهابي
فظنك في سواي وتلك حالي
ووهمك في الجميع وذاك دابي
وكُلفت الجواب فقلت غُنم
لعمر أبيك لم يك في حسابي
ولو لا ما أؤكد من ذمام
يقل له نشاطي وانتدابي
أخا العشرين أنت من المعالي
بمنزلة الحسام من القراب
تراضعنا معاً ثدي الليالي
وذلك بيننا رحم انتساب
فرأيك في مطالبتي إذا ما
نشطت فإنه عين الصواب
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أخوان من أمٍّ وأبْ
أخوان من أمٍّ وأبْ
رقم القصيدة : 21986
-----------------------------------
أخوان من أمٍّ وأبْ
لا يفتران عن الشغَبْ
ما منهما إلا ضن
يشكو معاناة الدَّأبْ
وكلاهما خنق الفؤا
دِ على أخيه بلا سببْ
يغريهما بالشرِّ سبط
الريح وابن أبي الخشب
ما منهما إلا به
شرط اليبوسة والْحَرَبِ
فلنا بصلحهما ردى
ولنا بحربهما نشبْ
يا أيها الملك الذي
في كل خطب ينتدبْ
أخرجه إخراج الذكي
فقد وصفت كما وجبْ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يقولون لي لا تحب الوصي
يقولون لي لا تحب الوصي
رقم القصيدة : 21987
-----------------------------------
يقولون لي لا تحب الوصي
فقلت الثرى بفم الكاذ ب
أحب النبي وأهل النبي
وأختص آل أبي طالبِ
وأعطي الصحابة حق الولاء
وأجري على السَّنن الواجبِ
فإن كان نصباً ولاء الجميع
فإني كما زعموا ناصبي
وإن كان رفضاً ولاء الوصي
فلا يبرح الرفض من جانبي
فللَّه أنتم وبهتانكم
ولله من عجب عاجب
فلو كنتم من ولاءِ الوصي
على العجب كنت على الغارب
يرى اللَّه سري إذا لم تروه
فلم تحكمون على غائبِ
ألا تنظرون لرشد معي
ألا تهتد ون إلى الله بي
أيرجو الشفاعة من سبهم
بل المثل السوء للضاربِ
أعز النبي وأصحابه
فما المرء إلا مع الصاحبِ
حنانيك من طمع بارد
ولبيك من أمل خائبِ
تمنوا على الله مأمولكم
وخطوه في الجمد الذائب(21/406)
نعم قبّح الشتم من مذهب
وشتّامة في القومِ من ذاهبِ
له في المكارم قلب الجبان
وفي الشُّبهاتِ يد الخاطبِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
رقم القصيدة : 21988
-----------------------------------
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
في عمل لا يلوح لي سببه
ماذا عليهِ من الكرامِ فما
تظهر إلاَّ عليهمُ نوبه
ألم يجد في سواكم سعة
ممن يسوى برأسهذ نبه
لا يعرف الضيف أين منزله
ولا يرى المجد أين منقلبه
ما لي أرى الحر ذاهباًد مه
ولا أرى النذل ذاهباً ذهبه
أفلح من لؤمه وسيلته
وليس ينجو من جُرمه حسبه
من شاء أن لا يناله زمن
فليكن العرض جل ما يهبه
أراحنا اللَّه منك يا زمنا
أرْعَن يصطاد صقره حَزبهُ
يا ساغباً جائع الجوارح لا
يسكن إلا بفاضلِ سغبه
يا ضرماً في الأنامِ متقداً
والجود والمجد والندى حطبه
يا صائداً والعلى فريستُه
وناهباً والجمال مُنْتَهَبه
يا ساد تي لا تكن عظامكم
لعضة الدهر إن يهج كلبه
فالدهر لونان لا يدوم على
حال سريع با الناس مضطربة
أتى بخير لم تر تقبه كذا
أتى بشر وليس تحتسبه
رعاكم اللَّه وهو حسبُكُم
من زمنٍ لم يِغبّنا عَجَبه
ما أقرب النصر من رجائكم
إن يشأ اللَّه ترتفع حُجُبه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وابأبي أنت وذاك الشنب
وابأبي أنت وذاك الشنب
رقم القصيدة : 21989
-----------------------------------
وابأبي أنت وذاك الشنب
والويل من غنجك لي والْحَرَبْ
يا شغلاً جاء ولم ينتظر
وآفة حلت ولم ترتقب
لم تَضْنَ ألحاظك هذا الضنى
إلا ومنهن لحيني سبب
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> غيمة
غيمة
رقم القصيدة : 2199
-----------------------------------
محبوسةٌ في البحر. . .
لا شمس ترفعها بخارا
لا ريح تنثرها سماءً
لا رعد يخلع قلبها
لا برق يخطف لبها
لا ظِلَّ يجلب ماءها
فتظل قاحلةً. . .
بلادي .(21/407)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أخوان مصطلحان صلح عتابِ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
رقم القصيدة : 21990
-----------------------------------
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
متعانقان تعانق الأحباب
كل يباعد عن أخيه رأسه
دلاً عليه أي بأني الآبي
يحكيهما في الشكل لام لفٍ جرت
في خطة يد حاذق الكتاب
حتى إذا أكرمت منا واحداً
فله الإهانة لا من استيجاب
شيء يسرك عكسه ويسرني
إن كنت منفذه يدى أصحابي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وشاكية تكذب
وشاكية تكذب
رقم القصيدة : 21991
-----------------------------------
وشاكية تكذب
تئن ولا تتعبُ
مؤخرها محرج
مقدَّمها سبسبُ
وأولها حيَّة
وآخرها عقرب
تعد ليوم القرى
وساعة َ ما تغضب
وتركب لكنها
إلى راحة تركب
وتذهب لكنها
إلى الحين لا تذهب
وتكتب لكنها
بلا قلم تكتب
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كصدغة إذا تعقرب
كصدغة إذا تعقرب
رقم القصيدة : 21992
-----------------------------------
كصدغة إذا تعقرب
وقده إذا تنصب
وبعد ذلك ظهري
من الهوى قد تحد ب
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ما طَفْلة ليس سوى إهابها
ما طَفْلة ليس سوى إهابها
رقم القصيدة : 21993
-----------------------------------
ما طَفْلة ليس سوى إهابها
يفرشها المرء ولا يحظى بها
تلاصق الخد وذا من دابها
شَبعى وإن لم تعتلف بنابها
قد ملأت حا شيتي جرابها
أخرج وإلا كلنا قمنا بها
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> مولاي إن عدت ولم ترضى لي
مولاي إن عدت ولم ترضى لي
رقم القصيدة : 21994
-----------------------------------
مولاي إن عدت ولم ترضى لي
أن أشرب البارد ولم أشرب
إمتط خدي واتعل نا ظري
وصد بكفي حمة العقرب
تا لله ما أنطق عن كاذ ب
فا لصفو بعد الكدر المعتري
كا لصحو بعد المطر الصيب
إن أجتن الغلظة من سيد
فالشوك عند الثمر الطيب
أو نقد الزور على ناقدِ
فا لخمر قد تعصب با لثيب(21/408)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> فؤادك أين سباه بماذا
فؤادك أين سباه بماذا
رقم القصيدة : 21995
-----------------------------------
فؤادك أين سباه بماذا
بمقتله من غزال ربيب
سِلاَباً. نعم. أين. وسط الطريق
متى اليوم هذا سلاب غريب
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> عجبت لمفتون يخلف بعده
عجبت لمفتون يخلف بعده
رقم القصيدة : 21996
-----------------------------------
عجبت لمفتون يخلف بعده
لوارثه ما كان يجمع من كسب
حووا ما له ثم استهلوا لقبره
ببادي بكاء تحته ضحِكُ القلب
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> حنانيك من نفس خافت
حنانيك من نفس خافت
رقم القصيدة : 21997
-----------------------------------
حنانيك من نفس خافت
ولبيك من كمدٍ ثابت
أبا بكر اسمع وقل كيف ذا
ولست بسمعة الصائت
تحملت فيك من الحزن ما
تحمله ابنك من صامت
حلفت لقد مت عن معشرٍ
غبين عن خطر المائت
يقولون أنت به شامت
فقلت الثرى بفم الشامات
وعزّت عليَّ معاداته
ولا متدارك للفائت
وقال الأنام خلا الجوّ لي
لعمري ولكن على عانت
أبيض ولكن إلى عاقر
وأصفر لكن على ساكت
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> عجباً من رجل ذي سعة
عجباً من رجل ذي سعة
رقم القصيدة : 21998
-----------------------------------
عجباً من رجل ذي سعة
تأخذ الأيام من منسأتهْ
يحرس المال ولا يأكله
نظر البازي على مر بأته
إنما يجمع ما يجمعه
راغم الأنف لبعلِ امرأته
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> حتتَّ جوامعي يا جمع حتاً
حتتَّ جوامعي يا جمع حتاً
رقم القصيدة : 21999
-----------------------------------
حتتَّ جوامعي يا جمع حتاً
بسوف وأختها وإلى وحتى
ألم تحلم بذكر فتى موال
مُحب أو بذكر فتى تفتى
منحتك من سواء الصدر وداً
بيت عزائم السلوان بتا
ونودي للصلاة فقمت أسعى
فما استطعت القيام ولا تأتي
أقام الناس جمعتهم وعدنا
بقلب فته ذكراك فتا(21/409)
كأن الله حين سعى وعدنا
تكلم أن سعيكم لشتى
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟
ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟
رقم القصيدة : 22
-----------------------------------
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً
ثم تبتلع الهواء..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد.. وتصرخ في استياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
خمسون عاماً
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
خمسون عاماً
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز...
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمر
خيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
ترتع فوق أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغار
الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم.. والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء(21/410)
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان.. ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات.. في الطرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة.. وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس.. جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات.. وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء(21/411)
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن يبعث الشهداء
تتدفق الأنهار.. تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم...
أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود.. أرض الأنبياء
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> يوسف
يوسف
رقم القصيدة : 2200
-----------------------------------
لم يسقط (يوسف )* في الجُبْ
لم يأكله الذئبُ
ولم تنقصْ من خزنة مصر الغلّة
لم تكذبْ
تلك الملكة
وزليخة لم تر يوسفَ أصلا
من يوسف هذا؟ ؟
نسلُُ مطرود يعمل خبازا أو ناطورا
يتخيل أن تصدفه الملكة
يتوهم أن تعشقه الملكة
ويغالي في السرد فيوهم إخوانه
أن المصريات يضاجعن الإسرائيليين
***
كفوا عن سرد القصة
فزليخة أنقى من هذا اليوسف
والقصة أكبر من تأليف واه
وكأن السيدة الأولى عاهرةٌ
لا تحكم كل رجال النيل
***
أصحيح أن النسوة قطّعن الأيدي
لما شاهدن الخباز؟؟؟
كذب الكفرة
لو كان الأمرُ صحيحاً
لغرقنا في بحر دم أحمرْ
في كل مساءْ!!!
لكن الكذبة
صارت أَمْرَ سماءْ
همّت همّا
همّا... همّت...
هم الخباز
كل القصة ؛
رغبةُ خَدّام
أو صعلوك في لثم يد الملكة.
* بناء على طلب المحكمة الشرعية في الأردن نشير هنا إلى أن يوسف في القصيدة ليس النبي يوسف عليه السلام, بل هو رمز للصهاينة الحاليين ولا تسعى القصيدة لنفي القرآن الكريم, ونرجو ألا تفهم القصيدة في غير هذا القصد.(21/412)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> نذير ولكنه صامت
نذير ولكنه صامت
رقم القصيدة : 22000
-----------------------------------
نذير ولكنه صامت
وضيف ولكنه شامت
وأشخاص موت ولكنه
إلى من يودعه ثابت
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أصبحت في البيت بلا بيت
أصبحت في البيت بلا بيت
رقم القصيدة : 22001
-----------------------------------
أصبحت في البيت بلا بيت
أقلب الكف على ليت
وصاحب البيت يريد الكرا
وليس في البيت سوى البيتِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> فتنت قلبي فتاة
فتنت قلبي فتاة
رقم القصيدة : 22002
-----------------------------------
فتنت قلبي فتاة
صيرت عيني غيثا
أشبهت في الخَلقِ ظبيا
وحكت في الخلق ليثا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> حرج على الأيام إن لم تحرج
حرج على الأيام إن لم تحرج
رقم القصيدة : 22003
-----------------------------------
حرج على الأيام إن لم تحرج
وعليك يا مكواة إن لم تنضجي
ليست بدار معرج لك فارتحل
كم ذا المقام ولا بعشك فادرجي
يا سيد الأمراء إن أرعيتني
أذن الخليّ سمعت لوعات الشجي
لما سموت إلى المعسكر ضارباً
في كل عزم كل سهم مفلج
ضمنت لك الأقدار نصراً عاجلاً
واستقبلتك بخاتم الفيروزج
وطلعت أسعد طالع في موكب
حسدت مطالعه بناتُ الأبرُج
فيه من الأمراء كل مكلل
ومعصب ومطوّق ومتوج
يزهى من الشيخ العميد وطلعة الـ
الأمين بكل أبيض أبلج
سيفي عاقبك للعدو المعتدي
ويَدي سحابك للوليّ المرتجي
خَرَج الأميرُ ومِنْ وراء رِكابه
غَيري وَعَزَّ عليّ "أنْ" لَمْ أخرُجِ
أصبحت لا أدري أأدعو ضغمشي
أم بكتني أم أصيح بنزعج
وبقيتى أدري أأركب أبرشي
أم أدهمي أو أشهبي أم ديزرجي
يا سيد الأمراء ما لي خيمة
غير السماء إلى ذراها ألتجي
كنفي بعيري إن ظغنت ومفرشي
كمي وجنح الليل مطرح هودجي
فلو ان قيسي حاضرون وخندفي
ولو أن أوسي شاهدون وخزرجي
لحثثت قدام المواكب موكبي(21/413)
ركضاً وقُدام المراكب مُسْرَجي
مثلي مع الزمن البهيم وبخله
وبليغ آمالي وفرط تغنجي
مثل المواري عورتيه بحبه
إن لم يكونا معلمين فدحرج
من عاذري من همة فوق السها
شرفاً وحظ في الحضيض المحرج
صيت وراء الصين واسم فوقه
بعداً وجسم بين ثوبي محوج
يا منجنون بحذف ثاني حرفه
إن كنت فاعل ما أرى فتحرّج
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أنعت ليلاً ذا سواد كالسَّبح
أنعت ليلاً ذا سواد كالسَّبح
رقم القصيدة : 22004
-----------------------------------
أنعت ليلاً ذا سواد كالسَّبح
مخدر الصبح خداريّ الدعج
لو أدرج العالم فيه لاندرج
أو نسج الحرمان منه لا تسج
ليلاً حرون النجم قاريّ النهج
العمر فيه نقطة لو انفرج
والدهر من أجزائه ولا حرج
أيسر ما فيه الليل إذا الليل أدلج
بل بسنا الفجر إذا انبلج
أنك يا سهل وللدعوى حجج
إمام من صلى ومن صام وحج
يا سهل يا طيب عيص المنتسج
يا خير من دب عليها ودرج
يا ابن أبيت الفرع من حيث اتشج
ومنظراً من يره منك ابتهج
ونائلا لو كاثر البحر فلج
ومنصباً فوق السّمَاكين عرج
يا عائباً مدحي له انظر لا تلج
قد فضل الشمس وأوفى بدَرَج
فهو قريب المجتنَى داني المَحَج
وهي إذا حاولها فوق العرج
ونوره علم ونورها وهج
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> نظري لهذا العيش كيف مزاجه
نظري لهذا العيش كيف مزاجه
رقم القصيدة : 22005
-----------------------------------
نظري لهذا العيش كيف مزاجه
نظر إليك نساجه وعلاجه
ولقد عهدت حماك وهو معرس
لي دخْله وعلى سوايَ خراجه
في جنحِ ليل رق عنا ثوبه
وصفت مدامته ورق مِزاجه
ماضي الغرار يد الأمير محمد
طبعته لليوم المثار عجا جه
ليل كأن أبا شجاع بدرُه
يجلو الد جى والعنبري سراجه
فتد فقت بنداهما أنواؤه
وتبرجت لعلا هما أبراجه
حي الأمير العنبري وقل له
يا كعبة آما لنا حجاجه
أنت أبن بيت في السماء مكانه
سقفاً وفوق المشتري معراجه
اركبتني فرس الكرامة ملجماً(21/414)
وعليك بعد لجامه أسراجه
ولئن فعلت لأشكرنك في الورى
شكراً تموج عليكم أمواجه
بمدائحٍ لا ينمحي ديباجها
وبخاطر لا ينتهي عجاجه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قسماً لقد نسج الحيا
قسماً لقد نسج الحيا
رقم القصيدة : 22006
-----------------------------------
قسماً لقد نسج الحيا
جلع الربى فأجاد نسجا
وشجاك لحن العندليب
ليب ونغمة القُمريّ أشجى
فكأنما قبس الر
بيع بمنكبِ العلمين سرجا
وإذا المروج مرجت في
أطرافهن الطرف مرجا
شبهت أنوار الربيـ
كوكباً والروض برجا
وترى الغصون كأنما
اطلعن للمرجان درجا
حتى إذا بكت السحاب
ب وثجت الأمطار ثجَا
قضت الربى بين السحا
ب بنورها دخلاً وخرجا
فاملأ كؤوسك يا غلا
ولا تعرها الماء شجا
فإذا انتهت كأسي إلـ
مزجتها بالدمع مزجا
بأبي الذي نظم الجمال
ل لوجهه سبجاً وثلجاً
وجه كجيش الروم قد
لاقى من الصدغين زنجا
ومدلل كحل الدلال
لُ جفونه مرضاً وغنجا
رضي الجمال بأن تصـ
ـح جفونه والغنج لجا
لو لم يرد صيد القلوب
لما حنى القوس الأزجا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> فديت ذا الوجهَ فما أبهجَهْ!
فديت ذا الوجهَ فما أبهجَهْ!
رقم القصيدة : 22007
-----------------------------------
فديت ذا الوجهَ فما أبهجَهْ!
وذلك الطرف فما أغنجَهْ!
وذلك الثغر فما أنظَمَ اللؤ
لؤ في سمطه بل أثلجَهْ!
إن كان من يهدي له برده
مثلي في الفقر فما أحوجه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أخرجته يا سيدي
أخرجته يا سيدي
رقم القصيدة : 22008
-----------------------------------
أخرجته يا سيدي
لا مثل إخراج الشجا
أوله كقدهِ
ثم كظهري عوجا
ثم كَمَحْني فمه
ثم كشدّ في الهجا
فهاكه مُفَسراً
على مواجيب الهجا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> دعا فأجابه القدح
دعا فأجابه القدح
رقم القصيدة : 22009
-----------------------------------
دعا فأجابه القدح
وحبٌ عنده اصطبحوا
يضم الراح شملهم(21/415)
ويسفر فيهم الفرح
ففاز بهم وليس لهم
على الأيام مقتَرح
يميل بعطفه سكر
ويثني جيده مرح
وتطربه مغنية
بناجز ضرسها قرح
بضرب البم تختمه
ونقر الزيد تفتتح
تكاد النار من يدها
إذا جسته تنقدح
تكاد الطير من طرب
على الأوتار تطرَّح
وتسعدها بألحان
عليها العصم تنبطح
أقول ومنزل الألاَّ
منا منزل طرح
وقد ضاقت بنا أعطان
ن دهر ليس ينشرح
ولي في كل جارحة
لفضل الشيخ ممتدح
وفي واديه متَّسع
لآمالي ومنتدح
أطال الله منه يداً
بها الآمال تلتقح
قفوا يا أهل نيسابو
ر نعتب ثم نصطلح
أفاتحكم بمعتبة
ومعناها هوى صرح
وقدر الفضل عندكم
ولست أذمكم وقح
وحقاً أن أُعاتبكم
وسهل منكم وتح
لسهل في العلى غرر
وفيه من النُّهى بدع
فهلا فيكم مُلَح
تضمَّن أمة رجل
وأودع عالماً شبح
فمن جاراه منقطع
ومن باراه مفتضح
ليهنك أن سعيك في
مساعي المجد متضح
وأنك جدت إذ بخلوا
فلَم تخسر ولا ربحوا
وقدماً كان يبلغني
لهم ما كاد يتضح
وكان يقال إنهم
إذا بخل الورى سمحوا
وإن وزنوا بأهل الأر
ض في أحلامهم رجحوا
ففيم الضيغ مهتضم
ومم البر مطّرح
ومنغلقاً أؤمله
بيمنى الشيخ ينفسح
فيعلم أن وادينا
لها أولاه ينفسح
ويبرز سره أملي
ويطلع قوسه قزح
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> شبيهي
شبيهي
رقم القصيدة : 2201
-----------------------------------
تعال...
تعال اليّ
تعال الي سريعا...عساي أراك
وأمزج مسك العذوبة منكَ
أريق نهار الخميس عليكَ
وأفتح سبت الغياب لديكَ
وأدنو إلى غيمة سال منها الحنينْ
على خد أرملة ناعم
صار مجرى دموع وراك
****
تعال اليّ...شبيهي
شبيهي الذي لم أره
جسدا ماثلا لنهار الأحدْ
باردا مثل جثمان روحي
شَهيّاً لقبوي الجديد
وموتي الفريد
طريا لكف المكفن
صمت المغني
تراب الأبدْ
****
تعال اليّ حبيبي
حبيبي الجبان الأَسدْ
خذ حليب الطغاة
عواءَ الكلاب
كفاحَ اللصوص
بلاط جهنم
حلو النكدْ
خذ جنازة عمري
وَظلَّ نهاري
وضوء عيوني
خذ شريك الغياب
سليل التراب
ثقيل المسد(21/416)
خذ جهاز المحقق
عين المدقق
ردف المليحة
ندف الفضيحة
فصلَ الرمدْ
****
يا شبيهي
تعال اليَّ
وخذ ما تشاء
ولا تبتعد .
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> طربا فقد رق لظلا
طربا فقد رق لظلا
رقم القصيدة : 22010
-----------------------------------
طربا فقد رق لظلا
ورق أنفاس الصباح
وسرى إلى القلب العليل
عليل أنفاس الرياح
ومليحة ترنو بنرجسة
وتبم عن أقاح
قامت وقد برد الحليُّ
تَميس في ثنى الوشاح
تشدو وكل غنائها
برد على كبد اقتراحي
يا ليل هل لك من صباح
أم هل لنجمك من براح
طرباً فلا يد للوَّا
و الصبا خضر النواحي
سأريق ماء شبيبتي
ما بين ريحان وراح
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> اذهب الكاس فعرف الـ
اذهب الكاس فعرف الـ
رقم القصيدة : 22011
-----------------------------------
اذهب الكاس فعرف الـ
ـفجر قد كاد يلوح
وهو للناس صباح
ولذي الرأي صبوح
والذي يمرح بي في
حلبة اللهو جموع
اسقنيها والأمانيُّ
لها عرف يفوح
إن في الأيام أسرا
راً بها سوف تبوحُ
لا يغرنك جسم
صادق الحسن وروحُ
إنما نحن إلى الآ
جالِ نغْدو ونروح
بينما أنت صحيح الجسمو
إذ أنت طريح
فاسقنيها مثل ما يلفظه
اليك الذبيح
هكذا الدنيا فسيحوا
ووقعنا لا تصيحوا
إنما الدهر عدوُّ
ولمن أصغى نصيح
ولسان الدهر بالوعـ
لواعي فصيح
نستبيح الدهر والأيام
ـامُ منا تستبيح
ضاع ما نَحميه من أنـ
ـفِسنا وهو يبيح
نحن لاهُونَ وآجا
المنى لا تستريح
يا غلام الكاس فالياس
من الناس مريح
أنت يا دهر بأبنا
شقٌّ وسطيح
وبأبكار القوفي
لا على كفؤ شيح
يا بني ميكال والجود
دِ لعِلاَّتي مزيح
شرفاً إن مجال الفضل
ـفضل فيكم لفسيح
وعلى قدر سنا الممدوح
ـدوح يأتيك المديح
فهناك الشرف الأر
والطرف الطموح
والندى والخلق الطا
هر والوجه الصبيح
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أداعبك الحُجيَّا في غليظ
أداعبك الحُجيَّا في غليظ
رقم القصيدة : 22012(21/417)
-----------------------------------
أداعبك الحُجيَّا في غليظ
طويل القد سود النواحي
يعلَّق وهو منكوس ولكن
إذا ما امتد صار إلى الفقاح
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وأحمر في وسطه أصفر
وأحمر في وسطه أصفر
رقم القصيدة : 22013
-----------------------------------
وأحمر في وسطه أصفر
له ضمة وله فتحة
أنيته لا ختل غرّاته
فألفيته حُشِيَ الفقحهْ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> جيش الملاحة والجما
جيش الملاحة والجما
رقم القصيدة : 22014
-----------------------------------
جيش الملاحة والجما
ل بوجه من أهوى مناخ
فلو آبرى للأر
في أيار أزهرت السباخ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
رقم القصيدة : 22015
-----------------------------------
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
ويا شوق ألحق غائرين بمنجد
ويا حاديي اظعانها إن نويتما
نوى فقفا لي وقفت المتردد
فلي مهجة لم تنبتر وتكاد أن
ولي نفس لم ينقطع وكأن قد
وزوراء من كافي الكفاة على النوى
وضعت لها يمناي في فم أسود
وعيد كصنع النار في يابس الغضى
شددت على الأحشاء من خوفه يدي
وظلت بصبح اليوم منه مهابة
وبت له رعباً بليلة أنقد
أرى كل ممدود عليّ حبالة
وكلَّ خيال قاعداً لي بمرصد
وأحسب زِرّي قابضاً بمخنفي
ومحمل سيفي آخذاً بمقلدي
أحول حذار الظل رعباً وأحتمي
من الماء إلا أن يرنّق موردي
وأتّهم الظلماء أن لا تُجنَّني
وأمقت ضوء البدر خيفة مهتد
وأرشق بالماء القراح على الصدى
وذاك لِما خُبرتُ أنك مُوعدي
أحاذر منك طلاب أنجم
وأرقب رأياً منك طلاع أنجد
وكنت امرأً لا يأتلي الخير فاعلاً
ومهما تعد بالشر تحصد وتخضد
أكافي الكفاة أستبق مني ومن دمي
حشاة مجد في البلاد مشرَّد
أفي مجب الفضل الذي أنت أهله
توعّد مثلي أم قضية سودد
أبعد مقاماتي لديك وهجرتي
إليك وإنفاقي طريفي ومُتلدي(21/418)
وجوَّابة ٍ للأفق فيك طردتها
غدت بين منثور وبين مقصَّد
وقفت بها استطلع الرأي منشداً
وقلت وأعلى اللَّه قولَك جوِّدِ
فأين زماني بالخِوان حضرته
وأين إلى الباب الرفيع ترددي
ومالي وأبواب الرجا فيك جمة
وقفت بباب من رجائك موصد
ولا باع آمالي إليك بقاصر
ولا وجه أعمالي لديك بأسود
فماذا عسى الوشان خاضوا على دمي
ومن أي وجه ثار لي أيُّ مؤيِد
وأية نار شبَّها موقد
وأي عظيم هاجِ من أيّما دَدِ
فإن كنت حقاًَ موعدي بكريهة
فرأيك في تعجيل يومي عن غدي
وإن تنو تحريكاً وتهذيب جانب
فقد صك في ذرعي وقد فتَّ في يدي
حنانيك من ظن لمولاك جائر
ولبيك من رأي على العبد معتد
ولم تمضها في مخلص الودّنية
ولا أنا إلا في ولائك محتبٍ
ولا أنا إلا بالهوى لك مرتد
وعذري عند اللَّه فيك ممهد
وإن كان عند الناس غير ممهد
وعقد ولائي في ذراك مؤكد
وإن لم يكن عقد المنى بمؤكد
ولست لأني واجد منك مهرباً
أحث ركابي فدفداً بعد فدفد
ولكن سأبلي العذر في كل حالة
بشكرك في يومَيْ مغيبي ومشهدي
فتبدي لك الأيام ما أنا عنده
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كم حسرات لي وكم وجد
كم حسرات لي وكم وجد
رقم القصيدة : 22016
-----------------------------------
كم حسرات لي وكم وجد
ليست على غور ولا نجد
لا بل على جرجان من بلدة
سكنت منها جنة الخلد
أرض من المسك ووشيٌ من الطل
ـطل على فرش من الرَّند
وسادة عاشرتهم لم أزل
في ظل عيش بهمُ رغد
كنت بهم طويل مُقامي بها
ومنهمُ في زمن الورد
يا صاح هل تذكر كم ليلة
سعدتُ منها بأبي سعد
ألم يكن غرة إخواننا
ألم يكن واسطة العقد
أليس كنا سوراً للعلى
وكان فينا سورة الحمد
ناهيك من حلم ومن سؤدد
فيه ومن علم ومن رفد
شمائل الغيث وخلق الصبا
له وقلب الأسد الوَرْد
ذو خُلق لو أنه دمعة
ما أثرت في صفحة الخد
ومن كمولاي أبي معمر
والأخ غصني شجر المجد
ضبعَيْ يد الفضل وسبعي وغا العـ
وربعي كرم العهد(21/419)
ولؤلؤي درج ونجمين قي
برج وصمصامين في غمد
والخولكيين فما منهم
إلا معيد في العلى مبد
تلقي الثريا بثرى الوهد
وشيخ أرجان فناهيك من
أرْوع في همته فرد
سيد من أخلصني وده
وخير من أخلصته ودي
ما أنس لا أنس فقيهاًَ لنا
يُكْنَى أبا الفضل السمرقندي
وفاضلاً يكنى أبا قاسم
إليه عرض الجيش والجند
تزخرفت جرجان أنساً به
واستوحشت أرض نهاوَنْدِ
أنزلني الدهرعلى حكمه
من شامخ عالٍ إلى وَهْد
كب على الوجه سروري بهم
كبّاً على الجبهة والخد
أوطأني ظهر النوى عنهم
أني ما نمت من الصد
لا زلن يا جرجان معمورة
للرجل الآمل يستجدي
صفا لنا دنُّك لكنه
لابد في الآخر من دردري
فالنذل قاضيك على لؤمه
وفرط ما يعلوه من برد
لايلبس الجوزاء ألحاظه
تيهاً ولا يخرا على الند
تراه لا يعلم أن الخرا
أجمل من لحيته عندي
والزنجمانيّ فوا حسرتا
منه على هامته الوغد
فاز بذاك الرأس مني ولم
أبُح بما فيه ولا أُبدي
والماسراباذي ايّ امرئ
مخنث في ذلك الجلد
إذا أتى زوجته زانياً
تنزل أسماء على هند
سماجة القردِ وخلق الصِّبى
وذلك الداء الذي يُردي
إن خلصت فروته من يدي
فلا أجتدت ناراً من الزند
مغتلم الثقبة لكنه
يوهمنا الرغبة في المرد
ويشتهي المرد ولكنه
كل صملّ عارم جلد
يا كرم الأستاذ نحوي ويا
فواضل الشيخ التي عندي
لا زلتما في نعمة بعدي
وعشتما في القرب وفي البعد
قامرني الدهر سروري بكم
بغير شطرنج ولا نرد
قد عشتما قبلي فعِيشا معي
ثم کبقيا بعدي لمن بعدي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قسماً لقد عجم الزمان
قسماً لقد عجم الزمان
رقم القصيدة : 22017
-----------------------------------
قسماً لقد عجم الزمان
نُ كِنانتي عُوداً فعودا
وأرانيَ الأيام شُو
ساً والمنى بيضاً وسودا
ولقد أساء فما رفعـ
إليه طرفي مستزيداً
كلاّ وسرّى فما حططت
له لثامي مستجيدا
لقيت تصاريف الزمان
ن بِيَ الحجارة والحديدا
وأحلني حيث التفت
فلم أجد إلا حسودا
ولئن أحلَّني الحضيـ(21/420)
فدون تقديري وجودا
وإذا أحلني السما
ءَ فدون مقداري قُعودا
أنا عبد مولانا الوزيـ
فما نهاني أن أسود ا
أطأ الأساود والأسودا
أدع الصعيد إذا اعرت
ترابه قدمي سعيدا
من مبلغ عني العراق
وسائر عني بريدا
أن الوزير انتاشني
وأعادني خلقاً جديدا
لك يا وزير المشرقين
ـن زففتها خوداً فريدا
وعقدت نذراً لا منحـ
ـت سواك قافية شرودا
وإذا نقضت فلن أكون
لرشدتيَّ ولا رشيدا
كبّرت فيك على الملوك
ك وقلت بعدك لا مزيدا
وسمعت أنك ظاعن
فضحكت من أملي شديدا
خلي الزمان كذاك عندي
مبدياً ومعي معيدا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> سقى اللَّه نجداً كلما ذكروا نجداً
سقى اللَّه نجداً كلما ذكروا نجداً
رقم القصيدة : 22018
-----------------------------------
سقى اللَّه نجداً كلما ذكروا نجداً
وقلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا
طربت وهاجتني شمال بليلة
وجَدت لمسراها على كبدي بَردا
ويا حبذا نجد وبرد أصيله
وعيشاً تركناه بساحته رغْدا
لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ
وإذ غصني الريان لا يسع الجلدا
لعمر ظباء بالعقيق أوانس
لقد صدن باللوى أسداً وردا
ولو لم يُساقطن الحديث كأنما
يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا
منعت فؤادي أن يباح له حمى
وصنت دموعي أن أفض لها عقدا
وعزم إذا خيمت سافر وحده
شققت به لليلي عن منكبي بردا
فطمت عليه العزم قبل رضاعه
إليه وأعملت المسوَّمة الجردا
ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً
ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وأمسيت صلّها
ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا
كحلت بهمّي عين كل كريهة
إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا
بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة
وعزمة مستدنٍ من الشرف البعدا
وطئت بها بسط الملوك مبجلاً
وما وصلت لي منهم رحم عهدا
وأصبحت للباب المحجب والجاً
ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا
ولست بهياب إذا لم تطل يد
تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا
أبى اللَّه لي دار الهون وهمة
موكَّلة والواخدات بنا وخدا
غدا الدهر مني حالياً بمفاخر(21/421)
ورحت كنصل السيف يحملني فردا
وقد علم الأقوام أن شريعتي
من المجد لم تسهل على أحد وِردا
ولست فتى إن شمت برق سحابة
لغير كريم أو سمعت لها رعدا
متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي
فقدت يدي إن لم أقدّ لها جلدا
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا
ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا
يُحكّم إلا في محارمه الندا
ويعمل إلا في مكارمه القصدا
ألم ترني قيدت في طوس عزمتي
ولولاه ما كانت على كبدي تندى
وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً
ذهاباً بنفسي فکتسمت له عبدا
قصدناك لا إن الضلال أجارنا
ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا
ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدا
فلو كنت غيثاً لم شم برق خلب
ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مدّا
أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا
وحسب المنى وقدر الْجدَا جَدّا
أعرني يداً تمي دنانير في الندا
كما تنثر الأغصان يوم الصبا وردا
أعرك ثناء لا تغبّ وفوده
كما تنشر الأمطار فوق الربا برد ا
وأُلبسك مدحاً لا يعاد فريده
كما ينفح الند الذكي إذا ندا
تعيد المساعي غضة بعد يبسها
وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا
هلم العطايا فاللّها تفتح اللها
وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا
جلبت إليك المدح مغلّى بسومه
أرغبة َ مبتاع لمدحيّ أم زهدا
أشم مدحي كفا بها تبتني العلى
ولا تعدني رأياُ به تعمر المجد ا
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة
وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا
وما دولة أنت المدبر أمرها
بمنشب ظفر ما بقيت لها سدا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي
رقم القصيدة : 22019
-----------------------------------
يا غرة النجم الرشيدي
لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخيـ
بحسن منعطف وجيد
ته ما بدا لك إنني
قد صغت قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو
فَ وليس ذلك بالبعيد
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> يا مراثي
يا مراثي
رقم القصيدة : 2202
-----------------------------------(21/422)
يتها المراثي ما حبيبي جسدا فأحضنه
ولا غيماً فأسكبه
ولا بشرا فأندبه
ولا ناياً فيطربني وأطربه
ولا بيتاً يهدَّمه ؛ فأبنيه
ولا هو مَيتٌ أبكي عليه وأندبُ الزمنا
ولا مقتولُ غَدْرٍ لا يني
دَمُه يحرضني,
ولا هو غائب عني
فأبحثُ في العواصم عن مُحياهُ,
ولا هو مدبر عني
فألحقُه / أُراضيهِ,
ولا هو مقبلٌ نحوي
فأفرح حينما يدنو
وأُعطيهِ
دموعَ العين
والقبلاتِ أُعطيهِ
وأمنحه شذى روحي وأَحميه
ولا هو جاثم تعبُُ فأوقظه أسامره , أُنَسّيهِ
ولا هو خائفٌ فَزعٌ فأقربه
أُطمْئِنُهُ
أُهَدْهِدُه
أهّديهِ
****
حبيبي ليس من ورقٍ فأَحفظهُ من النارِ
ولا هو دفترٌ سرٌ / فأُخفيهِ
ولا عشق تحرمه الشرائع كي أُغطيه
من العارِ
****
يتها المراثي والزمانْ
لا تأخذوا مني الحصانْ
لا تجرحوا قلبي الطري
لا تكشفوا عني الأَمان
****
يتها المراثي والزمنْ
لا تسقطوا فوقي الكفن
هو جثتي وأنا البدنْ
****
يتها المراثي والمحنْ
لا تعزفوا لحنَ الوداع
هو موطني وأنا الوطن
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا حريصاً على الغنى
يا حريصاً على الغنى
رقم القصيدة : 22020
-----------------------------------
يا حريصاً على الغنى
قاعداً بالمراصدِ
لست في سعيك الذي
خضت فيه بقاصد
إن دنياك هذه
لستَ فيها بخالد
بعض هذا فإنما
أنت ساع لقاعدِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ما عاشق ألْوَط من قردِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ
رقم القصيدة : 22021
-----------------------------------
ما عاشق ألْوَط من قردِ
قد صيغ شكلا صيغة العقد
بما اْبى ما تحته من نقا
وفوقه من غصن القد
في صيغة العقد ولكنه
يلتف في خاصرة المرد
إن أنت لم تخرجه يا سيدي
خريت بالمفعل من خد
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لك كعبتان ومَشعرا
لك كعبتان ومَشعرا
رقم القصيدة : 22022
-----------------------------------
لك كعبتان ومَشعرا
ن وقبلتان لمن يحاذي
هي كعبة الحجاج تلـ(21/423)
وكعبة المحتاج هذي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أجِدَّك ما تَنَبَّه للمنايا
أجِدَّك ما تَنَبَّه للمنايا
رقم القصيدة : 22023
-----------------------------------
أجِدَّك ما تَنَبَّه للمنايا
كأنك واجد عنها ملاذا
لذاك على الغنى تزداد حرصاً
وفي حلبات سكرتها نَفاذا
هبِ الدنيا تُحقق ما ترجّى
من الآمال ويحك ثم ماذا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> شماسة قلبي ليس يألف طائره
شماسة قلبي ليس يألف طائره
رقم القصيدة : 22024
-----------------------------------
شماسة قلبي ليس يألف طائره
وعازب لُب أول الحب آخرُهْ
ورئم أبت الحاظه ان تغبّني
وُفودَ الهوى أو يبرحَ الصدرَ خاطرهْ
بساحر ما ضمت عليه جفونه
وريانِ ما التفّت عليه مآزره
وأبيضِ ما تحت الصَّدار لَوَانه
تجرد لاحت للعيون سرائره
فيا قلب هذا العشق وهذه
موارده حتى تبين مصادره
فلا الأنس مردود إليك شريده
ولا النوم معطوف عليك أواصره
ويا دمع أدركني إن الصبر خانني
بنصرك والمخذول من أنت ناصره
ويا برحاء الشوق رفقاً بمهجتي
هي المجد معقودا عليه خناصره
ألاإن تحت الشوق مني لما جدا
يجاذب فيه منجد الشوق عائره
وما حال صب بالعلراق فؤاده
أسير وثاو في خراسان سائره
على أن في قرب الأمير وبسطه
لنا عوضاً لا يخلف الظن ماطره
ألم تر أن الملك قر قراره
إذا زينت باسم الأمير منابره
ودون حجاب الملك منذ تمكنت
أسرته من أرضه وستائره
سحاب ولكن الدنانير صوبه
وليث ولكن الملوك عقائره
وأبلج كالصبح الأغر جبينه
ضياء وكالليل البهيم عساكره
تذل له الأقدار وهي جنوده
وتخدمه الأيام وهي عشائره
يموج به في الحرب صاف أديمه
حفوز لهامات الملوك حوافره
مقيم سرير الملك حاضره تلجه
وخاتمه غازي الغريم مسافره
تَزايل أركانُ العدى عند بأسه
وتعضَب أنياب الردى وأظافره
ألم تر غرشتان كيف تغورت
معاقلها لما انتحتها بصائره
طلبت بها ثار الأله ودينه
فما فات والشيخ الموفق بائره(21/424)
ونبئت يانهلان أن عصابة
يخالف فيهم باطن القلب ظاهره
أتوك وراموا أن يهزك بغيهم
على شرفي والبغي مر مصائره
حنانيك حسادي كثير كما ترى
ومن حسنت عيناه تكثر ضرائره
ومن حل من علياك حيث تحلني
تصدى له قاصي المحل وقاصره
أنا العبد لا يأبى عليك ولاؤه
خلوصاً ولا تخطو ذراك مفاخرة
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أليلتنا بين العتابين والعذرِ
أليلتنا بين العتابين والعذرِ
رقم القصيدة : 22025
-----------------------------------
أليلتنا بين العتابين والعذرِ
أليلة عذر كنت أم بيضة العقر
نعمنا وبتنا بين فاطمتي هوى
كتوأم لَوْز بين مِلحقتي قشر
نصعد أنفاساً نقطع أنفساً
إذا علت ارتدت إلى ثُغَر النحر
ولما انتظمنا بين ضم وخلوة
رأى الله شفعاً كان أوحد من وتر
خرقنا لها حجب البراقع والفرى
جميعاً وأسبلنا ستائر من صبر
ولما حبانا الصبح برد نسيمة
تحيز عن حجري ودمعته تجري
فقلت له يا قرة العين ما لنا
تبا شير فجر ما بدا لك أم هجر
ومن يصحب الأيام يشرب سلافها
ويشرق بها إن الخمار من الخمر
وشاردة ٍ إن أكثبت فجديرة
وإلا فقد أبليت في طلبي عذري
وكنت إذا ما الليل ماج ظلامه
جعلت على تياره جسرتي جسري
بمشرفة كالطود دائمة السرى
كأني على الشعرى بها أو على شعري
كأن الفلا صد ري كأني ونا قتي
خيال به تسري كأن الدجى فقري
كأني على قصر بها وكأنها
إذا وخدت تحتي على كَنفي صقر
وقد عجبت شم الهضاب فما درت
أبا لعيس نسري أم بأجنحة النَّسر
هو السير دأباً أو تبلغنا النوى
حمى ذمة الشيخ الجليل أبي نصر
إذا بلغت باب الوزير ركابنا
فلا وطئت أرض الخصيب ولا مصر
أقيسُ أبا نصر بأيٍّ أقيسه
أبا البحر أم بالدهر أم بسنا الفجر
نعم يا وزير المشرقين ملكتني
فر أيك في أن لا تبيع بلا سعر
طويت للقياك الملوك وإنما
طويتهم منهم ومنك على خبر
ولو لا اشتغال النار في يابس الغضا
لقلت وهبني لا أقول ولا أدري
أيا رب أندى فرعه المجد فکرعه(21/425)
ولا تخل ذاك الصدر من ذلك الصدر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي
ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي
رقم القصيدة : 22026
-----------------------------------
ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي
وما المرء إلا حيث حلت عشائره
وقد علمت أم الفوارس أنني
أبوها إذا لم يرضني من أجاوره
وفارقت أرض الديلمي وإنها
لأرضي ولكن فاز بالشيء قامره
ووافيت دار الأعجمي وجزتها
وإن يك قد دارت علي دوائره
فكنت كأن اللَّه يرصدني بها
فلما قطعت الباب قطع دابره
وما أنس ولا أنس الرباط وليلة
وهمّاً من الآمال بت أسامره
وقوليَ للأصل الذي أنا فرعه
وقد بزه برد التجمل قاشره
لعا لا يرعك الهم يا عم إنه
وإن كان مر الحال حلو مصائره
وفي خلف إن ألْحقتنا يدالمني
لنا خلف لا يخلف الظن ماطره
فلما وردنا موسم الملك أقبلت
وفود الغنى واستقبلتنا بوادره
ولما انجلى بدر الدجى من جبينه
أعرنا الثرى حُر الوجوه تعافره
جلبنا إليه الفضل وهو أميره
وبعنا عليه بزّه وهو تاجره
وبحت فقال الناس من ذا وقال من
أجابهم عبد الأمير وشاعره
ولاحت لنا منه عيوب كثيرة
ولا عيب فيه غير ما أنا ذاكره
ولادته في العالم دون قدره
وفي زمن مثل اسمه لا يقادره
وآخر أنا إن أردنا مديحه
تقضى القواقي وهو باق مفاخره
وآخر أن لا عيب فيه لناظر
تردّ به عين الكمال وناظره
وما ملك إلا يؤدي خراجه
إليه على رغم ونحن نصادره
مقابلنا عند اللقاء هو الذي
إذا لحظ الجبار شقت مرائره
ولي خادم فوق الخوان هو الذي
يد اللَّه في تلك المحاسن إنه
على كل حال طيب العرض ظاهره
هناك عطاياه وثم انتقامه
وتلك خفاياه وهذي ظواهره
أيا جابر العظم المهيض لقاؤه
ولا يجبر العظم الذي هو كاسره
أتأمر لي ببدرة كل نظرة
إلى الشغل باستيفاء ما أنت آمره
فإن يك بحر أغرق الناس ماؤه
فإنك بحر أغرقني جواهره
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ألم تر أنِّي في نهضتي
ألم تر أنِّي في نهضتي(21/426)
رقم القصيدة : 22027
-----------------------------------
ألم تر أنِّي في نهضتي
لقيت الغنى والمنى والأميرا
ولما التقينا شممت التراب
وكنت امرأ لا أشم العبيرا
لقيت امرأ مثل غيب الزمان
يعلو سجايا ويرثو ثبيرا
فلا يعدم الملك ذا روعة
يمون المنى ويسر السريرا
لآل فريغون في المكرمات
يد أوَّلاً واعتذاراً أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم
رأيت نعيماً وملكاً كبيرا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لما بعثت بلحظي
لما بعثت بلحظي
رقم القصيدة : 22028
-----------------------------------
لما بعثت بلحظي
في خد جُلْنار نارا
لوت بعقرب صدغ
إذا رأى النار نارا
لما انتحى القوم نجدا
على المهارى مهارا
أرسلت من حر وجدي
إلى بخارى بخارا
و الدهر طالب ثار
إذا رأى الثار ثارا
أودى بإيوان كسرى
ولم يَدَع دار دارا
يا صاحبيَّ أفيضاً
على العقار عقارا
فقد كستني عقاري
من الخمار خمارا
قد كان حسبك مزجاً
والآن إن سار سارا
ورب سيل حرون
من ثقبة الفار فارا
لا زلت يا ابن كثير
في الدهر إن جار جارا
من دون مجدك ليث
يُخيف مَن زار زارا
كسوت عمر الأعادي
كيوم ذي قار قارا
مهرج فربعك خلد
للغوث مار ثِمارا
والنار ترمي شراراً
في الصحن ثار فثارا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إن للَّه عبيداً
إن للَّه عبيداً
رقم القصيدة : 22029
-----------------------------------
إن للَّه عبيداً
في زوابا الأرض عبرا
لا تنال العين إلا
جسداً منهم وطمرا
أنسو باللَّه حتى
حرجوا بالعيش صدرا
يَحسبون القصر قبراً
ويرون القبر قصراً
فإذا جنهم الليل
رأوا براً وبشراً
وجبالاً دحيت أرضا
ضاً وبحراً عاد برا
ذلك السؤدد لا أن
يسحب الديباج كبرا
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> حنظلة
حنظلة
رقم القصيدة : 2203
-----------------------------------
إلى ناجي العلي: -
ولو أَنَّي استطعت لقلت شعرا إلى بلد تعلق في هواكا
فما نفع الكلام اذا استحلنا إلى حجر تَخفّى كي يراكا(21/427)
وما نفع الدموع بلا نفير اذا ما كُنتَ في شعب فداكا
تخطى الشعر قلبَ الموت حيا وجاوز في محاسنه السِماكا
لأنك ما عرفت الخوف يوما ولا نزلتْ على ذل يداكا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لا درَّ من آمالنا درُّ
لا درَّ من آمالنا درُّ
رقم القصيدة : 22030
-----------------------------------
لا درَّ من آمالنا درُّ
يجرنا الموت فننجرًّ
ما الشأن في الدنيا تغر الورى
الشأن فينا كيف نغتر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> رعاكِ اللَّه من شرفات دار
رعاكِ اللَّه من شرفات دار
رقم القصيدة : 22031
-----------------------------------
رعاكِ اللَّه من شرفات دار
وحاطك حيطة الفلك المدار
فإن يك كعبة الحجاج جدّي
فإنك كعبة المحتاج داري
وإن يك مشعر الحرم افتخاري
فإنك مشعر الكرم اختياري
وإن يسطع بأرض الخيف نوري
فقد ضاءت بأرض الضيف ناري
وتلكم للصلاة مزار عزي
وهذي للصلاة قرار جاري
وبيت الهدي حيث قرار جدي
وبيت السمهري به قراري
ودار للنبوة لا تماري
ودار للمروءة لا تماري
فهل تجد العلى عني محيداً
وهل ليس الندى إلا شعاري
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أحاجيك أناجيك
أحاجيك أناجيك
رقم القصيدة : 22032
-----------------------------------
أحاجيك أناجيك
بما يهجس في الصدر
بما يجمد من خمر
وما يخمد من جمر
وما يذكر معناه
إذا قلت علا أمري
ونجم كان ذو الحاجة
ـة في الليل به يسري
وحرف من حروف النصـ
ـب لولا خفة الظهر
تراه ابن أخي الخنساء
لكن ليس من عمرو
أجب إن شئت بالنظم
وإن شئت فبالنثر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ما رابني إلا الرقيب إذ نظر
ما رابني إلا الرقيب إذ نظر
رقم القصيدة : 22033
-----------------------------------
ما رابني إلا الرقيب إذ نظر
يسرّ حسواً ويدب في الخمر
كوى فؤادي وشوى قلبي ومر
علم أجفاني إدمان السهر
كرهت أن أنعم في عيش خضر
ذي غصن وبرد في السحر
ته كيف شئت قد قمرت يا قمر(21/428)
نزعاً لأرواح العدى فقد حضر
شق عصى المنى وفي الأصل استمر
وَيْبَ الوشاة فاسقني على الظفر
جارة بيتنا أبوك لو قدر
سيم فؤادي منه خسفاً وضرر
كوري على الأعداء مرفوع الثغر
به فرعت كاهل المجد الأغر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> سفينة لم تعمل بنجر
سفينة لم تعمل بنجر
رقم القصيدة : 22034
-----------------------------------
سفينة لم تعمل بنجر
ولم يجب فبها عظيم أجر
تجري ولكن فوق ظهر البر
تجرى ولا تجري بغير مجر
محمرة قد أزرت بخضر
أشبه شيء ناتئاً بالبظر
يدخل فيها كذراع البكر
أصلع يزهى أصله بالشعر
ذي أخوات في ذراع عشر
مشفعات شفعها من وتر
كالشبر طولاً عرضه في فتر
يا نائم الفطنة غث الفكر
أخرج وإلا فمقص الشعر
لما اعمّيه مكان مقر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> جارية تجلد حد المفتري
جارية تجلد حد المفتري
رقم القصيدة : 22035
-----------------------------------
جارية تجلد حد المفتري
كأن عبد اللَّه فيها قد خري
قبيحة المنظر ذات مخبر
كأنها قد ضمخت بالعنبر
معشوقة في قدها المختصر
كأنها الدلو حذاء المشتري
تزهى بأذنين ورأس حجري
أطعن منها في سواء الثُّغَر
نسألها عن عجر وبجر
تصدقنا عن مودوعات الخبر
نعيت فيهن بمسى الأسر
تسكن في بيت لها مسعر
تسفر عن وجه لها مخدر
مخردل مفلفل مسعتر
سوداء كالقار أو المقير
في حجرها أبيض مثل القمر
مطرز بالأم من ذات حر
أخرج هداك الله لا نقصر
إن كنت ذا حدق بها أو بصر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كفم الحبيب كطرفه
كفم الحبيب كطرفه
رقم القصيدة : 22036
-----------------------------------
كفم الحبيب كطرفه
كقويم قامته كظهري
كإشارتي في قبلة
كجواب نذل غير حر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ما ثقبة ظاهرها أسود
ما ثقبة ظاهرها أسود
رقم القصيدة : 22037
-----------------------------------
ما ثقبة ظاهرها أسود
لكنّ في باطنها حُمْره
يدخل فيها كذراع ولا(21/429)
ترى لمن أودعها صره
ربيبة أمك فانظر لما
تظهر في إخراجه القدره
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أراه في كفك بالأسحارِ
أراه في كفك بالأسحارِ
رقم القصيدة : 22038
-----------------------------------
أراه في كفك بالأسحارِ
ترشف منه صيب القطارِ
ثَّمت تؤَتى بعده بالنار
تلك لعمري زينة السفار
وعادة الملوك والأحرار
كالنَّور أو كالنُّور أو كالنارِ
مُدَمْلك الرأس لدى انتشارِ
زاد على شبر من الأشبارِ
في راحة الزهاد والفجَّار
منتهك الستر لدى الأبصار
ينم باديه على المضمار
يبكي على الراس بلا استعبار
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وجدتك تدعي علم المعمى
وجدتك تدعي علم المعمى
رقم القصيدة : 22039
-----------------------------------
وجدتك تدعي علم المعمى
وتبحث سره بيد اقتداره
فقل لي ما طويل رأسه في
حشاك وأصله في أست الحمار
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> نحو الجنوب
نحو الجنوب
رقم القصيدة : 2204
-----------------------------------
هي ذي الطفيلهْ
جدول الأرض الغليلةْ
عند النجوم مكانُها
وعلى الفؤاد لها ندى
ومن السماء لها جديلةْ
هي مركز اللغة الجميلة
كلما جئنا إليها خافَ شيطانُ الطريق
وانما ترمي العدوَّ بألف حيلةْ .
***
هي ذي الطفيلة
يا زهرة القلب الجميلة
يا دفقة الشوق الأَصيلة
نامي على حضن الجنوب
رُدَّي له الروحَ التي شهقت
وردي بهجة النفس العليلةْ .
***
هو ذا الجنوب
هي ذي معان
هي ذي الكركْ
يا شعرها المنساب في صحن الفلكْ
من رَتَّبكْ
من قاوم الولدَ الذي فيكِ ارتبكْ؟؟
***
نحو الجنوب
هربت عصافير القصائد وارتمى في حضنها
الولد اللعوبْ
جئناكِ من كرم الهوى
جئناكِ نغزل رايةَ الوطن السليبْ
جئناك أمساخا من الورق الكذوبْ
فاحني على قاماتنا
وخذي أيادينا التي ارتعشت على نقل العيوب
قاماتنا تمشي إليكِ
وشِعرُنا لغوٌ إذ لم يغتسل من راحتيكِ
فهات أحلاما
وهات بلاغة السر العجيبْ
واذا تكسر ريحنا(21/430)
فالأرضُ باقيةٌ وأجملها الجنوبْ
***
نيسان شهر الأرض يحمله الفدائيون فوق زنودهم
وحجارة الاطفال ترسمه ربيعا أَخضرا
نبتت عليه الروح..
فامتدَّ الهَبوبْ
***
هوذا الحنوبْ
وقفتْ عليه الروم تمنع صوته
فتراكض اللحن الغضوب
***
هوذا الجنوبْ
صحراءُ أسرجها الرحيل إلى العراء
والفرس للغرباء
والروم للجبناء
..............
عذرا فقد خذل السراب حصافة الاشياءْ .
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وأنا الغلام لقطن خيط
وأنا الغلام لقطن خيط
رقم القصيدة : 22040
-----------------------------------
وأنا الغلام لقطن خيط
خياط خيَّاط الأمير
فيه يخاط صدارة طفل
غلام بواب الوزير
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ولدت من خير حرة ولدت
ولدت من خير حرة ولدت
رقم القصيدة : 22041
-----------------------------------
ولدت من خير حرة ولدت
لخير حر لطيب عنصرها
أو لا فأير الحمار في فمها
فهو مناها إن قلت في حرها
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قلب صفا فيك وصدر السمور
قلب صفا فيك وصدر السمور
رقم القصيدة : 22042
-----------------------------------
قلب صفا فيك وصدر السمور
وحمرة كالنار في جام نور
انظر إلى حافد خاقان ذا
بين يدي حافد بهرام جور
إن الذي قد فار من عينه
لم يك من تنور نوح يفور
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا شيخ إنك شاعر
يا شيخ إنك شاعر
رقم القصيدة : 22043
-----------------------------------
يا شيخ إنك شاعر
لا يصطلي أحد بنارك
رأسي ورجلي في حر أمك
و المعلق من حمارك
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ويلك هذا الزمان زور
ويلك هذا الزمان زور
رقم القصيدة : 22044
-----------------------------------
ويلك هذا الزمان زور
فلا يغرنك الغرور
بروق ومخرق وكل وأطرق
واسرق وطلبق لمن تزور
لا تلتزم حالة ولكن
در بالليالي كما تدور
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إذا الدنيا تأملها حكيم(21/431)
إذا الدنيا تأملها حكيم
رقم القصيدة : 22045
-----------------------------------
إذا الدنيا تأملها حكيم
تبين أن معناها عبور
فبينا أنت في ظل الأماني
بأسعد حالة إذ أنت بور
زمان في قضيته جؤور
ودوار بما تأبى دؤور
رضى بقضائه أو لست ترضى
فعض يديك وانظر ما تصير
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> عندي فديتك جدي
عندي فديتك جدي
رقم القصيدة : 22046
-----------------------------------
عندي فديتك جدي
شويته ومضيره
فإن أتيت فخير
وإن أبيت فخيره
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ويحك ما أغراك بالحاضره
ويحك ما أغراك بالحاضره
رقم القصيدة : 22047
-----------------------------------
ويحك ما أغراك بالحاضره
رضيت بالدنيا من الآخره
يا قيمتي من غبَن ظاهر
وسومها من صفقة خاسرة
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ولي صاحب لما أتاني كتابه
ولي صاحب لما أتاني كتابه
رقم القصيدة : 22048
-----------------------------------
ولي صاحب لما أتاني كتابه
نثرت على عنوانه قبلي نثرا
سرقت له شعراً ولو وصلت يدي
سرقت له الشعرى ولم أسرق الشعرا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ما كان ليلي ليلاً
ما كان ليلي ليلاً
رقم القصيدة : 22049
-----------------------------------
ما كان ليلي ليلاً
لكن نهاري أغرَّا
سامرت فيه بطرفي
بدراً وعوداً وخمرا
نكّد عودين هذا
جمراً وذلك نقرا
ثم شربنا وطبنا
حتى انقضى الليل شطرا
ثم التحفنا إزاراً
كتوأم اللوز قشرا
ثم اعتنقنا عناقاً
يصيّر الشفع وترا
وما برحنا إلى أن
صاح المؤذن جهرا
نادى المقيت وقام الـ
ـغزال عني فمرا
وصرت أعلق ذيلاً
مراً وأضرع مرا
لو لا يرى الباب دوني
لطار في السقف ذعرا
ولى المؤذن أجرى
دمي هنالك هدرا
والآن ليس لمجدي
خرقي فقم لنسرا
أدر علينا كؤوساً
نقهر بها الهم قهرا
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> وطن
وطن
رقم القصيدة : 2205(21/432)
-----------------------------------
منفي في الحانات ومسلوب الروعة
يعبده التجارُ و تحرسه السمعة
وطن حرٌ حتى تعويم السكان
وتحرير السلعةْ
وطن..هذا أم جرعة
بل شقفةُ ماريجوانا أو قطعةْ,
حَشَّشْ يا ماجد
واخمرْ يا سمعةْ
هذا وطن الحشاشين فقطْ
والمشتغلين بتهريب الفوسفات وتحريم الجعة
وطن لو نعطيه السبت...
لأَقسَم أنَّ اليومَ الجمعةْ
وطن لو نسكنه عجلون
لعز علينا القلعة
وطن لا يأبه للجوع
ولا يرفع رأسا عند الفزعةْ.
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا تائهاً في لجة السكر
يا تائهاً في لجة السكر
رقم القصيدة : 22050
-----------------------------------
يا تائهاً في لجة السكر
قد جاءه السيل ولا يدري
أنت من البستان في وحشة
فكيف تستأنس بالقبر
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> غضي جفونك يا ريا
غضي جفونك يا ريا
رقم القصيدة : 22051
-----------------------------------
غضي جفونك يا ريا
فقد فنت الحور غمزا
واقني حياءَك يا ريا
فقد كددت الغصن هزا
وإلام قومي يا هزا
ر فقد فتقتَ الأُذن رمزا
وارفق بجفنك يا غما
م فقد خدشت الورد وخزا
خلع الربيع على الربى
وربوعها خزاً وبزا
ومطارفاً نقشت لهن
أنامل الأنواء طرزا
أسر المطي إلى المدا
م على جنيّ الورد جمزا
أو ما ترى الأقطار قد
أخذت من الأمطار عزا
أو ليس عجزاً أن يفو
حسنها أوليس عجزا
حلت عزاليها السما
فعادت البيداء نزا
خلقت يداك على العدا
سيفاً وللعافين كنزا
يا أيها الملك الذي
بعساكر الآمال يغزى
فكأن أمطار الربع
ـع إلى ندى كفيك تغزى
ما للرجال إذا عداك
ك تذل من خجل وتخزى
و المدح طلق ماعناك
فإن عداك تجده كزا
حتى إذا دُعيتْ نَزا
لِ وأزّت الهيجاء أزا
كنت ابن جدتها المحكم
سيفه حزاً وجزا
وإذا تشققت الصوف
خرزتها بالرمح خرزا
أنت الأمير على الحقيقـ
أن يكنه سواك نبزا
لا زلت يا كنف الأمير
ـر لنا من الأحداث حرزا(21/433)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لا والذي شق خمسي
لا والذي شق خمسي
رقم القصيدة : 22052
-----------------------------------
لا والذي شق خمسي
ما غير وجهك شمسي
يا ظبية الوحش إني
صريع ظبية أنس
إذا شكوت هواها
عليّ بلفس
يا سائلي كيف تمسي
أخو الهوى كيف يمسي
إني لأدهش حتى
أكاد أنكر نفسي
أبيت والعشق قيدي
ورقعة الأرض حبسي
غداً كيومي مما
ألقى ويومي كأمسي
يا مفرِدي بالتقلّي
وبانياً لأمور
لم يكترث منك ضرسي
إن صار ينزع ضرسي
يا عاقدأ في المعاني
من كل فن وجنس
سموّ فرع ونفس
وطيب أصل وغرس
تزيل أركان قدس
يا أبن النبي كفاني
من الثناء وبسي
بأي مدح ألا قي
وأي ظنٍّ وحَدْس
من بالصلاة عليه
ذكر الملوك بخمس
ومن حوى كل سعد
وغاب عن كل نحس
لله أنت أشخص
أراه أم روح قدس
ظفرت مني بعلق
فلا تبعني ببخس
ولا تخنك الليالي
فيما تبيع بوكس
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يروعك النرجس منه الناكسه
يروعك النرجس منه الناكسه
رقم القصيدة : 22053
-----------------------------------
يروعك النرجس منه الناكسه
بعين يقظى وبجيد الناعسة
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أبا سعد رويدك في مراسك
أبا سعد رويدك في مراسك
رقم القصيدة : 22054
-----------------------------------
أبا سعد رويدك في مراسك
ولا تبرز بكيد لي وباسك
أغرك فرط حلمي واحتمالي
لرجعة خاتمي قبل احتباسك
فإن لم أرتجعه منك صغراً
فتحت عمامتي رأس كراسك
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يقتلني باللحظ من لحظه
يقتلني باللحظ من لحظه
رقم القصيدة : 22055
-----------------------------------
يقتلني باللحظ من لحظه
يظهر منه أثر الخدشِ
في نفرة الوحش كما أنه
في حسنه يحكي ظبا الوحش
قولي إذا أبصرته ماشياً
سبحان ربي خالق العرش
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ألا يا راكباً غرر المعاصي
ألا يا راكباً غرر المعاصي
رقم القصيدة : 22056(21/434)
-----------------------------------
ألا يا راكباً غرر المعاصي
ستعلم يوم يؤخذ با لنواصي
تذكر ما يقص عليك منها
وجانب ما يعرض للقصاص
فإن لم تترك الدنيا خراباً
فقبرك غير معمور العراص
وإن لم تخلص الأعمال منها
فلست من الجحيم بذي خلاص
وينشب بالفتى ظفر المنايا
ولو أن الفتى للأسد خاص
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أنعت جهماً لم أجد فيما مضى
أنعت جهماً لم أجد فيما مضى
رقم القصيدة : 22057
-----------------------------------
أنعت جهماً لم أجد فيما مضى
أنكر منه حلية ومعرضا
لما انزوى في مسكه وانقبضا
ثم تمطى وسطا وانتفضا
ثم أتى ركب الفلا معرضا
يطفر كالبرق إذا ما أومضا
يطم كالسيل إذا ما حفضا
يزأر كالرعد إذا تخضخضنا
يغض عن أوسع من صحن الفضا
يكشف عن أرهف من غرب القضا
يطرق عن أوقد من جمر الغضى
أحمر من غيظ يقاني أبيضا
كما نجرت العود في ماء الأضى
ما راح عنمعرسه لينهضا
إلا انتصبنا للمنايا غرضا
بين يدي أوهى وظهر أنقضا
وظلت أنضى صارمي لو انتضى
أو علقت يمناي منه المقبضا
وأقتضي الناس وما حين اقتضا
والموت صرح بي وعرضا
فقلت عن ملء ضلوعي مرضا
وحر أحشاء تلظى نبضا
لمهجة لو رمت منها عوضا
لم تكن الأرض وما فيها رضى
ياللرجال الخطر المغمضا
أدلف بالسيف له مخضخضا
ثم قضى اللَّه وخيراً ما قضى
فحين صحصحت المصاع عرضا
وغض من نجدته وغيضا
وقلت لا أفلت مني معرضا
حتى أراك أو تراني حرضا
حاش لما أبرمته أن أنقضا
يا آكل الخلة بي تحمضا
أرضك لا أرض ولا مرتكضا
أسقك من ماء ظباه رفضا
فكر نحوي حمقاً ممتعضا
معبساً لوجهه محمضا
في بردة الموت إذا تعرضا
وصرت حَرّانَ إليه غرضا
بباتر الغرب إذ هز مضى
فقدك من ليشيءّ لما نهضا
تعاطيا كأس المنايا عن رضى
بحالة بات لها معرضها
ومالىء المنزل مني حفضا
لآل طه والوصيّ المرتضى
أبا عليّ ارعني سمع الرضى
حتى أطيل في الثناء وأعرضا
حجر على عيني أن تغتمضا
ولم أود شكرك المفترضا(21/435)
ناظم آمالي وكانت رفضا
غدت أياديك لجسمي عرضا
بقيت ما شئت بقاء مرتضى
يحكم من عقد المنى ما انتقضا
يبسط من عطف العلى ما انقبضا
يصفي من العز علينا ما انتضى
يعيد من عز المعالي ما انقضى
يوضح من سر النهى ما غمضا
يقيم من أقدامنا ما دحضا
يسيغ من آمالنا ما اعترضا
يسأل من حاجاتنا ما عرضا
آمين قال العبد والله قضى
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أعددت للضيف بيتاً
أعددت للضيف بيتاً
رقم القصيدة : 22058
-----------------------------------
أعددت للضيف بيتاً
لا يسكن الضيف أرضه
له معارج تبر
على مدارج فضه
جعلت خديّ بعضاً
له وقدك بعضه
فجاء أحسن بيت
يناسب الطول عرضه
بيت إذا لم تزره
إليك يسرع نهضة
له معاطف شتى
وخارج الدر فرضه
يأويه ذو فسوات
نواجد عضه
له نواجذ حمر
فيها ظرائف غضه
يفسو عليك فساء
لا تألم النفس بعضه
إذا مددت إليه
يمنايى بيت بعضّه
رايت عرفك يانا
له وعرضك عرضه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> راضٍِ كلا أو ساخط كالراضي
راضٍِ كلا أو ساخط كالراضي
رقم القصيدة : 22059
-----------------------------------
راضٍِ كلا أو ساخط كالراضي
والعمر دَين والزمان تقاضِ
وإذا الزمان أتى بأسود واقف
من خَطْبه فاطلع بأبيض ماض
لا تأس إن هلكت قريظة فاتبع
آثارها بالنبح العضاض
وإذا غنِيتَ ولم تصل رحماً ولا
جاراً فلا سلمت من البرّاض
غضب ابن عباد على حجابه
يوماً فأنشدنا أبو الفياض
لا ترحم الأعمى وزده ضَعْفة ً
إن المريض أحق بالأمراض
وإذا رأيت اللَّه خصّ عصابة
بكرامة محسودة الأعراض
فاعلم أن الله لم يغلط ولم
يسرف وأن الله أعدل قاض
اللَّه طوّقك الرياسة بعدما
أعيت سياستها على الرُّوّاض
إن المكارم لا يلقن بواحد
ولو انهن شددن بالأرباض
ويردن آخر لا يرمن فناءه
ولو انهن فصلن بالمقراض
سفرت لك الأيام عن وجنتها
ورنت بألحاظ إليك مراض
ثوت الرياسة عند بيتك من لندن
عهد السَّميذع والأمير مضاض
ومتى أشاء رتعت في أيامكم(21/436)
ما بين بغدان وبين رياض
سُحب الربيع الغُرام شهب الدجا
أم شُم رَضْوى أم أُسود غياض
سعد وذا البردين والحكم الذي
أعطى هنية وابن ذاك القاضي
زيد الفوارس والأُعَيْسِر والفتى
قيس بن مسعود وذا الأحفاض
خال الفرزدق ذا الفَعال وأرشدا
سهم وضنء مزاحم بن عياض
زيد بن عبد اللَّه عامر الذي
أهدى إلى غسان ذل تراض
وعصابة حبسوا المحرّق ليلة
حتى علوا جنح الدجى بتهاض
وأبا سراج إن ذكرت ومرثدا
وقبيصة بن ضرار الخواص
وابني أبي إن عددت ومن له
ذاتا الرماحِ وجامع الأوفاض
يا أيها الرجل الذي يرتاب بي
كنا وكنت وكان فعل ماض
هذا الرئيس وهذه آثاره
وسنا المكارم ظاهر الأيماض
عدنان كم لك من يد فضفاضة
من لي بشكر مثلها فضفاض
إن أنس يوم الزنج من أيامكم
فخلا إذن جسمي من الأعراض
ولقد منحت من الجزيل وفزت من
حسن الثناء بأنفس الأعراض
ولو أن ما أعطيته سلبتني
لوجدتني ماءً على رضراض
يا أيها الشيخ الرئيس خفية
هي بين إغضاء وبين تغاض
قد طال مكثي في هراة فهل لكم
في أن أوليكم قفا الأعراض
ولو أنني ماء الحياة لمله
ورُدَّاه وتنكبوا أحواضي
أحسنتم يا للكرام ضيافتي
عند الورود فأحسنوا إنهاضي
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> يا أرض
يا أرض
رقم القصيدة : 2206
-----------------------------------
عليكِ اللعنة
يا أمي الارضُ ..
ترابك جسمي
صخركِ عظمي
قلبك نبضُ دمي
يا أمي الأرض ويا أمي
منك أنا أو مني انت
فلماذا أقتلُ قبلَ أواني؟
ولمن تلديني
والموت القتلُ,
اّخرُ افعالي
ولماذا أولد منك
لأكبر
ثم تعضيني؟
يا أرضُ ترابك جسمي
صوتك صمتي
صمتك صوتي
قولك بابي المشرعْ
كأسي المترعْ
أفكارك هيكل عظمي
يا أمي الارض ,ويا أمي
طينك يخنقني
وشفاهك تحرقني
ونهودك ترضعني لبن الغدر
. . .
في جوفِك ذُلٌّ الكَهَّانِ
نعيب الموت
دبيب الخلق واعراس الغربان
***
يا أرضُ سواءٌ يدفن في بطنك حتى العشاق
ورعاة البؤس وقطاع الرزق
وسعاة الله إلى الدنيا
**
يا أرضُ تنامينْ(21/437)
والقاتل في أحْشائك والمقتول
الظالم والمظلوم
الحاكم والمحكوم
الجاهل والمجهول!!!
***
يا أرض عليكِ اللعنة
هل جسدي من طينٍ مجبول
أم من جسد مجهول؟
من عضو مبتور
أم من عصف مأكول؟
من ماء شرير أم من طين مغلولْ!؟؟؟
***
يا أرضُ يموت الطينُ
ويسألني النور
عن عملي المستور
وَدميَ المهدور!!!
***
يا أرضُ عَليك اللعنة
من طينك جاء القاتل
أمْ من طينك جاء المغدور؟
ما شئتِ ...عذاب
موت وخرابْ
فانتفضي من هذا الدور المكرور
وخذي شهادَك...
شُهادَ الزورْ .
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ولقد دخلت ديار فارس تاجراً
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً
رقم القصيدة : 22060
-----------------------------------
ولقد دخلت ديار فارس تاجراً
أبتاع ما فيها من الأعراض
فإذا نسا فيها رجال سادة
لهفي على ذاك الزمان الماضي
وبعهدنا بك يافعاً وبخالد
حدثاً تنسك يا أبا الغياض
وأراك شخت ومن يشخ بذر النسا
منه بمنتجع من الأمراض
والشيب في الإسلام حسبك مفخراً
في عارضيك فلا تدع لبياض
مأظن هذا الشيب في استيفائه
سنة الضحى هي في العيون تغاض
وإذا اللحى ريشت فسوف ترى اللحى
بعد الرياش تقص بالمقراض
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> فلو نظمت الثريا
فلو نظمت الثريا
رقم القصيدة : 22061
-----------------------------------
فلو نظمت الثريا
والشعريينِ قريضا
وصغت للدر ضداً
وللهواء نقيضا
بل لو جلوت عليه
سود النوائب بيضا
أو ادعيت الثريا
لأخمصيه حضيضا
والبحر عند لهاه
يوم العطاء حنيضا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إشرب فقد آن آوان النشاط
إشرب فقد آن آوان النشاط
رقم القصيدة : 22062
-----------------------------------
إشرب فقد آن آوان النشاط
سرور ذا الدست وهذا البساط
واستعِدِ النغمة من شادن
يحكم في الأرواح حكم اشتطاط
سرقت من طرته شعرة
حتى غدا يمشطها بالمشاط
ثم تدحرجت بها مثقلاً
تدحرُج الشيء تحت الخياط
قال أبي من ولدي منكما(21/438)
كلاكما يدخل سم الخياط
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إن للَّه عباداً
إن للَّه عباداً
رقم القصيدة : 22063
-----------------------------------
إن للَّه عباداً
أخذوا العمر خليطا
فهم يمسون أعرابا
باً ويضحون نبيطا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا أبا الفضل قد تأخر بطي
يا أبا الفضل قد تأخر بطي
رقم القصيدة : 22064
-----------------------------------
يا أبا الفضل قد تأخر بطي
فلماذا وفيم هذا التبطي
هات بطي وخذ مقطي وإن لم
تك بي واثقاً فدونك خطي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا أبا الفضل ما وفيت بشرطي
يا أبا الفضل ما وفيت بشرطي
رقم القصيدة : 22065
-----------------------------------
يا أبا الفضل ما وفيت بشرطي
لا ولا قمت في الوفاء بقسطي
كنت أهديت لي بزعمك بطاً
فلماذا حبسته يا عبطي
وأرك احترقت ذاك فمهلاً
إنما ينقض والضوء بضرط
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أبا الفضل لا تشدد يديك على بطي
أبا الفضل لا تشدد يديك على بطي
رقم القصيدة : 22066
-----------------------------------
أبا الفضل لا تشدد يديك على بطي
ولا تك من لفظي وخطي في خطِّ
ولا تستزدني إن أتتك ملامتي
تنبّيك عن بطي وأنت على الشط
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا أبا الفضل بطِّ فضلك بطِّ
يا أبا الفضل بطِّ فضلك بطِّ
رقم القصيدة : 22067
-----------------------------------
يا أبا الفضل بطِّ فضلك بطِّ
واتعظ فالجميل أجمل وعظ
ويحك ابعث به إلي وإلا
فتوقَّع ثمار خطي ولفظي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وأبى الدهر لقد جذ
وأبى الدهر لقد جذ
رقم القصيدة : 22068
-----------------------------------
وأبى الدهر لقد جذ
من السودد فرعا
وغزا بالرزء قرماً
لم يضق بالسؤل ذرعا
ولئن أحسن إسعا
جلداً لا زلت تعدّي
ي من سماع السوء سمعا
جل جاءك لكن
لم يفض عينيك دمعا
إنما نحن لأحداث الـ(21/439)
ـردى ماء ومرعى
كل وثاب على الدهر
ـر ليوم فيه يُدعى
إنما نحن من الأيـ
فاً أوجع وجْعا
ومتى تختبر الأيـ
تأتك جدعا
تَرَوَجْه النفع أضرا
ووجه الضر نفعا
رب قطع يتيح الوصل
ـل ووصل هاج قطعا
وكريه جمعت فيـ
لعلى أُرجوحة تُو
ويح للموت أُستَبى من
لم يكن للقاع فقعا
شرفاً كنّا به نعمر
ـمر للآمال ربعا
ويداً ظلنا به نسطو
ـطو على الأيام ضبعا
قُطع الظهر به أو
سع ظهر الموت قطعا
ولقد قلت لمن أقـ
ـبل بالمفقود ينعى
حرس الله على الوالد
طول العمر درعا
يخلف الله عليه
بدل الواحد سبعا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت
ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت
رقم القصيدة : 22069
-----------------------------------
ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت
نواك وسر لا يذاع فيسمع
وأجفان عين لا ترى الشمس غيره
إذا هي من تلقاء أرضك تطلع
أؤمل أن ألقاك لو أجدك المنى
وأزجر فيك الطير لو كان ينفع
يذكرنيك البدر ليلة تمه
ووالله ما أنساك لو كان يرجع
سأسكت حتى يجمع الله بيننا
فإن نجتمع أفشيت ما أنا مودع
وإن تُدِل الأيام لي من يد النوى
بثثتك أمرا دونه أتقطعُ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> تدجين
تدجين
رقم القصيدة : 2207
-----------------------------------
من حين لحينْ
يَرْتَجَُ الروتين
لتقوم الثوراتْ
ويظل التدجينْ
مطلوبا في كل الاوقاتْ
***
الخرفانُ البيضاء
الخرفان الشمعية
تشرب من ذات الماء
لتعانق سكين القصاب
***
ضحك الرب
ضحك الخوري
وغدا الأبْ
بفؤاد مطليٍ بالجور
وقميصٍ مقطوع الأزرار .
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا نفس صبراً وإلا فکهلكي جزعاً
يا نفس صبراً وإلا فکهلكي جزعاً
رقم القصيدة : 22070
-----------------------------------
يا نفس صبراً وإلا فکهلكي جزعاً
وقلَّ أن تنشظي في الهوى قطعا
أفضت دمعاً ولو أنصفت فضت دماً
ولو عدلتِ لفاضت مقلتاي معاً
ويْب الليالي لقد ألفيتها غدراً(21/440)
ويل الأماني لقد لاقيتها خدعا
للهدم ما شيد الباني وللرد ما
سعى المجدّ وللتفريق ما جمعا
دعا الزمان ولا لبيّه حين دعا
وإن أجبت ولا سَعْدَيْه حين سعى
ولا كرامة بالبرد التي طرأت
ولا مسرة بالنجم الذي طلعا
أيعلم الليل ما أهدى الصباح لنا
من النكير أيدري الدهر ما صنعا
أيعلم الناعيان استكَّ سمعهما
بأيّ داهية أسماعنا قرعا
وفيم لم تعم عين الدهر إذ لحظت
وكيف لم يخرس الناعي غداة نعي
خطب ترفَّع عن شق الجيوب له
وقد شققنا له الأضلاع لو نفعا
خطب أفاض ولا أهلاً بخلعته
على الملوك لباس الثكل مدرَّعَا
يا بؤس مَقْدَمها من نكبة طرقت
وشؤم مصبحه من حادث وقعا
لا غُرو إن فضتُ تأساءً وتعزية
بما أفيض ولا كفرانَ إن أدعَا
فإن نطقت فإن الوجد انطقني
وإن سكت فعظم الرزء ما صنعا
يا من به يُقتدى في كل صالحة
وينتحى في المعاني راية تبعا
أفضى أخوك لما أفضى النبي له
وصنوه أفلا ترضاه متبعا
قد شرف الله مثواه وعرّفه
ونال من درج الجنات مفترعا
إن تحمد اللَّه شكراً عند نعمته
فراقب الله صبراً عند ما رجعا
أو كنت تعلم أن العالمين غدوا
فيما مُنيتَ به من حادث شرعا
فالصبر أجمل إلا أن يكون أسى
يرده فإذن لا تأتي جزعا
شر ألم فلم تملك نكبته
على الإله فبشر منه ما دفعا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قسماً لا زعزع الشيب
قسماً لا زعزع الشيب
رقم القصيدة : 22071
-----------------------------------
قسماً لا زعزع الشيب
ـب عن اللهو رتاعي
ويميناً لا تمثلت
ـت له فَقْعاً بقاع
إنما الدهر الذي يصـ
حر المصاع
كالني مُدّاً وأجزيـ
من الحلم بصاع
فاغنم الأيام ما أ
لفيتها خضر المراعي
إنما نحن من الدهـ
ـر بواد ذي سباع
لا تدع من لذة العيش
عياناً لسماع
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لئن أحرزك الداعي
لئن أحرزك الداعي
رقم القصيدة : 22072
-----------------------------------
لئن أحرزك الداعي
لقد أحزنني الناعي
وإن بت بجعجاع(21/441)
لقد بتنا بأوجاع
وقد ينقسم الموت
إلى عدة أنواع
أرب القصر والمنظر
ما بالك بالقاع
أيا من دونه الموت
بنفسي وبأشياعي
ويا مؤنس آمالي
ويا موحش أطماعي
ويا لوعة ثكلاه
ويا حرقة أضلاعي
لقد كنت أرجيك
لما يسعى له الساعي
وما تسمو له نفسي
ولا يدركه باعي
إذا لم يرد اللَّه
بأيامك إيناعي
فقد تيبس أنفاسي
وأياميَ إيجاعي
لكنا من أبى القسـ
ـم في عشرة قعقاع
وكنا كلما شئنا
نرى روح بن زنباع
فتى كالغصن الرطب
ولا كان بزعزاع
فتى كالسيف لا تحر
على أرزق نَبّاع
سأبكيك عن الدنيا
وعن سبعة أسباع
وعن سائر أبيات
وعن نادر أسجاع
ولما بكر الناعي
وصمّت اذن الواعي
لطمنا وتناوحنا
بألحان وإيقاع
رعينا كرم العهد
ولا حملة فقاع
إلى حين نسيانك
فغمضنا لتهجاع
وأخلدنا إلى المدّ
وما كنا على الصاع
كذاك الناس خداع
إلى جانب خداع
يعيثون مع الذئب
ويبكون مع الراعي
وما الحرص ببدع لا
ولا الغيّ بإبداع
أبونا نسي العهد
وكنا شر أتباع
فلا أعجب من عرق
إلى الوالد نَزّاع
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كلام الشيخ مولانا كلام
كلام الشيخ مولانا كلام
رقم القصيدة : 22073
-----------------------------------
كلام الشيخ مولانا كلام
تناهى في الملاحة والبلاغة
فلو شرب المصيخ إليه سمعاً
على ألفاظه سمّاً لساغه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> دار وسمت عراصها
دار وسمت عراصها
رقم القصيدة : 22074
-----------------------------------
دار وسمت عراصها
تحكي الأباطح والصافة
دار النبوة والمرءة
ءة والخلافة والضيافة
فيها المصاحف والمطارف
والسوالف والسلافة
لازلت يا دار الكرام
مصونة من كل آفة
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
رقم القصيدة : 22075
-----------------------------------
خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
أريد يد المعاند في الخلاف
ولي جسد كواحة المثاني
له كبد كثالثة الأثافي(21/442)
هلم إلى نحيف الجسم مني
لتنظر كيف آثار النحاف
ألم تر أن طائشة لظاها
نتيجة هذه القصب العجاف
صحبت الدهر قبل نبات فيى
فلا تغرنك خافية الغداف
نزلت من الزمان ومن بنيه
على غصنين من شجر الخلاف
فلم أصحب عدوّاً في صديق
ولم أشرب ذعافاً في سلاف
ولم أر غير معتنقين وجداً
وبينهما خلاف في غلاف
على شفتيهما ضحك التهاني
وفي كبديهما وخزُ الأشافي
ولو شاء الزمان قرار جاشي
لأسمعني نداء أخ مصاف
تركت بني المعاطف والزوايا
أريد بني الحشية واللحاف
ضربت صروفها أنفاً وعيناً
فألقيت المنى قسم الجزاف
وإن يكن الوزير سما إليها
بكاف من الكمال اللب كاف
فآخر قد تسنّم مرتقاها
بقاف في الرقاعة مثل قاف
ولا سيان في درج المعالي
إذا ميزت مرتفعاً وطاف
قواف لا أزوجهن إلا
مكارم لا تقاضاها القوافي
فياف لا الز بهن إلا
إلى صدر كأعطاف الفيافي
وضاق الذرع من منن ثقال
أعود بها على منن ضعاف
وقالوا ما وراءك قلت ما لم
تنله كف معط كف عاف
وامدح من قريضي الشعر عوداً
جنيت له الحوافر بالخفاف
فطرت ومن يمس بجناح مثلي
يطر والعود أحمد والتلافي
وزير الشرق أنبت لي جناحاً
عقابيّ القوادم بالخوافي
وأنزلني جوراً لالأزد ليثاً
ولقاني نصيباً في انصراف
ألا هل مبلغ هَمَدانَ أني
وردت الفلك من جهة السوافي
أودّع كعبة المحتاج منه
ولما أقض أسبوع الطواف
فإن أرحل فعن حسب كريم
وعن خلق كماء المزن صاف
أبا نصر نقصتك صاع قولي
بصاعِ الفعل من نعماك واف
متى يسطيع عد علاك لفظي
متى ينجز على البحرِ اغترافي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> عشرون من عمري تنفيتها
عشرون من عمري تنفيتها
رقم القصيدة : 22076
-----------------------------------
عشرون من عمري تنفيتها
تحيفتني وتحيفتها
لا وأبى الدهر يميناً لقد
توسطتني وتطرفتها
هن بقرط الزق شنفنني
وبالمساعي الغر شرفتها
شتان ما جرن وجازيتها
وشد ما جارت وأنصفتها
أني بعشرين تصاريف ما
بعد الثمانين تعرفتها
لم تك عشرين ولكنها(21/443)
غرة أياميَ أردفتها
ريقة العيشة خلفتها
وريقة العمر ترشفتها
أخشى الثمانين على أنها
أقصى أمانيّ وإن خفتها
وأكره الشيب ومن لي به
أن أرد الشرعة إن عفتها
وأنتم الناس وقد سِرْتكم
وهذه الأرض ومقد طفتها
لهفي على عشرين لا بل على
غالية كنت تغلفتها
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ينتابني في كل وقت صيف
ينتابني في كل وقت صيف
رقم القصيدة : 22077
-----------------------------------
ينتابني في كل وقت صيف
ضيف على الرجل شديد الحيف
يركض في بتر ليالي الصيف
مقدار ألفي فرسخ ونيف
يبهرج النقد كثير الزيف
أبو المحال واسمه طويف
لما نزلنا بالمنا فالخيف
وذلك بوادي فيف
هب إلينا كهبوب الهيف
ولم يسر قدر غرار السيف
يا نائم الفطنة قل لي كيف
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إن لم يكن لا بد من دعوتي دارك بالبعد وسيرى ضعيف
إن لم يكن لا بد من دعوتي دارك بالبعد وسيرى ضعيف
رقم القصيدة : 22078
-----------------------------------
إن لم يكن لا بد من دعوتي دارك بالبعد وسيرى ضعيف
يا معجزي بعد سقوط النصيف
إن لم يكن لا بد من دعوتي
فابعث إلي الضيف بمثل المضيف
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> مهلاً أبا بكرٍ فزندك أضيقُ
مهلاً أبا بكرٍ فزندك أضيقُ
رقم القصيدة : 22079
-----------------------------------
مهلاً أبا بكرٍ فزندك أضيقُ
وأخرس فإن أخاك حيٌ يرزق
يا أحمقاً وكفاك تلك فضيحة
جربت نارَ معرتي هل تحرق؟
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> اللعبة !
اللعبة !
رقم القصيدة : 2208
-----------------------------------
جَفَّتْ حلماتُ الأرض
ذوت أثداء الدهر
وشاب الكونُ ,
فمنذ ملايين السنوات
والأَرضُ تدور
والشمس تحاول إحراق الدنيا
ترمينا بالضوء وبالبخور
لكنا نفلتُ نارَ الشمس
لنلقي أنفسنا في الديجور,
نحلم بالنار الأخرى
والوعد المسطور
****
جفت أثداءُ الأرض
ذوت حلمات الكون
وما زال الانسان
يفتش عن سر النون(21/444)
وباب البيت المهجور
****
لم تأت الشمسُ لتعطينا
درسا في الإشراق
فالشمسُ ضحية طفل مبهور
واللعبة من نار
واللاعب من نور
والأرض تخاف الشمس
فتهرب بالسكان,
لكن الناس سكارى
لا يدرون!
****
العاشق لَمْ يَتأمَّلْ
مغرور
يأتي للموعد يحمل وردة؛
الوردةُ تشبه عين الشمس
الوردةُ تذبل ,
لكن العاشقْ
روح تُشرقْ
قلب مكسور
ما زال يفكر ان الوردَ رسولٌ كافٍ للمرأة
المرأةُ دارتْ فيها الأرضُ
دارت دارت وتدور
والعاشق عند الموعد
حط العمر ونام,
مسكين حتى العاشق
لا يدري ما يحدث في هذا الكون المسحورْ .
****
يبست أثداء الحبَّ
شاب الخلق وابيض الطين
وعلا من بين الناس سؤال محذور
(ما سر الكون المستور؟)
****
الشعر حبيس الكون
والكنز عميق الدفن
والشاعر قام
من بين ركام الكلمات :
ياحراس الكهف المهجور
من يدنو من هذا السور؟
من يستغني عن فرح العمة
كي يمسك هذا النور؟
****
جَفّت حلمات الشعر
ذَوَتْ أثداء الدهر
والشمس تدور
لا تأبه بالكرة الخرساء
ولا تبغي إلا ادخالَ الناس إلى التنور
فاللعبة نار
واللاعب نور
والكون ضحية هذا اللعب المسعور !
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
رقم القصيدة : 22080
-----------------------------------
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
أأنت أم أنا أم عزمي أم النوق
آثر تكن ولول االمجد آثرني
كاس وندمان ومعشوق
وفارسي كوجه الفيل مضطرب
ينحى عليه رشيق القد ممشوق
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وفيته كنجوم الليل مسعدة
وفيته كنجوم الليل مسعدة
رقم القصيدة : 22081
-----------------------------------
وفيته كنجوم الليل مسعدة
كل إذا لاح سامي الطرف مرموق
في فاغم النور مَوشيّ جوانبه
كأنه من خصال الشيخ مسروق
واهاً لشوس القوافي كيف أبذلها
وكل واحدة منهن عيوق
لا لا أزفك إلا كفؤ مكرمة
ولا أبيعك حتى ينفق السوق
شمي يمين وزير المشرقين غدا(21/445)
فإنه بنسيم النجم مخفوق
شمي يداً للمعالي فوق كل يد
وتحت كل فم أنيابه روق
قالت أما بلخ للمنى غرض
أدنى ودون وزير الشرق مخلوق
بلى بلاد وأقوام وأهل غنى
بي عنهم وبهم عن همتي ضيق
كم رائع الجسم إلا أنه طلل
وهائل الصوت إلا أنه بوق
إني امرؤ في مقام الفخر يحرمني
عطاء غيرك إني منك مرزوق
بما جمعت تفاريق الكمال غداً
بين الملوك وبيني منك فاروق
فإن مددت يدي يوماً فلا رجعت
حتى يعود على ستسه النوق
مجد أروض على مكروهه خلقي
إن الرياضة للأخلاق راووق
اقر السلام وزير الشرق في سحر
نسميه بذكي المسك مفتوق
وأنت يا نومة الفجر ابتغي نفقاً
إن القرار ولما ألقه مسوق
وانعم صبلحاً وزير المشرقين ولا
يفتك في أمل عزم وتوفيق
فضل المزية أن المكرمات به
مجموعة وهي في الدنيا تفاريق
ومطفل من بنات الزنج يخدمُها
من آلة طبعتها الهند إبريق
تمجّ حيّاتها ريق الحياة وإن
ينشط فلا قوت إلا ذلك الريق
طاعت ليمناك واستطاعت رياضتها
فشأنها الدهر ترقيع وتمزيق
إذا دجا ليل خطب أطلعت شمعاً
يجلو الدجى بدمى فيها تزاويق
شمع يداك له شمع حِجاك له
دمع سجيته جمع وتفريق
كأن يمناك بحر وهي زورقة
أليس من آلة البحر الزواريق
ووابل صدعته الريح لحت له
والبحر فرغ له والدلو انبيق
فارتد منك على أعقابه خجلاً
ولم تفض دمعَه تلك الحماليق
وأنيق كقسي النبع ليس لها
إلا الحقائب حملاً والصناديق
أخذن منك مواثيقاً مغلظة
إن الكرام سجايا هم مواثيق
وعزمة لا ينال النجم مصعدها
لا يستقل بها هضب ولا نيق
نامت عيون الورى عنها فطرت لها
كفلقة الصخر مجّتها المجانيق
وحاسد كذيته النفس قلت له
هذي الحقيقة لا تلك المخاريق
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وعجوز كأنها قوس لام
وعجوز كأنها قوس لام
رقم القصيدة : 22082
-----------------------------------
وعجوز كأنها قوس لام
فلقوها من نبعة شر فلق
كاتبتني شوقاُ إلي وقالت
أخذ اللَّه يا بُنيّ بحقي
قلت لا أستطيع ترك بلاد(21/446)
قد وفى اللَّه في ثراها برزقي
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لك الخير من طيف على النأي طارقِ
لك الخير من طيف على النأي طارقِ
رقم القصيدة : 22083
-----------------------------------
لك الخير من طيف على النأي طارقِ
ثَوَى ريثَما ولّى ولا لمع بارِق
سبى ما جنى من وصله بصدوده
رجاء ووصلاً من تلافي في مفارق
ألمّ بنا والليل في درع ثاكل
لواحدها والنجم في لون عاشق
فثرنا إلى الأكوار والعيس نوّم
تؤمّ بنا أقصى بلاد المشارق
نهاجر دار العامريةة الحمى
إلى أرض غزلان الظُّبي والمناطق
أبادية الأعراب أهلك إنني
ببادية الأتراك نيطت علائقي
وأرضك يا نجل العيون فإنني
فتنت بذاك الفاتر المتضايق
خليلي واهاً لليالي وصرفها
لقسد ثقّفت إلا كعوب خلائقي
ألم ترني بعد النُّهى وبلوغها
رجعت لأوطار الشباب الغرانق
إذا سجع القُمريّ راسلت لحنه
بإيقاع دمع للغناء موافق
حياء لأحلامي لصيتي لهمتي
لعزمي لتحريدي لهدي المفارق
ألم يك في خمس وعشرين حجة
تسنَّمتها هاد لمثلى الطرائق
وليل كذكراه كمعناه كاسمه
كدِين کبن عبَّاد كادبار فائق
شققنا بأيدي العيس برد فلاته
وبتنا على وعد من الصبح صادق
تزجّ بنا الأسفار في كل شاهق
وترمي بنا الآمال من كل حالق
كأن مقام الذل طَبطاب لاعب
أنا كُرة في ظهره غير لائق
كأن مطايانا شفار كأنما
تمد إليهن الفلا كف سارق
كأن الفلا في خندق من ظلامه
دجى والدجى من أُفقه في سرادق
كأن نجوم الليل نظارة لنا
تعجب من آمالنا والعوائق
كأن نسيم الصبح فرصة آيس
كأن سراب القيظ خجلة وامق
كأن هدير الرعد ضجة ناشز
شكت من وميض البرق ضربة فالق
كأن سماء الدّجن لولا انقشاعها
يدا خلفٍ عند الندا والصواعق
لعمري لئن منّ الوزير فإنما
يمن على عبد بنعماه ناطق
إذا اقتضت منه خراسان لفظة
أماطت نساء العرب در المخانق
يلح على شوس القوافي وصيدها
فيلبسها ماء المعاني الدقائق
أبعد وزير المشرقين أزفها
على ملك ردّت إذن في حمالقي(21/447)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لئن صوَّت الرعد في أفقهِ
لئن صوَّت الرعد في أفقهِ
رقم القصيدة : 22084
-----------------------------------
لئن صوَّت الرعد في أفقهِ
وأبدي السحاب سنا برقه
تطاير لبّك فاستقره
وأفنيتَ دمعك فکستَبْقِه
وخشف تحير فيه الجمال
من قدميه إلى فرقه
إذا ما التوى الصدغ في خدّه
تلوّى المحب على شِقه
ولما شكوت الهوى قال لي
سحبتَ الرداء ولم تلقه
تعرَّض والعود في حجره
يريني المهارة في حذقه
فطوراً يميل على بطنه
وطوراً يشد على حلقه
ولما استقر على نقره
وأجرى الغناء على وفقه
شققت الصّدار ولو كان لي
فؤاد للمت إلى شقه
أتاني البشير براي الأمير
وبَذْل الإجابة من حقه
وقلَّ لحضرته أن أجوب
ب غرب الطلاع إلى شرقه
حنانيك لَبَّيْك حَبْواً إليك
لك الأمر جيدي في ربقه
أنا العبد قرطك في أُذنه
مطيعاً وطوْقك في عنقه
لنعم المعالي لقد حازها
أبو قاسم فهي في رقه
كذا المجد طال ذري فرعه
علينا وطاب ثرى عرقه
فأجرى الملوك لغاياتهم
فكان المبرز في سبقه
جُعلت فداءك بشرتني
ولكن غسلت ولم تنقه
فهلا مع الإذن لي في الرحيـ
ـل أعنت ركابي على طرقه
ليبتسم الكب عن مقدمي
كما کنفجر البحر عن فلقه
عقدت بهامته فارعَها
وأنبتها شجراً فاسقه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> حديقة الجو غضي هذه الحدقا
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
رقم القصيدة : 22085
-----------------------------------
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا
غوري لطيبة الأردان تمطلني
مطل الغني حياء منك أو فرقا
يا قرة العين ما هذا الشماس فقد
حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا
تصرّم الليل إلا معلتى نفس
هلا قضيناه تقبيلاً ومعنتقا
والليل منسدل الأعراف منتظم ألا
محتمل الأعطاف ما وسقا
بحر ولكنه طاف جواهره
طام علينا ولكن نأمن الغرقا
كأنما البدر معشوق وقد نثرت
يد الثريا عليه العين والورقا
نفسي فداؤك من ليل على قمر(21/448)
على قضيب على مُنثالِ حقف نقا
فرب آهة وجدلو لفحت بها
إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا
أتبعها زفرات بعد ما ظعنوا
فهن يغمرن في أجفاني الطرقا
أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة
أمك للشبيبة أنضو بردها خلقا
جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً
وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا
هو الزمان أتى إلا على رمقي
وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا
وهمة في المعالي قد سحبت لها
على المكاره من أذيالها سرقا
أمطت عنها لثام الشك معترفا
ونطتها بسواد الليل منفلقا
فمل أقل لهموم النفس قد كذبت
ولم أقل للسان الفجر قد صدقا
ولم يرُعني طرف البيد مطرّفاً
ولا ثناني طرف الليل منطبقا
وما شريت بكاس العز مصطبحاً
حتى تجشت ورد الليل مغتبقا
ولم ابت بيد الحسناء معتصما
حتى ظللت بعرف الليل معتنفا
ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد
هجعت في صهوات الخيل مرتفقا
فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه
فقد تصبب فيه سالفي عرقا
ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها
فقد سريت إليها الوخْد والعنقا
ولتهن شمس المعالي أنك کبنُ أب
ورثته خرزات الملك والخرقا
يا ملء عِطف الليالي من مِلك
وملء عين المعالي منظراً أنقا
صغ المجرة طوقاً والسها شنقاً
لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا
واجعل له فلك الجوزاء مرتبطاً
وأجره فوق قرن المشتري طلقا
وکحلل عن الملك شداً أنت عاقده
على مطامح نفس تملأ الأفقا
بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا
وعزمة تسع الدَّهناء مخترقا
ثم کبْنِ فوق الطباق الخضر من شرف
يفرخ الدهر في أظلاها طبقا
يا من روي لِيَ من أخباره سِيَراً
وناط بالشمس من آثاره أفقا
لو أنها شجر لادّاركت زهراً
واسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا
فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً
واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا
يا عائف الورد لم تعذب موارده
فإن وردت فلا طرقاً ولا نزقا
لله أنت وأمر أنت باله
وبالحرى في المنى بالله أن تثقا
لله مكنون سر أنت بالغه
يوماً أغر يناجي صبحه فلقا
ليدنِيَ اللَّه أمراً ظل مبتعداً
ويفتح الله باباً بات منغلقا(21/449)
كأنني بين أيام وقد كشفت
غطاءه ولسان الدهر قد نطقا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أنا في اعتقادي للتسنن
أنا في اعتقادي للتسنن
رقم القصيدة : 22086
-----------------------------------
أنا في اعتقادي للتسنن
ـن رافضيّ في ولائك
وإن اشتغلت بهؤلا
فلست اغفل عن أولئك
يا دار منتجع الرسا
بيت مختلف الملائك
يا ابن الفواطم والعوا
تك والترائك والأرائك
أنا حائك إن لم أكن
عبداُ لعبدك وابن حائك
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا قلب ما أغفلك
يا قلب ما أغفلك
رقم القصيدة : 22087
-----------------------------------
يا قلب ما أغفلك
عن حركات الفلك
ويحك هذا الردى
إليك يسعى ولك
أنت على سفرة
يشيب منها الحلك
من انتحى نهجه
بغير واد هلك
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أنت في دنياك هذي
أنت في دنياك هذي
رقم القصيدة : 22088
-----------------------------------
أنت في دنياك هذي
بين أمواج المهالك
ويك يا غافل لم لا
يخطر الموت ببالك
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> تلبس لباس الرضا
تلبس لباس الرضا
رقم القصيدة : 22089
-----------------------------------
تلبس لباس الرضا
وخل الأمور لمن يملكُ
تقدّرُ وجاري القضا
مما تقدر يضحك
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> غدر
غدر
رقم القصيدة : 2209
-----------------------------------
بحور الشعر نعرفها / ونعرف قيمة الجِرس
ونبني شعرنا حرا على بيت من الاُْنس
نخون الشعر احيانا لوجه الجن والاِنس
واوقاتا نهدهده
ونرفعه على الرأس
واحيانا نكسره وننثره بلا طرس
واحيانا نغازله ونغزله على الأسِ
واحيانا نعاقبه وندفعه عن النفس
ونطعنه بارماح واسياف وبالترس
يصابحنا فندفعه
ونلحقه فلا يمسي
ويغوينا فنطرده وننشده بلا لُبس
بكت أوزانه دهرا
وظلت حجة البؤس
بريئا من هوى التقليد
نفّارا من الأمس
فلا يأبه الى (فَعِلن)
ولا تفعيل او جرس ِ
طليقا من خطايانا(21/450)
شريدا في لظى المسِّ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> قرة عيني بذكا
قرة عيني بذكا
رقم القصيدة : 22090
-----------------------------------
قرة عيني بذكا
محبتى أي فلكا
تريد أن تقتلني
نه درست كردي درلكا
وأنه حمى ليك أن
ينصب دوني شركا
أما كفى صدغك لي
إلى الردى معتركا
وأنني لا أرقد الـ
كأنما ألتحف الجمر
وأعلو الحسكا
أذابني فرط الضنا
وهدّني طول البكا
أبحت روحي ودمي
بنى هداد روحكا
ورنه دهى بوسه زلب
بهل ببوسم لبكا
فغاظه قولي له
فقال بس وي نه وكا
تريد تقبيل فمي
إليك لا أم لكا
لو لم ينم لم يحتلم
كأنما ألتحف الـ
يا طرة قد سلبت
من الغراب الحلكا
ومقلة من نفثت
فيه بسحر هلكا
هواك إذ أجحف بي
بأي علق فتكا
تفعل ألحاظك بي
ما تفعل الخمر بكا
وكرتو دا دم نه دهي
يا من إليه المشتكى
يَكَرْزم جامَه دَرَمْ
سي قاضي وحكا
وقال إذ هدّدته
سبحان من ارفعكا
قاض إذا ما جنّهُ اللّيـ
يصيد السمكا
ينصب في أسفله
لكل حوت شبكا
أفٍّ لقاض يبتغي
من المعاصي دركا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لو كانت النيرات أخمصكا
لو كانت النيرات أخمصكا
رقم القصيدة : 22091
-----------------------------------
لو كانت النيرات أخمصكا
وكنت ممن يسامر الفلكا
ما كنت إلا مؤاجراً حلقاً
إذا رأى وجه دانق بركا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> الشعر أصعَبُ مذهباً ومصاعِداً
الشعر أصعَبُ مذهباً ومصاعِداً
رقم القصيدة : 22092
-----------------------------------
الشعر أصعَبُ مذهباً ومصاعِداً
من أن يكون مطيعُهُ في فكِّه
والنظم بحر والخواطر معبرٌ
فانظر إلى بحرِ القريض وفلكهِ
فمتى تَراني في القريضِ مقصراً
عرضت أذن الامتحان لعركه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> سماء الدجى ما هذه الحق النجل
سماء الدجى ما هذه الحق النجل
رقم القصيدة : 22093
-----------------------------------
سماء الدجى ما هذه الحق النجل(21/451)
أصدر الدجى حالٍ وجيد الضحى عطل
لك الله من عزم أجوب جيوبه
كأني في أجفان عين الردى كحل
كأن الدجى نقع وفي الجو حومة
كواكبها جند طوائرها رسل
كأن مطايانا سماء كأننا
نجوم على أقتابها برجها الرحل
كأن القرى سكرى ولا سكر بالقرى
كأن الربا ثكلى وما بالرا ثكل
كأن الفلا زاد كأن السرى أكل
كأنا لها شرب كان المنى نقل
كأن الفلا نادٍ به
عليه الثرى فرش حشيته الرمل
كأن الربا كوم كأن هزالها
لكثرة ما يغتالها الخف والنعل
كأن الذي تنقى الحوافر في الثرى
خطوطٌ مساميرُ النعال لها شكل
كأنا جياع والمطي لنا فم
كأن افلا زاد كأن السرى أكل
كأن بصدر العيس حقداً على الثرى
فمن يدها خبط ومن رجلها نكل
كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع
وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل
كأنا على أرجوحة من مسيرنا
لغورٍ بها نهوي ونجدٍ بها نعلو
كأنا على سير السواني مسافة
لمجة تمضي ومجهلة تتلو
كأن الدجى جفن كأن نجومه
على ظهره حليٌ كأنا له نصل
كأن بني غبراء حين لقيتهم
ذئاب كأني بين أنيابهم سخل
كأن أبانا أودع الملك الذي
قصدناه كنزاً لم يسع ردَّه مطل
كأن يدي في الطرس غواص لجة
بها كلمي درّ بها قيمتي تغلو
كأن فمي قوس لساني له يد
مدحي له نزع به أملي نبل
كأن دواتي مطفل حبشية
بناتي لها بعل ونفسي لها نسل
كأن بنيها عكس أبناء عصرنا
فإن يُرضَعوا يبكوا وإن يفطموا يسلوا
وإن ضربت أعناقهم عاش ميتهم
فقتلهم أن لا يعمهم القتل
كأن ألهمت فضل الذي باسمه جرت
فسارت وما غير الرؤوس لها رجل
كأن الأمير اختصها فاعتلت به
معارجُ أسبابُ السماء لها سفل
وإلا فما بالُ الملوك نراهمُ
عبيد قناة لا تمر ولا تحلو
ألا عَتَبتْ جُمْل وبيني وبينها
من البيد عذرٌ لو به علمت جمل
تعجب من شكواي دهري كأنني
شكَوت لما لم يشكه الناس من قبل
يذكرني قرب العراق وديعة
لدى اللَّه لا يسليه مال ولا أهل
حنته النوى عني وأضنته غيبي
وعهدي به كالليث جؤجؤه عبل
إذا ورد الحجاج لا قى رفاقهم(21/452)
بفوّارتي دمع هما السجل والنجل
يسائلهم أين ابنه كيف حاله
إلام لِمْ لَمْ يعد هل له شغل
أضاقت به حال أطالت له يد
أأخّره نقص أقدَّمه فضل
أفيصوا عن الفرع الذي أنا أصله
وما بال فرع ليس يحضره الأصل
يقولون وافى حضرة الملك الذي
له الكنف المأمول والنائل الجزل
فَقِيدَ له طِرف وحُلّت له حبي
وخير له قصر ودرَّ له نزل
وفاضت عليه مطرة خلفية
بها للغوادي عن ولا يتها عزل
يذكرهم باللَّه ألاّ صدقتم
لديّ أجدُّ ما تقولون أم هزل
فدى لك ما أبناء دهرك من غدا
ولا قوله علم ولا فعله عدل
طوينا للقياك الملوك وإنما
بمثلك عن أمثالهم مثلنا يسلو
ولما بلوناكم تلونا مديحكم
فيا طيب ما نبلو ويا صدق ما نتلو
ويا ملكاً أدنى مناقبه العلى
وأيسر ما فيه السماحة والبذل
هو البدر إلا أنه البحر زاخراً
سوى أنه الضرغام لكنه وبل
محاسن يبديها العيان كما ترى
وإن نحن حدثنا بها دفع العقل
فقولا لِوَسّام المكارم باسمه
ليهنك إذ لم تبق مكرمة غفل
وجاراك أفراد الملوك إلى العلى
فحقاً لقد أعجزتهم ولك الخصل
سما بك من عمرو بن يعقوب محتد
كذا الأصل مخفوراً به وكذا النسل
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إن لم يكن هذا الصدود فصالاً
إن لم يكن هذا الصدود فصالاً
رقم القصيدة : 22094
-----------------------------------
إن لم يكن هذا الصدود فصالاً
فانهَيْ خيالكِ أن يزور خيالا
إني وإن حلت عقودي لوعة
لأعز نفساً لم تكن لتذالا
أقلي وريعان الشباب ذريعة
فلو اكتحلت قذى وشبت قذالا
أمطيعه العذال لست بحرة
إن لم أطع في حبك العذالا
إن تصرمي صباً فقد شجيت به
لعساء يشجي ساقها الخلخالا
أو تسهريه فربما سهرت له
هيفاء لا تسع العيون جمالا
ومريضة الألحاظ وادعة الخطى
تطأ الجفون ولاتكاد دلالا
ترنو إليّ بمقلة ترنو بها
نحو الجبال فتحدر الأوعالا
باتت ترخص لي وباتت عفتي
عذراء تجتال اللمى والخالا
إني ليعقدني الهوى ويخلني
لكن خلقنا يا خلوب رجالا(21/453)
من قاطع رحم الكرى ومهجهج
إثر القوافي يمنة وشمالا
يزع اللفوف فلن يفوت نداءه
ويلي العطوف فلن يطوف ضلالا
إن أرتع الألفاظ أشبع أو سقى
أروى وإن منع الورود أحالا
حتى إذا أعييتني أرسلتها
طرداً كأسراب القطا أرسالا
لك يا عماد المشرقين وإنها
كالنجم دونك أو أعز منالا
فلئن سلبنك خاتميك لقد غدت
تاجاً عليك فهل نقصنك حالا
فليبلغ العيوق فضك وليكن
مثل الشقائق وليزن مثقالا
ليست على هذي الفصوص عيالا
هذا ابن مامة والحديث يطوله
ذو خصلة وقد افترعت خصالا
ويح الزمان من اللذين أراهما
نعيا إليّ المجد والأفضالا
هذا يقول سل الإمام سواهما
إني أراك قد التسمت محالا
ويقول خيرهما مقالاً لا تطل
في الخاتمين ولا تكن هيالا
قسماً لأنتزعنه بعروقه
ثقة بفضلك يا إمام وقالا
ومهوسين ومهوشين تجمعوا
نسل الفداء وتبذل الأموالا
يا قوم أنتجعُ السحاب وأسألُ الـ
ـبحر المحيط وأجتدي ميكالا
الذنب للشيخ الإمام لأنه
ساد الورى فليحمل الأثقالا
كرم هنالك لم ترثه كلالة
كلا وفص لم ترثه كلالا
ها إنه أصل لمجدك تابع
فإذا أقلت المكرمات أقالا
يا ذا الذي أنا مشرفيّك في العدى
أفلا تزيد المشرفيَّ صقالا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لعمر المعالي إن مطلبها سهل
لعمر المعالي إن مطلبها سهل
رقم القصيدة : 22095
-----------------------------------
لعمر المعالي إن مطلبها سهل
سوى أنها دار وليس لها أهل
حنانيك من حر ألمَّ بمعشر هم
هم الشاء رِسل ما أدرّت ولا رسل
فحاول إن يستل با لشعر ما لهم
وذ لك ما لم يفعل اليد والفعل
شكا الجَدَّ والأيام إذ لم تُواته
فلم يشك إلا ما شكا الناس من قبل
عزاء ففي هذي الخطوب لنا يد
وصبراً ففي هذا القطيع لنا سخل
ألم تدر أن الجواد والمجد والنهى
أمان متى تحلم بها وجب الغسل
ألا لا يغرنك الحسين وجَودُه
فترجوَ قوماً ليس في كأسهم فضل
فما كل وقت مثله أنت واجد
ولا كل أرض للحسين بها مثل
أعيذك أن تلقى الورى في لباسه(21/454)
وفي شكله يا بعد ما يقع الشكل
فما كل جنس تحته النوع داخل
ولا كل ما أبصرت من شجر نخل
ولن تفعل الأقوام مثل فعاله
ولا سائر الذبان ما تفعل النحل
وما جلّ هذا الناس إن تبلهم أبو
عليّ حيسن أوأبو طيب سهل
أيا ناقة ً بلّغتِنيه محرّم
عليك السرى لا بل على ظهركِ الرحل
ألا يهنىء الشيخ الموفق إنه
فتاه ولولا الفرع ما شرف الأصل
تشابهتما فضلاً ومجداص فلم يبن
أألأصل أزكى في القياس أم النسل
كذا الدهر يقضي في عداهم وفيهم
بنجم لهم يهوي ونجم لهم يعلو
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا ملك الشرق عمدة الدول
يا ملك الشرق عمدة الدول
رقم القصيدة : 22096
-----------------------------------
يا ملك الشرق عمدة الدول
ويا علا المكرمات لا الحيل
يا أسد الملك لا الغياض ويا
سيف السنا والسناء لا الخِلل
ويا سحاب العقيان لا بلل القطر
عقاب الملوك لا الحجل
أصبح منك الزمان في وجل
ومن نداك الغمام في خجل
طلعت للناس مبتدا أمل
وللمعادين منتهى أجل
بنت لك المكرمات منزلة
اسس أركانها على زحل
فامدد إلى الشِّعريينِ منك يداً
مخلوقة للعطاء والقبل
إذا همت راحتاتك يوم ندى
فالغيم والبحر نطفتا وشل
وإن طمى عسكراك يوم ردى
فالسيل والليل واردا فشل
يا من يرى الحرب منتحى قنص
والضرب والطعن مجتنى عسل
وأسمائه مدى الطول
فانكدر النجم دون ظنك بي
وانتقل الفرض دون أمرك لي
ومن سمت في العلاء همته
يخطب ما خطبت من قبلي
لا جرم اجتبت كل مخترق
فيه وأدّخلت كل مدّخل
وشِمتَ دون السيوف سيف فمي
لا ذا عمى ولا شلل
فسفت بالقلب أين أنت الصدر وبالصدر
فقد سار سائر المثل
والصارم النافذ الشبا الجراز
ز المقاطع الحد غير منتصل
والكفصل السيف هو من فصل
ـصَل العظم إذ قده على عجل
وفي السيوف الكهام هو الذي
يفتك لكن بالقرع والبصل
وفي السيوف المِجذ والجد معنـ
ـنًى سواء في الرعب والوجل
وقد يقال المهز وهو الذي
يهتز كالغصن ساعة العمل
وهو مقدّ إن خاض في مفرق الرأس(21/455)
مقطّ لها من الكفل
ثم القَساسي وهو منتسب
إلى قساسٍ مدينة العمل
قالوا من الريف عذبة الحلل
والأبرص السيف لا سواد به
كأنه شعلة من الشعل
والأبيض السيف راع منظره
كأنه من سناك في حلل
والمرهف السيف رق جانبه
حتى كأني أعرته غزلي
والمِبعج السيف واللسان له
رأس طويل كهامة الأسل
القاطع العظم عند مقتتل
وقد يسمونه المطبّق وهو
ـو الضارب العظم ساعة َ الوَهَل
والقضب ما لم يقف على فلل
وبعض أسمائه المذكر وهـ
إن رمت علمه فسل
تلك سيوف شفارها ذكر
من عمل الجزيرة النمل
والباهر السيف نور منظره
يبهر نور العيون والمقل
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى
وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى
رقم القصيدة : 22097
-----------------------------------
وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى
والمفصل السيف وهو من فَـ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا شادناً لو لم تكن
يا شادناً لو لم تكن
رقم القصيدة : 22098
-----------------------------------
يا شادناً لو لم تكن
شفتاه للأسنان ذيلا
ما إن رأيت ولا رأى
أحد من العشاق ليلا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> مرت بنا وعينها
مرت بنا وعينها
رقم القصيدة : 22099
-----------------------------------
مرت بنا وعينها
من سكرها منخزله
ذات جفون ضعفت
كمذهب المعتزله
وظاهر يروعه
وباطن لا أصل له
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> برقية عاجلة إلى بلقيس
برقية عاجلة إلى بلقيس
رقم القصيدة : 221
-----------------------------------
ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟!
أم أمةً ضيعت في أمسها يَزَنا ؟!
ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعني !
وساكني عدنٍ ... ( لو أرهفت أُذُنا )
وأمةً عجباً ... ميلادها يمنٌ
كم قطعتْ يمناً ... كم مزقتْ يمنا
ألومُ نفسيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى
بفتنة الوحدة الحسناء ... مفتتنا
بنيت صرحاً من الأوهام أسكنه(21/456)
فكان قبراً نتاج الوهم ، لا سكنا
وصغتُ من وَهَج الأحلام لي مدناً
واليوم لا وهجاً أرجو ... ولا مُدُنا
ألومُ نفسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني
كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !
بلقيسُ ! ... يقتتل الأقيالُ فانتدبي
إليهم الهدهد الوفَّى بما أئتُمِنا
قولي لهم : (( أنتمُ في ناظريّ قذىً
وأنتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))
قولي لهم : (( يا رجالاً ضيعوا وطناً
أما من امرأةٍ تستنقذ الوطنا؟! ))
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> كرسي
كرسي
رقم القصيدة : 2210
-----------------------------------
بلادٌ فوقها كرسي وحرٌ حامِلُ المُرْسِ
تشحُّ مياهها عَنَّا وتروي كلَّ ذي بأسِ
تَضنُّ بخيرها نكداً وتغبطُ كلَّ مندسِ
تقيم مآتماً فينا وتحرمنا من العرسِ
تؤاسينا وتؤسينا تَسدُّ منافذ الشمسِ
وللغرباء خضرتُها وبهجتُها من الأمسِ
نحاورُها نداورها فتفحمنا بلا هَمْسِ
ونكرمها فتحرمنا هَوى الأفراح والنَفَسِ
ونعطيها فتأخذنا إلى عَيْشٍ منَ الهَوسِ
نهدهدها ندللها فترمينا إلى العسسِ
نصادقها ونصدقها فنصدفها على الدَلسِ
نخاطبها ونخطبها فتقذفنا الى اليبسِ
نحررها فتمنحنا يَدَ الرومان والفرسِ
بلادٌ ما لها دينٌ تدينُ لعابرٍ نجسِ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> منه كدور عمامتي شكلا
منه كدور عمامتي شكلا
رقم القصيدة : 22100
-----------------------------------
منه كدور عمامتي شكلا
وترى الضرير لشكلها مثلا
والمنحنى ظهراً يماثلها
ومع الزيارة يثني أصلا
وترى البلاد لها مقاربة
والقين يفعل تحتها فعلا
هذا إذا ما نونها انقلبت
مأوى الطيور وبيتها العلى
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أحاجيكم وليس لكم
أحاجيكم وليس لكم
رقم القصيدة : 22101
-----------------------------------
أحاجيكم وليس لكم
بما حاجيت من قِبَلِ
بدرّ صين في صدف
وفي خلل وفي كلل
وإن عطلت أوله
فموردة من الحيل
وإن حليت آخره
فهيج البحر كالقلل(21/457)
وإن قوست قامته
رأيت حليلة الرجل
وإن تضم له شفة
تعطلها من الحلل
فعند الله ليس له
مبادي الشكل والمثل
وإن شئنا لطولنا
وأخينا مدى الطّول
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أيا جامع المال من حله
أيا جامع المال من حله
رقم القصيدة : 22102
-----------------------------------
أيا جامع المال من حله
يبيت ويصبح في ظله
سيؤخذ منك غداً كله
وتسأل من بعد عن كله
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا معجباً مرح العنان
يا معجباً مرح العنان
رقم القصيدة : 22103
-----------------------------------
يا معجباً مرح العنان
يجر في الخيلاء ذيله
أقصر فإنك ميت
يُهدي الفناء إليك سليه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> دخلت على الرسول وكان غثا
دخلت على الرسول وكان غثا
رقم القصيدة : 22104
-----------------------------------
دخلت على الرسول وكان غثا
ثقيل الروح ذا حمق وجهل
وأقسم أنه لو كان أيراً
لكان على أبي نصر بن سهل
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أقول لإحدى المضلات العظائم
أقول لإحدى المضلات العظائم
رقم القصيدة : 22105
-----------------------------------
أقول لإحدى المضلات العظائم
وبالود أني قاعد غير قائم
أُعزيك لا فعل اختيار ولا رضى
ولكن على رغمي ورغم المكارم
ألا بَكَّر الناعي بأن أجحف الردى
بأخضر مما أنبت المجدُ ناعم
ووافق يوم المهرجان نعّيه
لنا فزجنا فيه طير الأشائم
فلا جرَم اعتضنا من الخز حزنه
وسرنا حفاة حُسّراً في المآتم
على هيّن من نفس من سار صاغرٍ
ومجتدع من أنف من ساد راغم
فإن ترعني سمع القبول فإنني
أُعزى فلا أهدا لصيحة خادم
وإن كنت فيما ناب من حادث الردى
أقلَّ مصاباً منك يا نقص ماتم
تأمل من الدنيا القليل متاعها
وما نحن فيه غير أحلام حالم
وفكِّر رويداً هل يعدون سالماً
إلى آدم أم هل يرون ابن سالم
فإن كنت مخصوصاً فحق لك الأسى
وإلا فلا ترفض جميل العزائم(21/458)
فنحن لما أفضى إليه بموعد
وريش الذُّنابى تابع للقوادم
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ومضطغين على الألباب قاس
ومضطغين على الألباب قاس
رقم القصيدة : 22106
-----------------------------------
ومضطغين على الألباب قاس
يرى ويقول بالرأي القديم
يحدِّث عن أب فأب مجوس
إلى هابيل كالليل البهيم
أبوه أخوه وهو أخو بنيه
ولا السيران قدّا من أديم
له في النور والظلمات عقد
بطيء الحل ممنوع الأديم
تخير من أديم الحزن أرضاً
عذاة الترب طيبة الأروم
وعرَّش فوقنا فالطرف فيها
يسير على صراط مستقيمم
وحصّنها بعيدان طوال
وزينها بقضبان الكروم
وحاز لها من الأنهار فحلاً
فاهداها إلى كفؤ كريم
فأولدها بنين ولم تخنه
ورُبَّتَ لائم فيها مليم
وأقبل ربها يسعى إليها
وفض الختم عن صافي الحُمَيّا
فأبصر غِلمة كالصبح بيضاً
لهن وغلمة مثل الصريم
فصعر خده غضباً عليها
وزناها ببهتان عظيم
وقال أغلمه سود وبيض
لفحل واحد يا للزنيم
أجابته الكروم وقلن كلا
ولكن صنع ذي العرش العظيم
قضى بسواد ذاو بياض هذا
كما ولد الصبيح من الدميم
فقال جزى العواهر ما جزاها
وسمن كل جانيه ظلوم
ألم ترضين أن تزنين حتى
تماريتن في علم النجوم
وجرّد مدية كاماء ابقيت
على أوداجها أثر الكلوم
فما ارعى على أم ثكول
ولا أبقى على ولد يتيم
وجاء بهن أمثال السبايا
على لونين من حبش وروم
فداس بطونهن بِرَكْل علج
أشق كظل شيطان رجيم
فسالت بالدم الأنهار حتى
تركن القاع أحمر كالأديم
ولما أن قضى الأوطار منها
وميزت الدماء من اللحوم
أشار بحبسها لتزيد غماً
على ما حملته من الغموم
فأودعها من المغشى سموماً
تطابق تحت أعراق النجوم
فوافاها من النجدين شيخ
ترى ما لا ترى عين النديم
فقص عليه قصة ما أجابت
وقال ولم تدعها كالهشيم
حلفت لنشربن دم الزواني
وننتصرنّ للدين القديم
ورد الطين في داني النسيم
ولما ذاقها والطعم مر
وقوس الظهر ظاهرة الوضوم
أعادت سِنه جَذَعاً وردت(21/459)
ضراءة ذلك العظم الرميم
وجازته عن السوءَى بحسنى
فيا للَّه للطبع الكريم
وفتيان كمجتمع الثريا
على طرف من العيش الرخيم
يساقهم من الفتيان أحوى غضيض
الطرف كشح هضيم
تنادوا للمدام وعنفوني
وقالوا هاك حظك من نعيم
فقلت أخاف عقباها ولكن
أشيعكم إلى باب الجحيم
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا لمة ضرب الزمان
يا لمة ضرب الزمان
رقم القصيدة : 22107
-----------------------------------
يا لمة ضرب الزمان
على معرسها خيامه
لله درك من خزامى
مى روضة عادت ثَغامه
فوربّه قامت به
للدين أشراط القيامه
لمضرج بدم النبو
ة ضارب بيد الإمامه
متقسم يطأ السيو
ف مجرعا منها حِمامه
منع الورود وماؤه
منه على طرف الثمامه
نصب ابن هند راسه
فوق الورى نصب العلامه
ومقبَّل كان النبي
بلثمه يشفي غرامه
قرع ابن هند بالقضيب
غراره فرط استضامه
وشدا بنغمته عليه
وصب بالفضلات جامه
والعدل أبلج ساطع
والدين ذو خال وشامه
يا ويح من ولَّى الكتا
ب قفاه والدنيا أمامه
ليُضرِّسَنَّ يدا الندا
حين لا تغني الندامة
وليدركن على الكرمة
مة سوء عاقبة الغرامه
وحمى أباح بنو يزيدٍ
ـدٍ عن طوائلهم حرامه
حتى اشتفوا من يوم بد
واستبدوا بالزعامة
لعنوا أمير المؤمنيـ
ـن بمثل إعلان الإقامه
لِم لَم تَخْرِّي يا سما
ء ولم تصبّي يا غمامه
يا لعنة صارت على
أعناقهم طوق الحمامه
إن الإمامة لم تكن
للئيم ما تحت العمامه
يا سبط هند وابنها
دون البتول ولا كرامه
يا عين جودي للبقيـ
ـع وما به تشفى رغامه
جودي لمشهد كربلاء
ء فوفري عني ذمامه
جودي بمكنون الدموع
وأرسلي بدداً تهامه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> إمامي لا يعادله إمام
إمامي لا يعادله إمام
رقم القصيدة : 22108
-----------------------------------
إمامي لا يعادله إمام
تواضع تحت رايته الأنام
يزيد الخير والسامي أبوه
أقاما الخلق طراً فاستقاموا
فمن يك لائمي في حب رهطي
فإني في ولائي لا أُلامُ(21/460)
ومن يفخر بآل أبي تراب
فآلي من أُميَّة والسلام
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> يا آل عصم أنتُم أولو العِصَمْ
يا آل عصم أنتُم أولو العِصَمْ
رقم القصيدة : 22109
-----------------------------------
يا آل عصم أنتُم أولو العِصَمْ
لم توسموا إلا بنيران الكرم
لا ينزع اللَّه سرابيل النعم
عنكم فلا تخطوا بها دون الأمم
طابت مبانيكم وطبتم لا جَرم
يا سادة السيف وأرباب القلم
تهمي سجاياكم بعقبان ودم
أنتم فصاح ما خلا في لا ولم
الجار والعرض لديكم في حرم
والمال للآمال نهب مقتسم
أنتم أسود المجدِ لا أسد الأجم
يا سيداً نيط له بيت القدم
بالعمد الأطول والفرع الأشم
هل لك أن تعقد في بحر الشيم
عارفة تضرم ناراً في علم
ويقصر الشكر عليها قل نعم
أما وإنعمك إنه قسم
وثغر مجد في معاليك ابتسم
إنك في الناس كُبرء في سقم
يا فرق ما بين الوجود والعدم
وبعدما بين الموالي والخدم
ما أحد كهاشم وإن هشم
ولا امرؤ كحاتم وإن حتم
ليس الحدوث في المعالي كالقدم
ولا شباب النبت فيها كالهرم
شتان ما بين الذُّنابى والقمم
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> سبيل
سبيل
رقم القصيدة : 2211
-----------------------------------
أيُّ سبيل للجنة؟
تربيةُ الأولاد
تطبيق السنة؟
أمْ طاعة أولي الأمر
رضا الأبوين
إسلام السياح
تبخير الاشباح
إكرام السائل
تنظيف العنَّة؟!
,
أي سبيل للجنة؟
جلد الحموات
أم ضرب الكنة!
,
أي سبيل للجنة؟؟؟؟؟؟؟
تكحيل العينين
مصُّ المسواك
واستخدام الحنة
ام تقديس الحشرات
وتفخيم الغُنَّة ؟
***
أي سبيل للجنة؟
إفتونا يا علماء السُنّةْ
ماذا كنتم ؟؟ماذا كنا؟؟؟
واذا عصفورٌ
سَبَّح
أو غَنَّى
هل يدخلُ معنا الجنة!
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> تعالى اللَّه ما شاء
تعالى اللَّه ما شاء
رقم القصيدة : 22110
-----------------------------------
تعالى اللَّه ما شاء
وزاد اللَّه إيماني
أأفريدون في التاج
أم الاسكندر الثاني(21/461)
أم الرجعة قد عادت
إلينا بسليمان
أظلت شمس محمود
على انجم سامان
وأسى آل بهرام
عبيداً لابن خاقان
إذا ما ركب الفيل
لحرب أو لميدان
رأت عيناك سلطاناً
على منكب شيطان
أمن واسطة الهند
إلى ساحات جرجان
ومن قاضية السند
إلى أقصى خراسان
على مقتبل العمر
وفي مفتتح الشان
لك السرج إذا شحت
على كاهل كيوان
يمين الدولة العقبى
لبغداد وغمدان
وما يعقد بالمغرب
ب عن طاعتك اثنان
إذا شءت ففي أمن
وفي يمن وإيمان
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لا ولا لا لست من قدرته
لا ولا لا لست من قدرته
رقم القصيدة : 22111
-----------------------------------
لا ولا لا لست من قدرته
لم تُرضْ نفسي على هذا الهون
من رجال الخمر واللهو أنا
لست للحزن ولا للولهان
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> لو كان بالدهر لحر يدان
لو كان بالدهر لحر يدان
رقم القصيدة : 22112
-----------------------------------
لو كان بالدهر لحر يدان
أغراه من همتي إلا تكلاان
وذاده عن خطتي صاغراً
بد الغرارين حديد السنان
إن يك من ذي أمل هجرة
جائرة الكف ظلوم البنان
نثرت من نرجستي روضة
على جنى الورد عِقدَي جمان
مؤكد من حرج أو ضمان
على الليالي ؤصرؤف الزمان
إن لم تعقلك باحد اثها
ولم تجرعك بمر الهوان
قال وقد راش بها دلّها
كما انثنى تحت الصَّبا غصن بان
ضرب من الذل ونوع من النعمة
ـمة تفطن له الخيزُران
إنك يا ذا العَزَماتِ التي
يسرن والشمس شريكتي عنان
تَدرعُ من عزمك ثوب المنى
والدهر منا سبعة في ثمان
عني باعوالك يا هذه
لستُ لخود بمطيع العنان
لايجهل البازل سنا ولا
أُعلّم الخمرة إني عوان
لي غلوة اخرى فان اورقت
كسرت قوسي وهشمت البنان
منحة إن أخلفت بغيتي
جرعت باسي واكلت اللسان
وغزوت ان خففت مطلبي
أغمدت سيفي ونزعت السنان
يا ملك الدهر ويا من له
واسطة الّدست وصدرت المكان
ومنتضى الصارم يجري دماً
والقلم الماطر يجري بيان
هل أنت إلا رجل واحد
افرغ في قالبه الأجودان(21/462)
ام انت الا ملك مكرم
اظهره الله لراي العيان
لهذه العزة حيث الفلا
قد عفت أرضي وتركت الهوان
كما اقتضيت الدهر ميعاده
يا ملك الدهر الذي خلتني
ظلت من الدهر في امان
انظر الى الخطب الذي اغتالني
هل أثر يُلقَى له أو عيان
ان بك منذي امل هجرة
الى مجال قبله هجرتان
وكل هذا وذاك الحمى
وبعض هذا وبك المستعان
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ويك يا دهر لحا
ويك يا دهر لحا
رقم القصيدة : 22113
-----------------------------------
ويك يا دهر لحا
الله ما اعظم شانك!
ساكت أنت وما اكـ
باللغو لسانك
قصر اللَّه عن الأحـ
ـرار والمجد عنانَكْ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> ليل الصّبا ونهاره سكران
ليل الصّبا ونهاره سكران
رقم القصيدة : 22114
-----------------------------------
ليل الصّبا ونهاره سكران
حدَثان لم يدركهما حدثان
يا زَفرة لي لا يكاد أزيزها
يسعُ الضلوع إليك يا همذانُ
قسماً لقد فقد الفراق بي امرأً
ليست تجود بردّه البلدانُ
يا دهر إنك لا محالة مزعجي
عن خطتي ولكل دهر شان
فاعمد براحلتي هراة فإنها
عَدن وأنت رئيسها عدنان
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> فلا يثقل عليك أذى عدوّ
فلا يثقل عليك أذى عدوّ
رقم القصيدة : 22115
-----------------------------------
فلا يثقل عليك أذى عدوّ
يهب إليك مثل الكلب عاوي
فكم من روضة رضت الأعادي
فعاد العود منها وهو ذاوٍ
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> مدحتُ الأمير وأيامه
مدحتُ الأمير وأيامه
رقم القصيدة : 22116
-----------------------------------
مدحتُ الأمير وأيامه
فضاءت وجوه وسيئت وجوه
وهل يجحد الشمس إلا العميُّ
وهل يعرف الفضل إلا ذووه
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أقضي العمر تشبيها
أقضي العمر تشبيها
رقم القصيدة : 22117
-----------------------------------
أقضي العمر تشبيها
على الناس وتمويها
أرى الأيام لا تبقى
على حالٍ فأحكيها(21/463)
فيوم شرها في
ويوم شرتي فيها
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> كذا من شام بارقة الثنايا
كذا من شام بارقة الثنايا
رقم القصيدة : 22118
-----------------------------------
كذا من شام بارقة الثنايا
وغر بما تمنيه الصبايا
فأدنى ما يعنُّ له الدواهي
وأيسر ما يلم به الرزايا
أظاعنة ولما أحظى منها
لتغريني من الوجد السرايا
أجاعلة المواعد لي نقوداً
وتاركة الوفاء بها سنايا
وعدت زيارة وقعدت عنها
وأوسَعت المنى ليّاً ولا يا
فقي لا برّ أيسر من سلام
أتدخرينني حتى التحايا
بروج شاخصات أم حدوج
وأفلاك طوالع أم مطايا
وراقته الملاح فلم يبيت
روية حازم فيصيب رايا
وقد أتبعتها نظراً غليظاً
إلى أن جزت أسنمة السبايا
فلا سقيت نداً تلك الثنايا
ولا وقيت ردى تلك النجايا
ورين جوانحاً فأرين نكراً
أرى بحراً وأمتاح الركايا
وفي الأظعان لو رحموا أسارى
تفديها وأفئدة سبايا
غدت بشعوبهم نفسي شعاعا
وقلبي في تشطيهم شظايا
إذا ما عُددت بُكر الغدايا
زممت إليك آمالي عجافاً
فلا يوم كيومك حين بانوا
ولا ليل كليلة جرجرايا
نزلت عن الأسرة والحشايا
وقلت وقد تلاحقت المطايا
لك الخيرات إن حاولت دلاً
ولي الويلات إن أزمعت نايا
وما أحظى من الحسناء إلا
بما يحظى الشجي من الخلايا
وإن يك حظه منهن حظّاً
أعرني فضل عارفة وفضلاً
تطيَّر أن رأت رأسي خضيباً
وتحت غلائل الخطر البلايا
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> أيا من تعرض للداهيه
أيا من تعرض للداهيه
رقم القصيدة : 22119
-----------------------------------
أيا من تعرض للداهيه
ولم يتلزم سنن العافيه
سيأتي الفضاء فلا تأته
ولا تقعدنّ على القافيه
ويا من يلم به نكبة
وألطاف خالقه خافيه
سيلبسها سابغاً ضافياً
ويشربها عذبة صافيه
وليس الغنى أن يقول الغني
عقاري وداري وأمواليه
ولا أسرج الطِّرف لي يا غلام
ولا نضّدي الفرش يا جاريه
ولكنها غير ما عنده
من اللَّه وافية واقيه(21/464)
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> بصارة
بصارة
رقم القصيدة : 2212
-----------------------------------
نظرتْ في الفنجان
وغامت في حثل البن وقالت :
(أفقٌ مفتوح الخطين
وطاقة خير
وزواج قادم
إبنُ العمَّ هناك يريد الثأر
والفارسُ من دين اخر
المهرةُ تركضُ في سهل أحمرْ
العرسُ يكون
والحفلة ضيقة المدعوين!!)
- باركْ يا رب العرس
وحَّد بين الصيحة والهمس
تممْ هذا الأُنسْ
واجمعْ في الحب عروسين
*****
نظرتْ في الفنجان
وأنّت
حزنت جُنَّت
(قبل العرس بيومين اثنين)
صرختْ:
(سُدَّت في وجهك كل الارض
وضاعت من يدك الدنيا...)
شهقتْ...نشجتْ
(أمر مربك )
عادت تقرأ في الفنجان وتصرخ
(حسبَكَ
يا ربي حسبك)
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وكلني بالهم والكآابة
وكلني بالهم والكآابة
رقم القصيدة : 22120
-----------------------------------
وكلني بالهم والكآابة
طعّانة ٌ لعانة ٌ سَبَّابهْ
للسلف الصالح والصحابه
أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمّلوا يا كبراء الشيعة
لعشرة الإسلام والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة
في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيف من صدق بالرساله
وقام للدين بكلّ آله
واحرز اللَّه يد العقبى له
ذلِكمُ الصديقُ لا محالهْ
إمام من أجمع في السقيفة
قطعاً عليهِ إنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه
في ردِّه كيد كيد بني حنيفه
سل الجبال الشّم والبحارا
وسائلِ المنبر والمنارا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطار مـ
أظهر الدين بها شعارا
ثم سلِ الفرسَ وبيت النار
من الذي فلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ
إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائلِ الإسلام من قوَّاهُ
وقال إذ لم تقُلِ الأفواهُ
واستنجر الوعد فأومى الله
من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سني الولاده
ثانيه في القبر بلا وساده
أتأمُلُ الجنة يا شتامه
ليست بمأواك ولاكرامهْ
إنَّ امرأ أنثى عليه المصطفى
ثمّت والاه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الورى(21/465)
واختارهُ خليفة ً ربُّ العُلا
واتبعته امّة الأمِّيِّ
وبايعتهُ راحة ُ الوصيِّ
وباسمه استسقى حيا الوسمي
ما ضرَّهُ هجو الخوارزميّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه
ولم يُعدهُ حجراً ما أحلمه
يا نذل يا مأبون أفطرت فمه
لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أمير المؤمنين المرتضى
وجعفر الصادق أوموسى الرِّضى
لو سمعوك بالخنا معرضا
ما ادخروا عنك الحسام المنتضى
ويلك لم تنجو يا كلب القمر ؟
ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر
صرّح بالحادك لا تمشي الخمر
يا من هجا الصدّيق والفاروقا
كيما يقيمة عند قوم سوقا
نفخت يا طبلُ علينا بوقا
فما لك اليوم كذا موهوقاً؟
إنك في الطعنِ على الشيخين
والقدح في السيد ذو النورين
لواهن الظهر سخين العين
معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومة
وهامة تحملها ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه
عن مشتري الخلد ببئر رومه
كغى من الغيبة أدنى شمه
من استجاز القدح في الأئمّه
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ
فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ
عائشة الراضية المرضيهْ؟
يا ساقط الغيرة والحمية
ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ؟
من مبلغٌ عنّي الخوارزميّا
يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا
بشرط أنيفهمنا المعنّيا
يا أسدَ الخلوة خنزير الملا
مَا لكَ في الجري تقود الجملا
يا ذا الذي يثلبني إذا خلا
وفي الخلا أطعمه ما في الخلا
وقلت لمّا احتفل المضمار
واحتفت الأسماع والأبصار
سوفَ ترى إذا انجلَى الغبارُ
أفرس تحتي أم حمارٌ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
رقم القصيدة : 22121
-----------------------------------
بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي
فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي
سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحابِ
فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي
عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ بابِ(21/466)
لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ
يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ
ولا أنشقَّ الثرى عن عودِ تختٍ
أؤمل أنْ أشدَّ بهِ ثيابي
ولا خِفْتُ الإبَاقَ على عَبِيدي
ولا خِفْتُ الهلاكَ على دَوَابي
ولاحاسبتُ يوماً قهرماناً
مُحاسبة ً فأغْلَظُ في حِسَابِي
وفي ذا راحة ٌ وَفَراغُ بالٍ
فدابُ الدهرِ ذا أبداً ودابي
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
رقم القصيدة : 22122
-----------------------------------
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ
شرابكَ في السرابِ إذا عطشنا
وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ
رأيتُ الخبزَ عزَّ لديكَ حتى
حسبتُ الخبزَ في جوِّ السحابِ
وما رَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا
ولكنْ خفتَ مرزئة َ الذبابِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ذهبَ الموالِ فلاموا
ذهبَ الموالِ فلاموا
رقم القصيدة : 22123
-----------------------------------
ذهبَ الموالِ فلاموا
لِ وقد فجعنا بالعربْ
إلا بقايا أصبحوا
بالمِصْرِ من قِشْرِ القَصَبْ
بالقولِ بَذُّوا حاتماً
والعقلُ ريحٌ في القِرَبْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
رقم القصيدة : 22124
-----------------------------------
ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
وقد ماتَ هزلاً منْ ورا البابِ حاجبهْ
إذا قيلَ : منْ ذا مقبلاً ؟ قيل : لا حدٌ
و إن قيلَ : منْ ذا خلفهُ ؟ قيلَ ؛ كاتبهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
رقم القصيدة : 22125
-----------------------------------
يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
فَلْيَهْنَ بُرْغوثُهُ بِجَذْلَتِهِ
قد عَقَدتْ بَنْدَها عَلى جَسَدِي
واجتهدتْ في اقتسامِ جملتهِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لو ركبت البحار
لو ركبت البحار
رقم القصيدة : 22126(21/467)
-----------------------------------
لو ركبت البحار صارت فجاجا
لا ترى في متونها أمواجا
ولو أني وضعتُ ياقوتة ً
حمراءَ في راحتي لصارتْ زجاجا
ولو أني وردتُ عذباً فراتاً
عادَ لا شكَّ فيه مِلْحاً أُجابَا
فإلى الله أشْتكي وإلى الفَضْـ
ـلِ فقد أَصْبَحَتْ بُزَاتِي دَجاجَا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
رقم القصيدة : 22127
-----------------------------------
شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
وَحَسْبُ کمرِيءٍ مِنْ شَافِعٍ بِسَمَاحِ
وشعريَ شعرٌ يشتهي الناسُ أكلهُ
كما يشتهى زبدٌ بزبِّ رباحِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
رقم القصيدة : 22128
-----------------------------------
إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
لا يَطمَعُ الخنزيرُ في سَلْحِهِ
كفاهُ قفلٌ ضلَّ مفتاحهُ
قد يَئِسَ الحَدَّادُ مِنْ فَتْحِهِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
رقم القصيدة : 22129
-----------------------------------
هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
إنْ كنتَ تطمعُ في نوالِ سعيدِ
والله لو مَلَكَ البِحَارَ بِأَسْرِها
وأتاهُ سلمٌ في زمانِ مدودِ
يَبْغِيهِ منها شَرْبَة ً لطَهُورِهِ
لأبى وقالَ تيممنْ بصعيدِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> عبدالله
عبدالله
رقم القصيدة : 2213
-----------------------------------
يا عبد الله
من مَلَّكَكَ العربية
من أهداك القران
وأعطاك الكعبة؟
يا عبد الله
إن الله
لم يخترك لتحصيل الجزية
أو سفك دم الصوفية
****
عبد الله الان سجين
سجنته البلدية
إذ كان يبيع الناسَ
حصى الجنة
وعصا موسى السحرية!!
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
رقم القصيدة : 22130(21/468)
-----------------------------------
قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
قلتُ للناسِ: لاأزورُ سعيدا
وأميري فتى خزاعة َ بالصرة ِ
قد عمها سماحاً وجودا
ولنعمَ الفتى سعيدٌ ولكنْ
مالكٌ أكرمُ البرية ِ عودا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وأحببتُ من حبها الباخلينَ
وأحببتُ من حبها الباخلينَ
رقم القصيدة : 22131
-----------------------------------
وأحببتُ من حبها الباخلينَ
حتى وَمِقْتُ کبنَ سلمٍ سَعِيدا
إذا سيلَ عرفاً كسا وجههُ
ثياباً من اللُّؤمِ صُفْراً وَسُودا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
رقم القصيدة : 22132
-----------------------------------
لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
إذا عدَّ في الناسِ المكارمُ والمجدُ
يزيدُ بني شَيْبَانَ لأَكْرَمُ مِنْهُما
وإنْ غضبتْ قيسُ بنُ عيلانَ والأزدُ
فتى لم تلدهُ من رعينٍ قبيلة ٌ
ولا لخمُ تنميهِ ولم تنمهِ نهدُ
ولكنْ نَمَتْهُ الغُرُّ من آلِ وائلٍ
وَبَرَّة ُ تَنْمِيهِ وَمِنْ بَعْدِها هِنْدُ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
رقم القصيدة : 22133
-----------------------------------
الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
والإفكُ مثلُ العسلِ الماذي
وكلهمْ في بخلهمْ صادقٌ
وفي النَّدَى لَيْسَ بأُسْتَاذِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا بالأهوازِ محزونٌ
أنا بالأهوازِ محزونٌ
رقم القصيدة : 22134
-----------------------------------
أنا بالأهوازِ محزونٌ
وبالبصرة ِ داري
في بني سعدٍ وسعد
حيثُ أهلي وقراري
صرتُ كالخفاشِ لا
أبصرُ في ضوءِ النهارِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وله لحية ُ تيسٍ
وله لحية ُ تيسٍ
رقم القصيدة : 22135
-----------------------------------
وله لحية ُ تيسٍ
وله منقارُ نسرِ
وله نكة ُ ليثٍ
خالطتْ نكهة َ صقرِ(21/469)
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
رقم القصيدة : 22136
-----------------------------------
لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
سلحتُ في لحية ِ منصورِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
رقم القصيدة : 22137
-----------------------------------
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
حتى نَزَلْتُ على أرضِ بن منصورِ
الحابسِ الروث في أعفاجِ بغلتهِ
خوفاً على الحبِّ من لقطِ العصافيرِ
يبسُ اليدينِ فما يستطعُ بسطهما
كأنَّ كفيهِ شدا بالمساميرِ
عَهْدِي بهِ آنِفا في مَرْبَطٍ لَهُمُ
يُكَسْكِسُ الرَّوْثَ عن نَقْرِ العصافيرِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الحمدُ لله شكراً
الحمدُ لله شكراً
رقم القصيدة : 22138
-----------------------------------
الحمدُ لله شكراً
أمْشِي ويركبُ غَيْرِي
قد كنتُ آمل طِرْفاً
فَصِرْتُ أرْضَى بِعَيْرِ
ليت الأيُو.. دوابٌ
فكنتُ أركبُ أيـ
لم ترضَ نَفْسِي بهذا
ياربِّ منكَ لخيرِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> منايَ من دنيايَ هاتي التي
منايَ من دنيايَ هاتي التي
رقم القصيدة : 22139
-----------------------------------
منايَ من دنيايَ هاتي التي
تسلحُ بالرزقِ على غيري
الجَرْدقُ الحاضِرُ مع بُضْعَة ٍ
من ماعزٍ رخيصٍ ومن طيرِ
وجرة ٌ تهدرُ ملآنة ً
تحكي قراة القسِّ في الديرِ
وَجُبَّة ٌ دَكْنَاءُ فَضْفَاضَة ٌ
وَطيلسانٌ حَسَنُ النَّيْرِ
وبغلة ٌ شهباءُ طيارة ٌ
تطوي ليَ البلدانَ في السيرِ
وَبَدْرَة ٌ مملوءَة ٌ عَسْجَداً
ما بالذي أذْكُرُ من ضَيْرِ
ومنزلٌ في خيرِ ماجيرة ٍ
قد عرفوا بالخيرِ والميرِ
وصاحبٌ يلزمني دهرهُ
مثلَ لُزومِ الكيسِ للسَّيْرِ
مساعدٌ يقعجبني فهمهُ
مرتفعُ الهمة ِ في الخيرِ
كم منْ فتى تبصرُ ذا هيئة ٍ
أبلدُ في المجلسِ منْ عيرِ(21/470)
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> كبش
كبش
رقم القصيدة : 2214
-----------------------------------
كَبْشٌ له قرنان من عاجْ
صاحتْ به ذبانةٌ:
يا فأرُ ،
فاهتاجْ
ملأَ البلاد ثغاؤه
وصراخُه سَدَّ الفجاجْ
لكنه في الليل دَلَّى رأسهُ
أَلقى النجومَ وحطَّم التاجْ
ثم اختفى فأرا حقيرا تحت إليات النعاج
لما عوى الذئب البعيد
...........
فأغلق المزلاجْ .
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
رقم القصيدة : 22140
-----------------------------------
لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
خالطَ مسكاً خالصاً أذفرا
فما يُقيمانِ بها ساعة ً
إلاَّ يعودانِ جميعاً خرا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
رقم القصيدة : 22141
-----------------------------------
الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
رأس الأنتانِ والقذره
وکبْنُ عَمِّ الحمارِ في صورة ِ الفـ
ـيلِ وخالُ الجاموسِ والبَقَرَه
يمشي رويداً يريدُ حلقتكم
كمشي خِنْزيرة ٍ إلى عَذِرَه
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
رقم القصيدة : 22142
-----------------------------------
عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
وَصَبَا وَحَنَّ إلى زُرَارَهْ
من بعدِ ماقيلَ أرعوى
وَصَحَا لأبوابِ الشَّطارَهْ
مِنْ قهوة ٍ مِسْكيَّة ٍ
واللّونُ مثلُ الجُلَّناره
تدعُ الحليمَ بلا نهى
حيرانَ ليسَ به إحارَه
ولربّما غَنَّى بِها
يا جارتا ما كنتِ جاره
ياأيها الملكُ الذي
جَمَعَ الجَلاَلَة َ والوَقارهْ
وَرِثَ المكارمَ صالحاً
والجودَ منه والعِمارَهْ
إني رأيتكَ في المنامِ
وعدتني منكَ الزيارهْ
فغدوتُ نحوكَ قاصداً
وعليكَ تَصْديقُ العِبَارَهْ
أنِّي أتاني بالنّدى
والجودِ منك إلى البِشارهْ
إنَّ العِيَالَ تركتُهُمْ
بالمِصْرِ خبزُهُمُ العُصارهْ(21/471)
وشرابهمْ بولُ الحمارِ
رِ مِزَاجُهُ بَوْلُ الحِمارهْ
ضجوا فقلتُ تصبروا
فالنجعُ يقرن بالصبارهْ
حتى أزورَ الهاشمـ
أخا الغضارة والنضارهْ
ولقد غدوتُ وليسَ لي
إلا مديحكَ منْ تجارهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
رقم القصيدة : 22143
-----------------------------------
ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
من جِرَابِ الدَّقِيقِ والفَخَّارَه
ولقد كان آهِلاً غَيرَ قَفْرٍ
مُخْصباً خَيْرُه كثيرَ العِمَارَهْ
فأرى الفأرَ قد تجنبنَ بيتي
عائذاتٍ منهُ بدارِ الإمارَه
ودعا بالرحيلِ ذبان بيتي
بينَ مَقْصُوصَة ٍ إلى طيَّاره
وأقامَ السِّنَّوْرُ في البيتِ حَوْلا
ما يَرَى في جوانبِ البَيْتِ فارَه
يُنغِضُ الرَّأْسَ منه من شِدَّة ِ الجُو
وعيشٍ فيه أذى ومراره
قلتُ لما رأيته ناكسَ الرأسِ
كئيباً في الجوفِ منه حراره
ويكَ صبراً فأنتَ من خير سنورٍ
ـورٍ رأتْهُ عينايَ قَطُّ بِحَارِه
قال: لاصبرَ لي وكيفَ مقامي
ببيوتٍ قفرٍ كجوفِ الحماره
قلتُ: سرْ راشداً إلى بيت جارٍ
مُخْصِبٍ رَحْلُهُ عظيمِ التِّجاره
وإذا العنكبوتُ تَغْزِلُ في دَنِّي
وحُبِّي والكوزِ والقَرْقَارَه
وأصابَ الجُحَامُ كلبي فأضْحى
بين كلبٍ وكلبة ٍ عياره
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
رقم القصيدة : 22144
-----------------------------------
رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
مثلُ مِفْتاحِ مَنَارَهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
رقم القصيدة : 22145
-----------------------------------
إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
فما حججتَ ولكنْ حَجَّتِ العِيرُ
لا يقبلُ الله إلاّ كلَّ طَيِّبَة ٍ
ما كلُّ مَنْ حَجَّ بيتَ الله مَبْرُورُ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ(21/472)
خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ
رقم القصيدة : 22146
-----------------------------------
خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ
واللَّوْنُ مختلِفٌ والطَّعْمُ والصُّوَرُ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
رقم القصيدة : 22147
-----------------------------------
أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
لعظيمٍ زعموا ضخمِ الخطرْ
لا يُرَى منه علينا أثَرٌ
لايكون الجودُ إلاّ بأثرْ
إن تكن وُرْقُكَ عنّا عَجَزَتْ
يا أبا حفَصٍ فَجُدْ لي بِحَجَرْ
يَكْسُرُ الجوزَ بهِ صبيانُنَا
وإذا ما حَضَرَ اللَّوزُ كُسِرْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
رقم القصيدة : 22148
-----------------------------------
قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
أنفعَ في البيتِ من الخبزِ
والخبزُ باللَّحمِ إذا نِلْتَهُ
فأنتَ في أمْنٍ مِنَ التَّرْزِ
والقلزُ من بعدُ على إثرهِ
فإنَّما اللَّذاتُ في القَلْزِ
وقد دنا الفِطْرُ وصبيانُنَا
ليسوا بذي تَمْرٍ ولا أرْزِ
وذاكَ أنذّ الدهرَ عاداهمُ
عداوة َ الشاهينِ للوزِّ
كانتْ لهم عنزٌ فأودي بها
وأجدبوا منْ لبنِ العنزِ
فلو رأوا خبزاً على شاهقٍ
لأسرعوا للخبزِ بالجمزِ
ولو أطاقوا القفزَ ما فاتهمْ
وكيفَ للجَائِعِ بالقَفْزِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
رقم القصيدة : 22149
-----------------------------------
ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
وأهوي لكورة ِ الأهوازِ
حيثُ لاتنكرُ المعازفُ واللهوُ
وشربُ الفتى من التقمازِ
وجوارٍ كأنهنَّ نجومُ اللّـ
ـيلِ زهرٌ مثلُ الظِّبَاءِ الجَوَازِي
واضحاتُ الخدودِ أدمٌ وَبِيضٌ
فاتناتٌ ميلٌ منَ الأعجازِ
بينَ عوادة ٍ وأخرى بصنجٍ
في بساتينها وفي الأحوازِ(21/473)
ذاكَ خيرٌ منَ الترددِ في بغدادَ
تنزو بي البغالُ النوازي
كلَّ يومٍ في كمة ٍ وقميصٍ
وَرِدَاءٍ من الغُبَارِ طرازِي
لم يحكمهُ النساجُ يوماً لبيعٍ
لا ولا يُشترَى من البَزَّازِ
أَخَذَتْ أهلَها الشياطينُ
بالركضِ لطولِ الشقاءِ والإعوازِ
كلُّ شيخ تخاله حين يبدو
فوق بِرْذَوْنِهِ كشخصٍ حجازي
وجميلُ الفُسَيْلِ أعْنِي ابنَ مَحْفُو
عدوُّ الندى وسلمُ المخازي
ألِفَتْ إستُهُ الفَيَاشِلَ حتى
ما تشكى للطعنِ بالعكازِ
يأخذ الأسْوَدَ الذي يفرق الحـ
منهُ كدستجِ المنخازِ
ليثُ غابٍ بِدُبْرِهِ حين يَلْقَى
وَجَبَانٌ في الحربِ يومَ البرازِ
بعدتْ دارهُ فلا ردهُ اللهُ
ولا زالَ نائيَ الدارِ شازي
ذاكَ شخصٌ به عليَّ هوانٌ
كهوانِ الخصى على الخبازِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> شجري أعلى
شجري أعلى
رقم القصيدة : 2215
-----------------------------------
شجري أعلى من سور المنزل
شباك المنزل أعلى من كل الأغصان فكيف أصلْ؟
رجلاي على الخوف
ويداي بلا حبل أو مغزل
والموعد في هذي العتمة
مضروب كي نقرأ أخبار العشق الأَجْملْ
نتجول في قصص الحب الحسي
ونغضب قيس العذري
ونكشف جهل الرجل الأَوَّلْ
لكن... من أين طريق المنزل؟
الموعد في هذي الساعة
والشباك تمترس فوق وهيهات له ينزل
يا ليت الواحد يطول
أعلى ....
اعلى من سور المنزلْ .
يا ليت القائل لص او متسلل
يعرف ربط الاحبال تسلق هذي الجدران
ولكن آه اه
يا ليت العالي ينزل
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
رقم القصيدة : 22150
-----------------------------------
لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
اللَّهُ يَعْلم ما لِي فيه تَلْبِيسُ
واللّه يَعلم ما لِي فيه شابكة ٌ
إلاّ الحَصيرة والأطْمار والدِّيسُ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنتمْ خشارُ خشارٍ
أنتمْ خشارُ خشارٍ
رقم القصيدة : 22151
-----------------------------------(21/474)
أنتمْ خشارُ خشارٍ
وليسَ خَزٌّ كَخَيْشِ
تَزَوَّجُوا في قُرَيْشِ
إن كنتمُ منْ قريشِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ألا قولا لسرانِ المخازي
ألا قولا لسرانِ المخازي
رقم القصيدة : 22152
-----------------------------------
ألا قولا لسرانِ المخازي
ووجهِ الكلبِ والتيسِ الضروطِ
لهُ بطنٌ يضلُّ الفيلُ فيه
وَدُبْرٌ مثلُ رَاقود النَّشُوطِ
ولحية ُ حائكٍ من بابِ قلبٍ
موصلة ِ الجوانبِ بالخيوطِ
له وجهٌ عليه الفقرُ بادٍ
مُرَقَّعَة ٌ جَوَانِبُهُ بِفُوطِ
إذا نهضَ الكرامُ إلى المعالي
ترى سرانَ يسفلُ في هبوطِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
رقم القصيدة : 22153
-----------------------------------
أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
جَفَلُوا منها خِفَافِي
وسراويلاتِ سوءٍ
وتبابينَ ضِعافِ
دَرَجُوا حولي بِزَفْنِ
وبضربٍ بالدفافِ
قلتُ: ما هذا؟ فقالوا:
أنت من أهلِ الزِّفافِ
ساعة ً ثُمَّتَ جازوا
عنْ هوايَ في خلافِ
نقروا إستي وباتوا
دون أهلي في لحافِ
لَعَقُوا إسْتِي وقالوا
ريحُ مسكٍ بسلافِ
صَفَعُوا نازُويَه حتى
إستهلت بالرعافِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
رقم القصيدة : 22154
-----------------------------------
صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
ورقة ُ الوجهِ منَ الحرفة ِ
من كان صُلْباً وَجْهُهُ مُحْكَماً
فأنتَ منهُ الدهرَ في طرفة ِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
رقم القصيدة : 22155
-----------------------------------
ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
مِنْ كِيلَة ِ الأكداسِ في صفِّهِ
فربَّ كَدْسٍ قد علا رمسَه
كالديك إذ يعلوعلى رفهِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> كنتَ الممزقَ مرة ً
كنتَ الممزقَ مرة ً
رقم القصيدة : 22156
-----------------------------------
كنتَ الممزقَ مرة ً(21/475)
فاليوم قد صرتَ الممزقْ
لمّا جَرَيْتَ مع الضِّلالِ
غرقتَ في بحرِ الشمقمقْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> نزلَ الفأرُ بيتي
نزلَ الفأرُ بيتي
رقم القصيدة : 22157
-----------------------------------
نزلَ الفأرُ بيتي
رفقة ً منْ بعد رفقهْ
حلقاً بعد قطارٍ
نزلوا بالبيتِ صفقهْ
ابن عرس رأس بيتي
صاعداً في رأس نَبْقَهْ
سيفهُ سيفٌ حديدٌ
شقهُ من ضلعِ سلقهْ
جاءنا يطرقُ بالليلِ
فدقَّ البابَ دقهْ
دخل البيتَ جِهَاراً
لم يدعْ في البيت فلقهْ
وتترسْ برغيفٍ
وصفقْ نازويه صفقهْ
صفقة أبصرتُ منها
في سوادِ العينِ زرقهْ
زرقة ً مثلَ ابنِ عِرْسٍ
أغبشٌ تَعْلُوهُ بُلْقَهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
رقم القصيدة : 22158
-----------------------------------
أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
كذبابٍ ساقطٍ في مرقهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
رقم القصيدة : 22159
-----------------------------------
وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
وليس على باب بن إدريسَ من قفلِ
طربتُ إلى معروفهِ فطلبتهُ
كما طَرِبَتْ زَنْجُ الحجازِ إلى الطَّبْلِ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> مستقبل
مستقبل
رقم القصيدة : 2216
-----------------------------------
حينَ شَهدتُ ولادتها قلتُ :
سيكون لها مستقبلْ
مستقبل
مستقبل
مات الغيب ومتُ
وصارتْ بنت الكلب
راقصةً في ملهى ((المستقبل)) .
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا في حالٍ تعالى
أنا في حالٍ تعالى
رقم القصيدة : 22160
-----------------------------------
أنا في حالٍ تعالى
اللّهُ ربِّي أيّ حالِ
ولقد أهزلتُ حتى
مَحَتِ الشَّمْسُ خَيالي
من رَأَى شَيْئاً مُحالا
فأنَا عَيْنُ المُحالِ
لَيْس لي شَيْءٌ إذا قِيـ
ـلَ لمنْ ذَا قلتُ ذَا لِي
ولقد أفْلَسْتُ حتى(21/476)
حلَّ أكلي لعيالي
في حِرِ کمِّ النَّاسِ طُرّاً
منْ نساءٍ ورجالِ
لو أرى في الناسِ حراً
لَمْ أكنْ في ذَا المِثَالِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
رقم القصيدة : 22161
-----------------------------------
يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
فباركَ اللهُ لي رؤية ِ الفيلِ
رأيت بيتاً له شيءٌ يحركهُ
فكدتُ أصْنَعُ شَيْئاً في السَّرَاوِيلِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
رقم القصيدة : 22162
-----------------------------------
أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
بأبيضَ ماضِي الشَّفْرَتَيْنِ صَقِيلِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
رقم القصيدة : 22163
-----------------------------------
أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
لِيَ فيه مَطِيَّة ٌ غيرُ رِجْلِي
كُلَّما كُنْتُ في جَمِيعٍ فقالوا
قَرِّبُوا للرَّحِيلِ قَرَّبْتُ نَعْلِي
حيثما كنتُ لاأخلفُ رحلاً
منْ رآني فقد رآني ورحلي
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
رقم القصيدة : 22164
-----------------------------------
ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
تُخْشَى ولا سوءٍ يكونُ مُعَجَّلا
لكنَّ هذا الرمحَ أضعفَ متنهُ
صِغَرُ الوِلاَيَة ِ فاستقلَّ المُوصِلا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
رقم القصيدة : 22165
-----------------------------------
الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
فاليومَ إنْ راموا السماحة َ يبخلوا
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وهذا جميلٌ على بغلهِ
وهذا جميلٌ على بغلهِ
رقم القصيدة : 22166(21/477)
-----------------------------------
وهذا جميلٌ على بغلهِ
وقد كان يعدو على رجلهِ
يروحُ ويغدو كأيْ الحمارِ
ويرجِعُ صِفراً إلى أهلِهِ
وقد زعموا أنهُ كافرٌ
وأنَّ التَّزَنْدُقَ من شَكْلِهِ
كأني بهِ دعاهُ الأمامُ
وآذنَ ربُّكَ في قَتْلِهِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
رقم القصيدة : 22167
-----------------------------------
يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
وَجَدُوهُ بالأبُلَّهْ
حلقيٌّ قد تلقي
كامناً في جوفِ جلهْ
خَيَّطُوها خشْيَة َ الكَلْـ
عليهِ بمثلهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
رقم القصيدة : 22168
-----------------------------------
ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
كما تجحرُ الكلابُ ثعالهْ
في بُيَيْتٍ من الغَضَارَة ِ قَفْرٍ
ليسَ فيه إلاّ النوى والثخالهْ
عطلتهُ الجرذانُ منْ قلة ِ الخيرِ
وطارَ الذُّبَابُ نحو زُبَالَهْ
هارباتٍ منهُ إلى كلِّ خصبٍ
جيدة لمْ يرتجينَ منهُ بلالهْ
وأقامَ السِّنَّوْرُ فيه بِشَرٍّ
يَسْألْ اللَّهَ ذا العُلا والجَلالَهْ
أنْ يرى فأرة ً فلم يَرَ شَيْئاً
ناكساً رأسهُ لطولِ الملالهْ
قلتُ لما رأيتهُ ناكسَ الرأسِ
كئيباً يمشي على شرِّ حالهْ
قلتُ صبراً يانازُ رأسَ السنانيرِ
نِيرِ، وعلّلْتُهُ بِحُسْنِ مَقَالَهْ
قال: لا صبرَ لي وكيفَ مقامي
في قِفَارٍ كمثلِ بِيدِ تَبَالَهْ
لاأرى فيه فأرة ً أنغضُ الرأسَ
ومشيي في البيتِ مشيَ خيالهْ
قلتُ: سرْ راشداً فخارَ لك اللهُ
ولاتعدُ كربجَ البقالهْ
فإذا ماسمعتَ أنا بخيرٍ
في نعيمٍ منْ عيشة ٍ ومنالهْ
فَائِتْنَا راشداً ولا تَعْدُوَنَّا
إنَّ مَنْ جَازَ رَحْلَنَا في ضَلالَهْ
قال لي قولة ً عليكَ سلامٌ
غيرَ لعبٍ منه ولابطالهْ
ثمَّ ولَّى كأنَّهُ شيخُ سَوءٍ
أخرجوه من محبسٍ بكفالهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا(21/478)
قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا
رقم القصيدة : 22169
-----------------------------------
قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا
جواداً إلى المكارمِ ينمي
مايبالي أتاهُ ضيفٌ مخفٌّ
أمْ أتَتْهُ يَأْجُوجُ مِنْ خَلْفِ رَدْمِ
فَانْتَهَيْنَا إلى سَعيد بن سَلْمٍ
فإذا ضيفهُ من الجوعِ يرمي
وإذا خبزهُ عليهِ سيكفيكهمُ
اللهُ ما بدا ضوءُ نجمِ
وإذا خاتمُ النبيِّ سليمانَ
بن داوودَ قد علاهُ بختمِ
فارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِحَمْدٍ
وارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِذَمِّ
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> عرّاف
عرّاف
رقم القصيدة : 2217
-----------------------------------
في وجهي ؛ نَظر العرافُ
وأغمض عينا واحدة
وتطلع نحوي
بالعين اليسرى
فتح الأخْرَى
في عيني مد الاصبعْ
وتقدم
ثم تراجع
تمتم
دمدم
ثم أشار بغيظ : إسمعْ وافهم
لا تسأل او تتبرم
يأتي المستقبلْ
ويظل الناس على جهل
أو علم
ينتظرون الجنة كي تقبلْ
والمرأة تلو المرأة تحبلْ
والرجل الأهبلْ
يضحي سيَّدَ هذي الارض
ويصعد فوق الغيم
ولا ينزلْ
لا ينزل أحد لا ينزل !
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
رقم القصيدة : 22170
-----------------------------------
ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
غيرَ هذا القناعِ بالطيلسانِ
وبقينا في عصبة ٍ منْ قريشٍ
يشتهونَ المديحَ بالمجانِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
رقم القصيدة : 22171
-----------------------------------
وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
أسعطتهُ بمرارة ِ الشيطانِ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
رقم القصيدة : 22172
-----------------------------------
سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
فَتَحُوا بَابَ المدينَهْ
إنَّ بشارَ بنَ بردٍ
تيسٌ أعمى في سفينهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> هللينهْ هللينهْ(21/479)
هللينهْ هللينهْ
رقم القصيدة : 22173
-----------------------------------
هللينهْ هللينهْ
طَعْنَ قِثَّاة ٍ لِتِينَهْ
إنَّ بشارَ بنَ بردٍ
تيسٌ أعمى في سفينهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لما سألْتُكَ شَيْئاً
لما سألْتُكَ شَيْئاً
رقم القصيدة : 22174
-----------------------------------
لما سألْتُكَ شَيْئاً
أبدلتَ رُشْداً بِغَيِّ
مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ هذا
أنْ لاتجودَ بشيِّ
أمَا مَرَرْتَ بِعَبْدٍ
لِعَبْدِ حاتِمِ طَيِّ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
رقم القصيدة : 22175
-----------------------------------
رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
ورحلتُ نحوك ناقة ً نعليهْ
إنْ لم تكنْ لي يا يزيدُ مطية ٌ
فَجَعَلْتُها ليَ في السِّفَارِ مَطِيَّهْ
تخدي أمامَ اليعملاتِ وتغتلي
في السَّيْرِ تَتْرُكُ خَلْفَها المَهْرِيَّهْ
وإذا ركبتُ بها طريقاً عامراً
تنسابُ تحتي كانسيابِ الحيهْ
لَوْلا الشّراك لقد خشيتُ جماحَها
وزمامَها ما أن تمسَّ يَدَيَّهْ
تنتابُ أكرمَ وائلٍ في بيتها
حسباً وقبة ُ مجدها مبنيهْ
أعني يزيداً سيفَ آلِ محمّدٍ
فراجَ كلِّ شديدة ٍ مخشيهْ
يوماهُ يومٌ للمواهبِ والجدا
خَضِلٌ ويومُ دمٍ وَخَطْفِ مَنِيَّهْ
وقد أتيتكَ واثقاً بكَ عالماً
أنْ لستَ تَسْمَعُ مِدْحَة ً بِنَسِيَّهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
رقم القصيدة : 22176
-----------------------------------
يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
والطَّيْرِ والوَحْشِ في يهماءَ دوِّيَّهْ
لوشئتَ صيرتهُ في حالِ فاقته
حتى تُقِرَّ بِتِلْكَ الحالِ عَيْنَيَّهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
رقم القصيدة : 22177(21/480)
-----------------------------------
يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
إنّ البراغيثَ قد عبثنَ بيهْ
فيهنَّ بُرْغُوثَة ٌ مُجَوَّعَة ٌ
قد عقدَتْ بَنْدَها بِفَقْحَتِيَهْ
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
رقم القصيدة : 22178
-----------------------------------
أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
غلبوا الناسَ بالندى والعطيهْ
جئتهُ زائراً فأدنى مكاني
وَتَلَقَّى بِمَرْحَبٍ وَتَحِيَّهْ
لاكمثلِ الأصمِّ حارثة ِ اللؤمِ
مِ شَبِيهِ الكُلَيْبَة ِ القَلَطِيَّهْ
جئتهُ زائراً فأعرضَ عني
مثلَ إعراضِ قَحْبَة ٍ سُوسِيَّهْ
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
رقم القصيدة : 22179
-----------------------------------
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟
وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟
وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟
وقد هوت بهوى نفسي مها سباء
فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟
كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه
لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ
فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا
ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا
إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا
وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا
لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا
وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ
يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا
أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ
للب منحسن واللحظ منخسأُ
وفي سناه ومسناه ونائله
للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ
جلالة لسليمان وملتمح
ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ
وليس تشتبه العيدان والحفأُ
والكل معترف بالسابقات له
ومن زكا فله بالحق منزكأُ
مملك هو من سمت الهدى ملك
وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ(21/481)
يقل أن يطأ العيوق أخمصه
وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ
فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا
ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ
وللقلوب لمثوى حبه لطأُ
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ
فكلما دنأت أحداثه دنأوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به
فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا
وكيف يلقى قناة الدهر قائمة
وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟
وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ
كأنما في شخصه دنأوا
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً
يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ
فللأقاويل منهار ومنهرأُ
وتلك أنباء غيب لا يقين لها
وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ
إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ
وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ
سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ
وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
فكم أناس أقاص عنده نبهوا
كأنهم قربة في حجره نشأوا
وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ
للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟
وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ
مضى به منتأى عنه ومنتبأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ
وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ
حدا جحافلك التأييد والحدأُ
فلا تضع مربأ للجيش تنهده
فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ
تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً
ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ
عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
وويلهم إن شآبيب القنا همأت
وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ
كما به في ثغور البيض منكمأُ
وقد بدا من عرانين الظبى شمم
وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب(21/482)
وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ
كأن سمرك والأقبال يعطفها
بنان قوم إليهم بالردى ومأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً
ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ
فسال منهزم منهم ومنهزأُ
وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ،
قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ
هناك يبغون لو يلقونه لجأ
وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
وكم لبأسك فيهم من مصال وغى
لليث من سمعه روع ومجتنبأُ
وكان في ذالهم ود ومتعظ
لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ
هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ
وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم
درء ومن صافنات الخيل مندرأُ
تهوي لقلب أعاديه مكائده
كأنه قتر للأسد أو برأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ
وراية الشهب ما في سيرها خطأُ
وهمة فوق ما ظن الغواة به
والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ
وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
ولو يروم نزال الطود يبلغه
أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا
وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ
والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ
فحسب كل الملوك الهون والجزأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ
وما كمثل النجوم النقع والحبأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ
فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
إذا صمادحه أبدى وعامره
فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا
يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ
إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا
وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا
فكلما سئلوا من معوز سلأوا
لولاهم ما يصوب المزن مستهما(21/483)