عَلَى شَيْمِ نَارٍ تَنَوَّرْتُهَا
فَبِتُّ لَهَا مُدْبِراً مُقْبِلاَ
فَأصْبَحْتُ وَالْغُولُ لِي جَارَة ٌ
فَيَا جَارَتَا أَنْتِ مَا أَهْوَلاَ
وَطَالَبْتُهَا بُضْعَهَا فَالْتَوَتْ
بِوَجْهٍ تَهَوَّلَ فَاسْتَغْوَلاَ
فقلتُ لها يا انظري كي تريْ
فولّت فكنتُ لها أغوَلا
فطارَ بقحفِ ابنة ِ الجنِّ ذو
سَفَاسِقَ قَدْ أَخْلَقَ الْمِحْملاَ
إذا كلَّ أمهيتُهُ بالصَّفا
فَحَدَّ وَلَمْ أَرِهِ صَيْقَلاَ
غَظَاءَة ُ قَفْرٍ لَهَا حُلَّتَا
نِ مِنْ وَرَقِ الطَّلْحِ لَمْ تُغْزلاَ
فمن سالَ أين ثوت جارتي
فإنَّ لها باللِّوى منزلا
وكنتُ إذا ما هممتُ اعتزمتُ
وأحرِ إذا قلتُ أنْ أفعَلا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وبالشَّعبِ إذا سدَّتْ بجيلة ُ فجَّهُ
وبالشَّعبِ إذا سدَّتْ بجيلة ُ فجَّهُ
رقم القصيدة : 19442
-----------------------------------
وبالشَّعبِ إذا سدَّتْ بجيلة ُ فجَّهُ
وَمِنْ خَلْفِهِ هُضْبٌ صِغَارٌ وَجَامِلُ
شددتُ لنفسِ المرءِ مرّة َ حزمهُ
وَقَدْ نُصِبَتْ دُوَنْ النَّجَاءِ الْحَبَائِلُ
وقلتُ لهُ كن خلفَ ظهري فإنني
سَأفْدِيكَ وانْظُرْ بَعْدُ مَا أَنْتَ فَاعِلُ
فَعَاذَ بِحَدِّ السَّيْفِ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ
وَخَلَّوا عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يُحَاولُوا
وَأخْطَأَهُمْ قَتْلِي وَرَفَّعْتُ صَاحِبِي
على اللَّيلِ لم تُؤخذْ على َّ المخاتلُ
وَأخْطَأَ غُنْمَ الْحَيِّ مُرَّة ُ بَعْدَ مَا
حَوَتْهُ إلَيْهِ كَفُّهُ وَالأنَامِلُ
يَعَضُّ عَلَى أَطْرَافِهِ كَيْفَ زَوْلَهُ
وَدُونَ المَلاَ سَهْلٌ مِنْ الأرْضِ مَاثِلُ
فَقُلْتُ لَهُ هَذِي بِتِلْكَ وَقَدْ يَرَى
لها ثمناً منْ نفسهِ ما يُزاولُ
تولولُ سُعدى إنْ أتيتُ مجرَّحاً
إليها وقد منَّت عليَّ المقاتلُ
وَكَائِنْ أَتَاهَا هَارِباً قَبْلَ هَذِهِ
ومَنْ غانمٍ أو أينَ منكَ الولاولُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إنَّ بالشَّعبِ الَّذي دُونَ سلعٍ(17/497)
إنَّ بالشَّعبِ الَّذي دُونَ سلعٍ
رقم القصيدة : 19443
-----------------------------------
إنَّ بالشَّعبِ الَّذي دُونَ سلعٍ
لقتيلاً دمهُ ما يُطلُّ
خَلَّفَ الْعِبْءَ عَلَيَّ وَولَّى
أنا بالعبءِ لهُ مُستقلُّ
ووراءَ الثَّأر منِّي ابنُ أختٍ
مَصِعٌ عُقْدَتُهُ مَا تُحَلُّ
مُطْرِقٌ يَرْشَحُ سَمّاً كَمَا أَطْـ
ـرَقَ أَفْعَى يَنْفِثُ السَّمَّ صِلُّ
خبرٌ ما نابنا مصمئلٌّ
جلَّ حتّى دقَّ فيهِ الأجلُّ
بزَّني الدَّهرُ وكانَ غَشوماً
بأبي جارهُ ما يُذلُّ
شامسٌ في القرِّ حتى إذا ما
ذكتِ الشِّعرَى فبردٌ وظلُّ
يابسُ الجنبينِ من غيرِ بؤسٍ
وَنَدِي الْكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ
ظَاعِنٌ بِالْحَزْمُ حَتَّى إذا مَا
حلَّ حلَّ الحزمُ حيثُ يحلُّ
غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي
وَإذَا يَسْطُو فَلَيْثٌ أَبَلُّ
مُسْبِلٌ فِي الْحَيِّ أَحْوَى رِفَلٌّ
وَإذَا يَغْزُو فَسِمْعٌ أَزلُّ
وَلَهُ طَعْمَانِ أَرْيٌ وَشَرْيٌ
وكلا الطَّعمينِ قد ذاق كلُّ
يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَحِيداً وَلاَ يَصْـ
حبهُ إلاّ اليماني الأفلُّ
وَفتُوٍّ هَجَّرُوا ثُمَّ أَسْرَوْا
لَيْلَهُمْ حَتَّى إذَا انْجَابَ حُلُّوا
كلُّ ماضٍ قد تردَّى بماضٍ
كَسَنا البرقِ إذا ما يُسلُّ
فَادَّرَكْنَا الثَّأرَ مِنْهُمْ وَلمَّا
ينجُ ملحيَّينِ إلاّ الأقلُّ
فاحتسوا أنفاسَ نومٍ فلما
هَوَّمُوا رُعْتَهُمُ فَاشْمَعَلُّوا
فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَباهٌ
لبما كانَ هذيلاً يفلُّ
وبم أبركها في مناخٍ
جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فِيهِ الأَظَلُّ
وبما صبَّحها في ذراها
منهُ بعدَ القتل نهبٌ وشلُّ
صليتْ منِّي هذيلٌ بخرقٍ
ولا يملُّ الشرَّحتى يملُّوا
يُنهلُ الصّعدة َ حتّى إذا ما
نهلت كان لها منه عِلُّ
حَلَّتِ الْخَمْرُ وَكَانَتْ حَرَاماً
وبلأيٍ ما ألمَّت تحلُّ
فاسقنيها يا سوادَ بن عمرو
إنَّ جِسمِي بَعْدَ خَالِي لَخَلُّ
تضحكُ الضَّبعُ لقتلي هذيلٍ
وترى الذِّئبَ لها يستهلُُّّ(17/498)
وعتاقُ الطَّيرِ تغدو بطاناً
تَتَخَطَّاهُمْ فَمَا تَسْتَقِلُّ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلَسْتُ بِتِرْعِيٍّ طَوِيلٍ عَشَاؤُهُ
وَلَسْتُ بِتِرْعِيٍّ طَوِيلٍ عَشَاؤُهُ
رقم القصيدة : 19444
-----------------------------------
وَلَسْتُ بِتِرْعِيٍّ طَوِيلٍ عَشَاؤُهُ
يؤنِّفُها مستأنفَ النَّبتِ مبهلُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إذَا أفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّيْنِ نَفضُوا
إذَا أفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّيْنِ نَفضُوا
رقم القصيدة : 19445
-----------------------------------
إذَا أفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّيْنِ نَفضُوا
غَفَارِيَّ شُعْثاً صَافَة ً لَمْ تُرَجَّلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أقسمتُ لا أنسى وإن طالَ عيشُنا
أقسمتُ لا أنسى وإن طالَ عيشُنا
رقم القصيدة : 19446
-----------------------------------
أقسمتُ لا أنسى وإن طالَ عيشُنا
صَنِيعَ لُكَيْزٍ وَالأحَلِّ بن قُنْصُلِ
نَزَلْنَا بِهِ يَوْماً فسَاءَ صَبَاحُنَا
فإنَّك عمري قد ترى أيَّ منزلِ
بَكى إذْ رَآنَا نَازِلِينَ بِبَابِهِ
وكيفَ بكاءُ ذي القليلِ المسبَّلِ
فلا وأبيهِ ما نزلنا بعامرٍ
ولا عامرٌ حتَّى الرئيسِ بن قوقلِ
ولا بالشَّليل ربُّ مروانَ قاعداً
بأحْسَنَ عَيْشٍ وَالنُّفَاثِيّ نَوْفَلِ
ولا ابنِ وَهِيبٍ كَاسِبِ الحَمْدِ وَالعُلاَ
وَلاَ ابنِ ضَبَيْعٍ وَسْطَ آلِ المُخَبَّلِ
ولا ابن حُلَيْسٍ قَاعِداً في لِقَاحِهِ
وَلاَ ابنِ جُرَيٍّ وَسْطَ آلِ المُغَفَّلِ
ولا ابنِ رِياحٍ بالزُّلَيْفَاتِ دَارُهُ
رياح بنِ سعدٍ لا رياحِ بنِ معقلِ
أُولَئِكَ أعْطَى لِلوَلاَئِدِ خِلْفَة ً
وَأدْعَى إلى شَحْمِ السَّدِيفِ المُرَعْبَلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ألا أبلغا سعدَ بنِ ليثٍ وجُندُعاً
ألا أبلغا سعدَ بنِ ليثٍ وجُندُعاً
رقم القصيدة : 19447
-----------------------------------
ألا أبلغا سعدَ بنِ ليثٍ وجُندُعاً(17/499)
وَكَلْبَاً أَنِيبُوا الْمَنَّ غَيْرَ المُكَدَّلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إنِّي إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ وَأُوْقِدَتْ
إنِّي إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ وَأُوْقِدَتْ
رقم القصيدة : 19448
-----------------------------------
إنِّي إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ وَأُوْقِدَتْ
لِلْحَرْبِ نَارُ كَرِيهَة ٍ لَمْ أَنْكُلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> تَأبَّطَ شَرّاً ثُمَّ رَاحَ أَوْ اغْتَدَى
تَأبَّطَ شَرّاً ثُمَّ رَاحَ أَوْ اغْتَدَى
رقم القصيدة : 19449
-----------------------------------
تَأبَّطَ شَرّاً ثُمَّ رَاحَ أَوْ اغْتَدَى
يُوَائِمُ غُنْماً أَوْ يَشِيفُ عَلَى ذَحْلِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> القمر الأزرق
القمر الأزرق
رقم القصيدة : 1945
-----------------------------------
لعينيكِ أتعبتُ حتى الطريقْ
أشُمّ الخُطى بارتِيابْ
فيَصْفرّ ُ عودي الوَرِيقْ
و يخْضرّ وجهُ التُرابْ
***
***
لعينيكِ ضيّعْتُ مافي يدِي
لأمْضِي وراءَ البريقْ
وأهرُُبُ من صاحبي الواحدِ
لأمشي لِمَنْ لا أ ُطِيقْ
***
***
تَعِبْنا من السَيْرِ فوقَ النجومْ
فكيف النزولُ لتلكَ العوالِمْ
فلا حَمَلَتْنا إليكِ الغيومْ
ولا مِن طريق ٍ ولا مِن سَلا لمْ
***
***
لعينيكِ يَمّمْتُ موجَ البحارْ
وألقيتُ بعضي على زورقي
ذهَبْنا وكُنّا على الماء ِ نارْ
وعُدْنا رمادًا لكي نلتقي
***
***
لعينيكِ في غابتي للذئابْ
ُغني لكي تتسلّى القرودْ
وفي آخِرِالليل ِ صاحَ الغرابْ
فأيقنتُ مَنْ ذهَبَتْ لا تعودْ
***
***
لعينيكِ والنهرِ والأ ُمسياتْ
وللقمرِ الضاحِتتكِ الأ زرق ِ
تحَمّلْتُ في أرضِكمْ عاصفاتْ
وعيناكِ كالشجَرِ المُورق ِ
***
***
أمُرّ ُعلى بيتِكُم في الصباحْ
نوافذ ُ شبّاكِكُمْ مُقْفَلَهْ
فإنْ عُدْتُ ثانية ً في الرّواحْ
وجدتُ على بابِكُم سِلْسِلهْ
***
***
زرعتُ الرياحينَ طولَ الطريقْ
فلا الماءُ ساق ٍ ولا ساقُها(17/500)
فإنْ حَرّكَ الدّهْرُعودي الوريقْ
تهاوَتْ على الأرض ِ أوراقُها
***
***
بعيدان ِ عن بعضِنا في الوجودْ
رفيقان ِ في الجَنّةِ العاليهْ
حبيبان ِ رغمَ اختلافِ الحدودْ
مليئان ِ بالأحرُفِ الخاليهْ
***
***
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> تُرجّي نساءُ الأزدِ طلعة َ ثابتٍ
تُرجّي نساءُ الأزدِ طلعة َ ثابتٍ
رقم القصيدة : 19450
-----------------------------------
تُرجّي نساءُ الأزدِ طلعة َ ثابتٍ
أَسِيراً وَلَمْ يَدْرِينَ كَيْفَ حَوِيلِي
فإنَّ الأُلَى أَوْصَيْتُمْ بَيْنَ هَارِبٍ
طريدٍ ومسفوحِ الدِّماءِ قتيلِ
وَخَدْتُ بِهِمْ حَتَّى إذَا طَالَ وَخْدُهُمْ
وَرَابَ عَلَيْهِمْ مَضْجَعِي وَمَقِيلِي
مَهَدْتُ لَهُمْ حَتَّى إذَا طَالَ رَوْعُهُمْ
إلى المهدِ خاتلتُ الضِّيا بختيلِ
فلمَّا أحسُّوا النَّومَ جاءوا كأنَّهُمْ
سِبَاعٌ أضَافَتْ هَجْمَة ً بِسَلِيلِ
فقلَّدْتُ سوَّارَ بن عمرو بنِ مالكٍ
بِأسْمَرَ جَسْر القُّذَّتَيْنِ طَمِيلِ
فَخَرَّ كَأنَّ الْفِيلَ أَلْقَى جِرَانَهُ
عليه بريّان القواءِ أسيلِ
وَظَلَّ رَعَاَعُ الْمَتْنِ مِنْ وَقْعِ حَاجِزٍ
يخِرّ ُولو نهنهتُ غيرَ قليلِ
لأُبتُ كما أبا ولو كنتُ قارناً
لجئتُ وما مالكتُ طولَ زميلي
فسرُّكَ ندماناكَ لمّا تتابعَا
وأنَّكَ لمْ ترجعْ بعوصِ قتيلِ
ستأتي إلى فهمٍ غنيمة ُ خلسة ً
وفي الأزدِ نوحُ ويلة ٍ بعويلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> فَيَوْماً بِغُزَّاءٍ وَيَوْماً بِسُرْيَة ٍ
فَيَوْماً بِغُزَّاءٍ وَيَوْماً بِسُرْيَة ٍ
رقم القصيدة : 19451
-----------------------------------
فَيَوْماً بِغُزَّاءٍ وَيَوْماً بِسُرْيَة ٍ
ويوماً بخشخاشٍ منَ الرَّجلِ هيضلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> لَعَمْرِ أبِينَا مَا نَزلْنَا بِعَامِرٍ
لَعَمْرِ أبِينَا مَا نَزلْنَا بِعَامِرٍ
رقم القصيدة : 19452
-----------------------------------
لَعَمْرِ أبِينَا مَا نَزلْنَا بِعَامِرٍ(18/1)
ولاَ عامرٍ ولاَ النُّفاثيُّ نوفلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> مَتى تَبْغِني مَا دُمْتُ حَيّاً مُسَلّماً
مَتى تَبْغِني مَا دُمْتُ حَيّاً مُسَلّماً
رقم القصيدة : 19453
-----------------------------------
مَتى تَبْغِني مَا دُمْتُ حَيّاً مُسَلّماً
تَجِدْنِي مَعَ الْمُسْتَرعِلِ المُتَعَبْهِلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَقِرْبَة ِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها
وَقِرْبَة ِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها
رقم القصيدة : 19454
-----------------------------------
وَقِرْبَة ِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها
على كاهِلٍ مني ذَلُولٍ مُرَحَّلِ
وَوادٍ كجَوْفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ
بهِ الذئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ
فَقُلتُ لَهُ لما عَوى : إنّ شَأنَنا
قليلُ الغنى إنْ كنتَ لمَّا تموِّلِ
كِلانا إذا ما نالَ شَيْئاً أفاتَهُ
وَمن يحترِث حَرْثي وَحرْثَك يهزُلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ولا حوقلَ خطَّارة ً حولَ بيتِهِ
ولا حوقلَ خطَّارة ً حولَ بيتِهِ
رقم القصيدة : 19455
-----------------------------------
ولا حوقلَ خطَّارة ً حولَ بيتِهِ
إذا العِرشُ آوى بيتُها كُلَّ خوتلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلاَ خَرِعٍ خَيْعَابَة ٍ ذِي غَوائِلٍ
وَلاَ خَرِعٍ خَيْعَابَة ٍ ذِي غَوائِلٍ
رقم القصيدة : 19456
-----------------------------------
وَلاَ خَرِعٍ خَيْعَابَة ٍ ذِي غَوائِلٍ
هَيامٍ كَجَفْرِ الأبْطَحِ الْمُتَهَيِّلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلَسْتُ بِجِلْبٍ جِلْبِ لَيْلٍ وَقِرَّة ٍ
وَلَسْتُ بِجِلْبٍ جِلْبِ لَيْلٍ وَقِرَّة ٍ
رقم القصيدة : 19457
-----------------------------------
وَلَسْتُ بِجِلْبٍ جِلْبِ لَيْلٍ وَقِرَّة ٍ
ولا بصفاً صلدٍ عنِ الخيرِ معزلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ولستُ براعي ثلَّة ٍ قامَ وسطها
ولستُ براعي ثلَّة ٍ قامَ وسطها
رقم القصيدة : 19458(18/2)
-----------------------------------
ولستُ براعي ثلَّة ٍ قامَ وسطها
طويلِ العصا غُرنيقِ ضَحلٍ مُرَسِّلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ولقد سريتُ على الظَّلام بمغشمٍ
ولقد سريتُ على الظَّلام بمغشمٍ
رقم القصيدة : 19459
-----------------------------------
ولقد سريتُ على الظَّلام بمغشمٍ
جلدٍ من الفتيانِ غيرِ مُهبَّل
مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدٌ
حُبك النِّطاق فعاشَ غيرَ مثقلِ
حَمَلَتْ بِهِ في لَيْلَة ٍ مَزْؤُودَة ً
كرهاً وعقدُ نطاقها لم يُحلَّلِ
فأتت به حُوشَ الجنانِ مبطَّناً
سُهُداً إذَا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ
وَمُبَرَّأً مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَة ٍ
ورضاعِ مُغيلة ٍ وداءٍ معضلِ
فإذا نظرتَ إلى أسرّة وجهه
بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ المُتَهَلِّلِ
وَإذَا قَذَفْتَ لَهُ الْحَصَاة َ رَأَيْتَهُ
يَنْزُو لِوَقْعَتِهَا طُمُورَ الأخْيَلِ
وإذا رميتَ به الفجاجَ رأيته
يهوى مخارمها هويّ الأجدلِ
وَإذَا يَهْبُّ من الْمَنَامِ رَأَيْتَهُ
كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ
مَا إنْ يَمَسّ الأَرْضَ إلاَّ مَنْكِبٌ
مِنْهُ وَحَرْفُ السَّاقِ طَيَّ المِحْمَلِ
يُعطي الصِّحابَ إذا تكونُ كريهة ٌ
وَإذَا هُمُ نَزعلُوا فَمَأْوَى الْعُيَّلِ
فَإذَا وَذَلِكَ لَيْسَ إلاَّ ذِكْرُهُ
وَإذَا مَضَى شَيْءٌ كَأَنْ لمْ يُفْعَلِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> رهبان وعصافير
رهبان وعصافير
رقم القصيدة : 1946
-----------------------------------
تعَوَّدْتُ رُؤياكِ قبلَ المساءْ
وأدْمَنتُ رؤياكِ حَدَّ الجنونْ
أعُدُّ المسافاتِ بيني وبينَ الهواءْ
وفي الساعةِ الثانيهْ
أعُدُّ الثواني إلى غايتي
وأُحْصِيكِ ثانية ً ثانيه
تعَوَّدتُ رؤياكِ في غابتي
وفي نجمتي العاليه
وأدْمَنْتُ رؤياكِ كي لا تموتَ
وريقاتُ مخطوطتي الباقيه
فللعيش ِ حينٌ وللموتِ حينْ
ولله ِ فوَّضتُ أمري
تعوَّدْتُ أنْ أنتهي في انحدارْ(18/3)
وأُخفيكِ في حَبَّةٍ من وجودي
تعَوَّدْتِ أنْ تختفي بعضَ حينْ
فألتفُّ في الليل ِ حتى تعودي
تعلمْتُ منكِ بأنَّ الغيومَ استراحاتُنا
وأنَّ المطرْ
رسومُ الوجودِ
عتابُ الحبيبين ِ بعدَ السفرْ
تعَوَّدْتُ رؤياكِ في كلِّ شئْ
ففي الماءِ أنتِ
وفي الأرض ِأنتِ
وفوقَ القمرْ
وأدْمَنْتُ حدَّ الجنون ِاللقاءْ
وأدمنتُ رؤياكِ حدَّ الفناءْ
لغاتُ العصافيرِ مكتوبة ٌعلى فحْمَتيْنْ
قرأ ْ نا بعَيْنَيْكِ كيفَ العصافيرُ تبكي
على عشِّها مرَّ تينْ
وكيفَ العصافيرُ تُلغِي سفاراتِها
وترمي استقالاتِها بوجهِ الصُّقورْ
وكيف العصافيرُ تنسى النخيلْ
وتُلقِي بأفراخِها كي تثورْ
لماذا يذلّونَ أهلُ العراقْ؟
وقدْ ترفضُ الذلَّ حتى الطيورْ
وأحْبَبْتُ فيكِ اختِفاءْ الرُّموزْ
وأحببتُ في عينِكِ الأنتظارْ
تبَحَّرْتُ في غابةٍ مِنْ ظلامْ
وفي قريةٍ مِن نهارْ
قرأنا بعينيكِ كيف الوداعُ الأخيرْ
وكيف المَحَطّاتُ تبكي
اذا شققَ الليلَ صوتُ القطارْ
وداعًا ...... فهلْ نلتقي بعدَ عامْ ؟
أنا أنتِ يعني
لماذا إذنْ نقبلُ الانقسامْ ؟
لماذا تصيرُ المسافاتُ رهبانَنا
ويمضي بنا الخوفُ بعدَ انسجامْ؟
أنا .... انتِ يعني
وأنتِ التي علّمَتْنِي الكلامْ
خذي نصفَ عمري
خذي لوحة َالذكرياتْ
خذي من كياني جوازَ السفرْ
خذي مِعطفي فالشتاءُ الكئيبْ
تعلّمَ من مِعطفي كيفَ ينفي المَطرْ
تعلَّمَ من مِعْطفي أين ميعادُنا
ومِن أين يأتي البريدُ
وفي أيِّ وقتٍ سيرمي الحَجَرْ
خذي مِعْطفي ولو بعدَ سِتّينَ عامْ
لنعقدَ قبلَ انقطاع ِالدماءِ
وبعدَ انحناءِ العِظامْ
معاهدةً ليسَ إلاّ
خَلاصاً يُسَمّى سلامْ
أنا أنتِ يَعْني
ولكنها حكمة ُالله ِأنْ نلتقي
ولا شئَ إلاّ لِقاء
أنا أنتِ يَعْني
ولا وقتَ للحبِّ في غربتي
ولكنها عزلة ٌ وانتماءْ
خذي مِعْطفي
خذي خاتمَ الكون ِ مِن إصْبَعِي
أتيتكِ مِن قريةٍ صَيَّرُوها حُطامْ
وجاء تْ سكاكينُ قَوْمِي مَعي
خذي كلَّ شئ ٍعلى أنْ تعيشي
بقايا حياتي معي(18/4)
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ولستُ براعي صِرمة ٍ كانَ عبدُها
ولستُ براعي صِرمة ٍ كانَ عبدُها
رقم القصيدة : 19460
-----------------------------------
ولستُ براعي صِرمة ٍ كانَ عبدُها
طويلَ العصا مئناثة َ الصَّقبِ مِهبلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلَكِنَّنِي أَرْوِي مِنَ الْخَمْرِ هَامَتِي
وَلَكِنَّنِي أَرْوِي مِنَ الْخَمْرِ هَامَتِي
رقم القصيدة : 19461
-----------------------------------
وَلَكِنَّنِي أَرْوِي مِنَ الْخَمْرِ هَامَتِي
وأنضُو المَلاَ بالشَّاحبِ المُتشلشلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَمَرْقَبَة ٍ يَا أُمَّ عَمْروٍ طِمِرَّة ٍ
وَمَرْقَبَة ٍ يَا أُمَّ عَمْروٍ طِمِرَّة ٍ
رقم القصيدة : 19462
-----------------------------------
وَمَرْقَبَة ٍ يَا أُمَّ عَمْروٍ طِمِرَّة ٍ
مَذَبْذَبَة ٍ فَوْقَ المُرَاقِبِ عَيْطَلِ
نهضتُ إليها منْ جُثُومٍ كأنَّها
عَجُوزٌ علَيْهَا هِدْملٌ ذاتُ خَيْعَلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ونعلٍ كأشلاءِ السُّمَاني نبذتُها
ونعلٍ كأشلاءِ السُّمَاني نبذتُها
رقم القصيدة : 19463
-----------------------------------
ونعلٍ كأشلاءِ السُّمَاني نبذتُها
إلى صَاحِبٍ حافٍ وَقُلْتُ لَهُ انْعَلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ويوماً على أهلِ المواشي وتارة ً
ويوماً على أهلِ المواشي وتارة ً
رقم القصيدة : 19464
-----------------------------------
ويوماً على أهلِ المواشي وتارة ً
لأهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وَسُنْبُلِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إذا الحربُ أولَتكَ الكليبَ فوَلِّها
إذا الحربُ أولَتكَ الكليبَ فوَلِّها
رقم القصيدة : 19465
-----------------------------------
إذا الحربُ أولَتكَ الكليبَ فوَلِّها
كَلِيبَكَ وَاعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِي
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أتوا ناري فقلتُ منونَ أنتُمْ
أتوا ناري فقلتُ منونَ أنتُمْ(18/5)
رقم القصيدة : 19466
-----------------------------------
أتوا ناري فقلتُ منونَ أنتُمْ
فَقَالُوا الْجِّنُ قُلْتُ عِمُوا ظَلاَمَا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ونارٍ قد حضأتُ بُعيدَ وهنٍ
ونارٍ قد حضأتُ بُعيدَ وهنٍ
رقم القصيدة : 19467
-----------------------------------
ونارٍ قد حضأتُ بُعيدَ وهنٍ
بدارٍ ما أريدُ بها مُقامَا
سوى تحليلِ راحلة ٍ وعيرٍ
أكالئُهُ مخافة َ أن ينامَا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> لقدْ قالَ الخليُّ وقالَ حُلساً
لقدْ قالَ الخليُّ وقالَ حُلساً
رقم القصيدة : 19468
-----------------------------------
لقدْ قالَ الخليُّ وقالَ حُلساً
بِظَهْرِ اللَّيْلِ شُدَّ بِهِ الْعَكُومُ
لَطِيْفٍ مِنْ سُعَادَ عَنَاكَ مِنْهَا
مُراعَاة ُ النُّجُومُ وَمَنْ يَهِيمُ
وَتِلْك لَئِنْ عُنِيتَ بِهَا رَدَاحٌ
مِنَ النسِّوَانِ مَنْطِقُهَا رَخِيمُ
نَيَافُ الْقُرْطِ غَرَّاءُ الثَّنَايَا
وريداءُ الشَّبابِ ونِعمُ خيمُ
وَلَكِنْ فَاتَ صَاحِبَ بَطْنِ رَهْوٍ
وصاحبهُ فأنتَ به زعيمُ
أُوَاخِذُ خُطَّة ً فِيهَا سَواءً
أبيتُ وليلُ داثرِها نؤومُ
ثَأَرْتُ بِهِ وَمَا افْتَرَقَتْ يَدَاهُ
فَظَلَّ لَهَا بِنَا يَوْمٌ غَشُومُ
نَحِزُ رِقَابَهُمْ حَتَّى نَزَعْنَا
وَأَنْفُ الْمَوْتِ مِنْخَرُهُ رَثِيمُ
وَإنْ تَقَعِ النُّسُورُ عَلَيَّ يَوْماً
فَلَحْمُ الْمُعْتَفَى لَحْمٌ كَرِيمُ
وَذِي رَحِم أَحَالَ الدَّهْرُ عَنْهُ
فَلَيْسَ لَهُ لِذِي رَحِمٍ حَرِيمُ
أصابَ الدَّهرُ آمنَ مِروتيهِ
فَألْقَاهُ المُصَاحِبُ والْحَمِيمُ
مددتُ لهُ يميناً من جناحي
لَهَا وَفْرٌ وَكَافِيَة ٌ رَحُومُ
أُواسيهِ على الأيامِ إنِّي
إذا قعَدتْ بهِ اللُّؤَمَا أَلُومُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> جَزَى اللَّهُ فِتْيَاناً عَلَى العَوْصِ أَمْطَرَتْ
جَزَى اللَّهُ فِتْيَاناً عَلَى العَوْصِ أَمْطَرَتْ
رقم القصيدة : 19469(18/6)
-----------------------------------
جَزَى اللَّهُ فِتْيَاناً عَلَى العَوْصِ أَمْطَرَتْ
سماؤهمُ تحتَ العجاجة بالدمِ
وَقَدْ لاَحَ ضَوْءُ الْفَجرِ عَرْضاً كَأَنَّهُ
بلمحتهِ أقرابُ أبلقَ أدهمِ
فَإنَّ شَفَاءَ الدَّاءِ إدْرَاكُ نُحْلَة ٍ
صياحٌ على آثارِ حومٍ عرمرمِ
وضاربتهمْ بالسَّفحِ إذ عارضتُهم
قبائلُ من أبناءِ بشرٍ وخثعم
ضراباً غدا منهُ ابنُ حاجزَ هارباً
ذُرَى الصَّخْرِ فِي جَدْرِ الرَّجِيلِ المُرَيَّمِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> موت تحت المطر
موت تحت المطر
رقم القصيدة : 1947
-----------------------------------
أنا لم أعُدْ مثلَما تعرِفينْ
لقد غيّروني
وقد زوّدوني بجنسِيَّةِ المُنْتَمِينْ
وقدْ زيّفُوني
تنازلتُ عنْ كلِّ شئ ٍ جميلْ
تنازلتُ عنْ حبِّكم قبلَ سَاعهْ
وعن حُبِّ أهلي وحُبِّ النخيلْ
وعن حبِّ حتّى النهَرْ
تنازلتُ عن كبريائي الكبيرْ
وعن قدرتي والشجاعه
تنازلتُ عن حقِّنا في الحُصانْ
وعن حقِّنا في البضاعَهْ
تنازلتُ عن حُبِّكم قبلَ ساعه
تنازلتُ عنكم جميعًا فلا تَشْتُمُوني
فقد عِشتُ جارًا لكم ألفَ عامْ
ومُتُّمْ ولم تعرفوني !
أ لستم سكنتم مكاني ؟
أ لستم قتلتم سكوني ؟
دعوني أكن تافهًا... ولا تُمْسِكوني
دعوني أكن تافهًا ... لكي تعرفوني
لأني إذا حِزْتُ تلكَ الصفاتْ
ستحكي الإذاعاتُ عنّي بكلِّ اللغاتْ
لأنَّ النزاهة َ ذنبي الكبيرْ
وموتي طوالَ الحياة !
أنا الآنَ لا تصرُخِي لو أقولْ
أنا الآنَ .....لا أنتمي للبشرْ
تفرّقتُ في حُبِّكمْ في الرِياحْ
وأنتمْ تعيشونَ مِثلَ الحَجَرْ !
أعودُ إلى الغابِ ؟ كلا ّ ... مُحَالْ!
أنا لم أصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
وأهلي وقد ضَيّعوني وضَيَّعْتُهُمْ
وراحَتْ عيونُكِ خلفَ النهَرْ
تنادي عيوني
تقولين لي لا تبال ِ
تَحَمَّلْ قليلا ً... ولا تعلمينْ
لقد حَمّلَتْني جبالا ً من الحزن ِ تِلك الليالي
وقد أرْغَمَتْنِي
أجُرّ ُ حِبالي(18/7)
وأخرجُ مِن أيِّ شئ ٍ بلا أيِّ شئْ
تَحَمَّلْ إذنْ كلَّ شئْ
وعِشْ كالطيورِ التي صادَروها
من الليل ِ... خُذ ْ ساعة ً أو دقيقهْ
ومِمّا مضى ... خُذ دقيقهْ
ولا تجرحْ الناسَ حتى وإنْ عَذ ّبُوكْ
فأ فْئِدَة ُالناس ِجدّا ً رقيقهْ
تَحَمَّلْ إذنْ يا صديقي
لأنّكَ مهما رحلتْ
لآتٍ بنفس ِالطريقهْ
أنا ....آهْ ... كم عِشْتُ تحتَ الجحيمْ !
وكمْ مُتّ ُ تحتَ المَطَرْ !!
أنا لسْتُ أدري
إذا كان قلبي الذي ضيَّعوهُ
مِن الماءِ أمْ مِن حَجَرْ
أعودُ إلى النَهْرِ ؟ كَلا ّ مُحالْ
أنا لمْ أ ُصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
لهذا تنازلتُ عنكمْ جميعًا
فلا تبْعَثوا لي نداءْ
أنا جئتُ للأرض ِ قبْلَ الأوان ِ
وبعدَ انتهاءْ
فهلْ تستطيعونَ أنْ تَرْشُدُوني
إلى وجهِ أمّي السَّماءْ ؟
لقد ضيَّعَتْنِي حماقاتُ أهلي
فأصبحتُ جدّا ًحقيرْ
وأصبحتُ ... مثلَ الشياهين ِ ....
لو طارَدُوها على الأرض ِ تنسى إلى مَنْ تطِيرْ
وتفقدُ حتى التصرّ ُفَ في عقْلِها
فقد غادرتْ مِن فضاها
إلى هذهِ الأرض ِ إذ لا مكانْ
فأرجوك ِ ..... لا تصرخي لو أقولْ
تنازلتْ عن حُبِّكم قبْلَ آنْ
لأنَّ الذينَ تنازلتُ عنهم أنا قبلَ سَاعه
لقد ضَيَّعُوا ساعتي مِن زمانْ
ـــــــــــــــــــــ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ألا تلكُما عِرسي منيعة ُ ضمّنت
ألا تلكُما عِرسي منيعة ُ ضمّنت
رقم القصيدة : 19470
-----------------------------------
ألا تلكُما عِرسي منيعة ُ ضمّنت
مِنَ الله إثْماً مُسْتَسِراً وَعالنا
تقولُ تركتُ صاحباً لكَ ضائعاً
وَجِئْتَ إَلَيْنَا فَارِقاً مُتَبَاطِنا
إذَا مَا تَرَكْتُ صَاحِبِي لِثَلاَثَة ٍ
أَوْ اثْنَيْنِ مِثْلَيْنَا فَلاَ أُبْتُ آمِنا
وما كنتُ أبَّاءً على الخلّ إذْ دعا
وَلا المَرْءِ يَدْعُونِي مُمِرّاً مُدَاهِنَا
وَكَرِّي إذَا أُكْرِهْتُ رَهْطاً وَأَهْلَهُ
وأرضاً يكونُ العوصُ فيها عُجاهنا
ولمَّا سمعتُ العوصَ تدعو تنعَّرتْ(18/8)
عَصَافِيرُ رَأسِي مِنْ غُوَاة ِ فَراتِنَا
ولم أنتظر أن يدهموني كأنّهمْ
وَرَائِي نَحْلٌ فِي الخَلِيَّة ِ وَاكِنَا
وَلاَ أَنْ تُصِيبَ النَّافِذاتُ مَقَاتِلِي
وَلَمْ أَكُ بِالشّدِ الذَّلِيقِ مَدَاينا
فَأَرْسَلْتُ مثنياً عَنِ الشَّرِّ عَاطِفاً
وَقُلْتُ تَزَحْزَحْ لاَ تَكُونَنَّ حَائِنَا
وحثحثتُ مشعوفَ النَّجَاءِ كأنّني
هِجَفٌّ رَأى قَصْراً سَمَالاً وَداجِنَا
من الحُصِّ هَزروفٌ كأنَّ عِفاءهُ
إذا استدرجَ الفيفاء مدَّ المغابنا
أزَجُّ زَلوجٌ هذرفيٌّ زفازفٌ
هِزَفُّ يَبُذُّ النَّاجِيَاتِ الصَّوَافِنَا
فَزَحْزَحْتُ عَنْهُمْ أَوْ تَجِئْنِي مَنِيَّتِي
بغبراءَ أو عرفاءَ تغدُو الدَّفائنا
كَأنِّي أَرَاها الْمَوْتَ لاَ دَرَّ دَرُّهَا
إذا أمكنتْ أنيابها والبراثنا
وقالتْ لأُخرى خلفَها وبناتِها
حَتُوفٌ تُنَقِّي مُخَّ مَنْ كَانَ وَاهِنَا
أَخَالِيجُ ورّادٍ عَلَى ذِي مَحَافِلٍ
إذا نزعوا مَدُّوا الدَّلاَ والشَّواطنا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ألا مَنْ مُبلغٌ فتيانَ فهمٍ
ألا مَنْ مُبلغٌ فتيانَ فهمٍ
رقم القصيدة : 19471
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبلغٌ فتيانَ فهمٍ
بِمَا لاَقَيْتُ عِنْدَ رَحَى بِطَانِ
بأني قد لقيتُ الغولَ تهوي
بِشُهْبٍ كَالصَّحِيفَة ِ صَحْصَحَانِ
فقلتُ لها: كلانا نضوُ أينٍ
أَخُو سَفَرٍ فَخَلِّي لِي مَكَانِي
فَشَدَّتْ شَدَّة ً نَحْوِي فَأَهْوَى
لها كفِّي بمصقولٍ يماني
فأضرِبها بلا دهشٍ فخرَّت
صَرِيعاً لِلْيَدَيْن وَلِلْجِرَانِ
فقالت عد فقلتُ لها رويداً
مكانك إنّني ثبتُ الجنانِ
فَلَمْ أَنْفَكَّ مُتَّكِئاً عَلَيْها
لأنظرَ مُصبحاً ماذا أتاني
إذا عينان في رأسٍ قبيحٍ
كَرَأْسِ الْهِرِّ مَشْقُوقِ اللِّسَانِ
وَسَاقَا مُخْدَجٍ وَشَوَاة ُ كَلْبٍ
وثوبُ من عباءٍ أو شنانِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إذَا وَجْرٌ عَظِيمٌ فِيهِ شَيْخٌ
إذَا وَجْرٌ عَظِيمٌ فِيهِ شَيْخٌ(18/9)
رقم القصيدة : 19472
-----------------------------------
إذَا وَجْرٌ عَظِيمٌ فِيهِ شَيْخٌ
منَ السُّوادانِ يُدعى الشَّرَّتينِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> قد أطعنُ الطَّعنة َ النَّجلاءَ عنْ عُرُضٍ
قد أطعنُ الطَّعنة َ النَّجلاءَ عنْ عُرُضٍ
رقم القصيدة : 19473
-----------------------------------
قد أطعنُ الطَّعنة َ النَّجلاءَ عنْ عُرُضٍ
كَفَرْجِ خَرْقَاءَ وَسْطَ الدَّارِ مِسْكِينِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ ( معلقة )
أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ ( معلقة )
رقم القصيدة : 19474
-----------------------------------
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ
بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا
مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
فَلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَثَافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَلِ
وَنُؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا
أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ
تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ
تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ
جَعَلْنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَهُ
وَكَمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْرِمِ
عَلَوْنَ بِأَنْمَاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّةٍ
وِرَادٍ حَوَاشِيْهَا مُشَاكِهَةُ الدَّمِ
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ
عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعِّمِ
بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْرَةٍ
فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ
وَفِيْهِنَّ مَلْهَىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَرٌ(18/10)
أَنِيْقٌ لِعَيْنِ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ
نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ
فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ
وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ
ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ
عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْأَمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ
بَعِيدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ
عَظِيمَيْنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُمِ
تُعَفِّى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَتْ
يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْرِمِ
يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً
وَلَمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ
مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إِفَالٍ مُزَنَّمِ
أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَةً
وَذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ
فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ
لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ
يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ
لِيَوْمِ الحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ
وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ
وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ
مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً
وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا
وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ
كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا
قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ
لَعَمْرِي لَنِعْمَ الحَيِّ جَرَّ عَلَيْهِمُ
بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ(18/11)
فَلاَ هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمِ
وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِي
عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَمِ
فَشَدَّ فَلَمْ يُفْزِعْ بُيُوتاً كَثِيرَةً
لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
جَريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِهِ
سَرِيْعاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْمِ يَظْلِمِ
دَعَوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
غِمَاراً تَفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِالدَّمِ
وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
وَلاَ وَهَبٍ مِنْهَا وَلا ابْنِ المُخَزَّمِ
فَكُلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ
صَحِيْحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْرِمِ
وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ
وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ
يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ
إِلَى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ
وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
يَكُنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّهُ
يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَهُ
وَمَنْ لَم يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَم يُكَرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَةٍ(18/12)
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
ومن هابَ أسبابَ المنايا ينلنهُ
وإنْ يَرْقَ أسْبابَ السّماءِ بسُلّمِ
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
ومَن يَعصِ أطرَافَ الزِّجاجِ فإنّهُ
يطيعُ العوالي، ركبتْ كلَّ لهذمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ
وَإِنَّ الفَتَى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُمِ
ومن يوفِ لا يذممْ ومن يفضِ قلبهُ
إلى مُطمَئِنّ البِرّ لا يَتَجَمجمِ
ومن يوفِ لا يذممْ ومن يفضِ قلبهُ
إلى مُطمَئِنّ البِرّ لا يَتَجَمجمِ
سَألْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُداً فَعُدْتُمُ
وَمَنْ أَكْثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَمِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
رقم القصيدة : 19475
-----------------------------------
إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
وَعُلّقَ القلبُ مِنْ أسماءَ ما عَلِقَا
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَهُ
يوْمَ الوداعِ فأمسَى الرّهنُ قد غَلِقَا
وأخلفتكَ ابنة ُ البكريِّ ما وعدتْ
فأصْبَحَ الحَبْلُ مِنْها واهِناً خَلَقَا
قامت تبدَّى بذي ضالِ لتحزنني
ولا محالة َ أنْ يشتاقَ من عشقا
بِجِيدِ مُغْزِلَة ٍ أدْماءَ خاذِلَة ٍ
من الظباءِ، تراعِي شادناً، خرِقا
كأنّ رِيقَتَها بعدَ الكرَى اغتُبِقَتْ
مِنْ طَيّبِ الرّاحِ لمّا يَعْدُ أن عَتُقَا
مدحنا لها روقَ الشبابِ، فعارضتْ
الصُّلْبَ والعُنُقَا
هوَ الجَوادُ فإنْ يَلحَقْ بشأوِهِمَا
مِنْ ماءِ لِينَة َ لا طَرْقاً وَلا رَنِقَا
ما زلتُ أرمقهم، حتّى إذا هبطتْ
أيدي الرّكابِ بهِمْ من راكِس فلقَا
دانية ً من شرورى ، أو قفا أدمٍ
يَسْعَى الحُداة ُ على آثارِهمْ حِزَقَا
كَأنّ عَيْنيّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة ٍ(18/13)
منَ النّوَاضِحِ تسقي جَنّة ً سُحُقَا
تمطو الرشاءَ، وتجري في ثنايتِها
مِنَ المَحالَة ِ ثَقْباً رائِداً قَلِقَا
لها أداة ٌ، وأعوانٌ، غدونَ لها:
قتبٌ، وغربٌ، إذا ما أفرغَ انسحقا
وخلفها سائقٌ، يحدُو، إذا خشيتْ
وقابلٌ، يتغنَّى ، كلَّما قدرتْ
على العراقي يداهُ، قائماً، دفقا
يُحيلُ في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُهُ
حَبْوَ الجَواري تَرَى في مائِهِ نُطُقَا
يخرجنَ، من شرباتٍ، ماؤها طحلٌ
على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمّ والغَرَقَا
على تَكاليفِهِ ف
مِثْلُهُ لَحِقَا
منَ الحوادِثِ غادى النّاسَ أوْ طَرَقَا
يمري بأظلافه حتى إذا بلغتْ
يبسَ الكثيبِ تداعَى التربُ فانخرقا
بلِ اذكُرَنْ خيرَ قَيسٍ كلّها حَسَباً
وخَيرَها نائِلاً وخَيرَها خُلُقَا
وذاك أحزمهم رأياً، إذا نبأٌ
فضلَ الجوادِ على الخيلِ البطاءِ فلا
يعطي بذلكَ ممنوناً، ولا نزقا
قد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ
والسائلونَ، إلى أبوابهِ، طرُقا
القائدُ الخيلَ، منكوباً دوابرها
قد أُحكمتْ حكماتِ القدِّ، والأبقا
غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمّراً خُدُجاً
مِنْ بَعدِ ما جَنَبوها بُدّناً عُقُقَا
تشكو الدوابرَ والأنساءَ والصفقا
يطلبُ شأوَ امرأَينِ، قدَّما حسناً
نالا الملوكَ، وبذّا هذهِ السوقا
أو يسبقاهُ، على ما كانَ من مهلٍ،
فمثلُ ما قدَّما، من صالحٍ، سبقا
أغرُّ أبيضُ، فياضٌ، يفككُ عن
أيدي العُناة ِ وعَنْ أعْناقِها الرِّبَقَا
إنْ تَلْقَ يَوْماً على عِلاّتِهِ هَرِماً
يلقَ السماحة َ منهُ، والندَى خلُقا
وليسَ مانع ذي قربَى ، ولا نسبٍ
يوماً، ولا معدماً من خابطٍ، ورقا
لَيْثٌ بعَثّرَ يَصطادُ الرّجالَ إذا
ما كَذّبَ اللّيْثُ عَنْ أقرانِهِ صَدقَا
يَطعَنْهُمُ ما ارْتَمَوْا حتى إذا اطّعَنوا
ضارَبَ حتى إذا ما ضارَبُوا اعتَنَقَا
هذا وَلَيسَ كمَنْ يَعْيَا بخُطّتِهِ
وَسْطَ النّديّ إذا ما ناطِقٌ نَطَقَا
لو نالَ حيٌّ، منَ الدنيا، بمكرمة ٍ(18/14)
وَسطَ السّماءِ لَنالَتْ كَفُّه الأفُقَا
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> عَفَا مِنْ آلِ فاطِمة َ الجِواءُ
عَفَا مِنْ آلِ فاطِمة َ الجِواءُ
رقم القصيدة : 19476
-----------------------------------
عَفَا مِنْ آلِ فاطِمة َ الجِواءُ
فَيُمْنٌ فالقَوَادِمُ فالحِسَاءُ
فذُوهاشِ، فميثُ عريتناتٍ
عفتها الريحُ، بعدكَ، والسماءُ
فذِرْوَة ُ فالجِنابُ كأنّ خُنْسَ
النّعاجِ الطّاوياتِ بها المُلاءُ
يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويُرِشّ أريَ
ـجنوبِ، على حواجبها، العماءُ
كأنّ أوابِدَ الثّيرانِ فيها
هَجائِنُ في مَغابِنِها الطّلاءُ
فلما أنْ تحمَّل أهلُ ليلى
جرتْ، بيني، وبينهمُ الظباءُ
جرتْ سنحاً، فقلتُ لها: أجيزي
نوى ً مشمولة ً، فمتَى اللقاءُ؟
تحملَ أهلُه، عنها، فبانُوا
على آثارِ من ذهبَ العفاءُ
لقَد طالَبتُها، ولكُلّ شيءٍ
وإنْ طالَتْ لَجاجَتُهُ انْتِهاءُ
تَنَازَعَها المَهَا شَبَهاً وَدُرُّ
النّحُورِ، وشاكَهَتْ فيهِ الظّباءُ
فأمّا ما فويقَ العقدِ، منها،
فمن أدماءَ، مرتعُها الخلاءُ
وَأمّا المُقْلَتَانِ فمِنْ مَهَاة ٍ
وللدرِّ الملاحة ُ، والنقاءُ
فصرمْ حبلها، إذ صرمتهُ
وعادَى أنْ تُلاقِيَها العَداءُ
بِآرِزَة ِ الفَقَارَة ِ لم يَخُنْهَا
قطافٌ، في الركابِ، ولا خلاءُ
كأن الرحلَ، منها، فوقَ صعلٍ
من الظلمانِ، جؤجؤهُ هواءُ
أصكَّ، مصلمِ الأذنين، أجنَى
لهُ بالسِّيّ تَنّومٌ وآءُ
عَلَيْهِ مِن عَقيقَتِهِ عِفَاءُ
تربعَ صارة ً، حتَّى إذا ما
فنى الدُّحْلانُ عنهُ والأضاءُ
تربعَ، بالقنانِ، وكلِّ فجٍّ
طبه الرعيُ، منهُ، والخلاءُ
فأوردها حياضَ صنيبعاتٍ
فألفاهُنّ لَيسَ بهِنّ مَاءُ
فَشَجّ بها الأماعِزَ فهْيَ تَهْوي
هُوِيَّ الدّلْوِ أسْلَمَها الرِّشاءُ
فليسَ لحاقهُ كلحاقِ إلفٍ
وَلا كَنَجائِها مِنْهُ نَجَاءُ
وإنْ مالا لوعثٍ، خاذمتهُ
بألْواحٍ مَفَاصِلُهَا ظِمَاءُ
يخرُّ نبيثها، عن حاجبيهِ
فَلَيْسَ لوَجْهِهِ مِنْهُ غِطاءُ(18/15)
يغردُ، بينَ خرمٍ، مفرطاتٍ
صوافٍ، لا تكدرُها الدلاءُ
يفضلهُ، إذا اجتهدتْ عليهِ،
تَمَامُ السّنّ منهُ والذّكاءُ
كأنّ سَحيلَهُ في كلّ فَجْرٍ
على أحْساءِ يَمْؤودٍ دُعَاءُ
فآضَ كأنهُ رجلٌ، سليبٌ
على عَلْياءَ لَيسَ لَهُ رِداءُ
كأنَّ بريقهُ برقانُ سحلٍ
جلا عن متنهِ، حرضٌ وماءُ
فليسَ بغافلٍ، عنها، مضيعٍ
رَعِيّتَهُ إذا غَفَلَ الرّعاءُ
وقد أغْدو على ثُبَة ٍ كِرامٍ
نشاوَى ، واجدينَ لما نشاءُ
لهم راحٌ، وراووقٌ، ومسكٌ
فلَيسَ لِما تَدِبّ لَهُ خَفَاءُ
تَمَشَّى بَينَ قَتلى قَدْ أُصِيبَتْ
نفوسهمُ، ولم تقطرْ دماءُ
يجرونَ البرود، وقد تمشتْ
حميّا الكأسِ، فيهمْ، والغناءُ
وما أدري، وسوفَ إخالُ أدري،
أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
فإن تكنِ النساءَ، مخبآتٍ
فَحُقّ لكُلّ مُحْصَنَة ٍ هِداءُ
وأما أنْ يقولَ بنو مصادٍ:
إليكمْ، إننا قومٌ، براءُ
وإمّا أن يقولوا: قد أبينا
فَشَرُّ مَوَاطِنِ الحَسَبِ الإبَاءُ
وإمّا أنْ يقولوا: قد وفينا
بذِمّتِنَا فَعادَتُنَا الوَفَاءُ
فإنَّ الحقَّ مقطعهُ ثلاثٌ:
يمينٌ، أو نفارٌ، أو جلاءُ
فذلكمُ مقاطعُ كلِّ حقٍّ
ثَلاثٌ كُلّهنّ لَكُمْ شِفَاءُ
فلا مستكرهونَ، لما منعتمْ
وَلا تُعطُونَ إلاّ أنْ تَشَاؤوا
جِوارٌ شاهِدٌ عَدْلٌ عَلَيكُمْ،
وسيانِ الكفالة ُ، والتلاءُ
بأيّ الجِيرَتَينِ أجَرْتُمُوهُ،
فلم يصلحْ، لكُم، إلاّ الأداءُ
وجارٍ، سارَ، معتمداً إلينا
أجاءتْهُ المخافة ُ، والرجاءُ
فجاورَ مكرماً، حتَّى إذا ما
ضمنّا مالهُ، فغدا سليماً
علينا نقصهُ، ولهُ النماءُ
ولولا أن ينالَ أبا طريفٍ
لقد زارتْ بيوتَ بني عُلَيمٍ
من الكلماتِ، أعساسٌ، ملاءُ
فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنّا ومنكُمْ
بمقسمة ٍ تمورُ بها الدماءُ
سيأتي آلَ حصنٍ، أينَ كانوا،
مِنَ المَثُلاتِ باقِيَة ٌ ثِنَاءُ
فلم أرَ معشراً، أسروا هدياً
وَلم أرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَبَاءُ
وجارُ البيتِ، والرجلُ المنادي
أمام الحيِّ عهدهما سواءُ(18/16)
أبَى الشهداءُ، عندكَ، من معدٍّ
فليسَ لما تدبُّ، بهِ، خفاءُ
فأبرىء ُ موضحاتِ الرأسِ، منهُ
وقد يشفي، من الجربِ الهناءُ
تلجلجُ مضغة ً، فيها أنيضٌ
أصلتْ، فهيَ تحتَ الكشحِ داءُ
غصصتَ بنيئها، فبشمتَ عنها
وَعِندَكَ، لوْ أرَدْتَ، لها دوَاءُ
فمَهْلاً، آلَ عَبدِ اللَّهِ، عَدّوا
مَخازِيَ لا يُدَبّ لهَا الضَّرَاءُ
أرُونَا سُنّة ً لا عَيْبَ فيها
يسوَّى ، بيننا فيها، السواءُ
فإن تدعوا السواءَ فليسَ بيني،
وَبَينَكُمُ بَني حِصْنٍ بَقَاءُ
ويبقى بيننا قذعٌ، وتلفوا
إذا قومٌ، بأنفسهمْ أساؤوا
وتُوقَدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ
لكُمْ في كلّ مَجمَعَة ٍ لِواءُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> لِمَنِ الديارُ، بقنة ِ الحجرِ؟
لِمَنِ الديارُ، بقنة ِ الحجرِ؟
رقم القصيدة : 19477
-----------------------------------
لِمَنِ الديارُ، بقنة ِ الحجرِ؟
أقْوَينَ من حِجَجٍ ومِن شَهْرِ؟
لعبَ الرياحُ، بها، وغيرَها
بَعْدي سَوَافي المُورِ والقَطْرِ
قَفْراً بمِنْدَفَعِ النّحائِتِ مِنْ
ضَفَوَى أُولاتِ الضّالِ والسِّدْرِ
دَعْ ذا، وعدِّ القولَ في هرمٍ
خَيرِ البُداة ِ وسَيّدِ الحَضْرِ
تاللَّهِ قَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ بَني
ذبيانُ، عامض الحبسِ، والأصرِ
أنْ نعمَ معتركُ الجياع، إذا
خَبّ السّفِيرُ وسابىء ُ الخَمْرِ
وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدّرْعِ أنْتَ إذا
دعيتْ: نزالِ، ولجَّ في الذعرِ
حامي الذّمارِ على مُحافَظَة ِ
الجُلّى أمِينُ مُغَيَّبِ الصّدْرِ
حدبٌ على المولى الضريكِ، إذا
نابتْ، عليهِ، نوائبُ الدهرِ
ومرهقُ النيرانِ، يحمدُ في الـ
الّلأواءِ غَيرُ مُلَعَّنِ القِدْرِ
وَيَقيكَ ما وَقّى الأكارِمَ مِنْ
حُوبٍ تُسَبّ بهِ وَمِنْ غَدْرِ
وإذا بَرَزْتَ بهِ بَرَزْتَ إلى
صَافي الخَليقَة ِ طَيّبِ الخُبْرِ
مُتَصَرّفٍ للمَجْدِ، مُعْتَرِفٍ
للنائباتِ، يراحُ للذكرِ
جلدٍ، يحثُّ على الجميعِ، إذا
كرهَ الظنونُ جوامعَ الأمرِ(18/17)
ولأنتَ تفري ما خلفتَ، وبعـ
ـضُ القومِ يخلقُ، ثمَّ لا يفري
ولأنتَ أشجعُ، حينَ تتجهُ الـ
أبطالُ، من ليثٍ، أبي أجرِ
وَرْدٌ عُراضُ السّاعدينِ حَديدُ
ـدِ النابِ، بين ضراغمٍ، غثرِ
يَصْطادُ أُحْدانَ الرّجالِ فَمَا
تَنْفَكّ أجْريهِ على ذُخْرِ
لوْ كُنتَ مِنْ شيءٍ سِوَى بَشَرٍ
السترُ دونَ الفاحشاتِ، وما
يلقاكَ، دونَ الخير، من سترِ
أثني عليكَ، بما علمتُ، وما
أسلفتَ، في النجداتِ والذكرِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
رقم القصيدة : 19478
-----------------------------------
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ
وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً
على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحلُو
وكنتُ إذا ما جئتُ، يوماً لحاجة ٍ
مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو
وكلُّ محبٍّ أعقبَ النأيُ لبهُ
سلوَّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلُو
تَأوّبَي ذِكْرُ الأحِبّة ِ بَعدَما
هَجعتُ ودوني قُلّة ُ الحَزْن فالرّمْلُ
فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منى ً
وما سحفتْ فيهِ المقاديمُ، والقملُ
لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ
إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ
إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ
أصاغرهُم، وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ
تربصْ، فإنْ تقوِ المروراة ُ منهمُ
وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نخْلُ
وما يَكُ مِنْ خَيرٍ أتَوْهُ فإنّمَا
وجِزْعَ الحِسا منهُمْ إذا قَلّ ما يخلو
بلادٌ بها نادَمْتُهُمْ وألِفْتُهُمْ،
فإنْ تُقْوِيَا مِنْهُمْ فإنّهُما بَسْلُ
إذا فزعوا طاروا، إلى مستغيثهم،
طوالَ الرماحِ، لا قصارٌ، لا عزلُ
بخيلٍ، عليها جنة ٌ، عبقرية ٌ
جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا
وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ
وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ
عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ(18/18)
سوابغُ بيضٌ، لا يخرقُها النبلُ
إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّة ٌ
ضروسٌ تهرُّ الناسَ أنيابها عصلُ
قُضاعِيّة ٌ أوْ أُخْتُها مُضَرِيّة ٌ
يحرقُ في حافاتها الحطبُ الجزلُ
تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها
وَإنْ أفسَدَ المالَ الجماعاتُ والأزْلُ
يحشونها، بالمشرفية ِ، والقنا
وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ
تِهامونَ نَجْدِيّونَ كَيْداً ونُجعَة ً
لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ
هُمُ ضَرَبُوا عَن فَرْجِها بكَتيبَة ٍ
كبيضاءِ حرسٍ، في طوائفها الرجلُ
مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ:
هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ
همُ جددوا أحكامَ كلِّ مضلة ٍ
منَ العُقْمِ لا يُلْفى لأمثالِها فَصْلُ
بعزمة ِ مأمورٍ، مطيعٍ، وآمرٍ
مطاعٍ فلا يلفَى لحزمهمُ مثلُ
ولستُ بلاقٍ، بالحجازِ، مجاوراً
ولا سفراً إلاَّ لهُ منهمُ حبلُ
بلادٌ بهَا عَزّوا مَعَدّاً وغَيْرَهَا،
مَشارِبُها عذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ
وهم خير حيٍّ، من معدٍّ، علمتهمْ
لهم نائلٌ في قومهم ولهم فضلُ
فَرِحْتُ بما خُبّرْتُ عن سيّدَيكُمُ
وكانا امرأينِ كلُّ شأنهما يعلو
رأى اللهُ، بالإحسانِ، ما فعلا بكمُ
فأبْلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو
تَدارَكْتُما الأحلافَ قد ثُلّ عَرْشُها
وذبيانَ قد زلت بأقدامها النعلُ
فأصْبَحتُما منهَا على خَيرِ مَوْطِنٍ
سَبيلُكُما فيهِ، وإن أحزَنوا، سَهلُ
إذا السنة ُ الشهباءُ بالناس أجحفتْ
رأيتُ ذوي الحاجاتِ، حولَ بيوتهم
قطيناً لهم حتّى إذا أنبتَ البقلُ
هنالكَ إنْ يستخبلوا المالَ يخبلوا
وإنْ يسألوا يعطوا، وإنْ ييسروا يغلوا
وفيهمْ مقاماتٌ، حسانٌ وجوهها
وأندية ٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ
وإنْ جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهم،
مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ
وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ:
رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ
على مكثريهم حقُّ من يعتريهمُ
وعندَ المقلينَ السماحة ُ، والبذلُ(18/19)
سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ
فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا
فما كانَ، من خيرٍ، أتوه فإنَّما
تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ
هل ينبتُ الخطيَّ إلاَّ وشيجهُ
وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها، النّخْلُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
رقم القصيدة : 19479
-----------------------------------
صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
وَعُرّيَ أفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ
وأقصرَ، عمّا تعلمينَ، وسددتْ
عليَّ، سوَى قصدِ السبيلِ، معادلُهْ
وقالَ العَذارَى : إنّما أنتَ عَمُّنا،
وكانَ الشّبابُ كالخَليطِ نُزَايِلُهْ
فأصبحنَ ما يعرفنَ إلاّ خليقتي
وإلاّ سوادَ الرأسِ، والشيبُ شاملهْ
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ
عفا الرسُّ منهُ، فالرسيسُ، فعاقلهْ
فقفٌّ، فصاراتٌ، فأكنافُ منعجٍ
فشَرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ
فأقْبَلْتُ في السّاعِينَ أسألُ عَنهُمُ
وعبرة ٌ ما همُ، لو أنهمُ أممُ
فهضبٌ فرقدٌ، فالطويُّ فثادقٌ
فوادي القنانِ: حزنهُ، وأفاكلهْ
وغيثٍ، من الوسميِّ، حوٍّ تلاعهُ
أجابتْ روابيهِ، النجاءَ، هواطلهْ
صبحتُ، بممسودِ النواشرِ، سابحٍ
مُمَرٍّ أسِيلِ الخَدّ نَهْدٍ مَراكِلُهْ
أمينٍ شظاهُ، لم يخرقْ صفاقهُ
بمِنْقَبَة ٍ وَلم تُقَطَّعْ أباجِلُهْ
فليلاً علفناهُ، فأكملَ صنعهُ
فتمَّ، وعزتهُ يداهُ وكاهلهْ
إذا ما غَدَوْنَا نَبْتَغي الصّيدَ مَرّة ً
متى نرهُ فإننا لا نخاتلهْ
فَبَيْنَا نُبَغّي الصّيدَ جاءَ غُلامُنَا
يدبُّ، ويخفي شخصهُ، ويضائلهْ
فقالَ: شِياهٌ راتِعاتٌ بقَفْرَة ٍ
بمُسْتَأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ مَسائِلُهْ
ثَلاثٌ كأقْواسِ السَّراءِ ومِسْحَلٌ
قدِ اخضرّ منْ لَسّ الغَميرِ جحافِلُهْ
وقد خرمَ الطرادُ، عنهُ، جحاشهُ
فلم يبقَ إلاّ نفسهُ، وحلائلهْ
وقالَ أميري: ما ترَى ، رأيَ ما ترَى(18/20)
أنَخْتِلُهُ عَن نَفسِهِ أمْ نُصَاوِلُهْ
فبِتْنَا عُراة ً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا
يُزاوِلُنَا عَنْ نَفسِهِ ونُزَاوِلُهْ
فنضربهُ، حتّى اطمأنَّ قذالهُ
وَلم يَطْمَئِنّ قَلْبُهُ وخَصَائِلُهْ
وملجمنا ما إنْ ينالُ قذالهُ،
ولا قدماهُ الأرضَ، إلاّ أناملهْ
فلأياً، بلأيٍ، قد حملنا غلامنا
على ظَهْرِ محْبُوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُهْ
وقُلتُ لهُ: سَدّدْ وأبصِرْ طَريقَهُ
وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ
وقُلْتُ: تَعَلّمْ أنّ للصّيدِ غِرّة ً
وَإلاّ تُضَيّعْها فإنّكَ قاتِلُهْ
فأتبعَ، آثارَ الشياهِ، ولدينا
كشُؤبوبِ غَيثٍ يحفش الأُكمَ وابلُهْ
نَظرْتُ إلَيْهِ نَظْرَة ً فَرَأيْتُهُ
على كلِّ حالٍ، مرة ً، هوَ حاملهْ
يُثِرْنَ الحَصَى في وَجهِهِ وهوَ لاحقٌ
سراعٌ تواليهِ صيابٌ أوائلهْ
فردَّ علينا العيرَ، من دونِ إلفهِ
على رَغْمِهِ يدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ
ورحنا بهِ، ينضو الجيادَ، عشية ً
مُخْضَّبَة ً أرْساغُهُ وعَوَامِلُهْ
بذي ميعة ٍ، لا موضعُ الرمحِ مسلمٌ
لبُطْءٍ ولا ما خلفَ ذلكَ خاذِلُهْ
وذي نِعْمَة ٍ تَمّمْتَها وشكَرْتَها
وخصمٍ، يكادُ يغلبُ الحقَّ باطلهْ
دَفَعْتَ بمَعرُوفٍ منَ القوْلِ صائبٍ
إذا ما أضلَّ، القائلينَ، مفاصلهْ
وذي خَطَلٍ في القوْلِ يحسبُ أنّهُ
مصيبٌ فما يلممْ بهِ فهوَ قائلهْ
على مُعْتَفيهِ ما تُغِبّ فَوَاضِلُهْ
وأعرضتُ عنهُ، وهوَ بادٍ مقاتلهْ
وأبيَضَ فَيّاضٍ يَداهُ غَمَامَة ٌ
على معتفيهِ، ما تغبُّ نوافلهْ
بَكَرْتُ عَلَيْهِ غُدْوَة ً فَرَأيْتُهُ
قُعُوداً لَدَيْهِ بالصّريمِ عَوَاذِلُهْ
يُفَدّينَهُ طَوْراً وطَوْراً يَلُمْنَهُ
وَأعْيا فَما يَدْرِينَ أينَ مَخاتِلُهْ
فأقْصَرْنَ مِنْهُ عَنْ كَريمٍ مُرَزّإٍ
عَزُومٍ على الأمْرِ الذي هوَ فاعِلُهْ
أخي ثقة ٍ، لا تهلكُ الخمرُ مالهُ
ولكنَّه قد يهلكُ المالَ نائلهْ
تراهُ، إذا ما جئتهُ، متهللاً
كأنكَ تعطيهِ الذي، أنتَ سائلهْ(18/21)
وذي نَسَبٍ نَاءٍ بَعيدٍ وَصَلْتَهُ
بمالٍ وما يَدري بأنّكَ واصِلُهْ
حُذَيْفة ُ يَنْمِيهِ وبَدْرٌ كِلاهُمَا
إلى باذخٍ، يعلو على من يطاولُهْ
ومن مثلُ حصنٍ، في الحروبِ، ومثلهُ
لإنْكارِ ضَيْمٍ أوْ لأمْرٍ يُحاولُهْ
أبَى الضيمَ، والنعمانُ يحرقُ نابهُ
عليهِ فأفضَى والسّيوفُ مَعاقِلُهْ
عَزيزٌ إذا حَلّ الحَليفانِ حَوْلَهُ
بذي لجبٍ أصواتهُ، وصواهلهْ
يهدُّ، له، ما بينَ رملة ِ عالجٍ
ومَنْ أهْلُهُ بالغَوْرِ زالَتْ زَلازِلُهْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الشراع والموتى
الشراع والموتى
رقم القصيدة : 1948
-----------------------------------
سَبَقُوني وأنا مشغولٌ بالضربِ على الأ لواحْ
استعداداً للموج ِ الجارفِ والتيارْ
البحرُ عميقْ
وسفينة ُهذا العصرِ على قدْرِ الاحداثْ
خدَعَتْهُم أسرابُ الطيرْ
خدَعَتْهم تلك الزُّ رْ قَه
وهدوءُ الشاطئ ِ والاشرعة ُالبيضْ
خدَعَتْهم زقزقة الطيرِ امامَ الموج ِ...
وعصفِ الرّيحْ
تركوني أنجرُ وحدي
أبحث عن لوح ٍ من خشب ٍ صاجْ
أبحث عن بحّارْ
تركوني ......
أبحث عن فلكيّ ٍ يعرِفُ مجرى النجمْ ..
ويعرِفُ من أين الريحُ ومن أين القُطّاعْ
أبحث عن مجدافٍ أكبرَ من هذا المجدافْ
أبحث عن مصباحْ
تركوني أبحث عن شبكه
سبقوني ..... ذهبوا
ركبوا البحرَ بلا استعدادْ
غرّ تْهم قوة ُ أيديهم ...........
ورشاقة ُ أرجُِلهِم غرّ تْهم
وشراعي .............
مرّ عليهم مثلَ الضوءْ
كانوا موتى
يظهرُ أنّ الموجَ رماهم فوق َالشاطئْ
عادوا للشاطئ ِ ثانية ً .....
لكنْ موتى
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> بانَ الخَليطُ وَلم يَأوُوا لمَنْ تَرَكُوا
بانَ الخَليطُ وَلم يَأوُوا لمَنْ تَرَكُوا
رقم القصيدة : 19480
-----------------------------------
بانَ الخَليطُ وَلم يَأوُوا لمَنْ تَرَكُوا
وَزَوّدوكَ اشتِياقاً أيّة ً سَلَكُوا
ردَّ القيانُ جمالَ الحيِّ، فاحتملوا
إلى الظّهيرَة ِ أمرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ(18/22)
ما إنْ يكادُ يُخَلّيهِمْ لوِجْهَتِهِمْ
تَخالُجُ الأمْرِ، إنّ الأمرَ مُشتَرَكُ
ضَحَّوا قَليلاً قَفَا كُثبانِ أسْنُمة ٍ
وَمنهُمُ بالقَسُوميّاتِ مُعتَرَكُ
يَغشَى الحُداة ُ بهِمْ وَعثَ الكَثيبِ كما
يُغشِي السّفائنَ مَوْجَ اللُّجّة ِ العَرَكُ
ثمَّ استمروا، وقالوا: إنَّ موعدكُم
ماءٌ بشَرْقيّ سلمى فَيدُ أوْ رَكَكُ
يُزْجي أوَائِلَهَا التّبْغيلُ والرَّتَكُ
مُقَوَّرَة ٌ تَتَبَارَى لا شَوَارَ لهَا
إلا القطوعُ على الأكوارِ والوركُ
مثْلُ النّعامِ إذا هَيّجتَها ارْتَفَعَتْ
على لَوَاحِبَ بِيضٍ بَينَها الشّرَكُ
وَقَد أرُوحُ أمامَ الحَيّ مُقْتَنِصاً
قُمْراً مَراتِعُها القِيعانُ والنّبَكُ
جَرْداءُ لا فَحَجٌ فيها وَلا صَكَكُ
مَرّاً كِفاتاً إذا ما الماءُ أسهَلَهَا
حتّى إذا ضربتْ، بالسوطِ، تبتركُ
كأنها من قطا الأجبابِ، حانَ لها
وردٌ، وأفردَ عنها أختها الشبكُ
جُونِيّة ٌ كحَصَاة ِ القَسْمِ مَرْتَعُها
بالسيِّ ما تنبتُ القفعاءُ، والحسكُ
حتّى إذا ما هوتْ كفُّ الغلامِ لها
طارتْ، وفي كفهِ من ريشها بتكُ
أهوى لها أسفعُ الخدينِ، مطرقٌ
ريشَ القوامِ لم تنصبْ لهُ الشركُ
نفساً، بما سوفَ ينجيها، وتتركُ
دونَ السّماءِ وفوْقَ الأرْض قَدرُهُما
عندَ الذنابى فلا فوتٌ ولا دركُ
عندَ الذنابَى ، لها صوتٌ، وأزملة ٌ
يَكادُ يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ
ثمَّ استمرتْ، إلى الوادي، فألجأها
مِنْهُ وَقَدْ طَمِعَ الأظْفارُ والحَنَكُ
حتَّى استغاثتْ بماءٍ، لا رشاءَ لهُ
مِنَ الأباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ
مكللٌ، بأصولِ النجمِ، تنسجهُ
ريحٌ خريقٌ، لضاحي مائهِ حبكُ
كمَا استَغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَيطَلَة ٍ
خافَ العُيُونَ فلَم يُنظَرْ به الحشكُ
فزلَّ عنها، ووافَى رأسَ مرقبة ٍ
كمنصبِ العترِ دمَّى رأسهُ النسكُ
هَلاّ سألْتِ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ
بأيّ حَبْلٍ جِوَارٍ كُنتُ أمتَسِكُ
فَلَنْ يَقُولوا بحَبْلٍ واهنٍ خَلَقٍ(18/23)
لو كانَ قومكَ في أسبابهِ هلكوا
يا حارِ لا أُرْمَيَنْ مِنكُمْ بداهِيَة ٍ
لم يلقها سوقة ٌ، قبلي، ولا ملكُ
أُرْدُدْ يَساراً ولا تَعنُفْ عَلَيهِ وَلا
تمعكْ بعرضكَ، إنّ الغادرَ المعكُ
وَلا تكونَنْ، كأقْوامٍ عَلِمْتُهُمُ
يلوونَ ما عندهمْ، حتّى إذا نهكوا
طابَتْ نفوسُهُمُ عن حقّ خَصْمِهِمُ
مخافة َ الشرِّ، فارتدُّوا، لما تركوا
تعلمنْ ها ـ لعمرُ اللهِ ـ ذا قسماً
فاقدِرْ بذَرْعِكَ وانظرْ أينَ تَنسلِكُ
لئِنْ حَلَلْتَ بجَوّ في بَني أسَدٍ
في دينِ عمرٍو، وحالتْ بيننا فدكُ
لَيَأتِيَنْكَ مِنّي مَنْطِقٌ قَذِعٌ
باقٍ، كما دنسَ القبطية َ الودكُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> ألاَ أبلغْ، لديكَ، بني تميمٍ
ألاَ أبلغْ، لديكَ، بني تميمٍ
رقم القصيدة : 19481
-----------------------------------
ألاَ أبلغْ، لديكَ، بني تميمٍ
وقَد يأتيكَ بالخَبَرِ الظَّنُونُ
بأنَّ بيوتنا بمحلِّ حجرٍ
بكُلّ قَرارَة ٍ مِنْها نَكُونُ
إلى قلهَى تكونُ الدارُ، منّا
إلى أكنافِ دومة َ، فالحجونُ
بأودية ٍ، أسافلهنَّ روضٌ
وأعلاها إذا خِفْنَا حُصُونُ
نحلُّ سهولها، فإذا فزعنا
جرى منهنَّ، بالآصالِ، عونُ
بكلِّ طوالة ٍ، وأقبَّ، نهدٍ
مَرَاكِلُهَا مِنَ التَّعْداءِ جُونُ
نعودها الطرادَ، فكلَّ يومٍ
تسنُّ، على سنابكها، القرونُ
وكانَتْ تَشتَكي الأضغانَ مِنْها
ذواتُ الغربِ، والضغنُ، الحرونُ
وخَرّجَها صَوَارِخُ كُلَّ يَوْمٍ
فقَد جَعَلَتْ عَرَائِكُها تَلِينُ
وَعَزّتْها كَوَاهِلُهَا وكَلّتْ
سنابكها، وقدحتِ العيونُ
إذا رفعَ السياطُ، لها، تمطتْ
وذلكَ، من علالتها، متينُ
وَمَرْجِعُها إذا نحنُ انْقَلَبْنَا
نَسيفُ البقْلِ واللّبنُ الحَقِينُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> أمِنْ آلِ لَيلى عَرَفْتَ الطُّلُولا
أمِنْ آلِ لَيلى عَرَفْتَ الطُّلُولا
رقم القصيدة : 19482
-----------------------------------
أمِنْ آلِ لَيلى عَرَفْتَ الطُّلُولا(18/24)
بذي حُرُضٍ ماثلاتٍ مُثُولا
بَلِينَ وتَحْسَبُ آيَاتِهِنّ
ـنَّ، عن فرطِ حولينِ، رقاً محيلا
إليكَ، سِنانُ، الغداة َ، الرّحيلُ
ـلُ أعصي النهاة َ وأمضي الفؤولا
فلا تأمني غزوَ أفراسهِ
بني وائلٍ، وارهبيهِ، جديلا
وَكَيفَ اتّقاءُ امرىء ٍ لا يَؤوبُ
بالقَوْمِ في الغَزْوِ حتى يُطيلا
وشعثٍ، معطلة ٍ، كالقداحِ
غَزَوْنَ مَخاضاً وَأُدّينَ حُولا
نَوَاشِزَ أطْبَاقِ أعناقِها
وَضُمَّرها قافِلاتٍ قُفُولا
إذا أدلجوا لحوالِ الغوا
لم تُلْفِ في القَوْمِ نِكساً ضَئيلا
ولكنَّ جلداً، جميعَ السلا
حِ، ليلة َ ذلكَ، صدقاً بسيلا
فلمّا تبلجَ ما حولهُ
أناخَ فَشَنّ عَلَيهِ الشّليلا
وضاعفَ، من فوقها، نثرة ً
تَرُدّ القَوَاضِبَ عَنها فُلُولا
مُضاعَفَة ً كَأضاة ِ المَسيلِ
تُغَشّي عَلى قَدَمَيهِ فُضُولا
فنهنهها، ساعة ً، ثمَّ قا
ل، للوازعيهنَّ: خلوا السبيلا
وأتبعهمُ فيلقاً كالسرا
بِ، جاواءَ، تتبعُ شخباً، ثعولا
عناجيجَ، في كلِّ رهوٍ، ترَى
رِعالاً سِراعاً تُباري رَعِيلا
جَوانِحَ يَخْلِجْنَ خَلجَ الظّباء
يُرْكَضْنَ مِيلاً وَيَنزَعْنَ مِيلا
فَظَلّ قَصِيراً على صَحْبِهِ
وَظَلّ على القَوْمِ يَوْماً طَويلا
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> لِمَنْ طَلَلٌ بِرامَة َ لا يَريمُ،
لِمَنْ طَلَلٌ بِرامَة َ لا يَريمُ،
رقم القصيدة : 19483
-----------------------------------
لِمَنْ طَلَلٌ بِرامَة َ لا يَريمُ،
عفا، وخلا لهُ عهدٌ، قديمُ
تحملَ أهلهُ، منهُ، فبانوا
وفي عرصاتهِ، منهمُ، رسومُ
تُرَجَّعُ في مَعاصِمِها الوُشُومُ
عَفَا مِنْ آلِ لَيلى بَطْنُ سَاقٍ
فأكثبة ُ العجالزِ فالقصيمُ
تُطالِعُنَا خَيَالاتٌ لسَلْمَى
كمَا يَتَطَلّعُ الدَّينَ الغَريمُ
لَعَمْرُ أبيكَ، ما هَرِمُ بنُ سلمى
بمحليٍّ، إذا اللؤماءُ ليموا
وَلا ساهي الفُؤادِ وَلا عَيِيّ
ـلسانِ، إذا تشاجرتِ الخصومُ
ولكنْ عصمة ٌ، في كلِّ يومٍ
يَلُوذُ بهِ المُخَوَّلُ والعَديمُ(18/25)
وإنْ سُدّتْ بهِ لهَواتُ ثَغْرٍ
يُشارُ إلَيْهِ جانِبُهُ سَقيمُ
مخوفٍ بأسهُ، يكلاكَ منهُ
قويٌّ، لا ألفُّ، ولا سؤومُ
لهُ، في الذاهبينَ، أرومُ صدقٍ
وكانَ لكُلّ ذي حَسَبٍ أرُومُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> رأيتُ بني آلِ امرىء القيسِ أصفقوا
رأيتُ بني آلِ امرىء القيسِ أصفقوا
رقم القصيدة : 19484
-----------------------------------
رأيتُ بني آلِ امرىء القيسِ أصفقوا
علينا وقالوا إننا نحنُ أكثرُ
سُلَيْمُ بنُ مَنصُورٍ وَأفناءُ عامرٍ
وسعدُ بنُ بكرٍ، والنصورُ، وأعصرُ
خذوا حظّكم يا آلَ عِكرِمَ واذكرُوا
أواصرنا والرحمُ بالغيبِ تذكرُ
وَإنّا وإيّاكُمْ إلى ما نَسُومُكُمْ
لمثلانِ، أو أنتمْ إلى الصلحِ أفقرُ
إذا ما سمعنا صارخاً معجتْ، بنْا
إلى صَوْتِهِ وُرْقُ المَراكِلِ ضُمَّرُ
وإنْ شلَّ ريعانُ الجميعِ، مخافة ً،
نقولُ، جهاراً: ويحكم، لا تنفروا
على رسلكم، إنّا سنعدي وراءكم
فتمنعكم أرماحنا، أو ستعذرُ
وإلاّ فإنّا بالشربة ِ، فاللوى
نُعَقّرُ أُمّاتِ الرِّبَاعِ وَنَيْسِرُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
رقم القصيدة : 19485
-----------------------------------
غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
دوارسَ، قد أقوينَ من أمِّ معبدِ
أربتْ بها الأرواحُ، كلَّ عشية ٍ
فلم يبقَ إلاّ آلُ خيمٍ، منضدِ
وغَيرُ ثَلاثٍ كالحَمَامِ خَوَالِدٍ
وهابٍ محيلٍ، هامدٍ، متلبدِ
فلمّا رأيتُ أنها لا تجيبني
نهضتُ إلى وجناءَ كالفحلِ جلعدِ
جُمالِيّة ٍ لمْ يُبْقِ سَيري ورِحْلَتي
على ظَهرِها مِنْ نَيّها غيرَ مَحْفِدِ
مَتى ما تُكَلّفْها مَآبَة َ مَنْهَلٍ
فتستعفَ، أو تنهكْ إليهِ، فتجهدِ
تردهُ، ولمّا يخرجِ السوطُ شأوها
مروحٌ، جنوحُ الليلِ، ناجية ُ الغدِ
كهمكَ، إن تجهدْ تجدْها نجيحة ً
صبوراً، وإنْ تسترخِ عنها تزيدِ
وتنضحُ ذفراها، بجونٍ، كأنّهُ(18/26)
عَصِيمُ كُحَيلٍ في المراجلِ مُعقَدِ
وَتُلْوي برَيّانِ العَسِيبِ تُمِرّهُ
على فَرْجِ مَحرُومِ الشّرابِ مُجدَّدِ
تُبادِرُ أغْوَالَ العَشِيّ وتَتّقي
عُلالَة َ مَلويٍّ منَ القِدّ مُحصَدِ
كخنساءَ، سعفاءِ الملاطمِ، حرة ٍ
مسافرة ٍ، مزؤودة ٍ، أمِّ فرقدِ
غَدَتْ بِسِلاحٍ مِثْلُهُ يُتّقَى بهِ،
وَيُؤمِنُ جأشَ الخائِفِ المُتَوَحِّدِ
وسامِعَتَينِ تَعرِفُ العِتْقَ فيهِمَا
إلى جَذرِ مَدلوكِ الكُعوبِ مُحَدَّدِ
وناظرتينِ، تطحرانِ قذاهما
كأنّهُما مَكْحُولَتانِ بإثْمِدِ
طَبَاها ضَحاءٌ أوْ خَلاءٌ فخالَفَتْ
إلَيْهِ السّباعُ في كِناسٍ ومَرْقَدِ
أضَاعَتْ فلَمْ تُغْفَرْ لها خَلَواتُهَا،
فَلاقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعهَدِ
دماً، عندَ شلوٍ، تحجلُ الطيرُ حولهُ
وبضعَ لحامٍ، في إهابٍ، مقددِ
فجالتْ على وحشيها، وكأنها
مسربلة ٌ، في رازقيٍّ، معضدِ
وتَنفُضُ عَنها غَيبَ كُلّ خَميلَة ٍ،
وتخشى رماة َ الغوثِ، من كلِّ مرصدِ
ولم تدرِ وشكَ البينِ، حتّى رأتهمُ
وقَدْ قَعَدُوا أنْفاقَها كُلَّ مَقعَدِ
وثاروا بها من جانبيها كليهما
وجالتْ، وَإنْ يُجشِمْنها الشدّ تجهدِ
تبذُّ الألَى يأتينها، من ورائها
وَإنْ يَتَقَدّمْها السّوابقُ تَصْطَدِ
فأنقذها، من غمرة ِ الموتِ، أنها
رأتْ أنها إنْ تنظرِ النبلَ تقصدِ
نجاءٌ، مجدٌّ، ليسَ فيهِ وتيرة ٌ
وتذبيبها عنها، بأسحمَ، مذودِ
وجدتْ، فألقتْ بينهنَّ، وبينها
غباراً، كما فارتْ دواخنُ غرقدِ
بمُلْتَئِماتٍ كالخَذارِيفِ قُوبِلَتْ
إلى جَوْشَنٍ خاظي الطّريقَة ِ مُسنَدِ
إلى هَرِمٍ تَهْجِيرُها وَوَسِيجُها
تروحُ من ليلِ التمامِ وتغتدي
إلى هَرِمٍ سارَتْ ثَلاثاً منَ اللّوَى ،
فَنِعْمَ مَسيرُ الوَاثِقِ المُتَعَمِّدِ
سَوَاءٌ عَلَيْهِ أيَّ حينٍ أتَيْنَهُ،
أساعة نحسٍ تتقى أم بأسعدِ؟
ألَيسَ بِضرّابِ الكُماة ِ بسَيفِهِ
وفَكّاكِ أغْلالِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ
كلَيْثٍ أبي شِبْلَينِ يَحمي عَرينَهُ،(18/27)
إذا هو لاقى نجدة ً لم يعردِ
ومدرهُ حربٍ، حميها يتقى بهِ
شَديدُ الرِّجامِ باللّسَانِ وباليَدِ
وثقلٌ على الأعداءِ، لا يضعونهُ
وحمالُ أثقالٍ، ومأوى المطردِ
ألَيسَ بفَيّاضٍ يَداهُ غَمَامَة ً،
ثِمَالِ اليَتَامَى في السّنينَ مُحمّدِ
إذا ابتدرتْ قيسُ بنُ عيلانَ غاية ً
منَ المجدِ مَن يَسبِقْ إليها يُسوَّدِ
سَبَقْتَ إلَيها كُلّ طَلْقٍ مُبَرِّزٍ
سَبُوقٍ إلى الغاياتِ غَيرِ مُجَلَّدِ
كفِعْلِ جَوادٍ يَسبُقُ الخَيلَ عَفوُهُ
ـسراعَ وإن يجهدنَ يجهدْ ويبعدِ
تقيٌّ، نقيٌّ، لم يكثرْ غنيمة ً
بنكهة ِ ذي قربَى ، ولا بحقلدِ
سوى ربعٍ، لم يأتِ فيها مخانة ً
وَلا رَهَقاً مِن عائِذٍ مُتَهَوِّدِ
يطيبُ لهُ، أو افتراصٍ بسيفهِ
على دَهَشٍ في عارِضٍ مُتَوَقِّدِ
فلو كانَ حمدٌ يخلدُ الناسَ لم يمتْ
ولكنَّ حمدَ الناسِ ليسَ بمخلدِ
فأورثْ بينكَ بعضها، وتزودِ
تَزَوّدْ إلى يَوْمِ المَمَاتِ فإنّهُ،
ولو كرهتهُ النفسُ، آخرُ موعدِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> لمنِ الديارُ غشيتها بالفدفدِ؟
لمنِ الديارُ غشيتها بالفدفدِ؟
رقم القصيدة : 19486
-----------------------------------
لمنِ الديارُ غشيتها بالفدفدِ؟
كالوحيِ في حجرِ المسيلِ المخلدِ
وإلى سِنانٍ سَيْرُها وَوَسِيجُهَا
حتى تُلاقِيَهُ بطَلْقِ الأسْعُدِ
نِعْمَ الفَتى المُرّيّ أنْتَ إذا هُمُ
حَضَرُوا لدَى الحَجَراتِ نارَ المُوقدِ
ومفاضة ٍ، كالنهي، تنسجهُ الصبا
بَيضَاءَ كَفّتْ فَضْلَها بمُهَنّدِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
رقم القصيدة : 19487
-----------------------------------
ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
من الأمْرِ أوْ يَبدو لهمْ ما بَدا لِيَا؟
بَدا ليَ أنَ النّاسَ تَفنى نُفُوسُهُمْ
وأموالهمْ، ولا أرَى الدهرَ فانيا
وإنِّي متى أهبطْ من الأرضِ تلعة ً
أجدْ أثراً قبلي جديداً وعافيا(18/28)
أراني، إذا ما بتُّ بتُّ على هوًى
فثمَّ إذا أصبحتُ أصبحتُ غاديا
إلى حُفْرَة ٍ أُهْدَى إليْها مُقِيمَة ٍ
يَحُثّ إليها سائِقٌ من وَرَائِيا
كأني، وقد خلفتُ تسعينَ حجة ً،
خلعتُ بها، عن منكبيَّ، ردائيا
بَدا ليَ أنّ اللَّهَ حَقٌّ فَزادَني
إلى الحَقّ تَقوَى اللَّهِ ما كانَ بادِيَا
بدا ليَ أني لَستُ مُدْرِكَ ما مَضَى
ولا سابِقاً شَيْئاً إذا كان جائِيَا
وما إن أرى نفسي تقيها كريمتي
وما إن تقي نفسي كريمة َ ماليا
ألا لا أرى على الحَوَادثِ باقِياً
ولا خالِداً إلاّ الجِبالَ الرّواسِيَا
وإلاّ السّماءَ والبِلادَ وَرَبَّنَا
وأيّامَنَا مَعْدُودَة ً واللّيالِيَا
أراني إذا ما شئتُ لاقيتُ آية ً
تذكرني بعضَ الذي كنتُ ناسيا
ألم ترَ أنَّ الله أهلكَ تبعاً
وأهلكَ لقمانَ بنَ عادٍ، وعاديا
وأهلكَ ذا القرنينِ، من قبلِ ما ترى
وفرعونَ أردى جندهُ، والنجاشيا
ألا لا أرَى ذا إمّة ٍ أصْبَحَتْ بِهِ،
فتَترُكُهُ الأيّامُ، وهْيَ كما هيا
مِنَ الشّرّ، لو أنّ امرأً كان ناجِيا
من العيشِ، لو أنّ أمرأً كانَ ناجيا
منَ الدّهرِ، يوْمٌ واحدٌ كانَ غاوِيَا
بأرْسانِهِنّ، والحِسانَ الغَوَالِيَا
وأينَ الذينَ كانَ يُعطيهِمُ القُرَى ،
وأينَ الذينَ يَحضُرُونَ جِفَانَهُ،
إذا قدمتْ ألقوا، عليها، المراسيا
رَأيْتُهُمُ لم يُشْرِكُوا، بنُفوسِهِمْ،
مَنِيّتَهُ، لمّا رَأوْا أنّها هِيَا
فَساروا لهُ، حتى أناخُوا، بِبابِهِ،
كِرامَ المَطايا والهِجانَ المَتالِيَا
فقالَ لهمْ خيراً، وأثنى عليهمُ
وودعهمْ، وداعَ أنْ لاتلاقيا
وأجْمَعَ أمْراً كانَ ما بَعدَهُ لَهُ،
وكانَ إذا ما اخلولجَ الأمرُ ماضيا
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> لسلمَى ، بشرقيِّ القنانِ، منازلُ
لسلمَى ، بشرقيِّ القنانِ، منازلُ
رقم القصيدة : 19488
-----------------------------------
لسلمَى ، بشرقيِّ القنانِ، منازلُ
ورَسْمٌ بصَحراءِ اللُّبَيَّينِ حائِلُ(18/29)
منَ الأكرَمينَ مَنصِباً وضريبَة ً
إذا ما شتا تأويِ إليه الأراملُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> تَعَلّمْ أنّ شَرّ النّاسِ حَيٌّ
تَعَلّمْ أنّ شَرّ النّاسِ حَيٌّ
رقم القصيدة : 19489
-----------------------------------
تَعَلّمْ أنّ شَرّ النّاسِ حَيٌّ
يُنَادَى في شِعارِهِمُ يَسَارُ
وَلَوْلا عَسْبُهُ لَرَدَدْتُمُوهُ
يُبَرْبِرُ حينَ يَعدو مِنْ بَعيدٍ
إليها، وهوَ قبقابٌ، قطارُ
لطفلٍ، ظلَّ يهدجُ، من بعيدٍ
ضئيلِ الجسمِ، يعلوهُ انبهارُ
إذا أبْزَتْ بهِ يَوْماً أهَلّتْ
كما تبزي الصعائدُ، والعشارُ
فأبْلِغْ إن عَرَضْتَ لهمْ رَسُولاً
بني الصيداءِ، إن نفعَ الجوارُ
بأنَّ الشعرَ ليسَ لهُ مردٌّ
إذا وردَ المياهَ، بهِ، التجارُ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الليلة السابعة
الليلة السابعة
رقم القصيدة : 1949
-----------------------------------
أنا والريحْ
لا أهْلٌ ولا أحبابْ
ولا أحدٌ معي في هذه الغربهْ
أنا والريحَ لا أ ُمّي ولا الأصحابْ
ولا مِن إخوَتِي أحَدٌ يَدُقّ ُ البابْ
بعيدٌ فوقَ ما يتصَوّرُ الناسُونْ
بعيدٌ فوقَ ما يَصِفُونْ
أحنّ ُ لِسَعْفَةٍ في (الناصِرِيّةِ) مِن بساتيني
لقد كانتْ تصُدّ ُالرّيحْ
وكانت كلّما عَصَفَتْ بي الأيامُ تُؤْويني
أحنّ ُ لقاربٍ ينسابُ ضِدّ الماءْ
أحنّ لمنزلي المهدومْ ......
ونهرٍ لم يُسَمّوهُ
وما زالتْ نُهَيْراتُ العراق ِ تُفارقُ الأسماءْ
أنا والريحْ
وأمي حينما يأتي المساءُ وتدخلُ الغرفه
ترى صُوَرِي
تُكَلِّمُ نفسَها ... تبكي على قَدَري
وترجفُ مثلَما سَعْفَهْ
أيا ولدي ..... وأعلمُ لا تعودُ لهذِهِ الغرفهْ
سريرُ كَ فارغ ٌ مِن عودِكَ الرّطِبِ
وتبكي كلّما ترنو إلى كُتُبِي
وقرآني... وتربةِ كربلاءَ ... وسِبْحَتِي السّودَاءْ
وصَحْبي كلّما سألوا ......
تُغَطِّي مُقْلَة ً مخنوقة ً بِرِداءْ
وأظْهَرَتْ الخِمارَ مُبَلّلا ً بالماءْ
شهادتُكَ العزيزة ُ... أين أ ُخفيها ؟(18/30)
قصائدُ كَ الأسيرة ُ... أين أطويها ؟
تراثٌ أنتَ يا ولدي ......
وليلة ُ بابل ٍ لمْ نَدْرِ ما فيها
رفاقُكَ جُلُّهُمْ ذهَبُوا ....
وما ترَكُوا .... سوى البَصَمَاتِ والآثارْ
وشُرْطِيٍّ ببابِ الدارْ
جزاهُ الله ُخيرًا ... يدفعُ الأخطارْ !!
أيا ولدي ... وأعلمُ لا تعودُ لهذه الغرفهْ
وهذا جارُنا قَلِقٌ .... يُناديني ...
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّلا ً بالريحْ
وراحَ مُحَمّلا ً بالريحْ
أنا والريحَ ثانية ً أنا والريحْ
خُلِقْنا للحدودِ و للمسافاتِ
خُلِقْنا للمنافي .. للسجون ِ وللمناجاةِ
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّلا ً بالريحْ
وراحَ محملا ً بالريحْ
فقدتُكَ آهْ ............. ياولدي
وأنت لهذهِ الأيام ِ مُعْتمدي
لمَنْ مِنْ بعدِ وجهِكَ أفتحُ العينينْ ؟
ومِن أينَ السبيلُ لوجْهِهِ .... مِن أينْ ؟
لمَن لو ضاق بي أمَدِي ...
أمُدّ ُ يدي ؟
لمَن مِن بعدِ وجهِكَ أشتكي عُقَدِي ؟
أتى رجلُ البريدِ يَجُرّ ُ ساعاتي
أ حَقًّا قُلْتَ يا ولدي ..أنا في غربتي ذاتي ؟
أنا وَرَقِي من الزيتونْ
أ حَقّا أنت للغرباءْ ؟
وثالثة ً أنا والريحْ
أنا لن تأكلَ النيرانُ أوراقي
أنا أعدائي الجبناء
أنا فقط الكلابُ تريدُ إخفاقي
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> أبلغْ بني نوفلٍ عنِّي، فقد بلغتْ
أبلغْ بني نوفلٍ عنِّي، فقد بلغتْ
رقم القصيدة : 19490
-----------------------------------
أبلغْ بني نوفلٍ عنِّي، فقد بلغتْ
منِّي الحفيظة ُ، لمّا جاءني الخبرُ
القائلينَ: يساراً، لا تناظرهُ
غِشّاً لسَيّدِهمْ في الأمْرِ إذْ أمرُوا
إنَّ ابنَ ورقاءَ لا تخشى غوائلهُ
لكِنْ وَقائِعُهُ في الحَرْبِ تُنتَظَرُ
لَوْلا ابنُ وَرْقاءَ والمَجدُ التّليدُ لَهُ
كانوا قليلاً، فما عزوا، وما كثروا
المَجْدُ في غَيْرِهمْ لَوْلا مَآثِرُهُ
وصبرهُ نفسهُ، والحربُ تستعرُ
أولى لكم، ثمَّ أولَى ، أن يصيبكمُ
مِنّي بَوَاقِرُ لا تُبْقي وَلا تَذَرُ(18/31)
وَأنْ يُعَلَّلَ رُكْبانُ المَطيّ بِهِمْ
بكلّ قافِيَة ٍ شَنْعاءَ تَشتَهِرُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> أبْلِغْ لدَيْكَ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ
أبْلِغْ لدَيْكَ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ
رقم القصيدة : 19491
-----------------------------------
أبْلِغْ لدَيْكَ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ
أنّ يَساراً أتَانَا غَيرَ مَغلولِ
ولا مهانٍ، ولكنْ عندَ ذي كرمٍ
وفي حِبَالِ وَفيٍّ غيرَ مَجْهُولِ
لا مُقرِفِينَ وَلا عُزْلٍ وَلا مِيلِ
ـلا سخفَ رأيٍ، وساءها عصرُ
يعطي جزيلاً ويسمو، غير متئدٍ
بالخيلِ للقومِ في الزعزاعة ِ الجولِ
وبالفوارسِ، من ورقاءَ، قد علموا
فُرْسانَ صِدْقٍ على جُرْدٍ أبابِيلِ
في حومة ِ الموتِ إذ ثابتْ حلائبهمْ
في ساطعٍ من ضباباتٍ، ومن رهجٍ
وعثيرٍ من دقاقِ التربِ، منخولِ
أصحابُ زيدٍ، وأيامٍ، لهمْ سلفتْ
مَن حارَبُوا أعذَبُوا عنْهُ بتَنكيلِ
أوْ صَالَحُوا فَلَهُ أمْنٌ ومُنْتَفَذٌ
وَعَقْدُ أهْلِ وَفاءٍ غَيرِ مَخذولِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
رقم القصيدة : 19492
-----------------------------------
ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
وَلا ذِكْرَ التّجَرّم للذّنُوبِ
وَلا تَسْألْهُ عَمّا سَوْفَ يُبدي
وَلا عَنْ عَيْبِهِ لكَ بالمَغيبِ
مَتى تَكُ في صَديقٍ أوْ عَدُوٍّ
تُخَبّرْكَ الوُجُوهُ عنِ القلوبِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> إنَّ الرزية َ، لا رزية َ مثلها،
إنَّ الرزية َ، لا رزية َ مثلها،
رقم القصيدة : 19493
-----------------------------------
إنَّ الرزية َ، لا رزية َ مثلها،
ما تبتغي غطفانُ، يومَ أضلتِ
إن الركابَ لتبتغي ذا مرة ٍ
بجنوبِ نخلَ، إذا الشهورُ أحلتِ
يَنْعَوْنَ خَيرَ النّاسِ عندَ شَديدة ٍ
عَظُمَتْ مُصِيبتُهُ هناكَ وجلّتِ
وملعنٍ، ذاقَ الهوانَ، مدفعٍ
راخيتَ عقدة َ كبلهِ، فانحلتِ(18/32)
وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدّرْعِ أنتَ لنا إذا
نهلتْ منَ العلقِ الرماحُ، وعلتِ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
رقم القصيدة : 19494
-----------------------------------
ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
وَأيّامُ النّوَائبِ قَد تَدورُ
فإن تكُ صِرْمَة ٌ أُخذتْ جِهاراً
كغرسِ النخلِ، أزرهُ الشكيرُ
فإنّ لكُمْ مَآقِطَ غاشِياتٍ
كيَوْمِ أُضِرّ بالرّؤساءِ إيرُ
كأنّ عَلَيهمُ بجَنُوبِ عِسرٍ
غَمَاماً يَسْتَهِلّ ويَستَطيرُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> رَأتْ رَجُلاً لاقى منَ العيشِ غبطة ً
رَأتْ رَجُلاً لاقى منَ العيشِ غبطة ً
رقم القصيدة : 19495
-----------------------------------
رَأتْ رَجُلاً لاقى منَ العيشِ غبطة ً
وَأخْطَأهُ فِيها الأمُورُ العَظائِمُ
وَشَبّ لهُ فيها بَنُونَ وتُوبِعَتْ
سَلامَة ُ أعْوامٍ لَهُ وغَنَائِمُ
فأصبحَ محبوراً، ينظرُ حولهُ
تَغَبُّطَهُ لوْ أنّ ذلكَ دائِمُ
وعندي، من الأيامِ، ما ليسَ عندهُ
فقلتُ: تعلمْ أنَّما أنتَ حالمُ
لَعَلّكَ يَوْماً أنْ تُرَاعَ بِفاجِعٍ
كما راعني، يومَ النتاءة ِ، سالمُ
العصر الجاهلي >> زهير بن أبي سلمى >> لعمركَ، والخطوبُ مغيراتٌ،
لعمركَ، والخطوبُ مغيراتٌ،
رقم القصيدة : 19496
-----------------------------------
لعمركَ، والخطوبُ مغيراتٌ،
وَفي طُولِ المُعاشَرَة ِ التّقَالي
لقَدْ بالَيْتُ مَظْعَنَ أُمّ أوْفَى
ولكِنْ أُمّ أوْفَى لا تُبالي
فأمّا، إذْ ظعنتِ، فلا تقولِي
لذي صهرٍ: أذلتُ، ولم تذالي
أصبتُ بنيَّ، منكِ، ونلتِ منِّي
منَ اللّذّاتِ والحُلَلِ الغَوَالي
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ
قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ
رقم القصيدة : 19497
-----------------------------------
قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ
صحائفَ تحوي كل فن من الشعر
أرى غرر الاشعار تبدو نضيدة ً(18/33)
على صفحات الكون سطراً على سطر
وما حادثات الدهر الاَّ قصائد
يفوه بها للسامعين فم الدهر
وما المرء إلا بيت شعر عروضه
مصائب لكن ضربه حفرة القبر
تنظّمنا الايام شعراً وانما
تردُّ المنايا ما نَظمن إلى النثر
فمنا طويل مُسهب بحر عمره
ومنا قصير البحر مختصَر العمر
وهذا مديح صيغ من أطيب الثنا
وذاك هجاء صيغ من منطق هُجر
وربَّ نيام في المقابر زرتهم
بمنهلّ دمع لا يُنهنهُ بالزجرِ
وقفت على الاجداث وقفة عاشق
على الدار يدعو دارس الطلل القفر
فما سال فيض الدمع حتى قرنته
إلى زفرات قد تصاعدن من صدري
أسكان بطن الأرض هلا ذكرتم
عهوداً مضت منكم وأنتم على الظهر
رضيتم باكفان البلى حللاً لكم
وكنتم أولى الديباج والحللِ الحمر
وقد كنتم تؤذِي الحشايا جنوبَكمْ
أمين أبي التدليس في القول حاكياً
ألا يا قبوراً زرتها غير عارف
بها ساكن الصحراء من ساكن القصر
لقد حار فكري في ذويك وانه
ليحتار في مثوى ذويك أولو الفكر
فقلت وللأجداث كَفى مشيرة
ألا ان هذا الشعر من أفجع الشعر
وليل غُدافيَّ الجناحين بته
أسامر في ظلمائه واقع النسر
وأقلع من سفن الخيال مَراسياً
فتجري من الظلماءِ في لُجَج خُضرِ
أرى القبة الزرقاء فوقي كأنها
رواق من الديباج رّصع بالدر
ولولا خروق في الدجى من نجومه
قبضت على الظلماء بالانمل العشر
خليليَّ ما أبهى وأبهج في الرؤى
نجوماً بأجواز الدجى لم تزل تسري
إذا ما نجوم الغرب ليلا تغورت
بدت أنجم في الشرق أخرى على الإثر
تجوّلت من حسن الكواكب في الدجى
وقبح ظلام الليل في العرف والنكر
إلى أن رأيت الليل ولَّت جنوده
على الدُهم يقفو إثرها الصبح بالشُّقْر
فيالك من ليل قرأت بوجهه
نظيم البها في نثر أنجمه الزهر
فقلت وطرفي شاخص لنجومه
ألا إن هذا الشعر من أحسن الشعر
ويوم به استيقظت من هجعة الكرى
وقد قدّ درعَ الليل صمصامهُ الفجر
فأطربني والديك مُشج صياحه
ترنمُ عصفور يزقزق في وكر
ومما ازدهى نفسي وزاد ارتياحها(18/34)
هبوب نسيم سَجْسَج طيّب النشر
فقمت وقام الناس كلٌّ لشأنه
كأنا حجيج البيت في ساعة النفر
وقد طلعت شمس النهار كأنها
مليك من الأضواء في عسكر مَجر
بدت من وراء الافق ترفل للعلى
رويداً رويداً في غلائلها الحمر
غدت ترسل الأنوار حتى كأنها
تسيل على وجه الثرى ذائب التبر
الى أن جلت في نورها رونق الضحى
صقيلا وفي بحر الفضاء غدت تجري
وأهدت حياة في الشعاع جديدة
إلى حيوان الأرض والنبت والزهر
فقلت مشيراً نحوها بحفاوة
ألا ان هذا الشعر من ابدع الشعر
وبيضة خدر ان دعت نازح الهوى
أجاب ألال لبيك يا بيضة الخدر
من اللاء يملكن القلوب بكلمة
ويحيين ميت الوجد بالنظر الشزر
تهادت تريني البدر محدقة َ بها
اوانس إِحداق الكواكب بالبدر
فلله ما قد هجن لي من صبابةة
ألفتُ بها طيَّ الضلوع على الجمر
تصافح احداهن في المشي تربها
فنحر الى تحر وخصر الى خصر
مررن وقد أقصرت خطوي تأدُّباً
وأجمعت أمري في محافظة الصبر
فطأطأنَ للتسليم منهنَّ أرؤساً
عليها أكاليل ضُفرن من الشعر
فألقيت كفي فوق صدري مسلّماً
وأطرقت نحو الارض منحني الظهر
وأرسلت قلبي خلفهن مُشيعاً
فراح ولم يرجع إلى حيث لا أدري
وقلت وكفى نحوهن مشيرة
ومائدة نسجُ الدِّمقس غطاؤُها
بمحلس شبان همُ أَنجم العصرْ
رقى من أعاليها الفنغراف منبراً
محاطاً باصحاب غطارفة غُر
وفي وسط النادي سراج منوّر
فتحسبه بدراً وهم هالة البدر
فراح باذن العلم يُنطق مقولاً
عرفنا به ان البيان من السحر
فطوْراً خطيباً يحزن القلب وعظه
وطوراً يُسرُّ السمع بالعزف والزمر
يفوه فصيحاً بالُّلغا وهو أبكم
ويسمع ألحان الغنا وهو ذو وقر
أمين أبى التدليس في القول حافظاً
تمر الليالي وهو منه على ذُكر
فيالك من صنع به كل عاقل
أقر لا ديسون بالفضل والفخر
فقلت وقد تمت شقاشق هدره
ألا إن هذا الشعر من أعجب الشعر
وأصيد مأثور المكارم في الورَى
يريك اذا يلقاك وجه فتى حر
يروح ويغدو في طيالسة الغنى
ويقضي حقوق المجد من ماله الوفْر(18/35)
تخوَّنه ريب الزمان فأُولعت
باخلاقها ديباجتيه يد الفقر
فأصبح في طُرْق التصعلك حائراً
يجول من الاملاق في سملٍ طمر
كأن لَم يُرح في موكب العز راكباً
عتاق المذاكي مالك النهى والامر
ولم تزدحم صِيدُ الرجال ببابه
ولم يَغْمُرِ العافين بالنائل الغَمْرِ
فظل كئيب النفس ينظر للغنى
بعين مُقِلٍّ كان في عيشة المثرى
إلى أن قضى في علة العُدم نَحْبه
فجهّزه من مالهم طالبو الاجر
فرُحتُ ولم يُحفَل بتشييع نعشه
أشيّعه في حامليه إلى القبر
وقلت وأيدي الناس تحثوا ترابه
ونائحة تبكي الغداة وحيدها
بشجو وقد نالته ظلماً يد القهر
عزاه الى احدى الجنايات حاكم
عليه قضى بُطلاً بها وهو لا يدري
فويل له من حاكم صُبَّ قلبه
من الجوْر مطبوعاً على قالب الغدر
من الروم أما وجهه فمشوَّه
وَقاح وأما قلبه فمن الصخر
أضرَّ بعفّ الذيل حتى أمضَّه
ولم يلتفت منه الى واضح الغدر
تخطّفه في مخلب الجور غيلة ً
فزجَّ به من مظلم السجن في القعر
تنوء به الأقياد إن رام نهضة
فيشكو الأذى والدمع من عينه يجري
تناديهِ والسجانُ يُكثر زجرها
عجوز له من خلف عالية الجُذْر
بُنَى َّ أظنّ السجنَ مسِّك ضُرُّه
بنيَّ بنفسي حلَّ ما بك من ضرّ
بُنى َّ استعن بالصبر ما أنت جانياً
وهل يخذل الله البريء من الوزر
فجئت أعاطيها العزاء وأدمعي
كأدمعها تنهلّ مني على النحر
وقلت وقد جاشت غوارب عَبرتي
ألا إن هذا الشعر من أقتل الشعر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
رقم القصيدة : 19498
-----------------------------------
بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
حديث بصير بالحقيقة عالم
جُبِلنا على حب الحياة وإنها
مخيفة أحلام أطافت بحالم
سعى الناس والاقدار مخبوءَة لهم
وناموا وما ليل الخطوب بنائم
جرت سفن الايام مشحونة ً بنا
على بحر عيش بالردى متلاطم
تأملت في الاحياءِ طراً فلم اجد
بهم باسماً إلا على ألف واجم(18/36)
وربَّ سعيد واحد تمَّ سعده
بالف شقيّ في المعيشة راغم
وما المرءُ إلا دَوْحة في تنوفة
مُلَوَّحة ُ أغصانها بالسمائم
لها ورَقٌ قد جف إلا أقله
وعيدانها بين النُّيوب العواجم
ولا بد أن تُجْتَثَّ يوما جُذورها
وتَقلعها إحدى الرياح الهواجم
ارى العمر مهما ازداد يزداد نقصه
إذن نحن في نقص من العمر دائم
ولولا انهدام في بناء جسومنا
لما احتيج في تعميرها للمطاعم
لحى الله بأْساءَ الحياة كأننا
نُكبَّلُ من حاجاتها بالأداهم
نروح كما نغدو تجاهد دونها
أموراً دعتنا لارتكاب الجرائم
فلو كنت في هذا الوجود مخيراً
وفي عدمي لاخترته غير نادم
هل الموت إلا سالك وحياتنا
إليه سبيل مستنبين المعالم
وما زال هذا الدهرُ غضبانَ آخذاً
على الناس من سيف النون بقائم
تبصّر تجد هذه البسيطة منزلاً
كثير اليتامَى عامراً بالمآتم
وليس الذي آسى له فقد هالكٍ
ولكن ضياع المفجّعات الكرائم
أراملُ تستذرى الدموع وحولها
يتامى كأفراخ القطا والحمائم
وكائن ترَى مخدومة في جلالها
سعتْ حيث أبكاها الردَى سعي خادم
فليت المنايا حين قوَّضن بيتها
بدا خُلبَّا والشرّ ضربة َ لازم
أرى الخيرَ في الأحياء ومْضَ سحابة
إذا ما رأينا واحداً قام بانيا
هناك رأينا خلفه ألفَ هادم
وما جاء فيهم عادل يستميلهمْ
الى الحق الا صدَّه الف ظالم
جهِلت كجهل الناس حكمة َ خالق
على الخلق طراً بالتعاسة حاكم
وغاية جهدي انني قد علمته
حكيما تعالى عن ركوب المظالم
دأبت لنفسي في الحياة كأنني
من العيش مُلقى ً في شدوق الضراغم
يخاصمني منها على غير طائلٍ
اناس فابدي الصفح غير مخاصم
وأقنع بالقوت الزهيد لطيبه
حذار وقوعي في خبيث المطاعم
وأترك ما قد تشتهي النفس نَيْلَه
وما انا في شئٍ عليه يجارم
إذا جئت بالقلب السليم يجيئني
بقلب له من كثرة الحِقد وارم
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> من أين من أين يا ابتدائي
من أين من أين يا ابتدائي
رقم القصيدة : 19499(18/37)
-----------------------------------
من أين من أين يا ابتدائي
ثم إلى أين يا انتهائي؟
أمن فناء إلى وجود
ومن وجود الى فناءِ
أم من وجود له اختفاءٌ
الى وجود بلا اختفاءِ
خرجت من ظلمة لأخرى
فما امامي وما ورائي
ما زلت من حيرة بامرى
معانق اليأس وارجاءِ
إن طريق النجاة وعر
يكبويه الطرف ذو النجاءِ
يَأيها المترف المهنّا
يهدي إلى ناجع الدواء
لاي امر ذه الليالي
تأتني وتمضي على الولاءِ
فتطلعُ الشمس في صباح
وتغرب الشمس في مساء
ارى ضياءً يروق عيني
ولست أدري كنه الضياء
وما اهتزاز الأثير إلا
عُلالة نزرة الحملاء
نحن على رغم ما علمنا
نعيش في غيهب العماء
نشرب ماء الظنون عبا
بهنَّ يُدعى يابن الثراء
تأتي علينا مشاهدات
نروح منهن في مراءِ
وكم نرى فعل فاعلات
من القوى وهي في الخفاءِ
يا ويلة الحس انه عن
حقيقة الامر في غطاءِ
فان اجزاء كل جسم
مبتعدات بلا التقاءِ
وفي دُقاق الجماد عَرك
يا قوة الجذب أطلقيني
من ثقلة اوجبت عنائي
لولاك لولاك يا شكالي
انتَ عماد السماءِِ لكن
خفيت عن عين كل راءِ
ربطت كل النجوم فيها
بعضاً ببعض ربط اعتناء
فدرن في الجوّ جاريات
كأنها السفن فوق ماءِ
نحن بني الارض قد علمنا
باننا من بني السماء
لو كنت في المشتري لبانت
ارضي سماءً بلا امتراء
فليس فوق وليس تحت
ولا اعتلاءٌ لذي اعتلاءِ
وانما نحن فوق نجم
فليت شعري أي ارتقاء
للروح يبقى أيُّ ارتقاء
وأنت يا كهرباء سرٌّ
بدا وما زال في غِشاء
عجائب الكوزن وهي شتى
فيك انطوت أيما انطواء
رضأت ان شئت كل داج
لنا وأدنيت كل ناء
فأنت للكائنات روح
إن كانت الروح للبقاء
وكم تقاضاك فيلسوف
حقيقة ً صعبة الاداء
فقال والقول منه ظن
ما الكون إلا بالكهرباء
وليلة بتها أنادي
نجومها ابعد النداء
آخذ منهن بالتداني
فكراً ويأخذنَ بالتنائي
فانثني باكياً بشعري
وربما كرّ بعد وهن
فكري فالفى بعض الشفاء؟
فأرجع القهقرى أغنِّي
وما سوى الشعر من غناء
أقول والنسر فوق رأسي(18/38)
وطالع النجم في إزائي
يا أيها الأنجم الزواهي
لله ما فيك من بهاء
اما كفاك النعش السنى جمالاً
حتى تجللت بالسناء
امات ذو النعش بانطفاء
اني اذا كنت في حداد
اليك اهدي حسن العزاء
أخوك هل طائر لو كر
أم قاصد منتهى الفضاء
كأن أم النجوم سيف
سُلَّ على الليل ذو مَضاء
رصع متناه بالدراري
فراق في الحستن والرواء
كأن نجم السها اديب
في أرض بغداد ذو ثَواء
كأن خط الشهاب مُدلِ
لاسفل البئر بالرشاء
كأنما انجم الثريا
في شكلها الباهر الضياء
قفار كف به فصوص
من حجر الماس ذيالصفاء
برئت للموت من حياة
مانكبت مهيع الشقاء
لم يكفها أنها احتياج
حتى غدت حَومة البلاء
يمرح في ثوب كبرياء
مهلا أخا الكبر بَعض كبر
الست تقني بعض الحياء؟
انت ابن فقر الى أمور
بهن تدعى يا ابن الثراء
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> طائر الجنوب
طائر الجنوب
رقم القصيدة : 1950
-----------------------------------
سوف أمضي وأرحلُ
يا عراقي المُدَ لّلُ
ظاهرٌ منكَ أنني
ليس لي فيك منزلُ
ولكنْ لا تقُلْ مَلّوا .....
وهانَ العيشُ ...... أو خانوا
تغرّبْنا .........
تركنا أهلَنا في الجنةِ الخضراءْ
هَجَرْنا دجلة َ الفيحاءْ
هَجَرْ نا الماءْ
جَنوبِيّ ٌ أنا ما غيّرَتْني الريحْ
و فلاحٌ أنا .... قلبي على أرضي
قضيناها ولا أحدٌ يُصَدِّق أنها تقضي
ولا أحدٌ يُصَدِّقُ أننا نمضي
ولكنْ ما بأيدينا؟
عَجزْ نا أيها الوطن ُالمكابرُ أنْ نُغَنّي فوقَ قتلانا
ونرقصَ دونَ أنْ تهتزّ أيدينا
أبينا أنْ نُقَبِّلَ رأسَ خادِمِنا ......
ونركعَ تحتَ أرْجُلِهِ ليُعْطِينا
جَنُوبيّ ٌ أنا ...... لا أعرفُ التزييفْ
وشرقيّ ٌ....أحِنُّ لموطني مهما قسا وطني
أيا وطني ...........
وكنا كلما غنى المغني ...( سَيّبُوني ....
على جسرِ المُسَيَّبِ سَيّبُوني ) ..
نُطْفِئ ُ المِذياعْ
ونجلسُ ساعة ًنبكي
فممنوع ٌعلى أمثالِنا إطراقة ٌ في هذه الأوضاعْ
فمَن هُم يا تُرى قد سَيّبُوك وزوّدُوا الأوجاعْ ؟(18/39)
لماذا تسمعُ الجدرانُ في وطني
وأهلُ مدينتي عاشوا بلا أسماعْ ؟!
لماذا يملِكُ الغرباءُ مصنعَنا وأهلُ مدينتي صُنّاعْ
نعم قد كان لي وطنٌ ولكنْ ضاعْ
فما بين الحرائرِ والسجائرِ والقناني ضيّعُوا وطناً
وما بين المقابرِ والمنابرِ ضيّعُوا الأنسانْ
علينا أنْ نُلَمْلِمَ ما تبقّى من ليالينا
ونخرج َمن أراضينا بلا عنوانْ
علينا أنْ نُسَلِّمَ للمخافرِ هذه الأوطانْ
ولكنْ ............................................
لا تقلْ خانوا ..... ولا هجروا
وقلْ يأتونَ لا ينسونني أبدًا
عيوني للدروبِ وساعتي سنة ٌ
وأطفالٌ لهم قد عذبوني إنهم يبكونْ
وشيخٌ عاجزٌ في دارِهِم ينعى
وصرعى
والحقائقُ لا تروقُ ولا تُسَلِّيني
أنا وطنٌ كبيرٌ مَن سَيَدْ فُنُنِي ؟
ومَن أولى بتكفيني ؟
أنا وطنٌ أغنّي للخفافيش ِالتي داستْ ملائكتي
وعَدْوًا أفسدَتْ ديني
ويغتصِبُ الجرادُ الماءَ من زرعي
ويركضُ هاربًا طيني
أهانَ العيشُ ؟!
أمْ وجدوا لهمْ من دونِنا وطنًا ؟!
نعم يا موطني قد ضَمّنا وطنٌ
فأصبحنا حيارى نسألُ السُرّاقْ
وأرسلنا لكَ الأوراقْ
عيوني للدروبْ
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> نحن من أرضنا على مُنطاد
نحن من أرضنا على مُنطاد
رقم القصيدة : 19500
-----------------------------------
نحن من أرضنا على مُنطاد
جائل في شواسع الأبعادِ
طائرٍ في الفضاءِ عرضاً وطولاً
بجناحٍ من القوى غير باد
ايها الارض سرتِ سيرك مثنى
ذا نتاجين في زمان أُحاد
فتقلّبت في نهار وليل
ذا مضلٌ وذاك للناس هاد
في بلادٍ يكون سيرك تأْويـ
ـباً على أنه سُرى في بلاد
فيك دفع وفيك يا أرض جذب
لك ذا سائق وذا لكِ حادي؟
فلك دائر على الشمس طوراً
في اقتراب وتارة في ابتعاد
ليت شعري وما حصلت من الآ
راء إلا على خلاف السداد
لبقاء تُقلنا الأرض في تسـ
ـيارها أم تقلنا لنفاد
نحن في عالم تقصف فيه
عارض النائبات بالرعاد
شأننا العجز فيه نوجد أني
قذفتنا يد الخطوب الشداد(18/40)
ضاع جَذر الحياة عنا فخِلنا
انها كالأصمّ في الاعداد
شغلتنا الدنيا بلهو ولَعب
فغفلنا والموت بالمرصاد
ضل من رام راحة في حياة
نحن منها في معرك وجلاد
إنما هذه الحياة جروح
اثخنتنا والموت مثل الضماد
كلّ اسرٍ يهون ان أُطلقت أَر
واحنا الموثقات بالأجساد
لا تلمني اذا جزعت فاني
ما ملكت الخيار في ايجادي
واللبيب الذي تعلم إتيا
مثلما طال مطلها بمرادي
كدّرت عيشيَ الحوادث حتى
لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الامور على الأشـ
ـكال إلا تفحص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً
وتعرّف بالغي طرْق الرشاد
نَ المالي من خسة الاوغاد
ايها الغرّ لا تغرّك دنيا
ك بكون مصيره لفساد
خف من غاص في الغرور كما في
لجة الماء خف ثِقل الجماد
يا خليلي والخليل المُواسى
منكما من يقوم في اسعادي
خاب قوم أنوا وغى العيش عُزلا
من سلاحي تعاون واتحاد
قد جفتنا الدنيا فهلا اعتصمنا
من جفاء الدنيا بحبل وِداد
لو عقلنا لما اختشى قطّ محسو
دون وقع الأذاة من حساد
فمتاع الحياة احفر من ان
يستفزّ القلوب بالأحقاد
أنا والله لا أريد بأن أو
قِع شرًّا ولو على من يعادي
إن لي إن سمعت أنَة محزو
نٍ أنيناً مُرَجعاً في فؤادي
من نفسي عن همها ذات شغلٍ
بهموم العباد كلِّ العباد
لا أحب النسيم إلا إذا هب
على كل حاضر أو باد
ايها الناس ان ذا العصر عصر الـ
ـعلم والجد في العلى والجهاد
عصر حكم البخار والكهربائيـ
ـية "والماكينات" والمنطاد
بُنيت فيه للعلوم المباني
وأقيمت للبحث فيها النوادي
فاض فيض العلوم بالرغم ممن
ضربوا دونهن بالأسداد
إن للعلم في الممالك سيراً
مثل سير الضياءِ في الأبعاد
اطلع الغرب شمسه فحبا الشر
ق اقتباساً من نورها الوقاد
إن للعلم دولة خضعت دو
ما استفاد الفتى وان ملك الار
ضَ بأعلى من علمه المستفاد
لا تُسابق في حَلبة العزّ ذا العلـ
ـم فما للهجين شأْوُ الجواد
إن أموات أمة العلم أحيا
ءٌ حياة الأرواح والأجساد
ساكناً والضمير منِّي ينادي(18/41)
صار بالعلم كعبة القصار
ربَّ يوم وردت دجلة فيه
مورداً خالياً عن الورّاد
حيث ينصبّ في سكوتٍ عميق
ماؤها لاثماً ضفاف الوادي
وهبوب النسيم يكتب في الما
ءِ سطوراً مُهتزَّة ً في اطراد
يَمَّحى بعضها ويظهر بعضٌ
فهي تنسب بين خاف وباد
وتئنّ المياه لي بخرير
كأنين السقيم للعوَّاد
قمت في وجهها أُردّد طرفي
واقفاً تحت سرحة ٍ ناح غريزيـ
ـاً حزيناً كأنه انشادي
جاويتهُ افنانها بأنين
من حفيف الأوراق والأعواد
ايها الطائر المرجع فوق الـ
طائر فوق غصنها الميَّاد
بين ماءٍ جارٍ ولحن شجيّ
منك يا طائرُ استطار فؤادي
يا مياهاً جرت بدجلة تجتا
رز مروراً بجانبي بغداد
ان نفسي الى الحقيقة عطشى
افتشفين غلة من صاد
كنت تجرين والرُّصافة والكر
خ خلاء من رائح أو غاد
أيها الماءُ أين تجري ضَياعاً
وحواليك قاحلات البوادي
فمتى تفطن النفوس فيحيا
بك سقياً موات هذي البلاد
لو زرعنا خليج فارس ما ذا
فمه معك بالع بازدراد
انت والله عسجد ولجين
لو أتينا الأمور باستعداد
فاجر يا ماءُ إن جريت رويداً
باناة ٍ ومهلة ٍ واتآد
علَّنا نستفيق من رقدة الفقـ
ـر فنغنى بفيضك المزداد
سلكتك السما ينابيعَ في الأر
ض امدّتك ايما امداد
فتفجَّرتَ في السفوح عيوناً
نبعت من مخازن الاطواد
وذا ما انتهيت في جريان
عُدت للبدءِ في مُتون الغوادي
هكذا دار دائر الكون من حيـ
ـث انتهى عاد راجعاً للمبادي
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
رقم القصيدة : 19501
-----------------------------------
أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
فالدار قفر بعدهم بلقعْ
سارت بنا الارض الى غاية
لنا وللأرض هي المرجع
ونحن كالماء جرى نابعاً
لكن علينا خفي المنبع
والعلم قد أنكر مِنهاجنا
كناّ ارتديناه فهل ترقع
فجعتنا يا علُم في أمرنا
أمعتِبٌ أنت إذا تجزع
لقد طغت حيرة أهل النهى
هل فيك يا علم لها مردع
كم نشرب الظنّ فلا نرتوي(18/42)
ونأكل الحَدْس فلا نشبع
والناس ويل الناس في غفلة
ترتع والموت بهم يرتع
والكون قد لاح بمرآته
للعيش وجه شاحب أسفع
وإن في البدر لخطبا به
في البدر لاحت بقع اربعْ
فالعين ما يورث حزناً ترى
والشمس من مشرقها تطلع
حتى اذا ما بلغت شوطها
لاحت نجوم في الدجى تلمع
وهكذا الظلمة تتلو الضيا
والضوء للظلمة يستتبع
ونحن في ذاك وفي هذه
بالنوم واليقظة نستمتع
ما بين مسعود يميت الدُّجَى
نوماً ومنكود فلا يهجع
ومسرع يسبقه مبطىء
ومبطيء يسبقه مسرع
وشامت يضحك من حادث
حلَّ بباك قلبه موجع
أو كان للقسوة عين وقد
رأته كانت عينها تدمع
والكل في شغب لهم دائم
لم يقلعوا عنه ولن يقلعوا
والماء تجري وهي ريدانة
حيناً وحيناً عاصف زعزع
وبعضهم تُمرع ودِيانه
وبعضهم واديه لا يُمرع
قد يحسب الانسان آماله
والموت مصغ نحوه يسمع
حتى إذا أكمل حُسْبانها
وافاه ما ليس له مدفع
فخر للجنب صريعاً به
وأي جنب ما له مصرع
وظل فوق الأرض في حالة
يزور عنها الحسب الأرفع
لا تعمل الاقلام في كفه
وكان من قبل بها يصدع
ولم تعد تقطع اسيافه
من بعد ما كان بها يقطع
فاستُلّ مثل السيف من مطرف
طرائق الوشى به تلمع
ولُفَّ في ثوب له واحدٍ
ليس له رقم ولا مِيدع
ماهاً له ثوب البلى انه
لم ينج لا كسرى ولا تبَّع
ودُسَّ حيث الأرض أمست له
ملحودة ضاق بها المضجع
حيث البلى يرميه حتى اذا
والأرض في منقلب بالورى
خالط ترب الارض جثمانه
مطحونة منه بها الأضلع
لله دَرَّ الموت من خطة
فيها استوى ذو العيّ والمصقع
يخون فيها القولُ مِنطيقه
كما تخون البظلَ الأدرع
ما أقدر الموتَ فمن هوله
يا رافع البنيان كم للردى
من سُلَّم يدرك ما ترفع
ويا طبيب القوم لا تؤذهم
ان دواء الوت لا ينجع
لا بدَّ للغرور من مندم
بالعض تدَمى عنده الأصبع
وما عسى تغني وقد حشرجت
ندامة ليست اذاً تنفع
يا يرقع الخلقة واهاً لما
فيك وآهاً منك يا بُرقع
قد زاغت الابصار فيما ترى
اذ فات عنها سرك الموجع(18/43)
وليس في الإمكان عند النهى
أبدع مما خلق المبدِع
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
رقم القصيدة : 19502
-----------------------------------
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
بياناً منك يُخبِرُنا اليقينا
كأن العالم العُلْوِيَّ سِفرُ
نطالعه ولسنا مفصحينا
نحاول منه إعراب المعاني
بتأْويل فنرجع مُعْجمِينا
كواكب في المجرة عائمات
حكت في بحر فسحتها السفينا
سرت زهر النجوم وما دراها
فلالسفة مضت ومنجمونا
شموس في السماءِ علت وجلّت
فظنوا في حقيقتها الظنونا
سوابح في الفضاءِ لها شؤُون
ولما يعلموا تلك الشؤونا
وما ارتجفت بجنح الليل إلاَّ
لتضحك فيه مما يزعمونا
لعل لها بهذا الجو شأناً
سِوَى ما نحن فيه مرجمونا
تلوح على الدجى متلألئات
فتبهج في تلألوءِها العيونا
وأني يدرك الرائي مداها
وان ألفقى لها نظراً شفونا
تودّ الغانيات اذا رأتها
لو انتظمت لها عِقْداً ثميناً
تقلدّه على اللبات منها
وتطرح الدمالج والبرينا
ألكنى يا ضياءُ إلى الدراري
رسالة مُسهِرِ فيها الجفونا
لعلك راجع منها جواباً
يزيل عماية المتحيرينا
فقل انى تحّير فيك فكري
كذاك تحير المتفكرونا
فيا أم النجوم وأنتِ أمُّ
أيولد فيك كالأرض البنونا
وهل فيك الحياة لها وجود
فيمكن للردى بك أن يكونا
وهل بكِ مثل هذه الارض ارض
وفيها مثلنا متخالفونا
وهل هم مثلنا خُلقاً وَخَلقاً
هناك فيأكلون ويشربونا
وهل هم في الديانة من خلاف
نصارى أو يهود ومسلمونا
وهل طابت حياة بنيكِ عيشاً
ففوق الارض نحن معذبونا
وهل حُسِبت بك الأيام حتى
تألّف من تعاقبها اتلسنونا
وهل بالموت نحن إذا خرجنا
عن الأجساد نحوك مرتقونا
فتبقى عندك الارواح اذاً واجب
بها إن كان سُلْمك المنونا
فاحبب بالمنون يا دراري
فنحن نخالة بعداً شَطونا
أيبنى ما وراءَكِ يا دراري
قد اتسع الفضاءُ لك اتساعاً
فهل أبعاده بك ينتهينا
وصغرك ابتعادك فيه حتى(18/44)
اليك استشرف المتشوفونا
فهل كان ابتعادك من دلالٍ
علينا أم بعدت لتخدعينا
خوالد في فضاءك أنت؟ أم قد
يحل بك الفناءُ فتذهبينا
وقالوا ما لعدتك انتهاءٌ
فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا
وقالوا الأرض بنتك غيرَ مَيْن
فهل أبناءُ بنتك يصدقونا
وقالوا إن والدك المفدّى
أثيرٌ في الفضاءِ أَبى السكونا
ترصَّدك الانام وما اتانا
بعلم كيانك المترصدونا
فهرشل ما شفى منا غليلا
ولا غاليلُ أنبأنا اليقينا
وكبلرقد هدى أو كاد لما
أبانك يا نجوم تجاذبينا
الى كم نحن نلبس فيك لبساً
ومن جراك ندَّرع الظنونا
لعل النجم في احدى الليالي
سيبعث للورى نوراً مبيناً
تقوم له الهواتف قائلات
خذوا عني النهى ودعوا الجنونا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> خبرٌ في الارض اوحته السما
خبرٌ في الارض اوحته السما
رقم القصيدة : 19503
-----------------------------------
خبرٌ في الارض اوحته السما
وكذا في البر ألقى العلمَا
أنّ هذي الأرض كانت أولا
ما ترى بحراً بها أو جبلا
أو سهولاً أو رُباً أو سُبلاً
أو رياضاً زهرها الغض نما
من سحاب جاده بالمطر
إنما كانت كتلك الأخواتْ
من نجوم سائرات دائرات
حول شمس هي إحدى النيرات
كنَّ من قبل عليها سدما
ثم بعدُ انفصلت من ذا السديم
قِطعٌ منها صغير وجسيم
ضمن أفلاكٍ بها الدور يديم
فاستقر الكل فيها أنجما
أولاً الزهرة باتاشمس اقتدى
ولها أقربَ سيار غدا
وهي سارت خلفه طول المدى
فأمام الأرض ذان انتظما
أرضنا كانت لظى ً مشتعله
مذمن الشمس غدت منفصلهْ
لم تزل في دورها منتقله
كتلة ً فيها اللهيب احتدما
وهي ترمي في الفضا بالشرر
وهجاً في الجو عنها مبعدا
وهي بالإشعاع يخبو حرّها
وانثنى يبرد من ذا ظهرها
فاكتست قشراً يحاكي الأدما
واستمرت بطنها في سعر
ثم قد صار على مر الزمان
قشرها يغلط آناً بعد آن
بيد أن النار عند الهيجَان
قد أعادت قشرها منخرما
بصدوع مدهشات البصر
شَخصت أطراف هاتيك الصدوع
بحبال شمخت منها الفروع(18/45)
ولها في العين أشكال تروع
تقذف الافواه منها حُما
صار منهن ركام الحجر
حصلت من قذف هاتيك المواد
حيث يجمدنَ جبال ووهاد
وركاز وصخور وجماد
بعضها دقَّ وبعض عظما
وهو صلب الجسم صعب المكسر
وهناك انعقدت فيها الغيوم
من بخار كان في الجو يعوم
ردّه البردُ مياها في التخوم
فجرى السيل عليها مفعماً
عمها السيل فغطى حين سال
سطحها محترفاً منها الرمال
فطما الماء ولكنَّ الجبال
شخصت في الماء لما أن طَمَا
وعلتْ كالسُّفْن فوق الأبحر
غمر الماء بها ما غمرا
ثم خلَّى بعضها منحسرا
محدثاً بالسطح منها جُزُرا
أنزل الماء بها ما حطما
من طُفال وحتات المدر
بسيول الماء كم أرتكم
من رمال رسبت فيها أكم
ولكم خدَّت اخاديد وكم
قد بنت من طبقات علما
نضدت فيه صفيح المَرمَر
ثم صارت وهي من قبلُ موات
تصلُح الأقطار منها للحياة
فانبرت تنبت في البدء النبات
ثم أبدت من قوامها النسما
وارتقت فيها لنوع البشر
فغدت إذ ذاك تزهو بالرياض
وبها الادواح تنمو في الغياض
ثم ترميها أكف الانقراض
بانحطام حيث تمسى فحما
حجرياً بمرور الأعصر
من حطام الخلق في الأرض هضاب
كونتهن أكف الانقلاب
ما تراب الأرض والله ترابْ
إنما ذاك حُطام قدُما
من جسوم باليات الكسر
كم على الأرض رُفات بالياتْ
من جسوم طحنتها الدائرات
فاحتفر في الارض تلك الطبقات
تجد الانقاض فيها رمما
هي للاحياء أو للشجر
كل وجه الارض للخلق قبور
خفف الوطء على تلك الصدور
والعيون النجل منهم والثغور
إنما أنت ستفنى مثلَمَا
قد فَنُوا والموت دامى الظفُر
تبحر الاجبل فيها والبحور
فوقها تجبل والماء يغور
وعلى ذاك استدل الحكما
بجبال السمك المستحجر
علماء الأرض لم تبرح ترى
حيوان البر لما داثرا
منه في الابحر ابقى اثرا
وكذا في البر الفى العلما
اثرا من حيوان الابحر
كل ما في الارض من فقر وبيد
وجبال شَهقت فوق الصعيد
عن زهاء الربع منها لا يزيد
وسوى ذلك منها انكتما
تحت ماء البحر لم ينحسر
في صعيد الأبحر المنغمسِ(18/46)
مثلُ ما يوجد فوق اليبسِ
من جبال ناتئات الأرؤس
ووهاد تستزل القدما
وَرُبا مختلفات القَدَر
ما نرى اليوم من الماء الحميم
والبراكين التي تحكي الجحيم
ومن الزلزال ذي الهول العظيم
دل ان الارض فيما قدما
ذات جِرم ذائب مستعر
كل ما كان بحال السيلان
فهو يغدو كرة بالدوران
وكذاك الأرض في ماضي الزمان
كروياً قد غدا ملتئما
جرمها من سيلان العنصر
ثم إن الأرض من قبل الجمود
ولدت منها وليست بالولود
قمرا دار عليها بسعود
وجلا في الليل عنها الظلما
فهي بنت الشمس أمُّ القَمر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بدت كالشمس يحضنها الغروب
بدت كالشمس يحضنها الغروب
رقم القصيدة : 19504
-----------------------------------
بدت كالشمس يحضنها الغروب
فتاة ٌ راعَ نضرتها الشحوبُ
منزّهة عن الفحشاء خَوْد
من الخفِرَات آنسة عروب
نوارٌ تستجدّ بها المعالي
وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها
فحامت حول رونقه القلوب
ولكنَّ الشوائب ادركته
فعاد وصفوه كدر مشوب
ذوى منها الجمال الغض وجداً
وكاد يجفّ ناعمه الرطيب
اصابت من شبيبتها الليالي
ولم يُدرك ذوائبها المشيب
وقد خلب العقولَ لها جبين
تلوح على اسرّته النُّكوب
ألا إن الجمال إذا علاء
نقاب الحزن منظره عجيب
حليلة طيّب الاعراق زالت
به عنها وعنه بها الكروب
رعي ورعت فلم تر قط منه
ولم يرَ قط منها ما يريب
توثق حبل ودهما حضوراً
ولم ينكث توثقه المغيب
فغاضت زوجها الخلطاءُ يوماً
بامر للخلاف به نشوب
فاقسم بالطلاق لهم يميناً
وتلك ألية خطأ وحوب
وطلقها على جهل ثلاثاً
كذلك يجهل الرجل الغضوب
وأفتى بالطلاق طلاق بتّ
ذوو فتيا يعصبهم عصيب
فبانت عنه لم تأتِ الدنايا
ولم يعلق بها الذام المعيب
فظلّت وهي باكية تنادي
بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يا نجيب صرمت حبلي
وهل أذنبت عندك يا نجيب
وما لك قد جفوت جفاء قال
وصرتَ إذا دعوتكَ لا تجيب
أبنْ ذنبي اليَّ فدتك نفسي
فإني عنه بعدئذ أتوب(18/47)
اما عاهدتني بالله ان لا
يفرق بيننا الا شعوب
لئن فارقتنى وصددت عني
فقلبي لا يفارقه الوجيب
وما ادماءُ ترتع حول روضٍ
ويرتع خلفها رشأ رَبيب
فما لفتت اليه الجيد حتى
تخطّفه بآزنتيه ذيب
فراحت من تحرقها عليه
بداءٍ ما لها فيه طبيب
تشمّ الارض تطلب منه ريحاً
وتنحب والبُغام هو النحيب
وتمزع في الفلاة لغير وجه
وآونة ً لمصرعه تؤوب
باجزع من فؤادي يوم قالوا
برغمٍ منك فارقك الحبيب
فأطرق رأسه خَجلا وأغضى
وقال ودمع عينيه سكوب
نجيبة ُ اقصري عني فاني
كفاني من لظى الندم اللهيب
وما والله هجرك باختياري
ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي
وليس العيش دونك لي يطيب
ولا اسلو هواك وكيف اسلو
هوى كالروح فيَّ له دبيب
سلى عني الكواكب وهي تسري
بجنح الليل تطلع أو تغيب
فكم غالبتها بهواك سهداً
ونجم القطب مطلع رقيب
خذي من نور رنتجنٍ شعاعاً
به للعين تنكشف الغيوب
وألقيه بصدري وانظرينى
ترَى قلبي الجريح به ندوب
وما المكبول ألْقي في خِضَم
بهى الامواج تصعد أو تصوب
فراح يغُطُّه التيار غطاً
إلى أن تم فيه له الرسوب
باهلك يا ابنة َ الامجاد مني
إذا أنا لم يعدْ بك لي نصيب
الا قل في الطلاق لموقعيه
بما في الشرع ليس له وجوب
غلوتم في دنيانتكم غلواً
يضيق ببعضه الشرحُ الرحيب
أراد الله تيسيراً وأنتم
من التعسير عندكم ضروب
وقد حلَّت بامتكم كروبٌ
لكم فيهنَّ لا لهم الذنوب
وهي حبلُ الزواج ورقَّ حتى
يكاد اذا نفخت له يذوب
كخيطٍ من لعاب الشمس أدلتْ
به في الجو هاجرة ٌ حلوب
يمزقه من الافواه نفثٌ
ويقطعه من النسيم الهبوب
فدى ابنَ القيم الفقهاءُ كم قد
دعاهم للصواب فلم يجيبوا
ففي اعلامهللناس رشدٌ
ومزدجر لمن هو مستريب
نحا فيما اتاه طريق علم
نحاها شيخه الحبر الأريب
وبين حكم دين الله لكن
من الغالين لم تعه القلوب
لعلَّ الله يُحدث بعدُ أمراً
لنا فيخيب منهم من يخيب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> سكناّ ولم يسكن حراك التبدد(18/48)
سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
رقم القصيدة : 19505
-----------------------------------
سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
مواطن فيها اليوم ايمن من غد
عفا رسم مغنى العز منها كما عفت
"لخولة أطلال ببرقة ثهمد"
بلاد أناخ الذلّ فيها بكلكل
على كل مفتول السبالين اصيد
معاهد عنها ضلّ سابق عزها
فهل هو من بعد الضلالة مهتد
أحاطت بها الأرزاء من كل جانب
إلى أن محتها معهداً بعد معهد
وحلق في آفاقها الجور بازياً
مطلاً عليها صائتاً بالتهدد
وينقضّ أحياناً عليها فتارة
يروح وفي بعض الأحايين يغتدي
فيخطف اشلاء من القوم حية ً
ولم يقد المقتول منها ولم يدِ
ويرمى بها في قعر أظلمَ موحش
به أين تسقطْ جذوة الروحُ تخْمدُ
هو السجن ما ادراك ما السجن انه
جلاد البلايا في مضيق التجلد
بناءٌ محيط بالتعاسة والشقا
لظلمّ بريء أو عقوبة معتد
زُرِ السجن في بغداد زورة راحم
لتشهد للأنكاد افجع مشهد
محل به تهفو القلوب من الاسى
فان زرته فاربط على القلب باليد
مرَّبعُ سورٍ قد احاط بمثله
محيط بأعلى منه شِيدَ بقَرمد
وقد وصلوا ما بين ثان وثالث
بمعقود سقف بالصخور مُشيَّد
وفي ثالث الاسوار تشجيك ساحة ٌ
تمور بتيار منالخسف مزبد
ومن وسط السور الشمالي تنتهي
إليها بسدود الرّتاجين مُوصد
هي الساحة النكراء فيها تلاعبت
مخاريق ضيم تخلط الجِدَّ بالدَّد
ثلاثون متراً في جدار يحيطها
بسمك زهاء العشر في الجوّ مصعد
تواصلت الاحزان في جنباتها
بحيث متى يَبلَ الأسى يتجدّد
تصعَّد من جوف المراحيض فوقها
بخارٌ اذا تمررْ به الريح تفسد
هناك يودُّ المرء لو قاء نفسه
وأطلقها من أسر عيش مُنكد
فقف وسطها وانظر حواليك دائراً
إلى حُجَر قامت على كل مقعد
مقابر بالأحياء غصت لحودها
بخمس مئتين انفس أو بازيد
وقد عميت منها النوافذ والكوى
فلم تكتحل من ضوء شمس بمردود
تظن إذا صدرَ النهار دخلتها
كأنك في قطع من الليل اسود
فلو كان للعباد فيها اقامة ٌ
لصلوا بها صلاة التهجد(18/49)
يزور هبوبُ الريح إلا فِناءَها
فلم تحظ من وصل النسيم بموعد
تضيق بها الانفاس حتى كأنما
على كل حيزوم صفائح جلمد
بحبل اختناق محكم الفتل مُحصد
بها كل مخطوم الخشام مذلل
متى قِيد مجرورا إلى الضَّيم ينقد
يبيت بها والهم ملءُ اهابه
بليلة منبول الحشا غير مقصد
يُميت بمكذوب العزاء نهاره
ويحيي الليالي غير نومٍ مشرد
ينوء باعباء الهوان مقيداً
ويكفيه ان لو كان غير مقيد
وتقذفهم تلك القبور بضغطها
عليهم لحر الساحة المتوقد
فيرفع بعض من حصير ظلالة
ويجلس فيها جلسة المتعبد
وليست تقيه الحر الا تعلة ً
لنفس خلت من صبرها المتبدد
وبالثوب بعض يستظل وبعضهم
بنسج لعاب الشمس في القيظ يرتدي
فمن كان منهم بالحصير مظللاً
يعدونه ربَّ الطراف الممدد
تراهم نهار الصيف سُفعاً كأنهم
اثافيُّ اصلاها الطهاة بموقد
وجوه عليها للشحوب ملامح
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقد عمَّهم قيد التعاسة موثقاً
فلم يتميز مطلق عن مقيد
فسيدهم في عيشه مثل خادم
وخادمهم في ذُلِّه مثل سيد
يخوضون في مستنقع من روائح
خبائث مهما يزدد الحر تزدد
تدور رؤُوس القوم من شمّ نتنها
فمن يك منهخم عادم الشم يحسد
تراهم سُكارى في العذاب وما هم
سكارى ولكن من عذاب مشدَّد
وتحسبهم دوداً يعيش بحمأة
وما هو من دود بها متولِّد
ألا ربِّ حر شاهد الحكم جائراً
يقود بنا قود الذلول المعبد
فقال ولم يجهر ونحن بمنتدى
به غيرُ مأمون الوشاية ينتدى
على ايّ حكم أم لا ية حكمة
ببغداد ضاع الحق من غير منشد
وقلت لأن العدل لم يتبغدد
رعى الله حياً مستباحاً كأنه
من الذعر أسراب النعام المطرد
وما صاب البيت الحقير بناؤه
بافزع من رب البلاط الممرد
وما ذاك إلا أنهم قد تخاذلوا
ولم ينهضوا للخصم نهضة مُلبد
فناموا عن الجلّي ونمت كنومهم
سوى نوحة مني بشعر مغرد
وهل أنا إلا من أولئك إن مشوا
مشيت وان يقعد اولئك اقعد
وكم رمت إيقاظاً فأعيا هبوبهم
وكيف وعزم القوم شارب مُرقدِ
نهوضاً نهوضاً ايها القوم للعلى(18/50)
لتبنوا لكم بنيان مجد موطد
تقدمنا قوم فابعد شوطهم
وقد كا عنا شوطهم غير مبعد
وسدَّ علينا الاعتساف طريقنا
فأجحف بالغوريّ والمتنجِّد
أفي كل يوم يزحف الدهر نحونا
بجند من الخطب الجليل مجند
فيا ربِّ نفِّس من كروب عظيمة
ويا ربِّ خفف من عذاب مشدَّد
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
رقم القصيدة : 19506
-----------------------------------
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أنة ً تترك الحشا في التهاب
يتشكى والليل وحف الاهاب
ضمن بيت جثا على الاعقاب
صفعتْه فمال كفُّ الخراب
تسمع الأذْن منه صوتاً حزيناً
راجفاً في حشا الظلام كمينا
يملأ الليل بالدعاء أنينا
ربّ كن لي على الحياة معينا
ربِّ إن الحياة أصل عذابي
وجعٌ في مفاصلي دقَّ عظمي
ودهاني ولم يرِق لعُدمي
عاقني عن تكسبي قوت يومي
ربِّ فارحم فقري بصحة جسمي
أن فقري اشد من اوصابي
يا طبيباً وأين منيّ الطبيب
حال دون الطبيب فقرٌ عصيب
لا أصاب الفقيرَ داء مصيب
إن سقم الفقير شيء عجيب
بطلت فيه حكمة الأسباب
رجل معسر يسمى بشيرا
طرفها كالسها يَبين ويخفي
كاسبا قوته زهيداً يسيرا
مالكاً في المعاش قلباً شكورا
راجياً في المعاد حسن المآب
عانساً جاوز الزواج سنيها
لزمت بيت أمها وأبيها
مع أخيها تعيش عند أخيها
مثله في طعامه والشراب
كلّ يوم له ذهاب ومأتى
في معاش من كدّه يتأتى
هكذا دأبه مَصيفاً ومشتى
فاعتراه داء المفاصل حتى
عاقه عن تعيش واكتساب
بينما كان في فواه صحيحاً
ساعيا في ارتزاقه السقام طريحا
جسمه من سقامه في اضطراب
بات يبكي إذا له الليل آوى
بعيون من السهاد نشاوى
فترى وهو بالبكا يتداوى
قطرات من عينه تتهاوى
كشهاب ينقض أثر شهاب
إن سقماً به وعُقماً ألمَّا
تركاه يذوب يوماً فيوما
فهو حيناً يشكو الى السقم عُدما
وهو يشكو حيناً إلى العدم سقماً
باكياً من كليهما بانتخاب
ظل يشكو للأخت ضعفاً وعجزاً
اذ تعزيه وهو لا يتعزى(18/51)
أيها الأخت عزَّ صبرَى عزّا
إن للداء في المفاصل وخزا
مثل طعن القنا ووخز الحراب
قد تمادى به السقام وطالا
في فِراش به على الموت أوفى
اذ قلاباً به السقام استحالا
كانَ هيناً فصار داء عضالا
ناشباً في الفوآد كالنشاب
ظلَّ ملقى واعوزته المطاعم
موثقاً من سقامه بالداهم
منفقا عند ذاك بعض دراهم
ربحتها من غزالها الاخت فاطم
قبل أن يبتلى بهذا المصاب
قال والأخت أخبرته بأن قد
كرَبت عندها الدراهم تنفَدْ
اخبري السقم علَّه يتبعَّد
أيها السقم خلّ عيشي المنكد
لا تعقني مرضيني
او على الناس للمبيع اعرضيتي
أنمشَّي بشارع "المَيْدان"
رام خبزاً والجوع أذكى الأوارا
في حشاه فعلَّلتهُ انتظارا
ثم جاءت بالماء تبدي اعتذارا
وهل الماء وهو يطفىء نارا
يطفىء الجوع ذاكيا في التهاب
خرجتْ فاطمٌ إلى جارتيها
وهي تُذرى الدموع من مقلتيها
فأبانت برقَّة حالتيها
من سَقام ومن سعار لديها
وشكت بعد ذا خلوَّ الوطاب
فانثنت وهي بين ذل وعزّ
تحمل التمر في يد فوق خبز
وبأخرى دهناً وبعض أرزِ
منحوها به وذو العرش يجزي
من أعان الفقير حسن الثواب
ليلة تنشر العواطفُ ذعراً
ثكلت روح أمه وأبيه
ذا هزيمٍ يمجّ في الاذن وقرا
حين تبدى صوالج البرق تتري
فبدا لوح أبؤس واكتئاب
مدّ فيها ذاك المريض الأكفا
يا أخي أنت ساكن أفجوعا
حيث يغضي طرفاً ويفتح طرفا
عاجزاً عن تكلم وخطاب
فدعته والعين تُذرى الدموعا
اخته وهي قلبها قد ريعا
يا أخي أنت ساكت أفجوعا
ساكت أنت يا أخي أم هجوعا
فاشفني يا أخي برجع الجواب
فرأت منه أنه لا يجيب
فتدانت والدمع منها صبيب
ثم أصغت وفي الفؤاد وجيب
ثم هابت والموت شيء مهيبُ
ثم قامت بخشية وارتياب
خرجت فاطم من البيت ليلا
حيث ارخى الظلام سدلا فسدلا
وهي يبكي والغيث يهطل هطلا
مثل دمع من مقلتيها استهلا
او كما جرى من الميزاب
رب ادرك بالللطف منك شقيقي
وامنع الغيث ربّ إثرَ بريق
فعسى أهتدي به في ذهابي
قرعت في الظلام باب الجار
وهي تبكي الأسى بدمع جار(18/52)
ثم نادت برقة وانكسار
أُمَّ سلمى الا بحق الجوار
فافتحى إنني أنا في الباب
فأتتها مُعْدى وقد عرفتها
وعن الخطب في الدجى سألتها
ثم سارت من بعد ما أعلمتها
تقتفيها وبنتها تبعتها
فتخطين في الدجى بانسياب
جئن والسحب اقلعت عن حياها
وكذاك الرعود قلَّ رغاها
حيث يأتي شبه صداها
غير ان البروق كان ضياها
مومضاً في السماء بين الرباب
فدخلن الملَّ وهو مخيف
حيث إن السكوت فيه كثيف
وضياء السراج نزر ضعيف
وبه في الفراش شخص نحيف
دب منه الحِمام في الأعصاب
قالت الاخت أُمَّ سلمى انظريه
ثكلت روح التردد فيه
ثم قد غاله الردى باقتضاب
وجمت حيرة وبعد قليل
رمقت فاطماً بطرف كليل
فيه حملٌ على العزاء الجميل
فعلا صوت فاطم بالعويل
وبكت طول ليلها بانتحاب
فاستمرت حتى الصباح توالي
زفرات بنارها القلب صال
فأتاها ودمعها في انهمال
بعض جاراتها وبعض رجال
من صعاليك أهل ذاك الجناب
وقفوا موقفاً به الفقر ألقى
منه ثِقلا به المعيشة تشقي
فرأوا دمع فاطم ليس يرقا
واخوها ميت على الارض ملقى
مدرج في رثائث الاثواب
فغدت فاطم ترَنّ رنينا
ببكاء أبكت به الواقفينا
ثم قالت لهم مقالا حزينا
أيها الواقفون هل ترحمونا
من مصاب دها وأيمصاب
ايها الواقفون لاغ تهملوه
دونكم أدمعي بها فاغسلوه
ثم بالثوب ضافياً كفنوه
وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه
لا نواروا جبينه بالتراب
بعد ان ظل لافتقاد المال
وهو ملقى الى اوان الزوال
جاد شخص عليه بعد سؤال
بريالٍ وزاد نصف ريال
رجل حاضر من الأنجاب
كفنوه من بعد ما تم غُسلا
وتمشوا به إلى القبر حملا
فترى نعشهُ غداة استقلا
نعش من كان في الحياة مقلا
دون سِتر مكسِّر الأجناب
ناحت الاخت حين سار وصاحت
اختك اليوم لو قضت لاستراحت
ثم سارت مدهوشة ثم طاحت
ثم قامت ترنو له ثم راحت
تسكب الدمع ايما تسكاب
أيها الحاملوه لامشى ركِض
ان هذا يوم الفراق الممض
فاسألوه عن قصده أين يمضي
انه قد قضى ولم يكُ يقضي
واجبات الصبا وشرخ الشباب(18/53)
إن قلبي على كريم السجايا
طاح واللَّهِ من أساه شظايا
قاتل الله يا بن امي المنايا
أنا من قبل مذ حسبت الرزايا
لم يكن زرء موتكم في حسابي
إن ليلى وليس من رافديهِ
كلما جاءني وذكرنيهْ
قلت والدمع قائِل ليَ إيهِ
يا فقيداً أعاتب الموت فيه
ببكائي وهل يفيد عتابي
رحت يوماً وقد مضت سنتان
اتمشى "بشارع الميدان"
مشي حيران خطوه متدانِ
اثقلته الحياة بالاحزان
وسقته كأساً كطعم الصاب
بينما كنت هكذا أتمشى
عرضت نظرة ٌ فابصرت نعشا
بادياً للعيون غير مغشَّى
نقش الفقر فيه للحزن نقشا
قلت سراً والنعش يقرب مني
ايها النعش أنت انعشت حزني
للأسى فيك حالة ناسبتني
أنا للحزن دائماً ذو انتساب
رحت أسعى وراءه مذ تعدّى
مسرعاً في خطايَ لم آل جهداً
مع رجال كأنجم النعش عدا
هم به سائرون سيرا مجدا
فتراه يمر مر السحاب
مذ لحدنا ذاك الدفين وعدنا
قلت والدمع بلَّ مِنَى ردنا
ان هذا هو الذي قد وعدنا
فأبينوا من الذي قد لحدنا
فتصدى منهم فتى لجوابي
قال إن الدفين أخت بشير
اخت ذاك المسكين ذاك الفقير
بقيت بعده بعيشٍ عسير
وبطرفٍ باكٍ وقلبٍ كسير
وقضت مثله بداء القلاب
قلت أقصِر عن الكلام فحسبي
منك هذا فقد تزلزل قلبي
ثم ناجيت والضراعة ثوابي
ربِّ رحماك ربّ رحماك ربّ
ربِّ رشداً الى طريق الصواب
رب إن العباد أضعف أن لا
وإذا مسك الطَّوى فارفضيني
فاعف عن أخذهم وإن كان عدلا
انت يا ربّ انت بالعفو اولى
منك بالأخذ والجزا والعقاب
قد وردنا والأرض للعيش حوض
واحدٌ كلنا لنا فيه خوض
فلماذا به مشوب ومحض
عظمة حكمة الإله فبعض
في نعيم وبعضنا في عذاب
ايها الاغنياء كم قد ظلمتم
نِعم الله حيث ما إن رحِمتم
سهر البائسون جوعاً ونمتم
بهناء من بعد ما قد طعمتم
من طعام منوع وشراب
كم بذلتم اموالكم في الملاهي
وركبتم بها متون السفاه
وبخلتم منها بحق الله
ايها الموسورون بعض انتباه
أفتدرون انكم في تباب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات(18/54)
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
رقم القصيدة : 19507
-----------------------------------
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ
كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا
بازهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّ
يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ
بتربية ِ البنين أو البنات
واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً
باخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ
كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً
فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا
يفوق جميع الواح الحياة
اذا استند الوليد عليك لاحت
تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس
كما انعكس الخيالُ على المِراة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً
اذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفالِ كمال
اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى
أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم
فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها
"نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ"
تخذنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ
وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى
نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن اضعف من ذباب
بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي
بتفضيل "الذين على اللواتي"
وقالوا إن معنى العلم شيء
تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً
عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً
تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
اليس العلم في الاسلام فرضاً
على ابنائه وعلى البنات(18/55)
وكانت أمنا في العلم بحراً
تحل لسائليها المشكلات
وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ
فكانت من اجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها
بثلثيْ دينكم ذي البينات
وكان العلم تلقيناً فأمْسى
يحصل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخام
وبالقلم الممَدِّ من الدواة
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً
أوانسَ كاتبات شاعرات
وقد كانت نساء القوم قدماً
يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة
يكنَّ لهم على الأعداء عونا
ويضمِدن الجروح الداميات
وكم منهن من أسِرَت وذاقت
عذاب الهُون في أسر العُداة
فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا
الى اسلافنا بعض التفات
فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا
بمنهاج التفرق والشتات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً
كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ
فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة ِ
ونلزمهن قعر البيت قهرا
ونحسبهن فيه من الهَنات
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا
جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طَلب المعالي
فعشن بجهلهنَّ مهتلكات
ولو عَدمت طباع القوم لؤما
لما غدت النساء محجبات
وتهذيب الرجال أجل شرط
لجعل نسائهم مُتهذبات
وما ضر العفيفة كشفُ وجه
بدا بين الأعفّاء الأباة
فِدى لخلائق الأعراب نفسي
وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة
فكم برزت بحيهم الغواني
حواسر غير ما متريبات
وكم خشف بمربعهم وظبي
يَمرُّ مع الجداية والمهاة
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
رقم القصيدة : 19508
-----------------------------------
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
ولا اهل لديه حميمُ
قضى في غير موطنه قتيلا
تمجُّ دمَ الحياة به الكلوم
قضى من غير باكية وباك
ومن يبكي إذا قتل اليتيم
قضى غض الشبيبة وهو عفٌ
مطهّرة مآزره كريم
سقاه من الردى كأساً دهاقا
عَفاف النفس والعِرضُ السليم
تجرّعها على طربٍ ولكن
بكفِّ اليتم ليس له نديم
على حينَ الربابة في نواح
يساجلها به العود الرخيم
بحيث رقائق الألحان كانت
بها الاشجان طافية تعوم(18/56)
كأن ترنم الأوتار نعي
وصمت السامعين لها وجوم
فجاء الموتُ ملتعفاً بخزْي
وملءُ إهابه سَفَه ولومُ
فأطلَق من مسدَّسه رصاصاً
به في الرمى تنخرق الجسوم
فخر إلى الجبين به "نعيم"
كما انقضّت من الشُّهب الرجوم
فبان مودعاً بعد ارتثاثٍ
حياة لا تُناط بها الوصوم
لئن لم تبك من أسف عليه
سفاهتنا بكت الحلوم
ولو دَرَت النجوم له مصاباً
بكتْه على ترفعها النجوم
عسى الشهباء تثأره فتبدي
إلى الزوراءِ ما يبدي الخصيم
ولم يقتله "ابراهيم" فيما
ارى بل ان قاتله "سليم"
اليس سليمٌ الملعون اغوى
"نعيما" فهو شيطان رجيم
وجاء به الى بغداد حتى
تخرَّمه بها قتل أليم
سأبكيه ولم أعبأ بلاح
وانديه وان سخط العموم
ولما ان ثوى ناديت ارخ
ثوَى قتلا بلا مَهل "نعيمُ"
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اما آن ان يغشى البلاد سعودها
اما آن ان يغشى البلاد سعودها
رقم القصيدة : 19509
-----------------------------------
اما آن ان يغشى البلاد سعودها
ويذهب عن هذي النيام هجودُها
متى يتأتى في القلوب انتباهها
وأعجب من ذا أنه يرعبونها
اما اسد يحمي البلاد غضنفرٌ
فقد عاث فيها بالمظالم سيدُها
برئت إلى الأحرار من شر أمّة
أسيرة حكام ثقال قيودها
سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها
وقد كان رُوّاد الأمان ترودها
جرى الجور منها في بلاد وسيعة
فضاقت على الاحرار ذرعاً حدودها
عجبت لقوم يخضعون لدولة ِ
يسومهم بالموبيقات عميدها
واعجب من ذا انهم يرهبونها
واموالها منهم ومنهم جنودها
اذا وُليتْ امرَ العباد طغاتُها
وساد على القةم السراة مسودها
واصبح حرُّ النفس في كل وجهوٍ
يرد مهاناً عن سبيل يريدها
وصارت لئام الناس تغلو كرامها
وعاب لبيداً في النشيد بليدها
فما انت الا ايها الموت نعمة ٌ
يعزّ على اهل الحفاظ جحودها
ألا إنما حرية العيش غادة
مُنى كل نفس ووصلها ووفودها
يُضىء دجناَّتِ الحياة جبينها
وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها
لقد واصلت قوماً وخلت وراءها(18/57)
اناساً تمنى الموت لولا وعودها
وقد مرضت أرواحنا في انتظارها
فما ضرها والهفتا لو قعودها
بنى وطني مالي أراكم صبَرتُم
على نُوَبٍ أعيا الحُصاة َ عديدُها
أما آدكم حمل الهوان فإنه
اذا حملته الراسياتُ يؤودها
فعدتم عن السعي المؤدي إلى العلى
على حين يُزري بالرجال قعودها
ولم تأخذوا للأمر يوماً عتاده
فجاءت امور ساء فيكم عتيدها
ألم تروا الأقوام بالسعي خلّدت
مآثر يسقصى الزمان خلودها
وساروا كراماً رافلين إلى العلى
باثواب عزّ ليس يبلى جديدها
قد استحوذتْ يا للخسار عليكم
شياطينُ إنس صال منكم مَريدها
وما اتَّقدت نار الحمية منكمُ
لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها
ولولا اتحاد العنصرين لما غدا
من النار يذكو لو علمتم وَقودها
إذا جاهل منكم مشى نحو سُبَّة
مشى جمعكم من غير قصد يريدها
كأنكم المعْزَى تهاويْنَ عندما
نزا فنزتْ فوق الجبال عتودها
وماثَلَّة ٌ قد أهملتها رُعاتها
بمأسدة ٍ جاعت لعشر أسودها
فباتت ولا راعٍ يحامي مراحها
فرائس بين الضاريات تبيدها
بأضيعَ منكم حيث لا ذو شهامة
يذبّ الرزايا عنكم ويذودها
اتطمع هذي الناس ان تبلغ المنى
ولم تورَ في يوم الصدام زنودها
فهل لمعت في الجو شعلة بارقٍ
وما ارتجست بين الغيوم رعودها
وادخنة النيران لولا اشتعالها
لما تمَّ في هذا الفضلء صعودها
ومن رام في سوق المعال تجارة
فليس سوى بيض المساعي نقودها
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الى كم انت تهتف بالنشيدِ
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
رقم القصيدة : 19510
-----------------------------------
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
وقد أعياك إيقاظ الرقود
فلست وان شددت عرى القصيد
بمجدٍ في نشيدك أو مفيدِ
لأن القوم في غي بعيد
إذا أيقظتهم زادوا رقادا
وإن أنهضتهم قعدوا وثادا
فسبحان الذي خلق العبادا
كأنَّ القوم قد خلقوا جمادا
وهل يخلو الجماد عن الجمود
أطلت وكاد يعييني الكلام
ملاماً دون وقعته الحسام
فما انتبهوا ولا نفع الملام
كأن القوم اطفال نيام(18/58)
نهز من الجهالة في مهود
اليكِ اليكِ يا بغداد عني
فإني لستُ منكِ ولستِ مِني
ولكني وان كبر التجني
يعزّ على َّ يا بغداد أني
أراك على شَفَا هول شديد
تتابعت الخطوب عليكِ تترى
وبدل منك حلو العيش مرّ
فهلاً تُنجِبين فتى أغرا
أراكِ عقمت لا تلدين حُرا
ألا يا هالكين لكم أَجيج
اقام الجهل فيك له شهودا
ليهلك فيه من عبث ويُفدَى
متى تبدين منك له جحودا
فهلا عدتِ ذاكرة عهودا
بهنَّ رشدت ايام الرشيد
زمانَ نفوذِ حكمكِ مستمرُّ
زمانَ سحاب فيضكِ مستدرُّ
زمانَ العلم أنت له مَقرُّ
زمانَ بناءُ عزك مُشمَخِرُّ
وبدرُ علاك في سعدِ السعودِ
برَحتِ الأوجَ ميلا للحضيض
وضفت وكنت ذات على ً عريض
وقد أصبحت في جسم مريض
وكنتِ بأوجه العز بيض
فهل هذي البلادُ سوى ضياع
ترقى العالمون وقد هبطنا
وفي دَرك الهوان قد انحططنا
وعن سنن الحضارة قد شحطنا
فقَطنا يا بني بغداد قَطَنَا
الى كم نحن في عيش القرود
إذن لنضوتُ جلبابَ الوجود
بناءً للعلوم بكل فن
لماذا يا اسرى التأني
أخذنا بالتقهقرِ والتدني
وصرنا عاجزين عن الصعود
مشوا في منهج جهلوه نهجاً
يجوبون الفلا فجاً ففجا
إلى حيثُ السلامة لا ترجى
فيا لهفي على الشبان تزجى
على عبث الى الموت المبي
وكلٌّ مذ غذوا للبيت أما
فودع أهله زوجاً وأما
وضم وَليدَه بيد وشما
بكى الوَالدُ الوحيدُ عليه لما
غدا يبكي على الولد الوحيد
فقال موجهاً لوماً إلينا
فقال ودمعه بادي الرشاشِ
وَكلتكُم إلى الرب الودُودِ
عساكر قد قضوا عُرياً وجوعا
بحيثُ الأرضُ تبتلع الجموعَا
إلى أن صار أغناهم رُبُوعاً
لِفرط الجوع مرتضيا قنوعا
بقدٍّ لو اصاب من الجلود
هناك قضوا وما فتحوا بلادا
هناك بأسرهِم نفذُوا نفادا
فتبرَز منه في وضع جَديدِ
هناك لروعهم فقدوا الرقادا
أناديهم ولي شجنٌ مهيج
وأَذكرهم فينبعثُ النشيج
ودمعُ محاجري بدم مزيجُ
ذكا بحشاي محتدم الوقود
سكنا من جهالتنا بقاعا
يجور بها المؤمر ما استطاعا
فكدنا أن نموت بها ارتياعا(18/59)
وهبنا أمة هلكت ضياعا
تولى امرها عبد الحميد
أياتحرية الصحف أرحمينا
فانا نزل لكِ عاشقينا
متى تصلين كيما تطلقينا
عِدينا في وصالكِ وامطلينا
فانا منك نقنع بالوعود
فانت الروح تشفين الجروحا
يحرج فقدك البلد الفسحا
وليس لبلدة لم تحو روحا
وإن حوت القصور أو الصروحا
حياة تستفاد لمستفيد
قد التفعوا بأسال بوال
لسلطان تجبر واستبدا
تعدى في الامور وما استعدا
ألا يا أيها الملكُ المفدّى
أنم عن أَن تسوس الملك طرفا
أقم ما تشتهي زمراً وعزفا
أطل نكرَ الرعية خل عُرفا
سُم البلدان مهما شئت خسفا
وأرسل من تشاء الى اللحود
ملكت أو العباد سوى عبيد
تنعم في قصورك غير دارِ
أَعاش الناسُ أَم هم في بوار
فإنك لن تطالب باعتذار
وهب ان الممالك في دمار
أَليس بناء "يلدزَ" بالشيد
جميع ملوك هذى الارض فلك
وأنت البحر فيك ندَى وهُلكُ
فأنى َّ يبلغوك وذاك إفكُ
لئن وهبوا النقود فانت ملكُ
وَهُوب للبلاد وللنقود
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
رقم القصيدة : 19511
-----------------------------------
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
ضجيجاً به الافراح تمضي وترجعُ
صباح به تُبدى المسرة َ شمسها
وليس لها إلا التوهم مطلعُ
صباح به يختال بالوشى ذو الغنى
ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع
صباح به يكسو الغنيُّ وليده
ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع
صباح به تغدو الحلائل بالحُلى
وترفضُّ من عين الأرامل أدمع
الاليت يوم العيد لا كان انه
يجدد للمحزون حزنا فيجزع
يرينا سروراً بين حزن وانما
به الحزن جد والسرور تصنُّع
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم
نحوس بها وجه المسرة اسفع
قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم
رمى نكتاً سوداً به فهو ابقع
خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي
مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع
خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا
ترى النور سيالاً به يتدفع
هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة(18/60)
على افق العلى تتطلع
كأن تفاريق الأشعة حولها
على الافق مرخاة ً ذوائب اربع
ولما بدت حمراء أيقنت أنها
بها خجل مما تراه وتسمع
فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً
وسرت وسارت في العُلى تترفَّع
بحيث تسير الناس كل لوجهة
فهذا على رسلٍ وذلك مسرع
وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى
وبعض له أنف من الفقر أجدع
وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره
غدا الطبل في دردابه يتقعقع
فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله
شباب وولدان عليه تجمعوا
ترى ميعة الاطراب والطبل هادرٌ
تفيض وفي أسماعهم تتميع
فقد كانت الافراح تفتح بابها
لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
وقعت اجيل الطرف فيهم فراعني
هناك صبى بينهم مُترعرع
صبى صبيح الوجه أسمر شاحب
نحيف المباني أدعج العين أنزع
يزين حجاجيه اتساعُ جبينه
وفي عينيه برق الفطانة يلمع
عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه
فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع
يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ
غبارٌ به هبت من اليتم زعزع
على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً
كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع
كأن هدير الطبل يقرع سمعه
فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع
يرد ابتسام الواقفين بحسرة
تكاد لها احشاؤه تتقطع
ويرسل من عينيه نظرة مجهش
وما هو بالباكي ولا العين تدمع
له رجفة تنتابه وهو واقف
على جانب والطقسبالبرد يلسع
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
على البرد من برد به يتلفع
فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً
لدى حسرات منه كالجمر تلذع
فلما شجاني حاله وافزّني
وقفت وكلِّي مجزع وتوجع
ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ
كما راح يرنو العابد المتخشع
وافتح طرفي مشبعاً بتعطف
فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع
هناك على مهل تقدمت نحوه
وقلت بلطف قول من يتضرع
أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي
عراك فلم تفرح فهل انت موجع
فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه
كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع
وأعرض عني بعد نظرة يائس
وراح ولم ينبسْ الى حيث يهرع
فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره
على البعد اقفو الاثر منه واتبع(18/61)
وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ
أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع
لمحت على بعد إشارة صاحب
ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع
فاومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا
وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع
وعدت فابصرت الصبي معرجاً
ليدخل داراً بابها متضعضع
فلما اتيت الدار بعد دخوله
وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع
دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً
وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع
فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة
وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع
سمعت بكاء ذا نشيج مردّد
تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع
أأرجع ادراجى ولم اكُ عارفاً
جلية هذا الامر ام كيف اصنع
فمرّت عجوز في الطريق وخلفها
فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع
تعرضتها مستوقفاً وسألنها
عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع
فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي
حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع
فقالت وانت انة ً عن تنهدً
وفي الوجه منها للتعجب موضع
أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم
لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع
فقلت لها اني امرؤ لا يهمني
سوى من له قلب كقلبي مروّع
واني وان جارت على َّ مواطني
فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع
أبوزع مني عمرك الله بالذي
سألت فقد كادت حشاي تمزّع
فقالت أعن هذي التي طال نحبها
سألت فعندي شرح ما تتوقع
ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر
من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع
وصارعهم بالموت حتى أبادهم
من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع
فلم يبق الا زوجها وشقيقها
خليلٌ واما الآخرون فودّعوا
ولم يلبث المقدور ان غال زوجها
سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع
فربي ابنها سعداً وقام بأمره
أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع
فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ
بما يوجع الايتام مغرى ً ومولع
جرت تنهٌ منها خاله انطوى
بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع
فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم
عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع
عزاه الى ايقاعه موقعاً به
وما هو يا ابن القوم للجرم موقع
ولكن غدر الحاقدين رمى به
إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع
فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها(18/62)
من العيش سما ناقعاً تتجرع
فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت
ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع
فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع
وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع
الاليت يوم العيد لا كان انه
يجدد للمحزون حزناً فيجزع
وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي
وقد ضمه والصحب ناد ومجمع
فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا
وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا
فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق
بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع
ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا
بأرجائها نور العدالة يسطع
فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا
ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع
شربنا حميم الذل ملء بطوننا
ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع
فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا
هواناً لامسى قالساً يتهوع
نهوضاً الى العز الصراح بعزمة
تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع
الا فاكتبوا صك النهوض الى العلى
فإني على موتي به لموقِّع
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تيقَّظ فما انت بالخالدِ
تيقَّظ فما انت بالخالدِ
رقم القصيدة : 19512
-----------------------------------
تيقَّظ فما انت بالخالدِ
ولا حادث الدهر بالراقدِ
فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ
دوام النجوم بلا جاحد
وأبق لك الذكر بالصالحات
وخل النزوع إلى الفاسد
وردْ ما يناديك عنه الصدور
ألا دَرَّ درُّك من وارد
وسر بين قومك في سيرة
تميت الحقود من الحاقد
فان فتى الدهر من يدّعي
فتأتي اعاديه بالشاهد
ولا تك مرمى بداء السكون
فتصبح كالحجر الجامد
وكن رجلاً في العلى حُوَّلا
تفنن في سيره الراشد
اذا اطَّردتْ حركات الحياة
ومرت على نسق واحد
ولم تتنوع افانينها
ودامت بوجه لها بارد
ولم تتجدد لها شملة
من السعي في الشرف الخالد
فما هي إلا حياة السَّوام
تجول من العيش في نافذ
وما يرتجي من حياة امرىء
كماءٍ على سَبخة راكد
وليس له في غضون الحياة
سوى النفس النازل الصاعد
يغضُّ على الجهل اجفانه
ويرضى من العيش بالكاسد
فذاك هو الميت في قومه
وان كان في المجلس الحاشد(18/63)
وما المرءُ إلا فتى يغتدِي
إلى العلم في شَرَك صائد
سعى للمعارف فاحتازها
وصاد الانيس مع الآبد
وطالع أوجه أقمارها
يعين بصيرٍ لها ناقد
فأبدى الحقائق من طيها
وألقى القُيود على الشارد
اذا هو اصبح نادى البدار
وشمرَّ للسعي عن ساعد
فكان المجلَّى َ في شأوه
بعزمٍ للسعى عن ساعد
وإن بات بات على يَقظَة ٍ
بطرف لنجم العلى راصد
واحدث مجداً طريفاً له
واضرب عن مجده التالد
وما الحمقُ الا هو الاتكالُ
على شرفٍ جاء من والد
فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ
وان لحدتهُ يدُ اللاحد
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
رقم القصيدة : 19513
-----------------------------------
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
بهائم في بغداد اعوزها النبت
علَتْ أمَّة الغرب السماءَ وأشرقتْ
علينا فظَلنا نَنظر القوم من تحت
وهم ركضوا خيلَ المساعي وقد كبا
بنا فرَس عن مِقنَب السعي مُنْبَت
فنحن اناس لم نزل في بطانة
كأنَّا يهود كلُّ ايامنا سبت
خضعنا لحكام تجور وقد حلا
بافواهها من مالنا مأكل سحت
وكم قامرتنا ساسة الامر خدعة ً
فتم علينا بالخِداع لها الدسْتُ
لماذا نخاف الموت جبناً فلم نقم
إلى الدَّب عنا من أمور هي الموت
اذا كنت لاالقى من الموت موئلاً
فهل نافعي أن خِفتهُ أو تهيَّبتُ
وللمَوت خير من حياة تشوبها
شوائب منها الظلم والذل والمقتُ
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> يا عدل طال الانتظار فعجلِ
يا عدل طال الانتظار فعجلِ
رقم القصيدة : 19514
-----------------------------------
يا عدل طال الانتظار فعجلِ
يا عدل ضاق الصبر عنك فاقبل
يا عدل ليس على سواك معوَّل
هلا عطفت عن الصريخ المعْول
كيف القرار على امور حكومة
حادث بهنَّ عن الصريخ المعول
في الملك تفعل من فظائع جورها
ما لم تقل، وتقول ما لم تفعل
ملأت قراطيس تباع وتشترى
فغدت تفَوَّض للغنيِّ الأجهل
تُعطى مؤجلة ً لمن يبتاعها(18/64)
ومتى انقضى الأجل المسمى يُعزَل
فيروح يشري ثانياًوبما ارتشى
قد عاد من اهل الثراء الاجزل
فيظَلَّ في دار الخلافة راشيا
حتى يعود بمنصب كالاول
سوق تباع بها المراتب سميت
دار الخلافة عند من لم يعقل
أبت السياسة أن تدوم حكومة
خصت برأي مقدّسِ لم يسأل
مثل الحكومة تستبدُّ بحكمها
مثَل البناء على نقا متهيِّل
يا أمة ً رقدت فطال رُقادها
هبي وفي امر الملوك تأملي
أيكون ظل الله تارك حكمه الـ
ـمنصوص في آي الكتاب المنزل
أم هل يكون خليفة لرسوله
من حاد عن هَدي النبي المرسل
كم جاء من ملك دهاك بجوره
ولواك عن قصد السبيل الأفضل
يقضي هواه بما يسومك في الورى
خسفا وينقم منك ان لم تقبلي
ويروم صبرك وهو يسقيك الردى
ويريد شكرك وهو لم يتفضَّل
وقد استكنْت له وأنت مُهانة
حتى صَبِرت لفتكه المستأصل
بات السعيد وبت فيه شقية
تستخدمين لغية المسترسل
تلك الحماقة لا حماقة مثلها
حمقاً هو من صحيح تعقل
ان الحكومة وهي جمهورية
كشفت عماية قلب كل مضلل
سارت الى أوج العباد بسيرة
أبدت لهم حُمق الزمان الأول
فسموا الى أوج العلآء ونحن لم
نبرحْ نسوجُ إلى الحضيض الأسفل
حتى استقلوا كالكواكب فوقنا
تجلو الظلام بنورها المتهلل
وَعَلوا بحيث إذا شخصنا نحوهم
من تحتهم ضحكوا علينا من عِل
لبسوا ثياب فخارهم موشية ً
بالعز وهي من الطراز الأكمل
نالوا وصال منى النفوس وانها
حرية العيش الرغيد المُخضل
حتى أقيم مجسماً تمثالها
بين الشعوب على بناء هيكل
تمثال ناعمة الشمائل وجهها
تزداد نوراً منه عينُ المجتلى
أفبعد هذا يا سراة مواطني
نرضى ونقنع بالمعاش الأرذل
الغوث من هذا الجمود فإنه
تالله أهونُ منه صُمَّ الجندل
قد أبحرت شمُّ الجبال وأجبلت
لجج البحار ونحن لم نتبدل
ما ضركم لو تسمعون لناصحٍ
لم يأت من نسج الكلام بهلهل
حتّام نبقي لُعبة لحكومة
دامت تجرّعنا نقيع الحنظل
تنحوا بنا طرق البوار تحيُّفا
وتسومنا سوءَ العذاب الأهول
هذا ونحن مُجَدَّلون تجاهها(18/65)
كالفار مرتعدا تجاه الخيطل
ما بالنا منها نخاف القتال ان
قمنا اما سنموت ان لم نقتل؟
يا عاذلاً فيما نفثت من الرُّقى
وعزمت فيه على الصريع المهمل
انظر لصرعة من رقيب وطولها
فإذا نظرت فعند ذلك فاعذُل
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
رقم القصيدة : 19515
-----------------------------------
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
أو ما تمضّك هذه النكبات
وَلعت بك الاحداث حتى اصبحت
ادواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنّه
أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره
من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة
أمست تحل بالهلك الكربات
ان الحياة لفي ثلاثة انهر
تجري وأرضك حولهنَّ مَوات
قد ضلَّ اهلك رشدهم وهل اهتدى
قوم أجاهلهم هم السروات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا
فتراهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا
سعياً مغبة تركه الإعنات
يا صابرين على الأمور قسومهم
خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فانه
ان دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة ٍ
والماء تجمع سيله القطران
لا تستنيموا للزمان توكلاً
فالدهر نزَّاء له وثبَات
فتناطحا وتوالت الهجمات
فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة
تالله إن فعالكم بخلافه
نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بان ترك السعي في
وترِف فوقك للهدى رايات
إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا
او قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة َ
في حالة فكأنكم اموات
شقيت بكم لما شقيتم ارضكم
فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي الى العلى
فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه
لرقي كل مدينة مرقاة
ان البلاد اذا تخاذل اهلها
كانت منافعها هي الآفات
تلك الرُّصافة والمياه تحفها
والكوخ قد ماجت به الازمات
سالت مياه الواديين جوارفا
فطفحن والاسداد مؤتكلات
فتهاجم الماء إن من صفتَيهما
فتناطحها وتوالت الهجمات(18/66)
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة
وتساوت الوَهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت
بالكرخ نازلة لها ضوضاة
فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء
منها فقاءت اهلها الابيات
واستنقعت فيها المياه فطحلبت
بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس
تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره
مهدومة وعراصه قذرات
ياكرخ عز على المرؤة انه
لجج المياه عليك مزدحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما
أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده
خبراً تفيض لمثله العبرات
مست تناديه وتندب اربعاً
طمست رسوم جمالها الهبوات
وتقول يالأبي الخلائف لو ترى
اركان مجدي وهي منهدمات
لغدوت تنكرني وتبرح قائلاً
بتعجب ما هذه الخربات
اين البروج بنيتهن مشيدة ً
اين القصور علت بها الشرفات
اين الجنان بحيث تجري تحتها
الانهار يانعة بها الثمرات
أترى ابو الامناء يعلم بعده
بغداد كيف تروعها النكبات
لا دجلة يا للرزية دجلة
بعد الرشيد ولا الفرات فرات
كان الفرات يمد دجلة ماؤه
بجداول تسقى بها الجنات
اذ بين دجلة والفرات مصانع
تفتر عن شنب بها السنوات
يا نهر عيسى أين منك موارد
عذبت واين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهر الرفيل من البلى
حيث المجاري منه مندرسات
اذ قصر عيسى كان عند مصبه
وعليه منه أطلَّت الغرُفات
ام اين بركة زلزل وزلالها
السلسال تسرح حوله الظبيات
تا نهر طابق لا عدمتك منهلاً
اين الصراة تحفها الروضات
ام اين كرخايا تمد مياهه
نهر الدجاج فتكثر الغلات
ام اين نهر الملك حين تسلسلت
فيه المياه وهنَّ مطردات
قد كان تزدرع الحبوب بارضه
فتسح فيه بفيضها البركات
ام اين نهر بطاطيا تأتيه من
نهر الدجيل مياهه المجراه
وله فروع أصلهنَّ لشارع الْـ
الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروعِ بسقيه فغلاله
كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المُعلى إذ غدت
لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في
قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجهه(18/67)
الانوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذي به
مُلد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بُوق دارة
تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرِّنا
والنفي يصدر منك والاثبات
أيَّام تطلعك العدالة شمسها
وترف فوقك للهدى رابات
أيام تبصرك الحضارة في العلى
بدراً عليك من الثنا هالات
أيام تنشدك العلوم نشيدها
فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا
فتفيض منك لهم جدا وهِبات
أيام يأتيك الشكى بأمرهِ
فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي انيسة
وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوان فأصبحت
اثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزِّها
وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها
ضرا وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها ارخوا
دفق السيول فماجت الازمات
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
رقم القصيدة : 19516
-----------------------------------
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
لهنَّ ينقاد في كل الإرادات
يجرى عليهن فيما يبتغيه ولا
ينفكُّ عنهن حتى في الملذات
قد يستلذُّ الفتى مااعتاد من ضرر
حتى يرى في تعاطيه المسرات
عادات كل امرئٍ تأبى عليه بان
تكون حاجاته إلا كثيرات
أني لفى أسر حاجاتي ومن عجب
تعودي ما به تزداد حاجاتي
كل الحياة افتقار لا يفارقها
حتى تنال غناها بالمنيات
ولو لم تكن هذا العادات قاهرة
لما أسيغت بحال بنت حانات
ولا رأيت سكارات يدخنها
قوم بوقت انفرادٍ واجتماعات
ان الدخان لثان في البلاءِ اذا
ما عدت الخمر اولى في البليات
وربَّ بيضاءَ قيدِ الأصبع احترقت
في الكف وهي احتراق في الحشاشات
ان مرَّ بين شفاهِ القوم اسودُها
ألقى اصفراراً على بيض الثنيات
وليتها كان هذا حظّ شاربها
ولو أتتهُ بحدّ المشرقيات
عوائد عمت الدنيا مصائبها
وانما انا في تلك المصيبات
إن كلَّفتني السكارى شرب خمرتهم(18/68)
شربت لكن دخاناً من سكاراتي
وأخترت أهون شر بالدخان وإن
احرقت ثوبي منه بالشرارات
وقلت يا قوم تكفيكم مشاركتي
إياكم في التذاذ بالمضرات
إني لأمتصُّ جمراً لُفَّ في وَرَق
إذ تشربون لهيباً ملءَ كاسات
كلاهما حُمُق يفتر عن ضرر
يسم من دمنا تلك الكريات
حسبي من الحمق المعتاد أهونه
إن كان لابد من هذي الحماقات
يا من يدخن مثلي كل آونة
لمني ألمك ولا ترض اعتذاراتي
إن العوائد كالأغلال تجمعنا
على قلوب لنا منهنَّ أشتات
مقيَّدين بها نمشي على حذر
من العيون فنأتي بالمداجاة
قد ننكر الفعل لم تألفه عادتنا
وان علمناه من بعض المباحات
ورب شنعاء من عاداتنا حسنت
في زعمنا وهي من أجل الشناعات
عناكبُ الجهل كم ألْقت بأدمغة
من الأنام نسيجاً من خرافات
فحرَّموا وأحلوا حسب عادتهم
وشوَّهوا وجه أحكام الديانات
حتى تراهم يرون العلم منقصة
عند النساء وان كن العفيفات
وحجوبهن خوف العار ليتهم
لم تحصِ سيئة َ العادات مقدرتي
مهما تفننت منها في عباراتي
فكم لها بدع سود قد اصطدمت
في الناس منهن آفات بآفات
لو لم يك الدهر سوقاً راج بأطلها
ما راجت الخمر في سوق التجارات
ولااستمر دخان التبغ منتشراً
بين الورى وهو مطلوب كاقوات
لو استطعت جعلت التبغ محتكراً
فوق احتكار له أضعاف مرات
وزدتُ أضعافَ أضعاف ضريبته
حتى يبيعوه قيراطاً ببدرات
فيستريح فقير القوم منه ولا
يبلى به غيرُ مثرِ ذي سفاهات
الحُرُّ مَن خرق العادات منتهجاً
نهج الصواب ولو ضدِّ الجماعات
ومن إذا خذل الناسُ الحقيقة عن
جهل أقام لها في الناس رايات
ولم يخفْ في اتباع الحق لائمة
وعامل الناس بالإنصاف مدرعاً
ثوب الاخوة من نسج المساواة
فاغبى البرية أرفاهم لعادته
وأعقل الناس خُرَّاق لعادات
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> وظلت لها أبكي بعين قريحة رمتْ مِسمعي ليلاً بأنه مؤلم
وظلت لها أبكي بعين قريحة رمتْ مِسمعي ليلاً بأنه مؤلم
رقم القصيدة : 19517
-----------------------------------(18/69)
وظلت لها أبكي بعين قريحة رمتْ مِسمعي ليلاً بأنه مؤلم
فألقت فؤادي بين أنياب ضيغم
وبانت توالي في الظلام أنينها
وبت لها مُرْمى بنهشة أرقم
فيهفو بقلبي صوتها مثلما هفت
بقلب فقير القوم رنة درهم
إذا بعثت ذي أنة عن توجع
إذا بعثت لي أنة عن توجع
تقطع في الليل الأنين كأنها
تقطع أحشائي بسيف مثلمِ
يهز نياط القلب بالحزن صوتها
إذا اهتزَّ في جوف الظلام المخيِّم
تردده والصمت في الليل سائد
بلحن ضئيل في الدجنة مبهمِ
كأن نجوم اليل عند ارتجافها
تصيخ إلى ذاك الأنين المجمجمِ
فما خفقان القلب إلا لأجلها
وما الشهب إلا أدمع النجم ترتمي
لق تركتني موجعه القلب ساهراً
آخا مدمع جارٍ ورأس مهوَّم
أرى فحمة الظلماء عند أنينها
فأعجب منها كيف لم تتضرم
فأصبحت ظمآن الجفون إلى الكرى
وإن كنت ريَّان الحشا من تألمي
وأصبح قلبي وهو كالشعر لم تدع
له شعراءُ القوم من متردِّم
وبيت بكت فيه الحياة نحوسة
ولاحت بوجه العابس المتجهم
به القت الإيامُ أثقال بؤسها
فهاجت به الأحزانُ فاغرة الفم
كأني أرى البنيان فيه مهدَّماً
وما هو بالخاوي ولا المتهدّم
ولكن زلزال الخطوب هوى به
إلى قعر مهواة الشقاء المجسم
دخلت به عند الصباح على التي
سقاني بكاها في الدُّجى كأس علقم
فألفيتُ وجهاً خدَّد الدمع خده
ومحمَّر جفن بالبكا متورِّم
وجسماً نحيفاً أنهكته همومه
فكادت تراه العينُ بعض توهم
لقد جثُمت فوق التراب وحولها
صغير لها يرنو بعيني ميتمَّ
تراه وماإن جاوز الخمس عمرُهُ
يدير لحاظ اليافع المتفهِّم
بكى حولها جوعاً فغذته بالبكا
وليس البكا إلا تِعلَّة مُعْدم
وأكبر ما يدعو القلوب إلى الأسى
بكاء يتيم جائع حول أيِّم
وقفت وقد شاهدت ذلك منهما
لمريم أبكي رحمة وابن مريم
وقفت لديها والأسى في عيونها
تكلني عنها ولم تتكلم
وساءلتها عنها وعنه فأجهشت
بكاء وقالت أيها الدمع ترجم
ولما تناهت في البكاء تضاحكت
من اليأس ضِحك الهازيء المتهكم
ولكن دموع العين أثناء ضحكها(18/70)
هواطل مهما يسجم الضحكُ تسجم
فقد جمعت ثغراً من الضحكُ مُفعَماً
إلى محجر باك من الدمع مفعم
فتذري دموعاً كالجمان تناثرت
وتضحك عن مثل الجمان المنظم
فلما أر عيناً قبلها سال دمعها
بكاء وفيها نظرة المتبسم
فقلت وفي قلبي من الوجد رعشة
أمجنونة يا رب فارحم وسلم
ومذ عرضت للابن منها التفاتة
أشارت إليه بالمدامع أن قم
فقام إليها خائر الجسم فانثنت
عليه فضمته بكف ومعصم
وضلت له ترنو بغين تجوده
بفذ من المع الغزير وتوأم
فقال لها لما رآني واقفاً
أرّددُ فيه نظرة المتوسم
سلى ذا الفتى يا أمُّ أين مضى أبي
وهل هو يأتينا مساء بمطعم
فقالت له والعين تجري غروبها
وأنفاسها يقذفن شعلة مضرم
أبوك ترامت فيه سفرة راحل
إلى الموت لا يرجى له يوم مقدم
مشى أرمنياً في المعاهد فارتمت
به في مهاوي الموت ضربة مسلم
على حينَ ثارت للنوائب ثورة
أتت على حَزازات إلى الدين تنتمي
فقامت بها بين الديار مذابح
تخوض منها الأرمنيون بالدم
ولولاك لاخترت الحمام تخلصاً
بنفسيَ من أتعاب عيش مُذَمم
فأنت الذي اخرت أمك مريماً
عن الموت أن يودي بأمك مريم
أمريمُ مهلا بعضَ ما تذكرينه
فإنك ترمين الفؤاد بأسهم
أمريمُ إن الله لا شك ناقم
من القوم في قتل النفوس المحرّم
أمريم فيما تحكمين تبصري
فإن أنت أدركت الحقيقة فاحكمي
فليس بدين كلِّ ما يفعلونه
ولكنه جهل وسوء تفهم
لئن ملئوا الأرض الفضاءَ جرائماً
فهم أجرموا والدين ليس بمجرم
فما خفقان النجم إلا لأجلها
تمسوا بمطموس العلائم مبهم
وقد سلكوا تيهاء من أمر دينهم
فكم منجد في المخزيات ومتهم
ولما رأيت اللوم لؤماً تجاهها
سكتُّ فلم أنبس ولم أتبرّم
وأطرقت نحو الأرض أطلب عفوها
وما أنا للجاني ولا بالمتيم
وظلت لها أبكي بعين قريحة
جرت من أماقيها عصارة عندَم
بكيتُ وما أدري أأبكي تضجراً
من القوم أم أبكي لِشقوة مريم
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الشعر مفتقر مني لمبتكر
الشعر مفتقر مني لمبتكر
رقم القصيدة : 19518(18/71)
-----------------------------------
الشعر مفتقر مني لمبتكر
ولست للشعر في حال بمفتقرِ
دعوت غُرَّ القوافي وهي شاردة
فأقبلت وهي تمشي مشي معتدل
وسَلمتني عن طوع مقادتها
فرحت فيهنَّ أجري جرى َ مقتدرِ
إذا أقمت أقامت وهي من خدمي
وأينما سرت سارت تقتفي أثري
صرَّفت فيهن أقلامي ورحت بها
أعرف الناس سحر السمع والبصر
ملكن من رقة رقُّ النفوس هوَى
من حيث أظربنا حتى قاسى الحجر
سقيتهن المعاني فارتوين بها
وكنَّ فيها مكان الماء في الثمر
كم تشرئب لها الأسماع مصغية
إذا تنوشدن بين البدو والحضر
طابقَت لفظي بالمعنى فطابقه
خلوا من الحشو مملوءاً من العبر
إني لأنتزع المعنى الصحيح على
عرى فأكسوه لفظاً قد من درر
سل المنازل عني إذ نزلت بها
ما بين بغداد والشهباء في سفري
ما جئت منزلة إلا بنيت بها
بيتاً من الشعر لا بيتاً من الشعر
وأجود الشعر مما يكسوه قائله
بوشي ذا العصر لا الخالي من العصر
لا يحسن الشعر إلا وهو مبتكر
وأي حسن بشعر غير مبتكر
ومن يكن قائل شعراً عن مفاخرة
فلست والله في شعر بمفتخر
وإنما هي أنفاس مُصعَدة
ترمي بها حسراتي طائر الشرر
وهن إن شئت مني أدمع غزر
أبكى بهن على أيامنا الغُرر
أبكى على أمة دار الزمان لها
قَبْلاً ودار عليها بعدُ بالغير
كم خلد الدهر من أيامهم خبراً
زان الطروس وليس الخُبر كالخَبر
ولست أدكر الماضين مفتخر
لكن أقيم بهم ذكرى بمدكر
وكيف يفتخر الباقون في عمه
بدارس من هدى الماضين مندثر
لهفي على العُرب أمست من جمودهم
حتى الجمادات تشكوا وهي في ضَجر
أين الجحاحد ممن ينتمون إلى
ذوابة الشرف الوضاح من مضر
قوم هم الشمس كانوا والورى قمر
ولا كرامة لولا الشمس للقمر
راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عقباً
ناموا عن الأمر تفويضاً إلى القدر
أقول والبرق يسري في مراقدهم
"يا ساهر البرق أيقظ راقد السمرِ"
يا أيها العرب هبوا من رقادكم
فقد بدا الصبح وانجابت دُجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم(18/72)
والعود ليس له صوت بلا وتر
مالي أراكم أقلّ الناس مقدرة
يا أكثر الناس عدًّا غير منحصر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> سقتنا المعالي من سلافتها صرفاً
سقتنا المعالي من سلافتها صرفاً
رقم القصيدة : 19519
-----------------------------------
سقتنا المعالي من سلافتها صرفاً
وغنت لنا الدنيا تهنئنا عزفا
وزفت لنا الدستور أحرار جيشنا
فأهلا بما زفت وشكراً لمن زفا
فأصبح هذا الشعب للسف شاكراً
وقد كان قبل اليوم لا يشكر السيفا
ورحنا نشاوى العز يهتف بعضنا
ببعض هتافاً يُصعق الظلم والحيفا
ولاحت لنا حُرِّية ُ العيش عندما
أماطت لنا الأحرار عن وجهها السجفا
أتت عاطلاً لا يعرف الحلي جيدها
ولا كحلت عيناً ولا خضبت كفا
جاءت بمطبوع من الحسن قد قضى
على الشعر أن لا يستطيع له وصفا
فلما نرض غير العلم تاجاً لرأسها
ولا غير شنف العدل في أذنها شنفا
ولم نكسها إلا من العرف حلا
وهل يكتسي الديباج من يكتسي العرف
نشرنا لها منا لفيف اشتياقنا
ونحن لأناس نحسن النشر واللفا
ويحتاج للتفكير من موَّه الحلفا
وقمنا على الأقدام صفاً لها صفا
عقدنا لها عقد الولاء تعشقاً
فكنا لها إلفاً وكانت لنها إلفا
رفعنا لواء النصر يهفو أمامها
ورحنا على صرف الزمان لها حلفا
فلما تر غير الرفق فينا سجياً
وإن كان بعض القوم أبدى لها عنفا
تحمل أعباء الصدارة كامل
فناء به ما لم يخف وما خفا
طوى كشحه منها على غير لطفها
وأظهر من وجه الخِداع بها اللطفا
نحا أن يتم الدست فيها لحزبه
علينا وضن الأمر فيما نحا يخفى
وقد فاته أنا أول المعية
بها نخطف الأسرار من قلبه خطفا
وأنا نرى من قد تأبط شره
بعين تقدُّ الإبط أو تخلع الكتفا
لنا فطنة نرمي الزمان بنورها
فيبدو حجاب الغيب منه وقد شفا
رماناً بشزر اللحظ نزور طرفه
فصحنا به أن غض يا كامل الطرفا
فما نحن بعد اليوم مهما تنوعت
عناصرنا من أمه تحمل الخسفا
مددنا إلى كف الإخاء أكفنا
نصافحه شوقاً فمدّ لنا الكفا(18/73)
فطاب لنا منه العناق وضمنا
إليه فقبلناه من عينه ألفا
أذلاً وهذا العز صرح سابغاً
علينا إذن فالعز أن ندرك الحتفا
إذا نحن قمنا محنقين رأيتنا
ندك جبال الظلم ننسفها نسفا
ونحن إذا ما الحرب أفنت جيادنا
قتالاً ركبنا الموت في حربنا طرفا
تربع في صدر الوزارة كامل
فخط من النقصان في وجهها حرفا
وأنحى عليها بالجفاء مشتتاً
نجاحاً بركنيها الركينين ملتفا
لقد أغضب الدستور فعلاً ونيه
ومن أعلنوا الدستور والشعب والصحف
فأعياه إيضاح الحقيقة فاستعفى
ولم يطلب الإمهال إلا لأنه
رأى عذره إن لم يطل سبكه زيفا
كذالك من صاغ الكلام ملفقا
تمهل حيناً يكثر الخط والحذفا
ومن قال حقاً قاله عن بديهة
ويحتاج للتفكير مكن موه الخلف
فيا أيها "الصدر" الجديد أتعظ به
فإياك أن تطغى وأن تثنى العطفا
ويا مجلس النواب سِر غير عاثر
إلى المجد لا تلقى كلالاً ولا ضعفا
ودع عنك مذموم التجافي فإنما
لغير التجافي اختارك الشعب
ألم ترَ أرجاء البلاد مَحولة
من العلم فاستمطر لها الديمَ الوُطفا
بلاد جفاها الأمن فهي مريضة
فحقق لها من طب رأيك أن تشفي
فإن لأهليها عليك لذمة ً
ومثلك من راعى الذمام ومن
وما أنت إلا أمة َ قد تقدمت
أماماً وقد خلت تقهقرها خلفا
ولا تنس مغبر العراق وأهله
فإن البلاءَ الجم من حوله احتفَّا
فدجله أمست كالدُّ جيل شحيحة
فلا أنبتت زرعا ولا أشبعت ظلفا
وإن "الفرات" العذب أمسى مرنقاً
به الماء يجفو أو به الماء قد جفا
سل "الحلة " الفيحاء عنه فإنها
حكت شهداء الطفّ إذ نزلوا الطفا
فيا ويلَ قوم في العراق قد انطوَوْا
على الذل إذ أمست قلوبهمُ غُلُفا
ولم يذكروا مجداً لهم كان ضارباً
رواقاً على هام كواكب قد أوفى
وكانوا به شُم العرانين فاغتدَوا
يقاسون أهوالا به تجدع الأنفا
يرجون من أهل القبور رجاءهم
ومن يحمل الدبوس أو يضرب الدُّفا(18/74)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> علام حرمنا منذ حين تلاقيا
علام حرمنا منذ حين تلاقيا
رقم القصيدة : 19520
-----------------------------------
علام حرمنا منذ حين تلاقيا
أفي سفر قد كنت أم كنت لاهيا
عهدناك لا تلهو عن الخِل ساعة
فكيف علينا قد أطلتَ التجافيا
ومالي اراك اليوم وحدك جالساً
بعيداً عن الخلان تأبى التدانيا
أنابك خطب ام عراك تعشق
فإني أرى حُزنا بوجهك باديا
وما بالُ عينيكَ اللتين أراهما
تديران لحظا يحمل الحزنَ وانِيا
واي جوى قد عدت اصفر فاقعاً
به بعد أن قد كنت أحمر قانيا
تكلم فما هذا الوجوم فانني
عهدتك غِرّبدا بشعرك شاديا
تجلد تجلد ياسليم ولا تكن
بما ناب من صرف الزمان مباليا
ولا تبتئس بالدهر ان خطوبه
سحابة صيف لا تدوم ثوانيا
فقال ولم يملك بوادرَ أدمع
تناثرن حتى خلتهن لياليا
لقد هجتني يا أحمدُ اليوم بالأسى
وذكرتني ما كنت بالامس ناسيا
اتعجب من حزني وتعلم انني
قريع تياريح تشيب النواصيا
ترحلت عنها لا علي ولا ليا
وقد كنت اشكوا الكاشحين من العدى
فأصبحت من جَور الأخلاء شاكيا
ومارحتُ استشفى القلوب مداوياً
من الحقد الا عدت عنها كما هيا
وداريتُ حتى قيلَ لي مُتعلق
وما كان من داءِ التملّق دائيا
وحتى دعاني الحزمُ أن خل عنهمُ
فإنّ صريح الرأي ألا تداريا
ورُبّ أخِ أو قرُتُ قلبي بحبه
فكنتُ على قلبي بحبيه جانيا
أراد انقيادي للهوان وما درى
باني حر النفس صعب قياديا
إذا ما سمائي جاد بالذل غيثها
أبيتُ عليها أَن تكون سمائيا
الا فابك لي يااحمد اليوم رحمة
ودعنى وشأني والاسى وفؤاديا
فان احق الناس بالرحمة امروء
أضاع ودادا عند من ليس وافيا
وما كان حظي وهو في الشعر ضاحك
ليظهر إلا في سوى الشعر باكيا
ركبت بحور الشعر رهواً ومائجاً
وأقحمتُ منها كلِّ هول يراعيا
وسيرت سفني في طلاب فنونه
وألقيتُ في غير المديح المَراسيا
وقلتُ أعصني يا شعرُ في المدح إنني
ارى الناس موتى تستحق المراثيا(19/1)
ولو رضيت نفسي بامر يشينها
لما نطقت بالشعر الا اهاجيا
وكم قام ينعى حين انشدت مادحاً
الي الندى ناع فانشدت راثيا
وكم بشرتني بالوفاء مقالة
فلما انتهت للفعل كانت مناعيا
وقالت بكى امسكت فضل ردائه
وكفكفتُ دمعاً فوق خدّيه جاريا
وقلتُ له هون عليك فإنما
تنوبُ دواهي الدهر من كان داهيا
فكنت الفتى الاعلى وكانو الادانيا
لعل الذي أشجاك يُعقب راحة
فقد يشكر الإنسان ما كان شاكيا
ألا رُبَّ شر جر خيراً وربما
يجرُّ تجافينا إلينا التصافيا
فلو أن ماء البحر لم يك مالحا
لرُحنا من الطوفان نشكو الغواديا
ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن
نجوم بأفلاك لهن جواريا
وكيف نرى للكهرباء ظواهراً
اذا هي في الاثبات لم تلق نافيا
تموت القوى ان لم تكن في تباين
ويحين ما دام التباين باقيا
فلا تعجبن من أننا في تنافر
ألم تَغنَ عنهم أن ملكت القوافيا
فِطر في سماوات القريض مُرفرفا
وأطْلِع لنا فيها النجومَ الدرَّاريا
فانت امروء تعطي القوافي حقها
فتبدو وان ارخصتهن غواليا
يُجيبكَ عفوا إن أمرتَ شرودها
وتأتيك طوعاً إن دعوتَ العواصيا
فقال وقد ألقى على الصدر كفَّهُ
فتشدّ بها قلباً من الوجد هافيا
لقد جئتى بالقول رَطْبا ويابساً
فداويت لي سُقما وهيَّجت ثَانيا
فإني وإن أبدى لي القومَ جفوة
أمنى لهم مما احب الامانيا
وما انا عن قومي غنيا وان اكن
أطاولُ في العز الجبالَ الرواسيا
إذا ناب قومي حادث الدهر نابني
وان كنت عنهم نازح الدار نائيا
وما ينفعُ الشعرُ الذي أنا قائل
اذا لم اكن للقوم في النفع ساعيا
ولستُ على شعري أروم مَثُوبة
ولكن نصح القوم جل مراميا
وما الشعرُ إلا أن يكون نصيحة
تُنشِّط كسلاناً وتهِض ثاويا
وليسَ سرى َّ القوم من كان شاعرا
ولكن سريُّ القوم من كان هاديا
فعلَّمهم كيف التقدمُ في العُلى َ
ومن أيِّ طُرقِ يبتغون المعاليا
وابلى جديد الغي منهم برشده
وجدّد رشدا عندهم كان باليَا
وسافر عنهم رائداً خصْب نفعهم(19/2)
يشق الطواقي أو يجوب المواليا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اشر فعل البرايا فعل منتحر
اشر فعل البرايا فعل منتحر
رقم القصيدة : 19521
-----------------------------------
اشر فعل البرايا فعل منتحر
وأفحش القول منهم قول مفتخر
ان التمدح من عجب ومن أشر
والمرء في العجب ممقوت وفي الاشر
يا راجي الأمر لم يطلب له سبباً
كيف الرماية عن قوس بلا وتر
ليس التسبب من عجز ولا خور
وانما العجز تفويض الى القدر
دع الأناسيَّ وانسبني لغيرهمِ
إن شئتَ للشاهِ أو إن شئت للبقر
فإن للبشر الراقي بخلقته
من قد انفت به أني من البشر
ألبس حياتك احوال المحيط وكن
كالماء يلبس ما للظرف من جدر
وان ابيت فلا تجزع وانت بها
عار من الأنس أو كاس من لبضجر
إن رمت عزاً على فقر تكابده
فاستغن عن مال اهل البذخ والبظفر
اذانظرت الى الجزئي تصلحه
فارقبه من مَرقب الكلي في النظر
فان نفعك شخصاً واحد ربما
يكون منه عموم الناس في الضرر
قد يقبح الشئ وضعاً وهو من حسن
كالنعش يدهِش مَرأى وهو من شجر
فالقبح كالحسن في حكم النُّهى عَرَض
وليس يثبت إلا عند معتبر
لا تعجبن الذي عقل يروح به
لينتج الشرُّ خيراً غير منتظَر
فانما لمعات الخير كامنة
بين الشرور كمون النار في الحجر
سبحان من أوجد الأشياء واحدة
وانما كثرة الاشياء بالصور
هَبْ منشأ القوم يبقى مبهماً أبداً
فهل ترى فيه عقلاً غير منبر
الحب والبغض لا تأمنِ خداعهما
فكم هما أخذا قوما على غرَر
فالبغض يبدي كدورا في الصفاء كما
أن المحبة تبدي الصفو في الكدر
واشنع الكذب عندي ما يمازجه
شئ من الصدق تمويهاً على الفكر
فان ابطال هذا في النهى عسر
وليس إبطال محْض الكذب بالعسر
قالوا عشقت معيب الحسن قلت لهم
كفوا الملامَ فما قلبي بمنزجِر
ما العشق إلا العمى عن عيب منْ عشِقتْ
هذي القلوب ولا اعني عمى البصر
قالوا ابْنُ مَنْ أنت يا هذا فقلت لهم
أبي امرؤ جَدُّه الأعلى أبو البشر
قالوا فهل نال مجداً قلت واعجبي(19/3)
اتسألوني بمجد ليس من ثمري
لا در در قصيد راح ينظمه
من ليس يعرف معنى الدر والدُّرَرِ
يبكي الشعور لشعر ظل ينقده
من لا يفرق بين الشعر والشعر
قالتنواروقد انشدتها سحراً
ممن تعلمت نفْثَ السحر في السحَر
فقلت من سحر عينيك الذي سحرت
به المشاعر من سمع ومن بصر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا
لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا
رقم القصيدة : 19522
-----------------------------------
لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا
ظوائح جاءت بالخطوب تباعا
فبارحت ارضاً ماملأت حقائبي
سوى حبها عند البراح متاعا
عتبت على بغداد عتب مودع
أَمضَّته فيها الحادثات قِراعا
أضاعتنيَ الأيام فيها ولو دَرَت
لعز عليها ان اكون مضاعا
لقد أرضعتني كل خَسفِ وإنني
لأشكرها أن لم تُتم رَضاعا
وما انا بالجاني عليها وانما
نهضت خصاماً دونها ودفاعا
وأعملت اقلامي بها عربية
فلم تبد أصغاء لها وسماعا
ولو كنت أدري انها أعجمية
تخذت بها السيف الجراز يراعا
ولو شئت كايلتُ الذين انطوَوْا بها
على الحقد صاعا بالعداء فصاعا
ولكن هيَ النفس التي قد أبت لها
طباعَ المعالي أن تسوءَ طِباعا
أبَيت عليهم أن أكون بذلّة
وتأبى الضواري أن تكون ضباعا
على أنني داريتُ ما شاء حقدَهم
فلم يجدِ نفعاً ما أتيت وَضاعا
وأشقى الورى نفساً وأضيعهم نهى ً
لبيبٌ بداري في نُهاه رعاعا
تركت من الشعر المديح لأهله
ونزهت شعري أن يكون قذاعا
وأنشدته يجلو الحقيقة بالنُّهى
ويكشف عن وجه الصواب قناعا
وأرسلته عفواً فجاءَ كما ترَى
قوافي تجتاب البلاد سراعا
وقفت غداة البين في الكرى وقفة
لهاكربت نفسي تطير شعاعا
أودَّع أصحابي وهم محدِقون بي
وقد ضقت بالبين المشت ذراعا
أودَعهم في الكرخ والطرْف مرسل
إلى الجانب الشرقي منه شعاعا
كأن برأسي يا أُميم صداعا
وكنت أظن البينَ سهلا فمُذ أتى
شَرَى البينُ مني ما أراد وباعا
وإني جَبان في فِراق أحبتي(19/4)
وأن كنت في غير الفراق شجاعا
كإني وقد جد الفراق سفينه
أشالت على الريح الهجوم شِراعا
فمالت بها الأرواح والبحر مائج
وقد أشكت الواحها تتداعى
فتحسبني من هزة في أفدعاً
ترى هضاباً زلزلت وتلاعاً
فما أنا إلا قومة وإنحناءة
وسر أذاعته الدموع فذاعا
رعى الله قوماً والرصافة كلما
تذكرتهم زاد الفؤاد نزاعا
أبيت وما أقوى الهموم بمضجع
تصارعني فيه الهموم صراعا
وألهو بذكراهم على السير كلما
هبطت وهاداً أو علوت يفاعا
هم القومُ أما الصبر عنهم فقد عَصى
وأما اشتياقي نحوهم فأطاعا
لقد حكَّموني في الأمور فلم أكن
لأنطق إلا أمراً ومطاعا
زجرت كلاباً أم قحمت سباعا
سلام على وادي السلام وإنني
لأجعل تسليمي عليه وداعا
له الله من واد تكاسل أهله
فباتوا عِطاشا حوله وجياعا
رآهم عبيداً فاستبد بمائه
جرى شاكراً صنعَ الطبيعة إنها
أبانت يداً في جانبيه الصناعا
وما أنْسَ لا أنْسَ المياهَ بدَجلة
وإن هي تجري في العراق ضَياعا
ولو أنها تسقي العراق لما رَمَت
وما وجدت ريح وإن قد تناوحت
مَهباً به إلا قُرى وضِياعا
سأجري عليها الدمعَ غير مضيع
وأنوب قاعاً من هناك فقاعا
وأذكر هاتيك الرباع بحسنها
فنعمت على شَحط المَزارِ رباعا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الا لفت منا إلى الزمن الخالد
الا لفت منا إلى الزمن الخالد
رقم القصيدة : 19523
-----------------------------------
الا لفت منا إلى الزمن الخالد
فتغبِط من أسلافنا كل مِفضال
تَلونا أناساً في الزمان تقدمُوا
وكم عِبرَة فيمن تقدم للتالي
ألا فاذكروا يا قوم أربع مجدكم
فقد درست إلا بقية أطلال
تطلبتمُ صفوَ الحياة وأنتمُ
بجهل، وهل تصفو الحياة ُ لُجهال؟
وما أنتم إلا كسكران طافح
تحسى من الصهباء عشرة أرطال
مشي بارتعاش في الطريق فتارة
يقوم وأخرى ينهوي فوق أو حال
يمد إلى الجدران كف استناده
فتقذفه الجدران قذيفة أذلال
ويفتح للطراق مقلة حانق
فيغمضها خزيان عن شتم عذال(19/5)
رمى الدهر قومي بالخمول فلمتهم
وأوسعتهم عذلا فلم يُجد تعذالي
فهاج البكى يأسي فلما بكيتهم
بدمعي حتى بل دمعي سِربالي
نظرت إلى الماضي وفي العين حُمرة
كأن على اماقها نضح جريالي
سيروا البرق بينهن رسولا
فشمتُ بروق الأولين منيرة
على أفق من ذلك الزمن الخالي
"تنورتها من أذرعات وأهلها
بيثربَ أدنى دارها نظر عال"
وقلبت طرفي في سماء رجالها
وهم فوق عرش من جلال محلال
فآنست آتارا وهم سِلك درها
وأبصوت أعمالا وهم جيدها الحالي
ولما طويت الدهر بيني وبينهم
على بعد أزمان هناك وأجيال
قعدت بأوساط القرون فجاءني
"أبو بكر الرازي"فقمت لإجلال
فتى عاش أعمالاً جساما وإنما
تقدر أعمار الرجال بأعمال
حكم رياضي طبيب منجم
أديب وفي الكمياء حلال أشكال
أني فيلسوفا للنفوس مهذبا
بأفضل أفعال وأحسن أقوال
لقد طبب الأرواح من داءِ جهلها
كما طبب الأجسام من كل إغلال
تولد عامَ الأربعين الذي انقضى
لثالث قرن ذي مآثر أزوال
إلى زكريا ينتمي إنه له
أب تاجر في الري صاحب أموال
على حينَ كانت بلدة ُ الري عادة
إلى العلم تعطو جيدَها غيرَ مِعطال
مدارسُ بالشبان تزهو ودونها
كتاتيب للتعليم تزهو بأطفال
بها جل درس القوم طب وحكمة
وفلسفة فيها لهم أي إيغال
وكانت نفيسات الصنائع عندهم
يحاوالها ذو الفقر منهم وذو المال
بل الحال في البلدان طرا كذا الحال
فإن هدى الإسلام أنهى فتوحه
وآصلها للحد أحسن إيصال
وبدل أبطال الحروب من الورى
بأبطالِ علْم للجَهالة قُتال
فدارت رحى تلك العلوم وقطبها
ببغدادَ مركوزُ بربوة إجلال
وكانت يد المأمون في ذاك أخجلت
لسان العلي في شكره أي إخجال
تدرّج في تلك المدارس ناشئا
مترجمنا يسعى بجد وإقبال
تعلم فن الصوت باديء بدئه
ومارس تفصيلاً به بعد إجمال
فكانت بموسيقى اللحون دروسه
تغَنَّى بأهزاج وتشدو أرمال
وقد جاوز العشرين سنا ولم يكن
بشئ سوى فن الغناء بميال
فرام أبوه منه تحويل عزمه
بجذب إلى شغل التجار وإدخال(19/6)
فقال له دعني مع العلم إنني
إذا ما أمَتُّ الجهلَ أحييتُ آمالي
وهل يستطيع المرءُ شغلا إذا غدا
له شاغل بالعلم عن كل أشغال
هنالك استقى الرازي من العلم شربه
فجاد بإعلال له بعد إنهال
سعى سعيه نحو التعلم بادئاً
بعلم لدى أهل التفلسف ذي بال
وقد كان مفتاح العلوم تفلسف
تُفكُّ به من جهلهم كلُّ أغلال
فزاول أنواع العلوم تنقُّلا
نضا همَّة ً في العلم مشحوذة الشَّبا
جلت ما لحرب الجهل من ليل قَسْطال
وقد أكمل الطب المفيدَ قراءة ً
على الطبريِّ الحبر أحسنَ إكمال
ومذ جاوز الرازي لثلاثين واغتدى
مُدلا على أقرانه أيّ إدلال
رأى من تمام العلم للمرء أنه
يَسيح بضرْب في البلاد وتجوال
وما العلم إلا بالسياحة إنها
لمن عملوا في علمهم درس أعمال
فقام وشدّ الرجل والغرزَ وامتطى
لقطع الفيافي متن هوجاء شملال
فجاء بلادَ الشام توّا وجازها
إلى مصر في وخد حثيث وإر قال
وخاض عُباب البحر للغرب قاصدا
مواطناً للإسلام لم يسلها السالي
ففيها احتلاه العز مذ لاح طالعاً
لها كهلالِ يُجتلى عند إهلال
وحل حلول البدر في السعد نائلاً
بقرطبه آماله ناعم البال
وهب هبوب الريح ثمة ذكره
يطير على صيت من العلم جوال
وودعها من بعد ذلك راجعاً
إلى مصرَ لا توديعَ مُستَكره قال
ومنها إلى بغداد سافر قاطعاً
إليها الفلا ما بين حَلْ وترحال
فأرقى عصر التسيار من عرصاتها
بمغرس عرفان ومَنبِتِ إفضال
وبغداد كانت وهي إذ ذاك جنه
بها العلم أجرى منه أنهار سلسال
كأن رجالَ العلم في غُرُفاتها
بلابل تشدو غدوة بين أدغال
فكم محفل للكتب فيه خزانة
وكم مَرصد دان وكم مَرقب عال
ولما غدا الرازي ببغداد باسطاً
أقيم لمارستانها عن كفاءة
رئيساً بتطبيب وتدبير أحوال
فرتب مرضاه وأصلح شأنه
بما كان لم يخطر لسابق أجيال
وضل به يسعى طبيباً ممرضاً
ويبذل جُهدا لم يكن فيه بالآلى
لدى سُرُر المرضى تقرر في الحال
فقد كان يلقيها على القوم ناطقاً
بأوضح تبيان وأحسن إملال(19/7)
لقد أشغل الرازي ببغدادَ شغلهُ
عدا الطب في الكِمْياء أعظم إشغال
فقضى بها أيامه في تجارب
وواصل أبكاراً لهن بآضال
فلقب فيها بالمجرِّب حرمة
تفردَ مخصوصاً بها بين أمثال
وأصبح مشهوراً بأسنى مآثر
من العلم لم يُسْبَق إليها وأعمال
فإن أبا بكر لأولُ مفصح
إلى الناس بالدرس السريري مقوال
وأولُ من أبدى لهم كيف يبتنى
ويُفرش مارستانهم قصد إبلال
وألف في المستشفيات مؤلفاً
تقصى به في وصفها دون إغلال
ولا تنس للرازي الكحول فإنه
يجدد طول الدهر ذكراه في البال
ومن عمل الرازي انعقاد لسكر
وما كان في محصوله غيرَ سيَّال
أرى العلم كالمرآة يصدأ وجهه
وليس سوى حُسن الخلائق من جال
أخو العلم لا يغلو على سوء خلقه
وذو الجهل إن أخلاقه حسنت غال
ولو وازنَ العلمُ الجبال ولم يكن
له حسنُ خُلق لم يَزن وزَن مثقال
وإن المساوي وهي في خلق عالم
لأقبح منها وهي في خُلق جُهال
"لعمري وما أدري وقد آذن البلى
بأحسن أخلاق وأشرف أفعال
خلائق غُرّ إن أردت بيانها
بدأتُ بحرف الحاء والميم والدال
بكل هزيل الجسم من سقم إقلال
ويفتقد المرضى بفحص وتسال
وتيهم بالمال والعلم مسعداً
لتطبيب أوجاع وتأمين أوجال
وما كان يقنو المال إلا لبذله
لتعليم علم أو لإعطاء سُؤَّال
وكان حليف الجد لم يأل جهده
بدحض خصوم العلم من كهزال
فكم راح مخذولاً به متطبب
سعى كاذباً في طبه سعي إضلال
وكان سليما في العقيدة قلبه
وخلِّ تفاصيل الألى ينسبونه
لزيغ فقد أغناك عنهن إجمالي
ولما قضى الرازي ببغدادُ بُرهة
مضى قافلاً للري شوقاً إلى الآل
وألف للمنصور إذ ذاك بأسمه
كتاباً حوى من الطب أحسن أقوال
ولم تصف للرازي أواخر عمره
وعاد أخاهم شديد وبالبال
فقد عمِيت عيناه من بَعد واغتدى
يجول من الفقر الشديد بأسمال
وإن عدا الدهر شنشنة له
يصول بها قهراً على كل مفضال
ولما انتهى نحو الثمانين عمره
قضى نحبه من غير مال وأنسال
ولكنه في الناس خلف بعده
من العلم آثاراً قليلة أمثال(19/8)
فكم كتب أبقى بها الذكر في الورى
وألفها نسجاً على خير منوال
وما ضر من أحيا له العلمُ بعده
على الدهر ذكراً أنه مَيت بال
وإني وإن طنبت في بحر علمه
لمقتصر منه على بعض أوشال
وها أنا أنهي القول لا لتمامه
ولكن لعجزي عن نهوض بأجبال
وأجعل هذا الشعر مسكاً ختامه
بما قال في بيتين معناهما حال
"بعمري وما أدري وقد أذن البلى
بعاجل ترحال إلى أين ترحالي"
"وأين محل الروح بعد خروجهم
من الهيكل المنحل والجسد البالي"
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> هو الدهر لم يرحم إذا شدّ في حرب
هو الدهر لم يرحم إذا شدّ في حرب
رقم القصيدة : 19524
-----------------------------------
هو الدهر لم يرحم إذا شدّ في حرب
ولم يتئد إما تمخض بالخطب
يزمجر أحيانا ويضحك تارة
فيظهر في بردين للجد واللعب
فلا هو في سَلم فنأمَن بطشه
يسالم حتى تأخذ القوم غرة
فيهجم زحفاً في زعازعة النكب
أرى الدهر كالميزان يصعد بالحصى
ويهبط بالموزون ذي الثمن المربي
أدالَ من العُرب الأعاجم بعدما
أدالَ بني عباسها من بني حرب
ولم أرَ للأيام أشنع سُبة
لعمرك من ملك العلوج على العرب
صفت لبني العباس أحواض عزهم
زماناً وعادت بعدُ مخلبة الشرب
عنت لهم الدنيا فساسوا بلادها
بعدل أضاء الملك في سالف الحُقب
فكانوا طفاح الارض عزاً ومنعة
خلائف ساسوا بالسيوف وبالكتب
لقد ملكوا مُلكا بكت أخرَياته
بدمع على المستعصم الشهم مُنصب
تشاغل بالذات عن حوط ملكه
فدارت على ابن العلقم رحى الشغب
أطال هجودا في مضاجع لهوه
على ترف والدهر يقظانُ ذو ألب
لقد غره أن الخطوبَ روابض
ولم يدر أن الليث يربض للوثب
فكان كمروانَ الحمارِ إذا انقضت
به دولة مدّت يدَ الفتح للغرب
جرت فتنه من شيعة الكرخ جلحت
نرد هُلاكو بالقتال على العقب
فقامت لدى ابن العلقم ضغائن
تحجرن من تحت النياط على القلب
فأضمر للمستعصم الغدر وانطوى
على الحقد مدفوعا إلى الغش والكذب
وخادعه في الأمر وهو وزيره(19/9)
مواربة إذ كان مستضعفَ الإرب
فأبعد عنه في البلاد جنودَه
وشتتهم من أوب أرض إلى أوب
ودس إلى الطاغي هُلاكو رسالة
مغلغلة يدعوه فيها الى الحرب
وقال له إن جئت بغداد غازياً
تملكنها من غير طعن ولا ضرب
فثار هُلاكو بالمغول تؤمه
كتائب خضر تضرب السهل بالصعب
وقاد جيوشا لم تمر بمخصب
من الارض إلا عاد ملتهب الجدب
جُيوش ترد الهضب في السير صفصفا
وتعرُك في تسيارها الجنبَ بالجنب
فما عتّمت حتى بنت بغبارها
سماء على ارض العراق من الترب
ولما أبادت الجيش بغداد هالكاً
على رغم فتح الدين قائده الندب
أقامت على أسوار بغدادَ بُرهة
تعض بها عض الثقاف على الكعب
فضاق عليها بالحصار خناقها
وغصت بكرب ياله الله من كرب
وقد حم فيها الامن بالرعب فانبرت
له رخصاء من عيون أولى الرعب
هناك دعا المستعصم القوم باكيا
بدمع على لحييهِ مُنهمِل سكب
فابدى له ابن العلقم تحزناً
طَوى تحتهُ كشحاً على المكر والخلب
وقال له قد ضاق بالخطب ذرعا
وأنت ترى ما للمغول من الخطب
فكم نحن نبقى والعدو محاصِر
نذل ونشقى في الدفاع وفي الذب
وماذا عسى تجدي الحصون بأرضنا
وهم قد أقاموا راصدين على الدرب
فدع "يا أمير المؤمنين" قتالهم
على هُدنة تبقيك ملتئم الشعب
ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"
فهادنه وأخرج في رجالك نحوه
وصاهره واشدد منه أزرك بالقرب
وإلا فإن الأمر قد جد جده
وليس سوى هذا لصدعك من رأْب
فلما رأى المستعصم الخرق واسعاً
وأن ليس للداءِ الذي حل من طب
مشى كارها والموتُ يُعجل خطوه
يؤم لفيفا من بنينَ ومن صحب
وراح بعقد الصلح يجمع شمله
فأمسكه رهنا وقتَّل صحبه
هلاكو ولم يسمع لهم قط من عتب
وأغرى ببغدادَ الجنود كما غدا
بأدماء يغرى كلبه صاحب الكلب
فضلت بهم بغداد ثكلى مرنه
تفجع بين القتل والسبي والنهب
وصبوا عليها بطشهم أيما صب
وأمسى بهم قصر الخلافة خاشعا
مهتكة أستاره خائف السِّرْب
وباتت به من واكف الدمع بالبكا
عيون المها شتراء منزوعة الهدب(19/10)
وراحت سبايا للمغول عقائل
من اللاء لم تمدد لهن يد الثلب
لقد شربوا بالهون أوشال عزها
وما أسأروا شيئاً لعمرك من القعب
فقلص ظل كان في الملك وارفاً
وأمحل الملك كان مغلولب العشب
لقد بات إذ ذاك الخليفة جاثما
على الخسف مرقوباً بأربعة غلب
وخارت قواه بالسعار لمنعه
فقال وقد نقت ضفادع بطنه
إلا كسرة يا قوم اشفى بها سغب
فقال هلاكو عاجلوه بقصعة
من الذهب إلا بريز واللؤلؤ الرطب
وقالوا له كل ما بدا لك إنها
ألست لهذا اليوم كنتَ ادّخرتها
فدونك فانظر هل تنوب عن الحب
وكنتَ بها دون المماليك معجباً
وفاتك أن المقت من ثمر العجب
ولو كنت في عز البلاد أهنتها
وأنزلت منها الجند في منزل خصب
لما أكلتك اليوم حربي وإن غدت
سأبذلها دون جنودي تزيدهم
صيالاً بها فوق المطهمة القب
وسوف وإن لم يبق إلا حديثنا
تميز ملوك الارض دأبك من دأبي
هنالك والطوسي أفتى بقتله
قروءة بقتل أدب أفجع الادب
أشار هلاكو نحو علج فتله
فخر صريعاً لليدين وللجنب
فأدرج في لبد وديس بأرجل
إلى ان قضى بالرفس ثمة والضرب
وقد أثخنت بغداد من بعد قتله
جروح بوار جاء بالحجج الشهب
وما اندملت تلك الجروح وإنما
ببغداد منها اليوم ندب على ندب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قضت المطامع أن نطيل جدالا
قضت المطامع أن نطيل جدالا
رقم القصيدة : 19525
-----------------------------------
قضت المطامع أن نطيل جدالا
وأبَيْنَ إلا باطلا ومِحالا
في كل يوم للمطامع ثورة
باسم السياسة تستجيش قتالا
ماض من سلسوا البلاد لوانهم
كانوا على طلب الوفاق عيالا
أمِنَ السياسة أن يقتل بعضنا
بعضا ليدرك غيرنا الآمالا
لادر در اولي السياسة انهم
قتلوا الرجال ويتموا الاطفالا
غرسوا المطامع واغتدروا يسقونها
بدم هريق على الثرى سيالا
تثروا الدماء على البطاح شقائقا
وتوهموها الروضة المحلالا
واعلم بأني لا أخاف مَنيَّتي
سبقت ولاترة ولا اذحالا
قالوا كرهت الحرب قلت لأنها
دارت لتغصب الحقوق الالا(19/11)
وأجلت فكري في الحروب فلم أجد
إن الهوائفَ لا تزال بمسْمع
طاشت منافعها الصغار عن الورى
ورست مآثمها الكبار جبالا
ما اجشع الحرب الضروس فانها
تحسو النفوس وتأكل الاموالا
كم سح من رهج الحروب على الربى
وبل الدماء فزادها امحالا
لولا الحروب ومحرقات صواعق
منها لابقلت الربي ابقالا
قبحت بنا الأرض الفضاء وما حوت
في غير ما زمن الفطحل جمالا
أبني السياسة ان سلكتم بالورى
طرق الرشاد فعلموا الجهالا
ان جرت حرب الكمال لامة
إن الحياة كثيرة أعمالها
ان الحيلة كثيرة اعمالها
فدعوا الانام وحاربوا الاعمالا
وتقحموا حرب الحياة فانها
واستلئموا زرد الوفاق واشرعوا
فيها تعاونكم قناً ونصالا
وأقْنوا لكم بيض المساعي شُزَّبا
تجري رعالا المُنى فرعالا
واعلُوا على صَهواتهنَّ رواكضا
للمَكرمات تُسابق الآجالا
ودُعوا صيالا في المَلاحم إن في
هذي الحياة مَلاحما وصيالا
او كلما طمع القوي شراهة
اكل الضعيف تحيفا واغتالا
لا غرو أن يلَد الزمان بمرِّه
كأبي دُلامة من بنيه رجالا
اذراح يقتل بالعواطف قرنه
قتلا ادام حياته واطالا
اذ جهز"المنصور" جيشا قاده
"روح" يريد من "الشراة " قتالا
فمضى وفيه أبو دُلامة مُكرَها
للحرب أخرج كي يُصيب نكالا
حتى إذا التقت الجيوش وعُبِّئت
صفا فصفا يمنة وشمالا
برزَ الكميِّ من الشُّراة مُجرِّداً
للسيف يطلب من يطيق نزالا
فأجال روْحٌ في الجنود لحاظه
والقوم ينتظرون منه مَقالا
فدعا اليه ابا دلامة قائلا
يا ليثُ دونَك ذلك الرِّئْبالا
فجرى اليه ابا دلامة هازلا
ثم استقال فلم يكن ليقالا
فشكا لروح جوعه فازاده
بدجاجتين وحثه استعجالا
فانصاع من عجل وسمط زاده
ومضى يُخبّ لقرْنه مختالا
فأتى وقد شهر الكميُّ بوجهه
سيفا يروع غراره الاغوالا
فدنا اليه ابو دلامة قائلا
مَهْلا فأغمد سيفَك القصالا
اني اتيت وما اتيت مقاتلا
من لَسْت أطلب عندهَ أذحالا
فاسمع مقالة من أتاك ولم يكنْ
فيما يقول مخادعا محتالا
واعلم اني لا اخاف منيتي(19/12)
جُبنا ولا أتهيَّب الأبطالا
لكن ارى سفك الدماء محرما
وأعيذ رأيكَ أن تراه حلالا
أمن المروءة أن نريق دماءَنا
سَفها لمطمع طامع وضلالا
هل كنتَ من قيل اللقاء رأيتني
يوما وهل مني لقيتَ نكالا
أمْ هل طرقتُ خيام قومك جانيا
أم هل خَرْبتُ بحيِّهم آبالا
ماذا جرى بيني وبينك قبل ذا
مما يجر خصومة وجدالا
حتى شَهرتَ عليَّ سيفك تبتغي
ضَربا يُقطِّع مِني الأوصالا
فاربأ نفسك ان تكون من الاولى
زحفوا جنونا للوغى وخَبالا
فرأى الكمي مقالة متعاليا
حقاً وكل حقيقة تتعالى
سيفا أجادته القيون صِقالا
ولوى العنان من المطهم قائلا
رح بالامان فلا لقيت وبالا
فمشى اليه ابو دلامة مخرجا
زادا تعلق بالسموط مشالا
ودعاه يا بن أولي المكارم راشدا
اكرم اخاك بة قفة امهالا
إني لأرجو أن تكون مؤاكلي
في ذا الشواء الا تحب إكالا
فتدانيا متخالفين واقبلا
حتى إذا أكلا شواءً أدبرا
بعد الوداع ووليا الاكفالا
رجعا فسار أبو دلامة طافرا
والمهر يُجفل تحته إجفالا
حتى اذا وافى الامير وقام عن
كَثب ترجَّل دونه إجلالا
وغدا يقول وكان روح ضاحكا
إني كفيتُك قِرْنيّ الرِّئبالا
وقتلته بالقول لا بمهنّدي
والحربُ أحرى أن تكون مَقالا
وأخذتُ في الهيجا عليه مواثِقا
ألا يعود يُنازلُ الأبطالا
مِنِّي تقول إذا شكوت الحالا
لا تَيأسَن فللزمان تنفسُّ
فارقبه ان يتبدل الابدالا
والدهر طاهِ سوف يُنضج أهله
بالحادثاتِ يزيدها إشعالا
ان الدهور وهن امهر سابك
سترد أضداد الوَرَى أشكالا
حتى كأني بالطباع تبدلت
غير الطباع وزلزلت زلزالا
وكأنني بيني الملاحم أصبحوا
لابي دلامة كلهم امثالا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قوض الدهر بالخراب عمادي
قوض الدهر بالخراب عمادي
رقم القصيدة : 19526
-----------------------------------
قوض الدهر بالخراب عمادي
ورَمتْني يداه بالأنكادِ
كم انادي وليس لي من مجيب
واضياعاه جهرة كم انادى
ضعضع الدهر من بنائي اركا
نا شدادا طالت على الاطواد(19/13)
طالما رفرفت من العلم رايا
ت فخار مني على بغداد
كنت للعلم روضة باكرت از
هارها الغر بالعهاد الغوادي
وجميع الأنام تضرب أكبا
د المظايا كي تجتني اورادي
فالغزالي سله بي وابا اسحق عما حويت من ارشاد
ـاق عما حويت من إرشاد
سَلهَ إذ في طلابيً الإبلُ النُّجْـ
ـبُ تُحفَّي مَضروبة الأكباد
فرمتني صواعق الدهر فانهد
بنائي وصرت بعض الوهاد
فبكتني من السماء دراريها
ـا وكانت تعَدّ من حُسادى
أهل بغدادَ ما لأعينكم تغْـ
ـمِض عني كأنكمْ في رُقاد
أهلَ بغداد هل ترقّ قلوبٌ
منكم راعها انقضاض عمادي
رق حتى قلبُ الجماد لفقدِي
فلتكُوننْ قلوبكم من جَماد
أفلا تنجدون مدرسة العلم
ـلمْ وعهدي بكم أوِلى إنجاد
اين ما شيد من نظامي ربعي
فلقد كان نُجْعة المرتاد
اين تلك العلوم وهي التي كانت
ربوعي تذيعها في البلاد
كيف قضت خيامها زعزع الدهر
ـر وكانت رصينة الأوتاد
أقفرْتُ سوحها وقد نعى العـ
ـلم فلاحت تجرُّ ثوبَ الحِداد
وتواْرت بالجهل ظلما وكانت
خافقا فوقها لواء الرشاد
ايها الدهر كلما شئت فافعل
إذ حدا في ركائبي غير حاد
ورعاني من راح من ظلمه العدل
ل فقيداً مِيعاده في المَعاد
فرقوا جمع امة قبلهم كانت
لعمري وحيدة الاتحاد
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا
لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا
رقم القصيدة : 19527
-----------------------------------
لقد سمعوا من الوطن الأنينا لقد سمعوا من الوطن الأنينا
فضجوا بالبكاء له حنينا
وأنبأه بصارمه اليقينا
جميعاً للدفاع مسلَّحينا
وثاروا من مرابضهم أسودا
بصوت الاتحاد مُزمجِرينا
شبابٌ كالصوارم في مَضاءٍ
يُروْنَ، وكالشموس مُنوِّرينا
سلانيك الفتاة حوت ثراءً
بهم فقضت عن الوطن الديونا
لقد جمعوا الجموع فمن نصارى
ومن هود هناك ومسلمينا
فكانوا الجيش الف من جنود
مجندة ومن متطوعين
وشاهت أوجه المتمردينا(19/14)
وما هم فيه متحدين دينا
هي الاوطان تجعل في بنيها
وتتركهم أولي أنف كبارٍ
يرون حياة ذي ذل جنونا
وأن الموت خير من حياة
يظل المرء فيها مستكينا
مشوا والوالدات مشيعات
يقلن وهن من فرح بواك
وهم من حزنهم متبسمونا
على الباغين منتصرين سيروا
وعودوا للديار مضفرينا
ولا تبقوا الذين قد استبدوا
وراموا كيدنا وتخونونا
فإن لم تنقذوا الأوطان منهم
فلستم يا بنين لنا بنينا
فقد هاجوا على الدستور شراً
بدار الملك كي يستعبدونا
هم الاشرار باسم الدين قاموا
فعاثوا في المواطن مفسدينا
فما تركوا من الدستور شُورَى
ولا أبقَوا لنغْمته طنينا
وكم قد قلن من قول شجى ٍّ
ومذ حان الوَداع دنون منهم
فقبلْن الصوارمَ والجفونا
وما أَنسى التي برزَت وقالت
وقد لفتوا لرؤيتها العيونا
ألا يا راحلين لحرب قوم
خذوني للوغى معكم خذوني
ممرضة لجرحاكم حنونا
وان لم تفعلوا فخذوا ردائي
به سدوا الجروح اذا دمينا
ولما جد جدهم استقلوا
على ظهر القطار مسافرينا
فطاروا في مراكبه سراعا
باجنحة البخار مرفرفينا
وظل الجيش صبحا أو مساء
تسير جموعه متتابعينا
فلم يتَصرّمِ الأسبوع إلا
وهم برُبا فروقَ مخيّمونا
هنالك قمت مرتحلا اليهم
لأبصر ما أؤمل أن يكونا
تكادُ به تظن الماء طينا
ركبت بها على اسم الله بحرا
غدا بسكون لجته رهينا
يعز على الطبيعة ان يهونا
ومرأى البحر أحسن كل شيءٍ
اذا لبست غواربه سفينا
اتينا دار قسطنطين صبحا
وقد فتحت لهم فتحا مبينا
وظل الجيش جيش الله يشفي
بحد سيوفه الداء الدفينا
فأزهق أنفس الطاغين حتى
سقاهم من عدالته المنونا
احلهم المقابر والسجونا
وحطوا قصر يلدز عن سماء
له فانحط أسفل سافلينا
واصبح خاشع البنيان يغضي
عيونا عن تطاوله عمينا
خلا من ساكنيه وحارسيه
هوى عبد الحميد به هويا
إلى درَك الملوك الظالمينا
وانزل عن سرير الملك خلعا
وأفرد لا نديمَ ولا قرينا
فسيق الى سلانيك احتباسا
له كي يستريح بها مصونا
ولكن كيف راحة مستبد(19/15)
غدا بديار اسرار احرار سجينا
يراهم حول مسكنه سياجا
ويعجز ان ينيم لها عيونا
وموت المرء خير من مقام
له بين الذين سقوه هونا
لقد نقض اليمين وخان فيها
وقد كانت به البلدان تشقى
شقاء من تجبره مهينا
فكم اذكى بها نيران ظلم
وكم من اهلها قتل المئينا
وكان يدير من سفه رَحاها
بجعجعة ولم يُرِها طحينا
وقد كانت به الايام تمضي
شهوراً والشهور مضت سنينا
ولما ضاق صدر الملك يأسا
وصار يردد الوطن الانينا
اتى الجيش الجليل له مغيثا
فصدَّق من بني الوطن الظنونا
واضحى سيف قائده المفدى
على الدستور محتفظا أمينا
حماه من العداة فكان منه
مكان الليث اذ يحمي العرين
واسقط ذلك الجبار قهرا
فقرت اعين الدستور امنا
وشاهدت اوجه المتمردينا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لمن القصر لا يجيب سؤآلي
لمن القصر لا يجيب سؤآلي
رقم القصيدة : 19528
-----------------------------------
لمن القصر لا يجيب سؤآلي
آهلات رُبوعُه أم خوالي؟
مشمخر البناء حيث ترآءى
باليا مجده بلح الاطلال
لم تصبه زلزال الارض لكن
قد رمته السماء بالزلزال
وكسته الأيام بالصمت لمَّا
نطقتْ فيه حادثات الليالي
فتراءت ابكاره شاحبات
باكيات بأعين الآصال
ايها القصر ايه بعض جواب
لا تكن ساكتاً على تسْآلي
ليت شعري والصمت فيك عميق
ذاكر انت عهدهم ام سال
ما تداعى منك البناءُ ولكن
قد تداعى بناء تلك المعالي
كنت كل البلاد في الطول والعرض
وكل العباد في الاعمال
كنت مأوى العلى مثار الدنايا
مَهبط العز، مصدر الإذلال
كنت جُباً وأيَّ جُب عميق
بالعا للنفوس والاموال
مَورِدا الخائنين كنت وكانت
منك تدلي مطامع العمال
قصرُ عبد الحميد أنت ولكن
اين يا قصر اين عرش الجلال
اين خاقانك الذي كان يدعى
قاسمَ الرزق، باعثَ الآجال
ما ارى اليوم ذلك المجد الا
كخيال تمر بعد خيال
هل وقوفي على مبانيك إلا
كوقوفي على الطلول البوالي
قد تخونتنا ثلاثين عاماً
جئت فيها لنا بكل محال
تلك اعوام رفعة للاداني(19/16)
تلك الاعوام حطت للاعالي
يَثِب العدل طافرا كلما مـ
ـرّ عليها مشمِّرَ الأذيال
ملأت خطة الزمان شنارا
فأبتها كل العصور الخوالي
وكأني أرى اضطراب نفوس
كنت تغتالها وأي اغتيال
أسمع الآن فيك ما كان يعلو
من أنين لها ومن إعوال
وترقت الى ذؤابة اعلى
كوكب في سمائه جوال
وهي اليوم أحرقتك بشُهب
قذفتها عليك ذات اشتعال
لم يضع مجدها وان هي امست
ضائعات الاشلاء والاوصال
كيف ننسى تلك الخطوب اللواتي
لقحت منك حربها عن حيال
يوم كنا وكان للجهل حكم
خاذل كل عالم مفضال
آمر من عتوه كل امر
يغرس البغضَ في قلوب الرجال
أفأصبحتَ نادماً أيها القصـ
ـرُّ تبالي بالقوم أم لا تبالي؟
لم تفدك الندامة اليوم شيئاً
قضى الامر فاصطبر باحتمال
وعزاء فلستَ أولَ قصر
نكس الدهر من ذراه العوالي
قد تداعى من قبلُ إيوان كسرى
بعد ان طال شاهقات الجبال
وكأين من قصر ملك ترَامى
ساقطا بالملوك والاقيال
فابق يا قصر عابس الوجه كيما
يصبحَ الملك باسم الآمال
ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"
وتعثر فلا لعا لك حتى
ينهض العدل ناشطا من عقال
إنما نحن أمة تدرأ الضيـ
ـم وتأبى أن تستكين لوالي
امة سادت الانام وطابت
عنصرا من أواخر وأوالي
فإذا ما غلا الغشومِ نهضنا
فقذفناه سافلا من عال
نملأ الارض ان مشينا لحرب
بزئير الغضنفر الرئبال
واذا ما غل المليك رددناه
ذليلا يقال بالاغلال
نحن من شعلة الجحيم خلقنا
لأولى الجوْر لا من الصلصال
يا ملوك الانام هلا اعتبرتم
حائمات على الذي فيك أبقيـ
ليس عبد الحميد فردا ولكن
كم لعبد الحميد من أمثال
فاتركوا الناس مطلقين والا
عشتم موثقين بالاوجال
هل جنيتم من التجبر الا
كل اثم عليكم ووبال
فمشى اليه ابو دلامة مخرجا
زادا تعلق بالسموط مشالا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا
إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا
رقم القصيدة : 19529
-----------------------------------(19/17)
إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا
واحفل بتموز ان ادركت تموزا
اكرم بتموز شهرا ان عاشره
قد كان للشرق تكريما وتعزيزا
شهر به الناس قد اضحت محررة
من رق من كان يقفوا اثر جنكيزا
سل اهل باريز عن تموز تلق لهم
يوما به كان مشهودا لباريزا
كانت لهم فيه لما ثار ثائرهم
بسالة هَدَّتِ البستِيل مبزوزا
وان تموز شهر قام فيه لنا
على اليفاع لواء العز مركوزا
في شهر تموز صادفنا لما وعدت
بيض الصوارم بالدستور تنجيزا
هي المساواة عمتنا فما تركت
فضلا لبعض على بعض تمييزا
أمست لنا قسمة بالملك عادلة
حكما وكانت علاتها ضيزى
كنا من الجور عميانا وليس لنا
من قائدين ولم نملك عكاكيزا
حتى نهضنا إلى العلياء تقدمنا
عصابة برزَت في المجد تبريزا
ان تلقهم تلق منهم في الوغى جبلا
أو هجتهم للمنايا هِجت راموزا
قوم إذا طَعِموا في حومة تخذوا
قصاعهم من قحوف القوم لا الشيزى
قمنا على الملك الجبار نقرعه
بالسيف منصلتا والرمح مهزوزا
حتى تركناه في هَيجاءَ معضلة
ألقت ضِراما على الطاغين مأزوزا
إنا لنأبى على الطاغي تهضمنا
حتى نهوِّز في الهيجاء تهويزا
ونأكل الموت دون العز نمضغه
كمضغنا التمر برنيا وسهريزا
لا عاش من لا يخوض الموت مرتضيا
بقاءَه بعصيّ الذل موكوزا
راعت سلانيك دار الملك فانتبهت
من ذاك طهران تخشى امر تبريزا
حتى غدت وهي في تمور ناكسة
رايات شاه رماه الخلع مجنوزا
فالشاه في شهر تموز هوى وكذا
عبد الحميد هوى في شهر تموزا
يا شهر تموز لا راعتك رائعة
ولالقيت من الاحداث ارزيزا
يا شهر تموز قد زينت رايتنا
بالعدل توشية فيها وتطريزا
من لي بانجم هذا الافق انظمها
قصائداً فيك مدحا أو أراجيزا
او انحت الماس اقلاما معرضة
امدها ذهبا في الطرس ابريزا
واجعل الجو في تموز امدحه
طرساً أجادته كف النور ترزيزا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك
يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك
رقم القصيدة : 19530(19/18)
-----------------------------------
يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك
وزال عنك وعن آفاقك الحلك
أضحى بك القوم أحراراً قد اعتصموا
من النجاة بحبل ليس يَنبتك
ناد به القولُ عن أهليه مستمَع
والحق متبع، والأمر مشترك
ناد اذا نفرت عنا الامور به
إن لم يتمَّ له من شأوه الدرَك
يصطاد فيه شرودُ الحق عن كثب
كالماء يصطاد في ضحضاحه السمك
إن السحائب لم تظهر بوارقها
ما لم يكن للقوى فيهن معترك
وللتدابير حرب لا يخيب بها
قوم بمستنقع الآراء قد بَركوا
هذا هو المجلس الرحب الذي وسعت
احكامه الناس من عاشوا ومن هلكوا
هو السماء التي نعلو السماء بها
تبدو من العدل في آفاقها حُبك
دارت بها شمس عز الملك حيث لها
حرية العيش برج والنهي فلك
قد أصبح الأمر شورى بيننا فبه
على الرعية لا يستاثر الملك
واصبح الناس في قربى وان بعدت
اديانهم من بهم حقد ولا حسك
هذا الذي جاءنا الدين الحنيف به
وحياً من الله مبعوثاً به الملك
هذا به نهض الاسلام نهضته
من قبلُ إذ قام يستولي ويمتلك
يا قوم قد حان حين تسخرون به
ممن بكم سخِروا من قبلُ أو ضحكوا
مات الزمان الدي من قبل كان به
يحيا امرؤ لم يكن في السعي ينهمك
هلا نظرتم لما في الغرب من سَنَن
كل به سائر طَلقاً ومُنسلك
لم تلق للحق وجهاً فيه محتقرا
ولم تجد حُرمة للعلم تنتهك
في الغرب أصوات عل يبعثون بها
من في القبور فهل قي سمعكم سكك
فشمروا يا رجالَ الشرق عن هِمم
حجابها عند اهل الغرب منتهك
ولست أطلب منكم فعلَ ما فعلوا
ولا أحاول منكم ترك ما تركوا
بل فاذكروا اوليكم كيف قد سلفوا
ثم اسلكوا في المعالي أية سلكوا
واستخلصوا عسجد المجد الذي بلغوا
سبكا على قالب العلم الذي سبكوا
لاعذر للشرق عند الغرب بعدئذ
واستنجدوا العلم ان العلم شكته
في حومة العيش تبلى دونها السنكك
اما المدارس فلترفع قواعدها
حتى تقوم وطود الجهل مؤتفك
منابع العلم إن غاضت بمملكة
فاضت بسيل الدواهي حولها برك
من شاد مدرسة للعلم هد بها(19/19)
سجنا لمن أفسدوا في الأرض أو فتكوا
وكم أَثارت رياح الجهل من سحب
تهطالهن دم في الارض منسفك
فالعلم والجهل كل البون بينهما
هذا الفسوق وذاك الفوز والنسك
ضد ان ما استويا يوما ولا اجتمعا
وهل ترى يتساوى النور والحلك
نادوا البدارَ البدارَ اليوم إنكم
يا قومُ ساهون حيث الأمر مرتبك
كم رددت كلمات الناصحين لكم
حتى لقد مل من مضغ لها الحَنك
يا قوم قد طلعت شمس الهدى وبها
للناس قد وضحت من رشدهم سكك
وانشد الشرق مسرورا يؤرخها
"حرية المُلك أهدى شمسها الفلك"
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> نزلت تجر إلى الغروب ذيولا
نزلت تجر إلى الغروب ذيولا
رقم القصيدة : 19531
-----------------------------------
نزلت تجر إلى الغروب ذيولا
صفراءُ تشبه عاشقا مَبتولا
تهتز بين يد المغيب كأنها
صب تململ في الفراش عليلا
ضحكت مشارقها بوجهك بكرة
وبكت مغاربها الدماء اصيلا
مذحان في نصف النهار دلوكها
هبطت تزيد على النزول نزولا
قد غادرت كبد السماء منيرة
تدنو قليلا للافول قليلا
حتى دنت نحو المغيب ووجهها
كالورس حال به الضياء حيولا
وغدت باقصى الافق مثل عرارة
عطِشت فأبدت صفرة وذبولا
غَرَبت فأبقت الشُّواظَ عَقيبها
شفقا بحاشية السماء طويلا
شفق يروع القلب شاحب لونه
كالسيف ضمخ بالدما مسلولا
يحكى دم المظلوم ما زَجَ أدمعاً
هملت به عين اليتيم همولا
رقت اعاليه واسفله الذى
في الأفق أشبِعُ عُصفراً محلولا
شفق كأن الشمس قد رفعت به
ردنا بذوب ضيائها مبلولا
كالخود ظلت يوم ودّع إلفها
ترنو وترفع خَلفه المِنديلا
حتى توارت بالحجاب وغادرت
وجه البسيطة كاسفاً مخذولا
فكأنها رجل تخرم عزه
قرع الخطوب له فعاد ذليلا
وانحط من غُرف النباهة صاغراً
وأقام في غار الهوان خمولا
لم انس قرب الاعظمية موقفي
والشمس دانية تريد افولا
وعن اليمين أرى مُروج مَزارع
وعن الشمال حدائقا ونخيلا
وتروع قلبي للدوالي نعرة
في البين يحسبها الحزين عويلا
ووراء ذاك الزرع راعي ثلة(19/20)
رجعت تؤم الى المراح قفولا
وهناك دون برذونتين قد اثنى
بهما العشيَّ من الكراب نحيلا
وبمنتهى نظري دخان صاعد
يعلو كثيرا تارة وقليلا
مد الفروع الى السماء ولم يزل
بالارض متصلا يمد اصولا
وتراكبت في الجوِّ سُود طباقه
تحكي تلولا قد حملن تلولا
فوقفتُ أرسل في المحيط المدَى
نظرا كما نظر السقيم كليلا
والشمس قد غربت ولما ودعت
ابكت حزونا بعدها وسهولا
غابت فأوحشتِ الفضاء بكدرة
سقِم الضياء بها فزاد نحولا
حتى قضت رُوح الضياء ولم يكن
غير الظلام هناك عزرائيلا
وأتى الظلامُ دُجنة فدجنة
يُرخي سدولاً جمة فسدولا
ليل بغيهبه الشخوصُ تلفعت
فظَلِلت أحسِب كل شخص غولا
ثم انثنيت اخوض غمر ظلامه
وتخِذت نجم القطب فيه دليلا
إن كان أوحشني الدجى فنجومه
بعثت لتؤنسني الضياءَ رسولا
سبحان من جعل العوالم أنجما
يسبحن عرضا في الاثير وطولا
كم قد تصادمتِ العقول بشأنها
وسعت لتكشف سرها المجهولا
لا تحتقر صِغر النجوم فإنما
ارقى الكواكب ما استبان ضئيلا
دارت قديما في الفضاء رحى القوى
فغدا الاثير دقيقها المنخولا
فاقرأ كتاب الكون تلق بمتنه
آيات ربك فصلت تفصيلا
ودع الظنون فلا وربك انها
لم تغن من علم اليقين فتيلا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> طرب الشعر أن يكون نسيبا
طرب الشعر أن يكون نسيبا
رقم القصيدة : 19532
-----------------------------------
طرب الشعر أن يكون نسيبا
مذ أجالت لنا القوام الرطيبا
وتجلت في مرسح الرقص حتى
أرقصت بالغرام منا القلوبا
أقبلت تنثي بقدِّ رَشيق
ألبسته البرد القصير قشيبا
قصرتْ منه كمِّه عن يديها
وأطالت إلى الهنود الجيوبا
حبسَ الخضرَ حيث ضاق ولكن
من تزيا به، وفي الطيب طيبا
خطرت والجمال يخطر منها
في حشا القوم جيئة وذُهوبا
وعلى أرؤس الأصابع قامت
تتخطى تبخترا ووثوبا
يعبس الانس أن تروح ذهابا
ويعيد ابتسامه أن تئوبا
فهي إن أقبلت رأيت ابتساما
وهي إن أدبرت رأيت قطوبا
نحن منها في الحالتين ترابا(19/21)
نرقب الشمس مطلعا ومغيبا
تضحك الحموَّ في الصباح طلوعا
ثم تبكيه في المساء غروبا
أظهرت في المجال من كل عضو
لعبا كان بالقلوب لعوبا
فأرتنا من الجين صباحا
فعجيبا من رقصها فعجيبا
شابهت عطفة الغصون انثناء
ما حيات أنوارهن الجُدوبا
تلفِتُ الجيد للرجوع انصياعا
كفطيم رأي على البعد ذِيا
تثب الوثبة الخفيفة كالبرق
صعودا في رقصها وصبوبا
حركات خلالها سكنات
يقف العقل بينهن سليبا
وخطاً تفضح العُقود اتساقاً
نظمتها تسرُّعاً ودبيباً
بسمت كوكبا ومرت نسيما
وشدْت بلبلا وفاهت خطيبا
لهف نفسي على نضارة بغدا
لتغني بوصفها عند ليبا
او غدا الحسن شاعرا ينظم العشق
قريضا ابدى بها التشبيبا
هي كالشمس في البِعاد وإن كا
ن إلينا منها الشعاع قريبا
عمتِ الناسَ بالغرام فكل
قد غدا عاشقا لها ورقيبا
زَهرة تبهج النواظر حسناً
ورُواءً وتُنعش الرُّوح طيبا
هي دائي اذا شكوت من الداء
وطبي اذا اردت طبيبا
وأتت بعدها من الغيب أخرى
يقتفي إثرَها الجمال جنيبا
فأرتنا من الجبين صباحا
ومن الخد كوكبا مشبوبا
حملت بُندقية صوبتها
نحو مستهدف لها تصويبا
واستمرت رميا بها عن بنان
لطفه ضامن له ان يصيبا
تحسن الرمي تارة مستقيما
وإلى الخلف تارة مقلوبا
وانكبابا الى الامام واقعاسا
كثيرا الى الوراء عجيبا
وهي في كل ذا تصيب الرمايا
مثلما طرفها يصيب القلويا
لو أرادت رمي الغيوب وأغضت
لاصابت خفيها المحجوبا
مشهد فيه للحياة حياة
تترك الواله الحزين طروبا
قد شهدناه ليلة ً جعلتنا
نحمد الدهر غافرين الذنوبا
بين رهط شمَّ العرانين ينفي الـ
عنى حديثهم والكروبا
كرموا انفسا وطابوا فعالا
وسموا محتدا وعفوا جيوبا
كل ذي نجدة تراه لدى الفعل
كريما وفى المقال اديبا
تلك والله ليلة لست أدري
في بلادي قضيتها ام غريبا
كدت أنسى بها العراقَ وإن أنـ
ـقى ندوبا بمهجتي فندوبا
يا سواد العراق بيضك الدهر
فاشبهت مقلتي يعقوبا
شملت ريحك العقيم وقد كانت
نت لُقوحاً تهب فيك جنوبا(19/22)
أين أنهارك التي تملأ الارض
غلالا بسيحها وحبوبا
اذ حكت ارضك السماء نجوما
دَ استحالت كذُورة وشحوبا
أين بغداد وهي تزهو علوما
وزروعا واربعا ودروبا
أَقفرْت أرضها وحاق بها الجهـ
فجاشت دواهيا وخطوبا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا
تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا
رقم القصيدة : 19533
-----------------------------------
تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا
فأرسلت دمعاً فاض وابلهُ سكبا
وبتُّ طريد النوم أختلس الكرَى
بشاخص طرف في الدجى يرقب الشُّهبا
كئيب كأن الدهر لم يلق غيره
عدُوًّا فآلى لن يهادنه حربا
يِقل كروباً بعضها فوق بعضها
إذا ما رَمى كربا رأى تحته كربا
وإني إذا ما الدهرُ جرَّ جريرة ً
لتأنف نفسي ان اكلمه عتبا
وقد علم القوم الكرام بأني
غلام على حب المكارم قد شبا
وأني أخو عزم إذا ما انتضيتُه
نبا كل عضب أو انكر الضرب
وأني أعاف الماء في صفوه القَذى
وان كان في احواضه بارداً عذبا
ولكن لي في موقف الشوق عبرة
أولى الأنام بعطف الناس أرملة
وقاطرة ترمي الفضا بدُخانها
بدت نغمات ترقص الدمع منصبا
وقاتطرة ترمي الفضا بدخانها
وتملأ صدر الأرض في سيرها رعبا
لها مَنخر يبدي الشواظَ تنفساً
وجوف به صار اليخار لها قلبا
تمشت بنا ليلاً تجرّ وراءها
قطاراً كصف الدوح تسحبه سحبا
فطوراً كعصف الريح تجري شديدة
أشارك الناس طُرّاً في بَلاياها
تساوى لديها السهل والصعب في السرى
فما استسهلت سهلا ولا استصعبت صعبا
تدكُّ مُتون الحَزن دكّاً وإنها
لتنهب سهل الأرض في سيرها نهبا
يمر بها العالي فتعلو تسلقا
ويعترض الوادي فتجتازه وَثبا
اذا ولجت في جوفه النفق الرحبا
لها صيحة عند الولوج كأنها
تقول بهلا يا طود خلّ لي الدربا
وتمضي مُضي السهم فيه كأنما
ترى افعواناً هائجاً دخل الثقبا
تغالب فعل الجذب وهي ثقيلة
فتغلب بالدفع الذي عندها الجذبا
طوت بالسير الارض طياً كانها
تسابق قرص الشمس ان يدرك الغربا(19/23)
وما إن شكت أينا ولا سُئمت سرى
ولا استهجنت بعدا ولا استحسنت قربا
عشية سارت من فروق تقلنا
وتقذف من فيها بوجه الدجى شهبا
فما هي إلا ليلة ونهارُها
وما قد دعونا من سلانيك قد لبى
فجئنا ولم يُعي السفارُ مطينا
كأن لم نكن سفراً على ظهرها ركبا
تغالبت يا عصر البخار مفضلا
على كل عصر قد قضى أهله نحبا
يا ربُّ ما حيلتي فيها وقد ذَبلت
يذلل ادنى فعلها المطلب الصعبا
تمشي بأطمارها والبرد يَلسعها
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
رقم القصيدة : 19534
-----------------------------------
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
يدَوِّي بقطريها هزيمُ الرواعدِ
وتذهبَ مِحيار الظلام تخبطاً
وتعثر في ظلمائها بالجلامد
وتمشي فما تدري إلى قعر هُوَّة
تروح بها ام للمدى المتباعد
فطالع أراجيف الجرائد إنني
ارى الويل كل الويل بين الجرلائد
جرائد في دار الخلافة أضرمت
لهيب خلاف بينهما غير خامد
ولم يكفها هذا الخلاف وانما
أطافت بنقص في الحقيقة زائد
فما بين مكذوب عليه وكاذب
وما بين مجحود عليه وجاحد
ترى في فروق اليوم قراء صحفها
فريقين من ذي حُجة ومعاند
جِدال على مَرِّ الجَديدين دائم
بتنفيد رأي أو بتنقيد ناقد
فذائد سهم عن رميّ يرده
وآخر رامٍ سهمه نحو ذائد
وهذا الى هذى وذاك لغيرها
من الصحف يدعو آتياً بالشواهد
وما هي إلا ضَجَّة كل صائت
بها مدّ للدنيا حِبالة صائد
أضاعوا علينا الحق فيها تعمدا
وعُقبى ضياع الحقُ سود الشدائد
ولم أر شيئاً كالجرائد عندهم
مبادئه منقوضة بالمقاصد
يقولون نحن المصلحون ولم اجد
لهم في مجال القول غيرَ المفاسد
وكيف يبين الحق من نفثاتهم
وكل له في الحق نفثة مارد
فاياك ان تغتر فيهم فكلهم
يَجر إلى قرصية نار المواقد
وكن حائداً عنهم جميعاً فانما
يضل امروء عن غيهم غير حائد
على رسلكم يا قوم كم سمعوننا
مقالة محقود عليه وحاقد
ألا فارحموا بالصفح عن نهج صُحفكم(19/24)
فقد اوردتنا اليوم شر الموارد
وما الصحف إلا أن تدور بنهجها
مع الحق انى دار بين المعاهد
وان تنشر الاقوال لا عن طماعة
فتأتي بها مشحونة بالفوائد
وان لا تعاني غير نشر حقائق
وتنوير افكار وانهاض قاعد
أتبغون في تلفيقها نفع واحد
وتغضون عن اضرارها الف واحد
ألا إن صحف القوم رائد نجحهم
وما جاز في حُكم النُّهيِ كذب رائد
لعمري ان صحف مرآة اهلها
بها تتجلى رُوحهم للمشاهد
كما هي ميزان لوزن رقيهم
وديوان أخلاق لهم وعوائد
الاننظرون الغرب كيف تسابقت
به الصحف في طُرق العلى والمحامد
بها يهتدي القراء للحق واضحا
كما يهتدي الساري بضوء الفراقد
ولكن ابى الشرق التعيس تقدماً
مع الغرب حتى في شؤون الجرائد
فلا تحملوا حقداً على ما أقوله
فإني عليكم خائف غير حاقد
وما هي الا غيرة وطنية
فان تجدوا منها فلست بواحد
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> ناح الحمام وغرّد الشحرور
ناح الحمام وغرّد الشحرور
رقم القصيدة : 19535
-----------------------------------
ناح الحمام وغرّد الشحرور
هذا به شجن وذا مسرور
في روضة ِ يُشجى المشوق ترقرق
للماء في جنباتها وخرير
ماء قد انعكس الصفاء بوجهه
وصفا فلاح كأنه بَلور
قد كاد يمكن عنذ ظني أنه
بالماس يوشر منه لي موشور
وتسلسلت في الروض منه جداول
بين الزهور كانهن سطور
حيث الغصون مع النسيم موائل
فكأنهن معاطف وخصور
ماذا أقول بروضة عن وصفها
يعيا البيان ويعجز التعبير
عني الربيع بوشيها فتنوعت
للعين أنوار بها وزهور
مثلت بها الاغصان وهي منابر
وتلت بها الخطباء وهي طيور
متعطر فيها النسيم كأنما
جيب النسيم على شذا مزرور
للنرجس المطلول ترنو أعين
فيها وتبسم للاقاح ثغور
تخذت خزاماها البنفسج خدنها
وغدا يشير لوردها المنثور
وكأن محمر الشقيق وحوله
في الروض زهر الياسمين يمور
شمع توقد في زجاج أحمر
فغدا حواليه الفراش يدور
وتروق من بعد بها فوارة
في الجو يدفقُ ماؤها ويفور
يحكى عمودُ الماء فيها آخذا(19/25)
صعدا عمود الصبح حين ينير
ناديت لما ان رأيت صفاءه
والنور فيه مغلغل مكسور
هل ذاك ذوب الماس يجمد صاعدا
أم قد تجسم في الهواء النور
تتناثر القَطرات في أطرافها
فكأنما هي لؤلؤ منثور
ينحل فيها النور حتى قد ترى
قوس السحاب لها بها تصوير
كم قد لبست بها الضحى من روضة
فيها علتني نضرة وسرور
فاجلت في الازهار لحظ تعجبي
ولفكرتي بصفاتهن مُرور
فنظرتهن تحيراً ونظرنني
حتى كلانا ناظر منظور
فكأن طرف الزهرِ ثمة ساحر
لما رنا وكأنني مسحور
إن الزهور تكهن براعم
مثل العلوم تجنهن صدور
وتضوُّع النفحات منها مثله
تبيينها للناس والتقرير
وبتلك قلب الجهل مصدوع كما
ثوب الهموم بهذه مطرود
والزهر ينبته السحاب بمائه
يزهو فذلك في النهَى تنوير
او كان هذا لا يدوم فان ذا
ليَدوم ما دامت تكر عصور
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> وخرساء لم ينطق بحرف لسانها
وخرساء لم ينطق بحرف لسانها
رقم القصيدة : 19536
-----------------------------------
وخرساء لم ينطق بحرف لسانها
سوى صوت عِرق نابض بحشاها
حكت لهجة َ التمام لفظاً ولم تكن
لِتفصحَ إلا بالزمان لغاها
لها ضربان في الحشاقد حكت به
فؤاداً تغشاه الهوى وحكاها
جرت حركات الدهر في ضربانها
وبانت مواقيت الورى بعماها
على وجهها خُطت علائم تهتدي
بها الناس في أوقاتها لمناها
مشت بين آناتِ الزمان تقيسه
وما هو إلا مشيها وخُطاها
بها يتقاضى الناس ما يُوعدُونه
ويرشد ضُلال الزمان هُداها
غدت كأخي الإيمان تأكل في معي
وما أكلها إلا التواء مِعاها
تدور عليها عقرب دَورَ حائر
بتيهاء غُمّت في الظلام صواها
تُريك مكان الشمس في دورانها
إذا حجبت عنك الغيوم ضياها
فأعجب بها مصحوبة جاء صنعها
نتيجة أفكار الورى وحِجاها
بنتها النهي في الغابرين بسيطة
فتم على مر الزمان بِناها
تنادي بني الأيام في نقراتها
أن اسعوا بجِدّ بالغين مداها
ولا تهملوا الأوقات فهي بواتر
تقطع أوصالَ الحياة شباها(19/26)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> ذهبتُ لحى في فروق تزاحمتْ
ذهبتُ لحى في فروق تزاحمتْ
رقم القصيدة : 19537
-----------------------------------
ذهبتُ لحى في فروق تزاحمتْ
به الخلق حتى قلتُ ما أكثرَ الخلقا
ترى الناس افواجاً اليه وانما
الى التلعات الزهر في درج ترقى
يضئ به ثغر الحضارة باسماً
بلامع نور علم السحبَ البرقا
رأيت مبانيه وجلت بطرفه
فما أحسن المبنى وما أوسع الطرْقا!
فكم فيه من صرح ترى الدهر متلِعا
يمد الى ادراك شرفته العنقا
قصور علت في الجو لم تلق بينها
وبين النجوم الزهر في حسنها فرقا
هنالك للأرضين أفق بروُجه
تُضاحك أبراج السموات والأفقا
بروج ولكن شارقاتُ شموسها
تدور بافق يجمع الغرب والشلارقا
بحيث ترى حُمر الطرابيش خالطت
برانيط سوداً كالسلاحف أو ورقا
وتلقى الوجوه البيضُ حُمراً خدودها
وتلقى العيون السودَ والأعينَ الزرقا
خدود جرى ماء الشبيبة فوقها
ففيه عقولُ الناظرين من الغرْقى
محاسن كالأزهار قد طلها الهوى
وان كان فيها الشعر ممتلئاً عشقاً
ومن ذي دلال رنح الحسنُ عِطفه
وكم مسرح فيه الحسان تلاعبت
تمثل كيف الناس تسعد أو تشفى
حِسان علت في الحسن خُلقا وخلقة
وهل خِلقة تعلو إذا سفلت خُلقا
تمثل ما قد مرَّ منا وما حلا
وما جل من امر الحياة وما دقا
فتلقى دروساً لو وعتها حياتنا
لبدل كذبٌ في سعادتها صدقا
إذ مثلت شكوى الحزين بكت لها
عيون البلايا والزمان لها رقا
وإن صورَت حقا هوَى كل باطل
على رأسه حتى تجدل مندقا
وما ذا ترى فيه اذا زرت حانة ً
ترى الانس يشدو في فم يجهل النطقا
سَكوتٌ على قرع الكؤوس مُغرّد
بلحن سرور يترك الهم منشقا
عليهم سحاب الاحتشام يظلهم
متى هم ارادواسح من قبل ودقا
اوانس قد نادمن كل غرانقٍ
فمنهن من تَسقى ومنهن من تُسقى
فمن ذا يراهم ثم لم يك واغلا
عيهم وان امسى يعد الفتى الاتقى
الست بمعذور اذا انا زرتهم
وساجلتهم شوقا فقل ويحك الحقا
فقد لامني لما رآني بحبهم(19/27)
فتى ً منه قحف الرأس ممتلئ حمقا
فقال أفي الحي الذي شاع فسقه
تجول ألم تمنع عمامتك الفسقا
فقلت اجل ان العمائم عندنا
لتمنع في لوثاتها الفسق والزرقا
ولكنني ما جئت الا توصيلا
لذكرى شقاء في العراق به نشقي
شقاء تمطى في العراق تمطيا
وألقي جِرانا لا يزحزحُ واستلقي
فان العراق اليوم قد نشبت به
نيوب الدواهي فهي تعرقه عرقا
تمشت به حتى اعادت سواده
بياضاً ومدت للبَوار به رِبقا
فلهفي على بغداد اذ قد اضاعها
بنوها فسحقاً للبنين بها سحقا
جَزوها عقوقاً وهي أم كريمة
والأم أبناء الكريمة من عَقا
أدامت لها الأحداث مخضا كأنها
قد اتخذتها الحادثات لها زقا
سأبكي عليها كلما جلت سائحاً
وشاهدت في العمران مملكة ترقى
واندبها عند الاغاريد شارباً
من الدمع كأساً لا اريد لها مذقا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> نجيت بالسد بغداداً من الغرق
نجيت بالسد بغداداً من الغرق
رقم القصيدة : 19538
-----------------------------------
نجيت بالسد بغداداً من الغرق
فعمها الأمن بعد الخوف والفرَق
قد قمتَ بالحزم فيها والياً فجرتْ
أمورها في نظام منك متسق
لقد نجحت نجاحاً لا يفوز به
من خالق الحزم الا حازم الخلق
ويح الفرات فلو كانت زواخره
تدري بعزمك لك تطفح على الطرق
ولا غدت تجرُفُ الأسدَاد قاذفة
منها بسيل على الانحاء مندفق
حيث"الحويوة " امست منك طالبة
رَتقاً لسدّ بطامي السيل مُنفتق
باتت تجيش بتيار وبات لها
أهلُ العراقين في هم وفي قلق
حتى إذا أيقنت أرض العراق بأن
تفنى من الظلم اليها متلع العنق
فكدت تملأ فرغ الواديين بما
حشرت مِن طبق يأتيك عن طبق
لما خرجت وكان الخرق متسعاً
والناس ما بين ذي شك ومتثق
قالوا: نحا شُقة قصوَى وما علموا
بأن عزمك يدني أبعد الشقَق
فصدَّق الله ظنا فيك أحسنه
قوم وكذَبَ ظن الجاهل الخَرِق
اذ جئت والسد تحت الغمر مكتسح
والنهر يرغو بموج فيه مُصطفق
وثلمة السد كالمواة واسعة
يهوي بها السيل من فوق الى العمق(19/28)
سَللتَ صارم رأي قد أزلت به
ما كان في السيل من طيش ومن نزق
فما تموج ماء النهر من غضيب
وانما اخذتهرعدة الفرق
ثبّت عزمك في أمر يذِلّ به
عزم الحصيف لما يحوي من الزاق
تقضي النهار برأب الثأي مجتهداً
وتقطع الليل بالتدبير والأرَق
حتى بنيتَ وكان النهرُ منفلقا
سَدا عليه رَصينا غير مُنفلق
أرسيته جَبلا قامت ذُراه على
أصل مع الموج تحت الماء معتنق
فراحت الناس تمشي فوقه طَربا
والنهر ينساب بين الغيظ والحنق
وصار معكس فخرانت مرجعه
من كل أحمرَ قانٍ وَسطه قمر
يتلوه نجم بلون ابيضٍ يقق
فظلَّ حاسدك المغبون منطويا
على فؤاد بنار الجهل محترق
ودَّ الفرات حياءً منك يومئذٍ
لما اقتدحتَ زناد الرأي مفتكرا
في الخطب الهبت منه فحمة الغسق
فأدبرَ الهم وانشقت غياهبه
كما قد انشق سَجف الليل بالفلق
انّ الامور اذا استعصت نوافرها
أخذتهن من التادبير في وهق
وان تصاممت الايام عن طلب
أسمعتهن بصوت منك صهصَلق
تنحلّ بالرأي منك المشكلات لنا
كالنور ينحلْ ألواناً من الشرَق
وكلما زدت تفكيراً بمعضلة
زادت وضوحاً لنا حتى على الشفق
فالفكر منك كأبعاد الفضاء بلا
حدّ يسابق خطف البرق في الطلق
يحكى الأثيرَ إذا أجرى تلاطمه
ابدى سواظع نور منه منبثق
لك الثناء علينا ان نخلده
نقشاً على الصخر لا رقماً على الورق
تالله لو بلغت زهر النجوم يدي
مكن كل جرم بصدر الليل مؤتلق
رتبتها حيث كل الناس تقرؤها
سطراً بمدحك مكتوبا على الافقِ
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> برزت تميس كخطرة النشوان
برزت تميس كخطرة النشوان
رقم القصيدة : 19539
-----------------------------------
برزت تميس كخطرة النشوان
هيفاء مُخجلة غصونَ البان
ومشت فخف بها الصبا فتمايلت
مرحاً فاجهد خصرها الردفان
جال الوشاح على معاكفها التي
قعدَت وقام بصدرها النهدان
تستبعد الحُر الأبي بمقلة
حبا أذبتُ بناره سُلواني
وإذا بدت تهفو القلوبُ صبابة
فيها وتركع دونها العينان(19/29)
أخذ الدلالُ مواثقا من عينها
أن لا تزال مريضة الاجفان
تمشي فتنشر في الفضاء محاسناً
بسط الزمان لها يدي ولها
ويلوح للنظر القريب بوجهها
عقل الحليم وعصمة الصبيان
لم انس في قلبي صعود غرامها
اذ تحن نصعد في ربى لبنان
حيث الرياض يهز عطف غصونها
شدوُ الطيور بأطرب الألحان
لبنان تفعل بالحياة جنانه
فعل الزلال بغلة الظمآن
وترد غُصن العيش بعد ذبوله
غضاً يميد بفرغه الفينان
فكأن لبنانا عروس إذ غدا
يزهو بنشر غادائر الاغصان
وكأنما البحر الخضم سجنجل
في وجه كل حُلاحل ديان
أم ليس يعلم أنني أحببته
تحت البسيطة راسخ الاركان
تهفو الغصون به النهلر وفي الدجى
تهفو عليه ذوائب النيران
من فوقه دُرر على تيجان
من فوقه درٌ على تيجان
لله لبنان الذي هضباته
شيئاً يُضيع كرامة البُلدان
يجري النسيم الغض بين رياضه
مُرحى الذيول مُعطر الأردان
جَلت الطبيعة في رُباه بدائعاً
تكسو الكهول غضاضة الشبان
يا صاحبيَّ أتذكران فانني
لم انس بعد كما سوى النسيلن
اذ كان يغبطنا الزمان ونحن ظلامه
يرنو لهن بمقلة ِ الغَيران
متجاولين من الحديث بساحة
ركض البيانُ بها بغير عِنان
والليل يسمع ما نقول ولم يكن
غير الكواكب فيهمن آذان
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لعمرك ان قصر البحر قصر
لعمرك ان قصر البحر قصر
رقم القصيدة : 19540
-----------------------------------
لعمرك ان قصر البحر قصر
به يسلو مواطنه الغريب
وتمتلئ العيون به ابتهاجاً
اذا نظرت وتنشرح القلوب
أحاط به فكان له رقيباً
مناظر دونها العجب العجيب
فمن شمس يصافحها طلوع
ومن شمس يعانقها غروب
ومن سُفن تجيء بها شمال
ومن سفن تروح بها جنوب
وأخرى حوله خمدت لظاها
وأخرى في الفؤاد بها لهيب
أطل على المياه فقابلته
بوجه لا يمازجه شحوب
يقبل جانبيه البحر حتى
كأن البحر مشغوف كئيب
وهذا القصر بينهم خطيب
ومغناه الانيق له حبيب
وما هذا التموج من هواء
ولكن من هوى ً فهو الوجيب
كأن الموج في الدأماء رجال(19/30)
مهذا القصر تصفيق مهيب
تلمُّ به المسرات ازدياراً
فتعرفه وتجهله الكروب
وما انفردت به بيروت حسنا
ولكن القصور بها ضروب
فها هو من تكاسل قاطنيه
تجرّ عليه كلكلها الخطوب
إذا تدعو الرجالَ به لخير
يجيبك من تخاذلهم مجيب
فيا لهفي على بغداد امست
من العمران ليس لها نصيب
سأبكي ثم استبكي عليها
اذا نضبت من العين الغروب
أيا بغداد لا جازتك سحب
ولا حلّت بساحتك الجدوب
تطاول ساكنوك على َّ ظلماً
فضاق على َّ مغناك الرحيب
وكم نطقوا بالسنة حداد
يسيل بها من الأشداق حُوب
رماني القوم بالالحاد جهلاً
وقالوا عنده شك مريب
ألا يا قوم سوف يجد جِدى
وسوف يخيب منكم من يخيب
فمن ذا منكم قد شق قلبي
وهل كُشفت لكم فيَّ الغيوب
فعند الله لي معكم وقوف
إذا بلغت حَناجرَها القلوب
يقيني شرّ فريتكم يقيني
بأن الله مطلع رقيب
ولم تُخفر لكم عندي ذِمام
ولكن عادة الريح الهبوب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ
كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ
رقم القصيدة : 19541
-----------------------------------
كأن البدرَ صحن من لُجَيْنِ
بدا فجلا برونقه الهموما
به ارتقت الملائك للاعالي
وراحت فيه تلتقط النجوما
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> البحرُ رهو والسماء صاحية
البحرُ رهو والسماء صاحية
رقم القصيدة : 19542
-----------------------------------
البحرُ رهو والسماء صاحية
والفخت في الليل شبيه السديم
والبدر في طلعته الزاهيه
قد ضاحك البحر بثغر بسيم
والصمت في الانحاء قد خيما
فالليل لم يَسمع ولم يَنطق
والبدر في مفرق هام السما
تحسبه التاج على المفرق
اغرق في أنواره الأنجما
وبعضها عام فلم يغرق
والبحر في جبهته الصافيهْ
قام طريق للسنا مستقيم
وقفتُ والريح سرت سجسجا
وقفة مبهوت على الساحل
انظر ما فيه يحار الحجى
ورد سحبان إلى باقل
ما أنت إلا صحف عالية
كم حار في حكمتها من حكيم
اذا وعتها أذن واعيه
فقد خير كتاب كريم(19/31)
وزان عرض البحر ما قد بدا
من زورق يجرى بمجدا فتين
عام بذوب الماسِ أو قد غدا
يسبح في لجة ذوب اللجين
في صامت الليل جرى مفردا
وبين جنبيه حوى عاشقين
من غادة في حسنها غانيه
تبسم عن لألاء دُرّ نظيم
ومن فتى أدمعه جارية
قد صافح العشقَ بجسم سقيم
قابلها والحب قد شفه
وقابلت طلعة بدر السما
وظل يرنو تارة خلفه
وتارة ينظرها مُغرما
ثم تدانى واضعاً كفه
في كفها يطلب ان يلثما
وخر من وجد على الناصيه
وقلبه يركض ركض الظليم
وهي غدت من اجله جاثيه
واحتضنه كاحتضان الفظيم
ثم رمى نظرة مُسترحم
في الكون عن طرف له حائر
وقال قولَ الكلف المغرم
في حب ذات النظر الساحر
أيتها الأرض قفى واسلمي
من أجل هذا المشهد الزاهر
حتى ارى ليلتنا باقيه
محفوفة من وصلنا بالنعيم
فان هذي ليلة حاليه
تزهو ببدرين وطلق نسيم
وأنت يا بدرُ اللطيف السنا
في الجو قف وقفة غير الرقيب
ما ابهج النور وما احسنا
اذا دنا منك لوجه الحبيب
نحو المعالي يبتغيها النصيب
فحاز منها جملة وافية
ما حازها من أحد من قديم
وصار يدعى الرجل الداهيه
في الفكر والمجد وخلق عظيم
يا آل مطران لكم "ندرة "
وأكرم الناس هو النادرُ
لكن معاليكم لها كثرة ٌ
يعجز أن يحصرها الحاصر
من أجلها أمست لكم شهرة
عمّ البرايا صيتها الطائر
حيث معاليكم غدت قاضيه
لكم على الناس بضل عميم
فراية المجد لكم عاليه
و"ندوة " الشهم عليها زعيم
يا من بَنى المجدَ فأعلى البنا
اقبل من العبد جميل الثنا
وإن يكن قصر عن حده
ومره ثم احكم به ان ونى
ما يحكم السيد في عبده
إذ أنت بالمنقبة السامية
قد خصك الله العزيز العليم
فاهنأ ودم في عيشة راضيه
رغم المعادي وسرور الحميم
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> من كان يأرق بالهموم
من كان يأرق بالهموم
رقم القصيدة : 19543
-----------------------------------
من كان يأرق بالهموم
فقد ارقت من السرور
وطربتُ من صوت يجي
ء إليّ من غرَف القصور
صوت كأن الغانيا
اعرنه هيف الخصور(19/32)
ونضحن من ماء الحياة
ة عليه في شنب الثغور
سرى الهموم عن الفؤاد
يجوف حالكة الستور
والعود ينطق باللحون
ن بلهجتي نمٍّ وزير
يرمي به الصوت الرخيم
ـم على الدجى لمعاتِ نور
ملأ الظلام توقداً
كالكهرباءة في الأثير
يحكى الزلالَ لدى العطا
او الثراء لدى الفقير
أصغيتُ منقطعاً إليـ
ـه عن المُواطن والعشير
فحسبت نفسي في الجنان
ن بغير وِلدان وحور
وطفِقت أدّكر العرا
ق فعاد صفوي ذا كدور
فرجعت عن ذاك السماع
وغبت عن ذاك الشعور
وذكرت من يبكي هناك
على َّ بالدمع الغزير
تستوقف العجلان ثمـ
بالرنين عن المسير
وتقول من مضض الفراق
ق مقالَ ذي قلب كسير
أبُنى سر سيرَ الأما
من الطوارق في خفير
ياأم لا تخشي فان الله
يا أمي مجير
ودعي البكاءَ فإن قلـ
ـبيَ من بكائك في سعير
أعلمتِ أني في دمشـ
ـق أجر أذيال الشرور
بين الغطارفة ِ الذيـ
تخافهم غير الدهور
من كل وضاح الجبين
ـن أغر كالبدر المنير
حرّ الشمائل والفعائل
والظواهر والضمير
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> خليليّ قوما بي لنشهد للربى
خليليّ قوما بي لنشهد للربى
رقم القصيدة : 19544
-----------------------------------
خليليّ قوما بي لنشهد للربى
بجانبي البسفور مهد اسرار
أجِيلا معي الأفكار فيها فإنها
مجالُ عقول للأنام وأفكار
خليلي ان العيش في ماء شرشرٍ
اذا الشمس تستعلي وفي ماء خنكار
سفوحُ جبال بعضها فوق بعضها
مكللة حافاتهنّ باشجار
يروق بجنبيها خرير االرطب فيها كأنه
تبختر بيضاءِ الترائب معطار
معاهد زُرْها في الهواجر تلقها
موشحة ً فيها برقة اسحار
نزلنا بها والشمس من فوق أرسلت
على منحنى الوادي ذوائبَ أنوار
وقد ظل من بين الغصون شعاعها
يوقِّع ديناراً لنا جنب دينار
كأن التفافَ الدوح والنور بينها
جيوب من الأنوار زرت بأزرار
تميل بأسماع إليها وأبصار
فتأتي بظل في الجوانب موار
ترانا اذا ما الطير في الدوح غرّدت
رياض تنسمنا بها الريح ضحوة ً
فنمَّت لنا من طيبهن باسرار(19/33)
بلوح بها ثغر الطبيعة باسماً
فيفتر منها عن منابت أزهار
مشاهد في تلك الربى ومناظر
تجلت على اطرافها قدرة البارى
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قلبي عليك حليف الوجد يا عود
قلبي عليك حليف الوجد يا عود
رقم القصيدة : 19545
-----------------------------------
قلبي عليك حليف الوجد يا عود
كم شنفت أذُني منك الأغاريدُ
كنت افديتك لو يفدى الذي حكمت
فيه المقادير أن يلقاه تنكيد
فكم بدت نغمات منك مطربة
هُزت بها طرباً حتى الجلاميد
تُعيد يا عود بالأوتار إن نطقت
مَيتَ المَسرة حياً وهو ملحود
كأن ارواحنا عند استماعك من
لطف لهن الاجسام تجريد
فكيف نالتك ايدي الدهر كاسرة
وانت في الدهر بالآذان معبود
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
رقم القصيدة : 19546
-----------------------------------
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
ودعيني أموت فيك غَراما
هاك صبري خذِيه تذكرة ً لي
وامنحي جسمي الضنى والسقاما
لست ممن يرجو الحياة إذ فا
رق أحبابه ويخشى الحِماما
لك يا ظبية َ الصريمة طرفٌ
شدَّ ما اوسع القلوبا غراما
حبّ ماء الحياة منك بثغر
طائر القلب حول سمطيه حاما
شغل الكاتبين وصفك حتى
لا دوياً ابقوا ولا اقلاما
كلما زاد عاذلي فيك عذلا
زدت في حسنك البديع هُياما
أفأحْظى بزَوْره منك تشفِي
صدع قلبي ولو تكون مناما
رب ليل بالوصل كان ضياء
ونهار بالهجر كان ظلاما
قد شربت السهاد فيه مداماً
وتخِذتُ النجوم فيه ندامى
ما لقلبي اذا ذكرتك يهفو
ولعيني تُذرِي الدموع سِجاما
إن شكوت الهوى تلعثمتُ حتى
خلتني في تكلمي تمتاما
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> وظبي جاء يطلب جلنارا
وظبي جاء يطلب جلنارا
رقم القصيدة : 19547
-----------------------------------
وظبي جاء يطلب جلنارا
يحاكي لون وجنته احمرارا
وقد ملك الخلائقَ ملك أسْر
وأوثقَ في قلوبهم الإسارا
بقد اخجل السمر اعتدالا(19/34)
وطَرْفٍ أوجَل البيض اقتدارا
فقلت وما الكليم سوى فؤادي
وقد آنستْ في خديه نارا
فديتك كيف تطلب جلنارا
وفي خديكَ أبصِر جلنارا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أقول لهم وقد جدّ الفراق
أقول لهم وقد جدّ الفراق
رقم القصيدة : 19548
-----------------------------------
أقول لهم وقد جدّ الفراق
رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
رحلتم بالبدور وما رحِمتم
مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياق
فقلبي فوق ارؤسكم مطار
ودمعي تحت ارجلكم مراق
اقال الله من قود لحاظاً
دماء العاشقين بها تراق
وابقى اعيناً للغيد سوداً
ولو نُسيتْ بها البيض الرقاق
متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
عليه من الهوى كأس دهاق
وليس الناس الا من تصابي
لهوج الرامسات بها اختراق
كأن لم تصبني فيها كعاب
ولم يُضرب بساحتها رواق
فعُجتُ على الطلول بها مُكِباً
أسير عَضَّ ساعده الوَثاق
حديد بارد في اللوم قلبي
فليس له اذا طرق انطرق
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> فتنت الملائك قبل البشر
فتنت الملائك قبل البشر
رقم القصيدة : 19549
-----------------------------------
فتنت الملائك قبل البشر
وهامت بك الشمس قبل القمر
وسر بك السمع قبل البصر
وغنى بك الشعر قبل الوتر
فانت بحسنك بنت العبر
ترفّ لمرآك روح الغرام
ويهوَى طلوعك بدر التمام
ليطلع مثلك في الاحتشام
ويرْقبَ خَطرَة هذا القوام
لكيما يَهبُّ نسيم السحر
تميلُ بقدِّك خمرُ الدلالْ
فيضحكُ في مَيله الاعتدال
وفيك ارتقى الحسنُ عرش الجلال
ومنه العقول غدت في عقال
وكم قد نهاها وكم قد أمَر
إذا الوجه منك بدا للعيان
له سَجَد العشقُ يرجو الأمان
ويخجل من نوره النيران
ويعنو له جبروت الزمان
ويخضع حتى القضا والقدر
بك الحسن أُلبس ثوب الكمال
ولو صزروك بلوح المثال
لكنت مليكة كل الصور
يروح الشتاء وتصحو السَّما
ويأتي الربيع بما نَمنَما
فيطلع فوق الثرى انجما
ويبتسم الزهر بعد النما
فانت ابتسامة ذاك الزهر
فطرْفك بالفَتْر كم قد روى(19/35)
نشيدَ غرامٍ يَهُد القوَى
وما انت شاعرة في الهوى
ولكنما الشعر فيك انطوى
فآية حسنك إحدى الكُبَر
لسانك يسحر في ظرفه
وجفنكِ يفتن في ضعفه
وقدُّكِ يخطِر في لطفه
فيطنب ردفك في وصفه
ويوجزه خَصُرُك المختصَرْ
سقتك الكعابة صفو الشباب
وغطى محيَّاك منها نِقاب
فانت اذا قمت للانسياب
تبخترت في خفر والكعاب
تضيء كعابتها بالخَفَر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> وشامخ الانف ما ينفك مكتسياً
وشامخ الانف ما ينفك مكتسياً
رقم القصيدة : 19550
-----------------------------------
وشامخ الانف ما ينفك مكتسياً
ثوب التكبر في بحبوحة النادي
قد لازم الصمتَ عيًّا في مجالسه
كأنما هو من نواب بغداد
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أيوسف ما إن أنتَ من فحل هجْمة
أيوسف ما إن أنتَ من فحل هجْمة
رقم القصيدة : 19551
-----------------------------------
أيوسف ما إن أنتَ من فحل هجْمة
ولكن من الشول الطوالب للفحل
لئن كنت تَنْمَى للعطاء فإنه
عطاء الذي تزكو الورى فيه بالبخل
وان كنت قد كفَّرتني بجهالة
فبالبهت كم كفرت من مسلم قبلي
وانك في تكفيرك الناس كافر
تهاون بالله الذي جل عن مثلِ
رويدك قد كفرت يا وغد مؤمناً
وكذبت فيما تدعى سيد الرسل
وأنت امرؤ لم تجهل العلمَ وحده
بل اتلجهل ايضا وجهلك بالجهل
وانت من الاسلام في كل حالة
بمنزلة من يهذي وينكق بالبطل
ألست الذي اعطى اللئام كرامة ووترت
عليك القسيّ الماس ياجعبة النبل
فيا عِلج أقصِر عن نهيقك إنه
أضل كإضلال الخوار من العجل
أنزّه عنكَ السيف في قتلك الذي
تحتم لكن يا مخنث بالنعل
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> معارفُ بغدادَ قد جاءها
معارفُ بغدادَ قد جاءها
رقم القصيدة : 19552
-----------------------------------
معارفُ بغدادَ قد جاءها
مدير من الطيش في مسرح
حمار ولكنه ناطق
وطفل ولكنه ملتحى
فيا ايها العلم عنها ارتحل
ويأيها الجهل فيها اسْلحِ(19/36)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> يا ساكناً وهو مشنوق على عمد
يا ساكناً وهو مشنوق على عمد
رقم القصيدة : 19553
-----------------------------------
يا ساكناً وهو مشنوق على عمد
لأنت أبلغ من نادى ومن خطبا
كم فيك يا ايها المصلوب من عبر
للناس حيَّرن من أمْلى ومن كتبا
اذ قمت تطلب شيئاً انت جاهله
طوْعاً لمن خان أو سمْعاً لمن كذبا
طالبت بالشرع حتى قد قتلت به
كذاك من جهل الشئ الذي طلبا
ولو اجبت الى ما انت طالبه
لاصبح الشرع يدعو الويل والحربا
يا ظالم الشعبِ مظلوماً بفعلته
عليك ام منك يبكي الشعب منتحبا
قد قمتَ للشر لا للشرع منتصبا
حتى علوت به في الجوّ منتصبا
فاشكر عُلوَّك إذ يعلو به وطن
قد كدت تورده من فعلك العطبا
يا مُفسدا قام تحت الدين مستترا
ليجعل الامر في البلدان مضطربا
انظر الى ذلك المصلوب متعضاً
فانما قتله في الشرع وجبا
وآية الله في التنمزيل قائلة
من كان يفسد في اوطانه صلبا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كأني بهذي الارض قد حان حينها
كأني بهذي الارض قد حان حينها
رقم القصيدة : 19554
-----------------------------------
كأني بهذي الارض قد حان حينها
فطاحت بابعاد الفضاء شظايا
ونادت بأصوات الفناءِ فجاجُها
وناحت على أطوادِها هَملايا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قسَماً بالإله عزَّ وجلاَّ
قسَماً بالإله عزَّ وجلاَّ
رقم القصيدة : 19555
-----------------------------------
قسَماً بالإله عزَّ وجلاَّ
إن قلبي عن حُبكم ما تخَلّى
لا ولا عن هواك لي من سُلِوٍّ
طردت مهجتي السلوَّ فوَلى
أنكر العاذلون ثابتَ حبي
وكفى شاهداً بدمعي عدلات
ما عسى ان يضر انكار شئ
وهو كالشمس في العِيان تجلى
عذلوني فما سمعت فقالوا
انت سال عم حبهم قلت كلا
كيف يسلو عن حبكم ذو فؤاد
قد تلاشى في حبكم واضمحلا
لم يزل في الوداد يرقب قلبي
ذمة َ فيكم وعهداً والاّ
ايها الممتطي متون المعالي(19/37)
فائزاً من قِداحِها بالمعلَّى
نسمات من المسرة هبت
وهلال من السعادة هلا
يوم وافى الى ّ منك كتاب
فيه آياتُ فضلك الجمْ تُتلى
قيل لي: هاك ما يزيدَك شوقاً
قلت اهلاً بما أتيت وسهلا
قال: نلت المنى ، فقلت: جميعاً
قال لولا فراقهم قلت لولا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لا تشك للناس يوماً عسرة الحال
لا تشك للناس يوماً عسرة الحال
رقم القصيدة : 19556
-----------------------------------
لا تشك للناس يوماً عسرة الحال
وان ادامتك في همّ وبلبالل
وجانب اليأس واسلك للرجا طرقاً
فالدهر ما بين إدبار وإقبال
واركب على صهوات الجد مغترباً
فيما تحاول ذا حلّ وترحال
واطلب على عزّه بيض الانوف ولا
تطلب لعَمْرُك أن تُحظى بمفضال
لم يبق غيرُ الذي غُلت أنامله
اما باغلال شح أو باقلال
كم قد غدوتعلى الايام منتدباً
قوماً أضعت بهم شعري وآمالي
افعالهم دون ان يُعرى الرجاء بها
لكنّ أقوالهمَ أقوال أقيال
من كل هَيّ ابن بي لا ثباتَ له
جَعْد اليدين قَئول غير مِفعال
كم بات ذا الحمق خلوا في مضاجعه
وبات ذو العقل فيها كاسف البال
هذا يميس بابراد مفوقة
وذا يخيط شظايا طمره البالى
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> شوقي إليك قريب لا ينائيني
شوقي إليك قريب لا ينائيني
رقم القصيدة : 19557
-----------------------------------
شوقي إليك قريب لا ينائيني
والصبر عنك بعيد لا يدانيني
يا راحلا وفؤادي في حقيبته
رهناً لديه ولكن غير مضمون
تركتني في شجوني للورى مثلاً
يميتني الوجد والأشواق تحييني
أقْفو الملاحَ لكي أسلو هواك بهم
فيرجعُ الحسن منهم فيكِ يغريني
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> شكراً لفضل ممجد
شكراً لفضل ممجد
رقم القصيدة : 19558
-----------------------------------
شكراً لفضل ممجد
أهدي إليه نظيم شعري
فاق الاماجد وامتطى
بالعز صهوة كل فخر
اني اختبرت بني الزمان
جميعهم في عسر ويسر
وسبرتُ غورَهم لدى الـ(19/38)
الحالين من عسر ويسر
وبكف تجربتي لهم
قلبتهم بطناً لظهر
فوحق من لأرجوه في
وقع الخطوب وكل ضر
ما ان رأيت بهم فتى ً
حسن السريرة مثلشكرى
المرتقى في المكرمات
ت إلى المقام المشمَخر
يرعى الذمار على كلا
الحالين من سر وجهر
ياذا الاخاء المستقر
ـر وذا الوفاء المستمر
جاءَ الكتاب إلى منـ
به شفيت غليل صدرى
فإليك يا شكري على
هذا الصنيع عظيم شكري
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لمن الديار يلحن في الصحصاح
لمن الديار يلحن في الصحصاح
رقم القصيدة : 19559
-----------------------------------
لمن الديار يلحن في الصحصاح
لعِبَت بهن روامس الأرواحِ
عبثت بها ايدى البلى فتركنها
في العين أخفى من دريس نِصاح
ولقد وقفتُ بها المطيّ مسائلا
شجرات واديها وهن ضواح
أقتافُ آثاراً لهن دوارساً
كانت اليها غدوتي ورواحى
لما تبينتُ المعالم هُمَّداً
هَطلت مدامع طرفي السفاح
فسقاك مرتكز الغمائِم صَوْبه
غدقاً بكل عشية وصباح
حيَّ الديار وان تحمل اهلها
عنها وأمست مُوحِشات بطاح
عهدي بها والعيش أخضر ناعم
والشملُ تجمعه يد الأفراح
مَغنى أنيقاً للحسان وروضة
نبيي بكل عرارة واقاح
كم قد لثمت بها المراشف آخذاً
بهضيم خصر جال تحت وشاح
ولكم لهوتُ من الحسان بغادة
لمياء ترشفني شمول الراح
هل عائد زمن أتيت مع المها
ماشئت من لعب به ومزاح
قد بت فيه من ضجيع كل غريرة
رُوِد الشباب من الْجرادِ رَداح
أيام تحضرُ بي بمضمارِ الصِّبا
فرَسُ الشبيبة ِ وهي ذات جِماح
ركضوا بميدان التحاسُدِ خيلهم
وسبوا من الاعراض غير مباح
لبسوا النفاق لهم دروعاً واغتدوا
يتطاعنون من الخنا برماح
أضحوا كماة وشاية وسعاية
ومن الضغائن هم شُكاة ُ سلاح
كالجاهلية غيرَ أن مُغارهم
في نهبِ كل خطيئة وجناح
إصلاحُهم أعيا العقولَ لأنهم
خلقت مفاسدهم لغير صلاح
من كل مرتكب الشنِيعِ ولم يكد
يثنيه عنه اذا لهاه اللاحي
أهدي بطرق المُخزيات من القطا
واضل ممن آمنوا بسجاح(19/39)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> ذكرتُ ولستُ في الذكرى بناس
ذكرتُ ولستُ في الذكرى بناس
رقم القصيدة : 19560
-----------------------------------
ذكرتُ ولستُ في الذكرى بناس
ليالي بِتهنَّ مَبيتَ حاس
بنادٍ تزدهيك به انتظاماً
مقابلة الاسرَّة بالكراسى
به اجتمعت غطارفة كرام
أبوا شيم التخالف والشماس
يطوف عليهمُ رَشأ رَخيم
يُغازل مُقلتيه فمُ النعاس
براح فيك تبتعثُ ارتياحاً
وتنسف طود همك وهو راس
يشب لمزجها بالماء وقدٌ
تكاد تهِمُّ منه إلى اقتباس
تميت همومَ شاربها سرورا
فتدفنهن في حفر التناسى
وصاحٍ وجه الندماء كأساً
إليه فقال لست لها بحاس
وغالى في الآباء فما رسوه
فلان أبيُّه بعد المِراس
فقال وقد مشت فيه ودَبت
دبيب الماء في ورق الغراس
لعمرك ان الصهباء معنى
دقيقاً ليس يُعرف بالقياس
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور
كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور
رقم القصيدة : 19561
-----------------------------------
كأن الشمسَ باخرة ٌ مخور
تجد السير في بحر الفضاء
ستغرق بعد حين باصطدام
يمزق جرمها أو بانطفاء
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
رقم القصيدة : 19562
-----------------------------------
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
بالنورِ فوق جبينهِ مكتوبِ
إن السماحة ِ والشجاعة والعلى
جمعت لعمري في ابي عبعوب
شهم تولع بالعطاء بنانه
مثل الرياح تولَّعت بهبوب
اسد نمته لآل قيس في لبعلى
آباءُ مجدٍ ليس بالمكذوب
ورث المكارم عن أبيه ولم يزَل
يسمو بصارم عزمه المرهوب
ما زال يوقد كل يوم في الورى
نارين نار قرى ونار حروب
يهدِي جموعَ المُدلجين لِسيبه
في الليل ضوءُ لهيبها المَشبوب
خُلقت من الحسب الصميم اكفه
لعنان سابقة وكشف كروب
حَمِدت وقائِعه السيوفُ بكفه
والخيل كل مطهم يعبوب
إن شنَّ فوق ظهورهن إغارة
ترك العدو بلوعة المَحروب(19/40)
يَلقي الفوارسَ والسكينة ُ دِرعه
ويخوض غمر الموت غير هيوب
فخرُ الكرام على المكارم والندَى
قامت دعائم بيته المضروب
للجود مغلوباً تراه ولم يكن
للجيش في الغزوات بالمغلوب
يتفقد الأضياف ملءَ دياره
عند الصباح وعند كل غروب
كالعبد يخضع للضيوف وانه
في القوم أكبر سَيد معصوب
عمَّ الارامل واليتامى سيبه
فغدت تعيش بماله الموهوب
خلق الكريم ابن الكرام محمد
لسرور محزون وجبر قلوب
تالله لو كان الكرام بلاغة
كان الكريم المعجز الاسلوب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أقم في الارض صرحاً من ضياء
أقم في الارض صرحاً من ضياء
رقم القصيدة : 19563
-----------------------------------
أقم في الارض صرحاً من ضياء
بحيث يمس كرسي السماءِ
وبعدُ فجسم العرفان شخصا
تردى المجد فضفاض الرداء
وفي يسراه ضَع لوح المعالي
وما وفي الثناء عليك مئن
وأجلسه على الكرسي يمحو
ويثبت ما يشاء من العلاء
وقف وارفع اليه الطرف وانظر
ألا يا كعبة الفضلاء يا من
فضائله عظمن بلا انتهاء
أهِم بأن أحيط بهن وصفا
ومن لي بالإحاطة بالفضاء
وأقدِم أن أتِم عُلاك مدحاً
فيرجعني عُلاك إلى الوراء
وما وفّى الثناء عليك مثنٍ
لأنك فوق توفية الثناء
وما اتقدت ذكاء بما يداني
ذكاءك يا امام الاذكياء
ولو كانت أشعتها تحاكي
شعاعك ماانكسرن من الهواء
بفكرك دوحة العرفان تنمو
كذا الادواح تنمو بالضياء
واقسم لو تكون من الذراري
لكنت الشمس في كبد السماء
ولولا الصبح يطلع كل يوم
لقلت الصبح انت بلا مراء
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اليك ما شاهدت عيني من العجب
اليك ما شاهدت عيني من العجب
رقم القصيدة : 19564
-----------------------------------
اليك ما شاهدت عيني من العجب
في مسرح ماح بين الجدّ واللعبِ
خافوا به أن تقومَ الأسدُ واثبة
حتى بَنوا حاجزاً فيه من الخشب
وحصنوه من الاعلى بمشتبك
من الحبال جديل غير منقضب
به الأسود تمطى في مرابضها
والنمر يخطر بين الخوف والغضب(19/41)
والذئب يبصر جدى المعز مقترباً
منه فيرجع عنه غير مقترب
اما الكلاب فجاءت وهي كاسية
يرقصن منتصباً في إثر منتصب
قامت على أرجل تمشي معلمة
مشي المليحة في ابرادها القشب
تخشى مؤدبها والصولجانُ له
في الكف فرقعة كالرعد في السحب
ترنو إليه بعين الخوف فاعلة
ما كان يُصدِر من أمر ومن طلب
خضعن للسوط حتى إن أعقدَها
لو يأمر السوط يغدو مرسلَ الذنَب
وكانت الاسد تجرى في اطاعتها
مجرى الكلاب بحكم الخوف والرَهب
كأنما الليثُ لم يُخلق أخا ظُفر
محدد الناب قذافاً الى العطب
شاهدته مشهداً بدعا علمتُ به
أن الغرائز لم تطبع على الشغب
وان ليث البرايا الشرى ما صيغ مفترساً
لكن احالته فرَّاساً يد السغب
وكم من الناس من راح مندفعاً
بدافع الجوع نحو القتل والسلب
وان تربية الانسان يرجعه
اكسيرها وهو من تُربْ الى الذهب
هذا إذا حَسُنَتْ أما إذا قبحت
فالمَندَليُّ بها يمسي من الحطب
فكل ما هو في الانسان مكتسب
فلا تقل شئ غير مكتسب
انى ارى اسوأ الآباء تربية
للابن أحرى بأن يُدعى أعقَّ أب
والمرءُ كالنبت ينمو حَسْب تربته
وليس ينبت نبعٌ مَنبِتَ الغرَب
من عاش في الوسط الزاكي زكا خلقاً
حتى علا في المعالى ارفع الرتب
فاحرص على أدب تحيا النفوس به
فانما قيمة الانسان بالادب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي
ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي
رقم القصيدة : 19565
-----------------------------------
ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي
وما زلت اسعى منفض الكف محوجا
ارى باب رزقي من بعيد مفتحاً
فآتية ولاّجاً فألفيه مُرتجا
وأيأس احياناً وارجو فلم اكن
لأملكَ من شيء سوى اليأس والرجا
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
رقم القصيدة : 19566
-----------------------------------
أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
كأنا على كيس المنون نعيش
وما زال وجه الأرض يوسعه الردى(19/42)
لِطاماً وهاتيك القبور خدوش
كأن انقلاب الأرض ماء كأننا
على الماء من ريح الحياة نقوش
لحا الله دنيا كل يوم بأهلها
تهدّ حصون اوتثل عروش
تروح سهام العيش فيها طوائشاً
ولِلموت سهم لا يكاد يَطيش
نمد إلى قطف المنى وهي جمة
من العمر كفا لا تكاد تنوش
ونرجو ومن سيف الردى في رجائنا
جراحات بأس مالهن أروش
وأجمل بوجه العيش لو لم يكن به
حنانيك من ظفر الخطوب مريش
لعمرك ان الدهر تغلي خطوبه
وان عويل الصارخين نشيش
وما الدهر الا للخلائق منضج
له مرجل بالحادثات يجيش
كأن جيوش الموت رافقة بنا
نجيف بأدواء الحياة مَريش
ومن نظر الدنيا بعين اعتباره
تساوت مهود عنده ونعوش
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كأن حياتنا جبل مُطِل
كأن حياتنا جبل مُطِل
رقم القصيدة : 19567
-----------------------------------
كأن حياتنا جبل مُطِل
على مهواتِه وهي المَمَات
مشيْنا فوقه عُمياً فظلَّت
تَهاوَى نحو هُوَّته المشاة
كأن فضاء هذا الكون مجر
تموج فيه هذي الكائنات
تبين تارة وتغيب اخرى
فشأناها التفرق والشتات
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> رقت بوصف جمالك الاقوال
رقت بوصف جمالك الاقوال
رقم القصيدة : 19568
-----------------------------------
رقت بوصف جمالك الاقوال
ورأتك فافتتنتبك العذال
وهب الآله بك الجمال تجملاً
حتى كأنك للجمال جمال
كل العيون إذا برزتِ شواخص
كيما تراك وغضهنَّ محال
وإذا الخَلِيّ رآك عاد بمهجة ٍ
للوجدِ مخترق بها ومجالُ
كم قد سفرتِ ففي القلوب قوله
لما رأوْكِ وفي العقول خيال
فرَموكِ بالأبصار وهي كليلة
من نور وجهك نورهنّ مُذال
ربطوا الأكفَّ على ضلوع تحتها
بين النواظر والقلوب جدال
لو كنت في ايام يوسف لم تكن
بجمال يوسف تضرب الامثال
ولطَّعتْ دون الأكف قلوبَها
شوقاً إليك مع النساء رجال
كم قد يجور على جفونك سقمها
كسرا وتُجهِد خَصرَكِ الأكفال
عجباً لطرفِكِ رهو أضعف ما أرى
يرنو فترهَب فتكه الأبطال(19/43)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قامت تميسُ بأعطافٍ وأوراكِ
قامت تميسُ بأعطافٍ وأوراكِ
رقم القصيدة : 19569
-----------------------------------
قامت تميسُ بأعطافٍ وأوراكِ
رقصاً على نغماتِ المِقْوَل الحاكي
حوراءُ جاءت وكل في مسرته
لاه وراحت وكلٌ طرفه باك
شكوت من خصرها ضعفاً وقلت لها
مليكة الحسن هل عطف على الشاكي
فاستضحكت وهي تجني الورد قائلة ً
ما احسن الورد قلت الورد خالك
وقلت: أهوَى فقالت بالدلال: ومن
تهوى ؟ فقلت لها إياك إياك
واستحلفتني على قلبي فقلت لها:
يهواك إي وجلال الحسن يهواك
سحر بعينيك يستهوي القوب وما
ينفك في هتك عباد ونساك
ياربة الحسن هلاّ تعطفين على
من بات سهران مشغولا بذكراك
ما أطيبَ العيشَ في الدنيا لو اتصلت
أسباب دنياي مع أسباب دنياك
الحُسن يفتنُ والألحاظ فاتكة
واحيرتى بين فتان وفتاك
تهفو بقلبي اشواقي فامسكه
لما أراك وهل يشفيه إمساكي
إني وعندي بكنهِ الحسن معرفة
ما راقني قط من شئ كمرآك
أمسى غرامُك يجري في عروق دمي
كالكهرباء التي تجري بأسلاك
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تصور حدائق في بهجة
تصور حدائق في بهجة
رقم القصيدة : 19570
-----------------------------------
تصور حدائق في بهجة
ترةق وفي نضرة تعجب
ترَقرَقُ فيها مياه العلومِ
جداولَ تجري ولا تنضُب
وهبَّ عليها نسيم الفنون
يروح ويغدو بها يلعب
فأضحت وأرض كمالاتها
بنبت الحقائق تعشوشب
وأمست وإن ثمارَ العلاء
لأشجارِ عِرفانها تُنسب
وطار الفخار بأرجائها
بلابل تغريدها مطرب
فللمجد وجه طليق بها
غذاء النفوس وطب العقول
وحفظ الجشوم بها يطلب
فتلك اذا ما تصورتها
جلياً لعمري هي المكتب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> سيوف لحاظ أم قسي حواجب
سيوف لحاظ أم قسي حواجب
رقم القصيدة : 19571
-----------------------------------
سيوف لحاظ أم قسي حواجب
تَريشُ إلى قلبي سهامَ المعاطبِ
ورُبَّ كعاب أقبلت في غلائل(19/44)
وقد لاح لي منها حُلِي الترائب
لها جيد ظبى واعتدال وشيحة
وعين مَهاة وائتلاق الكواكب
ولا عيبَ فيها غيرَ أن أولى الهوى
ينادونها في الحسن بنت العجائب
نضتْ عن محياها النقاب عَشية
فاسفر صبح الحسن من كل جانب
ومذ نشرب سودَ الذوائبِ أولجت
نهار محياها بليل الذوائب
تناسبَ فيها الحسن حتى رأيتها
تفوق الدمى في حسن ذاك التناسب
مفترة الاجفان تدمى بلحظها
قلوبَ أُسودٍ مدمياتِ الكتائب
فلم انسها والله يوم تعرضت
لنا بين هاتيك الظباء السوارب
وما كنت أدري ما الصبابة قبلها
ولا هِمت يوماً في الحسان الكواعب
فأصبحتُ فيها ذا غرام ولوعة
ووجد وتهيام وهم مواظب
وما الصبر إلا غائب غير حاضر
وما الشوق إلا حاضر غير غائب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض
تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض
رقم القصيدة : 19572
-----------------------------------
تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض
يُصان لديه المال والدين والعِرض
فكل خليل منئٌ عن خليله
كما عن شئون القلب قد انبأ النبض
وبالصدق عامل من تحب من الورى
والاّ فذاك الحب آخره بغض
وسامح صديقاً قد أساءَ بفعله
ثلاثاً عسى عن ذلك الفعل ينفض
وبعدَ ثلاث دعه غير مسامِح
فرَفضُ الذي دامت إساءته فرْض
وقو اساس الود بالصدق فالذي
على جرف هار يؤسس ينقض
وإن ومضت للخلّ منك سحابة
فلا يَكُ منها خلَّباً ذلك الومض
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ
نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ
رقم القصيدة : 19573
-----------------------------------
نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ
ولكن قد فعلتِ كما اشتهيتِ
فيا نفسي عن الشهوات كفيّ
فأنت عليك يا نفسي جنيْتِ
وما امارة بالسوء يوماً
سعت في المنكرات كما سعيت
إذا ما حَلبة الحسنات جاءت
رأيتك أنت صاحبة السُّكيت
فان اسدى الآله عليك عفواً
والاّ يا فجار فقد هويت(19/45)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> وصاحب قد دعانا ان نلمّ به
وصاحب قد دعانا ان نلمّ به
رقم القصيدة : 19574
-----------------------------------
وصاحب قد دعانا ان نلمّ به
مستأنسين بضرب العود والوتر
في ليلة كان فيها الحر متقدا
ترمي جهنمه الاجسام بالشرر
وكان ذلك في دار يَضيق بها
صدرُ الأغار يدمن ضيق ومن صِغر
كأنها مَفحص تأوى القطاة ُ له
او حجر ضب بارض صلبة الحجر
فما عهدت طروباً قبل زورتها
تلقاه من نغمات العود في ضجر
ومطربات الأغاني وهي واقعة
في غير موقعها ضرب من الكدر
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
رقم القصيدة : 19575
-----------------------------------
الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
وحتام نار البين في القلب تُلهبُ
أبيت ولي وجد يشب ضرامه
ودمع له في عارضي تصَبب
وهل لمشوق خانه الصبر عنكم
سوى دمعه فهو الدواء المجرب
ألا إن يوماً جَرد البيْنُ سيفه
على به يوم شديد عصبصب
فياليتَ شعري هل أفوز برؤيتي
مُحيًّا له كل المحاسن تُنسب
وعينيك لا أسلوكِ أو يصبح السها
وشمس الضحى في ضوئه تتحجب
فإني كما شاء الهوى بك مُغرم
وانت كما شاء الجمال محبب
احنّ الى رؤياكم كلما سرى
نسيم وأبكي كلما لاح كوكب
وأذكركم للشمس عند طلوعها
ويعزُب عني الصبر أيان تغرب
لقد بان صبري يوم ببنيك إذ قضى
به صرف دهر لم يزل يتقلب
تبصر خليلي في الزمان فهل ترى
صفا فيه من وقع الشوائب يتحلب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
رقم القصيدة : 19576
-----------------------------------
إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
فلا تمرَّنَّ فيها غير مظطعِن
لا تعجبنك بالأشجار خُضرتها
حسناً فما هي الا خضرة الدمن
ما ان اقام صحيح في مساكنها
إلا وسافر عنه صحة البدنِ
ماء زُعاق وجو قاتم وهوى
نَتن وشدة ُ حر غير مُؤتمَن(19/46)
انظر تجد كل اهليها كأنهم
من السقام استحقوا الدرج في الكفن
صفر الوجوه قد امتصت دماءهم الـ
ـحمَّى وقد حرَمتهم لذة الوَسَن
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> يَلقى النزيلَ بوجه قد من حجر
يَلقى النزيلَ بوجه قد من حجر
رقم القصيدة : 19577
-----------------------------------
يَلقى النزيلَ بوجه قد من حجر
لولا العبوسة ُ لم يُفرَق من الوَثن
أفيك يا غمر يلقى الشعر مأمله
يا خيبة الشعر بل يا ضيعة اللسن
مالي أراك على الكرسي منتفخاً
إن كان فيك احتباس الريح فاحتقن
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قد كاد بالحرِّ هذا اليوم يَصهرنا
قد كاد بالحرِّ هذا اليوم يَصهرنا
رقم القصيدة : 19578
-----------------------------------
قد كاد بالحرِّ هذا اليوم يَصهرنا
اذ قد بدا فيه للرمضاء تسعير
كأنما الشمس جاعت فهي من سَغب
تشوي الجسوم لها والأرض تنور
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه
لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه
رقم القصيدة : 19579
-----------------------------------
لله يومُ جاءَ يَلسعُ بَردُه
فكأنَّ ذرَّاتِ الهواءِ عَقاربُ
لم تلقَ شيئاً فيه ليس بجامِد
الا احتمال فيه فذائب
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> انظر الى تلك المعلقة التي
انظر الى تلك المعلقة التي
رقم القصيدة : 19580
-----------------------------------
انظر الى تلك المعلقة التي
سترتْ ظلامَ الليلِ بالأضواءِ
قِطع من البلورِ مُحدِقة بها
يَحكين شكلَ أصابع الحسناء
فكأنها بدر تلألأ في الدجى
وكأنهن كواكبُ الجَوْزاء
بل قد يُمثلها الخيالُ كأنها
قمر احيط بهالة بيضاء
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قد يطفح اللؤم حتى ان صاحبه
قد يطفح اللؤم حتى ان صاحبه
رقم القصيدة : 19581
-----------------------------------
قد يطفح اللؤم حتى ان صاحبه
ينسى الحياء فيغدو يدعي الكراما
ان الجهالة ان كانت قذى بصر(19/47)
رأى الضلال هدى واستسمن الورما
ما للغواة ارعواء عن غوايتهم
إن لم يك السيفُ يعلو منهم القِمما
كم من أراذلَ أطْغتْها سَفاهَتُها
حتى ادّعتْ وهي أذناب لها الشمَما
ان عدت الوحش ما كانت ولا بقرا
او عدت الطير ما كانت ولا رخما
والناسُ كالناس في خَلق وبينهمُ
في الخلق بَون فذا أرض وذاك سَما
مثل الحديد وما امتازت حقيقته
والقين يطبع منه السيفَ والجَلما
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
رقم القصيدة : 19582
-----------------------------------
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
وان تطق شكراً فلا كنت من شعر
وجئني بنور الشمس والبدرِ كي أرى
بمَعْناك نور الشمس يُشرق والبدر
وحُم حول أزهار الرياض تطيبا
بها مثلما حام الفراش على الزهر
وقم في مقام الشكر وانشر لواءهُ
برأس عمودٍ خذه من غرة الفجر
فإن لبيروت حقوقاً جليلة
على َّ فنب يا شعر عنيَ في الشكر
فإني ببيروت أقمتُ لياليا
وربَك لم أحسب سواهن من عمري
وقضيتُ أياماً إذا ما ذكرتها
غفرت الذنوب الماضيات من الدهر
لئن تك في بغداد يا دهر مذنباً
على ففي بيروتَ كم لك من عذر
قرأت بها درسَ المكارمِ مُعجبا
بكل كبير النفس ذي خُلق حر
فكنت بها من باذخ العز في الذرى
ومن سرواتِ القوم في أنجم زهر
وداعاً وداعاً ايها القوم انني
مُفارقكم لا عن صدود ولا هجر
لئن ازف الترحال عنكم فان بي
إليكم لأشوَاقا أحر من الجمر
اودعكم والشوق بالصبر فاتك
كفتك الملوكِ المستبدين بالأمر
أحبكم قلبي اعترافا بفضلكم
وانكر في يوم النوى حكمة الصبر
ولا غرو ان اكرمتم الضيف شيمة ً
توارثتُموها عن جُدود لكم غر
ألستم من العرب الألى طار صيتهم
إلى حيثَ يَبقَى تحته طائر النسر
اعاريب نهاضون في طلب العلى
غطاريف سباقون في حلبة الفخر
سأذكركم ذكر المحبِّ حبيبه
وأشكركم شكر الجدوب ندى القطر
فلا تحرِموني من رضاكم فإنني
اليكم اليكم ما حييت لذو فقر(19/48)
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اللؤم داءٌ في النفوس عياء
اللؤم داءٌ في النفوس عياء
رقم القصيدة : 19583
-----------------------------------
اللؤم داءٌ في النفوس عياء
لم يَشفِ منه سوى الحمامِ دَواءُ
لو كان في الدأماء كل عيوبه
بل بَعْضهن لأنتنَ الدأماء
ولوَ أنّ في كرَة الهوا طباعة
فسدت فمات بنتنها الأحياء
ألقتْ عليه يدُ الزمان مخازيا
منها تلوح بوجهه الفحشاء
وجه أقام الدهرُ فيه من الخنا
سمة ً فعاد وليس فيه حياء
يا ماشياً يختال في غلوائه
"أطرِقْ كرَى " ما هذه الخيلاء
هب غفلة الجهلاء عنك طويلة
أفَلَيْسَ تعلمِ خِزيَك العقلاء
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تجنب من سقيم الرأي قرباً
تجنب من سقيم الرأي قرباً
رقم القصيدة : 19584
-----------------------------------
تجنب من سقيم الرأي قرباً
ولا تغتر بالبدن الصحيح
ولا ترض الصديق لحسن خلق
إذا ما كان ذا خُلق قبيح
وذى سفه اكبَّ على المخازى
وما قبل النصيحة من نصيح
زوج المخزيات لديه حتى
تباع اليه بالثمن الربيح
أطاف بغيِّه وأباح شَتْمِي
وكان الشتمُ أجْدَر بالمُبيح
وأغراه الضلال فكان مني
كما كانم اليهود من المسيح
فمت في نار غيظك مستشيطاً
فلستَ من الهجاء بمستريح
سأضرم فيك يا لُكعُ الأهاجي
كنيران تُشب تجاهَ ريح
تجمعت المخازى فيك حتى
يعدّ الهجو فيك من المديح
شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بدتْ في مسرح رَحْب البلاطِبدتْ في مسرح رَحْب البلاطِ
بدتْ في مسرح رَحْب البلاطِبدتْ في مسرح رَحْب البلاطِ
رقم القصيدة : 19585
-----------------------------------
بدتْ في مسرح رَحْب البلاطِبدتْ في مسرح رَحْب البلاطِ
بقُضْبان مُشَبِّكَة مُحاطِ
فجالت من ضفائرها بتاج
وماست غير ضافية الزياط
ولا انسى تورد وجنتيها
وقد برزي تميس على البساط
فقلنا وهي تخطِر في وَقار
مليك الحسن يخطر في البلاط
وقد سجدتْ لها الأنظارُ لما(19/49)
أرَتنا الحُسر يَرْفُل في القَباطِي
وكبرنا المهمين حين راحت
تصول على الضياغم بالسياط
سقتْ أعصابنا خَدرا وطارت
مرفرفة باجنحة النشاط
مشت مشى َ الحمامة فوق سِلك
تهُولُ عليه أن تخطو الخوَاطي
وبارت فوقه خفقان قلبي
بحالتيارتفاع وانحطاط
فَخلْناها وقد خلَبت نُهانَا
تعلمنا الجواز على الصراط
أرَتنا الحُسر يَرْفُل في القَباطِي
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَمُسَوَّفٍ نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُهُ
وَمُسَوَّفٍ نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُهُ
رقم القصيدة : 19586
-----------------------------------
وَمُسَوَّفٍ نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُهُ
قَبْلَ الصَّباحِ وَقَبْلَ كُلِّ نِدَاءِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> إنَّمَا لِقْحَتُنَا بَاطِيَة ٌ
إنَّمَا لِقْحَتُنَا بَاطِيَة ٌ
رقم القصيدة : 19587
-----------------------------------
إنَّمَا لِقْحَتُنَا بَاطِيَة ٌ
فإذا ما مُزِجَتْ كَانَتْ عَجَبْ
لَبَنٌ أصْفَرُ صَافٍ لَوْنُهُ
يَنْزَعُ البَاسُورَ مِنْ عَجْبِ الذَّنَبْ
سَأَلَ الشُّرْطِيُّ أَنْ نَسْقِيَهُ
فَسَقَيْنَاهُ بأُنْبُوبِ القَصَبْ
إِنَّمَا نَشْرَبُ مِنْ أَمْوَالِنَا
فَسَلُوا الشُّرْطِيَّ ما هذا الغَضَبْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> حَضْرَمَوتٌ فَتَّشَتْ أَحْسَابَنَا
حَضْرَمَوتٌ فَتَّشَتْ أَحْسَابَنَا
رقم القصيدة : 19588
-----------------------------------
حَضْرَمَوتٌ فَتَّشَتْ أَحْسَابَنَا
وَإلَيْنَا حَضْرَمَوْتٌ تَنْنَسِبْ
إخْوَة ُ القِرْدِ وَهُمْ أَعْمَامُهُ
بَرِئَتْ مِنْكُمْ إلى اللَّهِ العَرَبْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَسَأَلْتَنِي يَوْمَ الرَّحِيلِ قَصَائِداً
وَسَأَلْتَنِي يَوْمَ الرَّحِيلِ قَصَائِداً
رقم القصيدة : 19589
-----------------------------------
وَسَأَلْتَنِي يَوْمَ الرَّحِيلِ قَصَائِداً
فَمَلأْتُهُنَّ قَصَائِداً وَكِتَابَا(19/50)
إنّي صَدَقْتُكَ إذْ وَجَدْتُكَ كَاذِباً
وَكَذَبْتَنِي فَوَجَدْتَنِي كَذَّابَا
وَفَتَحْتُ بَاباً للخِيانَة ِ عَامِداً
لَمّا فَتَحْتَ مِنَ الخِيَانَة ِ بَابَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> تُرِيْكَ القَذَى مِنْ دُوْنِهَا وَهْيَ دُوْنَهُ
تُرِيْكَ القَذَى مِنْ دُوْنِهَا وَهْيَ دُوْنَهُ
رقم القصيدة : 19590
-----------------------------------
تُرِيْكَ القَذَى مِنْ دُوْنِهَا وَهْيَ دُوْنَهُ
لِوَجْهِ أَخِيْهَا فِي الإِنَاءِ قُطُوْبُ
كُمَيْتٌ إذَا شُجَّتْ وَفِي الكَأْسِ وَرْدَة ٌ
لَهَا فِي عِظَامِ الشَّارِبِينَ دَبِيبُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يا أيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا مَضَى
يا أيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا مَضَى
رقم القصيدة : 19591
-----------------------------------
يا أيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا مَضَى
مِنْ عِلْمِ هذا الزَّمَنِ الذاهِبِ
إنْ كُنْتَ تَبْغِي العِلْمَ أَوْ أَهْلَهُ
أَوْ شَاهِداً يُخْبِرُ عَنْ غَائِبِ
فاختَبِرِ الأرْضَ بِأَسْمَائِها
وَاعْتَبِرِ الصَّاحِبَ بالصَّاحِبِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> إنْ كَانَتِ الخَمْرُ قَدْ عَزَّتْ وَقَدْ مُنِعَتْ
إنْ كَانَتِ الخَمْرُ قَدْ عَزَّتْ وَقَدْ مُنِعَتْ
رقم القصيدة : 19592
-----------------------------------
إنْ كَانَتِ الخَمْرُ قَدْ عَزَّتْ وَقَدْ مُنِعَتْ
وَحَالَ مِنْ دُونِهَا الإسْلاَمُ والحَرَجُ
فَقَدْ أُبَاكِرُهَا صِرْفاً وَأَشْرَبُهَا
أَشْفِي بِهَا غُلَّتِي صِرْفاً وأَمْتَزِجُ
وَقَدْ تَقُومُ عَلَى رَأسِي مُغَنِّيَة ٌ
لَهَا إذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا غَنَجُ
وَتَرْفَعُ الصَّوْتَ أحْيَاناً وَتَخْفِضُهُ
كَمَا يَطِنُّ ذُبَابُ الرَّوْضَة ِ الهَزِجُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَتَدْعُوني الأُقَيْشِرَ ذَلِكَ اسْمِي
أَتَدْعُوني الأُقَيْشِرَ ذَلِكَ اسْمِي
رقم القصيدة : 19593(19/51)
-----------------------------------
أَتَدْعُوني الأُقَيْشِرَ ذَلِكَ اسْمِي
وَأَدْعُوكَ ابْنَ مُطْفِئَة ِ السِّرَاجِ
تُناجِي خِدْنَهَا باللَّيْلِ سِرّاً
وَرَبُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تُنَاجِي
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> غَضِبَتْ دُودَانُ مِنْ مَسْجِدِنَا
غَضِبَتْ دُودَانُ مِنْ مَسْجِدِنَا
رقم القصيدة : 19594
-----------------------------------
غَضِبَتْ دُودَانُ مِنْ مَسْجِدِنَا
وَبِهِ يَعْرِفُهُمْ كُلُّ أحَدْ
لَوْ هَدَمْنا غُدْوَة ً بُنْيَانَهُ
لاَنْمَحَتْ أسْمَاؤُهُمْ طُولَ الأبَدْ
إسْمُهُمْ فِيهِ وَهُمْ جِيرَانُهُ
وَاسْمُهُ الدَّهْرَ لِعَمْرِو بْنِ أسَدْ
كُلَّمَا صَلَّوا قَسَمْنَا أَجْرَهُ
فَلَهَا النِّصْفُ عَلَى كُلِّ جَسَدْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَبَنُوا دُودَانَ حِيٌّ سَادَة ٌ
وَبَنُوا دُودَانَ حِيٌّ سَادَة ٌ
رقم القصيدة : 19595
-----------------------------------
وَبَنُوا دُودَانَ حِيٌّ سَادَة ٌ
حَلَّ بَيْتُ المَجْدِ فِيهِمْ والعَدَدْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَلَقَدْ أَرُوحُ بِمُشْرِفٍ ذِي مَيْعَة ٍ
وَلَقَدْ أَرُوحُ بِمُشْرِفٍ ذِي مَيْعَة ٍ
رقم القصيدة : 19596
-----------------------------------
وَلَقَدْ أَرُوحُ بِمُشْرِفٍ ذِي مَيْعَة ٍ
عَسِرِ المَكَرَّة ِ مَاؤُهُ يَتَفَصَّدُ
مَرِحٍ يَطِيرُ مِنَ المِرَاحِ لُعَابُهُ
وَيَكَادُ جِلْدُ إهَابِهِ يَتَقَدَّدُ
حَتَّى عَلَوْتُ بِهِ مَشَقَّ ثَنِيَّة ٍ
طَوْراً أغُورُ بِهَا وَطَوْراً أُنْجِدُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَيَا صَاحِبِي أَبْشِرْ بِزَوْرَتِنَا الحِمَى
أَيَا صَاحِبِي أَبْشِرْ بِزَوْرَتِنَا الحِمَى
رقم القصيدة : 19597
-----------------------------------
أَيَا صَاحِبِي أَبْشِرْ بِزَوْرَتِنَا الحِمَى
وَأَهْلُ الحِمَى مِنْ مُبْغضٍ وَوَدُودِ(19/52)
قَدِ اخْتَلَجَتْ عَيْنِي فَدَلَّ اخْتِلاَجُهَا
عَلَى حُسْنٍ وَصْلٍ بَعْدَ قُبْحِ صُدُودِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> إِمَّا تَرَانِي قَدْ هَلَكْتُ فَإنَّما
إِمَّا تَرَانِي قَدْ هَلَكْتُ فَإنَّما
رقم القصيدة : 19598
-----------------------------------
إِمَّا تَرَانِي قَدْ هَلَكْتُ فَإنَّما
رَمَضَانُ أَهْلَكَنِي وَدِينُ أُسَيْدِ
هذَا يُصَرِّدُني فَلَستُ بِشَاربٍ
وَأخٌ يُؤَرِّقُني مَعَ التَّصْرِيدِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> رُبَّ نَدْمانٍ كَرِيمٍ مَاجدٍ
رُبَّ نَدْمانٍ كَرِيمٍ مَاجدٍ
رقم القصيدة : 19599
-----------------------------------
رُبَّ نَدْمانٍ كَرِيمٍ مَاجدٍ
سَيِّدِ الجَدَّيْنِ مِنْ فَرْعَيْ مُضَرْ
قّدْ سَقَيْتُ الكَأْسَ حَتَّى هَرَّهَا
لَم يُخَالِطْ صَفْوَهَا مِنْهُ كَدَرْ
قُلْتُ : قُمْ صَلِّ ، فَصَلَّى قَاعِداً
تَتَغَشَّاهُ سَمَادِيرُ السَّكَرْ
قَرَنَ الظُّهْرَ مَعَ العَصْرِ كَمَا
تُقْرَنُ الحِقَّة ُ بالحِقَّ الذَّكَرْ
تَرَكَ "الفَجْرَ" فَمَا يَقْرَأُهَا
وَقَرا "الكَوْثَرَ" مِنْ بيْنِ السُّوَرْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَمُقْعَدِ قَوْمٍ قَدْ مَشَى مِنْ شَرَابِنَا
وَمُقْعَدِ قَوْمٍ قَدْ مَشَى مِنْ شَرَابِنَا
رقم القصيدة : 19600
-----------------------------------
وَمُقْعَدِ قَوْمٍ قَدْ مَشَى مِنْ شَرَابِنَا
وأَعْمَى سَقَيْنَاهُ ثَلاثاً فَأَبْصَرَا
شَرَاباً كَرِيحِ العَنْبَرِ الوَرْدِ رِيحُهُ
وَمَسْحُوقَ هِنْدِيٍّ مِنَ المِسْكِ أَذْفَرَا
مِنَ الفَتَيَاتِ الغُرِّ مِنْ أرْضِ بَابِلٍ
إذَا صَبَّهَا الحَانيُّ فِي الكَأْسِ كَبَّرَا
لَهَا مِنْ زُجَاجِ الشَّامِ عُنْقٌ غَرِيبَة ٌ
تَأَنَّقَ فِيهَا صَانِعٌ وَتَحَيَّرَا
ذَخَائِرُ فِرْعَوْنَ التي جُبِيَتْ لَهُ
وَكُلٌّ يُسَمَّى بالعَتِيقِ مُشَهَّرَا
إذَا مَا رَآهَا بَعْدَ إنْقَاءْ غُسْلِهَا(19/53)
تَدُورُ عَلَيْنَا صَائِمُ القَوْمِ أفْطَرَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَمَنْ لِي بِأنْ أَسْطِيعَ أنْ أَذْكُرُ اسْمَهُ
وَمَنْ لِي بِأنْ أَسْطِيعَ أنْ أَذْكُرُ اسْمَهُ
رقم القصيدة : 19601
-----------------------------------
وَمَنْ لِي بِأنْ أَسْطِيعَ أنْ أَذْكُرُ اسْمَهُ
وَأعْيَا عِقَالاً أنْ يُطِيقَ لَهُ ذِكْرَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> لِسَانُكَ مِنْ شكْرٍ ثَقِيلٌ عَنِ التُّقَى
لِسَانُكَ مِنْ شكْرٍ ثَقِيلٌ عَنِ التُّقَى
رقم القصيدة : 19602
-----------------------------------
لِسَانُكَ مِنْ شكْرٍ ثَقِيلٌ عَنِ التُّقَى
وَلكِنَّهُ بالمُخْزِيَاتِ طَلِيقُ
وَأَنْتُ حَقِيقٌ يَا أُقَيْشِرُ أنْ تُرَى
كَذَاكَ إذَا ما كُنْتَ غَيْرَ مُفيقِ
تَسُفُّ مِنَ الصَّهْباءِ صِرْفاً تَخَالُها
جَنَى النَّحْلِ يُهْدِيهِ إلَيْكَ صَدِيقُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> عَدِمْتُ أَبَا الذَّيَّالِ مِنْ ذِي نَوَالَة ٍ
عَدِمْتُ أَبَا الذَّيَّالِ مِنْ ذِي نَوَالَة ٍ
رقم القصيدة : 19603
-----------------------------------
عَدِمْتُ أَبَا الذَّيَّالِ مِنْ ذِي نَوَالَة ٍ
لَهُ فِي بُيُوتِ العَاهِرَاتِ طَريقُ
أَبَا الخَمْرِ عَبَّرْتَ امْرَأً لَيْسَ مُقْلِعاً
وَذَلِكَ رَأْيٌ لَوْ عَلِمْتَ وَثِيقُ
سَأَشْرَبُهَا مَا دُمْتُ حَيّاً فَإنْ أمُتْ
فَفِي النَّفْسِ مِنْهَازَفْرَة ٌ وَشَهِيقُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَصَهْبَاءَ جُرْجانِيَّة ٌ لَمْ يَطُفْ بِهَا
وَصَهْبَاءَ جُرْجانِيَّة ٌ لَمْ يَطُفْ بِهَا
رقم القصيدة : 19604
-----------------------------------
وَصَهْبَاءَ جُرْجانِيَّة ٌ لَمْ يَطُفْ بِهَا
حَنيْفٌ وَلَمْ تَنْغَرْ بِهَا سَاعَة ً قِدْرُ
وَلَم يَشْهَدِ القَشُّ المُهَيْنِمُ نَارَهَا
طَرُوقاً ولا صَلَّى عَلَى طَبْخِها حَبْرُ
أَتَانِي بِهَا يَحْيَى وَقَدْ نِمْتُ نَوْمَة ً(19/54)
وَقَدْ غَابَتِ الشِّعْرَى وَقَدْ جَنَحَ النَّسْرُ
فَقُلْتُ اصْطَبِحْهَا أوْ لِغَيْرِيَ فَاسْقِهَا
فَمَا أَنَا بَعْدَ الشَّيْبِ وَيْبَكَ والخَمْرُ
تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِي العُصُورِ التي خَلَتْ
فَكَيْفَ التَّصَابِي بَعْدَمَا كَلأَ العُمْرُ
إذا المَرْءُ وَفَّى الأرْبعِينَ وَلَمْ يَكُنْ
لَهُ دُونَ مَا يَأْتِي حَيَاءٌ وَلاَ سِتْرُ
فَدَعْهُ وَلاَ تَنْفَسْ عَلَيْهِ التي أتَى
وَإنْ جَرَّ أسْبَابَ الحَيَاة ِ لَهُ الدَّهْرُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَبني تَمِيمٍ مَا لِمِنْبَرِ مُلْكِكُمْ
أَبني تَمِيمٍ مَا لِمِنْبَرِ مُلْكِكُمْ
رقم القصيدة : 19605
-----------------------------------
أَبني تَمِيمٍ مَا لِمِنْبَرِ مُلْكِكُمْ
لاَ يَسْتَقِرُّ قَرَارُهُ يَتَمَرْمَرُ
إنَّ المنابِرَ أَنْكَرَتْ أَسْتَاهَكُمْ
فادْعُوا خُزَيْمَة َ يَسْتَقِرَّ المِنْبَرُ
خَلَعُوا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَبَايَعُوا
مَطَراً لَعَمْرُكَ بَيْعَة ٌ لاَ تَظْهَرُ
وَاسْتَخْلَفُوا مَطَراً فَكَانَ كَقَائِلٍ:
"بَدَلٌ لَعَمْرُكَ مِنْ يَزِيدٍ أَعْوَرُ"
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> فلا أَسَداً أَسُبُ وَ لاَ تَمِيْماً
فلا أَسَداً أَسُبُ وَ لاَ تَمِيْماً
رقم القصيدة : 19606
-----------------------------------
فلا أَسَداً أَسُبُ وَ لاَ تَمِيْماً
وَكَيْفَ يَحُلُّ سَبُّ الأكْرَمِينَا
وَلَكِنَّ التَّقَارُضَ حَلَّ بَيْنِي
وَبَيْنَكَ يَا کبْنَ مُضْرِطَة ِ العَجِينَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> في فِتْيَة ٍ جَعَلُوا الصَّليبَ إلهَهُمْ
في فِتْيَة ٍ جَعَلُوا الصَّليبَ إلهَهُمْ
رقم القصيدة : 19607
-----------------------------------
في فِتْيَة ٍ جَعَلُوا الصَّليبَ إلهَهُمْ
حاشايَ إنِّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يَا بَغْلُ بَغْلَ أبي مَضَاءَ تَعَلَّمَنْ(19/55)
يَا بَغْلُ بَغْلَ أبي مَضَاءَ تَعَلَّمَنْ
رقم القصيدة : 19608
-----------------------------------
يَا بَغْلُ بَغْلَ أبي مَضَاءَ تَعَلَّمَنْ
أنّي حَلَفْتُ وَلِلْيَمِينِ نُذُورُ
لَتُعَسِّفَنَّ وَإنْ كَرِهْتَ مَهَامِهاً
فيما أحُلُّ وَكُلُّ ذَاكَ يَسِيرُ
بالرَّغْمِ يَا وَلَدَ الحِمَارِ قَطَعْتَهَا
عَمْداً وَأنْتَ مُذَلَّلٌ مَصْبُورُ
حَتَّى تَزُورَ مُسمِّعاً فِي دَارِهِ
وَتَرَى المُدَامَة َ بالأكُفِّ تَدُورُ
لا يَعْرِفُونَ بِمَا يَسُوؤُكَ نُعْرَة ً
وإذا سَخِطْتَ فَخَطْبُ ذَاكَ صَغِيرُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> تَقُولُ يَا شَيْخُ أَمَا تَسْتَحِي
تَقُولُ يَا شَيْخُ أَمَا تَسْتَحِي
رقم القصيدة : 19609
-----------------------------------
تَقُولُ يَا شَيْخُ أَمَا تَسْتَحِي
مِنْ شُرْبِكَ الخَمُرَ على المَكْبَرِ
فَقُلْتُ: لَوْ بَاكَرتِ مَشْمُولَة ً
صَهْبَا كَلَوْنِ الفَرَسِ الأَشْقَرِ
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ عُقَّالَة ٌ
وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ المِئْزَرِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> فَإِنِّ أَبَا مُعْرِضٍ إذْ حَسَا
فَإِنِّ أَبَا مُعْرِضٍ إذْ حَسَا
رقم القصيدة : 19610
-----------------------------------
فَإِنِّ أَبَا مُعْرِضٍ إذْ حَسَا
مِنَ الرَّاحِ كَأْساً عَلَى المِنْبَرِ
خَطِيبٌ لَبِيبٌ أَبُو مُعْرِضٍ
فَإنْ لِيمَ فِي الخَمْرِ لَمْ يَصْبِرِ
أَحَلَّ الحَرَامَ أبُو مُعْرِضٍ
فَصَارَ خَلِيعاً على المَكْبَرِ
يُجِلُّ اللِّئَامَ وَيَلْحَى الكِرَامَ
وإنْ أقْصَرُوا عَنْهُ لَمْ يُقْصِرِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَأَسْعَدَتْها أَكُفٌّ غَيْرُ مُقْرِفَة ٍ
وَأَسْعَدَتْها أَكُفٌّ غَيْرُ مُقْرِفَة ٍ
رقم القصيدة : 19611
-----------------------------------
وَأَسْعَدَتْها أَكُفٌّ غَيْرُ مُقْرِفَة ٍ
تَثْني أنَامِلُها شِرْعَ المَزَاهِيرِ(19/56)
مِنْ كُلِّ غَيْداءَ في تَفْرِيدِها صَحَلٌ
كَأَنَّ أَعْكَانَها طَيُّ الصَّوامِيْرِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يا خَلِيلَيَّ أسْقِيَانِيَ كِاسا
يا خَلِيلَيَّ أسْقِيَانِيَ كِاسا
رقم القصيدة : 19612
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ أسْقِيَانِيَ كِاسا
ثُمَّ كَأْساً حَتّى أَخِرَّ نُعَاسَا
إنَّ في الغُرْفَة ِ التي فَوْقَ رَأْسِي
لأُنَاساً يُخَادِعُونَ أُنَاسَا
يَشْرَبُونَ المُعَتَّقَ الرَّاحَ صِرْفاً
ثُمَّ لا يَرْفَعُونَ لِلزَّوْرِ رَاسَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> فَلَيْتَ زِيَاداً لاَ يَزَلْنَ بَنَاتُهُ
فَلَيْتَ زِيَاداً لاَ يَزَلْنَ بَنَاتُهُ
رقم القصيدة : 19613
-----------------------------------
فَلَيْتَ زِيَاداً لاَ يَزَلْنَ بَنَاتُهُ
يَمُتْنَ وَأَلْقَى كُلَّ مَا عِشْتُ عَابِسَا
فَذَلِكَ يَوْمٌ غَابَ عَنّيَ نَحْسُهُ
وأنْجَحْتُ فِيهِ بَعْدَ مَا كُنْتُ آيِسَا
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يُسَائِلُنِي هِشَامٌ عَنْ صَلاَتِي
يُسَائِلُنِي هِشَامٌ عَنْ صَلاَتِي
رقم القصيدة : 19614
-----------------------------------
يُسَائِلُنِي هِشَامٌ عَنْ صَلاَتِي
صَلاَة ِ المُسْلِمِينَ فَقُلْتُ: خَمْسُ
صَلاَة ُ العَصْرِ والأولَى ثَمَانٍ
مُوَاتَرَة ً فَمَا فِيهِنَّ لَبْسُ
وَعِنْدَ مَغِيبِ قَرْنِ الشَّمْسِ وِتْرٌ
وَشَفْعٌ بَعْدَهَا فِيهِنَّ حَبْسُ
وَغُدْوَة ً کثْنَتَانِ مَعاً جَمِيعاً
وَلَمَّا تَبْدُ للرَّائِينَ شَمْسُ
وَبَعْدَهُمَا لِوَقْتِهِمَا صَلاَة ٌ
لِنُسْكٍ بالضحَاءِ إذا نَبُسُّ
أَأَحْصَيْتَ الصَّلاَة َ أَبَا هِشَامٍ
فَذَاكَ مُكدِّرُ الأخلاقِ جِبْسُ
تَعَوَّدَ أنْ يُلامَ فَلَيْسَ يَوْماً
بِحامِدِهِ إلى الأْقوامِ إنْسُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يُرِيدُ النِّسَاءَ وَيَأْبَى الرِّجَالْ
يُرِيدُ النِّسَاءَ وَيَأْبَى الرِّجَالْ(19/57)
رقم القصيدة : 19615
-----------------------------------
يُرِيدُ النِّسَاءَ وَيَأْبَى الرِّجَالْ
فَمَا لِي وَمَا لأبي عَائِشَهْ
أَدَامَ لَهُ اللَّهُ كَدَّ الرِّجَالْ
وَأَثْكَلَهُ کبْنَتَهُ عَائِشَهْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> قَرَّبَ الله بالسَّلامِ وَحَيَّا
قَرَّبَ الله بالسَّلامِ وَحَيَّا
رقم القصيدة : 19616
-----------------------------------
قَرَّبَ الله بالسَّلامِ وَحَيَّا
زَكَريَّا بْنَ طَلْحَة َ الفّيَّاضِ
مَعْدِنَ الضَّيْفِ إنْ أَنَاخُوا إلَيْهِ
بَعْدَ أَيْنِ الطلائِحِ الأنْقَاضِ
سَاهِماتُ العُيُونِ خُوضٌ رَذَايَا
قَدْ بَرَاهَا الكَلاَلُ بَعْدَ إِبَاضِ
زَادَهُ خَالِدُ کبْنُ عَمِّ أبِيهِ
مَنْصِباً كَانَ فِي العُلاَ ذا انْتِفَاضِ
فَرْعُ تَيْمٍ مِنْ تَيْمِ مُرَّة َ حَقّاً
قَدْ قَضَى ذَاكَ لآبْنِ طَلْحَة َ قَاضِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> عَجِبْتُ لِشَاعِرٍ من حَيِّ سُوءٍ
عَجِبْتُ لِشَاعِرٍ من حَيِّ سُوءٍ
رقم القصيدة : 19617
-----------------------------------
عَجِبْتُ لِشَاعِرٍ من حَيِّ سُوءٍ
ضَئِيلِ الجِسْمِ مِبْطَانٍ هَجِينِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> إِنّي أَتَانِي مَقَالٌ كُنْتُ آمِنُهُ
إِنّي أَتَانِي مَقَالٌ كُنْتُ آمِنُهُ
رقم القصيدة : 19618
-----------------------------------
إِنّي أَتَانِي مَقَالٌ كُنْتُ آمِنُهُ
فَجَاءَ مِنْ فَاحِشٍ فِي الناس مَخْلُوعِ
عَبْدُ العَزِيزِ أبُو الضَّحَّاكِ كُنْيَتُهُ
فِيهِ مِنَ اللُّؤْمِ وَهْيٌ غَيْرُ مَمْنُوعِ
وِلَمْ تَبِتْ أمُّهُ إلاَّ مُطَاحِنَة ً
وَأنْ تُواجِرَ فِي سُوقِ المَرَاضِيعِ
يَنْسَابُ مَاءُ البَرَايَا فِي کسْتِها سَرِباً
كَأَنَّمَا انْسَابَ فِي بَعْضِ البَلاَليعِ
مِنْ ثَمَّ جَاءَتْ بِهِ وَ البَظْرُ حَنَّكَهُ
كَأَنَّهُ فِي اسْتِها تِمْثَالُ يُسْرُوعِ(19/58)
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> سَرِيعٌ إلَى کبْنِ العَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ
سَرِيعٌ إلَى کبْنِ العَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ
رقم القصيدة : 19619
-----------------------------------
سَرِيعٌ إلَى کبْنِ العَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ
وَلَيُسَ إلَى دَاعِي النَّدَى بِسَريعِ
حَرِيصٌ عَلَى الدُّنُيَا مُضِيعٌ لِدينِهِ
وَلَيْسَ لِمَا فِي بَيْتِهِ بِمُضِيعِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> إذِا صَلَّيْتُ خُمْساً كُلَّ يَوْمٍ
إذِا صَلَّيْتُ خُمْساً كُلَّ يَوْمٍ
رقم القصيدة : 19620
-----------------------------------
إذِا صَلَّيْتُ خُمْساً كُلَّ يَوْمٍ
فَإنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِي فُسُوقِي
وَلَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّ النَّاسِ شَيْئاً
فَقَدْ أَمْسَكْتُ بالحَبْلِ الوَثِيقِ
وَهَذَا الحَقُّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ
فَدَعْنِي مِنْ بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> جَرَيْتُ مَعَ الصِّبَا طَلْقَ العَتِيقِ
جَرَيْتُ مَعَ الصِّبَا طَلْقَ العَتِيقِ
رقم القصيدة : 19621
-----------------------------------
جَرَيْتُ مَعَ الصِّبَا طَلْقَ العَتِيقِ
وَهَانَ عَلَيَّ مَأْثُورُ الفُسُوقِ
وَجَدتُ أَلَذَّ عَارِيَة ِ اللَّيالِي
قِرَانَ النَّغْمِ بالوَتَرِ الخَفُوقِ
وَمُسمِعَة ً إذَا مَا شِئْتُ غَنَّتْ
مَتَى نَزَلَ الأحِبَّة ُ بالعَقِيقِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَقُولُ وَالكَأْسُ فِي كَفِّي أُقَلِّبُها
أَقُولُ وَالكَأْسُ فِي كَفِّي أُقَلِّبُها
رقم القصيدة : 19622
-----------------------------------
أَقُولُ وَالكَأْسُ فِي كَفِّي أُقَلِّبُها
أُخَاطِبُ الصِّيدَ أَبْناءَ العمالِيقِ
إنّي يُذَكرُنِي هِنْداً وَجَارَتَها
بِالطَّفِّ صَوْتُ حَمَامَاتٍ عَلَى نِيقِ
أَفْنَى تِلاَدِي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبٍ
قَرْعُ القَوَاقِيزِ أفْوَاهَ الأَبَارِيقِ
كأَنَّهُنَّ وأيْدِي الشَّرْب مُعْمَلَة ٌ(19/59)
إذَا تَلأْلأْنَ فِي أيْدِي الغَرَانِيقِ
بَنَاتُ مَاءٍ مَعاً بِيضٌ جَآجِئُهَا
حُمْرٌ مَنَاقِيرُها صُفْرُ الحَمَالِيقِ
أَيْدِي سُقاة ٍ تَخِزُّ الأَرْضَ مُعْمَلَة ً
كَأَنَّما أَوْبُها رَجْعُ المَخَارِيقِ
هِيَ اللَّذَاذَة ُ مَا لَمْ تَأْتِ مَنْقَصَة ً
أوْ تَرْمِ فِيهَا بِسَهْمٍ سَاقِطِ الفُوقِ
عَلَيْكَ كُلُّ فَتًى سَمْحٍ خَلاَئِقُهُ
مَحْضِ العُرُوقِ كَرِيمٍ غَيْرِ مَمْذُوقِ
وَلاَ تُصَاحِبْ لَئِيماً فِيهِ مَفْرَقَة ٌ
وَلاَ تَزُورَنَّ أصْحَابَ الدَّوَانِيقِ
لاَ تَشْرَبَنْ أَبَداً رَاحاً مُسارَقَة ً
إلاّ مَعَ الغُرِّ أَبْنَاءِ البَطَارِيقِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَفَدَ الوُفُودُ فَكُنْتَ أوَّلَ وَافِدٍ
وَفَدَ الوُفُودُ فَكُنْتَ أوَّلَ وَافِدٍ
رقم القصيدة : 19623
-----------------------------------
وَفَدَ الوُفُودُ فَكُنْتَ أوَّلَ وَافِدٍ
يَا فَاتِكُ بْنُ فُضَالَة َ بْنِ شُرَيْك
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> يقولونَ لي آنْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدامَة ً
يقولونَ لي آنْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدامَة ً
رقم القصيدة : 19624
-----------------------------------
يقولونَ لي آنْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدامَة ً
فَقُلْتُ لَهُمْ: لاَ بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلاَ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَلاَ أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا هِشَامٍ
أَلاَ أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا هِشَامٍ
رقم القصيدة : 19625
-----------------------------------
أَلاَ أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا هِشَامٍ
فَإِنَّ الرِّيحَ أَبْرَدُها الشَّمَالُ
عِدَاتُكَ فِي الهِلاَلِ عِدَاتُ صِدْقٍ
فَهَلْ سَمِنَتْ كَمَا سَمِنَ الهِلاَلُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَلَمْ تَرَ قَيْسَ الأكْمَهَ بْنَ مُحَمَّدٍ
أَلَمْ تَرَ قَيْسَ الأكْمَهَ بْنَ مُحَمَّدٍ
رقم القصيدة : 19626
-----------------------------------(19/60)
أَلَمْ تَرَ قَيْسَ الأكْمَهَ بْنَ مُحَمَّدٍ
يَقُولُ وَلاَ تَلْقَاهُ لِلْخَيْرِ يَفْعَلُ
رَأَيْتُكَ أعْمَى العَيْنِ والقَلْبِ مُمْسِكا
وَمَاخَيْرُ أعْمَى القَلْبِ وَالعَيْنِ يَبْخَلُ
فَلَوْ صُمَّ تَمَّتْ لَعْنَة ُ اللَّهِ كُلُّها
عَلَيْهِ وَمَا فِيهِ مِنَ الشَّرِّ أفْضَلُ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَبْلِغْ أَبا مَرْوَانَ أَنَّ عَطَاءه
أَبْلِغْ أَبا مَرْوَانَ أَنَّ عَطَاءه
رقم القصيدة : 19627
-----------------------------------
أَبْلِغْ أَبا مَرْوَانَ أَنَّ عَطَاءه
أَزَاغَ بِهِ مَنْ لَيْسَ لِي بِعِيالِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ
خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ
رقم القصيدة : 19628
-----------------------------------
خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ
بِلاَ نُدْبَة ٍ فِيهَا کحْتِسَابٌ وَلاَ جُعْلِ
إلى جَيْشِ أهْلِ الشَّامِ أُغْزِيتُ كَارِهاً
سَفَاهاً بلا سَيْفٍ حَدِيدٍ وَلاَ نَبْلِ
وَلكِنْ بِتُرْسٍ لَيْسَ فِيهَا حَمَالَة ٌ
وَرُمْحٍ ضَعِيفِ الزُّجِّ مُنْصَدِعِ النَّصْلِ
حَبَانِي بِهَا ظُلْمُ القُبَاعِ وَلَمْ أجِدْ
سِوَى أمْرِهِ والسَّيْرِ شَيئاً مِنَ الفِعْلِ
فَأَزْمَعْتُ أمْري ثُمَّ أصبَحْتُ غَازِياً
وَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ الغُزَاة ِ عَلَى أهْلِي
وَقُلْتُ لَعَلِّي أنْ أرَى ثَمَّ رَاكباً
عَلَى فَرَسٍ أو ذا مَتَاعٍ عَلَى بَغْلِ
جَوَادِي حِمَارٌ كَانَ حِيناً بظَهْرِهِ
إكافٌ وإشْنَاقُ الَزَادَة ِ وَالحَبْلِ
وَقَدْ خَانَ عَيْنَهِ بَيَاضٌ وَخَانَة ُ
قَوَائِمُ سَوءٍ حِينَ يُزْجَرُ فِي الوَحْلِ
إِذَا مَا کنْتَحَى فِي المَاءِ وَالوَحْلِ لَمْ تَرِمْ
قَوَائِمُهُ حَتَّى يُؤَخَّرَ بِالحَمْلِ
أُنَادِي الرَّفَاقَ :بَارَكَ الَّلهُ فِيكُمُ
رُوَيْدَكُمُ حَتَّى أجُوزَ إلَى السَّهْلِ(19/61)
فَسِرْنَا إلَى قِنِّينَ يَوْماً ولَيْلَة ً
كَأَنَّا بَغَايَا مَا يَسِرْنَ إلَى بَعْلِ
إِذَا مَا نَزَلْنَا لَمْ نَجِدْ ظِلَّ سَاحَة ٍ
سِوَى يَابِسِ الأنْهَارِ أو سَعَفِ النَّخْلِ
مَرَرْنَا عَلَى سُورَاءَ نَسْمَعُ جِسْرَهَا
يَئِطُّ نَقيضاً عَنْ سَفَائِنِهِ الفُضْلِ
فَلَمّا بَدَا جِسْرُ السَّرَاة ِ وَأَعْرَضَتْ
لَنَا سُوقُ فُرَّاغَ الحَدِيثِ إلى شُغْلِ
نَزَلْنَا إلَى ظِلٍّ ظَليلٍ وَبَاءَة ٍ
حَلاَلٍ بِرَغْمِ القَلْطَمَانِ وَمَا نَغْلِ
بِشَارِطَة ٍ مَنْ شَاءَ كَانَ بِدِرْهَمٍ
عَرُوساً بِمَا بَيْنَ السَّبِيئَة ِ والنَّسْلِ
فَأَتْبَعْتُ رُمْحَ السُّوءِ سُمْيَة َ نَصْلِهِ
وَبِعْتُ حِمَارِي وَکسْتَرَحْتُ مِنَ الثِّقْلِ
تَقُولُ ظَبَايَا:قُلْ قَلِيلاً ألاَ لِيَا
فَقُلْتُ لها:أصْوِي فإنّي على رِسْلِ
مَهَرْتُ لَهَا جِرْدِيقَة ً فَتَرَكْتُهَا
بِمَرْهَا كَطَرْفِ العَيْنِ شَائِلَة َ الرِّجْلِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أبا مُعْرِضٍ كُنْ أنْتَ إنْ مُتُّ دافني
أبا مُعْرِضٍ كُنْ أنْتَ إنْ مُتُّ دافني
رقم القصيدة : 19629
-----------------------------------
أبا مُعْرِضٍ كُنْ أنْتَ إنْ مُتُّ دافني
إلى جَنْبِ قَبْرٍ فيه شِلْوُ المُضَلَّلِ
فَعَلِّيَ أنْ أنْجُو مِنَ النَّارِ إنَّها
تُضَرَّمُ لِلْعَبْدِ اللَّئيمِ المُبَخَّلِ
بِذلِكَ أوْصَاها الإلهُ وَلَمْ تَزَلْ
تُحَشُّ بأوصالٍ وَتُرْبٍ وَجَنْدَلِ
وَأَنْتَ بِحَمْدِ الله إنْ شِئْتَ مُفْلِتي
بِحَزْمِكَ فاحْزُمْ يا أُقَيْشِرُ وَآعْجَلِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> تَمِيمُ بْنُ مُرَّ كَفْكِفُوا عَنْ تَعَمُّدِي
تَمِيمُ بْنُ مُرَّ كَفْكِفُوا عَنْ تَعَمُّدِي
رقم القصيدة : 19630
-----------------------------------
تَمِيمُ بْنُ مُرَّ كَفْكِفُوا عَنْ تَعَمُّدِي
بِذُلٍّ فَإنّي لَسْتُ بِالمُتَذَلِّلِ(19/62)
أَيَهْزَأُ بِي العَبْدُ الهُجَيْمِيُّ ضِلَّة ً
وَمِثْلِي رَمَى ذَا التُّدْرَإِ المُتَضَلِّلِ
بِدَاهِيَة ٍ دَهْيَاءَ لاَ يَسْتَطِيعُهَا
شَمَارِيخُ مِنْ أرْكَانِ سَلْمَى وَيَذْبُلِ
وَبِاللَّهِ لَوْلاَ أنَّ حِلمِيَ زَاجِرِي
تَرَكْتُ تَمِيماً ضُحْكَة ً كُلَّ مَحْفَلِ
فَكُفُّوا رَمَاكُمْ ذُو الجَلاَلِ بِخِزْيَة ٍ
تُصَبِّحُكُمْ فِي كُلِّ جَمْعٍ وَمَنْزِلِ
فَأَنْتُمْ لِئَامُ النَّاسِ لاَ تُنْكِرُونَهُ
وَأَلأَمُكُمْ طُرّاً حُرَيْثُ بْنُ جَنْدَلِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> كَفَانِي المَجُوسِيُّ مَهْرَ الرَّبَابِ
كَفَانِي المَجُوسِيُّ مَهْرَ الرَّبَابِ
رقم القصيدة : 19631
-----------------------------------
كَفَانِي المَجُوسِيُّ مَهْرَ الرَّبَابِ
فِدًى لِلْمَجُوسِيِّ خَالٌ وَعَمْ
شَهِدْتُ بأَنَّكَ رَطْبُ المُشَاشِ
وَأَنَّكَ بَحْرٌ جَوَادٌ خِضَمْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> سَأََلْتُ رَبِيعَة َ مَنْ شَرُّها
سَأََلْتُ رَبِيعَة َ مَنْ شَرُّها
رقم القصيدة : 19632
-----------------------------------
سَأََلْتُ رَبِيعَة َ مَنْ شَرُّها
أَباً ثُمَّ أُمَّاً فَقَالُوا: لِمَهْ
فَقُلْتُ :لأَعْلَمَ مَنْ شَرُّكُمْ
وَ أَجْعَلَ بالَّسبَّ فِيِه السِّمهْ
فَقَالُوا: لِعِكْرِمَة َ المُخْزِيَاتُ
وَمَاذَا يَرَى النَّاسُ فِي عِكْرِمَهْ
فَإنْ يَكُ عَبْداً زَكَا مَالُهُ
فَمَا غَيْرُ ذَا فِيهِ مِنْ مَكْرُمَهْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> أَلاَ يَا دَوْمُ دَامَ لَكِ النَّعِيمُ
أَلاَ يَا دَوْمُ دَامَ لَكِ النَّعِيمُ
رقم القصيدة : 19633
-----------------------------------
أَلاَ يَا دَوْمُ دَامَ لَكِ النَّعِيمُ
وأسْمَرُ مِلْءُ كَفِّكِ مُسْتَقِيمُ
شَدِيدُ الأسْرِ يَنْبِض حَالِبَاهُ
يُحَمُّ كَأنَّهُ رَجُلٌ سَقِيمُ
يُرَوِّيهِ الشَّرَابُ فَيَزْدَهِيهِ
وَيَنْفُخُ فِيهِ شَيْطَانٌ رَجِيمُ(19/63)
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> وَأَنَّكَ سَيِّدُ أهْلِ الجَحِيمِ
وَأَنَّكَ سَيِّدُ أهْلِ الجَحِيمِ
رقم القصيدة : 19634
-----------------------------------
وَأَنَّكَ سَيِّدُ أهْلِ الجَحِيمِ
إِذَا مَا تَرَدَّيْتَ فِي مَنْ ظَلَمْ
تُجَاوِرُ هَامَانَ فِي قَعْرِهَا
وَفِرْعَوْنَ والمُكْتَنِي بِالحَكَمْ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> غَلَبَ الصَّبْرُ فکعْتَرَتْنِي هُمُومٌ
غَلَبَ الصَّبْرُ فکعْتَرَتْنِي هُمُومٌ
رقم القصيدة : 19635
-----------------------------------
غَلَبَ الصَّبْرُ فکعْتَرَتْنِي هُمُومٌ
لِفِراقِ الثِّقَاتِ مِنْ إِخْوَانِي
مَاتَ هذَا وَغَابَ هذَا وَهذَا
دَائِبٌ فِي تِلاَوَة ِ القُرآنِ
وَلَقَدْ كَانَ قَبلَ إِظهاَرِهِ النُّسْكَ
قَدِيماً مِنْ أظْرَفِ الفِتْيَانِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> لم يُغَرَّرْ بِذَاتِ خفٍّ سِوَانا
لم يُغَرَّرْ بِذَاتِ خفٍّ سِوَانا
رقم القصيدة : 19636
-----------------------------------
لم يُغَرَّرْ بِذَاتِ خفٍّ سِوَانا
بَعْدَ أخْتِ العِبَادِ أمِّ حُنَيْنِ
وَعَدَتْنَا بِدِرْهَمَيْنِ نَبِيذاً
أو طِلاءً مُعَجّلاً غيْرَ دَيْنِ
ثُمَّ ألْوَتْ بالدِّرْهَمَيْنِ جَمِيعاً
يَا لَقَومي لِضَيْعَة ِ الدِّرْهمَيْنِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> عاهَدَتْ زَوْجَهَا وَقَدْ قَالَ إنِّي
عاهَدَتْ زَوْجَهَا وَقَدْ قَالَ إنِّي
رقم القصيدة : 19637
-----------------------------------
عاهَدَتْ زَوْجَهَا وَقَدْ قَالَ إنِّي
سَوْفَ أَغْدُو لحاجَتِي وَلِدَيْنِي
فَدَعَتْ كالحِصَانِ أبْيَضَ جِلْداً
وَافِرَ... مُرْسَلَ الخُصْيَتَيْنِ
قالَ:مَا أجْرُ ذَا؟-هُدِيتِ-فَقَالَتْ:
سَوْفَ أعْطِيكَ أجْرَهُ مَرَّتَيْنِ
فَآبْدَإ الآن بالسِّفَاحِ فَلَمَّا
سَافَحَتْهُ أرْضَتْهُ بالأُخْرَبَيْنِ
تَلَّها لِلْجَبِينِ ثُمَّ امْتَطَاهَا
عَالِمَ ... أفْحَجَ الحَالِبَيْنِ(19/64)
بَيْنَمَا ذَاكَ مِنْهُمَا وَهْيَ تَحْوِي
ظَهْرَهُ بِالبَنَانِ وَالمِعْصَمَيْنِ
جَاءهَا زَوْجُهَا وَقَدْ شَامَ فيهَا
ذَا انْتِصَابٍ مُوَثَّقَ الأخْدَعَيْنِ
فَتَأسَّى وقال: وَيْلٌ طَوِيلٌ
لِحُنَيْنٍ مِنْ عَارِ أمِّ حُنَيْنِ
العصر الإسلامي >> الأقيشر السعدي >> سَالَنِي النَّاسُ: أيْنَ يَعْمِدُ هذا؟
سَالَنِي النَّاسُ: أيْنَ يَعْمِدُ هذا؟
رقم القصيدة : 19638
-----------------------------------
سَالَنِي النَّاسُ: أيْنَ يَعْمِدُ هذا؟
قُلْتُ: آتي في الدَّارِ قَرْماً سَرِيّا
ما قَطَعْتُ البِلاَدَ أسْرِي ولا يَمَّمْـ
ـتُ إلاّ إيّاكَ يَا زَكَرِيّا
كَمْ عَطَاءٍ وَنَائلٍ وَجَزِيلٍ
كَانَ لِي منكم هَنِيّاً مَرِيّا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
رقم القصيدة : 19639
-----------------------------------
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه
فَنُحورُنَا بِدِمَائنَا تَتَخَضَّبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطلِ
فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا
رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا منْ مقالِ نَبينَا
قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي
أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا
ـ لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ ـ لاَ يَكْذبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هدايا
هدايا
رقم القصيدة : 1964
-----------------------------------
مَفازَةٌ قاحلةٌ تَلوحُ فيها بِئرْ
مِن حَوْلِها مَضاربٌ يُفيقُ فيها السُكرْ
وَيَستغيثُ العِهْرُ مما نالَهُ
في جوفِها من عِهرْ !
وَبَيْنَها يدورُ في تثاقُلٍ شئٌ قبيحُ القِصرْ.
يُوزِّع الساعاتِ والأَقلامْ
على دُمَىَ الإعلامْ
على زُناةِ الفِكرْ(19/65)
على حُواةِ الشِعرْ
على أساطين الهوىَ
على حُماةِ الكُفرْ
من هُوَ ذا ؟
هذا طويلُ العُمرْ !
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> أبإذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيبُ
أبإذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيبُ
رقم القصيدة : 19640
-----------------------------------
أبإذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيبُ
أيُّ عَيش ـ وَقَد نَزَلْتَ ـ يَطيبُ
وكفى الشيبَ واعظاً غيرَ أني
آملُ العيشَ والمماتُ قريبُ
كم أنادِي الشبابَ إذْ بانَ منِّي
وندائي مولياً ما يُجيبُ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> لاَ خيرَ في المالِ لكنازهِ
لاَ خيرَ في المالِ لكنازهِ
رقم القصيدة : 19641
-----------------------------------
لاَ خيرَ في المالِ لكنازهِ
إلاَّ جوَاد الكفِّ وهابهِ
يَفعَلُ أحياناً بِزُوَّارِهِ
ما يفعلُ الخمرُ بشرابهِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> يَدُ المَعرُوف غُنمٌ حَيثُ كَانَت
يَدُ المَعرُوف غُنمٌ حَيثُ كَانَت
رقم القصيدة : 19642
-----------------------------------
يَدُ المَعرُوف غُنمٌ حَيثُ كَانَت
تَحمَّلَهَا شَكُورٌ أو كَفُورُ
ففي شكرِ الشكورِ لها جزاءٌ
وعندَ الله ما كفرَ الكفور
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> رَأيتُ أبَا حَنيفَة َ كُلَّ يَومٍ
رَأيتُ أبَا حَنيفَة َ كُلَّ يَومٍ
رقم القصيدة : 19643
-----------------------------------
رَأيتُ أبَا حَنيفَة َ كُلَّ يَومٍ
يزيدُ نبالة ً ويزيدُ خيرا
وينطقُ بالصوابِ ويصطفيهِ
إذا ما قالَ أهلُ الجورِ جُورا
يقايسُ منْ يقايسهُ بلبٍّ
فَمَن ذَا يَجْعلُون لَهُ نَظيرَا
كَفَانَا فَقْد حَمَّادٍ وَكَانَت
مصيبتنَا به أمراً كبيرا
فردَّ شماتَة الأعداءِ عنَّا
وأبدَى لعبدهُ علماً كثيرا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> تنعَّمَ قومٌ بالعبادَة والتقَى
تنعَّمَ قومٌ بالعبادَة والتقَى
رقم القصيدة : 19644
-----------------------------------(19/66)
تنعَّمَ قومٌ بالعبادَة والتقَى
ألَذَّ النَّعِيمِ ، لاَ الَّلذَاذة َ بالخَمرِ
فقرَّت بهمْ طولَ الحياة ِ عيونهمْ
وكانتْ لهمْ والله زاداً إلى القبرِ
على برهة ٍ نالوا بهَا العزَّ والتُّقى
ألا وَلَذِيذَ العِيش بِالبرِّ والصبَّرِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> إنها دار بَلاَءٍ
إنها دار بَلاَءٍ
رقم القصيدة : 19645
-----------------------------------
إنها دار بَلاَءٍ
وزوالٍ وغرورِ
كَمْ لَعَمْري صرعتْ قَب
ـلَكَ أصحَاب القُصُورِ
وذوي الهيئة ِ في المجـ
لِسِ وَالجَمْعِ الكَثيرِ
أخرجُوا منهَا فمَا كا
ن لَدَيْهمْ مِنْ نَكيِرِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا
غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا
رقم القصيدة : 19646
-----------------------------------
غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا
ورديءُ الذوقِ منهُ كالصبرْ
إنَّ فِي الصَّبرِ لَفِضلا بَيَّنَاً
فاحملِ النفسَ عليه تصطبِر
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> ما بال دينك ترضى أن تدنه
ما بال دينك ترضى أن تدنه
رقم القصيدة : 19647
-----------------------------------
ما بال دينك ترضى أن تدنه
وثوبكَ الدهرَ مغسولٌ منَ الدنسِ
ترجو النجاة ولم تسلك طريقتها
إن السفينة لا تجري على اليبس
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> كلُّ عيشٍ قد أراهُ نكداً
كلُّ عيشٍ قد أراهُ نكداً
رقم القصيدة : 19648
-----------------------------------
كلُّ عيشٍ قد أراهُ نكداً
غَيرَ رُكنِ الرُّمحِ فِي ظِلِّ الفَرَسْ
وقيامٍ في لَيالٍ دجُنٍ
حَارساً للناس فِي أقصى َ الحَرَسْ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> قص أيَضمَنُ لِي فَتى ً تَرْكَ المَعَاصِي
قص أيَضمَنُ لِي فَتى ً تَرْكَ المَعَاصِي
رقم القصيدة : 19649
-----------------------------------
قص أيَضمَنُ لِي فَتى ً تَرْكَ المَعَاصِي
وأرهنهُ الكفالة َ بالخلاصِ(19/67)
أطَاعَ الله قومٌ فَاستَراحُوا
ولمْ يتجرعُوا غصصَ المعَاصي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حصار
حصار
رقم القصيدة : 1965
-----------------------------------
ها هوَ ذا ( يَزيدْ )
صباحَ يومِ عيدْ
يُخَضِّبُ الكعبة بالدماءِ من جديدْ.
إنّي أرى مُصَفَّحاتٍ حَوْلَها
تقذفُها بالنارِ والحديدْ .
وطائراتٍ فوقَها
تقذفُ بالمزيدْ
هذا ( جُهَيْمانُ )
يُسَوِّى رأسَهُ الدامي
ويدعو للعُلا صَحْبَهْ
يُقسِمُ بالكعبَةْ
أن يَتركَ الكِلْمةَ رُعباً خالِداً
للملكِ السَعيدْ !
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> أفي الجنانِ وفوز لاَ انقطاعَ لهُ
أفي الجنانِ وفوز لاَ انقطاعَ لهُ
رقم القصيدة : 19650
-----------------------------------
أفي الجنانِ وفوز لاَ انقطاعَ لهُ
أمْ الجَحيمِ فَمَا تُبِقي وَلا تَدعُ
تهوي بهلكاتهَا طوراً وترفعهُمْ
إذَا رَجَوا مخرجَا مِن غَمِّها وَقَعُوا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> وَمِن البَلاءِ وَللَبلاءِ عَلاَمة ٌ
وَمِن البَلاءِ وَللَبلاءِ عَلاَمة ٌ
رقم القصيدة : 19651
-----------------------------------
وَمِن البَلاءِ وَللَبلاءِ عَلاَمة ٌ
أنْ لا يرَى لك عنْ هواكَ نزوعُ
العَبدُ عَبدُ النَفسِ فِي شَهَوَاتِها
والحرُّ يشبعُ مرة ً ويجوعُ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه
رقم القصيدة : 19652
-----------------------------------
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه
فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا
وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ
أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ
عليهِم منْ سكينتهمْ خشوعُ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> تعصى الإله وأنت تُظهر حبه
تعصى الإله وأنت تُظهر حبه
رقم القصيدة : 19653(19/68)
-----------------------------------
تعصى الإله وأنت تُظهر حبه
هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إنَّ المحب لمن يحب مطيعُ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> إلَى الله أشكُو لا إلى النَّاسِ أنَّني
إلَى الله أشكُو لا إلى النَّاسِ أنَّني
رقم القصيدة : 19654
-----------------------------------
إلَى الله أشكُو لا إلى النَّاسِ أنَّني
أرَى صالح الأخلاقِ لا أستطيعُها
أرَى خَلَّة ً في إِخْوَة ٍ وَعَشِيرَة ٍ
وَذِي رَحِمٍ مَا كُنتُ مِمنْ يُضِيُعهَا
فَلو طَاوَعَتني بِالمَكَارِمِ قُدْرَة ً
لجادَ عليْها بالنوالِ ربيعُها
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> يا طالبض العلمِ بادرِ الورعَا
يا طالبض العلمِ بادرِ الورعَا
رقم القصيدة : 19655
-----------------------------------
يا طالبض العلمِ بادرِ الورعَا
وَهَاجر النَّومَ وَاهجُر الشبَعَا
يا أيهَا الناسَ أنتمُ عشبٌ
يحصدهُ الموتُ كلَّما طلَعا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> لله دَرُّ القُنُوعِ مِن خُلُقِ !
لله دَرُّ القُنُوعِ مِن خُلُقِ !
رقم القصيدة : 19656
-----------------------------------
لله دَرُّ القُنُوعِ مِن خُلُقِ !
كمْ منْ وضيعٍ بهِ قد ارتفَعا
يَضيقُ صدَرُ الفَتَى بِحاجَتِه
ومنْ تأسَّى بدونهِ اتسَعا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> إذَا صَاحَبتَ فِي الأسفَارِ قَوماً
إذَا صَاحَبتَ فِي الأسفَارِ قَوماً
رقم القصيدة : 19657
-----------------------------------
إذَا صَاحَبتَ فِي الأسفَارِ قَوماً
فكنْ لهمُ كذِي الرحمِ الشفيقِ
بعيبِ النفسِ ذو بصرٍ وعلمٍ
غنيُّ النفسِ عنْ عيبِ الرفيقِ
ولا تأخذْ بعثرة ِ كلِّ قومٍ
وَلَكنْ قُلْ : هَلمَّ إلى الطَّريق
فَإنْ تَأخُذْ بِهَفوَتِهمْ تُمَلُّ
وَتَبقَى فِي الزَّمَانِ بِلا صَديِق
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> دنيَا تداولهَا العبادُ ذميمة ً(19/69)
دنيَا تداولهَا العبادُ ذميمة ً
رقم القصيدة : 19658
-----------------------------------
دنيَا تداولهَا العبادُ ذميمة ً
شِيبَت بأكرَهَ مِن نَقيعِ الحَنْظَلِ
وَبَنَاتُ دَهرٍ لا تَزَالُ مُلِمَّة ٌ
فيها فجائِع مثلَ وقعِ الجندلِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> وَفَتى ً خَلاَ مِنِ مَالَه
وَفَتى ً خَلاَ مِنِ مَالَه
رقم القصيدة : 19659
-----------------------------------
وَفَتى ً خَلاَ مِنِ مَالَه
ومنَ المروءة ِ غيرُ خالِ
أعطاكَ قبلَ سؤالهِ
وكفاكَ مكرُوه السؤالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إعدام
إعدام
رقم القصيدة : 1966
-----------------------------------
ها هيَ ذي طائِرةٌ تَغشى سماءَ البيدْ
من فوقِها مملكةُ اللهِ
ومن أسفَلِها مملكةُ العبيدْ
ها هيَ تُلقى جُثَّةً !
لِلّهِ ما أثقَلَها !
أأمّةٌ قد أُلقِيَتْ .. أَم ( ناصرُ السعيدْ )؟!
لا فرقَ ما بينَهما
كلاهُما شهيدْ
( ناصرُ ) يَهوي عالياً ملاقياً رَبَّهْ
يَجرُّ خَلْفَ ظهرهِ ، إلى العُلا ، شَعبَهْ
يُقسِمُ بالكعبةْ
أن يتركَ الكِلْمةَ وَعْياً قاتلاً
للملكِ البليدْ !
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> ألا إنَّ تقْوى الله أكرمُ نسبَة
ألا إنَّ تقْوى الله أكرمُ نسبَة
رقم القصيدة : 19660
-----------------------------------
ألا إنَّ تقْوى الله أكرمُ نسبَة
يسَامي بها الفخارِ كريمُ
إذَا أنتَ نَافَستَ الرِّجَالَ عَلَى التُّقَى
خَرجتَ مِنَ الدُّنَيا وَأنتَ سَليمُ
أرَاك امْرأً تَرجُو مِن الله عَفوَهُ
وأنتَ على ما لا يحبّ مقيمُ
وإنَّ امرَأً لا يَرتَجِي النَّاسُ عَفوه
ولمْ يأمَنوا منهُ الأذَى للئيمُ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> عَجِبتُ لِشَيطَانٍ أتَى النَّاسَ دَاعِياً
عَجِبتُ لِشَيطَانٍ أتَى النَّاسَ دَاعِياً
رقم القصيدة : 19661
-----------------------------------
عَجِبتُ لِشَيطَانٍ أتَى النَّاسَ دَاعِياً(19/70)
إلى النَّارِ واشتُقَّ اسِمُهُ مِن جَهَنَّمِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> منْ كانَ ملتمِساً جليساً صالحاً
منْ كانَ ملتمِساً جليساً صالحاً
رقم القصيدة : 19662
-----------------------------------
منْ كانَ ملتمِساً جليساً صالحاً
فَليَأتِ حَلقَة َ مِسعَر بن كِدَامِ
فيهَا السكينَة ُ والوقارُ ، وأهْلها
أهلُ العَفَاِف وَعليَة ُ الأقوَامِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> همومكَ بالعيشِ مقرونة ٌ
همومكَ بالعيشِ مقرونة ٌ
رقم القصيدة : 19663
-----------------------------------
همومكَ بالعيشِ مقرونة ٌ
فمَا تقطع العيشَ إلاَّ بهمْ
إذا تمَّ أمرٌ بدَا نقصهُ
ترقبْ زوالاً إذا قيل تمْ
وحامِ عليهَا بشكرِ الإلهِ
حلاوة ُ دنياكَ مسمومة ٌ
فمَا تأكلُ الشهدَ إلاَّ بسَمْ
وكان الذي نالهم كالحلم
صلوا بالجحيم وفات النعيم
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
رقم القصيدة : 19664
-----------------------------------
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
ويُتْبِعُها الذُّلَّ إدمَانُها
وتركُ الذنوبِ حياة ُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> وهلْ أفسدَ الدينَ الملوكُ
وهلْ أفسدَ الدينَ الملوكُ
رقم القصيدة : 19665
-----------------------------------
وهلْ أفسدَ الدينَ الملوكُ
وَأحبارُ سُوءٍ وَرُهبانُها
فباعُوا النفوسَ ولمْ يربحَوا
ولمْ تغلُ في البيعِ أثمانهُا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> تَذَكَّرتُ أيَامَ مَن قَدْ مَضَى
تَذَكَّرتُ أيَامَ مَن قَدْ مَضَى
رقم القصيدة : 19666
-----------------------------------
تَذَكَّرتُ أيَامَ مَن قَدْ مَضَى
فهاجَ لي الدمْع سحاً هتُونا
فرددتُ في النفسِ ذكراهمُ
ليحدثَ ذلكَ للقلبِ لِينا
حَنينُ عِشَارٍ تُحبُّ الحَنينَا
وإخوان صدقٍ لحقنَا بهمْ
فقد كنتُ بالقرب منهُم ضنينا(19/71)
وَأوحَشَت الدَّارُ مِنْ بَعدِهم
أظَلُّ عَلى ذكرِهم مُستَكينا
وَإن كُنتِ بالعَيشِ مُغَتَّرة ً
تُمنِّيك نَفسُكِ فِيهَا الظُنِونَا
فنادي قبورك ثمَّ انظري
مصارعَ أهلك والأقربينا
إلى أينَ صَارُوا وَمَاذَا لَقُوا
وَكَانُوا كَمثْلكِ فِي الدُّورِ حِيناً
وأينَ الملوكُ وأهلُ الحجَا
ومنْ كنت ترضين أو تحذرينَا؟
وَأينَ الذينَ بَنَوا قَبلَنَا
قروناً تتابعُ تتلُو القرونا؟
أتيتُ بسنين قد رمتا
منَ الحِصنِ لما أثاروا الدفينا
على وزنِ منين إحداهما
تقلُّ به الكفَّ شيئاً رزينا
ثَلاثينَ أخرى َ عَلَى قَدرِها
تَبارَكتَ يَا أحسَنَ الخَالِقينَا
فَمَاذَا يَقُومُ لأفْوَاهِهِمْ
وما كانَ يملأ تلكَ البطُونا
وَكلّ عَلَى ذَاكَ لاقَى الرَّدَى
فبادوا جميعاً فهمْ خامدونا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> بُغْضُ الحَيَاة ِ وَخَوفُ الله أخرَجَنِي
بُغْضُ الحَيَاة ِ وَخَوفُ الله أخرَجَنِي
رقم القصيدة : 19667
-----------------------------------
بُغْضُ الحَيَاة ِ وَخَوفُ الله أخرَجَنِي
وَبَيعُ نَفسِي بِمَا لَيسَتْ لَهُ ثَمَنَا
إنِّي وَزَنتُ الذِي يَبقَى لِيَعدِلَهُ
مَا لَيسَ يَبقَى فَلا والله مَا اتَّزَنَا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> أرَى النَّاسَ يَبكونَ مَوتَاهمُ
أرَى النَّاسَ يَبكونَ مَوتَاهمُ
رقم القصيدة : 19668
-----------------------------------
أرَى النَّاسَ يَبكونَ مَوتَاهمُ
وما الحيُّ أبقَى منَ الميتينا
أليسَ مصيرهمُ للفنا
وإنْ عَمَّرَ القَومُ أيضَاً سِنينَا
يساقونَ سوقاً إلى يومهِم
فهمْ السياقِ ومَا يشعُرونا
فإنْ كنتِ تبكينَ منْ قدْ مضَى
فَبكّي لِنفسِكِ فِي الهَالِكينَا
فإنَّ السبيلَ لكمْ واحدٌ
سيتبِعُ الآخرُ الأوَّلينا
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> أرَى أناساً بأدنى الدينِ قدْ قنعُوا
أرَى أناساً بأدنى الدينِ قدْ قنعُوا
رقم القصيدة : 19669(19/72)
-----------------------------------
أرَى أناساً بأدنى الدينِ قدْ قنعُوا
ولاَ أراهمْ رضُوا في العيشِ بالدونِ
فاستغنِ بالله عنْ دنيَا الملوكِ كمَا
استغنَى الملوكُ بدنياهمْ عنِ الدينِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحفلة
الحفلة
رقم القصيدة : 1967
-----------------------------------
فى باحةِ قصرِ السُّلطانْ
راقِصةٌ كغُصين البانْ
يَفْتلُها إيقاعُ الطبلةْ
( تِكْ تِكْ .. تِكْ تِكْ )
والسُلطانُ التِّنْبَلُ
بيَن الحيِن وبينَ الحيِن
يُراودُ جاريةً عن قُبلَةْ
ويراوِدُها .....
( ليسَ الآنْ )
ويراودها .. ( ليسَ الـ.... آنْ )
ويُرا....وِدُها
فإذا انتصفَ اللّيلُ ، تَراخَتْ
وطواها بينَ الأحضانْ !
والحُرّاس المنتشرونَ بكلِّ مَكانْ
سَدّوا ثَغَراتِ الحيطانْ
وأحاطوا جِدًّا بالحفلَةْ
كيْ لا يَخدِشَ إرهابيٌ
أمْنَ الدّولةْ !
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> يا جاعلَ العلمِ لهُ بازياً
يا جاعلَ العلمِ لهُ بازياً
رقم القصيدة : 19670
-----------------------------------
يا جاعلَ العلمِ لهُ بازياً
يَصِيدُ أموَالَ المَساكِينِ
احتلتَ للدنيَا ولذاتهَا
بحيلة ٍ تَذهَبُ بالدينِ
وَصِرتَ مَجنُوناً بِهَا بَعدَمَا
كُنتَ دَوَاءً لِلمَجانِينِ
عنِ ابنِ عونٍ وابنِ سيرينِ
أينَ رِوَاياتُكَ فيَمَا مَضَى
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> قدْ يفتحُ المرءُ حانوتاً لمتجرهِ
قدْ يفتحُ المرءُ حانوتاً لمتجرهِ
رقم القصيدة : 19671
-----------------------------------
قدْ يفتحُ المرءُ حانوتاً لمتجرهِ
وقدْ فتحتَ لكَ الحانوتَ بالدينِ
بينَ الأساطينِ حانوتٌ بلاَ غلقٍ
تَبتَاعُ بِالدينِ أموَالَ المَسَاكِينِ
صَيَّرت دِينَكَ شَاهِيناً تصيدُ به
وليس يُفلِحُ أصحابُ الشَواهِينِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> إنْ تلبستَ عنْ سؤالكَ عبدَ الله
إنْ تلبستَ عنْ سؤالكَ عبدَ الله
رقم القصيدة : 19672(19/73)
-----------------------------------
إنْ تلبستَ عنْ سؤالكَ عبدَ الله
ـله ترجع غداً بخفيّ حنينِ
فاعنت الشيخَ بالسؤالِ تجدهُ
سَلِساً يلتقيكَ بالراحتينِ
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> الصمت ُ أزينُ بالفتى
الصمت ُ أزينُ بالفتى
رقم القصيدة : 19673
-----------------------------------
الصمت ُ أزينُ بالفتى
منْ منطقٍ في غيرِ حينِه
والصدقُ أجملُ بالفتَى
فِي القول عندي من يمينه
وعلى الفتى بوقاره
سمة ٌ تلوحُ علَى جبينِه
فمن الذي يخفى عليـ
ـك إذا نظرت إلى قرينه
رُبَّ امرىء متيقن
غلب الشقاء على يقينه
فأزالهُ عنْ رأيهِ
فابتاع دنياه بدينه
العصر الإسلامي >> عبد الله بن المبارك >> لقدْ زانَ المسلمينَ وما عليهَا
لقدْ زانَ المسلمينَ وما عليهَا
رقم القصيدة : 19674
-----------------------------------
لقدْ زانَ المسلمينَ وما عليهَا
في الناس محمدة بلينه
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> دَعِيني وَقُولِي بَعْدُ ما شِئْتِ إِنَّني
دَعِيني وَقُولِي بَعْدُ ما شِئْتِ إِنَّني
رقم القصيدة : 19675
-----------------------------------
دَعِيني وَقُولِي بَعْدُ ما شِئْتِ إِنَّني
سَيُغْدَى بِنَعْشِي مَرَّة ً فَأُغَيَّبُ
خَرَجْنَا فَلَمْ نَعْهَدْ وَقَلَّتْ وَصَاتُنَا
ثَمَانِيَة ٌ ما بَعْدَها مُتَعَتَّبُ
سَراحِينُ فِتْيَانٌ كأنَّ وُجُوهَهُمْ
مَصَابِيحُ أوْ لَوْنٌ مِنَ المَاءِ مُذْهَبُ
نَمُرُّ بِرَهْوِ الماءِ صَفْحا وَقَدْ طَوَتْ
شَمَائِلُنَا والزَّادُ ظَنٌّ مُغَيَّبُ
ثلاثاً على الأقْدامِ حتَّى سَمَا بِنَا
على العَوْصِ شَعْشاعٌ مِنَ القَوْم مِحْرَبُ
فَثَاروا إِلَيْنَا في السَّوَادِ فَهَجْهَجُوا
وَصَوَّتَ فِينَا بالصَّباحِ المثوِّبُ
فَشَنَّ عَلَيْهِمْ هِزَّة َ السَّيْفِ ثَابِتٌ
وَصَمَّمَ فيهِمْ بالحُسَامِ المُسَيَّبِ
وَظَلْتُ بِفِتْيَانٍ معي أتَّقِيهِمُ
بِهِنَّ قليلاً سَاعَة ً ثمَّ خَيَّبُوا(19/74)
وَقَدْ خَرَّ مِنْهُمْ رَاجِلَانِ وَفَارِسٌ
كَمِيٌّ صَرَعْنَاهُ وقَرْمٌ مُسَلَّبُ
يَشُنُّ إلَيْهِ كُلُّ رِيعٍ وَقَلْعَة ٍ
ثمانِيَة ً والقَوْمُ رجْلٌ ومِقْنَبُ
فلمّا رآنا قَوْمُنَا قِيلَ: أفْلَحُوا
فَقُلْنَا: کسْأَلُوا عَنْ قَائِلٍ لا يُكَذَّبُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> أنا السِّمْعُ الأَزَلُّ فَلاَ أُبَالِي
أنا السِّمْعُ الأَزَلُّ فَلاَ أُبَالِي
رقم القصيدة : 19676
-----------------------------------
أنا السِّمْعُ الأَزَلُّ فَلاَ أُبَالِي
وَلَوْ صَعُبَتْ شَنَاخِيبُ العِقَابِ
ولا ظَمَأُ يُؤَخِّرُني وَحَرٌّ
ولا خَمْصٌ يُقَصِّرُ مِنْ طِلَابِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> ألا أمُّ عَمْروٍ أجْمَعَتْ فکسْتَقَلَّتِ
ألا أمُّ عَمْروٍ أجْمَعَتْ فکسْتَقَلَّتِ
رقم القصيدة : 19677
-----------------------------------
ألا أمُّ عَمْروٍ أجْمَعَتْ فکسْتَقَلَّتِ
وَمَا وَدَّعَتْ جِيرَانَها إذْ تَوَلَّتِ
وَقَدْ سَبَقَتْنَا أمُّ عَمْرٍو بأمْرِهَا
وَكانَتْ بأعْنَاقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ
بِعَيْنَيَّ ما أمْسَتْ فَبَاتَتْ فَأصْبَحَتْ
فَقَضَّتْ أمُورا فکسْتَقَلَّتْ فَوَلَّتِ
فَوَا كَبِدا على أُمَيْمَة َ بَعْدَما
طَمِعْتُ، فَهَبْهَا نِعْمَة َ العَيْشِ زَلَّتِ
فَيَا جَارَتِي وأنْتِ غَيْرُ مُلِيمَة ٍ
إذا ذُكِرَتْ ولا بِذَاتِ تَقَلَّتِ
. لَقَدْ أعْجَبَتْنِي لا سَقُوطاً قِنَاعُها
إذا مَشَتْ ولا بِذَاتِ تَلَفُّتِ
تَبيتُ، بُعَيْدَ النَّوْمِ، تُهْدِي غَبُوقَها
لِجَارتِها إذا الهَدِيَّة ُ قَلَّتِ
تَحُلُّ، بِمَنْجاة ٍ مِنَ اللَّوْمِ، بَيْتَها
إذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّة ِ حُلَّتِ
كأنّ لها في الأرْضِ نِسْيا تَقُصُّهُ
على أمُهِّا وإنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ
. أمَيْمَة ُ لا يُخزي نَثَاها حَلِيلَها
إذا ذُكِرَ النّسْوَانُ عَفَّتْ وَجَلَّتْ
. إذَا هُوَ أمْسَى آبَ قُرَّة َ عَيْنِهِ(19/75)
مَآبَ السَّعِيدِ لم يَسَلْ: أينَ ظَلَّتِ
. فَدَقَّتْ،وَجَلَّتْ،واسْبَكَرَّتْ،وأُكْمِلَتْ
فَلَوْ جُنَّ إنْسَانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ
فَبِتْنَا كأنّ البَيْتَ حُجِّرَ فَوْقَنَا
بِرَيْحَانَة ٍ رِيحَتْ عِشَاءً وَطُلَّتِ
. بِرَيْحَانَة ٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَة َ نَوَّرَتْ
لها أَرَجٌ ما حَوْلَهَا غَيْرُ مُسْنِتِ
. وَبَاضِعَة ٍ ،حُمْرِ القِسِيِّ ،بَعَثْتُها
وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّة ً، وَيُشَمَّتِ
خَرَجْنَا مِنَ الوَادِي الذي بَيْنَ مِشْعَلٍ
وَبَيْنَ الجَبَا هَيْهَاتَ أنْشَأتُ سُرْبَتِي
أُمَشِّي على الأرْضِ التي لَنْ تَضُرَّنِي
لِأَنْكِيَ قَوْماً أو أُصَادِفَ حُمَّتِي
أُمَشِّي على أيْنِ الغُزَاة ِ وَبُعْدِها
يُقَرِّبُني مِنْها رَوَاحِي وَغُدْوَتي
. وَأُمُّ عِيَالٍ، قَدْ شَهِدْتُ، تَقُوتُهُمْ
إذا أَطْعَمَتْهُمْ أَوْتَحَتْ وَأَقَلَّتِ
. تَخَافُ عَلَيْنَا العَيْلَ إنْ هي أكْثَرَتْ
وَنَحْنُ جِيَاعٌ أيَّ آلٍ تَأَلَّتِ
مُصَعْلِكَة ٌ لا يَقْصُرُ السِّتْرُ دُونَها
ولا تُرْتَجَى للبَيْتِ إنْ لمَْ تبَيِّتِ
لَهَا وَفْضَة ٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفا
إذا کنسَتْ أُولَى العَدِيِّ کقْشَعَرَّتِ
وَتَأْتِي العَدِيَّ بارِزا نِصْفُ سَاقِها
تَجُولُ كَعَيْرِ العَانَة المُتَفَلِّتِ
. إذا فَزِعُوا طارَتْ بأبْيَضَ صَارِمٍ
وَرَامَتْ بما في جَفْرِها ثمَّ سَلَّتِ
حُسَامٌ كَلَوْنِ المِلْحِ صافٍ حَدِيدُهُ
جُرَازٍ كأقْطَاعِ الغدِيرِ المُنَعَّتِ
. تَرَاهَا كأذْنَابِ الحَسِيلِ صَوَادِراً
وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَ الدّمَاءِ وَعَلَّتِ
. قَتَلْنَا قَتِيلاً مُحْرِماً بِمُلَبِّدٍ
جِمَارَ مِنى ً وَسْطَ الحَجِيج الُمصَوِّتِ
. جَزَيْنَا سَلَامانَ بْنَ مُفْرِج قَرْضَها
بِمَا قَدَمَتْ أيْدِيهِمُ وأزَلَّتِ
. وَهُنِّىء بي قَوْمٌ وما إنْ هَنَأْتُهُمْ
وأصْبَحْتُ في قَوْمٍ وَلَيْسُوا بِمَنْبِتِي(19/76)
فَإنْ تُقْبِلوا تُقْبِلْ بِمَنْ نِيْلَ مِنْهُمُ
وإنْ تُدْبِروا فَأُمُّ مَنْ نِيْلَ فُتَّتِ
شَفَيْنَا بِعَبْدِ اللِه بَعْضَ غَلِيلِنَا
وَعَوْفٍ لَدَى الَمعْدَى أَوَانَ اُسْتَهَلَّتِ
إذا ما أتَتْنِي مِيتَتِي لم أُبَالِهَا
ولم تُذْرِ خالاتي الدُّمُوعَ وَعَمَّتِي
ألاَ لا تَعُدْني إنْ تَشَكِّيْتُ خُلَّتي
شَفَاني بأعلى ذي البُرَيْقَيْنِ عَدْوَتي
. وإنّي لَحُلْوٌ إنْ أرِيدَتْ حَلَاوَتي
وَمُرُّ إذا نَفْسُ العَزُوفِ کسْتَمَرَّتِ
. أبيٌّ لِمَا يَأْبَى سَرِيعٌ مَباَءَتي
إلى كُلِّ نَفْسٍ تَنْتَحِي في مَسَرَّتي
وَلَوْ لَمْ أرِمْ في أهْلِ بَيْتي قاعِدا
أتَتْنِي إِذَنْ بَيْن العَمُودَيْنِ حُمَّتِي
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> وكفِّ فَتًى لم يَعْرِفِ السَّلْخَ قَبْلَها
وكفِّ فَتًى لم يَعْرِفِ السَّلْخَ قَبْلَها
رقم القصيدة : 19678
-----------------------------------
وكفِّ فَتًى لم يَعْرِفِ السَّلْخَ قَبْلَها
تَجُورُ يَدَاهُ في الإهَابِ وَتَخْرُجُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> وَمُسْتَبْسِلٍ ضَافي القَمِيصِ ضَمَمْتُهُ
وَمُسْتَبْسِلٍ ضَافي القَمِيصِ ضَمَمْتُهُ
رقم القصيدة : 19679
-----------------------------------
وَمُسْتَبْسِلٍ ضَافي القَمِيصِ ضَمَمْتُهُ
بِأزْرَقَ لانِكْسٍ ولا مُتَعَوِجِ
عَلَيْهِ نُسارِيٌّ على خُوطِ نَبْعَة ٍ
وَفُوْقٍ كَعُرْقُوبِ القَطَاة ِ مُدَحْرَجِ
وقارَبْتُ مِنْ كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعْتُها
بِنَزَعٍ إذا ما اسْتُكْرِهَ الَّنزْعُ مِحْلَجِ
فَصَاحَتْ بِكَفِّي صَيْحَة ً ثُمَّ راجَعَتْ
أنِينَ المَرِيضِ ذِي الجِرَاحِ المشجَّجِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مجلس
مجلس
رقم القصيدة : 1968
-----------------------------------
القاعة ُالمعتادةْ
غارقةٌ في الصمتِ ،
والبهائمُ المنقادَةْ
تجلسُ في دائِرةٍ ،
وصاحبُ السيادْة
يَدورُ يحملُ العَصا لمن عَصىَ(19/77)
ويُهدرُ الوقتَ بلا إفادةْ .
فى القاعِة المعتادَةْ
بهائمٌ تغفو بلا إرادةْ
وهائمٌ يمشى بلا إرادةْ
وطبلةٌ تَدقُّ كلَّ ساعةٍ بمنتهى البلادةْ
تُعلِنُ عن تأييدها
.. لمجلسِ القيادةْ !
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> كأنْ قَدْ فلا يَغْرُرْكِ مِنِّي تَمَكُّثِي
كأنْ قَدْ فلا يَغْرُرْكِ مِنِّي تَمَكُّثِي
رقم القصيدة : 19680
-----------------------------------
كأنْ قَدْ فلا يَغْرُرْكِ مِنِّي تَمَكُّثِي
سَلَكْتُ طَرِيقا بَيْنَ يَرْبَغَ فالسَّرْدِ
وإنِّي زَعِيمُ أنْ ألُفَ عَجَاجَتِي
عَلَى ذِي كِسَاءٍ، مِنْ سَلاَمَانَ، أوْ بُرْدِ
وَأَْمْشِي لدى العَصْدَاءِ أبْغِي سَرَاتَهُمْ
وَأسْلُكَ خَلاَّ بَيْنَ أرْفَاغَ والسَّرْدِ
هُمُ عَرَفُوني نَاشِئا ذا مَخيلَة ٍ
أُمَشِّي خِلاَلَ الدَّارِ كالأسَدِ الوَرْدِ
كأنّي إذا لم أُمْسِ في دَارِ خالدٍ
بِتَيْمَاءَ لا أُهْدَى سَبِيلاً وَلاَ أَهدِي
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> لا تَحْسَبِينِي مِثْلَ مَنْ هُوَ قاعِدٌ
لا تَحْسَبِينِي مِثْلَ مَنْ هُوَ قاعِدٌ
رقم القصيدة : 19681
-----------------------------------
لا تَحْسَبِينِي مِثْلَ مَنْ هُوَ قاعِدٌ
على عُثَّة ٍ أَوْ وَاثِقٌ بِكَسَادِ
إذا کنْفَلَتَتْ مِنِّي جَوَادٌ كَرِيمَة ٌ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> أضَعْتُمْ أبي إذْ قال شِقُّ وِسَادِهِ
أضَعْتُمْ أبي إذْ قال شِقُّ وِسَادِهِ
رقم القصيدة : 19682
-----------------------------------
أضَعْتُمْ أبي إذْ قال شِقُّ وِسَادِهِ
على جَنَفٍ قَدْ ضَاعَ مَنْ لم يُوَسَّدِ
فإنْ تَطْعَنُوا الشَّيْخَ الذي لم تُفَوِّقُوا
مَنِيَّتَهُ وَغِبْتُ إذْ لَمْ أُشَهَّدِ
فَطَعْنَة ُ خَلْسٍ مِنْكًمُ قَدْ تَرَكْتُها
تَمُجُّ على أقْطَارِها سُمَّ أسْوَدِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> وَنَائِحَة ٍأَوْحَيْتُ في الصُّبْحِ سَمْعَها
وَنَائِحَة ٍأَوْحَيْتُ في الصُّبْحِ سَمْعَها(19/78)
رقم القصيدة : 19683
-----------------------------------
وَنَائِحَة ٍأَوْحَيْتُ في الصُّبْحِ سَمْعَها
فَرِيعَ فُؤَادِي وآشْمَأَزَّ وَأَنْكَرَا
فَخَفَّضْتُ جَأْشِي ثُمَّ قُلْتُ :حَمَامَة ٌ
دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ في حَمَامٍ تَنَفَّرَا
وَمَقْرُونَة ٍ شِمَالُها بِيَمِينِهَا
أجنِّبُ بَزِّي مَاؤها قَدْ تَعَصَّرَا
وَنَعْلٍ كَأِشْلاَءِ السُّمَانَى تَرَكْتُها
على جَنْبِ مَوْرٍ كالنَّحِيزَة ِ أغْبَرَا
فإنْ لا تَزُرْني حَتْفَتِي أوْ تُلاقِني
أُمَشِّ بِدَهْرٍ أو عِدَافٍ فَنَوَّرا
أُمَشِّي بأطرافِ الحَمَاطِ وَتَارَة ً
ينفِّضُ رِجْلِي بُسْبُطاً فَعَصَنْصَرَا
أُبَغِّي بَنِي صَعْبِ بْن مُرٍّ بلادَهُمْ
وسوفَ أُلاَقِيهِمْ إنِ اللهُ أخَّرَا
وَيَوْماً بِذَاتِ الرسِّ أو بَطْنِ مِنْجَلٍ
هُنَالِكَ نَبْغِي القاصِيَ المتَغَوِّرا
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> لا تَقْبُروني إنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ
لا تَقْبُروني إنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ
رقم القصيدة : 19684
-----------------------------------
لا تَقْبُروني إنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ
عَلَيْكُمْ وَلكِنْ أبْشِرِي أمَّ عامِرِ
إذا کحْتَمَلُوا رَأْسِي وفي الرأس أَكْثَرِي
وَغُودِر عِنْدَ المُلْتَقَى ثُمَّ سَائِرِي
هُنَالِكَ لاأرْجُو حَيَاة ً تَسُرُّني
سَجِيسَ اللَّيَالي مُبْسِلاً بالجَرَائِر
لقلْتُ لها قَدْ كان ذلك مرَّة ً
ولَسْتُ على ما قَدْ عهدتِ بقادِرِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> أُونِسُ رِيحَ المَوْتِ في المكاسِرِ
أُونِسُ رِيحَ المَوْتِ في المكاسِرِ
رقم القصيدة : 19685
-----------------------------------
أُونِسُ رِيحَ المَوْتِ في المكاسِرِ
... ... ... منْ أممٍ نهابرِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> قتَِيلاَ فَخَارٍ أنْتُمَاإ نْ قُتِلْتُمَا
قتَِيلاَ فَخَارٍ أنْتُمَاإ نْ قُتِلْتُمَا
رقم القصيدة : 19686
-----------------------------------(19/79)
قتَِيلاَ فَخَارٍ أنْتُمَاإ نْ قُتِلْتُمَا
بِجَنْبِ دَحِيسٍ أوْ تَبَالَة َ تَسمعا
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> ليس لوالدة همُّها
ليس لوالدة همُّها
رقم القصيدة : 19687
-----------------------------------
ليس لوالدة همُّها
ولا قِيلُهَا لابْنِها دَعْدَعِ
تَطُوفُ وَتَحْذَرُ أحْوَالَهُ
وَغَيْرُكِ أمْلَكُ بالمَصْرَعِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> بِكَفَّيِّ مِنْها لِلْبَغيضِ عُرَاضة ٌ وَمَرْقَبَة ٍ عَنْقَاءَ يَقْصُرُ دُونَها
بِكَفَّيِّ مِنْها لِلْبَغيضِ عُرَاضة ٌ وَمَرْقَبَة ٍ عَنْقَاءَ يَقْصُرُ دُونَها
رقم القصيدة : 19688
-----------------------------------
بِكَفَّيِّ مِنْها لِلْبَغيضِ عُرَاضة ٌ وَمَرْقَبَة ٍ عَنْقَاءَ يَقْصُرُ دُونَها
أخُو الضِّرْوَة ِ الرَّجْلُ الحَفِيُّ المُخَفّفُ
نَعبْتُ إلى أدْنَى ذُرَاهَا وَقَدْ دَنَا
من اللَّيْلِ مُلْتَفُّ الحَدِيقَة ِ أسْدَفُ
فَِبِتُّ على حَدِّ الذِّراعينِ مُجْذِياً
كما يَتَطَوَّى الأرْقَمُ المُتَعَطِّفُ
وليس جَهَازِي غَيْرُ نَعْلين أَسْحَقَتْ
صُدُورُهُما مَخْصُورَة ً لا تُخَصَّفُ
وَضُنِّيَّة ٍ؟ جُرْدٍ وإِخْلاَقِ رَيْطَة ٍ
إذا أنْهَجَتْ مِنْ جانِبٍ لا تُكَفَّفُ
وأبْيَضُ مِنْ ماء الحَدِيدِ مُهَنَّدٌ
مُجِذُّ لأطْرافِ السَّوَاعِدِ مِقْطَفُ
وَحَمْرَاءُ مِنْ نَبْعٍ أبيٌّ ظهيرة ٌ
تُرِنُّ كإرنانِ الشَّجِيَّ وَتَهْيِفُ
إذا آلَ فيها النزْعُ تَأَبَى بِعَجْسِها
وَتَرْمِي بذَرْوَيْهَا بِهِنَّ فَتَقْذِفُ
كَأَنَّ حَفِيفَ النَّبْلِ مِنْ فوقِ عَجْسِها
عَوَازِبُ نَحل أخطأَ الغارَ مُطْنِفُ
نَأَتْ أُمُّ قَيْسِ المَرْبَعَيْنِ كِلَيْهِما
وَتَحْذَرُ أنْ يَنْأَى بها المُتَصَيَّفُ
وإَّنكِ َلوْ تَدْرِينَ أنْ رُبَّ مَشْرَبٍ
مَخُوفٍ كداءِ البَطْنِ أوْ هُوَ أخْوَفُ
وَرَدْتُ بِمَأْثُورِ يَمَانٍ وَضَالََة ٍ
تَخَيَّرْتُها مِمّا أَرِيشُ وأرْصُفُ(19/80)
أُرَكِّبُها في كُلِّ أحْمَرَ غاثرٍ
وَأَنْسِجُ لِلْولْدانِ ما هو مُقْرِفُ
وَتابعتُ فيهِ البريَ حتّى تركتُهُ
يرنُّ إذا أنقذتهُ وَيزفزفُ
بكفَّيَّ منْها للبغيضِ عراضة ٌ
إذا بعتُ خلاً ما له متعَّرفُ
ووادٍ بَعِيدِ العُمْقِ ضَنْكٍ جُمَاعُهُ
مَرَاصِدُ أَيْمٍ قانِتِ الرأسِ أخْوَفُ
وحوشٍ موًى ؟ زادِ الذِّئابِ مضلَّة ٍ
بواطنهُ للجنِّ والأسدِ مألفُ
تعسَّفتُ منهُ بعدَ ما سقطَ النَّدى
غَمَالِيلَ يَخْشى عَيْلَهَا المُتَعَسِّفُ
وآبَ إذا أجرى الجبان وظنُّهُ
فلِي حيثُ يخشى أنْ يجاوزَ محشفُ
وإنّ کمْرَأً قَدْ جارَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ
عليَّ وأثْوَابِ الأقَيْصِرِ يَعْنُفُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> يا صاحبيَّ هلِ الجذارُ مسلِّمي
يا صاحبيَّ هلِ الجذارُ مسلِّمي
رقم القصيدة : 19689
-----------------------------------
يا صاحبيَّ هلِ الجذارُ مسلِّمي
أوْ هلْ لحتفِ منيَّة ٍ منْ مصرفِ
إنّي لأعلمُ أنّ حتفي في التي
أخْشَى لَدَى الشُّرْبِ القَلِيلِ المُنْزِفِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ويرسل الصواعق
ويرسل الصواعق
رقم القصيدة : 1969
-----------------------------------
إنَّ صواعِقَ تَنْقَضُّ ،
الساعةَ ، من صوبِ الغَيبْ
آتيةٌ تبحثُ عن ( رأسِ المالِ )
لِتُشعِلَ فيهِ الشَيبْ !
لا ريبَ ستجعلُ من هذا النِفْطِ ضِياءْ
في ليل جميع الشرفاءْ
وتُصيِّرهُ مَحْرَقةً لملوكِ العَيب ْ
إنَّ الساعةَ آتيةٌ لا ريبْ !
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> ألا هلْ أتى عنّا سعادَ ودونها
ألا هلْ أتى عنّا سعادَ ودونها
رقم القصيدة : 19690
-----------------------------------
ألا هلْ أتى عنّا سعادَ ودونها
مهامهُ بيدٌ تعتلي با لصَّعالكِ
بأنَّا صبحنا العوصَ في حرِّ دارهمْ
حِمامَ المَنايا بالسُّيوفِ البواتِكِ
قتلنا بعمرٍو منهمُ خيرَ فارسٍ
يزيدَ وسعداً وابنَ عوفٍ بمالكِ
ظَلَلْنا نُفَرِّي بالسُّيوفِ رُؤوسَهُمْ(19/81)
ونَرْشُقُهُمْ بالنَّبْلِ بَيْنَ الدَّكَادِكِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> ألاَ هلْ أتى فتيانَ قومي جماعة ً
ألاَ هلْ أتى فتيانَ قومي جماعة ً
رقم القصيدة : 19691
-----------------------------------
ألاَ هلْ أتى فتيانَ قومي جماعة ً
بما لطمتْ كفُّ الفتاة ِ هجينها
ولو عَلمتْ تلك الفتاة مناسبي
ووالدها ظلَّت تقاصرُ دونها
أليس أبي خيرَ الأواس وغيرها
وأمِّي آبنة َ الخيرينِ لو تعلمينها
إذا ما أرومُ الودَّ بيني وبينها
يؤمُّ بياضَ الوجه مني يمينها
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> إذا أصبحتُ بينَ جبالِ قوٍّ
إذا أصبحتُ بينَ جبالِ قوٍّ
رقم القصيدة : 19692
-----------------------------------
إذا أصبحتُ بينَ جبالِ قوٍّ
وبيضان القرى لم تحذريني
فإمّا أن تودِّينا فنرعى
أمانتكمْ وإمّا أنْ تخوني
سأخلي للظَّعينة ِ ما أرادتْ
ولستُ بحارسٍ لكِ كلَّ حينِ
إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عنهُ
فلم أُنْكِرْ عَلَيْكِ فَطَلِّقِيني
فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي
بِسَوْطِكِ لا أبا لَكِ فَکضْرِبِينِي
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> إذا همَّ لمْ يحذرْ منَ اللَّيلِ غمَّة ً
إذا همَّ لمْ يحذرْ منَ اللَّيلِ غمَّة ً
رقم القصيدة : 19693
-----------------------------------
إذا همَّ لمْ يحذرْ منَ اللَّيلِ غمَّة ً
تهابُ ولم تصعبْ عليهِ المراكبُ
قَرَى الهَمَّ إذْ ضَافَ الزماعَ فأصْبَحَتْ
مَنَازِلُهُ تَعْتَسُّ فيها الثعالِبُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن مالك >> إنَّ بالشَّعبِ الذي دونَ سلعٍ
إنَّ بالشَّعبِ الذي دونَ سلعٍ
رقم القصيدة : 19694
-----------------------------------
إنَّ بالشَّعبِ الذي دونَ سلعٍ
لقتيلاً دمهُ ما يطلُّ
خَلَّفَ العِبْءَ عَلَيَّ ، وَوَلَّى
أنا بالعبءِ لهُ مستقلُ
ووراءَ الثَّأرِ منِّيابنُ أختٍ
مَصِعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَلُّ
مُطْرِقٌ يَرْشَحُ مَوْتا كَما أَطْ
رَقَ أَفْعَى يَنْفُثُ السُّمَّ صِلُّ(19/82)
خبرٌ ما نابنا مصمئلُّ
جلَّ حتَّى دقَّ فيهِ الأجلُّ
بزَّني الدّهرُ وكانَ غشوماً
بأبيٍّ جارهُ ما يذلُّ
شامسٌ في القرِّ حتَّى إذا ما
ذكتِ الشِّعرى فبردُ وطلُّ
يابسُ الجنبينِ-منْ غيرِ بؤسٍ
وَنَدِيُّ الكَفَّيْنِ ، شَهْمٌ ، مُدِلُّ
ظاعِنٌ بالحَزْمِ ، حَتَّى إذا ما
حلَّ حلَّ الحزمُ حيثُ يحلُّ
غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي
وَإذا يَسْطو فَلَيْثٌ أَبَلُّ
مُسْبِلٌ في الحَيِّ ، أَحْوَى ، رِفَلُّ
وإذا يَغْزو فَسِمْعٌ أَزَلُّ
وَلَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ وَشَرْيٌ
وكلا الطَّعمينِ قدْ ذاقَ كلٌّ
يركَبُ الهَوْلَ وَحِيدا ، ولا يَص
يصحبهُ إلا اليمانيُّ الأفلُّ
وفُتُّوٍّ هَجَّروا ثُمَّ أَسْرُوا
لَيْلَهم حَتَّى إذا انْجَابَ حَلُّوا
كلُّ ماضٍ قدْ تردَّى بماضٍ
كسنا البرقِ إذا ما يسيلُّ
فاحتسوا أنفاسَ نومٍ فلمَّا
ثملوا رعتهمُ فاشمعلُّوا
فادَّرَكْنَا الثَّأْرَ مِنْهُمْ وَلَمّا
ينجُ مليِّينِ إلاّ الأقلُّ
فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَبَاهُ
لبما كانَ هذيلاً يفلُّ
وبما أبركهمْ في مناخٍ
جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيهِ الأَظَلُّ
وبما صبَّحها في ذراها
منهُ، بعدَ القتلِ، نهبٌ، وشلُ
صليتْ منِّي هذيلٌ بخرقٍ
لا يملُّ السَّرُّ حتَّى يملُّ
ينهلُ الصَّعدة َ حتَّى إذا ما
نهلتْ كانَ لها منهُ علُّ
تضحكُ الضَّبعُ لقتلى هذيلٍ
وترى الذِّئبَ لها يستهلُّ
وعتاقُ الطَّيرِ تهفو بطانا
تَتَخطّاهُمْ فَما تَسْتَقِلُّ
حَلَّتِ الخَمْرُ ، وكانَتْ حَراما
وبلأيٍ ما ألمَّتْ تحلُّ
فاسقنيها يا سوادَ بنَ عمرٍو
إنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ
رائحٌ بالمَجْدِ غادٍ عَلَيْهِ
من ثيابِ الحمدِ ثوبٌ رفلُّ
أفتحُ الرَّاحة َ بالجودِ جوادً
عاشَ في جَدْوى يَدَيْهِ المُقِلُّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ
لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ
رقم القصيدة : 19695
-----------------------------------(19/83)
لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ
فقدَ أخلصتْ سبَكي بنارِ التَداربِ
وفي الأدبِ الباقي، الذي قد وهبنَني
عَزاءٌ مِنَ الأموالِ عن كلِّ ذاهبِ
فكَم غايَة ٍ أدركتها غير جاهدٍ
وكَم رتبة ٍ قد نلْتُها غيرَ طالبِ
وما كلّ وانٍ في الطِّلابِ بمُخطىء ٍ
ولا كلّ ماضٍ في الأمورِ بصائبِ
سمَتْ بي إلى العَلياء نَفسٌ أبيّة ٌ
تَرى أقبحَ الأشياءِ أخذَ المواهبِ
بعزمٍ يريني ما أمامَ مطالبي،
وحزم يُريني ما وراءَ العَواقبِ
وما عابَني جاري سوى أنّ حاجَتي
أُكَلفُها مِنْ دونِهِ للأجانِبِ
وإنّ نَوالي في المُلِمّاتِ واصِلٌ
أباعِدَ أهلِ الحيّ قبلَ الأقاربِ
ولَيسَ حَسودٌ يَنْشُرُ الفَضلَ عائباً
ولكنّهُ مُغرًى بِعَدّ المَناقبِ
وما الجودُ إلاّ حلية ٌ مُستجادَة ٌ،
إذا ظَهَرَتْ أخفَتْ وُجوهَ المَعائبِ
لقد هَذّبَتني يَقظَة ُ الرّأيِ والنُّهَى
إذا هَذّبتْ غَيري ضروبُ التجارِبِ
وأكسَبَني قَومي وأعيانُ مَعشَري
حِفاظَ المَعالي وابتذالَ الرّغائِبِ
سَراة ٌ يُقِرُّ الحاسدونَ بفَضلِهِم
كِرامُ السّجايا والعُلى والمناصِبِ
إذا جَلَسوا كانوا صُدورَ مَجَالسٍ
وإنْ رَكِبوا كانوا صُدورَ مَواكِبِ
أسودٌ تغانتْ بالقَنا عن عَرينِها،
وبالبيضِ عن أنيابِها والمخالِبِ
يجودونَ للرّاجي بكلّ نفيسة ٍ
لديهِمْ سوى أعراضِهِم والمنَاقِبِ
إذا نَزَلوا بطنَ الوِهَادِ لغامِضٍ
من القَصدِ، أذكوا نارَهم بالمناكِبِ
وإن ركَزُوا غِبّ الطّعانِ رِماحَهُمْ
رأيتَ رؤوسَ الأُسدِ فوقَ الثّعالِبِ
فأصبَحتُ أفني ما ملكتُ لأقتَني
به الشّكرَ كَسباً وهوَ أسنى المكاسِبِ
وأرهنُ قولي عن فِعالي كأنّهُ
عَصا الحارثِ الدُّعمي أو قوس حاجبِ
ومن يكُ مثلي كاملَ النفسِ يغتَدي
قليلاً مُعادِيه كثيرَ المُصاحِبِ
فَما للعِدى دَبّتْ أراقِمُ كَيدِهمْ
إليّ، وما دَبّتْ إليَهِمْ عقَارِبي
وما بالُهُمْ عَدّوا ذُنُوبي كَثيرَة ً
وماليَ ذَنبٌ غَيرَ نَصرِ أقارِبي(19/84)
وإنّي ليُدمي قائمُ السّيفِ راحَتي
إذا دَمِيَتْ منهم حدُودُ الكَواعِبِ
وما كلّ مَن هَزّ الحُسامَ بضارِبٍ.
ولا كلّ مَن أجرَى اليَراعَ بكاتِبِ
وما زِلتُ فيهِم مثلَ قِدحِ ابن مُقبلٍ
بتسعينَ أمسَى فائزاً غَيرَ خائِبِ
فإنْ كَلّموا مِنّا الجُسومَ، فإنّها
فُلُولُ سيوفٍ ما نبَتْ في المَضارِبِ
وما عابَني أنْ كلّمتني سيوفُهمْ
إذا ما نَبَتْ عنّي سيوفُ المَثالِبِ
ولمّا أبَتْ إلاّ نِزالاً كُماتُهُمْ
درأتُ بمُهري في صُدورِ المقَانِبِ
فَعَلّمتُ شَمّ الأرضِ شُمّ أُنوفِهِمْ،
وعودتُ ثغرَ التربِ لثمَ التَرائبِ
بطرفٍ، علا في قَبضهِ الريحث، سابح،
لهُ أربْعٌ تَحكي أناملَ حاسِبِ،
تلاعبَ أثناءَ الحُسامِ مزاحُهُ،
وفي الكريبدي كرة ً غيرَ لاعبِ
ومَسرودَة ٍ من نَسجِ داودَ نَثرَة ٍ
كلمعِ غديرٍ، ماؤهُ غيرُ ذائبِ
وأسمَرَ مَهزوزِ المَعاطفِ ذابِلٍ،
وأبيَضَ مَسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ
إذا صَدَفَتهُ العَينُ أبدَى تَوقَّداً،
كأنّ على متنيهِ نارَ الحباجبِ
ثنى حَدَّهُ فَرطُ الضُرابِ، فلم يزَل
حديدَ فِرِندِ المَتنِ رَثّ المَضارِبِ
صدعتُ بهِ هامَ الخطوبِ فرعنَها
بأفضَلِ مَضُروبٍ وأفضَلِ ضارِبِ
وصفراءِ من روقِ الأراوي نحيفة ٍ،
غذا جذبتْ صرتْ صريرَ الجنادِبِ
لها وَلَدٌ بَعدَ الفِطامِ رَضاعُهُ
يسر عقوقاً رفضُهُ غيرُ واجِبِ
إذا قرّبَ الرّامي إلى فيهِ نحرَهُ
سعَى نحوَهُ بالقَسرِ سعيَ مجانبِ
فيُقبِلُ في بُطْء كخُطوَة ِ سارِقٍ،
ويدبرُ في جريٍ كركضة ِ هاربِ
هناكَ فجأتُ الكَبشَ منهمْ بضَرْبَة ٍ
فرَقْتُ بها بَينَ الحَشَى والتّرائبِ
لدَى وقعَة ٍ لا يُقرَعُ السمعُ بينَها
بغيرِ انتدابِ الشُّوسِ أو ندبِ نادِبِ
فقُلْ للذي ظَنْ الكِتابة َ غايَتي،
ولا فَضلَ لي بينَ القَنا والقَواضِبِ
بحدّ يَراعي أمّ حُسامي علَوتُهُ،
وبالكتُبِ أردَيناهُ أمْ بالكتَائِبِ
وكم لَيلَة ٍ خُضتُ الدُّجى ، وسماؤهُ
مُعَطَّلَة ٌ من حَلْيِ دُرّ الكَواكِبِ(19/85)
سريَتُ بها، والجَوُّ بالسُّحبِ مُقتِمٌ،
فلمّا تبَدّى النَجمُ قلتُ لصاحبي:
اصاحِ ترى برقاً أريكَ وميضَهُ
يُضيءُ سَناهُ أم مَصابيحَ راهِبِ
بحَرْفٍ حكَى الحَرفَ المُفخَّمَ صَوتُها
سليلَة ِ نُجبٍ أُلحِقَتْ بنَجائبِ
تعافُ ورودَ الماءِ إن سَبَقَ القَطا
إليهِ، وما أمّتْ بهِ في المشاربِ
قطعتُ بها خوفَ الهوانِ سباسباً،
إذا قلتُ تمّتْ أردَفَتْ بسبَاسبِ
يسامرني في الفِكرِ كلُّ بديعة ٍ
مُنَزَّهَة ِ الألفاظِ عن قَدحِ عائبِ
يُنَزّلُها الشّادونَ في نَغَماتِهِمْ،
وتحدو بها طوراً حُداة ُ الركائبِ
فأدركتُ ما أمّلْتُ من طَلبِ العُلا،
ونزهتُ نفسي عن طِلابِ المواهبٍ
ونِلتُ بها سُؤلي منَ العِزّ لا الغِنَى ،
وما عُدّ مَن عافَ الهِباتِ بخائِبٍ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ،
ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ،
رقم القصيدة : 19696
-----------------------------------
ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ،
لقد نحلَ المعنى المدفَّقُ من جسمي
وأضعَفُ ما بي بالخصورِ من الضّنا،
على أنّها من ظلمِها غصبتْ قِسمي
وما ذاكَ إلاّ أنَّ يومَ وَداعِنا
لقَد غَفَلَتْ عينُ الرّقيبِ على رُغمِ
ضممتُ ضنا جسمي إلى ضُعفِ خصرِها
لجنسية ٍ كانتْ لهُ علّة َ الضّمِّ
رَبيبَة ُ خِدْرٍ يجرَحُ اللّحظُ خدَّها،
فوَجنَتُها تَدمَى وألحاظُها تُدمي
يُكَلّمُ لَفظي خدّها إن ذَكَرْتُهُ،
ويؤلمُهُ إنْ مرّ مرآهُ في وهمي
إذا ابتسمتُ، والفاحمُ الجعْدُ مسبلٌ،
تُضِلُّ وتَهدي من ظَلامٍ ومن ظَلمِ
تَغَزّلتُ فيها بالغَزالِ، فأعرَضَتْ،
وقالتْ: لعمري هذهِ غاية ُ الذّمِّ
وصدتْ، وقد شبهتُ بالبدرِ وجهها
نفاراً، وقالتْ صرتَ تطمعُ في شتمي
وكم قد بذلتُ النفسَ أخطبُ وصلَها،
وخاطَرتُ فيها بالنّفيسِ على عِلمِ
فلمْ تلدِ الدّنيا لنَا غيرَ ليلة ٍ
نعمتُ بها ثمّ استمرتْ على العقْمِ(19/86)
فَيَا مَن أقامَتني خَطيباً لوَصفِها،
أُرَصّعُ فيها اللّفظَ في النّثرِ والنّظمِ
خذي الدُّرّ من لَفظي فإن شئتِ نظمَه
وأعوزَ سِلكٌ للنّظامِ فها جِسمي
ففيكِ هدرتُ الأهلَ والمالَ والغِنى
ورتبَة َ دَسْتِ المُلكِ والجاهِ والحُكمِ
وقلتِ لقد أصبحتَ في الحيّ مفرداً،
صَدقتِ، فهلاً جازَ عَفُوك في ظُلمي
ألمْ تشهدي أنّي أمثلُ للعِدَى
فتسهرَ خوفاً أن ترانيَ في الحُلْمِ
فكمْ طمِعوا في وحدتي فرميتهُمْ
بأضيَقَ من سُمٍّ وأقتَلَ من سُمّ
وكم أججوا نارَ الحروبِ وأقبلوا
بجيشٍ يصدُّ السيلَ عن مربضِ العصمِ
فلم يسمعوا إلاّ صليلَ مهنّدي،
وصوتَ زَئيري بينَ قعقَعة ِ اللُّجمِ
جعلتهمُ نهباً لسيفي ومقولي،
فهُمْ في وبالٍ من كلامي ومن كلمي
تودُّ العِدى لو يحدقُ اسمُ أبي بِها،
والاّ تفاجا في مجالِ الوغي باسمي
تُعَدّدُ أفعالي، وتلكَ مَناقِبٌ،
فتذكرني بالمدحِ في معرضِ الذّمِّ
ولو جحدوا فعلي مخافة َ شامتٍ
لنمّ عليهم في جباههمُ وسمي
فكَيفَ ولم يُنسَبْ زَعيمٌ لسِنبِسٍ
إلى المجدِ إلاّ كانَ خاليَ أو عمّي
وإن أشبهتَهُمْ في الفخارِ خلائقي
وفعلي فهذا الرّاحُ من ذلكَ الكرمِ
فقُلْ للأعادي ما انثَنيْتُ لسبّكم،
ولا طاشَ في ظنّي لغَدرِكمُ سَهمي
نظرنا خطاياكُم، فأغريتُمُ بِنا،
كذا من أعان الظّالمينَ على الظُّلْمِ
أسأتُم، فإنْ أسخَطْ عليكُم فبالرّضَى ،
وإن أرضَ عنكم من حيَائي فبالرّغمِ
لجأتُ إلى رُكْنٍ شَديدٍ لحَرْبكُم،
أشُدُّ به أزري وأعلي بهِ نَجمي
وظَلْتُ كأنّي أملِكُ الدّهرَ عِزَّة ً،
فلا تَنزِلُ الأيّامُ إلاّ على حُكمي
بأروعَ مبنيٍّ على الفَتحِ كفُّهُ،
إذا بُنِيَتْ كَفُّ اللّئيمِ على الضّمْ
مَلاذي جلالُ الدّينِ نجلُ محاسنٍ،
حليفُ العفافِ الطّلقِ والنّائلِ الجَمِّ
فتًى خلِقتْ كَفّاهُ للجُودِ والسَّطا،
كما العَينُ للإبصارِ والأنفُ للشّمِّ
لهُ قَلَمٌ فيهِ المَنيّة ُ والمُنى ،
فدِيمتُهُ تهمي وسطوتُهُ تصمي(19/87)
يراعٌ يروعُ الخطبَ في حالة ِ الرّضَى ،
ويُضرِمُ نار الحربِ في حالَة ِ السّلمِ
وعَضبٌ كأنّ الموتَ عاهدَ حَدَّهُ،
وصالَ، فأفنى جِرْمُهُ كلَّ ذي جِرْمِ
فَيَا مَن رَعانا طَرفُهُ، وهوَ راقِدٌ،
وقد قَلّتِ النُّصّارُ بالعَزْمِ والحزْمِ
يدُ الدّهرِ ألقتنا إليكَ، فإنْ نُطِقْ
لها مَلمساً أدمَى براجمهَا لَثمي
أطَعتُكَ جُهدي، فاحتَفِظْ بي فإنّني
لنَصرِكَ لا يَنفَلُّ جَدّي ولا عَزمي
فإن غبتَ، فاجعلْ لي وَلياً من الأذَى ،
وهيهاتَ لا يُغني الوَليُّ عن الوَسْمي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،
سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،
رقم القصيدة : 19697
-----------------------------------
سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،
واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ
في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا
لمّا سعَينا، فما رقّتْ عزائمُنا
عَمّا نَرومُ، ولا خابَتْ مَساعينا
يا يومَ وَقعَة ِ زوراءِ العراق، وقَد
دِنّا الأعادي كما كانوا يدينُونا
بِضُمّرٍ ما رَبَطناها مُسَوَّمَة ً،
إلاّ لنَغزوُ بها مَن باتَ يَغزُونا
وفتيَة ٍ إنْ نَقُلْ أصغَوا مَسامعَهمْ،
لقولِنا، أو دعوناهمْ أجابُونا
قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ً،
يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا
تَدَرّعوا العَقلَ جِلباباً، فإنْ حمِيتْ
نارُ الوَغَى خِلتَهُمْ فيها مَجانينا
إذا ادّعَوا جاءتِ الدّنيا مُصَدِّقَة ً،
وإن دَعوا قالتِ الأيّامِ: آمينا
إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها،
تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا
ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جزَعٍ،
وما دَرَتْ أنّه قد كانَ تَهوينا
بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِّخاخِ بها،
ولو تَرَكناهُمُ صادوا فَرازينا
ذلّوا بأسيافِنا طولَ الزّمانِ، فمُذْ
تحكّموا أظهروا أحقادَهم فينا
لم يغنِهِمْ مالُنا عن نَهبش أنفُسِنا،
كأنّهمْ في أمانٍ من تقاضينا(19/88)
أخلوا المَساجدَ من أشياخنا وبَغوا
حتى حَمَلنا، فأخلَينا الدّواوينا
ثمّ انثنينا، وقد ظلّتْ صوارِمُنا
تَميسُ عُجباً، ويَهتَزُّ القَنا لِينا
وللدّماءِ على أثوابِنا علَقٌ
بنَشرِهِ عن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا
فيَا لها دعوه في الأرضِ سائرة ٌ
قد أصبحتْ في فمِ الأيامِ تلقينا
إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً
أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا،
خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً،
ولو رأينا المَنايا في أمانينا
ما أعزتنا فرامينٌ نصولُ بها،
إلاّ جعلنا مواضينا فرامينا
إذا جرينا إلى سبقِ العُلى طلقاً،
إنْ لم نكُنْ سُبّقاً كُنّا مُصَلّينا
تدافعُ القدرَ المحتومَ همّتُنا،
عنّا، ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لو شينا
نَغشَى الخُطوبَ بأيدينا، فنَدفَعُها،
وإنْ دهتنا دفعناها بأيدينا
مُلْكٌ، إذا فُوّقت نَبلُ العَدّو لَنا
رَمَتْ عَزائِمَهُ مَن باتَ يَرمينا
عَزائِمٌ كالنّجومِ الشُّهبِ ثاقِبَة ٌ
ما زالَ يُحرِقُ منهنّ الشيّاطِينا
أعطى ، فلا جودُهُ قد كان عن غلَطٍ
منهِ، ولا أجرُهُ قد كان مَمنونا
كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ،
يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا
كالصِّلّ يظهرُ ليناً عندَ ملمسهِ،
حتى يُصادِفَ في الأعضاءِ تَمكينا
يطوي لنا الغدرَ في نصحٍ يشيرُ به،
ويمزجُ السمّ في شهدٍ ويسقينا
وقد نَغُضّ ونُغضي عن قَبائحِه،
ولم يكُنْ عَجَزاً عَنه تَغاضينا
لكنْ ترَكناه، إذْ بِتنا على ثقَة ٍ،
إنْ الأميرَ يُكافيهِ فيَكفينا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
رقم القصيدة : 19698
-----------------------------------
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
كُسَتْ حلالاً من غبارِ الفسطَلِ
يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً،
يَحمِلنَ كلّ مُدَرَّعٍ ومُسرْبَلِ(19/89)
شِبه العَرائِسِ تُجتَلى ، فكأنها
في الخدرِ من ذيلِ العجاجِ المسبَلِ
فعلتْ قوائمهنّ عندَ طرادِها
فِعلَ الصّوالجِ في كُراتِ الجَندَلِ
فَتظَلُّ تَرْقُمُ في الصُّخورِ أهِلّة ً
بشَبا حَوافرِها، وإنْ لمْ تُنعَلِ
يَحمِلنَ من آلِ العَريضِ فَوارِساً
كالأسُدِ في أجَمِ الرّماحِ الذُّبَّلِ
تَنشالُ حَولَ مُدرَّعٍ بجَنانِهِ،
فكأنّهُ من بأسِهِ في معقِلِ
ما زالَ صدرَ الدَّستِ، صدرَ الرتبة ِ الـ
ـعَلياءِ، صدرَ الجيشِ، صدرَ المَحفِلِ
لو أنصفتهُ بنو محاسنَ، إذْ مشوا،
كانتْ رؤوسُهُمُ مكانَ الأرجُلِ
بينا تراهُ خطيبهم في محفلٍ
رحبٍ، تراهُ زعيمهم في جحفلِ
شاطَرتُهُ حَربَ العُداة ِ لعِلمِهِ
أني كنانتُهُ التي لم تنثلِ
لمّا دعتين للنّزالِ أقاربي،
لباهُمُ عني لسانُ المنصُلِ
وابيتُ من أني أعيشُ بعزّهمْ
وأكونُ عنْهم في الحروبِ بمعزِلِ
وافَيتُ في يَومٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ،
أغشَى الهياجَ على أغرّ محجَّلِ
ثارَ العجاجُ فكنتُ أوّلَ صائلٍ،
وعلا الضّرامُ فكنتُ أوّلَ مُصطَلِ
فغَدا يَقولُ كَبيرُهمْ وصَغيرُهم:
لا خيرَ فيمنْ قالَ إنْ لم يفعلِ
سلْ ساكني الزوراءِ والأممَ التي
حضَرَتْ، وظَلَّلَها رِواقُ القَسطَلِ
مَن كانَ تَمّمَ نَقصَها بحُسامِهِ،
إذْ كلُّ شاكٍ في السّلاحِ كأعزَلِ
أو مَن تدرَّعَ بالعجاجة ِ عندما
نادى مُنادي القومِ: يا خيلُ احمِلي
تُخبِرْكَ فُرسانُ العَريكَة ِ أنّني
كنتُ المصلّي بعدَ سبقِ الأوّلِ
ما كان يَنفَعُ مَن تَقدّمَ سَبقُهُ،
لو لم تُتَمّمْها مَضارِبُ مُنصُلي
لكن تَقاسَمْنا عَواملَ نَحوِها،
فالاسمُ كان لهُ، وكان الفعلُ لي
وبديعة ٍ نظرتْ إليّ بها العِدى
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيّ المقبلِ
واستثقلتْ نطقي بها، فكأنّما
لقيتْ بثالثِ سورة ِ المزّمِّلِ
حتى انثنتْ لم تدرِ ماذا تتقي،
عندَ الوقائعِ، صارِمي أمْ مقولي
حَمَلُوا عليّ الحِقدَ حتى أصبَحتْ
تغلي صدروهُمُ كغلْي المرجلِ
إن يَطلُبوا قَتلي، فلَستُ ألومُهم،(19/90)
دَمُ شَيخِهمْ في صارمي لم يَنصُل
ما لي أسترُها، وتلكَ فضيلة ٌ؟
الفخرُ في فصدِ العدوّ بمنجلِ
قد شاهدوا من قبلِ ذاكَ ترفّعي
عن حربهمْ، وتماسُكي وتجمُّلي
لمّا أثاروا الحَربَ قالتْ هِمْتي:
جهلَ الزّمانُ عليكَ إنْ لم تجهلِ
فالآنَ حينَ فلَيتُ ناصيَة َ الفَلا،
حتى تعلمتِ النّجمُ تنقلي
أضحَى يحاولني العدوّ، وهمّتي
تعلو على هام السماكِ الأعزلِ
ويَرومُ إدراكي، وتلكَ عجيبَة ٌ،
هل يمكنُ الزرزورَ صيدَ الأجدلِ
قُلْ لليّالي: ويكِ ما شئتِ اصنَعي
بَعدي، وللأيّامِ ما شئتِ افعَلي
حسبُ العدوّ بانني أدركتُهُ،
لمّا وَليتُ، وفُتُّهُ لمّا وَلي
سأظَلُّ كلَّ صَبيحَة ٍ في مَهَمهٍ،
وأبِيتُ كلَّ عَشيّة ٍ في مَنزِل
وأسيرُ فرداً في البلادِ، وإنّني
من حَشدِ جَيشِ عزائمي في جَحفل
أجفو الدّيارَ، فإنْ ركبتُ وضَمّني
سرجُ المطهَّمِ قلتُ: هذا منزِلي
لا تسمعنّ بأنّ أسرتُ مسلِّماً،
وإذا سمِعتَ بأنْ قُتلتُ فَعَوّل
ما الاعتذارُ، وصارمي في عاتقي،
إن لم يكُنْ من دونِ أسري مَقتَلي
ما كانَ عُذري إن صَبرتُ على الأذى ،
ورضيتُ بعد تدللي بتذلّلي
فإذا رُميتَ بحادِثٍ في بلدَة ٍ
جردْ حسامَكَ صائلاً، أو فارحلِ
فلذاكَ لا أخشَى ورودَ منيّتي،
وأرى وُرودَ الحتَفِ عَذْبَ المَنهَل
فإذا علا جدّي فقلبي جنّتي،
وإذا دَنا أجَلي فَدِرعي مَقتَلي
ما تِهتُ بالدّنيا، إذا هيَ أقبَلَتْ
نحوي، ولا آسَى ، إذا لم تُقبِل
وكذاكَ ما وَصَلتْ فقُلتُ لها اقطَعي
يوماً، ولا قطعتْ فقلتُ لها صِلي
صبراً على كيدِ العُداة ِ لعلّنا
نَسقي أخيرَهمُ بكأسِ الأوّل
يا عصبة ً فرحوا بمصرعِ ليثنا،
ماذا أمنتُمْ من وثوبِ الأشبُلِ
قومٌ يُعزِّونَ النّزيلَ، وطالَما
بَخِلَ الحيَا، وأكُفُّهمْ لم تَبخَل
يَفنى الزمانُ، وفيه رونَقُ ذِكرِهم؛
يبلى القَميصُ، وفيهِ عَرفُ المَندَل
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛(19/91)
رقم القصيدة : 19699
-----------------------------------
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
وراعَ النّفسَ كرُّهُمُ سِراعا
برَزتُ، وقد حسَرْتُ لها القِناعا،
أقولُ لها، وقد طارَتْ شَعاعا
مِنَ الأبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي
كما ابتَعتُ العَلاءَ بغَيرِ سَومَ،
وأحلَلتُ النّكالَ بكلّ قَومٍ
رِدي كأسَ الفَناءِ بغَيرِ لَومِ،
فإنّكِ لو سألتِ بَقاءَ يَومِ
على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي
فكم أرغمتُ أنفَ الضّدّ قَسراً،
وأفنَيتُ العِدَى قَتلاً وأسرَا
وأنتِ مُحيطَة ٌ بالدّهرِ خُبرا،
فصبراً في مجالِ المَوتِ صبرا
فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
إذا ما عِشتِ في ذُلٍّ وعَجزِ،
فهلْ للنّفسِ غيري من معزِّ
وليسَ الخوفُ من أجلٍ بحرزِ،
ولا ثَوبُ البَقاءِ بثَوبِ عِزِّ
فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ
ولا أعتاضُ عَن رُشدٍ بغَيِّ،
وثوبُ العزّ في نشرٍ وطيِّ
لقد حُتِمَ الثناءُ لكلّ شيءِ،
سَبيلُ المَوتِ غايَة ُ كلّ حيِّ
وداعيهِ لأهلِ الأرضِ داعي
فجاهِدْ في العُلى يا قلبِ تُكرَمْ،
ولا تَطلُبْ صَفارَ العَيشِ تُحرَمْ
فمَنْ يظفَرْ بطيبِ الذّكرِ يغنَمْ،
ومَن لا يَغتَبِطْ يَبرَمْ ويَسأمْ
وتُسلِمْهُ المَنُونُ إلى انقِطاعِ
أأرغبُ بعدَ قومي في نجاة ِ،
وأجزَعُ في الوَقائعِ مِن مَماتِ
وأرضَى بالحياة ِ بلا حُماة ِ،
وما للعُمرِ خيرٌ في حياة ِ
إذا ما كانَ من سقطِ المتاعِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> إبتسامات دامعة
إبتسامات دامعة
رقم القصيدة : 1970
-----------------------------------
خذي دفاتر شعري يا معذبتي
ومزقيها على أشلاء آهاتي
فقد تعوّد قلبي سلب فرحته
وقد تعوّدَتِ التهشيم مرآتي
كل الوجوهِ تساوت في صدى نظري
فليس من عجبٍ دمع ابتساماتي
أترحلين..؟؟!!فروحي من هنا رحلت
حتى المسافات تاهت في مسافاتي
ما عاد يزهر ورد الصدق في حلمي
ولا تبسّمَ نصري فوق راياتي
تحطمت لغة الآمالِ في شفتي
حتى الأسى دمعه باكٍ لمأساتي(19/92)
أين السحاب توارى.؟؟ كيف فارقني.!!؟.
أخانني قبل أن أدنو لغاياتي
قالت وقد ذاب ثلج الصدق في فمها
هيا ابتسم.!!فسحاب وعودنا آتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
رقم القصيدة : 19700
-----------------------------------
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
فقد شاهدوا ما لم يرَوا منكمُ منّي
رأوْني أُراعي منكُمُ العَهدَ لي بكُم،
وأحسنَ ظَنّاً منكمُ بي بكُمْ ظَنّي
وقد كنتُ جمّ الخوفِ من جَور بُعدكم
فقد نِلتُ لمّا نالَني جَوركُم أمني
خطَبتُ بغالي النّفسِ والمالِ وُدَّكم،
فقد عزّ حتى باتَ في القلبِ والذّهنِ
ولمّا رأيتُ العِزّ قد عزّ عندَكم،
ولا صبرَ لي بينَ المنيّة ِ والمنّ
ثَنيتُ عِناني مَع ثَنائي علَيكُمُ،
فأصبَحتُ والثّاني العنانِ هُوَ المُثني
وليسَ أنيسي في الدُّجَى غيرُ صارِمٍ
رَقيقِ شِفارِ الحَدّ مُعتَدِلِ المَتنِ
وطِرْفٍ كأنّ المَوجَ لاعَبَ صَدرَهُ
فيُسرعُ طَوراً في المِراحِ ويَستأني
أميلُ بهِ بالسهلِ مرتفعاً بهِ،
فيُحزِنُهُ إلاّ التّوَقّلَ في الحَزْنِ
وما زالَ عِلمي يَقتفيني إلى العُلَى ،
فيَسبُقُ حتى جاهَدَ الأكلَ بالأذْنِ
وزرتُ ملوكاً كنتُ أسمعُ وصفهم،
فيُنهِضُني شَوقي ويُقعِدُني أمني
فلمّا تلاقينا، وقد برحَ الجفا،
رأتْ مُقلَتي أضعافَ ما سمعتْ أُذني
خطبتُ بوُدّي عندَهمْ لاهبَاتِهِمْ،
فأصبحتُ بالعزِّ الممنَّعِ في حِصنِ
إذا ما رأوني هكذا قيل: هكا ذا!
ولو شاهَدوني راغباً رَغبوا عَنّي
إذا ما أقمتُ الوزنَ في نظمِ وصفهم،
تَجودُ يَداهمْ بالنُّضارِ بِلا وَزنِ
تُعَيّرُني الأعداءُ بالبَينِ عَنهُمُ،
وما كان حكمُ الدّهرِ بالبينِ عن إذني
وتزعمُ أنّ الشِّعرَ أحنى فضائلي،
وتُنكِرُ أفعالي، وقد علِمَتْ أنّي
وقد شاهدتْ نثري ونظميَ في الوَغى ،
لهامِ العِدى والنّحرِ بالضّرْبِ والطّعنِ(19/93)
وإن كان لَفظي يخرُقُ الحُجبَ وقعهُ
ويدخُلُ أُذنَ السامعينَ بلا إذنِ
ورُبّ جَسيمٍ منهُمُ، فإذا أتَى
بنُطقٍ حمدتُ الصّمتَ من منطق اللُّكن
ومستقبحٍ حتّى خبرتُ خِلالَهُ،
فأيقنَ قلبي أنّهُ يوسفُ الحُسنِ
فإن حَسدوا فَضلي وعابوا مَحاسِني،
وذلكَ للتقصيرِ عنَها وللضِّغْنِ
وتلكَ لعَمري كالنّجومِ زَواهرٌ،
تقرُّ بها الحُسادُ رغماً على غَبنِ
مَحاسِنُ لي من إرثِ آلِ مَحاسنٍ،
وهَلْ ثَمَرٌ إلاّ على قَدَرِ الغُصن
أظَلُّ وأُمسي راقدَ الجارِ ساهراً،
سواميَ في خوفٍ وجاريَ في أمْنِ
كأنّ كرَى عينيّ سيفُ ابنِ حمزة ٍ،
إذا استُلّ يَوماً لا يَعُودُ إلى الجَفن
فتًى لم تزَلْ أقلامُه وبنانُهُ،
غذا نابَ جدبٌ، نائباتٍ عن المُزنِ
ولوْ خَطّ صَرْفُ الدّهرِ طِرْساً لقصدِه
لخطّ على العُنوانِ من عبدِهِ القِنِّ
فتًى جلّ يوماً أن يُعَدّ بظالِمٍ
لغَيرِ العِدى والمالِ والخَيلِ والبُدن
ولاعُدّ يوماً في الأنام بغاصبٍ
أعادَ الأعادي في الحُروبِ تَجارِباً،
جبالاً غدتْ من عاصفِ الموتِ كالعِهنِ
فإنْ فلّتِ الأيّامُ في الحَربِ حدَّهُ،
فما زالَتِ الأيَامُ في أهلِها تجني
وإنْ أكسبتني بالخطوبِ تجارباً،
فقد وهبتْ أضعافَ ما أخذتْ منّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
رقم القصيدة : 19701
-----------------------------------
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه
تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها
من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً
رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ
أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ
عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ
وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً،
لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ(19/94)
ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ
أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي
أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ
كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي
ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ،
فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي
فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى
ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي
ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ
بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض
نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً،
لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي
غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛
ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي
سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً
مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي
فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ
فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ
صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا،
ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي
غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ،
فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي
فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي،
وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي
وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي،
فَما أمنوا في عَرض عِرضِهمِ ركضي
تقولُ رجالي حينَ أصبحتُ ناجياً
سَليماً وصَحبي في إسارٍ وفي قبَض
حمِدتُ إلهي بعدَ عُروَة َ إذْ نَجا
خراشٌ، وبعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ
وأصبَحتُ في مُلكٍ مُفاضٍ ونِعمة ٍ
مَنِيعاً وطَرْفُ الدّهرِ عنّيَ في غَضّ
لدى ملكٍ فاقَ الملوكَ بفضلِهِ،
وطالهمُ طولَ السماءِ على الأرضِ
هوَ الملكُ المَنصورُ غازي بنُ أُرتُقٍ
أخو النّائلِ الفَيّاضِ والكَرمِ المحض
مليكٌ يَرَى كَسبَ النُّضارِ نَوافِلاً
بعَينٍ ترَى بَذْلَ الهِبات من الفَرض
حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ،
وأنجَدَني والدّهرُ يجهَدُ في رَفضي
فبُعداً لأمنٍ صَدّني عن جَنابِهِ،
ويا حبّذا خوفٌ إلى قصده يُفضي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صبراً على وعدِ الزّمانِ وإنْ لوَى ،
صبراً على وعدِ الزّمانِ وإنْ لوَى ،
رقم القصيدة : 19702(19/95)
-----------------------------------
صبراً على وعدِ الزّمانِ وإنْ لوَى ،
فعَساهُ يُصبحُ تائباً ممّا جَنَى
لا يجزعنكَ أنّهُ رفعَ العدَى ،
فلسوفَ يهدمهُ قليلٌ ما بنَى
حكَموا، فجاروا في القَضاء وما دروا
أنّ المراتبَ تستحيلُ إلى فنا
ظَنّوا الوِلاية َ أنْ تَدومَ عليهِمُ،
هَيهاتَ لو دامَتْ لَهُمْ دامتْ لنا
قتلوا رجالي بعدَ أن فتكوا بهمْ
في وَقعَة ِ الزّوراءِ فتكاً بيّنا
كلُّ الذينَ غَشُوا الوَقيعَة َ قُتّلوا
ما فازَ منهُمْ سالماً إلاّ أنا
لَيسَ الفِرارُ عليّ عاراً بعدَما
شهدوا ببأسي يومَ مشتبكِ القَنا
إن كنتُ أوّلَ من نأى عن أرضِهمْ
قد كنتُ يومَ الحربِ أوّلَ مَن دَنا
أبعدْتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي
عِلماً بأنّ الحَزمَ نِعمَ المُقتنَى
لا أختَشي من ذِلّة ٍ أو قِلّة ٍ،
عِزّي لِساني والقَناعة ُ لي غِنَى
جبتُ البلادَ ولستُ متخذاً بها
سكناً، ولم أرضَ الثّرَيّا مسكنا
حتى أنختُ بماردينَ مطيّتي،
فهُناكَ قالَ ليَ الزّمانُ: لكَ الهَنا
في ظلِّ ملكٍ مُذْ حلَلْتُ بربعِهِ
أمسى لسانُ الدّهرِ عَنّي ألكنَا
نظرَ الخطوبَ، وقد قسون، فلانَ لي،
ورأى الزّمانَ، وقد أساءَ، فأحسَنا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،
شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،
رقم القصيدة : 19703
-----------------------------------
شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،
ونزولي في كلّ يومٍ بوادٍ
ومقيلي ظلُّ المطيّة ِ، والتُّرْ
بُ فِراشي، وساعداها وسادي
وضَجيعي ماضي المَضاربِ عَضْبٌ
أصلحتهُ القيونُ من عهدِ عادِ
أبيضٌ أخضرُ الحديدة ِ ممّا
شقّ قدماً مرائرَ الآسادِ
وقميصي درعٌ كأنّ عُراها
حبكُ النّملِ أو عيونُ الجرادِ
ونَديمي لَفظي، وفكري أنيسي،
وسروري مائي، وصبريَ زادي
ودليلي من التوسّمِ في البيـ
ـدِ لِبادي الأعلامِ والأطوادِ
وإذا ما هدَى الظّلامُ، فكَمْ لي
من نُجومِ السّماءِ في السبل هادي(19/96)
ذاكَ أنّي لا تَقبَلُ الضّيمَ نَفسي،
ولو أنّي افترشتُ شوكَ القتادِ
هذه عادّتي، وقد كُنتُ طِفلاً،
وشَديدٌ عليّ غَيرُ اعتِيادي
فإذا سرتُ أحسبُ الأرضَ ملكي،
وجَميعَ الأقطارِ طوعَ قِيادي
وإذا ما أقَمتُ، فالنّاسُ أهلي،
أينَما كنتُ، والبلادُ بلادي
لا يَفوتُ القُبولُ مَن رُزِقَ العَقـ
ـلَ وحُسنَ الإصدارِ والإيراد
وإذا صَيّرَ القَناعة دِرْعاً
كانَ أدعى غل بلوغِ المُرادِ
لَستُ ممّنْ يَدِلُّ مَع عَدَمِ الجَـ
ـدّ بفِعْلِ الآباءِ والأجداد
ما بَنيتُ العَلياءَ إلاّ بجَديّ،
وركوبي أخطارَها واجتهادي
وبلَفظي، إذا ما نَطَقتُ، وفَضلي،
وجدالي عن منصبي وجلادي
غَيرَ أنّي، وإنْ أتَيتُ منَ النّظْـ
ـمِ بلَفْظٍ يُذيبُ قَلبَ الجَماد
لَستُ كالبحتريّ أفخَرُ بالشّعْـ
ـرِ وأَثني عِطفَيّ في الأبراد
وإذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَرْ
تُ كأنّي بنيتُ ذاتَ العِمادِ
إنّما مَفخَري بنفسي، وقَومي،
وقناتي، وصارمي، وجوادي
معشرٌ أصبحتْ فضائلُهم في الأرْ
ضِ تُتلَى بألسُنِ الحُسادِ
ألبسوا الآملينَ أثوابَ عزِّ،
وأذلّوا أعناقَ أهلِ العِنادِ
كم عَنيدٍ أبدى لنا زُخرُفَ القَوْ
لِ وأخفَى في القلبِ قدحَ الزّنادِ
ورمانا من غدرهِ بسهامٍ،
نَشِبَتْ في القُلُوبِ والأكباد
فسرينا إليهِ في أجمِ السُّمْـ
ـرِ بغابٍ يسيرُ بالآسادِ
وأتَينا مِن الخُيولِ بسَيْلٍ
سالَ فوقَ الهِضابِ قبلَ الوِهاد
وبرزنا منَ الكماة ِ بأطوا
دِ حُلومٍ تَسري على أطواد
كلّما حاولوا الهوادَة َ منّا
شاهدوا الخيلَ مُشرفاتِ الهَوادي
وأخذنا حقوقنا بسيوفٍ
غنيتْ بالدّما عنِ الأغمادِ
فكأنّ السيوفَ عاصِفُ ريحٍ
وهُمُ في هبوبِها قومُ عادِ
حاولتْ رؤوسهمْ صعوداً فنالتـ
ـهُ ولكنْ من رؤوسِ الصِّعادِ
فَلَئِنْ فَلّتِ الحَوادِثُ حَدّي
بعدَما أخلصَ الزّمانُ انتقادي
فلقد نلتُ من مُنى النّفسِ ما رُمْـ
ـتُ وأدركتُ منهُ فوقَ مُرادي
وتحَقّقتُ انّما العَيشُ أطوا
رٌ كلٌّ مصيرُهُ لنفادِ(19/97)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قَبيحٌ بمنْ ضاقتْ عنِ الأرضِ أرضُهُ
قَبيحٌ بمنْ ضاقتْ عنِ الأرضِ أرضُهُ
رقم القصيدة : 19704
-----------------------------------
قَبيحٌ بمنْ ضاقتْ عنِ الأرضِ أرضُهُ
وطولُ الفَلا رحبٌ لديهِ وعرضُهُ
ولم يبلِ سربالَ الدُّجى فيه ركضُهُ،
إذا المرءُ لم يدنس من الؤمِ عرضُهُ
فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ
إذا المرءُ لم يحجُبْ عن العينِ نومها
ويغلي من النفسِ النفيسة ِ سومَها
أضيع، ولم تأمنْ معاليهِ لومَها،
وإن هوَ لم يَحمِلْ على النّفسِ ضَيمَها
فليسَ إلى حُسنِ الثّناءِ سَبيلُ
وعصبة ِ غدرٍ أرغمتها جدودنا،
فَباتَتْ، ومنها ضِدُّنا وحَسُودُنا
إذا عَجِزَتْ عن فِعلِ كَيدٍ يكيدُنا
تُعَيّرُنا أنّا قَليلٌ عَديدُنا
فقلتُ لها: إنّ الكرامَ قليلُ
رَفَعنا على هامِ السّماكِ مَحَلَّنا،
فلا ملكٌ إلاّ تفيأ ظلَّنا
فقَد خافَ جيشُ الأكثرينَ أقَلَّنا،
وما قَلّ مَن كانتْ بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامَى للعُلى وكُهُولُ
يُوازي الجِبالَ الرّاسياتِ وقارُنا،
وتبنى على هامِ المجرّة ِ دارُنا
ويأمنُ منْ صرفِ الزّمانِ جوارُنا،
وما ضَرّنا أنّا قَليلٌ وَجارُنا
عزيزٌ، وَجارُ الأكثرين ذَليلُ
ولمّا حلَلْنا الشّامَ تَمّتْ أُمورُهُ
ومنّا مُبيدُ الألفِ في يَومِ زَحفِهِ،
وبالنيربِ الأعلى الذي عزّ طورُهُ،
لنا جبلٌ يحتلُّهُ من نجيرُهُ
منيعٌ يردُّ الطرفَ، وهوَ كليلُ
يريكَ الثريّا من خلالِ شعابِهِ،
وتحدقُ شهبُ الأفقِ حولَ هضابِهِ
ويعثرُ خطوُ السحبِ دونَ ارتكابهِ،
رسا أصلُهُ تحتَ الثّرَى وسما بهِ
إلى النّجمِ فَرعٌ، لا يُنالُ، طويلُ
وقَصرٍ على الشّقراءِ قد فاضَ نَهرُهُ،
وفاقَ على فخرِ الكواكبِ فخرُهُ
وقد شاعَ ما بينَ البريّة ِ شكرُهُ،
هوَ الأبلقُ الفردُ الذي شاعَ ذكرُهُ
يعزُّ على منْ رامَهُ ويطولُ
إذا ما غضبنا في رضي المجدِ غضبة ً
لندركَ ثأراً أو لنبلغُ رتبة ً(19/98)
نَزيدُ، غَداة َ الكرّ في المَوتِ، رَغبة ً،
وإنّا لَقَوْمٌ لا نَرى القتلَ سُبّة ً
غذا ما رأتهُ عامرٌ وسلولُ
أبادتْ ملاقاة ُ الحروبِ رجالنا،
وعاشَ الأعادي حينَ مَلّوا قِتالَنا
لأنّا، إذا رامَ العُداة ُ نِزالَنا
يقربُ حبُّ الموتِ آجالنا لنَا
وتَكرَهه آجالُهُمْ، فتَطولُ
فمنّا معيدُ الليثِ في قبض كفّهِ،
ومُورِدُهُ في أسرِهِ كأسَ حَتفِهِ
وما ماتَ منّا سيدٌ حتفَ أنفهِ
ولا ضَلّ يَوماً حيثُ كانَ قَتيلُ
إذا خافَ ضَيماً جارُنا وجَليسُنا،
فمِنْ دونِهِ أموالُنا ورؤوسُنا
وإنْ أجّجَتْ نارَ الوَقائعِ شُوسُنا،
تسيلُ على حدّ الظُّباتِ نفوسنا
وليستْ على غيرِ الظُّباتِ تسيلُ
جنَى نفعنَا الأعداءُ طوراً وضرنَّا،
فما كانَ أحلانا لهمْ وأمرَّنا
ومُذْ خَطَبُوا قِدماً صَفانا وبِرَّنا،
صفونا، ولم نكدُر، وأخلصَ سرَّنا
أناسٌ أطابتْ حملنا وفحولُ
لقد وَفتِ العَلياءُ في المجدِ قِسطَنا،
وما خالفتْ في منشإ الأصلِ شرطنا
فمُذْ حاوَلَتْ في ساحة ِ العزّ هَبطَنا،
علوْنا إلى خيرِ الظّهورِ وحطَّنا
لوقتٍ إلى خيرِ البطونِ نزولُ
تُقِرُّ لَنا الأعداءُ عندَ انتِسابِنا،
وتخشى خطوبُ الدّهرِ فصلَ خطابنا
لقد بلغتْ أيدي العُلى في انتخابنا،
فنحنُ كماءِ المزنِ ما في نصابِنا
كَهامٌ، ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ
نغيثُ بني الدنيا ونحملُ هولهمْ،
كما يَومُنا في العِزّ يَعدِلُ حَولَهم
نَطولُ أُناساً تَحسُدُ السُّحبُ طَولَهمْ
ونُنكِرُ إن شِئنا على النّاسِ قولَهم
ولا يُنكِرونَ القولَ حينَ نَقولُ
لأشياخنا سعيٌ بهِ الملكَ أيدوا،
ومِنْ سَعِينا بَيتُ العَلاءِ مُشَيَّدُ
فَلا زالَ منّا في الدّسوتِ مُؤيَّدُ،
إذا سيدٌ منّا خلا قامَ سيدُ
قؤولٌ لما قالَ الكرامُ فعولُ
سبقنا إلى شأو العُلى كلَّ سابقِ،
وعمَّ عطانا كلَّ راجٍ ووامِقِ
فكَمْ قد خَبَتْ في المَحل نارُ مُنافِقِ
وما أُخمِدَتْ نارٌ لَنا دونَ طارِقِ
ولا ذَمَّنا في النّازِلينَ نَزيلُ(19/99)
علونا مكانَ النجمِ دونَ علونا،
وسامَ العُداة َ الخَسفَ فَرطُ سُمُوّنا
فَماذا يَسُرُّ الضّدَّ في يومِ سَوّنا،
وأيّامُنا مَشهورَة ٌ في عَدُوّنا
لها غُرَرٌ مَعلومَة ٌ وحُجولُ
لنا يومَ حربِ الخارجيّ وتغلبِ
وَقائعُ فَلّتْ للظُّبَى كلّ مَضرِبِ
فأحسابنا من بعدِ فهرٍ ويعربٍ،
وأسيافنا في كلّ شرقٍ ومغربِ
بها من قِراعِ الدّارِعينَ فُلُولُ
أبَدْنا الأعادي حينَ ساءَ فعالُها،
فَعادَ عَلَيها كيدُها ونَكالُها
وبيضٌ جلا ليلَ العجاجِ صقالُها
معودَة ٌ ألاّ تسلَّ نصالُها
فتُغمَدَ حتى يُستَباحَ قَبيلُ
هم هَوّنوا في قَدرِ مَن لم يُهِنْهُمُ،
وخانوا، غداة َ السلم، من لم يخنهمُ
فإنْ شِئتِ خُبر الحالِ منّا ومنهُمُ
سلي إن جهلتِ الناسَ عنّا وعنهمُ
فلَيسَ سَواءً عالِمٌ وجَهولُ
لئن ثلمَ الأعداءُ عرضي بسومهم
فكم حَلَموا بي في الكَرَى عند نومهم
وإذا أصبحوا قطباً لابناءِ قومهم،
فإنّ بني الرّيّانِ قُطبٌ لقومهم
تدورُ رحاهُمْ حولهم وتجولُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
رقم القصيدة : 19705
-----------------------------------
تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
وقدّ من الصعيدِ لهُ حشايا
وعانقَ في الدُّجى أعطافَ عضبٍ
يدبُّ بحدّهِ ماءُ المنايا
وصَيّرَ جأشَهُ في البِيدِ جَيشاً،
ومِنْ حَزْمِ الأمورِ لهُ رَبَايا
فمُذْ بَسَمَتْ ثَنايا الأمنِ نادَى :
أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثّنايا
أبيٌّ لا يقيمُ بارضِ ذلٍّ،
ولا يَدنو إلى طُرُقِ الدنايا
إذا ضاقتْ بهِ أرضٌ جفاها،
ولو ملأ النُّضارُ بها الرّكايا
غدا لأوامرِ السّلانِ طوعاً،
ولكنْ لا يعدُّ مِنَ الرّعايا
تركتُ الحُكمَ يسعفُ طالبيهِ،
ويُورِدُ أهلَهُ خُطَطَ الخَطايا
وعِفتُ حِسابَهمْ والأصلُ عندي
وفي كَفّيّ دُستورُ البَقايا
وسِرْتُ مُرَفَّهاً في حُكمِ نَفسٍ
تَعُدُّ خمولَها إحدى البَلايا(19/100)
ولَيسَ بمُعجِزٍ خَوضُ الفَيافي،
إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا
فلي من سرجِ مهري تختُ ملكٍ
منيعٍ لم تنلهُ يدُ الرّزايا
وإيوانٌ حكَى إيوانَ كِسرَى ،
تُدارُ عليهِ مِنْ نَبعٍ حَنايا
يُقيمُ مَع الرّجالِ، إذا أقَمنا،
وإنْ سرْنا تسيرُ بهِ المطايا
يسيرُ بيَ البساطُ بهِ كأنّي
وَرِثتُ مِن ابنِ داودٍ مَزايا
يخالُ لسيرهِ في البيدِ خلواً،
وكمْ فيهِ خبايا في الزّوايا
تباريهِ معَ الوالدانِ قودٌ
مضمَّرة ُ الأياطِلِ والحوايا
وتخفقُ دونَ محملهِ بنودٌ
كأنّي بعضُ أملاكِ البَرايا
فأيُّ نَعيمِ مُلْكٍ زالَ عَنّي،
وأبكارُ الممالك لي خطايا
إذا وافَيتُ يَوماً رَيعَ مُلكٍ
ليَ المرباغُ فيهِ والصّفايا
تلاحظُني الملوكُ بعينِ عزٍّ،
وتُكرِمُني وتُحسِنُ بي الوَصايا
أُجاوِرُهمْ كأنّي بَينَ أهلي،
وكلٌّ مِنْ سَراتِهمُ سَرايا
وما لي ما أمُتُّ بهِ إلَيهِمْ،
سوى الآدابِ مع صِدقِ الطّوايا
وودٍّ شبّهته لهم بنصحٍ،
إذا شُوركتُ في فَصلِ القَضايا
وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ،
أرومُ بهِ المَواهبَ والعَطايا
ولكني أصيرهُ جزاءً
لما أولوهُ من كرمِ السجايا
فكم أهديتُ من معنًى دقيقٍ
بهِ وَصَلَ الدّقيقُ إلى الهَدايا
فقُلْ لمُسَفِّهٍ في البُعدِ رأيي،
وكنتُ بهِ أصَحّ النّاسِ رايا
عذرتكَ لم تذقْ للعزّ طعماً،
ولا أبدي الزّمانُ لكَ الخفايا
ولا أولاكَ الحسنِ نوراً،
كما عَكَسَتْ أشعّتَها المَرايا
فَما حُرٌّ يَسيغُ الضّيمَ حُرّاً،
ولو أصمَتْ عَزائمَهُ الرّمايا
لذلكَ مُذْ عَلا في النّاسِ ذِكري
رَمَيْتُ بِلادَ قَومي بالنَّسايا
ولستُ مسفهاً قومي بقولي،
ولكنّ الرجالَ لها مزايا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي
لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي
رقم القصيدة : 19706
-----------------------------------
لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي
عنهمُ اليومَ موجبٌ للتراخي
بل أبَيتُ المُقامَ بعَدَ شُيوخي،(19/101)
ما مقامُ الفرزانِ بعدَ الرّخاخِ
أينما سرتُ كانَ لي فيهِ ربعٌ،
وأخٌ مِن بَني الزّمانِ أُؤاخى
وإذَا أجّجُوا الكِفاحَ رَأوني
تابعاً في مجالها أشياخي
ربّ فعلٍ يسمو على شامخِ الشُّـ
ـمّ، وقولٍ يسمو على الشماخِ
حاولتني منَ العداة ِ ليوثٌ
لا أراها بَعوضَة ً في صِماخي
قد رأوا كيفَ كان للحَبّ لَقطي،
وفراري من قبل فقس الفِخاخ
إنْ أبادوا بالغدرِ منّا بزاة ً
وَيلَهم من كَمالِ ريشِ الفِراخ
سوفَ تَذكو عَداوَة ٌ زَرَعُوها،
إنّها أُلقِيَتْ بغَيرِ السِّباخ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مُذْ تَسامتْ بنا النّفوسُ السّوامي،
مُذْ تَسامتْ بنا النّفوسُ السّوامي،
رقم القصيدة : 19707
-----------------------------------
مُذْ تَسامتْ بنا النّفوسُ السّوامي،
أصغَرَتْ قَدرَ مالِنا والسَّوامِ
فلنا الأصلُ والفروعُ النّوامي،
إنّ أسيافَنا القِصارَ الدّوامي
صَيّرَتْ مُلكَنا طَويلَ الدّوام
كمْ فِناءٍ بعدلِنا معمورِ،
ومليكٍ بجودنا مغمورِ
وأميرٍ بأمرِنا مأمورِ،
نَحنُ قَومٌ لَنا سَدادُ أُمُورِ
واصطِدامُ الأعداءِ مِن وَسطِ لامِ
كم فللنا شبا خطوبٍ جسامِ
بيراعٍ، أو ذابلٍ، أو حُسامِ
فلنا المجدُ ليسَ فيهِ مسامِ،
واقتسامُ الأموالِ من وقتِ سامِ
واقتحامُ الأهوالِ مِن وقتِ حامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سوابقنا، والنقعُ، والسمرُ والظُّبى ،
سوابقنا، والنقعُ، والسمرُ والظُّبى ،
رقم القصيدة : 19708
-----------------------------------
سوابقنا، والنقعُ، والسمرُ والظُّبى ،
وأحسابُنا، والحِلمُ، والبأسُ، والبِرُّ
هبوبُ الصَّبا والليلُ والبرقُ والقضا،
وشمسُ الضّحى والطّودُ والنارُ والبحرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَئِنْ لم أُبَرْقِعْ بالحَيا وجهَ عِفّتي،
لَئِنْ لم أُبَرْقِعْ بالحَيا وجهَ عِفّتي،
رقم القصيدة : 19709
-----------------------------------
لَئِنْ لم أُبَرْقِعْ بالحَيا وجهَ عِفّتي،(19/102)
فلا أشبهتهُ راحتي في التّكَرّمِ
ولا كنتُ ممّن يكسرُ الجَفنَ في الوَغى
إذا أنا لم أغضضهُ عن راي محرمِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> تهويمات في وجهها
تهويمات في وجهها
رقم القصيدة : 1971
-----------------------------------
تاهت حروف الشعر في معناك
واستبشرت عيناه حين رآكِ
يا أنت يا وعد السحاب بدمعه
يسقي لهيب الأرض من نجواك
في شرفة الأيام وجهك قبلة
وعلى جبين الفجر نور بهاك
شريان حبك صاغ سر هويتي
فكتبت في سفر الهوى أهواكِ
أهواكِ ، يا أملا يطير بمهجتي
ففضاؤه منحته لي عيناكِ
ناديت والأحلام ترقص في الربى
فاخضرَّ صوتي من صدى مغناكِ
وتراقصت لغة القصيد على فمي
وعلى مداركِ هاجرت أفلاكِ
قد خاض أوردة البحار سفينتي
حتى دنوت فضمني مرساكِ
لا تسألي لغة السفين تحطمت
وتمزقت أشلاؤها لولاكِ
حتى رماد الذكريات أعيده
نارا تذيب البرد من ذكراكِ
وكتائب النسيان تمتم صمتها
في مسمع الأيام لن أنساكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا يَسمَعُ العُودَ منّا غيرُ خاضِبِهِ
لا يَسمَعُ العُودَ منّا غيرُ خاضِبِهِ
رقم القصيدة : 19710
-----------------------------------
لا يَسمَعُ العُودَ منّا غيرُ خاضِبِهِ
من لبة ِ الشوسِ يومَ الرَّوعِ بالعلقِ
ولا يزفُّ كميتاً غيرُ مصدرهِ
يومَ الطّرادِ بلَيلِ الطَّفّ بالعَرَقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لقدْ نزهتْ قدري عن الشعرِ أمة ٌ،
لقدْ نزهتْ قدري عن الشعرِ أمة ٌ،
رقم القصيدة : 19711
-----------------------------------
لقدْ نزهتْ قدري عن الشعرِ أمة ٌ،
ولامَ علَيهِ مَعشري وبَنو أبي
وما علموا أنّي حميتُ ذمارهُ
عن العارِ لم أذهبْ به كلَّ مذهبِ
وما عابَني نَظمُ القَريضِ، ومَذهبي
رفيعٌ، وقَلبي في الوَغى غيرُ قُلَّبِ
أقولُ، وفي كفي يراعٌ، وتارة ً
أقولُ، وسيفي في مفارقِ أغلبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما كنتُ أرضى بالقريضِ فضيلة ً،(19/103)
وما كنتُ أرضى بالقريضِ فضيلة ً،
رقم القصيدة : 19712
-----------------------------------
وما كنتُ أرضى بالقريضِ فضيلة ً،
وإنْ كانَ ممّا تَرتَضيهِ الأفاضِلُ
ولستُ أذيعُ الشعرَ فخراً، وإنّما
مُحاذَرَة ً أنْ تَدّعيهِ الأراذِلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقد أسيرُ على الضّلالِ، ولم أقُلْ:
ولقد أسيرُ على الضّلالِ، ولم أقُلْ:
رقم القصيدة : 19713
-----------------------------------
ولقد أسيرُ على الضّلالِ، ولم أقُلْ:
أينَ الطّريقُ، وإن كَرِهتُ ضَلالي
وأعافُ تسآلَ الدليلِ ترفّعاً
عَن أنْ يَفوهَ فَمي بلَفظِ سُؤالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قَطَعتُ مِنَ الهَباتِ رَجاءَ نَفسي،
قَطَعتُ مِنَ الهَباتِ رَجاءَ نَفسي،
رقم القصيدة : 19714
-----------------------------------
قَطَعتُ مِنَ الهَباتِ رَجاءَ نَفسي،
وقلّ إلى العنا دلجي وسيري
فقلْ لمكلفي تسآلَ قومٍ
ليُدرِكَ منهُمُ نَفعاً بضَيرِي
أتبذلُ دونَ وجهكَ ماءَ وجهي،
وتمحو باسمِ شرّكَ ذكرَ خيري
أنِفتُ مِنَ السّؤالِ لنَفعِ نَفسي،
فكَيفَ أُطيقُ أفعَلُهُ لغَيري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا غَرْوَ إن قَصّ جَناحي الرّدى ،
لا غَرْوَ إن قَصّ جَناحي الرّدى ،
رقم القصيدة : 19715
-----------------------------------
لا غَرْوَ إن قَصّ جَناحي الرّدى ،
فعذرُهُ في فعلِهِ واضحُ
يَضرِبُ عن ذي النّقصِ صفحاً ولا
يُقَصُّ إلاّ الدّرهَمُ الرّاجِحُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بلغي الأحبابَ يا
بلغي الأحبابَ يا
رقم القصيدة : 19716
-----------------------------------
بلغي الأحبابَ يا
ريحَ الصَّبَا عنّي السّلامَا
وإذا خاطبكِ الـ
ـجاهِلُ بي قُولي: سَلاما
أنا مَنْ لمْ يذممِ الـ
ـنّاسُ لهُ يوماً ذماما
يحفظُ العهدَ ولا يسـ
ـمعُ في الخلّ الملاما
من أناسٍ صيروا العرْ
ضَ على الذّمَ حراما
أيتَموا الأطفالَ في الحَرْ
بِ، وهم كهفُ اليتاما(19/104)
وإذا مَرّوا بلَغوٍ
في الوَرَى مَرّوا كِراما
فلَكَمْ ذُقتُ عَذاباً
للهَوَى كانَ غَراما
إنّ نارَ الشوقِ سا
ءَتْ مُستَقَراً ومَقاما
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَلَذُّ لنَفسي بَذلُ ما قد مَلَكتُهُ،
يَلَذُّ لنَفسي بَذلُ ما قد مَلَكتُهُ،
رقم القصيدة : 19717
-----------------------------------
يَلَذُّ لنَفسي بَذلُ ما قد مَلَكتُهُ،
وبَسطُ يَدي فيما تَجَمّعَ في قَبضي
ولم أُبْقِ بَعضَ المالِ إلاّ لأنّني
أُسَرُّ بما فيهِ الوَقائذُ عن عِرضي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولا رأيَ لي إلاّ كنتُ حاقِناً
ولا رأيَ لي إلاّ كنتُ حاقِناً
رقم القصيدة : 19718
-----------------------------------
ولا رأيَ لي إلاّ كنتُ حاقِناً
لماءِ المحيّا عن سؤال بني الدّهرِ
ولم تَثنِ أبكارُ المَدائحِ عِطفَها
لتجلَى عليهم في غلائلَ في شعري
ولم أبتَذِلْ عِرسَ المَديحِ لخاطِبً،
ولو أرغَبوني بالجَزيلِ من المَهرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أصغرَتْ مالَنا النّفوسُ الكِبارُ،
أصغرَتْ مالَنا النّفوسُ الكِبارُ،
رقم القصيدة : 19719
-----------------------------------
أصغرَتْ مالَنا النّفوسُ الكِبارُ،
فاقتضتْ طولنَا السيوفُ القصارُ
وبنتْ مجدنَا رماحٌ طوالٌ،
قَصُرَتْ عندَ هَزّها الأعمارُ
كم جلَونا بَمعرَكٍ كَربَ حَربٍ،
وكؤوسُ المُدامِ فيها تُدارُ
أعرَبتْ عن صِفاتِنا عُجْمُ أقلا
مٍ فِصاحٍ جِراحُهُنّ جُبارُ
فَلَئِنْ كانَ غابَ عن أُفُقِ المَجـ
ـدِ سِناناً، فللبُدورِ سِرارُ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> نفس من النفس
نفس من النفس
رقم القصيدة : 1972
-----------------------------------
أماهُ .. لا تسألي عن كُنْهِ أمنيتي
لا تسألي عن دمٍ يجري بأوردتي
لا تسألي عن رفاق الدرب إنهمُ
عزّوا..! فليس سوى صبري وراحلتي
لا تسألي عن خيول الشعر.!! ملجمة
لجامها الخوفُ ، إلا صوت قافيتي!!
*** *** ***(19/105)
هي الغريبة تجري في أعنّتها
ترنو إلى الشمس في إشراقها الآتي
تعانق الفجر، تشتمُّ النسيم به
تواجه اليأسَ في طوفانه العاتي
فسوف أكتب شعري في فضا أملي
وسوف أركز فوق الحب راياتي.
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليهنكَ أني في القراعِ وفي القرى ،
ليهنكَ أني في القراعِ وفي القرى ،
رقم القصيدة : 19720
-----------------------------------
ليهنكَ أني في القراعِ وفي القرى ،
وفي البحثِ حظّي الصدرُ والصدرُ والصدرُ
ويومَ النّدي والرَّوعِ إنْ أبحِ اللّقا
تَعجّبَ منّي البحرُ والبحرُ والبحرُ
إذا عَنّ بحثٌ أو تَطاوَلَ حادِثٌ
يُقَصّرُ عَنهُ الحَبرُ والبَطَلُ الذِّمرُ
أطاعِنُ فُرسانَ الكَلامِ، وتارَة ً
أطاعنُ خَيلاً من فَوارِسِها الدّهرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا رَبّ قَد عوّدتني منكَ نِعمَة ً،
أيا رَبّ قَد عوّدتني منكَ نِعمَة ً،
رقم القصيدة : 19721
-----------------------------------
أيا رَبّ قَد عوّدتني منكَ نِعمَة ً،
أجودُ بها للوافدينَ بلا مَنّ
فأُقسِمُ ما دامَتْ عَطاياكَ جَمّة ً
ونعماك، لا خيبتُ ذا الظنّ بالمنّ
إذا بخلتْ كفي بنعمة ِ منعمٍ،
فقد ساءَ في تكرارِ أنعُمِهِ ظَنّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حسَدَ الفاضِلُ المُماذِقُ فَضلي،
حسَدَ الفاضِلُ المُماذِقُ فَضلي،
رقم القصيدة : 19722
-----------------------------------
حسَدَ الفاضِلُ المُماذِقُ فَضلي،
فهوَ للحالَتَينِ يُخفي ويُبدي
ورمى بيننا العداوة َ، إنّي
نِلتُ ما نالَ فهو نِدّي وضِدّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لسيري في الفلا والليلُ داجٍ،
لسيري في الفلا والليلُ داجٍ،
رقم القصيدة : 19723
-----------------------------------
لسيري في الفلا والليلُ داجٍ،
وكَرّي في الوغى والنّقعُ داجِنْ
وحملي مرهفَ الحدينِ ضامٍ
لحامِلِه وجودَ النّصرِ ضامِن
وهَزّي ذابِلاً للخَيلِ مارٍ،
يلينُ ببزهِ صدراً ومارنْ(19/106)
وخطوي تحتَ راية ِ ليثِ غابٍ،
بسَطوَتِهِ لصَرْفِ الدّهرِ غابِن
وركضي أدهمَ الجلبابِ صافٍ،
خفيفَ الجري يوم السلمِ صافنْ
شديدُ البأس ذُو أمرٍ مُطاعٍ،
مُضارِبُ كلّ قَرمٍ، أو مُطاعِن
أحَبُّ إليّ من تَغريدِ شادٍ،
وكأسِ مدامة ٍ منكفّ شادِنْ
وحثي بالكؤوسِ إلى بواطٍ،
ظواهرهُنّ غابٌ والبواطنْ
ولَثمِ مُضَعَّفِ الأجفانِ ساجٍ،
بمطلقِ حسنِهِ للقلبِ ساجنْ
وفِكري في حيَاة ٍ، أو وَفاة ٍ،
لأُرْضي كلّ فاتِنَة ٍ وفاتِن
فأمسي، والشوامتُ بي هوازٍ،
كما شمتتْ ببكرٍ في هوازنْ
وليسَ المجدُ إلاّ في مواطٍ،
فَما لَك في السّعادَة ِ مِن مُوازٍ،
بعزمٍ في الشدائدِ غيرِ واهٍ،
وبأسٍ في الوقائعِ غَيرِ واهِن
وصُحبَة ِ ماجِدٍ كالنّجمِ هادٍ،
يُسِرُّ البَطشَ حِلماً، وهوَ هادِن
وكلُّ غَضَنفَرٍ للبأسِ كامٍ،
شَبيهِ السّيفِ فيهِ الموتُ كامِن
كريمٍ لا يطيعُ مقالَ لاحٍ،
غدا في فعلهِ والقولِ لاحنْ
تقيٍّ من ثيابِ العارِ عارٍ
بهمتهِ لأنفِ الدّهرِ عارنْ
وعشرة ِ كاتبٍ للعلمِ قارٍ،
لحسنِ الخلقِ بالآدابِ قارنْ
أخي كَرَمٍ لداءِ الخِلّ آسٍ،
وصَيّرْتَ العَفافَ بها مَعادِن
ولا لك في السيادة من موازنْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
رقم القصيدة : 19724
-----------------------------------
قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
ومَن بجسمي وحالي عندهُ سَقَمُ
تَنامُ عنّي، وعينُ النّجمِ ساهَرَة ٌ،
واحَرّ قَلباهُ مِمّنْ قَلبُهُ شَبِمُ
فالحبُّ حيثُ العِدى والأسدُ رابضة ٌ،
فليتَ أنّا بقدرِ الحبّ نقتسمُ
فهلْ تعينُ على غيٍّ هممتُ به
في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّه نِعَم
حبُّ السّلامة ِ يَثني عَزمَ صاحِبه
إذا استَوَتْ عندَهُ الأنوارُ والظُّلَم
فإن جنَحَت إليهِ، فاتّخِذْ نفَقاً،
ليحدثنَّ لمنْ ودعتهُمْ ندَمُ
رِضَى الذّليلِ بخَفضِ العيشِ يخفضُه
وقد نظرْتُ إليهِ، والسّيوفُ دَمُ(19/107)
إنّ العُلى حدّثتني، وهيَ صادقة ٌ:
إنّ المعارفَ في أهلِ النّهَى ذمَمُ
أهبتُ بالحظّ لو ناديتُ مستمعاً،
واسمعت كلماتي من به صمم
لعلهُ إنْ بدا فضلي ونقصُهُمُ
أدركْتُها بجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَم
أعللُ النفسَ بالآمالِ أطلبُها،
لو أنّ أمرَكُمُ من أمرِنا أَمَم
غالَى نفسيَ عرفاني بقيمتها،
حتى ضرَبتُ، وموجُ الموتِ يَلتطَمِ
ماك نتُ أوثرُ أن يمتدّ بي زمنٌ
شهبُ البزاة ِ سواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
أعدضى عدوّك أدْنَى من وثقتَ به،
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيثَ يَبتَسِم
وحُسنُ ظَنّكَ بالأيّامِ مُعجِزَة ٌ،
أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمه وردمُ
يا وارِداً سُؤرَ عَيشٍ صَفُوهُ كدَرٌ،
وشرُّ ما يَكسبُ الإنسانُ ما يَصِم
فيما اعتراضكَ لجّ البحرِ تركبُه
واللَّهُ يكرَهُ ما تأتونَ والكَرَم
ويا خبيراً على الأسرارِ مطلعاً،
فيك الخِصامُ وأنتَ الخَصمُ والحكم
قد رَشّحوكَ لأمرٍ لو فَطِنتَ لهُ،
تصافحتْ فيه بيضُ الهندِ واللِّمَمُ
فافطَن لتَضمينِ لَفظٍ فيك أحسبُه،
قد ضمنَ الدرَّ إلاّ أنّه كلِمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ
ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ
رقم القصيدة : 19725
-----------------------------------
ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ
فطُولُ مَكثِكَ مَنسُوبٌ إلى العَجَزِ
هذي المغانمُ فامددْ كفّ منتهبٍ،
وفرصة ُ الدهرِ، فاسبقْ سبقَ منتهزِ
واغزُ العِدى قبلَ تَغزونا جيوشُهُم؛
إنّ الشّجاعَ، إذا مَلَّ الغُزاة َ، غُزي
والقَ العدوّ بجأشٍ غيرِ محترِسٍ
مِنَ المَنايا، وجيشٍ غيرِ مُحترِز
لا تتركَ الثأرَ مِنْ قومٍ مرادهُمُ
إخفاءُ ذِكرٍ لَنا في النّاسِ مُنتَبِز
ما عذرنا وبنو الأعمامِ ليسَ بها
نقصٌ، ولا في صفاح الهند من عوزِ
بَل كُلُّ مُنصَلِتٍ منّا ومُنصَلِحٍ
في كفّ مرتجلٍ منّا ومرتجزِ
وكلُّ ذي صَمَمٍ في كَفّ ذي هِمَمٍ،
وكلُّ ذي مَيَسٍ في كَفّ ذي مَيَزِ
فاقمَعْ بنا الضّدّ ما دامَتْ أوامِرُنا(19/108)
مطاعة ً، ومعالينا على نشزِ
إنّ الوِلايَة َ ثَوبٌ قد خُصِصتَ به،
جاءَتْ كَفافاً، فلَم تَفضَلْ ولم تَعُزِ
وافَتكَ إذْ رأتِ العَلياءَ قد نُسِبَتْ
إلَيكَ والشّرَفَ الأعلى إليكَ عُزِي
لُذْنا بظِلّكَ عِلماً أنّ فيكَ لَنا
نيلَ الأماني، ومن يلقَ المُنى يفزِ
ما رَكّبَ اللَّهُ في أحداقِنا بَصَراً،
إلاّ لنَفرُقَ بَينَ الدُّرّ والخَرَزِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَنْ لهُ راية ُ العلياءِ قد رفعتْ!
يا مَنْ لهُ راية ُ العلياءِ قد رفعتْ!
رقم القصيدة : 19726
-----------------------------------
يا مَنْ لهُ راية ُ العلياءِ قد رفعتْ!
إنّ العداة َ بنا لمّا نأيتَ سعتْ
وقد أداروا لَنا بالسّوءِ دائرَة ً
من النَّكالِ، وإن لم تَرْفُها اتّسعتْ
أراقِمٌ لِينُها عَن غَيرِ مَقدِرَة ،
لذاكَ إن أمكَنتها فُرصة ٌ لسَعتْ
إنّ الصدورَ التي بالغلّ مشحنة ٌ
لو قطعتْ بلهيبِ النّارِ ما رجعتْ
وكيفَ تهواكَ أطفالٌ على ظمإٍ
رمتَ الفطامَ لها من بعد ما رضعتْ
تَبَسّمتْ لكَ، والأخلاقُ عابسة ٌ،
إنّ القلوبَ على البَغضاءِ قد طُبعتْ
تفرّقتْ فرقاً من خوفِ بأسكُمُ،
حتى إذا أمنَتْ من كَيدكَ اجتمعتْ
وحاذَرَتْ سَطَواتٍ منك عاجلَة ً
عندَ القُدومِ، فمذ أمهلتَها طمعَتْ
وطالَعتْ بأُمورٍ ليسَ تَعرِفُها
ولا أحاطتْ بها خُبرا ولا اطّلَعتْ
فكيفَ لو عاينتْ أمراً تحاذرُهُ،
إن كان فعلٌ لها عن بعض ما سمعتْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قَلّوا لَدَيكَ، فأخطأُوا،
قَلّوا لَدَيكَ، فأخطأُوا،
رقم القصيدة : 19727
-----------------------------------
قَلّوا لَدَيكَ، فأخطأُوا،
لمّا دعوتَ فأبطأوا
وتبرعوا حتء تصولَ،
فحينَ صلتَ تبرأوا
خافوا النَّكالَ، فوَطّدوا،
وللفِرارِ تَهَيّأُوا
دعهمْ، فما كلُّ الأشدة ِ
للشدائدِ تخبأُ
فلسوفَ تسمعُ ما يحلُّ
بمَنْ لمَجدِكَ يَشْنَأُ
فالقَ العُداة َ بطَلعَة ٍ
عَنها النّواظرُ تَخسَأُ(19/109)
فَلَدَيكَ منّا فِتيَة ٌ،
عن ثارِها لا تَفتَأُ
لجأوا إليكَ بجمعهمْ،
ولمثلِ ظلّكَ يلجأُ
وتَوقّعوا مِنكَ الرّضَى
ولما سواهُ توقأوا
وتَنَبّهوا، فكأنّهُمْ
بالزّجرِ فيكَ تَنَبّأُوا
يا دوحة ! كلُّ الوَرى
بِظلالِها يَتَفَيّأُ
منها الكرامُ تجزأُوا
إن صُلت غادرنا العُداة َ
بكلّ فجٍّ تفجأُ
وتَجرّعوا غَصَصَ المَنون
بما عليهِ تجرأُوا
فأدرأ: نحرَ العدوّ،
فبِالأقارِبِ يُدرأُ
إنّ الأُصولَ، وإنْ تَبا
عد عهدها لاتخطأُ
واغنمْ جميلَ الذكرِ فهوَ
مِنَ الغَنائِمِ أهنَأُ
فالمرءُ يرزقُ ما يشاءُ
مِنَ الزّمانِ، ويُرزَأُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مولايَ! إنّي عليكَ متكِلُ،
مولايَ! إنّي عليكَ متكِلُ،
رقم القصيدة : 19728
-----------------------------------
مولايَ! إنّي عليكَ متكِلُ،
وأنتَ عمّا أرومُ مشتغلُ
وكَيفَ يُخطىء ُ رأيي ولي مَلِكٌ
يُضرَبُ في حُسنِ رأيِهِ المَثَلُ
فقُمْ بنَصري، فقَد تَقاعدَ بي
دَهري، وضاقتْ بعدَكَ الحيَلُ
ولا تكلْ حاجتي إلى رجُلٍ،
ومنكَ في كلّ شعرة ٍ رجلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،
أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،
رقم القصيدة : 19729
-----------------------------------
أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،
فالسّيفُ لا يَقطَعُ في قِرابِهِ
والليثُ لا يرهبُ منْ زئيره،
إذا اغتدى محتجباً بغابِه
والنجمُ لا يهدي السبيلَ سارياً،
إلاّ إذا أسفَرَ من حِجابِه
والشهدُ لولا أنْ يُذاقَ طَعمُه،
لما غدا مميزاً عن صابِه
إذا بدا نورُكَ لا يصدُّه
تزاحمُ المواكبِ في ارتكابِه
ولا يَضُرُّ البَدرَ، وهوَ مُشِرقٌ،
أنّ رقيقَ الغيمِ من نقابِه
قمْ غيرَ مأمورٍ، ولكنْ مثلمَا
هزّ الحسامُ ساعة َ اجتذابِه
فالعميُ لا تعلمْ إرزامَ الحيا،
حتى يكونَ الرّعدُ في سَحابِه
كم مدركٍ في يومِه بعزمِه،
ما لم يكنْ بالأمسِ في حسابِه
مَن كانتِ السُّمرُ اللّدانُ رُسلَهُ(19/110)
كانَ بُلوغُ النّصرِ من جَوابِه
لا تُبقِ أحزابَ العُداة ِ، واعتَمِدْ
ما اعتَمَدَ النبيُّ في أحزابِه
ولا تَقُلْ إنّ الصّغيرَ عاجِزٌ،
هلْ يَجرحُ اللّيثَ سِوى ذُبابِه؟
فارمِ ذُرى قَلعتهمْ بقَلعة ٍ
تقلعُ أسّ الطودِ من ترابِه
فإنّها إذا رأتكَ مُقبِلاً،
مادَتْ وخرّ السورُ لاضطرابِه
إنْ لم تحاكِ الدّهرَ في دوامِه،
فإنّها تَحكيهِ في انقلابِه
وأجلُ لهمْ عزماً، إذا جلوتَه
في اللّيلِ، أغنى اللّيلَ عن شِهابِه
عزمُ مليكٍ يخضعُ الدهرُ لهُ،
وتسجدُ الملوكُ في أعتابِه
تُحاذر الأحداثُ من حَديثِهِ،
وتَجزَعُ الخُطوبُ مِن خِطابِه
قد صرفَ الحجابَ عن حضرتِه،
وصَيّرَ الهَيبَة َ من حِجابِه
إذا رأى الأمرَ بعينِ فكرِه،
رأى خطاءَ الرأي من صوابِه
وإنْ أجالَ رأيَهُ في مُشكِلٍ،
أعانَهُ الحَقُّ على طِلابِه
تَنقادُ مَع آرائِهِ أيّامُه،
مثلَ انقيادِ اللفظِ مع إعرابِه
لا يَزجُرُ البارحَ في اعتراضِهِ،
ولا غُرابَ البَينَ في تَنَعابِه
ولا يرى حكمَ النجومِ مانِعاً
يرددُ الحزمَ على أعقابِه
يقرأُ من عنوانِ سرّ رأيِه،
ما سَطّر القَضاءُ في كتابِه
قد أشرَقَتْ بنُورِهِ أيّامُه،
كأنّما تبسمُ عن أحسابِه
يكادُ أن تلهيه عن طالبِه
مطالبُ الحمدِ، وعن شرابِه
ما سارَ للناسِ ثناءٌ سائرٌ
إلاّ وحطّ رحلهُ ببابِه
إذا استجارَ مالهُ بكفّه
أدانهُ الجودَ على ذهابِه
وإنْ كسا الدهرُ الأنامَ مفخراً
ظَنَنتَهُ يَخلَعُ من ثيابِهِ
يا ملكاً يرء العدوَّ قربَه
كالأجلِ المحتومِ في اقترابِه
لا تَبذُلِ الحِلمَ لغَيرِ شاكِرً،
فإنّهُ يُفضي إلى إعجابِه
فالغيثُ يستسقى مع اعتبابِه،
وإنّما يُسأمُ في انْسِكابِه
فاغزُ العِدى بعزمَة ٍ من شأنِها
إتيانُ حزمِ الرّأي من أبوابِه
تُسلِمُ أرواحَ العِدى إلى الرّدَى ،
وترجعُ الأمرَ إلى أربابِه
حتى يقولَ كلُّ ربّ رتبة ٍ:
قد رجَعَ الحَقُّ إلى نِصابِه
قد رَفَعَ اللَّهُ العَذابَ عَنهُمُ،
فشمّروا السّاعِدَ في طِلابِه(19/111)
رنوا إلى الملكِ بعينِ غادِرِ
أطمعَهُ حِلمُكَ في اقتِضابِه
إن لم تقطعْ بالظبي أوصالهمْ
لم تقطعِ الآمالَ من أسبابِه
لا تَقبَلِ العُذْرَ، فإنّ رَبّهُ
قد أضمرَ التصحيفَ في كتابِه
فتوبة ُ المقلِعِ إثر ذنبِه،
وتوبة ُ الغادرِ معَ عقابِه
لو أنّهمْ خافُوا كِفاءَ ذَنبِهمْ،
لم يقدموا يوماص على ارتكابِه
فاصرمْ حبالَ عزمهمْ بصارمٍ
قد بالَغَ القُيُونُ في انتِخابه
كأنّما النّملُ على صَفحَتِه،
وأكرعُ الذبابِ في ذبابِه
يَعتَذِرُ الموتُ إلى شَفرتِه،
وتَقصُرُ الآجالُ عن عِتابِه
شيخٌ إذا اقتضّ النّفوسَ قُوّضَتْ،
ولا تَزالُ الصِّيدُ مِن خُطّابِه
يُذيقُهم في شَيبِه أضعافَ ما
أذاقَهُ القُيونُ في شَبابِه
يا ملكاً يعتذرُ الدّهرُ لهُ،
وتَخدُمُ الأيّامُ في رِكابِه
لم يَكُ تَحريضي لكُمْ إساءَة ً،
ولم أحلْ في القولِ عن آدابِه
ولا يعيبُ السيفَ، وهوَ صارمٌ،
هذُّ يدِ الجاذبِ في نتدابِه
ذكرُكَ مَشهورٌ، ونَظمي سائرٌ،
كِلاهُما أمعَنَ في اغترابِه
ذكرٌ جَميلٌ غَيرَ أنّ نَظمَهُ
يزيدُهُ حسناً مع اصطحابِه
كالدرّ لا يظهرُ حسنَ عقدِهِ
إلاّ جوازُ السلكِ في أثقابِه
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> أعطني البندقية
أعطني البندقية
رقم القصيدة : 1973
-----------------------------------
أبي يا أبي..
اعطني البندقية..!!
ففي شفتيها حلول القضية.
" فشارون " ليس عدوي.!!
وليس عدوي سوى " الأمنيات الغبية ".!!
أبي يا أبي..
اعطني البندقية..!!
ودع ما سواها..
فصوت صداها
سيكشف صمت الممثل في المسرحية.
أبي ..يا أبي..
إنني مبحر في عيون الردى..
وحزني مدى..
فكيف تضيع حقوقي سدى..؟؟
والعِدا..
يخاف جنوني إذا شاهد البندقية ..
أبي يا أبي ..
..وهذا هو الفجر.. في شفتيه الأملْ
وفي راحتيه الندى.
وهمس الصدى.
وبوح الزهور وغنج الشذى.
وفي مقلتيه السحاب وفي وجنتيه الخجلْ
يردد لحن انتصارٍ على الليل..
بالصبر و " البندقية ".
أبي يا أبي...(19/112)
..وبلغ رفاقي بأني هناكْ
على ضفة الموت أسقي الحياة دمائي لكي لا تموتْ
فلو قابلوك..
ولو ساءلوك..
فقل يا أبي.:
إن نهر الحياة ينادي هناك
وسلمهمُ " البندقية "
أبي يا أبي..
ودمعي يناديك من مقلتي
فخذني إليك قبيل الوداع..
ودعني أقبل في راحتيك ابتسامات فجري الجديد
تعلمت منك الكثير..الكثير ..الكثير..
تعلمت أن الحياة لها صورتان
حياة يريدونها..
وأخرى تكون على مانريد..
وبينهما حاجز من جليد..!!
فاعطني يا أبي البندقية
لأرفع رأسي بأني شهيد..
فاعطني يا أبي البندقية
اعطني يا أبي البندقية..
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
رقم القصيدة : 19730
-----------------------------------
يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
وضاعَ حقيَ بينَ العذرِ والعذلِ
فقلتُ مع قلة ِ الأنصارِ والخولِ:
لو كنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي
بَنو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ بنِ شَيبانا
لو أنّني برُعاة ِ العُربِ مُقترِنُ،
لهمْ نَزيلٌ، ولي في حَيّهِمْ سَكَنُ
ومسني في حمَى أبنائهمْ حزنُ،
إذنْ لقامَ بنصري معشرٌ خشنُ
عندَ الحفيظة ِ إنْ ذو لوثة ٍ لانا
لله قَومي الأُولى صانوا مَنازِلَهمْ
عن الخطوبِ، كما أفنوا منازلهمُ
لا تجسرُ الأسدُ أن تغشَى مناهلهم،
قومٌ، إذا الشرّ أبدى ناجذيهِ لهمُ
طاروا إليهِ زرافاتٍ ووجدانا
قومٌ، نجيعُ دمِ الأبطالِ مشربهم،
ورنة ُ البيضِ في الهاماتِ تطربهم
إذا دعاهم لحربٍ من يجربهمْ،
لا يسألون أخافهمْ حينَ يندبُهم
في النائباتِ على ما قالَ برهانا
فاليومَ قومي الذي أرجو بهمْ مددي
لأستطيلَ إلى ما لمْ تنلهُ يدي
تخونني مع وفورِ الخيلِ والعددِ،
لكنّ قَومي، وإن كانوا ذوي عَدَدِ
لَيسوا منَ الشّر في شيءٍ، وإنْ هانا
يولونَ جاني الأسى عفواً ومعذرة ً
كعاجزٍ لم يطقْ في الحكمِ مقدرة ً
فإنْ رأوا حالة ً في الناسِ منكرة ً،
يَجزُونَ من ظُلمِ أهلِ الظّلم مغفرَة ً(19/113)
ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانا
كُلٌّ يَدِلّ على الباري بِعفّتِهِ،
ويستكفُّ أذى الجاني برأفتِهِ
ويحسِبُ الأرضَ تَشكو ثِقلَ مَشيَتِه،
كأنّ ربكَ لم يخلقْ لخشيتِهِ
سِواهُمُ من جَميعِ الخَلقِ إنسانا
لو قابَلوا كلّ أقوامٍ بما كَسَبوا،
ما راعَ سربهمُ عجمٌ ولا عربُ
بل ارتَضَوا بصَفاءِ العَيشِ واحتَجبوا،
فلَيتَ لي بِهمُ قوماً، إذا رَكِبُوا
شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خَطْبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أبكَمُ،
خَطْبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أبكَمُ،
رقم القصيدة : 19731
-----------------------------------
خَطْبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أبكَمُ،
وهوًى طَريقُ الحَقّ فيهِ مُظلِمُ
وقَضيّة ٌ صَمَتَ القُضاة ُ تَرَفّعاً
عن فصلها، والخصمُ فيها يحكمُ
أمسَى الخَبيرُ بها يُسائِلُ: مَن لها،
فأجَبتُهُ، وحُشاشتي تَتَضرّمُ:
إن كنتَ ما تدري، فتلكَ مصيبة ً،
أو كنتَ تَدري، فالمُصيبَة ُ أعظَمُ
أشكو فيَعرِضُ عن مَقالي ضاحكاً،
والحرُّ يوجعهُ الكلامُ ويؤلمُ
ماذاكَ من فرطِ العياءِ، وإنّما
لِهَوَى القلوبِ سَريرَة ٌ لا تُعلَمُ
فلئِنْ عَلا رأسي المَشيبُ، فلم يكُنْ
كبراً، ولكنّ الحوادثَ تهرمُ
فالله يَحرُسُ ماردينَ، فإنها
بلَدٌ يَلَذُ بها الغَريبُ ويَنعَمُ
أرضٌ بها يسطو على الليثِ الطلا،
ويعوثُ في غابِ الهزبرِ الأرقمُ
حالتْ بها الأشياءُ عن عاداتها،
فالخيلُ تنهقُ، والحميرُ تحمحمُ
يجني بها الجاني، فإنْ ظَفِروا بهِ
يوماً، يُحَلَّفُ بالطّلاقِ ويُرحَمُ
شَرْطُ الوُلاة ِ بها بأنْ يَمْضي الَّذي
يَمْضي، ويَسْلَمُ عِنْدَهُمْ ما يَسْلَمُ
لا كالشآمِ، فإنّ شرطَ ولاتِها:
اللصُّ يجني، والمقدَّمُ يغرمُ
ومُعَنِّفٍ في الظّنّ قلتُ له: اتّئِدْ،
فأَقصِرْ، فبَعضُ الغَيبِ غَيبٌ يُعلَمُ
من أينَ يدري اللصُّ أنّ دراهمي
لم يبقَ منها في الخزانة ِ درهمُ؟
صَبَروا، ومالي في البيوتِ مُقَسَّمٌ،(19/114)
حتى إذا اكتملَ الجميعُ تسلمّوا
يا أيها الملكُ الذي في عصرِهِ
كُلُّ المُلوكِ لعَدلِهِ تَتَعَلّمُ
لا تطمعنّ ذوي الفسادِ بتركهم،
فالنذلُ تطغَى نفسهُ إذْ تكرمُ
إن كانَ من مراراً لم يخفْ
قَطعاً، فلا أدري على ما يَندَمُ
أيَجوزُ أنْ تَخفَى علَيكَ قَضِيّتي،
والنّاسُ في مُضَرٍ بها تَتَكَلّمُ
فإذا شكَوتُ، يقالُ لم يَذهَبْ لهُ
مالٌ، ولكنْ ظالِمٌ يتَظَلّمُ
أيَجوزُ أنْ يُمسي السّقيمُ مُبَرّأً
منها، وصِبيانُ المَكاتِبِ تُتْهَمُ
وأُجيلُ عَيني في الحبوسِ فلا أرى
إلاّ ابنَ جاري، أو غلاماً يخدمُ
أيزارُ في بابِ البويرة ِ راهبٌ
ليلاً، فيدري في الصباحِ ويعلمُ
وتزفُّ داري بالشموعِ جماعة ٌ
غُلبٌ، فيُستَرُ عن عُلاكَ ويُكتَمُ
قومٌ لهمْ ظهرٌ شديدٌ مانعٌ،
كُلٌّ بهِ يَدري على ما يُقدِمُ
لا يَحفِلونَ، وقد أحاطَ عديدُهم
بالدّارِ، أيقاظٌ بها أو نُوّمُ
إن يَظفَروا فتَكوا، وإنْ يُظفَرْ بهِم،
كلٌّ عليهِ ينابُ أويستخدمُ
فأقِمْ حدودَ اللَّهِ فيهِم، إنّهمْ
وثقوا بأنكَ راحمٌ لا تنقمُ
إن كنتَ تخشى أن تعدّ بظالمٍ
لهمُ، فإنّكَ للرّعيّة ِ أظلَمُ
فالحِلمُ في بَعضِ المَواطِنِ ذِلّة ٌ،
والبَغْيُ جُرْحٌ، والسّياسة ُ مَرهَمُ
بالبَطِش تَمّ المُلكُ لابنِ مَراجِلٍ،
وتأخّرَ ابنُ زُبَيدَة َ المُتَقَدِّمُ
وعَنَتْ لمُعتصِم الرّقابُ ببأسِه،
ودهى العبادَ بلينهِ المستعصمُ
ما رتبَ اللهُ الحدودَ، وقصدهُ،
في النّاس، أن يَرَعى المُسيءَ ويَرحَمُ
لو شاءَ قال: دَعوا القِصاصَ، ولم يقلْ
بل في القصاصِ لكم حياة ٌ تنعمُ
إن كانَ تَعطيلُ الحُدودِ لرَحمَة ٍ،
فاللهُ أرأفُ بالعبادِ وأرحمُ
فاجزِ المُسيءَ، كما جَزاهُ بفِعلِهِ،
واحكمْ بما قد كانَ ربكَ يحكمُ
عقرتْ ثمودُ لهُ قديماً ناقة ً،
وهو الغنيّ، عن الورى ، والمنعمُ
فأذاقَهمْ سَوطَ العَذابِ، وإنّهمْ
بالرجزِ يخسفُ أرضهمْ ويدمدمُ
وكَذاكَ خَيرُ المُرسَلِينَ مُحَمّدٌ،
وهوَ الذي في حكمِهِ لا يظلمُ(19/115)
لمّا أتَوهُ بعُصبَة ٍ سَرقوا لهُ
إبلاً من الصدقاتِ، وهو مصممُ
لم يَعفُ بل قَطَعَ الأكُفّ وأرجُلاً
من بَعدِ ما سَمَلَ النّواظِرَ منهُمُ
ورماهمُ من بعدِ ذاكَ بحرة ٍ،
نارُ الهَواجرِ فوقَها تتَضرّمُ
ورجا أناسٌ أن يرقّ عليهمُ،
فأبَى ، وقال: كذا يجازي المجرمُ
وكذا فتى الخطابِ قادَ بلطمة ٍ
ملكاً لغسانٍ، أبوهُ الأيهمُ
فشكا، وقالَ له: أتلطمُ سوقة ٌ
مَلِكاً؟ فقال: أجَل وأنفُك مُرغَمُ
هذي حدودُ اللهِ من يخللْ بها،
فجزاؤهُ، يومَ المعادِ، جهنمُ
وانظرْ لقولِ ابنِ الحسينِ وقد رأى
حالاً يشقُّ على الأبيّ ويعظمُ
لا يَسلَمُ الشرَفُ الرّفيعُ من الأذى ،
حتى يراقَ على جوانبِهِ الدمُ
هذا فَعالُ اللَّهِ، ثمّ نَبيّهِ،
والصحبُ والشعراءُ، فيما نظموا
فافتُكْ بهمْ فَتكَ المُلوكِ، ولا تَلِنْ
فيصحَّ ما قالَ السوادُ الأعظمُ
واعذِرْ مُحِبّاً لم يُسىء ْ بقَريضِهِ،
أدباً، ولكنّ الضرورة َ تحكمُ
واللهِ ما أسفي على مالٍ مضَى ،
إلاّ على استِلزامِ بُعدي عنكُمُ
فالمالُ مكتسبٌ على طولِ المدى ،
والذكرُ ينجدُ في البلادِ ويتهمُ
هَذي العِبارَة ُ للمُحَقِّقِ عِبرَة ٌ،
واللَّهُ أعلَمُ بالصّوابِ وأحكَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا،
لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا،
رقم القصيدة : 19732
-----------------------------------
لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا،
ولا ينالُ العلى من قدمَ الحذرا
ومن أرادَ العلى عفواً بلا تعبٍ،
قضَى ، ولم يَقضِ من إدراكِها لا ب
لابدّ للشهدِ من نحلٍ يمنعهُ،
لايجتني النفعَ من لم يحملِ الضررا
لا يُبلَغُ السّؤلُ إلاّ بعدَ مُؤلمة ٍ،
ولا تَتِمُّ المُنى إلاّ لِمَنْ صَبَرَا
وأحزَمُ النّاسِ مَن لو ماتَ مِنْ ظَمإٍ،
لا يَقرَبُ الوِردَ حتى يَعرِفَ الصَّدَرَا
وأغزَرُ النّاسِ عَقلاً مَن إذا نظَرَتْ
عيناهُ أمراً غدا بالغيرِ معتبرا(19/116)
فقَد يُقالُ عِثارُ الرِّجلِ إن عثرَتْ،
ولا يُقالُ عِثارُ الرّأيِ إنْ عَثَرَا
من دبرض العيشَ بالآراءِ دامَ لهُ
صفواً، وجاءَ إليهِ الخطبُ معتذرَا
يَهونُ بالرّأيِ ما يَجري القَضاءُ بِه،
من أخطأ الرأيَ لا يستذنبُ القدرَا
من فاتهُ العزُّ بالأقلامِ أدركَهُ
بالبِيضِ يَقدَحُ من أعطافِها الشّرَرَا
بكلّ أبيَضَ قد أجرى الفِرِندُ بهِ
ماءَ الرّدى ، فلو استقطرتَه قطرَا
خاضَ العجاجة َ عرياناً فما انقشعتْ
حتى أتى بدمِ الأبطالِ مؤتزرَا
لايحسنُ الحلمُ إلاّ في مواطنِهِ،
ولا يَليقُ الوَفَا إلاّ لِمنْ شَكَرَا
ولا ينالُ العُلى إلاّ فتًى شرفَتْ
خِلالُهُ، فأطاعَ الدّهرَ ما أمَرَا
كالصّالِح المَلِكِ المَرهوبِ سَطوَتُه،
فلو توعّدَ قلبَ الدّهرِ لانفطرَا
لمّا رأى الشرَّ قد أبدَى نواجذَهُ،
والغدرَ عن نابِهِ للحربِ قد كشرَا
رأى القسيَّ إناثاً في حقيقتِها،
فعافَها، واستَشارَ الصّارِمَ الذّكَرَا
فجَرّدَ العَزمَ من قَتلِ الصِّفاحِ لها
ملكٌ عن البيضِ يستغني بما شهرَا
يكادُ يُقرأُ منْ عُنوانِ هِمّتِهِ
ما في صحائفِ ظهرِ الغيبِ قد سُطِرَا
كالبحرِ والدّهرِ في يومَيْ ندًى وردًى ،
والليثِ والغيثِ في يوميْ وغًى وقرَى
ما جادَ للناسِ إلاّ قبلَ ما سألوا،
ولا عفا قطّ إلاّ بعدما قدَرَا
لاموهُ في بذلِهِ الأموالَ، قلتُ لهم:
هل تَقدُرُ السُّحبُ ألاّ تُرسلَ المَطرَا
إذا غدا الغصنُ غضّا في منابتِه،
من شاءَ فليجنِ من أفنانِهِ الثمَرَا
من آلِ ارتقٍ المشهورِ ذكرهُمُ،
إذ كانَ كالمِسكِ إن أخفَيتَهُ ظَهَرَا
الحاملينَ منَ الخطيّ أطولَهُ،
والناقلينَ من الأسيافِ ما قصرَا
لم يَرحَلوا عن حِمَى أرضٍ إذا نزَلوا
إلاّ وأبقَوْا بِها مِن جودِهم أثَرَا
تَبقَى صَنائعُهم في الأرضِ بعدَهمُ،
والغَيثُ إن سارَ أبقَى بعدَهُ الزَّهَرَا
لِلَّهِ دَرُّ سَما الشّهباءِ من فَلَكٍ،
فكلّما غابَ نجمٌ أطلعتْ قمرَا
يا أيّها الملكُ الباني لدولتِهِ(19/117)
ذكراً طوَى ذكرَ أهل الأرض وانتشرَا
كانتْ عِداكَ لها دَستٌ، فقد صَدَعتْ
حَصاة ُ جَدّك ذاك الدّستَ فانكَسَرَا
فاوقعْ إذا غدروا سوطَ العذابِ بهمْ
يظلّ يخشاكَ صرفُ الدّهرِ إن غدرَا
وارعَبْ قلوبَ العِدى تُنصَرْ بخَذْلِهمُ،
إنّ النبيّ بفَضلِ الرّعبِ قد نُصِرَا
ولا تكدّرْ بهمْ نفساً مطهرَة ً،
فالبحرُ من يومِه لا يعرفُ الكدرَا
ظَنّوا تأنّيكَ عن عَجزٍ، وما عَلِموا
أنّ التأنّيَ فيهمْ يعقبُ الظفرَا
أحسَنتُمُ، فبَغَوا جَهلاً وما اعترَفوا
لكم، ومن كفرَ النُّعمى فقد كفرَا
واسعدْ بعيدك ذا الأضحى وضحّ بهِ
وصلْ وصلّ لربّ العرشِ مؤتمرَا
وانحَرْ عِداكَ فبالإنعامِ ما انصَلَحوا،
إنْ كانَ غيركَ للأنعامِ قد نحرَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَفَى البَدرَ حُسناً أن يُقالَ نَظيرُها،
كَفَى البَدرَ حُسناً أن يُقالَ نَظيرُها،
رقم القصيدة : 19733
-----------------------------------
كَفَى البَدرَ حُسناً أن يُقالَ نَظيرُها،
فيزهَى ، ولكنّا بذاكَ نضيرُها
وحَسْبُ غُصونِ البانِ أنّ قَوامَها
يُقاسُ بهِ مَيّادُها ونَضِيرُها
أسيرَة ُ حِجلٍ مُطلَقاتٌ لِحاظُها،
قضَى حسنُها أن لا يفكّ أسيرُها
تهيمُ بها العشاقُ خلفَ حجابِها،
فكَيفَ إذا ما آنَ منها سُفُورُها
وليسَ عجيباً أنْ غررتَ بنظرة ٍ
إليَها، فمِن شأنِ البُدورِ غُرورُها
وكمْ نظرة ٍ قادتْ إلى القلبِ حسرة ً،
يقطعُ أنفاسَ الحياة ِ زفيرُها
فواعجَبا كم نسلُبُ الأسدَ في الوَغى ،
وتسلبنا من أعينِ الحورِ حورُها
فتورُ الظبَى عندَ القراعِ يشبُنا،
وما يُرهِفُ الأجفانَ إلاّ فُتُورُها
وجذوة ُ حسنٍ، في الخدودِ لهيبُها
يشبُّ، ولكنْ في القلوبِ سعيرُها
إذا آنَسَتها مُقلَتي خَرّ صاعِقاً
جناني، وقال القلبُ: لادكّ طورُها
وسربِ ظباءٍ مشرقات شموسُهُ
على جَنّة ٍ عَدُّ النّجومِ بُدُورُها
تُمانِعُ عَمّا في الكِناسِ أُسُودُها،
وتحرسُ ما تحوي القصورُ صقورُها(19/118)
تغارُ من الطيفِ الملمّ حماتُها
ويغضبُ من مرّ النسيمِ غيورُها
إذا ما رأى في النومِ طيفاً يزورُها،
تَوَهّمَهُ في اليَومِ ضَيفاً يَزورُها
نظرنا، فاعدتنا السقامَ عيونُها،
ولُذنا، فأولَتنا النّحولَ خُصُورُها
وزرْنا فأسدُ الحيِّ تذكي لحاظَها،
ويسمعُ في غابِ الرماحِ زئيرُها
فيَا ساعدَ اللَّهُ المحبَّ لأنّهُ
يرَى غمراتِ الموتِ ثمّ يزورُها
ولمّا ألَمّتْ للزّيارَة ِ خِلسَة ً،
وسجفُ الدياجي مسبلاتٌ ستورُها
سعَتْ بنا الواشونَ حتى حُجولُها،
ونمتْ بنا الأعداءُ حتى عبيرُها
وهمتْ بنا لولا غدائرُ شعرِها،
خُطَى الصّبحِ لكِنْ قيّدَته ظُفورُها
لياليَ يعديني زاني على العِدى ،
وإنْ ملئَتْ حقداً عليّ صدورُها
ويُسعِدُني شَرخُ الشّبيبَة ِ والغِنى ،
إذا شانَها إقتارُها وقَتيرُها
ومُذْ قلَبَ الدّهرُ المِجَنَّ أصابَني
صبوراً على حالٍ قليلٍ صبورُها
فلَو تَحمِلُ الأيّامُ ما أنا حامِلٌ،
لما كادَ يمحو صبغة َ الليلِ نورُها
سأصبِرُ إمّا أنْ تَدورَ صُرُوفُها
عليّ، وإمّا تَستَقيمُ أُمُورُها
فإنْ تكنِ الخنساءُ، إنّي صخرُها،
وإنْ تَكُنِ الزّباءُ، إنّي قَصِيرُها
وقد أرتَدي ثَوبَ الظّلامِ بجَسرَة ٍ،
عليها من الشُّوسِ الحُماة ِ جَسورُها
كأنّي بأحشاءِ السبّاسِبِ خاطِرٌ،
فَما وُجِدَتْ إلاّ وشَخصي ضَميرُها
وصاديَة ِ الأحشاءِ غضي بآلِها
يعزُّ على الشُّعرى العبورِ عبورُها
ينوحُ بها الخريتُ ندباً لنفسِهِ،
إذا اختَلَفتْ حَصباؤها وصُخورُها
إذا وطئتها الشمسُ سالَ لعابُها،
وإن سَلَكتَها الرّيحُ طالَ هَديرُها
وإنْ قامتِ الحربا تُوَسِّدُ شَعَرَها
أصيلاً، أذابَ الطرفَ منها هجيرُها
تجنبُ عنها للحذارِ جنوبُها،
وتُدبِرُ عَنها في الهُبوبِ دَبُورُها
خَبَرْتُ مَرامي أرضِها فقَتَلتُها،
وما يقتلُ الأرضينَ إلاّ خبيرُها
بخطوة ِ مرقالٍ أمونٍ عثارُها،
كَثيرٍ على وَفقِ الصّوابِ عُثُورُها
ألذُّ منَ الأنغامِ رجعُ بغامِها،(19/119)
وأطيبُ من سجعِ الهديلِ هديرُها
نُساهِمُ شطرَ العيشِ عِيساً سَواهماً
لفَرْطِ السُّرَى لم يَبقَ إلاّ شُطورُها
حروفاً كنوناتِ الصحائفِ أصبحتْ
تخطُّ على طرسِ الفيافي سطورُها
إذا نظمتْ نظمَ القلائدِ في البُرَى
تقلدُها خضرُ الرُّبَى ونحورُها
طَواها طَواها، فاغتدتْ وبطونُها
تجولُ عليها كالوشاحِ ظفورُها
يعبرُ عن فرطِ الحنينِ أنينُها،
ويعربُ عمذا في الضميرِ ضمورُها
تَسيرُ بها نَحوَ الحِجازِ وقَصدُها
ملاعبُ شعبيْ بابلٍ وقصورُها
فلمّا ترامتْ عن زرودَ ورملِها،
ولاحتْ لها أعلامُ نَجدٍ وقُورُها
وصدّتْ يميناً عن شميط وجاوزتْ
رُبَى قطنٍ والشهبُ قد شفّ نورُها
وعاجَ بها عن رملِ عاجٍ دليلُها،
فقامتْ لعرفانِ المرادِ صدورُها
غَدَتْ تَتَقاضانا المَسيرَ لأنّها
إلى نَحوِ خَيرِ المُرسَلينَ مَسيرُها
تَرُضُّ الحصَى شوقاً لمن سَبّحَ الحصَى
لديهِ، وحيّا بالسلامِ بعيرُها
إلى خَيرِ مَبعوثٍ إلى خَيرِ أُمّة ٍ،
إلى خَيرِ مَعبُودٍ دَعاها بَشيرُها
ومَن أُخمِدَتْ مع وَضعِهِ نارُ فارِسٍ،
وزُلزِلَ منها عَرشُها وسَريرُها
ومَن نَطقتْ تَوراة ُ موسَى بفَضلِهِ،
وجاءَ بهِ إنجيلُها وزَبُورُها
ومَنْ بَشّرَ اللَّهُ الأنامَ بأنّهُ
مبشرُها عن إذنِهِ، ونذيرُها
مُحَمّدُ خَيرُ المُرسَلينَ بأسرِها،
وأوّلُها في الفَضلِ، وهوَ أخيرُها
أيا آية َ اللهِ التي مذْ تبلجتْ
على خلقِهِ أخفَى الضلالَ ظهورُها
علَيكَ سلامُ الله ياخيرَ مُرسلٍ
إلى أمة ٍ لولاهُ دامُ غرورُها
عَليكَ سلامُ اللَّهِ يا خَيرَ شافِعٍ،
إذا النّارُ ضَمّ الكافرِينَ حَصِيرُها
علَيكَ سَلامُ اللَّهِ يا مَنْ تَشرّفَتْ
بهِ الإنسُ طُرّاً واستَتَم سُرورُها
علَيكَ سَلامُ اللَّهِ يا مَن تَعَبّدتْ
لهُ الجِنُّ، وانقادَتْ إلَيهِ أُمُورُها
تشرفتِ الأقدامُ لمّا تتابعتْ
إليكَ خطاها، واستمرّ مريرُها
وفاخرتِ الأفواهُ نورَ عيونِنا
بتربكَ، لمّا قبلتهُ ثغورُها(19/120)
فضائلُ رامتها الرؤوسُ، فقصرَت،
ألَمْ تَرَ للتّقصِيرِ جُزّتْ شُعورُها
ولو فتِ الوفادُ قدركَ حقَّهُ
لَكانَ على الأحداقِ منها مَسيرُها
لأنكَ سرُّ اللهِ الأيدِ التي
تجلتْ، فجلّى ظلمة َ الشك نورُها
مدينة ُ علمٍ وابنُ عمكَ بابُها،
فمِنْ غيرِ ذاكَ البابِ لم يُؤتَ سُورُها
شموسٌ لكم في الغربِ ردّتْ شموسُها؛
بدورٌ لكم في الشرقِ شقتْ بدورُها
جبالٌ، إذا ما الهضبُ دكتْ جبالُها؛
بحارٌ، إذا ما الأرضُ غارتْ بحورُها
فآلُكَ خَيرُ الآلِ والعِتْرَة ُ التي
مَحَبّتُها نُعمَى قليلٌ شَكورُها
إذا جُولِسَتْ للبَذلِ ذُلّ نِظارُها؛
وإنْ سُوجِلَتْ في الفَضلِ عزّ نظيرُها
وصَحبُكَ خيرُ الصّحبِ والغُرَرُ التي
بها أمِنَتْ من كلّ أرضٍ ثُغورُها
كماة ٌ، حماة ٌ في القراعِ وفي القرَى ،
إذا شطّ قاريها وطاشَ وقورُها
أيا صادقَ الوعدِ الأمين وعدتني
ببشرَى ، فلا أخشى ، وأنتَ بشيرُها
بعثتُ الأماني عاطِلاتٍ لتَبتَغي
نداكَ، فجاءتْ حالياتٍ نحورُها
وأرسلتُ آمالاً خِماصاً بُطونُها
إليكَ، فَعادَتْ مُثقَلاتٍ ظُهورُها
إليكَ، رسولَ اللهِ، أشكو جرائماً
يُوازي الجِبالَ الرّاسياتِ صغيرُها
كَبائرُ لو تُبلى الجبالُ بحَملِها،
لدُكّتْ، ونادى بالثُّبورِ ثَبيرُها
وغالِبُ ظَنّي بل يَقيني أنّها
ستمحى ، وإن جلتْ، وأنتَ سفيرُها
لأنّي رأيتُ العربَ تخفُر بالعصَا،
وتحمي، إذا ما أمَّها مستجيرُها
وبينَ يدي نجوايَ قدمتُ مدحة ً،
قضَى خاطري ألا نجيبَ خطيرَها
يروي غليلَ السامعينَ قطارُها،
ويَجلُو عُيُونَ النّاظرِينَ قَطُورُها
هيَ الرّاحُ لكنْ بالمَسامعِ رَشفُها،
على أنّهُ تفنى ويبقى سرورُها
وأحسنُ شيءٍ أنني قد جلوتُها
عليكَ، وأملاكُ السّماءِ حُضورُها
تَرومُ بها نَفسي الجزاءَ، فكُنْ لها
مُجيزاً بأنْ تُمسي وأنتَ مُجيرُها
فلابنِ زُهَيرٍ قد أجَزْتَ ببُردَة ٍ
علَيكَ، فأثرَى من ذويهِ فَقيرُها
أجِرْني، أجِزْني، واجزِني أجرَ مَدحتي،(19/121)
ببردٍ، إذا ما النارُ شبّ سعيرُها
فَقابِلْ ثَناها بالقَبولِ، فإنّها
عَرائسُ فِكرٍ، والقَبولُ مُهورُها
وإنْ زانضها تطويلُها واطرادُها،
فقد شانَها تَقصيرُها وقُصورُها
إذا ما القَوافي لم تُحِطْ بِصفاتِكمْ،
فسِيّانِ منها جَمُّها ويَسيرُها
بمدحِكَ تمّتْ حِجّتي، وهيَ حُجّتي
على عُصبَة ٍ يَطغَى عليّ فُجورُها
أقُصُّ بِشَعري إثرَ فَضلِكَ واصِفاً
عُلاكَ إذا ما النّاسُ قُصّتْ شعُورُها
وأسهَرِ في نَظمِ القَوافي، ولم أقُلْ:
خليليّ هل من رقدة ٍ أستعيرُها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خَمِدَتْ لِفَضْلِ وِلادِكَ النّيرانُ،
خَمِدَتْ لِفَضْلِ وِلادِكَ النّيرانُ،
رقم القصيدة : 19734
-----------------------------------
خَمِدَتْ لِفَضْلِ وِلادِكَ النّيرانُ،
وانشَقّ من فَرَحٍ بكَ الإيوانُ
وتزلزلَ النّادي، وأوجسَ خيفة ً
مِن هَولِ رؤياهُ أنوشِروانُ
فتأوّلَ الرؤيا سَطيحُ وبَشّرَتْ
بظُهورِكَ الرّهبانُ والكُهّانُ
وعليكَ إرميّا وشَعيا أثنَيا،
وهُما وحِزقيلٌ لفَضلِكَ دانُوا
بفضائلٍ شهدتْ بهنّ السحبُ والـ
ـتوراة ُ والإنجيلُ والفرقانُ
فوُضِعتَ للَّهِ المُهَيمِنِ ساجِداً،
واستبشرتْ بظهورِكَ الأكوانُ
متكملاً لم تنقطعْ لكَ سرة ٌ
شَرفاً، ولم يُطلَقْ علَيكَ خِتانُ
فرأتْ قصورُ الشّامِ آمنَة ً، وقد
وَضَعَتكَ لا تَخفى لها أركانُ
وأتتْ حليمة ُ وهي تنظرُ في ابنِها
سِرّاً تَحارُ لوَصفِهِ الأذهانُ
وغَدا ابنُ ذي يَزَنٍ ببَعثِكَ مُؤمِناً
سِرّاً ليَشهَدَ جَدَّكَ الدّيّانُ
شرحَ الإلهُ الصدرَ منكَ لأربعٍ،
فرأى المَلائكَ حَولَكَ الإخوانُ
وحبيتَ في خمسٍ بظلّ غمامة ٍ
لكَ في الهواجرِ جرمُها صيوانُ
ومَرَرتَ في سَبعٍ بدَيرٍ فانحَنَى
منهُ الجدارُ، وأسلمَ المطرانُ
وكَذاكَ في خَمسٍ وعشرينَ انثنى
نَسطورُ منكَ، وقَلبُهُ مَلآنُ
حتى كملتَ الأربعينَ، وأشرقتْ
شمسُ النبوة ِ، وانجلى التبيانُ
فرَمَتْ رجومُ النيراتِ رجيمَها،(19/122)
وتَساقطتْ من خَوفِكَ الأوثانُ
والأرضُ فاحتْ بالسّلامِ عليكَ، والـ
ـأشجارُ، والأحجارُ، والكثبانُ
وأتَتْ مَفاتيحُ الكُنوزِ بأسرِها،
فنهاكَ عنها الزهدُ والعرفانُ
ونَظرتَ خلفَكَ كالإمامِ بخاتَمٍ
أضحَى لدَيهِ الشكُّ، وهوَ عِيانُ
وغدَتْ لكَ الأرضُ البسيطة ُ مَسجداً،
فالكلُّ منها للصلاة ِ مكانُ
ونُصِرْتَ بالرُّعبِ الشّديدِ على العِدى ،
ولكَ المَلائكُ في الوَغَى أعوانُ
وسعَى إليكَ فتى سلامَ مسلِّماً
طَوعاً، وجاءَ مُسَلِّماً سَلمانُ
وغدتْ تكلمُكَ الأباعرُ والظبا،
والضّبُّ والثّعبانُ والسِّرحانُ
والجِزعُ حَنّ إلى عُلاكَ مُسَلِّماً،
وببَطنِ كَفّكَ سَبّحَ الصّوّانُ
وهَوَى إلَيكَ العِذقُ ثمّ رَدَدتَهُ
في نَخلَة ٍ تُزهَى بهِ وتُزانُ
والدّوحَتانِ، وقد دَعوتَ، فأقبَلا
حتى تَلاقَتْ منهما الأغصانُ
وشكا إليكَ الجيشُ من ظمإِ بهِ،
فتَفَجّرَتْ بالماءِ منكَ بَنانُ
ورَدَدتَ عَينَ قَتادَة ٍ من بَعدِ ما
ذهبَتْ، فلَم يَنظُرْ بها إنسانُ
وحكَى ذِراعُ الشّاة ِ مُودَعَ سُمّه،
حتى كأنّ العُضوَ منهُ لِسانُ
وعَرَجتَ في ظَهرِ البُراقِ مُجاوِزَ الـ
ـسّبعِ الطباقِ كما يشا الرحمانُ
والبدرُ شقّ وأشرقتْ شمسُ الضّحى
بعدَ الغروبِ، وما بها نقصانُ
وفضيلة ٌ شهدَ الأنامُ بحقّها،
لايستطيعُ جحودَها إنسانُ
في الأرضِ ظِلّ اللَّهِ كنتَ، ولم يلُحْ
في الشّمسِ ظِلُّكَ إنْ حَواكَ مكانُ
نُسخَتْ بمَظهَرِكَ المَظاهرُ، بعدَما
نُسِختْ بملّة ِ دينِكَ الأديانُ
وعلى نُبُوّتِكَ المُعَظَّمِ قَدرُها،
قامَ الدليلُ، وأوضحَ البرهانُ
وبكَ استغاثَ الأنبياءُ جميعهمْ،
عندَ الشدائدِ، ربهمْ ليعانوا
أخذَ الإلهُ لكَ العهودَ عليهِمُ،
من قبلِ ما سمحتْ بكَ الأزمانُ
وبكَ استغاثَ اللهَ آدمق عندما
نُسِبَ الخِلافُ إليهِ والعِصيانُ
وبكَ التجا نوحٌ وقد ماجتْ بهِ
دُسْرُ السّفينَة ِ، إذْ طغَى الطّوفانُ
وبكَ اغتدى أيوبُ يسألُ ربَّهُ(19/123)
كَشفَ البَلاءِ فزالَتِ الأحزانُ
وبكَ الخليلُ دعا الإلهَ، فلم يخفْ
نَمرودَ إذْ شُبّتْ له النّيرانُ
وبكَ اغتدى في السّجن يوسفُ سائلاً
رَبّ العِبادِ، وقَلبُهُ حَيرانُ
وبكَ الكليمُ غداة َ خاطبَ ربَّهُ
سألَ القبولَ، فعمَّهُ الإحسانُ
وبكَ استبانَ الحقُّ بعدَ خفائه،
حتى أطاعَكَ إنسُها والجانُ
ولوَ أنّني وفّيتُ وصفَكَ حقَّهُ،
فَنِيَ الكَلامُ وضاقَتِ الأوزانُ
فعلَيكَ من رَبّ السّلامِ سَلامُهُ،
والفَضلُ والبَركاتُ والرّضوانُ
وعلى صِراطِ الحقّ آلُكَ كلّما
هَبّ النّسيمُ، ومالَتِ الأغصانُ
وعلى ابنِ عمّكَ وارِثِ العِلمِ الذي
ذَلّتْ لسَطوَة ِ بأسِهِ الشّجعانُ
وأخيكَ في يومِ الغديرِ، وقد بدَا
نُورُ الهُدى وتآخَتِ الأقرانُ
وعلى صحابتكَ الذينَ تتبّعوا
طُرُقَ الهُدى ، فهَداهمُ الرّحمانُ
وشَرَوا بسَعيهِمُ الجِنانَ، وقد دَرَوا
أنّ النّفوسَ لبيعِها أثمانُ
يا خاتمَ الرّسلِ الكرامِ وفاتحَ الـ
ـنّعمِ الجِسامِ، ومَن لهُ الإحسانُ
أشكُو إليكَ ذنوبَ نَفسٍ هَفوُها
طبعٌ عليهِ رُكّبَ الإنسانُ
فاشفَعْ لعَبْدٍ شانَهُ عِصيانُهُ؛
إنّ العبيدَ يشينُها العِصيانُ
فَلكَ الشّفاعة ُ في مُحبّيكمْ، إذا
نصبَ الصراطُ، وعلقَ الميزانُ
فلقد تعرضَ للإجازة ِ طامِعاً
في أن يكونَ جزاءَهُ الغفرانُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فيروزجُ الصبحِ أمْ ياقوتة ُ الشفقِ،
فيروزجُ الصبحِ أمْ ياقوتة ُ الشفقِ،
رقم القصيدة : 19735
-----------------------------------
فيروزجُ الصبحِ أمْ ياقوتة ُ الشفقِ،
بدَتْ فهَيّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ
أمْ صارِمُ الشّرقِ لمّا لاحَ مُختَضِباً،
كما بَدا السّيفُ مُحمَراً من العلَقِ
ومالتِ القضبُ، إذْ مرّ النسيمُ بها،
سَكرَى كما نُبّهَ الوَسنانُ من أرَقِ
والغيمُ قد نشرتْ في الجوّ بردتُه
ستراً تمدُّ حواشيهِ على الأفُقِ
والسحُّبُ تَبكي، وثَغرُ البَرّ مُبتَسِمٌ،
والطّيرُ تَسجَعُ من تيهٍ ومن شَبَقِ(19/124)
فالطّيرُ في طرَبٍ، والسُّحبُ في حَربٍ،
والماءُ في هربٍ، والغصنُ في قلقِ
وعارضُ الأرضِ بالأنوارِ مكتملٌ،
قد ظلّ يشكرُ صوبَ العارِضِ الغدِقِ
وكلّلَ الطلُّ أوراقَ الغصونِ ضُحًى
كما تكلل خدُّ الخودِ بالعرقِ
وأطلَقَ الطّيرُ فيها سَجْعَ مَنطِقه،
ما بَينَ مُختَلِفٍ منهُ ومُتّفِقِ
والظلُّ يسرقُ بينَ الدوحِ خطوتَه،
وللمِياهِ دَبِيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
وقد بدا الوردُ مفتراً مباسمُهُ،
والنرجِسُ الغضُّ فيها شاخصُ الحدقِ
من أحمرٍ ساطعٍ، أو أخضرٍ نضرٍ،
أو أصفرٍ فاقعٍ، أو أبيضٍ يققِ
وفاحَ من أرجِ الأزهارِ منتشراً
نشرٌ تعطرَ منهُ كلُّ منتشقِ
كأنّ ذكرَ رسولِ اللهِ مرّ بها،
فأكسبتْ أرجاً من نشرهِ العبقِ
مَحمّدُ المُصطفَى الهادي الذي اعتصَمَتْ
بهِ الورَى ، فهداهم أوضحَ الطرُقِ
ومن لهُ أخذَ الله العهودَ على
كلّ النّبييّنَ من بادٍ ومُلتَحِقِ
ومَن رَقي في الطِّباقِ السّبعِ مَنزِلَة ً،
ما كانَ قطّ إليها قبلَ ذاكَ رَقي
ومَن دَنا فتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ،
كقابِ قَوسَينِ أو أدنَى إلى العُنُقِ
ومَن يُقَصِّرُ مدحُ المادِحينَ لَهُ
عَجزاً ويَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَّلقِ
ويُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إنْ أُريدَ لَهُ
وصفٌ، ويفضلُ مرآهُ عن الحدقِ
علاً مدحَ اللهُ العليُّ بها
فقال إنكَ في كلٍّ على خلقِ
يا خاتمَ الرسلِ بعثاً، وهي أولُها
فضلاً، وفائزُها بالسبقِ والسبقِ
جمعتَ كلّ نفيسٍ من فضائلهمْ،
مِن كلّ مُجتَمِعٍ منها ومُفترِقِ
وجاءَ في محكمِ التوارة ِ ذكرُك والـ
ـإنجيلِ والصّحُفِ الأولى على نَسَقِ
وخصكَ اللهُ بالفضلِ الذي شهدتْ
به، لعمرُكَ، في الفرقانِ من طرقِ
فالخلقُ تقسمُ باسمِ اللهِ مخلصة ً،
وباسمِكَ أقسمَ ربُّ العرشِ للصدقِ
عَمّتْ أياديكَ كلَّ الكائناتِ، وقد
خُصّ الأنامُ بجُودٍ منكَ مُندَفِقِ
جودٌ تفلتَ أرزاقَ العبادِ به،
فنابَ فيهمْ منابَ العارضِ الغدِقِ
لو أنّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصَتَ بهِ،(19/125)
لكانَ من شرّ إبليسَ اللّعينِ وُقي
أو أنّ عزمكَ في نارِ الخليلِ، وقد
مستّهُ، لم يَنجُ منها غيرَ مُحترِقِ
لو أنّ بأسكَ في موسَى الكليمِ، وقد
نوجي، لما خرّ يومَ الطورِ منصعقِ
لوْ أنّ تبعَ في محلِ البلادِ دَعا
للهِ باسمكَ، واستسقى الحيا لسُقي
لو آمنَتْ بكَ كلُّ النّاسِ مُخلِصة ً،
لم يُخشَ في البعثِ من بخسٍ ولا رَهَقِ
لو أنّ عبداً أطاعَ اللهَ ثمّ أتَى
ببُغضِكُمْ، كانَ عندَ اللَّهِ غَيرِ تَقي
لو خالفتكَ كماة ُ الجنّ عاصية ً
أركَبَتهم طَبقاً في الأرض عن طَبَقِ
لو تودعُ البيضُ عزماً تستضيءُ به
لم يُغنِ منها صِلابُ البيضِ والدَّرَقِ
لو تَجعَلُ النّقعَ يومَ الحربِ متّصِلاً
بالليلِ، ما كشفتهُ غرة ُ الفلقِ
مَهّدَتَ أقطارَ أرضِ اللَّهِ، مُنفَتحاً
بالبِيضِ والسُّمرِ منها، كلُّ مُنغلِقِ
فالحربُ في لذذٍ، والشركُ في عوذٍ،
والدينُ في نشزٍ، والكفرُ في نفقِ
فضلٌ بهِ زينة ُ الدنيا، فكانَ لها
كالتاجِ للرأسِ، أو كالطوقِ للعنقِ
وآلكَ الغررِ اللاتي بها عرفتْ
سبلُ الرشادِ فكانتْ مهتدى الغرقِ
وصحبِكَ النُّجبِ الصِّيد الذينَ جرَوا
إلى المناقبِ من تالٍ ومستبقِ
قومٌ متى أضمرتْ نفسٌ امرىء ٍ طرفاً
من بُغضِهم كانَ من بعد النّعيمِ شَقي
ماذا تقولُ، إذا رُمنا المَديحَ، وقَد
شَرّفْتنا بمَديحٍ منكَ مُتّفِقِ
إن قلتَ في الشّعرِ حكمٌ، والبَيانُ بهِ
سحرٌ، فرغبتَ فيهِ كلّ ذي فرقِ
فكنتَ بالمدحِ والإنعامِ مبتدئاً،
فلو أرَدنا جزاءَ البَعضِ لم نُطِقِ
فلا أخلُّ بعذرٍ عن مديحكمُ،
ما دامَ فكريَ لم يرتج ولم يعقِ
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً،
فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً،
فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بكُم يَهتَدي، يا نبيّ الهُدى ،
بكُم يَهتَدي، يا نبيّ الهُدى ،
رقم القصيدة : 19736
-----------------------------------(19/126)
بكُم يَهتَدي، يا نبيّ الهُدى ،
وَليٌّ إلى حُبّكُمْ يَنتَسِبْ
به يكسبُ الأجرَ في بعثِهِ،
ويَخلُصُ من هولِ ما يكتَسبْ
وقد أمّ نحوكَ مستشفعاً
إلى اللَّهِ، ممّا إلَيهِ نُسِبْ
سلِ اللهَ يجعلْ له مخرجاً،
ويرزقُهُ من حيثُ لا يحتسبْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا عِترَة َ المُختارِ يَا مَن بهِم
يا عِترَة َ المُختارِ يَا مَن بهِم
رقم القصيدة : 19737
-----------------------------------
يا عِترَة َ المُختارِ يَا مَن بهِم
يفوزُ عبدٌ يتولاهمُ
أعرفُ في الحشرِ بحبّي لكم،
إذْ يُعرَفُ النّاسُ بسِيماهُمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا عِترَة َ المُختارِ يا مَن بهِمْ
يا عِترَة َ المُختارِ يا مَن بهِمْ
رقم القصيدة : 19738
-----------------------------------
يا عِترَة َ المُختارِ يا مَن بهِمْ
أرجو نجاتي من عذابٍ أليمْ
حديثُ حبي لكمُ سائرٌ،
وسرُّ ودي في هواكمْ مقيمْ
قد فُزْتُ كلَّ الفَوزِ إذْ لم يَزَلْ
صراطُ ديني بكمُ مستقيمْ
فمن أتَى اللهَ بعرفانِكُمْ
فقد أتَى اللهث بقلبٍ سليمْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جمعتْ في صفاتِكَ الأضدادُ،
جمعتْ في صفاتِكَ الأضدادُ،
رقم القصيدة : 19739
-----------------------------------
جمعتْ في صفاتِكَ الأضدادُ،
فلهذا عزتْ لكَ الأندادُ
زاهدٌ، حاكمٌ، حليمٌ، شُجاعٌ،
ناسكٌ، فاتكٌ، فقيرٌ، جوادُ
شِيَمٌ ما جُمعنَ في بَشرٍ قَطّ،
ولا حازَ مثلهنّ العبادُ
خُلُقٌ يخجِلُ النّسيمَ من العَطفِ،
وبؤسٌ يَذوبُ منهُ الجَمادُ
فلهذا تعمقتْ فيكَ أقوامٌ
بأقوالهمْ، فزانُوا وزادُوا
وغلَتْ في صِفاتِ فضلِك ياسينُ
وصادٌ وآلُ سينٍ وصادُ
ظهرتْ منكَ للورَى معجزاتٌ،
فأقرتُ بفضلِكَ الحسادُ
إن يكذِّب بها عداكَ فقد كذّ
بَ مِن قَبلُ قومُ لُوطٍ وعادُ
أنتَ سرُّ النبيّ، والصّنوُ، وابنُ الـ
ـعمّ، والصهرُ، والأخُ المستجادُ
لو رأى غيرَكَ النّبيُّ لآخاهُ،
وإلا فأخطأ الانتقادُ(19/127)
بكمْ باهلَ النبيُّ ولم يُلْـ
ـفِ لَكُمْ خامِساً سِواهُ يُزادُ
كنتَ نفساً له، وعرسُك وابناك
لديهِ النساءُ والأولادُ
جَلّ مَعناكَ أن يُحيطَ به الشّعرُ،
وتُحصي صِفاتِهِ النقّادُ
إنّما اللهُ عنكمُ أذهبَ الرجسَ،
فردّتْ بغيظشها الأحقادُ
ذاكَ مدحُ الإلهِ فيكم، فإن فُهتُ
بمَدحٍ، فَذاكَ قَولٌ مُعادُ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> نبض من الليل
نبض من الليل
رقم القصيدة : 1974
-----------------------------------
أيها الليل توقف..!!
قاومِ الأشباح والأمواج في بحر الخيالْ
لا ترحل ..!!
قاوم القادم من خلف الجبالْ
يحمل البحر والأسماك .. والشيء المحالْ
تعزف الجن على أوتار " زرقاء اليمامة "
لحنها الثائر.... في وجه السآمةْ
أيها الليل توقف..!!
تفرّس في وجوه القادمين ..
في ثياب الصوف.. في حقول الياسمينْ
تفرّسْ...!! هل ترى ..
سيف " عقبى الصابرين "..؟؟!!
..هل ترى ذاك الغريب..!!؟؟
يرتدي الشملة ..!! فوق جنبيه أعباء السنينْ
يرسم التاريخ للعهد القريب..
كرياح الصيف ..كالصحراءِ ..
كالصبرِ في قلب الأديبْ..!!
أيها الليل توقف..!!
فالإشارة لم تزل سوداءَ لا تعبرْ..!!
ولا تسأل .. ولا ترحل .. وقاومْ..
ذلك القادم كالسهم من قوس الزمنْ
ثابت القلبِ.. تغنيه المحن ..
أيها الليل توقف..!!
واجمعِ الأنفاس ..تنهّد كالحزين ...
ذلك القادمُ ..لا يفزعْكَ بالألحانِ..
أو قرع الطبولْ.
ذلك القادم ...شيءٌ كالذهولْ
أيها الليل توقف..!!
جندك الأحرار ما ناموا .. على نسج الحرير..
ذلك الخفاش.. والبوم والثعلب...
والفأر... وقطاع الطريق..!!
كلهم يكره القادم عبر أنغام الأثيرْ
أيها الليل .. وداعاً..
..واللقاءُ غداً...
عند شاطئنا الجديد ...
وعند مرسانا القديمْ..!!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أميرَ المُؤمنينَ أراكَ إمّا
أميرَ المُؤمنينَ أراكَ إمّا
رقم القصيدة : 19740
-----------------------------------(19/128)
أميرَ المُؤمنينَ أراكَ إمّا
ذكرتكَ عند ذي حسبٍ صغا لي
وإن كررتُ ذكركَ عند نغلٍ
تكَدّرَ سِترُهُ، وبغَى قِتالي
فصِرْتُ إذا شكَكتُ بأصلِ مَرءٍ
ذكرتكَ بالجميل منَ المقالِ
فليسَ يطيقُ سمعَ ثناكَ إلاَ
كَريمُ الأصلِ مَحمودُ الخِلالِ
فها أنا قد خبرتُ بكَ البرايا،
فأنتَ محكُّ أولادِ الحلالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فواللهِ ما اختارَ الإلهُ محمداً
فواللهِ ما اختارَ الإلهُ محمداً
رقم القصيدة : 19741
-----------------------------------
فواللهِ ما اختارَ الإلهُ محمداً
حَبيباً، وبينَ العالمينَ لهُ مِثْلُ
كذلكَ ما اختارَ النّبيُّ لنَفسِهِ
عَليّاً وصيّاً، وهوَ لابنَتهِ بَعلُ
وصيرهُ دونَ الأنامِ أخاً لهُ،
وصِنواً، وفيهم مَن له دونه الفَضْلُ
وشاهدُ عقلِ المرءِ حسنُ أختيارِه،
فما حالُ من يَختارُهُ اللَّهُ والرُّسلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَوالَ عليّاً وأبناءَهُ،
تَوالَ عليّاً وأبناءَهُ،
رقم القصيدة : 19742
-----------------------------------
تَوالَ عليّاً وأبناءَهُ،
تفزْ في المعادِ وأهوالِه
إمامٌ لهُ عقدُ يومِ الغديرِ،
بنَصّ النّبيّ وأقوالِه
لهُ في التشهدِ بعدَ الصلاة ِ
مقامٌ يخبرُ عن حالِه
فهل بعدَ ذِكرِ إلهِ السّماءِ،
وذكرِ النّبيّ سِوى آلِه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَلائي لآلِ المُصطَفى عِقدُ مَذهَبي،
وَلائي لآلِ المُصطَفى عِقدُ مَذهَبي،
رقم القصيدة : 19743
-----------------------------------
وَلائي لآلِ المُصطَفى عِقدُ مَذهَبي،
وقلبيَ منْ حبّ الصحابة ِ مفعمُ
وما أنا مِمّنْ يَستَجيزُ بحُبّهِمْ
مَسَبّة َ أقوامٍ علَيهِمْ تَقدّمُوا
ولكنِنّي أُعطي الفَريقَينن حَقّهم،
وربّي بحالِ الأفضليّة ِ أعلَمُ
فمن شاءَ تعويجي، فإنّي معوجٌ،
ومَن شاءَ تَقويمي، فإنّي مُقَوَّمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قيلَ لي تعشقُ الصحابة َ طراً،(19/129)
قيلَ لي تعشقُ الصحابة َ طراً،
رقم القصيدة : 19744
-----------------------------------
قيلَ لي تعشقُ الصحابة َ طراً،
أمْ تَفَرّدْتَ منهُمُ بفَريقِ
فوَصفتُ الجَميعَ وصفاً إذا ضُوّ
عَ أزرى بكُلّ مِسكٍ سَحيقِ
قيلَ هذي الصّفاتُ، والكُلُّ كالدِّرْ
ياقِ يَشفي من كلّ داءٍ وَثيقِ
فإلى من تميلُ؟ قلتُ إلى الأرْ
بَعِ لاسيّما إلى الفاروقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
رقم القصيدة : 19745
-----------------------------------
ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
ـهِ وطاغي قريشٍ وكذابِها
وباغي العِبادِ وباغي العِنادِ،
وهاجي الكِرامِ ومُغتابِها
أأنتَ تفاخرُ آلَ النبي
وتَجحدُها فَضلَ أحسابِها
بكمْ باهلَ المصطفى أمْ بهمْ
فردَّ العداة َ بأوصابها
أعَنكُمْ نَفَى الرِّجسَ أم عَنهمُ
لطهرِ النفوس وألبابِها
أما الرِّجسُ والخَمرُ من دابِكم،
وفرطُ العبادة ِ من دابِها
وقلتَ ورِثنا ثيابَ النّبيّ،
فكَمْ تَجذبِونَ بأهدابِها
وعندَكَ لا يُورِثُ الأنبياءُ،
فكَيفَ حَظيتُمْ بأثوابِها
فكَذّبتَ نَفسَكَ في الحالَتَينِ،
ولم تعلمِ الشهدَ من صابِها
أجَدُّكَ يَرضَى بما قُلْتَهُ،
وما كانَ يوماً بمرتابِها
وكانَ بصفينَ من حزبهمْ،
لحربِ الطغاة ِ وأحزابها
وقد شمرَ الموتُ عن ساقِهِ،
وكشرتِ الحربُ عن نابِها
فأقبلَ يدعو إلى حيدرٍ،
بإرغابِها وبإرهابِها
وآثَرَ أن تَرتَضيهِ الأنامُ
منَ الحكمينِ لأسبابِها
ليُعطي الخِلاَفَة َ أهلاً لها،
فلَمْ يَرتَضوهُ لإيجابِها
وصلذى مع الناسِ طولَ الحياة ِ،
وحيدَرُ في صَدرِ مِحرابِها
فهَلاّ تَقَمّصَها جَدُّكم،
إذا كان، إذْ ذاك أحرَى بِها
لِذا جُعِلَ الأمرُ شُورى لهم،
فهل كانَ من بعضِ أربابِها
أخامِسَهُمْ كانَ أمْ سادِساً،
وقد جلبتْ بينَ خطابِها
وقولكَ أنتمْ بنو بنيهِ
ولكن بَنو العَمّ أولى بِها
بنو البنتِ أيضاً بنو عمّهِ،
وذلِكَ أدنَى لأنسابِها(19/130)
فدَعْ في الخلافة ِ فَصلَ الخِلافِ،
فليستْ ذلولاً لركابِها
وما أنتَ والفَحصَ عن شانِها،
وما قَمّصوكَ بأثوابِها
وما ساورتكَ سوء ساعة ٍ،
فَما كنتَ أهلاً لأسبابِها
وكيفَ يخصّوكَ يَوماً بِها
ولمْ تتأدّبُ بآدابِها
وقلتَ بأنّكُمُ القاتِلونَ
أسودَ أمية َ في غابِها
كذَبَتَ وأسرَفتَ فيما ادّعَيتَ،
ولم تنهَ نفسكَ عن عابِها
فكَم حاوَلَتها سَراة ٌ لَكُمْ،
فردتْ على نكصِ أعتابِها
ولولا سيوفُ أبي مسلمٍ
لعزتْ على جهدِ طلابِها
وذلكَ عَبدٌ لهمْ لا لَكُمْ،
وسَعيِ السُّقاة ِ بأكوابِها
وكنتُم أسارى بَبطنِ الحُبوسِ،
وقد شفكم لثمُ أعقابِها
فأخرَجَكُمْ وحَباكُمْ بِها
وقَمّصَكُم فَضَل جِلبابِها
فجازَيتموهُ بشرّ الجزاءِ،
لطَغوى النّفوسِ وإعجابِها
فدَعْ ذكرَ قومَ رَضوا بالكَفافِ،
وجاؤوا الخِلافَة َ مِن بابِها
همُ الزّاهدونَ، همُ العابدونَ،
هُمُ السّاجدونَ بمِحرابِها
هُمُ الصّائمون، هُمُ القائمون،
هُمُ العالمون بآدابِها
همُ قطبُ ملة دينِ الإلهِ،
ودورُ الرّحَى حولَ أقطابِها
عليكَ بلهوكَ بالغانياتِ،
وخَلِّ المَعالي لأصحابِها
ووصفِ العذارِ وذاتِ الخمارِ،
ونعتِ العقارِ بالقابِها
فذلك شأنُكَ لا شأنُهُمْ،
وجَرْيُ الجِيادِ بأحسابِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أسبَلنَ من فَوقِ النّهودِ ذَوائِبا،
أسبَلنَ من فَوقِ النّهودِ ذَوائِبا،
رقم القصيدة : 19746
-----------------------------------
أسبَلنَ من فَوقِ النّهودِ ذَوائِبا،
فجَعَلَنَ حَبّاتِ القُلوبِ ذَوائِبَا
وجَلَونَ من صُبحِ الوُجوهِ أشِعْة ً،
غادرنَ فودَ الليلِ منها شائبَا
بِيضٌ دَعاهنّ الغبيُّ كَواعِبا،
ولو استبانَ الرشدَ قالَ كواكبَا
وربائِبٌ، فإذا رأيتَ نِفارَها
مِن بَسطِ أُنسك خِلتهنْ رَبارِبَا
سَفَهاً رأينَ المانَويّة َ عِندَما
أسلبنَ من ظلمِ الشعورِ غياهبَا
وسَفَرنَ لي فَرأينَ شَخصاً حاضراً،
شُدِهتْ بَصِيرَتُه، وقَلباً غائِبَا(19/131)
أشرقنَ في حللٍ كأنّ وميضَها
شفقٌ تدرَّعُهُ الشموسُ جلاببَا
وغربنَ في كللٍ، فقلتُ لصاحبي:
بأبي الشموسَ الجانحاتِ غواربَا
ومُعَربِدِ اللّحَظاتِ يَثني عِطفَهُ،
فُخالُ مِن مَرَحِ الشّبيبَة ِ شارِبَا
حلوِ التعتبِ والدلالِ يروعُهُ
عَتبي، ولَستُ أراهُ إلاّ عاتِبَا
عاتَبتُهُ، فتَضرّجَتْ وجَناتُهُ،
وازوَرّ ألحاظاً وقَطّبَ حاجِبَا
فأذابَني الخَدُّ الكَليمُ وطَرفُه
ذو النّون، إذْ ذهبَ الغَداة َ مُغاضِبَا
ذو منظرٍ تغدو القلوبُ لحسنِهِ
نهباً، وإنْ منحَ العيون مواهِبَا
لابدعَ إن وهبَ النواظرَ حظوة ً
نِعَماً، وتَدعوهُ القَساوِرُ سالِبَا
فمَواهبُ السّلطانِ قد كَستِ الوَرَى
ملكٌ يَرى تعبَ المكارمِ راحة ً،
ويعدُّ راحاتٍ القراعِ متاعبَا
بمكارم تذرُ السباسبَ أبحراً؛
وعَزائِمٍ تَذَرُ البحارَ سَباسِبَا
لم تخلُ أرضٌ من ثناهُ، وإن خلت.
من ذكره ملئتْ قناً وقواضبَا
ترجى مواهبهُ ويرهبُ بطشُه،
مثلَ الزّمانِ مُسالِماً ومُحارِبَا
فإذا سَطا ملأ القُلوبَ مَهابَة ً؛
وإذا سخا ملأ العيونَ مواهبَا
كالغيثِ يبعثُ من عطاهُ وابلاً
سبطاً، ويرسلُ من سطاه حاصبَا
كاللّيثِ يَحمي غابَهُ بزَئيرِهِ،
طَوراً، ويُنشِبُ في القَنيصِ مَخالبَا
كالسيفِ يبدي للنواظرِ منظراً
طَلقاً، ويُمضي في الهِياجِ مَضارِبَا
كالبَحرِ يُهدي للنّفوسِ نَفائِساً
منهُ، ويُبدي للعيونِ عَجائِبَا
فإذا نظرتَ ندى يديهِ ورأيهُ
لمْ تُلفِ إلاّ صائِباً أو صائِبَا
أبقى قلاونُ الفخارَ لولدهِ
إرثاً، وفازوا بالثّناءِ مَكاسِبَا
قومٌ، إذا سئموا الصوافنَ صيّروا
للمجدِ أخطارَ الأمورِ مراكبَا
عَشِقوا الحُروبَ تَيَمّناً بِلقَى العِدى ،
فكأنهمْ حسبُوا العداة َ حبائبَا
وكأنّما ظَنّوا السّيوفَ سَوالِفاً،
واللُّدنَ قَدّاً، وللقِسيَّ حَواجِبَا
يا أيها الملكُ العزيزُ، ومن لهُ
شَرفٌ يَجُر على النّجومِ ذَوائِبَا
أصلحتَ بينَ المسلمينَ بهمة ٍ
تذرُ الأجانبَ بالودادِ أقاربَا(19/132)
ووهبتهم زمنَ الأمانِ، فمن رأى
ملكاً يكونُ لهُ الزمانُ مواهبَا
فرأوا خِطاباً كانَ خَطباً فادِحاً
لهمُ، وكتباً كنّ قبلُ كتائبَا
وحَرَستَ مُلكَكَ من رَجيمٍ مارِدٍ
بعزامٍ إنْ صلتَ كنّ قواضبَا
حتى إذا خَطِفَ المكافحُ خَطفَة ً،
أتبعتهُ منها شهاباً ثاقبَا
لا يَنفَعُ التّجريبُ خَصمَكَ بعدَما
أفنيتَ من أفنى الزمانَ تجاربَا
صرمتَ شملَ المارقين بصارمٍ،
تبديهِ مسلوباً فيرجعُ سالبَا
صافي الفرندِ حكى صباحاً جامداً،
أبدى النجيعَ به شعاعاً ذائبَا
وكتيبَة ٍ تَذَرُ الصّهيلَ رَواعَداً،
والبيضَ برقاً، والعجاجَ سحائبَا
حتى إذا ريحُ الجِلادِ حَدَتْ لها
مَطَرَتْ فكانَ الوَبلُ نَبلاً صائِبَا
بذَوائِبٍ مُلدٍ يُخَلنَ أراقِماً،
وشَوائِلٍ جُردٍ يُخَلنَ عَقارِبَا
تطأُ الصّدورَ مِنَ الصّدورِ كأنّما
تعتاضُ من وطءِ الترابِ ترائبَا
فأقَمتَ تَقسِمُ للوُحوشِ وظائِفاً
فيها، وتصنعُ للنسورِ مآدبَا
وجَعلتَ هاماتِ الكُماة ِ مَنابراً،
وأقمتَ حدّ السيفِ فيها خاطبَا
يا راكِبَ الخَطَرِ الجَليلِ وقَولُهُ
فخراً بمجدكَ، لا السيفِ فيها خاطبَا
صَيّرتَ أسحارَ السّماحِ بواكِراً،
وجعلتَ أيامَ الكفاحِ غياهبَا
وبذَلتَ للمُدّاحِ صَفوَ خَلائِقٍ،
لو أنّها للبحرِ طابَ مشاربَا
فرأوْكَ في جَنبِ النُّضارِ مُفَرِّطاً،
وعلى صلاتكَ والصلاة ِ مواظبَا
إنْ يَحرُسِ النّاسُ النُّضارَ بحاجِبٍ
كانَ السماحُ لعينِ مالكَ حاجبَا
لم يَملأوا فيكَ البُيوتَ غَرائِباً،
إلاّ وقد مَلأوا البيوتَ رَغائِبَا
أولَيتَني، قبلَ المَديحِ، عِناية ً،
وملأتَ عَيني هَيبَة ً ومَواهِبَا
ورفعتَ قدري في الأنامِ، وقد رأوا
مثلي لمثلكَ خاطباً ومخاطبَا
في مجلسٍ ساوَى الخلائقَ في النّدى
وترتبتْ فيهِ الملوكُ مراتبَا
وافَيتُهُ في الفُلكِ أسعَى جالِساً،
فخراً على من جاءَ يمشي راكباً
فأقَمتُ أُنفِذُ في الزّمانِ أوامِراً
منّي، وأُنشبُ في الخطوبِ مَخالِبَا(19/133)
وسقتنيَ الدنيا غداة َ أتيتهُ
رَيّاً، وما مَطَرَتْ عليّ مَصائِبَا
فطفقتُ املأُ من ثناكَ ونشرهِ
حِقَباً، وأملأ من نَداكَ حَقائِبَا
أثني فتثنيني صفاتُك مظهراً
عِيّاً، وكم أعيَتْ صِفاتُك خاطِبَا
لو أنّ أغصاناً جَميعاً ألسُنٌ
تُثني علَيكَ لمَا قَضَينَ الواجِبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خلعَ الربيعُ على غصونِ البانِ
خلعَ الربيعُ على غصونِ البانِ
رقم القصيدة : 19747
-----------------------------------
خلعَ الربيعُ على غصونِ البانِ
حللاً، فواضلها على الكثبانِ
ونمتْ فروعُ الدوحِ حتى صافحتْ
كفلَ الكثيبِ ذوائبُ الأغصانِ
وتتوجتْ بسطُ الرياضِ، فزهرها
خدَّ الرياضِ شقائقُ النعمانِ
وتنوعتُ بسطُ الرياضِ، فزهرُها
متباينٌ الأشكالِ والألوانِ
مِن أبيَضٍ يَقَقٍ وأصفَرَ فاقِعٍ،
أو أزرَقٍ صافٍ، وأحمَرَ قاني
والظلُّ يسرقُ في الخمائلِ خطوهُ،
والغُصنُ يَخطِرُ خِطرَة َ النَّشوانِ
وكأنما الأغصانُ سوقُ رواقصٍن
قَد قُيّدَتْ بسَلاسِلِ الرَّيحانِ
والشمسُ تنظرُ من خلالِ فروعها،
نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ
والطلعُ في خلبِ الكمامِ كأنهُ
حللٌ تفتقُ عن نحورِ غوانِ
والأرضُ تَعجبُ كيفَ نضحكُ والحيا
يبكي بدمعٍ دائمِ الهملانِ
حتى إذا افترتْ مباسمُ زهرِها،
وبَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ
ظلتْ حدائقهُ تعاتبُ جونهُ،
فأجابَ معتذراً بغيرِ لسانِ
طفحَ السرورُ عليّ حتى إنهُ
مِن عِظمِ ما قَد سَرّني أبكاني
فاصرفْ همومكَ بالربيعِ وفصلهِ،
إنّ الرّبيعَ هوَ الشّبابُ الّثاني
إنّي، وقد صفَتِ المياهُ وزُخرفَتْ
جَنّاتُ مِصرَ وأشرَقَ الهَرَمانِ
واخضرّ واديها وحدقَ زهرُهُ
والنِّيلُ فيهِ كَكوثَرٍ بِجنانِ
وبهِ الجواري المنشآتُ كأنّها
أعلامُ بيدٍ، أو فروعُ قنانِ
نهضتْ بأجنحة ِ القلوعِ كأنّها
عندَ المَسيرِ تَهُمُّ بالطّيَرانِ
والماءُ يسرعُ في التدفقِ كلما
عجلتْ عليهِ يدُ النسيمِ الواني
طوراص كأسنمة ِ القلاصِ، وتارة ً(19/134)
مُتَفَتِّلٌ كأكارِعِ الغِزلانِ
حتى إذا كسرَ الخليجُ، وقسمتْ
أمواهُ لُجّتِهِ على الخُلجانِ
ساوَى البلادَ كما تُساوي في النّدى
بينَ الأنامِ مواهبُ السلطانِ
النّاصرُ المَلِكُ الذي في عَصرِهِ
شكرَ الظباءُ صنيعة َ السرحانِ
ملكٌ، إذا اكتحلَ الملوك بنورهِ
خَرّوا لهيبَتِهِ إلى الأذقانِ
وإذا جَرى بينَ الوَرى ذكرُ اسمِهِ،
تغنيهِ شهرتُهُ عن ابنِ فلانِ
من معشرٍ خزنوا الثناءَ وقطعوا
بغِنا النُّضارِ جَوائزَ الخُزّانِ
قومٌ يَرونَ المَنّ عندَ عَطائِهِمْ
شركاً بوصفِ الواحدِ المنانِ
الموقدو تحتَ المراجلِ للقِرى
فضَلاتِ ما حَطَمُوا مِنَ المُرّانِ
إنْ أخرَسَتْ فِلَذُ العَقيرِ كلابَهمْ
دعوُا الضيوفَ بألسنِ النيرانِ
أسدٌ روتْ يومَ الهياجِ أكفهمْ
بدَمِ الأُسودِ ثَعالِبَ الخِرصانِ
قصفوا القنا في صدرِ كلّ مدرَّعٍ،
والبيضَ في الأبدانِ والأبدانِ
قد عَزّ دِينُ مُحمّدٍ بسمِيّهِ،
وسما بنصرتِهِ، على الأديانِ
مَلِكٌ تَعَبّدَتِ المُلوكُ لأمرِهِ،
وكذاكَ دولَة ُ كلّ رَبّ قِرانِ
وافى ، وقد عادَ السماحُ وأهلُهُ
رِمَماً، فكانَ لَهُ المَسيحَ الثّاني
فالطيرُ تلجأُ لأنها
بنداهُ لم تأمنْ منَ الطوفانِ
لاعيبَ في نعماهُ إلاّ أنها
يسلو الغريبُ بها عنِ الأوطانِ
شاهَدتُهُ، فشَهدتُ لُقمانَ الحِجى ،
ونظرتُ كِسرى العَدلِ في الإيوانِ
ورأيتُ منهُ سَماحَة ً وفَصاحة ً
أعدَى بفَيضِهِما يَدي ولِساني
يا ذا الذي شغلَ الزمانَ بنفسهِ،
فأصَمّ سَمعَ طَوارِقِ الحِدثانِ
لو يكتبُ اسمكَ بالصوارم والقنا
أغنَى عنِ التضرابِ والتطعانِ
وكتيبَة ٌ ضرَبَ العَجاجُ رِواقَها
من فَوقِ أعمِدَة ِ القَنا المُرّانِ
نسجَ الغبارُ على الجيادِ مدارِعاً
موصولة ً بمدارعِ الفرسانِ
ودَمٌ بأذيالِ الدروعِ كأنّهُ،
حولَ الغديرِ، شقائقُ النعمانِ
حتى إذا استعرَ الوغَى وتتبعتْ
بيضُ الصفاحِ مكامنَ الأضغانِ
فعلتْ دروعكَ عندها بسيوفهمْ،
فِعلَ السّرابِ بمُهجَة ِ الظّمآنِ(19/135)
وبرزتَ تلفظكَ الصفوفُ إليهمُ
لَفظَ الزّنادِ سَواطِعَ النّيرانِ
بأقَبّ يَعصي الكَفَّ ثمّ يُطيعُهُ،
فتَراهُ بَينَ تَسرّعٍ وتَوانِ
قد أكسَبتْهُ رِياضَة ً سُوّاسُهُ،
فتكادُ تركضهُ بغيرِ عنانِ
كالصقرِ في الطيرانِ، والطاووسِ في الـ
ـخَطَرانِ، والخَطّافِ في الرَّوغانِ
يَرنو إلى حُبُكِ السّماءِ تَوَهّماً
لمشَى عليهِ مشية َ السرطانِ
وفللتَ حدَّ جموعهمْ بصوارمٍ،
ككراكَ، نافرة ٍ عن الأجفانِ
ضلتْ فظنتْ في مقارعة ِ العدى
أنّ الغُمودَ مَعاقدُ التّيجانِ
صَيّرْتَ هاماتِ الكُماة ِ صَوامِعاً،
وكواسرَ العقبانِ كالرهبانِ
يا ذا الذي خطبَ المديحَ سماحهُ،
فنَداهُ قَبلَ نِدايَ قَد لَبّاني
أقصَيتَني بالجُودِ ثمّ دَعَوتَني،
فنَدَاكَ أبعَدَني، وإنْ أدناني
ضاعَفتَ بِرّكَ لي، ولو لم تُولِني
إلا القبولَ عطية ً لكفاني
فنأيتُ عنكَ، ولستُ أولَ حازمٍ
خافَ النّزولَ بمَهبِطِ الطُّوفانِ
علمي بصرفِ الدهرِ أخلى معهدي
منّي، وصرفَ في البلادِ عناني
ولربما طلبَ الحريصُ زيادة ً،
فغَدَتْ مُؤدّيَة ً إلى النّقصانِ
فَلَئِنْ رَحَلتُ، فقد تَركتُ بَدائِعاً
غصبتْ فصولَ الحكمِ من لقمانِ
وخريدة ً هيَ في الجمالِ فريدة ٌ،
فهيَ الغَريبَة ُ وهيَ في الأوطانِ
مُعتادَة ً تَهَبُ الخَليلَ صَداقَها،
فخراً على الأكفاءِ والأقرانِ
لاعيبَ فيها، وهو شاهدُ حسنِها،
إلاّ تَبَرّجَها بكلّ مَكَانِ
قَلّتْ، وإنْ حَلّتْ صَنائِعَ لَفظِها
لكم، وإنْ نطقتْ بسحر بيانِ
فجميلُ صنعكمُ أجلُّ صنائعاً،
وبديعُ فضلكمُ أدقُّ معانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَلِكٌ يُرَوِّضُ فوقَ طِرْفٍ قارعٍ
مَلِكٌ يُرَوِّضُ فوقَ طِرْفٍ قارعٍ
رقم القصيدة : 19748
-----------------------------------
مَلِكٌ يُرَوِّضُ فوقَ طِرْفٍ قارعٍ
كُرَة ً بجَو كانٍ حكاهُ ضَبَابَا
فكأنّ بَدراً، في سَماهُ، راكِباً
بَرقاً، يُزَحزِحُ بالهِلالِ شِهابَا(19/136)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيهذا العزيزُ قد صحّ رقي
أيهذا العزيزُ قد صحّ رقي
رقم القصيدة : 19749
-----------------------------------
أيهذا العزيزُ قد صحّ رقي
لكَ من مَوقعِ اسميَ المَرموزِ
أنا من يومِ مولدي لكَ عبدٌ،
ولهذا دُعيتُ عَبدَ العَزيزِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> يا آخر الأوفياء - أحمد ياسين
يا آخر الأوفياء - أحمد ياسين
رقم القصيدة : 1975
-----------------------------------
..ولو كانت الأرض أرضك أنت..
وكانت جميع البحار بحارك أنت..
وكل الحدود التي تحتوينا حدودك أنت..
وكل البنوك.. وكل الحقول ..
وآبار نفط الخليج .. بملك يمينك أنت..
فهل كنت تصنع كل الدموع التي حملتك إلينا ؟
وهل كنت تصبح سفر الخلود ..؟
يا أعذب الذكريات..
أياسين..:
ماذا ورثت ؟ وقارون ليس أبوك ..
وبلقيس ليست بأمك حتى يرددك الخافقان
فكيف أتيت إلينا بهذا الضياء .
ومن أين يا آخر الأوفياء..؟!
وقالوا .. بأنك مقعد..
فكيف قعدت على كل قلب كأنك مشهد..
وكيف كسرت الحواجز بين البلاد..
وبين العباد.. ؟
ألست بمقعد..!!؟
ركبت إلينا سفينة ( نوح )..
فأجريتها وعيون البرية تشهد..!!
وقالوا : بأنك مقعد..
فخذ فبركات الكراسي..
ودع ما تبقى بكرسيك المتجدد..
عيونك يا ابن الصباح حياة
وموتك رغم البكاء المرير حياة..
فهذي الشوارع في أرضنا ميتة..
نفثت عليها دماء الحياة.. فصارت حياة..
وأيقظتها حين زغردت الطائرات تزفك نحو السماء.
وكحلت عين السهاد بصبرك قبل الرحيل
وقبل بزوغ النهار على أرضنا.
وقبل بكور الطيور
بزغت بشمسك قبل الشموس
وما مت كلا..
ولكن بميلادك اليوم ..
ماتت يهود النفوس.
أياسين..:
ماذا تبقى من العمر حتى تموت..؟
أسبعون عاما أخر..!؟
تجاوزت في أمنيات الدعاء حدود البشر
وسافرت عبر " بُراق " الشهادة نحو القمر.
وخلفت أبناء يعرب يستنكرون..
ويستصرخون..
كعادتنا نحن في الشجب لا نتأخر..
فسافر بعيدا.. بعيداً(19/137)
.. فنعم المراكب ما قد ركبت..
ونعم السفر..!
.. فدعنا ..
لنا الأعين الباكيات..
وفن الصراخ.. بوجه العدو..
نريد السلامْ.. نريد السلامْ
وأكذوبة الأمنيات..!!
فدعنا وسافر..
فنحن الفراق.. ونحن الغثاء..ونحن الشتاتْ..!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَم قد أفَضنا من دموعٍ ودَماً
كَم قد أفَضنا من دموعٍ ودَماً
رقم القصيدة : 19750
-----------------------------------
كَم قد أفَضنا من دموعٍ ودَماً
على رسومٍ للديارِ ودمنْ
وكَم قضَينا للبُكاءِ مَنسِكاً،
لمّا تَذَكّرْنا بهِنّ مَن سكَنْ
معاهداً تحدثُ للصبرِ فناً،
إنْ ناحتِ الوُرقُ بها على فَنَنْ
تذكارُها أحدثَ في الحلقِ شجاً،
وفي الحَشا قَرحاً وفي القلبِ شَجَنْ
للهِ أيامٌ لنا على مننْ،
فكمْ لها عندي أيادٍ ومننْ
كم كانَ فيها من فتاة ٍ وفتًى ،
كلٌّ لقَلبِ المُستَهامِ قَد فَتَنْ
شربتُ فيها لذة َ العيشَ حساً،
وما رأيتُ بعدها مرأى حسنْ
فما ارتكبنا بالوصالِ مأثماً،
بَل بِعتُهمْ رُوحي بغيرِ ما ثَمَنْ
وعاذلٍ أضمرَ مكراً ودهاً،
فنمقَ الغشَّ بنصحٍ ودهنْ
لاحٍ غدا يعرفُ للقلبِ لحاً،
إن أعربَ القولَ بعذلي أو لحنْ
يزيدني بالزجرِ وجداً وأسّى ،
إن كانَ ماءُ الودّ منهُ قد أسنْ
سَئمتُ منهُ اللّومَ، إذ طالَ مدًى ،
فلَم أُجِبهُ بَل بَدَوتُ إذْ مدَنْ
بحسرة ٍ تشتدُّ في السرّ قرًى ،
إذْ لم تذللُ بزمامٍ وقرنْ
لا تتشكّى نصباً ولا وجًى ،
إذا دَجا الليلُ على الرّكبِ وجَنّ
كمْ سبقتْ إلى المياهِ من قطاً،
فأوردتْ بالليلِ، وهوَ في قطنْ
حثّتْ فأعطتْ في السّرى خيرَ عطاً
إنْ حنّ يوماً غيرها إلى عطنْ
وأصبَحتْ من بَعدِ أينٍ وعَياً،
للمَلِكِ النّاصِرِ ضَيفاً وعَيَنْ
ملكٌ غدا لسائر الناسِ أباً،
إن سارَ في كَسبِ الثّناءِ، أو أبَنْ
النّاصِرُ المَلْكُ الذي فاضَ جَداً،
فخلتهُ ذا يزنٍ أو ذا جدنْ
ملكٌ علا جداً وقدراً وسناً،
فجاءَ في طرقِ العُلى على سننْ(19/138)
لا جَورَ في بلادِهِ، ولا عِداً،
إن عُدّ في العَدلِ زبيدٌ وعَدَنْ
كم بدرٍ أعطى الوفودَ ولهًى ،
وكانَ يرضيهمْ كفافاً ولهنْ
جَنَيتُ من إنعامِهِ خَيرَ جَنًى ،
وكنتُ من قبلُ كميتٍ في جننْ
فما شكيتُ في حماهُ لغباً،
ولو أطاقَ الدهرُ غبني لغبنْ
دعَوتُه بالمَدحِ عن صِدقٍ ولاً،
فلَم يُجبْ يوماً بلَم، ولا، ولَنْ
أنظمُ في كلّ صباحٍ ومساً،
كأنّهُ لصارِمِ الدّهرِ مِسَنّ
يا ملكاً فاقَ الملوكَ ورعاً،
إن شانَ أهلَ المُلكِ طيشٌ ورَعَنْ
أكسبَتني بالقُربِ مَجداً وعُلاً،
فصغتُ فيكَ المدحَ سرّاً وعلنْ
إنْ أُولِكَ المَدحَ الجَميلَ فَخَراً،
وإن كَبا فكرُ سِوايَ أو حَرَنْ
لا زِلتَ في مُلكِكَ خِلواً من عَناً،
وليسَ للهمّ لديكَ من عننْ
ونِلْتَ فيهِ ما تَرومُ منن مِنًى ،
وعِشتَ في عِزٍّ وبأسٍ ومِنْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنْ لم أزُرْ رَبعَكم سَعياً على الحَدَقِ،
إنْ لم أزُرْ رَبعَكم سَعياً على الحَدَقِ،
رقم القصيدة : 19751
-----------------------------------
إنْ لم أزُرْ رَبعَكم سَعياً على الحَدَقِ،
فإنّ وديّ منسوبٌ إلى الملقِ
تبتْ يدي إنْ ثنتني عن زيارتكمْ
بيضُ الصفاحِ، ولو سدتْ بها طرقي
يا جِيرَة َ الحَيّ هَلاّ عادَ وصلُكُمُ
لمُدنَفٍ من خُمارِ الوَجدِ لم يُفِقِ
لاتنكروا فرقي من بعدِكمُ،
إنّ الفراقَ لمشتقٌّ منَ الفرقِ
لله ليلتنا بالقصرِ كمْ قصرتْ،
فظَلتُ مُصطبحاً في زِيّ مُغتَبِقِ
وباتَ بدرث الدجى فيها يسامرني،
منادماً فيزينُ الخلقَ بالخلقِ
فكَمْ خَرَقنا حِجاباً للعِتابِ بها،
وللعَفافِ حِجابٌ غيرُ مُنخرِقِ
والصبحث قد أخلقتْ ثوبَ الدجى يدُه،
ولَيتَهُ جادَ للعُشّاقِ بالخَلَقِ
أبلى الظّلامَ وماذا لو يَجودُ بهِ
على جفونٍ لطيبِ الغمضِ لم تذقِ
ما أحسنَ الصّبَح لولا قُبحُ سرعَتِهِ،
وأعذبَ الليلَ لولا كثرة ُ الأرَقِ
هَبّ النّسيمُ عِراقِيّاً، فشَوّقَني،
وطالما هبّ نجدياً فلم يشقِ(19/139)
فما تنقستُ، والأرواحُ سارية ٌ،
إلاّ اشتكتْ نسماتُ الريحِ من حرقي
ذَرّ أيّها الصّبُّ تَذكارَ الدّيارِ، إذا
متعتَ فيها بعيشٍ غيرِ متسقِ
فكم ضممتَ وشاحاً في الظلامِ بها
ما زادَ قلبَكَ إلاّ كَثرَة القَلَقِ
فخلِّ تذكارَ زوراءِ العراقِ، إذا
جاءتْ نَسيمُ الصَّبَا بالمَنْدَلِ العَبِقِ
فهذِهِ شُهُبُ الشّهباءِ ساطِعَة ٌ،
وهذهِ نسمة ُ الفردوسِ، فانتشقِ
فتلكَ أفلاكُ سعدٍ لا يلوذُ بها
من ماردٍ لخفيّ السمعِ مسترقِ
سماءُ مجدٍ بدا فيها، فزينها
نجمٌ تخرُّ لديهِ أنجمُ الأفقِ
ملكٌ غدا الجودُ جزءاً من أناملِهِ،
فلو تكَلّفَ تَركَ الجودِ لم يُطِقِ
أعادَ ليلَ الوَرى صُبحاً، وكم رَكضَتْ
جيادُه، فأرتنا الصبحَ كالغسقِ
مُشَتَّتُ العَزمِ والأموالِ ما تَركتْ
يداهُ للمالِ شملاً غيرَ مفترقِ
إذا رأى مالهُ قالتْ خزائنُهُ:
أفديك من وَلَدٍ بالثُّكلِ مُلتَحِقِ
لولا أبو الفَتحِ نجمُ الدّينِ ما فُتحتْ
أبوابُ رِزقٍ علَيها اللّومُ كالغَلَقِ
ملكٌ به اكتستِ الأيامُ ثوبَ بهاً
مثلَ اكتساءِ غُصونِ البانِ بالوَرَقِ
تَهوَى الحروبُ مَواضيهِ، فإن ذُكرتْ
حنتْ، فلم ترَ منها غيرَ مندلقِ
حتى إذا جردَتْ في الروعِ أغمدها
في كلّ سابغَة ٍ مَسرودَة ِ الحَلَقِ
يا أيها الملكُ المنصورُ طائرهُ،
ومَنْ أياديهِ كالأطواقِ في عُنُقي
أحيَيتَ بالجُودِ آثارَ الكِرامِ، وقد
كانَ النّدَى بعدَهم في آخرِ الرّمَقِ
لو أشبهتكَ بحارُ الأرضِ في كرمٍ،
لأصبحَ الدرُّ مطروحاً على الطرقِ
لو أشبهَ الغيثُ جوداً منكَ منهمراً
لم يَنجُ في الأرضِ مَخلوقٌ من الغَرقِ
كم قد أبَدتَ من الأعداءِ مِن فِئَة ٍ
تحتَ العَجاجِ، وكم فرّقتَ من فِرَقِ
رويتَ يومَ لقاهم كلَّ ذي ظمإٍ
في الحربِ حتى حِلالَ الخيلِ بالعَرَقِ
ويومَ وقعَة ِ عُبّادِ الصّليبِ، وقد
أركَبَتهم طَبقاً في البِيدِ عَن طَبَقِ
مزقتَ بالموصلِ الحدباءِ شملهمُ
في مأزقٍ بوميضِ البيضِ ممتزقِ(19/140)
بكلّ أبيَضَ دامي الحَدّ تَحسبُهُ
صبحاً، عليه دمُ الأبطالِ كالشفقِ
آلَى على غمِدِهِ ألاّ يُراجِعَهُ
إلاّ إذا عادَ مُحمَرّاً مِنَ العلَقِ
فاستَبشَرتْ فِئَة ُ الإسلامِ، إذْ لمَعتْ
ذِكراً، إذا قَبَضَ اللَّهُ الأنامَ بَقي
وأصبحَ العدلُ مرفوعاً على نشزٍ،
لمّا وَليتَ، وباتَ الجَورُ في نَفَقِ
كم قد قطعتُ إليكَ البيدَ ممتطياً
عَزماً إذا ضاقَ رَحبُ الأرض لم يَضِقِ
يدلني في الدّجى مهري ويؤنسني
حدُّ الحسامِ، إذا ما باتَ معتنقي
والليلُ أطولُ من عذلِ العذولِ على
سمعي، وأظلمُ من مرآهُ في حدقي
أُهدي قَلائِدَ أشعارٍ فرائِدُها
درٌّ نهضتُ بهِ من أبحرٍ عمقِ
يضمها ورقٌ لولا محاسنُهُ
ما لقبوا الفضة َ البيضاءَ بالورقِ
نظَمتُها فيكَ دِيواناً أزُفُّ بهِ
مَدائِحاً في سِوى عَلياكَ لم تَرُقِ
ولو قصدتُ بهِ تجديدَ وصفكمُ
لكانَ ذلكَ مَنسوباً إلى الحُمُقِ
ومثلها عددُ الأبيات في النسقِ
لم أقتَنِعْ بالقَوافي في أواخِرِها،
حتى لَزِمتُ أواليها، فلَمْ تَعُقِ
ما أدركَتْ فُصَحاءُ العُربِ غايَتَها
قَبلي، ولا أخذُوا في مِثلِها سَبَقي
جرتْ لتركضَ في ميدانِ حومتها
قومٌ فأوقفتهم في أولِ الطلقِ
فليحسنِ العذرُ في إيرادهنَّ، إذا
رأيتَ جريَ لساني غيرَ منطلقِ
فلوْ رأتْ بأسكَ الآسادُ لاضطربتْ
بهِ فَرائِصُها من شِدّة ِ الفَرَقِ
يا آلَ أرتقَ! لولا فيضُ جودكمُ
لَدامَ خَرقُ المَعالي غَيرَ مُرتَتِقِ
لقد رفعتمْ بإسداءِ الجميلِ لكم
ذكراً، غذا قبضَ اللهُ الأنامَ بقي
لا زالَ يَهمي على الوُفّادِ نائِلُكُم،
بوابلٍ مِن سَحابِ الجَودِ مُندَفِقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دارتْ على الدوحِ سلافُ القطرِ
دارتْ على الدوحِ سلافُ القطرِ
رقم القصيدة : 19752
-----------------------------------
دارتْ على الدوحِ سلافُ القطرِ
فرَنّحَتْ أعطافَهُ بالسُّكرِ
ونبهَ الورقَ نسيمُ الفجرِ،
فغردتْ فوقَ الغصونِ الخضرِ(19/141)
تُغني عن العُودِ وصوتِ الزَّمرِ
تَبَسّمتْ مَباسِمُ الأزهارِ،
وأشرَقَ النّوارُ بالأنوارِ
وظَلّ عِقدُ الطّلّ في نِثارِ،
وباكَرَتها دِيَمُ الأمطارِ
فكَلّلَتْ تيجانَها بالدُّرِّ
قد أقبَلَتْ طَلائعُ الغُيومِ
إذْ أذنَ الشتاءُ بالقدومِ
فمُذْ حَداها سائِقُ النّسيمِ،
عفتْ رُبَى العقيقِ والغميمِ
وباكَرَتْ أرضَ دِيارِ بَكرِ
أما تَرى الغَيمَ الجديدَ قَد أتَى
مبشراً بالقربِ من فصلِ الشتا
فاعقُرْ هُمومي بالعُقارِ، يا فتى ،
فتركُ أيامِ الهنا إلى متى ؟
فإنها محسوبة ٌ من عمري
فانهضْ لنهبِ فرصة ِ الزمانِ،
فلَستَ من فَجواهُ في أمانِ
واشرَبْ على النّاياتِ والمَثاني،
إنّ الخَريفَ لرَبيعٌ ثَانِ
فاتممْ حلاهُ بكؤوسِ الخمرِ
فصلٌ لنا في طيهِ سعودُ،
بعودهِ أفراحنا تعودُ
يقدمُ فيهِ الطّائرُ البَعيدُ،
في كلّ يومٍ للرماة ِ عيدُ
كأنهُ بالصرعِ عيدُ النحرِ
هَذي الكَراكي نحوَنا قد قَدِمتْ
فاقِدَة ً لإلفِها قَد عَدِمَتْ
لو علمتْ بما تلاقي ندمتْ،
فانظُرْ إلى أخياطِها قد نُظِمَتْ
شبهَ حُروفٍ نُظِمتْ في سَطرِ
تَذكّرَتْ مَرتَعها، فَشاقَها،
فأقبَلَتْ حامِلَة ً أشواقَها
تجيلُ في مطارِها أحداقَها،
تَمُدُّ مِن حَنينِها أعناقَها
لم تدرِ أنّ مداها للجزرِ
يا سَعدُ كُنْ في حُبّها مُساعدي،
فإنّهُ مُذْ عِشتُ مِن عَوائدي
ولا تَلُمْ مَن باتَ فيها حاسِدي،
فلَوْ تَرى طَيَر عِذارِ خالِدِ
أقمتَ في حبّ العذارِ عذري
طيرٌ بقدرِ أنجمِ السماءِ،
مُختَلِفُ الأشكالِ والأسماءِ
إذا جلا الصبحُ دجى الظلماءِ،
يَلوحُ مِنْ فَوقِ طَفيحِ الماءِ
شبهَ نُقوشٍ خُيّلَتْ في سِترِ
في لجة ِ الأطيارِ كالعساكرِ،
فهنّ بَينَ وارِدٍ وصادِرِ
جليلُها ناءٍ عن الأصاغِرِ،
محدودة ٌ منذُ عهودِ النّاصِرِ
مَعدودَة ٌ في أربَعٍ وعَشْرِ
شُبَيطَرٌ ومِرزَمٌ وكُركي،
وصِنفُ تَمٍّ مع إوَزٍّ تُركي
ولَغلَغٌ يُشبِهُ لونَ المِسكِ،
والكيُّ والعنازُ، يا ذا الشكَ(19/142)
ثمّ العُقابُ مُلحَقٌ بالنّسرِ
ويَتبَعُ الأرنوقَ صِنفٌ مُبدعُ،
أنيسَة ٌ إنسيّة ٌ إذْ تُصرَعُ
والضّوُّ والْحبرجْ فِهيَ أجمَعُ،
خَمسٌ وخمسٌ كملَتْ وأربَعُ
كأنّها أيامُ عمرِ البدرِ
فابكُرْ إلى دِجلَة َ، والأقطاعِ،
فإنها من أحدِ المساعي
واعجبْ لما فيها من الأنواعِ
من سائرِ الخليلِ والمراعي
وضَجّة ِ الشِّيقِ وصوتِ الخُضرِ
ما بينَ تمٍّ ناهضٍ وواضِعِ
وبينَ نسرٍ طائرٍ وواقِعِ
وبينَ كَيٍّ خارِجٍ وراجِعِ،
ونَهضَة ِ الطّيرِ مِن المَراتِعِ
كأنّها أقطاعُ غيمٍ تسرِي
أما تَرى الرّماة َ قد تَرَسّمُوا،
ولارتقابِ الطّيرِ قد تَقَسّمُوا
بالجفتِ قد تدرّعوا وعمموا
لمّا على سَفْك دِماها صَمّمُوا
جاؤوا إليها في ثيابٍ حمرِ
قد فزِعوا عن كلّ عُرْبٍ وعَجَمْ
وأصبَحوا بينَ الطِّرافِ والأجَمْ
من كلّ نَجمٍ بالسّعودِ قد نجَمْ
وكلّ بَدرٍ بالشّهابِ قد رَجَمْ
عن كلّ محنتي شديدِ الظهرِ
محنية ٌ في رفعها قد أدمجتْ،
أدرَكهَا التّثقيفُ لمّا عُوّجَتْ
قد كبستْ بيوتُها وسرجتْ
كأنّها أهلة ٌ قد أخرجتْ
بنادقاً مثلَ النجومِ الزهرِ
قد جودتْ أربابُها متاعها،
وأتعبَتْ في حَزمِها صُنّاعَها
وهَذّبتْ رُماتُها طِباعَها،
إذا لمَستَ خابراً أقطاعَها
حَسِبتَها مَطبوعة ً من صَخرِ
إذا سمعتُ صرخة َ الجوارحِ
تَصبو إلى أصواتِها جَوارِحي
وإنْ رأيتُ أجمَ البطائحِ،
ولم أكنْ ما بينها بطائحِ
يضيقُ عن حملِ الهمومِ صدري
من لي بأنّي لا أزالُ سائحا،
بينَ المَرامي غادِياً ورائِحَا
لو كانَ لي دَهري بذاكَ سامِحَا،
فالقُربُ عندي أن أبيتَ نازِحَا
أقطعُ في البيداءِ كلّ قفرِ
نذرتُ للنفٍ، إذا تمّ الهنا،
وزُمّتِ العِيسُ لإدراكِ المُنَى
أنْ أقرِنَ العزّ لديها بالغنَى
حتى رأتْ أنّ الرحيلَ قد دنَا
فَطالَبَتني بوَفاءِ نَذرِي
تَقُولُ لي لمّا جَفاني غُمضِي،
وأنكرتْ طولَ مقامي أرضِي
وعاقني صرفُ الرّدى عن نَهضِي:
ما للّيالي أُولِعَتْ بخَفضِي(19/143)
كأنّها بَعضُ حُرُوفِ الجَرّ
فانهضْ ركابِ العزم في البيداءِ،
وأزورَ بالعيسِ عن الزوراءِ
ولا تُقِمْ بالمَوصِلِ الحَدباءِ،
إنّ شِهابَ القَلعَة ِ الشّهباءِ
يحرقُ شيطانَ صروفِ الدهرِ
نجمٌ بهِ الأنامُ تستدلُّ،
مَن عَزّ في حِماهُ لا يَذِلُّ
في القرّ شمسٌ والمصيفِ ظلُّ،
وبلٌ على العفاة ِ مستهلُّ
أغنى الأنامَ عن هتونِ القطرِ
لو قابَلَ الأعمَى غَدا بَصيرَا،
ولو رأى مَيتاً غَدَا مَنشُورَا
ولو يشا الظلامَ كانَ نورَا،
ولو أتاهُ اللّيلُ مُستَجِيرَا
أمنهُ من سطواتِ الفجرِ
لذْ بربوعِ الملكِ المنصورِ،
مُحيي الأنامِ قَبلَ نَفخِ الصّورِ
باني العُلا، قبلَ بِنا القصورِ،
قاتلَ كلّ أسدٍ هصورِ
مَلّكَهُ اللَّهُ زِمامَ النّصرِ
ملكٌ كأ،ّ المالَ من عداتِهِ،
يرَى حَيَاة َ الذّكرِ في مَماتِهِ
قد ظهرَ العزُّ على أوقاتِهِ،
وأشرَقَ النّورُ على لَيلاتِهِ
كأنّها بَعضُ لَيالي القَدرِ
أصَبَحَ في الأرضِ لَنا خَليفَة ،
نَعِزُّ في أربُعِهِ المألُوفَه
قد سمحتْ أكفهُ الشريفه،
وألهمتْ عزمتُهُ المنيفه
بكَسرِ جَبّارٍ وجَبرِ كَسرِ
يَخضَعُ هامِ الدّهرِ فوقَ بابهِ،
وتسجدُ الملوكُ في أعتابِه
وتَخدُمُ الأقدارُ في رِكابِهِ،
تَرومُ فَضلَ العِزّ مِن جَنابِه
وتستَمِدُّ اليُسرَ بَعدَ العُسرِ
محكمٌ ناءٍ عن الأغراضِ،
وجَوهَرٌ خالٍ من الأعراضِ
يُهابُ كالسّاخطِ وهوَ راضِ،
قد مهدتْ أراؤهُ الأراضي
وأهلكتْ كفاهُ جيشَ الفقرِ
لمّا رأى أيّامَهُ جُنودَا،
والنّاسَ في أعتابِهِ سُجودَا
أرادَي دولتِهِ مزيدَا،
فأعتقتْ أكفهُ العبيدَا
واستَعبدَتْ بالجُودِ كلّ حُرّ
يا ملكاً تحسدُهُ الأملاكُ،
وتقتدي بعزمِهِ الأفلاكُ
يَهابُهُ الأعرابُ والأتراكُ،
لهُ بما تضمرهُ إدراكُ
كأنّهُ مُوَكَّلٌ بالسّرّ
قُربي إليكُمْ لا العَطاءُ سُولي،
وودكُمْ لا غيرهُ مأمولي
إذا جَلَيتُ كاعبَ الفُصول
لا أبتغي مهراً سوى القبولِ
إنّ القَبولَ لا لأجلِ مَهرِ(19/144)
لا برحتْ أفراحُكُمْ مجددة ،
وأنفُسُ الضّدّ بكم مُهَدَّدَه
وأربُعُ المَجدِ بكُمْ مُشَيَّدَه،
والأرضُ من آرائِكُمْ مُمَهَّدَه
والدّهرُ بالأمنِ ضَحوكُ الثّغرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَخشَ يا رَبعَ الحَبيبِ هُمودَا،
لا تَخشَ يا رَبعَ الحَبيبِ هُمودَا،
رقم القصيدة : 19753
-----------------------------------
لا تَخشَ يا رَبعَ الحَبيبِ هُمودَا،
فلَقد أخذتَ على العِهادِ عُهُودَا
وليُفنِيَنّ ثَراكَ عن صَوبِ الحَيا
صوبُ المدامعِ إن طلبتَ مزيدا
كما غادرتْ بفناكَ، يومَ وداعِنا،
سُحبُ المَدامعِ مَنهَلاً مَورُودا
ولكم سكبتُ عليكَ وافرَ أدمعي،
في ذلكَ اليومِ الطويلِ مريدا
ولقد عهدتُ بكَ الظباءَ سوانحاً،
بظِلالِ شِعبِكَ، والحِسانَ الغِيدا
حُوراً، إذا غُوزِلنَ كنّ جآذِراً؛
وإذا أردنَ الفتكَ كنّ أسودا
أخجلنَ زهرَ الأقحوانِ مباسماً
زَهراً وضاهَينَ الشّقيقَ خُدودا
وحَسَدَن كُثبانَ النّقا وغُصونَهُ،
فثقلنَ أردافاً ومسنَ قدودا
من كلّ واضِحَة ٍ، إذا هيَ أقبَلَتْ
عايَنتَ دُرّاً في الثّغورِ نَضِيدا
حَذِرتْ عُيونَ العاشِقينَ فصَيّرَتْ
بُرجَ الهِلالِ تَمائِماً وعُقودا
كم قد سَهِرتُ اللّيلَ أرقُبُ زَورَة ً
منها، فلم أر للصباحِ عمودا
ورَعَيتُ أنجُمَهُ فأكسَبتُ السُّها
فكأنّما كُسِيتْ بهنّ جُلودا
وحملتُ أعباءَ الغرامِ وثقلهُ،
فرداً، وحاربتُ الزمانَ وحيدا
فجَعَلتُ نَجمَ الدّينِ سَهمي عندَما
عايَنتُ شَيطانَ الخُطوبِ مَريدا
نجمٌ تدينُ لهُ النجومُ خواضِعاً،
ملكٌ تخرُّ لهُ الملوكُ سجودا
غَيثٌ يُريكَ من السّيوفِ بَوارِقاً،
ومِنَ الجِيادِ زَلازِلاً ورُعُودا
يَقظانُ ألقَى في حَبائلِ عَزمِهِ
شركاُ يصيدُ بها الكماة َ الصيدا
رأيٌ يَرى ما تحتَ أطباقِ الثّرَى ،
وعلاً تريدُ إلى السماءِ صعودا
وَعَدَ الصّوارِمَ أن يقدّ بها الطَّلا،
وَعداً أراهُ للعُداة ِ وَعيدا
ما شَدّدَ النّونَ الثّقيلَ لأنّهُ(19/145)
إن قالَ يسبقُ فعلهُ التأييدا
يا أيها الملكُ الذي ملكَ الورى ،
فغَدتْ لدَولتِهِ العِبادُ عَبيدا
وافَيتَ، إذ ماتَ السّماحُ وأهلُهُ،
فأعدتَهُ خلقاً لديكَ جديدا
وقدمتَ نحوَ ديارِ بكرٍ مظهراً
عدلاً يمهدُ أرضها تمهيدا
عطلتْ، فولا أنّ ذلكَ جوهرٌ
للهِ، ما حلّى لها بكَ جيدا
كَم غارَة ٍ شَعواءَ حينَ شَهِدْتَها،
أُعطيتَ فيها النّصرَ والتأكيدا
في نارِها كنتَ الخليلَ، وإنّما
عندَ التِماسِ حَديدِها داوُدا
أخفيتَ وجهَ الأرضِ من جثثِ العدى
حتى جَعَلتَ لكَ الوُحوشَ وُفُودا
زوجتَ أبكارَ العِدى بنفوسِهِمْ،
وجعلتَ أطرافَ الرّماحِ شهودا
كَفَروا، فأمّنتَ الرّؤوسَ لأنّها
خَرّتْ لسَيفِكَ رُكّعاً وسُجودا
وبغوا، فولكتَ الحمامَ بحربِهمْ،
ثم ارتضيتَ لهُ السيوفَ جنودا
ضاقتْ على القتلى الفلاة ُ بأسرِها،
ياويحَ قومٍ أغضبوكَ بجهلِهِمْ،
ورأوا قَريبَ الفَتحِ منكَ بَعيدا
وتحَصّنوا في قَلعَة ٍ لم يَعلَموا
أنْ سوفَ تَشهَدُ يَومَها المَوعودا
حتى رَمَيتَ حُصونَها بكَتائبٍ
شهبٍ، وقدتَ لها الجيادَ القودا
بقَساورٍ قَلّتْ عديداً في اللّقا،
ومنّ الشجاعة ِ أن تقلّ عديدا
من فتية ٍ كسروا غمودَ سيوفهمْ،
واستبدلوا قللَ الرؤوسِ غمودا
رَفضُوا الدّروعَ عن الجُسوم، وأسبَغوا
فوقَ الجسومِ من القلوبِ حديدا
مروا بها حزرَ العيونِ، فأوجستْ
جزعاً، وكادتْ بالكماة ِ تميدا
لو لم يُوَرِّدْ خَدَّها مِنهمْ حَيا،
جَعَلُوا الدّماءَ لَخدّها تَوريدا
قذفتْ بمن فيها إليكَ، كأنّما
علمتها من راحتيكَ الجودا
قالوا، وقد وَجَدوا لِبأسِكَ رَهبَة ً
ومخافة ً تذرُ الفصيحَ بليدا
سألوا البَقاءَ، فكانَ مانعُكَ الحَيا
من أن يُرى لكَ سائلٌ مردودا
لو شئتَ ما أبقتْ صفاحُكَ يافعاً
منهمْ، ولا تركتْ قناكَ وليدا
نَبذوا السّلاحَ مَخافَة ً لمّا رأوا
راياتِ جَيشِكَ قد ملأنَ البِيدا
طَنّوا السّحابَ، إذا نشأنَ، عَجاجة ً،
والبرقَ بيضاً، والرعودَ بنودا(19/146)
سَكِروا وما سكِروا بكأسِ مُدامة ٍ،
لكنْ عَذابُ اللَّهِ كانَ شَديدا
ورأوكَ مُعتَصِمَ العَزائِمِ فاختَشوا
بكَ يومَ عَمّورِيّة َ المَشهودا
أولَيتَهمْ لمّا أطاعوا أنْعُماً
لا تَستَطيعُ لبَعضِها تَحديدا
فانظُرْ تَجِدْ مَعْ كلّ نَفسٍ منهمُ
من فيضِ بركَ سائقاً وشهيدا
أكسَبتَ أُفقَ المُلكِ، يا نَجمَ الهُدى ،
نُوراً جَلا ظُلَمَ الخُطوبِ السّودا
وطَرَدتَ جَورَ الحادثاتِ عن الوَرى ،
ولكمْ أجرتَ من الزمانِ طريدَا
ما دامَ جودكَ يا ابنَ أرتقَ واصلي،
من شاءَ يمنحني جفاً وصدودا
ما فكّ مَدحي فيكَ قَيدَ تَعبّدي،
إلاّ وضعتَ منَ النوالِ قيودا
لازلتَ محسوداً على نيلِ العُلى ،
فدوامُ عزكَ أن تُرى محسودا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ الضلالُ وصبحُ وجهكَ مشرقُ،
كيفَ الضلالُ وصبحُ وجهكَ مشرقُ،
رقم القصيدة : 19754
-----------------------------------
كيفَ الضلالُ وصبحُ وجهكَ مشرقُ،
وشَذاكَ في الأكوانِ مِسكٌ يَعبَقُ
يا مَن إذا سَفَرتْ مَحاسنُ وجهِه،
ظلتْ به حدقُ الخلائقِ تحدقُ
أوضحتَ عذري في هواكَ بواضحٍ
ماءُ الحيا بأديمهِ يترقرقُ
فإذا العذولُ رأى جمالكَ قال لي:
عَجَباً لقَلبِكَ كيفَ لا يَتمَزّقُ
أغنَيتَني بالفِكرِ فيكَ عنِ الكَرَى ،
يا آسري، فأنا الغنيُّ المملِقُ
يا آسراً قلبَ المحبّ، فدمعُهُ،
والنّومُ منهُ مُطلَقٌ ومُطَلَّقُ
لولاكَ ما نافَقتُ أهلَ مَوَدّتي،
وظللتُ فيك نفيس عُمري أنفقُ
وصَحِبتُ قَوماً لَستُ من نظرائِهِمْ،
فكأنني في الطرسِ سطرٌ ملحقُ
قولا لمن حملَ السلاحَ، وخصرُه
من قدّ ذابلهِ أدقُّ وأرشقُ
لا تُوهِ جِسمَكَ بالسّلاحِ وثِقلِه،
إنّي عليكَ من الغلالة ِ أشفقُ
حسَدَتْ أُهَيلُ ديارِ بَكرٍ مَنطِقي
نارٌ يَخُرُّ لها الكَليمُ ويُصعَقُ
تلقاهُ، وهوَ مزردٌ ومدرَّعٌ،
وتراهُ، وهوَ مقرطٌ ومقرطقُ
لم تتركِ الأتراكُ بعدَ جمالِها
حُسناً لمَخلوقٍ سِواها يُخلَقُ
إنْ نوزلوا كانوا أسودَ عريكة ٍ،(19/147)
أو غوزلوا كانوا بدوراً تشرقُ
قومٌ، إذا ركبوا الجيادَ ظننتهمْ
أسداً بألحاظِ الجآذِرِ ترمقُ
قد خلقتْ بدمِ لقلوب خدودهم،
ودروعُهمْ بدَم الكُماة ِ تُخَلَّق
جذبوا القسيّ إلى قسيّ حواجبٍ،
مِن تَحتِها نَبلُ اللّواحِظِ تَرشُقُ
نشروا الشعورَ، فكلُّ قدٍّ منهمُ
لدنٌ، عليه من الذوائبِ سنجقُ
لي منهمث رشأٌ، إذا غازلتُهُ
كادَتْ لَواحظُهُ بسِحرٍ تَنطِقُ
إنْ شاءَ يَلقاني بخُلقٍ واسِعٍ،
عندَ السلامِ، نهاهُ طرفٌ ضيقُ
لم أنسَ ليلة َ زارني ورقيبهُ
يُبدي الرّضا، وهوَ المَغيظُ المُحنَقُ
وافَى ، وقد أبدى الحياءُ بوجههِ
ماءً، لهُ في القَلبِ نارٌ تُحرِقُ
أمسى يعاطيني المدامَ، وبيننا
عتبٌ ألذُّ منَ المدامِ وأروقُ
حتى إذا عبثَ الكرى بجفونِه
كانَ الوِسادَة َ ساعِدي والمِرفَقُ
عانقتُهُ، وضممتُهُ، فكأنّهُ
منْ ساعديَّ مطوقٌ وممنطقُ
حتى بَدا فَلَقُ الصّباحِ، فَراعَهُ؛
إنّ الصباحض هوَ العدوُّ الأزرقُ
فهُناكَ أومَا للوَداعِ مُقَبِّلاً
كفّيّ، وهيَ بذَيلِهِ تَتَعَلّقُ
يا مَنْ يُقَبّلُ للوَداعِ أنامِلي!
إنّي إلى تَقبيلِ ثَغرِكَ أشوَقُ
للعاشقينَ غرابُ بينٍ ينعقُ
وغَفَرْتُ ذَنبَ الدّهرِ حينَ بدَتْ به
من طلعة ِ السلطانِ شمسٌ تشرقُ
المالكُ المنصورُ، والملكُ الذي
من خوفِهِ طرفُ النوائبِ مطرقُ
نجمٌ لهُ فلكُ السعادة ِ مطلعٌ،
بَدرٌ لهُ أُفقُ المَعالي مَشرِقُ
من معشرٍ حازوا الفخارَ بسعيهمْ،
وبَنَى لهُمْ فَلَكَ المَعالي أُرتُقُ
قومٌ همُ الدهرُ العبوسُ، إذا سطوا،
وإذا سخوا، فهمُ السحابُ المغدِقُ
وإذا استَغاثَ المُستَغيثُ تَسَرَعوا؛
وإذا استَجارَ المُستَجيرُ تَرَفّقُوا
ملكٌ تحفُّ بهِ الملوكُ، كأنّهُ
بَدرٌ بهِ زُهْرُ الكَواكِبِ تُحدِقُ
قَد، ظَلّلتَهُ سَحابَة ٌ من خَيرِهِ،
تَسري، وآيتُهُ السّماحُ المُطلَقُ
والقبة ُ العلياءُ، والطيرُ الذي
منْ حولهِ راياتُ نصرٍ تخفقُ
يُفلَى ، بهِ فَودُ الفَلا والمَفرِقُ(19/148)
فلوحشها أجنادُهُ وجيادُهُ،
ولطَيرِها بازِيهِ والزُّرَّقُ
مَلِكٌ يَجِلُّ عن العِيانِ، فنَغتدي
بقلوبنا، لا بالنواظرِ، نرمقُ
فإذا تَطَلّعَ قلتَ لَيثٌ ناظِرٌ؛
وإذا تفكرَ قلُ صلٌّ مطرقُ
كالشمسِ، إلاّ، أنّه لا يختفي،
والبَدرِ، إلاّ أنّهُ لا يُمحَقُ
والغَيثِ، إلاّ أنّهُ لا يَنتهي،
والسيّفِ، إلاّ أنّهُ لا يَنثَني،
والدّهرِ، إلاّ أنّهُ لا يَعتَدي،
والبَحرِ، إلاّ أنّهُ لا يَزهَقُ
ترجَى فوائدهُ، ويخشى بأسُهُ،
كالنّارِ تَمنَحُكَ الضّياءَ وتُحرِقُ
بالبِيضِ في يومِ الكريهَة ِ ألبَقُ
كفُّ لما حفظَ اليراعُ مضيعة ٌ،
ولِما تُجَمّعُهُ الصِّفاحُ تُفَرِّقُ
لا يحتوي الأموالَ، إلاّ مثلما
يحوي بأطرافِ البنانِ الزيبقُ
جرتِ الملوكُ لسبقِ غاياتِ العُلى ،
فمشمرٌ في جريهِ ومحلقُ
حتى إذا نكصَ المكافحُ جاءَها
متهادياً في خطوهِ يترفقُ
يا مَنْ بهِ شرُفَتْ مَعاقِدُ تاجِهِ،
وبها يُشَرَّفُ مِن سِواهُ المَفرِقُ
أنِسَتْ بمَقدَمكَ العِراقُ وأهلُها،
واستَوحشتْ لك حَرزَمٌ والجَوسَقُ
أرضٌ تحلُّ بربعِها فلباسُنا
من سندسٍ وفراشُنا الإستبرقُ
فالنّاسُ تَستَسقي الغَمامَ ومَن بها
يدعو الإلهَ بأنّهُ لا يغرقُ
يا مَن يُقايسُ ماردينَ بجِلّقٍ
بعدَ القياسِ وأينَ منهُ جلقُ
لم يذكرِ الشهباءُ في سبقِ العُلى ،
إلاّ كبتْ شقراؤها والأبلقُ
كم مارِدينَ لماردينَ تَواثَبُوا،
ومن المحالِ طلابُ ما لا يلحقُ
سورٌ لها، ودمُ الفوارسِ خندقُ
وتجمعوا حتى مددتَ لهم يداً،
في كلّ خافِقَة ٍ لِواءٌ يَخفُقُ
ما أنتَ يومَ السلمِ غلاّ واحدٌ
فردٌ، وفي يومِ الكريهة ِ فيلقُ
أغلَقتَ بابَ العُذرِ مَع تَصحيفِهِ،
مَولايَ سَمعاً مِن وَلِيّكَ مَدحة ً
عن صِدقِ وُدّي في عُلاكم تَنطِقُ
أنا عَبدُ أنعُمِكَ القديمُ وَدادُه،
وسوايَ في أقوالِهِ يتملقُ
عَبدٌ مُقيمٌ بالعِراقِ ومَدحُهُ
فيكُمْ يُغَرِّبُ تارَة ً ويُشَرِّقُ
فلقد وقفتُ على علاكَ بدائعاً(19/149)
يعيا بأيسرها النصيحُ المفلقُ
من كلّ هَيفاءِ الكَلامِ رَشيقَة ٍ
في طَيّها مَعنًى أدَقُّ وأرشَقُ
فيها، كما حسدَ الهزارَ اللقلقُ
أعيَتْ أكابرَهم أصاغرُ لَفظِها،
ولربّما أعيا الرخاخَ البيدقُ
جاؤوكَ باللّفظِ المُعادِ لأنّني
غَرّبتُ في طَلَبِ الغَريبِ وشرّقُوا
لَهُمُ بذاكَ جِبِلّة ٌ جَبَلِيّة ٌ،
ولنا عراقٌ والفصاحة ُ معرقُ
ما كنتُ أرضَى بالقَريضِ فضيلَة ً،
لكنْ رأيتُ الفضلَ عندكَ ينفقُ
قالوا: خلقتَ موفقاً لمديحهِ،
فأجَبتُهُمْ: إنّ السّعيدَ مُوَفَّقُ
إني ليقنعني القبولُ إجازة ً،
إنّ التّصَدّقَ بالوَدادِ تَصَدُّقُ
لا زالَ أمرُك بالسعادة ِ نافذاً
في الأرضِ تَمنَعُ مَن تَشاءُ وتَرزُقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شُقّ جَيبُ اللّيلِ عن نَحرِ الصّباحْ
شُقّ جَيبُ اللّيلِ عن نَحرِ الصّباحْ
رقم القصيدة : 19755
-----------------------------------
شُقّ جَيبُ اللّيلِ عن نَحرِ الصّباحْ
أيها الساقونْ
وبدا للطلّ في جيدِ الأقاحْ
لؤلؤٌ مكنونْ
ودَعانا للَذيذِ الإصطِباحْ
طائرٌ ميمونْ
فاخضبِ المبزلَ من نحرِ الدنان
بدَمِ الزَّرْجُونْ
تَتَلَقّى دَمَها حُورُ الجِنانْ
في صحافٍ جونْ
فاسقنيها قهوة ً تكسو الكؤوسْ
بسنا الأنوارْ
وتميتُ العقلَ، إذ تحيي النفوسْ
راحة ُ الأسرارْ
غَرَسَتْ كَرمَتَها بينَ القِيانْ
يدُ أفلاطونْ
وبماءِ الصرحِ قد كان يطانْ
دَنُّها المَخزُونْ
اخبرتنا عن بني العصرِ القديمْ
خبراً مأثورْ
وروَتْ يومَ مُناجاة ِ الكَليمْ
كيفَ دُكّ الطُّورْ
ولماذا أتخذتْ أهلُ الرقيمْ
كَهفَها المَذكورْ
وندا يونسُ عند الإمتحانْ
بالتقامِ النونْ
مُذ جَلا شمسَ الضّحى بدرُ التّمامْ
في اللّيالي السّودْ
وغدا يصبغُ أذيالَ الظلامْ
بِدَم العُنقُودْ
قلتُ يا بُشراكُمُ هذا غُلامْ
وفتاة ٌ رودْ
مزجا الكأسَ رواحا يسقيانْ
في حمى جيرونْ
فبذلنا في القناني والقيانْ
ما حوَى قارُونْ
نالَ فِعلُ الخَمرِ من ذاتِ الخِمارْ(19/150)
عند شربِ الراحْ
فغَدَتْ تَستُرُ من فرطِ الخُمارْ
وجهها الوضاحْ
خلتُها، إذْ لم تدعْ بالإختمارْ
غيرَ صَلْتٍ لاحْ
قمراً تمّ لسبعٍ وثمانْ،
في اللّيالي الجُونْ
قدَرَتَهُ الشّمسُ في حالِ القِرانْ
فهوَ كالعُرجون
أفعَمَ الزّامرُ بالنّفخِ المُدارْ
نايَهُ المَخصُورْ
فغدا، وهوَ لأمواتِ الخُمارْ
مثلَ نَفخِ الصُّورْ
أو كما عاشَ الورى بعدَ البوارْ
بندَى المنصورْ
مَلِكٌ هَذّبَ أخلاقَ الزّمانْ
عدلُه المسنونْ
وأعادَ النّاسَ في ظِلّ الأمانْ
عضبهُ المسنونْ
ملكٌ أنجدَ طلابَ الندَى
غاية َ الإنجادْ
متلفٌ، إن جالَ، آجالَ العدى
واللهي إنْ جادْ
مَهّدَ الأرضِينَ بالعَدلِ، فكانْ
أمنُها مضمونْ
ذيبُها والشاة ُ ترعى في مكانْ،
غدرُهُ مأمونْ
باذِلُ الأموالِ من قَبلِ السّؤالْ
بأكفّ الجودْ
ما رجاهُ آملٌ إلاّ ونالُ
غاية َ المقصودْ
فإذا ما أَمَّهُ راجي النّوالْ
سادَة ٍ أنجادْ
يهبُ الولدانَ والحورَ الحسانْ
في بيوتِ النّارْ
وسواهُ إنْ دعاهُ ذو لِسانْ
يمنعُ الماعونْ
يا مليكاً لبني الدرِ ملكْ،
فشَرى الأحرارْ
ملكٌ أنتَ عظيمٌ أمْ ملكْ
ساطِعُ الأنوارْ
بالذي تَختارُهُ دارَ الفَلَكْ،
وجرى المقدارْ
مذْ رأى بأسكَ سلطانُ الأوانْ،
وَهوَ كالمَحزُونْ
حاولَ النّصرَ كمُوسى ، فاستعانْ
بكَ يا هارونْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حوشيتَ من زفراتِ قلبي الوالهِ،
حوشيتَ من زفراتِ قلبي الوالهِ،
رقم القصيدة : 19756
-----------------------------------
حوشيتَ من زفراتِ قلبي الوالهِ،
وكُفيتَ ما يَلقاهُ مِن بَلبالِهِ
وأُعيذُ سِرَّكَ أن يكابِدَ بعضَ ما
لاقَيتُ من قِيلِ العَذولِ وقالِهِ
يا مَن يُعيرُ الغُصنَ لِينَ قَوامِهِ،
ويغيرُ بدرَ التّمّ عندَ كمالهِ
ما حلتِ الواشونَ ما عقدَ الهوَى ،
تفنى الليالي والغرامُ بحالهِ
صلْ عاشقاً لولاكَ ما ذكرَ الحمى ،
ولمَا غدا متغزلاً بغزالِهِ
واجعَلْ كِناسَكَ في القلوبِ، فإنّها(19/151)
تُغنيكَ عن شِيحِ العذيبِ وضالِهِ
للهِ بالزوراءِ ليلتنا، وقدْ
جردتُ غصنَ البانِ من سربالهِ
ورَشَفتُ بَردَ الرّاحِ مِن مَعسولِهِ،
وضَمَمتُ قَدّ اللّدنِ مِن عَسّالِهِ
رشأٌ كبدرِ التمّ في إشراقِهِ،
وكَمالِ طَلعتِهِ وبُعدِ مَنالِهِ
ما اهتَزْ وافرُ رِدفِهِ في خَطوِهِ،
إلاّ تَشَكّى الخصرُ من أثقالِهِ
ما بالهُ أضحَى يشينُ وعيدهُ
بنَجازِهِ ووُعودَهُ بمِطالِهِ
ويذيقني طعمَ الملالِ تدللاً،
فأذوبُ بينَ دلالهِ وملالهِ
ما ضرّ طيفَ خيالهِ لو أنهُ
يَسخُو عليّ، ولو بطَيفِ خَيالِهِ
ما كانَ من فِعلِ الجَميلِ يَضُرُّهُ،
لو كانَ يَجعَلُهُ زَكاة َ جَمالِهِ
قسماً بضادِ ضياءِ صبحِ جبينهِ،
وَوَحَقَّ سِينِ سَوادِ عَنبرِ خالِهِ
لأُكابدَنّ لهيبَ نارِ صُدودِهِ،
ولأركبَنّ عُبابَ بَحرِ مَلالِهِ
ولأُحمِلَنّ اليَمَّ فَرطَ عَذابِهِ،
وأدومُ مصطبراً على أهوالِهِ
حتى تَقولَ جَميعُ أربابِ الهَوَى :
هذا الذي لا ينتهي عن حالهِ
في ظِلّ مَلْكٍ، مُذ حَللتُ برَبعِه،
قتلَ الأسودِ، وما دنتْ لقتالهِ
رشأٌ تفردَ في المحاسنِ فاغتدى
تفصيلُ رسمِ الحسنِ في إجمالِهِ
ما حركتْ سكناتُ فاترِ طرفهِ،
إلاّ وأصمَى القَلبَ وقعُ نِبالِهِ
حكمتْ فجارتْ في القلوبِ لحاظهُ
كأكُفّ نجمِ الدّينِ في أموالِهِ
المالكُ المنصورُ، والملكُ الذي
تَخشَى النّجومُ الشُّهبُ شُهبَ نِصالِهِ
ملكٌ يسيرُ النصرُ عن تلقائِهِ،
وورائِهِ، ويَمينِهِ، وشِمالِهِ
مَلِكٌ تَتونُ الأرضُ إذْ يَمشي بها:
حسبي من التشريفِ مسُّ نعالِهِ
فإذا دعا الدهرَ العبوسَ أجابهُ
متعثراً بالرعبِ في أذيالهِ
سلطانُ عصرٍ عزمه راضَ الورى ،
فكفاهُ ماضيهِ عنِ استقبالهِ
أضحَى حِمَى الحَدباءِ عندَ إيابِهِ،
يستنجدُ الإقبالَ منْ إقبالِهِ
ضرَبَ الخِيامَ على الحِمى ، فأكفُّهُ
كَمِياهِهِ، وحُلومُهُ كَجِبالِهِ
أعطَى وأجزَلَ في العَطاءِ تَبرّعاً،
حتى سَئِمتُ نِزالَهُ بنَوالِهِ(19/152)
ذَلّتْ صُروفُ الدّهرِ لمّا عايَنَتْ،
دونَ الأنامِ، تعلقي بحبالهِ
وافَيتُهُ، وكأنّني من رقّهِ،
فأعَزّني، فكأنّني مِن آلِهِ
يا ليتَ قومي يعلمونَ بأنني
أدرَكتُ طِيبَ العيشِ بَعدَ زَوالِهِ
ما ضلّ فكري في جميلِ صفاتِهِ،
إلاّ اهتَدى شِعري بحُسنِ خِلالِهِ
أو أصدأ الأيامُ سيفَ قريحتي،
إلاّ جعلتُ مديحهُ كصقالِهِ
يا أيّها الملكُ الذي غدتِ العُلى
مقرونة ً بجلادِهِ وجدالِهِ
أغرَقتَ بالإنعامِ عبدَكَ، فاغتَدى ،
مِن بَحرِكَ التيّارِ، دُرُّ مَقالِهِ
طوقتهُ بنداكَ طوقَ كرامة ٍ،
وجعلتَ فيضَ الجودِ من أغلالِهِ
أصفَى لمحضِ ولاكَ عقدَ ضميرهِ،
فسِوى مَديحِكَ لا يَمُرُّ ببالِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خُذْ من الدّهرِ لي نَصيبْ،
خُذْ من الدّهرِ لي نَصيبْ،
رقم القصيدة : 19757
-----------------------------------
خُذْ من الدّهرِ لي نَصيبْ،
واغتَنِمْ غَفلَة َ القَدَرْ
ليسَ طولُ المَدَى نَصيبْ
صفوِ عيشٍ بلا كدرْ
فاجلُ لي كاعباً عروسْ،
لم تَرُعها يدُ المِزاجْ
نشرها عطرَ الكؤوسْ،
وكَسا نُورُها الزّجاجْ
في الضّحى تشبهُ الشموسْ
وهيَ تحتَ الدّجى سِراجْ
فارشفِ الراحَ، يا حبيبْ،
إنّ في ذاكَ معتبرْ
لترَى الشمسَ، إذ يغيبْ
نورُها في فمِ القمرْ
في رِياضٍ بها الشّقيقْ،
قد جلا بهجة َ التمامْ
وزها زهرُها الأنيق،
إذْ بَكَتْ أعيُنُ الغَمامْ
وانثَنى غُصنُها الوَريقْ،
فشَدَتْ فَوقَهُ الحَمامْ
قامَ شُحرُورُها خَطيبْ،
راقياً منبرَ الشجرْ
كُلّما ناحَ عَندَليبْ
نَقّطَ الدّوحَ بالزَّهَرْ
قمْ، فإني أرى الزمانْ،
مُحسِناً بَعدَما أسَا
قد أضا ليلهُ، وكانْ
صحبهُ يشبهُ المسَا
تاهَ مِن عُجبِهِ، فَلانْ
صعبهُ بعدما قسَا
قد بَدا عِزُّهُ المَهيبْ،
وبمَنصورِهِ انتَصَرْ
ورأى فتحهُ القريبْ
مِن أبي الفَتحِ يُنتَظَرْ
ملكٌ أضحكَ السيوفْ،
فبكتْ أعينُ العدَى
جدعتْ بيضهُ الأنوفْ،
ورَوَتْ كَفُّهُ الصّدَى
صارِمٌ يُمطِرُ الحُتوفْ،(19/153)
ويدٌ تمطرُ النَّدَى
لو دعا عزمهُ النجيبْ
لقضا اللهِ والقدرْ
جاءهُ طائعاً مجيبْ،
سامعاً ما بهِ أمرْ
قد حمَى رَبعُهُ الحُصونْ،
فَهوَ للنّاسِ مُلتَجَا
وإذا خابتِ الظنونْ،
عندهُ يصدقُ الرَّجَا
المنَى فيهِ والمنونْ،
فهوَ يخشَى ويرتجَى
حبّذا رَبعُهُ الخَصيبْ
فيهِ يستبشرُ البشرْ
فاقَ في جُودِهِ الخَصيبْ،
وسَمَتْ أرضُهُ مُضَرْ
قد عَلا مَجدُه، فكادْ
هامة َ المجدِ يرتقي
ولهُ أضحَتِ العِبادْ
بينَ راجٍ ومُتّقِي
باسطُ العدلِ في البلادْ،
ملكٌ صدرهُ رحيبْ،
منهُ يستمطرُ المطرْ
قلبُهُ بالنُّهَى قَليبْ،
وهوَ يومَ الوغَى حَجَرْ
لو رأينا يا ابنَ الكِرامْ
مثلَ عَلياكَ في الدّوَلْ
لنَظَمنا مِنَ الكَلامْ
ضعفَ ما نظمَ الأولْ
درُّ لفظ من النظامْ
مُخجِلٌ سَبعُها الطُّوَلْ
فاعتبرْ، أيها اللبيبْ،
هذه السبعة َ القصرْ
فيكُمُ لَفظُها يَطيبْ،
لا بمعنى بها ظَهَرْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في مثلِ حضرتكم لا يزأرُ الأسدُ،
في مثلِ حضرتكم لا يزأرُ الأسدُ،
رقم القصيدة : 19758
-----------------------------------
في مثلِ حضرتكم لا يزأرُ الأسدُ،
فكَيفَ يَسجَعُ فيها الطّائرُ الغَرِدُ
لذاكَ أُحجِمُ عن قدحي، فيَبعثُني
صِدقُ الوَلاءِ، وإنّي فيكَ مُعتَقِدُ
وكيفَ أُفصِحُ أشعاري لدى مَلِكٍ،
يغدو له التبرُ زيفاً حينَ ينتقدُ
يَقظانُ يَقرأُ من عُنوانِ فِكرَتِه،
في يومهِ، ما طواهُ في الضميرِ غدُ
بحرٌ، ولكنّهُ بالدُّرّ مُنفَرِدٌ،
والبَحرُ يُجمعُ فيهِ الدُّرُّ والرَّبَدُ
من معشرٍ إن دعوا جادوا لآملِهمْ
قبل السّؤالِ، وأعطَوا فوقَ ما وَجدُوا
تُضاعِفُ الرَّفدَ للوُفّادِ راحتُهُ،
فكلمّا وفدوا من جودهِ رفدُوا
عادوا وفي كلّ عُضوٍ بالثّناءِ فَمٌ،
وقد أتوُ، وكلٌّ بالسؤالِ يدُ
ولو رأوا ما أرى من فَرطِ لَذّتِهِ
بالجُودِ ما شكَروا يَوماً ولا حَمِدُوا
يا أيّها الملكُ المنصورُ طائرهُ،
ومَنْ بآرائِهِ الأملاكُ تَعتَضِدُ(19/154)
ومن يسابقُ بالإنعامِ، مبتدئاً،
نطقَ العفاة ِ، ويعطي قبلَ ما يعدُ
أنتَ الفريدُ الذي حازتْ خلائقُهُ
ما لا يحيطُ بهِ الإحصاءُ والعددُ
وواحدُ العَصرِ، حتى لو حلَفتُ به
يوماً، لما شَكّ خَلقٌ أنّهُ الأحَدُ
لكَ اليَراعُ الذي إنْ هُزّ عامِلُهُ،
لم تُغنِ عَنهُ صِلابُ البِيضِ والزَّرَدُ
المستطيلُ، وي حدّ الظبَي قصرٌ،
والمستقيمُ، وفي قدّ القنا أودُ
إذا اغتدى نافثاً بالسحرِ في عقدٍ،
حُلّتْ، بنَجواهُ، من آمالِنا العُقَدُ
يَقظانُ منهُ عيونُ النّاسِ راقدَة ٌ،
ولو تَوعّدَ أهلَ الكَهفِ ما رَقَدُوا
رَبيبُ سُمرِ المَعالي، وهوَ يَحطِمُها،
وربّما جَرّ حَتفَ الوالِدِ الوَلدُ
بالأمسش كانَ بوطءِ الأسدِ مرتعداً،
واليومَ منهُ فريصُ الأسدِ ترتعدُ
ضَمّ الأُسودَ فَما زالَ الزّمانُ لهُ
يَنوي المُكافاة َ حتى ضَمّهُ الأسَدُ
إذا انثنى ساجداً قامَ الملوكُ لهُ
طَوعاً، وإنْ قامَ في أمرٍ لهم سجَدُوا
يا بانيَ المَجدِ مِن قبلِ الدّيارِ، ومَن
لهُ المعالي التي لمْ يرقها أحدُ
بنيتَ بعدَ بناءِ المجدِ، مبتدئاً،
داراً لها العزُّ أسٌّ، والعُلى عمدُ
أسّستَ بالدّينِ والتّقوى قَواعدَها،
فكانَ عُقباكَ منها عِيشة ٌ رَغَدُ
داراً توَهّمتُها الدّنيا لزينَتِها،
وما سَمِعتُ بدُنيا ضَمّها بَلَدُ
بها صَنائِعُ أبدَتها صَنائِعُكُمْ،
يَفنى المَدَى ، وبها آثارُكم جُدُدُ
تَدَفَّقَ الماءُ في سَلسالِها، فحكى
سَماحَ كَفّكَ فينا حينَ يَطّرِدُ
تَجَمعَ الأُسدُ فيها والظباءُ، كَما
من فرطِ عدلك يرعى الذئبُ والنقدُ
مولايَ! دِعوَة َ عَبدٍ غَيرِ مُفتَتِنٍ
بشعِرِهِ ولهُ الحُسّادُ قد شَهِدُوا
قد صنتَ شعري وجلُّ الناسِ تخطبُه،
وذاكَ لَولاكَ لم يَعبأ بهِ أحَدُ
والشَعرُ كالتّبرِ يخفَى حينَ تَنظُرُهُ
عَينُ الغَبيّ، ويَغلو حينَ يُنتَقَدُ
فكَيفَ يذهَبُ ما نَفعُ الأنامِ بِهِ،
منهُ جُفاء، ويَرسو عندَك الزّبَدُ
إنْ شَبّهوني بمنْ دوني، فلا عجَبٌ،(19/155)
فالدرُّ يشبهُهُ في المنظرِ البردُ
بكَ انتصرتُ على الأيامِ منتصفاً،
وصارَ لي فوقَ أيدي الحادثاتِ يدُ
وكيفَ تَعجَزُ كَفّي أن أنالَ بها
هامَ السماكِ، وأنتَ الباعُ والعضدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
رقم القصيدة : 19759
-----------------------------------
ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
فيفي، إذا خبرتَ أنيَ راقدُ
إني لأطمعُ في الرقادِ لأنهُ
شركٌ يصادُ بهِ الغزالُ الشاردُ
فأظَلُّ أقنَعُ بالخَيالِ، وإنّهُ
طَمَعٌ يُولّدُه الخَيالُ الفاسِدُ
هياتِ لا يشفي المحبَّ من الأسَى
قربُ الخيالِ، وربهُ متباعدُ
ولقد تَعَرّضَ للمَحَبّة ِ مَعَشرٌ
عَدِموا من اللّذاتِ ما أنا واجِدُ
عابُوا ابتِهاجي بالغَرامِ، وإنّني
ما عشتُ من سكرِ المحبة ِ مائدُ
قالوا: تعشقَ كلَّ ربّ ملاحة ٍ،
فأبجتهمْ: إنّ المحركَ واحدُ
فالحُسنُ حيثُ وَجَدتُهُ في حَيّزٍ،
هو لي بأرسانِ الصبابة ِ قائدُ
ما كنتُ أعلمُ أنّ ألحاظَ الظبا،
هيَ للأسودِ حبائلٌ ومصايدُ
إنّ الذي خلقَ البرية َ ناطها
بوسائطٍ هي للكمالِ شواهدُ
فتدبرَ الأفلاكَ سبعة ُ أنجمٍ،
ويدبرُ الأرضينَ نجمٌ واحدُ
نجمٌ لهُ في الملكِ أنجمُ عزمة ٍ
هنّ الرجومُ، إذا تطرقَ ماردُ
المالكُ المنصورُ ملكٌ جودهُ
داني المنالِ، ومجدهُ متباعدُ
المالكُ لديهِ مواهبٌ ومكارمٌ،
هيَ للعداة ِ مواهنٌ ومكايدُ
كالغيثِ فيهِ للطغاة ِ زلازلٌ،
ولمن يؤملُه الزلالُ الباردُ
يُخشَى وتُرجَى بَطشُهُ وهِباتُه،
كالبَحرِ فيهِ مَهالِكٌ وفَوائِدُ
آراؤهُ للكائِناتِ طَلائِعٌ،
وهُمومُهُ بالغانياتِ شَواهِدُ
لا يؤيسنكَ بأسهُ من جودهِ،
دونَ السحابِ بوارقٌ ورواعدُ
يَهَبُ المَطيَّ، ورَكبُهنّ وصائفٌ،
والصافناتِ، وحملهنّ ولائدُ
لك يا ابنَ أرتق بالمكارمِ نسبة ٌ،
فلذاكَ جودك كاسمِ جدكَ زائدُ
أُورِثتَ مجدَ سَراة ِ أُرتُقَ إذ خَلَتْ،(19/156)
وبَنيتَه، فَهوَ الطّريفُ التّالِدُ
قومٌ تَعوّدَتِ الهِباتِ أكفُّهمْ؛
إنَّ المكارمَ للكرامِ عوائدُ
عاشوا، وفضلُهُمُ ربيعٌ للوَرى ،
فلَهم ثَناً يَحيا وذِكرٌ خالِدُ
فأكفهم، يومَ السماحِ، جداولٌ،
وقلوبهم، يومَ الكفاحِ، جلامدُ
وكفلتَ من كلفَ الزمانُ بحفظِه،
حتى كأنّكَ للبرية ِ والدُ
فَيداكَ في عُنقِ الزّمانِ غَلائِلٌ،
ونداكَ في جيدِ الأنامِ قلائدُ
وعنيتَ بي ورفعتَ قدري في الورى ،
فعَواذلي في القُربِ منك حواسدُ
وعلمتَ أنّي في محبتكَ الذي،
فنَداكَ لي صِلَة ٌ وبِرُّكَ عائِدُ
فاعذِرْ مُحبّاً إن تَباعدَ شخصُهُ،
جاءتكَ منهُ قَصائدٌ ومَقاصِدُ
فإذا ثنائي عنكَ همٌ سائقٌ،
جذبَ العنانَ إليكَ شوقٌ قائدُ
ولقد وقَفتُ عليكَ لَفظي كلَّهُ،
ممّا أحِلُّ به، وما أنا عاقِدُ
فإذا نظمتُ، فإنني لكَ مادحٌ،
وإذا نثرتُ، فإنني لكَ حامدُ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> خامسة الجهات
خامسة الجهات
رقم القصيدة : 1976
-----------------------------------
يا أيها الأطفالْ..
..اَلعدو من أمامكمْ
والغدر من ورائكمْ..
وفي أكفكم سفينة النجاة.
الأرض قد تقطعت أسبابها..
فلترفعوا أكفكم إلى السماء..
فالسماء تمطر الحياة.
ومن أكفكم ستورق الأشجارْ
تخضر كالأحلامْ
كالرؤى..
كالطيور..
كالصباح..
كروعة الإسلام.
وفي صدوركم..حدائق الليمونْ
وفي قلوبكم..
غابات برتقال
نهران يسقيانها..
" التين والزيتون "
معاشر النساء..
علامة التأنيث في أسمائكم..
تحبها السماءْ
وكلما تأنثت أسماؤنا سنصنع المحالْ
فالشمس حينما تأنثتْ
تضاءل الهلالْ
معاشر النساءْ..
لا تسألوا عن الرجالْ
.. قد تناكحوا ..
وأنجبوا مائدة السلامْ.
..
.
مائدة السلامْ.!!.
تأنثت ..
تبرأت ..من السلامْ
وأعلنت تقول:
علامة التأنيث في أوطاننا لا تأكل الفتاتْ
علامة التأنيث في وفاء..
في إيمان..
في آياتْ..
علامة التأنيث .
علامة التأنيث.
علامة التأنيث.
اِكتشفت خامسة الجهاتْ..!!!!(19/157)
فهل عرفتمُ...
خامسة الجهاتْ..!!.؟؟
يا أيها ..
الر...!!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لاقَيتَنا مَلقَى الكَريمِ لضَيفِهِ،
لاقَيتَنا مَلقَى الكَريمِ لضَيفِهِ،
رقم القصيدة : 19760
-----------------------------------
لاقَيتَنا مَلقَى الكَريمِ لضَيفِهِ،
وضَمَمتَنا ضَمَّ الكَميّ لسَيفِهِ
وجعلتَ ربعكَ للمؤملِ كعبة ً،
هيَ رحلة ٌ لشتائهِ ولصيفهِ
يا مَن إذا اشتَبَهَ الصّوابُ أعارَهُ
رأياً يُخَلّصُ نَقدَهُ مِن زَيفِهِ
وإذا غَزا أرضَ العَدوّ، فوَحشُها
من وَفدِهِ، ونُسورُها من ضَيفِهِ
هطَلَتْ على العافينَ منكَ سَحائبٌ،
يُغني الوَليُّ وليَّها عَن صَيفِهِ
وسماحُ غيركَ خطرة ٌ لوساوسٍ،
فكأنها في النوم زورة ُ طيفيهِ
كم مُجرِمٍ قضتِ الذّنوبُ بحَتفِهِ،
فغَدا يَعَضُّ بَنانَه مِن حَيفِهِ
أمنتهُ من خوفهِ، فكأنّهُ
قد حلّ في الإحرامِ مَسجدَ خَيفِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وليسَ عجباً إن طغتْ أعينُ الحِمى ،
وليسَ عجباً إن طغتْ أعينُ الحِمى ،
رقم القصيدة : 19761
-----------------------------------
وليسَ عجباً إن طغتْ أعينُ الحِمى ،
وقد أكسبَتَها الجُودَ أنملُكَ العَشر
إذا عَلّمتْ كَفّاكَ جَلمَدَهُ النّدى ،
فليس لعينٍ لم يفضْ ماؤها عذرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للهِ ملاحكَ اللبيبُ، وقد
للهِ ملاحكَ اللبيبُ، وقد
رقم القصيدة : 19762
-----------------------------------
للهِ ملاحكَ اللبيبُ، وقد
أبدى لنا من فعالهِ حسنا
قد حَمَلَ البَحرَ في سَفينَته،
وعادة ُ البحرِ يحملُ السفُنا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فتى ً لم تَجدْ فيه العِدى ما يَعيبُهُ،
فتى ً لم تَجدْ فيه العِدى ما يَعيبُهُ،
رقم القصيدة : 19763
-----------------------------------
فتى ً لم تَجدْ فيه العِدى ما يَعيبُهُ،
ولكنّهمْ عابُوا الذي عنهُ قَصّرُوا
إذا ذمهُ الأعداءُ قالوا: مفرطٌ،(19/158)
وإن بالغوا بالذمّ قالوا: مبذرُ
وإنْ شاءَ قومٌ أن يعيبوا مكانهُ
مِن المَجدِ قالوا: شامخٌ مُتَعَذِّرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألا بَلّغْ هُديتَ سماة َ قَومي،
ألا بَلّغْ هُديتَ سماة َ قَومي،
رقم القصيدة : 19764
-----------------------------------
ألا بَلّغْ هُديتَ سماة َ قَومي،
بحِلّة ِ بابِلٍ، عندَ الوُرُودِ
ألا لا تَشغَلُوا قَلباً لبُعدي،
فإنّي كلَّ يَومٍ في مَزيدِ
لأنّي قد حللتُ حى ملوكٍ،
ربوعُ عبيدهم كهفُ الطريدِ
فمنْ يكُ نازلاً بحمَى كليبٍ،
فإنّي قد نزلتُ حمَى الأسودِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دَبّتْ عَقارِبُ صُدغِهِ في خَدّهِ،
دَبّتْ عَقارِبُ صُدغِهِ في خَدّهِ،
رقم القصيدة : 19765
-----------------------------------
دَبّتْ عَقارِبُ صُدغِهِ في خَدّهِ،
وسعى على الأردافِ أرقمُ جعدهِ
وبَدا مُحَيّاه، ففَوّقَ لَحظُهُ
نبلاً يذودُ بشوكه عن وردهِ
صنمٌ أضلَّ العاشقينَ، فلم يروا،
مُذْ لاحَ، بُدّاً مِن عِبادة ِ بُدّهِ
ما بينَ إقبالِ الحياة ِ ووصلهِ
فرقٌ، ولا بينَ الحمامِ وصدهِ
ظبيٌ من الأتراكِ ليسَ بتارِكٍ
حُسناً لمَخلوقٍ أتَى من بَعدِهِ
غَضُّ الحَيا، قَحلُ الوَدادِ، كأنّما
نهلتْ بشاشة ُ وجههِ من ودهِ
حملَ السلاحَ على قوامٍ مترفٍ،
كادَ الحريرُ يؤدهُ من إدهِ
فترى حَمائلَ سَيفِهِ في نَحرِهِ،
أبهَى وأزهَى من جَواهرِ عِقدِهِ
من آلِ خاقانَ الذينَ صغيرهم
في سَرجِهِ، وكأنّهُ في مَهدِهِ
جعلوا ركوبَ الخيلِ حَدّ بُلوغهم،
هو للفتَى منهم بلوغُ أشدّه
فإذا صغيرهمُ أتَى متخضباً
بدَمِ الفوارِسِ قيلَ: بالِغُ رُشدِهِ
سيّانِ منهم في الوَقائِعِ حاسِرٌ
في سَرجِهِ، أو دارعٌ في سَردِهِ
من كلّ مسنونِ الحسامِ كلحظه،
أو كلّ معتدلِ القناة ِ كقدّهِ
ومُخَلَّقٍ بدَمِ الكُماة ِ كأنّما
صبغتْ فواضلُ درعه من خدّهِ
ومقابلٍ ليلَ العجاجِ بوجههِ،
فكأنّما غشّى الظّلامَ بضِدهِ(19/159)
ومواجهٍ صدرَ الحسامِ ووجههُ
يُبدي صِقالاً مثلَ ماءِ فِرِنِدِهِ
يَلقَى الرّماحَ بنَهدِهِ وبصَدرِهِ،
والمرهفاتِ بصدرهِ وبنهدهِ
وإذا المنية ُ شمرتْ عن ساقها
غَشِيَ الهِياجَ مُشَمِّراً عن زَندِهِ
قرنٌ يخافُ قرينهُ من قربهِ،
أضعافَ خَوفِ مُحبّهِ من بُعدِهِ
يبدو، فيزجرهُ العدوُّ بنحسهِ
خَوفاً، ويَزجُرُه المحبُّ بسَعدِهِ
يردي الكماة َ بنبلهِ وحسامهِ:
ذا في كنانتهِ، وذا في غمدهِ
حتى إذا لَقيَ الكَميَّ مُبارِزاً
شغلتهُ بهجة ُ حسنهِ عن ردهِ
ما زلتُ أجهدُ في رياضة ِ خلقهِ،
وأحولُ في هذا العتابِ وجدهِ
حتى تَيَسّرَ بعدَ عُسرٍ صعبُهُ،
وافتَرّ مَبسِمُ لَفظِهِ عن وَعدِهِ
وأتى يسترُ سالفيهِ بفرعهِ،
حذراٍ، فيحجبُ سبطها في جعدهِ
وغدا يزفُّ من المدامة ِ مثلَ ما
في فيهِ من خمرِ الرضابِ وشهدهِ
لاعَبتُهُ بالنّردِ، ثَمّ، وبَينَنا
رَهنٌ قد ارتضَتِ النّفوسُ بعَقدِهِ
حتى رأيتُ نقوش سعدي قد بدتْ،
ويَديّ قد حلّتْ تَشْشدَرَ بَندِهِ
فأجلُّ شطرنجي هنالكَ بعتهُ
بأقلّ ما أبدَتهُ كَعبَة ُ نَردِهِ
ولقد أروحُ إلى السّرورِ وأغتدي،
وأقيلُ في ظِلّ النّعيمِ وبَردِهِ
وأعاجِلُ العِزّ المُقيمَ، ولم أبِعْ
نقدَ المسرة ِ والهناءِ بفقدهِ
حتى إذا ما العزُّ قلصَ ظلهُ،
ما إن يُغَيِّبُ رأيَهُ عن رُشدِهِ
أخمدتُ بالإدلاجِ أنفاسَ الفلا،
وكحَلتُ طَرفي في الظّلامِ بِسُهدِهِ
بأغرّ أدهمَ ذي خجولٍ أربعِ،
مُبيَضُّها يَزهو على مُسوَدِّهِ
خلعَ الصباحُ عليهِ سائلَ غرة ٍ
منهُ، وقمّصَه الظّلامُ بجِلدِهِ
فكأنّهُ لمّا تَسَرْبلَ بالدّجَى ،
وطىء َ الضّحى فابيضّ فاضلُ بردهِ
قَلِقُ المِراحِ، فإن تَلاطَمَ خَطوُه
ظنّ المطاردُ أنهُ في مهدهِ
أرمي الحصَى من حافِرَيه بمِثلِهِ،
وأروعُ ضوءَ الصبحِ منه بصدهِ
وأظلٌّ في جوبِ البلادِ كأنني
سيفُ ابنِ أُرتُقَ لا يَقَرُّ بغِمدِهِ
الصالحُ الملكُ الذي صلحتْ به
رتبُ العلاءِ ولاحَ طالعُ سعدهِ(19/160)
ملكٌ حوَى رتبَ الفخارِ بسعيهِ،
والملكَ إرثاً عن أبيهِ وجدهِ
مُتَسهِّلٌ في دَستِ رُتبَة ِ مُلكِهِ،
مُتَصَعِّبٌ من فوقِ صَهوَة ِ جُردِهِ
فإذا بَدا مَلأَ العُيونَ مَهابَة ً؛
وإذا سخا ملأَ الأكفّ برفدهِ
كالغيثِ يولي الناسَ جوداً بعدما
بَهَرَ العُقولَ ببَرقِهِ وبرَعدِهِ
فالدّهرُ يُقسِمُ أنّهُ مِنْ رِقّة ِ،
والموتُ يَحلِفُ أنّهُ من جُندِهِ
والوَحشُ تُعلِنُ أنّها من رَهطِهِ،
والطّيرُ تدعو أنّها من وَفدِهِ
نَشوانُ من خَمرِ السّماحِ، وسُكرُه
يا ابنَ الذي كفَلَ الأنامَ كأنّما
أوصاهُ آدَمُ في كِلاية ِ وُلدِهِ
المالكُ المنصورُ، والملكُ الذي
حازَ الفَخارَ بحَدّه وبجِدّه
أصلٌ بهِ طابتْ مآثرُ مجدكمْ،
والغُصنُ يَظهَرُ طيبُهُ من وَردِهِ
بذَلَ الجَزيلَ على القَليلِ من الثّنا،
وأتيتُ تنفقُ في الورى من نقدهِ
وهو الذي شغلَ العدوّ بنفسهِ
عنّي، كما شغَلَ الصّديقَ بحَمدِهِ
وأجارني إذ حاولتْ دميَ العدى ،
ورأتْ شفاءَ صدورها في وردهِ
مِن كلّ مَذاقٍ تَبَسّمَ ثَغرُهُ،
وتوَقّدتْ في الصّدرِ جُذوة ُ حِقدِهِ
ولذاكَ لم يَرَني بمنظَرِ شاعِرٍ
تَبغي قَصائدُهُ جَوائزَ قَصدِهِ
بل بامرىء ٍ أسدَى إليهِ سَماحة ً
نعماً، فكانَ المدحُ غاية َ جهدهِ
ودَرى بأنّ نِظامَ شِعري جَوهرٌ،
وسواهُ نحرٌ لا يليقُ بعقدهِ
ولقد عهدتُ إلى عرائسِ فكرتي
أنْ لا تزفّ لمنعمٍ من بعدهِ
لكنّكَ الفَرعُ الذي هوَ أصلُهُ،
شرَفاً، ومجدُكَ بضعة ٌ من مَجدِهِ
ونجيهُ في سرهِ، ووصيهُ
في أمرهِ، وصفيهُ من بعدهِ
وإلَيكَ كان المُلكُ يَطمَحُ بعدَه،
يَبغي جَواباً لو سمَحتَ برَدّهِ
فتركتهُ طوعاً، وكنتَ ممكناً
من فَكّ مِعصَمِ كَفّهِ عن زَندِهِ
وشَددتَ أزرَ أخيكَ يا هارونَهُ،
لمّا توَقّعَ منكَ شَدّة َ عَضْدِهِ
حتى أحاطَ بنو الممالكِ كلها،
علماً بأنّكَ قد وَفَيتَ بعَهدِهِ
سمحتْ بك الأيامُ، وهيَ بواخلٌ،
ولربما جادَ البخيلُ بعمدهِ(19/161)
وعدَ الزّمانُ بأن نَرى فيكَ المُنى ،
والآنَ أوفَى الزمانُ بوعدهِ
للَّهِ كمْ قَلّدتَني مِن مِنّة ٍ،
والقَطرُ أعظمُ أن يُحاطَ بعدّهِ
وعلمتَ ما في خاطري لك من ولا،
حتى كأنكَ حاضرٌ في ودهِ
إن كان بعدي عن علاكَ خطية ً،
قد يغفرُ المولى خطية َ عبدهِ
بعدُ الوفيّ كقربهِ، إذْ ودُّه
باقٍ كما قربُ الملولِ كبعدهِ
مدحي لمجدك عن ودادٍ خالصٍ،
وسِوايَ يُضمِرُ صابَهُ في شَهدِهِ
إذْ لا أرومُ بهِ الجزاءَ لأنهُ
بحرٌ أنزهُ غلتي عن وردهِ
لا كالذي جعلَ القريضَ بضاعة ً،
متَوقّعاً كَسبَ الغِنى من كَدّهِ
فاستَجلِ دُرّاً أنتَ لُجّة ُ بَحرِهِ،
والبَسْ ثَناءً أنتَ ناسجُ بُردِهِ
يَزدادُ حُسناً كُلّما كرّرتَهُ،
كالتبرِ يظهرُ حسنهث في نقدهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من نفخة ِ الصورِ أم من نفخة ِ الصورِ
من نفخة ِ الصورِ أم من نفخة ِ الصورِ
رقم القصيدة : 19766
-----------------------------------
من نفخة ِ الصورِ أم من نفخة ِ الصورِ
أحيَيتِ يا رِيحُ مَيتاً غَيرَ مَقبُورِ
أم من شذا نسمة ِ الفردوسِ حينَ سرتْ
على بَليلٍ مِنَ الأزهارِ مَمطورِ
أم روضِ رَشملَ أعدى عطرُ نفحتهِ
طَيَّ النّسيمِ بنَشرٍ فيهِ مَنشُورِ
والرّيحُ قد أطلَقتْ فضلَ العِنان به،
والغصنُ ما بينَ تَقديمٍ وتأخيرِ
في روضَة ٍ نُصِبتْ أغصانُها، وغدا
ذَيلُ الصِّبا بينَ مَرفوعٍ ومَجرورِ
والماءُ ما بينَ مصروفٍ وممتنعٍ،
والظلُّ ما بينَ ممدودٍ ومقصورِ
والرّيحُ تَجري رُخاءً فوقَ بَحرَتها،
وماؤها مطلقٌ في زيّ مأسورِ
قد جمعتُ جمعَ تصحيحٍ جوانبُها،
والماءُ يجمعُ فيها جمعَ تكسيرِ
والرّيحُ تَرقُمُ في أمواجِهِ شَبَكاً،
والغيمُ يرسمُ أنواعَ التصاويرِ
والنّرجِسُ الغَضُّ لم تُغضَضْ نواظرُه،
فزَهرُهُ بينَ مُنغَضٍّ ومَزرورِ
كأنّهُ ذَهَبٌ من فوقِ أعمِدَة ٍ
وقد أطعنا التصابي حينَ ساعدَنا
عصرُ الشبابِ بجودٍ غيرِ منزورِ
إنّ الشّبابَ شَفيعٌ، نَشرُ بُردَتِهِ(19/162)
من عِطرِ دارِينَ لا من عطرِ فَنصورِ
وزامرُ القومِ يطوينا وينشرُنا
بالنّفخِ في النّاي لا بالنّفخِ في الصّورِ
وقد تَرَنّمَ شادٍ، صوتُه غَرِدٌ،
كأنّهُ ناطِقٌ من حَلقِ شُحرُورِ
شادٍ، أناملهُ ترضي الأنامَ له،
إذا شدا وأجابَ البمُّ بالزيرِ
بشامخِ الأنفِ قَوّامٍ على قَدَمٍ،
يَشكو الصّبابة َ عن أنفاسِ مَهجورِ
شدتْ بتصحيفهِ في العضد ألسنُه،
فزادَ نطفاً لسرٍّ فيهِ مَحصُورِ
إذا تأبّطَهُ الشّادي وأذكَرَهُ
عصرَ الشبابِ بأطرافِ الأظافيرِ
شَكَتْ إلى الصّحبِ أحشاهُ وأضلُعُه
قرضَ المقاريضِ أو نشرَ المناشيرِ
بينما ترى خدهُ من فوقِ سالفة ٍ
كمنْ يشاورهُ في حسنِ تدبيرِ
تَراهُ يُزعِجُهُ عُنفاً ويُسخِطُهُ
بضربِ أوتارهِ عن حقدِ موتورِ
والراقصاتُ، وقد مالتْ ذوائبُها،
على خصورٍ كأوساطِ الزنانيرِ
يخفي الردا سقمها عنا فيفضحها
عَقدُ البُنودِ وشدّاتُ الزّنانيرِ
إذا انثنينَ بأعطافٍ يجاذبُها
مَوّارُ دِعصٍ من الكُثبانِ مَمطورِ
رأيتَ أمواجَ أردافٍ قد التطمتْ
في لجّ بحرٍ بماءِ الحسنِ مسحورِ
من كلّ مائِسَة ِ الأعطافِ من مَرحٍ،
مقسومة ٍ بينَ تأنيثٍ وتذكيرِ
كأنّ في الشيزِ يمناها، إذا ضربتْ،
صبحٌ تَقَلقَلَ فيهِ قلبُ دَيجُورِ
تَرعَى الضّروبَ بكَفّيها وأرجُلِها،
وتَحفَظُ الأصلَ من نَقصٍ وتَغييرِ
وتعربُ الرقصَ من لحنٍ فتلحقهُ،
ما يلحقُ النحوَ من حذفٍ وتقديرِ
وحاملُ الكأسِ ساجي الطرفِ ذو هيفٍ
صاحي اللّواحظِ يثني عِطفَ مَخمورِ
كأنما صاغهُ الرحمنُ تذكرة ً
لمن يشككُ في الولدانِ والحورِ
تظلمتْ وجنتاهُ، وهيَ ظالمة ٌ،
وطرفُهُ ساحرٌ في زِيّ مَسحورِ
يُديرُ راحاً يَشُبُّ المَزجُ جُذوَتَها،
فلا يزيدُ لظاها غيرَ تسعيرِ
ناراً بدتْ لكليمِ الوجدِ آنسها
من جانبِ الكأسِ لا من جانبِ الطورِ
تَشعشَعتْ في يدِ السّاقينَ واتّقَدَتْ
بها زجاجاتُها من لطفِ تأثيرِ
كأنها، وضياُ الكأسِ يحجبُها،
روحٌ من النارِ في جسمٍ من النورِ(19/163)
وللأباريقِ عندَ المزجِ لجلجة ٌ،
كنُطقِ مُرتَبِكِ الألفاظِ مَذعورِ
كأنها، وهيَ في الأكوابِ ساكبة ٌ،
طيرٌ تزقُّ فراخاً بالمناقيرِ
أمستْ تحاولُ منّا ثأرَ والدِها
ودوسَهُ تحتَ أقدامِ المَعاصيرِ
فحينَ لم يبقَ عقلٌ غيرَ معتقلٍ
أقامَ يَقرَعُ فيها سِنّ مَغرُورِ
أجلتُ في الصحبِ ألحاظي فكم نظرتْ
ليثاً تُعَفّرُهُ ألحاظُ يَعفُورِ
من كلّ عينٍ عليها مثلُ تالئِها
مكسورة ٍ ذاتِ فتكٍ غيرِ مكسورِ
أقولُ، والراحُ قد أبدتْ فواقعها،
والكأسُ يَنفُثُ فيها نَفثَ مَصدورِ
أسأتَ يا مازجَ الكاساتِ حليتها،
وهلْ يتوجُّ ياقوتٌ ببلورِ
وقائِلٍ إذ رأى الجَنّاتِ عالية ً،
والحورَ مقصورة ً بينَ المقاصيرِ
الجوسقَ الفردَ في لجّ البحيرة ، والـ
ـصرحَ الممردَ فيهِ من قوايرِ
لمن ترى الملكَ بعدَ اللهِ؟ قلتُ لهُ
مَقالَ مُنبَسطِ الآمالِ مَسرورِ
لصاحبِ التّاجِ والقَصرِ المَشيدِ ومَن
أتى بعدلٍ برحبِ الأرضِ منشورِ
فقال: تعني به كسرى ؟ فقلتُ له:
كسرى بنُ أُرتُقَ لا كسرى بنُ سابورِ
الصالحُ الملكُ المشكورُ نائلهُ،
وربّ نائلِ ملكٍ غيرِ مشكورِ
مَلْكٌ، إذا وفّرَ النّاسُ الثّناءَ لهُ
أمستْ يداهُ بوفرٍ غيرش موفورِ
مَحبوبَة ٌ عندَ كلّ النّاسِ طَلعَتُهُ،
كأنما عوجلتْ منهُ بتكويرِ
لا تَفخَرُ الشّمسُ إلاّ أنّها لَقَبٌ
لهُ، وشبهٌ لهُ في العزّ والنورِ
إنْ همَّ بالجودِ لم تنظرْ عزائمُهُ
في فعلهِ بين تقديمٍ وتأخيرِ
يلقاكَ قبلَ العطا بالبشرِ مبتدئاً
بسطاً، وبعدَ العطايا بالمعاذيرِ
رأتْ بنو أرتقٍ نهجَ الرشادِ بهِ،
وليسَ كلُّ زنادٍ في الدّجى يوري
برأيِهِ انصَلَحتْ آراءُ مُلكِهِمُ،
كأنهمُ ظفروا منهُ بإكسيرِ
كم عُصبَة ٍ مُذ بَدا سُوءُ الخِلاف بِها
بادتْ بصارمِ عزمٍ منهُ مشهورِ
سعوا إلى الحربِ، والهاماتُ ساجدة ٌ،
والبيضُ ما بينَ تهليلٍ وتكبيرِ
مشَوا كمشي القَطا، حتى إذا حمَلوا
ثِقلَ القُيودِ مَشوا مشيَ العَصافيرِ(19/164)
يا باذِلَ الخيلِ في يومِ الغُلُوّ بها،
وما أتينَ بسعيٍ غيرِ مشكورِ
إن كانَ زهوَة ُ كسرى بالألوفِ فكمْ
وهَبتَ من عَدَدٍ بالألفِ مَجذورِ
أو كانَ بالجَوسقِ النّعمانُ تاه، فكم
من جوسقٍ لكَ بالشعبينِ معمورِ
في كلّ مستصعبِ الأرجاءِ ممتنعٍ
تبنى القناطرُ فيهِ بالقناطيرِ
لو مَرّ عادُ بنُ شَدادٍ بجَنّتِهِ
لا غروَ إن جُدتَ للوُفّادِ قاصدَة ً
إليكَ تطوي الفلا طيَّ الطواميرِ
إن تسعَ نحوكَ من أقصى الشآمِ، فقد
سعَتْ إلى الملكِ المَنصورِ من صُورِ
فاسعَدْ بعيدٍ بهِ عادَ السَرورُ لَنا،
وعادَ شانيكَ في غَمٍّ وتَكديرِ
صُمّتْ بصَومِكَ أسماعُ العُداة ِ، وكم
قلبٍ لهم منكَ بالإفطارِ مَفطورِ
أدعوكَ دعوة َ عبدٍ وامقٍ بكمُ،
يا واحدَ العَصرِ، فاسمَع غيرَ مأمورِ
لا أدّعي العُذرَ عن تأخيرِ قَصدِكُمُ،
ليسَ المحبّ على بعدٍ بمعذورِ
بل إن غدا طولُ بعدي عن جنابكمُ،
ذَنبي العَظيمَ، فهذا المدحُ تَكفيرِي
لولاكمُ لم يكنْ في الشعرِ لي أربٌ،
ولا برزتُ بهِ من خزنِ تامورِ
فضيلة ٌ نقصتْ قدري زيادتُها،
كالاسمِ زادَتْ بهِ ياءٌ لتَصغيرِ
لكنّني لم أُهِنْ، حِرصاً، نَفائسَها
كمُرخصِ الشّعرِ في مدحِ ابنِ منصورِ
مكانة ُ النفسِ منّي فوقَ مكنتِها،
من النُّضارِ، وقَدري فوقَ مَقدورِ
لكنْ تأخرَ بي عَصري، وقدّمَ مَن
قد كان قَبليَ في ماضي الأساطيرِ
كأنني من رغومِ الهندِ أوجبَ لي
علوَّ مرتبتي إفراطُ تأخيري
فاستَجلِ بِكَر قَريضٍ لا صَداقَ لها
سِوى القَبولِ ووُدٍّ غيرِ مَكفورِ
على أبي الطيبِ الكوفيّ مفخرُها،
إذ لم أضعْ مسكَها في مثلِ كافورِ
رقتْ لتعربَ عن رقّي لمجدكمْ
حباً، وطالتْ لتمحو ذنبَ تقصيري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
رقم القصيدة : 19767
-----------------------------------
إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
فمن أينَ لي عُذرٌ عن البُعدِ واضِحُ؟(19/165)
وكيفَ اعتذاري بالقريضِ، وإنّما
عَهِدتُكَ تُغضي دائِماً وتُسامحُ
وإنّي على بُعدِ الدّيارِ وقُربِها،
أُطارِحُ فيكُمْ فِكرَتي وتُطارحُ
وأنظمُ أبكارَ المعاني وعونَها،
فإنْ لمْ أسِرْ سارَتْ إلَيكَ المَدائحُ
وإنّي لأهوى حاسديكَ لأنّها
تُفاتحُني عن ذِكرِكُمْ وأُفاتحُ
يسرونَ بالتذكارِ مغرى ً بذكركم،
يُبالغُ في أوصافِكمْ ويُناصِحُ
إذا سألوا عن سرّكم، فهوَ كاتمٌ؛
وإن سألوا عن فضلكم، فهو بائحُ
سقَى أرضَكم سارٍ منَ الوَبلِ سائحٌ،
وباكَرَها غادٍ من المُزنِ رائحُ
فتلكَ عرينٌ للأسودِ، وبينها
مسالكٌ فيها للظباءِ مسارحُ
ظباءٌ سوانحٌ وورقٌ صوارحٌ،
وقضبٌ نوافحٌ، وغدرٌ طوافحْ
وبينَ قِبابِ الحيّ سِرْبُ جآذِرٍ
من التركِ في روضٍ من الأمنِ سارحُ
إذا هيَ هزّتْ للطّعانِ قُدودَها،
فلا أعزلٌ إلاّ أنثنى ، وهوَ رامحُ
وهيفاءُ لو أهدتْ إلى الميتِ نشرَها،
لأنشرَ من ضمتْ عليهِ الصفائحُ
ولو أنّها نادَتْ عظامي أجابَها
فمي لاصدًى من جانبِ القبرِ صائحُ
لئنْ بخلتْ إنَّ الخيالَ مسامحٌ،
وإن غضبتْ فالطيفُ منها مصالحُ
حبيبٌ لإهداءِ التّحيّة ِ مانعٌ،
وطَيفٌ للذّاتِ التّواصُلِ مانحُ
وبكرِ فلاة ٍ لمْ تخفْ وطءَ طامثٍ،
ولا افتضّها من قبلِ مهريَ ناكحُ
كشَفتُ خِمارَ الصّونِ عن حُرّ وَجهها
ضُحًى ، ولثامُ الصّبحِ في الشرق طائحُ
وأنكَحتُها يَقظانَ من نَسلِ لاحقٍ،
فأمسَتْ به، مع عُقمِها، وهيَ لاقحُ
من الشهبِ في إدراكهِ الشهبَ طامعٌ،
فناظرُهُ نحوَ الكَواكبِ طامحُ
أخوضُ به بحرَ الدّجى وهوَ راكِدٌ،
وأُورِدُهُ حَوضَ الضّحى وهوَ و
وقائلٍ ما لي أراهُ كدمعهِ
يظلُّ ويمسي، وهوَ في الأرضِ سائحُ
أطالبُ مغنًى ؟ قلتُ: كلاً، ولا غنًى ،
ولستُ على كَسبِ اللِّذاذِ أُكافحُ
ولكنّ لي في كلّ يومٍ إلى العُلَى
حوائجَ، لكنْ دونَهنّ جَوائحُ
فقالت: ألا إنّ المَعالي عزيزَة ٌ،
فكيفَ، وقد قلتْ لديك المنائحُ
فهل لكَ وفرٌ؟ قلتُ: إي، وهو ناقصٌ،(19/166)
فقالت: وقدرٌ؟ قلتُ: إي، وهوَ راجحُ
فقالتْ: وجدٌّ؟ قلتُ: إي، وهو أعزلٌ،
فقالتُ، وضدٌّ؟ قلتُ: إي، وهوَ راجحُ
فقالتْ: ومجدٌ؟ قلتُ: غي، وهوَ معتبٌ
فقالتْ: وسعدٌ؟ قلتُ: إي، وهو ذابحُ
فقالتْ: وملكٌ؟ قلتُ: إي، وهو فاسدٌ،
فقالتْ: وملكٌ؟ قلتُ: إي، وهوَ صالحُ
مليكٌ شرَى كنزَ الثناءِ بمالِهِ،
على أنهُ في صفقة ِ المجدِ رابحُ
تَظُنُّ بأيديهِ الأنامُ أنامِلاً،
وهنّ لأرزاقِ العبادِ مفاتحُ
جوادٌ، إذا ما الجودُ غاضتْ بحارُه،
حليمٌ، إذا خفّ الحلومُ الرواجحُ
إذا خامرتهُ الراحُ أبقتْ روية ً
من الرأي لا تخفى عليها المصالحُ
يعمُّ الأقاصي جودهُ، وهو عابسٌ،
وتخشى الأداني بشرهُ، وهوَ مازحُ
كما تهبُ الأنواءُ، وهيَ عوابسٌ،
وتَضحَكُ في وجهِ القَتيلِ الصّفائحُ
من القَومِ إن عُدّ الفَخارُ، فإنّهم
هم الرّوحُ فَخراً، والأنامُ جَوارحُ
أكفهمُ للمكرماتِ مفاتحٌ،
وذكرهمُ لاسمِ الكرامِ فواتحُ
إذا احتَجَبوا نَمّتْ عليهم خِلالُهم،
كذا المسكُ يخفى جرمهُ، وهو فائحُ
أيا ملكاً أرضَى المعالي بسعيهِ،
وراضَ جِيادَ المُلكِ وهيَ جَوامحُ
نهضتَ بأمرٍ يعجزُ الشمَّ ثقلهُ،
فقمتَ بهِ جزعاً، ورأيكَ قادحُ
وألفتَ شملَ الملكِ بعدَ شتاتهِ،
وقد صاحَ فيهِ بالتّفَرّقِ صائحُ
مددتَ إلى العلياءِ كفكَ، والعُلى
تمدُّ أكفاً ما لهنّ مصافحُ
فجاءَتكَ طوعاً في الزمامِ، ولم تكنْ
فجاءتكَ طوعاً في الزمامِ، ولم تكنْ
بمُهجَتِها إلاّ علَيكَ تُكافحُ
وجمرة ِ حربس أججَ الشوسَ وقدها
وبيضُ الظبَى والعادياتُ الضوابحُ
رجالٌ جحاجحٌ، وجردٌ سوابحٌ،
وسُمرٌ جَوارحٌ، وبِيضَ صَفائحُ
وَقفتَ لها والمُرهَفاتُ ضَواحِكٌ،
وُجوهُ الرّدى ما بَينَهنّ كَوالحُ
ووجهكَ واضحٌ، وعضبكَ ناضحٌ،
وزندُكَ قادحٌ، وعزمكَ فادحُ
فَيا مَلِكاً يُثني عَليهِ فَمُ العُلَى ،
وتنسبهُ يومَ الهياجِ الصفائحُ
لئنْ بعدتْ منا الجوانحُ عنكمُ،
فَفي رَبعِكُم منّا القُلوبُ جَوانحُ(19/167)
ولكنّ حالي في التباعدِ بينٌ
لدَيكَ، وعُذري في التّأخّرِ واضحُ
سأختمُ أبكارَ المدائحِ باسمكم،
كمَا باسمِكُم قِدماً لها أنا فاتحُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً ببدرِ دجًى يسعى بشمسِ ضحًى ،
أهلاً ببدرِ دجًى يسعى بشمسِ ضحًى ،
رقم القصيدة : 19768
-----------------------------------
أهلاً ببدرِ دجًى يسعى بشمسِ ضحًى ،
بنورِهِ صِبغَة َ اللّيلِ البَهيمِ مَحَا
حَيّا بها والدّجى مُرخٍ غَدائرَهُ،
فخلتُ أنّ جبينَ الصبحِ قد وضحا
راحاً إذا ملأ الساقي بها قدحا،
ظَننتَ جُذوَة َ نارٍ في الدّجى قَدَحَا
لم يُبقِ طولُ المدى إلاّ حُشاشَتَها،
عَنّتْ لَنا، فتراءَتْ بيَنَنا شَبَحَا
يسعى بها ثملُ الأعطافِ يرجعُها
سَكرَى بألفاظِهِ، إنْ جَدّ أو مَزَحا
يجلو لنا وجههُ في الليلِ مغتبقاً
بها، فيحسبُ بالآلاءِ مصطبحا
نادَمتُهُ وجَناحُ النّسرِ مُنقَبِضٌ
عنِ المَطارِ وجِنحُ اللّيلِ قد جَنَحا
حتى انثنى والكرى يهوي بجانبهِ
إلى الوِسادِ، فإن طارَحتَهُ انطَرَحا
وظلّ من فرطِ جرمِ الكأسِ منقبضاً
عن المَطارِ وجِنحُ اللّيلِ قد جَنَحا
يضمهُ، والكرى يرخي أناملهُ،
فكلمّا أوثقتهُ كفُّهُ سرحا
حتى رأيتُ مياهَ الليلِ غائرة ً
في غَربِها وغديرَ الصْبحِ قد طفَحا
وللشعاعِ على ذيلِ الظلامِ دمٌ
كأنّ طِفلَ الدّجى في حِجرِهِ ذُبِحا
وقامَ يهتفُ من فوقِ الجدارِ بنا
متوج الرأسِ بالظلماءِ متشحا
كأنّهُ شامتٌ باللّيلِ عَن حَنَقٍ،
فكلما صدعَ الصبحُ الدجى صدحا
نَبّهتُهُ، والكَرى يَثني معاطِفَهُ،
ونشوة ُ الرّاحِ تَلوي جيدَهُ مَرَحا
فهَبّ لي، وحُمَيّا النّومِ تَصرَعُهُ،
والشّكرُ يُطبِقُ من جَفنيهِ ما فتَحا
جَشّمتُهُ، وهوَ يثني جيدَهُ مَلَلاً،
كأساً، إذا بسمتْ في وجههِ كلحا
يلقى سناها على تقطيبِ حاجبِه
أشعة ً، فيرينا قوسهُ قزحا
فظلّ ينزو وريحَ الراح ممتعضاً،
ويستشيطُ إذا عاطيتهُ قدحا
حتى إذا حَلّتِ الكأسُ النّشاطَ لهُ(19/168)
أتبعتهُ بثلاثٍ تبعثُ الفرحا
ونِلتُ من فَضلِها ما كانَ أسأرَهُ
بقَعرِها من رُضابٍ نَشرُهُ نَفَحا
ريقاً لو استاقَهُ الصّاحي لمالَ بهِ
سُكراً، ولو رَشفَ السكرانُ منه صَحا
فقال لي، وغوادي الدمعِ تسبقني
من السرورِ، وقد يبكي إذا طفحا:
قد كنتَ تشكو فسادَ العيشِ معتدياً،
أنّى ، وقد طابَ باللّذاتِ وانفسَحا
فقلتُ: قد كان صرفُ الدّهرِ أفسدَه،
لكنهُ بالمليكِ الصالحِ انصلحا
ملكٌ، إذا ظَلّ فِكري في مَدائِحِه،
أمستْ تعلمنا أوصافُهُ المدحا
فَضلٌ يكادُ يُعيدُ الخُرسَ ناطقَة ً،
تَتلو الثّناءَ، ولَفظٌ يُخرِسُ الفُسَحا
وطلعة ٌ كجبينِ الشمسِ لو لمعتْ
يَوماً لمُغتَبِقٍ بالرّاحِ لاصطَبَحا
وجودها كهلالِ الفطرِ ملتمحاً،
وَجُودُها كانهلالِ القَطرِ مُنفَسِحا
يخفي مكارمهُ، والجودُ يظهرُها،
وكيفَ يَخفَى أريجُ المِسكِ إذ نَفَحا
يكادُ يَعقُمُ فِكري، إذ أُفارقُهُ،
عن المَديحِ، وإن وافَيتُه لَقِحا
فما أرتنا الليالي دونهُ محناً،
إلا سخا، فأرتنا كفهُ منحا
ثبتُ الجنانِ، مريرُ الرأي صائبهُ،
إذا تَقاعسَ صرفُ الدّهرِ أو جمَحا
لايستشيرُ سوء نفسٍ مؤيدة ٍ،
من أخطأ الرأيَ لا يستذنبُ النصحا
ولا يُقَلِّدُ إلاّ ما تَقَلّدَهُ
من حدّ عضبٍ إذا شاورته نصحا
ولا يُذيلُ عليهِ غَيرَ سابغَة ٍ،
كأنّما البرقُ من ضَحضاحِها لُمِحا
مسرودة ٍ مثلِ جِلدِ الصِّلّ لو نُصِبتْ
قامتْ، ولو صُبّ فيها الماءُ ما نضَحا
غصتْ عيونُ الردى والسوء من ملكٍ
طَرفُ الزّمانِ إلى عَليائه طَمَحا
ما ضَرّ مَن ظلّ في أفناءِ مَنزِلِهِ،
إن أغلقَ الدهرُ بابَ الرزقِ أو فتحا
يودُّ باغي الندى لو نالَ بلغته،
حتى إذا حَلّ في أفنائِهِ اقترَحا
لما رأى المالَ لا تلوي عليهِ يدي،
أولانيَ الوُدَّ، إذْ أولَيتُهُ المِدَحا
يا أيها الملكُ المحسودُ آملُه،
والمُجتدى جُودُ عافيهِ لما مُنِحا
لو أدعتْ جودكَ الأفواهُ لاتهمتْ،
ولو تتعاطاهُ لجُّ البحرِ لافتضحا(19/169)
حزتَ العلى ، فدعاكَ الناسُ سيدهم،
والكأسُ لولا الحُمَيّا سُمّيتْ قدَحا
في وَصِفنا لَكَ بالإنعامِ سوءُ ثَناً،
والغيثُ يُنقِصُهُ إن قيلَ قد سَمَحا
يا باذلاً من كنوزِ المالِ ما ذَخَروا،
وقابضاً من صيودٍ الشكرِ ما سنحا
وملبسي النعمَ اللاتي يباعدني
عنها الحياءُ، فلا أنفكُّ منتزحا
لئِن خصَصتُك في عيدٍ بتهنئَة ٍ،
فما أجدتُ، ولا عذري بهِ وضحا
العيدُ نذكرهُ في العامِ واحدة ً،
وجُودُ كَفّكَ عيدٌ قطّ ما بَرِحا
لكن أهني بكَ الدينَ الحنيفَ، فقد
أتيتَ للدينِ مخلوقاً كما اقترحا
فاسلَمْ، فما ضرّني، مما دامَ جودُك لي،
سِواكَ إن منَعَ الإحسانَ أو منَحا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَعَلّ لَيالي الرّبوَتَينِ تَعودُ،
لَعَلّ لَيالي الرّبوَتَينِ تَعودُ،
رقم القصيدة : 19769
-----------------------------------
لَعَلّ لَيالي الرّبوَتَينِ تَعودُ،
فتشرقَ من بعدِ الأفولِ سعودُ
ويُخصِبَ رَبُع الأنسِ من بعدِ مَحلِه،
ويُورِقَ من دَوحِ التّواصُلِ عُودُ
سقَى حلباً صوبُ العهادِ، وإن وهتْ
مَواثيقُ من سُكّانِها وعُهودُ
وحيا على أعلى العقيقة ِ منزلاً،
عُيونُ ظِباءٍ للأُسودِ تَصيدُ
إذا ما انتضتْ فيه اللحاظُ سيوفها،
فإنّ قُلوبَ العاشقينَ غُمودُ
رددنا بهِ بيضَ الصفاحَ كليلة ً،
فصالَتْ علَينا أعيُنٌ وقُدودُ
فللهِ عيشٌ بالحبيبِ قضيتهُ،
فُوَيقَ قُوَيقٍ، والزّمانُ حَميدُ
بظَبيٍ من الأتراكِ في رَوضِ خَدّهِ
غَديرُ مياهِ الحُسنِ فيهِ ركُودُ
تَمَلّكتُهُ رِقّاً، فكانَ لحُسنِهِ،
هو المالكُ المولى ، ونحنُ عبيدُ
فكنتُ ابنَ همامٍ، وقد ظفرتْ يدي
بهِ، ودمشقٌ في القِياسِ زَبيدُ
إلى أن قضى التفريقُ فينا قضاءهُ،
وذلكَ ما قد كنتُ منهُ أحيدُ
فغيب بدراً يَفضحُ البدرَ نُورُه،
وغصناً يميتُ الغصنَ حينَ يميدُ
وقد كنتُ أخشَى فيه من كيدٍ حاسِدٍ،
ولم أدرِ أنّ الدهرَ فيهِ حسودُ
فيا من يراهُ القلبُ، وهو محجبٌ،(19/170)
وتوجدهُ الأفكارُ، وهو فقيدُ
إذا كنتَ عن عيني بعيداً، فكلُّ ما
أُسَرُّ بهِ، إلاّ الحِمامَ، بَعيدُ
وما نابَ عنكَ الغَيرُ عندي، وقلّما
ينوبَ عن الماءِ القراحِ صعيدُ
إذا كنتُ في أهلي ورهطي ولم تكنْ
لديّ، فإنّي بَينَهمْ لوَحيدُ
وإن كنتَ في قفرِ الفلاة ِ مقرَّباً
إليّ، فعيشي في الفلاة ِ رغيدُ
ولو كنتَ تشرى بالنفيسِ بذلتهُ،
ولو أنّ حَبّاتِ القلوبِ نُقودُ
ولكنّ من أودى هواكَ بلبهِ
مُريدٌ لما أصبَحتُ منكَ أُريدُ
جلوتَ له وجهاً وَقَداً مُرَنَّحاً،
وفرعاً وفرقاً وافرٌ ومديدُ
فشاهدَ بدراً فوقَ غصنٍ يظلُّهُ
دُجًى ، لاحَ فيهِ للصّباحِ عَمُودُ
أقولُ، وقد حَقّ الفِراقُ، وأحدقتْ
من التركِ حولي عدة ٌ وعديدُ
وقد حجَبَ الظَّبْيَ الرّقيبُ، وأقبَلتْ
تُمانعُني دونَ الكِناسِ أُسودُ
وتَنظُرُني شَزراً، من السُّمرِ والظُّبَى ،
نَواظرُ إلاّ أنّهنّ حَديدُ
لكَ اللهث من جانٍ عليّ برغمهِ،
ومتهمٍ بالغدرِ، وهوَ ودودُ
ومَن باتَ مَغصوباً على تَركِ صُحبتي
بنزعِ مريدِ الأنسِ، وهوَ مريدُ
معطَّلَة ٌ بينَ السّلُوّ لفَقدِهِ،
وقَصرُ غَرامي في هَواهُ مَشيدُ
ولم يَبقَ إلاّ حسرَة ٌ وتذكّرٌ،
وطيفٌ يُرى في مَضجَعي، فيرودُ
جَزَى اللَّهُ عنّي الطّيفَ خيراً، فإنّهُ
يعيدُ ليَ اللذات حينَ يعودُ
سرى من أعالي الشامِ يقصدُ مثلهُ،
ونحنُ بأعلى ماردينَ هجودُ
فَقضّيتُ عَيشاً، لو قَضيناهُ يَقظَة ً،
لَقامَتْ علَينا للإلَهِ حُدودُ
وبرقٍ حكى ثغرَ الحبيبِ ابتسامُهُ،
تألقَ وهناً، والرفاقُ رقودُ
يعلمُ عينيّ البكا، وهوَ إلفُها
وإن كانَ دَمعي ما علَيهِ مَزيدُ
كما علمتْ صوبَ الحيا، وهو عالمٌ،
يدُ الصّالحِ السّلطانِ، كيفَ يَجودُ
مليكٌ، إذا رامَ الفخارَ سمتْ بهِ
إلى الفخرِ آباءٌ لهُ وجدودُ
إذا جادَ فالبِيدُ السّباسبُ أبحرٌ؛
وإنْ صالَ، فالشمُّ الشواهقُ بيدُ
سَماحٌ لهُ تحتَ الطِّباقِ تَحَذّرٌ،
وعزم لهُ فوقَ الشدادِ صعودُ(19/171)
لياليهِ بيضٌ عندَ بذلِ هباتهِ،
وأيّامُهُ، عندَ الوَقائِع، سُودُ
يُرنّحُهُ سَمعُ المَديحِ تكرّماً،
وإنّ لَبيداً عندَهُ لبَليدُ
وقَفتُ، وأهلُ العَصرِ تَنشُرُ فضلَه،
ويسألني عن مجدهِ، فأعيدُ
فقالوا: له حُكمٌ؛ فقلتُ: وحِكمة ٌ؛
فقالوا: له جَدٌّ؛ فقلتُ: وجُودُ
فقالوا: له قَدْرٌ؛ فقلتُ: وقُدرَة ٌ؛
فقالوا: له عَزمٌ؛ فقلتُ: شَديدُ
فقالوا: له عَفوٌ؛ فقلتُ: وعِفّة ٌ؛
فقالوا: له رأيٌ؛ فقلتُ: سَديدُ
فقالوا: له أهلٌ؛ فقلتُ: أهِلّة ٌ؛
فقالوا: له بَيتٌ؛ فقلتُ: قَصيدُ
من القوم في مَتنِ الجِيادِ وِلادُهُمْ،
كأ،ّ متونَ الصافناتِ مهودُ
غيوثٌ لهم يومَ الجيادِ من الظبَى
بروقٌ، ومن وطءِ الجهادِ رعودُ
أيا ملكاً لو يستطيعُ سميهُ
تَحَمُّلَهُ ما خالَفَتَهُ ثَمُودُ
دعيتَ لملكٍ لا يؤودكَ حفظهُ،
وإن كانَ ثِقلاً للجِيالِ يَؤودُ
فقَوّمتَ زَيغَ الحقّ، وهوَ مُمَنَّعٌ،
وقُمتَ بعِبْءِ المُلكِ، وهوَ شَديدُ
وسَهّدتَ في رَعيِ العِبادِ نَواظِراً،
بها النّاسُ في ظلّ الأمانِ رُقودُ
وأحيَيتَ آثارَ الشّهيدِ بنائِلٍ
معَ الناسِ منهُ سائقٌ وشهيدُ
فَيا لكَ سيفاً في يَدَيْ آلِ أُرتُقٍ،
يدافعُ عن أحسابهمْ ويذودُ
ويا حاملَ الأثقالِ، وهيَ شدائدٌ،
ويا مُتلِفَ الأموالِ، وهيَ جُنودُ
لكَ اللهُ قد جزتَ الكواكبَ صاعداً،
إلى الغاية ِ القصوى ، فأينَ تريدُ
يُهَنّيكَ بالعيدِ السّعيدِ مَعاشِرٌ،
ولي كلَّ يومٍ من هنائكَ عيدُ
ولو أنّ عيدَ النّحرِ نَحرٌ مُجَسَّمٌ
غدا فيكَ مدحي، وهو فيهِ عقودُ
ولولا هواكم ما سرتْ لي مدحة ٌ،
ولا شاعَ لي بينَ الأنامِ قَصيدُ
ولما جلوتُ المدحَ، وارتحتُ للندى ،
ورحنا، وكلٌّ في الطلابِ مجيدُ
قصدنا المعاني، والمعالي، فلم أزلْ
أجيدث بأشعاري، وأنتَ تجودُ
يقولونَ لي: قد قلّ نهضكَ للسرَى ،
وما علموةا أنّ النوالَ قيودُ
فقلتُ: مللتُ السيرَ مذ ظفرتْ يدي
بأضعافِ ما أختارُهُ وأُريدُ
لدى ملكٍ كالرمحِ أمّا سنانهُ(19/172)
فَماضٍ، وأمّا ظِلُّهُ فمَديدُ
تبنه لي، والعزُّ عنيّ راقدٌ،
وقامَ بنَصري، والأنامُ قُعودُ
فيا قبلة َ الجودِ التي لبني الرجَا
رُكُوعٌ إلى أركانِها وسُجُودُ
ليهنكَ ملكٌ لا يزالُ مخيماً
لدَيكَ، وذِكرٌ في الأنامِ شَريدُ
لئن بتَّ محسودَ الخصالِ، فلا أذى ً،
كذا من غدا في الناسِ، وهو فريدُ
إذا عَمَّ نورُ البَدرِ في أُفقِ سَعدِهِ،
فَما ضَرَّهُ أن السّماكَ حَسودُ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> عندما تكلمت وفاء
عندما تكلمت وفاء
رقم القصيدة : 1977
-----------------------------------
( 1 )
تقول ( وفاء )
لكل الرجالِ :
لماذا تركتنا الطريق ..
وخضنا المحيط
وضعنا... وتهنا بأمواجهِ
لماذا جعلنا المشانق طوق نجاة..!!؟؟
لكل الرجال..
بكم تشترون الأنوثة ..؟؟!!!
يا بائعين ..!!
رجولتكم في مزاد ( الأنا )
ببخسٍ دراهمَ معدودةٍ
تبيعون يا بائعون..!!
( 2 )
تقول وفاء :
.. وفي زمن الصمت لا شيء ينطقُ ..
غيرَ الدماءْ
فهل تسمعون دماء وفاء..!!؟؟
تقول الدماءُ/ وفاءُ :
تنادونَ..!!؟؟
نادوا ( صلاحاً ) ...
فقبر ( صلاحٍ ) من ( الصلح ) صار جدارا..
نعلق فيه شهادات عارْ..!!
وطبلاً جديداً ... عليه قرارْ!!!
هنيئاً شهاداتكم ... يا ( يا رجال ).
( 3 )
تقول الوفاء :
لماذا نخاف من الموتِ
والموت ماء الحياة
والموت وجه الحياة
وحتى الممات يموتُ..
إذا ما انتهى دوره في ( المماتْ )
ولا فرق بين الممات وبين الحياة
( فهذي ) الحياة / مماتٌ
( وذاك ) الممات / حياة.
( 4 )
تقول وفاء :
خذوا من بقايا دمائي وقوداً
يضيء لكم سراديب " أوسلو"
وأنفاق " طابا "
وقبر " السلام "
واصنعوا من ضفائر شعري حبالاً..
تقيّد " أسطورة الخوفِ "...
ثم ضعوها على المشنقة..!!
وحين تموت سينبع نهر الحياةِ..
وتبعث فيكم وفاء.
( 5 )
تقول وفاءُ
لكل الرجال :
لماذا بكيتم عليّ بأصواتكم ..!!؟؟
سمعت النحيب.. وصوت الصراخْ
ولكنني..
رأيت الدموعَ على حزنكم ضاحكة..!!!(19/173)
فكيف تكون الدموع رسائل حزنٍ..
ولكنها رغم هذا الصراخ انزوت ضاحكة ..!!؟؟؟
لماذا انزوت ضاحكة..!!!؟؟
لماذا انزوت ضاحكة..!!؟؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نمّ بسرّ الروضِ خفقُ الرياحْ،
نمّ بسرّ الروضِ خفقُ الرياحْ،
رقم القصيدة : 19770
-----------------------------------
نمّ بسرّ الروضِ خفقُ الرياحْ،
واقتَدَحَ الشّرقُ زِنادَ الصبّاحْ
وأخجَلَ الوَردُ شُعاعَ الضّحَى ،
فابتَسَمتْ منهُ ثغورُ الأقاحْ
وقامَ في الدوحِ لنعي الدجى ،
حمائمٌ تطربنا بالصياحْ
مذ ولد الصبح ومات الدجى
صاحتْ، فلم ندرِ غناً أم نواحْ
ويوم دجنٍ حجبتْ شمسهُ،
وأشرَقتْ في لَيلِهِ شمسُ راحْ
فَما ظَننّا الصّبحَ إلاّ دُجًى ،
ولا حَسبِنا اللّيلَ إلاّ صَباحْ
وقابتْ نورَ الضحى أوجهٌ
للغِيد تَبغي في الصبّاحِ اصطِباحْ
فظلتُ ذا النورينِ في مجلسي
منوجهِ صبحٍ ووجوهٍ صباحْ
وشادِنٍ إن جالَ ماءُ الحَيا
في مُقلَتَيهِ زادَهنّ اتّقاحْ
يُسكِرُنا من خَمرِ ألحاظِهِ،
ويمزجُ الجدّ لنا بالمزاحْ
من لحظِهِ يَسقي، ومن لَفظِهِ
وريقهِ خمراً حلالاً مباحْ
نَواظرٌ تُعزى إلَيها الظُّبَى ،
وقامَة ٌ تُعزى إلَيها الرّماحْ
يا عاذلي في حسنِ أوصافهِ،
ومسمعي وصفَ الفتاة ِ الرداحْ
في حبّ ذي القرطينِ، يا لائمي،
لي شاغلٌ عن حبّ ذاتِ الوشاحْ
دَعني أُقَضّي العيشَ في غِبطَة ٍ
مُتّبِعاً مَغدَى الهَوى والمَراحْ
من قبلِ أن يَهتِفَ داعي النّوى ،
فلَم أجِدْ عن بَينِنا من بَراحْ
فكلّ يومٍ لي برُغمِ العُلَى
في كلّ أرضٍ غربة ٌ وانتزاحْ
واضيعة َ العمرِ وفوتَ المنى ،
بينَ رِضَى الكُومِ وسُخطِ المِلاح
ورُبّ لَيلٍ خُضتُ تَيّارَهُ
بأدهَمٍ يَسبُقُ جَريَ الرّياحْ
محجلِ الأربعِ ذي غرة ٍ
ميمونة ِ الطلعة ِ ذاتِ اتضاحْ
كأنهُ قد شقّ بحرَ الدجى ،
وبعدهُ خاضَ غديرَ الصباحْ
لم تَعلَمِ الأبصارُ في جَريِهِ
قادمة ً خفتْ بهِ أمْ جناحْ
مذ فسدَ العيشُ رأى قصدهُ(19/174)
للمَلِكِ الصّالحِ عينَ الصّلاحْ
المَلكُ النَّدبُ الذي شُكرُهُ
صار اعتبِاراً للورَى واصطِلاحْ
مُمَنَّعُ المَجدِ رَفيعُ العُلى ،
لهم يكُ إلاّ مالهُ مستباحْ
يكادُ من دِقّة ِ أفكارِهِ
يزري بما يجري القضاءُ المتاحْ
لهُ يَدٌ، إن جادَ، كانتْ حَياً،
وهمة ٌ، إن جالَ، كانتْ سلاحْ
ورحبُ صَدرٍ كُلّما هيمَنَتْ
فيهِ نَسيمُ المَدحِ زادَ ارتِياحْ
يا حامِلَ الأثقالِ مِن بَعدِ ما
حطّ مراراً غيرهُ واستراحْ
لولاكَ، يا وابلُ، زَرعُ النّدى
أضحى هشيماً، وذرتهُ الرياحْ
يا ابنَ الذي حَجّ إليهِ الوَرَى
لكونِهِ كعبة َ دينِ السماحْ
إن قَصُرَتْ منّى إليكَ الخُطى ،
ما قصرتْ منّي يدُ الامتداحْ
فقد جعَلتُ الأرضَ من مَدحِكم
خَضرا، وشِعري جائلٌ كالوِشاحْ
خفضتُ بالنصبِ استعاراتهِ،
كما أعيرَ الذلُّ خفضَ الجناحْ
إذا تلاهُ الوفدُ قالَ الورى :
هذا هوَ السحرُ الحلالُ المباحْ
ذِكرُكَ كالمِسكِ، ولكِنّهُ
إن ضوعتهُ نسمة ُ المدحِ فاحْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إني ليطربني العذولُ، فأنثني،
إني ليطربني العذولُ، فأنثني،
رقم القصيدة : 19771
-----------------------------------
إني ليطربني العذولُ، فأنثني،
فيظنُّ عن هواكم أنثني
ويلذُّ لي تذكارُكم، فأعيرُه
أُذناً لغيرِ حديثِكم لم تأذَنِ
وأقولُ للاحي الملحّ بذكرِكم:
زدني، لعمرُ أبيك، قد أطربتني
أسكَرتَني بسُلافِ ذكرِ أحبّتي،
يا مُترِعَ الكاساتِ، فاملأ واسقنِي
يا ساكِني جَيرونَ جُرتم في الهوى ،
الجورُ شرُّ خلائقِ المتمكنِ
وسمعتمُ قولَ الوشاة ِ، وإنّه
ظنٌّ رميتُ بهِ بغيرِ تيقنِ
أيسومُ إشراكي بدينِ هواكمُ
مَن لَيسَ في شرعِ الغَرامِ بمؤمنِ
يا عاذلي إنْ كنتَ تجهلُ ما الهوَى ،
فانظُرْ ظِباءَ التُّركِ كيفَ تركنني
واعجبْ لأعينهنَّ كيفَ أسرنني
من مَعشري وأخَذَننَي من مأمني
بيضُ الطُّلى سمرُ القدودِ نواصعُ الـ
وَجَناتِ حمرُ الحَلي سودُ الأعينِ(19/175)
ومن كلِّ فاضحة ِ الجبينِ كأنّها
شمسُ النارِ بدتْ بليلٍ أدكنِ
يسمو لها كحلٌ بغيرِ تكحلِ،
ويزينُها حسنٌ بغبرِ تحسنِ
ومضعف الأجفانِ فوقَ لحظَه
نبلاً على بعدِ المدى لم يخطبني
إن قلتُ: مِلتَ على المُتَيَّمِ، قال لي:
أرأيتَ غصناً لا يميلُ وينثني
أو قلتُ: أتلفتَ الفؤادَ، أجابني:
دعني، فما أخربتُ إلاّ مسكني
أو قلتُ: يا دنيايَ، قال: فإن أكن
دنياكَ لمْ أنكرتَ فرطَ تلوني
لم أنسَ إذ نادمتهُ في ليلة ٍ
عدلَ الزمانُ بمثلها لم يمننِ
والرّاحُ تبذلُ في الكؤوسِ كأنّها
لَفظٌ تَلجلَجَ من لسانٍ ألكَنِ
حتى إذا ما السكرُ ثقلَ عطفَه
كسلاً، وسكنَ منهُ ما لم يسكنِ
عاجلتُه حَذَراً عليهِ من الرّدى ،
عجلَ الجفونِ إلى حفاظِ الأعينِ
وضمَمتُه من غيرِ موضِعِ رِيبَة ٍ،
وأطعتُ فيهِ تعففي وتديني
نحنُ الذينَ أتَى الكتابُ مخبراً
بعفافِ أنفسنا وفسقِ الألسنِ
وكَذاكَ لا أنفَكُّ أُلقي مِقوَدي
طوعَ الهوى ، وأعفُّ عند تمكّني
فإذا أقمتُ جعلتُ أنباءَ العُلى
سكَني، وأبنَية َ المَعالي مَسكَني
وإذا رحلتُ، فجنتي أجم القنا،
وعلى متونِ الصافناتِ تحصني
ولكم ألفتُ الإغترابَ، فلم يزلْ
جوادُ ابنِ أرتقَ في التغربِ موطني
الصالحُ الملكُ الذي إنعامهُ
كَنزُ الفَقيرِ، وطَوقُ جيد المُغتني
ملكٌ يريكَ، إذا خطبتَ سماحه،
عذرَن المسيءِ وجودَ كفّ المحسنِ
متألقٌ، متدفقٌ، مترفقٌ،
للمجتلي، والمجتدي، والمجتني
بفضائلٍ، وفواضلٍ، وشمائلٍ
قَيدُ الخَواطرِ والثّنا والأعيُنِ
فإذا تَبَدّى كانَ قيدَ عيونِنا؛
وإذا تلَفّظَ كانَ قيدَ الألسُنِ
يُرجى ويُخشَى جودُه ونَكالُه،
في يومِ مكرمة ٍ وخطبٍ مزمنِ
كالبَحرِ يُرغَبُ في جواهرِ لُجّهِ
عندَ الورودِ، وهولهُ لم يؤمنِ
يا طالباً منا حدودَ صفاتِه،
أتعبتنا بطلابِ ما لم يمكنِ
يا أيها الملكُ الذي في حربهِ
بالعزمِ عن حدّ الصوارمِ يغتني
لو أنّ رأيكَ للدجنة ِ لم تحلْ
صِبغاً، وللحِرباءِ لم تَتَلوّنِ(19/176)
فإذا هززتَ الرمحَ نكسَ رأسهُ،
وأجابَ: ها إنّي كما عودتني
وإذا سألتَ السيفَ قال فرندُه:
لا علمَ لي إلاّ الذي علمتني
هذي يَمينُكَ والوغى ومَضاربي
ودَمُ الفَوارِسِ والظّما بي فاسقني
يا مَن رَماني عن قِسيّ سَماحِهِ
بسهامِ أنعمهِ التي لم تخطني
أغرَقتَني بالجُودِ مع سَأمي لهُ
رداً عليّ، فكيفَ لو قلتُ: اعطني
يعتادُني بالشامِ بركَ واصلاً،
طَوراً، وطَوراً في بِلادِ الأرمَنِ
ويَزورُني في غيبَتي، ويَحوطُني
في أوبتي، ويعودني في موطني
أتعبتني بالشكرِ أعجزَ طاقتي،
وظننتَ أنكَ بالنوالِ أرحتني
أخفيتَ بركَ لي، فأعلنَ منطقي،
لا يشكرُ النعماءَ من لم يعلنِ
شَهدتْ علومُكَ أنّني لك وامقٌ،
واللَّهُ يَعَلَمُ والأنامُ بأنّني
وعرفتُ رأيكَ بي، فلو كشفّ الغطا
عن حالة ٍ ما ازدادَ فيكَ تيقني
عودتني صفوَ الودادِ، فعدْ به،
واصبِرْ لعادَتكَ التي عَوّدتَني
واعذِرْ مُحبّاً حبُّه لعُلاكُمُ
طبعٌ، وصفو ودادِه من معدنِ
يعو لدولتكَ الشريفة ِ مخلصاً،
والناسُ بينَ مؤملٍ ومؤمنِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خذْ فرصة َ اللذاتِ قبلَ فواتِها،
خذْ فرصة َ اللذاتِ قبلَ فواتِها،
رقم القصيدة : 19772
-----------------------------------
خذْ فرصة َ اللذاتِ قبلَ فواتِها،
وإذا دعتكَ إلى المدامِ، فواتهَا
وإذا ذكَرتَ التّائبينَ عنِ الطِّلا
لا تَنسَ حَسرَتَهم على أوقاتِها
يَرنُونَ بالألحاظِ شَزراً كُلّما
صبغتْ أشعتُها أكفَّ سقاتِها
كأسٌ كَساها النّورُ لمّا أن بدا
مِصباحُ جِرمِ الرّاحِ في مِشكاتِها
صفْها إذا جليتْ بأحسنِ وصفِها
كيْ نُشرِكَ الأسماعَ في لَذّاتِها
لولا التذاذُ السامعينَ بذكرِها
لَغَنيتَ عن أسمائِها بسِماتِها
وإذا سَمِعتَ بأنَّ، قِدماً، مُظهِراً
عنها النِّفارَ، فتلكَ من آياتِها
ذَنبٌ، إذا عُدّ الذّنوبُ رأيتَهُ
من حُسنِهِ كالخالِ في وَجَناتِها
راحٌ حكَتْ ثَغَر الحَبيبِ وخَدَّه
بحَبابِها، وصَفائِها، وصِفاتِها(19/177)
فكأنّما في الكاسِ قابَلَ صفوُها
ثغرَ الحبيبِ، ولاحَ في مرآتِها
ولئن نهَى عنها المشيبُ، فطالما
نشأتْ ليَ الأفراحُ من نشواتها
والقُضبُ دانيَة ٌ عليّ ظِلالُها،
والزهرُ تاجاتٌ على هاماتِها
والماءُ يخفي في التدفقِ صوتهُ،
والورقُ تسجعُ باختلافِ لغاتِها
ولقد ترَكتُ وِصالَها عن قُدرَة ٍ،
وزجرتُ داعي النّفس عن شُبُهاتِها
لم أشكُ جَورَ الحادِثاتِ، ولم أقلْ:
حالتْ بيَ الأيامُ عن حالاتِها
ما لي أعدُّ لها مساوىء َ جمّة ً،
والصالحُ السلطانُ من حسناتِها
رَبُّ العَفافِ المَحضِ والنّفسِ التي
غَلبتْ مروءتُهَا على شَهَواتِها
مَلَكيّة ٌ فلَكيّة ٌ يَسمُو بهَا
كَرَمٌ ترَنّحَ كُنهُهُ في ذاتِها
تحتالُ في العُذرِ الجَميلِ لوَفدِها
كرَماً، ولكن بعدَ بَذلِ هِباتِها
سبقتْ مواهبهُ السؤالَ، فما له
عدة ٌ مؤجلة ٌ إلى ميقاتِها
مَلِكٌ تُقِرُّ لهُ المُلوكُ بأنّهُ
إنسانُ أعيُنِها وعينُ حيَاتِها
لو لم يَنُطْ بالبِشرِ هَيبَة َ وجهِهِ
ذهلتْ بنور الآمالِ عن حاجاتِها
يعطي الألوفَ لوافديهِ براحة ٍ
تَثني يَدَ الأيّامِ عن سطَواتِها
فكأنّما قتلَ الحَوادثَ دونَها
وغدا يؤدّي للعفاة ِ دياتِها
من فتية ٍ راضَ الوقارُ نفوسَها،
فبدا سكونُ الحلمِ في حركاتِها
لو أَمَّها يومَ القِيامة ِ طالِبٌ
نقَلَتْ إلى ميزانِهِ حَسنَاتِها
في كفّهِ القلمُ الذي خضعتْ له
بيضُ الصفاحِ وفلّ حدُّ شباتَها
وسطا على الأرماحِ، وهوَ ربيبُها
وأليفُها في الغابِ عندَ نباتِها
قلمٌ فرَى كبدَ الأسودِ، وما رَعى
حقَّ الجِوارِ لهنّ في أجّماتِها
ما شاهدَ الأملاكُ مجة َ ريقهِ،
إلاّ وجفّ الريقُ في لهواتِها
يا أيّها الملكُ الذي سطواتُهُ
حَلَمَتْ بها الأعداءُ في يَقظاتِها
إن كنتَ من بعضِ الأنامِ فإنّما
غررُ الجيادِ تعدُّ بعضُ شياتِها
شهِدَتْ لراحتِكَ السّحائبُ أنّها
ريُّ البسيطة ِ، وهيَ من ضراتِها
فالنّاسُ تَدعوها مَفاتحَ رزِقها،
وتعدُّها الأموالُ من آفاتِها(19/178)
شتتَّ شملَ المالِ بعدَ وفورهِ،
وجمعتَ شملَ الناسِ بعدَ شتاتِها
فظهرتَ بالعدلِ الذي أمسَى بهِ
في البيدِ يخشَى ذيبُها من شاتِها
تُبدي ابتِساماً للعُداة ِ، وراءَهُ
رأيٌ ينكسُ في الوغى راياتها
كالسُّمرِ تُبدي للنّواظرِ مَنظَراً
متألقاً، والموتُ في شفراتِها
وكتيبَة ٍ تَختالُ في أجَمِ القَنا
كالأُسدِ تَسري، وهيَ في غاباتِها
سِيّانِ ما تحوي السّروجُ وما حوَتْ
أيدي الفَوارسِ من سَرِ يحيّاتِها
أرسلتَ فيها للرماحِ أراقِماً
لسَبَتْ قلوبَ حُماتِها بحُماتِها
جشّمتَها جُرداً، إذا رُمتَ العُلى
أرسلتَها، فجرَتْ إلى غاياتِها
ما بينَ عَينَيها الأسِنّة ُ طُلّعٌ،
فكأنّها غررٌ على جبهاتِها
سدتْ حوافرُها الفضاءَ بعثيرٍ،
غنيتْ بهِ العقبانُ عن وكناتِها
صافَحتَ هاماتِ العِدى بصَفائحٍ
دَبّتْ نِمالُ المَوتِ في صَفَحاتِها
حتى أعَدتَ بها الجيادَ وشُهبُها
حمرٌ لوخزِ السمرِ في لباتِها
وجعلتَ أشلاءَ الكماة ِ كأنّما
ذخرَتْ لقُوتِ الوحشِ في فلَواتِها
ضمنتْ بها قوتَ الوحوشِ فأصبحتْ
عند العريكة ِ، وهيَ من أقواتِها
يا حاملَ الأثقالِ، وهيَ شَدائِدٌ،
والخائضَ الأهوالِ من غمَراتِها
ومفرجَ الكربِ التي لو صافحتْ
شُمَّ الجِبالِ لزَلزَلَتْ هَضباتِها
قد كادَ يُغرِقُ بحرُ نائلكَ الوَرى ،
فجعَلتَ سرّ الجُودِ سُفنَ نَجاتِها
فاسعَدْ بعيدٍ أنتُمُ عيدٌ لهُ،
ومواسمٍ بكمُ هنا ميقاتِها
فِطرٌ فطَرْتَ بيُمنِهِ كَبِدَ العِدى ،
فشغلتَ أنفُسَها بها عن ذاتِها
ووصلتَ فيه العاكفينِ على التّقى ،
فشَرِكتَها في صَومِها وصَلاتِها
فاستَجلِها من حُورِ حِلّة ِ بابِلٍ،
فلذاكَ تبدي السحرَ من نفثاتِها
ظَمآنَة ٌ للقاكَ، وهيَ رويَّة ٌ،
ببَدائعٍ تَروي غليلَ رُواتِها
من قربش حضرتكم على عادتِها
تَستَنجزُ الوعدَ الشّريفَ لرَيّها
لتروعَ قلبَ عداتِها بعداتِها
هذي كنوزُ الشكرِ وافرة ٌ لكُم،
فاجعلْ نجازَ الوعدِ بعضَ زكاتِها(19/179)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ملكَ العصرِ الذي شاعَ فضلُهُ،
أيا ملكَ العصرِ الذي شاعَ فضلُهُ،
رقم القصيدة : 19773
-----------------------------------
أيا ملكَ العصرِ الذي شاعَ فضلُهُ،
ويا ابنَ ملوكِ العُربِ والعُجم والتركِ
ومن علمتني المدحَ أوصافُ مجدِه،
فما زدتُها عند النظامِ سوى السلكِ
لقَد غمَرتني مِن أياديكَ أنعُمٌ،
ملكتَ بها رقّي وإن أكثرتْ ملكي
أعدُّ، غذا فارقتُ مغناكَ، تاجراً
فإنْ أُبتُ ظَنّوني شريكَكَ في المُلكِ
لذلكَ لم تَثنِ الخُطوبُ مَوَدّتي،
ولكنني مثلُ النضارِ على السبكِ
فإن يكُ صرفُ الدّهرِ قد حكّ جانبي
ليخبرني، والتبرُ يخبرُ بالحكّ
فقد زدتُ وقع الحوادثِ رغبة ً،
كما زادَ فَرطُ السّحقِ في أرَج المسكِ
فإن أخطأتني من نَداكَ سَحابَة ٌ،
فما غَيّرتْ حُبّي، ولا أوْجَبَت تَرْكي
لأنيّ من أهلِ اليقينِ على الوفا،
وقد يحدثُ التغييرُ عند ذوي الشكِّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مليكاً قد طابَ أصلاً وفرعاً،
يا مليكاً قد طابَ أصلاً وفرعاً،
رقم القصيدة : 19774
-----------------------------------
يا مليكاً قد طابَ أصلاً وفرعاً،
وزكتْ من أُصولِهِ الأعراقُ
والذي جَمّعَ الفَضائلَ والحَمدَ
والمالَ في يديهِ افتراقُ
كم تحملتَ في طلابكَ للعلياءِ
ثِقلاً يَسيرُهُ لا يُطاقُ
لا تَخَفْ إن أضاعتِ المالَ كَفّا
كَن ففيهنّ للعلاءِ اتفاقُ
لا يضرُّ القضيبَ، وهوَ نضيرٌ،
أنْ تَزولَ الثّمارُ والأوراقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رعَى اللهُ ملكاً ما رمتني بربعهِ
رعَى اللهُ ملكاً ما رمتني بربعهِ
رقم القصيدة : 19775
-----------------------------------
رعَى اللهُ ملكاً ما رمتني بربعهِ
مرامي النوى ، إلاّ بلغتُ مراميَا
فتًى ربّني بالمكرماتِ وبرّني،
وأصلحَ ما بيني وبَينَ زَمانِيا
وكم حاجة ٍ حاوَلتُها من جَنابِه،
وألحقتُ في قَولي لهُ وخِطابِيا
فلم يلقَ إلحاحي بحُبٍّ، وإنّما(19/180)
أجادَ التَّغاضي، إذ أسأتُ التّقاضِيا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أجرَّدُ كيْ أجرَّدَ سيفَ مدحي،
أجرَّدُ كيْ أجرَّدَ سيفَ مدحي،
رقم القصيدة : 19776
-----------------------------------
أجرَّدُ كيْ أجرَّدَ سيفَ مدحي،
فيَنبو عن سِواكَ بهِ لِساني
وأنظمُ مدحَ غيركَ والقوافي
تَعَضُّ عليَّ أطرافَ البَنانِ
فأُظهِرُ حيرَة ً في بَسطِ عُذري،
وأخفي ما يجنُّ لكم جناني
فإنْ أفعلْ تألمتِ المعالي؛
وإنْ أنكلْ تظلمتِ المعاني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شملتَ جمعَ صحابي،
شملتَ جمعَ صحابي،
رقم القصيدة : 19777
-----------------------------------
شملتَ جمعَ صحابي،
بفيضِ جودٍ وفضلٍ
فأنتَ شاملُ جَمعي؛
وأنتَ جامعُ شَملي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأَثني على نُعماكَ بالكَلِمِ التي
سأَثني على نُعماكَ بالكَلِمِ التي
رقم القصيدة : 19778
-----------------------------------
سأَثني على نُعماكَ بالكَلِمِ التي
بها تُضرَبُ الأمثالُ في اللّفظِ والفضلِ
بها تَطرُدُ السّارونَ عن جَفنِها الكَرَى ،
وتجلبُ طيبَ النومِ في المهد للطفلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأثني على نُعماكَ ما دُمتُ باقياً،
سأثني على نُعماكَ ما دُمتُ باقياً،
رقم القصيدة : 19779
-----------------------------------
سأثني على نُعماكَ ما دُمتُ باقياً،
وإن متُّ يُثني منطقُ الطِّرس من بعدي
فقد أودعتْ صدرَ الطروسِ بدائعي،
لمجدكَ ما يقضي لذكرِك بالخلدِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> وجهك الوعد
وجهك الوعد
رقم القصيدة : 1978
-----------------------------------
( 1 )
أتاني الصغارْ
وجاء الكبارْ
وجاءت طيور الصباحْ
وزهر الحقولْ
ونحل الورود
وجاءت...وجاءتْ
تقولُ : " من العائدين "
( 2 )
وجاء النسيم العليل
وعطر القرنفل والياسمين
وجاء السحاب المهاجر في الخافقين
وجاء النشيد يغنيه فجر الحنين
وجاءوا.... وجاءوا..(19/181)
يقولون كلٌ : " من الفائزين "
( 3 )
وجاءت... وجاءوا..
ومازلت أرقب وجه القمر
وما زلت أرقب وعد المطر
وجاءت وجاءوا...
ومازلت أبحث عنك...
وعن وجهك " الوعد " بين الوجوه.
لماذا تغيبتِ..؟؟!!
أين ذهبتِ..؟؟!!.. وكيف اختفيتِ ..؟؟!!
وأنى احتجبتِ ..!!؟
تراكِ نسيت اللقاءَ
وتلك السنينْ
لا...لا
فهذا محالْ
( 4 )
تراك انشغلت بتخضيب كفيكِ
عن وعدنا.
وخليتني...
أخضب صدري بلون البكاءْ
على وعدنا.
تراك انشغلت بتطريز فستانك الفستقي
بأحلامنا .
وما جئت في وعدنا.
تراك انشغلت..وخليتني...
أطرز حزني على مهجتي..
وأرسم دمعي على وعدنا.
تراك نسيتِ.... تراك انشغلتِ..
تراكِ؟؟؟ تراكِ؟؟!!
( 5 )
وما زلت في وعدنا
أسمر دمعي على وجنتي
وأرقب ساعي البريدْ
لعل الرسائل تأتي..
لعل الأثيرْ
يطير إليّ بأحلى نشيد
لعل الطيور التي هاجرتْ
تكونين معها
وفي جوها
تغنين لحن اللقاء
على الوعد في يوم عيد
تقولين لي :
" من العائدين "
" من الفائزين "
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أطلقتَ نُطقي بالمَحامدِ عندَما
أطلقتَ نُطقي بالمَحامدِ عندَما
رقم القصيدة : 19780
-----------------------------------
أطلقتَ نُطقي بالمَحامدِ عندَما
قيّدتَني بسَوابِقِ الإنعامِ
فليَشكُرَنْكَ نِيابَة ً عن مَنطِقي
صَدرُ الطّروسِ وألسنُ الأقلامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأشكُرُ نُعماكَ التي لو جَحَدتُها
سأشكُرُ نُعماكَ التي لو جَحَدتُها
رقم القصيدة : 19781
-----------------------------------
سأشكُرُ نُعماكَ التي لو جَحَدتُها
أقَرّ بها حالي، ونَمّ بها سِرّي
وفي حُسنِ حال الرّوضِ اعدلُ شاهدٍ
يقرُّ بما أسدتْ إليهِ يدُ القطرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأُثني على نُعماك بالكَلِم التي
سأُثني على نُعماك بالكَلِم التي
رقم القصيدة : 19782
-----------------------------------
سأُثني على نُعماك بالكَلِم التي
محاسنُها تبلي الزمانَ، ولا تبلى(19/182)
وأشكرُ شكراً ليسَ لي فيه مِنّة ٌ،
ولا مِنّة ٌ للروضِ إن شكرَ الوَبلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بها كالقضبِ في كثبانِها،
أهلاً بها كالقضبِ في كثبانِها،
رقم القصيدة : 19783
-----------------------------------
أهلاً بها كالقضبِ في كثبانِها،
جعَلَتْ شُواظَ النّارِ من تيجانِها
شُهبٌ، إذا جَلتِ الظّلامَ جيوشُها
جلبَتْ جيوشَ الصّبحِ قبلَ أوانِها
مأسورة ٌ تحيا بقطعِ رؤوسِها،
وتزيدُ نطقاً عند قطّ لسانِها
باحتْ أسرة ُ وجهِها بسرائرٍ
ضاقتْ صدورُ الناسِ عن كتمانِها
زُهرٌ حكَتْ خَدّ الحَبيبِ، وإنّما
تحكي فؤادَ الصبّ في خفقانِها
لهِبتْ وقد رأتِ الّظلامَ، ولم تكنْ،
تاللَّهِ، لاهية ً لضُعفِ جَنانِها
بل أُرعِدَتْ منها الفَرائصُ عندما
نظرتْ نواظرُها إلى سلطانِها
الصالحِ الملكِ الذي نعماؤهُ
قد أغنَتِ الغُرباءَ عن أوطانِها
ذي طَلعَة ٍ جَلَتِ العيونَ بحُسنِها،
وجلَتْ همومَ النّاسِ من إحسانِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بشهبٍ في سماءِ المجلسِ،
أهلاً بشهبٍ في سماءِ المجلسِ،
رقم القصيدة : 19784
-----------------------------------
أهلاً بشهبٍ في سماءِ المجلسِ،
هتكَتْ أشعّتُها حِجابَ الحِندسِ
زهرٌ إذا أرخى الظلامُ ستورة
فعلتْ بها كصحيفة ِ المتلمِّسِ
هيفُ القُدودِ تُريكَ بَهجة َ منظرٍ
أبهَى لدَيكَ من الجواري الكُنَّسِ
كالقضبِ إلاّ أنّها لا تنثني
منها القدودُ، وزهرُها لم يلمسِ
أذكت لحاظَ عيونِها فكأنّها
زَهرٌ تَفَتَحَ في حديقَة ِ نَرجِسِ
نابتْ عن الشمسِ المنيرة ِ عندما
حُبِسَتْ وساطعُ نورِها لم يُحبَسِ
وإذا تحدرتِ النجومُ رأيتَها
تَرعَى النّجومَ بمُقلَة ٍ لم تَنعَسِ
وضحتْ أسرتُها وقد عبسَ الدّجى ،
وتنَفّستْ والصّبحُ لم يتَنَفّسِ
إن خاطبتها الريحُ ردّ لسانُها
هَمساً كلجلَجة ِ اللّسانِ الأخرسِ
وإذا توَعّدَها النّسيمُ ترَى لها
خَفْقاً كقَلبِ الخائفِ المُتَوسوسِ(19/183)
في طرفها عمقٌ،إذا حققتهُ،
لم يبدُ منها الإسمُ إن لم يعكسِ
عجباً لها تبدي لقطّ لسانِها
بشراً وتحيا عند قطعِ الأرؤسِ
رَضيَتْ ببَذلِ النّفسِ حينَ تبوّأتْ
من حضرة السّلطان أشرَفَ مجلسِ
الصالحِ الملكِ الذي إنعامهُ
قَيدُ الغنيّ، وطوقُ جيد المُفلِسِ
شمسٌ حكى الشّمسَ المنيرَة باسمه
وضياءِ مجلسهِ وبعدِ الملمسِ
هو صاحبُ البلدِ الذي لسماحهِ
بالرفقِ يبلغُ لا بشقّ الأنفسِ
لا زالَ في أوجِ السعادة ِ لابساً
من حُلّة ِ النّعماءِ أشرَفَ مَلَبسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بها شُمطَ الذّوائبِ والذُّرى ،
أهلاً بها شُمطَ الذّوائبِ والذُّرى ،
رقم القصيدة : 19785
-----------------------------------
أهلاً بها شُمطَ الذّوائبِ والذُّرى ،
تَعشو إلى نيرانِها نارُ القِرَى
شهباً، إذا مدّ الظلامُ رواقهُ،
جعَلتْ ظَلاَمَ اللّيلِ صُبحاً نَيّرَا
تذكَى لدى ملكٍ يرجّى جودهُ،
وتخافُ من سطواتهِ أسدُ الشرَى
الصالحِ الملكِ الذي بسماحهِ
أمسَى الثّرا وَطْأً لمن وطىء َ الثّرَى
لازالَ شملُ الملكِ منتظماً به،
والعزُّ ممتدَّ الرواقِ كما ترَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نارُ الشموعِ توقدتْ
نارُ الشموعِ توقدتْ
رقم القصيدة : 19786
-----------------------------------
نارُ الشموعِ توقدتْ
في اللّيلِ أمْ نُورُ الشّموسِ
شهبٌ تبشرُ بالسعودِ،
وليسَ تقضي بالنحوسِ
شِبهُ الذّوابِلِ قُوّمَتْ
للطّعنِ في صَدرِ الخَميسِ
شوسُ النواظرِ، وهيَ في
غَيرِ الدُّجُنّة ِ غَيرُ شُوسِ
إنْ طالَ فضلُ لسانِها،
فجزاؤها قطعُ الرؤوسِ
وإذا تَجَلّتْ للنّوا
ظِرِ رَجَحَتْ رأيَ المَجوسِ
في حَضرَة ِ المَلِكِ الذي
جعلَ الصناعَ كالغروسِ
الصالحِ السلطانِ وها
بِ النّفائِسِ للنّفُوسِ
فضلَ الملوكَ بأصلهِ،
فضلَ الرئيسِ على الرؤوسِ
وغَدا ثَناهُ غُرّة ً،
في جبهة ِ الدهرِ العبوسِ(19/184)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومُذ أطفأ الشّمعَ النّسيمُ بمجلِسٍ
ومُذ أطفأ الشّمعَ النّسيمُ بمجلِسٍ
رقم القصيدة : 19787
-----------------------------------
ومُذ أطفأ الشّمعَ النّسيمُ بمجلِسٍ
به نورُ شمسِ الدينِ كالشمسِ ساطعُ
عذرنا، وقُلنا ما أتَى ببديعة ٍ
لأنّ اشتعالَ الشّمعِ في الشمسِ ضائعُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بشهبٍ عندَ إشرافِها
أهلاً بشهبٍ عندَ إشرافِها
رقم القصيدة : 19788
-----------------------------------
أهلاً بشهبٍ عندَ إشرافِها
يجلي الدُّجى من نورها الواضحِ
تنضبُ بحرَ الليلِ، إذْ تغتدي
ناهِلَة ً من لُجّهِ الطّافحِ
كأنّما أيمانُها عزمة ٌ
من عزَماتِ المَلكِ الصّالحِ
ملكٌ يظلُّ الدهرُ في حُكمه
مقتبساً من رأيهِ القادحِ
ومن غدا سائحُ إنعامهِ
يَملأُ قلبَ الآملِ السّانحِ
لا برحتْ رتبة ُ سلطانِهِ
تسمو على الأعزلِ والرّامحِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنجومُ روضٍ أم نحومُ سماءِ،
أنجومُ روضٍ أم نحومُ سماءِ،
رقم القصيدة : 19789
-----------------------------------
أنجومُ روضٍ أم نحومُ سماءِ،
كشَفَتْ أشعّتُها دُجى الظّلماءِ
أشرقنَ في حللِ الظلامِ فحدقتْ
حَسداً لهنّ كواكبُ الجَوزاءِ
من كلّ هيفاءِ المَعاطِفِ قُوّمتْ
قداً كقدّ الصعدة ِ السمراءِ
جسمٌ كصَخرٍ في صَلابة ِ جِرِمِهِ،
وجفونُها في الدّمعِ كالخنساءِ
تجري مدامعُها، ويضحكُ وجهُها،
فتَظَلُّ بَينَ تبَسّمٍ وبُكاءِ
تبكي لغربتِها وتبسمُ إذ غدتْ
في حَضَرة ِ السّلطانِ كلَّ مَساءِ
الصالحِ الملكِ الذي أكنافُهُ
كَهفُ الوُفودِ وكَعبَة ُ الفُقراءِ
ملكٌ بسيرة ِ عدلهِ وسماحِه
خفيتْ مآثرُ دولة ِ الخلفاءِ
لا زالَ في أفقِ السعادة ِ راقياً
فوقَ المَجرّة ِ في سَناً وسنَاءِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> أشلاء إشاعة
أشلاء إشاعة
رقم القصيدة : 1979
-----------------------------------(19/185)
حدّث الراوي عن القاضي سهيل..
أن جدي مرّ من قريتنا ذات مجاعة..!!
فرأي قبرا " مسجى "..!!
وبقايا من صحيفة..!!
وأشلاء " إشاعة "!!!
حدث الراوي فقالْ..:
كان وجه القبرِ كرغيف " الجائعين "..
كنسيم الحزن..
في فؤاد " الياسمين "
كان وجه القبر ... بركان أنين...!!
..حدث الراوي ..ولسان الدهشة الأولى يصول...
ويقول :
لم يكن في داخل القبر بقايا من "جسد"..!
لم يكن في داخل القبر " أحد "
قلت: " أحد " ...قال: .." أحد "
لم يكن داخل القبر سوى ...
أسطورة فيها من الصدق " كذب "
ومن الحزن بكاء " من فرح "
وأنين من أمل ...
وابتسامات " ألم "
قلت " أمل " ... قال ..: " ألم "
كانت الثورة في القبر " تئنْ "
وفؤاد مستكنْ..!!!
وصراخ يطرق فجر الأجوبة...!!
وسياط تسبق وقع الأسئلة ...!!
و...و..... أكمل الراوي يقول...:
أعلن الوالي..:
(( بأن الموت حق...
.... وهكذا الحق يموت .))
عندها ..قال راوينا بعد موت السامعين :
رحم الله سهيلا ...
كان شيخا خرفا...
لم يكن يعلم أن الموت " طارق "
"والمشانقْ "
صنعة الوالي ...
ووالينا " منا .... "
مات راوينا ولم نعلم..ما تبقى من " حروف "..!!!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَيالي الحِمَى ما كنتِ إلاّ لآليا،
لَيالي الحِمَى ما كنتِ إلاّ لآليا،
رقم القصيدة : 19790
-----------------------------------
لَيالي الحِمَى ما كنتِ إلاّ لآليا،
وجيدُ سروري بانتظامِكِ حاليَا
قرنقَ منكِ الدهرُ ما كانَ ريقاً،
وكدرِ منكِ البعدُ ما كان صافياً
وقد كنتُ أخشَى من تَجافي أحبّتي،
فلَمّا فَقدناهم، وَدَدتُ التّجافِيا
ومَن لي بصَدٍّ منهُمُ وتَجنّبٍ،
إذا كان منّا مَنزِلُ القومِ دانيِا
لقد أرسلَتْ نحوي الغَوادي من الحمى
روائحَ أرخصنَ الكبا والغواليا
وما أذكَرَتني سالفاتُ عُهُودِهم،
تذكرُ بالأشياءِ من كانَ ناسيا
وأغيدَ رخصِ الجسمِ كالماءِ رقة ً،
أكابدُ قلباً منهُ كالصخرِ قاسيا(19/186)
كثيرِ التجنّي لستُ ألقاهُ شاكراً
على مضضٍ، إلاّ وأُلفيهِ شاكِيا
يقول، إذا استشفيتُ منه بنظرة ٍ:
كَفَى بك داءً أن ترَى الموتَ شافيا
ويعجبُ منّي إن تمنيتُ عتبهُ،
وَحسبُ المَنايا أن يكنّ أمانِيا
فَوا عَجبا يُدعى حَبيبي، وإن غَدا
يُجاوِرُ في سُوءِ الصّنيعِ الأعادِيا
كما قيلَ للخَرْمِ المخوفِ مَفازَة ً،
ولقبَ أصنافُ العبيدِ مواليا
ولمّا اعتنقنا للوداعِ، وقد وهتْ
عُقُودُ لآلي نَحرِهِ ومآقِيا
فحلتْ عقودُ الدمعِ ما كان عاطلاً،
وعطلَ عقدُ الضمّ ما كانَ حاليا
وكم سِرْتُ إثرَ الظّاعنِينَ مُصَيِّراً
هوايَ دليلاً والذكرَ حاديا
أسيرُ ومن فَوقي وتَحتي ووُجهَتي،
وخَلفي ويُمنايَ الهَوى وشِماليا
فما لي إذا يَمّمتُ في الأرضِ وُجهة ً
وصرفتُ في أهلِ الزمانِ لحاظيا
تَضيقُ عليّ الأرضُ حتى كأنّني
أحاولُ فيها لابنِن أرتقَ ثانيا
مليكٌ، إذا شبهتُ بالغيثِ جوده،
هجوتُ نداهُ، وامتدحتُ الغواديا
يعيدُ شبابَ الشيبِ مرآهُ في النّدى ،
وفي الحَربِ مَرآهُ يُشيبُ النّواصِيا
يرينا الندى في البأسِ والبأسَ في الندى ،
فينعمُ غضباناً، وينقمُ راضيا
كبيضِ الظبَى تردي القتيل ضواحكاً،
وسُحبِ الحَيا تَروي الغليلَ بَواكِيا
وما ليَ لا أسعَى بمالي ومُهجَتي،
إلى من بهِ استدركتُ روحي وماليا
إلى مَلِكٍ يَستَخدِمُ الدّهرَ بأسُهُ،
ويُرجعُ طرفَ الخَطبِ بالعدلِ خاسيا
إلى مَلِكٍ يُخفي الملوكَ إذا بَدا،
كما أخفَتِ الشّمسُ النّجومَ الدّرارِيا
إلى مَلِكٍ يُولي الإرادَة َ والرّدى ،
وتحوي المنايا كفُّهُ والأمانيا
بوَجهٍ غَدا للشّمسِ والبَدرِ ثالثاً،
وقلبٍ غَدا للجَوهَرِ الفَردِ ثانيا
وعزمٍ يزيلُ الخطب عن مستقرّهِ،
رأينا بهِ السّبعَ الطِّباقَ ثَمانِيا
وشدّة ِ بأسٍ تَترُكُ الماءَ جامِداً،
جعلتَ الرّدى راحاً وخيلَك راحة ً،
كفٌّ تشيمُ السيفَ غضبانَ ضاحكاً،
وتَثنيهِ بعدَ الكَرّ جَذلانّ باكِيا
يعمُّ الأقاصي جودهُ والأدانيا(19/187)
جوادٌ أبادَ المالَ إلاّ صيانة ً،
مخافة َ أن يُمسي من البذلِ خاليا
لهُ قلَمٌ، إن خَرّ في الطِّرسِ ساجداً
يخرُّ لهُ ذو التاجِ في الأرض حاكيا
إذا ما مشَى يوماً على الرأسِ مُوحياً
إلى مَلِكٍ وافَى على االرّأسِ ماشِيا
إذا أعلمتهُ كفُّهُ خلتَ أنّهُ
يَسُنُّ سِناناً أو يَسُلُّ مَواضِيا
لقد حسدَ الأقوامُ لفظي وفضلَهُ،
وقد غَبَطوا إحسانَهُ ولِسانِيا
غداة َ تَجارَينا إلى السّبقِ، فاغتَدى
يشيدُ المعالي، أو أُجيدُ المعانِيا
وقالوا: أجَدتَ النّظمَ فيهِ، أجبتُهم:
يرى الزّهرُ أنّى أصبحَ الغيثُ هامِيا
فَيا مُحسِناً إلاّ إلى المالِ وحدَهُ،
وفي ذاكَ إحسانٌ لمن كانَ راجِيا
فذلكَ قومٌ لو مدحتُ صنيعهُمْ،
لظَنّ الوَرى أنّي أعُدُّ المَساويا
رعيتُ أمورَ المُسلمينَ بهِمّة ٍ،
رأيتُ بها مستقبلَ الأمرِ ماضيا
لقد عجزوا عن أن يروا لكَ في الندى
مدى الدهرِ أو عنهُ من الناسِ ثانيا
ويومٍ أعدتَ الصبحَ كالليلِ عندما
حجبتَ ذُكا لمّا أجلتَ المذاكيا
وأجرَيتَها قُبّ البُطونِ تَخالُها،
إذا ما سعتْ تحتَ العجاجِ، سعاليا
يمزقُ تكرارُ الصدامِ جلودَها،
فتُكسَى دَماً ما أصبَحَ السّيفُ عارِيا
سقَيتَ بها الأعداءَ كأساً من الرّدَى ،
غداة َ غَدا كلٌّ من الكرّ ظاميا
وبيضَ الظُّبَى كأساً وعزمَكَ ساقِيا
وكم قد كَسَيتَ العِزَّ من جاءَ آمِلاً
إذا ما مشَى في ربعِ قدسِكَ حافِيا
بسطتَ من المعروفِ أرضاً مديدة ً،
وأنبَتَّ فيها للحُلوم رَواسِيا
وإنّي، وإن فارَقتُ مَغناك مُخطِئاً،
لأعلمُ أنّي كنتُ في ذاكَ خاطِيا
فكيفَ بعادي عن مغانٍ ألفتُها،
وأفنَيتُ عُمري بَينَها وشَبابِيا
وقَضّيتُ فيها الأربَعينَ مُجاوِراً
ملوكَ البَرايا والبحورَ الطّواميا
أصيفُ وأشتو بينهم، فكأنني
نزَلتُ على آلِ المُهَلَّبِ شاتِيا
بذلتَ لنا، يا ذا المكارمِ، أنعُماً
تسرُّ الموالي، إذ تسوءُ المعادِيا
ولولاكَ لم تُعنَ الملوكُ بمَنطِقي،
ولا خَطَبوا مَدحي لهم وخِطابِيا(19/188)
ولولاكَ لم يُعرَفْ مُسمّايَ بَينَهم،
ولا أصبَحَ اسمي في المَمالكِ سامِيا
أَحيدُ عن السُّحبِ التي تُرسِلُ الحَيا،
وإن كنتُ حرّانَ الجوانحِ صادِيا
فسوفَ أجيدُ النّظمَ فيكَ وأنثَني
إلى النّثر، إنّ أفنى النّظامُ القَوافِيا
وأشكرُكم ما دمتُ حيّاً، وإن أمُتْ
ولم أُوفِه، أوصيتُ بالشّكرِ آليا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زوجَ الماءَ بابنة ِ العنقودِ،
زوجَ الماءَ بابنة ِ العنقودِ،
رقم القصيدة : 19791
-----------------------------------
زوجَ الماءَ بابنة ِ العنقودِ،
فانجَلَتْ في قَلائِدٍ وعُقودِ
قُتِلَتْ بالمِزاجِ ظُلماً، فقالتْ:
كم قَتيلٍ كما قُتِلتُ شَهيدِ
طافَ يَسعَى بها أغنُّ حكَى ما
في يديهِ بثغرهِ والخدودِ
قربّ الكأس نحوَ عارضه الغضّ،
فأبدى العتيقَ فضلُ الجديدِ
فغدا التائبونَ منّا ندامَى ،
والنّدامى في ظِلّ عَيشٍ رَغيدِ
فصَلَينا لَظًى ، وأُزْلِفَتِ الجَنّة ُ
للمتقينَ غيرَ بعيدِ
أنا صَبٌّ قَضَتْ لهُ شِرعة ُ العِشقِ
بألاّ يموتَ غيرَ شهيدِ
فإذا ما نجوتُ من معركِ الألحاظِ
لم أنجُ من كمينِ القدودِ
كلذما أخلقَ التجلدُ وجدي
جادَ داعي الهوى بوجدٍ جديدِ
مثلَ أهلِ الجَحيمِ إن تُذهبِ النارُ
جُلوداً تَبَدّلوا بجُلُودِ
قَسَماً بالمَطيّ مثلَ الهَوادي،
نَظَمَتها الحُداة ُ نَظمَ العُقودِ
فهيَ طوراً قلائدُ القللِ الشمّ،
وطَوراً وِشاحُ خَصرِ البِيدِ
نكَبَتْ مَرتَعَ الشّآمِ وأمّتْ
نحوَ مرعًى أحوى وظلٍّ مديدِ
فإذا ما تَجاوزَتْ حَرّ حَرّانَ،
أناخَتْ ببَردِ عينِ البَرودِ
وتَغانَتْ بنَهرِ حَرزَمَ والغَرْ
سينه عن نهرِ ثورة ٍ ويزيدِ
لقد استَعصَمتْ بحِصِنٍ حَصينٍ،
حينَ لاذتْ منها بركنٍ شديدِ
وأناختْ بظلّ أبلَجَ رَحبِ الصّدرِ،
نَزرِ الأقرانِ، جَمِّ الحَسودِ
ساهرِ النّارِ، راقدِ الجارِ، رَحبِ الدّارِ
حيِّ الأكنافِ، ميتِ الحقودِ
بطولِ النجادِ، ضيق باع العُـ
ـذرِ، سمحٍ، قصيرِ عُمرِ الوعودِ(19/189)
خيرِ أبناءِ أرتقَ الملكِ الصالحِ
شمسِ الدّينِ الفريدِ الوحيدِ
ملكٌ أنفدَ الذوابلَ بالنقلِ،
وأفنى الصفاحَ بالتقليدِ
حاملٌ من شَدائِدِ المُلكِ ما حُمّلَ
قدماً سميُّهُ مِنْ ثمودِ
من أناسٍ، إذا تمنعتِ العلياءُ
كانوا منها كحَبلِ الوَريدِ
عرَفوا الزّحفَ قبل معرِفة ِ القُمْطِ،
وحلّوا السروجَ قبلَ المهودِ
أيّها الماجدُ الذي حمَلَ الأثقالَ
في طاعة ِ الحميدِ المجيدِ
لا تكُنْ خائِفاً سِوى اللَّهِ شَيئاً،
إنّها من شَواهِدِ التّوحيدِ
فإذا زادَتِ الحَوادِثُ حَدّاً،
كانَ نقصُ الكمالِ في المحدودِ
كم جُموعٍ فَلّلتَها بحُسامٍ
شرقِ الصفحتينِ ظامي الخدودِ
فغدوا والرؤوسُ فوقَ صعادٍ،
وجِسامُ الجُسومِ تحتَ الصّعيدِ
يا إمامَ السّخا، وصِنوَ المَعالي،
ونبيَّ الندَى ، وربَّ الجودِ
نقدتك العلياءُ، غذا أعوزَ، الكفءُ لديها
فكنتَ أغلى النقودِ
فإذا آلُ أُرتُق حاولوا الفَخرَ
بماضي الحُدودِ أو بالجُدودِ
كنتَ ملقى العصا وواسطة َ العقد،
وقُطبَ الرّجا وبيتَ القَصيدِ
فلو أنّ الزمانض ينطِقُ يوماً،
قالَ: هذا إنسانُ عَينِ الوُجودِ
وإذا الدهرُ خطذ حولكَ طرساً،
كانَ عنوانُهُ أقلّ العَبيدِ
يا مليكاً، إذا عزيتَ لفخرٍ
كانَ من برّهِ وجودي وجودي
أنتَ علّمتَني التّجَرّي على الدّهرِ
وفَتكي بكُل خَطبٍ شَديدِ
فإذا ما أمرْتُ دَهري بأمرٍ
خِلتُ أنّ الأيّامَ بَعضُ جُنودي
وبكَ استعذبَ الملوكُ كلامي،
ورعَوا حقّ حُرمتي وعُهودي
فمِنَ الجَهلِ أن أرومَ أُجازِيكَ
بمَعنى رِسالَة ٍ، أو قَصيد
أو أصوغَ الأشعارض يومَ هناءٍ،
يَشمَلُ المَلكَ، أو أُهَنّي بعيدِ
غيرَ أنّ الإلهَ يجزيكَ، غذ لم
يكُ غَيرَ الثّناءِ من مَجهودي
فاستمعها بكراً حماها ضياءُ الحسّ
منّي عن ظُلمَة ِ التعقيدِ
هجَنتْ شعرَ كلّ مَن عقَدَ القافَ
جَميعاً، لا جرولٍ ولَبيدِ
وابقَ طولَ الزّمانِ تُفني وتُغني،
وتُهَنّى بكلّ عيدٍ جَديدِ(19/190)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صفاحُ عيونٍ لحظُها ليسَ يصفحُ،
صفاحُ عيونٍ لحظُها ليسَ يصفحُ،
رقم القصيدة : 19792
-----------------------------------
صفاحُ عيونٍ لحظُها ليسَ يصفحُ،
ونبلُ جفونٍ للجوارحِ تجرحُ
وماءُ حَياءٍ لَيسَ يَنقَعُ غُلّة ً،
ونارُ خدودٍ للجوانحِ تلفحُ
ومَنظَرُ حُسْنٍ في سَنا البَدرِ رَسمُهُ
إلى القلبِ أحلى وهوَ في العنينِ أملحُ
وجَوهرُ ثَغرٍ يُحزِنُ القَلبَ لمحُهُ،
وقد زعموا أنّ الجواهرَ تفرحُ
وصَلْتٍ وصَلتُ السّهدَ بالجَفنِ عندما
غدا وهوَ من عذري عن الصبرِ أوضحُ
محاسنُ قادَتْ نَحوَها شارِدَ الهَوَى ،
وظلّ إليها ناظرُ القلبِ يطمحُ
إذا ضَمّ أقسامَ الجَمالِ تَحَيّزٌ،
فإنّ جَميلَ الصّبرِ بالحُرّ يَقبُحُ
فللهِ صبٌّ لا يبلُّ غليلُهُ،
وإنسانُ عينٍ بالمدامعِ يسبحُ
ونفسٌ أبتْ إلاّ نزاعاً إلى الصِّبا،
تقاعسَها وخطُ المشيبِ، فتجمحُ
وأَشمَطُ من وُرقِ الحَمامِ كأنّما
سنا الصبحِ يصبي قلبهُ حينَ يصبحُ
يرجعُ تكرارض الهديلِ مغرداً،
فيصدعُ قلبي نوحهُ حينَ يصدحُ
وما ذاكَ إلاّ أن شدَوتُ فقَد غَدا
يُلَوّحُ بالأحزانِ لي فأُصَرّحُ
وما ضَرّني بُعدُ الدّيارِ، وأهلُها
بأرضي، وفقدُ الطرفِ ما كان يلمحُ
ورِجلايَ في أفناءِ دِجلَة َ قد سعَتْ،
وطرفيَ في أفناءِ حرزَمَ يسرحُ
مَنازِلُ لم أذكُرْ بها السِّقطَ واللّوَى ،
ولم يصبني عنها الدَّخولُ فتوضحُ
ولم أقرِ بالمِقراة ِ طَرفي بمثلِها،
فتسرحُ فيها العينُ، والصدرُ يشرحُ
فإنْ أكُ قد فارقتُ إلفاً ومعشراً
كراماً، إلى علياهُمُ العزُّ يجنحُ
فصبراً لما قد أفسدتهُ يدُ النّوى ،
عسَى أنّهُ بالصالحِ الملكِ يصلحُ
مليكٌ، إذا ما رمتُ مدحاً لمجدِه،
تعلمُني أوصافُهُ كيفَ أمدَحُ
له في الوغَى والجودِ نفسٌ زكية ٌ،
من الليثِ أسطى ، أو من الغيثِ أسمحُ
وأضيَقُ من سُمّ الخِياطِ اعتِذارُهُ،
وصدرٌ من الأرضِ البسيطة ِ أفسحُ(19/191)
تَحُلُّ بكَفّيهِ اللُّهَى عُمرَ ساعَة ٍ،
لتَنزَحَها وُفّادُهُ، ثمّ تَنزَحُ
لقد ظلّ يصميني الزمانُ لبعدِهِ،
ويُحزِنُ قَلبي منهُ ما كان يُفرِحُ
فقلتُ لصرفِ الدهرِ ها أنا راحِلٌ
غلى ملكٍ قلبي منهُ ما كان يفرحُ
إلى مَلِكٍ يُخفي الملوكَ، فيَجتَلي،
وتغلقُ أبوابُ السماحِ، فيفتحُ
إلى مَلِكٍ لا مَورِدُ الجُودِ عندَهُ
أُجاجٌ، ولا مَرعَى السّماحِ مُصَوِّحُ
إلى ملكٍ يَلقَى الثّناء بمثِله
ويُنعُم من بَعدِ الثّناء ويَسمَحُ
إلى مَلِكٍ لا زالَ للمَدحِ خاطِباً،
وزادَ إلى أن كادَ للمَدحِ يَمدَحُ
ويُذكِرُني الإلفَ الذي هوَ فاقِدٌ،
فقد زجلَ المداحُ فيه ووشّحُوا
تَقولُ ليَ العَلياءُ، إذْ زُرتُ رَبعَهُ،
رويدَك! كم في الأرضِ تسعى وتكدحُ
إذا كنتَ ترضَى أن تعدّ بتاجرٍ،
هلمّ، ففيهِ تاجرُ المدحِ يربحُ
فأنتَجتُ من فِكري له كلّ كاعِبٍ
يزينُ عطفيْها البديعُ المنقحُ
وخلدتُ شعري في الطروسِ لأنني
أرى الشعرَ يَعلو قَدرُه حينَ يقرَحُ
فَيا مَلِكاً قد أطمَعَ النّاسَ حِلمُهُ،
لكثرة ِ ما تهفو، فيعفو ويصفحُ
أعدْ، غيرَ مأمورٍ، على الضّدَ كيدَهُ،
واذكِ لهُ النّارَ التي باتَ يَقدَحُ
فقد أيقنَ الأعداءُ أنّكَ راحمٌ،
فباهوا بأفعالِ الخناءِ، وثجحُوا
إذا ما فعلتَ الخيرَ ضوعفَ شرُّهمْ،
وكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ يَنضَحُ
ولو تابعوا قولَ الإلهِ وأمرَهُ،
لَقالوا بأنّ الصّلحَ للخَلقِ أصلَحُ
تَهَنّ بعيدِ النّحرِ، وانحَرْ من العِدى ،
فجُودُكَ عيدٌ للوَرى ليسَ يَبرَحُ
وضحّ بهم، لا زِلتَ تنحرُ مثلهم،
ومِن دونِ مَغناكَ العَقايرُ تُذبَحُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا شدتِ الورقُ على الأغصانِ
لمّا شدتِ الورقُ على الأغصانِ
رقم القصيدة : 19793
-----------------------------------
لمّا شدتِ الورقُ على الأغصانِ
بَينَ الورَقِ
ماسَتْ طرَباً بها غصونُ البانِ
كالمغتَبِقِ
الطّيرُ شدَا
ومَنظَرُ الزّهرِ بَدَا
والقَطْرُ غَدا(19/192)
يوليهِ جوداً ونَدى
والجَونُ حَدَا
ومدّ في الجوّ رِدَا
والنّرجِسُ جَفنْ طَرفِه
الوسنانِ لم ينطبقِ
بَلْ باتَ إلى شَقائقِ
النّعمانِ ساهي الحدَقِ
يا لَيلَة ً بِتنا، وبِها
العِزُّ مُقيمْ
ما بَينَ حِياضٍ
ورِياضٍ ونَسيمْ
ما أمهَلَنا الصبحُ
لنحظَى بنعيمْ
لَكِنْ تَجلّتْ على الظّلامِ الواني
شمسُ الأفقِ
حتى خَضَبَتْ مِنَ النّجيعِ القاني
سَيفَ الشّفَقِ
لمّا شَهَرَ الرّبيعُ
في الأرضِ نِصال
بالخِصبِ شطَا
في معرَكِ المحلِ وَصال
والزّهرُ ذَكا
وأكسبَ الرّيحَ خصال
والغَيثُ هَمى بوَبلِهِ الهتّانِ
بينَ الطرُقِ
من مُحتَبِسٍ في سَرحة ِ الغُدرانِ
أو منطلِقِ
أهدَتْ ليَ أنفاسُ
نَسيمِ السّحَرِ
ما أودَعها طِيبُ أريجٍ
الزّهَرِ
لم أدرِ، وقد جاءَتْ بنَشرٍ
عَطِرِ
بالزّهرِ غدَتْ مسكِيّة َ الأردانِ
للمنتشِقِ
أم أكسَبَها نشرُ ثَنا الّسلطانِ
طيبَ العبقِ
مَلِك كَفَلَتْ أكنافُهُ
كلّ غَريب
كَم أبعَدَ بالنّوالِ
مَنْ كانَ قَريب
يَنأى خَجَلاً كَأنّهُ
مِنهُ مُريب
عن حضرَتهِ الحياءُ قد أقصاني
لا عَنْ مَلَقِ
بل أبعَدَ عن مَواقعِ الطّوفانِ
خوفَ الغَرقِ
لَولا عَزَماتُ المَلِكِ
الصّالحِ ما
شاهَدتُ حِمَى الشّهباءِ
قَد صارَ حِمَى
إن صالَحَ ما يَعصي،
وإن صالَ حمَى
إن شاهدَ بأسَهُ ذوو التّيجانِ
تحتَ الحَلَقِ
من هيبَتِهِ خرّوا إلى الأذقانِ
مثلَ العُنَقِ
قدْ أوجدَني نداهُ
بعدَ العَدَم
إذْ صانَ عَنِ الأنامِ
وَجهي ودَمي
لم أصفُقْ كَفّي عندَهُ
منْ نَدَمِ
لو شِئتُ لهامة ِ السُّهَى أوطاني
عندَ الغَرقِ
لولاهُ لَما سَلَوتُ عَن أوطاني
بَعدَ القَلَقِ
يا ابنَ المَلِكِ المَنصورِ
يا خيرَ خَلَفِ
يا مَن هوَ أُنموذجُ مَن
كانَ سَلَفِ
كم أتلَفَ كَنزَ المالِ مِن
غَيرِ تَلَفِ
إذْ فرّقَ ما حوَى مدى الأزمانِ
بَينَ الفرقِ
فالمالُ فَني، وكلُّ شيءٍ فإنِ
والذّكْرُ بَقي
إسعَدْ بدَوامِ المُلكِ
لا زِلتَ سَعيد
إذْ أنتَ أجَلُّ مِن أنْ
أَُنّيكَ بِعِيدِ(19/193)
هُنّيتَ، ولا بَرِحتَ
تُبدي وتُعيدِ
تُبدي لذَوي الرّجاءِ والإخوانِ
حُسنَ الخُلُقِ
إذ فيكَ كمالُ الحُسنِ والإحسانِ
لم يَفتَرِقِد
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما هبّتِ الريحُ إلاّ هزّني الطّرَبُ،
ما هبّتِ الريحُ إلاّ هزّني الطّرَبُ،
رقم القصيدة : 19794
-----------------------------------
ما هبّتِ الريحُ إلاّ هزّني الطّرَبُ،
إذ كانَ للقَلبِ في مَرّ الصَّبا أرَبُ
لذاكَ إن هَيمَنتْ في الدّوحِ أُنشِدُه:
بيني وبينكَ يا دَوحَ الحِمى نَسَبُ
يا جِيرَة َ الشِّعبِ، لولا فَرطُ بُعدِكُمُ
لمَا غَدا القَلبُ بالأحزانِ يَنتَعِبُ
فهَلْ يَجودُ بكُمْ عَدلُ الزّمانِ لَنا
يوماً، وترفعُ فيما بيننا الحُجُبُ
يا سادَة ً ما ألفنا بعدَهم سكناً،
ولا اتّخَذنا بَديلاً حينَ نَغتَرِبُ
بودّكم صارَ موصولاً بكم نسبي؛
إنّ المَودَة َ في أهلِ النُّهَى نَسَبُ
جميلُكُم كانَ في رِقّي لكُم سَبَبَا،
لا يوجدُ الحكمُ حتى يوجدَ السببُ
فكَيفَ أنساكُمُ بَعدَ المَشيبِ، وقَد
صاحبتُكم، وجلابيبُ الصِّبا قُشُبُ
أم كيفَ أصبرُ مغتراً بأُمنية ٍ،
والدّارُ تبعدُ، والآجال تقتربُ
قد زرتُكم وعيونُ الخَطبِ تلحظُني
شَزراً، وتَعثرُ في آثاريَ النُّوَبُ
وكم قَصدَتُ بلاداً كيْ أمرّ بكُمْ،
وأنتمُ القَصدُ لا مِصرُ ولا حَلَبُ
وكم قَطَعتُ إليكُم ظَهَرَ مُقفِرَة ٍ،
لا تَسحَبُ الذّيلَ في أرجائها السُّحبُ
ومَهمَهٍ كسماءِ الدَّجنِ معتكرٍ،
نَواظِرُ الأسدِ في ظَلمائِهِ شُهبُ
حتى وَصَلتُ إلى نَفسٍ مُؤيَّدَة ً،
منها النُّهَى واللُّهَى والمجدُ يكتسبُ
بمجلسٍ لو رآهُ الليثُ قالَ بهِ:
يا نَفسِ في مثلِ هذا يَلزَمُ الأدَبُ
مَنازِلٌ لو قَصَدناها بأرؤسِنا،
لكانَ ذاكَ علَينا بَعضَ ما يَجِبُ
ملكٌ بهِ افتحرتْ أيّامُهُ شرَفاً،
واستبشرتْ بمعالي مجدِهِ الرُّتَبُ
وقالتِ الشمسُ: حسبي أن فخرتُ به،
وجهي له شَبَهٌ، واسمي لهُ لَقَبُ(19/194)
لا يعرفُ العفوَ إلاّ بعدَ مقدرة ٍ،
ولا يرَى العذرَ إلاّ بعدَما يَهَبُ
سَماحُهُ عُنوِنَتْ بالبِشرِ غايَتُها،
كما تُعَنونُ في غاياتِها الكُتُبُ
وهمة ٌ حارَ فكرُ الواصفينَ لها،
حتى تشابَهَ منها الصّدقُ والكذِبُ
قالوا: هوَ البدرُ؛ قلتُ: البدرُ مُمّحِقٌ
قالوا: هو الشمس؛ قلتُ: الشمس تحتجبُ
قالوا: هو الغيثُ؛ قلتُ: الغيثُ مُنتظَرٌ.
قالوا: هو اللّيثُ؛ قلتُ: اللّيثُ يُغتصَبُ
قالوا: هو السّيلُ ، قلتُ: السّيلُ مُنقطعٌ
قالوا: هو البحرُ ، قلتُ: البحُر مُضطرِبُ
قالوا: هو الظلّ؛ قلت: الظلّ مُنتَقلٌ.
قالوا: هو الدّهرُ؛ قلتُ: الدّهرُ مُنقَلِبُ
قالوا: هو الطّودُ؛ قلتُ: الطود ذو خرَس.
قالوا: هو الموتُ؛ قلتُ: الموتُ يُجتَنَبُ
قالوا: هو السّيفُ؛ قلتُ: السّيفُ ننَدُبه،
وذاكَ من نفسهِ بالجودِ ينتدبُ
قالوا: فَما منهمُ يَحكيه؛ قلتُ لهم:
كلٌّ حكاهُ، ولكنْ فاتَهُ الشنَبُ
يا ابنَ الذينَ غَدَتْ أيّامُهم عِبَراً
بينَ الأنامِ، بها الأمثالُ قد ضربُوا
كالأُسُدِ إن غضِبوا، والموتِ إن طلَبوا،
والسّيفِ إن نُدبوا، والسّيلِ إن وهبُوا
إن حكموا عدلوا، أو أمّلوا بَذَلوا،
أو حوربوا قتلوا، أو غولبوا غَلَبُوا
سريتَ مسراهمُ في كلّ منقبة ٍ،
لم يَسرِها بَعدَهم عُجمٌ ولا عَربُ
وفُقتَهُمْ بخِلالٍ قد خُصِصتَ بها،
لولا الخصوصُ تساوى العودُ والحطبُ
حَمَلتَ أثقالَ مُلكٍ لا يُقامُ بها،
لو حملتها الليالي مسّها التعبُ
وحُطتَ بالعدلِ أهلَ الأرضِ كلّهمُ،
كأنّما النّاسُ أبناءٌ، وأنتَ أبُ
لكلّ شيءٍ، إذا عللتَهُ، سببٌ،
وأنتَ للرّزقِ في كلّ الورى سببُ
مولايَ! دِعوَة َ عَبدٍ دارُهُ نَزَحَتْ،
عليكمُ قربه بل قلبهُ يجبُ
قد شابَ شعري وشعري في مديحكمُ،
ودُوّنَتْ بمَعاني نَظميَ الكُتُبُ
فالنّاسُ تَحسُدُكم فيهِ، وتحسُدُه
فيكُم، وليسَ له في غَيرِكم طلَبُ
فلا أرتنا اللّليالي منكمُ بدلاً؛
ولا خلَتْ منكُمُ الأشعارُ والخُطَبُ(19/195)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكرتكَ عنّي شارداتُ قصائدٍ
شكرتكَ عنّي شارداتُ قصائدٍ
رقم القصيدة : 19795
-----------------------------------
شكرتكَ عنّي شارداتُ قصائدٍ
بصَنائعٍ فاهَتْ بشُكرِ صنائِعِ
تَنفي الحُداة ُ بها عن الجَفنِ الكَرَى ،
وتَخيطُ مِن طَرَبٍ جُفونَ السّامعِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هُنّئتَ بالعيدِ بل هُنّي بكَ العيدُ،
هُنّئتَ بالعيدِ بل هُنّي بكَ العيدُ،
رقم القصيدة : 19796
-----------------------------------
هُنّئتَ بالعيدِ بل هُنّي بكَ العيدُ،
فأنتَ للجُودِ، بل إرثٌ لكَ الجُودُ
يا مَن على النّاسِ مَقصورٌ تَفَضُّلُه،
وظِلُّ رَحمَتِهِ في الأرضِ مَمدودُ
أضحتْ بدولتكَ الأيامُ مشرقة ً،
كأنّها لخدودِ الدّهرِ تَوريدُ
أُعطيتَ في المُلكِ ما لانَ الحَديدُ لهُ،
حُكماً، فأنتَ سُلَيمانٌ وداودُ
لكَ اليَدانِ اللّتانِ امتاحَ بِرَّهما
بَنو الزّمانِ، وريعتْ منهما الصيدُ
قضَى وُجودُهُما فينا وَجُودُهُما
تكذيبَ مَن قالَ: إن الجودَ مَفقودُ
ماذا أقولُ، ومَدحي فيكَ ذو قِصَرٍ،
وأنتَ بالفعلِ ممدوحق ومحمودُ
إذا نظمتُ بديعَ الشعرِ قابلني
من السماحِ بديعٌ منكَ منقودُ
فلا معانيهِ في الحُسنى مغلغلة ٌ،
ولا بألفاظ في البرّ تعقيدُ
فعشتَ يوليكَ طيبَ العيشِ أربعة ُ:
عزٌّ، ونصرٌ، وإقبالٌ، وتأييدُ
ولا خلَتْ كلَّ عامٍ منكَ أربعَة ٌ:
نِسكٌ، وصومٌ، وإفطارٌ، وتَعييدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
رقم القصيدة : 19797
-----------------------------------
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
بعارضٍ مثلِ الأضَا
يشبهُ اشتعالهُ،
بالنارِ في جذلِ الغضا
وواصلَتْ قَلبي الهمومُ،
فَحفَا جَفني الكَرى
واتخذَ التسهيدُ عيني
مألفاً لمّا جفَا
وكنتُ ذا بأسٍ، فمُذْ
عاندَني صرفُ القضَا
رضيتُ قسراً، وعلى الـ
ـقَسرِ رِضَى مَن كان ذا..(19/196)
لي أُسوَة ٌ بابنِ الزُّبَيرِ،
إذْ أبَى حملَ الأذَى
وابنِ الأشجّ القيلِ سا
قَ نفسهُ إلى الرّدَى
وهكذا جدّ أبو الـ
ـخَيرِ لإدراكِ المُنَى
وقد سَما قَبلي يَزيدُ
طالباً شأوَ العُلَى
وقد رَمَى عَمرٌو بسَهمِ
كَيدِهِ قلبَ العُلَى
وسَيفٌ استَعلَتْ بهِ
همّتُهُ حتّى رَمَى
أقسمتُ لا أنفكُّ أسمُو
طالباً حُسنَ الثّنَا
ألِيّة ٌ باليَعمَلاتِ،
تَرتَمي بها النَّجَا
لأجعَلَنّ مَعقلي،
مطهَّماً صُلبَ المَطَا
يرضَخُ في البِيدِ الحَصَى ،
وإنْ رَمَى إلى الرُّبَى
يكابرُ السّمعُ اللّحا
ظَ إثرَهُ، إذا جَرَى
إذا اجتَهَدتُ نَظَراً
في إثرِهِ، قلتُ: سَنَا
جادَ بهِ ابنُ المَلِكَ الـ
ـمنصورِ مَنصورِ اللّوا
كأنّما جُودُهُما
لي جانباً من الرَّجَا
فقلتُ، لمّا أثقَلا
ظَهري بأعباءِ النّدَى :
نَفسي الفِداءُ لأميرَيَّ
ومَنْ تَحتَ السّمَا
كأنذما جودُهُما
مجلجلٌ منَ الحبَا
إذا وَنَتْ رُعُودُهُ
عَنّتْ لهُ ريحُ الصَّبَا
فطَبّقَ الأرضِينَ حتى
بلَغَ السّيلُ الزّبَى
كأنّما البيداءُ، غِبَّ
صَوتِهِ، بَحرٌ طَمَا
يلومني في البُعدِ
عن حِماها خِلٌّ لحَى
واللّومُ للحُرّ مُقيمٌ
رادعٌ، والبُعدُ لا
فسَوفَ يَعتادُهما
منّي امرؤٌ محضُ الوَلا
يَجوبُ جَوزاءَ الفَلا
مُحتَقِراً هولَ الدّجَى
قد نِلتُ في رَبعِهِما
من النّعيمِ ما كَفَى
فإنْ أعِشْ صاحَبتُ دَهـ
ـري عالماً بما انطَوَى
وإنْ أمُتْ، فكُلُّ شيءٍ
بلَغَ الحَدَّ انتَهَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
رقم القصيدة : 19798
-----------------------------------
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
فلولا اسمُهُ ما كنتُ في الخلقِ أُعرَفُ
ولولا معاليهِ الشريفة ُ لم تكنْ
عليّ ملوكُ الأرضِ تَحنو وتَعطِفُ
أُحَدّثُهمْ عن برّهِ دونَ سِرّهِ،
وأُلحِفُ في تَعديدِ ما ليَ يُتحِفُ(19/197)
وأُنشِدُ من مَدحي لهُ كلّ جَزلَة ٍ
تُحَلّى بها أسماعُهُمْ وتُشَنفُ
قَصائدُ في ألفاظِهِنّ مَقاصِدٌ
من الصخرِ أقوى بل من الماء ألطفُ
إذا رامَ أهلُ العَصرِ نَظماً لمِثلِها،
وجاؤوا بلَفظٍ دونَها وتكَلّفُوا
ظَننتُ حِبالَ السّحرِ ما قد أتَوا بهِ،
وتِلكَ عَصَا موسَى لها تتَلَقّفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
رقم القصيدة : 19799
-----------------------------------
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
له نِعَمٌ مَعروفُها ليسَ يُنكَرُ
فَمٌ عن أحاديثِ المَحارِمِ صائمٌ،
وكفٌّ بإسداءِ المكارِمِ مُفطِرُ
يسافرُ منهُ الذكرُ، وهوَ متمَّمٌ،
وكلُّ مُقيمٍ في الثّناءِ مُقَصِّرُ
وأعجبُ من صومِ الأنامِ بربعِهِ،
وقد غمَرَتهم من أيادِيهِ أبحُرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الشعار
الشعار
رقم القصيدة : 1980
-----------------------------------
الإبريقْ
لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ.
الإبريقْ
صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ
وعلي طُول العُمْرِ يُريقْ
ما يحملُهُ
للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ.
الإبريقْ
صُورَتُنا.. إذ نُهرقُ شَهْداً
للرّومانِ وللإغريقْ
وَنَنالُ عَناءَ التّدبيقْ.
أيُّ صَفيقْ
قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً
يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ
وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ
وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!
كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً
لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ
لا تَعرفُ ما معني السَّيْرِ
ولا تعرفُ معني التّحليقْ
وعلي سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو
وعلي صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!
سَنري أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ
وَنري أنّ الحقَّ حقيقْ
حِين نَري رايةَ أُمّتِنا
تخفقُ في ريحِ بلاهَتِها
وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
رقم القصيدة : 19800(19/198)
-----------------------------------
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
إذ بَشّرَتْ بمعالي مَجدِكَ الفِطَرُ
يا مالِكاً أصحتِ الدّنيا تَتيهُ بهِ،
والصومُ والفطرُ والأعيادُ تفتخرُ
أضحَى وجودكَ في الدّنيا وجودُك لي
عيداً جَديداً بهِ يَستَبشِرُ البَشَرُ
فالعيدُ منتظرٌ في العامِ واحدة ً،
وَجُودُ كَفّكَ عيدٌ ليسَ يُنتَظَرُ
لو يَنطِقُ العيدُ بالإنصافِ قال لنا:
ليهنكُم بالمليكِ الصّالحِ الظفَرُ
ملكٌ سما ذكرُهُ بينَ الملوك، وما
بنى لهُ الذكرَ إلاّ الصّارمُ الذَّكرُ
سهلُ الخلائقِ ما في خلقِهِ شرسٌ
للواردين، ولا في خَدّهِ صَعَرُ
لايعرفُ العذرَ عن إسعافِ ذي أملٍ،
يوماً، ولكنّهُ يُعطي ويَعتَذِرُ
من آلِ أرتقَ الصيدِ الألى رتقوا
فَتَقَ العُلى ، بعدَما حالتْ بها الغِيَرُ
همُ الملوكُ الألى يُكسى الزمانُ بهم
عزاً وتخفى ملوكُ الأرضِ إن ظهروا
المنعمونَ، ولكن قبلما سئلوا،
والصافحونَ، ولكن بعدَما قدرُوا
با ابنَ الملوكِ الألي دانَ الزّمانُ لهم،
لمَّا استقَاموا معَ الباري كما أُمرُوا
لا فضلَ لي في نظامي دُرَّ وصفِكمُ،
بقيمَة ِ الدُّرّ لا بالسّلكِ يُعتَبَرُ
لم تزهُ صنعتُهُ إلاّ بصنعِكُمُ،
تزهو الحمائلُ أنّى يهطِلُ المطرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
رقم القصيدة : 19801
-----------------------------------
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
حُ ويسمو الإيرادُ والورّادُ
أنتَ أعلى من أنْ تُهنّى بعيدٍ
بل تهنّى بمجدِكَ الأعيادُ
فابقَ في نعمة ٍ بها سرّ راجيكَ،
وردّتْ بغيظِها الحُسّادُ
صُمّ في صَومِكَ العُداة ُ، وفي
فطرِكَ منهم تفطَّرُ الأكبادُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
رقم القصيدة : 19802
-----------------------------------
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،(19/199)
وعشْ لتهانيه في كلّ عامِ
فإنْ يَكُ غُرّة َ وجهِ الزّمانِ،
فإنّكَ غرة ُ وجهِ الأنامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
رقم القصيدة : 19803
-----------------------------------
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
بعودِكَ، إنّ السعدَ فيه قرينُه
ويخبرُ أنّ النّصرَ فيهِ مقدرٌ،
ألم ترهُ قد لاحَ في الغربِ نونُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
رقم القصيدة : 19804
-----------------------------------
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
وثَناها مَشيدَة َ الأركانِ
يبتنّي المجدَ أولاً، فإذا ما
شادَهُ شَيّدَ المَنازِلَ ثانِ
وبِناءُ العَلاءِ صَعبٌ على مَن
لم يكنْ عزمُهُ شديدَ المَباني
فإذا حاولَ المقصرُ نيلَ العزّ
نادَى : وعِزّتي لَن تَراني
كلُّ من أسسَ البناء على تقوى
إلهِ السماءِ والرّضوانِ
فلْيَشِدْ قَبلَهُ البناءَ كما قد
شيدَتهُ مناقبُ السلطانِ
زينُ أبناءِ ارتُقَ الملكُ الصّا
لحُ شمسُ الدّينِ الرّفيعِ الشّانِ
ملكٌ يملأُ النواظرَ بالحسنِ،
ويَملا الأكفّ بالإحسانِ
لو يشا اسّسَ المنازلَ من فو
قِ أعالي منازلِ الزِّبرِقانِ
والسواري فوق السواري من الشُّهـ
ـبِ، وأبوابُها على كيوانِ
شادَ في ذروة ِ العلاءِ دياراً،
وجنَى الجنتينِ منهنّ داني
فأراهُ الإلهُ في ظلّها العزَّ،
وطيبَ الهَنا، ونَيلَ الأماني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
رقم القصيدة : 19805
-----------------------------------
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
ففؤادي لديكمُ وجناني
واشتياقي لربعكم لا بوجْدي
بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني
ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ
بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني
مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو
قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني(19/200)
ومن المبلغُ الأحبة ِ أنّي
طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا
ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ
وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي
ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ،
وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ
والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا
كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ
ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ،
ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي،
ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني
فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني
يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو
داً، وإن كان بادياً للعيانِ
أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما
عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ذلكَ الرّتبَة ُ التي قَصَّرَتْ دو
نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ
وصلت في البيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومَة ِ الهياجِ خَطيباً،
قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا
سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ
لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ
حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ
شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ
لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا
نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبة ِ المَجدِ،
فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ
ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ
مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ
فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا
نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني
واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً،
خالداً في مَسرّة ٍ وأمانِ
ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ،
هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنى ً
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ،
فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان(19/201)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا راجَعَ الطّرفُ باللّقا وسَنَهْ،
لا راجَعَ الطّرفُ باللّقا وسَنَهْ،
رقم القصيدة : 19806
-----------------------------------
لا راجَعَ الطّرفُ باللّقا وسَنَهْ،
إن ذاقَ غُمضاً من بعدِكم وسِنَهْ
طالَ على الصّبّ عُمرُ جَفَوتكُم،
فكلُّ يومٍ مِن الفِراقِ سَنَهْ
صبٌّ أجباَ الغرامَ، حينَ دَعا
طَوعاً، وألقَى إلى الهَوى رَسَنهْ
لم يقضِ من وصلكُم لبانتَهُ،
وإنْ قضَى في هواكمُ زمنَهْ
ما عرفَ الشّركَ في هواه، ولا
خالفَ دينَ الهَوى ولا سننَهْ
ولو غَدا، وهو عابدٌ وثَناً،
لمَا غدا غيرُ شخصكم وثنهْ
ما لامَهُ لائمٌ ليحزِنُه،
إلاّ وسلّى بذكركم حزنهُ
لولاكُمُ لم تبتْ جونحُهُ
حرّى ، ولا أنحَلَ الضّنى بدَنهْ
كم ضمنَ الدّمعَ ريَّ غلتِهِ،
فَما وفَى بعدَكم بما ضَمِنَهْ
لا تُودِعوا سِرّكم نَواظَره،
فهيَ على السرّ غيرَ مؤتمنهْ
نَواظِرٌ بالدّموعِ وافيَة ٌ،
وهيَ لإظهارِ سرّكمْ خَوَنَهْ
ورُبّ لَفظٍ فَصّلتُ مُجمَلَهُ،
والليلُ قد فصّلَ الضّحى كفنهْ
ساءتْ ظنُونُ الحسّادِ فيّ بهِ،
لمّا غَدا الجفنُ جافياً وسَنَهْ
لم يبسطوا العذرَ لي، ولا علموا
أنّ يَدي بالصنّيعِ مُرتَهَنَهْ
ولو بمدحِ المؤيدِ اعتبروا
لبدلتْ سيئاتهمْ حسنهْ
الملكُ الجامعُ الفَضائلِ والبا
ذِلُ في الصّالحاتِ ما خَزَنَهْ
يَمتَنُّ للقابلي عَطاهُ، ولا
يُقَلّدُ الوَفدَ في النّدَى مِنَنَهْ
ملكٌ لو أنّ البِحارَ تُشبِهُهُ،
لأصبحَ البحرُ باذلاً سفنهْ
ولو أتَى الأصمَعيُّ يُنشِدُهُ
شِعراً لأصبَحَ من خوفٍ به لحَنَهْ
ولو رعَى ألكنٌ عبارتَهُ،
أزالَ من سحرِ لفظهِ لكنَهْ
مهذَّبُ اللفظِ في الفصاحة ِ لا
كَسائِلِ المازِنيّ مَن خَتَنَهْ
من آلِ أيوبَ الذينَ لهمْ
حَماسَة ٌ بالسّماحِ مُقترِنَهْ
ذوي بيوتٍ في المجدِ سالمة ٍ،
كلُّ أفاعيلِهِنّ مُتّزِنَهْ
هم اشتروا الملكَ غالباً خطراً،
وصيروا أنفسَ العدَى ثمنهْ(19/202)
طوراً سلاحَ الملكِ العقيمَ ترَى
تلكَ المساعي، وتارة ً جننهْ
يا مالِكاً دانَتِ المُلوكُ لَهُ،
واتبعتْ في اعتمادِها سننهْ
ومَنْ سَنا بِشره، ونائِلُهُ
رفّهَ سعي الحجابِ والخزنهْ
والصادقَ الوعدِ في الكتابِ ومن
فَداهُ ذو العَرشِ بعدما امتحَنَهْ
أوسعتَ للعبدِ من هباتِكَ ما
أضاقَ عن حَملِ بَعضِهِ عَطَنَهْ
أتعبتَ بالشكرِ جهدَ مهجتهِ،
كأنّها بالنّعيمِ مُمتَحَنَهْ
آنَسَهُ فَضلُكُمْ، فَما طَلَبتْ
مسكنهُ نفسهُ، ولا سكنهْ
أسلاهُ عن ألهِ صنيعكمُ
بهِ، وأنساهُ ظلُّكُم وطنَهْ
يعلنُ بالمدحِ والثناءِ، وقد
أشبَهَ في الوُدّ سرُّهُ علَنّهْ
ما ساءهُ غيرُ فوتِ مدتهِ،
وما قضَى تحتَ ظِلّكُمْ زَمَنَهْ
فلا أرتنا الأيامُ فيكَ ردًى ،
ولا أماطتْ عن حاسدٍ حزنهْ
وعَمّرَ اللَّهُ حاسديكَ لكَيْ
تَعيشَ في الذّلّ عيشَة ً خَشِنَهْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زارَ، وصبغُ الظلامِ قد نصلا،
زارَ، وصبغُ الظلامِ قد نصلا،
رقم القصيدة : 19807
-----------------------------------
زارَ، وصبغُ الظلامِ قد نصلا،
بَدرٌ جَلا الشّمسَ في الظّلام ألا
جاءَ، وسجفُ الظلامِ
قد فُتِقا فاعجَب
والصّبحُ لم يُبقِ،
في الدّجَى رَمَقا
وقد جلا نورُ وجهِه
الغَسقا
وأدهمُ الليلِ منهُ قد جفلا،
وقد أتَى رائدُ الصباحِ على
أفديهِ بَدراً في
قالبِ البِشرِ أشهَب
قد جاءَ في حسنِه
على قدرِ
يَرتَعُ في روضِ
خدّهِ نَظَرِي
خدٌّ بلطفِ النّعيمِ قد صُقِلا،
كأنّهُ من دَمي إذا خَجِلا
يا مَن غَدا ظِلٌّ
حسنهِ حرماً يخضب
لمّا حوَى ما بهِ
الجمالُ حَمى
فرعاً وصدغاً إن
حكما ظُلما
فارقُمِ الجعدَ تَحرُسِ الكَفَلا،
وحارسُ الخدّ منهُ قد جعِلا
هَلاّ تَعَلّمتَ بَذلَ
ودكَ لي عقرب
من المَليكِ المؤيَّدِ
ابنِ علي
سلطان عصر مسمّى
على الأوّلِ
لولا أيادٍ بها الورى شَمَلا
لأصبحَ الناسُ كالسماءِ بلا
مَلكٌ، مَعانيه
للوَرى حرَم كوكب
إلى معاليه
ينتهي الكرمُ
قَد أغرَقَ النّاسَ(19/203)
سَيلُهُ العَرِمُ
سَحابُ جُودٍ على الوَرى هَطَلا،
لابرقهُ مبطىء ُ النّوالِ ولا
حُماة ٌ أصبَحَتْ
للأنامِ حِمًى خُلّب
حويتَ ملكاً على
المُلوكِ سَما
بحراً غدا بالعلومِ
مُلتَطِما
مَلْكٌ لرِزْقِ الأنامِ قد كفَلا،
فصارَ في النّاسِ جودُه مثَلا
يا مَن عَطاهُ قَبلَ
السّؤالِ بَدا
ومَن حَبانا قَبلَ
الندَا بنَدَى
هيهاتَ ينسَى
صَنيعُكُمْ أبدا
عبدٌ على فَرطِ حبّكم جُبِلا،
عليكُمُ إن قامَ أوْ رحلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بروحي جُوذَرٌ في القَلبِ كانِس،
بروحي جُوذَرٌ في القَلبِ كانِس،
رقم القصيدة : 19808
-----------------------------------
بروحي جُوذَرٌ في القَلبِ كانِس،
تَراهُ نافراً في زِيّ آنِس
وأحوَى أحوَرِ
الأحداقِ ألمَى
تَكادُ خُدودُهُ
بالوهمِ تدمَى
كأنّ الحُسنَ
لمّا منهُ تَمّا
وآثَرَ أنّ ذاكَ
الرّوضَ يُحمَى
غدا للوردِ في خديهِ غارِس،
وظلّ لهُ بسيفِ اللحظِ حارِس
جَلا في كفّهِ
كأسَ الحميّ
فقابلَ نورُها
بَدرَ المُحَيّا
وطافَ بكأسهِ
فينا وحَيّا
فغادرَ ميتَ
العُشّاقِ حَيّا
بوَجه إنْ تَبَدّى في الحَنادِس،
غدا للنيراتِ الخمسِ سادس
جلا كأسي، فقلتُ
إليكَ عَنّي
فقد ضيعتُ
عُمري بالتّمَنّي
فقالَ مع الخلاعة ِ:
إي، وإنّي
فقلتُ: فطُفْ إذاً
وامزُجْ وغّنّ
بشِعري فهو حَضْراتُ المَجالِس،
وفاكهة ُ المفاكهِ والمجالِس
أما قالَ الذي
في الحسنِ زيّد
ومن وجدَ النّدى
قَيداً تَقَيّد
فها أنا في حمَى
المَلِكِ المُؤيَّد
مَنيعِ العِزّ ذي
مَجدٍ مُشَيَّد
عمادِ الدينِ مغني كلِّ بائِس،
ومَن تَغدُو الأسودُ لهُ فَرائِس
أيا ملكاً حماني
مِنْ زَماني
وأعطاني أماني
والأماني
خفضتَ برفعِ
شأني كلَّ شاني
وشيدتَ المعالي
والمَعاني
ولولا أنتَ يا مردي الفوارس،
لأضحَى العِلمُ بَينَ النّاسِ دارِس
تَجَرّا مَن لجودِكَ
رامَ حَدّا
ومَنْ بالغَيثِ
قاسَكَ قَد تَعَدّى
وكيفَ تُقاسُ
بالأنواءِ حدّا
وكفُّكَ للورَى
أدنَى وأندَى(19/204)
لأنّ الغَيثَ يُسألُ، وهوَ حابِس،
وليس يَجودُ إلاّ وهوَ عابِس
جعَلتَ البِيضَ
داميَة َ المآقي
وسُمَر الخطّ تَرقَى
في التّراقي
مَساعٍ للعُلَى
أضحتْ مراقي
وتلكَ الصالحاتُ
هي البواقي
فتُرجِلُ فارسَ الحربِ الممارس،
وتجعلُ راجلَ الإملاقِ فارس
حمدتُ إليك
ترحالي وحالي
وزادَ لدَيكَ إقبالي
وبالي
وقد ضاعفتَ آمالي
ومالي
فلستُ أُطيلُ
عَن آلي سُؤالي
أفضتَ عليّ للنُّعمَى ملابِس،
فصار لدَيّ رَطباً كلُّ يابِس
أأزعمُ أني
بالمدحِ جازي
وهل تجزَى
الحقيقة ُ بالمجازِ
ولكِنْ في ارتجالي
وارتجازي
غذا قصرتُ فاللهُ
المُجازي
فلو نَظّمتُ من مَدحي نَفائِس،
فإنّي من قضاءِ الحقّ آئِس
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن قصّرَ لفظي فإن طَوْلَك قد طالْ،
إن قصّرَ لفظي فإن طَوْلَك قد طالْ،
رقم القصيدة : 19809
-----------------------------------
إن قصّرَ لفظي فإن طَوْلَك قد طالْ،
ما من فعلِ البرّ والجميلِ كمن قالْ
أو خففَ نهضِي جميلُ صنيعِك عندي،
قد حمّلَ ظَهري لفَرطِ مَنّك أثقالْ
يا من جعلَ البرّ للعفاة ِ قيوداً،
قد زدتَ من المنّ عنقَ عبدك أغلالْ
أظهرتَ علينا من السّماحِ سماتٍ،
إنْ قَصّرَ نُطقي بوَصفِها نطقَ الحالْ
شيدتَ بيوتَ العُلى ، وكنّ طلولاً،
بالجُودِ فأمستْ بيوتُ مالكَ أطلالْ
ما أنصفَ من قاسَ راحتيكَ بسحبٍ،
من أينَ لكفيك في السحائبِ أشكالْ
السحبُ، إذا ما سختْ تجودُ وتبكي
بالماءِ، وتسخو وأنتَ تضحكُ بالمالْ
يا من جعلَ العالمَ الفصيحَ بليداً،
بالبَحثِ كما صَيّرَ الفَلاسِفَ جُهّالْ
لا تَعجَبْ إن أخطأوا لدَيكَ بوَزنٍ
في النّظمِ، فللشّعرِ كالمَعارِكِ أبطالْ
لو لم يكنِ الشعرُ للمحاولِ صعباً،
ما أصبَح من دونِهِ البيوتُ بأقفالْ
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> رؤيا ..
رؤيا ..
رقم القصيدة : 1981
-----------------------------------
في كل مساء،
حين تدق الساعة نصف الليل،
وتذوي الأصوات(19/205)
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
و أنادم ظلي فوق الحائط
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
حين تدق الساعة دقتها الأولى
تبدأ رحلتي الليلية
أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
يتحول جسمي دخان ونداوه
ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
تخفيها تحت سراويل العشاق.
و في أذرعة الأغصان
أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
هائمة في أنحاء الوديان
أتحول حين يتم تمامي -زمناً
تتنقل فيه نجوم الليل
تتجول دقات الساعات
كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
وتخرج منه الشمس اللهبية
وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
تلقي نوراً يكشف عريي
تتخلع عن عورتي النجمات
أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
إذ تنقطع حبالي الليلة
يلقي بي في مخزن عاديات
كي أتأمل بعيون مرتبكة
من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جزاكَ اللهُ عن حسناكَ خيراً،
جزاكَ اللهُ عن حسناكَ خيراً،
رقم القصيدة : 19810
-----------------------------------
جزاكَ اللهُ عن حسناكَ خيراً،
وكانَ لكَ المُهَيمِنُ خَيرَ راعِ
فقد قصرتَ بالإحسانِ لفظي،
كما طَوّلتَ بالإنعامِ باعي
فأخرني الحياءُ،وليس يدري،
جَميعُ النّاسِ ما سَبَبُ امتِناعي
فشكري حسنَ صنعكَ في اتصالٍ،
وخطوي نحوَ ربعكَ في انقطاعِ
وقافية ٍ شبيهِ الشمسِ حسناً،
تَرَدَّدُ بَينَ كَفّي واليَراعِ
لها فَضلٌ على غُرَرِ القَوافي،(19/206)
كما فضلُ البقاعِ على البقاعِ
غَدَتْ تُثني على عَلياكَ لمّا
ضمنتَ لربّها نجحَ المساعي
قدُمتَ، ولا بَرِحتَ مدى اللّيالي
سَعيدَ الجَدّ ذا أمرٍ مُطاعِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عاندهُ في الحُبّ أعوانُه،
عاندهُ في الحُبّ أعوانُه،
رقم القصيدة : 19811
-----------------------------------
عاندهُ في الحُبّ أعوانُه،
وخانهُ في الردّ إخوانُه
متيمٌ، ليسَ لهث ناصرٌ،
أولُ من عاداهُ سلوانُه
يكتمُ ما كابدَهُ قلبُه،
ويعجزُ الأعينَ كتمانُه
ما شانهُ إلاّ مقالُ العدَى ،
وقد همتْ عيناهُ، ماشانُه
كُلّفَ إخفاءَ الهوَى قَلبُه،
فعَزّ مِن ذلك إمكانُه
أمانَة ٌ يُشفِقُ مِن حَملِها
لفَرطِ ذاكَ الثّقلِ إنسانُه
من لمحبٍّ قلبهُ هائمٌ
يحنُّ، والأحبابُ جيرانُه
ما شامَ برقَ الشامِ إلاّ همتْ
بِوابِلِ الأدمُعِ أجفانُه
سقَى حمَى وادي حماة َ الحيَا،
وصَيّبُ الوَدقِ وهتّانُه
وحبّذا العاصي، ويا حَبّذا
دَهشَتُهُ الغَرّا ومَيدانُه
وادٍ إذا مرّ نسيمٌ بهِ
تَعَطّرَتْ بالمِسكِ أردانُه
تستأسِرُ الأبطالَ آرامُه،
وتقنصُ الأسادَ غزلانُه
كم فيه من ظبيٍ هضيمِ الحشا،
إذا انثنى يحسدُه بانُه
تشابهتْ عندَ مرورِ الصَّبا
قدودُ أهليهِ وأغصانُه
كم ليلة ٍ قضيتُ في مرجهِ،
وقد طَمَتْ بالماءِ غُدرانُه
والأفقُ حالٍ بنجومِ الدُّجَى ،
قد كُلّلَتْ بالدُّرّ تيجانُه
كأنّما الجوزاءُ فيهِ، وقد
حَفّ بها البَدرُ وكَيوانُه
بيتُ بني أيوبَ، إذْ شيدتْ
بالمَلكِ النّاصرِ أركانُه
بيتٌ أثيلٌ، بحرُهُ وافرٌ،
قد سلمتْ في المجدِ أوزانُه
لا غروَ إن أمسَى مَشيِداً، وقد
أُسّسَ بالمَعرُوفِ بُنيانُه
شيدهُ الناصرُ من بعدِ ما
قد كادَ أن ينزَغَ شَيطانُه
ملكٌ كأنّ الدهرَ عبدٌ له،
وسائرُ الأيام أعوانُه
وفى َ لهم في قولِهِ، والوفا
قد بليتْ في اللحدِ أكفانُه
لا زالَ يُحيي بنداهُ الورى ،
ويُغرِقُ العالَمَ طوفانُه
يا أيها الملكُ الذي سرُّه(19/207)
طاعَة ُ ذي الأمرِ وإعلانُه
تَهنَّ بالملكِ الذي لم تكنْ
تُلقَى إلى غيركَ أرسانُه
طَلائعُ الإقبالِ جاءَتْ، وذا
مقتبلُ العمرِ وريعانُه
هذا كِتابٌ ناطقٌ بالعلى ،
وهذه الرتبة ُ عُنوانُه
فافخرْ، فما فخرُكَ بَدعاً، وقد
قامَ لأهلِ العصرِ بُرهانُه
يَفخرُ ذو الملكِ، إذا ما بَدا
لهُ من السلطانِ إحسانُه
فكيفَ من والدهُ قد قضَى ،
فأصبَحَ الوالدَ سلطانُه
زكّاكُمُ قُربانُ إيمانِكُم
بهِ، وزكّى الغَيرَ إيمانُه
من يكُ إسماعيلُ اصلاً له
لا بَدَعَ أن يُقبَلَ قُربانُه
أبٌ بهِ ترفعُ عن مجدكم
قواعدُ البيتِ وأركانُه
ابلجُ لا يخسرُ من أمَّهُ
يوماً، ولا يخسرُ ميزانُه
تكادُ أن تعشو إلى ضيفِه
لفَرطِ ما تَهواهُ نيرانُه
إنْ ذُكرَ العِلمُ، فنُعمانُه،
او ذكرَ الحكمُ فلقمانُه
أحزننا فقدانُهُ، فانجلتْ
بالمَلِك الأفضلِ أحزانُه
سَلامُ ذي العَرشِ على نَفسه،
ورحمة ُ اللهِ ورضوانُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقطراتِ أدمعي لا تجمدي،
أقطراتِ أدمعي لا تجمدي،
رقم القصيدة : 19812
-----------------------------------
أقطراتِ أدمعي لا تجمدي،
ويا شواظَ أضلعي لا تخمدي
ويا عيوني السّاهراتِ بعدَهم،
إن لم يَعُدْك طيفُهم لا ترقُدي
ويا سيوفَ لحظِ من أحببتُه
جهدَك عن سفك دمي لا تُغمدي
ويا غوادي عَبرَتي تَحَدّري،
ويا بوادي زفرتي تصعدي
فقد أذلتُ أدمعي، ولم أقُل
إن يُحمَ عن عَيني البكا تجَلّدي
أنا الذي ملّكتُ سلطانَ الهوَى
رقّي، وأعطيتُ الغرامَ مِقوَدي
ما إن أزالُ هائِماً بغادَة ٍ
تسبي العقولَ، أو غزالٍ أغيدِ
فهوَ الذي قد نامَ عنّي لاهِياً،
لمّا رَماني بالمُقيمِ المُقعِدِ
مُوَلَّدُ التركِ، وكم من كمدٍ
مولَّدٍ من ذلكَ المولَّدِ
معتدلُ القدّ عليهِ كُمّة ٌ،
فَهوَ بها كالألفِ المُشَدَّدِ
قالَ المَجوسُ إنّ نورَ نارِهم
لو لم تُشابِهْ خَدّهُ لم تُعبَدِ
يريكَ من عارضِهِ وفرقِه
ضدّينِ قد زادا غليلَ جسدي(19/208)
فذاكَ خَطٌّ أسوَدٌ في أبيَضٍ؛
وذاكَ خطٌّ أبيَضٌ في أسوَدِ
للهِ أياماً مضتْ في قربِه،
والدهرُ منهُ بالوصالِ مسعدي
ونحنُ في وادي حماة َ في حمّى
بهِ حَلَلنا فوقَ فرقِ الفَرقَدِ
فحبذا العاصي وطيبُ شعبِه،
ومائِهِ المُسلسلِ المُجَعَّدِ
والفُلْكُ فوقَ لُجّهِ كأنّها
عقاربٌ تدبُّ فوقَ مبردِ
وناجمُ الأزهار من مُنظَّمٍ
على شَواطيهِ، ومن منضَّدِ
من زهرٍ مفتحٍ، أو غصنٍ
مرَنَّحٍ، أو طائرٍ مغرِّدِ
والورقُ من فوقِ الغصون قد حكتْ
بشَدوِها المُطرِب صوتَ مَعَبَدِ
كأنّما تنشرُ فضلَ الملكِ الـ
ـأفضلِ نجلِ الملكِ المؤيدِ
أروعُ مَحسودُ العَلاءِ أمجَدٌ،
من نسلِ محسودِ العلاءِ أمجدِ
المؤمنُ الموحدُ ابنُ المؤمنِ الـ
ـموَحِّدِ ابنِ المؤمنِ الموحِّدِ
السيّدُ ابنُ السيّدِ ابنِ السيّدِ
ابنِ السيدِ ابن السيدِ ابنِ السيدِ
من آلِ أيوبَ الذينَ أصبحوا
كواكباً بها الأنامُ تهتدي
من كلّ خفاقِ اللواءِ لابسٍ
ثوبَ الفخارِ مطرزاً بالسؤددِ
مهذبٍ محببٍ مجربٍ،
للمجتني والمجتلي والمجتدي
فقَولُهُ وطَوْلُهُ وحَولُه
للمُعتَني والمُعتَفي والمُعتَدي
ما إن يَشينُ مَنَّهُ بمنّة ٍ،
ولا يَشوبُ برَّهُ بمَوعِدِ
سماحَة ٌ تَخفِضُ قدرَ حاتمٍ
في أدَبٍ يَهزَأُ بالمُبَرّدِ
نامتْ عيونُ الناس أمناً عندما
رَعاهم بطَرفِهِ المسهّدِ
صوتُ الصّهيلِ والصّليلِ عندَهُ
أطيبُ من شدوِ الحسانِ الخردِ
يلهيهِ صدرُ النهدِ في يوم الوغى
بالكرّ عن صدرِ الحسانِ النُّهّدِ
ويَغتَني بالمُلدِ من سُمرِ القَنا
عن كلّ مجدولِ القوام أملدِ
خَلائِقٌ تُعدي النّسيمَ رقّة ً،
وسَطوَة ٌ تُذيبُ قَلبَ الجَلمَدِ
وبأسُ ملكٍ مجدُهُ من عامرٍ،
وفيضُ جودِ كفّهِ من أجوَدِ
وربّ يومٍ أصبَحَ الجوُّ به
مُحتَجِباً من العَجاجِ الأركَدِ
كأنّ عَينَ الشّمسِ في قَتامِهِ
قد كحلتْ من نقعهِ بإثمدِ
شَكا بهِ الرّمحُ إليهِ وحشَة ً،
فاسكنَ الثعلبَ قلبَ الأسدِ
حتى إذا ما كبرتْ كماتُه،(19/209)
والهامُ بينَ ركعٍ وسجدِ
أفردتِ الرّماحُ كلَّ تؤام،
وثَنّتِ الصّفاحُ كلَّ مُفرَدِ
يا ابنَ الذي سَنّ السّماحَ للوَرى
فأصبحتْ بهِ الكرامُ تقتدي
الصادقُ الوعدِ كما جاءَ بهِ
نَصُّ الكِتابِ والصّحيحِ المُسنَدِ
مَن أصبَحت أوصافُهُ من بَعده
في الأرضِ تُتلى بِلسانِ الحُسّدِ
ما ماتَ من وارى الترابُ شخصَه
وذكرهُ يبقَى بقاءَ الأبدِ
حتى إذا خافَ الأنامُ بعدَهُ
تعلُّقَ الملك بغير مُرشدِ
فوّضَ أمرَ الملك من محمّدٍ
النّاصر الملك إلى محمّدِ
الأفضَلِ الملكِ الذي أحيا الوَرى
فأشبهَ الوالدَ فضلُ الولدِ
العادلِ الحكمِ الذي أكفُّهُ
لَيستْ على غَيرِ النُّضارِ تَعتَدي
لو زينَ عصرُ آلِ عبادٍ بهِ،
لم يَصِلِ الملكُ إلى المُعتَضِدِ
يا من حباني من جميلِ رأيهِ
ببشرهِ والبرِّ والتوددِ
طوقتني بالجودِ، إذ رأيتني
بالمدحِ مثلَ الطائرِ المغردِ
أبعدتموني بالنوالِ، فاغتدى
شوقي مقيمي، والحياءُ مقعدي
لولا حَيائي من نَوالي برّكم،
ما قَلّ نَحوَ رَبعِكم ترَدّدي
فاعذِرْ مُحِبّاً طالَ عنكُم بعدُه،
وودهُ ومدحهُ لم يبعدِ
فكمْ حقوقٍ لكُمُ سَوابِقٍ،
ومنة ٍ سالفة ٍ لم تجحدِ
تُنشِطُ رَبّ العَجزِ، إلاّ أنّها
تُعجِزُ بالشّكرِ لِساني ويَدي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي،
سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي،
رقم القصيدة : 19813
-----------------------------------
سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي،
وغيرُكَ في القَلبِ لم يَحلُلِ
فكيفَ سلوي وَلي طينة ٌ
على غيرِ حبكَ لم تجبلِ
أتَزعُمُ أنّي أُطيعُ الوُشاة َ،
وأُصغي إلى عَذَلِ العُذّلِ
لقد نصلَ الدهرُ صبغَ الشباب،
وصبغُ المحبة ِ لم ينصلِ
عجبتُ لقدّكَ مع لينِهِ
يرينا اعتدالاص، ولم يعدلِ
يلينث، وفي فتكهِ قسوة ٌ،
وذلكَ شأنُ القَنا الذُّبَّلِ
وعيناكَ قد فوقتْ أسهماً،
فمَنْ دَلّهنّ على مقتَلي
وخدكَ موقدة ٌ نارهُ،
وقلبي بجذوتها يصطلي
أيا ماطِلاً لوُعودِ الوصالِ،(19/210)
ووَعدُ تَجافيهِ لم يَمطُلِ
بَخِلْتَ، وقد حُزتَ مُلك الجمال،
ومَن مَلكَ الملكَ لم يَبخَلِ
فهَلاَّ تعلّمتَ فضلَ السّماحِ
من راحة ِ الملكِ الأفضلِ
مليكٌ، إذا هطلتْ كفهُ،
تصاغرَ قدرُ الحيا المسبلِ
يشيدُ العلى باليراعِ القصير،
ويَفخَرُ بالطّرَفِ الأطولِ
بهِ أصبَحَ المُلكُ في مَعقِلِ
وفي السّلمِ ذا الخُلُقِ الأسهَلِ
أخَفُّ إلى الحَرْبِ من ذابِلٍ،
وأثقَلُ في الحِلمِ من يَذبُلِ
يُضيءُ لَنا في ظَلامِ الخطوب
ويشرقُ في حندسِ القسطلِ
فسيلُ عطاياه للمجتدي،
ونورُ محياهُ لملجتلي
يُرَمّلُ بالدّمِ شِلْوَ الكَميّ،
ويَحنو على البائِسِ المُرمِلِ
مَناقبُ مَعروفُها تالِدٌ،
مُحَمّدُ أورَثها من علي
إلى آلِ أيّوبَ يُعزَى الفَخارُ،
في كلّ ماضٍ ومستقبلٍ
ملوكٌ لهمْ شرَفٌ آخرٌ،
يُخَبّرُ عن شَرفٍ أوّلِ
يَنُمُّ بهمْ جُودُهمْ مثلَما
تنمُّ الرياحُ على المندلِ
حَباكَ المُؤيَّدُ تأييدَهُ،
كذا همة ُ الليثِ في الأشبلِ
ولولا وجودُكَ كانَ السّماحُ
تحتَ الصفائحِ والجندلِ
فقلبي بإحسانكمْ فارغٌ،
وكفي بإنعامكم ممتلي
سَمحتَ ابتداءً، ولم أمتَدحْ،
وأنعمتَ عفواً، ولم أسألِ
ووالَيتَ بِرّكَ حتى رَحَلتُ
حياءً، ولولاه لم أرحلِ
ولو شِئتُ نَهضي إلى قَصدِكم،
لخففتُ عن ظهريَ المثقلِ
فأهمَلتُ واجبَ سَعيي إليك،
وما كنتُ عندكَ بالمُهمَلِ
وكَفّرتُ عن زَلّة ِ الانقِطاعِ
بأحسَنِ من كانَ في مَنزلي
فأرسَلتُهُ راجِياً أنّهُ
يمحصُ عن زلة ِ المرسلِ
فإنْ لاحَظَتَهُ عيونُ الرّضَى
لَكَ الفَضلُ في ذاكَ والفَخرُ لي
وإن لم يكنْ غاية ً في الجمال،
وبدرُ معانيهِ لم يكمَلِ
فإنّ لهُ غاية ً في الذكاء
ولُطفَ البَديهَة ِ والمِقوَلِ
وبكرٍ خدمتُ بها عاجلاً،
وسيَفُ القَريحَة ِ لم يُصقَلِ
أرومُ إقامَة َ عذري بها،
وأُثني على فَضلِكَ الأكمَلِ
ومثلُكَ مَن قَبِلَ الاعتذارَ،
وصدّقَ قول المحبّ الوَلي
فَواضُعفَ حَظّي وفوتَ المُنى ،
إذا كانَ عذريَ لم يقبلِ(19/211)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم بي فقد ساعدنا صرفُ القدر،
قم بي فقد ساعدنا صرفُ القدر،
رقم القصيدة : 19814
-----------------------------------
قم بي فقد ساعدنا صرفُ القدر،
وجاءَ طيبُ عيشنا على قدرْ
فكَم علا قدرُ امرىء ٍ، وما قدَرْ،
فارضَع بنا درَّ الهنا إن تلقَ درّ
فالشّهمُ مَن حازَ السّرورَ إن قَدرْ
وقد صَفا الزّمانُ والأمانُ،
وأسعَدَ المَكانُ والإمكانُ
وأنجَدَ الإخوانُ والأعوانُ،
وقد وفَتْ بعَهدِها الأزمانُ
والدّهرُ تابَ من خَطاهُ واعتَذَرْ
يا سَعدُ، فاترُكْ ذكرَ بانِ لَعلَعِ
وعيشَة ً ولّتْ بوادي الأجرَعِ
وإن تكنْ تَسمَعُ قَولي وتَعي،
فاجلُ صدا قلبي، وأطربْ مسمعي
برشقة ِ الأوتارِ لا جسّ الوترْ
ودعْ طوالاً عرفتْ بوسمها،
وأربُعاً لم يَبقَ غيرُ رَسمِها
واجعَلْ سرورَ النّفسِ أسنى قسمها،
وادخلْ بنا في بحثِ إنّ واسمِها
وخَلّني من ذكرِ كانَ والخَبَرْ
أما ترَى الأطيارَ في تِشرِينِ،
مقبلة ً بادية َ الحنينِ
فريقُها نابَ عنِ الأنينِ،
إذا رنَتْ نحوَ المِياهِ الجُونِ
يأمرها الشوقُ وينهاها الحذرْ
هذي الكراكي حائماتٌ في الضُّحى
منظومة ٌ أو دائراتٌ كالرُّحَى
إذا رأتْ في القيضِ ماءً طفحا
تفرقُ في حالِ الورودِ مرَحا
وما دَرَتْ أنّ المَنايا في الصّدَرْ
يا حسنها قادمة ً في وقتها،
تُغري الرّماة َ بجَميلِ نَعتِها
إذا استَوتْ طائرَة ً في سَمتِها،
ترشقُها ببندقٍ من تحتِها
لو أنّهُ من فوقِها قيلَ مطَرْ
فلَو تَرانا بينَ إخوانِ الصّفا،
حولَ قديمٍ من قَذاهُ قد صَفَا
مُشتَهرٍ بالصّدقِ مَخبورِ الوَفَا،
لم يُغضِ في الحَقّ لخِلٍّ إن هَفَا
ولم يقلْ يوماً هبوا لي ما شجرْ
من كلّ رامٍ شَبِقِ اليَدَينِ،
بمُدمَجٍ مثلِ الهِلالِ زَينِ
جعدِ البَلاغِ نافرِ الكَعَبَينِ،
لو كفّ حتى ملتقَى القرصينِ
ما انتقضَ الشاخُ، ولا العودُ انكسرْ
فابرزْ بنا نحوَ مرامي فاميه،
بَينَ مُروجٍ ومياهٍ طاميَه(19/212)
تلكَ المرامي لم تزلْ مراميَه،
فاسمُ بنا نحوَ رُباها السّاميَه
وخَلّني من بَلدة ٍ فيها زَوَرْ
وانظُرْ إلى الأطيارِ في مَطارِها،
واعتَبِر الجَفّة َ كاعتبارِها
إذ لا تطيرُ مع سوى أنظارِها،
فلا تضعْ نفسكَ عن مقدارِها
مع غيرِ ذي الجِنسِ وكن على حذَرْ
أو ملْ إلى العمقِ بعزمٍ ثاقبِ،
فإنّها من أحسنِ المناقبِ
فاعجبْ لما فيه من الغرائبِ،
من المَراعي وجَليلٍ واجبِ
أصنافُهُ مَعدودَة ٌ لا تُحتَضَرْ
وقائلٍ صفها برمزٍ واضحِ،
فإنّها من أكبرِ المصالحِ
والباقياتِ بَعدَكَ الصّوالِحِ،
قلتُ: تمنعْ، واعصِ كلّ كاشحِ
فهَذِه عِدّتُها إذْ تُعتَبَرْ
وإن ترد إيضاحَها للسائلِ،
بغيرِ رمزٍ للضميرِ شاغلِ
وحصرَ أسماها بعدٍّ كاملِ،
فهيَ كشطرِ عدّة ِ المنازلِ
أو ما عدا المحذورَ من عدّ السورْ
كركي وعنازٌ وأنوقٌ وتمّ،
والوزُّ واللغلغُ والكيُّ الهرمِ
ومَرزَمٌ وشَبطَرٌ، إذا سَلِمْ،
وحَبرَجٌ، وبالأنيسَة ِ انتظَمَ
صوغٌ، ونسرٌ، وعقابٌ قد كسرْ
فستّة ٌ مَحمَلُهنّ الأرجُلُ،
ثم ثمانٍ بالجناحِ تحملُ
ولا اعتدادٌ بسوى ما يحصلُ،
وصحّة ُ الأعضاءِ شَرْطٌ يَشمُلُ
كيلا يرى في الطيرانِ ذو قصرْ
شرعٌ صَحيحٌ للإمامِ النّاصرِ،
قيسَ على الشرعِ الشريفِ الطاهرِ
حررهُ كلُّ فقيهٍ ماهرِ،
فجاءَ كالبيتِ الشريفِ العامرِ
أساسهُ الصدقُ، وركناهُ النظرْ
يَحرِمُ فيهِ الرّمْيَ بالسّهامِ،
والشربَ في البرزة ِ للمدامِ
وبيعَ شيءٍ من صروعِ الرامي،
والسبّقَ للصّحبِ إلى المَقامِ
والشرطَ والترخيصَ، فهوَ والهدرْ
وقائلٍ فيهِ لعلّ تسلمُ،
ومثلُها في غيرِ شيءٍ يلزمُ
أو ذا على الوجهِ الصحيحِ يفهمُ،
ثَلاثة ٌ من الهِتارِ تَعصِمُ
سفنُ النّجاة ِ لامرىء ٍ خافَ الضّرَرْ
فانظُرْ إلى زَهرِ الرّياضِ المُقبِلِ،
إذ جادهُ دمعُ السحابِ المسبلِ
يضوعُ من شذاهُ عرفُ المندلِ،
كأنّهُ ذكرُ المَليكِ الأفضَلِ
إذا طواهُ الوفدُ في الأرض انتشرْ
وارثُ علمِ الملكِ المؤيدِ،(19/213)
إرثاً صَحيحاً سيّداً عن سَيّدِ
أطلَقَ جَريَ نُطقيَ المُقَيَّدِ،
فإنْ أفهُ فيهِ بنظمٍ جيدِ
كنتُ كمهدٍ تمرهُ إلى هجرْ
نجلُ بني أيوبَ أعلام الهُدى ،
والأنجمِ الزُّهرِ، إذا الليلُ هَدا
والسابقينَ بالنَّدى قبلَ النِّدا،
كلُّ فتى ً ساسَ البلادَ، فاغتدى
في الحكمِ لقمانَ وفي العدل عمرْ
المغمدو بيضِ الظُّبَى في الهامِ،
والمُشبِعو وحشِ الفَلا والهام
مرسلو غيثِ السماحِ الهامي،
ففضلُهمْ بالإرثِ والإلهامِ
لاكامرىء ٍ ضنّ وبالأصلِ افتخرْ
يا ابنَ الذي قد كانَ في العِلمِ علَمْ،
واستَخدَم السيفَ، جديراً، والقلَمْ
لغيرِ بيتِ المالِ يوماً ما ظَلَمْ
مناقباً مثلَ النجوم في الظلمْ
أضحتْ حجولاً للزمانِ، وغررْ
أكرَمَ مثواي، وأعلى ذِكْري،
حتى نَسيتُ عَطَني ووَكرِي
وإن أجلتُ في علاهُ فكري،
ما لي جَزاءٌ غَيرَ طيبِ الشّكرِ
وقد جزي خيرَ الجزاءِ من شكرْ
يا حاملَ الأثقالِ والأهوالِ،
ومتلفَ الأعداءِ والأموالِ
وصادِقَ الوعودِ والأقوالِ،
أبديتَ في شدائدِ الأحوالِ
صبراً فكانَ الصبرُ عقباهُ الظفرْ
أنلتَ باغي الجودِ فوقَ ما بغَى ،
وعجّلتْ كَفّاكَ حَتفَ مَن بغَى
فقد سَموتَ في النّدى وفي الوَغى ،
حتى إذا ماردُ ملكٍ نزغا
أخذتَهُ أخذَ عزيزٍ مقتدرْ
إني وإن شِدتُ لكُم بينَ المَلا
طيبَ ثناءٍ للفضاءِ قدمَلا
لم أبغِ بالمدحِ سوى الودّ ولا
إن متُّ يوماً بسِوى صدقِ الوَلا
وحسنِ نَظمٍ فيكَ إن غبتَ حضَرْ
فاسعَدْ بعيدِ فطرِكَ السّعيدِ،
مُمَتَّعاً بعَيشِكَ الرّغيدِ
في الصومِ والإفطارِ والتعييدِ،
للنّاسِ في العامِ انتظارُ عيدِ
وأنتَ عيدٌ دائِمٌ لا يُنتَظَرْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زَمانُ الرّبيعِ
زَمانُ الرّبيعِ
رقم القصيدة : 19815
-----------------------------------
زَمانُ الرّبيعِ
شَبابُ الزّمانِ
وحسنُ الوجودِ
وجُودُ الحِسانِ
وأمنُ البَليغِ
بلوغُ الأماني
فبادرْ لفضّ
خِتامِ الدّنانِ
وزوجْ بماءِ الحيا السلسلِ(19/214)
عروساً منَ الخمرِ
أدِرْها مُعَتَّقَـ
ـقَة ً خندَريسَا
تميتُ العقولَ
وتحيي النفوسَا
إذا ما سَبَتْ
بسناها الكؤوسَا
تُشاهدُ كُلاًّ مِنَ
الصّحبِ مُوسَى
يشيرُ إلى طورِها المعتلي،
ويصعقُ بالسُّكرِ
وأغيدُ طافَ
بكاسٍ وحيّا
فأطلَعَ في اللّيلِ
شمسَ الضحيّا
فَعادَ لَنا مَيّـ
ـتُ اللهوِ حيّا
بشمسِ الحميّا،
وبَدرِ المُحَيّا
لما نجتني، وما نجتلي
مِنَ الشّمسِ والبَدرِ
فباكِرْ صَبُوحَكَ
قَبلَ الفِطَامِ
وحيّ النّدامَى
فكأسِ المدامِ
لرَبّكَ صَلّ بذا
مُرخي اللّثامِ
وفلّ الصباحُ
جُيوشَ الظّلامِ
وألقَى الشّعاعُ على الجَدوَلِ
مِلاءً مِنَ التّبرِ
وقد أضحكَ الروْ
ضَ دمعُ السحابِ
غداة َ غدا
جَونُه في انتحابِ
فضَرّجَ بالزّهرِ
خدَّ الروابي
لكانَتْ يدا المَلِكِ الأفضلِ
تَنوبُ عن القَطْرِ
مليكٌ هوَ اللّيثُ
يَحمي حِماهْ
إذا ما أتاه
نَزيلٌ حَماهْ
سَليلُ المُلوكِ
الكماة ِ الحماهْ
ملوكٌ بهم ظلّ
وادي حَماهْ
يَطولُ فَخاراً على الأعزَلِ،
ويسموا على النسرِ
أيا ملكاً جودُ
كَفّيهِ كَوْثَرْ
العيدِ وانحرْ
وكنْ موقناً أنَّ
شَانيكَ أبتَرْ
قُلِ: الحَمدُ للَّهِ،
واللَّهُ أكبَرْ
فشانيك في الدركِ الأسفلِ،
وضدكَ للنحرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا زالَ سعدُكَ دائماً
لا زالَ سعدُكَ دائماً
رقم القصيدة : 19816
-----------------------------------
لا زالَ سعدُكَ دائماً
ونُحورُ ضدّكَ داميَه
وعدوُّ ملككَ هائماً،
وسحابُ جودكَ هاميَه
وحسودُ فضلِكَ سائماً،
وسعودُ جدكَ ساميَه
والنضرُ حولكَ حائماً،
وصدورُ ضدّكَ حاميَه
مولاي! إن أكُ واهياً،
ونجومُ سعدي هاويَه
ما زِلتُ بَعدَكَ شائِماً
تلكَ البروقُ الساميَه
أغدو لمَجدِكَ رائِماً،
ويدُ النّدى لي راميَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بنيتَ العُلى قبلَ هذا البناءِ،
بنيتَ العُلى قبلَ هذا البناءِ،
رقم القصيدة : 19817
-----------------------------------(19/215)
بنيتَ العُلى قبلَ هذا البناءِ،
لذلكَ أضحَى محَلَّ الهَناءِ
رَحيبَ الفِناءِ، رفيعَ البناءِ،
مشيدَ الثناءِ، عزيزَ السناء
فأصبَحَ، وهوَ مَقيلُ الضّيوفِ،
عَرينَ الأسودِ، كِناسَ الظّباءِ
فلا زِلتَ تَلبَسُ فيهِ الغِنى ،
وتَسمَعُ فيهِ للَذيذَ الغِناءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هنيتَ بالولدِ السعيدِ، فقد أتى
هنيتَ بالولدِ السعيدِ، فقد أتى
رقم القصيدة : 19818
-----------------------------------
هنيتَ بالولدِ السعيدِ، فقد أتى
وفقَ المرادِ وأنتَ وفقُ مرادِه
فاللَّهُ يُبقيهِ ويُبقيكُمْ لَهُ،
حتى تَرى الأولادَ من أولادِه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يبشرني قومٌ برتبتِكَ التي
يبشرني قومٌ برتبتِكَ التي
رقم القصيدة : 19819
-----------------------------------
يبشرني قومٌ برتبتِكَ التي
تمَنّيتُ فيها السُّؤلَ حتى لقيتُه
فبَشّرتُ نَفسي بالسّرورِ ولم أزَلْ
أُهَنّي بك القلبَ الذي أنتَ قوتُه
وقلتُ لهم أعلى الإلهُ محلهُ،
وهذا دُعاءٌ لو سكَتُّ كُفيتُه
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> زيارة الموتى
زيارة الموتى
رقم القصيدة : 1982
-----------------------------------
زرنا موتانا في يوم العيد
وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية
وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً
وتساقينا دمعاً و أنيناً
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا
في يوم العيد القادم.
يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
و البيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان
حين الأصوات تموت،
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأتنسون بنا؟
هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟(19/216)
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر،
و يعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.
مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفواً يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.
يا موتانا
ذكراكم قوت اللقب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا .. حتى نلقاكم
لا تنسونا .. حتى نلقاكم
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما عشتُ لا زاركم إلاّ ثناي، وإن
ما عشتُ لا زاركم إلاّ ثناي، وإن
رقم القصيدة : 19820
-----------------------------------
ما عشتُ لا زاركم إلاّ ثناي، وإن
أمسَى يفاخرُ سمعي فيكمُ بصري
فأُلزِمُ النّفسَ نَشري نشرَ ذكرِكُمُ،
إنّي حضَرتُ، وأطوي عنكمُ خبري
لأنّ إفراطَ هذا البِرّ يُبعِدُني
عنكم، وقد كنتُ منهُ دائمَ الحذرِ
مع أن عذركمُ في ذاكَ متضحٌ،
لا عذرَ للسحبِ إن لم تهمِ بالمطرِ
فإن عتبتمُ على بعدِ المزارِ أقلْ،
نظامَ من قالَ قبلي قولَ معتذرِ:
لو اختصرتم من الإحسانِ زرتكمُ،
والعَذْبُ يُهجَرُ للإفراطِ في الحضَرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا زِلتَ سَبّاقاً إلى المَكرُمات،
لا زِلتَ سَبّاقاً إلى المَكرُمات،
رقم القصيدة : 19821
-----------------------------------(19/217)
لا زِلتَ سَبّاقاً إلى المَكرُمات،
عاشَ بكَ المعروفُ والمكرُمات
أنتَ امرؤٌ مَعروفُهُ ثابتٌ،
وليسَ للأموالِ منهُ ثبات
ما جَمَعَتْ شملَ العُلى كفُّه،
إلاّ تَداعى مالُه بالشَّتات
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مازالَ ظلُّ نداكَ شاملْ،
مازالَ ظلُّ نداكَ شاملْ،
رقم القصيدة : 19822
-----------------------------------
مازالَ ظلُّ نداكَ شاملْ،
يا مضن يموّلُ كلَّ آملْ
يا مَن غَدا كَهفَ الأيا
مَى واليَتامَى والأراملْ
حزتَ العُلى والجودَ يا
رَبّ الفَضائلِ والفَواضِلْ
وكملتَ كلّ فضيلة ٍ،
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أوليَتَني نِعَماً تَتَابَعَ مَنُّها،
أوليَتَني نِعَماً تَتَابَعَ مَنُّها،
رقم القصيدة : 19823
-----------------------------------
أوليَتَني نِعَماً تَتَابَعَ مَنُّها،
هيَ فيكَ أصفادي وقيدُ ثَنائي
فلأشكرنكَ ما استطعتُ تلفظاً،
شكرَ الرياضِ لصيبِ الأنواءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَثّرَ اللَّهُ مثلَ مَجدِكَ في الأر
كَثّرَ اللَّهُ مثلَ مَجدِكَ في الأر
رقم القصيدة : 19824
-----------------------------------
كَثّرَ اللَّهُ مثلَ مَجدِكَ في الأر
ضِ، لتفشو صنائعُ الإحسانِ
وتعمّ الأنامَ منكَ هباتٌ،
تُوجبُ الصّفحَ عن ذنوبِ الزّمانِ
فلقَد عَمَّنا نَداكَ بنُعمَى ،
قَصُرَتْ دونَها يَدي ولِساني
وأيادٍ لو ادعتها الغوادي،
كَذّبتها شَواهدُ الامتحانِ
شاهدَ النّاسُ من سَماحك معنى ً،
غيرَ أنّي شاهدتُ منكَ مَعاني
يا جَواداً يَلقَى وفودَ نَداه
بجدّي منعمٍ، وأعذارِ جاني
جمعتْ في بديعِ أوصافِكَ الأضـ
ـدادُ، يا جامعَ الصّفاتِ الحِسانِ
تبذلُ المالَ ثمّ تبخلُ بالعرْ
ضِ، وتسطو إلاّ على ذي لسانِ
فلكَ اللَّهُ من كَريمٍ، بَخيلٍ،
مانحٍ، مانعٍ، شُجاعٍ، جَبانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شرفَ اللهُ قدرَ من
شرفَ اللهُ قدرَ من
رقم القصيدة : 19825(19/218)
-----------------------------------
شرفَ اللهُ قدرَ من
شرفَ اليومَ حضرتي
ورعَى اللَّهُ مَن رعَى
حقَّ عهدي وصحبتي
زارَ من غيرِ موعدٍ
حينَ أخرتُ زورَتي
فتمنيتُ لو أقا
مَ، وقامتُ قيامتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنتَ أوليتني الجميلَ، ولولا
أنتَ أوليتني الجميلَ، ولولا
رقم القصيدة : 19826
-----------------------------------
أنتَ أوليتني الجميلَ، ولولا
ضعفُ حظّي لكنتُ بالسعي أولى
لم تزلْ تسبقُ الأنامَ بحُسنا
كَ، وتُولي العِبادَ لُطفاً وطَوْلا
قد تصَدّقتَ بالزّيارَة ِ للعَبـ
ـدِ فصَدّقتَ فيكَ ظَنّاً وقَولا
فإذا زُرتَ زرتَ عبداً ورِقّاً،
وإذا ذُدتَ ذُدتَ ذُخراً ومَولى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا مَن حكى فضلَ عيسَى المسيحِ،
أيا مَن حكى فضلَ عيسَى المسيحِ،
رقم القصيدة : 19827
-----------------------------------
أيا مَن حكى فضلَ عيسَى المسيحِ،
غداة َ حكتْ عازراً مهجتي
أعدتَ لي الرّوحَ، إذ زُرتَني،
وقَد يَئِسَ النّاسُ من رَجعتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وصاحبٍ لي مصافي،
وصاحبٍ لي مصافي،
رقم القصيدة : 19828
-----------------------------------
وصاحبٍ لي مصافي،
من غَيرِ أبناءِ جِنسي
غرَستُ في الصّدرِ منهُ
وداً، فأثمرَ غرسي
ولجتُ يوماً فِناهُ،
لكيْ أجددَ أُنسي
فلَم ألِجْ غيرَ داري،
ولم أزرْ غيرَ نفسي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لي صاحبٌ إن خانَني دَهري وَفَى ،
لي صاحبٌ إن خانَني دَهري وَفَى ،
رقم القصيدة : 19829
-----------------------------------
لي صاحبٌ إن خانَني دَهري وَفَى ،
وإذا تكَدّرَتِ المَناهلُ لي صَفَا
تَبدو محَبّتُه ويظهرُ ودُّه
نحوي إذا ما الودُّ بالملقِ اختَفَى
أجفو، فيَمنحُني المَودّة َ طالباً
قُربي، وأمنَحُهُ الودادَ إذا جَفَا
كلٌّ يَقولُ: لصاحبي عندي يدٌ،
إذ كانَ لي دونَ الأنامِ قد اصطفَى(19/219)
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> لحن
لحن
رقم القصيدة : 1983
-----------------------------------
جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم
نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار
نغم كالنار
نغم يقلع من قلبي السكينه
نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه
بيننا يا جارتي بحر عميق
بيننا بحر من العجز رهيب وعميق
و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه
بيننا يا جارتي سبع صحارى
و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا
ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا
أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير
و تذودين عن النفس السآمه
بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير
(أشرقي يا فتنتي)
(مولاي !!)
( أشواقي رمت بي )
(آه لا تقسم على حبي بوجه القمر
ذلك الخداع في كل مساء
يكتسب وجهاً جديد ..
جارتي ! لست أميراً
لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير
سأريك العجب المعجب في شمس النهار
أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما
وبخديك من النعمة تفاح وسكر
فاضحكي يا جارتي للتعساء
نغّمي صوتك في كل فضاء
و إذا يولد في العتمة مصباح فريد
فاذكريني ..
زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء
ورفاقي الطيبين
ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم
و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم
ووديعين كأفراخ حمامه
وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد
عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وقيتَ حادثة َ الليالي،
وقيتَ حادثة َ الليالي،
رقم القصيدة : 19830
-----------------------------------
وقيتَ حادثة َ الليالي،
وحُرِستَ من عينِ الكَمالِ
يا مالِكاً بِصنيعِهِ
حازَ المَعاني والمَعالي
قَسَماً بأنعُمِكَ الجِسا
مِ على المُؤمِّلِ والمُوالي
إنّي لمُشتاقٌ إلى
تلكَ الشّمائلِ والجَمالِ
ولقد ذكرتُ القربَ منكَ
وطيبَ أيّامي الخوالي
فطفقتُ أصفُقُ راحتيّ،
وعندَ صفقتِها مقالي:
كيفَ السّبيلُ إلى سُعا
دَ، ودونَها فَلَكُ الحَيا لي(19/220)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمَا تَرى الأنواءَ والسّحائِبا،
أمَا تَرى الأنواءَ والسّحائِبا،
رقم القصيدة : 19831
-----------------------------------
أمَا تَرى الأنواءَ والسّحائِبا،
قد أصبحتْ دموعُها سواكِبا
فاكتستِ الأرضُ بها جلاببا،
فأظهرَتْ أزهارَها عَجائِبا
غَرائِباً أضحَتْ لنا رَغائِبَا
هذي الرّوابي بالكلا قد تُوّجَتْ،
ونَسمَة ُ الخَريفِ قد تأرّجَتْ
وقد صفَتْ مياهُهُ ورَجّجَتْ،
والأرضُ بالأزهارِ قد تدبّجَتْ
وأصبحَ الطلُّ عليها ساكبَا
فقم، فقد تمّ لنا طيبُ الهَنا،
والدهرُ قد منّ علينا بالمْنى
والعَيشُ قد رَقّتْ حَواشيهِ لَنا،
ومُسعدي شَرخُ الشّبابِ والغِني
هما اللّذانِ غَمرا لي جانِبَا
يا سَعدُ باكر، فاللّبيبُ مَنْ بَكَرْ،
وابرزْ بنا ليسَ العِيانُ كالحَبْر
فاغتنمِ الصفوَ بنا قبلَ الكدرْ،
فالدّهرُ من زَلاّتِهِ قد اعتَذَرْ
وجاءَنا منَ الذُّنوبِ تائباَ
لا تَسكُبِ الدّمعَ على عيشٍ مضَى ،
ولا تَقُلْ كانَ زمانٌ وانقَضَى
واغتَنِمِ الغَفَلَة َ من صَرفِ القَضا،
فالمَوتُ كالسّيفِ متى ما يُنتضَى
تضحي لهُ أعمارُنا ضرائبَا
فدَعْ حديثَ الزّمَنِ القَديمِ،
والذكرَ للأطلالِ والرسومِ
فِإنْ تكنْ عوني على الهمومِ
حَدّثْ عن القَديمِ والنّديمِ
واذكرْ لديّ رامياً أو ساريا
ما دامتِ الأيامُ في نصاحتي،
والعزُّ ملقٍ رحلهُ بساحتي
لأبذلنّ ما حوتهُ راحتي،
أُتلفَ ما في راحتي في راحتي
وأقصدُ اللذّاتِ والملاعِبَا
فقُم بنا مبتَكِراً، يا صاحبي،
نقضي بأيّامِ الصّبَى مآرِبي
ولا تكنْ تفكرُ في العواقبِ،
وخلِّ خلاّني، ودعْ أقاربي
وأقصدْ بنا الأحلافَ والقرائِبَا
واعتَبِرِ الجَنّة َ في الطّريقِ،
وانتَخِبِ الرّفيقَ للمَضيقِ
ولا تصاحب غيرَ ذي التحقيقِ،
فالتّمُّ لا يَطيرُ بَينَ الشيِّقِ
والكيُّ لا يرضَى الوريدَ صاحبَا
أما تَرَى الطّيرَ الجَليلَ قد أتَى
مُستَبشراً يَمرحُ في فَصلِ الشّتا(19/221)
فقُمْ بِنا إنّ الصّبَى عَونُ الفَتى ،
ولا تَقُلْ كيفَ، وأنّى ، ومتى
إنّ الأماني لم تزَلْ كَواذِبَا
بمُدمَجاتٍ زانَها إدْماجُها،
معوجاتٍ، حسنُها اعوجاجُها
أهلة ٍ أكفُّها أبراجُها،
حواملٍ، إذا دنا نتاجُها
تقذفُ من أكبادها كواكبَا
ما خيبتْ يوماً لنا مساعيا،
لكادَ حسناً أن تجيبَ الداعيَا
تُغني بها الجَليلَ والمَراعِيَا،
إنْ كمدنتْ ظننتَها افاعيَا
أو أوترَتْ حَسبتَها عَقارِبَا
ومدمجِ كالنونِ في تععريقه،
أشهَى إلى العاشِقِ من مَعشوقِه
كالصّارِمِ المَصقولِ في بَريقِهِ،
لو أنّهُ يُسكِنُ من خُفوقِه
أضحَى على عَينِ الزّمانِ حاجِبَا
مستأنفٍ قد تَمّ في أقسامِه،
لكنّ نقصَ الطيرِ في تمامِه
قد نَبَتَ العودُ على لِحامِه،
مَن خَطِفَ الخَطفة َ في مَقامِه
أتبعهُ منهُ شهاباً ثاقبَا
مُرَدِّدٍ يُرضيكَ في تَرديدِهِ،
شهرتُهُ تغنيكَ عن تحديدهِ
لافرقَ بينَ شاخِه وعودِه،
يحققُ البندقَ في صعودِه
ويَضمَنُ المَصروعَ والصّوائِبَا
أصلحهُ صالحٌ عندَ جسهِ،
وزانهُ واختارهُ لنفسهِ
منظَرُه يُغني الفتى عن لمسِهِ،
فهوَ لهُ بعدَ حلولِ رمسِه
يُهدي الثّنا ويُظهِرُ المَناقِبَا
وبندقٍ معتدلِ المقدارِ،
كأنّما قسمَ العيارِ
قد حَملَ الحِقدَ على الأطيارِ،
فهوَ إذا انقضّ من الأتارِ
يرَى فناءَ الطيرِ فرضاً واجبَا
يريكَ في وقتِ الصّباحِ لهبَا،
كأنّهُ بَرقٌ أضاءَ وخَبَا
يَقطَعُ مَتنَ الرّيحِ من غيرِ شَبا،
يَقظانَ لا يَصبو إلى خَفقِ الصَّبَا
ولا يَلينُ للجَنوبِ جانِبَا
وخشية ٍ لطفتُ في مقدارِها
تَغنى بها الأطيارُ عن أوكارِها
لايبرحُ الريشُ على نوارِها،
والدَمُ مَسفُوكاً على أقطارِها
إذْ كانَ في اللّونِ لها مُناسِبَا
كأنذها من كثرة ِ الصروعِ،
قد خضبتْ بخالصِ النجيعِ
لم تخلُ في البروزِ والرجوعِ
من صارعٍ يحملُ، أو مصروع
تحملْ آتٍ أو تقلُّ ذاهبا
وحلة ٍ جفتية ٍ كالعندمِ،
لطيفَة ِ التّجليسِ والتّهَندُمِ(19/222)
مُؤخَرُها في الحُسنِ مثلُ المُقدَمِ،
يظنُّها الطيرُ لهُ نطعَ الدّمِ
ولم يكنْ فيما يَظنُّ كاذِبَا
فَلو شهِدتَ طَيرَنا فيمَن رَمَى ،
وجيسهُ من جمعِنا قد هزِمَا
وبندقَ الصّحبِ إليهِ قد سَمَا،
عجبتَ من راق إلى جوَّ السّمَا
أرسلتِ الأرضُ عليهِ حاصِبَا
من كلّ شَهمٍ كالهِزَبْرِ الباسِلِ،
وكلِّ قيلٍ قائلٍ وفاعلَ
ذخر الزّميلِ عِدّة المُقاوِلِ،
وبينهم حملٌ بلا تحاملِ
من بَعدِ ما اصطَفّوا له مَراتِبَا
حولَ قديمٍ كالحُسامِ الماضِي
خالٍ من الأغراضِ والأعراضِ
يطبُّ داءَ الكلمِ المراضِ،
يرضَى بأنْ الجَمَعَ عنها راضِ
لا يرقبُ الأسباقَ والمواهبَا
في مَوقِفٍ بِهِ الصُّروعُ تُنثَلُ،
تُلقَى المَراعي، والجَليل تَحمِلُ
مَعدودَة ٌ أصنافُهُ لا تُجهَلُ،
إذْ هيَ في سبعٍ وسبعٍ تكملُ
وصاحبٍ أعُدُّهُ لي مالِكا،
كلفَني في النّظمِ عدَّ ذلكَا
وقال: لخصْ ذاكَ في نظامِكا،
قلتُ: علُوُّ صُنعِكَ احتِشامُكَا
إنْ كنتَ لي حلَّ الرّموزِ دائِبَا
لم أنسَ في ثوبٍ شليلٍ برزتي،
بينَ ثقافٍ من رُماة ِ الحلة ِ
وقد أتاني محرقاً عن جفتي،
مزجوجق من العنانينِ التي
بينَ الرماة ِ أصبحتْ غرائِبَا
ثبَّتُّ للزّوجِ، وقد أتاني
مُصَعصَعاً يَمرَحُ في أمانِ
عاجَلتُهُ من قَبلِ أن يَراني
صرعتُ حداهُ، وصبتُ الثّاني
دَلّى البَراثيمَ ووَلّى هارِبَا
فخَرّ كالنّجمِ، إذا النّجمُ هوى ،
ما ضلّ عن صاحبِه وما غوَى
وافاهُ، وهوَ ناطقٌ عن الهوى ،
قد هُدّ منهُ الخيلُ من بعدِ القوَى
وأصبحَ الثاني عليهِ نادبَا
فيا لها من فرصة ٍ لو تمتِ،
كنتُ وهَبتُ للقَديمِ مُهجَتي
ولم يكن ذو قَدمَة ٍ كقَدمَتي،
بل فاتني الثاني، وكانتْ همتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> انهضْ فهذا النجمُ في الغربِ سقطْ،
انهضْ فهذا النجمُ في الغربِ سقطْ،
رقم القصيدة : 19832
-----------------------------------
انهضْ فهذا النجمُ في الغربِ سقطْ،
والشيبُ في فودِ الظلام قد وخطْ(19/223)
والصّبحُ قد مَدّ إلى نحرِ الدّجَى
يداً بها دُرَّ النّجوم تلتقطْ
وألهبَ الإصباحُ أذيالَ الدّجَى ،
بشمعة ٍ من الشعاعِ لم تقطْ
وضَجّتِ الأوراقُ في أوراقِها،
لمّا رأتْ سَيفَ الصّباحِ مُخترَطْ
وقامَ من فوقِ الجدارِ هاتفٌ
متوجُ الهامة ِ ذو فرعٍ قططْ
يُخَبّر الرّاقدَ أنّ نَومَهُ
عندَ انتباهِ جدهِ من الغلطْ
والبدرُ قد صارَ هلالاً ناحلاً،
في آخرِ الشهرِ، وبالصبحِ اختلطْ
كأنّهُ قَوسُ لُجَينٍ مُوتَر،
والليلُ زنجيُّ عليهِ قد ضبطْ
وفي يدَيهِ للثّرَيّا نَدَبٌ
يزيدُ فرداً واحداً عن النمطْ
فأيُّ عذرٍ للرماة ِ، والدّجَى
قد عدّ في سلكِ الرّماة ِ وانخرطْ
أما تَرَى الغَيمَ الجَديدَ مُقبِلاً،
قد مَدّ في الأُفقِ رِداهُ، فانبَسَطْ
كأنّ أيدي الزّنجِ في تَلفيقهِ
قد لبّدَتْ قُطناً على ثوبٍ شَمَطْ
يلمعُ ضوءُ البرقِ في حافاتِه،
كأنّ في الجوّ صفاحاً تخترطْ
وأظهَرَ الخَريفُ من أزهارِهِ
أضعافَ ما أخفَى الرّبيعُ إذ شَحَط
ولانّ عطفُ الريحِ في هبوبِها،
والطلُّ من بعدِ الهجيرِ قد سقطْ
والشمسُ في الميزانِ موزونٌ بها
قِسطُ النّهارِ بعدَما كانَ قَسَطْ
وأرسلَتْ جِبالُ دَرْبندَ لنا
رُسلاً صَبَا القَلبُ إليها وانبَسَطْ
من الكراكي الخزريّاتِ التي
تقدمُ، والبعضُ ببعضٍ مرتبطْ
كأنها، إذا تابعتْ صفوفَها،
ركائِبٌ عَنها الرّحالُ لم تُحَطْ
إذا قفاها سمعُ ذي صبابة ٍ،
مثلي، تقاضاهُ الغرامُ ونشطْ
فقُم بنا نَرفُلُ في ثوبِ الصّبَى ،
إنّ الرضَى بتركهِ عينُ السخطْ
والقتطِ اللذة َ حيثُ أمكنتْ،
فإنّما اللذّاتُ في الدهرِ لقطْ
إنْ الشّبابَ زائرٌ مُوَدِّعٌ،
لا يستطاعُ ردُّهُ، إذا فرطْ
أما تَرى الكَركيّ في الجو، وقد
نغمَ في أُفقِ السماءِ ولغطْ
أنساهُ حبُّ دِجلَة ٍ وطيبُها
مواطناً، قد زقَّ فيها ولقطْ
فجاءَ يُهدي نَفسَه، وما درَى
أنّ الردى قرينهُ حيثُ سقطْ
فابرزْ قسياً من كمندِ أتاتِها،
إنّ الجيادَ للحروبِ ترتبطْ(19/224)
من كلّ سبَطٍ من هَدايا واسطٍ
جَعدِ البَلاغِ منه في الكعبِ نُقَطْ
أصلحهُ صالحٌ باجتهادِه،
فكلُّ ذي لبّ لهُ فيه غبطْ
وما أضاعَ الحزمَ عندَ عزمِها،
بل جاوزَ القيظَ وللفصلِ ضبطْ
حتى إذا حَرُّ حَزيرانَ خَبَا،
وتمّ تموزٌ وآبٌ وشحطْ
وجاءَ أيلولٌ بحَرٍّ فاتِرٍ،
في نضجِ تعديلِ الثمارِ ما فرطْ
أبرزَ ما أ؛رزَ من آلاتهِ،
وحلّ من ذاكَ المتاعِ ما ربطْ
ومدّ للصنعة ِ كفاً أوحداً،
مُنَزَّهاً عنِ الفَسادِ والغَلَطْ
وظلّ يستقري بلاغَ عودِها،
فنَبّرَ الأطرافَ واختارَ الوَسَطْ
وجَوّدَ التّدفيقَ في لحامِها،
فأسقَطَ الكِرشاتِ منها والسَّقَطْ
ولم يزلْ يبلغُها مراتباً،
تلزمُ في صنعتهِ وتشترطْ
فعندما أفضتْ إلى تطهيرها
صحّحَ داراتِ البُيوتِ والنّقَطْ
حتى إذا قمصها بدهنِها،
جاءتْ من الصّحّة ِ في أحلى نَمَطْ
كأنّها النوناتُ في تعريقها،
يعرُجُ منها بُندُقٌ مثلُ النّقَطْ
مثلَ السّيورِ في يَدِ الرّامي، فلو
شاءَ طواها وحواها في سفطْ
لو يقذفُ اليومّ بها مالكُها
ما انتقضَ العودُ، ولا الزورُ انكشطْ
كأنما بندقها تنازلا،
أو من يدِ الرامي إلى الطيرِ خططْ
من كلّ مَحنيّ البُيوتِ مُدمَجٍ،
ما أخطأ الباري بهِ ولا فرَطْ
كأنّهُ لامٌ عليهِ ألِفٌ،
وقالَ قومٌ: إنّها اللاّمُ فقَطْ
فاجلِ قذى عيوننا ببرزة ٍ
تَنفي عن القلبِ الهمومَ والقَنَطْ
فما رأتْ من بعدِ هُورِ بابلٍ
ومائِهِ التّيّار عيشاً مُغتَبِطْ
ونحنُ في مروجهِ في نشوة ٍ
عند التّحَرّي في الوُقوفِ للخِطَطْ
من كلّ مقبولِ المقالِ صادقٍ،
قد قَبَضَ القَوسَ وللنّفسِ بسَطْ
يقدُمنا فيها قديمٌ حاذِقٌ،
لا كسلٌ يشينهُ ولا قنطْ
يحكُمُ فينا حُكمَ داودَ، فلا
يَنظُرُ منّا خارجاً عمّا شَرطْ
إذا رأى الشرّ تعلّى ، وإذا
لاحَ لهُ الخَيرُ تَدَلّى وانَحبَطْ
ما نَغَمَ المِزهَرُ والدُّفُّ، إذا
فصلَ أدوارَ الضروبِ وضبطْ
أطيبُ من تدفدفِ التمّ، إذا
دقّ على القَبضِ الجَناحَ وخَبَطْ(19/225)
والطّيرُ شتّى في نَواحيِهِ، فذا
فاكتسى الريشَ وهذا قد شمطْ
وذاكَ يرعَى في شواطيهِ، وذا
على الروابي قد تحصّى ولقطْ
فمن جليلٍ واجبٍ تعدادهُ،
ومن مراعٍ عدها لا يشترطْ
يعرُجُ منّا نحوَها بَنادِقٌ،
لم يَنجُ منها مَن تَعَلّى واختَبَطْ
فمن كسيرٍ في العبابِ عائمٍ،
ومن ذَبيحٍ بالدّماءِ يَغتَبِطْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،
أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،
رقم القصيدة : 19833
-----------------------------------
أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،
تطوي الفلا وتقطعُ المراحَلا
تذكرتْ آكامَ دبرنداتِها،
وعافَتِ الآجامَ والمَراحِلا
أذكرها عرفُ الربيعِ إلفها،
فأقبَلَتْ لشَوقِها حَوامِلا
نفرقُ في الجوّ بصوتٍ مطربٍ،
يشوقُ من كانَ إليها مائلا
هدية ُ الصنف ودربندية ٌ،
أو خزرياتٌ بدتْ أصائِلا
لمّا رأتْ حَرّ المَصيفِ مُقبِلا،
وطيبَ بَردِ القَرّ ظِلاًّ زائِلا
أهمَلَتِ التّخبيطَ في مَطارِها،
وعَسكَرَتْ لسَيرِها قَوافِلا
من بَعدِ ما مَرّتْ بها أخياطُها،
كما نظمتَ في البُرى البوازِلا
تَنهَضُ من صَرحِ الجليلِ تحتَها،
بأرجُلٍ لبَردِهِ قَوابِلا
قد أنفتْ أيامُ كانونٍ لها
من أن تُرَى من الحِلى عواطِلا
فصاغَتِ الطّلَّ لها قَلائِداً،
والثلجَ في أرجلِها خلاخِلا
لمّا دعاني صاحبي لبرزة ٍ
ونبهَ الزميلَ والمقاوِلا
أجبتهُ مستبشراً بقصدها:
نَبّهتُمُ لَيثَ عرينٍ باسِلا
ثمّ بَرَزنا نَقتَفي آثارَهُ،
ونقصدُ الأملاقَ والمناهِلا
بينَ قديم وزميل صادق،
لا زالَ شكري لهما مواصلا
والصّبحُ قد أعمّنا بنورِهِ،
لمّا انثنى جنحُ الظلامِ راحِلا
تَخالُ ضوءَ الصّبحِ فَوداً شائِباً،
وتحسبُ الليلَ خضاباً ناصِلا
وقد أقَمنا في المَقاماتِ لها
مَعالماً تَحسبُها مَجاهِلا
وأعينُ الأسدِ، إذا جنّ الدّجى
أذكتْ لنا أحداقُها مشاعِلا
نَرشُقُها من تَحتِها ببنُدقٍ،
يَعرُجُ كالشُّهبِ إليها واصِلا(19/226)
فما رقي تحتَ الطيورِ صاعدٌ،
إلاّ اغتدى بها البلاءُ نازِلا
للهِ أيامٌ بهورٍ بابِلٍ
أضحَى بها الدّهرُ علينا باخِلا
فكَم قضَينا فيهِ شَملاً جامِعاً،
وكم صحبنا فيهِ جمعاً شاملا
فهل تُرى ترجعُ أيامٌ به،
في جذلٍ قد كانَ فيهِ حاصِلا
هَيهَاتَ مَهمَا يَستَعرْ مسترجعٌ،
أراجعٌ لي الدّهرُ حَولاً كامِلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد ارتدى ذَيلَ الظّلامِ الأشيَبِ،
قد ارتدى ذَيلَ الظّلامِ الأشيَبِ،
رقم القصيدة : 19834
-----------------------------------
قد ارتدى ذَيلَ الظّلامِ الأشيَبِ،
والصّبحُ مثلُ الماءِ تحتَ الطُّحلُبِ
بأجردٍ ملءِ الحزامِ سلهبِ،
مختَبَرٍ، كالبَطَلِ المُجَرَّبِ
مثقَّلِ الكفّ ببازٍ أشهبِ،
مُنتَصِبِ القامة ِ سامي المِكنَبِ
غليظِ خَطّ الجؤجؤِ المنكَّبِ،
ذي عُنُقٍ خَصبٍ ورأسٍ أجذبِ
قصيرِ عظمِ الساقِ، ثبتِ الرُّكَب،
قليلِ ريشِ الصَفحَتَينِ، أرعَبْ
تامِ الجناحينِ، قصيرِ الذنبِ،
عيونُهُ مثلُ الجُمانِ المُذهَبِ
قد بُدّلَتْ من سَبَجٍ بكَهَربِ،
محددِ المنسر شينِ المخلَبِ
ينهشُ في السبق، وإن لم يشغبِ،
حَتفِ الحُبارى وعِقالِ الأرنَب
لا يرقبُ النجدة َ من مدربِ،
إذا الصقورُ أنجدَتْ بالأكلُبِ
مهذبِ الخلقِ، قليلِ الغضبِ،
يرتاحُ للعَود، وإن لم يُطلَب
كفاضلٍ حاوَلَ حِفظَ المَنصبِ،
زرتْ به الطيرُ بموجٍ معشبِ
فَحالَ بَينَ رَعيها والمَشرَبِ،
وظَلّ كالسّاعي الجَريء المُذئبِ
يُجَدّلُ الأبعَدَ قَبلَ الأقرَبِ،
لو أنه مر بعنقَا مُغرِب
لم تُحمَ من مَشرِقِها بالمَغرِبِ،
مُكَذِّباً فيها مَقالَ العَرَبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا طِيبَ يومٍ بالمُروجِ الخُضرِ،
يا طِيبَ يومٍ بالمُروجِ الخُضرِ،
رقم القصيدة : 19835
-----------------------------------
يا طِيبَ يومٍ بالمُروجِ الخُضرِ،
سرَقتُهُ مُختَلِساً من عُمرِي
والطلّ قد كللَ هامِ الزّهرِ،
فعطرَ الأرجاءض طيبُ النشرِ(19/227)
باكرتُها بعدَ انبلاجِ الفجرِ
عندَ انبساط الشفقِ المحمرِّ
والطّيرُ في لُجّ المياهِ تَسري،
كأنّها سفائنٌ في بحرِ
حتى إذا لاذَتْ بشاطي النّهرِ،
دعوتُ عَبدي، فأتَى بصَقرِي
من الغَطارِيفِ الثّقالِ الحُمرِ،
مُستَبعِدُ الوَحشَة ِ جَمُّ الصّبرِ
معتَدلُ الشّلوِ شديدُ الأزرِ،
مُنفَسِحُ الزَّورِ رَحيبُ الصّدرِ
مُتّسعُ العينِ عريض الظّهرِ،
بأعينٍ مسودة ٍ كالحبرِ
وهامة ٍ عظيمة ٍ كالفهرِ،
كأنّ فوقَ صدرهِ والنحرِ
هامة ِ هيقٍ في صماخيْ نسرِ،
طويلِ أرياشِ الجناحِ العشرِ
قصيرِ ريشِ الذنبِ المحمرّ،
قصيرِ عظمِ الساقِ تامِ الظفرِ
فظَلّ يَتلوها، عظيمَ المكرِ،
يُغري بها هِمّتَهُ ونَصرِي
كأنهُ يطلبُها بوترِ،
فجاءنَا منها بكلّ عَفرِ
فبِتُّ والصّحبَ بها في بِشرِ
كأنّنا في يومِ عيدِ النّحرِ
نأكُلُ من لحومِها ونَقري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ويومِ دجنٍ معلمِ البردينِ،
ويومِ دجنٍ معلمِ البردينِ،
رقم القصيدة : 19836
-----------------------------------
ويومِ دجنٍ معلمِ البردينِ،
سماؤهُ بالغيمِ في لونينِ
كأنّها، وقد بدتْ للعينِ،
فيروزجٌ يلمعُ في لونينِ
قضيتُ فيهِ بالسرورِ ديني،
وسرتُ أفلي مفرقَ الشعبينِ
بأدهَمٍ مُحَجَّلِ الرّجلَينِ،
سبطِ الأديمِ مفلقِ اليدينِ
خصبِ العَطاة ِ ماحِلِ الرُّسغَينِ؛
وسربِ وحشٍ مذ بدا لعيني
عارضتهُ في منتهى السفحينِ
بأرقطٍ مخططِ الأذنينِ
ناقي الجبينِ أهرتِ الشدقين،
أفطسَ سَبَطِ الشّعرِ صافي العَين
يَنظُرُ في اللّيلِ بجَمرتَيَنِ،
ذي كَحَلٍ سالَ من العَينَينِ
فخطّ لامينِ على الخدينِ،
محددِ النابينِ والظفرينِ
كأنّما يكشرُ عن نصلينِ،
ليسَ لها عَهدٌ بضَربِ قَينِ
رَقيقِ لحمِ الزّندِ والسّاقَينِ،
ذي ذنبٍ أملسَ غيرِ شينِ
فخاتلَ السربَ بخطوتينِ،
وأردَفَ الخَطَو بوَثبَتَينِ
فكانَ فيها كغُرابِ البَينِ،
فرقها قبلَ بلوغِ الحينِ
ونالَ منها عفرَ المَتنَينِ،(19/228)
أجيَدَ مَصقولِ الإهابِ زَينِ
جدلهُ في ملتقَى الصفينِ،
ولم يَحُل ما بَينَهُ وبَيني
نِلتُ بمُهري وبه كفلَينِ،
إنهما للصيدِ عدتينِ
لايحسنُ اللهوُ بغيرِ ذينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
رقم القصيدة : 19837
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
سماؤها من دكنِهِ كالأرضِ
مخضتُ فيها العيشَ أيَّ مخضِ،
وفُزتُ فيها بالنّعيمِ المَحْضِ
وغضّ جفنُ الدّهرِ أيَّ غَضّ،
فبِتُّ من صروفِهِ أستَقضِي
أرفَعُ قَدرَ عيشَتي بالخفضِ،
لا أكحلُ الجفنَ بها بغمضِ
مع كلّ ساقٍ كالقضيبِ الغضّ،
يديرُ راحاً بالسّرورِ تَقضِي
ساطعَة ً كالبرقِ عندَ الوَمضِ،
حتى إذا آنَ أداءَ الفرضِ
وشقّ جيبُ الفلقِ المبيضّ،
عرضتُ خيلي، فأجدتُ عرضِي
واخترتُ منها سابقاً ليَ يُرضِي،
يفوتُ لمحَ الطرفِ حينَ يمضي
كأنذما الأرضُ به في قبضِي،
لافرقَ بينَ طولهِ والعرضِ
جعلتُهُ وقاية ً لعرضِي،
ثمّ غدوتُ لمرامي أقضِي
من كلّ سِرْبٍ شارِدٍ منغَضّ،
بأرقطِ الظهرِ صقيلٍ بضِّ
كسبجٍ في ذهبٍ مرفضّ
أهرتَ رحبِ الصدرِ نائي الغمضِ
مستثقلَ الشلوِ خفيفَ النّهضِ،
عريضَ بسطِ الكفّ عندَ القبضِ
محددَ النّابِ لغير عضّ،
منتَصِبَ الأُذنَينِ عندَ الرّكضِ
مخاتِلَ السّربِ بغيرِ وَفضِ،
مُنخَفِضاً للخَتلِ أيَّ خَفضِ
مصافحاً بالبطنِ ظهرض الأرضِ،
يَجُسُّها بالكَفّ جَسَّ النّبضِ
عِناقَ ذي حبت لرَبّ بُغضِ
عاجَلَها كالكَوكبِ المُنقَضّ
فعانقَ الأكبرَ عندَ النهضِ،
فهاضَ منهُ العظمَ عندَ الهضّ،
ورضّ منهُ الصدرَ أيَّ رضِّ
فقمتُ أسعَى خيفَة ً أن يَقضِي،
أغُضُّ عن زلاتهِ وأغضِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأهرتَ الشّدقَينِ محبوكِ المَطا،
وأهرتَ الشّدقَينِ محبوكِ المَطا،
رقم القصيدة : 19838
-----------------------------------
وأهرتَ الشّدقَينِ محبوكِ المَطا،(19/229)
محدّدِ الأنيابِ مرهوبِ السّطَا
افطسَ تبريِّ الإهابِ أرقطا،
كَلَونِ تِبرٍ بمِدادٍ نُقّطَا
ألبسهُ الخالقُ حسناً مفرِطا،
وخَطّ في الخَدّينِ منهُ خُطَطا
مستثقلِ الجسمِ خفيفٍ إن خطا،
مجرَّبِ الإقدامِ مأمونِ الخُطى
يسبقُ في إرسالهِ كدرَ القَطا،
أضحَى على قَنيصِهِ مُسَلَّطا
حتى إذا من العِقالِ نشطا،
وفَى لنا فعلاً بما قد شرَطا
قلتُ، وقد بتُّ به مُغتَبِطا،
والشلوُ من قنيصهِ معتبَطا
بذاكَ أم بالخيلِ تعدو المرَطى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأهرتٍ، من الكِلابِ، أخطلِ،
وأهرتٍ، من الكِلابِ، أخطلِ،
رقم القصيدة : 19839
-----------------------------------
وأهرتٍ، من الكِلابِ، أخطلِ،
أصفَرَ مَصقولِ الإهابِ أشعَلِ
أعصَمَ مثلِ الفَرَسِ المُحَجَّلِ،
يخالُ مرحوضاً وإن لم يغسلِ
مختَصَرِ الشِّلوِ، ثَقيلِ المَحملِ،
منفَسحِ الهامة ِ، ناتي المُقَلِ
إذ أنّه كالسوسنِ المهدَّلِ،
كأنّ فوقَ عنقهِ المعتدلِ
هامة َ فهدٍ في صماخيْ فرعُلِ،
منسرحِ الزَّورِ فَسيحِ الكَلكَلِ
منهَضِمِ الخصرِ، عريضِ الكفلِ،
ذي أيطلٍ خالٍ، ومتنٍ ممتلي
خصيبِ أعلى العضبِ محلِ الأسفلِ،
قصيرِ عظمِ الساعدِ المفتَّلِ
مقتصَرِ الأيدي طويلِ الأرجلِ،
مزدحمِ الأظفارِ ثبتِ العضلِ
ذي ذنبٍ سبطٍ قصيرٍ أفتلِ،
أسلسَ من دفتهِ كالمغزلِ
كثيرِ تَكرارِ نزاعِ الأحبُلِ،
يبيتُ غضبانَ، إذا لم يرسلِ
قَيدِ الأوادي، وعِقالِ الإبِلِ،
رُعْتُ به سِربَ الظّباءِ الجُفّلِ
فاعتصمتْ منهُ بأعلى الجبلِ،
فظلّ ينحو قصدَها ويعتلي
وخرّ ينصبُّ عليها من علِ،
شبيهَ سهمٍ مرقتْ من عيطلِ
يفوتُ لمحَ الطرفِ في التأملِ،
حتى إذا انقضّ انقضاضَ الأجدلِ
فما ارتضَى منها بدونِ الأولِ،
غادرهُ مجدَّلاً في الجندلِ
ذا جثة ٍ وافرة ٍ كالمسحَلِ،
وظَلّ صَحبي في نَعيمٍ مُقبِلِ
لهم غريضُ لحمِهِ، والشّكرُ لي
العصر الإسلامي >> يزيد بن معاوية >> نالت على يدها
نالت على يدها(19/230)
رقم القصيدة : 1984
-----------------------------------
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كَأنهُ طَرْقُ نَمْلٍ فِي أنَامِلِهَا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَرَدِ
كأَنَّهَا خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّهَا شَرَكاً
تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ دَاخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِهَا تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِي عَلَى كَفَلٍ
مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْسُ مَا طَلَعَتْ
مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَوْماً عَلَى أَحَدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ لاتُغَرَّ بِنَا
مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَاتَ بالكَمَدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَاتَ جَوًى
من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْدِي وَلَمْ يَعِدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ
إِنَ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِوَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينَا لَوَاحِظُهَا
مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيل الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَرِيحاً وَهي قَائِلَه
تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْلَ الظَبْيِ بالأَسَدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَى
بِاللهِ صِفْهُ وَلاَ تَنْقُصْ وَلاَ تَزِدِ
فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأٍ
وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قالت: صدقت الوفى في الحب شيمته
يابرد ذاك الذي قالت على كبدي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْلَ لَهَا
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّتْ يَدّاً بِيَدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ
وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلَةً(19/231)
مِنْ غَيْرِ كَرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ مَدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ
حُزْنِي عَلَيْهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَى وَلَدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَلٍ
فَعِنْدَ رُؤْيَتِهَا لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِهَا
فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي
حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ،
ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ،
رقم القصيدة : 19840
-----------------------------------
ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ،
مُمتَزجِ الضّياءِ بالظّلامِ
سرنا به لقنصِ الآرامِ،
والصّبحُ قد طَوّحَ باللّثامِ
كراقدٍ هبّ من المنامِ،
بضُمّرٍ طامَية ِ الحَوامي
معتادَة ٍ بالكَرّ والإقدامِ،
تحجمُ في الحربِ عن الإحجامِ
حتى إذا آنَ ظهورُ الجامِ،
والبرُّ بالآلِ كبحرٍ طامِ
عنّ لنا سِربٌ من النّعامِ،
مشرِقة الأعناقِ كالأعلامِ
فاغرة َ الأفواهِ للهيامِ،
كأينُقٍ فَرّتْ من الزّمامِ
وحشٌ على مثنًى من الأقدامِ،
بالطيرِ تدعَى وهيَ كالأنعامِ
تَطيرُ بالأرجُلِ في المَوامي،
كأنما أعناقُها السوامي
أراقمٌ قد قُمنَ للخصامِ،
فحينَ همّ السربُ بانهزامِ
أُلجِمَتِ القِسيُّ بالسّهامِ،
فأُرسِلَ النَّبلُ كوَبلٍ هامِ
فعنّ رألٌ عارضٌ أمامي،
كأنّما دُرّعَ بالظّلام
نِيطَتْ جَناحاهُ بعنقٍ سامِ،
كأنّها من حسنِ الإلتئامِ
هاءُ شَقيقٍ وُصِلَتْ بلامِ،
عارضتهُ تحتَ العجاجِ السّامي
بسابقٍ ينقضُّ كالقطامي،
خِلِوِ العِنانِ مفعَمِ الحِزامِ
يكادُ يلوي حلقَ اللجامِ،
ذي كَفَلٍ رابٍ وشِدقٍ دامِ
وصفحَة ٍ رِيّا، ورسغٍ ظامِ،
فحينَ وافَى عارِضاً قدامي
أثبتُّ في كلكلهِ سهامي،
فمَرقتْ في اللّحمِ والعِظامِ
فخَرّ مَصروعاً على الرُّغامِ،
قد ساقَهُ الخَوفُ إلى الحِمامِ
فأعجبَ الصحبَ بهِ اهتمامي،(19/232)
حتى اغتَدى كلٌّ من الأقوامِ
يقولُ: لا شلَّتْ يمينُ الرّامي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأدهمٍ يققِ التحجيلِ ذي مرحٍ،
وأدهمٍ يققِ التحجيلِ ذي مرحٍ،
رقم القصيدة : 19841
-----------------------------------
وأدهمٍ يققِ التحجيلِ ذي مرحٍ،
يَميسُ من عُجبه كالشّارِبِ الثّملِ
مطهَّم مشرفِ الأذنينِ تحسبُه
موكَّلاً باستراقِ السمعِ عن زُحلِ
ركبتُ منهُ مطا ليلٍ تسيرُ بهِ
كواكبٌ تلحقُ المحمولَ بالحملِ
إذا رَمَيتُ سِهامي فوقَ صَهوتِهِ،
مَرتْ بهادِيهِ وانحطّتْ على الكَفَلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقد أرُوحُ إلى القَنيصِ وأغتَدي
ولقد أرُوحُ إلى القَنيصِ وأغتَدي
رقم القصيدة : 19842
-----------------------------------
ولقد أرُوحُ إلى القَنيصِ وأغتَدي
في متنِ أدهمَ كالظلامِ محجَّلِ
رامَ الصباحُ من الدّجى استنقاذَهُ،
حسَداً، فلم يَظفَرْ بغيرِ الأرجُلِ
فكانهُ صبغُ الشبيبة ِ هابهُ
وَخطُ المَشيبِ، فجاءَهُ من أسفلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغَرَّ تِبرِيِّ الإهابِ مُرَدَّدٍ،
وأغَرَّ تِبرِيِّ الإهابِ مُرَدَّدٍ،
رقم القصيدة : 19843
-----------------------------------
وأغَرَّ تِبرِيِّ الإهابِ مُرَدَّدٍ،
سبطِ الأديم محجلٍ ببياضِ
أخشَى عليهِ بأن يُصابَ بأسهُمي،
ممّا يُسابقُني إلى الأغراضِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وطِرفٍ تَخَيّرتُهُ طُرفَة ً،
وطِرفٍ تَخَيّرتُهُ طُرفَة ً،
رقم القصيدة : 19844
-----------------------------------
وطِرفٍ تَخَيّرتُهُ طُرفَة ً،
وأحببتهُ من جميعِ التراثِ
حَوى ببَدائعِ أوصافِهِ
مضاءَ الذكورِ وصبرَ الإناثِ
إذا انقَضّ كالصّقرِ في مَعَركٍ،
ترَى الخَيلَ في إثرِهِ كالبُغاثِ
طويلِ الثلاثِ، قصيرِ الثلاثِ،
عريضِ الثلاثِ، فسيحِ الثلاثِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعادية ٍ إلى الغارات ضبحاً،
وعادية ٍ إلى الغارات ضبحاً،(19/233)
رقم القصيدة : 19845
-----------------------------------
وعادية ٍ إلى الغارات ضبحاً،
تريكَ لقدحِ حافرِها التهابَا
كأنّ الصّبحَ ألبَسَها حُجولاً،
وجنحَ الليلِ قمصها إهابا
جوادٌ في الجبالِ تخالُ وعلاً،
وفي الفلواتِ تحسبُها عقاب
إذا ما سابقَتها الرّيحُ فرّتْ،
وأبقَتْ في يدِ الرّيح التّرابا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ووادٍ تسكَرُ الأرواحُ فيه،
ووادٍ تسكَرُ الأرواحُ فيه،
رقم القصيدة : 19846
-----------------------------------
ووادٍ تسكَرُ الأرواحُ فيه،
وتخفقُ فيهِ أرواحُ النسيمِ
به الأطيارُ قد قالتْ، وقالتْ
كلاماً شافياً داءَ الكليمِ
تسلسلُ في خمائلهِ مياهٌ،
يُقَدُّ أديمُها قدّ الأديمِ
مروجٌ للقلوبِ بها امتزاجٌ،
كأنّ عيونَها أيدي الكَريمِ
لها أرجُ اللطيمة ِ حينَ ينشا،
ورقّة ُ مَنظَرِ الخَدّ اللّطيمِ
بنوارٍ عن الأنوارِ يغني،
وزهرِ النجمِ عن زهرِ النجومِ
نَزَلنا فيه، والأكبادُ حرّى ،
فَنجّانا من الكَرْبِ العَظيمِ
فروّحَ ظلُّهُ رُوحَ الأماني،
وأخمدَ بَردُه نفسَ السَّموم
ونفسَ إذ تنفسَ من كروبي،
وفرّجَ، حينَ أرّجَ، من همومي
وأفرَشَنا من الأزهارِ بُسطاً
مُسَردَقَة ً، بأستارِ الغُيومِ
جمعنا للمسامعِ في ذراهُ،
هديلَ حمائمٍ وهديرَ كومِ
وقَضّينا بهِ باللّهوِ يَوماً،
به سمحتْ حشا الدهرِ العقيمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعودٍ به عادَ السرورُ، لأنّهُ
وعودٍ به عادَ السرورُ، لأنّهُ
رقم القصيدة : 19847
-----------------------------------
وعودٍ به عادَ السرورُ، لأنّهُ
حوَى اللّهوَ قِدماً وهوَ رَيّانُ ناعمُ
يغربُ في تغريدهِ، فكأنّهُ
يعيدُ لنا ما لقنتهُ الحمائمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عودٌ حوتْ في الأرضِ أعوادُهُ،
عودٌ حوتْ في الأرضِ أعوادُهُ،
رقم القصيدة : 19848
-----------------------------------
عودٌ حوتْ في الأرضِ أعوادُهُ،
كلَّ المَعاني، وهوَ رَطْبٌ قَويم(19/234)
فَحازَ شَدوَ الوُرقِ في سَجعه،
ورقة َ الماءِ ولطفَ النسيم
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> معانٍ حكتْ في قلوبِ الأنامِ،
معانٍ حكتْ في قلوبِ الأنامِ،
رقم القصيدة : 19849
-----------------------------------
معانٍ حكتْ في قلوبِ الأنامِ،
منالَ الأماني ونيلَ الأمانِ
بنَثرٍ ينَظّمُ شَملَ العُلومِ،
ونَظمٍ يقَلّدُ جِيدَ الزّمانِ
وتنميقِ خطٍّ كما نمقتْ
خطوطُ الغَوالي خدودَ الغواني
وأبياتِ شعرٍ، إذا أوردتْ
حكَتْ في الجَمال عقودَ الجُمانِ
فكم بكرِ معنَّى حوَى طرسُها،
وإن كان في جسمِ لفظٍ عوانِ
إذا ما شققتَ صدورَ البيوتِ،
وجدتَ بهنّ قلوبَ المعاني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أشجتكَ بالتغريبِ في تغريدِها،
أشجتكَ بالتغريبِ في تغريدِها،
رقم القصيدة : 19850
-----------------------------------
أشجتكَ بالتغريبِ في تغريدِها،
فظننتَ معبدَ كان بعضَ عبيدِها
وشدَتْ فأيقَظتِ الرّقودَ بشَدوِها،
وأعارتِ الأيقاظَ طيبَ رقودِها
خودٌ شدتْ بلسانِها وبنانِها
حتى تشابهَ ضربُها ونشيدها
فكأنّ نغمة َ عودها في صوتِها،
وكأنّ رقة َ صوتِها في عودِها
فطنتْ لأبعادِ الشدودِ، فناسبتْ
بالعدلِ بينَ قريبِها وبعيدِها
كَمُلَتْ صنائعُ وضعِها فكأنّما
وَرِثتْ أصولَ العِلمِ عن داودِها
تسبي العقولَ فصاحة ً وصباحة ً،
فتَحارُ بينَ طَريفِها وتَليدِها
من لهجة ٍ مكسوبَة ٍ، أو بهجَة ٍ
منسوبة ٍ، تحلو لعينِ حسودِها
إنّي لأحسدُ عُودَها إن عانَقَتْ
عطفيهِ، أو ضمتهُ بينَ نهودِها
وأغارُ من لثمِ الكؤوسِ لثغرِها،
وأذوبُ من لمسِ الحُليّ لجيدِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وإنّي لألهو بالمُدامِ، وإنّها
وإنّي لألهو بالمُدامِ، وإنّها
رقم القصيدة : 19851
-----------------------------------
وإنّي لألهو بالمُدامِ، وإنّها
لمَورِدُ حَزمٍ إن فعَلْتُ ومَصدَرُ
ويُطرِبُني في مجلسِ الأنسِ بَينَنا
أنابيبُ في أجوافِها الريحُ تصفِرُ(19/235)
ودهمٍ بأيدي الغانياتِ تقعقعتْ
مفاصلُها من هولِ ما تتنظرُ
وصفرِ جفونٍ ما بكتْ بمدامعٍ،
ولكنّها روحٌ تذوبُ وتقطرُ
وأشمَطَ مَحنِّي الضّلوعِ على لظًى
بهِ الضّرُّ إلاّ أنّهُ يتَسَتّرُ
إذا انجابَ جنحُ الليلِ ظلتْ ضلوعُه
مجرَّدَة ً تَضحَى لديكَ وتُعصِرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومجلِسِ لذّة ٍ أمسَى دُجاهُ،
ومجلِسِ لذّة ٍ أمسَى دُجاهُ،
رقم القصيدة : 19852
-----------------------------------
ومجلِسِ لذّة ٍ أمسَى دُجاهُ،
يُضيءُ كأنّهُ صُبحٌ مُنيرُ
تجمعَ فيه مشمومٌ وراحٌ،
وأوتارٌ ووِلدانٌ وحُورُ
تلذذتِ الحواسُ اللمسُ فيه
نجمسٍ يستتم بها السرورُ
فكانَ الضمّ قسمَ اللمسِ فيهِ،
وقسمُ الذوقِ كاساتٍ تدورُ
وللسّمعِ الأغاني، والغَواني
لأعيننا، وللشمّ البخورُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في الشّمعِ أوصافٌ كوَصفي أوجبتْ
في الشّمعِ أوصافٌ كوَصفي أوجبتْ
رقم القصيدة : 19853
-----------------------------------
في الشّمعِ أوصافٌ كوَصفي أوجبتْ
حبّي لهُ والبعدَ عن أضدادِه
جريانُ أدمعهِ وصفرة ُ لونِه،
وسُهادُ مُقلَتِهِ وذَوبُ فؤادِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ،
جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ،
رقم القصيدة : 19854
-----------------------------------
جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ،
إذا بدتْ في الليلِ كالشهبِ
فانحَلَتْ في تاجِها، فجَلَتْ
ظُلَمَ الأحزانِ والكُرَبِ
خردٌ شابتْ ذوائبُها،
وفروعُ الليلِ لم تشبِ
سفرتْ كالشمسِ ضاحكة ً
من تواري الشمسِ في الحجبِ
ما رأينا قبلَ مَنظَرِها،
ضاحكاً في زيّ منتحبِ
كيفَ لا تحلو ضرائبُها،
وبها ضربٌ من الضرَبِ
خلتُها، والليلُ معتكرٌ،
ونجومُ الأفقِ لم تغبِ
قُضُباً من فِضّة غُرسَتْ
فوقَ كثبانٍ من الذهبِ
أو يَواقيتاً مُنَضّدَة ً،
بينَ كثبانٍ من الذهبِ
بينَ أيدينا على قُضُبِ
أو أساريعاً على عَمَدٍ،
أشرقتْ في زيّ مرتقبِ(19/236)
أو رِماحاً في العِدى طُعِنَتْ،
فغَدَتْ مُحمَرّة َ العَذَبِ
أو سهاماً نصلُها ذهبٌ،
لسوى الظّلماءِ لم تُصِبِ
أو أعالي حمرِ ألوية ٍ
تشرتْ في جحفلٍ لجبِ
أو شعافَ الروم قد رُفِعتْ
فوقَ أطرافِ القنا الأشبِ
أو قياناً من ذوائبِها
شفٌ للشمٍ لم يغبِ
أو شواظاً للقِرى رُفعتْ
تَتراءى في ذُرى كُثُبِ
أو لظَى نارِ الحُباحبِ قد
لمَعَتْ للعَينِ عن لَبَبِ
أو عيونَ الأُسُدِ مُوصَدَة ً
في ذرى غابٍ من القصبِ
أو خدودَ الغيدِ ساطعة ً
أشرقتْ في فاقعِ النقبِ
أو شَقيقَ الرّوضِ منتَظِماً
فوقَ مجدولٍ من القصبِ
أو ذرى نيلوفرٍ رفعتْ
فوقَ قضبانٍ من الغربِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَرحباً مَرحَباً بأبطالِ لَهوٍ،
مَرحباً مَرحَباً بأبطالِ لَهوٍ،
رقم القصيدة : 19855
-----------------------------------
مَرحباً مَرحَباً بأبطالِ لَهوٍ،
شهبُهم سمرهم إذا الليلُ جنَا
مزّقوا جحفَلَ الظّلامِ وخاضوا
نقعَهُ بالضّياءِ فانجابَ عَنّا
برماحٍ لها أسنة ُ نارٍ،
قد أبادَتْ عَساكرَ اللّيلِ طَعنا
تَتَثَنّى ، سِنانُها غَيرُ وانٍ،
وقناها بالعزّ لا تتثنّى
إن أرادوا لها على الوَشيِ رَكزاً
وضعوا تحتَ كلّ لدنٍ مجنّا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنكَرَ الصّبحُ دَمَ اللّيـ
أنكَرَ الصّبحُ دَمَ اللّيـ
رقم القصيدة : 19856
-----------------------------------
أنكَرَ الصّبحُ دَمَ اللّيـ
ـلِ، وفي العُذرِ توصّل
وتَردّى من شُعاعِ الـ
ـشّمسِ ثوباً لم يُفَصَّل
فَبكَى الطّيرُ بنوحٍ
أجمَلَ القولَ وفَصّل
قال: عُذرُ الصّبحِ في
ـكارِهِ لا يتحصّل
دَمُهُ في بُردَتَيهِ،
وهوَ منهُ يتنصّل
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وإبرقٍ لهُ نطقٌ عجيبٌ،
وإبرقٍ لهُ نطقٌ عجيبٌ،
رقم القصيدة : 19857
-----------------------------------
وإبرقٍ لهُ نطقٌ عجيبٌ،
إذا ما أُسلتْ منهُ السلافُ
كفأفاءٍ تلجلجَ في حديثٍ
يرددُ لفظهُ والفاءُ قافُ(19/237)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بحرٌ من الحُسنِ لا يَنجو الغريقُ بهِ،
بحرٌ من الحُسنِ لا يَنجو الغريقُ بهِ،
رقم القصيدة : 19858
-----------------------------------
بحرٌ من الحُسنِ لا يَنجو الغريقُ بهِ،
إذا تَلاطَمَ أعطافٌ بأعطافِ
ما حركتهُ نسيمُ الرقصِ من مرحٍ
إلاَّ وماجَتْ به أمواجُ أردافِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم أنسَن ما عشتُ، حمّاماً دخلتُ به
لم أنسَن ما عشتُ، حمّاماً دخلتُ به
رقم القصيدة : 19859
-----------------------------------
لم أنسَن ما عشتُ، حمّاماً دخلتُ به
ما بينَ كلّ رَخيمِ الدَّلّ فتّانِ
في جَنّة ٍ من طِباعٍ أربعٍ جُمِعَتْ:
أرضٍ وماءٍ وأهواءٍ ونيرانِ
فنلتُ من حرذها برداً على كبدي،
وفُزتُ من مالكٍ منها برُضوانِ
فأعجبْ لها جنة ً فيها جحيمُ لظًى
تذكى ولم تخلُ عن حورٍ وولدانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لئِنْ لم يَمضِ لي حدٌّ فكم قد
لئِنْ لم يَمضِ لي حدٌّ فكم قد
رقم القصيدة : 19860
-----------------------------------
لئِنْ لم يَمضِ لي حدٌّ فكم قد
فللتُ الحدَّ في الحربِ العوانِ
وإنّي لا أزالُ أخا حروبٍ،
إذا لم أجنِ كنتُ مِجَنّ جانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وبابٍ، إذا أمهُ قاصدٌ،
وبابٍ، إذا أمهُ قاصدٌ،
رقم القصيدة : 19861
-----------------------------------
وبابٍ، إذا أمهُ قاصدٌ،
رآهُ من الغيث أدنَى وأندَى
لهُ الفتحُ دأبٌ، ومن شأنه
يرد وقاصدهُ لن يردّا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما بَعدَ بغدادَ للنّفوسِ هوًى ،
ما بَعدَ بغدادَ للنّفوسِ هوًى ،
رقم القصيدة : 19862
-----------------------------------
ما بَعدَ بغدادَ للنّفوسِ هوًى ،
رقّ هواها وراقَ منظرُها
كأنّها جَنّة ٌ مزَخرَفَة ٌ
ونَهرُ عيسَى النّميرُ كَوثَرُها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> انظرْ إلى بركة ِ الجِسرَينِ حينَ بَدا(19/238)
انظرْ إلى بركة ِ الجِسرَينِ حينَ بَدا
رقم القصيدة : 19863
-----------------------------------
انظرْ إلى بركة ِ الجِسرَينِ حينَ بَدا
للبدرِ فيها عمودٌ ساطعُ اللهبِ
كالصرحِ حفّ به سكرانِ من سبجٍ
وسالَ في وسطهِ نهرٌ من الذّهب
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وكأنّ دجلة َ، والرّيا
وكأنّ دجلة َ، والرّيا
رقم القصيدة : 19864
-----------------------------------
وكأنّ دجلة َ، والرّيا
حُ تُغيرُ كالخَيلِ النّوازِي
والحسرُ واهي السلك من
فرطِ أطرابٍ واهتزازِ
ثوبٌ تجندرُهُ الرّيا
حُ، وقد أضرتْ بالطرازِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حبذا أرضْ ماردينَ وبرّ الـ
حبذا أرضْ ماردينَ وبرّ الـ
رقم القصيدة : 19865
-----------------------------------
حبذا أرضْ ماردينَ وبرّ الـ
ـظلّ فيها وماؤها وهواها
بلدَة ٌ تُنبِتُ الكِرامَ فلا ذُقْـ
ـتُ فَناهم ولا عدِمتُ فِناها
فهيَ أرضٌ إن لم تكن هي ذاتَ الـ
ـنّفسِ منّي، فإنّها مُشتَهاها
جمعَتْ سائرَ المُنى ، فلِهذا
ما أتاها ذو الحلمِ إلاّ وتاها
كم رأينا لها وفيها ومنها
صُوَراً تَسفِكُ الدّماءَ دُماها
لو تمكنتُ أن أقضّي بها العمـ
ـرَ جَميعاً لمَا سكَنتُ سِواها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للَّهِ وادي الغرسِ حينَ حلَلتُهُ،
للَّهِ وادي الغرسِ حينَ حلَلتُهُ،
رقم القصيدة : 19866
-----------------------------------
للَّهِ وادي الغرسِ حينَ حلَلتُهُ،
زَمَناً كأنّ العيشَ فيه مَنامُ
وادٍ حريريُّ الرياضِ فكم به
من حارِثٍ يَغدو بهِ وهُمامُ
ممتَدُّ أودِية ِ الظّلالِ فقَرُه
باكي العيونِ وثَغرُهُ بَسّامُ
فالشّمسُ فيهِ مدى النّهارِ فطيمة ٌ،
والظّلّ كَهلٌ، والنّسيمُ غُلامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للَّهِ قاهرة ُ المعزّ، فإنّها
للَّهِ قاهرة ُ المعزّ، فإنّها
رقم القصيدة : 19867
-----------------------------------
للَّهِ قاهرة ُ المعزّ، فإنّها(19/239)
بلَدٌ تَخَصّصَ بالمَسرّة ِ والهَنا
أوما ترى في كلّ قطرٍ منية ً
من جانبَيها، وهيَ مجتمعُ المُنى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وفي النّيل، إذ وَفّى البسيطة َ حقَّها،
وفي النّيل، إذ وَفّى البسيطة َ حقَّها،
رقم القصيدة : 19868
-----------------------------------
وفي النّيل، إذ وَفّى البسيطة َ حقَّها،
وزادَ على ما جاءَهُ من صَنائعِ
فما إن توفّى النّاسُ من شكرِ مُنعم
يُشارُ إلى إنعامِهِ بالأصابعِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لئن وهى عقدُ السحابِ الثمين
لئن وهى عقدُ السحابِ الثمين
رقم القصيدة : 19869
-----------------------------------
لئن وهى عقدُ السحابِ الثمين
فلا عدا ربعك يا ماردين
مدينة ٌ لم ترَ في جوّها
جوراً، ولا في أهلِها ماردين
كما شاهدتْ عينايَ من أهلِها
إظهارَ مَعروفٍ وإضمارَ دِين
أفاضِلٌ في غَيّهِم ما رَدُوا،
ونسوَة ٌ في مثلِهِ ما ردين
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما حلة ُ ابنِ دبيسٍ،
ما حلة ُ ابنِ دبيسٍ،
رقم القصيدة : 19870
-----------------------------------
ما حلة ُ ابنِ دبيسٍ،
إلاّ كحصنٍ حصينِ
للقلبِ فيها قرارٌ،
وقُرّة ٌ للعُيُونِ
إن أصبَحَ الماءُ غَوراً
جاءتْ بماءٍ معينِ
وحَولَها سُورُ طِينٍ،
كأنهُ طورُ سينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ظنّ قومي أنّ الأساة ً ستبري
ظنّ قومي أنّ الأساة ً ستبري
رقم القصيدة : 19871
-----------------------------------
ظنّ قومي أنّ الأساة ً ستبري
داءَ وجدي، وذاكَ شيءٌ بَعيدُ
فأتَوا بالطّبيبِ، وهوَ لَعمري
في ذَوي فَنّهِ مُجيدٌ مَجيدُ
مذ رأى علتي، وقد لاحَ للمو
تِ عليها أدِلّة ٌ وشُهودُ
جسّ نَبْضِي وقال: ما أنتَ شاكٍ؟
قلتُ: ناراً لم يُطفِها التّبريدُ
فغَدا يُخلِصُ الدّواءَ، فألفَى
نارَ وجدي معَ الدّواءِ تَزيدُ
قال: ما كان أصلُ دائكَ هذا؟
قلتُ: طرفي، وذاكَ حالٌ شديدُ
قال: إنّ الهواءَ أحدثَ بلوا(19/240)
ك، فقلتُ: المقصورُ لا الممدودُ
فانثنى حائراً، وقال لقَومي:
ما دواءُ العُشّاقِ إلاّ بَعيدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للَّهِ خطّ كتابٍ خلتُهُ دُرَراً،
للَّهِ خطّ كتابٍ خلتُهُ دُرَراً،
رقم القصيدة : 19872
-----------------------------------
للَّهِ خطّ كتابٍ خلتُهُ دُرَراً،
أو رَوضَة ً رَصّعتها السُّحبُ بالبرَدِ
أبدَتْ بظاهرِهِ أيدي مُجَلّده
نقشاً على جلدة ٍ أوهتْ به جلدي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَفَى الشّعرَ فخراً أنّه كلّ مُشكِلٍ
كَفَى الشّعرَ فخراً أنّه كلّ مُشكِلٍ
رقم القصيدة : 19873
-----------------------------------
كَفَى الشّعرَ فخراً أنّه كلّ مُشكِلٍ
من الذّكرِ في تَفسيرِهِ جيءَ بالشّعرِ
وإن أشكَلَتْ في الشرعِ غامضُ نكتة ٍ
إلى النّظمِ يُلجا حينَ يُعوَزُ بالنّثرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أخلايَ بالفيحاءِ إنْ طالَ بعدُكم،
أخلايَ بالفيحاءِ إنْ طالَ بعدُكم،
رقم القصيدة : 19874
-----------------------------------
أخلايَ بالفيحاءِ إنْ طالَ بعدُكم،
فأنتم إلى قلبي كسحريَ من نحرِي
وإن يخلُ من تكرارِ ذكري حديثُكم،
فلم يخلُ يوماً من مديحكُمُ شِعرِي
فواللهِ لا يشفي نزيفَ هواكمُ
سوى خمرِ أنسٍ كان منكم بها سكري
أرى كلّ ذي داءٍ يُداوَى بضدّه،
وليسَ يداوَى ذو الخمارِ بلا خمرِ
أطالبُ نفسي بالتصبرِ عنكمُ،
وأوّلُ ما أُفقِدتُ، بعدكمُ، صَبرِي
فإن كان عصرُ الأنسِ منكم قد انقضَى ،
فوالعصرِ إنّي بعد ذلكَ في خسرِ
بكَيتُ لفقدِ الأربعِ الخُضرِ منكمُ،
على الرملة ِ الفيحاءِ بالأربعِ الحُمرِ
فكيفَ بقي إنسانُ عيني، وقد مضَى
على ذلكَ الإنسانِ حينٌ من الدّهرِ
سقَى روضة َ السعديّ من أرض بابلٍ
سَحابٌ ضَحوكُ البرقِ مُنتحبُ القطرِ
وحَيّا الحَيا مَغنًى قضَيتُ برَبعِهِ
فُروضَ الصِّبا ما بَينَ رَملة َ والجسرِ
وربّ نسيمٍ مرّ لي من ديارِكم،
ففاحَ لنا من طيهِ طيبُ النشرِ(19/241)
وأذكرَني عَهداً، وما كنتُ ناسِياً،
ولكنّهُ تجديدُ ذِكْرٍ على ذِكْرِ
فيا أيها الشيخُ الذي عقدُ حبهِ
تنزلض مني منزلَ الروحِ من صدري
تجاذبني الأشواقُ نحوَ دياركم،
وأحذرُ من كيدِ العدوّ الذي يدري
مخافةض مذاقِ اللسان يسرّ لي
ضُروبَ الرّدي بينَ البَشاشة ِ والبِشرِ
ويَنثُرُ لي حَبّ الوَفاءِ تَمَلّقاً
وينصبُ لي من تحتِه شركَ الغدرش
وما أنا مَن يُلقي إلى الحَتفِ نَفسَهُ،
ويجهدُ في استخلاصِها منه بالقسرِ
إذا كان ذكرُ المرءِ شَيخَ حَياتِهِ،
فإنّ طريفَ المالِ كالواوِ في عمرِو
ولكنّ لي في ماردينَ معاشراً،
شددتُ بهم، لمّا حللتُ بها، أزري
ملوكٌ، إذا ألقَى الزّمانُ حِبالَهُ،
جعلتهُمُ في كلّ نائبة ٍ ذخري
وما أحدثَتْ أيدي الزّمانِ إساءَة ً،
ووافيتهم إلاّ انتقمتُ من الدّهرِ
إذا جئتُهم مستَصرِخاً حَقَنُوا دَمي،
وإن جئتُهم مستجدياً وفروا وفرِي
عزائمُ من لم يخشَ بالبَطشِ من ردًى ،
وإنعامُ من لم يخشَ بالجودِ من فقرِ
ورَوّوا بماءِ الجُودِ غَرسَ أبيهِمُ،
فأينَعَ في أغصانِهِ ثمرُ الشّكرِ
وقلدني السلطانُ منهُ بأنعمٍ،
أخفَّ بها نَهضي وإن أثقلتْ ظَهرِي
هوَ الصّالحُ المَلكُ الذي صَلُحتْ به
أمورُ الورى واستبدلَ العسرُ باليسرِ
يبيتُ بها كفّي على الفتحِ بعدما
بنَتْ نُوَبُ الأيّامِ قلبي على الكَسرِ
وبدلتُ من دهمٍ الليالي وغيرها،
لديهِ، بأيامٍ محجلة ٍ غرّ
حَطَطتُ رِحالي في ربيعِ رُبوعِهِ،
ولولاهُ لم أثنِ الأعنة َ عن مصري
مَنازِلُ ما لاقَيتُ فيها نَدامَة ً،
سوى أنّني قضّيتُ في غيرِها عُمرِي
فلم يَكُ كالفِردوسِ غيرُ سميّهِ،
من الخُلدِ لا خُلدُ الخَليفَة ِ والقَصرِ
ووادٍ حكَى الخَنساءَ لا في شجونِها،
ولكن له عَينانِ تَجري على صَخرِ
كأنّ به الجودانَ بالسُّحبِ شامتٌ،
فما انتحبتْ إلاّ انثنى باسمَ الثّغرِ
تَعانَقَتِ الأغصانُ فيه فأسبَلَتْ
على الروضِ أستاراً من الورق الخضرِ
إذا ما حِبالُ الشّمسِ منها تَخَلّصَتْ(19/242)
إلى روضهِ ألقتْ شراكاً من التبرِ
تُدارُ به، من ديرِ شَهلانَ، قَهوَة ٌ
جلتها لنا أيدي القسوسِ من الخدرِ
إذا ما حَسَوناها، وسارَ سرورُها
إلى منتهَى الإفكارِ من موضعِ السرّ
نُعِدّ لها نَقلَ الفكاهة ِ والحِجَى ،
ونجلو عليها بهجة َ النّظمِ والنثرِ
ونحنُ نوفّي العيشَ باللّهوِ حقّهُ،
ونسرِقُ ساعاتِ السّرورِ من العمرِ
وقد عمّنا فصلُ الربيعِ بفضلهِ،
فبادرَنا بالوردِ في أولِ القطرِ
فيا أيها المولى الذي وصفُ فضلِهِ
يجلُّ عن التعدادِ والحدذ والحصرِ
أبُثّكَ بالأشعارِ فرطَ تَشَوّقي،
ولا أتعاطَى حَصرَ وصفِكَ بالشّعرِ
وأعجبُ شيءٍ أنني مع تيقظي،
إلى مخلصِ الألفاظِ من شرَك الهجرِ
أسوقُ إلى البحر الخضمّ جواهرِي،
وأُهدي إلى أبناءِ بابلَ من سِحرِي
فمُنّ، فدتك النّفسُ، بالعُذرِ مُنعِماً
عليذ، وشاور حسنَ رأيك في الأمرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من لي بقربكَ، والمزارُ عزيزُ،
من لي بقربكَ، والمزارُ عزيزُ،
رقم القصيدة : 19875
-----------------------------------
من لي بقربكَ، والمزارُ عزيزُ،
طُوبَى لمن يَحظَى بهِ ويَفوزُ
فلَو استَطَعتُ رفَعتُ حالي نحوَكم،
لكنّ رفعَ الحالِ ليسَ يجوزُ
يا أيها الشيخُ الذي آراؤهُ
جرزٌ لنا، في النائباتِ، حريزُ
عرضَ العروضُ فلم ترعكَ دوائرٌ
منهُ ولم تُشكِلْ عليكَ رُموزُ
وكذا اقتفتَ من القوافي إثرَها،
فأطاعكَ المقصورُ والمهموزُ
وضرَبتَ نحوَ النّحوِ همّة َ أوحَدٍ،
أضحى له في حالهِ تمييزُ
لو كنتَ جئتَ به قديماً لم يكنْ
فيهِ لتَبريزٍ لها تَبريزُ
ولقد هززتُ إليكَ دوحَ قريحتي،
مَدحاً، فأينَعَ دوحُها المَهزوزُ
وسبكتُ مدحكَ في بواطقِ فكرتي،
إذْ في البواطقِ يسبكُ الإبريزُ
صُغتُ القريضَ، ولم أقُلهُ تكَلّفاً،
لكنّه طبعٌ لديّ عزيزُ
ألجو علَيكَ من القَريضِ عَرائِساً،
من خدرِ أبكاري لهنّ بروزُ
أبكارُ أفكارٍ تزفّ كواعباً،
لا كالعقارِ تزفّ وهيَ عجوزُ(19/243)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
رقم القصيدة : 19876
-----------------------------------
أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
مرّ بالحيذ من مرابعِ ليلَي
وتُرى السُّحبَ مذ نشأنَ ثقالاً،
سَحَبتْ في رُبوعِ بابلَ ذَيلا
ما أضا البارِقُ العِراقيّ، إلاّ
أرسلتْ مقلتي من الدّمعِ سيلا
وتذكرتُ جيرة ً بمغانيـ
ـهِ ونَدباً من آلِ سنبسَ قَيلا
عمَّنا بالودادِ في حالة ِ القرْ
بِ، وأهدى لنا على البُعدِ نَيلا
وحملنا بضاعة َ الشكرِ مزجا
ة ً، فأوفَى لنا من الودّ كيلا
كيفَ أنسَى تلكَ الديارَ ومغنى ً
عامراً قد ربيتُ فيهِ طفيلا
أتَمَنّى العراقَ في أرضِ حرّا
نَ، وهل تدركُ الثريّا سهيَلا
يا ديارَ الأحبابِ ما كانَ أهنى ،
بمغانيك، عيشنا، وأُحَيلى
كم جلونا بأفقكِ البدرَ صُبحاً،
واجتلينا بجوكِ الشمسَ ليلا
وأمّنا الأعداءَ لمّا جَعَلنا
سورَ تلكَ الديارِ رجلاً وخيلا
انتدي في حماكِ كعباً، ومغنًى ،
وإذا ئشتُ سنبساً وعقيلا
أُورِدُ العِيسَ نهرَ عيسى وطوراً
أُورِدُ الخَيلَ دِجلة ً ودُجَيلا
إن ورَدتَ الهيجاءَ يا سائقَ العيـ
ـسِ، وشارفتَ دوحها والنخيلا
ورأيتَ البدورُ في مشهدِ الشمـ
ـسِ بفتيانِ بانة ِ والأثيلا
مِلْ إليها واحبِسْ قليلاً عليها،
إنّ لي نحوَ ذلك الحيّ ميلا
وأبلغِ الرملة َ الأنيقة َ وابلغْ
معشراً لي بربعِها وأهيلا:
كنتُ جَلْداً، فلم يدَعْ بينُكم للـ
ـجسمِ حولاً ولا لقلبيَ حيلا
قد ذَمَمنا بُعَيْدَ بُعدِكُم العَيـ
ـشَ، فليتَ الحمامَ كانَ قبيلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
رقم القصيدة : 19877
-----------------------------------
أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
لمّا نزلنا على ناعورة ِ العاصِي
وباتَ لي بمغاني أهلِها، وبها
شُغلانِ عن أهلِ شَعْلانٍ وبَغْراصِ(19/244)
والرّيحُ تَجري رُخاءً فوقَ جَدوَلِها،
والطّيرُ ما بَينَ بَنّاءٍ وغَوّاصِ
وقد تلاقتْ فروعُ الدوح، واشتبكتْ
كأنذما الطيرُ منها فوقَ أقفاصِ
تدارُ ما بيننا حمراُ صافية ً،
كانتْ هَدايا يَزيدٍ من بَني العاصِ
مع شادنٍ ربّ أقراطٍ ومنطقة ٍ؛
وقَينَة ٍ ذاتِ أحجالٍ وأخراصِ
تدنيهِ كفّي، فيثني جيدهُ مرحاً،
كأنّهُ جُؤذَرٌ في كفّ قَنّاصِ
وكم لدينا بها شادٍ وشادية ٍ
تشجي، وراقصة ٍ تعصو ورقاصِ
إذا ثناها نسيمُ الرقصِ من مرحٍ،
عجبتَ من هزّ أغصانٍ وأدعاصِ
يا قاطعَ البيدِ يطويها على نجبٍ،
لم تبقِ منها الفيافي غيرَ أشخاصِ
إذا وردتَ بها شاطي الفراتِ، وقد
نكّبتَ عن ماءِ حَورانٍ وقيّاصِ
وجُزتَ بالحِلّة ِ الفَيحاءِ مُلتَمِحاً
آرامَ سِربٍ حَمتَها أُسدُ عيّاصِ
فقفْ بسعديها المشكورِ منشأهُ،
سعدِ بنِ مزيَدَ لا سَعدِ بنِ وَقّاصِ
واقرَ السلامَ على من حلّ ساحتهُ،
وصِفْ ثَنائي وأشواقي وإخلاصِي
واخبرْ بأنّي، وإن أصبحتُ مبتنياً
مجداً وأغليَ قدري بعدَ إرخاصِي
صابٍ إلى نحوِكم صَبٌّ بحبّكمُ،
محافظُ الودّ للداني وللقاصِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تركتنا لواحظُ الأتراكِ،
تركتنا لواحظُ الأتراكِ،
رقم القصيدة : 19878
-----------------------------------
تركتنا لواحظُ الأتراكِ،
بينَ مُلقًى شاكي السّلاحِ وشاكِ
حركاتٌ بها سكونُ فتورٍ
تتركُ الأسدَ ما بها من حراكِ
ملَكَتني خُزرُ العُيونِ، وإن خِلـ
ـتُ بأنّي لها من المُلاّكِ
كلّ ظبي في أسرِ رقّي، ولكنْ
ما لأسري في حبّهِ مِن فكاكِ
أينَ حسنُ الأعرابِ من حسن أسد
أفرغتْ في قوالب الأملاكِ
فإذا غوزلوا، فآرامُ سربٍ،
أخذوا ثارَ مَن ذُكي بالمَذاكي
كلّ طفلٍ يجلّ أن يحكيَ البد
رَ، ولكن له البُدورُ تُحاكي
بثُغورٍ لم يَعلُها قَشَفُ النُحـ
ـلِ،. ولم تَجلُها يَدٌ بسواكِ
وعيونٍ كأنّما الغُنجُ فيها
رائدُ الحَتفِ، أو نَذيرُ الهَلاكِ
وقدودٍ كأنّما شدّ عقدُ الـ(19/245)
ـبند منها على قضيبِ أراكِ
كِدتُ أنجُو من القُدودِ ولكن
أدركتني فيها بطَعنٍ دِراكِ
قل لساجي العيونِ قد سلبتْ عيـ
ـناك قلبي، وافرطتْ في انهاكي
فابقِ لي خاطراً به أسبكُ النظـ
ـمَ وأثني على فتى السُّبّاكِ
حاكمٌ مَهّدَ القَضاءَ بقَلبٍ
ثاقب الفهمِ نافذِ الإدراكِ
فكرَة ٌ تحتَ مُنتَهَى دَركِ الأر
ضِ وعزْمٌ في ذُروَة ِ الأفلاكِ
مذ دعتهُ الأيام للدينِ تاجاً
حسَدَ الدّينَ فيهِ هامُ السِّماكِ
رتبة ٌ جاوزتْ مقامَ ذوي العلـ
ـم، وفاقتْ مَراتبَ النُّسّاكِ
ذو يراعٍ راعَ الحوادثَ لمّا
أضحك الطرسَ سعيُه وهوَ باكِ
بمعانٍ لو كنّ في سالفِ العَصـ
ـرِ لسكّتْ مَسامعَ السّكّاكِ
زادَ قَدري بحبّه، إذ رأى النّا
سُ التزامي بحبّهِ وامتساكي
مذهبٌ ما ذهبتُ عَنه ودِينٌ
ما تعرضتُ فيهِ للإشراكِ
أيّها الأروَعُ الذي لَفظُهُ والـ
ـفضلُ بينَ الأنامِ زاهٍ وزاكِ
إن تغبْ عن لحاظِ عيني، فللقلـ
ـبِ لحاظٌ سريعة ُ الإدراكِ
لم تَغِبْ عن سوى عيوني، فقلبي
شاكرٌ عن علاك، والطرفُ شاكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سَلبَتنا فَواتكُ اللّفَتاتِ،
سَلبَتنا فَواتكُ اللّفَتاتِ،
رقم القصيدة : 19879
-----------------------------------
سَلبَتنا فَواتكُ اللّفَتاتِ،
إذ سَبَقنا بالخَيفِ كلّ فَتاة ِ
فجهلنا الهوى ، ولم ندرِ أنّ الأُ
سد تغدو فرائسَ الغاداتِ
بجفونٍ، لها فُتورُ ذوي السّكـ
ـرِ على ضعفِها وفتكُ الصحاة ِ
وعيونٍ في لحظهنّ سُكونٌ،
هوَ في الفَتكِ أسرَعُ الحَرَكاتِ
قلْ لذاتِ الجمالِ إذ رمتُ إنجا
زَ عِداتي، فأصبَحتْ من عِداتي
يا شبيهَ القناةش قداً وليناً،
إنّ ليلي في طولِ ظلّ القناة ِ
بعدما كانَ من وصالك في الغمـ
ـضِ قصيراً، شبيهَ ظِفرِ القَطاة ِ
ودياري ما بينَ دجلة والصّيـ
رَة ِ، لا بينَ دجلة َ والصراة
وورودي من عَينِ دجلَة َ والفِر
دَوسِ، لا نهرِ بنّة ٍ والفُراة ِ
بينَ قومٍ لستُ الملومَ، إذا أذ
هبتُ نفسي عليهمُ حسراتِ(19/246)
وارتشافي من خَمرِ فيكِ وقَلبي
آمنٌ من طوارقِ الحادثاتِ
لستُ أخشَى مع رشفِ فيكِ من الحتـ
ـفِ لأنّي وردتُ عينَ الحياة ِ
من فَمٍ ما رشَفتُ، قبلَ ثَنايا
هُ، جُماناً مُنَضَّداً في لِثاتِ
لا أرى غيرَ فيكِ أجدرَ بالتقـ
بيلِ، إلاّ أكفَّ قاضي القضاة ِ
ذي المعالي فتى المهذب شمس الدّ
ينَ ربّ المَناقبِ الباهراتِ
حاكِمٍ رأيُهُ، إذا أُشكِلَ الأمـ
ـرُ، سِراجٌ في ظِلمة ِ المُشكِلاتِ
ذو علومٍ، إذا تلاطمَ موجُ الشـ
ـكّ كانتْ للخصمِ سفنَ النجاة ش
لو أعارَ الظلامَ أخلاقَه الغـ
ـرّ لأغنَتْ به عن النّيّراتِ
قرنتْ كفَّهُ الإجادة َ بالجو
دِ، وحُسنَ الخِلالِ بالحَسناتِ
كلما جمعتْ شمائلهُ الفضـ
ـلَ تَداعَتْ أموالُهُ بالشّتاتِ
ذو يراعٍ يبدي إذا أمطرَ الطر
سُ رياضاً أنيقة َ الزهراتِ
بمَعانٍ تُضيءُ في ظُلمة ِ الحِبـ
ـرِ شيبة َ الكَواكِبِ الزّاهراتِ
أخبرتنا عذوبة ُ اللفظِ منها
أنّ عَينَ الحَياة ِ في الظّلماتِ
أيها المرسلُ الي آمنَ النا
سُ بآياتِ فَضلِهِ البيّناتِ
كم صِيامٍ قَرنَتَهُ بقيامٍ،
وصلاة ٍ وصلتها بصلاتِ
ومَساعٍ قد أُشرِكَ الملكُ الصّا
لحُ في باقياتِها الصّالحاتِ
فقصدتَ البيتَ الحرامَ، فأقصد
تَ بسَهمِ الرّدي قُلوبَ العُداة ِ
ولكمْ قد حرمتَ في يومِ أحرمـ
ـتَ لذيذَ الكرى عيونَ البغاة ِ
ثمّ لبيتَ منعماً، حينَ لبيـ
ـتَ، نِدا مَن دَعاكَ للمَكرُماتِ
وتقدمتَ للطوافِ فأطفأ
تَ لهيبَ الهمومِ بالخطواتِ
واستلمتَ الركنَ العتيقَ فأسلمـ
ـتَ قلوبَ العُداة ِ للحَسراتِ
وسعيتَ الركنَ العتيقَ فأسلمـ
جُزتَ في المَكرُماتِ سَعيَ السّعاة ِ
ولكم قد قصرتَ ساعة َ قصرْ
تَ على الخوفِ أنفساً قاصراتِ
ومنى النفسِ في نزولِ منًى نلـ
ـتَ برغمِ الأعداءِ والشماتِ
ورميتَ الجمارَ في كبدِ الأعـ
ـداءِ، لمّا رَمَيتَ بالجَمَراتِ
ولكم قد أفضتَ من فيضِ إنعا
مكَ، لمّا أفضتَ من عرفاتِ
ورأيتَ الثناءَ أبقَى من المال(19/247)
لِ، فغادرتَهُ هباً بالهباتِ
إنّما الطّيبّاتُ للطّيبينَ الـ
ـأصلِ، والطيبونَ للطيباتِ
لا تسمنا قضاءَ حقّك بالأشـ
ـعارِ، يا كاملَ الصَّفا والصِّفاتِ
لو نظمنا النجومَ فيكَ عقوداً،
ما قضينا حقوقكَ الواجبتِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كررِ اللومَ عليه إن تشا،
كررِ اللومَ عليه إن تشا،
رقم القصيدة : 19880
-----------------------------------
كررِ اللومَ عليه إن تشا،
فهوَ صبُّ بحميّاه انتشَى
هزهُ بل أزه ذكرُ الحمَى ،
فتَثَنّى طَرَباً، بل رَعَشَا
كادَ أن يقضي فجددتُ لهُ
ذِكرَ سكّانِ الحِمى ، فانتَعَشَا
لستَ عندي عاذِلاً بل عادِلٌ،
سُرّ بالذّكرى فَوشّى ، إذ وَشَى
مغرمٌ حاولَ كتمانَ الهوى ؛
وشهودُ الدَّمعِ لا ترضى الرُّشَى
شامَ برقَ الشامِ صبحاً: فصَبا
وتَراعاهُ عِشاءً، فعَشَا
لاحَ، واللّيلُ بهِ مكتَهِلٌ،
وجَنينُ الصّبحِ حملٌ في الحَشَا
وهلالُ الأفقِ يحكي قوسُهُ
جانبَ المِرآة ِ يبدو من غِشَا
وحكَى كَيوانُ صَقراً لائِذاً
بجناحِ النسر لما فرشا
وكأنّ المُشتري ذو أمَلٍ
نالَ حَظّاً، ومن البدرِ ارتَشَى
وحكَى المِرّيخُ في صَنعَتِهِ
خَدَّ مَحبوبٍ بلَحظٍ خُدِشَا
وسَهيلٌ مثلُ قلبٍ خافِقٍ
مكنَ الرعبُ به، فارتعشَا
وبناتُ النّعشِ سِربٌ نافِرٌ
هامَ ذعراً ومن النسرِ اختشى
والثريا سبعة ٌ قد أشبهتْ
شكلَ لَحيانٍ بتَختٍ نُقِشَا
ووميضٌ غادرتْ غرتُه
أدهمَ الليلِ صباحاً أبرشا
طَرّزَ الأُفقَ بنورٍ ساطِعٍ،
أدهشَ الطرفَ بهِ بل أجهشَا
فَتلاهُ من دُموعي وابِلٌ
لا يَزيدُ القَلبَ إلاّ عَطَشَا
طبقَ الآفاقَ حتى خلتُهُ
من ندى أيدي عليٍّ قد نشا
كاتبُ السرَ الذي في عصرهِ،
سرُّ دَستِ المُلكِ يوماً ما فَشَا
يَقِظُ الآراءِ، مَسلوبُ الكَرى ،
مستجيشُ العزم، متعوبُ الوشا
فالأماني من عَطاهُ تُرتَجى ،
والمَنايا من سَطاهُ تُختَشَى
خلقٌ لو يقتدي الدهرُ بهِ
كحَلَتْ أصباحُهُ كلّ عِشَا
ذو يراعٍ راعَ آسادَ الشّرى ،(19/248)
وحَشا الأعداءَ رُعباً قد حَشَا
لا يراعي ذمة َ الأسدِ التي
بَينَها في الغابِ قِدماً قد نَشَا
وبَسطتَ الأنْسَ في زَمَنٍ
ولأطوادِ العُلى مُفترِشَا
أصبحَ العضبُ بهِ مرتعداً،
وانثنى اللّدنُ بهِ مُرتَعِشَا
فإذا أوحى إليهِ أمرهُ
جاءَ طوعاً وعلى الرّاسِ مشَى
كلما تاهَ جماحاً صدرهُ
صرّفَتهُ كَفُّهُ حَيْثُ يَشَا
كفلَ الأيامَ إلاّ أنهُ
أيتَمَ الأطفالَ لمّا بَطَشَا
عربيُّ واطىء ٌ رومية ً
يُنسِلُ الزّنجَ لها والحَبَشَا
يُصبحُ الرَوضُ هَشيماً كُلّما
رقمَ الطرسَ به، أو رقشا
ما رأينا قَبلَه لَيثَ شرًى
حملتْ يمناهُ صلاًّ أرقشا
ويدُ الأقدارِ تقضي ما يشَا
جُدتَ لي بالودّ من قبلِ النّدى
منعماً بالرقبِ لي بل منعشاً
كنتُ من ظلّي به مستوحشا
فسأجلو ذكرَكم في مَوطِنٍ
يحمدُ السامعُ فيه الطرشَا
إنّما الذّكرُ، طَليقاً، مُقعَدٌ،
فإذا قُيّدَ بالشّعرِ مشَى
فاستمعْ لابنة ِ يوميها التي
جُمّلَ الفكرُ لها بل جُمّشَا
وابقَ في عزّ مقيمٍ ظلُّهُ،
بسطَ الأمنُ لهُ، فافترشَا
مستَظِلاًّ دوحَة المَجدِ التي
ثَبتتْ أصلاً، وطابتْ عُرُشَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما كنتُ أعلمُ، والضمائرُ تنطقُ،
ما كنتُ أعلمُ، والضمائرُ تنطقُ،
رقم القصيدة : 19881
-----------------------------------
ما كنتُ أعلمُ، والضمائرُ تنطقُ،
أنّ المسامعَ كالنواظرِ تعشقُ
حتى سمعتُ بذكركم، فهويتكم،
وكذاكَ أسبابُ المَحبّة ِ تَعلَقُ
ما ذرّ من أرضِ الغَنيّة ِ شارِقٌ،
إلاّ وكدتُ بدمع عيني أشرَقُ
شوقاً إلى أكنافِ ربعكمُ الذي
كلّي إليهِ تَشَوّفٌ، وتَشَوّقُ
أسري وأسري مُوثَقٌ بيدِ الهوَى ،
فمتى أسيرُ أنا الأسيرُ المطلقُ
فلئن عثرتُ بأن عَبَرْتُ، ولم أبِتْ،
بغِناكَ، ذا حَدَقٍ بمجدِكَ تحدِقُ
فاعذِرْ جَواداً قد كَبا في جَريهِ،
فلربّما كَبَتِ الجيادُ السُّبّقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً(19/249)
جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً
رقم القصيدة : 19882
-----------------------------------
جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً
لاح الهدى وتجلتِ الظلماءُ
وهدَتْ محبّاً ظَلْ في ليلِ الجَفا
لمّا هدا وامتدتِ الآناءُ
رشأ غدا من سكرِ خمرة ِ ريقهِ
متأودا فكأنها صهباءُ
وسرتْ بخديهِ المدامُ بلطفِها
فتوردا وكساهما اللألاءُ
وافى يعيدُ من التواصل ضعفَ ما
منهُ بدا إذ صحّ منهُ وفاءُ
فألمّ بي طوعاً وباتَ لساعدي
متوسِّدا وفراشُه الأعضاءُ
عانقتهُ مترفقاً وضممتُه
متأيدا إذ نامتِ الرقباءُ
حى اغتدى من ساعديَّ موشَّحاً
ومقلَّدا وقد اعتراه حياءُ
وسطا الضياءُ على الظلامِ وحبذا
لو يفتدى وله النفوس فداءُ
لم أدرِ، ضوءُ الصّبحِ أقبَل جَيشُهُ
متبددا، ولهث الشعاعُ لواءُ
أو نورُ شمسِ الدّين قد جلّى الدجى
لما بدا وله القلوبُ سماءُ
شمسٌ إذا ما راحَ ترقبهُ العُلى
وإذا غَدا فكأنّها الحرباءُ
وإذا تدرعَ فالسماحة ُ درعُه،
وإذا ارتدى فله الجَمالُ رِداءُ
من آلِ عبسونَ الذينَ إذا انتموا
عبسَ الردى وتولتِ اللأواءُ
وإذا سطوا بكتِ السيوفُ وإن سخوا
ضحكَ الندى وتجلتِ الغماءُ
قومٌ بهم تُجلى الكُروبُ ومنهمُ
يُرجَى الجَدا إن ضَنَّتِ الأنواءُ
فنَداهمُ قبلَ السّؤالِ وجَودُهم
قبلَ النّدى وكذلكَ الكُرَماءُ
وهم منًى لمن اعتفى ومنية ٌ
لمن اعتدى فسعادة ٌ وشقاءُ
مولاَيَ شمسَ الدّينِ يامَن كَفُّهُ
يروي الصّدى وبها العداة ُ ظماءُ
اشكو إليكَ غريمَ شوقٍ قد غدا
متَمَرّداما عندَهُ إغضاءُ
شَوقي إلى عَلياكَ أعظَمُ أن يُرى
متعددا ويعمّه الإحصاءُ
لا زالَ غيثُ نداكَ يمطرُ فضة ً،
أو عَسجَدا تَغنى بهِ الفقراءُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألآلٍ أشرقتْ في نحورٍ
ألآلٍ أشرقتْ في نحورٍ
رقم القصيدة : 19883
-----------------------------------
ألآلٍ أشرقتْ في نحورٍ
أم نجومٌ أشرَقتْ في ليَالي
أم فصولٌ من خَواطرِ مولًى
ذي مَقامٍ في العُلى ومَقالِ(19/250)
كم بنتْ بالفكرِ بيتَ معانٍ،
وانثَنَتْ بالذّكرِ بيتَ مَعالي
نفثُ أقلام خفاف نحافٍ،
كم أبادَت من خطوبٍ ثِقالِ
وقِصارٌ في الأكفّ ولكنْ
قصّرَتْ فعلَ الرّماحِ الطّوالِ
تجعلُ الغمضَ علينا حراماً،
كلّما جاءتْ بسحرٍ حلالِ
قَيّدَتني بالجَميلِ، ولكنْ
أطلَقَتْ بالشّكرِ فيهِ مَقالي
أمنتني غيرَ أنّي عليهِ
خائِفٌ من شرّ عَينِ الكَمالِ
فاعفُ مولايَ مُحبّاً ثَناهُ
عن ثَناهُ فيكُمُ شُغلُ بالِ
ذا هموم، قلبهُ في اشتغالٍ،
ولظى أحزانِهِ في اشتعالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه،
مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه،
رقم القصيدة : 19884
-----------------------------------
مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه،
إذ عَداهُ وصلُ الحَبيبِ وفاتَه
فاتَهُ من لِقا الأحبّة ِ عَيشٌ،
كان يخشَى قَبلَ الوَفاة ِ فَواتَه
كان ثبتاً قبلَ التفرقِ لكنْ
زَعزَعَتْ روعة ُ الفراقِ ثَباتَه
سرَّهُ جمعُ شملِهِ بلقاهم،
فقضَى حادثُ الزّمانِ شَتاتَه
ما عصَى الحبَّ، حينَ أطنبتِ الوا
شونَ فيهم، ولا أطاعَ وشاتَه
سرَّهُ ذكرُهم، وقد ساءَه اللو
مُ، فأحياهُ عَذلُهم وأماتَه
أظهروا لي تملقاً واكتئاباً
هو عندي تهكمٌ، وشماتَه
فصَمتْ شدّة ُ الهمومِ عُرى القلـ
ـبِ وأصدى مرأى العدى مرآته
كيفَ تَفري الهمومُ حدَّ اصطباري
بعدما فلتِ الخطوب شباتَه
كنتُ مستنصراً بأسيافِ صبري،
فنَبَتْ بعدَ فُرقَة ِ ابنِ نُباتَه
فاضلٌ ألّفَ الفَصاحَة َ والعِلـ
ـمَ وضمتْ آراؤهُ أشتاتَه
وهَبَتهُ العَلياءُ هّبة َ قَلبٍ
طهرتْ من شوائبِ العيبِ ذاتَه
ربّ شعرٍ لم يتّبعْ ما روى الغا
وونَ لكن بالفضلِ يهدي غواتَه
ومعانٍ تضيءُ في قالبِ اللفـ
ـظِ، فيجلو مصباحُها مشكاتَه
وإذا هذّبَ الرواة ُ قريضاً
فيهِ قد هَذّب القَريضُ رُواتَه
صارمٌ في معاركِ اللفظِ والفضـ
ـلِ حمدنا انغمادَه وانصلاتَه
قد سبَرْنا حدّيه في النّظمِ والنّثـ
تر، فكانتْ بتاكة ً بتاتَه(19/251)
يا جمالَ الدينِ الذي أحرزَ السّبـ
ـقَ، ولا يُعثِرُ الجيادُ أناتَه
أنتَ قوتُ القلوبِ لو كنتَ أعطَيـ
ـتَ لحبً من أنسكم ما فاتَه
ورسولٌ منكم تعَجّبتُ منهُ
حينَ حانَتْ منّي إليهِ التفاتَه
جاءَ يهدي لى الصحابِ طروساً
ليسَ للعَبدِ بَينَهنّ حُتاتَه
فتأملتُ في يديهِ خطوطاً
أذكرتني من ربّها أوقاتَه
لو بعثتم للعبدِ فيها سحاة ً
لأعادَتْ، بعدَ المَماتِ، حَياتَه
فتَفَضّلْ بالأُنسِ واهدِ إلى عَبـ
ـدِكَ من مسكِكَ الزّكيّ فتاتَه
لكَ من وافرِ العلوم نِصابٌ،
فاجعَلِ الرّدّ للجَوابِ زَكاتَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ
كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ
رقم القصيدة : 19885
-----------------------------------
كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ
بدا لعيوننا أم نورُ نجمِ
فأسرَحَ ناظري في وشيِ روضٍ
وألقَحَ خاطري من بعدِ عُقمِ
وقسمتُ التفكرَ فيهِ لمّا
أخذتُبهِ من اللذاتِ قسمي
فلَم أعجَبْ لذلك، وهوَ دُرّ،
إذا ما جاءَ من بحرٍ خضمّ
أشمسَ الدينِ كم من شمسِ فضلٍ
بها جلتْ يداكَ ظلامَ ظلمِ
نَظَمتَ من المَعالي والمَعاني
بَدائعَ حُزنَ عن نَثرٍ ونَظمِ
لكَ القَلَمُ الذي قصُرَتْ لدَيهِ
طوالُ الشمرِ في حربٍ وسلمِ
يراعٌ راعَ بالخُطَبِ الزّواهي
جسيمَ الخَطبِ، وهوَ نحيفُ جسمِ
ففي يَومِ النّدى يجري، فيُجدي؛
وفي يومِ الرّدى يَرمي، فيُصمي
ويرسلُ في الورى وسميَّ جودٍ،
ويَنفُثُ في العُداة ِ زُعافَ سُمّ
ويطلعُ في سماءِ الطرسِ شهباً
ثواقبها لأفقِ اللكِ تحمي
إذا رامَ استراقَ السّمعِ يوماً
رجيمُ الكيدِ عاجلهُ برجمِ
فَيا مَن سادَ في فَضلٍ ولَفظٍ،
كما قد زادَ في عمَلٍ وعِلمِ
لقد بسمتْ لنا الأيامُ لمّا
بذلتَ لنا محياً غيرَ جهمِ
وشاهدَ ناظري أضعافَ ما قد
تفرّسَ قبلَ ذلك فيكَ فَهمي
فكيفَ أرومُ أن أجزيكَ صنعاً،
وأيسرُ صُنعكَ التّنويهُ باسمي
فعَلّكَ أن تُمَهّدَ بَسطَ عُذري،
لمَعرفَتي بتقصيرِي وجُرمي(19/252)
فمثلكَ من ترفقَ بالموالي،
وغضّ عن المُقصّرِ جَفنَ حِلمِ
ودم في سبقِ غاياتِ المعالي،
تصوبُ للفخارِ جوادَ عزمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَمَعي في لِقاكَ، بَعْدَ إياسِ،
طَمَعي في لِقاكَ، بَعْدَ إياسِ،
رقم القصيدة : 19886
-----------------------------------
طَمَعي في لِقاكَ، بَعْدَ إياسِ،
هو أغرى قلبي بقصدِ أياس
ولو أني علمتُ أنكَ بالزو
راءِ وافَيتُها بعَيني وراسِي
وكذا في دمشقَ لولاكَ ما أو
ردتُ خَيلي بها على بانياسِ
بل توهمتُ أن تعودَ إلى الشّا
م، فوافيتُها على سيواسِ
يا خَليلي من دونِ كلّ خليلٍ،
وأنيسي من دونِ أهلي وناسِي
لا تكن ناسياً لعَهدي، فإنّي
لستُ ما عشتُ للعُهودِ بناسِي
قسْ ضَميري على ضَميرِك في الوُ
دّ، فإنّ الوَدادَ علمُ قِياسِي
واعتمِد موقِناً على صدقِ ودّي،
لا على ما يضمُّه قُرطاسِي
لو تَراني كما عهِدتَ من اللّـ
ـذّة ِ بينَ القسَيسِ والشمّاسِ
أشتري التبرَ باللجينِ، ولا أفـ
ـرُقُ ما بينَ عسجدٍ ونحاسِ
فَتراني يوماً بخَمّارَة ِ النّهـ
ـرِ، وطوراً بحانة ِ الدرباسِ
فأُناسٌ تَلومُ في نَقصِ كيسي،
وأُناسٌ تَلومُ في مَلءِ كاسِي
ذاكَ خيرٌ من خدمتي لأناسٍ
هم إذا ما اختَبرتُ غيرُ أناسِ
يستقلونَ ما بذلتُ من النصـ
ـحِ ويستكثرونَ فضلَ لباسي
ولو انّي أفوهُ فيهِمْ بلَفظٍ،
كادَ أن ينسفَ الجبالَ الرواسي
فسأُفني ما قَد حوَيتُ ولا أذ
خرُ فلساً لساعة ِ الإفلاسِ
وإذا ما غرقتُ في لججِ الهـ
ـمّ، ففي ماردينَ مَلقى المَراسِي
بلدَة ٌ ما أتَيتُها قطّ إلاّ
خلتُها بلدتي ومسقطَ راسءَ
بذلوا لي معَ السماحة ِ ودّاً،
هوَ منهم يَزيدُ في إيناسِي
فنهاري جليسُ ليثِ عرينٍ،
ومَسائي ضَجيعُ ظبيِ كِناسِ
فأُناسٌ تَقولُ يا أبا فِراسٍ،
وأُناسٌ تَقولُ يا أبا نُواسِ
لستُ أشكو بها من العيشِ إلاّ
أنني لا أراكَ في الجلاسِ
سيدي صاحبي أنيسي جليسي،
طوقُ جيدي معاشري تاجَ راسِي
لايغيركَ ما تقولُ الأعادي،(19/253)
فبناءُ الودادِ فوقَ أساسِ
أو نفاري عليك من نصَبِ الدّر
بِ، بحَسبِ الإدلالِ والإيناسِ
أو خصامُ الشهباءِ في يومِ إخرا
ـظِ لأنّ الفضولَ مثلُ العُطاسِ
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالزو
اءِ يوماً معَطَّرَ الأنفاسِ
زرْ حبيباً لنا بدربِ حبيبٍ،
واتلُ شَوقي، وما أبيتُ أُقاسِي
صاحباً لم يزلْ، إذا دهمَ الهَـ
ـمُّ، يُساوي بنفسهِ ويواسِي
وإذا ما قضيتَ تَقبيلَ كَفّيـ
ـهِ، فسلّمْ على فتى الدِّرباسِ
ثمّ صِفْ للجَلالِ نجلَ الحَرير
يّ اشتياقي، والفخرُ نجلُ الياسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ،
فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ،
رقم القصيدة : 19887
-----------------------------------
فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ،
يا أبا بكرَ عَقدُ بَيعَة ِ وُدّي
فلهذا، إذا تقادمَ عهدُ
بيننا حُلتَ عن وَفائي وعَهدِي
يا سميّ الصديقِ، ما كنتَ في صـ
دّك إلاّ مُصَدِّقاً قولَ ضِدّي
أنتَ ألزمتني بأخلاقكَ الغُـ
ـرّ وَداداً في حالِ قُربي وبُعدي
ثمّ قاسمتني، فعندكَ قلبي
حينَ فارقتَني، وذكرُك عندي
كلَّ يومٍ أقولُ: قد قال مولايَ،
وما قلتُ ساعة ً: قال عَبدي
يا نديمي، إذا تفردَ بي الفكـ
ـرُ، ويا مُؤنسِي، إذا كنتُ وحدي
أنتَ تدري ما كان بعدَك حالي،
فتُرى كيفَ كان حالُكَ بعدي؟
هل تُقاسي الحنينَ مثلي، وهل تحـ
ـمِلُ شَوقِي، وهل تكابدُ وَجدي
فتُرى لِمْ قطَعتَ كُتبي وقطَّعْـ
ـتَ حِبالَ الوَفا بإخلافِ وعدي
لاكتابٌ به ابتدأتَ، ولا ردُّ
جَوابٍ، ولو بحَبّة ِ وَرْدِ
ويكَ أنَّى لكَ الجُزارة ُ والحُمـ
ـقُ؟ أجبني، وأنتَ في ذاك جندي
أنا أولى بها لعِدّة ِ أقسا
مٍ جِسامٍ لكن أُسِرُّ وتُبدي
ما سَرايا أبي، وما ابنُ أبي القا
سم عمّي، وما مَحاسنُ جَدّي
كما قيلَ يقولُ: تَدبيرُ قَيسِ الـ
ـرّأيِ دوني وبأسُ عمرو بن غير
َ أنّي مُذ أطلَقَتْ نُوَبُ الأ
يّامِ حدّي ما جُزتُ بالحمقِ حدّي
بل تعودتُ أن أصغرَ قدري،(19/254)
لصديقي، ولا أُصعرَ خدّي
فلَئِنْ كان منكَ ذلكَ بالقَصدِ،
ولم تَخشَ من صَواعقِ رَعدي
لا أُجازيكَ بالإهانَة ِ والسّـ
ـبّ، ولكن جزاك يا نَحسُ عندي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو بعثتم في طيّ نشرِ النسيمِ
لو بعثتم في طيّ نشرِ النسيمِ
رقم القصيدة : 19888
-----------------------------------
لو بعثتم في طيّ نشرِ النسيمِ
بسَلامٍ راقٍ لقَلبي السّليمِ
لالتَقينا قبولها بقبولٍ،
وشُفينا منها، ولو بالسُّمومِ
ولو أنّ الرسولَ جاءَ بطرسٍ
لمُحبٍّ من بَينِكم في جَحيمِ
قلتُ عندَ الإيابِ: يا نارُ بَرداً
وسلاماً كوني لإبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدّ قوّتي حينَ لَم يُلـ
ـقِ إلى العَبدِ من كتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بكلّ طِرسٍ نَضيدٍ
جاءَ من لفظهِ بذرً نظيمِ
بمعانٍ منَ الجَزالَة ِ كالصّخـ
ـرِ، ولَفظٍ من رِقّة ٍ كالنّسيمِ
فتوسمتهُ، فكانت معانيـ
ـهِ لقاحاً لكّ فكرٍ عقيمِ
سيّدي بل سمعتُ عنكَ كَلاماً،
هوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إنّ مولايَ قد تَوَلّعَ جَهلاً
بعد سِقطِ اللّوى بوادي الصّريمِ
ورَوَوا عَنهُ أنّ ذاكَ زواجٌ
ثابتٌ يقتشي شروطَ اللزومِ
ثمّ قيلَ اهتَدى ، فيَا لَيتَه دا
مَ على ذلكَ الضّلالِ القَديمِ
فتَنَفّستُ حَسرَة ً، وتَعوّذ
تُ من الشرّ بالسميعِ العليمِ
ربّ رشدٍ ملقَّبٍ بضلالٍ،
وشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بنَعيمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> راقني من لفظكَ المستطابِ
راقني من لفظكَ المستطابِ
رقم القصيدة : 19889
-----------------------------------
راقني من لفظكَ المستطابِ
حكمة ٌ فيهِ وفصلُ الخطابِ
ومَعانٍ مُشَرِّقاتٌ حِسانٌ،
ما تَوارَتْ شَمسُها في حِجابِ
هيَ للواردينَ ماءٌ زلالٌ،
وسواها لامعٌ كالسرابِ
جالَ ماءُ الحسنِ فيها كما قد
جالَ في الحسناءِ ماءُ الشبابِ
ما رأينا قَبَلها عِقَدَ دُرٍّ
ضَمّهُ في الطّرْسِ سطرُ كِتابِ
صَدرَتْ عن لفظِ صاحبِ فضلٍ
هو عندي من أكبرِ الأصحابِ
فتأملتُ وأملتُ منهُ(19/255)
جمعَ شملي في عاجلٍ واقترابِ
ثمّ قابلتُ أيادي ثناهُ
بدعاءٍ صالحٍ مستجابِ
يا أهيلَ الودّ أنتم مرادي،
وإليكم في العَلاءِ انتِسابي
ذكرُكم لي شاغلٌ في حُضوري،
وثَناكم مُؤنسي في اغترابي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليه ؟؟!!
ليه ؟؟!!
رقم القصيدة : 1989
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليه
ليه انكسر ... مثل القزاز ..
كل مرةٍ .. أبوح همي .. وتسمعه
ياصاحبي .. وش حاجتك .. في غرشةٍ
طاحت شظاياها بيدك ..
وش حاجتي .. فما تجمعه ..
لي صاحبٍ .. كل مااشتكيت ..
همي عليه
دايم يجرح اصبعه ..
واصاحبي
الشكوى بها ذل ..
حدٍ رهيف .. أما جرح يقتل ..
الشكوى ماتلبس ثياب..
عريانةٍ ماتلبس ثياب ..
في وجه راعيها ..
أموت أنا لو قلتها .. وأموت ابخفيها ..
ياهيه .. وان كانك رفيق
قم دلنى .. على طريق ..
ماهو يوصلني لطريق ..
عن يمةٍ .. غير الجهات الأربعه ..
اطلق حبال الليل .. خل الظلام يسري ..
المركب اللي كل مافل الشراع .. قلنا بعد بدري
ابي .. اوقظ النوم .. وأهدهد اسهادي..
أحفر في رمل وسادتي .. قبرٍ وسيع ..
أبي ادفن اعنادي ..
ابطرد الدنيا وري باب الجفن .. وأغمض اعيوني ..
مابي اعض ابهامي بسنوني .. واشكي عليك ..
الليل كله .. ياصاحبي
نجم يطيح .. خله .. خله يطيح .. لاترفعه ..
أنا انكسر مثل القزاز .. كل مرةٍ تدري بهمي وتسمعه ..
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نِلتُ من ودّكَ الجَميلِ انتصافي،
نِلتُ من ودّكَ الجَميلِ انتصافي،
رقم القصيدة : 19890
-----------------------------------
نِلتُ من ودّكَ الجَميلِ انتصافي،
حيثُ من سائرِ القذي أنتَ صافي
وتيقنتُ مذ أذنتَ لكتبي
أن تُوافي، بأنّ لي أنتَ وافي
حملتها قوادمٌ من وفاءٍ،
وخَوافٍ للودّ غيرُ خَوافِ
أيّها الصاحبُ المعظمُ تاجُ الـ
ـدّينِ ربّ الإسعادِ والإسعافِ
لا تظنّ انقطاعَ كتبي بأنّي
لكَ جافٍ، كلاّ ولامتجافِ(19/256)
ذكرُكم ملءُ مسمَعي، وسَنا وَجـ
ـهكَ تلقاء ناظري والهوى في
وردتْ عبدكَ المقصرض أبيا
تٌ فأغنَتُه عن كؤوسِ السُّلافِ
بقوافٍ قد رصعتْ بالمعاني،
ومعانٍ قد فصلتْ بالقوافي
فتخيرتُ ما أقولُ، وأُهدي
نحوَ تلكَ الأخلاقِ والألطافِ
غيرَ أنّي لَفّفتُ نَذرَ جَوابٍ،
ليَ شافٍ، وإن غدا غيرَ شافِ
فاسخُ لي مُنعِماً بتَمهيدِ عُذري؛
إنّها من خَلائقِ الأشرافِ
قد شرحتُ المبسوطَ من قصرِ عذري،
فاعتبرهُ من رأيكَ الكشافِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من غرسِ نعمتِه وتربِ سماحِه،
من غرسِ نعمتِه وتربِ سماحِه،
رقم القصيدة : 19891
-----------------------------------
من غرسِ نعمتِه وتربِ سماحِه،
ورَبيبِ دولَتِهِ وراضِعِ جودِهِ
عَبدٌ يَوَدّ بَقاءَ مالكِ رِقّهِ،
عِلماً بأنّ وجودَهُ بُوجودِهِ
يَطوي المَفاوِزَ وهوَ يَنشُرُ فَضلَهُ،
وودادُهُ منهُ كحَبلِ وريدِهِ
لا يستطيعُ جحودَ شاملِ برّهِ،
عَبدٌ، قَلائدُ جُوده في جِيدِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يقبلُ الأرضَ عبدٌ تحتَ ظلكمُ،
يقبلُ الأرضَ عبدٌ تحتَ ظلكمُ،
رقم القصيدة : 19892
-----------------------------------
يقبلُ الأرضَ عبدٌ تحتَ ظلكمُ،
عليكمُ بعدَ فضلِ اللهِ يعتمدُ
ما دارُ مية َ من أقصَى مطالبِه،
يوماً، وأنتمْ لهُ العلياءُ والسندُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رعَى اللهُ من ودعتهُ، فكأَنّما
رعَى اللهُ من ودعتهُ، فكأَنّما
رقم القصيدة : 19893
-----------------------------------
رعَى اللهُ من ودعتهُ، فكأَنّما
أُوَدّعُ وحاً بَينَ لحمي وأعظُمي
وقلتُ لقلبي، حينَ فارقتُ مجدهُ:
فراقٌ ومن فارقتَ غيرَ مذمَّمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سادة ُ مذ سعتْ عن بابهم قدمي،
يا سادة ُ مذ سعتْ عن بابهم قدمي،
رقم القصيدة : 19894
-----------------------------------
يا سادة ُ مذ سعتْ عن بابهم قدمي،
زلتْ، وضاقتْ بيَ الأمصارُ والطرقُ(19/257)
قد حاربض الصبرَ والسلوانَ بعدكمُ
قلبي، وصالحَ طَرفي الدّمعُ والأرَقُ
ودوحة ُ الشعرِ مذ فارقتُ مجدكمُ،
قد أصبحتْ بهجيرِ الهجرِ تحترِقُ
فإنْ أرَدتُمْ لها البُقيا بقُربكُمُ،
تداركوها، وفي أغصانِها ورقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقولُ لسارٍ يطلبُ الرزقَ ساقياً
أقولُ لسارٍ يطلبُ الرزقَ ساقياً
رقم القصيدة : 19895
-----------------------------------
أقولُ لسارٍ يطلبُ الرزقَ ساقياً
سوامَ الأماني من حيضِ المطامعِ
هلمّ إلى ربعِ الجوادِ الذي بدتْ
مَناقبُهُ مثلَ النّجومِ الطّوالِعِ
وربّ دليلٍ لي إليهِ أجبتُهُ:
كفاني دليلاً ما له من صنائعِ
ومستشفعٍ بي عندهُ قلتُ إنّه
كريمٌ، نداهُ عندَه خيرُ شافعِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فواللهِ ما اشتقتُ الحِمَى لحدائقٍ
فواللهِ ما اشتقتُ الحِمَى لحدائقٍ
رقم القصيدة : 19896
-----------------------------------
فواللهِ ما اشتقتُ الحِمَى لحدائقٍ
بها الدوحُ يزهى غصنُهُ ووريقُه
بل اشتقتُ لمّا قيلَ إنْكَ بالحِمَى ،
ومن ذا الذي ذكرُ الحِمى لا يشوقُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سقَى اللَّهُ أرضاً، نورُ وجهكَ شمسُها،
سقَى اللَّهُ أرضاً، نورُ وجهكَ شمسُها،
رقم القصيدة : 19897
-----------------------------------
سقَى اللَّهُ أرضاً، نورُ وجهكَ شمسُها،
وحيّا سماءً، أنتَ في أفقِها بدرُ
ورَوّى بلاداً، جُودُ كفّك غيثُها،
ففي كلّ قطرٍ من نداكَ بها قطرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سادة ً حملتُ من بعدِهم،
يا سادة ً حملتُ من بعدِهم،
رقم القصيدة : 19898
-----------------------------------
يا سادة ً حملتُ من بعدِهم،
أكثرَ من عهدي ومن طوقي
أصحبتُ كالورقاءِ في مدحكم،
لمّا غَدا إنعامُكُم طَوقي
إنّ حواسي الخمسَ مذ غِبتُمُ،
إليكمُ في غاية ِ الشوقِ
تَحلونَ في عَيني وسَمعي، وفي
لمسي، وفي شَمْي، وفي ذوقي
كذا جهاتي الستّ من بعدِكم(19/258)
مملوءة ٌ من لاعجِ الشوقِ
خلفي وقدامي، ويمنايَ واليسـ
ـرى ، ومن تَحتي ومن فَوقي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إليكَ اشتياقي لا يُحَدّ لأنّهُ
إليكَ اشتياقي لا يُحَدّ لأنّهُ
رقم القصيدة : 19899
-----------------------------------
إليكَ اشتياقي لا يُحَدّ لأنّهُ
إذا حدّ لا يلفي لضابطِهِ أصلُ
وكيفض يحدّ الشوق عندي بضابطٍ
وليسَ له جِنسٌ قريبٌ ولا فَصلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا سطرتُ الطرسَ أشفقَ ناظري،
ولمّا سطرتُ الطرسَ أشفقَ ناظري،
رقم القصيدة : 19900
-----------------------------------
ولمّا سطرتُ الطرسَ أشفقَ ناظري،
وقال لطرسي: سوفَ أمحوكَ بالهطلِ
كِلانا سَوادٌ في بَياض، فَما الذي
تمنّ به حتى تشاهدهم قبلي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا غَروَ أن يَصلى الفُؤادُ لبعدِكم
لا غَروَ أن يَصلى الفُؤادُ لبعدِكم
رقم القصيدة : 19901
-----------------------------------
لا غَروَ أن يَصلى الفُؤادُ لبعدِكم
ناراً تؤججُها يدُ التذكارِ
قَلبي إذا غِبتم يُصَوّرُ شخصَكُم
فيهِ، وكلُّ مُصَوِّرٍ في النّارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أحِنّ إليكم كلّما ذَرّ شارِقٌ،
أحِنّ إليكم كلّما ذَرّ شارِقٌ،
رقم القصيدة : 19902
-----------------------------------
أحِنّ إليكم كلّما ذَرّ شارِقٌ،
ويَشتاقُ قَلبي كلّما مَرّ خاطِفُ
وأهتزً من خفقِ النسيمِ إذا سرَى ،
ولولاكمُ ما حرّكَتني العَواصِفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رعَى اللهُ من فارقتُ يومَ فراقِهم
رعَى اللهُ من فارقتُ يومَ فراقِهم
رقم القصيدة : 19903
-----------------------------------
رعَى اللهُ من فارقتُ يومَ فراقِهم
حُشاشة َ نَفسٍ ودّعَتْ يومَ ودّعُوا
ومَن ظَعنتْ روحي، وقد سارَ ظَعنُهم،
فلَم أدر أيّ الظّاعِنينَ أُشيَعُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا بَعيداً يَشتاقُهُ لحظُ عَيني،(19/259)
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لحظُ عَيني،
رقم القصيدة : 19904
-----------------------------------
يا بَعيداً يَشتاقُهُ لحظُ عَيني،
وقريباً محلُّهُ في فؤادي
تشتهي العينُ أن تراكَ ولو بـ
ـتُّ مريضاً وأنتَ من عوّادي
وتمنيتُ لو كتبتُ كتابي
أنّ إنسانَها مَكانَ المِدادِ
لا تظنّ البعادَ يخلقُ عهدي،
أو تُحلّ الأيّامُ عَقدَ وِدادي
أنتَ من مُهجتي مكانَ السّوَيدا
ءِ ومن مُقلَتي مكانَ السّوادِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم تخلُ منكَ خواطري ونواظري،
لم تخلُ منكَ خواطري ونواظري،
رقم القصيدة : 19905
-----------------------------------
لم تخلُ منكَ خواطري ونواظري،
في حالِ تَسهادي، وحينَ أنام
فبِطيبِ ذِكرٍ منكَ تَبدأُ يَقظَتي،
وبشَخصِ طَيفِكَ تُختَمُ الأحلامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> واللهِ ما سهرتْ عيني لبعدِكمُ،
واللهِ ما سهرتْ عيني لبعدِكمُ،
رقم القصيدة : 19906
-----------------------------------
واللهِ ما سهرتْ عيني لبعدِكمُ،
لعلمِها أنّ طيبَ الوصلِ في الحلُم
ولا صَبَوتُ إلى ذكرِ الجَليسِ لكم،
لأنّ ذكركمُ في خاطري وفمي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سلامٌ عليكم من محبٍ متيِّمٍ،
سلامٌ عليكم من محبٍ متيِّمٍ،
رقم القصيدة : 19907
-----------------------------------
سلامٌ عليكم من محبٍ متيِّمٍ،
مَشوقٍ إذا جَنّ الظّلامُ لهُ جُنّا
سلامٌ عليكم من شجٍ، كلّما هدتْ
من الليلِ آناءُ الظلام لهُ أنّا
سلامٌ عليكم من غريّ بذكركم،
إذا هَبّ خَفّاقُ النّسيمِ له حَنّا
سلامٌ عليكم لا فجعنا بقربكم،
ولا قدرَ الرحمنُ بعدَكمُ عنّا
سلامٌ عليكم ما حييِنا، وإن نمتْ
عليكم سلامُ اللهِ من بعدنا مِنّا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا بَياضَ البَياضِ! أنتَ من الأعـ
يا بَياضَ البَياضِ! أنتَ من الأعـ
رقم القصيدة : 19908
-----------------------------------
يا بَياضَ البَياضِ! أنتَ من الأعـ(19/260)
ـينِ والقلبِ في سوادِ السوادِ
طالَ شَوقِي إليكَ، والسرّ خافٍ
عن جميعِ الأنامِ، والشوقُ بادِ
فلَئن سِرتُ عن حِماكَ وحالَ الـ
ـشّوقُ ما بَينَنا بغيرِ مُرادِ
ما تَزَوّدتُ مُذ رَحلتُ سوى الهَـ
ـمّ، فلا تَجعَلَنه آخرَ زادي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا ما تراءَتْ لي مَحاسنُ شَخصِكم
إذا ما تراءَتْ لي مَحاسنُ شَخصِكم
رقم القصيدة : 19909
-----------------------------------
إذا ما تراءَتْ لي مَحاسنُ شَخصِكم
يطالبني قلبي ويمطلُني صبرِي
فأحجمُ، لاخلُّ يعوِّضُ عنكمُ
لديّ، ولا وَعدٌ يَقومُ به عُذرِي
فإنْ سَمَحَ الدّهرُ المُشتُّ بقُربكم،
وأصلَحَ ما قد أفسَدته يدُ الهَجرِ
أخذتُ بثأرِ الدّهرِ من كلّ كاشحٍ،
يَقولُ بأنّ الغَدرَ من شِيَمِ الدّهرِ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> من قال أن النفط أغلى من دمي
من قال أن النفط أغلى من دمي
رقم القصيدة : 1991
-----------------------------------
من قال إنّ النفط أغلى من دمي؟!
ما دام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد
تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً
ونور الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان
عويل خنزير قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين..لا إيمان..لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون ..
عن أيّ ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع ..
يقتسمون خبز الموت..
ثمّ يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فيها الطامعون..
من كلّ جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً
بين المهانة..والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك..مسرعون..(19/261)
أطفال بغداد الحزينة في الشوارع يصرخون
جيش التتار..يدق أبواب المدينة كالوباء..
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات..
مخالب سوداء تنفذ في العيون
ما زال دجلة يذكر الأيام..
والماضي البعيد يطلّ من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا..ثم راحوا..
أين راح العابرون؟؟
هذي مدينتنا..وكم باغ أتى..
ذهب الجميع
ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر..
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر..أو نخيل..أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض..
بين الماء..في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت..لكن..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة..
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار..
تضيع منّا..تغتصب
أين العروبة..والسيوف البيض..
والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟
أين الشعوب وأين العرب؟
البعض منهم قد شجب..
والبعض في خزي هرب
وهنالك من خلع الثياب..
لكلّ جّواد وهب..
في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول..وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!!
أطفال بغداد يصرخون..
يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة
في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ..
لا يبقى منها لنا ..جدار
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
من خلف آلاف الحدود..
يطلّ صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا: "أين أسلحة الدمار؟؟"
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..
سوف يأتينا النهار
الطائرات تسد عين الشمس..
والأحلام في دمنا انتحار(19/262)
فبأيّ حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..
وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ
وجه الكون جوع..أو حصار
يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار
ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟"
أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون
كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك
قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك
بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا هنا..
كالحمائم في الفضاء يحلقون
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى
مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى..
بغداد يا بلد الرشيد..
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد
بين ارتحال الليل والصبح المجنّح
لحظتان..موت..و..عيد..
ما بين أشلاء الشهيد يهتز
عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل
طفل صغير..ذاب عشقا في العراق
كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ..
بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش..من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد..
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب..
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه..
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود
يصيح في ألم : فراق(19/263)
والطفل يهمس في آسى:
اشتاق يا بغداد تمرك في فمي..
من قال إن النفط أغلى من دمي
بغداد لا تتألمي..
مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي
فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي
مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ
بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَئن حكَمَتْ بفُرقَتِنا اللّيالي،
لَئن حكَمَتْ بفُرقَتِنا اللّيالي،
رقم القصيدة : 19910
-----------------------------------
لَئن حكَمَتْ بفُرقَتِنا اللّيالي،
وراعَتنا ببُعدٍ بَعدَ قُربِ
فشَخصُكَ لا يَزالُ جَليسَ عيني
وذكرُكَ لا يزالُ أنيسَ قلبي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لستُ يوماً أنسَى مودة َ مولا
لستُ يوماً أنسَى مودة َ مولا
رقم القصيدة : 19911
-----------------------------------
لستُ يوماً أنسَى مودة َ مولا
يَ، وإن كانَ للمَوَدّة ِ أُنسِي
كيفَ أنسَى من كانَ راحة َ قلبي
وصَفا عِيشتي وجامعَ أُنسِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الشوقُ أعظمُ جملة ُ، يا سيّدي،
الشوقُ أعظمُ جملة ُ، يا سيّدي،
رقم القصيدة : 19912
-----------------------------------
الشوقُ أعظمُ جملة ُ، يا سيّدي،
مِن أن يحدّ يسيرُهُ بكتابِ
ولو أعجُ البرَ حاءِ أعظمُ كثرة ً
من أن يحيطَ بها بليغُ خطابي
لا بِنتَ يا إنسانَ أعينِ حِبّتي
عنّي، وبيتَ قَصيدَة ِ الأصحابِ
لو لم يكن شربُ الدماءِ محرَّماً
صَيّرتُ بَعدكمُ الدّموعَ شَرابي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أشكو إلَيكَ اشتياقاً لستَ تُنكِرُهُ
أشكو إلَيكَ اشتياقاً لستَ تُنكِرُهُ
رقم القصيدة : 19913
-----------------------------------
أشكو إلَيكَ اشتياقاً لستَ تُنكِرُهُ
منّي وأُبدي ارتياحاً أنتَ تَعرِفُه(19/264)
وأرتجيكَ لعَينٍ أنتَ مانعُها
طِيبَ الرّقادِ، وقلبٍ أنتَ مُتلِفُه
فكلَّ يومٍ مَقالي حينَ يُقلِقُني
قلبٌ لبُعدِكَ باللّقيا أُسَوّفُه
لا أوحشَ اللهُ مِمّن لا أرى أحداً
من الأنامِ، إذا ما غابَ يَخلُفُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومِن عَجَبي أنّي أحِنّ إليكُمُ،
ومِن عَجَبي أنّي أحِنّ إليكُمُ،
رقم القصيدة : 19914
-----------------------------------
ومِن عَجَبي أنّي أحِنّ إليكُمُ،
ولم يخلُّ طرفي من سناكم ولا قلبي
وأطلُبُ قُرباً من حِماكم، وأنتُم
إلى ناظري والقلبُ في غاية القربِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أفدي الذين قضَتْ لهم أيدي النّوى
أفدي الذين قضَتْ لهم أيدي النّوى
رقم القصيدة : 19915
-----------------------------------
أفدي الذين قضَتْ لهم أيدي النّوى
بالبُعدِ عن أوطانِهِمْ فتَغَرّبُوا
غابُوا، ومثّلَ شخصَهم لنَواظري
ذكري لهم، فهمُ الحضورُ الغيبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري،
أيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري،
رقم القصيدة : 19916
-----------------------------------
أيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري،
وصبري بينَ إعراضٍ وبينِ
أراكَ ممثلاً بسوادِ قلبي،
فمن لي أن يراكَ سَوادُ عَيني؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد كنتُ أصبرُ، والدّيارُ بعيدة ٌ،
قد كنتُ أصبرُ، والدّيارُ بعيدة ٌ،
رقم القصيدة : 19917
-----------------------------------
قد كنتُ أصبرُ، والدّيارُ بعيدة ٌ،
فاليومَ قد قربتْ وصبريَ فاني
ما ذاكَ من عكسِ القياسِ، وإنّما
لتَضاعُفِ الحَسَراتِ بالحِرمانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما زادَني قربُ الديارِ تلفهاً
وما زادَني قربُ الديارِ تلفهاً
رقم القصيدة : 19918
-----------------------------------
وما زادَني قربُ الديارِ تلفهاً
عليكم، لأنّ التُربَ شرُّ من البعدِ
ولكنْ، إذا الظمآنُ شاهدَ منهلاً،(19/265)
على قربهِ، زادَ الحنينُ إلى الوردِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دنَوتُم، فزادَ الشّوقُ عمّا عهِدتُه،
دنَوتُم، فزادَ الشّوقُ عمّا عهِدتُه،
رقم القصيدة : 19919
-----------------------------------
دنَوتُم، فزادَ الشّوقُ عمّا عهِدتُه،
وزِدتُ لقُربِ الدّارِ كَرْباً على كَرْبِ
وكنتُ أظنّ الشّوقَ في البُعدِ وحدَه،
ولم أدرِ أنّ الشوقَ في البعدِ والقربِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وكنّا سألنا اللهَ يجمعُ بيننا،
وكنّا سألنا اللهَ يجمعُ بيننا،
رقم القصيدة : 19920
-----------------------------------
وكنّا سألنا اللهَ يجمعُ بيننا،
ويَقضي لَنا بالقُربِ منكم ويحكمُ
ونجلو بأيامِ السرورِ ونورِها
لياليَ أحزانٍ، بها العيشُ مظلمٌ
فلمّا أنسنا منكمُ بحلائقٍ
تصدِّقُ ما تروي الخلائقُ عنكمُ
تَباعَدتُم، لا أبَعدَ اللَّهُ دارَكم؛
وأوحَشتُم، لا أوحَشَ اللَّهُ مِنكُمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَفسي الفِداءُ لقادِمٍ
نَفسي الفِداءُ لقادِمٍ
رقم القصيدة : 19921
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لقادِمٍ
جذبَ الفراقَ بباعِه
وهبّ الزمانُ لنا اللقا،
ودَعاهُ في استرجاعهِ
عانقتُهُ عندَ القُدو
مِ، وجَدّ في إسراعِه
فهوَ اعتناقُ لقائِهِ،
وهوَ أعتناقُ وَداعِه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليسَ كلّ الأوقاتِ يجتمعُ الشّمـ
ليسَ كلّ الأوقاتِ يجتمعُ الشّمـ
رقم القصيدة : 19922
-----------------------------------
ليسَ كلّ الأوقاتِ يجتمعُ الشّمـ
ـلُ، ولا راجعٌ لَنا ما يَفوت
فاغتنمْ ساعة َ اللقاءِ، فما تعـ
ـلمُ نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لقد جُزتَ في الصّدّ حَدّ الزّيادَة ،
لقد جُزتَ في الصّدّ حَدّ الزّيادَة ،
رقم القصيدة : 19923
-----------------------------------
لقد جُزتَ في الصّدّ حَدّ الزّيادَة ،
فَلا تَجعَلِ الهَجَر خُلقاً وعادَه(19/266)
فعندي اشتياقٌ شديدٌ إليكَ،
وقلبُكَ يَشهَدُ هَذي الشّهادَه
وعودتني منكَ حسنَ الودادِ،
وما يطلبُ القلبُ إلاّ اعتيادَه
وإنّي عَهِدتُكَ نَجلَ الجِيادِ،
لذلكَ أطلُبُ منكَ الإجادَه
فإنْ أنتَ أتحَفتَني بالحُضورِ،
فمنْ أينَ للعَبدِ هذِهِ السّعادَه؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما جاءَ عبدكَ مسطورٌ بعثتَ به
ما جاءَ عبدكَ مسطورٌ بعثتَ به
رقم القصيدة : 19924
-----------------------------------
ما جاءَ عبدكَ مسطورٌ بعثتَ به
إلاّ تقبلهُ حباً، وقبلَه
ولا سمحتَ بوعدٍ فيه مرتقبٍ،
إلاّ تأمّلَهُ عَشراً وأمّلَه
ولا أُتيتَ بعُذرٍ عن تأخّرِهِ،
إلاّ تعللَ باللقيا وعللَه
ما ضَرّ مولايَ لو زادَ الخطابُ بهِ،
ولو تَطَوّلَ بالحُسنى وطَوّلَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتاني كتابٌ منكَ أحسبُ أنّهُ
أتاني كتابٌ منكَ أحسبُ أنّهُ
رقم القصيدة : 19925
-----------------------------------
أتاني كتابٌ منكَ أحسبُ أنّهُ
هوَ السحرُ لا بل دون موقعه السحرُ
بنَثرٍ يظَلّ النّظمُ يَحسُدُ رَصفَهُ،
ونظمِ للُطفِ السّبكِ يحسدُهُ النّثرُ
لهُ رقّة ُ الخنساءِ في حالِ نَوحِها،
ولكنّ معناهُ لقوتِهِ صخرُ
إذا شنفَ الأسماعَ درُّ نظامِهِ،
تيقّنَ كلٌّ أنّ مرسلهُ البحرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كتَبتُ، فما علمتُ أخَطُّ نَقشٍ
كتَبتُ، فما علمتُ أخَطُّ نَقشٍ
رقم القصيدة : 19926
-----------------------------------
كتَبتُ، فما علمتُ أخَطُّ نَقشٍ
يَلوحُ لناظري أمْ حَظُّ نَفسِي
فتم بهِ عليّ سرورُ يَومي،
وكادَ بأنْ يعيدَ سرورَ أمسِي
وقالوا: قد وجدتَ به سروراً،
فقلتُ مصرِّحاً من غيرِ لَبسِ:
غَرَستُ بصَدرِ مُرسلِهِ وَداداً،
فها أنا قد جنيتُ ثمارَ غرسِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتاني كتابٌ منكَ يَنفُثُ بالسِّحرِ،
أتاني كتابٌ منكَ يَنفُثُ بالسِّحرِ،
رقم القصيدة : 19927(19/267)
-----------------------------------
أتاني كتابٌ منكَ يَنفُثُ بالسِّحرِ،
ولكنّهُ بالعَتبِ منتَفِخُ السَّحرِ
يضمّ عتاباً من عبابكَ ذاخِراً،
ولا عَجَبٌ، إذ ذاكَ، من لُجّة ِ البحرِ
فأشعرتُ من تعريضهِ بسعاية ٍ
رَمَتني بها الأعداءُ من حَيثُ لا أدري
فإن يكُ حقاص، فاجعلِ العقوَ كيدهم؛
وإن يَكُ زوراً فاتّقِ اللَّهَ في أمرِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنظرُ إلى المجدِ كيفَ ينهدمُ،
أنظرُ إلى المجدِ كيفَ ينهدمُ،
رقم القصيدة : 19928
-----------------------------------
أنظرُ إلى المجدِ كيفَ ينهدمُ،
وعروة ِ الملكِ كيفَ تنفصمُ
واعجبْ لشهبِ البزاة ِ كيفَ غدتْ
تَسطو علَيها الحِداة ُ والرَّخَمُ
قد كنتُ أختارُ أن أُغَيَّبَ في
التربِ، وتبلى عظامي الرممُ
ولا أرى اليومَ من أكابرِنا
أسداً وفيها الذئابُ قد حكموا
ظَنّوا الوِلاياتِ أن تَدومَ لهم،
فاقتطعوا بالبلادِ، واقتسموا
واقتَدَحوا بالوَعيدِ نارَ وغى ً؛
وربّ نارٍ وقودُها الكلمُ
لم يَعلَموا أيَّ جُذوَة ٍ قَدَحوا،
وأيَّ أمرٍ إليهِ قد قدمُوا
بل زَعَموا أن يَصدّنا جزَعٌ؛
كانتْ يَدُ اللَّهِ فوقَ ما زَعَمُوا
لا عرفَ العزّ في منازلِنا،
وأنكرَتنا الصوارمُ الحذمُ
إن لم نقدْها شعثاً مضمرة ً
تَذوبُ من نارِ حِقدِها اللُّجُمُ
بكلّ أزرٍ في مَتنِهِ أسدٌ؛
وكلّ طودٍ من فوقهِ صنمُ
من فتية ٍ أرخصوا نفوسهمُ،
كأنهمْ للحياة ِ قد سئموا
إن زأروا في الهياجِ تحسبهم
أسداً عليها من القنا أجمُ
شوسٌ تظنّ العدى سهامهمُ
شهباً بها الماردون قد رجموا
صَغيرُهم لا يَعيبُهُ صِغَرٌ،
وشيخهم لا يشينُهُ هرمُ
فَفي القَضايا إن حُكّموا عَدَلوا،
وفي التّقاضي إن حُوكموا ظلمُوا
إن صمتوا كانَ صمتهمْ أدباً،
أو نَطَقوا كانَ نُطقُهم حِكَمُ
ما عذرُنا، والسيوفُ قاطعة ٌ،
وأمرُنا في العراقِ مُنتَظِمُ
وحَولَنا من بَني عُمومتِنا
كتائبٌ كالغمامِ تزدحمُ
بأيّ عينٍ نرى الأنامَ، وقد(19/268)
تحكمتْ في أسودِنا الغنمُ
أما حياة ٌ، وربعنا حرمُ
لا شاعَ ذكري بنَظمِ قافيَة ٍ
تلوحُ حسناً كأنها علمُ
ولا اهتدتْ فكرتي إلى دُررٍ
يُشرِقُ من ضوءِ نُورِها الكَلِمُ
وشَلّ منّي يَدٌ، عَوائِدُها
يجولُ فيها الحسامُ والقلمُ
إن لم أُخضّبْ ملابسي عَلَقاً
يصبغُ من سيلِ قطرها القدمُ
وآخذ الثّارَ من عِداكَ، ولو
تَحَصّنوا بالحصونِ، واعتَصَمُوا
في وَقعَة ٍ تُسلَبُ العقُولُ بها،
وأنفُسُ الدّارِعينَ تُختَرَمُ
إنْ باشَرَتها أقارِبي بيَدٍ
يوماً، فلي دونهمْ يدٌ وفمُ
يا صاحبَ الرّتبَة ِ التي نكَصَتْ
من دونِ إدراكِ شأوِها الهِمَمُ
قد كنتَ لي ذابلاً أصولُ به،
ما خِلتُه في الهِياجِ يَنحَطِمُ
ما كنتُ أخشَى الزّمانَ حينَ غَدا
خَصمي لعِلمي بأنّكَ الحَكَمُ
كففتَ عنّا كفّ الخطوبِ، فمن
بعدِكَ أمسَى الزّمانُ يَنتَقِمُ
ما ألبستنا الأيامُ ثوبَ علًى
إلاّ وأنتَ الطّرازُ والعَلَمُ
عَزّ على المَجدِ أن تَزولَ، وأن
تُخلِقَ تلكَ الأخلاقُ والشّيَمُ
تبكي المواضي، وطالما ضحكتْ
منك وأمسَتْ غُمودَها القِمَمُ
فاليومَ قد أصبحتْ صوارِمُها،
وشملُها في الهياجِ منصرِمُ
يُذكِرُني جودَكَ الغمامُ، إذا
أصبَحَ دمعُ الغَمامِ يَنسَجِمُ
إذ كنتَ لي ديمة ً تَسُحّ، ولا
يَنساكَ قَلبي ما سَحّتِ الدّيَمُ
لا جَمَدَتْ أدمعي، ولا خمَدتْ
نارُ أسى ً في حشايَ تضطرمُ
وكيفَ يَرقَا علَيكَ دمعُ فتًى ،
ولحمهُ من ثراكَ ملتحمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ،
جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ،
رقم القصيدة : 19929
-----------------------------------
جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ،
غدتْ وهي قاعٌ في الوقائعِ صفصفُ
محتها رياحٌ للمنونِ عواصفٌ،
على أنها لا تتقَى حينَ تعصفُ
أفي كلّ يومٍ للمنية ِ غارة ٌ،
تغيرُ على سربِ النفوسِ فتخطفُ
كأنّ حبالَ الساحرينَ نفوسنا،
وتلكَ عصا موسَى لها تَتَلَقّفُ
أغارتْ على الأقيالِ من آلِ سنبسٍ،(19/269)
فأصبَحَ فيهمْ صرفُها يتَصَرّفُ
رجالٌ، لو أنّ الأسدَ تخشَى ديارُهم
لكنتُ عليها منهمُ أتَخَوّفُ
شموسٌ أرانا الموتُ في التُّرب كسفَها،
وما خلتُ أن الشمس في التربِ تكسفُ
أتاها، فلَم تُدفع من السّيفِ وقعَة ٌ،
ولم يغنِ منهُ السابريُّ المضففُ
ولا الخَيلُ تَجري بينَ آذانِها القَنا،
تُقَرَّطُ من خُرصانِهِ وتُشَنَّفُ
ولا ردّ عن نفسِ ابنِ حمزة جاشُها
ولا الجيشُ من أمواجِهِ الأرضُ ترجُفُ
ولا صارمٌ ماضي الغرارِ بكفة ِ،
مَضارِبُهُ في الرّوعِ بالدّمِ تَرعَفُ
عروفٌ بأحوالِ الضّرابِ تؤمهُ
عزيمَهُ شَهمٍ منهُ بالضّربِ أعرَفُ
ألا في سبيلِ المجدِ مصرعُ ماجدٍ
ثِمارُ الأماني مِن أيادِيهِ تُقطَفُ
إذا ما أرادَ الضدُّ غاية َ ذمهِ
تَوصّل حتى قال: في الجودِ مُسرفُ
تصَدّعَ قلبُ البرقِ يومَ مُصابِهِ،
ألَستَ تَراهُ خافِقاً حينَ يَخطَفُ
وما زالَ بدرُ التمّ يلطمُ وجههُ
على فَقدِهِ حتى اغتَدَى ، وهوَ أكلفُ
فيا هالكاً قد أطمعَ الخطبَ هلكهُ،
وكانَ بهِ طرفُ النوائبِ يطرفُ
لقد كنتَ حصناً مانعاً بكَ نلتجي
حذارَ العِدى ، واليومَ باسمِكَ نحلفُ
فإن كنتَ في أيامِ عيشكَ كعبة ً
يلاذُ به، فاليومَ ذكرُك مصحفُ
فبعدَكَ لا شَملُ اللُّهَى مَتفَرّقٌ،
بجُودٍ، ولا شَملُ العُلى مُتألّفُ
سأبكيكَ بالعزّ الذي كنتَ ملبسي،
وكنتُ بهِ بينَ الوَرَى أتَصرفُ
وأنزفُ من حزني دمي لا مدامعي،
وأيُّ دمٍ أبقيتَ فيّ فينزفُ
سقَى اللَّهُ تُرباً ضَمّ جِسمَكَ وابِلاً
يُنَمّقُ رَوضاً بَردُهُ ويُفَوِّفُ
إذا أنكَرَتْ أيدي البِلى عَرَصاتِه،
يَنمّ على أرجائِهِ، فيُعَرِّفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،
سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،
رقم القصيدة : 19930
-----------------------------------
سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،
إنْ لم تشقّ مرائرٌ وقلوبُ
وتملقاً سكبُ الدموعش على الثرى
إنْ لم يُمازِجها الدّمُ المَسكُوبُ(19/270)
يا حمزة َ الثاني الذي كادتْ لهُ
صمُّ الجبالِ الراسياتِ تذوبُ
إن ضاعَ ثارُكَ بينَ آلِ محاسنٍ،
تلكَ المحاسنُ كلّهنَ عيوبُ
لم أبكِ بالحزنِ الطويلِ تملقاً،
حزني عليكَ وقائعٌ وحروبُ
فلأبكِيَنّكَ بالصّوارِمِ والقَنا،
حتى يحطَّمَ ذابلٌ وقضيبُ
لايأملنّ بنو أبي الفضلِ البقا،
إنّ الفَناءَ إلَيهِمُ لقَريبُ
ووَراهمُ من آلِ سِنبِسَ عصبَة ٌ
مُرْدٌ، وشُبّانٌ تُهابُ، وشِيبُ
قومٌ، إذا غضِبوا على صرفِ القَضا،
جاءَ الزّمانُ من الذّنوبِ يَتوبُ
وإذا دُعوا يوماً لدَفعِ مُلِمّة ٍ،
بسموا وفي وجهِ الزمانش قطوبُ
إن خوطبوا، فحديثهم وخطابُهم
خَطبٌ وفي يومِ الجِدالِ خَطيبُ
فليبكينكَ طرفُ كلّ مثقفٍ
يُزهَى بحَملِ سِنانِهِ الأُنبوبُ
يبكيكَ في يومِ الهياجِ بأعينٍ
خُزرٍ، مَدامِعُها الدّمُ المَصبوبُ
والصّبحُ لَيلٌ بالعَجاجِ، وقد بَدا
بالبِيضِ في فَودِ العَجاجِ مَشيبُ
ولقد رَضيتَ بأنْ تَعيشَ مَنزَّهاً،
لا غاصباً فيها، ولا مغصوبُ
في منصبٍ، للهِ فيهِ طاعة ٌ
تُرضي، وللفقراءِ فيهِ نَصيبُ
ستثيرُ ثاركَ، يا ابنَ حمزة َ، عصبة ٌ
شُمّ الأُنوفِ إلى القِراعِ تَثوبُ
نُجَباءُ من آلِ العَريضِ، إذا سطوا
يوماً، أفادوا الدّهرَ كيفَ ينوبُ
سمعَتْ بمصرَعِكَ البلادُ فأرجفتْ،
وتَواتَرَ التّصديقُ والتّكذيبُ
وبكَى لرُزئِكَ صَعبُها وذَلُولُها،
وشكا لفقدكَ شاتُها والذيبُ
تبكي العتاقُ، إذا نعتكَ عواتقٌ،
ويَحِنّ بَينَكَ إذْ أبانَ النُّوبُ
فجعتْ بك الدنيا، فلا وجهُ العُلى
طليقٌ، ولا صدرُ الزّمانِ رحيبُ
إذ أنتَ في يومِ الجلادِ على العِدى
يا شمسَ أفقٍ لم يكنْ من قبلِها
للشمسِ في طيّ الصعيدِ غروبُ
إنْ غيبتْ تلكَ المحاسنُ في الثرى
فجميلُن ذكركَ في البلادِ يجوبُ
حزتَ المحامدَ بالمكارمِ ميتاً،
فغَدا لكَ التأبينُ لا التأنيبُ
فابشرْ، فإنكَ بالثناءِ مخلدٌ،
ما غابَ إلاّ شخصُكَ المحجوبُ
حيّا الحيا جدثاً حللتَ بتربِه،
حتّى تعطرَ نشره، فيطيبُ(19/271)
لا زالَ تبكيهِ عيونَ سحائبٍ،
للبرقِ في حافاتِهنّ لهيبُ
تهمي عليهِ للسحابِ مدامعٌ،
فتشقّ فيهِ للشقيقِ جيوبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
رقم القصيدة : 19931
-----------------------------------
يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
ما رأينا لهُ الغَداة َ نَظيرَا
أظلَمَتْ بعدَهُ الدّيارُ، وقد كا
نَ سِراجاً بها وبَدراً مُنِيرَا
غَيّبَتهُ الأرضونَ عنّا، وما خِلـ
ـتُ أديمَ التّرابِ يَحوي البُدورَا
لا ولا خِلتُ أنّ شُهبَ الدّراري
بعدَ أوجِ العُلى تحِلّ القبورَا
يا حَبيباً، فِراقُهُ أخرَبَ القَلـ
ـبَ، وقد كان مَنزِلاَ مَعمورَا
فاجأتْنا بالنّدبِ أصواتُ ناعيـ
ـكَ، وكادتْ قلوبنا أن تطيرَا
فنَفَينا الرّقادَ عن كلّ عَينٍ،
فجّرَتها دُمُوعُها تَفجِيرَا
ما رأى النّاسُ قبل مثواكَ يوماً
كانَ بالبَينِ شرّهُ مُستَطيرَا
ولقد خفتُ من فراقِكَ يوماً
باكياً بالثّبورِ يَنعَى ثَبيرَا
فبرغمي أنْ لا أرى منك وجهاً
يرجعُ الطرفُ من سناه حسيرَا
كنتَ ريحانَة َ القُلوبِ، فقد دا
رَبكَ التربُ عنبراً وعبيرَا
كنتَ شَهماً معَ الحَداثَة ِ في السّـ
ـنّ، وجلداً على البلاءِ صبورَا
وحملتَ الأثقالَ عنّي فأمسَى
بكَ طَرفي بينَ الأنامِ قَريرَا
فجزاكَ الإلهُ عن ذلكَ الصبـ
ـرِ على الهولِ جنّة ً وحريرَا
وأراكَ الإلَهُ في جَنّة ِ الخُلدِ
نَعيماً بها ومُلكاً كَبيرَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ،
أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ،
رقم القصيدة : 19932
-----------------------------------
أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ،
وزفّ على الجلاسِ ما خلفَ الكرمُ
وداوِ أذاها بالسّماعِ، فإنّها
بلا نَغَمٍ غَمٌّ، بلا دَسَمٍ سُمّ
معتقة ٌ لو غسلوا ميتاً بها
لما ذابَ منهُ المخّ وانهشمَ العظمُ
ولولا اتقاءُ اللهِ قلتُ بأنها(19/272)
بها تنطقُ الأمواتُ أو تسمعُ الصمُّ
فلم ير يوماً كاسها من رأى الأذى ،
ولا مَسّها بالكَفّ مَن مَسّه الهَمّ
فخذها على طيبِ السماعِ، فإنها
بَشاشة ُ وجهِ العيشِ إن عَبَسَ الهَمّ
ولا تَخشَ من إثمٍ، إذا ما شربتَها،
لظاهرِ قولِ النّاسِ إنّ اسمَها الإثمُ
ولو أنّ وصفَ الشيءِ عَينٌ لذاتِهِ،
أو الذكرَ للشيءِ المراد هوَ الجرمُ
لمَا ماتَ مَن سَمّوهُ باللّفظِ خالِداً،
ولا خرّ مَلكٌ في الثّرى واسمه نجمُ
كما خرّ نجمُ الدينِ من عرشِ ملكه
ولم يُغنِ عَنهُ الباسُ والعَزمُ والحَزمُ
مضَى الملكُ المَنصورُ من دَستِ ملكهِ
ولم ينجه الملكُ الممنعُ والحكمُ
مليكٌ أفاَ العدلَ في كلّ معشرٍ،
فليسَ لهُ، إلا لأموالهِ، ظلمُ
وما غيبتهُ الأرضُ، إلاذ لأنها،
لأقدامِهِ، ما كانَ يُمكِنُها اللّثمُ
وخلفَ أشبالاً سعوا مثلَ سعيه
لئَلاّ يَعمّ النّاسَ مِن بَعدِهِ اليُتمُ
ملوكاً حَذَوا في الجُودِ حَذوَ أبيهِمُ
ففي كلّ وصفٍ من نداهُ لهم قسمُ
وأشرقَ في الشبهاءِ في الدستِ منهمُ،
وقد غابَ عَنها نَجمُها، بدرُها التمّ
هو الصّالحُ المَلكُ الذي لبِسَ البَها،
وللنّاسِ منهُ، فوقَ ثوبِ البَها، رَقمُ
جَميعُ أماراتِ الشّهيدِ ظَواهِرٌ
عليهِ تساوى الباسُ والرأيُ والفهمُ
وأهونُ شيءٍ عندهُ الخيلُ واللهَى ،
وأنفَقُ شيءٍ عندَهُ النّثرُ والنّظمُ
وأحسَنُ أيّامِ السّماحِ وَلُودُها،
إذا أعجبَ النجالَ أيامُها العقمُ
وربّ حَديثٍ من عُلاهُ سَمِعتُهُ،
لحلوِ جناهُ، من حلوقِ النُّهَى طعمُ
وفَيضِ نَوالٍ من يَدَيهِ أفَدتُهُ،
له في قلوبِ النّاسِ من جَسدي وسمُ
ولمّا أرادَ الدّهرُ كَيدي فزُرتُهُ،
وبتُّ، ولي في صحفِ إنعامِهِ رسمُ
فأخرَ صرفَ الدهرِ عني، فلا يرَى
مقابلتي لمّا درَى أنهُ الخصمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هجرتْ بعدكَ القلوبُ الجسوما
هجرتْ بعدكَ القلوبُ الجسوما
رقم القصيدة : 19933
-----------------------------------(19/273)
هجرتْ بعدكَ القلوبُ الجسوما
حينَ أمستْ منكَ الربوعُ رسومَا
وخَلَتْ من سَناكَ زُهرُ المَغاني،
فاستَحالَ النّهارُ لَيلاً بَهيمَا
يا هلالاً أودى بهِ الخسفُ لمّا
صارَ عندَ الكمالِ بدراً وسيمَا
وقضيباً رمنا لذيذَ جماه،
فذوى حين صار غُصْناً قَويما
ما ظَنَنّا المَنونَ تَرقَى إلى البَد
رِ، وأنّ الحِمامَ يَغشَى النّجومَا
هَدّ قَلبي مَن كانَ يُؤنِسُ قَلبي
إذْ نَبَذناهُ بالعَراءِ سَقِيمَا
ونأى يوسفي، فقد ذهبتْ عينا
يَ من حزنِهِ، وكنتُ كظيمَا
يا صَغيراً حوَى عَظيمَ صِفاتٍ،
أوجبتْ في قلوبِنا التعظيمَا
خلقاً طاهراً، وكفّاً صناعاً،
ولِساناً طَلقاً، وطَبعاً سَليماً
كنتَ رقّي، فصِرتَ مالكَ رِقّي
بحجى ً منكَ يستخفّ الحلومَا
ويدينِ ثنتْ عنانَ يراعٍ
أنبتَتْ في الطّروسِ دُرّاً نَظيماً
ومقالٍ، إذا دعاهُ لبيبٌ
ظنّ أني منكَ استفدتُ العلومَا
وإذا ما تَلَوتُ نَظمي ونَثري،
خالني منكَ أطلبُ التعليمَا
يا خَليلاً، ما زالَ خَصماً لخَصمي
كيفَ صَيّرتَ لي الغَرامَ غَريمَا
كيفَ جَرّعتَني الحَميمَ من الحُز
ن، وقد كنتَ لي صَديقاً حَميمَا
نِمتَ عن حاجتي، فأحدثتَ عندي
لتنائيكَ مقعداً ومقيما
وتَرَحّلتَ عن فِنائي رَحيلاً،
صَيّرَ الحُزنَ في الفُؤادِ مُقيمَا
لستُ أنساكَ، والمنية ُ تخفي
منكَ نُطقاً عَذباً وصَوتاً رَخيمَا
ومَسَحتُ الجَبينَ منكَ بكَفّي،
فأعادَ المسيحُ قلي كليمَا
كنتُ أملتُ أن تشيعَ نعشي،
وتواري في التربِ عظمي الرميمَا
وتَوَقّعتُ أن أرُدّ بكَ الخَطـ
ـبَ، فأمسَى نَواكَ خَطباً جَسيمَا
قد تبوأتَ قاطناً الخلـ
ـدِ، فأورَثتَ في فُؤادي الجَحيمَا
وتَفَرّدتَ بالنّعيمِ مِنَ العَيـ
ـشِ، وأبقَيتَ لي العَذابَ الأليمَا
فسقَى عهدكَ العهادُ، فقد فزْ
وعليكَ السّلامُ حَيّاً، ومَيتاً،
ورضيعاً، ويافعاً، وفطيمَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا بدوراً تغيبُ تحتَ الترابِ،
يا بدوراً تغيبُ تحتَ الترابِ،(19/274)
رقم القصيدة : 19934
-----------------------------------
يا بدوراً تغيبُ تحتَ الترابِ،
وجبالاً تمرّ مرّ السحابِ
إنّ في ذلكَ، اعتباراً وذكرى ،
يَتَوَعّى بها ذَوو الألبابِ
قلْ لصادي الآمالِ لا تردِ العيـ
ـشَ، فإنّ الحياة َ لمعُ سرابِ
أينَ رَبّ السّريرِ والجيزَة ِ البَيْـ
ـضاء ذاتِ النخيلِ والأعنابِ
عَرَصاتٌ كأنّهنّ سَماءٌ،
قد توارتْ شموسُها في الحجابِ
أينَ ربّ الآراءِ والرّتَبة ِ العَلـ
ـياءِ، والماجدُ الرفيعُ الجنابِ
والذي لَقّبوهُ بالأبلَجِ الوَ
هابِ طوراً، والعابسِ النهابِ
لَيثُ إبنا أُرتُقَ الملكُ المَنـ
ـصورُ، ربُّ الإحسانِ والأنسابِ
صاحبُ الرتبة ِ التي نكصَ العا
لمُ من دونِها على الأعقابِ
ومُجَلّي لَبسَ الأمورِ، إذا بَر
قَعَ قُبحُ الخَطا وجوهَ الصّوابِ
حازَ حِلمَ الكُهولِ طِفلاً وأُعطي
ورعَ الشيبِ في أوانِ الشبابِ
جلّ عن أن تقبلَ الناسُ كفيـ
ـهِ، فكانَ التقبيلُ للاعتابِ
لم تُرَنّحْ أعطافَهُ نَشوة ُ المُلـ
ـكِ، ولا يزدهيهِ فرطُ أعتجابِ
رافعُ النّارِ بالبقاعِ، إذا أخْـ
ـمدَ بردُ الشتاءِ صوتَ الكلابِ
ومحيلُ العامِ المحيلِ، إذا اعتا
دَ لسانُ الفصيحِ نطقَ الذبابِ
عَرَفوا رَبَعهُ، وقد أنْكِرَ الجُو
دُ، برَفعِ اللّوا ونَصبِ العِتابِ
وقدورٍ بما حَوتْ راسيِاتٍ،
وجِفانٍ مَملُوّة ٍ كالجَوابي
ملكٌ أصبحَ الخلائقُ والأ
يامُ والأرضُ بعده في اضطرابِ
فاعتَبِرْ خُضرَة َ الرّياضِ تَجِدْها
أثرَ اللطمِ في خدودِ الروابي
حَمَلوهُ على الرّقابِ، وقد كا
نَ نَداهُ أطواقَ تلكَ الرّقابِ
ما أظنّ المَنونَ تَعلَمُ ماذا
قصفتْ بعدهُ من الأصلابِ
يا رجيمَ الخطوبِ، فاسترقِ السمـ
ـعَ، فأُفقُ العُلَى بغَيرِ شِهابِ
فليَطُلْ، بعدَه على الدّهرِ عَتبي،
ربّ ذمٍّ ملقبٍ بعتابِ
أيّها الذّاهبُ الذي عرّضَ الأمـ
ـوالَ والنّاسَ بعدَهُ للذّهابِ
طارَ لبّ السماحِ، يومَ توفيـ
ـتَ، وشُقّتْ مَرائرُ الآدابِ(19/275)
وعلا في العلا عويلُ العوالي،
ونَحيبُ اليَراعِ والقِرضابِ
لو يُرَدّ الرّدى بقوّة ِ بأسٍ
لوَقَيناكَ في الأُمورِ الصّعَابِ
بأسودٍ بيضِ الوجوهِ، طوالِ الـ
ـباعِ، شُمِّ الأنوفِ، غُلبِ الرّقابِ
تَرَكوا اللّهوَ للغُواة ِ، وأفنَوا
عُمرَهم في كتائبٍ، أو كِتابِ
وجِيادٍ مثلِ العَقارِبِ نحوَ الـ
ـروعِ تسعى شوائلَ الأذنابِ
كلِّ طرفٍ مطهمٍ، سائلِ الغُـ
ـرة ِ، جعدِ الرسغينِ، سبطِ الإهابِ
كنتَ ذُخراً لنا، لوَ أنّ المَنا
يا جنبتْ عن رفيعِ ذاكَ الجنابِ
لم أكنْ جازعاً، وأنت قَريبٌ،
لبُعادِ الأهلينَ والأنسابِ
كانَ لي جُودُكَ العَميمُ أنيساً
في انفرادي، وموطناً في اغترابي
ما بَقائي من بعدِ فقدِكَ، إلاّ
كبَقاءِ الرّياضِ بعدَ السّحاب
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
رقم القصيدة : 19935
-----------------------------------
عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
عَجيبٌ لها في عُمرِها كيفَ تَرمَدُ
وعينٌ خلتْ من نورِ وجه حبيبِها،
عجبتُ لها، من بعدِه، كيفَ ترقدُ
ولي لمقلة ٌ قد أنكرَ الغمضَ جفنُها،
وعرفها صرفُ النّوى كيفَ تسهدُ
تراعي النّجومَ السّائراتِ، كأنّما
تمثلَ فيهنّ المليكُ محمّدُ
تحاولُهُ بَينَ النّجومِ، لأنّهُ
لرُتبَتِهِ فوقَ الكَواكبِ مَقعَدُ
مليكٌ، لوَ أنّ الرّيحُ تُشبِهُ جودَهُ،
لما أوشكتْ يوماً من الدهرِ تركدُ
مبددُ شملِ المالِ، وهوَ مجمعٌ،
وجامعُ شَملِ الحمدِ، وهوَ مُبَدَّدُ
فلا نَمّقَ الاعذارَ يَوماً لسائلٍ،
ولا قالَ للوُفّادِ: مَوعِدُكم غَدُ
دَهَتُه المَنايا، وهيَ من دونِ بأسِهِ،
كذا الصارمُ الصمصامُ يفنيهِ مبردُ
فَيا مَلِكاً قد أطلَقَ الجُودُ ذِكرَهُ،
وكلّ نزيلٍ من نداهُ مقيدُ
لقد كنتُ للوفادِ وبلاً، وللعدَى
وبالاً، به تشقَى أناسٌ وتسعدُ
فكم أنشأتْ كفاكَ في المحلِ عارضاً،
وخَدُّ الثّرى من عارضِ الخطبِ أمرَدُ(19/276)
وكم أرسلتْ يمناكَ في الحربِ للعدى
سَحابَ نَكال بالصّواهلِ يَرعُدُ
إذا ما وَنَى مَسراهُ ثِقلاً يَحُثّهُ
جوادٌ وعضبٌ: أجردٌ ومجردُ
فينظمُ فيها الرمحُ ما السيفُ ناثرٌ،
ويَنثُرُ فيها العَضبُ ما اللّدنُ يَنضِدُ
فمُفرَدُها من نثرِ سَيفِكَ تَوأمٌ،
وتَوأمُها من نَظمِ رُمحِكَ مُفرَدُ
وفي معلكِ الآدابِ كم لكَ موقفٌ،
لأهلِ الحجَى منهُ مقيمٌ ومقعدُ
ولم يَبقَ من آي المَفاخِرِ آيَة ٌ،
ولا غايَة ٌ، إلاّ وعندَكَ تُوجَدُ
عَليكَ سَلامُ اللَّهِ، لا زالَ سَرمداً
كجودكَ حتى بعدَ فقدِكَ سرمدُ
فلو خلدَ المعروفُ قبلكَ ماجداً
لكُنتَ بإسداءِ الجَميلِ مُخَلَّدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بكَى عليكَ الحسامُ والقلمُ،
بكَى عليكَ الحسامُ والقلمُ،
رقم القصيدة : 19936
-----------------------------------
بكَى عليكَ الحسامُ والقلمُ،
وانفجعَ العلمُ فيكَ والعلمُ
وضَجّتِ الأرضُ، فالعِبادُ بها
لاطِمَة ٌ، والبِلادُ تَلتَطِمُ
تُظهِرُ أحزانَها على ملكٍ،
جُلُّ ملوكِ الوَرَى لهُ خَدَمُ
أبلجُ، غضُّ الشبابِ، مقتبلُ العمـ
ـرِ، ولكِنّ مَجدَهُ هَرِمُ
محكمق في الورى ، وآملهُ
يَحكُمُ في مالِهِ ويَحتَكِمُ
يجتمعُ المجدُ والثناءُ لهُ،
ومالُهُ، في الوُفودِ، يُقتَسَمُ
قد سَئِمتْ جُودَهُ الأنامُ، ولا
يلقاهُ، من بذلهِ الندى ، سأمُ
ما عرفتْ منهُ لا، ولا نعمٌ،
بل دونهنّ الآلاءُ والنِّعَمُ
الواهبُ الألفِ، وهوَ مُبتَسِمٌ،
والقاتلُ الألفِ، وهوَ مقتحمُ
مبتسمٌ والكماة ُ عابسة ٌ،
وعابِسٌ، والسّيوفُ تَبتَسِمُ
يَستَصغِرُ العَضبَ أن يَصولَ به
إنْ لم تجردْ من قبلهِ الهممُ
ويستخفّ القناة َ يحملُها،
كأنّها في يمنه قلمُ
لم يَعلَمِ العالمونَ ما فَقَدوا
منهُ، ولا الأقرَبونَ ما عَدِمُوا
ما فَقدُ فَردٍ من الأنامِ، كمَنْ
إنْ ماتَ ماتتْ لفقدِهِ أممُ
والنّاسُ كالعَينِ إن نَقَدتَهُمُ،
تَفاوَتَتْ عندَ نَقدِكَ القِيَمُ(19/277)
يا طالبَ الجودِ قد قضى عمرٌ،
فكلُّ جودٍ وجودهُ عدمُ
ويا مُنادي النّدى ليدركَهُ!
أقصِرْ، فَفي مَسمعِ النّدى صَمَمُ
مضَى الذي كانَ للأنامِ أباً،
فاليومَ كلُّ الأنامِ قد يتموا
وسارَ فوقَ الرقابِ مطرحاً،
وحَولَهُ الصافناتُ تَزدَحِمُ
مقلباتِ السروجِ شاخصة ٌ،
لها زَفيرٌ ذابتْ بهِ اللُّجُمُ
وحلّ داراً ضاقتْ بساكنِها،
ودونَ أدنَى دِيارِهِ إرَمُ
كأنّهُ لم يَطُلْ إلى رُتَبٍ،
تقصرُ من دونِ نيلها الهممُ
ولم يمهدْ للملكِ قاعدة ً
بها عُيُون العُقولِ تَحتَلِمُ
ولم تُقَبِّلْ لهُ المُلوكُ يَداً
تَرغَبُ في سِلمِها، فتَستَلِمُ
ولم يقد للحروبِ أسدَ وغى ً،
تَسري بها من رِماحِها أجَمُ
ولم يصلْ والخميسُ مرتكبٌ
عُبابُهُ، والعَجاجُ مُرتَكِمُ
أينَ الذي كانَ للوَرى سَنَداً،
ورحبُ أكنافِهِ لها حَرَمُ
أينَ الذي إنْ سرَى إلى بلَدٍ
لا ظُلمَ يَبقى به، ولا ظُلَمُ
أين الذي يَحفَظُ الذّمامَ لَنا
إنْ خفرتْ عندَ غيرهِ الذممُ
يا ناصرَ الدّينِ، وابنَ ناصِرِهِ،
ومن بهِ في الخطوبِ يعتصمُ
وصاحبَ الرّتبَة ِ التي وَطِئَتْ
لها على هامَة ِ السّهَى قَدَمُ
تُثني علَيكَ الوَرى ، وما شهِدوا
من السجايا إلاّ بما علموا
يبكيكَ مألوفكَ التقَى أسفاً،
وصاحباكَ العَفافُ والكَرَمُ
لم يَشقَ يوماً بكَ الجَليسُ، ولا
مسّ نداماكَ عندكَ الندَمُ
أغنيتني بالودادِ عن نسبي،
كأنّما الودّ بَينَنا رَحِمُ
لولا التسلي بمن تركتَ لنا
ألَمّ بي من تَدَلُّهي لَمَمُ
وفي بقاءِ السلطانِ تسلية ٌ
لكلّ قلبٍ بالحزنِ يضطرمُ
المَلِكُ الصّالحُ الذي ظَهَرَتْ
منهُ السجايا، وطابتِ الشيمُ
لا زالَ يُغني الزّمانَ في دَعَة ٍ،
والذكرُ عالٍ، والملكُ منتظمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ليتَ شعري، وقد أودى بك القدرُ،
يا ليتَ شعري، وقد أودى بك القدرُ،
رقم القصيدة : 19937
-----------------------------------
يا ليتَ شعري، وقد أودى بك القدرُ،(19/278)
بأيّ عذرٍ إلى العلياءِ يعتذرُ
وكيفَ جارَ عليكَ الدهرُ معتدياً،
أما تعلمَ منكَ العدلَ يا عمرُ
يا ابنَ الملوكِ الأُلى كان الزّمانِ لهم
طَوعاً وأقبَلَ صرفُ الدّهرِ يأتَمِرُ
يا ناصرَ الدّينِ، يا مَن جودُ راحته
بينَ الأنامِ على الأيامِ ينتصرُ
أنتَ الجَوادُ الذي لولا مكارِمُهُ،
لأصبحَ الجودُ عيناً ما بها بصرُ
تعطي وتبسطُ بعدَ البذلِ معذرة ً،
وعُذرُ غَيرِكَ دونَ البَذلِ يُبتَدَرُ
فقتَ الملوكَ جميعاً في عطاً وسطاً،
فأنتَ كالبَحرِ فيه النّفعُ والضّرَرُ
وحزتَ أخلاقَ شمس الدينِ مكتسباً
والشمسُ مكتسبٌ من نورِها القمرُ
خاطرتَ في طلبِ العلياءِ مجتهداً
وما يُخاطِرُ إلاّ مَن له خَطَرُ
رفعتَ ذكركَ بالإنعام منتجداً،
بهِ، وغَيرُكَ بالأموالِ يَفتَخِرُ
قد كانَ جودُك لي عينَ الحياة ِ إذا
وَردتُه، وحَواني رَبعُكَ الخَضِرُ
أعزِزْ عليّ بأنْ أدعوكَ ذا أمَلٍ،
فلا يُجابَ برِفدٍ منكَ يَنهَمِرُ
وأن يُحَثّ إلى مَغناكَ وفدُ ثَناً،
وليسَ منكَ به عَينٌ ولا أثَرُ
طابتُ مَراثيكَ لي بعد المَديحِ، ومن
بعد السرورِ براني الحزنُ والفكرُ
كأنّ حُزنَكَ من أسمائِهِ سَقَرٌ،
فذاكَ في القلبِ لا يبقي، ولا يذرُ
سقى ضريحك صوبُ المزنِ منبجساً
حتى يدبجَ أقصى تربِه الزهرُ
وكيفَ أسألُ صَوبَ المزنِ رَيّ ثرًى
حللتَ فيه، وفيهِ البحرُ والمطرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نفوسُ الصيدِ أثمانُ المعالي،
نفوسُ الصيدِ أثمانُ المعالي،
رقم القصيدة : 19938
-----------------------------------
نفوسُ الصيدِ أثمانُ المعالي،
إذا هَزّتْ مَعاطِفَها العَوالي
وأبدَتْ أوجُهُ البِيضِ ابتِساماً،
يُطيلُ بكاءَ آجالِ الرّجالِ
ومَن عَشِقَ العَلاءَ، وخافَ حَتفاً
غَدا عندَ الكَريهَة ِ، وهوَ سالي
ولم يَحُزِ العُلى إلاّ كَميٌّ،
رَحيبُ الصّدرِ في ضِيقِ المَجالِ
تيقنَ أنّ طيبَ الذكرِ يبقى ،
وكلَّ نعيمِ ملكٍ في زوالِ
لذاكَ سمتْ بركنِ الدينِ نفسٌ(19/279)
تعلمَ ربُّها طلبُ الكمالِ
سَمتْ فأرَتهُ حَرّ الكَرّ بَرداً،
ويَحْمُومَ المَنيّة ِ كالزّلالِ
فألبسَ عرضهُ درعاً حصيناً،
وصَيّرَ جِسمَهُ غَرَضَ النّبالِ
تبوأ جنة َ الفردوسِ داراً،
وحَلّ على الأرائِك في ظِلالِ
وخلفَ كلَّ قلبٍ في اشتغالٍ،
وكلَّ لهيبِ صدرٍ في اشتعالِ
بروحي مَن أذابَ نَواهُ روحي،
وأفقدَ فقدُهُ عزّي ومالي
ولم أكُ قَبلَ يومِ رَداهُ أدري
بأنّ التُّربَ برجٌ للهلاكِ
وقالوا: قد أصبتَ، فقلتُ: كلاّ،
وما وقعُ النبالِ على الجبالِ
ولم أعلَمْ بأنّ الرّمسَ يُمسِي
بموجٍ الحربِ من صدفِ اللآلي
أيا صخراَ احنانِ أدمتَ نوحي،
فها أنا فيكَ خنساءُ الرجالِ
وفَتْ لي فيكَ أحزاني ودَمعي،
وخانَ عليكَ صبري واحتمالي
بذلتَ النفسَ في طلبِ المعالي،
كبذلكَ للهَى يومَ النوالِ
تسابقُ للوغَى قبلَ التنادي،
كبذلكَ للهَى يومَ النوالِ
شددتَ القلبَ في حوضِ المنايا،
ووَبلُ النُّبلِ مُنحَلّ العزالي
لبستَ على ثيابِ الوشيِ قلباً،
غنيتَ بهِ عن الدرعِ المذالِ
تَهُزُّ لمُلتَقَى الأعداءِ عِطفاً،
يهزّ رطيبهُ مرحُ الدلالِ
فعشتُ، وأنتَ ممدوحُ السجايا،
ومتَّ، وأنتَ محمودُ الخلالِ
أرُكنَ الدّينِ كم رُكنٍ مَشيدٍ
هَدَدتَ بفَقدِ ذيّاكَ الجَمالِ
ربوعكَ بعدَ بهجتِها طلولٌ،
وحاليها من الأنوارِ خالِ
تنوحُ لفقدِكَ الجردُ المذاكي،
وتَبكيكَ الصّوارِمُ والعَوالي
يَحِنّ إلى يَمينِكَ كلُّ عَضبٍ،
وتشتاقُ الأعنة ُ للشمالِ
أتَسلُبُكَ المَنونُ، وأنتَ طَودٌ،
وتُرخِصُكَ الكُماة ُ، وأنتَ غالِ
وتَضعفُ عَزمَة ُ البيضِ المَواضي،
وتَقُصرُ همّة ُ الأسَلِ الطّوالِ
ولم تُحطَمْ قَناة ٌ في طعانٍ،
ولم تُفلَلْ صِفاحٌ في قِتالِ
ولا اضطرمتْ جيادٌ في طرادٍ،
ولا اعتركتْ رجالٌ في مجالِ
ولا رَفَعوا بوَقعِ الخَيلِ نَقعاً،
ولا نسجَ الغبارُ على الجِلالِ
وتُمسي اللاّذخيّة ُ في رُقادٍ،
تَوَهَّمُ فِعلَها طَيفَ الخَيالِ
ولم تُقلَعْ لقَلعَتِهِمْ عروشٌ،(19/280)
إذا استَوَتِ الأسافِلُ والأعالي
ولا وادي جهنّمَ حينَ حلوا
بهِ أمسَى عليهم شَرَّ فالِ
سأبكي ما حَييتُ، ولستُ أنسَى
صَنائعَكَ الأواخِرَ والأوالي
ولو أنّي أُبَلَّغُ فيكَ سُؤلي،
بكيتكَ بالصوارمِ والعوالي
بكلذ مهندِ الحدّينِ ماضٍ
تَدبّ به المَنيّة ُ كالنّمالِ
يريكَ به ركامُ الموتِ موجاً،
وتمنعهُ الدماءُ منَ الصقالِ
وإسمرَ ناهزَ العشرينَ لدنٍ،
رُدَيْنيِّ المَناسبِ ذي اعتِدالِ
يُضيءُ على أعاليهِ سِنانٌ
ضياءَ النّارِ في طرفَ الذُّبالِ
وأشفي من دماءِ عداكَ نفساً،
تنوطُ القولَ منها بالفعالِ
لعَلّ الصّالحَ السّلطانَ يَجلُو
بغُرّة ِ وجهِهِ ظُلمَ الضّلالِ
ويُجريها من الشِّعبَين قُبّاً،
إلى الهَيجاءِ تَسعَى كالسّعالي
يحرضُها الطرادُ على الأعادي،
كأنّ الكرّ يذكرُها المخالي
عليها كلُّ ماضي العزم ذمرٍ،
كميٍّ في الجلاد وفي الجدالِ
ويشفي عندَ أخذِ الثأرِ منهُم
نفوساً ليسَ تقنعُ بالمطالِ
وأعلَمُ أنّ عَزمتَهُ حُسامٌ،
ولكنّ التفاضي كالصقالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
رقم القصيدة : 19939
-----------------------------------
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
أبقَتِ المَكرُماتُ كعبَ الإيادي
ولأبقَتْ فتى المُهَذَّبِ أيدٍ
طوقتْ بالندى رقابَ العبادِ
ولو أنّ الحمامَ يدفعُ بالبا
سِ، وبِيضِ الظُّبَى وحُمرِ الصِّعادِ
لحمتهُ يومَ الهياجِ حماة ٌ
تُرعِفُ البِيضَ من نجيعِ الأعادي
وكُماة ٌ يُظِلّها من وَشيجِ الـ
ـخطّ غابٌ يسيرُ بالآسادِ
بصفاحٍ تخالُ موجَ المنايا،
في صفا متنِها عيونُ الجرادِ
كلّ صافي الفرندِ بالماءِ رَ
يّان ولكنّهُ إلى الدّم صادي
غَيرَ أنّ الأيّامَ بالخَلْقِ تجري
لبلوغِ الآجالِ جَريَ الجِيادِ
كيفَ تَرجو المَقامَ، والخَلقُ سَفرٌ،
نحنُ رَكبٌ وحادثُ الدّهرِ حادي
أينَ رَبّ السّريرِ والحِيرَة ِ البَيـ(19/281)
ـضاء، أم أينَ ربّ ذاتِ العمادِ
إنّ أسبابَ فاصلاتِ المَنايا
قد أبادتْ فرعونَ ذا الأوتادِ
ما اعتمادي على الزّمانِ، وقد أو
دى بمَولًى عليهِ كانَ اعتمادي
بمديدِ الظلالِ مقتضبِ الرّا
يِ بسيطِ النّدى طويلِ النجادِ
مُسرِفٍ في السّماحِ يُوهمُهُ الجو
دُ بأنّ الإقصادَ في الإقتصادِ
لم تُرَنّحْ أعطافَهُ نَسمَة ُ الكبْـ
ـرِ، ولا أقتادهُ عنانُ العنادِ
حاكمٌ حُكمَ المؤمِّل في الما
لِ، وقاضٍ قضَى بحَتفِ الأعادي
وسرَتْ منهُ سيرَة ُ العَدلِ في النّا
سِ مسيرَ الأرواحِ في الأجسادِ
شمسُ دينِ اللَّهِ الذي ضَبَطَ الأحـ
ـكامَ ضبطَ الأموالِ بالأعدادِ
ربَّ حلمٍ للبطشِ فيهِ كمونٌ،
كلظَى النّارِ كامناً في الزنادِ
سطوة ٌ تظمىء ُ الرواة َ منَ الرّعـ
ـبِ، ونطقٌ يروي النفوس الصوادي
وانتقادٌ، إذا جلتْ ظلمة ُ اللّفـ
ـظُ كأنّ العِدى فيهِ في جلادِ
ذو يراعٍ رطبِ المشافرِ يبسِ الـ
ـمَتنِ جَمِّ الضّميرِ خُلوِ الفُؤادِ
كنتَ فيها خِلواً من الحُسّادِ
نَ صبياً، كمبضعِ الفصادِ
فإذا ما جَرَى بحَلبَة ِ طرسٍ
ركضَ الرّعبُ في قلوبِ الأعادي
يطلقُ اللفظَ في السجلّ فيأتي
بالمَعاني مَقرونَة ً في صِفادِ
ما رأينا من قَبلِ مَجراهُ خَطّاً
ساطعَ النّورِ في ظَلامِ المِدادِ
كلُّ خطٍّ سوادهُ في بياضٍ،
وتَراهُ بَياضُهُ في السّوادِ
أينَ خَصبُ الأكنافِ في الزّمنِ الما
حلِ، والسبطُ في السنينَ الجعادِ
والجوادُ السهلُ اللقاءِ، إذا ما
كانَ سهلُ اللقاءِ غيرَ جوادِ
سَلَبتهُ الأيّامُ غَدراً، وكانتْ
طَوعَ كَفّيهِ في الأمورِ الشّدادِ
وأُصيبَتْ لفَقدِهِ، فلهَذا
ألبستْ بعدهُ ثيابَ حدادِ
كانَ عَضداً للآملينَ، فأمسَى
بنَواهُ يَفُتّ في الأعضادِ
كان زينَ الأولاد والمالِ إن زيـ
ـنَ سواهُ بالمالِ والأولادِ
يا حُساماً ما خِلتُ أنّ أديمَ الـ
ـأرضِ يُمسي لهُ منَ الأمجادِ
كنتَ يَومَ النّدى سَريعاً إلى البِـ
ـرّ، ويَومَ الرّدى أبيَّ القِيادِ(19/282)
أيُّ نادٍ للجودِ لم تكُ فيهِ
حاضراً بالنّدى ، وذِكرُكَ بادِ
أصبَحتْ بعدَكَ المَكارِمُ فُقراً،
والمَعالي عَواطِلَ الأجيادِ
وتُوُفّي السّماحُ، يومَ توُفّيـ
ـت، فهَل كنتما على ميعادِ
فعَزيزٌ على المَكارِمِ أن تَخـ
ـفَى ، وفي النّاسِ طيبُ ذكرِك بادِ
أو يُنادى للمَكرُماتِ، فلا يَسـ
ـبقُ منكَ النّدى نداءَ المنادي
رَقدَة ٌ ما نَراكَ من قَبلِها ذُقْـ
ـتَ عن المَكرُماتِ طَعمَ رُقادِ
ما شَهِدْنا من قَبلِها لكَ حالاً
أحسنَ اللهث عنكَ صبر المعالي،
وعَزاءَ الإنشاءِ والإنشادِ
وأطالَ اللَّهُ عُمرَ مَراثيـ
ـكَ فإنّي فيها حليفُ اجتهادِ
وسقَتْ قبرَكَ الغَوادي، وإن كا
نتْ دموعي روائحاً وغوادي
فَلَعمري لقد عَهدتُ إلى الدّمـ
ـعِ ليُغنيهِ عن دُموعِ العِهادِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما دامَ جريُ الفلكِ الدائرِ،
ما دامَ جريُ الفلكِ الدائرِ،
رقم القصيدة : 19940
-----------------------------------
ما دامَ جريُ الفلكِ الدائرِ،
لم يبقَ من برٍّ ولا فاجرِ
ما عطفَ الدهرُ على حاتمٍ،
كلاّ، ولا قصرَ عن مادرِ
إنّ خيولَ الدّهرِ إن طارَدَتْ
أتبعتِ الأولَ بالآخرِ
لا تَحرِصَنْ منهُ على مَورِدٍ،
فعاية ُ الواردِ كالصادرِ
أبعدَ عبدِ اللهِ بحرِ النّدى
لزَلّة ِ الأيّامِ من غافِرِ
مُجري النّدى في الأرضِ حتى نَهى
بسيطُها من بحرهِ الوافرِ
ومخصبٌ في بلدٍ ماحلٍ،
وعادِلٌ في زَمَنٍ جائِرِ
ومن غدتْ سيرة ُ إنعامِهِ
تَملأُ سَمْعَ المَثَلِ السّائِرِ
أصبَحَ دَستُ المُلكِ من بَعدِهِ،
خِلواً بلا ناهٍ ولا آمِرِ
وأصبحَ العينُ بلا ناظرٍ،
كأنّها العينُ بلا ناظرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هوَ الدّهرُ مُغرًى بالكَريمِ وسَلبِهِ،
هوَ الدّهرُ مُغرًى بالكَريمِ وسَلبِهِ،
رقم القصيدة : 19941
-----------------------------------
هوَ الدّهرُ مُغرًى بالكَريمِ وسَلبِهِ،
فإنْ كنتَ في شكٍّ بذاكَ فسلْ بهِ(19/283)
أرانا المعالي كيفَ ينهدّ ركنُها،
وكيفَ يغورُ البدرُ من بينِ شهبهِ
أبعدَ غِياثِ الدّينِ يَطمَعُ صَرفُهُ
بصرفِ خطابِ الناسِ عن ذمّ خطبهِ
وتخطو إلى عبد الكريمِ خطوبهُ،
ويطلبُ منّا اليومَ غفرانُ ذنبهِ
سَليلُ النّبيّ المُصطَفى ، وابنُ عمّهِ،
ونجلُ الوصيّ الهاشميّ لصلبهِ
فتًى كانَ مثلَ الغَيثِ يُخشَى وَبالُهُ
ويُرجَى لطُلاَّبِ النّدى وَبلُ سُحبِهِ
رَقيقُ حَواشي العَيشِ في يومِ سِلمِهِ،
كثيفُ حواشي الجيشِ في يومِ حَربِهِ
فلا يَتّقي الأسيافَ إلاّ بوَجهِهِ،
ولا يَلتَقي الأضيافَ إلاّ بقَلبِهِ
ولا ينظرُ الأشياءض إلاّ بعقلِهِ،
ولا يَسمَعُ الأنباءَ إلاّ بلُبّهِ
إذا جالَ في يومِ الرّدى قيلَ من له؟
وإن جادَ في يوِم النّدى قيل مَن بِهِ؟
أمن بعدِ ما تمتْ محاسنُ بدرهِ،
ودارتْ على كلّ الوَرى كاسُ حزنِهِ
دَهَتهُ المَنايا، وهيَ في حدّ سَيفِهِ،
وصرفُ الليالي وهوَ من بعضِ حبهِ
كأنْ لم يَقُدْها كالأجادِلِ سُرَّباً،
ويرفع قبّ الليلِ من نقعِ قبهِ
ولم يقرعِ الأسماعَ وقعُ خطابهِ،
ولم يطرقِ الهيجاءَ موقعُ خطبهِ
ولا كان يومَ الدَّستِ صاحبَ صدرهِ،
وللجيشِ يومَ الحربِ مَركزُ قُطبِهِ
أتَعتَزّهُ الأعداءُ في يومِ لَهوِهِ،
فلاّ أتوهُ جحفلاً يومَ حربهِ
ولم أرَ قَبلَ اليَومِ لَيثَ عَريكَة ٍ،
أذاقَتهُ طَعمَ المَوتِ عَضّة ُ كَلبِهِ
ولو كانَ ما بينَ الصوارمِ والقنا،
وفوقَ مُتونِ الخَيلِ إدرَاكُ نَحبِهِ
لكانَ جَميلَ الذّكرِ عن حُسنِ فِعله،
ينفسُ عن قلبش الفتى بعضَ كربهِ
أبيُّ قيادِ النفسِ آثرَ حتفهُ،
ولم يُبدِ يَوماً للعِدى لينَ جَنبِهِ
كأنّ بني عبد الحَميدِ لفَقدِه،
ذُرى جبَلٍ هُدّتْ جَلامدُ هَضبِهِ
أتَسلُبُهُ الأعداءُ مِن بينَ رَهطِهِ،
وتَغتالُهُ الأيّامُ من دونِ صَحبِهِ
وتَفقدُهُ في دَولة ٍ ظاهرِيّة ٍ
بها الذئبُ يعدو رائعاً بينَ سربهِ
بدَولَة ِ مَلكٍ يَغصبُ اللّيثَ قُوتَهُ،
ويقتلُ منْ يلقاهُ شدة ُ رعبهِ(19/284)
فلو كانَ شمسُ الحقّ والدين شاهداً
لمَصرَعِ ذاكَ النّدبِ ساعة َ نَدبِهِ
بكاهُ بأطرافِ الأسنة ِ والظبَى ،
بدَمعٍ من اللّباتِ مَسقِطُ سَكبِهِ
وشنّ على عربِ العذارينِ غارة ً
يَضيقُ بها في البَرّ واسعُ رَحبِهِ
فتعجبُ لباتُ الكماة ِ بطعنهِ،
ويُعرِبُ هاماتِ الحُماة ِ بضَربِهِ
فلا نَقطَ إلاّ من سِنانِ قَناتِهِ،
ولا شكلَ إلاّ من مضاربِ عضبهِ
أبا الحربِ بادرْ واتخذها صنيعة ً،
تُبَدِّلُ مُرَّ القَولِ فيكُم بعَذبِهِ
فكم لغياثِ الدينِ من حقّ منة ٍ
تطوقُ بالإنعامِ أعناقَ صحبهِ
قضَى نَحبَهُ، والذّكرُ منه مُخَلَّدٌ
بأفواهِنا لم يَقضِ يوماً لنَحبِهِ
ومُذ رَجَعتْ أترابُهُ من وَداعِهِ،
تلقاهُ في أكفانِهِ عفوُ ربهِ
سقَى قبرهُ من صيبِ المزنِ وابلٌ،
يَجُرّ على أرجائِهِ ذَيلَ خَصبِهِ
ومن عجبٍ أنّ السحابَ بقبرهِ،
وأسألُ من صوبِ الحيا ريّ ربهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حبلُ المنى بحبالِ اليأسِ معقودُ،
حبلُ المنى بحبالِ اليأسِ معقودُ،
رقم القصيدة : 19942
-----------------------------------
حبلُ المنى بحبالِ اليأسِ معقودُ،
والأمنُ من حادِثِ الأيّامِ مَفقودُ
والمرءُ ما بينَ أشراكِ الرّدى غَرَضٌ
صَميمُهُ بسِهامِ الحَتفِ مَقصُودُ
لا تَعجبنّ، فما في الموتِ من عَجبٍ،
إذ ذاكَ حدٌّ به الإنسانُ مَحدودُ
فالمستفادُ من الأيامِ مرتجعٌ،
والمستعارُ من الأعمارِ مردودُ
وللمَنيّة ِ أظفارٌ، إذا ظَفِرَتْ،
رأيتَ كلّ عَميدٍ وهوَ مَعمُودُ
لم يَنجُ بالبأسِ منها، مع شَراسَتِهِ،
ليثُ العَرينِ، ولا بالحيلة ِ السيِّدُ
قد ضلّ من ظنّ بعضَ الكائناتِ لها
مَكثٌ، وللعالَمِ العُلويّ تَخليدُ
ألَم يقولوا بأنّ الشّهبَ خالِدَة ٌ
طبعاً، فأينَ شهابُ الدينِ محمودُ
مَن كانَ في علمِهِ بَينَ الوَرى علَماً
يُهدى بهِ إن زَوَتْ أعلامَها البِيدُ
ومن روتْ فضلهُ حسادُ رتبته،
وعَنعَنَتْ عن أياديهِ الأسانيدُ
فضلٌ بهِ أوجهُ الأيامِ مشرقة ٌ،(19/285)
كأنّهُ لحُدودِ الدّهرِ تَوريدُ
مهذبُ اللفظِ لا في القولِ لجلجة ٌ
منهُ، ولا عندَهُ في الرّأيِ تَرديدُ
لا يهدمُ المنُّ منهُ عمرَ مكرمة ٍ،
ولايعمدُ بالمطلِ المواعيدُ
إن كان يُقصَدُ مَقصودٌ لبَذلِ ندًى
فإنّهُ للنّدى والفَضلِ مَقصودُ
لهُ اليراعُ الذي راغَ الخطوبَ بهِ
في حلبة الطرسِ تصويبٌ وتصعيدُ
أصمُّ أخرسُ مشقوقُ اللسانِ، إذا
طارحتهث سمعتْ منهُ الأغاريدُ
إن شاءَ تَسويدَ مُبيضِّ الطّروسِ فمن
إنشائِهِ لبَياضِ النّاسِ تَسويدُ
لو خَطّ سَطراً ترى عكسَ القياسِ به:
الشمسُ طالعة ٌ، والليلُ الأناشيدُ
رشيقة ُ السبكِ لا المعنى بمبتذلٍ
منها ولا لفظُها بالعسفِ مكدودُ
يا صاحبَ الرّتبَة ِ المَعذورِ حاسِدُها؛
إنّ السّعيدَ على النّعماءِ مَحسودُ
ما شامَ بعدكَ أهلُ الشامِ بارقة ً
للفَضلِ حينَ ذَوَى من ربّهِ العُودُ
إليكَ قد كانَ يعزى العلمُ منتسباً،
واليومَ فيكَ يعزّى العلمُ والجودُ
كماخطبة ٍ لك راعَ الخطبَ موقعُها،
وكم تقلد منهُ، الدهرَ، تقليدُ
ولَفظَة ٍ لا يَسُدّ الغَيرُ مَوضِعَها،
غَرّاءَ تُحسَبُ ماءً، وهيَ جُلمودُ
وجَحفَلٍ لجِدالِ البَحثِ مُجتَمعٍ،
كأنّهُ لجِلادِ الحَربِ مَحشُودُ
قد جَرّدَ الشّوسُ فيه قُضبَ ألسنَة ٍ،
في مَعرَكٍ يومُهُ المَشهورُ مَشهُودُ
بصارِمٍ لا يردّ الدّرعُ ضَربتَهُ،
ولو سنى نسجهُ المردودَ داودُ
حتى إذا نكصَ القومُ الكميُّ به،
وأعوَزتْ عندَ دَعواهُ الأسانيدُ
ألقوا مقاليدهم فيهِ إلى بطلٍ
شهمٍ، إلى مثلهِ تلقَى المقاليدُ
يا مُفقدي مع وُجودي فيضَ أنعُمِهِ
همّي وموجودُ وجدي وهوَ مَفقودُ
وجاعِلَ الفَضلِ فيما بينَنا نسبَاً،
إذ كانَ في نَسَبِ الآباءِ تَبعيدُ
قد كانَ يجدي التناسي عنك دفعُ أسًى ،
لو أنّ مثلكَ في المصرينِ موجودُ
قد أخلَقتْ ثوبَ صبري فيكَ حادثة ٌ
أضحَى بها لثيابِ الحُزن تَجديدُ
برغمِ أنفيَ أن يدعوكَ ذو أملٍ،
فلا يسحّ عهادٌ منكَ معهودُ(19/286)
وأن يُرى ربعُكَ العافي، وليسَ به
مرعًى خصيبٌ، وظلٌّ منك ممدودُ
أبكي، إذا ما خلا أوصافُ مجدِكَ لي،
فكري وأطلبُ صبري، وهو مطرودُ
وألتَجي بالتّسَلي أن ستُخلِفُها
أبناؤكَ الغرُّ أو أبناؤكَ الصيدُ
فسوفَ ترثيكَ منّي كلّ قافية ٍ،
بها لذِكرِكَ بينَ النّاسِ تَخليدُ
وأُسمِعُ النّاسَ أوصافاً عُرِفتَ بها،
حتى كأنّكَ في الأحياءِ معدودُ
فلا عدا الغيث ترباً أنتَ ساكنهُ،
مع عِلمِنا أنّ فيهِ الغَيثَ مَلحودُ
ودامَ، والظّلّ مَمدودٌ بساحَتِهِ،
والسّدرُ والطّلعُ مَحصورٌ ومَنضودُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كانَ الزمانُ بلقياكم يمنينا،
كانَ الزمانُ بلقياكم يمنينا،
رقم القصيدة : 19943
-----------------------------------
كانَ الزمانُ بلقياكم يمنينا،
وحادِثُ الدّهرِ بالتّفريقِ يَثنينا
فعندما صدقتْ فيكم أمانينا،
أضحَى التّنائي بَديلاً مِن تَدانينا
ونابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا
خِلنا الزّمانَ بلُقياكم يُسامِحُنا
لكيْ تزانَ بذكراكم مدائحُنا
فعندما سمحتْ فيكم قرائحُنا
بِنتُم وبِنّا فَما ابتَلّتْ جَوانحُنا
شَوقاً إليكُم ولا جَفّتْ مآقينا
لم يُرضِنا أن دَعا بالبَينِ طائرُنا،
شَقُّ الجُيوبِ، وما شُقّتْ مرائرُنا
يا غائبينَ ومأواهم سرائرُنا،
تَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائرُنا
يقضي علينا الأسَى لولا تأسينا
حمدتُ أيّام أُنسٍ لي بكم سَعِدتْ،
وأسعَدتْ إذ وَفتْ فيكم بما وَعدتْ
فاليومَ إذ غِبتمُ، والدّارُ قد بعُدتْ،
حالتْ لفقدكمُ أيامُنا فغدتْ
سوداً، وكانتْ بكم بيضاً ليالينا
فزنا بنيلِ الأماني من تشرفِنا،
بقربكم، إذا برينا من تكلفنا
حتى كأنّ اللّيالي في تصَرفنا،
إذا جانبُ العيشِ طلقٌ من تألفِنا
ومَورِدُ اللّهوِ صافٍ من تَصافينا
كم قد وردنا مياهُ العزّ صافية ً،
وكم عَللَنا بها الأرواحَ ثانيَة ً
إذْ عينُها لم تكن بالمنّ آنية ً،
وإذ هصرنا غصونَ الأنسِ دانية ً
قطوفها، فجنينا منهُ ماشينا(19/287)
يا سادة ً كانَ مغناهم لنا حرما،
وكانَ رَبعُ حَماة ٍ للنّزيلِ حِمَى
كم قد سَقيتم مياهَ الجودِ ربّ ظمَا
ليسقِ عهدكمُ عهدُ الغمامِ فما
كنتم لأرواحِنا إلاّ رياحينا
هل يعلمُ المسكرونا من سماحهمُ
برشفِ راحِ النّدى من كأسِ راحهمْ
أنا لبِسنا الضّنا بعدَ التماحهمُ،
من مبلغُ الملبسينا بانتزاحهمُ
ثوباً من الحزنِ لا يبلي ويبلينا
إذا ذكرنا زَمانا كان يُدرِكُنا،
بالقُربِ منكم، وفي اللّذاتِ يُشرِكُنا
لا نَملِكُ الدّمعَ والأحزانُ تملكُنا؛
إنّ الزمانَ الذي قد كان يضحكُنا
آناً بقربكُم قد صارَ يبكينا
نعى المؤيد قومٌ لودروا ووعوا،
أيَّ الملوكِ إلى أيّ الكِرام نعَوا
أظنّهُ، إذ سقانا الودَّ حينَ سعَوا،
غِيظَ العِدى من تَساقينا الهوى فدعَوا
بأن نغصّ، فقالَ الدهرُ آمينا
لمّا رأوا ما قَضينا من مَجالِسِنا،
وسِبطَ أنسٍ رأينا من مَجالِسِنا
دعوا لنفجعَ في الدّنيا بأنفسِنا،
فانحلّ ما كانَ معقوداً بأنفسِنا
وانبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بأيدينا
أينَ الذينَ عَهِدْنا الجودَ يُوثِقُنا
في رَبعِهم، ولهم بالشّكرِ يُنطِقُنا
وكان فيهم بهم منهم تأنقنا،
وقد نكونُ وما يُخشَى تَفَرّقُنا
فاليومَ نحنُ، وما يرجَى تلاقينا
يا غائبين، ولا تخلو خواطرنا
من شَخصِهم وإن اشتاقتْ نواظرُنا
واللَّهِ لا يَنقَضي فيكم تَفكّرُنا،
لا تحسبوا نأيكم عنّا يغيرُنا
إنْ طالَ مَا غَيّرَ النّأيُ المُحّبينا
إنّا، وإن زادَنا تَفريقُنا غُلَلاً،
إلى اللّقا، وكسانا بعدكم عِلَلاً
لم نَدعُ غَيرَكمُ سُؤلاً، ولا أملاً،
واللهِ ما طلبتْ أرواحُنا بدلاً
منكم، ولا انصرفتْ عنكم أمانينا
إذا ذكرتُ حِمَى العاصي ومَلعَبِهِ،
والقَصرَ والقُبّة َ العُليا بمَرقَبِهِ
أقولُ، والبرقُ سارٍ في تلهبهِ:
يا ساريَ البرق غادي القصرَ فاسقِ بهِ
من كان صَرفَ الهَوى والوُدّ يَسقينا
يا غاديَ المزنِ إن وافيتَ حلتَنا
على حَماة َ، فجُد فيها محَلّتَنا
واقرَ السلامَ بها عنّا احبتنا،(19/288)
ويا نسيمض الصَّبا بلغْ تحيتنا
مَن لو على البُعدِ مُتنا كانَ يُحيينا
سلطانُ عصرٍ إلهُ العرشِ بوأهُ
من المعالي، وللخيراتِ هيأهُ
براهُ زيناً، وممّا شانَ برأهُ،
ربيبُ مُلكٍ كأنّ اللَّهَ أنشَأهُ
مِسكاً، وقَدّرَ إنشاءَ الوَرى طينا
نحنُ الفداءُ لمن أبقَى لنا خلفاً،
من ذكرهِ، وإن ازددنا به أسفاً
وإن نكن دونَ أن يُفدى بنا أنفاً،
ما ضرّ إن لم نكن أكفاءهُ شرفاً
وفي المَوَدّة ِ كافٍ من تَكافينا
يا مَن يَرى مَغنَمَ الأموالِ مَغرَمة ً
إن لم يُفِدْ طالبي جَدواهُ مَكرُمة ً
إنّا، وإن حُزتَ ألقاباً مكَرَّمة ً،
لَسنا نُسَمّيكَ إجلالاً وتَكرِمة ً
وقدرُكَ المُعتَلي عن ذاكَ يُغنينا
كم قد وصفتَ بأوصافٍ مشرفة ٍ،
في خطّ ذي قلمٍ أو نطقِ ذي شفة ٍ
فقَد عَرفناكَ منها أيَّ مَعرِفَة ٍ،
إذا انفَرَدتَ وما شُورِكتَ في صِفة ٍ
فحسبنا الوصفُ إيضاحاً وتبيينا
خلّفتَ بعدَكَ للدّنيا وآمِلِها
نجلاً يسرّ البرايا في تأملِها
فلم تقل عنك نفسٌ في تململها:
يا جنة َ الخلدِ أبدلنا بسلسلِها
والكوثرِ العذبِ زقوماً وغسلينا
كم خلوة ٍ هزنا للبحثِ باعثُنا،
فليسَ يؤنسنا إلاذ مباحثنا
فاليَومَ أُخرِسَ بالتّفريقِ نافثُنا،
كأنّنا لم نبتْ، والوصلُ ثالثُنا
والدهرُ قد غضّ من أجفانِ واشينا
ولَيلَة ٍ قد حَلا فيها تَنادُمُنا،
والعزُّ يكنفنا، والسعدُ يقدمنا
ونحنُ في خَلوَة ٍ، والدّهرُ يَخدُمُنا،
سرينِ في خاطرِ الظلماءِ يكتمنا
حتى يكادُ لسانُ الصبحِ يفشينا
للَّهِ كم قد قضَينا منكمُ وطراً،
قد كان عيناً فأمسَى بعدكم خبرا
لا تَعجَبوا إن جعلنا ذكرَكم سمراً،
إنّا قَرأنا الأسَى يومَ النّوى سُوَراً
متلوة ً، واتخذنا الصبرَ تلقينا
كم من حَبيبٍ عَدَلنا مع تَرحّلِهِ،
إلى سِواهُ، فأغنى عن تأمّلِه
وصعبِ وردٍ عدلناهُ بأسهلِهِ،
أما هواكَ، فلم يعدَل بمنهلِهِ
شُرْباً وإن كانَ يَروينا، فيُظمينا
تشكو إلى اللهِ نفسٌ بعَ ما لقيتْ
غبّ النعيمِ الذي من بعدِه شقيتْ(19/289)
فَيا سَحاباً بهِ كلُّ الوَرى سُقِيتْ:
عليكَ منّى سَلامُ اللَّهِ ما بقيَتْ
صَبابَة ٌ منكَ تُخفيها وتُخفينا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بكيتُ دماً لو كانَ سكبُ الدما يغني،
بكيتُ دماً لو كانَ سكبُ الدما يغني،
رقم القصيدة : 19944
-----------------------------------
بكيتُ دماً لو كانَ سكبُ الدما يغني،
وضاعفتُ حزني لو شفى كمداً حزني
وأعرضتُ عن طيبِ الهناءِ لأنني
نقمتُ الرّضى حتى على ضاحكِ المزنِ
أرى العيش في الدّنيا كاحلامِ نائمٍ،
فلَذّاتُها تَفنى ، وأحداثُها تُفني
فمن حادثٍ جمٍّ صفقتُ له يدي،
ومن فادحٍ صَعبٍ قَرَعتُ له سنّي
أفي الستّ والعِشرينَ أفقدُ سِتّة ً،
جبالاً غدتْ من عاصفِ الموتِ كالعهنِ
فقَدتُ ابنَ عمّي وابن عمّي وصاحبي،
وأكبرَ غِلماني بها، وأخي، وابني
متى تُخلِفُ الأيّامُ كابنِ مُحَمّدٍ
ونجلِ سرايا بعدهُ، وفتى الرّكنِ
رجالاً لوَ انّ الشامخاتِ تساقطتْ
عليهم، لكان القلبُ من ذاك في أمنِ
فجعتُ بندبٍ كانَ يملأُ ناظري،
فأصبحَ ناعي نديهِ مالئاً أذني
عفيفُ نواحي الصدرِ، من طيّ ريبة ٍ،
سليمُ ضميرِ القلبِ من دنسِ الضغنِ
قريبٌ إلى المَعروفِ والخَيرِ والتّقَى ،
بعيدٌ عن الفحشاءِ والإفكِ والأفنِ
جبانٌ عن الفحشا، شحيحٌ بعرضِه،
إذا عيبَ بعضُ النّاس بالشحّ والجبنِ
ومَن أتعَبَ اللُّوّامَ في بَذلِ بِرّهِ،
فَلائِمُهُ يَثني، وآمِلُهُ يُثني
مضى طاهرَ الأثوابِ والنفسِ والخطى ،
عفيفَ مناطِ الذيلِ والجيبِ والردنِ
ولم يَبقَ من تَذكارِهِ غَيرُ زَفرَة ٍ،
تفرقُ بينَ النومِ، في الليل، والجفنِ
ولو سلبتهُ الحربُ منّي لشاهدتْ
كما شاهدتْ في ثارِ أخوالِهِ منّي
وأبكيتُ أجفانَ الصوارمِ والقنا
نجيعاً، غداة َ الكرّ في الضربِ والطعنِ
فيا ابنَ أبي والأمّ، قد كنتَ لي أباً
حُنُوّاً، ولكن في الإطاعة لي كابني
ليهنكَ أنّ الدمعَ بعدكَ مطلقٌ،
لفَرطِ الأسَى ، والقلبَ بالهَمّ في سجنِ(19/290)
جَعَلتُ جبالَ الصّبرِ بالحُزنِ صَفصفاً،
وصَيّرتُ أطوادَ التّجلّدِ كالعِهنِ
وحاولتُ نظمَ الشعرِ فيكَ مراثياً،
فأرتجَ حتى كدتُ أخطىء ُ في الوزنِ
بنيتُ على أن أتّقي بكَ شدّتي،
ولم أدرِ أنّ الذّهرَ ينقضُ ما أبني
وبُلّغتُ ما أمّلتُ فيكَ سوى البَقا،
وما رُمتُهُ إلاّ الوُقوفَ على الدّفنِ
سَبقتَ إلى الزّلفَى ، وما من مَزِيّة ٍ
من الفضلِ إلاّ كنتَ أولى بها منّي
خَلَفتَ أباكَ النّدبَ في كلّ خِلّة ٍ
من المَجدِ، حتى كِدتَ عنه لنا تُغني
سَرايا خِصالٍ من سَرايا وَرِثتَها،
على أنّ هذا الوردَ من ذلكَ الغصنِ
جزاكَ الذي يممتَ سعياً لبيتِهِ،
وأعلَمُ أنّ الحُزنَ والموتَ واحِدٌ
ووَفّاكَ مَن لم تَنسَ في الدّهرِ ذِكرَه
شَفاعتَه، والّناسُ في الحَشرِ كاللُّكنِ
فقد كنتَ تحيي الليلَ بالذكرِ ضارعاً
إلى اللَه، حتى صِرتَ بالنّسكِ كالشَّنِّ
فيؤنِسُني تَرتيبُ نَفلِكَ في الضّحى ،
ويُطرِبُني تَرتيلُ وِردِكَ في الوَهنِ
أمنتُ صروفَ الدهرِ بعدكَ والأذى ،
فمن ذا رأى من صارَ بالخَوفِ في أمنٍ
سأبكيكَ بالعزّ الذي كنتَ ملبسي،
لدَيكَ، وثِقلٍ كُنتَ تَحمِلُه عَنّي
عليذ، فذا يضني القلوبَ، وذا يفني
فإن كانَ عمرُ البينِ قد طالَ بيننا،
كما طالَ في آناءِ مُدّتِهِ حُزني
فحبكَ في قلبي، وذكركَ في فمي،
وشخصكَ في عيني، ولفظكَ في أذني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا عَبدَ يُغني عَنهُ ولا وَلَدُ،
لا عَبدَ يُغني عَنهُ ولا وَلَدُ،
رقم القصيدة : 19945
-----------------------------------
لا عَبدَ يُغني عَنهُ ولا وَلَدُ،
ما كلّ عبدٍ عليهِ يعتمدُ
ولا سليلٌ يسرهُ تلفي،
كناضحٍ في رضايَ يجتهدُ
ذا يتمنّى فقدي لكيْ يجدَ الـ
ـمالَ، وهذا لحُزنِهِ يَجِدُ
رَبيبُ بَيتي، بل رَبّ نِعمَتِه،
ومن بهِ في الأمورِ أعتضدُ
يسعى لنفعي بالطبعِ منهُ، ولا
يقصرُ في فعلهِ ويضطهدُ
قد يَقطَعُ الصّارِمُ المُهَنّدُ بالطّبـ
ـعِ ويمضي برغمهِ الوتدُ(19/291)
وهو القويّ الأمينُ إن عرضتْ
لي أزمَة ٌ كانَ منهُ لي مَدَدُ
مَنظَرُهُ صالحٌ، ومَخبرُهُ،
فالبدرُ في بردتيهِ، والأسدُ
كان لساناً لي ناطقاً، ويداً
طُولَى ، وظَهراً إلَيهِ أستَنِدُ
لم تكُ لي دارُ مية ٍ عرضاً،
إذ ليَ منهُ العَلياءُ والسّنَدُ
كفلتهُ يافعاً، فكنتُ لهُ
كالوالدِ البر، وهوَ لي ولدُ
معتقداً فيهِ ماتحققَ لي
من ودهِ وهوَ فيذ معتقدُ
فقدتهُ، فارتضيتُ همتهُ،
والنّاسُ مثلُ النُّضارِ تُنتَقَدُ
وظلتُ أغذوهُ بالعُلومِ، وما
يَزينُهُ، وهوَ فيهِ مُجتَهِدُ
فجاءَ مستعذبَ الخلائقِ واللفـ
ـظِ، ومصباحُ فهمهِ يقدُ
مهذبُ اللفظِ، ما بمنطقهِ
زَيغٌ، ولا في خِلالِهِ أوَدُ
يُعرِبُ ألفاظَهُ، فيَنفُثُ في
سحرِ المعاني، وما بها عقدُ
إن خطّ طرساً، فالدرّ منتظمُ،
أو قالَ لَفظاً، فجَوهَرٌ بَدَدُ
لله قَلبٌ رَثّت عَلائِقُه
به، وأثوابُ حزنهِ جددُ
قطَعتُ من غَيرِهِ الرّجاءَ فَما
وَجَدتُ مِثلاً لهُ، ولا أجِدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ،
أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ،
رقم القصيدة : 19946
-----------------------------------
أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ،
فيهِ تَغورُ كَواكِبُ الجَوزاءِ؟
ما كنتِ أعلمُ قبلَ موتكَ موقناً
أنّ البدورَ غروبُها في الماءِ
ولقد عجبتُ، وقد هَويتَ بلُجّة ٍ،
فجرى على رسلٍ بغيرِ حياءِ
لو لم يشقّ لكَ العبابُ، وطالما
أشبَهَتَ موسَى باليَدِ البَيضاءِ
أنِفَ العلاءُ عليكَ من لمسِ الثّرى
وحلولِ باطنِ حفرة ٍ طلماءِ
وأجلّ جسمكَ أن يغيرَ لطفَه
عَفَنُ الثّرى وتَكاثُفُ الأرجاءِ
فأحَلّهُ جَدَثاً طَهوراً مُشبهاً
أخلاقهُ في رقة ٍ وصفاءِ
ما ذاك بدعاً أن يضمّ صفاؤهُ
نُوراً يُضَنّ بهِ على الغَبراءِ
فالبحرُ أولى في القياسِ من الثّرى ،
بِجوارِ تلكَ الدُّرّة ِ الغَراءِ
يا مالكي! إنّي عَليكَ مُتَيَّمٌ؛
يا صَخرُ! ني فيكَ كالخَنساءِ
ولقد ألوذُ بكنزِ صبري طالباً(19/292)
حسنَ العزاءِ، ولاتَ حينَ عزاءِ
وأعافُ شربَ الماءِ يطفحُ لجهُ،
فأصُدّ عَنهُ، وأنثني بظَماءِ
وغذا رأيتُ مدامعي مبيضة ً
مثلَ المِياهِ مَزَجتُها بدِماءِ
لا يُطمعِ العُذالَ حُسنُ تجَلّدي،
فلذاكَ خوفَ شماتة ِ الأعداءِ
فلئِنْ خفَضتُ لهم جَناحَ تَحَمّلي،
فالقَلبُ مَنصوبٌ على الإغراءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو أفادَتنا العَزائِمُ حالا،
لو أفادَتنا العَزائِمُ حالا،
رقم القصيدة : 19947
-----------------------------------
لو أفادَتنا العَزائِمُ حالا،
لم نجدْ حسنَ العزاءِ محالا
كيفَ يولي العزمُ صبراً جميلاً
حينَ وارَى التربُ ذاكَ الجمالا
ما ظَننّا أنّ ريحَ المَنايا
تَنسِفُ الطّودَ، وتُردي الجِبالا
جارَ صَرفُ الدّهرِ فينا بعَدلٍ
لم نجدْ للقولِ فيهِ مؤالا
أفَما تَنفَكّ أيدي المَنايا
تسلبُ المالَ، وتفني الرجالا
فإذا أبدى لها المَرءُ سِلماً،
جردتْ عضباً، وراشتْ نبالا
كلّما رُمنا نمُوّ هِلالٍ
غَيّبَتْ بَدراً أصابَ الكَمالا
فإذا ما قلتُ قد زالَ حزنٌ،
أبدلَتْ أحداثُها اللاّمَ دالا
كيفَ دكّتْ طودَ حِلمٍ نَداهُ،
سبَقَ الوَعدَ، وأفنى السؤالا
كيفَ كفّ الدهرُ كفاً كريماً
ليَمينِ الدّهرِ كانتْ شِمالا
ثملٌ من نشوة ِ الجودِ أضحَى
لليتامَى والأيامَى ثمالا
نِعَمٌ لسائليهِ جَوابٌ،
لم يَصِلْ يَوماً إلى لَن ولا لا
دَوحَة ٌ من عِرقِ آلِ وِشاحٍ،
قد دَنَتْ للطّالبينَ مَنالا
قد رَسَتْ أصلاً وطابتْ ثِماراً،
وزكَتْ فَرعاً ومَدّتْ ظِلالا
أزعَجَ النادي بنَجواهُ ناعٍ،
كم نفوسٍ في دموعٍ أسالا
فسمعنا منهُ ندباً لندبٍ
أبعدَ الصبرً، وأدنَى الخيالا
باتَ يهدي للقلوبِ اشتغالا
ولنيرانِ الهُمومِ اشتِعالا
قد مَرَرنا في مَغانيهِ رَكباً؛
وغَوادي الدّمعِ تَجري انهمالا
وسألنا النارَ عنهُ، فقالتْ:
كانَ تاجُ الدينِ ركناً، فزالا
كانَ وبلاً للعفاة ِ هتوناً،
ولأحزابِ العُداة ِ وَبالا
كانَ تاجُ الدينِ للدهرِ تاجاً،(19/293)
زادَ هامُ الدّهرِ منهُ جَمالا
كانَ زلزالاً لباغ عصاهُ،
ولباغي الرّفدِ منهُ زُلالا
كانَ للأعداءِ ذُلاٍّ وبؤساً،
ولراجي الجُودِ عِزّاً ومالا
كانَ للنّاسِ جَميعاً كَفيلاً،
فكأنّ الخلقَ كانوا عيالا
راعَ أحزابَ العِدى بيراعٍ،
طالمَا أنشأ السّحابَ الثّقالا
ناحلِ الجسمِ قصيرٍ دقيقٍ
دَقّ في الحَربِ الرّماحَ الطّوالا
يَجعَلُ النّومَ عليهم حَراماً،
كلّما أبرَزَ سِحراً حَلالا
فإذا ما خَطّ اسوَدَ نَقشٍ
خلتهُ في وجنة ِ الدهرِ خالا
يا كريماً طابَ أصلاً وفرعاً،
وسما أماً وعمّاً وخالا
وخليلاً مذْ شربتُ وفاهُ
لم أردْ نبعاً بهِ أو خلالا
وإذا ما فهتُ باسمِ أبيهِ،
كانَ للميثاقِ والعَهدِ فالا
إنْ أسأنا لم يَرُعْنا بلَومٍ،
وإذا لمناهُ أبدَى احتمالا
كانَ عَصرُ الأنسِ منك رُقاداً،
ولَذيذُ العَيشِ فيهِ خَيالا
مَن لدَستِ الحُكمِ بعدَك قاضٍ
لم يَمِلْ يَوماً إذا الدّهرُ مالا
مَن لإصلاحِ الرّعايا، إذا ما
أفسدتْ منها يدُ الدّهرِ حالا
مَن لإطفاءِ الحروبِ، إذا ما
صارَ آلُ المَرءِ بالكرّ آلا
وإذا صارَ الجِدالُ جِلاداً،
أخمدَ الحربَ، وأفنى الجدالا
ربّ يومٍ معركُ الحربِ فيهِ
حطّمَ السّمَر وفلّ النّصالا
ذكرَ الأحقادَ فيهِ رجالٌ،
حببَ الطعنُ إليها النزالا
في مَكَرٍّ واسعِ الهَولِ ضَنكٍ،
لا يُطيقُ الطِّرفُ فيهِ مَجالا
ألبسَ الجوَّ العجاجُ لثاماً،
وكسا الخَيلَ الغُبارُ جِلالا
شمتُ في إصلاحهِم عَضبَ عزمٍ
فيهِما، إنْ جارَ دَهرٌ ومَالا
بكَ كَفّ اللَّهُ كفّ الرّزايا،
وكفَى اللهُ الأنامَ القتالا
فلَئنْ وارَتكَ أرضٌ، فها قَد
سارَ منكَ الذكرُ فيها وجالا
لم يَمُتْ مَن طابَ ذِكراً، وأبقى
بعدَهُ شبَهاً لهُ أو مِثالا
أسدٌ خلفَ شبليْ عرينٍ
شيدا مجداً لهُ لن ينالا
ظلّ زينُ الدينِ للدهرِ زيناً،
وجمالُ الدينِ فيهِ جمالا
فأرانا اللهُ أقصى الأماني
فيهما، إنْ جاءَ دهرٌ ومالا
وحباكَ اللهُ في الخلدِ روحاً،(19/294)
ونَعيماً خالداً لَنْ يُزالا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صروفُ الليالي لا يدومُ لها عهدُ،
صروفُ الليالي لا يدومُ لها عهدُ،
رقم القصيدة : 19948
-----------------------------------
صروفُ الليالي لا يدومُ لها عهدُ،
وأيدي المنايا لا يطاقُ لها ردُّ
تُسالمُنا سَهواً، وتَسطو تَعَمّداً،
فإسعافُها عَسفٌ، وإقصادُها قَصدُ
عَجِبتُ لمن يَغَترّ فيها لِجَنّة ٍ
من العيشِ ما فيها سلامٌ ولا بردُ
أفي كلّ يومٍ للنوائبِ غارة ٌ
يشقّ عليها الجيبُ أو يلطمُ الخدّ
أرى كلّ مألوفٍ يُعَجَّلُ فَقدُهُ،
فما بالُ فقدِ الإلفِ ليسَ له فقدُ
فقدتُ رِجالاً كانَ في البؤسِ بأسُهم،
هوَ الظّهرُ لي والباعُ واليَدُ والزّندُ
يزيدهم ليلُ الخطوبِ، إذا دجا،
ضِياءً وحُسنُ الضّدّ يُظهُرُه الضّدّ
أرى كلّ من يستخلِصُ الشكرَ بعدَهم
من الناسِ نحراً لا يليقُ به عقدُ
لذاكَ هجرتُ الإلفَ أعلمُ أنّني
لكَ السّيفُ لا يُبليهِ، إن بَليَ، الغِمدُ
وزرتُ بِلاداً يُنبِتُ العزَّ أرضُها،
ويَنجَحُ في أبناءِ أبياتِها العَقدُ
مخافة َ أن أضحي من الخلّ خالياً،
وَحيداً، وأُمسي عندَ مَن ما لَهُ عِندُ
ولمّا عطفتُ العيسَ، آخرَ رحلة ٍ،
إلى مَعهَدٍ لي، والحَبيبُ بهِ عَهدُ
وشارَفتُ أعلامَ الطّويلَة ِ ذاكِراً
عهودَ الصّبا، والشيبُ لمّا يلحْ بعدُ
سألتُ حِمَى الفيحاءِ: ما بالُ ربعِها
جديباً، وقد كانتْ نَضارَتُهُ تبدو
وما بالُها لَمْ يُروَ من مائِها الصّدى
لظامٍ، ولا يُوري لقاصدِها زَندُ
فقالتْ: قضَى من كان بالسعد لي قضَى ،
وصوحَ نبتُ العزّ وانهدم المجدُ
فأصبحَ مجدُ الدينِ في التربِ ثاوياً،
وزالَ السماحُ السبطُ والرجلُ الجعدُ
فتًى علمتهُ غاية َ الزهدِ نفسهُ،
فأصبَحَ حتى في الحَياة ِ لهُ زُهدُ
ولم أرَ بدراً قَبلَهُ حازَهُ الثّرى ،
ولم أرَ بحراً قَبلَهُ ضَمّهُ اللّحدُ
سَليلُ صفيّ المُصطَفى ، وابنُ سبطه،
لقد طابَ منهُ الأُمّ والأبُ والجَدّ(19/295)
فَصيحٌ، إذا الخَصمُ الألَدّ تَعالمتْ
دلائلهُ، كانتْ لهُ الحججُ اللدُّ
إذا قالَ قَولاً يَسبُقُ القولَ فِعلُهُ،
فلَيسَ لَهُ يوماً وَعِيدٌ، ولا وَعدُ
لئن أخطأتْ أيدي الرّدى بمُصابِهِ،
لعَمرُ أبي، هذا هوَ الخَطأُ العَمدُ
مضَى طاهرَ الأثوابِ والجسمِ والحشَى ،
له الشّكرُ دِرْعٌ، والعَفافُ لهُ بُردُ
وأبقَى لنا من طيبَ ولدهِ،
ينوبُ كما أبقَى لنا ماءَهُ الوردُ
همُ القومُ فاهُوا بالفَصاحة ِ رُفّعاً،
وشابتْ نواحي مجدهم، وهم مردُ
إذا حَلّ منهم واحدٌ في قَبيلَة ٍ
يُشارُ إلَيهِ إنّهُ العَلَمُ الفَرْدُ
كفاهم فخاراً أنهُ لهمُ أبٌ،
ويكفيهِ أن أمسَى ومنهم لهُ ولدُ
فيا نازحاً يدنيهِ حسنُ ادكارهِ،
ففي بُعدِهِ قُربٌ، وفي قُربه بُعدُ
لك اللهُ كم أدركتَ في المجدِ غاية ً
تقاعسَ عن إدراكها الأسدُ الوردُ
إذا افتخرَ الأقوامُ بمجدهمْ،
فإنكَ من قومٍ بهمْ يفخرُ المجدُ
تعودَ متنَ الصافناتِ صغيرُهم،
إلى أن تَساوَى عندَهُ السّرجُ والمَهدُ
حَمَوا لجنودِ الجأشِ حَولَ بيوتهم،
من المَجدِ، ما لم يَحمِه الجيشُ والجُندُ
بيوتُ كُماة ٍ دونَها تُحطَمُ القَنا،
وغاباتُ أسدٍ دونها تفرسُ الأسدُ
أقاموا وبردُ العيشِ عندهمُ لظًى ،
وصالوا وحَرُّ الكَرّ عندَهمُ بَردُ
وعَزّوا إلى أن سالمتهم نجومُها،
فلا نجمَ إلاّ وهوَ في رَبعِهمْ سَعدُ
ورثتَ علاهم واقتديتَ بفضلِهم،
فأنتَ إذاً ندّ الكرام لهم ندُّ
فإن شاقَ صدرُ الخَودِ والنّهدُ مَعشراً
يشوقك صدرُ الدستِ والفرسُ النهدُ
فبالرّغمِ منّي أن يُغَيّبَكَ الثّرَى ،
ويَرجعَ مَردوداً بخَيبَتِهِ الوَفدُ
ويُعرِضَ عن رَدّ الجَوابِ لسائِلٍ،
وقد كنتَ لم يعرفْ لسائلكَ الردُّ
سأبكيكَ جهدَ المستطيعِ منظماً
رِثاكَ، وهذا جُهدُ مَن مَاله جُهدُ
فإنْ رمدتْ أجفانُ عينيَ بالبُكا،
فكَم جَلَيتْ منَا بك الأعينُ الرُّمدُ
لئن كنتَ قد أصبَحتَ عنّا مُغَيَّباً،
فقد نابَ عنك الذّكرُ والشّكرُ والحمدُ(19/296)
وما غابَ مَن يَقصو ومَعناهُ حاضرٌ،
ولا زالَ من يخفَى وآثارهُ تبدو
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
رقم القصيدة : 19949
-----------------------------------
صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
فكأنّ المنونَ تطلبُ ثارَا
كلما قلتُ يستتمّ هلالٌ،
سلَبَتنا أيدي الرّى أقمارَا
يا لَقَومي! ما إن وَجدتُ من الخَطـ
ـبِ مَحيداً، ولا علَيهِ انتِصارَا
كلَّ حينٍ ألحَى الخطوبَ على فقـ
ـدِ حَبيبٍ، وأعتبُ الأقدارا
يا هلالاً لمّا استتمّ ضياءً،
قد أغارتْ فيهِ المنونُ، فغارَا
قمرٌ أسرعتْ لهُ الأرضُ كسفاً،
وكذا الأرضُ تكسفُ الأقمارَا
أذهلَ العقلَ رزؤهُ، فترَى النّا
سَ سكارَى وما همُ بسكارَى
ما رأينا من قَبلِ رُزئِكَ بَدراً
جعل المكثَ في الترابِ سرارا
كنتُ أدري أنّ الزّمانَ، وإن أسْـ
ـعفَ بالصفو يحدثُ الأكدارَا
غيرَ أنّي غُررتُ أن سوفَ تَبقى ،
فلقد كنتَ كوكباً غرارَا
يا قَضيباً ذَوى ، وصَوّحَ لمّا
أظهرَ الزهرُ غصنهُ والثمارَا
قد فَقَدنا من طيبِ خُلقِكَ أُنساً
علمَ النومَ عن جفوني النفارَا
خُلُقاً يُشبِهُ النّسيمَ، ولُطفاً
سلَبَ الماءَ حُسنَه، والعُقارَا
أيها النازحُ الذي ملأ القلـ
ـبَ بأحزانِهِ، وأخلى الدّيارَا
لستُ أختارُ بَعدَ بُعدِكَ عَيشاً،
غَيرَ أنّي لا أملِكُ الإختيارَا
كلّما شامَ برقَ مَغناكَ قَلبي،
أرسلتْ سحبُ أدمُعي أمطارَا
وإذا ما ذكرتُ ساعاتِ أُنسي
بككَ أذكَى التّذكارُ في القلبِ نارَا
فكأنّ التذكارَ حجّ بقلبي،
فهوَ بالحزنِ فيهِ يَرمي الجِمارَا
فسأبكيكَ ما حَييتُ بدَمعٍ،
لا تُقالُ الجُفونُ منهُ عِثارَا
ليسَ جهدي من بعدِ فقدِك إلاّ
أرسلَ الدمعَ فيكَ والأشعارَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سقَى اللَّهُ قَبراً حَلّ فيهِ ابنُ مُقبِلٍ،
سقَى اللَّهُ قَبراً حَلّ فيهِ ابنُ مُقبِلٍ،
رقم القصيدة : 19950(19/297)
-----------------------------------
سقَى اللَّهُ قَبراً حَلّ فيهِ ابنُ مُقبِلٍ،
تَواليَ أمطارٍ بها البرقُ ضاحِكُ
فتَّى غباَ عنّا شخصهُ دونَ ذكرِهِ،
فأصبَحَ فينا حاضراً، وهوَ هالِكُ
غَريبٌ عنِ الأوطانِ قد حَلّ حُفرَة ً
من الحزنِ يعلوهُ الصفا والدكادكُ
فَيا ربّ قد وافاكَ ذا أمَلٍ، فجُدْ
عليهِ برضوانٍ، فإنكَ مالكُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رحمَ الإلهُ جوارحاً ضمّ الثرَى ،
رحمَ الإلهُ جوارحاً ضمّ الثرَى ،
رقم القصيدة : 19951
-----------------------------------
رحمَ الإلهُ جوارحاً ضمّ الثرَى ،
في ماردين بأيمَنِ الصّمّانِ
فلقدْ تمتعتِ النواظرُ برهة ً
من رَبّها بالحُسنِ والإحسانِ
وعلمتُ أنّ ذنوبهُ مغفورة ٌ
من دفنهِ بمقابرِ الرضوانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وفَى ليَ فيكَ الدمعُ إذ خانني الصبرُ،
وفَى ليَ فيكَ الدمعُ إذ خانني الصبرُ،
رقم القصيدة : 19952
-----------------------------------
وفَى ليَ فيكَ الدمعُ إذ خانني الصبرُ،
وأنجَدَ فيكَ النّظمُ إذ خُذِلَ النّصرُ
وأضحتْ تقولُ الناسُ والدستُ والعلى :
كذا فليجلّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمدٍ،
وأصبحَ في شغلٍ عن السفرِ السفرُ
وزالتْ حصاة ُ الحلمِ عن مستقرّها،
وأصبحَ كالخنساءِ في قلبهِ صخرُ
وساوَى قلوبَ النّاسِ في الحُزنِ رزؤه
كأنّ صدورَ الناسِ في حزنِها صدرُ
فإن أظلمتْ أرضُ الشآمِ لحزنهِ،
فلَم يَخلُ من ذاكَ الصّعيدُ ولا مصرُ
قضَى الناصرُ السلطانُ من بعدِ ما قضَى
فروضَ العُلى طُرّاً، وسالمَهُ الدّهرُ
ولم يُغنِ عنه الجأشُ والجيشُ واللُّهَى
وفرطُ النُّهَى والحكمُ والنّهيُ والأمرُ
ولا الخَيلُ تَجري بينَ آذانِها القَنا،
لحربِ العدى والدُّهمُ من دمهم حمرُ
لدى معركٍ خاضتْ به الخيلُ في الوغى
من الدّمِ فيما خاضتِ البيضُ والسمرُ
كأنْ لم يَقُدها في الهِياجِ عَوابِساً،
بكلّ كَميٍّ ضمّ في قَلبِهِ الصّدرُ(19/298)
ولم ترجعِ البيضُ الصفاحُ من العدى
مُخَضَّبَة ً، والبَرّ من دَمِهمْ بحرُ
ولم يتركِ الأبطالَ صرعَى ، وغسلُها
دماها، وأحشاءُ النسورِ لها قبرُ
ولا صَنَعَتْ فيها ظُباهُ مآدِباً،
فأصبحَ من أضيافهِ الذئبُ والنسرُ
ولا أخذَتْ منهُ الملوكُ لسلِمِه
زِمامَ الرّضَى ممّا يُقَلِقِلُها الذعرُ
ولا مهدَ الإسلامُ عندَ أضطرابِهِ،
فأصبحَ مشدوداً بهِ ذلك الأزرُ
ولا قلدَ الأعناقَ من فيضِ جودِه،
قلائدَ برٍّ لا يقومُ بها الشكرُ
ولا جَبَرَتْ كَفّاهُ في كلّ بلدَة ٍ
كَبيرَ كِرامٍ ما لكَسرِهمُ جَبرُ
ألا في سبيلِ المجدِ مهجة ُ ماجدٍ
يُشارِكُنا في حُزنِهِ المَجدُ والفَخرُ
كَريمٌ أفادَ الدّهرُ منهُ خَلائِقاً،
فأيّامُهُ منهُ مُحَجَّلَة ٌ غُرّ
يروعُ جيوشَ الحادثاتِ يراغُهُ،
ويُفني الأعادي قَبلَ أسيافِهِ الذّكرُ
إلى بابهِ تسعَى الملوكُ، فإن عدتْ
تعدّى إليها القتلُ والنهبُ والأسرُ
لقدْ شهدتْ أهلُ الممالكِ أنّهُ
مَليكٌ لهُ مِن فوْقِ قَدرِهمُ قَدْرُ
قويُّ إذا لانوا، سريعٌ إذا ونوا،
صَؤولٌ إذا كَرّوا، ثَبوتٌ إذا فرّوا
كأنّ أديمَ الرضِ قدَّ من اسمهِ،
فَما وُجِدتْ إلاّ وفيها لهُ ذِكرُ
يجولُ ثناهُ في البلادِ كأنّه
وشاحٌ، ومجموع القاعِ له خصرُ
وما كان يدري من تيممَ جودهُ
ونكبَ لجَّ البحرِ أيهما البحرُ
مَفاتحُ أرزاقِ العِبادِ بكَفّهِ،
فيُمنى بها يُمنٌ، ويُسرَى بها يُسرُ
فتًى كانَ مثلَ الدّهرِ بَطشاً وبَسطة ً،
يُرَجّى ويُخشَى عندَهُ النّفعُ والضّرّ
فتًى طبقَ الأرضَ البسيطة َ جودهُ،
ففي كلّ قطرٍ من نداهُ بها قطرُ
فتًى لَفظُهُ مع رأيِهِ ونَوالِهِ،
يجيءُ ارتجالاً لا يغلغلهُ الفكرُ
فتًى يَكرَهُ التّقصِيرَ حتّى تظُنَهُ،
يكونُ حراماً عندهُ الجمعُ والقصرُ
فتى ً ذخرَ الحسنى ، فأعقبَ فعلهُ
عواقبَهُ الحُسنى ، فقد نفَعَ الذّخرُ
طواهُ الثّرى من بعدِ ما شَرُفَ الثّرَى
بوَطأتِهِ، والتّختُ والدّستُ والقصرُ(19/299)
لوم نرَ بدراً قبلهُ غابَ في الثّرى ،
ولم نَرَ طَوداً قَبلَهُ ضَمّهُ القَبرُ
وقد كان بطنُ الأرضِ يغبطُ ظهرَها
عليه، فأمسَى البَطنُ يَحسدُهُ الظّهرُ
أحاطَ بهِ الآسونَ يبغونَ طبّهُ،
وقد حارَتِ الأفهامُ واشتغَلَ السّرّ
وراموا بأنواعِ العقاقيرِ برأهُ،
وهل يُصلحُ العطّارُ ما أفسدَ الدّهرُ
وكيفَ يردّ الطّبُّ أمراً مُقَدَّراً،
إذا كانَ ذاكَ الأمرُ ممّنْ لهُ الأمرُ
ومما يسلّي النفسَ حسنُ انتقالِه،
عفيفَ إزارٍ لا يناطُ بهِ وزرُ
وإنّ لنا من بحدِهِ من سليلهِ
مليكاً بهِ عن فقدهِ يحسنُ الصبرُ
فإنْ غابَ ذاكَ البَدرُ عن أُفقٍ مُلكِهِ
فقد أشرَقتْ من نجلِهِ أنجمٌ زُهرُ
وسرّ العُلى ما أسمعَ الناسُ عنهمُ،
وقالَ الوَرى قد صَدّقَ الخبرَ الخُبرُ
فإنْ فلتِ الأيامُ حدّ محمدٍ،
فقد جَرّدَتْ سَيفاً به يُدرَكُ الوِترُ
وإن أحدثتْ بالناصرِ الملكِ زلَّة ً،
فبالملك المَنصورِ قامَ لها العُذرُ
فيا دوحة َ المجدِ الذي عندما ذوتْ
سمَتْ ونمتْ في المجدِ أغصانُها لكَ
لكَ اللهث كم قلدتنا طوقَ منة ٍ،
فتلكَ كعدّ القطرِ ليسَ لهُ حصرُ
لقد عزّ فينا بعدَ وجدانِكَ الغنى ،
كما ذلّ فينا قبلَ فقدانِكَ الفقرُ
ترتبتِ الأحزانُ فيكَ مراتباً
بقلبي، ورقمُ الصبرِ من بينِها صفرُ
ولمّا نَظَمتُ الشّعرَ فيكَ قَلائِداً،
تمنتْ نجومُ الليلِ لو أنّها شعرُ
سأبكيكَ بالأشعارِ، حتى إذا وهتْ
سلوكُ عقودِ النظمِ أنجدني النثرُ
عليكَ سَلامُ اللَّهِ ما ذُكِرَ اسمُكم،
وذلكَ بَينَ النّاسِ آخرُهُ الحَشرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما للجِبالِ الرّاسياتِ تَسيرُ،
ما للجِبالِ الرّاسياتِ تَسيرُ،
رقم القصيدة : 19953
-----------------------------------
ما للجِبالِ الرّاسياتِ تَسيرُ،
أفآنَ بَعثٌ للوَرَى ونُشورُ؟
أم زالَتِ الدّنيا فَيذبُلَ يَذبُلُ
منها ويدعي بالثبورِ تبيرُ
أم أخبرَتْ أنّ ابنَ أيّوبٍ قضَى ،
فتكادُ من حزنٍ عليه تمورُ(19/300)
الأفضَلُ الملكُ الذي لفَخارِهِ
ذَيلٌ على هامِ السُّهَى مَجرُورُ
ذو الرّتبة ِ العَلياءِ، والوَجهِ الذي
منهُ البدورُ تغارُ ثمّ تغورُ
فإذا سَخا ذلّ النُّضارُ بكَفّهِ،
عَنّا، ويَعدلُ والزّمانُ يَجُورُ
يروي حديثَ الجودِ عنهُ معنفاً،
فحَديثُهُ بَينَ الوَرَى مأثُورُ
جمعَ الثناءَ، وإنهُ، إلا على
جَمعِ النُّضارِ، إذا يَشاءُ قَديرُ
من مَعشَرٍ ما شَكّ طالبُ جُودهم
أنّ الثناءَ عليهمُ محصورُ
قومٌ، إذا صمتَ الرواة ُ لفضلهم،
أخنتْ علينا الحادثاتُ برزئهِ،
والرّزءُ بالمَلكِ الكَبيرِ كَبيرُ
وعلا النعيّ له، وكانَ إذا بدا
يعلو لهُ التهليلَ والتكبيرُ
عَمّ الخلائِقَ حُزنُهُ، فقلوبُهم
بالحُزنِ مَوتَى ، والجسومُ قُبورُ
عَفُّ الإزارِ، فَلا يُلاثُ بزَلّة ٍ،
فيقالَ: إنّ هِباتِهِ تَكفِيرُ
طالتْ إلى الحسنى يداهُ، وخطوه،
نحوَ المعاصي، واللسانُ قصيرُ
يتطهرُ الماءُ القراحُ بسعيهِ
وبطيبهِ يتعطرُ الكافورُ
أينَ الذي كسب الثّناءَ بسَعيِه
لتجارة ٍ في المجدِ ليسَ تبورُ
أينَ الذي ساسَ البلادَ بخاطِرٍ
كالبَحرِ ليسَ لصَفوِهِ تَكديرُ
أينَ الذي عَمَّ الأنامَ بأنعُمٍ
يُطوَى الزّمانُ، وذِكرُها مَنشورُ
يا غائباً أخفى الترابُ جمالهُ
عنّا، وأنعمهُ لديّ حضورُ
ومُسافِراً ولّى فطَوّلَ نأيَهُ،
ونرَى المسافرَ فرضهُ التقصيرُ
لقد استَقَمتَ كما أُمِرتَ، وأمرُك الـ
ـعالي، فأنتَ الآمرُ المأمورُ
رأيٌ حَمَيتَ بهِ حماة َ وأهلَها،
ورعَى المَمالكَ سَعيُكَ المَشكورُ
ما زالَ وَفرُكَ للعُفاة ِ مُعَرَّضاً،
أبداً، وعرضكَ بينهم موفورُ
ما خِلتُ أنّ نَداكَ تُقلِعُ سُحبُهُ
عنّا، وينضبُ بحرهُ المسجورُ
أفإنْ أُصِمّ صَداكَ عنّي إنّ لي
منكَ الصّدى المهموزث والمقصورُ
سَمعتْ بمقدمكَ الجِنانُ فزَخرَفتْ
وتَباشرَتْ ولدانُها والحُورُ
لم تَثنِ عنكَ الغاسِلونَ عِنانَها،
إلاّ أتاكَ مبشرٌ وبشيرُ
وغدتْ تقولُ العالمونَ وقد بكتْ
علماً بلذة ِ ما إليهِ تصيرُ(19/301)
تبكي عليهِ، وما استقرّ قرارهُ
في اللحدِ، حتى صافحتهُ الحورُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> اليَومَ زُعزِعَ رُكنُ المَجدِ وانهدما،
اليَومَ زُعزِعَ رُكنُ المَجدِ وانهدما،
رقم القصيدة : 19954
-----------------------------------
اليَومَ زُعزِعَ رُكنُ المَجدِ وانهدما،
فحُقّ للخلقِ أن تذري الدّموعَ دما
ما من وفيٍّ بكى دمعاً بغيرِ دمٍ،
إلاّ غَدا في صَفاءِ الودّ مُتّهماً
يا فَجعة ً أحدثتْ في المجدِ مُعضِلة ً
تُبلي الصّميمَ وفي سمعِ العُلى صَمَما
شَقُّ الجيوبِ بلا شَقّ القلوبِ بها
خلقٌ ذميمٌ لمن يرعى لها الذّمَما
حتامَ أحزنُ في توديعِ مرتحِلٍ،
وأقرَعُ السّنّ في آثارِهِ نَدَما
من خالطَ الناسَ كانَ الحزنُ غايتَه،
من أكثرَ النّومَ لا يسَتذنبُ الحُلُما
أماتني الحزنُ إلاّ أنّ نطقَ فمي
يحكي الصّدى لنَعيٍّ خطبُهُ عَظُما
أينَ الذي كانَ مَغناهُ لآملِهِ
حصناً، وظلّ فناهُ للنزيلِ حمى
أينَ الذي كانَ مَسعاهُ وبهجَتُه
بَينَ المَمالِك تَجلو الظُّلمَ والظُّلَما
أينَ الذي كانَ نعمَ المُستَشارُ به،
إذا تراكمَ موجُ الشكّ والتطما
وإن غدتْ الملوكِ الأرضِ مشكلة ٌ
غدا لها حكماً ترضى بها حكما
يَقظانُ يُرضيكَ نَجواهُ وخاطرُه،
إن قالَ أفهمَ، أو أسمعتهُ فهما
مضَى الأميرُ عِمادُ الدّينِ عن أَمَمٍ
قد كانَ منها سَناهُ والنّدى أَمَما
فما أرتنا الليالي عندهُ نعماً،
حتى قضَى ، فأرَتنا عندَهُ نِقَما
قضَى ديونَ العلى في عزة ٍ وقضَى
عَفَّ الإزارِ بحَبلِ اللَّهِ مُعتَصِما
ما مالَ إلاّ على مالٍ يَجودُ بهِ
على الوَرى ولغَيرِ الخَيلِ ما ظلَما
ولم يُحَرّكْ لساناً في أذَى أحدٍ
من العبادِ، ولا أجرى به قلما
يا ناصرَ الحَقّ لمّاعَزّ ناصِرُهُ،
وذلّ من لم يكن بالجاهِ ملتزما
ما كنتَ إلاّ طرازاً راقَ منظرهُ
على ثيابِ العُلى والمجدِ قد رقِما
ماتتْ لموتكَ خلقٌ كنتَ غيثهمُ،
وهَدّ فَقدُكَ من أهلِ الرّجا أُمَما(19/302)
لبَّيتَ داعي الرّدى لمّا فُجئتَ بهِ
طَوعاً، ولم تَر منهُ عابساً وَجِما
رَمَيتَ بالذّلّ قَوماً أنتَ عزّهمُ،
وما رَمَيتَ ولكنّ الإلَهَ رَمَى
حلّ الردي بك ضيفاً فانبسطتَ لهُ،
وجُدتَ بالنّفسِ لمّا رامَها كَرَما
قد سلمتكَ الليالي في تصرفِها،
حتى المنية ُ ألقتْ دونكَ السلَما
ففاجأتكَ برفقٍ لم يذقكَ ضنى ً،
ولم تُقاسِ بها في مَرضَة ٍ ألمَا
يا ابنَ الأئمّة ِ والقومِ الذينَ سمَوا
على الأنامِ، فكانوا للهُدى عَلما
مثواكَ في يوم عاشوراءَ يخبرُنا
بقربِ أصلكَ من آبائِكَ الكرَما
وخُلقُك السَّبطُ يا ابن السِّبطِ حن له،
فيومَ مَصرَعهِ من بَينِنا اختُرِما
قد كانَ وجهكَ في الإقبلِ قبلتنا،
فأصبَحَ اسمُكَ فيما بَينَنا قَسَما
وكانَ ملكَ في الأقوامِ منقسماً،
فصارَ حزنكَ بينَ الناسِ مقتسما
كنّا نُعَزّيكَ في الأموالِ تُتلِفُها،
فاليومَ فيك نعزي المجدَ والكرما
أرضعتنا ثدي أنسٍ منكَ تألفهُ،
فاليومَ منك رضيعُ الأنسِ قد فطما
تبدي التواضعَ للاخوانِ منبسطاً،
وإن وَضَعتَ على هامِ السُّها قدَما
بسطتَ لي منكَ أخلاقاً وتكرمة ً،
حتى غدا الودّ فيما بيننا رحما
فكيفَ نحيا، وقد زالَ الحياة ُ لنا،
فإن نمتْ بعدَه حزناً فلا جرما
أبكي عليهِ، وهل يَشفي البكا كمداً،
ولو مزجتُ دموعي بالدماءِ لما
ويكفَ نبكي أمرأً كانَ الإلهُ لهُ
في المالِ والآلِ والخيراتِ قد خَتما
مضَى ، وأبقَى لَنا من بَعدِهِ خلَفاً
شملُ العلاءِ بهِ قد عادَ ملتئما
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما ماتَ مَن أنتُمُ أغصانُ دَوحَتِهِ،
ما ماتَ مَن أنتُمُ أغصانُ دَوحَتِهِ،
رقم القصيدة : 19955
-----------------------------------
ما ماتَ مَن أنتُمُ أغصانُ دَوحَتِهِ،
فالذّكرُ منهُ مُقيمٌ بينَ أحياءِ
لمّا اقتَضَى الدّهرُ منهُ وترَهُ، وقضَى
عفَّ الإزارِ حَميدَ الفِعلِ والرّأيِ
كنتُم لهُ خلفاً يهدي الثناءَ له،
كالماءِ للوَردِ، أو كالوَردِ للماءِ(19/303)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خفصْ همومك، فالحياة ُ غرورُ،
خفصْ همومك، فالحياة ُ غرورُ،
رقم القصيدة : 19956
-----------------------------------
خفصْ همومك، فالحياة ُ غرورُ،
ورَحَى المَنونِ، على الأنامِ تدورُ
والمرءُ في دارِ الفناءِ مكلفٌ،
لا قادرٌ فيها ولا معذورُ
والنّاسُ في الدّنيا كظِلٍّ زائِلٍ،
كلٌّ إلى حُكمِ الفَناءِ يَصيرُ
فالنّاسُ والملكُ المتَوَّجُ واحدٌ،
لا آمرٌ يبقى ، ولا مأمورُ
عجباً لمن تركَ التذكرَ، وانثنى
في الأمنِ، وهوَ بعَينِهِ مَغْرُورُ
في فقدنا الملكَ المؤيدَ شاهدٌ
ألاّ يَدومَ معَ الزّمانِ سرُورُ
ملكٌ تيتمتِ الملوكُ برأيهِ،
فكأنّهُ لصَلاحهمْ إكسيرُ
من آلِ أيوبِ الذينَ سماحُهم
بحرٌ بأمواجِ النّدى مسجورُ
أضحتْ مدائحُه الحسانُ مراثياً،
للّناسِ منها رَنّة ٌ وزَفيرُ
وبكتْ لهُ أهلُ الثغورِ، وطالما
ضحكتْ لدستِ الملكِ منه ثغورُ
أمسَى عِمادُ الدّينِ بعدَ علومهِ
ولطِبّهِ عَمّا عَراهُ قُصورُ
وإذا القَضاءُ جَرى بأمرٍ نافِذٍ،
غلطَ الطبيبُ، وأخطأ التدبيرُ
ولو أنّ إسماعيلَ مثلُ سميّه
يُفدى ، فدَتْهُ تَرائبٌ ونُحورُ
إن لمتُ صرفَ الدهرِ فيه أجابني:
أبتِ النُّهَى أن يُعتَبَ المَقدورُ
أو قلتُ: أين تُرى المؤيدُ؟ قال لي:
أينَ المظفرُ قبلُ والمنصورُ؟
أم أينَ كِسرَى أزدشيرُ وقيصرٌ
والهرمُزان، وقبلهم سابورُ؟
أينَ ابنُ داودٍ سلمانُ الذي
كانتْ بجحفلهِ الجبالُ تمورُ
والرّيحُ تَجري حَيثُ شاءَ بأمرِهِ،
منقادة ً، وبهِ البساطُ يسيرُ
فتكَتْ بهم أيدي المَنونِ، ولم تَزَلْ
خَيلُ المَنونِ على الأنامِ تُغيرُ
لو كانَ يخلدُ بالفضائلِ ماجدٌ،
ما ضمتِ الرسلَ الكرامَ قبورُ
كلٌّ يَصيرُ إلى البِلى ، فأجَبتُه:
إنّي لأعلمُ، واللبيبُ خبيرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لدوا للموتِ، وابنوا للخرابِ،
لدوا للموتِ، وابنوا للخرابِ،
رقم القصيدة : 19957
-----------------------------------(19/304)
لدوا للموتِ، وابنوا للخرابِ،
فَما فَوقَ التّرابِ إلى التّرابِ
كذلكَ قالَ خَيرُ الخَلقِ طُرّاً،
رسولُ الله، ذو الأمرِ المجابِ
فمَرجِعُ كلّ حيٍّ للمَنايا،
وغاية ُ كلّ ملكِ للذهابِ
بنو الدنيا فرائسُ للمنايا،
ونابُ الموتِ عنها غيرُ نابِ
ومَن يَغتَرّ في الدّنيا بعَيشٍ،
فقد طلبَ الشرابَ من السرابِ
دعا ابنكَ للرّدى من ليسَ يعصَى ،
وداعي الموتِ ممنوعُ الجوابِ
أرانا فقدهُ الأيامَ سوداً،
ونادي الأنسِ مغبرّ الجنابِ
وما طيبُ الحياة ِ بغيرِ بشرٍ،
ولا حُسنُ السّماءِ بلا شِهابِ
فلذْ بالصبرِ في اللائي وأحسنْ
عَزاءَكَ واغتَنِمْ حُسنَ الثّوابِ
فإنكَ منْ أناسٍ ليسَ يخفى
على آرائهمْ وجهُ الصوابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،
كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،
رقم القصيدة : 19958
-----------------------------------
كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،
إذا نزَلَتْ بساحتِهِ الخُطوبُ
يَسرّ النّفسَ ثمّ يُسِرُّ حُزناً،
يَضيقُ ببَعضِهِ الصّدرُ الرّحيبُ
ويُبدي البأسَ للأعداءِ كَيلا
تُؤنّبُهُ الشّوامتُ، أو تَعيبُ
ومثلُ عُلاكَ نُورَ الدّينِ مَن لا
يُقَلقِلُ قَلبَهُ نُوَبٌ تَنوبُ
فإنكَ في جلادِ الملكِ خطبٌ،
وفي يَومِ الجِدالِ لهُ خَطِيبُ
تخافكَ حينَ تزجرها الرزايا،
وتجلَى حينَ تلحظُها الكروبُ
بقَلبٍ كلّ فِكرَتِهِ عيونٌ،
وطَرْفٍ كلّ نَظرَتِهِ قلوبُ
وإنّ يدَ الرّدى ، ووقيتَ منها،
سِهامُ خطوبِها أبداً تُصيبُ
أرتكَ بفقدِ فخرِ الدينِ رزءاً،
تُشَقّ له المَرائرُ لا الجُيوبُ
كريمٌ ما بسمعِ نداهُ وقرٌ،
ولاي وجهِ نائلِهِ قطوبُ
ولو أنّ الوغَى سلبتهُ منّا،
وبَزّتهُ الوَقائعُ والحُروبُ
لقامَ بنَصرِهِ منّا رِجالٌ
تُزَرّ على دُروعِهِمُ القُلوبُ
بيض يغتدي نملُ المنايا
لهُ من فوقِ صَفحَتِها دَبيبُ
وخَيلٍ كلّما رَفَعَتْ عَجاجاً
جلاهُ الدرعُ والسيفُ العضيبُ
كأنّ مثارَ عثيرِها سحابٌ(19/305)
جلاهُ الدرعُ والسيفُ العضيبُ
كأنّ مثارَ عثيرها سحابٌ
حَدَتهُ من سَنابكِها جَنوبُ
أفخرَ الدينِ كم أعليتَ فخراً،
لآلِكَ حينَ تَشهَدُ، أو تَغيبُ
برغمي أن تبيتَ غريبَ دارٍ،
وعشتَ، وأنتَ في الدنيا غريبُ
وتخلو منكَ أمينة ُ المعالي،
ويمحلُ ذلكَ المرعَى الخصيبُ
وتَدعوكَ الكُفاة ُ ولا تُناجي،
وتَسألُكَ العُفاة ُ، فلا تُجيبُ
ويُقسَمُ في الأنام زكاة ُ مَدحٍ،
ومالكَ في نصابهمْ نصيبُ
خفيتَ عن العيونِ، وأيُّ شمسٍ
تَلوحُ، ولا يكونُ لها مَغيبُ
فصبراً يا بني إسحاقَ، صبراً،
فربُّ العيشِ بالحسنى يثيبُ
وخفضْ عنك نورَ الدينِ حزناً،
تكادُ الرّاسياتُ بهِ تَذوبُ
فإنّ قريبَ ما تخشَى بعيدٌ،
وإن بعيدَ ما ترجو قريبُ
وليسَ الحتفُ في الدُّنيا عجيب،
ولكنّ البقاءَ بها عجيبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا شَغَلَ اللَّهُ لكم خاطراً،
لا شَغَلَ اللَّهُ لكم خاطراً،
رقم القصيدة : 19959
-----------------------------------
لا شَغَلَ اللَّهُ لكم خاطراً،
ولا عَرَتكُم بعدَها شائبَه
ولا أرتكُم لصروفِ الرّدى
حادثة ً تصمي ولا نائبَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ظنَّ قومي أنّ الأساة َ ستبري
ظنَّ قومي أنّ الأساة َ ستبري
رقم القصيدة : 19960
-----------------------------------
ظنَّ قومي أنّ الأساة َ ستبري
داءَ وَجدي، والعلاجُ يُفيدُ
فأتَوا بالطّبيبِ، وهوَ لعَمري
في ذَوي فَنّهِ مُجيدٌ مُجيدُ
مذ رأى علتي، وقد لاحَ للمو
تِ عَلَيها أدلّة ٌ وشُهودُ
جسّ نَبْضي وقال: ما أنتَ شاكٍ؟
قلت: ناراً لم يُطفِها التّبريدُ
فغَدا يُخلِصُ الدّواءَ، فألفَى
نَارَ وَجدي معَ الدّواءِ تَزيدُ
قال: ماكانَ أصلُ دائِكَ هذا؟
قلتُ: طرفي، وذاكَ حالٌ شديدُ
قال: إنّ الهوَى قد أحدثَ بلوا
كَ، فقلتُ: المقصورُ لا الممدودُ
فانثنى حائراً وقالَ لأهلي:
ما شِفاءُ العُشّاقِ إلاّ بعيدُ(19/306)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أذابَ التّبرَ في كأسِ اللُّجَينِ،
أذابَ التّبرَ في كأسِ اللُّجَينِ،
رقم القصيدة : 19961
-----------------------------------
أذابَ التّبرَ في كأسِ اللُّجَينِ،
رَشاً بالرّاحِ مَخضوبَ اليَدينِ
رخيمٌ من بني الأعرابِ طفلٌ،
يُجاذِبُ خَصرُهُ جَبَلَيْ حُنَينِ
يُبَدّلُ نُطقَهُ ضاداً بدالٍ،
ويشركُ عجمة ً قافاً بغينِ
يَطوفُ عَلى الرّفاقِ من الحمَيّا،
ومن خَمرِ الرُّضابِ بمُسكِرَينِ
إذا يَجلو الحمَيّا والمُحَيَا
شَهِدْنا الجَمعَ بَينَ النّيّرَينِ
وآخرَ من بني الأعرابِ حفتْ
جيوشُ الحُسنِ منهُ بعارضَينِ
إلى عينيهِ تنتسبُ المنايا،
كما انتَسَبَ الرّماحُ إلى رُدَينِ
تلاحظُ سوسنَ الخدّينِ منهُ،
فيُبدِلُها الحَياءُ بوَردَتَينِ
ومَجلِسُنا الأنيقُ تُضيءُ فِيهِ
وباتَ الزقُّ مغلولَ اليدينِ
وشمعتنا شبيهُ سنانِ تبرٍ،
تركبَ في قناة ٍ من لجينِ
وقهوتنا شبيهُ شواظِ نارٍ،
توقدُ في أكفّ الساقيينِ
إذا ملىء َ الزجاجُ بها وطارتْ
حواشي نورها في المشرقينِ
عجبتُ لبَدرِ كأسٍ صارَ شَمساً
يحفّ من السقاة ِ بكوكبينِ
ونحنُ نزُفّ أعيادَ النّضارى
بشَطّ مُحَوِّلٍ والرّقمَتَينِ
نوحدُ راحنا من شركِ ماءٍ،
ونولعُ في الهوى بالمذهبينِ
بوردٍ كالمداهنِ في عقيقٍ،
وأقداحٍ كأزرارِ اللُّجَينِ
وقد جمعتْ ليَ اللذاتُ لما
دنتْ منها قطوفُ الجنتينِ
وما أن من هوَى الفيحاءِ خالٍ،
ولا ممّنْ أُحبّ قضيتُ ديني
إذا ما قلبوا في الحشرِ قلبي،
رأوا بينَ الضلوعِ هوى حسينِ
تَمَلّكَ حبُّهُ قَلبي وصَدري،
فأصبحَ ملءَ تلكَ الخافقينِ
وأعوَزَ مع دُنُوّي منهُ صَبري،
فكَيفَ يكونُ صَبري بعدَ بَينِ
إذا ما رامَ أن يَسلوهُ قَلبي
تمثلَ شخصهُ تلقاءَ عيني
ألا يا نَسمَة َ السّعديّ كُوني
رَسُولاً بَينَ مَن أهوى وبَيني
ويا نشرَ الصّبا بلغْ سلامي
إلى الفيحاءِ بينَ القلتينِ
وحيّ الجامعينِ وجانبيها،
فقد كانا لشملي جامعينِ(19/307)
وقُلْ لمُعَذّبي هل من نجازٍ
لوعديْ سالفيكَ السالفينِ
سَمِيّكَ كانَ مَقتولاً بظُلمٍ،
وأنتَ ظلمتني، وجلبتَ حيني
وهَبتُكَ في الهوى روحي بوَعدٍ،
وبِعتُكَ عامِداً نَقداً بدَينِ
وجِئتُ وفي يَدي كفَني وسَيفي،
فكَيفَ جعَلتَها خُفّيْ حُنَينِ؟
ولِمْ صَيّرْتَ بُعدَكَ قَيدَ قَلبي،
وكانَ جمالُ وجهك قيدَ عيني؟
فصرنا نشبهث النسرينِ بعداً،
وكنّا أُلفَة ً كالفَرقَدَينِ
علمتُ بأنّ وعدَكَ صارَ مَيناً،
لزَجري مُقلَتَيكَ بصارِمَينِ
وقلتُ، وقد رأيتُك: خابَ سعيي
لكونِ البدرِ بينَ العقربينِ
فلِم دَلّيتَني بحِبالِ زُورٍ،
ولم أطعَمتَني بسَرابِ مَينِ
وهَلاّ قلتَ لي قَولاً صَريحاً،
فكانَ المنعُ إحدَى الراحتينِ
عرفتكَ دونَ كلّ الناسِ لمّا
نقدتكَ في الملاحة ِ نقدَ عينِ
وكم قد شاهدَتكَ النّاسُ قَبلي،
فَما نَظَروكَ كلّهُمُ بعَيني
وطاوعتُ الفتوة َ فيكَ حتى
جَعَلتُكَ في العَلاءِ برُتبَتَينِ
فلمّا أن خلا المغنى وبتنا
عُراة ً بالعَفافِ مؤزَّرَينِ
قضينا الحجّ ضماً واستلاماً،
ولم نشعرْ بما في المشعرينِ
أتَهجُرُني وتَحفَظُ عَهدَ غَيري،
وهل للموتِ عذرٌ بعدَ دينِ
وقلتُ: الوَعدُ عندَ الحرّ دَينٌ،
فكيفَ مطلتني وجحدتَ ديني
أأجعَلُ لي سِواكَ عليك عَيناً،
وكنتَ على جمعيِ الناسِ عيني
إذا ما جاءَ محبوبي بذنبٍ
يُسابقُهُ الجمالُ بشافِعَينِ
وقلتُ: جعلتَ كلّ النّاسِ خَصمي
لقد شاهدتُ إحدى الحالَتَينِ
فكانَ الناسُ قبلَ هواكَ صحبي،
فهل أبقيتَ لي من صاحبينِ
بُعادي أطمَعَ الأعداءَ حتى
رأوكَ اليومَ خُزرَ النّاظرَينِ
وهَلاّ طالَعوكَ بعَينِ سُوءٍ،
وأمري نافِذٌ في الدُّولَتَينِ
وما خفقتْ جناحُ الجيشِ إلاّ
رأوني ملءَ قلبِ العَسكَرَينِ
لئِن سكَنَتْ إلى الزّوراءِ نَفسي،
أواني الرّاحِ من وَرَقٍ وعَينِ
هوًى يُقتادُني لديارِ بَكرٍ،
وآخرُ نحوَ أرضِ الجامعينِ
سأسرعُ نحوَ رأسِ العينِ خطوي،
وأقصدُها على رأسي وعيني
وأسرحُ في حمَى جيرونَ طرفي،(19/308)
وأربَعُ فِي رِياضِ النّيّرَينِ
فلَيسَ الخَطبُ فَي عَيني جَليلاً،
إذا قابلتهُ بالأصغرينِ
فَيا مَن بانَ لمّا بانَ صَبري،
وحارَبَني رُقادُ المُقلَتَينِ
تنغصَ فيكَ بالزوراءِ عيشي،
وبدلَ زينُ لذاتي بشينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
رقم القصيدة : 19962
-----------------------------------
ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
فماسَتْ به، أم من كؤوسِ رَحيقِهِ
مليحٌ يغيرُ الغصنَ عندَ اهتزازهِ،
ويُخجِلُ بَدرَ التّمّ عندَ شُرُوقِهِ
فَما فِيهِ شيءٌ ناقِصٌ غَيرَ خَصرِهِ؛
ولا فِيهِ شيءٌ بارِدٌ غَيرَ رِيقِهِ
ولا ما يسوءُ النفسَ غيرُ نفارهِ،
ولا ما يرعُ القلبَ غيرُ عقوقهِ
عجبتُ له يبدي القساوة َ عندما
يُقابِلُنِي من خَدّهِ برَقيقِهِ
ويلطفُ بي من بعدِ إعمالِ لحظهِ،
وكيفَ يُرَدّ السّهمُ بعدَ مُروقِهِ
يقولونَ لي، والبدرُ في الأفقِ مشرقٌ:
بذا أنتَ صبٌّ؟ قلتُ: بل بشقيقهِ
فلا تنكروا قتلي بدقة ِ خصرهِ،
فإنّ جَليلَ الخَطبِ دونَ دَقيقِهِ
ولَيلَة َ عاطاني المُدامَ، ووجهُهُ
يرينا صبوحَ الشربِ حالَ غبوقِهِ
بكأسٍ حكاها ثَغرُهُ في ابتِسامَة ٍ،
بما ضَمّهُ من دُرّهِ وعَقيقِهِ
لقد نلتُ، إذ نادمتُهُ، من حديثهِ
من السكرِ ما لا نلتهُ من عقيقهِ
فلَم أدرِ من أيّ الثّلاثَة ِ سَكرَتي،
أمنْ لحظهِ أم لفظهِ أم رحيقهِ
لقد بعتهُ قلبي بخلوة ِ ساعة ٍ،
فأصبحَ حَقّاً ثابتاً مِن حُقوقِهِ
وأصبَحتُ نَدماناً على خُسرِ صَفقَتي،
كذا من يبيعُ الشيءَ في غيرِ سوقهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لولا الهَوَى ما ذابَ من حَنِينِهِ
لولا الهَوَى ما ذابَ من حَنِينِهِ
رقم القصيدة : 19963
-----------------------------------
لولا الهَوَى ما ذابَ من حَنِينِهِ
صبُّ أصابتهُ عيونُ عينهِ
متيمٌ لا تهتدي عوادُهُ،
إلاّ بما تسمعُ من أنيبهِ
أصبَحَ يَخشَى الظبيَ في كِناسِهِ،(19/309)
ولا يَخافُ اللّيثَ في عَرينِهِ
يَعتَذِرُ الرّشدُ إلى ضَلالِهِ،
وَيَقرأ العَقلُ على جُنونِهِ
يا جيرَة َ الحَيّ أجيرُوا عاشِقاً،
ما حالَ عن شرعِ الهَوَى ودينِهِ
باطنُهُ أحسَنُ من ظاهرِهِ،
وشكهُ أوضحُ من يقينهِ
لا تحسبوا ما ساحَ فوقَ خدّهِ
مدامعاً تسفحُ من جفونهِ
وإنما ذابَ جليدُ قلبهِ،
فَطَرْفُهُ يَرشَحُ من مَعينِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> غَيري بحَبلِ سِواكمُ يَتَمَسّكُ،
غَيري بحَبلِ سِواكمُ يَتَمَسّكُ،
رقم القصيدة : 19964
-----------------------------------
غَيري بحَبلِ سِواكمُ يَتَمَسّكُ،
وأنا الذي بتربكم أتمسكُ
أضَعُ الخُدودَ على مَمَرّ نِعالِكم،
فكأنني بترابها أتركُ
ولقد بذلتُ النفسُ، إلا أنني
خادعتكمْ، وبذلتُ ما لا أملكُ
شَرطي بأنّ حُشاشتي رقٌّ لكم،
والشرطُ في كلّ المذاهبِ أملكُ
قد ذقتُ حبّكمُ، فأصبَحَ مُهلكي،
ومنَ المطاعمِ ما يذاقُ فيهلكُ
لا تَعجَلوا قَبلَ اللّقاءِ بقتلَتي،
وصلوا، فذلكَ فائتٌ يستدركُ
ولقد بكيتُ لدهشتي بقدومكم،
وضحكتُ قبلُ وهجرُكم لي مهلكُ
ولربّما أبكَى السرورُ إذا أتَى
فرطاً، وفي بعضِ الشدائدِ يضحكُ
زَعَمَ الوُشاة ُ بأنْ هَوِيتُ سِواكمُ،
يا قُوتِلَ الواشي، فأنّى يُؤفكُ
عارٌ عليّ بأنْ أكونَ مشرِّعاً
دينَ الهَوى ، ويُقال إنّي مُشرِكُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جلّ الذي أطلعَ شمسَ الضّحى
جلّ الذي أطلعَ شمسَ الضّحى
رقم القصيدة : 19965
-----------------------------------
جلّ الذي أطلعَ شمسَ الضّحى
مشرقة ً في جنحِ ليلٍ بهيمْ
وقدرَ الخالَ على خدّهِ،
ذلكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمْ
بدرٌ ظنَنّا وجهَهُ جَنّة ً،
فمسنا منها عذابٌ أليمْ
ينفرُ كالريمِ، الا فانظرُوا
إلى بخيلٍ، وهوَ عندي كريمْ
لمَّا انحنى حاجبُهُ، وانثَنى
يهزّ للعشاقِ قداً قويمْ
عجبتُ من فرطِ ضلالي، وقد
بَدا ليَ المُعوَجُّ والمُستَقيمْ
داوِ حبيبي، يا طبيبَ الهوَى ،(19/310)
وخَلّني! إنّي بحالي عَليمْ
فخصرهُ واهٍ، وأجفانُهُ
مَريضَة ٌ، واللّحظُ منهُ سَقيمْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَعَى اللَّهُ مَن لم يَرْعَ لي حقّ صُحبَة ٍ،
رَعَى اللَّهُ مَن لم يَرْعَ لي حقّ صُحبَة ٍ،
رقم القصيدة : 19966
-----------------------------------
رَعَى اللَّهُ مَن لم يَرْعَ لي حقّ صُحبَة ٍ،
وَسَلّمَ مَن لم يَسخُ لي بسَلامِهِ
وفي ذمة ِ الرحمنِ من ذمّ صحبتي،
ولم أكُ يوماً ناقضاً لذمامهِ
وإنّي على صَبري على فَرطِ هَجرِهِ،
وقُربِ مَغانِيهِ، وبُعدِ مَرامِهِ
يحاولُ طرفي لحظة ً من خيالهِ،
ويَشتاقُ سَمعي لفظَة ً من كلامِهِ
ويومَ وَقَفنا للوَداعِ، وقد بَدا
بوَجهٍ يُحاكي البَدرَ عندَ تَمامِهِ
شكَوتُ الذي ألقَى ، فظَلّ مُقابِلاً
بُكايَ وشَكوى حالَتي بابتِسامِهِ
بدَمعٍ يُحاكي لَفظَهُ في انتِثارِهِ،
وعتبٍ يحاكي ثغرهُ في انتظامِهِ
فما رقّ من شكوايَ غيرُ خدودهِ،
ولا لانَ من نَجوايَ غَيرُ قَوامِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أصداً وسخطاً، ما لهُ كيفَ يحكمُ،
أصداً وسخطاً، ما لهُ كيفَ يحكمُ،
رقم القصيدة : 19967
-----------------------------------
أصداً وسخطاً، ما لهُ كيفَ يحكمُ،
أليسَ لهُ قلبٌ يرقّ، فيرحمُ
أأرضَى بقتلي في الهوى وهوَ ساخطٌ،
وأبسطُ أعذاري لهُ وهوَ مجرمُ
نبيُّ جمالٍ للغرام مشرِّعٌ،
يحلِّلُ ما يختارهُ ويخرِّمُ
يرينا خدودَ المحسنينَ ضوارعاً
لديهِ، وأقدامَ المسيئينَ تلثمُ
عجبتُ لهُ يجني ويصبحُ عاتباً،
فو حرباً من ظالمٍ يتظلمُ
وأعجبُ من ذا أنّه، وهوَ ظالمي،
غدا ليَ خصماً وهوَ في الفصلِ يحكمُ
فيا عاتباً في سكبِ دمعٍ أذالَهُ،
فأمسَى بأسرارِ الهَوَى يَتَكَلّمُ
أسرتَ فؤادي ثمّ أطلقتَ أدمُعي،
وحاولتُ أنّي للصبابة ِ أكتمُ
ومن قلبهُ مع غيرهِ كيفَ حالُه؛
ومَن سِرّهُ في جَفنِهِ كيفَ يُكتَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هَويتُهُ تحتَ أطمارٍ مُشَعَّثَة ٍ،(19/311)
هَويتُهُ تحتَ أطمارٍ مُشَعَّثَة ٍ،
رقم القصيدة : 19968
-----------------------------------
هَويتُهُ تحتَ أطمارٍ مُشَعَّثَة ٍ،
وطالبُ الدُّرّ لا يَغتَرّ بالصّدَفِ
وخَبّرَتني مَعانٍ في مَراسِمِهِ
بهِ، كما خبرَ العنوانُ بالصحفِ
ولاحَ لي من أماراتِ الجمالِ به
ما كان لحظِ غيري بالخمولِ خفي
فظلتُ أرخصُ ما يبديهِ من دَرَنٍ
به، وأدحضُ ما يخفيه من جنفِ
حتى إذا تمّ معنى حسنِهِ وبدا
كالبدرِ في التم أو كالشمسِ لي الشرفِ
ولاحَ كالصارمِ المصقولِ أخلصه
تَتَبّعُ القَينِ من شَينٍ ومن كَلَفِ
وجالَ في وجَهِهِ مَاءُ الحَياة ِ كما
يجولُ ماءُ الحيا في الروضة ِ الأنفِ
وأولدَ الحسنُ في أحداقه حوراً،
وضاعفَ الدلُّ ما بالجسمِ من ترفِ
أضحتْ به حدقُ الحساد محدقة ً
تَرنو إلَيهِ بِطَرفٍ غَيرِ مُنطَرِفِ
وظلَّ كلُّ صَديقٍ يَرتَضي سَخَطي
فيه، وكلّ شَفيقٍ يَرتَجي تَلَفي
يا للرجالِ أما للحبّ منتصرٌ
لضعفِ كلّ محبٍّ غيرِ منتصفِ
ما أطيَبَ العَيشَ لولا أنّ سالكَهُ
يُمسي لأسهمِ كيدِ الناسِ كالهدفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ربّ أعطِ العاشقينَ بصبرِهم
يا ربّ أعطِ العاشقينَ بصبرِهم
رقم القصيدة : 19969
-----------------------------------
يا ربّ أعطِ العاشقينَ بصبرِهم
في الخُلدِ غاياتِ النّعيمِ المُطلَقِ
وأقهمُ بردَ السرورِ، فطالما
صَبَروا على حَرّ الغَرامِ المُقلِقِ
حتى يَرى الجُبَناءُ عن حَملِ الهوى
غاياتِ عزهمُ، التي لم تلحقِ
فيكون أصغرُ جاهلٍ حملَ الهوى
يلهو بأكبرِ عالمٍ لم يعشقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ضَعيفَ الجُفونِ أضعَفتَ قَلباً،
يا ضَعيفَ الجُفونِ أضعَفتَ قَلباً،
رقم القصيدة : 19970
-----------------------------------
يا ضَعيفَ الجُفونِ أضعَفتَ قَلباً،
كانَ قبلَ الهوَى قوياً مليّا
لا تُحارِبْ بناظِرَيْكَ فُؤادي،
فضَعيفانِ يَغلِبانِ قَوِيّا(19/312)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أطَعتُ ما سَنّ أعدائي وما فَرَضُوا،
أطَعتُ ما سَنّ أعدائي وما فَرَضُوا،
رقم القصيدة : 19971
-----------------------------------
أطَعتُ ما سَنّ أعدائي وما فَرَضُوا،
وشاهدوكَ بسخطي راضياً فرضوا
تَشَيّعُوا، إذ رأوا تَفريقَنَا شِيَعاً،
وسُنّة َ العَدلِ فِي دِينِ الهَوَى رَفَضُوا
أعياهُمُ السّعيُ فيما بَينَنَا زَمَناً،
فمُذْ رأوا فُرصَة ً في بَينِنَا نَهَضُوا
بنوا لديكَ بناءً لا ثباتَ لهُ،
وما دَروا أيَّ ودٍّ بَينَنا نَقَضُوا
يا من تقطبُ منّي حينَ أمنحهُ
أُنساً، وأبسطُ آمالي فيَنقَبضِ
ومَن تَعَرَّضَ لي حتى أُعارِضُهُ،
يوماً، فيعرضُ عنّي ثمّ يعترضُ
لا بارَكَ اللهَّ للأعداءِ فيكَ، ولا
هناكَ من لكَ عنّي منهمُ العوضُ
ولا تعدّى لظلمي في الوثوقِ بهم،
ولا علا منكَ بينَ الناسِ ما خفضوا
فسَوفَ تَعرِفُ مِقداري، إذا سَميتْ
نفوسُهم، وانقضَى من وصلك الغرضُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حرضوني على السلوّ، وعابوا
حرضوني على السلوّ، وعابوا
رقم القصيدة : 19972
-----------------------------------
حرضوني على السلوّ، وعابوا
لكَ وجهاً بهِ يعابُ البدرُ
حاشا للهِ ما لعذريَ وجهٌ،
في التسلي، ولا لوجهك عذرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ،
حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ،
رقم القصيدة : 19973
-----------------------------------
حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ،
ولكنْ للعِدَى فِيهِ مَجالُ
وأعلَمُ أنّ بَعضَ الظّنّ إثمٌ،
ولكنْ لليَقينِ بِهِ احتِمالُ
وكنتُ عذرتكم والقولُ نزرٌ،
فما عذري وقد كشرَ المقالُ
وقلتم: قيلَ ما لا كانَ عنّا،
فمَن لي أن يَكونَ، ولا يُقالُ
فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري،
وقوّضَ فِيهِ مالي والرّجالُ
وكم قد رامَهُ ضِدّي بسوءٍ،
فراحَ وآلُهُ في الحَربِ آلُ
سألتُكَ لا تَدَعْ للقَولِ وَجهاً،
فيكثُر حينَ أذكُرُكَ الجِدالُ(19/313)
وإنّي مع صدودِكَ والتجنّي
وفيٌّ ليسَ لي عنكَ انتقالُ
أغارُ إذا سرَى بحماكَ برقٌ،
وأغضَبُ كُلّما طَرَقَ الخَيالُ
وأُوثرُ أن يَنالَ دَمي ووَفري،
ومحبوبي عزيزٌ لا ينالُ
لأنّي لا أخونُ عهودَ خلٍّ،
ولو حفتْ بيَ النوبُ الثقالُ
وإنّي إنْ حَلَفتُ لَهُ يَميناً،
فَما غَيرُ الفِعالِ لها شِمالُ
فَيا مَنْ سرّني باللّفظِ منهُ،
ولكنْ ساءَني منهُ الفِعالُ
إلى كَم ألتَقيكَ بوَجهِ بِشرٍ،
وفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ
وأحملُ من عداتِكَ كلذ يومٍ
حديثاً ليسَ تحملهُ الجبالُ
وأسمَعُ من وُشاة ِ الحَيّ فينا
كلاماً دونَ موقعهِ النبالُ
وأرسلُ مع ثقاتكَ من حديثي
عتاباً، دونهُ السحرُ الحلالُ
ومهما لم يكنْ في السيفِ أصلٌ
لجوهرهِ، فما يجدي الصقالُ
جعلتَ جَميعَ إحساني ذُنُوباً،
وطالَ بكَ التّعَتّبُ والدّلالُ
وقلتَ بكَ انهتَكتُ، وذاكَ زُورٌ
وإنّ الزورَ موقعهُ محالُ
فَمَا نَفعي بحُسنٍ في خَليلٍ،
إذا لم يَصفُ لي منهُ الخِلالُ
إذا عدمَ الفتى خلقاً جميلاً،
يَسودُ بِهِ، فَلا خُلِقَ الجَمالُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي،
إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي،
رقم القصيدة : 19974
-----------------------------------
إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي،
فخذْ ما شئتَ من قيلٍ وقالِ
ونالوا منكَ بالأقوالِ عِرضاً،
وقَيَناهُ بأطرافِ العَوالي
وقد كانَ العذولُ يودّ أني
أُسيغُ لهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ
فكَيفَ إذا تَيَقّنَ فيك زُهدي،
وكانَ يسرهُ عنكَ اشتغالي
فكم سخطَ الأنامُ، وأنتَ راضٍ،
وكم رَخُصَ المِلاحُ، وأنتَ غالي
وكم هدمتْ حمى قومي خطوبٌ
تهدّ الراسياتِ، وأنتَ عالي
وكم من وَقعَة ٍ لعِداكَ عِندي،
نذرتُ بها دمي، ونذرتُ مالي
وكم همتُ كلابُ الحيّ نهضاً
وقد حمتِ الأسودُ حمى الغزالِ
وكم لامَتْ عَلَيكَ سَراة ُ أهلي،
فأحسبُ قولَ آلي لمعَ آلِ
وكم خاطَرتُ فيكَ ببَذلِ نَفسي(19/314)
وأعلَمُ أنّ بالي فيكَ بالي
وكم صبٍّ تفاءَلَ في حبيبٍ
وفَى لي، إنّ حبّي ما وَفَى لي
وكم جَرّبتُ قَبلَكَ من مَليحٍ،
فأمسَى جيدُ حالي منهُ حالي
ولولا أنّ في التجريبِ فضلاً،
لمَا فضلَ اليمينُ على الشمالِ
أظنكَ، إذ حويتَ الحسنَ طرّاً،
وإذ وفيتَ أقسامُ الجمالِ
قصدتَ بأنْ جعلتَ العذرَ عيباً،
عَساهُ يَقيكَ من عَينِ الكَمالِ
فسوفَ أسوءُ نفسي بانقطاعي،
بحَيثُ أسرّ نَفسَكَ بارتِحالي
إذا ماشئتَ أن تسلو حبيباً،
فأكثرْ دونهُ عددَ الليالي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تيقنَ مذ أعرضتُ أنّي لهُ سالي،
تيقنَ مذ أعرضتُ أنّي لهُ سالي،
رقم القصيدة : 19975
-----------------------------------
تيقنَ مذ أعرضتُ أنّي لهُ سالي،
فأوهَمَ ضِدّي أنّهُ الهاجرُ القالي
وأظهَرَ للأعداءِ، إذ صَدّ جافياً،
بأنّ جفاهُ عن دلالٍ وإذلالِ
فلمّا رآني لا أحَرّكُ باسمِهِ
لِساني، ولم أشغَلْ بتَذكارِهِ بالي
وأيقنض أنّي لا أعودُ لوصلهِ،
ولو قطعتْ بيضُ الصوارمِ أوصالي
تَعَرّضَ للأعداءِ يَحسبُ أنّهُمْ
يكونونَ في حِفظِ المَوَدّة ِ أمثالي
فأصبَحَ لمّا جَرّبَ الغَيرَ نادِماً،
كثيفَ حَواشي العيش مُنخفضَ الحالِ
إذا ما رآهُ عاشقٌ قال شامتاً:
ألا انعمْ صباحاً أيّها الطللُ البالي
فإنّي إذا ما اختلّ خلٌّ تركتهُ،
وبتُّ، وقلبي من محبتهِ خالِ
وما أنا ممّنْ يَبذُلُ العِرضَ في الهَوَى
وإن جُدتُ للمَحبوبِ بالرّوحِ والمالِ
على أنّني لا أجعَلُ الذّلّ سُلّماً
بهِ ترتقي نفسي إلى نيلِ آمالي
وما زِلتُ في عِشقي عَزيزاً مكَرَّماً،
أجرّ على العشاقِ بالتيهِ أذيالي
فقُولا لمنْ أمسَى بِهِ مُتَغالياً،
ولم يدرِ أني مرخصٌ ذلكَ الغالي
كذا لم أزلْ يرعَى المحبونَ فضلتي،
ويَلبَسُ أهلُ الحبّ في العشقِ أسمالي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذابُ الهَوَى للعاشِقِينَ أليمُ،
عذابُ الهَوَى للعاشِقِينَ أليمُ،
رقم القصيدة : 19976(19/315)
-----------------------------------
عذابُ الهَوَى للعاشِقِينَ أليمُ،
وأجرُهمُ يومَ المَعادِ عَظيمُ
فواللهِ لا ذاقوا الجحيمَ وإن جنوا،
فحسبهمُ أنّ الغرامَ جحيمُ
بروحيَ من قد نامَ عن سوءِ حالَتي
وعنديَ منهُ مقعدٌ ومقيمُ
وما ذاكَ إلاَّ أنّ مُخطَفَ خصرِهِ
لراجِيهِ كَهفٌ، والعِذارُ مُقيمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خليليّ ما أغبَى المغالينَ في الهَوى ،
خليليّ ما أغبَى المغالينَ في الهَوى ،
رقم القصيدة : 19977
-----------------------------------
خليليّ ما أغبَى المغالينَ في الهَوى ،
وأغفَلَهُمْ عن حُسنِ كلّ مَليحِ
يَظُنّونَ أنّ الحُسنَ بالعَينِ مُدرَكٌ،
وسرّ الهوى بادٍ لكلّ لموحِ
وليسَ طموحُ الناظرينِ بمبصرٍ،
إذا كان لحظُ القلبِ غيرَ طموحِ
فليسَ جميلٌ في الهوَى وكثيرٌ
ولا عروة ُ العذريّ وابنُ ذريحِ
بأعرفَ منّي للمِلاحِ توسماً،
ولا جنحوا للعشقِ بعضَ جنوحي
وأيّ لبيبٍ ما سبَى الحسنُ لبهُ،
فَباتَ بقَلبٍ بالغَرامِ قَريحِ
إذا ما خَلاَ القَلبُ الصّحيحُ من الهَوَى ،
علمك بأنّ العقلَ غيرُ صحيحِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أينَ في الحِمَى عَرَبُ
أينَ في الحِمَى عَرَبُ
رقم القصيدة : 19978
-----------------------------------
أينَ في الحِمَى عَرَبُ
لي بربعهمْ أربُ
كُلّما ذَكَرتُهُمُ
هَزّني لهمْ طَرَبُ
جيرة ٌ بحيهمُ
لَيسَ يُحفَظُ الحَسَبُ
العهودُ والحقو
قُ عندهم تُغتَصَبُ
في خِيامِهِمْ قَمَرٌ
بالصّفاحِ مُحتَجِبُ
رِيقُهُ مُعَتَّقَة ٌ
ثغرهُ لها حببُ
بِتُّ في ديارِهِمُ
والفؤادُ مكتئبُ
الدموعُ هاطلة ٌ
والضّلوعُ تَلتَهِبُ
إنّ للغَرامِ يَداً،
مسني بها العطبُ
إن قَضَيتُ فِيهِ أسًى ،
فَهوَ بَعضُ ما يجبُ
أبدَتِ الوُشاة ُ رِضًى
منهُ يلحظُ الغضبُ
الوجوهُ ضاحكة ٌ،
والقلوبُ تنتحبُ
لو أتوا بمكرمة ٍ،
أعتبوا وما عتبوا
فالغرامُ نارُ لظى ً،
عذلهمْ لها حطبُ(19/316)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قلوبُنا مُودَعَة ٌ عندَكمْ،
قلوبُنا مُودَعَة ٌ عندَكمْ،
رقم القصيدة : 19979
-----------------------------------
قلوبُنا مُودَعَة ٌ عندَكمْ،
أمانَة ً نَعجِزُ عن حَملِهَا
إنْ لمْ تصونوها بإحسانكمُ،
أدوا الأماناتِ إلى أهلِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقَد ذكَرتُكِ، والسّيوفُ مواطرٌ
ولقَد ذكَرتُكِ، والسّيوفُ مواطرٌ
رقم القصيدة : 19980
-----------------------------------
ولقَد ذكَرتُكِ، والسّيوفُ مواطرٌ
كالسُّحبِ من وَبلْ النّجِيعِ وطلّهِ
فوَجدتُ أُنساً عندَ ذكرِكِ كامِلاً،
في مَوقِفٍ يَخشَى الفتى من ظِلِّهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقَد ذكَرتُكِ، والعَجاجُ كأنّهُ
ولقَد ذكَرتُكِ، والعَجاجُ كأنّهُ
رقم القصيدة : 19981
-----------------------------------
ولقَد ذكَرتُكِ، والعَجاجُ كأنّهُ
ظِلّ الغَنيّ وسوءُ عيشِ المُعسِرِ
والشُّوسُ بَينَ مُجَدَّلٍ في جَنَدَلٍ
منّا، وبينَ معفرٍ في مغفرِ
فظننتُ أنّي في صباحٍ مشرقٍ،
بضِياءِ وجهِكِ، أو مَساءٍ مُقمِرِ
وَتَعَطَّرَتْ أرضُ الكِفاحِ، كأنّما
فتقتْ لنا ريحُ الجلادِ بعنبرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقَد ذَكَرتُكِ، والجَماجمُ وُقَّعٌ
ولقَد ذَكَرتُكِ، والجَماجمُ وُقَّعٌ
رقم القصيدة : 19982
-----------------------------------
ولقَد ذَكَرتُكِ، والجَماجمُ وُقَّعٌ
تحتَ السنابكِ، والأكفّ تطيرُ
والهامُ في أفقِ العجاجة ِ حومٌ،
فكأنها فوقَ النسورِ نسورُ
فاعتادني من طيبِ ذكركِ نشوة ٌ،
وبَدَتْ عليّ بَشاشَة ٌ وسُرورُ
فظننتُ أنّي في مجالسٍ لذتي،
والراحُ تجلى ، والكؤوسُ تدورُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولقد ذَكَرْتُكِ حينَ أنكَرَتِ الظُّبَى
ولقد ذَكَرْتُكِ حينَ أنكَرَتِ الظُّبَى
رقم القصيدة : 19983
-----------------------------------
ولقد ذَكَرْتُكِ حينَ أنكَرَتِ الظُّبَى(19/317)
أغمادَها وتَعَارَفَتْ في الهَامِ
والنبلُ من خللِ العجاجِ كأنهُ
وبل تتابعَ من فروجِ غمامِ
فاستصغرتْ عينايَ أفواجَ العِدى ،
وتتابعَ الأقدامِ في الإقدامِ
وَوَجَدتُ بَردَ الأمنِ في حرّ الوَغَى ،
والموتَ خلفي تارة ً وأمامي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا ظبية ً قنصَ الأسودَ جمالها،
يا ظبية ً قنصَ الأسودَ جمالها،
رقم القصيدة : 19984
-----------------------------------
يا ظبية ً قنصَ الأسودَ جمالها،
ونرى الظباءَ يصيدها القناصُ
أصمَتْ لواحظُكِ القلوبَ بأسهُمٍ،
لم يُغنِ عَنها نَثرَة ٌ ودِلاصُ
فهبني جَرَحتُ الخَدّ منكِ بنَظرَة ٍ،
أفَما لأسرِ القَلبِ منكِ خَلاصُ
ها قد جرَحتِ بنَبلِ عَينَيكِ الحَشَى ،
فدعي فؤادي، فالجروحُ قصاصُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من حمتْ عنّا مذاقة َ ريقِها،
يا من حمتْ عنّا مذاقة َ ريقِها،
رقم القصيدة : 19985
-----------------------------------
يا من حمتْ عنّا مذاقة َ ريقِها،
رفقاً بقلبٍ ليسَ فيهِ سواكِ
فلكَمْ سألتُ الثّغرَ وَصفَ رُضابِهِ
فأبى ، وصرحَ لي سيفهُ سواكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ،
قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ،
رقم القصيدة : 19986
-----------------------------------
قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ،
قلتُ: ارتقاباً لطيفكِ الحسنِ
قالتْ: تسليتَ بعدَ فرقتنا،
فقلتُ: عن مَسكَني وعن سكَني
قالتْ: تشاغلتَ عن محبتنا،
قلتُ: بفرطِ البكاءِ والحزنِ
قالتْ: تناسيتَ! قلتُ: عافيتي!
قالتْ: تناءيتَ! قلتُ: عن وطني
قالتْ: تخليتَ! قلتُ: عن جلدي!
قالتْ: تغيرتَ! قلتُ: في بدني
قالتْ: تخصصتَ دونَ صحبتنا،
فقلتُ: بالغبنِ فيكِ والغبنِ
قالَتْ: أذَعتَ الأسرارَ، قلتُ لها:
صَيّرَ سرّي هواكِ كالعَلَنِ
قالتْ: سررتَ الأعداءَ، قلتُ لها:
ذلكَ شيءٌ لو شِئتِ لم يكُنِ
قالَتْ: فَماذا تَرومُ؟ قلتُ لها:(19/318)
ساعَة َ سَعدٍ بالوَصلِ تُسعِدني
قالَتْ: فعَينُ الرّقيبِ تَنظُرُنا!
قلتُ: فإنّي للعَينِ لم أبِنِ
أنحَلتِني بالصّدودِ منك، فلَو
ترصدتني المنونُ لم ترني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
رقم القصيدة : 19987
-----------------------------------
فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
وأخجَلتِها، إذ كنتِ من نورِها أسنَى
ولمّا رَجَونا من مَحاسِنِكِ الحُسنَى ،
بَعَثتِ لنا من سِحرِ مُقلَتِكِ الوَسنَى
سُهاداً يَذودُ النّومَ أن يألَفَ الجَفَنَا
وخِلتُ بأنّي عن مَغانيكِ راحِلٌ،
وربعَ ضميري من ودادِكِ ماحلٌ
فأسهرَ طرفي ناظرٌ منكِ كاحلٌ،
وأبصَرَ جسمي أن خصرَكِ ناحلٌ
فَحاكاهُ لكن زادَني دِقّة َ المَعنَى
حويتِ جمالاً قد خلقتِ برسمهِ،
فخلناكِ بَدرَ التّمّ، إذ كنتِ كاسمِهِ
فمُذ صارَ منكِ الحُسنُ قِسماً كقسمِهِ:
حكَيتِ أخاكِ البَدرَ في حالِ تِمِّهِ
سَناً وسَناءً، إذْ تَشَابَهتُما سِنّا
سجنتِ فؤادي حينَ حرّمتِ زَورَتي،
وأطلَقتِ دَمعي لو طَفا حَرَّ زَفرَتي
فُقلتُ، وقد أبدى الغَرامُ سَرِيرَتِي:
أهيفاءُ إن أطلَقتِ بالبُعدِ عَبرَتي
فإنّ لقَلبي من تَباريحِهِ سِجنَا
حُرِمتُ الرّضَى إنْ لم أَزُركِ على النّوى ،
وأحملَ أثقالَ الصبابة ِ والجوَى
فليسَ لداءِ القلبِ غيركِ من دوا،
فإنْ تُحجَبي بالبِيضِ والسُّمرِ فالهَوَى
يُهَوّنُ عند العاشِقِ الضّربَ والطّعنَا
سأثني حدودَ المَشرَفيّة ِ والقَنا،
وأسعَى إلى مَغناكِ إن شَطّ أو دَنَا
وألقَى المَنايا كَيْ أنالَ بها المُنى ،
وما الشّوقُ إلاَّ أنْ أزورَكِ مُعلِنَا
ولو منعتْ أسدُ الثرى ذلكَ المغنَى
عدمتُ اصطباري بَعْدَ بُعدِ أحِبّتي،
فماذا عليهم لو رعوا حقّ صحبتي
فبِتُّ، وما أفنى الغَرامُ مُحَبّتي،
أأحبابَنا قَضّيتُ فيكُم شَبيبَتي
ولم تُسعِفُوا يَوماً بإحسانِكم حُسنَى(19/319)
أعيدوا لَنا طِيبَ الوِصالِ الذي مضَى ،
فقَد ضاقَ بي من بعدِ بُعدِكمُ الفَضَا
ولا تهجروا فالعمرُ قد فاتَ وانقضَى
وما نِلتُ من مأمولِ وَصلِكُمُ رِضَى
ولا ذقتُ من رَوعاتِ هَجرِكُمُ أمنَا
حفظتُ لكم عهدي على القربِ والنّوى
وما ضلّ قلبي في هواكم وما غوى
فكيفَ نقضتم عهدَ من شفّه الجوَى
وكنّا عقدنا لا نحولُ عن الهوَى
فقَد، وحَياة ِ الحبّ، حُلتُم وما حُلنَا
فلستُ بسالٍ، جرتمُ إو عدلتمُ،
ولا حلتُ إن قاطعتمُ، أو وصلتمُ
ولكنّني راضٍ بما قد فعَلْتُمُ،
فشكراً لما أوليتمُ إذ جعلتمُ
بدايتَكم بالبُعدِ منكُم، ولا منّا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا دِيارَ الأحبابِ! باللَّهِ ماذا
يا دِيارَ الأحبابِ! باللَّهِ ماذا
رقم القصيدة : 19988
-----------------------------------
يا دِيارَ الأحبابِ! باللَّهِ ماذا
فعلتْ في عراصِكَ الأيامُ
أخلَقَتها يَدُ الجَديدَينِ حتى
نكرتْ من رسومِها الأعلامُ
قد شَهِدْنا فعلَ البِلى بمَغانيـ
ـكِ، ودمعُ الغيومِ فيكِ سِجامُ
واقتَرَضنا منها الدّموعَ فقالَتْ:
كلُّ قرضٍ يجرّ نفعاً حرامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقولُ للدّارِ، إذْ مَرَرتُ بها،
أقولُ للدّارِ، إذْ مَرَرتُ بها،
رقم القصيدة : 19989
-----------------------------------
أقولُ للدّارِ، إذْ مَرَرتُ بها،
وعبرتي في عراصِها تكفُ
ما بالُ وعدِ السحابِ أخلفَ مغـ
ـناكِ؟ فقالتْ: في دمعكَ الخلفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
رقم القصيدة : 19990
-----------------------------------
البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
والسمرُ دونَ قدودِ الخردِ الغيدِ
والموتُ أحلى لصبٍّ في مفاصلِهِ،
تجري الصبابة ُ جريَ الماءِ في العودِ
من لي بعينٍ عدتْ بالغنجِ ناعسة ً،
أجفانُها، وكَّلَتْ جَفني بتَسهيدِ
وحاجبٍ فَوقَهُ تَشديدُ طُرّتِهِ،(19/320)
كأنّما النّونُ منهُ نُونُ تَوكيدِ
وماءِ وجهٍ غدا بالنورِ متقداً،
كأنّ في كلّ خدٍّ نارَ أخدودِ
ونقطِ خالٍ، إذا شاهدتَ موقعهُ،
خِلتَ الخَليلَ ثَوَى في نارِ نمرُودِ
يا أهلَ جيرونَ جرتم بعدَ معدلة ٍ
ظلماً، وعودتموني غيرَ معهودي
بذلتُ روحي إلاّ أنها ثمنٌ،
للوصلِ منكم، ولكن حسبُ مجهودي
أنا المُحبّ الذي أهلُ الهَوَى نَقَلوا
عَنّي، فأعطَيتُهُم بالعِشقِ تَقليدي
من أينَ للعشقِ مثلي في تشرعه،
ومن يشيدُ دينَ الحبّ تشييدي
للهِ ليلة ُ أنسٍ قلتُ إذ ذكرتْ:
يا لَيلَة َ الوَصلِ من ذاتِ اللَّمَى عودي
والشرقُ قد حملتْ أحشاؤهُ لهباً
للشمسِ فيها حنينٌ غيرُ مولودِ
وثَعلَبُ الصّبحِ وافَى فاغراً فَمَهُ،
إذ قابلتهُ الثريّا شبهَ عنقودِ
كأنّها شكلُ أنكيسٍ تولدهُ
في الغَربِ أيدي الدّياجي أيَّ تَوليدِ
أمسَى بها وعيونُ الغرّ شاخصَة ٌ
نَحوي وحصني متونِ الضُّمّرِ القُودِ
مكانتي فوقَ إمكاني، ومقدرتي
من دونِ قَدري، وجودي فوق موجودي
وما زجاني امرؤٌ، إلاّ بذلتُ لهُ
جوداً عن الشكرِ، أو شكراً عن الجودِ
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ مكارمهمْ
وفضلُ جودهمُ كالطوقِ في جيدي
ما عشتُ لا أتعاطَى غير حبهمُ،
وهل سمعتمْ بشركٍ بعدَ توحيدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
رقم القصيدة : 19991
-----------------------------------
لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
ما اخترتُ من دونِ الأنامِ سواكِ
لا فزتُ من أشراكِ حبكِ سالماً،
إن شُبتُ دينَ هَواكِ بالإشراكِ
يا مَن سَمَحتُ لها برُوحي في الهَوَى ،
أرخصتني وعليّ ما أغلاكِ
أخرَبتِ قَلبي، إذ مَلَكتِ صَميمَهُ،
أكذا يكونُ تصرفُ الملاكِ
كيفَ استَبَحتِ دَمَ المُحبّ ولم يكنْ
قلبي عصاكِ، ولا شققتُ عصاكِ
هل عَندَمُ الوَجَناتِ رَخّصَ في دَمي،
أم طرفكِ الفتاكُ قد أفتاكِ؟
أصغَيتِ سَمعاً للوُشاة ِ، فتارَة ً(19/321)
أخشَى علَيكِ، وتارَة ً أخشاكِ
أطلَقتِ في إفشاءِ أسرارِ الهَوى
دمعي وفاكِ، فما أقلّ وفاكِ
شَمِتَ العُداة ُ، ولو ملَكتِ، صِيانَة ً
لكِ، فاكِ عن إيضاحهم لكفاكِ
ولقد أموهُ بالغواني والمها،
خوفَ العِدى ، وأصُدّ عن ذِكراكِ
إذا لم يكن لكِ في التغزلِ بالمهَا
لقبٌ، ولا أسماهُ من أسماكِ
زَعَمَ العُداة ُ بأنّ حُسنَكِ ناقِصٌ؛
حاشاكِ من قولِ العدى حاشاكِ
قالوا: حكيتِ البدرَ، وهيَ نقيصة ٌ،
البَدرُ لو يُعطَى المُنَى لحَكاكِ
لِمْ صَيّرُوا تَشبيهَهمْ لكِ شُبهَة ً،
أتُراكِ مكّنتِ العُداة َ تُراكِ؟
إنّي لأصغي للوشاة ِ تملقاً
لهمُ، فأُرضي الكاشِحِينَ بذاكِ
وأظلُّ مبتسماً لفرطِ تعجبي،
فالسّنُّ ضاحكَة ٌ، وقلبي باكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،
في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،
رقم القصيدة : 19992
-----------------------------------
في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،
وإنّما النّاسُ أعداءٌ لِما جَهِلُوا
رأوا تحيرَ فكري في صفاتكمُ،
فأوسعوا القولَ إذ ضاقتْ بيَ الحيلُ
وأنهمْ عرفوا في الحبّ معرفتي
بشأنكم، عذروا من بعدِما عذلوا
يا جاعِلي خبري بالهجرِ مبتدئاً،
لاعطفَ فيكم، ولا لي منكمُ بدلُ
رفعتُ حالي، ورفعُ الحالِ ممتنعٌ،
إليكم، وهوَ للتمييزِ يحتملُ
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ،
والأمرُ يَظهَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ
وبِتُّ أُخفي أنيني والحَنينَ بكُم
تَوَهّماً أنّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ،
والقَلبُ مُنقَلِبٌ، والعَقلُ مُعتَقَلُ
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهمُ،
حزني قشيبٌ وصبري بعدكم سملُ
لِذا بَواكرُ أيّامي، لبُعدِكُمُ،
أصائلٌ، وضحاها بعدكم طفلُ
أحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَة ً،
لا يصدقُ القولُ حتى يصدرَ العملُ
حتى إذا وَثِقَتْ نَفسي بمَوعِدِكم،
وقلتُ: بُشرايَ زال الخوفُ والوَجَلُ
حملتموني، في ضعفي، لقوتكم(19/322)
ما لَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ ولا جَبَلُ
للهِ أيامنا، والدارُ دانية ٌ،
والشّملُ مُجتَمِعٌ، والجمعُ مُشتَمِلُ
شَفَيتُ غُلّة َ قَلبي، والغَليلَ بها،
فاليومَ لا غلتي تفشى ، ولا الغللُ
ياحبذا نسمة ُ السعديَ حينَ سرتْ
مريضَة ً في حَواشي مِرطِها بَلَلُ
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ لبعدهمُ،
أمسيتُ أحسدُ من بالغمضِ يكتحلُ
غابُوا، وألحاظُ أفكاري تُمَثّلُهم،
لأنهم في ضميرِ القلبِ قد نزلوا
ساروا، وقد قَتَلوني بعدَهم أسَفاً،
يا لَيتَهُم أسُروا في الرّكبِ مَن قَتَلُوا
وخَلّفُوني أعَضّ الكَفَّ من نَدَم،
وأُكثِرُ النّوحَ، لمّا قَلّتِ الحِيَلُ
أقولُ في إثرهم، والعينُ دامية ٌ،
والدّمعُ مُنهَمِرٌ منها ومُنهَمِلُ:
ما عودوني أحبائي مقاطعة ً،
بل عودوني، إذا قاطعتهم وصلوا
وسِرتُ في إثرِهم حيرانَ مُرتَمِضاً،
والعيسُ من طَلّها تَحفَى وَتَنتَعِلُ
تريكَ مشيَ الهوينا، وهيَ مسرعة ٌ،
مرَّ السحابة ِ لا ريثٌ، ولا عجلُ
لا تَنسبنّ إلى الغِربانِ بَينَهُمُ،
فذاكَ بينَ غٍدَتْ غِربانُهُ الإبِلُ
وفي الهَوادِجِ أقمارٌ مُحَجَّبَة ٌ،
أغرة ٌ حملتها الأنيقُ الذللُ
تلك البروجُ التي حلتْ بدورهمُ
فيها، وليسَ بها ثَورٌ، ولا حَمَلُ
وحجتِ العيسَ حادٍ صوتهُ غردٌ،
بنغمة ٍ دونها المزمومُ والرملُ
حدا بهم ثمّ حيّا عيسهم مرحاً،
وقالَ: سِرْ مُسرِعاً حُيّيتَ يا جَملُ
ليتَ التّحيّة َ كانتْ لي، فأشكُرَها،
مكانَ يا جملٌ حييتَ يا رجلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
رقم القصيدة : 19993
-----------------------------------
أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
وَقَصّرَ عمرَ أطوَلِنا مَطالا
وأعمى طرفَ أعذرنا لحاظاً،
وعجّل حَتفَ أسرَعنا مَلالا
وهَدّ جَنانَ أثبَتِنا جَناناً،
إذا عزتء أحبتنا ارتحالا
وأرغدِنا على التّفريقِ عيشاً،
وأحسننا لفقدِ الإلفِ حالا(19/323)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
رقم القصيدة : 19994
-----------------------------------
يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
فقلتُ: أجل عن صِحّة ِ الجسمِ والقلبِ
ولو أنّ طولَ البُعدِ يُحدِثُ سَلوَة ً،
لما رَغبَ العُشّاقُ يوماً إلى القُربِ
ولكنّهم ظَنّوا التّجَلّدَ سَلوَة ً،
وما علموا ما في الفؤادِ من الكربِ
وقد يَصبرُ المَغلوبُ رَغماً على الأذَى ،
كما يَئِسَ الظّمآنُ من لذّة ِ الشُّرْبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
رقم القصيدة : 19995
-----------------------------------
قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
فقلتُ: بل يفرطُ في وجدهِ
وليسَ ذا حَقٍّ، ولكنّهُ
تَوَقُّفُ الشيءِ على ضِدّهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
رقم القصيدة : 19996
-----------------------------------
بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
كما مَالَ القَضيبُ مَعَ النّسيمِ
وأشرَقَ صبحُ واضِحِها فوَلّى
هزيعُ الليلِ في جيشٍ هزيمِ
وكفُّ الصّبحِ قد سَلّتْ نِصالاً،
تخرقُ حلة َ الليلِ البهيمِ
وأججَ من شعاعِ الشمس ناراً،
أذابَ لهيبُها بَردَ النّجومِ
فتاة ٌ كالهِلالِ، فإنْ تَجَلّتْ
أرَتنا البَدرَ في حالٍ ذَميمِ
وكنتُ بها أحبَّ بَني هِلالٍ،
فمُذ تَمّتْ هَويتُ بَني تَمِيمِ
بخرصٍ مثلِ عاشقِها نحيلٍ،
وطَرفٍ مثلِ مَوعِدِها سَقيمِ
وقدٍّ لو يمرّ بهِ نسيمٌ،
لكادَ يؤودهُ مرُّ النسيمِ
أيا ذاتَ اللَّمَى رِفقاً بصَبٍّ،
يراعي ذمة َ العهدِ القديمِ
يُعَلَّلُ من وِصالِكِ بالأماني،
ويقنعُ من رياضكِ بالهشيمِ
نطرتُ إليكِ، فاستأسرتِ قلبي،
فأدرَكَني الشّقاءُ مِنَ النّعيمِ
فطَرْفي من خُدودكِ في جِنانٍ،(19/324)
وقلبي من صدودكِ في جحيمِ
أرى سقيمَ الجفونِ برى فؤادي،
وعلمني مكابدة َ الهمومِ
لَعَلّ الحبّ يَرفُقُ بالرّعايا،
ويأخُذُ للبريءِ من السّقيمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا جنة َ الحسنِ التي
يا جنة َ الحسنِ التي
رقم القصيدة : 19997
-----------------------------------
يا جنة َ الحسنِ التي
خفتْ لدينا بالمكاره
إنّي لوَجهِكِ عاشقٌ،
ولمنظرٍ الرقباءِ كارِه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
رقم القصيدة : 19998
-----------------------------------
يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
وبعادِ منزلِها وبهجة ِ نورِها
هَلاّ عدَلتِ كعَدلِها، إذ صَيّرَتْ
للناسِ غيبتها بقدرِ حضورِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
رقم القصيدة : 19999
-----------------------------------
وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
وبي من غِنًى عن قَبضِ ما ليَ من حَقّ
ولو أنّ لي صَبراً على مُرّ هَجرِكم،
صَبَرتُ وما أمسَيتُ من رِبقَة ِ الرّقّ
شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
رقم القصيدة : 20
-----------------------------------
أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !(19/325)
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "(19/326)
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
رقم القصيدة : 20000
-----------------------------------
لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
لفقدِ الغمضِ، إذ شطّ المزارُ
ولكنْ زارَني من غَيرِ وَعدٍ،
على عجلٍ، فلم يرَ ما يزارُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لي حبيبٌ يلذّ فيـ
لي حبيبٌ يلذّ فيـ
رقم القصيدة : 20001
-----------------------------------
لي حبيبٌ يلذّ فيـ
ـهِ عَذابي ويَعذُبُ
ليسَ لي فيهِ مطمعٌ،
لا ولا عَنهُ مَذهبُ
يتمنّى منيّتي
وهوَ للقَلبِ مَطلَبُ
إنّ قتلَ المحبّ فيـ
ـهِ حلالٌ وطيبُ
أنا فيهِ مُخاطِرٌ،
حينَ يأتي ويذهبُ
فعلَى الظهرِ حية ٌ،
وعلى الصدغِ عقربُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زارني والصباحُ قد سفرا،
زارني والصباحُ قد سفرا،
رقم القصيدة : 20002
-----------------------------------
زارني والصباحُ قد سفرا،
وظليمُ الظلامِ قد نفرَا
وجيوشُ النجومِ جافلة ٌ،
ولواءُ الشعاعِ قد نشرَا(19/327)
جاءَ يهدي وصالهُ سحراً،
شادِنٌ للقلوبِ قد سَحَرا
فتَيَقّنتُ أنّهُ قَمَرٌ،
وكذا الليلُ يحملُ القمرَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
رقم القصيدة : 20003
-----------------------------------
لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
فقد قضَى وجداً، وماتَ منّا
ولا أراهُ اللهُ ما يرومهُ
فينا، ولا بُلّغَ سُوءٌ عَنّا
أرادَ يرمي بيننا لبيننا،
فجاءَ في القولِ بما أردنا
أبلغَكُم أنّي جَحَدتُ حبّكم،
أصابَ في اللفظِ وأخطا المعنَى
ظنّ حبيبي راضياً بسعيهِ،
فشَنّ غاراتِ الأذَى وسَنّا
فمُذْ رأى حبِّي إليّ مُحسِناً
أساءَني فِعلاً وساءَ ظَنّا
يا مَن غَدا للنّيّرَينِ ثالِثاً،
وثانيَ الغُصنِ، إذا تَثَنّى
ومن سألنا منهُ مناً بالمنى ،
فمنّ بالوصلِ لنا ومنّا
أشمتني بالصدّ بعدَ شدة ٍ،
ومَن تَعَنّى في الهَوَى تَهَنّا
فعُد بوَصلٍ واغتَنِم طيبَ الثّنا،
فإنّ ذا يبقَى وذاكَ يفنَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
رقم القصيدة : 20004
-----------------------------------
ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
لَ، وأغرَى عَينَيكَ بالإنصافِ
سَيّدي أنتَ مع رِضاكَ وسُخطي،
لا تُوافي ولا بودٍّ تُوافي
كيفَ حالي، إذا تكَدّرتَ منّي،
أنتَ صافي، وما يَرومُ انتصافي
قلتُ لمّا رأيتُ قدكَ والخـ
ـدّ ومطلّ الوعودِ والإخلافِ
ما لغصنِ الأراكِ إذ حملَ الور
دَ غَدا، وهوَ مُولَعٌ بالخِلافِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
رقم القصيدة : 20005
-----------------------------------
دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
وداءُ القلبِ لا يرقَى
ومَحلُ الخَدّ مِن غَيْر
ـرِ مسيلِ الدمعِ لا يسقَى
دُموعٌ تُعطِشُ الخَد
ـ-ّ وأجفاني بها غرقى
ألا يا مالِكَ الرّق(19/328)
بمَنْ مَلَّكَكَ الرّقّا
إذا لم تقضِ أن أسعـ
ـدَ لا تقضِ بأنْ أشقَى
تَصَدّقْ بالذي يَفنَى ،
وخذْ أجرَ الذي يبقَى
وذكرْ عطفكَ الميّا
لَ والرّدفَ بما ألقَى
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخشَى
ويتَجَنَّبُها الأشقَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
رقم القصيدة : 20006
-----------------------------------
قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
ـرَ بتَختيمِهِ لسِرٍّ حَقيقي
فأرى مقلتيكَ تنفثُ سحراً،
وعلى فيكَ خاتمٌ من عقيقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
رقم القصيدة : 20007
-----------------------------------
ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
يا خَليلاً أشقَى القُلوبَ وأعنَى
وإذا ما تَثَنّيتَ عن وَصلِ خِلٍّ،
عنكَ يثني، ولم يكن عنكَ يثنَى
فاتقِ اللهَ في عذابِ محبّ،
كلّما جنّ ليلهُ فيكَ جنّا
سيّدي قد علمتَ فيكَ اعتقادي،
فلِماذا أسأتَ بالعَبدِ ظَنّا
أنتَ أمللتنا، ولم نجنِ ذنباً،
لو علمنا ذنباً لديكَ لتبنَا
بالرّضَى كانَ منكَ صَدُّكَ والبُعـ
ـدُ، فكانَ الفراقُ بالرغمِ منّا
يا مُعيرَ الغَزَالِ جِيداً وطَرفاً،
ومغيرَ القضيبِ لمّا تثنّى
قد وجنا فيكَ الجمالَ، ولكنْ
فيكَ حُسنٌ ولم نجِد فيك حُسنَى
من تَرى مُسعدي على جَورِ بدرٍ
يتَجَلّى ، وتارَة ً يَتَجَنَّى
ما تَهَنّيتُ في الهَوَى ، إذْ تَعَنّيـ
ـتُ، وقد قيلَ من تعنّى تهنّى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
رقم القصيدة : 20008
-----------------------------------
لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
يا مَن يُعَنَّفُ في الهَوَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
رقم القصيدة : 20009(19/329)
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
شَنّفتَ سَمعي بلَذيذِ الكَلامْ
تُهدي سَلاماً من حَبيبٍ لَنَا،
علَيكَ منّا وعلَيهِ السّلامْ
فاشهَدْ بما شَهِدْتَ من حالَتي،
وصِفْ جُنوني، إذ يَجُنّ الظّلامْ
وإن تَغافَلتَ وأغفَلتَها،
عليكَ فيها لا عليّ الملامْ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> أحزان ليلة ممطرة
أحزان ليلة ممطرة
رقم القصيدة : 2001
-----------------------------------
السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر ..
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
رقم القصيدة : 20010
-----------------------------------
ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
أنّ البديعَ بحسنِ وجهكَ يعلمُ
حتى تَبَدّتْ لي مَحاسنُ حُسنِهِ،
ببَدائِعٍ تُملي عليّ وأنظِمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
رقم القصيدة : 20011
-----------------------------------
الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
وإذا ضللتُ، فإنهُ يهديني
وتميتني الألحاظُ منكَ بنظرة ٍ،
وإذا أردتَ، بنظرة ٍ تحييني
وكذاكَ من مَرَضِ الجُفونِ بَلِيّتي،
وإذا مَرِضتُ، فإنّها تَشفيني
فلذاكَ أشري الوصلَ منكَ بمهجتي،
وأبيعُ دُنيائي بذاكَ وديني(19/330)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
رقم القصيدة : 20012
-----------------------------------
شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
إذا جَنّ الظّلامُ، فقال: إنّا
فقلتُ لهُ: أظنُّكَ غَيرَ راضٍ
بما كابدتُ فيكَ، فقال: إنّا
فقلتُ: أتَرتَضِي إن ناءَ قلبي
بأثقالِ الغرامِ، فقال: إن نَا
فقلتُ: فإنّكُم لَوُلاة ُ أمرٍ
على أهلِ الغَرامِ، فقال: إنّا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
رقم القصيدة : 20013
-----------------------------------
ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
لحبيبٍ لم يرضَ منهُ بعتقِ
زارهُ في الصيامِ يوماً، وأولا
هُ جَميلاً من بَعدِ بُعدٍ وسُحقِ
هل علَيهِ في لَثْمِ فيهِ جُناحٌ،
إن غدا مضمراً محبة ً صدقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
رقم القصيدة : 20014
-----------------------------------
قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
وشَرُوبُهُ مِلكٌ لكم وحُقوقُهُ
حُرٌّ تُحيطُ بِهِ حُدودٌ أربَعٌ
فيها تَعَيّنَ رَحبُهُ ومَضِيقُهُ
الودُّ أولُها وثانيها الوفا،
والثالثُ العهدُ السليمُ وثيقهُ
والرابعُ المسلوكُ صدقُ محبتي
لكمُ، وفيه بابهُ وطريقهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
رقم القصيدة : 20015
-----------------------------------
أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
وذاكَ بصِحّة ٍ وجَوازِ أمْرِ
وأوجَبَ ذاكَ إيجاباً صَحيحاً،
مُطيعاً، راضِياً من غَيرِ قَسرِ
فقَد ملّكتُكُم مُلكاً جَليلاً،
بنيتُ بهِ المناقبَ طولَ عمري
فلِمْ أسكَنتُمُ الأحزانَ فِيهِ،
لتَخرِبَه، ويَعفو رسمُ ذكرِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجهٌ من البدرِ أحلَى ،
وجهٌ من البدرِ أحلَى ،(19/331)
رقم القصيدة : 20016
-----------------------------------
وجهٌ من البدرِ أحلَى ،
ومنهُ بالمدحِ أحرَى
طرفي بهِ يتجلّى ،
وناظرٍ يتحرّى
بمَنظَرٍ يَتَحَلّى ،
وناظرٍ يتجرّى
خَدٌّ يُقِرّ بقَتلي،
وردفُهُ يتبرّى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
رقم القصيدة : 20017
-----------------------------------
لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
فينا، وإن عذلوا عليكَ ولاموا
من كان نسبة ُ حسنِ يوسفَ حسنَه،
فلذاكَ يكثر حولهُ النمامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للتركِ ما ليَ تركُ،
للتركِ ما ليَ تركُ،
رقم القصيدة : 20018
-----------------------------------
للتركِ ما ليَ تركُ،
ما دِينُ حُبّيَ شِرْكُ
أخلَصتُ دينَ هَواهم،
فحبهمّ ليَ نسكُ
خاطرتُ بالنفسِ فيهم،
ومَسلَكُ العِشقِ ضَنكُ
قنعتُ بالودّ منهم،
إنّ القَناعَة َ مُلكُ
وبي أغرُّ غريرٌ،
ملامتي فيه إفكُ
بحاجبيهِ وعينيـ
ـهِ للمحبينَ هتكُ
حَواجبٌ وعيونٌ
لها بقلبيَ فتكُ
كالقوسِ يصمي، وهذي
تشكي المحبَّ ويشكُو
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عاقبتُ من أهواهُ في
عاقبتُ من أهواهُ في
رقم القصيدة : 20019
-----------------------------------
عاقبتُ من أهواهُ في
هَجري وأكثرتُ المَلامَه
فأجابني: أقللتَ حبّـ
ـكَ لي، فأبدَيتَ الجَهامَه
فأجَبتُ: إنّ كَرامَتي
فرضٌ عليكَ إلى القِيامَه
فأجابني: مَن ما لَهُ
حبُّ فليسَ له كرامَه
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> في هذا الزمن المجنون
في هذا الزمن المجنون
رقم القصيدة : 2002
-----------------------------------
لا أفتح بابي للغرباء
لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب
لكن السجن بلا قضبان
والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران
والحلم مليك مطرود
لا جاه لديه ولا سلطان(19/332)
سجنوه زماناً في قفص
سرقوا الأوسمة مع التيجان
وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهر
وغاصوا في دم الأغصان
صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان
قطعوا أوردة العدل
ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان
في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أوتصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان !
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
رقم القصيدة : 20020
-----------------------------------
كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
رَ من الشّمسِ كي يَحوزَ البَهاءَ
فهوَ اليَومَ يَستَعيرُ ضِيا وجـ
ـهِكَ، إذْ فقتهُ سناً وسناءَ
وإذا ما رآكَ صدّ عنِ الشمـ
ـسِ، ووافاكَ يستمدّ الضياءَ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
رقم القصيدة : 20021
-----------------------------------
أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
أياً مَن بالنّعيمِ به شَقيتُ
ولولا أنّ في قَلبي أماني
أُعلّلُهُ بهنّ لمَا بَقيتُ
وأعجبُ أنّ بي قرَماً شديداً
إليكَ، وأنتَ للأرواحِ قُوتُ
جعلتُ من الرجاءِ إليكَ زادي،
فجِئتُ، وذاكَ زادٌ لا يُقيتُ
أُضامُ، ولا أرى للقولِ وَجهاً،
وليسَ يَليقُ بي إلاَّ الصُّموتُ
إذا عدمَ القبولَ إليكَ شاكٍ،
فأبلَغُ من تُكَلّمُهُ السّكوتُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
رقم القصيدة : 20022
-----------------------------------
ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
مِن قَبلِ إعراضِكَ والبَينِ
حتى سَرَقتَ الغُمضَ من مُقلَتي،
يا سارقَ الكُحلِ من العينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
رقم القصيدة : 20023
-----------------------------------(19/333)
أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
ورجائي، وإن قطعتَ رجائي
وحياتي، وإن تعمدتَ قتلي،
ونَعيمي، وإن قَصَدتَ شَقائي
مُنيتي، بُغيتي، حَبيبي، نَصيبي،
مالكُ الرّقّ، سيّدي، مولائي
لَيتَ أنّي قضَيتُ نَحبي، وأن تُصـ
ـبحَ بَعدي مُمتَّعاً بالبَقاءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
رقم القصيدة : 20024
-----------------------------------
كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
وهيَ ما إن تَراكَ في العامِ مَرّه
وبماذا يسرّ قلبي، إذا غبْـ
ـتَ، إذا كنتَ للقُلوبِ مَسَرّه
قَسَماً بالذي أفاضَ على طَلـ
ـعتِكَ النّورَ، فهيَ للشّمسِ ضَرّه
إنّ يوماً أرى جَمالَكَ فِيهِ،
هوعندي في جبهة ِ الدهرِ غرّه
أيّها المعرضُ الذي هانَ عندي
تعبي فيه، واحتمالُ المضرّه
راقِبِ اللَّهَ في حُشاشَة ِ نَفسي،
إنهُ لا يضيعُ مثقالُ ذرّة
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن غِبتَ عن عِياني،
إن غِبتَ عن عِياني،
رقم القصيدة : 20025
-----------------------------------
إن غِبتَ عن عِياني،
يا غايَة َ الأماني
فالفِكرُ في ضَميري،
والذّكرُ في لِساني
ما حالَ عَنكَ عَهدي،
ولا انثنى عِناني
وجدي عليكَ باقٍ،
والصّبرُ عَنكَ فاني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
رقم القصيدة : 20026
-----------------------------------
ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
سَ بوَجهٍ كرِقّة ِ الدّيباجِ
جَرَحَتْ خَدّه أشعّة ُ نُورِ الـ
ـرّاحِ شَفّتْ وراءَ جِرمِ الزّجاجِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
رقم القصيدة : 20027
-----------------------------------
أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
تُكَرّرُ اللّفظَ أحياناً وتَبتَسِمُ
قبلتُ ما رمتُ من رجعِ الكلامِ فلا(19/334)
عَدِمتُ لَفظاً بِه يُستَعذَبُ الصّمَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
رقم القصيدة : 20028
-----------------------------------
أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
لظنّكَ أنّ مَقصودي أذاكَا
وأغراكَ الخلافُ بضدّ قولي،
فكانَ الفعلُ منكَ بضدّ ذاكَا
وشاروني العُداة ُ وبايَعُوني،
فأنجَحَ حُسنُ رأيي في عِداكَا
فصِرتُ، إذا خطبتَ جميلَ رأيي،
أُشيرُ بما أرى فيهِ هَواكَا
ولم أتبَعْ خُطاكَ لضُعفِ رأيي،
ولا أنّي أريدُ بهِ رداكا
ولكني أحاذرُ منكَ سخطاً،
فأتبعُ كلّ ما فيهِ رضاكَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
رقم القصيدة : 20029
-----------------------------------
ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
لها، فلَنا بساحَتِها جُنُوحُ
خَطَبنا عندَها راحاً، فجاءَتْ
براحٍ للنّفُوسِ بها تُريحُ
وأبدَتْ مَنظَراً حسَناً، فظَلنا،
وكلٌّ من تَلَهّفِهِ قَريحُ
فلمّا أن دنتْ نحوي بكأسٍ
يضاعفُ نورَها الوجهُ الصبيحُ
مسحتُ يدي خدّ أسيلٍ
فعادَتْ فيّ بَعدَ المَوتِ رُوحُ
فهَزّتْ عِطفَها مَرَحاً وقالتْ:
قضى نَحباً، فأحياهُ المَسيحُ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> وأنت الحقيقة لو تعلمين
وأنت الحقيقة لو تعلمين
رقم القصيدة : 2003
-----------------------------------
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون
* * *
أحبك بيتا تواريت فيه
وقد ضقت يوما بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
* * *
لماذا رجعت زمانا توارى
وخلف فينا الأسى والعذاب
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عمري على كل باب(19/335)
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا
قليل الأماني كثير العتاب
* * *
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
يطوف على الأرض بين السحاب؟
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى
ودنيا من النور تؤوي الحيارى
وأرضا تلاشى عليها المكان؟
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
ونهرا من الطهر ينساب فينا
يطهر فينا خطايا الزمان؟
فهل تقبلين قيود الزمان؟
وهل تقبلين كهوف المكان؟
أحبك عمرا نقي الضمير
إذا ضلل الزيف وجه الحياة
* * *
أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي مع السيف
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
رقم القصيدة : 20030
-----------------------------------
للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
وَرَدتُ من عَينٍ بها جارِيَه
وكم تقنصتُ بها جؤذراً،
ورُدتُ مِن عِينٍ بها جارِيَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
رقم القصيدة : 20031
-----------------------------------
وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
أنا منهُ أحقّ بالتوديعِ
ذاكَ يُرجَى لهُ الرّجوعُ، ولا يُطـ
ـمعُ، إنْ متُّ بعدَه، برجوعي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
رقم القصيدة : 20032
-----------------------------------
عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
وسرَى الحياءُ بخدّهِ فتوردا
رشأٌ تفردَ فيهِ قلبي بالهوَى ،
ضلمّا غَدا بجَمالِهِ مُتَفَرّدَا(19/336)
قَمَرٌ هَدَى أهلَ الضّلالِ بوَجهِهِ،
وأضَلّ بالفَرعِ الأثيثِ من اهتَدَى
كحَلَ العيونَ بضوءِ نُورِ جَبينِهِ،
عندَ السفورِ، فلا عدمتُ الإثمدَا
مغرى ً بإخلافِ المواعدِ في الهوى ،
يا لَيتَهُ جَعَلَ القَطيعَة َ مَوعِدا
سَلَبَتْ مَحاسِنُهُ العُقُولَ بناظِرٍ
يُصدي القُلوبَ ومَنظرٍ يَجلو الصّدَا
يا صاحيَ الأعطافِ من سُكرِ الطِّلى ،
ما بالُ طَرفِكَ لا يَزالُ مُعَربِدَا
وحسامُ لحظكَ كامنٌ في غمدهِ،
ما بالهُ قدّ الضرائبَ مغمدَا
قاسوكَ بالغُصنِ الرّطيبِ جَهالَة ً،
تاللَّهِ قد ظَلَمَ المُشبِّهُ واعتَدَى
حسنُ الغُصون إذا اكتستْ أوراقُها،
ونَراكَ أحسَنَ ما تكونُ مُجَرَّدَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
رقم القصيدة : 20033
-----------------------------------
ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
يا حَسناً جَلّ عَن شَبيهِ
يا من حكَى يوسفاً، ولكن
قد زِينَ في عَينِ مُشتَرِيهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
رقم القصيدة : 20034
-----------------------------------
طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
رشأٌ كالبدرِ في إشراقِهِ
فكأنّ الرّاحَ من وجنتهِ،
وكأنّ الماءَ من أخلاقِهِ
لَيّنُ العِطفِ، ولكنْ لم يَزَلْ
قاسيَ القَلبِ على مُشتاقِهِ
لم يكُن أوهَى قُوًى من خصرِهِ
غَيرُ صَبري عَنهُ، أو ميثاقِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
رقم القصيدة : 20035
-----------------------------------
أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
ـدّ ليَبلو على الصّدود جَناني
بَرّ في حَلفِهِ، فيا لَيتَهُ كا
نَ ولو من دَمي خَضيبَ البَنانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
رقم القصيدة : 20036(19/337)
-----------------------------------
يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
فأخفي ما أكابدُ من هواكَا
مخافة َ أن أشاورَ فيكَ قلبي،
فيعلمَ أن طرفي قد رآكَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبي حازَ رقي،
وظبي حازَ رقي،
رقم القصيدة : 20037
-----------------------------------
وظبي حازَ رقي،
بصحّة ِ كَسرَة ِ الطّرفِ السّقيمِ
يناسبُ يوسفَ الصديقَ حسناً،
ووصفاً في قياسِ ذوي العلومِ
فذلكَ قبلَ ذا ملكٌ كريمٌ،
وهذا قَبلُ مَملوكٌ كَريمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
رقم القصيدة : 20038
-----------------------------------
بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
بحسنكَ أبصارٌ لنا وبصائرُ
وأبديتَ حسناً باللحاظِ ممنعاً،
فلا خاطِرٌ إلاَّ وفيكَ يُخاطِرُ
ولمّا بدَتْ زُهرُ الثّغورِ، وتاهتْ الـ
ـخواطرُ، وامتَدّتْ إليكَ النّواظرُ
ختَمتَ على دُرّ الثّنايا بخاتَمٍ
عقيقٍ وتحتَ الختمِ تُخبَى الجواهرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
رقم القصيدة : 20039
-----------------------------------
لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
فاصرفْ هواكَ عن الحبيبِ الأولِ
ودعِ العتيقَ، فللجديدِ حلاوة ٌ
تُنسيكَ ماضي العَيشِ بالمُستَقبَلِ
أعلى المَراتِبِ في الحِسابِ أخيرُها،
فقسِ الملاحَ على حسابِ الجملِ
أتشكُّ في أنّ النبيّ محمداً
خَيرُ البريّة ِ، وهوَ آخرُ مُرسَلِ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> تحت أقدام الزمان
تحت أقدام الزمان
رقم القصيدة : 2004
-----------------------------------
واستراحَ الشوقُ مني ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمني
واستكانَ الحب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّي
آه يا دنياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّي(19/338)
تاه منّي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّي
خانني .. الوتر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغني
***
آه يا لحناً قضيتُ العمرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحنُ منّي
واستكانْ
واستراح الشوقُ
واختنقَ الحنانْ
***
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهوانْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
رقم القصيدة : 20040
-----------------------------------
إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
وفي مَحَبّتكَ العُشّاقُ قد عُذِرُوا
وجنة ُ الحسنِ في خديكَ موثقة ،
ونارُ حبكَ لا تبقي ولا تذرُ
يا من يهزّ دلالاً غصنَ قامتِه،
الغُصنُ هذا، فأينَ الظّلّ والثّمَرُ
ما كنتُ أحسُب أنّ الوَصلَ مُمتَنِعٌ،
وأنّ وعدكَ برقٌ ما به مطرُ
خاطَرتُ فيكَ بغالي النّفسِ أبذُلُها،
إنّ الخَطيرَ عَلَيهِ يَسهُلُ الخَطَرُ
لمّا رأيتُ ظَلاَمَ الشَّعرِ منكَ بَدَا
خضتُ الظلامَ ولكنْ غرني القمرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
رقم القصيدة : 20041
-----------------------------------
نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
حتى سَفَرتَ، فقيلَ هذا أكبرُ
ودَرَوا بأنّهمُ بذلكَ أخطأُوا،
فأتاكَ كلُّ تائباً يستغفرُ
يا جنة ً يصلَى المحبُّ بها لظى ً،
ويموتُ من ظمإٍ، وفيها الكوثرُ
صَيّرَتني في نارِ حبّكَ خالِداً،
قلبٌ يذوبُ، وأدمعٌ تتحدرُ
فكأنّ قلبي في الحَقيقَة ِ مِرجَلٌ،
نارُ الصبابة ِ حولَه تتسعرُ
فإذا تَصاعَدَ بالتّنَفّسِ حَولَها
تهدي إلى عيني الدموعَ، فتقطرُ(19/339)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
رقم القصيدة : 20042
-----------------------------------
قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
وإن تردْ خبرَ حالِه سترَى
صبُّ أسرّ الهوَى وكتمهُ،
فعندما فاضَ دمعهُ ظهرا
لا تَعجَبُوا إن جَرَتْ مَدامعُهُ،
بلِ اعدبوا للفراقِ كيفَ جرَى
شامَ بروقَ الشآمِ ناظرُهُ،
فأرسَلَتْ سُحْبُ دَمعِهِ مَطَرَا
لمّا تَرَاقَى من حَرّ لِوعَتِهِ
لَهيبُ نارٍ بقَلبِهِ استَعَرَا
تكاتفَ الدمعُ في محاجرِهِ،
فإنْ أذابَتهُ نارُهُ قَطَرَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
رقم القصيدة : 20043
-----------------------------------
بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
قد زارني الحبيبُ فذا اليومُ يومُ عيدُ
قد تمّ السرورُ وكملتْ مجـ
ـلسي من خمرنا العتيقِ ومن زهرِنا الجديد
نادَيتُ، إذْ رأيتُ حَبيبي بمَجـ
ـلسي عن جانبي القريبِ وقد جاء من بعيدُ
مَن شاهَدَ الكَواكبَ تَمشي على الـ
ـثّرى أو عاينَ الموالي تسعى إلى العبيدْ
من خَمرِهِ سُقيتُ ومن بَردِ رِيـ
ـقهِ خمرينِ ذي تزيلُ خبالي وذي تزيدْ
إنْ فاتَني التّمَتّعُ بالطّيفِ في الـ
ـكَرَى في يقظتي حظيتُ بأضعافِ ما أُريدْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
رقم القصيدة : 20044
-----------------------------------
من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
ناطِقِ دَمعٍ صامتِ اللّسانِ
موثقِ قلبٍ مطلقِ الجثمانِ،
مُعَذَّبٍ بالصّدّ والهِجرانِ
طليقِ دمعٍ، قلبهُ في أسرِ
من غَيرِ ذَنبٍ كَسَبتْ يَداهُ،
غيرَ هَوًى نمّتْ بِهِ عَيناهُ
شوقاً إلى رؤية ِ من أشقاهُ،
كأنما عافاهُ من أبلاهُ
إذ كانَ أصلُ نَفعِهِ والضّرّ
يا ويحهُ من عاشقٍ ما يلقى ،
من أدمعٍ منهلة ٍ ما ترقا
ذابَ إلى أن كانّ يفني عشقاَ،(19/340)
وعن دقيقِ الفكرِ عنهُ ذقّا
فكادَ يَخفَى عن دَقيقِ الفِكرِ
لم يبقَ منهُ غيرُ طرفٍ يبكي،
بأدمعٍ مثلِ نظام السلكِ
يُخمِدُ نِيرانَ الهَوى ويُذكي،
كأنّها قَطرَ السّماءِ تَحكي
هيهاتَ هل قِيسَ دَمٌ بقَطرِ
إلى غَزالٍ من بَني النّصارَى ،
فضلَ بالحسنِ على العذارى
كلُّ الورى منذُ نشا حيارَى ،
في رِبقَة ِ الحُبّ لهُ أسارَى
ينشدُ قولَ مدركٍ في عمرِو
يا عمرو ناشَدتُكَ بالمَسيحِ
ألا سمعتَ القولَ من نصيحِ
يُعربُ عن قَلبٍ لهُ جَريحِ،
ليسَ من الحبّ بمستريحِ
كَسيرِ قَلبٍ ما لَهُ من جَبرِ
يا عمرو بالحَقّ منَ اللاّهوتِ،
والروحِ روح القدسِ والناسوتِ
ذاكَ الذي خَصّ من النّعوتِ،
وأنشَرَ المَيتَ ببَطنِ القَبرِ
بحَقّ ناسوتٍ ببَطنِ مَريمِ،
حَلّ مَحلّ الرّوحِ منها في الفَمِ
ثمّ استحالَ في القنومِ الأقدمِ،
يُكَلّمُ النّاسَ ولمّا يُفطَمِ
بحَقّ مَن بَعدَ المَماتِ قُمّصَا
ثوباً على مقدارهِ ما قصصَا
وكانَ للَّهِ تَقِيّاً مخلِصَا،
ومبرئاً من أكمهٍ وأبرصَا
بما لَدَيهِ من خَفيّ السّرّ
بحَقّ مُحيي صورَة ِ الطّيورِ،
بالنّفخِ في المَوتَى وفي القبُورِ
ومَن إلَيهِ مَرجِعُ الأُمُورِ،
يعلمُ ما في البرّ والبحورِ
وما بِهِ صرفُ القَضاءِ يَجرِي
بحَقّ مَن في شامخِ الصّوامعِ
من ساجدٍ لربهِ وراكعِ
يبكي، إذا ما نامَ كلّ هاجعِ،
خَوفاً من اللَّهِ بدَمعٍ هامعِ
ويهجرُ اللذات طولَ العمرِ
بحَقّ قومٍ حَلَقوا الرّؤوسَا،
وعالجوا طولَ الحياة ِ بوسا
وقرعوا في البيعة ِ الناقوسا،
مشمعلينَ يعبدونَ عيسَى
قد أخلصوا في سرّهم والجهرِ
بحَقّ ماري مَريمٍ وبولُسِ،
بحَقّ شَمعون الصّفا وبطرُسِ
بحَقّ دانيلٍ وحَقّ يُونُسِ،
بحَقّ حَزقيلَ، وبَيتِ المَقدِسِ
وكلّ أوّابٍ رَحيبِ الصّدرِ
ونينَوى إذ قامَ يَدعو رَبّهُ
مطهراً من كلّ ذنبٍ قلبهُ
ومستقيلٍ، فأقيلَ ذنبهُ،
ونالَ من أبيهِ ما أحَبّهُ
إذ رامَ من مَولاهُ شدّ الأزرِ
بحَقّ ما في قُلّة ِ المَيروُنِ(19/341)
من نافِعِ الأدواءِ للجنُونِ
بحَقّ ما يُؤثَرُ عن شَمعونِ
من بَرَكاتِ النّخلِ والزّيتونِ
خِصبِ البلادِ في السّنينَ الغُبرِ
بحَقّ أعيادِ الصّليبِ الزُّهرِ،
وعيدِ مارِيّا الرّفيعِ الذّكرِ
وعيدِ أشموني، وعيدِ الفِطرِ،
وبالشعانينِ الجليلِ القدرِ
مواسمٌ تمنعُ حملَ الإصرِ
وعيدِ اشَعيا وبالهَياكِلِ،
والدخنِ اللاتي لوضعِ الحاملِ
يشفى بها من كلّ خبلٍ،
ومن دَخيلِ السّمّ في المَفاصِلِ
لكونها من كلّ داءِ تبري
بحَقّ سَبعين من العِبادِ،
قاموا بدينِ اللهِ في البلادِ
وأرشدوا الناسَ إلى الرشادِ،
حتى اهتدى من لم يكن بالهادي
وحققَ الحقُّ بكشفِ السترِ
بحَقّ الاثني عشرَ منَ الأمَم،
ساروا إلى الرحمن يتلونَ الحكم
حتى إذا صُبحُ الهدى جَلا الظُّلَم،
صاروا إلى اللَّهِ ففازوا بالنِّعَم
ثمّ استداموها بفرطِ الشكرِ
بحَقّ ما في مُحكَمِ الإنجيلِ
من منزلِ التحريمِ والتحليلِ
وبالبتول والأبِ الهيولي،
بحَقّ جيلٍ قد مضَى وجيلِ
يُسنِدُ زيدٌ علمَهُ عن عمرِو
بحَقّ مار عَبدا التّقيّ الصّالحِ،
بحَقّ لوقا، بالحَكيمِ الرّاجحِ
والشّهَداءِ بالفَلا الصّحاصِحِ،
من كلُّ غادٍ منهمُ ورائحِ
بحَقّ مَعموديّة ِ الأرواحِ،
والمذبحِ المعمورِ في النواحي
ومن به من لابس الأمساحِ،
من راهبٍ باكٍ ومن نَوّاحِ
يذرفُ ليلاً دمعهُ ويذري
بحَقّ تَقريبِكَ في الآحادِ،
وشربكَ القهوة َ كالفرصاد
وما بعَينَيكَ من السّوادِ،
بطولِ تقطيعكَ للأكبادِ
وسلبكَ العشاقَ حسنَ الصبرِ
بحَقّ شَمعونَ، وما يَرويهِ
بالحمدِ للهِ وبالتنزيهِ
وكلّ ناموسٍ لهُ فَقيهِ،
مُؤتَمَنٍ في دينِهِ وجيهِ
مُتّبَعٍ في نَهيِهِ والأمرِ
شيخينِ كانا من شيوخِ العلمِ،
وبَعضِ أركانِ التّقَى والحِلمِ
لم ينطقا قطّ بغيرِ الفهمِ،
موتهما كانَ حياة َ الخصمِ
وعنهما أخبرض كلّ حبرِ
بحُرمَة ِ الأسقُفِّ، بالمطرانِ،
والجاثِليقِ العالِمِ الرّبّاني
والقِسّ، والشمّاسِ، والغُفرانِ،(19/342)
والبَطرَكِ الأكبرِ، والرّهبانِ
والمقربانِ ذي الخصالِ الزهرِ
بحُرمَة ِ المَحبوسِ في أعلى الجَبَل،
بحَقّ لوقا حينَ صَلّى وابتَهَل
وبالمَسيحِ المُرتضَى وما فَعَل
وبالكنيساتِ القديماتِ الأُوَل
وبالذي يُتلَى بها من ذِكْرِ
بكلّ ناموسٍ لهُ مقدَّمِ
يعلمُ الناسَ ولمّا يعلمِ
بحُرمَة ِ الصّومِ الكَبيرِ الأعظَمِ،
وما حَوَى الميلادُ لابنِ مريمِ
من شرَفٍ سامٍ عظيمِ الفَخرِ
بحَقّ يومِ الذّبحِ في الإشراقِ،
وليلة ِ الميلادِ والسلاقِ
بالذّهَبِ الإبريزِ لا الأوراقِ،
بالفصحِ يا مهذبَ الأخلاقِ
وكلِّ ميقاتٍ جَليلِ القَدرِ
ألاّ سعيتَ في رضَى أديبِ،
باعَدَهُ الحبُّ عن الحَبيبِ
فذابهُ شوقاً إلى المذيبِ،
أعلى مُناهُ أيسَرُ القَريبِ
من بَسطِ أخلاقٍ وحُسنِ بِشرِ
وانظُرْ أميري في صَلاحِ أمري،
مُحتَسِباً فيّ عَظيمَ الأجرِ
مكتَسِباً منّي جَميلَ الشّكرِ،
في نظمِ ألفاظٍ ونظمِ شعرِ
ففيكَ نظمي أبداً ونثري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
رقم القصيدة : 20045
-----------------------------------
شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
فلَم تَسمَحي بالذّوَى
فمذ طالَ عمرُ النّوى ،
جعَلتُ إليكِ الهَوَى
شَفيعاً، فلَم تُشفعي
صرمتِ حبالَ الوفا،
وكَدّرْتِني بالجَفَا
فحاوَلتُ منكِ الصّفا،
وناديتُ مستعطفَا
رضاكِ، فلم تسمعي
تُراكِ إذا ما اشتَفَى
عداكِ، وزالَ الحفا
وأمرَضتِني بالجَفَا،
أتارِكَتي مُدنَفَا
أخا جسدٍ موجعِ
ترى هل لعيشي رجوعُ
بمُؤنِسَتي في الرّبُوع
وفاجعتي بالهجوعْ،
ومُغرِقَتي بالدّمُوعْ
وقد أحرَقتْ أضلُعي
لقد كنتُ طوعَ الهوى ،
ونحنُ بحالٍ سوَا
فكيفَ أكفّ النّوى ،
وفؤادي قدِ انكَوَى
بالنّظَرِ المُطمِعِ
أطَعتُ فَعاصَيتِني،
وبالصبرِ أوصيتني
فمُذ قلتُ خصّيتِني،
جَفَوتِ وأقصَيتِني
فهلاّ، وقلبي مَعي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،(19/343)
وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
رقم القصيدة : 20046
-----------------------------------
وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
ومن بغيرِ هواهم ليسَ لي قسمُ
ومن أموهُ بالذكرى لغيرهمُ
مُعَرِّضاً بسِواهم، والمرادُ هُمُ
أهوى جودَ الهوى لا بل أدينُ بهِ،
وإن أقَرّ بهِ التّبريحُ والسّقَمُ
ما كلّ مَن صانَ إجلالاً لمالِكِهِ،
غرامهُ، في صفاءِ الودّ متهمُ
استودعُ اللهَ قوماً ما أفارقهمْ،
إلا وتدنيهمُ الأفكارُ والحلمُ
ومَن لكَثرَة ِ تَمثيلي لشَخصِهِمُ،
أظنُّ في كلّ يومٍ أنهمْ قدموا
أظنهم ما دروا ما بين وقد رحلوا،
تاللهِ لو علموا حالي بهمْ رحموا
سادوا وقد تَرَكوا جسمي بلا رَمَقٍ
عندي، ليَندُبَهم، والقلب عندهمُ
صادوا فؤادي وحِلُّ الصّيدِ مُمتَنعٌ،
لهم وقد علموا أنّ الهوى حرمُ
يا غائبينَ، وما غابتْ محاسنهم،
ونازِحينَ، وأقصَى بَينِهم أُمَمُ
نمتُم ولم تَحلَموا بي في رُقادِكُمُ،
ومع سهادي بكم يقظانُ أحتلمُ
وحقِّ موثقِ عهدٍ كنتُ أعهدهُ،
وصحبَة ٍ خِلتُ جَهلاً أنّها رَحِمُ
ما لذّ لي العيشُ مذ غابتْ محاسنكم،
ولاحلتْ، بعدَ رؤياكم، ليَ النعمُ
قد كانَ لَيلي نَهاراً من ضِيائكُمُ،
فاليومَ ضوءُ نهاري بعدكمْ ظلمُ
عشقتكم لخلالٍ كنتُ أعرفهُا،
وإنّما تُعشَقُ الأخلاقُ والشّيَمُ
لا تنقضوا ذممي بعدَ الوفاءِ بها،
إنّ الكرامَ لديها تحفظُ الذممُ
لا ذَنبَ لي يوجبُ الهِجرانَ عندكمُ،
وهبهُ كانَ، فأينَ العفو والكرمُ
أعطى الزمانُ نفيساً من وصالكمُ،
فارتَدّهُ، وعَراهُ بَعدَهُ نَدَمُ
إلى منِ المشتكى إن عزّ قربكمُ،
ممّا جنى الدهرُ وهوَ الخصمُ والحكمُ
قد كنتُ أقهرُ صرفَ الحادثاتِ بكم،
فَاليَومَ أصبحَ صَرفُ الدّهرِ يَنتَقِمُ
كم قد بكَيتُ وقد سارَتْ ركائبُكُم،
فالدّمعُ يَسفَحُ، والأحشاءُ تَضطرِمُ
ما للمدامعِ لا تطفي لظَى كبدي،
ويُغرِقُ الرّكبَ منها سيلُها العَرِمُ
وَقَفتُ أُظهِرُ للعُذّالِ مَعذِرَة ً(19/344)
عنكم وإن صحّ عندَ الناسِ ما زعموا
قالوا: غدا مغرماً طولَ الزمانِ بهم،
واللَّهُ يَعلَمُ أنّي مُغرَمٌ بِكُمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
رقم القصيدة : 20047
-----------------------------------
تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
وصَمتيَ عن رَدّ الجَوابِ جَوابُ
وما كلّ ذَنبٍ يَحسُنُ الصّفحُ عندَه،
ألا رُبّ ذَنبٍ ليسَ منهُ مَتابُ
أفي كلّ يومٍ لي إليكَ رسائلٌ،
وفي كلّ وقفة ٌ وعتابُ
أعللُ روحي بالورودِ على الظما،
وأُطمِعُها بالماءِ، وهوَ سَرابُ
أتَجعَلُ غَيرِي في هَواكَ مماثلي،
وما كلّ أعلاقِ الخيولِ سكابُ
إذا كَدّرَتْ وِردي الأسودُ أبَيتُهُ،
فكَيفَ إذا ما كدّرَتهُ كِلابُ
وما فيهِ من عيبٍ عليّ، وإنّما
عليكَ بهذا لا عليّ يعابُ
أبَى اللَّهُ أن ألقَى قبيحَكَ بالرّضَى ،
فصبري على ذاكَ المصابِ مصابُ
إذا اختَلّ ودّ الخِلّ من غَيرِ مُوجبٍ،
فلي نحوَ أهلِ الودّ منه ذهابُ
وكان غرامي فيكَ، إذ كنتَ وامقاً
بصَوني، كما صانَ الحُسامَ قِرابُ
وقدرُكَ ما بَينَ الأنامِ مُمَنَّعاً،
لكَ العِزُّ ثَوبٌ، والحَياءُ نِقابُ
وما بيننا سترٌ يراعى سوى التقَى ،
ولا دونَنا إلاَّ العَفافُ حِجابُ
فكيفَ وقد أصحبتَ في الحيّ مهملاً
لكلّ مُريدٍ نحوَ وَصلِكَ بابُ
فلا تدعني للقربِ منكَ جهالة ً،
فَمَا كلّ داعٍ في الأنامِ يُجابُ
وليسَ فراقٌ ما استَطعتُ، فإن يكنْ
فراقً على حالٍ، فليسَ إيابُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
رقم القصيدة : 20048
-----------------------------------
طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
مُوَقَّرُ الرّدفِ سَفيهُ الوِشاحْ
يُجيلُ في عُشاقِهِ أعيُناً،
نحنُ بها المرضَى وهنّ الصحاحْ
مُقَرْطَقٌ مُمَنطَقٌ، إذا نَطَقَ
ظَنَنتُ عنهُ المِسكَ والنّدّ فاح
يُسكِرُنا من نُطقِ ألحاظِهِ،(19/345)
وألسنُ الأعينِ خرسٌ فصاحْ
كأنّه، والكأسُ في كفّهِ،
بدرُ الدجى يحملُ شمسَ الصباحْ
قد أشرَقَ، وأبرَقَ، وأحرَقَ
قلبي بنارِ الوجدِ والالتياحْ
تمّتْ مَعاني الحُسنِ في وَجهِهِ،
حتى غَدا يُدعَى أميرَ المِلاح
أحوى لهُ خدٌّ سقاهُ الحيا
فأورث الأحداق منهُ اتقاحْ
فحلق، تألق فطلّق
نومي، وراجَعتُ البكا والنّواح
مُهَفهَفٌ تَحسبُهُ أعزَلاً،
وهوَ من الألحاظِ شاكِ السلاح
مُتَرَّكُ اللّحظِ لَهُ قامَة ٌ،
ألطفُ هزاً من قدودِ الرماحْ
وأرشقَ وأمشقَ، فما أعشقَ
قلبي لهُ في جدهِ والمزاحْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
رقم القصيدة : 20049
-----------------------------------
وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
ولكنّ نجمي في المحبة قد هوى
وما كنتُ أرجو وصلَ من قتليَ نوَى ،
وأضنى فؤادي بالقَطيعَة ِ والنّوَى
لَيسَ في الهَوَى عَجَبُ،
إنْ أصابَني النّصَبُ
حامِلُ الهَوَى تَعِبُ،
يستفزهُ الطربُ
أخو الحبّ لا ينفكّ صباً متيمَا،
غَريقَ دُموعٍ قلبُهُ يَشتكي الظّمَا
لفَرطِ البُكا قد صارَ جِلداً وأعظُمَا،
فلا عَجَبٌ أن يَمزُج الدّمعَ بالدِّمَما
الغرامُ أنحَلَه،
إذا أصابَ مقتلَه
إنْ بكى يحقّ له،
ليسَ ما بهِ لعبُ
ألا قل لذاتِ الخالِ يا ربة َ الذَّكا،
ومن بيضاءٍ الوجهِ فاقتْ على ذُكَا
شكَوتُ غَرامي لو رَثَيتِ لمَن شَكَا،
وأطلَقتِ دمعي لو شفى الدّمعُ من بكَى
فانثَنَيتِ ساهيَة ً،
والقلوبُ واهية ً
تضحكينَ لاهية ً
والمحبُّ ينتحبُ
أسرتِ فؤادي حينَ أطلقتِ عبرتي،
وبدلتني من منيتي بمنيتي
ولمّا رأيتِ السّقمَ أنحَلَ مُهجَتي،
تَعَجّبتِ من سُقمي وانكَرتِ قتلتي
صرتِ إنْ بدا ألمي،
عندَما أرَقتِ دَمي
تَعجَبينَ من سَقَمي،
صحّتي هيَ العَجَبُ
تحجبتِ عن عيني، فأيقنتُ الشقا،
وآيسني فرطُ الحجابِ من البقا
فلمّا أمطتُ السترَ وارتحتُ باللقَا،(19/346)
غضبتِ بلا ذنبٍ وعاودتي لقا
حينَ تُرفَعُ الحُجُبُ،
منكَ يَصدُرُ الغَضَبُ
كلّما انقضَى سببُ
منكِ عادَني سَبَبُ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> بائع الأحلام
بائع الأحلام
رقم القصيدة : 2005
-----------------------------------
تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
................
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
رقم القصيدة : 20050
-----------------------------------
عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
واطولَ خَوفي عليكَ واحَذَرِي
يؤيسني من لقاكَ قولهم
بأنّهُ لا رجُوعَ للقَمَرِ
تمهل مضى جفاك،
تحملْ ذبتُ في هواك
يا من حكَى الظبيَ في تلفتهِ،
وفاقهُ بالدلالِ والخفرِ
أتلفتني بالصدودِ معتدياً
فذَلّ عِزّي وعزَّ مُصطَبَرِي
تَدَلّل مُهجَتي فِداك،
تسهلْ بعضَ ذا كفاك
ودّعتَني، والدّموعُ سائحة ٌ،
لو عرضتْ للمطيّ لم تسرِ
وخاطري بالفِراقِ مُنكَسِرٌ،
ولاعجُ الوَجدِ غَيرُ مُنكَسِرِ
مُبَلبَلٌ أرتَجي لِقاك،
أعللُ انني أراك
علَيكَ جِسمٌ كالماءِ رِقّتُهُ،
يضمّ قلباً قد قدّ من حجرِ
وطلعة ٌ كالهلالِ مشرقة ٌ،
تزهى على غصنِ قدّك النضرِ
إذا أقبَلَ يَخجَلُ الأراك
ويذبل عندما يراك
إن قيلَ قدْ رمتَ في الهوَى بدلاً
فانظُرْ، فلَيسَ العِيانُ كالخَبَرِ
فتشْ فؤادي، فأنتَ ساكنُه،
فلَيسَ فيهِ سِواكَ من بَشَرِ
تأمّل هَل بِهِ سِواك
ليُقفَل، مقتضَى رِضاك
كأنّ نارَ الجَحيمِ هجرُك لي،(19/347)
لم تبقِ من مهجتي ولم تذرِ
إن كان أقصى مناكَ سفكَ دمي
فلَيسَ عندي لذاكَ من أثَرِ
أيحمل حتفاً من رجاك
ويقتل، وهوَ في جماك
يا قلبِ قد كانَ من بليتَ به،
فاصبرْ لحُكمِ القَضاءِ والقَدَرِ
فالصبرُ كالصبرِ في مرارته،
لكنّ فيهِ عَواقبَ الظّفَرِ
تحمّل في الهَوَى أذاك،
نذلل كي نرَى مناك
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
رقم القصيدة : 20051
-----------------------------------
عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
ما أوقَعَني في عِشقِهِ إلاَّ هي
مذ قاطعني وصدّ عنّي لاهي،
أجرى عبرتي، وأذكى زفرتي
أمسَيتُ وطيبُ النّومِ
عن أجفاني فإني
لَمّا تَجافاني
أرعَى النّجوم
أهوى قمراً هويتُ عينيهِ وفاه،
ما أكثرَ حسنهُ، وإن قلّ وفاه
والعاذلُ يغري فيهِ إن لامَ وفاه،
أمسَى في ضرامٍ من نارِ الغرام
إنْ كانَ عَذولي الذي
أغراني رآني
في حَرّ نيرانِ،
لِمْ ذا يَلُوم
لمّا شَهَرَ الحبُّ من اللّحظِ نِصال،
أكثرتُ عِتابَه وقد صَدّ وصَال
كي أنعَمَ بالكَلامِ من غيرِ وِصال
ناجَى بالكلامِ من بعدِ السلام
لو لم يَكن الحَبيب
إذ ناجاني جَاني
بالوصلِ نجاني
من ذي الهموم
يا مَن بهَواهُ صِرتُ في الحبّ أسيرْ
حَيرانَ إلى مَسالك الذّلّ أسِيرْ
واللَّهِ أرى تَخلّصي منكَ عَسير
لو رُمتُ انتقال عن هذا الجَمال
ما كانَ إذا كنتُ
عنِ الإخوانِ واني
ورُمتُ سُلواني،
عذري يقوم
لو صِرتُ من السّقامِ في زِيّ سواك
لا أعشقُ دونَ سائرِ الخَلقِ سواك
لا كنتُ إن انثَنَيتُ عن دين هَواك
أدعَى في الأنامِ من أهلِ الذمام
بل كنتُ بها لعابدِ الأوْ
ثانِ ثاني
إن صدني ثانِ
عمّا أروم
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ
بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ
رقم القصيدة : 20052
-----------------------------------
بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ(19/348)
قاسٍ غَرّني منهُ رِقّة ُ الخَدّ واللّفظِ
ذو فرعٍ بمحضِ أعتناقِ أردافِه محظي
ما لي لم أنل حظّه كما قد حكَى حظي
بديعُ المَعاني من الأقمار
أحسن
إلينا أسا لحظُه واللّفظ
أحسَن
قد حازَ المعاني لجمعِه، والضدّ بالضدِّ
من ماءٍ ونارٍ تَضُمّها صَفحة ُ الخَدِّ
والفَرقُ الذي شَقّ ليلَ فاحمِهِ الجَعدِ
أضحَى للوَرى يَقرِنُ الضّلالة َ بالرّشدِ
بفرعِ دجًى الليلُ فيه
قَد تَعَيّن
وفرقِ سنى ً الصبحُ فيه
قد تبين
هل يَدري الذي باتَ عن عَنا الحبّ في شكِّ
ماذا لاقتِ العربُ من ظُبَى أعينِ التركِ
قد قلّ احتمال وليس لي طاقة ُ التركِ
ألقَتني العيونُ المِراضُ في مَعرَكٍ ضَنكِ
سباني عزيزٌ منَ
الأتراكِ أعين
بقدٍ رشيقٍ منَ
الأغصانِ ألْين
قولاللذي ظلّ بالحيا كاسرَ الجفنِ،
ما بالي أرى سيفَ لحظه كاسرَ الجفنِ
ما شرطُ الوَفا أن يزيدَ حسنُك في حزني
إذ مُهجَتي زادَ خَلقَه واهبُ الحسنِ
فمِنْ حَبّة ِ القَلبِ
نَقطَ الخالِ كَوّن
كما من دمي صفحة َ
الخَدّينِ لَوّن
يا من لحاني لو كنتَ تهدي إلى الحقِّ
ما رُمتُ انتقالي عمّن غدا مالكاً رقّي
بَدرٌ ليسَ يَرضَى بغيرِ قلبيَ من أُفقِ،
يُرضيني عَذابي به ولم أرضَ بالعِشقِ
وسلطانُ حُسن
بقلبي قد تمكن
وأمسّى لهُ في صميـ
ـمِ القلبِ مسكن
لمّا أن أتى زائراً بلا موعدٍ حبّي،
أعديتُ الدّجَى رقّة ً بما رَقّ من عَتبي
أُبدي من رقيقِ العتابِ ما رقّ للقلبِ
حتى نَشَرَ الشّرقُ ما طَوَتهُ يدُ الغربِ
وأشكُو بلَفظٍ بِهِ
الألبابُ تُفتن
أوبكي بدمعٍ من الـ
ـأنواءِ أهتن
كم خود غدتْ وهي في غرامي به مثلي
تلحاني لعتبي له وتزري على عقلي
قالت: لا تُسائل ربّ الجَمالِ عن الفعلِ
لو انّ اللّيالي تجودُ لي منه بالوَصل
كان نتركُ عتابهُ،
ونَعمَلُ غيرَ ذا الفنّ
وذاكَ الذي بَينَنا
في الوَسَطِ يُدفَن
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
رقم القصيدة : 20053(19/349)
-----------------------------------
صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
جَرّدِ اللّحظَ، وألقِ السّلاحَا
لكَ يا ربّ العيونِ
القَواتِل
ما كفَى عن حملِ سيفٍ
وذابِل
أعينٌ تبدو لديها
المَقاتِل
ما سَرَى في جَفنِها الغنجُ إلاَّ
أوثقتْ منا القلوبَ جراحَا
وغزالٍ من بني الترّ
كِ ألمَى
خدّهُ باللّفظِ لا باللّحْـ
ـظِ يدمَى
فلّ جَيشَ اللّيلِ
لمّا ألمّا
أشرقتْ خداهُ، والراحُ تجلَى ،
فتَوَهّمتُ اغتِباقي اصطِباحَا
زارَني، والليلُ قد
مدّ ذيلا
فأرانا مالتْ بهِ
الراحُ ميلا
وتبدّى وجههُ وتجلّى
صَيّرَ اللّيلَ البَهيمَ صَبَاحَا
وعذولٍ باتَ لي
عنهُ زاجر
إذ رآني مِن أذَى
القولِ حاذِر
قلتُ: قُل، إنّي برو
حي مُخاطِر
قال: مَه لا تَعصِني! قلتُ: مَهلا،
لَستُ أخشَى مع هَواهُ افتضاحَا
ربّ ليلٍ باتَ
فيهِ مُواصل
وخضابُ الليلِ
بالصّبحِ ناصِل
فسَقاني الرّيقَ،
والكأسُ واصِل
قال: املإ الكأسَ بالرّاحِ أم لا
قلتُ: حسبي ريقُك العذبُ راحَا
قال لي في العتبِ
واللّيلُ هادي
ويَدي تَدّنيهِ نحوَ
وسادي
حُلتَ ما بَيني
وبينَ رقادي
جاعلاً يمناكَ للساقِ حجلاَ،
واليَدَ اليُسرَى لخَصري وِشاحَا
وفتاة ٍ واصلتهُ
ومالت
تَبتَغي تَقبيلَهُ
حينَ زالَتْ
فانثَنَى عَنها
نفاراً فقالت:
عن مَبيتِ لَيلَة ٍ ما تَسمَح بقبلَه،
لا عَدِمنا منكَ هَذي السّماحَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
رقم القصيدة : 20054
-----------------------------------
لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
من بَعدِك من شَواهِدِ السُّلوانِ
ما أرسلتِ الرقادَ إلاّ شراكاً،
تصطادُ بهِ شواردَ الغزلانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
رقم القصيدة : 20055
-----------------------------------
في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
ما كلّ محبٍّ سَمعَ العذلَ سَلا(19/350)
ما أسمعُهُ إلاَّ لأزدادَ هَوًى ،
إذ ذِكرُكَ كلّما أعادوهُ حَلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
رقم القصيدة : 20056
-----------------------------------
الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
من حيثُ سرى والنجمُ في الغربِ رسَا
للوصلِ سعى ، وطالما قلتُ عسَى ،
والرّيق سقَى من بعدِ ما كان قَسَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
رقم القصيدة : 20057
-----------------------------------
ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
بل كنتُ على البُعدِ قويّاً وأمين
لا تَحسَبَنّي إذ قَسا الهَجرُ ألِين،
بل لو كشفَ الغطا لما أزددتُ يقين
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
رقم القصيدة : 20058
-----------------------------------
كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
من رَبّ مَلاحَة ٍ، ولا مثلَ سَكَن
ملّكتُكَ رُوحي، وفؤادي، فلِذا
أختارُ بأن تكونَ إلفاً وسكن
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
رقم القصيدة : 20059
-----------------------------------
للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
إن كنتَ تراها بعيونِ العشاق
والعشقُ لهُ مرارة ٌ يعرفُها
من خَلَدَ في جَحيمِ نارِ الأشواق
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> الحرف يقتلني
الحرف يقتلني
رقم القصيدة : 2006
-----------------------------------
أنا شاعر ..
مازلت أرسم من نزيف الجُرح
أغنية جديدة ..
ما زلت أبني في سجون القهر
أزماناً سعيدة
مازلت أكتبُ
رغم أن الحرف يقتلني
ويلقيني أمام الناس
أنغاماً شريدة ..
أو كلما لاحت أمام العين
أمنية عنيده ..
ينساب سهم طائش في الليل ..
يُسقِطُها .... شهيدة ...(19/351)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
رقم القصيدة : 20060
-----------------------------------
العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
ما أصنَعُ بَعدَ مُنيَة ِ القَلبِ بِعِيد
ما العَيشُ كَذا لكنّ من عاشَ رَغيدْ
من غازلَ غزلاناً، أو عاشرَ غيد
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
رقم القصيدة : 20061
-----------------------------------
ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
والعِقدُ كالغُصنِ البانِ إن مال سَبَى
والرّدفُ، إذا عاتَبتُهُ خاطَبَني
بالآخرِ للأحقافِ إمّا لِسَبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
رقم القصيدة : 20062
-----------------------------------
أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
ما أرخصَ عشقهُ وما أغلاه
يَنأى مَلَلاً، وخاطري مأواهُ،
ما أبعدهُ منّي وما أدناهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
رقم القصيدة : 20063
-----------------------------------
يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
العاذلُ قد رقّ لحالي ورثَى
والناسُ تقولُ، إذ ترى حسنك ذا:
سُبحانَكَ ما خَلقتَ هذا عَبَثَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
رقم القصيدة : 20064
-----------------------------------
يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
والبدرَ، فما أفاقَ من غشيتهِ
مَن شاهَدَ ظَبياً شارداً ذا مَرَحٍ،
قد أشفَقَتِ الأُسودُ من خَشيَتِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،
يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،
رقم القصيدة : 20065
-----------------------------------
يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،(19/352)
والسادة َ في مواقفِ العشقِ عبيد
ألهمْ حدقَ الملاحِ في الحكمِ بنا
إنجازَ مَواعِدٍ وإخلافَ وَعيد
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
رقم القصيدة : 20066
-----------------------------------
يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
ومقيماً على الودادِ القديمِ
إن تنم خالياً، فبعدكَ قلبي
كلَّ يومٍ في مقعدٍ ومقيمِ
أو يكُن خاطري بذكرِكَ في الخلـ
ـدِ، فعينايَ في العذابِ الأليمِ
فمتى يُسعِدُ الزّمانُ بلُقيا
كَ مُحِبّاً منَ النّوى في جَحيمِ
ويقولُ الوصالُ يا نارُ برداً
وسلاماً كوني لإبراهيم
يا سميّ الذي فدَى اللهُ إكرا
ماً لهُ نجلَهُ بذبِحٍ عَظيمِ
لو تمكنتُ لافتديتُ تدانيـ
ـكَ بسَوداءِ مُهجَتي والصّميمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
رقم القصيدة : 20067
-----------------------------------
يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
رُ، وكانتْ لهُ سلاماً وبردَا
لِمْ عكَستَ القِياسَ في نارِ قلبي
فإذا ما ذُكِرتَ تَزدادُ وَقدَا
مُذ حكَيتَ الهِلالَ والظّبيَ والغُصـ
ـنَ جَبيناً، وغنجَ طَرفٍ، وقَدّا
شهدَ العالمونَ طرّاً لطرْفي
أنّهُ فيكَ أحسنُ النّاسِ نَقدَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
رقم القصيدة : 20068
-----------------------------------
يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
ـبُ، وأفضَى إليهِ ملكُ العزيزِ
لو تقدمتَ مع سميكَ لم يمـ
ـسِ فريداً في حسنهِ المنبوزِ
حُزتَ أضعافَ حُسنِهِ وَتَمَيّزْ
تَ عَلَيهِ بكلّ معنًى مَحوزِ
أنتَ حرّ الأديمِ، لم تشرَ في الرّ
قّ بنَزرِ اللّجَينِ والإبريزِ
تَتَمَنّى العشّاقُ لو كنتَ تُشرَى
بنفوسٍ نَفيسَة ٍ وكنوزِ
لا ومَن زانَ وَردَ خدّك بالخا
لِ، وزانَ العيونَ بالتلويزِ
ما تغيرتُ عن هواكَ ولا رُمـ(19/353)
ـتُ سِوى ذلكَ الجَمالِ العَزيزِ
كلّما هزّكَ الصِّبا هزّني الشّو
قُ إلى ضَمّ قَدّكَ المَهزوزِ
غيرَ أنّي أبيتُ نصباً على الهـ
ـمّ بحالٍ يغني عن التمييزِ
أتوقّى الأعداءَ إن رمتُ ذكرا
كَ فأكني عن اسمكَ المرموزِ
فأُناجي بكلّ معنًى دَقيقٍ
وأُناجي بكلّ لَفظٍ وجيزِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
رقم القصيدة : 20069
-----------------------------------
أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
ولكم صفوتُ له، ولي ما إن صفَا
ووهبتهُ رقّي، فما إن رقّ لي،
ووفيتُ بالعهدِ القديمِ فما وفَى
قمراً أرادَ البدرُ يحكي وجههُ
حسناً، فأمسَى شاحباً متكلفَا
أنوي السلوّ له، فيثني عزمتي
وجهٌ لهُ قابلَ البدرَ اختفَى
هيهاتَ لا أنفكّ يجري ذكرهُ
بفَمي، وإن لامَ العذولُ وعَنّفَا
طوراً أصيرُه تلاوة َ منطقي،
شَغَفاً، وطَوراً في يَميني مُصحَفَا
أشبَهتُ يَعقوبَ الحَزينَ لأنّني
ما إنْ أزالُ ليوسُفٍ متأسّفَا
حتى اغتدى كلّ الأنامِ يَقولُ لي:
تاللَّهِ تَفتَأُ أَنتَ تَذكُرُ يوسُفَا
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> اليوم الأول بعد رحيل الشمس
اليوم الأول بعد رحيل الشمس
رقم القصيدة : 2007
-----------------------------------
مازال حبك أمنيات حائرات في دمي
أشتاق كالأطفال ألهو ثم أشعر بالدوار
وأظل أحلم بالذي قد كان يوماً
أحمل الذكرى على صدري
شعاعاً
كلما أختنق النهار
والدار يخنقها السكون
فئران حارتنا تعرب في البيوت
وسنابل الأحلام في يأس تموت
ونظرت للمرآة في صمت حزين
العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين
أصبحت بعد كالعجوز
يردد الكلمات
يمضغها وينساها ويأكلها
ويدرك أن شيئاً لا يقال
ما عدت أعبأ بالكلام
فالناس تعرف ما يقال
كل اللذي عندي
كلام لا يقال !!!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
رقم القصيدة : 20070(19/354)
-----------------------------------
يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
ـنّ، وجاءَت بعرشِها بلقيسُ
غيرَ بدعٍ إذا أطاعتْ لكَ الإنـ
ـسُ، وهامتْ إلى لقاك النفوسُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
رقم القصيدة : 20071
-----------------------------------
أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
حمتهُ صوارمُ الحدقِ المراضِ
فجاءَ بضِدّ ما قد جاءَ مُوسَى ،
كليمُ اللَّهِ في الحِقَبِ المَواضِي
فآيَة ُ ذا بَياضٌ في سَوادٍ،
وآية ُ ذا سوادٌ في بياضِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من لي بأنكَ يا خليلُ
من لي بأنكَ يا خليلُ
رقم القصيدة : 20072
-----------------------------------
من لي بأنكَ يا خليلُ
تكونُ في الدّنيا خَليلي
وصلٌ قبيحٌ منكَ أحلى
لي من الصبرِ الجميلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
رقم القصيدة : 20073
-----------------------------------
أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
حينَ ولاكَ أمرَ جسمي وقلبي
لم أقُل ذاكَ عن ضَلالٍ، ولكن
أنتَ روحي والرّوحُ من أمر رَبّي
يا سميّ النبي في سورة ِ الصّـ
ـفّ ومَن باسمِهِ تُشَرَّفُ كُتبي
أنتَ حسبي من كلّ من وطىء َ الأر
ضَ، وحسبي بأنّ مثلكَ حسبي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
رقم القصيدة : 20074
-----------------------------------
أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
أقمتَ بمن أهواهُ يا عاذلي عذري
ولو شاهَدَتْ عَيناكَ وجهَ معذِّبي،
وقد زارني بعدَ القطيعة ِ والهجرِ
رأيتَ بقَلبي من تلَقّيهِ مَرحَباً،
وسَيفُ عليٍّ في لِحاظِ أبي بَكرِ
مليحٌ يرينا فرعهُ وجبينهُ
سُدولَ ظَلامٍ تحتَها هالَة ُ البَدرِ
وأسمرُ كالخطيّ زرقاً عيونهُ،(19/355)
كَذاكَ رِماحُ الخَطّ زُرقاً على سُمرِ
مزجتُ بشكوى الحبّ رقة َ عتبه،
فكنتُ كأنّي أمزُجُ الماءَ بالخَمرِ
ولُذتُ بظلّ الاعترافِ وإن جَنَى ،
مخافة َ إعراضٍ، إذا جئتُ بالعذرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
رقم القصيدة : 20075
-----------------------------------
كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
ـكَ، وإنّي من شيعة ِ الأنصارِ
وتلا مرحباً فؤادي للقيا
كَ فنابتْ عَيناكَ عن ذي الفقارِ
لا أرى موجباً لذلكَ إلاّ
حيثُ أصبحتَ في الهَوَى ذا الخِمارِ
فتَيَقّنتُ، إذ هجَرتَ فِنا دا
ريّ، أنّي بها شَهيدُ الدّارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
رقم القصيدة : 20076
-----------------------------------
ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
كيفَ البَقاءُ، فإنّ المَوتَ أسرَعُ لي
وكيفَ أسلَمُ من طَرفٍ لَواحظُهُ
كالسيفِ عريّ متناهُ من الخللِ
يا من حكى في احتراماتِ النفوسِ به
سميَّهُ عندَ وقعِ البِيضِ والأسَلِ
اكففْ لحاظك واعمد ذا الفقارِ، فما
عليكَ في قتلة ِ العشاقِ من عجلِ
لقد فللتَ جموعَ العاشقينَ بهِ،
في وَقعَة ِ الظّبيِ، لا في وَقعة ِ الجَملِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
رقم القصيدة : 20077
-----------------------------------
رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
ووَجهُهُ مُشرِقٌ بِلالا
مخالفٌ، مخلفٌ لوعدي،
ما قالَ يوماً نَعم بِلالا
ما بَلّ يوماً غَليلَ قَلبي،
وإن دعاهُ الورى بلالا
دعَوتُهُ سَيّدي، ويَوماً
في الدّهرِ لم يَدعُني بِلالا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،
لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،
رقم القصيدة : 20078
-----------------------------------
لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،(19/356)
ولا سرَى في سوى ألحاظكَ المرضُ
حوشيتَ من سقمٍ في غيرِ خصرِكَ أو
في مَوعِدٍ لكَ في إخلافِهِ غَرَضُ
فتورُ نبضكَ من عينيكَ مسترقٌ،
وضعفُ جسمك من جفنيك مقترضُ
لو استطيعُ بقلبي عنكَ حملَ أذى ً،
جعلتهُ في لظَى حماك يرتمضُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
رقم القصيدة : 20079
-----------------------------------
ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
في قُرطُقٍ بدَمِ القَنيصِ مُخَلَّقِ
جُبِلَتْ على سَفكِ الدّما ألحاظُهُ،
ونبالُهُ، فكلاهما لم يشفقِ
حتى إذا شَهِدَ المَقامَ مُبارِزاً،
والطّيرُ بينَ مُحَوّمٍ ومُحَلّقِ
شَغَلَ الطّيورَ بحُسنِ مَنظَرِ وَجهِهِ،
فتوقفتْ، فأصابَها بالبندقِ
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أرفعوا أيديكم
أرفعوا أيديكم
رقم القصيدة : 2008
-----------------------------------
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
لا تطعموا النار حطب
كيف تحيون على ظهر سفينه
وتعادون محيطاًمن لهب .. ؟؟
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالاً ولا
نصرع ناساً آمنين
نحن لا ننهب بيتاً
أو جنى حقلٍ
ولا نطفي عيون
نحن لا نسرق آثاراً قديمه
نحن لا نعرف ما طعم الجريمه
نحن لا نحرق أسفاراً
ولا نكسر أقلاماً
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيُها الصّم اللذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
لا وحقّ الضوء ..
من هذا التراب الحُرِّ
لن نفقد ذرّه !!
إننا لن ننحني ..
للنار والفولاذ يوماً ..
قيد شعرَه !!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما
وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما
رقم القصيدة : 20080
-----------------------------------
وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما(19/357)
أصرّ على كسرِ القلوبِ انكسارُها
أراقَتْ دمَ العُشّاقِ في مَعرَكِ الهَوَى
فصارَ احمراراً في الجفونِ احورارُها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
رقم القصيدة : 20081
-----------------------------------
وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
بقَوسٍ رَمَى في النّقعِ وحشاً بأسهُمِ
كشمسٍ بأفقٍ فوقَ برقٍ بكفهِ
هلالٌ رمَى في الليلِ جناً بأنجمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
رقم القصيدة : 20082
-----------------------------------
وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
عَلَيهِ قلوبٌ ما لهنّ مَرائِرُ
فواعَجَبا من طَرفِهِ، وهوَ جارحٌ،
يخيلُ مكسوراً، لنا، وهوَ كاسرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
رقم القصيدة : 20083
-----------------------------------
يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
عَيني إلى بَهجَتِهِ تَطمَحُ
ومَن إذا جَرّحَني لحظُهُ
غداً بلحظِ خدهِ يجرحُ
تاللَّه لا أنفَكّ مُستَهتراً
فيك بأشعاري ولا أبرَحُ
يعذُبُ لي الإحماضُ في قابضٍ
حلوٍ إذا ما مرّ يستملحُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
رقم القصيدة : 20084
-----------------------------------
وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
كالعِقدِ في بَندِ الكلاءِ منَظَّمِ
ما شاهدتْ عينايَ قبلَ جمالِه
بدراً عليهِ هالة ٌ من أنجمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
رقم القصيدة : 20085
-----------------------------------
لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
وجاءَ لقلعِ ضرسكَ بالمحالِ
أعاقَ الظّبيَ عن كِلتا يَدَيهِ،(19/358)
وسَلّطَ كَلبَتينِ على غَزالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
رقم القصيدة : 20086
-----------------------------------
وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
كأنّهُ دُنيا السّعيدِ المُقبِلَه
نظرتهُ نظرة َ حبٍّ أولهِ،
في صحنِ حمامٍ به مجملَه
بفاحِمٍ سَبطٍ، إذا رَجّلَه
قبلَ في حالِ القيامِ أرجلَه
كاللّيلِ ما أسحَمَهُ وأطوَلَه،
حتى إذا سرّحَهُ وأسبَلَه
وشَدّهُ كالكُرَة ِ المُدَعبَلَه،
ثمّ أجادَ ضفرهُ وعدّلَه
كانَ بُروجاً للهِلالِ مُدَلّه،
فَتارَة ً جَوزَا وطَوراً سنبُلَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
رقم القصيدة : 20087
-----------------------------------
تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
بهِ قومٌ وعمهمُ الضلالُ
وصَدّهمُ الهوى أن يؤمنوا بي،
وقالوا: إن مُعجِزَهُ مُحالٌ
فمُذْ سلّمتَ سلّمتِ البَرايا،
إليّ، وقيلَ: كلمهُ الغزالُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
رقم القصيدة : 20088
-----------------------------------
وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
ألّفَتْ بَينَهُ المُدامُ وبَيني
صالحتني الأيامُ بالقربِ منه،
بعدما كنتُ منهُ صفرَ اليدينِ
مِن بَني التّركِ لا أُطيقُ لَهُ
تركاً ولو حانَ في المحبة ِ حيني
بتُّ أُسقَى بثَغرِهِ ويَدَيهِ،
من لماهُ وراحهِ، قهوتينِ
مزجَ الكأسَ لي فمُذ عبثَ السكـ
ـر بِعِطفَي قَوامِهِ المترَفَينِ
قال لي مازحاً، وقد طغَتِ الرّا
حُ وجالَ التّضريجُ في الوَجنَتَينِ
قد مللنا، فهان نلعبُ بالشطرنـ
ـجِ، كَيما أُريح قَلبي وعَيني
قلتُ سمعاً وطاعة َ لكَ مولا
يَ، ولكن لعبنا في رهينِ
فأجلُّ الشطرنج منّي، ولي منـ
ـك أقلّ النّقوشِ في الكعبَتَينِ
فانثنى ضاحكاً، وقال لَعَمري
تَنثَني راجعاً بخُفّي حُنَينِ
فارتَضَينا بذا الرّهانِ وصَيّر(19/359)
تُ إلَيهِ الخِيارَ في الحِليَتَينِ
قال لي السودُ للأسودِ وذي الـ
ـبِيضُ لمَن يَبتَغي بياضَ اللّجَينِ
فصففنا الجيشينِ تركاً وزنجاً،
واعتَبرنا تَقابُلَ العَسكَرَينِ
فابتَداني بدَفعِهِ بَيدَقَ الفِر
زانِ من حِرصِهِ على نَقلَتَينِ
وأدارَ الفرزانَ في بيتِ صدرِ الـ
ـشّاهِ نَقلاً يَظنّهُ غيرَ شَينِ
فعَقَدتُ الفِرزانَ مع بيدقِ الصّد
رِ وسُقتُ الفيلَينِ في الطّرَفَينِ
فتدانى بالرخّ بيتاً، وأجرَى
خَيلَهُ بَينَ مُلتَقَى الصّفّين
فرددتُ الفرزانَ ثمّ نقلتُ الفيـ
ـلَ في بيته على عقدتينِ
ثمّ شاغَلتُهُ، وأرسَلتُ فيلي
منجنيقاً يرمي على القطعتينِ
فأخذتُ الفِرزانَ حُكماً، ووَلّى
رُخُّهُ ناكصاً على العَقِبَينِ
ثمّ حصنتُ منهُ نفسي عن الشّا
هِ بعقدِ الفرزانِ بالبيدقينِ
ثمّ بَرطَلتُهُ ببَيدَقِ فِيلي،
ودفعتُ الثاني على الفرسينِ
فأخَذتُ اليُمنى ، وأجفلَتِ اليُسـ
ـرَى شَروداً تجولُ في الحَومَتَينِ
وتقدّمتُ من خيولي بمهرٍ
أدهمِ اللونِ مصمتِ الصفحتينِ
ثمّ سَلّطتُهُ على الشّاهِ والرُّ
خّ فعَجّلتُ أخذَهُ بَعدَ ذَينِ
ثمّ لقطتُ من بيادقهِ الشـ
رّدِ خَمساً، عاجَلتُهنّ بحَينِ
فانثَنى يَطلُبُ الفِرارَ وجَيـ
ـشي راجعاً نحوهُ من الجانبينِ
ثمّ ضايقتهُ، فلَم يبقَ للشّا
هِ على رُغمِهِ سِوى بَيتَينِ
فملكتُ الأطرافَ منهُ وسلطـ
ـتُ علَيهِ تَطابُقَ الرُّخّينِ
ثمّ صِحتُ اعتزِل فشاهُك قد ما
تَ، بلا مرية ٍ، وقد حلّ ديني
فكسا وجههُ الحياءُ وأمسى
نادِماً سادِماً يَعَضّ اليَدَينِ
وانثَنَى باكياً يُقَبّلُ كَفّـ
ـيّ ويهوي طوراً على القدمينِ
قائلاً: إن عَفوتَ قِيلَ كما قيـ
ـلَ وما شاعَ عنكَ في الخافقَينِ
إنّ في رتبة ِ الفتوة ِ أصلاً
لكَ يُعزَى إلى أبي الحَسَنَينِ
صاحبِ النصّ والأدلة ِ والإجما
عِ في المشرقينِ والمغربينِ
ومُجَلّي الكروبِ عن سيّدِ الرُّسـ
ـلِ ببدرٍ وخيبرٍ وحنينِ
قلتُ بشراكَ قد أقلتكَ إكرا(19/360)
ماً لذكرِ المولى أبي السبطينِ
فعَلَيه السّلامُ ما جَنّ لَيلٌ،
وأنارَ الصّباحُ في المَشرِقَينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
رقم القصيدة : 20089
-----------------------------------
شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
فأنعَسَ أيقاظاً وأيقَظَ نُوّمَا
وحبسَ من الأوتارِ مثنى ً ومثلثاً،
فحَفّتْ بنا الأفراحُ فَرداً وتَوأمَا
أغنُّ كأنّ العودَ ضمّ صدى ً له،
يحاكيهِ في ألفاظهِ إن تكلمَا
يحاكيهِ في الحالينِ صوتاً ولجهة ً،
فقد كادَ يلفَى ضاحكاً متبسما
إذا رَتّلَتْ ألفاظُهُ الشّعرَ مُعرَباً،
أعادَتْ لَنا أوتارُهُ اللّفظَ مُعجَمَا
له مَنطِقٌ يَستَنزِلُ العُصمَ عندَما
يحركُ في الأوتارِ كفاً ومعصما
يضمّ إلى نهديهِ عوداً تظنّهُ
نَسيماً مُجَزّاً، أو نَعيماً مُجسَّمَا
كأنّ حَشاهُ ضَمّ سّراً مكَتَّماً،
يُمَوّهُ عَنه، أو حديثاً مُجَمجَمَا
يطارحنا شرحَ الضروبِ مبرهناً،
فنأخذُ نقلَ اللهوِ عنهُ مسلمَا
وإن حركتهُ الكفُّ أبدى تململاً،
فحَرّكَ منّا يَذبُلاً ويَلَملمَا
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ياشعبي
ياشعبي
رقم القصيدة : 2009
-----------------------------------
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
لن نرضى عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه
ونقاص الجوع وحرمانه
الا لنفك وثاق القمر المصلوب
ونعيد إليك الحق الحق المسلوب
ونطول الغد من ليل الأطماع
حتى لا تشرى لا تشرى وتباع
حتى لا يبقى الزورق دون شراع
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
رقم القصيدة : 20090
-----------------------------------
فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
شادٍ تجمعتِ المحاسنُ فيه
حتى كأنّ لسانهُ بيمينه،(19/361)
أو أنّ ما بيمينه في فيه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
رقم القصيدة : 20091
-----------------------------------
وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
نغَماً أصَحّ بهِ القلوبَ وأمرَضَا
بيَدٍ، إذا سَخِطَتْ على أوتارِهِ،
نالَ الرفاقُ بسخطِها عينَ الرضَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
رقم القصيدة : 20092
-----------------------------------
يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
من رقدة ِ السكرِ لا من ظلمة ِ الحفرِ
قرنتَ حسنكَ بالإحسانِ فيهِ لنا،
فكانَ فيكَ مُرادُ السّمعِ والبَصَرِ
ضمنتَ للصحبِ إقبالَ السرورِ كما
ضَمّنتَ نايَكَ نأيَ الهمّ والكَدَرِ
صوتٌ بَسيطٌ بِهِ أرواحُنا انبَسطَتْ،
إذ جئتَ في اللفظِ والمعنى على قدَر
إذ ترنمَ ساوَى وزنَ نغمتهِ،
وإن عَلا جاءَ بالتّرخيمِ في الأثَرِ
يكادُ تخرسُ صوتَ العودِ صرختُه
حتى كأنّ لهُ وتراً على الوترِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
رقم القصيدة : 20093
-----------------------------------
جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
مُهَفهَفٌ ما لهُ عَدِيلُ
قد خففتْ عطفهُ شمالٌ،
وثقلتْ جفنهُ شمولُ
ثم انثنى راقصاً بقدِّ،
تُثنى إلى نحوِهِ العُقولُ
يجولُ ما بيننا بوجهِ
فيهِ مِياهُ الحَيا تَجولُ
ورنحَ الروضُ منهُ عطفاً،
حفّ بهِ اللّطفُ والدُّخُولُ
فعطفهُ داخلٌ خفيفٌ،
وردفهُ خارجٌ ثقيلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
رقم القصيدة : 20094
-----------------------------------
رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
من كلّ قدٍّ كالقضيبِ إذا انثنَى
ونضوا من السودِ المراضِ صوارماً،
بيضاً، فلم نعلم علينا أم لنا(19/362)
هزوا الغصونَ، وكلفوا أعطافهم
حملَ الجبالِ، فكان ظلماً بينا
من كلّ رِدفٍ كالكَثيبِ مُجاذِبٍ
قداً أغضَّ من القضيبِ وألينا
صدوا وردوا سافرينَ وجوههم
نَحوي فشاهَدتُ المَنيّة َ والمُنَى
ضَمِنُوا قِرى أسماعِنا وعيونِنا،
للعَينِ رقصُهُمُ وللسّمعِ الغِنَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
رقم القصيدة : 20095
-----------------------------------
رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
بروادفٍ ماجتْ بهنّ خصورُ
وثَنَوا قُدوداً رَخصَة ً، فكأنّما
هزوا غصوناً فوقهنّ بدورُ
من كلّ مَجدولِ القَوامِ، كأنّما
في الوجهِ منهُ روضة ٌ وغديرُ
طَوراً يُغيرُ على القلوبِ قَوامُهُ،
مرحاً، وطوراً للغصونِ يغيرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
رقم القصيدة : 20096
-----------------------------------
وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
أتيهُ بهِ على جَمعِ الرِّفاقِ
أُمَلّكُهُ قِيادي، وهوَ رقّي،
وأفديهِ بعَيني، وهوَ ساقي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
رقم القصيدة : 20097
-----------------------------------
مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
كانَ الجَوابُ قبولَه
هو طلعة ُ الشمسِ الذي
جاءَ الصّباحُ دَليلَه
لم يبدُ وجهكَ قبلهُ،
إلاّ ارتقبتُ وصولَه
فلذاكَ إذ واجهتني
بلّ الفؤادُ غليلَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
رقم القصيدة : 20098
-----------------------------------
شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
بعِشقِ مَليحٍ في الهوَى ليسَ يُنصِف
يجرعهُ أضعافَ ما بين من الأذى ،
ويُنحِلُهُ بالهَجرِ منهُ ويُتلِفُ
فأوردهُ ما أوردَ الناسَ في الهوَى ،
وأسلفهُ الوجدُ الذي كان يسلفُ
فأصبحَ مسلوباً وإن كانَ سالباً،(19/363)
ففي الحزنِ يَعقوبٌ وفي الحسن يوسُفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هَوِيتُهُ مُخالفا،
هَوِيتُهُ مُخالفا،
رقم القصيدة : 20099
-----------------------------------
هَوِيتُهُ مُخالفا،
إن سمته الوصلَ جفا
شيمَتُهُ الخُلفُ، فلو
سألتَهُ الغَدرَ وَفَى
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> الكلمات
الكلمات
رقم القصيدة : 2010
-----------------------------------
غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
رقم القصيدة : 20100
-----------------------------------
يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
دانَ مُحبّيه من صُدودٍ وهَجرِ
ثمّ مرْ طرفكَ الصحيحَ بأنْ
يأخُذَ من طَرفِهِ السّقيمِ بوِترِ
جاءَ نصرُ الإله والفتحُ إلى أن
دُمتَ حَرباً له وقُمتَ بنَصرِي
أنتَ بَدرُ التّمامِ، فاجعلْ لنا بَيـ
ـنَكَ عهداً وبينهُ حربَ بدرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
رقم القصيدة : 20101
-----------------------------------
يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
مِداداً حكَى اللّيلَ فوقَ النّهارِ:
أتَعجَبُ ممّا جَنَتهُ يَدي،
فما كانَ ذاكَ بغيرِ اختياري
ولكن أرَدتُ يَرَى عاشِقي
تَضاعُفَ حُسني بنَبتِ العذارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
رقم القصيدة : 20102
-----------------------------------(19/364)
نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
قارئاً في المصحفِ
فتنَ الأنامَ ببهجة ٍ وبلهجة ٍ
تسبي وتصبي كلذ صبِّ مدنفِ
فتلا مليّاً جُلّ سُورَة ِ يوسُفِ،
وجلا محياً مثل صورة ِ يوسفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
رقم القصيدة : 20103
-----------------------------------
بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
أضحَى بها مَعروفُ حسنكَ مُنكَرَا
كلٌّ أدارَ الطّرفَ عَنكَ مُحاوِلاً
صيداً، وكلّ الصيدِ في جوفِ الفَرا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
رقم القصيدة : 20104
-----------------------------------
قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
وبدا السوادُ بخدّهِ الغرارِ
فأجَبتُهُم: ما تلكَ منهُ عَجيبَة ٌ،
إنّ الظلامَ مطية ُ الأنوارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
رقم القصيدة : 20105
-----------------------------------
أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
تَمّتْ لهُ دولَة ُ الجَمالِ
تَفعَلُ ألحاظُهُ بقَلبي
ما يفعلُ الليثُ بالغزالِ
ذا حاجبٍ خطّ تحتَ صلتٍ
مُنَوِّرٍ بالجَمالِ، حالِ
كأنّ أيدي فتى هِلالٍ
عَرَقنَ نُوناً على هِلالِ
يا مشبهَ البدرِ حينَ يبدو،
في النورِ والبعدِ والكمالِ
أفديكَ يا مَن تَراهُ عَيني
في كلِّ يومٍ بسوءِ حالِ
وكلَّ يومٍ ببَطنِ سِجنٍ،
وكلَّ آنٍ ببابِ والي
كيفَ أتوا بالسياطِ ضرباً
من فَوقِ أردافِكَ الثّقالِ
فأثروا فوقها رسوماً،
كأنّها الطرقُ في الجبالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
رقم القصيدة : 20106
-----------------------------------
لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
كلُّ حياة ٍ عقبيها تلفُ
رأى أخاهُ بعَينِ مَعذِرَة ٍ،
وقال: ما ماتَ من لهُ خلفُ(19/365)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
رقم القصيدة : 20107
-----------------------------------
دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
وبدا السوادُ، فزادتِ الأنوارُ
لا بدعَ إن زادَ الظلامُ ضياءهُ،
إذ في الحنادسِ تشرقُ الأقمارُ
لو لم تلحْ شعراتهُ في خدهِ،
لم تَحلُ لي في وَصفِهِ الأشعارُ
يبدو الظلامُ على ضياهُ كأنهُ
قَمَرٌ لهُ ذَيلُ السّحابِ خِمارُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
رقم القصيدة : 20108
-----------------------------------
أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
ـبِ، وألغى عن عارضيهِ اعتراضي
لو تغاضيتَ عن عتابي لأغضيـ
ـتُ عن العَتبِ ضُعفَ ذاكَ التّغاضِي
فلماذا امتَعَضتَ من نَبتِ خَدّيـ
ـكَ، وما أوجبَ المشيبُ امتعاضي
أنا راضٍ بأنْ أشيبَ، وأن يُصـ
ـبِحَ من هولِ نبتهِ غيرَ راضِ
إنْ هذا البياضَ بعدَ سوادٍ
دونَ ذاكَ السّوادِ بَعدَ بَياضِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
رقم القصيدة : 20109
-----------------------------------
ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
أتَى بغرائبِ الحسنِ الظريفِ
تَنازَعَ خَصرُهُ والرِّدفُ، حتة
بدا حُكمُ القَويّ على الضّعيفِ
فقلتُ وقد رأيتُ كَثيفَ ردفٍ
يَموجُ لهَزّة ِ القَدّ اللّطيفِ
لذا غدَتِ الحَلاوَة ُ فيهِ طَبعاً،
لمعتَدِلٍ يؤثِّرُ في كثيفِ
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> انزلي يامطرة
انزلي يامطرة
رقم القصيدة : 2011
-----------------------------------
إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب(19/366)
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
رقم القصيدة : 20110
-----------------------------------
وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
يُبدي جَمالاً زانَهُ الإشراقُ
راقَ العيونَ بمَنظَرٍ ذي بَهجَة ٍ
ونَواظِرٍ منها الدّماءُ تُراقُ
فكأنّهُ لمّا تَكَامَلَ حُسنُهُ
ورنتْ إليهِ بطرفِها العشاقُ
من فرطِ إحداقِ العيونِ بحسنِه،
خلعتْ عليهِ سوادها الأحداقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
رقم القصيدة : 20111
-----------------------------------
كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
فغدا على سفكِ الدماءِ يواطي
أضحَى كثيرَ الاشتطاطِ، ولم تكن
منهُ اللّحاظُ كَلِيلة َ المِشراطِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
رقم القصيدة : 20112
-----------------------------------
وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
وحسنُهُ مع فِعلِهِ رائعُ
أحسنَ في صَنعَتِه مُتقِناً،
فقلتُ: هذا فاعلٌ صانعُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
رقم القصيدة : 20113
-----------------------------------
لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
بفيكَ ليسَ لها في الحسنِ من أثرِ
للكلبِ والضبّ أفواهٌ معطرة ٌ،
والليثُ والصقرُ موصوفانِ بالبخرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
رقم القصيدة : 20114
-----------------------------------
واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
بل نَزّهَتكَ عن القياسِ بأمرَدِ
وبدا بخديكَ السوادُ فزانها،(19/367)
مثلُ المَليحَة ِ في الخِمارِ الأسوَدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
رقم القصيدة : 20115
-----------------------------------
شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
إنّ الملاحة َ من جمالكَ تقسمُ
جمعتْ لبهجتكَ المحاسنُ كلُّها،
والحسنُ في كلّ الأنامِ مقسمُ
يا من حكتْ عيناهُ سيفَ سميهِ
هلاّ اقتديتَ بعدله إذ يحكمُ
أنتَ المُرادُ، وسَيفُ لحظِكَ قاتلي،
لكن فَمي عن شرحِ حالي مُلجَمُ
تشكوا تفرقنا، وأنتَ جنيتهُ،
ومن العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
وتقولُ أنتَ بعذرِ بعدي عالمٌ،
واللَّهُ يَعلَمُ أنّني لا أعلَمُ
فتُراكَ تَدري أنّ حبّكَ مُتلِفي،
لكنّني أُخفي هَواكَ وأكتِمُ
إن كنتَ ما تدري، فتلكَ مصيبة ٌ،
أو كنتَ تَدري، فالمصيبَة ُ أعظَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
رقم القصيدة : 20116
-----------------------------------
تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
ومَرّ على الأسماعِ من صَبّها جَرسُ
ولاحَ للحظِ الصحبِ ساطعُ نورِها،
فقد أُشرِكتْ فيها حَواسهمُ الخَمسُ
رَبيبَة ُ دَيرٍ لَيسَ تُرفَعُ حُجبُها،
إذا سامَها الشماسُ عوذها القسّ
دعَوتُ لها خِلاًّ من الدّيرِ صالحاً،
رقيقَ الحواشي لا بطيءٌ ولا نكسُ
فجاءَ برَيحانيّة ٍ كَهرَبيّة ٍ،
تُخالُ على كَفّ النّديمِ بها وَرسُ
براحٍ، إذا حقّقتَ طَردَ حروفِها،
غدا طَبعُها في الكيفِ، وهوَ لها عكسُ
تفوقُ جميعَ المسكراتِ بأصلِها،
فقد طابَ منها الفصلُ والنوعُ والجنسُ
تُوَلِّدُ ما بينَ القُلوبِ مَوَدّة ٌ،
وتحدثُ أنساً ليسَ في محضه وكسُ
ا قاتِلٌ حَيّا بها ابنَ قَتيلِهِ،
تولّدَ منها بينَ قلبيهِما الأنسُ
إذا ما درى إبليسُ ما في طِباعِها،
من السرّ، قال الجنّ: نفديك يا إنسُ
لو علمتْ أهلُ المدارسِ قدرِها،
جَلَتْ كأسَها في موضع يُذكرُ الدّرسُ(19/368)
ولو رشفَ الرعديدُ فاضلَ كأسِها،
على ضعفهِ، ظنتهُ عنترها عبسُ
ولمّا قتلناها بسيفِ مزاجِها،
فبردَ منها الحرُّ، واعتدلَ اليبسُ
أقامَتْ لها الأطيارُ في الدَّوحِ مأتَماً،
بهِ للنّدامَى من سرورِهِمِ عُرسُ
وقامَتْ لها الحرباءُ من كلّ مرقَبٍ
تُطالعُها، لا تَهزَئي إنّها الشّمسُ
وباتَ يُعاطينا سُلافاً كأنّها
هيَ النارُ لكن يستطاعُ لها لمسُ
بكأسٍ لها أشخاصُ كسرى وقَيصرٍ،
وقد أحدقتْ من حولها الرومُ والفرسُ
فلو لبثتْ في كأسها عمرَ ساعة ٍ،
إذاً نَطَقتْ من سرّها الصّوَرُ الخُرسُ
ولمّا استحالتْ نشوة ُ الكأسِ سكرة ً
إذا ماتَ منها العقلُ تنتعشُ النفسُ
وهَبتُ لها كَهلاً من العَقلِ وافراً،
فكان لديها النّصفُ والثّلثُ والسّدسُ
يقولونَ لي جهلاً: متى تتركُ الطلا،
فقلتُ: إذا ما عادَ من فَوتِهِ أمسُ
وكيفَ اطراحي للمدامِ، وفضلُها
جليٌّ، على الأبصارِ ليسَ به لبسُ
فَما سادِرٌ في السّكرِ إلاَّ كَحاتِمٍ،
وما باقِلٌ إلاَّ إذا ذاقَها قَسّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
رقم القصيدة : 20117
-----------------------------------
أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
من عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديمَا
فأتتْ تطلبُ القصاص، ولكن
تَجعَلُ العَقلَ في التّقاضي غَريمَا
قَهوَة ٌ أفنَتِ الزّمانَ، فأفنَى
الرَّطبَ من جِرمها وأبقى الصّميمَا
فَغَدَتْ تُثقِلُ اللّسانَ لسرّ الـ
ـسّكرِ منها وتَستَخفّ الحُلومَا
لو حَسا من سُلافِها الأكمَهُ الأخـ
ـرَسُ كأساً لاستَخرَجَ التّقويمَا
وعلى الضدّ لو حساها فصيحُ
أحدثتْ في حديثهِ الترخيمَا
أنبأتنا الأنباءَ عن سالِفِ الدّهـ
ـرِ وعدتْ لنا القرونَ القرومَا
وحكَتْ كيفَ أصبحت فتية ُ الكَهـ
ـفِ رقوداً، خلواً، وكيفَ الرقيمَا
وبماذا تجنبتْ نارُ نمرُو
دٍ خليلَ الإلهِ إبراهيمَا
وغداة َ امتحانِ يونُسَ بالنّو
نِ، وقد كانَ في الفِعالِ مَليمَا(19/369)
وتشَكّى يَعقوبُ إذ ذهبَتْ عَينا
هُ من حُزنِهِ، وكانَ كَظيمَا
والتناجي بالطورِ، إذْ كلمَ الرّحـ
ـمنُ موسى نبيهُ تكليمَا
ودُعاءَ المَسيحِ، إذ نُعِشَ المَيْـ
ـتُ من رمسهِ، وكانَ رميما
فشَهِدنا لها بفَضلٍ قَديمٍ،
واستَفَدنا منها النّعيمَ المُقيمَا
وفَضَضنا خِتامَها، عن أناها،
فرأينا مزاجها تسنيمَا
وظللنا نحيي بها جوهرَ النفـ
ـسِ، ونسقَى رحيقها المختومَا
في جِنانٍ من الحَدائقِ لا نَسْـ
ـمعُ فيها لغواً ولا تأثيما
بينَ صَحبٍ مثلِ الكَواكِبِ لا تَنْـ
ـظُرُ ما بَينَهم عُتُلاًّ زَنيمَا
وجَعَلنا السّاقي خَليلاً جَليلاً،
يُحسِنُ المَزجَ، أو غَزالاً رَخيمَا
فرأينا في راحة ِ البدرِ شمساً،
اطلعتْ في سما الكؤوسِ نجومَا
وقذفنا بشهبها ماردَ الهـ
ـمّ، فكانَتْ للمارِدينَ رُجُومَا
ولَدَتْ لُؤلؤ الحَبابِ، وكانتْ
قبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقِيمَا
أخصَبَتْ عند شُربِها ساحَة ُ العَيـ
ـشِ وأمسَى إحوَى أحوَى الهمومِ هَشيمَا
فابتَدِرْها مُدامَة ً تَجلُبُ الرَّو
حَ إلى الرُّوحِ حينَ تَنفي الهُمومَا
واختصِرْ إنّ قُلّها يُنعشُ الرُّو
ح وإفراطها يضرّ الجسُومَا
فارتكِبْ أجمَلَ الذّنوبِ لنَفعٍ،
واعتقدْ في ارتكابهِ كالتحريمَا
ثمّ تُبْ، واسألِ الإلَهَ تَجِدْهُ،
لذُنُوبِ الوَرى غَفوراً رَحِيمَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
رقم القصيدة : 20118
-----------------------------------
ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
وحَيّ بهِ كأساً من الرّاحِ مُذهَبَا
ولا تَطغَ في حَثّ الكؤوسِ لأنّنا
شربنا لنحيا، ما حيينا لنشربَا
فإنّ قَليلَ الرّاحِ للرّوحِ راحَة ٌ،
فإن زادَ مقداراً عن العدلِ أتعبَا
فلا تَكُ مَن أعطَى المُدامَ قِيادَهُ،
فأودَتْ به واستَوطأ الجَهلَ مَركَبَا
فإن كثيراً من يظنّ كثيرَها،(19/370)
إذا زادَ زادَ النّفعُ أو كانَ أقرَبَا
كظنهمِ في كثرة ِ الأكلِ أنّها
إذا أفرَطتْ أمسَى بها الجسمُ مُخصِبَا
أضلوا الورى من جهلهم وتنزهوا
عن الجهلِ حتى صارَ جهلاً مركبَا
وأعجبُ أنّ السكرَ في كلّ ملة ٍ
حرامٌ، وإنْ أمسَى إليها محببَا
وتُكثِرُ منها المُسلمونَ لسُكرِها،
وتتركُ نفعاً للقليلِ محرَّمَا
وإنْ نَظَرُوا يوماً لَبيباً مُداوِياً
بها الهَمَّ، قالوا: باخلاً مَتَطَبّبا
وما السّكرُ إلاَّ حاكمٌ مُتَسَلِّطٌ،
إذا هو قاوَى أغلباً كانَ أغلبَا
فإنْ شئتَ يوماً شُربَها، فاتّخِذْ لها
حَكيماً لَبيباً، أو نَديماً مُهَذَّبَا
وخلٍّ دعاني للصبوحِ أجبتُه،
وقلتُ له: أهلاً وسهلاً ومرحبَا
وأقطَعتُهُ كِفلاً من الأمنِ بَعدَما
بسطتُ له صدراً من الدهرِ أرحبَا
وأبرزتها صفراءَ تحسبُ كأسها
غِشاءً من البَلّورِ يَحمِلُ كَهرَبَا
وعاطَيتُهُ صَفراءَ يُشرِقُ وجهُها
بنورٍ يُرينا أدهَمَ اللّيلِ أشهَبَا
طليقة ُ وجهٍ ثغرُها متبسمٌ،
إذا ما حَساها باسمُ الثّغرِ قَطّبَا
وبتنا نوفي العيشَ باللهوِ حقهُ،
ونَسرَحُ في رَوضٍ من الأنسِ أعشَبَا
وإنّي لأهوى من ندامايَ ماجداً،
إذا خامرتهُ الراحُ زادَ تأدبَا
إذا ما أمرتْ مرة ٌ في مذاقِها،
رآها لقربي من جنى النحلِ أعذبَا
فأوجَبَ مع مِثلي على النّفسِ شُربَها،
فإنْ لم يكن مثلاً أرى التركَ أوجبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
رقم القصيدة : 20119
-----------------------------------
طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
إذا الرّاحُ أودَتْ بالكثيرِ من العَقلِ
يُشارِكُني في سرّها وسرُورِها،
فيملأُ أو يحسُو، ويكتُبُ أو يُملي
ويَشرَبُها بالكَيفِ والأينِ والمَتَى ،
ويَعرِفُها بالجنسِ والنّوعِ والفَصلِ
فلَمّا أبَى الحِرمانُ إلاَّ لجاجَة ً،
وأعوَزَني خِلاًّ يُناسِبُ في الفَضلِ(19/371)
خلوتُ بها وحدي، كما قالَ شيخنا،
وذاكَ لأنّي ما وَجَدتُ لها مِثلي
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أمة فوق الصليب
أمة فوق الصليب
رقم القصيدة : 2012
-----------------------------------
علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فأمسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال -
قريب
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
رقم القصيدة : 20120
-----------------------------------
عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
وتَسبي النّدامَى وهيَ ما بَينَهم تُسبى
وأعجبُ من ذا أنها كلّما طغتْ
على العقلِ زادَ الشاربونَ لها حبّا
سلافٌ تميتُ العقلَ في حالِ شربِها،
وينعشُ منها الروحَ والجسمَ والقلبَا
معتقة ٌ أفنَى الجديدَ عتيقها،
وأبقى صميماً من حشاشتِها لبّا
محجبة ٌ وسطَ الدنانِ، ونورُها
يخرقُ من لألاءِ غرتِها الحجبَا
كُمَيتٌ إذا شاهدتَها في إنائِها،
ولكن لصافي لونها دعيتْ صهبَا
إذا مسها وقعُ المزاجِ تألمتْ،
وأزبَدَ منها الثّغرُ، وامتلأتْ رُعبَا
وأعجبُ من بكرِ لها الماءُ والدٌ،
وترجعُ أنّي رامَ تقبيلها غضبَى
عَجوزٌ إذا ما أُبرِزَتْ من حِجابِها،
تريكَ نشاطاً كالعلانِ إذا شبّا
هي الشمسُ إلاّ أنها في شروقها،
إذا مزجتْ في كأسِها أطلعتْ شهبَا
إذا جُليَتْ في كأسِها وتَبرّجَتْ،
وزادَتْ نفوسَ الوامقِينَ بها عُجبَا
يعضّ عليها التّائبونَ بَنانَهم،
ويَندُبُ كلٌّ منهُمُ عقلَهُ نَدبَا
إذا ما حَسَوناها أقرّوا بأنّهم
قد ارتكَبوا في تَركِها مَركَباً صَعبَى
ولم أرَ حِبراً تابَ عن نَفعِ نَفسِهِ،(19/372)
فللهِ ما أعمَى الجهولَ، وما أغبَا
فهُبّا بنا نحوَ الصَّبوحِ وبَردِهِ،
فإني ليرضيني النديمُ، إذا هبّا
وعُوجا بنا نَستَمطِرُ الدّنّ غُدوَة ً،
إذا عاجتِ الأغمارُ تَستَمطرُ السُّحبَا
وواصل صَبوحي بالغَبوقِ وعُلّني
بها كلّ يومٍ لا تذر شربها غبّا
فإنّ قتيلَ الراحِ يوشكُ بعثهُ،
إذا أنتَ أترعتَ الكؤوسَ له سكبَا
إذا نفحتْ من روحها فيهِ نفحة ً،
تمثلَ حياً بعدَ أن قضَى نحبَا
فكم ليلة ٍ أحييتها بمسرة ٍ،
وقَضّيتَ فيها العَيشَ أنهَبُهُ نَهبَا
وبتنا نوفّي الحاشرية َ حقّها،
ونُثبِتُ من بَعدِ الغَبوقِ لها نَصبَا
نُلَبّي مُنادي الاصطِباحِ إذا دَعا،
وندعو سميعَ الاغتباقِ إذا لبّى
بليلة ِ سعدٍ نصطلي الندّ ريها،
ونوقدُ في آنائِها المندلَ الرطبَا
براحٍ لها طَبعٌ لعَكسِ حرُوفِها،
يصيرُ ضيقَ الصدرِ من جرّه رحبَا
وكادتُ تكونُ الروحَ لا الراحَ كملتْ
قوى طبعها لو كان يابسُها رطبا
شممنا شذاها في الكؤوسِ فأسكرتْ،
فأنّى لها رشدٌ، إذا استعملتْ شربا
فلو لمعتْ في الليلِ غرة ُ وجهها،
لشاهدتَ دهمَ الليلِ من نورها شهبَا
ولو قطرتْ منها على الصخرِ قطرة ٌ،
رأيتَ صفاة َ الصخرِ قد أنبتتْ عشبَا
َما هيَ إلاَّ أصلُ كلّ مَسرّة ٍ،
فكم روحتْ هماً وكم فرحتْ كربَا
إذا ما رَحَى الأفراحِ دارَتْ، فلا يَرَى
لَبيبٌ سوى كأسِ المُدامِ لها قُطَبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
رقم القصيدة : 20121
-----------------------------------
حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
إنّ بنتَ الكرومِ عرسُ الكرامِ
واذكِ فَهمي بقَهوَة ٍ تُطفىء ُ الهَـ
ـمّ ببَردٍ من سُكرِها وسَلامِ
ثمّ قُلْ، كلّما تَراءتْ لكَ الكأ
سُ فشابتْ بها فروعُ الظلامِ:
عصمَ اللهُ منكِ كلّ ثقيلٍ،
جاهلٍ ذي تَبَظرُمٍ واحتِشامِ
يجدُ اللهوَ بالمدامِ حراماً،
عندهُ، والرباءَ غيرَ حرامِ(19/373)
ويرى الزورَ والتحسسَ والعيـ
ـبَة َ حِلاّ، في شُرعَة ِ الإسلامِ
وإذا زارَ مجلساً لكَ فدمٌ
منهُمُ غَيرُ مُولَعٍ بمُدامِ
فاثنِ جِيداً عَنهُ وثَنّ بما يُو
جبُ إبعاده بغيرِ احترامِ
ثمّ صرّحْ لهُ بأنّ حضورَ الـ
ـرّاحِ قَصداً كشُربِها في الإثامِ
فمُقامُ الصُّحاة ِ بَينَ السّكارَى
كمُقامِ القُعودِ بَينَ النّيامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
رقم القصيدة : 20122
-----------------------------------
ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
إلاّ وعوذتهُ من غاسقٍ وقبَا
ظبيٌ نَبا سَيفُ صَبري في مَحبّتِهِ،
وطِرفُ عَزمي بمَيدانِ السلوّ كَبَا
مُتَرَّكُ اللّحظِ في أخلاقِهِ دَمَثٌ،
مُستَعرِبُ اللّفظِ تركيٌّ إذا انتَسَبَا
يرمي بسهمٍ من الأسقامِ أسهمني
عن حاجبِ للكرَى عن ناظري حجبَا
صَعبُ القِيادِ، فإن راضَتْ خلائِقَهُ
كأسُ المدام الانتْ منهُ ما صعبَا
وليلة ٍ جادَ لي عدلُ الزمانِ بهِ،
فلَم يُفِدْ بعدَها جُوداً ولا ذَهَبَا
سقيتُ من يدهِ طوراً ومن فمهِ
كأسَيْ سُلافٍ تُزيلُ الهَمّ والكُرَبَا
في جَنّة ٍ من رِياضِ الحَزنِ غاليَة ٍ،
يضاحكُ الزهرُ من نوارشها السحُبَا
قد أفرَشَتنا من الرّوضِ الأنيقِ بها
بسطاً، ومدّ علينا دوحها طنبَا
بتنا بها ليلة ً رقتْ شمائلُها،
كيَومِها يَستَجِدّ اللّهوَ والطّرَبَا
أسقي نَديمي بها، إذ غابَ ثالِثُنا،
إذا شربتُ، ويسقيني إذا شربَا
من قَهوَة ٍ كشُعاعِ الشّمسِ مشرِقَة ٍ،
إذا جرى الماءُ فيها أطلعتْ شهبَا
شعشعتها فأضاءَ الشرقُ منبلجاً
بها، وقامَ لها الحرباُ منتصبَا
حتى إذا أمَحَلَتْ منها زُجاجَتُنا،
وظلّ منها غديرُ الدنْ قد نضبَا
نَبّهتُ راهبَ دَيرٍ كانَ يُؤنِسُنا
ترجيعهُ الصوتَ إن صلّى وإن خطبَا
بادرتهُ، وقرعتُ البابَ واحدة ً
قرعاً توسمَ من إخفائهِ الأدبا
فقامَ يَسحَبُ بُردَيهِ على مَهَلٍ،(19/374)
فما استشاطَ بنا خوفاً ولا رعبا
وجاءَ يَسألُ عَمّا ليسَ يُنكِرُهُ
مما نرومُ، ولكنْ يثبتُ الطلبَا
فقلتُ: ضَيفٌ مُلِمٌّ غيرُ ذي طَمَعٍ
في الزادِ، لكنّه يرضَى بما شربَا
فأطلَقَ البابَ إذناً في الدّخولِ لَنا،
وقال: هذا عَلَينا بعضُ ما وَجَبَا
وجاءنا بسلافٍ نشرها عبقٌ،
شَمطاءُ قد عُتّقَتْ في دَنّها حِقَبَا
أفنى المَدى جِرمَها حيناً، فلَو مكَثَتْ
في الدّنّ حولاً لكادَتْ أن تَطيرَ هَبَا
فأترَعَ الكأسَ حتى فاضَ فاضلُها،
بكفهِ وسقاني بعدما شربا
فمُذ رأينا سروراً في أسرّتِهِ
تَبدو وكَفّاً لهُ بالنّورِ مُختَضِبَا
كِلنا لهُ فضّة ً بالكَفّ فاضِلَة ً
عنّا، وكالَ لنا من دونهِ ذهبَا
من قَهوَة ٍ حَجَبوها في مَعابِدِهم،
وعَلّقُوا حَولَها الأستارَ والصُّلُبَا
فبتُّ أسقي نديمي من سلافتِها،
راحاً تكونُ إلى راحاتِهِ سببَا
ما زلتُ أسقيهِ حتى مالَ جانبهُ
إلى الوِسادِ وأغفَى بعدَما غُلِبَا
حتى إذا قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ
بها وسل علينا صبحُها قضبا
ومَدّ باعُ الضّحَى كَفّاً أنامِلُها
تُزجي الشّعاعَ وأخرَى تَلقَطُ الشُّهُبَا
نَبّهتُهُ وجَبينُ الصّبحِ مُندَلِقٌ،
وقد دَنا أجَلُ الظّلماءِ واقتَرَبَا
فقامَ يَمسَحُ عَينَيهِ براحَتِهِ،
والنّومُ يعقدُ من أجفانِهِ الهُدُبَا
عاطيتهُ، وحجابُ الليلِ منخرقٌ،
راحاً تخرقُ من لألائها الحجبَا
عَذراءَ تَعلَمُ أنّ الماءَ والدُها،
وتَستَشيطُ، إذا ما مَسّها، غَضَبَا
إذا أصابَ لجينُ الماءِ عسجدها،
أرتكَ دراً يريكَ الدرّ محتلبَا
وبِتُّ في طيبِ عَيشٍ رقّ جانبُهُ،
مُرَفَّهَ البالِ لا أخشَى بِهِ نَصَبَا
بتنا نقضيهِ، والأيامُ تنشدنا:
ما كلَّ يومٍ يَنالُ المَرءُ ما طَلَبَا
والدهرُ قد غفلتْ أيامهُ، وغدتْ
بطيبِ ساعاتهِ تستوقفُ النوبَا
فلا تضعُ ساعة ً كانتْ لنا هبة ً،
من قبل أن يَستردّ الدّهرُ ما وَهَبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،(19/375)
إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،
رقم القصيدة : 20123
-----------------------------------
إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،
وصرخة ِ نايٍ واصطفاقِ مزاهرِ
ولا تعقري غيرَ العقارِ لتنضحي
ثرى جدثي من سيرها المتجادرِ
وقولي: كذا قد كانَ ظاهرُ فِعلِهِ،
وكُفّي، فعندَ اللَّهِ عِلمُ السّرائرِ
فإن كانَ رَبّي في المَعَادِ مُسائِلي،
وحوسبتُ عن فعلِ الذنوبِ الكبائرِ
أقولُ: تَرَشّفتُ المُدامَ، ولم أقلْ
طَعَنتُ ابنَ عَبدِ القيسِ طِعنة َ ثائرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
رقم القصيدة : 20124
-----------------------------------
حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
فالمزجُ لنقصِها تمامُ
لا أشرَبُها بغَيرِ ماءٍ،
فالخمرُ بعينها حرامُ
حمراءُ لنورها وميضٌ
يجلى بشعاعه الظلامُ
الدرُّ لكأسها نطاقٌ،
والمسكُ لدنها ختامُ
شَمطاءُ تَنجلي عَروساً،
للدرّ بنحرها نظامُ
للهمّ بمزجها قطوبٌ
إن لاحَ لثغرها ابتسامُ
لو نادمها النديمُ يوماً،
ما أعجزها لهُ الكلامُ
إن قالَ لها امرؤ: سلام!
قالت: وعليكمُ السّلامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
رقم القصيدة : 20125
-----------------------------------
خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
واسقِياني ما بَينَ عُودٍ وزَمرِ
واتركا اليومَ في مدامي ملامي،
إنّ فَرطَ المَلامِ في ذاكَ يُغرِي
ودَعاني من سُخطِ من رامَ تَخويـ
ـفي وزَجري، وهُجر من رامَ هجرِي
إنّ مَن لا يُطيقُ يُنقِصُ رِزقي،
لم يكن قادِراً على نَقصِ عُمرِي
ربّ يومٍ قضيتُ فيهِ سروراً،
فهوَ باللّهوِ خَيرٌ من ألفِ شَهرِ
طابَ عَيشِي بكُلّ لَيلَة ِ شربٍ
قدرتْ بالسرورِ ليلة َ قدرِ
فنَعِمنا بالحاشِرِيّة ِ حتى
خلتُ نورَ المدامِ مطلعَ فجرِ
من غزالٍ عيناهُ من آلِ حربٍ،
حينَ يبدو، والوجهُ من آلِ بدرِ
يتعاطى حبي ويمزجُ راحي،(19/376)
ويعاطي كأسي ويُنشِدُ شِعرِي
في رِياضٍ كأنّما رَصّعَ القَطـ
ـرُ أكاليلها الحسانَ بدرِّ
حَلّ فيها الرّبِيعُ، فالزَّهرُ يُبدي
لَهباً، خِلتُهُ مَشاعِلَ جَمرِ
وبدا النرجسُ المحدقُ يحكي
أشْيباً فوقَ رأسِهِ طاسُ تِبرِ
فدعوتُ الساقي: لقد غفلَ الدّهـ
ـرُ، فعَجّلْ وطُفْ بكاساتِ خَمرِ
فتباطا بها، فقلتُ: أدرها،
لستَ ساقي، ولا قُلامة َ ظِفرِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نديمي قمْ إلى اللهوِ،
نديمي قمْ إلى اللهوِ،
رقم القصيدة : 20126
-----------------------------------
نديمي قمْ إلى اللهوِ،
فقد ساعدَنا الدّهرُ
وفي مَجلِسِنا شَمسٌ
تولّى حملها بدرُ
وساقٍ كلما ماسَ
تشكى ردفهُ الخصرُ
نديمٌ، ناعمٌ، حلوٌ،
وراحٌ خشنٌ مرّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من يلومُ على المدامة ،
يا من يلومُ على المدامة ،
رقم القصيدة : 20127
-----------------------------------
يا من يلومُ على المدامة ،
ما للمحبّ وللملامَه
لا حبّ عندي للذي
فيها يَلومُ، ولا كَرامَه
ما إن تنالُ، إذا عذلـ
ـتَ على المدامِ، سوى الندامَه
إنْ تسقني ماءَ الملا
مِ سقَيتُكَ اسمَ أبي دُلامَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
رقم القصيدة : 20128
-----------------------------------
إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
وجَسّ لنا الشّادونَ مَثنى ومَثلَثَا
وهَبّ لنا شادٍ حَكَى الغصنَ قدُّهُ،
يرددُ طرفاً صامتاً متحدثا
أخو نشطة ٍ، فحلُ اللحاظِ، مذكرٌ،
يخالُ لترخيمِ الكلامِ مؤنثا
إذا لحظهُ، أو لفظهُ ظلّ نافثاً
بسِحرٍ لنا لم نَدرِ مَن كانَ أنفَثَا
فيُنشِدُ من شِعري رَقيقاً مُخَمَّساً،
ويرشفُ من خمري رحيقاً مثلثا
ويمزجُ لي في الكأسِ بكراً قديمة َ،
تَخالُ خِباها من جنى النّحلِ مُحدَثَا
إذا بسمتْ للهمّ راحَ مقطبً؛
وإن سَفَرتْ للحُزنِ سارَ مُحَثحِثَا
فلا تخلني إن طرتُ بالسكرِ تائهاً(19/377)
أرومُ بأهداب النّجومِ تَشَبُّثَا
ولا أن تَراني تائِهَ العَقلِ طائِشاً،
أرى الرّشدَ عندي أن أقولَ وأعبَثَا
ولا أنثَني عن حالَة ٍ وأُعيدُها،
وأُقسِمُ أنّي لا أعودُ وأحنَثَا
فَما العُمرُ إلاَّ مثلُ خَطفَة ِ طائرٍ،
يمُرّ سريعاً لا يُطيقُ تَلَبُّثَا
لذلكَ إنّي أنهَبُ العَيشَ قاطِعاً
ثِمارَ المُنَى ، حتى أمُوتَ وأُبعَثَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
رقم القصيدة : 20129
-----------------------------------
ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
مُلِثٌّ في تَرادُفِهِ مُلِحُّ
تكاثفَ غيمهُ، فالصبحُ ليلٌ،
وأومَضَ بَرقُهُ، فاللّيلُ صُبحُ
وعاهَدنا العِهادَ بهِ عُهوداً،
فما لجفونِها بالسحّ شحّ
فقد حَلَفَتْ لنا أن ليسَ تَصحو،
وأقسمنا لها أن ليسَ نصحو
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> شهيدة
شهيدة
رقم القصيدة : 2013
-----------------------------------
هذه الطفلة ، في جبهتها
خمسُ رصاصاتٍ
وشمسٌ
وشهادة
عينها قبَّرةٌ حمرا
وخدّاها عباده
سقطت زنبقةً من ذهبٍ
في شارع الحرية الطالعِ
من قلب المدينه
شارع الحريّة الطالعِ
من قلب الزقاقاتِ ،
ومن قلب المتاريس الحصينة
سقطت تهتف للنّصر
كياناً .. وسيادة
فهي في القلب هتافٌ
وعلى العنق قلادة
وهي عنوان كتابِ
وهي ..
تاريخ ..
ولادة
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
رقم القصيدة : 20130
-----------------------------------
وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
وتَنْجَلي بانجِلائِها الكُرَبُ
جَلَوتُها، والخُطوبُ غافلَة ٌ؛
وقد تَجَلّتْ في أُفقِها الشُّهُبُ
وبِتُّ أُغري بها أخَا صَلَفٍ،
قد نَشّفَتهُ الدّروسُ والكُتُبُ
باتَ برغمي ضيفاً لديّ، ولا
يعلمث أني بمثلهِ تعبُ
فقالَ لي مغضباً ليرشدني:
مثلُكَ لا يَستَخِفّهُ الطّرَبُ
فقلتُ: هلاّ رأيتَ صيغتها
كأنها في الزجاجِ تلتهبُ(19/378)
وطعمها لو عرفتَ لذتهُ
لزالَ عنكَ الوقارُ والأدبُ
نطفة ُ كرمٍ فويقها حببٌ،
كأنّهنّ الرّضابُ والشّنَبُ
فازدادَ يبساً، وقامَ ممتعضاً،
ولاحَ فيهِ النّفارُ والغَضَبُ
وقال: لا ذُقتُها! فقلتُ لَه:
من مثلِ ذا اليُبسِ يحدثُ الجرَبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
رقم القصيدة : 20131
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
في رشدهِ ليسَ بالفقيهِ
رأى بيمنايَ كأسَ خمرٍ،
فظلّ ينأى ويتقيهِ
فقلتُ: هلاّ؟ فقال: كلاّ،
فقلتُ: لِمْ لا؟ فقال: إيهِ
ما ذاكَ فنّي، فقلتُ: عدلٌ
أنزهُ الكأسَ عن سفيهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
رقم القصيدة : 20132
-----------------------------------
دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
وأتَى الفطرُ مؤذناً بالتهاني
فجَعَلنا داعي الصَّبوحِ لدينا
بدلاً من سحورهِ والأذانِ
وعزلنا الإدامَ فيهِ ولذنا
بقنانٍ مصفوفة ٍ وقيانِ
ونحَرنا فيهِ نحورَ زِقاقٍ،
وضرَبنا بهِ رِقابَ دِنانِ
واسترحنا من التراويحِ واعتضـ
ـنا بخفقِ الجنوكِ والعيدانِ
فالمَزاميرُ في دُجاهُ زمُورٌ،
والمَثاني مَثالِثٌ ومَثاني
كلَّ يوم أروحُ فيهِ وأغدُو
بَينَ حُورِ الجِنانِ والوِلدانِ
لا تراني، إذا رأيتَ نفيَّ الـ
ـخدِّ أثني طرفي إلى لحياني
مَنظَرُ الصّومِ مع تَوَخّيهِ عندي
مَنظَرُ الشّيبِ في عيونِ الغَواني
ما أتاني شعبانُ من قبلُ إلاّ
وفُؤادي من خَوفِهِ شعبانِ
كيفَ أستشعرُ السرورَ بشهرٍ
زَعَمَ الطّبّ أنّهُ مَرَضانِ
لا تتمُّ الأفراحُ إلاّ إذا عا
دَ سَنا بَدرِهِ إلى نُقصانِ
فيهِ هجرُ اللذاتِ حتمٌ وفيهِ
غيرُ مستحسنٍ وصالُ الغواني
وقبيحٌ فيهِ التنسكُ إلاّ
بَعدَ ستّينَ حِجّة ً وثَماني
فاسقني القهوة َ التي قيلَ عنها
إنّها من شرائطِ الشّيطانِ
خندريساً تكادُ تفعلُ بالعقـ(19/379)
ـلِ فعلِ النعاسِ بالأجفانِ
بنتُ تِسعِينَ تُجتَلى في يَدَي بنـ
ـتِ ثلاثٍ وأربعٍ وثمانِ
كلّما زادَتِ البَصائِرُ نَقصاً
خَطَبُوها بوافِرِ الأثمانِ
شَمسُ راحٍ تُريكَ في كل دورٍ
بدورِ السقاة ِ حكمَ قرانِ
ذاتُ لطفٍ يظنها من حساها
خلقتْ من طبائعِ الإنسانِ
سيّما في الخَريفِ، إذا بَرَدَ الظّـ
ـلّ وصَحّ اعتدالُ فَصلِ الزّمانِ
وانتشارُ الغيومِ في مبدأِ الفصـ
ـلِ، وشَمسُ الخريفِ في الميزانِ
وبساطُ الأزهارِ كالوَشْيِ، والغَيْـ
ـمُ كثَوبٍ مُجَسَّمٍ من دُخانِ
في رِياضِ الفَخْرِيّة ِ الرّحبَة ِ الأكـ
ـنافِ ذاتِ الفنونِ والأفنانِ
فوقَ فرشٍ مبثوثة ٍ وزرابـ
ـيّ عتاقٍ وعبقريّ حسانِ
صَحّ عندي بأنّها جَنّة ُ الخُلـ
ـدِ، وفيها عَينانِ نَضّاخَتانِ
وكأنّ الهِضابَ بِيضُ خُدُودٍ
ضَرّجَتها شَقائِقُ النّعمانِ
وكأنّ المِياهَ دَمعُ سرورٍ،
وكأنّ الرّياحَ قَلبُ جَبانِ
وشموسُ المدامِ تشرقُ والصحـ
ـبُ بظلّ الغَمامِ في صيوانِ
فاسقني صرفها، فإنّ جديدَ الـ
ـغَيمِ يَدعُو إلى عَتيقِ الدّنانِ
بينَ فرشٍ مبثوثة ٍ وزرابـ
ـيٍّ رِياضٍ وعبقَرِيٍّ حِسانِ
في ظِلالٍ على الأرائِكِ منها،
والدّوالي ذاتِ القُطوفِ الدواني
فانتَهِزْ فُرصَة َ الزّمانِ فليسَ الـ
ـمَرءُ من جَورِ صَرفِهِ في أمانِ
وتمتع، فإنّ خوفكَ منها
سُوءُ ظَنٍّ بالواحِدِ المَنّانِ
فرَضعنا دَرّ السّرورِ وظَلنا
في أمانٍ من طارقِ الحدثانِ
شملتنا من ناصر الدين نعمى
نصَرتنا على صُروفِ الزّمانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ الجو
دَ، وقد كانَ داثرَ البُنيانِ
المَليكُ الذي يَرَى المنّ إشرا
كاً بوصفِ المهينِ المنانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ البحـ
ـرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الر
قّ ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
فلباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ومَزايا رَصّعنَ دُرّ المَعاني
ولباغي نَداهُ بِيضُ الأماني
لذتُ حبّاً بهِ، فمَدّ بضَبعَـ
ـيّ وأغلى سِعري، وأعلى مَكاني(19/380)
وحَباني قُرباً، فأصبَحتُ منهُ
مثلَ هارون من فتى عِمرانِ
يا أخا الجودِ ليسَ مثلكَ موجو
داً، وإن كانَ بادياً للعيانِ
أنتَ بَينَ الأنامِ لَفظَة ُ إجما
عٍ عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ولكَ الرتبة ُ التي قصرتْ دو
نَ عُلاها النّيرانُ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيـ
ـضُ وصَلّتْ في البَيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومة ِ الهِياجِ خَطيباً
قائلاً: كلّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقَطعِ الـ
ـرأسِ نطقاً من بعد شقّ اللسانِ
لم يمسّ التّرابَ نَعلاكَ إلاَّ
حسَدَتهُ مَعاقِدُ التّيجانِ
شِيَمٌ لم تكُنْ لغَيرِكَ إلاَّ
لمَعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جَمَعَ اللَّهُ فيكُما الحُسنَ والإحـ
ـانَ إذ كنتما رضيعيْ لبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبَة ِ المَجـ
ـدِ، فوافيتما كمهريْ رهانِ
ثم عاضدتهُ، فكنتُ لهُ عيـ
ـناً وعَوناً في كلّ حَربٍ عَوانِ
فتهنّ بالعيدِ السعيدِ، وإن كا
نَ لكلّ الأنامِ منهُ التّهاني
ليسَ لي في صفاتِ مجدكَ فخرٌ،
هيَ أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعَتْ سَجاياكَ مَعنًى ،
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديـ
ـكَ، فما لي بشكرِهنّ يدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فَيتُ عن بَعضِ ذلكَ الإحسانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
رقم القصيدة : 20133
-----------------------------------
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
منّا ولم يَبقَ سرٌّ غَيرَ مُنْهَتِكِ
وأقبلتْ، وقميصُ الليل قد نحلتْ
أسمالُهُ، ورداءُ الصّبحِ لم يُحَكِ
تَبَسّمَتْ إذ رأتْ مَبكايَ فاشتَبَهَتْ
مدامعي بلآلي الثغرِ في الضحكِ
فحِرتُ من دُرّ عَبراتي ومَبسِمِها،
ما بَينَ مُشتَبِهٍ منها ومُشتَبِكِ
ملكتِ قلبي وجسمي في يديكِ هوًى ،
إن شئتِ فانتهبي، أو شئتِ فانتهكي
أفنَتْ لِحاظُكِ أربابَ الغَرامِ، وما(19/381)
عليكِ في قتلة ِ العشاق من دركِ
يذلّ كلّ عزيزٍ في هواكِ كما
يعزّ كلّ ذليلٍ في حمى الملكِ
مَلْكٌ لو أنّ يَدَ الأقدارِ تُنصِفُهُ،
لما أحَلّتهُ إلاَّ ذُروَة َ الفَلَكِ
يستعظمُ الناسُ من نحكيه عنه، فإنْ
لاذوا به استَقْلَلوا ما كان عنه حُكي
يستعظمُ الناسُ ما نحكيه عنه، فإنْ
تشاركَ الناسُ في إنعام راحتهِ،
ومَجدُهُ في البَرايا غَيرُ مُشترَكِ
بحرٌ، ولكنّهُ طابَتْ مَشارِعُهُ،
والبحرُ يجمَعُ من طيبٍ ومن سَهَكِ
في كفهِ قلمٌ تهمي مشافرهُ،
في نَفعِ مُعتَكَرٍ، أو وَقعِ مُعتَرَكِ
قل للمنكبِ عنهُ كي ينالَ غنى ً،
لقد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مُنسَلِكِ
يا قاصدي البحر إنّي في ذرى ملكٍ،
لديهِ أصبحتُ جارَ البحرِ والملكِ
يا ناصرَ الدّينِ يا مَن شُهبُ عزمتِهِ
منيرة ٌ في سماءِ المجدِ والحبكِ
لا يُقدِمُ الدَّهرُ يوماً أن يَميلَ على
عَبدٍ بحَبلِ وَلاءٍ منكَ مُمتَسِكِ
ما إن حططتُ رحالي في ربوعكمُ،
إلاَّ وكنتم لَنا كالماءِ للسَّمَكِ
ما زِلتَ تَمنَحُني ودّاً، وتَرفَعُني
حتى ظننتُ محلّي ذروة َ الفلكِ
وكيفَ تَدرُجُ بي عن ظلّكُم قَدَمٌ
كأنّني حافياً أمشي على حَسَكِ
أمسى لها جودكم من أوثقِ الشركِ
فاسلمْ على قللِ العلياءِ مرتفعاً
عزاً، وشانئكم في أسفلِ الدركِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
رقم القصيدة : 20134
-----------------------------------
لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
طَعَامَهُ بَينَ شَرابَينِ
وإنّما الحِكمَة ُ في شُربِهِ
شرابهُ بينَ طعامينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
رقم القصيدة : 20135
-----------------------------------
ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
في زجاجٍ كأنهُ المريخُ
ذاتِ نشرٍ تريكَ حاملها وهـ
ـوَ بمسكٍ أو عنبرٍ ملطوخُ
عَتّقَتها القُسوسُ مِسكِيّة َ الأنـ(19/382)
ـفاسِ، لا قارسٌ ولا مطبوخُ
قلتُ: كم عمرُها المَديدُ؟ فقالوا:
خُلِقَتْ قَبلَما يُخلَقُ التّارِيخُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
رقم القصيدة : 20136
-----------------------------------
كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
إذ دَعانا إلى المَسرّة ِ داعِ
وخَلَونا بها بإخوانِ صِدقٍ،
رؤساءِ الحديثِ والإستماعِ
والتَزَمنا شُرُوطَها، واتّبَعنا
أدبَ الإفتراقِ والإجتماعِ
فاجتَمَعنا لها على غَيرِ وَعدٍ،
وافترَقنا عَنها بغَيرِ وَداعِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
رقم القصيدة : 20137
-----------------------------------
أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
عتباً، وكنْ في مزجهنّ أمينا
فالشّمسُ تَسري في الحَقيقة ِ يَسرَة ً،
ويُديرُها الفَلَكُ المُحيطُ يَمينَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
رقم القصيدة : 20138
-----------------------------------
ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
في ثيابِ اللّهوِ والمَرَحِ
أشرقتْ شمسُ المدامِ بهِ،
وجَبينُ الصّبحِ لم يَلُحِ
فظَلَلنا بَينَ مُغتَبِقٍ
بحمياها، ومصطبحِ
وشَدَتْ فيا الدّوحِ صادِحَة ٌ
بضُروبِ السّجعِ والمُلَحِ
كلّما ناحَتْ على شَجَنٍ،
خلتُها غنتْ على قدحِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
رقم القصيدة : 20139
-----------------------------------
أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
فأرتنا الآياتِ والبيناتِ
وتجلتْ من خدرِها، فنهضنا،
ومشينا لفضلِها خطواتِ
كيفَ لا تخضعُ العقولُ لديها،
وهيّ سلطانُ سائرِ المسكراتِ
قَهوَة ٌ بَردُها يَنُوبُ عن الما
ءِ، وتغني طوراً عن الأقواتِ(19/383)
لو حَسَا ابنُ التّسعينَ منها ثَلاثاً
أبدَلَتْ قَوسَ قَدّهِ بقَناة ِ
قَتَلَتها السُّقاة ُ عَمداً لتَحيَا،
بشَبا الماءِ لا حدودِ الظُّباتِ
ألفوا في الكؤوسِ إذ مزجوها،
بينَ ماءَ الحيا وماءِ الحياة ِ
بأحمرارٍ يدبّ في يققِ الما
ءِ دَبيبَ التّضريجِ في الوَجَناتِ
سبكَ الدهرُ تبرها، فتراءتْ
كسنا الشمسِ في الصفا والصفاتِ
جاءَ نَصّ الكتابِ بالنّفعِ فيها،
لو خلتْ من مآثمِ الشبهاتِ
نهكَ المفرطونَ فيها حمَى الإسـ
ـلاَمِ مِن غَيرِ عِدّة ِ وَثَباتِ
لو حَسَوها بما لها من شروطٍ،
بدلتْ سيئاتهم حسناتِ
قلتُ لمّا شربتها مع كرامٍ
عَرَفوا ما لها منَ الآياتِ
ولدينا السرورُ دانَ، وعنّا
الضّدُّ قد غابَ والزّمانُ مُواتِ:
كم يَفُوتُ المُعربدينَ على السّكْـ
ـرِ لدَينا من طَيّبِ اللّذّاتِ
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> اتحدى
اتحدى
رقم القصيدة : 2014
-----------------------------------
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا
فأقتلوني - أتحدّى
واصلبوني - أتحدّى
وانهبوا كسرة خبزي - أتحدّى
واهدموا بيتي وخلّوه حطاما - أتحدّى
وكلوني واشربوني - أتحدّى
وطني أنت المفدّى
والأماني التي تقطر شَهدا
وطني الحرقة والوجد الذي
يأكل عمري
والهوى والضوء في عيني
والشوق الذي يملأ صدري
هذه الأرض بلادي
وسماها ولعي
حاضري .. مستقبلي .. مهدي ولحدي
ودمي .. لحمي .. فُؤادي .. أضلعي
وهي أمي وأبي وهي
أبنائي وجدّي
وتراثي .. وأغانيّ .. وأعلامي ومجدي
بيتي العالي وعنوان التحدّي
وأنا الناس الحزانى
وأنا الشعب المعذّب
وأنا العاصفة الهوجاء
في وجه المظالم
وأنا النهر الذي يجري ويجري
جارفاً كلّ الطغاة
وأنا بركان عشقٍ للوطن
وأنا الخضرة والشمسُ
وقطرات الندى
فاقتلوني - أتحدى
واصلبوني - أتحدى
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،
يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،(19/384)
رقم القصيدة : 20140
-----------------------------------
يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،
وعزّتْ، فقلتُ: اليَومَ عَفّ إزارُها
وقالوا: حِماها قد أحاطَتْ بِهِ الظُّبَى الـ
ـمواضي، فقلتُ: الآنَ طابَ مزارُها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
رقم القصيدة : 20141
-----------------------------------
رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
فهيَ تَروي من سائرِ الأدواءِ
واسقِياني بل اشفِياني، فحِفظُ الـ
ـنّفسِ خَيرٌ من أنْ أمُوتَ بدائي
إن يكُ شربُها حراماً على النا
سِ بنَصّ الكتابِ والأنباءِ
شربُها للدواءِ حلُّ لباغيهِ،
قياساً لها على المُومِياءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
رقم القصيدة : 20142
-----------------------------------
قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
وعطرَ الزهرُ جيوب الرياح
وارتاحَتِ النّفسُ إلى شُربِ راح،
قم هاتِها من كفّ ذاتِ الوِشاح
فقد نعى الليلَ بشيرُ الصباحِ
باكِرْ، فطَرف الدّهرِ في غَفلَة ٍ،
وأنتَ من يومكَ في غفلة ِ
فاعجَلْ، فظِلُّ العَيشِ في نُقلَة ٍ،
واحللْ عرى نومِكَ عن مقلة ٍ
تقلُّ ألحاظاً مراضاً صحاحِ
فقاطع الغمضَ، وصلْ تنشوة ً،
تُوليكَ من بَعد الصِّبَا صَبوَة ً
ولا ترمْ من سكرها صحوة ً،
خلّ الكرى عنكَ، وخذ قهوة ً
تهدي إلى الروحِ نسيمَ الرياحِ
باكِرْ صَبوحَ الرّاحِ بَينَ الدُّمَى
مع كلّ بدرٍ فاقَ بدرَ السمَا
من كلّ حلوِ اللفظِ عذبِ اللُّمَى ،
هذا صبوحٌ وصباحٌ، فمَا
عذركَ عن تركِ صبوحِ الصباح
إنْ لذة ٌ وافت، فكن أهلها،
مخافة َ أن لا ترَى مثلها
وإن نأتْ صارمة ً حبلها،
بادرْ إلى اللذاتِ واركبْ لها
سوابقَ اللهوِ ذواتِ المراحِ
أما تَرى اللّيلَ بنا قَد طَحَا،
والصبحَ بالنورِ لهُ قد محَا
قم فارشفِ الكأسَ ودعْ من لحا(19/385)
من قبل أن ترشُفَ شمسُ الضّحى
رِيقَ الغَوادي من ثُغُورِ الأقاح
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
رقم القصيدة : 20143
-----------------------------------
هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
ونبهَ الصحبَ شدوُ الورقِ في السحرِ
وأقبلَ الصبحُ يدعو بالصبوحِ لنا،
مُناجِياً بلِسانِ النّايِ والوَتَرِ
فاستَيقِظُوا من ثيابِ السّكرِ وابتدروا
راحاً تريحُ من الأحزانِ والفكرِ
مدامة ً أثرتْ في وجهِ شاربِها،
أضعافَ تأثيرِ نورِ الشّمسِ والقَمَرِ
يسعى بها ثملُ الأعطافِ يسعفُها
بنَشوَة ٍ من سُلافِ الغُنجِ والحَوَر
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
رقم القصيدة : 20144
-----------------------------------
أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
بقلبكَ إكسيرُ السّرورِ، فلِمْ تَبكي؟
فقالَ: هَمَتْ عَيني، وسِنّي ضاحكٌ،
وقد تَدمَعُ العَينانِ من شدّة ِ الضّحكِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
رقم القصيدة : 20145
-----------------------------------
وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
جيباً، من الظلماءِ، مزرورا
شاهَدتُ بَدرَ التّمّ فيها، وقد
كَوّرَ شَمسَ الرّاحِ تَكويرَا
بتنا بها نشربُ من قهوة ٍ
قدرها الساقونَ تقديرَا
إن لم تكن أكوابُنا فضّة ً
كانتْ قواريرَ قواريرَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
رقم القصيدة : 20146
-----------------------------------
أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
وللنفسِ منهُ غاية ُ القبضِ والثقلِ
كلوا واشربوا أمرٌ بترتيبِ شربِها،
ولا تشربوا الصبهاءَ، إلاّ على أكل(19/386)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
رقم القصيدة : 20147
-----------------------------------
قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
فقلتُ: هيهاتَ أمرٌ ليسَ ينكَتِمُ
كيفَ السّبيلُ وكلٌّ، حين يَشرَبُها،
يجولُ في وجههِ بعدَ الصفارِ دمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
رقم القصيدة : 20148
-----------------------------------
لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
كأنّ لهُ ثأراً على الأرضِ يُدرَكُ
إذا استَلّ فيهِ الرّعدُ أسيافَ برقِهِ،
فليسَ بهِ إلاّ دمُ الزقّ يسفكُ
فيا حَبّذا فَصلُ الخَريفِ ومُزنُهُ،
وسترُ السحابِ الطلقِ بالبرقِ تحبكُ
وللطلّ في الغدرانِ رقشٌ منمنمٌ،
كأنّ أديمَ الماءِ صرحٌ مشبكُ
ولم أنسَ لي في ديرِ سهلانَ ليلة ً،
بها السحبُ تبكي والبوارقُ تضحكُ
وثوبُ الثرى بالزعرفانِ معطرٌ،
وللرّيحِ ذَيلٌ بالرّياضِ مُمَسَّكُ
وأقبلَ شماسٌ وقسٌّ وأسقفٌ،
ومِطرانُهم مع مَقربانٍ وبَطرَكُ
يحفونَ بي حتى كأنّي لديهمُ
حَبيبٌ مُفَدّى ، أو مَليكٌ يُمَلَّكُ
ويصغونَ لي علماً بأني لبحثهم
عُذَيقُ جَناهُ، والجُذيلُ المُحكَّكُ
وأقبلَ كلٌّ منهمُ بمدامة ٍ،
بها كانَ في تقديسهِ يتنسكُ
فذلكَ نحوي يحملُ الكأسَ جائياً،
وهذا بمسحِ الكفّ بي يتبركُ
وطافوا بكأسٍ لا يوحدُ راحُها،
ولكن لها في الكأسِ ماءٌ يُشَرِّكُ
مشعشعة ٌ يخفي الزجاجُ شعاعها،
فمن نُورِها سِترُ الدُّجُنّة ِ يُهتَكُ
تَوَهّمَها السّاقُونَ نُوراً مُجَسَّماً،
فظلتْ بها بعدَ اليقينِ تشككُ
إذا قَبّلوها يُنعِشُ الرّوحَ لُطفُها،
وإن تركوها، فهيَ للجسمِ تهتكُ
وإن سامحوها في المزاجِ تمردتْ،
ومالتْ فكادتْ أنفسُ الصحبِ تهلكُ
فتَكنا بسَيفِ الماءِ فيها، فَحاوَلَتْ
قصاصاً، فباتتْ وهيَ في العقلِ تفتكُ(19/387)
وهَبّ لَنا شادٍ كَريمٌ نِجادُهُ،
خُؤولتُهُ في الفَخرِ قَيسٌ وبَرمَكُ
يُحَرّكُ أوتاراً تُناسِبُ حسَّها،
بها تَسكُنُ الأرواحُ حينَ تُحَرَّكُ
إذا جسّ للعشاقِ نغمة ٍ
يُشارِكُها في البَمّ رَستٌ وسَلمَكُ
ورتّلَ من شِعري نَسيباً مُنَقَّحاً،
يكادُ يُعيرُ الرّاحَ سُكراً ويُوشكُ
إذا ما تَأمّلتُ البُيوتَ رأيتُها
نُضاراً بنارِ الألمَعيّة ِ يُسبَكُ
ولمّا مَلَكتُ الكأسَ ثمّ حسَوتُها،
تقاضتْ فظلتْ، وهيَ للعقلِ تملكُ
بخلتُ على الأغيارِ منها بقَطرَة ٍ،
وجُدتُ لساقيها بما كنتُ أملِكُ
وناوَلتُهُ كأساً، إذا ما تَمَسّكَتْ
يداهُ بها ظلتْ بها تتمسكُ
فظلّ إلى اللذاتِ يهدي نفوسنا،
على أنه لا يهتدي أين يسلكُ
فلا تنسَ في الدنيا نصيبكَ، وابتدرْ
إلى الراحِ، إنّ الراحَ للروحِ تمسكُ
وثقْ أن ربّ العرشِ، جلّ جلاله،
غفورٌ، رحيمٌ، للسرائرِ مدركُ
وما كانَ من ذَنبٍ لدَيهِ، فإنّهُ
سيَغفِرُهُ إلاَّ بهِ حينَ نُشرِكُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
رقم القصيدة : 20149
-----------------------------------
حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
ـتة ِ، بعدَ التحريمِ للنفعِ فيها
وسلافٌ بنفعِها نطقَ القرآ
نُ قد حرمتْ على عارفيها
يلبسُ الجهلَ من قصدَ السكـ
ـرَ، فيُمسي بها الحَليمُ سَفيها
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ازرعوني
ازرعوني
رقم القصيدة : 2015
-----------------------------------
إزرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل(19/388)
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
رقم القصيدة : 20150
-----------------------------------
أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
ورأى الصَّونَ احتكاراً فسَباها
قَهوَة ٌ، لو قيلَ للشّمسِ اسجُدوا
وبَدَتْ حُقّتْ على النّاسِ اشتباها
جَرَّدَ المَزْجُ عَلَيها سَيْفَهُ،
عندَما سَلّتْ على اللّيلِ ظُبَاها
وأباها المزجُ لمّا مزجتْ،
وإذا ما انتَسَبَتْ كانَ أباها
فرأينا الليلَ صبحاً عندما
برَزَتْ تُجلَى عَلَينا من خِباها
هتكَتْ أنوارُها سِترَ الدّجَى ،
بصفاحٍ خرقَ الليلَ سناها
قابلَتنا، فسَجَدنا هَيبَة ً
لمحَيّاها، وعَفّرنا الجِباها
في رِياضٍ عَطّرَتْ أنفاسُها
سائرَ الآفاقِ، إذ هَبّتْ صَبَاها
ألبستها السحبُ من وشي الكلا
حللاً، مذْ بلغَ السيلُ رباها
فقَضَينا لذّة َ النّفسِ بها،
في صفا عيشٍ بهِ الدهرُ حباها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
رقم القصيدة : 20151
-----------------------------------
نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
محرمة ٌ، إلاّ على من لهُ علمُ
وقد جاءَ في القُرآنِ إثباتُ نَفعِها،
ولكن فيهِ من تَوابِعِها إثمُ
وذاكَ بقَدرِ الشّاربين وعَقلِهِم،
ففي معشرٍ حلٌّ، وفي معشرٍ حرمُ
ولو شاءَ تَحريماً على كلّ مَعشَرٍ
لقالَ رسولُ اللَّه لا يُغرَسُ الكَرَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألا يا مَلِكَ العَصـ
ألا يا مَلِكَ العَصـ
رقم القصيدة : 20152
-----------------------------------
ألا يا مَلِكَ العَصـ
ـرِ، ويا نادرة َ الوقتِ
ومن شرفَ قدرَ الدسـ(19/389)
ـتِ، والكرسيِّ والتختِ
ومن ما زال صدرَ الجيـ
ـشِ والموكبِ والدستِ
ألا فانظُرْ إلى الفِردَوْ
سِ كالفردوسِ في النعتِ
وبادرْ غيرَ مأمورٍ
وكُنْ للهَمّ ذا مَقتِ
وزفّ الراحِ لازلتَ
سَعيدَ الجَدّ والبَختِ
منَ السبتِ، إلى السبتِ،
إلى السبتِ، إلى السبتِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
رقم القصيدة : 20153
-----------------------------------
يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
لجودهِ الغيثُ حسدْ
ومن حوى مكرمة َ الـ
ـأنواءِ مع بأسِ الأسَدْ
أما تَرَى الزّهرَ، وقد
أججَ ناراً ووقدْ
وانتَبَهَ الدّهرُ لَنا،
مِن بَعدِ ما كانَ رَقَدْ
فاغتنمِ العيشَ، ولا
تردّ منهُ ما وردْ
وواصِلِ الشّربَ، وقُل
أنجزَ حرٌّ ما وعدْ
من الأحدْ، إلى الأحد،
إلى الأحَد، إلى الأحَدْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
رقم القصيدة : 20154
-----------------------------------
أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
وسامي القَدرِ على النّسرَينِ
ورَّب الفَضلِ، وجمَّ البَذلِ،
ومن بالعَدلِ حَكَى العُمَرَينِ
أرى الأنوارَ من النوارِ
شبيهَ بدتْ للعينِ
فقم من بعد نهوضِ السعدِ
فإنّ الوعدَ شبيهُ الدينِ
خذِ اللذاتِ من الأوقاتِ
ودعْ ما فاتَ قبيلَ البينِ
وقُمْ نَرتاحُ لشُربِ الرّاحِ،
فللأقداحِ سناها زينِ
من الاثنين، إلى الاثنين،
إلى الاثنينِ، إلى الاثنينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
رقم القصيدة : 20155
-----------------------------------
يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
وجودهُ للورى غياثا
ومَن إذا جارَ صَرفُ دَهرٍ،
فقدَ نجا من بهِ استغاثا
أما تَرَى الزّهرَ وهوَ زاهٍ،
والجونَ قد جادَهُ وغاثَا
وقد وَفَى دَهرُنا، وكانَتْ
جبالُ ميعادهِ رثاثا
فاغتنمْ وفي موعدِ الليالي(19/390)
من قَبلِ أن تُحدثَ انتِكاثَا
وباكِرِ الرّاحَ كلّ يومٍ،
ولا ترمْ دونها التباثَا
من الثلاثا، إلى الثلاثاً،
إلى الثلاثَا، إلى الثلاثَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
رقم القصيدة : 20156
-----------------------------------
أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
رَحيبُ الفِناءِ رَفيعُ البِناءِ
ومن وجهه مثلُ شمسِ النهارِ
عزيزُ المقالِ عزيزُ السناءِ
ومَن إن أرَدنا دُعاءً لَنا،
دعونا لأيامهِ بالبقاءِ
الستَ ترى الأرضَ قد زخرفتْ،
وقد ضحكتْ من بكاءِ السماءِ
فثُبْ كلّ يَومٍ إلى قَهوَة ٍ،
تشاكَلُ كاساتُها في الصّفاءِ
ومُرْ ساقيَ الرّاحِ يَمزُجْ لَنا
مِياهَ الحَياة ِ بماءِ الحَياءِ
من الأربعاءِ، إلى الأربعاءِ،
إلى الأربعاءِ، إلى الأربعاءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
رقم القصيدة : 20157
-----------------------------------
يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
ـمِ، وصاحبَ الربعِ الأنيسِ
ومَنِ انجَلَى بضِياءِ بَهـ
ـجته دجى الخطبِ العبوسِ
انظُرْ إلى زَهرِ الرّيا
ضِ عليكَ يجلى كالعروسِ
والدّوحُ قد جَعلَ الشّقيـ
ـقَ بَرانساً فوقَ الرّؤوسِ
فاطردْ لَنا وَهمَ الحَوا
دِثِ بالكميتِ الخندريسِ
في كلّ يوم تجتلي
صباً يجلَّى في الكؤوسِ
منَ الخَميسِ، إلى الخَميـ
ـسِ، إلى الخميسِ، إلى الخميسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
رقم القصيدة : 20158
-----------------------------------
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
وعاقِرْ صَفوَ عَيشِكَ بالعُقارِ
وهبّ مع الصباحِ إلى صبوحٍ،
وصلْ آناءَ ليلكَ بالنهارِ
وإنْ شرفتَ مجلسنا، فإنّا
لنا حقّ الصداقة ِ والجوارِ
فعندي سادة ٌ غرٌّ كرامٌ،
يَزينُونَ الخَلاعَة َ بالوَقارِ
ومَجلِسُنا بهِ ساقٍ صَغيرٌ،(19/391)
يُحَيّينا بأقداحٍ كِبارِ
إذا ما قلت: مهلاً! قال: مه لا،
وحقك ليسَ ذا يوم اختصارِ
وشادٍ قد حوى في الخدّ منهُ
كما في الكأسِ من ماءٍ ونارٍ
إذا أرضَى مَسامعنا بشَدوٍ،
تُجاوِبُهُ البَلابلُ والقُمارِي
وحضرتنا من الأزهارِ ملأى ،
من الوَردِ المُكَلَّلِ بالبَهارِ
وفي ميداننا فرسانُ لهوٍ،
كماة ٌ في المجالسِ لا القفارِ
رماحُهُمُ الشّموعُ بهِ، وفيهِ
دُخانُ النّدّ كالنّقعِ المُثارِ
وراحق في لجينِ الكأسِ تحكي
بصفرة ِ لونها ذوبَ النضارِ
وقد عَقَدَ الحَبابُ لها نِطاقاً،
لمِعصَمِ كأسِها شِبهَ السِّوارِ
فَلا تَعزِمْ لَنا عُذراً، فإنّا
نجلكَ عن مقامِ الإعتذارِ
وعَجّلْ بالتّفَضّلِ، أو أرِحنا
بمَنعِكَ عن عَناءِ الانتِظارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
رقم القصيدة : 20159
-----------------------------------
قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
بَنُو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ ابنِ شَيبانَا
ولا تُطع في اطّراحِ الرّاحِ ذا مَلَقٍ،
عندَ الحفيظة ِ إن ذو لوثة ٍ لانَا
أما تَرَى الصّحبَ إذ نادى النّديمُ بهم،
طاروا إليهِ زرافاتٍ ووحدانَا
إن قال: هبوا لنا كانَ السرورُ لهُ
في النائباتِ على ما قالَ برهانَا
قومٌ أقاموا على لذاتِ أنفسهم،
لَيسوا من الشرّ في شيءٍ، وإن هانَا
لم يسألوا عن ولاة ِ الجورِ معدلة ً،
ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانَا
قد أقسَمَ الدّهرُ أن العَينَ ما نَظَرَتْ
سواهمُ من جَميعِ النّاسِ إنسانَا
يُبدونَ عندَ الرّضَى ليناً، فإن غَضِبوا،
شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانَا
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أماماً وأعلى !
أماماً وأعلى !
رقم القصيدة : 2016
-----------------------------------
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. نفديك بالروحِ
شبلاً فشِبلا
ونمشي كعاصفة النارِِ
شيخاً وطفلا
ليبقى لواؤك(19/392)
فوق السِّماك وأعلى
بلادي تبقين في الكون
نجماً معلّى
وتبقين دوحة عزٍ
فروعاً وأصلا
حملناك فوق الأكفِّ -
تباركت حملا
وشلناك مأساة شعبٍ
أبى أن يذلاّ
بلادي عبدنا ربوعك
طوراً وسهلا
نقشناك في دفتر القلب
فصلاً ففصلا
رسمناك
زيتونةً ..
دوالٍ ونخلا
رسمناك عشباً ، سحاباً
بيوتاً وأهلا
ومرج عناقٍ تفتح
ورداً وفلاّ
وتسبيح قُبّرةٍ
رقدت تتفلّى
عبدناك صحوة فجرٍ
وشمساً وظلاّ
وشوكاً وصبراً
وزعترةً تتجلّى
وشاطئ بحرٍ تقدّس
صخراً ورملا
أماماً
أماماً ..
وأعلى
فاعلى ..!!
ويا نجمة الصبح غيبي -
بلادي أحلى
ويا جنة الخلد روحي -
بلادي أغلى
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. بلادي ..
لياليك بالنصر حُبلى
وأنت تراث الجدود الذي
ليس يبلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أحلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أغلى .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
رقم القصيدة : 20160
-----------------------------------
رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
تجددُ أنسَ خلانِ الوفاءِ
وأربابُ الوَدادِ لهم قلوبٌ،
يُذيبُ صَميمَها فَرطُ الجَفاءِ
فشَرّفْ بالحُضورِ، فإنّ قَلبي
يُؤمِّلُ منك ساعاتِ اللّقَاءِ
وحيّ على المدامِ، ولا تبعِها
بما فوقَ الثرى لكَ من ثراءِ
فقَد وَشّى الرّبيعُ لَنا رُبُوعاً،
فوَشّعَها كتَوشيعِ الرّداءِ
ونحنُ بمنزلٍ لا نقصَ فيهِ،
رَحيبَ الرَّبعِ مُرتَفِعِ البِناءِ
وفي داري بُخارِيٌّ وخَيشٌ،
أُعِدّا للمَصيفِ وللشّتاءِ
فهذا فيهِ شاذروانُ نارٍ،
وهذا فيهِ شاذروانُ ماءِ
ومَنظَرَة ٍ بها شبّاكُ جامِ
رقيقِ الجرم معتدلِ الصفاءِ
يردّ البَردَ والأهواءَ عَنّا،
ويأذنُ للأشعة ِ والضياءِ
وبركتنا بها فوارُ ماءٍ
يُجيدُ القَصدَ في طَلَبِ السّماءِ
إذا سَفَرَ الصّباحُ لها أضاءَتْ
بماءٍ مثلِ مَسرودِ الأضاءِ
وشادٍ يُرجِعُ الصّهباءَ سَكرَى
بما يبديهِ من طيبِ الغناءِ(19/393)
وساقٍ من بني الأعرابِ طفلٍ،
يزين الحسنَ منهُ بالذكاءِ
ذكاءُ قريحة ٍ وذكاءُ نشرٍ،
وأنوارٌ تفوقُ على ذكاءِ
وراحٌ تعبقُ الأرجاءُ منها،
كأنّ أريجها طيبُ الثناءِ
إذا اتحدتْ بجرمِ الكأسِ أخفتْ
بساطعِ نُورِها جِرمَ الإناءِ
تعظمُ قدرَ كلّ سليمِ طبعٍ،
وتصغرُ قدرَ أهلِ الكبرياءِ
وقد سَتَرَ السّحابُ ذُكا، وفُضّتْ
جلابيبُ الغيومِ على الفضاءِ
سماءٌ بالغيومِ شبيهُ أرضٍ،
وأرضٌ بالخمائلِ كالسماءِ
إذا درئت بها الأداءُ جاءتْ
بما يغنيكَ عن شربِ الدواءِ
وقد زرناكَ في أمسٍ، فزرنا
نكنْ عندَ الزيارة ِ بالسواءِ
فشَرطُ الرّاحِ أن تَدعو وتُدعَى ،
فتسعف بالإجابة ِ والدعاءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
رقم القصيدة : 20161
-----------------------------------
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
ويعدلُ فينا باللقاءِ فتعدلُ
ويُسعِفُنا بالقُربِ منكَ، فتَغتَدي،
ودونَكَ أستارُ التّحَجّبِ تُسبَلُ
فملْ نحوَ إخوانِ الصفاءِ، ولا تقل،
فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
فإنْ لم تَزُرنا، والخيامُ قَريبَة ٌ،
ولا سِترَ إلاَّ الأتحميّ المُرَعبَلُ
فكَيفَ إذا حَقّ التّرَحّلُ في غَدٍ،
وشُدّتْ لطَيّاتٍ مَطايا وأرحُلُ
فقَد مَرّ لي يومٌ سَعيدٌ لغَيمِهِ
لبائدُ عن أعطافِهِ ما تَرَجَّلُ
ولَيلَة ِ سَعدٍ يَصطَلي العُودَ ربُّها،
سُروراً، وفي آنائِها البَدرُ يُشغَلُ
أدارَ بها الوِلدانُ كأساً رويّة ً،
وشَمّرَ منّي فارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فنَحنُ وقد حَيّا السّقاة ُ بشُربِها،
فريقانِ مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
وهَبَّ لَنا شادٍ حَكَى الغُصنَ قَدُّهُ،
ألفُّ، إذا ما رعتهُ اهتاجَ، أعزلُ
يَجُسّ من الأوتارِ صُهباً، كأنّها
خُيوطَة ُ ماريٍّ تُغارُ وتُفتَلُ
يَفرّ بها من نَحرِهِ، فكأنّهُ
يطالعها في أمرهِ كيفَ يفعلُ
إذا هَزّ للتّرجيعِ رخصَ بَنانِهِ،
يثوبُ فتأتي من تحيتٍ ومن علُ(19/394)
تُتابعُهُ فيها رُمُوزٌ، كأنّها
مُرَزّأة ٌ ثَكلَى تُرِنّ وتُعوِلُ
إذا واحدٌ منها استَعانَ بصَحبِهِ،
دعا، فأجابتهُ نظائرُ نحلُ
وقامَتْ لَنا عندَ السّماعِ رَواقِصٌ،
عَذَارَى عَلَيهنّ المُلاءُ المُذَيَّلُ
يحركنَ في الكفينِ شيزاً كأنهُ
قِداحٌ بكَفّيْ ياسرٍ تَتَقَلْقَلُ
إذا الرّقصُ هزّ الرِّدفَ منهنّ خِلتَهُ
يَظَلّ بهِ المُكّاءُ يَعلُو ويَسفُلُ
فثُبْ نحوَ صَحبٍ لم تَزَلْ مُتَفَضّلاً
علَيهم، وكانَ الأفضَلَ المُتَفَضِّلُ
فذا العيشُ لا من أصبحَ السيدُ جاره،
وأرقَطُ زُهلولٌ، وعَرفاءُ جَيألُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
رقم القصيدة : 20162
-----------------------------------
تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
إذا زُرتَها تَمّتْ لَدَيّ المَحاسِنُ
أوانٍ، وساقٍ غَيرُ وانٍ، ومُطرِبٌ،
وراحٌ لها طيبُ السرورِ مقارنُ
فإن زرتَ مغنانا تكن أنتَ أولاً،
وعَبدُكَ ثانيها، وشادٍ وشادِنُ
وخامسُها الراووقُ والكأسُ سادسٌ،
وسابعُها الإبريقُ، والعُودُ ثامِنُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
رقم القصيدة : 20163
-----------------------------------
هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
ـلّ وَليٍّ بمِثلِها مَسرُورُ
وأنا اليَومَ في طِلابِكَ كالدّو
لابِ تَجري دُمُوعُهُ ويَدورُ
ولدينا راحٌ ونقلٌ ومشمو
مٌ ومردٌ تحيي النفوسَ وحورُ
وتمامُ السرورِ عندي إن أمـ
ـكن من وَجهك الجميلِ الحضورُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
رقم القصيدة : 20164
-----------------------------------
أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
كنوزِ العَفافِ وكَهفِ العُفاة ِ
ويا من يرى الجودَ حتماً عليهِ(19/395)
وفرضَ الصلاتِ كفرضِ الصلاة ِ
ومن رأيُه في الأمورِ الجِسامِ
سبلُ النجاحِ وسفنُ النجاة ِ
لقَد ساعَدَ الفِطرُ رَبَّ الصّيامِ
بعيدٍ موافٍ وعيشٍ مؤاتِ
وعنديَ ظبيٌ غريبُ الجمالِ
غَزيرُ الصّفاءِ عَزيزُ الصّفاتِ
يُديرُ الصّفاءَ كماءِ الحَيا،
وماءِ الحَياءِ، وماءِ الحَياة ِ
وقد طَبّقَ الجَوَّ غَيمٌ جَهامٌ
أحاطَ بهِ من جميعِ الجهاتِ
ونحنُ نُقابلُ جَيشَ الرّبيعِ
بزَفّ الهَناءِ، وزنّ الهَناتِ
فساعدْ سعدتَ بنيلِ الوفاقِ
لأهلِ الوفاءِ قبيلَ الوفاة ِ
وزرنا، فإنّ الذّ الهباتِ
إعادَة ُ أيّامِنا الذّاهِباتِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
رقم القصيدة : 20165
-----------------------------------
شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
حتى انقضتْ ليل ليلة ٌ صالحَه
فعُدْ بها حتى تَقُولَ الوَرى :
ما أشبَهَ اللّيلَة َ بالبارحه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
رقم القصيدة : 20166
-----------------------------------
أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
فَما سَرّني القُربُ من صاحِبِ
لئِن كنتَ عن ناظري غائِباً،
فعن خاطري لستَ بالغائبِ
ألَستَ تَرَى الدّهرَ يَجري بنا،
كجري المطية ِ بالراكبِ
فزرني أعدْ بكَ مستدركاً
لما فاتَ من عيشنا الذاهبِ
فعندي قليلٌ من البختجوشِ
هدايا فقيهٍغلى تائبِ
كأنّ شذا عرفها عنبرٌ،
يُلاثُ بهِ شارِبُ الشّارِبِ
وغُرفَتُنا خَلوَة ٌ للعُلومِ
أُعِدّتْ كصَومَعَة ِ الرّاهبِ
وقَينَتي خَلفَ كُتبِ الصّحاحِ
تحتَ الجرارِ إلى جانبي
إذا شمها الناسُ كابرتهم،
وأقسمتُ بالطالبِ الغالبِ
وإن شوهدتُ قلتُ: نيمختح
أداوي بهِ وجَعَ الحالبِ
ولن يُنكِرَ النّاسُ إن زُرتَني
لسعي فقيهٍ إلى كاتبِ
فحيّ على الراحِ قبلَ الدروسِ
ولا تَجعَلِ النّدبَ كالواجبِ
وخذها بأوفرِ أثمانها،
ولا تأسَ من غبطة ِ الكاتبِ(19/396)
وغالِ بها، أنها جوهرٌ،
فقيمتُها غرضُ الطالبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
رقم القصيدة : 20167
-----------------------------------
تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
تقلدُ بالمنّ جيدَ الزمانِ
تُضاعِفُ بالأمن بأسَ الشّجاع
وتُضعِفُ بالرّعب قلبَ الجَبانِ
يَسُرّ المَسامعَ في جَوّه
هديرُ القناة وشدو القيانِ
وعندي ساقٍ ينوبُ المدامَ،
فسكرنا بلطيف المعاني
وتحسبُ قهوتنا كاهناً
لما أظهرتْ من صفاتٍ حسانِ
إذا ما حَساها الفَتى وُكّلَتْ
بحَلّ الضّمير وعَقد اللّسانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
رقم القصيدة : 20168
-----------------------------------
إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
فتلكَ عندي منة ٌ لا تجحدُ
فالعَبدُ في هذا النّهار بخَلوَة ٍ
محجوبة ٍ، وبها ثلاثٌ تحمدُ
راحٌ مُعَتَّقَة ٌ، وشادٍ مُطربٌ،
طَلقٌ مُحَيّاهُ، وساقٍ أغيَدُ
من بَعد ما قد كانَ مَجلِسُهُ كما
قالَ الوَليدُ لكَي به يستَشهدُ
فأقلُّ خلوَته الخَفيفَة ِ مَحفِلٌ،
وأخفُّ مجلسه المحجبِ مشهدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
رقم القصيدة : 20169
-----------------------------------
لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
حينَ أسعدَ القدرُ
إنّ صفوَ عيشتنا،
لا يشوبه كدرُ
فابتَدِرْ لمَجلِسِنا،
فاللبيبُ يبتدرُ
واعجبنْ لشمس ضحًى ،
قد سَعَى بها قَمَرُ
والخُطُوبُ غَافِلَة ٌ،
والرّفاقُ قد حَضَرُوا
والعيونُ ناظرة ٌ،
والقلوبُ تنتظرُ
غير أنهم نفرٌ
عن رضاكَ ما نفروا
إن مَنَحتَهم شَكَرُوا،
أو منعتهم عذروا
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> كلمات .. للوطن
كلمات .. للوطن
رقم القصيدة : 2017
-----------------------------------
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،(19/397)
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
رقم القصيدة : 20170
-----------------------------------
أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
أو زرْ فقد زادَ الجوَى بي
فبمجلسي صرفُ المدام
لَدَى سَواقينا الجَوابي
وبه القدورُ الراسياتُ
لدَى جِفانٍ كالجَوابي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
رقم القصيدة : 20171
-----------------------------------
قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
مع كلّ ذي طلعة ٍ بالبدر مشتبهِ
وقد عزمتُ بأن أغشاهُ ثانية ً،(19/398)
فهل تعينُ على غيٍّ هممتُ بهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
رقم القصيدة : 20172
-----------------------------------
قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
نَتَلَقّى الصّيامَ التّنهيسِ
ثمّ قَدّمْ لَنا التّأهّبَ للصّومِ،
وداعَ السلافة ِ الخندريسِ
لا تقلْ إنها ليالٍ شرافٌ،
لستُ ألقى سعودها بنحوسِ
إنّ يوماً مباركاً لاجتلاءِ الـ
ـرّاحِ خَيرٌ من هَولِ يومٍ عَبُوسِ
فَغَدا يَقرأُ الصّيامُ بفَحوا
هُ على النّاسِ آيَة َ الدَّبُوسِ
وتَرى بَينَنا وبَينَ المَلاهي
وكؤوسِ المُدامِ حَربَ البَسوسِ
فالقَ صَدرَ الخَميسِ منكَ بصَدرٍ،
لم يزل في الهاجِ صدرض الخميسِ
فلَدَينا مُدامَة ٌ ونَدامَى ،
كبدورٍ، قد أحدقتْ بمشوسِ
كلُّ شَهْمٍ أجرا جَناناً من الصّقـ
ـرِ، وأبهَى حُسناً من الطّاوُوسِ
مجلسٌ شارفَ الكمالَ، ولا يكـ
ـمُلُ إلاَّ بوَجهِكَ المَحرُوسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
رقم القصيدة : 20173
-----------------------------------
بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
وبأبوابِكَ الشراف نلوذُ
ولكَ الأنعمُ التي كلُّ حدسٍ
بَينَنا غَيرَ شُكرها مَنبُوذُ
يا مليكاً للمال منهُ نفادٌ،
ولآرائِهِ الشّرافِ نُفُوذُ
قد خلونا بمجلسٍ كلُّ ما فيـ
ـهِ، سوى البعد عن عُلاك، لذيذُ
ولدينا شادٍ، ونقلٌ، ومشمو
م، وطَيرٌ يُشوَى ، وخبزٌ سَميذُ
وغلامٌ من النّصارى بماء الـ
ـحسن قبلَ اعتماده معموذُ
لو رأى لَفظَهُ الرّئيسُ ابنُ سينا
سرهُ أنهُ لهُ تلميذُ
قد أخذناهُ من ذويه، ولكن
كلُّ قلبٍ في أسره مأخوذُ
ومَسَرّاتُنا تَمامٌ، فَما أعوَ
زَ بينَ الرفاق إلاّ النبيذُ
أعوزتُ بغتة ً فحاليَ موقو
فٌ، وقلبي لفقدها مفقوذُ
إن تساعدْ بها، فكم من أيادٍ
لكَ فكري لشكرها مشحوذُ
قَيّدَتْ شاردَ الثّنا لك والشّكـ
ـرَ، فما للثناء عنها شذوذُ(19/399)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
رقم القصيدة : 20174
-----------------------------------
فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
حُ، وحالَتْ قَواعدُ النّدمانِ
وحَقيقٌ، إذا تَعَذّرَت الشّمـ
ـسُ، فسادُ النبات والحيوانِ
فَتَصَدّقْ بقَهوَة ٍ، إنْ تَجَلّتْ
في الأواني، ظنَنتَ فيها الأواني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
رقم القصيدة : 20175
-----------------------------------
وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
مُنى النفس، واستحييتُ من كثرة المطلِ
فمنّ بأرطالٍ عليّ حبيبة ٍ
إليّ، فإني أعشقُ المنّ بالرطلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
رقم القصيدة : 20176
-----------------------------------
خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
ولا تَطعَما حتى الصّباح كَراكمَا
فإنّ لييلات الشتاء أنيسة ٌ،
إذا نمتما قد فاز فيها سواكما
وقد أمكنتْ في مجلس الشرب ستة ٌ،
وكلٌّ على وفق الصّواب رضاكُمَا
شموعٌ، وشمامٌ، وشادٍ، وشادنٌ،
وشَهدٌ، وشَرْبٌ يَشتَهي أن يَراكمَا
فلا تَحرماني منكما حُسنَ صُحبَة ٍ،
ألذُّ بها، إني محبّ لذاكُمَا
وإن كانَ هذا العيشُ من غير مانعٍ،
فلا أحسنَ الرحمنُ فيه عزاكما
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
رقم القصيدة : 20177
-----------------------------------
ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
وحياة ٌ المرء في الدنيا غرورُ
لا تدعْ نهبَ سرورٍ عاجلاً،
كلّما أمكَنَ في الدّنيا سُرُورُ
فأسرعِ الخَطوَ، فعِندي شادنٌ،
وفتاة ٌ وخمورٌ، وأمورُ
وسُقاة ٌ، وحُداة ٌ، وغِناً،
وجنوكٌ، وطبولٌ، وزمورُ
كلّما دُرنا رأينا بَينَنا
شادناً يَشدو، وكاساتٍ تَدورُ(19/400)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
رقم القصيدة : 20178
-----------------------------------
قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
لا مدامٌ وحضرة ٌ وسماع
ليسَ من شأننا التقيدُ بالشر
ب، فإن زالَتْ زالَتِ الأطماع
إن يكن صدنا عن الراح ذو الأمـ
ـر، وذو الأمر في الأمور مُطاع
فلَدَينا مُدامَة ٌ ما أتَى النّـ
ـص بتحريمها ولا الإجماع
إن يكنْ حرمَ المدامُ علينا،
فلَدَينا الحَشيشُ والفُقّاع
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
رقم القصيدة : 20179
-----------------------------------
حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
وفُقتَ النّاسَ فَضلاً وانتِسابَا
فكيفَ رَضيتَ أن أشكوكَ يوماً،
وأغلظ في الكتابِ لكَ العتابا
أزجي الكتبَ من فذٍ ومثنى ً،
فلَستَ تُعيدُ عن خَمسٍ جَوابَا
وأحسَبُ عَدّها ببَنانِ كَفّي،
كذلكَ شأنُ من عملَ الحسابا
فكمْ أوليكَ وداً واعتقاداً،
فتُوليني صُدوداً واجتنابَا
هدَمتَ القَلبَ ثمّ سكَنتَ فيهِ،
فكَيفَ جعَلتَ مَسكنكَ الخَرابَا
فزرنا إنّ مجلسنا أنيقٌ،
يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشّبابَا
يُقابِلُهُ بُخارِيٌّ تَلَظّى ،
فتحسبُ حرّ آبٍ منهُ آبا
له تاجٌ يركَ النارَ تجلَى ،
وتَنظُرُ للدّخانِ بِهِ احتِجابَا
فوِلدانٌ تُديرُ بذا مُداماً،
وغِلمانٌ تُديرُ بذا كِتَابَا
ولَيلَتُنا شَبيهُ الصّبحِ نُوراً،
وقد عَقَدَ البَخورُ بها ضَبَابَا
كأنّ ظَلامَها بالشّمعِ فَودٌ،
وقد وخطَ القتيرُ به، فشابَا
ويرفدُ ضوءَ شمعتنا غلامٌ
لها في اللّيلِ تَحسَبُهُ شِهابَا
تقاصرَ دونها قداً، وقدراً،
وجاوزها ضياءً والتهابَا
إذا اقتَسَمَ العَقائرَ مَن لَدَيها،
جعَلنا اسمَهُ الشّحمَ المُذابَا
وقهوتنا من المطبوخِ حلٌّ،
إذا رُعيَ الفقيهُ لها أجابا
تجلتْ في الزجاجِ بغيرِ خدرٍ،
وصَيّرَتِ الحَبابَ لها نِقابَا(19/401)
ولمّا ساقنا نظمٌ بديعٌ،
يَسرّ النّفسَ خَطّاً، أو خِطابَا
جَعَلنا الماءَ شاعرَنا، فلَمّا
جرت في فكرهِ نظمَ الحبابا
فزرنا تكملِ اللذاتُ فينا،
ولا تفتحْ لنا في العتبِ بابا
ولا تَجعَلْ كلامَ الضّدّ عُذراً،
تَصُدّ بهِ الأحبّة َ والصّحابَا
فإنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ،
إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا
ومثلُكَ لا يُدَلّ على صَوابٍ،
وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ الصّوابَا
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> عندما يغفو القدر .. !
عندما يغفو القدر .. !
رقم القصيدة : 2018
-----------------------------------
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا ..
أيامَ صُغناها عبيراً للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها
سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه
واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
***
***
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر .. من هجر !
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا
ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟!
***
***
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا
سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني
الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً
عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني
ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
رقم القصيدة : 20180
-----------------------------------
أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
ـكَ صباحاً عن المساءِ السيعدِ(19/402)
وفهمنا منَ الفتورِ نشاطاً،
كانَ منها في نهبَ وردِ الخدودِ
وعلمنا لم طلقتْ لذة ُ الغمـ
ـصِ، بما راجَعت من الشّهيدِ
فلِخَمرِ السّهادِ فيها خُمارٌ،
مُخبِرٌ بانقِضاءِ عَيشٍ رَغيدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
رقم القصيدة : 20181
-----------------------------------
إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
فاعفُ عنّي يا راحَة َ الأرواحِ
أيّ عَقلٍ يَبقَى هناكَ لمِثلي،
بينَ سُكر الهوى وسُكر الرّاحِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
رقم القصيدة : 20182
-----------------------------------
وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
ولكن لأسبابٍ يقومُ بها العذرُ
جمعتَ لنا راحاً وروحاً وراحة ً،
وكلٌّ لهُ في العقل ما تفعلُ الخمرُ
وأبديتَ أخلاقاً حكَى الراحَ فعلُها،
وليسَ عجيباً أن يتعتعني السكرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خبروني بما لستُ أدري،
خبروني بما لستُ أدري،
رقم القصيدة : 20183
-----------------------------------
خبروني بما لستُ أدري،
من أمورٍ أبديتُ في حالِ سكري
فاعتراني الحيا، وكدتُ، وحاشا
يَ بأنّي أتُوبُ عن كأسِ خَمرِي
ثم راجعتُ رشدَ عقلي، وكفر
تُ يَميناً، كانتْ وَساوِسَ صَدرِي
فلَئِن كنتُ قد أسأتُ فمَولا
يَ على سكرتي يمهدُ عذري
لم يكن ذاكَ عن شُعوري ولكنْ
أنتَ تدري بأني لستُ أدري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
رقم القصيدة : 20184
-----------------------------------
ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
أوجبَا ما رأيتَ من هذياني
والجنونُ الفحشُ الذي صرتُ منه
خارجاً عن طبيعة ِ الإنسانِ
فبحَقّي أموتُ يا مالكَ الرّ
قّ فاثنِ عن المُدامِ عِناني
إنَّ شربَ النّضوحِ يَسلبُني الرّشْـ(19/403)
ـدَ فكيفَ المشعشع الخراكاني
ضَرّني شُربُهُ بغَيرِ مِزاجٍ
في أوانٍ دارتْ بغيرِ توانِ
إنّ سوءَ المزاجَ منهُ ومني
موجبٌ ما شهدتهُ بالعيانِ
ولذا إن منتهَى غاية السكـ
ـرِ حَرامٌ في سائرِ الأديانِ
بتُّ أشكو جَورَ الكؤوسِ وساقٍ
كلما قلتُ قد سكرتُ سقاني
إن أقل: كفّّ قال: هاكَ بحقّي،
أو أقل: متُّ! قال لي: في ضماني
وغُلامٍ كالشّمسِ في خدمة ِ الشّمـ
ـسِ يحيي بالشمسِ بنتَ الدنانِ
بعقارٍ تظلّ تفعلُ بالعقـ
ـلِ فعالَ النعاسِ بالأجفانِ
فلهذا قصرتُ في أدبِ النفـ
ـسِ، وطالَتْ بهِ يَدي ولِساني
فأنا اليَومَ في خُمارَيْنٍ من سُكـ
ـرِ وفكرٍ أعضّ منهُ بناني
فاعفُ واصفَحْ عمّا تَخَيّلَهُ السّكـ
ـرُ، فبَعضُ الحَياءِ منكَ كَفاني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
رقم القصيدة : 20185
-----------------------------------
قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
والجفنُ بالغمضِ قد تفوتْ
والغصنُ بالزّهرِ قد تَجَلّى ،
والأرضُ بالقَطرِ قد تَرَوّتْ
ياحيفَ من في الصباحِ أغفَى ،
وغبنَ من للصبوحِ فوتْ
تنبهوا، فالغصونُ سكرَى
إذا ما ثنتها الصبَا تلوثُ
والغيمُ رطبُ الأديمِ جعدٌ،
كأنّهُ حُلّة ٌ تَطَوّتْ
قُوموا اشرَبوا، فالهُمومُ ضَعفَى ،
إذا تراخى الفتى تقوتْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
رقم القصيدة : 20186
-----------------------------------
الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
والحبُّ قبيلَ ما نمَى عارضه
حاشاكَ تقولُ عارضٌ يمنعني،
أو تُحوِجُني أقولُ ما عارِضُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
رقم القصيدة : 20187
-----------------------------------
لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
في حالة ِ سكرهِ، وإن كان خطا
لولا صَدرَتْ من آدَمٍ هَفوَتُهُ،(19/404)
ما كانَ من الجَنّة ِ يَوماً هَبَطَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
رقم القصيدة : 20188
-----------------------------------
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ
وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ،
وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ
فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنهُ
إنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ
يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ،
باللطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ
يا حبذا أزهارهُ وثمارهُ،
ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ
وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ،
كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ
والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَما
أخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ
نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَى
ماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ
والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنهُ
ملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ
وكأنما القداحُ سمطُ لآلىء ٍ،
هو للقضيبِ قلادة ٌ في جيدهِد
والياسَمينُ كعاشِقٍ قد شَفّهُ
جورُ الحبيبِ بهجرهِ وصدودهِ
وانظرْ لنرجسهِ الشهيّ كأنهُ
طرفٌ تنبيهَ بعدَ طولِ هجودهِ
واعجبْ لأذريونهِ وبهارهِ،
كالتبر يزهو باختلافِ نقودهِ
وانظُرْ إلى المَنظُومِ من مَنثُورِهِ،
متنوعاً بفصولهِ وعقودهِ
أو ما ترى الغيمَ الرقيقَ، وما بدا
للعَينِ من أشكالِهِ وطُرُودِهِ
والسّحبُ تَعقُدُ في السّماءِ مآتماً،
والأرضُ في عُرسِ الزّمانِ وعيدِهِ
ندبتْ فشقّ لها الشقيقُ جيوبهُ،
وازرَقّ سَوسَنُها للَطمِ خُدودِهِ
والماءُ في تيارِ دجلة َ مطلقٌ،
والجِسرُ في أصفادِهِ وقُيُودِهِ
والغيمُ يحكي الماءَ في جريانهِ،
والماءُ يحكي الغيمَ في تجعيدهِ
فابكُرْ إلى رَوضٍ أنيقٍ ظِلُّهُ،
فالعيشُ بينَ بسيطهِ ومديدهِ
وإذا رأيتَ جَديدَ روضٍ ناضرٍ،
فارشفْ عتيقَ الراحِ فوقَ جديدهِ
من كفّ ذي هيفٍ يضاعفُ خلقُه
سُكرَ المُدامِ بشَدوِهِ ونَشيدِهِ(19/405)
صافي الأديمِ تَرَى ، إذا شاهَدتَهُ،
تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ
وإذا بَلَغتَ من المُدامَة ِ غايَة ً،
فأقلِلْ لتُذكي الفَهمَ بعدَ خُمودِهِ
إنّ المُدامَ، إذا تَزايَدَ حَدُّها
في الشّربِ، كان النّقصُ في محدودِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
رقم القصيدة : 20189
-----------------------------------
حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
بينَ ولدانٍ وحورِ
وغصونُ البانِ والوَر
دِ على شاطىء النّهُورِ
وبدا النرجسُ ما
بَينَ أقاحٍ مُستَنيرِ
كقدودٍ، وخدودٍ،
وعيونٍ، وثغورِ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> يأس الطريق
يأس الطريق
رقم القصيدة : 2019
-----------------------------------
سألتُ الطريق : لماذا تعبت ؟
فقال بحزن : من السائرين
أنين الحيارى ..ضجيج السكارى
زحام الدموع على الراحلين
وبين الحنايا بقايا أمان
وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
وفوق المضاجع عطر الغواني
وليلٌ يعربد في الجائعين
وطفلٌ تغرب بين الليالي
وضاع غريباً مع الضائعين
وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم
تهاوت علي رمال السنين
وليلٌ تمزقنا راحتاهُ
كأنا خلقنا لكي نستكين
وزهرٌ ترنح فوق الروابي
ومات حزيناً على العاشقين
فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق
وقد صار وحلاً من السائرين
همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً
فقال : يئستُ من الصابرين !
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
رقم القصيدة : 20190
-----------------------------------
قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
وتوجَ الزهرُ عاطلَ القضبِ
وقهقهَ الوردُ للصبَا، فغدتْ
تَملأُ فاهُ قُراضَة ُ الذّهَبِ
وأقبلتْ بالربيعِ محدقة ً،
كتائبٌ لا تخلّ بالأدَبِ
فغصنُها قائمٌ على قدمٍ،
والكرمُ جاثٍ لهُ على الركبِ
والسُّحبُ وافَتْ أمامَ مَقدَمِهِ،
له ترشّ الطريقَ بالقربِ
والأرضُ مدتْ لوطءِ مشيتهِ،
مطارفاً من رياضِها القشبِ(19/406)
والطلُّ فوقَ المياهِ منتثرٌ،
فهوَ لكأسِ الغَديرِ كالحَبَبِ
والطّيرُ غَنّتْ بمَنطِقٍ غَرِدٍ،
يُغني النّدامَى عن نَفخَة ِ القَصَبِ
والقُضْبُ مالَتْ لسَجعِها طَرَباً،
ونحنُ منها أحقُّ بالطربِ
فقُم بنا نَنهَبِ السّرورَ، وعِشْ
من التهاني في حسنِ منقلبِ
ولا نضعْ فرصة َ الزمانِ، فما
تعلمُ ما في حوادثِ النوبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
رقم القصيدة : 20191
-----------------------------------
رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
وأمواهُ أعينهِ الزاخرَه
وقد زينَ حسنُ سماءِ الغصونِ
بأنجمِ أزهارِها الزاهِرَه
وللنّرجِسِ الغَض ما بَينَنا
وُجُوهٌ بحَضرَتِنا ناضِرَه
كأن تَحَدُّقَ أزهارِها
عيونٌ إلى ربّها ناظرَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
رقم القصيدة : 20192
-----------------------------------
قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
وقالَ: كلّ الزّهرِ في خِدمَتي
لو لم أكُن في الحُسنِ سُلطانَهُ،
ما رفعتْ من دونِهم رايتي
فقهقهَ الوردُ بهِ هازِئاً،
وقالَ: ما تحذرُ من سطوتي
وقال للسوسنِ: ماذا الذي
يَقُولُهُ الأشيَبُ في حَضرَتي
وامتَعَضَ الزّنبَقُ في قَولِهِ،
وقالَ للأزهارِ: يا عصبتي
يكونُ هذا الجَيشُ بي مُحدِقاً
ويضحكُ الوردَ على شيبتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
رقم القصيدة : 20193
-----------------------------------
وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
وواصَلْنا الصَّبوح بيَومِ دَجنِ
وقد نَشَرَ الرّبيعُ مُروطَ رَوضٍ
على الشِّعبَينِ من سَهلٍ وحَزْنِ
فأغصانٌ من النسماتِ تثنَى ،
وأزهارٌ على الأنواءِ تثني
يضاحكها الغمامُ بثغرِ برقٍ،
وتَبكيها الغَمامُ بدَمعِ مُزنِ
فطَوراً ضاحِكاً من غَيرِ بِشرٍ؛(19/407)
وطَوراً باكياً من غَيرِ حُزنِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قال الحيا للنسيمِ لمّا
قال الحيا للنسيمِ لمّا
رقم القصيدة : 20194
-----------------------------------
قال الحيا للنسيمِ لمّا
ظَلّ بهِ الزّهرُ في اشتغالِ
وضاعَ نشرُ الرياضِ حتى
تَعَطّرَتْ بُردَة ُ الشّمالِ
أما تَرَى الأرضَ كيفَ تُثني
عليّ، منها لِسانُ حالي
فاعجبْ لإقرارها بفضلي،
وسكرِها بي وشكرِها لي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
رقم القصيدة : 20195
-----------------------------------
وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
ثنى جيدَهُ في الدّجى واحتَجَبْ
فمُذ لاحَ وجهُ حَبيبي لَهُ،
وشاهدَ أنوارهُ كاللهبْ
تَوَهّمَه الشّمسَ قد أشرَقتْ،
فقامَ على سوقهِ وانتصبْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
رقم القصيدة : 20196
-----------------------------------
وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
لظَنّ أنواعَهُ الرّاؤونَ ياقُوتَا
كأنّ أحمرهُ حسناً وأزرقهُ،
إذا غدا بلسانِ الحالِ منعوتا
مشاعلٌ أو قدوا في بعَها عوضاً
مَنَ الوَقودِ مكانَ النّفطِ كِبرِيتَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
رقم القصيدة : 20197
-----------------------------------
أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
بعدَ القياسِ، وذاكَ من أضدادهِ
نافاهُ في تدويرهِ وصفارهِ،
وجُحوظ مُقلَتِهِ وفَرطِ سُهادِهِ
فاعجبْ لزهرِ الباقلاءِ، وقد بدا
فوقَ القَضيبِ يَميسُ في أبرادِهِ
يَحكي عُيونَ العِينِ في تَلويزِه،
وفتورِهِ وبَياضِهِ وسَوادِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خلياني أجرّ فضلَ برودي
خلياني أجرّ فضلَ برودي
رقم القصيدة : 20198
-----------------------------------
خلياني أجرّ فضلَ برودي(19/408)
راتعاً في رِياضِ عَينِ البُرودِ
كم بها من بديعِ زهرٍ أنيقٍ،
كفُصولٍ مَنظُومَة ٍ وعُقُودِ
زَنبَقٌ بَينَ قُضبِ آسٍ وبانٍ،
وأقاحٍ، ونَرجِسٍ، ووُرُودِ
كجَبينٍ، وعارِضٍ، وقَوامٍ،
وثغورٍ، وأعينٍ، وخدودِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
رقم القصيدة : 20199
-----------------------------------
عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
إن عزّ منظرُ رأسِ عَينِ
فلو استَطَعتُ لزُرتُها،
سَعياً على رأسي وعَيني
أرضٌ يُنَمِّقُ زَهرَها،
ما فاضَ من نَهرٍ وعَينِ
ويَظَلّ يَرفُدُها السّحابُ،
بصَوبِ وسميٍّ وعَينِ
فكأنّ بَهجَة َ وَردِها
شَمسٌ تُلاحظُها بعَينِ
وكأنّ نرجسَ روضعها،
قد صيغَ من ورقٍ وعينِ
فلَئِنْ ثَناني رَبعُها،
والضّدّ يَرصُدُني بعَينِ
لا أنثني عنها، ولا
أرضَى بأثرٍ بعدَ عينِ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> وعشقتُ غيري ؟
وعشقتُ غيري ؟
رقم القصيدة : 2020
-----------------------------------
وأتيتَ تسأل ياحبيبي عن هوايا
هل مايزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟
هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري..في دمايا؟
الحبُ ياعمري..تمزقه الخطايا
قد كنتَ يوماً حب عمري قبل ان تهوى..سوايا
***
أيامُك الخضراء ذاب ربيعُها
وتساقطت أزهاره في خاطري..
يامن غرسَت الحب بين جوانحي ..
وملكت قلبي واحتويت مشاعري
للملمت بالنسيان جرحي ..بعدما
ضيعت أيامي بحلم عابر..
*****
لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقاتُ من همساته..
كم عانقته مع المنى أشواقي
***
قلبي تعلم كيف يجفو ..من جفاني
وسلكت درب البعد ..والنسيانِ
قد كان حبك في فؤادي روضة
ملأت حياتي بهجة ..وأغاني
وأتى الخريف فمات كل رحيقها
وغداالربيع..ممزقَ الأغصان
***
مازال في قلبي رحيقُ لقائنا
من ذاق طعمَ الحب..لا ينساه..
ماعاد يحملني حنيني للهوى
لكنني أحيا..على ذكراهُ
قلبي يعود إلي الطريق ولا يرى(19/409)
في العمر شيئاً..غيرطيف صبانا
أيام كان الدربُ مثل قلوبنا..
نمضى عليه..فلا يملُ خطانا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
رقم القصيدة : 20200
-----------------------------------
أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
أوراقهُ وتفتحتْ أزهارُه
يحكي نَضيجَ البَيضِ قُدّ بمِديَة ٍ
كانتْ فبث على البياض صفاره
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
رقم القصيدة : 20201
-----------------------------------
إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
ونَظَرتَ ناضِرَ دَوحِهِ المَمطورِ
وأراكَ بالآصالِ خَفقُ هَوائه الـ
ـمَمدُودِ تحريكَ الهوى المَقصورِ
سلْ بانة َ المَنصوبِ أينَ حديثُه الـ
ـمَرفوعُ عن ذَيلِ الصَّبا المَجرورِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
رقم القصيدة : 20202
-----------------------------------
عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
عيشي، وولّى الهمُّ مرتحِلا
ولنا بها، والشّمسُ في أسَدٍ
قيظاً، فخلنا برجَها الحملا
في روضة ٍ حاكَ الرّبيعُ لها
بسطاً، وألبسَ دوحها حللا
ما إن تزالُ رياضُها قشباً،
أبداً، وبردة ُ شمسِها سمِلا
فكأنّ صَوبَ المُزنِ يَعشَقُها،
فأقامَ لا يَبغي بها حِوَلا
ما زالَ يَبكيها ويَعتَبُها،
حتى توردَ خدُّها خجلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
رقم القصيدة : 20203
-----------------------------------
ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
وقد غَفَلَتْ عنّا وُشاة ٌ ولُوّامُ
وقد فرشَ الوردُ الخدودَ ونشرتْ
لمقدمهِ للسوسنِ الغضّ أعلامُ
أقولُ وطرفُ النرجسِ الغض شاخص
إلينا، وللنمامِ حوليَ إلمامُ
أيا ربّ! حتى في الحَدائقِ أعيُنٌ(19/410)
علينا، وحتى في الرّياحينِ نمامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
رقم القصيدة : 20204
-----------------------------------
ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
وفكّ سَماحُ كفّكَ قَيدَ أسرِي
فإن خَفّفتَ بالإحسانِ نَهضي،
فقد أثقلتَ بالإنعامِ ظهري
فما برِحَتْ صِلاتُكَ واصِلاتٍ،
لتنجدني بها وتشدّ أزري
فقلبكَ في الشدائدِ صدرُ بحرٍ،
وصدركَ في الأوابدِ قلبُ بحرِ
وكنتُ، إذا أتيتكَ بعدَ بعدٍ،
تُصَدّقُ فيكَ آمالي وزَجرِي
يُقابلُني نَداكَ ببِشرِ وجهٍ،
ويلقاني رضاكَ بوجهِ بشرِ
عذرتكَ حينَ حلتْ وأنتَ اعتيادي،
وجوزّ وسعُ صدركَ ضيقَ صدري
لقد فكرتُ، حتى حارَ فكري،
وقد نَقّبتُ، حتى عيلَ صَبرِي
فلم أرَ موجباً سخطي، ولكنْ
لَعَلّي قد أسأتُ، ولستُ أدرِي
فإن أكُ قد اسأتُ لكَ التقاصي،
فلا يَخفَى على مَولايَ عُذرِي
بأنّ لا يفي بالخرجِ كسبي،
ولَستُ أُضيعُ بالتّقتيرِ عُمرِي
ولم أكُ باذِلاً للنّاسِ وَجهي،
ولا أنا كاسِبٌ مالاً بشِعرِي
فاحملَ في التحملِ فوقَ طوقي،
وأبذلَ في التكلفِ فوقَ قدري
وأشريَ عندكم ماءً بمالٍ،
وأُحرِزَ دائِماً تِبراً بِتِبرِي
فأكسبَ كلّ شهرٍ خرجَ يومٍ،
وأخرجَ كلّ يومٍ كسبَ شهرِ
فكيفَ، وقد تولتْ نقصَ كيسي
كؤوسُ الرّاحِ في أيّام فِطرِي
وطافَ بها ثقيلُ الردفِ طفلٌ،
صَقيلُ السّالفين نحيلُ خَصرِ
براحٍ ذاتِ جسمٍ من عَقيقٍ،
ويولدُها المزاجُ بناتِ درّ
فمِن لَهبٍ تَوقّدَ تحتَ ماءٍ،
ومن بَردٍ تَنَضّدَ فوقَ جَمرِ
أُعاقِرُ كأسَها في كلّ يومٍ،
وأسرفُ لذتي في صرفِ دهري
ولَيسَ بشاغلي عن زَفّ مَدحي،
ولستُ أخلّ في سكري بشكري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
رقم القصيدة : 20205
-----------------------------------
خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
كيفَ أشقَى بكم، وأنتم كرامُ(19/411)
إنّ شَرطَ الكرامِ لا العبدُ يَشقَى
في حماهم، ولا النزيلُ يضامُ
أنا عَبدٌ لدَيكمُ ونَزيلٌ،
ولهذينِ حُرمَة ٌ وذِمامُ
فلماذا أضَعتُم عَهدَ مَن كا
نَ لهُ صحبة ٌ بكم والتزامُ
شابَ في مدحكم ذوائبُ شعري،
مثلَ شَعري، وشِعرُ غيرِي غلامُ
ونَظَمتُ البَديعَ فيكم، وقد ألـ
ـقَى مقاليدهُ إليّ الكلامُ
فإذا ما تَلا الزّمانُ قريضي،
أصبَحَتْ تَستَعيدُهُ الأيّامُ
وتَقَرّبتُ بالوَدادِ فمَحسو
دٌ مقالي لديكمُ، والمقامُ
ولقد ساءَني شماتُ الأعادي،
فيّ لمّا زَلّتْ بيَ الأقدامُ
فإذا ما افتَخَرتُ بالودّ قالوا:
لا افتخارٌ إلاَّ لمن لا يُضامُ
فإلى كم أعودُ في كلّ يوم،
خائباً ساخطاً وتَرضَى اللّئامُ
وإذا جَرّبَ المُجَرَّبَ عمرٌو،
فعَلَيهِ إذا أُصِيبَ المَلامُ
تقتُلوني بالبِشرِ منكم، وقد يَقْـ
ـتُلُ مع ضَحكِ صَفحتَيهِ الحُسامُ
وتريشونَ بيننا أسهمَ البيـ
ـنِ، وتعزى إليّ تلكَ السهامُ
فبرغمي فراقكم ورضاكم،
وشَديدٌ عليّ هذا الفِطامُ
فلَقَد صَحّ عندَ كلّ لَبيبٍ
أنّ بُعدي مُرادُكم، والسّلامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
رقم القصيدة : 20206
-----------------------------------
وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
جفاكَ لأمرِ موجبٍ، فجميلُ
وإن يكُ لي في ذاكَ ذنبٌ، فمنطقي
قصيرٌ، وإلاّ فالعتابُ طويلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
رقم القصيدة : 20207
-----------------------------------
جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
ذاكَ حالٌ عليّ يبطي
وليسَ ذا مَذهَبي، ولكن
أحبّ وجهاً بغيرِ خطّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
رقم القصيدة : 20208
-----------------------------------
يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
وطيبُ ذِكرِهمُ في خاطري وفَمي(19/412)
ومن لو أنّ صروفَ الدهرِ تسعدني
لما سعتْ نحو مغنى غيرهم قدمي
واللَّهِ لو علمتْ روحي بأنّ لكم
في قَتَلَتي غَرَضاً آثَرتكم بدَمي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
رقم القصيدة : 20209
-----------------------------------
عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
أطلتَ بها باعي، وقصرتَ آمالي
لأنكَ دنيايَ التي هيَ فتنتي،
فلا عَجَبٌ ألاّ تَدومَ على حالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المستقل
المستقل
رقم القصيدة : 2021
-----------------------------------
يَدرجُ النَّملُ إلى الشُّغْلِ
بِخُطْواتٍ دؤوبَهْ
مُخلصَ النِّيةِ
لا يَعملُ درءاً لعقابٍ
أو لتحصيلِ مَثوبَهْ
جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ .
وَهْوَ يَبني بَيتَهُ شِبراً فَشِبراً
فإذا لاحَ لَهُ نَقصٌ
مضى يُصِلحُ في الحالِ عُيوبَهْ .
وَبصبرٍ يَجمعُ الزّادَ
ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ .
وَهْوَ مَفطورٌ على السَّلْمِ
ولكنْ
عِندما يَدهَمُهُ العُدوانُ
لا يُوكِلُ لِلغيرِ حُروبَهْ .
بعنادِ النَّملِ
يكتَظُّ فؤادُ اليأسِ باليأسِ
وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ
***
أيُّها النَّملُ لَكَ المَجْدُ
ودامَتْ لَكَ رُوحٌ
لم تَصِلْها أبداً عَدْوى العُروبَهْ !
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
رقم القصيدة : 20210
-----------------------------------
لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
من أن أجازي سيدي بجفائهِ
ما حلتِ الأيامُ موثقَ حبهِ
عندي، ولا حالَتْ عهودُ وَفائِهِ
ودليلُ قلبي قلبهُ، فودادهُ
كوَدادِهِ، وصَفاؤهُ كصَفائِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،
لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،
رقم القصيدة : 20211
-----------------------------------
لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،(19/413)
نشرتُ لديكَ ما في طيّ كتبي
وقُمتُ معَ المَقالِ مَقامَ عَتبٍ،
تَوَهّمَهُ الأنامُ مَجالَ حَربِ
أيا مَن غابَ عن عَيني، ولكن
أقامَ مخيماً في ربعِ قلبي
عَهِدتُكَ زائري من غَيرِ وَعدٍ،
فكيفَ هجرتني من غير ذنبِ
فإنْ تَكُ راضياً بدَوامِ سُخطي؛
وإن تكُ واجداً روحاً بكربي
فحسبي أنني برضاكَ راضٍ،
وحسبي أن أبيتَ، وأنتَ حسبي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
رقم القصيدة : 20212
-----------------------------------
إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
وكلّما غِبتَ لا أزُورُ
فإنّ هذا الصدودَ قصدٌ،
وإنّ ذاكَ الودادَ زورُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
رقم القصيدة : 20213
-----------------------------------
لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
إن دامَ، وهوَ على رِسل الوَفا جارِي
على ذوي الودّ بالحُسنى بأنفُسهِم،
وما علَيهِم بفِعلِ الغَيرِ من عارِ
فكيفَ ألحَقتُمُ فِعلَ العُداة ِ بِنا،
لقُربِ دارِهِمِ، وبالرّغمِ، من دارِي
ولِمْ عَذَقتُم بنا ما قالَ ضِدُّكُمُ
عنكم، وإن قلتهُ من غيرِ إيثاري
كما سعت بصوتِ النارِ في حطبٍ،
والصوتُ للريحِ ليسَ الصوتُ للنارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
رقم القصيدة : 20214
-----------------------------------
سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
جنباني عن قصدِ ذاكَ الجنابِ
وقطوبُ الخطوبِ أهونُ عندي
مَوقِعاً من تَقَطّبِ الحُجّابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
رقم القصيدة : 20215
-----------------------------------
حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
من سَعَة ِ العُذرِ وضِيقِ الحِجابْ(19/414)
ومعشرٍ إن يمموا نحوكم
يحظونَ بالزلفَى وحسنِ المآبْ
يا مالكً أصبحَ لي صارماً
أعدهُ يومَ الوغَى للضرابْ
حاشاكَ أن ترضَى بقولِ العدَى ،
سيفكَ هذا لا يفكّ القرابْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
رقم القصيدة : 20216
-----------------------------------
رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بهِ لم أذُقْ طَعمَ الشّعيرِ كأنّني
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ، فحومَلِ
تُقَعقعُ مِن بَردِ الشّتاءِ أضالعي،
لما نسجتها من جنوبٍ وشمالِ
إذا سمعَ السواسُ صوتَ تحمحمي،
يقولونَ: لا تهلك أسى ً وتجملِ
أعولُ في وقتِ العليقِ عليهمُ،
وهل عندَ رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
رقم القصيدة : 20217
-----------------------------------
خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
ولا أطمَحتُ بالأطماحِ طَرفي
وجِئتُكُمُ بمَعرِفَة ٍ وعَدلٍ،
ألم يكُ فيهِما مَنعٌ لصَرفي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
رقم القصيدة : 20218
-----------------------------------
ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
وما زلتُ بالتكليفِ مستفرغاً جهدي
عدلنا إلى التخفيفِ عنّا وعنكمُ،
وصرنا نجازي بالدعاءِ عن الودِّ
خَلَصنا، وأسقَطنا التّجَمّلَ بَينَنا،
فلا سيدي يعطي، ولا عبده يهدي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
رقم القصيدة : 20219
-----------------------------------
قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
فليسَ للمنعِ يماً عندنا أثرُ
حتى تساوى لدينا من لهُ كرمٌ،
من الأنامِ، ومَن في نَفسِهِ قِصَرُ(19/415)
يقصرون، فنستحيي ونعذرهم،
ويَحلِفُونَ، فنَستَعفي ونَعتَذِرُ
نُهدي الثّناءَ، ولا نَبغي له ثمناً،
وربّ دوحٍ نضيرٍ ما لهُ ثمرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
رقم القصيدة : 20220
-----------------------------------
لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي
أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة ٌ:
الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
رقم القصيدة : 20221
-----------------------------------
ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
يُضِرّ، وإن كانَ يُستَعذَبُ
لهُ مَنطِقٌ كلَيالي الشّتاءِ،
طَويلٌ على بَردِهِ مُسهَبُ
بذلتُ لهُ خلقاً كالربيعِ
يطيبُ ومخبرهُ أطيبُ
وإن كانَ قلبي بهِ كالمصيفِ
سُمُومُ الهُمُوم بهِ تَلهَبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للَّه أشكُو صاحباً،
للَّه أشكُو صاحباً،
رقم القصيدة : 20222
-----------------------------------
للَّه أشكُو صاحباً،
لا حبّ فيهِ ولا كرامهُ
كانَ النّديمَ، فلَم أنَلْ
من قربهِ غيرَ الندامهْ
وأقمتُ أرقبُ وصلهُ،
فأقامَ في هَجري القِيامَهْ
قد كانَ لي فيهِ الغرامُ،
فصارَ لي منهُ الغَرامَهْ
ورضيتُ منهُ بالسلامِ،
فصِرتُ أرضَى بالسّلامهْ
فهناكَ قُلتُ لخاطري،
بعدَ المَلالة ِ والمَلامَهْ:
أترومُ من بعدِ الندا
مة ِ منه إدراكَ الندى ؟ مهْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
رقم القصيدة : 20223
-----------------------------------
وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
وأمرَضَهُ فَوقَ أمراضِهِ
وقلتُ يكونُ الصّديقُ الحَميمُ،
فجرّ عنيهِ بإعراضهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،
لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،(19/416)
رقم القصيدة : 20224
-----------------------------------
لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،
لصَبريَ عندَ انقلابِ الهَوَى
وينبتُ عندي نخيلُ الودادِ،
لأنكَ عندي دفنتَ النوَى
فلا تنوِ غيرَ فعالِ الجميلِ،
فإنّ لكلّ امرىء ما نوَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
رقم القصيدة : 20225
-----------------------------------
كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
ويداكَ تجزي بالجميلِ وتجزلُ
وعلاكَ يقضي للمؤملِ بالرضَى ،
وعَطاكَ يكفي الوافدينَ ويَكفلُ
أنتَ الذي إن أمهُ مستصرخٌ،
يَكمي العطيّة َ للنّزيلِ ويَكمُلُ
فإذا شَكا جَورَ الحَوادِثِ جارُهُ،
يُعدي النّزيلَ على الزّمانِ ويَعدِلُ
ما كنتَ للشّهباءِ إلاَّ وابِلاً،
يرُسَى علَيها بالقُطارِ، ويُرسَلُ
ما شاهدتْ عينانيَ قبلكَ حاكماً
يعزَى إلى فعلِ الجميلِ، فيعذلُ
مولايَ دونَكَ نظمَ شاكٍ شاكرٍ،
يغضي فيحمي العتبَ عنك ويحملُ
وأجلّ مجدك أن يكونَ مساعدي
دهراً فتُبدي ضِدّ ذاكَ وتُبدِلُ
فسواكَ من يرضَى بفعلِ دنية ٍ،
يَشكو الصّديقَ من المَطالِ فيشكُلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
رقم القصيدة : 20226
-----------------------------------
طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
إلى الردّ عمّا رمتموهُ سبيلُ
وتعلمُ أنّ المالَ في الناسِ أخذه
خفيفٌ، ولكنّ الأداءَ ثقيلُ
فلا تَجعَلَنّ العِرضَ للمالِ جُنّة ً،
وكن كالفتى الكِنديّ حينَ يَقولُ:
يَهُونُ عَلَينا أن تُصابَ نُفُوسُنا
وتَسلَمَ أعراضٌ لَنا وعُقولُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
رقم القصيدة : 20227
-----------------------------------
يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
مع حضوري خضوعَ عبدٍ لمولى(19/417)
لا تَقُمْ لي معَ التّقاعُدِ عَنّي،
فقِيامُ النّفوسِ بالودّ أولى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
رقم القصيدة : 20228
-----------------------------------
سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
وربُّ الأمرِ مَمنوعُ الجَوابِ
ولو أنّي أمِنتُ، وقلتُ عَدلاً،
رأيتُ الخطبَ أهونَ من خطابي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
رقم القصيدة : 20229
-----------------------------------
بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
وفي غيرِ قربكَ لم أطمعِ
وأنتَ الذي ما ادَّعى فَضلَهُ،
وكذبَ في وصفهِ المدعي
وكم قد هَفَوتَ بهُجرِ الكَلامِ،
فأعرضتُ عن سمعهِ مسمعي
فكنتَ كأنّكَ ما قُلتَهُ،
وكنتُ كأنّيَ لم أسمَعِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المعجزة ..
المعجزة ..
رقم القصيدة : 2023
-----------------------------------
ليسَ بِجُرْمٍ.. بَلْ مُعجزة ٌ
ما جاءَ بهِ الأمريكانْ !
فَهُمُ اقترفوهُ
وَهُمْ هَتكُوا
سِرِّيتَهُ بالإعلانْ
فأتاحوا لجميعِ الدُّنيا
أن تشهَدَ في بضْعِ ثوانٍ
سِحْرَ مكانٍ
كانَ خفيّاً مُنذُ زَمانْ
ما اجتَلَتِ الأَعينُ مَرآهُ
ولا سَمِعَتْ عَنهُ الآذانْ
هُوَ أحسَنُ ما فاضَ عَلَيْنا
مِن فَضْلِ فَضيلةِ (مِحقانْ)
إذ كانَ مَمَرّاً لِلجَنَّةِ
مَحروساً بعُتاةِ الجِنَّةِ
ليسَ يُغادِرهُ مَخلوقٌ
إلاّ بكفالةِ (رَضوانْ ) !
***
هُوَ مُعجزَةٌ..
ما جاءَ بهِ الأمريكانْ
إذ فَتَّحَ في الحال لَدَيْنا
أبصارَ جَميعِ العُميانْ
وأثارَ الضجّةَ عارِمَةً
في سَمْعِ جَميعِ الطرشانْ
وَحَشا بِفَمِ الأبكمِ مِنّا
عُنقوداً مِن ألفِ لِسانْ !
فإذا بِسياطِ الطُّغيانْ
تتحوَّلُ أوتارَ كَمانْ
يصدمها التّعذيبُ فتبكي
وَتَفيضُ بعَذْبِ الألحانْ !
وإذا بضِباعِ البرّيَّةِ
تَعوي لِضياعِ الحرّيةِ
حامِلةً بينَ نَواجذِها(19/418)
أشلاءَ حُقوقِ الإنسانْ !
***
أمْريكا أكبَرُ شَيطانٍ
ولقد مَنَّ اللّهُ عَلَيْنا
بفضيحَتهِ بالألوانْ
فأعادَ الصّوتَ لألسُننا
والأبصارَ إلى أَعيُنِنا
والأسماعَ إلى الآذانْ .
ولهذا قد وَجَبَ الآنْ
كي نَشكُرَ مِنَّةَ بارئِنا
أن نلعَنَ ظُلْمَ الشّيطانْ
ونَبثَّ النُّورَ.. لكي نُبدي
في كُلِّ بلادِ العُربانْ
مِن صَنعاءَ إلى عمّانَ
وَمِن وهرانَ إلى الظّهرانْ :
عَدْلَ مَلائكةِ الرّحمنْ !
***
الظُّلمْةُ حالكةٌ جّداً
لا ضوءَ بكُلِّ الأوطانْ
لا صوتَ سِوى هَمْسِ مُذيعٍ
يتسرَّبُ مِن ثُقْبِ بيانْ :
أُطفِئَتِ الأنوارُ.. حِداداً
لِوفاةِ حُقوقِ الإنسانْ
تَحتَ أيادي الأمريكانْ !
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رقم القصيدة : 20230
-----------------------------------
رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رأيتُكَ مَطويَّ الضّلوعِ على بُغضِي
وأغضَيتُ لمّا أن رأيتُكَ كلّما
تعرّضَ عَتبٌ لا تَغُضّ ولا يُغضِي
وأطلَقتُ دَمعي في الخُدودِ تأسّفاً
عليك، فطلّقتُ الجفونَ من الغُمضِ
وأقنعتُ نفسي أن أراكَ على النّوى
بقلبي، وبعضُ الشرّ أهونُ من بعضِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
رقم القصيدة : 20231
-----------------------------------
أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
وليسَ لأقوالي إليك قبولُ
وما ذاكَ ألاَّ أنّ ظنكَ سيءٌ
بأهلِ الوفا، والظنّ فيك جميلُ
فكُنْ قائلاً قَولَ السّموألِ تائِهاً
بنفسكَ عجباً، وهو منك قليلُ
ونُنكِرُ إن شِئنا على النّاسِ قولهم،
ولا ينكرونَ القولَ حينَ نقولُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
رقم القصيدة : 20232(19/419)
-----------------------------------
أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
والصديقُ الشفيقُ عندَ فراقي
فلهذا أصبحتُ أمنحكَ البعـ
ـد، وعُذري تَعَذّرُ الاتّفاقِ
مثلُ قولِ الشّمسِ المُنيرَة ِ للبَد
رِ بلفظِ العتابش والإشفاقِ
أنا أكسَبتُكَ الضّياءَ، وكمّلـ
ـتُ لكَ النورَ ليلة َ الإشراقِ
وإذا ما دنوتَ بالقربِ منّي
نِلتُ منكَ الكسوفَ حالَ التّلاقي
قال: أنتَ البادي لأنيَ في بعـ
ـدِك أدنُو إليك كالمُشتاقِ
فإذا ما سررتُ منكَ بقربٍ،
كانَ معَ ذلكَ السرورِ محاقي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
رقم القصيدة : 20233
-----------------------------------
حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
مُذ أكسَبَتهُ النّورَ في إشراقِهِ
فإذا نأى عَنها حَظي بكَمالِهِ،
وإذا دَنا منها رُمي بمَحاقِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
رقم القصيدة : 20234
-----------------------------------
في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
ومنَ المحالِ تجمعُ الأضدادِ
فإذا تناءينا نكونُ أحبة ً،
وإذا تدانينا نكونُ أعادي
فلذاكَ أنّي قد قطعتُ تردُّدي
عنكم، ونارُ الشوقِ حشوُ فؤادي
وأرَدتُ إبقاءَ المَوَدّة ِ بَينَنا،
فرأيتُ صُحبتَكم دوامَ بُعادي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،
علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،
رقم القصيدة : 20235
-----------------------------------
علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،علِمتُ بأنّ رأيَكَ في التّنائي،
فلَستُ أرُوعُ قلبَكَ بالتّداني
وأُوثِرُ أن تَعيشَ قَريرَ عَينٍ،
وأني لا أراكَ ولا تراني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَسِيتُكُم لمّا ذَكَرتُم مَساءَتي،(19/420)
نَسِيتُكُم لمّا ذَكَرتُم مَساءَتي،
رقم القصيدة : 20236
-----------------------------------
نَسِيتُكُم لمّا ذَكَرتُم مَساءَتي،
وخالفتكم لمّا اتفقتم على هجري
وأصبَحتُ لا يَجري بباليَ ذِكرُكم،
ملالاً، ولا يجري ببالكمُ ذكري
وقد كنتُ أفنَيتُ الزّمانَ بشُكرِكم،
وبالوصفِ حتى شاعَ في مدحكم شعري
وإنّي وإنْ أغلَظتُ في القَولِ مَرَّة ً،
عليكم، لأمرٍ ضاقَ عن حمله صدري
أمنتُ بما أوليتُ منحقّ خدمة ٍ
إليكم، وما أبليتُ من جدّة الغمرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَرَضنا أنفُساً عَزّتْ لدَينا،
عَرَضنا أنفُساً عَزّتْ لدَينا،
رقم القصيدة : 20237
-----------------------------------
عَرَضنا أنفُساً عَزّتْ لدَينا،
عليكم فاستخفّ بها الهوانُ
ولو أنّا دفعناها لعزتْ،
ولكنْ كلُّ مجلوبٍ مهانُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم يبدُ منّي ما سيوجبُ وحشة ً،
لم يبدُ منّي ما سيوجبُ وحشة ً،
رقم القصيدة : 20238
-----------------------------------
لم يبدُ منّي ما سيوجبُ وحشة ً،
ويُبيحُ قَدرَ قَطيعَتي وعِتابي
إن كنتمُ استوحشتمُ من فعلكم،
فعَلَيكُمُ في ذاكَ دَقّ البابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما زِلتُ أعهَدُ منكَ وُدّاً صافياً،
ما زِلتُ أعهَدُ منكَ وُدّاً صافياً،
رقم القصيدة : 20239
-----------------------------------
ما زِلتُ أعهَدُ منكَ وُدّاً صافياً،
ومواثقاً مأمونة َ الأسبابِ
وأرى مَلالَكَ بَينَهنّ كأنّهُ
حرفٌ تغيرَ في سطورِ كتابِ
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> حبيبتي .. تغيرنا
حبيبتي .. تغيرنا
رقم القصيدة : 2024
-----------------------------------
تغير كل ما فينا..تغيرنا
تغير لون بشرتنا ...
تساقط زهر روضتنا
تهاوى سحر ماضينا
تغير كل ما فينا...تغيرنا
زمان كان يسعدنا ...نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا
وشوق كان يحملنا ...فتسكرنا أمانينا(19/421)
ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا
تغيرنا ....تغير كل ما فينا
*************
وأعجب من حكايتنا ...تكسر نبضها فينا
كهوف الصمت تجمعنا ...دروب الخوف تلقينا
وصرتِ حبيبتي طيفا لشيئ كان في صدري
قضينا العمر يفرحنا ....وعشنا العمر يبكينا
غدونا بعده موتى ..فمن يا قلب يحيينا ؟؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زجرتُ مرورَ طيركمُ بسعدٍ،
زجرتُ مرورَ طيركمُ بسعدٍ،
رقم القصيدة : 20240
-----------------------------------
زجرتُ مرورَ طيركمُ بسعدٍ،
فهَلاّ قد زَجَرت بذاك طَيرِي؟
وما خبرتَ أينَ حللتَ إلاّ
وَصَلتُ إلَيكَ إدلاجي بسَيرِي
ولم يَبرَحْ إلى أعداكَ شَرّي،
إذا لاقيتهم، وإليكَ خيريِ
ولم تَحفِلْ بمَنزِلَتي، ولكِن
ستذكرني، إذا جربتَ غيري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَعَى اللَّهُ قَوماً أصلَحونا بجَورِهم،
رَعَى اللَّهُ قَوماً أصلَحونا بجَورِهم،
رقم القصيدة : 20241
-----------------------------------
رَعَى اللَّهُ قَوماً أصلَحونا بجَورِهم،
وعادة ُ إصلاحِ الرعية ِ بالعدلِ
عرفنا بهم حزمَ الأمورِ، ولم نكنْ
لنحسبَ حسنَ الظنّ نوعاً من الجهلِ
فَيا مَن أفادونا بسُوءِ صَنيعِهِم
تجاربَ جرمٍ أيقظتْ سنة َ العقلِ
على رسلكم في الجورِ إن عدت ثانياً،
وإن بتُّ مغروراً بكم فعلى رسلي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتَهجُرُني، وما أسلَفتُ ذَنباً،
أتَهجُرُني، وما أسلَفتُ ذَنباً،
رقم القصيدة : 20242
-----------------------------------
أتَهجُرُني، وما أسلَفتُ ذَنباً،
ويَظهَرُ منكَ زُورٌ وازوِرارُ
وتُعرِضُ كُلّما أبدَيتُ عُذراً،
وكم ذنبٍ محاهُ الاعتذارُ
وتخطبُ بعدَ ذلكَ صفوَ ودي،
فهل يرضيك ودٌّ مستعارُ
فلا واللهِ لا أصفو لخلٍّ،
سجيتهُ التعتبُ والنفارُ
إذا اختَلّ الخَليلُ لغَيرِ ذَنبٍ،
فلي في عَودِ صُحبَتِه الخِيارُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كِلانا على ما عَوّدَتهُ طِباعُهُ،(19/422)
كِلانا على ما عَوّدَتهُ طِباعُهُ،
رقم القصيدة : 20243
-----------------------------------
كِلانا على ما عَوّدَتهُ طِباعُهُ،
مقيمٌ، وكلٌّ في الزيادة ِ يجهدُ
لكم منّيَ الوُدّ الذي تَعهَدُونَه،
ولي منكُمُ الهجرُ الذي كنتُ أعهَدُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حتامَ أمنحكَ المودة َ والوفا،
حتامَ أمنحكَ المودة َ والوفا،
رقم القصيدة : 20244
-----------------------------------
حتامَ أمنحكَ المودة َ والوفا،
وتَسومُني قصدَ القَطيعة ِ والجَفَا
يا عاتباً لجزيرة ٍ لم أجنها،
ظناً بأنّ وفايَ كانَ تكلفَا
باللَّهِ لِمْ ثَقُلَتْ عَلَيكَ رَسائلي،
هذا، وأنتَ أجلّ إخوانِ الصّفَا
ولِمَ اطّلَعتَ على جِبالِ مَوَدّتي،
فجَعَلتَها بالهَجرِ قاعاً صَفصَفَا
هَبْ أنّني أغلَظتُ قَولي عاتباً،
أيَجوزُ أن يُقلَى الصّديقُ إذا هَفَا
إن الصديقَ، إذا تأكدَ حقهُ
بالودّ أغلظَ في العتابِ وعنفَا
وكذا سميعُ العتبِ في حالِ الرضَى
يغضي له، وإذا تحرفّ حرفَا
كالراحِ تدعَى الإثمَ عندَ ملالها،
ومعَ الرضَى تدعى السلافَ القرقفَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتكرمني سراً، وتثلمني جهرا،
أتكرمني سراً، وتثلمني جهرا،
رقم القصيدة : 20245
-----------------------------------
أتكرمني سراً، وتثلمني جهرا،
لعمركَ هذا حالُ من أضمرَ الغدرَا
فهَلاّ عَكَستَ الحالَ أو كنتَ جاعلاً
بعَدلكَ إحدى الحالَتَينِ كما الأخرَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حملتنا بالمنّ حملاً ثقيلْ،
حملتنا بالمنّ حملاً ثقيلْ،
رقم القصيدة : 20246
-----------------------------------
حملتنا بالمنّ حملاً ثقيلْ،
فحسبنا اللهث، ونعمَ الوكيلْ
وقلتَ: إني محسنٌ مجملٌ،
ولم تكن من أهلِ هذا القَبيلْ
وإنما كانَ اتفاقً جرَى ،
وسوفَ أجزيكَ بهِ عن قَليلْ
وإن أمت من قبلِ فوزي به
فَفي سَبيلِ اللَّهِ خَيرُ السّبيلْ(19/423)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أعودُ حماركم في كلّ يومٍ،
أعودُ حماركم في كلّ يومٍ،
رقم القصيدة : 20247
-----------------------------------
أعودُ حماركم في كلّ يومٍ،
إذا ما ضرهُ فرطُ الشعيرِ
ويمرضني التألمُ من جفاكم
فلم أرَ عائداً لي من زفيري
فإنْ يكُ ذاكَ حَقّ جَزايَ منكم،
لإفراطِ المحبة ِ في ضميري
فشكراً للمحبة ِ، إذ خططتم
بها الأصحابَ عن قدرِ الحميرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذرتُ مولايَ في تركِ العيادة ِ لي،
عذرتُ مولايَ في تركِ العيادة ِ لي،
رقم القصيدة : 20248
-----------------------------------
عذرتُ مولايَ في تركِ العيادة ِ لي،
إذ كان في الودّ عندي غيرَ مُتّهَمِ
لأنهُ مشفقٌ تنهاهُ رأفتهُ
عن أن يَرانيَ في شيءٍ من الألَمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أخلانَ المدامِ هجرتموني،
أخلانَ المدامِ هجرتموني،
رقم القصيدة : 20249
-----------------------------------
أخلانَ المدامِ هجرتموني،
لهَجري عن قَليلٍ للمُدامِ
وأصبحَ من سمحتُ له بروحي
يَشحّ عليّ حتى بالسّلامِ
ولم أكُ تائِباً عَنها، ولَكِن
أردتُ بأنْ أرَى أهلَ الذّمامِ
وأعرِفَ مَن يُصاحبُني لأمرٍ،
إذا ما هلّ ملّ معَ التمامِ
فشكراً للمدامة ِ، إذ أرتني
صَديقَ الصّدقِ من مَذِقِ الكلامِ
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> عبث ..
عبث ..
رقم القصيدة : 2025
-----------------------------------
وستبتغين ... وترفضين
وستضحكين ... وتحزنين
ولكم سيحملك الخيال
لكن .. هناك
هناك في العبث الذي لا تدركينْ
ستظلُ ساعتك الانيقةْ
تلهو بأغنية عتيقةْ
ولن تري
ماتبصرينْ
ستتكتك اللَّحظات فيها كل حين
ستتكتك اللَّحظات
في المنفي الصَّغيرْ
ولا مصيرْ
وتمر عابثة بما تتأملين
لكنما
أنتِ التي لا تدركيْن
فستبغين ْْ ... وترفضين
وستضحكينَ ... وتحزنينْ
ولكَمْ سيحملك الخيال
فتحلمين(19/424)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إقرأ كتابكَ واعتبرهُ قريبا،
إقرأ كتابكَ واعتبرهُ قريبا،
رقم القصيدة : 20250
-----------------------------------
إقرأ كتابكَ واعتبرهُ قريبا،
فكَفَى بنَفسِكَ لي عليكَ حَسيبَا
أكذا يكونُ خطابُ إخوانِ الصفَا،
إن راسلوا جعلوا الخطابَ خطوبَا
ما كان عُذري لو أجبَتُ بمِثلِهِ،
أو كنتُ بالعتبِ العنيفِ مجيبَا
لكنّني خِفتُ انتقاضَ مَوَدّتي،
فتعدّ إحساني لديكَ ذنوبا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا استَعرتُ من المُهذَّبِ جُوخَة ً
لمّا استَعرتُ من المُهذَّبِ جُوخَة ً
رقم القصيدة : 20251
-----------------------------------
لمّا استَعرتُ من المُهذَّبِ جُوخَة ً
ولّي، وأولاني جفاً وصدودا
حاولتُها عارية ً مردودة ً،
فرجعتُ منها عارياً مردودَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا طاهرض المأثراتِ والأصل،
يا طاهرض المأثراتِ والأصل،
رقم القصيدة : 20252
-----------------------------------
يا طاهرض المأثراتِ والأصل،
وصاحبَ المَكرُماتِ والفَضلِ
ومَن إذا ما احتَمَى النّزيلُ بهِ
كانَ لديهِ كالصارمِ النصلِ
أشكُو إلى ظلّكَ الظّليلِ لَنا
من جورِ باغ مستحكم الجهلِ
أبَعدَما شاعَ أنّني لَكُمُ
عَبدٌ مُطيعٌ في القَولِ والفِعلِ
يصدرُ في مثلِ عصركم مثل هذا الـ
ـفعلِ من مِثلِهِ إلى مِثلي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا،
لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا،
رقم القصيدة : 20253
-----------------------------------
لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا،
ورَبيعُ مَجدِكَ للمُقلّ مَقيلا
يا أيها الملكُ الذي آراؤهُ
سَحَبتْ على هامِ السّحابِ ذُيُولا
أنتَ المُؤيَّدُ من إلهِكَ بالذي
طُلتَ الأنامَ بهِ، ونِلتَ السُّولا
بسماحة ٍ تذرُ العفاة َ أعزة ً،
وحماسة ٍ تذرُ العزيزَ ذليلا
وشَمائلٍ لو صافحتْ عِطفَ الصَّبا
خِلتَ الشّمالَ من الصّفاءِ شَمولا(19/425)
وصوارمٍ حمتِ البلادَ حدودُها،
وأرتكَ في حدّ الزمانِ فلولا
فنظمتها فوقَ الرقاب غلاغلاً،
وتَخالُها بَينَ الضّلوعِ غَليلا
طَمَحَتْ إلى عَلياكَ أحداقُ الوَرى ،
وارتَدّ طَرفُ الدّهرِ عنك كَليلا
وهَبَتْ لكَ العَلياءُ حقّ صداقِها،
حتى رَضيت بأنْ تَراكَ خَليلا
إن أمّ ربعكَ من وفودكَ قاصدٌ،
أمستْ بيوتُ المالِ منكَ طلولا
تعطي وتسألُ سائليكَ معَ العطا
عُذراً، فكنتَ السّائلَ المَسؤولا
تجدُ اليسيرَ من المدائحِ مفرطاً،
وتَرَى الكَثيرَ من العَطاءِ قَليلا
يا مَن، إذا وَعَدَ الجَميلَ لوَفدِهِ،
أضحَى الزّمانُ بما يَقولُ كَفيلا
ملاويَ تثقيلي عليكَ كثيرٌ
إذ كانَ ظَنّي في عُلاكَ جَميلا
وبريفِ مِصرِكَ لي عَزيزٌ لم أجِدْ
بسِواكَ للإنصافِ منهُ سَبيلا
لمّا عَرَضتُ على عُلاكَ لذكرِهِ
طَرفاً وصادَفَ من نَداكَ قَبولا
هَنَّأتُ نَفسي، ثمّ قلتُ لها ابشري
وثقي، فذلكَ وعدُ إسماعيلا
هو صادقُ الوعدِ الذي لوفائهِ
نستشدهُ الآياتِ والتنزيلا
قد ظَلّ يَفتَخِرُ القَريضُ بأنّني
صَيّرتُهُ طَوراً إلَيكَ رَسُولا
والعَبدُ مُشتَهِرٌ بحبّكَ، ناطقٌ
بجميلِ ذكركَ، بكرة ً وأصيلا
فاجعَلْ إجازَة َ شِعرِهِ من مالِهِ،
إذ شأنُهُ أن لا يَرَى التّثقيلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كفَرضِ الصَّلاة ِ فروضُ الصِّلاتِ،
كفَرضِ الصَّلاة ِ فروضُ الصِّلاتِ،
رقم القصيدة : 20254
-----------------------------------
كفَرضِ الصَّلاة ِ فروضُ الصِّلاتِ،
وَمَطلُ العِداتِ كحَربِ العُداة ِ
ومن جادَ بعدَ تمادي المطالِ،
فإنّ العَطيّة َ أجرُ السُّعاة ِ
فكيفَ امرؤٌ جالَ في فكرهِ
بأنّ المطالَ سفينُ الحياة ِ
ولم يَعتَرِفْ أنّ ماءَ الحَياءِ
عندَ الكِرامِ كماءِ النّجاة ِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعدُكم بالنّدى سَقيمُ،
وعدُكم بالنّدى سَقيمُ،
رقم القصيدة : 20255
-----------------------------------
وعدُكم بالنّدى سَقيمُ،
وأمّ آمالنا عقيمُ(19/426)
وَهَبتُمُ مَوعِداً ونمتُم،
فعنديَ المقعدُ المقيمُ
يا رَقدَة ً لم يَحْظَ قَديماً
بمِثلِها الكَهفُ والرّقيمُ
قُعُودُها عن قَضاءِ حَقٍّ،
لعذرِ من لامني يقيمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَناسَيتَ وعدي، وأهمَلتَهُ،
تَناسَيتَ وعدي، وأهمَلتَهُ،
رقم القصيدة : 20256
-----------------------------------
تَناسَيتَ وعدي، وأهمَلتَهُ،
وغَرّكَ في ذاك منّي السّكوتُ
إلى أن علاه غبارُ المطالِ،
وخيمَ من فوقهِ العنكبوتُ
فناسيتُ نفسي وعللتها
بأن سوفَ أذكرُهُ، إذ حَيِيتُ
فلمّا تجاوزَ حدّ المطالِ،
نسيتُ بأنّي لهُ قد نسيتُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد قضينا العمرَ في مطلكمُ،
قد قضينا العمرَ في مطلكمُ،
رقم القصيدة : 20257
-----------------------------------
قد قضينا العمرَ في مطلكمُ،
وظننا وعدكم كانَ مناما
أإذا مُتنا نَرَى وَعدَكُمُ،
أم إذا كُنّا تُراباً وعِظامَا؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد صَبرنا بالوَعدِ منكَ شهوراً،
قد صَبرنا بالوَعدِ منكَ شهوراً،
رقم القصيدة : 20258
-----------------------------------
قد صَبرنا بالوَعدِ منكَ شهوراً،
ما رأينا بهنّ لَيلَة َ قدرِ
كلُّ تلكَ الشّهورِ بِيضٌ، ولكن
لَيلَة ُ القَدرِ خَيرٌ من ألفِ شَهرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعَصرِ الرّضَا إنّي لدَيك لَفي خُسرِ
وعَصرِ الرّضَا إنّي لدَيك لَفي خُسرِ
رقم القصيدة : 20259
-----------------------------------
وعَصرِ الرّضَا إنّي لدَيك لَفي خُسرِ
بمطلي، وقلبي فيكَ لم يرضَ بالصبرِ
ووَعدُكَ مُحتاجٌ إلى فَسحِ مُدّتي،
ورَبّكَ أدرَى ما تخَلّفَ من عُمرِي
وفرطُ التقاضي يوهمُ الناسَ أنّني
هجَمتُ، واستَنزعتُ ذلكَ بالقَسرِ
فإن صدّ عن إنجازهِ المنعُ، فانعموا
بعُذرٍ، فإنّ العُذرَ أسوَى من الغَدرِ
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> وداعاً أيها الضوء الشتوي
وداعاً أيها الضوء الشتوي(19/427)
رقم القصيدة : 2026
-----------------------------------
وداعاً أيها الضوء الشتوي
وداعاً
يا نار الموقد
يا حطباً يتأجج ما بين شظاياه الحمر
غدي
وداعاً
المقصلة التمّت عبر حبال سود
تلتف وتلتف على عنق طالت
تاهت
صارت مداً أبعد من مدّ يدي
وداعاً .. يا الآتون اليّ
بلا أمس .. وبدون غدِ
ما أجمل موتاً
ينسينا ما كان لنا .. ما سوف يكون لنا
ما أجمل موتاً يوغل في صمتٍ أبدي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هجرت الكرَى مذنمتَ عن ذكرِ موعدي،
هجرت الكرَى مذنمتَ عن ذكرِ موعدي،
رقم القصيدة : 20260
-----------------------------------
هجرت الكرَى مذنمتَ عن ذكرِ موعدي،
لئلاّ أرَى إخلافَ وَعدك في الغُمضِ
فما فُزتُ بالوَعدِ الذي رُمتُ قَبضَهُ،
وقد فاتني النومُ الذي كان في قبضِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ البخريّ مذ فارقتموهُ غدَا
إنّ البخريّ مذ فارقتموهُ غدَا
رقم القصيدة : 20261
-----------------------------------
إنّ البخريّ مذ فارقتموهُ غدَا
يسفي الرمادَ على كانونهِ الحربِ
لو شئتمُ أنهُ يمسي أبا لهبٍ
جاءتْ بغالكمُ حمالة َ الحطبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولَيسَ كريماً مَن يَجُودُ بمَوعِدٍ،
ولَيسَ كريماً مَن يَجُودُ بمَوعِدٍ،
رقم القصيدة : 20262
-----------------------------------
ولَيسَ كريماً مَن يَجُودُ بمَوعِدٍ،
ويَمطُلُ حتى يُقتَضَى بعِتابِ
ولكنّهُ مَن يُتبِعُ القولَ مُسرِعاً،
جزيلَ ثوابٍ، أو جميلَ جواب
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعدتُم، وأعطيتُم مدى المطلِ حقَّه
وعدتُم، وأعطيتُم مدى المطلِ حقَّه
رقم القصيدة : 20263
-----------------------------------
وعدتُم، وأعطيتُم مدى المطلِ حقَّه
على قدرهِ حتى سئمنا التماديَا
فلمّا تقاضينا بشعرٍ سخطتمُ،
وقلتُم: غَدا، بعدَ المَدائِحِ، هاجيَا
وما كانَ ذاكَ الهزءُ ظلماً، وإنّما
يُذَكّرُ بالأشعارِ مَن كانَ ناسِيَا(19/428)
فإنْ قُلتُمُ إنّا ظَلَمنا، فلَم نكن
ظلمنا، ولكنّا أسأنا التقاضيَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَلَينا، إذا ما طالَ مطلُكُمُ، صَبرُ،
عَلَينا، إذا ما طالَ مطلُكُمُ، صَبرُ،
رقم القصيدة : 20264
-----------------------------------
عَلَينا، إذا ما طالَ مطلُكُمُ، صَبرُ،
ومقصودنا ألاّ يضيقَ لكم صدرُ
ولَيسَ لَنا نحوَ العِتابِ تَسَرُّعٌ،
إذا ما وَنَى الانجازُ أو عَجِلَ العُذرُ
ولكن سننسَى ما وعدتُم لعلهُ
يَدورُ لهُ يوماً بفِكرِكمُ ذِكرُ
وإن حالَ داعي الموتِ دونَ نجازهِ،
فلا رحمَ الرحمنُ من ضمهُ القبرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مانحي مَحضَ الوُعودِ، ومانِعي
يا مانحي مَحضَ الوُعودِ، ومانِعي
رقم القصيدة : 20265
-----------------------------------
يا مانحي مَحضَ الوُعودِ، ومانِعي
حفظَ العهودِ، ومجتنى معروفهِ
لي، كلَّ يومٍ، منكَ عُذرٌ واضِحٌ،
وأخافُ أن يُفضِي إلى تَصحيفِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> باللَّهِ لا تَقطَعُوا عَنّا رَسائِلَكم،
باللَّهِ لا تَقطَعُوا عَنّا رَسائِلَكم،
رقم القصيدة : 20266
-----------------------------------
باللَّهِ لا تَقطَعُوا عَنّا رَسائِلَكم،
فإنّ فيها القلبِ والبصرِ
وآنسونا بها إن عَزّ قربُكُمُ،
فالأنسُ بالسمع مثلُ الأنسِ بالنظرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تقصرُ الكتبُ عن تطاولِ عتبي،
تقصرُ الكتبُ عن تطاولِ عتبي،
رقم القصيدة : 20267
-----------------------------------
تقصرُ الكتبُ عن تطاولِ عتبي،
ليتَ شِعري، فما الذي كان ذَنبي
لاكتابٌ يأتي ابتداءٌ، ولا رَ
دُّ جَوابٍ، إذا ابتدأتُ بكُتبي
ولَعَمري ما زالَ حبّكَ قَيداً،
في حالتيْ بعادي وقربي
فإذا لحتَ كنتَ قَيداً لعَيني؛
وإذا غِبتَ كنتَ قَيداً لقَلبي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا بصيراً إلاذ بإبصارِ كتبي،
يا بصيراً إلاذ بإبصارِ كتبي،
رقم القصيدة : 20268(19/429)
-----------------------------------
يا بصيراً إلاذ بإبصارِ كتبي،
وجَواداً إلاَّ برَدّ جَوابي
ولو أنّي بلغتُ سؤلي من الدهـ
رِ لَوافَيتُهُ مكانَ الكِتابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تكُنْ أنتَ والزّمانُ على عَبـ
لا تكُنْ أنتَ والزّمانُ على عَبـ
رقم القصيدة : 20269
-----------------------------------
لا تكُنْ أنتَ والزّمانُ على عَبـ
ـدِكَ بالبَينِ والجَفَا أعوانَا
فهوَ راضٍ بلمحِ كتبكَ، إذ لم
يسمحِ الدهرُ أنَ يراكَ عيانَا
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> وها أنت
وها أنت
رقم القصيدة : 2027
-----------------------------------
وَهاَ .. أنتِ
بالأمس إذ كُنا صِغار
كم كانت الدنيا صغيره
مازلتُ اذكرُ كل هاتيك السنين
تلك الدُروب المعتمات
ضحك السكارى العائدين مع الحياة
بلا حياه
لون المساء
كالداء يزحف في أزقتنا الضريره
مازلتُ اذكر كل هاتيك السنين
تلك الوجوه المستديره
تموت خلف كوى صغيره
عمياءَ
من قش وطين
ما اصغر الدُنيا بحارتنا الفقيره
هل تذكرين ... ؟
تلك الحكايات الطويلة عن أميرة
كانت تُصِرّ
تصر أن تبقي كدنيانا صغيره
مازلتُ أذكر كل هاتيكِ السنين
لونَ المساء
داري المخيفة كالوباء
غور العيون الباسمات بلا رجاء
وهناك في الظل الكئيب ... المرّ
امرأة مريرة
ألم نحاول أن نثيره
فتعود ثانية تقول :
لا لست امرأة مريرة
وتعود ثانية تعيد حكاية ظلت تطول،
تنمو ولا تنمو الاميره
تلك الأميرة .. أينها .. ؟
هل تذكرين ... ؟
كم كانت الدنيا صغيره
واليوم كم كبَّرت .. وها ...
لا لست امرأة مريرة
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَسيتَ عهودي، واطّرَحتَ رَسائلي،
نَسيتَ عهودي، واطّرَحتَ رَسائلي،
رقم القصيدة : 20270
-----------------------------------
نَسيتَ عهودي، واطّرَحتَ رَسائلي،
كأنْ لم يدرْ يوماً بفكركَ لي ذكرُ
وقد كنتُ أخشَى بعضَ ذاك، فعندما
قطعتَ جوابي، قلتُ: قد قضيَ الأمرُ(19/430)
وقد كانَ ظَنّي فيكَ أنّكَ ذاكري،
ولو جردتْ ما بيننا الأنصلُ البترُ
فكَيفَ ولا الخطّيّ يخطِرُ بَينَنا،
ولا نَهِلَتْ منّا المثَقَّفَة ُ السُّمرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يقبلُ أرضاً شرفتها ركابكم،
يقبلُ أرضاً شرفتها ركابكم،
رقم القصيدة : 20271
-----------------------------------
يقبلُ أرضاً شرفتها ركابكم،
ويلصقُ أحناءَ الترائبِ بالتربِ
ويسألكم أن لا يكونَ نصيبُه
من الردّ ردّ أجوبة ِ الكتبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد قَنعنا منكم برَدّ الجَوابِ،
قد قَنعنا منكم برَدّ الجَوابِ،
رقم القصيدة : 20272
-----------------------------------
قد قَنعنا منكم برَدّ الجَوابِ،
دونَ إسعافنا بما في الكتابِ
فاجعلوهُ زكاة َ مقدرة ِ الحكـ
ـمِ علَينا، أو رادِعاً للعِتابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أضربتَ صفحاً إذ أتتكَ صحيفتي،
أضربتَ صفحاً إذ أتتكَ صحيفتي،
رقم القصيدة : 20273
-----------------------------------
أضربتَ صفحاً إذ أتتكَ صحيفتي،
فطَوَيتَ كَشحاً عندَ رَدّ رَسائلي
أظننتَ كلَّ الردّ يقبحُ فعلهُ،
ردُّ الجوابِ خلافُ ردّ السائلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو فعَلتُم معَ المُحبّ صَوابَا،
لو فعَلتُم معَ المُحبّ صَوابَا،
رقم القصيدة : 20274
-----------------------------------
لو فعَلتُم معَ المُحبّ صَوابَا،
ما جَعَلتُم تَركَ الجَوابِ جَوابَا
ولو أني علمتُ أنّ عليكم
فيهِ ثقلاً لما بعثتُ كتابا
كيفَ أخرتمُ جوابي وما كـ
ـنذا كما يزعمُ الحسودُ غضابَا
لاحَ إعراضُكُم، ولَستُ غَبيّاً
بقِلاكمُ، لكِنّني أتَغابَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سألتُكُمُ رَدّ جَوابي فكم
سألتُكُمُ رَدّ جَوابي فكم
رقم القصيدة : 20275
-----------------------------------
سألتُكُمُ رَدّ جَوابي فكم
يدٍ لكم من قَبلِها عندي
فقلدونا منة ً، واعجبوا
من سائلٍ يقنعُ بالردّ(19/431)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تركتَ إجابة َ كتبي إليكَ،
تركتَ إجابة َ كتبي إليكَ،
رقم القصيدة : 20276
-----------------------------------
تركتَ إجابة َ كتبي إليكَ،
لحقٌّ تشبهَ بالباطلِ
لأني سألتكَ ردّ الجوابِ،
ولا تعرفُ الردّ للسائلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَخشَ مِن رَدّ الجَوا
لا تَخشَ مِن رَدّ الجَوا
رقم القصيدة : 20277
-----------------------------------
لا تَخشَ مِن رَدّ الجَوا
بِ، وقد بدأتُك بالكتابِ
فالردّ يجملُ في الأما
نة ِ والتحية ِ والجوابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقُولُ وقد وافتْ إلى الصّحبِ كُتُبكم،
أقُولُ وقد وافتْ إلى الصّحبِ كُتُبكم،
رقم القصيدة : 20278
-----------------------------------
أقُولُ وقد وافتْ إلى الصّحبِ كُتُبكم،
ولم أرَ لي، من دونهم، بينَهم كُتبَا
تجولُ خلاخيلُ النساءِ، ولا أرَى
لرملة َ خلخالاً، يجولُ، ولا قلبا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كنتُ أخشَى عَذلَ العَواذِلِ، حتى
كنتُ أخشَى عَذلَ العَواذِلِ، حتى
رقم القصيدة : 20279
-----------------------------------
كنتُ أخشَى عَذلَ العَواذِلِ، حتى
صرتَ مستثقلاً لرد جوابي
فتركتُ التثقيلَ في بعثِ كتبي،
واستراحَتْ عَواذِلي من عِتابي
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> السبت المقبل
السبت المقبل
رقم القصيدة : 2028
-----------------------------------
في الغرفة
ذات الغرفة
سيمر السبت
وبلهفة
قد تذكرني
قد تسال عني
لم يات
لن يأتي
ويغور الصمت في الغرفة
او تبكين؟
كلا. لكني
لا أدري
لم أشعر أن السبت حزين
لم أشعر ان البيت حزين
أشعر أني ادفن شيئاً مني
في صمتي
وبلهفة
قد تسمع صوتي
قد ترجع نبرة الحزن في صوتي
من يدري ؟
قد لاتسمع شيء خطي الموت
وتضيع بلا حب أو لهفة...
وسيضحك في الغرفة غيري.
..
الدرب الى واقع المثقفين المؤلم مما تعرضوا للقهر والعسف والنفي ..."(19/432)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عودتني، بسوابقِ الألطابفِ،
عودتني، بسوابقِ الألطابفِ،
رقم القصيدة : 20280
-----------------------------------
عودتني، بسوابقِ الألطابفِ،
أُنساً تَرومُ ببَسطِهِ استعطافي
فعلامَ تعرضُ عن جوابي جائراً،
والجَورُ ضِدّ خَلائِقِ الأشرافِ
فاشفِ القُلوبَ، فقَد غدَونا على شفاً
بجَوابِ طِرسٍ من يَدَيكَ يُوافي
فلأنتَ في حاليْ حضورك والنّوى
ما زِلتَ تَعهَدُ بالجَوابِ الشّافي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> روحي التي اعتلتْ لبعدي عنكمُ،
روحي التي اعتلتْ لبعدي عنكمُ،
رقم القصيدة : 20281
-----------------------------------
روحي التي اعتلتْ لبعدي عنكمُ،
وغدتْ تعللُ عندَ سطرِ كتابي
تُبدي اشتياقاً كالسّياقِ، وتَرتَجي
رمقاً، فرددهُ بردّ جوابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لقَدِ اشتاقَ سَمعي منكَ لَفظاً،
لقَدِ اشتاقَ سَمعي منكَ لَفظاً،
رقم القصيدة : 20282
-----------------------------------
لقَدِ اشتاقَ سَمعي منكَ لَفظاً،
وأوحَشَني خِطابُكَ بعدَ بَيني
فاودعْ طيبَ لفظكَ لي كتاباً،
لأسمعَ ما تخاطبني بعيني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَاللَّه إلاَّ ما قَبِلتَ هديّتي،
تَاللَّه إلاَّ ما قَبِلتَ هديّتي،
رقم القصيدة : 20283
-----------------------------------
تَاللَّه إلاَّ ما قَبِلتَ هديّتي،
وجعَلتَ لي فَضلاً على الأقرانِ
فالبحرُ تنشأُ منهُ كلُّ سحابة ٍ
صَدرَتْ، ويَقبلُ فاضِلَ الغُدرانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نزفُّ إليكَ أبكارَ المعاني،
نزفُّ إليكَ أبكارَ المعاني،
رقم القصيدة : 20284
-----------------------------------
نزفُّ إليكَ أبكارَ المعاني،
وسائرُها لنا منكَ اكتسابُ
ونَحمِلُ من نَداكَ إليكَ مالاً،
فأنتَ البحرُ يمطرهُ السحابُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عبدُك قد أرسَلَ أدنَى خدمَة ٍ
عبدُك قد أرسَلَ أدنَى خدمَة ٍ(19/433)
رقم القصيدة : 20285
-----------------------------------
عبدُك قد أرسَلَ أدنَى خدمَة ٍ
إليكَ، يا من بالجميلِ قد سبقْ
فانظرْ بلَحظِ الجبرِ، أو عينِ الرّضَا
نحوَ غلامٍ وكاتبٍ وطبقْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجلو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجـ
لو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجلو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجـ
رقم القصيدة : 20286
-----------------------------------
لو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجلو فَرَضنا أنّ الهَديّة َ لا تَجـ
ـمُلُ، إلاَّ نهايَة َ المَطلوبِ
شقّ هذا على المقل، ولكن
من صفاتِ الكرامِ جبرُ القلوبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو أنّ كلّ يَسيرٍ رُدّ مُحتَقَراً،
لو أنّ كلّ يَسيرٍ رُدّ مُحتَقَراً،
رقم القصيدة : 20287
-----------------------------------
لو أنّ كلّ يَسيرٍ رُدّ مُحتَقَراً،
لم يقبلِ اللهُ للورى عملا
فالمرءُ يهدي على مقدارِ قدرتهِ،
والنّملُ يُعذرُ في القَدرِ الذي حمَلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَعَثتُ هديّتي لكُمُ، ولَيستْ
بَعَثتُ هديّتي لكُمُ، ولَيستْ
رقم القصيدة : 20288
-----------------------------------
بَعَثتُ هديّتي لكُمُ، ولَيستْ
بقدركَ في القياسِ ولابقدري
ولكن حسبُ إمكاني، وأرجو
لدَيكَ قبولَها وقيامَ عُذرِي
فدَعْ كَسرَ القلوبِ، ففي حِسابي
يكونُ لَنا مُقابَلَة ً بجبرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَولايَ هذا قَدَرٌ واهِنٌ،
مَولايَ هذا قَدَرٌ واهِنٌ،
رقم القصيدة : 20289
-----------------------------------
مَولايَ هذا قَدَرٌ واهِنٌ،
يُخبِرُ عن قِلّة ِ مَيسورِي
ليسَ على قَدري ولا قدرِكم،
لكن على مِقدارِ مَقدورِي
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الهوياتُ المجهولة
الهوياتُ المجهولة
رقم القصيدة : 2029
-----------------------------------
لم تعُدْ عندي لكم أيّ ُ مسرّاتٍ(19/434)
ولا أيّ ُ سرورْ
كلُّنا في زوبَع ِ الريح ِ رمادٌ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فلماذا نوهمُ الناسَ بأنّا
لم نزلْ نحنُ الشياهينَ
وما زلنا النسورْ ؟
نحنُ لا نعرفُ للثورةِ لونا ً
فعلى الطفلِ نثورْ
وعلى (الزوجةِ ) نقسو
وعلى الجارِ نثورْ
لم تعدْ فينا الصفاتُ العربيّه
لم يعدْ فينا لسانٌ عربي
لم نعدْ من دمِنا نملكُ شيئاً
لمْ نعُدْ من فمِنا نفهمُ شيئاً
لم يعُدْ فينا سلوكٌ أدبي
خُسِفَتْ في دمِنا كلُّ الموازينِ وعُدْنا
للعصور الجاهليّه
فإذا فتّشتَنا لم تلقَ شيئاًَ
وترى فينا الخلافاتِ
الى حدِّ الحروفِ الأبجديّه
افتِخارٌ
كبرياءٌ
غيبة ٌ
بخلٌ
نفاقٌ
عَصَبيّه
وفسادُ الناسِ معروفٌ
وما نفعلُهُ الأدهى ومجهولُ الهويّه
بعضُنا يبغضُ بعضا
بعضُنا لا يطلبُ الخيرَ لبَعْضْ
فإذا نامَ لهُ جارٌ ينامْ
وإذا ما نهضَ الجارُ نهَضْ
حسداً دأبُ الحَداثاتِ لدينا
مرغمٌ أنتَ بأنْ تجنحَ ذُلاّ ً لأخيكْ
فإذا عضّكَ دعْهُ ليَعَضْ
كلُّنا تحسَبُنا حين ترانا
نسخة ً واحدة ً مخلوقة ً
كي تقتفي نفسَ الغرَضْ
أصبحَ البخلُ دواءً
أصبحَ الكِذ ْبُ مرَضْ
لم يعُدْ فينا لشئ ٍ جاذبيّه
لم يعُدْ فينا لمهموم ٍ سرورْ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فنُّنا:
أنْ ننبُشَ الماضي
وأنْ نأتي بسلبيّاتِ أصحابِ السنى منا
وأصحابِ الحضورْ
شتْمُنا فنّ ٌ كبيرْ
سبُّنا فنّ ٌ ...
وهل أرقى من اللعنَةِ فنْ ؟
ليسَ في ميزانِنا للشعرِ وزنْ
ليسَ في قيثارِنا للوزنِ لحنْ
حينما لا ينتمي الشاعرُ للفسْق ِ
ولا يرتادُ اصحابَ الفجورْ
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ عربي
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ أدبي
لونُنا صارَ خليطاً
دمُنا صارَ خليطاً
شعرُنا صارَ خليطا
مرّةً نتّخِذ ُ الشاطئَ ربّاً
مرّةً نعبُرُ للهِ مُحيطا
لعنة ُ اللهِ علينا
إنْ يكُنْ هذا الذي ندعوهُ دِينا
لعنة ُ اللهِ علينا
نشتمُ الناسَ لشئ ٍ وهْوَ فينا
أيّ ُ جنسٍ نحنُ يا هذا؟
وهل تحسَبُنا ماءً و طينا؟
كلما أخْرَجَتْ الناسُ لنا عِلْمًا(19/435)
أتيناهمْ حضاراتٍ و تأريخاً سمينا
هم يدوسونَ علينا بالبساطيل ِ ونحنُ
بينَ أجزاءِ التواريخ ِ تبادَلْنا طنينا
هم ينيكونَ أبانا وأخانا و بنينا
في سجون ٍ كنّ َ بالأمس ِ سجونا
وعلينا نحنُ أن نفرَحَ في عرس ِ أبينا
منْ أبونا نحنُ يا هذا؟
لقد نيكَ أبونا
حرّرونا القومُ من ظلم ِ أبينا
فضلُهُم كانَ كبيراً
و لهم حقّ ٌ بأنْ يغتَصِبونا
لونُنا صارَ خليطاً
حقُّهم أنْ يرسمونا
مثلما أوحى لهم أربابُهم أنْ يرسمونا
فضلُهم كانَ كبيراً
نصرونا
حررونا
خلّصونا
صورة ُ الشِّعرِ التي كنتُ أراها
لم تعُدْ تحلو
وما عادت فنونُ المسْتباحينَ جنونا
لم أعُدْ أعرفُ للشاعِرِ معنى
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ فنونا
لم يعُدْ للغزَل ِ السّاحِرِ معنى
لم أعُد أعشَقُ
لا وجهاً
ولا شَعْراً
ولا حتى عيونا
كلما أوقَعْتُ أنْ أكتُبَ شِعراً
قد تذكّرتُ الذينَ اغتصَبونا
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ كياناً
لم أعُدْ أفتَخِرُ الآنَ بشئٍ وأُكابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني سعدون جابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني داخل حسنْ
لم تعُدْ أغنِيَة ٌ تأخُذ ُني للناصِريّه
فلقد مزّقني الجاري على أرض ِ الوطنْ
ولقد قطّعَني هذا السّكوتْ
هذهِ السّكرة ُ في تلكَ البيوتْ
أتمنّى الآنَ لو أني أموتْ
ليتني الآنَ أموتْ
ليتني كنتُ ترابا
أيّ ُ شئ ٍ أكثرُ الآنَ عذابا؟
أنْ تموتي ضَحِكاً من لُعْبَةِ الدّهرِ
ونفديكِ رؤوساً و رقابا
أمْ تعيشي كلّ أيّامِكِ رقصاً و اغتِصابا؟
أنْ تطيري والمُحيطاتُ على جنحيْكِ ألواناً
وألوانٌ ....
وألوانُكِ يُمْسِكْنَ كتابا
أمْ تظلِّي تشهدي اللعبَة َ تلوَ اللعبةِ الأخرى
وأمجادُكِ يرقُدْنَ شبابا؟
قدْ تعوّدْنا على الموتِ
فقد مِتْنا على أرضِكِ من قبلُ
وقد مِتْنا بأورُبّا اغترابا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَعَثتُ الحُسامَ إلى مثلِهِ،
بَعَثتُ الحُسامَ إلى مثلِهِ،
رقم القصيدة : 20290
-----------------------------------
بَعَثتُ الحُسامَ إلى مثلِهِ،(19/436)
ولم أكُ في حَملِهِ جاهلا
وشاهدتهُ مرهفاً قاطعاً،
فصَيّرتُهُ بَينَنا واصِلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تركتُ الكتلفِ فيما قد خدمتُ بهِ
تركتُ الكتلفِ فيما قد خدمتُ بهِ
رقم القصيدة : 20291
-----------------------------------
تركتُ الكتلفِ فيما قد خدمتُ بهِ
أولى من المَطْلِ والإخلافِ والمَلَلِ
وربّ قائلِ قولٍ قصرتْ يدهُ
يَدُ الخُطوبِ، فصَدّتهُ عن العَمَلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أجلكَ أن تواجهَ بالقليلِ،
أجلكَ أن تواجهَ بالقليلِ،
رقم القصيدة : 20292
-----------------------------------
أجلكَ أن تواجهَ بالقليلِ،
ولم أقدِرْ على القَدْرِ الجَزيلِ
فأترُكُ خِيرَة ً هذا وهذا،
وأطمَعُ منكَ بالعُذرِ الجَميلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم تبغِ همتكَ المحلّ العالي،
لم تبغِ همتكَ المحلّ العالي،
رقم القصيدة : 20293
-----------------------------------
لم تبغِ همتكَ المحلّ العالي،
إلاَّ وأنتَ مُوَفَّقٌ لكَمالِ
وكذاكَ ما عَشقتْ خلائقُكَ العُلى ،
إلاَّ وللأموالِ قلبُكَ قالي
أمجدلَ الأبطالِ، بل يا باذِلَ الـ
ـأموالِ، بل يا حاملَ الأثقالِ
صَيّرتَ أسحارَ السّماحِ بَواكراً،
وجعلتَ أيامَ الكفاحِ ليالي
بحماسة ٍ مقرونة ٍ بسماحة ٍ،
وجلادة ٍ مشفوعة ٍ بجدالِ
تُحمي الجِوارَ من الحَوادِثِ مثلَما
يَحمي فَريسَتَهُ أبو الأشبالِ
أغياثَ دين اللهِ، يا من رأيُه
يُغنيهِ عن خَطّيّة ٍ ونِصالِ
ما كنتُ أعلمث، قبلَ لحتَ لناظري،
أنّ الخيولَ تسيرُ بالأجبالِ
طاوَعتُ فيكَ تَفَرّسي وتَوَسّمي،
وعَصَيتَ فيكَ مَلامَة َ العُذّالِ
ما زلتُ منذُ سرى ركابكَ مائلاً
أتوقعُ الإقبالَ بالإقبالِ
وجهدتُ أني لا أسيرُ ميمماً،
حتى أمثلَ بالمقرّ العالي
في جَنّة ِ الفِردوسِ كانَ مُقامناً،
ويمثلها في الحشرِ ينجحُ فالي
فكأنّ ذاكَ اليَومَ رِقدَة ُ نائمٍ،
وكأنّ عَيشي فيهِ طَيفُ خَيالِ(19/437)
ما تلكَ للسّلطانِ أوّلَ مِنّة ٍ،
عَمّتْ يَداهُ بمِثلِها أمثالي
ملكٌ عرفتُ بهِ الملوكَ، فلم يزلْ
شعري بهِ عالي، سعريَ غالي
لمّا رأيتَ لسانَ شُكري قاصِراً،
ولمتَ ودّي من لسانِ الحالِ
وحفظتُ عهدكَ مثلَ حِفظي صِحّتي
وشهدتَ في ذاكَ المقامِ مقالي
أغراكَ جودكَ بي، فجدتَ تبرعاً،
وسألتني لمّا أمنتَ سؤالي
فأبيتُ أن أرضَى ، لصدقِ محبّتي،
ثَمَناً، وأُرخصُ قَدرَ وُدّي الغالي
ومنَحتَني، فبَذلتُ مالَكَ في يَدي،
وحسدتُ جودكَ لي، فجدتُ بمالي
إذ كنتُ أرغبُ في رِضاكَ، ولم يكن
لي، مع ودادِكَ رغبة ٌ في المالِ
وأودّ أن أجري ببالكَ بعضَ ما
يُجري مَديحُكَ والثّناءُ ببالي
ما كنتُ أنهكُ بالتوقعِ بالعطا
عِرضي، فأُسمِنَ جارَتي بهُزالي
لكن أزيلُ نفيسَ ما ملكتْ يدي
أنَفاً، وماءُ الوَجهِ غَيرُ مُزالِ
شِيَمٌ عَهِدتُ بها مَساعيَ مَعشري،
فسَحَبتُ في آثارِهِم أذيالي
ما طالَ في الدّنيا تَنَعّمُ راحَتي،
إلاَّ وقد قَصُرَتْ بها آمالي
ما في نظامي غيرَ تركِ مدائحي،
نقصٌ، وذاكَ النقصُ غيرُ كمالي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طغَى اليراعُ لبسطي في العنانِ لهُ،
طغَى اليراعُ لبسطي في العنانِ لهُ،
رقم القصيدة : 20294
-----------------------------------
طغَى اليراعُ لبسطي في العنانِ لهُ،
وهوَ الجَوادُ وظهرُ الطّرسِ مَيدانُ
فلا تؤاخذْ بطغيانِ اليراعِ، إذا
جرَى عليّ، فللأقلامِ طعيانُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فوالله ما فرقتُ ما جدتَ لي بهِ
فوالله ما فرقتُ ما جدتَ لي بهِ
رقم القصيدة : 20295
-----------------------------------
فوالله ما فرقتُ ما جدتَ لي بهِ
على الصّحبِ عن تيهٍ عَرانيَ أو كِبرِ
ولكنني لمّا علمتُ بأنني
أُقَصّرُ عن أداءِ حقّكَ بالشّكرِ
شركتُ جميعَ الصحبِ فيها لعلّها
تُساعدُ في شكرٍ يَقومُ به عُذرِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن سارَ عَبدُكَ أوّلاً، أو آخراً،(19/438)
إن سارَ عَبدُكَ أوّلاً، أو آخراً،
رقم القصيدة : 20296
-----------------------------------
إن سارَ عَبدُكَ أوّلاً، أو آخراً،
في ظِلّ مَجدِكَ ما تَعدّى الواجبَا
فإذا تأخّرَ كانَ خَلفَكَ خادِماً،
وإذا تَقَدّمَ كان دونَكَ حاجِبَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نالَتِ الأعداءُ بالسّعيِ مُناها،
نالَتِ الأعداءُ بالسّعيِ مُناها،
رقم القصيدة : 20297
-----------------------------------
نالَتِ الأعداءُ بالسّعيِ مُناها،
فبرغمي يا أبا الفضلِ رضاها
كانَ سعيُ الضدّ فيما بيننا
حاجة ً في نفسٍ يعقوبٍ قضاها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا علماً لاحَ لخفضِ العدى ،
يا علماً لاحَ لخفضِ العدى ،
رقم القصيدة : 20298
-----------------------------------
يا علماً لاحَ لخفضِ العدى ،
وهوَ لرَفعِ الذّكرِ مَنصوبُ
عَبدُكَ قد جاءَكَ مُستَصرِخاً،
وقلبُهُ بالهَمّ مَكرُوبُ
حاشاكَ أن تنصفَ من دونه،
وحقهُ عندكَ مغصوبُ
فكلُّ ما يغرسُ وحشُ الفلا
متهمٌ في فعلهِ الذيبُ
الذّئبُ لا يُؤمَنُ لكِنّهُ
علَيهِ في يُوسُفَ مَكذوبُ
وقد تَجَلّى الحَقّ من بَعدِ ما
صَدّقَ فيهِ السّعيَ يَعقُوبُ
كذلكَ العبدُ الذي حقهُ
بباطلِ الأعداءِ مَغلوبُ
رأوكَ للسّعيِ بهِ سامعاً،
فَلُفّقتْ عَنهُ الأكاذيبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حذراً عليكَ من الفعالِ الجافي،
حذراً عليكَ من الفعالِ الجافي،
رقم القصيدة : 20299
-----------------------------------
حذراً عليكَ من الفعالِ الجافي،
أدنيكَ مجتهداً إلى الإنصافِ
وأودّ فعلكَ للجميلِ مخافة ً،
إنّ الطبيعة َ للمسيءِ تكافي
يا شائنَ الحُسنِ البَديعِ ببدعَة ِ الـ
ـهجرِ الشنيعِ وكثرة ِ الإخلافِ
لا تقرننّ الحسنَ منكَ بضدهِ،
إنّ الإساءَة َ للجمالِ تنافي
يا جامعَ الوردِ الجنيّ، ومائهِ
في الخدّ، لمْ أشربتَ ماءَ خلافِ
يا عاذلي في الحبّ لمّا أن رأى
وجدي وبشري في الهوى بتلافي(19/439)
لو سرتُ في قدسِ المحبة ِ حافياً،
لعلمتَ كيفَ يكونُ بشرُ الحافي
إنّ الذي أضحتْ صوارمُ لحظهِ
تَحمي مَراشفَهُ من التّرشافِ
لو شاءَ أن يَشفي المحبَّ سَقاهُ من
تلكَ الشّفاهِ بأوّلِ الأعرافِ
فسَقَى رُبَى المَرجِ الأنيقِ ولالشٍ،
والعينَ صوبَ الوابلِ الوكافِ
أرضاً حَلَلتُ مُمَتَّعاً في أهلِها،
فكأنّهم إلفايَ، أو أحلافي
ما زلتُ في جديدِ سوالفٍ
منها، وطَوراً في عَتيقِ سُلافِ
من كلّ مٍّجدولِ القَوام مُهَفهَفٍ،
فَحلِ اللّحاظِ مُخَنَّثِ الأعطافِ
من فتية ِ الكردِ الذينَ لجدّهم
شَرَفٌ مُنافٍ أهلَ عَبدِ مَنافِ
قومٌ إذا اسروا الملوكَ بأرضهمْ،
جَعَلُوا الشّعورَ حَمائلَ الأسيافِ
غصبوا الوعولَ بها القيانَ ووطدوا
وَعرَ الذّرى بتَسهّلِ الأكنافِ
وبنوا على قللِ الجبالِ بيوتهم،
إنّ البقاعَ منازلُ الأشرافِ
خَلَفَتْ عيونُهُمُ السّهامَ، ولم أخَل
أنّ القُلوبَ لها من الأهدافِ
ورَنَوا بأجفانٍ ضِعافٍ في الوَغَى ،
لكنّها في الفتكِ غيرُ ضعافِ
حمَلوا البُدورَ على الغُصونِ وكَلّفوا
ضعفَ الخصورِ تحملَ الأحقابِ
عقدوا البنودَ على الخصورِ فأظهرتْ
ما كانَ مجهولاً من الأردافِ
وتسربلوا بدجى الشعورِ، فأسبلوا،
فوقَ الصباحِ، مدارعَ الأسدافِ
وتتوجوا بقلانسٍ محمرة ٍ،
جَعدٌ على سَبَطِ الأثيثِ الصّافي
حمرٌ على سودِ الشعورِ، كأنها
شفقٌ على بحرِ الدجنة ِ طافِ
قُل للذي أخذَتْ مَناطقُ خَصرِهِ
من فَرعِهِ خَبراً عَنِ الأشنافِ
إن يزهُ خصرط بالوشاحِ فقد زهتْ
بفنى وشاحٍ سائرُ الأطرافِ
الحاكمُ الحكمُ الذي شهدتْ لهُ
أعداؤهُ بالعَدلِ والإنصافِ
قاضٍ، إذا التَبَستْ حقيقَة ُ مُشكِلٍ
أبدتْ لهُ الآراءُ ما هوَ خافِ
وإذا أفاضَ البحثَ ساقطَ لفظهُ
دُرَراً تُنَزّهُها عَنِ الأصدافِ
وإذا المسائلُ في الجدالِ تعرضتْ
بالعيّ أقبَلَ بالجَوابِ الشّافي
مولًى طوارفُ مالهِ وتلادهُ
وَقفٌ على الإسعادِ والإسعافِ
طبعَ الأنامُ على الخلافِ وجودهُ،(19/440)
في النّاسِ، مسألَة ٌ بغَيرِ خِلافِ
بذلَ النضارَ مع اللجينِ وعرضهُ
في الصونِ كاسمِ أبيهِ في الأوصافِ
يُبدي اهتزازاً للمَديحِ، كأنّما
عُوطي، وحاشاهُ، كؤوسَ سُلافِ
ولربما جلّى العجاجَ بسيفهِ،
والنقعُ أحلكُ في جناحِ غدافِ
من فوقِ يعبوبٍ لهُ يومَ الوغَى
سَبقُ القَطا، وتَقَلّبُ الخطّافِ
يَنمي إلى القَومِ الذينَ إذا سَطَوا،
أغنَتْ عَزائمُهُم عن الأسيافِ
يتَهافَتونَ على القِراعِ وفي النّدى
يتَهافَتونَ على قِرى الأضيافِ
أعناهمُ عن رفعِ نيرانِ القرى
ذكرٌ لهم عالٍ، وشكرٌ وافِ
لا عيبَ فيهم غيرَ أنّ نوالهم،
في النّاسِ، مَنسُوبٌ إلى الإسرافِ
مولايَ، تاجَ الدينِ، يا من حلمهُ
وسماحهُ يغني عن استعطافي
كيفَ استَخرتَ سَماعَ ما نقلَ العِدى
عنّي، وذلكَ للصحيحِ ينافي
أفصحَّ أنّ الذئبَ آكلُ يوسفٍ،
أوَلَيسَ فيهِ لَكُم دَليلٌ كافِ
حتى تُقاسَ علَيهِ كلّ رَفيعَة ٍ
رفعَ السعاة ُ بها إلى الأشرافِ
ولقد بسطتُ العذرَ عندكَ فاعتبرْ
مبسوطهُ من رأيكَ الكشاف
كم طالبٍ عَفواً، وليسَ بمُذنبٍ،
ومُقَدّمٍ عُذراً، وليسَ بهافِ
ومُؤنَّبٍ في الانقِطاعِ، وإن غَدا
مُتَجافياً خَجَلاً، فلَيسَ بجافِ
ولربّ جانٍ، وهوَ غَيرُ مُجانِبٍ،
ولربّ وافٍ، وهوَ غيرُ مُواف
شكراً لواشٍ أو جبتْ أقوالهُ
حَجّي لكَعبَة ِ رَبّكُم وطَوافي
بعدٌ جنيتُ القربَ من أغصانِهِ،
وسكينة ٌ حلصتْ من الإرجافِ
ولربما عوتِ الكلابُ، فأرشدتْ
نحوَ الكرامِ شواردَ الأضيافِ
دَعْ عَنكَ ما اختَلفَ الوَرى في نَقلِهِ
عنّي وخذْ مدحاً بغيرِ خلافِ
مَدحاً، أتاكَ، ولا يَرومُ إجازَة ً،
إلاَّ المَوَدّة َ والضّميرَ الصّافي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خربشات على الغبار
خربشات على الغبار
رقم القصيدة : 2030
-----------------------------------
(1)
صورةٌ
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
أخافُ عليها من ثلاثة :
الغبار،
وعيونِ المارقين ،
والخروج .
(2)
يلفُّ رأسَها المقطوع
منديلٌ أغبر،(19/441)
أداتُها الوحيدة
خرقةٌ مبلَّلة
تقرأُ الغبارَ كلَّ يوم .
تنظّفُ الرّفوفَ
من الأدب ؟!
أم بطنَها
من الفراغ ؟!
(3)
لأنَّها المرّةُ الأولى
منذ 408 للهجرة ،
كانَ الغبار
(رضيَ اللهُ عنه)
أوّلَ المستقبِلين .
وسيكون ...
آخرَ من يودِّعُني
عندما أعود
إلى الشّمال .
(4)
العصفورُ الهارب
إلى الجنوب ،
لم يكن يعرف
أنَّ "طُوبَة"
هو كانون الثّاني
الّذي هو يناير ،
وأنَّهُ يحمل
على ظَهْرِه ،
فضلاً عن الغبار ،
كيسًا
من بردٍ وسلام .
(5)
جئْتُ ،
لأنَّ لي هنا
صورةً
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
وليذهبِ الكتاب
إلى الجحيم .
(6)
لا تخافُوا أيّها الأحبّة
الوافدونَ من الشّمال ،
ليسَتْ لي نيَّةٌ
في سَحْبِ البساط
من تحتِ أحد .
ألا يتّسع
فضاؤُكم،
هنا أيضًا ،
لعصفورٍ
يحبُّ البياض ؟!
(7)
تأكلُها العيون
أنَّى ذهبَتْ .
تبصقُهم جميعًا
حَسَبَ التّرتيب ،
ولا تعيد ترتيبَ
أحمرِ الشّفاه .
وتدوسُ بكعبِها العالي
أعقابَ مجاملاتِهم
غيرِ السَّلِسَة .
ثمَّ تمضي
إلى غايتِها
أسيرةَ حًلُمٍ
لا يفهمُهُ اللَّحْم
إلاّ إذا استحمَّ كلَّ يومٍ
في البحرِ الميّت
خَمْسَ مرّات .
(8)
أحبُّكِ ...
كما تشتهين .
ولن يفهمَني أَحَد .
ولن يصدِّقُوا شاعرًا .
وأخافُ ،
في نهايةِ المطاف ،
أن أكونَ مثلَهم ،
وتخسري الرّهانَ
من جديد ،
وأخسرُني .
(9)
كيلا تخسري الرّهان ،
دمّرْتُ أسلحةَ الدّمارِ كلَّها .
ما كانَ رأسًا نوويًّا
عادَ إلى طفولتِهِ
ونام .
(10)
ذهبْتُ وحدي
إلى المطعم ،
حيثُ كنَّا
في الأمس .
طلبْتُ الطَّبَقَ ذاتَهُ .
لم يكن
طيّبًا .
(11)
كان عمري 48 خريفًا
عندما التقَيْنا .
صرتُ كلَّ يومٍ
أصْغُرُ أسبوعًا ،
وكلَّ أسبوعٍ شهرًا ،
وكلَّ شهرٍ سنة .
"احْسِبِيهَا لْوَحْدِكْ
بَقَى" .
(12)
أخرجْتُهُ .
ظهَّرْتُ الصُّوَر .
الحمدُ لله .
والشّكرُ لآلةِ التّصوير .
ما زالَتِ الصُّورَة .
تقدَّسَ سرُّها .
في المرآة .
(13)
لم تستطِعْ واحدةٌ
أن تعيدَ تكويني(19/442)
مثلما فعلْتِ .
سبحانَكِ تعالَيْتِ
عمَّا يقولونَ
ولا يفعلون .
(14)
حينَ أعودُ إلى الشّمال
سأعيدُ ترتيبَ أوراقي
بموجبِ اللّوائحِ الفاطميّة .
سأوزّع
على المسلِّمينَ درسًا
في السّلام
مع النَّفْس .
(15)
احْتَرِسْ
التّدخينُ يدمِّرُ الصّحّة
ويسبّبُ الوفاة .
والشِّعرُ أيضًا
لكنَّهُ
لا يبيع .
(16)
عقلي طيّبُ القلب
لا يسمح
لقلبي قليلِ العقل
أن يغرِّرَ بأحد .
سأظلُّ عاقلاً
جدًّا
إلى أن يطلبَ الجنون
نجدةً
من قوّةٍ صديقةٍ
تحبُّ الهمالايا
ونطير .
(17)
كائناتٌ
من كوكب الإنترنت .
يدخلونَ مطعمًا شعبيًّا
في قلبِ القاهرة .
يثرثرونَ فوقَ النّيل
ويأكلونَ الكُشَرِيّ .
يكشّرونَ ويضحكون
بلا وجوهٍ عبيطة
يعملُها المسنجر .
(18)
وأخيرًا
يخرجُ المولود
بما لا يشتهي الحُلُم .
حسنًا
لا ألومُ القابلة
ولا المستشفى .
وأسناني
ليسَتْ مترفةً
بما فيه الكفاية
لارتكابِ عضّةِ إصبع .
لا بأس
سأتوحّدُ مع الكتاب
وأمضي
بعينَيْنِ عاجزتَيْنِ
عن البكاء
في حضرةِ القابلة .
(19)
قصيدةٌ
سادرةٌ في بلّورِ الرّوح
إلى حدِّ البكاء .
سادنٌ
أحبُّهُ كما أحبُّ إخوتي
يقرأُها علينا
لـ 48 غرضًا
في نفسِ يعسوب :
ليدرأَ عاصفةً وشيكة ،
لتصرفَ النّظر
عن مهنتِها
كقابلة .
الأغراضُ المتبقّية
ليسَتْ
من اختصاصي .
(20)
جَنينٌ يُدعى
"عصفورةَ الجنوب" ،
يتشكّل
في رَحِمِ الرُّوح .
سيولد
على يديها ،
وبإذنِها
تعالَتْ .
(21)
لنصرفِ النّظر
عن إعادةِ التّوليد
كما الحبرُ يشتهي ،
لئلاّ
نسفِّهَ الورق ،
ولئلاّ يزيد
سنتمترَ آخرَ
حزنُ القابلة .
(22)
مناشيرُ فارغةُ العيون
لا يملأُها التّراب .
تحبُّ الشّجرَ الغريب
وتدعو لَهُ
بطولِ الإقامة .
(23)
بينَ عقلِ الشّمالِ
وقلبِ الجنوب
حربٌ
ليسَتْ باردة .
بردٌ وسلامٌ
غيرُ باردَيْن
بينَ شمالِ القلبِ
وجنوبِ العقل .
(24)
أخذْتِ الكتابَ بقوّةٍ
وأمعنْتِ في ليلِ القبيلة .
عادَ بخُفَّيْ قرفةٍ
ما كانَ سحلبًا .
قرأنا سطرًا(19/443)
تحتَ جنحِ النّهار.
على البابِ نقرةٌ
تُوقِفُ الحصانَ
عن النّموّ .
(25)
لَكِ في القلبِ
مستعمَرة .
من قالَ إنِّي
أكرهُ الاستعمار ؟!
(26)
على ضوءِ دمعَهْ
تَقَرَّيْتُ صمتَ النّبيّةِ خمسًا
وركعَهْ
(27)
رأسُ "الحُسَيْنِ"
يعرّيك .
تهرول
إلى "شرمِ الشّيخ" .
تختبئ
في عباءةِ "السّلام" .
(28)
دمعٌ يتساقط
على بذلةِ العيد .
محمّدٌ
يبكي بينَ يَدَيّ .
وتذهبُ فاطمة
لرؤيةِ عُمَر .
لأوّلِ مرّةٍ
أبتعدُ عن العيد .
(29)
مسؤولٌ
على الهواء .
لا ماءَ في الأرضِ
ولا حطب .
والسّماءُ
في إجازة .
(30)
البارجةُ في عرضِ الفقرِ
منذُ البارحة .
ينزلُ الجنود
إلى شاطئِ الحبرِ
جائعين .
الكتبُ عاهراتُ
فاخرة.
محافظُ النّقود
تتثاءب
وتزني بعيونِها .
(31)
"طلعت حرب" ،
أوّلَ أيّامِ العيدِ
مساءً ،
لا مكانَ لإبرةٍ
كي ترنَّ
براحتِها .
(32)
فضلاً عن الّذي
"بَالِي بَالَكْ" :
أمّ الدّنيا
والنّيل
والأهرام
"وبتاع" ،
في القاهرة
شيءٌ من عكّا
وحيفا والنّاصرة .
عينٌ بصيرةٌ
ويدٌ قصيرة .
أهلُها طيّبون
لا يشبهونَ أشباهَهم
في السّينما .
مطحنةٌ
والقمحُ "زَلَطٌ"
أسمر .
الحزنُ خوفو ،
والدّمعُ نيلٌ
يصبُّ في السّماء .
(33)
أراني جنينًا
في رَحِمِ قصيدةٍ
راهبة ..
من ظَهْرِ حِبْرٍ
قُدُس .
(34)
الأرضُ مصابةٌ
بسرطانِ السّماء .
هل
"عملنا اللّي علينا"
لنلقي
"الباقي على ربِّنا" ؟!
(35)
أوّلَ أيّامِ العيد
في القاهرة ،
لا شيءَ مفتوحًا
سوى
ما ينتظرُ المطر .
(36)
طفلٌ طويلٌ
من ليبيا
تشيبُ لحيتُهُ
في القاهرة
منذُ ثلاثينَ لوحة .
(37)
قالَتْ :
لا تظنَّنَ بي سوءًا ،
يا سيّدي.
لسْتُ مدمنةً أنا ،
ولم أخرج
من جلدتي .
تعرّيني عيونُكم ،
فأتستّر
بالدّخان .
(38)
طالَ غيابُ الحرسِ القديم ،
ونصفُ المرعى
يعيّدُ في القلعة .
والمفتاح
في جيبِ العيد ،
والعيد
في إجازة ،
والإجازة
خارجَ القاهرة ،
والقاهرة
ليسَتْ جميلةً
حينَ يفيض
حزنُ القابلة .
(39)
الكتب
لدى "مدبولي"(19/444)
أعضاءُ ناشطون
في تنظيمٍ
يَرْقَى إلى المرّيخ .
(40)
مندهشًا من جرأتِه
وبتشجيعٍ من الضّجيج
وما عَبَّ من جعة ،
يسحبُ القلم
ويكتبُ على منديل .
يدٌ تفحُّ تحتَ المنضدة
تقطفُ الرّسالة
وتخرجُ من البخار .
بعدَ ساعات
لا يتّفقان على مطر .
ويذهب
كلٌّ إلى المطار .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَجَزي، عن قَضاءِ حَقّك بالشّكـ
عَجَزي، عن قَضاءِ حَقّك بالشّكـ
رقم القصيدة : 20300
-----------------------------------
عَجَزي، عن قَضاءِ حَقّك بالشّكـ
ـرِ، ثَناني عنِ الجَنابِ السّامي
كيفَ أستملكُ النهوضَ بظهرٍ،
أثقَلَتهُ يَداكَ بالإنعامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حضوري عندَ مَجدِكَ مثلُ غَيبي،
حضوري عندَ مَجدِكَ مثلُ غَيبي،
رقم القصيدة : 20301
-----------------------------------
حضوري عندَ مَجدِكَ مثلُ غَيبي،
وبعدي عن جنابكَ مثلُ قربي
فإنْ تَكُ غائِباً عن لحظِ عَيني،
فلستَ بغائبٍ عن لحظِ قلبي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سِيّانِ مِن رَبّ الوِدا
سِيّانِ مِن رَبّ الوِدا
رقم القصيدة : 20302
-----------------------------------
سِيّانِ مِن رَبّ الوِدا
دِ حضورُهُ ومَغيبُهُ
لا تَستَمعْ قولَ العِدَى ،
من غابَ غابَ نصيبهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قَسَماً بالحَطيمِ والبَيتِ والرّكـ
قَسَماً بالحَطيمِ والبَيتِ والرّكـ
رقم القصيدة : 20303
-----------------------------------
قَسَماً بالحَطيمِ والبَيتِ والرّكـ
ـنِ، ومن حَولها يَطوفُ ويَسعَى
لو تمكنتُ من زيارة ِ مولا
يَ لوافيتهُ على الرأسِ أسعَى
كَيفَ لي دائماً بقُربِ مَليكٍ
ملكَ الناسَ والسماحة َ طبعَا
إن سطَا في الكفاحِ ثورَ نقعاً،
أو سخَا في السماحِ أثرَ نفعَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أخافُ معَ التّردادِ تَقطيبَ حاجبِ،
أخافُ معَ التّردادِ تَقطيبَ حاجبِ،
رقم القصيدة : 20304
-----------------------------------(19/445)
أخافُ معَ التّردادِ تَقطيبَ حاجبِ،
وأخشَى من التّأخيرِ تَقطيبَ حاجبِ
فإنْ رمتُ إقداماً، فليسَ بممكنٍ،
وإن رمتُ تأخيراً، فلَيسَ بواجبِ
فبِاللَّهِ إلاَّ ما جَزَمتَ بحالَة ٍ
تُخَلّصُ رَبّ الوُدّ من عَتبِ عاتبٍ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حسَدَتْ جودَ كَفّكَ الأمطارُ،
حسَدَتْ جودَ كَفّكَ الأمطارُ،
رقم القصيدة : 20305
-----------------------------------
حسَدَتْ جودَ كَفّكَ الأمطارُ،
بغدتْ منكَ بل عليكَ تغارُ
صدنا الغيثُ عن زيارة ِ عيثٍ
بشرهُ البرقُ والنضارُ القطارُ
عاقَ أجسادنا، فزرناهُ بالقلـ
ـبِ، وذو الفضل بالقلوبِ يزارُ
حجبته عنّا السحائبُ أيّا
ماً، وبالسُّحبِ تُحجَبُ الأقمارُ
فكأنّ السحابَ رقّ لشكوا
يَ، ففاضَتْ منهُ الدّموعُ الغِزارُ
أو تَعاطَى بأنْ يُحاكيكَ في الجو
دِ، وهيهاتَ ما لذاكَ اعتبارُ
ذا بماءٍ يَسخُو، وأنتَ بمالٍ،
بعطاهُ تستبعدُ الأحرارُ
أنتَ يروي نداكَ كلُّ ذوي الفقـ
ـرِ، وذا من نَداهُ يَروي القِفارُ
ذاكَ منهُ النّهارُ يُظلِمُ كاللّيـ
ـلِ، ومن وجهكَ الظلامُ نهارُ
أيها المنعمُ الذي ليسَ للآ
مالِ في منعمٍ سواهُ اختيارُ
ما اختصرتُ التردادَ إلاّ لعذرٍ
ليَ يُغني عن وَصفِهِ الاشتِهارُ
رأتِ السحبُ أنّها حينَ تهمي
ليسَ تمتدّ نحوها الأبصارُ
وإلَيكَ العُيونُ تَطمَحُ إن لُحـ
ـتَ، وإن غِبتَ بالبَنانِ يُشارُ
فثنينا بالهطلِ بل فثنينا،
فمكثنا ونابتِ الأشعارُ
فاقبلِ العذرَ، فهوَ أوضحُ عذرٍ،
فلَدَى الصِّيدِ تُقبَلُ الأعذارُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أغارَ الغيثَ كفُّكَ حينَ جادَا،
أغارَ الغيثَ كفُّكَ حينَ جادَا،
رقم القصيدة : 20306
-----------------------------------
أغارَ الغيثَ كفُّكَ حينَ جادَا،
فأفرطَ في ترادفهِ، وزادَا
أظنُّ السُّحبَ تَحسُدُنا عَلَيهِ،
فتمنعُ عن زيارتكَ العباداَ
ثنانا عنكَ، فازددنا ثناءً
على عَلياكَ لا نألُو اجتهِادَا(19/446)
فأغضبنا، وإن أرضَى البرايا،
وأظمأنا، وإن روّى البلادَا
وكمن عنفتهُ في قطعِ حبلي،
وإن وَصَلَ الأنامَ، فَما أفادَا
فيَضحَكُ حينَ أُوهمُهُ، ويَبكي
فيُوهِمُني الخَديعَة َ والوَدادَا
وأعجبُ لابتسام البرقِ فيهِ،
وقد لَبِسَتْ سَحائبُهُ حِدادَا
فظلتْ تحسدُ الأوراقَ عيني،
وقد أرسَلتُها تَشكُو البُعادَا
ولو أنّي استطعتُ، وقد حملنا
بَياضَ الطّرسِ نحوَكَ والسّوادَا
لصيرتُ البياضَ لها سجلاً،
وصَيّرتُ السّوادَ لها سَوادَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عاقني الغيثُ عن زيارة ِ غيثٍ،
عاقني الغيثُ عن زيارة ِ غيثٍ،
رقم القصيدة : 20307
-----------------------------------
عاقني الغيثُ عن زيارة ِ غيثٍ،
بشرهُ البرقُ، والعطاءُ السيولُ
غارَ من كَفّهِ ومن نُطقِ فيهِ
بصَنيعٍ يُسدى لَنا، فيُزيلُ
قَطَعَ الوَصلَ ثمّ واصلَ هَطلاً،
فبرغمي ذاكَ القطوعُ الوصولُ
فهوَ في فِعلِهِ وَفيٌّ، خَؤونٌ،
عادلٌ، جائرٌ، جَوادٌ، بخيلُ
فلذا جاءَ، وهوَ طلقٌ عبوسٌ،
مَنظَرٌ رائقٌ، ودَمعٌ هَطُولُ
فتَحَيّرتُ بَينَ مَدحٍ وذَمٍّ،
لَستُ أدري في حَقّهِ ما أقولُ
غَيرَ أنّي لَهُ شَكُوٌّ، شَكُورٌ،
عاذلٌ، عاذرٌ، صموتٌ، قؤولُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صدني اليمّ عن تيممِ مولا
صدني اليمّ عن تيممِ مولا
رقم القصيدة : 20308
-----------------------------------
صدني اليمّ عن تيممِ مولا
يَ لمدٍ قضى لوصلي بجزرِ
فأبيتُ ارتكابَ فلكٍ، وما كنـ
ـتُ جَسوراً على العُبورِ بجِسرِ
عندَ قَطعِ الجُسورِ لَستُ جَسوراً،
أنا غمرٌ إذا نبذتُ بغمرِ
لستُ أرضَى بالفُرسِ مُلكاً إذا ما
كانَ رزقي فيما وراءَ النهرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طلبَ الودَّ بالزيارة ِ زورٌ،
طلبَ الودَّ بالزيارة ِ زورٌ،
رقم القصيدة : 20309
-----------------------------------
طلبَ الودَّ بالزيارة ِ زورٌ،
إنما الودّ ما حوتهُ الصدورُ(19/447)
كم صَديقٍ يُقَصّرُ السّعيَ تَخفيـ
ـفاً بقصدٍ، وكم عدو يزورُ
ذاكَ عُذري عن قَصدِ حضرَة ِ مولا
يَ، وقولي مع أنني معذورُ
إن أكنْ في تأخرِ السعيِ قصّر
تُ، ففَرضُ المُسافرِ التّقصيرُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لا يجرؤ على الموت
لا يجرؤ على الموت
رقم القصيدة : 2031
-----------------------------------
بَرْدٌ شديد
دونَ موعدٍ
ينقضُّ على الفريسة
لا الدّواءُ يجدي
ولا النّومُ الثّقيلُ ولا الشّاي
والسّيجارةُ لا تنسحب
من اللّعبة
سعالٌ من أقصى الجنوب
لا يقلقُ أحدًا
سيغادرُ بعدَ قليل
ويستريحون
من السّعال
ودخانِ السّجائر
ودفاترِ غيمٍ
لم تمطرْ ذهبًا
ودواءِ القلبِ اليوميّ
وظلٍّ ثقيل
رغمَ ضآلةِ الجسد
موعدُ سفرٍ وشيك
تتثاءبُ الحقيبة
لا شيءَ سوى حجرٍ
وغصنِ زيتون
يتمزّق
ولا يَجْرُؤ
على الموت
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَئن سَلّ الزّمانُ لَنا مَناصِلْ،
لَئن سَلّ الزّمانُ لَنا مَناصِلْ،
رقم القصيدة : 20310
-----------------------------------
لَئن سَلّ الزّمانُ لَنا مَناصِلْ،
فصُنعُ الودّ عندي غيرُ ناصِلْ
وإن أخرتُ عن مولايَ سعيي،
عنِ التعبدِ بالأوراقِ في سفري
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَتَبتُ على ظَهرٍ إلَيكَ لأنّني
كَتَبتُ على ظَهرٍ إلَيكَ لأنّني
رقم القصيدة : 20311
-----------------------------------
كَتَبتُ على ظَهرٍ إلَيكَ لأنّني
رأيتُكَ ظَهري في جَميعِ النّوائبِ
وأعرضتُ عن بيضِ الطروسِ لأنني
حرمتُ نصيبي عندَ بيضِ الكواعبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ عَبداً أتاكَ يَلتَمِسُ العَفْـ
إنّ عَبداً أتاكَ يَلتَمِسُ العَفْـ
رقم القصيدة : 20312
-----------------------------------
إنّ عَبداً أتاكَ يَلتَمِسُ العَفْـ
ـوَ قضَى باعتذارهِ عنهُ دينَا
قد أتى تائباً لتصفحَ إن شئـ
ـتَ، وإلاَّ، فبَدّلِ الحاءَ عَينَا(19/448)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّي، وإن لم أعُدكَ يَوماً،
إنّي، وإن لم أعُدكَ يَوماً،
رقم القصيدة : 20313
-----------------------------------
إنّي، وإن لم أعُدكَ يَوماً،
فلي على ودّكَ اعتمادُ
وما تأخرتُ عن ملالٍ،
بل مرضُ العينِ لا يعادُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم أبادركَ بالوداعِ لأنّي
لم أبادركَ بالوداعِ لأنّي
رقم القصيدة : 20314
-----------------------------------
لم أبادركَ بالوداعِ لأنّي
واثِقٌ باجتِماعِنا عن قَريبِ
ولهذا تأخّرَتْ عَنكَ كُتبي
لاعتمادي على صَفاءِ القلوبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما تَرَكتُ العِتابَ، يا مالكَ الرّ
ما تَرَكتُ العِتابَ، يا مالكَ الرّ
رقم القصيدة : 20315
-----------------------------------
ما تَرَكتُ العِتابَ، يا مالكَ الرّ
قّ، لأني قد قرّ عنكَ قراري
بل تعاميتُ عن ذنوبكَ خوفاً
أن أرى فيكَ ذلة َ الاعتذارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ربّ هجرٍ مولدً من عتابِ،
ربّ هجرٍ مولدً من عتابِ،
رقم القصيدة : 20316
-----------------------------------
ربّ هجرٍ مولدً من عتابِ،
وملالٍ مؤكدٍ من كتابِ
فلهذا قطعتُ عتبي وكتبي،
حذراً أن أرَى الصدودَ جوابي
أيها المعرضونَ عنّا بلا ذنـ
ـبٍ، وما كان هجرُهم في حسابي
خاطبونا، ولو بلفظة ِ شتمٍ،
وهيَ عندي منكم كفصلِ الخطابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حداني إلى ما لم يكن من سجيتي،
حداني إلى ما لم يكن من سجيتي،
رقم القصيدة : 20317
-----------------------------------
حداني إلى ما لم يكن من سجيتي،
فأحوَجَني بالقَولِ منهُ إلى الفِعلِ
وأحوجني بالجورِ عن سننِ الوفا،
فأخرجني بالجورِ عن سننِ العدلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لوَ انّكَ بالقَريضِ قَصَدتَ حمدي
لوَ انّكَ بالقَريضِ قَصَدتَ حمدي
رقم القصيدة : 20318
-----------------------------------(19/449)
لوَ انّكَ بالقَريضِ قَصَدتَ حمدي
لكنتَ معَ الإيابِ حمدتَ قصدي
ولكن رُمتَ بالشّعرِ امتِحاني،
فجاءَكَ مثلهُ دباً بقردِ
كسوتكَ من قشيبِ الشعرِ برداً
يهجنُ شعرَ بشارِ بن بردِ
وكنتُ عزمتُ أن أوليكَ براً،
وأحملَ في الإجازة ِ وسع جهدي
فلوح لي قريضكَ بافتخارٍ،
وعُجبٍ جاءَ عن تَصعيرِ خَدّ
فصَيّرتُ القريضَ لهُ جزاءً،
وقلتُ: جُزيتَ عن نَحسٍ بسَعدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما انقطاعي عنِ العيادة ِ كبرٌ،
ما انقطاعي عنِ العيادة ِ كبرٌ،
رقم القصيدة : 20319
-----------------------------------
ما انقطاعي عنِ العيادة ِ كبرٌ،
بل لأمرٍ تَداوَلَتهُ العِبادُ
مرضُ العينِ في القياسِ كماضي الـ
ـقَولِ كلٌّ بَينَ الوَرى لا يُعادُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مشاهدات بنكية
مشاهدات بنكية
رقم القصيدة : 2032
-----------------------------------
(1)
أرملةٌ وابنٌ وحيد
يفتحانِ حسابَ توفيرٍ
لحفيدٍ ينزلُ من حضنِ الجدّة
كجدجدٍ يحبو
على بلاطِ البنك
(2)
امرأةٌ شابّةٌ
سلفةٌ جاهزة
ينقصُها كفيلٌ مقتدر
وبقدرةِ قادر
يصلُ ربُّ العمل
ماذا بوسعِ الزّوجِ أن يفعل؟!
سيطلبُ إلى الله
أن يطيلَ عمرَ ربِّه
(3)
شيخٌ يحسب
عائداتِ مدّخراتِه
ولا يحمدُ أحدًا
(4)
كافرٌ يسأل
عن راتبٍ لم يصل
منذُ أحدَ عشرَ شهرًا
ولا أحدَ يسجد
ذئبٌ
ينهشُ لحمَهُ
إخوةٌ يغتالونَ الحلم
(5)
موظّفةٌ
يصرُّ على تدريبِها
عن كثب
بين لقمةِ عيشِها
وصفعةٍ على وجهِ المدير
شعرةٌ
لا يعرفُها معاوية
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن الملكَ لتعفُو عندَ قدرتِها،
إن الملكَ لتعفُو عندَ قدرتِها،
رقم القصيدة : 20320
-----------------------------------
إن الملكَ لتعفُو عندَ قدرتِها،
لكنّها عن ثَلاثٍ عَفوُها قَبُحَا
ذكرُ الحريمِ، وكشفُ السرّ من ثقة ٍ،
والقدحُ في الملكِ ممن جدّ أو مزحا
والعَبدُ لم يُفشِ أسرارَ المَليكِ، ولم(19/450)
يذكُرْ حَريماً، ولا في مُلكِهِ قَدَحَا
وإنما قالَ قولاً كانَ غايتهُ
أن صرّحَ العُذرَ أو للحالِ قد شَرَحَا
فكَيفَ يَسعَى وَسيطُ السّوءِ عنه بما
يقصيهِ عنكم فيعطي فوقَ ما اقترحَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زجرتني عن التشفعِ نفسٌ،
زجرتني عن التشفعِ نفسٌ،
رقم القصيدة : 20321
-----------------------------------
زجرتني عن التشفعِ نفسٌ،
مِنَنُ النّاسِ عندَها كالمَنونِ
لم أكُنْ جاعِلاً شَفيعيَ إلاَّ
عفوَكَ المُرتجَى ، وحُسنَ ظنُوني
كيفَ أستَنجِدُ الشّفاعة َ من قَو
مٍ همُ في المقامِ عندكَ دوني
ليسَ تغني عنّي شفاعتهم شيْـ
ـئاً ولا همُ من بأسكُم يُنقذوني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لسخطك جاءتْ سكرة ُ الموتِ بالحقّ،
لسخطك جاءتْ سكرة ُ الموتِ بالحقّ،
رقم القصيدة : 20322
-----------------------------------
لسخطك جاءتْ سكرة ُ الموتِ بالحقّ،
فعطفاً، وإحساناً على عبدك الرقِّ
فقد تنقلُ الأعداءُ حقاً وباطلاً،
فلا يَحملُ المولى الجَميعَ على الصّدقِ
وكيفَ يَرى إسخاطَ مالكِ رقّهِ،
بنجواه، عبدٌ ليسَ يرغبُ في العتقِ
فرِفقاً إلى أن يُبرِزَ الحَقُّ وجهَه،
بعبدكم، فالعبدُ أجدرُ بالرفقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مولايَ يا مَن رَبعُهُ،
مولايَ يا مَن رَبعُهُ،
رقم القصيدة : 20323
-----------------------------------
مولايَ يا مَن رَبعُهُ،
لِلاّئذينَ بِهِ حَرَمْ
قد كانَ منّي زَلّة ٌ،
لا عذرَ عنها يغترمْ
فلئِن نقمتَ، فَما ظَلَمـ
ـتَ، وإن عفوتَ فلا جَرَمْ
هَبني أسأتُ كما زَعَمـ
ـتَ، فأينَ عفوك والكرَمْ؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عهدتُكَ بي دَهراً ضَنيناً على العِدى ،
عهدتُكَ بي دَهراً ضَنيناً على العِدى ،
رقم القصيدة : 20324
-----------------------------------
عهدتُكَ بي دَهراً ضَنيناً على العِدى ،
إذا رمتِ الأعداءُ عرضيَ بالظنّ
وكانَ يراني حسن رأيكَ بالتي(19/451)
يفتتُ أكبادَ العداة ِ منَ الغبنِ
فإن حالَ ذاكَ الرّأيُ فيّ، فَطالَما
أحَلتَ صروفَ الدّهرِ مُجتَهِداً عنّي
وإن قَسَتِ الأخلاقُ منك، فطالَما
ألَنتَ ليَ الأيّامَ حتى اختَشَتْ منّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> اصبرْ لعادتكَ الحسنى التي عجلتْ
اصبرْ لعادتكَ الحسنى التي عجلتْ
رقم القصيدة : 20325
-----------------------------------
اصبرْ لعادتكَ الحسنى التي عجلتْ
بالبرّ نَحوي، وخيرُ البرّ عاجلُه
وإن تَبَرّمْتَ فادْلُلنا على مَلِكٍ،
يَحكيكَ لي، فدَليلُ الخَيرِ فاعلُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مولايَ مثلي لا يُضا
مولايَ مثلي لا يُضا
رقم القصيدة : 20326
-----------------------------------
مولايَ مثلي لا يُضا
عُ ولا يضارُ ولا يضامُ
وبمثلِ ودي لا يقا
سُ، ولا يقال، ولا يقامُ
ولديّ سركَ لا يذا
عُ، ولا يزالُ، ولا يذامُ
فلذاكَ سربي لا يرا
عُ، ولا يرادُ، ولا يرامُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أؤملُ غفرانَ ذنبي إليكَ
أؤملُ غفرانَ ذنبي إليكَ
رقم القصيدة : 20327
-----------------------------------
أؤملُ غفرانَ ذنبي إليكَ
لما كان عندك لي من مكانِ
ولَو أنّ ذَنبي لونُ المَشيبِ،
وحلمكَ لحظُ عيونِ الغواني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَمِعتُ بعَفوٍ منكَ عمّا اقترَفتُهُ،
طَمِعتُ بعَفوٍ منكَ عمّا اقترَفتُهُ،
رقم القصيدة : 20328
-----------------------------------
طَمِعتُ بعَفوٍ منكَ عمّا اقترَفتُهُ،
فليسَ له في طَيّ حلمِكمُ قَدرُ
وقلتُ بأنّ البَحرَ لا يَحمِلُ القَذَى ،
وما شكّ خلقٌ واحدٌ أنكَ البحرُ
وأبديتُ إقراراً بذنبي لأنهُ
بهِ يثبتُ الإنصافُ والتوبُ والعذرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> العَفوُ منك من اعتذاري أقرَبُ،
العَفوُ منك من اعتذاري أقرَبُ،
رقم القصيدة : 20329
-----------------------------------
العَفوُ منك من اعتذاري أقرَبُ،(19/452)
والصفحُ عن زللي بحلمكَ أنسبُ
عذري صريحٌ غيرَ أنّي مقسمٌ،
لا قُلتُ عذراً غيرَ أنّي مُذنبُ
يا من نمتُّ إلى علاهُ بأننا
في طَيّ نِعمَة ِ مُلكِهِ نَتَقَلّبُ
إني لأعجبُ من وقوعِ خطيتي،
ولَئِنْ جُزيتُ بها، فذلك أعجَبُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ذاكرة الشمس
ذاكرة الشمس
رقم القصيدة : 2033
-----------------------------------
الحبرُ لم يَفْتُرْ،
ولا الدّهشةُ غادرَتْ
مُتَرَدَّمَ القصيدة.
توتّرٌ
ما قبلَ الخروج،
غيرُ مشوبٍ
بأيِّ حذر.
هل أعترفُ بأنِّي
لم أحبَّ أبدًا
مثلما أحبُّك؟
وهل أقولُ:
ولن؟
أريدُ أن أموتَ
على حبٍّ
يجعلُ الموتَ تافهًا.
لنْ أقْسِم
وأسَفِّهَ عُرْفًا يزعم
أنَّ الشّعراءَ يكذبون.
وإنْ لم تسعفْ
"إنَّ غدًا
لناظرِهِ قريب"،
فالزّبد
سيذهبُ لا محالةَ
إلى الجحيم،
وما ينفعُ الشّعرَ
سيمكث
في ذاكرةِ الشّمس.
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمسيتُ ذا ضرّ وفي يدكَ الشفا،
أمسيتُ ذا ضرّ وفي يدكَ الشفا،
رقم القصيدة : 20330
-----------------------------------
أمسيتُ ذا ضرّ وفي يدكَ الشفا،
لمّا غدوتُ من الذنوبِ على شفَا
وعلمتُ أن الصفحَ منكَ مؤملٌ،
والعفوَ مرجوّ لديكَ لمن هفَا
فجَعَلتُ عُذري الاعترافَ بزَلّتي،
إذ ما بها في طَيّ عِلمِكَ من خَفَا
فإذا انتَقَمتَ، فإنّ ذَنبي مُوجِبٌ،
ولئن عَفَوتَ، فإنّ مثلَكَ من عَفَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقيموا على الإعراضِ مع قربِ داركم،
أقيموا على الإعراضِ مع قربِ داركم،
رقم القصيدة : 20331
-----------------------------------
أقيموا على الإعراضِ مع قربِ داركم،
ولا تُتلِفُوا الأرواحَ بالبُعدِ عَنكُمُ
فقَد سَهّلَ البَينَ المُشَتِّتَ بَينَنا
جفاكم وأحلى صدكم وهوَ علقمُ
وإنّا لنَرضَى بالدّنُوّ بسُخطِكُم،
ونقنعُ بالإعراضِ في القربِ منكمُ
ونَختارُ أيّامَ الصّدودِ، لأنّنا
نرى عظماً بالصدّ، والبينُ أعظمُ(19/453)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مثلك مَن يَعتَبُ في صَدّهِ،
مثلك مَن يَعتَبُ في صَدّهِ،
رقم القصيدة : 20332
-----------------------------------
مثلك مَن يَعتَبُ في صَدّهِ،
تَوَثّقاً بالمَحضِ مِن ضِدّهِ
جفَوتَ عَبداً لو كوَتْ قلبَه
نارُ الجفا ما حالَ عن عهدهِ
وليسَ لي ذنبٌ، ولكنهُ
تجرمُ المولى على عبدهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حاشاكَ تسمعُ فيّ ما نقلَ العدى ،
حاشاكَ تسمعُ فيّ ما نقلَ العدى ،
رقم القصيدة : 20333
-----------------------------------
حاشاكَ تسمعُ فيّ ما نقلَ العدى ،
وتَظنّ ودّي فيكَ كانَ تكَلُّفَا
إنّ الكَبيرَ أجلُّ قَدراً أن يُرى
عجلَ التغيرِ للصديقِ، إذا هفَا
لكنْ يُنَقِّبُ عن حقيقة ِ جُرمِهِ،
مُتَبَيّناً، فإذا تَحَقّقَهُ عَفَا
عِلماً بأنّ ذَوي المَحَبّة ِ مَعشَرٌ
جُبِلَتْ قلوبُهمُ على حِفظِ الوَفَا
فالخلّ يصفي ودهُ متكدراً،
والضّدّ أكدَرُ ما يكونُ إذا صَفَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كم ساهرٍ حرمَ لمسَ الوسادْ،
كم ساهرٍ حرمَ لمسَ الوسادْ،
رقم القصيدة : 20334
-----------------------------------
كم ساهرٍ حرمَ لمسَ الوسادْ،
وما أراهُ سؤلهُ والمرادْ
ما سَهرُ الوالِهِ مُعطٍ لهُ
وَصلاً، ولو داوَمَ طولَ السُّهادْ
ولا اطراحُ اللهوِ داعٍ لما
رامَ، وسحُّ الدّمعِ سحُّ العِهادْ
كم والِهٍ مرّ هَواهُ لَهُ
لمّا حَلاَ مَورِدُهُ والمُرادْ
أطمَعَهُ حلوُ مِراحِ الطَّلا،
وهامَ لمّا ماسَ دلاَّ ومادْ
أراهُ مَعسُولَ اللَّمَى وردَهُ،
وصدّ عما رامهُ، وهوَ صادْ
مصارمٌ ما صارَ طوعاً لهُ،
إلاَّ أراهُ ساعُهُ ما أرادْ
أسمَرُ كالرّمحِ لهُ عاملٌ،
إعمالُهُ حَطّمَ سُمرَ الصِّعادْ
محكمٌ سلّ لطلّ الدما
صوارمَ السودِ الصحاحِ الحدادْ
سددَ سهماً ما عدا روعه،
وروعَ العصمَ، وللأسدِ صادْ
أمالكَ الأمرِ أرحْ هالكاً
مدرعاً للهمّ درعَ السوادْ
مرامهُ ما هدّ صمَّ الصلادْ(19/454)
ودّ وداداً طارداً همهُ،
وما مرادُ الحرّ إلاّ الودادْ
والمكرُ مكروهُ دها أهلهُ،
وأهلَكَ اللَّهُ لهُ أهلَ عادْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فتنتُ بظبيٍ بغى خيبتي،
فتنتُ بظبيٍ بغى خيبتي،
رقم القصيدة : 20335
-----------------------------------
فتنتُ بظبيٍ بغى خيبتي،
بجَفنٍ تَفَننَ في فِتنَتي
تجنّى ، فبتُّ بجفنٍ يفيضُ،
فخَيّبتُ ظَنّي في يَقظَتي
قَضيبٌ يَجيءُ بزيّ يزينُ
تَثَنّى ، فذُقتُ جَنى جَنّة ِ
نجيبٌ يجيبُ فنّ يذيبُ،
ببضٍ خضيبٍ نفَى خيفتي
فيَقضي بغَبني في بُغيَتي
تشجّ، فتنفذُ في جبتي
تيقظَ بي غنجُ جفنٍ غضيضٍ
بفنّ يشنّ ضنّى جثتي
فبي شَظَفٌ بِتُّ ضَبني ضَني
حفي بينَ جنبيّ في غشيتي
شُغِفْتُ بذي جَنَفٍ بَينٍ،
بنزغٍ تبينَ في غيبتي
بذي شنبٍ بجبينٍ يضي
ءُ تغنيتي، ففشتْ غيبتي
بحشفٍ يغيظُ ببغيٍ يغيضُ،
بغشٍّ يَفيضُ تُقًى نِيّتي
قضَيتُ بتَشتيتِ بَينٍ قَضَى ،
فَتًى بَثّ خَفضي في فِتنَتي
غضبتُ تبيينِ غشّ جنى ،
فبتُّ بغيظي، في غضبتي
نَشِبتُ ببَغيِ غَنيٍّ بَغَى ،
فذبتُ بغبني في نشبتي
تخَشّيتُ غِبّ تَجَنٍّ يَفي
يقينيَ، جنّى في خشيتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مجرَى القَوافي في حروفٍ ستّة ٍ،
مجرَى القَوافي في حروفٍ ستّة ٍ،
رقم القصيدة : 20336
-----------------------------------
مجرَى القَوافي في حروفٍ ستّة ٍ،
كالشّمسِ تَجري في علوّ بُرُوجِها
تأسيسُها، ودَخيلُها مع رِدفِها،
ورَوِيُّها مع وَصلِها وخُروجِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ القَوافيَ عندَنا حَرَكاتُها
إنّ القَوافيَ عندَنا حَرَكاتُها
رقم القصيدة : 20337
-----------------------------------
إنّ القَوافيَ عندَنا حَرَكاتُها
ستُّ على نسقٍ بهنّ يلاذُ
رَسّ، وإشباعٌ، وحَذوٌ، ثمّ تَو
جيهٌ، ومَجرى بعدَه ونفاذُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زُحافُ الشّعرِ قَبضٌ ثمّ كَفٌّ،
زُحافُ الشّعرِ قَبضٌ ثمّ كَفٌّ،(19/455)
رقم القصيدة : 20338
-----------------------------------
زُحافُ الشّعرِ قَبضٌ ثمّ كَفٌّ،
بهنّ لأحرفِ الأجزاءِ نقصُ
وخَبنٌ، ثمّ طَيٌّ، ثمّ عَصبٌ،
وعقلٌ، ثمّ إضمارٌ ووقصُ
وسائرُ ما عدا عللٌ طوارٍ،
لها في الشّعرِ أمكِنَة ٌ تُخَصّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّما الحَيزَبونُ والدّردَبيسُ،
إنّما الحَيزَبونُ والدّردَبيسُ،
رقم القصيدة : 20339
-----------------------------------
إنّما الحَيزَبونُ والدّردَبيسُ،
والطَّخَا والنُّقاخُ والعَطلَبيسُ
والسّبَنتَي، والحَقصُ، والهِيقُ،
والهجرسُ والطرقسانُ والعسطوسُ
لغة ٌ تنفرُ المسامعُ منها
حينَ تُروى وتَشمَئزّ النّفوسُ
وقبيحٌ أن يذكرَ النافرُ الوحـ
ـشيءّ منها ويتركَ المأنوسُ
أينَ قَولي هذا كثيبٌ قَديمٌ،
ومَقالي عَقَنقَلٌ قَدمُوسُ
لم نجدْ شادياً يغني قفا نبـ
ـكِ على العُودِ، إذ تُدارُ الكؤوسُ
لا ولا مَن شَدا أقيمُوا بَني أُ
متي، إذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ
أتُراني إن قُلتُ للحِبّ يا عِلْـ
ـقٌ درَى أنهُ العزيزُ النفيسُ
أو إذا قلتُ للقِيامِ جُلوسٌ،
علمَ الناسُ ما يكونُ الجلوسُ
خَلّ للأصمَعيّ جَوبَ الفَيافي،
في نَشافٍ تَخِفّ فيهِ الرّؤوسُ
وسؤالَ الأعرابِ عن ضيعة ِ اللفـ
ـظِ إذا أُشكِلَتْ علَيهِ الأُسُوسُ
دَرَسَتْ تِلكُمُ اللّغاتُ وأمسَى
مَذهَبُ النّاسِ ما يَقولُ الرّئيسُ
إنّما هذِهِ القُلوبُ حَديدٌ،
ولَذيذُ الألفاظِ مِغناطيسُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن يفهم أحد
لن يفهم أحد
رقم القصيدة : 2034
-----------------------------------
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
لا تبحثُ عن رجلٍ
عاشق
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
تبحثُ عن عقلٍ
يعشق
يضربُ عرضَ الحائطِ
بالنّوعِ التّافه
حتّى الموت
لن يفهمَ أحدٌ
لكنْ
حسبي أنّي أفهم
وبدأْتُ أذَوِّت
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،
مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،(19/456)
رقم القصيدة : 20340
-----------------------------------
مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،
مجتهدٌ في خسة ِ النفسِ
يزاحمُ الجمالَ في قوتهِ،
ويَخزِنُ الفَلسَ على الفَلسِ
يأكُلُ والغِلمانَ في يَومِهِ،
فضلة َ ما قد كانَ بالأمسِ
يودّ يمسي عرضهُ مطلقاً،
ومالُهُ المَوفُورُ في حَبسِ
لا يعرفُ الحمامَ لكنهُ
في البيتِ يحمي الماءَ في الشمسِ
إذا رأى في قدرهِ لحمة ً،
تلا عليها آية َ الكرسي
وإنْ رأى في بيتهِ فارة ً
بادَرَها بالسّيفِ والتّرسِ
يُجِلّ أن تُدرِكَ رُغفانَهُ
حواسُ من يأتيهِ بالخمسِ
بالسّمعِ والأبصارِ والشّم قد
تدركُ على الزادِ من الكبسِ
فإنْ أتَى ضَيفٌ على غِرّة ٍ،
قابلهُ بالتعسِ والنكسِ
يلقاهُ بالترغيبِ في الإحتما،
وبعدهُ الخبزِ والدبسِ
فإنّ تعدّ أكلهُ لقمة ً،
رأيتَ في أضلاعِهِ رَفسِي
فهَذِهِ الأوصافُ مَكسوبَة ٌ،
أدرَكَها في غُربَتي حِسّي
قد عَلِمَ السّلطانُ من قَبلِها
أنّيَ من ذلكَ بالعَكسِ
ولم أزلْ في رحبِ أكنافهِ
أقُولُ باللّذّاتِ واللُّبسِ
وإن تراءتْ في يدي بدرة ٌ،
أتلفتها في مجلسِ الأنسِ
فمُذ ثَناني الدّهرُ عن رَبعِهِ،
ولم يكن ذلكَ في حَدسِي
وجُزتُ في المَتجَرِ مع مَعشَرٍ
هَمّهُم في الضّبطِ والبَخسِ
طوراً على الرومِ أرى بينهم،
وتارَة ً في بَلَدِ الفُرسِ
أحبّ من في نفسه خسة ٌ،
والجنسُ ميالٌ إلى الجنسِ
ولم أكنْ مستحدثاً نعمة ً
أفضَى بيَ السّعدُ إلى نَحسِ
لكنّ شَمسَ الدّينِ مُذ ملّني،
صَوّحَ نَبتي وذَوَى غَرسِي
كذاكَ كلّ النبتِ من شأنهِ
يفسدهُ البعدُ عن الشمسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رأيتُ في النّومِ أبا مِرّة ٍ
رأيتُ في النّومِ أبا مِرّة ٍ
رقم القصيدة : 20341
-----------------------------------
رأيتُ في النّومِ أبا مِرّة ٍ
شيخيَ في تهذيبِ علمِ البيانِ
وحَولَهُ من رَهطِهِ عُصبَة ٌ،
يشيرُ نحوي لهم بالبنانِ
وقالَ: يا بُشراكُمُ بالذي
غَيّبتُمُ عن ذِكرِهِ بالعيانِ(19/457)
هذا الذي أخبرتكم أنهُ،
في نظمهِ، أوحدُ هذا الزمانِ
وقالَ: لو شنفتَ أسماعنا
ببعضِ ما نَظّمتَ في ذا الأوانِ
فعندها أوردتُ من مدحكم
بَدائعاً مَنظُومَة ً كالجُمانِ
فَعادَ كلٌّ منهُمُ قائِلاً
أحسَنتَ يا ربّ المَعاني الحِسانِ
فقالَ: مع ذا المدحِ هل أنعمُ
بضَيعَة ٍ عامرَة ٍ أو فِدانِ
فقلتُ: لا! قال: ولا منزلٌ
مستحسنٌ يغنيك عن بيتِ خانِ
فقلتُ: لاّ قال: ولا سابقٌ
مَرَفَّهُ السَّوقِ شَقيّ العِنانِ
فقلتُ: لا! قال: فنم صاغراً،
ما أنتَ إلاَّ بِغَويّ اللّسانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولَيلَة ٍ طالَ سُهادي بها،
ولَيلَة ٍ طالَ سُهادي بها،
رقم القصيدة : 20342
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ طالَ سُهادي بها،
فزارَني إبليسُ عندَ الرّقادْ
فقال: هل لكَ في شقفة
كبشيّة ٍ تَطرُدُ عنّا السّهادْ؟
قلتُ: نعم! قال: وفي قَهوَة ٍ
عَتّقَها العاصرُ من عَهدِ عَاد؟
قلتُ: نعم! قال: وفي مطرِبٍ
إذا شدا يطربُ منهُ الجمادْ؟
قلتُ: نعم! قال: وفي طَفْلَة ٍ
في وجنتيها للحياءِ اتقادْ؟
قلتُ: نعم! قال: وفي شادنٍ
قد كحلتْ أجفانُه بالسوادْ؟
قلتُ:نعم! فقال: نم آمناً،
يا كعبة َ الفسقِ وركنَ الفسادْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عاطيتُها ممزوجة ً بالنباتِ،
عاطيتُها ممزوجة ً بالنباتِ،
رقم القصيدة : 20343
-----------------------------------
عاطيتُها ممزوجة ً بالنباتِ،
من فمِ الكيسِ لا من الكاساتِ
خندريساً دنانُها حققُ العا
جِ، وراحاً كؤوسُها راحاتي
لم تُدَنَّسْ بمَزجِ ماءٍ، ولكن
ربّما أُتبِعَتْ بماء فُراتِ
لا خُمارٌ لها سوى لُطفِ فكرٍ
يبسطُ النفسَ آخرَ النسماتِ
نَشوَة ٌ لم تَفُزْ بها نَشوة ُ الرّا
حِ، وهل للعَجوزِ لُطفُ الفتاة ِ
ما علَيها في الشّرعِ حَدٌّ ولا جا
ءَ بتحريمها حديثُ الثقاتِ
عرفتها النساكُ، فاتخذوها
في المعاجينِ والجواراشاتِ
لقبوها طوراً بباعثة ِ الفكـ
ـرِ، وطوراً بهاضمِ الأقواتِ(19/458)
قلتُ لمّا تضوعَ المسكُ منها،
وانجَلَتْ في ثيابِها الخَفِراتِ:
حقّ من باتَ خاطباً لكِ أن يعـ
ـطيَ بنتَ الكرومِ خطّ براة
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في الكيسِ لا في الكأسِ لي قهوة ٌ،
في الكيسِ لا في الكأسِ لي قهوة ٌ،
رقم القصيدة : 20344
-----------------------------------
في الكيسِ لا في الكأسِ لي قهوة ٌ،
من ذوقِها أسكرُ، أو شمّها
لم ينهُ نصّ الذكرِ عنها، ولا
أُجمِعَ في الشّرعِ على ذَمّها
ظاهرَة ُ النّفعِ لها نَشوَة ٌ
تَستَنقِذُ الأنفُسَ من هَمّها
فشكرُها أكثرُ من سكرها،
ونَفعُها أكثرُ من إثمِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في الكيسِ لي عوضٌ عما حوَى الكاسُ،
في الكيسِ لي عوضٌ عما حوَى الكاسُ،
رقم القصيدة : 20345
-----------------------------------
في الكيسِ لي عوضٌ عما حوَى الكاسُ،
وفي القراطيسِ عمّا ضمتِ الطاسُ
وبالحديدِ غرامي لامعتقة ٍ،
وسواسثها في صدورِ الناسِ خناسْ
مدامة ٌ ما لها في الرأسِ وسوسة ٌ،
تُطغي النّفوسَ، ولا في الصّدرِ وَسواسُ
ولا تكلفُ نفساً غيرَ طاقتِها،
ولا يُخافُ بها ضُرٌّ وإفلاسُ
كم بينَ خمرٍ يخافُ الحدَّ شاربُها،
وخمرة ٍ ما على شرابِها باسُ
ولا نَبيتُ، إذا شِئنا نُعاقِرُها،
لَنا على البابِ حُفّاظٌ وحُرّاسُ
حوضُ الدواة ِ لها جانٍ، ومزودُها
دَنٌّ، وكاساتُها ظِفرٌ وقِرطاسُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تغانَ بالحشيشِ عن الرحيقِ،
تغانَ بالحشيشِ عن الرحيقِ،
رقم القصيدة : 20346
-----------------------------------
تغانَ بالحشيشِ عن الرحيقِ،
وبالورقِ الجديدِ عن العتيقِ
وبالخَضراءِ عن حمراءَ صِرفٍ،
وكم بينَ الزمردِ والعقيقِ
مدامٌ في الجيوبِ تصانُ عزاً،
وتشربُ فوقَ قارعة ِ الطريقِ
يَظَلّ سَحيقُها في الكَفّ يَهزَا
بطيبِ روائحِ المسكِ السحيقِ
فعاقرها، وطلق ما سواها
تَعِشْ في النّاسِ ذا وَجهٍ طَليقِ(19/459)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خذ أحاديثها منَ العارِ فيها
خذ أحاديثها منَ العارِ فيها
رقم القصيدة : 20347
-----------------------------------
خذ أحاديثها منَ العارِ فيها
واعف ندمانَها منَ العارِ فيها
قَهوَة ٌ لا يَخافُ شاربُها الحَـ
ـدّ، ولا تَجعَلُ الحَليمَ سَفيها
قد وجدنا بها نعيماً مقيماً،
فغَدَتْ جَنّة ً لمَن يَصطَفيها
أكلُها دائِمٌ، وظِلٌّ ظَليلٌ،
وترَى أهلها يحلونَ فيها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في نشوة ِ الحمراءِ والخضراءِ
في نشوة ِ الحمراءِ والخضراءِ
رقم القصيدة : 20348
-----------------------------------
في نشوة ِ الحمراءِ والخضراءِ
أمنٌ من السوداءِ والصفراءِ
هذي بلا نارٍ تفورُ، وهذه
ماستْ معاطفُها بغيرِ هواءِ
فاكسرْ بفترة ِ تلكَ شرة َ هذه،
واعجبْ لحسنِ تلاؤمِ الأجزاءِ
فالسّكرُ فيما بَينَ ذَين مَركّبٌ،
كسلُ الحشيشِ ونشطة ُ الصهباءِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَوَتْ ضِدّينِ، إذ ضَرَبَتْ وغنّتْ،
حَوَتْ ضِدّينِ، إذ ضَرَبَتْ وغنّتْ،
رقم القصيدة : 20349
-----------------------------------
حَوَتْ ضِدّينِ، إذ ضَرَبَتْ وغنّتْ،
فقد ساءتْ وسرتْ من رآها
غناءٌ تستحقّ عليهِ ضرباً،
وضرباً تستحقّ به غناها
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حبة لمنع الحلم
حبة لمنع الحلم
رقم القصيدة : 2035
-----------------------------------
ينسحبُ من الحُلُم.
شَايٌ على عَجَل.
يخرج إلى كَفافِ يومِه،
متأبّطًا أملاً.
كوفيّةٌ، لا تخفقُ في الرّيح،
تلفُّ الرّأس.
عينانِ لا تَرَيانِ الطّريق.
ما يشبهُ معطفًا،
لا يقي من بردٍ ورصاص،
يلفُّ رمادًا.
سيجارةٌ بلا فِلْتَر.
ولاّعةٌ، على آخرِ رَمَق،
تراوغُها الرّيح.
رغيفٌ ناشفٌ.
بيضتانِ مسلوقتان.
ذرّةُ ملحٍ.
نسيَتْ رشّةَ الكَمُّون.
سيعاتبُها عندما يعود.
يصل، كما كلَّ يومٍ،
إلى الحاجز.
ينتظر.
ولا تمطرُ السّماء.
رصاصةٌ شاخصةٌ في الصَّدْر.(19/460)
يقرصُهُ الجوع.
يأكلُ الرّغيفَ والبيضتَيْنِ
حتّى آخرِ الملح.
وينتظر.
يأتي المساء.
يتثاءبُ الحاجز.
يتفرّقُ المنتظِرون.
يعودُ إلى البيت،
بلا بيضتَيْن.
وسيجارةٌ أخيرةٌ،
بلا فلتر،
تحولُ دونَ التّنفّس.
يأخذ حبّةً
لمنعِ الحُلُم.
وينام.
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وشادٍ يُشَتّتُ شَملَ الطّرَبْ،
وشادٍ يُشَتّتُ شَملَ الطّرَبْ،
رقم القصيدة : 20350
-----------------------------------
وشادٍ يُشَتّتُ شَملَ الطّرَبْ،
يُميتُ السّرورَ، ويُحيي الكُرَبْ
بوَجهٍ يُبيدُ، إذا ما بَدا،
وكفٍّ تَضُرّ، إذا ما ضَرَبْ
شدا، فغدا كلُّ قلبٍ بهِ
قليلَ النصيبِ كثيرَ النصبْ
تَغَنّى ، فعَنّى قلوبَ الرّفاقِ،
وماسَ، فمسّ القلوبَ العطبْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> غنّى بصوتٍ مثلِ سوطِ عذابِ،
غنّى بصوتٍ مثلِ سوطِ عذابِ،
رقم القصيدة : 20351
-----------------------------------
غنّى بصوتٍ مثلِ سوطِ عذابِ،
وبدا بوجهٍ مثلِ ظهر غرابِ
فوددتُ أني لا أراهُ، فإنني
بكرتْ إليّ مغيرة ُ الأعرابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ماتَتْ ملاحتُهُ يكونُ لكَ البَقا،
ماتَتْ ملاحتُهُ يكونُ لكَ البَقا،
رقم القصيدة : 20352
-----------------------------------
ماتَتْ ملاحتُهُ يكونُ لكَ البَقا،
وأتَى العذارُ يقولُ من عاشَ التقَى
وبدا السوادُ على نقاءِ خدودهِ،
فجَديدُهُ لجَديدِها قد أخلَقَا
وتنكرتْ صفة ُ الغويرِ، فلم يكن
ذاكَ الغويرَ ولا النقا ذاكَ النقَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا اغتَنَى أفقَدَنا نَفعَهُ،
لمّا اغتَنَى أفقَدَنا نَفعَهُ،
رقم القصيدة : 20353
-----------------------------------
لمّا اغتَنَى أفقَدَنا نَفعَهُ،
وتلكَ من شيمَة ِ بَيتِ الخَلا
يَسعَى إليهِ إن غدا فارغاً،
وما بهِ نَفعٌ إذا ما امتَلا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما كنتَ في إحدى الشّدائدِ مُرتجَى ،(19/461)
ما كنتَ في إحدى الشّدائدِ مُرتجَى ،
رقم القصيدة : 20354
-----------------------------------
ما كنتَ في إحدى الشّدائدِ مُرتجَى ،
إلاَّ رأينا بابَ جُودِكَ مُرتَجَا
وكذاكَ ما نُسِبَتْ إلَيكَ رَذيلَة ٌ،
غلاّ مدحتَ بها، وكانَ لها الهجَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ثم بلغه أن المهجو توعد ذلك المقترح فخاف وطلب التنصل فغير له في كل بيت لفظة وقال إن سئلت فقل ما قلت إ
ثم بلغه أن المهجو توعد ذلك المقترح فخاف وطلب التنصل فغير له في كل بيت لفظة وقال إن سئلت فقل ما قلت إ
رقم القصيدة : 20355
-----------------------------------
ثم بلغه أن المهجو توعد ذلك المقترح فخاف وطلب التنصل فغير له في كل بيت لفظة وقال إن سئلت فقل ما قلت إلاّما كنتَ في إحدى الشّدائدِ مرتجَى ،
إلاَّ رأينا بابَ عُذرِكَ مُرتَجا
وكذاكَ ما نُسِبَتْ إلَيكَ فَضيلَة ٌ،
إلاَّ وقد مُدحَتْ وكانَ لكَ الهِجَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما كانَ إسحقُ إنساناً فتندبهُ،
ما كانَ إسحقُ إنساناً فتندبهُ،
رقم القصيدة : 20356
-----------------------------------
ما كانَ إسحقُ إنساناً فتندبهُ،
فلا تقل ماتَ إسحقٌ، وقل نفقا
لا تَجنَحَنّ إلى حَيٍّ تُمايِلُهُ،
وإن جنحتَ إليه، فاتخذْ نفقا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سرى نعشهُ من بعدِ ما سارَ غشهُ،
سرى نعشهُ من بعدِ ما سارَ غشهُ،
رقم القصيدة : 20357
-----------------------------------
سرى نعشهُ من بعدِ ما سارَ غشهُ،
فأفنى به الأحياءَ حالَ بَقائِهِ
وطالَ ازدحامُ النّاسِ من حولِ نعشِهِ
شماتاً بهِ، لا رحمة َ لثوائهِ
فلا رحِمَ الرحمنُ من فوقَ تحته،
ولا من غدا يسري أمامَ ورائهِ
ونورَ من كفلٍ من النارِ قبرَه،
وآنَسَهُ بالرّعبِ عندَ لقائِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بشمسِ الدينِ لم تطقِ الرعايا،
بشمسِ الدينِ لم تطقِ الرعايا،
رقم القصيدة : 20358(19/462)
-----------------------------------
بشمسِ الدينِ لم تطقِ الرعايا،
فكيفَ، وقد تبدلَ بالنجيبِ
رَعايا ما أطاقُوا بأسَ كَبشٍ،
محالٌ أن يطيقوا بأسَ ذئبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عزيتَ إلى آلِ بيتِ النبيّ،
عزيتَ إلى آلِ بيتِ النبيّ،
رقم القصيدة : 20359
-----------------------------------
عزيتَ إلى آلِ بيتِ النبيّ،
وأنتَ بضدهمُ في الصلاحِ
وإنْ صَحّ أنّكَ من نَسلِهِم،
فقَد يَنبُتُ الشّوكُ بَينَ الأقاحِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> رائحة بيضاء
رائحة بيضاء
رقم القصيدة : 2036
-----------------------------------
دُونَ إنذارٍ مبكِّر
يتوقّفُ الكمبيوترُ عن العمل
والتّلفونُ يموت
والموبايلُ ممنوعٌ من التّجوّل
خارجَ المرعى
قصيدةٌ على طَرَفِ اللّسان
أعودُ إلى أمس
أعثرُ على بعضِ ورقة
لا أجِدُ القلم
دُونَ ماءٍ أبلعُ القصيدة
أغرقُ في النّوم
أحلُمُ أنَّ الكمبيوتر
يعودُ إلى الحياة
أطيرُ من الفرح
ولكنْ سرعانَ ما أهبط
ما زالَ الكمبيوتر
عاطلاً عن التّعاطي
والتّلفونُ يعاقرُ موتًا جافًّا
ولا يَرْعَوِي
والموبايلُ يمتنعُ عن التّجوّل
خارجَ المرعى
لئلاَّ يُضْبَطَ متلبّسًا
بالجُرْمِ المشهود
أستعينُ بصديق
لا حِسَّ على الشّبكةِ ولا خبر
تلفونُ البيتِ ينبحُّ من الرّنين
ولا سُكَّرَ فِضَّةٍ
يسعفُ الحَلْق
أتركُ رسالةً قصيرةً
في العلبة
أسطوانةُ الموبايل
تَشُجُّ الرّأسَ نصفَيْن
سبعةُ أيّامٍ
تفصلُني عن الخروج
من المرعى
تحطُّ عصفورةٌ
على حافّةِ الشُّبّاك
أحمِّلُها قصيدةً
لم تسقطْ عن طَرَفِ اللّسان
أستحلفُها بحرّيّتها
أن تطير
ولو عاَدتْ وفي جناحَيْها
رائحةٌ بيضاء
سأعرفُ أنّكِ
على قيدِ الحُلُم
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالَ النّبيُّ مقالَ صِدقٍ لم يَزَلْ
قالَ النّبيُّ مقالَ صِدقٍ لم يَزَلْ
رقم القصيدة : 20360
-----------------------------------
قالَ النّبيُّ مقالَ صِدقٍ لم يَزَلْ(19/463)
يجري على الأسماعِ والأفواهِ:
من غابَ عنكم أصلهُ، ففعالُه
تنبيكمُ عن أصلهِ المتناهي
وسفَرتَ عن أفعالِ سوءٍ أصبحتْ
بينَ الأنام قليلة َ الأشباهِ
وتقولُ: إنكَ من سلالة ِ حيدرٍ،
أفأنتَ أصدَقُ أم رَسُولُ اللَّهِ؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومليحٍ لهُ رقيبٌ قبيحُ،
ومليحٍ لهُ رقيبٌ قبيحُ،
رقم القصيدة : 20361
-----------------------------------
ومليحٍ لهُ رقيبٌ قبيحُ،
يتعنّى وغيرهُ يتهنّى
ليسَ فيه معنّى يقال ولكن
هو عندَ النحاة ِ جاءَ لمعنَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليهنكَ أنّ لي ولداً وعبداً،
ليهنكَ أنّ لي ولداً وعبداً،
رقم القصيدة : 20362
-----------------------------------
ليهنكَ أنّ لي ولداً وعبداً،
سَواءٌ في المَقالِ وفي المَقامِ
فهذا سابقٌ من غيرِ سينٍ،
وهذا عاقِلٌ من غَيرِ لامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغيدٍ مكتملٍ حسنه،
وأغيدٍ مكتملٍ حسنه،
رقم القصيدة : 20363
-----------------------------------
وأغيدٍ مكتملٍ حسنه،
ليسَ له في النّاسِ من مُشبهٍ
أسقَطَهُ العارِضُ من رُتبَة ٍ
مُخبرَة ٍ بالقُربِ من رَبّهِ
فقُلتُ، إذ سالَ له عارِضٌ،
فأعرضَ العشاقُ عن حبهِ:
لو فكّرَ العاشقُ في مُنتَهَى
حسنِ الذي يسبيهِ لم يسبهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولي فَرَسٌ لَيسَتْ شَكوراً، وإنّما
ولي فَرَسٌ لَيسَتْ شَكوراً، وإنّما
رقم القصيدة : 20364
-----------------------------------
ولي فَرَسٌ لَيسَتْ شَكوراً، وإنّما
بها تُضرَبُ الأمثالُ في العضّ والرّفسِ
إذا جفلتْ بي في ضياعِ دبرشٍ،
فليسَ لها قبضٌ سوى في جوى فرسِ
تعربدُ في وقتِ الصباحِ من الضيا،
وتجفلُ في الآصالِ من شفقِ الشمسِ
فياليتها، عندَ العليقِ، جفولة ٌ،
كما هيَ منكارٌ من الحسّ والجنسِ
فلَو شرِبتْ بالفَلسِ من كفّ حاتمٍ
لأصبَحَ نَدماناً على تَلَفِ الفَلسِ
ولو برزتْ في جفلٍ تحتَ عنترٍ(19/464)
لجُدّلَ وانفَلّتْ جيوشُ بني عَبسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا جادَ هَطّالُ السّحائبِ بُقعَة ٌ
لا جادَ هَطّالُ السّحائبِ بُقعَة ٌ
رقم القصيدة : 20365
-----------------------------------
لا جادَ هَطّالُ السّحائبِ بُقعَة ٌ
بالغورِ، أضحتْ وهيَ شرُّ بقاعهِ
أرضٌ تضاعفَ حرها وبعوضها
في مَرجِها، لمّا حَلَلتُ بِقاعِهِ
وخَلا الذّبابُ بها، فلَيسَ ببارحٍ
غرداً يحكّ ذراعهُ بذراعِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لي صَديقٌ لا يَعرِفُ الصّدقَ في القو
لي صَديقٌ لا يَعرِفُ الصّدقَ في القو
رقم القصيدة : 20366
-----------------------------------
لي صَديقٌ لا يَعرِفُ الصّدقَ في القو
لِ، وليسَ الصّديقُ إلاَّ الصّدوقُ
ليسَ فيهِ تصورٌ يدركُ العلـ
ـمَ، ولا لي إن قلتهُ تصديقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تُلَفِّقُ كِذباً، ثمّ تأتي بضِدّهِ،
تُلَفِّقُ كِذباً، ثمّ تأتي بضِدّهِ،
رقم القصيدة : 20367
-----------------------------------
تُلَفِّقُ كِذباً، ثمّ تأتي بضِدّهِ،
إذا سألوا تكريرَ ما كنتَ حاكيَا
فإن كنتَ قوالاً فإنكَ كاذبٌ،
وإن كنتَ كذاباً فلا تكُ ناسيَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طُفَيلٌ تُقادُ بأذنابِها،
طُفَيلٌ تُقادُ بأذنابِها،
رقم القصيدة : 20368
-----------------------------------
طُفَيلٌ تُقادُ بأذنابِها،
وقودُ الجِيادِ بأرسانِها
إذا افتخرتْ فتية ٌ بالرجالِ،
ففَخرُ طُفَيلٍ بنسوانِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تحجرَ فيكَ طبعَ الشحّ يبساً،
تحجرَ فيكَ طبعَ الشحّ يبساً،
رقم القصيدة : 20369
-----------------------------------
تحجرَ فيكَ طبعَ الشحّ يبساً،
وذاكَ لأنّ كَفّكَ فيهِ قَبضُ
وكم حَرّكتُهُ بشَرابِ عَتْبٍ،
فأقسمَ لا يجيبُ ولا ينضُّ
ومنذُ رَفعتَ صَوتَكَ لي دَليلاً،
فكانَ لنَصبِ قَدرِكَ منه خَفضُ
علمتُ بأنّ رأسَكَ فيهِ خِلطٌ(19/465)
غَليظٌ، لا يُحلّ، ولا يُفضّ
ومن تكُ هذه الأعراضُ فيهِ،
ولم يُعرَفْ لهُ بالعَذلِ عِرضُ
فكيفَ أرومُ صحتهُ بعتبي،
ولم يخفقْ لهُ بالجودِ نبضُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بيت القصيد
بيت القصيد
رقم القصيدة : 2037
-----------------------------------
الزّمان : القرن الحادي والعشرون . المكان : الصحراء العربية . الحدث : أحد ملتقيات الشعر . على الأجندة ، ندوة نقدية لمناقشة مجموعة لشاعرة لم تبع روحها . وكان من المخطّط أن تساهم "قداستي" بمداخلة في تلك الندوة ، مما يفتح لي ، أنا الخارج من قفص ، مسربًا إلى ي
لأنَّها لا تجيدُ أبجديّةَ الحرير
ولوغاريثمِ الرّقصِ بينَ اليدَيْن
ولأنَّ الصّيدَ ليسَ من هواياتِها
وتدريبُ كلبِ التُّفّاح
على ملاحقةِ الطّريدة
ليسَ على جدولِ أعمالِها
ولأنّها لا تحفظُ معادلةً
طرفاها فمٌ يأكل
وتخجلُ عينٌ
ولأنّها لا تملكُ أسبابَ السّكوت
وليسَ في جعبتِها ثلاثونَ فضّةً
وخشبٌ للصّليب
ولأنّها لا تطيلُ المكوث
أمامَ المرآةِ
قبلَ الخروجِ إلى الحرب
وليسَ في المعصمَيْنِ ذهبٌ يخشخش
ليمعنَ في حضورِ الغياب
وليسَ في الكاحلَيْنِ خلاخل
تسبي عينَ مارق
ولا كُحْلَ يجوعُ في العينَيْن
لنظرةٍ فبطاقةٍ فسرير
ولا أحمرَ شفاهٍ
يدعو لوليمةٍ فاجرة
ولأنّها لا تتلوَّى في تعويذةٍ
تخرجُ الحيّةَ من وكرِها
أو انحناءةٍ
تخرجُ الرُّوحَ من الجسد
ولأنّها لا تضعُ ساقًا على ساقٍ
قُدَّامَ أحد
ولو كان ساقيًا لكبيرِ الآلهة
ولأنّها لا تفتحُ فضاءً
يسيلُ ضوءًا
بينَ نهرَيْنِ من نبيذ
ولا تفردُ جناحَيْها
عندما تَهِمُّ بالطّيران
لتحطَّ على رأسِ هَرَم
ولأنّها ليسَتْ ...
قفلَتْ راجعةً إلى بيتِ القصيد
لتقفلَ البابَ بدمعة
وتغلقَ الشّبابيكَ بوجهِ الرّيح
وتسدلَ السّتائر
وتقطعَ الخيوط
وتضعَ رأسَها بينَ يدَيْها
وترثي لمنطقِ الطّير
ودموعُها على عرضِ الورقة:
"لا مكانَ لحمامةٍ نظيفة
في هذا العالم"
وتنامُ مِلْءَ نظافتِها(19/466)
ترتكبُ الحُلُم
علّها ترى
"يوتوبياها الّتي لم تَرَها"
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لما تطاولَ بي إفراطُ مطلكَ لي،
لما تطاولَ بي إفراطُ مطلكَ لي،
رقم القصيدة : 20370
-----------------------------------
لما تطاولَ بي إفراطُ مطلكَ لي،
وضاعَ وقتيَ بينَ العذرِ والعذلِ
أيقنتُ أن لستَ إنساناً لفعلكَ ذا،
لقولهِ خلقَ الإنسانُ من عجلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيّها الفاضِلُ الذي لفظُهُ الدُّ
أيّها الفاضِلُ الذي لفظُهُ الدُّ
رقم القصيدة : 20371
-----------------------------------
أيّها الفاضِلُ الذي لفظُهُ الدُّ
رّ، ولَفظُ الأنامِ كالأصدافِ
كيفَ تلقَى الأنامُ شأوَكَ في الفضـ
ـلِ، وإن شُبّهوكَ في الأوصافِ
أصلُ كلّ الأنامِ طينٌ، ولكن
أنتَ طينٌ من بَعدِ ياءٍ وقافِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَباضِعُ إسحاقَ الطّبيبِ كأنّها
مَباضِعُ إسحاقَ الطّبيبِ كأنّها
رقم القصيدة : 20372
-----------------------------------
مَباضِعُ إسحاقَ الطّبيبِ كأنّها
لها بفناءِ العالمينَ كفيلُ
معودة ٌ ألاّ تسلّ نصالُها
فتُغمَدَ حتى يُستَباحَ قَتيلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سُمّيتَ عيسَى ، ولم تَظفَرْ بمُعجِزَة ٍ،
سُمّيتَ عيسَى ، ولم تَظفَرْ بمُعجِزَة ٍ،
رقم القصيدة : 20373
-----------------------------------
سُمّيتَ عيسَى ، ولم تَظفَرْ بمُعجِزَة ٍ،
ولم تُشابِهْهُ في عِلمٍ ولا حَسَبِ
ولا أتَيتَ بشيءٍ من فَضائِلِهِ،
إلاَّ بأنّكَ من أُمٍّ بغَيرِ أبِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو أنّ قُوّة َ وَجهِهِ في قَلبِهِ،
لو أنّ قُوّة َ وَجهِهِ في قَلبِهِ،
رقم القصيدة : 20374
-----------------------------------
لو أنّ قُوّة َ وَجهِهِ في قَلبِهِ،
قبضَ الأسودَ وجدلَ الأبطالا
أو كانَ طولُ لسانِهِ بيَمينِهِ،
أفنى الكُنوزَ، وأنفَدَ الأموالا(19/467)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وقالوا: عندَ عبدِ اللهِ ضعفٌ،
وقالوا: عندَ عبدِ اللهِ ضعفٌ،
رقم القصيدة : 20375
-----------------------------------
وقالوا: عندَ عبدِ اللهِ ضعفٌ،
فقلتُ: نعم، ولكن في اليقينِ
فقالوا: ما يَعيشُ؟ فقلتُ: عدلٌ،
كذا هوَ في الحياة ِ بغيرِ شينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ تَرجو بأن تُساوي حُسَيناً،
كيفَ تَرجو بأن تُساوي حُسَيناً،
رقم القصيدة : 20376
-----------------------------------
كيفَ تَرجو بأن تُساوي حُسَيناً،
لَستما في الفَخارِ أبناءَ جِنسِ
هل تَساوى مَن جَدُّه عَبَدَ الشّمـ
ـسَ، ومن كانَ جدهُ عبدَ شمسِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جعلَ الذي أنشاكَ من قرعة ٍ،
جعلَ الذي أنشاكَ من قرعة ٍ،
رقم القصيدة : 20377
-----------------------------------
جعلَ الذي أنشاكَ من قرعة ٍ،
وسائرُ العالمِ من طينَه
أعجبُ ما شوهدَ في عصرنا
عَوسَجَة ٌ تَحمِلُ يَقطينَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وافَى ، وقد شفعَ التقطبُ وجههُ،
وافَى ، وقد شفعَ التقطبُ وجههُ،
رقم القصيدة : 20378
-----------------------------------
وافَى ، وقد شفعَ التقطبُ وجههُ،
وطحا بها مرحُ التكبرِ، فانثنى
يبدو فتقذفهُ النفوسُ لثقلهِ،
فتَراهُ أبعَدَ ما يكونُ إذا دَنَا
فطفقتُ أنشدُ، إذ بصرتُ بحمقه،
بيتاً جعلتُ الشطرَ منهُ مضمنا
يا ثِقلَ صورَتِهِ وخِفّة ِ رَأسِهِ،
هَلاّ نَقَلتِ إلى خِنا من ها هُنَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليَ جارٌ كأنهُ البومُ في الشكلِ،
ليَ جارٌ كأنهُ البومُ في الشكلِ،
رقم القصيدة : 20379
-----------------------------------
ليَ جارٌ كأنهُ البومُ في الشكلِ،
ولكنّ في عُجبِهِ، فغُرابُ
هوَ كالماءِ إنْ أرَدتَ لهُ قَبْـ
ـضاً، وإنْ رُمتَ مَورِداً فسَرابُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هارون
هارون
رقم القصيدة : 2038(19/468)
-----------------------------------
ذو عينٍ واحدة
ليسَ رشيدًا
دُونَ موعدٍ مع الشّمس
يهاجمُ التُّفّاح
يخرج
من أسفلِ التّاريخ
شاهرًا عَدْوَى
متوكِّلاً ينقلُها
دُونَ أن يعقل
زبيدةُ ليسَتْ هُنا
ولا ابنُ هانئ
وكلُّ الأعذار
أقبحُ من كلِّ الذّنوب
فَلْتَعُدْ
إلى ابْنِ رُشْدٍ
يا هارون
قبلَ أن
تسقطَ المدينة
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتشمخُ إن كساكَ الدهرُ ثوباً،
أتشمخُ إن كساكَ الدهرُ ثوباً،
رقم القصيدة : 20380
-----------------------------------
أتشمخُ إن كساكَ الدهرُ ثوباً،
شَرُفْتَ بهِ، ولم تَكُ بالشّريفِ
فكَم قد عايَنَتْ عَينايَ سِتراً
منَ الدّيباجِ حُطّ على كنيفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مدَحتُكَ مَدحَ بَشّارِ بنِ بُردٍ
مدَحتُكَ مَدحَ بَشّارِ بنِ بُردٍ
رقم القصيدة : 20381
-----------------------------------
مدَحتُكَ مَدحَ بَشّارِ بنِ بُردٍ
ربابة َ، إذ دعاهُ لها اضطرارُ
أرادَ قضاءَ حاجتهِ لديها،
فجاءَ بما لها فيهِ اختِيارُ
إذا اضطرّ الشريفُ إلى كنيفٍ،
فلَيسَ عَلَيهِ إذ يأتيهِ عارُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو عاينتْ مقلتهُ دخنة ً،
لو عاينتْ مقلتهُ دخنة ً،
رقم القصيدة : 20382
-----------------------------------
لو عاينتْ مقلتهُ دخنة ً،
لاسترقَ اللبَّ من القشرِ
ولو فلاها بعدهُ ناقدٌ،
لم يَرَ فيها أثَرَ الكَسرِ
يكادُ أن يسرقَ طيبَ الكرى ،
من راقِدِ اللّيلِ، ولا يَدرِي
هذا، ولو شاءَ غَدا مُمكِناً
أن يَسرِقَ السُّكرَ منَ الخَمرِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو غَدا أنفك العَظيم غَدا وَهْـ
لو غَدا أنفك العَظيم غَدا وَهْـ
رقم القصيدة : 20383
-----------------------------------
لو غَدا أنفك العَظيم غَدا وَهْـ
ـوَ وَقُودٌ للنّارِ ذاتِ الوَقُودِ
ثمّ قالوا: هلاّ امتلأتِ؟ لقالتْ:
هوَ حَسبي، ولم تُرِدْ من مَزيدِ(19/469)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليحيى فمٌ لو علقَ المسكُ فوقهُ
ليحيى فمٌ لو علقَ المسكُ فوقهُ
رقم القصيدة : 20384
-----------------------------------
ليحيى فمٌ لو علقَ المسكُ فوقهُ
لأصلَحَهُ، والضّدُّ يُصلِحُه الضّدُّ
ترى صحبهُ الحضارَ من نتنِ ريحهِ
كأنّهُمُ من طُولِ ما التَثَموا مُردُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو كان لريحِ نكهتهِ هبوبُ،
لو كان لريحِ نكهتهِ هبوبُ،
رقم القصيدة : 20385
-----------------------------------
لو كان لريحِ نكهتهِ هبوبُ،
لأوشكَتِ الجِبالُ لها تَذوبُ
إذا ما عابَ ضرسُ أبي عليٍّ،
فليسَ يطيقُ يقلعهُ الطبيبُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قلتُ للكلبتينِ إذ عجزتْ عن
قلتُ للكلبتينِ إذ عجزتْ عن
رقم القصيدة : 20386
-----------------------------------
قلتُ للكلبتينِ إذ عجزتْ عن
ضِرسِ يحيَى من بعد جُهدٍ عنيفِ
كيفَ أعياكِ نزعُ ذلكَ والكلـ
ـبُ بسلبِ العظامِ غيرُ ضعيفِ
فأعادتْ منَ الصليلِ جواباً،
بادرَتنا منهُ بعذرٍ لطيفِ
لا تطيقُ الكلابُ تنزعُ عظماً
موثقَ السمرِ في قرارِ كنيفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عهدي بهِ، والأكفُّ تختلفُ،
عهدي بهِ، والأكفُّ تختلفُ،
رقم القصيدة : 20387
-----------------------------------
عهدي بهِ، والأكفُّ تختلفُ،
وهوَ يُعاصِي طَوراً ويَنحرِفُ
وكلّما مالَ عِطفُهُ سَفَهاً
تُميلُهُ صَفعَة ٌ، فيَنعَطِفُ
وإن توارضى بشخصهِ هرباً
من راحة ٍ في اعتمادِها خَيَفُ
ظلتْ سهامُ النعالِ ترشقه،
كأنّما رأسُهُ لها هَدَفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فمٌ ليحيى ريحهُ منتنٌ،
فمٌ ليحيى ريحهُ منتنٌ،
رقم القصيدة : 20388
-----------------------------------
فمٌ ليحيى ريحهُ منتنٌ،
لم يرَ يوماً مثلهُ قطّ
لو أنّه عضّ على فارة ٍ
لعافَ أن يأكلها القطّ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا من يردُّ الفقرَ باللومِ جاهداً،(19/470)
أيا من يردُّ الفقرَ باللومِ جاهداً،
رقم القصيدة : 20389
-----------------------------------
أيا من يردُّ الفقرَ باللومِ جاهداً،
كما ردهُ يوماً بسوءتهِ عمرُو
إذا كانَ هذا سوء عَيشِكَ في الغِنى ،
فماذا الذي تخشَى إذا مسكَ الفقرُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> أنماط شعرية
أنماط شعرية
رقم القصيدة : 2039
-----------------------------------
(1)
لا تكتب
لا لأنَّها شقراء
لديها صُورَةٌ
وقصصٌ عن إعجابِ الرّجال
وحصانٌ مريض
وبدائلُ بلاستيكيّة
وأحلام
(2)
نحلةٌ نبيلة
ليسَ لعطائِها حدود
تكتب
لا لأنّها سمراء
لكن لأنَّها
شاعرة
(3)
لم تركبِ البحرَ
منذُ كُولُومْبُوس
وبلكنةِ كَاوْبُوي
تكتبُ أحلامًا
عاطلةً
عن الحياة
(4)
دونَ لغتِها
هربَتْ من الصّحراء
لتستقرَّ في بلادٍ
تكثرُ فيها النّقانق
(5)
تكتبُ سطورًا
لا أحدَ يعتقدُها قصائد
إلاّ هي
ومن يقعُ فريسةً
لصورتِها القديمة
(6)
عارضةُ أزياء
تصرُّ على الكتابة
والمصيبة
أنَّها لا تشعرُ بحرج
لو حُشِرََتْ خطأً
بين الخنساء
وفدوى طوقان
(7)
ذهبَتْ إلى الشّعرِ بالغلط
لا تكتبُ كلَّ يوم
عينُها على المشاهير
قدماها
تحبّانِ الوحل
(8)
شَبَقٌ على ورق
عاشقةٌ للقرفة
وما يسيلُ على سرّتِها
من سحلب
(9)
شاعرةٌ
ليسَتْ كالشّعر
ترتكبُ الحياة
وتنتحرُ كلَّ يوم
(10)
يجدُها
متأبّطًا صدقًا
يعشقُها
يذهبُ إليها كلَّ حُلُمٍ
في الهمالايا
كصورةٍ
في مرآةٍ يراها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وبخيلٍ ينالُ من عرضهِ النا
وبخيلٍ ينالُ من عرضهِ النا
رقم القصيدة : 20390
-----------------------------------
وبخيلٍ ينالُ من عرضهِ النا
سُ، ولكن رغيفهُ لا ينالُ
كلَّ يَومٍ يأتي بحَرفِ رَغيفٍ،
كهِلالٍ لم يَدنُ منهُ كَمالُ
مستقرّ في وسطِ سفرتهِ الزر
قاءِ لا يَتريهِ منهُ زَوالُ
فتعجبتُ من سماءٍ بأرضٍ
كلَّ يومٍ يلوحُ فيها هِلالُ(19/471)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولي صاحبٌ يسترجعُ الناسَ كلّما
ولي صاحبٌ يسترجعُ الناسَ كلّما
رقم القصيدة : 20391
-----------------------------------
ولي صاحبٌ يسترجعُ الناسَ كلّما
ذكرتُ لهم أوصافهُ ونعوتهُ
لقد ألبستني صحة َ الجسم دارهُ
بفرطِ الحمَى لمّا حللتُ بيوتهُ
وما علمتني حكمة ً غيرَ أنني
أديمُ مطالَ الجوعِ حتى أمينهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وشحيحٍ من لؤمهِ يخبزُ البخـ
وشحيحٍ من لؤمهِ يخبزُ البخـ
رقم القصيدة : 20392
-----------------------------------
وشحيحٍ من لؤمهِ يخبزُ البخـ
ـلَ ببسطِ الأخلاقِ بينَ الرفاقِ
فهوَ من شحهِ يثمنُ في الخر
جِ علينا مكارمَ الأخلاقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لو تَراني من فَوقِ طَودٍ من الجو
لو تَراني من فَوقِ طَودٍ من الجو
رقم القصيدة : 20393
-----------------------------------
لو تَراني من فَوقِ طَودٍ من الجو
عِ أناجي رَغيفَ نجلِ سِنانِ
كلمّا قمتُ قائلاً أرني وجـ
ـهكَ نادى : وعِزَّتي لَن تَراني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يحفظُ في الجوعِ ألفَ منفعة ٍ،
يحفظُ في الجوعِ ألفَ منفعة ٍ،
رقم القصيدة : 20394
-----------------------------------
يحفظُ في الجوعِ ألفَ منفعة ٍ،
ومثلها في مضرة ِ البطنهْ
ويُوهمُ النّاسَ أنّ شِبعَهمُ
يُطفىء ُ نورَ الذّكاءِ والفِطنَه
إن حَاوَلَ الضّيفُ أن يُلِمّ بهِ
أعطاهُ من قبلِ نطقهِ القطنهْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صاحِبْ، إذا ما صَحبتَ، ذا أدَبٍ
صاحِبْ، إذا ما صَحبتَ، ذا أدَبٍ
رقم القصيدة : 20395
-----------------------------------
صاحِبْ، إذا ما صَحبتَ، ذا أدَبٍ
مهذبٍ، زانَ خلقهُ الخلقُ
ولا تصاحبْ من في طبائعهِ
سرٌّ لأنّ الطّباعَ تُستَرَقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تُصاحب منَ الأنامِ لَئيماً،
لا تُصاحب منَ الأنامِ لَئيماً،
رقم القصيدة : 20396(19/472)
-----------------------------------
لا تُصاحب منَ الأنامِ لَئيماً،
ربّما أفسَدَ الطّباعَ اللّئيمُ
فالهواءُ البسيطُ في جمرة ِ القيـ
ـظِ سَمُومٌ، وفي الرّبيعِ نَسيمُ
وابغِ منهم مُجانِساً يوجبُ الضّـ
ـمّ، فقد يَصحبُ الكريمَ الكريمُ
واعتَبرْ حالَ عالَمِ الطّيرِ طُرّاً،
كلُّ جِنسٍ مع جنسِهِ مَضمومُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تكُن طالباً لِما في يَدِ النّا
لا تكُن طالباً لِما في يَدِ النّا
رقم القصيدة : 20397
-----------------------------------
لا تكُن طالباً لِما في يَدِ النّا
سِ، فيَزوَرّ عن لِقاكَ الصّديقُ
إنّما الذّلّ في سؤالكَ للنّا
سِ، ولو في سؤالِ أينَ الطريقُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قناعة ُ المرءِ بما عندهُ،
قناعة ُ المرءِ بما عندهُ،
رقم القصيدة : 20398
-----------------------------------
قناعة ُ المرءِ بما عندهُ،
مملكة ٌ ما مثلها مملكه
فارضوا بما قد جاءَ عفواً، ولا
تلقوا بأيديكم إلى التهلكه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقلِلِ المَزحَ في الكَلامِ احترازاً،
أقلِلِ المَزحَ في الكَلامِ احترازاً،
رقم القصيدة : 20399
-----------------------------------
أقلِلِ المَزحَ في الكَلامِ احترازاً،
فبإفراطهِ الدماءُ تراقُ
قِلّة ُ السّمّ لا تضُرّ، وقد يقـ
ـتُلُ مع فَرطِ أكلِهِ الدّرياقُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خربشات على الماء
خربشات على الماء
رقم القصيدة : 2040
-----------------------------------
(1)
ضوءٌ يسيل
من أسفلِ الحكاية
اقتربَ الحصان
دفنَ رأسًا
دونَ عقلٍ وقبّعةٍ
في تابوتٍ
لا عهدَ لَهُ ولا قرار
تغرغرَ في العسل
والوَرَمُ ذاب
(2)
دفترٌ مفتوح
إصبعانِ ضريرتان
تكتبانِ أغنيةً
من صهيل
ويسقطُ المطر
ويشهقُ الصّباح
(3)
قالَتْ مربِّيتي
لا تأكلِ الصّفحةَ كلَّها
أتْرُكْ سطرًا
لعابرِ السّبيل
(4)
يلعب
يهدُّهُ النُّعاس
سريرٌ جاهزٌ
تغطِّيهِ(19/473)
تغنِّي لَهُ
"يا حمامةُ لا تخافي"
تقبِّلُهُ
يغرقُ في النّوم
يَعْرَق
عطشٌ
في عزِّ اللَّيل
تجدُ الماءَ يَدُهُ
ولا يجدُها
(5)
أصدرْتُ كتابًا
نسخةٌ طارَتْ إلى طوكيو
وأخرى إلى قريةٍ مجاورة
جاءَ من الشّاعرةِ الصّديقة
إِيكُو نَاكَامُورَا:
"شكرًا
لأنّكَ أهديتَني كتابًا"
وفي القريةِ المجاورة
جاءَتْ عينُها
في عيني
فسألَتْني الشّاعرةُ الصّديقة
توحيدة بانادورا:
"ألم تصدرْ جديدًا؟"
(6)
تثاءبَ القلم
ونامَتِ الورقة
دونَ عشاء
(7)
قالَتْ مربِّيتي
"وتساقطَ ثلجٌ أبيض"
لا تجعلُ الثَّلجَ
أكثرَ بياضًا
ساعةَ السّقوط
(8)
لا تُكْرِهُ يَدِي
على الشّربِ من يدِها
ترشدُها
إلى الينابيع
(9)
مرآةٌ عاريةٌ
وامرأةٌ تفّاح
تقتربُ المرآةُ قليلاً
غمامةُ عطرٍ
تسقط
تغتسلُ المرآة
(10)
أُحِبُّها
لأنَّها
هي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَوَقّ من النّاسِ فُحشَ الكَلامِ،
تَوَقّ من النّاسِ فُحشَ الكَلامِ،
رقم القصيدة : 20400
-----------------------------------
تَوَقّ من النّاسِ فُحشَ الكَلامِ،
فكُلٌّ يَنالُ جَنى غَرسِهِ
فمن جربَ الذمّ في عرضهِ،
كمَن جَرّبَ السّمَ في نَفسِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كلّ مَن كانَ شأنَهُ الانبساطُ،
كلّ مَن كانَ شأنَهُ الانبساطُ،
رقم القصيدة : 20401
-----------------------------------
كلّ مَن كانَ شأنَهُ الانبساطُ،
ليسَ يطوى للقدحِ فيهِ بساطُ
ربّما أوغِرَ الصّدورُ بمَزحٍ
لاحَ فيهِ الجفا والإشتطاطُ
فأقلِلِ المَزحَ ما استَطَعتَ ولا تأ
تِ بنزرٍ إلاّ وفيهِ احتياطُ
وتَوَقّ الإفراطَ فيهِ فقَد يُفـ
ـرِطُ في وضعِ قدركَ الإفراطُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أرى فحشَ الكلام يروعُ قلبي،
أرى فحشَ الكلام يروعُ قلبي،
رقم القصيدة : 20402
-----------------------------------
أرى فحشَ الكلام يروعُ قلبي،
وليسَ تروعهُ البيضُ الحدادُ
كحَلقِ البَكرِ يَجرَحُه زُلالٌ،(19/474)
ولا يُدمي مَشافرَهُ القَتادُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تعلمتُ فعلَ الخيرِ من غيرِ أهله،
تعلمتُ فعلَ الخيرِ من غيرِ أهله،
رقم القصيدة : 20403
-----------------------------------
تعلمتُ فعلَ الخيرِ من غيرِ أهله،
وهذّبَ نَفسي فعلُهُم باختلافِهِ
أرى ما يَسوءُ النّفسَ من فعلِ جاهلٍ،
فآخذُ في تأديبها بخلافهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا غابَ أصلُ المرءِ فاستقرِ فعلهُ،
إذا غابَ أصلُ المرءِ فاستقرِ فعلهُ،
رقم القصيدة : 20404
-----------------------------------
إذا غابَ أصلُ المرءِ فاستقرِ فعلهُ،
فإنّ دليلَ الفرعِ ينبي عن الأصلِ
فقَد يَشهَدُ الفعلُ الجَميلُ لرَبّهِ،
كذاك مضاءُ الحدّ من شاهدِ النصلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لعمركَ لا يغني الفتى طيبُ أصلهِ،
لعمركَ لا يغني الفتى طيبُ أصلهِ،
رقم القصيدة : 20405
-----------------------------------
لعمركَ لا يغني الفتى طيبُ أصلهِ،
وقد خالفَ الآباءَ في القولِ والفعلِ
فقَد صَحّ أنّ الخَمرَ رِجسٌ مُحَرَّمٌ،
وما شكّ خلقٌ أنهُ طيبُ الأصلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عودْ لسانكَ قولَ الخيرِ تنجُ بهِ
عودْ لسانكَ قولَ الخيرِ تنجُ بهِ
رقم القصيدة : 20406
-----------------------------------
عودْ لسانكَ قولَ الخيرِ تنجُ بهِ
من زَلّة ِ اللّفظِ بل من زَلّة ِ القَدَمِ
واحرِزْ كَلامَكَ من خِلٍّ تُنادِمُه،
إنّ النّديمَ لمُشتَقٌّ منَ النّدَمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> اسمَعْ مُخاطَبَة َ الجَليسِ، ولا تكن
اسمَعْ مُخاطَبَة َ الجَليسِ، ولا تكن
رقم القصيدة : 20407
-----------------------------------
اسمَعْ مُخاطَبَة َ الجَليسِ، ولا تكن
عجلاً بنطقكَ قبلما تتفهمُ
لم تُعطَ مع أُذُنَيكَ نُطقاً واحِداً،
إلاَّ لتَسمَعَ ضِعفَ ما تَتَكَلّمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا لم تكن عالماً بالسؤالِ،(19/475)
إذا لم تكن عالماً بالسؤالِ،
رقم القصيدة : 20408
-----------------------------------
إذا لم تكن عالماً بالسؤالِ،
فتركُ الجوابِ لهُ أسلمُ
فإنْ أنتَ شَكّكتَ فيما سُئِلْـ
ـتَ، فخيرُ جوابكَ لا أعلمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا زُرتَ المُلوكَ، فكن رَئيساً،
إذا زُرتَ المُلوكَ، فكن رَئيساً،
رقم القصيدة : 20409
-----------------------------------
إذا زُرتَ المُلوكَ، فكن رَئيساً،
بصيراً بالأمورِ رحيبَ صدرِ
وقابلْ منهمُ بجزيلِ شكرٍ
لدَيكَ، ومَنعَهم بجَميلِ عُذرِ
فإن أقصوكَ قلْ هذا مقامي،
وإن أدنوكَ قل ذا فوقَ قدري
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قلم من مكتبة الكونغرس
قلم من مكتبة الكونغرس
رقم القصيدة : 2041
-----------------------------------
نفضْتُ اللِّحاف
شكرًا لدواءِ القلبِ والسّماء
ما زلْتُ أتنفّس
سيجارةٌ أولى
غلاّيةُ قهوةٍ
تنتظرُ من يفضُّ بكارتَها
فوقَ منضدةٍ منخفضة
"على مستوى القَعْدَة"
أعتذرُ لـ "عادل إمام"
لأنِّي مدَدْتُ يَدًا
إلى "الزّعيم"
ورقةٌ بيضاءُ تفيقُ من نومِها
يتربّصُ بها قلمٌ
أسودُ مُذَهَّب
من "مكتبة الكونجرس"
مدفأةٌ على المازوت
من "الجولان"
موسيقى تسيلُ من "روتانا"
والأذنُ تُطْرَشُ قبلَ العينِ أحيانَا
أشاكسُ عادتي
لا أكبسُ زرَّ "الجزيرة"
لأرى ما يدور
فَلْتَدُرِ الدّوائر
على الباغي إِنِ استطاعَتْ
وعندما تدور
سأعودُ إلى عادتي
عبثًا يحاولُ القلم
لَمْلَمَةَ القطيعِ على الورقة
كلّما أمسكَ برأسِ خيطٍ
من بقايا الحُلُم
غيرِ واضحةِ الملامح
تكونُ السّيجارة
بحاجةٍ لقضاءِ حاجتِها
في المنفضة
كيفَ تفعلُ ذلكَ في العراء؟!
ما همَّها؟!
عمرُها قصير
تفعلُ ما يحلُو لها
قبلَ أن تخبُو
وفنجانُ القهوةِ يهدِّد:
"سأبردُ بعدَ قليل"
وفجأةً يسيلُ من الشّاشة
"يوم الوداع"
ويذهب
وتظلُّ "روتانا" دائرةً
على حَلّ
وأعاودُ المحاولة
كلُّ ما استطعْتُ قطفَهُ
عن جدرانِ الذّاكرة:(19/476)
"إحذفْ حرفًا
من متنِ الرّيح
كي يطولَ مكوثُ الحصان"
نقطة
إلى هنا نصُّ الحُلُم
وعبثًا أحاولُ المزيد
هذا ما يصيبُني دائمًا
وكلَّ يومٍ أقول
سأصطحبُ اللّيلةَ آلةَ تسجيل
عندما أذهب
إلى الحُلُم
وأنسى
هلْ هذهِ قصيدة؟!
قصّةٌ قصيرة؟!
ما همَّني؟!
عمرُ القلمِ قصير
فَلْيَكْتُبْ ما يحلُو لهُ
قبلَ أن يكبُو
وسيكبُو
لا لأنَّهُ أسوَد
ومُذَهَّب
لأنَّهُ من "مكتبةِ الكونجرس"
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن تصحبِ السلطانَ كن محترسا،
إن تصحبِ السلطانَ كن محترسا،
رقم القصيدة : 20410
-----------------------------------
إن تصحبِ السلطانَ كن محترسا،
متقنَ آداب الصباحِ والمسا
وكُن لِما يُؤثِرُهُ مُقتَبِسا،
واخضعْ، إذا لانَ، ولن إذا قسا
ولا تكن طلقاً إذا ما عبسا،
ولا تكُن مُستَوحِشاً إن أنِسَا
ولا تَزُرْ حَضرَتَهُ مُختَلِسا،
ولا تشمتهُ إذا ما عطسا
وأوضِحْ له الأمرَ إذا ما التَبَسا،
من غَيرِ جَعلِ رأيهِ مُنعَكِسا
ولا تشعْ سراً لهُ محتبسا،
ولا تبتْ في عيشهِ مغمِسا
ولا تشاركهُ بأحوالِ النسَا،
لم تدرِ ما في نفسهِ قد هجسَا
فإنهُ كالليثِ يخفي الشرسَا،
حتى إذا رِيعَ حِماهُ افترَسَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا بُليَ اللّبيبُ بقُربِ فَدمٍ
إذا بُليَ اللّبيبُ بقُربِ فَدمٍ
رقم القصيدة : 20411
-----------------------------------
إذا بُليَ اللّبيبُ بقُربِ فَدمٍ
تجرعَ منهُ كاساتِ الحتوفِ
فذو الطبعِ الكثيفِ بغيرِ قصدٍ
يُضِرّ بصاحبِ الطّبعِ اللّطيفِ
وذاكَ لأنّ بَينَهما اختِلافاً
ينافي العقلَ بالجهلِ العنيفِ
فداءُ الجهلِ ليسَ لهُ دواءٌ،
كحُمّى الرّبعِ في فَصلِ الخَريفِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ الجهولَ، إذا ألزمتُ صحبتهُ
إنّ الجهولَ، إذا ألزمتُ صحبتهُ
رقم القصيدة : 20412
-----------------------------------
إنّ الجهولَ، إذا ألزمتُ صحبتهُ
قَسراً، فصاحَبتُهُ عن غيرِ إيثارِ(19/477)
يُطفي ضِياءَ سَنا فَهمي، ويُنقِصُهُ،
كالنّارِ بالماءِ، أو كالماءِ بالنّارِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَوَقّوا النّساءَ، فإنّ النّساءَ
تَوَقّوا النّساءَ، فإنّ النّساءَ
رقم القصيدة : 20413
-----------------------------------
تَوَقّوا النّساءَ، فإنّ النّساءَ
نقصنَ حظوظاً وعقلاً ودينا
وكلٌّ بهِ جاءَ نَصُّ الكِتابِ
وأوضحَ فيه دليلاً مبينَا
فأما الدليلُ لنقصِ الحظوظِ،
فإرثُهُمُ نِصفُ إرثِ البَنينَا
ونقصُ العقولِ فإجراؤهنّ
بنِصفِ الشّهادَة ِ في الشّاهدينَا
وحَسبُكَ من نَقصِ أديانهنّ
ما لستَ تزدادُ فيهِ يقينَا
فَواتُ الصّلاة ِ، وتَركُ الصّيامِ
في مُدّة ِ الحَيضِ حيناً، فحينَا
فلا تُطمِعُوهنّ يوماً، فقَد
تكونُ النّدامَة ُ منهُ سِنِينَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إخفِضْ جَناحاً لمَن تعاشرُهُ،
إخفِضْ جَناحاً لمَن تعاشرُهُ،
رقم القصيدة : 20414
-----------------------------------
إخفِضْ جَناحاً لمَن تعاشرُهُ،
ولِنْ، إذا ما قَسَتْ خَلائِقُه
فإنّهُ، إن أسأتَ صُحبَتَهُ،
أعدى أعاديك، إذ تُفارِقُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وليسَ صديقاً من إذا قلتَ لفظة ً
وليسَ صديقاً من إذا قلتَ لفظة ً
رقم القصيدة : 20415
-----------------------------------
وليسَ صديقاً من إذا قلتَ لفظة ً
يحاولُ في أثناءِ موقعها أمرَا
ولكنّهُ مَن لو قَطَعتَ بَنانَهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فكم صاحبٍ مذ بدا سخطُه
فكم صاحبٍ مذ بدا سخطُه
رقم القصيدة : 20416
-----------------------------------
فكم صاحبٍ مذ بدا سخطُه
بذلتُ لهُ خلقاً مرتضَى
مخافة َ أن تنقضِي بيننا
عهودُ المودة ِ، أو ينقضا
وإنّي، وإن ساءَني فِعلُهُ،
وأصبحَ بعدَ الوفا معرضَا
أقابلهُ بمحيّا القبولِ،
وألحَظُهُ بعُيُونِ الرّضَا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً،(19/478)
إنّ الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً،
رقم القصيدة : 20417
-----------------------------------
إنّ الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً،
فإذا رأى منكَ الملالة َ يقصرُ
وترى العَدوّ، إذا تَيَقّنَ أنّهُ
يُؤذيكَ بالمَزحِ العَنيفِ يُكَثِّرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَحَمّلْ من حَبيبِكَ كلّ ذَنبٍ،
تَحَمّلْ من حَبيبِكَ كلّ ذَنبٍ،
رقم القصيدة : 20418
-----------------------------------
تَحَمّلْ من حَبيبِكَ كلّ ذَنبٍ،
وعدّ خطاهُ في وفقِ الصوابِ
ولا تَعتُبْ على ذَنْبٍ حَبيباً،
فكَم هَجراً تَوَلّدَ من عِتابِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أُحبُّ صَديقاً منصِفاً في ازديادِهِ،
أُحبُّ صَديقاً منصِفاً في ازديادِهِ،
رقم القصيدة : 20419
-----------------------------------
أُحبُّ صَديقاً منصِفاً في ازديادِهِ،
يخففُ عن قصدٍ ويبرمُ عن عذرِ
ولا رأيَ لي فيمن ينغصُ خلوتي،
فيَسرِقُ لَذّاتي، ويُنفِقُ من عُمرِي
ولي خلواتٌ لا ابيعُ يسيرها
بما مَلَكَتْ كفّايَ من وافرِ الوَفرِ
أبيتُ بها في عالَمٍ من تَصَوّري،
يسامرني عقلي، ويؤنسني فكري
ويَعتادُني من خَمرِ مَعنايَ نَشوَة ٌ،
أوَدّ سروراً أن يَدومَ بها سُكرِي
إذا كَدّ وَزنُ النّظمِ جُهدَ قَريحَتي
عَزَلتُ القَوافي واستَرَحتُ إلى النّثرِ
وأجعلُ لفظي للمعاني قوالباً،
فأنحَتُ من صَخرٍ وأغرِفُ من بحرِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> نعم للحرب
نعم للحرب
رقم القصيدة : 2042
-----------------------------------
قالَتْ: حاذِرْ!
قد أُعْذِرَ من أَنْذَرْ.
فلتقرَأْ، دونَ مراودةٍ،
نصَّ الشّفتَيْنِ: حروفٌ
من نارٍ،
وحروفٌ من ماءٍ.
لا ألعبُ، فلتحذرْ!
لا أقتلُ وقتًا
من ذهبٍ،
لا فضَّةَ في جيبي،
وقضاةُ الحبِّ تنابلُ سلطانٍ،
ومحامي الرّوحِ تقمَّصَ شيطانًا
أخرَسْ.
فالأحسنُ، يا وجَعًا
لا يهجعُ، أن تخرَسْ.
حاذِرْ أنْ تنطقَ حرفًا
يشبهُ دُكْنَتَهُ!
لا تخبرْني
عن "شرشفِ" أحلامٍ(19/479)
لَفْلَفَ لُكْنَتَهُ،
عن "سهلٍ"،
عن "قصبٍ" سُكَّرْ.
حذَّرْتُكَ، فلتحذَرْ
أن توجعَني
بـ "بناتٍ" مثلَ ملائكةٍ
في "المُوكَلاَّ"،
بـ "دواءٍ"
يشفي القلبَ من الـ "علَّهْ".
خطرٌ مُحْدِقْ
بحياتِكَ لو هرَّبْتَ كُلَيْمَهْ
من أغنيةٍ تحرِقْ
في ذاكرتي أشياءَ "سُلَيْمَى".
فالأسلمُ أن "تسكتْ خالصْ"،
أو أن تُغرِقْ
في طينةِ لهجتِنا،
تتوغَّلَ في الشّريانِ. وإلاّ،
يا خصمًا هشًّا،
أعلنْتُ عليكَ الحبَّ. وأُعْذِرَ من أَنْذَرْ.
خذَّرْتُكَ، فلتحذَرْ!
من أقصى القلبِ، أخوضُ الحربَ. وفي
بحري لن تعبرَ فرقةُ تفتيشٍ
عن منشأةٍ.
لن أسكتَ. لن أتعلَّمَ لَكْنَةَ نهرٍ
تنقذُني
من بحرِ هوىً أحمرْ.
سأخوضُ الحربَ. ولن
أستسلمَ إلاّ منتحرًا
"تحتَ التّفّاحَةِ". لن أحذَرْ
ما قلْتِ وما
حذَّرْتِ وما
أنذرْتِ وما
نظَّرْتِ. وإمعانًا
في الحربِ سأعلنُها:
ستطولُ الدَّربُ. تطولُ الدَّرْبُ...
حربٌ،
لا غالبَ فيها إلاّ الحبُّ.
إلاّ الحبُّ...
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> انصَحْ صَديقَكَ مَرّتَينِ،
انصَحْ صَديقَكَ مَرّتَينِ،
رقم القصيدة : 20420
-----------------------------------
انصَحْ صَديقَكَ مَرّتَينِ،
فإنْ عَصاكَ فغُشّهُ
لو ظنّ صدقكَ ما عصَى ،
وأبَى وأظهرَ فحشهُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نصحتكَ فاصغِ إلى منطقي،
نصحتكَ فاصغِ إلى منطقي،
رقم القصيدة : 20421
-----------------------------------
نصحتكَ فاصغِ إلى منطقي،
يَقُدْكَ إلى السَّنَنِ الأرشَدِ
ولا تَستَقِلّنّ رأيَ امرىء ٍ،
وإن كانَ دونكَ في المحتدِ
فإنّ سُلَيمانَ في مُلكِهِ،
وكُلٌّ بآرائِهِ يَهتَدِي
أطاعَتهُ كلُّ ذواتِ الجَناحِ
وأصغى إلى نبأ الهدهدِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سِرُّكَ إن صنتَهُ بصَمتٍ،
سِرُّكَ إن صنتَهُ بصَمتٍ،
رقم القصيدة : 20422
-----------------------------------
سِرُّكَ إن صنتَهُ بصَمتٍ،
أصلحَ بينَ الأنامِ شانك(19/480)
فلا تفه لامرىء ٍ بسرٍّ،
وتحركْ بهِ لسانك
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ الغنى كشهابٍ كلما اعتكرتْ
إنّ الغنى كشهابٍ كلما اعتكرتْ
رقم القصيدة : 20423
-----------------------------------
إنّ الغنى كشهابٍ كلما اعتكرتْ
دُجَى الخُطوبِ جَلا منها حنادِسَها
لا تَنفَعُ الخَمسَة ُ الأسماءُ مُحدِقَة ً
لدَيكَ، إلاَّ إذا ما كنتَ سادِسَها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تأمل، إذا ما كتبتَ الكتابَ،
تأمل، إذا ما كتبتَ الكتابَ،
رقم القصيدة : 20424
-----------------------------------
تأمل، إذا ما كتبتَ الكتابَ،
سطوركَ من بعدِ إحكامها
وهَذّبْ عبارَة َ طَرزِ الكَلامِ،
واستَوفِ سائرَ أقسامِها
فقد قيلَ إنّ عقولَ الرجالِ
تحتَ ألسنة ِ أقلامِها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وإذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز
وإذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز
رقم القصيدة : 20425
-----------------------------------
وإذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز
مُ وكلَّ اللسانُ عندَ الكلامِ
ما لسانُ الفقيرِ إلاّ قصيرٌ،
عجباً إن أطاقَ ردّ السلامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَن يَقضِيَ الحاجاتِ إلاَّ دِرهَمٌ،
لَن يَقضِيَ الحاجاتِ إلاَّ دِرهَمٌ،
رقم القصيدة : 20426
-----------------------------------
لَن يَقضِيَ الحاجاتِ إلاَّ دِرهَمٌ،
عزّ الغنيُّ ودرهمٌ لمؤملِ
يدني لكَ الغرضَ البعيدَ بسحرِه،
ويَحُلّ عُقدَة َ كلّ أمرٍ مُشكِلِ
فإذا فهمتَ السرّ فيهِ رأيتهُ
ذُخرَ المُؤمّلِ، نُزهَة َ المتأمّلِ
وإذا نظرتَ إلى أسرة ِ وجههِ
لَمَعَتْ كَلَمعِ العارِضِ المُتَهَلّلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد نَظَرَ النّاسَ بلا عَينِ،
قد نَظَرَ النّاسَ بلا عَينِ،
رقم القصيدة : 20427
-----------------------------------
قد نَظَرَ النّاسَ بلا عَينِ،
مَن ناظَرَ النّاسَ بلا عَينِ
لا تحقرنّ المالَ فالعينُ للـ(19/481)
ـإنسانِ كالإنسانِ للعَينِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عينُ النضارِ كناظرِ العينِ الذي
عينُ النضارِ كناظرِ العينِ الذي
رقم القصيدة : 20428
-----------------------------------
عينُ النضارِ كناظرِ العينِ الذي
يتأملُ القاصي بهِ والداني
ولربّ إنسانٍ بلا عَينٍ غَدا
وكأنهُ عينٌ بلا إنسانِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يعطى البليدُ مع الخمولِ، من الغنى
يعطى البليدُ مع الخمولِ، من الغنى
رقم القصيدة : 20429
-----------------------------------
يعطى البليدُ مع الخمولِ، من الغنى
ما لم ينلهُ بعقلهِ وبحسهِ
كم مدركٍ، مع عجزهِ من دهره
في يومه، ما لم ينل من أمسهِ
لكنّها الأيّامُ، في تَصريفِها،
تقضي عليهِ بسعدهِ وبنحسهِ
إن أقبلتْ وهبتٍْ محاسنَ غيره،
أو أدبَرَتْ سَلَبَتْ مَحاسنَ نَفسِهِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> عصفورة الجنوب
عصفورة الجنوب
رقم القصيدة : 2043
-----------------------------------
عصفورةَ الجنوب ،
قبلَ أن نلتقي
لم أعرفْ :
أنَّ السّماءَ طفلةٌ
تلعبُ بالمطر
ولا تبلِّلُ ملابسَها ،
وأنَّ الأرضَ أجملُ النّساء
قلبُها من ذهب
ولا تسكُت ،
وأنَّ الشّمسَ شاعرةٌ
كلُّ نهارٍ قصيدة
ولا تتوقّفُ عن النّشيد ،
وأنّ القمرَ لا يغيب
إلاّ إذا مَسَّهُ التّعب
ونامَ على ركبةِ أمِّه ،
وأنَّ الرّيحَ تقرأُ الشّجر
دونَ عدساتٍ لاصقة
لأنّها تحفظُ النّصّ ،
وأنَّ البحرَ لا يثور
إلاّ إذا نفدَ الملحُ من بيتِه
وكانَ ضغطُهُ منخفضًا .
ولم أعرفْ
أنّ أجملَ العصافير
عصفورةُ الجنوب .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ الفَقيرَ، وإن نَمَتـ
إنّ الفَقيرَ، وإن نَمَتـ
رقم القصيدة : 20430
-----------------------------------
إنّ الفَقيرَ، وإن نَمَتـ
ـهُ مكارمٌ وفضائلُ
لا يستعانُ بهِ، ولا
يعبا بما هوَ قائلُ
لو كانَ سحبانَ البلا
غَة ِ أنكرَتَهُ وائلُ
أو كانَ قَسّاً في الفَصا
حة ِ قيلَ هذا باقِلُ(19/482)
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تحسنِ الظنّ فيمن
لا تحسنِ الظنّ فيمن
رقم القصيدة : 20431
-----------------------------------
لا تحسنِ الظنّ فيمن
يُرضيكَ حُسنُ لِقائِهِ
فمن يردكَ لأمرٍ،
يَملُلْكَ عندَ انقِضائِه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إنّ الصديقَ، إذا رآكَ مخالفاً
إنّ الصديقَ، إذا رآكَ مخالفاً
رقم القصيدة : 20432
-----------------------------------
إنّ الصديقَ، إذا رآكَ مخالفاً
لهواهُ بدلَ ودهُ بعقوقِ
فاخفضْ جناحكَ للصديقِ متابعاً
لهوائهِ، أو عشْ بغيرِ صديقِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للعشقِ سكرّق كالمدا
للعشقِ سكرّق كالمدا
رقم القصيدة : 20433
-----------------------------------
للعشقِ سكرّق كالمدا
مِ، إذا تمكنَ في العقولِ
يَبقَى اليَسيرُ منَ الكَثيـ
ـرِ، فكيفَ ظنكَ بالقليلِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من لم تضمّ الضيوفَ ساحتهُ،
من لم تضمّ الضيوفَ ساحتهُ،
رقم القصيدة : 20434
-----------------------------------
من لم تضمّ الضيوفَ ساحتهُ،
فسِترُهُ أن تَضُمّهُ الحُفرَه
ومن تمادى في شحهِ نفرتْ
من قربهِ الناسُ أيما نفره
واللّؤمُ يُزري من قَدرِ صاحبِهِ،
حتى لقَد كادَ يَقتَضي كُفرَه
ومن غدا عرضهُ المهلبَ في النا
سِ، غَدا وَجهُهُ أبَا صُفرَه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن يُعِزّ المالَ ضَنّاً بهِ،
يا مَن يُعِزّ المالَ ضَنّاً بهِ،
رقم القصيدة : 20435
-----------------------------------
يا مَن يُعِزّ المالَ ضَنّاً بهِ،
إنّ المعالي ضدّ ما تزعمُ
ما عزّ بينَ الناسِ قدرُ امرىء ٍ
إلاّ وقد ذَلّ بهِ الدّرهَمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَحزُنوا المالَ لقَصدِ الغِنى ،
لا تَحزُنوا المالَ لقَصدِ الغِنى ،
رقم القصيدة : 20436
-----------------------------------
لا تَحزُنوا المالَ لقَصدِ الغِنى ،
وتطلبوا اليسرَى بعسراكمُ(19/483)
فذاكض فقرٌ لكمُ عاجلٌ،
أعاذنا اللهث وإياكمُ
ما قالَ ذو العَرشِ لَنا اخزُنُوا
بل أنفقوا مما رزقناكمُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن قَلّ نَفعُكَ في أرضٍ حلَلتَ بها
إن قَلّ نَفعُكَ في أرضٍ حلَلتَ بها
رقم القصيدة : 20437
-----------------------------------
إن قَلّ نَفعُكَ في أرضٍ حلَلتَ بها
سافرْ لتدرك قصداً أو ترى أملا
فالبِيضُ لو لازَمتْ أغمادَها صَدِئَتْ،
والشمسُ لو لم تسرْ ما حلتِ الحملا
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَغَرّبْ وابغِ في الأسفارِ رِزقاً،
تَغَرّبْ وابغِ في الأسفارِ رِزقاً،
رقم القصيدة : 20438
-----------------------------------
تَغَرّبْ وابغِ في الأسفارِ رِزقاً،
لتَفتَحَ بالتّغَرّبِ بابَ نُجحِ
فلَنْ تَجِدَ الثّراءَ بغَيرِ سعيٍ،
وهل يوري الزنادُ بغيرِ قدحِ؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بثَلاثِ واواتٍ وشِينٍ بَعدَها
بثَلاثِ واواتٍ وشِينٍ بَعدَها
رقم القصيدة : 20439
-----------------------------------
بثَلاثِ واواتٍ وشِينٍ بَعدَها
كافٌ وضادٌ أصلُ كلّ هوانِ
بوكالَة ٍ، ووَديعَة ٍ، ووَصيّة ٍ،
وبِشركَة ٍ، وكَفالَة ٍ، وضَمانِ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> نخلة وغيمة
نخلة وغيمة
رقم القصيدة : 2044
-----------------------------------
نحلةً كانَتْ هناك ،
تديرُ نارَ الأمور
لا إلى قرصِها .
تحبُّ الأزهار
وتحنو على البراعم ،
من جميعِ جهاتِ الرّيح .
وذاتَ غيمةٍ
موغلةٍ في الغرور ،
تساقطَ وحلٌ وفير
على شبابيكِ الرّوح .
وضعَتْ النّحلة
يدَيْنِ من ليلٍ
على عينَيْها ،
وهاجرَتْ
إلى غيرِ رجعة .
خلَتْ
للغيمةِ الدّار :
أخذتْ
تؤثِّثُ البيتَ على ذوقِها ،
وإلى قرصِها دارَتْ
تديرُ نارَ الأمور .
لا أحبُّ الشّمسيّات ،
أشعلْتُ نارًا
في حطبِ الرّوح ،
على طريقة
عليَّ وعلى أعدائي .
فانتقلَتِ الغيمة
إلى سماءَ غيرِ زرقاءَ
من صنعِها ،
حيثُ شمسٌ شاحبة(19/484)
لا تشرقُ إلاّ عليها .
وبقيتُ هناك
أبكي على الأطلال ،
أحترمُ النّحلة
وأفهمُها ،
والغيمةُ لا أغبطُها
على الغباء .
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يُسائِلُني صديقي عن كتابٍ،
يُسائِلُني صديقي عن كتابٍ،
رقم القصيدة : 20440
-----------------------------------
يُسائِلُني صديقي عن كتابٍ،
فأنكرهُ، وأشغلُ عنهُ بالي
وأزعمُ أنهُ خطٌّ سقيمٌ،
وطِرسٌ دارِسٌ، كالشنّ بالي
مخافة َ أن أرومَ لهُ ارتجاعاً،
فيَقطَعَ دونَهُ حَبلَ الوِصالِ
ولَستُ بواصِفٍ يَوماً حَبيباً
أعرضهُ لأهواءِ الرجالِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وإنّي لمُغرًى بالقَوافي ونَظمِها،
وإنّي لمُغرًى بالقَوافي ونَظمِها،
رقم القصيدة : 20441
-----------------------------------
وإنّي لمُغرًى بالقَوافي ونَظمِها،
ويبلغُ بي حدَّ السرورِ وبليغُها
وأطيبُ أوقاتي من الدهرِ ليلة ٌ،
تُريغُ القَوافي خاطري وأُريغُها
فكم بلغتْ بي همتي بعد غاية
يعزّ على الشعرى العبورِ بلوغُها
فمَا سرّني إلاّ كَلامٌ أسِيغُهُ،
بمسمعِ واعٍ، أو معانٍ أصوغُها
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليسَ البلاغة ُ معنى ً
ليسَ البلاغة ُ معنى ً
رقم القصيدة : 20442
-----------------------------------
ليسَ البلاغة ُ معنى ً
فيهِ الكَلامُ يَطُولُ
بل صوغُ معنى ً كثيرٍ
يحويهِ لفظٌ قليلُ
فالفَضلُ في حُسنِ لَفظٍ
يَقِلْ فيهِ الفُضولُ
يظنهُ الناسُ سهلاً،
وما إليهِ سبيلُ
والعَيّ مَعنًى قَصيرٌ،
يحويهِ لفظٌ طويلُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في فسادِ الأحوالِ للهِ سرٌّ،
في فسادِ الأحوالِ للهِ سرٌّ،
رقم القصيدة : 20443
-----------------------------------
في فسادِ الأحوالِ للهِ سرٌّ،
والتِباسٌ في غايَة ِ الإيضاح
فيقولُ الجهالُ: قد فسدَ الأمـ
ـرْ، وذاكَ الفَسادُ عينُ الصّلاحِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ذو العَقلِ مَن أصبَحَ ذا خَلَوة ٍ(19/485)
ذو العَقلِ مَن أصبَحَ ذا خَلَوة ٍ
رقم القصيدة : 20444
-----------------------------------
ذو العَقلِ مَن أصبَحَ ذا خَلَوة ٍ
في بَيتِهِ، كالمَيتِ في رَمسِهِ
منفرداً بالفكرِ عن صحبهِ،
مُستَوحِشاً بالإنسِ من أُنسِهِ
أصبَحَ لا يألَفُ خِلاّ، ولا
يصحبُ شخصاً ليسَ من جنسهِ
ولا يريدُ الليثَ في غابهِ،
من مُؤنسٍ فيهِ سِوى نَفسِهِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأطيبُ أوقاتي منَ الدهرِ خلوة ٌ،
وأطيبُ أوقاتي منَ الدهرِ خلوة ٌ،
رقم القصيدة : 20445
-----------------------------------
وأطيبُ أوقاتي منَ الدهرِ خلوة ٌ،
يقرّ بها قلبي ويصفو بها ذهني
وتأخُذُني من سَورَة ِ الفِكرِ نشوَة ٌ
فأخرُج من فَنٍّ وأدخُلُ في فَنّ
ويفهمُ ما قد قال عقلي تصوري،
فنَقلي إذاً عنّي، وسَمعي بها منّي
وأسمَعُ من نجوَى الدّفاترِ طُرفَة ً،
أزيلُ بها همّي، وأجلو بها حزني
يُنادِمُني قَومٌ لَدَيّ حَديثُهم،
فما غابَ منهم غيرُ شخصهم عنّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تُؤنسُني الوَحدة ُ في خَلوَتي،
تُؤنسُني الوَحدة ُ في خَلوَتي،
رقم القصيدة : 20446
-----------------------------------
تُؤنسُني الوَحدة ُ في خَلوَتي،
وهذهِ من صفة ِ العالمِ
من يكُ بالعالمِ مستأنساً،
فإنّني منّيَ في عالَمِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالَ العذولُ: لمَ اعتزلتَ عن الورَى ،
قالَ العذولُ: لمَ اعتزلتَ عن الورَى ،
رقم القصيدة : 20447
-----------------------------------
قالَ العذولُ: لمَ اعتزلتَ عن الورَى ،
وأقمتَ نفسكَ في المقامِ الأوهنِ
نادَيتُ: طالبُ راحة ٍ، فأجابَني:
أتعبتها بطلابِ ما لم يمكنِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تهدِ شيئاً لم يكن حسناً،
لا تهدِ شيئاً لم يكن حسناً،
رقم القصيدة : 20448
-----------------------------------
لا تهدِ شيئاً لم يكن حسناً،
أو طرفة ً عدتْ من النزرِ
إنّ الهدية َ في زيارتها(19/486)
تُزري بصاحِبها ولا يَدرِي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا الجدّ لم يكُ لي مسعداً،
إذا الجدّ لم يكُ لي مسعداً،
رقم القصيدة : 20449
-----------------------------------
إذا الجدّ لم يكُ لي مسعداً،
فَما حَرَكاتي إلا سُكُونُ
إذا لم يكن ما يريدُ الفتى ،
على رُغمِهِ، فليُرِد ما يكُونُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> امرأة وقصيدة
امرأة وقصيدة
رقم القصيدة : 2045
-----------------------------------
تلتقيانْ
في متجرِ المدينة،
جناحِ الملابسِ الدّاخليّة.
تبحثُ واحدةٌ
عن رافعةٍ جديدة.
تريدُهما بكاملِ هيبتِهما
في سهرةِ المساء.
وتبغي الثّانية
قفّازَيْنِ جديدَيْن
من جلدِ روحِ دونْ كيشوط،
للسّفر
في باطنِ اللّغة،
علَّها تكتشفُ الرّاديوم
من جديد.
توارَتِ خلفَ ستار،
أومأَتْ للصّغيرة.
دخلَتْ صاغرةً
للتّفّاح.
عاريةٌ كالرّيح،
حارسانِ مَلَكِيّان
لا يرمشان.
هل تحفظينَ آيةً
من سورةِ الشّمس؟
تقدّمَتْ،
ضمَّتْها بقوّة.
دفنَتْ جهنّمَ
في صدرِ التّاريخ.
شهقَتْ المرأة،
وطفقَتْ الصّغيرةُ ترضع.
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ،
بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ،
رقم القصيدة : 20450
-----------------------------------
بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ،
فتلكَ لهُ عندَ الملماتِ أعوانُ
تَهافَتْ على حِفْظِ اللّغاتِ مُجاهداً،
فكلُّ لِسانٍ في الحَقيقَة ِ إنسانُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إني لأعجبُ من تعقلِ جاهلٍ
إني لأعجبُ من تعقلِ جاهلٍ
رقم القصيدة : 20451
-----------------------------------
إني لأعجبُ من تعقلِ جاهلٍ
أمسى يدلّ بجاههِ وبوفرهِ
أمسى يشحّ بمالهِ وبزادهِ،
لكن يَجودُ بعِرضِهِ وبذِكرِهِ
وتراهُ يحسبُ ما بقي من ماله،
فتُراه يَعلَمُ ما بَقي من عُمرِه؟
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتطلبُ من أخٍ خلقاً جليلاً،
أتطلبُ من أخٍ خلقاً جليلاً،(19/487)