سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌ يحلهُ
وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَى لي بمَوْعِدٍ
و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ !
ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِ مذهبٍ
تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَ يُحِلّهُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أفرُّ منَ السوء لا أفعلهْ
أفرُّ منَ السوء لا أفعلهْ
رقم القصيدة : 18346
-----------------------------------
أفرُّ منَ السوء لا أفعلهْ
وَمِنْ مَوْقِفِ الضّيْمِ لا أقْبَلُهْ
وَقُرْبَى القَرَابَة ِ أرْعَى لَهَا،
وَفَضْلُ أخي الفَضْلِ لا أجْهَلُهْ
و أبذلُ عدليَ للأضعفينَ ؛
و للشامخِ الأنفِ لا أبذلهْ
و أحسنُ ما كنت بقيا إذا
أنالني اللهُ ما آملهْ
وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ، حَيّ الضِّبابِ،
و أصدقُ قيلِ الفتى أفضلهْ
بأني كففتُ ، وأني عففتُ ،
و إنْ كرهَ الجيشُ ما أفعلهْ
وَقَدْ أُرْهِقَ الحَيّ، مِنْ خَلفِهِ
و أوقفَ، خوفَ الردى ، أولهْ
فعادتْ " عديُّ " بأحقادها ،
وَقَدْ عَقَلَ الأمْرُ مَنْ يَعْقِلُهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا حَسْرَة ً مَا أكَادُ أحْمِلُهَا،
يَا حَسْرَة ً مَا أكَادُ أحْمِلُهَا،
رقم القصيدة : 18347
-----------------------------------
يَا حَسْرَة ً مَا أكَادُ أحْمِلُهَا،
آخِرُهَا مُزْعِجٌ، وَأوّلُهَا!
عليلة ٌ ، بالشآمِ مفردة ٌ ،
باتَ ، بأيدي العدا ، معللها
تمسكُ أحشاءها ، على حرقٍ
أنْتَ، عَلى يأسِهَا، مُؤمَّلُهَا
إذا اطمأنتْ - وأينَ ؟ - أوْ هدأتْ ؛
عَنّتْ لَهَا ذُكْرَة ٌ تُقَلْقِلُهَا
تسألُ عنا الركبانَ ، جاهدة ً
بأدمعٍ ما تكادُ تمهلها :
" يامنْ رأى لي ، بحصنِ "خرشنة ٍ"
أسدَ شرى ، في القيودِ أرجلها !"
" يامنْ رأى لي الدروبَ ، شامخة ً
دونَ لقاءِ الحبيبِ أطولها"
يامنْ رأى لي القيودَ ، موثقة ً ،
على حبيبِ الفؤادِ أثقلها !"
يَا أيّهَا الرّاكِبَانِ، هَلْ لَكُما
في حملِ نجوى ، يخفُّ محملها ؟!
قولاَ لها ، إنْ وعتْ مقالكما ،
وإنَّ ذكري لها ليذهلها :(15/499)
يَا أُمّتَا، هَذِهِ مَنَازِلُنَا
نَتْرُكُهَا تَارَة ً، وَنَنْزِلُهَا!
يَا أُمّتَا، هَذِهِ مَوَارِدُنَا
نعلها تارة ً ، وننهلها ! "
" أسلمنا قومنا إلى نوبٍ
أيسرها في القلوبِ أقتلها "
" واستبدلوا ، بعدنا ، رجالَ وغى ً
يودُّ أدنى علايَ أمثلها"
يَا سَيّداً، مَا تُعَدّ مَكْرُمَة ٌ،
إلاّ وَفي رَاحَتَيْهِ أكْمَلُهَا
لَيسَتْ تَنالُ القُيوُدُ من قَدَمي،
وَفي اتّبَاعي رِضَاكَ، أحْمِلُهَا
لاتتيممْ ، والماءُ تدركهُ !
غيركَ يرضى الصغرى ويقبلها
إنَّ بني العمِّ لستَ تحلفهمْ ؛
إنْ عَادَتِ الأُسْدُ عادَ أشْبُلُهَا
أنْتَ سَمَاءٌ، وَنَحنُ أنْجُمُهَا،
أنْتَ بِلادٌ، وَنَحنُ أجْبُلُهَا!
أنْتَ سَحَابٌ، وَنَحْنُ وَابِلُهُ،
أنتَ يمينٌ ، ونحنُ أنملها !
بأيِّ عذرٍ ، رددتُ والهة ُ ،
عَلَيْكَ، دُونَ الوَرَى ، مُعَوَّلُهَا
جَاءتْكَ، تَمتَاحُ رَدّ وَاحِدِهَا،
ينتظرُ الناسُ كيفَ تقفلها !
سمحتُ مني بمهجة ٍ كرمتْ
أنتَ ، على يأسها ، مؤلمها
إنْ كنتَ تبذلِ الفداءَ لها !
فلم أزلْ ، في رضاكَ ، أبذلها
تلكَ الموداتُ ، كيفَ تهملها ؟
تلكَ المواعيدُ ، كيف تغفلها ؟
تلكَ العقودُ ، التي عقدتَ لنا ،
كيفَ، وَقد أُحكِمتْ، تُحلّلُها؟
أرحامنا منكَ ؛ لمْ تقطعها ؟
أينَ المعالي التي عرفتَ بها ،
تَقُولُها، دائماً، وَتَفْعَلُها؟
يَا وَاسِعَ الدّارِ، كيفَ تُوسِعُها
ونحنُ في صخرة ٍ نزلزلها!
يَا نَاعِمَ الثّوْبِ! كَيفَ تُبدِلُهُ؟
ثِيَابُنَا الصّوفُ مَا نُبَدِّلُهَا!
يَا رَاكِبَ الخَيْلِ! لَوْ بصُرْتَ بنا
نحملُ أقيادنا ، وننقلها!
رَأيْتَ، في الضُّرّ، أوْجُهاً كَرُمَتْ
فَارَقَ فِيكَ الجَمالَ أجْمَلُهَا!
قدْ أثَّرَ الدهرُ في محاسنها ،
تَعْرِفُهَا، تَارَة ً، وَتَجْهَلُهَا
فَلا تَكِلْنَا، فيهَا، إلى أحَدٍ،
مُعلُّها محسنٌ يعللها
لا يَفْتَحُ النّاسُ بَابَ مَكْرُمَة ٍ
صاحبها المستغاثُ يقفلها
أينبري ، دونكَ ، الكرامُ لها(15/500)
وَأنْتَ قمْقامُهَا، وَأحْمَلُهَا!
و أنتَ ، إنْ عنَّ حادثٌ جللُ ،
قُلّبُهَا المُرْتَجَى ، وَحُوّلُهَا!
مِنْكَ تَرَدّى بالفَضْلِ أفضَلُها،
منكَ أفادَ النوالَ أنولها
فَإنْ سَألْنَا سِوَاكَ عَارِفَة ً،
فَبَعْدَ قَطْع الرّجَاءِ نَسْألُهَا
إذَا رَأيْنَا أوْلى الكِرَامِ بِهَا
يُضِيعُهَا، جَاهِداً، وَيُهْمِلُهَا
لمْ يَبْقَ، في النّاسِ، أُمّة ٌ عُرِفتْ
إلاَّ وفضلُ " الأميرِ " يشملها
نحنُ أحقُّ الورى برأفتهِ،
فَأينَ عَنّا؟ وَأينَ مَعْدِلُهَا؟
يَا مُنفِقَ المَالِ، لا يُريدُ بِهِ
إلاّ المَعَالي التي يُؤثِّلُهَا
أصْبَحتَ تَشْري مَكارِماً فُضُلاً
فداؤنا ، قدْ علمتَ ، أفضلها!
لا يَقْبَلُ الله، قبلَ فَرْضِكَ ذا،
نافلة ً عندهُ تنفلها !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
رقم القصيدة : 18348
-----------------------------------
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ ؟
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ
لمَّا فجعنا " بأبي وائلِ "
المشتري الحمدَ بأموالهِ ،
والبائعِ النائلَ بالنائلِ
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى
بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟
السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى ،
والعالمِ ابنِ العالمِ ، الفاضلِ!
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِ ذكرهُ
رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ
كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ
صوبُ سحابٍ واكفٍ ، وابلِ
مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا
تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً ،
موكلاً بالحدثِ النازلِ
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا،
نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ ،
تبكي بكاءَ الوالهِ ، الثاكلِ
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ
ـهاطلُ ، عندَ الزمنِ الماجلِ
لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً
فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ!(16/1)
وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ!
سقى ثرى ، ضمَّ " أبا وائلٍ " ،
صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ !
لا درَّ درُّ الدهرِ - ما بالهُ
حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ،
كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً،
والدهرُ لا يبقي على فاضلِ
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى
لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ
منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً
فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
رقم القصيدة : 18349
-----------------------------------
ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
معاتبة ُ الكريمِ على النوالِ
وَإنّ مَسامعي، عَن كلّ عَذْلٍ،
لفي شغلٍ بحمدٍ أو سؤالِ
ولا واللهِ ، ما بخلت يميني ،
وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْ بِمَالي
ولا أمسي يحكَّمُ فيهِ يعدي
قليلُ الحمدِ ، مذمومُ الفعالِ
ولكني سأفنيهِ ، وأقني
ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْ جَمَالِ
وَللوُرّاثِ إرْثُ أبي وَجَدّي،
جيادُ الخيلِ والأسلِ الطوالِ
وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَني أبِينَا
سوى ثمراتِ أطرافِ العوالي
ممالكنا مكاسبنا ، إذا ما
تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْ رِجَالِ
إذا لمْ تمسِ لي نارُ فإني
أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَ صَالِ
أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِ الأعَادي،
إلى بلدٍ ، منَ النصارِ خالِ
نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّ فَجٍّ،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
نعافُ قطونهُ ، ونملُّ منهُ،
وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَ الزِّيَالِ
مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ :
بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَن قِتَالِ
أسَيْفَ الدّوْلَة ِ المَأمُولَ، إني
عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ، سالِ
ومنْ ورد َالمهالكَ لم ترعهُ
رزايا الدهرِ في أهلٍ ومالِ
إذا قضي الحمامُ عليَّ ، يوماً
فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِ الضَّلالِ
مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّ أرْضٍ:
فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُ اللّيَالي(16/2)
وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِ بَأساً،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍ كثيفٍ
وأغورهمْ على حيٍّ حلالِ
ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِ حداً
وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِ المجالِ
فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً!
وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَ غالِ
ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْ نِزَارٍ،
مقامي ، يومَ ذلكَ، أو مقالي؟
ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى ،
بحيثُ تخفُّ أحلامُ الرجالِ؟
تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِ فِيهَا
مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َ الأعَالي
وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَن مَقَامٍ،
تحدثُ عنهُ رباتُ الحجالِ
وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَ خَيراً
لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي !
وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ، زَهواً،
كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُ النّبَالِ
كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها ،
فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعَالي
رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوَالي
فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَا لأخْرَى ،
وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُ الرّجَالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عائد من المنتجع
عائد من المنتجع
رقم القصيدة : 1835
-----------------------------------
حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ
كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ
فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تا نزا نيا
والذيلُ في اليابان !
ـ خيراً أبا أتانْ ؟
ـ أتقثد ُونَني ؟
ـ نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟
ـ لا ثئ بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ .
هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ
أو يَعْقِد اللسانْ ؟
ـ قل ، هل عذبوك ؟
ـ مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ
ـ بشَّركَ الرحمن
لكننا في قلقٍ
قد دخل الحصانُ من أشهرٍ
ولم يزلْ هناك حتى الآن
ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟
ـ لم يجرِ ثيءٌ أبداً
كونوا على اطمئنان
فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ
وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ
وثالثاً : أنا هو الحِثانْ .!!!(16/3)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ،
فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ،
رقم القصيدة : 18350
-----------------------------------
فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ،
وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُ مفللِ
أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لا أُرِيدُهُ،
وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِ رُمحِي وَمُنْصُلي
أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ ، والقنا ،
وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّ مَفصِلِ
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ من غَطارِيفِ وَائِلٍ
إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ
يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِ وَالشّرّ مَاجِدٌ،
جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِ المُذَيَّلِ
لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُ راحمٍ ،
ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُ مفضلِ
وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ، فاتكٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُ سنهُ،
جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِ يفعلِ
شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِ صَبْرُهُ،
إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِ منزلِ
بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِ بِضَيْغَمٍ،
وكلِّ معلاة ِ الرحالِ بأحدلِ
كَأنّ أعَالي رَأسِهَا وَسَنَامِهَا
منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َ هيكلِ
سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ، أغتد
على " كفر طاب"، صوبها لمْ يحولِ
وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا
وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْ أتحيلِ
إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ، ساعَة ً،
دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُ أقْبِلِ!
بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَ يَرَينَني:(16/4)
بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَ التّفَضُّلِ
شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُ مُخَيَّبٍ،
وداعي النزارياتِ ، غيرُ مخذلِ
رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ما حاز كلَّهُ،
وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّ مُضَلِّلِ
فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّ ممدحٍ
وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّ معذلِ
مضى فارسُ الحيينِ "زيدُ بنُ منعة ٍ "
ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِ يصطلِ
وقرما " بني البنا : تميمُ بنِ غالبِ "
همامانِ ، طعانانِ في كلِّ جحفلِ
وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُ الحَرْبِ فيهِما
جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ من الصّفحِ أوّلِ
وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ ، ظافراً ،
أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ، مُحَجَّلِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هَلْ تَعْطِفَانِ عَلى العَلِيلِ؟
هَلْ تَعْطِفَانِ عَلى العَلِيلِ؟
رقم القصيدة : 18351
-----------------------------------
هَلْ تَعْطِفَانِ عَلى العَلِيلِ؟
لا بالأسِيرِ، وَلا القَتِيلِ!
باتت تقبلهُ الأكـ
ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِ الطّوِيل
يرعى الندجومَ السائرا
تِ منَ الطلوعِ إلى الأفولِ
فقدَ الضيوفُ مكانهُ ،
وبكاهُ أبناءُ السبيلِ
وَاستَوْحَشَتْ لِفِرَاقِهِ،
يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُ الخُيُولِ
وَتَعَطّلَتْ سُمْرُ الرّمَا
حِ، وَأُغمدتْ بِيضُ النْصُولِ
يَا فَارِجَ الكَرْبِ العَظِيـ
ــمِ ، وكاشفَ الخطبِ الجليلِ
كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَا الضّعِيـ
ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذا الذّلِيلِ!
قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى ،
في ظِلّ دَوْلَتِهِ الظّلِيلِ!
أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِ دَا
ودٍ " ثقيلاتِ الكبولِ ؟ !
لمْ أروَ منهُ ولا شفيـ
ـتُ بطولِ خدمتهِ ، غليلي
أللهُ يعلمُ : أنهُ
أملي منِ الدنيا وسولي
وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلى ذُرَا
هُ لقد حننتُ إلى وصولِ
لا بِالغَضُوبِ، وَلا الكَذُو
بِ، وَلا القَطوبِ، وَلا المَلولِ
يا عدَّتي في النائبا
تِ، وَظُلّتي عِنْدَ المَقِيلِ!
أينَ المحبة ُ ، والذما(16/5)
مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ !
أجْمِلْ عَلى النّفْسِ الكَرِيـ
ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِ الحَمُولِ!
أمّا المُحِبّ فَلَيْسَ يُصْـ
ـغي في هَوَاهُ إلى عَذُولِ
يمضي بحالِ وفائهِ ،
ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ ،
أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ ،
رقم القصيدة : 18352
-----------------------------------
أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ ،
تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِ جَهْلِ!
أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِ الفَضْلِ،
والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُ العقلِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
رقم القصيدة : 18353
-----------------------------------
قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِ المَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْ غَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاً بالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْ أسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّ حَالِ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ،
قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ،
رقم القصيدة : 18354
-----------------------------------
قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُ الدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِ وَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأر عندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْ وِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ، وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُ الخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَ قَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا، عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ، صالِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ ،
الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ ،
رقم القصيدة : 18355
-----------------------------------(16/6)
الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ ،
وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُ الجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِ فاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُ بِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَ سَرَاتُنَا
بنفائسِ الأرواحِ والأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌ أقبلتْ ،
شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَا العَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْ ترى
فوقَ الفراشِ ، مقلبَ الأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْ تبتذلْ ،
و البيضُ سالمة ٌ معَ الأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْ يثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُ المحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِ الرّدَى
أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َ الإعْجَالِ؟
لمَّا تسربلَ بالفضائلِ ، وارتدى
بردَ العلاَ ، وأعتمَّ بالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِ بفَضْلِهِ
و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍ عالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُ حُزْنيَ دَارِسٌ،
أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُ قَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ ،
بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِ الأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْ يزلْ
لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِ الأعمالِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
رقم القصيدة : 18356
-----------------------------------
سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِ العَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍ قِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِ الطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِ المَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا ،
أجلَّ عقيلة ٍ ، وأحبَّ مالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِ الرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُ خَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَ المقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلى الموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا، فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِ الفعالٍِ(16/7)
و نحنُ متى رضينا بعدَ سخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> نفسي فداؤكَ ـ قدْ بعثـ
نفسي فداؤكَ ـ قدْ بعثـ
رقم القصيدة : 18357
-----------------------------------
نفسي فداؤكَ ـ قدْ بعثـ
ـتُ بعهدتي بيدِ الرسولِ
أهْدَيْتُ نَفْسِي، إنّمَا
يُهْدَى الجَلِيلُ إلى الجَليلِ
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْ يَدِي،
بُشْرَى المُبَشِّرِ بِالقَبُولِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> غنى النفسِ ، لمنْ يعقـ
غنى النفسِ ، لمنْ يعقـ
رقم القصيدة : 18358
-----------------------------------
غنى النفسِ ، لمنْ يعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنى المَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، في الأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ في الحَال
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى من بَني أبي،
يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى من بَني أبي،
رقم القصيدة : 18359
-----------------------------------
يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى من بَني أبي،
وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِ بِالشّمَائِلِ
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُ حولهُ
طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُ الأنامِل
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المعجزة
المعجزة
رقم القصيدة : 1836
-----------------------------------
ماتَ خالي !
هكذا !
دونَ اغتيالِ !!
دونَ أن يُشنقَ سهواً !
دونَ أن يسقطَ ـ بالصدفةِ ـ مسموماً
خلالَ الاعتقالِ !
ماتَ خالي
ميتةً أغربَ ممّا في الخيالِ !
أسلَمَ الروحَ لعزرائيلَ سِرَّاً
ومضى حَرَّاً .. محاطاً بالأمانِ !
فدفناهُ
وعُدْنا نتلقى فيه منْ أصحابنا
... أسمى التهاني !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً
ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً
رقم القصيدة : 18360
-----------------------------------
ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً
بَعِيدَ الذّكْرِ، مَحْمُودَ المَآلِ
تركتُ بهِ نساءَ " بني كلابٍ " ،
فواركَ ، ما يُرغنَ إلى الرجالِ(16/8)
تركنا الشبخَ ، شيخَ" بني قريظٍ "
ببطنِ القاعِ ممنوعَ الذمالِ
مُقَاطِعَة ٌ أحِبّتُهُ، وَلَكِنْ
يبيتُ منَ الخوامعِ في وصالِ
تخفُ إذا تطاردنا " كلابٌ "؛
فكيف بها إذا قلنا نزالِ
تَرَكْنَاهَا، وَلَمْ يُتْرَكْنَ إلاّ
لأبناءِ العمومة ِ ، والخوالي !
فلمْ ينهضنَ عنْ تلكَ الحشايا ؛
وَلَمْ يَبْرُزْنَ مِنْ تِلكَ الحِجَالِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ
إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ
رقم القصيدة : 18361
-----------------------------------
إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ
فَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَى غَيرَ فَاضِلِ
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُ عاقلٍ ،
يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ
هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ
رقم القصيدة : 18362
-----------------------------------
هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ
وَإنْ مَسَّنِي فِيكَ بَعضُ المَلالِ
وكمْ لكَ عنديَ منْ غدرة ٍ ،
وقولٍ ، تكذبهُ بالفعالِ !
وَوَعْدٍ يُعَذَّبُ فِيهِ الكَرِيمُ
إمّا بِخُلْفٍ، وَإمّا مِطَالِ
صَبَرْنَا لِسُخْطِكَ، صَبرَ الكرَامِ،
فهذا رضاكَ ، فهلْ منْ نوالِ ؟
وَذُقْنَا مَرَارَة َ كأسِ الصّدُودِ،
فَأينَ حَلاوَة ُ كَأسِ الوِصَالِ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:
أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:
رقم القصيدة : 18363
-----------------------------------
أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:
أيا جارتا هلْ باتًَ حالكَ حالي ؟
معاذَ الهوى ! ماذقتُ طارقة َ النوى ،
وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ
على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا !
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً،(16/9)
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ،
ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ
وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ
رقم القصيدة : 18364
-----------------------------------
وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ
مَوَاهِبُ، لَمْ يُخصَصْ بها أحدٌ قَبلي!
حللتُ عقوداً ، أعجزَ الناسَ حلها،
وَما زَالَ عَقدي لا يُذَمّ وَلا حَلِّي
إذَا عَايَنَتْني الرّومُ كَفّرَ صِيدُهَا،
كأنّهُمُ أسرَى لَدَيّ وَفي كَبْلي
وَأُوسَعُ، أيّاً مَا حَلَلْتُ، كَرَامَة ً،
كأنني منْ أهلي نقلتُ إلى أهلي
فقلْ لبني عمي ، وأبلغْ بني أبي :
بِأنيَ في نَعْمَاءَ يَشْكُرُهَا مِثْلي
وَمَا شَاءَ رَبي غَيرَ نَشْرِ مَحَاسِني،
وأن يعرفوا ما قد عرفتُ منَ الفضلِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
رقم القصيدة : 18365
-----------------------------------
إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
نُ، وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا ،
عُدَدَ الشّجَاعَة ِ، وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو
فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا،
يودى دمٌ ، ويراقُ دمْ
قُلْ لابنِ وَرْقَا جَعْفَرٍ،
حتى يقولَ بما علمْ
إنّي، وَإنْ شَطّ المَزَا
رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِي أُمَمْ
أصْبُو إلى تِلْكَ الخِلا
لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ "
" وألومُ عادية َ الفرا
قِ، وَبَينَ أحْشَائي ألَمْ
" ولعلَّ دهراً ينثني ،
ولعلَّ شعباً يلتئمْ "
" هل أنتَ ، يوماً ، منصفي
مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَ عَمْ
أبْلِغْهُ عَني مَا أقُو
لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! "
أنّي رَضِيتُ، وَإنْ كَرِهْـ
ـتَ، أبَا مُحَمّدٍ الحَكَمْ(16/10)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ،
يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ،
رقم القصيدة : 18366
-----------------------------------
يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ،
قرَّتْ بها عينُ المكارمْ
أعْلَى الوَرَى شَرَفاً، وَمَنْ
قَدْ بَشّرُوهُ بِخَيْرِ قَادِمْ
إنّي، وَإنْ كُنْتُ المُشَا
رِكَ في الأبُوّة ِ، وَالمُسَاهِمْ
لأقُولُ قَوْلاً لا يُرَدّ،
ولا يرى لي فيهِ لاثمْ :
لأبي المَعَالي، في العُلا،
و " أبي المكارمِ " في المكارمْ
بيتٌ ، رفيعٌ سمكهُ ،
عَالي الذّرَى ، ثَبْتُ الدّعَائِمْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
رقم القصيدة : 18367
-----------------------------------
إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
لأرَى دِمَاءَ الدّارِعِينَ غِذَاهُمَا
تنبي الفراسة ُ : أنَّ في ثوبيهما
ليثينِ ، تجتنبُ الليوثُ حماهما
لمَ لا يفوقانِ الأنامَ ، مكارماً !
والسيدانِ ، كلاهما ، جدَّاهما
تلقى " أبا الهيجاءِ" في هيجاهما،
وَيُرِيكَ فَضْلَ أبي العَلاءِ عُلاهُمَا
زدناهما ، شرفاً رفيعاً سمكهُ ،
ثَبْتَ الدّعائِمِ، إذْ تَخَوّلْنَاهُمَا
ميزتُ بينهما فلمْ يتفاضلا
كالفرقدينِ تشاكلتْ حالاهما
إنّي، وَإنْ كَانَ التّعَصّبُ شِيمَتي،
لا أَدْفَعُ الشّرَفَ المُنِيفَ أخاهُمَا!
أنّى يُقَصِّرُ عَنْ مَكَانٍ في العُلا
وَالمَجدِ، مَن أضْحى أبُوهُ أباهُمَا؟
لَكِنْ لِذَينِ بِنَا مَكَانٌ بَاذِخٌ،
لايدعيه، منَ الأنامِ ، سواهما
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أسرتَ فلمْ أذقْ للنومِ طعماً ،
أسرتَ فلمْ أذقْ للنومِ طعماً ،
رقم القصيدة : 18368
-----------------------------------
أسرتَ فلمْ أذقْ للنومِ طعماً ،
ولا حلَّ الطعانُ لنا حزاما
وَسِرْنَا، مُعْلَمِينَ، إلَيْكَ حَتى
ضربنا ، خلفَ " خرشنة َ " الخياما !(16/11)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا سَيّديّ! أرَاكُمَا
يَا سَيّديّ! أرَاكُمَا
رقم القصيدة : 18369
-----------------------------------
يَا سَيّديّ! أرَاكُمَا
لاَ تذكرانِ أخاكما !
أوجدتما بدلاً بهِ ،
يَبْني سَمَاءَ عُلاكُمَا؟
أوجدتما بدلاً بهِ ،
يفري نحورَ عداكما ! ؟
ما كانَ بالفعلِ الجميـ
ـلِ ، بمثلهِ ، أولاكما !
مَنْ ذَا يُعَابُ، بِمَا لَقِيـ
ـتُ منَ الورى ، إلاَّ كما ؟
لا تقعدا بي ، بعدها ،
وسلاَ " الأميرَ " ، أباكما !
وخذا فدايَ ، جعلتُ منْ
رَيْبِ الزّمَانِ فِدَاكُمَا!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حبيب الشعب
حبيب الشعب
رقم القصيدة : 1837
-----------------------------------
صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتِّجاهْ
أينما سِرنا نراهْ !
في المقاهي
في الملاهي
في الوزاراتِ
وفي الحارات
والباراتِ
والأسواقِ
والتلفازِ
والمسرحِ
والمبغى
وفي ظاهرِ جدرانِ المصحّاتِ
وفي داخلِ دوراتِ المياهْ
أينما سرنا نراه !
* * *
صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتّجاهْ
باسِمٌ
في بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !
مُشرقٌ
في بلدٍ تلهو الليالي في ضُحاهْ !
ناعِمٌ
في بلدٍ حتى بلاياهُ
بأنواعِ البلايا مبتلاةْ !
صادحٌ
في بلدٍ مُعتقلِ الصوتِ
ومنزوعِ الشِّفَاهْ !
سالمٌ
في بلدٍ يُعدمُ فيهِ النّاسُ
بالآلافِ ، يومياً
بدعوى الاشتباهْ !
* * * *
صورةُ الحاكم في كُلِّ اتّجاهْ
نِعمةٌ منهُ علينا
إذْ نرى ، حين نراهْ
أنَّه لمَّا يَزَلْ حَيَّاً
..... وما زِلنا على قيدِ الحياةْ !!!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَشَادِنٍ قالَ لي، لمّا رَأى سَقَمي
وَشَادِنٍ قالَ لي، لمّا رَأى سَقَمي
رقم القصيدة : 18370
-----------------------------------
وَشَادِنٍ قالَ لي، لمّا رَأى سَقَمي
وضعفَ جسمي والدمعَ الذي انسجما
أخذتَ دمعكَ منْ خدي، وجسمكَ من
خصرِي وَسُقمَك من طرْفي الذي سَقُما(16/12)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا من ْ مبلغٌ سرواتِ قومي
ألا من ْ مبلغٌ سرواتِ قومي
رقم القصيدة : 18371
-----------------------------------
ألا من ْ مبلغٌ سرواتِ قومي
وَسَيْفُ الدّوْلَة ِ المَلِكَ، الهُمَامَا!
بأني لمْ أدعْ فتياتِ قومي ،
إذا حدَّثنَ ، جمجمنَ الكلاما
شَرَيْتُ ثَنَاءَهُنّ بِبَذْلِ نَفْسِي،
و نارِ الحربِ تضطرمُ اضطراما
وَلَمّا لَمْ أجِدْ إلاّ فِرَاراً
أشَدَّ مِنَ المَنِيّة ِ أوْ حِمَامَا
حَمَلْتُ، عَلى وُرُودِ المَوْتِ، نفسِي
وقلتُ لعصبتي :" موتوا كراما ! "
وَلَمْ أبْذُلْ، لِخَوْفِهِمُ، مِجَنّاً،
ولمْ ألبسْ حذارَ الموتِ ، لاما
وعذتُ بصارمٍ ، ويدٍ ، وقلبٍ
حماني أنْ ألامَ ، وأنْ أضاما
ألفهمُ وأنشرهمْ كأني
أُطَرِّدُ مِنْهُمُ الإبَل السَّوامَا
وَأنْتَقِدُ الفَوَارِسَ، بَيْدَ أنّي
رَأيْتُ اللّوْمَ أنْ أَلْقَى اللِّئامَا
ومدعوٍ إلى أجابَ لمَّا
رَأى أنْ قَدْ تَذَمّمَ وَاسْتَلامَا
عقدتُ على مقلدهِ يميني ،
وأعفيتُ المثقفَ والحساما
وهلْ عذرٌ ، و" سيفُ الدينِ ركني ،
إذَا لَمْ أرْكَبِ الخُطَطَ العِظامَا؟
وأتبعُ فعلهُ ، في كلِّ أمرٍ ،
وأجعلُ فضلهُ ، أبداً ، إماما
وقدْ أصبحتُ منتسباً إليهِ ،
وحسبي أنْ أكونَ لهُ غلاما
أرَاني كَيْفَ أكْتَسِبُ المَعَالي،
وَأعْطَاني، عَلى الدّهْرِ، الذّمَامَا
وَرَبّاني فَفُقْتُ بِهِ البَرَايا،
وَأنْشَأني فَسُدْتُ بِهِ الأنَامَا
فَعَمَّرَهُ الإلَهُ لَنَا طَوِيلاً،
وَزَادَ الله نِعْمَتَهُ دَوَامَا!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ،
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ،
رقم القصيدة : 18372
-----------------------------------
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ،
وفي نظائرها تستنفدُ النعمُ
هِيَ الرّئَاسَة ُ لا تُقْنى جَوَاهِرُهَا،
حتى يخاض إليها الموتُ والعدمُ
تقاعسَ الناسُ عنها فانتدبتَ لها(16/13)
كالسيفِ ، لا نكلٌ فيهِ ولا سأمُ
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها
حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ
شكراً فَقَدْ وَفَتِ الأيّامُ ما وَعَدَتْ،
أقرَّ ممتنعٌ ؛ وانقادَ معتصمُ !
وَمَا الرّئَاسَة ُ إلاّ مَا تُقِرّ بِهِ
شمسُ الملوكِ ، وتعنو تحتهُ الأممُ
مَغَارِمُ المَجْدِ يَعْتَدُّ الملوكُ بها
مَغَانِماً في العُلا، في طَيّهَا نِعَمُ
هذي شيوخُ "بني حمدانَ " قاطبة ً ،
لاذوا بدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاعتَصَموا
حلوا بأكرمِ منْ حلَّ العبادُ بهِ
بحَيثُ حَلّ النّدى وَاستَوثَقَ الكَرَمَ
فكُنتَ مِنْهُمْ وَإنْ أصْبَحتَ سيّدَهم،
تواضعُ الملكِ في أصحابهِ عظمُ !
شيخوخة ٌ سبقتْ ، لا فضلَ يتبعها
وَلَيْسَ يَفضُلُ فِينا الفاضِلُ الهَرِمُ
ولمْ يفضلْ " عقيلاً " في ولادتهِ
عَلى عَليٍّ أخِيهِ، السّنُّ وَالقِدَمُ
وكيفَ يفضلُ منْ أزرى بهِ بخلُ
وقعدة ُ اليدِ ، والرجلينِ ، والصممُ
لا تنكروا ، يا بنيهِ ، ما أقولُ فلنْ
تُنسَى التِّرَاتُ وَلا إن حالَ شَيخُكُمُ
كادَتْ مَخَازِيهِ تُرْدِيهِ فَأنْقَذَهُ
منها ، بحسنِ دفاعٍ عنهُ ، عمكمُ
أسْتَوْدِعُ الله قَوْماً، لا أُفَسّرُهُمْ،
الظالمينَ ، ولوْ شئنا لما ظلموا
القائلينَ ، ونغضي عن جوابهمُ ,
وَالجَائِرِينَ، وَنَرْضَى بالذي حكَموا
إني ، على كلِّ حالٍ ، لستُ أذكرهمْ ؛
إلاّ وَللشّوقِ دَمعي وَاكِفٌ، سَجِمُ
الأنفسُ اجتمعتْ يوماً ، أو افترقتْ
إذا تَأمّلتَ، نَفسٌ، وَالدّمَاءُ دَمُ
رَعَاهُمُ الله، مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ٌ،
وَحاطَهُمْ، أبَداً، مَا أوْرَقَ السَّلَمُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يقولونَ لا تخرقْ بحلمكَ هيبة ً
يقولونَ لا تخرقْ بحلمكَ هيبة ً
رقم القصيدة : 18373
-----------------------------------
يقولونَ لا تخرقْ بحلمكَ هيبة ً
وأحسنُ شيءٍ زينَ الهيبة َ الحلمُ
فلا تتركنَّ العفوَ عنْ كلِّ زلة ٍ
فما العَفُو مَذمُومٌ، وَإن عظُمَ الجُرْمُ(16/14)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ
نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ
رقم القصيدة : 18374
-----------------------------------
نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ
تَأوّبَ مِنْ أسماءَ، وَالرّكبُ نُوّمُ
ظِلِلْتُ وَأصْحابي عَبادِيدَ في الدّجى
ألَذَّ بِجَوّالِ الوِشَاحِ، وَأنْعَمُ
وَسَائِلَة ٍ عَنّي فَقُلْتُ، تَعَجّباً:
كَأنّكِ لا تَدْرِينَ كَيْفَ المُتَيَّمُ؟
أعرني ، أقيكَ السوءَ ، نظرة َ وامقٍ
لَعَلّكَ تَرْثي، أوْ لَعَلّكَ تَرْحَمُ!
فما أنا إلاَّ عبدكَ القنُّ في الهوى ،
وَما أنْتَ إلاّ المَالِكُ، المُتَحَكِّمُ
وأرضى بما ترضى على السخطِ والرضا
وَأُغضِي، عَلى عِلْمٍ بِأنّكَ تَظْلِمُ
يئستُ منَ الإنصافِ بيني وبينهُ ،
وَمَن ليَ بالإنْصَافِ وَالخَصْمُ يحكُمُ؟
وَخَطْبٍ مِنَ الأيّامِ أنْسَانيَ الهَوَى ،
وَأحلى بِفِيَّ المَوْتَ، وَالمَوْتُ عَلقَمُ
وواللهِ ، ماشببتُ إلا علالهً ،
وَمِنْ نَارِ غَيرِ الحُبّ قَلْبِيَ يُضرَمُ
ألاَ مُبْلِغٌ عَني الحُسَينَ أَلُوكَة ً،
تَضَمّنَهَا دُرُّ الكَلامِ المُنَظَّمُ
لذيذُ الكرى ، حتى أراكَ ، محرمٌ
ونارُ الأسى بينَ الحشا تتضرمُ
وَأتْرُكُ أنْ أبكي عَلَيكَ، تَطَيّراً،
وقلبيَ يبكي ، والجوانحُ تلطمُ
وَإنّ جُفُوني إنْ وَنَتْ لَلَئِيمَة ٌ،
وإنَّ فؤادي إنْ سلوتُ لألأمُ
وَأُظْهِرُ لِلأعْدَاءِ فِيكَ جَلادَة ً،
وَأكْتُمُ مَا ألْقَاهُ وَالله يَعْلَمُ
سَأبكِيكَ، مَا أبقى ليَ الدّهرُ مُقلَة ً،
فإنْ عَزّني دَمْعٌ، فَما عَزّني دَمُ
وَحُكْمي بُكاءُ الدّهرِ فيما يَنُوبُني،
وَحُكْمُ لَبِيدٍ فِيهِ حَوْلٌ مُجَرَّمُ
و ما نحنُ إلاَّ " وائلٌ " و" مهلهلٌ "
صَفَاءً، وَإلاّ مَالِكٌ وَمُتَمِّمُ!
وَإنّي وَإيّاهُ لَعَيْنٌ وَأُخْتُهَا،
وَإنّي وَإيّاهُ لَكَفٌّ وَمِعْصَمُ
تصاحبنا الأيامُ في ثوبِ ناصحٍ(16/15)
ويختلنا منها ، على الأمنِ ، أرقمُ
وَمَا أغْرَبَتْ فِيكَ اللّيَالي، وَإنّهَا
لتصدعنا منْ كلِّ شعبٍ وتثلمُ
طوارقُ خطبٍ ، ما تغبُّ وفودها ،
وأحداثُ أيامٍ تغذُّ وتتئمُ
فما عرفتني غيرَ ما أنا عارفُ
ولا علمتني غيرَ ما كنتُ أعلمُ
مَتى لمْ تُصِبْ مِنَّ اللّيَالي ابنَ هِمّة ٍ
يجَشّمُهَا صَرْفُ الرّدَى فَتَجَشّمُ
تهينُ علينا الحربُ نفساً عزيزة ً
إذَا عَاضَنَا مِنْهَا الثّنَاءُ المُنَمْنَمُ
وَإنّي لَغِرٌّ إنْ رَضِيتُ بِصَاحِبٍ
يبشُ ، وفيهِ جانبٌ متجهمُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَزَالُ سَرَاتُنَا
لهَا مَشرَبٌ، بَين المَنَايَا، وَمَطْعَمُ
نظرناإلى هذا الزمانِ ، وأهلهِ
فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَشِتّ وَيَنظِمُ
وندعو كريماً منْ يجودُ بمالهِ ،
وَمَنْ يَبْذِلُ النّفسَ الكَريمَة َ أكرَمُ
وَمَا ليَ لا أمضِي حَميداً وَمَطلَبي
بعيدٌ ،و ما فعلي بحالٍ مذممُ
إذَا لمْ يكُنْ يُنجي الفِرَارُ من الرّدى ،
على حَالَة ٍ، فالصّبرُ أرْجَى وَأحزَمُ
لكَ اللهُ إنا بينَ غادٍ ورائحٍ
نُعِدّ المَغَازي في البِلاَدِ وَنَغنَمُ
وأرماحنا في كلِّ لبة ِ فارسٍ
تثقبُ تثقيبَ الجمانِ وتنظمُ
سنضربهمْ ، مادامَ للسيفِ قائمٌ ،
ونطعنهمْ ، مادامَ للرمحِ لهذمُ
ونقفوهمُ ، خلفَ الخليجِ بضمرٍ
تخوضُ بحاراً بعضُ خلجانها دمُ
بكلِّ غلامٍ منْ "نزارٍ " وغيرها
عليهِ من الماذي درعٌ مختمُ
ونجنبُ ما ألقى " الوجيهُ " و" لاحقٌ "
إلى كُلّ ما أبقى الجَديلُ وَشَدقَمُ
ونعتقلُ الصمَّ العوالي إنها
طريقٌ إلى نيلِ المعالي وسلَّمُ
رَأيْتُهُمُ يَرْجُونَ ثَأراً بِسَالِفٍ،
وفي كلِّ يومٍ يأخذ السيفُ منهمُ
فقلْ لـ" ابن فقاس ": دعِ الحربَ جانباً !
فإنكَ روميٌّ ، وخصمكَ مسلمُ
فَوَجْهُكَ مَضرُوبٌ، وَأُمّكَ ثاكِلٌ،
وَسِبْطُكَ مأسُورٌ، وَعِرْسُكَ أيِّمُ
ولمْ تنبْ عنكَ البيضُ في كلِّ مشهدٍ
وَلَكِنّ قَتلَ الشّيخِ فِينا مُحَرَّمُ
إذا ضربتْ فوقَ الخليجِ قبابنا ،(16/16)
وأمسى عليكَ الذلُّ ، وهوَ مخيمُ
وأدى إلينا " الملكُ " جزية َ رأسهِ ،
وَفُكّ عن الأسرَى الوِثَاقُ وَسُلّمُوا
فإنْ ترغبوا في الصلحِ فالصلحُ صالحُ
وَإنْ تجنَحوا للسّلمِ فالسّلمُ أسلمُ
أعَاداتُ سَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ إنّهَا
لإحدى الذي كشفتَ بلْ هيَ أعظمُ !
وَإنّ لِسَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ عَادَة ً
تَرُومُ عُلُوقَ المُعجِزَاتِ فَتَرْأمُ
وَقِيلَ لهَا: سَيفُ الهُدى ، قُلتُ: إنّه
ليفعلُ خيرُ الفاعلينَ ويكرمُ
أما انتاشَ منْ مسَّ الحديدِ وثقلهِ
" أبا وائلٍ " والبيضُ في البيضِ تحكمُ
تجرُّ عليهِ الحربُ ، منْ كلِّ جانبٍ ،
فَلا ضَجِرٌ جَافٍ، وَلا مُتَبَرِّمُ
أخُو عَزَمَاتٍ في الحُرُوبِ إذَا أتَى
أتَى حادِثٌ، من جانِبِ الله مُبَرمُ
نَخِفّ، إذَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا أُمُورُنا،
بأبَيضِ وَجهِ الرّأيِ وَالخُطبُ مُظلِمُ
ونرمي بأمرٍ لا نطيقُ احتمالهُ
إلى قرمنا ، والقرمُ بالأمرِ أقومُ
إلى رجلٍ يلقاكَ في شخصٍ واحدٍ
ولكنهُ في الحربِ جيشٌ عرمرمُ
نثيلٌ على الأعداءِ أعقابُ وطئهِ ،
صليبٌ على أفواهها حينَ تعجمُ
ونمسكُ عنْ بعضِ الأمورِ مهابة ً ،
فيعلمُ ما يخفي الضميرُ ، ويفهمُ
ونجني جناياتٍ عليهِ يقيلها ،
ونخطيءُ أحياناً إليهِ فيحلمُ
يسوموننا فيكَ الفداءَ ، وإننا
لَنَرْجوكَ قَسراً وَالمَعاطِسُ تُرْغَمُ
أترضى بأنْ نعطى السواءَ قسيمنا
إذا المجدُ بينَ الأغلبينَ يقسَّمُ ؟
وَما الأسرُ غُرْمٌ، وَالبَلاءُ مُحَمَّدٌ،
وَلا النّصْرُ غُنْمٌ، وَالهَلاكُ مُذَمَّمُ
وَأقْدَمْتَ لَوْ أنّ الكَتائِبَ تُقْدِمُ
دَعَوْتَ خَلوفاً، حينَ تختلِفُ القَنَا،
وناديتَ صماً عنكَ ، حينَ تصممُ
وَمَا عابَكَ، ابنَ السّابِقِينَ إلى العُلا،
تَأخّرُ أقْوَامٍ وَأنْتَ مُقَدَّمُ
و مالكَ لا تلقى بمهجتكَ الردى ،
وأنتَ منَ القومِ الذينَ همُ همُ !
لعاً ، يا أخي ! - لامسكَ السوءُ - إنهُ
هُوَ الدّهرُ في حالَيه: بؤسٌ وَأنعُمُ(16/17)
و ما ساءني أني مكانكَ ، عانياً
وأسلمُ نفسي للإسارِ وتسلمُ
طلبتكَ حتى لمْ أجدْ ليَ مطلباً ،
وَأقْدَمْتُ حَتى قَلّ مَنْ يَتَقدَّمُ
وَلَكِنْ قَضَاءٌ فاتَني فيك مُبرَمُ!
فإنْ جَلّ هَذَا الأمرُ فَالله فَوْقَه،
وَإنْ عَظُمَ المَطْلُوب فالله أعظَمُ!
وإني أخفي فيكَ ، ماليسَ خافياً
وَأكْتُمُ وجْداً، مِثْلُه لا يُكَتَّمُ
ولو أنني وفيتُ رزءكَ حقهُ
لما خطَّ لي كفٌّ ، ولا فاهَ لي فمُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وراءكِ يا " نميرُ" ! فلا إمامُ
وراءكِ يا " نميرُ" ! فلا إمامُ
رقم القصيدة : 18375
-----------------------------------
وراءكِ يا " نميرُ" ! فلا إمامُ
فَقَدْ حَرُمَ الجَزِيرَة ُ وَالشّآمُ
لَنَا الدّنْيَا، فَمَا شِئْنَا حَلالٌ
لِسَاكِنِهَا، وَما شِئْنَا حَرَامُ
وَيَنْفُذُ أمْرُنَا، في كُلّ حَيٍّ،
فَيُدْنِيهِ وَيُقْصِيهِ الكَلامُ
أرَاجِيَة ً خُوَيْلَفَة ً ذِمَاماً
وراءكِ ، لا أمانَ ولا ذمامُ !
ألَمْ تُخْبِرْكِ خيلُكِ عن مَقامي
بِبَالِسَ يَوْمَ ضَاقَ بِهَا المَقَامُ!
وَولّتْ تَتّقي، بَعْضاً بِبَعْضٍ،
لهمْ -والأرضُ واسعة ٌ - زحامُ
سروا والليلُ يجمعنا ، ولمنْ
يبوحُ بهمْ ،ويكتمنا الظلامُ
إلى أنْ صبَّحتهمْ بالمنايا
كَرَائِمُ، فَوْقَ أظْهُرِهَا كِرَامُ
مِنَ الَعَرَشَاتِ تَلْحَقُ مَا رَأتْهُ
إذا طلبتْ ، وتعطى ما تسامُ
تَنَازَعُ بي وَبِالفُرْسَانِ حَوْلي
تجفلهمْ ، كما جفلَ النعامُ
بطحنا منهمُ " مرجَ بنَ جحشٍ "
فَلَمْ يَقِفُوا عَلَيْهِ، وَلمْ يُحامُوا
أقُولُ لمُطْعِمٍ لمّا التَقَيْنَا،
وَقَدْ وَلَّى وَفي يَدِيَ الحُسَامُ
أتجعلُ بيننا عشرينَ كعباً
وَتَهْرُبُ! سَوْءَة ً لكَ يا غُلامُ!
أحَلّكُمُ بِدَارِ الضّيْمِ، قَسْراً،
هُمَامٌ لا يُضَامُ، وَلا يُرَامُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !
أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !(16/18)
رقم القصيدة : 18376
-----------------------------------
أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !
تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ
يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً،
أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟ !
لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى
أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ
نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً،
حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ
هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ،
وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ
إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً،
تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ
تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ
وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ
وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ،
وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ
تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ،
ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ !
لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا
أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ
ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا
عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا
كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ،
على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ
هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ،
فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ
قَالُوا المَسِيرُ! فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ،
وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ
فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ
عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ
حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ،
لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ
لا تشغلني بأمرِ " الشامِ " أحرسهُ
إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ
فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ،
صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ
لا يحرمني " سيفُ الدينِ " صحبتهُ
فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ
و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ
لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ !(16/19)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ،
الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ،
رقم القصيدة : 18377
-----------------------------------
الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ،
وفيءُ آلِ " رسولِ اللهِ " مقتسمُ
والناسُ عندكَ لا ناسُ ، فيحفظهمْ
سومُ الرعاة ِ ، ولا شاءٌ ، ولا نعمُ
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ، أرّقَني
قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ!
و عزمة ٌ ، لا ينامُ الليلَ صاحبها
إلاّ على ظَفَرٍ، في طَيّهِ كَرَمُ
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ،
والدرعُ ،والرمحُ ، والصمصامة ُ الخذمُ
وَكُلُّ مَائِرَة ِ الضّبْعَينِ، مَسْرَحُها
رمثُ الجزيرة ِ ، والخذرافُ والغنمُ
و فتية ٌ ، قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا
يوماً ؛ ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا
يا للرجالِ! أما للهِ منتصفٌ
من الطّغاة ِ؟ أمَا للدّينِ مُنتَقِمُ؟!
" بنو عليٍّ " رعايا في ديارهمُ ،
وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ، وَالخدَمُ!
محلؤونَ ، فأصفى شربهمْ وشلٌ ،
عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ
فَالأرْضُ، إلاّ عَلى مُلاّكِها، سَعَة ٌ،
والمالُ ، إلاَّ أربابهِ ، ديمُ
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا،
وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا
للمتقينَ ، منَ الدنيا ، عواقبها
وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ
لا يطغينَّ " بني العباسِ" ملكهمُ!
" بنو عليٍّ " مواليهم وإنْ زعموا
أتفخرونَ عليهمْ ؟ - لا أبا لكمُ -
حتى كأنَّ " رسولَ اللهِ " جدكمُ
وَمَا تَوَازَنَ، يَوْماً، بَينَكُمْ شَرَفٌ،
وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ، في مَوْطِنٍ، قَدَمُ
ولا لكمْ مثلهمْ ، في المجدِ ، متصلٌ
وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ
ولا " نفيلتكمْ " منْ أمهمْ أممُ
قامَ النبيُّ بها " يومَ الغديرِ " لهمْ
واللهُ يشهدُ ،والأملاكُ ، والأممُ
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها
باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ(16/20)
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ
لا يعرفونَ ولاة َ الحقِّ أيهم !
تاللهِ ، ماجهلَ الأقوامُ موضعها
لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُو العَبّاسِ إرْثَهُمُ،
و مالهمْ قدمٌ ، فيها ، ولا قِدمُ
لا يذكرونَ ، إذا ما معشرٌ ذكروا ،
ولا يحكمُ ، في أمرٍ ، لهمْ حكمُ
ولا رآهمْ " أبو بكرٍ "وصاحبهُ
أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها، وَما زَعموا
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ
أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا ؟
أمَّا " عليَّ " فقدْ أدنى قرابتكم ،
عندَ الولاية ِ ، إنْ لمْ تكفرِ النعمُ !
هلْ جاحدٌ ، يا" بني العباسِ" نعمتهُ !
أبُوكُمُ، أمْ عُبَيْدُ الله، أمْ قُثَمُ؟
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني " حسنٍ " !
أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ ،
ولا يمينٌ، ولا قربى ، ولا ذممُ
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ،
للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟
هلا كففتمْ عنِ " الديباجِ " سوطكمُ ؟
وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ؟
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ
عَنِ السّيَاطِ! فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ؟
ما نَالَ منهم بَنو حَرْبٍ، وَإن عظُمَتْ
تِلكَ الجَرَائِرُ، إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ!
وكمْ دمٍ لـ "رسولِ اللهِ " عندكمُ ؟ !
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ ، وفي
أظفاركمْ ، منْ بنيهِ الطاهرينَ ، دمُ ؟
هيهاتَ! لاقربت قربى ، ولا رحمُ ،
يَوْماً، إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ!
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً،
وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ!
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها !
غدرُ الرشيدِ بـ " يحيى " كيفَ ينكتمُ ؟
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا
"مأمونكمْ كـ"الرضا" إنْ أنصفُ
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ
عنِ "ابن ِفاطمة َ "الأقوالُ والتهمُ
باؤوا بقتلِ " الرضا " منْ بعدِ بيعتهِ(16/21)
وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا
يا عصبة ً شقيتْ ،من بعدما سعدتْ ،
ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا !
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ، وَإنْ بليَتْ
بجانبِ "الطفِّ " تلكَ الأعظمُ الرممُ !
لاعنْ " أبي مسلمٍ" في نصحهِ صفحوا،
وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ
ولاالأمانُ لأزدِ " الموصل" اعتمدوا
فيهِ الوفاءَ، ولاعنْ عمهمْ حلموا
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً:
لاتدَّعوا ملكها ! ملاَّكها العجمُ !
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ،
وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ، مُحتكِمُ؟
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ،
وفي الخلافِ ، عليكمْ يخفقُ العلمُ ؟
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ، إنْ سُئلوا
يَوْمَ السّؤالِ، وَعَمّالِينَ إن علِموا
لايغضبونَ لغيرِاللهِ، إنْ غضبوا،
وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ، أبَداً،
وفي بيوتكمْ الأوتارُ ، والنغمُ
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ ؛
وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ
و لا تبيتُ لهمْ خنثى ، تنادمهمْ ؛
و لا يرى لهمُ قردٌ ، لهُ حشمُ
الرّكنُ، وَالبيتُ، وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ،
وَزَمزَمٌ، وَالصَّفَا، والحِجرُ، والحَرَمُ
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ، أينَما ذُكرُوا،
لأنهمْ للورى كهفٌ ، ومعتصمُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أللومُ للعاشقينَ لومُ ،
أللومُ للعاشقينَ لومُ ،
رقم القصيدة : 18378
-----------------------------------
أللومُ للعاشقينَ لومُ ،
لأنَّ خطبَ الهوى عظيمُ
فكيفَ ترجونَ لي سلواً
وَعِنْدِيَ المُقْعِدُ المُقِيمُ؟
و مقلتي ، ملؤها دموعٌ ؛
وَأضْلُعي، حَشْوُهَا كُلُومُ!
يَا قَوْمِ! إني امرُؤٌ كَتُومٌ،
تَصْحَبُني مُقْلَة ٌ نَمُومُ
ألليلُ للعاشقينَ سترٌ ،
يَا لَيْتَ أوْقَاتَهُ تَدُومُ!
نديميَ النجمُ ، طولَ ليلي،
حتى إذا غارتِ النجومُ
أسلمني الصبحُ للبلايا ،
فَلا حَبِيبٌ، وَلا نَدِيمُ(16/22)
بـ " رملتيْ عالجٍ " رسومٌ ،
يَطُولُ مِنْ دُونِهَا الرّسِيمُ!
أنَخْتُ فيهِنّ يُعْمَلاتٍ،
ما عهدُ إرقالها ذميمُ !
آجدها قطعُ كلِّ وادٍ ،
أخْصَبَهُ نَبْتُهُ العَمِيمُ
رَدّتْ عَلى الدّهرِ، في سُرَاهَا،
ما وهبَ النجمُ ، والنجومُ!
تِلْكَ سَجَايَا مِنَ اللّيَالي،
للبؤسِ ما يخلقُ النعيمُ
بَينَ ضُلُوعي هَوى ً مُقِيمٌ
لآلِ " ورقاءَ " لا يريمُ
يُغَيّرُ الدّهْرُ كُلّ شَيْءٍ،
و هوَ صحيحٌ لهمْ ، سليمُ !
أمْنَعُ مَنْ رَامَهُ سِوَاهُمْ
منهُ ، كما تمنعُ الحريمُ
وَهَلْ يُسَاوِيهِمُ قَرِيبٌ؟
أمْ هَلْ يُدَانِيهِمُ حَمِيمُ؟
و نحنُ في عصبة ٍ وأهلٍ ،
تَضُمّ أغْصَانَنَا أُرُومُ
لمْ تتفرقْ بنا خؤول ،
في جذمِ عزٍّ ، ولا عمومُ !
سَمَتْ بِنَا وَائِلٌ، وَفَازَتْ
بالعزِّ أخوالنا " تميمُ " !
ودادهم خالصٌ ، صحيحٌ ،
وعهدهمْ ثابتٌ ، مقيمُ !
فذاكَ منهمْ بنا حديثٌ ،
وَهْوَ لآبَائِنَا قَدِيمُ
نَرْعَاهُ، مَا طُرّقَتْ بِحَمْلٍ
أنثى ، وما أطفلتْ بغومُ
نُدْني بَني عَمّنَا إلَيْنا،
فَضْلاً، كمَا يَفْعَلُ الكَرِيمُ
أيدٍ لهمْ ، عندَ كلِّ خطبٍ ،
يثني بها الفادحُ الجسيمُ !
وألسنٌ ، دونهمْ ، حدادٌ
لُدٌّ إذَا قَامَتْ الخُصُومُ
لمْ تَنْأ، عَنّا، لَهُمْ قُلُوبٌ،
وإنْ نأتْ منهمُ ، جسومُ
فلاَ عدمنا لهمْ ثناءً ،
كَأنّهُ اللّؤلُؤ النّظِيمُ
لقدْ نمتنا لهمْ أصولٌ ،
مَا مَسّ أعْرَاقَهُنّ لُومُ
تبقى ويبقونَ في نعيمٍ
مَا بَقيَ الرّكْنُ، وَالحَطِيمُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَمّا تَبَيَّنْتُ بِأنّي لَهُ
لَمّا تَبَيَّنْتُ بِأنّي لَهُ
رقم القصيدة : 18379
-----------------------------------
لَمّا تَبَيَّنْتُ بِأنّي لَهُ
أزدادُ حباً ، كلَّما لاموا ،
وددتُ إذْ ذاكَ ، بأنَّ الورى
فِيكَ، مَدَى الأيّامِ، لُوّامُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حيثيات الاستقالة
حيثيات الاستقالة
رقم القصيدة : 1838(16/23)
-----------------------------------
ـ لا ترتكبْ قصيدةً عنيفةْ
لا ترتكبْ قصيدةً عنيفة
طَبْطَبْ على أعجازِها طَبْطَبهً خفيفةْ
إنْ شئتَ أنْ
تُنشرَ أشعاركَ في الصَّحيفَةْ !
* حتى إذا ما باعَنا الخليفةْ ؟!
ـ ( ما باعنا ) ... كافيةٌ
لا تذكُرِ الخليفةْ
* حتى إذا أطلقَ منْ ورائنا كلابَهْ ؟
ـ أطلقَ من ورائنا كلابهُ ... الأليفةْ !
* لكنها فوقَ لساني أطبقتْ أنيابها !!
ـ قُلْ : أطبقتْ أنيابَها اللطيفةْ !
* لكنَّ هذي دولةٌ
تزني بها كلُّ ا لدُّنا
ـ ومَا لنا .. ؟
قل إنها زانيةٌ عَفيفة !
* وهاهُنا
قَوّادُها يزني بنا !
ـ لا تَنفعِلْ
طاعتُنا أمرَ وليِّ أمرنا
ليستْ زِنى
بل سَمِّها .... إنبطاحةً شريفهْ !
* الكذبُ شيءٌ قذرٌ
نَعَمْ ، صَدقتَ ...
فاغسلْهُ إذنْ بكذبةٍ نظيفةْ !
***************
أيتها الصَحيفةْ
الصِّدْقُ عندي ثورةٌ
وكِذبتي
ـ إذا كَذَبتَ َمرَّةً ـ
ليستْ سوى قذيفةْ !
فلتأكلي ما شئتِ ، لكنِّي أنا
مهما استبدَّ الجوعُ بي
أرفضُ أكلَ الجِيفَةْ
أيتُها الصحيفةْ
تمسَّحي بِذُلَّةٍ
و ا نطر حي بِرهبَةٍ
وانبطحي بِخِيفَةْ
أمّا أنا
فهذهِ رِجلي بأمِّ هذهِ الوظيفَةْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ
أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ
رقم القصيدة : 18380
-----------------------------------
أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ
فلاَ عذرَ إنْ لمْ ينفذِ الدمعَ ساجمهْ
لئنْ بتَّ تبكيهِ خلاءً فطالما
نعمتَ بهِ ، دهراً ، وفيهِ نواعمهْ
رياحٌ عفتهُ ، وهي أنفاسُ عاشقٍ
وَوَبْلٌ سَقاهُ، وَالجُفُونُ غَمائِمُهُ
وَظَلاّمَة ٍ، قَلّدْتُهَا حُكمَ مُهجتي،
ومنْ ينصفُ المظلومَ والخصمُ حاكمهْ ؟
مهاة ٌ ، لها منْ كلِّ وجهٍ مصونهُ،
وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ
وليلٍ كفرعيها قطعتُ وصاحبي
رَقيقُ غِرَارٍ، مِخذَمُ الحدّ صَارِمُهْ
تَغُذّ بيَ القَفْرَ الفَضَاءَ شِمِلّة ٌ(16/24)
سواءٌ عَلَيْها نَجْدُه وَتَهَائِمُهْ
تصاحبني آرامهُ وظباؤهُ ،
وتؤنسني أصلالهُ وأراقمهْ
وَأيُّ بِلادِ الله لَمْ أنْتَقِلْ بِهَا!
وَلا وَطِئَتْها مِنْ بَعِيري مَنَاسمُهْ!
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، يَعلَمُ الله أنّنا،
وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ
إذَا وُلِدَ المَوْلُودُ مِنّا فَإنْمَا الْـ
وَتُؤنِسُني أصْلالُه وَأرَاقِمُهْ
إلا مبلغٌ عني ، ابنَ عمي ، رسالة ً
بَثَثْتُ بهَا بَعضَ الذي أنَا كاتِمُهْ
أيا جافياً ! ما كنتُ أخشى جفاؤهُ
وإنْ كثرتْ عذالهُ ، ولوائمهْ
كذلكَ حظي منْ زماني وأهلهِ
يُصَارِمُني الخِلُّ الذي لا أُصَارِمُهْ
وإنْ كنتُ مشتاقاً إليكَ فإنهُ
ليشتاقُ صبَّ إلفهِ ، وهوَ ظالمهْ
أوَدُّكَ وُدّاً، لا الزّمَانُ يُبِيدُهُ،
وَلا النّأيُ يُفنِيهِ، وَلا الهَجرُ ثَالِمُهْ
وأنتَ وفيُّ لا يذمُّ وفاؤهُ ،
وَأنتَ كرِيمٌ ليس تُحصَى مكارِمُهْ
أُقِيمَ بِهِ أصْلُ الفَخَارِ وَفَرْعُهُ،
وشُدّ بِهِ رُكْنُ العُلا، وَدَعَائِمُهْ
أخو السيفِ تعديهِ نداوة ُ كفهِ
فيحمرُّ خداهُ ، ويخضرُ قائمهْ
أعِندَكَ لِي عُتْبَى فأحمِلَ ما مَضَى
وَأبْني رُوَاقَ الوُدّ، إذْ أنتَ هادِمُهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيّهَا الغَازِي، الّذِي يَغْـ
أيّهَا الغَازِي، الّذِي يَغْـ
رقم القصيدة : 18381
-----------------------------------
أيّهَا الغَازِي، الّذِي يَغْـ
زو بجيشِ الحبِّ جسمي !
ما يقومُ الأجرُ في غز
وكَ للرومِ بإثمي !
كَمْ لَيْلَة ٍ شَهْبَاءَ، إذْ بَرَزَتْ لَنا،
سقتكَ الغوادي منْ متونِ الغمائمِ
مِنْ ثَغْرِهَا في جِنْحِ لَيلٍ مُظلِمِ
كَتَمَتْ هَوَايَ وَقَابَلَته بهَجْرَة ٍ،
في جمرها المتلهبِ المتضرمٍِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و أديبة ٍ إخترتها عربية ً
و أديبة ٍ إخترتها عربية ً
رقم القصيدة : 18382
-----------------------------------
و أديبة ٍ إخترتها عربية ً(16/25)
تُعزى إلى الجدِّ الكريمِ ، وتنتمي
محجوبة ٌ لمْ تبتذلْ ، أمارة ٌ
لمْ تَأتَمِرْ، مَخدُومَة ٌ لمْ تَخْدِمِ
لوْ لمْ يكنْ لي فيكَ إلاَ أنني
بِكِ قد غُنِيتُ عن ارْتكابِ المَحرَمِ
و لقدْ نزلتِ فلاَ تظني غيرهُ
مِنّي بِمَنْزِلَة ِ المُحِبّ المُكْرَمِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تَسَمَّعْ، في بُيُوتِ بَني كِلابٍ،
تَسَمَّعْ، في بُيُوتِ بَني كِلابٍ،
رقم القصيدة : 18383
-----------------------------------
تَسَمَّعْ، في بُيُوتِ بَني كِلابٍ،
بني البَنّا تَنُوحُ عَلى تَمِيمِ
بِكُرْهِي إنْ حَمَلْتُ بَني أبِيهِ
وأسرته على النأيِ العظيمِ
رجعتُ ، وقدْ ملكتهمُ جميعاً ،
إلى الأعراقِ والأصلِ الكريمِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
رقم القصيدة : 18384
-----------------------------------
يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَ المَنَامِ
وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا،
وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ
جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَ مِنّي
على جرحٍ قريبِ العهدِ ، دامِ
تاملني " الدمستقُ " إذ رآني ،
فَأبْصَرَ صِيغَة َ اللّيْثِ، الهُمَامِ
أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَ تَدْري
بِأني ذَلِكَ البَطَلُ، المُحَامي
وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى دُلُوكٍ،
تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِ النّظَامِ
وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَ رَأيِي
تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ في المَقَامِ
وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ، وَتَدّعِيها،
فأعجلكَ الطعانُ عنِ الكلامِ
و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ ،
حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامِ
و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ ،
برأيِ الكهلِ ، إقدامَ الغلامِ
فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَى بِأسْرِي،
وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَ بِالتّمَامِ
أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِ عِلْجٌ،
يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرَامِ
و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ ،(16/26)
تباري بالعثانينِ الضخامِ
لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَ تلقى
فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَ حزامِ
يُرِيغُونَ العُيُوبَ، وَأعجَزَتْهُمْ،
وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ ! ؟
و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّ أمرٍ
مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلى الكِرَامِ
أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّ عَيبٍ،
و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّ ذامِ
وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُ هَانَتْ
عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزّؤامِ
ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ ،
وَآثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ
و علمُ فوارسِ الحيينِ أني
قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْ مَقَامي
وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَى بُجَيْرٌ
وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُ مَامِ
أُلامُ عَلى التّعَرّضِ للمَنَايَا،
وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِ المَلامِ
بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ
وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَ عَامِ
إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُ بَرْقٍ
بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِ بِالسّلامِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ،
لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ،
رقم القصيدة : 18385
-----------------------------------
لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ،
اعْتِدَاءً، وَلَسْتُ بالمُسْتَضَامِ
أبذلُ الحقَّ للخصومِ ، إذا ما
عَجَزَتْ عَنْهُ قُدْرَة ُ الحُكّامِ
لا تَخَطّى إلى المَظَالِمِ كَفّي،
حَذَراً مِنْ أصَابِعِ الأيْتَامِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَدّعُوا، خِشْيَة َ الرّقِيبِ، بإيمَا
وَدّعُوا، خِشْيَة َ الرّقِيبِ، بإيمَا
رقم القصيدة : 18386
-----------------------------------
وَدّعُوا، خِشْيَة َ الرّقِيبِ، بإيمَا
ءٍ، فَوَدَّعْتُ، خَشْيَة َ اللُّوّامِ
لمْ أبحْ بالوداعِ ، جهراً ولكنْ
كانَ جفني فمي ، ودمعي كلامي !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
رقم القصيدة : 18387
-----------------------------------
أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !(16/27)
يَهْنِيكَ حَالُ السّالِمِ الغَانِمِ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ، أمَا
تَكُونُ لي عَوْناً عَلى الظّالِمِ؟!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و خريدة ٍ ، كرمتْ على آبائها ؛
و خريدة ٍ ، كرمتْ على آبائها ؛
رقم القصيدة : 18388
-----------------------------------
و خريدة ٍ ، كرمتْ على آبائها ؛
وَعَلى بَوَادِرِ خَيْلِنَا لَمْ تُكْرَمِ
خُطِبَتْ بحَدّ السّيفِ حَتى زُوّجَتْ
كرهاً، وكانَ صداقها للمقسمِ
رَاحَتْ وَصَاحِبُها بِعُرْسٍ حَاضِرٌ،
يُرْضِي الآلَهَ، وَأهْلُهَا في مَأتَمِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا ،
لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا ،
رقم القصيدة : 18389
-----------------------------------
لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا ،
بعيدُ مذاهبِ الأطنابِ ، سامِ
تظللهُ الفوارسُ بالعوالي ،
وَتَفْرِشُهُ الوَلائِدُ بالطّعَامِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> خطة
خطة
رقم القصيدة : 1839
-----------------------------------
حينَ أموتْ
وتقومُ بتأبيني السُّلطةْ
ويشيِّعُ جثماني الشرطةْ
لا تَحْسَبْ أنَّ الطاغوت
قد كرَّمني
بل حاصرني بالجَبَروتْ
وتبعني حتى آخرِ نقطهْ
كي لا أشعْرَ أني حُرٌّ
حتى وأنا في التابوتْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا مَنْ رَضِيتُ بِفَرْطِ ظُلمِهْ
يَا مَنْ رَضِيتُ بِفَرْطِ ظُلمِهْ
رقم القصيدة : 18390
-----------------------------------
يَا مَنْ رَضِيتُ بِفَرْطِ ظُلمِهْ
ودخلتُ ، طوعاً ، تحتَ حكمهْ
أللهُ يعلمُ ما لقيـ
ـتُ منَ الهوى ، وكفى بعلمهْ !
هَبْ لِلْمُقِر بِذَنْبِهِ!
وَاصْفَحْ لَهُ عن عُظمِ جُرْمِهْ
إني أعيذكَ أنْ تبو
ءَ بقتلهَ ، وبحملِ إثمهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هَبْهُ أسَاءَ، كمَا زَعَمْتَ، فهَبْ له
هَبْهُ أسَاءَ، كمَا زَعَمْتَ، فهَبْ له
رقم القصيدة : 18391
-----------------------------------(16/28)
هَبْهُ أسَاءَ، كمَا زَعَمْتَ، فهَبْ له
وارحمْ تضرعهُ ، وذلَّ مقامهِ !
بِالله، رَبِّكَ، لِمْ فَتَكْتَ بِصَبرِهِ
وَنَصرْتَ بِالهِجْرَانِ جَيشَ سَقامِهِ؟
فرقتَ بينَ جفونهِ ومنامهِ
وجمعتَ بينَ نحولهَ وعظامهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إذا مررتَ بوادٍ ، جاشَ غاربهُ
إذا مررتَ بوادٍ ، جاشَ غاربهُ
رقم القصيدة : 18392
-----------------------------------
إذا مررتَ بوادٍ ، جاشَ غاربهُ
فاعقِلْ قَلوصَكَ وَانزِلْ، ذاك وَادينا
وإنْ عبرتَ بنادٍ لا تطيفُ بهِ
أهلُ السّفاهَة ِ، فاجلسْ، ذاك نادينا!
نغيرُ في الهجمة ِ الغراءِ ننحرها
حتى لَيَعطَشُ، في الأحيانِ، رَاعينَا
و تجفلُ الشولُ بعدَ الخمسِ صادية ً
إذا سمعنَ على الأمواهِ حادينا
و نفتدي الكومَ أشتاتا ً مروعة ً
لا تأمنُ الدهرَ إلاَّ منْ أعادينا
وَيُصْبِحُ الضّيْفُ أوْلانَا بِمَنزِلِنَا،
نَرْضَى بذاكَ، وَيَمْضِي حُكمُه فينَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و كنى الرسولُ عنِ الجوابِ تظرفاً
و كنى الرسولُ عنِ الجوابِ تظرفاً
رقم القصيدة : 18393
-----------------------------------
و كنى الرسولُ عنِ الجوابِ تظرفاً
ولئنْ كنى ، فلقدْ علمنا ما عنى
قلْ يا رسولُ ، ولا تحاشِ ! فإنهُ
لا بدَّ منهُ أساءَ بي أمْ أحسنا !
ألذنبُ لي فيما جناهُ ، لأنني
مكنتهُ منْ مهجتي فتمكنا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْ كَفَاني غَيْبَهُ
وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْ كَفَاني غَيْبَهُ
رقم القصيدة : 18394
-----------------------------------
وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْ كَفَاني غَيْبَهُ
لكنتُ لهُ العينَ البصيرة َ والأذنا
و عندي منَ الأخبارِ ما لوْ ذكرتهُ
إذاً قرعَ المغتابُ منْ ندمٍ سنا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> اطْرَحُوا الأمْرَ إلَيْنَا،
اطْرَحُوا الأمْرَ إلَيْنَا،
رقم القصيدة : 18395
-----------------------------------(16/29)
اطْرَحُوا الأمْرَ إلَيْنَا،
و احملوا الكلَّ علينا
إننا قومٌ ، إذا ما
صَعُبَ الأمْرُ، كَفَيْنَا
و إذا ما ريمَ منا
مَوْطِنُ الذّلّ أبَيْنَا
وَإذَا مَا هَدَمَ الْـ
ـعزَّ بنو العزِّ بنينا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يعيبُ عليَّ أنْ سميتُ نفسي
يعيبُ عليَّ أنْ سميتُ نفسي
رقم القصيدة : 18396
-----------------------------------
يعيبُ عليَّ أنْ سميتُ نفسي
وَقَدْ أخَذَ القَنَا مِنْهُمْ وَمِنّا
فَقُلْ لِلعِلْجِ: لَوْ لمْ أُسْمِ نَفْسِي
لَسَمّاني السّنَانُ لَهُمْ وَكَنّى
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قدْ أعانتني الحمية ُ لمَّا
قدْ أعانتني الحمية ُ لمَّا
رقم القصيدة : 18397
-----------------------------------
قدْ أعانتني الحمية ُ لمَّا
لَمْ أجِدْ مِنْ عَشِيرَتي أعْوَانَا
لا أُحِبّ الجَمِيلَ مِنْ سِرّ مَوْلى ً
لمْ يدعْ ما كرهتهُ إعلانا
إنْ يكنْ صادقَ الودادِ فهلاَّ
تركَ الهجرُ للوصالِ مكانا ! ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
رقم القصيدة : 18398
-----------------------------------
فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
يَقُلْنَ بِمَا رَأيْنَ وَمَا سَمِعْنَهْ
ألستُ أمدهمْ ، لذويَّ ، ظلاَّ ،
ألستُ أعدهمْ ، للقومِ ، جفنهْ
ألستُ أقرهمْ بالضيفِ ، عيناً
ألستُ أمرهمْ ، في الحربِ لهنهْ
رَضِيتُ العَاذِلاتِ، وَمَا يَقُلْنَهْ،
وَإنْ أصْبَحْتُ عَصّاءً لَهُنّهْ
و كمْ فجرٍ سبقنَ إلى ملامي
فَعُدْتُ ضُحى ً وَلمْ أحفِلْ بهِنّهْ
وَرَاجِعَة ٍ إليّ، تَقُولُ سِرّاً:
أعودُ إلى نصيحتهِ لعنَّهْ
فَلَمّا لمْ تَجِدْ طَمَعَاً تَوَلّتْ،
وقالتْ فيَّ ، عاتبة ً وقلنهْ
أريتكَ ما تقولُ بناتُ عمي
إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّهْ(16/30)
أما واللهِ لا يمسينَ ، حسرى ،
يلفقنَ الكلامَ ، ويعتذرنهْ
و لكنْ سوفَ أوجدهنَّ وصفاً
و أبسطُ في المديحِ كلامهنَّهْ
متى ما يدنُ منْ أجلٍ كتابي
أمُتْ، بَينَ الأعِنّة ِ وَالأسِنّهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَ جودي
بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَ جودي
رقم القصيدة : 18399
-----------------------------------
بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَ جودي
عَلى الأرْمَاحِ بِالنّفْسِ المَضَنّهْ
فَقُلتُ لَهُنّ: هَلْ فِيكُنّ باقٍ
عَلى نُوَبِ الزّمانِ، إذا طَرَقْنَهْ؟
و إنْ يكنْ الحذارُ منَ المنايا
سَبيلاً للحَيَاة ِ، فَلِمْ تَمُتْنَهْ؟
سَأُشْهِدُهَا عَلى مَا كَانَ مِني
ببسطي في الندى ، بكلاَمهنَّهْ
و أجعلكنَّ أصدقَ فيَّ قولاً
إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّه ْ
فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى
سيأتيني ، ولوْ ما بينكنَّهْ
و إنْ أسلمْ فقرضٌ سوفَ يوفى ،
و أتبعكنَّ إنْ قدمتكنَّهْ
فلاَ يأمرنني بمقامِ ذلٍ
فما أنا بالمطيعِ إذا أمرنهْ
وَمَوْتٌ في مَقَامِ العِزّ أشْهَى ،
إلى الفرسانِ ، منْ عيشٍ بمهنهْ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> ياعلي
ياعلي
رقم القصيدة : 184
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياعلي للشعر عبدي ولا هو سيدي
صاحبي له من جنوني ولي من منطقه
مايخون الطيش والملح ياكود الردي
له علي ان ماسبقني على الطيب اسبقه
والله اني من عرفته وانا ابشر بسعدي
كل حزنٍ يفتح ابواب حسنٍ مغلقه
والله اني ماذخرت لمعانيه جهدي
ذمني ولا مدحني من يقول سرقه
اعشق من الشعر كله عيوني ورمدي
واعشق من الكل بعضي اذا الصمت انطقه
واعشق من الليل الاظلم وأشوف السرمدي
قدر قرمٍ بيض الله وجهه بصنقه
واشق من الصبح الأكسل نسيم وفي يدي
دفترٍ يهدي العصافير لحظه مورقه
وأعشق من الصحبه أم البساط الأحمدي
لاتهيّت وأعشق من العسل طلبة ذقه
وأعشق من الوقت وقتي لاابوي ولا اولدي(16/31)
وأعشق من الناس كلٍ على قد اعرقه
ياعلي والشعر عبدي وعبدي سيدي
أعمق الشعر أبسط الشعر وأبسط أعمقه
في الحنايا خيل ترمح وخيال يحدي
وفي المرايا ألف بحر يتلعثم بأزرقه
ياكثر ما اذكر من الناس لاصرت وحدي
من نسوني ونسوني بكذبٍ مصدقه
كل وعدي مع اللي يخونون وعدي
يالبناخي بعض طيب أقهره باللي خلقه
لو تهيا للطريا سويا ماغدي
مزبن الذهيب ممراح خاينت الثقه
يقنب النسيان الأمعط بروحي ويعدي
كل ليله في فياضي والا الله يرزقه
السهر ، ماهو بهذا السهر لايابعدي
السهر شفني تعرفه وشفني تزهقه
كل جفنٍ من جفوني غدى بيت أجودي
لاتقظب فيه عبدٍ من الليل أعتقه
ليت لي قدره على الثار تكفا ياسندي
من حبيبٍ طشر القلب مليون ورقه
مارماني خطرتن لجل يرضيني ودي
نيشن الفرقا هنيّا تمركا بندقه
وانتهى مستسهل سهيل يستجدل جدي
مابقى غير اليباس بعيون مغورقه
كم تكحل عاذلي وانعمى من مرودي
يوم قال العين بالعين مالله وفقه
قلت والله دام قفى وظليت وحدي
لتركه في داخل القلب محدن بشنقه
ياعلي كلي نهايات من وين ابتدي
ياعلي كله بدايات من وين أعشقه
له عيون ولي ضلالي بها ليناهتدي
ولي عيون وله علي البكا لين أغرقه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحافز
الحافز
رقم القصيدة : 1840
-----------------------------------
مائتا مليونِ نملهْ
أكلتْ في ساعةٍ جثةَ فيلْ
ولدينا مائتا مليونِ إنسانٍ
ينامونَ على قُبْحِ المَذَلَّةْ
ويُفيقونَ على الصبرِ الجميلْ
مارسوا الإنشاد جيلاً بعد جيلْ
ثمَّ خاضوا الحربَ
لكنْ .....
عجزوا عن قَتلِ نملهْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ، لطاعَتِهِ،
يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ، لطاعَتِهِ،
رقم القصيدة : 18400
-----------------------------------
يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ، لطاعَتِهِ،
قدْ خالفَ القلبُ لمَّا طاوعَ البدنُ
وَكُلّ ما شِئْتَ من أمْرٍ رَضِيتُ بِهِ،(16/32)
وَكلّ ما اختَرْتَهُ، عِندي هوَ الحسنُ
وَكُلّمَا سَرّني أوْ سَاءَني سَبَبٌ
فأنتَ فِيهِ عَليّ، الدّهرَ، مُؤتَمَنُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني
وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني
رقم القصيدة : 18401
-----------------------------------
وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني
هوى ، بينَ أثناءِ الضلوعِ، دفينُ
فيغلظُ قلبي ، ساعة ً ثمَّ ينثني
وأقسوْ عليهِ ، تارة ً ، ويلينُ
وَقَدْ كَانَ لي عن وُدّهِ كُلُّ مَذهَبٍ،
و لكنَّ مثلي بالإخاءِ ضنينُ
و لاَ غروَ أنْ أعنو لهُ ، بعدَ عزة ٍ ،
فقدريَ ، في عزِّ الحبيبِ ، يهونُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَ مُبَخَّلٌ،
بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَ مُبَخَّلٌ،
رقم القصيدة : 18402
-----------------------------------
بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَ مُبَخَّلٌ،
وَأقْدَمْتُ جُبْناً أنْ يُقَالَ جَبَانُ
وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ: مُفَاضَة ٌ،
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
رقم القصيدة : 18403
-----------------------------------
أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَ شُجُونُ!
مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِ اللاّءِ وَخدُها
كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِ ضَمِينُ
تحملْ إلى "القاضي" سلامي وقلْ لهُ :
ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ، حَزِينُ
و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ ،
أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ، رَهِينُ
أحاولُ كتمانَ الذي بي منَ الأسى
وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌ وَشُؤونُ
بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلى السّرّ وَاثِقٌ،
و طرفي نمومٌ ، والدموعُ تخونُ(16/33)
يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛ وإنني
بسري ، على غيرِ الثقاتِ ، ضنينُ
لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني ؛
وعطفة َ دهرٍ باللقاءِ تكونُ
ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَ غَضَاضَة ً،
فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ، ولينُ
و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي ،
وأصعبُ ما كانَ الزمانُ يهونُ
ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ ، واجدٌ ـ
قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِ قرينُ ؟
فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ ،
كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ، أمِينُ
و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودة ً
عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ، مُبِينُ
إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَى فَهَوَى أبي
حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ، حَصِينُ
فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَ كَآبَة ٌ،
وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَ عُيُونُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أشفقتَ منْ هجري فغلـ
أشفقتَ منْ هجري فغلـ
رقم القصيدة : 18404
-----------------------------------
أشفقتَ منْ هجري فغلـ
ـبْتَ الظّنُونَ عَلى اليَقِينِ
وَضَنَنْتَ بي، فَظَنَنْتَ بي،
و الظنُّ منْ شيمِ الضنينِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لطيرتي بالصداعِ نالتْ
لطيرتي بالصداعِ نالتْ
رقم القصيدة : 18405
-----------------------------------
لطيرتي بالصداعِ نالتْ
فوقَ منالِ الصداعِ مني
و جدتُ فيهِ اتفاقَ سوءٍ
صدعني مثلُ صدَّ عني
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَ تَصَبُّراً
الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَ تَصَبُّراً
رقم القصيدة : 18406
-----------------------------------
الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَ تَصَبُّراً
في كلِّ آونة ٍ وكلِّ زمانِ
ويرى مساعدة َ الكرامِ مروءة ً ،
ما سالمتهُ نوائبُ الحدثانِ
ويذوبُ بالكتمانِ إلا أنهُ
أحوالهُ تنبي عنِ الكتمانِ
فإذا تكشفَ ، واضمحلتْ حالهُ
ألْفَيْتَه يَشْكُو بِكُلّ لِسَانِ
وإذا نبا بي منزلٌ فارقتهُ ؛
وَالله يَلْطُفُ بي بكُلّ مَكَانِ(16/34)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ بِالْـ
لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ بِالْـ
رقم القصيدة : 18407
-----------------------------------
لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ بِالْـ
ـلَحَظَاتِ فَاتِرَة ُ الجُفُونِ
فمصارعُ العشاقِ ما
بَينَ الفُتُورِ إلى الفُتُونِ
اصْبِرْ! فَمِنْ سُنَنِ الهَوَى
صبرُ الظنينِ على الظنينِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ
عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ
رقم القصيدة : 18408
-----------------------------------
عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ
تبوحُ للناسِ بكتمانِ
يَا ظَالِمي، لِلشَّرْبِ سُكْرٌ وَلي
منْ غنجِ ألحاظكَ سكرانِ
وجهكَ والبدرُ ، إذا أبرزا ،
لأعينِ العالمِ ، بدرانِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ ،
أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ ،
رقم القصيدة : 18409
-----------------------------------
أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ ،
ويغلبني فيكَ ظنُّ الظنينِ
وكنتُ حلفتُ على غضبة ٍ
فَعُدْتُ، وَكَفّرْتُ عَنها يَمِيني
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الأوسمة
الأوسمة
رقم القصيدة : 1841
-----------------------------------
شاعرُ السُّلطة ألقى طَبقهْ
ثُمَّ غَطَّ المِلعقةْ
وَسْطَ قِدْرِ الزندَقةْ
ومضى يُعربُ عنْ إعجابهِ بالمَرَقَةْ !
وأنا ألقيتُ في قِنّينةِ الحِبرِ يَراعي
وتناولتُ التياعي
فوقَ صحنِ الورقةْ
شاعرُ السُّلطةِ حَلّى بالنياشينِ
... وحَلّيْتُ بِحبلِ المِشنقَةْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلى مَكَانِ،
حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلى مَكَانِ،
رقم القصيدة : 18410
-----------------------------------
حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلى مَكَانِ،
وَبَلّغَكَ الله أقْصَى الأمَاني
فَإنّكَ، لا عَدِمَتْكَ العُلا،
أخٌ لا كإخوة ِ هذا الزمانِ
صَفَاؤكَ في البُعْدِ مِثْلُ الدّنُوّ،(16/35)
وودكَ في القلبِ مثلُ اللسانِ
كسونا أخوتنا بالصفاءِ
كما كسيتُ بالكلامِ المعاني
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني،
ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني،
رقم القصيدة : 18411
-----------------------------------
ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني،
ليستْ مؤاخذة ُ الإخوانِ منْ شاني
يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحلي جِنَايَتَهُ
حتى أدلَّ على عفوي وإحساني
وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباً حِينَ يَعرِفُني
عَمداً، وَأُتْبِعُ غُفرَاناً بِغُفْرَانِ
يَجْني عَليّ وَأحْنُو، صَافِحاً أبَداً،
لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جَانِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْ طَرَائِقُكُمْ
بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْ طَرَائِقُكُمْ
رقم القصيدة : 18412
-----------------------------------
بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْ طَرَائِقُكُمْ
لكنتمُ عندنا في المنزلِ الداني
لكنْ جهلتهمْ لدينا حقَّ أنفسكمْ ،
وَبَاعَ بَائِعُكُمْ رِبْحاً بِخُسْرَانِ
فإنْ تكونوا براءً ، منْ جنايتهِ ؛
فإنَّ منْ رفدَ الجاني هوَ الجاني
ما بالكمْ ! يا أقلَّ اللهُ خيركمُ
لا تَغْضَبُونَ لِهَذَا المُوثَقِ العَاني؟
جارٌ نَزَعْنَاهُ قَسْراً في بُيُوتِكُمُ،
وَالخَيْلُ تَعْصِبُ فُرْساناً بِفُرْسَانِ
إذْ لاتردونَ عنْ أكنافِ أهلكمُ
شوازبَ الخيلِ منْ مثنى ووحدانِ
بـ " المرج "، إذْ " أمُّ بسامٍ " تناشدني :
بناتُ عمكَ ! يا "حار بنَ حمدانِ "
فظلتُ أثني صدورَ الخيلِ ساهمة ً
بِكُلّ مُضْطَغِنٍ بِالحِقْدِ، مَلآنِ
ونحنُ قومٌ ، إذا عدنا بسيئة ٍ
على العشيرة ِ ، أعقبنا بإحسانِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ،
أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ،
رقم القصيدة : 18413
-----------------------------------
أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ،(16/36)
فأقيمَ للعبراتِ سوقَ هوانِ
فَرْضٌ عَليّ، لِكُلّ دارٍ وَقْفَة ٌ
تقضي حقوقَ الدارِ والأجفانِ
لولا تذكر منْ هويتُ بـ " حاجرٍ "
لم أبكِ فيهِ مواقدَ النيرانِ
ولقدْ أراهُ ، قبيلَ طارقة ِ النوى ،
مأوى الحسانِ ، ومنزلَ الضيفانِ
وَمَكَانَ كُلّ مُهَنّدٍ، وَمَجَرَّ كُـ
ــلِّ مثقفٍ ، ومجالَ كلِّ حصانِ
نَشَرَ الزّمَانُ عَلَيْهِ، بَعْدَ أنِيسِهِ،
حللَ الفناءِ ؛ وكلَّ شيءٍ فانِ !
وَلَقَدْ وَقَفْتُ فَسَرّني مَا سَاءَني
فيهِ ، وأضحكني الذي أبكاني
ورأيتُ في عرصاتهِ مجموعة ً
أسدَ الشرى ، وربائبِ الغزلانِ
يَا وَاقِفَانِ، مَعِي، عَلى الدّارِ اطلُبا
غَيرِي لهَا، إنْ كُنْتُمَا تَقِفَانِ!
مَنَعَ الوُقُوفَ، على المَنَازِلِ، طارقٌ
أمَرَ الدّمُوعَ بِمُقْلَتي وَنَهاني
فَلَهُ، إذا وَنَتِ المَدامِعُ أوْ هَمَتْ،
عِصْيَانُ دَمعي، فِيهِ، أوْ عِصْيَاني
إنا لجمعنا البكاءُ ، وكلنا
يبكي على شجنٍ منَ الأشجارِ
ولقدْ جعلتُ الحبَّ سترَ مدامعي
وَلِغَيرِهِ عَيْنَايَ تَنْهَمِلانِ
أبْكي الأحِبّة َ بِالشّآمِ، وَبَيْنَنَا
قُلَلُ الدّرُوبِ وَشَاطِئَا جَيْحَانِ
وَحُسِبْتُ فِيمَا أشْعَلَتْ نِيرَاني
مثلي على كنفٍ منَ الأحزانِ
فضلتْ لديَّ مدامعٌ فبكيتُ للـ
ـبَاكِي بِهَا، وَوَلِهْتُ لِلْوَلْهَانِ
ما لي جَزِعْتُ مِنَ الخُطُوبِ وَإنّمَا
أخَذَ المُهَيْمِنُ بَعْضَ مَا أعطاني
ولقد سررتُ كما غممتُ عشائري
زَمَناً، وَهَنّأني الّذِي عَنّاني
وأسرتُ في مجرى خيولي غازياً
وحبستُ فيما أشعلتْ نيراني
يرمي بنا ، شطرَ البلادِ ، مشيعٌ
صَدْقُ الكَرِيهَة ِ، فائِضُ الإحسانِ
بَلَدٌ، لَعَمْرُكَ، لمْ أزَلْ زَوّارَهُ
معَ سيدٍ قرمٍ أغرَّ ، هجانِ
إنّا لَنَلْقى الخَطْبَ فِيكَ وَغَيرَهُ
بموفقٍ عندَ الخطوبِ ، معانِِ
وَلَطَالَمَا حَطّمْتُ صَدْرَ مُثَقَّفٍ،
وَلَطَالَمَا أرْعَفْتُ أنْفَ سِنَانِ
وَلَطَالَما قُدْتُ الجِيَادَ إلى الوُغى(16/37)
قُبَّ البُطُونِ، طَوِيلَة َ الأرْسَانِ
وأنا الذي ملأَ البسيطة َ كلها
ناري ، وطنَّبَ في السماءِ دخاني
إنْ لمْ تكنْ طالتْ سنيَّ فإنَّ لي
رأيَ الكُهُولِ وَنَجْدَة َ الشّبَانِ
قَمِنٌ، بِمَا سَاءَ الأعَادِي، مَوْقفي،
وَالدّهرُ يَبْرُزُ لي مَعَ الأقْرَانِ
يمضي الزمانُ ، وما ظفرتُ بصاحبٍ
إلاَّ ظفرتُ بصاحبٍ خوانِ
يَا دَهْرُ خُنتَ مَعَ الأصَادِقِ خُلّتي
وَغَدَرْتَ بي في جُمْلَة ِ الإخْوَانِ
لَكِنّ سَيْفَ الدّوْلَة ِ المَوْلَى الّذِي
لمْ أنسهُ وأراهُ لا ينساني
أيُضِيعُني مَنْ لَمْ يَزَلْ ليَ حافِظاً،
كَرَماً، وَيَخفِضني الّذِي أعْلاني!
خِدْنُ الوَفَاءِ، وَلا وَفيٌّ غَيْرَهُ،
يَرْضَى أُعَاني ضِيقَ حَالَة ِ عَانِ
إنّي أغَارُ عَلى مَكَانيَ أنْ أرَى
فيهِ رجالاً لا تسدُ مكاني
أو أنْ تكونَ وقيعة ٌ أو غارة ٌ
ما لي بها أثرٌ معَ الفتيانِ
إقرا السلامَ ، على الذينَ سيوفهمْ
ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا على هَامَانِ
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَ يُرْتجى
يومٌ ، يذلُ الكفرَ للإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم
مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
ألبغيُ أكثرُ ما تقلُّ خيولهمْ
وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِ الإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوا في أمرِكُمْ،
لاَ ينهضُ الواني لغيرِ الواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ لا تغضبوا
لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِ سَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْ مُنْزَلٌ،
ولكمْ تُخصُ فضائلُ القرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فـ " بنو كلابٍ " وهيَ قلٌّ أغضبتْ
فدهتْ قبائلُ " مسهرِ بنِ قنانِ "
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَ أُحْرِجَ حارِثٌ
جروا التخالفَ في "بني شيبانِ"
خلُّا " عدياً " ، وهوَ صاحبُ ثأرهمْ
كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَ بابنِ أبَانِ
والمسلمونَ ، بشاطيء "اليرموكِ " لمـ
وحماة ُ " هاشمَ " حينَ أخرجَ صدرها(16/38)
جروا البلاءَ على " بني مروانِ"
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْا عَنْ مِثْلِهَا
فعدوا على العادينَ بـ " السُّلاَّنِ "
وبغى على " عبسٍ " "حذيفة ُ " فاشتفتْ
مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْ ذُبْيَانِ
وسراة ُ "بكرٍ " ، بعدَ ضيقٍ فرقوا
جمعَ الأعاجمِ عنْ " أنوشروانِ "
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً، وَسَمَا لهَا،
مِنْ دُونِ قَوْمِهِما، يَزِيدُ وَهَاني
المَانِعِينَ العَنْقَفِيرَ بِطَعْنِهِمْ،
والثائرينَ بمقتلِ " النعمانِ " !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ
مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ
رقم القصيدة : 18414
-----------------------------------
مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ
عُنْوَانُهُ في وَجْهِهِ وَلِسَانِهِ
كَمْ صَاحِبٍ لمْ أَغنِ عَنْ إنْصَافِهِ
في عُسْرِهِ، وَغَنِيتُ عَن إحْسَانِهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وإنْ ضاقَ الخناقُ حماها
وإنْ ضاقَ الخناقُ حماها
رقم القصيدة : 18415
-----------------------------------
..........
علاها ، وإنْ ضاقَ الخناقُ حماها
و ما اشتورتْ إلاَّ وأصبحَ شيخها،
وَلا أحْرَبَتْ إلاّ وَكَانَ فَتَاهَا
وَلا ضُرِبَتْ بَينَ القِبَابِ قِبَابُهُ،
وأصبحَ مأوى الطارقينَ سواها
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا ليلة ً ، لستُ أنسى طيبها أبداً ،
يا ليلة ً ، لستُ أنسى طيبها أبداً ،
رقم القصيدة : 18416
-----------------------------------
يا ليلة ً ، لستُ أنسى طيبها أبداً ،
كَأنّ كُلّ سُرُورٍ حَاضِرٌ فِيهَا
بَاتَتْ، وَبِتُّ، وَبَاتَ الزّقُّ ثَالِثَنَا
حَتى الصّبَاحِ تُسَقِّيني وَأسْقِيهَا
كَأنّ سُودَ عَنَاقِيدٍ بِلِمّتِهَا،
أهدتْ سلافتها صرفاً ، إلى فيها
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ الحَيّ أنّا
لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ الحَيّ أنّا
رقم القصيدة : 18417(16/39)
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ الحَيّ أنّا
لَنَا الجَبَلُ المُمَنَّعُ جَانِبَاهُ
يفيءُ الرغبونَ إلى ذراهُ ،
و يأوي الخائفونَ إلى حماهُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> خلوتُ ، يومَ الفراقِ ، منهُ
خلوتُ ، يومَ الفراقِ ، منهُ
رقم القصيدة : 18418
-----------------------------------
.........
خلوتُ ، يومَ الفراقِ ، منهُ
مَا تَرَكَتْ لي الجُفُونُ إلاّ
مَا اسْتَنْزَلَتْني الخُدُودُ عَنْهُ
قَدْ طَالَ يَا قَلْبُ مَا تُلاقي،
إنْ ماتَ ذو صبوة ٍ فكنهُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> خفضْ عليكَ ! ولا تبتْ قلقَ الحشا
خفضْ عليكَ ! ولا تبتْ قلقَ الحشا
رقم القصيدة : 18419
-----------------------------------
خفضْ عليكَ ! ولا تبتْ قلقَ الحشا
مِمّا يَكُونُ، وَعَلّهُ، وَعَسَاهُ
فَالدّهْرُ أقْصَرُ مُدّة ً مِمّا تَرَى ،
وَعَسَاكَ أنْ تُكفى الذي تَخْشَاهُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الناس للناس
الناس للناس
رقم القصيدة : 1842
-----------------------------------
أمّ عبدِ الله ثاكلْ
مات عبدُ الله في السجنِ
وما أدخله فيه سوى تقرير عادلْ
عادلٌ خلَّف مشروعَ يتيمٍ
فلقد أُعدِمَ والزوجةُ حاملْ
جاء في تقريرِ فاضلْ
أنهُ أغفَلَ في تقريرهِ بعضَ المسائلْ
فاضلُ اغتيلَ
ولم يتركْ سوى أرملةٍ.. ماتتْ
وفي آخر تقريرٍ لها عنهُ ادَّعتْ
أن التقاريرَ التي يُرسلها.. دونَ توابلْ
كيف ماتتْ ؟
بنتُ عبد الله في التقرير قالتْ :
أنها قد سمعتْ في بيتها صوتَ بلابلْ !
بنتُ عبدِ الله لن تحيا طويلاً
إنها جاسوسة طبعاً..
وجاري فوضَوِيّ
وشقيقي خائنٌ
وابني مُثيرٌ للقلاقلْ !
سيموتون قريباً
حالما أُرسِلُ تقريري
إلى الحزب المناضلْ
وأنا ؟
بالطبعِ راحلْ
بعدهمْ.. أو قبلهم
لابدّ أن يرحمني غيري
بتقريرٍ مماثلْ
نحن شعبٌ متكافل ْ !(16/40)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، من كلّ ما أخْـ
لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، من كلّ ما أخْـ
رقم القصيدة : 18420
-----------------------------------
لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، من كلّ ما أخْـ
ـشَاهُ، إلاّ بِأحْمَدٍ وَعَلِيِّ
وَبِبِنْتِ الرّسُولِ فَاطِمَة ِ الطُّهْـ
ـرِ، وَسِبْطَيْهِ وَالإمَامِ عَلِيّ
و التقيِّ النقيِّ باقرِ علمِ الـ
ـلّهِ فِينَا، مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ
و ابنهِ "جعفرٍ" و"موسى " ومولا
نا عَليٍّ، أكرِمْ بِه مِنْ عَليّ!
وأبي جَعْفَرٍ سَمِيِّ رَسُولِ الـ
ـلهِ ، ثمَّ ابنهِ الزكيِّ " عليِّ"
و ابنهِ "العسكريِّ " والقائمِ المظـ
ـهِرِ حَقّي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ
فيهمُ أرتجي بلوغَ الأماني
يوم عرضي على الاله العلي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ
عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ
رقم القصيدة : 18421
-----------------------------------
عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ
لَكِنْ لِتَوَقّيهِ
وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشّرَّ
منَ الناسِ يقعْ فيهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ
قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ
رقم القصيدة : 18422
-----------------------------------
قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ
نعمْ ، ويحنو عليه ِ
و ما جنى أوْ تجنى
إلاَّ اعتذرتُ إليه ِ
فَكَيْفَ أمْلِكُ قَلْبي،
وَالقَلْبُ رَهْنٌ لَدَيْهِ؟
وَكَيفَ أدْعُوهُ عَبدي،
و عهدتي في يديهِ ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألوردُ في وجنتيهِ ،
ألوردُ في وجنتيهِ ،
رقم القصيدة : 18423
-----------------------------------
ألوردُ في وجنتيهِ ،
وَالسِّحْرُ في مُقْلَتَيْهِ!
وَإنْ عَصَاهُ لِسَاني
فَالقَلْبُ طَوْعُ يَدَيْهِ!
يَا ظَالِماً، لَسْتُ أدْرِي
أدعو لهُ ، أمْ عليهِ !
أنَا إلى الله مِمّا
دفعتُ منهُ إليهِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لمنِ الجدودُ الأكرمو(16/41)
لمنِ الجدودُ الأكرمو
رقم القصيدة : 18424
-----------------------------------
لمنِ الجدودُ الأكرمو
نَ ، من الورى ، إلا ليهْ ؟
مَنْ ذَا يَعُدّ، كَمَا أعُدّ،
منَ الجدودِ العاليهْ ؟
مَنْ ذَا يَقُومُ لِقَوْمِهِ،
بينَ الصفوفِ ، مقاميهْ ! ؟
مَنْ ذَا يَرُدّ صُدُورَهُـ
ـنّ، إذَا أغَرْنَ عَلانِيَهْ؟
أحْمِي حَرِيمِي أنْ يُبَا
حَ، وَلَستُ أحْمي مَالِيَهْ!
وتخافني كومُ اللقا
حِ ، وقدْ أمنَّ عداتيهْ
تمسي ، إذا طرقَ الضيو
فُ ، فناؤها بفنائيهْ
ناري ، على شرفٍ تأجـ
ـجُ، لِلضُّيُوفِ السّارِيَهْ
يَا نَارُ، إنْ لَمْ تَجْلِبِي
ضيفاً ، فلستُ بناريهْ !
والعزُّ مضروبُ السرا
دِقِ وَالقِبَابِ الجَارِيَهْ
يَجْني وَلا يُجْنَى عَلَيْـ
ـهِ، وَيَتّقِي الجُلّى بِيَهْ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> انظرْ لضعفي ، ياقويُّ !
انظرْ لضعفي ، ياقويُّ !
رقم القصيدة : 18425
-----------------------------------
انظرْ لضعفي ، ياقويُّ !
وَكُنْ لِفَقْرِي، يَا غَنيْ!
أحسنْ إليَّ ؛ فإنني
عبدٌ إلى نفسي مسيّ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ
رقم القصيدة : 18426
-----------------------------------
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ
مَا خِفْتُ أسْبَابَ المَنِيّهْ
وَلَكَانَ لي، عَمّا سَأَلْـ
ـتُ منَ الفدا ، نفسٌ أبيهْ
لكنْ أردتُ مرادها ،
وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلى الدّنِيّهْ
وَأرَى مُحَامَاتي عَلَيْـ
ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَ الحَمِيّهْ
أمستْ بـ " منبج " ، حرة ً
بالحُزْنِ، من بَعدي، حَرِيّهْ
لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ ،
أوْ طارقٌ بجميلِ نيهْ
لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُ الحَوَا
دثِ أرضَ هاتيكَ التقيهْ
لَكِنْ قَضَاءُ الله، وَالـ
أحكامُ تنفذُ في البريهْ
وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّ ذِي
رُزْءٍ عَلى قَدْرِ الرّزِيّهْ
لا زَالَ يَطْرِقُ مَنْبِجاً،
في كلِّ غادية ٍ ، تحيهْ
فيها التقى ، والدينُ مجـ(16/42)
ـمُوعَانِ في نَفْسٍ زَكِيّهْ
يَا أُمّتَا! لا تَحْزَني،
وثقي بفضلِ اللهِ فيَّهْ !
يَا أُمّتَا! لا تَيّأسِي،
للهِ ألطافٌُ خفيهْ
كَمْ حَادِثٍ عَنّا جَلا
هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْ بَلِيّهْ
أوصيكِ بالصبرِ الجميـ
ــلِ ! فإنهُ خيرُ الوصيهْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،
مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،
رقم القصيدة : 18427
-----------------------------------
مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،
العمرُ ما تمَّ بهِ السرورُ !
أيامُ عزي ، ونفاذِ أمري
هي التي أحسبها منْ عمري
مَا أجْوَرَ الدّهْرَ عَلى بَنِيهِ!
وأغدرَ الدهرَ بمنْ يصفيهِ !
لوْ شئتُ مما قدْ قللنَ جدَّا
عَدَدْتُ أيّامَ السّرُورِ عَدّا
أنعتُ يوماً ، مرَّ لي بـ " الشامِ " ،
ألذَّ ما مرَّ منَ الأيامِ
دَعَوْتُ بِالصَّقّارِ، ذاتَ يَوْمِ،
عندَ انتباهي ، سحراً من نومي
قلتُ لهُ : اخترْ سبعة ً كباراً
كُلٌّ نَجِيبٌ يَرِدُ الغُبَارَا
يَكُونُ لِلأرْنَبِ مِنْهَا اثْنَانِ،
وخمسة ٌ تفردُ للغزلانِ
وَاجْعَلْ كِلابَ الصّيْدِ نَوْبَتَينِ
ترسلُ منها اثنينِ بعدَ اثنين
و لاَ تؤخرْ أكلبَ العراضِِ!
فَهُنّ حَتْفٌ لِلظِّبَاءِ قَاضِ
ثم تقدمتُ إلى الفهادِ
وَالبَازيَارِينَ بِالاسْتِعْدَادِ
وقلتُ : إنًَّ خمسة ً لتقنعُ
وَالزُّرّقَانِ: الفَرْخُ وَالمُلَمَّعُ
و أنتَ ، يا طباخُ ، لا تباطا!
عجلْ لنا اللباتِ والأوساطا !
ويا شرابي البلقسياتِ
تَكُونُ بِالرّاحِ مُيَسَّرَاتِ
بِالله لا تَسْتَصْحِبُوا ثَقِيلا!
واجتنبوا الكثرة َ والفضولا !
ردوا فلاناً ، وخذوا فلانا!
وَضَمّنُوني صَيْدَكُمْ ضَمَانَا!
فاخترتُ ، لمَّا وقفوا طويلا،
عشرينَ ، أو فويقها قليلا
عِصَابَة ٌ، أكْرِمْ بِهَا عِصَابَهْ،
معروفة ٌ بالفضلِ والنجابه
ثُمّ قَصَدْنَا صَيْدَ عَينِ قَاصِرِ
مَظِنّة َ الصّيْدِ لِكُلّ خَابِرِ
جئناهُ والشمسُ ، قبيلَ المغربِ(16/43)
تَختالُ في ثَوْبِ الأصِيلِ المُذهَب
وَأخذَ الدُّرّاجُ في الصّيَاحِ،
مُكْتَنِفاً مِنْ سَائِرِ النّوَاحي
في غَفْلَة ٍ عَنّا وَفي ضَلالِ،
ونحنُ قد ْ زرناهُ بالآجالِ
يَطْرَبُ للصُّبْحِ، وَلَيسَ يَدرِي
أنَّ المنايا في طلوعِ الفجرِ
حَتى إذَا أحْسَسْتُ بِالصّبَاحِ
ناديتهمْ : " حيَّ على الفلاحِ ! "
نحنُ نصلي والبزاة ُ تخرجُ
مُجَرَّدَاتٍ، وَالخُيُولُ تُسْرَجُ
فقلتُ للفهادِ : فامضِ وانفردْ
وَصِحْ بنا، إنْ عنّ ظبيٌ، وَاجتَهِدْ
فلمْ يزلْ ، غيرَ بعيدٍ عنا ،
إليهِ يمضي ما يفرُّ منا
وَسِرْتُ في صَفٍّ مِنَ الرّجالِ،
كَأنّمَا نَزْحَفُ لِلْقِتَالِ
فما استوينا كلنا حتى وقفْ
لَمّا رَآنَا مَالَ بِالأعْنَاقِ
ثمَّ أتاني عجلاً ، قالَ : ألسبقْ !
فقُلتُ: إن كانَ العِيانُ قد صَدَقْ
سِرْتُ إلَيْهِ فَأرَاني جَاثِمَهْ
ظَنَنْتُهَا يَقْظَى وكَانَتْ نائِمَهْ
ثُمّ أخَذتُ نَبَلَة ً كانَتْ مَعي،
وَدُرْتُ دَوْرَيْنِ وَلَمْ أُوَسَعِ
حتى تمكنتُ ، فلمْ أخطِ الطلبْ ،
لكلِّ حتفٍ سببٌ منَ السببْ
وَضَجّتِ الكِلابُ في المَقَاوِد،
تَطْلُبُهَا وَهْيَ بِجُهْدٍ جَاهِدِ
وَصِحْتُ بِالأسْوَدِ كَالخُطّافِ
ليسَ بأبيضٍ ولا غطرافِ
ثمَّ دعوتُ القومَ : هذا بازي !
فأيكم ْ ينشطُ للبرازِ ؟
فقالَ منهمْ رشأٌ : " أنا ، أنا! "
وَلَوْ دَرَى مَا بِيَدي لأذْعَنَا!
فَقُلْتُ: قَابِلْني وَرَاءَ النّهْرِ،
أنْتَ لِشَطْرٍ وَأنَا لِشَطْرِ!
طارتْ لهُ دراجة ٌ فأرسلا
أحْسَنَ فِيهَا بَازُهُ وَأجمَلا
عَلَّقَهَا فَعَطْعَطُوا، وَصَاحُوا،
و الصيدُ منْ آلتهِ الصياحُ !
فقلتُ : ما هذا الصياحُ والقلقْ ؟
أكُلُّ هذا فَرَحٌ بِذا الطَّلَقْ؟
فقالَ : إنَّ الكلبَ يشوي البازا
قَد حَرَزَ الكَلْبُ، فَجُزْ، وَجَازَا
فلمْ يزلْ يزعقُ : يا مولائي !
وَهْوَ كَمِثْلِ النّارِ في الحَلْفَاءِ
طارتْ ، فأرسلتُ فكانتْ سلوى
حَلّتْ بِهَا قَبْلَ العُلُوّ البَلْوَى(16/44)
فَمَا رَفَعْتُ البَازَ حَتى طَارَا
آخَرُ عَوْداً يُحْسِنُ الفِرَارَا
أسودُ ، صياحٌ ، كريمٌ ، كرَّزُ ،
مُطرَّزٌ، مُكَحَّلٌ، مُلَزَّزُ
عليهِ ألوانُ منَ الثيابِ
مِنْ حُلَلِ الدّيبَاجِ وَالعُنّابي
فلمْ يزلْ يعلو وبازي يسفلُ
يحرزُ فضلَ السبقِ ليسَ يغفلُ
يَرْقُبُهُ مِنْ تَحْتِهِ بِعَيْنِهِ،
وَإنّمَا يَرْقُبُهُ لِحيْنِه
حتى إذا قاربَ ، فيما يحسبُ ،
معقلهُ ؛ والموتُ منهُ أقربُ
أرْخَى لَهُ بِنَبْجِهِ رِجْلَيْهِ،
والموتُ قدْ سابقهُ إليهِ
صِحْتُ وَصَاحَ القَوْمُ بالتّكْبيرِ،
وغيرنا يضمرُ في الصدورِ
ثمّ تَصَايَحْنَا فَطَارَتْ وَاحِدَهْ
شيطانة ٌ منْ الطيورِ ماردهْ
من قربٍ فأرسلوا إليها
وَلَمْ تَزَلْ أعْيُنُهُمْ عَلَيْهَا
فَلَمْ يُعَلِّقْ بَازُهُ وَأدّى
مِنْ بَعْدِ مَا قَارَبَهَا وَشَدّا
صحتُ : أهذا البازُ أمْ دجاجهْ ؟
ليتَ جناحيهِ على دراجهْ
فاحمرتِ الأوجهُ والعيونُ
وَقَالَ: هَذا مَوْضِعٌ مَلْعُونُ
إنْ لزَّها البازُ أصابتْ نبجا
أوْ سقطتْ لمْ تلقَ إلاَّ مدرجا
اعدلْ بنا للنبجِ الخفيفِ
وَالمَوْضِعِ المُنْفَرِدِ المَكْشُوفِ
فقثلتُ : هذي حجة ٌ ضعيفة ْ
وغرَّة ٌ ظاهرة ٌ معروفهْ
نحنُ جميعاً في مكانٍ واحدِ ،
فَلا تُعَلِّلْ بِالكَلامِ البَارِدِ!
قصَّ جناحيهِ يكنْ في الدارِ
معَ الدباسي ، ومعَ القماري !
وَاعْمِدْ إلى جُلْجُلِهِ البَدِيعِ،
فاجعلهُ في عنزٍ منَ القطيعِ!
حتى إذا أبْصَرْتُهُ، وَقد خَجِلْ،
قُلتُ: أرَاهُ، فارِهاً، على الحَجَلْ
دعهُ ، وهذا البازُ فاطردْ بهِ
تَفَادِياً مِنْ غَمّهِ وَعَتْبِهِ!
وقلتُ للخيلِ ، التي حولينا :
تَشَاهَدُوا كُلُّكُمُ عَلَيْنَا!
بِأنّهُ عَارِيَة ٌ مَضْمُونَه،
يُقِيمُ فِيهَا جَاهَهُ وَدِينَهْ
جئتُ ببازٍ حسنٍ مبهرجِ
دُونَ العُقَابِ وَفُوَيقَ الزُّمَّجِ
زينٍِ لرائيهِ ، وفوقَ الزينِ ،
يَنْظُرُ مِنْ نَارَيْنِ في غَارَيْنِ
كأنَّ فوقَ صدرهِ والهادي(16/45)
آثَارَ مَشْيِ الذَّرّ في الرّمَادِ
ذِي مِنْسَرٍ فَخْمٍ وَعَيْنٍ غائِرَهْ،
وفخذٍ ملءَ اليمينِ وافرهْ
ضَخْمٍ، قَرِيبِ الدَّسْتَبَانِ جِدّا
يَلْقَى الّذِي يَحمِلُ مِنهُ كَدّا
وَرَاحة ٍ تَغْمُرُ كَفّي سَبْطَهْ
زَادَ عَلى قَدْرِ البُزَاة ِ بَسْطَهْ
سُرّ، وَقالَ: هاتِ! قلتُ: مَهْلا!
احلفْ على الردِّ!"فقالَ:كلاَ!
أما يميني ، فهي عندي غاليهْ
وكلمتي مثلً يميني وافيه
قُلْتُ: فَخُذْهُ هِبَة ً بِقُبْلَة !
فَصَدّ عَني، وَعَلَتْهُ خَجْلَهْ
فلمْ أزلْ أمسحهُ حتى انبسطْ
وَهَشّ للصّيدِ قَلِيلاً، وَنَشَطْ
صحتُ بهِ :اركبْ ! فاستقلَّ عنْ يدِ
مُبادِراً أسرَعَ مِنْ قَوْلِ: قَدِ!
وَضَمّ ساقَيهِ وَقَالَ: قَدْ حَصَلْ!
قلتُ لهُ:"الغدرة ُ منْ شرِّ العملْ !"
سرتُ ، وسارَ الغادرُ العيارُ
ليسَ لطيرٍ معنا مطارُ
ثمَّ عدلنا نحونهرِ الوادي ،
وَالطّيْرُ فِيهِ عَدَدُ الجَرَادِ
أدَرْتُ شَاهِينَيْنِ في مَكَانِ
لكثرة ِ الصيدِ معَ الإمكانِ
دارا علينا دورة ً وحلقا ،
كِلاهُمَا، حَتى إذَا تَعَلّقَا
تَوَازَيَا، وَاطّرَدَا اطّرَادا،
كالفارسينِ التقيا أو كادا
ثَمّتَ شَدَّا فَأصَابَا أرْبَعَا
ثَلاثَة ً خُضْراً، وَطَيْراً أبْقَعَا
ثمَّ ذبحناها ، وخلصناهما
وَأمْكَنَ الصّيْدُ فَأرْسَلْنَاهُمَا
فَجَدّلا خَمْساً مِنَ الطّيُورِ،
فَزَادَني الرّحْمَنُ في سُرُورِي
أربعة ً منها أنيسيانِ
وَطَائِراً يُعْرَفُ بالِبَيْضَاني
خَيْلٌ نُنَاجِيهِنّ كَيْفَ شِينَا
طيعة ٌ ، ولجمها أيدينا
وهيَ إذا ما استصعبَ القيادهْ
صَرّفَهَا الجُوعُ عَلى الإرَادَهْ
تَسَاقَطَتْ مَا بَيْنَنَا مِنَ الفَرَقْ
حتى أخذنا ما أردنا منها
ثُمّ انْصَرَفْنَا رَاغِبِينَ عَنْهَا
إلى كراكيَّ بقربِ النهرِ
عشراً نراها ، أو فويقَ العشرْ
لَمّا رآها البَازُ، من بُعْدٍ، لَصَقْ
وَحَدّدَ الطّرْفَ إلَيْهَا وَذَرَقْ
فَقُلْتُ: قد صَادَ، وَرَبِّ الكَعبهْ،
فدارَ حتى أمكنتْ ثمَّ نزلْ(16/46)
فَحَطّ مِنْهَا أفْرَعاً مِثلَ الجَمَلْ
ما انحطَّ إلاَّ وأنا إليهِ
ممكناً رجليَّ منْ رجليهِ
جلستُ كيْ أشبعهُ إذا هيهْ
قد سَقطَتْ من عَن يَمينِ الرَابِيَهْ
فَشلْتُهُ أرْغَبُ في الزّيَادَة ،
وَتِلْكَ للطّرَادِ شَرُّ عَادَة
لَمْ أَجْزِهِ بِأحْسَنِ البَلاءِ،
أطَعتُ حِرْصِي، وَعَصَيْتُ دَائي
فلمْ أزلْ أختلها وتختتلْ ،
وإنما نختلها إلى أجلْ
عمدتُ منها لكبيرٍ مفردِ
يمشي بعنقٍ كالرشاءِ المحصدِ
طارَ ، وما طارَ ليأتيهِ القدرْ ،
وهلْ لما قدْ حانَ سمعٌ أوْ بصرْ ! ؟
حتى إذا جدلهُ كالعندلِ ،
أيقنتُ أنَّ العظمَ غيرُ الفصلِ
ذَاكَ، عَلى مَا نِلْتُ مِنهُ، أمْرُ
عثرتُ فيهِ وأقالَ الدهرُ !
خيرٌ منَ النجاحِ للإنسانِ
صحتُ إلى الطباخِ : ماذا تنتظر؟
انزِلْ عنِ المهرِ، وَهَاتِ ما حَضَرْ
جَاءَ بِأوْسَاطٍ، وَجُرْدِ تَاجِ،
منْ حجلِ الصيدِ ومنْ دراجِ
فما تنازلنا عنِ الخيولِ،
يمنعنا الحرصُ عنِ النزولِ
وَجِيءَ بِالكَأسِ وَبالشّرَابِ،
فَقُلتُ: وَفّرْهَا على أصْحابي!
أشْبَعَني اليَوْمَ وَرَوّاني الفَرَحْ،
فقدْ كفاني بعضُ وسطٍ وقدحْ
ثمَّ عدلنا نطلبُ الصحراءَ ،
نَلْتَمِسُ الوُحُوشَ وَالظّبَاءَ
عَنّ لَنَا سِرْبٌ بِبَطْنِ الوَادِي
قَدْ صَدَرَتْ عَنْ مَنهَلٍ رَوِيِّ،
منْ غبرِ الوسميِّ والوليِّ
ليسَ بمطروقٍ ولا بكيِّ،
ومرتعٍ مقتبلٍ جنيّ
رعينَ فيهِ ، غيرَ مذعوراتِ ،
مرَّ عليهِ غدقُ السحابِ
بواكفٍ ، متصلِ الربابِ
مازالَ في خفضٍ ، وحسنِ حالِ
حَتى أصَابَتْهُ بِنَا اللّيَالي
سِرْبٌ حَمَاهُ الدّهْرُ مَا حَمَاهُ
لَمّا رَآنَا ارْتَدّ مَا أعْطَاهُ
بادرتُ بالصقارِ والفهادِ
حَتى سَبَقْنَاهُ إلى المِيعَادِ
فَجَدَّلَ الفَهْدُ الكَبِيرَ الأقْرَنَا،
شدَّ على مذبحهِ واستبطنا
وجدَّلَ الآخرُ عنزاً حائلاً
رَعَتْ حمى الغَوْرَينِ حَوْلاً كاملا
ثُمّ رَمَيْنَاهُنّ بِالصّقُورِ
فَجِئْنَهَا بِالقَدَرِ المَقْدُورِ(16/47)
أفْرَدْنَ مِنها في القَرَاحِ وَاحِدَة
قدْ ثقلتْ بالخصرِ وهيَ جاهدهْ
مَرّتْ بِنَا، وَالصّقْرُ في قَذالِهَا
يُؤذِنُهَا بِسيِّءٍ مِنْ حَالِهَا
ثمَّ ثناها وأتاها الكلبُ
هما ، عليها ، والزمانُ إلبُ
فَلَمْ نَزَلْ نَصِيدُهَا وَنَصْرَعُ
حَتى تَبَقّى في القطِيعِ أرْبَعُ
ثمَّ عدلنا عدلة ً إلى الجبلْ
إلى الأراوي ، والكباشِ والحجلْ
فَلَمْ نَزَلْ بِالخَيْلِ وَالكِلابِ
نحوزها حوزاً ، إلى الغيابِ
ثمَّ انصرفنا ، والبغالُ موقرهْ ،
في لَيلَة ٍ، مثلِ الصّبَاحِ، مُسفِرَهْ
حتى أتينا رحلنا بليلِ ،
وَقَدْ سُبِقْنَا بِجِيَادِ الخَيْلِ
حتى عددنا مئة ً وزيدا
فلمْ نَزَلْ نَقلي، وَنشِوي، وَنصُبْ،
حَتى طَلَبْنَا صَاحِياً فَلَمْ نُصِبْ
شُرْباً، كمَا عَنّ، مِنَ الزِّقَاقِ
بغيرِ ترتيبٍ ، وغيرِ ساقِ
فَلَمْ نَزَلْ سَبْعَ لَيَالٍ عَدَدا
أسعدَ مَن رَاحَ، وَأحظَى مَن غَدا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني
ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني
رقم القصيدة : 18428
-----------------------------------
ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني
وأبا بنيك فساءني في المجلس
إنّ الذليلَ لمن تزور ركابه
رهط ابن جحشٍ في الخطوب الحوّس
قَبَحَ الإلهُ قَبِيلَة ً لَمْ يَمْنَعُوا
يَوْمَ المُجَيْمِر جَارَهُمْ من فَقْعَسِ
أبلغ بني جحشٍ بأنّ نجارهم
لؤمٌ وأنّ أباهمُ كالهجرس
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أنْ رأى رَجُلاً
ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أنْ رأى رَجُلاً
رقم القصيدة : 18429
-----------------------------------
ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أنْ رأى رَجُلاً
ذا حاجة ٍ عاش في مستوعرٍ شاس
جاراً لقومٍ أطالوا هون منزله
و ابْعَثْ يَسَاراً إلى وفْرٍ مُذَمَّمَة ٍ
مَلُّوا قِراهُ وهَرَّتْهُ كِلابُهُمُ
و جَرَّحُوهُ بأنْيَابٍ وأضْرَاسِ
دع المكارم لا ترحلْ لبغيتها
و اقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي(16/48)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أمير المخبرين
أمير المخبرين
رقم القصيدة : 1843
-----------------------------------
تهتُ عنْ بيتِ صديقي
فسألتُ العابرين
ْ
قيلَ لي امشِ يَساراً
سترى خلفكَ بعضَ المخبرينْ
حِدْ لدى أولهمْ
سوفَ تُلاقي مُخبراً
يَعملُ في نصبِ كمينْ
اتَّجِهْ للمخبرِ البادي أمامَ المخبرِ الكامنِ
واحسبْ سبعة ، ثم توقفْ
تجدِ البيتَ وراءَ المخبرِ الثامنِ
في أقصى اليمينْ
سلَّم اللهُ أميرَ المخبرينْ
فلقدْ أتخمَ بالأمنِ بلادَ المسلمينْ
أيها النّاسُ اطمئنوا
هذه أبوابكمْ محروسة في كلِّ حينْ
فادخلوها بسلامٍ آمنينْ .
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فلا وأبيك ما ظلمتْ قريعٌ
فلا وأبيك ما ظلمتْ قريعٌ
رقم القصيدة : 18430
-----------------------------------
فلا وأبيك ما ظلمتْ قريعٌ
بأنْ يَبْنُوا المَكَارِمَ حيث شاؤوا
و لا وأبيك ما ظلمت قريعٌ
بِعَثْرَة ِ جَارِهم أنْ يَنْعَشُوها
فيبني مجدها ويقيم فيها
و يمشي إن أريد به المشاءُ
و إنَّ الجار مثلُ الضّيف يعدوا
لِوِجْهَتِهِ وإنْ طالَ الثَّواءُ
و إني قَدْ عَلِقْتُ بِحَبْلِ قَوْمٍ
أَعَانَهُمُ على الحَسَبِ الثراءُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ
من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ
رقم القصيدة : 18431
-----------------------------------
من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ
لا يذهبُ العرفُ بين الله والناس
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> و فِتْيانِ صِدْقٍ من عَدِيٍّ عَلَيْهمُ
و فِتْيانِ صِدْقٍ من عَدِيٍّ عَلَيْهمُ
رقم القصيدة : 18432
-----------------------------------
و فِتْيانِ صِدْقٍ من عَدِيٍّ عَلَيْهمُ
صَفَائحُ بُصْرَى عُلِّقَت بالعَواتِقِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> و لست أرى السّعادة جمع مالٍ
و لست أرى السّعادة جمع مالٍ
رقم القصيدة : 18433
-----------------------------------
و لست أرى السّعادة جمع مالٍ(16/49)
و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
و تقوى الله خير الزّاد ذخراً
و عند الله للأتقى مزيدُ
وما لا بدّ أن يأتي قريب
و لكنّ الذي يمضي بعيد
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا طرقتنا بعد ما هجدوا هندُ
ألا طرقتنا بعد ما هجدوا هندُ
رقم القصيدة : 18434
-----------------------------------
ألا طرقتنا بعد ما هجدوا هندُ
و َقَدْ سِرْنَ غَوْرَاً واستبان لنا نَجْدُ
ألا حبّذاً هندٌو أرضٌ بها هندُ
و هِنْدٌ أتى مِنْ دُونها النَّأْيُ والبُعْدُ
وإنَّ التي نَكَّبْتها عن مَعَاشِرٍ
على ّ غضابٍ أن صددتُ كما صدّوا
أتت آل شماس بن لأيٍ وإنّما
أتاهُمُ الأحْلامُ والحَسَبُ العِدُّ
فإنَّ الشَّقِيَّ من تُعَادِي صدُورُهم
و ذو الجَّدِّ مَنْ لانُوا إليه ومَنْ ودُّوا
يَسُوسون أحلاماً بَعِيداً أنَاتُها
و إن غصبوا جاء الحفيظة والجدّ
أولئك قومٌ إنْ بَنَوْا أحْسَنُوا البُنَى
و إن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
و إنْ كانت النَّعْمَاءُ فيهم جَزَوْا بها
و إن أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا
مَغاويرُ أبطالٌ مَطاعيمُ في الدُّجَى
بَنَى لهُمُ آباؤهم وبَنَى الجَدُّ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> والله ما راموا امرأًَ جنباً
والله ما راموا امرأًَ جنباً
رقم القصيدة : 18435
-----------------------------------
والله ما راموا امرأًَ جنباً
من آل لأي بن شمّاسٍ بأكياس
ما كَانَ ذَنْبُ بَغِيضٍ لا أبا لكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحْدُو آخِرَ النَّاسِ
لَقَدْ مَرَيْتُكُمُ لَو أنَّ دِرَّتَكُمْ
يَومَاً يجيءُ بها مُسْحِي وإِبْسَاسِي
و قد مَدَحْتُكُمُ عَمْداً لأُرْشِدَكُمْ
كيما يكون لكم متحي وإمراسي
فما ملكت بأن كانت نفوسكم
كَفَارِكٍ كَرِهَتْ ثَوْبِي وإلْبَاسِي
حتى إذا ما بَدَا لي غَيْبُ أنفسِكم
و لَمْ يَكُنْ لِجِرَاحِي فيكُمُ آسي
أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم
ولن ترى طارداً للحرِّ كالياس
ذا فاقة ٍ عاش في مستوعرٍ شاس(16/50)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا طرقت هندُالهنود وصحبتي
ألا طرقت هندُالهنود وصحبتي
رقم القصيدة : 18436
-----------------------------------
ألا طرقت هندُالهنود وصحبتي
بٍحَوْرَانَ حَوْرَانِ الجُنُودِ هُجُودُ
فَلَمْ تَرَ إلاَّ فِتْيَة ً ورِحَالَهم
وجُرْداً على أَثْبَاجِهِنَّ لُبُودُ
وكم دون هندٍ من عدوٍّ وبلدة ٍ
بها للعتاق الناجيات بريد
و خَرْقٍ يَجُرُّ القَوْمَ أنْ ينطقوا به
و تَمْشِي به الوَجْنَاءُ وهي لَهِيدُ
كأن لم تقم أظعان هندٍ بملتوى
ولم ترع في الحيِّ الحلال ثرود
و لَمْ تَحْتَلِلْ جَنْبَي أُثالَ إلى المَلا
ولم ترعَ قوّا حذيمٍ وأسيد
بها العَينُ يَحْفِرْنَ الرُّخَامَى كَأَنَّهَا
نَصَارَى على حِيْنِ الصَّلاة ِ سُجُودُ
إذا حدّثت أنَّ الذي بيَ قاتلي
مِنَ الحُبِّ قَالَتْ: ثابَتٌ وَيَزِيدُ
إذا ما نأت كانت لقلبي علاقة ً
وفي الحيِّ عنها هجرة ٌ وصدود
سَخُونُ الشِّتاءِ يُدْفِىء ُ القُرَّ مَسُّها
وفي الصَّيْفِ جَمَّاءُ العِظَامِ بَرُودُ
عَبِيرٌ ومِسْكٌ آخِرَ اللّيلِ نَشْرُها
به بَعْدَ عِلات البَخِيلِ تَجُودُ
تّذَكَّرْتُ هِنْداً فالفُؤادُ عَمِيدُ
وشطّت نواها فالمزار بعيدُ
تَذَكَّرْتُها فَارْفَضَّ دَمْعِي كأَنَّهُ
نثير جمانٍ بينهنَّ فريد
غفولٌ فلا تخشى غوائل شرّها
عَنِ الزَّادِ مِيسَانُ العَشِيِّ رَقُودُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا أبلغَ بني عوف بن كعبٍ
ألا أبلغَ بني عوف بن كعبٍ
رقم القصيدة : 18437
-----------------------------------
ألا أبلغَ بني عوف بن كعبٍ
فهل قومٌ على خلقٍ سواءُ
عطاردها وبهدلة َ بن عوفٍ
فهل يشفي صدوركمُ الشّفاءُ
ألمْ أكُ نائياً فدعوتموني
فجاء بي المواعدُ والدُُّعاءُ
ألمْ أكُ جاركم فتركتموني
لكلبي في دياركمُ عواءُ
و آنَيْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيْلٍ
أو الشِّعْرَى فطالَ بِيَ الأَنَاءُ
فلما كنتُ جَارَكُمُ أَبَيْتُمْ
و شَرُّ مَواطِنِ الحَسَبِ الإِبَاءُ(16/51)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي
و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي
رقم القصيدة : 18438
-----------------------------------
و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي
وفيكم كان-لو شئتم-حباء
و لَمَّا أنْ مَدَحْتُ القَوْمَ قُلْتُمْ
هجوت ولا يحلُّ لك الهجاءُ
ألم أكُ مسلماً فيكون بيني
و بينكمُ المودَّة ُ والإخاءُ
فلَمْ أَشْتُمْ لكُمْ حَسَبَاً ولكن
حدوت بحيث يستمعُ الحداءُ
ولا وأبيك ما ظلمت قريعٌ
ولا برموا بذاك ولا أساءوا
فَيَغْبُرَ حَوْلَهُ نَعَمٌ وشَاءُ
فيبني مجدهم ويقيم فيها
و يمشي إن أريد له المشاءُ
هُمُ المتضمِّنون على المنايا
بِمَالِ الجار ذلكُمُ الوَفَاءُ
همُ الآسون أُمَّ الرأس لمّا
تواكلهم الأطبّة ُ والإساءُ
و إنّ بَلاءَهُم ما قد عَلِمْتُمْ
لدى الذّاعي إذا رُفِع اللّواء
إذا نزل الشّتاء بجار قومٍ
تجنّب جار بيتهمُ الشّتاءُ
فَأَبْقُواـ لاَأَبالَكُمُ ـ عَلَيْهم
فإن ملامة المولى شقاءُ
وإنّ أباكُمُ الأَدْنَى أَبُوهُمْ
وإن صدورهُم لكُمُ براءُ
وإن سعاتُهمْ لكُمُ سُعاة ٌ
وإنّ نَمَاءَهُمْ لكُمُ نَمَاءُ
على الأَيَّامِ إن نَفَعَ البَلاءُ
و ثَغْرٍ لا يُقَامُ به كَفَوْكُمْ
و لم يكُ دونهم لكمُ كفاءُ
بجمهورٍ يحارُ الطّرف فيه
يظلُّ معضّلاً منه الفضاءُ
و لَمَّا أنْ دَعَوْتُ أخي بغيضاً
أتاني حيثُ أسمعهُ الدّعاء
و قد قالت أمامة ُ هل تعزّى
فقلتُ أُمَيْمُ قد غُلِبَ العَزاء
إذا ما العَيْنُ فَاضَ الدّمعُ منها
أَقُوْلُ بها قَذًى وهُوَ البُكَاءُ
لَعَمْرُكَ ما رأيتُ المَرْءَ تَبْقَى
طَرِيقَتُهُ وإنْ طالَ البَقَاءُ
على رَيْب المَنُونِ تَدَاوَلَتْهُ
فَأَفْنَتْهُ وليس لها فَناءُ
إذا ذهب الشبابُ فبانَ منهُ
فليس لما مضى منه لقاءُ
يَصَبُّ إلى الحياة ويَشْتَهِيهَا
وفي طُولِ الحياة له عَناءُ
فمنها أنْ يُقَادَ به بَعِيرٌ
ذلولٌ حين يهترشُ الضراءُ
و منها أن ينوءَ على يديه(16/52)
ويَظْهَرَ في تَرَاقِيهِ انْحِنَاءُ
و يأخذه الهُداجُ إذا هداهُ
وليدُ الحيِّ في يده الرّداءُ
و ينظرُ حوله فيرى بنيه
حِواءً مِنْ ورَائِهِمُ حِوَاءُ
و يَحْلِفُ حَلْفَة ً لِبَنِي بَنيه
لأمسوا مُعطِشين وهم رواءُ
و يأمرْ بالجمال فلا تعشّى
إذا أمْسَى وإنْ قَرُبَ العَشَاءُ
تَقُولُ له الظَّعِينَة ُ أَغْنِ عَنِّي
بعيرك حين ليس به غناءُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً
طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً
رقم القصيدة : 18439
-----------------------------------
طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً
يا حسنهُ مِن قوام ما ومُنتقبا
إذ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضهُ
حَمْشِ اللَّثاثِ ترى في غربه شنبا
قد أخلقت عهدها مِن بَعْدِ جِدَّتِهِ
و كذّبَتْ حبَّ ملهوفٍ وما كذبا
بِحَيْثُ يَنْسَى زِمَامَ العَنْسِ رَاكِبُها
ويُصْبِحُ المرءُ فيها نَاعِساً وصِبَا
مُسْتَهْلِكِ الوِرْدِ كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَت
أيدي المَطِيِّ به عَادِيَّة ً رُغُبا
يَجتازُ أجوازَ قفْرٍ من جوانِبِه
يأوي إليه ويَلْقى دونه عَتَبَا
إذا مَخارمُ أَحْناءٍ عرَضْنَ له
لم يَنْبُ عنها وخاف الجَوْرَ فَاعتَتَبَا
و الذّئب يطرُقُنا في كلِّ منزلة ٍ
عَدْوَ القرينين في آثارنا خببا
قالت أمامة لا تَجزعْ فقلتُ لها
إنَّ العَزاءَ وإنَّ الصَبْرَ قد غُلبا
هلاّالتَمَستِ لنا إنْ كنتِ صادقة ً
ما لا نعيش به في الخرجأ نشبَا
حتى نُجازيَ أقواماً بسعيهمُ
من آل لأيٍ وكانوا سادة ً نجبا
إن امرأً رَهْطُهُ بالشام مَنْزِلُهُ
برملِ يبرين جاراً شدَّ ما اغتربا
لن يَعْدَمُوا رائحاً من إرْثِ مَجْدِهِمُ
و لن يَبِيتَ سِوَاهُمْ حِلْمُهُمْ عَزَبَا
لا بُدَّ في الجدِّ أن تلقى حفيظتهم
يومَ اللقاءِ وعِيصاً دونهم أشِبا
رَدُّوا على جار مولاهمْ بمتلفة ٍ
غَبْرَاءَ ثُمَّتَ يَطْوُوا دونه السَّبَبا
سيري أُمامَ فإنَّ الأكثرين حصَى ً
و الأَكْرَمين إذا ما يُنْسَبُونَ أبا(16/53)
قومٌ همُ الأنفُ والأذاب غيرهمُ
و منْ يسوِّي بأنف الناقة ِ الذّنبا
قَوْمٌ إذا عَقَدوا عَقْداً لِجَارِهِمُ
شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فوقه الكَرَبا
أَبلِغْ سَرَاة َ بني سعدٍ مغلغلة ً
جهدَ الرِّسالة ِ لا ألتاً ولا كذبا
ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ لا أَبَا لَكُمُ
في بائسٍ جاء يحدو أَيْنُقاً شُسُبَا
حَطَّتْ به من بلاد الطَّوْدِ عارية ٌ
حَصَّاءُ لم تَتَّرِكْ دون العَصَا شَذَبا
ماكان ذَنْبُكَ في جارٍ جَعَلْتَ له
عيشاً وقد كان ذاق الموت أو كربا
جارٍ أبيتَ لعوفٍ أن يُسبَّ به
أَلْقَاهُ قَوْمٌ جُفَاة ٌ ضَيَّعُوا الحَسَبَا
أَخْرَجْتَ جارَهُمُ من قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ
لَو لم تُغِثْهُ ثَوَى في قَعْرِهَا حِقَبا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الرقيب
الرقيب
رقم القصيدة : 1844
-----------------------------------
قالَ ليَ الطبيبْ :
خُذ نفساً
فكدتُ ـ من فرط اختناقي
بالأسى والقهر ـ أستجيبْ
لكنني خشيتُ أن يلمحني الرقيبْ
وقال : ممَّ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنني خشيتُ أن يسمعني الرقيبْ
وعندما حيَّرتهُ بصمتيَ الرهيبْ
وجّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاولَ رفعَ هامتي
لكنني خفضتها
ولذتُ بالنحيبْ
قلتُ له : معذرةً يا سيدي الطبيبْ
أودّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنني
أخافُ أنْ .. يحذفهُ الرقيبْ !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَتَانِي وأهْلي بذَاتِ الدِّمَاخِ
أَتَانِي وأهْلي بذَاتِ الدِّمَاخِ
رقم القصيدة : 18440
-----------------------------------
أَتَانِي وأهْلي بذَاتِ الدِّمَاخِ
فما مِنْ مَآبٍ وما مِنْ قَرَبْ
مَسَبُّ ابْنِ لُقْمانَ عِرْضَ امْرِىء ٍ
شَدِيدِ الأَنَاة ِ بَعِيدِ الغَضَبْ
لِقَرْمٍ إذا ما تَسَامَى القُرُومُ
يُقًطِّعُ ظَهْرَ البَعِيرِ الأَزَبْ
و أمُّك حمراءُ زوفيَّة ٌ
لنقلِ الحشيش جُراز الحطب
نبيثٌ الغواة ِ على ثفرها
كَنَبْثِ الثّعالِبِ جُحْرَ السَّرَبْ(16/54)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> وقاتَلْتَ الغَداة َ قِتالَ صِدْقٍ
وقاتَلْتَ الغَداة َ قِتالَ صِدْقٍ
رقم القصيدة : 18441
-----------------------------------
وقاتَلْتَ الغَداة َ قِتالَ صِدْقٍ
فلا شلَّت يداك أبا الّباب
أباح قِتَالُ خارِجَة َ بْنِ حِصْنٍ
لأهل الحزنِ منقطعَ السّحاب
تركت الحيَّ من عمروٍ فولا
وجوناً قد ألمتَ على الرّباب
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أدِبُّ وراءُ نقدة كلّ يومٍ
أدِبُّ وراءُ نقدة كلّ يومٍ
رقم القصيدة : 18442
-----------------------------------
أدِبُّ وراءُ نقدة كلّ يومٍ
ودُونكَ بالمدينة ِ أَلْفُ بابِ
و أحبسُ في القواء المحل بيتي
ودُنَكَ عَازِبٌ صَخِبُ الذُّبَابِ
أُحاذرُ إنْ قَدَرْتَ عليَّ يوماً
عقابك والأليمَ من العذاب
ألست بجاعلي كبني جعيلٍ
هداك الله أوكبني جناب
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لَمَّا رَأَى أنَّ أرْيَافَ القُرى مَنَعَتْ
لَمَّا رَأَى أنَّ أرْيَافَ القُرى مَنَعَتْ
رقم القصيدة : 18443
-----------------------------------
لَمَّا رَأَى أنَّ أرْيَافَ القُرى مَنَعَتْ
وَ حَارَد الكيلُ إلاّ كيلَ محلوبِ
سَدَّ الفِنَاءَ بِمِصْبَاحٍ مُجالِحَة ٍ
شَيْحَانَة ٍ خُلِقَتْ خَلْقَ المَصَاعِيبِ
كوماء دهماء لا يجذو القُراد بها
ثقيلة الوطء لا رَذلٍ ولا نِيب
مِنْ آمِنِ المالِ أبْقَاها لَدَى شَبَثٍ
جَرُّ الكُمَاة ِ بِرَأسٍ أو بِتَلْبيبِ
و حثه الرّكضُ والسِّربالُ سلبغة ٌ
إلى نِداءٍ بِظَهْرِ الغَيْبِ تَثْوِيبِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لَعَمْرِي لقد أَمْسَى على الأَمْرِ سَائِسٌ
لَعَمْرِي لقد أَمْسَى على الأَمْرِ سَائِسٌ
رقم القصيدة : 18444
-----------------------------------
لَعَمْرِي لقد أَمْسَى على الأَمْرِ سَائِسٌ
بصيرٌ بما ضرَّ العدوَّ أريبُ
جريءٌ على ما يكرهٌ المرءُ صدرهُ
ولِلْفَاحِشَاتِ المُنْدِياتِ هَيُوبُ
سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإنَّهُ(16/55)
نجيبٌ فلاهُ في الرِّباط نجيب
سَعِيدٌ فلا يَغْرُرْكَ خِفَّة ُ لَحْمِهِ
تخدَّد عنه اللحمُ وهو صليب
إذا خَافَ إصْعَاباً مِنَ الأَمْرِ صَدْرُهُ
علاه بتات الأمر وهو رَكوب
إذا غِبْتَ عَنَّا غَابَ عَنَّا رَبِيعنا
و نُسْقَى الغَمَامَ الغُرَّ حين تَؤُوبُ
فنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ
إذا الرِّيْحُ هبَّتْ والمكانُ جَدِيبُ
و ما زلت تعطي النفس حتى كأنّما
يظلُّ لأقوامٍ عليك نحوبُ
إليك تناهى كلُّ أمرٍ ينوبُنا
و عند ظلال الموت أنت حسيبُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> حَمِدْتُ إلَهِي أَنَّنِي لَمْ أَجِدْكُمَا
حَمِدْتُ إلَهِي أَنَّنِي لَمْ أَجِدْكُمَا
رقم القصيدة : 18445
-----------------------------------
حَمِدْتُ إلَهِي أَنَّنِي لَمْ أَجِدْكُمَا
عن الجوعِ مأوى ً أو من الخوف مهربا
ضُبَيْبَانِ جَحْلِيَّانِ في آمَنِ الكُدَى
إذا ما أحَسَّا حارِشَ الليل ذَنَّبا
تباعدتُ حتى عيّرا بيّ بعدما
تقرَّبت حتى عيّرا بي التقرُّبا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أشاقتك ليلى في اللِّمام وما جزتْ
أشاقتك ليلى في اللِّمام وما جزتْ
رقم القصيدة : 18446
-----------------------------------
أشاقتك ليلى في اللِّمام وما جزتْ
بِمَا أَزْهَفَتْ يَوْمَ الْتَقَيْنا وضَرَّتِ
كطعم الشّمول طعمُ فيها وفارة ٌ
من المسك منها في المفارقِ ذُرَّتِ
وأشعثَ يشهى النوم قلت له ارتحلْ
إذا ما النُّجومُ أَعْرَضَتْ واسْبَطَرَّتِ
فقامَ يَجُرُّ الثَّوْبَ لَوْ أَنَّ نَفْسَهُ
يقالُ له خذها بكفيك خرّت
أَلاَ هل لِسَهْمٍ في الحَياة ِ فإنَّني
أَرَى الحَرْبَ عن رُوقٍ كَوَالِحَ فُرَّتِ
ولنْ يَفْعَلُوا حتّى تَشُولَ عليهمُ
بفرسانها شول المخاض اقمطّرت
عوابسَ بالشّعث الكماة ِ إذا ابتغوا
عُلاَلَتَها بالمُحْصَدَاتِ أَضَرَّتِ
تُنَازعُ أَبْكَارَ النِّسَاءِ ثِيابَها
إذا خرجت من حلقة ِ الدَّرَّ كُرَّتِ
بِكُلِّ قَناة ٍ صَدْقَة ٍ رُدَنِيَّة ٍ(16/56)
إذا أُكْرِهَتْ لم تَنْأَطِرْ واتْمَأَرَّتِ
و إن الحداد الزُّرق من أسلاتنا
إذا واجَهَتْهُنَّ النُّحُورُ اقْشَعَرَّتِ
وَ لَوْ وَجَدَتْ سَهْمٌ على الغَيِّ ناصِراً
لقد حلبتْ فيها نساءٌ وصرّتِ
و لكن سهماً أفسدت دار غالب
كما أعدتِ الجربُ الصِّحاح فعرَّت
و جُرثُومَة ٍ لا يَبْلُغُ السَّيْلُ أصْلَها
رَسَا وَسْطَ عَبْسٍ عِزُّهَا واستقرَّتِ
و إنَّ المَخَاضَ الأُدْمَ قد حَالَ دُونَها
مِتانٌ من الخرصان لانت وترَّتِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَلا مَنْ لِقَلْبٍ عارِمِ النّظراتِ
أَلا مَنْ لِقَلْبٍ عارِمِ النّظراتِ
رقم القصيدة : 18447
-----------------------------------
أَلا مَنْ لِقَلْبٍ عارِمِ النّظراتِ
يُقَطِّعُ طُولَ الليل بالزَّفَراتِ
إذا ما الثُّريَّا آخِرَ الليلِ أعْنَقَت
كَواكِبُها كالجِزْعِ مُنْحَدِرَاتِ
هنالك لا أخشى مقالة قائلٍ
إذا انتبذ العزّاب في الحجَرات
لهم نَفَرٌ مِثْلُ التُّيوسِ ونِسْوَة ٌ
مما جيرُ مثل الآُتنِ النَّعِرات
لَعَمْرِي لقد جَرَّبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ
قِبَاحَ الوُجُوهِ سَيِّىء العَذِرَاتِ
وجدتكمُ لم تجبُروا عظم مغرمٍ
و لاتنحرون النّيب في الجحراتِ
فإن يصطنعني الله لا أصطنعكمُ
و لا أوتكمْ مالي على العثراتِ
عطاءُ إلهي إذ بخلتم بمالكم
مهاريسُ ترعى عازب القَفَراتِ
مهاريسُ يروي رسلُها ضيفَ أهلها
إذا النَّارُ أبدَتْ أَوْجُهَ الخَفِرَاتِ
عِظَامُ مَقِيل الهَامِ غُلْبٌ رِقَابُها
يُبَاكِرْنَ بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات
يزيلُ القتاد جدبها عن أصوله
إذا ما عَدَتْ مَقْرُرَة ً خَصرَاتِ
إذا أجحر الكلبَ الصقيعُ اتقينهُ
بأثباج لا خورِ ولا قفراتِ
وإنْ طَارَ فيها الحَالِبَانَ اتَّقَتْهُمَا
بجُوفٍ على أيْدِيهِما هَمِرَاتِ
و إن لم يكن إلا الصحاصح روَّحت
مُحَلِّقَة ٌ ضَرَّاتُها شَكِرات
وتَرْعَى بَرَاحاً حَيْثُ لا يَسْتَطيعُها
من الناسِ أهلُ الشاء والحمراتِ(16/57)
إذا أَنْفَدَ المَيَّارُ ما في وعَائِهِ
وفى ْ كيْلَ لا نيبٍ ولا بكراتِ
و ليس بِنَاهِيها عن الحَوْضِ أن تَرَى
مع الذّادة المقشورة العجِراتِ
نزائع آفاق البلاد يزينها
بَرَاطِيلُ في أعناقها البَتِعاتِ
و كم من عدوٍّ قد رأى بكراتها
تَقَطَّعُ فيها نَفْسُهُ حَسَرَاتِ
إذا وَرَدَت من آخر الليل لم تعفْ
حياض الأضا المطروقة الكدراتِ
و غيثٍ جماديٍّ كأنّ تلاعهُ
و حِزَّانَهُ مَكْسُوَّة ٌ حِبَرَاتِ
فظلّ به الشيخُ الذي كان فانياً
يَدِفُّ على عُوجٍ له نَخِراتِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لَعَمْرُكَ ما ذَمَّتْ لَبُونِي ولا قَلَتْ
لَعَمْرُكَ ما ذَمَّتْ لَبُونِي ولا قَلَتْ
رقم القصيدة : 18448
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما ذَمَّتْ لَبُونِي ولا قَلَتْ
مساكنها من نهشلٍ إذ تولَّتِ
لها ما استحبَّتْ من مساكن نهشلٍ
وتسرحُ في ساحاتهم حيث حلَّتِ
و يَمْنَعُها مِنْ أنْ تُضَامَ فوارسٌ
كرامٌ إذ الأخرى من الرَّوعِ شلَّتِ
مساعيرُ غرُّلا تخمُّ لحامهمْ
إذا أمْسَتِ الشِّعْرَى العَبُورُ اسْتَقَلَّتْ
ولو بلغت دون السَّماءِ قبيلة
لزادت عليها نهشلٌ وتغلَّتِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يَعيشُ النَّدَى ما عاشَ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
يَعيشُ النَّدَى ما عاشَ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
رقم القصيدة : 18449
-----------------------------------
يَعيشُ النَّدَى ما عاشَ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
وولَّى النَّدى إنْ نفسُ عمروٍ تولَّتِ
حليفُ النَّدى لمَّا تولَّى خلا النَّدى
فماتتْ عطايا المكثرينِ وقلَّتِ
تَوَارَى النَّدَى لمّا توارتْ عِظَامُهُ
فأَعْظِمْ بِها في المُعْتَفينَ وجَلَّتِ
فلولا بقايا مِنْ بَنِيهِ ورَهْطِهِ
لهانتْ وجوهٌ من ثقيفٍ وذلَّتِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أبا العوائد
أبا العوائد
رقم القصيدة : 1845
-----------------------------------
قرأتُ في الجرائدْ
أنَّ أبا العوائدْ
يبحثُ عنْ قريحةٍ تنبحُ بالإيجارْ(16/58)
تُخرجُ ألفي أسدٍ منْ ثقبِ أنفِ الفارْ
وتحصدُ الثلجَ منَ المواقدْ
ضحكتُ منْ غبائِهِ
لكنني قبلَ اكتمالِ ضحكتي
رأيتُ حولَ قصرهِ قوافل التُّجارْ
تنثرُ فوقَ نعلهِ القصائدْ
لا تعجبوا إذا أنا وقفتُ في اليسار
وحدي ، فرُبَّ واحد
تَكثُرُ عن يمينهِ قوافل
ليستْ سِوى أصفارْ !!
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لَمّا رأيْتُ أنَّ مايَبْتَغِي القِرَى
لَمّا رأيْتُ أنَّ مايَبْتَغِي القِرَى
رقم القصيدة : 18450
-----------------------------------
لَمّا رأيْتُ أنَّ مايَبْتَغِي القِرَى
وأنَّ ابْنَ أَعْيَى لامحالة فاضِحِي
سددت حيازيمَ ابن أعيى بشربة ٍ
على ناقة ٍ شدَّتْ أصول الجوانح
وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِهِ
بَغَى الوُدَّ مَطْرُوفَة ِ العَيْنِ طامِحِ
غدا باغياً ينوي رضاها وودِّها
وغابتْ له غيبَ امرىء ٍ غير ناصح
فَلَمَّا رَأتْ أَلاَّ يُجِيبَ دُعاءَها
ولا يغتدي إلاّ على حدّ بارح
سقتهُ على لوحٍ دماءَ الذّرارحِ
فقالت شرابٌ باردٌ فاشربنَّه
ولم يدرِ ما خاضت له بالمجادحِ
فَشَدَّ بِذَا حُزْناً على ذي حفيظة ٍ
وهان بذا غرماً على كفِّ جارحِ
أخو المرء يؤتى دونه ثمَّ يتَّقى
بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِحِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألم تسألِ العيّاف إن كنت صادقاً
ألم تسألِ العيّاف إن كنت صادقاً
رقم القصيدة : 18451
-----------------------------------
ألم تسألِ العيّاف إن كنت صادقاً
غَدَاة َ اللِّوَى ما أَنْبأَتْكَ البَوَارِحُ
بسرع الفراق إذ تولَّت حمولها
كما يستقلٌّ الخيبريُّ الدَّوالحُ
أثاثاً أعاليه رَوَاءً أُصولُه
سَقَاهُ بِماءِ البئر غُرْبٌ ونا ضِحُ
إذا ذقت فاها ذقت طعم مدامة ٍ
بِنُطْفَة ِ جُونٍ سَالَ منه الأباطحُ
غَريضٍ جَرَتْ فيه الصَّبَا بين مُنْحَنًى
و أعْيَاصِ سِدْرٍ بَيْنَهُنَّ مَرَاوِحُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> مَا أَدْرِي إذا لاقَيْتُ عَمْراً
مَا أَدْرِي إذا لاقَيْتُ عَمْراً(16/59)
رقم القصيدة : 18452
-----------------------------------
مَا أَدْرِي إذا لاقَيْتُ عَمْراً
أكلبى آل عمروٍ أم صحاحُ
حَوَانا مِنهمُ يَوْمَ التقينا
رِماحٌ في مَرَاكِزِها رِماحُ
و جُرْدٌ في الأعِنَّة ِ مُلْجَمَاتٌ
جفاف الطّّرف كلَّمها السِّلاحُ
إذا ثار الغبار خرجن منهُ
كما خَرَجَتْ من الغُدُرِ السِّراحُ
وما باؤُوا كما باؤُوا عَليْنا
بفضل دمائهم حتى أراحوا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألم ترَ أنَّ ذبياناً وعبساً
ألم ترَ أنَّ ذبياناً وعبساً
رقم القصيدة : 18453
-----------------------------------
ألم ترَ أنَّ ذبياناً وعبساً
لِبَاغِي الحَرْبِ قَدْ نَزَلاَ بَرَاحَا
يقال الأجربان ونحنُ حيٌّ
بنو عمٍّ تجمَّعنا صلاحا
مَنَعْنَا مَدْفَعَ الثَّلَبُوتِ حتَّى
تركنا راكزين به الرِّماحا
نُقاتل عن قُرى غَطَفَانَ لَمَّا
خَشِينا أَنْ تَذِلَّ وأنْ تُباحا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ
آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ
رقم القصيدة : 18454
-----------------------------------
آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ
هَضِيمِ الحَشَى حُسَّانَة ِ المُتَجَرِّدِ
إذا النومُ أَلْهَاها عن الزَّادِ خِلْتَهَا
بُعَيْدَ الكرى باتت على طَيِّ مُجْسَدِ
إذا ارتفقت فوق الفراش حسبتها
تخاف انبتات الخصر ما لم تشدِّد
و تُضْحِي غَضِيضَ الطَّرْفِ دُونِي كأنَّما
تَضَمَّنَ عَيْنَيْهَا قَذًى غَيْرُ مُفْسِدِ
إذا شِئْتُ بَعْدَ النَّومِ أَلْقَيْتُ ساعدي
على كفلٍ ريَّان لم يتخدَّدِ
لها طيبُ ربى َّ إنْ تأتني وإن دنت
دنت عبلة ً فوق الفراش الممهَّدِ
خميصة ما تحت النِّطاق كأنَّها
عَسِيبٌ نَمَا في ناضِرٍ لم يُخَضَّدِ
تُفَرِّقُ بالمِدْرَى أَثِيثاً كأنه
على واضح الذِّفْرَى أَسِيلِ المُقَلَّدِ
تضوَّعُ ريَّاها إذا جئت طارقاً
كَرِيحِ الخُزامَى في نبات الخَلَى النَّدِي
ولمَّا رأت من في الرِّحال تعرَّضت
حياءً وصدَّت تتقي القوم باليد(16/60)
وفي كلِّ ممسى ليلة ٍ أو معرَّسٍ
خيالٌ يوافي الرَّكب من أمِّ معبدِ
فَحَيَّاكِ ودٌّ ما هَدَاكِ لِفِتْيَة ٍ
و خُوصٍ بأَعْلَى ذي طُوَالَة َ هُجَّدِ
وأنَّى اهتدت والدّوُّ بيني وبينها
وما كان ساري الدّوِّ بالليلِ يهتدي
تسدّيتنا من بعد ما نام ظالعُ
الكلاب وأخبى نارهُ كلُّ موقد
بأرْضٍ تَرَى شَخْصَ الحُبَارَى كأنَّهُ
بها راكبٌ عالٍ على ظهر قردد
و أدْماءَ حُرْجُوجٍ تَعَالَلْتُ مَوْهِناً
بِسَوْطِيَ فارْمَدَّتْ نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ
إذا بركت أوفت على ثفناتها
على قَصَبٍ مِثْلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ
كأن هويَّ الرّيح بين فروجها
تَجَاوُبُ أَظْآرٍ على رُبْع رَدِي
وإن حطَّ عنها الرّحل قارب خطوها
أمينُ القوى كالدُّملج المتعضّد
ترامى يداها بالحصى خلف رجلها
و تَرْمِي به الرِّجْلانِ دَابِرَة َ اليَدِ
تلاعب أثناء الزّمام وتتقي
مخافة ملويٍّ من القدِّ محصد
تَرَى بَيْنَ لَحْيَيْهَا إذا ما تَزَغَّمَتْ
لغاماً كبيت العنكبوت الممدّد
وتشرب بالقعب الصغير وإن تقدْ
بِمِشْفَرِهَا يَوْماً إلى الرَّحْلِ تَنْقَدِ
تُرَاقِبُ عَيْنَاهَا إذا تَلَعَ الضُّحى
ذباباً كصوتِ الشّارب المتغرّدِ
وكادت على الأطواءِ أطواءِ ضارجٍ
تُسَاقِطُنِي والرَّحْلَ مِنْ صَوْتِ هُدْهُدِ
و إنْ آنَسَتْ وقْعَاً من السَّوْطِ عارضَتْ
بِيَ الجَوْرَ حتى تستقيمَ ضُحى الغد
و تُضْحِي الجبالُ الغُبْرُ دُوني كأنَّها
مِنَ الآلِ حُفَّتْ بالمُلاَءِ المُعَضَّدِ
ويمسي الغراب الأعورُ العينَ واقعاً
مع الذِّئب يعتسَّان ناري ومفأدي
فما زالت الوجناء تجري ضفورها
إلَيْكَ ابنَ شَمَّاسٍ تَرُوحِ وتَغْتَدِي
نزورُ امرأًً يوتي على الحمد مالهُ
و مَنْ يُعْط أثْمانَ المَحَامِدِ يُحْمَدِ
يرى البخل لا يبقي على المرءِ ماله
ويعلمُ أنَّ الشحَّ غيرُ مخلدِ
كسوب ومتلافٌ إذا ما سألتهُ
تهللَّ واهتزَّ اهتزاز المهنَّدِ
تَزُورُ امرأً إنْ يُعْطِكَ اليومَ نَائِلاً(16/61)
بِكَفَّيْهِ لا يَمْنَعْكَ من نائلِ الغَد
هو الواهبُ الكُومَ الصَّفايا لجارِهِ
تروِّحها العبدانُ في عازبٍ ندي
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لها أسُّ دارٍ بالعريمة ِ أنهجت
لها أسُّ دارٍ بالعريمة ِ أنهجت
رقم القصيدة : 18455
-----------------------------------
لها أسُّ دارٍ بالعريمة ِ أنهجت
مَعَارفُها بَعْدِي كما يُنْهِجُ البُرْدُ
خَلتْ بَعْدَ مَغْنَى أهْلِها وتَأبَّدَتْ
كَأنْ لمْ يكنْ للحاضِرِينَ بِها عَهْدُ
كأن لم تدمنِّها الحلولُ وفيهمُ
كهولٌ وشبان غطارفة ٌ مرد
همُ آلُ سيّار بن عمرو بن جابر
رجالٌ وفتْ أحلامهم ولهم جدُّ
إذا نَازَعَ الأقْوامُ يَوْماً قَنَاتَهُمْ
أبى لهمُ المعروف والحسبُ العدُّ
فمن كان يرجو أن يساوي سعيهُ
لمسعاتهمْ قدَّ الأديمَ كما قدّوا
أبوهم ودى عقلَ الملوكِ تكلُّفاً
وما لهمُ مِّما تكلَّفهُ بدُّ
تَكلَّفَ أثمانَ المُلُوكِ فَسَاقها
وما غضَّ عنه من سؤالٍ ولا زند
حَمَالَة َ ما جَرَّتْ فَتَاكَة ُ ظالِمٍ
حَمَالَة َ مَلْكٍ لمْ يكُنْ مِثلُها بَعْدُ
همُ حملوا الألف التي جرَّ جازمٌ
وردّوا جياد الخيل ضاحية ً تعدو
أولئك قَوْمٌ لَنْ يُسَدَّ مَكَانَهُمْ
شَرِيكٌ إذا عَدَّ المَسَاعِي ولا وَرْدُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ
إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ
رقم القصيدة : 18456
-----------------------------------
إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ
سراعاً إلى ما تشتهي وتريدُ
وإن أمنوا شرَّ امرىء ٍ نصبوا لهُ
عداواتهم إمّا رأوهُ يحيدُ
فداوِهِمْ بالشَّرِّ حتّى تُذِلَّهُمْ
وأنت إذا ما رمتَ ذاك حميدُ
و هُمْ إنْ أصابوا مِنْكَ في ذاك غَفْلَة ً
أتاك وعيدٌ منهمُ ووعيدُ
فلا تخشهمْ واخشنْ عليهم فإنَّهمْ
إذا أمنوا منك الصِّيال أسودُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فِدًى لابْنِ حِصْنٍ يَوْمَ أَقْدَمَ خَيْلَهُ(16/62)
فِدًى لابْنِ حِصْنٍ يَوْمَ أَقْدَمَ خَيْلَهُ
رقم القصيدة : 18457
-----------------------------------
فِدًى لابْنِ حِصْنٍ يَوْمَ أَقْدَمَ خَيْلَهُ
وقد خام أقوامٌ طريفي وتالدي
أَبَى حَقَّ ما مَنَّتْ قُرَيْشٌ نُفُوسَها
فوارسُ أبطالٌ طوالُ السّواعدِ
وقد علمت خيلُ ابنِ خشعة َ أنّها
متى تلقَ يوماً غمرة ً لا تعاندِ
وقد علمت خيلُ ابنِ خشعة أنّها
متى تلقَ يوما ذا جلادٍ تجالدِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> قَبَحَ الإلَهُ بني بِجادٍ إنَّهُمْ
قَبَحَ الإلَهُ بني بِجادٍ إنَّهُمْ
رقم القصيدة : 18458
-----------------------------------
قَبَحَ الإلَهُ بني بِجادٍ إنَّهُمْ
لا يصلحون وما استطاعوا أفسدوا
بُلُدُ الحَفِيْظَة ِ وَاحِدٌ مَوْلاهُمُ
جمدٌ على منْ ليس عنه مجمدُ
أغْمارُ شُمْطٍ لا تَثُوبُ حُلومُهُمْ
عند الصباح إذا يعودُ العوَّدُ
فإذا تقطّعتِ الوسائل بيننا
فيما جَنَتْ أيْدِيهمُ فَلْيَبْعُدُوا
من كان يحمدُ في القرى ضيفانهُ
فبنوا بجادٍ في القرى لم يحمدوا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لا يُبْعِدِ اللّهُ إذْ ودَّعْتُ أَرْضَهُمُ
لا يُبْعِدِ اللّهُ إذْ ودَّعْتُ أَرْضَهُمُ
رقم القصيدة : 18459
-----------------------------------
لا يُبْعِدِ اللّهُ إذْ ودَّعْتُ أَرْضَهُمُ
أخي بغيضاً ولكن غيرهُ بعدا
لا يُبْعِدِ اللّه مَنْ يُعْطِي الجزيلَ ومَنْ
يحبو الجليل وما أكدى ولا نكدا
ومن تلاقيه بالمعروف مبتهجاً
إذا اجْرَهَدَّ صفا المَذْمُومِ أو صَلَدَا
لاقيتهُ ثلجاً تندى أناملهُ
إنْ يُعْطِكَ اليَوْمَ لا يَمْنَعْك ذاك غدا
إنِّي لَرَافِدُهُ وُدِّي ومَنْصَرَتِي
و حافِظٌ غَيْبَهُ إنْ غاب أو شهِدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بين الأطلال
بين الأطلال
رقم القصيدة : 1846
-----------------------------------
أضم في القلب أحبائي أنا
و القلب أطلال
أخدعني
أقول : لا زالوا
رجع الصدى يصفعني
يقول : لا... زالوا(16/63)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> سئلتَ فلم تبخلْ ولم تعطِ طائلاً
سئلتَ فلم تبخلْ ولم تعطِ طائلاً
رقم القصيدة : 18460
-----------------------------------
سئلتَ فلم تبخلْ ولم تعطِ طائلاً
فَسِيَّانِ لا ذَمٌّ عليكَ ولا حَمْدُ
وأنت امرؤٌ لا الجودُ منك سجيّة ٌ
فتعطي وقد يعدي على النائل الوجدُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> جَاوَرْتُ آل مُقَلَّدٍ فَحمِدْتُهُمْ
جَاوَرْتُ آل مُقَلَّدٍ فَحمِدْتُهُمْ
رقم القصيدة : 18461
-----------------------------------
جَاوَرْتُ آل مُقَلَّدٍ فَحمِدْتُهُمْ
إذْ لا يكادُ أخو جوارٍ يحمدُ
أزمانَ منْ يُرِدِ الصَّنِيعَة َ يُصْطَنَعْ
فينا ومَنْ يُرِدِ الزَّهادة َ يَزْهَدِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> إذا ظعنتْ عنّا بجادٌ فلا دنتْ
إذا ظعنتْ عنّا بجادٌ فلا دنتْ
رقم القصيدة : 18462
-----------------------------------
إذا ظعنتْ عنّا بجادٌ فلا دنتْ
ولا رجعتْ حاشا معيَّة َ والجعدِ
أكلُّ بجادٍ فاقد الله بينهمْ
كحيّة يستهدي الطعام ولا يهدي
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> رَفَعْنَا الخُموشَ عن وُجُوهِ نِسَائنا
رَفَعْنَا الخُموشَ عن وُجُوهِ نِسَائنا
رقم القصيدة : 18463
-----------------------------------
رَفَعْنَا الخُموشَ عن وُجُوهِ نِسَائنا
إلى نِسْوَة ٍ منْهُمْ فأبْدَيْنَ مَجْلَدَا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لكالمَاشِي وَل
لكالمَاشِي وَل
رقم القصيدة : 18464
-----------------------------------
لكالمَاشِي وَل
َيسَ له حِذاءُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لأدماءَ منها كالسّفينة نضَّجت
لأدماءَ منها كالسّفينة نضَّجت
رقم القصيدة : 18465
-----------------------------------
لأدماءَ منها كالسّفينة نضَّجت
به الحَوْلَ حتى زاد شهراً عَديدُها
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> افي ما خلا من سالف العيش تدَّكّرْ
افي ما خلا من سالف العيش تدَّكّرْ
رقم القصيدة : 18466(16/64)
-----------------------------------
افي ما خلا من سالف العيش تدَّكّرْ
أحاديثَ لا يُنْسِيكَها الشّيبُ والعُمُرْ
طربتَ إلى من لا يؤاتيكَ ذكرهُ
ومن هو ناءٍ والصَّبابة ُ قد تضرّ
إلى طَفْلَة ِ الأطرافِ زَيَّنَ جِيدَها
مع الحلي والطّيب الجاسدُ والخمرْ
مِنَ البِيضِ كالغِزْلانِ والعُزِّ كالدُّمَى
حِسَانٌ عليهنّ المَعَاطِفُ والأُزُرْ
تَرَى الزّعفرانَ الوَرْدَ فِيهِنَّ شاملاً
وإنْ شئنَ مسكاً خالصاً لونه ذفرْ
عليلاً على لَّباتِ بيضٍ كأنّها
بناتُ الملا منها المقاليت والنُّزر
رْ بَنِي عَمِّنا إنَّ الرِّكَاَب بأَهْلِها
إذا ساءها المولى تروحُوتبتكرْ
بَنِي عَمِّنا ما أسْرَعَ اللَّوْمَ مِنْكُمُ
إلينا ولا نبغي عليكمُ ولا نجرْ
ونشربُ رزقَ الماء من دون سخطكم
و لا يستوي الصافي من الماء والكَدِرْ
غضبتم علينا أن قتلنا بخالدِ
بني مالكٍ ها إنَّ ذا غضبٌ مطرّ
و كُنَّا إذ دارت عَلَيْكُمْ عَظِيمة ٌ
نهضنا فلم ننهض ضعافاً ولا ضجرْ
و نحن إذا ما الخيلُ جاءَتْ كأنّها
جَرَادٌ زَفَتْ أعْجَازَهُ الرّيحُ مُنْتَشِرْ
إذا الخَفِراتُ البيضُ أبْدتْ خِدَامَها
و قامَتْ فَزَالَتْ عَنْ مَعاقِدِها الأُزُرْ
نُحامي ورَاءَ السَّبْيِ مِنْكُمْ كما حَمَتْ
أُسُودٌ ضَوارِي حَوْلَ أشبالها عُقُرْ
على كلّ محبوك المراكلِ سابح
إذا أُشْرِعَتْ لِلْمَوْتِ خَطَّيَّة ٌ سُمُرْ
مطاعين في الهجاء بيضٌ وجوههمْ
إذا ضجَّ أهلُ الرَّوع ساروا وهمْ وقرْ
فأمّا بجادٌ رهطُ جحشٍ فإنَّهمْ
على النّائباتِ لا كرامٌ ولا صبرْ
إذا نهضت يوماً بجادُ إلى العلا
أبى الأشمط المزهوق والنَّاشىء الغمرْ
تدرُّون إن شدَّ العصابُ عليكمُ
و نَأْبَى إذا شُدَّ العِصابُ فما نَدُرّ
نعامٌ إذا ما صيح في حجراتكم
وأنتمْ إذا لم تسمعوا صارخاً فما دثرْ
ترى الّلؤم منهم في رقابٍ كأنّها
رِقَابُ ضِبَاعٍ فَوْقَ آذانها الغَفَرْ
إذا طلعتْ أولى المغيرة قوّموا(16/65)
كما قَوَّمَتْ نِيبٌ مُخَزَّمَة ٌ زُجُرْ
أرَى قَوْمَنا لا يَغْفِرُونَ ذُنُوبَنَا
و نحن إذا ما أَذْنَبُوا لَهُمُ غُفُرْ
ونحن إذا جَبَّبْتُمُ عَنْ نِسائِكم
كما جَبَّبَتْ من عند أولادها الحُمُرْ
عطفنا الجياد الجردَ حول بيوتكم
إذا الخَيْلُ مَسْقَاها زُبَالة ُ أو يُسُرْ
يجلنَ بفتيان الوغى بأكفِّهم
رُدَيْنِّية ٌ سُمْرٌ أسِنَّتُها حُمُرْ
إذا أجحفتْ بالنّاس شهباء صعبة ٌ
لها حَرْجَفٌ ممّا يَقِلُّ بها القُتُرْ
نصبنا وكان المجدُ منّا سجيَّة ً
قُدُوراً،وقد تَشْقَى بأَسْيَافِنا الجُزُرْ
ومنّا المحامي منْ وراء ذماركم
ونمنع أخراكمْ إذا ضيِّع الدُّبرْ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
رقم القصيدة : 18467
-----------------------------------
لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
بلوى زرودَ سفى عليها المورُ
نُؤْيٌ وأَطْلَسُ كالحمَامَة ِ مَاثِلٌ
و مُرَفَّعٌ شُرُفَاتُهُ مُحْجُورُ
كالحَوْضِ ألْحَقَ بالخَوالِفِ نَبْتُهُ
سبطٍ عليه من السَّماك مطيرُ
لأسيلة الخدّين خرعبة ٍ لها
مسكٌ يعلُّ بجيبها وعبيرُ
و إذا تَقُومُ إلى الطِّرَافِ تَنَفَّسَتْ
صعداً كما يتنفَّسُ المبهورُ
فتبادرت عيناك إذْ فارقتها
يوماً وأنت على الفراقِ صبورُ
يا طُولَ لَيْلِكَ لا يَكَادُ يُنِيرُ
جرعاً وليلك بالجريب قصيرُ
وصريمة ٍ بعد الخلاج قطعتها
بالحَزْمِ أو جَعَلَتْ رَحَاهُ تَدُورُ
بِجُلالَة ٍ سُرُحِ النَّجَاءِ كأنّها
بَعْدَ الكَلالَة ِ بالرِّدَافِ عَسِيرُ
ورعت جنوب السَّدر حولاً كاملاً
والحزنَ فهي يزلُّ عنها الكورُ
فبنى عليها النِّيَّ فهي جلالة ٌ
ماإنْ يُحِيطُ بِجَوْزِها التَّصدير
وكأنَّ رحلي فوق أحقبَ قارحٍ
بالشَّيِّطَيْن نُهَاقُهُ تَعْشِيْرُ
جَوْنٌ يُطَارِدُ سَمْحَجَاً حَمَلَتْ له
بعوازب القفرات فهي تزورُ
وكأنّ نقعهما ببرقة ثادقٍ
ولوى الكثيبِ سرادقٌ منشورُ(16/66)
يَنْحُو بِها مِنْ بُرْقِ عَيْهَمَ طامِياً
زرقَ الحمام رشاؤهن قصيرُ
وردا وقد نفضا المراقب عنهما
والماءُ لا سدمٌ ولا محضورُ
أوْ فوق أخنسَ ناشطٍ بشقيقة ٍ
لَهَقٍ بِغَائِطِ قَفْرَة ٍ مَحْبُورِ
باتت له بكَثِيبِ حَرْبَة َ لَيْلَة ً
وَطْفاءَ بين جُمَادَيَيْن دَرُورُ
حَرِجَاً يُلاوِذُ بالكِنَاسِ كأنه
متطوِّفٌ حتى الصّباح يدورُ
فالماءُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ كأنَّهُ
قُشُبُ الجُمَانِ وطَرْفُهُ مَقْصُورُ
حتّى إذا ما الصُّبْحُ شَقَّ عَمُودَهُ
و عَلاهُ أسْطَعُ لا يُرَدُّ مُنِيرُ
أوْفَى على عَقَدِ الكَثِيبِ كأنّه
وَسْطَ القِدَاحِ مُعَقَّبٌ مَشْهُورُ
وحصى الكثيب بصفحتيه كأنَّهُ
خُبَثُ الحديدِ أَطَارَهُنَّ الكِيرُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَشاقتك أظعانٌ لليلى
أَشاقتك أظعانٌ لليلى
رقم القصيدة : 18468
-----------------------------------
أَشاقتك أظعانٌ لليلى
يوم ناظرة ٍ بواكر
في الآل ترفعها الحدا
ة كأنّها سحقٌ مواقر
كظباء وجرة ساقهنَّ
إلى ظلال السِّدر ناجر
و قَدَتْ به الشِّعْرَى فآ
لَفَتِ الخُدُودَ بها الهواجِرْ
يا ليلة ً قد بتُّها
بجدودَ نومُ العين ساهر
وردت عليَّ همومها
و لكُلِّ وارِدَة ٍ مَصَادِرْ
إمّا تُبَاشِرْكَ الهُمُو
مُ فإنَّها دَاءٌ مُخَامِرْ
و لَقَدْ تُقَضِّيها الصَّرِ
يمَة ُ عنك والقَلِقُ العُذَافِرْ
هَلاَّ غَضِبْتَ لِرَحْلِ جَا
رِكَ إذْ تُنَبِّذُهُ حَضَاجِرْ
أغررتني وزعمتَ
ـكَ لابِنٌ بالصيفِ تامِرْ
فلقد صَدَقْتَ فَهَلْ تَخَا
فُ بأن تدور بك الدوائر
وأمرتني كيما أُجا
مع أسرة ً فيها مقاذر
ولحيتني في معشرٍ
هُم أَلْحَقُوكَ بِمَنْ تُغَاوِرْ
فَلَقَدْ سَبَقْتَهُمُ إلَيَّ
فقد نزعتَ وأنت آخر
شغلوا عليك نصيحتي
فالآنَ فابْتغِ مَنْ تُؤازرْ
ومنعت أوفرَ جمَّعت
فيه مذمِّمة ٌ خناجر
فكفاكها سمحُ اليد
ـنِ بِصَالحِ الأخْلاقِ ماهِرْ
حتى إذا حَصَلَ الأُمُو
وصار للحسبِ المصاير
وبرَّز النِّجب الجياد(16/67)
وبلَّد الكذبُ المحامر
و غَرِقَتْ في زَبَدٍ تَعُو
م خلال لجَّته القراقر
أنشأت تطلبُ ما تغيَّر
بعدما نشب الأظافر
إنِّي نهاني أنْ أَعيبك
ماجدُ الجدَّين فاخر
هو مدَّ بيت المجدحيثُ
بناه شمَّاسٌ وعامر
فجزى الإله أخي بغيضاً
خيرَ ما يجزى المعاشر
و يُقَرِّبُ المجدَ البَعِيـ
ـدَ بِحَيْثُ يَغْضَبُ أو يُفَاِخْر
إخْوانُ عَلْقَمَة َ بنِ هَوْ
كلُّ علَّتهم مياسر
عطفوا عليَّ بغير
آصرة ٍ فقد عظمَ الأواصر
حتى وعَيْتُ كَوَعْي عَظْـ
ـمِ الساق لاحَمَهُ الجَبَائِرْ
و هُمُ سَقَونِي المَحْضَ إذْ
قلصت عن الماءِ المشافر
الواهبُ المائة َ الصَّفَا
يا فوقها وبرٌ مظاهر
فإذا الحُزُونُ وطِئْنَهُ
صلِّ الفراسنُ والكراكر
وإذ الفصيلُ دعوته
صدحت له منها عشائر
سَمْحٌ أخو ثقة ٍ شجا
عٌ ما تنهنههُ المزاجر
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ
عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ
رقم القصيدة : 18469
-----------------------------------
عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ
تُمَشِّي به ظِلْمانُهُ وجآذِرُهْ
بمُسْتَأْسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ تِلاعُهُ
فَنُوَّارُهُ مِيلٌ إلى الشمس زاهِرُهْ
كأنّ سليحاً نشَّرتْ فيه بزَّها
بُرُوداً ورَقْماً فاتَكَ البَيْعَ تاجِرُهْ
خلا النُؤْيَ بالعَلياءِ لمْ يَعْفُهُ البِلَى
إذا لم تَأَوَّبْهُ الجَنوُبُ تباكره
رأت رائحاً جوناً غريرة ً
بِمِسْحاتها قَبْلَ الظلامِ تُبَادِرُهْ
فما فَرَغَت حتى أتى الماءُ دونَها
و سُدَّت نواحيه ورُفِّعَ دابِرُهْ
و هل كنتُ إلا نائياً إذْ دَعَوْتُمُ
منادى عبيدانَ المحلاَّءِ باقرهْ
بذي قرقرى إذْ شهَّد الناسُ حولنا
فأسْدَيْتَ إذْ أَعْيَي بِكَفَّيْكَ نائِرُهْ
فلما خَشِيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُمْسِكٌ
على رغمهِ ما أثبتَ الحبل حافرهْ
تولَّيتُ لا آسى على نائلِ امرىء
طَوَى كَشْحَهُ عَنِّي وقَلَّتْ أَوَاصِرُهْ(16/68)
وأكرمت نفسي اليوم من سوءِ طعمة ٍ
ويقنى الحياءَ المرءُ والرُّمحُ شاجرهْ
وكنتُ كذاتِ البَعْلِ ذَارَتْ بأَنْفِها
فَمِنْ ذَاكَ تَبْغِي غَيْرَهُ وتُهاجِرُهْ
و كَلَّفْتَنِي مَجْدَ امرىء ٍ لن تَنَالَهُ
وما قدّمت آباؤه ومآثره
تَوَانَيْتَ حتى كُنْتَ مِنْ غِبِّ أمره
على معجزٍ إن قمت يوماً تفاخرهْ
فدع آل شمّاس بن لأيٍ فإنّهم
مَوَاليك أو كَاثِرْ بهم مَنْ تُكَاثره
فإنَّ الصَّفَا العادِيَّ لن تَستطيعَهُ
فأَقْصِرْ ولم يُبْلَغْ من الشَّرِّ آخِرُهْ
أتحصرُ أقواماً يجودوا بمالهم
فلولا قبيل الهرمزانِ تحاصرهْ
فلا المالُ إن جادوا به أنت مانعٌ
ولا العزُّ من بنيانهم أنت عاقرهْ
و لا هادِمٌ بُنْيَانَ ما شَرَّفَتْ لهم
قريعُ بن عوفٍ خلفهُ وأكابرهْ
فإنْ تَكُ ذا عِزٍّ حديثٍ فإنهم
لهمْ إرثُ مجدٍ لم تخنهُ زوافره
فإنْ تَكُ ذا شَاءٍ كَثيرٍ فإنهم
ذَوو جامِلٍ لا يَهْدَأُ الليلَ سامِرُهْ
و إنْ تَكُ ذَا قَرْمٍ أزَبَّ فإنَّهُمْ
ستلقى لهم قرماً هجاناً أباعره
لهمْ سورة ٌ في المجد لو ترتدى بها
بَرَاطِيلُ جَوَّابٍ،نَبَتْ،ومَنَاقِرُهْ
قروا جارك العميان لّما تركتهُ
وقلَّص عن برد الشّراب مشافره
سناماً ومحضاً أثبتا اللحم فاكتست
عِظَامُ امرىء ٍ ما كان يَشْبَعُ طائِرُهْ
همُ لا حموني بعد جهدٍ وفاقة ٍ
كما لاحم العظمَ الكسيرَ جبائرهْ
ألم أكُ مسكيناً إلى الله راغباً
على رأسه أن يظلم الناس زاجرهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عجائب
عجائب
رقم القصيدة : 1847
-----------------------------------
إنْ أنَا في وَطَني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَنا
أو أنا لم أشهَدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَرتُ (لا) واحِدَةً
وسْطَ ملايينِ (نَعَمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها ساكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا(16/69)
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنا
فأنا- لا ريبَ - مجْنونٌ
و إلاّ ..
فأنا لستُ أنا !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> إذا قُلْتُ أَنِّي آيبٌ أَهْلَ بَلْدَة ٍ
إذا قُلْتُ أَنِّي آيبٌ أَهْلَ بَلْدَة ٍ
رقم القصيدة : 18470
-----------------------------------
إذا قُلْتُ أَنِّي آيبٌ أَهْلَ بَلْدَة ٍ
وَضَعْتُ بِهَا عَنْهُ الوَلِيَّة َ بالهَجْرِ
تَرَى بين مَجْرَى مِرْفَقَيْهِ وثِيلِهِ
هَواءً كَفَيْفَاة ٍ بَدَا أهْلُها قَفْرِ
إذا صَدَّ يَوْماً ماضِغَاهُ بِجِرَّة ٍ
نَزَتْ هَامة ٌ بين اللَّهازِم كالقَبْرِ
وإنْ عبَّ في ماءٍ سمعت لجرعهِ
خَوَاة ً كتَثْلِيم الجَداوِلِ في الدَّبْرِ
و إنْ خَافَ من وَقْعِ المُحَرَّمِ يَنْتَحِي
على عَضُدٍ رَيَّا كَسَارِيَة ِ القَصْرِ
تَلَتْهُ فَلَمْ تُبْطِىء ْ بِهِ مِنْ وَرائهِ
معقربة ٌٌ روحاءُ ريِّثة الفتر
إلى عجزٍ بالباب شدَّ رتاجهُ
ومستتلعٍ في الكور في حبكٍ سمرِ(16/70)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> مَاذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ
مَاذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ
رقم القصيدة : 18471
-----------------------------------
مَاذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ
حمرِ الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
غَيَّبْتَ كَاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ
فاغْفِرْ عَلَيْكَ سلامُ اللّه ياعُمَرُ
أنتَ الأمِينُ الذي مِنْ بَعْدِ صَاحِبهِ
ألْقَتْ إليْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى البَشَرُ
لم يؤثروك بها إذْ قدَّموك لها
لَكِنْ لأنفُسِهِم كانت بها الإثَرُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَلاَ كُلُّ أَرْمَاحٍ قِصَارٍ أَذِلَّة ٍ
أَلاَ كُلُّ أَرْمَاحٍ قِصَارٍ أَذِلَّة ٍ
رقم القصيدة : 18472
-----------------------------------
أَلاَ كُلُّ أَرْمَاحٍ قِصَارٍ أَذِلَّة ٍ
فداءٌ لأرماحٍ ركزن على الغمرِ
فإنّ الذي أعطيتمُ أو منعتمُ
لكالتّمر أو أحلى لخلفِ بني فهر
فباستِ بني عبسٍ وأفناء طيّءٍ
وباستِ بني دودان حاشا بني نصر
فَدًى لِبَنِي ذُبْيَانَ أُمِّي وخالتي
عشِّية يحدى بالرِّماح أو بكرِ
أَبوا غير ضربٍ يحطمُ الهامُ وسطهُ
وطعنٍ كأفواه المرقَّعة ِ الحمر
فقُومُوا ولا تُعْطُوا اللِّئامَ مَقَادَة ً
وقُومُوا وإنْ كان الِقِيامُ على الجَمْرِ
أَطعنا رَسُولَ اللّه إذْ كان صادِقاً
فيا عَجَباًمابال دِينِ أبي بَكْرِ
لِيُورِثَنا بَكْراً إذا مات بَعْدَهُ
فتلْكَ وبَيْتِ اللّه قاصِمَة ُ الظَّهْرِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> شهدَ الحطيئة ُ يوم يلقى ربَّهُ
شهدَ الحطيئة ُ يوم يلقى ربَّهُ
رقم القصيدة : 18473
-----------------------------------
شهدَ الحطيئة ُ يوم يلقى ربَّهُ
أنَّ الوليد أحقّ بالعذر
نادَى وقَدْ قَضَّوْا صَلاتَهُمُ
أأزيدكم ثملاً وما يدري
خَلَعُوا عِنَانكَ إذْ جَرَيْتَ ولوْ
خَلَّوْا عِنَانَكَ لمْ تَزَلْ تَجْرِي
و رَأى شمائِلَ ماجدٍ أَنِفٍ
يعطي على الميسور والعسر
فَنُزِعْتَ مَكْذُوباً عليك ولم(17/1)
تنزعْ إلى طمعٍ ولا فقر
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> قدامة ُ أمسى يعركُ الجهلُ أنفهُ
قدامة ُ أمسى يعركُ الجهلُ أنفهُ
رقم القصيدة : 18474
-----------------------------------
قدامة ُ أمسى يعركُ الجهلُ أنفهُ
بجدَّاء لم يعركْ بها أنفُ فاخرِ
فَخَرْتُمْ ولَمْ نَعْلَمْ بِحَادِثِ مَجْدِكم
فهاتِ هلمَّ بعدها للتنافر
ومَنْ أَنْتُمُ؟! إنَّا نَسِينا مَنْ کنْتُمُ
وريحكمُ من أيِّ ريح الأعاصر
فَهَذِي التي تأْتي على كلِّ مَنْهَجٍ
تبوعٍ أمِ القفواءُ خلف الدَّوابر
متى جئتمُ إنَّا رأينا شخوصكم
ضئالاًفما إنٌ بيننا من تناكر
وأنتمْ أُولى جئتمْ مع القلِ والدَّبا
فطار وهذا شخصكمْ غيرُ طائر
أَرِيحُوا البِلادَ مِنْكُمُ ودَبِيبُكُمْ
بأعراضنا فعل الإماء العواهر
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا جفنة ً ترك ابنُ هوذة خلفهُ
يا جفنة ً ترك ابنُ هوذة خلفهُ
رقم القصيدة : 18475
-----------------------------------
يا جفنة ً ترك ابنُ هوذة خلفهُ
مَلأَى لِصُحْبَتِهِ كَحَوْضِ المُقْتَرِي
كَعَرِيضَة ِ الشِّيزَى يُكلَّلُ فَوْقَهَا
شَحْمُ السَّنامِ غَداة َ رِيحٍ صَرْصَرِ
أمْ من لراسية ٍ كأنَّ أوارها
نَقْعٌ تَعَاوَرَهُ بَنَاتُ الأَخْدَرِ
أمْ من لخصمٍ مضجعين قسيَّهمْ
ميلٍ خدودهمُ عظام المفخرِ
إنّ الرّزيَّة لا أبا لكِ هالكٌ
بَيْنَ الدِّمَاخِ وبين دَارَة ِ خَنْزَرِ
تلك الرَّزِيَّة ُ لا رَزِيَّة َ مِثْلُها
فاقنيْ حياءك لا أبا لك واصبري
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا ليت كلَّ خليلٍ كنت آملهُ
يا ليت كلَّ خليلٍ كنت آملهُ
رقم القصيدة : 18476
-----------------------------------
يا ليت كلَّ خليلٍ كنت آملهُ
يَكُونُ مِثِلَ ابنِ دَفَّاعٍ من البَشَرِ
كأنَّ طَرْفَ قَطَامِيٍّ بِمُقْلَتِهِ
إذا يَحَارُ هُدَاة ُ النَّاس لم يَحَرِ
حتى إذا القوم كانوا في رحالهمُ
كان الجَوادَ بذي الفَاثُورِ والغُمَرِ(17/2)
قد يَمْلأُ الجَفْنَة َ الشِّيزَى فَيُتْرِعُها
من ذات خيفين معشاءٍ إلى السِّحر
مِنْ كُلِّ شَهْبَاءَ قد شَابَتْ مَشَافِرُها
تَنْحَازُ مِنْ حِسِّها الأفْعَى إلى الوَزَرِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> وقعتَ بعبسٍ ثمّ أنعمتَ فيهمُ
وقعتَ بعبسٍ ثمّ أنعمتَ فيهمُ
رقم القصيدة : 18477
-----------------------------------
وقعتَ بعبسٍ ثمّ أنعمتَ فيهمُ
ومِنْ آلِ بَكْرٍ قَدْ أَصَبْتَ الأَكَابِرا
فَإنْ يَشْكُرُوا فالشُّكْرُ أَدْنَى إلى التُّقَى
وإن يكفروا لا أُلِّفَ يا زيدُ كافرا
تركتَ المياهَ من تميمٍ بلا قعا
بما قد ترى منهمُ حلولاً كراكرا
وحيَّ سليمٍ قد أبحتَ شريدهمْ
ومنْ قبلُ ما قتلتَ بالأمس عامرا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> سيري أمامَ فإنَّ المال يجمعهُ
سيري أمامَ فإنَّ المال يجمعهُ
رقم القصيدة : 18478
-----------------------------------
سيري أمامَ فإنَّ المال يجمعهُ
سيبُ الإله وإقبالي وإدباري
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَبَى لك آبَاءٌ،أبَى لك مَجْدُهُمْ
أَبَى لك آبَاءٌ،أبَى لك مَجْدُهُمْ
رقم القصيدة : 18479
-----------------------------------
أَبَى لك آبَاءٌ،أبَى لك مَجْدُهُمْ
سِوَى المَجْدِ،فانْظُرْ صاغراً مَنْ تُنَافِرُهْ
قُبُورٌ أَصَابَتْها السُّيُوفُ ثلاثة ٌ
نجومٌ هوت في كلّ نجمٍ مرائره
فَقَبْرٌ بأَجْبَالٍ،و قَبْرٌ بحاجِرٍ
و قَبْرُ القلِيب أَسْعَرَ الحَرْبَ سَاعِرُهْ
وشرّ المنايا هالكٌ وسط أهلهِ
كهلكِ الفتاة أيقظ الحيَّ حاضره
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> دور
دور
رقم القصيدة : 1848
-----------------------------------
أَعْلَمُ أنَّ القافيَةْ
لا تستَطيعُ وَحْدَها
إسقاطَ عَرْشِ ألطّاغيَةْ
لكنّني أدبُغُ جِلْدَهُ بِها
دَبْغَ جُلودِ الماشِيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَةُ
وانْقَضَّتْ عليهِ القاضِيَةْ
واستَلَمَتْهُ مِنْ يَدي
أيدي الجُموعِ الحافيَةْ
يكونُ جِلْداً جاهِزاً(17/3)
تُصْنَعُ مِنهُ الأحذيَةْ !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> تَأَمَّلْ فإنْ كان البُكا رَدَّ هَالِكاً
تَأَمَّلْ فإنْ كان البُكا رَدَّ هَالِكاً
رقم القصيدة : 18480
-----------------------------------
تَأَمَّلْ فإنْ كان البُكا رَدَّ هَالِكاً
عَلَى أَهْلِهِ فاجْهَدْ بُكَاكَ على عَمْرِ
ولا تبكٍ ميتاً بعد ميتٍ أجنَّهُ
عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ وآلُ أَبي بكرِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> الحمْدُ للّه إنّي في جِوَارِ فَتًى
الحمْدُ للّه إنّي في جِوَارِ فَتًى
رقم القصيدة : 18481
-----------------------------------
الحمْدُ للّه إنّي في جِوَارِ فَتًى
حامِي الحَقِيقَة نَفَّاعٍ وضَرَّارِ
لا يرفعُ الطّرف إلاّ عند مكرمة ٍ
مِنْ الحَياءِ ولا يُفْضِي على عَارِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فما بَرِحَ الوِلْدَانُ حتَّى رأيتُه
فما بَرِحَ الوِلْدَانُ حتَّى رأيتُه
رقم القصيدة : 18482
-----------------------------------
فما بَرِحَ الوِلْدَانُ حتَّى رأيتُه
على البكرِ يمريه بساقٍ وحافرِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> كأن لم تقمْ أظعانُ هندٍ بملتوى ً
كأن لم تقمْ أظعانُ هندٍ بملتوى ً
رقم القصيدة : 18483
-----------------------------------
كأن لم تقمْ أظعانُ هندٍ بملتوى ً
ولمْ ترعَ في الحيِّ الحلال ثرور
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أنا ابنُ بجدتهم علماً وتجربة ً
أنا ابنُ بجدتهم علماً وتجربة ً
رقم القصيدة : 18484
-----------------------------------
أنا ابنُ بجدتهم علماً وتجربة ً
فسلْ بسعدٍ تجدني أعلم النّاس
سَعْدُ بن زيدٍ كثيرٌ إنْ عَدَدْتَهُمُ
و رأس سعدِ بنِ زيدٍ آل شمّاس
و الزبرقانُ ذُناباهم وشَرُّهُمُ
ليس الذُّنابَى أبا العبَّاسِ كالرَّاسِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> كَدَحْتُ بأظفاري وأعْمَلْتُ مِعْوَلِي
كَدَحْتُ بأظفاري وأعْمَلْتُ مِعْوَلِي
رقم القصيدة : 18485
-----------------------------------(17/4)
كَدَحْتُ بأظفاري وأعْمَلْتُ مِعْوَلِي
فصادفتُ جلموداً من الصّخر أملسا
تشاغلَ لمَّا جئتُ في وجه حاجتي
و أطرقَ حتى قلتُ قد مات أو عسى
و أَجْمَعْتُ أنْ أَنْعَاهُ حينَ رأيْتُهُ
يفوقُ فواق الموت حتى تنفَّسا
فقُلْتُ له لا بأسَ لَسْتُ بعَائدٍ
فأفرخ تعلوهُ السَّمادير مبلسا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> من يزرع الخير يحصد ما يسرُّ به
من يزرع الخير يحصد ما يسرُّ به
رقم القصيدة : 18486
-----------------------------------
من يزرع الخير يحصد ما يسرُّ به
و زارع الشرِّ منكوس على الرّاس
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> جَزَى اللّه خَيْراً والجَزَاءُ بِكَفِّهِ
جَزَى اللّه خَيْراً والجَزَاءُ بِكَفِّهِ
رقم القصيدة : 18487
-----------------------------------
جَزَى اللّه خَيْراً والجَزَاءُ بِكَفِّهِ
عَلى خَيْر ما يَجْزِي الرِّجالَ بَغِيضَا
فَلَوْ شَاءَ إذْ جِئْنَاهُ صَدَّ فَلَمْ يُلَمْ
وصَادَفَ مَنْأَى في البلادِ عريضا
تَدَارَكْتَنا حتّى اسْتَقَلَّتْ قَنَاتُنا
فعشنا وألقينا إليك جريضا
وكُنْتَ كذاتِ العُشِّ جادَتْ بِعُشّها
لأِفْرُخها حتَّى أَطَقْنَ نُهُوضَا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يأيُّها المَلِكُ الذي أَمْسَتْ لَهُ
يأيُّها المَلِكُ الذي أَمْسَتْ لَهُ
رقم القصيدة : 18488
-----------------------------------
يأيُّها المَلِكُ الذي أَمْسَتْ لَهُ
بصرى وغزّة سهلها والأجرعُ
أو ملكها وقسيمها عن أمره
يعطي بأمرك ما تشاء ويمنعُ
أَشْكُو إليك فَأَشْكِني ذُرَّيَّة ً
لا يَشْبَعُونَ وأُمُّهُمْ لا تَشْبَعُ
كثروا عليَّ فلا يموت كبيرهم
حتّى الحِسَابِ ولا الصَّغِيرُ المُرْضَعُ
و جَفاءَ مَوْلايَ الضَّنينِ بِمَالِهِ
و وُلُوعَ نَفْسٍ هَمُّها بِيَ مُوزَعُ
والحزقة القدمى وأنَّ عشيرتي
زرعوا الحروث وأنَّنا لا نزرعُ
فَبُعِثْتَ للشُّعراءِ مَبْعَثَ دَاحِسٍ
أَوْ كالبَسُوسِ عِقالُها يَتَكوَّعُ
ومنعتني شتم البخيل فلم يخفْ(17/5)
شتمي فأصبحَ آمناً لا يفزعُ
و أخَذْتَ أَطْرَارَ الكَلامِ فَلَمْ تَدَعْ
شتماً يضرُّ ولا مديحاً ينفعُ
و بُعِثْتَ للدُّنْيَا تُجمَّعُ مَالَها
وتصُّرُ خرقتها ودأباً تجمعُ
ومنعتَ نفسك فضلها ومنعتها
أهْلَ الفَعال فأنت شَرٌّ مُولعُ
حتى يجيء إليك علجٌ نازحٌ
فيُصِيب عَفْوَتَها وعَبْدٌ أوْكَعُ
و العَيْلَة ُ الضَّعْفَى ومَنْ لا خَيْرُهُ
خَيْرٌ ومِثْلُهُمُ غُثَاءٌ أَخْمَعُ
أُمٌّ زَعَمْتَ لهم وماتَتْ أُمُّهُمْ
في عهد عادٍ حين مات التُّبَّعُ
فَلَتُوشِكَنَّ وأنْتَ تَزْعُمُ أُمُّهُمْ
أنْ يَرْكبُوكَ بِثِقْلِهِم أو يَرْضِعُوا
و أرَى الذين حَوَوْا تُراثَ محمّد
أفلتْ نجومهمُ ونجمكَ يسطعُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> تبيَّنتُ ما فيه بخفّانَ إنّني
تبيَّنتُ ما فيه بخفّانَ إنّني
رقم القصيدة : 18489
-----------------------------------
تبيَّنتُ ما فيه بخفّانَ إنّني
لَذُو فَضْلِ رَأْيٍ في الرِّجال سَرِيعِ
إذا دقَّ أعناق المطيِّ وأفضلت
نُسُوعٌ على الأكوارِ بَعْدَ نُسُوعِ
ولمَّا جرى في لقوم بيَّنت أنّها
أجَارِيُّ طِرْفٍ في رِبَاطِ نَزِيْعِ
غدوا ببنات الفحلِِ رهبى رذّيِّة
وكوماءَ قد ضرَّجتها بنجيع
سَرَيْنا فَلَمَّا أنْ أتيْنا بلادَه
أقمْنا وأَرْتَعْنا بِخَيرِ مَريعِ
رأى المجد والدَّفَّاع يبنيه فابتنى
إلى ظلِّ بنيانٍ أشمَّ رفيع
تَفَرَّسْتُ فِيهِ الخَيْرَ لَمَّا لَقِيتُهُ
لما أورث الدِّفَّاعُ غيرَ مضيع
فتى ً غير مفراحٍ إذا الخيرُ مسَّهُ
ومن نكبات الدَّهر غير جزوع
وقسٌّ إذا ما شاء حلماً ونائلاً
و إنْ كان أَمْضَى مِنْ أَحَذَّ وَقيعِ
بَنَى لَك باني المَجد فَوْقَ مُشَرَّفٍ
عَلَى مُصْعَبٍ يَعْلُو الجِبالَ منِيعِ
فذاك فتى ً إن تأتهِ لصنيعة ٍ
إلى مالهِ لا تأتهِ بشفيع
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حتّى النهاية ..
حتّى النهاية ..
رقم القصيدة : 1849
-----------------------------------
لمْ أَزَلْ أمشي(17/6)
وقد ضاقَتْ بِعَيْنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجى داجٍ
وَوَجْهُ الفَجْرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ "
.
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحي ضِحكَةٌ تبكي،
ودمعي
مِنْ بُكاءِ الجُرْحِ ضاحِكْ !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لَنِعْمَ الحَيُّ حّيُّ بني كُلَيْب
لَنِعْمَ الحَيُّ حّيُّ بني كُلَيْب
رقم القصيدة : 18490
-----------------------------------
لَنِعْمَ الحَيُّ حّيُّ بني كُلَيْب
إذا ما أوقدوا فوق اليفاع
و نعم الحيُّ حيُّ بني كليبٍ
إذا اخْتَلَطَ الدَّوَاعِي بالدّواعي
ألم ترَ أنّ جار بني زهيرٍ
ضعيفُ الحبل ليس بذي امتناع
وليس الجارُ جارُ بني كليبٍ
بمقصى ً في المحلّ ولا مضاع
هُمُ صَنَعٌ لِجَارِهِمُ وليست
يَدُ الخَرْقَاءِ مِثْلَ يَدِ الصَّنَاعِ
و يَحْرُمُ سِرُّ جَارَتِهِمْ عليهم
و يأكلُ جارهمْ أنفَ القصاع
و جارهمُ إذا ما حلَّ فيهم
على أكنافِ رابية ٍ يَفَاعِ
لَعَمْرُكَ ما قُرَادُ بني رِيَاحٍ
إذا نزعَ القرادُ بمستطاع
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أحقاً أبا زرٍّ حديثٌ سمعتهُ
أحقاً أبا زرٍّ حديثٌ سمعتهُ
رقم القصيدة : 18491
-----------------------------------
أحقاً أبا زرٍّ حديثٌ سمعتهُ
و إلاَّيحلْ من دونِ خيرك تنفع
فما زِلْتَ تُعْطِي النَّفْسَ حتّى تجاوزت
مناها فأعطِ الآن إن شئت أو دعِ
فإنَّ ابْنَ دَفَّاعٍ طريفاً وَجَدْتُهُ
كريماً على عِلاّتِهِ غَيْرَ مُقْطَعِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ذهبُ الذين فراقهمْ أتوقَّعُ
ذهبُ الذين فراقهمْ أتوقَّعُ
رقم القصيدة : 18492
-----------------------------------
ذهبُ الذين فراقهمْ أتوقَّعُ
و جَرَى بِبَيْنهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أُطوِّفُ ما أطوِّفُ ثم آوِي
أُطوِّفُ ما أطوِّفُ ثم آوِي
رقم القصيدة : 18493
-----------------------------------
أُطوِّفُ ما أطوِّفُ ثم آوِي(17/7)
إلى بيتٍ قعيدتهُ لكاعِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَرَسْمَ دِيارٍ مِنْ هُنَيْدَة َ تَعْرِفُ
أَرَسْمَ دِيارٍ مِنْ هُنَيْدَة َ تَعْرِفُ
رقم القصيدة : 18494
-----------------------------------
أَرَسْمَ دِيارٍ مِنْ هُنَيْدَة َ تَعْرِفُ
بِأَسْقُفَ مِنْ عِرْفانِه العَيْنُ تَذْرِفُ
سقى دار هندٍ مسبلُ الودقِ مدَّهُ
رُكامٌ سَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيلِ مُرْدِفُ
كأنَّ دموعي سحَّ واهية ِ الكلى
سَقَاها فَرَوَّاها من العَيْنِ مُخْلِفُ
يَشُدُّ العُرَى منها عَلى ظَهْرِ غَرْبَة ٍ
عَسِيرِ القِيادِ ما تَكَادُ تَصَرَّفُ
فلا هِنْدَ إلاَّ أنْ تَذكَّرَ ما خَلا
تَقَادُمَ عَصْرٍ والتَّذَكُّرُ يَشْعَفُ
تذكّرتُ هِنْداً منْ وَرَاءِ تِهامَة ٍ
و وادي القُرَى بَيْني وبَيْنَكِ مَنْصِفُ
وقد علمتْ هندٌ على النأي أنّني
إذا عدموا رسلاً فنعم المكلّف
أَرُدُّ المَخاضَ البُزْلَ والشَّمْسُ حَيَّة ٌ
إلى الحَيِّ حتَّى يُوسِعَ المُتَضَيِّفُ
وكنتُ إذا دارتْ رحى الحرب زعتهُ
بِمَخْلُوجَة ٍ فيها عن العَجْزِ مَصْرَفُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أمِنْ رَسْمِ دارٍ مَرْبَعٌ ومصِيفُ
أمِنْ رَسْمِ دارٍ مَرْبَعٌ ومصِيفُ
رقم القصيدة : 18495
-----------------------------------
أمِنْ رَسْمِ دارٍ مَرْبَعٌ ومصِيفُ
لِعَيْنَيكَ مِنْ مَاءِ الشُّؤونِ وَكِيفُ
رَشَاشٌ كَغَرْبَيْ هَاجِرِيٍّ كِلاهُمَا
له داجنٌ بالكرَّتين عليفُ
إذا كَرَّ غَرْبَاً بَعْدَ غَرْبٍ أعَادَهُ
على رغمه وافي السِّبال عنيفُ
تَذَكَّرْتُ فيها الجَهْلَ حتّى تبادَرَتْ
دُمُوعِي وأصحابي عَلَيَّ وُقُوفُ
يقولون هل يبكي من الشوق حازمٌ
تَخَلَّى إلى ذَاتِ الإِلَهِ حَنِيفُ
فلأياً أزاحتْ علَّتي ذاتُ منسمٍ
نكيبٍ تغالى في الزّمام خنوف
مُقَذَّفَة ٌ باللَّحْمِ وَجْنَاءُ عَدْوُها
على الأَيْنِ إرْقَالٌ لها ووَجِيفُ
إليك سَعيدَ الخَيْرِ جُبْتُ مَهامِهاً
يُقَابِلُنِي آلٌ بها وتُنُوفُ(17/8)
فلولا الذي العاصي أبوه لعُلِّقَتْ
بِحَوْرانَ مِجْذامُ العَشيِّ عَصُوفُ
و لَولا أَصِيلُ اللُّبِّ غَضٌّ شَبَابُهُ
كريمٌ لأيّام المنون عروفُ
إذا همّ بالأعداء لم تثن همَّهُ
كعابٌ عليها لؤلؤٌ وشنوفُ
حصانٌ لها في البيت زيٌّ وبهجة ٌ
ومشيٌ كما تمشي القطاة ُ كثيفُ
و لوْ شاءَ وَارَى الشَّمْسَ من دُونِ وَجْهِهِ
حجابٌ ومطويُّ السَّراة منيف
ولكنْ إدلاجاً بشهباء فخمة ٍ
لها لقحُ في الأعجمين كشوفُ
إذا قادها للحرب يَوْماً تتابعت
ألوفٌ على آثارهنَّ ألوف
فصفُّوا وماذيُّ الحديد عليهمُ
وبيضٌ كأولاد النَّعام كثيف
أنابتْ إلى جنّات عدنٍ نفوسهمْ
وما بعدها للصَّالحين حتوف
خفيفُ المعى ْ لا يملأُ الهولُ صدرهُ
إذا سمتهُ الزّاد الخبيث عيوفُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَدَارَ سُلَيْمَى بالدَّوَانِكِ فالعُرْفِ
أَدَارَ سُلَيْمَى بالدَّوَانِكِ فالعُرْفِ
رقم القصيدة : 18496
-----------------------------------
أَدَارَ سُلَيْمَى بالدَّوَانِكِ فالعُرْفِ
أقام على الأرواح والدِّيم الوطفِ
وقفت بها فاستنزفت ماء عبرتي
بها العَيْنُ إلا ما كَفَفْتُ به طَرْفي
يقولون يستغني ووالله ما الغنى
من المال إلاّ ما يعفُّ وما يكفي
لعمري لشدّت حاجة ٌ قد علمتها
أَمَامِي وأُخْرَى لَوْ رَبَعْتُ لها خَلْفِي
فَهلاَّ أَمَرْتِ ابْنَيْ هِشامٍ فَيَمْكُثَا
على ما أصابا من مِئينَ ومن أَلْفِ
مِن الرُّومِ والأُحْبُوشِ حتّى تناولا
ببيعهما مال الرازبة الغلفَ
و ما كان مِمَّا أصْبَحَا يَجْمَعَانِهِ
من المال إلاّ بالتّحرُّف والصَّرف
وهل يخلدنّ ابني جلالة ما لهمْ
و حِرْصُهُمُ عِنْدَ البِيَاعِ على الشِّفِّ
نبِّئتُ أنّ الجود منهم خليفة ٌ
يجودون في يبس الزّبيب وفي القطف
فبِالظرفِ نالا خَيْرَ ما أصْبَحا به
و ما المالُ إلا بالتَّقَلُّبِ والظَّرْفِ
فراق حبيبٍ وانتهاءٌ عن الهوى
فلا تَعْذُلينى قد بَدَا لكِ ما أُخْفِي(17/9)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا
رقم القصيدة : 18497
-----------------------------------
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا
و ذاك منهم على ذي حاجة ٍ خرقُ
لم يطلعوك على ما في نفوسهمُ
و لم يكن لكَ في أَيْمانِهم عَلَقُ
شَكَو قليلاً بأمْرٍ ثمَّ سَرَّحَهُمْ
جذبُ القرينةو الأهواءُ فانصفقوا
كانوا بلَيْلِ عَصَاهُمْ وهْيَ واحِدَة ٌ
فأصبحوا وعصاهم غدوة ً شققُ
بَعْدَ المُدَمَّنِ مِنْهُمْ والحُلُولِ لهم
و سامِرُ الحَيِّ يُدْعَى وَسْطَهُمْ خِرَقُ
و الدّهر ليس بمأمونٍ تخالجهُ
على الأحبّة والأهواءُ تنصفقُ
خافوا الجَنَان وفَرُّوا مِنْ مُسَوَّمَة ٍ
يلوى بأعناقها الكتّانُ والأبقُ
فأصْبَحَ الحَيُّ يُحْدَى بين ذي أُرُلٍ
وبين أسْفَلَ وادي دَوْمَة ِ الحِزَقُ
مُنَكِّبِينَ أُفاقاً عن أَيَامِنِهِم
وعَنْ شمائلِهِم ذو الغِينَة ِ القَرِقُ
تبعتهمْ بصري حتى تضمنهُم
من الجُمَادِ ووادي الغابة ِ البُرَقُ
و في الظعائِنِ لَوْ أَلْمَمْتَ بَهْكَنَة ٌ
بالزَّعْفَرَانِ لَعُوبٌ جَيْبُها شَرِقُ
لا تَطْعَمُ الزَّادَ إلا أَنْ تُهَبَّ له
كما يصادى عليه الطاعم السَّنِقُ
و لا تأرّى لما في القدر ترصدهُ
و لاتقوم بأعلى الفجر تنتطقُ
ثمّ انصرفتُ بمجذامٍ عذافرة ٍ
سنّ الربيع بها ترعيّة ً أنقُ
في عازبٍ نام ليلُ السَّاريات بهِ
مِنَ الأوائلِ وانحلَّت به النُّطُقُ
لم يؤذها الصَّيف طوفُ الحالبينَ بها
و لم تغطّ عليها الجلَّة ُ الفنقُ
يسري القرادُ عليها ثمّ تزلقهُ
منها مَغَابِنُ مُسْوَدٌّ بها العَرَقُ
تخدي على يسراتْ في فقارتها
كأنهنَّ صقوبُ العرعرِ السُّحقُ
قريتها لويني جذبي خزامتها
كادت من الرَّحْلِ والأنْسَاعِ تَنْزَلِقُ
لَوْلاَ الجَدِيلُ وأنْسَاعٌ مُظاهَرَة ٌ
و الضَّرْبُ بالسَّوْطِ حتّى بَلَّهَا العَلَقُ(17/10)
أَلْقَتْ قَتُوديَ بالمَوْمَاة ِ وانْزَهَقَتْ
كَأَنَّها قَارِبٌ أَقْرَابُهُ لَهِقُ
يطيرُ مروُ ليّان عن مناسِهما
كما تطايَرُ عِنْدَ الجَهْبَذِ الوَرَقُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لا تجمعا مالي وعِرضي باطلاً
لا تجمعا مالي وعِرضي باطلاً
رقم القصيدة : 18498
-----------------------------------
لا تجمعا مالي وعِرضي باطلاً
كلاَّ لَعَمْرُ أَبِيكُما حَبَّاقِ
و كلاكما جرَّت جعارِ برجلهِ
نَشِبَيْنِ بَيْنَ مَشِيمَة ٍ ومَلاَقي
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أعبدَ بنَ يربوع بن ضرطِ بن مازنٍ
أعبدَ بنَ يربوع بن ضرطِ بن مازنٍ
رقم القصيدة : 18499
-----------------------------------
أعبدَ بنَ يربوع بن ضرطِ بن مازنٍ
كلوا ما استطعتمْ واهدروا بالشّقاشقِ
أقيموا على المعزى بدار أبيكمُ
تسوفُ الشمالَ بين صبحى وطالق
و ما كان يربوعُ أبوكم إذا جرى
إلى المجد بالمبقي ولا بالمنازقِِ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> الكرز
الكرز
رقم القصيدة : 185
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الكرز واحد وعشرين حبه
رفرف الغصن وأورق عندليبه
افتحوا للشبابيك المحبه
واصدحوا بالهلاهيل الرطيبة
غافل الشمع في عيده تنبه
راح ياخذ من الظلما نصيبة
طفل من عادته يكسر العبه
وش عليه ان كسر خاطر حبيبه ؟
سنةٍ من سننه المستحبه
يترك قلوب عشاقه عطيبه
ضاااع من قال أنا ضايع بحبه
والله إن الدلاله ضيعتي به
قبلت الله عليه شلون ربه
خالقٍ بيسمه يوم يحكي به
لو مكنته تغافلته بحبه
مير هو شايفٍ في الأمر ريبه
ماحسن الظن في ريحٍ تهبه
يحسن الظن في مثلي.. !!مصيبه
المسبه ، به الطرف المسبه
ماسوى طرفه الساهي يعيبه
عجزت امرايته فيه اتشبه
حاولت فيه ماقدرت تجيبه
ضامرٍ مثل رجل براس قبه
ينفح بغيمتين الصدر طيبه
بعد هذا وش اللي ينكتب به
قبل هذا وش اللي ينقري يبه
منبع النهر ، والنهر ، ومصبه
مشرق النور ، والنور ، ومغيبه
إن بغا يسلب الرمان لبه(17/11)
وإن بغا صابت النعناع خيبه
وإن حلى اللعب والميدان طبه
مالك إلا تقول الله حسيبه
والله إن القلوب المستتبه
تسطفق تقل ناهبها نهيبه
ياهل العرف ماقبله يجبه
كيف أجل بالحشا مركي صليبه
الكرز واحد ومليون أحبه
من هنا لين سكره وحليبه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الدولة
الدولة
رقم القصيدة : 1850
-----------------------------------
قالت خيبر:
شبران... و لا تطلب أكثر.
لا تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي...
الشرطة في الشبر الأيمن
و المسلخ في الشبر الأيسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ و انحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فِدًى لابنِ حِصْنٍ ما أُرِيحُ فإنَّهُ
فِدًى لابنِ حِصْنٍ ما أُرِيحُ فإنَّهُ
رقم القصيدة : 18500
-----------------------------------
فِدًى لابنِ حِصْنٍ ما أُرِيحُ فإنَّهُ
ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَة ٌ في المهالكِ
سما لعكاظٍ من بعيدٍ وأهلها
بأَلْفَيْنِ حتى دَاسَهُمْ بالسَّنَابِكِ
فباع بنيه بعضهم بخشارة ٍ
و بِعْتَ لِذُبْيَانَ العَلاءَ بِمالِكِ
وقومٍ لَحَا لَحْوَ العِصِيِّ فأصبحوا
مراميل بعد الوفر بيض المبارك
و بكرٍ فلاها من نعيم غريزة ٍ
مُصَاحِبَة ٍ على الكَرَاهِين فارِكِ
يَقُلْنَ لها لا تَجْزَعِي أَنْ تَبَدَّلي
بأهلك أهلاً والخطوب كذلك
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا آلُ ليلى أزمعوا بقفول
ألا آلُ ليلى أزمعوا بقفول
رقم القصيدة : 18501
-----------------------------------
ألا آلُ ليلى أزمعوا بقفول
و ما آذنوا ذا حاجة برحيل
تنادوا فحلّوا للترحُّل عيرهمْ
فبانوا ببيضاء الخدود قتولِ
مبتلة ٍ يشفي السّقيم كلامها
لها جيدُ أدماء العشيّ خذُولِ
و تبسمُ عن عذبٍ مجاجٍ كأنَّه
نطافة ُ مزنٍ صفِّقت بشمول
فَعَدِّ طِلابَ الحيِّ عَنْكَ بِجَسْرَة ٍ
تَخَيَّلُ في جَدْلِ الزِّمامِ ذَمُولِ
عُذَافِرَة ٍ حَرْفٍ كأنَّ قُتُودَها
على هِقْلَة ٍ بالشَّيِّطَيْنِ جَفُولِ(17/12)
لَعَمْرِي لقد جارَيْتُمُ آل مالكٍ
إلى ماجدٍ ذي جمَّة وفضول
إذا قَايَسُوهُ المجدَ أَرْبَى عليهمُ
بِمُسْتَفْرغٍ ماءَ الذِّنَابِ سَجِيلِ
وإنْ يرتقوا في خطَّة ٍ يرقَ فوقها
بثَبْتٍ على الضَّاحِي المَزِلِّ رَجِيل
فَصُدُّوا صُدُودَ ألوانِ أَبْقَى لِعِرْضِكم
بني مالكٍ إذْ سدَّ كلُّ سبيل
و ما جعل الصُّعرَ اللئامُ خدودها
كآدَمَ قَلْبٍ من بناتِ جَدِيلِ
فَتًى لا يُضَامُ الدَّهْرَ ما عاشَ جارُهُ
و ليس لإدمان القرى بملول
هو الواهبُ الكُومَ الصَّفَايا لجارِهِ
و كلُّ عتيق الحُرّتين أسيل
و أشجع في الهيجاء من ليث غابة ِ
إذا مستباة ٌ لم تثق بحليل
و خَيْلٍ تَعَادَى بالكُماة ِ كأنها
وعولٌ كهافٍ أعرضت لوعول
مثابرة ٍ رهواً وزعت رعيلها
بأَبْيَضَ ماضي الشَّفْرَتَيْن صَقِيل
إذا الناسُ مَدُّوا للفَعَالِ أكُفَّهُمْ
بَذَخْتَ بِعَادِيِّ السَّرَاة ِ طويلَ
و جُرْثُومَة ٍ لا يَقْرَبُ السيلُ أَصْلَها
فَقَدْ صَدَّ عنها المَاءُ كُلَّ مَسِيلِ
بَنَى الأحْوَصَانِ مَجْدَهَا ثم أُسْلِمَتْ
إلى خَيْرِ مُرْدٍ سَادَة ٍ وكُهُولِ
فإن عدَّ مجدٌ فاضلٌ عدَّ مثله
و إنْ أَثَّلُوا لاقَاهُمُ بأَثيلِ
ورثتَ تراثِ الأحوصين فلم يَضِع
إلى ابْنَيْ طُفَيْلٍ مالكٍ وعَقِيل
فما ينظرُ الحكامُ بالفصل بعدما
بَدَا واضِحٌ ذُو غُرَّة ٍ وحُجُولِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أرى العير تحدى بين قنٍّ وضارجٍ
أرى العير تحدى بين قنٍّ وضارجٍ
رقم القصيدة : 18502
-----------------------------------
أرى العير تحدى بين قنٍّ وضارجٍ
كما زالَ في الصُّبْحِ الأَشاء الحَوَاملُ
فتَّبعتهمْ عينيَّ حتى تفرّقت
مع الليل عن سَاقِ الفَرِيدِ الجمايِلُ
فلأياً قصرت الطَّرف عنهمْ بجسرة ٍ
ذَمُولٍ إذا واكَلْتَها لا تُوَاكِلُ
صَمُوتِ السُّرَى عَيْرانَة ٌ ذاتُ مَنْسِمٍ
نكيبُ الصّوى ترفضُّ عنه الجنادل
عُذَافِرَة خَرْسَاء فيها تَلَفُّتٌ
إذا ما اعْتَراها لَيْلُها المُتَطاوِلُ(17/13)
كأنِّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْناً رَباعِياً
شَنُوناً يُرَبِّيهِ الرَّسِيسُ فَعَاقِلَ
شَنُونٌ أَبُوهُ الأَخْدَرِيُّ وأمُّهُ
من الحقب فحّاشٌ على العرس باسل
إذا ما أرادت صاحباً لا يريدهُ
فمن كلِّ ضاحي جلدها هو آكلُ
تَرَى رَأْسَهُ مُسْتَحْمَلاً خَلْفَ رِدْفِها
كما حَملَ العِبْءَ الثَّقِيلَ المُعَادِلُ
وإنْ جَاهَدَتْهُ جاهَدَتْ ذَا كَرِيهَة ٍ
وإنْ تَعْدُ عَدْوَاً يَعْدُ عادٍ مُناقِلُ
يُثِيرَانِ جَوْناً ذا ظِلالٍ كَأَنَّهُ
جَدِيدُ نِقاعٍ هَيَّجَتْهُ المَعَاوِلُ
إلى القائل الفَعَّالِ عَلْقَمة َ النَّدَى
رَحَلْتُ قَلُوصِي تَجْتَوِيها المَنَاهِلُ
إلى ماجدِ الآباء فرعٍ عثمثمٍ
له عطنٌ يوم التّفاضلِ آهل
و ما كان بيني لو لقيتك سالماً
و بين الغنى إلاّ ليالٍ قلائل
لعمري لنعم المرءُ من آل جعفرٍ
بِحَوْرَانَ أَمْسَى أعْلَقَتْهُ الحبائلُ
لَقَدْ غَادَرَتْ حزْماً وبِرًّا ونائلاً
و لُبَّاً أصِيلاً خالَفَتْهُ المَجاهلُ
و قدراً إذا ما أنفضَ القومُ أوفضتْ
إلى نارها مشياً إليها الأراملُ
لعمري لنعم المرءُ لا واهنُ القوى
و لا هُوَ لِلْمَوْلَى على الدَّهْرِ خَاذِلُ
لعمري لنعم المرءُ إنْ عيَّ قائلُ
عن القيل أو دنّى عن الفعل فاعلُ
لعمري لنعم المرءُ لا متهاونٌ
عن السُّورَة ِ العُلْيا ولا مُتَخَاذِلُ
يداك خليح البحر إحداهما دمٌ
و إحداهما جودٌ يفيضُ ونائلُ
فإنْ تَحْيَ لا أَمْلَلْ حَيَاتي وإنْ تَمُتْ
فما في حياتي بَعْدَ مَوْتك طائِلُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> زيارات من شعر الحطيئة نَأَتْكَ أُمَامَة ُ إلاَّ سُؤَالاَ
زيارات من شعر الحطيئة نَأَتْكَ أُمَامَة ُ إلاَّ سُؤَالاَ
رقم القصيدة : 18503
-----------------------------------
زيارات من شعر الحطيئة نَأَتْكَ أُمَامَة ُ إلاَّ سُؤَالاَ
و أَبْصَرْتَ مِنْهَا بغَيْبٍ خَيالا
خيالاً يروعك عند المنامِ
و يَأْبَى مَعَ الصُّبْحِ إلا زَوَالا(17/14)
كِنَانِيَّة ٌ دَارُها غَرْبَة ٌ
تُجِدُّ وِصَالاً وتُبْلي وِصَالا
كعاطية ٍ من ظباءِ السَّليل
حُسَّانَة ِ الجيدِ تُزْجِي غَزَالا
تَعَاطَى العِضَاهَ إذا طَالَها
و تَقْرُو مِنَ النَّبْتِ أَرْطًى وضَالا
تَصَيَّفُ ذَرْوَة َ مَكْنُونَة ٍ
و تبدو مصاف الخريف الحبالا
مُجَاوِرَة ً مُسْتَحِيرَ السَّرا
أفرغت الغرُّ فيه السَّجالا
كأنّ بحافتهِ للطّراف
رجالاً لحميرَ لاقت رجالا
فهل تبلغنيكها عرمسٌ
صَمُوتُ السُّرَى لا تَشكّى الكَلالا
مفرّجة الضّبع موّارة ٌ
تَجُذُّ الإكامَ وتَنْفِي النِّقَالا
إذا ما النَّوَاعِجُ وَاكبْنَها
جَشَمْنَ من السَّير رَبْواً عُضَالا
و إن غضبت خلت بالمشفرين
سَبَائخَ قُطْنٍ وَ زِيراً نُسالا
و يَحْدُو يَدَيْها زَجُولاَ الحَصَى
أَمَرَّهُمَا العَصْبُ ثمَّ اسْتَمَالا
و تُحْصِفُ بَعْدَ اضْطِرابِ النُّسُوعِ
كما أَحْصَفَ العِلْجُ يَحْدُو الحِيَالا
تُطِيرُ الحَصَى بعُرَى المَنْسِمَيْنِ
إذا الحاقفات ألفن الظّلالا
و تَرْمِي الغُيُوبَ بِمَاوِيَّتَيْنِ
أُحْدِثَتا بَعْدَ صَقْلٍ صِقَالا
و لَيْلٍ تَخَطَّيْتُ أهْوَالَهُ
إلى عمرٍ ارتجيه ثمالا
طويتُ مهالك مخشية ً
إليك لتكذب عني المقالا
بِمِثْلِ الحَنِيِّ بَراها الكَلاَ
لُ يَنْزِعْنَ آلاً ويَرْكُضْنَ آلاَ
إلى مالكٍ عادلٍ حكمهُ
فلمّا وضعنا لديه الرِّحالا
و بِرَدِّ الخُصُومِ شَتَّى ثِقَالاً
مُتراخي الحُبَا ثَقِيلِينَ في المِيـ
صرى قول من كان ذا مئرة ٍ
و مَنْ كان يَأْمَلُ فِيَّ الضَّلالا
و خصمٍ تمنّى المنى
لأنْ جاشَ بَحْرُ قُرَيْع فَسَالا
أمينُ الخليفة بعد الرّسول
و أوفى قريشٍ جميعاً حبالا
و أطولهمْ في النّدى بسطة ً
و أفضلهم حين عدُُّوا فعالاً
أَتَتْنِي لِسَانٌ فَكذَّبْتُها
و ما كنتُ أحذرها أن تقالا
بأن الوشاة بلا جرمة ٍ
أتوك فراموا لديك المحالا
فَجِئْتُكَ مُعْتَذِراً رَاجِياً
لِعَفْوِكَ أَرْهَبُ مِنْكَ النَّكالا
فلا تسمعنْ بي مقال العدا(17/15)
و لا تُوكِلَنِّي هُدِيتَ الرِجَالا
فإنّك خيرٌ من الزّبرقان
أشَدُّ نَكَالاً وخَيْرٌ نَوالا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> تعذّر بعد رامة َ من سليمى
تعذّر بعد رامة َ من سليمى
رقم القصيدة : 18504
-----------------------------------
تعذّر بعد رامة َ من سليمى
أَجَارِعُ بَعْدَ رَامَة َ فالهُجُولُ
أَرَبَّ المُدْجِنَاتِ به وجَرَّتْ
به الأذيال معصفة ٌ جفول
و هاج إلى الصّبابة من هواها
بحنوِ قراقرٍ طللٌ محيلُ
كما هاج الصّبابة يوم مرّت
عَوامِدَ نَحْوَ وَاقِصَة َ الحُمُولُ
وَ أَخْفَافُ المُخَيَّسَة ِ المَهَارَى
يُشَدُّ لها السَّرَائِحُ والنَّقِيلُ
أَلا لا نَوْمَ لي حتَّى تَأَتَّى
براكبها شمردلة ٌ ذمولُ
مشمَّرة ٌ إذا اشتبه الفيافي
عثمثمة ٌ إذا منع المقيلُ
يَشُدُّ مِنَ السِّنَافِ الغَرْضَ منها
خشاشُ الصُّلب والزّور النبيل
إذا بَلَغَتْكَ أَلْقَتْ ما عليها
و إنَّك خيرُ من دنّى الرحيل
و إنك خيرُ خندف حين آوى
إليك بي الترحُّلُ والنزول
إذا ذُكِرَتْ لك الحاجاتُ مِنِّي
فلا حَصِرٌ بهنَّ ولا بَخِيلُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> قالت أمامة ُ عرسي وهي خالية
قالت أمامة ُ عرسي وهي خالية
رقم القصيدة : 18505
-----------------------------------
قالت أمامة ُ عرسي وهي خالية
إنَّ المطامع َ قد صارت إلى قللِ
آمرت نفسي فقالت وهي خالية
إنَّ الجواد ابن دفّاع على العلل
نِعْمَ الفَتَى عِنْدَ مُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلَة ٍ
شبَّت لها النّارُ بين اللّيل والطَّفل
و الفتية الشّعثُ قد خفّت حقائبهمْ
شُمُّ العَرانِينِ قد ساروا إلى الأُصُلِ
مبرَّأٌ عرضهُ راع أمانتهُ
فليس يغتالها بالمنّ والدَّغل
كالهندوانيّ لا تثني مضاربهُ
ذاتُ الحَرابِيِّ فوق الدَّارِعِ البَطَلِ
في إرْث عادِيَّة ٍ عِزّاً ومَكْرُمة ً
فيها من الله صنعٌ غيرُ ذي خلل
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> عَفَا تَوْءَمٌ مِنْ أَهْلِهِ فَجُلاجِلُهْ(17/16)
عَفَا تَوْءَمٌ مِنْ أَهْلِهِ فَجُلاجِلُهْ
رقم القصيدة : 18506
-----------------------------------
عَفَا تَوْءَمٌ مِنْ أَهْلِهِ فَجُلاجِلُهْ
فرُدَّتْ على الحيَّ الجميع جمايلهْ
يعالينَ رقماً فوق عقمٍ كأنّه
دمُ الجوف يجري في المذارع واشلهْ
كأنَّ النِّعَاجَ الغُرَّ وسْطَ رِحَالِهِم
إذا استعجمتْ وسط الخدور مطافلهْ
أَبَى لاِبْنِ أَرْوَى خَلَّتَانِ اصْطَفَاهُما
قتالٌ إذا يلقى العدوَّ ونائلهْ
فَتًى يَمْلَأُ الشِيزَى ويَرْوَى بِكَفِّهِ
سنانُ الرُّدينيّ الاصمَّ وعاملهْ
يَؤُمُّ العَدُوَّ حَيْثُ كان بِجَحْفَلٍ
يصمُّ السَّميعَ جرسهُ وصواهلهْ
إذا كان مِنْهُ مَنْزِلُ الليل أَوْقَدَتْ
لأخراهُ بالعالي اليفاع أوائلهْ
ترى عافياتِ الطير قد وثقت لها
بِشِبْعٍ من السَّخْلِ العِتَاقِ مَنَازِلُهْ
بناتُ الغراب والوجيه ولاحقٍ
يقوَّدن في الأشطان ضجمٌ جحافلهْ
يَظَلُّ رِداءُ العَصْبِ فَوْقَ جَبِينِهِ
يَقِي حَاجِبَيْهِ ما تُثِيرُ قَنَابِلُهْ
نَفَيْتَ الجِعَادَ الغُرَّ عن حرِّ دارِهمْ
فلم يبق إلاّ حيّة ٌ أنت قاتلهْ
و كمْ من حصانٍ ذاتِ بعلٍ تركتها
إذا الليلُ أدجى لم تجدْ من تباعلهْ
و ذي عَجَزٍ في الدّارِ وَسَّعْتَ دارَه
و ذي سَعَة ٍ في دارِهِ أنت ناقِلُهْ
و إني لأَرْجُوهُ وإنْ كان نائِياً
رَجاءَ الرَّبِيعِ أَنْبَتَ البَقْلَ وابِلُهْ
لِزُغْبٍ كأولادِ القَطَا رَاثَ خَلْفُها
على عاجزات النّهض حمرٍ حواصله
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَنَخْنَا بِبَيْتِ الزِّبْرِقَانِ ولَيْتَنَا
أَنَخْنَا بِبَيْتِ الزِّبْرِقَانِ ولَيْتَنَا
رقم القصيدة : 18507
-----------------------------------
أَنَخْنَا بِبَيْتِ الزِّبْرِقَانِ ولَيْتَنَا
مضينا فقلنا وسط بيت المخبَّلِ
ظَلِلْنا لَدَيْهِ نَسْتَقِي بِحِبَالِنا
بِذِي المَتْنِ مِنها والضَّعِيفِ المُوَصَّلِ
و ما الزِّبْرِقَانُ يومَ يَحْرِمُ ضَيْفَهُ
بمحتسب التّقوى ولا متوكّل(17/17)
و لا عالمٍ ما في غدٍ غير أنّه
يرفّع أعضاد الحياض بمعول
مقيمٌ على بنيان يمنع ماءهُ
و ماءُ وشيعٍ ماءُ عطشانَ مرمل
و ظلّ يناجي أُمَّ شذرة قاعداً
كأنّ على شرسوفها كُرْز حنظل
فأنت الفداءُ لابن هوذة إنّه
قرانا فلم يبخلْ ولم يتعلَّلِ
ظِللْنا لَدَيْهِ في شِواءٍ ونِعْمة ٍ
و ظَلَّتْ رِكابي في سَرِيٍّ وجَدْولِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فِدًى لابْنِ بَدْرٍ نَاقَتِي ونُسُوعُها
فِدًى لابْنِ بَدْرٍ نَاقَتِي ونُسُوعُها
رقم القصيدة : 18508
-----------------------------------
فِدًى لابْنِ بَدْرٍ نَاقَتِي ونُسُوعُها
وقَلَّ لهُ لاَ بَلْ فِداءٌ لَهُ أَهْلِي
شفى وتغالى من وراءِ شفائها
صدورَ رجالٍ من حرارتها تغلي
سَمَا بالجِيَادِ الجُرْدِ لا مُتَخاذِلٌ
و لا واهنٌ عن جارهِ مرسُ الحبلِ
إذَا ما اسْتَهَلَّتْ بالنِّسَارِ سَحَابَة ٌ
تُشَبِّهُها رِجْلَ الجَرَادِ مِنَ النَّبْلِ
أَبَوْا أنْ يُقيمُوا للرِّمَاحِ وشَمَّرَتْ
شَغَارِ، وأعْطَوْا مُنْيَة ً كُلَّ ذِي ذَحْلِ
فما غَنِمُوا يَوْمَ النِّسار وما وَنت
فوارسنا إذْ أبصروا عورة َ الرَّجْل
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أذئبُ القفر أم ذئبٌ أنيسٌ
أذئبُ القفر أم ذئبٌ أنيسٌ
رقم القصيدة : 18509
-----------------------------------
أذئبُ القفر أم ذئبٌ أنيسٌ
سطا بالبكر أم صرفُ الليالي
و أنتم لو أراد الدَّهرُ عَدْواً
عديدُ التُّرب من أهلٍ ومالِ
و نحن ثلاثة وثلاث ذودٍ
لقد جار الزَّمَانُ على عيالي
و لو مولى ضبابٍ عال فيهم
لجَرَّ الدَّهْرُ عنْ حالٍ لحالِ
و مولاهم أبي لا عيب فيه
و في مولاكمُ بعض المقال
هلمَّ براءة ً والحيُّ ضاحٍ
وإلا فالوقوف على إلال
دعا داعي اللّصوص على ثبيرٍ
ألا أيْن القَلوصُ بني قِتالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المتكتم
المتكتم
رقم القصيدة : 1851
-----------------------------------
ألقيت خطاباً في النادي،
و تلوت قصائد في المقهى،(17/18)
و نقدت السلطة في المطعم.
هل تحسب أنّا لا نعلم ؟!
......... !
في يوم كذا...
حاورت مذيعاً غربياً
و عرضت بتصريح مبهم
لغباوة قائدنا الملهم.
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
- ......... !
في يوم كذا...
جارك سلّم.
فصرخت به: أيّ سلام
و كلانا، يا هذا، نعش
يتنقل في بلدٍ مأتم ؟
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
هذي أمثلةٌ... و الخافي أعظم
إنّ ملفك هذا متخم !
هل عندك أقوال أخرى ؟
- ......... !
لا تتكتّم.
دافع عن نفسك... أو تعدم !
- ......... !
لا تتكلّم ؟
إ فعل ما تهوى... لجهنم.
* * *
شنق الأبكم !!!
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> و لمْ ترَ عيني مثل عروة خلَّة ً
و لمْ ترَ عيني مثل عروة خلَّة ً
رقم القصيدة : 18510
-----------------------------------
و لمْ ترَ عيني مثل عروة خلَّة ً
و مولى ً إذا ما النّعل زلّ قبالها
و أ،ت امرؤ نجّيتي من عظيمة ٍ
مخوفٍ تردَّيها شديدٍ وبالها
ومَجْدٍ لأقوامٍ شَآهُمْ طَلَبْتَهُ
بنفس كريمٍ صونها وابتذالها
وأَحْلَى مِنَ التَّمْرِ الجَنِيِّ وَعِنْدَهُ
بَسَالَة ُ نَفْسٍ إِنْ أُرِيد بَسَالُهَا
و أقولُ من قسّ وأمضى إذا أمضى
من السَّيْفِ إذْ مَسَّ النُّفوسَ نَكَالُها
و أدمٍ كأرآم الظَّباء وهبتها
مَراسِيلَ مَشْدُودٍ عليها رِحالُها
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> إنْ عمراً وما تجشّمَ عمروٌ
إنْ عمراً وما تجشّمَ عمروٌ
رقم القصيدة : 18511
-----------------------------------
إنْ عمراً وما تجشّمَ عمروٌ
كابْنِ بِيْضٍ غَدَاة َ سُدَّ السبيلُ
لَمْ تَجِدْ عَالِبٌ وَرَاءَكَ مَعْدًى
لِتِرَاتٍ ولا دَمٌ مَطْلُولُ
كُلُّ أمْرٍ يَنُوبُ عَبْساً جَمِيعاً
أنت فيه المطاعُ فيما تقول
قد تَحَمَّلْتَ خَيْرَ ذاكَ وَلِيداً
أنْتَ للصَّالِحاتِ قِدْماً فَعُولُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> تَجَهَّمَ لي بالبِشْر يَوْمَ لَقِيتُهُ
تَجَهَّمَ لي بالبِشْر يَوْمَ لَقِيتُهُ
رقم القصيدة : 18512
-----------------------------------(17/19)
تَجَهَّمَ لي بالبِشْر يَوْمَ لَقِيتُهُ
قدامة خصيا قنبليِّ معيَّل
منعتَ قوصاً بالمطال ولم يكن
لنابيك منها غير تربٍ وجندلِ
وعَزَّتْ علَيْكَ الفَحْلَ سَوْدَاءُ جَوْنَة ٌ
وقد تَنْجُلُ الأَرْحَامُ في كلِّ مَنْجَلِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لحاكَ اللّه ثُمَّ لَحاكَ حقًّا
لحاكَ اللّه ثُمَّ لَحاكَ حقًّا
رقم القصيدة : 18513
-----------------------------------
لحاكَ اللّه ثُمَّ لَحاكَ حقًّا
أباً ولحاك من عمٍّ وخالِ
فنِعْمَ الشيخُ أنْتَ لدى المخازي
و بئس الشيخ أنت لدى المعالي
جمعتَ اللُّؤْمَ لا حَيَّاكَ رَبِّي
و أبوابَ السَّفاهة ِ والضَّلالِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا رَاكباً إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
يا رَاكباً إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
رقم القصيدة : 18514
-----------------------------------
يا رَاكباً إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
على النأي منَّي عروة َ بنَ هلال
و لا تَتْرُكَنْ مَوْلاكَ ما سُقْتَ هَجْمة ً
لها بعد ضمِّ الراعيين توالِ
يَرُدُّ إليْكَ الحالِبَانِ وِطَابَها
على كُلِّ حَفَّادِ العَشِيِّ ثَفَالِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَخُو ذُبْيَانَ عَبْسٌ ثم مَالَتْ
أَخُو ذُبْيَانَ عَبْسٌ ثم مَالَتْ
رقم القصيدة : 18515
-----------------------------------
أَخُو ذُبْيَانَ عَبْسٌ ثم مَالَتْ
بنو عبسٍ إلى حسبٍ ومالِ
فما إنْ فَضْلُ ذُبْيانٍ عَليْنا
بشيءٍ غيرَ أقوال الضّلال
سوى أن قُدِّموا وحظوا علينا
كما تحظى اليمين على الشّمال
تنوُّطنا بذبيانٍ عزيزٌ
علينا مثل أثقالِ الجبالِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> من مبلغٌ حيّانَ عنّي وعاصماً
من مبلغٌ حيّانَ عنّي وعاصماً
رقم القصيدة : 18516
-----------------------------------
من مبلغٌ حيّانَ عنّي وعاصماً
رِسَالة َ مَنْ لَمْ يُهْدِ نُصْحاً بإرْسالِ
و رَهْطَ ابْن حَبَّاسٍ فأنَّى غَنِمْتُمُ
لكم بأحاديثِ الخرافة ِ أمثالي(17/20)
فوالله ما منكمْ أبي قد علمتمُ
و لا منكمُ أُميٌ ولا منكمُ خالي
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أعطى ابنُ قرطٍ غداة السُّليم
أعطى ابنُ قرطٍ غداة السُّليم
رقم القصيدة : 18517
-----------------------------------
أعطى ابنُ قرطٍ غداة السُّليم
يَوْمَ الْتَقَيْنَا عَطَاءً جَزيلا
كَفَيْتَ بِهَا مَازِناً كُلَّها
أصاغرها وكفيت الكهولا
كرامٌ أبى الذَّمَّ آباؤهم
فلا يَجْعَلُونَ لِلَوْمٍ سَبِيلا
عِرَاضُ الخُدُودِ كِرام ُالجُدُودِ
يَمُدَّونَ لِلْمَجْدِ بَاعاً طويلا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أَبُوكَ رَبيعَة ُ الخَيْرِ بنُ قُرْطٍ
أَبُوكَ رَبيعَة ُ الخَيْرِ بنُ قُرْطٍ
رقم القصيدة : 18518
-----------------------------------
أَبُوكَ رَبيعَة ُ الخَيْرِ بنُ قُرْطٍ
و أ،ت المرءُ تفعلُ ما تقولُ
أَغَرُّ كأنّما حَدِبَتْ عَليْه
بنو الأملاكِ تكنفها القيولُ
تصدُّ مناكب الأعداءِ عنهُ
كراكرُ من أبي بكرٍ حلولُ
كراكرُ لا يبيدُ العزُّ فيها
و لكنّ العزيز بها ذليلُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> قلتُ لها أصبرها صادقاً
قلتُ لها أصبرها صادقاً
رقم القصيدة : 18519
-----------------------------------
قلتُ لها أصبرها صادقاً
ويحكِ أمثالُ طريفٍ قليلْ
قد يَقْصُرُ الماجِدُ عَنْ فِعْلهِ
و يَنْفَسُ الجُودَ عَلَيْهِ البَخِيلْ
ذَاكَ فتًى يَبْذُلُ ذَا قَدْرِهِ
لا يُفْسِدُ اللّحْمَ لَدَيْهِ الصُّلُولْ
بلَّغهُ صالح مجدِ العلاِ
عِزٌّ تَلِيدٌ وَعِنَانٌ طَوِيلْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> جواز
جواز
رقم القصيدة : 1852
-----------------------------------
قال: إلهي... إنني لم أحفظ السنة
و لم أقدم لغدي
ما يدفع المحنة.
عصيت ألف مرة
و خنت ألف مرة
و ألف أ لف مرةٍ
وقعت في الفتنة.
لكنني...
و منك كل الفضل و المنّة
كنت بريئاً دائماً
من حب أمريكا
و من حب الذي يحب أمريكا
عليها و على آبائه أللعنة.
هل ليَ من شفا عهٍ ؟
قيل: ادخل الجنة !(17/21)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> لأمدحنَّ بمدحة ٍ مذكورة ٍ
لأمدحنَّ بمدحة ٍ مذكورة ٍ
رقم القصيدة : 18520
-----------------------------------
لأمدحنَّ بمدحة ٍ مذكورة ٍ
أهْلَ القُرَيَّة ِ من بني ذُهْلِ
الضَّامِنينَ لمالِ جَارِهِمُ
حَتَّى تَتِمَّ نَوَاهِضُ البَقْلِ
قومٌ إذا نُسِبُوا فَفَرْعُهُمُ
فَرْعِي وأَثْبَتَ أصْلُهُم أصلي
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> أبت شَفَتَايَ اليَوْمَ إلا تكلماً
أبت شَفَتَايَ اليَوْمَ إلا تكلماً
رقم القصيدة : 18521
-----------------------------------
أبت شَفَتَايَ اليَوْمَ إلا تكلماً
بشرٍّ فما أدري لمنْ أنا قائلهْ
أرَى لِيَ وَجْهاً شَوَّه اللّه خَلْقَهُ
فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّح حامِلُهْ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ مُذْ عامَيْنِ أوْ عامِ
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ مُذْ عامَيْنِ أوْ عامِ
رقم القصيدة : 18522
-----------------------------------
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ مُذْ عامَيْنِ أوْ عامِ
داراً لهندٍ بجزع الخَرج فالدَّام
تحنو لأطلائها عينُ مولَّعة ٌ
سفعُ الخدود بعيداتٌ عن الذّام
لقد أغادي بها صفراء آنسة ً
لا تأتلي دون نعروفٍ بأقسام
خوداً لعوباً لها ريّا ورائحة ٌ
تَشْفِي فُؤادَ رَذِيِّ الجِسْمِ مِسْقَامِ
يا لَهْفَ نَفْسِي على بَيْعٍ هَمَمْتُ به
لو نلتهُ كان بيع الرابح النامي
أُرِيدُهُ إذْ نأى مِنِّي وأَتْرُكُهُ
مِنْ بَعْدِ ما كان مِنِّي قِيسَ إبهامي
نفسي فداك لنعمى تستراد لها
و لِلزُّحُوفِ إذا هَمَّتْ بإقْدَامِ
و جَحْفَلٍ كَبَهِيمِ الليْلِ مُنْتَجِعٍ
أَرْضَ العَدُوِّ بِبُوسَى بَعْدَ إنْعَامِ
جمعتَ من عامرٍ فيه ومن أسدٍ
و من تميمٍ ومن حاءِ ومن حام
وما رَمَيْتَ بهم حتّى رَفَدْتَهُمُ
من وائلٍ رهطَ بسطام بأصرام
فيه الرِّماحُ وفيه كُلُّ سابِغَة ٍ
جدلاء مبهمة ٍ من صتع سلاّم
و كُلُّ أَجْرَدَ كالسِّرْحَانِ آزَرَهُ(17/22)
مسحُ الأكفُّ وسقيٌ بعد إطعام
و كُلُّ شَوْهاءَ طَوْعٍ غَيْرِ آبِيَة ٍ
عند الصّباح إذا همّوا بإلجام
مستحقباتٍ رواياها جحافلها
يسمو بها أشعريٌّ طرفهُ سامي
لا يَزْجُرُ الطيْرَ إنْ مَرَّتْ به سُنُحاً
و لا يُفِيضُ علَى قَسْمٍ بأزْلاَمِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا هبّت أمامة ُ بعد هدءٍ
ألا هبّت أمامة ُ بعد هدءٍ
رقم القصيدة : 18523
-----------------------------------
ألا هبّت أمامة ُ بعد هدءٍ
تُعاتِبُنِي وَ تَجْبَهُنِي بِظُلْم
تُعاتِبُ أَنْ رَأتْنِي سَافَ مالي
و طاوعتُ الصّباء ورثّ جسمي
و قنّعني القتيبُ خمارَ شيبٍ
و ودّعني الشّباب ورقّ عظمي
فقلت لها أمامة َ ليس هذا
عتابك بعدما أجلمتِ لحمي
فإن تكن الحوادثُ أقصدتني
و أَخْطَأَهُنَّ سَهْمِي حِينَ أَرْمِي
فقد أخطأتُ حين تبعتُ سهماً
سَفَاهاً ما سَفِهْتُ وزَلَّ حِلْمِي
تبعتهمُ وضيّعت الموالي
فألْقَوْا لِلضِّبَاعِ دَمِي وجِرْمِي
و ضيّعت الكرامة فامأدّت
وقَبَّضْتُ السِّقَاءَ في جَوْفِ سَلْمِ
و ضيّعت النعيم فبان منّي
و عانقت الهوان وقلَّ طعمي
و بدِّلتُ النّعيم بدار ذلٍّ
كذلك حرفتي وكذاك علمي
فلا لقيت شمالي يوم خيرٍ
و لا لقيت يمينيَ يوم غنمِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> فلست بمحنوٍّ ولا جدِّ مكرمِ
فلست بمحنوٍّ ولا جدِّ مكرمِ
رقم القصيدة : 18524
-----------------------------------
فلست بمحنوٍّ ولا جدِّ مكرمِ
ثوائي إذا لم أهجُ آل مخرَّمِ
أَأَجْعَلُ عِرْضِي دُونَ أعْرَاضِكُمْ لكم
وأكلمُ عرضاً كان غير مكلَّمِ
وأشتمُ قوماً كان مجدُ أبيهمُ
على كلِّ حالٍ راسياً لم يهضًّمِ
و كان طويلَ الباعِ سَهْلاً فِنَاؤُهُ
وكان قديماً جولهُ لمْ يهدَّمِ
صبوراً على ما نابهُ غيرَ قعددٍ
و ما جارُهُ في النَّائِبَاتِ بمُسْلَمِ
جواداً لباغي الخير يسفرُ وجههُ
وإن وعدوا المعروف لم يتندَّمِ
و أَبْنَاؤهُ بِيضٌ كِرَامٌ نَمَى بهم
إلى السُّورة العليا أبٌ غيرُ توءمِ(17/23)
يَزِيدُ حَمَى يَوْمَ الصَّبَاحِ بِسَيْفِهِ
جِهَاراً وكَرَّ المُهْرَ يَعْثُرُ في الدَّمِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطن مرمل
وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطن مرمل
رقم القصيدة : 18525
-----------------------------------
وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطن مرمل
ببيداء لم يعرفْ بها ساكنٌ رسما
أخي جفوةٍ فيه من الإنسِ وحشةٌ
يرى البؤس فيها منْ شراسته نعمى
وأفرد في شعبٍ عجوزاً إزاءها
ثلاثة أشباح تخالهمُ بهما
فروَّى قليلاً ثمَّ أحجمَ برهة ً
وإنْ هو لم يَذبَح فَتاه فَقَدْ هَمَّا
فبينا هُما عَنَّت على البُعْد عانة ٌ
قد انتظمت من خلفِ مسحلها نظما
فأمهلها حتى تروَّت عطاشها
فأرسل فيها من كنانته سهما
فيا بشرهُ إذ جرَّها نحو قومه
ويا بِشْرَهم لمّا رأوْا كَلْمَها يَدْمَى
وبات أبوهم من بشاشته أباً
لضيفهم والأُمُّ من بِشْرها أُمَّا
فباتوا كِراماً قد قَضَوْا حَقَّ ضَيْفَهم
فلم يَغرَموا غُرماً،وقد غَنِم
وبات أبوهم من بشاشته أباً
لضيفهم والأُمُّ من بِشْرها أُمَّا
فباتوا كِراماً قد قَضَوْا حَقَّ ضَيْفَهم
فلم يَغرَموا غُرماً،وقد غَنِم
وبات أبوهم من بشاشته أباً
لضيفهم والأُمُّ من بِشْرها أُمَّا
فباتوا كِراماً قد قَضَوْا حَقَّ ضَيْفَهم
فلم يَغرَموا غُرماً،وقد غَنِم
وبات أبوهم من بشاشته أباً
لضيفهم والأُمُّ من بِشْرها أُمَّا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> سَالَتْ قَرابِينُ بِالخيل الجِياد لكم
سَالَتْ قَرابِينُ بِالخيل الجِياد لكم
رقم القصيدة : 18526
-----------------------------------
سَالَتْ قَرابِينُ بِالخيل الجِياد لكم
مِثْلَ الأَتِيِّ زَفَاهُ اليَمُّ فانْفَعَمَا
حتّى حَطَمْنَ بأُولَى جَدَّ سُنْبُكِها
عَوْفَ بْنَ بَدْرٍ فَلا عَوْفاً ولا إِرَمَا
فلن تُحِبُّوا لَنا خَيراً ووُدُّكُمُ
لنا يبيسٌ علتهُ النارُ فاضطرما
لا ودَّ في آل عمروٍ إن أطفتَ بهم
خرائقٌ تنفضُ الأعراف واللِّمما(17/24)
فادْعُوا بَنِي حابِسٍ رَهْطَ الحُبابِ لها
والشَّاة َ إنَّا نَخافُ الغَيَّ والنَّدمَا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> عفا الرِّسُّ والعلياءُ من أمِّ مالكٍ
عفا الرِّسُّ والعلياءُ من أمِّ مالكٍ
رقم القصيدة : 18527
-----------------------------------
عفا الرِّسُّ والعلياءُ من أمِّ مالكٍ
فَبَرْكٌ فوادِي واسِطٍ فَمُنِيمُ
تبدَّلتِ الحقبَ القوافلَ كالقنا
لهنَّ بغلاَّن الشُّريف نحيمُ
تَعَرَّضْنَ واسْتَسْمَعْنَ أصْوَاتَ سامرٍ
على الماءِ مِنْ غَرْقَى لَهُنَّ نَئِيمُ
فما وِرْدُها إلاّ إذا ما تَعَرَّضَتْ
نُجَومٌ على آثارِهنَّ نُجُومُ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا ندما على سهم بن عوذٍ
يا ندما على سهم بن عوذٍ
رقم القصيدة : 18528
-----------------------------------
يا ندما على سهم بن عوذٍ
ندامة ما سفهتُ وضلَّ حلمي
نَدِمْتُ نَدَامَة َ الكُسَعِيِّ لَمَّا
شَرَيْتُ رِضَى بَنِي سَهْمٍ بِرَغْمِي
نَدِمْتُ على لِسَانٍ فَاتَ مِنِّي
فليت بيانهُ في جوفِ عكمِ
هُنَالِكُمُ تَهدَّمَتِ الرَّكايا
و ضُمِّنَتِ الرَّجا فَهَوَتْ بذَمِّ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا عَامِ قد كُنْتَ ذا باعٍ ومَكْرُمَة ٍ
يا عَامِ قد كُنْتَ ذا باعٍ ومَكْرُمَة ٍ
رقم القصيدة : 18529
-----------------------------------
يا عَامِ قد كُنْتَ ذا باعٍ ومَكْرُمَة ٍ
لو أنَّ مسعاة من جاريتهُ أممُ
جارَيْتَ قَرْماً أَجَادَ الأحْوَصَانِ بِهِ
جَزْلَ المَوَاهِبِ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ
لا يصعبُ الأمرُ إلاّ ريثَ يركبهُ
ولا يبيت على مالٍ له قسمُ
مصباحُ ساري ظلامٍ يستضاءُ بهِ
في إثْر مَوْسُوقَة ٍ تُهْدَى بِها النَّعَمُ
ومثلهُ في كلابٍ في أرومتهِ
يعطى المقاليدَ أو يلقى له السَّلمُ
هابتْ بنو مالكٍ مجداً ومكرمة ً
وغاية ً كان فيها الموت لو قدموا
وما أساءوا فراراً من مجلَّحة ٍ
لا كاهنٌ يمتري فيها ولا حكمُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حوار وطني(17/25)
حوار وطني
رقم القصيدة : 1853
-----------------------------------
دعوتني إلى حوار وطني...
كان الحوار ناجحاً...
أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.
رشحتني.
قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني.
لكنّي وجدت أنّني
لم أ نتخبني
إنما إ نتخبتني !
لم يرضني هذا الخداع العلني.
عارضتني سراً
و آ ليت على نفسي أن أسقطني !
لكنني قبل إ ختما ر خطتي
وشيت بي إليّ
فاعتقلتني !
* * *
الحمد لله على كلٍّ...
فلو كنت مكاني
ربّما أعدمتني !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> اتيتُ ابن شعلٍ بالحشاشة صادياً
اتيتُ ابن شعلٍ بالحشاشة صادياً
رقم القصيدة : 18530
-----------------------------------
اتيتُ ابن شعلٍ بالحشاشة صادياً
وقَدْ رَكَدَتْ يوماً أَجِيجُ السَّمائِمِ
فقلت لهُ انْقَعْ صَدَايَ بِشَرْبَة ٍ
من الماء تقصي عنك لومة َ لائم
فقال انْتَسِبْ أعْلَمْ مواضِعَ نِعْمِتِي
و كان القِرَى فيكم كحَزِّ المقادمِ
فقلت له أَمْسِكْ فَحسْبُكَ إنَّما
سألتك صِرْفاً من جِياد الحرَاقمِ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> و غارة ٍ كشُعاع الشمس مُشْعَلَة ٍ
و غارة ٍ كشُعاع الشمس مُشْعَلَة ٍ
رقم القصيدة : 18531
-----------------------------------
و غارة ٍ كشُعاع الشمس مُشْعَلَة ٍ
تهوي بكلّش صبيح الوجه بسَّامِ
قُبِّ البُطونِ مِنَ التَّعْدَاءِ قَدْ عَلِمَتْ
أَنْ كلُّ عَامٍ عليها عامُ إلْجَامِ
مستحقباتٍ رواياها جحافلها
يسمو بها أشعريٌّ طرفهُ سام
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> وسربٍ ذعرتُ بذيَ ميعة ٍ
وسربٍ ذعرتُ بذيَ ميعة ٍ
رقم القصيدة : 18532
-----------------------------------
وسربٍ ذعرتُ بذيَ ميعة ٍ
ترى في المغيرة منهُ اعتزاما
له مَتْنُ عَيْرٍ وسَاقَا ظَلِيمٍ
ونَهْدُ المَعَدَّيْنِ يُنْبِي الحِزاما
صليب الحجاج سريع اللَّجاج
يَجْذِبُ بَعْدَ الحَمِيمِ اللِّجَامَا
أمينُ الفصوصِ كعيرِ الفلاة ِ
يتلو نحائصَ قبّاً جساما(17/26)
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> سَلّمَ مَرَّتَيْنِ فَقُلْتُ مَهْلاً
سَلّمَ مَرَّتَيْنِ فَقُلْتُ مَهْلاً
رقم القصيدة : 18533
-----------------------------------
سَلّمَ مَرَّتَيْنِ فَقُلْتُ مَهْلاً
كَفَتْكَ المَرَّة ُ الأولى السَّلاَما
ونقنقَ بطنهُ ودعا رؤاساً
لما قد نال من شبعٍ وناما
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> وإنّ جياد الخيل لا تستفزُّنا
وإنّ جياد الخيل لا تستفزُّنا
رقم القصيدة : 18534
-----------------------------------
وإنّ جياد الخيل لا تستفزُّنا
ولا جاعلاتُ الرَّيْط فَوْقَ المعاصم
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> كيف الهجاءُ وما تنفكُّ صالحة ٌ
كيف الهجاءُ وما تنفكُّ صالحة ٌ
رقم القصيدة : 18535
-----------------------------------
كيف الهجاءُ وما تنفكُّ صالحة ٌ
إذا ذُكِرْتُ بظَهْرِ الغَيْبِ تأْتِيني
جادت لهمْ مضرُ العليا بمجدهمُ
و أَحْرَزُوا مَجْدَهُمْ حِيناً إلى حِينِ
أحمتْ رماحُ بني سعدٍ لقومهمُ
مَرَاعِيَ الحُمْرِ والظِّلْمَانِ والعِينِ
بِكُلِّ أجْرَدَ كالسِّرْحانِ مُطَّرِدٍ
وشطبة ٍ كعقاب الدَّجن تزهيني
مستحقباتٍ رواياها جحافلها
حتّى رأوهنَّ من ذات الأظانين
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> جزاك الله شرّاً من عجوزٍ
جزاك الله شرّاً من عجوزٍ
رقم القصيدة : 18536
-----------------------------------
جزاك الله شرّاً من عجوزٍ
ولقّاك العقوق من البنينا
أغربالا إذا استودعت سرا
وكانونا على المتحدثينا
فَقَدْ سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيكِ حتّى
تركتهمُ أدقُّ من الطحينا
لسانك مبردٌ لم يبقِ شيئاً
و دَرُّكِ دَرُّ جاذِبَة ٍ دَهِينِا
وإنْ تخلي وأمرك لا تصوني
بِمُشْتَدٍّ قُوَاهُ ولا مَتِينِا
تنحي واجلسي مني بعيدا
أراح الله منك العالمينا
حياتك ، ماعلمت ، حياة سوء
و موتك قد يسر الصالحينا
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> قد وَزْوَزَانِي مُشْتَدًّا رِقابُهما
قد وَزْوَزَانِي مُشْتَدًّا رِقابُهما(17/27)
رقم القصيدة : 18537
-----------------------------------
قد وَزْوَزَانِي مُشْتَدًّا رِقابُهما
دبّاً رويداً لأدنى ما يكيدانِ
قد عجّل الموت والأقدار بوسكما
فاستغنيا بوسَ إنّي عنكما غاني
ودلّياني في غبراء مظلمة ٍ
كما يدلّى دلاة ٌ بين أشطان
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> تقولُ حليلتي لّما اشتكينا
تقولُ حليلتي لّما اشتكينا
رقم القصيدة : 18538
-----------------------------------
تقولُ حليلتي لّما اشتكينا
سَيُدْرِكُنَا بَنُو القَرْمِ الهِجانِ
فقلتُ ادعي وأدعو إنّ أندى
لصوتٍ أنْ ينادي داعيان
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> رَأَيْتُ امْرَأً يَسْقِي سِجَالاً كثيرة ً
رَأَيْتُ امْرَأً يَسْقِي سِجَالاً كثيرة ً
رقم القصيدة : 18539
-----------------------------------
رَأَيْتُ امْرَأً يَسْقِي سِجَالاً كثيرة ً
مِنَ العُرْفِ فاسْتَسْقَيْتُهُ فَسَقَانِي
مِنَ النَّفَر المُرْعِي عَدِيًّا رِمَاحُهُم
عن الهَوْلِ أكنافَ اللِّوَى فَأَبَانِ
أقاموا بها حتّى أبّنت ديارهم
على غير دينٍ ضاربٍ بجران
عَوَاسِرَ بين الطَّلْحِ يَخْرُجْنَ بالقَنَا
خُرُوجَ الظّبَاءِ من حِرَاجِ قِطانِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مزايا وعيوب
مزايا وعيوب
رقم القصيدة : 1854
-----------------------------------
نبح الكلب بمسئول شؤون العاملين:
سيدي إني حزين.
ها ك... خذ طالع مِلفي
قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي
ليس عندي أي دين.
لاهثٌ في كل حين.
بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين.
بطلٌ في سرعة العدو،
خبيرٌ في إ قتفاء الهاربين
فلماذا يا ترى لم يقبلوني
في صفوف المخبرين ؟!
هتف المسئول: لكن
فيك عيبان يسيئان إليهم
أنت يا هذا وفيٌ و أمين !
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> ألا هبّت أمامة بعد هدءٍ
ألا هبّت أمامة بعد هدءٍ
رقم القصيدة : 18540
-----------------------------------
ألا هبّت أمامة بعد هدءٍ
على لَوْمِي وما قضَّت كَراها(17/28)
فقلتُ لها أمامَ ذري عتابي
فإنّ النفس مبدية ً نثاها
وليس لَهَا من الحَدَثانِ بَدٌّ
إذا ما الدَّهْرُ عن عُرُضٍ رَماها
فهل أخبرتِ أو أبصرتِ نفساً
أتَاها في تَلَمُّسِهَا مُنَاهَا
فقد خليتني ونجيَّ هّمي
تشعَّبَ أَعْظُمِي حتّى بَراها
كأنّي ساورتني ذاتُ سمٍّ
نَقِيعٍ ما تُلائِمُها رُقَاها
لعمرُ الرّاقصاتِ بكلِّ فجٍّ
مِنَ الرُّكبانِ مَوعِدُها مِناها
لقد شَدَّتْ حَبائلُ آلِ لأْيٍ
حِبَالِيَ بَعْدَمَا رَثَّتْ قُواها
وما تتَّامُ جارة ُ آلِ لأيٍ
ولكنْ يضمنون لها قراها
كِرامٌ يَفْضُلُونَ قُرُومَ سَعْدٍ
أُولِي أَحْسَابِها وأُولِي نُهاها
و هُمْ فَرَعُوا الذُرَا من آل سَعْدٍ
إذا ما عُدَّ من سَعْدٍ ذُراها
و يَبْنِي المجدَ راحِلُ آلِ لأْيٍ
على العَوْجاءِ مُضْطَمِرَاً حَشَاها
و يَسْعَى للسياسة مُرْدُ لأْيٍ
فتدركها وما وصلت لحاها
و خُطَّة ِ ماجِدٍ في آلِ لأْيٍ
إذا ما قام صاحبها قضاها
فلا نُكَراءُ بالمعْروفِ يوماً
وغايات المكارم منتهاها
لَعَمْرُكَ ما تُضَيِّعُ آلُ لأْيٍ
وثيقاتِ الأمور إلى عراها
و ما تَركَتْ حَفَائِظَها لأَمْرٍ
أَلَمَّ بها وما صَغَرَتْ لُهاها
ومن يطلبْ مساي آلِ لأيٍ
تَصَعَّدُهُ الأُمُورُ إلى عُلاها
و أحساب إذا عَدَلُوا إليها
فَلَيْسُوا يُعْجَلُونَ لها إناها
إذا اعوجَّت قناة المجد يوماً
أقامُوها لِتَبْلُغَ مُنْتَهَاها
فكانوا العروة الوثقى إذا ما
تَصَعَّدَتِ الأمورُ إلى عُراها
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> كَأَنَّ المُضْلِعَاتِ عَلَوْنَ سَلْمَى
كَأَنَّ المُضْلِعَاتِ عَلَوْنَ سَلْمَى
رقم القصيدة : 18541
-----------------------------------
كَأَنَّ المُضْلِعَاتِ عَلَوْنَ سَلْمَى
فصبنَ على البواذخِ من ذراها
أَصَابُوا في العَشِيرة ما أصابوا
فَأَرْضَوْها وحَظُّهُمُ رِضَاهَا
تَضَمَّنها بَنَاتُ الفَحْلِ عَنْهُمْ
فَأَعْطَوْها وقَدْ بَلَغُوا رَدَاها
و كانوا العُرْوَة َ الوُثْقَى إذا ما(17/29)
تَجَرَّدَتِ الأَمُورُ إلى عُرَاها
إذا اعوجّت قناة المجد يوماً
أَقَامُوها لِتَبْلُغَ مُنْتَهاها
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> عرفتُ منازلاً من آل هندٍ
عرفتُ منازلاً من آل هندٍ
رقم القصيدة : 18542
-----------------------------------
عرفتُ منازلاً من آل هندٍ
عفت بعد المؤبَّل والشّويِّ
تقادم عَهْدُها وجَرَى عليها
سَفِيٌّ للرِّياح عَلَى سَفِيِّ
تراها بعد دعسِ الحيِّ فيها
كحاشية الرّداء الحميريِّ
أكلَّ الناس تكتمُ حبَّ هندٍ
و ما تُخْفِي بِذَلِكَ مِنْ خَفِيِّ
غذيَّة بين أبواب ودورٍ
سقاها بَرْدُ رائحة ِ العَشِيِّ
منعّمة ٌ تصونُ إليك منها
كَصَوْنِكَ مِنْ رِداءٍ شَرْعَبِيّ
العصر الإسلامي >> الحطيئة >> يا دَارَ هِنْدٍ عَفَتْ إلاَّ أَثَافِيها
يا دَارَ هِنْدٍ عَفَتْ إلاَّ أَثَافِيها
رقم القصيدة : 18543
-----------------------------------
يا دَارَ هِنْدٍ عَفَتْ إلاَّ أَثَافِيها
بين الطَّويِّ فصاراتٍ فواديها
أرَّى عليها وليٌّ ما يغيِّرها
وديمة ٌ حلِّيتْ فيها عزاليها
قد غيَّر الدّهرُ من بعدي معارفها
و الرِّيحُ فادَّفَنَتْ منها مَغَانيها
جرَّتْ عليها بأذيالٍ لها عصفٍ
فَأصْبَحَتْ مِثْل سَحْقِ البُردِ عَافيها
كأَنَّني سَاورَتْنِي يَوْمَ أَسْأَلُها
عَوْدٌ مِنَ الرُّقْشِ ما تُصْغِي لراقيها
حتّى إذا ما انجاتْ عنّي قعدّتُ على
حرفٍ تهالكُ في بيدٍ تقاسيها
أَرْمِي بها مُعْرِضَ الدَّوِّيّ ضَامِزَة ً
في ليلة ٍ ما يَذُوقُ النَّومَ سَارِيها
إذا عَلَتْ بَلَداً قَفْراً إلى بَلَدٍ
كلَّفتها روسَ أعلامٍ تساميها
إليكمُ يا بنَ شمّاسٍ شججت بها
عرضَ الفلاة إذا لاحتْ فيافيها
حتّى أنختُ قلوصي في دياركمُ
بخير من يحتذي نعلاً وحافيها
إنَّي لَعَمْرُو الذي يَسْرِي لِكَعْبَتِهِ
عُظْمُ الحَجِيج لميقاتٍ يُوافيها
لقد تداركني منهُ ولا حمني
سيبٌ كسا أعظماً قد لاحَ عاريها
فليجزهِ الله خيراً من أخي ثقة ٍ(17/30)
وليهدهِ بهدى الخيرات هاديها
المُخْلِفُ الألفَ بَعْدَ الألفِ تُتْلِفُها
والواهبُ المائة َ المِعْكَاءَ راعيها
قومٌ نموا في بني سعدٍ وذروتها
يَوْماً إذا عُدَّ مِنْ سَعْدٍ مَسَاعِيها
للهِ درُّهمُ قوماً ذوي حسبِ
يَوْماً إذا جُلْبَة ٌ حَلَّتْ مَرَاسِيها
أهْلُ الحِفَاظِ إذا ما أَزْمَة ٌ أَزَمَتْ
بالناس حاضرهم منها وباديها
و المُوثِقُون لجارِ البيْت إنْ عَقَدُوا
و مِنْهُمُ سابِقُ الجُلَّى ودَاعِيها
و المُشْعِلُونَ ضِرامَ الحرب إنْ لَقِحَتْ
يَوْماً إذا ازْوَرَّ عنها مَنْ يُعَاليها
يَمْشُونَ في نَسْجِ دَاوُدٍ مُضَاعَفَة ٍ
بزلٍ طلى أدمها بالزِّفت طاليها
يصلون حرَّ الوغى في كلِّ معتركٍ
بالخيل قاطبة ً شقراً هواديها
تَمْشِي بِشِكَّتِهِم شُعْثٌ مُسَوَّمَة ٌ
تحت الضَّبابة معقودٌ نواصيها
العصر الإسلامي >> الأحوص >> رَامَ قَلْبِي السُّلُوَّ عَنْ أَسْمَاءِ
رَامَ قَلْبِي السُّلُوَّ عَنْ أَسْمَاءِ
رقم القصيدة : 18544
-----------------------------------
رَامَ قَلْبِي السُّلُوَّ عَنْ أَسْمَاءِ
وَتَعزَّى وَمَا بِهِ مِنْ عَزَاءِ
سُخْنَة ٌ في الشِّتَاءِ بَارِدَة ُ الصَّيْـ
ـفِ سِرَاجٌ في اللَّيْلَة ِ الظَّلْمَاءِ
كَفِّنَانِي إنْ مِتُّ فِي دِرْعِ أَرْوَى
وامْتَحَا لِي مِنْ بئْرِ عُرْوَة َ مَائِي
إنَّني والَّذي تَحُجُّ قُرَيشٌ
بَيْتَهُ سَالِكِينَ نَقْبَ كَدَاءِ
لَمُلِمٌّ بِهَا وإِنْ أُبْتُ مِنْها
صادِراً كالّذي وَرَدْتُ بِدَاءِ
ولها مربعٌ ببرقة ِ خاخٍ
وَمَصيفٌ بالقصرِ قَصْرِ قُباءِ
قلبتْ لي ظهرَ المجنِّ فأمستْ
قدْ أطاعتْ مقالة َ الأعداءِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> رَأَيْتُكَ مَزْهُوّاً، كَأَنَّ أَبَاكُمُ
رَأَيْتُكَ مَزْهُوّاً، كَأَنَّ أَبَاكُمُ
رقم القصيدة : 18545
-----------------------------------
رَأَيْتُكَ مَزْهُوّاً، كَأَنَّ أَبَاكُمُ
صُهَيْبَة َ أَمْسَى خَيْرَ عَوْفٍ مُرَكَّبَا(17/31)
تقرُّ بكمْ كوثى إذا ما نسبتمُ
وتنكركمْ عمرو بنُ عوفِ بنِ جحجبى
عليكَ بأذى الخطبِ إنْ أنتَ نلتهُ
وَأَقصِرْ، فلا يَذْهَبْ بِكَ التَّيهُ مَذْهَبَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> هَيْهَاتَ مِنْكَ بَنُو عَمْرٍو وَمَسْكَنُهُم
هَيْهَاتَ مِنْكَ بَنُو عَمْرٍو وَمَسْكَنُهُم
رقم القصيدة : 18546
-----------------------------------
هَيْهَاتَ مِنْكَ بَنُو عَمْرٍو وَمَسْكَنُهُم
إذا تَشَتَّيْتَ قِنِّسْرِينَ أو حَلَبَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَقُولُ التِمَاسَ العُذْرِ لَمَّا ظَلَمْتِنِي
أَقُولُ التِمَاسَ العُذْرِ لَمَّا ظَلَمْتِنِي
رقم القصيدة : 18547
-----------------------------------
أَقُولُ التِمَاسَ العُذْرِ لَمَّا ظَلَمْتِنِي
وحملتني ذنباً وما كنتُ مذنبا
هبيني امرأً برئياً ظلمتهِ
وإمّا مُسِيئاً قَدْ أنابَ وَأَعْتَبَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَشْبِهْ أبا عمرو وأَشْبِهْ ثَعْلَبَهْ
أَشْبِهْ أبا عمرو وأَشْبِهْ ثَعْلَبَهْ
رقم القصيدة : 18548
-----------------------------------
أَشْبِهْ أبا عمرو وأَشْبِهْ ثَعْلَبَهْ
خيرَ جَنَابٍ كُلِّهِ فِي المَنْسَبَهْ
يَكُنْ لَكَ الدَّهْرَ علينا الغَلَبَهْ
المطعمَ الجفنة َ يومَ المسغبهْ
أقولُ خيراً لا كقولِ الكذبهْ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وإنّي ليدعوني هوى أمِّ جعفرٍ
وإنّي ليدعوني هوى أمِّ جعفرٍ
رقم القصيدة : 18549
-----------------------------------
وإنّي ليدعوني هوى أمِّ جعفرٍ
وجاراتها منْ ساعة ٍ فأجيبُ
وإنِّي لآتي البيتَ ما إنْ أحبُّهُ
وأكثرُ هجرَ البيتِ وهوِ حبيبُ
تطيبُ ليَ الدُّنيا مراراً وإنَّها
لتجبثُ حتَّى ما تكادُ تطيبُ
وإِنِّي إذَا ما جِئْتُكُمْ مُتَهَلِّلاً
بَدَا مِنْكُمُ وَجْهٌ عَلَيَّ قَطُوبُ
وَأُغْضِي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْكُمْ تَسُوءُني
وَأُدَعى إِلى ما سَرَّكُمْ فَأُجِيبُ
وأحبسُ عنكِ النَّفسَ والنَّفسُ صبَّة ٌ(17/32)
بقربكِ والممشى إليكِ قريبُ
وَمَا زِلْتُ مِنْ ذِكْرَاكِ حَتَّى كَأَنَّني
أميمٌ بأفناءِ الدِّيارِ سليبُ
أَبُثُّكَ ما أَلْقَى ، وَفِي النَّفسِ حَاجَة ٌ
لها بينَ جلدي والعظامِ دبيبُ
هبيني امرأً إمَّا بريئاً ظلمتهِ
وإِمَّا مُسِيئاً مُذْنِباً فَيَتُوبُ
فلا تتركي نفسي شعاعاً فإنَّها
من الحزنِ قدْ كادتْ عليكِ تذوبُ
لكِ اللهُ إنِّي واصلٌ ما وصلتني
ومثنٍ بما أوليتني ومثيبُ
وَآخُذُ مَا أَعْطَيْتِ عَفْواً وإِنَّني
لأَزْوَرُ عَمَّا تَكْرَهِينَ هَيُوبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تقويم إجمالي
تقويم إجمالي
رقم القصيدة : 1855
-----------------------------------
سألت أستاذ أخي
عن وضعه المفصّل
فقال لي: لا تسألْ.
أخوك هذا فطحلْ !
حضوره منتظم
سلوكه محترم
تفكيره مسلسلْ.
لسانه يدور مثل مغزلْ
و عقله يعدل ألف محمل.
ناهيك عن تحصيله...
ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟
كلاّ... أخوك أكمل.
ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول !
و عنده معدّلٌ أعلى من المعدل !
لو شئتها بالمجمل
أخوك هذا يا أخي ليس له
مستقبل !
العصر الإسلامي >> الأحوص >> شَرُّ الحِزَامِيِّينَ ذو السِّنِّ مِنْهُمُ
شَرُّ الحِزَامِيِّينَ ذو السِّنِّ مِنْهُمُ
رقم القصيدة : 18550
-----------------------------------
شَرُّ الحِزَامِيِّينَ ذو السِّنِّ مِنْهُمُ
وخيرُ الحزاميِّينَ يعدلهُ الكلبُ
فإنْ جئتَ شيخاً منْ حزامٍ وجدتهُ
من النَّوكِ والتَّقصير، ليسَ لهُ قلبُ
فلو سبَّني عونٌ إذاً لسببتهُ
بشِعْريَ أَوْ بَعْضُ الأُلَى جَدُّهُمْ كَعْبُ
أُولئكَ أَكْفَاءٌ لِبَيْتِي بُيُوتُهُمْ
وى تستوي الأعلاثُ والأقدحُ القضبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فيا بعلَ ليلى كيفَ سلمها
فيا بعلَ ليلى كيفَ سلمها
رقم القصيدة : 18551
-----------------------------------
فيا بعلَ ليلى كيفَ سلمها
وَحَرْبي، وَفِيها بَيْنَنَا كَانَتِ الحَرْبُ(17/33)
لَهَا مِثْلُ ذَنْبِي اليَوْمَ إِنْ كُنْتُ مُذْنِباً
ولا ذنبَ لي إنْ كانَ ليسَ لها ذنبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أعجبَ أنْ ركبَ ابن حزمٍ بغلة ً
أعجبَ أنْ ركبَ ابن حزمٍ بغلة ً
رقم القصيدة : 18552
-----------------------------------
أعجبَ أنْ ركبَ ابن حزمٍ بغلة ً
فركوبهُ فوقَ المنابرِ أعجب
وعجبتَ أنْ جعل ابن حزمٍ حاجباً
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ ابنَ حَزْمٍ يُحْجَبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> خَلِيلاَنِ بَاحَا بالهَوَى فَتَشَاحَنَتْ
خَلِيلاَنِ بَاحَا بالهَوَى فَتَشَاحَنَتْ
رقم القصيدة : 18553
-----------------------------------
خَلِيلاَنِ بَاحَا بالهَوَى فَتَشَاحَنَتْ
أقاربها في وصلها وأقاربهْ
ألا إنَّ أهوى النّاسِ قرباً ورؤية ً
وَرِيحاً إذا ما اللَّيْلُ غَارَتْ كَوَاكِبُهْ
ضجيعٌ دنا منِّي جذلتُ بقربهِ
فباتَ يمنيني وبتُّ أعاتبهْ
وَأُخْبِرُهُ فِي السِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
بأنْ ليسَ شيءٌ عندَ نفسي يقاربهْ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَقَالَتْ تَشكَّى غَرْبَة َ الدَّارِ بَعْدَمَا
فَقَالَتْ تَشكَّى غَرْبَة َ الدَّارِ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 18554
-----------------------------------
فَقَالَتْ تَشكَّى غَرْبَة َ الدَّارِ بَعْدَمَا
أَتَى دُونَهَا مِنْ بَطْنِ عَكْوَة َ مِيثَبُ
وقدْ شاقها منْ تنظرة ٍ طرَّحتْ بها
ومنْ دونها بركُ الغمادِ فعليبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَفِي الجِيرَة ِ الغَادِينَ مِنْ بَطْنِ وَجْرَة ٍ
وَفِي الجِيرَة ِ الغَادِينَ مِنْ بَطْنِ وَجْرَة ٍ
رقم القصيدة : 18555
-----------------------------------
وَفِي الجِيرَة ِ الغَادِينَ مِنْ بَطْنِ وَجْرَة ٍ
غزالُ أحمُّ المقلتينِ ربيبُ
فلا تحسبي أنَّ الغريبَ الَّذي نأى
ولكنَّ منْ تنأينَ عنهُ غريبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
رقم القصيدة : 18556(17/34)
-----------------------------------
يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
...........................
وإِنِّي لَمِكْرَامٌ لِسَادَاتِ مَالِكٍ
وإنّي لنوكى مالكٍ لسبوبُ
وإِنّي عَلَى الحِلْمِ الّذي من سَجِيَّتي
لحمَّالُ أضغانٍ لهنَّ طلوبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> طربتَ وأنتَ معنيٌّ كئيبُ
طربتَ وأنتَ معنيٌّ كئيبُ
رقم القصيدة : 18557
-----------------------------------
طربتَ وأنتَ معنيٌّ كئيبُ
وقدْ يشتاقُ ذو الحزنِ الغريبُ
وشاقكَ بالموقَّرٍ أهلُ خاخٍ
فلا أممٌّ هناكَ ولا قريبُ
وكمْ لكَ دونها منْ عرضِ أرضٍ
كأَنَّ سَرَابَها الجَاري سَبِيبُ
لعمريإنَّني برقيمِ قيسٍ
وجارة ِ أهلها لأنا الحريبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَمِنْ آلِ سَلْمَى الطَّارِقُ المُتَأَوِّبُ
أَمِنْ آلِ سَلْمَى الطَّارِقُ المُتَأَوِّبُ
رقم القصيدة : 18558
-----------------------------------
أَمِنْ آلِ سَلْمَى الطَّارِقُ المُتَأَوِّبُ
إليَّ، وبيشٌ دونَ سلمى وكبكبُ
فَكِدْتُ اشْتِياقاً إذْ أَلَمَّ خَيَالُها
أبوحُ ويبدو منْ هوايَ المغيَّبُ
ويوماً بذي بيشٍ ظللتَ تشوقاً
لِعَيْنَيكَ أَسْرَابٌ مِنَ الدَّمْعِ تُسْكَبُ
أتيحتْ لنا إحدى كلابِ بن عامرٍ
وَقَدْ يُقْدَرُ الحَيْنُ البَعِيدُ وَيُجْلَبُ
بأرضٍ نأى عنها الصَّديقُ وغالني
بِها مَنْزِلٌ عَنْ طِيَّة ِ الحَيِّ أَجْنَبُ
وما هربتْ من حاجة ٍ نزلتْ بها
ولكِنَّها مِنْ خَشْيَة ِ الجُرْمِ تَهْرُبُ
أَقَامَتْ بِبِيشٍ فِي ظِلالٍ وَنِعْمَة ٍ
لها قيِّمٌ يخشى الجرائرَ مذنبُ
غَرِيبٌ نَأَى عَنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ
ليحيى وطول...........
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وكمْ منء مليمٍ لمْ يصبْ بملامة ٍ
وكمْ منء مليمٍ لمْ يصبْ بملامة ٍ
رقم القصيدة : 18559
-----------------------------------
وكمْ منء مليمٍ لمْ يصبْ بملامة ٍ
ومتَّبعٍ بالذَّنبِ ليسَ لهُ ذنبُ(17/35)
وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ صَدَّ عَنْ غَيْرِ بِغْضَة ٍ
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُدِّ خُلَّتِهِ عَتْبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شموخ
شموخ
رقم القصيدة : 1856
-----------------------------------
في بيتنا
جذع حنى أيامه
و ما انحنى.
فيه أنا !
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عَفَا مَثْعَرٌ مِنْ أَهْلِهِ فَثَقِيبُ
عَفَا مَثْعَرٌ مِنْ أَهْلِهِ فَثَقِيبُ
رقم القصيدة : 18560
-----------------------------------
عَفَا مَثْعَرٌ مِنْ أَهْلِهِ فَثَقِيبُ
فسفحُ اللِّوى منْ سائرٍ فجريبُ
فذو السَّرحِ أقوى فالبراقُ كأنَّها
بِحَوْرَة َ لَمْ يَحْلُلْ بِهِنَّ غَرِيبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عاودَ القلبَ منْ سلامة َ نصبُ
عاودَ القلبَ منْ سلامة َ نصبُ
رقم القصيدة : 18561
-----------------------------------
عاودَ القلبَ منْ سلامة َ نصبُ
فَلِعَيْنَيَّ مِنْ جَوَى الحُبِّ غَرْبُ
ولقدْ قلتُ أيها القلبُ ذو الشَّو
قِ الّذِي لا يُحِبُّ حُبَّكَ حِبُّ
إنهُ قدْ دنا فراقُ سليمى
وغدا مطلبيٌ عنِ الوصلِ صعبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فما هوَ إلاَّ أنْ أراها فجاءة ً
فما هوَ إلاَّ أنْ أراها فجاءة ً
رقم القصيدة : 18562
-----------------------------------
فما هوَ إلاَّ أنْ أراها فجاءة ً
فَأُبْهَتَ حَتَّى ما أَكَادُ أُجِيبُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَلَيْسَ بِسَعْدِ النَّارِ مَنْ تَذْكُرُونَهُ
وَلَيْسَ بِسَعْدِ النَّارِ مَنْ تَذْكُرُونَهُ
رقم القصيدة : 18563
-----------------------------------
وَلَيْسَ بِسَعْدِ النَّارِ مَنْ تَذْكُرُونَهُ
ولكِنَّ سَعْدَ النَّارِ سَعْدُ بُنُ مُصْعَبِ
ألمْ ترَ أنَّ القومَ ليلة َ جمعهمْ
بَغَوْهُ فَأَلفَوْهُ لَدَى شَرِّ مَرْكَبِ
فما يبتغي بالشَّرِّ لا درَّ درهُ
وفي بيتهِ مثلُ الغزالِ المريَّبِ(17/36)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي
قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي
رقم القصيدة : 18564
-----------------------------------
قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي قَالَتْ، وَقُلْتُ تَحَرَّجِي وَصِلِي
حبلَ امرئٍ بوصالكمْ صيبُ
وَاصِلْ إِذَنْ بَعْلِي فَقُلْتُ لَهَا
الغَدْرُ شَيءٌ لَيْسَ مِنْ ضَرْبِي
ثِنْتَانِ لا أَدْنُو لِوَصْلِهمَا
عِرْسُ الخَلِيلِ وَجَارَة ُ الجَنْبِ
أمَّا الخليلُ فلستُ فاجعهُ
وَالجَارُ أَوْصَانِي بِهِ رَبِّي
وَبِبَطْنِ مَكَّة َ لا أَبُوحُ بِهِ
قرشيَّة ٌ غلبتْ على قلبي
وَلوَ انَّهَا إِذْ مَرَّ مَوْكِبُهَا
يومَ الكديدِ أطاعني صحبي
قلنا لها: حيِّيتِ منْ شجنٍ
ولِرَكْبِهَا: حُيَّيتَ مِنْ رَكْبِ
وَالشَّوْقُ أَقْتُلُهُ بِرُؤْيَتِهَا
قَتْلَ الظَّمَا بِالبَارِدِ العَذْبِ
والنّاسُ إنْ حلُّوا جميعهمُ
شِعْباً، سَلاَمُ، وَأَنْتِ فِي شِعْبِ
لحللتُ شعبكِ دونَ شعبهمُ
وَلَكَان قُرْبِي مِنْكُمُ حَسْبِي
عُوجُوا كَذَا نذْكُرْ لِغَانِيَة ٍ
بَعْضَ الحَدِيثِ مَطِيَّكُمْ صَحْبِي
ونقلْ لها فيمَ الصُّدودُ ولمْ
نذنبْ بلَ أنتِ بدأتِ بالذنبِ
إِنْ تُقْبِلِي نُقْبِلْ ونُنْزِلُكُمْ
مِنَّا بِدَارِ السَّهْلِ والرَّحْبِ
أَو تُدْبِرِي تَكْدُرْ مَعِيشَتُنَا
وتصدِّعي متلائمَ الشَّعبِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ
لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ
رقم القصيدة : 18565
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ العِرَاقَ كُثَيِّرٌ
بِأُحْدُوثَة ٍ مِنْ وَحْيِهِ المُتَكَذِّبِ
أيزعم أنِّي منْ كنانة أولي(17/37)
وَمَا لِيَ مِنْ أُمٍّ هُنَاكَ وَلاَ أَبِ
فإنْ كنتَ حراً، أو تخافُ معرَّة ً
فخذْ ما أخذتَ منْ أميركَ واذهبِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَفِي المُصْعِدِينَ الآنَ مِنْ حَيِّ مَالِكٍ
وَفِي المُصْعِدِينَ الآنَ مِنْ حَيِّ مَالِكٍ
رقم القصيدة : 18566
-----------------------------------
وَفِي المُصْعِدِينَ الآنَ مِنْ حَيِّ مَالِكٍ
ثَوَى شَوْقُهُ أَمْ في الخَليِطِ المُصَوِّبِ
يَظَلُّ عَلَيْهَا إنْ نَأَتْ وَكَأَنَّهُ
صدٍ حائمٌ قدْ ذيدَ عن كملِّ مشربِ
فأنَّى لهُ سلمى إذا حلَّ وانتوى
بحلوانَ واحتلتْ بمزجٍ وجبجبِ
وَلَوْلا الَّذي بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَمْ تَجُبْ
مسافة َ ما بينَ البويبِ ويثربِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> جعل اللهُ جعفراً لكِ بعلاً
جعل اللهُ جعفراً لكِ بعلاً
رقم القصيدة : 18567
-----------------------------------
جعل اللهُ جعفراً لكِ بعلاً
وَشِفاءً مِنْ حَادِثِ الأَوْصَابِ
إذْ تقولينَ للوليدة ِ قومي
فانظري منْ ترينَ بالأبوابِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وبالفقرِ دارٌ منْ جميلة َ هيَّجتْ
وبالفقرِ دارٌ منْ جميلة َ هيَّجتْ
رقم القصيدة : 18568
-----------------------------------
وبالفقرِ دارٌ منْ جميلة َ هيَّجتْ
سوالفَ حبًّ في فؤادكَ منصبِ
وكانتْ إذا تنأى نوى ً أوْ تفرقتْ
شِدَادُ الهَوَى لَمْ تَدْرِ مَا قَوْلُ مِشغَبِ
أَسِيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْع خُمْصَانة ُ الحَشا
بَرُودُ الثَّنَايَا، ذَاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
ترى العينُ ما تهوى وفيها زيادة ٌ
منَ الحسنِ إذْ تبدو وملهى ً لملعبِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يمرُّونَ بالدَّهنا خفافاً عيابهمْ
يمرُّونَ بالدَّهنا خفافاً عيابهمْ
رقم القصيدة : 18569
-----------------------------------
يمرُّونَ بالدَّهنا خفافاً عيابهمْ
ويخرجنَ منْ دارينَ بجرَ الحقائبِ
عَلَى حِينَ أَلْهَى النَّاسَ جُلُّ أُمُورِهِمْ(17/38)
فَنَدْلاً، زُرَيْقُ، المَالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> علامة الموت
علامة الموت
رقم القصيدة : 1857
-----------------------------------
يوم ميلادي
تعلقت بأجراس البكاء
فأفاقت حزم الورد , على صوتي
و فرت في ظلام البيت أسراب الضياء
و تداعى الأصدقاء
يتقصون الخبر
ثم لما علموا أني ذكر
أجهشوا ... بالضحك ,
قالوا لأبي ساعة تقديم التهاني
يا لها من كبرياء
صوته جاوز أعنان السماء
عظم الله لك الأجر
على قدر البلاء.
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا أبجرُ يا ابنَ أبجرٍ يا أنتا
يا أبجرُ يا ابنَ أبجرٍ يا أنتا
رقم القصيدة : 18570
-----------------------------------
يا أبجرُ يا ابنَ أبجرٍ يا أنتا
أنتَ الَّذي طلقتَ عامَ جعتا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يقرُّ بعيني ما يقرُّ بعينها
يقرُّ بعيني ما يقرُّ بعينها
رقم القصيدة : 18571
-----------------------------------
يقرُّ بعيني ما يقرُّ بعينها
وأحسنُ شيءٍ ما بهِ العينُ قرَّتِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> بَنِي عَمِّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنَّني
بَنِي عَمِّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنَّني
رقم القصيدة : 18572
-----------------------------------
بَنِي عَمِّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنَّني
أَرَى الحَرْبَ أَمسَتْ مُفْكِهاً قَدْ أَصَنَّتِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> هلْ في اكارِ الحبيبِ منْ حرجٍ
هلْ في اكارِ الحبيبِ منْ حرجٍ
رقم القصيدة : 18573
-----------------------------------
هلْ في اكارِ الحبيبِ منْ حرجٍ
أَمْ هَلْ لِهَمِّ الفُؤَادِ مِنْ فَرَجِ
أمْ كيفَ أنسى رحيلنا حرماً
يومَ حللنا بالنَّخلِ منْ أمجِ
يومَ يقولُ الرَّسولُ: قدْ أذنتْ
فَائْتِ عَلَى غَيْرِ رِقْبَة ٍ فَلِجِ
أَقْبَلْتُ أسْعَى إلى رِحَالِهِمُ
في نفخة ٍ منْ نسيمها الأرجِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أسلامُ إنَّكِ قدْ ملكتِ فأسجحي
أسلامُ إنَّكِ قدْ ملكتِ فأسجحي(17/39)
رقم القصيدة : 18574
-----------------------------------
أسلامُ إنَّكِ قدْ ملكتِ فأسجحي
قَدْ يَمْلِكُ الحُرُّ الكَرِيمُ فَيَسْجِحُ
منِّي على عانٍ أطلتِ عناءهُ
فِي الغُلِّ عِنْدَكِ وَالعُنَاة ُ تُسَرَّحُ
إنّي لأَنْصَحُكُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّهُ
سِيَّانِ عِنْدَكِ مَنْ يَغُشُّ وَيَنْصَحُ
وَإذا شَكَوْتُ إِلَى سَلاَمَة َ حُبَّهَا
قَالَتْ: أَجِدٌّ مِنْكَ ذَا أَمْ تَمْزَحُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَقْبِحْ بِهِ مِنْ وَلَدٍ وأَشْقِحِ
أَقْبِحْ بِهِ مِنْ وَلَدٍ وأَشْقِحِ
رقم القصيدة : 18575
-----------------------------------
أَقْبِحْ بِهِ مِنْ وَلَدٍ وأَشْقِحِ
مثلِ جريِّ الكلبْ لمْ يفقَّحِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَلاَ لاَ تَلُمْهُ اليَوْمَ أَنْ يَتَلَبَّدَا
أَلاَ لاَ تَلُمْهُ اليَوْمَ أَنْ يَتَلَبَّدَا
رقم القصيدة : 18576
-----------------------------------
أَلاَ لاَ تَلُمْهُ اليَوْمَ أَنْ يَتَلَبَّدَا
فَقَدْ غُلِبَ المَحْزُونُ أنْ يَتَجَلَّدَا
بطيتُ الصِّبا جهدي فمنْ شاءَ لامني
وَمَنْ شَاءَ آسَى فِي البُكَاءِ وأَسْعَدَا
وَإِنِّي وَإِنْ فُنِّدْتُ في طَلَبِ الصِّبَا
لأعلمُ أنِّي لستُ في الحبِّ أوحدا
إذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الهَوَى
فَكُنْ حَجَراً مِنْ يَابِسِ الصَّخْرِ جَلْمَدَا
فَمَا العَيْشُ إلاَّ أَنْ تَلَذَّ وَتَشْتَهِي
وَإِنْ لاَمَ فِيهِ ذُو الشَّنَانِ وَفَنَّدَا
وَعَهْدِي بِهَا صَفْرَاءَ رُوداً كأَنَّما
نَضَا عَرَقٌ مِنْهَا عَلَى اللَّوْنِ عَسْجَدَا
مُهَفْهَفَة ُ الأَعْلَى وَأَسْفَلُ خَلْقِهَا
جرى لحمهُ منْ دونِ أنْ يتخدَّدا
مِنَ المُدْمَجَاتِ اللَّحْمِ جَدْلاً كَأَنَّهَا
عنانُ صناعٍ مدمجُ الفتلِ محصدا
كأنَّ ذكيَّ المسكِ منها وقدْ بدتْ
وَرِيحَ الخُزَامَى عَرْفُهُ يَنْفَحُ النَّدَى
وإنِّي لأهواها وأهوى لقاءها
كما يشتهي الصَّدي الشَّرابَ المبردا(17/40)
فَقُلْتُ أَلاَ يَا لَيْتَ أَسْمَاءَ أَصْقَبَتْ
وَهَلْ قَوْلُ لَيْتٍ جَامِعٌ مَا تَبَدَّدَا
عَلاَقَة ُ حُبٍّ لَجَّ فِي زَمَنِ الصِّبَا
فَأَبْلَى وَمَا يَزْدَادُ إِلاَّ تَجَدُّدَا
سُهُوبٌ وَأَعْلاَمٌ تَخَالُ سَرَابَهَا
إِذَا اسْتَنَّ فِي القَيْظِ المُلاَءَ المُعَضَّدَا
فأوفيتُ في نشزٍ منَ الأرضِ يافعٍ
وقدْ تسعفُ الأيفاعُ منْ كانَ مقصدا
كريمُ قريشِ حينَ ينسبُ والَّذي
أَقَرَّتْ لَهُ بِالمُلْكِ كَهْلاً وَأَمْرَدَا
وليسَ عطاءٌ كانَ منهُ بمانعٍ
وَإِنْ جَلَّ عَنْ أَضْعَافِ أَضْعَافِهِ غَدَا
لَعَمْرِي لَقَدْ لاَقَيْتُ يَوْمَ مُوَقَّرٍ
أَبَا خَالِدٍ فِي الحَيِّ يَحْمِلُ أَسْعَدَا
وأوقدتُ ناري باليفاعِ فلمْ تدعْ
لِنِيرَانِ أَعْدَائِي بِنُعْمَاكَ مَوْقِدَا
وَمَا كَانَ مَالِي طَارِفاً عَنْ تِجَارَة ٍ
وَمَا كَانَ مِيراثاً مِنَ المَالِ مُتْلَدَا
ولكنْ عطاءٌ منْ إمامٍ مباركٍ
مَلاَ الأَرْضَ مَعْرُوفاً وَعَدْلاً وَسُؤْدُدَا
شَكَوْتُ إِلَيْهِ ثِقْلَ غُرْمٍ لَوَ انَّهُ
وَمَا أَشْتَكِي مِنْهُ عَلَى الفِيلِ بَلَّدَا
فَلَمّا حَمِدْنَاهُ بِمَا كَانَ أَهْلَهُ
وَكَانَ حَقِيقاً أَنْ يُسَنَّى وَيُحْمَدَا
وإنْ تذكرِ النعمى الَّتي سلفتْ لهُ
فاكرمْ بها، عندي، إذا ذكرتْ، يدا
أهانَ تلادَ المالِ في الحمدِ إنَّهُ
إمامُ هدى ً يجري على ما تعوَّدا
فكمْ لكَ عندي منْ عطاءٍ ونعمة ٍ
تسوءُ عدوًّا غائبينَ وشَّهدا
تردَّى بمجدٍ منْ أبيهِ وجدِّهِ
وقد أورثا بنيانَ مجدٍ مشيَّدا
وَلِي مِنْكَ مَوْعُودٌ طَلَبْتُ نَجَاحَهُ
وأنتَ امرؤٌ لا تخلفُ الدَّهرَ موعدا
وعوَّدتني أنْ لا تزالَ تظلُّني
يدٌ منكَ قدْ قدَّمتَ منْ قبلها يدا
وَلوْ كَانَ بَذْلُ المَالِ والجُودِ مُخْلِداً
منَ النّاسِ إنساناً لكنتَ المخَّلدا
فأقسمُ لا أنفكُّ ما عشتُ شاكراً
لِنُعْمَاكَ مَا طَارَ الحَمَامُ وَغَرَّدَا(17/41)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إِنِّي لآمُلُ أَنْ تَدْنُو وَإِنْ بَعُدَتْ
إِنِّي لآمُلُ أَنْ تَدْنُو وَإِنْ بَعُدَتْ
رقم القصيدة : 18577
-----------------------------------
إِنِّي لآمُلُ أَنْ تَدْنُو وَإِنْ بَعُدَتْ
وَالشّيءُ يُؤْمَلُ أَنْ يَدْنُو وَإِنْ بَعُدَا
أَبْغَضْتُ كُلَّ بِلاَدٍ كُنْتُ آلَفُهَا
فَمَا أُلاَئِمُ إِلاَّ أَرْضَهَا بَلَدَا
يا للِّرجالِ لمقتولٍ بلا ترة ٍ
لا يأخذونَ لهُ عقلاً ولا قودا
إنْ قربتْ لمْ يفقْ عنها، وإنْ بعدتْ
تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ مِنْ حُبِّهَا قِدَدَا
مَا تُذْكَرُ الدَّهْرَ لِي سُعْدَى وإِنْ نَزَحَتْ
إِلاَّ تَرَقْرَقَ مَاءُ العَينِ فَاطَّرَدَا
ولا قرأتُ كتاباً منك يبلغني
إلاَّ تنفستُ منْ وجدٍ بكمْ صعدا
وقدْ بدتْ لي منْ سعدى معاتبة ٌ
أمسى وأضحى بها جدي وما سعدا
ولوْ أعاتبُ ذا حقدٍ، قلتُ لهُ
نفساً، معاتبتي إياكِ ما حقدا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لاَ شَكَّ أَنَّ الَّذي بِي سَوْفَ يَقْتُلُنِي
لاَ شَكَّ أَنَّ الَّذي بِي سَوْفَ يَقْتُلُنِي
رقم القصيدة : 18578
-----------------------------------
لاَ شَكَّ أَنَّ الَّذي بِي سَوْفَ يَقْتُلُنِي
إنْ كانَ أهلكَ حبٌّ قبلهُ أحدا
أحببتها فوقعتُ النَّاسَ كلَّهمُ
يَا رَبِّ لاَ تَشْفِنِي مِنْ حُبِّها أَبَدَا
لَوْ قَاسَ عُرْوَة ُ وَالنَّهْدِيُّ وَجْدَهُما
لكانَ وجدي بسعدى فوقَ ما وجدا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا أمَّ طلحة إنَّ البينَ قدْ أفدا
يا أمَّ طلحة إنَّ البينَ قدْ أفدا
رقم القصيدة : 18579
-----------------------------------
يا أمَّ طلحة إنَّ البينَ قدْ أفدا
قَلَّ الثَّوَاءُ لَئِنْ كَانَ الرَّحِيلُ غَدَا
أَمْسَى العِرَاقِيُّ لاَ يَدْرِي إِذَا بَرَزَتْ
منْ ذا تطوَّفَ بالأركانِ أوْ سجدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> العهد الجديد
العهد الجديد
رقم القصيدة : 1858
-----------------------------------(17/42)
كان حتى ألا كتئاب
غارقا في ألا كتئاب
فجميع الناس في بلدتنا
بين قتيل و مصاب
و الذي ليس على جثته بصمه ظفر
فعلى جثته بصمه ناب
كلنا يحمل ختم الدولة الرسمي
من تحت الثياب
** **
ذات فجر
مادت الأرض
و ساد ألا ضطراب
و إ ستفز الناس من مراقدهم
صوت مجنزر
تم ترم الله أكبر
تم ترم الله أكبر
إ نقلا ب
تم ترم تم
و ا نتهى عهد الكلاب
** **
بعد شهر
لم نعد نخرج للشارع ليلا
لم نعد نحمل ظلا
لم نعد نمشي فرادى
لم نعد نملك زادا
لم نعد نفرح بالضيف
إذا ما دق عند الفجر باب
لم يعد للفجر باب
** **
فص ملح الصبح
في مستنقع الظلمة ذاب
هذه الأنجم أحداق
و هذا البدر كشاف
و هذه الريح سوط
و السماوات نقاب
تم
ترم
تم
كلنا من آدم نحن
وما آدم إلا من تراب
فوقه تسرح ... قطعان الذئاب
العصر الإسلامي >> الأحوص >> مَا عَالَجَ النَّاسُ مِثْلَ الحُبِّ مِنْ سَقَمٍ
مَا عَالَجَ النَّاسُ مِثْلَ الحُبِّ مِنْ سَقَمٍ
رقم القصيدة : 18580
-----------------------------------
مَا عَالَجَ النَّاسُ مِثْلَ الحُبِّ مِنْ سَقَمٍ
ولا برى مثلهُ عظماً ولا جسدا
ما يلبثُ الحبُّ أنْ تبدو شواهدهُ
مِن المُحِبِّ، وَإِنْ لَمْ يُبْدِهِ أَبَدَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> شتَّانَ حينَ ينثُّ النَّاسُ فعلهما
شتَّانَ حينَ ينثُّ النَّاسُ فعلهما
رقم القصيدة : 18581
-----------------------------------
شتَّانَ حينَ ينثُّ النَّاسُ فعلهما
ما بينَ ذي الذَّمِّ والمحمودِ إنْ حمدا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَقْوَتْ رُوَاوَة ُ مِنْ أَسْمَاءَ فَالسَّنَدُ
أَقْوَتْ رُوَاوَة ُ مِنْ أَسْمَاءَ فَالسَّنَدُ
رقم القصيدة : 18582
-----------------------------------
أَقْوَتْ رُوَاوَة ُ مِنْ أَسْمَاءَ فَالسَّنَدُ
فَالسَّهْبُ فَالقَاعُ مِنْ عَيْرَيْنِ فَالجُمُدُ
فعرشُ خاخٍ قفارٌ غيرَ أنَّ بهِ
رَبْعاً أَقَامَ بِهِ نُؤْيٌ وَمُنْتَضَدُ
وسجَّدٌ كالحماماتِ الجثومِ بهِ(17/43)
وملبدٌ منْ رمادِ القدرِ ملتبدُ
وَقَدْ أَرَاهَا حَدِيثاً وَهْيَ آهِلَة ٌ
بها تواصلَ ذاكَ الجزعُ فالعقدُ
إِذِ الهَوَى لَمْ يُغَيِّرْ شَعْبَ نِيَّتِهِ
شكسُ الخليقة ِ ذو قاذورة ٍ وحدُ
يظلُّ وجدا وإنْ لمْ أنو رؤيتها
كأنَّهُ إذْ يراني زائراً كمدُ
فيا لها خلَّة ً لوْ أنَّها بهوى ً
مِنْهَا تُثِيبُكَ بِالوَجْدِ الَّذِي تَجدُ
قَامَتْ تُرِيكَ شَتِيتَ النَّبْتِ ذَا أُشُرٍ
كَأَنَّهُ مِنْ سَوَارِي صَيِّفٍ بَرَدُ
أَهْدَى أَهِلَّتَهُ نَوْءُ السِّمَاكِ لَهَا
حتَّى تناهتْ بهِ الكثبانُ والجردُ
ومقلتي مطفلٍ فردٍ أطاعَ لها
بقلٌ ومردٌ ضفا،مكَّاؤهُ غردُ
يزين لَبَّتَهَا دُرٌّ تَكَنَّفَهُ
نظامهُ فأجادوا السَّردَ إذْ سردوا
درٌّ وشذرٌ وياقوتٌ يفضِّلهُ
كأنَّهُ إذْ بدا جمرُ الغضا يقدُ
وقدْ عجبتُ لما قالتْ بذي سلمٍ
وَدَمْعُهَا بِسَحِيقِ الكُحْلِ يَطَّرِدُ
قَالَتْ: أَقِمْ لاَ تَبِنْ مِنَّا، فَقُلْتُ لَهَا
إِنِّي، وَإِنْ كُنْتُ مَلْعوُجاً بِيَ الكَمَدُ
لتاركٌ أرضكمْ منْ غيرِ مقلية ٍ
وزائرٌ أهلَ حلوانٍ وإنْ بعدوا
إِنِّي وَجدِّكِ يَدْعُونِي لأَرضِهمُ
قربُ الأواصرِ والرِّفدُ الَّذي رفدوا
كذاكَ لا يزدهيني عنْ بهي كرمٍ
ولوْ ضننتُ بهنَّ البدَّنُ الخردُ
بلْ ليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مدركة ٍ
وَكُلُّ مَا دُونَهُ لَيْتٌ لَهُ أَمَدُ
هل تبلغنِّي بني مروانَ، إنْ شحطتْ
عَنِّي دِيَارُهُمُ، عَيْرانَة ٌ أُجُدُ
عِيدِيَّة ٌ عُلِفَتْ، حَتَّى إِذَا عَقَدَتْ
نَيًّا، وَتَمَّ عَلَيْهَا تَامِكٌ قَرِدُ
قَرَّبْتُهَا لِقُتُودِي وَهْيَ عَافِيَة ٌ
كالبرجِ، لمْ يعرها منْ رحلة ٍ عمدُ
يَسْعَى الغُلاَمُ بِهَا تَمْشِي مُشَنَّعَة ً
مشي البغيِّ رأتْ خطَّبها شهدوا
تُرْعَدُ، وَهْيَ تُصَادِيهِ، خَصَائِلُهَا
كَأَنَّمَا مَسَّهَا مِنْ قِرَّة ٍ صَرَدُ
حَتَّى شَدَدْتُ عَلَيْهَا الرَّحْلَ فَانجَرَدَتْ
مرَّ الطَّليمِ شأتهُ الأبدُ الشُّردُ(17/44)
وَشْوَاشَة ٌ، سَوْطُهَا النَّقْرُ الخَفِيُّ بها،
ووقعها الأرضَ تحليلٌ إذا تخدُ
كَأَنَّ بَوًّا أَمَامَ الرَّكْبِ تَتْبَعُهُ
لَهَا نَقُولُ هَوَاهَا أَيْنَمَا عَمَدُوا
تَنْسَلُّ بِالأَمْعَزِ المَرْهُوبِ لاَهِيَة ً
عنهُ إذا جزعَ الرُّكبانُ أو جلدوا
كَأَنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بِالفَلاَة ِ إِذَا
لاحتْ أماعزها والآلُ يطَّردُ
أوبُ يديْ سابحٍ في الآلِ مجتهدٍ
يهوي يقحِّمهُ ذو لجَّة ٍ زبدُ
قَوْمٌ وِلاَدَتُهُمْ مَجْدٌ، يُنَالُ بِهَا،
منْ معشرٍ ذكروا في مجدِ منْ ولدوا
الأَكْرَمُونَ طَوَالَ الدَّهْرِ إِنْ نُسِبُوا
والمجندونَ إذا لا يجتدي أحدُ
وَالمَانِعُونَ فَلاَ يُسْطَاعُ مَا مَنَعُوا
وَالمُنجِزُونَ لِمَا قَالُوا إِذَا وَعَدُوا
والقائلونَ بفصلِ القولِ إنْ نطقوا
عِنْدَ العَزَائِمِ وَالمُوفُونَ إِنْ عَهِدُوا
مَنْ تُمْسِ أفْعَالُهُ عَاراً فَإِنَّهُمُ
قومٌ إذا ذكرتْ أفعالهمْ حمدوا
قومٌ إذا انتسبوا ألفيتَ مجدهمُ
مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ حَتَّى يَنْفَدَ الأَمَدُ
إذا قريشٌ تسامتْ كانَ بيتهمُ
منها إليهِ يصيرُ المجدُ والعددُ
لاَ يَبْلُغُ النَّاسُ مَا فِيهِمْ، إِذَا ذُكِرُوا،
مِ المَجْدِ إِنْ أَجْحَفُوا فِي المَجْدِ أَوْ قَصَدُوا
همْ خيرُ سكَّانِ هذي الأرضِ نعلهمْ
لوْ كانَ يخبرُ عنْ سكَّانهِ البلدُ
يَبْقَى التُّقَى وَالغِنَى فِي النَّاسِ ما عَمِرُوا
وَيُفْقَدَانِ جَمِيعاً إِنْ هُمُ فُقِدُوا
وما مدحتُ سوى عبد العزيزِ وما
عندي لحيِّ سوى عبدِ العزيزِ يدُ
إنِّي رأيتَ ابن ليلى ، وهوَ مصطنعٌ،
مُوَفَّقاً أَمْرُهُ حَيْثُ انْتَوَى رَشَدُ
أَقَامَ بِالنَّاسِ لَمَّا أَنْ نَبَا بِهِمُ
دونَ الإقامة ِ غورُ الأرضِ والنَّجدُ
والمُجْتَدِي مُوقِنٌ أَنْ لَيْسَ مُخْلِفَهُ
سَيْبُ ابْنِ لَيْلَى الَّذي يَنْوِي وَيَعْتَمِدُ
لوْ كانَ ينقصُ ماءَ النِّلِ نائلهُ
أمسى وقدْ حانَ منْ جمَّاتهِ نفذُ(17/45)
يَبْنِي عَلَى مَجْدِ آبَاءٍ لَهُ سَلَفُوا
يَنْمَى لِمَنْ وَلَدُوا المَهْدُ الَّذِي مَهَدُوا
يَحْمِي ذِمَارَهُمُ فِي كُلِّ مُفْظِعَة ٍ
كَمَا تَعَرَّضَ دُونَ الخِيسَة ِ الأَسَدُ
صَقْرٌ، إِذَا مَعْشَرٌ يَوْماً بَدَا لَهُمُ
مِنَ الأَنَامِ وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ مَجَدُوا
رَأَيْتَهُمْ خُشَّعَ الأَبْصَارِ هَيْبَتُهُ
كَمَا استَكَانَ لِضَوْءِ الشَّارِقِ الرَّمِدُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وإنَّكِ إنْ تنزحْ بكِ الدَّارُ آتكمْ
وإنَّكِ إنْ تنزحْ بكِ الدَّارُ آتكمْ
رقم القصيدة : 18583
-----------------------------------
وإنَّكِ إنْ تنزحْ بكِ الدَّارُ آتكمْ
وشيكاً، وإنْ يصعدْ بكِ العيسُ أصعدِ
وإنْ غرتِ غرنا حيثُ كنتِ وغرتمُ
أَوَ انْجَدْتِ أنْجَدْنَا مع المُتَنَجِّدِ
مَتَى مَا تَحُلِّي مِنْ ذُرَى الأَرْضِ تَلْعَة ً
أزركِ، ويكثرْ حيثُ كنتِ ترددي
وإنْ كدتُ شوقاً موهناً وذكرتها
لأَرْجِعَ بِالرَّوْحَاءِ عَوْدِي عَلَى بَدِي
وقلتُ لعيني: قدْ شقيتُ بذكرها
فَجُودِي بِمَاءِ المُقْلَتَيْنِ أَوِ اجْمُدِي
أَجَدَّكَ تَنْسَى أُمَّ عَمْروٍ، وَذِكْرُهَا
شعاركَ دونَ الثَّوبِ في كلُ مرقدِ
فَإِنْ تَتَّبِعْهَا تُغْضِ عَيْناً عَلَى القَذَى
وَإِنْ تَجْتَنِبْهَا بَعْدَ مَا نِلْتَ تَكْمَدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يَا مَعْمَرَ يَا ابْنَ زَيْدٍ حِينَ تَنْكِحُهَا
يَا مَعْمَرَ يَا ابْنَ زَيْدٍ حِينَ تَنْكِحُهَا
رقم القصيدة : 18584
-----------------------------------
يَا مَعْمَرَ يَا ابْنَ زَيْدٍ حِينَ تَنْكِحُهَا
وَتَسْتَبِدُّ بِأَمْرِ الغَيِّ وَالرَّشَدِ
أما تذكرت صيفيا فتحفظه
أَوْ عَاصِماً أَوْ قَتِيلَ الشِّعْبِ مِنْ أُحُدِ
أَكُنْتَ تَجْهَلُ حَزْماً حِينَ تَنْكِحُهَا
أم خفت،لا زلت فيها جائع الكبد
أبعد صهر بني الخطاب تجعلهم
صِهْراً، وَبَعْدَ بَني العَوَّامِ مِنْ أَسَدِ(17/46)
هَبْهَا سَلِيلَة َ خَيْلٍ غَيْرِ مُقْرِفَة ٍ
مَظْلُومَة ً حُبِسَتْ لِلْعَيْرِ فِي الجَدَدِ
فكل ما نالنا من عار منكحها
شوى ،إذا فارقته وهي لم تلد
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ضَنَّتْ عَقِيلَة ُ لَمَّا جِئْتُ بِالزَّادِ
ضَنَّتْ عَقِيلَة ُ لَمَّا جِئْتُ بِالزَّادِ
رقم القصيدة : 18585
-----------------------------------
ضَنَّتْ عَقِيلَة ُ لَمَّا جِئْتُ بِالزَّادِ
وَآثَرَتْ حَاجَة َ الثَّاوِي عَل الغَادي
فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ تَقُولَ لَهُ
قَدْ بَاحَ بالسِّرِّ أَعْدَائي وَحُسَّادِي
قلنا لمنزلها: حيَِّيتَ منْ طللٍ
وَلِلْعَقِيقِ: أَلاَ حُيِّيتَ مِنْ وَادِي
إنِّي جَعَلْتُ نَصِيبِي مِنْ مَوَدَّتِهَا
لِمَعْبَدٍ وَمُعَاذٍ وَآبنِ صَيَّادِ
لأبنِ اللَّعينِ الَّذي يخبا الدُّخانُ لهُ
وللمغني رسولِ الزُّورِ قوَّادي
أَمَّا مُعَاذٌ فَإنِّي لَسْتُ ذَاكِرَهُ
كَذَاكَ أَجْدَادُهُ كَانُوا لأَجْدَادِي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ما ذاتُ حبلٍ يراه النَّاسُ كلُّهمُ
ما ذاتُ حبلٍ يراه النَّاسُ كلُّهمُ
رقم القصيدة : 18586
-----------------------------------
ما ذاتُ حبلٍ يراه النَّاسُ كلُّهمُ
وَسْط الجَحِيمِ وَلا يَخْفَى عَلَ أَحَدِ
كُلُّ الحِبَالِ حِبَالِ النَّاسِ مِنْ شَعَرٍ
وحبلها وسطَ أهلِ النَّارِ منْ مسدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> كَأَنّ مُدَامَة ً مِمَّا
كَأَنّ مُدَامَة ً مِمَّا
رقم القصيدة : 18587
-----------------------------------
كَأَنّ مُدَامَة ً مِمَّا
حَوَى الحَانُوتُ مِنْ مَقَدِ
يصفَّقُ صفوها بالمسـ
ـكِ وَالكَافُورِ وَالشَّهَدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا للرِّجالِ لوجدكَ المتجدِّدِ
يا للرِّجالِ لوجدكَ المتجدِّدِ
رقم القصيدة : 18588
-----------------------------------
يا للرِّجالِ لوجدكَ المتجدِّدِ
وَلِمَا تُؤمِّلُ مِنْ عَقيلَة َ في غَدِ
ترجو مواعدَ بعثُ آدمَ دونها(17/47)
كَانَتْ خَبَالاً لِلْفُؤادِ المُقْصَدِ
هلْ تذكرينَ عقيلُ أوْ أنساكهِ
بَعْدِي تَقَلُّبُ ذَا الزَّمَانِ المُفُسِدِ
يومي ويومكِ بالعقيقِ إذِ الهوى
مِنّا جَمِيعُ الشَّمْلِ لَمْ يَتَبَدَّدِ
لي ليلتانِ، فليلة ٌ معسولة ٌ
ألقى الحبيبَ بها بنجمِ الأسعدِ
ومريحة ٌ همَّي عليَّ كأنَّني
حَتَّى الصَّبَاحِ مُعَلَّقٌ بِالفَرْقَدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إذا أنا لمْ أغفرْ لأيمنَ ذنبهُ
إذا أنا لمْ أغفرْ لأيمنَ ذنبهُ
رقم القصيدة : 18589
-----------------------------------
إذا أنا لمْ أغفرْ لأيمنَ ذنبهُ
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْفُو لَهُ ذَنْبَهُ بَعْدِي
أُرِيدُ کنْتِقَامَ الذَّنْبِ ثُمَّ تَرُدُّنِي
يَدٌ لأَدَانِيهِ مُبَارَكَة ٌ عِنْدِي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الجريمة والعقاب
الجريمة والعقاب
رقم القصيدة : 1859
-----------------------------------
مرة , قال أبي
إن الذباب
لا يعاب
إنه أفضل منا
فهو لا يقبل منا
و هو لا ينكص جبنا
و هو إن لم يلق ما يأكل
يستوف الحساب
ينشب الأرجل في الأرجل
و الأعين
و الأيدي
و يجتاح الرقاب
فله الجلد سماط
و دم الناس شراب
** **
مرة قال أبي
لكنه قال و غاب
و لقد طال الغياب
قيل لي إن أبي مات غريقا
في السراب
قيل : بل مات بداء ا لترا خو ما
قيل : جراء اصطدام
بالضباب
قيل ما قيل و ما أكثر ما قيل
فراجعنا أطباء الحكومة
فأفادوا أنها ليست ملومة
و رأوا أن أبي
أهلكه حب الشباب
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إذَا جِئْتُ قَالُوا: قَدْ أَتَى وَتَهامَسُوا
إذَا جِئْتُ قَالُوا: قَدْ أَتَى وَتَهامَسُوا
رقم القصيدة : 18590
-----------------------------------
إذَا جِئْتُ قَالُوا: قَدْ أَتَى وَتَهامَسُوا
كأنْ لمْ يجدْ فيما مضى أحدٌ وجدي
فَعُرْوَة ُ سَنَّ الحُبَّ قَبْلِيَ إذْ شَقَى
بعفراءَ، والنَّهديُّ ماتَ على هندِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عفتْ عرفاتٌ فالمصايفُ منْ هندِ(17/48)
عفتْ عرفاتٌ فالمصايفُ منْ هندِ
رقم القصيدة : 18591
-----------------------------------
عفتْ عرفاتٌ فالمصايفُ منْ هندِ
فَأَوْحَشَ مَا بَيْنَ الجَرِيبَيْنِ فَالنَّهْدِ
وغيرها طولُ التَّقادمِ والبلى
فَلَيْسَتْ كَمَا كَانَتْ تَكُونُ عَلَى العَهْدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> غَشِيتُ الدَّارَ بالسَّنَدِ
غَشِيتُ الدَّارَ بالسَّنَدِ
رقم القصيدة : 18592
-----------------------------------
غَشِيتُ الدَّارَ بالسَّنَدِ
دوينَ الشَّعبِ منْ أحدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتيفَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتي
فَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتيفَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتي
رقم القصيدة : 18593
-----------------------------------
فَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتيفَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّة َ نَاقَتي
إلى البركِ إلاّ تومة َ المتهجِّدِ
وكادتْ قبيلَ الصُّبحِ تنبذُ رحلها
بِدُومَة َ مِنْ لَغْطِ القَطَا المُتَبَدِّدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَوَا نَدَمِي إذْ لَمْ أَعُجْ إذْ تَقُولُ لِي
فَوَا نَدَمِي إذْ لَمْ أَعُجْ إذْ تَقُولُ لِي
رقم القصيدة : 18594
-----------------------------------
فَوَا نَدَمِي إذْ لَمْ أَعُجْ إذْ تَقُولُ لِي
تقدَّمْ فشيِّعنا إلى ضحوة ِ الغدِ
فَأَصْبَحْتُ مِمَّا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا،
سوى ذكرها، كالقابضِ الماءَ باليدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وبالنَّعفِ منْ فيفا غزالٍ ذكرتها
وبالنَّعفِ منْ فيفا غزالٍ ذكرتها
رقم القصيدة : 18595
-----------------------------------
وبالنَّعفِ منْ فيفا غزالٍ ذكرتها
فَطَالَ نَهَاري وَاقِفاً وَتَلَدُّدِي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وإنَّ بقومٍ سوَّدوكَ لحاجة ً
وإنَّ بقومٍ سوَّدوكَ لحاجة ً
رقم القصيدة : 18596
-----------------------------------(17/49)
وإنَّ بقومٍ سوَّدوكَ لحاجة ً
إلَى سَيِّدٍ لو يَظْفَرُونَ بِسَيِّدِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> طَافَ الخَيَالُ وَطَافَ الهَمُّ فَاعْتَكَرَا
طَافَ الخَيَالُ وَطَافَ الهَمُّ فَاعْتَكَرَا
رقم القصيدة : 18597
-----------------------------------
طَافَ الخَيَالُ وَطَافَ الهَمُّ فَاعْتَكَرَا
عِنْدَ الفِرَاشِ، فَبَاتَ الهَمُّ مُحْتَضَرَا
أرقبُ النَّجمَ كالحيرانِ مرتقباً
وقلَّصَ والنَّومُ عنْ عينيَّ فانشمرا
مِنْ لَوْعَة ٍ أَوْرَثَتْ قَرْحاً عَلَى كَبِدِي
يوماً، فأصبحَ منها القلبُ منفرطا
ومنْ يبتْ مضمراً همًّا، كما ضمنتْ
منّي الضُّلوعُ يبتْ مستبطناً غيرا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضّ قَدْ حَسَرَا
أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضّ قَدْ حَسَرَا
رقم القصيدة : 18598
-----------------------------------
أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضّ قَدْ حَسَرَا
ليتَ الشَّبابَ جديدٌ كالَّذي عبرا
إنَّ الشَّبابَ وَأَيَّاماً لَهُ سَلَفَتْ
وَلَّى ، وَلَمْ أقْضِ مِنْ لَذَّاتِهِ وَطَرَا
أَوْدَى الشَّبَابُ، وَأَمْسَتْ عَنْكَ نَازِحَة ً
جُمْلٌ، وَبُتَّ جَدِيدَ الحَبْلِ فَکنْبَتَرا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا حَفْصٍ تَدَارَكَنِي
فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا حَفْصٍ تَدَارَكَنِي
رقم القصيدة : 18599
-----------------------------------
فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا حَفْصٍ تَدَارَكَنِي
منهُ نوالٌ كفاني الدَّينَ والسَّفرا
وشَرَّدَ الهَمَّ عَنِّي بَعْدَ مَا حَضَرَتْ
مِنْهُ حَوَاضِرُ لاَ آلُو لَهَا صَدَرَا
فَكُنْتُ فِيكُمْ كَمَمْطُورٍ بِبَلْدَتِهِ
فَسُرَّ أَنْ جَمَعَ الأَوْطَانَ والمَطَرَا
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> قصيدتي
قصيدتي
رقم القصيدة : 186
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قصيدتي لاغدى ضيّي
شحيح وارتبكت يديني
وتعثرت بي خطاويي
ولاعاد رايي يقديني(17/50)
وصرت أطلب الصاحب يعيّي
ماغير بعدين بعديني
وتنكرولي بني خيي
واستسهلوني معاديني
والموت ماعاد متهيي
والعمر ماعاد يمديني
تكفين لايابعد حيي
ظلي معي لاتهديني
ماكان لك صاحب زيي
وشلون اجيك وترديني
اما افزعي وانصفي غيي
ولا ترى الناس مقديني
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إصلاح زراعي
إصلاح زراعي
رقم القصيدة : 1860
-----------------------------------
قرر الحاكم إصلاح الزراعة
عين الفلاح شرطي مرور
و ا بنة الفلاح بياعة فول
و ابنه نادل مقهى
في نقابات الصناعة
و أخيرا
عين المحراث في القسم أ لفو لو كلوري
و الثور مديرا للإذاعة
****
قفزة نوعية في ألا قتصاد
أصبحت بلدتنا الأولى
بتصدير الجراد
و بإنتاج المجاعة
العصر الإسلامي >> الأحوص >> صَاحِ هَلْ أَبْصَرْتَ بِالخَبْـ
صَاحِ هَلْ أَبْصَرْتَ بِالخَبْـ
رقم القصيدة : 18600
-----------------------------------
صَاحِ هَلْ أَبْصَرْتَ بِالخَبْـ
ـتَيْنِ مِنْ أَسْمَاءَ نَارَا
موهناً شبَّتْ لعينيـ
ـكَ فلمْ توقدْ نهارا
كتلالي البرقِ في العا
رضِ ذي المزنِ استطارا
أذكرتني الوصلَ منْ سلـ
ـمَى وَأَيَّاماً قِصَارَا
لمْ تثبْ بالوصلِ سلمى
جَارَهَا إذْ كَانَ جَارَا
عَاشِقاً أَفْنَى طِوَالَ الدَّهْـ
ـرِ خَوْفاً وَکسْتِتَارَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا دارُ حسَّرها البلى تحسيرا
يا دارُ حسَّرها البلى تحسيرا
رقم القصيدة : 18601
-----------------------------------
يا دارُ حسَّرها البلى تحسيرا
وَسَفَتْ عَلَيْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ مُورَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ قَمْرِيَّة ٍ بَرَدَا
تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ قَمْرِيَّة ٍ بَرَدَا
رقم القصيدة : 18602
-----------------------------------
تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ قَمْرِيَّة ٍ بَرَدَا
غرًّا ترى في مجاري ظلمتهِ أشرا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> خليليَّ منْ غبظِ بنِ مرَّة َ بلِّغا(17/51)
خليليَّ منْ غبظِ بنِ مرَّة َ بلِّغا
رقم القصيدة : 18603
-----------------------------------
خليليَّ منْ غبظِ بنِ مرَّة َ بلِّغا
رسائلَ منِّي لا أزيدُكما وقرا
ألا ليتَ شعري هلْ إلى أمِّ جحدرٍ
سَبيلٌ، فَأَمَّا الصَّبْرُ عَنْهَا فَلاَ صَبْرَا
وَإِنِّي لأَسْتَنْشِي الحَدِيثَ لأَجْلِهَا
لأسمعِ عنها، وهيَ نازحة ٌ، ذكرا
وأعجبُ دارٍ دارها غيرَ أنَّني
إذَا ما أَتَيْتُ الدَّارَ تَرْجِعُنِي صِفْرَا
عَشِيَّة َ أَلْوِي بِالرِّدَاءِ عَلَى الحَشَا
كَأَنَّ الحَشَا مِنْ دُونِهِ مُشْعَلٌ جَمْرَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> رأيتُلها ناراً تشبُّ ودونها
رأيتُلها ناراً تشبُّ ودونها
رقم القصيدة : 18604
-----------------------------------
رأيتُلها ناراً تشبُّ ودونها
بَوَاطِنُ مِنْ ذِي رَجْرَجٍ وَظَوَاهِرُ
فخفَّضتُ قلبي بعدَ ما قلتُ إنَّهُ
إلى نارها منْ عاصفِ الشَّوقِ طائرُ
فقلتُ لعمرٍو: تلكَ ياعمرو دارها
تُشَبُّ بِهَا نَارٌ، فَهَلْ أَنْتَ نَاظِرُ
تَقَادَمَ مِنِّي العَهْدُ حَتَّى كَأَنَّنِي
لِذُكْرَتِهَا مِنْ طُولِ مَا مَرَّ هَاجِرُ
وَفِي مِثْلِ مَا جَرَّبْتُ مُنْذُ صَحِبْتَنِي
عَذَرْتَ أَبَا يَحْيَى لَوَ کنَّكَ عَاذِرُ
كَرِيمٌ يُمِيتُ السِّرَّ حَتَّى كَأَنّهُ
عَمٍ بِنَوَاحِي أَمْرِهَا وَهْوَ خَابِرُ
إذا قلتُ أنساها وأخلقَ ذكرها
تثنَّتْ بذكراها همومٌ نوافرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَمَا كَانَ هَذَا الشَّوْقُ إلاَّ لَجَاجَة ً
وَمَا كَانَ هَذَا الشَّوْقُ إلاَّ لَجَاجَة ً
رقم القصيدة : 18605
-----------------------------------
وَمَا كَانَ هَذَا الشَّوْقُ إلاَّ لَجَاجَة ً
عَلَيْكَ، وَجَرَّتْهُ إلَيْكَ المَقَادِرُ
تُخَبِّرُ وَالرَّحْمنِ أَنْ لَسْتَ زَائِراً
دِيَارَ المَلاَ مَا لاَءَمَ العَظْمَ جَابِرُ
ألمْ تعجبا للفتحِ أصبحَ ما بهِ
وَلاَ بِلِوَى الأَرْطَى مِنَ الحَيِّ وَابِرُ(17/52)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> تَذَكَّرُ سَلْمَى بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
تَذَكَّرُ سَلْمَى بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
رقم القصيدة : 18606
-----------------------------------
تَذَكَّرُ سَلْمَى بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
مِنَ النَّأْيِ مَا يُسْلِي، فَهَلْ أَنْتَ صَابِرُ
فأنتَ إلى سلمى تحنُّ صبابة ً
كَمَا حَنَّ أُلاَّفُ المَطِيِّ السَّوَاجِرُ
وما كنتُ أدري قبلها أنَّ ذا الهوى
يَزِيدُ اشْتِيَاقاً أَنْ تَحِنَّ الأَبَاعِرُ
ألا حبَّذا سلمى الفؤادِ وحبَّذا
زِيَارَتُهَا، لَوْ يُسْتَطَاعُ التَّزَاوُرُ
لَقَدْ بَخِلَتْ بِالوُدِّ حَتَّى كَأَنّهَا
خليلُ صفاءٍ غيبتهُ المقابرُ
فإنْ أكُ قدْ ودَّعتها وهجرتها
فما عنْ تقالٍ كانَ ذاكَ التَّهاجرُ
ألا ليتَ أنَّا لمْ نكنُ قبلُ جيرة ً
جَمِيعاً، أَلاَ يَا لَيْتَ دَامَ التَّجَاوُرُ
إذَا رُمْتُ عَنْهَا سَلْوَة ً قالَ شَافِعٌ
مِنَ الحُبِّ ميعَادُ السُّلُوِّ المَقَابِرُ
ستبقى لها في مضمرِ القلبِ والحشا
سَرَيرَة ُ ودٍّ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ
وكلُّ خليطٍ لا محالة َ أنَّهُ
إلَى فُرْقَة ٍ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ صَائِرُ
وَمَنْ يَحْذَرِ الأَمْرَ الَّذِي هُوَ وَاقِعٌ
يصبهُ، وإنْ لمْ يهوهُ، ما يحاذرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> خَمْسٌ دَسَسْنَ إِلَيَّ فِي لَطَفٍ
خَمْسٌ دَسَسْنَ إِلَيَّ فِي لَطَفٍ
رقم القصيدة : 18607
-----------------------------------
خَمْسٌ دَسَسْنَ إِلَيَّ فِي لَطَفٍ
حورُ العيونِ نواعمٌ زهرُ
فطرقتهنّ معَ الجريِّ وقدْ
نامَ الرَّقيبُ وحلّقَ النَّسرُ
مُسْتَبْطِناً ـ لِلْحَيِّ إِذْ فَزِعُوا ـ
عَضْباً يَلُوحُ بِمَتْنِهِ أَثرُ
فَعَكَفْنَ لَيْلَتَهُنَّ نَاعِمَة ً
ثمَّ استفقنَ وقدْ بذا الفجرُ
بأشمَّ، معسولٍ فكاهتهُ،
غَضَّ الشَّبابِ، رِدَاؤُهُ غَمْرُ
زَوْلٌ بَعِيدُ الصِّيتِ مُشْتَهِرٌ
جَابَتْ لَهُ جَيْبَ الدُّجَى عَمْرُ
قامتْ تخاصرهُ لكلَّتها(17/53)
تَمْشِي تَأَوَّدُ، غَادَة ٌ بِكْرُ
فتنازعا منْ دونِ نسوتها
كَلِماً يُسَرُّ كَأنَّهُ سِحْرُ
كُلٌّ يَرَى أنَّ الشَّبَابَ لَهُ
في كلِّ غابة ِ صبوة ٍ عذرُ
سَيْفَانَة ٌ أَشَرُ الشَّبَابِ بِها
رَقْرَاقَة ٌ لَمْ يُبْلِهَا الدَّهْرُ
حَتَّى إذَا أَبْدَى هَوَاهُ لَهَا
وَبَدَا هَوَاهَا مَا لَهُ سِتْرُ
سفرتْ وما سفرتْ لمعرفة ٍ
وَجْهاً أَغَرَّ كَأَنَّهُ البَدْرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَمِنْ خُلَيْدَة َ وَهْناً شَبَّتِ النَّارُ
أَمِنْ خُلَيْدَة َ وَهْناً شَبَّتِ النَّارُ
رقم القصيدة : 18608
-----------------------------------
أَمِنْ خُلَيْدَة َ وَهْناً شَبَّتِ النَّارُ
ودونها منْ ظلامِ اللَّيلِ أستارُ
إذا خبتْ أوقدتْ بالندِّ واستعرتْ
وَلَمْ يَكُنْ عِطْرَهَا قُسْطٌ وَأَظْفَارُ
باتتْ تشبُّ وبتنا اللَّيلَ نرقبها
تُعْنَى قُلُوبٌ بِهَا مَرْضَى وَأَبْصَارُ
يا حبذا نلكَ منْ نارٍ وموقدها
وأهلنا باللِّوى إذْ نحنُ أجوارا
خُلَيْدُ لاَ تَبْعُدِي، مَا عَنْكِ إقْصَارُ
وإنْ بخلتِ، وإنْ شطَّتْ بكِ الدارُ
فَمَا أُبَالِي إذَا أَمْسَيْتِ جَارَتَنَا
مقيمة ً، هلْ أقامَ النَّاسُ أمْ ساروا
لوْ دبَّ حوليُّ ذرٍّ تحتَ مدرعها
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَلَمْ أَرَ ضَوْءَ النَّارِ حَتَّى رَأَيْتُهَا
وَلَمْ أَرَ ضَوْءَ النَّارِ حَتَّى رَأَيْتُهَا
رقم القصيدة : 18609
-----------------------------------
وَلَمْ أَرَ ضَوْءَ النَّارِ حَتَّى رَأَيْتُهَا
بَدَا مُنْشِدٌ فِي ضَوْئِهَا وَالأَصَافِرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مرسوم
مرسوم
رقم القصيدة : 1861
-----------------------------------
نحن لسنا فقراء
بلغت ثروتنا مليون فقر
و غدا الفقر لدى أمثالنا
و صفا جديدا للثراء
وحده الفقر لدينا
كان أغنى الأغنياء
** **
بيتنا كان عراء
و الشبابيك هواء قارس
و السقف ماء
فشكونا أمرنا عند ولي الأمر
فأغتم
و نادى الخبراء(17/54)
و جميع الوزراء
و أقيمت ندوة و ا سعة
نوقش فيها وضع إ ير لندا
و أنف ا لجيو كندا
و فساتين اميلدا
و قضايا هو نو لو لو
و بطولات جيوش الحلفاء
ثم بعد الأخذ و الرد
صباحا و مساء
أصدر الحاكم مرسوما
بإلغاء الشتاء!
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لاَ تَأْمَنِي الصَّرْمَ مِنِّي أَنْ تَرَيْ كَلَفِي
لاَ تَأْمَنِي الصَّرْمَ مِنِّي أَنْ تَرَيْ كَلَفِي
رقم القصيدة : 18610
-----------------------------------
لاَ تَأْمَنِي الصَّرْمَ مِنِّي أَنْ تَرَيْ كَلَفِي
وإنْ مضى لصفاءِ الودِّ أعصارُ
مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
والرَّأيُ يصرفُ، والأهواءُ أطوارُ
كَمْ مِنْ ذَوِي مِقَة ٍ قَبْلِي وَقَبْلَكُمُ
خَانُوا فَأَضْحَوْا إلَى الهِجْرَانِ قَدْ صَارُوا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يَا أَيُّهَا اللاَّئِمِي فِيهَا لأَصْرِمَهَا
يَا أَيُّهَا اللاَّئِمِي فِيهَا لأَصْرِمَهَا
رقم القصيدة : 18611
-----------------------------------
يَا أَيُّهَا اللاَّئِمِي فِيهَا لأَصْرِمَهَا
أَكْثَرْتَ، لَوْ كَانَ يُغْنِي عَنْكَ إِكْثَارُ
إِرْجِعْ فَلَسْتَ مُطَاعاً إِنْ وَشَيْتَ بهَا
لا القلبُ سالٍ ولا في حبِّها عارُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> صرمتْ حبلكَ الغداة َ نوارُ
صرمتْ حبلكَ الغداة َ نوارُ
رقم القصيدة : 18612
-----------------------------------
صرمتْ حبلكَ الغداة َ نوارُ
إنَّ صرماً لكلِّ حبلٍ قصارُ
منْ يكنْ سائلاً فإنَّ يزيداً
مَلِكٌ مِنْ عَطَائِهِ الإكْثَارُ
عمَّ معروفهُ فعزّ بهِ الدِّيـ
ـنُ وَذَلَّتْ لِمُلْكِهِ الكُفَّارُ
وَأَقَامَ الصِّرَاطَ فَابْتَهَجَ کلْـ
ـحقُّ منيراً كما أنارَ النَّهارُ
بشرٌ لوْ يدبُّ ذرٌّ عليهِ
كانَ فيهِ منْ مشيهِ آثارُ
إنَّ أَرْوَى إذَا تَذَكَّرَ أَرْوَى
قَلْبُهُ، كَادَ قَلْبُهُ يُسْتَطَارُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ضوءُ نارٍ بدا لعينيكَ أمْ شبـ
ضوءُ نارٍ بدا لعينيكَ أمْ شبـ(17/55)
رقم القصيدة : 18613
-----------------------------------
ضوءُ نارٍ بدا لعينيكَ أمْ شبـ
ـبَتْ بِذِي الأَثْلِ مِنْ سَلاَمَة َ نَارُ
تِلْكَ بَيْنَ الرِّياضِ وَالأَثْلِ وَالبَا
ناتِ منَّا ومنْ سلامة َ دارُ
تِلْكَ دَارُ الغَضَا وَحْشاً وَقَدْ يَأْ
لفها المجتدونَ والزُّرَّارُ
أصْبَحَتْ دِمْنَة ً تَلُوحُ بِمَتْنٍ
تَعْتَفِيهَا الرِّيَاحُ وَالأَمْطَارُ
وَكَذَاكَ الزَّمَانُ يَذْهَبُ بِالَّنا
سِ وتَبْقَى الدِّيَارُ وَالآثَارُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عفا السَّفحُ فالرَّيَّانُ منْ أمِّ معمرٍ
عفا السَّفحُ فالرَّيَّانُ منْ أمِّ معمرٍ
رقم القصيدة : 18614
-----------------------------------
عفا السَّفحُ فالرَّيَّانُ منْ أمِّ معمرٍ
فأكناف قرحٍ فالجمانانِ فالغمرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وما أثنِ منْ خيرٍ عليكَ فإنَّهُ
وما أثنِ منْ خيرٍ عليكَ فإنَّهُ
رقم القصيدة : 18615
-----------------------------------
وما أثنِ منْ خيرٍ عليكَ فإنَّهُ
هُوَ الحَقُّ مَعْرُوفاً كَمَا عُرِفَ الفَجْرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألانَ استقرَّ الملكُ في مستقرِّهِ
ألانَ استقرَّ الملكُ في مستقرِّهِ
رقم القصيدة : 18616
-----------------------------------
ألانَ استقرَّ الملكُ في مستقرِّهِ
وَعَادَ لِعُرْفٍ أَمْرُهُ المُتَنَكِّرُ
طريدٌ تلافاهُ يزيدٌ برحمة ٍ
فلمْ يمسِ منْ نعمائهِ يتعذرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فقلتُ لعبدِ اللهِ ويبكَ هلْ ترى
فقلتُ لعبدِ اللهِ ويبكَ هلْ ترى
رقم القصيدة : 18617
-----------------------------------
فقلتُ لعبدِ اللهِ ويبكَ هلْ ترى
مَدَافِعَ هَرْشَى أَوْ بَدَا لَكَ هَصْوَرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أبعدَ الأغرِّ بن عبد العزيزِ
أبعدَ الأغرِّ بن عبد العزيزِ
رقم القصيدة : 18618
-----------------------------------
أبعدَ الأغرِّ بن عبد العزيزِ
قريعِ قريشٍ إذا تذكرُ(17/56)
تبدَّلتِ دواودَ مختارة ً
أَلاَ ذَلِكَ الخَلَفُ الأَعْوَرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> غادة تغرثُ الوشاحَ ولا يغـ
غادة تغرثُ الوشاحَ ولا يغـ
رقم القصيدة : 18619
-----------------------------------
غادة تغرثُ الوشاحَ ولا يغـ
ـرَثُ مِنْهَا الخَلْخَالُ وَالإسْوَارُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تبليط
تبليط
رقم القصيدة : 1862
-----------------------------------
ر صفوا البلدة , يوما
بالبلاط
ثم لما و ضعوا فيه الملا ط
منعوا أي نشاط
فا لتزمنا الدور
حتى يتأتى للملا ط
زمن كاف لكي يلصق جدا
با لبلا ط.
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أقولُ لعمرٍو وهوَ يلحى على الصِّبا
أقولُ لعمرٍو وهوَ يلحى على الصِّبا
رقم القصيدة : 18620
-----------------------------------
أقولُ لعمرٍو وهوَ يلحى على الصِّبا
ونحن بأعلى السَّيَّرينِ نسيرُ
عشيَّة َ لا حلمٌ يردُّ عنِ الصِّبا
ولا صاحبٌ فيما صنعتَ عذيرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لَقَدْ مَنَعَتْ مَعْرُوفَهَا أُمُّ جَعْفَرٍ
لَقَدْ مَنَعَتْ مَعْرُوفَهَا أُمُّ جَعْفَرٍ
رقم القصيدة : 18621
-----------------------------------
لَقَدْ مَنَعَتْ مَعْرُوفَهَا أُمُّ جَعْفَرٍ
وَإِنِّي إِلى مَعْرُوفِهَا لَفَقِيرُ
وقدْ أنكرتْ بعدَ اعترافٍ زيارتي
وَقدْ وَغِرَتْ فِيهَا عَلَيَّ صُدُورُ
أدورُ ولولا أنْ أرى أمَّ جعفرٍ
بأبياتكمْ ما درتُ حيثُ أدورُ
أزورُ البيوتَ اللآَّصقاتِ ببيتها
وقلبي إلى البيتِ الَّذي لا أزورُ
ومَا كُنْتُ زَوَّاراً وَلكنَّ ذَا الهَوَى
إذا لَمْ يُزَرْ لاَ بُدَّ أَنْ سَيَزُورُ
أزورُ على أنْ لستُ أنفكُّ كلَّما
أتيتُ عدوًّا بالبنانِ يشيرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَكَيْفَ تُرَجِّي الوَصْلَ مِنْهَا وَأَصْبَحَتْ
وَكَيْفَ تُرَجِّي الوَصْلَ مِنْهَا وَأَصْبَحَتْ
رقم القصيدة : 18622
-----------------------------------(17/57)
وَكَيْفَ تُرَجِّي الوَصْلَ مِنْهَا وَأَصْبَحَتْ
ذُرَى وَرِقَانٍ دُونَهَا وَحَفِيرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> هلْ هَيَّجَتْكَ مَغَانِي الحَيِّ والدُّورُ
هلْ هَيَّجَتْكَ مَغَانِي الحَيِّ والدُّورُ
رقم القصيدة : 18623
-----------------------------------
هلْ هَيَّجَتْكَ مَغَانِي الحَيِّ والدُّورُ
فاشتقتُ، إنَّ البعيدَ الدَّارِ معذورُ
وقدْ يحلُّ بها إذْ عيشنا أنقٌ
بيضٌ أوانسُ أمثالُ الدُّمى حورُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> بني هلالٍ ألا فانهوا سفيهكمُ
بني هلالٍ ألا فانهوا سفيهكمُ
رقم القصيدة : 18624
-----------------------------------
بني هلالٍ ألا فانهوا سفيهكمُ
إنَّ السَّفِيهَ إذَا لَمْ يُنهَ مَأَمُورُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عَفَا مُزْجٌ إلَى لَصَقٍ
عَفَا مُزْجٌ إلَى لَصَقٍ
رقم القصيدة : 18626
-----------------------------------
عَفَا مُزْجٌ إلَى لَصَقٍ
إلَى الهَضَبَاتِ مِنْ هَكِرِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لَقَدْ سَلاَ كُلُّ صَبٍّ أَوْ قَضَى وَطَراً
لَقَدْ سَلاَ كُلُّ صَبٍّ أَوْ قَضَى وَطَراً
رقم القصيدة : 18627
-----------------------------------
لَقَدْ سَلاَ كُلُّ صَبٍّ أَوْ قَضَى وَطَراً
وَمَا سَلَوْتُ وَمَا قَضَّيْتُ أَوْطَارِي
أظهرتُ ذاكَ زماناً، ثمَّ بحتُ بهِ
فَزَادَنِي سَقَماً بَوْحِي وَإِضْمَارِي
أخفيتُ في العرفِ هذا النكرَ ذلكمُ
فَصَرَّحَ الوَجْدُ عَنْ عُرْفِي وَإِنْكَارِي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أهوى أميَّة َ إنْ شطَّتْ وإنْ قربتْ
أهوى أميَّة َ إنْ شطَّتْ وإنْ قربتْ
رقم القصيدة : 18628
-----------------------------------
أهوى أميَّة َ إنْ شطَّتْ وإنْ قربتْ
يوماً وأهدي لها نصحي وأشعاري
ولوْ وردتُ عليها الفيضَ ما حفلتْ
ولا شفتْ عطشي منْ مائهِ الجاري
لاَ تَأْوِيَنَّ لِحَزْمِيٍّ رَأَيْتَ بِهِ
ضرٍّا، ولوْ طرحَ الحزميُّ في النَّارِ(17/58)
النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ
والمقحمينَ على عثمانَ في الدَّارِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> عوَّدتُ قومي إذا الصَّيفُ نبهني
عوَّدتُ قومي إذا الصَّيفُ نبهني
رقم القصيدة : 18629
-----------------------------------
عوَّدتُ قومي إذا الصَّيفُ نبهني
عقرَ العشارِ على عسري وإيساري
إنِّي إذَا خَفِيَتْ نَارٌ لِمُرْمِلَة ٍ
ألفى بأرفعِ تلٍّ رافعاً ناري
ذَاكَ وَإِنِّي عَلَى جَارِي لَذُو حَدَبٍ
أحْنُو عَلَيْهِ بِمَا يُحْنَى عَلَى الجَارِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الرحمة فوق القانون
الرحمة فوق القانون
رقم القصيدة : 1863
-----------------------------------
ذات يوم
رقص الشعب و غنى
و أ حتسي بهجته حتى الثمالة
إذ رأى أول حالة
تنعم البلدة فيها بالعدالة
زعموا أن فتى سب نعاله
فأحالوه إلى القاضي
ولم يعدم. . . !!
بدعوى شتم أصحاب أ لجلا لة !
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَمِنْ عِرْفَانِ آيَاتٍ وَدُورِ
أَمِنْ عِرْفَانِ آيَاتٍ وَدُورِ
رقم القصيدة : 18630
-----------------------------------
أَمِنْ عِرْفَانِ آيَاتٍ وَدُورِ
تلوحُ بذي المسهَّرِ كالسُّطورِ
طربتَ فكيفَ تطربُ أمْ تصابى
ورأسكَ قدْ توشَّعَ بالقتيرِ
لغانية ٍ تحلُّ هضابَ خاخٍ
فَأَسْقُفَ فَالدَّوَافِعَ مِنْ حَضيرِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يَرُدُّ أنَابِيبَ الحَنِينِ جِرَانُها
يَرُدُّ أنَابِيبَ الحَنِينِ جِرَانُها
رقم القصيدة : 18631
-----------------------------------
يَرُدُّ أنَابِيبَ الحَنِينِ جِرَانُها
كَمَا ارْتَجَّ رِجسٌ فِي زَنَابِقِ زَمْجَرِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> بِهِ خَالِدَاتٌ مَا يَرُمْنَ وهَامِدٌ
بِهِ خَالِدَاتٌ مَا يَرُمْنَ وهَامِدٌ
رقم القصيدة : 18632
-----------------------------------
بِهِ خَالِدَاتٌ مَا يَرُمْنَ وهَامِدٌ
وأشعثُ أرستهُ الوليدة ٌ بالفهرِ(17/59)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَهَاجَ لَكَ الصَّبَابَة َ أَنْ تَغَنَّتْ
أَهَاجَ لَكَ الصَّبَابَة َ أَنْ تَغَنَّتْ
رقم القصيدة : 18633
-----------------------------------
أَهَاجَ لَكَ الصَّبَابَة َ أَنْ تَغَنَّتْ
مُطَوَّقَة ٌ عَلَى فَنَنٍ بكُورِ
تفجَّعُ فوقَ غصنٍ منْ أراكٍ
وَتَحْتَ لُبَانِهَا فَنَنٌ نضيرُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَلَمَّتْ بِعَثْرٍ مِنْ قُبَاءَ تَزُورُنَا
أَلَمَّتْ بِعَثْرٍ مِنْ قُبَاءَ تَزُورُنَا
رقم القصيدة : 18634
-----------------------------------
أَلَمَّتْ بِعَثْرٍ مِنْ قُبَاءَ تَزُورُنَا
وأنَّى قباءٌ للمزاورِ منْ عشرِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا ليتما أمُّنا شالتْ نعامتها
يا ليتما أمُّنا شالتْ نعامتها
رقم القصيدة : 18635
-----------------------------------
يا ليتما أمُّنا شالتْ نعامتها
أَيْمَا إِلى جنَّة ٍ أَيْمَا إلى نَارِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إنْ تريني عنْ تبعِ الغيِّ
إنْ تريني عنْ تبعِ الغيِّ
رقم القصيدة : 18636
-----------------------------------
إنْ تريني عنْ تبعِ الغيِّ
ولاحتْ شيباً مفارقُ رأسي
فَبِمَا قَدْ سَمَوْتُ مُسْتَبْطِنَ السَّيْـ
ـفِ هدوءاً في مشرفٍ ذي أواسِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَجَلَتْهَا لَنَا لُبَابَهُ لَمَّا
فَجَلَتْهَا لَنَا لُبَابَهُ لَمَّا
رقم القصيدة : 18637
-----------------------------------
فَجَلَتْهَا لَنَا لُبَابَهُ لَمَّا
وقذَ النَّومُ سائرَ الحرَّاسِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سَأَطْلُبُ بِالشَّامِ الوَلِيدَ فَإنَّهُ
سَأَطْلُبُ بِالشَّامِ الوَلِيدَ فَإنَّهُ
رقم القصيدة : 18638
-----------------------------------
سَأَطْلُبُ بِالشَّامِ الوَلِيدَ فَإنَّهُ
هوَ البحرُ ذو التَّيَّارِ لا يتغضغضُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا دينَ قلبكَ منها لستَ ذاكرها
يا دينَ قلبكَ منها لستَ ذاكرها
رقم القصيدة : 18639(17/60)
-----------------------------------
يا دينَ قلبكَ منها لستَ ذاكرها
إلاَّ تَرَقْرَقَ مَاءُ العَيْنِ أَوْ دَمَعَا
يا سلمُ ليتَ لساناً تنطقينَ بهِ،
قَبْلَ الَّذي نَالَنِي مِنْ حُبِّكُمْ، قُطِعَا
يلومني فيكِ أقوامٌ أجالسهمْ
فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَمْ وَقَعَا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني
حتَّى إذا قلتُ هذا صادقٌ نزعا
لا أستطيعُ نزوعاً عن محبتها
أو يصنعَ الحبُّ بي فوقَ الَّذي صنعا
كَمْ مِنْ دَنِيٍّ لَهَا قَدْ صِرْتُ أَتْبَعُهُ
ولوْ سلا القلبُ عنها صارَ لي تبعا
وَزَادَنِي كَلَفاً فِي الحُبِّ أَنْ مُنِعَتْ
وحبُّ شيءٍ إلى الإنسانِ منعا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الموجز
الموجز
رقم القصيدة : 1864
-----------------------------------
ليس الناس في أمان
ليس للناس أمان
نصفهم يعمل شرطيا لدى الحاكم
... و النصف مدان
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَلَهَا بِالمَاطِرُونَ إذَا
وَلَهَا بِالمَاطِرُونَ إذَا
رقم القصيدة : 18640
-----------------------------------
وَلَهَا بِالمَاطِرُونَ إذَا
أكلَ النَّملُ الَّذي جمعا
خرفة ٌ حتَّى إذا ربعتْ
سكنتْ منْ جلِّقٍ بيعا
فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرَة ٍ
حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وجمعتَ منْ أشياءَ شتَّى خبيثة ٍ
وجمعتَ منْ أشياءَ شتَّى خبيثة ٍ
رقم القصيدة : 18641
-----------------------------------
وجمعتَ منْ أشياءَ شتَّى خبيثة ٍ
فسمِّيتَ، لمَّا جئتَ منها، مجمعا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَوْ عَرَّفُوا بِصَنِيعٍ عِنْدَ مَكْرُمَة ٍ
أَوْ عَرَّفُوا بِصَنِيعٍ عِنْدَ مَكْرُمَة ٍ
رقم القصيدة : 18642
-----------------------------------
أَوْ عَرَّفُوا بِصَنِيعٍ عِنْدَ مَكْرُمَة ٍ
مَضَى وَلَمْ يَثْنِهِ مَا رَا وَمَا سَمِعَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ(17/61)
رقم القصيدة : 18643
-----------------------------------
أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
وَعَيْنِي لِبَيْنٍ مِنْ ذَوِي الوُدِّ تَدْمَعُ
أَبِالجَدِّ أَنِّي مُبْتَلى ً كُلَّ سَاعَة ٍ
بِهَمٍّ لَهُ لَوْعَاتُ حُزْنٍ تَطَلَّعُ
إذا ذهبتْ عنِّي غواشٍ لعبرة ٍ
أظلُّ الأخرى بعدها أتوقَّعُ
فلا النَّفسُ منْ تهمامها مستريحة ٌ
ولا بالَّذي يأتي منَ الدَّهرِ تقنعُ
وَلاَ أَنَا بِالَّلائِي نَسَبْتُ مُرَزَّؤٌ
ولا بذوي خلصِ الصَّفا متمِّعُ
وَأُولِعَ بِي صَرْفُ الزَّمَانِ وَعَطْفُهُ
لتقطيعِ وصلِ خلَّة ٍ حينَ تقطعُ
وَهَاجَ لِيَ الشَّوْقَ القَدِيمَ حَمَامَة ٌ
عَلَى الأَيْكِ بَيْنَ القَرْيَتَينِ تَفَجَّعُ
مُطَوَّقَة ٌ تَدْعُو هَدِيلاً، وَتَحْتَهَا
لهُ فننٌ ذو نضرة ٍ يتزعزعُ
وَمَا شَجْوُهَا كَالشَّجْوِ مِنِّي وَلا الَّذِي
إذا جزعتْ مثلَ الَّذي منهُ أجزعُ
فقلتُ لها لوْ كنتِ صادقة َ الهوى
صنعتِ كما أصبحتُ للشَّوقِ أصنعُ
ولكنْ كتمتِ الوجدَ إلاَّ ترنُّماً
أَطَاعَ لَهُ مِنِّي فُؤَادٌ مُرَوَّعُ
وما يستوي باكٍ لشجوٍ وطائرٌ
سِوَى أَنَّهُ يَدْعُو بِصَوْتٍ وَتَسْجَعُ
فَلاَ أَنَا مِمَّا قَدْ بَدَا مِنْكِ فَکعْلَمِي
أصبُّ، بعيداً منكِ، قلباً وأوجعُ
ولوْ أنَّ ما أعنى بهِ كانَ في الَّذي
يُؤَمَّلُ مِنْ مَعْرُوفِهِ اليَوْمَ مَطْمَعُ
ولكنَّني وكِّلتُ منْ كلِّ باخلٍ
عليَّ بما أعنى بهِ وأمنعُ
وفي البخلِ عارٌ فاضحٌ ونقيصة ٌ
عَلَى أَهْلِهِ، وَالجُودُ أبْقَى وَأَوْسَعُ
أَجِدَّكَ لاَ تنْسَى سُعَادَ وَذِكْرَهَا
فيرقأُ دمعُ العينِ منكَ فتهجعُ
طربتَ فما يفكُّ يحزنكُ الهوى
مُوَدِّعُ بَيْنٍ رَاحِلٌ، ومُوَدَّعُ
أَبَى قَلْبُهَا إِلاَّ بِعَاداً وَقَسْوَة ً
ومالَ إليها ودُّ قلبكَ أجمعُ
فلا هيَ بالمعوفِ منكَ سخيَّة ٌ
فتبرمُ حبلَ الوصلِ أوْ تتبرعُ
أَفِقْ أَيُّهَا المَرْءُ الَّذي بِهُمُومِهِ(17/62)
إلَى الظَّاعِنِ النَّائِي المَحَلَّة ِ يَنْزِعُ
فَمَا كُلُّ مَا أَمَّلْتَهُ أَنْتَ مُدْرِكٌ
وَلاَ كُلُّ مَا حَاذَرْتَهُ عَنْكَ يُدْفَعُ
ولا كلُّ ذي حرصٍ يزادُ بحرصهِ
ولا كلُّ راجٍ نفعهُ المرءُ ينفعُ
وَكَمْ سَائِلٍ أُمْنيَّة ً لَوْ يَنَالُهَا
لَظَلَّ بِسُوءِ القَوْل في القَوْمِ يَقْنَعُ
وَذِي صَمَمٍ عِنْدَ العِتَابِ، وَسَمْعُهُ
لِمَا شَاءَ مِنْ أَمْرِ السَّفَاهة ِ يَسْمَعُ
وَمِنْ نَاطِقٍ يُبْدِي التّكَلُّمُ عِيَّهُ
وَقَدْ كَانَ فِي الإِنْصَاتِ عَنْ ذَاكَ مَرْبَعُ
ومنْ ساكتٍ حلماً على غيرِ ريبة ٍ
وَلاَ سَوْأَة ٍ مِنْ خَزْيَة ٍ يَتَقَنَّعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَقُولُ بِعَمّانٍ وَهَلْ طَرَبِي بِهِ
أَقُولُ بِعَمّانٍ وَهَلْ طَرَبِي بِهِ
رقم القصيدة : 18644
-----------------------------------
أَقُولُ بِعَمّانٍ وَهَلْ طَرَبِي بِهِ
إلى أهلِ سلعٍ إنْ تشوَّفتُ نافعُ
أَصَاحِ، أَلَمْ تَحْزُنْكَ رِيحٌ مَرِيضَة ٌ
وبرقٌ تلالا بالعقيقينِ لامعُ
فَإنَّ الغَرِيبَ الدَّارِ مِمَّا يَشُوقُهُ
نَسِيمُ الرِّيَاحِ وَالبُرُوقُ اللَّوَامِعُ
وَمِنْ دُونِ مَا أَسْمُو بِطَرْفِي لأَرْضِهِمْ
مفاوزُ، مغبرٌّ منَ التِّيهِ واسعُ
نَظَرْتُ عَلَى فَوْتٍ، وَأَوْفَى عَشِيَّة ً
بِنا مَنْظَرٌ مِنْ حِصْنِ عَمَّان يَافِعُ
وَلِلْعَيْنِ أسْرَابٌ تَفِيضُ كَأَنَّمَا
تُعَلُّ بِكُحْلِ الصَّابِ مِنْهَا المَدَمِعُ
لأبصرَ أحياءً بخاخٍ، تضمنتْ
مَنَازِلَهُمْ مِنْهَا التِّلاعُ الدَّوَافِعُ
فأبدتْ كثيراً نظرتي منْ صبابتي
وأكثرُ منها ما تجنّ الأضالعُ
وكيفَ اشتياقُ المرءِ يبكي صبابة ً
إلى منْ نأى عنْ دارهِ وهوَ طائعُ
لَعَمْرُ کبْنَة ِ الزَّيْدِيِّ إنَّ ادِّكَارَها
على كلِّ حالٍ للفؤادِ لرائعُ
وإنّي لذكراها، على كلِّ حالة ٍ،
مِنَ الغَوْرِ أَوْ جَلْسِ البِلاَدِ، لَنَازِعُ
لقدْ كنتُ أبكي، والنَّوى مطمئنَّة ٌ(17/63)
بنا وبكمْ، منْ علمِ ما البينُ صانعُ
وَقَدْ ثَبَتَتْ فِي الصَّدْرِ مِنْهَا مَوَدَّة ٌ
كما ثبتتْ في الرَّاحتينِ الأصابعُ
أَهُمُّ لأَنْسَى ذِكْرَهَا فَيَشُوقُنِي
رِفَاقٌ إِلى أِهْلِ الحِجَازِ نَوَازِعُ
وَإِنَّا عَدَانَا عَنْ بِلادٍ نُحِبُّهَا
إِمَامٌ دَعَانَا نَفْعُهُ المُتَتَابِعُ
أَغَرُّ لِمَرْوَانٍ وَلَيْلَى كَأَنَّهُ
حُسَامُ جَلَتْ عَنْهُ الصَّيَاقِلُ قَاطِعُ
هُوَ الفَرْعُ مِنْ عَبْدَيْ مَنَافٍ كِلَيْهِمَا
إِلَيْهِ انْتَهَتْ أَحْسَابُها وَالدَّسَائِعُ
وَكُلُّ غَنِيٍّ قَانِعٌ بِفَعَالِهِ
وُكُلُّ عَزِيزٍ عِنْدَهُ مُتَوَاضِعُ
هُوَ المَوْتُ أَحْياناً يَكُونُ، وَإِنَّهُ
لَغَيْثُ حَياً يَحْيَى بِهِ النَّاسُ وَاسِعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَإِنِّي لأَسْتَحْيِيكُمُ أَنْ يَقُودَنِي
وَإِنِّي لأَسْتَحْيِيكُمُ أَنْ يَقُودَنِي
رقم القصيدة : 18645
-----------------------------------
وَإِنِّي لأَسْتَحْيِيكُمُ أَنْ يَقُودَنِي
إِلى غَيْرِكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ مَطْمَعُ
وَأَنْ أجْتَدِي لِلنَّفْعِ غَيْرَكَ مِنْهُمُ
وأنتَ إمامٌ للبريّة ِ مقنعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ما ضرَّ جيراننا إذِ انتجعوا
ما ضرَّ جيراننا إذِ انتجعوا
رقم القصيدة : 18646
-----------------------------------
ما ضرَّ جيراننا إذِ انتجعوا
لَوْ أَنَّهُمْ قَبْلَ بَيْنِهِمْ رَبَعُوا
أحموا على عاشقٍ زيارتهُ
فَهْوَ بِهِجْرَانِ بَيْنِهِمْ فَظِعُ
وَهْوَ كَأَنَّ الهُيَامَ خَالَطَهُ
وَمَا بِهِ غَيْرُ حُبِّهَا رَدَعُ
كأنّ لبنى صبيرُ غادية ٍ
أَوْ دُمْيَة ٌ زُيِّنَتْ بِهَا البِيَعُ
اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ قَيِّمِهَا
يفرُّ عنِّي بها وأتَّبعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَهَاجَكَ أمْ لاَ بِالمَدَاخِنِ مَرْبَعُ
أَهَاجَكَ أمْ لاَ بِالمَدَاخِنِ مَرْبَعُ
رقم القصيدة : 18647
-----------------------------------(17/64)
أَهَاجَكَ أمْ لاَ بِالمَدَاخِنِ مَرْبَعُ
وَدَارٌ بِأَجْزَاعِ الغَدِيرَينِ بَلْقَعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> بَتَّ الخَلِيطُ قُوَى الحَبْلِ الَّذِي قَطَعُوا
بَتَّ الخَلِيطُ قُوَى الحَبْلِ الَّذِي قَطَعُوا
رقم القصيدة : 18648
-----------------------------------
بَتَّ الخَلِيطُ قُوَى الحَبْلِ الَّذِي قَطَعُوا
إذْ ودَّعوكَ قولَّوا ثمَّ ما رجعوا
وَآذَنُوكَ بِبَيْنٍ مِنْ وِصَالِهِمُ
فَما سَلَوْتَ وَلاَ يُسْلِيكَ مَا صَنعُوا
يَا کبْنَ الطَّوِيلِ وَكَمْ آثَرتَ مِنْ حَسَنٍ
فينا، وأنتَ بما حمِّلت مضطلعُ
نَحْظَى وَنَبْقَى بِخَيْرٍ مَا بَقَيْتَ لَنَا
فإنْ هلكتَ فما في ملجإٍ طمعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إِمَّا تُصِبْنِي المَنَايَا وَهْيَ لاَحِقَة ٌ
إِمَّا تُصِبْنِي المَنَايَا وَهْيَ لاَحِقَة ٌ
رقم القصيدة : 18649
-----------------------------------
إِمَّا تُصِبْنِي المَنَايَا وَهْيَ لاَحِقَة ٌ
وكلَّ جنبٍ لهُ، قدْ حمَّ مضطجعُ
فَقَدْ جَزَيْتُ بَنِي حَزْمٍ بِظُلْمِهِمُ
وقدْ جزيتُ زريقاً بالَّذي صنعوا
قومٌ أبى طبعَ الأخلاقِ أولهمْ
فَهُمْ عَلى ذَاكَ مِنْ أَخْلاَقِهِمْ طُبِعُوا
وإنْ أناسٌ ونوا عنْ كلِّ مكرمة ٍ
وَضَاقَ بَاعُهُمُ عَنْ وُسْعِهَا، وِسِعُوا
إنِّي رأيتُ غداة َ السُّوقِ محضرهمْ
إذْ نحنُ ننظرُ ما يتلى ونستمعُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> توبة
توبة
رقم القصيدة : 1865
-----------------------------------
صاحبي كان يصلي
دون ترخيص
و يتلو بعض آيات الكتاب
كان طفلا
و لذا لم يتعرض للعقاب
فلقد عزره القاضي
.... و تاب.
العصر الإسلامي >> الأحوص >> كَأَنَّ مَنْ لاَمَنِي لأَصْرِمَهَا
كَأَنَّ مَنْ لاَمَنِي لأَصْرِمَهَا
رقم القصيدة : 18650
-----------------------------------
كَأَنَّ مَنْ لاَمَنِي لأَصْرِمَهَا
كانوا علينا بلومهمْ شفعوا(17/65)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ياليتَ شعري عمنْ كلفتُ بهِ
ياليتَ شعري عمنْ كلفتُ بهِ
رقم القصيدة : 18651
-----------------------------------
ياليتَ شعري عمنْ كلفتُ بهِ
منْ خثعمٍ إذْ نأيتُ ما صنعوا
قَوْمٌ يَحُلُّونَ بِالسَّدِيرِ وَبِالـ
ـحِيرَة ِ مِنْهُمْ مَرْأَى وَمُسْتَمَعُ
أنْ شطَّتِ الدَّارُ عنْ ديارهمُ
أَأَمْسَكُوا بِالوِصَالِ أَمْ قَطَعُوا
بَلْ هُمْ عَلَى خَيْرِ مَا عَهِدْتُ وَمَا
ذَلِكَ إلاَّ التّأْمِيلُ وَالطَّمَعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وما زالَ ينوي الغدرَ والنكثَ راكباً
وما زالَ ينوي الغدرَ والنكثَ راكباً
رقم القصيدة : 18652
-----------------------------------
وما زالَ ينوي الغدرَ والنكثَ راكباً
لعمياءَ حتَّى استكَّ منهُ المسامعُ
وَحَتَّى أُبِيدَ الجَمْعُ مِنْهُ فأَصْبَحُوا
كَبَعْضِ الأُلَى كَانَتْ تُصِيبُ القَوارِعُ
فأضحوا بنهريْ بابلٍ ورؤوسهمْ
تخبُّ بها فيما هناكَ الخوامعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> هلَ أنتَ أميرَ المؤمنينَ، فإنَّني
هلَ أنتَ أميرَ المؤمنينَ، فإنَّني
رقم القصيدة : 18653
-----------------------------------
هلَ أنتَ أميرَ المؤمنينَ، فإنَّني
بودِّكَ منْ ودَّ العبادِ لقانعُ
مُتَمِّمُ أَجْرٍ قَدْ مَضَى وَصَنِيعَة ٍ
لكمْ عندنا أوْ ما تعدُّ الصَّنائعُ
فَكَم مِنْ عَدُوٍّ سَائِلٍ ذِيِ كُشَاحَة ٍ
وَمُنْتَظِرٍ بالغَيْبِ مَا أَنْتَ صَانِعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> تَذَكَّرْتُ أَيَّاماً مَضَيْنَ مِنَ الصِّبَا
تَذَكَّرْتُ أَيَّاماً مَضَيْنَ مِنَ الصِّبَا
رقم القصيدة : 18654
-----------------------------------
تَذَكَّرْتُ أَيَّاماً مَضَيْنَ مِنَ الصِّبَا
وهيهاتَ هيهاتاً إليكَ رجوعها
تُؤمِّلُ نُعْمَى أَنْ تَرِيعَ بِهَا النَّوَى
ألا حبَّذا نعمى وسوفَ تريعها
لعمري لراعتني نوائحُ غدوة ً
فصدَّعَ قلبي بالفراقِ جمعها
فظلتُ كأنِّي خشية َ الموتِ إذْ أنا(17/66)
أَخُو جِنَّة ٍ لاَ يَسْتَبِلُّ صَرِيعُهَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يحوسهمُ أهلُ اليقينِ فكلُّهمْ
يحوسهمُ أهلُ اليقينِ فكلُّهمْ
رقم القصيدة : 18655
-----------------------------------
يحوسهمُ أهلُ اليقينِ فكلُّهمْ
يَلُوذُ حِذَارَ المَوْتِ والمَوْتُ كَانِعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> كَفَرْتَ الَّذِي أَسْدَوا إلَيكَ وَوَسَّدُوا
كَفَرْتَ الَّذِي أَسْدَوا إلَيكَ وَوَسَّدُوا
رقم القصيدة : 18656
-----------------------------------
كَفَرْتَ الَّذِي أَسْدَوا إلَيكَ وَوَسَّدُوا
منَ الحسنِ إنعاماً، وجنبكَ ضارعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إِذَا مَا أَتَى مِنْ نَحْوِ أَرْضِكِ رَاكِبٌ
إِذَا مَا أَتَى مِنْ نَحْوِ أَرْضِكِ رَاكِبٌ
رقم القصيدة : 18657
-----------------------------------
إِذَا مَا أَتَى مِنْ نَحْوِ أَرْضِكِ رَاكِبٌ
تَعَرَّضْتُ وَاسْتَخْبَرْتُ وَالقَلْبُ مُوجَعُ
فأبدا إذا استخبرتُ عمداً بغيرها
لِيَخْفَى حَدِيثي، وَالمُخَادِعُ يَخْدَعُ
وأخفي إذا استخبرتُ أشياءَ كارهاً
وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْهَا تَطَلَّعُ
فسرُّكِ عندي في الفؤادِ مكتَّمٌ
تَضَمَّنَهُ مِنِّي ضَمِيرٌ وَأَضْلُعُ
إِلَى اللَّهِ أشْكُو لاَ إِلى النَّاسِ حَاجَتِي
وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى حَبِيبٍ يُرَوَّعُ
أَلاَ فَارْحَمِي مَنْ قَدْ ذَهَبْتِ بِعَقْلِهِ
فَأَمْسَى إِلَيْكُمْ خَاشِعاً يَتَضَرَّعُ
أيا قلبُ خبِّرني، ولستَ بصادقي
إذا لمْ تنلْ، واستأثرتْ، كيفَ تصنعُ
إِذَا قُلْتُ هَذَا حِينَ أَسْلُو ذَكَرْتُهَا
فَظَلَّتْ لَهَا نَفْسِي تَتُوقُ وتَنْزَعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لَقَدْ شَاقَكَ الحَيُّ إِذْ وَدَّعُوا
لَقَدْ شَاقَكَ الحَيُّ إِذْ وَدَّعُوا
رقم القصيدة : 18658
-----------------------------------
لَقَدْ شَاقَكَ الحَيُّ إِذْ وَدَّعُوا
فَعَيْنُكَ فِي إِثْرِهِمْ تَدْمَعُ
وَنَادَاكَ لِلْبَيْنِ غِرْبَانُهُ(17/67)
فظلتَ كأنَّكَ لا تسمعُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فإنْ تشبعي منَّي وتروي ملالة ً
فإنْ تشبعي منَّي وتروي ملالة ً
رقم القصيدة : 18659
-----------------------------------
فإنْ تشبعي منَّي وتروي ملالة ً
فَإنّي، وَرَبِّي مِنْكِ أَرْوَى وَأَشْبَعُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> يقظة
يقظة
رقم القصيدة : 1866
-----------------------------------
صباح هذا اليوم
أيقظني منبه الساعة
وقال لي : يا بن العرب
قد حان وقت النوم !
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أراني إذا عاديتُ قوماً ركنتمُ
أراني إذا عاديتُ قوماً ركنتمُ
رقم القصيدة : 18660
-----------------------------------
أراني إذا عاديتُ قوماً ركنتمُ
إِلَيْهِمْ، فَآيستم مِنَ النَّصْرِ مَطْمَعِي
فَكَمْ نَزَلَتْ بِي مِن أُمُورٍ مُهِمَّة ٍ
خذلتمْ عليها، ثمَّ لمْ أتخشعِ
فأدبرَ عنِّي كربها لمْ أبالهِ
ولمْ أدعكمْ في جهدها المتطلِّعِ
وَإِنِّي لَمُسْتَأْنٍ وَمُنْتَظِرٌ بِكُمْ
وَإِنْ لَمْ تَقُولُوا فِي المُلِمَّاتِ دَعْ دَعِ
أُؤَمِّلُ فِيكُمْ أَنْ تَرَوْا خَيْرَ رَأْيِكُمْ
وشيكاً، وكيما تنزعوا خيرَ منزعِ
وقدْ أبقتِ الحربُ العوانُ وعضُّها
على خذلكمْ منِّي فتى ً لمْ يضعضعِ
فعانيتُ ما بي إذْ رأيتُ عشيرتي
بمرأى ً معاً ممَّا كرهتُ ومسمعِ
فَأَدْرَكْتُ ثَأْرِي وَالَّذِي قَدْ فَعَلْتُمُ
قلائدُ في أعناقكمْ لمْ تقطعِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> قدْ لعمري بتُّ ليلي
قدْ لعمري بتُّ ليلي
رقم القصيدة : 18661
-----------------------------------
قدْ لعمري بتُّ ليلي
كأخي الدَّاءِ الوجيعِ
ونجيُّ الهمِّ منِّي
بَاتَ أَدْنَى مْنْ ضَجِيعِي
كُلَّمَا أَبْصَرْتُ رَبْعاً
خالياً فاضتْ دموعي
لاتلمنا إنْ خشعنا
أوْ هممنا بالخشوعِ
لِلَّذي حَلَّ بِنَا اليَوْ
مَ مِنَ الأَمْرِ الفظِيعِ
إذْ فقدنا سيِّداً كا
نَ لَنَا غَيْرَ مُضِيعِ(17/68)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَخَرَتْ وَانْتَمَتْ فَقُلْتُ: ذَرِيني
فَخَرَتْ وَانْتَمَتْ فَقُلْتُ: ذَرِيني
رقم القصيدة : 18662
-----------------------------------
فَخَرَتْ وَانْتَمَتْ فَقُلْتُ: ذَرِيني
ليسْ جهلٌ أتيتهِ ببديعِ
فأنا ابن الَّذي حمتْ لحمهُ الدَّبـ
ـرُ قتيلِ اللِّحْيَانِ يَوْمَ الرَّجِيعِ
غَسَّلَتْ خَالِيَ المَلائِكَة ُ الأَبْـ
ـرارُ ميتاً طوبى لهُ منْ صريعِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وإنْ يشأ
وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وإنْ يشأ
رقم القصيدة : 18663
-----------------------------------
وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وإنْ يشأ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> والنَّفسُ فاستيقنا ليستْ بمعولة ٍ
والنَّفسُ فاستيقنا ليستْ بمعولة ٍ
رقم القصيدة : 18664
-----------------------------------
والنَّفسُ فاستيقنا ليستْ بمعولة ٍ
شَيْئاً وَإِنْ جَلَّ، إِلاَّ رَيْثَ تَعْتَرِفُ
إِنَّ القَدِيمَ وإِنْ جَلَّتْ رَزِيئَتُهُ،
يَنْضُو، فَيُنْسَى ، وَيَبْقَى الحَادِثُ الأُنُفُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إِنِّي وَإِنْ أَصْبَحَتْ لَيْسَتْ تُلاَئِمُنِي
إِنِّي وَإِنْ أَصْبَحَتْ لَيْسَتْ تُلاَئِمُنِي
رقم القصيدة : 18665
-----------------------------------
إِنِّي وَإِنْ أَصْبَحَتْ لَيْسَتْ تُلاَئِمُنِي
أحتلُّ خاخاً، وأدنى دارها سرفُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> مَا لِجَدِيدِ المَوْتِ يَا بِشْرُ لَذَّة ٌ
مَا لِجَدِيدِ المَوْتِ يَا بِشْرُ لَذَّة ٌ
رقم القصيدة : 18666
-----------------------------------
مَا لِجَدِيدِ المَوْتِ يَا بِشْرُ لَذَّة ٌ
زكلُّ جديدٍ تستلذُّ طرائفهْ
فَلاَ ضَيْرَ، إِنَّ اللَّهَ يَا بِشْرُ سَاقَنِي
إلى بلدٍ، جاورتُ، فيهِ خلائفهْ
فلستُ، وإنْ عيشٌ تولَّى بجازعٍ
وَلاَ أَنَا مِمَّا حَمَّمَ المَوْتُ خَائِفُهْ(17/69)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ذهبَ الَّذينَ أحبُّهمْ فرطاً
ذهبَ الَّذينَ أحبُّهمْ فرطاً
رقم القصيدة : 18667
-----------------------------------
ذهبَ الَّذينَ أحبُّهمْ فرطاً
وَبَقَيْتُ كَالمَقْمُورِ فِي خَلَفِ
منْ كلِّ مطويٍّ على حنقٍ
متضجِّعٍ يكفى ولا يكفي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> منْ عاشقينِ تراسلاَ وتواعدا
منْ عاشقينِ تراسلاَ وتواعدا
رقم القصيدة : 18668
-----------------------------------
منْ عاشقينِ تراسلاَ وتواعدا
بلقاً، إذا نجمُ الثُّريا حلَّقا
بعثا أمامهما مخافة َ رقبة ٍ
رصداً، فمزَّقَ عنهما ما مزَّقا
بَاتَا بِأَنْعَمِ لَيْلَة ٍ وَأَلَذِّهَا
حَتَّى إِذَا وَضَحَ الصَّبَاحُ تَفَرَّقَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سَرَى ذَا الهَمُّ بَلْ طَرَقَا
سَرَى ذَا الهَمُّ بَلْ طَرَقَا
رقم القصيدة : 18669
-----------------------------------
سَرَى ذَا الهَمُّ بَلْ طَرَقَا
فَبِتُّ مُسَهَّداً قَلِقَا
كَذَاكَ الحُبُّ مِمَّا يُحْـ
ـدثُ التَّسهيدِوالأرقا
قطوفُ المشيِ إذْ تمشي
ترى في مشيها خرقا
وَتُثْقِلُهَا عَجِيزَتُها
إِذا وَلَّتْ لِتَنْطَلِقَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ياليتني كنت معي
ياليتني كنت معي
رقم القصيدة : 1867
-----------------------------------
أصابعي تفر من أصابعي
و أدمعي حجارة تسد مجرى أدمعي
و خلف سور أضلعي
مجمرة تفور بالضرام
تحمل في ثانية كلام ألف عام
لكنني بيني و بيني تائه
فها أنا من فوق قبري واقف
و ها أنا في جوفه أنام
وأحرفي مصلوبة بين فمي و مسمعي
ما أصعب الكلام
ما أصعب الكلام
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام
يا ليتني مثلي أنا أقوي على القيام
حيران بين موقفي و مضجعي
يا ليتني ... كنت معي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> دَعِ القَوْمَ مَا حَلُّوا بِبَطْنِ قُرَاضِمٍ
دَعِ القَوْمَ مَا حَلُّوا بِبَطْنِ قُرَاضِمٍ
رقم القصيدة : 18670
-----------------------------------(17/70)
دَعِ القَوْمَ مَا حَلُّوا بِبَطْنِ قُرَاضِمٍ
وَحَيْثُ تَقَشَّى بَيْضُهُ المُتَفَلِّقُ
فَإِنّكَ لَوْ قَارَبْتَ، أَوْ قُلْتَ شُبْهَة ً
لذي الحقِّ فيها والمخاصمِ معلقُ
عذرناكَ، أوْ قلنا صدقتَ، وإنَّما
يصدَّقُ بالأقوالِ منْ كانَ يصدقُ
ستأبى بنو عمروٍ عليكَ، وينتمي
لهمْ حسبٌ في جذمِ غسانَ معرقُ
فَإِنَّكَ لاَ عَمْراً أَبَاكَ حَفِظْتَهُ
وَلاَ النَّضْرَ إِنْ ضَيَّعْتَ شَيْخَكَ تَلْحَقُ
ولمْ تدركِ القومَ الَّذينَ طلبتهمْ
فَكُنْتَ كَمَا كَانَ السِّقَاءُ المُعَلَّقُ
بجذمة ِ ساقٍ ليسَ منهُ لحاؤها
ولمْ يكُ عنها قلبهُ يتعلقُ
فأصبحتَ كالمهريقِ فضلة َ مائهِ
لِبَادِي سَرَابٍ بِالمَلاَ يَتَرَقْرَقُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لا بائحٌ بالَّذي كتمتُ ولا
لا بائحٌ بالَّذي كتمتُ ولا
رقم القصيدة : 18671
-----------------------------------
لا بائحٌ بالَّذي كتمتُ ولا
ذو مللٍ إنْ نأيتهُ مذقُ
يَقْطَعُ لِلأَحْدَثِ القَديِمِ فَلاَ
تَبْقَى لَهُ خُلَّة ٌ وَلاَ خُلُقُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> شَأَتْكَ المَنَازِلُ بِالأَبْرَقِ
شَأَتْكَ المَنَازِلُ بِالأَبْرَقِ
رقم القصيدة : 18672
-----------------------------------
شَأَتْكَ المَنَازِلُ بِالأَبْرَقِ
دوارسَ كاعينِ في المهرقِ
لآِلِ جَمِيلَة َ قَدْ أَخْلَقَتْ
ومهما يطلْ عهدهُ يخلقِ
فإنْ يقلِ النَّاسُ لي عاشقٌ
فَأَيْنَ الَّذي هُوَ لَمْ يَعْشَقِ
ولمْ يبكِ نؤياً على عبرة ٍ
بِدَاءِ الصَّبَابَة ِ وَالمَعْلَقِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألا يا عبلَ قدْ طالَ اشتياقي
ألا يا عبلَ قدْ طالَ اشتياقي
رقم القصيدة : 18673
-----------------------------------
ألا يا عبلَ قدْ طالَ اشتياقي
إِلَيْكِ، وَشَفَّنِي خَوْفُ الفِرَاقِ
وبتُّ مخامراً أشكو بلائي
لما قدْ غالني ولما ألاقي
كأنَّي منْ هواكَ أخو فراشٍ
تجلجلُ نفسهُ بينَ التَّراقي
حَلَفْتُ لَكِ الغَدَاة َ فَصَدِّقِينِي(17/71)
بربِّ البيتِ والسَّبعِ الطِّباقِ
لأَنْتِ إِلى الفُؤَادِ أَشَدُّ حُباًّ
منَ الصَّادي إلى الكأسِ الدِّهاقِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فما بيضة ٌ باتَ الظَّليمُ يخفّثها
فما بيضة ٌ باتَ الظَّليمُ يخفّثها
رقم القصيدة : 18674
-----------------------------------
فما بيضة ٌ باتَ الظَّليمُ يخفّثها
وَيَجْعَلُهَا بَيْنَ الجَنَاحِ وَحَوْصَلَهْ
بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَالَتْ تَدَلُّلاً
تَبَدَّلْ خَلِيلِي، إِنَّني مُتَبَدِّلَهْ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إنَّ الحسامَ وإنْ رثَّتْ مضاربهُ
إنَّ الحسامَ وإنْ رثَّتْ مضاربهُ
رقم القصيدة : 18675
-----------------------------------
إنَّ الحسامَ وإنْ رثَّتْ مضاربهُ
إذا ضربتَ بهِ مكروهة ً فضلاً
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فبانَ منِّي شبابي بعدَ لذَّتهِ
فبانَ منِّي شبابي بعدَ لذَّتهِ
رقم القصيدة : 18676
-----------------------------------
فبانَ منِّي شبابي بعدَ لذَّتهِ
كَأَنَّمَا كَانَ ضيفاً نازِلاً رَحَلاَ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> بدَّلَ الدَّهرُ منْ ضبيعة َ عكًّا
بدَّلَ الدَّهرُ منْ ضبيعة َ عكًّا
رقم القصيدة : 18677
-----------------------------------
بدَّلَ الدَّهرُ منْ ضبيعة َ عكًّا
جيرة ً وهوَ يعقبُ الأبدالا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يَا بَيْتَ عَاتِكَة َ الَّذِي أَتَعزَّلُ
يَا بَيْتَ عَاتِكَة َ الَّذِي أَتَعزَّلُ
رقم القصيدة : 18678
-----------------------------------
يَا بَيْتَ عَاتِكَة َ الَّذِي أَتَعزَّلُ
حَذَرَ العِدَى ، وَبِهِ الفُؤَاد مُوَكَّلُ
أَصْبَحْتُ أَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإِنَّنِي
قَسَماً إِلَيْكَ، مَعَ الصُّدُودِ لأَمْيَلُ
ولقدْ نزلتَ منَ الفؤادِ بمنزلٍ
مَا كَانَ غَيْرُك وَالأَمانَة ِ يَنْزِلُ
ولقدْ شكوتُ إليكَ بعضَ صبابتي
ولِمَا كَتَمْتُ مِنْ الصَّبَابَة ِ أَطْوَلُ
فصددتُ عنكَ، وما صددتُ لبغضة ٍ(17/72)
أَخْشَى مَقَالة َ كاشِحٍ لاَ يَعْقِلُ
هَلْ عَيْشُنَا بِكَ فِي زَمَانِكَ رَاجِعٌ
فلقدْ تقاعسَ بعدكَ المعتلِّلُ
إِنِّي إِذَا قُلْتُ اسْتَقَامَ يَحُطُّهُ
خلفٌ، كما نظرَ الخلافَ الأقبلُ
لوْ بالَّذي عالجتُ لينَ فؤادهِ
فأبى يلينُ بهِ للانَ الجندلُ
وتحنُّبي بيتَ الحبيبِ أودُّهُ
أُرْضِي البَغِيضَ بِهِ حَدِيثٌ مُعْضِلُ
وَلَئِنْ صَدَدْتُ لأَنْتَ، لَوْلاَ رِقْبَتِي
أهوى منْ اللاَّئي أزورُ وأدخلُ
إِنَّ الشَّبَابَ وعَيْشَنَا اللَّذَّ الَّذِي
كنَّا بهِ زمناً نسرُّ ونجدلُ
ذَهَبَتْ بَشَاشَتُهُ وَأَصْبَحَ ذِكْرُهُ
حزناً يعلُّ بهِ الفؤادُ وينهلُ
إِلاَّ تَذَكُّرَ مَا مَضَى وَصَبَابَة ً
مُنِيَتْ لِقَلْبِ مُتَمَّمٍ لاَ يَذْهَلُ
أَوْدَى الشَّبَابُ وَأَخْلَقَتْ لَذَّاتُهُ
وَأَنَا الحَزِينُ عَلَى الشَّبَابِ المُعْوِلُ
يبكى لما قلبَ الزَّمانُ جديدهُ
خَلَقاً، وَلَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ مُعَوَّلُ
وَالرَّأْسُ شَامِلُهُ البَيَاضُ كَأَنَّهُ
بعدَ الشَّوادِ بهِ الثَّغامُ المحولُ
وَسَفِيهَة ٍ هَبَّتْ عَلَيَّ بِسُحْرة ٍ
جهلاً تلومُ على الثَّواءِ وتعذلُ
فَأَجَبْتُهَا أَنْ قُلْتُ: لَسْتِ مُطَاعَة ً،
فَذَرِي تَنَصُّحَكِ الَّذِي لاَ يُقْبَلُ
إنِّي كفاني أنْ أعالجَ رحلة ً
عُمَرٌ وَنَبْوَة َ مَنْ يَضَنُّ وَيَبْخَلُ
بِنَوَالِ ذِي فَجْرٍ تَكُونُ سِجَالُهُ
عمماً، إذا نزلَ الزَّمانُ الممحلُ
مَاضٍ عَلَى حَدَثِ الأُمُورِ كَأَنَّهُ
ذو رونقٍ عضبٌ جلاهُ الصَّقيلُ
تبدي الرّجالُ، إذا بدا إعظامهُ
حذرَ البعاثِ هوى لهنَّ الأجدلُ
فَيَرَوْنَ أَنَّ لَهُ عَلَيْهِمْ سَوْرَة ً
وفضيلة ً سبقتْ لهُ لا تجهلُ
متحمِّلٌ ثقلَ الأمورِ، حوى له
سَبْقَ المَكَارِمِ سَابِقٌ مُتَمَهِّلُ
وَلَهُ إِذَا نُسِبَتْ قُرَيْشٌ مِنْهُمُ
مجدُ الأرومة ِ والفعالُ الأفضلُ
وَلَهُ بِمَكَّة َ، إِذْ أُمَيَّة ُ أَهْلُهَا،
إِرْثٌ إِذَا عُدَّ القَدِيمُ، مُؤَثَّلُ(17/73)
أغنيتْ قرابتهُ وكانَ لزومهُ
أَمْراً أَبَانَ رَشَادَهُ مَنْ يَعْقِلُ
وسموتُ عنْ أخلاقهمْ فتركتهم
لنداكَ، إنَّ الحازمَ المتحوِّلُ
ولقدْ بدأتُ أريدُ ودَّ معاشرٍ
وَعَدُوا مَوَاعِدَ أُخْلِفَتْ إِذْ حُصِّلُوا
حَتَّى إِذَا رَجَعَ اليَقِينُ مَطَامِعِي
يَأْساً، وَأَخْلَفَنِي الَّذِينَ أُؤَمِّلُ
زايلتُ ما صنعوا إليكَ برحلة ٍ
عجلى ، وعندكَ عنهمُ متحوَّلُ
وَوَعَدْتَنِي فِي حَاجَتِي فَصَدَقْتَنِي
ووفيتَ إذْ كذبوا الحديثَ وبدَّلوا
وشكوتُ غرماً فادحاً فحملتهُ
أخرى يربُّ بها نداكَ الأولُ
فلأشكرنّ لكَ الَّذي أوليتني
شُكْراً تَحُلُّ بِهِ المَطِيُّ وَتَرْحَلُ
مِدَحاً تَكُونُ لَكُمْ غَرَائِبُ شِعْرِهَا
مبذولة ً، ولغيركمْ لا تبذلُ
فإذا تنخَّلتُ القريضَ فإنَّهُ
لكمُ يكونُ خيارُ ما أتنخَّلُ
أثني عليكمْ ما بقيتُ فإنْ أمتْ
تَخْلُدْ غَرَائِبُهَا لَكُمْ تَتَمَثَّلُ
ولعمرُ منْ حجَّ الحجيجُ لبيتهِ
تهوي بهمْ قلصُ المطيَّ الذُّملُ
إِنَّ کمْرَأً قَدْ نَالَ مِنْكَ قَرَابَة ً
يَبْغِي مَنَافِعَ غَيْرِهَا لَمُضَلَّلُ
تعفو إذا جهلوا بحلمكَ عنهمُ
وتنيلُ إنْ طلبوا النَّوالَ فتجزلُ
وتكونُ معقلهمْ إذا لمْ ينجهمْ
مِنْ شَرِّ مَا يَخْشَوْنَ إِلاَّ المَعقِلُ
حتَّى كأنَّكَ يتَّقى بكَ دونهمْ
منْ أسدِ بيشة ََ خادرٌ متبسِّلُ
وَأَرَاكَ تَفْعَلُ مَا تَقُولُ، وَبَعْضُهُمْ
مذقُ الحديثِ يقولُ ما لا يفعلُ
وأرى المدينة َ ينَ صرتَ أميرها
أَمِنَ البَرِيءُ بِهَا وَنَامَ الأَعْزَلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وإنّ الَّذي يجري لسخطي وريبتي
وإنّ الَّذي يجري لسخطي وريبتي
رقم القصيدة : 18679
-----------------------------------
وإنّ الَّذي يجري لسخطي وريبتي
لَكَ الوَيْلُ رِيحَ الكَلْبِ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ
لكالمستبيلِ الأسدَ والموتُ دونَ ما
يحاولُ منْ أبوالها إذْ تبولُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الصدى
الصدى
رقم القصيدة : 1868(17/74)
-----------------------------------
صرخت : لا
من شدة الألم
لكن صدى صوتي
خاف من الموت
فارتد لي : نعم
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أقولُ وأبصرتُ ابن حزمِ ابنِ فرتنى
أقولُ وأبصرتُ ابن حزمِ ابنِ فرتنى
رقم القصيدة : 18680
-----------------------------------
أقولُ وأبصرتُ ابن حزمِ ابنِ فرتنى
وُقُوفاً لَهُ بِالمَأْزِمَيْنِ القَبَائِلُ
ترى فرتنى كانتْ بما بلغَ ابنها
مُصَدِّقَة ً لَوْ قَالَ ذَلِكَ قَائِلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> نَفَى نَوْمِي وَأَسْهَرَنِي غَلِيلُ
نَفَى نَوْمِي وَأَسْهَرَنِي غَلِيلُ
رقم القصيدة : 18681
-----------------------------------
نَفَى نَوْمِي وَأَسْهَرَنِي غَلِيلُ
وَهَمٌّ هَاجَهَ حُزْنٌ طَوِيلُ
وقالوا: قدْ نحلتَ وكنتَ جلداً
وَأَيْسَرُ مَا مُنِيتُ بِهِ النُّحُولُ
فإنْ يَكُنِ العَوِيلُ يَرُدُّ شَيْئاً
فَقَد أَعْوَلْتُ إِنْ نَفَعَ العَوِيلُ
وَكَانَتْ لاَ يُلاَئِمُهَا مَبِيتٌ،
عَلَيْهَا إنْ عَتَبْتُ، ولا مَقِيلُ
وكنَّا في الصفاءِ كماءِ مزنٍ
تشابُ بهِ معتَّقة ٌ شمولُ
وَأُعْجِلُ عَنْ سُؤَالِ الرَّكْبِ صَحْبِي
وَأَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ أَقِيلُوا
فقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَكِ لاَ أُبَالِي
أَسَارَ الرَّكْبُ أَمْ طَالَ النُّزُولُ
فمنْ يكُ بالقفولِ قريرَ عينٍ
فَمَا أَمْسَيْتُ يُعْجِبُنِي القُفُولُ
كَأَنَّكَ لَمْ تُلاَقِ الدَّهْرَ يَوْماً
خَلِيلاً حَينَ يُفْرِدُكَ الخَلِيلُ
فصبراً للحوادثِ، كلُّ حيٍّ
سَبِيلُ الهَالِكِينَ لَهُ سَبِيلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أسلامُ هلْ لمتيَّمٍ تنويلُ
أسلامُ هلْ لمتيَّمٍ تنويلُ
رقم القصيدة : 18682
-----------------------------------
أسلامُ هلْ لمتيَّمٍ تنويلُ
أمْ هلْ صرمتِ وغالَ ودَّكِ غولُ
لاَ تَصْرِفِي عَنِّي دَلاَلَكِ إِنَّهُ
حسنٌ لديَّ، وإنْ بخلتِ، جميلُ
أَزَعَمْتِ أَنّ صَبَابَتِي أُكْذُوبَة ٌ
يوماً وأنَّ زيارتي تعليلُ(17/75)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> والشَّيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتُّقى
والشَّيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتُّقى
رقم القصيدة : 18683
-----------------------------------
والشَّيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتُّقى
وإليهِ يأوي العقلُ حينَ يؤولُ
فَإنِ استَطَعْتَ فَخُذْ بِشَيْبِكَ فَضْلَة ً
إِنَّ العُقُول يُرى لَهَا تَفْضِيلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ مباركٌ
ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ مباركٌ
رقم القصيدة : 18684
-----------------------------------
ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ مباركٌ
كَادَتْ لِهَيْبَتِهِ الجِبَالُ تَزُولُ
تجبى لهُ بلخٌ ودجلة ُ كلُّها
ولهُ الفراتُ وما سقى والنِّيلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سُفُنُ الفُرَاتِ مُرَفَّعٌ أَقْلاَعُهَا
سُفُنُ الفُرَاتِ مُرَفَّعٌ أَقْلاَعُهَا
رقم القصيدة : 18685
-----------------------------------
سُفُنُ الفُرَاتِ مُرَفَّعٌ أَقْلاَعُهَا
أَوُ نَخْلُ بِرْمَة َ زانَها التَّذْلِيلُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سيهلكُ يا سلمى شفيقٌ عليكمُ
سيهلكُ يا سلمى شفيقٌ عليكمُ
رقم القصيدة : 18686
-----------------------------------
سيهلكُ يا سلمى شفيقٌ عليكمُ
إذا غالني منْ حادثِ الدَّهرِ غائلهْ
كَرِيمٌ يُمِيتُ السِّرَّ حَتَّى كَأَنَّهُ
إذا استخبروهُ عنْ حديثكِ جاهلهْ
يودُّ لوَ أمسى ذا سقامٍ لعلَّها
إذا سمعتْ عنهُ بشكوى تراسلهْ
ويهتزُّ للمعروفِ في طلبِ العلا
لِتُحْمَدَ يَوْماً عِنْدَ سَلْمَى شَمَائِلُهْ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فإنْ تصلي أصلكِ، وإنْ تبيني
فإنْ تصلي أصلكِ، وإنْ تبيني
رقم القصيدة : 18687
-----------------------------------
فإنْ تصلي أصلكِ، وإنْ تبيني
بصرمكِ قبلَ وصلكِ لا أبالي
ولا ألفى كمنْ إنْ سيمَ صرماً
تَعَرَّضَ كَيْ يُرَدَّ إِلَى الوِصَالِ
وَإِنِّي لِلْمَوَدَّة ِ ذُو حِفَاظٍ
أواصلُ منْ يهمشُّ إلى وصالي
وَأَقْطَعُ حَبْلَ ذِي مَلَقٍ كَذُوبٍ(17/76)
سَرِيعٍ فِي الخُطُوبِ إِلى کنْتِقَالِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أيُّهذا المخبري عنْ يزيدٍ
أيُّهذا المخبري عنْ يزيدٍ
رقم القصيدة : 18688
-----------------------------------
أيُّهذا المخبري عنْ يزيدٍ
بِصَلاَحٍ، فِدَاكَ أَهْلِي وَمَالِي
ما أبلي إذا يزيدٌ بقى لي
منْ تولَّتْ بهِ صروفُ اللَّيالي
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أكرعُ الكرعة َ الرَّويَّة َ منها
أكرعُ الكرعة َ الرَّويَّة َ منها
رقم القصيدة : 18689
-----------------------------------
أكرعُ الكرعة َ الرَّويَّة َ منها
ثمَّ أصحو وما شفيتُ غليلي
كَمْ أَتَى دُونَ عَهْدِ أُمِّ جَمِيلٍ
منْ إنى حاجة ٍ ولبثٍ طويلِ
وَصِيَاحُ الغُرَابِ أَنْ سِرْ فَأَسْرِعْ
سَوْفَ تَحْظَى بِنَائِلٍ وَقُبُولِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> خطاب تاريخي
خطاب تاريخي
رقم القصيدة : 1869
-----------------------------------
رأيت جرذاً
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله
يصفق الذباب !
العصر الإسلامي >> الأحوص >> قَدْ وَدَّعَتْكَ وِدَاعَ الصَّارِمِ القَالِي
قَدْ وَدَّعَتْكَ وِدَاعَ الصَّارِمِ القَالِي
رقم القصيدة : 18690
-----------------------------------
قَدْ وَدَّعَتْكَ وِدَاعَ الصَّارِمِ القَالِي
نَعَمْ، وِدَاعَ تَنَاءٍ غَيْرَ إِدْلاَلِ
وَعَادَ مَا وَدَّعَتْنِي مِنْ مَوَدَّتِها
بَعْدَ المَوَاثِيقِ كَالجَارِي مِنَ الآلِ
فَقُلْتُ لَمَّا أَتَانِي أَنَّهَا خَتَرَتْ
وطارعتْ قولَ أعدائي وعذَّالي
إنْ تصرمِ الحبلَ أوْ ترضِ الوشاة َ بنا
أوْ تمسِ قدْ رضيتْ منَّا بأبدالِ
فقدْ أراها وما تبغي بنا بدلاً
وَلاَ تُطِيعُ بِنَا فِي سَالِفِ الحَالِ
أبقى لها الدَّهرُ منْ ودِّي الَّذي عهدتْ
أَمْرَيْنِ لَمْ يَبْرَحَا مِنِّي عَلَى بَالِ
شَوْقاً إِلَيْهَا إِذَا بُتَّتْ مَنَاسِبُهَا
يوماً وأبصرتُ منها رسمَ أطلالِ(17/77)
وَحِفْظَ ما اسْتَوْدَعَتْ عِنْدِي وَقَدْ زَعَمَتْ
أَنْ لَيْسَ يُحْسِنُ حِفْظَ السِّرِّ أَمْثَالِي
إِنْ كَانَ يُسْلِي فُؤَادِي مَا أَتَيْتِ بِهِ
فلا رجعتُ إلى أهلي ولا مالي
جهداً لأعملها الودَّ الَّذي عهدتْ
عِنْدِي وَأَكَّدْتُ أَقْوَالاً بِأَقْوَالِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألا يا لقثومي قدْ أشطَّتْ عواذلي
ألا يا لقثومي قدْ أشطَّتْ عواذلي
رقم القصيدة : 18691
-----------------------------------
ألا يا لقثومي قدْ أشطَّتْ عواذلي
وَيَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بِحَقِّي بَاطِلي
ويلحينني في اللَّهوِ ألاَّ أحبَّهُ
وَلِلَّهْوِ دَاعٍ دَائِبٌ غَيْرُ غَافِلِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> لَهَا حُسْنُ عَبَّادٍ وَجِسْمُ ابْنِ وَاقِدٍ
لَهَا حُسْنُ عَبَّادٍ وَجِسْمُ ابْنِ وَاقِدٍ
رقم القصيدة : 18692
-----------------------------------
لَهَا حُسْنُ عَبَّادٍ وَجِسْمُ ابْنِ وَاقِدٍ
وَرِيحُ أَبِي حَفْصٍ وَدِيْنُ ابْنِ نَوْفَلِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَيَا رَاكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنّ
أَيَا رَاكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنّ
رقم القصيدة : 18693
-----------------------------------
أَيَا رَاكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنّ
هديتَ، أميرَ المؤمنينَ رسائلي
وقلْ لأبي حفصٍ إذا ما لقيتهُ
لَقَدْ كُنْتَ نَفَّاعاً قَلِيلَ الغَوَائِلِ
أَفِي اللَّهِ أنْ تُدْنُوا کبْنَ حَزْمٍ وَتَقْطَعُوا
قوى حرماتٍ بيننا ووصائلِ
فَكَيْفَ تَرَى لِلْعَيْشِ طِيباً وَلَذَّة ً
وخالكَ أمسى موثقاً في الحبائلِ
وما طمعَ الحزميُّ في الجاهِ قبلها
إلى أحدٍ منْ آلِ مروانَ عادلِ
وَشَى ، وَأَطَاعُوهُ بِنَا، وَأَعَانَهُ
على أمرنا منْ ليسَ عنَّا بغافلِ
وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ القَرَابَة َ لَمْ تَدَعْ
بِأَمْرٍ كَرِهْنَاهُ، مَقَالاً لِقَائِلِ
يُسَرُّ بِمَا أَنْهَى العَدُوُّ وَإِنَّهُ
كنافلة ٍ لي منْ خيارِ النَّوافلِ(17/78)
فهلْ ينقصنِّي القومُ أنْ كنتُ مسلماً
بريئاً بلائي في ليالٍ قلائلِ
ألا ربَّ مسرورٍ بنا سيغيظهُ
لدى غبِّ أمرٍ عضُّهُ بالأناملِ
رجا الصُّلحَ منِّي آلَ حزمِ بنِ فرتنى
عَلَى دِينِهِمْ جَهْلاً، وَلَسْتُ بِفَاعِلِ
ألا قدْ يرجونَ الهوانَ فإنَّهمْ
بَنُو حَبِقٍ نَاءٍ عَنِ الخَيْرِ فَائِلِ
عَلى حِينَ حَلَّ القَوْلُ بِي وتَنَظَّرَتْ
عُقُوبَتَهُمْ مِنِّي رُؤوسُ القَبَائِلِ
فمنْ يكُ أمسى سائلاً بشماتة ٍ
بِمَا حَلَّ بِي أَوْ شَامِتاً غَيْرَ سَائِلِ
فقدْ عجمتْ منِّي العواجمُ ماجداً
صبوراً على عضّاتِ تلك التَّلاتلِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ
وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ
رقم القصيدة : 18694
-----------------------------------
وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ
بمنطقِ حقٍّ أوْ بمنطقِ باطلِ
فلا تقبلنْ إلاَّ الَّذي وافقَ الرِّضا
ولا ترجعنّا كالنِّساءِ الأراملِ
رَأَيْنَاكَ لَمْ تَعْدِلْ عَنِ الحَقِّ يَمْنَة ً
وَلاَ يَسْرَة ً فِعْلَ الظَّلُومِ المُجَادِلِ
وَلَكِنْ أَخَذْتَ القَصْدَ جُهْدَكَ كُلَّهُ
وَتَقْفُو مِثَالَ الصَّالِحِينَ الأَوَائِلِ
فَقُلْنَا، وَلَمْ نَكْذِبْ، بِمَا قَدْ بَدَا لَنَا
ومنْ ذا يردُّ الحقَّ منْ قولِ عاذلِ
ومنْ ذا يردُّ السَّهمَ بعدَ مروقهِ
على فوقهِ إنْ عارَ منْ نزعِ نابلِ
وَلَوْلاَ الَّذِي قَدْ عَوَّدَتْنَا خَلاَئِفٌ
غَطَارِيفُ كَانَتْ كَالُّليُوثِ البَوَاسِلِ
لَمَا وَخَدَتْ شهْراً بِرَحْلِيَ جَسْرَة ٌ
تَفُلُّ مُتُونَ البِيدِ بَيْنَ الرَّواحِلِ
وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ
صُرِفْنَا قَدِيماً مِنْ ذَوِيكَ الأَفَاضِلِ
فإنْ لمْ يكنْ للشَّعرِ عندكَ موضعٌ
وَإِنْ كَانَ مِثْلَ الدُّرِّ مِنْ قَوْلِ قَائِلِ
وكانَ مصيباً صادقاً لا يعيبهُ
سِوَى أَنَّهُ يُبْنَى بِنَاءَ المَنَازِلِ(17/79)
فإنّ لنا قربى ، ومحضَ مودَّة ٍ
وَمِيرَاثَ آبَاءِ مَشَوْا بِالمَنَاصِلِ
فَزَادُوا عَدُوَّ السَّلْم عَنْ عُقْرِ دَارِهِمِ
وأرسوا عمودَ الدِّينِ بعدَ تسايلِ
فَقْبلَكَ مَا أَعْطَى الهُنَيْدَة َ جِلَّة ً
عَلَى الشِّعْرِ كَعْباً مِنْ سَدِيسٍ وَبَازِلِ
رَسُولُ الإِلهِ المُصْطَفَى بِنُبوَّة ٍ
عَلَيْهِ سَلامٌ بِالضُّحَى وَکلأَصَائِلِ
فَكُلُّ الَّذِي عَدَّدْتُ يَكْفِيكَ بَعْضُهُ
وَنَيْلُكَ خَيْرٌ مِنْ بُحُورِ السَّوَائِلِ
إِذَا نَالَ لَمْ يَفْرَحْ وَلَيْسَ لِنَكْبَة ٍ
إذا حدثتْ بالخاضعِ المتضائلِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألممّ على طللٍ تقادمَ محولِ
ألممّ على طللٍ تقادمَ محولِ
رقم القصيدة : 18695
-----------------------------------
ألممّ على طللٍ تقادمَ محولِ
...........................
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ومولى سخيفِ الرَّأيِ رخوٍ تزيدهُ
ومولى سخيفِ الرَّأيِ رخوٍ تزيدهُ
رقم القصيدة : 18696
-----------------------------------
ومولى سخيفِ الرَّأيِ رخوٍ تزيدهُ
أَنَاتِي وَعْفِوي جَهْلَهُ عِنْدَهُ ذَمَّا
دملتُ، ولولا غيرهُ لأصبتهُ
بِشَنْعَاءَ بَاقٍ عَارُهَا تَقِرُ العَظْمَا
وَكَانَتْ عُرُوقُ السُّوءِ أَزْرَتْ وَقَصَّرَتْ
بِهِ أَنْ يَنَالَ الحَمْدَ فَکلتَمَسَ الذَّمَّا
طَوَى حَسَداً ضِغْناً عَلَيَّ كَأَنَّمَا
أداوي بهِ في كلِّ مجمعة ٍ كلما
ويجهلُ أحياناً فلا يستخفُّني
وَلاَ أجْهَلُ العُتْبَى إِذَا رَاجَعَ الحِلْمَا
يَصُدُّ وَيَنْأَى فِي الرَّخَاءِ بِوُدِّهِ،
وَيَدْنُو وَيَدْعُونِي إِذَا خَشِيَ الهَضْمَا
فَيُفْرِجُ عَنْهُ إِرْبَة َ الخصْمِ مَشْهَدِي
وَأَدْفَعُ عَنْهُ عِنْدَ عَثْرَتِهِ الظُّلْمَا
وأمنعهُ إنْ جرَّ يوماً جريرة ً
ويسلمني إنْ جرَّ جارمي الجرما
وَكُنْتُ کمْرَأً عَوْدَ الفَعَالِ تَهُزُّنِي
مَآثِرُ مَجْدٍ تَالِدٍ لَمْ يَكُنْ زَعْمَا
وكنتُ وشتمي في أرومة ِ مالكٍ(17/80)
بِسَبِّي بِهِ كالْكَلْبِ إِذْ يَنْبَحُ النَّجْمَا
وَتُدْعَى إِلى زَيْدٍ وَمَا أَنْتَ مِنْهُمُ
تَحُقُّ أَباً، إِلاَّ الوَلاءَ، وَلاَ أُمَّا
وَإنَّكَ لَوْ عَدَّدْتَ أَحْسَابَ مَالِكٍ
وَأَيَّامَهَا فِيهَا وَلَمْ تَنْطِقِ الرَّجْمَا
أَعَادَتْكَ عَبْداً أَوْ تنَقَّلْتَ مُكْدِياً
تَلَمَّسُ فِي حَيٍّ سِوَى مَالِكٍ جِذْمَا
وما أنا بالمخسوسِ في جذمِ مالكٍ
ولا بالمسمَّى ثمَّ يلتزمُ الإسما
وَلَكِنْ أَبِي لَوْ قَدْ سَأَلْتَ وَجَدْتَهُ
تَوَسَّطَ مِنْهَا العِزَّ وَالحَسَبَ الضَّخْمَا
ولستَ بلاقٍ سِّيداً سادَ مالكاً
فَتَنْسُبُهُ إِلاَّ أباً لِيَ أَوْ عَمَّا
ستعلمُ إنْ عاديتني فقعَ قرقرٍ
أَمَالاً أَفَدْتَ، لاَ أَبَا لَكَ، أَوْ عُدْمَا
لقدْ أبقتِ الأيامُ منِّي وحرسها
لأَعْدَائِنَا ثُكْلاً وحُسَّادِنَا رَغْما
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى عَلَى القِدَمِ کسْلَمَا
أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى عَلَى القِدَمِ کسْلَمَا
رقم القصيدة : 18697
-----------------------------------
أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى عَلَى القِدَمِ کسْلَمَا
فقدْ هجتما للشَّوقِ قلباً متَّيما
وذكَّرتما عصرَ الشَّبابِ الَّذي مضى ٍ
وَجِدَّة َ وَصْلٍ حَبْلُهُ قَدْ تَجَذَّمَا
وَإِنِّي إِذَا حَلَّتْ بِبِيشٍ مُقِيمَة ً
وحلَّ بوجٍّ جالساً أوْ تتهَّما
يَمَانِيَة ٌ شَطَّتْ فأَصبَحَ نَفْعُهَا
رَجَاءً وَظنّاً بالمَغِيبِ مُرَجَّمَا
أُحِبُّ دُنُوَّ الدَّارِ مِنْهَا وَقَدْ أَبَى
بِهَا صَدْعُ شَعْبِ الدَّارِ إِلاّ تَثَلُّمَا
بكاها وما يدري سوى الظَّنِّ منْ بكى
أَحَيّاً يُبَكِّي أَمْ تُرَاباً وَأَعْظُمَا
فدعها وأخلفْ للخليفة ِ مدحة ً
تزلْ عنكَ يؤسي أوْ تفيدكَ أنعما
فَإِنَّ بِكَفَّيْهِ مَفَاتِيحَ رَحْمَة ٍ
وغيثَ حياً يحيا بهِ النَّاسُ مرهما
إِمَامٌ أَتَاهُ المُلْكُ عَفْواً وَلَمْ يُثِبْ
على ملكهِ مالاً حراماً ولا دما(17/81)
تَخَيَّرَهُ رَبُّ العِبَادِ لِخَلْقِهِ
وليِّا وكانَ اللهُ بالنَّاسِ أعلما
فَلَمَّا قَضَاهُ اللَّهُ لَمْ يَدْعُ مُسْلِماً
لِبَيْعَتِهِ إِلاَّ أَجَابَ وَسَلَّمَا
ينالُ الغنى والعزّ منْ نالَ ودَّهُ
وَيَرْهَبُ مَوْتاً عَاجِلاً مَنْ تَشَأَّمَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألستَ أبا حفصٍ، هديتَ، مخبِّري
ألستَ أبا حفصٍ، هديتَ، مخبِّري
رقم القصيدة : 18698
-----------------------------------
ألستَ أبا حفصٍ، هديتَ، مخبِّري
أفي الحقِّ أنْ أقصى ويدنى ابن أسلما
ألا صلة ُ الأرحامِ أدنى إلى التُّقى
وَأَظْهَرُ فِي أَكْفَائِهِ لَوْ تَكَرَّمَا
فَمَا تَرَكَ الصُّنْعُ الَّذِي قَدْ صَنَعْتَهُ
ولا الغيظُ منِّي ليسَ جلداً وأعظما
وكنَّا ذوي قربى لديكَ فأصبحتْ
قَرَابَتُنَا ثَدْياً أَجَدَّ مُصَرَّمَا
وكنتُ وما أملتُ منكَ كبارقٍ
لَوَى قَطْرَهُ مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ غَيَّما
وَقدْ كُنْتَ أَرْجَى النَّاسِ عِنْدِي مَوَدَّة ً
لَيَالِيَ كَانَ الظَّنُّ غَيْباً مُرَجَّمَا
أعدُّكَ حرزاً إنْ جنيتُ ظلامة ً
ومالاً ثريًّا حينَ أحملُ مغرما
تَدَارَكَ بِعُتْبَى عَاتِباً ذَا قَرَابَة ٍ
طَوَى الغَيظَ لَمْ يَفْتَحْ بِسُخْطٍ لَهُ فَمَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أكلثمَ فكِّي عانياً بكِ مغرما
أكلثمَ فكِّي عانياً بكِ مغرما
رقم القصيدة : 18699
-----------------------------------
أكلثمَ فكِّي عانياً بكِ مغرما
وَشُدِّي قُوَى حَبْلٍ لَنَا قَدْ تَصَرَّمَا
فإنْ تسعفيهِ مرَّة ً بنوالكمْ
فقدْ طالما لمْ ينجُ منكِ مسلَّما
كفى حزناً أنْ تجمعَ الدَّارُ شملنا
وأمسي قريباً لا أزوركِ كلثما
دعي القلبَ لا يزددْ خبالاً معَ الَّذي
بِهِ مِنْكِ، أَوْ دَاوِي جَفَاهُ المُكَتَّمَا
وَمَنْ كَانَ لاَ يَعْدُو هَوَاهُ لِسَانَهُ
فَقَدْ حَلَّ فِي قَلْبي هَوَاكِ وَخَيَّمَا
وَلَيْسَ بِتَزْوِيقِ اللِّسَانِ وَصَوْغِهِ
ولكنهُ قدْ خالطَ اللَّحمَ والدَّما(17/82)
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> ما يعتذر كود غلطان
ما يعتذر كود غلطان
رقم القصيدة : 187
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياربعنا مايعتذر كود غلطان
وانا عجزت القى خطا في خطايا
ان قلتوا ماتعوذت شيطان
نفسي لاني شفت سود النوايا
قدامكم ربي بلاني بمن شان
فعله معي لين اظلمت بي سمايا
زل وكتمت وزل وازددت كتمان
وازداد في غيه وجاني بلايا
اعطيته الصافي من العلم خلصان
من غير ما اسال من معاه ومعايا
وان كان هو من رشفة ابليس سكران
سكران انا بغبار خيل الطنايا
عاداتها تقبل تقل مالها ارسان
وعاداتنا نهدي ضحانا ضحايا
من مثل شمر علقوا يوم الاكوان
ارواحهم عقد بجيد المنايا
حنا الضياغم والزقاريط نيشان
في جبهتي زاد المزايا مزايا
وانا ولد عافت سلايل كحيلان
على اسم جدي والاسامي وصايا
ياشين يوم الطيب نجر وضيفان
منا العطايا تستمد العطايا
ياشين يوم العز خيل وفرسان
ربعي عصا موسى وربعك حيايا
ويومك قنعت بسقف واهي وجدران
الضيغمي للشمس حث المطايا
لاانته بجنبي طيب اوعز او شان
ولاانته بقدامي ولا انت بورايا
الله بلاني بك ولاني ببلشان
لاشك ودي ينطحوني قوايا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> فقاقيع
فقاقيع
رقم القصيدة : 1870
-----------------------------------
تنتهي الحرب لدينا دائماً
إذ تبتدئ
بفقاقيع من الأوهام تر غو
فوق حلق المنشد
(( تم ترم .. الله أكبر
فوق كيد المعتدي ))
فإذا الميدان أسفر
لم أجد زاوية سالمة في جسدي
ووجدت القادة (( الأشراف )) باعوا
قطعة ثانيةً من بلدي
وأعدوا ما استطاعوا
من سباق الخيل
و (( الشاي المقطر ))
وهو مشروب لدى الأشراف معروف
ومنكر
يجعل الديك حماراً
وبياض العين أحمر
***
بلدي ... يا بلدي
شئت أن أكشف ما في خلدي
شئت أن أكتب أكثر
شئت ... لكن
قطع الوالي يدي
و أنا أعرف ذنبي
إنني
حاجتي صارت لدى كلبٍ
و ما قلت له : يا سيدي(17/83)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألاهاجَ التَّذكُّرُ لي سقاما
ألاهاجَ التَّذكُّرُ لي سقاما
رقم القصيدة : 18700
-----------------------------------
ألاهاجَ التَّذكُّرُ لي سقاما
وَنُكْسَ الدَّاءِ وَالوَجَعَ الغَرَامَا
سَلاَمَة ُ إِنَّهَا هَمِّي وَدَائِي
وشرُّ الدَّاءِ ما بطنَ العظاما
فَقُلْتُ لَهُ وَدَمْعُ العَيْنِ يَجْرِي
على الخدَّينِ أربعة ً سجاما
عليكَ لها السَّلامُ فمنْ لصبٍّ
يبيتُ اللَّيلَ يهذي مستهاما
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَمَا تَرَكَتْ أَيَّامُ نَعْفِ سُوَيْقَة ٍ
وَمَا تَرَكَتْ أَيَّامُ نَعْفِ سُوَيْقَة ٍ
رقم القصيدة : 18701
-----------------------------------
وَمَا تَرَكَتْ أَيَّامُ نَعْفِ سُوَيْقَة ٍ
لقلبكَ منْ سلماكَ صبراً ولا عزما
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ألا قفْ برسمِ الدَّارِ واستنطقِ الرَّسما
ألا قفْ برسمِ الدَّارِ واستنطقِ الرَّسما
رقم القصيدة : 18702
-----------------------------------
ألا قفْ برسمِ الدَّارِ واستنطقِ الرَّسما
فقدْ هاجَ أحزاني وذكرني نعما
فبتُّ كأنِّي شاربٌ منْ مدامة ٍ
إذَا أَذْهَبَتْ هَمًّا أَتَاحَتْ لَهُ هَمَّا
إِذَا قُلْتُ: إِنِّي مُشْتَفٍ بِلِقَائَهَا
وحمَّ التلاقي بيننا زادني سقما
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فلوْ ماتَ إنسانٌ منَ الحبِّ مقدماً
فلوْ ماتَ إنسانٌ منَ الحبِّ مقدماً
رقم القصيدة : 18703
-----------------------------------
فلوْ ماتَ إنسانٌ منَ الحبِّ مقدماً
لمتُّ ولكنِّي سأمضي مقدِّماً
العصر الإسلامي >> الأحوص >> مَتَى مَا أَقُلْ فِي آخِرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
مَتَى مَا أَقُلْ فِي آخِرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
رقم القصيدة : 18704
-----------------------------------
مَتَى مَا أَقُلْ فِي آخِرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
فحمَّ التَّلاقي بيننا زادني سقما
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أأنْ نادى هديلاً، ذاتَ فلجٍ
أأنْ نادى هديلاً، ذاتَ فلجٍ(17/84)
رقم القصيدة : 18705
-----------------------------------
أأنْ نادى هديلاً، ذاتَ فلجٍ
معَ الإشراقِ، في فننٍ حمامُ
ظَلِلْتَ كَأَنَّ دَمْعَكَ دُرُّ سِلْكٍ
هَوَى نَسَقاً وَأَسْلَمَهُ النِّظَامُ
تموتُ تشوقاً طرباً وتحيى
وَأَنْتَ جَوٍ بِدَائِكَ مُسْتَهَامُ
كأنَّكَ منْ تذكُّرِ أمِّ حفصٍ،
وحبلُ وصالها خلقٌ رمامُ
صَرِيعُ مُدَامَة ٍ غَلَبَتْ عَلَيْهِ
تموتُ لها المفاصلُ والعظامُ
وأنَّي منْ دياركَ أمُّ حفصٍ؟
سَقَى بَلَداً تَحُلُّ بِهِ الغَمَامُ
أَحُلُّ النَّعْفَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَدْنَى
مساكنها الشبيكة ُ أوْ سنامُ
سَلاَمُ اللَّهِ يَا مَطَرٌ عَلَيْهَا
وليسَ عليكَ يا مطرُ السَّلامُ
ولا غفرَ الإلهُ لمنكحيها
ذُنُوبَهُمُ، وَإِنْ صَلّوا وَصَامُوا
فَإِنْ يَكُنِ النِّكَاحُ أَحَلَّ شَيْئاً
فإنَّ نكاحها مطرٌ حرامُ
كأنّ المالكينَ نكاحَ سلمى
غَدَاة َ يَرُومُهَا مَطَرٌ نِيَامُ
فلوْ لمْ ينكحوا إلاَّ كفيِّا
لَكَانَ كَفِيَّهَا المَلِكُ الهُمَامُ
فطلِّقها فلستَ لها بأهلٍ
وإلاَّ شقٌ مفرقكَ الحسامُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> زبيريَّة ٌ بالعرجِ منها منازلٌ
زبيريَّة ٌ بالعرجِ منها منازلٌ
رقم القصيدة : 18706
-----------------------------------
زبيريَّة ٌ بالعرجِ منها منازلٌ
وَبِالخَيْفِ مِنْ أَدْنَى مَنَازِلِهَا رَسْمُ
أُسَائِلُ عَنْهَا كُلَّ فَرْدٍ لَقِيتُهُ
وما لي بها منْ بعدِ مكَّتنا علمُ
أيا صاحبَ النَّخلاتِ منْ بطنِ أرثدٍ
إِلَى النَّخْلِ مِن وَدَّانَ مَا فَعَلَتْ نُعْمُ
فَإنْ تَكُ حَرْبٌ بَيْنَ قَوْمِي وَقَوْمِهَا
فإنِّي لها في كلِّ حادثة ٍ سلمُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ هَمِّي
إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ هَمِّي
رقم القصيدة : 18707
-----------------------------------
إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ هَمِّي
فليدعني منْ يلومُ
أحسنُ النَّاسِ جمعاً
حِينَ تَمْشِي وَتَقُومُ
حبَّبَ الذَّلفاءَ لترضى(17/85)
وَهْيَ لِلْحَبْلِ صَرُومُ
حبُّها في القلبِ داءٌ
مستكنٌّ لا يريمُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَإِنْ أَظْلَمَتْ يَوْماً مِنَ النَّاسِ طَخْيَة ٌ
وَإِنْ أَظْلَمَتْ يَوْماً مِنَ النَّاسِ طَخْيَة ٌ
رقم القصيدة : 18708
-----------------------------------
وَإِنْ أَظْلَمَتْ يَوْماً مِنَ النَّاسِ طَخْيَة ٌ
أضاءَ بكمْ يا آلَ مروانَ منسمُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> هَجَرْتُكِ أَيَّاماً بِذِي الغَمْرِ إِنَّنِي
هَجَرْتُكِ أَيَّاماً بِذِي الغَمْرِ إِنَّنِي
رقم القصيدة : 18709
-----------------------------------
هَجَرْتُكِ أَيَّاماً بِذِي الغَمْرِ إِنَّنِي
عَلَى هَجْرِ أَيَّامٍ بِذِي الهَجْرِ نَادِمُ
وَإِنِّي وَذَاكَ الهَجْرَ لَوْ تَعْلَمِينَهُ
كعازبة ٍ عنْ طفلها وهي رائمُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بحث في معنى الأيدي
بحث في معنى الأيدي
رقم القصيدة : 1871
-----------------------------------
أيها الشعب
لماذا خلق الله يديك؟
ألكي تعمل؟
لا شغل لديك.
ألكي تأكل؟
لا قوت لديك.
ألكي تكتب؟
ممنوع وصول الحرف
حتى لو مشى منك إليك!
أنت لا تعمل
إلا عاطلاً عنك..
ولا تأكل إلا شفتيك!
أنت لا تكتب بل تُكبت
من رأسك حتى أ خمصيك!
فلماذا خلق الله يديك؟
أتظن الله - جل الله -
قد سوّاهما..
حتى تسوي شاربيك؟
أو لتفلي عا رضيك؟
حاش لله..
لقد سواهما كي تحمل الحكام
من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك!
ولكي تأكل من أكتافهم
ما أكلوا من كتفيك.
ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم
ملحمة أكبر مما كبتوا في أ صغر يك.
هل عرفت الآن ما معنا هما؟
إ نهض، إذن.
إ نهض، وكشر عنهما.
إ نهض
ودع كُلك يغدو قبضتيك!
نهض النوم من النوم
على ضوضاء صمتي!
أيها الشعب وصوتي
لم يحرك شعرة في أذنيك.
أنا لا علة بي إلا كَ
لا لعنة لي إلا كَ
إ نهض
لعنة الله عليك!
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَإِنَّ بَنِي حَرْبٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ(17/86)
وَإِنَّ بَنِي حَرْبٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ
رقم القصيدة : 18710
-----------------------------------
وَإِنَّ بَنِي حَرْبٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ
مناطَ الثُّريَّا قدْ تعلَّتْ نجومها
العصر الإسلامي >> الأحوص >> متى ما أقُلْ في آخرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
متى ما أقُلْ في آخرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
رقم القصيدة : 18711
-----------------------------------
متى ما أقُلْ في آخرِ الدَّهْرِ مِدْحَة ً
فما هي إلاَّ لابنِ ليلى المكرّمِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> تَعَرَّضُ سَلْمَاكَ لَمَّا حَرَمْـ
تَعَرَّضُ سَلْمَاكَ لَمَّا حَرَمْـ
رقم القصيدة : 18712
-----------------------------------
تَعَرَّضُ سَلْمَاكَ لَمَّا حَرَمْـ
ـتَ ضلَّ ضلالكَ منْ محرمِ
تُرِيدُ بِهِ البِرَّ يَا لَيْتَهُ
كَفَافاً مِنَ البِرَّ والمَأْثَمِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا موقدَ النَّارِ بالعلياءِ منْ إضمِ
يا موقدَ النَّارِ بالعلياءِ منْ إضمِ
رقم القصيدة : 18713
-----------------------------------
يا موقدَ النَّارِ بالعلياءِ منْ إضمِ
أوقدْ، فقدْ هجتَ شوقاً غيرَ منصرمِ
يا موقدَ النَّارِ أوقدها فإنَّ لها
سَناً يَهِيجُ فُؤَادَ العَاشِقِ السَّدِمِ
نارٌ أضاءَ سناها إذْ تشبُّ لنا
سعديَّة ٌ دلُّها يشفي منَ السَّقمِ
وَلاَئِمٍ لاَمَنِي فِيهَا فَقُلْتُ لَهُ
قدْ شفَّ جسمي الَّذي ألقى بها ودمي
فَمَا طَرِبْتَ لِشَجْوٍ كُنْتَ تَأْمَلُهُ
ولا تأملتَ تلكَ الدَّارَ منْ أممِ
ليستْ لياليكَ منْ خاخٍ بعائدة ٍ
كما عهدتَ ولا أيَّامُ ذي سلمِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> الدَّهْرُ إِنْ سَرَّ يَوْماً لاَ قِوَامَ لَهُ
الدَّهْرُ إِنْ سَرَّ يَوْماً لاَ قِوَامَ لَهُ
رقم القصيدة : 18714
-----------------------------------
الدَّهْرُ إِنْ سَرَّ يَوْماً لاَ قِوَامَ لَهُ
أحداثهُ تصدعُ الرَّأسي منَ العلمِ
يستنزلُ الطَّيرَ كرهاً منْ منازلها(17/87)
إلى المنَّية ِ والآسادِ في الأجمِ
ويسلبُ الآمنُ المغترَّ نعمتهُ
وَيُلْحِقُ المَوْتَ بِالهَيَّابَة ِ البَرَمِ
منْ يأمنُ الدَّهرَ أوْ يرجو الخلودَ بهِ
بَعْدَ الَّذِينَ مَضَوْا في سَالِفِ الأُمَمِ
ليسَ امرؤٌ كانَ في عيشٍ يسرُّ بهِ
يَوْماً بِأَخْلَدَ مِنْ عَادٍ وَمِنْ إِرَمِ
يهوى الخلودَ وقدْ خطَّتْ منَّيتهُ
وَلاَ مَرَدَّ لأَمْرٍ خُطَّ بِالقَلَمِ
لاَ بُدَّ أَنَّ المَنَايَا سَوْفَ تُدْرِكُهُ
وَمَنْ يُعَمَّرْ فَلَنْ يَنْجُو مِنَ الهَرَمِ
أينَ ابن حربٍ وقومٌ لا أحسبهمُ
كانوا قريباً علينا منْ بني الحكمِ
يجبونَ ما الصِّينُ تحويهِ مقانبهمْ
إلى الأفاريقِ منْ فصحٍ ومنْ عجمِ
بَادُوا وَآثَارُهُمْ فِي الأَرْضِ بَاقِيَة ٌ
تِلْكُمْ مَعَالِمُهُمْ فِي النَّاسِ لَمْ تَرِمِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فَهَيْهَاتَ مِنْ إِيفَاءِ فَقْعٍ بِقَرْقَرٍ
فَهَيْهَاتَ مِنْ إِيفَاءِ فَقْعٍ بِقَرْقَرٍ
رقم القصيدة : 18715
-----------------------------------
فَهَيْهَاتَ مِنْ إِيفَاءِ فَقْعٍ بِقَرْقَرٍ
بدوراً أنافتْ في السماءِ على النَّجمِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> كَأَنَّ فَأْرَة َ مِسْكٍ فُضَّ خَاتَمُهَا
كَأَنَّ فَأْرَة َ مِسْكٍ فُضَّ خَاتَمُهَا
رقم القصيدة : 18717
-----------------------------------
كَأَنَّ فَأْرَة َ مِسْكٍ فُضَّ خَاتَمُهَا
صَهْبَاءَ طَيِّبَة ً مِنْ مِسْكِ دَارِينَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وإذا الدُّرِّ حسنَ وجودهٍ
وإذا الدُّرِّ حسنَ وجودهٍ
رقم القصيدة : 18718
-----------------------------------
وإذا الدُّرِّ حسنَ وجودهٍ
كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجْهِكِ زَيْنَا
وَتَزِيدِينَ أَطْيَبَ الطِّيبِ طِيباً
أنْ تمسِّيهِ أينَ مثلكِ أينا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يا بشرَ يا ربَّ محزونٍ بمصرعنا
يا بشرَ يا ربَّ محزونٍ بمصرعنا
رقم القصيدة : 18719
-----------------------------------(17/88)
يا بشرَ يا ربَّ محزونٍ بمصرعنا
وشامتٍ جذلٍ ما مسَّهُ الحزنُ
وما شماتُ امرئٍ إنْ ماتَ صاحبهُ
وقدْ يرى أنَّهُ بالموتِ مرتهنُ
يا بشرُ هبِّي فإنَّ الَّنومَ أرَّقهُ
نأيٌ مشتٌّ وأرضٌ غيرها الوطنُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أجب عن أربعة أسئلة فقط
أجب عن أربعة أسئلة فقط
رقم القصيدة : 1872
-----------------------------------
- ما هو رأيك في الماشين
من خلف جنازة (ر ا بين)
- طلبوا الأجر على عادتهم
ولقد ذهبوا،
ولقد عادوا..
مأجورين!
- ماذا سأقول لمسكين
يتمنى ميتة ( ر ا بين)؟
- قل: آمين!
- كيف أواسي المرزوئين
بوفاة أخيهم (ر ا بين)؟
- إ مزح معهم.
إ مسح بالنكتة أدمعهم.
إ رو لهم طرفة تشرين
دغدغهم بصلاح الدين.
ضع في الحَطَّةِ كل الحِطَّة
واستخرج أرنب حطين!
- هاهم يبكون لر ا بين
لِمَ لَمْ يبكوا لفلسطين؟!
- لفلسطين؟
ماذا تعني بفلسطين؟!
العصر الإسلامي >> الأحوص >> فأمَّا المقيمُ منهما فممرَّدٌ
فأمَّا المقيمُ منهما فممرَّدٌ
رقم القصيدة : 18720
-----------------------------------
فأمَّا المقيمُ منهما فممرَّدٌ
تُرَى لِلْحَمَامِ الوُرْقِ فِيهِ مَوَاكِنُ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أَقُولُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَهْي صَادِفَة ٌ
أَقُولُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَهْي صَادِفَة ٌ
رقم القصيدة : 18721
-----------------------------------
أَقُولُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَهْي صَادِفَة ٌ
عنّي، لِيَهْنَكِ مَنْ تُدْنِينَهُ دُونِي
إنِّي سأمنحكِ الهجرانَ معتزماً
مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ لَعَلَّ الهَجْرَ يُسْلِيني
ومثنياً رجعَ أيَّامٍ لنا سلفتْ
سَقْياً وَرَعْياً لِذَاكَ الدِّينِ مِنْ دِينِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ولقدْ قلتُ يومَ مكَّة َ سراًّ
ولقدْ قلتُ يومَ مكَّة َ سراًّ
رقم القصيدة : 18722
-----------------------------------
ولقدْ قلتُ يومَ مكَّة َ سراًّ
قَبْلَ وَشْكٍ مِنْ بَيْنِهَا، نَوِّلِينِي(17/89)
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سَقْياً لِرَبْعِكِ مِنْ رَبْعٍ بِذِي سَلَمِ
سَقْياً لِرَبْعِكِ مِنْ رَبْعٍ بِذِي سَلَمِ
رقم القصيدة : 18723
-----------------------------------
سَقْياً لِرَبْعِكِ مِنْ رَبْعٍ بِذِي سَلَمِ
وَلِلزَّمَانِ بِهِ إِذْ ذَاكَ مِنْ زَمَنِ
إذْ أنتِ فينا، لمنْ ينهاكِ، عاصية ٌ
وإذْ أجرُّ إليكمْ سارداً رسني
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ما منْ مصيبة ِ نكبة ٍ أمنى بها
ما منْ مصيبة ِ نكبة ٍ أمنى بها
رقم القصيدة : 18724
-----------------------------------
ما منْ مصيبة ِ نكبة ٍ أمنى بها
إلاَّ تعظِّمني وترفعُ شاني
وتزولُ، حينَ تزولُ، عنْ متخمِّطٍ
تُخْشى بَوَادِرُهُ عَلَى الأَقْرَانِ
'نِّي إذا خفيَ اللِّئامُ رأيتني
كَالشَّمْسِ لاَ تَخْفَى بِكُلِّ مَكَانِ
'نِّي على ما قدْ زونَ محسَّدٌ
أنمي على البغضاءِ والشنآنِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
رقم القصيدة : 18725
-----------------------------------
يقولونَ لوْ ماتتْ لقدْ غاضَ حبُّهُ
وَذَلِكَ حِينُ الفَاجِعَاتِ وَحِينِي
لعمركَ إنَّي إنْ تحمَّ وفاتها
بِصُحْبَة ِ مِنْ يَبْقَى لَغَيْرُ ضَنِينِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> ومستخبرٍ عنْ سرِّ ليلى رددتهُ
ومستخبرٍ عنْ سرِّ ليلى رددتهُ
رقم القصيدة : 18726
-----------------------------------
ومستخبرٍ عنْ سرِّ ليلى رددتهُ
بعمياءَ منْ ريَّا بغيرِ يقينِ
العصر الإسلامي >> الأحوص >> سَلاَّمُ ذِكْرُكِ مُلْصَقٌ بِلِسَانِي
سَلاَّمُ ذِكْرُكِ مُلْصَقٌ بِلِسَانِي
رقم القصيدة : 18727
-----------------------------------
سَلاَّمُ ذِكْرُكِ مُلْصَقٌ بِلِسَانِي
وَعَلى هَوَاكِ تَعُودُنِي أحْزَانِي
مَا لِي رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ مِطِيعَة ً
وَإذَا انْتَبَهْتُ لَجَجْتِ فِي العِصْيَانِ
أبداً محبُّكِ ممسكٌ بفؤادهِ(17/90)
يَخْشَى اللَّجَاجَة مِنْكِ فِي الهِجْرَانِ
إِنْ كُنْتِ عَاتِبَة ً فَإِنِّي مُعْتِبٌ
بَعْدَ الإسَاءَة ِ، فَکقْبَلِي إْحسَانِي
لاَ تَقْتُلِي رَجُلاً يَرَاكِ لِمَا بِهِ
مِثْلَ الشَّرَابِ لِغُلَّة الظَّمْآنِ
وَلَقَدْ أَقُولُ لِقَاطِنِينَ مِنَ کهْلِنَا
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وَقَدْ جِئْتُ الطَّبِيبَ لِسُقْمِ نَفْسِي
وَقَدْ جِئْتُ الطَّبِيبَ لِسُقْمِ نَفْسِي
رقم القصيدة : 18728
-----------------------------------
وَقَدْ جِئْتُ الطَّبِيبَ لِسُقْمِ نَفْسِي
ليشفيها الطَّبيبُ فما شفاها
وكنتُ إذا سمعتُ بأرضِ سعدى
شَفَانِي مِنْ سَقَامِي أَنْ أَرَاهَا
فَمَنْ هَذَا الطَّبِيبُ لِسُقْمِ نَفْسي
سوى سعدى إذا شحطتْ نواها
العصر الإسلامي >> الأحوص >> وقدْ قادتْ فؤادي في هواها
وقدْ قادتْ فؤادي في هواها
رقم القصيدة : 18729
-----------------------------------
وقدْ قادتْ فؤادي في هواها
وطاعَ لها الفؤادُ وما عصاها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحل
الحل
رقم القصيدة : 1873
-----------------------------------
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة...
و أرحت الشعب مما أثقله...
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء...
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
و عن سر العناء...
و لقاطعت جميع الأسئلة...
و قرأت البسملة...
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة...
العصر الإسلامي >> الأحوص >> أرسلتْ أمُّ جعفرٍ: لا تزرنا،
أرسلتْ أمُّ جعفرٍ: لا تزرنا،
رقم القصيدة : 18730
-----------------------------------
أرسلتْ أمُّ جعفرٍ: لا تزرنا،
لَيْتَ شِعْرِي بِالغَيْبِ مَنْ ذَا دَهَاهَا
أَأَتَاهَا مُحَرِّشٌ، بِنَمِيمٍ،
كاذبٌ ما أرادَ إلاَّ رداها
وما إنْ تجاوزتُ فجرَ الشبابْ
فأنتْ ، وقدْ غمرتها الدموعُ
رُوحي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> من حديث الشيوخ
من حديث الشيوخ(17/91)
رقم القصيدة : 18731
-----------------------------------
من حديث الشيوخ
وتطهرَ أروحنا في الحياة ِ
بنارِ الأسى ...
اللَّيْلِ، فِي تِلْكَ النَّوَاحي
وتلك الأغاني، وذاك النشيدْ ؟
بَعْدَ إضْرَامِ الكِفَاحِ
يسمعُ الأحزانَ تبكي
وقال ليَ الغابُ في رقَّة ٍ
سَعْيَ غَيْدَاءَ، رَدَاحِ
ألماً علمني كرهَ الحياة ْ
وتربدُّ تلكَ الوجوهُ الصباحُ
فَرَنَتْ نَحْوَ جَلاَلِ الكَوْ
وضياءٍ، وظلالٍ، ودجى ،
وهل ينطفي في النفوسِ الحنينُ
وانقِبَاضٍ، وانْشِرَاحِ
وفتنة َ هذا الوجودِ الأغَرْ"
والهمومْ
في دولة ِ الأَنْصَابِ والأَلقابِ"
أيامَ كانتْ للحياة ِ حلاوة ُ الروضِ المطيرْ
غُدُوٍ، وَرُوَاحِ
من الكون ـ وهو المقيم الأبيدْ ـ ؟
أخرسَ العصفورَ عني،
يَهْجَعُ الكَوْنُ، في طمأنينة ِ الْعُصْـ
نِ، جَوْنَاءُ اللِّيَاحِ
نظامٌ، دقيقٌ، بديعٌ، فريدْ
ههنا، تمشي الأماني، والهوى ،
والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيدْ
ولولا شقاءُ الحياة ِ الأليمِ
وبدرٌ يضيءُ ، وغيمٌ يجودْ ؟
ضمَّتِ الميْتَ تلكَ الحُفرْ"
وسلامهْ
"ظمئتُ إلى الكون! أين الوجودُ
نَحْوَ رَبّاتِ الجَنَاحِ
كأنّ صدَاها زئيرُ الأسودْ
فَاحْتَسَتْ خَمْرَ نَدَى الدَّا
لوعة ُ اليومِ، فتبكي وتئنُّ
لشقاها
إنَّمَا الدَّهْرُ وَمِيثَا
كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شرودْ
ـسِ فِي العَرْشِ الفُسَاحِ
وعيشٍ، غضيرٍ، رخيٍّ، رغيدْ ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> والضَّجَرْ
والضَّجَرْ
رقم القصيدة : 18732
-----------------------------------
والضَّجَرْ
أيُّ طَيْر
لَيْتَ شِعْري!
يَسْمَعُ الأَحْزَانَ تَبْكِي
وذا جنونٌ ، لعمري، كلهُ جزعٌ
حَاكُوا لَكُمْ ثَوْبَ عِزٍّ
فَأَرى صَوْتي فَرِيدْ!
يهيجُ فيها غبارا
تبقي الأديبَ حمارا
قد كبلَ القدرُ الضاري فرائسهْ
فما استطاعوا له دفعاً، ولا حزروا
لا يعرفُ المرءُ منها
ليلاً رأى أمْ نهارا
يخالُ كلَّ خيالٍ
ـنوى قلى ً، وصغارا
لبستم الجهلَ ثوباً(17/92)
تخذتموهُ شعارا
كَالكَسِيرْ؟
قطنتمُ الجهلَ دارا ؟
لَسْتُ أدري
خلعتموهُ احتقارا
يا ليتَ قومي أصاخوا
لما أقولُ جهارا
وَأَعْقَبَتْهُمْ خُمَارا
كالموتِ، لكنْ إليها الوردُ والصدرُ
يا شعرُ! أسمعتَ لكنْ
فلا تبالِ إذا ما
أعطوا نداكَ ازورارا
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا
ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا
رقم القصيدة : 18733
-----------------------------------
ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا
دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ
شعري نفاثة ُ صدري
يُهِيجُ فيها غُبارا
لولاهُ ما انجابَ عني
يَخَالُ كُلَّ خَيَالٍ
أيامُهُ بضياءِ الفجرِ والشفقِ
ولا وجدتُ اكتئابي
ولا وجدتُ سروري
غردْ، ففي قلبي إليكَ مودة ٌ
لكنْ مودة ُ طائرٍ مأسورِ
لِلْجَهْلِ في الجوِّ نَارا
لولاهُ ما سمعتْ في الكونِ أغنية ٌ
دُونَ أَنْ تَبْلَعَ النُّفُو
لا أنظمُ الشعرَ أرجو
به رضاءَ الأمير
نَسَباً صَارَ مُعْرِقا
سوى حقيرِ الرزايا
يرفُّ فيه مقالي
منْ خافقاتِ خيالي
أبدا ولا الأملُ المجنحُ منشداً
لَبِسْتُم الجَهْلَ ثَوْباً
فوقها يرقصُ الغرامُ، ويلهو
ويغني في نشوة ٍ ودلالِ
يهتاجني صوتُ الطيورِ ، لأنَّه
متدفقُ بحرارة ٍ وطهورِ
نحن نحيا في جنة ٍ منْ جنانِ السحرِ
في عالمٍ بعيدٍ...، بعيدِ ...
وَدِمَائي تخلَّقا
يا شعرُ ! أنتَ ملاكي
وطارفي، وتلادي
بَذَرَ الحُبُّ بَذْرَهُ
يَرقُبُ البَدْرَ جَفْنُهُ
وأنتَ نعمَ مرادي
متوحداً بعواطفي، ومشاعري،
سَرَى ، تَسَرْبَلَ فَارا
إنّّ في ثغرنا رحيقاً سماوياً
بَرْقُ غَيْمٍ تَألَّقا
يَا قَوْمُ مَا لِي أَرَاكُمْ
ذا همة ٍ كثيرَ الرمادِ
تَتْلُو سَحَاباً رُكَاماً
يَا شِعْرُ! أسْمَعْتَ لكِنْ
موتُ يثيرُ الشقاءْ
ثَغْرُهُ مِنْ عُقُودِهِ
وَدُمُوعِي تَنَسَّقَا
هَامَ فِي العَيْنِ غَرْبُهُ
أنتَ في الكونِ قوة ٌ، لم تسها
ماذا أودُّ من المدينة ِ، وهيَ مر
تادٌ لكلِّ دعارة ٍ وفجورِ ؟
خَلَعْتُمُوهُ احتِقَارا(17/93)
ذرفتهُ أجفانُ الصباحِ مدامعاً
ألاقة ً، في دوحة ٍ وزهورِ ...
أَبْقَوا سَمَاءَ المَعَالي
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
رقم القصيدة : 18734
-----------------------------------
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى
خراباً، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ !
ما قدسَ المثلَ الأعلى وجملهُ
عوائدُ تُحيي في البلاد نوائباً
تَضُجُّ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ
وغام الفضا فأينَ بروقكْ ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ
وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ
" وأجبني فدتْكَ نفسيَ ـ ماذا ؟
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ
فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ
حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا !
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً
في كفها، الغارُ أو في كفها العدمُ "
وغادة ُ الحبِّ ثكلى ، لا تغنيني
فمنْ تألمَ لمْ ترحمْ مضاضتهُ
وسحاباً منَ الرؤى ، يتهادى
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي
تَقُول واللَّيل سَاجٍ
" واقطفِ الوردَ من خدودي، وجيدي
يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها،
صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ
عبقرُّ السحرِ، ممراحٌ وديعٌ في سماهْ
وانسَ في الحياة َ ..، فالعمرُ قفرٌ،
مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
ـي مسراتها، ويبقي أساها
كَمْ قُلُوبٍ تَفَطَّرَتْ
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ:
نَ بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"
ليتني لم يعانقِ الفجْرُ أحلامي،
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها
والقبرُ مصغٍ إليها:
نحوَ السماءِ، وها أنا في الأرضِ تمثالُ الشجونْ
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ
في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ
جفتْ به أمواجُ ذياك الغرامِ الآفلِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
رقم القصيدة : 18735
-----------------------------------(17/94)
أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
إلا برايا، شقية ً ، مجنونهْ
على الوجود حياتُهْ
سِ منَ الشرِّ، كيْ تجنَّ جنونهْ
مانُ صَوْبَ البَلايا؟!"
أصبحَ الحسنُ لعنة ً، تهبط الأر
وِهِ، وَفَرْطِ وُلُوعِهْ
وشقيٍّ، طافَ المدينة َ، يستجـ
ـدي ليحيا، فخيبوه احتقارا
في ظُلْمَة ِ اللَّيل فَاضَتْ
وشعوبٍ ضعيفة ٍ، تتلظى
في جحيمِ الآلامِ عاماً فعاما
وفتاة ٍ حسبتها معبدَ الحبِّ ،
يَا لاَبْتِسَامة ِ قَلْبٍ
رصْفَ الصَّفَائِح دونَهْ
"يا دهرُ! رفقاً! فإنَّ القُـ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> نحنُ نمشي، وحولنا هاته الأكـ
نحنُ نمشي، وحولنا هاته الأكـ
رقم القصيدة : 18736
-----------------------------------
نحنُ نمشي، وحولنا هاته الأكـ
ـوانُ تمشي ...، لكنْ لأية ِ غايهْ ؟
هاته، يا فؤادُ إنَّا غَريبا
هاتهِ فالظلام حولي كثيفٌ
بين الخرائبِ يُمسِي
أنتَ جبلتَ بين جنبيّ قلباً
سرمديّ الشعورِ والإنتباهِ
ويرى الأعشابَ وقدْ سمقتْ
بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ويرى الأعشابَ وقدْ سمقتْ
بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ويرى الأعشابَ وقدْ سمقتْ
بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ثمَّ لما حصدتُ لمْ أجنِ إلا
الشوكَ ، ما ترى فعلتُ ؟ إلهي !
ثمَّ لما حصدتُ لمْ أجنِ إلا
الشوكَ ، ما ترى فعلتُ ؟ إلهي !
ثمَّ لما حصدتُ لمْ أجنِ إلا
الشوكَ ، ما ترى فعلتُ ؟ إلهي !
يا إله الوجود ! ما لكَ لا ترثي
لحزنِ المعذبِ الأواه ؟
يا إله الوجود ! ما لكَ لا ترثي
لحزنِ المعذبِ الأواه ؟
ثمَّ لما حصدتُ لمْ أجنِ إلا
الشوكَ ، ما ترى فعلتُ ؟ إلهي !
يا إله الوجود ! ما لكَ لا ترثي
لحزنِ المعذبِ الأواه ؟
جفَّ سحرُ الحياة ِ، يا قلبيَ البا
إنَّ الدُّهورَ البَواكي
يرددهُ حزننا في سكونٍ
على قبرنا، الصامتِ المطمئنْ
وزرعتُ الأحلامَ في قلبيَ الدا
مي، ولا أستطيعُ حتّى بكاها؟
ثمَّ لما حصدتُ لمْ أجنِ إلا
الشوكَ ، ما ترى فعلتُ ؟ إلهي !
مَ واليأسَ، والأسى ، حيثُ شِينا(17/95)
ـهم، ويرنو لهم بعطفٍ إلهي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً
حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً
رقم القصيدة : 18737
-----------------------------------
حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً
بالجزعِ بين أذاخرٍ وحراءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها عِشاءً، إذْ رَأَتْ
نُزَهَ المَكَانِ وَغَيْبَة َ الأَعْدَاءِ
في رَوْضة ٍ يَمّمْنَهَا مَوْلِيَّة ٍ
مَيْثَاءَ رَابِيَة ٍ بُعَيْدَ سَماءِ
في ظِلِّ دَانِيَة ِ الغُصُونِ وَرِيقَة ٍ
نَبَتَتْ بأَبْطَحَ طَيِّبِ الثَّرياءِ
وكأنّ ريقتها صبيرُ غمامة ٍ
بردت على صحوٍ بعيدَ ضحاء:
ليتَ المغيري العشية َ أسعفتْ
دارٌ بهِ، لتقاربِ الأهواءْ
إذ غابَ عنا منْ نخافُ، وطاوعتْ
أرضٌ لنا بلذاذة ٍ وخلاء
قلتُ: اركبوا نزرِ التي زعمتْ لنا
أن لا نباليها كبيرَ بلاءِ
بينا كذلكَ، إذ عجاجة ُ موكبٍ،
رَفَعُوا ذَمِيلَ العِيسِ بِالصَّحْرَاءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها کنْظري ها، مَنْ أُولَى
وتأملي منْ راكبُ الأدماء؟
قَالتْ أَبُو الخَطَّاب أَعْرِفُ زِيَّهُ
وَرَكُوبَهُ لا شَكَّ غَيْرَ خَفَاءِ
قَالَتْ وَهَلْ قَالَتْ نَعَمْ فَکسْتَبْشِري
ممن يحبُّ لقيه، بلقاء
قالت: لقد جاءتْ، إذاً، أمنيتي،
في غيرِ تكلفة ٍ وغيرِ عناء
مَا كُنْتُ أَرْجُو أَن يُلِمَّ بأَرْضِنَا
إلا تمنيهُ، كبيرَ رجاء
فإذا المنى قد قربتْ بلقائه،
وأجابَ في سرٍّ لنا وخلاء
لما تواقفنا وحييناهما،
رَدَّتْ تَحِيَّتَنا عَلَى کسْتِحْيَاءِ
قلنَ: انزلوا فتيمموا لمطيكمْ
غيباً تغيبهُ إلى الإماء
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا قُضَاة َ العِبَادِ إنَّ عَلَيْكُمْ
يا قُضَاة َ العِبَادِ إنَّ عَلَيْكُمْ
رقم القصيدة : 18738
-----------------------------------
يا قُضَاة َ العِبَادِ إنَّ عَلَيْكُمْ
في تُقَى رَبِّكُمْ وَعَدْلِ القَضاءِ
أنْ تجيزوا وتشهدوا لنساءٍ،
وَتَرُدُّوا شَهادَة ً لِنَساءِ(17/96)
فانظروا كلّ ذاتِ بوصٍ رداحٍ،
فأجيزوا شهادة َ العجزاء
وَارْفُضُوا الرُّسْحَ في الشَّهَادَة ِ رَفْضاً
لا تُجِيزُوا شَهَادَة َ الرَّسْحَاءِ
ليتَ للرسحِ قرية ً هنّ فيها،
ما دعا اللَّهَ مسلمٌ بدعاء
ليسَ فيها خلاطهنّ سواهنّ،
بِأَرْضٍ بَعَيدَة ٍ وَخَلاءِ
عجلَ اللهُ قطهنّ، وأبقى
كلّ خودٍ خريدة ٍ قباء
تعقدُ المرطَ فوقَ دعصٍمن
الرّمْلِ عَرِيضٍ قَدْ حُفَّ بالأَنْقَاءِ
ولحى الله كلَّ عفلاءَ زلاءَ،
عَبوساً قَدْ آذنتْ بِالبَذاءِ
صرصرٍ سلفعٍ رضيعة ِ غولٍ،
لم تزلْ في شصيبة ٍ وشقاء
وبنفسي ذواتُ خلقٍ عميمٍ،
هُنَّ أَهْلُ البَها وأَهْلُ الحَياءِ
قَاطِنَاتٌ دورَ البَلاطِ كِرَامٌ
لَسْنَ مِمَّنْ يَزورُ في الظَّلْماءِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ
مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ
رقم القصيدة : 18739
-----------------------------------
مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ
رَائِحاتٍ مِنْ قُباءِ
زمراً نحوَ المصلى
مُسْرعاتٍ في خَلاءِ
فتعرضتُ، وألقيتُ
جلابيبَ الحياء
وقديماً كانَ عهدي،
وَفُتُوني بِالنِّساءِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الولد
الولد
رقم القصيدة : 1874
-----------------------------------
رئيسنا كان صغيراً، و ا نفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
تبحث في كل البلد.
قيل لها لا تجزعي
فلن يضِلّ للأبد.
إن كان مفقود ك هذا طاهرا
وابن حلال.. فسيلقاه أحد.
صاحت: إذن.. ضاع الولد!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صرمتْ حبلكَ البغومُ، وصدتْ
صرمتْ حبلكَ البغومُ، وصدتْ
رقم القصيدة : 18740
-----------------------------------
صرمتْ حبلكَ البغومُ، وصدتْ
عَنْكَ، في غَيْرِ رِيبَة ٍ، أَسْمَاءُ
وَکلْغَواني إذا رأَيْنَكَ كَهْلاً
كانَ فيهنّ عن هواكَ التواء
حبذا أنتِ يا بغومُ وأسما
ءُ، وعِيصٌ يَكُنُّنا وَخَلاءُ
وَلَقَدْ قُلْتُ لَيْلَة الجَزْلِ لَمّا
أَخْضَلَتْ رَيْطَتي عَلَيَّ السَّماءُ:(17/97)
لَيْتَ شِعْرِي وَهَل يَرُدّنّ لَيْتٌ،
هلْ لهذا عندَ الربابِ جزاء؟
كلُّ وصلٍ أمسى لديّ لأنثى
غيرها، وصلها إليها أداءُ
كُلُّ أنثى وإنْ دَنَتْ لِوِصالٍ،
أَو نَأَتْ، فَهْي لِلرَّبَابِ فِدَاءُ
فعدي نائلاً، وإن لم تنيلي،
إنَّما يَنْفَعُ المُحِبَّ الرَّجاءُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> راح صَحبي، وعاودَ القلب داءُ
راح صَحبي، وعاودَ القلب داءُ
رقم القصيدة : 18741
-----------------------------------
راح صَحبي، وعاودَ القلب داءُ
من حبيبٍ طِلابُه لي عَناءُ
حسنُ الرأي والمواعيدِ لا يلفى لشي
ءٍ مما يقولُ وفاء
مَنْ تَعَزَّى عَمّنْ يُحِبُّ، فإنّي
ليسَ لي ما حييتُ عنه عزاء
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّيا أُمَّ يَعْمَرا
حَيِّيا أُمَّ يَعْمَرا
رقم القصيدة : 18742
-----------------------------------
حَيِّيا أُمَّ يَعْمَرا
قبلَ شحطٍ منَ النوى
قُلْتُ: لا تُعْجِلُوا الرَّواح
فَقَالُوا: أَلا بَلَى
أَجْمَعَ الحَيُّ رِحْلَة ً،
ففؤادي كذي الأسى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ولقد دخلتُ الحيّ يخشى أهله،
ولقد دخلتُ الحيّ يخشى أهله،
رقم القصيدة : 18743
-----------------------------------
ولقد دخلتُ الحيّ يخشى أهله،
بَعْدَ الهُدُوءِ وَبَعْدَما سَقَطَ النَّدَى
فَوَجَدْتُ فيه حُرَّة ً قَدْ زُيِّنَتْ
بالحليِ تحسبهُ بها جمرَ الغضا
لما دخلتُ منحتُ طرفي غيرها
عَمْداً مَخَافَة أَنْ يُرَى رَيْعُ الهَوَى
كيما يقول محدثٌ لجليسهِ:
كذبوا عليها، والذي سمك العلى !
قَالَتْ لأَتْرَابٍ نَواعِمَ حَوْلَها
بِيضِ الوُجُوهِ خَرَائِدٍ مِثْلِ الدُّمَى :
بِکللَّهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ، حَدِّثْنَني
حقاً أما تعجبنّ من هذا الفتى
الداخلِ البيتَ الشديدَ حجابهُ،
في غير ميعادٍ، اما يخشى الردى ؟
فَأَجَبْتُها إنَّ المُحِبَّ مُعوَّدٌ
بلقاءِ من يهوى ، وإن خافَ العدى
فَنَعِمْتُ بالاً إذْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمُ(17/98)
وسقطتُ منها حيثُ جئتُ على هوى
بَيْضاءُ مِثْلُ الشَّمْسِ حِينَ طُلُوعِها
موسومة ٌ بالحسنِ، تعجبُ من رأى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ،
وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ،
رقم القصيدة : 18744
-----------------------------------
وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ،
ومن غلقٍ رهناً، إذا ضمهُ منى
ومنْ مالىء ٍ عينيهِ من شيءِ غيره،
إذا رَاحَ نَحْوَ الجَمْرَة ِ البيضُ كَالدُّمَى
يُسَحِّبْنَ أَذْيَالَ المُرُوطِ بِأَسْوَاقٍ
خدالٍ، وأعجازٍ مآكمها روى
أَوَانِسُ يَسْلُبْنَ الحليمَ فُؤَادَهُ
فيا طولَ ما شوقٍ ويا حسنَ مجتلى !
مَعَ اللَّيلِ قَصْراً رَمْيُها بِأَكُفِّها
ثلاثَ أسابيعٍ تعدُّ منَ الحصى
فلم أرَ كالتجميرِ منظرَ ناظرٍ،
وَلاَ كَلَيالي الحَجِّ أَفْلَتْنَ ذَا هَوَى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذكرتكِ يومَ القصرِ قصرِ ابنِ عامرٍ
ذكرتكِ يومَ القصرِ قصرِ ابنِ عامرٍ
رقم القصيدة : 18745
-----------------------------------
ذكرتكِ يومَ القصرِ قصرِ ابنِ عامرٍ
بخمٍّ، وهاجتْ عبرة ُ العين تسكبُ
فِظِلْتُ وَظَلَّتْ أَيْنَقٌ بِرِحَالِهَا
ضوامرُ، يستأنينَ أيانَ أركبُ
أُحَدِّثُ نَفْسي والأَحاديثُ جَمَّة ٌ،
وأَكْبَرُ هَمِّي والأَحاديثِ زَيْنَبُ
إذا طلعتْ شمسُ النهارِ ذكرتها،
وأحدثُ ذكراها إذا الشمسُ تغرب
وإنّ لها، دونَ النساءِ، لصحبتي
وحفظيَ والأَشْعَارَ، حِينَ أُشَبِّبُ
وإنَّ الذي يبغي رضاي بذكرها
إليَّ، وإعجابي بها، يتحبب
إذا خَلَجَتْ عَيْني أَقُولُ لَعَلَّها
لِرُؤْيَتِها تَهْتَاجُ عَيْني وَتَضْرِبُ
إذا خدرتْ رجلي أبوحُ بذكرها،
لِيَذْهَبَ عَنْ رِجْلي الخُدُورُ فَيَذهَبُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمْ تربعْ على الطللِ المريبِ،
ألمْ تربعْ على الطللِ المريبِ،
رقم القصيدة : 18746
-----------------------------------(17/99)
ألمْ تربعْ على الطللِ المريبِ،
عَفَا بَيْنَ المُحَصَّب فَالطَّلوبِ
بمكة َ دارساً درجتْ عليهِ،
خلافَ الحيّ، ذيلُ صباً دؤوب
فَأَقْفَرَ غَيْرَ مُنْتَضِدٍ وَنُؤي،
أجدَّ الشوقَ للقلبِ الطروب
كأنّ الربعَ ألبسَ عبقرياً
مِنَ الجَنْدِيِّ أَوْ بَزِّ الجَرُوبِ
كَأَنَّ مُقَصَّ رَامِسَة ٍ عَلَيْهِ
معَ الحدثانِ، سطرٌ في عسيبِ
لِنُعْمٍ إذْ تَعَاوَدَهُ هُيَامٌ
بِهِ أَعْيَا عَلَى الحاوي الطَّبيب
لعمرك، إنني، من دين نعمٍ،
لَكَالدَّاعي إلَى غَيْرِ المُجيب
وَمَا نُعْمٌ وَلَوْ عُلِّقْتُ نُعْماً
بجازية ِ النوالِ، ولا مثيبِ
وَمَا تَجْزِي بِقَرْضِ الوُدِّ نُعْمٌ
وَلاَ تَعِدُ النَّوَالَ إلَى قَرِيبِ
إذا نعمٌ نأتْ بعدتْ، وتعدو
عوادٍ أن تزارَ معَ الرقيب
وإنْ شطتْ بها دارٌ تعيا
عليه أمرهُ، بالَ الغريب
أُسَمّيها لِتَكْتَمَ بِاسْمِ نُعْمٍ
وَيُبْدي القَلْبُ عَنْ شَخْصٍ حَبِيبِ
وَأَكْتُمُ ما أُسَمّيها وَتَبْدو
شواكلهُ لذي اللبّ الأريب
فإما تعرضي عنا وتعدي
بِقَوْلٍ مُماذِقٍ مَلِقٍ كَذُوبِ
فَكَمْ مِنْ نَاصِحٍ في آلِ نُعْمٍ
عَصَيْتُ وَذِي مُلاَطَفَة ٍ نَسِيبِ
فَهَلاّ تَسْأَلي أَفْنَاءَ سَعْدٍ
وَقَدْ تَبْدُو التَّجَارِبُ لِلَّبِيبِ
سبقنا بالمكارمِ، واستبحنا
قُرَى ما بَيْنَ مَأْرِبَ فَالدُّرُوبِ
بِكُلِّ قِيَادِ سَلْهَبَة ٍ سَبُوحٍ
وَسَامي الطَّرْفِ ذي حُضُرٍ نَجِيبِ
وَنَحْنُ فَوَارِسُ الهَيْجا إذا ما
رئيسُ القومِ أجمعَ للهروب
نُقِيمُ عَلَى الخطوبِ فَلَنْ تَرَانَا
نشلُّ نخافُ عاقبة َ الخطوب
وَيَمْنَعُ سِرْبَنَا في الحَرْبِ شُمٌّ
مصاليتٌ، مساعرُ للحروب
ويأمنُ جارنا فينا وتلقى
فَوَاضِلُنا بِمُحْتَفَظٍ خَصِيبِ
ونعلمُ أننا سنبيدُ يوماً،
كَمَا قَدْ بَادَ مِنْ عَدَدِ الشُّعوبِ
فَنَجْتَنِبُ المَقَاذِعَ حَيْثُ كَانَتْ
وَنَكْتَسِبُ العَلاَءَ مَعَ الكَسُوبِ
ولو سئلتْ بنا البطحاءُ، قالت:(17/100)
هُمُ أَهْلُ الفَوَاضلِ والسُّيُوبِ
ويشرقُ بطنُ مكة حين نضحي
بِهِ وَمُنَاخُ وَاجِبَة ِ الجُنُوبِ
وأشعثَ إنْ دعوتَ، أجابَ وهناً،
عَلَى طُولِ الكَرَى وَعَلَى الدُّؤوبِ
وَكَانَ وِسَادَهُ أَحْنَاءُ رَحْل
عَلَى أَصْلاَبِ ذِعْلِبَة ٍ هَبوبِ
أقيمُ به سوادَ الليلِ نصاً،
إذا حُبَّ الرُّقادُ عَلَى الهَيُوبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَبِسَ الظَّلامَ إلَيْكَ مُكْتَتِماً
لَبِسَ الظَّلامَ إلَيْكَ مُكْتَتِماً
رقم القصيدة : 18747
-----------------------------------
لَبِسَ الظَّلامَ إلَيْكَ مُكْتَتِماً
خفراً لحاجة ِ آلفٍ صبِّ
لَمَعَتْ بِأَطْرَافِ البَنَانِ لَنَا
إنّا نُحاذِرُ أَعْيُنَ الرَّكْبِ
إرْجِعْ وَرَدِّدْ طَرْفَ تَابِعِنا
حتى يجددَ دارسُ الحبِّ
فَإذا شُخوصٌ كُنْتُ أَعْرِفُها
في المسك والأكباش والعصب
تَمْشي الضَّراءَ عَلى بَهِينَتِها
تَبْدو غَضَاضَتُها مِنَ الإتْبِ
قالت امامة ُ يومَ زورتها،
قولَ المؤاربِ غيرِ ذي عتبِ:
هذا الذي لجّ البعادُ به،
مَا كَانَ عَنْ رَأْيٍ وَلاَ لُبِّ
بَاعَ الصَّدِيق بِوُدِّ غَائِبَة ٍ
بالشامِ، في متمنعٍ صعبِ
لا تهلكيني في عذابكمُ،
فاللَّهُ يَعْلَمُ غَائِبُ القَلْبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا،
حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا،
رقم القصيدة : 18748
-----------------------------------
حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا،
ودعا الهمَّ شجوهُ فأجابا
فاستثارَ المَنْسيَّ مِنْ لوعة ِ الحُـ
بِّ، وأبدى الهمومَ والأوصابا
ذَاك مِنْ مَنْزِلٍ لِسَلْمَى خَلاءٍ
لابِسٍ مِن عَفائِهِ جِلْبَابَا
أعقبتهُ ريحُ الدبورِ، فما تنف
كّ منه اخرى تسوقُ سحابا
ظلتُ فيه، والركبُ حولي وقوف،
طَمَعاً أَنْ يَرُدَّ رَبْعٌ جَوَابا
ثانياً من زمام وجناءَ حرفٍ،
عَاتِكٍ، لَوْنُها يُخالُ خِضابا
تَرْجِعُ الصَّوْتَ بِالبُغَامِ إلى جَوْ
فٍ تناغي به الشعابَ الرغابا(17/101)
جدها الفالجُ الأشمُّ أبو البخ
ـتِ وَخَالاَتُهَا انْتُخِبْنَ عِرَابا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً أُمَّ زَيْدٍ
ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً أُمَّ زَيْدٍ
رقم القصيدة : 18749
-----------------------------------
ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً أُمَّ زَيْدٍ
وَالمَطَايَا بِالسَّهْبِ سَهْبِ الرِّكَابِ
فَاسْتَجِنَّ الفؤادُ شَوْقاً وَهَاجَ الشَّـ
ـوْقُ حُزْناً لِقَلْبِكَ المِطْرَابِ
وَبِذي الأَثْلِ مِنْ دُوَيْنِ تَبوكٍ
أقتنا، وليلة َ الأخرابِ
وبعمانَ طاف منها خيالٌ،
قُلْتُ أَهْلاً بِطَيْفِها المُنْتَابِ
هَجَرَتْهُ وَقَرَّبَتْهُ بِوَعْدٍ،
وتجنى لهجرتي واجتنابي
فَلَقَدْ أُخْرِجُ الأَوَانِسَ كالحُـ
وّ، بعيدَ الكرى أماَ القباب
ثُمَّ أَلْهو بِنِسْوَة ٍ خَفِرَاتٍ
بدنِ الخلقِ، ردحٍ، أتراب
بِتُّ في نِعْمَة ٍ وَبَاتَتْ وِسادي
ثنيُ كفٍّ حديثة ٍ بخضاب
ثُمَّ قُمْنَا لَمَّا تَجَلَّى لَنَا الصُّبْـ
حُ، نعفي آثارنا بالتراب
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المتهم
المتهم
رقم القصيدة : 1875
-----------------------------------
كنت أمشي في سلام...
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
لا أصيخ السمع
لا أنظر
لا أبلع ريقي...
لا أروم الكشف عن حزني...
و عن شدة ضيقي...
لا أميط الجفن عن دمعي.
و لا أرمي قناع الابتسام
كنت أمشي... و السلام
فإذا بالجند قد سدوا طريقي...
ثم قادوني إلى الحبس
و كان الاتهام...:
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلام
قبل عام...
ثم بعد البحث و الفحص الدقيق...
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
على جار صديقي...!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حيِّ الربابَ، وتربها
حيِّ الربابَ، وتربها
رقم القصيدة : 18750
-----------------------------------
حيِّ الربابَ، وتربها
أسماءَ، قبلَ ذهابها
إرْجِعْ إلَيْهَا بِالَّذي
قالتْ برجعِ جوابها
عرضتْ علينا خطة ً(17/102)
مشروقة ً برضابها
وتدللتْ عندَ العتا
بِ فَمَرْحَباً بِعِتَابِها
تبدي مواعدَ جمة ً،
وَتَضُنُّ عِنْدَ ثَوَابِهَا
ما نلتقي إلا إذا
نَزَلَتْ مِنًى بِقِبَابِها
في النَّفْرِ أَو في لَيْلَة ِ التَّحْـ
ـصيبِ عِنْدَ حِصَابِهَا
أزجرْ فؤادكَ إنْ نأتْ
وَتَعَزَّ عَنْ تَطْلاَبهَا
وَاشْعِرْ فُؤَادَكَ سَلْوَة ً
عَنْهَا وَعَنْ أَتْرَابِها
وَغَرِيرَة ٍ رُؤدِ الشَّبا
بِ النسكُ من أقرابها
حَدَّثْتُها فَصَدَقْتُها
وكذبتها بكذابها
وَبَعَثْتُ كَاتِمَة َ الحَدِيـ
ـثِ رفيقة ً بِخِطَابِها
وحشية ً إنسية ً
خراجة ً من بابها
فرقتْ، فسهلتِ المعا
رِضَ مِنْ سَبيلِ نِقَابِها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنَعَ النَّوْمُ ذِكْرُهُ
مَنَعَ النَّوْمُ ذِكْرُهُ
رقم القصيدة : 18751
-----------------------------------
مَنَعَ النَّوْمُ ذِكْرُهُ
مِنْ حَبيبٍ مُجَانِبِ
بعدما قيلَ قد صحا
عَنْ طِلابِ الحَبَائِب
وَبَدَا يَوْمَ أَعْرَضَتْ
صَفْحُ خَدٍّ وَحَاجَبِ
صَادَتِ القَلْبَ إذْ رَمَتْ
ذاتَ يوم المناصب
يَوْمَ قَالَتْ لِنِسْوَة ٍ
مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ
وَآنِساتٍ عَقَائِلٍ
كالظباءِ الربائب:
قُمْنَ عَنْهُ يَقُلْ بِحا
جتهِ أو يعاتب
فَتَوَلَّى نَوَاعِمٌ
مثقلاتُ الحقائب
فتأطرنَ ساعة ً،
في مناخِ الركائب
مِنْ عِشاءٍ حَتَّى إذا
غَابَ تالي الكَوَاكِبِ
قامَ يلحى ويستحثُّ
ـثُّ عَلَى المَكْثِ صاحِبي
قالَ: أصبحتَ فانقلبْ
مُنْجِداً غَيْرَ خائبِ
وکنْقَضَى اللَّيْلُ كُلُّهُ
تلكَ إحدى المصائب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طالَ لَيْلي وَتَعَنَّاني الطَّرَبْ
طالَ لَيْلي وَتَعَنَّاني الطَّرَبْ
رقم القصيدة : 18752
-----------------------------------
طالَ لَيْلي وَتَعَنَّاني الطَّرَبْ
واعتراني طولُ همٍّ ونصبْ
أرسلتْ أسماءُ في معتبة ٍ،
عَتَبَتْها وَهْيَ أَهْوَى مَنْ عَتَبْ
فأجابت رقبتي، فابتسمتْ(17/103)
عَنْ شَتيتِ اللَّوْنِ صافٍ كَالثَّغَبْ
أن أتى منها رسولٌ موهناً،
وجدَ الحيَّ نياماً فانقلب
ضَرَبَ البَابَ فَلَم يَشْعُرْ بِه
أَحَدٌ يَفْتَحُ عَنْهُ إذْ ضَرَبْ
فَأَتَاها بحديثٍ غَاظَها
شَبَّهَ القولَ عَلَيْها وَكَذَبْ
قال: أيقاظٌ، ولكنْ حاجة ٌ
عرضتْ، تكتمُ عنا، فاحتجب
ولعمداً ردني، فاجتهدتْ
بِيَمينٍ حَلْفَة ً عِنْدَ الغَضَبْ
أُشْهِدُ الرِّحْمَنَ لا يَجْمَعُنَا
سَقْفُ بَيْتٍ رَجَباً حَتَّى رَجَبْ
قلتُ: حلاًّ، فاقبلي معذرتي،
ما كذا يجزي محبٌّ من أحب
إنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضَا،
فاقبلي يا هندُ، قالتْ: قد وجب
وَأَتَتْهَا طَبَّة ٌ مُحْتَالَة ٌ،
تمزجُ الجدَّ مراراً باللعب
ترفعُ الصوتَ إذا لانتْ لها،
وتُراخي عندَ سَوْرَات الغَضَبْ
وهي، إذ ذاك، عليها مئزرٌ
ولها بيتُ جوارٍ من لعب
لم تزلْ تصرفها عن رأيها،
وَتَأَتَّاها بِرفْقٍ وَأَدَبْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أنى تذكرَ زينبَ القلبُ،
أنى تذكرَ زينبَ القلبُ،
رقم القصيدة : 18753
-----------------------------------
أنى تذكرَ زينبَ القلبُ،
وَطِلاَبُ وَصْلِ غَرِيرَة ٍ شَغْبُ
ما رَوْضَة ٌ جَادَ الرَّبيعُ لها
مولية ٌ، ما حولها جدب
بألذّ منها، إذْ تقولُ لنا
سِرَّاً أَسِلْمٌ ذاكَ أَمْ حَرْبُ
لا الدَّارُ جَامِعَة ٌ وَلَوْ جَمَعَتْ
ما زَالَ يعْرِضُ دونَها خَطْبُ
أهجرتنا؟ ثمّ اعتللتِ لنا،
ولقد نرى أنْ ما لنا ذنب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طَالَ لَيْلي وکعْتَادَني أَطْرابي
طَالَ لَيْلي وکعْتَادَني أَطْرابي
رقم القصيدة : 18754
-----------------------------------
طَالَ لَيْلي وکعْتَادَني أَطْرابي
وتذكرتُ باطلي في شبابي
وتذكرتُ من رقية َ ذكراً
قد مضى دارساً على الأحقاب
إنَّ وَجْدي بِقُرْبِكُمْ أُمَّ عَمْرٍو
مثلُ وجدِ الصدي ببرد الشراب
سلمَ اللهُ ألفَ ضعفٍ عليكم،
مثلَ ما قلتمُ لنا في الكتاب(17/104)
عَدَدَ التُّرْبِ والحِجَارَة ِ والنَّقْـ
ـبِ مِنع الأرْضِ سَهْلِها والظِّرابِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لمن نارٌ، قبيلَ الصب
لمن نارٌ، قبيلَ الصب
رقم القصيدة : 18755
-----------------------------------
لمن نارٌ، قبيلَ الصب
ـحِ عِنْدَ البَيْتِ ما تَخْبُو
إذا ما أوقدتْ، يلقى
عَلَيْهَا المَنْدَلُ الرَّطْبُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَجَّ قَلْبي في التَّصابي
لَجَّ قَلْبي في التَّصابي
رقم القصيدة : 18756
-----------------------------------
لَجَّ قَلْبي في التَّصابي
وکزْدَهَى عَنِّي شَبابي
وَدَعاني لِهَوَى هِنْـ
فؤادٌ غيرُ ناب
قلتُ لما فاضتِ العي
ـنانِ دَمْعاً ذا کنْسِكَابِ
إنْ جَفَتْني اليَوْمَ هِنْدٌ
بَعْدَ وُدٍّ وکقْتِرَابِ
فَسَبِيلُ النَّاسِ طُرّاً
لفناءٍ وذهاب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرقتُ فلم أنمْ طربا،
أرقتُ فلم أنمْ طربا،
رقم القصيدة : 18757
-----------------------------------
أرقتُ فلم أنمْ طربا،
وبتُّ مسهداً نصبا
لطيفِ أحبِّ خلقِ اللهِ
ـهِ إنْسَانَاً وَإنْ غَضِبا
إلى نَفْسي وَأَوْجَهِهِمْ
وإن أمسى قد احتجبا
وصرمّ حبلنا ظلماً،
لِبَلْغَة ِ كاشِحٍ كَذِبَا
فلم أرددْ مقالتها،
وَلَمْ أَكُ عَاتِباً عَتَبَا
ولكن صرمتْ حبلي،
فَأَمْسَى الحَبْلُ مُنْقَضِبَا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> راعَ الفؤادَ تفرقُ الأحبابِ،
راعَ الفؤادَ تفرقُ الأحبابِ،
رقم القصيدة : 18758
-----------------------------------
راعَ الفؤادَ تفرقُ الأحبابِ،
يَوْمَ الرَّحِيلِ فَهَاجَ لي أَطْرَابي
فَظَلِتُ مُكْتَئِباً أُكَفْكِفُ عَبْرَة ً
سَحَّاً تَفِيضُ كَوَاشِلِ الأَسْرَابِ
لما تنادوا للرحيلِ، وقربوا
بُزْلَ الجِمَالِ لِطِيَّة ٍ وَذَهَابِ
كادَ الأسى يقضي عليكَ صبابة ً،
وَالْوَجْهُ مِنْكَ لِبَيْنِ إلْفِكَ كَابِ(17/105)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَقولونَ: إنِّي لَسْتُ أَصْدُقُكِ الهَوَى
يَقولونَ: إنِّي لَسْتُ أَصْدُقُكِ الهَوَى
رقم القصيدة : 18759
-----------------------------------
يَقولونَ: إنِّي لَسْتُ أَصْدُقُكِ الهَوَى
وإني لا أرعاكِ حين أغيبُ
فما بالُ طرفي عفّ عما تساقطتْ
لَهُ أَعْيُنٌ مِنْ مَعْشَرٍ وَقُلوبُ
عشية َ لا يستنكرُ القومُ أن يروا
سفاهَ حجى ً ممن يقالُ لبيبُ
تروحَ يرجو أن تحطّ ذنوبهُ،
فآبَ وقد زادت عليهِ ذنوب
وما النسكُ أسلاني، ولكنّ، للهوى
عَلَى العَيْنِ مِنِّي والفُؤَادِ رَقيبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الهارب
الهارب
رقم القصيدة : 1876
-----------------------------------
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ...
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ...
يحيط بي في منزلي
يرصدني في عملي
يتبعني في الدربْ...
ففي بلاد العرب
كلّ خيالٍ بدعةٌ
و كل فكرٍ جنحةٌ
و كل صوت ذنبْ...
هربت للصحراء من مدينتي
و في الفضاء الرحبْ...
صرخت ملء القلبْ...
إ لطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ...
إ لطف بنا يا ربْ...
سكتُّ... فارتد الصدى:
خسئت يا ابن الكلبْ...!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنْ لِعَيْنِ تُذْري مِنَ الدَّمْعِ غَرْبَا،
مَنْ لِعَيْنِ تُذْري مِنَ الدَّمْعِ غَرْبَا،
رقم القصيدة : 18760
-----------------------------------
مَنْ لِعَيْنِ تُذْري مِنَ الدَّمْعِ غَرْبَا،
مُعْمَلٍ جَفْنُها اخْتِلاجاً وَضَرْبا
مُعْمَلٍ جَفْنُها لِذُكْرَة ِ إلْفٍ
زَادَهُ الشَّوْقُ والصَّبابَة ُ كَرْبا
لَوْ شَرَحْتِ الغَدَاة َ، يا هِنْدُ، صَدْري
لَمْ تَجِدْ لي يَدَاكِ، يا هِنْدُ، قَلْبا
فَکعْذِريني إنْ كُنْتُ صَاحِبَ عُذْرٍ
واغفري لي إن كنتُ أذنبتُ ذنبا
لَوْ تَحَرَّجْتِ أَوْ تَجَرَّمْتِ مِنِّي
ما تباعدتِ كلما ازددتُ قربا
فَصِلي مُغْرَماً بِحُبِّكِ، قَدْ كا
نَ، عَلَى ما أَوْلَيْتِهِ، بِكِ صَبّا(17/106)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذَكَرَ القَلْبُ ذُكْرَة ً
ذَكَرَ القَلْبُ ذُكْرَة ً
رقم القصيدة : 18761
-----------------------------------
ذَكَرَ القَلْبُ ذُكْرَة ً
من نساءٍ غرائبِ
خُدَّلِ السّوقِ رِجَّحٍ
نَاعِمَاتِ الحَقَائِبِ
ربّ لهوٍ لهوته
بِجَوارٍ رَبَائِبِ
لَيْسَ في ذَاكَ مَحْرَمٌ
وإلهِ المغاربِ
غير أنا نشفي الصدو
رَ بذروِ التعاتبِ
قلتُ، لما لقيتها:
مرحباً بالمجانبِ!
أنعمَ اللهُ بالحبي
ـبِ القَرِيبِ، المُعَاتِبِ
أنتِ أشهى إليّ منْ
صربِ مزنِ السحائبِ
إنما أنتِ ظبية ٌ،
من إكامٍ عشائب
أو هلالٌ بدا لنا
وَسْطَ زُهْرِ الكَوَاكِبِ
ليتَ لي من طلابكمْ
أنني لم أطالب
خلتي، لو بكمْ كما
بي، إذاً لم نراقب
في هوانا من غشكمْ،
بحديثِ الكواذب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خذي حدثينا يا قريبُ التي بها
خذي حدثينا يا قريبُ التي بها
رقم القصيدة : 18762
-----------------------------------
خذي حدثينا يا قريبُ التي بها
أَهِيمُ فَمَا تَجْزي وَمَا تَتَحَوَّبُ
أُشَوَّق أَنْ تَنْأَى بِنَائِلَة ِ النَّوَى
وهل ينفعني قربها لو تقربُ؟
فَإنْ تَتَقَرَّبْ يُسْكِنِ القَلْبَ قُرْبُها
كما النأيُ منها محدثُ الشوق منصب
فهل تجزيني أمُّ بشرٍ بموقفي
عَلَى النَّخْلِ يَوْمَ البَيْنِ وَالعَيْنُ تَسْكُبُ
وإني لها مسلمٌ مسالمُ سلمها،
عدوٌّ لمن عادتْ بها الدهرَ معجب
أَبيني کبْنَة َ التَّيْمِيِّ فِيمَ تَبَلْتِهِ
عشية َ لفّ الهاجمينَ المحصب
خذي العقلَ، أو مني، ولا تمثلي به،
وَفي العَقْلِ دون القَتْل لِلوِتْر مَطْلَبُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَبيتُنا جانِبُ البَطْحاءِ مِنْ شَرَفٍ،
مَبيتُنا جانِبُ البَطْحاءِ مِنْ شَرَفٍ،
رقم القصيدة : 18763
-----------------------------------
مَبيتُنا جانِبُ البَطْحاءِ مِنْ شَرَفٍ،
لِحَافُنَا دونَ وَقْعِ القَطْرِ جِلْبَابُ
مبطنٌ بكساءِ القزِّ، ليسَ لنا(17/107)
إلاَّ الوَلِيدَة َ وَالنَّعْلَيْنِ أَصْحَابُ
ثُمَّ المَطِيَّة ُ بِالبَطْحاءِ يَضْرِبُها
واهي العُرَى مِنْ نَجاءِ الدَّلْوِ سَكَّابُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَلِيلَيَّ، عوجا حَيِّيا اليَوْمَ زَيْنَبا
خَلِيلَيَّ، عوجا حَيِّيا اليَوْمَ زَيْنَبا
رقم القصيدة : 18764
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ، عوجا حَيِّيا اليَوْمَ زَيْنَبا
وَلا تَتْرُكاني صَاحِبَيَّ وَتَذْهَبا
إذا ما قضينا ذاتَ نفسٍ مهمة ٍ
إليها وقرتْ بالهوى العينُ فاركبا
أقول لواشٍ سالني، وهو شامتٌ،
سعى بيننا بالصرمِ حيناً، وأجلبا
سؤالَ امرىء ٍ يبدي لنا النصحَ ظاهراً،
يُجنُّ خِلاَلَ النُّصْحِ غِشَّا مُغَيَّبا
على العهدِ سلمى كالبريءِ وقد بدا
لنا، لا هداه الله، ما كان سببا
نَعاني لَدَيْهَا بَعدما خِلْتُ أَنَّهُ
له الويل! عن نعتي لديها قد اضربا
فَإنْ تَكُ سَلْمَى قَدْ جَفَتْني وَطَاوَعَتْ
بعاقبة ٍ بي، منْ طغى وتكذبا
فقدْ باعدتْ نفساً عليها شفيقة ً،
وقلباً عصى فيها المحبَّ المقربا
ولست، وإن سلمى تولتْ بودها،
وأصبحَ باقي الودّ منها تقضبا
بِمُثْنٍ سِوَى عُرْفٍ عَلَيْهَا فَمُشْمِتٍ
عُدَاة َ بِهَا حَوْلي شُهودا وَغُيَّبا
سوى انني لابدّ إن قال قائلٌ،
وذو اللبِّ قوالٌ إذا ما تعتبا
فلا مرحباً بالشامتين بهجرنا،
وَلاَ زَمَنٍ أَضْحَى بِنا قَدْ تَقَلَّبا
وما زالَ بي ما ضمنتني من الجوى ،
وَمِنْ سَقَمٍ أَعْيَا عَلَى مَنْ تَطَبَّبا
وَكَثْرَة ِ دَمْعِ العَيْنِ، حَتَّى لَوَ انَّني
يراني عدوٌّ شامتٌ لتحوبا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما بالُ قلبكَ عادهُ أطرابهُ،
ما بالُ قلبكَ عادهُ أطرابهُ،
رقم القصيدة : 18765
-----------------------------------
ما بالُ قلبكَ عادهُ أطرابهُ،
وَلِدَمْعِ عَيْنِكَ مُخْضِلاً تَسْكَابُهُ
ذكرى تذكرها: الربابُ، وهمهُ،
حتى يغيبَ في الترابِ، ربابهُ(17/108)
قالت لنائلة َ: اذهبي قولي لهُ،
إن كانَ أجمعَ رحلة ً أصحابه،
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ قد صحا وانابا،
أصبحَ القلبُ قد صحا وانابا،
رقم القصيدة : 18766
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ قد صحا وانابا،
هَجَرَ اللَّهْوَ وَالصِّبَا والرَّبَابا
كُنْتُ أَهْوَى وِصَالَهَا فَتَجَنَّتْ
ذَنبَ غَيْرِي فَمَا تَمَلُّ العِتَابَا
فتعزيتُ عن هواها لرشدي
حينَ لاحَ القذالُ مني فشابا
بَعَثَتْ لِلْوِصَالِ نَحْوِي وَقَالَتْ:
إنَّ لِلَّهِ دَرَّهُ، كَيْفَ تَابَا؟
منْ رسولٌ إليه يعلمُ حقاً،
أَجْمَعَ اليَوْمَ هِجْرَة ً وَکجْتِنَابا؟
إنْ لَمَ کصْرِفْهُ لِلَّذي قَدْ هَوَيْنَا
عَنْ هَوَاهُ فَلاَ أَسَغْتُ الشَّرابا
بَعَثَتْ نَحْوَ عَاشِقٍ غَيْرِ سالٍ
معْ ثوابٍ، فلا عدمتُ ثوابا
بحديثٍ فيه ملامٌ لصبٍّ،
موجعِ القلبِ، عاشقٍ، فأجابا
فأتاها للحينِ يعدو سريعاً،
وَعَصَى في هَوَى الرَّبابِ الصِّحابا
كنتُ أعصي النصيحَ فيكِ منال
ـوجدِ، وَأَنْهَى الخَلِيلَ أَنْ يَرْتَابَا
فابتليتُ الغداة َ منه بشيءٍ
سلّ جسمي، وعدتُ شيئاً عجابا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما عَلَى الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْن لَوْ بَيّـ
ما عَلَى الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْن لَوْ بَيّـ
رقم القصيدة : 18767
-----------------------------------
ما عَلَى الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْن لَوْ بَيّـ
ـنَ رَجْعَ التَّسلِيمِ أَوْ لَوْ أَجابا
فإلى قصر ذي العشيرة فالطا
ئف أمسى من الأنيس يبابا
موحِشاً بَعْدَما أَراهُ أَنيساً
من أناسٍ يبنونَ فيه القبابا
أصبحَ الربعُ قد تغيرَ منهم،
وأجالتْ به الرياحُ الترابا
فتعفى من الرباب، فأمسى القل
بُ في إثرها عميداً مصابا
وبما قد أرى به حيَّ صدقٍ
كاملي العيش نعمة ً وشبابا
وحساناً، جوارياً، خفراتٍ،
حَافِظَاتٍ عِنْدَ الهَوَى الأَحْسَابَا
لا يكقرنَ في الحديث، ولا يت
بعنَ، ينعقنَ بالبهام، الظرابا(17/109)
طَيِّباتِ الأَرْدَانِ والنَّشْرِ عَيناً
كمها الرمل، بدناً، أترابا
إذ فؤادي يهوى الربابَ ويأبى ، الده
ـرَ حَتَّى المَمَاتِ، يَنْسَى الرَّبابا
ضربتْ دونيَ الحجابَ، وقالتْ
في خفاءٍ، فما ععيتُ جوابا
قد تنكرتَ للصديق، وأظهر
تَ لَنَا اليَوْمَ هِجْرَة ً وکجْتِنَابا
قُلْتُ: لا بَلْ عَداكِ واشٍ فَأَصْبَحـ
ـتِ نَواراً ما تَقْبلينَ عِتَابا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وآخر عهدي بالرباب مقالها:
وآخر عهدي بالرباب مقالها:
رقم القصيدة : 18768
-----------------------------------
وآخر عهدي بالرباب مقالها:
أَلَسْتَ تَرَى مَنْ حَوْلَنا فَتَرَقَّبا
مِنَ الضَّوْءِ والسُّمّارِ فيهِمْ مُكَذِّبٌ
جريءٌ علينا أن يقولَ فيكذبا
فقلتُ لها: في الله والليلِ ساترٌ،
فلا تشعبي إن تسألي العرف مشعبا
فصدتْ وقالت: بل تريد فضيحتي،
فأحببْ إلى قلبي بها متغضبا!
وباتتْ تفاتيني لعوبٌ، كأنها
مهاة ٌ تراعي بالصرائم ربربا
فلما تقضى الليلُ، إلا أقله،
وَأَعْنَقَ تالي نَجْمِهِ فَتَصَوَّبا
وقالتْ تكفتْ: حان من عين كاشحٍ
هبوبٌ، وأخشى الصبحَ أن يتصوبا
فَجِئْتُ مجوداً بالْكَرَى بَاتَ سَرْجُهُ
وساداً له، ينحاشُ أن يتقلبا
فَقُلْتُ لَهُ أَسْرِجْ نُوَائِلْ فَقَدْ بَدَا
تباشيرُ معروفٍ من الصبح أشهبا
فَأَصْبَحْتُ من دارِ الرَّبابِ بِبَلْدَة ٍ
بعيدٍ، ولو أحببتُ أن أتقربا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لم يقضِ ذو الشجو ممنْ شفه أربا،
لم يقضِ ذو الشجو ممنْ شفه أربا،
رقم القصيدة : 18769
-----------------------------------
لم يقضِ ذو الشجو ممنْ شفه أربا،
وَقَدْ تَمَادَى بِهِ زَيْغُ الهَوَى حِقَبا
في إثْرِ غانِيَة ٍ لَمْ تُمْسِ طِيَّتُها
إلاَّ المُنَى أَمماً مِنَّا وَلاَ صَقَبا
إذا أَقُولُ صَحَا عَنْها يُعاوِدُهُ
ردعٌ يهيجُ عليه الشوقَ والطربا
والدَّمْعُ لِلْشَّوْقِ مِتْبَاعٌ فَمَا ذُكِرَتْ(17/110)
إلاَّ تَرَقْرَقَ ماءُ العَيْنِ فَکنْسَكَبَا
لَمْ يُسْلِهِ النَّأْيُ عَنْها حِينَ بَاعَدَها
وَلَمْ يَنَلْ بِالْهَوَى مِنْهَا الَّذي طَلَبا
فَهُو كَشِبْهِ المُعَنَّى لا يَمُوتُ وَلا
يحيا، وقد جشمته بالهوى تعبا
مُرَنَّحُ العَقْلِ قَدْ مَلَّ الحَيَاة َ وَمَنْ
يَعْلَقْ هَوَى مِثْلِها يَسْتَوْجِبِ العَطَبَا
سيفانة ٌ أوتيتْ في حسنِ صورتها
عقلاً وخلقاً نبيلاً كاملاً عجبا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> يحيا العدل
يحيا العدل
رقم القصيدة : 1877
-----------------------------------
حبسوه
قبل أن يتهموه...
عذبوه
قبل أن يستجوبوه...
أطفأ و ا سيجارةً في مقلته
عرضوا بعض ا لتصا وير عليه:
قل... لمن هذي الوجوه ؟
قال: لا أبصر...
قصوا شفتيه
طلبوا منه اعترافاً
حول من قد جندوه...
و لما عجزوا أن ينطقوه
شنقوه...
بعد شهرٍ... بر ّأوه...
أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً
بل أخوه...
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن... وجدوه...
ميتاً من شدة الحزن
فلم يعتقلوه......
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما
خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما
رقم القصيدة : 18770
-----------------------------------
خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما
سَلَكَ المَطِيُّ بِنَا عَلى الأَنْصَابِ
أَنْصَابِ عُمْرَة َ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها
قِطَعُ القَطَا صَدَرَتْ عَنِ الأَحْبَابِ
فانهلّ دمعي في الرداء صبابة ً،
فَسَتَرْتُهُ بِکلْبُرْدِ دونَ صِحابي
فَرَأَى سَوابِقَ عَبْرَة ٍ مُهْرَاقَة ٍ
عَمْرُو فَقَال: بَكَى أَبو الخَطَّاب
فمريتُ نظرتهُ وقلتُ: أصابني
رمدٌ، فهاجَ العينَ بالتسكابِ
لَمْ تَجْزِ أُمُّ الصَّلْتِ يَوْمَ فِرَاقِنا
بالخيفِ، موقفَ صحبتي وركابي
وعرفتُ أن ستكونُ داراً غربة ً
مِنْهَا إذا جَاوَزْتُ أَهْلَ حِصابي
وتبوأتْ من بطنِ مكة َ مسكناً،
غردَ الحمامِ، مشرفَ الأبواب
ما أنسَ لا أنسَ غداة َ لقيتها(17/111)
بِمنًى تُرِيدُ تَحِيَّتي وَعِتَابي
وتلددي شهراً أريدُ لقاءها،
حَذِرَ العَدُوِّ بِسَاحَة ِ الأَحْبَابِ
تِلْكَ الَّتي قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا
حورِ العيونِ كواعبٍ أتراب:
هَذَا المُغِيرِيُّ الَّذي كُنَّا بِهِ
نَهْذِي وَرَبِّ البَيْتِ يَا أَتْرَابي
قالت لذاك لها فتاة ٌ عندها،
تَمشي بِلا إتْبٍ وَلا جِلْبَابِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّها في غَفْلَة ٍ
عَمَّا يُسَرُّ بِهِ ذَوو الأَلْبَابِ
هَذا الْمَقَامُ فَدَيْتُكُنَّ مُشَهِّرٌ
فَکحْذَرْنَ قَوْلَ الكَاشِحِ المُرْتَابِ
فَعَجِبْنَ مِنْ ذَاكُمْ وَقُلْنَ لَها: کفْتَحي
لا شَبَّ قَرْنُكِ مِفْتَحاً مِنْ بَابِ
قالتْ لهنّ: الليلُ أخفى للذي
تهوينَ من ذا الزائر المنتاب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> شاقَ قلبي تذكرُ الأحبابِ،
شاقَ قلبي تذكرُ الأحبابِ،
رقم القصيدة : 18771
-----------------------------------
شاقَ قلبي تذكرُ الأحبابِ،
واعترتني نوائبُ الأطرابِ
يا خَلِيلَيَّ فَکعْلَمَا أَنَّ قَلْبي
مُسْتَهَامٌ بِرَبَّة ِ المِحْرَابِ
عُلِّقَ القَلْبُ مِنْ قُرَيشٍ ثِقَالاً
ذَاتَ دَلٍّ نَقِيَّة َ الأَثْوَابِ
رَبَّة ً لِلنِّساءِ في بَيْتِ مَلْكٍ
جدها حلّ ذروة َ الأحساب
شفّ عنها مرققٌ جنديٌّ،
فهي كالشمس من خلال السحاب
فَتَرَاءَتْ حَتَّى إذَا جُنَّ قَلْبي
سَتَرَتْها وَلاَئِدٌ بِالثِّيابِ
قلتُ: لما ضربنَ بالسترِ دوني:
ليسَ هذا لعاشقٍ بثواب
فأجابتْ منَ القطينِ فتاة ٌ،
ذَاتُ دَلٍّ رَقِيقَة ٌ بِعِتابِ
أَرْسِلِي نَحْوَهُ الوَلِيدَة َ تَسْعَى
قَدْ فَعَلْنَا رِضَا أَبي الخَطَّابِ
لا تُطِعْ في قَطِيعَة ِ کبْنَة ِ بِشْرٍ
ماجدَ الخيم طاهرَ الأثواب
فاتقي ذا الجلال يا أمّ عمروٍ،
واحكمي في أسيركمْ بالصواب
إفعلي بالأسير إحدى ثلاثٍ
فافهميهنّ، ثمّ ردي جوابي:
أُقْتُلِيهِ قَتْلاً سَرِيحاً مُرِيحاً،
لا تَكُوني عَلَيْهِ سَوْطَ عَذَابِ
أوْ أقيدي، فإنما النفسُ بالنف(17/112)
س قضاءً مفصلاً في الكتاب
أوْ صليه وصلاً يقرُّ عليه،
إنَّ شَرَّ الوِصَالِ وَصْلُ الكِذَابِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ تُرِكْنَ خَرَابا
حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ تُرِكْنَ خَرَابا
رقم القصيدة : 18772
-----------------------------------
حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ تُرِكْنَ خَرَابا
بَيْنَ الجُرَيْرِ وَبَيْنَ رُكْن كُسَابا
بالثنيِ من ملكانِ غيرَ رسمها
مرُّ السحابِ المعقباتِ سحابا
وذيولُ معصفة ِ الرياحِ فرسمها
خَلَقٌ تُشَبِّهُهُ العُيُونُ كِتابا
كستِ الرياحُ جديدها من تربها
دُقَقاً فَأَصْبَحَتِ العِرَاصُ يَبابا
ولقد أراها مرة ً مأهولة ً،
حَسَناً نَبَاتُ مَحَلِّها مِعْشَابا
دارُ التي قالتْ، غداة َ لقيتها،
عِنْدَ الجِمارِ فَمَا عَييتُ جَوابا
هذا الذي باعَ الصديقَ بغيره،
ويريد أن أرضى بذاكَ ثوابا
قلتُ: اسمعي مني المقالَ، فمن يطعْ
بصديقهِ المتملقَ الكذابا
وتكنْ لديه حباله أنشوطة ٌ،
في غير شيء، يقطعِ الأسبابا
إنْ كُنْتِ حاوَلْتِ العِتَابَ لِتَعْلَمي
ما عِنْدَنا فَلَقَدْ أطلتِ عِتابا
أَوْ كَانَ ذَلِكَ لِلْبِعَادِ فَإنَّما
يكفيكِ ضربكِ دوننا الجلبابا
وأرى بوجهكِ شرقَ نورٍ بينٍ،
وبوجه غيرك طخية ً وضبابا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَمْسَى صَدِيقُكِ مِمّا قُلْتِ قَدْ غَضِبُوا
أَمْسَى صَدِيقُكِ مِمّا قُلْتِ قَدْ غَضِبُوا
رقم القصيدة : 18773
-----------------------------------
أَمْسَى صَدِيقُكِ مِمّا قُلْتِ قَدْ غَضِبُوا
بلْ أَدَلُّوا فأَهْلٍ أَنْ هُمُ عَتَبُوا
لا تسمعنّ كلامَ الكاشحينَ، كما
لم أستمعْ بكِ ما قالوا وما هضبوا
نثوا أحاديثَ لم أسمعْ تحاورها،
وَزَادَ فيها رِجالٌ غَيْظَنا قَرِبُوا
إن تعدنا رقبة ٌ إذ نأتِ غيركمُ،
فأنتِ أوجهُ من ينأى ويجتنب
للناسِ فضلكِ في حسن الصفاءِ وفي
صدقِ الحديثِ، وشرُّ الخلة ِ الكذب
وأنتِ هميَ في أهلي، وفي سفري،(17/113)
وَفي الجُلُوسِ وَفي الرُّكْبَانِ إنْ رَكِبُوا
وَأَنْتِ قُرَّة ُ عَيْني إنْ نَوًى نَزَحَتْ
وَمُنْيَتي وَإلَيْكِ کلْشَّوْقُ والطَّرَبُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ارقتُ ولم يمسِ الذي أشتهي قربا،
ارقتُ ولم يمسِ الذي أشتهي قربا،
رقم القصيدة : 18774
-----------------------------------
ارقتُ ولم يمسِ الذي أشتهي قربا،
وحملتُ من أسماءَ إذ نزحت نصبا
لَعَمْرُكِ ما جَاوَزْتُ غُمْدَانَ طائعاً
وَقَصْرَ شَعُوبٍ أَنْ أَكونَ بِها صَبّا
ولكنّ حمى أضرعتني ثلاثة ً
مُجَرَّمَة ً، ثُمَّ کسْتَمَرَّتْ بِنَا غِبّا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنِّي وَأَوَّلَ ما كَلِفْتُ بِحُبِّها
إنِّي وَأَوَّلَ ما كَلِفْتُ بِحُبِّها
رقم القصيدة : 18775
-----------------------------------
إنِّي وَأَوَّلَ ما كَلِفْتُ بِحُبِّها
عَجَبٌ وَما بالدَّهْرِ مِنْ مُتَعَجَّبِ
نَعِتَ النِّساءُ فَقُلْتُ لَسْتُ بِمُبْصِرٍ
شِبْهاً لَهَا أَبَداً وَلا بِمُقَرِّبِ
وَلَقَدْ تَرَكْنَ حَزَازَة ً في قَلْبِهِ
منها بحقٍّ، أو حديثِ المهربِ
فمكثنَ حيناً ثمّ قلنَ: توجهتْ
لِلْحَجِّ مَوْعِدُها لِقاءُ الأَخْشَبِ
أَقْبَلْتُ أَنْظُرُ ما زَعَمْنَ وَقُلْنَ لي
وَکلْقَلْبُ بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّب
فلقيتها تمشي تهادى موهناً
ترمي الجمارَ عشية ً في موكب
غَرَّاءَ يُعْشي النَّاظِرينَ بَياضُها
حَوْراءَ في غُلَواءِ عَيْشٍ مُعْجِبِ
فتأملتْ عيناكَ فيكَ وإنما
زورُ المنية ِ لابن آدمَ يصحبِ
إنَّ الَّتي مِنْ أَرْضِها وَسَمَائها
جُلِبَتْ لِحَيْنِكَ لَيْتَها لَمْ تُجْلَبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَعَمْري لَقَدْ بَيَّنْتُ في وَجْهِ تُكْتَمِ
لَعَمْري لَقَدْ بَيَّنْتُ في وَجْهِ تُكْتَمِ
رقم القصيدة : 18776
-----------------------------------
لَعَمْري لَقَدْ بَيَّنْتُ في وَجْهِ تُكْتَمِ
غداة َ تلاقينا، التجهمَ والغضبْ(17/114)
بِلاَ يَدِ سَوْءٍ كُنْتُ أَزْلَلْتُ عِنْدَها
ولا بحديثٍ نثّ عني، فيا عجبْ
وَإنِّي لَمَصْرومٌ إذا قَالَ كَاشِحٌ
فَوَافَقَ يَوْماً بَعْضُ مَا قَالَ أَوْ كَذَبْ
فملآنَ يثنِ الصبرُ نفسي أو تمتْ
إذا انبتّ حبلٌ من حبالكِ فانقضب
فَمَا إنْ لَنَا في أَهْلِ مَكَّة َ حاجَة ٌ
سواكِ وإن قضيتِ من وصلنا الأرب
وَقولي لِنِسْوَانٍ لَحَيْنَكِ في الهَوَى
إذَا عَقْلُ إحْدَاهُنَّ مِنْ وَصْلِنَا عَزَبْ
أجئنا الذي لم يأتهِ الناسُ قبلنا؟
فَقَبْلي مِن النِّسْوَانِ والنَّاسِ مَنْ أَحَبْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا خَلِيليَّ قَرِّبا لي رِكابي
يا خَلِيليَّ قَرِّبا لي رِكابي
رقم القصيدة : 18777
-----------------------------------
يا خَلِيليَّ قَرِّبا لي رِكابي
وَکسْتُرا ذَاكُما غَداً عنْ صِحابي
وَکقْرَءَا مِنِّيَ السَّلاَمَ عَلى الرَّسْـ
ي من منى ً بجنبِ الحصابِ
واعلما أنني أصبتُ بداءٍ
دَاخِلٍ في الضُّلوعِ دونَ الحِجَابِ
ثُمَّ صَدَّتْ بِوَجْهِها عَمْدَ عَيْنٍ
زينبٌ، للقضاءِ، أمُّ الحباب
فَرَأَى ذَاكَ صاحِبَايَ فَقالا
منطقاً خابَ لم يكن من جوابي:
إنَّ مِنِّي الفُؤادَ ذَا اللُّبِّ فيما
قد يرى ظاهراً لعينِ مصاب
فرددتُ الذي من الجهل قالا
بمقالٍ قد قلته بصواب:
إنْ تَكُونَا كَتَمْتُما اليَوْمَ دائي
فذراني، فقد كفاني ما بي
غَيْرَ أَنِّي وَدِدْتُ أَنّ عَذَاباً
صُبَّ يَوْماً عَلَيْكُما مِنْ عَذَابي
فتذوقان بعضَ ما ذقتُ منها،
أَو تَدَابَانِ حِقْبَة ً مِثْلَ دَابي
لا تَنالانِ ذلِكَ الوَصْلَ مِنْها
أو تنالا السماءَ بالأسباب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنّ الحبيبَ ألمّ بالركبِ،
إنّ الحبيبَ ألمّ بالركبِ،
رقم القصيدة : 18778
-----------------------------------
إنّ الحبيبَ ألمّ بالركبِ،
ليلاً فباتَ مجانباً صحبي
فَفَزِعْتُ مِنْ نَوْمي عَلَى وَسَنٍ
وذكرتُ ما قد هاجَ من نصبي(17/115)
زَارَتْ رُمَيْلَة ُ زَائِراً في صُحْبَة ٍ
أحببْ بها زوراً على عتبِ
زوراً لعمري شفّ قلبي ذكرهُ،
سكنَ الغديرَ، فليسَ من شعبي
وَأَنَا کمْرُؤٌ بِقَرَارِ مَكَّة َ مَسْكِني
وَلَهَا هَوَايَ فَقَدْ سَبَتْ قَلْبي
ولقد حفظتُ وما نسيتُ مقالها،
عندَ الرحيلِ: هجرتنا حبي
وَبَدَتْ لَنا عِنْدَ الفِرَاقِ بِكُرْبَة ٍ
وَلَنَا بِذَلِكَ أَفْضَلُ الكَرْبِ
قالت رميلة ُ حينَ جئت مودعاً
ظُلْماً بِلاَ تِرَة ٍ وَلاَ ذَنْبِ:
هذا الذي ولى فأجمعَ رحلة ً،
وابتاعَ منا البعدَ بالقرب
فَأَججَبْتُها والدَّمْعُ مِنِّي مُسْبِلٌ
سَكْبٌ، وَدَمْعي دَائِمُ السَّكْبِ:
إن قد سلوتُ عن النساء سواكمُ،
وَهَجَرْتُهُنَّ، فَحُبُّكُمْ طِبّي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَذُوقَـ
لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَذُوقَـ
رقم القصيدة : 18779
-----------------------------------
لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَذُوقَـ
قنّ رضاباً من حبيبِ
طَيِّبِ الرِّيقَة ِ والنَّكْـ
هة ِ كالراحِ القطيب
وَاضِحِ اللَّبَّة ِ والسُّنَّـ
كالظبيِ الربيب
مخطفِ الكشحينِ، عاري
ـلبِ ذي دَلٍّ عَجِيب
مشبعِ الخلخالِ، والقل
ـبَيْنِ، صَيّادِ القُلوبِ
قَدْ سَبَتْني بِشَتيتِ النَّـ
ـبْتِ في سِقْطِ كَثيب
حَبَّذا ذاكَ غَزَالاً
قَدْ شَفَى قَرْحَ نُدوبي
وَجَزَاني بِهوائي
وَثَنائي في المَغِيبِ
وَلَقَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ حُبِّـ
حبكمُ أقضي نحيبي
إنَّ قَلْبي فَکعْلَميهِ
كلَّ يومٍ في وجيب
كَيْفَ صَبْري عَنْ فَتاة ٍ
أحسنِ الناسِ لعوب
صلتة ِ الخدينِ، خودٍ،
خَلَطَتْ حُسْناً بِطيبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أدوار الإستحالة
أدوار الإستحالة
رقم القصيدة : 1878
-----------------------------------
o مراحل استحالة البعوضة:
بويضة.
دو يبةٌ في يرقة
عذراء وسط شرنقة.
بعوضةٌ كاملة
... ثم تدور الحلقة.
o مراحل استحالة المواطن:
بويضة
فنطفة معلّقة
فمضغةٌ مخلّقة(17/116)
فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة
فكتلة طرية بلفةٍ مختنقة
فكائن مكتمل من أهل هذي المنطقة.
فتهمة بالسرقة
أو تهمة بالزندقة
أو تهمة بالهر طقة
فجثة راقصة تحت حبال المشنقة
و حولها سرب من البعوض
يغوص وسط لحمها
و يرتوي من دمها
و يطرح البيوض.
و للبيوض دورة استحالة موفقة:
بويضة
دويبة في يرقة
عذراء وسط شرنقة
بعوضة كاملة...
حفلة شنقٍ لاحقة
... ثم تدور ( الحلقة ) !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَراكَ يا هِنْدُ، في مُباعَدَتي،
أَراكَ يا هِنْدُ، في مُباعَدَتي،
رقم القصيدة : 18780
-----------------------------------
أَراكَ يا هِنْدُ، في مُباعَدَتي،
معتلة ً لي لتقطعي سببي
هِنْدٌ أَطَاعَتْ بِيَ الوُشاة َ فَقَدْ
أمستْ تراني كعرة ِ الجرب
يَا هِنْدُ لا تَبْخَلي بِنَائِلِكُمْ
عنا، فلمْ أقضِ منكمُ أربي
يا بنتُ خيرِ الملوكِ مأثرة ً،
ليني لذي حَاجَة ٍ ومُرْتَقِبِ
وکقْتَصِدِي في المَلاَمِ وَکتَّرِكي
بَعْضَ التَّجَنِّي عَلَيَّ والغَضَبِ
وَأَجِّلينا لِوَعْدِكُمْ أَجَلاً
ثمّ اصدقينا، لا خيرَ في الكذب
قَالَتْ فَمِيعادُكَ التَّقَمُّرُ في
أَوَّلِ عَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَقَدْ أَرْسَلَتْ نُعْمٌ إلَيْنَا أَنِ کئْتِنَا،
لَقَدْ أَرْسَلَتْ نُعْمٌ إلَيْنَا أَنِ کئْتِنَا،
رقم القصيدة : 18781
-----------------------------------
لَقَدْ أَرْسَلَتْ نُعْمٌ إلَيْنَا أَنِ کئْتِنَا،
فأحببْ بها من مرسلٍ متغضبِ
فَأَرْسَلْتُ أَنْ لا أَسْتَطيعُ، فَأَرْسَلَتْ
تؤكدُ أيمانَ الحبيب المؤنب
فقلتُ لجنادٍ: خذِ السيفَ، واشتمل
عليه بحزمٍ، وارقبِ الشمسَ تغرب
وأسرج ليَ الدهماءَ واذهب بممطري،
ولا تعلمنْ حياً من الناس مذهبي
وموعدك البطحاءُ من بطنِ ياججٍ،
أَوِ الشِّعْبُ ذو المَمْرُوخِ مِنْ بَطْنِ مُغْرِبِ
فَلَمَّا کلْتَقَيْنا سَلَّمَتْ، وَتَبَسَّمَتْ،
وقالت كقول المعرضِ المتجنبِ:(17/117)
أَمِنْ أَجْلِ واشٍ كَاشِحٍ بِنَمِيمَة ٍ
مَشَى بَيْنَنا، صَدَّقْتَهُ، لَمْ تُكَذِّبِ؟
قطعتَ حبالَ الوصلِ منا، ومن يطعْ
بذي وده قولَ المحرشِ يعتب
فَبَاتَ وِسادي ثِنْيُ كَفٍّ مُخَضَّبٍ،
مُعَاوِدَ عَذْبٍ لَمْ يُكَدَّرْ بِمَشْرَبِ
إذا ملتُ، مالتْ كالكثيبِ رخيمة ً،
منعمة ً، حسانة َ المتجلببِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قالتْ ثريا لأترابٍ لها قطفٍ:
قالتْ ثريا لأترابٍ لها قطفٍ:
رقم القصيدة : 18782
-----------------------------------
قالتْ ثريا لأترابٍ لها قطفٍ:
قُمْنَ نُحَيِّ أَبَا الخَطَّابِ مِنْ كَثَبِ
فطرنَ حباً لما قالت، وشايعها
مِثْلُ التَّمَاثِيلِ قَد مُوِّهْنَ بِالذَّهَبِ
يرفلنَ في مطرفات السوس آونة ً،
وَفي العَتيقِ مِنَ الدّيباجِ والقَصَبِ
ترى عليهنّ حليَ الدرّ متسقاً،
معَ الزبرجدِ والياقوتِ، كالشهبِ
قالت لهنّ فتاة ٌ، كنتُ أحسبها
غَرِيرَة ً بِرَجِييع القَوْلِ واللَّعِبِ
هذا مقامُ شنوعٍ لا خفاءَ به،
أَلا تَخَفْنَ مِنَ الأَعْداءِ والرُّقُبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لا تلمني عتيقُ حسبي الذي بي،
لا تلمني عتيقُ حسبي الذي بي،
رقم القصيدة : 18783
-----------------------------------
لا تلمني عتيقُ حسبي الذي بي،
والتمسْ لي الدواءَ عندَ الطبيبِ
إنَّ قَلْبي مَا زَالَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو
ضمناً بعدَ ليلة ِ التحصيبِ
يكتمُ الناسَ ما به، والذ
ـتُمُ بادٍ مُبَيِّنٌ لِلَّبِيبِ
يا ابنة َ الخيرِ، والسناءِ، وفزعِ
ـمَجْدِ والمَنْصِبِ الرَّفيعِ أَثيبي
فإليكِ انتهتْ فروعُ قريشٍ،
بمَسَاعي العُلَى وَطِيبِ النَّسِيب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أمستْ كراعُ الغميمِ موحشة ً،
أمستْ كراعُ الغميمِ موحشة ً،
رقم القصيدة : 18784
-----------------------------------
أمستْ كراعُ الغميمِ موحشة ً،
بَعْدَ الَّذِي قَدْ خَلاَ مِن الحِقَبِ
إنْ تمسِ وحشاً، فقد شهدتُ بها(17/118)
حوراً حساناً في موكبٍعجبِ
مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهَاشِمٍ، وَبَني
زُهْرَة َ، أَهْلِ الصفَاتِ وَکلحَسَبِ
يرفلنَ في الريطِ والمروطِ، م
ـخَزِّ، يُسَحِّبْنَها عَلَى الكُثُب
يَا طُولَ لَيْلي وَآبَ لي طَربي
لَمَّا تَذَكَّرْتُ مَنْزِلَ الخَرَبِ!
مَنْزِلَ مَنْ رَاحَ مِنْهُ مُعْتَمِراً
لَيْلَة َ سِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبِ
فهي لنا خلة ٌ نواصلها،
مِنْ غَيْرِ ما مَحْرَمٍ ولا رَيْبِ
مِثْلُ غَزَالٍ يَهُزُّ مِشْيَتَهُ
أحوى ، عليه قلائدُ الذهب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قال لي صاحبي، ليعلم ما بي:
قال لي صاحبي، ليعلم ما بي:
رقم القصيدة : 18785
-----------------------------------
قال لي صاحبي، ليعلم ما بي:
أتحبُّ القتولَ أختَ الربابِ؟
قُلْتُ: وَجْدِي بِهَا كوَجْدِكَ بِالماءِ،
إذا ما منعتَبردَ الشرابِ
منْ رسولي إلى الثريا بأني
ضِقْتُ ذَرْعاً بِهَجْرِها والكِتَابِ؟
أزهقتْ أمُّ نوفلٍ إذْ دعتها
مُهْجَتي ما لِقَاتِلي مِنْ مَتَابِ
حين قالت لها: أجيبي، فقالت:
من دعاني؟ قالتْ: أبو الخطاب
أبرزوها مثلَ المهاة ِ تهادى ،
بين خَمسٍ كواعِبٍ أترابِ
فأجابتْ عند الدعاءِ كما لبى رجا
ـى رِجَالٌ يَرْجُونَ حُسْنَ الثَّواب
وهي مكنونة ٌ تحيَّرَ منها،
في أديمِ الخديّنِ، ماءُ الشبابِ
دمية ٌ عندَ راهبٍ ذي اجتهادٍ،
صوروها في جانبِ المحراب
وتكنفنها كواعبُ بيضٌ،
واضحاتُ الخدودِ، والأقراب
ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً
عَدَدَ النَّجْمِ وَالحَصَى والتُّرَابِ
حِينَ شَبَّ القَتُولَ والجِيدَ مِنْها
حسنُ لونٍ يرفُّ كالزرباب
أذكرتني من بهجة ِ الشمسِ،لما
طَلَعَتْ مِنْ دُجُنَّة ٍ وَسَحَابِ
فَارْجَحَنَّتْ في حُسْنِ خَلْقٍ عَمِيمٍ،
تتهادى في مشيها كالحباب
قلدوها، منَ القرنفل والدرّ،
رِّ سِخَاباً، واهاً لَهُ مِنْ سِخَابِ
غصبتني مجاجة ُ المسكِ نفسي،
فسلوها: ماذا أحلّ اغتصابي؟(17/119)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ايها القائلُ غيرَ الصوابِ،
ايها القائلُ غيرَ الصوابِ،
رقم القصيدة : 18786
-----------------------------------
ايها القائلُ غيرَ الصوابِ،
أَمْسِكِ النُّصْحَ وأَقْلِلْ عِتَابي
واجتنبني،واعلم بأنْ سوف تعصى ،
ولخيرٌ لكَ بعضُ اجتنابي
إنْ تَقُلْ نُصحاً فَعَنْ ظَهْرِ غِشٍّ
دائِمِ الغِمْرِ بَعِيدِ الذَّهابِ
لَيْسَ بي عِيٌّ بِمَا قُلْتَ إنِّي
عَالِمٌ أَفْقَهُ رَجْعَ الجَوَابِ
إنَّما قُرَّة ُ عَيْني هَواها
فَدَعِ اللَّوْمَ وَكِلْني لِمَا بي
لا تلمني في الربابِ، وأمستْ
عدلتْ للنفسِ بردَ الشراب
هيَ، واللهِ الذي هو ربي،
صَادِقاً أَحْلِفُ غَيْرَ الكِذَابِ
أكرمُ الأحياءِ طراً علينا،
عِنْدَ قُرْبٍ مِنْهُمُ، وَکغْتِرَابِ
لَقِيَتْنَا في الطَّوَافِ وصَدَّتْ
إذْ رَأَتْ هَجْري لَهَا وکجْتِنَابي
عَاتَبَتْني ساعَة ً، وَهْيَ تَبْكي
ثمّ عزتْ خلتي في الخطاب
وكفى بي مدرهاً لخصومٍ
لسواها عِنْدَ جِدِّ تَنابِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> المَّ طيفٌ، فهاجَ لي طربي،
المَّ طيفٌ، فهاجَ لي طربي،
رقم القصيدة : 18787
-----------------------------------
المَّ طيفٌ، فهاجَ لي طربي،
لَيْلَة َ بِتْنَا بِجَانِبِ الكُثُبِ
أَلَمَّ بِي والرِّكَابُ سَاكِنَة ٌ
ليلاً، وهمي بذكرتي وصبي
فبتُّ أرعى النجومَ مرتفقاً
مِنْ حُبِّها والمُحِبُّ في تَعَبِ
طَيْفٌ لِهِنْدٍ سَرَى فَأَرَّقَني
ونحنُ بينَ الكراعِ والخربِ
با هندُ لا تبخلي بنائلكمْ
مِنْ عَاشِقٍ ظَلَّ مِنْكِ في نَصَب
يَا هِنْدُ عَاصي الوُشَاة َ في رَجُلٍ
يهتزّ للمجدِ، ماجدِ الحسب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بِنَفْسيَ مَنْ أَشْتَكي حُبَّهُ
بِنَفْسيَ مَنْ أَشْتَكي حُبَّهُ
رقم القصيدة : 18788
-----------------------------------
بِنَفْسيَ مَنْ أَشْتَكي حُبَّهُ
ومنْ إن شكا الحبَّ لم يكذبِ
ومنْ إنْ تسخطَ أعتبتهُ،(17/120)
وإن يرني ساخطاً يعتبِ
ومنْ لا أبالي رضا غيرهِ،
إذا هو سرّ ولمْ يغضب
وَمَنْ لا يُطيعُ بِنَا أَهْلَهُ
ومنْ قد عصيتُ له أقربي
ومن لو نهانيَ، من حُبّهِ
عن الماءِ، عطشانَ، لم أشرب
ومن لا سلاحَ لهُ يتقى ،
وَإنْ هُوَ نُوزِلَ، لَمْ يُغْلَبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ردعَ الفؤادَ تذكرُ الأطرابِ،
ردعَ الفؤادَ تذكرُ الأطرابِ،
رقم القصيدة : 18789
-----------------------------------
ردعَ الفؤادَ تذكرُ الأطرابِ،
وَصَبَا إلَيْكِ، وَلاَتَ حينَ تَصابي
أَنْ تَبْذُلي لي نائِلاً يُشْفَى بِهِ
سَقَمُ الفُؤادِ فَقَدْ أَطَلْتِ عَذَابي
وَعَصَيْتُ فِيكِ أَقارِبي فَتَقَطَّعَتْ
بيني وبينهمُ عرى الأسباب
وَتَرَكْتِني لا بکلْوِصَالِ مُمَتَّعاً
منهم، ولا أسعفتني بثواب
فقعدتُ كالمهريقِ فضلة َ مائه،
في حَرِّ هاجِرة ٍ، لِلَمْعِ سَرَابِ
يشفى به منهُ الصدى ، فأماتهُ
طلبُ السراب، ولات حين طلاب!
قالت سعيدة ، والدموع ذوارفٌ
منها على الخدين والجلباب:
ليتَ المغيريّ الذي لم أجزه
فيما اطالَ تصيدي وطلابي
كانت تردُّ لنا المنى أيامنا،
إذ لا نلام على هوى ً وتصابي
خبرتُ ما قالتْ فبتُّ كأنما
رميّ الحشا بنوافذِ النشاب
أسعيدَ، ما ماءُ الفراتِ وطيبه،
منا على ظمإٍ وفقد شراب
بألذّ منكِ، وإن نأيتُ، وقلما
تَرْعى النِّساءُ أَمَانَة َ الغُيَّابِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> احتمالات
احتمالات
رقم القصيدة : 1879
-----------------------------------
ربما الماء يروب،
ربما الزيت يذوب،
ربما يحمل ماء في ثقوب،
ربما الزاني يتوب،
ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب،
ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب،
.إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أعبدة ُ، ما ينسى مودتكِ القلبُ،
أعبدة ُ، ما ينسى مودتكِ القلبُ،
رقم القصيدة : 18790
-----------------------------------(17/121)
أعبدة ُ، ما ينسى مودتكِ القلبُ،
ولا هو يسليهِ رخاءٌ ولا كربُ
وَلاَ قَوْلُ وَاشٍ كَاشِحٍ ذي عَدَاوَة ِ
ولا بعدُ دارٍ، إن نأيتِ ولا قرب
وَمَا ذَاكِ مِنْ نُعْمَى لَدَيْكِ أَصَابَها
ولكنّ حباً ما يقاربه حبّ
فَإنْ تَقْبَلي يا عَبْدَ دَعْوَة َ تَائِبٍ
تبْ، ثمّ لا يوجدْله أبداً ذنبُ
أَذِلُّ لَكُمْ يا عَبْدَ فيما هَوَيْتُمُ
وَإنِّي لَدَى مَنْ رَامَني غَيْرَكُمْ صَعْبُ
وأعذلُ نفسي في الهوى ، فتعقني،
ويأصرني قلبٌ بكمْ كلفٌ صبّ
وَفي الصَّبْرِ عَمَّنْ لا يُؤاتيكَ رَاحَة ٌ
ولكنه لا صبرَ عندي، ولا لبّ
وَعَبْدَة ُ بَيضاءُ المَحَاجِرِ طَفْلَة ٌ
منعمة ٌ، تصبي الحليمَ، ولا تصبو
قطوفٌ من الحورِ الاوانسِ، بالضحى ،
متى تمشِ، قيسُ البا من بهرها تربُ
ألا ليتَ شعري، فيمَكان صدوده،
ألعقَ أخرى ، أمْ عليّ به عتبُ؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هلا ارعويتِ، فترحمي صبا
هلا ارعويتِ، فترحمي صبا
رقم القصيدة : 18791
-----------------------------------
هلا ارعويتِ، فترحمي صبا
صَدْيانَ لَمْ تَدَعي لَهُ قَلْبا
لا تحسبي حظاً خصصتِ به
رَجُلاً سَلَبْتِ فُؤَادَهُ صَبّا
جَشِمَ الزِّيارَة َ عَنْ مَوَدَّتِكُمْ
فأراد أن لا تحقدي، ذنبا
فَلَذَاكَ خَيْرٌ مِنْ مُوَاصَلَة ٍ
سلماً، وكنتِ ترينهُ حربا
يَا أَيُّها المُصْفي مَوَدَّتَهُ
منْ لا يزال مسامتاً خطبا
لا تجعلنْ احداً عليكَ، إذا
أحببتهُ وهويتهُ، ربا
وَصِلِ الحَبِيبَ إذا كَلِفْتَ بِهِ
وَکطْوِ الزِّيَارَة َ دُونَهُ غِبّا
فلذاكَ خيرٌ من مواظبة ٍ،
لَيْسَتْ تَزِيدُكَ عِنْدَهُ قُرْبا
لاَ بَلْ يَمَلُّكَ حينَ تَطْلُبُهُ
فيقول: هاهِ! وطالما لبى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وما ظبية ٌ من ظباءِ الاراكِ،
وما ظبية ٌ من ظباءِ الاراكِ،
رقم القصيدة : 18792
-----------------------------------
وما ظبية ٌ من ظباءِ الاراكِ،
تَقْرو دِماثَ الرُّبَى عَاشِبَا(17/122)
بِأَحْسَنَ مِنْهَا غَدَاة َ الغَمِيمِ
إذْ أبدتِ الخدَّ والحاجبا
غداة َ تقولُ على رقبة ٍ
لخادمها: إحبسي الراكبا
فقالت لها: فيمَ هذا الكلا
مُ، في وجهها، عابساً قاطبا!
فقالت: كريمٌ أتى زائراً،
يَمُرُّ بِكُمْ هَكَذا جَانِبَا
غريبٌ أتى ربعنا زائراً،
فأكرهُ رجعتهُ خائبا
لحبكِ أحببتُ من لم يكنْ
صفياً، لنفسي، ولا صاحبا
وأبذلُ مالي لمرضاتكمْ،
وأعتبُ من جاءني عاتبا
وأَرْغَبُ في وُدِّ مَنْ لَمْ أَكُنْ
إلى وُدِّهِ قَبْلَكُمْ رَاغِبا
ولو سلكَ الناسُ في جانبٍ،
من الأرض، واعتزلتْ جانبا
لأَتْبَعْتُ طِيَّتَها إنَّني
أَرَى دُونَها العَجَبَ العاجِبا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَدْ نَبَا بالقلبِ مِنها
قَدْ نَبَا بالقلبِ مِنها
رقم القصيدة : 18793
-----------------------------------
قَدْ نَبَا بالقلبِ مِنها
إذْ تواعدنا الكثيبا
قَوْلُها: أَحْسَنُ شَيءٍ
بِكَ قَدْ لَفَّ حَبيبا
قَوْلُها لي وَهْيَ تُذْري
دمعَ عينيها غروبا:
إننا كنا لهذا
أَنْصَحَ النَّاسِ جُيوبَا
وحبوناهُ بودٍّ،
لم يكنْ منا مشوبا
فجزانا، إذ حمدنا
ودهُ لي، أن يغيبا
وَكَسانا اليَوْمَ عاراً
حِينَ بِتْنا وَعُيوبا
نأيها سقمٌ، وأشتا
قُ إذا تمسي قريبا
لَيْتَ هذا اللَّيْلَ شَهْرٌ
لا نَرَى فيهِ غَريبا
مُقْمِرٌ، غَيَّب عَنَّا
منْ اردنا أنْ يغيبا
ليس إلاي وأيا
ها، وَلاَ نَخْشى رَقيبا
جلستْ مجلسَ صدقٍ
جَمَعَتْ حُسْناً وَطيبا
دَمِثَ المَقْعَدِ وَالْمَوْ
طىء ، ثَرْياناً، خَصِيبا
افرغت فيه الثريا
مِنْ ذُرَى الدَّلْوِ سَكوبا
مُقْنِعاً أَنْبَتَ زَرْعاً،
ومعَ الزرعِ خضوبا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا دَارَ عَبْدَة َ بالأشطارِ فَکلْكُثُبِ
يا دَارَ عَبْدَة َ بالأشطارِ فَکلْكُثُبِ
رقم القصيدة : 18794
-----------------------------------
يا دَارَ عَبْدَة َ بالأشطارِ فَکلْكُثُبِ
رُدِّي السَّلاَمَ فَقَدْ هَيَّجْتِ لي طَرَبي!(17/123)
دَارٌ لِعَبْدَة َ، إذْ أَتْرابُها خُرُدٌ،
حورُ المدامعِ لا يؤبنّ بالكذبِ
أدعوكِ ما ضحكتْ سني وإن خدرت
رِجْلي دَعَوْتُ دُعاءِ العَاشِقِ الطَّرِب
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طربَ الفؤادُ وهل له من مطربِ،
طربَ الفؤادُ وهل له من مطربِ،
رقم القصيدة : 18795
-----------------------------------
طربَ الفؤادُ وهل له من مطربِ،
أَمْ هَلْ لِسَالِفِ وُدِّهِ مِنْ مَطْلبِ؟
وَصَبَا وَمَالَ بِهِ الهَوَى وَکعْتَادَهُ
لهوُ الصبا بجنونِ قلبٍ مسهبِ
فِيهِ مِنَ النُّصْبِ المُبِينِ زَمَانُهُ
والحبُّ من يعلقْ جواه يعطب
عَلِقَ الهَوَى مِنْ قَلْبِهِ بِغَرِيرَة ٍ
رَيّا الرَّوَادِفِ ذَاتَ خَلقٍ خَرْعَبِ
تجري السواكَ على أغرِّ مفلجٍ،
عذبِ اللثاتِ لذيذِ طعمِ المشرب
قَالَتْ لِجارِيَة ٍ لَهَا: قولي لَهُ
مِنِّي مَقَالَة َ عَاتِبٍ لَمْ يُعْتِبِ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ عَدَدْتُ ذُنُوبَهُ
أَنْ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبِ
أَلْمُخْبِرِي: إنِّي أُحِبُّ مُصَاقِباً
داني المحلّ، ونازحاً لم يقصب
لَوْ كَانَ بي كِلْفاً كَمَا قَدْ قَال لَمْ
يجمعْ بعادي عامداً، وتجنبي
فَجَعَلْتُ أُثْلِجُها يميناً بَرَّة ً
بِکلله حَلْفَة َ صادِقٍ لَمْ يَكْذِبِ
ما زال حبكِ، بعدُ، ينمي صاعداً
عِنْدي وأَرْقُبُ فِيكِ مَا لَمْ تَرْقُبي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عاودّ القلبَ من سلامة َ نصبُ،
عاودّ القلبَ من سلامة َ نصبُ،
رقم القصيدة : 18796
-----------------------------------
عاودّ القلبَ من سلامة َ نصبُ،
فَلِعَيْنَيَّ مِن جَوَى الحُبِّ سَكْبُ
ولقدْ فلتُ أيها القلبُ ذو الشوقِ
الذي لا يحبُّ حبكَ حبّ
إنه قد نأى مزارُ سليمى ،
وَعدَا مَطْلَبٌ عَنْ الوَصْلِ صَعْبُ
قَدْ أَرَاني في سَالِفِ الدَّهْرِ لَوْ دَا
مَ وَغُصْنُ الشَّبابِ إذْ ذَاكَ رَطْبُ
ولها حلة ٌ من العيش، ما في
ـها لِمَنْ يَبْتَغي المَلاَحَة َ عَتْبُ(17/124)
فَعَدانا خَطْبٌ وَكُلُّ مُحِبَّـ
ـيْنِ سَيَعْدُوهُما عَنِ الوَصْلِ خطْبُ
وَكِلاَنَا وَلَوْ صَدَدْتُ وَصَدَّتْ
مُسْتَهَامٌ بِهِ مِنَ الحُبِّ حَسْبُ
لو علمتَ الهوى عذرتَ ولكنْ
إنما يعذرُ المحبَّ المحبّ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خرَجتُ غَداة َ النفرِ أعترِضُ الدُّمَى
خرَجتُ غَداة َ النفرِ أعترِضُ الدُّمَى
رقم القصيدة : 18797
-----------------------------------
خرَجتُ غَداة َ النفرِ أعترِضُ الدُّمَى
فلَم أرَ أحْلى منكَ في العَينِ والقلبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلاَ يا مَنْ أُحِبُّ بِكُلِّ نَفْسي
أَلاَ يا مَنْ أُحِبُّ بِكُلِّ نَفْسي
رقم القصيدة : 18798
-----------------------------------
أَلاَ يا مَنْ أُحِبُّ بِكُلِّ نَفْسي
ومن هو من جميعِ الناس حسبي
وَمَنْ يَظْلِمْ فَأَغْفِرْهُ جَميعاً
ومن هو لا يهمُّ بغفرِ ذنبِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرسلتْ خلتي إليّ بأنا
أرسلتْ خلتي إليّ بأنا
رقم القصيدة : 18799
-----------------------------------
أرسلتْ خلتي إليّ بأنا
قد أتينا ببعض ما قد كتمتا
وِبِهِجْرانِكَ الرَّبابَ، حَديثاً،
سَوْأَة ٌ، يا خَلِيلُ، ما قَدْ فَعَلْتا
وَهَجَرْتَ الرَّبابَ مِنْ حُبِّ سُعْدَى
ونسيتَ الذي لها كنتَ قلتا
ولعمري ليحسننّ عزائي
عَنْكَ إذْ كُنْتَ غَيَّها قَدْ أَلِفْتا
وَكَأَنّي قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنّي
لستُ إلا كمن به قدْ غدرتا
غيرَ أنْ قد غدرتني قبلَ خبرٍ،
فَوَجَدْنَاكَ كَاذِباً إذْ خُبِرْتا
أينَ أيمانكَ الغليظة ُ،
وَمَوَاثيقُ كُلَّها قَدْ نَقَضْتَا
لا تخونُ الربابَ ما دمتَ حياً،
يا ابنَ عميْ، فقدْ غدرتَ وخنتا
وأتيتَ الذي أتيتَ بعمدٍ،
لم تهبنا لذاكَ، ثمّ ظلمتا
إنْ تُجِدَّ الوِصَالَ مِنْكَ فَإنَّا
قَبَّحَ اللَّهُ بَعْدَها مَنْ خَدَعْتا
مِنْ كَلامٍ تَهُذُّهُ وَبِحَلْفٍ
فَلَعَمْري فَرُبَّما قَدْ حَلَفْتا(17/125)
ثمّ لم توفِ، إذ خلفتَ، بعهدٍ،
بئسَ ذو موضعِ الامانة ِ أنتا
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> عبث
عبث
رقم القصيدة : 188
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عبث تحسب سنيني بالسنين وتكسر المكسور
عبث ترمي بدلوك في القديم ، وتجلب أعماقي
أنا الذابل مابين المكرفون ورغبة الجمهور
عشان أحيا .. مثل مالازم أحيا داخل أوراقي
تضاريسي ، هي المستقبل المتواضع المغرور
لذا مديت كفي للوداع وبعلن افراقي
عجزت أقبل أصابيعك قفص وأحلامي العصفور
عجزت أخذل دمي لو مرةٍ وانحزت لخلاقي
رفضت إني أكون القطعة اللي تكمل الديكور
تخيلت المكان ، وهالني حبسي على فاقي
ستارٍ باردٍ مسدل ، وجرحٍ ماينز بنور
وكرسيٍ تشد اعيونهم بأطرافه اوثاقي
ملل ، يلغيني التصفيق والمسرح بليد اشعور
جنون استقبل الورده من اللي يذبح الساقي!!
وداعا للقلوب المستريحة والعيون البور
هلا بك يالدروب المتعبه لو كنت بك شاقي
أنا الأرض اليباس اليا بنا غيري بجلدي سور
وأنا المرعى الخصيب ان كانت حروفي هي انياقي
كفاني من حياتي لو مضيت ولا شهدت بزور
وكفاني من مماتي لو مضيت ولي أثر باقي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حي على الجماد
حي على الجماد
رقم القصيدة : 1880
-----------------------------------
حي على الجهاد؛
كنا وكانت خيمة تدور في المزاد،
تدور ثم إنها تدور ثم إنها يبتاعها الكساد؛
حي على الجهاد؛
تفكيرنا مؤمم وصوتنا مباد،
مرصوصة صفوفنا كلا على انفراد،
مشرعة نوافذ الفساد،
مقفلة مخازن العتاد،
والوضع في صالحنا والخير في ازدياد؛
حي على الجهاد؛
رمادنا من تحته رماد،
أموالنا سنابل مودعة في مصرف الجراد،
ونفطنا يجري على الحياد،
والوضع في صالحنا فجاهدوا يا أيها العباد،
رمادنا من تحته رماد،
من تحته رماد،
من تحته رماد،
حي على الجماد.
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عجباً ما عجبتُ مما لوَ ابصر
عجباً ما عجبتُ مما لوَ ابصر(17/126)
رقم القصيدة : 18800
-----------------------------------
عجباً ما عجبتُ مما لوَ ابصر
تَ خَليلي ما دُونَهُ، لَعَجبْتا
لمقالِ الصفيِّ: فيمَ التجني،
ولما قد جفوتني، وهجرتا؟
في بكاءٍ، فقلتُ: ماذا الذي
أبكاكِ؟ قالتْ فتاتها: ما فعلتا!
وَلَوَتْ رَأْسها ضِراراً وَقَالَتْ
إذْ رَأَتْني: اخْتَرْتَ ذَلِكَ أَنْتا
حينَ آثرتَ بالمودة ِ غيري،
وَتَنَاسَيْتَ وَصْلَنا وَمَلِلْتا
قُلْتَ لي قَوْلَ مازِحٍ تَسْتَبيني
بلسانٍ مقولٍ، إذْ حلفتا:
عَاشِرِي فکخْبُري فَمِنْ شُؤْمِ جَدِّي
وَشَقائي عُوشِرْتَ ثُمَّ خُبِرْتا!
فَوَجَدْناكَ إذْ خَبَرْنا مَلولاً
طَرِفاً لَمْ تَكُنْ كَمَا كُنْتَ قُلْتا
وتجلدتَ لي لتصرمَ حبلي،
بعدما كنتَ رثهُ قد وصلتا
فاذكرِ العهدَ بالمحصبِ، والو
دِّ الذي كان بيننا، ثمّ خنتا
وَلَعَمْري ماذا بِأَوّلِ ما عا
تني، يا ابنَ عمِّ، ثمّ غدرتا؟
فَحَرَامٌ عَلَيْكَ أنْ لا تَنَالَ الدَّهْـ
هرَ، مني غيرَ الذي كنتَ نلتا!
قُلْتُ: مَهْلاً عَفْواً جُمَيلاً! فَقَالَتْ:
لا وَعَيْشي، وَلَوْ رَأَيْتُكَ مِتَّا!
وأجازتْ بها البغالُ تهادى ،
نحوَ خبتٍ، حتى إذا جزنَ خبتا
سكنتْ مشرفَ الذرى ، ثمّ قالتْ:
لا تزرنا، ولا نزوركَ سبتا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها العاتبُ فيها عصيتا،
أيها العاتبُ فيها عصيتا،
رقم القصيدة : 18801
-----------------------------------
أيها العاتبُ فيها عصيتا،
لن تطاعَ الدهرَ، حتى تموتا
إنْ تَكُنْ أَصْبَحْتَ فينا مُطاعاً
فَلَكَ العُتْبى بِأَنْ لا رضيتا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صَادَ قَلْبي اليَوْمَ ظَبْيٌ
صَادَ قَلْبي اليَوْمَ ظَبْيٌ
رقم القصيدة : 18802
-----------------------------------
صَادَ قَلْبي اليَوْمَ ظَبْيٌ
مقبلٌ منْ عرفاتِ
في ظِباءٍ تَتَهادى
عامداً للجمراتِ
وعليه الخزّ، والقزّ،
ووشيُ الحبراتِ
إنَّني لَسْتُ بناس
ذَلِك الظَّبْيَ حَيَاتي(17/127)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ولقد قالتْ لأترابٍ لها،
ولقد قالتْ لأترابٍ لها،
رقم القصيدة : 18803
-----------------------------------
ولقد قالتْ لأترابٍ لها،
كالما يلعبنَ في حجرتها:
خُذْنَ عَنّي الظِّلَّ لا يَتْبَعُني
وَمَضَتْ تَسْعَى إلى قُبَّتِها
لَمْ تُعانِقْ رَجُلاً في مَضَى
طفلة ٌ غيداءُ في حلتها
لَمْ يُصِبْها نَكَدٌ فيما مَضى
ظبية ٌ تختالُ في مشيتها
لم يطشْ قطُّ سهمٌ، ومنْ
تَرْمِهِ لا يَنْجُ مِنْ رَمْيَتِها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مِنَ البَكَراتِ عِرَاقِيَّة ً
مِنَ البَكَراتِ عِرَاقِيَّة ً
رقم القصيدة : 18804
-----------------------------------
مِنَ البَكَراتِ عِرَاقِيَّة ً
تسمى سبيعة َ، أطربتها
من آلِ أبي بكرة َ الأكرمينَ
خَصَصْتُ بِوُدّي فأَصْفَيْتُها
وَمِنْ حُبِّها زُرْتُ أَهْلَ العِرَاقِ
وأَسْخَطْتُ أَهْلي وأَرْضَيْتُها
أَموتُ إذا شَحَطَتْ دَارُها
وأحيا، إذا أنا لاقيتها
فأقسمُ لو أنّ ما بي بها،
وَكُنْتُ الطَّبيبَ لَدَاوَيْتُها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَرَزَ البَدْرُ في جَوارٍ تَهَادَى
بَرَزَ البَدْرُ في جَوارٍ تَهَادَى
رقم القصيدة : 18805
-----------------------------------
بَرَزَ البَدْرُ في جَوارٍ تَهَادَى
مخطفاتِ الخصورِ معتجراتِ
فَتَنَفَّسْتُ ثُمَّ قُلْتُ لِبِكْرٍ
عجلتْ في الحياة ِ لي خيباتي:
هلْ سبيلٌ، إلى التي لا أبالي
بَعْدَها أَنْ أَمُوتَ، قَبْلَ وَفاتي؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد أتانا الرسولُ بالأبياتِ،
قد أتانا الرسولُ بالأبياتِ،
رقم القصيدة : 18806
-----------------------------------
قد أتانا الرسولُ بالأبياتِ،
في كتابٍ قد خُطّ بالتُّرَّهاتِ
حائرُ الطّرْفِ، إنْ نظرتَ، وما
طرفكَ عندي بصادقِ النظراتِ
غُرَّ غيري، فقدْ عرفتُ لغيري
عهدَكَ الخائنَ، القليلَ الثّباتِ(17/128)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَعْجِزُ المِطْرَفُ العُشاريُّ عَنْها
يَعْجِزُ المِطْرَفُ العُشاريُّ عَنْها
رقم القصيدة : 18807
-----------------------------------
يَعْجِزُ المِطْرَفُ العُشاريُّ عَنْها
والإزارُ السديسُ ذو الصنفاتِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بِاللَّهِ، يا ظَبْيَ بَني الحَارِثِ،
بِاللَّهِ، يا ظَبْيَ بَني الحَارِثِ،
رقم القصيدة : 18808
-----------------------------------
بِاللَّهِ، يا ظَبْيَ بَني الحَارِثِ،
هَلْ مَنْ وَفَى بِالْعَهْدِ كالنَّاكِثِ؟
لا تَخْدَعَنّي بِالمُنى باطِلاً،
وأنتَ بي تلعبُ كالعابثِ
حتى متى أنت لنا هكذا،
نفسي فداءٌ لكَ، يا حارثي!
يا منتهى همي ويا منيتي،
ويا هوى نفسي، ويا وارثي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نَأَتْ بِصَدُوفَ عَنْكَ نَوًى عَنُوجُ
نَأَتْ بِصَدُوفَ عَنْكَ نَوًى عَنُوجُ
رقم القصيدة : 18809
-----------------------------------
نَأَتْ بِصَدُوفَ عَنْكَ نَوًى عَنُوجُ
وجنّ بذكرها القلبُ اللجوجُ
غداة َ غدتْ حمولهمُ، وفيهم
ضحا شخصٌ إلى قلبي يهيج
سكنّ الغورَ مربعهنّ، حتى
رَأَيْنَ الأَرْضَ قَدْ جَعَلَتْ تَهِيجُ
وصفنَ به، فقلنَ لنا: بنجدٍ
من الحرِّ، الذي نلقى ، فروج
فعالينَ الحمولَ على نواجٍ
علائفَ لم تلوحها المروج
غَدَوْنَ فَقُلْنَ أَعْوَاءٌ مَقيلٌ
لَكُمْ فَانْحُوا لِذاكَ وَلاَ تَعُوجُوا
ورحنَ، فبتنَ فوق البئر، حتى
بدا للناظرِ الصبحُ البليج
كأنهمُ على البوباة ِ نخلٌ
أُمِرَّ لَهَا بِذِي صَعْبٍ خَلِيجُ
فما يدري المخبرُ: أيّ جزعٍ
مِنَ الأَجْزَاعِ يَمَّمَتِ الحُدُوجُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إستغاثة
إستغاثة
رقم القصيدة : 1881
-----------------------------------
الناس ثلاثةُ ا موا ت
في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))
والثاني تقتله (( إسرائيل ))
والثالث تقتله (( عربا ئيل ))
وهي بلاد(17/129)
تمتد من الكعبة حتى النيل
والله إ شتقنا للموت بلا تنكيل
والله اشتقنا
واشتقنا
ثم اشتقنا
أنقذنا ... يا عزرائيل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ربة َ البغلة ِ الشهباءِ، هلْ لكمُ
يا ربة َ البغلة ِ الشهباءِ، هلْ لكمُ
رقم القصيدة : 18810
-----------------------------------
يا ربة َ البغلة ِ الشهباءِ، هلْ لكمُ
أن ترحمي عمراً، لا ترهقي حرجا
قالت: بدائكَ متْ أو عشْ تعالجه،
فَمَا نَرَى لَكَ، فيما عِنْدَنا، فَرَجَا
قد كنتَ حملتني غيظاً أعالجه،
فَإنْ تُقِدْني فَقَدْ عَنَّيْتَني حِجَجَا
حَتَّى لَوَ کسْطيعَ مِمّا قَد فَعَلْتَ بنا
أكلتُ لحمكَ من غيظي، وما نضجا
فقلتُ: لا والذي حجّ الحجيجُ لهُ،
ما مَجَّ حُبُّكِ مِنْ قَلْبي وَلاَ نَهَجَا
وما رأى القلبُ من شيءٍ يسرّ بهِ،
مُذْ بانَ مَنْزِلُكُمْ مِنّا وَلا ثَلِجا
كَالشَّمْسِ صُورَتُها غَرّاءُ وَاضِحَة ٌ
تغشي، إذا برزت، من حسنها، السرجا
ضَنَّتْ بِنَائِلِها هِنْدٌ فَقَدْ تَرَكَتْ
مِنْ غَيْرِ ذنبٍ أبَاالخَطَّابِ مُخْتَلَجا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ
نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ
رقم القصيدة : 18811
-----------------------------------
نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ
ليتَ الغرابَ ببينها لم يزعجِ
نَعَقَ الغُرَابُ وَدَقّ عَظْمَ جَنَاحِهِ
وَذَرَتْ بِهِ الأَرْياحُ بَحْرَ السَّمْهَجِ!
ما زلتُ أتبعهم لأسمعَ حدوهمْ،
حَتَّى دَخَلْتُ عَلى رَبِيبَة ِ هَوْدَجِ
نَظَرَتْ إلَيَّ بِعَيْنِ رِئْمٍ أَكْحَلٍ
عمداً، وردتْ عنك دعوة َ عوهج
فبهتْ بدرّ حليها، ووشاحها،
وَبَرِيمِهَا وَسِوَارِها فَالدُّمْلُجِ
فَظَلِلْتُ في أَمْرِ الهَوَى مُتَحَيِّراً
من حرِّ نارٍ بالحشا متوهج
مَنْ ذا يَلُمْني إنْ بَكَيْتُ صَبَابَة ً
أَوْ نُحْتُ صَبَّاً بِالفُؤادِ المُنْضَجِ؟(17/130)
قَالُوا اصْطَبِرْ عَنْ حُبِّها مُتَعَمِّداً
ولا تهلكنّ صبابة ً، أو تحرج
كَيْفَ کصْطِباري عَنْ فَتَاة ٍ طَفْلَة ٍ
بَيْضاءَ في لَوْنٍ لَهَا ذي زِبْرِجِ
نافتْ على العذقِ الرطيبِ بريقها،
وَعَلَى الهِلاَلِ المُسْتَبين الأَبْلَجِ
لما تعاظمَ أمرُ وجدي في الهوى ،
وَكَلِفْتُ شَوْقاً بِالغَزَال الأَدْعَجِ
فسريتُ في ديجوِ ليلٍ حندسٍ،
مُتَنَجِّداً بِنِجَادِ سَيْفٍ أَعْوَجِ
فقعدتُ مرتقباً ألمُّ ببيتها،
حَتَّى وَلَجْتُ بِهِ خَفِيَّ المَوْلَجِ
حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الفَتَاة ِ وَإنَّها
لَتَغُطُّ نَوْماً مِثْلَ نَوْمِ المُبْهِجِ
وإذا أبوها نائمٌ، وَعَبِيدُهُ
مِن حَوْلِها مِثْلُ الجِمَالِ الهُرَّجِ
فَوَضَعْتُ كَفِّي عِنْدَ مَقْطَعِ خَصْرِها
فَتَنَفَّسَتْ نَفَساً فَلَمْ تَتَهَلَّجِ
فَلَزِمْتُها فَلَثِمْتُها فَتَفَزَّعَتْ
مني، وقالتْ: منْ؟ فلمْ أتلجلج
قَالَتْ: وَعَيْشِ أَبي وَحْرْمَة ِ إخْوَتي
لأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إنْ لَمْ تَخْرُجِ
فَخَرَجْتُ خَوْف يَمينِها فَتَبَسَّمَتْ
فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينِها لَمْ تَحْرُجِ
فتناولتْ رأسي، لتعلمَ مسهُ،
بِمُخَضَّبِ الأَطْرَافِ غَيْرِ مُشَنَّجِ
فَلَثمْتُ فاها، آخِذاً بِقُرُونِها
شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلا هَلْ هَاجَكَ الأَظْعا
أَلا هَلْ هَاجَكَ الأَظْعا
رقم القصيدة : 18812
-----------------------------------
أَلا هَلْ هَاجَكَ الأَظْعا
نُ إذْ جَاوَزنَ مُطَّلَحَا
نَعَمْ وَلِوَشْكِ بَيْنهِمُ
جرى لك طائرٌ سنحا
سلكنَ الجنبَ من رككٍ،
وَضَوءُ الفَجْرِ قَدْ وَضَحا
فمنْ يفرحْ ببينهمُ،
فَغَيْرِي إذْ غَدَوْا فَرِحا
فَهَزَّتْ رَأْسهَا عَجَبَاً
وقالتْ: مازحٌ مزحا
وقلنَ: مقيلنا قرنٌ،
نباكرُ ماءهُ صبحا
فَيا عَجَباً لِمَوْقفِنا
وَغَيِّبَ ثَمَّ مَنْ كَشَحا
تبعتهمُ بطرفِ العي
ـنِ حَتَّى قِيلَ لي کفْتَضَحا(17/131)
يودعُ يعضنا بعضاً،
وَكُلٌّ بِالْهَوَى جُرحا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَانَتْ سُلَيْمى فَکلفُؤادُ قَرِيحُ
بَانَتْ سُلَيْمى فَکلفُؤادُ قَرِيحُ
رقم القصيدة : 18813
-----------------------------------
بَانَتْ سُلَيْمى فَکلفُؤادُ قَرِيحُ
ودموعُ عيني في الرداءِ سفوحُ
ولقد جرى لكَ، يومَ حزم سويقة ٍ،
فِيما يُعَيَّفُ سَانِحٌ وَبَرِيحُ
أحوى القوادمِ، بالبياضِ ملمعٌ،
قَلِقُ المَوَاقِعِ بِکلفِرَاقِ يَصِيحُ
حسنٌ لديّ حديثُ منْ أحببته،
وحديثُ منْ لا يستلذُّ قبيحُ
الحبُّ أبغضهُ إليّ أقلهُ،
صرحْ بذاك، وراحة ٌ تصريح
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنْ لِقَلْبٍ غَيْرِ صَاحِ
مَنْ لِقَلْبٍ غَيْرِ صَاحِ
رقم القصيدة : 18814
-----------------------------------
مَنْ لِقَلْبٍ غَيْرِ صَاحِ
في تَصابٍ وَمِزاحِ
لَجَّ في ذِكْرِ الغَواني
بَعْدَ رُشْدٍ وَصَلاح
وَلَقَدْ قُلْتُ لِبَكْرٍ
إذْ مَرَرْنَا بِالصِّفَاحِ
قِفْ نُسَلِّمْ وَنُحَيِّي
مَا عَلَيْنَا مِنْ جُناح
قَمَرَتْني جارَتي عَقْـ
لي كَقَمْرٍ بِالْقِدَاحِ
أَقْصَدَتْ قَلْبي وَمَا إنْ
أَقْصَدَتْهُ بِسِلاَحِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّيا أَثْلَة َ إذْ جَدَّ رَوَاحْ
حَيِّيا أَثْلَة َ إذْ جَدَّ رَوَاحْ
رقم القصيدة : 18815
-----------------------------------
حَيِّيا أَثْلَة َ إذْ جَدَّ رَوَاحْ
وسلاها هلْ لعانٍ من سراحْ؟
هلْ لمبتولٍ بها مستقبلٌ،
دَنِفِ القَلْبِ عَمِيدٍ غَيْرِ صاحْ
كانَ، والودَّ الذي يشكو بها،
كمريقِ الماءِ في الأرضِ الشحاح
أيها السائلنا عنْ حبها،
تُكْثِرُ المَنْطِقَ في غَيْرِ اتِّضاحْ
خُلِقَتْ ذِكْرَتُها مِنْ شيمَتي
ما أَضَاءَ الأَرْضَ تَبْليجُ الصَّباحْ
ما لها عندي من هجرٍ، ولا
سرها عنديَ بالفاشي المباح
تسألُ الودّ، وددتْ انني
بَيْنَ أَسْيَافِ الأَعادي والرِّمَاحْ
قادتِ العينُ إليها قلبهُ،(17/132)
عَقِبَ التَّشْريقِ مِنْ يَوْمِ الأَضاحْ
نظرة ٌ بالعينِ أدتْ سقماً،
نَظْرَة ٌ يَوْماً وَصَحْبي بکلصِّفَاحْ
أحدثتْ ردعاً ورجعاً، بعدما
طَمِعَ العَائِدُ مِنَّا بِکلسَّرَاحْ
وشكوتُ الحبّ منها صادقاً،
لَيْلَة َ المأْزَمِ في قَوْلٍ صُرَاحْ
واقفَ البرذون أخفي منطقي،
مظهراً عذري في غيرِ نجاح:
لن تقودينيَ بالهجر، ولنْ
تدركي ودي بجدٍّ واطراح!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بكرَ العاذلاتِ فيها صراحا
بكرَ العاذلاتِ فيها صراحا
رقم القصيدة : 18816
-----------------------------------
بكرَ العاذلاتِ فيها صراحا
بِسوادٍ وَمَا انْتَظَرْنَ صَباحا
قُلْنَ: عَزِّ الفُؤَادَ عَنْ أُمِّ بَكْرٍ
بعزاءٍ، قد افتضحتَ افتضاحا
قُلْتُ: ما حُبُّها عَلَيَّ بعارٍ
إنْ محبٌّ يوماً من الدهرِ باحا
قَدْ أَرَى أَنَّكُنَّ قُلْتُنَّ نُصْحاً
واجتهدتنّ، لو أريدُ صلاحا
لو دويتنّ مثلَ دائي، عذرْ
تنّ، ولكنْ رأيتكنّ صحاحا
أَوْ تَحَبَّبْنَ لا تَعُدْنَ فَإنِّي
قَدْ أَرَيْتُ الوُشاة َ مِنِّي کطِّراحا
إنَّها كکلْمَهَاة ِ مُشْبَعَة ُ الخَلْـ
خَالِ صِفْرُ الحَشا تُجيعُ الوِشاحا
في مَحَلِّ النِّساءِ طَيِّبَة ُ النَّشْـ
رِ، يرى عندها الوسامُ قباحا
لم تزلْ من هوى قريبة َ تهوى
مَنْ يَليها حَتَّى هَوَيْتَ الرِّياحا
قَرَّبَتْهُ المُقَرِّباتُ لِحَيْنٍ
فَأَتَى حَتْفَهُ يَسيرُ كِفاحا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> الرّيحُ تَسْحَبُ أَذْيالاً وَتَنْشُرُها
الرّيحُ تَسْحَبُ أَذْيالاً وَتَنْشُرُها
رقم القصيدة : 18817
-----------------------------------
الرّيحُ تَسْحَبُ أَذْيالاً وَتَنْشُرُها
يَا لَيْتَني كُنْتُ مِمَّنْ تَسْحَبُ الرّيحُ
كيما تجرّ بنا ذيلاً، فتطرحنا
عَلَى الَّتي دونَها مُغْبَرَّة ٌ سوحُ
أنى بقربكمُ، أم كيف لي بكمُ،
هَيْهَاتَ ذَلِكَ ما أَمْسَتْ لَنَا روحُ
فَلَيْتَ ضِعْفَ الَّذي ألْقى يَكُونُ بِها(17/133)
بل ليتَ ضعفَ الذي ألقى تباريح
إحْدَى بُنَيَّاتِ عَمّي دونَ مَنْزِلِها
أرضٌ بقيعانها القيصومُ والشيحُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا
تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا
رقم القصيدة : 18818
-----------------------------------
تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا
وللدارُ، بعدَ غدٍ، أبعدُ
إذا سلكتْ غمرَ ذي كندة ٍ،
معَ الركبِ قصدٌ لها الفرقدُ
وحثَّ الحداة ُ بها عبرها،
سراعاً، إذا ما ونتْ تطرد
هنالك، إما تعزى الفؤادُ،
وإما على إثرهمْ يكمد
فليستْ ببدعٍ، لئن دارها
نَأَتْ فَکلْعَزَاءُ إذاً أَجْلَدُ
صرمتُ، وواصلتُ، حتى علم
تُ: أينَ المصادرُوالموردُ
وجربتُ من ذاكَ، حتى عرف
تُ ما أتوقى ، وما اعمد
دَعَانيَ مِنْ بَعْدِ شَيْبِ القَذَا
وعينٌ تصابي وتدعو الفتى
لِمَا تَرْكُهُ لِلْفَتَى أَرْشَدُ
فتلكَ التي شيعتها الفتاة ُ
إلى الخِدْرِ قَلْبِي بِهَا مُقْصَدُ
تَقُولُ وَقَدْ جَدَّ مِنْ بَيْنِها
غداة َ غدٍ، عاجلٌ موفد:
أَلَسْت مُشَيِّعَنا لَيْلَة ً
نُقَضِّي اللُّبَانَة َ أَو نَعْهَدُ
فقلتُ: بلى ، قلّ عندي لكمْ
كلالُ المطيّ، إذا تجهدُ
فَعودي إلَيْها فَقُولي لَهَا:
مَساءُ غَدٍ لَكُمُ مَوْعِدُ
وآية ُ ذلكَ أن تسمعي،
إذا جِئْتُكُمْ ناشِداً يَنْشُدُ
فَرُحْنَا سِراعاً وَرَاحَ الهَوَى
إلَيْها دَليلاً بِنا يَقْصِدُ
فَلَمَّا دَنَوْنَا لجَرْسِ النُّباحِ
إذا الضوءُ، والحيُّ لم يرقدوا
نأينا عن الحيِّ، حتى إذا
تودع من نارها الموقد
وَنَامُوا بَعَثْنا لَها ناشِداً
وفي الحيِّ بغية ُ من ينشد
فقامتْ، فقلتُ: بدتْ صورة ٌ،
مِنَ الشَّمْسِ شَيَّعَها الأَسْعَدُ
فجاءت تهادى على رقبة ٍ،
من الخوفِ، أحشاؤها ترعد
وَكَفَّتْ سَوَابِقَ مِنْ عَبْرَة ٍ
على الخدّ، جالَ بها الإثمد
تَقُولُ وَتُظْهِرُ وَجْداً بِنا
ووجدي، وإن أظهرتْ، أوجد:
لَمِمَّا شَقائي تَعَلَّقْتُكُمْ
وَقَدْ كَانَ لي عِنْدَكُمْ مَقْعَدُ(17/134)
عراقية ٌ، وتهامي الهوى ،
يَغُورُ بِمَكَّة َ أَوْ يُنْجِدُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي،
هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي،
رقم القصيدة : 18819
-----------------------------------
هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي،
أَمْ قَبْلَ ذلِكَ مُدْلِجٌ بِسَوادِ؟
كَيْفَ الثَّواءُ بِبَطْنِ مَكَّة َ بَعْدَمَا
وَبِرِحْلَة ٍ مِنح طِيَّة ٍ وَبِلادِ
هموا ببعدٍ منكَ غيرِ تقربٍ،
شتانَ بينَ القربِ والإبعاد!
لا كَيْفَ قَلْبُكَ إنْ ثَوَيْتَ مُخَامِراً
سَقَماً خِلاَفَهُمُ وَحُزْنُكَ بادِي
قَدْ كُنْتَ قَبْلُ وَهُمْ لأَهْلِكَ جيرَة ٌ
صَبّاً تُطِيفُ بِهِمْ كَأَنَّكَ صادِي
هيمانُ يمنعهُ السقاة ُ حياضهم،
حَيْرَانُ يَرْقُبُ غَفْلَة َ الوُرّادِ
فالآن، إذ جدّ الرحيلُ، وقربتْ
بُزُلُ الجِمَالِ لِطِيَّة ٍ وَبِعادِ
وَلَقَدْ أَرَى أَنْ لَيْسَ ذَلِك نَافِعي
ما عشتُ عندكِ في هوى ووداد
ولقد منحتُ الودّ مني، لم يكنْ
منكْ إليّ، بما فعلتُ، أيادي
إنِّي لأتْرُكُ مَنْ يَجُودُ بِنَفْسِهِ
وموكلٌ بوصالِ كلّ جماد
يَا لَيْلَ إنِّي واصلي أوْ فاصرمي
علقتْ بحبكمُ بناتُ فؤادي
كم قد عصيتُ إليكِ من متنصحٍ
خَانَ القَرَابَة َ أَوْ أَعَانَ أَعَادي
وتنوفة ٍ أرمي بنفسي عرضها،
شَوْقاً إلَيْكِ بِلاَ هِدَايَة ِ هَادِي
ما إنْ بِهَا لي غَيْرَ سَيْفي صَاحِبٌ
وَذِرَاعُ حَرْفٍ كالهِلاَلِ وِسَادِي
بِمُعَرَّسٍ فيه إذا ما مَسَّهُ
جلدي، خشونة ُ مضجعٍ وبعاد
قَمن مِنَ الحَدْثانِ تُمْسي أُسْدُهُ
هدءَ الظلامِ، كثيرة َ الإيعاد
بالوجد أعذرُ ما يكونُ، وبالبكا،
أَرْسَلَتْ تَعْتِبُ الرَّبَابُ وَقَالَتْ:
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إرادة الحياة
إرادة الحياة
رقم القصيدة : 1882
-----------------------------------
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يُبتلى (( بالمرينز ))..
ولا بد أن يهدموا ما بناه(17/135)
ولا بد أن يخلفوا (( الإنجليز ))
ومن يتطوع لشتم الغزاة
يُطوع بأولاد عبد العزيز
فكيف سيمكن رفع الجباه
وأكبر رأس لدى العرب طيـ ... ؟!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرسلتْ تعتبُ الربابُ، وقالتْ:
أرسلتْ تعتبُ الربابُ، وقالتْ:
رقم القصيدة : 18820
-----------------------------------
أرسلتْ تعتبُ الربابُ، وقالتْ:
قد أتانا ما قلتَ في الإنشادِ
قُلْتُ: لا تَغْضَبي فِدًى لَكِ قَوْلي
بلساني، وما يجنّ فؤادي
ثُمَّ لا تَغْضبي فِدًى لكِ نَفْسي
ثُمَّ أَهْلي وطارِفي وَتِلادي
إنْ تعودي تكنْ تهامة ُ داري،
وبنجدٍ، إذا حللتِ، معادي
أنتِ أهوى إليّ من سائرِ الن
اسِ، ذريني من كثرة ِ التعداد
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طَالَ لَيْلي فَمَا أُحِسُّ رُقَادي
طَالَ لَيْلي فَمَا أُحِسُّ رُقَادي
رقم القصيدة : 18821
-----------------------------------
طَالَ لَيْلي فَمَا أُحِسُّ رُقَادي
واعترتني الهمومُ بالتسهاد
وتذكرتُ قولَ نعمٍ، وكان الذ
ذّكْرُ مِنْهَا مِمَّا يَهيجُ فُؤَادي
يَوْمَ قالت لِتِربِهَا: سَائِليهِ
أيريدُ الرواحَ، أم هو غادي؟
وکحْذَري أَنْ تَراكِ عَيْنٌ وَإنْ لا
تِ بعضَ المكثرينَ الأعادي
فاجعلي علة ً كتاباً لكِ استح
ملَ في ظاهرٍ من السرّ بادي
ثُمَّ قولي كَفَرْتَ يا أَكْذَبَ النَّا
سِ جَميعاً مِن حاضِرِينَ وَبَادي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَقَدْ أَرْسَلَتْ في السِّرِّ لَيْلَى تَلُومُني
لَقَدْ أَرْسَلَتْ في السِّرِّ لَيْلَى تَلُومُني
رقم القصيدة : 18822
-----------------------------------
لَقَدْ أَرْسَلَتْ في السِّرِّ لَيْلَى تَلُومُني
وتزعمني ذا ملة ٍ طرفاً جلدا
تقولُ: لقد اخلفتنا ما وعدتنا،
وَبِاللَّهِ ما أَخْلَفْتُهَا طَائِعاً وَعْدا
فقلتُ مروعاً للرسول الذي أتى :
تَرَاهُ لَكَ الوَيْلاَتُ من أَمْرِها جِدَّا
إذا جِئْتَها فَکقْرَ السَّلاَمَ وَقُلْ لَهَا:(17/136)
ذَرِي الْجوَرَ لَيْلَى وَکسْلُكي مَنْهَجاً قَصْدا
تعدينَ ذنباً، انتِ، ليلى ، جنيته
عَلَيَّ وَلا أُحْصي ذُنُوبَكُمُ عَدا
أفي غَيْبتي عَنْكُمْ لَيالٍ مَرِضْتُها
تزيدينني، ليلى ، على مرضي جهدا؟
تَجَاهَلُ ما قَدْ كَانَ لَيْلَى كأنَّما
أُقاسي بِهَا مِنْ حَرَّة ٍ حُجراً صَلْدا
فلا تحسبي أني تمكثتُ عنكمُ،
وَنَفْسي تَرَى مِنْ مَكْثها عَنْكُمُ بُدَّا
ولا أنّ قلبي الدهرَ يسلى حياته،
ولا رائمٌ، يوماً، سوى ودكم ودا
الا فاعلمي أنا أشد صبابة ص،
وأصدقُ عندَ البينِ من غيرنا عهدا
غداً يُكْثِرُ الباكون منَّا وَمِنْكُمُ
وتزدادُ داري من دياركمُ بعدا
فإن تصرميني لا أرى الدهرَ قرة ً
لعيني، ولا ألقى سروراً ولا سعدا
فَإنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّساءَ سِوَاكُمُ
وَإنْ شِئْتُ لَم أَطْعَم نُقاخاً ولا بَرْدا
وإنْ شِئْتِ غُرْنَا نَحْوَكُمْ ثُمَّ لَم نَزَلْ
بمكة َ، حتى تجلسوا، قابلاً، نجدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تِلْكَ هِنْدٌ تَصُدُّ لِلْهَجْرِ صَدَّا
تِلْكَ هِنْدٌ تَصُدُّ لِلْهَجْرِ صَدَّا
رقم القصيدة : 18823
-----------------------------------
تِلْكَ هِنْدٌ تَصُدُّ لِلْهَجْرِ صَدَّا
أدلالٌ، ام هجرُ هندٍ أجدا؟
أَوْ لِتَنْكَا بِهِ كُلُومَ فُؤادي
م أرادتْ قتلي ضراراً وعمدا؟
أيها الناصح الامينُ رسولي،
قُلْ لِهِنْدٍ مِنِّي إذا جِئْتَ هِنْدا
يعلمُ اللهُ أنْ قد اوتيتِ مني،
غيرَ من لذاكَ، نصحاً وودا
قَدْ بَرَاهُ وَشَفَّه الحُبُّ حَتَّى
صارَ، مما بهِ، عظاماً، وجلدا
ما تقربتُ بالصفاءِ لأدنو
منكِ إلا نأيتِ وازددتِ بعدا
قَدْ يُثَنِّي عَنْكِ الحَفِيظَة ٌ حَتَّى
لَمْ أَجِدْ مِنْ سُؤَالِكِ اليَوْمَ بُدَّا
فَارْحَمي مُغْرَماً بِحُبِّكِ لاَقَى
من جوى الحبّ والحفيظة ِ، جهدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَضَى مُنْشِرُ المُوتَى عَلَيَّ قَضِيَّة ً
قَضَى مُنْشِرُ المُوتَى عَلَيَّ قَضِيَّة ً(17/137)
رقم القصيدة : 18824
-----------------------------------
قَضَى مُنْشِرُ المُوتَى عَلَيَّ قَضِيَّة ً
بِحُبِّكِ لَمْ أَملِك وَلَمْ آتِها عَمْدا
فليس لقربٍ بعدَ قربكِ لذة ٌ،
ولستُ أرى نأياً سوى نأيكم بعدا
أَحَبُّ الأُلَى يَأْتُونَ مِنْ نَحْوِ أَرْضِها
إليّ، من الركبان، أقربهم عهدا
فَمَا نَلْتَقي مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ وَهِجْرَة ٍ
وصدعِ النوى ، إلا وجدتُ لها بردا
على كبدٍ قد كاد يبدي بها النوى
صُدُوعاً وَبَعْضُ النَّاسِ يَحْسَبُني جَلْدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبْلِغْ سُلَيْمى بِأَنَّ البَيْنَ قَدْ أَفِدا
أَبْلِغْ سُلَيْمى بِأَنَّ البَيْنَ قَدْ أَفِدا
رقم القصيدة : 18825
-----------------------------------
أَبْلِغْ سُلَيْمى بِأَنَّ البَيْنَ قَدْ أَفِدا
وأنْبِىء ْ سُلَيْمَى بِأَنَّا رَائِحونَ غَدا
وَقُلْ لَهَا كَيْفَ أَنْ يَلْقَاكِ خَالِيَة ً
فَلَيْسَ مَنْ بَانَ لَمْ يَعْهَدْ كَمَن عَهِدا
نعهدْ إليكش، فأوفينا بمعهدنا،
يا أَصْدَقَ النَّاسِ مَوْعوداً إذا وَعَدا
وأَحْسَنَ النَّاسِ في عَيْني وأَجْمَلَهُمْ
من ساكن الغور أو من يسكن النجدا
لقد حلفتُ يميناً غيرَ كاذبة ٍ،
صَبْراً أُضَاعِفُها يا سُكْنَ مُجْتَهدا
بِاللَّهِ ما نِمْتُ مِنْ نَوْمٍ تَقُرُّ بِهِ
عيني، ولا زالَ قلبي بعدكمْ كمدا
كمِ بالحرامِ، ولوكنا نحالفه،
من كاشحٍ ودّ أنا لا نرى أبدا
حُمِّل مِنْ بُغْضِنا غِلاًّ يُعَالِجُهُ
فقد تملا علينا قلبه حسدا
وذاتِ وجدٍ علينا ما تبوحُ به،
تُحْصي اللَّيالي إذا غِبْنَا لها عَدَدا
تبكي علينا، إذا ما اهلها غفلوا،
وَتَكْحَلُ العَيْنَ مِنْ وَجْدٍ بِنَا سَهَدا
حَرِيصَة ٍ إن تَكُفَّ الدَّمْعَ جَاهِدَة ً
فما رقا دمعُ عينيها، وما جمدا
بَيضاءَ آنِسَة ٍ لِلْخِدْرِ آلِفَة ٍ
وَلَمْ تَكُنْ تأْلَفُ الخَوْخاتِ والسُّدَدا
قامتْ تراءى على خوفٍ تشيعني،
مشيَ الحسير المزجى جشم الصعدا(17/138)
لم تبلغِ البابَ حتى قال نسوتها،
مِنْ شِدَّة ِ البُهْرِ هذا الجَهْدُ فَکتَّئِدا
أقعدنها، وبنا ما قالَ ذو حسبٍ:
صبٌّ بسلمى إذا ما أقعدت قعدا
فَكَانَ آخِرَ ما قَالَتْ وَقَدْ قَعَدَتْ
أَنْ سَوْفَ تُبْدي لَهُنَّ الصَّبْرَ والجَلَدَا
يَا لَيْلَة َ السَّبْتِ قَدْ زَوَّدْتِني سَقْماً
حتى المماتِ، وهماً صدعَ الكبدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَمْسَى بِأَسْماءَ هذا القَلْبُ مَعْمُودا
أَمْسَى بِأَسْماءَ هذا القَلْبُ مَعْمُودا
رقم القصيدة : 18826
-----------------------------------
أَمْسَى بِأَسْماءَ هذا القَلْبُ مَعْمُودا
إذا أَقُولُ صَحا، يَعْتَادُهُ عيدا
كأنني، يومَ أمسي لا تكلمني،
ذو بِغْيَة ٍ يَبْتَغي ما لَيْسَ مَوْجودا
أَجْري عَلَى مَوْعِدٍ مِنْها فَتُخْلِفُني
فما أملُّ، وما توفي المواعيدا
كأنّ أحورَ، من غزلانِ ذي بقرٍ،
أَهْدَى لَهَا شَبَهَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا
قَامَتْ تَرَاءَى وَقَدْ جَدَّ الرَّحِيلُ بِنا
لِتَنْكَأ القَرْحَ مِنْ قَلْبٍ قَدْ کصْطيدا
بِمُشْرِقٍ مِثْلِ قَرْنِ الشَّمْسِ بازِغَة ً
وَمُسْبَكِرٍّ عَلَى لَبّاتِها سُودا
قد طالَ مَطلي، لوَ انّ اليأسَ ينفعني،
أو أنْ أصادفَ من تلقائها جودا
فليس تبذلُ لي عفواً، واكرمها
من أن ترى عندنا في الحرص تشديدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
رقم القصيدة : 18827
-----------------------------------
ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
وشَفَتْ أنفسنا مما تَجِدْ
واستبدتْ مرة ً واحدة ً،
إنما العاجز من لا يستبدْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحِ، لا تعذلْ اخاكَ، فإنهُ،
يا صاحِ، لا تعذلْ اخاكَ، فإنهُ،
رقم القصيدة : 18828
-----------------------------------
يا صاحِ، لا تعذلْ اخاكَ، فإنهُ،
ما لا ترى من وجد نفسي، اوجدُ
اللَّه يَعْلَمُ أَنَّني لأظُنُّني(17/139)
إنْ بنتمُ، أمَّ الوليدِ، سأكمدُ
ما لي أرى حبَّ البرية ِ كلها
عِنْدي يَبِيدُ وَحُبُّكُمْ يَتَجَدَّدُ؟
وإذا أقول: سلا، تجددُ ما به
مِنْها عَقَائِلُ حُبُّها المُتَرَدِّدُ
شمسُ النهارِ، إذا أرادت زينة ً،
والبدرُ، عاطلة ً، إذا تتجرد
كَلِفَ الفُؤَادُ بِها فَلَيْسَ يَصُدُّهُ
عنها العدوُّ، ولا الصديقُ المرشد
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، تصدعتْ كبدي،
يا صاحبيّ، تصدعتْ كبدي،
رقم القصيدة : 18829
-----------------------------------
يا صاحبيّ، تصدعتْ كبدي،
أَشْكو الغَدَاة َ إلَيْكُمَا وَجْدي
مِنْ حُبِّ جَارِيَة ٍ كَلِفْتُ بها
حَلَّتْ بِمَكَّة َ في بَني سَعْدٍ
حَلَّتْ بِمَكَّة َ وَالنَّوَى َ قُذُفٌ
هَيْهَاتَ مَكَّة ُ مِنْ قُرَى لُدِّ
لا دارها داري، فتسعفني،
هذا لعَمْرُكَ مِنْ شَقَا جَدّي
واللهِ لا أنسى مقالتها،
حَتَّى أُضَمَّنَ مَيِّتاً لَحْدي
وَوَدَاعَهَا يَوْمَ الرَّحِيلِ وَقَدْ
زُمَّ المَطِيُّ لِبَيْنِهِمْ تَخْدي
والعينُ واكفة ٌ، وقد خضلتْ،
مما تفيضُ، عوارضُ الخدّ
إذهبْ، فديتكَ! غير مبتعدٍ،
لا كان هذا آخرَ العهد
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صورة
صورة
رقم القصيدة : 1883
-----------------------------------
لو ينظر الحاكم في المرآة
لمات
وعنده عذر إذا لم يستطع
تحمل المأساه!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ارقتُ، ولم املك لهذا الهوى ردا،
ارقتُ، ولم املك لهذا الهوى ردا،
رقم القصيدة : 18830
-----------------------------------
ارقتُ، ولم املك لهذا الهوى ردا،
وَأَوْرَثَني حُبّي وَكِتْمَانُهُ جَهْدا
كتمتُ الهوى ، حتى براني وشفني،
وَعَزَّيْتُ قَلْباً لا صَبوراً ولا جَلْدا
إذا قُلْتُ لا تَهْلِكْ أَسًى وَصَبَابَة ً
عَصَاني وإنْ عَاتَبْتُهُ زِدْتُهُ جِدّا
وإني لأهواها، وأصرفُ جاهداً،
حذارِ عيونِ الناسِ، عن بيتها عمدا
رأيتكِ يوماً، فاقتبستُ حرارة ً،(17/140)
فيا ليتها كانت على كبدي بردا
هَوَيْتُكِ وَکسْتَحْلَتْكِ نَفْسي فَأَقْبِلي
وَلاَ تَجْعَلي تَقْرِيبَنا مِنْكُمُ بُعْدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحِ هل تدري، وقد جمدتْ
يا صاحِ هل تدري، وقد جمدتْ
رقم القصيدة : 18831
-----------------------------------
يا صاحِ هل تدري، وقد جمدتْ
عَيْني بِمَا أَلْقَى مِنَ الوَجْدِ؟
لَمّا رَأَيْتُ دِيَارَها دَرَسَتْ
وتبدلتْ أعلامها بعدي
وذكرتُ مجلسها ومجلسنا،
ذَاتَ العِشَاءِ بِمَسْقِطِ النجْد
وَرِسَالَة ً مِنْها تُعَاتِبُني
فرددتُ معتبة ً على هندِ
أنْ لا تلومي في الخروجِ، فما
أَسْطيعُكُمْ إلاَّ عَلَى جَهْدِ
واللهِ، والبيتِ العتيقِ، لقد
سَاوَيْتِ عِنْدي جَنَّة َ الخُلْدِ
فَاعْصي الوُشاة َ بِنَا فَإنَّ لَكُمْ
عِنْدي مصافاة ً عَلَى عَمْدِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نام الخليُّ، وبتُّ غيرَ موسدِ،
نام الخليُّ، وبتُّ غيرَ موسدِ،
رقم القصيدة : 18832
-----------------------------------
نام الخليُّ، وبتُّ غيرَ موسدِ،
أَرْعى النُّجومِ بِهَا كَفِعْلِ الأَرْمَدِ
حتى إذا الجوزاءُ وهناً حلقتْ،
وَعَلَتْ كَواكِبُها كَجَمْرٍ مُوقَدِ
نامَ الألى ليس الهوى من شأنهم،
وَكَفَاهُمُ الإدْلاَج مَنْ لَمْ يَرْقُدِ
في لَيْلَة ٍ طَخْياءَ يُخْشَى هَوْلُها
ظَلْمَاءَ مِنْ لَيْلِ التّمامِ الأَسْوَدِ
فَطَرَقْتُ بَابَ العَامِرِيَّة ِ مُوْهِناً
فِعْلَ الرَّفِيقِ أَتَاهُمُ لِلْمَوعِدِ
فَإذا وَلِيدَتُها: فَقُلْتُ لَهَا: افْتَحي
لمتيمٍ، صبّ الفؤادِ، مصيد
فَتَفَرَّجَ البابانِ عَنْ ذِي مِرَّة ٍ
ماضٍ عَلَى العِلاَّتِ لَيْسَ بِقُعْدُدِ
فَتَجَهَّمَتْ، لَمّا رَأَتْني دَاخِلاً
بِتَلَهُّفٍ مِنْ قَوْلِها، وَتَهَدُّدِ
ثمّ ارعوتْ شيئاً وخفض جأشها
بعدَ الطموح تهجدي وتوددي
في ذاك ما قد قلتُ: إني ماكثٌ
عشراً، فقالتْ: ما بدا لك فاقعد
حتى إذا ما العشرُ جنّ ظلامها،(17/141)
قَالَتْ أَلا حَانَ التَّفَرُّقُ فَاعْهَدِ
واذكرْ لنا ما شئتَ مما تشتهي،
واللهِ لا نعصيكَ أخرى المسند
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إن الخَليطَ مُوَدِّعوكَ غَدا
إن الخَليطَ مُوَدِّعوكَ غَدا
رقم القصيدة : 18833
-----------------------------------
إن الخَليطَ مُوَدِّعوكَ غَدا
قَدْ أَجْمَعُوا مِنْ بَيْنِهِمْ أَفَدَا
وَأَرَاكَ إنْ دارٌ بِهِمْ نَزَحَتْ
لاَ شَكَّ تَهْلِكُ إثْرَهُمْ كَمَدا
ما هَكَذا أَحْبَبْتَ قَبْلَهُمُ
مِمَّنْ يُجَدُّ وِصَالُهُ أَحَدَا
قالتْ لمنصفة ٍ تراجعها،
فَأَذَابَ ما قَدْ قَالَتِ الكَبِدا
الْحَيْنُ ساقَ إلى دمشقَ وما
كانت دمشق لأهلنا بلدا
إلا تكاليفَ الشقاءِ بمنْ
لَمْ تُمْسِ مِنّا دَارُهُ صَدَدَا
متنقلاً ذا ملة ٍ طرفاً،
لا يَسْتَقِيمُ لِواصِل أَبَدَا
قالت: لذاكَ جزيتِ، فاعترفي
إذ تبعثينَ بكتبهِ البردا
فَالآنَ ذوقي ما جُزِيتِ لَهُ
صبراً، لما قدْ جئتِ معتمدا
إنّ المليك أبى بقدرته
أَنْ تَعْلَمي ما تَكْسَبينَ غَدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنْ لِقَلْبٍ عِنْدَ الرَّبابِ عَمِيدِ
مَنْ لِقَلْبٍ عِنْدَ الرَّبابِ عَمِيدِ
رقم القصيدة : 18834
-----------------------------------
مَنْ لِقَلْبٍ عِنْدَ الرَّبابِ عَمِيدِ
غيرِ ما مفتدى ً، ولا مردودِ
قَرَّبَتْهُ بِالْوَعْدِ حَتَّى إذا ما
تَبَلَتْهُ لَمْ تُوفِ بِالْمَوْعودِ
آنسٌ دلها قريبٌ، فمن
يسمعْ يقلْ ما نوالها ببعيد
وَالَّذي جَرَّبَ المَوَاعِدَ قَدْ يَعْـ
ـلَمُ مِنْها أَنْ لَنْ تُنيلَ بِجودِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ثلاثة ُ أحجارٍ، وخطٌّ خططتهُ
ثلاثة ُ أحجارٍ، وخطٌّ خططتهُ
رقم القصيدة : 18835
-----------------------------------
ثلاثة ُ أحجارٍ، وخطٌّ خططتهُ
لَنَا بِطَرِيقِ الغَوْرِ بِالمُتَنَجَّدِ
وَمَعْمَلِ أَصْحَابي وَخَوْصٍ ضَوَامِرٍ
وَمَمْشًى إلى البُسْتَانِ يَوْماً وَمَقْعَدِ(17/142)
وَرَشِّ الفَتَاة ِ الطَّلُّ بِالأَبْطَحِ الَّذي
جلسنا إليه، والمطيُّ بأقتد
وإرسالها، لما أجدّ رحيلها،
على عجلٍ بادٍ من البينِ، موفد
بأنْ بتْ، عسى أنْ يسترَ الليلُ مقعداً،
ويغفلَ عنا ذو الردى المتهجد
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألممْ بزينبَ، إنّ البينَ قد أفدا،
ألممْ بزينبَ، إنّ البينَ قد أفدا،
رقم القصيدة : 18836
-----------------------------------
ألممْ بزينبَ، إنّ البينَ قد أفدا،
قَلَّ الثَّواءُ لَئِنْ كانَ الرَّحيلُ غَدَا
أمسى العراقيُّ لا يدري، إذا برزت
من ذا تطوفَ بالأركانِ، أو سجدا
لعمرها ما أراني، إنْ نوى ً نزحتْ،
ودامَ ذا الحبُّ، إلا قاتلي كمدا
بَكْرٌ دَعَا فَأَتَى عَمْداً لِشِقْوَتِهِ
ما جاءَ من ذاكَ إنْ غياً وإن رشدا
مَنْ يَنْه يُعْصَ وَمَنْ يَحْسِدْ وَلاَ وأبي
ما ضَرَّني مَنْ وَشَى عِنْدي وَمَنْ حَسَدا
هذا يقربه منها، وعبرتها
يومَ الفراقِ، فما أرعى ، وما اقتصدا
قَدْ حَلَفَتْ لَيْلَة َ الصَّوْرَيْن جَاهِدَة ً
وما على المرءِ إلا الحلفُ مجتهدا
لِتِرْبِها ولأُخْرَى مِنْ مَنَاصِفِها
لَقَدْ وَجَدْتُ بِهِ فَوْقَ الَّذي وَجَدا
لَوْ جُمِّعَ النَّاسُ ثُمَّ اخْتير صَفْوَتُهُمْ
شَخْصاً مِنَ النَّاسِ لَمْ أَعْدِلْ بِهِ أَحَدا
لقد نهيتُ فؤادي عن تطلبها،
فاغتشني، وأتى ما شاءَ معتمدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مُنِعْتُ النَّوْمَ بِالسَّهَدِ
مُنِعْتُ النَّوْمَ بِالسَّهَدِ
رقم القصيدة : 18837
-----------------------------------
مُنِعْتُ النَّوْمَ بِالسَّهَدِ
منَ العبراتِ والكمدِ
لحبٍّ داخلٍ في الجوفِ،
فِ ذي قَرْحٍ عَلَى كَبِدي
تَراءَتْ لي لِتَقْتُلَني
فصادتني، ولم أصدِ
بِذي أُشُرٍ، شَتيتِ النَّبْـ
تِ، صافي اللون، كالبردِ
ثَقالٌ كَکلمَهاة ِ خَرِيـ
دة ٌ، من نسوة ٍ خرد
وَتَمْشي في تَأَوُّدِها
هُوَيْنا المَشْيِ في بَدَدِ
كَمَا يَمْشي مَهِيضُ العَظْـ(17/143)
ـمِ بَعْدَ الجَبْرِ في الصَّعَدِ
وفندني الوشاة ُ بها،
وَمَا في ذَاكَ مِنْ فَنَدِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَلَقَدْ قُلْتُ إذْ تَطَاوَلَ هَجْري
وَلَقَدْ قُلْتُ إذْ تَطَاوَلَ هَجْري
رقم القصيدة : 18838
-----------------------------------
وَلَقَدْ قُلْتُ إذْ تَطَاوَلَ هَجْري
ربِّ، لا صبرَ لي على هجرِ هندِ
ربِّ، قد شفني وأوهنَ عظمي،
وَبَرَاني وَزَادَني فَوْقَ جَهْدي
ربِّ، حملتني من الحبِّ ثقلاً،
ربِّ لا صبر لي، ولا عزمَ عندي
رَب عُلِّقْتُها تُجَدِّدُ هَجْري
ذَاكَ، واللَّهِ، مِنْ شَقَاوَة ِ جَدّي
ليسَ حبي لها ببدعة ِ أمرٍ،
قد أحبَّ الرجالُ قبلي وبعدي
جعلَ اللهُ منْ أحبُّ سواكمْ،
من جميعِ الانامِ، نفسكِ يفدي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحِ لا تلحني، وقلْ شددا،
يا صاحِ لا تلحني، وقلْ شددا،
رقم القصيدة : 18839
-----------------------------------
يا صاحِ لا تلحني، وقلْ شددا،
إني أرى الحبّ قاتلي كمدا
جُمْلٌ أَحاديثُ ذا الفُؤَادِ إذا
هَبَّ وَأَحْلاَمُهُ إذا رَقَدا
إنْ شئتَ حدثتكَ اليقينَ لكي
تعذرني، أو حلفتُ مجتهدا
بِاللَّهِ، لَوْلا الرَّجاءُ إذْ مَنَعَتْ
معروفها اليومَ، أنْ تجودَ غدا
إذا لَقَدْ فَتَّ حُبُّها كَبِدي
إنْ كَانَ حُبٌّ يُفَتِّتُ الكَبِدا
ما ذاكَ من نائلٍ ينيلُ، ولا
أسدتْ، فتجزي به، إليّ يدا
إلا سفاهاً، وإنني كلفٌ،
أحسبُ غيي، من حبها، رشدا
أَلا تَرَاني مُخَامِراً سَقَماً
كَحَّلَ عَيْني بِمَأْقِها السَّهَدا؟
أحببتُ حباً مثلَ الجنونِ، فقد
أَبْلَى عِظامي وَغَيَّرَ الجَسَدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تفاهم
تفاهم
رقم القصيدة : 1884
-----------------------------------
علاقتي بحاكمي
ليس لها نظير
تبدأ تم تنتهي ..
براحة الضمير
متفقان دائماً
لكننا
لو وقع الخلاف فيما بيننا
نحسمه في جدل قصير
أنا أقول كلمة
وهو يقول كلمة
وإنه من بعد أن يقولها ...(17/144)
يسير
وإنني من بعد أن أقولها ...
أسير !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إستقبلتْ ورقَ الريحانِ تقطفه،
إستقبلتْ ورقَ الريحانِ تقطفه،
رقم القصيدة : 18840
-----------------------------------
إستقبلتْ ورقَ الريحانِ تقطفه،
وَعَنْبَرَ الهِنْدِ والوَرْدِيَّة َ الجُدُدا:
أَلَسْتَ تَعْرِفُني في الحَيِّ، جَارِيَة ً،
ولم أخنكَ، ولم تمددْ إليّ بدا؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَنَاهِدَة ِ الثَّدْيَيْنِ قُلْتُ لَهَا: اتَّكي
وَنَاهِدَة ِ الثَّدْيَيْنِ قُلْتُ لَهَا: اتَّكي
رقم القصيدة : 18841
-----------------------------------
وَنَاهِدَة ِ الثَّدْيَيْنِ قُلْتُ لَهَا: اتَّكي
على الرملِ، من جبانة ٍ لم توسدِ
فقالت: على اسمِ الله أمركَ طاعة ً،
وإن كنتُ قد كلفتُ ما لم أعودِ
فَمَا زِلْتُ في لَيْلٍ طَوِيلٍ مُلَثِّماً
لذيذَ رضابِ المسكِ، كالمتشهدِ
فَلَمَا دَنا الإصْبَاحُ قَالَتْ: فَضَحْتَني
فقمْ غيرَ مطرودٍ وإن شئتَ فازدد!
فما ازددتُ منها غيرَ مصّ لثاتها،
وتقبيلِ فيها، والحديثِ المردد
تَزَوَّدْتُ مِنْهَا وَاتَّشَحْتُ بِمِرْطِها
وقلتُ لعينيّ: اسفحا الدمعَ من غد
فقامت تعفي بالرداءِ مكانها،
وتطلبُ شذراً من جمانٍ مبدد
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> كَتَبْتُ إلَيْكِ مِنْ بَلِدي
كَتَبْتُ إلَيْكِ مِنْ بَلِدي
رقم القصيدة : 18842
-----------------------------------
كَتَبْتُ إلَيْكِ مِنْ بَلِدي
كِتَابَ مُوَلَّهٍ كَمِدِ
كئيبٍ، واكفِ العينيـ
نِ، بالحسراتِ منفردِ
يُؤَرِّقُهُ لَهِيبُ الشَّوْ
قِ بينَ السحرِ والكبدِ
فيمسكُ قلبهُ بيدٍ،
ويمسحُ عينهُ بيدِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَمَنْ كَانَ مَحْزُوناً بِإهْرَاقِ عَبْرَة ٍ
وَمَنْ كَانَ مَحْزُوناً بِإهْرَاقِ عَبْرَة ٍ
رقم القصيدة : 18843
-----------------------------------
وَمَنْ كَانَ مَحْزُوناً بِإهْرَاقِ عَبْرَة ٍ(17/145)
وهى غربها، فليأتنا نبكهِ غدا
نعنهُ على الإثكالِ إن كان ثاكلاً،
وإنْ كَانَ مَحْرُوباً وإنْ كَان مَقْصَدا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وحسنُ الزبرجدِ في نظمه،
وحسنُ الزبرجدِ في نظمه،
رقم القصيدة : 18844
-----------------------------------
وحسنُ الزبرجدِ في نظمه،
عَلَى وَاضِحِ اللّيتِ زَانَ العُقُودا
يفصلُ ياقوته درهُ،
وَكَالجَمْرِ أَبْصَرْتُ فِيهِ الفَرِيدَا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قُلْ لِهِنْدٍ وَتِرْبِها
قُلْ لِهِنْدٍ وَتِرْبِها
رقم القصيدة : 18845
-----------------------------------
قُلْ لِهِنْدٍ وَتِرْبِها
قبلَ شحطِ النوى غدا؟
إنْ تَجُودي فَطَالَما
بِتُّ لَيْلي مُسَهَّدا
أنتِ، في ودِّ بيننا،
خيرُ ما عندنا يدا
حِينَ تُدْلي مُضَفَّراً
حالكَ اللونِ، أسودا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لم تدرِ، وليغفرْ لها ربها،
لم تدرِ، وليغفرْ لها ربها،
رقم القصيدة : 18846
-----------------------------------
لم تدرِ، وليغفرْ لها ربها،
ما جَشَّمَتْنَا أَمَة ُ الوَاحِدِ
جَشَّمَتِ الهَوْلَ بَرَاذِينَنَا
نَسْأَلُ عَنْ بَيْتِ أَبِي خَالِدِ
نَسْأَلُ عَنْ شَيْخِ بَني كَاهِلٍ
أعيا خفاءً نشدة َ الناشدِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَرَكُوا خَيْشاً عَلَى أَيْمَانِهِمْ
تَرَكُوا خَيْشاً عَلَى أَيْمَانِهِمْ
رقم القصيدة : 18847
-----------------------------------
تَرَكُوا خَيْشاً عَلَى أَيْمَانِهِمْ
وَيَسوماً عَنْ يَسارِ المُنْجِدِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لاَ فَخْرَ إلاَّ قَدْ عَلاَهُ مُحَمَّدُ
لاَ فَخْرَ إلاَّ قَدْ عَلاَهُ مُحَمَّدُ
رقم القصيدة : 18848
-----------------------------------
لاَ فَخْرَ إلاَّ قَدْ عَلاَهُ مُحَمَّدُ
فإذا فخرتَ به، فإني أشهدُ
إن قد فخرتَ وقفتَ كلّ مفاخرٍ،
وإلَيْكَ في الشَّرَفِ الرَّفيعِ المَقْصَدُ(17/146)
ولنا دعائمُ قد تناهى أولٌ،
في المكرماتِ، جرى عليها الموالدُ
منْ ذاقها، حاشا النبيَّ واهله،
في الأَرْضِ غَطْغَطَهُ الخَليجُ المُزْبِدُ
دع ذا ورحْ بفناءِ خودٍ بضة ٍ،
مما نطقتُ به، وغنى معبدُ
معَ فتية ٍ تندى بطونُ أكفهمْ
جوداً، إذا هرّ الزمانُ الأنكدُ
يتناولونَ سلافة ً عانية ً،
طَابَتْ لِشارِبِها وَطَابَ المَقعَدُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تخيرتُ من نعمانَ عودَ أراكة ٍ
تخيرتُ من نعمانَ عودَ أراكة ٍ
رقم القصيدة : 18849
-----------------------------------
تخيرتُ من نعمانَ عودَ أراكة ٍ
لِهِنْدٍ وَلَكِنْ مَنْ يُبَلِّغُهُ هِنْدَا؟
إذا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ ما کلْهَوَى
فَكُنْ حَجَراً مِنْ يَابِسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا
تَأَطَّرْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوارِحاً
وذبنَ كما ذابَ السديفُ المسرهدُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> القصيدة المقبولة
القصيدة المقبولة
رقم القصيدة : 1885
-----------------------------------
ـ أكتب لنا قصيدة
لا تزعج القيادة
( . . . . . . . . . )
ـ تسع نقاط ؟؟!
ما لذي يدعوك للزيادة ؟
( . . . . . . . )
سبع نقاط ؟؟!
لم يزل شعرك فوق العادة
( . . . . . )
ـ خمس نقاط ؟؟!
عجباً !
هل تدعي البلادة ؟
( . )
ـ واحدة ؟!
عليك أن تحذف منها نقطة
إ حذف
فلا جدوى من ألا سها ب والإعادة
( )
ـ أحسنت
هذا منتهى الإيجاز والإفادة !!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَمْشي الهُوَيْنَا إذا مَشَتْ فُضُلاً
تَمْشي الهُوَيْنَا إذا مَشَتْ فُضُلاً
رقم القصيدة : 18850
-----------------------------------
تَمْشي الهُوَيْنَا إذا مَشَتْ فُضُلاً
مشيَ النزيفِ المخمورِ في الصعدِ
تظلُّ من زورِ بيت جارتها،
واضعة ً كفها على الكبدِ
يا منْ لقلبٍ متيمٍ، سدمٍ،
عانٍ، رهينٍ، مكلمٍ، كمدِ
أزجرهُ، وهوَ غيرُ مزدجرٍ
عَنْها وَطَرْفي مُكَحَّلُ السَّهَدِ(17/147)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا حبذا، حبذا، حبذا
ألا حبذا، حبذا، حبذا
رقم القصيدة : 18851
-----------------------------------
ألا حبذا، حبذا، حبذا
حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْه الأَذى !
ويا حبذا بردُ أنيابهِ،
إذا اظلمَ الليلُ واجلوذا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَمِنْ آلِ نُعْمِ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ
أَمِنْ آلِ نُعْمِ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ
رقم القصيدة : 18852
-----------------------------------
أَمِنْ آلِ نُعْمِ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ
غداة َ غدٍ، أم رائحٌ فمهجرُ
لحَاجَة ِ نَفْسٍ لم تَقُلْ في جَوَابِها
فتبلغَ عذراً والمقالة ُ تعذرُ
تهيمُ إلى نعمٍ فلا الشملُ جامعٌ،
وَلا الحَبْلُ مُوْصُولٌ ولا القَلْبُ مُقْصِرُ
ولا قربُ نعمٍ إن دنتْ لك نافعٌ،
وَلاَ نأْيُهَا يُسْلي وَلاَ أَنْتَ تَصْبِرُ
وأخرى أنتَ من دونِ نعمٍ، ومثلها
نَهَى ذا النُّهَى لَوْ تَرْعَوي أَوْ تُفَكِّرُ
إذا زُرْتُ نُعْماً لَمْ يَزَلْ ذُو قَرَابَة ٍ
لها، كلما لاقيتهُ، يتنمرُ
عَزيزٌ عَلَيْهِ أَنْ أُلِمَّ بِبَيْتِهَا
يسرُّ لي الشحناءَ، والبغضُ مظهر
أَلِكْنِي إليْها بالسَّلامِ فإنَّهُ
يشهرُ إلمامي بها وينكرُ
بِآيَة ِ ما قَالَتْ غَداة َ لَقِيْتُها
بِمَدْفَعِ أَكْنَانٍ: "أَهذا المُشَهَّرُ؟"
أشارتْ بمدارها، وقالت لأختها:
"أهذا المغيريُّ الذي كان يذكر؟"
"أهذا الذي اطربتِ عتاً، فلم اكن،
وعيشكِ، انساهُ إلى يومَ أقبر"
فقالت: "نعمْ، لا شكّ غير لونهُ
سُرَى اللَّيْلِ يُحْيي نَصَّهُ والتَّهَجُّرُ"
"لئنْ كان إياهُ، لقد حالَ بعدنا
عن العهدِ، والغنسانُ قد يتغير"
رأتْ رجلاً أما إذا الشمسُ عارضتْ
فَيَضْحَى وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخصرُ
أخا سفرٍ جوابَ أرضٍ تقاذفتْ
بِهِ فَلَوَاتٌ فَهْوَ أَشْعَثُ أَغْبَرُ
قليلاً على الظهرِ المطية ِ ظلهُ،
سِوَى ما نَفَى عَنْهُ الرِّداءُ المُحَبَّر
واعجبها من عيشها ظلُّ غرفة ٍ،(17/148)
وَرَيّانُ مُلْتَفُّ الحَدَائِقِ أَخْضَرُ
ووالٍ كفاها كلَّ شيءٍ يهمها،
فليستْ لشيءٍ آخرَ الليلِ تسهر
وَلَيْلَة َ ذِي دَوْرَانَ جَشَّمْتِني السُّرَى
وقد يجشمُ الهولَ المحبُّ المغرر
فبتُّ رقيباً للرفاقِ على شفاً،
أحاذرُ منهمْ من يطوفُ، وأنظر
إلَيْهِمْ مَتَى يَسْتَمْكِنُ النَّوْمُ مِنْهُمُ
وَلَي مَجْلِسٌ لَوْلا اللُّبَانَة ُ أَوْعَرُ
وباتتْ قلوصي بالعراءِ ورحلها،
لِطَارِقِ لَيْلٍ أَوْ لِمَنْ جَاءَ مُعْوِرُ
وَبِتُّ أُنَاجي النَّفْس: "أَيْنَ خِبَاؤها؟
وَكَيْفَ لِمَا آتِي مِنَ الأَمْرِ مَصْدَرُ؟"
فَدَلَّ عَلَيْهَا القَلْب رَيّا عَرَفْتُها
لَهَا وَهَوَى النَّفْسِ الَّذِي كاد يظْهَرُ
فَلَمَّا فَقَدْتُ الصَّوْتُ مِنْهُمْ وأُطْفِئَتْ
مَصَابِيحُ شُبَّتْ بِکلْعَشاءِ وَأَنْؤُرُ
وغابَ قميرٌ كنتُ أرجو غيوبهُ،
وَرَوَّحَ رُعْيَانٌ، وَنَوَّمَ سُمَّرُ
وَنَفَّضْتُ عَنِّي النَّوْم، أَقْبَلْتُ مِشْيَة َ الْـ
حبابِ، وركني، خشية َ القومِ، أزور
فحييتُ إذ فاجأتها، فتولهتْ،
وكادتْ بمخفوضِ التحية ِ تجهر
وَقَالَتْ وَعَضَّتْ بِکلبَنَانِ: "فَضَحتَني
وأنتَ امرؤٌ، ميسورُ أمرك أعسر!"
" أريتكَ، إذ هنا عليكَ، ألمْ تخفْ،
وقيتَ، وحولي من عدوكَ حضر؟"
"فواللهِ ما ادري أتعجيلُ حاجة ٍ،
سَرَتْ بِكَ، أَمْ قَدْ نَامَ مَنْ كُنْتَ تَحْذَرُ؟"
فقلتُ لها: "بل قادني الشوقُ والهوى
إليكِ، وما عَينٌ من النّاسِ تَنظرُ"
فقالتْ وقد لانتْ وأفرخَ روعها:
"كلاكَ بحفظٍ ربكَ المتكبر!"
"فأَنْتَ، أَبَا الخَطَّابِ، غَيْرَ مُدَافَعٍ،
عَلَيَّ أَميرٌ، مَا مَكَثْتَ، مُؤَمَّرُ"
فبتُّ قريرَ العينِ، أعطيتُ حاجتي،
أقبلُ فاها، في الخلاء، فأكثر
فيا لكَ منْ ليلٍ تقاصرَ طولهُ،
وَمَا كَانَ لَيْلي قَبْلَ ذَلِكَ يَقْصُرُ
ويا لكَ من ملهى ً هناكَ ومجلسٍ
لنا، لم يكدرهُ علينا مكدر
يمجّ ذكيَّ المسكِ منها مفلجٌ،
رقيقُ الحواشي ذو غروبٍ مؤشر(17/149)
تراه، إذا تفترّ عنهُ، كأنهُ
حصى بردٍ، أو أقحوانٌ منور
وترنو بعينيها إليّ، كما رنا،
إلى ربربٍ وسطَ الخميلة ِ، جؤذر
فلما تقضى الليلُ إلا أقلهُ،
وكادتْ توالي نجمهِ تتغور
أشارتْ "بأنّ الحيّ قد حانَ منهمُ
هبوبٌ، ولكنْ موعدٌ لكَ عزور"
فَمَا رَاعَني إلاَّ مُنادٍ: "تَرَحَّلوا!"
وَقَدْ لاَح مَفْتوق مِنَ الصُّبْحِ أَشْقَرُ
فَلَمَّا رَأَتْ مَنْ قَدْ تَنَبَّه مِنْهُمُ
وأيقاظهم، قالت: "أشر كيف تأمر؟"
فَقُلْتُ: "أُبَادِيهِمْ فَإمَّا أَفُوتُهُمْ
وَإمّا ينالُ السَّيْفُ ثَأْراً فَيَثْأَرُ"
فَقَالَتْ: "أَتَحْقِيقاً لِما قَال كَاشِحٌ
علينا، وتصديقاً لما كان يؤثرُ؟"
"فإنْ كانَ ما لابدّ منهُ، فغيرهُ،
مِنَ الأَمْرِ أَدْنَى لِلْخَفاءِ وأَسْتَرُ"
"أَقُصُّ عَلَى أُخْتَيَّ بَدْءَ حَدِيثِنا
وَمَا لِيَ مِنْ أَنْ تَعْلَمَا مُتَأَخَّرُ"
"لعلهما أن تطلبا لكَ مخرجاً،
وَأَنْ تَرْحُبا صدراً بِمَا كُنْتُ أَحصُرُ"
فقامتْ كئيباً ليسَ في وجهها دمٌ،
منَ الحزنِ، تذري عبرة ً تتحدر
فقامتْ إليها حرتانِ عليهما
كساءان مِنْ خَزٍّ دِمَقْسٌ وأَخْضَرُ
فقالتْ لأختيها: "أعينا على فتى ً،
أَتَى زَائِراً والأَمْرُ لِلأَمْرِ يُقْدَرُ"
فَأَقْبَلَتا فارْتَاعَتا ثُمَّ قَالَتا:
"أَقِلِّي عَلَيْكِ اللَّوْمَ فَالْخَطْبُ أَيْسَرُ"
فقالتْ لها الصغرى : "سأعطيهِ مطرفي
ودرعي وهذا البُرْدَ إنْ كان يحذر"
"يَقُومُ فَيَمْشي بَيْنَنَا مُتَنَكِّراً
فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر"
فكان مجني دونَ من كنتُ اتقي،
ثَلاثُ شُخوصٍ: كاعِبانِ وَمُعْصِرُ
فلما أجزنا ساحة َ الحيِّ قلنَ لي:
"أَلَمْ تَتَّقِ الأَعْدَاءَ واللَّيْلُ مُقْمِرُ؟"
وَقُلْنَ: "أَهَذا دَأْبُكَ الدَّهْرَ سادِراً
أما تستحي أم ترعوي أم تفكر؟"
"إذا جئتَ فامنحْ طرفَ عينيكَ غيرنا،
لِكَيْ يَحْسِبوا أَنَّ الهَوَى حَيْثُ تَنْظُرُ"
فآخرُ عهدٍ لي بها حينَ أعرضتْ،
ولاحَ لها خدٌّ نقيٌّ، ومحجر(17/150)
سِوَى أَنَّني قَدْ قُلْتُ: يا نُعْمُ قَوْلَة ً
لَها والعِتَاقُ الأَرْحَبِيّاتُ تُزْجَرُ
هنيئاً لأهلِ العامرية ِ نشرها اللذي
ذُ، ورياها التي أتذكرُ
فَقُمْتُ إلَى عَنْسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها
سُرَى اللَّيْلِ حَتَّى لَحْمُها مُتَحَسَّرُ
وحبسي على الحاجاتِ، حتى كأنها
بَقِيَّة ُ لَوْحٍ أَوْ شِجارٌ مُؤَسَّرُ
وماءٍ بِمَوْماة قَليلٍ أَنِيسُهُ
بسابسَ لم يحدث به الصيفَ محضر
بِهِ مُبْتَنًى لِلْعَنْكَبُوتِ كَأَنَّهُ
على طرفِ الأرجاءِ خامٌ منشر
وَرَدت وَمَاأَدري أَما بَعْدَ مَوْرِدي
مِنَ اللَّيْلِ أَمْ ما قَدْ مَضَى مِنْهُ أَكْثَرُ
فَقُمْتُ إلى مِغْلاة ِ أَرْضٍ كَأَنَّها
إذا التفتتْ مجنونة ٌ حين تنظرُ
تُنَازعُني حِرْصاً عَلى الماءِ رَأْسها
وَمِنْ دُونِ ما تَهْوَى قَليبٌ مُعوَّرُ
محاولة ُ للماءِ، لولا زمامها،
وجذبي لها، كادتْ مراراً تكسر
فلما رأيتُ الضرّ منها، وأنني
بِبَلْدَة ِ أَرْضٍ لَيْس فيها مُعصَّرُ
قَصَرْتُ لَهَا مِنْ جانب الحَوْض مُنْشَأً
جَديداً كَقَابِ الشِّبْرِ أَوْ هُو أَصْغَرُ
إذا شرعتْ فيه، فليسَ لملتقى
مشافرها منه قدى الكفِّ مسأر
وَلاَ دَلْوَ إلاَّ القَعْبُ كَانَ رِشاءَهُ
إلَى الماءِ نِسْع والأَدِيمُ والمُضَفَّرُ
فسافتْ، وما عافتْ، وما ردّ شربها
عَنِ الرَّيِّ مَطْرُوقٌ مِنَ کلماءِ أَكْدَرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها
يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها
رقم القصيدة : 18853
-----------------------------------
يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها
خَوَارِجَ مِنْ شَوْطَانَ: بِالصَّبْرِ فکظْفَرِ
فَقُلْتُ لَهُ: ما مِنْ عَزَاءٍ وَلاَ أَسًى
بِمُسْلٍ فُؤادي عَنْ هَوَاها فَأَقْصِر
وَمَا مِنْ لِقاءٍ يُرْتَجَى بَعْدَ هَذِهِ
لَنَا وَلَهُمْ دُونَ کلْتِفَافِ المُجَمَّر
فهاتِ دواءً للذي بي من الجوى ،
وإلا فدعني من ملامكَ، وعذر(17/151)
تباريحَ، لا يشفي الطبيبُ الذي به،
وَلَيْسَ يُؤاتِيهِ دَواءُ المُبَشِّرِ
وَطَوْرَيْنِ طَوْراً يَائِسٌ مَنْ يَعودُهُ
وَطَوْراً يُرَى في العَيْنِ كالمُتَحَيِّرِ
صَريعُ هَوًى نَاءَتْ بِهِ شاهِقيَّة ٌ
هَضِيمُ الحَشَا حُسّانَة ُ المُتَحَسَّرِ
قطوفٌ، الوفٌ للحجالِ، غريرة ٌ،
وثيرة ُ ما تحتَ اعتقادِ المؤزر
سبتهُ بوحفٍ في العقاصِ مرجلٍ،
أثيثٍ كقنوِ النخلة ِ المتكور
وَخَدٍّ أَسِيلٍ كَالوَذِيلَة ِ نَاعِمٍ
مَتَى يَرَهُ رَاءٍ يُهِلّ وَيُسْحَرِ
وَعَيْنَيْ مَهاة ٍ في الخَمِيلَة ِ مُطْفِلٍ
مُكَحَّلَة ٍ تَبْغي مَراداً لِجُؤذَرِ
وَتَبْسِمُ عَنْ غَرٍّ شَتيتٍ نَبَاتُهُ
لَهُ أُشُرٌ كَالأُقْحُوَانِ المُنَوِّرِ
وتخطو على برديتينِ غذاهما
سوائلُ من ذي جمة ٍ متحير
مِنَ البِيضِ مِكْسَالُ الضُّحَى بُحْتُرِيَّة ٌ
ثَقَالٌ مَتَى تَنْهَضْ إلى َ الشَّيْءِ تَفْتر
فَلَمَّا عَرَفْتُ البَيْنَ مِنْها وَقَبْلَهُ
جَرَى سَانِحٌ لِلْعَائِفِ المُتَطَيِّرِ
شَكَوْتُ إلى بَكْرٍ وَقَدْ حَالَ دُونَهَا
سيفٌ، متى ينصبْ له الطرف يحسر
فَقُلْتُ أَشِرْ! قَالَ: کئْتَمِرْ أَنْتَ مُؤْيَسٌ
ولم يكبروا فوتاً، فما شئتَ فأمر
فقلتُ: انطلقْ نتبعهمُ، إنّ نظرة ً
إلَيْهِمْ شِفَاءُ لِلْفُؤادِ المُضَمَّرِ
فَرُحْنا وَقُلْنَا لِلْغُلاَمِ کقْضِ حَاجَة ً
لنا، ثمّ أدركنا، ولا تتغير
سراعاً نغمُّ الطيرَ، إن سنحتْ لنا،
وإنْ يَلْقَنا الرُّكْبَانُ لا نَتَحَيَّرِ
فلما أضاءَ الفجرُ عنا، بدا لنا
ذُرَى النَّخْلِ والقَصْرُ الَّذي دُونَ عَزْوَرِ
فقلتُ: اعتزلْ ذلَّ الطريق، فإننا
متى نرَ تعرفنا العيونُ، فنشهر
فَظِلْنا لَدَى العَصْلاءِ تَلْفَحُنا الصَّبا
وَظَلَّتْ مَطَايَانا بِغَيْرِ مُعْصَّرِ
لدنْ غدة ً، حتى تحينتُ منهمُ
رواحاً، ولانَ اليومُ للمتهجرِ
فلما أجزنا الميلَ من بطنِ رابغٍ،
بدتْ نارها قمرا للمتنور
فقلتُ: اقتربْ من سربهم تلقَ غفلة ً(17/152)
مِنَ الرَّكْبِ وکلْبَسْ لِبْسَة َ المُتَنَكِّرِ
فَإنَّكَ لا تَعْبَى إلَيْهَا مُبَلِّغاً
وإنْ تلقها دون الرفاقِ، فأجدر
فقالتْ لأترابٍ لها: ابرزنَ، إنني
أَظُنُّ أَبَا الخَطَبِ مِنَّا بِمَحْضَرِ
قَرِيباً عَلَى سَمْتٍ مِنَ القَوْمِ تُتَّقَى
عُيُونُهُم مِنْ طَائِفِينَ وَسُمَّرِ
لَهُ کخْتَلَجَتْ عَيْني أَظُنُّ عَشِيَّة ً
وأقبل ظبيٌ سانحٌ كالمبشرِ
فَقُلْنَ لَهَا لاَ بَلْ تَمَنَّيْتِ مُنْيَة ً
خلوتِ بها عند الهوى والتذكر
فقالت لهنّ: امشينَ، إما نلاقهِ،
كَمَا قُلْتُ أَوْ نَشْفِ النُّفوسَ فَنُعْذِرِ
وَجِئْتُ کنْسِيَابَ الأَيْمِ في الغَيْلِ أَتَّقى کلـ
ـعُيُونَ وأُخْفي الوَطْءَ لِلْمُتَقَفِّرِ
فَلَمَّا کلْتَقَيْنا رَحَّبَتْ وَتَبَسَّمَتْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا ليتَ حظي منكِ أنيَ كلما
ألا ليتَ حظي منكِ أنيَ كلما
رقم القصيدة : 18854
-----------------------------------
ألا ليتَ حظي منكِ أنيَ كلما
ذكرتكِ، لقاكِ المليكُ لنا ذكرا
فعالجتِ من وجدٍ بنا مثلَ وجدنا
بكم، قسمَ عدلٍ لا مشطاً ولا هجرا
لَعَلَّكِ تَبْلِينَ الَّذي لَكِ عِنْدنا
فتدرينَ يوماً إن أحطتِ به خبرا
لكي تعلمي علماً يقيناً، فتنظري
أيسراً ألاقي من طلابكِ أن عسرا
فقالتْ وصدتْ: أنتَ صبٌّ متيمٌ،
وفيكَ لكلّ الناسِ مطلبٌ عذرا
ملولٌ لمن يهواك، مستطرفُ الهوى ،
أَخو شَهَوَاتٍ تَبْذُلُ المَذْقَ والنَّزْرَا
فقلتُ لها قولَ امرىء ٍ متجلدٍ،
وقد بلّ ماءُ الشأنِ من مقلتي نحرا:
سَلَبْتِ هَداكِ اللَّه قَلْبي فَأَنْعِمي
عليه، وردي، إذ ذهبتِ به قمرا
وَقَطَّعْتِ قَلْبي بِکلْمَوَاعِيدِ والمُنَى
وغصتِ على قلبي، فأوثقتهِ أسرا
فما ليلة ٌ تمضي على الناس تنجلي،
ولم أذرِ فيها عبرة ً تخضلُ النحرا
عليكِ، ولم أشرقْ بريقٍ، ولم أجدْ
مِنَ الحُبّ سَوْراتٍ عَلَى كَبِدي فَطْرا
وَلَكِنَّ قَلْبي سيقَ لِلْحَيْنِ نَحْوَكُمْ(17/153)
فَجِئْتُ فَلاَ يُسْراً لَقِيتُ وَلاَ صَبْرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَقُولُ عَتيقٌ إذْ شَكَوْتُ صَبَابَتي
يَقُولُ عَتيقٌ إذْ شَكَوْتُ صَبَابَتي
رقم القصيدة : 18855
-----------------------------------
يَقُولُ عَتيقٌ إذْ شَكَوْتُ صَبَابَتي
وبينَ داءٌ من فؤادي مخامرُ
أحقاً لئن دارُ الربابِ تباعدتْ،
أَوِ کنْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ
أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ وفارقوا ال
ـهَوَى وَکسْتَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ المَرَائِرُ
زَعِ القَلْبَ وکسْتَبْقِ الحَيَاءَ فَإنَّما
تباعدُ أو تدني الربابَ المقادر
فإن كنتَ علقتَ الربابَ، فلا تكن
أَحَاديثَ مَنْ يَبْدو وَمَنْ هُوَ حَاضِرُ
أَمِتْ حُبَّها وکجْعَلْ قَدِيمَ وِصَالِها
وعشرتها أمثالَ من لا تعاشر
وهبها كشيءٍ لم يكن، أو كنازحٍ
بِهِ الدَّارُ أَوْ مَنْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ
فَإنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ وَلَسْتَ بِفَاعِلٍ
وَلاَ قَابِلٍ نُصْحاً لِمَنْ هُوَا زَاجِرُ
فلا تفتضح عيناً أتيتَ الذي ترى ،
وطاوعتَ هذا القلبَ إذ أنتَ سادر
وَما زِلْتُ کسْتَنْكَرَ النَّاسُ مَدْخَلي
وَحَتَّى تَرَاءَتْني العُيُونُ النَّواظِرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قفْ بالديارِ عفا من اهلها الأثرُ،
قفْ بالديارِ عفا من اهلها الأثرُ،
رقم القصيدة : 18856
-----------------------------------
قفْ بالديارِ عفا من اهلها الأثرُ،
عفى معالمها الأرواحُ والمطرُ
بالعرصتينِ فمجرى السيلِ بينهما
إلى القرينِ، إلى ما دونهُ البسر
تَبْدُو لِعَيْنَيْكَ مِنْهَا كُلَّما نَظَرْتْ
معاهدَ الحيِّ، دوداة ٌ، ومحتضر
وركدٌ حولَ كابٍ قد عكفنَ به
وَزَيْنَة ٌ ماثِلٌ مِنْهُ وَمُنْعَفِرُ
منازلُ الحيِّ أقوتْ بعد ساكنها،
أمستْ ترودُ بها الغزلانُ والبقر
تَبَدَّلوا بَعْدَهَا داراً وَغَيَّرَها
صَرْفُ الزَّمَانِ وَفي تَكْرَارِهِ غِيَرُ
وَقَفْتُ فيها طَويلاً كَيْ أُسَائِلَها(17/154)
والدارُ ليس لها علمٌ، ولاحبر
دارُ التي قادني حينٌ لرؤيتها،
وَقَدْ يَقُودُ إلى الحَيْنِ الفَتَى القَدَرُ
خودٌ تضيءُ ظلاَ البيتِ صورتها،
كما يضيءُ ظلامَ الحندسِ القمر
مَجْدُولَة ُ الخَلْقِ لَمْ تُوضَعْ مَنَاكِبُها
ملءُ العناقِ ألوفٌ جيبها عطر
ممكورة ُ الساقِ، مقصومٌ خلاخلها،
فمشبعٌ نشبٌ، منها، ومنكسر
هَيْفاءُ لَفّاءُ مَصْقولٌ عَوَارِضُها
تكادُ، من ثقلِ الأردافِ، تنبتر
تفترُّ عن واضحِ الانيابِ، متسقٍ،
عذبِ المقبلِ، مصقولٍ له أشر
كالمسكِ شيبَ بذوبِ النحلِ يخلطه
ثَلْجٌ بِصهْبَاءَ مِمّا عَتَّقَتْ جَدَرُ
تِلْكَ الَّتي سَلَبَتْني العَقْلَ وکمْتَنَعَتْ
والغانياتُ، وإن واصلتنا، غدر
قَدْ كُنْتُ في مَعْزِلٍ عَنْهَا فَقَيَّضَني
للحينِ، حينَ دعاني للشقا النظر
إني، ومنْ أعملَ الحجاجُ خيفته
خوصَ المطايا وما حجوا وما اعتمروا
لا أَصْرِفُ الدَّهْرَ وُدّي عَنْكِ أَمْنَحُهُ
أخرى أواصلها، ما أورقَ الشجر!
أَنْتِ کلمُنَى وَحَديثُ النَّفْسِ خَالِيَة ً
وَفي الجَمِيعِ وأَنْتِ السَّمْعُ وکلبَصَرُ
يا ليتَ من لامنا في الحبِّ مرُ به،
مما نلاقي، وإنْ لم نحصهِ، العشر
حتى يذوقَ كما ذقنا، فيمنعهُ،
مِمّا يَلَذُّ حَدِيثُ النَّفْسِ والسَّهَرُ
دَسَّتْ إلَيَّ رَسُولاً لا تَكُنْ فَرِقاً
وکحْذَرْ وُقَيْتَ وأَمْرُ الحَازِمِ الحَذَرُ
إنِّي سَمِعْتُ رِجالاً مِنْ ذَوِي رَحِمِي
هُمُ العَدُوُّ بِظَهْرِ الغَيْبِ قَدْ نَذَروا
أن يقتلوكَ، وقاكَ القتلَ قادرهُ،
واللهُ جاركَ مما أجمعَ النفر
السرُّ يكتمهُ الإثنانِ بينهما،
وَكُلُّ سِرٍّ عَدَا الإثْنَيْنِ مُنْتَشِرُ
والمرءُ، إن هو لم يرقبْ بصبوتهِ
لَمْحَ العُيُونِ بِسُوءِ الظَّنِّ يَشْتَهِرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قلْ للمليحة ِ: قد أبلتنيَ الذكرُ،
قلْ للمليحة ِ: قد أبلتنيَ الذكرُ،
رقم القصيدة : 18857
-----------------------------------(17/155)
قلْ للمليحة ِ: قد أبلتنيَ الذكرُ،
فَکلدَّمْعُ كُلَّ صَبَاحٍ فِيكِ يَبْتَدِرُ
فَلَيْتَ قَلْبي وَفِيهِ مِنْ تَعَلُّقِكُمْ
ما لَيْسَ عِنْدي لَهُ عِدْلٌ وَلاَ خَطَرُ
أفاقَ، إذ بخلت هندٌ، وما بذلتْ
مَا كُنْتُ آمُلُهُ مِنْها وأَنْتَظِرُ
وَقَدْ حَذِرْتُ النَّوَى في قُرْبِ دَارِهِمُ
فَعِيلَ صَبْري وَلَمْ يَنْفَعْنيَ الحَذَرُ
قد قلتُ، إذ لم تكن للقلبِ ناهية ٌ
عَنْها تُسَلِّي وَلاَ لِلْقَلْبِ مُزْدَجِرُ
يَا لَيْتَني مِتُّ إذْ لَمْ أَلْقَ مِنْ كَلَفي
مفرحاً، وشآني نحوها النظر
وشاقني موقفٌ بالمروتينِ لها،
والشَّوْقُ يُحْدِثُهُ لِلعاشِقِ الفِكَرُ
وقولها لفتاة ٍ غيرِ فاحشة ٍ:
أَرَائِحٌ مُمْسِياً أَمْ بَاكِرٌ عُمَرُ
اللَّه جَارُ لهُ إمَّا أَقَامَ بنا
وفي الرحيلِ، إذا ما ضمهُ السفر
فَجِئْتُ أَمْشي وَلَمْ يُغْفِ الأُلى سَمَرُوا
وصاحبي هندوانيٌّ به أثر
فلم يرعها، وقد نضتْ مجاسدها،
إلا سوادٌ، وراءَ البيت، يستتر
فلطمتْ وجهها، واستنبهتْ معها
بَيْضَاءُ آنِسَة ٌ مِنْ شَأْنِها الخَفَرُ
ما باله حين يأتي، أختِ، منزلنا،
وقد رأى كثرة َ الأعداءِ، إذ حضروا
لَشِقْوَة ٌ مِنْ شَقَائي أُخْتِ غَفْلَتُنا
وشؤمُ جدي، وحينٌ ساقه القدر
قَالَتْ: أَرَدْتَ بِذا عَمْداً فَضيحَتَنا
وصرمَ حبلي، وتحقيقَ الذي ذكروا
هَلاَّ دَسَسْتَ رَسولاً مِنْكَ يُعْلِمُني
ولم تعجلْ إلى أنْ يسقطَ القمر
فقلتُ: داعٍ دعا قلبي، فأرقهُ،
ولا يتابعني فيكم، فينزجر
فبتُّ أسقى عتيقَ الخمرِ خالطهُ
شَهْدٌ مَشَارٌ وَمِسْكٌ خَالِصٌ ذَفِرُ
وَعَنْبَرَ الهِنْدِ والكَافُورَ خَالَطَهُ
قرنفلٌ، فوقَ رقراقٍ لهُ أشر
فبتُّ ألثمها طوراً، ويمتعني،
إذا تمايلُ عنهُ، البردُ والخصر
حتى إذا الليلُ ولى ، قالتا زمراً:
قُوما بِعَيْشِكُما قَدْ نَوَّر السَّحَرُ
فَقُمْتُ أَمْشي وَقَامَتْ وَهْيَ فَاتِرَة ٌ
كَشَارِبِ الخَمْرِ بَطَّى مَشْيَهُ السَّكَرُ(17/156)
يَسْحَبْنَ خَلْفي ذُيُولَ الخَزِّ آوِنَة ً
وناعمَ العصبِ كيلا يعرفَ الأثر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بِنَفْسي مَنْ شَفَّني حُبُّهُ
بِنَفْسي مَنْ شَفَّني حُبُّهُ
رقم القصيدة : 18858
-----------------------------------
بِنَفْسي مَنْ شَفَّني حُبُّهُ
وَمَنْ حُبُّهُ بَاطِنٌ ظَاهِرُ
وَمن لَسْتُ أَصْبِرُ عَنْ ذِكْرِهِ
ولا هُوَ عَنْ ذِكْرِنا صَابِرُ
ومن إن ذكرنا جرى دمعهُ،
ودمعي لذكري له مائر
ومن اعرفُ الودّ في وجهه،
وَيَعْرِفُ وُدّي لَهُ النَّاظِرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا
يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا
رقم القصيدة : 18859
-----------------------------------
يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا
في مستهامٍ رماه الشوقُ بالذكرِ
ببيضة ٍ كمهاة ِ الرملِ، آنسة ٍ،
مفتانة ِ الدلّ، ريا الخلقِ كالقمرِ
سيفانة ٍ، فنقٍ، جمٍّ مرافقها،
مِثْل المَهَاة ِ تُرَاعي نَاعِمَ الزَّهَرِ
ممكورة ِ الساقِ، غرثانٍ موشحها،
حُسّانَة ِ الجَيدِ واللَّباتِ والشَّعَرِ
لو دبّ ذرٌّ رويداً فوق قرقرها،
لأَثَّرَ الذَّرُّ فَوْقَ الثَّوْبِ في البَشَر
قَالَتْ قَرِيبَة لَمّا طَالَ بي سَقَمي
وأنكرتْ بي انتقاصَ السمع والبصر:
يَا لَيْتَني أَفْتَدي ما قَد تَهيمُ بِهِ
بِبَعْضِ لَحْمي وَبَعْضِ النَّقْصِ عنْ عُمُري
قد يعلقُ القلبُ حباً، ثمّ يتركهُ
خَوْف المَقَالِ وَخَوْفَ الكَاشِحِ الأَشرِ
دعْ حبها، وتناسَ الحبّ تلقَ به،
واصبر، وكن كصريع قام من سكر
فَقُلْتُ قَوْلاً مُصيباً غَيْرَ ذي خَطَلٍ
أَتَى بِهِ حُبُّها في فِطْنَة ِ الفِكَرِ
سمعي وط في حليفاها على جسدي،
فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَن سَمعي وَعَنْ بَصَري
لو تابعاني، على أنْ لا اكلمها،
إذاً لَقَضَّيْتُ مِنْ أَوْطارِها وَطَري
دلّ الفؤادَ عليها بعضُ نسوتها،
وَنَظْرَة ٌ عَرَضَتْ كَانَتْ مِنَ القَدَرِ
وقولُ بكرٍ: ألمْ تلممْ لنسألهمْ،(17/157)
وانظرْ، فلا بأسَ بالتسليم والنظر
لا انسَ موقفها وهناً وموقفنا،
وتربها بترابانا على خطر
وقولها، ودموعُ العينِ تسبقها
في نَحْرِها: دَيْنُ هذا القَلْبِ مِنْ عُمْرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> السيدة والكلب
السيدة والكلب
رقم القصيدة : 1886
-----------------------------------
يا سيدتي . . هذا ظلم !
كلب يتمتع باللحم
وشعوب لا تجد العظم !
كلب يتحمم بالشامبو
وشعوب تسبح في الدم !
كلب في حضنك يرتاح
يمتص عصير التفاح
وينال القُبلة بالفم !
وشعوب مثل الأشباح
تقتات بقايا الأرواح
وتنام با ثناء النوم !
Who are they ?
قومي
Do not mention them
قومك هم أولى بالذم
وبحمل الذلة والضيم
هذا ظلم يا سيد تي
أين الظلم ؟؟
ومن المتلبس بالجرم ؟!
أنا دللت الكلب ولكن . . . هم
أعطوه مقاليد الحكم!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الدارا،
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الدارا،
رقم القصيدة : 18860
-----------------------------------
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الدارا،
أَقْوَتْ فَهَاجَتْ لَنَا بِکلنَّعْفِ تذْكَارَا
تبدلَ الربعُ ممنْ كان يسكنه،
أُدْمَ الظِّبَاءِ بِهِ يَمْشِينَ أَسْطَارا
وَقَدْ أَرَى مَرَّة ً سِرْباً بِهِ حَسَناً
مِثْلَ الجَآذِرِ أَثْيَاباً وأَبْكَارا
فيهنّ هندٌ، وهندٌ لا شبيهَ لها،
مِمَّنْ أَقَامَ مِنْ الجِيرانِ أَوْ سَارا
هَيْفاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبِرَة ً
تخالها في ثياب العصب دينارا
تفترُّ عن ذي غروبٍ، طعمه ضربٌ،
تخالهُ برداً من مزنة ٍ مارا
كَأَنَّ عِقْدَ وِشَاحَيْها عَلى رَشَإٍ
يَقْرو مِنَ الرَّوْضِ رَوْض الحَزْن أَثمارا
قَامَتْ تَهَادَى وأَتْرَابٌ لَهَا مَعَها
هَوْناً تَدافُعَ سَيْلِ الزُّلِّ إذْ مارا
يممنَ مورقة َ الأفنانِ، دانية ً،
وفي الخلاءِ، فما يؤنسنَ ديارا
قالت: لوَ انّ أبا الخطابِ وافقنا،
فنلهوَ اليومَ، أوْ تنشدنَ أشعارا
فلم يرعهنّ إلا العيسُ طالعة ً،(17/158)
يحملنَ بالنعفِ ركاباً وأكوارا
وفارسٌ معه البازي، فقلنَ لها:
هَا هُمْ أُولاءِ وَما أَكْثَرْنَ إكْثارا
لَمّا وَقَفْنا وَغَيَّبْنا رَكَائِبَنا
بُدّلنَ بالْعُرْفِ بَعْدَ الرَّجْعِ إنْكارا
قلن: انزلوا نعمتْ دارٌ بقربكمُ،
أهلاً وسهلاً، من زائرٍ زارا
لما ألمتْ باصحابي وقد هجعوا،
حَسِبْتُ وَسْطَ رجالِ القَوْمِ عَطّارا
مِنْ طِيبِ نَشْر الَّتي نامَتْكَ إذْ طَرَقَتْ
ونفحة ِ المسكِ والكافور إذ ثارا
فقلتُ: من ذا المحيي؟ وانتبهتُ له،
أمْ من محدثنا هذا الذي زارا؟
قالت: محبٌّ رماهُ الحبُّ آونة ً،
وَهَيَّجَتْهُ دَواعي الحُبِّ إذْ حارا
حُلّي إزارَكِ سُكْنَى غَيْرَ صاغِرَة ٍ
إنْ شِئْتِ وکجْزي مُحِبَّاً بِکلَّذي سارا
فَقَدْ تَجَشَّمْتُ مِنْ طُولِ السُّرَى تَعَباً
وَفي الزِّيارَة ِ قَدْ أَبْلَغْتُ أَعْذَارا
إنّ الكواكبَ لا يشبهنَ صورتها،
وهنّ أسوأُ منها، بعدُ، أخبارا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألممْ بعفراءَ إن أصحابكَ ابتكروا،
ألممْ بعفراءَ إن أصحابكَ ابتكروا،
رقم القصيدة : 18861
-----------------------------------
ألممْ بعفراءَ إن أصحابكَ ابتكروا،
وَسَلْهُمُ هَلْ لَدَيْها اليَوْمَ مُنْتَظَرُ
واهاً لعفراءَ، إنْ دارٌ بها قربتْ،
فَمَا أُبَالي أَلام النَّاسُ أَمْ عَذَرُوا
وإنْ تَبِنْ غُرْبَة ٌ عَنَّا بها قَذَفٌ
فما تقضى الهوى منا، ولا الوطر
خودٌ مفهفهة ُ الأعلى ، إذا انصرفتْ،
تكادُ من ثقلِ الأردافِ تنبتر
تفترُّ عن ذي غروبٍ طعمه عسلٌ،
مُفَلَّجِ النَّبْتِ رَفّافٍ لَهُ أُشُرُ
كأنّ فاها، إذا ما جئتَ طارقها،
خَمْرٌ بِبَيْسانَ أَوْما عَتَّقَتْ جَدَرُ
شُجَّتْ بِمَاءِ سَحابٍ زَلَّ عَنْ رَصَفٍ
مِنْ مَاءِ أَزْهَرَ لَمْ يُخْلَطْ بِهِ كَدَرُ
والعنبرُ الاكلفُ المسحوقُ خالطهُ،
والزنجبيلُ، ورندٌ هاجهُ السحر
حَوْراءُ مَمْكُورَة ُ السَّاقَيْنِ بَهْكَنَة ٌ
لا عيبَ في خلقها طول ولا قصر(17/159)
كأنها الشمسُ وافتْ يومَ أسعدها،
أَوْ دُرَّة ٌ شُوِّفَتْ لِلْبَيْعِ أَوْ قَمَرُ
تَقُولُ إذْ أَيْقَنَتْ أَنّي مُفَارِقُها:
يا لَيْتَني مِتُّ قَبْل اليَوْمِ يا عُمَرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا لَيْتَني قَدْ أَجَزْتُ الحَبْلَ نَحْوَكُمُ
يا لَيْتَني قَدْ أَجَزْتُ الحَبْلَ نَحْوَكُمُ
رقم القصيدة : 18862
-----------------------------------
يا لَيْتَني قَدْ أَجَزْتُ الحَبْلَ نَحْوَكُمُ
حبلَ المعرف، أو جاوزتُ ذا عشرِ
إنَّ الثَّواءَ بِأَرْضٍ لا أَرَاكِ بِهَا
فکسْتَيْقِنِيهِ ثَواءٌ حَقُّ ذي كَدَرِ
وَمَا مَلِلْتُ وَلَكِنْ زَادَ حُبُّكُمُ
وما ذكرتكِ، إلا ظلتُ كالسدرِ
أذري الدموعَ كذي سقمٍ يخامرهُ،
وَمَا يُخَامِرُ مِنْ سُقْمٍ سِوَى الذِّكَرِ
كَمْ قَدْ ذَكَرْتُكِ لَوْ أُجْزَى بِذِكْرِكُمُ
يا أَشْبَهَ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ بِالقَمَرِ
إنِّي لأجْذَلُ إنْ أَمْشي مُقَابِلَهُ
حُبَّاً لِرُؤيَة ِ مَنْ أَشْبَهْتِ في الصُّوَرِ
وما جذلتُ لشيءٍ كان بعدكمُ،
ولا منحتُ سواكِ الحبّ من بشر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لمن الديارُ كأنهنّ سطورُ،
لمن الديارُ كأنهنّ سطورُ،
رقم القصيدة : 18863
-----------------------------------
لمن الديارُ كأنهنّ سطورُ،
تسدي معالمها الصبا وتنيرُ
لَعِبَتْ بِهَا الأَرْوَاحُ بَعْدَ أَنِيسِها
نَكْبَاءُ تَطَّرِدُ السَّفا وَدَبورُ
دَارُ لِهِنْدٍ إذْ تَهيمُ بِذِكْرِها
واذِ الشبابُ المستعارُ نضير
إذ تستبيكَ بجيدِ آدمَ شادنٍ،
درٌّ على لباته، وشذور
تِلْكَ کلَّتي سَبَتِ الفُؤَادَ فأَصْبَحَتْ
وَکلقَلْبُ رَهْنٌ عِنْدَها مأْسُورُ
لو دبّ ذرٌّ فوق ضاحي جلدها،
لأبانَ مِنْ آثَارِهِنَّ حُدورُ
غَرّاءُ واضِحَة ُ الجَبِينِ كَأَنَّها
قَمَرٌ بَدا لِلنَّاظِرِينَ مُنيرُ
جَمُّ العِظَامِ لَطِيفَة ٌ أَحْشَاؤُها
والمسكُ، من أردانها، منشور
تفترُّ عن مثلِ الأقاحي شافها(17/160)
هَزِمٌ أَجَشُّ مِنَ السِّماكِ مَطِيرُ
وَلَهَ أَثيثٌ كالْكُرومِ مُذَيَّلٌ
حَسَنُ الغَدَائِرِ حَالِكٌ مَضْفُورُ
ومخضبٌ رخصُ البنانِ كأنهُ
عنمٌ ومنتفخُ النطاق وثير
قالتْ: ودمعُ العين يجري واكفاً
كالدرّ يسبلُ تارة ً ويغور:
بِکللَّهِ زُرْنا إن أَرَدْتَ وِصَالَنا
وآحْذَرْ أُنَاساً كُلُّهُمْ مأْمُورُ
أَنْ يَأْخُذُوكَ فَكُنْ فَتًى ذا فِطْنَة ٍ
إنّ الكريمَ لدى الحذارِ صبور
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يقولونَ لي: أقصر، ولستُ بمقصرٍ،
يقولونَ لي: أقصر، ولستُ بمقصرٍ،
رقم القصيدة : 18864
-----------------------------------
يقولونَ لي: أقصر، ولستُ بمقصرٍ،
وحبكِ يا سكنَ الذي يحسمُ الصبرا
عَلَى الهَائِمِ المَشْغُوفِ بِالوَصْلِ ما دَعَا
حَمَامٌ عَلَى أَفْنَانِ دَوْحَتِهِ وِتْرا
ثَلاَثَ حَمَامَاتٍ وُقوعِ إذا دَعا
رَدَدْنَ إلَيْهِ الحُزْنَ إذْ هَيَّجَ الهَدْرا
بِصَوْتِ حَزِينٍ مُثْكِلٍ مُتَوَجِّعِ
وَنَفْسِ مَرِيضِ القَلْبِ أَوْرَثْنَهُ ذِكْرا
بِكُلِّ كَعَابٍ طَفْلَة ٍ غَيْرِ حَمْشَة ٍ
وَتَمْشي الهُوَيْنا ما تُجَاوِزُهُ فِتْرا
وَظَلَّتْ تَهَادَى ثُمَّ تَمْشي تَأَوُّداً
وَتَشكو مِرَاراً مِن قَوَائِمِها فَتْرا
إذا ما دَعَتْ بِالمِرْطِ كَيْما تَلُفَّهُ
على الخصرِ، أبدتْ من روادفها فخرا
لَعَمْري لَقَدْ كَانَ الفُؤَادُ مُسَلَّماً
صَحيحاً فَأَمْسَى لا يُطِيقُ لَهَا هَجْرا
فجازي ودوداً كان قبلكِ في الهوى
دؤولاً، فقد اورثته السقم والأسرا
أفي الحقّ، إذْ حكمتمُ، فحكمتمُ
صواباً، فما أخطأتمُ الظلمَ والكفرا؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟
أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟
رقم القصيدة : 18865
-----------------------------------
أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟
سَائِلْ بِعَمْرِكَ أَيَّ ذاكَ کخْتَارَا؟
وإخالُ أنّ نواهمُ قذافة ٌ،(17/161)
كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الفِرَاقِ مِرارا
قال الرسولُ، وقد تحدر واكفٌ،
فَكَفَفْتُ مِنْهُ مُسْبِلاً مِدْرارا:
أَن سِرْ فَشَيِّعْنا وَلَيْس بِنَازِعٍ
لَوْ شَدَّ فَوْقَ مَطِيَّهِ الأَكْوارا
في حَاجَة ٍ جَهْدُ الصَّبابة ِ قَادَها
وبما يوافقُ للهوى الأقدارا
قَامَتْ تَرَاءَى بِکلصِّفاحِ كأَنَّما
عَمْداً تُريدُ لَنَا بِذَاكَ ضِرارا
فبدتْ ترائبُ من ربيبٍ شادنٍ،
ذَكَرَ المَقيل إلَى الكِنَاسِ فَصارا
وجلتْ عشية َ بطنِ مكة إذ بدت،
وَجْهاً يُضيءُ بَيَاضُهُ الأَسْتَارا
كَکلشَّمْسِ تُعْجِبُ مَنْ رَأَى ويزينُها
حسبٌ أغرُّ، إذا تريدُ فخارا
سقيتْ بوجهكِ كلُّ أرضٍ جئتها،
وبمثلِ وجهكِ نستقي الامطارا
لَو يُبْصِرُ الثَّقْفُ البَصِيرُ جبينَها
وَصَفَاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحَارَا
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ،
وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً،
رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها
مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا
تَشْفي الضَّجيع ببارِدٍ ذي رَوْنَقٍ
لو كانَ في غلسِ الظلامِ، أنارا
فَسَقَتْكَ بِشْرَة ُ عَنْبَراً وَقَرَنْفُلاً
والزنجبيلَ، وخلطَ ذاكَ، عقارا
والذوبَ من عسلِ الشراة ِ، كأنما
غصبَ الأميرُ تبيعهُ المشتارا
وكأنّ نطفة َ باردٍ وطبرزداً
وَمُدَامَة ً قَدْ عُتِّقَتْ أَعْصارا
تَجْري عَلى أَنْيَابِ بِشْرَة َ كُلَّما
طَرَفَتْ وَلاَ تَدْري بِذَاكَ غِرَارا
يروى به الظمآنُ، حينَ يشوفه
لذَّ المقبلِ، بارداً، مخمارا
ويفوزُ من هي في الشتاءِ شعاره،
أَكْرِمْ بِهَا دُونَ اللّحافِ شِعارا
جودي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلهِ،
لم يقضِ منكِ بشيرة ُ الأوطارا
وإذا ذَهَبْتُ أَسومُ قَلبي خُطِّة ً
مِنْ هَجْرِها أَلْفَيْتُهُ خَوَّارا
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ حِينَ أُسومُها
والقلبُ هاجَ لذكرها استعبارا
فبتلك اهذي ما حييتُ صبابة ً،
وبها، الغداة َ، أشببُ الأشعارا(17/162)
من ذا يُواصلُ إنْ صَرَمْتِ حِبالَنا
أَمْ مَنْ نُحَدِّثُ بَعْدَكِ الأَسْرَارا
هيهات منكِ قُعَيْقِعانُ وأهلُها
بالحَزنَتينِ، فشطَّ ذاك مَزارا!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
رقم القصيدة : 18866
-----------------------------------
نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
بعدَ الصفاءِ، وبيتها مهجورُ
لجّ البعادُ بها وشطّ بركبها
نائي المَحَلِّ عَنِ الصَّدِيقِ غَيُورُ
حَذِرٌ قَلِيلُ النَّوْمِ ذو قاذورَة ٍ
فطنٌ، بألبابِ الرجالِ بصير
لَمْ يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ وَنأْيُها
عَنِّي وأَشغالٌ عَدَتْ وأُمُورُ
ممشى وليدتها إليّ، وقد دنا
مِنْ فِرْقَتي يَوْمَ الفِرَاقِ بُكُورُ
وَمَفِيضَ عَبْرَتَها وَمَوْمَى كَفِّها
وَرِدَاءُ عَصْبٍ بَيْنَنا مَنْشُورُ
أن أرجِ رحلتك الغداة َ إلى غدٍ،
وثواءُ يومٍ، إنْ ثويتَ، يسير
لَمّا رآني صَاحِبايَ كأَنَّني
تَبِلٌ بِهَا أَوْ مُوَزَعٌ مَقْمورُ
وتبينا أنّ الثواءَ لبانة ٌ
مني، وحبسهما عليّ كبير
قالا: أنقعدُ أن نروحُ؟ وما تشأ
نَفْعَلْ وأَنْتَ بِأَنْ تُطَاعَ جَديرُ
إن كنتَ ترجو أن تلاقي حاجة ً،
فَکمْكُثْ فَأَنْتَ عَلَى الثَّواءِ أَمِيرُ
فَأَتَيْتُها وکللَّيْلُ أَدْهَمُ مُرْسَلٌ
وَعَلَيْهِ مِنْ سَدَفِ الظَّلامِ سُتُورُ
رحبتُ حين لقيتها، فتبسمتْ،
وَكَذَاكُمُ ما يَفْعَلُ المَحْبُورُ
وَتَضَوَّعَ المِسْكُ الذَّكِيُّ وَعَنْبَرٌ
من جيبها، قد شابهُ كافور
كنا كمثلِ الخمرِ، كان مزاجها
بالماءِ لا رنقٌ، ولا تكدير
فَلَئِنْ تَغَيَّرَ مَا عَهِدْتَ وأَصْبَحَتْ
صدفتْ، فلا بذلٌ، ولا ميسور
لَبِما تُسَاعِفُ بِاللِّقاءِ وَلُبُّها
فرحٌ بقربِ مزارنا، مسرور
إذْ لا تغيرها الوشاة ُ، فودها
صافٍ نُرَاسِلُ مَرَّة ً وَتزُورُ
لا تأمننّ الدهرَ أنثى بعدها،
إنّي لآمِنِ غَدْرِهِنَّ نَذيرُ(17/163)
بَعْدَ الَّتي أَعْطَتْكَ مِنْ أَيمانِها
ما لا يُطِيقُ مِنَ العُهُودِ ثَبِيرُ
فإذا وَذَلِكَ كَانَ ظِلَّ سَحَابَة ٍ
نَفَحَتْ بِهِ في المُعْصِرَاتِ دَبُورُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَمِنْ آلِ زَيْنَبَ جَدَّ البُكُورُ
أَمِنْ آلِ زَيْنَبَ جَدَّ البُكُورُ
رقم القصيدة : 18867
-----------------------------------
أَمِنْ آلِ زَيْنَبَ جَدَّ البُكُورُ
نَعَمْ فَلأَيِّ هَوَاهَا تَصِيرُ؟
أَلِلْغَوْرِ أَمْ أَنْجَدَتْ دَارُها
وَكَانَتْ قَدِيماً بِعَهْدي تَغور
هي الشمس تسري على بغلة ٍ،
وما خلتُ شمساً بليلٍ تسير
وما أنسَ من قولها،
غَدَاة َ مِنًى إذْ أُجِدَّ المَسيرُ:
ألم ترَ أنكَ مستشرفٌ،
وأنّ عدوكَ حولي كثير؟
فإن جئتَ، فأتِ على بغلة ٍ،
فَلَيْسَ يُؤاتي الخَفَاءَ الْبَعِيرُ
فإنكَ عنديَ، فيما اشتهيتَ،
ـتَ حَتَّى تُفَارِقَ رَحْلي أَميرُ
نَظَرْتُ بِخَيْفِ مِنًى نَظْرَة ً
إليها فَكَادَ فُؤَادي يَطيرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أبهَجْرٍ يُوَدَّعُ الأَجْوَارُ
أبهَجْرٍ يُوَدَّعُ الأَجْوَارُ
رقم القصيدة : 18868
-----------------------------------
أبهَجْرٍ يُوَدَّعُ الأَجْوَارُ
أَمْ مَساءٍ أَمْ قَصرُ ذاكَ کبْتِكَارُ؟
قَرَّبَتْني إلَى قُرَيْبَة َ عَيْني
يوم ذي الثري، والهوى المستعار
ودواعي الهوى ، وقلبٌ، إذا
لجّ، لجوجٌ، فما يكاد، يصار
قَمَرَتْهُ فُؤادَهُ أُخْتُ رِئْمٍ
ذَاتُ دَلٍّ خَرِيدَة ٌ مِعْطَارُ
طفلة ٌ، وعثة ُ الروادفِ، خودٌ،
كمهاة ٍ انساب عنها الصوار
حُرَّة ُ الخَدِّ خَدْلَة ُ السّاقِ مَهْضو
مهضومة ُ كشحٍ يضيقُ عنها الشعار
نَظَرَتْ حِينَ وَازَنَ الرَّكْبُ بالنَّخْـ
ـلِ ظِلاماً وَدُونَها الأَسْتَارُ
وَدَعاني ما قالَ فيها عَتيقٌ
وَهْوَ بِکلْحُسْنِ عَالِمٌ بَيْطارُ
قَوْلُ نِسْوَانِها إذا حَفَلَ النِّسْـ
في مجلسٍ، وقلّ الإمار
أَنَّها عَفَّة ٌ عَنِ الخُلُقِ کلْوا(17/164)
والطعمة ِ التي هي عار
نَعَتوها فَأَحْسَنُوا النَّعْتَ حَتَّى
كِدْتُ مِنْ حُسْنِ نَعْتِها أُسْتَطارُ
فثنائي عليكِ خيرُ ثناءٍ،
إنْ تَقَرَّبْتِ، أَوْ نَأَتْ بِكِ دَارُ
وبكِ الهمُّ، إنْ مشيتُ صحيحاً،
وسواري الأحلام، والأشعار
أَنْتُمُ هَمُّنا وَكِبْرُ مُنانا
وأَحَاديثُنا وإنْ لَمْ تُزاروا
وأرى اليومَ، إن نأيتِ، طويلاً،
واللَّيالي إذا دَنَوْتِ قِصارُ
لم يقاربْ جمالها حسنُ شيءٍ
غَيْرُ شَمْسِ الضُّحَى عَلَيْها النَّهارُ
فَلَوْ أنّي خشيتُ أَوْ خِفْتُ قَتْلاً
غيرَ أنْ ليسَ تدفعُ الأقدار
لاتقيتُ التي بها يفتنُ الناسُ،
ولكن لكلّ شيءٍ قدار
فَلَنَفْسي أَحَقُّ بِکللَّوْمِ عَمْداً
حيثُ ما كنتُ يومَ لفّ الجمار
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما شَجَاكَ الغَدَاة َ مِنْ رَسْمِ دَارِ
ما شَجَاكَ الغَدَاة َ مِنْ رَسْمِ دَارِ
رقم القصيدة : 18869
-----------------------------------
ما شَجَاكَ الغَدَاة َ مِنْ رَسْمِ دَارِ
دَارِسِ الرَّبْعِ مِثْلِ وَحْيِ السِّطارِ
بدلَ الربعُ بعدَ نعمٍ نعاماً
وظباءً يخدن كالأمهار
عُجْتُ فيه وَقُلْتُ لِلرَّكْبِ عوجوُا
فثنى الركبُ كلَّ حرفٍ خيار
ثُمَّ قَالُوا: ارْبَعنْ عَلَيْكَ وَقَضّ کلْـ
ـيَوْمَ بَعْضَ الهُمُومِ والأَوْطارِ
عَزَّ شَيْءٌ أَنْ يَقْضِيَ اليَوْمَ حاجاً
بِوُقوفٍ مِنّا عَلَى الأَكْوَارِ
إنْ تَكُنْ دارُ آلِ نُعْمٍ قِواءً
خالياً جوها من الأجوار
فلقدماً رأيتُ فيها مهاة ً،
في جَوارٍ أَوَانِسٍ أَبْكارِ
ذَكَّرَتْني الدِّيارُ نُعْماً وأَتْرا
باً حِساناً نَوَاعِماً كالصِّوَارِ
آنساتٍ مثلَ التماثيلِ، لعساً،
معَ خودٍ خريدة ٍ معطار
وَمَقاماً قَدْ أقُمْتُهُ مَعَ نُعْمٍ
وَحديثاً مِثْلَ الجَنَى المُشْتارِ
نتَّقي العَيْنَ تَحْتَ عَينٍ سَجومٍ
وَبْلُها في دُجى الدُّجُنَّة ِ سارِي
وکكْتَنَنّا بُرْدَيْنِ مِنْ جَيِّدِ العَصْـ
بِ معاً، بينَ مطرفٍ، وشعار(17/165)
بِتُّ في نِعْمَة ٍ وَبَاتَ وِسادي
مِعْصَماً بَيْنَ دُمْلُج وَسِوَار
ثُمَّ إنَّ الصَّباحَ لاَحَ وَلاَحَتْ
أنجمُ الصبحِ مثلَ جزع العذاري
فنهضنا نمشي نعفي مروطاً
وبروداً، وهناً، على الآثار
وَتَوَلَّى نَوَاعِمٌ خَفِراتٌ
يَتَهادَيْنَ كَکلظِّبَاءِ السَّوَارِي
مثقلاتٌ، يزجينَ بدرَ سعودٍ،
وهي في الصبح مثلُ شمس النهار
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مبارزة
مبارزة
رقم القصيدة : 1887
-----------------------------------
لو كان في حكامنا شجاعة
فليبرزوا لي واحداً فواحداً
وليحمل الواحد منهم إن بدا
آي سلاح
ماعدا
سلاحه المستورد ا
ليمتشق خنجره
أو سيفه
أو العصا
أو اليد ا
وسوف ا لقاه أنا مجردا !
والله في نصف نهار
لن تروا منهم عليها أحداً
أشجعهم سوف يموت خائفاً
قبل ملاقاة الردى
****
لو كان في حكامنا شجاعة
لو كان
لو . . .
حرف امتناع لامتناع
صرخة بلا صدى !
لو كان . . ما كان
لأمسى خبراً في ا لمبتد ا
فالكل قواد
تلقى الدرس في مبغى العدى
ثم دعوه ( قائداً )
وهيأ و ا مقعده
ليمتطينا أبداً
يحرس نفطنا لهم
ويحرسون المقعد ا !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَقُولُ وَعَيْنُها تُذْري دُمُوعاً
تَقُولُ وَعَيْنُها تُذْري دُمُوعاً
رقم القصيدة : 18870
-----------------------------------
تَقُولُ وَعَيْنُها تُذْري دُمُوعاً
لها نسقٌ على الخدينِ تجري:
ألستَ أقرَّ منْ يمشي لعيني،
وأَنْتَ کلْهَمُّ في الدُّنيا وَذِكْري
اما لكَ حاجة ٌ فيما لدينا،
تكن لك عندنا حقاً، فأدري
أَمِنْ سَخَطٍ عَلَيَّ صَدَدْتَ عَنّي
حَمَلْتَ جِنَازَتي وَشَهِدْتَ قَبْري
أَشَهْراً كُلَّهُ إلاَّ ثَلاثاً
أقمتَ على مصارمتي وهجري!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> كَتَبَتْ تَعْتِبُ الرَّبابُ وقَالَتْ:
كَتَبَتْ تَعْتِبُ الرَّبابُ وقَالَتْ:
رقم القصيدة : 18871
-----------------------------------
كَتَبَتْ تَعْتِبُ الرَّبابُ وقَالَتْ:(17/166)
قَد أَتَانا ما قُلْتَ في الأَشْعارِ
سادِراً عَامِداً تُشهِّرُ بکسْمي
كَيْ يَبُوحَ الوُشاة ُ بالأَسْرَارِ
فاعتزلنا، فلن نجددَ وصلاً،
ما أَضَاءَتْ نُجُومُ لَيْلٍ لِسَارِ
قُلْتُ لا تَصْرِمي لِتَكْثِيرِ وَاشٍ
كاذبٍ، في الحديثِ والأخبار
لم نبحْ عنده بسرٍّ، ولكنْ
كَذِبٌ ما أَتَاكِ والجَبّارِ
لا تطيعي، فإنني لم أطعه،
أنتِ أهوى الأحبابِ والأجوار
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نامَ صحبي، وباتَ نومي عسيرا،
نامَ صحبي، وباتَ نومي عسيرا،
رقم القصيدة : 18872
-----------------------------------
نامَ صحبي، وباتَ نومي عسيرا،
أرقبُ النجمَ موهناً أن يغورا
إذ تذكرتُ قولَ هندٍ لتربيها،
ورحنا نيممُ التجميرا
قُلْنَ بِاللَّهِ لِلْفَتى عُجْ قَليلاً
ليسَ أنْ عجتَ للعتابِ كثيرا
فَکلْتَقَيْنا فَرَحَّبَتْ ثُمَّ قَالَتْ:
حُلْتَ عَنْ عَهْدِنا وَكُنْتَ جَديرا
أنْ تردّ الواشينَ عني، كما أعصي،
إذا ما ذكرتَ عندي، أميرا
قُلْتُ: أَنْتِ المُنَى وَكِبْرُ هَوانا
فکعْذِري يا خَلِيلَتي مَعْذورا
وتذكرتُ قولها لي، لدى الميلِ،
ـل وَكَفَّتْ دُمُوعَها أَنْ تَمورا
أَسْأَلُ اللَّهَ عَالِمَ الغَيْبِ أَنْ تَرْ
جِعَ يا حُبُّ سَالِماً مأْجورا
إنْ تَكُنْ لَيْلَتي بِنَعْمَانَ طَالَتْ
فِبِمَا قَدْ يَكُونُ لَيْلي قَصيرا
يا خَلِيلَيَّ لا تُقيما بِبُصْرَى
وَحَفِيرٍ فَمَا أُحِبُّ حَفِيرا
فإذا ما مررتما بعمانٍ،
فَأَقِلاّ بِها الثَّواءَ وَسِيرا
يا خَلِيلَيَّ هَجِّرا تَهْجيراً
ثُمَّ رُوحا وأَحْكِما لي المَسِيرا
يا خَلِيلَيَّ ما تُشيرانِ إنِّي
فاعلٌ ما امرتما، فأشيرا
ضربا الأمرَ ياعة ً، ثمّ قالا:
قَدْ رَضَينَاكَ ما کصْطَحَبْنَا أَمِيرا
إنّ خطباً عليّ حقاً يسيرا
أن أرى منكما بعيراً حسيرا
إنَّما قَصْرُنا وإنْ حَسَّرَ السَّيْـ
بعيراً، أن نستجدّ بعيرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> رَاحَ صَحبي وَلَمْ أُحَيِّ النَّوارا(17/167)
رَاحَ صَحبي وَلَمْ أُحَيِّ النَّوارا
رقم القصيدة : 18873
-----------------------------------
رَاحَ صَحبي وَلَمْ أُحَيِّ النَّوارا
وَقَلِيلٌ لَوْ عَرَّجوا أَنْ تُزَارا
ثُمَّ إمّا يَسْرُونَ مِنْ آخِرِ اللَّيْـ
ـلِ وإمّا يُعَجِّلُونَ کبْتِكَارا
وَلَقَدْ قُلْتُ ليلة َ البَيْنِ إذْ جَدَّ
رَحِيلٌ وَخِفْتُ أَنْ أُسْتَطَارا
لخليلٍ يهوى هوانا مؤاتٍ،
كَانَ لي عِنْدَ مِثْلِها نَظَّارا
يا خَلِيلُ ارْبَعَنْ عَلَيَّ وَعَيْنا
من الحزنِ تهملانِ ابتدارا
هَهُنا فکحْبِسِ البَعِيرَيْنِ وکحْذَرْ
زَائِدَاتٍ العُيونِ أَنْ تُسْتَنارا
إنني زائرٌ قريبة َ قد يع
ـلَمُ رَبّي أَنْ لا أُطيقُ کصْطِبَارَا
قَالَ: فکفْعَلْ لا يَمْنَعَنْكَ مَكاني
من حديثٍ تقضي به الاوطارا
والتمس ناصحاً قريباً من الوردِ،
دِ يُحِسُّ الحَدِيثَ والأَخْبارا
فَبَعَثْنا مُجَرَّباً سَاكِنَ الرّيـ
خفيفاً، معاوداً، بيطارا
فَأَتَاها فَقَالَ: مَيْعَادُكِ السَّرْ
ـحُ إذا اللَّيْلُ سَدَّلَ الأَسْتَارَا
فَكَمَنّا حَتَّى إذا فُقِدَ الصَّوْ
تُ دُجى المُظْلِمِ البَهِيمِ فَحارَا
قلتُ، لما بدتْ لصحبيَ: إني
أرتجي عندها لديني يسارا
ثُمَّ أَقْبَلْتُ رَافِعَ الذَّيْلِ أُخْفي کلْـ
الوطءَ، أخشى العيونَ والنظارا
فکلْتَقَيْنا فَرَحَّبَتْ حِينَ سَلَّمْـ
ـتُ وَكَفَّتْ دَمْعاً مِنَ العَيْنِ مارا
ثمّ قالتْ عند العتابِ: رأينا
منكَ عنا تجلداً وازورارا
قُلْتُ: كَلاَّ لاهِ کبْنُ عَمِّكِ بَلْ خِفْـ
ـنا أُموراً كُنّا بِهَا أَغْمَارا
فَجَعَلْنا الصُّدودَ لَمّا رَأيْنَا
قَالَة َ الناسِ بَيْنَنَا أَسْتارا
وركبنا حالاً، لنكذبَ عنا
قَوْلَ مَنْ كَانَ بِالبَنَانِ أَشارا
وَکقْتَصَرْتُ الحَدِيثَ دُونَ الَّذي قَدْ
كانَ من قبلُ يعلمُ الأسرارا
ليسَ كالعهدِ إذْ عهدتِ، ولكن
أَوْقَدَ النَّاسُ بِالأَحاديث نارا
فلذاكَ الإعراضُ عنكِ، وما
آثرَ قلبي عليكِ أخرى اختيارا(17/168)
ما أبالي، إذا النوى قربتكمْ
فدنوتمْ، من حلّ، أو كان سارا
وَکللَّيَالي إذا نَأَيْتِ طِوالٌ
وأَرَاها إذا دَنَوْتِ قِصارا
فعرفتُ القبولَ منها لعذري،
إذْ رَأَتْني مِنْها أُريدُ کعْتِذارا
ثمّ لانتْ، وسامحتْ بعدَ منعٍ،
وأرتني كفاً تزينُ السوارا
فتناولتها، فمالتْ كغصنٍ،
حَرَّكَتْهُ رِيحٌ عَلَيْهِ فَحارا
وَأَذَاقَتْ بَعْدَ العِلاَجِ لذيذاً
كجنى النحلِ شابَ صرفاً عقارا
ثُم كَانَتْ دُونَ اللّحافِ لِمَشْغو
فٍ مُعَنًّى بهَا مَشوقٍ شِعَارا
واشتكتْ شدة َ الإزارِ من ال
بهرِ وألقتْ عنها لديّ الخمارا
حَبَّذا رَجْعُها إلَيْها يَدَيْها
في يديْ درعها تحلُّ الإزارا
ثمّ قالتْ، وبان ضوءٌ، منَ الصب
ـحِ مُنيرٌ لِلنَّاظِرينَ أَنارا
يا ابنَ عمي، فدتكَ نفسيَ، إني
أتقي كاشحاً، إذا قال، جارا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لمنِ الديارُ رسومها قفرُ،
لمنِ الديارُ رسومها قفرُ،
رقم القصيدة : 18874
-----------------------------------
لمنِ الديارُ رسومها قفرُ،
لَعِبَتْ بِها الأَرْوَاحُ والقَطْرُ
وَخَلا لَها مِنْ بَعْدِ ساكِنِها
حِجَجٌ خَلَوْنَ ثَمانٍ أَوْ عَشْرُ
لأسيلة ِ الخدينِ، واضحة ٍ،
يُعْشَى بِسُنّة ِ وَجْهها البَدْرُ
درمٌ مرافقها، ومئزرها
لا عاجِزٌ تَفِلٌ وَلاَ صِفْر
والزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِها
شرقٌ به اللباتُ والنحر
وَزَبَرْجَدٌ وَمِنَ الجُمَانِ بِهِ
سلسُ النظام، كأنه جمر
وبدائدُ المزجانِ في قرنٍ،
والدرُّ، والياقوتُ، والشذر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَلْ عِنْدَ رَسْمٍ بَرَامَة ٍ خَبَرُ؟
هَلْ عِنْدَ رَسْمٍ بَرَامَة ٍ خَبَرُ؟
رقم القصيدة : 18875
-----------------------------------
هَلْ عِنْدَ رَسْمٍ بَرَامَة ٍ خَبَرُ؟
أم لا، فأيَّ الأشياءِ تنتظرُ؟
وَقَفْتُ في رَسْمِها أُسَائِلُهُ
والدَّمْعُ مِثْلَ الجُمَانِ مُنْحَدِرُ
لا يرجعُ الرسمُ بالبيانِ، وهل(17/169)
يُفْقَهُ رُجْعاهُ حِينَ يَنْدَثِرُ؟
قَدْ ذَكَّرَتْني الدِّيارُ إذْ دَرَسَتْ
وَکلْشَّوْقُ مِما تَهيجُهُ الذِّكَرُ
لا أنسَ، طولَ الحياة ِ ما بقيتْ
بطيبة روضة ٌ لها شجر
ممشى رسولٍ إليّ يخبرني
عنهم، عشياً، ببعض ما ائتمروا
أَوْ مَجْلِسَ النِّسْوَة ِ الثَّلاثِ لَدَى کلْـ
الخيماتِ، حتى تبلج السحر
ثمّ انطلقنا، وعندنا، ولنا
فيهنّ، لو طال ليلنا، وطر
فيهنّ هندٌ، والهمُّ ذكرتها،
تِلْكَ الَّتي لا يُرَى لَها خَطَرُ
قباءُ، إنْ أقبلتْ، مبتلة ٌ،
والبوصُ منها كالقورِ منعفر
غَرّاءُ في غُرَّة ِ الشَّبَابِ مِنَ الحـ
ـورِ اللَّواتي يَزيِنُها خَفَرُ
تفترُّ عن واضحٍ، مقبلهُ
مُفَلَّجٌ، وَاضِحٌ، لَهُ أُشُرُ
وقولها للفتاة ِ، إذْ أفدَ البينُ:
أغادٍ، أمْ رائحٌ عمر؟
عجلانُ لم يقضِ بعدُ حاجتهُ،
أَلا تَأَنَّى يَوْماً فَيُنْتَظَرُ؟
اللَّهُ جَارٌ لَهُ إذا نَزَحَتْ
دارٌ به، أو بدا لهُ سفر
رأيتها مرة ً ونسوتها،
كأنها من شعاعها القمر
يمشينَ في الخزِّ والمراجلِ أن
يَعْرِفَ آثَارَهُنَّ مُقْتَفِرُ
يدنين من خشية ِ العيونِ على
مِثْلِ المَصَابِيحِ زَانَها الخُمُرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أعرفتَ يومَ لوى سويقة َ دارا،
أعرفتَ يومَ لوى سويقة َ دارا،
رقم القصيدة : 18876
-----------------------------------
أعرفتَ يومَ لوى سويقة َ دارا،
هَاجَتْ عَلَيْكَ رُسُومُها کسْتِعْبَارا
وذكرتَ هنداً، فاشتكيتَ صبابة ً،
لولا تكفكفُ دمعَ عينك مارا
وذكرتها حوراءَ، لينة َ المطا،
مِثْلَ المَهَاة ِ خَرِيدَة ً مِعْطَارا
وإذا تُنَازِعُكَ الحَدِيثَ تَظَرَّفَتْ
انفَ الحديثِ، ولم تردْ إكثارا
وإذا نظرتَ إلى مناكبِ حسنها،
كَمُلَتْ وَزِدْتَ بِحُسْنِها کسْتِهْتَارَا
إنَّ العَوَاذِلَ قَدْ بَكَرْنَ يَلُمْنَني
وَحَسِبْتُ أَكْثَرَ لَوْمِهِنَّ ضِرَارا
وزعمنَ أنّ وصالّ عبدة َ عائدٌ
عاراً عليّ، وليسَ ذلك عارا
والنفسُ يمنعها الحياءُ فترعوي،(17/170)
وتكادُ تغلبني إليكِ مرارا
ما يذكرُ اسمكِ في حديثٍ عارضٍ،
إلا استخفّ له الفؤادُ، فطارا
هل في هوى رجلٍ جناحٌ، زائرٌ
جهراً، أحبَّ خريدة ً معطارا
أسفٍ عليكِ، يهيمُ حينَ قتلتهِ،
وسلبتهِ لبّ الفؤاد جهارا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا منْ لقلبِ متيمٍ، كلفٍ،
يا منْ لقلبِ متيمٍ، كلفٍ،
رقم القصيدة : 18877
-----------------------------------
يا منْ لقلبِ متيمٍ، كلفٍ،
يَهْذي بِخَوْدٍ مَرِيضَة ِ النَّظَرِ
تَمْشي الهُوَيْنَا إذا مَشَتْ فُضُلاً
وَهْيَ كَمِثْلِ العُسْلُوجِ في الشِّجَرِ
ما إن طمعنا بها، ولا طمعتْ،
حتى التقينا ليلاً على قَدَرِ
ما زال طرفي يحارُ، إذْ نظرتْ،
حتى رأيتُ النقصانَ في بصري
أبصرتها ليلة ً ونسوتها،
يمشينَ بين المقام والحجر
بيضاً حساناً، خرائداً، قطفاً،
يمشينَ هوناً كمشية ِ البقر
قَدْ فُزْنَ بِکلْحُسْنِ والجَمَالِ معاً
وَفُزْنَ رِسْلاً بِکلدَّالِّ والخَفَرِ
ينصتنَ يوماً لها، إذانظقتْ،
كيما يفضلنها على البشر
قالَتْ لِتِرْبٍ لَهَا مُلاَطَفَة ً:
لَنُفْسِدِنَّ الطَّوافَ في عُمَرِ
قَالَتْ: تَصَدَّيْ لَهُ لِيُبْصِرَنا
ثُمَّ کغْمِزِيهِ يا أُخْتِ في خَفَرِ
قالت لها: قد غمزته، فأبى ،
ثمّ أسبطرتْ تسعى على أثري
مَنْ يُسْقَ بَعْدَ المَنَامِ رِيقَتَها
يسقَ بمسكٍ، وباردٍ خصر
حَوْرَاءُ مَمْكُورَة ٌ مُحَبَّبَة ٌ
عَسْرَاءُ لِلشَّكْلِ عِنْدَ مُجْتَمَرِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد هاجَ حزني، وعادني ذكري،
قد هاجَ حزني، وعادني ذكري،
رقم القصيدة : 18878
-----------------------------------
قد هاجَ حزني، وعادني ذكري،
يَوْمَ کلْتَقَيْنَا عَشِيَّة َ النَّفَر
بالفجِّ من نحوِ دارِ عقبة َ، والح
جُّ سريعُ الطواف والصدر
إذْ كِدْتُ لَوْلا الحَيَا يُوَرِّعُني
أبدي الذي قد كتمتُ، بالنظرِ
كأنّ ثوباً، لما التقى الرك
بُ، تدنيه عليها، يشفُّ عن قمر
تلينُ، حتى يقول: قد خدعتْ!(17/171)
مَنْ لَمْ يَكُنْ بِکلنِّساءِ ذَا خَبَرِ
حتى إذا ما التمستُ غرتها،
يَوْمَ کلْتَقَيْنَا عَشِيَّة َ النَّفَر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لمنْ طَلَلٌ موحِشٌ أَقْفَرَا
لمنْ طَلَلٌ موحِشٌ أَقْفَرَا
رقم القصيدة : 18879
-----------------------------------
لمنْ طَلَلٌ موحِشٌ أَقْفَرَا
فأصبحَ معروفه منكرا
وَلَوْ أَنَّهُ يَسْتَطيعُ کلْجَوا
لأخبرَ، إنْ سيل أن يخبرا
ولكنه غيرتهُ الصبا،
فَأَمْسَتْ مَعَالِمُهُ دُثَّرا
وكلُّ مسفٍّ لهُ هيدبٌ،
إذا ما حَدا رَعْدُهُ أَمْطَرا
وَقَدْ كُنْتُ أَلْقَى بِهِ شَادِناً
قطوفَ الخطى ناعماً أحورا
أَسِيلَ المُحَيّا هَضِيمَ الحَشَا
كشمسِ الضحى واضحاً أزهرا
أَقولُ لِمَنْ لاَمَ في حُبِّها:
أَرَى لَكَ في الرَّأيِ أَنْ تُقْصِرَا
فَلَسْتَ مُطاعاً فَلاَ تَلْحَني
وليستْ بأهلٍ لأنْ تهجرا
فكمْ من اخٍ لامَ في حبها،
فَأَقْصَرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أقْصِرا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لفت نظر
لفت نظر
رقم القصيدة : 1888
-----------------------------------
السلطان
لا يمكن أن يفهم طوعاً
أنك مجروح الوجدان
بل لا يفهم ما الوجدان !
السلطان مصاب دوماً
بالنسيان وبالنسوان
مشغول حتى فخذيه
لا فرصة للفهم لديه
ولكي يفهم
لا بد ببعض الأحيان
أن تُسعفه بالتبيان
أن تقرصه من أذنيه
وتعلقه من رجليه
وتمد أصابعك العشرة في عينيه
وتقول له : حان الآن
أن تفهم أني إنسان
يا ... حيوان !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> آذَنَتْ هِنْدٌ بِبَيْنٍ مُبْتَكِرْ
آذَنَتْ هِنْدٌ بِبَيْنٍ مُبْتَكِرْ
رقم القصيدة : 18880
-----------------------------------
آذَنَتْ هِنْدٌ بِبَيْنٍ مُبْتَكِرْ
وحذرتُ البينَ منها، فاستمرّ
أَرْسَلَتْ هِنْدٌ إلَيْنَا نَاصِحاً
بَيْنَنَا: إيتِ حَبيباً قَدْ حَضرَ
فاعلمنْ أنّ محباً زائرٌ،
حِينَ تُخْفَى العَيْنُ عَنْهُ والبَصَرْ
قُلْتُ: أَهْلاً بِكُمُ مِنْ زَائِرٍ(17/172)
أَوْرَثَ القَلْبَ عَناءً وَذِكَرْ
فتأهبتُ لها، في خفية ٍ،
حينَ مالَ الليلُ واجتنّ القمر
بينما أنظرها في مجلسٍ،
إذْ رَمَانِي اللَّيْلُ مِنْها بِسَكَرْ
لَمْ يَرُعْني بَعْدَ أَخْذي هَجْعَة
غَيْرُ ريحِ المِسْكِ مِنْها والقُطُرْ
قُلْتُ: مَنْ هذا؟ فَقَالَتْ: هكذا
أَنَا مَنْ جَشَّمْتَهُ طُول السَّهَرْ
ما أَنَا والحُبُّ قَدْ أَبْلَغَني
كَانَ هَذا بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ
لَيْتَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ عُلِّقْتُكُمْ
كلَّ يومٍ أنا منكمْ في عبر
كلما توعدني، تخلفني،
ثُمَّ تَأْتي حِينَ تأْتي بِعُذُرْ
سَخِنَتْ عَيْني لَئِنْ عُدْتَ لَهَا
لتمدنّ بحبلٍ منبتر
عَمْرَكَ کللَّهُ أَما تَرْحَمُني
أَم لَنا قَلْبُكَ أَقْسَى مِنْ حَجَرْ
قلتُ، لما فرغتْ من قولها،
ودموعي كالجمان المنحدر:
أنتِ، يا قرة َ عيني، فاعلمي،
عِنْد نَفْسي عِدْلُ سَمْعي وَبَصَرْ
فاتركي عنكِ ملامي، واعذري،
وکتْرُكي قَوْلَ أَخي الإفْكِ الأَشِرْ
فَأَذَاقَتْني لَذيذاً خِلْتُهُ
ذَوْبَ نَحْلٍ شِيبَ بالماءِ الخَصِرْ
وَمُدَامِ عُتِّقَتْ في بابِلٍ
مِثْلِ عَيْنِ الدّيكِ أَوْ خَمْرِ جَدَرْ
فتقضتْ ليلتي في نعمة ٍ،
مَرَّة ً أَلْثَمُها غَيْرَ حَصِرْ
وأُفَرّي مِرْطَها عَنْ مُخْطَفٍ
ضامرِ الأحشاءِ، فعمِ المؤتزر
فَلَهَوْنَا لَيْلَنا حَتَّى إذا
طَرَّبَ کلدِّيكُ وَهَاجَ المُدَّكِرْ
حَرَّكَتْني ثُمَّ قَالَتْ جَزَعاً
ودموعُ العين منها تبتدر:
قمْ صفيَّ النفس، لا تفضحني،
قَدْ بَدا الصُّبْحُ وَذَا بَرْدُ السَّحَرْ
فَتَوَلَّتْ في ثَلاثٍ خُرَّدٍ
كَدُمَى الرُّهْبانِ أَوْ عَينِ البَقَر
لستُ أنسى قولها، ما هدهدتْ
ذَاتَ طَوْقٍ فَوْقَ غُصْنٍ مِنْ عُشَرْ
حينَ صَمَّمْتُ عَلَى ما كَرِهَتْ
هَكَذَا يَفْعَلُ مَنْ كانَ غَدَرْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَيَّجَ القَلْبَ مَغَانٍ وَصِيَرْ
هَيَّجَ القَلْبَ مَغَانٍ وَصِيَرْ
رقم القصيدة : 18881(17/173)
-----------------------------------
هَيَّجَ القَلْبَ مَغَانٍ وَصِيَرْ
دارساتٌ قَدْ عَلاَهُنَّ الشَّجَرْ
وَرِيْاحُ الصَّيْف قَدْ أَذْرَتْ بِها
تَنْسِجُ التُّرْبَ فُنوناً والمَطَرْ
ظلتُ فيه، ذاتَ يومٍ، وقفاً،
أَسْأَلُ المَنْزِلَ هَلْ فيه خَبَرْ
للتي قالتْ لأترابٍ لها
قطفٍ، فيهنّ أنسٌ وخفر
إذْ تمشينَ بجوٍّ مؤنقٍ،
نَيِّر النّبْتِ تَغَشَّاهُ الزَّهَرْ
بِدِماثٍ سَهْلَة ٍ زَيَّنَها
يَوْمُ غَيْمٍ لَمْ يُخالِطْهُ قَتَرْ
قد خلونا، فتمنينَ بنا،
إذْ خَلَوْنا اليَوْمَ نُبْدي ما نُسِرْ
فَعَرَفْنَ الشَّوْقَ في مُقْلَتِها
وحبابُ الشوقِ يبديهِ النظر
قُلْنَ يَسْتَرْضِينَها: مُنْيَتُنا
لو أتانا اليوم، في سرٍّ، عمر
بَيْنَما يَذْكُرْنَني أَبْصَرْنَني
دونَ قَيْدِ الميلِ يَعْدو بي الأَغَرْ
قالت الكبرى : أتعرفن الفتى ؟
قالت الوسطى : نعمْ، هذا عمر
قالت الصغرى ، وقد تيمتها:
قد عرفناهُ، وهل يخفى القمر!
ذا حبيبٌ لم يعرجْ دوننا،
ساقهُ الحينُ إلينا، والقدر
فأتانا، حينَ ألقى بركهُ
جَمَلُ اللَّيْلِ عَلَيْهِ وکسْبَطَرْ
ورضاب المسكِ من أثوابهِ،
مَرْمَرَ الماءَ عَلَيْهِ فَنَضَرْ
قد أتانا ما تمنينا، وقد
غُيِّبَ الأَبْرَامُ عَنّا والقَذَرْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما كنتُ أشعرُ، إلا مذ عرفتكمُ،
ما كنتُ أشعرُ، إلا مذ عرفتكمُ،
رقم القصيدة : 18882
-----------------------------------
ما كنتُ أشعرُ، إلا مذ عرفتكمُ،
أنّ المضاجعَ تمسي تنبتُ الإبرا
لقد شقيتُ، وكان الحينُ لي سبباً
أنْ علقَ القلبُ قلباً يشبه الحجرا
قد لمتُ قلبي، وأعياني بواحدة ٍ،
فقالَ لي: لا تلمني وادفع القدرا!
إنْ أكرهِ الطرفَ يحسرْ دون غيركمُ،
ولستُ أحسنُ إلا نحوكِ النظرا
قالوا: صبوتَ، فلم أكذبْ مقالتهمْ،
وليس ينسى الصبى إن والهٌ كبرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَهُمُومٌ حَاضِرَاتٌ وَذِكَرْ
وَهُمُومٌ حَاضِرَاتٌ وَذِكَرْ(17/174)
رقم القصيدة : 18883
-----------------------------------
.............
وَهُمُومٌ حَاضِرَاتٌ وَذِكَرْ
ومفقالُ الخودِ، لكا واجهتْ
جِهَة َ الرَّكْبِ وَعَيْناها دِرَرْ:
يَا أَبَا الخَطَّابِ مَا جَشَّمْتَنَا
حِجَّة ً فيها عَنَاءٌ وَسَهَرْ!
بعدَ برِّ اللهِ، إلا نظرة ً
منكُ، ليسَ لها عندي خطر
قالتُ: ما جشمتنا من حبكم،
يا ابنة َ الخيرينِ، أدهى وأمر
وَلَقَدْ زَادَ فُؤَادي حَزَناً
قَوْلُها لي: إرْعَ سِرّي يا عُمَرْ!
قُلْتُ: أَنْتِ الشَّيْءُ يُرْعَى سِرُّهُ
ويؤاتى في هواهُ، ويسر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا عَمْرَ حُمَّ فِرَاقُكُمْ عَمْرا
يا عَمْرَ حُمَّ فِرَاقُكُمْ عَمْرا
رقم القصيدة : 18884
-----------------------------------
يا عَمْرَ حُمَّ فِرَاقُكُمْ عَمْرا
وَعَدَلْتِ عَنَّا النَّأْيَ وَالهَجْرا
إحْدَى بَني أَوْدٍ كَلِفْتُ بِهَا
حَمَلَتْ بِلاَ تِرَة ٍ لَنَا وِتْرا
واللهِ، ما أحببتُ حبكمُ،
لا ثَيِّباً خُلِقَت وَلاَ بِكْرا
مَا إنْ أُقِيمُ لِحَاجَة ٍ عَرَضَتْ
إلا لأبليَ فيكمُ عذرا
وَتَرَى لَها دَلاًّ إذا نَطَقَتْ
تركتْ بناتِ فؤادهِ صعرا
كتساقطِ الرطبِ الجنيِّ من
ـقِنْوَانِ لا كَثْراً وَلاَ نَزْرا
بالخيفِ منزلها ومسكنها،
وتحلّ مكة َ إن شتتْ، قصرا
مِنْ أَجْلِها حُبِسَتْ رَكَائِبُنا
شهراً تجرمَ بعدهُ شهرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَذَكَرْتُ فَاطَمَة َ الَّتي عُلِّقْتُها ضَاقَ الغَداة َ بِحَاجَتي صَدْري
وَذَكَرْتُ فَاطَمَة َ الَّتي عُلِّقْتُها ضَاقَ الغَداة َ بِحَاجَتي صَدْري
رقم القصيدة : 18885
-----------------------------------
وَذَكَرْتُ فَاطَمَة َ الَّتي عُلِّقْتُها ضَاقَ الغَداة َ بِحَاجَتي صَدْري
ويَئسْتُ بَعْدَ تَقَارُبِ الأمر
وذكرتُ فاطمة َ التي علقتْ
عَرَضاً فَيا لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ!
ممكورة ٌ، ردعُ العبير بها،
جُمُّ العِظام لَطِيفَة ُ الخَصْرِ(17/175)
وَكَأَنَّ فاها عنْدَ رَقْدَتِهَا
تَجْرِي عَلَيْهِ سُلافَة ُ الخَمْرِ
شرقاً بذوبِ الشهدِ، يخلطهُ
بِالزَّنْجَبِيلِ وَفَأْرَة ِ التَّجْرِ
عرضتْ لنا بالخيفِ في بقرٍ،
تَقْرو الكَبَاثَ وَنَاضِرَ السِّدْرِ
وجلتْ أسيلاً يومَ ذي خشبٍ
ريانَ، مثلَ فجاءة ِ البدرِ
فسبتْ فؤادي، إذْ عرضتُ لها،
يَوْمَ الرَّحيلِ بساحَة ِ القَصْرِ
بِمُزَيَّنٍ رَدْعُ العَبِيرِ بِهِ
حسنِ الترائبِ واضحِ النحر
وبعينِى دمَ، شادنٍ، خرقٍ،
يرعى الرياضَ ببلدة ٍ قفر
لَمَّا رَأَيْتُ مَطِيَّها حِزَقاً
خَفَقَ الفُؤادُ وَكُنْتُ ذا صَبْرِ
وَتَبَادَرَتْ عَيْنَايَ بَعْدَ تَجَلُّدٍ
فانهلتا جزعاً على الصدر
أرقَ الحبيب إلى الحبيب، لوَ انْ
عذرتْ بذلك أولَ العذرِ
وَلَقَدْ عَصَيْتُ ذَوِي قَرَابَتِنَا
طُرّاً وأَهْلَ الوُدِّ والصِّهْرِ
حتى مقالهم، إذِ اجتمعوا:
أجننتَ، أم ذا داخلُ السحر؟
فَأَجَبْتُ: مَهْلاً بَعْضَ عَذْلِكُمُ
لا بَلْ مُنِيتُ وَلَمْ أَنَلْ وِتْري
بيديْ ضعيفِ البطش، معتجرٍ،
فَرَمَى وَلَمْ آخُذْ لَهُ حِذْري
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذِكَرُ الرَّبَابِ وَكَانَ قَدْ هَجَرا
ذِكَرُ الرَّبَابِ وَكَانَ قَدْ هَجَرا
رقم القصيدة : 18886
-----------------------------------
ذِكَرُ الرَّبَابِ وَكَانَ قَدْ هَجَرا
ذكرى قريبة َ أحدثتْ وطرا
وَلَهَا بِأَعْلَى الخَيْفِ مَنْزِلَة ٌ
هاجَتْ لَهُ شَوْقاً فَمَا صَبَرا
والبردُ، بينَ الحلتينِ، بهِ
تجننُّ ممنْ طافَ، أو نظرا
قَالَتْ لِتَرْبَيْها بِعَمْرِكُما
هَلْ تَطْمَعَانِ بِأَنْ نَرَى عُمَرا
إني كأنّ النفسَ موجسة ٌ،
ولذاكَ أطمعُ أنهُ حضرا
فأجابتاها في مهازلة ٍ،
وأسرتا من قولها سخرا:
إنَّا لَعَمْرُكِ ما نَخَافُ وَمَا
نَرْجُو زِيَارَة َ زَائِرٍ ظُهُرا
لَوْ كَانَ يَأْتينا مُجَاهَرَة ً
فيمنْ ترينَ، إذاً لقد شهرا
قالتْ لها الصغرى ، وقد حلفتْ
بِاللَّهِ: لا يَأْتِيكُما شَهَرا(17/176)
فَتَنَفَّسَتْ صَعَداً لِحِلْفَتِها
وَهَوَتْ فَشَقَّتْ جَيْبَها فَطَرا
وَجَرَتْ مَآقِيها بِأَدْمُعِها
جزعاً، وقالت: حبّ منْ ذكرا
يا ربّ، إني قد شغفتُ به،
أعقبْ فؤادي منهمُ صبرا
بينا تحاورهنّ، قمتُ إلى
أقفائهنّ لأسمعَ الحورا
فأرابَ إحداهنّ، فالتفتتْ،
وَطئي فَلَمَّا أَثْبَتَتْ نَظَرا
قالتْ لهنّ: أخو مجاهرة ٍ،
قَدْ جَاءَنا يَمْشي وَمَا کسْتَتَرا
فِيهِنَّ خَوْدٌ لَسْتُ نَاسِيَهَا
حتى تجاوزَ حفرتي حفرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ردوا التحية َ، أيها السفرُ،
ردوا التحية َ، أيها السفرُ،
رقم القصيدة : 18887
-----------------------------------
ردوا التحية َ، أيها السفرُ،
وقفوا، فإنّ وقوفكمُ اجرُ!
ماذا عَلَيْكُمْ في وُقُوفِكُمُ
رَيْثَ السُّؤالِ سَقَاكُمُ القَطْرُ
بِکللَّهِ رَبِّكُمُ أَمَا لَكُمُ
بِکلْمَشْعَرَيْنِ وأَهْلِهِ خُبْرُ
أَوَمَا أَتَاكُمُ بِکلمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى
من أمّ عمروٍ وتربها ذكر؟
مكية ٌ هامَ الفؤادُ بها،
نسيَ العزاءَ، فما له صبر
مُرْتَجَّة ُ الرِّدْفَيْنِ بَهْكَنَة ٌ
رؤدُ الشباب، كأنها قصر
قَدَرَتْ لَهُ حَيْناً لِتَقْتُلَهُ
وَلِكُلِّ ما هُوَ كَائِنٌ قَدْرُ
الشهرُ مثلُ اليومِ، إن رضيتْ،
واليَوْمَ إنْ غَضِبَتْ بِهِ شَهْرُ
حَوْرَاءُ آنِسَة ٌ مُقَبَّلُها
عذبٌ، كأنّ مذاقه خمر
والعنبرُ المسحوقُ خالطهُ،
وقرنفلٌ يأتي به النشر
وإذا تراءتْ في الظلام، جلتْ
دجنَ الظلامِ، ... كأنها بدر
وتنو، فتصرعها عجيزتها،
ممشى الضعيفِ، يؤودهُ البهر
وَكَأَنَّ ضَوْءَ الشَّمْسِ تَحْتَ قِنَاعِها
نَظَرَتْ إلَيْكَ بِعَيْنِ مُغْزِلَة ٍ
حَوْرَاءَ خَالَطَ طَرْفَها فَتْرُ
وكأنّ سمطيها على رشإٍ،
مُرْتَادُهُ الغَيطانُ والخَمْرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلا يا هِنْدُ قَدْ زَوَّدْتِ قَلْبي
أَلا يا هِنْدُ قَدْ زَوَّدْتِ قَلْبي
رقم القصيدة : 18888
-----------------------------------(17/177)
أَلا يا هِنْدُ قَدْ زَوَّدْتِ قَلْبي
جوى حزنٍ، تضمنهُ الضميرُ
إذا ما غِبْتِ كَادَ إلَيْكِ قَلْبي
فدتكِ النفسُ، من شوقٍ يطير
يَطُولُ اليَوْمُ فِيهِ لا أَرَاكُمْ
وَيَوْمي عِنْدَ رُؤيَتِكُمْ قَصيرُ
وَقَدْ أَقْرَحْتِ بِکلْهِجْرَانِ قَلْبي
وَهَجْري فَکعْلَمي أَمْرٌ كَبِيرُ
فديتكِ أطلقي حبلي وجودي،
فَإنَّ اللَّهَ ذو عَفْوٍ غَفُورُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا خَلِيلي هَاجَني الذِّكَرُ
يا خَلِيلي هَاجَني الذِّكَرُ
رقم القصيدة : 18889
-----------------------------------
يا خَلِيلي هَاجَني الذِّكَرُ
وحمولُ الحيِّ، إذْ صدروا
ظعنوا، كأنّ ظعنهمُ
مونعُ القنوانِ، أو عشر
بالتي قد كنتُ آملها،
ففؤادي موجعٌ حذر
ظبية ٌ من وحشِ ذي بقرٍ،
شَأْنُهَا الغيطَانُ والغُدُرُ
رَخْصَة ٌ حَوْرَاءُ نَاعِمَة ٌ
طفلة ٌ، كأنها قمر
لو سقي الأمواتُ ريقتها،
بَعْدَ كَأْسِ المَوْتِ، لانْتَشَرُوا
وَيَكَادُ العَجْزُ إنْ نَهَضَتْ
بَعْدَ طُوله البُهْرِ يَنْبَتِرُ
قد، إذا خبرتُ أنهمُ
قدموا الأثقالَ، فابتكروا
أخيامُ البئرِ منزلهم،
أَمْ هُمُ بِالعُمْرَة ِ کئْتَمَرُوا
أمْ بأعلى ذي الأراكِ لهم
مَرْبَعٌ قَدْ جَادَهُ المَطَرُ
سلكوا خلّ الصفاحِ، لهم
زَجَلٌ أَحْدَاجُهُمْ زُمَرُ
سلكوا شعبَ النقابِ بها
زمراً، تحتثهم زمر
قَالَ حَادِيهِمْ لَهُمْ أُصُلاً
أمكنتْ للشلربِ الغدر
ضَرَبُوا حُمْرَ القِبَابِ لَهَا
وأُحِيطِتْ حَوْلَها الحُجَرُ
فَطَرَقْتُ الحَيَّ مُكْتَتِماً
وَمَعي سَيفٌ بِهِ أَثَرُ
وأخٌ لم أخشَ نبوتهُ،
بنواحي أمرهمْ خبر
فإذا رِيمٌ عَلَى مُهُدٍ
في حجالِ الخزّ مستترُ
بَادنٌ تَجْلو مُفَلَّجَة ً
عذبة ً، غراً، لها أشرُ
حَوْلَها الأحراسُ تَرْقُبُها
نُوَّمٌ، مِن طولِ ما سَهِرُوا
أشبهوا القتلى ، وما قتلوا،
ذَاكَ إلاَّ أنَّهُمْ سَمَرُوا
فَدَعَتْ بِکلوَيْلِ ثمّ دَعَتْ،
حين أدناني لها النظرُ
وَدَعَتْ حَوْرَاءَ آنِسَة ً(17/178)
حُرَّة ً مِنْ شَأْنِها الخَفَرُ
ثمَّ قالتْ للتي معها:
وَيْحَ نَفْسي قَدْ أَتَى عُمَرُ
مَا لَهُ قدْ جَاءَ يَطْرُقُنا
ويرى الأعداءَ قد حضروا؟
لشقائي، أختِ، علقنا،
ولحينٍ ساقه القدر
قتُ: عرضي دون عرضكمُ،
ولمن عاداكمُ جزر
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> احفروا القبر عميقاً
احفروا القبر عميقاً
رقم القصيدة : 1889
-----------------------------------
مم نخشى ؟
الحكومات التي في ثقبها
تفتح إسرائيل ممشى
لم تزل للفتح عطشى
تستزيد النبش نبشاً !
وإذا مر عليها بيت شعرٍ تتغشى !
تستحي وهي بوضع الفُحشِ
أن تسمع فُحشا !
***
مم نخشى ؟
أبصرُ الحكام أعمى
أكثر الحكام زهداً
يحسب البصقة قِرشا
أطول الحكام سيفاً
يتقي الخيفة خوفاً
ويرى ا للا شئ وحشا !
أوسع الحكام علماً
لو مشى في طلب العلم إلى الصين
لما أفلح أن يصبح جحشا !
***
مم نخشى ؟
ليست الدولة والحاكم إلا
بئر بترول وكرشا
دولة ٌ لو مسها الكبريت . . طارت
حاكم لو مسه الدبوس . . فشا
هل رأيتم مثل هذا الغش غشا ؟!
***
مم نخشى ؟
نملة ٌ لو عطست تكسح جيشا
وهباءٌ لو تمطى كسلاً يقلبُ عرشا !
فلماذا تبطشُ الدمية ُ بالإنسان بطشا ؟!
***
إ نهضوا . .
أنَ لهذا الحاكم المنفوش مثل الديك
أن يشبع نفشا
إ نهشوا الحاكم نهشا
واصنعوا من صولجان الحكم ر فشا
واحفروا القبر عميقاً
واجعلوا الكرسي نعشا !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> شاقَ قلبي منزلٌ دثروا،
شاقَ قلبي منزلٌ دثروا،
رقم القصيدة : 18890
-----------------------------------
شاقَ قلبي منزلٌ دثروا،
حالفَ الأرواحَ والمطرا
شَمْأَلاً تُذْري إذا لَعِبَتْ
عَاصِفاً أذيالُها الشّجرا
للتي قالتْ لجارتها:
ويح قلبي، ما دهى عمرا؟
فيمَ أمسى لا يكلمنا؟
وإذا ناطقتهُ بسرا
أَبِهِ عُتْبَى فَأُعْتِبُهُ
أمْ به صبرٌ، فقد صبرا
أمْ حديثٌ جاءهُ كذبٌ،
أمْ به هجرٌ، فقد هجرا
أَمْ لِقَوْلٍ قَالَهُ كَاشِحٌ
كاذبٌ، يا ليته قبرا(17/179)
لو علمنا ما يسرُّ به،
مَا طَعِمْنَا البَارِدَ الخَصِرا
وأرى شوقي سيقتلني،
وحبيبَ النفسِ إن هجرا
إنّ نومي ما يلائمني،
أَجْلَهُ يا أُخْتِ إنْ ذُكِرَا
فأجابتْ في ملاطفة ٍ
أسرعت فيها لها الحورا:
إنني إن لم امتْ عجلاً،
أرتجي إنْ راحَ، أو بكرا
فإذا مَا رَاحَ فَکسْتَلِمي
إنْ دَنَا في طَوْفِهِ الحَجَرا
وأشفي البردّ عنكِ له،
كَيْ تَشوقِيهِ إذا نَظَرا
فأرتني مسفراً حسناً،
خلتهُ، إذ أسفرتْ، قمرا
وَشتيتَ النَّبْتِ مُتَّسِقاً
طَيباً أَنْيَابُهُ خَصِرَا
لشقائي، قادني بصري،
ولحينٍ، وافقَ القدرا
ثمّ قالتْ للتي معها:
لا تديمي نحوه النظرا
خالسيهِ، أختِ، في خفرٍ
فَوَعْيْتُ القَوْلَ إذْ وَقَرا
إنَّهُ يا أُخْتِ يَصْرِمُنَا
إنْ قَضَى مِنْ حَاجَة ٍ وَطَرا
قُلْتُ: قَدْ أُعْطِيتِ مَنْزِلَة ً
ما أرى عندي لها خطرا
فأنيلي عاشقاً، دنفاً،
ثمّ أخزى اللهُ من كفرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لِمَنْ دِمَنٌ بِخَيْفِ مِنًى قُفورُ
لِمَنْ دِمَنٌ بِخَيْفِ مِنًى قُفورُ
رقم القصيدة : 18891
-----------------------------------
لِمَنْ دِمَنٌ بِخَيْفِ مِنًى قُفورُ
كَأَنَّ عِرَاصَ مَغْناها الزَّبورُ
منازلُ أقفرتْ من أمّ عمروٍ،
ولو طالَ الليالي والدهورُ
فَلاَ يَنْسَى فُؤادُكَ أُمَّ عَمرٍو
ولو طال الليالي والشهورُ
أقولُ، وشفّ سجفُ القزِّ عنها:
أشمسٌ تلكَ، أم قمرٌ منيرُ؟
وَيَسَّرَهَا لَنا المَيْمُونُ حَتَّى
لَقيناها بِبَطْنِ مِنًى تَسِيرُ
فَحَيَّتْ وکسْتَهَلَّ الدَّمْعُ مِنِّي
لِعَبْرَتِها عَلَى خَدٍّ يَمُورُ
فَقَالَتْ: حُلْتَ عَنْ عَهْدِي وَوُدّي
جَدِيدٌ ما حَييتُ لَكُمْ يَسيرُ
وطاوعتَ الوشاة َ، وزرتَ من لم
يَزُرْكَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لي الخُتُورُ
ولم ترعَ الوصالَ كما رعينا،
وبانتْ منكَ لي، عمداً، أمور
وَلَمْ تَجْزِ القُرُوضُ وَلَمْ تُثِبْها
وأنتَ لكلّ صالحة ٍ كفور
حَلَفْتُ لَهَا بِرَبِّ مِنًى إذا ما(17/180)
تغيبَ في عجاجتهم ثبير:
لأَنْتُمْ حِبُّ شَيْءٍ إنْ جَلَسْنَا
وإنْ زرنا، فأوجهُ من نزور
فإن كنتِ البعادَ أردتِ عني،
فقلبي عن بعادكمُ نفور
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنَعَ النَّوْمَ عَيْنَكَ الإدِّكارُ
مَنَعَ النَّوْمَ عَيْنَكَ الإدِّكارُ
رقم القصيدة : 18892
-----------------------------------
مَنَعَ النَّوْمَ عَيْنَكَ الإدِّكارُ
مِنْ حَبِيبٍ شَطَّتْ بِه عَنْكَ دَارُ
وَلَقَدْ قُلْتُ زاجِراً لِفُؤادي
لو نهاه عن حبها الإزدجار:
صَاحِ أَقْصِرْ فَلَسْتَ أَوَّلَ إلْفٍ
قد عداهُ عن إلفهِ الأقدار
وتناءى عنه الحبيبُ، فأضحى
بَعْدَ قُرْبٍ قَدْ شَطَّ عَنْهُ المَزَارُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عوجي عليّ، فسلمي جبرُ،
عوجي عليّ، فسلمي جبرُ،
رقم القصيدة : 18893
-----------------------------------
عوجي عليّ، فسلمي جبرُ،
فِيمَ الصُّدودُ وأَنْتُمُ سَفْرُ
ما نلتقي إلا ثلاثَ منى ً
حتى يفرقَ بيننا النفر
الحَوْلَ ثُمَّ الشَّهْرَ يَتْبَعُهُ
ما الدهرُ إلا الحولُ والشهرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
رقم القصيدة : 18894
-----------------------------------
أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
وَذو الحَذَرِ النِّحْرِير قَدْ يَتَفَكَّرُ
ولستَ موقى ً إن حذرتَ قضية ً،
وَلَيْسَ مَعَ المِقْدَارِ يُكْدِي التَّهَوُّرُ
تَذَكَّرْتُ إذْ بَانَ الخَلِيطُ زَمَانَهُ
وقد يسقمُ المرءَ الصحيحَ التذكرُ
وكان ادكاري شادناً قد هويتهُ،
له مقلة ٌ حوراءُ، فالعينُ تسحر
كأني لما أنْ تولت به النوى ،
من الوجدِ، مأمومُ الدماغِ، محير
إذا رُمْتُ عَيْني أَنْ تُفيقَ مِنَ البُكَا
تَبَادَرَ دَمْعي مُسْبِلاً يَتَحَدَّرُ
لَقَدْ سَاقَني حَيْنٌ إلى الشَّادِنِ الَّذي
أَضَرَّ بِنَفْسي أَهْلُهُ حِينَ هَجَّرُوا(17/181)
وَلَوْ أَنَّهُ لا يُبْعِدُ اللَّهُ دَارَهُ
وَلاَ زِلْتُ مِنْهُ حَيْثُ أَلْقَى وأُخْبَرُ
لَقَدْ كَانَ حَتْفي يَوْمَ بَانُوا بِجُؤذَرٍ
عليه سخابٌ فيه درٌّ وعنبر
فَقُلْتُ: أَلا يا أَيُّهَا الرَّكْبُ إنَّني
بكم مستهامُ القلبِ، عانٍ، مشهر
بلي كلُّ ودٍّ كانَ في الناس قبلنا،
ووديَ لا يبلى ولا يتغير
فَقَالوُا لَعَمْري: قَدْ عَهِدناكَ حِقْبَة ً
وأنتَ امرؤ من دونِ ما جئتَ تخطر
وقالت لأترابٍ لها، حين عرجوا
عَلَيَّ قليلاً إنَّ ذا بِي يُسَخَّرُ
وَقَالَتْ: أَخَافُ الغَدْرُ مِنْهُ وَإنَّني
لأعلمُ أيضاً انه ليسَ يشكر
فقلتُ لها: يا همَّ نفسي ومنيتي،
أَلاَ لا وَبَيْت اللَّهِ إنِّي مُهَبَّرُ
مُصابٌ عَمِيدُ القَلْبِ أَعْلَمُ أَنَّني
إذا أنا لم ألقاكمُ، سوفَ أدمر
وشكريَ أن لا أبتغي بكِ خلة ً،
وكيفَ، وقد عذبتِ قلبي، أغدر؟
وَإنِّي هَدَاكِ اللَّهُ صَرْمي سَفَاهَة ٌ
وَفِيمَ بلا ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ أُهْجَرُ
وَقَد حَالَ دُونَ الكُفْرِ والغَدْرِ أَنني
أُعَالِجُ نَفْساً هَلْ تُفِيقُ وَتَصْبِرُ
فقالت: فإنا قد بذلنا لكَ الهوى ،
فَبکلطَّائِرِ المَيْمُونِ تُلْقَى وَتُحْبَرُ
فقلتُ لها: إنْ كنتِ أهلَ مودة ٍ،
فميعادُ ما بيني وبينكِ عزور
فقالتْ: فإنا قد فعلنا، وقد بدا
لَنَا عِنْدَ ما قَالَتْ بَنانٌ وَمِحْجَرُ
فَرُنِّحَ قَلْبي فَهْوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ
سيهلكُ قبلَ الوعدِ، أو سوف يفتر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طربتَ، وردّ من تهوى
طربتَ، وردّ من تهوى
رقم القصيدة : 18895
-----------------------------------
طربتَ، وردّ من تهوى
جِمَالَ الحيّ فَکبْتَكَرا
فَظِلْتُ مْكَفْكِفَاً دَمْعاً
إذا نهنهتهُ، ابتدرا
وَبِتُّ لِذاكَ مُكْتَئِباً
أُقَاسي الهَمَّ وَکلسَّهَرا
لِبَيْنِ الحَيِّ إذْ هَاجُوا
لكَ الأحزانَ والذكرا
فإن يكُ حبلُ من ته
واهُ أمسى منكَ منبترا
فَقِدْماً كُنْتَ لا تَلْقَى
لصفوٍ قد مضى كدرا(17/182)
لَيَالِيَ لاَ أُبَالي مَنْ
لَحَى في الحُبِّ أَوْ عَذَرا
وَلَنْ أَنْسَى بِخَيْفِ مِنًى
تُسَارِقُ زَيْنَبُ النَّظَرا
إليّ، بمقلتيْ ريمٍ،
ترى في طرفها حورا
وَثَغْرٍ وَاضِحٍ رَتَلٍ
ترى في خده أشرا
ولا أنسى مقالتها
لِتِرْبَيهَا: أَلا کنْتَظِرا
أبا الخطابِ، ننظر فيمَ،
ـمَ بَعْدَ وِصَالِهِ هَجَرا
ولوماهُ، وقيتكما!
على الهجران،واستترا
وقولا: قد ظفرتَ بها،
كَفَاكَ وَخَبِّرا الخَبَرا
وقولا: إنّ سركَ، يومَ
مَ بَطْنِ الخَيْفِ قَدْ شُهِرا
فَقُلْتُ: أَغَرَّهَا أَنِّي
لها عاصيتُ من زجرا؟
وَأَنْ أَنْزَلْتُها في الوُدِّ
مني السمعَ والبصرا؟
فَأَيْنَ العَهْدُ والميثا
لا تشعرْ بنا بشرا؟
وَقُلْ لِلْمَالِكِيَّة ِ لا
تَلُومي القَلْبَ أَنْ هَجَرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَصَابَى القَلْبُ وَکدّكَرَا
تَصَابَى القَلْبُ وَکدّكَرَا
رقم القصيدة : 18896
-----------------------------------
تَصَابَى القَلْبُ وَکدّكَرَا
صباهُ، ولم يكنْ ظهرا
لِزَيْنَبَ إذْ تُجِدُّ لَنَا
صَفَاءً لَمْ يَكُنْ كَدَرا
أَلَيْسَتْ بکلَّتي قَالَتْ
لِمَوْلاة ٍ لَهَا ظُهُرا:
أَشِيري بِکلسَّلامِ لَهُ
إذا هُوَ نَحْوَنا نَظَرا
وقولي في مُلاطَفَة ٍ
أزينبُ نولي عمرا!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صَدَرَ الحَبِيب فَهَاجَني صَدرُهْ
صَدَرَ الحَبِيب فَهَاجَني صَدرُهْ
رقم القصيدة : 18897
-----------------------------------
صَدَرَ الحَبِيب فَهَاجَني صَدرُهْ
إني كذاكَ تشوقني ذكرهْ
إنَّ المُحِبَّ إذا تَخَالَجَهُ
شَوْقٌ كَذَاكَ کلْهَمُّ يَحْتَضِرُهُ
وَنَظَرْتُ نَظْرَة َ عَاشِقٍ دَنِفٍ
بادي الصَّبَابَة ِ عَازِمٍ نَظَرُهْ
فَرَأَيْتُ رِئْماً في مَجَاسِدِها
وَسْطَ الحَدَائِقِ مُشْرِقاً بَشَرُهْ
أَقْبَلْتُ أَطْمَعُ أَنْ أَزُورَهُمُ
إني قديمُ الشوقِ منتشره
فلقيتها، والعينُ آمنة ٌ،
والليلُ داجٍ، مسفرٌ قمره(17/183)
في مَوْكِبٍ لاَقَ الجَمَالُ بِهِ
كالغيثِ لاطَ بنبتهِ زهره
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد هاج قلبي محضرُ،
قد هاج قلبي محضرُ،
رقم القصيدة : 18898
-----------------------------------
قد هاج قلبي محضرُ،
بذي عكاظٍ، مقفرُ
رَبْعٌ لِهِنْدٍ قَدْ عَفَا
قد كان حيناً يعمرُ
وجاءني بينهم
ثَقْفٌ لَطِيفٌ مُخْبِرُ
تربٌ لهندٍ، غادة ٌ،
تِلْكَ غَزالٌ مُعْصِرُ:
إنّ الخليطَ رائحٌ
قبلَ الصّباحِ، يُبكِرُ
بانوا بأمثالِ لدمى ،
بَلْ دونَهُنَّ، الصُّوَرُ
فيهنّ هندٌ، ليتني،
ما عُمِّرَتْ، أُعَمَّرُ!
حتى إذا ما جاءها
حَتْفٌ أَتَاني القَدَرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَاجَ القَرِيضَ الذِّكَرُ
هَاجَ القَرِيضَ الذِّكَرُ
رقم القصيدة : 18899
-----------------------------------
هَاجَ القَرِيضَ الذِّكَرُ
لما غدوا فابتكروا
عَلَى بِغَالٍ وُسَّجٍ
قد ضمهنّ السفرُ
وقولها لأختها:
أمطمئنٌّ عمرُ
بأرضنا، فماكثٌ،
أم حانَ منهُ السفرُ؟
قَالَتْ: غَداً أَوْ سَبْعَة ً
يَرُوحُ أَوْ يَبْتَكِرُ
أَمُّوا الطَّرِيقَيْنِ مَعاً
وَيَسَّرُوا ما يَسَّرُوا
حتى إذا ما وازنوا
المروة َ، حين ائتمروا
قيل: انزلوا من ليلكم،
فعرسوا، فاستقمروا
لَمّا کسْتَقَرّوا ضُرِبَتْ
حَيْثُ أَرَادوا الحُجَرُ
فِيهِمْ مهاة ٌ كَاعِبٌ
كأنما هيْ قمرُ
يَضِيقُ عَنْ أَرْدَافِها
إذا يُلاثُ المِئْزَرُ
خودٌ، يفوحُ المسكُ من
أَرْدَانِها والعَنْبَرُ
تفترُّ عن مثلِ أقا
حي الرَّمْلِ فيها أُشُرُ
تِلْكَ الَّتي لَيْسَ لَها
في النَّاسِ شِبْهاً بَشَرُ
نأَتْ بِهَا عَنّا عَيو
جٌ في مَطَاها عُسُرُ
تَاللَّهِ أَنْسَى حُبَّها
حَياتَنا أَوْ أُقْبَر
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> لعب عيال
لعب عيال
رقم القصيدة : 189
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هنا نجلس أحسن أو هنا؟ وين ماتبغين
أنا احب هذا الركن لكن على أية حال(17/184)
هنا أحسن ،، أرمي معطف الفرو ، للتخمين
وفيه تعرفين إننا احب هذا الشال
علامك ، علامك ساكته ،، ليه ماتحكين
تبين أبتدي؟ حاضر ، على امرك براحة بال
على نفس هذي الطاولة ، من ثلاث سنين
رمت بنت دبلتها الذهب ، وانكسر رجال
تمسك بها حاول وحاول ، لين بلا لين
كان يحاول بكفّت الأشكال
وشدّت ايديها ، وارتفع صوتها وبعدين ؟
أنا لازم امشي ، وأنت يكفيك لعب عيال
على حر من قلب انهدم حاول المسكين
وعلى قل من مهل الندم ، باعدت تختال
هنا ، مات حب و، يبس قلب و ، تملت عين
من الملح ، وأندفنت حكاية فرح وآمال
وجيتي تبين انرجع اللي مضى هالحين
أنا من ثلاث سنين بطّلت لعب عيال
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شيخان
شيخان
رقم القصيدة : 1890
-----------------------------------
ذاك شيخ ٌ فوق بئر ٍ
مطرق مثلَ ا لإ ماء
رأسه أدنى من الأرض
لفرط ا لانحناء
بئره نارُ حريقٍ لأهاليه
ونورٌ لظلام الغرباء
وزمام الأمر في كفيه
معقود على ملء وتفريغ الدلاء
****
ذاك شيخ ٌ فوق بئر ٍ
مُفعم بالكبرياء
رأسه الشامخ أسمى
من سماوات السماء !
بئره قبرٌ عميق ٌ لأ عاديه
وري لأ ها ليه ا لضماء
وزمام الأمر في كفيه
معقود على الإنماء أخذاً وعطاء
ها هنا ( شين ) و ( باء )
وهنا ( شين ) و ( باء )
يستوي الشكلان
لكنهما ليسا سواء !
يا إلهي لكَ نذرٌ
إن توصلت لحل اللغز هذا
فسأعطيه لكل الفقراء
****
جلجلت ملء الفضاء
ضِحكةٌ مثل البُكاء
شيخُ دُنيا . . . بئرُ نفطٍ
شيخُ دينٍ . . . بئرُ ماء !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
رقم القصيدة : 18900
-----------------------------------
أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
وإنْ ظلمتنا، ألا تغفرُ؟
أدلتْ، ولجَّ بها أنها
تُرِيدُ العِتَابَ وَتَسْتَكْبِرُ
وتعلمُ أنّ لها عندنا
ذَخَائِرَ مِلْحُبِّ لا تَظْهَرُ
ووداً، ولو نطقَ الكاشحو
ن فيها وَلَوْ أَكْثَرَ المْكْثِرُ(17/185)
ولستُ بناسٍ مقالَ الفتاة ِ،
غَداة َ المُحَصَّبِ إذْ جَمَّرُوا
أَلَسْتَ مُلِمّاً بِنَا يَا فَتًى
يُنَفِّضُ عَنّا الَّذي يَنْظُرُ
فقلت: بلى ، أقعدي ناصحاً،
وآية ُ ذلكَ أن تسمعي
نداءَ المصلينَ، يا معمرُ!
فأقبلتُ، والناسُ قد هجعوا،
أطوف عَليهم وما أنظر
إذا كاعِبَانِ وَرَخْصُ کلْبَنَانِ
أسيلٌ مقلدهُ، أحورُ
فَسَلَّمْتُ خَفْياً فَحَيَّيْنَني
وقلبيَ، من خشية ٍ، أوجرُ
وقالتْ: طربتَ، وطاوعتَ بي
مَقَالَ العَدُوِّ وَمَنْ يَزْجُرُ
فقلتُ مقال أخي فطنة ٍ،
سَمِيعٍ بِمَنْطِقِها مُبْصِر:
أَلِلْصَّرْمِ تَطَّلِبينَ الذُّنُوبَ
ولم أجنِ ذنباً لكي تغدروا
فإنْ كنتِ حاولتِ صرمَ الحبا
لِ، فإنّ وصالكِ لا يبتر
فَإنْ كُنْتِ أَدْلَلْتِ كَيْ تَعْتِبي
فَكَفّي لَكُمْ بِکلرِّضَا تُوسِرُ
فقالتْ لها حرة ٌ عندها،
لذيذٌ مقبلها، معصر:
دعي عنكِ عذلَ الفتى واسعفي،
فإنّ الودادَ له أسور
فبتُّ أحكمُ فيما أردتُ،
تُ حَتَّى بَدَا وَاضِحٌ أَشْقَرُ
تَميلُ عَلَيَّ إذا سُقْتُها
كَمَا کنْهَالَ مُرْتَكِمُ أَعْفَرُ
يفوحُ القرنفلُ من جيبها،
وريحُ اليلنجوجِ والعنبر
فَبِتُّ وَلَيْلَي كَلا أَوْ بَلَى
لديها، وبلْ ليلتي أقصر
وكيفَ اجتنابكَ دار الحبيب،
كيف عن ذكرهِ تصبر؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمْ تسألِ المنزلَ المقفرا،
ألمْ تسألِ المنزلَ المقفرا،
رقم القصيدة : 18901
-----------------------------------
ألمْ تسألِ المنزلَ المقفرا،
بَياناً فَيَبْخَلَ أَوْ يُخْبِرَا؟
ذَكَرْتُ بِهِ بَعْضَ ما قَدْ مَضَى
وحقّ لذي الشجوِ أن يذكرا
مَبِيتَ الحَبِيبَيْنِ قَدْ ظَاهَرا
كِساءً وَبُرْدَيْنِ أَنْ يُمْطَرا
ومشيَ ثلاثٍ به موهناً،
خَرَجْنَ إلى عَاشِقٍ زُوَّرا
مهاتانِ شيعتا جؤذراً،
أَسيلاً مُقَلَّدُهُ أَحْوَرا
إلى مجلسٍ من وراءِ القبابِ،
سهلِ الربى ، طيبٍ، أعفرا
وحوراءَ آنسة ٍ كالهلالِ،
لِ رَخْواً مَفَاصِلُها مُعْصِرا(17/186)
وأُخْرَى تُفَدَّى وَتَدْعُو لَنَا
إذا خَافَتْ العَيْنَ أَنْ تُسْتَرا
سَمَوْنَ وَقُلْنَ: أَلاَ لَيْتَنَا
نرى ليلنا دائماً أشهرا
ويغفلُ ذا الناسُ عن لهونا،
وَنَسْمُرُهُ كُلَّهُ مُقْمِرا
غفلنَ عن الليلِ، حتى بدتْ
تباشيرُ من واضحٍ أسفرا
وَقُمْنَ يُعَفِّينَ آثَارَنَا
بِأَكْسِيَة ِ الخَزِّ أَنْ تُقْفَرا
وَقُمْنَ يَقُلْنَ لَوَ انَّ کلنَّها
رَ مُدَّ لَهُ اللَّيْلُ، فَکسْتَأْخَرا
قضينا به بعضَ ما نشتهي،
وَكَانَ الحَدِيثُ بِهِ أَجدرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صَحَا القَلْبُ عَنْ ذِكْرِ أُمِّ البَنين
صَحَا القَلْبُ عَنْ ذِكْرِ أُمِّ البَنين
رقم القصيدة : 18902
-----------------------------------
صَحَا القَلْبُ عَنْ ذِكْرِ أُمِّ البَنين
بَعْدَ الَّذِي قَدْ مَضَى في العُصُرْ
وأصبحَ طاوعَ عذالهُ،
وأقصرَ، بعدَ الإباءِ، الصبرْ
أَحِينَ وَقَدْ رَاعَهُ رائِعٌ
من الشيبِ من يعلهُ يزدجرْ
على أنّ حبّ ابنة ِ العامريِّ،
كالصدعِ في الحجرِ المنفطر
يَهيمُ إلَيْها وَتَدْنُو لَهُ
جنوحَ الظلامِ بليلٍ حذر
وَيَنْمي لَهَا حُبُّها عِنْدَنا
فمنْ قالَ من كاشحٍ لم يضر
فمنْ كان عن حبهِ سالياً،
فلستُ بسالٍ، ولا معتذر
تَذَكَّرْتُ بَکلشَّرْيِ أَيّامَها
وَأَيَّامَنَا بِكَثيبِ الأَمْرْ
لياليَ يجري بأسرارنا
أمينٌ لنا، ليس يفشي لسر
فَأَعْجَبَها غُلَواءُ الشَّبا
بِ تَنْبُتُ في ناضِرٍ مُسْبكِرْ
وَإذْ أَنَا غِرٌّ أُجاري دَداً
أخو لذة ٍ كصريعِ السكر
مِنَ المُسْبِغِينَ رِقَاقَ البُرو
دِ أَكْسو النِّعالَ فُضولَ الأُزُرْ
وإذ هيَ حوراءُ، رعبوبة ٌ،
ثُقالٌ مَتَى ما تَقُمْ تَنْبَتِرْ
تكادُ روادُفها، إن نأت
إلى حاجة ٍ، مَوهِناً تنبترْ
وتدني النصيفَ على واضحٍ،
جميلٍ، إذا سفرتْ عنه، حر
وإذ هي تضحكُ عن نيرٍ،
لذيذِ المقبلِ، عذبٍ، خصر
شَتِيتِ المَرَاكِزِ أَحْوَى اللِّثات
ثاتِ، كدرٍّ تنضدَ، فيه أشر(17/187)
وإذ هي مثلُ مهاة ِ الكثيب،
تحنو على جؤذرٍ في خمر
ولستُ بناسٍ، طوالَ الحيا
ة ِ لَيْلَتَنا بِكَثِيبِ الغُدُرْ
وَلاَ قَوْلَها لِيَ إذْ أَيْقَنَتْ
بما قد أريدُ بها: استقر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تقولُ ابنة ُ البكرينِ يومَ التقينا:
تقولُ ابنة ُ البكرينِ يومَ التقينا:
رقم القصيدة : 18903
-----------------------------------
تقولُ ابنة ُ البكرينِ يومَ التقينا:
لَقَدْ شَابَ هذا بَعْدَنا وَتَنَكَّرا
فَمِثْلُ الَّذي عَايَنْتُ شَيَّبَ لِمَّتي
ومثل الذي أخفي من الحزن نكرا
فَكَمْ فِيهِمُ مِنْ سَيِّدٍ قَدْ رُزِئْتُهُ
وذي شَيْبَة ٍ كَکلْبَدْرِ أَرْوَعَ أَزْهَرا
أولئكَ هم قومي، وجدك، لا أرى
لهمْ شبهاً فيمن على الأرضِ معشرا
أَذَبَّ وَرَاءَ المُسْتَضِيفِ إذا دَعا
وأضربَ في يومِ الهياجِ السنورا
وأفضلَ أحلاماً، وأعظمَ نائلاً،
وأَقْرَبَ مَعْروفاً وأَبْعَدَ مُنْكَرا
وإنْ أَنْعَمُوا ثَنَّوا عليه بِصَالِحٍ
ولم يتبعوا الإحسانَ مناً مكدرا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَجَّتْ فُطَيْمَة ُ مِنْكَ في هَجْرِ
لَجَّتْ فُطَيْمَة ُ مِنْكَ في هَجْرِ
رقم القصيدة : 18904
-----------------------------------
لَجَّتْ فُطَيْمَة ُ مِنْكَ في هَجْرِ
غدراً، وهنّ صواحبُ الغدرِ!
مِنْ بَعْدِ ما أَعْطَتْكَ مَوْثِقَها
أنْ لا تخونكَ آخرَ الدهر
مكية ٌ كالريم، علقها
قلبي، فضاقَ بحبها صدري
وَكأَنَّني أُسْقَى إذا ذُكِرَتْ
صفوَ المدامِ، على رقى السحر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ابكيتَ في طربٍ، أبا بشرِ،
ابكيتَ في طربٍ، أبا بشرِ،
رقم القصيدة : 18905
-----------------------------------
ابكيتَ في طربٍ، أبا بشرِ،
وذكرتَ عثمة َ أيما ذكر
وهي التي لما مررتُ بها
في الطوف بين الركن والحجر
قالت حصانٌ غيرُ فاحشة ٍ،
فسمعتُ ما قالت، ولم تدر
لِمَنَاصِفٍ خُرُدٍ يَطُفْنَ بها(17/188)
مِثْلِ الظِّبَاءِ يَكِدْنَ بالسِّدْرِ:
هذا الذي يسبي الفؤادَ، ولا
يَكْني، وَلَكِنْ باحَ في الشِّعْرِ
إنَّ الرِّجالَ عَلَى تأَلُّفِهِمْ
طبعوا على الإخلاف والغدر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد هاجَ أحزانَ قلبكَ الذكرُ،
قد هاجَ أحزانَ قلبكَ الذكرُ،
رقم القصيدة : 18906
-----------------------------------
قد هاجَ أحزانَ قلبكَ الذكرُ،
واشتاقَ، والشوقُ للفتى عبرُ
هيجني البدنُ الملاحُ، فما
انفكُّ بينَ الحسانِ أقتصر
هَلْ مِنْ كَريمٍ يَهْتَاجُ ذي حَسَبٍ
قَدْ شَفَّه مِنْ حَبيبِهِ السَّهَرُ
أو هل تغنى لشجوهِ، فبكى ،
كما تغنى لشجوهِ عمر؟
تَسْتُرُهُنَّ الخُزُوزُ إنْ فُتِحَتْ
يوماً مقاصيرُ دونها الحجر
هَيفٌ رَعابِيبُ بُدَّنٌ شُمُسٌ
فِيهِنَّ حُسْنُ الدَّلال والخَفَرُ
مَا أَحْسَنَ الوُدَّ والصَّفاءَ وَمَا
أَقْبَحَ مِنْها الهِجْرَانَ والعُذُر
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> سلامٌ عليها، ما أحبتْ سلامنا،
سلامٌ عليها، ما أحبتْ سلامنا،
رقم القصيدة : 18907
-----------------------------------
سلامٌ عليها، ما أحبتْ سلامنا،
فإن كرهتهُ فالسلام على أخرى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها
أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها
رقم القصيدة : 18908
-----------------------------------
أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها
مسَّ البطون، وأنْ تمسّ ظهورا
وإذا الرياحُ معَ العشيّ تناوحتْ،
نَبَّهْنَ حَاسِدَة ً، وَهِجْنَ غَيورا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خبروها بأنني قد تزوجتُ،
خبروها بأنني قد تزوجتُ،
رقم القصيدة : 18909
-----------------------------------
خبروها بأنني قد تزوجتُ،
فظلتْ تكاتمُ الغيظ سرا
ثمّ قالتْ لأختها ولأخرى :
جَزَعاً: لَيْتَهُ تَزَوَّجَ عَشْرا
وأشارتْ إلى نساءٍ لديها،
لا ترى دونهنّ للسرِّ سترا:(17/189)
ما لقلبي، كأنه ليس مني،
وعظامي إخالُ فيهنّ فترا
من حديثٍ نمى إليّ، فظيعٍ،
خلتُ في القلبِ من تلظيه جمرا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> السفينة ..
السفينة ..
رقم القصيدة : 1891
-----------------------------------
هذي البلاد سفينةٌ
والغربُ ريحٌ
والطغاةُ همُ الشراع !
والراكبونَ بكل ناحيةٍ مشاع
إن أذعنوا . . عطشوا وجاعوا
وإذا تصدوا للرياحِ
رمت بهم بحراً . . وما للبحر قاع
وإذا ابتغوا كسر الشراع
ترنحوا معها . . وضاعوا
****
د عهم
فإن الراكبين هُمُ الفرائسُ . . والسباعُ
د عهم
فلو شا و ؤ ا التحرر لاستطاعوا
هم ضائعون لأنهم
لم يدر سوا علم الملاحة
هم غارقون لأنهم
لم يتقنوا فن السباحة
هم متعبون لأنهم . . ركنوا لراحة
****
د عهم
فليس لمثلهم يُرجى اللقاء
لمثلهم يُزجى الوداع !
باعوا القرار ليضمنوا
أن يستقر لهم متاع
باعوا المتاع ليأ منوا
أن لا تُقص لهم ذراع
باعوا الذراع ليتقوا . . .
باعوا
وباعوا
ثم باعوا
ثم باعوا البيع
لما لم يعد شيء يُباع!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّ طَيْفاً مِنَ الأَحِبَّة َ زَارا
حَيِّ طَيْفاً مِنَ الأَحِبَّة َ زَارا
رقم القصيدة : 18910
-----------------------------------
حَيِّ طَيْفاً مِنَ الأَحِبَّة َ زَارا
بعدما صرعَ الكرى السمارا
طارقاً في المنام، تحت دجى اللي
ل، ضنيناً بأن يزور نهارا
قُلْتُ: ما بَالُنا جُفينا وَكُنَّا
قبل ذاك، الأسماعَ والأبصارا؟
قال: إنا كما عهدتَ، ولكن
شَغَلَ الحَلْيُ أَهْلَهُ أَنْ يُعارا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَقُولُ: يا عَمَّتا كُفّي جَوَانِبَهُ
تَقُولُ: يا عَمَّتا كُفّي جَوَانِبَهُ
رقم القصيدة : 18911
-----------------------------------
تَقُولُ: يا عَمَّتا كُفّي جَوَانِبَهُ
وَيْلي، بَلِيتُ، وأَبْلَى جِيدِيَ الشَّعَرُ
مِثْلُ الأَسَاوِد قَدْ أَعيا مَوَاشِطَهُ
تَضِلُّ فِيهِ مَدَارِيها، وَتَنْكَسِرُ(17/190)
فإن نشرتَ على عمدٍ ذوائبها،
أَبْصَرْتَ مِنْهُ فَتِيتَ المِسْكِ يَنْتَثِرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَذَكَّرْتَ هِنْداً وأَعْصَارَها
تَذَكَّرْتَ هِنْداً وأَعْصَارَها
رقم القصيدة : 18912
-----------------------------------
تَذَكَّرْتَ هِنْداً وأَعْصَارَها
وَلَمْ تَقْضِ نَفْسُكَ أَوْطَارَها
تَذَكَّرَتِ النَّفْسُ ما قَدْ مَضَى
وَهَاجَتْ عَلَى العَيْنِ عُوَّارَها
لتمنحَ رامة َ منا الهوى ،
وَتَرْعَى لِرَامَة َ أَسْرَارَها
إذا لَمْ نَزُرْها حِذَارَ العِدى
حَسَدْنا عَلَى الزَّوْرِ زُوّارَها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد حانَ منكِ، فلا تبعدْ بكِ الدارُ،
قد حانَ منكِ، فلا تبعدْ بكِ الدارُ،
رقم القصيدة : 18913
-----------------------------------
قد حانَ منكِ، فلا تبعدْ بكِ الدارُ،
بينٌ، وفي البين للمتبول إضرارُ
قالت: من انتَ على ذكرٍ؟ فقلتُ لها:
أَنَا الَّذي سَاقَني لِلْحَين مِقْدارُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> رَأَيْنَ الغَوَاني الشَّيْبَ لاَحَ بِعَارِضي
رَأَيْنَ الغَوَاني الشَّيْبَ لاَحَ بِعَارِضي
رقم القصيدة : 18914
-----------------------------------
رَأَيْنَ الغَوَاني الشَّيْبَ لاَحَ بِعَارِضي
فَأَعْرَضْنَ عَنِّي بالخُدُودِ النَّواضِرِ
وَكُنَّ إذا أَبْصَرْنَني أَوْ سَمِعْنَني
سَعَيْنَ فَرَقَّعْنَ الكُوَى بِکلْمَحَاجِرِ
فإن جمَحَتْ عنّي نواظِرُ أعْيُنٍ،
رمَينَ بأحداقِ المَها والجآذِرِ
فإني من قومٍ كريمٍ نجارهم،
لأقدامِهم صِيغَتْ رؤوسُ المنابرِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إني امرؤ مولعٌ بالحسنِ أتبعه،
إني امرؤ مولعٌ بالحسنِ أتبعه،
رقم القصيدة : 18915
-----------------------------------
إني امرؤ مولعٌ بالحسنِ أتبعه،
لا حظّ لي فيه إلا لذة ُ النظرِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قالت، وأبثثتها سري وبحتُ به:(17/191)
قالت، وأبثثتها سري وبحتُ به:
رقم القصيدة : 18916
-----------------------------------
قالت، وأبثثتها سري وبحتُ به:
قد كنتَ عنديَ تحتَ الستر، فاستترِ
ألستَ تبصرُ من حولي؟ فقلتُ لها:
غَطَّى هَوَاكِ، وَمَا أَلْقَى ، عَلَى بَصَري
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عفا اللهُ عن ليلى الغداة َ، فإنها
عفا اللهُ عن ليلى الغداة َ، فإنها
رقم القصيدة : 18917
-----------------------------------
عفا اللهُ عن ليلى الغداة َ، فإنها
إذا وَلِيَتْ حُكْماً عَلَيَّ تَجُورُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَعمري لَقَدْ نِلْتُ الَّذي كُنْتُ أَرْتَجي
لَعمري لَقَدْ نِلْتُ الَّذي كُنْتُ أَرْتَجي
رقم القصيدة : 18918
-----------------------------------
لَعمري لَقَدْ نِلْتُ الَّذي كُنْتُ أَرْتَجي
وأَصْبَحْتُ لا أَخْشَى الَّذي كُنْتُ أَحْذَرُ
فَلَيْسَ كَمِثْلي اليَوْمَ كِسْرَى وَهُرْمُزٌ
وَلا المَلِكُ النُّعْمَانُ مِثْلي وَقَيْصَرُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَعَثْتُ وَلِيدَتي سَحَراً
بَعَثْتُ وَلِيدَتي سَحَراً
رقم القصيدة : 18919
-----------------------------------
بَعَثْتُ وَلِيدَتي سَحَراً
وقلتُ لها: خذي حذركْ
وَقولي، في مُعَاتَبَة ٍ،
لِزَيْنَبَ: نَوِّلي عُمَرَك
فَإنْ دَاوَيْتِ ذا سَقَمٍ
فأخزى اللهُ من كفرك
أَهَذَا سِحْرُكَ النّسْوَا
نَ؟ قَدْ خَبَرْنَني خَبرَكْ
وَقُلْنَ إذا قَضَى وَطَراً
وادركَ حاجة ً هجرك
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الواحد في الكل
الواحد في الكل
رقم القصيدة : 1892
-----------------------------------
مُخبرٌ يسكنُ جنبي
مُخبرٌ يلهو بجيبي
مُخبرٌ يفحصُ عقلي
مُخبرٌ ينبشُ قلبي
مُخبرٌ يدرسُ جلدي
مُخبرٌ يقرأُ ثوبي
مُخبرٌ يزرعُ خوفي
مُخبرٌ يحصدُ رعبي
مُخبرٌ يرفع بصما ت يقيني
مُخبرٌ يبحثُ في عينات ريبي
مُخبرٌ خارجَ أكلي
مُخبرٌ داخلَ شُربي
مُخبرٌ يرصد بيتي(17/192)
مُخبرٌ يكنسُ دربي
مُخبرٌ في مخبرٍ
من منبعي حتى مصبي !
مُخلصاً أدعوك ربي
لا تعذبهم بذنبي
فإذا أهلكتهم
كيف سأ حيا . . . دون شعبي ؟!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبَتِ البَخِيلَة ُ أَنْ تُنَوِّلَني
أَبَتِ البَخِيلَة ُ أَنْ تُنَوِّلَني
رقم القصيدة : 18920
-----------------------------------
أَبَتِ البَخِيلَة ُ أَنْ تُنَوِّلَني
فَأَظُنُّ أَنِّي زائِرٌ رَمْسي
لا خيرَ في الدنيا وبهجتها،
إنْ لم توافقْ نفسها نفسي
لا صبرَ لي عنها، إذا برزت،
كکلْبَدْرِ أَوْ قَرْنٍ مِنَ الشَّمْسِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بِعَيْنِ جَازِئَة ٍ
كَحْلاءَ وَسْطَ جَآذِرٍ خُنْسِ
فسبتْ فؤادكَ، عند نظرتها،
بِمَلاَحَة ِ الأَنْيَابِ والأُنْسِ
جودي لمن أورثته سقماً،
وَتَركْتِهِ حَيْرَانَ في لَبْسِ
لاَ تَحْرِمِيهِ الوَصْلَ وکتَّخِذي
أَجْراً فَلَيْسَ بِذَاكَ مِنْ بَأْسِ
ولقد خشيتُ بأن يكون بهش
مِنْ حُبِّكُمْ طَرَفٌ مِنَ کلْمَسِّ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ الخَليطَ تَصَدّعُوا أَمْسِ
إنَّ الخَليطَ تَصَدّعُوا أَمْسِ
رقم القصيدة : 18921
-----------------------------------
إنَّ الخَليطَ تَصَدّعُوا أَمْسِ
وتصدعتْ لفراقهم نفسي
وَوَجَدْتُ وَجْداً كَانَ أَهْوَنُهُ
كَأَشَدِّ وَجْدِ الجِنِّ والإنْسِ
وتشتتُ الأهواءِ يخلجني
نحو العراقِ، ومطلعِ الشمس
وهناكَ فأتوني بخرعبة ٍ،
غراءَ، آنسة ٍ، من اللعس
ما كَانَ مِنْ سَقَمٍ فَكَانَ بِنا
وبها السلامُ، وصحة ُ النفس
وتبيتُ عوادي وقد يئسوا
مِنِّي وأُصْبِحُ مِثْلَما أُمْسي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فِيمَ الوُقُوفُ بِمَنْزِلٍ خَلَقٍ
فِيمَ الوُقُوفُ بِمَنْزِلٍ خَلَقٍ
رقم القصيدة : 18922
-----------------------------------
فِيمَ الوُقُوفُ بِمَنْزِلٍ خَلَقٍ
أو ما سؤالُ جنادلٍ خرسٍ؟
عُجْتُ المَطِيَّ بِهِ أُسَائِلُهُ
أينَ استقرتْ دارة ُ الشمس؟(17/193)
فَعَجِبْتُ مِنْها إذْ تَقُولُ لَنَا:
يا صاحِ، ما هذي من الأنسِ
ميمونة ٌ ولدتْ على يمنٍ،
بِکلطَّائِرِ المَيْمُونِ لا النَّحْس
مقبولة ٌ، لبقَ القبولُ بها،
لَيْسَ القَبُولُ بِها بِذِي نُكس
غَرَّاءُ وَاضِحَة ٌ لَهَا بِشَرٌ
كالرَّق مُسْتَعِرٌ مِنَ الوَرْسِ
زمتْ فؤادي، فهو يتبعها
لِلغَوْرِ إنْ غَارَتْ وَلِلْجَلْس
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ومَنْ لِسَقيم يَكْتُمُ النَّاسَ ما بِهِ
ومَنْ لِسَقيم يَكْتُمُ النَّاسَ ما بِهِ
رقم القصيدة : 18923
-----------------------------------
ومَنْ لِسَقيم يَكْتُمُ النَّاسَ ما بِهِ
لِزَيْنَبَ نَجْوَى صَدْرِهِ والوَسَاوِسُ
أَقُولُ لِمَنْ يبغي الشفاءَ: مَتَى تَجىء ْ
بزينبَ، تدركْ بعضَ ما انتَ لامسُ
فَإنَّكَ إن لم تشْفِ من سقمي بها
فإنيَ من طبِّ الاطباءِ يائسُ
فلستُ بناسٍ ليلة َ الدار مجلساً
لِزَيْنَبَ حَتَّى يَعْلُو الرَأْسَ رَامِسُ
خلاءً، بدتْ قمراؤهُ وتكشفتْ
دُجُنَّتُهُ وَغَابَ مَنْ هُوَ حَارِسُ
فما نلتُ منها محرماً، غيرَ أننا
كِلانا مِنَ الثَّوْبِ المُوَرَّدِ لابِسُ
نجيينِ، نقضي اللهوَ في غيرِ مأثمٍ،
ولو رغمتْ ملكاشحينَ المعاطس
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خليليّ، ما بالُ المطايا، كأنما
خليليّ، ما بالُ المطايا، كأنما
رقم القصيدة : 18924
-----------------------------------
خليليّ، ما بالُ المطايا، كأنما
نَرَاهَا على الأَدْبَارِ بِکلقَوْمِ تَنْكِصُ
وَقَدْ قُطِّعَتْ أَعْنَاقُهُنَّ صَبَابَة ً
فأنفسنا مما يلاقينَ شخصُ
وقد أتعبَ الحادي سراهنّ، وانتحى
لَهُنَّ فَمَا يَأْلو عَجُولٌ مُقَلِّصُ
يَزِدْنَ بِنَا قُرْباً فَيَزْدادُ شَوْقُنَا
إذا زَادَ طولُ العَهْدِ والبُعْدُ يَنْقُصُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا برقُ، أبرقَ من قري
يا برقُ، أبرقَ من قري
رقم القصيدة : 18925
-----------------------------------
يا برقُ، أبرقَ من قري(17/194)
ـبة مُسْتَكِفّاً لي نِشاصُهْ
ذا هيدبٍ دانٍ، يحنُّ
إلى مناصفهِ قلاصه
جَوْنٍ تَخُدُّ سُيُولُهُ
في الأَرْضِ مُنْساحاً فِرَاصُهْ
أَمَّتْ غَداة رَحِيلِها
والبَيْنُ ذو شُرُكٍ شِصاصُهْ
فبدتْ ترائبُ شادنٍ،
وَمُكَرَّسٍ فِيهِ عِقَاصُهْ
وأَغَرُّ كالإغرِيضِ عَذْ
بٌ لا يُغَيِّرُهُ انْتِقَاصُهْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فلا، وأبيكَ، ما صوتَ الغواني،
فلا، وأبيكَ، ما صوتَ الغواني،
رقم القصيدة : 18926
-----------------------------------
فلا، وأبيكَ، ما صوتَ الغواني،
وَلاَ شُرْبَ الَّتي هِي كالفُصُوصِ
أَرَدْتُ بِرِحْلَتي وأَريد حَظّاً
ولا أكلَ الدجاجِ، ولا الخبيصِ
قَمِيصٌ ما يُفَارِقُني حَياتي
أَنيسٌ في المُقامِ وفي الشُّخوصِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ مريضا،
أصبحَ القلبُ مريضا،
رقم القصيدة : 18927
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ مريضا،
رَاجَعَ الحُبَّ غَريضا
وأجدَّ الشوقّ وهناً،
أَنْ رَأَى وَجْهاً وَميضا
ثَم بات الرَّكْبُ نُوّا
ماً، ولم يطعمْ غموضا
ذاكَ مِنْ هِنْدٍ قَديما
تركها القَلْبَ مَهيضا
إذْ تبدتْ لي، فأبدتْ
واضحَ اللونِ، نحيضا
وعذابَ الطعمِ، غراً
كأَقاحي الرَّمْلِ بيضا
أرسلتْ سراً إلينا،
وَثَنَتْ رَجعا خَفِيضا
أَنْ تَلَبَّثْ لي إلى أَنْ
نَلْبَسَ اللَّيْلَ العَرِيضا
وَكَأَنَّ الشَّهْدَ والإسْـ
فنطَ، والماءَ الفضيضا
بَاشَرَ الأَنْيَابَ مِنْهَا
بعدما ذاقت غموضا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا سكنَ، قد، واللهِ ربِّ محمدٍ،
يا سكنَ، قد، واللهِ ربِّ محمدٍ،
رقم القصيدة : 18928
-----------------------------------
يا سكنَ، قد، واللهِ ربِّ محمدٍ،
أَقْصَدْتِ قَلْبي بکلدَّلالِ فَعَوِّضي
وتحرجي من قتلِ من لم يبغكم
هجراً، ولا صرماً، ولم يبغضِ
يا سكنَ لستُ وإن نأتْ بكِ داركم،
بکلسالِ عَنْكِ وَلا الملولِ المُعْرِضِ(17/195)
يا سكنَ، كم ممنْ توددَ عندنا
أُقْصي وَكَمْ مِنْ كَاشِحٍ مُتَعَرِّضِ
وصرمتُ فيكِ أقاربي، وعواذلي،
ووصلتُ عمداً فيكِ حبلَ المبغض
وَحَفِظْتُ فيكِ أَمَانَة ً حُمّلْتُها
وَعَصَيْتُ كُلَّ مُحَرِّشٍ وَمَعَرِّضٍ
يا سكنَ، حبكِ إذْ كلفتُ بحبكم،
غَرَضاً أَرَاهُ وَرَبِّ مَكَّة َ مُمْرِضي
يا سكنَ، كان العهدُ فيما بيننا،
ويمينُ صبرٍ منكَ، أن لا تنقضي
منا العهودَ، ولا يكون وصالكمْ
مَذْق الحَدِيثِ بِلَطِّ دَيْنِ المُقْرِضِ
فلبستُ ذلكَ منكِ بعد جديده
ظلماً لعمري كاللباس العرمضِ
وَوَجَدْتِ حَبْلَكِ مِنْ حِبالِ مُحَافِظٍ
سُجُحِ الخَلاَئِقِ في الوِصَالِ مُعَرِّضِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، قفا نقضِّ لبانة ً،
يا صاحبيّ، قفا نقضِّ لبانة ً،
رقم القصيدة : 18929
-----------------------------------
يا صاحبيّ، قفا نقضِّ لبانة ً،
وعلى الظعائنِ قبلَبينكما اعرضا
لا تُعْجِلاني أن أَقُولَ بِحَاجَة ٍ
رفقاً، فقد زودتُ داءً محرضا
ما أنسَ الذي بذلتْ لنا
منها على عجلِ الرحيلِ لتمرضا
وَمَقَالَها بِکلنَّعْفِ نَعْفِ مُحَسِّرٍ
لفتاتها: هلْ تعرفينَ المعرضا؟
هذا الذي أعطى مواثقَ عهده،
حَتَّى رَضيتُ وَقُلْتِ لي لَنْ يَنْقُضا
وزعمتِ لي أن لا يحولَ، فإنهُ
ساعٍ طوالَ حياته لي بالرضا
واللَّهُ يَعْلَمُ إنْ ظَفِرْتُ بِمِثْلِها
منه ليعترفنّ ما قد أقرضا
فَأَصَخْتُ سَمَعي نَحْوَهَا فَكَأَنَّما
أوريتُ بين جوانحي جمرَ الغضا
فعطفتُ راحلتي، وقلتُ لصاحبي:
أنظر، بعمرك، نحوها أن تومضا
قال الجري: قد أومضتْ، قلت: ائتها،
وکحْذَرْ حريزَ مَقَالِها أَنْ يَعْرِضا
قالتْ له: باللهِ ربكَ، قل له
قَوْلا يُحَرِّكُهُ عَسَى أَنْ يَمْعَضا:
حملتها وجداً، لو أمسى مثلهُ
يوماً على جبلٍ، إذاً لتقضقضا
وَتَنَظَّرَتْ مِنْكَ الجَزَاءَ لِوَعْدِها
حولاً تجرمَ كله، حتى انقضى
فأَجَبْتُهَا: إنْ قُلْتُ فاعفُوا وَکصْفَحُوا(17/196)
فأنا الذي لا عذرَ لي فيما مضى
زعمتْ بأني قد سلوتُ، ولو درتْ
أَنْ لَمْ أَجِدْ مِنْ حُبِّهَا مُتَعَرِّضا
ما عدتُ أرضي الكاشحينَ بهجرها،
أبداً، وإنْ قالَ النصيحُ وعرضا
وأطعتُ فيها الكاشحينَ، فأكثروا
فيها المقالة َ شامتاً، ومعرضا
طَاوَعْتُ فيها واشِياً فَكأَنَّني
في صرمِ ذاتِ الخالِ، كنت مغمضا
وَسفاهَة ٌ بِکلْمَرْءِ صَرْمُ صَديقِهِ
يُرْضِي بِهجْرَتِهِ العَدُوَّ المُبْغِضا:
إرْجِعْ فَعَاوِدْها المَساءَ فإنَّني
أَخْشَى مِنَ العادي بِها أَنْ يُعْرِضا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الوصايا ..!
الوصايا ..!
رقم القصيدة : 1893
-----------------------------------
( 1 )
عندما تذهب للنوم
تذكر ا ن تنام
كل صحوٍ خارجَ النومِ
حرام !
وخذِ الفرشاة َ والمعجونَ
وأغسل
ما تبقى بين أسنانكَ من بعضِ الكلام
أنت لا تأ من أن يدهمكَ الشرطةُ
حتى في المنام !
ربُما تشخرُ
أو تعطسُ
أو تنوي القيام
فد ع المصباحَ مشبوباً
لكي تدرأ عنكَ ألا تهام !
يا صديقي
كل فعلٍ في الظلام
هو تخطيط ٌ لأ سقا طِ النظام !
( 2 )
إ حترم حظر التجول
لا تغادر غرفة النومِ
إلى الحمامِ , ليلاً
للتبول
( 3 )
قبل أن تنوي الصلاة
إ تصل بالسلطات
واشرح الوضع لها
لا تتذمر
وخذ الأ مر بروح ٍ وطنية
يا صديقي
خطرٌ آي اتصال ٍ
بجهات ٍ خارجية !
( 4 )
عند إفطاركَ
لا تشرب سوى كوبِ اللبن
قَدحُ البُن مُنبه
فتجنبهُ إذن !
قَدحُ الشاي مُنبه
فتجنبهُ إذن !
يا صديقي
كلُ شخصٍ مُتنبه
هو مشبوه ٌ , مثيرٌ للفِطَن
ينبغي أن يُشعل الوعيَ
لإ حرا ق ِ الوطن !
( 5 )
لك في المطبخ ِ آلا ت
تُثيرُ الإ ر تيا ب
إ نتز ع اُ نبو بة الغاز ِ
و لا تنسَ السكاكينَ , و أعواد الثقاب
وسفا فيدَ الكباب
رُبما تطبخُ شيئاً
وتفوح ُ الرائحة
ما الذي تفعله ُ لو ضبطوا
عندك َ هذي الأسلحة ؟!
هل تُرى تُقنعهم
أ نك مشغول ٌ بإ عداد ِ طبيخ ٍ
لا بإ عدادِ انقلاب ؟!
( 6 )
قبل أن تخرج
د ع رأسك في بيتك(17/197)
من باب ِ الحذر
يا صديقي
في بلاد العُرب أضحى
كلُ راس ٍ في خطر
ما عدا راسَ الشهر !
( 7 )
إ نتبه عند َ ا لإشارة
لا تقف حتى إذا احمرت
إذا كنتَ قريباً من سفارة !
( 8 )
لا تؤجل عملَ اليوم ِ إلى الغد
رُبما قبلَ حلول ِ الليل ِ
تُبعد !
( 9 )
أ غلق ِ السمعَ
ولا تُصغِ لأبواق ِ الخيانة
ليسَ في التحقيق ِ ذُلٌ
أو عذابٌ , أو إهانة
أنت في التحقيقِ موفورُ الحصانة
رُبما يشتمك الشرطيُ
من باب (( ا لميا نه ))
هل تُسمي ذلكَ اللُطفَ إهانة ؟!
رُبما نُربط في مروحةِ السقفِ
لكي تُصبحَ في أعلى مكانه
هل تُسمي ذلكَ العِزّ إهانة ؟!
رُبما مصلحةُ التحقيقِ تضطرُ المحقق
أن يجس النبضَ من كُل الزوايا
ويُدقق
فإذا جسكَ من ( ظهرِكَ)
أو ثبتَ فيهِ الخيزُرانة
لا تظُنّ الأمرَ ذُلاً
أو عذاباً أو مهانة
يا صديقي
إن إثبات العصا في ( الظهرِ)
إجراءٌ ضروريٌ
لإ ثبات الإدانة !
( 10 )
لا تمُت مُنتحراً
لا تُسلم ِ الروحَ لعزرائيل
في وقت ِ الوفاة
ليس من حقك
أن تختار نوعية َ أو وقت َ الممات
انتبه
لا تتدخل في اختصاص السُلُطات !!!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا حبذا نجدٌ،
ألا حبذا نجدٌ،
رقم القصيدة : 18930
-----------------------------------
ألا حبذا نجدٌ،
ومن أسكنها أرضا
وحياً حبذا ما هم
ولو لي حقدوا البغضا
وَمِنْ أَجْلِ الهَوَى أُدْني
لمنْ لم أرضهُ معضا
علقتكِ ناشئاً، حتى
رأيتُ الرأسَ مبيضا
فَإنْ تَتَعَاهَدي وُدِّي
إذاً تجدينه غضا
على بخلٍ، وتصريدٍ،
وَقَبْضِ نَوَالِكُمْ قَبْضا
أَهِيمُ بِذِكْرِكُمْ لَوْ أَ
نَّ خَيْراً مِنْكُمُ بَضَّا
فَيَا عَجَباً لِمَوْقِفِنا
يُعاتِبُ بَعْضُنَا بَعْضا!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طالَ من آلِ زينبَ الإعراضُ،
طالَ من آلِ زينبَ الإعراضُ،
رقم القصيدة : 18931
-----------------------------------
طالَ من آلِ زينبَ الإعراضُ،
للتعدي، وما بنا الإبغاضُ
ووليدينِ كان علقها القلبُ،(17/198)
إلى أنْ علا الرؤوسَ البياضُ
حبلها عندنا متينٌ، وحبلي
عِنْدَهَا وَاهِنُ القُوَى أَنْقَاضُ
نظرتْ يومَ فرعِ لفتٍ إلينا
نَظْرَة ً كَانَ رَجْعَها إيماضُ
حين قالتْ لموكبٍ كمها الرم
ـلِ أَطَاعَتْ لَهُ النَّباتَ الرِّياضُ:
عُجْنَ نَحْوَ الفَتَى البِغَالَ نُحَيّيـ
بما تكتمُ القلوبُ المراض
وأحدثهُ ما تضمنتُ منه،
إذ خَلاَ اليَوْم لِلمَسِيرِ المَراض
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألم تسألِ الأطلالَ والمتربعا،
ألم تسألِ الأطلالَ والمتربعا،
رقم القصيدة : 18932
-----------------------------------
ألم تسألِ الأطلالَ والمتربعا،
ببطنِ حلياتٍ، دوارسَ بلقعا؟
إلى الشريِ من وادي المغمس بدلت
معالمه وبلاً ونكباءَ زعزعا
فَيَبْخَلْنَ أَوْ يَخْبِرْنَ بِکلْعَلْمِ بَعْدَما
نَكأَنْ فُؤاداً كَانَ قِدْماً مُفَجَّعا
بهندٍ، وأترابٍ لهندٍ، إذِ الهوى
جميعٌ، وإذ لم يخشَ أن يتصدعا
وإذ نحنُ مثلُ الماءِ، كان مزاجهُ
كَمَا صَفَّقَ السّاقِي الرَّحِيقَ المُشَعْشَعَا
وإذْ لا نطيعُ العاذلين، ولا نرى
لواشٍ لدينا يطلبُ الصرمَ مطمعا
تنوعتنَ حتى عاودَ القلبَ سقمهُ،
وَحَتَّى تَذَكَّرْتُ الحَدِيثَ الموَدَّعا
فَقُلْتُ لِمُطْرِيهِنَّ: وَيحك! إنَّما
ضَرَرتَ فَهَلْ تَسطِيعُ نَفْعاً فَتَنْفَعَا؟
وأشريتَ فاستشرى وإن كان قد صحا
فؤادٌ بأمثالِ المها كان موزعا
وَهَيَّجْتَ قَلْباً كَانَ قَدْ وَدَّعَ الصِّبا
وأَشْيَاعَهُ فَکشْفعْ عَسَى أَنْ تُشَفَّعا
لَئِنْ كَانَ ما حَدَّثْتَ حَقّاً فَمَا أَرَى
كَمِثْلِ الأُلَى أَطْرَيْتَ في النَّاسِ أَرْبَعا
فقال: تعالَ انظرْ، فقلتُ: وكيفَ لي؟
أَخَافُ مَقاماً أَنْ يَشيعَ فَيَشْنُعَا
فَقَالَ: کكْتَفِلْ ثُمَّ کلْتَثِمْ فَأْتِ باغِياً
فَسَلِّمْ وَلاَ تُكْثِرْ بِأَنْ تَتَوَرَّعا
فَإنِّي سأُخْفِي العَيْن عَنْكَ فَلاَ تُرَى
مخافة َ أن يفشو الحديثُ، فيسمعا
فَأَقْبَلْتُ أَهْوي مِثْلَ ما قالَ صاحِبي(17/199)
لِمَوْعِدِهِ أَزْجي قَعُوداً مُوَقَّعا
فلما توافقنا، وسلمتُ، أشرقت
وُجُوهٌ زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا
تَبَالَهْنَ بِکلْعِرْفَانَ لَمّا رَأَيْنَني
وقلنَ: امرؤ باغٍ أكلّ وأوضعا!
وَقَرَّبْنَ أَسْبَابَ الصِّبَا لِمُتَيَّمٍ
يَقِيسُ ذِراعاً كُلَّما قِسْنَ إصْبَعَا
فلما تنازعنَ الأحاديثَ، قلنَ لي:
أَخِفْتَ عَلَيْنَا أَنْ نُغَرَّ وَنُخدَعا؟
فَبکلأَمْسِ أَرْسَلْنَا بِذَلِكَ خَالِداً
إلَيْكَ وَبَيَّنَّا لَهُ الشَّأْنَ أَجْمَعَا
فما جئتنا إلا على وفقِ موعدٍ،
على ملإٍ منا خرجنا له معا
رَأَيْنَا خلاءً مِنْ عُيونٍ وَمَجْلِساً
دميثَ الربى ، سهلَ المحلة ِ، ممرعا
وقلنا: كريمٌ نالَ وصلَ كرائمِ،
فَحُقَّ لَهُ في اليَوْمِ أَنْ يَتَمَتَّعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
رقم القصيدة : 18933
-----------------------------------
غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
به للتي نهوى مصيفٌ ومربعُ
مَغَانيَ أَطْلالٍ، وَنُؤياً، وَدِمْنَة ً،
أضرّ بها وبلٌ ونكباءُ زعزعُ
بخبتِ حلياتٍ كأنّ رسومها
كتابُ زبورٍ في عسيبٍ مرجعُ
فهاجَ عليكَ الشوقَ رسمٌ معطلٌ،
أحالَ زماناً، فهو بيداءُ بلقعُ
فإن يقوِ مغناهُ، فقد كان حقبة ً
أَنِيساً بِهِ حُورُ المَدَامِعِ رُوَّعُ
لَيَالي إذْ أَسْماءُ رُؤْدٌ كأَنَّها
خليٌّ بذي المسروح أدماءُ متبع
لَهَا رَشَأٌ تَحْنُو عَلَيْهِ بِجيدِها
أَغَنُّ أَجَمُّ المُقْلَتَيْنِ مُوَلَّعُ
إذا فقدتهُ ساعة ً عندَ مرتعٍ،
تراها عليه بالبغام تفجع
تكادُ عليه النفسُ منها مخافة ً
عليه الذئابَ العادياتِ تقطع
يُذكرُنَيها كُلُّ تَغريدِ قَيْنَة ٍ
وَقُمْرِيَّة ٍ ظَلَّتْ عَلَى الأَيْكِ تَسْجَعُ
يُجَاوِبُها ساقٌ هَتُوفٌ لَدَى الضُّحَى
على غصنِ أيكٍ بالبكاءِ يروع
لَقَدْ خَلَعَتْ في أَخْذها بِرَدَائِهِ(17/200)
جِهاراً وَمَا كَانَتْ بِعَهْدِي تَخْلَعُ
وَمَدّتْ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ بِثَوْبِهِ
نهاراً، فما يدري بها كيفَ يصنع
يَظَلُّ إذا أَجْمَعْتُ صَرماً مُبايِناً
دخيلٌ لها في أسودِ القلبِ يشفع
تَذَكَّرْتُ إذْ قَالَتْ غَداة َ سُوَيْقَة ٍ
ومقلتها من شدة ِ الوجدِ تدمع
لأَتْرَابِها: لَيْتَ المُغِيرِيَّ إذْ دَنَتْ
بِهِ دَارُهُ مِنَّا أَتَى فيودِّعُ
فما رمتها، حتى دخلتُ فجاءة ً
عَلَيْهَا وَقَلْبي عِنْدَ ذَاكَ يُروَّعُ
فَقُلْنَ حِذَاره العَيْنَ لَمَّا رَأَيْنَني
لها، إنّ هذا الأمرَ أمرٌ مشنعُ
فلما تجلى الروعُ عنهنّ قلنَ لي:
هلمّ، فما عنها لك اليومَ مدفع
فظلتْ بمرأى شائقٍ وبمسمعٍ،
أَلا حَبَّذا مَرْأَى هُنَاكَ وَمَسْمَعُ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لقد حببتْ نعمٌ إليها بوجهها
لقد حببتْ نعمٌ إليها بوجهها
رقم القصيدة : 18934
-----------------------------------
لقد حببتْ نعمٌ إليها بوجهها
مسافة َ ما بينَ الوتائرِ فالنقعِ
وَمِنْ أَجْلِ ذَاتِ الخالِ أَعْمَلْتُ نَاقتي
أُكَلِّفُها سَيْرَ الكَلالِ مَعَ الظَّلْعِ
ومن اجلِ ذاتِ الخالِ يومَ لقيتها
بمندفعِ الاخبابِ، سابقني دمعي
ومن اجلِ ذاتِ الخالِ آلفُ منزلاً،
تَحِلُّ بِهِ لا ذا صَدِيقٍ وَلاَ زَرْعِ
وَمِنْ أَجْلِ ذاتِ الخَالِ عُدْتُ كَأَنَّني
مُخَامِرُ داءٍ داخِلٍ وأَخُو رِبْعِ
أَلَمْ تَرَ ذاتُ لخَالِ أَنَّ مَقَالَها
لدى الباب، زادَ القلبَ ردعاً على ردع
وأُخْرْى لَدَى البيت العَتِيقِ نَظَرْتُها
إلَيْها تَمَشَّتْ في عِظامي وَفي سَمْعِي
فما انسَ ملأشياءِ لا أنسَ نظرتي
إلَيْهَا وَتِرْبَيْها وَنَحْنُ لَدَى سَلْعِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وقالتْ لتربيها غداة َ لقيتها،
وقالتْ لتربيها غداة َ لقيتها،
رقم القصيدة : 18935
-----------------------------------
وقالتْ لتربيها غداة َ لقيتها،
ومقلتها بالماءِ، والكحلِ، تدمع:(17/201)
بِذِي الشَّرْيِ هَلْ مِنْ مَوْقِفٍ تَقِفَانِهِ
لَعَلَّ المُغِيرِيَّ الغَداة َ يُوَدِّعُ
فَلَمَّا رَأَتْ كُبْرَاهُما ما بِأُخْتِها
أَرَمَّتْ فَمَا تُعْطي وَلاع هِيَ تَمْنَعُ
وقال لها الصغرى : هداكِ لما رأى
هوى غيرُ معصيٍّ، ولبٌّ مشيع
أيخفى على ظهرٍ وقوفُ مطية ٍ
براكبها؟ هذا من الأمرِ أشنع!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أقولُ لأسماءَ اشتكاءً، ولا أرى ،
أقولُ لأسماءَ اشتكاءً، ولا أرى ،
رقم القصيدة : 18936
-----------------------------------
أقولُ لأسماءَ اشتكاءً، ولا أرى ،
على أثرِ شيءٍ قد تفاوتَ، مجزعا:
أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أَسْمَ، أَنِّي مُغَاضِبٌ
أَحَبَّ جَميع النَّاسِ لَوْ جُمِّعُوا مَعا؟
وأنّ الليالي طلنَ منذ هجرتني،
وَكُنَّ قِصاراً قَبْلَ أَنْ نَتَصَدَّعا؟
وَأَنْ لَمْ نَزَلْ مُنْذُ کهْتَجَرْنا كَأَنَّني
معادٍ فراشي، ما ألايمُ مضجعا؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أربتُ إلى هندٍ وتربينَ، مرة ً،
أربتُ إلى هندٍ وتربينَ، مرة ً،
رقم القصيدة : 18937
-----------------------------------
أربتُ إلى هندٍ وتربينَ، مرة ً،
لها، إذ توافقنا بقرنِ المقطعِ
لِتَعْرِيجِ يَوْمٍ أَوْ لِتَعْرِيسِ لَيْلَة ٍ
عَلَيْنَا بِجَمْعِ الشَّمْلِ قَبْلَ التَّصَدُّعِ
فَقُلْنَ لَها: لَوْلا کرْتِقَابُ صَحَابَة ٍ
لنا خلفنا، عجنا ولم نتورع
فقالت فتاة ٌ، كنتُ أحسبُ أنها
مغفلة ٌ، في مئزرٍ لم تدرع
لَهُنَّ وَمَا شاوَرْنَها لَيْسَ ما أَرَى
بحسنِ جزاءٍ للحبيبِ المودع
فَقُلْنَ لَها: لا شَبَّ قَرْنُكِ فکفْتَحي
لَنا بَابَة ً تَخْفَي مِنَ الأَمْرِ نَسْمَعِ
فقالت لهن: الأمرُ بادٍ طريقه،
مُبِينٌ لِذِي لُبٍّ ينوءُ بِمَرْجِعِ
نقدمُ منْ يخشى فيمضي أمامنا،
ومن خفتِ من أصحاب رحلك فارجعي
وأَوْصِي غُلاماً بالوقوفِ بِجَانِبِ الـ
ستارِ، خفياً شخصه، يتسمع
فَإنْ يَرَ مِمّا يُتَّقَى غَيْرَ رِقْبَة ٍ(17/202)
علينا، يعجلْ ما استطاعَ ويسرع
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا من يرى رأيَ امرىء ٍ ذي قرابة ٍ،
ألا من يرى رأيَ امرىء ٍ ذي قرابة ٍ،
رقم القصيدة : 18938
-----------------------------------
ألا من يرى رأيَ امرىء ٍ ذي قرابة ٍ،
أَبَتْ نَفْسُهُ بِکلْبُغْضِ إلاَّ تَطَلُّعا
وَما ذَاكَ مِنْ شَيْءٍ أَكُونُ کجْتَنَيْتُهُ
إلَيْكَ وَمَا حَاوَلْتُ سُوءاً فَيُمْنَعا
وكان ابن عمّ المرءِ مثلَ مجنهِ،
يقيهِ، إذا لاقى الكميَّ المقنعا
إذا ما ابنُ عمّ المرءِ أفردَ ركنهُ،
وإنْ كَانَ جَلْداً ذا عَزاءٍ تَضَعْضَعا
فنصركَ أرجو، لا العداوة َ، إنما
أبوك أبي، وإنما صفقنا معا
وإن كان للعتبى ، فأهلَ قرابة ٍ،
وإنْ كَانَ هذا لانْتِقَاصٍ، فَمصرعا
فهذا عتابٌ وازدجارٌ، فإن يعدْ
وجدك، أدركْ ما تسلفتَ أجمعا
فإنْ يُوسِرِ المَوْلَى فَإنَّك حَاسِدٌ
وَإنْ يَفْتَقِرْ لا يُلْفِ عِنْدَك مَطْمعا
وإنْ هُوَ يُظْلَمْ لا تُدَافِعْ بِحُجَّة ٍ
وإنْ هُوَ يَظْلِمْ قُلْتَ جَنْبُكَ أُضْرِعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا قَلْبِ أَخْبِرْني وفي النَّأْيِ رَاحَة ٌ
يَا قَلْبِ أَخْبِرْني وفي النَّأْيِ رَاحَة ٌ
رقم القصيدة : 18939
-----------------------------------
يَا قَلْبِ أَخْبِرْني وفي النَّأْيِ رَاحَة ٌ
إذا ما نوتْ هندٌ نوى ً: كيف تصنعُ؟
أتجمعُ يأساً، ام تحنُّ صبابة ً،
على إثرِ هندٍ، حين بانتْ، وتجزعُ؟
وللصبرُ خيرٌ، حين بانتْ بودها،
وَزَجْرُ فُؤَادٍ كَانَ لِلْبَيْن يَخْشَعُ
وَقَدْ قُرِعَتْ في وَصْلِ هِنْدٍ لَكَ العَصَا
قَدِيماً كَمَا كَانَتْ لِذِي الحِلْمِ تُقْرَعُ
جَزِعْتَ وَمَا في فَجْعِ هِنْدٍ بِسِرِّها
وَإفشاءِ سِرٍّ كَانَ نَحْوِيَ تَجْزَعُ
وَلَكِنْ عَلَى أَنْ يَعْلَمَ النّاسُ أَنَّني
عَلَى غَيْرِ شيءٍ مِنْ نَوَالِكِ أَتْبَعُ
فَلا تَحْرِمي نَفْساً عَلَيْكِ مَضِيقَة ً(17/203)
وقَدْ كَرَبَتْ مِنْ شِدَّة ِ الوَجْدِ تَطْلَعُ
وَلَيْسَ بِحُبٍّ غَيْرِ حُبِّيكِ لَذَّة
ولستُ بشخصٍ بعدَ شخصكِ أجزع
وَلَيْسَ خَلِيلي بِکلمُرَجَّى وِصالُهُ
وليسَ لسري عند غيريَ موضع
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صلاة في سوهو !!
صلاة في سوهو !!
رقم القصيدة : 1894
-----------------------------------
أبصرتُ في بيت ِ الحرام ِ
خليفة َ ( البيت ِ الحلال )
مُتخففاً من لبسه ِ زُهداً
فليس عليهِ من كُلّ الثياب ِ
سوى العِقال ِ !
و لو اقتضى حُكمُ الشريعة ِ خلعَهُ
لرمى به ِ
لكنهُ . . شرفُ الرجال ِ!
ورأيتُهُ يتلو على سَمع الموائد ِ
ما تيسّرَ من لآلي
من بعدما صَلى صلاةَ السهو ِ
في (( سو هو ))
على سَجّادة ٍ مثل ِ الغزال ِ
تنسابُ من فرط ِ الخشوع ِ
كحية ٍ فوق َ الرمال ِ !
تنأى
فيلهجُ بالدعاء ِ لها :
تعالي !
تدنو . .
فَيُشعِرُهُ التُقى با لإ حو لا ل
ويرى عليها قِبلتين ِ
فقبلةً جهة َ اليمين ِ
وقبلةً جهة َ الشمال ِ
وتهزُهُ التقوى
فيسجدُ باتجاهِ القِبلتينِ
فمرةً للا بتها ل
ومرةً للا هتبا ل !
لمّا رأى في مقلتي
شرر انفعالي
قطع الفريضةَ عامدا ً
وأجاب من قبل ِ السؤال ِ
على سؤالي :
قد حرم اللهُ الرّبا
لكنني رجلٌ
اُ وظفُ ( رأس مالي )
ما بين أجساد القِصارِ
وبين أجسادِ الطوال ِ !
يا صاح
إن ( الفتحَ ) منهجُنا ا لرسا لي !
أدري
بأن الفتح َ يُهلِكُ صِحتي
أدري
بأن السُهدَ يُذبلُ مُقلتي
لكنّ من طلبَ العُلا
سَهِرَ الليالي !!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طَمِعْتُ بِأَمْرٍ لَيْسَ لي فِيهِ مَطْمَعُ
طَمِعْتُ بِأَمْرٍ لَيْسَ لي فِيهِ مَطْمَعُ
رقم القصيدة : 18940
-----------------------------------
طَمِعْتُ بِأَمْرٍ لَيْسَ لي فِيهِ مَطْمَعُ
فأخلفني، فالعينُ من ذاك تدمعُ
وَبَاعَدَني مَنْ لا أُحِبُّ بِعَادَهُ
فَنَفْسي عَلَيْهِ كُلَّ حِينٍ تَقَطَّعُ
وَقَدْ كُنْتُ أَرْجو أَنْ تَجُودَ بِنَائِلٍ(17/204)
فأَلْفَيْتُهَا بِکلبَذْلِ لا تَتَطَوَّعُ
فَوَا كَبِدِي مِنْ خَشْيَة ِ البَيْنِ بَعْدَما
رجوتُ نوالاً من عثيمة َ ينفع
فَقَدْ تَرَكَتْني ما أَلَذُّ لِخُلَّة ٍ
حديثاً، ونفسي نحوها تتطلع
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ الخَلِيطَ مَعَ الصَّباحِ تَصَدَّعُوا
إنَّ الخَلِيطَ مَعَ الصَّباحِ تَصَدَّعُوا
رقم القصيدة : 18941
-----------------------------------
إنَّ الخَلِيطَ مَعَ الصَّباحِ تَصَدَّعُوا
فَکلقَلْبُ مُرْتَهَنٌ بِزَيْنَبَ مُوجَعُ
أَشْكُو إلى بَكْرٍ وَقَدْ جَزَعَتْ بِهَا
بَغْلاَتُها خُوصَ النَّواصِفِ تَرْفَعُ
قالوا بمرَّ اليومَ، ثمّ مبيتهم
ضَحْيَانُ أَوْ عَسْفان إنْ هُمْ أَسْرَعُوا
حتى إذا جسروا بصارع كلها،
وَبَدَا لَهُمْ مِنْهَا طَريقٌ مَهْيعُ
فَأَتَيْتُهُمْ عِنْدَ العِشَاءِ مُخَاطِراً
حذرَ الانيس، وليس شيئاَ يسمع
أَقْبَلْتُ أُخْفِي مِشْيَتي مُتَقَنِّعاً
وأَخُو الخَفاءِ إذا مَشَى يَتَقَنَّعُ
فَأَتَيْتُ حِينَ تَضَجَّعُوا بَعْدَ الوَنَى
من سيرهم، أو قبل أن يتضجعوا
فإذا ثلاثٌ بينهنّ عقيلة ٌ
مثلُ الغمامة ِ، نشرها يتضوع
فعرفتُ صورتها، وليس بمنكرٍ
أَحَدٌ شُعاعَ الشّمْسِ سَاعَة َ تَطْلُعُ
قالت: نشدتكِ، يا لبابُ، ألم يكنْ
كبرَ المنى ، وبه حديثيَ أجمع؟
قالت: بلى ، فعجبتُ، حين لقيتها،
مِنْ قَوْلِها: لَيْتَ النَّوَى بِكَ تجْمَعُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نَادِ الَّذينَ تَحَمَّلُوا كَيْ يَرْبُعُوا
نَادِ الَّذينَ تَحَمَّلُوا كَيْ يَرْبُعُوا
رقم القصيدة : 18942
-----------------------------------
نَادِ الَّذينَ تَحَمَّلُوا كَيْ يَرْبُعُوا
كَيْ ما يُوَدِّعُ ذو هَوًى وَيُوَدَّعُ
ما كنتُ اخشى ، بعدما قد اجمعوا،
وَفِرَاقُهُمْ بِکلْكُرْهِ أَنْ لا يَرْبَعُوا
أن يفجعوا دنفاً مصاباً قلبه
مِنْ حُبِّهِمْ في كُلِّ يَوْمٍ يُرْدَعُ
حتى رأيتُ حمولهمْ، وكأنها(17/205)
نَخْلٌ تُكَفْكِفُها شَمالٌ زَعْزَعُ
وأقولُ من جزعٍ لعزة َ، بعدما
سَارُوا وَسَالَ بِهِمْ طَرِيقٌ مَهْيَعُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ دَفْعَ ذا لَدَفَعْتُهُ
عني، ولكن ما لهذا مدفع
لَمَّا تَذَاكَرْنَا وَقَدْ كَادَتْ بِهِمْ
يزلُ الجمالِ ببطن قرنٍ تطلع
تهوي بهنّ، إذا الحداة ُ ترنموا
مَوْراً كَمَا مَارَ السَّفِينُ المُقْلَعُ
سلمتُ، فالتفتتْ بوجهٍ واضحٍ،
كالبدرِ زينَ ذاكَ جيدٌ أتلع
وبمقلتيْ ريمٍ غضيضٍ طرفه،
أضحى له برياضِ مرٍّ مرتع
قالت: تشيعنا، فقلتُ صبابة ً:
إنَّ المُحِبَّ لَمِنْ يُحِبُّ مَشَيِّعُ
فَکسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ لِمَا قَدْ غَالَها
إنَّ المُوَفِّقَ فَکعْلَمُوا مُسْتَرجَعُ
فتبعتهم، ومعي فؤادٌ موجعٌ،
صبٌّ بقربهمِ، وعينٌ تدمع
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ومشاحنٍ ذي بغضة ٍ، وقرابة ٍ،
ومشاحنٍ ذي بغضة ٍ، وقرابة ٍ،
رقم القصيدة : 18943
-----------------------------------
ومشاحنٍ ذي بغضة ٍ، وقرابة ٍ،
يُزْجي لأَقْرَبِهِ عَقَارِبَ لُسِّعا
يسعى ليهدمَ ما بنيتُ، وإنني
لمشيدٌ بنيانه المتضعضعا
وإذا سررتُ، يسوءهُ ما سرني،
ويرى المسرة َ مروتي أن تقرعا
وإذا عثرتُ، يقولُ: إني شامتٌ،
وأقولُ، حين أراهُ يعثر: دعدعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إذهب، وقل للتي لامتْ، وقد علمت
إذهب، وقل للتي لامتْ، وقد علمت
رقم القصيدة : 18944
-----------------------------------
إذهب، وقل للتي لامتْ، وقد علمت
إنْ لَمْ تَنُلْ في ثَوَابي طَائِلاً تَدَعِ
بَعْضَ المَلاَمَة ِ في أَنْ لا أُصاحِبُها
كيما تدارك أمراً غيرَ مرتجع
لا تَرْحَلِيني بِذَنْبٍ أَنْتِ صاحِبُهُ
وَصَادِقِيني صَفَاءَ الوُدِّ وکسْتَمِعِي
لا تسمعنّ بنا قولَ الوشاة ِ، ومنْ
يُطِعْ مَقَالَة َ واشٍ كَاشِحٍ يَضِعِ
لَيْسَ الخَدِيعَة ُ مِنْ سِرّي وَمِنْ خُلُقي
وإن يشارَ بأدنى الأمرِ، يمتنع(17/206)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا،
أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا،
رقم القصيدة : 18945
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا،
مسهاماً، بذكرها، مردوعا
سَلَبَتْني عَقْلِي غَدَاة َ تَبَدَّتْ
بَيْنَ خَوْدَينِ كَکلغَزَالِينْ رِيعا
وهي كالشمس إذ بدتْ في ضحاها
فَأَبَانَتْ لِلنَّاظِرِينَ طُلوعا
فرمتني بسهمها، ثمّ دلفتْ
لبناتِ الفؤادِ سماً نقيعا
لمتُ قلبي في حبها، فعصاني،
وَلَقَدْ كَانَ لي زَمَانَاً مُطيعا
فأرى القلبَ، قد تنشبَ فيه
حُبُّ هِنْدٍ فَمَا يُريدُ نُزوعا
قادهُ الحينُ نحوها، فأتاها
غَيْرَ عَاصٍ إلى هَواها سَرِيعا
قلتُ، لما تخلس الوجدُ عقلي،
لِسُلَيْمَى کدَّعِي رَسُولاً مُريعا
فابعثيهِ، فأخبريه بعذري،
وکشْفَعِي لي فَقَدْ غَنيتِ شفيعا
عند هندٍ، وذاك عصرٌ تولى ،
بانَ منا، فما يريدُ رجوعا
فَأَتَتْهَا فَأَخْبَرَتْها بِعُذْري
ثمّ قالتْ: أتيتِ أمراً بديعا
فاقبلي العذرَ، متُّ قبلكِ، منه،
وَهْيَ تُذْرِي لِمَ عَنَاها الدُّمُوعا
فَأَصاخَتْ لِقَوْلِها ثُمَّ قَالَتْ
عاد هذا من الحَدِيثِ رَجِيعا
ارْجَعي نَحْوَهُ فَقُولي: وَعَيْشي
لا تَهَنَّأ، بِمَا فَعَلْتَ، رَبِيعا!
خِلْتَ أَنَّا نُغَيِّرُ الوَصْلَ مِنَّا
عَنْكَ أَمْ خِلْتَ حَبْلَنا مَقْطوعا؟
فأَتَتْني فَأَخبَرَتْني بِأَمْرٍ
شَفَّ جسمي وَطَارَ قَلْبي مَروعا
فرجعتُ الرسولَ بالعذرِ مني،
نَحْوَ هِنْدٍ وَلَمْ أَخَفْ أَنْ تَرِيعا
فحيينا بودها، بعدَ يأسٍ،
مِنْ هَوَاها فَعادَ وُدَّاً جَميعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَرَّبَ جِيرانُنا جِمَالَهُمُ
قَرَّبَ جِيرانُنا جِمَالَهُمُ
رقم القصيدة : 18946
-----------------------------------
قَرَّبَ جِيرانُنا جِمَالَهُمُ
ليلاً، فاضحوا معاً قد اندفعوا
ما كنتُ ادري بوشكِ بينهمُ
حتى رأيتُ الغداة َ قد طلعوا
على مكصينِ من جمالهم،(17/207)
وَعَنْتَرِيسَيْنْ فيهما شَجَعُ
قَدْ كَادَ قَلْبي والعَيْنُ تُبْصِرُهُمْ
لما تواروا بالغورِ، ينصدع
يا قلبُ، صبراً، فإنهُ سفهٌ
بالمرءِ أنْ يستفزه الجزع
ما وَدَّعُونا كما زَعَمْتَ وَلاَ
من بعدِ أن فارقوا، لنا طمع
هَلْ يُبْلِغَنْها السَّلامَ أَقْرَبُها
عَنّي وإنْ يَفْعَلُوا فَقَدْ نَفَعُوا
ما إنْ أَرَدْنَا وِصَالَ غَيْرِهِمُ
ولا قطعناهمُ كما قطعوا
وَلاَ ضَنِنَّا عَنْهُمْ بِنَائِلِنَا
وَلاَ خَشِينا الَّتي بِها وَقَعُوا
حَتَّى جَفَوْنَا وَنَحْنُ نَتْبَعُهُمْ
أَلَيْسَ، بِاللَّه، بِئْسَ ما صَنَعُوا؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلا يا أَيُّها الواشي بِهِنْدٍ
أَلا يا أَيُّها الواشي بِهِنْدٍ
رقم القصيدة : 18947
-----------------------------------
أَلا يا أَيُّها الواشي بِهِنْدٍ
أَضُرّي رُمْتَ أَمْ حَاوَلْتَ نَفْعي؟
أَقُلْتَ الرُّشْدُ صَرْمُ حِبالِ هِنْدٍ
ما أَنْ مَا أَتَيْتَ بِهِ بِبِدْعِ
أَتَأْمُرُ بالفَجِيَعَة ِ ذَا صَفاءٍ
كريمَ الوصلِ لم يهممْ بفجع!
وأَقْعُدُ بَعْدَ قَطْعِ الحَبْلِ أَدْعُو
إلى صِلَة ٍ وَقَطْعُ الحَبْلِ صُنْعي؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَيا مَنْ كَانَ لي بَصَراً وَسَمْعاً
أَيا مَنْ كَانَ لي بَصَراً وَسَمْعاً
رقم القصيدة : 18948
-----------------------------------
أَيا مَنْ كَانَ لي بَصَراً وَسَمْعاً
وكيفَ الصبرُ عن بصري وسمعي؟
يُجَنُّ بِذِكْرِهَا أَبَداً فُؤادي
يَفِيضُ كَمَا يَفِيضُ الغَرْبُ دَمْعي
يَقُولُ العَاذِلُونَ نَأْتْ فَدَعْها
وَذَلِكَ حِينَ تَهْيامي وَوَلْعي
أأهجرها، وأقعدُ لا أراها،
وأَقْطَعُها وَمَا هَمَّتْ بِقَطْعي
وأقسمُ، لو حلمتُ بهجرِ هندٍ،
لضاقَ بهجرها في النومِ ذرعي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا خيليلّ، إذا لمْ تنفعا،
يا خيليلّ، إذا لمْ تنفعا،
رقم القصيدة : 18949
-----------------------------------(17/208)
يا خيليلّ، إذا لمْ تنفعا،
فَدَعاني اليَوْمَ مِنْ لَوْمٍ دَعَا
وألما بي بظبيٍ شادنٍ،
لَسْتُ أَدْرِي اليَوْمَ ماذا صَنَعا
قَدْ جَرَى بِکلْبَيْنِ مِنْهَا طَائِرٌ
رَفَّ بِالفُرْقَة ِ ثُمَّ آرْتَفَعَا
سَأَلَتْني: هَلْ تَرَكْتَ اللَّهْوَ أَمْ
ذَهَبَتْ أَزْمَانُهُ فَکنْقَطَعا
قُلْتُ: لاَ بَلْ ذَهَبَ الدَّهْرُ الَّذِي
كُنْتُ أَسْعَى مَعَهُ حَيْثُ سَعَى
ذَاكَ إذْ نَحْنُ وَسَلْمَى جِيرَة ٌ
لا نبالي من وشى ، أو سمعا
لو سعى من فوقها، من خلقه،
بَيْنَنَا بِالصَّرْمِ شَتَّى ، وَمَعَا
كانَ قصدي عندها، في قولهم،
أَنْ أَكُونَ المُكْرَم المُتَّبَعا
حين قالتْ: كيفَ أسلو بعدما
سَمِعَ اليَوْمَ بِنَا مَنْ سَمِعا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حديقة الحيوان
حديقة الحيوان
رقم القصيدة : 1895
-----------------------------------
في جهةٍ ما
من هذي الكرة الأرضية
قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب
يحرسُهُ جُندٌ وحراب
فيه فهودٌ تؤمنُ بالحرية
وسباعٌ تأكلُ بالشوكة ِ والسكين
بقايا الأدمغة ِ البشرية
فوقَ المائدةِ الثورية
وكلابٌ بجوارِ كلاب
أذنابٌ تخبطُ في الماءِ على أذناب
وتُحني اللحيةَ بالزيت
وتعتمرُ الكوفية !
فيه ِ قرودٌ أفريقية
رُبطت في أطواق ٍ صهيونية
ترقصُ طولَ اليومِ على الألحان الأمريكية
فيه ذئاب
يعبدُ ربّ (( العرشِ ))
وتدعو الأغنام إلى الله ِ
لكي تأكُلها في المحراب
فيه ِ غرابٌ
لا يُشبههُ في الأوصافِ غُراب
(( أ يلو لي )) الريشِ
يطيرُ بأجنحة ٍ ملكيه
ولهُ حجمُ العقرب
لكن له صوتَ الحية
يلعنُ فرخَ (( النسر ِ))
بكلّ السُبل ِ الإعلامية
ويُقاسمُهُ ــ سِراً ــ بالأسلاب
ما بين خراب ٍ وخراب
فيه ِ نمورٌ جمهوريّة
وضباعٌ د يمقراطية
وخفافيش ٌ دستوريه
وذبابٌ ثوريٌ بالمايوهات (( الخا كية ))
يتساقطُ فوق الأعتاب
ويُناضلُ وسط الأكواب
(( ويدُ قُ على الأبواب
وسيفتحُها الأبواب )) !
قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب
لا يُسمحُ للإ نسانية(17/209)
أن تد خُلهُ
فلقد كتبوا فوق الباب :
(( جامعةُ الدول ِ العربيّة )) !!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عُلِّقَ القَلْبُ وزُوعَا
عُلِّقَ القَلْبُ وزُوعَا
رقم القصيدة : 18950
-----------------------------------
عُلِّقَ القَلْبُ وزُوعَا
حبَّ منْ لم يستطيعا
عُلِّقَ الشَّمْسَ فأَضْحَتْ
أَوْجَهَ النَّاسِ جَمِيعا
وَدَعَاهُ الحَيْنُ فکنْقا
دَ إلى الحينِ سريعا
ثمّ أبصرتُ التي زا
دتْ على الشمس بروعا
وَتَرَى النِّسْوَانَ إنْ قا
متْ وإن قمنَ خشوعا
كخضوعِ النجمِ للشم
سِ، إذا رامتْ طلوعا
وَلَقَدْ قُلْتُ عَلَى فَوْ
تٍ وَكَفْكَفْتُ الدُّموعا
جزعاً، ليلة َ مرتْ
بي وَما كُنْتُ جَزُوعا
أسفرتْ ليلة َ ودانَ،
نَ حِذَاراً أَنْ تَرُوعا
قَلْبَ مَحْزُونٍ بِها ما
زلَ مختلاً وجيعا
فأرتهُ واردَ النب
ـتِ وَمُنْتصَّاً تَلِيعا
وَثَنايا يَكْرَعُ المَلْـ
هوفُ فيهنّ كروعا
يومَ حلتْ، من سوا
دِ القلبِ، محتلاً رفيعا:
هل رأيتَ الركبَ، أوْ
ـصَرْتَ بالقاع هُجوعا
قال: لم أعرف، وقد
أبصرتُ عيساً وَقُطُوعا
قُلْتُ: اذْهَبْ فَکعْتَرِفْهُمْ
ثمّ أدركنا جميعا
قِفْ عَلَى الرَّكْبِ فَسَلِّمْ
ثمّ أدركنا سريعا
فلقد كنتُ قديماً،
لِهَوى النَّفْسِ تَبُوعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ هَمّي قَدْ نَفَى النَّوْمَ عَنِّي لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَقُولَنْ لِرَكْبٍ
إنَّ هَمّي قَدْ نَفَى النَّوْمَ عَنِّي لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَقُولَنْ لِرَكْبٍ
رقم القصيدة : 18951
-----------------------------------
إنَّ هَمّي قَدْ نَفَى النَّوْمَ عَنِّي لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَقُولَنْ لِرَكْبٍ
بِفَلاة ٍ هُمْ لَدَيْهَا هُجوعُ
طالما عرستمُ، فاركبوا بي،
حانَ من نجمِ الثريا طلوعُ
إنّ همي قد نفى النومَ عني،
وَحَدِيثُ النَّفْسِ قِدْماً وَلوعُ
قال لي فيها عتيقٌ مقالاً،
فَجَرَتْ مِما يَقُولُ الدُّموعُ
قال لي: ودعْ سليمى ، ودعها،(17/210)
فَأَجَابَ القَلْبُ أَنْ لا أُطِيعُ
لا شَفاني اللَّهُ مِنْها وَلَكِنْ
زِيدَ في القَلْبِ عَلَيْهَا صُدوعُ
لاتلمني في اشتياقي إليها،
وابكِ لي مما تجنُّ الضلوع
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَالَتْ وعَيْنَاهَا تَجودانِها:
قَالَتْ وعَيْنَاهَا تَجودانِها:
رقم القصيدة : 18952
-----------------------------------
قَالَتْ وعَيْنَاهَا تَجودانِها:
صوحِبْتَ واللَّهُ لَكَ الرّاعي!
يا ابنَ سريجٍ، لا تذعْ سرنا،
قد كنتَ عندي غيرَ مذياع
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّة َ جاهِداً
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّة َ جاهِداً
رقم القصيدة : 18953
-----------------------------------
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّة َ جاهِداً
لأسماءَ، فاصنع بي الذي أنت صانعُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَخِلٍّ كُنْتُ عَيْنَ النُّصْحِ مِنْهُ
وَخِلٍّ كُنْتُ عَيْنَ النُّصْحِ مِنْهُ
رقم القصيدة : 18954
-----------------------------------
وَخِلٍّ كُنْتُ عَيْنَ النُّصْحِ مِنْهُ
إذا نَظَرَتْ وَمُسْتَمِعاً مُطيعا
أَطَافَ بِغَيَّة ٍ فَنَهَيْتُ عَنْها
وقلتُ له: أرى أمراً شنيعا
أَرَدْتُ رَشادَهُ جُهْدي فَلَمّا
أبى وعصى ، أتيناها جميعا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَرَائِحَة ٌ حُجّاجُ عُذْرَة َ وَجْهَة ً
أَرَائِحَة ٌ حُجّاجُ عُذْرَة َ وَجْهَة ً
رقم القصيدة : 18955
-----------------------------------
أَرَائِحَة ٌ حُجّاجُ عُذْرَة َ وَجْهَة ً
ولما يرحْ في القوم جعدُ بنُ مهجعِ
خَلِيلاَنِ نَشْكو ما نُلاقي مِنَ الهَوَى
متى ما يقلْ، أسمع، وإن قلتُ يسمع
ألا ليتَ شعري، أيُّ شيءٍ أصابه،
فَلي زَفَراتٌ هِجْنَ ما بَيْنَ أَضْلُعي
فَلاَ يُبْعِدْنَكَ اللَّهُ خِلاًّ فَإنَّني
سَأَلْقَى كَمَا لاقَيْتَ في كُلِّ مَصْرَعِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وإني لسائلُ أمّ الربيعِ،(17/211)
وإني لسائلُ أمّ الربيعِ،
رقم القصيدة : 18956
-----------------------------------
وإني لسائلُ أمّ الربيعِ،
ـعِ قَبْلَ الوَداعِ مَتاعاً طَفِيفا
متاعاً، اقومُ به للوداع، إني
عِ إنِّي أَرَى الدَّارَ مِنْها قَذوفا
فَقَالَتْ: بِحَاجَة ِ كُلٍّ نَطَقْتَ
فَأَقْبِلْ وأَرْسِلْ رَسولاً لَطيفا
إلى موعدٍ ودَّ لو أنه
خلا، لا يروعُ فيه الطروفا
وَمِنْ عَجَبٍ ضَحِكَتْ إذْ رَأَتْ
قُرَيْبَة ُ بِکلخَيْفِ رَكْباً وُقُوفا
رَأَتْ رَجُلاً شَاحِباً جِسْمُهُ
مُسارِيَ أَرْضٍ أَطَالَ الوَجيفا
أخا سفرٍ لا يجمُّ المطيَّ،
بعدَ الكلالة ، إلا خفوفا
فإما تريني كساني السفارُ
لون السوادِ، وجسماً نحيفا
فَحُوراً كَمِثْلِ ظِباءِ الخَريـ
ـفِ أُخْرِجْنَ يَمْشِينَ مَشْياً قَطوفا
تضوعُ أردانهنّ العبيرَ والرن
ـرَ والرَّنْدَ خَالَطَ مِسْكاً مَدوفا
يهيجنَ من برداتِ القلوب
شوقاً، إذا ما ضربنَ الدفوفا
إذا ما انقضى عجبٌ، لم يزلنَ
يدعون للهوِ قلباً ظريفا
بِأَبْطَحَ سَهْلٍ سَقَاهُ السَّحا
بُ إمّا رَبِيعاً وَإمّا خَرِيفا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ولو كان يخفى الحبُّ سوماً، خفي لنا،
ولو كان يخفى الحبُّ سوماً، خفي لنا،
رقم القصيدة : 18957
-----------------------------------
ولو كان يخفى الحبُّ سوماً، خفي لنا،
وَلَكِنَّهُ واللَّهِ، يا حِبُّ، ما يَخْفَى
ولكن عدمتُ الحبّ إن كان هكذا،
إذا ما أَحَبَّ المَرْءُ كَانَ لَهُ حَتْفَا
فما استجملتْ نفسي حديثاً لغيرها،
وإنْ كان لحناً، ما تحدثنا خلفا
وَلاَ ذُكِرَتْ يا صاحِ إلاَّ وَجَدْتُها
بودي، وإلا زاد حبي لها ضعفا
ولا أبصرتْ عينايَ في الناسِ عاشقاً،
صَبَا صَبْوَة ً إلاَّ صَبَوْتُ لَهَا أَلْفا
فما عدلتْ في الحكم يا صاحِ بيننا،
أَفي العَدْلِ مِنْهَا أَنْ نُحِبَّ وأَنْ نُجْفَى
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ
هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ
رقم القصيدة : 18958(17/212)
-----------------------------------
هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ
ذَكَّرَني ما أَعْرِفُ
ممشايَ ذاتَ ليلة ٍ،
والشَّوْقُ مِمَّا يَشْغَفُ
إذا ثلاثٌ كالدمى ،
وَكَاعِبٌ وَمُسْلِفُ
وبينهنّ صورة ٌ،
كَکلشَّمْسِ حِينَ تُسْدِفُ
خودٌ، وقيرٌ نصفها،
ونصفها مهفهف
قلتُ لها: منْ أنتمُ؟
لعلّ داراً تسعف
فَکبْتَسَمَتْ عَنْ وَاضِحٍ
غرِّ الثنايا، ينطف
وَأَوْمَضَتْ عَنْ طَرْفِهَا
يا حسنها، إذْ تطرف!
وَأَرْسَلَتْ فَجَاءَني
بنانها المطرف
أَنْ بِتْ لَدَيْنَا لَيْلَة ً
نُحْيي بِها وَنُلْطِفُ
بَاتَتْ وَلي مِنْ بَذْلِها
حمشُ اللثاتِ، أعجف
فَبِتُّ لَيْلي كُلَّهُ
ترشفني، وأرشفُ
إخالُ ثَلْجاً طَعْمَهُ
قد خالطتهُ قرقف
لما دنا تقاربٌ
مِنْ لَيْلِنَا وَمَصْرِفُ
قالت لنا، ودمعها
وجداً علينا يذرف:
لَهْفِي! وَلَيْسَ نَافِعي
عليكمُ التلهفُ!
قَالَتْ: وَلَمْ تَسْأَلُنَا
والدارُ عنكَ تصرف
والدارُ عنكَ غربة ٌ،
ونأينا مستشرف
نحنُ حجيجٌ ضمنا،
فَمَنْ يُرَى المُعَرَّفُ
قُلْتُ: فَإنِّي هَائِمٌ
صبٌّ بكم مكلف
قالت: بلَ انتَ مازحٌ،
ذو ملة ٍ، مستطرف
لَسْنَا وإنْ حَدَّثْتَنَا
يَغُرُّنا ما تَحْلِفُ
وددتُ لو انكَ في
قَوْلِكَ هَذا تُنْصِفُ
تَجْزِي بِمِثْلِ وُدِّنا
قلتُ لها: بل أضعف
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَفي رَسْمِ دَارِ دَارِسٍ أَنْتَ وَاقِفُ
أَفي رَسْمِ دَارِ دَارِسٍ أَنْتَ وَاقِفُ
رقم القصيدة : 18959
-----------------------------------
أَفي رَسْمِ دَارِ دَارِسٍ أَنْتَ وَاقِفُ
بِقاعٍ تُعَفِّيهِ الرِّياحُ العَوَاصِفُ
بها جازتِ الشعثاءَ فالخيمة َ التي
قفا محرضٍ كأنهنّ صحائف
سَحَا تُرْبَهَا أَرْواحُها فَكَأَنَّمَا
أحالَ عليها بالرغام النواسف
وقفتُ بها لا منْ أسائلُ ناطقٌ،
وَلاَ أَنا إنْ لَمْ يَنْطِقِ الرَّسْمُ صَارِفُ
وَلاَ أَنَا عَمَّنْ يَأْلَفُ الرَّبْعَ ذاهِلٌ
وَلاَ التَّبْلُ مَرْدودٌ وَلاَ القَلْبُ عَازِفُ(17/213)
وَلاَ أَنَا ناسٍ مَجْلِساً زَارَنا بِهِ
عِشاءً ثَلاثٌ كاعِبانِ وَنَاصِفُ
أَسيلاتُ أَبْدَانٍ دِقاقٌ خصورُها
وثيراتُ ما التفتْ عليه الملاحفُ
إذا قمنَ، أو حاولنَ مشياً تأطراً،
إلَى حَاجَة ٍ مَالَتْ بِهِنَّ الرَّوادِفُ
نَوَاعِمُ لَمْ يَدْرِينَ ما عَيْشُ شِقْوَة ٍ
وَلاَ هُنَّ نَمّاتُ الحَدِيثِ زَعَانِفُ
إذا مسهنّ الرشحُ أو سقطُ الندى
تضوعَ بالمسك السحيقِ المشارف
يَقُلْنَ إذا مَا كَوْكَبٌ غَارَ: لَيْتَهُ
بِحَيْثُ رَأَيْنَاهُ عِشاءً يُخَالِفُ
لبثنا به ليلَ التمامِ بلذة ٍ،
نَعِمْنَا بِهِ حَتَّى جَلا الصُّبْحَ كَاشِفُ
فلما هممنا بالتفرقِ، أعجلتْ
بَقَايَا الُّبانَاتِ الدُّمُوعُ الذَّوارِفُ
وأصعدنَ في وعثِ الكثيب تأوداً،
كَمَاکجْتَازَ في الوَحْلِ النِّعَاجُ الخَوَارِفُ
فأتبعتهنّ الطرفَ، متبلَ الهوى ،
كَأَنِّي يُعانيني مِنَ الجِنِّ خَاطِفُ
تعفي على الآثار، أن تعرفَ الخطى ،
ذُيُولُ ثِيابٍ يُمْنَة ٍ وَمَطَارِفُ
دَعَاهُ إلَى هِنْدٍ تَصَابٍ وَنَظْرَة ٌ
تَدُلُّ عَلَى أَشْياءَ فِيها متَالِفُ
سبتهُ بوحفٍ في العقاصِ، كأنهُ
عَنَاقِيدُ دَلاَّها مِنَ الكَرْمِ قَاطِفُ
وجيدِ خذولٍ بالصريمة ِ، مغزلٍ،
ووجهِ حميٍّ أضرعته المخالف
فَكُلُّ الَّذي قَدْ قُلْتِ يَوْمَ لَقِيتُكُمْ
على حذرِ الأعداءِ، للقلبِ شاغف
وحبكِ داءٌ للفؤادِ مهيجٌ
سَفاهاً إذا نَاحَ الحَمَامُ الهَوَاتِفُ
ونشركِ شافٍ للذي بي من الجوى ،
وذكركِ ملتذٌّ، على القلبِ طارف
وَقُرْبُكِ إنْ قَارَبْتِ للشَّمْلِ جَامِعٌ
وإنْ بِنْتِ يَوْماً بَانَ مَنْ أَنَا آلَفُ
فإنْ راجعتهُ في التراسلِ، لم يزلْ
له من أعاجيبِ الحديثِ طرائف
وإن عاتبتهُ مرة ً، كان قلبهُ
لها ضلعه حتى تعودَ العواصف
فَكُلُّ الَّذي قَدْ قُلْتِ كَانَ کدِّكارُهُ
على القلبِ قرحاً ينكأ القلب، قارف
أثيبي ابنة َ المكني عنه بغيرهِ،
وَعَنْكِ سَقاكِ الغَادِياتُ الرَّوادِفُ(17/214)
على أنها قالتْ لأسماءَ: سلمي
عليه، وقولي: حقَّ ما أنتَ خائف
أَرَى الدَّارَ قَدْ شَطّتْ بِنَا عَنْ نَوَالِكُمْ
نوى غربة ٍ، فانظرْ لأيٍّ تساعف
فَقُلْتُ: أَجَلْ لا شَكَّ قَدْ نَبأَتْ بِهِ
ظباءٌ جرتْ، فاعتاف من هو عائف
فقالت لها: قولي: ألستَ بزائرٍ
بِلادي وإنْ قَلَّتْ هُنَاكَ المَعَارِفُ
كَمَا لَوْ مَلَكْنا أَنْ نَزُورَ بِلاَدَكُمْ
فَعَلْنَا وَلَمْ تَكْثُرْ عَلَيْنا التَّكالِفُ
فقلتُ لها: قولي لها: قلّ عندنا
لنا جشمُ الظلماءِ فيما نصادفُ
ونصي إليكِ العيسَ، شاكية َ الوجى
مَنَاسِمُها مِمَّا تُلاقي رَوَاعِفُ
براهنّ نصي والتهجرُ كلما
توقدَ مسمومٌ من اليومِ صائف
تحسرَ عنهنّ العرائكُ، بعدما
بَدَأْنَ وَهُنَّ المُقْفِرَاتُ العَلاَئِفُ
وإني زعيمٌ أنْ تقربَ فتية ً
إليكِ معيداتُ السفارِ، عواطف
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هذه الأرض لنا
هذه الأرض لنا
رقم القصيدة : 1896
-----------------------------------
قُوتُ عِيالنا هنا
يهدرهُ جلا لهُ الحمار
في صالة القمار
وكلُ حقهِ بهِ
أنّ بعيرَ جدهِ
قد مرَ قبلَ غيرهِ
بهذهِ ا لأبار
****
يا شُرفاءُ
هذهِ الأرضُ لنا
الزرعُ فوقها لنا
والنفط ُ تحتها لنا
وكلُ ما فيها بماضيها وآتيها لنا
فما لنا
في البرد لا نلبسُ إِلا عُرينا ؟
وما لنا
في الجوع ِ لا نأكُلُ إلا جوعنا ؟
وما لنا نغرقُ وسط القار
في هذه ا لأبار
لكي نصوغَ فقرنا
دفئاً وزاداً وغِنى
من أجل ِ أولاد ِ ا لزّنى ؟!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَقَدْ أَرْسَلَتْ حُوَّلاً قُلَّباً
لَقَدْ أَرْسَلَتْ حُوَّلاً قُلَّباً
رقم القصيدة : 18960
-----------------------------------
لَقَدْ أَرْسَلَتْ حُوَّلاً قُلَّباً
يُرَى جَافِياً وَهْوَ خَبٌّ لَطِيفُ
إلينا عشاءً بأنْ قفْ لنا
نسلمْ، فإنّ وقوفاً طفيفُ
فقلتُ لها: البيتُ أخلى لنا،
فإنّ مقامَ الفجاجِ الحتوفُ
فقالت: صدقتَ، ولكنني
أخافُ العداة َ، ومشيي قطوف(17/215)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لإتني، إن كنتَ ثقفاً شاعراً،
لإتني، إن كنتَ ثقفاً شاعراً،
رقم القصيدة : 18961
-----------------------------------
لإتني، إن كنتَ ثقفاً شاعراً،
عن فتى ً أعوجَ، اعمى ، مختلفْ
سيىء ِ السحنة ِ، كابٍ لونه،
مِثْلِ عُودِ الخِرْوَعِ البَالِي القَصِفْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَانَ الخَلِيطُ وَبَيْنُهُمْ شَغَفُ
بَانَ الخَلِيطُ وَبَيْنُهُمْ شَغَفُ
رقم القصيدة : 18962
-----------------------------------
بَانَ الخَلِيطُ وَبَيْنُهُمْ شَغَفُ
الدارُ احياناً بهم قذفُ
ما عودوكَ بنأي دارهمُ،
قربَ الجوارِ، ففيمَ تلتهفُ؟
وَلَقَدْ تَرَى أَنْ لا يُذَلِّلُهَا
أَنَّ الفُؤَادَ بِذِكْرِهَا كَلِفُ
زعموا بأنّ البينَ بعدَ غدٍ،
فَکلْقَلْبُ مِمّا أَحْدَثُوا يَجِفُ
لم أنسَ موقفنا وموقفها،
لِتَرَاجُعٍ وَلِحَيْنِنا نَقِفُ
نشكو وتشكو بعضَ ما وجدتْ،
كُلٌّ لِوَشْكِ البَيْنِ مُعْتَرِفُ
وَمَقَالَهَا وَدُمُوعُها سُجُمٌ:
أَقْلِلْ حَنِينَكَ حِينَ تَنْصَرِفُ
عنا، إذا دارٌ بكم نزحتْ
ودعا لأخرى قلبكَ الطرف
حلفوا، لقد قطَعوا ببينهِمُ
وحلفْتُ ألْفاً مثلَما حلفوا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لقد عجتُ في رسمٍ أجدَّ زمانه
لقد عجتُ في رسمٍ أجدَّ زمانه
رقم القصيدة : 18963
-----------------------------------
لقد عجتُ في رسمٍ أجدَّ زمانه
لنا، دارسٍ ما كان غيرُ التواقفِ
عشية َ قالت: قد أشادَ بسرنا
وَسِرِّكُمُ مَجْرَى الدُّموعِ الذَّوارِفِ
فقلتُ لها: إني أرى بكم النوى
عَنُوجاً مَتَى نَرْجُو کقْتِرَابَ المَخَالِفِ
فلما تواقفنا، تحيرَ حولها
نَوَاعِمُ كَکلغِزْلاَنِ بِيضُ السَّوالِفِ
وثيراتُ أعجازٍ، دقاقٌ خصورها،
طويلاتُ أعناقٍ، ثقالُ الروادف
يَطُفْنَ بِهَا مِثْلَ الدُّمَى بَيْن سَافِرٍ
إلينا، ومستحيٍ رآنا، فصارف
وجاءتْ بتباعٍ لها بينَ منكرٍ(17/216)
لِمَوْقِفِنَا، لَوْ يَسْتَطِيعُ، وَعَارِفِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذَاتُ حُسْنٍ إنْ تَغِبْ شَمْسُ الضُّحَى
ذَاتُ حُسْنٍ إنْ تَغِبْ شَمْسُ الضُّحَى
رقم القصيدة : 18964
-----------------------------------
ذَاتُ حُسْنٍ إنْ تَغِبْ شَمْسُ الضُّحَى
فلنا من وجهها عنها خلفْ
أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى تَفْضِيلِها
وَهَوَاهُمْ في سِوَى هذا کخْتَلَفْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وطافت بنا شمسٌ عشاءً، ومن رأى
وطافت بنا شمسٌ عشاءً، ومن رأى
رقم القصيدة : 18965
-----------------------------------
وطافت بنا شمسٌ عشاءً، ومن رأى
من الناسِ شمساً بالعشاءِ تطوفُ
أَبُو أُمِّها أَوْفَى قُريْشٍ بِذِمَّة ٍ
وأعمامها، إما نسبتَ، ثقيفُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فَلَمْ تَرَ عَيْني مِثْلَ سِرْبٍ رَأَيْتُهُ
فَلَمْ تَرَ عَيْني مِثْلَ سِرْبٍ رَأَيْتُهُ
رقم القصيدة : 18966
-----------------------------------
فَلَمْ تَرَ عَيْني مِثْلَ سِرْبٍ رَأَيْتُهُ
خَرَجْنَ عَلَيْنَا مِنْ زُقَاقِ کبْنِ وَاقِفِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَلَقَدْ قُلْتُ يَوْمَ بَانُوا لِبَكْرٍ:
وَلَقَدْ قُلْتُ يَوْمَ بَانُوا لِبَكْرٍ:
رقم القصيدة : 18967
-----------------------------------
وَلَقَدْ قُلْتُ يَوْمَ بَانُوا لِبَكْرٍ:
أنت، يا بكرُ، سقتنا ذا المساقا
أنتَ قربتني إلى الحينِ حتى
حُمِّلَ القَلْبُ مِنْهُمُ ما أَطَاقَا
وَلَقَدْ قُلْتُ: لا أَبَا لَكَ دَعْني
إنّ حتفي في أن أزورَ الرفاقا
إنَّ قَصْري أَنْ يُشْعَرَ القَلْبُ سُقْماً
ماً من سليمى مخامراً واشتياقا
قَدْ أَرَانا وَلاَ أُسَرُّ بِأَنْ تَجْـ
معَ دارٌ، ولا نبالي الفراقا
ثُمَّ وَلَّوا وَمَا قَرَابَة ُ مَنْ حَلَّ
لّ بنجدٍ ممنْ يحلُّ العراقا؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمْ تسألِ الربعَ أن ينطقا،
ألمْ تسألِ الربعَ أن ينطقا،(17/217)
رقم القصيدة : 18968
-----------------------------------
ألمْ تسألِ الربعَ أن ينطقا،
بِقَرْنِ المَنَازِلِ قَدْ أَخْلَقَا؟
دِيَارُ کلَّتي تَيَّمَتْ عَقْلَهُ
فيا ليته غيرها علقا!
وكيفَ طلابي عراقية ً،
وَقَدْ جَاوَزَتْ عِيرُها الخِرْنِقا
تؤمُّ الحداة ُ بها منزلاً،
مِنَ الطَّفِّ ذَا بَهْجَة ٍ مُؤنِقا
وكيفَ طلابكَ إلا الصبا،
وغربَ النوى ، بلداً مسحقا
وَلَوْ أَنَّهُ إذْ دَعَاهُ الصِّبا
إلَيْهَا أَبَى لَمْ يَكُنْ أَخْرَقَا
ولكنهُ قربتهُ المنى ،
وَسِيقَ إلَى الحَيْنِ فَکسْتَوْسَقا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلَمَّ خَيالٌ مِنْ سُلَيْمَى فَأَرَّقا
أَلَمَّ خَيالٌ مِنْ سُلَيْمَى فَأَرَّقا
رقم القصيدة : 18969
-----------------------------------
أَلَمَّ خَيالٌ مِنْ سُلَيْمَى فَأَرَّقا
هُدوءاً وَلَمْ يَطْرُقْ هُنَالِكَ مَطْرَقَا
أَلَمَّ بِبَطْحَاءِ الكَدِيدِ وَصُحْبَتي
هجودٌ، فزادَ القلبَ حزناً وشوقا
فقلتُ لها: أهلاً بكم إذْ طرقتمُ،
فقد زرتِ صباً، يا قتيلَ، مؤرقا
فَبَاتَتْ تُعاطيني عِذاباً حَسِبْتُها
من الطيبِ، مسكاً أو رحيقاً معتقا
فبتُّ قريرَ العينِ آخرَ ليلتي،
أُلاعِبُ فيها وَاضِحَ الجِيدِ أَعْنَقَا
فَبِتْنَا بِتِلْكَ الحَالِ إذْ صَاحَ نَاطِقٌ
وَبَيَّنَ مَعْرُوف الصباحِ فَصَدَّقا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مكسب شعبي
مكسب شعبي
رقم القصيدة : 1897
-----------------------------------
آبارُنا الشهيدة
تنزفُ ناراً ودماً
للأمم البعيدة
ونحن في جوارها
نُطعِمُ جوعَ نارها
لكننا نجوع !
ونحملُ البردَ على جُلودنا
ونحملُ الضلوع
و نستضئُ في الدُجى
بالبدر والشموع
كي نقرأ القُرآنَ
والجريدةَ الوحيدة !
****
حملتُ شكوى الشعبِ
في قصيدتي
لحارس ِ العقيدة
وصاحب ِ ا لجلالهِ الأكيدة
قلتُ له :
شعبُكَ يا سيدَنا
صار (( على الحديدة ))
شعبُكَ يا سيدَنا
تهرأت من تحته ِ الحديدة
شعبُكَ يا سيدَنا(17/218)
قد أكلَ الحديدة !
وقبلَ أن أفرغَ
من تلاوة ِ القصيدة
رأيتُهُ يغرقُ في أحزانه ِ
ويذرفُ ا لد موع
****
وبعد َ يوم ٍ
صدرَ القرارُ في الجريدة :
أن تصرفَ الحكومةُ الرشيدة
لكلّ رَبّ أسرة ٍ
. . . حد يد ة ٌ جديدة !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مَنَعَ النَّوْم ذِكْرَة ٌ
مَنَعَ النَّوْم ذِكْرَة ٌ
رقم القصيدة : 18970
-----------------------------------
مَنَعَ النَّوْم ذِكْرَة ٌ
مِنْ حَبِيبٍ مُفَارِقِ
نازحِ الدارِ عن دياركَ
رِيَ والقَلْبُ شَائِقِي
سَالِكَاتٍ عَنِ البَلا
سراعِ النواهق
فيهمُ بحترية ٌ،
مِثْلُ عَيْن المُعَانِقِ
نَوِّلي أُمَّ خَالِدٍ
قبلَ بينِ الصفائق
إنَّ قَلْبي أَخَالُهُ
عنكمُ غيرَ عائق
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أُحِبُّ لِحُبِّ عَبْلَة َ كُلَّ صِهْرٍ
أُحِبُّ لِحُبِّ عَبْلَة َ كُلَّ صِهْرٍ
رقم القصيدة : 18971
-----------------------------------
أُحِبُّ لِحُبِّ عَبْلَة َ كُلَّ صِهْرٍ
عَلِمْتُ بِهِ لِعَبْلَة َ أَوْ صَدِيقِ
ولولا أنْ تعنفني قريشٌ،
وقولُ الناصحِ الادنى الشقيقِ
لقلتُ، إذا التقينا، قبليني،
ولو كنا على ظهرِ الطريقِ!
فما قلبُ ابنِ عبدِ الله فيها،
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ،
فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ،
رقم القصيدة : 18972
-----------------------------------
فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ،
وغيبَ عنا من نخافُ ونشفقُ
أخذتُ بكفي كفها، فوضعتها
على كبدٍ، من خشية ِ البين تخفق
فقالتْ لأترابٍ لها، حين أيقنتْ
بما قد ألاقي: إنّ ذا ليسَ يصدقُ
فقلنَ: أتبكي عينُ من ليس موجعاً
كئيباً، ومنْ هو ساهرُ الليل يأرق؟
فَقَالَتْ: أَرَى هذا کشْتِيَاقاً، وإنَّما
دعا دمعَ القلبِ الخليّ التشوق
فقنَ: شهدنا أنّ ذا ليسَ كاذباً،
ولكنهُ فيما يقولُ مصدق(17/219)
فقمنَ لكي يخليننا، فترقرقتْ
مدامعُ عينيها، فظلتْ تدفق
فَقَالَتْ: أَمَا تَرْحَمْنَني لا تَدَعْنَني
لديه، وهو فيما علمتنّ أخرق
فَقُلْنَ: کسْكُتي عَنَّا، فَغَيْرُ مُطاعَة ٍ
لهوْ بكِ منا، فاعلمي ذاك، أرفق
فقالتْ: فلا تبرحنَ ذا السترَ، إنني
أَخَافُ، وَرَبِّ النَّاسِ، مِنْهُ وأَفْرَقُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَيها القَلْبُ ما أَرَاكَ تُفِيقُ
أَيها القَلْبُ ما أَرَاكَ تُفِيقُ
رقم القصيدة : 18973
-----------------------------------
أَيها القَلْبُ ما أَرَاكَ تُفِيقُ
طالما قد تعلقتكَ العلوقُ
هَلْ لَكَ اليَوْمَ، إنْ نَأَتْ أُمُّ بَكْرٍ
وَتَوَلَّتْ، إلى عَزَاءٍ طَرِيقُ
من يكنْ من هوى حبيبٍ قريبا
فأنا النازحُ البعيدُ، السحيقُ
قدرَ الحبُّ بيننا، فالتقينا،
وَكِلانا إلَى اللِّقاءِ مَشوقُ
فَکلْتَقَيْنَا وَلَمْ نَخَفْ مَا لَقينا
لَيْلَة َ الخَيْفِ، والمُنَى قَدْ تَسوقُ
وَجَرَى بَيْنَننا فَقَرَّبَ كُلاًّ
حُوَّلٌ قُلَّبُ اللِّسانِ رَفِيقُ
لا تظني أنّ التراسلَ والبذ
لَ بِكُلِّ النِّساءِ عِنْدي يَلِيقُ
إنَّ مِنْهُنَّ لِلْكَرَامَة ِ أَهْلاً
والَّذِي بَيْنَهُنَّ بَوْنٌ سَحِيقُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَهَاجَكَ رَبْعٌ عَفَا مُخْلِقُ؟
أَهَاجَكَ رَبْعٌ عَفَا مُخْلِقُ؟
رقم القصيدة : 18974
-----------------------------------
أَهَاجَكَ رَبْعٌ عَفَا مُخْلِقُ؟
نَعَمْ، فَفُؤادِيَ مُسْتَعْلِقُ
لِذِكْرَة ِ مَنْ قَدْ نَأْتْ دَارُهُ
فقلبيَ، في رهنه، موثقُ
يُذَكِّرُني الدَّهْرَ ما قَدْ مَضَى
من العيشِ، فالعينُ تغرورقُ
لياليَ أهلي، وأهلُ التي
دُمُوعي بِذِكْرَاهُمُ تَسْبِقُ
خَلِيطانِ مَحْضَرُنا وَاحِدٌ
فحبلُ المودىة ِ لا يخلقُ
لَنَا وَلِهِنْدٍ بِجَنْبِ الغَمِيـ
ـمِ، مَبْدًى ، وَمَنْزِلُنا مُؤْنِقُ
فإنْ يَكُ ذَاكَ الزَّمانُ کنْقَضَى
فحبلكَ من حبلها مطلقُ(17/220)
فَقَدْ عِشْتُ في ما مَضَى لاَهِياً
بها، والوصالُ بنا يعلق
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قل للمنازل من أثيلة َ، تنطقِ
قل للمنازل من أثيلة َ، تنطقِ
رقم القصيدة : 18975
-----------------------------------
قل للمنازل من أثيلة َ، تنطقِ
بالجزعِ جزعِ القرن لما تخلقِ:
حُيّيتِ مِنْ طَلَلِ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَسُقِيتِ مِن صَوْبِ الرَّبِيعِ المُغدِقِ
لِتَذَكُّرِ الزَّمَنِ الَّذِي قَدْ فَاتَنَا
أَيّام نَبْتَعِثُ الرَّسُولَ وَنَلْتَقي
إذ أنتِ رؤدٌ في الشباب، غريرة ٌ،
غَرَّاءُ خَوْدٌ، كَکلْغَزالِ الأَخْرَقِ
درما المرافقِ، طيبٌ أردانها،
جَسْرُ الحَقِيبَة ِ، بادِنُ المُتَنَطَّقِ
لا شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ أُثَيْلَة َ، إذْ بَدَتْ،
وَقَدِ احْزَأَلَّتْ عِيرُها لِتَفَرُّقِ
وإذا رنتْ، نطرَ النزيفَ، بعينها،
فعرفتُ حاجتها، وإنْ لم تنطقِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فَيَا وَيْحَ قَلْبِكَ، ما يَسْتَفِيـ
فَيَا وَيْحَ قَلْبِكَ، ما يَسْتَفِيـ
رقم القصيدة : 18976
-----------------------------------
فَيَا وَيْحَ قَلْبِكَ، ما يَسْتَفِيـ
ذكرِ هندٍ، وما انْ يفيقا
جَعَلْتُ طَرِيقي عَلَى بَابِكُمْ
وما كان بابكمُ لي طريقا
صرمتُ الأقاربَ من أجلكم،
وصافيتُ من لمْ يكنْ لي صديقا
وَوَادَدْتُ أَهْلَ مَوَدَّاتِها
وَعَاضَيْتُ فيها النَّصِيحَ الشَّفِيقا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلاَ، يَا بَكْرُ، قَدْ طَرَقا
أَلاَ، يَا بَكْرُ، قَدْ طَرَقا
رقم القصيدة : 18977
-----------------------------------
أَلاَ، يَا بَكْرُ، قَدْ طَرَقا
خيالٌ هاجَ لي الأرقا
لهند، إنّ ذكرتها
ترى من شيمتي خلقا
وحباً راضياً للقل
بِ، لم أخلطْ به ملقا
إذا مَا زَيْنَبٌ ذُكِرتْ
سَكَبْتُ الدَّمْعَ مُتَّسِقَا
كَأَنَّ سَحَابَة ً، تَهْمي
إذا برزتْ، ولا عنقا
ترى إنسانَ مقلتها،(17/221)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أدخلَ اللهُ، ربُّ موسى وعيسى ،
أدخلَ اللهُ، ربُّ موسى وعيسى ،
رقم القصيدة : 18978
-----------------------------------
أدخلَ اللهُ، ربُّ موسى وعيسى ،
جَنَّة َ الخُلْدِ مَنْ مَلاني خَلوقا
مسحتهُ من كفها بقميصي،
حِينَ طَافَتْ بِکلبَيْتِ مَسْحاً رَفِيقا
غضبتْ أنْ نظرتُ نحو نساءٍ،
ليسَ يعرفنني، سلكنَ الطريقا
وأرى بينها وبين نساءٍ،
كنتُ أهذي بهنّ، بوناً سحيقا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ الخَلِيطَ الَّذِينَ كُنْتُ بِهِمْ
إنَّ الخَلِيطَ الَّذِينَ كُنْتُ بِهِمْ
رقم القصيدة : 18979
-----------------------------------
إنَّ الخَلِيطَ الَّذِينَ كُنْتُ بِهِمْ
صَبَّاً دَعَوْا لِلْفِرَاقِ فکنْطَلَقُوا
عَصَاهُمُ مِنْ شَتِيتِ أَمْرِهِمُ
يَوْمُ المَلاَ مُسْتَطِيرَة ً شِقَقُ
إستربعوا ساعة ً، فأزعجهمْ
سيارة ٌ تسحقُ النوى ، قلق
أتبعتهم مقلة ً مدامعها
مِنْهَا، بِمَاءِ الشُّونِ تَسْتَبِقُ
تحسبُ مطروفة ً، وما طرفتْ،
إنْسَانُها مِنْ دُمُوعِها شَرِقُ
بانوا بنعمٍ، فلستُ ناسيها،
ما اهتزّ في غصنِ أيكة ٍ ورق
آلِفَة ٌ لِلْحِجَالِ وَاضِحَة ٌ
بِکلْعَنْبَرِ الوَرْدِ جِلْدُهَا عَبِقُ
الظبيُ فيه من خلقها شبهٌ:
النحرُ، والمقلتانِ، والعنق
مِنْ عَوْهَجٍ فَرْدَة ٍ أَطَاعَ لَها
بِمَدْفَعِ السَّيْلِ نَاقِعٌ أَنِقُ
شيعها مطلقاً، وجادَ لها
مَنَابِتَ البَقْلِ، كَوْكَبٌ غَدِقُ
يُجْهِدُها المَشْيُ لِلْقَرِيبِ، كَمَا
ينهضُ من الوعثِ مصعبٌ لثق
وَيَا لَها خُلَّة ً تُوافِقُنَا
أو صفقة ٍ، بالديارِ، تنصفق
تعطي قليلاً نزراً إذا سئلتْ،
وَکلبُخْلُ فِيها سَجِيَّة ٌ خُلُقٌ
فقد أرانا، والدارُ جامعة ٌ،
وَلَيْسَ في صَفْوِ عَيْشِنَا رَنَقُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حكمة ..
حكمة ..
رقم القصيدة : 1898
-----------------------------------
قالَ أبي :
في آيَ قُطر ٍ عربي(17/222)
إن أعلنَ الذكيُ عن ذكائه ِ
فهو غبي !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ،
لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ،
رقم القصيدة : 18980
-----------------------------------
لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ،
وَعَيْنِي بِجاري دَمْعِها تَتَرَقْرَقُ
وكيفَ غداة َ البين وجدي، وكيف إذ
نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ شِدَّة ِ الوَجْدِ آرَقُ
لأيقنت أنّ القلبَ عانٍ بذكركم،
وأَنِّي رَهِينٌ في حِبَالِكِ مُوثَقُ
فصدتْ صدودَ الرئمِ، ثمّ تبسمتْ،
وقالت لتربيها: اسمعا، ليس يرفق!
فقالت لها إحداهما: هو محسنٌ،
وأنتِ به، فيما ترى العينُ، أخرق
وقالت لها الأخرى : ارجعيه بما اشتهى ،
فَإنَّ هَوَاهُ بَيِّنٌ حِينَ يَنْطِقُ
شفعنض إليها حينَ أبصرنَ عبرتي،
وقلبي، حذارَ العين، منهنّ مشفق
فلما تقضى الليلُ، قالت فتاتها:
أَرَى قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الحيُّ أَرْفَقُ
وَعَضَّتْ عَلَى إبْهَامِها، وَتَنَكَّبَتْ
قَريبَاً، وَقَالَتْ: إنَّ شَرَّكَ مُلْحَقُ
تبينُ هوى ً منا، وتبدي شمائلاً،
ووجهاً له من بهجة ِ الحسنِ رونق
فَأَلْفَتْ لَهَا مِنْ خَالِصِ الوُدِّ وَالهَوَى
جَديداً، عَلَى شَحْطِ النَّوَى لَيْسَ يَخْلَقُ
لدى عاشقٍ أحمى لها من فؤاده
عَلَى مَسْرَحٍ ذي صَفْوَة ٍ لا يُرَنَّقُ
حلاها الهوى منه، فليس لغيرها
بِهِ مِنْ هَوَاهُ حَيْثُ نَحَّى مُعَلَّقُ
تكادُ غداة َ البينِ تنطقُ عينهُ
بعبرته، لو كانت العينُ تنطق
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَفي رَسْمِ دَارٍ دَمْعُكَ المُتَرَقْرِقُ
أَفي رَسْمِ دَارٍ دَمْعُكَ المُتَرَقْرِقُ
رقم القصيدة : 18981
-----------------------------------
أَفي رَسْمِ دَارٍ دَمْعُكَ المُتَرَقْرِقُ
سفاهاً، وما استنطاقُ ما ليسَ ينطقُ؟
بحيثُ التقى جمعٌ، وأقصى محسرٍ،
معالمهُ كادتْ، على البعد، تخلقُ
ذَكَرْتُ بِهِ ما قَدْ مَضَى ، وَتَذَكُّرُ کلْـ(17/223)
ـحَبِيبِ وَرَسْمُ الدَّارِ مِمّا يُشَوِّقُ
لياليَ من دهرٍ، إذ الحيُّ جيرة ٌ،
وإذْ هو مأمولُ الخميلة ِ، مونقُ
مقاماً لنا، عندَ العشاءِ، ومجلساً
بِهِ لَمْ يُكَدِّرْهُ عَلَيْنَا مُعَوِّقُ
وَمَمْشَى فَتاة ٍ بِکلْكِسَاءِ تَكُنُّنا
بِهِ تَحْتَ عَيْنٍ بَرْقُها يَتأَلَّقُ
يبلُّ أعالي الثوبِ قطرٌ، وتحته
شعاعٌ بدا يعشي العيونَ، ويشرق
فأحسنُ شيءٍ بدءُ أولِ ليلنا،
وَآخِرُهُ حَزْمٌ، إذا نَتَفَرَّقُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَيها البَاكِرُ المُرِيدُ فِرَاقي،
أَيها البَاكِرُ المُرِيدُ فِرَاقي،
رقم القصيدة : 18982
-----------------------------------
أَيها البَاكِرُ المُرِيدُ فِرَاقي،
بعدما هجتَ بالحديثِ اشتياقي
لَيْتَ شِعْرِي غَداة َ بانُوا، وَفِيهِمْ
صُورَة ُ الشَّمْسِ، أَيْنَ يُرْجَى التَّلاقي
جَزَعٌ يَعْتَرِيكَ، يا قَلْبُ، مِنْهَا،
إنْ يَحُثُّوا جِمَالَهُمْ لانْطِلاَقِ
قَدْ شَفَيْنَا النُّفوسَ، إنْ كَانَ يَشْفي
مِنْ هَوَاهَا عِنَاقُها وکعْتناقي
حينَ كفتْ دموعها، ثم قالت:
أَزِفَ البَيْنُ وکنْطِلاقُ الرِّفاقِ
إنَّ قَلْبي لَفِيكُمُ اليَوْمَ رَهْنٌ
لشقائي، وحبِّ أهلِ العراقِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَراني وَهِنْداً أَكْثَرَ النَّاسُ قَالَة ً
أَراني وَهِنْداً أَكْثَرَ النَّاسُ قَالَة ً
رقم القصيدة : 18983
-----------------------------------
أَراني وَهِنْداً أَكْثَرَ النَّاسُ قَالَة ً
علينا، وقولُ الناسِ بالمرءِ ملحقُ
تكننها نسوانها، ويلومني
صِحابي، وَكُلٌّ ما کسْتَطَاعَ مُعَوَّقُ
فنحنُ، على بغي الوشاة ِ وسعيهم،
هَوانا جَميعٌ، أَمْرُنا حَيْثُ يُصْفَقُ
فإنْ نحنُ جئنا سنة ً لم تكن مضتْ،
فنحنُ إذاً مما يقولونَ أخرق
وإنْ كَانَ أَمْراً سَنَّهُ النَّاسُ قَبْلَنَا
فَفيمَ مَقَالُ النّاسِ فينا: تَفَرَّقُوا
أحقاً بأن لم تهوَ غانية ٌ فتى ً،(17/224)
وَأَنَّ أُنَاساً لَمْ يُحِبُّوا وَيَعْشَقوا
فَمَنْ ذَا الَّذِي، إنْ جِئْتُ ما أَمَرُوا بِهِ،
يبيتُ بهمٍّ آخرَ الليلِ يأرق؟
وإنّ التي نهيتها عن وصالنا
تَبِيتُ، إذا کشْتَاقَتْ إلَيْنَا، تُشَوَّقُ
فَإنَّا لَمَحْقُوقُونَ أَنْ لا يَرُدَّنا
أَقَاوِيلُ مَا سَدُّوا عَلَيْنا وَألَصقُوا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا قاتلَ الله الهوى حيثُ أخلقا،
ألا قاتلَ الله الهوى حيثُ أخلقا،
رقم القصيدة : 18984
-----------------------------------
ألا قاتلَ الله الهوى حيثُ أخلقا،
فما انْ ترى إلا مشوياً ممذقا
فَمَا مِنْ مُحِبِّ يَسْتَزِيدُ حَبِيبَهُ
يُعَاتِبُه في الوُدِّ، إلاَّ تَفَرَّقا
تَعَلَّقَ هذا القَلْبُ لِلحبِّ، مَعْلَقا
غزالاً، تحلى عقدَ درٍّ وبارقا
مِنَ الأُدْمِ تَعْطو بِکلْعَشِيِّ وَبِالضُّحَى
مِنَ الضَّالِ، غُصناً نَاعِمَ النَّبْتِ مُورِقا
ألوفٌ لأظلالِ الكناسِ وللثرى ،
إذا ما لُعَابُ الشَّمْسِ بِالصَّيْفِ أَشْرَقَا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ليلة ً نامها الخليُّ من الحزنِ،
يا ليلة ً نامها الخليُّ من الحزنِ،
رقم القصيدة : 18985
-----------------------------------
يا ليلة ً نامها الخليُّ من الحزنِ،
ونومي مسهدٌ أرقُ
أرقبُ نجماً، كأنّ آخره،
بعد السماكينِ، لؤلؤٌ نسق
يا نُعْمُ لا أُخْلِفُ الصَّدِيقَ وَلاَ
يطمعُ فيّ الوشاة ُ إن نطقوا
لا والذي أحرمَ العبادُ له،
بكل فجٍّ من حجة ٍ رفق
والبدنِ إن نزعتْ أجلتها،
بالخيفِ، يغشى نحورها العلق
ما بَاتَ عَنْديَ سِرٌّ أُضَمَّنُهُ
إلا وفي الصدرِ دونه غلق
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمْ تسألِ الاطلالَ والمنزلَ الخلقْ،
ألمْ تسألِ الاطلالَ والمنزلَ الخلقْ،
رقم القصيدة : 18986
-----------------------------------
ألمْ تسألِ الاطلالَ والمنزلَ الخلقْ،
ببرقة ِ أعواءٍ فيخبرَ إنْ نطقْ؟
ذَكَرْتُ بِهِ هِنْداً، وَظَلْتُ كَأَنَّني(17/225)
أخو نشوة ٍ لاقى الحوانيتَ فاغتبق
وموقفها وهناً علينا، ودمعها
سَرِيعٌ، إذا كَفَّتْ تَحَدُّرَهُ، کتَّسَقْ
وموقفَ أترابٍ لها، إذ رأيتني،
بَكَيْنَ وأَبْدَيْنَ المَعَاصِمَ والحَدَقْ
رَأَيْنَ لَهَا شَجْواً، فَعُجْنَ لِشَجْوِها
جميعاً، وأقلتنَ التنازعَ والنزق
إذِ الحبلُ موصولٌ وإذ ودنا معاً،
جميعاً، وإذ تعطي التراسلَ والملق
وقلنَ: امكثي ما شئتِ لا من أمامنا
نَخَافُ، وَلاَ نَخْشَى مِنَ الآخِرِ کللَّحَقْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَقَدْ دَبَّ الهَوَى لَكِ في فُؤادي
لَقَدْ دَبَّ الهَوَى لَكِ في فُؤادي
رقم القصيدة : 18987
-----------------------------------
لَقَدْ دَبَّ الهَوَى لَكِ في فُؤادي
دبيبَ دمِ الحياة ِ إلى العروقِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَدِّثيني، وأَنْتِ غَيْرُ كَذُوبٍ
حَدِّثيني، وأَنْتِ غَيْرُ كَذُوبٍ
رقم القصيدة : 18988
-----------------------------------
حَدِّثيني، وأَنْتِ غَيْرُ كَذُوبٍ
أتحبينني، جعلتُ فداكِ؟
واصدقيني، فإنّ قلبي رهينٌ،
ما يُطِيقُ الكَلاَمَ فِيمَنْ سِواكِ
كُلَّما لاَحَ، أَو تَغَوَّرَ نَجْمٌ،
صدعَ القلبَ ذكركمْ، فبكاكِ
قد تمنيتِ في العتابِ فراقي،
فلقد نلتِ، يا ثريا، مناك
لا تطيعي الوشاة َ فيما أرادوا،
يا ثُرَيّا، ولا الَّذِي يَنْهَاكِ
كم فتى ً ماجدِ الخلائقِ، عفٍّ،
يتمنى في مجلسٍ أنْ يراك
حالَ من دونِ ذاكَ ما قدر
ـهُ، بِحَقٍّ، فما يُطِيقُ لِقاكِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها العاتبُ الذي رام هجري،
أيها العاتبُ الذي رام هجري،
رقم القصيدة : 18989
-----------------------------------
أيها العاتبُ الذي رام هجري،
وبعادي، وما علمتُ بذاكا
وإذا ما سمعتَ إسماً كإسمي،
ليّ بالدمعِ أخضلتْ عيناكا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أنشودة
أنشودة
رقم القصيدة : 1899
-----------------------------------
شعبُنا يومَ الكفاح(17/226)
رأسُهُ . . . يتبعُ قَولَه !
لا تقُل : هاتِ السلاح
إنّ للباطل ِ دولة
ولنا خصرٌ , ومزمارٌ , وطبلة
ولنا أنظمة ٌ
لولا العِد ا
ما بقيت في الحُكم ِ ليلة !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرسلت أسماءُ: إنا
أرسلت أسماءُ: إنا
رقم القصيدة : 18990
-----------------------------------
أرسلت أسماءُ: إنا
قد تبدلنا سواكا
بدلاً، فاستغنِ عنا
بدلاً، يغني غناكا
لن ترى أسماءَ، حتى
تبْلُغَ النَّجْمَ يَداكا
فکجْتَنِبْني وأَطيعَنْ
ناصِحَ الجَيْبِ نَهَاكا
إنَّ في الدَّارِ رِجالاً
كلهمْ يهوى رداكا
لا تلمني واجتنبني،
أنتَ ما سديتَ ذاكا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَرْسَلَتْ هِنْدٌ إلَيْنَا رَسولاً
أَرْسَلَتْ هِنْدٌ إلَيْنَا رَسولاً
رقم القصيدة : 18991
-----------------------------------
أَرْسَلَتْ هِنْدٌ إلَيْنَا رَسولاً
عاتِباً: أَنْ ما لَنَا لا نَراكا
فِيمَ قَدْ أَجْمَعْتَ عَنَّا صُدوداً؟
أأردتَ الصرمَ، أم ما عداكا؟
إنْ تَكُنْ حَاوَلْتَ غَيْظي، بِهَجْرِي،
فَلَقَدْ أَدْرَكْتَ ما قَدْ كَفَاكا
كاذباً، قد يعلمُ الله ربي
أنني لم اجنِ ما كنهُ ذاكا
وأُلبّي داعِياً إنْ دعاني
وَتصامَمْ عَامِداً إنْ دَعاكا
وأكذبْ كاشحاً إنْ أتاني،
وتصدقْ كاشحاً إن اتاكا
إنَّ في الأَرضْ مَساحاً عَريضاً
ومناديحَ كثيراً سواكا
غَيْرَ أَنِّي فاعْلَمَنْ ذاكَ حَقَّاً
لا أرى النعمة َ، حتى أراكا
قُلْتُ: مَهْمَا تَجدي بي، فإنِّي
أظهرُ الودّ لكم فوقَ ذاكا
أَنْتِ هَمّي، وأَحادِيثُ نَفْسي
ما تغيبتَ، وإذْ ما أراكا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا يا سلمَ قد شطحتْ نواكِ،
ألا يا سلمَ قد شطحتْ نواكِ،
رقم القصيدة : 18992
-----------------------------------
ألا يا سلمَ قد شطحتْ نواكِ،
فلا وصلٌ لغانية ٍ سواكِ
ولا حبٌّ لديّ، ولا تصافٍ
لِغَيْرِكِ، ما عَلاَ قَدَمِي شِراكي
لَقَدْ ماطَلْتِني، يا حِبُّ، عَصْراً(17/227)
فليتَ اللهَ بالحبِّ ابتلاك!
لتلقي بعضَ ما ألقى ووجدي،
ولا واللهِ، ما أهوى رداك
وَلَكِنْ، قَدْ مَنَحْتُ هَوَايَ صَفْواً
فليتَ اللهَ يمنحني هواك!
وَلَيْتَ العاذِلاتِ، غَداة َ بِنْتُمْ،
وأَظْهَرْنَ المَلاَمَة َ لي فِداكِ!
وَلَيْتَ مُخَبِّري بِالصَّرْمِ مِنْكُمْ،
علانية ً، نعانيَ، إذْ نعاك
فأتبعه، لكي تجزينَ ودي،
وَمَا سَلْمَى تُجازِيني بِذاكِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أأنكرتَ، من بعدِ عرفانكا،
أأنكرتَ، من بعدِ عرفانكا،
رقم القصيدة : 18993
-----------------------------------
أأنكرتَ، من بعدِ عرفانكا،
مَنَازِلَ كَانَتْ لِجِيرانِكا
منازلَ بيضاءَ، كانتْ تكو
نُ بسرِّ هواكَ، وإعلانكا
تُرِيدُ رِضاكَ، إذا ما خَلَوْن،
طِلابُ هَوَاكَ وَعِصْيانِكا
وَإنْ شِئْتَ عَاطَتْكَ، أَوْ داعَبَتْ،
لَعوبٌ عَلَى كُلِّ أَحْيانِكَا
تُرِيكَ، أَحَايينَ، عُرْضِيَّة ً،
وحيناً ترى دون إمهانكا
إذَا ما تَضَاغَنْتَ، أَلْفَيْتَها
صناعاً، بتسليلِ أضغانكا
وكنتَ، وكانتْ، وكان الزمانُ،
فأحسنْ بها، وبأزمانكا!
لياليَ، أنتَ لها موطنٌ،
وإذْ هي أفضلُ أوطانكا
وإذْ هي شأنكَ تعنى به،
وإذ غيرها ليسَ من شانكا
وإذْ هي تربكَ تربُ الصفاءِ،
وخدنكَ من دونِ أخدانكا
وإذْ كلُّ مرعى ً رعتهُ السراة ُ،
وإنْ طَابَ، لَيْسَ كَسَعْدانِكا
خُزَامَاكَ مُوْنِقَة ٌ ظِلُّهَا،
وقريانهم دونَ قريانكا
فدبّ لها ولكَ الكاشحونَ،
فحلوا حبائلَ أقرانكا
لَجَجْتَ، وَلَجَّتْ، وَكَانَ اللَّجا
لجاجُ فيه قطيعة ُ خلصانكا
وأَظْهَرْتَ هِجْرانَها: ظَالِماً
وَلَمْ تَكُ أَهْلاً لِهِجْرَانِكا
أأدنيتها، ثمّ جانبتها،
فسوفَ ترى غبَّ إدنائكا
أظنكَ تحسبها في الودادِ
مراجعة ً بعدَ عهدانكا
فَهَيْهَاتِ، هَيْهاتِ، حَتَّى المَمَاتِ،
تِ، بهمكَ منها، وأحزانكا!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها العاتبُ المكثرُ فيها،
أيها العاتبُ المكثرُ فيها،(17/228)
رقم القصيدة : 18994
-----------------------------------
أيها العاتبُ المكثرُ فيها،
بعضَ لومي، فما بلغتَ مناكا!
لم يكن من عتابنا بسبيلٍ،
فترى أنّ ما عنانا عناكا
عِنْدَ غَيْرِي، فکبْغِ النَّقِيصَة َ فيها
إنّ رأيي لا يستقيدُ لذاكا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تقولُ، غداة َ التقينا، الربابُ:
تقولُ، غداة َ التقينا، الربابُ:
رقم القصيدة : 18995
-----------------------------------
تقولُ، غداة َ التقينا، الربابُ:
بُ: أيا ذا أَفَلْتَ أُفُولَ السِّماكِ
وَكَفَّتْ سَوَابِقَ مِنْ عَبْرَة ٍ،
كَمَا کرْفَضَّ نَظْمٌ بَعِيدُ المَسَاكِ
فقلتُ لها: من يطعْ بالصديقِ
ـقِ أَعْداءَهُ يَجْتَنِبْهُ كَذَاكِ
أَغَرَّكِ أَنّي عَصَيْتُ المَلا
مَ فيكِ، وأنّ هوانا هواك
وَلَمْ أَرَ لي لَذَّة ً في الحَيَا
ة ِ، تلتذها العينُ، حتى أراك
وكانَ من الذنبِ لي عندكم
مُكَارَمَتي واتّباعي رِضاكِ
فليتَ الذي لامَ من اجلكم،
وَفي أَنْ تُزَارِي، بِرَغْمٍ، وَقَاكِ
همومَ الحياة ِ، وأسقامها،
وإنْ كَانَ حَتْفاً جَهِيزاً، فَدَاكِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> زارنا زورٌ سررتُ به،
زارنا زورٌ سررتُ به،
رقم القصيدة : 18996
-----------------------------------
زارنا زورٌ سررتُ به،
ليتَ ذاكَ الزورَ لم يعجلْ
إذْ أتانا ليلة ً وجلاً،
مِنْ عُيونِ الخَانَة ِ العُذَّلْ
وأتانا وهو منخرقٌ،
وبغالُ الحيِّ لم ترحل:
يا أَبا الخَطَّابِ هَلْ لَكُمُ
من رسولٍ ناصحٍ يرسل
بِکلَّذِي أُخْفي وأَكْتُمُهُ
من جميعِ الناسِ لم أقبل
فَأَذَاقَتْني، عَلَى مَهَلٍ،
طَيِّبَ الأَنْيَابِ، لَمْ يثْعَلْ
نَحْسَبُ الرّاحَ الذَّكِيَّ بِهِ
وسلافَ الراحِ والسلسل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد زادّ قلبي حزناً
قد زادّ قلبي حزناً
رقم القصيدة : 18997
-----------------------------------
قد زادّ قلبي حزناً
رَسْمٌ وَرَبْعٌ مُحْوِلُ(17/229)
رَبْعٌ لِهِنْدٍ مُقْفِرٌ
قد كان حيناً يؤهلُ
مَا إنْ بِهِ مِنْ أَهْلِهِ
إلا الظباءُ الخذل
قَدْ كُنْتُ فيهِمْ نَاعِماً
ألهو بهمْ، واجذل
أَيامَ هِنْد، والهَوَى
منا لهندٍ يبذل
فَحَالَ دَهْرٌ دُونَها
دَهْرٌ، لَعَمْري، مُعْضِلُ
بتنا، وقلبي مشفقٌ،
من صرمِ هندٍ أوجل
إذْ أرسلتْ في خفية ٍ،
إنَّ المُحِبَّ المُرْسِلُ
تَقُولُ هِنْدٌ کئْتِنَا
فقلتُ، لا، لا أفعل
واللهِ لا آتيكمُ،
حَتَّى يَزُورَ الأَوَّلُ!
عن حبكمْ، يا هندُ، ما
عمرتُ حياً، أغفلُ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى الطَّلَلِ،
أَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى الطَّلَلِ،
رقم القصيدة : 18998
-----------------------------------
أَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى الطَّلَلِ،
ومغنى الحيِّ كالخللِ
تعفي رسمهُ الأرواحُ،
من صبإٍ، ومن شملِ
وانداءٌ تباكرهُ،
وجونٌ واكفُ السبل
لهندٍ، إنّ هنداً حب
ـهَا، قَدْ كَانَ مِنْ شُغُلي
لَيَالِيَ تَسْتَبي عَقْلي
بِوَحفٍ وَارِدٍ جَثِلِ
وَعَيْنَيْ مُغْزِلٍ حَوْرا
لم تكحلْ، من الخذل
فلما أن عرفتُ الدارَ،
رَ، عُجْتتُ لِرَسْمِهَا جَمَلي
وَقُلْتُ لِصَحْبَتي عُوجُوا
فعاجوا هزة َ الإبل
وقالوا: قفْ ولا تعجلْ،
وإنْ كُنَّا عَلَى عَجَلِ
قَلِيلٌ في هَوَاكَ اليَوْ
ما نلقى من العمل!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَقَدْ أَرْسَلَتْ، في السِّرِّ، لَيْلَى بِأَنْ أَقِمْ،
لَقَدْ أَرْسَلَتْ، في السِّرِّ، لَيْلَى بِأَنْ أَقِمْ،
رقم القصيدة : 18999
-----------------------------------
لَقَدْ أَرْسَلَتْ، في السِّرِّ، لَيْلَى بِأَنْ أَقِمْ،
وَلاَ تَنْأَنَا، إنَّ التَّجَنُّبَ أَمْثَلُ
لَعَلَّ العُيُونَ الرامِقَاتِ لِودِّنا
تُكَذَّب عَنَّا، أَوْ تَنَامُ فَتَغْفُلُ
أناسٌ أمناهمْ، فبثوا حديثنا،
فَلَمَّا قَصَرْنا السَّيْرَ عَنْهُمْ، تَقَوَّلوا
فَقُلْتُ، وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ بِرُحْبِها(17/230)
بِلادي بِما قَدْ قِيلَ، فَکلعَيْنُ تَهْمِلُ
سأَجْتَنِببُ الدَّارَ الّتي أَنْتُمُ بِهَا
ولكنّ طرفي نحوكم سوفَ يعدل
أَلَمْ تَعْلَمي أَنّي، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعٌ
لَدَيْكِ وَمَا أُخْفي مِنَ الوَجْدِ أَفْضَلُ،
أرى مستقيمَ الطرفِ ما امَّ نحوكم،
فإنْ أمَّ طرفي غيركم، فهو أحول
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> مريم
مريم
رقم القصيدة : 190
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مريم وتضحك يرق الما ويصفالي زماني
والمكان يطيب والرمان يتكدّس هنيا
قلت رحلتنا تبي سكر وترنيمة أغاني
جاوبت هات الأغاني وأترك السكر عليا
من شفايفها صباح الخير شكل وطعم ثاني
آه لو تدري وش اتسوي صباح الخير فيا
تاخذ الما من يديه توصله شط الأماني
واهنيي كل مامريم خذتني من يديا
أذكر أول ماتلاقينا تسمّرت بمكاني
حاولت عيني تشوف الدرب مير القلب عيا
الحلا فيها من أقصاها ولا للزين داني
كل مافيها خلقه الله من طلعة محيا
كل ماعز الطلب عندي وقالت لي عشاني
كلت من هذي قبل هذي وجابتني حميا
قبلها ماطاعت اقدامي طريق الا عصاني
بعدها ماظل حلم أخضر بصدري ماتهيا
دخيلك دخيلك لاتصلح غلطتك هذا الخطا غالي
رفضت انك تجيبه من عرفتك لين هو جابك
ومدام ان الزعل مثل الرضا يبقيك في بالي
انا مزعل ولاارضى منك انا ازعل عنك وارضابك
هلابك يالخطا ضيف عزيز يكرم دلالي
اذا صبيت له فنجال عفو ونوخ اركابك
من الليله باسمي غلطتك عنقودي الحالي
الامني قطفته بالسماح انتثرت اطيابك
حبست العقلواطلقت العنان لمهرة اهبالي
وقريت ان الخطا عين الصواب بصفحة كتابتك
وش القمرا سوى غلطة ظلام ولاني مغالي
وش الظلما سوىغلطة سما بتقلد هدابك
يساورني يقين ان المطر غلطة هوا عالي
حسب نفسه يصالح غيمتين وبلل ثيابك
فديتك لاتعذر والذي سواك واهدالي عيونك
مالقيت الطف بهالدنيا من اعتابك
جزاك الله خير وبيض الله وجه عذالي
متى ماجيت ابنسى سيرتك قالوا لي احبابك(17/231)
وانا لقالوا احبابك عجزت اسمع وش التالي
خذيت الكلمة اللي تشتهيك وضعت باسبابك
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> القضية
القضية
رقم القصيدة : 1900
-----------------------------------
زعموا أنّ لنا
أرضاَ, وعرضاَ, وحمية
وسُيوفاَ لا تُباريها المنية
زَعَموا . .
فالأرضُ زالت
ودماءُ العِرض ِ سالت
و ولاة ٌ الأمرَ لا أمرَ لهُم
خارجَ نصّ المسرحية
كُلُهم راع ٍ ومسئولٌ
عن التفريط ِ في حقّ الرعية !
وعن الإرهابِ والكبتِ
وتقطيع ِ أيادي ِ الناس ِ
من أجل القضية
****
والقضية
ساعة َ الميلادِ , كانت بُندقية
ثم صارت وتداً في خيمةٍ
أغرقهُ (( الزيتُ ))
فأضحى غُصنَ زيتونٍ
. . وأمسى مزهرية
تُنعِشُ المائدةَ الخضراء
صُبحاً وعَشية
في القصورِ الملكية
****
ويقولونَ ليّ : إ ضحك !
حسناً
ها إنني أ ضحكُ من شرّ البلية ّ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها،
جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها،
رقم القصيدة : 19000
-----------------------------------
جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها،
فقرني يومَ الحصابِ إلى قتلي
فطارت بحد من قؤادي، وقارنتْ
قَرِيبَتُها حَبْلَ الصفاءِ إلَى حَبْلي
فما انسَ ملأشياءِ لا أنسَ موقفي،
وموقفها يوماً بقارعة ِ النخلِ
فلما توافقنا عرفتُ الذي بها،
كَمِثْلِ الَّذي بي حَذْوَكَ النَّعْلَ بکلنَّعْلِ
فعاجتْ بأمثالِ الظباءِ نواعمٍ،
إلى موقفٍ بين الحجونِ إلى النخل
فقالت لأترابٍ لها شبهِ الدمى ،
أَطَلْنَ التَّمَنّي والوُقُوفَ عَلَى شُغْلي
وقالتْ لهنّ: ارجعنَ شيئاً، لعلنا
نعاتبُ هذا، أو يراجعَ في وصل
فَقُلْنَ لَها: هذا عِشاءٌ، وأَهْلُنا
قَريبٌ، أَلمّا تَسْأَمي مَرْكبَ البَغْلِ؟
فقالت: فما شئتنّ، قلنَ لها: انزلي،
فللأرضُ خيرٌ من وقوفٍ على رحل
وَقُمْنَ إلَيْها، كَکلدُّمَى ، فَکكْتَنَفْنَها
وَكُلٌّ يُفَدي بِکلمَوَدَّة ِ وَالأَهْلِ
نُجومٌ دَرارِيٌّ تَكَنَّفْنَ صُورَة ً(17/232)
من البدر وافت، غيرُ هوجٍ ولا نكل
فَسَلَّمْتُ وکسْتَأْنَسْتُ خَيْفَة َ أَنْ يَرَى
عدوّ مكاني أو يرى كاشحٌ فعلي
فقالت، وأرختْ جانبَ الستر: إنما
مَعي فَتَحَدَّثْ غَيْرَ ذي رِقْبَة ٍ أَهْلي
فقلتُ لها: ما بي لهم من ترقبٍ،
وَلَكِنَّ سِرّي لَيْسَ يَحْمِلُهُ مِثْلي
فَلَمَّا کقْتَصَرْنا دُونَهُنَّ حَدِيثَنا،
وَهُنَّ طَبيبات بِحَاجَة ِ ذي التَّبْلِ
عَرَفْنَ الَّذي تَهْوَى ، فَقُلْنَ لَها: کئْذَني
نطفْ ساعة ً في طيبِ ليلٍ وفي سهل
فقالت: فلا تلبثنَ، قلنَ، تحدثي،
اتيناكِ، وانسبنَ انسيابَ مها الرمل
فقمنَ، وقد أفهمنَ ذا اللبِّ أنما
فَعَلْنَ الَّذي يَفْعَلْنَ في ذَاكَ مِنْ أَجْلي
وباتتْ تمجُّ المسكَ في فيَّ غادة ٌ،
بعيدة ُ مهوى القرطِ صامتة ُ الحجل
تقلبُ عيني ظبية ٍ ترتعي الخلى ،
وتحنو على رخصِ الشوى أغيدٍ طفل
وَتَفْتَرُّ عَنْ كکلأُقْحُوَانِ بِرَوْضَة ٍ
جلتهُ الصبا والمستهلُّ من الوبل
أَهِيمُ بِهَا: في كُلِّ مُمسًى وَمُصْبَحٍ،
وأُكْثِرُ دَعْواها إذا خَدِرَتْ رِجْلي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أشرْ، يا ابنَ عمي، في سلامة َ ما ترى
أشرْ، يا ابنَ عمي، في سلامة َ ما ترى
رقم القصيدة : 19001
-----------------------------------
أشرْ، يا ابنَ عمي، في سلامة َ ما ترى
لَنا، وَتَبَدِّيها لِتَسْلُبَني عَقْلي
عَلَى حِينِ لاَحَ الشَّيْبُ وکسْتُنْكِرَ الصِّبا
وَرَاجَعَني حِلْمي وأَقْصَرْتُ عَنْ جَهْلي
وآلتْ كما آلَ المجربُ، بعدما
صَحَوْتُ، وَمَلَّ العَاذِلاتُ مِنَ العَذْلِ
وأبديتُ عصياناً لهنّ، سببنني،
وألقينَ من يأسٍ على غاربي حبلي
وأقبلنَ يمشينَ الهوينا عشية ً،
يُقَتِّلْنَ مَنْ يَرْمِينَ بِکلحَدَقِ النُّجْلِ
غَرَائِبُ مِنْ حَيَّيْن شَتَّى لَقَيْنَني
عَلَى حالَة ٍ ما خَافَ مِنْ مِثْلِها مِثْلي
فَسَلَّمْنَ تَسْلِيماً ضَعيفاً وأَعْيُنٌ
نحاذرها من أهلهنّ، ومن أهلي
وقلنَ: لوَ انّ اللهَ شاءَ لقيتنا(17/233)
عَلَى غَيْرِ هذا مِنْ مَقامٍ وَمِنْ شُغْلِ
إذاً لبثثناكَ الاحاديثَ، واشتفتْ
نفوسٌ، ولكنّ المقامَ على رجل!
وقلنَ: متى بعد العشية ِ نلتقي
لميعادنا؟ هيهاتَ، هيهاتَ، للوصل!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلَمْ يُسْلِني نَأْيُ المَزَار صَبَابَتي
أَلَمْ يُسْلِني نَأْيُ المَزَار صَبَابَتي
رقم القصيدة : 19002
-----------------------------------
أَلَمْ يُسْلِني نَأْيُ المَزَار صَبَابَتي
إلى أمّ عبد اللهِ، والنأيُ قد يسلي؟
مِنَ المُرْعَداتِ الطّرْفِ، تَنْفُذُ عَيْنُها
إلَى نَحْوِ حَيْزُوم المُجَرَّبِ ذي العَقْلِ
فلا هي لانتْ بعضَ لينٍ يصيرها
إلينا، ولا أبدتْ لنا جانبَ البخل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> كِدْتُ يَوْمَ الرَّحِيلِ أَقْضِي حَياتي،
كِدْتُ يَوْمَ الرَّحِيلِ أَقْضِي حَياتي،
رقم القصيدة : 19003
-----------------------------------
كِدْتُ يَوْمَ الرَّحِيلِ أَقْضِي حَياتي،
ليتني متُّ قبلَ يوم الرحيلِ
لا أُطِيقُ الكَلاَمَ، مِنْ شِدَّة ِ الوَجْـ
ـدِ، وَدَمْعي يَسِيلُ كُلَّ مَسِيلِ
ذرفتْ عينها، ففاضتْ دموعي،
وَكِلانا يَلْقَى بِلُبٍّ أَصِيلِ
لو خلتْ خلتي، أصبتُ نوالاً،
او حديثاً يشفي مع التنويل
ولقد قالت الحبيبة ُ: لولا
كَثْرَة ُ النَّاسِ جُدْتُ بِالتَّقْبِيلِ
لَيْسَ طَعْمُ الكَافُورِ والمِسْكِ شِيبَا،
ثمّ علاّ بالراحِ والزنجبيل
حِينَ تَنْتَابُها، بِأَطْيَبَ مِنْ فيـ
ها طروقاً، إن شئتَ، أو بالمقيل
ذَاكَ ظَنِّي، وَلَمْ أَذُقْ طَعْمَ فيها،
لا وَمَا في الكِتَابِ مِنْ تَنْزِيلِ
وبفرعٍ، حدثتهُ، كالمثاني،
علّ بالمسكِ، فهو مثلُ السديل
رَبْعَة ٌ، أَوْ فُوَيْقَ ذَاكَ قَليلاً
ونؤومُ الضحى ، وحقُّ كسول
لاَ يَزَالُ الخَلْخَالُ فَوْق الحَشَايا
مثلَ أثناءِ حية ٍ مقتولِ
زَانَ ما تَحْتَ كَعْبِها قَدَماها
حِينَ تَمْشي، والكَعْبُ غَيْرُ نَبِيلِ(17/234)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ طَرْفي دَلَّ الفُؤادَ عَلَيْهَا، سرْ قَليلاً، وَلاَ تَلُمْني خَليلي
إنَّ طَرْفي دَلَّ الفُؤادَ عَلَيْهَا، سرْ قَليلاً، وَلاَ تَلُمْني خَليلي
رقم القصيدة : 19004
-----------------------------------
إنَّ طَرْفي دَلَّ الفُؤادَ عَلَيْهَا، سرْ قَليلاً، وَلاَ تَلُمْني خَليلي
لوداعِ الربابِ قبلَ الرحيلِ
إنَّ في النَّفْسِ حاجَة ً مَا تَقَضَّى ،
ما دَعَا في الغُصون داعي هَدِيلِ
إنّ طرفي دلّ الفؤادَ عليها،
ففؤادي كالهائمِ المقتولِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً
ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً
رقم القصيدة : 19005
-----------------------------------
ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً
مِنْ حَبِيبِ مُزَايلِ
ماجدٌ قد صبا بكم،
والصبى غيرُ طائل
مستمرٌّ لطية ٍ،
سَالِكٌ في الغَوائِلِ
ولقد خفتُ خلة ً،
لستُ منها بوائل
إنْ نَأَتْكُمْ دِيَارُنا
وکلْتِبَاسُ الحَبَائِلِ
وصرمتم مشيعاً،
ودهُ غيرُ زائل
أحدثَ الصرمَ بيننا،
إذْ بَدا، قَوْلُ قَائِلِ
إذْ بَدَتْ بَيْنَ نِسْوَة ٍ
جازئاتٍ، عقائل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَاجَ ذا القَلْبُ مَنْزِلُ
هَاجَ ذا القَلْبُ مَنْزِلُ
رقم القصيدة : 19006
-----------------------------------
هَاجَ ذا القَلْبُ مَنْزِلُ
دَارِسُ الآيِ مُحْوِلُ
غيرتْ آيهُ الصبا،
وجنوبٌ، وشمالُ
وَلَقَدْ كَانَ آهِلاً
فِيهِ ظَبْيٌ مُبَتَّلُ
طيبُ النشرِ، واضحٌ،
أحورُ العينِ، أكحل
فَلَئِنْ بَانَ أَهْلُهُ
فَبِما كَانَ يُؤْهَلُ
قَدْ أَرَانا بِغِبْطَة ٍ
فيه نلهو، ونجذل
بِجَوارٍ خَرَائِدٍ،
ذَاكَ، والوُدُّ يُبْذَلُ
إذ فؤادي بزينبٍ،
أُمِّ يَعْلَى مُوَكَّلُ
وهي فينا، فلا تبا
ليهِ، تلحى ، وتعذل
قبلَ أن يستفزها
قَوْلُ وَاشٍ يُحَمِّلُ
حينَ أرسلتُ ثهللاً،
واخو الودّ مرسلُ
بَکعْتِذَارٍ مِنْ سُخْطِها
علّ أسماءَ تقبل(17/235)
فَأَتَتْني بِما هَوِيـ
من القولِ، ثهللُ
حينَ قالتْ: تقولُ زي
نبُ: إنا سنفعل
أَنا مِنْ ذَاكَ آيِسٌ
غيرَ أني أعللُ
وأخٍ يستحثني،
وينادي، ويبذل
كلما قالَ لي: انطلقْ،
قُلْتُ: إرْبَعْ، سَأَفْعَلُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا أَيُّها العَاذِلُ في حُبِّها
يَا أَيُّها العَاذِلُ في حُبِّها
رقم القصيدة : 19007
-----------------------------------
يَا أَيُّها العَاذِلُ في حُبِّها
لَسْتَ مُطاعاً، أَيُّها العَاذِلُ
أَنْتَ صَحِيحٌ مِنْ جَوَى حُبِّها،
وحبها لي سقمٌ داخلُ
إنَّ الَّذي لاَقَيْتُ مِنْ حُبِّها
لم يلقهُ حافٍ ولا ناعلُ
الموتُ خيرٌ من حياة ٍ كذا،
لا أنا موصولٌ، ولا ذاهل
لَمّا أَتَاني قَائِلٌ بِکلَّذي
أَكْرَهُ مِمّا يُخْبَرُ السّائِلُ
قُلْتُ، وَعَيْني مُسْبِلٌ دَمْعُها،
كالدرّ من أرجائها هامل:
يَا لَيْتَني مِتُّ، وَمَاتَ الهَوَى ،
وماتَ، قبل الملتقى ، واصل
يا دارً امستْ دارساً رسمها،
وَحْشاً قِفاراً ما بها آهِلُ
قَدْ جَرَّتِ الرّيحُ بها ذَيْلَها
وَکسْتَنَّ في أَطْلاَلِها الوَابِلُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> مرحباً، ثمّ مرحباً بالتي قالتْ، غ
مرحباً، ثمّ مرحباً بالتي قالتْ، غ
رقم القصيدة : 19008
-----------------------------------
مرحباً، ثمّ مرحباً بالتي قالتْ، غ
لَتْ، غَدَاة َ الوَدَاعِ، يَوْمَ الرَّحِيلِ
للثريا: قولي لهُ انتَ همي،
ومنى النفس خالياً، وخليلي
فَکلتَقَيْنا، فَرَحَّبَتْ، ثُمَّ قَالَتْ:
عَمْرَكَ اللَّهَ، ائتِنا في المَقيلِ
في خلاءٍ، كيما يرينكَ عندي،
فيصدقنني، فداك قبيلي!
لَمْ يَرُعْهُنَّ، عِنْدَ ذَاَك، وَقَدْ جِئـ
جئتُ لميعادهنّ، إلا دخولي
قُلْنَ: هذا الَّذي نَلُومُكِ فِيهِ؟
لا تَحَجَّيْ مِنْ قَوْلِنا بِفَتِيلِ
فَصِلِيهِ، فَلَنْ تُلامي عَلَيْهِ،
فَهْوَ أَهْلُ الصَّفاءِ والتَّنْوِيلِ
قالت: انصتنَ واستمعنَ مقالي،(17/236)
لَسْتُ أَرْضَى مِنْ خُلَّتي بِقَلِيلِ
قد صفا العيشُ، والمغيريُّ عندي،
حَبَّذا هو مِنْ صَاحِب وَخليل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَصَابَى ، وَمَا بَعْضُ التَّصابي بِطَائِلِ،
تَصَابَى ، وَمَا بَعْضُ التَّصابي بِطَائِلِ،
رقم القصيدة : 19009
-----------------------------------
تَصَابَى ، وَمَا بَعْضُ التَّصابي بِطَائِلِ،
وَعَاوَدَ مِنْ هِنْدٍ جَوًى غَيْرُ زَائِلِ
كما نكستْ هيماءُ، أحدث ردعها
بِمُسْتَنْقَعٍ، أَعْرَاضُهُ لِلْهَوَامِلِ
عشية َ قالتْ: صدعتْ غربة ُ النوى ،
فَمَا مِنْ لِقَاءٍ بَيْنُنا دُونَ قَابِلِ
وما أنسَ ملأشياءِ لا أنسَ مجلساً
لنا مرة ً منها بقرنِ المنازل
بنخلة َ، بين النخلتينِ، تكننا
من العينِ، خوفَ العينِ، بردَ المراجل
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> نمور من خشب !
نمور من خشب !
رقم القصيدة : 1901
-----------------------------------
قُتلَ (( السادات )) . . و(( الشاةُ)) هرب
قُتلَ (( الشاةُ )) . . و(( سو موزا)) هرب
و(( ا لنمير يُ)) هرب
و((د و فا لييه)) هرب
ثمّ (( ماركوس)) هرب
كُلُ مخصيّ لأمريكا
طريدٌ أو قتيلٌ مُرتقب !
كُلُهم نِمرٌ , ولكن من خشب
يتهاوى
عندما يسحقُ رأسَ الشعبِ
فالشعبُ لهب !
كلّ مَخصيّ لأمريكا
على قائمةِ الشَطبِ
فعُقبى للبقايا
من سلاطين ِ العرب !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قُلْ للَّذِي يَهْوَى تَفَرُّقَ بَيْنِنا
قُلْ للَّذِي يَهْوَى تَفَرُّقَ بَيْنِنا
رقم القصيدة : 19010
-----------------------------------
قُلْ للَّذِي يَهْوَى تَفَرُّقَ بَيْنِنا
بِحَبْلِ وِدادي: أَيَّ ذَلِكَ يَفْعَلُ؟
فويلُ امها أمنية ً، لو تفهمتْ
معانيها، أو كانتِ اللبِّ تعمل
أَغَيْظي تَمَنَّتْ أَمْ أَرَادَتْ فِرَاقَها
إلَيَّ، فَلاَ حاشايَ، بَلْ أَنَا أَقْبَلُ
أُؤمِّنُ، فَادْعُ اللَّهَ يَجْمَعُ بَيْنَنا
بِحَبْلٍ شَدِيدِ العَقْدِ، لا يَتَحَلَّلُ(17/237)
وَدِدْنَا وَنُعْطى ما يَجُودُ، لَوَ انَّهُ
لنا رائمٌ، حتى يؤوبَ المنخل
فَلَسْتُ بِناسٍ، ما حَييتُ، مَقَالها
لنا، ليلة َ البطحاء، والدمعُ يهمل:
لَقَدْ غَنِيَتْ نَفْسي، وأَنْتَ بِهَمِّها،
فَقَدْ جَعَلَتْ، والحَمْدُ لِلَّهِ، تَذْهَلُ
أَراكَ تُسَوّيني بِمَنْ لَسْتُ مِثْلَهُ
وللحفظِ أهلٌ، والصبابة ِ منزل
وَلَوْ كُنْتَ صَبَّاً بي كَما أَنَا صَبَّة ٌ
أَطَعْتَ، وَلَكِنّي أَجِدُّ وَتَهْزِلُ
فقلتُ لها قولَ امرىء ٍ متحفظٍ،
تجلد عمداً، وهو للصلحِ أشكل:
أَبيني لَنَا، إنْ كَانَ هَذا تَجَنُّبا
لصرمٍ، فتصريحُ الصريمة ِ أجمل
وإنْ كَانَ إنْكَاراً لأَمْرِ كَرِهْتِهِ
فرابك أني تائبٌ متنصل
وقد علمتْ، إذ باعدتني تجنباً،
فدتْ نفسها نفسي على من تعول
هنيئاً لقلبٍ، كنتُ احسبُ أنهُ،
إذا شَاءَ سالٍ عَنْكِ، أَوْ مُتَبَدِّلُ
فمتْ كمداً، يا قلبُ، أو عشْ، فإنما
رَأَيْتُكَ بِکلجَافي البَخِيلِ مَوَكَّلُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ
أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ
رقم القصيدة : 19011
-----------------------------------
أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ
عَليَّ وإسْراعٌ، هُدِيتِ إلى عَذْلي!
فَعَزَّيْتُ نَفْسي ثُمَّ مَالَ بيَ الهَوَى
وقبليَ قادَ الحبُّ من كان ذا تبلِ
فَقُلْتُ: إذا كَافَأْتُ مَنْ هُو مُذْنِبٌ
مُسيءٌ، بِما أَسْدَى إلَيَّ، فَما فَضْلي؟
لَمْ أَرْتَجي حِلْمي إذا أَنا لَمْ أَعُدْ
عليكِ، ولم يجمعْ لجهلكمُ جهلي
فلا تقتليني، إنْ رأيتِ صبابتي
إلَيْكِ، فإنّي لا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلي
وقلتُ لها: واللهِ، ما زلتُ طائعاً
لكم، سامعاً في رجعِ قولٍ وفي فعل
فَمَا أَنْسَ مِنْ وُدٍّ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
فلستُ بناسٍ، ما هدتْ قدمي نعلي
عشية َ قالتْ، والدموعُ بعينها:
هنيئاً لقلبٍ، عنكَ لم يسلهِ مسلي
لَقَدْ كَانَ في إقْرَاضِكَ الوُدَّ غَيْرَنا(17/238)
وفعلكَ ناهٍ لي، لوَ انّ معي عقلي
فهذا الذي في غيرِ ذنبٍ علمته
صَنِيعُكَ بي حَتَّى كَأَنِّي أَخو ذَحْل
هلِ الصرمُ إلا مسلمي، إن صرم
تني، إلى سقمٍ ما عشتُ أو بالغٌ قتلي
ساملكُ نفسي ما استطعتُ، فإن تصل
أصلك، وإن تصرم حبالك من حبلي
أَكُنْ كَکلَّذي أَسْدَى إلَى غَيْرِ شَاكِرٍ
يَداً لَمْ يُثِبْ فيها بِحَمْدٍ وَلاَ بَذْلِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> فَجَعَتْنَا أُمُّ بِشْرٍ
فَجَعَتْنَا أُمُّ بِشْرٍ
رقم القصيدة : 19012
-----------------------------------
فَجَعَتْنَا أُمُّ بِشْرٍ
بَعْدَ قُرْبٍ بِکحْتِمَالِ
بَيْنَما نَحنُ جَميعاً
جِيرَة ٌ في خَيْرِ حالِ
إذْ سَمِعْنَا مِنْ مُناد
أَنْ تَهَيَّوْا لارْتِحَال
فزعوا للبينِ، لما
نزلوا بزلَ الجمال
وبغالاً ملجماتٍ،
جنبوها بالجلال
فاستقلوا، ودموعي
قَدْ أَرَبَّتْ بِکنْهِمَالِ
مِنْ هَوَى خَوْد لَعوبٍ
غادة ٍ مثلِ الهلالِ
أَشْبَهِ الخَلْقِ جَميعاً
حِينَ تَبْدُو، بِکلمِثَالِ
إنما ألوتْ بعقلي
بعد حلمٍ واكتهالِ
حينَ لاحَ الشيبُ مني
في شَواتي وَقَذالي
أيها الناصحُ، قبلي
فتنتْ شمطُ الرجال
ففؤادي في هواها
هائمٌ أخرى الليالي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرسلتُ لما عيلَ صبري إلى
أرسلتُ لما عيلَ صبري إلى
رقم القصيدة : 19013
-----------------------------------
أرسلتُ لما عيلَ صبري إلى
أسماءَ، والصبُّ بأن يرسلا،
أذكرُ أنْ لا بدّ من مجلسٍ،
يكونُ عنْ سامركم معزلا
لأأبثكمْ فيه جوى شفني،
حملتهُ من حبكمْ، مثقلا
فَکبْتَسَمْت عَنْ نَيِّرٍ واضِحٍ
مُفَلَّجٍ، عَذْبٍ، إذا قُبِّلا
كَأُقْحُوَانِ الرَّمْلِ في جَائِرٍ
أو كسنا البرقِ إذا هللا
ثمّ دعتْ، من عجبٍ، أختها
وَواعِدِيهِ سَرْحَتَيْ مَالِكٍ
يسومني، معتذراً، مجلساً،
كأنهُ يأمنُ أن نبخلا
فَأَرْسَلَتْ أَرْوى وَقَالَتْ لَهَا،
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْضَى وأَنْ تَقْبَلا:
إيتيهِ بِکللَّهِ وَقولي لَهُ:(17/239)
واللهِ، لا يفعلهُ، ثمّ لا
وواعديه سرحتنيْ مالكٍ،
أو الربى دونهما، منزلا
وَلْيَأْتِ، إنْ جَاءَ، عَلَى بَغْلَة ٍ
إني أخافُ المهرَ أن يصهلا
لَمّا کلْتَقَيْنَا رَحَّبَتْ تِرْبُها
هِنْدٌ وَقَالَتْ: قُلَّباً حُوَّلا
وأعرضتْ من غيرِ ما بغضة ٍ،
لكاشحٍ لم يألُ أنْ يمحلا
بلغها كذباً، ولم يألها
غِشَّاً، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ حَمَّلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا إني عشية َ دارِ زيدٍ،
ألا إني عشية َ دارِ زيدٍ،
رقم القصيدة : 19014
-----------------------------------
ألا إني عشية َ دارِ زيدٍ،
على عجلٍ أردتُ بأن أقولا:
أَنيلي قَبْلَ وَشْكِ کلْبَيْنِ إنِّي
أرى مكثي بأرضكمُ قليلا
فَهَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً، وَقَالَتْ:
عذرتك، لو ترى منهم غفولا
وَلَكِنْ لَيْسَ يُعْرَفُ لي خُروجٌ،
وَلا تَسْطيعُ في سِرٍّ دُخولا
هلمّ، فأعطني واسترضِ مني
مَوَاثِيقاً، عَلَى أَنْ لا تَحولا
وأَنْ نَرْعَى الأَمَانَة َ، ما نَأَيْنَا،
وَنُعْمِلَ في تَجَاوُرِنا الرَّسُولا
فقلتُ لها: وددتُ، وليَ أني
وَجَدْتُ إلَى لِقَائِكُمُ سَبيلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا أمّ نوفلَ، فكي عانياً مثلتْ
يا أمّ نوفلَ، فكي عانياً مثلتْ
رقم القصيدة : 19015
-----------------------------------
يا أمّ نوفلَ، فكي عانياً مثلتْ
به قريبة ُ، أو هو هالكٌ عجلا
كما دعوتُ التي قامتْ بقرقرها،
تَمْشي كَمَشْيِ ضَعِيفٍ خَرّ فَانْجَدَلا
فمجتِ المسكَ بحتاً ليسَ يخلطه
إلا سحيقٌ من الكافورِ قد نخلا
والزنجبيلُ مع التفاحِ تحسبه،
مِنْ طِيبِ رِيقَتِها، قَدْ خَالَطَ العَسَلا
يا طِيبَ طَعْمِ ثَناياها، وِرِيقَتِها،
إذا کسْتَقَلَّ عَمُودُ الصُّبْحِ فَکعْتَدَلا
مجاجة ُ المسكِ، لا تقلى شمائلها،
تَزْدَادُ عِنْدي، إذا ما ماحِلٌ مَحَلا
لو كان يخبلُ طيبُ النشرِ ذا كلفٍ،
لكنتُ من طيب رياها الذي خبلا
لَهَا مِنَ الرِّئْمِ عَيْناهُ وَسُنَّتُهُ(17/240)
ونخوة ُ السابقِ المختالِ إذ صهلا
مطلتِ ديني، وأنتِ اليومَ موسرة ٌ،
أحببْ بها من غريمٍ موسرٍ مطلا!
مطلتهِ سنة ً حولاً، مجرمة ً،
وَبَعْضَ أُخْرَى ، تَجَنَّي الذَّنْبَ والعِلَلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
رقم القصيدة : 19016
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
أَبَى بِکلْبِرَاقِ العُفْرِ أَنْ يَتَحَوَّلا
بفرعِ النبيتِ، فالشرى خفّ أهله،
وبدلَ أرواحاً جنوباً وشمالا
ضرائرَ أوطنّ العراصَ، كأنما
أَجَلْنَ عَلَى ما غَادَرَ الحَيُّ مُنْخُلا
دِيَارَ الَّتي قَامَتْ إلى السَّجْفِ غُدْوَة ً،
لِتَنْكَأَ قَلْباً كَانَ قِدْماً مُقَتَّلا
أرادت، فلم تسطعْ كلاماً، فأومأتْ
إليّ، ولم تأمنْ رسولاً فترسلا:
بأن بتْ عسى أن يسترَ الليلُ مجلساً
لَنَا، أَوْ تَنَامَ العَيْنُ عَنَّا فَتَغْفُلا
فَوَطَّنْتُ نَفْسي لِلْمَبيتِ فَوَلَّجُوا
ليَ الربضَ الاعلى مطياً وأرحلا
وقالتْ لتربيها: اعلما أنّ زائراً،
عَلَى رِقْبِة ٍ کتيكُما مُتَغَفِّلا
فَقُولا لَهُ، إنْ جَاءَ: أَهْلاً وَمَرْحَباً،
وَلينا لَهُ كَيْ يَطْمَئِنَّ وَسَهِّلا
فراجعتاها: أن نعم، فتيممي
لَنَا مَنْزِلاً عَنْ سَامِرِ الحَيِّ مَعْزِلا
وَلاَ تَعْجَلي أَنْ تَهْدَأَ العَيْنُ، وَکتْرُكي
رقيباً بأبوابِ البيوتِ موكلا
فبتّث أفاتيها، فلا هيَ ترعوي
لجودٍ، ولا تبدي إباءً، فتبخلا
وأُكْرِمُها مِنْ أَنْ تَرَى بَعْضَ شِدَّة ٍ،
وتبدي مواعيدَ المنى والتعللا
فلم أرَ مأتياً يؤملُ بذله،
إذا سئلتْ، أبدى إباءً، وأبخلا
وأمنعَ للشيءِ الذي لا يضيرها،
وأَسْبَى لِذي الحِلْمِ الَّذي قَدْ تَذَلَّلا
إذا طمعتْ، عادتْ إلى غيرِ مطمعٍ
بِجُودٍ، وَتأْبَى النَّفْسُ أَنْ تَتَحَلَّلا(17/241)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عوجا نحيِّ الطللَ المحولا،
عوجا نحيِّ الطللَ المحولا،
رقم القصيدة : 19017
-----------------------------------
عوجا نحيِّ الطللَ المحولا،
والربعَ من أسماءَ، والمنزلا
وَمَجْلِسَ النِّسْوَة ِ بَعْدَ الكَرَى
أَمِنَّ فِيهِ الأَبْطَحَ الأَسْهَلا
بجانبِ البوباة ِ، لم يعدهُ
تَقَادُمُ العَهْدِ بِأَنْ يُؤهَلاَ
إيايَ، لا إيّاكُما، هَيَّجَ کلْـ
زلُ للشوقِ، فلا تعجلا
إنْ كنتما خلوينِ من حاجتي، ال
ـيَوْمَ، فَإنَّ الحَقَّ أَنْ تَجْمِلا
ذَكَّرَني المَنْزِلُ ما غِبْتُما
عنه، فعوجا ساعة ً واسألا
إنْ يُصْبِحِ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ
وَحْشاً مَغَاني رَسْمِهِ مُمْحِلا
فقد أراهُ، وبهِ ربربٌ
مِثْلُ کلْمَهَا، يَقْرو المَلاَ کلمُبْقِلا
أَيّامَ أَسْمَاءُ بِهِ شادِنٌ
خودٌ، تراعي رشأَ أكحلا
قالت لتِرْبَيْنِلها عندها:
هل تعرفان الرّجُلَ المُقْبِلا؟
قَالَتْ فَتاة ٌ، عِنْدَها، مُعْصِرٌ،
تُدِيرُ حَوْرَاوَيْنِ، لَمْ تَخْذُلا:
هذا أبو الخطابِ، قالت: نعمْ،
قَدْ جَاءَ مَنْ نَهْوَى ، وَمَا أَغْفَلاَ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا،
ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا،
رقم القصيدة : 19018
-----------------------------------
ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا،
وکسْأَلْ، فَإنَّ قَلِيلَهُ أَنْ تَسْأَلا
أمكثْ، بعمركَ، ليلة ً، وتأنها،
فَلَعَلَّ ما بَخِلَتْ بِهِ أَنْ يُبْذَلا
قال: ائتمرْ ما شئتَ غيرَ نازعٍ
فِيمَا هَوَيْتَ، فَإنَّنا لَنْ نَعْجَلا
لَسْنَا نُبالي، حِينَ تُدْرِكُ حَاجَة ً،
مَا بَاتَ، أَوْ ظَلَّ المَطِيُّ مُعَقَّلا
نَجْزِي بِأَيْدٍ كُنْتَ تَبْذُلُها لَنَا،
حقٌّ علينا، واجبٌ أن نفعلا!
حتى إذا ما الليلُ جنّ ظلامهُ،
ورقبتُ غفلة َ كاشحٍ أن يمحلا
وکسْتَنْكَحَ النَّوْمُ الَّذِينَ نَخَافُهُمْ،
ورمى الكرى بوابهم، فتخبلا(17/242)
خَرَجَتْ تَأَطَّرُ في الثِّياب، كَأَنَّها
رِيحٌ تَسَنَّتْ عَنْ كَثِيبٍ أَهْيَلا
فَجَلا القِنَاعُ سَحَابَة ً مَشْهورَة ً
غَرّاءَ تُعْشي الطَّرْفَ أَنْ يَتَأَمَّلا
سلمتُ حين لقيتها، فتهللتْ
لِتَحِيَّتي، لَمّا رَأَتْني مُقْبِلا
فَلَبَثْتُ أَرْقِيها بِمَا لَوْ عَاقِلٌ
يُرْقَى بِهِ ما کسْطَاعَ أَلاَ يَنْزِلا
تدنو فتطمعُ، ثمّ تمنعُ بذلها
نفسٌ أبتْ بالجود لأن تتحللا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني،
أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني،
رقم القصيدة : 19019
-----------------------------------
أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني،
أراقبُ ليلاً ما يزولُ طويلا
إذا خَفَقَتْ مِنْهُ نُجُومٌ، فَحَلَّقَتْ،
تبينتُ من تالي النجومِ رعيلا
فلمّا مضتْ من أوّلِ اللّيلِ هجْعَة ٌ،
وأيقنتُ من حسّ العيونِ غفولا
دخلتُ على خوفٍ، فأرقتُ كاعباً،
هَضِيمَ الحَشا، رَيَّا العِظامِ، كَسولا
فَهَبَّتْ تُطيعُ الصَّوْتَ نَشْوَى مِنَ الكَرَى ،
كَمُغْتَبِقِ الرّاحِ المُدام شَمُولا
فعضتْ على الإبهام منها مخافة ً
عَلَيَّ، وَقَالَتْ: قَدْ عَجِلْتَ دُخولا
فَهَلاَّ، إذا کسْتَيْقَنْتَ أَنَّكَ دَاخِلٌ،
دَسَسْتَ إلَيْنَا، في الخَلاءِ، رَسولا
فَنَقْصُرَ عَنَّا عَيْنَ مَنْ هُوَ كَاشِحٌ
وتاتي، ولا نخشى عليكَ دليلا
فقلتُ: دعاني حبكم، فأجبتهُ
إلَيْكِ، فَقَالَتْ: بَلْ خُلِقْتَ عَجُولا
فلما أفضنا في الهوى نستبثهُ،
وَعَادَ لَنَا صَعْبُ الحَدِيثِ ذَلُولا
شَكَوْتُ إلَيْهَا، ثُمَّ أَظْهَرْتُ عَبْرَة ً،
وأخفيتُ منه في الفؤادِ غليلا
فَقُلْتُ: صلي مَنْ قَدْ أَسَرْتِ فُؤادَهُ،
وَعَادَ لَهُ فِيكِ النَّصوحُ عَذولا
فصدتْ، وقالت: ما تزالُ متيماً،
بِنَجْدٍ، وإنْ كُنْتَ الصَّحِيحَ، قَتيلا
صدودَ شموسٍ، ثم لانتْ، وقربتْ
إليّ، وقالت لي: سألتَ قليلا!
قدرتَ على ما عندنا من مودة ٍ،
ودائمِ وصلٍ، إنْ وجدتَ وصولا(17/243)
لقد حليتكَ العينُ اولَ نظرة ٍ،
وأعطيتَ مني، يا ابنَ عمِّ، قبولا
فَأَصْبَحْت هَمَّاً لِلْفُؤَادِ، وَمُنْيَة ً،
وَظِلاًّ مِنَ النُّعمى عليّ، ظَليلا
أَميراً عَلَى ما شِئْتَ مِنّي مُسَلَّطاً
فَسَلْ، فَلَكَ الرَّحْمَنُ يُمْنَحْ سُولا
فقلت لها: يا سكنَ إني لسائلٌ
سؤالَ كريمٍ، ما سألتُ، جميلا
سَأَلْتُ بِأَنْ تَعْصي بِنَا قَوْل كَاشِحٍ،
وإنْ كان ذا قربى لكم، ودخيلا
وَأَنْ لا تَزَالَ النَّفْسُ مِنْكِ مضيفَة ً
عَلَيَّ، وَتُبْدي، إنْ هَلَكْتُ، عَويلا
وَأَنْ تُكْرِمي، يَوْماً، إذا ما أَتَاكُمُ
رسولٌ، لشجوٍ، مقصراً ومطيلا
وأَنْ تَحْفَظي بِکلْغَيْبِ سِرّي وَتَمْنَحي
جليسكِ طرفاً، في الملامِ، كليلا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ذكريات
ذكريات
رقم القصيدة : 1902
-----------------------------------
أذكرُ ذاتَ مرة ٍ
أن فمي كانَ بهِ لسان
وكانَ يا ما كان
يشكو غيابَ العدل ِ والحُرية
ويُعلنُ احتقارهُ
للشرطةِ السريةِ
لكنهُ حينَ شكا
أجرى لهُ السلطان
جراحةُ رَسمية
من بعد ما أثبتَ بالأدلةِ القطعية
أنّ لساني في فمي
زائدة ٌ دودية !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الطللا
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الطللا
رقم القصيدة : 19020
-----------------------------------
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الطللا
عَنْ بَعْضِ مَنْ حَلَّهُ بِکلأَمْسِ، ما فَعَلا
فقال لي الربعُ، لما ان وقفتُ به:
إنَّ الخَلِيطَ أَجَدَّ البَيْنَ فَکحْتَمَلا
وَخَادَعَتْكَ النَّوَى حَتَّى رَأَيْتَهُمُ
في الفجرِ، يحتثُّ حادي عيرهم زجلا
لَمّا وَقَفْنَا نُحَيّيهِمْ، وَقَدْ شَحَطَتْ
نَعَامَة ُ البَيْنِ، فَکسْتَوْلَتْ بِهِم أُصُلا
قَامَتْ تَرَاءَى لِحَيْنٍ سَاقَهُ قَدَرٌ،
وقد نرى انها لن تسبقَ الأجلا
بِفَاحِمٍ مُكْرَعِ سودٍ غَدَائِرُهُ
تَثْني عَلَى المَتْنِ مِنْهُ وَارِداً جَثَلا
ومقلتيْ نعجة ٍ أدماءَ، أسلمها(17/244)
أحوى المدامع، طاوي الكشح قد خذلا
وَنَيِّر النَّبْتِ عَذْبٍ بَارِدٍ خَصِرٍ،
كَکلأُقْحُوَانِ عِذابٍ طَعْمُهُ رَتِلا
كَأَنَّ إسْفِنْطَة ً شِيبَتْ بِذِي شَبَمٍ
مِنْ صَوْبِ أَزْرَقَ هَبَّتْ رِيحُهُ شَمَلا
والعنبرَ الاكلفَ المسحوقَ خالطهُ،
والزنجبيلَ، وراحَ الشامِ، والعسلا
تَشْفي الضَّجِيعَ بِهِ، وَهْنَا، عَوَارِضُها،
إذا تَغَوَّرَ هذا النَّجْمُ وَکعْتَدَلا
قَالَتْ عَلَى رِقْبَة ٍ يَوْماً لِجَارَتِها:
ما تأمرينَ؟ فإنّ القلبَ قد تبلا
وهل ليَ اليومَ من أختٍ مواسية ٍ
منكنَ، أشكو إليها بعضَ ما عملا؟
فجاوبتها حصانٌ غيرُ فاحشة ٍ،
بِرَجْعِ قَوْلٍ، وأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ خَطِلا:
إقني حياءك في سترٍ، وفي كرمٍ،
فلستِ اولَ أنثى علقتْ رجلا
لا تظهري حبه، حتى أراجعهُ،
إني سأكفيكه، إنْ لم أمتْ عجلا
صدت بعاداً، وقالت للتي معها:
بِکللَّهِ لُوميهِ في بَعْضِ الَّذي فَعَلا
وَحَدِّثيهِ بما حُدِّثْتِ، وکسْتَمِعي
ماذا يقولُ، ولا تعييْ به جدلا
حَتَّى يَرَى أَنَّ ما قَالَ الوُشاة ُ لَهُ
فينا، لديهِ إلينا كله نقلا
وعرفيه به كالهزلِ، واحتفظي
في غيرِ معتبة ٍ أنْ تغضبي الرجلا
فَإنَّ عَهْدي بِهِ، وَکللَّهُ يَحْفَظُهُ،
وَإنْ أَتَى الذَّنْبَ مِمَّنْ يَكْرَهُ العَذَلا
لَوْ عِنْدَنَا کغْتِيبَ، أَوْ نِيلَتْ نَقِيصَتُهُ،
ماى بَ مغتابه من عندنا جذلا
قلتُ: اسمعي فلقد أبلغتِ في لطفٍ،
وليس يخفى على ذي اللبِّ من هزلا
هذا أرادتْ به بخلاً لنعذرها،
وقد نرى أنها لن تعدمَ العللا
ما سُمِّيَ القَلْبُ إلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
ولا الفؤادُ فؤاداً غيرَ انْ عقلا
أما الحديثُ الذي قالتْ أتيتُ به،
فما عنيتُ به، إذْ جاءني، حولا
مَا أَطَعْتُ بِهَا بِالْغَيْبِ، قَدْ عَلِمَتْ
مَقَالَة َ الكَاشِحِ الواشي إذا مَحَلا
إنِّي لأَرْجِعُهُ فيها بِسُخْطَتِهِ
وقد أتاني يرجي طاعتي نفلا(17/245)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> جُنَّ قَلْبي، فَقُلْتُ: يا قَلْبِ مَهْلا:
جُنَّ قَلْبي، فَقُلْتُ: يا قَلْبِ مَهْلا:
رقم القصيدة : 19021
-----------------------------------
جُنَّ قَلْبي، فَقُلْتُ: يا قَلْبِ مَهْلا:
لا تُبَدِّلْ بِکلْحِلْمِ وَالعَزْمِ جَهْلا!
حلفتْ أنّ ما اتاها يقينٌ،
قُلْتُ: لا تَحْلِفي، فَدَيْتُكِ، كَلاَّ!
أَسْأَلُ اللَّهَ مَنْ بَداكِ بصَرْمٍ
أَنْ يَرَى في الحَيَاة ِ، ما عَاشَ، ذُلاَّ
فاتقي اللهَ، واقبلي العذرَ مني،
وَتَجَافَيْ عَنْ بَعْضِ ما كَانَ زَلاَّ
لم أرحبْ بان سخطتِ، ولكن
مرحباً، إن رضيتِ عنا، وأهلا
إنَّ وَجْهاً أَبْصَرْتُهُ لَيْلَة َ البَدْ
رِ عَلَيْهِ کبْتَنَى الجَمَالُ وَحَلاّ
وجهكِ الوجهُ لوْ به تسألُ المز
نُ من الحسنِ والجمال استهلا
وأسيلٍ من الوجوهِ نضيرٍ،
دَقَّ فِيهِ حُسْنُ الجَمَالِ وَجَلاّ
إنني بالسلامِ منكِ لراضٍ،
وأرى ذاكَ من نوالكِ جزلا
لا أَخُونُ الخَلِيلَ ما عِشْتُ حَتَّى
يُنْقَلَ البَحْرُ بِالغَرَابِيلِ نَقْلا
ثمّ قالتْ: لا تعلمنّ بسري،
يا ابن عمي، اقسمتُ! قلتُ: أجلْ، لا
إنْ أَكُنْ قَدْ سَأَيْتُكُمْ فَلَكِ العُتْـ
بى ، وهان الذي سألتِ، وقلا
من أراد الفجورَ في الودّ منا،
ضَرَبَ اللَّهُ في ذِرَاعَيْهِ غُلاَّ
حَدِّثيني، فَدَتْكِ نَفْسي وأَهْلِي،
أتحبينني كحبكِ عدلا؟
إنَّ في الصَّرْمِ رَاحَة ً مِنْ عَنَاءٍ،
ونعمْ في الجوابِ، أحسنث من لا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّ المَنَازِلَ أَضْحَى رَسْمُها مثلا،
حَيِّ المَنَازِلَ أَضْحَى رَسْمُها مثلا،
رقم القصيدة : 19022
-----------------------------------
حَيِّ المَنَازِلَ أَضْحَى رَسْمُها مثلا،
إرْبَعْ نُسائِلُها، لا بَأْسَ أَنْ تَسَلا
عن التي لم يرَ الرائي كصورتها
إِنسِيّة ً، وَطِئَتْ سَهْلاً، وَلاَ جَبَلا
بَيْضَاءَ جَازِئَة ً، نَضْحُ العَبِيرِ بِها،(17/246)
ممكورة الخلقِ ممنْ يألف الحجلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هل تَعرِفُ اليومَ رسمَ الدارِ والطّلَلا،
هل تَعرِفُ اليومَ رسمَ الدارِ والطّلَلا،
رقم القصيدة : 19023
-----------------------------------
هل تَعرِفُ اليومَ رسمَ الدارِ والطّلَلا،
كما عرَفْتَ بجفن الصّيقَلِ الخِلَلا؟
دارٌ لِمَرْوَة َ، إذْ أهْلي وأهْلُهُمُ
بالكانسية ، نرعى اللهوَ والغزلا
أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضُّ قَدْ رَحَلا
وَلاَحَ في الرَّأْسِ شَيْبٌ، حَلَّ فَکشْتَعَلا
إنَّ الشَّبَابَ، الَّذِي كُنَّا نُزَنُّ بِهِ،
وَلَّى ، وَلَمْ نَقْضِ مِنْ لَذَّاتِهِ أَمَلاَ
ولى الشبابُ حمياً غيرَ مرتجعٍ،
واستبدل الرأسُ مني شرّ ما بدلا
شَيْبٌ تَفَرَّعَ أَبْكَاني مَوَاضِحُهُ
أضحى ، وحالَ سوادُ الرأس فانتقلا
ليتَ الشبابَ بنا حلتْ رواحله،
وأصبحَ الشيبُ عنا اليومَ منتقلا
أَوْدَى الشَّبابَ وأَمْسَى المَوْتُ يَخْلُفُهُ
لا مرحباً بمحلّ الشيبِ إذْ نزلا
مَا بَالُ عِرْسيَ قَدْ طَالَتْ مُطَالَبَتي
أمستْ تجنى عليّ الذنبَ والعللا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا خَلِيلَيَّ، سَائِلا الأَطْلاَلا،
يا خَلِيلَيَّ، سَائِلا الأَطْلاَلا،
رقم القصيدة : 19024
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ، سَائِلا الأَطْلاَلا،
بِکلبُلَيَّيْنِ، إنْ أَجَزْنَ سُؤالا
وَسَفاهٌ، لَوْلا الصَّبَابَة ُ، حَبْسي،
في رسوم الديار، ركباً عجالا
بعدما أوحشتْ منَ آل الثريا،
وأجدتْ فيها النعاجُ الظلالا
يَفْرَحُ القَلْبُ، إنْ رَآكِ، وَتَسْتَعْـ
برُ عيني، إذا أردتِ احتمالا
ولئن كانَ ينفعُ القربُ، ما أز
دادُ، فِيما أَراكِ، إلاَّ خَبالا
غيرَ اني ما دمتِ جالسة ً عن
دي، سألهو ما لم تريدي زيالا
فَإذَا مَا کنْصَرَفْتِ، لَمْ أَرَ لِلْعَيْـ
شِ التذاذاً، ولا لشيءٍ جمالا
أنتِ عيشي، نعم، ورؤيتك الخل
ـدَ، وَكُنْت الحَدِيثَ والأَشْغَالا(17/247)
حُلْتِ دُونَ الفُؤادِ، وکلتَذَّكِ القَلْـ
ـبُ، وَخَلَّى لَكِ النِّساءُ الوِصالا
وتخلقتِ لي خلائقَ أعطت
كِ قيادي، فما ملكتُ احتمالا
أيها العاذلي، أقلَّ عتابي،
لَمْ أُطِعْ في وِصَالِها العُذَّالا
إنَّ ما قُلْتَ وَکلَّذي عِبْتَ مِنْها،
لم يزدها في العينِ إلا جلالا
لا تعبها، فلن اطيعكَ فيها،
لَمْ أَجِدْ لِلْوُشاة ِ فيها مَقَالا
فيمَ، باللهِ، تقتلينَ محباً
لك، بالول مخلصاً، بذالا
ولعمري، لئن هممتِ بقتلي،
لَبِما قَدْ قَتَلْتِ قَبْلي الرِّجالا
حَدِّثيني عَنْ هَجْرِكُمْ وَوِصالي،
أَحَراماً تَرَيْنَهُ أَمْ حَلالا؟
فَکحْكُمي بَيْنَنَا وَقولي بِعَدْلٍ
هل جزاءُ المحبّ إلا الوصالا
ليتني متُّ يومَ ألثم فاها،
إذْ خَشِينا في مَنْظَرٍ أَهْوَالا
إذْ تمنيتُ أنني لكِ بعلٌ،
آهِ، بَلْ لَيْتَني بِخَدِّكِ خالا!
وبنو الحارثِ بنِ ذهلٍ تبنى
في ذرى المجدِ فرعها فاستطالا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنّ الحبيبَ تروحتْ اثقالهُ،
إنّ الحبيبَ تروحتْ اثقالهُ،
رقم القصيدة : 19025
-----------------------------------
إنّ الحبيبَ تروحتْ اثقالهُ،
أصلاً، فدمعك دائمٌ إسبالهُ
قد راحَ في تلكَ الحمولِ عشية ً
شَخْصٌ يَسُرُّكَ حُسْنُه وَجَمَالُهُ
شَخْصٌ غَضيضُ الطَّرْفِ مُضْطَربُ الحَشَا
عَبْلُ المُدَمْلَجِ مُشْبَعٌ خَلْخَالُهُ
فَکقْنَ الحَيَاءَ، فَقَدْ بَكَيْتَ بِعَوْلَة ٍ
لو كان ينفعُ باكياً إعواله
يا حبذا تلكَ الحمولُ، وحبذا
شَخْصٌ هُنَاكَ، وَحَبَّذَا أَمْثَالُهُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا نُعْمُ، قَدْ طَالَتْ مُمَاطَلَتي،
يَا نُعْمُ، قَدْ طَالَتْ مُمَاطَلَتي،
رقم القصيدة : 19026
-----------------------------------
يَا نُعْمُ، قَدْ طَالَتْ مُمَاطَلَتي،
إنْ كَانَ يَنْفَعُ عَاشِقاً مَطَلُهْ
كان الشفاءَ لنا ومنيتنا
منكِ، الحديثُ، فغالنا غيله
فَفَدَيْتُ مَن أُشْفَى بِرُؤيَتِهِ(17/248)
وأبى ،وكان كثيرة ً عدله
ظبيٌ تزينه عوارضه،
والعينُ زينَ لحظها كحله
وَلَوَ کنَّها بَرَزَتْ لِمُنْتَصِبٍ
قَسٍّ، طَوِيلِ اللَّيلِ، يَبْتَهِلُهُ
سيارِ أرضٍ لا انيسَ بها،
فيها شَرِيعَتُهُ وَمُبْتَقَلُهْ
لَصَبَا وأَلْقَى عَنْهُ بُرْنُسَهُ،
وسعى ، واهونُ سعيه رمله
حَتَّى يُعَايِنَها مُعَايَنَة ً،
غزلاً، وحقَّ لقسهمْ غزله
كُنَّا نُؤَمِّلُ أَنْ نَفُوزَ بِهِ،
في مَنْ نُؤَمِّلُهُ وَنَخْتَتِلُهْ
حَتَّى أُتيحَ لِظَبْينا رَجُلٌ،
من اهلِ مكة َ زانهُ حلله
يغدو عليه الخزُّ يسحبه،
وَيَرُوحُ في عَصْبِ وَيَبْتَذِلُهْ
فَرَمَى ، فَأَقْصَدَهَا بِرَمْيَتِهِ،
ورنا، فمهدَ للفتى أجله
قالت لقيناتٍ يطفنَ بها
حَولي، وَدَمْعي دَائِمٌ سَبَلُهْ:
أَنْتُنَّ زَيَّنْتُنَّ فُرْقَتَنا،
وَلِكُلِّ صَاحِبِ زِينَة ٍ عَمَلُهْ
لاَ تُعْجِلاَهُ أَنْ يُسَائِلَنا،
إنْ كَانَ شَفَّ فُؤادَهُ ثِقَلُهْ
فَفَدَيْتُ حَامِلَهُ وَحَاضِرَهُ،
وَفَدَيْتُ ما يَسْمو بِهِ جَمَلُهْ
وَفَدَيْتُ مَنْ كَانَتْ مَسَاكِنُهُ
بِکلسَّهْلِ، أَوْ مُسْتَوْعَرٌ جَبَلُهْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنّ الخليطَ أجدَّ، فاحتملا،
إنّ الخليطَ أجدَّ، فاحتملا،
رقم القصيدة : 19027
-----------------------------------
إنّ الخليطَ أجدَّ، فاحتملا،
وأرادَ غيظكَ بالذي فعلا
قَدْ كُنْتُ آمُلُ طولَ مَكْثِهِمُ،
والنفسُ مما تاملُ الأملا
فإذا البغالُ تشدُّ واقفة ً،
وإذا الحداة ُ قد اعتبوا الإبلا
فَهُنَاكَ كاد الحُبُّ يَقْتُلُني
لَوْ كَانَ حُبٌّ قَبْلَهُ قَتَلا
إنَّ الَّذِينَ رَجَوْتُ مَكْثَهُمُ
قَدْ أَجْمَعُوا لِلْبَيْنِ مُحْتَمَلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خليليّ، مرا بي على رسمِ منزلِ،
خليليّ، مرا بي على رسمِ منزلِ،
رقم القصيدة : 19028
-----------------------------------
خليليّ، مرا بي على رسمِ منزلِ،
وربعٍ لشنباءَ ابنة ِ الخيرِ، محولِ(17/249)
أَتَى دونَهُ عَصْرٌ، فَأَخْنَى بِرَسْمِهِ
خلوجان من ريحٍ جنوبٍ وشمالِ
سرا جلَّ ضاحي جلده ملتقاهما،
وَمَرَّ صَباً بِکلْمَوْرِ هَوْجاءُ مَحْمَلِ
وبدلَ بعدَ الحيِّ عيناً سواكناً،
وَخَيْطَ نَعامٍ بِکلأَمْاعزِ هُمَّلِ
بما قد أرى شنباءَ حيناً تحلهُ،
وَأَتْرَابَهَا، في نَاضِرِ النَّبْتِ مُبْقِلِ
أَعَالِيَ تُصْطَادُ الفُؤادَ نِسَاؤهُمْ
بِعَيْنَيْ خَذولٍ مُؤنِقِ الجَمِّ مُطْفِلِ
وَوَحْفٍ يُثَنَّى في العِقَاصِ كَأَنَّهُ
دَواني قُطُوفٍ، أَو أَنَابِيبُ عُنْصُلِ
تَضِلُ مَدَارِيها، خِلاَلَ فُروعِها،
إذا أَرْسَلَتْها، أَوْ كَذَا غَيْرَ مُرْسَل
وتنكلُّ عن غرٍّ، شتيتٍ نباته،
عِذابٍ ثَناياهُ، لَذِيذِ المُقَبَّلِ
كَمِثْلِ أَقاحي الرَّمْلِ، يَجْلو مُتُونَهُ
سُقُوطُ نَدًى مِنْ آخِرِ کللَّيْلِ مُخْضِلِ
إذا ابتسمت، قلتَ انكلالُ غمامة ٍ،
خَفَا بَرْقُها في عَارِضٍ مُتَهَلِّلِ
كَأَنَّ سَحِيقَ المِسْكِ خَالطَ طَعْمَهُ
وَرِيحَ الخُزَامَى في جَدِيدِ القَرَنْفُلِ
بِصَهْبَاء، دِرْيَاقِ المُدامِ، كَأَنَّهَا
إذا ما صفا راووقها، ماءُ مفصل
وَتَمْشي عَلَى بَرْدِيَّتَيْنِ غَذاهُمَا
يَهَامِيمُ أَنْهَارٍ بِأَبْطَحَ مُسْهَلِ
مِنَ الحَورِ، مِخْمَاصٌ، كَأَنَّ وِشَاحَهَا
بِعُسْلُوجِ غَابٍ، بَيْنَ غِيلٍ وَجَدْوَلِ
قَلِيلَة ُ إزْعاجِ الحَدِيثِ يَرُوعُها
تَعَالي الضُّحَى لَمْ تَنْتَطقْ عَنْ تَفَضُّلِ
نؤوم الضحى ، ممكورة ُ الخلق، غادة ٌ،
هَضِيمُ الحَشا حُسّانَة ُ المُتَجَمَّلِ
فَأَمْسَتْ أَحَادِيثَ الفُؤادِ وَهَمَّهُ،
وإنْ كَانَ مِنْهَا قَدْ غَدا لَمْ يُنَوَّلِ
وقد هاجني منها على النأي دمنة ٌ
لها بقديدٍ، دون نعفِ المشلل
أرادت، فلم تسطع كلاماً فأومأت
إلينا، ونصتْ جيدَ أحورَ مغزل
فقلتُ لأصحابي: اربعوا بعضَ ساعة ٍ
عَلَيَّ، وَعوجُوا مِنْ سَواهِم ذُبَّلِ
قليلاً، فقالوا: إنّ أمركَ طاعة ٌ،
لما تشتهي فاقضِ الهوى ، وتأمل(17/250)
لَكَ اليَوْمُ حَتَّى اللَّيْلِ، إنْ شِئْتَ، فَأْتِهِمْ
وصدرُ غدٍ أو كله غيرَ معجل
فَإنَّا عَلَى أَنْ نُسْعِفَ النَّفْسَ بِکلهَوَى
حراصٌ، فما حاولتَ من ذاكَ فافعل
وَنَصُّ المَطَايا في رِضَاكَ وَحَبْسُها
لَكَ، اليَوْمَ، مَبْذُولٌ، وَلَكِنْ تَجَمَّلِ
فلما رأيتُ الحبسَ في رسمش منزلٍ
سفاهاً وجهلاً بالفؤاد الموكل
فَقُلْتُ لَهُمْ: سِيرُوا فَإنَّ لِقَاءَها
توافي الحجيج، بعدَ حولٍ مكمل
فَمَا ذِكْرُهُ شَنْبَاء، وَکلدَّارُ غَرْبَة ٌ،
عنوجٌ، وإن يجمعْ يضرَّ وينحل
وإنْ تنأَ، تحدثْ للفؤادِ زمانة ٌ،
وإنْ تَقْتَرِبْ تَعْدُ العَوادي وَتَشْغَلِ
وإن يحضرِ الواشي تطعهُ، وإن يقل
بها كاشحٌ عندي يجبْ ثم يعزل
وإنْ تعدُ لا تَحْفِلْ، وإنْ تَدْنُ لا تَصِلْ،
وإن تنأَ لا نصبرْ، وغن تدنُ أجذل
وإن تلتمسْ منا المودة َ، نعطها،
فقد طالَ، لو تبكي إلى متجودٍ،
بكاكَ إلى شنباءَ، يا قلبُ، فاحتل
أَفقْ إنَّما تَبكي إلى مُتَمَنِّعٍ،
من البخلِ، مألوسِ الخليقة ِ، حول
فقد كاد يسلو القلبُ عنها، ومن يطل
عليه التنائي والتباعدُ، يذهل
عَلَى أَنَّهُ، إنْ يَلْقَها بَعْدَ غَيْبَة ٍ،
يعدُ لكَ داءٌ عائدٌ، غيرُ مرسل
فَإنَّكِ لو تَدْرِينَ أَنْ رُبَّ فِتْيَة ٍ
عجالى ، ولولا انتِ، لم اتعجل
منعتهمُ التعريسَ، حتى بدا لهم
قَوَارِبُ مُعْروفٍ مِنَ الصُّبْحِ مُنْجَلِ
يَنُصّونَ بِکلمَوْماة ِ خوصاً كَأَنَّها
شرائحُ ينعٍ، أو سراءُ معطل
دِقاقاً بَراها السَّيْرُ، مِنْها مُنَعَّلُ السّـ
السريحِ، وواقٍ من حفى ً لم ينعل
وأضحوا جميعاً تعرفُ العينُ فيهمُ
كَرَى النَّوْمِ، مُسْتَرْخي العَمَائِمِ، مُيَّلِ
عَلَى هَدَم جَعْدِ الثَّرَى ذي مَسَافَة ٍ
مخوفِ الردى ، عاري البنائق، مهمل
تَرَى جِيَفَ الحِيتَانِ فيهِ كَأَنَّها
خِيامٌ عَلَى ماءٍ حَديثٍ مُنَهَّل
إرادَة َ أَنْ أَلْقَاكِ، يا أَثْلَ، وَکلْهَوَى
كذلك حمالُ الفتى كلَّ محمل(17/251)
فبعضَ البعادِ، يا أثيلَ، فإنني
تَرُوكُ الهَوَى ، عَنِ الهَوَانِ بِمَعْزَلِ
أبى ليَ عرضي أن أضامَ، وصارمٌ
حُسامٌ، وَعِزَّ مِنْ حَدِيثٍ وَأَوَّلِ
مقيمٌ، بإذنِ اللهِ، ليس ببارحٍ،
مَكَانَ الثُّرَيّا قَاهِرٌ كُلَّ مَنْزِلِ
أَقَرَّتْ مَعَدٌّ أَنَّنا خَيْرُها جَدًى
لِطَالِبِ عُرْفٍ، أَوْ لِضَيْفٍ مُحَمَّلِ
مقاويلُ بالمعروفِ، خرسٌ عن الخنى ،
قُضاة ٌ بِفَصْلِ الحَقِّ في كُلِّ مَحْفِلِ
أخوهمْ إلى حصنٍ منيعٍ، وجارهمْ
بِعَلْيَاء عِزٍّ، لَيْسَ بِکلْمُتَذَلِّلِ
وفينا إذا ما حادثُ الدهرِ أجحفتْ
نوائبه، والدهرُ جمُّ التنقل،
لذي الغرمِ أعوانٌ، وبالحقّ قائلٌ،
وَلِلْحَقِّ تَبّاعٌ، وَلِلْحَرْبِ مُصْطَلِ
وللخيرِ كسابٌ، وللمجدِ رافعٌ،
وللحمدِ أعوانٌ، وللخيلِ معتل
نبيحُ حصونَ من نعادي، وحصننا
أَشَمُّ مَنيعٌ، حَزْنُهُ لَمْ يُسَهَّلِ
نقودُ ذليلاً من نعادي، وقرمنا
أبيُّ القيادِ، مصعبٌ لم يذلل
نفللُ أنيابَ العدوّ، ونابنا
حَديدٌ شَديدٌ رَوْقُهُ لَمْ يُفَلَّلِ
أَولئِكَ آبائِي، وَعِزِّي، وَمَعْقِلي
إلَيْهِمْ، أُثَيْلَ، فَکسْأَلي أَيَّ مَعْقِلِ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَلِيلَيَّ، عوجا بِنا ساعَة ً
خَلِيلَيَّ، عوجا بِنا ساعَة ً
رقم القصيدة : 19029
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ، عوجا بِنا ساعَة ً
نُحَيِّ الرُّسومَ وَنُؤْيَ الطَّلَلْ
ونبكِ، وهل يرجعنّ البكا
عَلَيْنَا زَماناً لَنا قَدْ تَوَلْ
لَيَالِيَ سُعْدَى لَنا خُلَّة ً
تواصلُ في ودنا من نصلْ
وتجلو كمزنة ِ غيثٍ، لها
غَفَائِرُ تَكْسُو البِطَاحَ النَّفَلْ
إذا ما مشتْ بين أترابها،
كَمِثْلِ الإرَاخِ يَطَأْنَ الوَحَلْ
كأنّ سوابلَ مصيوفة ٍ
أَقَامَ بِها كُلُّ وَحْشٍ هَمَلْ
سَوَافِرَ قَدْ زَانَهُنَّ العَبِيرُ
معَ المسكِ، مغتنماتُ الطفل
ففاجأنني غيرَ ذي غرة ٍ،
شَدِيدَ الفَقَارَة ِ بَعْدَ النَّهَلْ
فحييتهنّ، حيينني،(17/252)
فَعَزَّ الفِرَاقُ عَلَيْنَا وَجَلّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بوابة المغادرين
بوابة المغادرين
رقم القصيدة : 1903
-----------------------------------
ملكٌ كانَ على بابِ السماء
يختمُ أوراقَ الوفودِ الزائرة
طالباً من كُلّ آتٍ نُبذ ة ٌ مُختصرة
عن أراضيهِ . . وعمن أحضره
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
كُنتُ في طائرةٍ مُنذُ قليل
غيرَ أني
قبلَ أن يطرفَ جَفني
جئتُ محمولاً هُنا فوقً شظايا الطائرة !
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
مُنذُ ساعاتٍ ركبتُ البحرَ
لكن
جئتُ محمولاً على متنِ حريق الباخرة !
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
وأنا لم أركبِ الجوّ
أو البحرَ
ولا أملُكُ سِعرَ التذكرة
كنتُ في وسطِ نقاشٍ أخويٌ في بلادي
غير أني
جئتُ محمولاً على متنِ رصاصِ المجزرة!
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
كنتُ من قبلِ دقيقة
أتمشى في الحديقة
أعجبتني وردةٌ
حاولتُ أن أقطفها . . . فاقتطفتني
وعلى باب السماواتِ رمتني
لم أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُ
تغدو عبوةٌ متفجرة
• أنا من تلكَ الكُرة
. . . في انقلابٌ عسكري
• أنا من تلكَ الكُرة
اجتياحٌ أجنبي
• أنا من . . .
أعمالُ عُنفٍ في كرا تشي
• أنا . . . . .
حربٌ دائرةٌ
• ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة
• عُبوةٌ ناسفة
• طلقةُ قنا ص
• كمين
• طعنة ٌ في الظهرِ
• ثأرٌ
• هزةٌ أرضيةً في أنقره
• أنا . . .
• من . . .
• تلكَ ا لـ . . .
• . . . كُرة
الملاكُ اهتزّ مذهولاً
وألقى دفتره :
أأنا أجلسُ بالمقلوبِ
أم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟
أسألُ الله الرضا والمغفرة
إن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا
. . . فأينَ الآخِرة ؟ !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> سَائِلا الرَّبْعَ بِکلبُليِّ، وَقولا:
سَائِلا الرَّبْعَ بِکلبُليِّ، وَقولا:
رقم القصيدة : 19030
-----------------------------------
سَائِلا الرَّبْعَ بِکلبُليِّ، وَقولا:
هجتَ شوقاً لنا، الغداة َ، طويلا
أينَ حيٌّ حلوكَ، إذ انتَ مح(17/253)
فٌ بِهمْ، آهِلٌ، أَرَاكَ جَميلا؟
قَالَ: سارُوا بِأَجْمعٍ، فَکسْتَقَلُّوا،
وبرغمي، لو استطعتُ سبيلا
سَئِمونا وَمَا سَئِمْنَا بِبَيْن،
وأرادوا دماثة ً وسهولا
ذَاكَ مَغْنًى مِنْ آلِ هِنْدٍ، وَهِنْدٌ
قَمَرَتْه فُؤَادَهُ المَتْبُولا
إذْ تبدتْ لنا، فابدتْ أثيثاً،
حالكاً لونه، وجيداً أسيلا
وَشتيتاً كَالأُقْحُوَانِ عِذاباً،
لَمْ يُغَادِرْ بِهِ الزَّمانُ فُلولا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عَلِقَ النَّوارَ فُؤادُهُ جَهْلا
عَلِقَ النَّوارَ فُؤادُهُ جَهْلا
رقم القصيدة : 19031
-----------------------------------
عَلِقَ النَّوارَ فُؤادُهُ جَهْلا
وَصَبَا، فَلَمْ تَتْرُكْ لَهُ عَقْلا
وتعرضتْ لي في المسيرِ، فما
أَمْسَى الفُؤادُ يَرَى لَها شَكْلا
ما ظَبْيَة ٌ مِن وَحْشِ ذي بقرٍ
تَغْذُو بِسِقْطِ صَرِيمَة ٍ طِفْلا
بألذّ منها، إذ تقولُ لنا،
وَأَرَدْتُ كَشْفَ قِنَاعِهَا: مَهْلا!
دَعْنَا فَإنَّكَ لا مُكَارَمَة ً
تَجْزي، وَلَسْتَ بِوَاصِلٍ حَبْلا
وعليكَ من تبلِ الفؤادِ، وإنْ
أمسى لقلبكَ ذكره شغلا
فَأَجَبْتُها: إنَّ المُحِبَّ مُكَلَّفٌ،
فَذَري العِتَابَ، وَأَحْدِثي بَذْلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَيِّ رَبْعاً أَقْوَى ، وَرَسْماً مُحيلا،
حَيِّ رَبْعاً أَقْوَى ، وَرَسْماً مُحيلا،
رقم القصيدة : 19032
-----------------------------------
حَيِّ رَبْعاً أَقْوَى ، وَرَسْماً مُحيلا،
وَعِراصاً أَمْسَتْ لِهِنْدٍ مُثولا
فعفا الدهرُ والزمانُ عليها،
واجالتْ بها الرياحُ ذيولا
لستُ أنسى منها، عشية َ رحنا،
قَوْلَها: عُجْ عَلَيَّ مِنْكَ قَليلا
أَقْضِ مِنْ لَذَّتي، وأَعْهَدُ، إنِّي
لا أرى ذا الصدودَ منك جميلا
وأجبني، وانتَ أوجدُ شيءٍ،
وَلَكَ الوُدُّ خَالِصاً مَبْذولا
وَلَكَ الوُدُّ دَائِماً ما بَقِينا،
قَاطِعاً، بَعْدُ، كُنْتَ لي، أَوْ وَصولا
ما تَحَرَّيْتُ، إذْ عَصَيْتُ، وَلَكِنْ(17/254)
قُلْتُ ما قُلْتُ، فَاعْلَمَنْ تَعْويلا
فاقبلِ اليومَ ما اتاكَ بشكرٍ،
لا تَكُونَنَّ لِلْخَلِيلِ مَلولا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا أَهْلَ بَابِلَ ما نَفِسْتُ عَلَيْكُمُ
يا أَهْلَ بَابِلَ ما نَفِسْتُ عَلَيْكُمُ
رقم القصيدة : 19033
-----------------------------------
يا أَهْلَ بَابِلَ ما نَفِسْتُ عَلَيْكُمُ
مِنْ عَيْشِكُمْ إلاَّ ثَلاثَ خِلالِ
ماءَ الفراتِ، وطيبَ ليلٍ باردٍ،
وسماعَ منشدتينِ لابنِ هلال
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> سقى سدرتي أجيادَ، فالدومة َ التي
سقى سدرتي أجيادَ، فالدومة َ التي
رقم القصيدة : 19034
-----------------------------------
سقى سدرتي أجيادَ، فالدومة َ التي
إلَى الدَّارِ، صَوْبُ السّاكِبِ المُتَهَلِّلِ
فلو كنتُ بالدارِ التي مهبطَ الصفا
سلمتُ، إذا ما غابَ عني معللي
هُنَالِكَ لَوْ أَنِّي مَرِضْتُ لعَادَني
كِرامٌ وَمَنْ، لا يَأْتِ مِنْهُنَّ يُرْسِلِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا
حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا
رقم القصيدة : 19035
-----------------------------------
حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا حُمِّلَ القَلْبُ مِنْ حُمَيْدَة َ ثِقْلا
إنّ في ذاكَ للفؤادِ لشغلا
إنْ فَعَلْتُ الَّذِي سَأَلْتِ، فَقَولي،
حَمْدُ، خَيْراً، أَوْ أَتْبِعي القَوْلَ فِعْلا
وصليني، فأشهدُ الله إني
لستُ أصفي سواكِ ما عشتُ وصلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خليليّ، اربعا، وسلا
خليليّ، اربعا، وسلا
رقم القصيدة : 19036
-----------------------------------
خليليّ، اربعا، وسلا
بِمَغْنَى الحَيِّ قَدْ مَثَلا
بِأَعْلَى ،الوادِ عِنْدَ البِئْـ
ـرِ هَيَّجَ عَبْرَة ً سَبَلا
وقد تغنى به نعمٌ،(17/255)
وَكُنْتُ بِوَصْلِهَا جَذِلا
لَيَالِيَ لا نُحِبُّ لَنَا
بعيش قد مضى ، بدلا
وَتَهْوَانَا وَنَهْواها
ونعصي قولَ منْ عذلا
وَتُرْسِلُ في مُلاَطَفَة ٍ
وَنُعْمِلُ نَحْوَها الرُّسُلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إعْتَادَ هذا القَلْبَ بَلْبَالُهُ،
إعْتَادَ هذا القَلْبَ بَلْبَالُهُ،
رقم القصيدة : 19037
-----------------------------------
إعْتَادَ هذا القَلْبَ بَلْبَالُهُ،
إذْ قربتْ للبينِ أجمالهُ
خودٌ، إذا قامت إلى خدرها،
قَامَتْ قَطوفُ المَشْيِ، مِكْسالُهُ
تفترُّ عن ذي أشرٍ باردٍ،
عذبٍ، إذا ما ذيقَ سلسالهُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ من أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِنْدي
إنَّ من أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِنْدي
رقم القصيدة : 19038
-----------------------------------
إنَّ من أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِنْدي
قَتْلَ بَيضَاءَ حُرّة عُطْبُولِ
قُتِلَتْ بَاطِلاً، عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ،
إنَّ لِلَّهِ دَرَّها مِنْ قَتِيلِ
كُتِبَ القَتْلُ والقِتَالُ عَلَيْنَا،
وعلى الغانياتِ جرُّ الذيولِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> كَفَيْتُ أَخي العُذْريَّ ما كانَ نَابَهُ
كَفَيْتُ أَخي العُذْريَّ ما كانَ نَابَهُ
رقم القصيدة : 19039
-----------------------------------
كَفَيْتُ أَخي العُذْريَّ ما كانَ نَابَهُ
وإني لاعباء النوائبِ حمالُ
أما استحسنتْ مني المكارمُ والعلى ،
إذا طُرِحَتْ، إنّي لِمَالِيَ بَذّالُ؟
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الخلاصة
الخلاصة
رقم القصيدة : 1904
-----------------------------------
أنا لا أدعو
إلى غير ا لسرا ط المستقيمِ
أنا لا أهجو
سوى كُلّ عُتُلّ وزنيم
وأنا أرفضُ أنّ
تُصبحَ أرضُ اللهِ غابة
وأرى فيها العِصابة
تتمطى وسط جناتِ النعيم
وضِعافَ الخلق ِ في قعرِ الجحيم
هكذا أُبدعُ فنّي
غيرَ أنّي
كلما أطلقتُ حرفاً
أطلقَ الوالي كِلابه
* * * *
آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه(17/256)
لَتولتهُ الرقابة
ومحت كُلَ كلامٍ
يُغضبُ الوالي الرجيم
و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم
خمسَ كلماتٍ
كما يسمحُ قانونُ الكتابة
هي :
(( قرآنٌ كريم
. . . صَدقَ اللهُ العظيم )) !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> دِيارٌ لِسُعْدى ، إذ سُعادُ جِداية ٌ،
دِيارٌ لِسُعْدى ، إذ سُعادُ جِداية ٌ،
رقم القصيدة : 19040
-----------------------------------
دِيارٌ لِسُعْدى ، إذ سُعادُ جِداية ٌ،
من الأُدمِ، خمصانُ الحشى غيرُ خَنثَلِ
هجانُ البياضِ أشربتْ لونَ صفرة ٍ،
عقيلة ُ جوٍّ عازبٍ، لم يحللِ
إذا هِيَ لَمْ تَسْتَكْ بِعُودِ أَرَاكَة ٍ
تُنُخِّلَ، فَاسْتَاكَتْ بِهِ، عُودُ إسْحِلِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قُلْتُ، إذْ أَقْبَلَتْ وَزُهْرٌ تَهَادَى ،
قُلْتُ، إذْ أَقْبَلَتْ وَزُهْرٌ تَهَادَى ،
رقم القصيدة : 19041
-----------------------------------
قُلْتُ، إذْ أَقْبَلَتْ وَزُهْرٌ تَهَادَى ،
كنعاجِ الملا تعسفنَ رملا
قد تنقبنَ بالحرير، وأبدي
ـنَ عُيوناً حُورَ المَدَامِعِ، نُجْلا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نَزَلَتْ بِمَكَّة َ مِنْ قَبَائِلِ نَوْفَلِ،
نَزَلَتْ بِمَكَّة َ مِنْ قَبَائِلِ نَوْفَلِ،
رقم القصيدة : 19042
-----------------------------------
نَزَلَتْ بِمَكَّة َ مِنْ قَبَائِلِ نَوْفَلِ،
ونزلتُ خلفَ البئر، أبعد منزل
حذراً عليها من مقالة كاشحٍ،
ذربِ اللسان، يقول ما لم نفعل
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تشكى الكميتُ الجريَ لما جهدته،
تشكى الكميتُ الجريَ لما جهدته،
رقم القصيدة : 19043
-----------------------------------
تشكى الكميتُ الجريَ لما جهدته،
وَبَيَّنَ لَوْ يَسْطِيعُ أَنْ يَتَكَلَّما
فَقُلْتُ لَهْ: إنْ أَلْقَ لِلْعَيْنِ قُرَّة ً
فَهَانَ عَلَيْنا أَنْ تَكِلَّ وَتَسْأَمَا
عَدِمْتُ إذاً وَفْري، وَفَارَقْتُ مُهْجَتي،(17/257)
لَئِنْ لَمْ أَقِلْ قَرْناً، إذا اللَّهُ سَلَّما
لِذَلِكَ أُدْني، دون خَيْلي، رِباطَهُ
وَأُوْصي بِهِ أَنْ لا يُهَانَ وَيُكْرَما
فَمَا رَاعَها إلاَّ الأَغَر كَأَنَّهُ
عقابٌ هوتْ منقضة ً قد رأت دما
فَقُلْتُ لَهُمْ: كَيْفَ الثُّرَيّا، هَبِلْتُمُ،
فَقَالُوا: سَتَدْري، ما نَكَرْنَا، وَتَعْلَما
هنالك فانزل، فاسترحْ، فإذا بدتْ
ثرياكَ في اترابها الحورِ كالدمى
يردنَ اجتيازَ السرّ منك، فلا تبح
بِمَا لَمْ تَكُنْ عَنْهُ لَدَيْنا مُجَمْجِما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا يا لقومي للهوى المتقسمش،
ألا يا لقومي للهوى المتقسمش،
رقم القصيدة : 19044
-----------------------------------
ألا يا لقومي للهوى المتقسمش،
وللقلبِ، في ظلماءِ سكرته، العمي
وللحينِ أنى ساقني، فاتاحني
لأَحْبُلِهَا مِنْ بَيْنِ مُثْرٍ وَمُعْدِمِ
أقادَ دمي بكرٌ على غير ظنة ٍ،
ولم يتأثمْ قاتلاً غيرَ منعم
فقلتُ لبكرٍ عاجباً: أتجلدتء،
لك الخيرُ أمْ لا تطمعُ الصيدَ أسهمي؟
وَمَا ذَاكَ إلاَّ تَعْلَمُ النَّفْسُ أَنَّهُ
إلى مثلها يصبو فؤادُ المتيم
وإني لها من فرعِ فهرِ بنِ مالكٍ
ذراهُ، وفرعِ المجدِ للمتوسم
على أنها قالتْ له: لستَ نائلاص
لَنَا ظِنَّة ً، إلاَّ لِقَاءً بِمَوْسِمِ
وَقُلْتُ لِبَكْرٍ، حِينَ رُحْنَا عَشِيَّة ً:
عَنِ السِّرِّ لا تَقْصُرْ وَلاَ تَتَقَدَّمِ
لَعَلِّي سَتُنْبيني الجَوَاري مِنَ کلَّتي
رَأَتْ عِنْدَها قَلْبي، فَلَمْ تَتأَلَّمِ
فَلَيْتَ مِنًى لَمْ تَجْمَعِ العَامَ بَيْنَنَا،
وَلَمْ يَكُ لِي حَجٌّ وَلَمْ نَتَكَلَّمِ
وَلَيْتَ کلَّتي عَاصَيْتُ فيها عواذِلي
لها قبلتْ عقلاً، ولم تتحملْ دمي
فَرُحْنَا بِقَصْرٍ نَتَّقي العَيْنَ والرِّيا
وقولَ العدوّ الكاشحٍ المتنمم
وفي العين مرجوٌّ، وى خرُ يتقى ،
فَيَا لَكَ أَمْرَاً، بَيْنَ بُؤسي وأَنعُمِ
فَلَمَّا کكْفَهَرَّ اللَّيْلُ، قَالَتْ لِخُرَّدٍ،(17/258)
كواعبَ، في ريطٍ، وعصبٍ مسهم
نَوَاعِمَ قُبٍّ بُدَّنٍ صُمُتِ البُرَى
وَيَمْلأْنَ عَيْنَ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
رواجحِ اكفالٍ تباهينَ، قولها
لديهنّ مقبولٌ على كلّ مزعم:
لَقَدْ خَلَجَتْ عَيْني، وأَحْسِبُ أَنَّها
لِقُرْبِ أَبي الخَطَّابِ، ذَلِكَ مَزْعَمي
فَقُلْنَ لَهَا: أُمْنِيّة ٌ أَوْ مَزَاحَة ٌ
أَرَدْت بِها عَيْبَ الحَدِيثِ المُرَجّمِ
فقالت لهنّ: اذهبنَ-: آمرنا معاً
لأَمْرِكِ مَجْنُوبٌ تَبُوعٌ، فَقَدِّمي
أَمَامَكِ مَنْ يَرْعَى الطَّرِيقَ، فَأَرْسَلَتْ
فَتاة ً حصاناً عَذْبَة َ المُتَبَسَّمِ
وقالت لها: إمضي، فكوني أمامنا
لِحِفْظِ الَّذي نَخْشَى ، وَلاَ تَتَكَلَّمي
فقامتْ ولم تفعلْ، ونامتْ فلم تطقْ،
فَقُلنَ لَها: قومي، فَقَامَتْ وَلَمْ لَمِ
تبنْ، غيرَ أن قد اومأتْ، فعمدنها،
كَشَارِبِ مَكْنُونِ الشَّرابِ المُخَتَّمِ
فَلَمَّا التَقَيْنَا بَاحَ كُلٌّ بِسِرِّهِ
وأبدى لها منى السرورَ تبسمي
فَيَا لَكَ لَيْلاً بِتُّ فيهِ مُوَسَّداً
إذا شِئْتُ، بَعْدَ النَّوْمِ، أَكْرَمَ مِعْصَمِ
وَأُسْقَى بِعَذبٍ بَارِدِ الرِّيقِ وَاضِحٍ
لذيذِ الثنايا، طيبِ المتنسم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألا قلْ لهندس: إحرجي وتأثمي،
ألا قلْ لهندس: إحرجي وتأثمي،
رقم القصيدة : 19045
-----------------------------------
ألا قلْ لهندس: إحرجي وتأثمي،
وَلا تَقْتُليني، لا يَحلُّ لَكُمْ دَمي
وحلي حبالَ السحرِ عن قلبِ عاشقٍ
حزينٍ، ولا تستحقبي قتلَ مسلم
فَأَنْتِ، وَبَيْتِ اللَّهِ، هَمِّي وَمُنْيتي
وكبرُ منانا من فصيحٍ واعجمِ
فواللهِ، ما أحببتُ حبكِ أيماً،
وَلاَ ذَاتَ بَعْلٍ، يا هُنَيْدَة ُ، فَاعْلَمِي
فصدتْ وقالت: كاذربٌ! وتجهمتْ،
فَنَفْسي فِداءُ المُعْرِضِ المُتَجَهِّمِ
فقالت، وصدت: ما تزالُ متيماً،
صبوباً بنجدٍ، ذا هوى ً متقسم
ولما التقينا بالثنية ش، أومضتْ،
مخافة َ عينِ الكاشحِ المتنمم(17/259)
أشارتْ بطرفش العينِ خشية َ أهلها،
إشارة َ محزونٍ، ولم تتكلم
فأيقنتُ أنّ الطرفَ قد قال: مرحباً،
وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِکلحَبِيبِ المُتَيَّمِ
فأبرزتُ طرفي نحوها بتحية ٍ،
وقلتُ لها قولَ امرىء ٍ غيرِ مفحم
وإني لأذري، كلما هاجَ ذكركم،
دموعاً أَغَصّتْ لَهْجَتي بِتَكَلمِ
وَأَنْقَادُ طَوْعاً لِلَّذي أَنْتِ أَهْلُهُ
على غلظة ٍ منكم لنا، وتجهم
أُلامُ عَلَى حُبِّي، كَأَنِّي سَنَنْتُهُ،
وَقَدْ سُنَّ هذا الحُبُّ مِنْ قَبْلِ جُرْهُم
وَقَالَتْ: أَطَعْتَ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يُطِعْ
مَقَالَة َ واشٍ كَاذِبِ القَوْلِ يَنْدَمِ
وصرمتَ حبلَ الودّ من ودك الذي
حَبَاكَ بِمَحْضِ الوُدِّ، قَبْلَ کلتَّفَهُّم
فقلتُ: اسمعي يا هندُ ثمّ تفهمي
مَقَالَة َ مَحْزونٍ بِحُبِّكِ مُغْرَمِ
لَقَدْ مَاتَ سِرّي وَکسْتَقَامَتْ مَوَدَّتي،
وَلَمْ يَنْشَرِحْ بِکلقَوْلِ يا حبَّتي فَمِي
فَإن تَقْتُلي في غَيْرِ ذَنْبٍ، أَقُلْ لَكُمْ
مَقَالَة َ مَظْلومٍ مَشُوقٍ مُتَيَّمِ
هنيئاً لكم قتلي، وصفوُ مودتي،
فَقَدْ سِيطَ مِنْ لَحْمي هَواكِ، وَمِنْ دَمِي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لِمَنْ الدّارُ كَخَطٍّ بِکلقَلَمْ،
لِمَنْ الدّارُ كَخَطٍّ بِکلقَلَمْ،
رقم القصيدة : 19046
-----------------------------------
لِمَنْ الدّارُ كَخَطٍّ بِکلقَلَمْ،
لم يغيرْ رسمها طولُ القدمْ
صاحِ إني شفني طولُ السقمْ،
وَصبَا القَلْبُ إلى أُمِّ الحَكَمْ
وَصَبَا القَلْبُ إلَى بَهْنَانَة ٍ،
مِثْلِ قَرْنِ الشَّمْسِ يَبْدُو في الظُّلَم
ما رَأَتْ عَيْني لَها، فِيمَا تَرَى ،
شَبَهاً في أَهْلِ حِلٍّ وَحَرَمْ
وطريٍّ، حسنٍ تقويسه،
زَانَها ذَاكَ، وَعِرْنِينٌ أَشَمّ
وبثغرٍ واضحٍ أنيابه،
طَيِّبِ الرّيحِ، جَمِيلِ المُبْتَسَمْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> من عاشقٍ، كلفِ الفؤادِ، متيمِ
من عاشقٍ، كلفِ الفؤادِ، متيمِ
رقم القصيدة : 19047(17/260)
-----------------------------------
من عاشقٍ، كلفِ الفؤادِ، متيمِ
يُهْدِي السلامَ إلَى المَلِيحَة ِ كُلْثُمِ
وَيَبُوحُ بِکلسِّرِّ المَصُونِ، وبِکلهَوَى
يُدْري، لِيُعْلِمْهَا بِمَا لَمْ تَعْلَمِ
كي لا تشكّ على التجنبِ انها
عندي بمنزلة المحبِّ المكرم
أخذتْ من القلبِ العميدِ بقوة ٍ،
وَمِنَ الوِصَالِ بِمَتْنِ حَبْلٍ مُبْرَمِ
وَتَمَكَّنَتْ في النَّفْسِ، حَيْثُ تَمَكَّنَتْ
نفسُ المحبّ من الحبيبِ المغرم
ولقد قرأتُ كتابها، ففهمتهُ،
لو كانَ غيرَ كتابها لم افهم
عَجَمَتْ عَلَيْهِ بِكَفِّها، وَبَنانِها،
مِنْ مَاءِ مُقْلَتِها بِغَيْرِ المُعْجَمِ
وَمَشَى الرَّسُولُ بِحاجَة ٍ مَكْتُومَة ٍ،
لَوْلا مَلاَحَة ُ بَعْضِها لَمْ تُكْتَمِ
في غَفْلَة ٍ مِمَّنْ نُحَاذِرُ قَوْلَهُ،
وسوادِ ليلٍ، ذي دواجٍ، مظلم
ديني وَدِينُكِ يا كُلَيْثِمُ وَاحِدٌ،
نَرْفِضْ، وَقَيْتُكِ، دِينَنَا، أَوْ نُسْلِم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني
رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني
رقم القصيدة : 19048
-----------------------------------
رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني
لما هيدُ ريمٍ زينتهُ الصرائمُ
وَذو أُشُرٍ عَذْبٌ كَأَنَّ نَبَاتَهُ
جنى أقحوانٍ، نبته متناعمُ
نَظَرْتُ إلَيْهَا بِکلمُحَصَّبه مِنْ مِنًى
ولي نظرٌ، لولا التحرجُ، عارم
فَقُلْتُ: أَشَمْسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بيعَة ٍ،
بدتْ لك تحتَ السجف أم انت حالم؟
مُهَفْهَفَة ٌ، غَرّاءُ صِفْرٌ وشاحُها،
وفي المرطِ منها أهيلٌ متراكم
بعيدة ُ مهوى القرط، إما لنوفلٌ
أَبوها، وإمّا عَبْدُ شَمْسٍ، وَهَاشِمُ
ومدّ عليها السجفَ يومَ لقيتها،
على عجلٍ، تباعها والخوادم
فلم استطعها غيرَ أنْ قد بدا لنا،
عشية َ راحتْ، كفها والمعاصم
مَعَاصِمُ لَمْ تَضْرِبْ عَلَى البَهْمِ بِکلضُّحَى
عصاها، وَوَجْهٌ لَمْ تُلِحْه السَّمَائِمُ(17/261)
نضيرٌ، ترى فيه أساريعَ مائه،
صبيحٌ، تغاديه الاكفُّ النواعم
إذا ما دَعَتْ أَتْرابَها، فکكْتَنَفْنَها،
تَمَايَلْنَ أَوْ مَالَتْ بِهِنَّ المَآكِمُ
طَلَبْنَ الصِّبَا حَتَّى إذا ما أَصَبْنَهُ
نزعنَ، وهنّ المسلماتُ الظوالم
فَذَكَّرْتُها داءً قَدِيماً مُخَامِراً
تَقَطَّعَ مِنْهُ إنْ ذَكَرْنَ الخَيَازِمُ
وَقُرْبُكِ لا يُجْدي عَلَيَّ، وَنأْيُكُمْ
جوى داخلٌ في القلبِ يا هندُ لازم
فَإنْ بِنْتِ كَدَّرْتِ المَعَاشَ صَبَابَة ً،
وإنْ تصقبي فالقلبُ حيرانُ هائم
وقد زعمتْ أنّ الذي وجدتْ بنا
مقيمٌ لنا في أسودِ القلبِ، دائم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني
أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني
رقم القصيدة : 19049
-----------------------------------
أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني
بهندٍ، طوالَ الدهرِ، حرانُ هائمُ
فَقَضِّ ملامي، وکطْلُبِ الطِّبَّ، إنَّني
أسرّ جوى في حبها، فهو رازمُ
فَقَالَ: عَلَيْكَ اليَوْمَ أَسْمَاءَ، إنَّها
أطبُّ بهذا، والمباطنُ عالم
فقلتُ لأسماءَ اشتكاءً، وأخضلتْ
مَسَارِبَ عَيْنَيَّ الدُّموعُ السَّواجمُ
أَبيني لَنَا، كَيْفَ السَّبيلُ إلَى الَّتي
نَأَتْ غَرْبَة ٌ عَنَّا بِهَا ما تُلاَئِمُ
فقالتْ، وهزتْ رأسها: لو أطعتنا،
تجنبتها أيامَ قلبكَ سالم
ولكن دعتْ للحينِ عينٌ مريضة ٌ،
فَطَاوَعْتَها، عَمْداً، كَأَنَّكَ حَالِمُ
وَكُنْتَ تَبوعاً لِلْهَوَى ، مُصْحِباً لَهُ،
إذا أعجبتكَ الآنساتُ النواعمُ
تُكَلِّفُ أَفْرَاسَ الصِّبَى ، تَعَباً لَهُ،
وَلَسْتَ تُبالي أَنْ تَلُومَ اللَّوَائِمُ
وَوَكَّلْتَ أَفْرَاسَ الصِّبَى بِطِلابها
زَماناً، فَقَدْ هَانَت عَلَيْكَ المَلاوِمُ
وَعُلِّقْتَها، أَيَّامَ قَلْبُكَ مُوثَقٌ
لديها، فدعها الآنَ، إذ أنتَ سالم
فقلتُ لها: أنى سلمتُ، وحبها
جوى لبناتِ القلبِ، يا أسمَ، لازم
وأنى سلوُّ القلبِ عنها، وقد سبا(17/262)
فُؤَادِيَ مِنْها ذو غَدائِرَ فَاحِمُ
وجيدُ غزالٍ فائقُ الدرّ حليهُ،
وَرَخْصٌ لَطِيفٌ، وَاضِحُ اللَّوْنِ، نَاعِمُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مؤهلات
مؤهلات
رقم القصيدة : 1905
-----------------------------------
تنطلقُ الكلابُ في مُختلفِ الجهات
بلا مُضايقات
تَلهثُ باختيارها
تنبحُ باختيارها
تبولُ باختيارها . . واقفة
أمامَ (( عبدِ ا للا ت ))
بلا مُضايقات !
وتُعربُ الحميرُ عن أفكارها
بأ نكر ِ الأصوات
بلا مُضايقات
وتمرقُ الجمالُ من مراكزِ الحدودِ
في أسفارها
وتمرقُ البغالُ في آثارها
من غيرِ إثباتات
بلا مُضايقات
ونحنُ نسلَ أدمٍ
لسنا من الأحياءِ في أوطاننا
و لا من الأموات
نهربُ من ظِلالنا
مخافةَ انتهاكنا
حَظرَ التجمعات !
نهربُ للمرآةِ من وجوهِنا
ونكسرُ المرآة
خوفَ المداهمات !
نهربُ من هروبنا
مخافةَ اعتقالنا
بتهمةِ الحياة !
صِحنا بصوتٍ يائسٍ :
يا أيها الولاة
نُريدُ أن نكونَ حيوانات
نُريدُ أن نكونَ حيوانات !
قالوا لنا : هيهات
لا تأملوا أن تعملوا
لدى المخابرات !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا من لقلبٍ دنفٍ مغرمش،
يا من لقلبٍ دنفٍ مغرمش،
رقم القصيدة : 19050
-----------------------------------
يا من لقلبٍ دنفٍ مغرمش،
هَامَ إلَى هِنْدٍ، وَلَمْ يَظْلِمِ
هَامَ إلى رِئْمِ هَضِيم الحَشَا،
عذبِ الثنايا، طيب المبسم
كالشمسِ بالأسعد، إذ أشرقتْ،
في يومِ دجنٍ، باردٍ، مقتم
لَمْ أَحْسِبِ الشَّمْسَ بِلَيْلٍ بَدَتْ
قَبْلي، لِذي لَحْمٍ، وَلاَ ذي دَمِ
قَالَتْ، وَقَدْ جَدَّ رَحيلٌ بِها،
وَکلعَيْنُ إنْ تَطْرِفْ بِها، تَسْجُمِ
إنْ ينسنا الموتُ، ويؤذنْ لنا،
نَلْقَكَ، إنْ عُمِّرْتَ بِکلمَوْسِمِ
إن لم تحلْ، أو تكُ ذا ميلة ٍ،
بِطَرْفِكَ الأَدْنَى عَلَى الأَقْدَمِ
قلتُ لها: بل أنتِ معتلة ٌ
في الوَصْلِ، يا هِنْدُ، لِكَيْ تَصْرِمي(17/263)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألما بذاتِ الخالِ، فاستطلعا لنا
ألما بذاتِ الخالِ، فاستطلعا لنا
رقم القصيدة : 19051
-----------------------------------
ألما بذاتِ الخالِ، فاستطلعا لنا
على العهدِ، باقٍ ودها أم تصرما
وقولا لها: إنّ النوى أجنبية ٌ
بنا، وبكم، قد خفتُ أن تتتمما
شطونٌ بأهواءٍ نرى أنّ قربنا
وَقُرْبَكُمْ، إنْ يَشْهَدِ النَّاسُ مَوْسِما
وقولا لها: لا تقبلي قولَ كاشحٍ،
وَقولي لَهُ، إنْ زَلَّ: أَنْفُكَ أُرْغِمَا
وقولا لها: لم يسلنا النأيُ عنكمُ،
وَلاَ قَوْلُ وَاشٍ كَاذِبٍ إنْ تَنَمَّما
وقولا لها: ما في العبادِ كريمة ٌ
أَعَزَّ عَلَيْنا مِنْكِ طُرَّاً وَأَكْرَمَا
وقولا لها: لا تسمعنّ لكاشحٍ
مَقَالاً، وإنْ أَسْدَى لَدَيْكِ وَأَلْحَمَا
وقولا لها: لم اجنِ ذنباً، فتعتبي
عليّ بحقٍّ، بل عتبتِ تجرما
فَقَالاَ لَها، فَآرْفَضَّ فَيْضُ دُمُوعِها،
كما أسلمَ السلكُ الجمانَ المنظما
تَحَدُّرَ غُصْنِ البانِ لانَتْ فُرُوعُهُ،
وَجَادَتْ عَلَيْهِ دِيمَة ٌ، ثُمَّ أَرْهَما
فَلَمَّا رَأَتْ عَيْني عَلَيْها، تَهَلَّلَتْ
مخافة َ أن ينهلّ كرهاً، تبسما
وقالت لأختيها: اذهبا في حفيظة ٍ،
فَزورا أَبا الخَطَّابِ سِرَّا، وَسَلِّما
وقولا له: واللهِ ما الماءُ للصدى ،
بأشهى إلينا من لقائك، فاعلما
وقولا له: ما شاعَ قولُ محرشٍ
لدي، ولا رامَ الرضا، أم ترغما
وقولا له: إنْ تجنِ ذنباً أعده
مِنَ العُرْفِ إنْ رَامَ الوُشاة ُ التَّكَلُّما
فقلتُ: اذهبا قولا لها: أنتِ همهُ،
وكبرُ مناهُ من فصيحٍ وأعجما
إذا بِنْتِ بَانَتْ لَذَّة ُ العَيْشِ وَکلْهَوَى
وَإنْ قَرُبَتْ دَارٌ بِكُمْ، فَكَأَنَّما
يَرَى نِعْمَة َ الدُّنْيَا کحْتَواها لِنَفْسِهِ
يَرَى اليَأْسَ غَبْناً وَکقْتِرَابَكِ مَغْنَما
فلم تفضلينا في هوى ، غيرَ أننا
نرى ودنا أبقى بقاءً، وأدوما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وآخرُ عهدي بالربابِ مقالها،(17/264)
وآخرُ عهدي بالربابِ مقالها،
رقم القصيدة : 19052
-----------------------------------
وآخرُ عهدي بالربابِ مقالها،
لنا ليلة َ البطحاءِ، والدمعُ يسجمُ:
طربتَ، وطاوعتَ الوشاة َ، وبينتْ
شمائلُ من وجدٍ، ففيمَ التجرم؟
هلمّ فأخبرني بذنبيَ، أعترفْ
بعتباكَ، أو أعرفْ إذاً كيفَ أصرم
فإنْ كان في ذنبٍ إليكَ اجترمتهُ،
تَعَمَّدْتُهُ عَمْداً، فَنَفْسيَ أَلْوَم
وإن كان شيئاً قاله لكَ كاشحٌ،
كما شاءَ يسديه عليّ، ويلحم
فَصَدَّقْتَهُ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَرُدَّهُ،
وَلَمْ أَمْلِكِ الأَعْداءَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا
فَقُلْتُ، وَكَانَتْ حُجَّة ً وَافَقَتْ بِها،
من الحقّ عندي بعضَ ما كنت أعلم:
صَدَقْتِ، وَمَنْ يَعْلَمْ فَيَكْتُمْ شَهادَة ً
على نفسه أو غيرهِ، فهو أظلم
فأما الذي فيه عتبتِ، فأنفه
لأنفكِ في صرمِ الخلائق أرغم
فَعُتْبَاكِ مِنّي أَنَّني غَيْرُ عَائِدٍ،
وأقسمُ بالرحمنِ لا نتكلم
وقلتُ لها: لو يسلكُ الناسُ وادياً
وتنحينَ نحو الشرقِ عما تيمموا
لكلفني قلبي أتابعكِ، إنني
بِذِكْرَاكِ أُخْرَى الدَّهْرِ، صَبٌّ مُتَيَّمُ
أَرَى ما يَلي نَجْداً، إذا ما حَلَلْتِهِ،
جميلاً، وأهوى الغورَ إن تتتهموا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يلومونني في غير ذنبٍ جنيته،
يلومونني في غير ذنبٍ جنيته،
رقم القصيدة : 19053
-----------------------------------
يلومونني في غير ذنبٍ جنيته،
وغيريَ، في كلّ الذي كان، الومُ
أمنتُ اناساً أنتمُ تأمنونهم،
فَزَادُوا عَلَيْنا في الحَدِيثِ، وَأَوْهَمُوا
وقالوا لنا ما لم نقلْ، ثم أكثروا
علينا، وباحوا بالذي كنتُ اكتم
وقد كحلتْ عيني القذى لفراقكم،
وَعَادَ لَها تَهْتَانُها فَهْيَ تَسْجُمُ
فلا تصرميني، إنْ تريني أحبكم،
أَبوءُ بِذَنْبي، إنَّني أَنا أَظْلَمُ
منعمة ٌ، لو دبّ ذرٌّ بجسمها،
لَكَادَ دَبيبُ الذَّرِّ في الجِسمِ يَكْلِمُ
أليسَ كثيراً أن نكونَ ببلدة ٍ،(17/265)
كِلانا بِهَا ثاوٍ، وَلا نَتَكَلَّم؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذهبَتْ ولَمْ تُلْمِمْ بديباجَة ِ الحَرَمْ،
ذهبَتْ ولَمْ تُلْمِمْ بديباجَة ِ الحَرَمْ،
رقم القصيدة : 19054
-----------------------------------
ذهبَتْ ولَمْ تُلْمِمْ بديباجَة ِ الحَرَمْ،
وقد كنتَ منها في عناءٍ وفي سَقَمْ
جُنِنْتَ بِها، لمّا سمِعْتَ بذِكْرِها،
وقد كنتَ مجنوناً بجاراتِها القُدُمْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هجرتِ الحبيبَ اليومَ من غير ما اجترمْ،
هجرتِ الحبيبَ اليومَ من غير ما اجترمْ،
رقم القصيدة : 19055
-----------------------------------
هجرتِ الحبيبَ اليومَ من غير ما اجترمْ،
وَقَطَّعْتِ، مِنْ وُدِّي لَكِ، الحَبْلَ فَکنْصَرَمْ
أَطَعْتِ الوُشاة َ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يُطِعْ
مَقَالَة َ واشٍ، يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ
أتاني رسولٌ، كنتُ أحسبُ أنهُ
شَفيقٌ عَلَيْنَا نَاصِحٌ كَکلَّذي زَعَمْ
فلما تباثثنا الحديثَ، وبينتْ
سَرِيرَتُهُ أَبْدَى الَّذي كَانَ قَدْ كَتَمْ
تبينَ لي انّ المحرشَ كاذبٌ،
ومن يطعِ الواشينَ أو زعمَ من زعم
يُصَرِّمْ بِظُلْمٍ حَبْلَهُ مِنْ خَلِيلِهِ
وشيكاً، ويجذمْ قوة َ الحبلِ ما جذم
وقلتُ لها لما خشيتُ لجاجة ً:
فعندي لكِ العتبى على رغمِ من رغم
ظلمتَ، ولم تعتب، وكان رسولها
إلَيْكَ، سَرِيعاً بِکلرِّضَا لَكَ، إذْ ظَلَمْ
فلم أرَ لومَ النفسِ بعد الذي مضى ،
وَبَعْدَ الَّذي آلَتْ وَآلَيْتُ مِنْ قَسَمْ
إذا انتَ لم تعشق، ولم تتبع الهوى ،
فَكُنْ صَخْرَة ً بِکلحِجْرِ مِنْ حَجَرٍ أَصَم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَلِيلَيَّ، عوجا نَبْكِ شَجْواً عَلَى رَسْمٍ
خَلِيلَيَّ، عوجا نَبْكِ شَجْواً عَلَى رَسْمٍ
رقم القصيدة : 19056
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ، عوجا نَبْكِ شَجْواً عَلَى رَسْمٍ
عَفا بَيْنَ وادٍ لِلْعَشِيرَة ِ فَکلحَزْمِ(17/266)
خليليّ، ما كانتْ تصادُ مقاتلي،
وَلاَ غُرَّتي، حَتَّى وَقَعْتُ عَلَى نُعْمِ
خليليّ، حتى لفّ حبلي بخادعٍ
موقى إذا يرمى ، صيودٍ إذا يرمي
خليليّ، إن باعدتُ لانت، وإن ألنْ
تُبَاعِدْ، فَما تُرْجَى لِحَرْبٍ وَلاَ سِلْم
خليليّ، إنّ الحبّ أحسبُ قاتلي،
فقاضٍ على نفسي كما قد برى عظمي
خليليّ، من يكلفْ بآخرَ كالذي
كَلِفْتُ بِهِ يَدْمُلْ فُؤاداً عَلَى سُقْمِ
خليليّ، بعضَ اللومِ، لا ترحلا به
رَفيقَكُما، حَتَّى تَقولا عَلى عِلْمِ
خليليّ، ما حبٌّ كحبٍّ أحبهُ،
ولا داءُ ذي حبٍّ كدائي ولا همي
خَلِيلَيَّ، قَدْ أَعْيا العزاءُ، فَخَفِّفا
ولا تبديا لومي، فينبيكما جسمي
خليليّ، منا لا تكونا معَ العدى ،
وَمَا اللَّوْمُ بِکلمُسْلي فؤادي مِنَ الغَمِّ
خَلِيلَيَّ، لَوْ يُرْقَى خَليلٌ من الهَوى ،
رقيت بما يدني النوارَ من العصم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> دعاني إلى أسماءَ عن غيرِ موعدٍ
دعاني إلى أسماءَ عن غيرِ موعدٍ
رقم القصيدة : 19057
-----------------------------------
دعاني إلى أسماءَ عن غيرِ موعدٍ
صروفُ منايا كان وقفاً حمامها
فَلَمَّا کلْتَقَيْنا، شَفَّ بُرْدٌ مُحَقَّقٌ
عَنِ الشَّمْسِ، جَلَّى يَوْمَ دَجْنٍ غَمامُها
وقلنَ لها والعينُ حولك جمة ٌ،
وَمِثْلُكِ بَادٍ، مُسْتَثارٌ مَقَامُها:
أيخفى لنا وللمغيريّ مجلسٌ،
فإنّ النوى كانت قليلاً لمامها
بنا وبهِ فاربعنَ، نعهدْ مسلماً،
عسى أن يقضى من نفوسٍ سقامها
فَقُلْنَ: عِدِيهِ دُلْجَة َ الرَّكْبِ، إنَّهُ
سيسترنا عن عينِ أرضٍ ظلامها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بوجرة َ أطلالٌ تعفتْ رسومها،
بوجرة َ أطلالٌ تعفتْ رسومها،
رقم القصيدة : 19058
-----------------------------------
بوجرة َ أطلالٌ تعفتْ رسومها،
وَأَقْفَرَ مِنْ بَعْدِ الأَنِيسِ قَدِيمُها
تلوحُ على طولِ الزمانِ عراصها،
كما لاحَ في كفِّ الفتاة ِ وشومها
وقفتَ بها، والعينُ شاملة ُ القذى ،(17/267)
كعينٍ طريفٍ ما يجفُّ سجومها
فذلك هاجَ الشوقَ من امّ نوفلٍ،
وذكرى لنفسٍ جمة ً ما تريمها
فقد ادركتْ عندي من الودّ فوق ما
تمنتْ بغيبٍ، أو تمنى حميمها
وَإنْ قَاسَمَتْ في وُدِّهِ، ذَهَبَتْ بِهِ
جميعاً، ولم يرجعْ بشيءٍ قسيمها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبَاكِرَة ٌ في الظَّاعِنينَ رَمِيمُ،
أَبَاكِرَة ٌ في الظَّاعِنينَ رَمِيمُ،
رقم القصيدة : 19059
-----------------------------------
أَبَاكِرَة ٌ في الظَّاعِنينَ رَمِيمُ،
ولم يشفَ متبولُ الفؤادِ، سقيمُ؟
أم اتعدَ الحيُّ الرواحَ، فإنني
لِكُلِّ الَّذي يَنْوي الأَمِيرُ وَجومُ
فَرَاحُوا، وَرَاحَتْ، وَکسْتَمَرَّتْ كَأَنَّها
غَمامَة ُ دَجْنٍ تَنْجَلي، وَتَغَيمُ
مبتلة ٌ، صفراءُ، مهضومة الحشا،
غذاها سرورٌ دائمٌ، ونعيم
قد اعتدلتْ فالنصفُ من غصنِ بانة ٍ
ونصفٌ كثيبٌ لبدتهُ سجوم
منعمة ٌ، أهدى لها الجيدَ شادنٌ،
وَأَهْدَتْ لَهَا العَيْنَ القَتُولَ بَغومُ
تراختْ بها دارٌ، وأصبحتِ العدى
لديها، كما شاؤوا، وقال نموم
رَمِيمُ کلَّتي قَالَتْ لِجَارَاتِ بَيْتِها:
ضمنتُ لكم أن لا يزالَ يهيم
ضمنتُ لكم أنْ لا يزالَ كأنهُ،
لَطِيفِ خَيَالٍ مِنْ رَمِيمَ غَريمُ
وقالتْ لأترابٍ لها شبه الدمى ،
تنكبنَ شيئاً، والدموعُ سجوم
وَلِلْفِتْيَة ِ: کنْحَازُوا قَليلاً فَإنَّهُ
لنا في أمورٍ قد خلونَ ظلوم
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> موازنة
موازنة
رقم القصيدة : 1906
-----------------------------------
الذي يسطو لدى الجوع ِ
على لُقمتهِ . . لصٌ حقير !
والذي يسطو على الحُكمِ
وبيتِ المالِ , والأرضِ
أمير !
* *
أيُها اللصُ الصغير
يأكُلُ الشرطيّ والقاضي
على مائدةِ اللصّ الكبير
فبما ذا تستجير ؟
و لمن تشكو ؟
أللقا نون ِ . . والقانونُ معدومُ الضمير ؟
أم إلى خفّ بعير
تشتكي ظُلم البعير؟
* *
أيُها اللصُ الصغير
ارم ِ شكواكَ إلى بئس المصير
واستعر بعضَ سعيرِ الجوعِ(17/268)
واقذفه بآبارِ السعير
واجعلِ النارَ تُدوي
واجعلِ التيجانَ تهوي
واجعلِ العرشَ يطير
هكذا العدلُ يصير
في بلادٍ تنبحُ القافلةُ اليومَ بها
والكلبُ يسير !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أقولُ لصاحبيّ، ومثلُ ما بي،
أقولُ لصاحبيّ، ومثلُ ما بي،
رقم القصيدة : 19060
-----------------------------------
أقولُ لصاحبيّ، ومثلُ ما بي،
شَكَاهُ المَرْءُ ذو الوَجْدِ الأَلِيمِ
إلَى الأَخَوَيْنِ مِثْلِهِما إذا ما
تَأَوَّبَهُ مُؤَرِّقَة ُ الهُمُومِ
لحيني والبلاءِ لقيتُ ظهراً،
بأعلى النقع، أختَ بني تميمِ
فلما أن بدا للعينِ منها
أَسِيلُ الخَدِّ، في خَلْقٍ عَمِيمِ
وعينا جؤذرٍ خرقٍ، وثغرٌ
كَمِثْلِ الأُقْحُوَانِ، وَجِيدُ رِيمِ
حَنا أَتْرَابُها دُوني عَلَيْها
حنوَّ العائداتِ على سقيمِ
عقائلُ لم يعشنَ بعيشِ بؤسٍ،
وَلَكِنْ بِکلغُضَارَة ِ والنَّعيم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ،
يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ،
رقم القصيدة : 19061
-----------------------------------
يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ،
فَيُبينَ عَمّا سِيلَ، أَوْ يَسْتَعْجِمُ
فثنى مطيتهُ عليّ، وقال لي:
اسْأَلْ، وَكَيْفَ يُبِينُ رَسْمٌ أَعْجَمُ؟
دَرَجَتْ عَلَيْهِ العَاصِفَاتُ فَقَدْ عَفَتْ
آياته، إلا ثلاثٌ جثم
عُجْتُ القَلُوصِ بِهِ، وَعَرَّجَ صُحْبَتي
وَكَفَفْتُ غَرْبَ دُمُوعِ عَيْنٍ تَسْجُمُ
أُدْمُ الظِّبَاءِ بِهِ تُراعي خِلْفَة ً
وَسِخَالُها في رَسْمِهِ تَتَبَغَّمُ
وَثَنَى صَبَابَة َ قَلْبِهِ بَعْد البِلَى
ورقاءُ ظلتْ في الغصونِ ترنمُ
غردتْ على فننٍ، فأسعدَ شجوها
وُرْقٌ يُجْبْنَ، كَمَا کسْتَجَاببَ المَأْتَمُ
هَلْ عَيْشُنا بِمنًى يَعُودُ كَعَهْدِنا،
إذ لا نراعُ، ولا يطاعُ اللوم
أيامَ هندٌ لا تطيعُ محرشاً،
خطلَ المقالِ، وسرنا لا يعلم
وعشية ً حبستْ، فلمْ تفتحْ فماً
بِكَلاَمِها مِنْ كَاشحٍ يَتَنَمَّمُ(17/269)
نَظَرَتْ إلَيْكَ، وَذو شِبَامٍ دُونَها،
نظراً يكادُ بسرها يتكلم
فَأَبَانَ رَجْعُ الطَّرْفِ أَنْ لا تَرْحَلَنْ
حتى يجنّ الناسَ ليلٌ مظلم
فلعلّ غبّ الليلِ يسترُ مجلساً،
فيه يودعُ عاشقٌ، ويسلم
فَأَتَيْتُ أَمْشي، بَعْدَما نَامَ العِدَى ،
وَأَجَنَّهُمْ لِلنَّوْمِ جَوْنق أَدْهَمُ
فإذا مهاة ٌ، في مهاً، بخميلة ٍ،
أُدْمٍ، أَطَاعَ لَهُنَّ وَادٍ مُلْحِمُ
حَيَّيْنها فَتَبَسَّمَتْ، فَكَأَنَّها
عِنْدَ التَّبَسُّمِ مُزْنَة ٌ تَتَبَسَّمُ
وَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً وَسُرَّ فُؤادِها
فسرورها بادٍ لمن يتوسم
فَغَنيتُ جَذْلاناً، وَقَدْ جَذِلَتْ بِنا
نبغي بذلك رغمَ من يترغم
ثمّ انصرفتُ، وكان آخرَ قولها
أَنْ سَوْفَ يَجْمَعُنا إلَيْكَ المَوْسِمُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قلْ للمنازلِ بالكديد: تكلمي،
قلْ للمنازلِ بالكديد: تكلمي،
رقم القصيدة : 19062
-----------------------------------
قلْ للمنازلِ بالكديد: تكلمي،
دَرَسَتْ، وَعَهْدُ جَدِيدِها لَمْ يَقْدُمِ
لَعِبَتْ بِجِدَّتِها الرِّياحُ وَتَارَة ً
تعتادها ديمٌ بأسحمَ مرهمِ
دارَ التي صادتْ فؤادكَ، إذْ بدتْ
بالخيفِ، لما التفّ أهلُ الموسم
قَالَتْ لآنِسَة ٍ رَدَاحٍ عِنْدَهَا
كَکلرِّئْمِ في عَقِدِ الكَثِيبِ الأَيْهَمِ
هذا الذي منحَ الحسانَ فؤادهُ،
وَشَرِكْنَهُ في مُخِّه وَالأَعْظَمُ؟
قالت: نعمْ، فتنكبي بي، إنه
ذربُ اللسانِ، إخالهُ لم يسلم
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي، فَقُلْتُ لَهَا: کذْهَبي
فَاشْكِي إلَيْها ما عَلِمْتِ وَسَلِّمي
قولي: يقول: تحوبي في عاشقٍ،
كَلِفٍ بِكُمْ حَتَّى المَمَاتِ مُتَيَّمِ
فكي رهينتهُ، فإن لم تفعلي،
فَکبْكي عَلَى قَتْلِ کبْنِ عَمِّكِ وَکسْلَمي
ويقول إنكِ قد علمتِ بأنكمْ
أصبحتمْ يا بشرُ أوجهَ ذي دم
فتبسمتْ عجباً، وقالت: حقهُ
أن لا يعلمنا بما لم نعلم
علمي به، والله يغفرُ ذنبه،
فيما بدا لي ذو هوى متقسم
طرفٌ ينازعه إلى الأدنى الهوى ،(17/270)
وَيَبُتُّ خُلَّة َ ذي الوِصَالِ الأَقْدَم
وَتَغَاطَسَتْ عَمّا بِنَا، وَلَقَدْ تَرَى
أن قد تخللتِ الفؤادَ بأسهم
قالت لها: ماذا أردُّ على فتى ً،
أَقْصَدْتِهِ بِعَفَافَة ٍ وَتَكَرُّمِ؟
قَالَتْ أَقُولُ لَهُ بِأَنَّكَ مَازِحٌ
كَلِفٌ بِكُلِّ مُغَوِّرٍ وَمُتَّهِمِ
قالت لها: بل قد أردتِ بعادهُ،
لَما عَرَفْتِ بِأَنْ مَلَكْتِ، فَتَمِّمي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> باسمِ الإله، تحية ً لمتيمِ،
باسمِ الإله، تحية ً لمتيمِ،
رقم القصيدة : 19063
-----------------------------------
باسمِ الإله، تحية ً لمتيمِ،
تهدى إلى حسنِ القوامِ مكرمِ
وصحيفة ٌ ضمنتها بأمانة ٍ،
عِنْدَ الرَّحِيلِ، إلَيْكِ، أُمَّ الهَيْثَمِ
فيها التحية ُ، والسلامُ، ورحمة ٌ،
حَفَّ الدُّمُوعُ كَتَابَها بِکلمُعجَمِ
من عاشقٍ كلفٍ يبوءُ بذنبه،
صَبِّ الفُؤَادِ مُعَاقَبٍ لَمْ يَظْلِمِ
بَادي الصَّبابَة ِ، قَدْ ذَهَبْتِ بِعَقْلِهِ،
كَلِفٍ بِحُبِّكِ، يا عُثَيْمَ، مُتَيَّمِ
يَشْكو إلَيْكِ بِعَبْرَة ٍ وَبِعَوْلَة ٍ
ويقولُ: أما إذ مللتِ، فأنعمي
لاَ تَقْتُليني، يا عُثَيْمَ، فإنَّني
أَخْشَى عَلَيْكِ عِقَابَ رَبّكِ في دَمِي
إنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ رَحْمَة ٌ وَتَعَطُّفٌّ،
فتحرجي من قتلنا أن تأثمي
لَمّ يُخْطِ سَهْمُكِ، إذ رَمَيْتِ مَقَاتِلي،
وتطيشُ عنكِ، إذا رميتكِ، أسهمي
وَوَجَدْتُ حَوْضَ الحُبِّ، حِينَ وَرَدْتُهُ،
مرَّ المذاقة ِ، طعمه كالعلقم
لا والذي بعثَ النبيّ محمداً
بِکلنُّورِ وَالإسْلاَمِ دِينِ القَيِّمِ
وبما أهلّ به الحجيجُ وكبروا،
عِنْدَ المَقَامِ وَرُكْنِ بَيْتِ المَحْرَم
والمسجدِ الأقصى المبارك حوله،
والطورِ، حلفة َ صادقٍ لم يأثم
ما خنتُ عهدكِ، يا عيثمَ، ولا هفا
قَلْبي إلى وَصْلٍ لِغَيْرِكِ فَاعْلَمي
فكي أسيراً، يا عيثمَ، فإنهُ
خَلَطَ الحَيَاءَ بِعِفَّة ٍ وَتَكَرُّمِ
وَرَعَى الأَمَانَة َ، في المَغِيبِ، وَلَمْ يَخُنْ(17/271)
غَيْبَ الصَّدِيقِ، وَذَاكَ فِعْلُ المُسْلِمِ
أَحْصَيْتُ خَمْسَة َ أَشْهُرٍ مَعْدودَة ٍ
وثلاثة ً، من بعدها، لم توهم
هذي ثمانية ٌ تهلُّ وتنقضي،
عَالَجْتُ فِيها سُقْمَ صَبٍّ مُغْرَمِ
مَكَثَ الرَّسُولُ لَدَيْكُمُ، حَتَّى إذا
قدمَ الرسولُ، وليته لم يقدم
لَم يَأْتِني لَكُمْ بِخَطٍّ وَاحِدٍ
يشفي غليلَ فؤاديَ المتقسم
وَحَرَمْتِني رَدَّ السَّلامِ، وَمَا أَرَى
ردّ السلامِ على الكريمِ بمحرم
إنْ كُنْتِ عَاتِبَة ً عَلَيَّ، فَأَهْلُ ما
أَنْ تَعْتِبي فيما عَتَبْتِ وَتُكْرَمي
أَنْتِ الأَمِيرَة ُ، فَکسْمَعِي لِمَقَالَتي
وتفهمي من بعضِ ما لم تفهمي
إنِّي أَتُوبُ إلَيْكِ تَوْبَة َ مُذْنِبٍ
يَخْشَى العُقُوبَة َ مِنْ مَلِيكٍ مُنْعِمِ
حتى انالَ رضاكِ، حيثُ علمتهُ،
بطريفِ مالي والتليدِ الأقدم
وَأَعُوذُ مِنْكِ بِكِ، الغَدَاة َ، لِتَصْفَحي
عما جنيتُ من الذنوبِ، وترحمي
إنْ تَقْبَلي عُذْري، فَلَسْتُ بِعَائِدٍ،
حَتَّى تُغَادَرَ في المَقَابِرِ أَعْظُمي
لَوْ كَفِّيَ اليُمْنَى سَأَتْكِ قَطَعْتُها
وَلَذُقْتُ، بَعْدَ رِضَاكِ، عَيْشَ الأَجْذَمِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذَكَّرَتْني الدِّيارُ شَوْقاً قَدِيمَا
ذَكَّرَتْني الدِّيارُ شَوْقاً قَدِيمَا
رقم القصيدة : 19064
-----------------------------------
ذَكَّرَتْني الدِّيارُ شَوْقاً قَدِيمَا
بَيْنَ خَيْصٍ، وَبَيْنَ أَعْلَى يَسومَا
بالشليلِ الذي أتى عن يميني،
قَدْ تَعَفَّتْ إلاَّ ثَلاثاً جُثوما
وقليباً مسحجاً أوطن العر
صَة َ، فَرْداً، أَبَى بِهَا أَنْ يَريما
وَعِرَاصاً تُذْري الرِّياحُ عَلَيْها
ذا بروقٍ جوناً أجشَّ هزيما
وَدُعَاءَ الحَمَامِ تَدْعُو هَدِيلاً،
بينَ غصنينِ، هاجَ قلباً سقيما
غرداً، فاستمعتُ للصوتِ، فانهل
تْ دموعي حتى ظللتُ كظيما
عُجْتُ فيهِ، وَقُلْتُ للرَّكْبِ: عوجوا،
ودموعُ العينين تذرى سجوما
فثنوا هزة َ المطيِّ، وقالوا:(17/272)
كَيْفَ نَرْجُو مِنْ عَرْصَة ٍ تَكْليما!؟
وَمَقَاماً قُمْنَا بِهِ، نَتَّقي العَيْـ
نَ، لهونا به، وذقنا النعيما
مِنْ لَدُنْ فَحْمَة ِ العِشاءِ إلَى أَنْ
لاَحَ وَرْدٌ يَسُوقُ جَوْناً بَهيما
وقميرٌ بدا ابنَ خمسٍ وعش
ـنَ لَهُ قَالَتِ الفَتَاتَانِ: قُوما
ثمّ قالتْ، ودمعها يغسلُ الكح
ـلَ مِراراً، يُخَالُ دُرَّاً نَظِيما
لا يكوننّ آخرَ العهدِ هذا،
يا ابنَ عمي، ولا تطيعنْ نموما
ثمّ قالت لتربها: إنّ قلبي
من هواهُ أمسى مصاباً كليما
ربّ ليلٍ، سمرتُ فيه، قصيرٍ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ثُرَيَّا الفُؤادِ رُدّي السِّلاَمَا
يا ثُرَيَّا الفُؤادِ رُدّي السِّلاَمَا
رقم القصيدة : 19065
-----------------------------------
يا ثُرَيَّا الفُؤادِ رُدّي السِّلاَمَا
وصلينا، ولا تبتي الزماما
وَکذْكُرِي لَيْلَة َ المَطَارِفِ وَالوَبْـ
وإرسالنا إليكِ الغلاما
بحديثٍ، إنْ أنتِ لم تقبليهِ،
لم أنازعكِ، ما حييتُ، الكلاما
وَکذْكُري مَجْلِساً لَدَى جانِبِ القَصْـ
ـرِ عَشِيَّا وَمَقْسَمي أقْساما
في لَيَالٍ مِنْهُنَّ لَيْلَة َ بَاتَتْ
ناقتي والهاً، تجرُّ الزماما
يَغْسِلُ القَطْرُ رَحْلَها، لا أُبالي
أَنْ تَبُلَّ السَّماءُ عَضْباً حُساما
إنْ تَكوني نَزَحْتِ أَوْ قَدُمَ العَهْـ
ـدُ فَمَا زَايَلَ الوِدَادُ العِظَامَا
مَنْ يَكُنْ نَاسِياً فَلَمْ أَنْسَ مِنْها
وَهْيَ تُذْري لِذاكَ دَمْعاً سِجاما
يَوْمَ قَالَتْ، وَدَمْعُها يَغْسِلُ الكُحْـ
ـلَ: أَرَدْتَ الغَدَاة َ مِنَّا کنْصِرَاما
حُلْتَ عَنْ عَهْدِنا، وَطَاوَعْتَ حُسا
داُ قيماً كانوا عليكَ رغاما
قلتُ: لم تصرمي، ولم نطعِ الوا
شي، وَقَدْ زِدْتِ ذا الفُؤادَ غَراما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنّي أَتَتْنَي شَكْوَى لا أُسَرُّ بِها،
إنّي أَتَتْنَي شَكْوَى لا أُسَرُّ بِها،
رقم القصيدة : 19066
-----------------------------------(17/273)
إنّي أَتَتْنَي شَكْوَى لا أُسَرُّ بِها،
وَذَرْوُ قَوْلٍ، وَلَمْ نَخْشَ الَّذي نَجَما
حَتَّى تَبَدَّى ، وَلَمْ أَعْلَمْ بِقَائِلِهِ
وَقَدْ أَكُونُ بِمَا حَاوَلْتِهِ فَهِما
لا يرغمُ اللهُ أنفاً أنتِ حاملهُ،
بل أنفَ شانبكِ فيما سركم رغما
إنْ كَانَ غَاظَكِ شَيْءٌ لَسْتُ أَعْلَمُهُ،
مني، فهذي يميني بالرضا سلما
ما تشتهين فإني اليومَ فاعله،
وَالقَلْبُ صَبٌّ فَمَا جَشَّمْتِهِ جَشِما
لا تَرْجِعيني إلَى مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُني،
فَداكِ مَنْ تُبْغِضينَ الحَتْفَ والسَّقَما
إنَّ الوُشاة َ كَثيرٌ، إنْ أَطَعْتِهِمُ،
لا يرقبون بنا إلاًّ، ولا ذمما
إن كنتُ أممتُ سخطاً عامداً لكمُ،
فلا أرحتُ إذاً أهلاً، ولا نعما!
أوْ كنتُ أحببتُ حباً مثلَ حبكمُ،
فلا أقلتْ إذاً نعلي ليَ القدما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عاودَ القلبُ، يا لقوميَ، سقما،
عاودَ القلبُ، يا لقوميَ، سقما،
رقم القصيدة : 19067
-----------------------------------
عاودَ القلبُ، يا لقوميَ، سقما،
يومَ أبدتْ لنا قريبة ُ صرما
صرمتني، وما اجترمتُ إليها،
غيرَ أني أرعى المودة َ، جرما
حُرَّة ٌ مِنْ نِساءِ عَبْدِ مَنَافٍ،
جمعتْ منطقاً، وعقلاً، وجسما
عمها خالها، وإنْ عدّ يوماً،
كان خالاً لها، إذا عدّ عما
صرمتني، واللهِ، في غيرِ ذنبٍ،
ربِّ موسى ، أميرة ُ القلبِ، ظلما
قلتُ، لما اتانيَ القولُ زوراً:
لَيْتَ شِعْري مَنْ صَاغَ ذا، ثُمَّ نَمّا
كيفَ أسلو، وكيف أصبرُ عنها،
يا لَقَوْمي، وَحُبُّها كَانَ غُرْما
لَيْتَ شِعْري، يا بَكْرُ، هَلْ كَانَ هذا،
أَمْ يَراهُ الإلَهُ بِکلغَيْبِ رَجْمَا
قَالَ: مَهْلاً، فَلاَ تَظُنَّنَّ هذا،
عَمْرَكَ کللَّهُ ما قَتَلْنَاهُ عِلْمَا
قلتُ: اذهبْ، ولا تلبثْ لشيءٍ،
واستمعْ، واعلمِ الذي كان نما
فَمَضَى نَحْوَهَا بِعَقْلٍ وَحَزْمٍ
واحتيالٍ، ونصحِ حبٍّ، فلما
وبرى لحمهُ، فلم يبقِ لحما؟
فاستفزتْ لقولهِ، ثمّ قالت:(17/274)
لا وربي، يا بكرُ، ما كان مما
قيلَ حرفٌ، فلا تراعنّ منه،
بَلْ نَرَى وَصْلَهُ، وَرَبِّيَ،ممّا
لعنَ اللهُ من تقولَ هذا،
وثنى من وشى بلعنٍ، وهما
لِيَسُوءَ الصَّدِيقَ بِکلصَّرْمِ مِنَّا
زِيْدَ أَنْفُ العُداة ِ بِالوَصْلِ رَغْما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا خَلِيلَيَّ، عَادَني اليَوْمَ سُقْمي
يا خَلِيلَيَّ، عَادَني اليَوْمَ سُقْمي
رقم القصيدة : 19068
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ، عَادَني اليَوْمَ سُقْمي
فَبَرَى دَاؤُهُ، لِحَيْنِيَ، عَظْمي
لمُصِرٍّ أَصَرَّ وَکسْتَكْبَرَ اليَوْ
وظنّ الصدودَ ليسَ بظلمِ
صدّ عمداً، فباءَ، إذ صدّ عني،
يا خَليلي بِإثْمِهِ وَبِإثْمي
إنْ تَجودي، أَوْ تَبْخَلي، فَبِحمْدٍ
أَنْتِ مِنْ وَاصِلٍ لَنَا، لا تُذَمّي
أو تقولي: ما زلتَ في الشعرِ، حتى
بُحْتَ لِلنَّاسِ، غَيْرَ أَنْ لَمْ تُسَمِّ
فالمحلُّ الذي حللتِ به والحس
ـحُسْنُ، أَبْدَى عَلَيْكِ ما كُنْتُ أَكْمِي
بيتكِ البيتُ، تسقفينَ عليه،
وعلى صالحِ الخلائقِ ينمي
أنتِ في الجوهرِ المهذبِ، من
ـمٍ، ذُرَى المَجْدِ، بَيْنَ خَالٍ وَعَمِّ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طَالَ لَيْلي، وَکعْتَادَني اليَوْمَ سُقْمُ،
طَالَ لَيْلي، وَکعْتَادَني اليَوْمَ سُقْمُ،
رقم القصيدة : 19069
-----------------------------------
طَالَ لَيْلي، وَکعْتَادَني اليَوْمَ سُقْمُ،
وَأَصَابَتْ مَقَاتِلَ القَلْبِ نُعْمُ
قصدتْ نحو مقتلي بسهامٍ،
نافذاتٍ، وما تبينَ كلمُ
حُرَّة ُ الوَجْهِ وَالشَّمَائِلِ والجَوْ
هَرِ، تَكْلِيما لِمَنْ نَالَ غُنْمُ
وَحَدِيثٍ، بِمِثْلِهِ تَنْزِلُ العُصْـ
رخيمٍ، يشوبُ ذلك حلمُ
سلبَ القلبَ دلها، ونقيٌّ
مثلُ جيدِ الغزالِ يعلوه نظم
وَنَبِيلٌ عَبْلُ الرَّوَادِفِ، كَکلقَو
رِ مِن الرَّمْلِ قَدْ تَبَلَّدَ، فَعْمُ
وَوَضِيءٌ كَکلشَّمْسِ بَيْنَ سَحَابٍ
رَائِحٍ، مَقْصَرَ العَشِيَّة ِ، فَخْمُ(17/275)
وَشتِيتٌ، أَحْوَى المَرَاكِزِ، عَذْبٌ،
ما لَهُ في جَمِيعِ ما ذِيقَ طَعْمُ
طفلة ٌ كالمهاة ِ، ليس لمن عا
بَ، إذا تُذْكَرُ المَعَايِبُ، وَصْمُ
هَكَذا وَصْفُ ما بَدَا لِيَ مِنْها،
لَيْسَ لي بِکلَّذي تُغَيِّبُ عِلْمُ
غير أني أرى الثيابَ ملاءً
في يفاعٍ، يزينُ ذلك جسم
إن تَجودِي، أَوْ تَبْخَلي، فبِحَمْدٍ،
لستِ، يا نعمُ، فيهما من يذمّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> رحلة علاج
رحلة علاج
رقم القصيدة : 1907
-----------------------------------
. . إنهُ في ليلةِ السابعِ
من شهر ِ مُحرم
شعرَ الوالي المُعظم
بانحرافٍ في المزاج
كرشُهُ السامي تَضخم
واعترى عينيهِ بعضُ الاختلاج
فأتى لندنَ من أجلِ العِلاج !
* * *
قبلَ أن يَخضعَ للتشخيصِ
بالإيمان هاج
فتيمم
بتُرابٍ إنكليزيٌ لهُ صدرٌ مُطهم
ثُمّ صلى . . . وتحمّم
ثُمّ صلى . . . وتحمّم
ثُمّ صلى . . . وتحمّم
ولدى إحساسهِ بالانزعاج
أفرغوا في حلقهِ
قنينةَ ( الشاي المُعقم )
* * *
قُلتُ للمُفتي :
كأنّ الشاي في قنينةِ الوالي نبيذ؟
قالَ: هذا ماءُ زمزم !
قُلتُ : والأنثى التي . . . ؟
قالَ : مَسَا ج !
قلتُ : ماذا عن جهنم ؟
قالَ: هذا ليسَ فُسقاً
إنّما . . . واللهُ أعلم
هو للوالي علاج
فله عينٌ مِنَ اللحمِ
. . وعينٌ من زجاج !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَقِلِّي البِعَادَ، أُمَّ بَكْرٍ، فَإنَّمَا
أَقِلِّي البِعَادَ، أُمَّ بَكْرٍ، فَإنَّمَا
رقم القصيدة : 19070
-----------------------------------
أَقِلِّي البِعَادَ، أُمَّ بَكْرٍ، فَإنَّمَا
قُصَارَى الحُرُوبِ أَنْ تَعُودَ إلى سِلْمِ
فواللهِ، ما للعيشِ، ما لم ألاقكمْ،
وَمَا لِلْهَوَى ، إذا ما تُزارينَ، مِنْ طَعْمِ
وَمَا لِيَ صَبْرٌ عَنْكُمُ، قَدْ عَلِمْتُمُ،
ولا لكِ عنا من عزاءٍ، ولا عزم
فَقولي، لِواشينا، كَمَا كُنْتُ قَائِلاً،
لواشيكمُ: رغماً عصيتَ على رغم!(17/276)
كِلانا أَرَادَ الصَّرْمَ، ما کسْطَاعَ جَاهِداً،
فَأَعْيَا قَريباً مِ السَّمَاحَة ِ والصَّرْمِ
أَلَمْ تَعْلَمي ما كُنْتُ آلَيْتُ فِيكُمُ،
وأقسمتِ لا تخلينَ ذاكرة ً باسمي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
رقم القصيدة : 19071
-----------------------------------
يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
عُودي عَلَيَّ، فَقَدْ أَصَبْتِ صَمِيمي
ما إن رأيتُ، ولا سمعتُ كليلة ٍ،
في غيرِ سوءٍ عندَ بيتِ حكيم
مِثْلَ کلَّتي نَكَبَتْ فُؤَادِيَ نَكْبَة ً
تَرَكَتْ حَلِيماً، وَهْوَ غَيْرُ حَلِيمِ
يا ليلُ، يا ذاتَ البهاءِ لأهلها،
إنِّي ظُلِمْتُ، وَلِمْتُ غَيْرَ مُلِيمِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ، يا بَهِيَّة ُ، بَعْدَما
ذهب الكرى بمجالسي ونديمي
فَعَلَيْكِ، يا لَيْلَى ، السَّلاَمُ، تَحِيَّة ً
عَدَدَ النُّجومِ، وَقَلَّ مِنْ تَسْليمي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
رقم القصيدة : 19072
-----------------------------------
طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
فَنَفَى النَّوْمَ، وَأَجْدَاني السَّقَمْ
طَيْفِ رِئْمٍ، شَطَّة ُ، أَوْطانُهُ،
فهي لم تدنُ، وليستْ بأممْ
منْ رسولٌ ناصحٌ، يخبرنا
عَنْ مُحِبٍّ مُسْتَهَامٍ قَدْ كَتَمْ؟
حبهُ، حتى تبلى جسمهُ،
وَبَراهُ طُولُ أَحْزَانٍ، وَهمْ
ذَاكَ مَنْ يَبْخَلُ عَنِّي بِکلَّذي،
لو بهِ جاد، شفاني من سقم
كُلَّما سَاءَلْتُهُ خَيراً، أَبَى ،
وبلاءٍ شدّ ظهراً، واعتصم
لَجَّ فيما بَيْنَنا قَوْلاً: بِلا،
ليتَ لا من قالها، نالَ الصمم
ولوَ اني كان ما أطلبه
عِنْدَنَا يَطْلُبُهُ، قُلْتُ: نَعَمْ
وَأَرَاهُ كُلَّ يَوْمٍ يَجْتَني
عِلَلاً، في غَيْرِ جُرْمٍ يُجْتَرَمْ
ظَنُّها بي ظَنُّ سَوْءٍ فَاحِشٍ،
وبها ظني عفافٌ وكرم
وإذا قَالَ مَقَالاً، جِئْتُهُ،(17/277)
وإذا قلتُ، تأبى وظلم
كَيْفَ هذا يَسْتَوي في حُكْمِهِ،
أَنَّه بَرٌّ، وأَنِّي مُتَّهَمْ؟
قَد تَرَاضَيْنَاهُ عَدْلاً بَيْنَنَا،
وَجَعَلْنَاهُ أَميراً وَحَكَمْ
فَعَلَيْهِ الآنَ أَنْ يُنْصِفَنا،
ويجدَّ اليومَ ما كانَ صرم
أو يردَّ الحكمَ عنه بالرضى ،
فَعَلَيْنَا حُكْمُهُ فِيمَا کحْتَكَمْ
وله الحكمُ على رغمِ العدى ،
لا نبالي سخطَ من فيه رغم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
رقم القصيدة : 19073
-----------------------------------
وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
جرتْ به الريحُ، فامحى علمهْ
وَقَفْتُ بِکلرَّبْعِ، كَيْ أُسَائِلَهُ،
لو استطاعَ الكلامَ لم أرمهْ
رَبْعٍ لِرَخْصِ البَنَانِ مُخْتَضِبٍ،
طُوبَى لِمَنْ بَاتَ، وَهْوَ يَلْتَثِمُهْ
ما زلتُ أصطادهُ، واختلهُ
يوماً، وأدنو له وأكتتمه
حَتَّى تَرَكْتُ الحَبِيبَ وَامِقَنا،
ينتابنا ماشياً به قدمه
يطوفُ بالبيتِ ما يفارقه،
قَدْ شَفَّهُ حُبُّنَا فَلَمْ يَرِمُهْ
مَا كُنْتُ أَرْعَى المَخَاضَ، قَدْ عَلِمُوا،
ولا أنيخُ البعيرَ أختطمه
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
رقم القصيدة : 19074
-----------------------------------
هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
ـبَاءَ، بِالنَّعْفِ، رُسوما
غَيَّرَتْها كُلُّ رِيحٍ
تذرُ التربَ مسيما
حَرْجَفا تُذْري عَلَيْهَا
أَسْحَماً جَوْناً هَزِيما
وَلَقَدْ ذَكَّرَني الرَّبْـ
ـعُ شُؤوناً لَنْ تَريما
يومَ أبدتْ بجنوبِ ال
ـخَيْفِ، رَفَّافاً وَسيما
وَشَتِيتاً بَارِداً تَحْـ
ـسَبُهُ دُرَّاً نَظِيما
ثمّ قالتْ، وهي تذري
دمعَ عينها سجوما
للثريا: قد أبى ه(17/278)
ذا المعنى أن يدوما
أخبريه بالذي أل
قى ، فإن كان مقيما
فَلْيَعِدْنا مَوْعِداً لا
نَتَّقي فيهِ نَموما
وليكنْ ذاك إذا ما
انتصفَ الليلُ بهيما
بَرَزَتْ بَيْنَ ثَلاثٍ
كالمها تقرو الصريما
قَمَرٌ، بَدْرٌ، تَبَدَّى
باهراً، يعشي النجوما
قُلْتُ: أَهْلاً بِكُمُ، مِنْ
زورٍ زرنَ كريما
فَأَذَاقَتْني لَذيذاً،
خلتهُ راحاً ختيما
شابهُ شهدٌ وثلجٌ،
نَفعا قَلْباً كَلِيما
ثمّ أبدتْ، إذ سلبتُ ال
مرطَ، مبيضاً هضيما
فَلَهَوْنا اللَّيْلَ حَتَّى
هَجَمَ الصُّبْحُ هُجوما
قُلْنَ: قَدْ نَادَى المُنَادِي،
وبدا الصبحُ، فقوما!
قُمْنَ يُزْجَيْنَ غَزالاً
فَاتِرَ الطَّرْفِ، رَخِيما
ولقدْ قضيتُ حاجا
تي، وَلاَقَيْتُ النَّعيما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
رقم القصيدة : 19075
-----------------------------------
أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
رِ، علامَ الذي فعلتَ، ومما؟
فِيمَ هَجْري، وَفِيمَ تَجْمِعُ ظُلْمي
وَصُدوداً، وَلَمْ عَتَبْتَ وَعَمّا؟
أدلالاً، لتتزيدَ محباً،
أم بعاداً، فتسعر القلبَ هما؟
أَيَّما أَنْ تَكُونَ، كَانَ هَوًى مِنْـ
منكَ، فزادَ الإلهُ فيه، وتما
أم عدوٌّ يمشي بزورٍ وإفكٍ،
كاشحٌ دبَّ بالنميمة ِ لما
يلفِ عهداً نقضتهُ بعدَ وأيٍ،
وَأَسَاءَ الَّذي وَشَى وَأَذَمّا
زعموا أنني لغيركَ سلمٌ،
شلّ شانيكَ، لا احاشي، وصما!
فاتقِ الله في المغيبِ، فإني
حَافِظٌ لِلْمَغِيبِ، ذَلِكَ مَعْما
لَيْسَ يُفْتَاتُ ذو المَوَدَّة ِ عِنْدي
ويرى الكاشحونَ أنفاً أشما
قَدْ رَضِينا، وإنْ قَضَيْتِ بِجَوْرٍ،
فاقبلي قولَ كاشحٍ، أثلَ، أما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرقتُ، وآبني همي،
أرقتُ، وآبني همي،
رقم القصيدة : 19076
-----------------------------------
أرقتُ، وآبني همي،
لنأيِ الدارِ من نعمِ
فَأَقْصرَ عَاذِلٌ عَنّي،
وَمَلَّ مُمَرِّضي سُقْمي(17/279)
أموتُ لهجرها حزناً،
وَيَحْلُو عِنْدَها صَرْمِي
فبِئْسَ ثَوابُ ذَاتِ الوُدِّ
دّ، تجزيهِ ابنة ُ العمّ
وَيَوْمَ الشَّرْيِ قَدْ هَاجَتْ
دُمُوعاً وُكَّفَ السَّجَمِ
غداة َ جلتْ على عجلٍ
شَتِيتاً بَارِدَ الظَّلْمِ
وقالتْ لفتاة ٍ، هند
ها، حوراءَ كالرثم:
أهوْ، يا أختِ، باللهِ، ال
ـذِي لَمْ يَكْنِ عَنْ إسْمي
وَلَمْ يُجَازِنا بِکلوُدِّ،
أحفى بي، ولم يكم
فَقَالَتْ رَجْعَ ما قَالَتْ:
نعم يخفيه عن علم
فَجِئْتُ فَقُلْتُ: صَبٌّ زلّ
من واشٍ، أخي إثم
وَقَدْ أَذْنَبْتُ ذَنباً فَکصْـ
ـفَحي، بِکللَّهِ، عَنْ ظُلْمي
فقالت: لا، فقلتُ: فلمْ
أرقتِ دمي بلا جرم؟
أَإنْ أَقْرَرْتُ بِالذَّنْبِ،
لحبٍّ قد برى جسمي
زَوَيْتِ العُرْفَ، والنَّائِـ
ـلَ عَمْداً، غَيْرَ ذي رُحمِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قلتُ بالخيفِ مرة ً،
قلتُ بالخيفِ مرة ً،
رقم القصيدة : 19077
-----------------------------------
قلتُ بالخيفِ مرة ً،
لجوارٍ نواعمِ:
قُلْنَ، بِکللَّهِ، لِلَّتي
سَمِعَتْ قَوْلَ ظَالِمِ
إقبلي العذرَ من فتى ً،
صَادِقٍ، غَيْرِ آثِمِ
لَمْ يَخُنْكِ الوِدَادَ، لا،
لا وربِّ المواسم
لمْ تبوئينَ باثمه،
تَائِباً غَيْرَ وَاغِمِ؟
إتقي اللهَ في فتى ً
ماجدٍ، أختَ هاشم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
رقم القصيدة : 19078
-----------------------------------
أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
وَکبْتَعْتِ مِنَّا الهَجْرَ بِکلسِّلْمِ
وزعمتِ أني قد ظلمتكمُ،
كَلاّ، وَأَنْتِ بَدَأْتِ بِالظُّلْمِ
وَسَمِعْتِ بي قَوْلَ الوُشاة ِ بِلا
ذَنْبٍ أَتَيْتُ بِهِ، وَلا جُرْمِ
إلا صبابة َ عاشقٍ لكمُ،(17/280)
أَوْرَثْتِهِ سُقْماً عَلَى سُقْمِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُني جَلِيداً عَنْكُمُ
فإذا فؤادي غيرُ ذي عزم
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ حُبّاً قَاتِلي
حَتَّى بُلِيتُ بِمَا بَرَى جِسْمي
أَوْرَثْتِني داءً أُخامِرُهُ،
أسماءُ، بزَّ اللحمَ عن عظمي
لَوْ كُنْتِ أَنْتِ قَسَمْتِ ذَاكَ لَهُ،
مني عليه، لجرتِ في القسم
لكنّ ربي كانَ قدرهُ،
فَقَضَاءُ رَبِّي أَفْضَلُ الحُكْمِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
رقم القصيدة : 19079
-----------------------------------
إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
بِذِكْرِكِ لا يَنَامُ، وَلاَ يُنِيمُ
لِصَبٍّ، زَادَهُ حُبَّاً وَوَجْداً،
بكم، سعدى ، ملامة ُ من يلوم
كريمٍ، لم تغيرهُ الليالي،
فتذهلهُ، ولا عهدٌ قديم
تودعَ من نساءِ الحيِّ طراً،
فَأَمْسَى خَالِصاً بِكُمُ يَهيمُ
وأمسى مدنفاً قد ماتَ وجداً،
بِسُعَداهُ، وأَبْلَتْهُ الهُمُومُ
أمينٌ ما يخونُ له صدقاً،
إذا وَلَّى ، لَهُ خُلُقٌ كَرِيمُ
وإني حينَ يفشى سرُّ هاذٍ،
لسري حافظٌ، أبداً، كتوم
كَلِفْتُ بِها خَدَلَّجَة ً خَرِيداً،
منعمة ً، لها دلٌّ رخيمُ
إذا کحْتَفَلَتْ عُثَيْمَة ُ، قُلْتُ: شَمْسٌ،
وإنْ عَطِلَتْ عُثَيْمَة ُ قُلْتُ رِيمُ
لَهَا وَجْهٌ يُضيءُ كَضَوءِ بَدْرٍ
عَتيقُ اللَّوْنِ، بَاشَرَهُ النَّعِيمُ
إذا الحبُّ المبرحُ بادَ يوماً،
فحبكِ عندنا، أبداً، مقيم
أَصُومُ، إذا تَصُومُ عُثَيْمُ نَفْسي،
وأفطرُ حين تفطرُ لا أصوم
قَلِيلُ رِضَاكِ يُحْمَدُ عِنْدَ نَفْسي،
وَسُخْطُكِ عِنْدَنا حَدَثٌ عَظِيمُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> في جنازة حسون !
في جنازة حسون !
رقم القصيدة : 1908
-----------------------------------(17/281)
بالأمسِ ماتَ جارُنا (( حسون))
وشيّعوا جُثمانَهُ
وأهلُهُ في أثرِ التابوتِ يندبون :
ويلا هُ يا حسون
أهكذا يمشي بكَ الناعون
لحُفرةٍ مُظلمةٍ يضيقُ منها الضيق
وحينَ تستفيق
يُحيطكَ المكَّلون بالحسابِ
ثمَّ يسألون
ثمَّ يسألون
ثمَّ يسألون
ويلا ه ياحسون
وفي غمارِ حالةِ التكذيبِ والتصديقِ
هتفتُ في سَمع أبي :
هل يدخُلُ الأمواتُ أيضاً يا أبي
في غُرفِ التحقيقّ؟!
فقالَ : لا يا ولدي
لكنَّهم
من غُرفِ التحقيق ِ يخرجون !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
رقم القصيدة : 19080
-----------------------------------
قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
سُقْمُ داءٍ، لَيْسَ كَکلسُّقْم
إنّ نعماً اقصدتْ رجلاً،
آمناً بالخيفِ، إذ ترمي
بِشَتِيتٍ نَبْتُهُ، رَتِلٍ،
طَيِّبِ الأَنْيابِ، والطَّعْمِ
وبوحفٍ مائلٍ، رجلٍ،
كعَنَاقِيدَ مِنَ الكَرْمِ
عرضتْ يوماً لجارتها،
وَهْيَ لا تَبُوحُ لي بِکسْمِ:
إسْأَليهِ، ثُمَّتَ کسْتَمِعي
أينا أحقُّ بالظلم؟
وافهمي عنا تجاوزنا،
واحكمي، رضيتُ بالحكم
وانشديه، هل اتيتُ له
سَخَطَا مِنّي، عَلَى عِلْمِ
يأتكمْ منه بحجته،
فلهُ العتبى ، ولا أحمي
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
رقم القصيدة : 19081
-----------------------------------
أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
بلوى العقيقِ يلوحُ كالوشمِ
أَقْوَى وَأَقْفَرَ، بَعْدَ سَاكِنِهِ،
غيرَ النعامِ، يرود، والأدمِ
فوقفتُ من طربٍ اسائلهُ،
وَکلدَّمْعُ مِنِّي بَيِّنُ السَّجْمِ
وذكرتُ نعماً، إذ وقفتْ به،
وبكيت من طربٍ إلى نعم
يَا نُعْمُ، آتِيهِ أُسَائِلُهُ،
فيزيدني سقماً على سقم
مَا بَالُ سَهْمِكِ لَيْسَ يُخْطِئُني
ويطيش عنك، حزيمة ً، سهمي؟
ا نعمُ، ما لاقيتُ بعدكمُ
لمجالسِ اللذاتِ من طعمِ
اما النهار، فأنتِ ما شجني،(17/282)
والليلُ أنتِ طوائفُ الحلم
لا تظهري سري، فإنّ حديثكم
في مَحْصَنٍ أَنْأَى مِنَ النَّجْمِ
إني رأيتُ الحبّ ينقصه
طولُ الزمانِ، وحبكم ينمي
سأربّ وصلكِ، إنْ مننتِ به،
في المُخِّ، يا سُكْنَى ، وَفي العَظْمِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
رقم القصيدة : 19082
-----------------------------------
أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
أوصلٌ منكِ، أم صرمُ
فإنْ يَكُ صَرْمَ عَاتِبَة ٍ،
فقد نفنى وهوْ سلم
تَلُومُكَ في الهَوَى نُعْمٌ،
وَلَيْسَ لَهَا بِهِ عِلْمُ
صَحِيحٌ لَوْ رَأَى نُعْماً
خامر جسمهُ سقم
جلتْ نعمٌ على عجلٍ،
بِبَطْنِ مِنًى ، وَهُمْ حُرْمُ
أَسِيلاً لَيْسَ فِيهِ لِنَا
ظِرٍ عَيْبٌ وَلاَ كَلْمُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
رقم القصيدة : 19084
-----------------------------------
من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
قَدْ شَفَّهُ الوَجْدُ إلَى كَلْثَمِ
رَأَتْكِ عَيْني، فَدَعاني الهَوَى
إليكِ للحينِ، ولم أعلمِ
قَتَلْتِنا، يا حَبَّذا أَنْتُمُ،
في غيرِ ما جرمٍ، ولا مأثم
واللهُ قد انزل في وحيههِ
مُبَيِّناً في آيِهِ المُحْكَمِ:
من يقتلِ النفسَ كذا ظالماً،
ولم يقدها نفسه يظلم
وَأَنتِ ثَأْرِي، فَتَلافَيْ دَمي،
ثُمَّ کجْعَلِيهِ نِعْمَة ً، تُنْعِمي
وَحَكِّمي عَدْلاً يَكُنْ بَيْنَنا،
أو أنتِ فيما بيننا فاحكمي
وَجَالِسيني مَجْلِساً وَاحِداً،
مِنْ غَيْرِ ما عَارٍ وَلاَ مَحْرَمِ
وَخَبِّرِيني ما کلَّذي عِنْدَكُمْ،
بِکللَّهِ، في قَتْلِ کمرِىء ٍ مُسْلِمِ؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
رقم القصيدة : 19085
-----------------------------------
رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
مِنْ حَبيبٍ هَاجَ لي سَقَما(17/283)
كِدْتُ أَقْضي، إذْ رَأَيْتُ لَهُ
مَنْزِلاً بِکلخَيْفِ قَدْ طَسَما
لا ترى إلا الرمادَ به،
وَمَغاني القِدْرِ، وَالحُمَما
ومخطَّ النؤي، مرّ به
مَدْفَعٌ لِلسَّيْلِ، فَکنْهَدَما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
رقم القصيدة : 19086
-----------------------------------
ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
ذِكَرٌ، عَوَاقِبُ غِيّهِنَّ سَقامُ
ذكرُ التي طرقتكَ بينَ ركائبٍ،
تَمْشي بِمِزْهَرها، وَأَنْتَ حَرَامُ
أَتُريدُ قَتْلَكَ، أَمْ جَزَاءَ مَوَدَّة ٍ؟
إنّ الرفيقَ له عليكَ ذمام
قَدْ سَاقَني قَدَرٌ وحَيْنٌ غَالِبٌ
مِنْهَا، وَصَرْفُ مَنِيَّة ٍ، وَحِمَامُ
قد كنتُ أغنى في السفاهة ِ والصبا،
عَجَباً لِمَا تَأْتي بهِ الأَيّامُ!
والآنَ أعذرها، وأعلمُ إنما
سبلُ الضلالة ِ والهدى أقسام
إن تعدُ داركم، أزركَ، وإن أمتْ،
فَعَلَيْكِ مِنِّي رَحمَة ٌ وَسَلامُ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
رقم القصيدة : 19087
-----------------------------------
يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
تَخْشَى عِقَابَ کللَّهِ فينا، أَما
تَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ دَاءٌ، أَما
وَکللَّهِ، لَوْ حُمِّلْتَ مِنْهُ كَمَا
حملتُ، من حبٍّ رخيمٍ، لما
لُمْتَ عَلَى الحُبِّ فَدَعْني وَمَا
أَطْلُبُ، إنِّي لَسْتُ أَدْري بِمَا
قُتِلْتُ إلاَّ أَنَّني بَيْنَما
أنا ببابِ القصرِ، في بعضِ ما
أطلبُ في قصرهمُ، إذ رمى
شِبْهُ غَزالٍ بِسِهامٍ فَمَا
أَخْطَأَ سَهْمَاهُ، وَلَكِنَّما
عيناهُ سهمانِ لهُ، كلما
أراد قتلي بهما، سلما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
رقم القصيدة : 19088
-----------------------------------
صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
فَکنْظُرِ إنْ كُنْتَ لاَئِما(17/284)
هَلْ تَرَى مِثْل ظَبْيَة ٍ
قلدوها التمائما؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
رقم القصيدة : 19089
-----------------------------------
إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
هَاجَ لي ذِكْرَة ً وأَحْدَثَ هَمّا
جددي الوصل يا سكينَ، وجودي
لِمُحِبٍّ فِرَاقُهُ قَدْ أَحَمّا
إنْ تنيلي، أعشْ بخيرٍ، وإنْ لم
تبذلي الودّ، متُّ بالهمّ غما
ليس دونَ الحياة والموت إلا
أَحْسَنَ اليَوْمَ صُورَة ً، وَأَتَمَّا؟
وَلَقَدْ قُلْتُ، مُخْفِياً، لِغَرِيضٍ
هَلْ تَرَى ذَلِكَ الغَزَالَ الأَجمّا؟
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حبيب الملاعين
حبيب الملاعين
رقم القصيدة : 1909
-----------------------------------
إذَنْ..
هذا هو النَّغْلُ الذّي
جادَتْ به (صبَحه)
وأَلقَتْ مِن مَظالمِهِ
على وَجْهِ الحِمى ليلاً
تَعذّرَ أن نَرى صُبحَه.
ترامى في نهايَتهِ
على مَرمى بدايتهِ
كضَبْعٍ أَجرَبٍ.. يُؤسي
بقَيحِ لِسانهِ قَيحَهْ!
إذَنْ.. هذا أخو القَعقاعِ
يَستخفي بِقاعِ القاعِ
خَوْفاً مِن صَدَى الصّيَحَهْ!
وَخَوفَ النَّحْر
يَستكفي بِسُكَنى فَتحةٍ كالقَبْرِ
مَذعوراً
وَقد كانَتْ جَماجِمُ أهِلنا صَرحَهْ.
وَمِن أعماقِ فَتحتهِ
يُجَرُّ بزَيفِ لِِِحَيتهِ
لِيدًخُل مُعْجَمَ التّاريخِ.. نَصّاباً
عَلامَةُ جَرٍّهِ الفَتَحهْ!
إذَنْ.. هذا الّذي
صَبَّ الرَّدي مِن فَوقِنا صَبّاً
وَسَمّى نَفسَهُ ربّاً..
يَبولُ بثَوبهِ رُعْباً
وَيمسَحُ نَعْلَ آسِرهِ
بذُلَّةِ شُفْرِ خِنجَرهِ
وَيركَعُ طالباً صَفحَهْ!
وَيَرجو عَدْلَ مَحكمةٍ..
وكانَ تَنَهُدُ المحَزونِ
في قانونهِ: جُنحَهْ!
وَحُكْمُ المَوتِ مقروناً
بِضِحْكِ الَمرءِ لِلمُزحَهْ!
إذَنْ.. هذا هُوَ المغرورُ بالدُّنيا
هَوَى لِلدَّرْكةِ الدُّنيا
ذَليلاً، خاسِئاً، خَطِلاً
يَعافَ الجُبنُ مَرأى جُبنهِ خَجَلاً(17/285)
وَيَلعَنُ قُبحُهُ قُبحَهْ!
إلهي قَوِّنا.. كَي نَحتوي فَرَحاً
أتي أعتى مِنَ الطُّوفانِ
أقوى مِن أذَى الجيرانِ
أكبرَ مِن صُكوكِ دمائنا المُلقاةِ
في أيدي بَني (القَحّهْ).
عِصابة حاملي الأقدامِ
مَن حَفروا بسُمِّ وسائل الإعدامِ
باسْمِ العُرْبِ والإسلامِ
في قَلبِ الهُدى قُرحَهْ.
وَصاغُوا لَوحةً للمَجدِ في بَغدادْ
بريشةِ رِشوَةِ الجلادْ
وقالوا لِلوَرى: كونوا فِدى اللّوحَهْ!
وَجُودُوا بالدَّمِ الغالي
لكي يَستكمِلَ الجزّارُ
ما لَمْ يستَطعْ سَفحَهْ!
ومُدّوا نَحْرَكُمْ.. حتّى
يُعاوِدَ، إن أتى، ذَبحَهْ!
أيَا أَوغاد..
هل نَبني عَلَيْنا مأتماً
في ساعةِ الميلادْ؟!
وَهَلْ نأسى لِعاهِرةٍ
لأنَّ غَريمها القَوّادْ؟!
وَهلْ نبكي لكَلْبِ الصَّيدِ
إنْ أوْدَى بهِ الصَّيادْ؟!
ذَبَحْنا العُمْرَ كُلَّ العُمرِ
قُرباناً لِطَيحَته..
وَحانَ اليومَ أن نَسمو
لِنَلثَمَ هامَةَ الطيْحَهْ!
وأظمَأْنا مآقينا
بنارِ السجنً والمنفى
لكي نُروي الصّدى من هذه اللمحة.
خُذوا النّغْلَ الذي هِمتُمْ بهِ
مِنّا لكُمْ مِنَحهْ.
خُذوه لِدائِكُمْ صِحّهْ!
أعدُّوا مِنهُ أدويةً
لقطع النسل
أوشمْعاً لكتْم القَولِ
أوحَباً لمنع الأكل
أو شُرباً يُقوّي حدة الذبحه!
شَرَحْنا من مزايا النغْل ما يكفي
فان لم تفهموا منّا
خُذوه.. لتفهموا شَرحَه.
وخلُّونا نَموتُ ببُعْده.. فرحاً
وبالعَبراتِ نقلبُ فوقهُ الصفحهْ.
ونتركُ بعدهُ الصفحات فارغةً
لتكتبنا
وتكتُب نَفْسَها الفَرحهَْ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
رقم القصيدة : 19090
-----------------------------------
ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
طفلة ً، ما تبينُ رجعَ الكلامِ
سَاعَة ً، ثُمَّ إنَّها لِيَ قَالَتْ:
وَيْلَتا قَدْ عَجِلْتَ يا ابْنَ الكِرَامِ!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> منْ رسولي إلى الثريا، فإني(17/286)
منْ رسولي إلى الثريا، فإني
رقم القصيدة : 19091
-----------------------------------
منْ رسولي إلى الثريا، فإني
ضَافَني الهَمُّ، وکعْتَرَتْني الغُمُومُ
يعلمُ الله أنني مستهامٌ
بِهَوَاكُمْ، وأَنَّني مَرْحُومُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
رقم القصيدة : 19092
-----------------------------------
حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
وَرَنَوا بنُجْلٍ لِلْقُلوبِ كَوالِمِ
حَسَرُوا الأَكِمّة َ عنْ سَوَاعِدِ فضّة ٍ،
فكأنما انتصبتْ متونَ صوارم
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
رقم القصيدة : 19093
-----------------------------------
يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
أجداً، تلاعبُ حلقة ً وزماما
إقرأ على أهلِ البقيعِ، من امرىء ٍ
كمدٍ، على أهلِ البقيعِ، سلاما!
كَمْ غَيَّبُوا فِيهِ كَرِيماً مَاجِداً
شهماً، ومقتبلَ الشباب غلاما
وَنَفِيسَة ً في أَهْلِهَا، مَرْجُوَّة ً،
جمعتْ صاحبة َ صورة ٍ وتماما
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نامَ صحبي، ولم انمْ،
نامَ صحبي، ولم انمْ،
رقم القصيدة : 19094
-----------------------------------
نامَ صحبي، ولم انمْ،
من خيالٍ بنا ألمْ
طَافَ بِالرَّكْبِ مَوْهِناً،
بَيْنَ خَاخِ إلَى إضَمْ
ثُمَّ نَبَّهْتُ صَاحِباً
طَيِّبَ الخَيْمِ والشِّيَمْ
أَرْيحيَّاً، مُساعِداً،
غيرَ نكسٍ، ولا برمْ
قُلْتُ: يا عَمْرُو شَفَّني
لاَعِجُ الحُبِّ وَالأَلَمْ
إِئتِ هِنْداً، فَقُلْ لَها:
لَيْلَة َ الخَيْفِ ذي سلَمْ(17/287)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
رقم القصيدة : 19095
-----------------------------------
أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
فردّ عليها مثلَ ذاك بنانُ
فقالتْ، واهلُ الخيفِ قد حانَ منهمُ
خُفوفٌ، وَمَا يُبْدِي المَقَالَ لِسَانُ
نوى ً غربة ٌ، قد كنتَ أيقنتَ أنها،
وجدكَ، فيها عن نواكَ شطان
تعالَ، فزرنا زورة ً قبلَ بيننا،
فَقَدْ غَابَ عَنّا مَنْ نَخَافُ جَبَانُ
فقلتُ لها: خيرُ اللقاءِ ببلدة ٍ
من الأرضِ، لا يخشى بها الحدثان
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
رقم القصيدة : 19096
-----------------------------------
طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
ألا ربما يعتادكَ الشوقُ بالحزنِ
مَرَرتَ عَلَى أَطْلالِ زَيْنَبَ بَعْدَها،
فأَعْوَلْتَها، لَوْ كَانَ إعْوَالُها يُغْني
وَقَدْ أَرْسَلَتْ، في السِّرِّ، أَنْ قَدْ فَضَحْتَني،
وَقَدْ بُحْتَ بکسْمي في النَّسيب، وَلَمْ تَكْنِ
فسرفني أهلي وجلُّ عشيرتي،
فإن كانَ يهنيك الذي جئت، فليهن
أَضَعْتَ الَّذي قَدْ كَانَ في السِّرِّ بَيْنَنا،
وَسِرُّكَ عِنْدي كَانَ في أَحْصَنِ الحِصْنِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
رقم القصيدة : 19097
-----------------------------------
لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
معَ الحجِّ، شمسٌ سترتْ بيمانِ
بَدَا لي مِنْها مِعْصَمٌ يَوْمَ جَمَّرَتْ
وَكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنانِ
فَلَمَا کلْتَقَيْنَا بِکلثَّنْيَّة ِ سَلَّمَتْ
وَنَازَعَني البَغْلُ اللَّعينُ عِناني
فوالله ما ادري، وإني لحاسبٌ،
بِسَبْعٍ رَمَيْتُ الجَمْرَ أَمْ بِثَمان
فقلتُ لها: عوجي، فقد كان منزلي
خصيبٌ، لكم ناءٍ عن الحدثان
فَعُجْنَا، فَعَاجَتْ ساعَة ً، فَتَكَلَّمَتْ(17/288)
فظَلَّتْ لَها العَيْنَانِ تَبْتَدِرَانِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
رقم القصيدة : 19098
-----------------------------------
يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا
وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً،
واحبُّ من نأتي، ومن حيانا
فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، وکجْزِ الَّذي
يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا
آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ
لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا
حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً،
والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا
لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ
غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا
وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ،
وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا
أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا،
وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا
ونبذته كالعودِ، حين رأيته،
فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا
وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً،
وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا
قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ!
أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟
كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا
كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا
بل جاءني، فقرأته متهللاً
وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا
قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه
يا بشر منه سوى نصيرة جانا
أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ،
مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا
ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما
يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا
وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني
اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا
هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ
سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا
صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً
بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا
قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ،
باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا
إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ
يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا
لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً،(17/289)
وتفهمي، واستيقني استيقانا
إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ
أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا
أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا،
وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا
إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ،
وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا
لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ
بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
رقم القصيدة : 19099
-----------------------------------
ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَائِعَ الأَحْزَانِ
بيضٍ أوانسَ قد أصبنَ مقاتلي،
يشبهنَ تلعَ شوادنِ الغزلان
واذكر لهنّ جوى ً بنفسك داخلاً،
قد هاضَ عظمي حره، وبراني
فَكَأَنَّ قَلْبَكَ يَوْمَ جِئْتَ مُوَدِّعاً
بدلالهنّ، وربما أضناني
وَكَلِفْتُ مِنْهُنَّ الغَدَاة َ بِغَادَة ٍ
مَجْدُولَة ٍ، جُدِلَتْ كَجَدْلِ عِنانِ
ثَقُلَتْ عَجِيزَتُها فَرَاثَ قِيَامُها،
وَمَشَتْ كَمَشْيِ الشّارِبِ النَّشْوَانِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بِمُقْلَتَيْ يَعْفُوَرة ٍ
نظرَ الربيبِ الشادنِ الوسنان
ولها محلٌّ طيبٌ تقرو به
بَقْلَ التِّلاعِ بِحَافَتَيْ عَمَّانِ
يا قلبُ ما لك لا تزالُ موكلاً،
تَهْذي بِهِنْدٍ عِنْدَ حِينَ أَوَانِ
ما غن أشدتُ بذكرها، لكنهُ
غُلِبَ العَزَاءُ، وَبُحْتُ بِکلكِتْمَانِ
لَوْ كُنْتُ، إذْ أَدْنَفْتُ مِنْ كَلَفٍ بِها
يوماً، أصبتُ حديثها، لشفاني
وَكأَنَّ كَافُوراً وَمِسْكاً خَالِصاً
عبقا بها بالجيبِ والأردان
وجلتْ بشيرة ُ سنة ً مشهورة ً
دون الأراكِ، وراهنِ الحوذان
شَبَّهْتُها، مِنْ حُسْنِها، شَمْسَ الضُّحَى
وهي القتولُ، ودمية َ الرهبان
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> سمّها
سمّها
رقم القصيدة : 191
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سمها ذكرى مزوح اللي تسمي
انت ابو خضر الطعون وسمها
انت ياشيخ البها سيدي وعمي(17/290)
تنثر ايامي عبث وتلمها
انت همي ول يامحلاك همي
مع ياملح السنين وهمها
قبل اقول لسود الحلوين سمي
من غلا سودك غرقت ف يمها
ان ندهتك تنبت نواويرك بفمي
المحك شمس نهاري يمها
جيت لك من جمر الشوق متحمي
كل ماتبرد طعوني ضمها
جيت لك واقصى معاليقي تومي
هم يخطيها وهم يخمتها
ان ضميت اشرب سواليفك بدمي
وان تثاقلت الدروب ازمتها
وان خذتك مني عين ماتسمي
العن الدنيا وابوها وامها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ذكرى !!
ذكرى !!
رقم القصيدة : 1910
-----------------------------------
كَمْ عالِمٍ مُتجرِّدٍ
وَمُفكّرٍ مُتفرّدٍ
أَجرى مِدادَ دِمائهِ في لَيلِنا
لِيَخُطَّ فَجْرا ..
وَإذِ انتهى
لَمْ يُعْطَ إلاّ ظُلْمَة الإهمالِ أَجْرا .
وَقضى على أيّامهِ
مِن أجْلِ رفعةِ ذِكرِنا
في العالمينَ
وإذ قَضى.. لَمْ يَلْقَ ذِكْرا
وَتموتُ مُطرِبَة
فَينهدِمُ الفضاءُ تَنَهُّداًَ
وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْرا
وَيَشُقُّ إعلامُ العَوالِم ثَوبَهُ ..
لو صَحَّ أنَّ العُرْي يَعرى !
وَتَغَصُّ أفواهُ الدُّروبِ
بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ
كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا .
وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبادِ
وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في البلادِ
فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها.. مِليونَ أُخرى !
أَلأَجْلِ هذي الأُمّةِ السَّكْرى
تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً
وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ قَهْرا ؟!
ياربَّ ذكرى
لا تَدَعْ نَفَساً بها ..
هِيَ أُمّةٌ بالمَوتِ أحرى .
خُذْها ..
ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى !
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
رقم القصيدة : 19100
-----------------------------------
ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
بَعْدَ الهُدُوءِ تَهيجُهُ أَوْطَانُهُ
ثُمَّ کلتَقَيْنَا بِکلمُحصَّبِ غُدْوَة ً،،
والقلبُ يخلجهُ لها أشطانه
قَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا شَبَهِ الدُّمَى(17/291)
قد غابَ عن عمرَ الغداة َ بيانه
مَا لي أَرَاهُ لا يُسَدِّدُ حُجَّة ً
حَتَّى يُسَدِّدَها لَهُ أَعْوَانُهُ
مثلُ الذي أبصرتَ يومَ لقيتها
عيَّ الخطيبُ به، وكلَّ لسانه
أسعرتَ نفسكَ حبّ هندٍ فالهوى
حتى تلبسَ فوقهُ أكفانه
هِنْدٌ، وَهِنْدٌ لا تزالُ بَخِيلَة ً،
والقلبُ يسعرهُ لها أشجانه
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
رقم القصيدة : 19101
-----------------------------------
صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
كَادَ يُقْصي الغَداة َ مِنْكَ مَكَاني
فَکنْظُرِ اليَوْمَ بَعْضَ مَنْ كُنْتَ تَهْوَى
فَکنْجُ مِنْ شَأْنِهِ، وَدَعْني وَشاني
فَبِحَسْبي أَنِّي بِذِكْرَة ِ هِنْدٍ
هائمُ العقلِ، دائمُ الأحزانِ
وإذا جِئْتُها، لأَشْكُو إلَيْها
بعضَ ما شفني، وما قد شجاني
هبتها، وازدهي من الحبِّ عقلي،
وعصاني بذات نفسي لساني
ونسيتُ الذي جمعتُ من القولِ
لديها، وغابَ عني بياني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
رقم القصيدة : 19102
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
على خوفٍ، تحيينا
ففاضتْ عبرة ٌ منها،
فَكَادَ الدِّمْعُ يُبْكينا
لَئِنْ شَطَّتْ بِها دارٌ
عَنوجٌ بِکلهَوَى حينا
لقد كنا نؤاتيها،
وقد كانتْ تؤاتينا
فَلاَ قُرْبٌ لَها يُشْفي
وَلَيسَ البُعْدُ يُسْلينا
وقد قالتْ لتربيها،
وَرَجْعُ القَوْلِ يَعْنينا
أَلاَ يا لَيْتَ ما شِعْري
وما قد كان يمنينا
أموفٍ بالذي قالَ،
وما قد كان يعطينا؟
فَقَالَتْ تِرْبُها ظَنِّي
به ان سوف يجزينا
وَيَعْصي قَوْلَ مَنْ يَنْهَى
وَمَنْ يَعْذِلُهُ فينا
كما نعصي إليه، عن
د جدِّ القولِ، ناهينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى(17/292)
ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى
رقم القصيدة : 19103
-----------------------------------
ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى
مستكيناً، قد شفه ما اجنا
إثرَ شخص، نفسي فدت ذاك شخصاً،
نازحَ الدارِ بالمدينة ِ عنا
أن أراهُ، واللهُ يعلمُ، يوماً،
منتهى رغبتي، وما أتمنى
ليتَ حظي كطرفة ِ العينِ منها،
وَكَثِيرٌ مِنْها القَلِيلُ المُهَنَّا
أَوْ حَدِيثٍ عَلَى خَلاءٍ يُسَلِّي
ما اجنّ الضميرُ منها ومنا
أنرى نعمة ً، نراها علينا
مِنْكِ يَوْماً، قَبْلَ المَمَاتِ، وَمَنَا
خبرينا بما كتبتِ إلينا،
أَهُوَ الحَقُّ، أَمْ تَهَزَّأْتِ مِنَّا؟
مَا نَرَى رَاكِباً يُخَبِّرُ عَنْكُمْ،
أو يريدُ الحجازَ إلا حزنا
ثمّ ما نمتُ بعدكمْ من منامٍ،
مُنْذُ فَارَقْتُ أَرْضَكُمْ مُطْمَئِنَّا
ثمّ ما تذكرينَ للقلبِ، إلا
زِيْدَ شَوْقاً إلَيْكُمُ، وَکسْتُجِنَّا
ذَاكَ أَنِّي ذَكَرْتُ قَيْلَكِ يَوْماً
يَا صَفِيَّ الفُؤَادِ لا تَنْسَيَنَّا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
رقم القصيدة : 19104
-----------------------------------
وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
أحورش المقلة ِ، كالريمِ الأغنّ
مَرَّ بي في نَفَرٍ يَحْفُفْنَهُ
مثلما حفّ النصارى بالوثنْ
رَاعَني مَنْظَرُهُ، لَمّا بَدا،
رُبَّما أَرْتَاعُ بِکلشَّيْءِ الحَسَنْ
قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقَالَتْ: بَعْضُ مَنْ
فتن اللهُ بكم، فيمن فتن
بعضُ من كانَ أسيراً زمناً،
ثمّ أضحى لهواكم قد مجن
قلتُ: حقاً ذا؟ فقالتْ قولة ً،
أَوْرَثَتْ في القَلْبِ هَمَّاً وَشَجَنْ
يشهدُ اللهُ على حبي لكم،
ودموعي شاهدٌ لي، وحزن
قلتُ: يا سيدتي، عذبتني!
قالتِ: اللهمّ عذبني إذنْ(17/293)
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
رقم القصيدة : 19105
-----------------------------------
أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
وَفَاتَتْنَا بِهِمْ دَارٌ شَطُون
تبعتهمُ بطرفِ العينِ، حتى
أَتَى مِنْ دُونِهِمْ خَرْقٌ بَطِينُ
فظلَّ الوجدُ يسعرني، كأني
أَخو رِبْعٍ يُؤَرِّقُ أَو طَعِينُ
يقولُ مجالدٌ لما رآني،
يُرَاجِعُني الكَلاَمَ، فَمَا أُبينُ
أحقاً أنَّ حياً سوف يقضي،
وقد كثرتْ بصاحبيَ الظنون
تقربني، وليس تشكُّ أني،
عدا فيهنّ، بي الداءُ الدفين
إلى ان ذرّ قرنُ الشمس، حتى
تغيب لودنا منهمْ حيون
أقولُ لصاحبيّ ضحى : أنخلٌ
بدا لكما بعمرة َ أم سفين؟
أَمْ الأَظْعَانُ يَرْفَعُهُنَّ رُبْعٌ
مِنَ الرَّقْرَاقِ، جَالَ بِهَا الحَرُونُ
على البغلاتِ أمثالٌ وحورٌ،
كمثل نواعمِ البقار، عين
نَوَاعِمُ لَمْ يُخالِطْهُنَّ بُؤْسٌ
ولم يخلطْ بنعمتهنّ هون
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
رقم القصيدة : 19106
-----------------------------------
إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
لِلْهَوَى وَالقَلْبُ مِتْبَاعُ الوَطَنْ
بَانَتْ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ كُلَّما
ذكرتْ للقلبِ، عاودتُ ددنْ
نَظَرَتْ عَيْني إلَيْها نَظْرَة ً،
مَهْبِطَ الحُجّاجِ مِنْ بَطْنِ يَمَنْ
موهناً، تمشي بها بغلتها،
في عثانينَ مِنَ الحَجِّ، ثُكَنْ
فَرَآها القَلْبُ لا شَكْلَ لَها،
رُبَّما يُعْجَبُ بِکلشَّيْءِ الحَسَنْ
قُلْتُ: قَدْ صَدَّتْ فَمَاذَا عِنْدَكُمْ
احسنُ الناسِ لقلبٍ مرتهن
وَلَئِنْ أَمْسَتْ نَواها غَرْبَة ً،
لا تُؤاتِيني وَلَيْسَتْ مِنْ وَطَنْ
فلقدماً قربتني نظرتي
لعناءٍ، آخرَ الدهرِ، معن
ثمّ قالت: بل لمنْ أبغضكمْ
شقوة ُ العيشٍ، وتكليفُ الحزن
بَلْ كَرِيمٌ، عَلَّقَتْهُ نَفْسُهُ(17/294)
بِكَرِيمٍ، لَوْ يُرَى أَوْ لَوْ يُدَنْ
سَوْفَ آتي زَائِراً أَرْضَكُمْ،
بيقينٍ، فاعلميهِ، غيرِ ظن
فَأَجَابَتْ: هَذِهِ أُمْنِيَّة ٌ،
لَيْتَ أَنّا نَشْتَرِيها بِثَمَنْ
وهيّ، إن شئتَ، تسير نحونا،
لَوْ تُرِيدُ الوَصْلَ، أَوْ تُعْقَلُ عَنْ
نصكَ العيسَ إلينا، أربعاً،
تَمْلِكُ العَيْنَ، إذا العاني وَهَنْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
رقم القصيدة : 19107
-----------------------------------
قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
وَکلشَّوْقُ يُحْدِثُهُ لِلنَّازِحِ الشَّجَنُ
من كان يسألُ عنا أين منزلنا،
فَکلأُقْحُوَانَة ُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمَنُ
وَمَا لِدَارٍ عَفَتْ مِنْ بَعْدِ سَاكِنِها
وَمَا لِعَيْشٍ بِهَا، إذْ ذَاكُمُ، ثَمَنُ
إذِ الجمارُ حرى ممن يسرّ بهِ،
وَکلحَجُّ قِدْماً بِهِ مَعْرُوفٌ الثُكَنُ
إذ نلبسُ العيشَ صفواً لا يكدره
جَفْوُ الوُشاة ِ، وَلاَ يَنْبُو بِنَا زَمَنُ
إذا کجْتَمَعْنا هَجَرْنا كُلَّ فَاحِشَة ٍ
عِنْدَ کللِّقاء، وذَاكُمْ مَجْلِسٌ حَسَنُ
فَذَاكَ دَهْرٌ مَضَتْ عَنَّا ضَلالَتُهُ
وَكُلُّ دَهْرٍ لَهُ في سَيْرِهِ سَنَنُ
ليت الهوى لم يقربني إليكِ، ولم
أعرفكِ، إذ كان حظي منكمُ الحزن
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
رقم القصيدة : 19108
-----------------------------------
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
بالجزع من أعلى الحجونِ
يحدى بهنّ، وفي الظعائن
ربربٌ حورُ العيون
فِيهِنَّ طَاوِيَة ُ الحَشا،
جيداءُ، واضحة ُ الجبين
بيضاءُ، ناصعة ُ البياض،
ضِ، كدُرَّة ِ الصَّدَفِ الكَنِينِ
في المنصبِ العالي، وبيتِ
ـتِ المَجْدِ، في حَسَبٍ وَدِينِ
إنَّ القَتُولَ تَقَتَّلَتْ
بِکلدَّلِّ لِلْقَلْبِ الرَّهِين
حُبُّ القَتُولِ أَحَلَّها
في القلبِ منزلة المكين(17/295)
فَإذَا تَجَاوَبَ مَرَّة ً
ورقُ الحمامِ على الغصون
ذُكَّرْنَني ما قَدْ نَسيـ
من الصبابة ِ بعدَ حينِ
إنّ الحزينَ يهيجهُ،
بَعْدَ الذُّهُولِ بُكا الحَزِينِ
لُ لَنَا هَوًى أُخْرَى المَنُونِ
نِ وَمَا يَمُرُّ مِنْ السِّنِينِ
حُبَّ القَتُولِ وَلاَ تزا
هوى ً لنا اخرى المنون
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
رقم القصيدة : 19109
-----------------------------------
هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
إذا حَلَلْنا بِسَيْفِ البَحْرِ مِنْ عَدَنِ
وحلّ أهلكِ أجياداً، فليس لنا
إلاَّ التَّذَكُّرُ، أَوْ حَظٌّ مِنَ الحَزَنِ
لا داركم دارنا يا وهبَ إنْ نزحتْ
نواكِ عنا، ولا أوطانكمْ وطني
فلستُ أملكُ إلا أن أقولَ، إذا
ذكرت: لا يبعدنكِ الله يا سكني
يا وهبَ إن يكُ قد شطّ البعادُ بكم،
وفرقَ الشملَ منا صرفُ ذا الزمن
فكم وكم من حديثٍ قد خلوتُ به،
في مسمعٍ منكمُ، أو منظرٍ حسن
وكم وكم من دلالٍ قد شغفتُ به
منكم، متى يره ذو العقلِ، يفتتن
بل ما نسيتُ ببطن الخيفِ موقفها،
وموقفي، وكلانا ثمّ ذو شجنِ
وقولها للثريا يومَ ذي خشبٍ،
وَکلدَّمْعُ مِنْهَا عَلَى الخَدَّيْنِ ذو سَنَنِ
بِکللَّهِ قُولي لَهُ، في غَيْرِ مَعْتَبَة ٍ،
ماذا أَرَدْتَ بِطُول المَكْثِ في اليَمَنِ
إنْ كُنْتَ حَاوَلْتَ دُنْيَا أَو نَعِمْتَ بِهَا
فما أخذتَ بتركِ الحجِّ منَ ثمن
فَلَوْ شَهِدْنَ، غَداة َ البَيْنِ، عَبْرَتَنَا
لأَنْ تَغَرَّدَ قُمْرِيٌّ عَلَى فَنَنِ
لاستيقنتْ غيرَ ما ظنتْ بصاحبها،
وأيقنتْ أنّ لحجاً ليس من وطني
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أمثولة الكائنات
أمثولة الكائنات
رقم القصيدة : 1911
-----------------------------------
يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو .
وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ(17/296)
واستكلبَ الصَّيدُ
مَدَّ الجناحين إلى
حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَدُّ .
وتَثقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتها
لكنّها فوقَ الذُّرا تعدو
وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ
واستكلبَ البَرْدُ
تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ
وَضَجَّ في شفاهِها الرَّعدُ .
والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ الثّرى
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ
وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ
واستكلبَ الحَصْدُ
لَمْ يَخْشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ
ولو جرى مِن دُونهِ الشَّهْدُ .
وأنتَ يا ابنَ موطني
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ
تكادُ لا تبدو !
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.
ثَغرُك يا ابنَ موطني
ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ
بالخُبز تَنْسَدُّ !
والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ
والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْدُ
مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ
وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ !
***
العَبْدُ ليسَ مَن طوى
قَبضَتَهُ القَيدُ
بَل هُوَ يا ابْنَ موطني
مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ
وَقَلبُهُ عَبْدُ !
أحمد مطر
17 - 5 - 2003
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
رقم القصيدة : 19110
-----------------------------------
منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
عَادَ لي هَمِّي، وَعَاوَدْتُ دَدَنْ
يَا أَبَا الحارث قَلْبي هَائِمٌ
فَکئْتَمِرْ أَمْرَ رَشِيدٍ مُؤْتَمَنْ
نظرتْ عيني إليها نظرة ً،
ترَكَتْ قَلْبي لَدَيْها مرتَهَنْ
عُلِّقَ القَلْبُ غَزَالاً شَادِناً
يا لَقَوْمي مِن غَزَالٍ قَدْ شَدَنْ
حَسَنَ الوَجْهِ، نقيّاً لَوْنُهُ،
طيبَ النشرِ، لذيذَ المحتضن
أطلبنْ لي صاحِ وصلاً عندهُ،
إنّ خيرَ الوَصلِ ما ليْسَ يُمَنّ
إنَّ حُبِّي آلَ لَيْلَى قَاتِلي
ظَهَرَ الحُبُّ بِجِسْمي وَبَطَنْ
ليسَ حبٌّ فوقَ ما أحببته،
غيرَ أنْ أقتلَ نفسي، أو اجن
جعلتْ للقلب مني حبها
شجناً، زادَ على كلّ شجن
فإذا ما شطحتْ، هام بها،(17/297)
وإذَا رَاعَتْ إلَى الدّارِ سَكَنْ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
رقم القصيدة : 19111
-----------------------------------
إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
طَيْفُ حَبِيبٍ سرى فَأَرَّقَني
مِنْ ظَبْيَة ٍ بِکلعَقِيقِ سَاكِنَة ٍ
قد شفني حبها وعذبني
وَهْيَ لَنَا بِکلوِصَالِ طَيِّبَة ُ النَّـ
س، وربي بها قد اغرمني
شطتْ ديارُ الحبيب، فاغتربتْ،
هيهاتَ شعبُ الحبيب من وطني
علقتها شقوة ً، وبان بها
مِنِّي مَلِيكٌ، فَأَصْبَحَتْ شَجَني
فليتها في الحياة ِ تتبعني،
وَعِنْدَ مَوْتي يَضُمُّها كَفَني
يا نَظْرَة ً ما نَظَرْتُ مُوْجِعَة ً
لم أرها بعدها، ولم ترني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
رقم القصيدة : 19112
-----------------------------------
بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
إنّ الاحاديثَ تأتيها وتاتيني
فَقُلْتُ، لَمّا کلْتَقَيْنَا، وَهْيَ مُعْرِضَة ٌ
عَنِّي، لِيَهْنِكِ مَنْ تُدْنِينَهُ دُوني
مَنَّيْتِنا فَرَجا، إنْ كُنْتِ صَادِقَة ً،
يا بنتَ مروة َ، حقاً ما تمنيني؟
مَاذَا عَلَيْكِ، وَقَدْ أَجْدَيْتِهِ سَقَماً،
مِن حَضْرَة ِ المَوْتِ نَفْسي أَنْ تَعوديني
وتجعلي نطفة ً في القعبِ باردة ً،
فَتَغْمِسي فَاكِ فيها، ثُمَّ تَسْقيني
فهي شفائي، إذا ما كنتُ ذا سقمٍ،
وهي دوائي، إذا ما الداء يضنيني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
رقم القصيدة : 19113
-----------------------------------
يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
وألما الغداة َ بالأظعانِ
لا تلوما في اهلِ زينبَ، إنّ ال
ـقَلْبَ رَهْنٌ بِآلِ زَيْنَبَ، عانِ
وهي أهلُ الصفاء والودّ مني،(17/298)
وإليها الهوى فلا تعذلاني
لم تدعْ للنساء عندي نصيباً،
غيرَ ما قلتُ مازحاً بلساني
ولعمري لحينُ عمروٍ إليها
يومَ ذي الشري قادني ودعاني
ما أرى ، ما حييتُ، أنْ أذكرَ
الموقفَ منها بالخيفِ، إلا شجاني
ثمّ قالتْ لتربها، ولأخرى ،
مِنْ قَطِينٍ مُوَلَّدٍ: حَدِّثَاني
قالتا: نبتغي إليه رسولاً،
ونميتُ الحديثَ بالكتمان
إنَّ قَلْبي بَعْدَ الَّذي نَالَ مِنْهَا،
كالمعنى عن سائرِ النسوانِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنني اليومَ عادني أحزاني،
إنني اليومَ عادني أحزاني،
رقم القصيدة : 19114
-----------------------------------
إنني اليومَ عادني أحزاني،
وتذكرتُ ميعتي في زماني
وتذكرتُ ظبية ً أمَّ رئمٍ،
صَدَعَ القَلْبَ ذِكْرُها، فَشَجَاني
لا تلمني عتيقُ، حسبي الذي بي،
إنّ بي، يا عتيقُ، ما قد كفاني
إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِسُعْدَى
لَزَمَانٌ يَهُمُّ بِکلإحْسَانِ
لا تلمني، وأنتَ زينتها لي،
أنتَ مثلُ الشيطان للإنسان
إنّ بي داخلاً من الحبّ قد
ـلَى عِظامي مَكْنونُهُ، وَبَراني
لو بعينيكَ، يا عتيقُ، نظرنا
لَيْلَة َ السَّفْحِ قَرَّتِ الَعَيْنانِ
إذا بدا الكشحُ،والوشاحُ من
الدرّ، وفصلٌ فيه من المرجان
وقلى قلبي النساءَ سواها،
بعدما كان مغرماً بالغواني
وأرجي أنْ يجمع الدهرُ شملاً
بِكِ، سَقْياً لذلِكُمْ مِنْ زَمَان!
ليتني أشتري، لنفسيَ منها،
مثلَ ودي، بساعدس وبناني
خلجتْ عينيَ اليمينُ بخيرٍ،
تِلْكَ عَيْنٌ مَأْمُونَة ُ الخَلَجانِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
رقم القصيدة : 19115
-----------------------------------
ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
وزهيراً، وسالفَ بنَ سنانِ
عجبتْ إذ رأتْ لداتيَ شابوا،
وَقَتِيراً مِنَ المَشِيبِ عَلاَني
إنْ تريني أقصرتُ عن طلبِ الغيِّ،
وطاوعتُ عاذلي، إذ نهاني
وتركتُ الصبا، وأدركني الحلمُ،(17/299)
ـمُ، وَحَرَّمْتُ بَعْضَ مَا قَدْ كَفاني
وَدَعاني إلى الرَّشَادِ فُؤادٌ
كَانَ لِلْغَيِّ، مَرَّة ً، قَدْ دَعاني
فَجَوارٍ مُسْتَقْتِلاتٍ إلَى کللَّهْـ
وِ حسانٍ كناضرِ الأغصانِ
قُتُلٍ للرِّجَالِ يَرْشُقْنَ بِکلطَّرْ
فِ، حسانٍ كخذل الغزلان
بدنٍ، في خدالة ٍ وبهاءٍ،
طَيِّباتِ الأَعْطَافِ والأَرْدانِ
قَدْ دَعاني، وَقَدْ دَعَاهُنَّ لِلَّهْـ
وِ شجونٌ، من أعجبِ الأشجانِ
فَکهْتَصَرْنَا مِنَ الحَدِيثِ ثماراً،
حَيْثُ لا يَجْتَني، لِعَمْرُكِ، جَاني
ذَاكَ طَوْراً، وَتَارَة ً أَبْعَثُ القَيْـ
نة َ، وهناً، بالمزهرِ الحنانِ
وَأَنُصُّ المَطِيَّ بِکلرَّكْبِ، يَطْلُبْـ
لبنَ سراعاً بواكرَ الأظعان
فنصيدُ الغريرَ من بقر الوح
شِ، ونلهو بلذة ِ الفتيانِ
في زمانٍ لو كنتِ فيه ضجيعي،
غَيْرَ شَكٍّ، عَرَفْتِ لِي عِصْياني
وَتَقَلَّبْتُ في الفِرَاشِ، وَلاَ تَعْـ
ـرِفُ إلاَّ الظُّنُونُ أَيْنَ مَكاني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
رقم القصيدة : 19116
-----------------------------------
أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
بل لم يرعكَ تحملُ الجيرانِ
بانوا وصدع بينهم شعبَ النوى ،
عَجَباً كَذَاكَ تَقَلُّبُ الأَزْمَانِ
أَخْطَى الرَّبِيعُ بِلاَدَهُمْ، فَتَيَمَّنُوا،
ولحبهم أحببتُ كلّ يمانِ
کللَّهُ يَرْجِعُهُمْ، وَكُلَّ مُجَلْجِلٍ
وَاهي العَزَالي، مُعْلِمِ الأَوْطَانِ
ولقد أبيتُ ضجيعَ كلّ مخضبٍ
رَخْصِ الأَنَامِلِ طَيِّبِ الأَرْدَانِ
عبقِ الثيابِ من العبيرِ، مبتلٍ،
يمشي يميدُ كمشية ِ النشوان
دعصٌ من الأنقاءِ إن هيَ ادبرتْ،
أوْ أقبلتْ، فكصعدة ِ المرانِ
يَجْرِي عَلَيْها كُلَّما کغْتَسَلَتْ بِهِ
فضلُ الحميمِ يجولُ كالمرجانِ
سَقْياً لِدَارِهِمُ الَّتي كَانُوا بِهَا
إذْ لا يزال رسولهمْ يلقاني!
ولقد خشيتُ بأن ألجّ بهجركمْ،(17/300)
إنّ الحبيبَ مذهلُ الإنسان
بل جنّ قلبكَ أن بدتْ لكَ دارها
جزعاً، وكدتَ تبوحُ بالكتمانِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
رقم القصيدة : 19117
-----------------------------------
وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
دَ القصرِ، فيهِ تعففٌ وبيانُ
في زمانٍ من المعيشة ِ لذٍّ،
قد مضى عصره، وهذا زمانُ
نَجْعَلُ اللَّيْلَ مَوْعِداً حِينَ نُمْسي،
ثُمَّ يُخْفي حَدِيثَنا الكِتْمَانُ
أَيُّهَا الكَاشِحُ المُعَرِّضُ بِکلصَّرْ
مِ، تَزَحْزَحْ فَمَا لَهَا الهِجْرَانُ
لاَ مُطاعٌ في آلِ زَيْنَبَ فَارْجِعْ،
او تكلمْ، حتى يملّ اللسانُ
لا صديقاً كنتَ اتخذتَ، ولا نص
ـحُكَ عِنْدي زَجْرٌ لَهُ ميزانُ
فَکنْطَلِقْ صَاغِراً فَلَيْسَ لَهَا الصَّرْ
مُ لَدَيّنا، وَلاَ إَلَيْها الهَوَانُ
كَيْفَ صَبْري عَنْ بَعْضِ نَفْسي، وَهَلْ يَصْـ
برُ عن بعضِ نفسه الإنسانُ؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
رقم القصيدة : 19118
-----------------------------------
سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
إنَّما السِّحْرُ عِنْدَ زُرْقِ العُيونِ
سحرتني بجيدها، وشتيتٍ،
وبوجهٍ ذي بهجة ٍ مسنون
كَأَقَاحٍ بِرَمْلَة ٍ ضَرَبَتْه
ريحُ جوٍّ بديمة ٍ ودجون
تَرْدَعُ القَلْبَ ذا العَزَاءِ، وَيُسْلي
بردُ أنيابها ردوعَ الحزين
وَجَبينٍ وَحَاجِبٍ لَمْ يُصِبْهُ
نَتْفَ خَطٍّ، كَأَنَّهُ خَطٍّ نونِ
فرمتني، فأقصدتني بسهمٍ،
شَكَّ مِنّي الفُؤَادَ بَعْدَ الوَتينِ
وَرَمَتْها يَدَايَ مِني بِنَبْلٍ
كيفَ أصطادُ عاقلاً في حصون؟
تنتحيني فلا ترى ، وترى النا
سَ بصعبٍ ممنعٍ مأمون
ذِي مَحَارِيبَ أُحْرِزَتْ أَنْ تَرَاها
كُلُّ بَيْضاءَ سَهْلَة ِ العِرْنِينِ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،(17/301)
إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،
رقم القصيدة : 19119
-----------------------------------
إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،
وموقفِ الهدي، بعدُ، والبدنِ
والبيتِ ذي الأبطحِ العتيقِ، وما
جُلِّلَ مِنْ حُرِّ عَصْب ذي اليَمَنِ
والأشعثِ الطائفِ المهلِّ، وما
بينَ الصفا والمقامِ والركن
وَزَمْزَمٍ وَکلجَمَارِ إذْ رُمِيَتْ،
والجمرتينِ اللتينِ بالبطن
وَمَا أَقَرَّ الظِّباءَ بِکلبَيْتِ، وَکلْـ
قَ، إذا ما دعتْ على فنن
ما خنتُ عهدَ القتول إذْ شطحتْ،
وَلَوْ أَتَوْها بِهِ لِتَصْرِمَني
وَمَوْقِفِ الهَدْيِ بَعْدُ، والبُدُنِ
منكمْ، ولم آتها، ولم أخن
لا يكنِ البخلُ لي وجودكمُ،
يوماً لغيري، وأنتمُ شجني
مَا كَانَتِ الدَّارُ بِکلتِّلاعِ ولا الأَ
جْرَاعِ، لَوْلا القَتُولُ، مِنْ وَطَني
يَا قَومِ حُبُّ القَتُولِ أَجْرَضَني
وَتَارِكي هَائِماً بِلا دِمَن
قد خطّ في الزبرِ، فاطلبوا بدمي،
مَنْ لَمْ يُقِدْني يَوْماً، وَلَمْ يَدِني
علقتها ناشئاً، وعلقتْ رجلاً
غَيْرِيَ غَضَّ الشَّبابِ كَکلغُصْنِ
وَعُلِّقَتْني أُخْرَى وَعُلِّقَها
نَاشٍ يَصِيدُ القُلُوبَ كَکلشَّطَنِ
فَکلشَّكْلُ مِنْهَا الغَدَاة َ مُخْتَلِفٌ
ذَاَ طِلابُ الضَّلالِ والفِتَنِ
قَدْ قُلْتُ، لَمَّا سَمِعْتُ أَمْرَهُمُ:
يا رَبِّ قَدْ شَفَّني وأَحْزَنَني
إلَيْكَ أَشْكُو کلَّذِي أُصِبْتُ بِهِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> رقاص الساعة
رقاص الساعة
رقم القصيدة : 1912
-----------------------------------
منذ سنين،
يترنح رقاص الساعة،
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين،
والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه،
لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
يعتقدون بأن الدمع رنين،
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة،
لتوقف في أول ساعة،
عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين،
يا رقاص الساعة،
دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة،
وندجن عصر التدجين،
ونؤكد إفلاس الباعة،
قف وتأمل وضعك ساعة،(17/302)
لا ترقص، قتلتك الطاعة،
قتلتك الطاعة.
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
رقم القصيدة : 19120
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
مقصداً يومَ فارق الظاعنينا
عجلتْ حمة ُ الفراقِ علينا
بِرَحِيلٍ، وَلَمْ نَخَفْ أَنْ تَبينا
لَمْ يَرُعْني إلاَّ الفَتاة ُ، وإلاَّ
دمعها في الرداءِ سحاً سنينا
وَلَقَدْ قُلْتُ، يَومَ مَكَّة َ سِرَّا،
قَبْلَ وَشْكٍ مِنْ بَيْنِكُمْ: نَوِّلينا
أنتِ أهوى العبادِ قرباً وبعداً،
لو تنيلينَ عاشقاً محزونا
قاده الطرفُ، يومَ سرنا، إلى الحي
نِ جهاراً، ولم يخفْ أنْ يحينا
فإذا نعجة ٌ تراعي نعاجاً،
ومهاً نجلَ المناظر، عينا
قُلْتُ: مَنْ أَنْتُمُ؟ فَصَدَّتْ، وَقَالَتْ:
أمبدٌّ سؤالكَ العالمينا؟
قلتُ: باللهِ ذي الجلالة ِ لما
ان تبلتِ الفؤادَ أن تصدقينا
أَيُّ مَنْ تَجْمَعُ المَوَاسِمُ قولي،
وأبيني لنا، ولا تكتمينا
نَحْنَ مِنْ سَاكِني العِرَاقِ، وَكُنَّا
قبلها قاطنينَ مكة َ حينا
قَدْ صَدَقْنَاكَ إذْ سَأَلْتَ، فَمَنْ أَنْـ
ـتَ؟ عَسَى أَنْ يَجُرَّ شَأْنٌ شُؤونَا
ونرى أننا عرفناكَ بالنع
تِ بظنٍّ، وما قتلنا يقينا
بِسَوَادِ الثَّنِيَّتَيْنِ، وَنَعْتٍ،
قَدْ نَرَاهُ لِنَاظِرٍ مُسْتَبينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
رقم القصيدة : 19121
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
هائمَ اللبِّ، لو قضتهُ الديونا
قال: أبشرْ، لما اتاها رسولٌ،
قَدْ رَأَيْنا مِنْها لَكَ اليَوْمَ لينا
إنْ تَكُنْ بِکلصَّفاءِ، يا صاحِ، هَمَّتْ،
فَلَقَدْ عَنَّتِ الفُؤَادَ سِنينا
أرسلتْ أننا نخاف شناتٍ،
آفكاتٍ، منْ حولنا، وعيونا
إجتنبنا في الأرض، إن كنت تخشى ،
إن لقيناكَ مرة ً، أن تخونا
فَلَكِ کللَّهُ وَکلأَمَانَة ُ وَکلْميـ(17/303)
قُ، أنْ لا نخونكمْ ما بقينا
ثُمَّ أَنْ لا يَزَالُ مَنْ كُنْتِ تَهْوَيْـ
ـنَ حَبِيباً، ما عِشْتِ عِنْدي مَكينا
ثُمَّ لا تُحرَبَ الأَمَانَة ُ عِنْدي،
أَغْدَرُ النَّاسِ مَنْ يَخُونُ الأَمِينا
ثُمَّ أَنْ نَصْرِفُ المَنَاسِيبَ، حَتَّى
نَتْرُككَ النَّاسَ يَرْجُمُونَ الظُّنونا
ثُمَّ أَنْ أَرْفُضَ النِّساءَ سِوَاكُمْ،
ها رضيتمْ؟ قالتْ: نعمْ قد رضينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
رقم القصيدة : 19122
-----------------------------------
ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
وصلينا، فانعمي، أو دعينا
عَنْكِ إنْ تَسْأَلي، فِدًى لَكِ نَفْسي،
ثُمَّ تَأْتِينَ غَيْر ما تَزْعُمينا
إنَّ خَيْرَ النِّساءِ عِنْدي وِصالاً،
من تؤاتي بوصلها ما هوينا
وکذْكُري العَهْدَ وَکلمَواثِيقَ مِنّا،
يومَ آليتِ لا تطيعينَ فينا
قَوْلَ وَاشٍ أَتَاكِ عَنَّا بِصَرْمٍ،
أَوْ نَصِيحٍ يُرِيدُ أَنْ تَقْطَعِينا
ويميني بمثل ذلك أني
لا أُصافي سِواكِ في العَالَمينا
ثمّ غيرتِ ما فعلتِ بفعلٍ،
كان فيه خلافُ ما تعدينا
فَلَئِنْ كُنْتِ قَدْ تَغَيَّرْتِ بَعْدي،
ورضيتِ الغداة َ أن تصرمينا
ونسيتِ الذي عهدتِ إلينا
في أمورٍ خلونَ أن تعلمينا
لا تزالينَ آثرَ الناسِ عندي،
فاعلمي ذاكَ في الهوى ما حيينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
رقم القصيدة : 19123
-----------------------------------
حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
إنَّ قَلْبي أَمْسَى بِهِنْدٍ رَهينا
ما أراهُ إلا سيقضي عليه
نَاظِرَ الحُبِّ، خَشْيَة ً أَنْ تَبينا
ثمّ قالتْ: وددتُ أنّ شفاءً
لك، يحمى منه الغداة َ، يقينا
إنْ نَأَتْ غُرْبَة ٌ بِهِنْدٍ، فَإنّا
قد خشينا أن لا تقاربَ حينا
فَأَشَارَتْ بِأَنَّ قَلْبي مَرِيضٌ(17/304)
من هواكمْ يجنُّ وجداً رصينا
فَکلتَمِسْ نَاصِحاً قَرِيباً مِنَ النُّصْـ
حِ، لطيفاً، لما تريدُ، مكينا
لاَ يَخُونُ الخَلِيلَ شَيْئاً، وَلَكِنْ
رُبَّما يُحْسَبُ المُطيعُ أَمينا
فَيَرَى فِعْلَهُ فَيُسْدي إلَيْهِ،
وَهْوَ في ذَاكَ بِکلحَرَى أَنْ يَخُونا
يعلمث اللهُ أنه لأمينٌ،
قَبُحَتْ طِينَة ُ الخِيَانَة ِ طِينا!
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
رقم القصيدة : 19124
-----------------------------------
لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
بِمَسِيلِ التِّلاعِ لَمّا کلْتَقَيْنا
أَعْمَلَتْ طَرْفَها إلَيَّ، وَقَالَتْ:
حبَّ بالسائرينَ زوراً إلينا
ثمّ قالت لأختها: قد ظلمنا،
إن رجعناه خئباً، واعتدينا
وَضَرَبْنا الحَدِيثَ ظَهْراً لِبَطْنٍ،
وَأَتَيْنا مِنْ أَمْرِنا ما کشْتَهَيْنا
في خلاءٍ من الأنيسِ، وأمنٍ،
فشفينا غليله، واشتفينا
فلبثنا بذاكَ عشراً تباعاً،
فَقَضَيْنا دُيُونَنَا، وَکقْتَضَيْنَا
كانّ ذا في مسيرنا، ورجعنا،
علمَ اللهُ، منه ما قد نوينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
رقم القصيدة : 19125
-----------------------------------
عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
مَا يَهِيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إنّ ما اورثتْ من الحبّ جملٌ،
كَادَ يُبْدي المُجَمْجَمَ المَكْنُونَا
لَيْلَة َ السَّبْتِ، إذْ نَظَرْتُ إلَيْها
نظرة ً زادتْ الفؤادَ جنونا
إنَّ مَمْشاكِ دونَ دارِ عَدِيٍّ،
كَانَ لِلْقَلْبِ فِتْنَة ً وَفُتونا
وَتَرَاءَتْ عَلَى البَلاَطِ، فَلَمَّا
وَاجَهَتْنا كَالشَّمْسِ تُعْشي العُيُونا
وجلا بردها، وقد حسرته،
نورَ بدرٍ يضيءُ للناظرينا
قَالَ هَارُونُ: قِفْ، فَيَا لَيْتَ أَنّي
كُنْتُ طَاوَعْتُ سَاعَة ً هَارُونا
وَنَهَتْني عَنِ النِّساءِ، وَحَلَّتْ(17/305)
مَنْزِلاً مِنْ حِمَى الفؤادِ مَكينا
ثُمَّ شَكَّتْ، فَلَسْتُ أَعْرِفُ مِنْها
مقة ً لي، ولا قلى ً مستبينا
غيرَ أني أؤملُ الوصلَ منها،
أملَ المرتجي بغيبٍ ظنونا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
رقم القصيدة : 19126
-----------------------------------
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
زدنَ الفؤادَ، على علاتهِ، حزنا
دَارٌ لأَسْماءَ قَدْ كَانَتْ تَحِلُّ بِهَا،
وأنتَ، إذ ذاك، إذْ كانت لنا وطنا
لم يحببِ القلبُ شيئاً مثلَ حبكمُ،
ولم ترَ العينُ شيئاً بعدكم حسنا
ما غنْ أبالي، إذا ما الله قربكمْ،
مَنْ كَانَ شَطَّ مِنَ الأَحْبَابِ أَوْ قطَنا
وإنْ تَجُودي فَقَدْ عَنَّيْتِني زَمَنا
أَمْسَى الفُؤادُ بِكُمْ يا هِنْدُ مُرْتَهَناً
وَأَنْتِ كُنْتِ الهَوَى وَکلهَمَّ وَکلوَسَنا
إذْ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضه،
ومقلتيْ شادنٍ لم يعدُ أن شدنا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
رقم القصيدة : 19127
-----------------------------------
قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
أَنْ تَنْطِقي فَتُبيني اليَوْمَ تَبْيانا
رُدّي عَلَيْنا بِما قُلْنا تَحِيَّتَنا
وَحَدِّثينا: مَتَى بَانَ الَّذي بانا؟
قَالَتْ: وَمَنْ أَنْتَ أُذْكُر؟ قَالَ: ذو شَجَنٍ
قد هاجَ منهُ نحيبُ الحبّ أحزانا
قَالَتْ: فَأَنْتَ کلَّذِي أَرْسَلْتَ جَارِيَة ً
وهناً إلى الركبِ تدعى أمَ سفيانا؟
ثُمَّ أَنَخْتَ وَرَاءَ العِرْقِ أَبْعِرَة ً،
أَتَيْنَ مِنْ رَكْبِهِ الأَعْلَى ، وَرُكْبَانا
ثمّ أتيتَ تخطى الركبَ مستتراً،
حَتَّى لَقِيتَ لَدَى البَطْحاءِ إنْسانا
قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَبيني في مُحَاوَرَة ٍ،
وَحْدِّثيني حَدِيثَ الرَّكْبِ مَنْ كَانَا
ذاكَ الزمانُ الذي فيه مودتكمْ،(17/306)
فَقَدْ تَبَدَّلَ بَعْدَ العَهْدِ أَزْمانا
وَقَدْ مَضَتْ حِجَجٌ مِنْ بَعْدُ، أَرْبَعَة ٌ،
وَأَشْهُرٌ وَکنْتَفَضْنا کلْعَامَ شَعْبَانا
فَبِتُّ ما إنْ أَرَى شَيْئاً أُسَرُّ بِهِ،
إلاَّ الحَدِيثَ، وَغَمْزَ الكَفِّ أَحْيَانَا
حتى إذا الركبُ ريعوا قمتُ منصرفاً،
مشيَ النزيفِ يكفُّ الدمعَ تهتانا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
رقم القصيدة : 19128
-----------------------------------
قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
أو بعده، أفلا تشيعنا؟
أَمَّا الرَّحِيلُ فَدُونَ بَعْدِ غَدٍ،
فَمَتَى تَقُولُ: الدَّارَ تَجْمَعُنا؟
لتشوقنا هندٌ، وقد قتلتْ
عِلْماً بِأَنَّ البَيْنَ فاجِعُنَا
عجباً لموقفها وموقفنا،
وَبِسَمْعِ تِرْبَيْها تُرَاجِعُنا
وَمَقَالِها: سِرْ لَيْلَة ً مَعَنا،
نعهدْ، فإنّ البينَ شائعنا
قلتُ: العيونُ كثيرة ٌ معكمْ،
وأظنُّ أنّ السيرَ مانعنا
لاَ بَلْ نَزُورُكُمُ بِأَرْضِكُمُ،
فيطاعُ قائلكمْ وشافعنا
قَالَتْ: أَشَيْءٌ أَنْتَ فَاعِلُهُ
هذا، لَعَمْرُكَ، أَمْ تُخَادِعُنا؟
بِکللَّهِ حَدِّثْ مانُؤَمِّلُهُ
واصدقْ، فإنّ الصدقَ واسعنا
إضْرِبْ لَنَا أَجَلاً نَعُدُّ لَهُ
إخْلاَفُ مَوْعِدِهِ تَقَاطُعُنا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
رقم القصيدة : 19129
-----------------------------------
أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
جَلَّلَ کللَّهُ ذَلِكَ الوَجْهَ زَيْنا!
أَجْمَعَتْ بَيْنَهَا، وَلَمْ نَكُ مِنْها
لذة َ العيش والشباب قضينا
فَتَوَلَّتْ حُمولُها، وکسْتَقَلَّتْ،
لم تنلْ طائلاً، ولم نقضِ دينا
فَأَصَابَتْ بِهِ فُؤادي، فَهَاجَتْ
حزناً لي، مبرحاً كانَ حينا
وَلَقَدْ قُلْتُ، يَوْمَ مَكَّة َ لَمّا
أرسلتْ تقرأ السلامَ علينا:
أنعمَ اللهُ بالرسولِ الذي أر(17/307)
سلَ، والمرسلِ الرسالة َ، عينا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> سفارة
سفارة
رقم القصيدة : 1913
-----------------------------------
يريدون مني بلوغ الحضارة،
وكل الدروب إليها سدى،
والخطى مستعارة،
فما بيننا ألف باب وباب،
عليها كلاب الكلاب،
تشم الظنون، وتسمع صمت الإشارة،
وتقطع وقت الفراغ بقطع الرقاب،
فكيف سأمضي لقصدي وهم يطلقون الكلاب،
على كل درب وهم يربطون الحجارة؛
يريدون مني بلوغ الحضارة،
وما زلت أجهل دربي لبيتي،
وأعطي عظيم اعتباري لأدني عبارة،
لأن لساني حصاني كما علموني،
وأن حصاني شديد الإثارة،
وأن الإثارة ليست شطارة،
وأن الشطارة في ربط رأسي بصمتي،
وربط حصاني على باب تلك السفارة،
وتلك السفارة.
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
رقم القصيدة : 19130
-----------------------------------
تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
طربتُ، وكنتُ قد أقصرتُ حينا:
أَرَاكَ اليَوْمَ قَدْ أَحْدَثْتَ شَوْقاً
وَعَادَ لَكَ الهَوَى داءً دَفينا
وكنتَ زعمتَ أنكَ ذو عزاءٍ،
إذا ما شئتَ، فارقتَ القرينا
بربكَ، هلْ أتاكَ لها رسولٌ،
فشاقكَ، أمْ لقيتَ لها خدينا؟
فَقُلْتُ: شَكَا إلَيَّ أَخٌ مُحِبٌّ
كَبَعْضِ زَمَانِنَا، إذْ تَعْلَمينا
فَقَصَّ عَلَيَّ مَا يَلْقَى بِهِنْدٍ
فَوَافَقَ بَعْضَ ما قَدْ تَعْرِفينا
مَشوقٌ حينَ يَلْقَى العَاشقينا
وكم من خلة ٍ أعرضتُ عنها،
لغيرِ قِلى وَكُنْتُ بها ضَنينا
أَرَدْتُ فِرَاقَها وَصَبَرْتُ عَنْها
ولو جنّ الفؤادُ بها جنونا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
رقم القصيدة : 19131
-----------------------------------
أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
ورجائي، على التي قتلتني
وَلَقَدْ كُنْتُ قَدْ عَرَفتُ، وَأَبْصَرْ(17/308)
تُ أُموراً، لَوَ أَنَّها نَفَعَتْني
قُلْتُ: إنّي أَهْوَى شِفا ما أُلاقي
مِنْ خُطُوبٍ تَتَابَعَتْ، فَدَحَتْني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
رقم القصيدة : 19132
-----------------------------------
أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
وأبكي، إنْ رأيتُ لها قرينا
وَقَدْ أَفِدَ الرَّحِيلُ فَقُلْ لِسُعْدَى
لعمركِ، خبري ما تأمرينا
الا ياليل، إن شفاءَ نفسي
نوالكِ، إنْ بخلتِ، فزودينا
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها الطارقُ الذي قد عناني،
أيها الطارقُ الذي قد عناني،
رقم القصيدة : 19133
-----------------------------------
أيها الطارقُ الذي قد عناني،
بعدما نامَ سامرُ الركبانِ
زار من نازحٍ بغير دليلٍ،
يَتَخَطَّى إلَيَّ، حَتَّى أَتاني
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيا سُهَيْلاً،
أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيا سُهَيْلاً،
رقم القصيدة : 19134
-----------------------------------
أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيا سُهَيْلاً،
عَمْرَكَ کللَّهَ، كَيْفَ يَلْتَقِيانِ
هي شامية ٌ إذا ما استقلتْ،
لَوْ تَخَوَّفْتَ جَفْوَة ً وَصُدوداً، أ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ مستهاماً معنى
أصبحَ القلبُ مستهاماً معنى
رقم القصيدة : 19135
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ مستهاماً معنى
بِفَتاة ٍ، مِنْ أَسْوَإ النَّاس ظَنَّا
قلتُ يوماً لها وحركتِ العة
دَ بِمِضْرَابِها، فَغَنَّتْ، وَغَنَّى
ليتني كنتُ ظهرَ عودكِ يوماً،
فإذا ما کحْتَضَنْتِني، كُنْتُ بَطْنا
فبكتْ، ثمّ أعرضتْ، ثمّ قالتْ:
من بهذا أتاكَ، في اليومِ، عنا؟(17/309)
لَوْ تَخَوَّفْتَ جَفْوَة ً وَصُدوداً،
ما تطلبتَ ذا، لعمركَ، منا
قلتُ لما رأيتُ: خلكِ منهُ،
بِأَبي، مَا عَلَيْكِ أَنْ أَتَمَنَّى ؟
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عاودَ القلبَ بعضُ ما قد شجاهُ،
عاودَ القلبَ بعضُ ما قد شجاهُ،
رقم القصيدة : 19136
-----------------------------------
عاودَ القلبَ بعضُ ما قد شجاهُ،
مِنْ حَبِيبٍ أَمْسَى هوَانَا هَوَاهُ
يَا لَقَوْمٍ، وَكَيْفَ صَبْرِي عَنْ مَنْ
لا ترى النفسُ طيبَ عيشٍ سواه؟
أرسلتْ، إذ رأتْ بعاديَ، أن لا
يقبلنْ بي محرشاً، إن اتاهُ
لا تُطِعْ بي، فَدَتْكَ نَفْسي، عَدُوَّاً
لحديثٍ على هواه افتراهُ
لا تُطِعْ بي، مَنْ لَوْ رَآني وَإيّا
كَ أَسِيرَيْ ضَرُورَة ٍ، مَا عَنَاهُ
واجتنابي بيتَ الحبيبِ، وما الخل
دُ بأشهى إليّ من أن أراه
ما ضراري نفسي بهجرة ِ من لي
سَ مسيئاً، ولا بعيداً ثراه
دونَ أن يسمعَ المعاذرَ مني،
أو يرى عاتباً، فعندي رضاه
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَانَكَ مَنْ تَهْوَى فَلاَ تَخُنْهُ
خَانَكَ مَنْ تَهْوَى فَلاَ تَخُنْهُ
رقم القصيدة : 19137
-----------------------------------
خَانَكَ مَنْ تَهْوَى فَلاَ تَخُنْهُ
وكنْ وفياً، إن سلوتَ عنهُ
وَکسْلُكْ سَبِيلَ وَصْلِهِ وَصُنْهُ
إنْ كَانَ غَدّاراً فَلاَ تَكُنْهُ
عسى تباريحُ تجيءُ منه،
فَيَرْجِعَ الوَصْلَ وَلَمْ تَشِنْهُ
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَأَوَّبَ عَيْنَهُ وَهْناً قَذاها،
تَأَوَّبَ عَيْنَهُ وَهْناً قَذاها،
رقم القصيدة : 19138
-----------------------------------
تَأَوَّبَ عَيْنَهُ وَهْناً قَذاها،
وَداواها الطبيبُ، فَمَا شَفَاها
وأحدثَ قلبه خطراتِ حبٍّ،
واحدثَ شوقه حزناً عراها
لمن لا دارهُ تدنو، ولا قد
عَدَتْ، مِنْ دُونِ رُؤيَتِهِ عُداها
وشاقني المنى للقاءِ هندٍ،
وَعَرْضُ الأَرْضِ وَاسِعَة ٌ سِواها
فلما أن بدتْ شمسٌ تجلتْ(17/310)
من الأستارِ، أبرزها دجاها
ذَكَرْتُ الشَّوْقَ وَالأَهْوَاءَ يَوْماً،
يهيجُ لنفسِ متبولٍ مناها
وكنتُ إذا رأيتُ فتاة َ ملكٍ
منعمة ٍ، أربتُ بأن أراها
ورمتُ الوصلَ، إنّ لهنّ وصلاً
شفاءُ النفسِ، إنْ شيءٌ شفاها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لِعَائِشَة َ کبْنَة ِ التَّيْمِي عِنْدي
لِعَائِشَة َ کبْنَة ِ التَّيْمِي عِنْدي
رقم القصيدة : 19139
-----------------------------------
لِعَائِشَة َ کبْنَة ِ التَّيْمِي عِنْدي
حمى ً في القلبِ، ما يرعى حماها
يُذَكِّرُني کبْنَة َ التَّيْمِيِّ ظَبْيٌ
يرودُ بروضة ٍ سهلٍ رباها
فَقُلْتُ لَهُ، وَكَادع يُراعُ قَلْبي:
فلم أرَ قطُّ كاليومِ اشتباها
سوى حمشٍ بساقكِ مستبينٍ،
وَأَنَّ شَوَاكَ لَمْ يُشْبِهْ شَواها
وأنكَ عاطلٌ، عارِ، وليستْ
بعارية ٍ، ولا عطلٍ يداها
وانكَ غيرَ أفرعَ، وهي تدلي
عَلَى المَتْنَيْنِ أَسْحَمَ قَدْ كَساها
ولو قعدتْ، ولم تكلفْ بودٍّ،
سِوَى ما قَدْ كَلِفْتُ بِهِ، كَفاها
أظلُّ، إذا أكلمها، كأني
أُكَلِّمُ حَيَّة ً غَلَبَتْ رُقاها
تَبيتُ إلَيَّ، بَعْدَ النَّوْمِ، تَسْري
وَقَدْ أَمْسَيْتُ لا أَخْشَى سُراها
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَدْ صَبَا القَلْبُ صِباً غَيْرَ دَني،
قَدْ صَبَا القَلْبُ صِباً غَيْرَ دَني،
رقم القصيدة : 19140
-----------------------------------
قَدْ صَبَا القَلْبُ صِباً غَيْرَ دَني،
وقضى الاوطارَ من ام علي
وقضى الأوطار منها، بعدما
كَادَتِ الأَوْطَارُ أَنْ لا تَنْقَضي
وَدَعَاهُ الحَيْنُ مِنْهُ لِلَّتي
تَقْطَعُ الغُلاّتِ بِکلدَّلِّ البَهي
فارعوى عنها بصبرٍ، بعدما
كَانَ عَنْها زَمَناً لا يَرْعَوي
كلما قلتُ: تناسى ذكرها،
رَاجَعَ القَلْبُ الَّذي كَانَ نَسي
فلها، وارتاحَ للخودِ التي
تيمتْ قلبي بذي طعمٍ شهي
بَارِدِ الطَّعْمِ، شَتِيتٍ نَبْتُهُ
كَکلأَقَاحي، نَاعِمِ النَّبْتِ ثَري
واضحٍ، عذبٍ، إذا ما ابتسمتْ،(17/311)
لاَحَ لَوْحَ البَرْقِ في وَسْطِ الحَبي
طَيِّبِ الرّيقِ، إذا ما ذُقْتَهُ،
قلتُ: ثلجٌ، شيبَ بالمسكِ الذكي
وبطرفٍ خلتهُ، حينَ بدتْ،
طَرْفَ أُمِّ الخِشْفِ في عُرْفٍ نَدي
وبفرعٍ قد تدلى ، فاحمٍ،
كتدلي قنوِ نخل المجتني
وبوجهٍ حسنٍ صورته،
وَاضِحِ السُّنَّة ِ، ذي ثَغْرٍ نَقي
وبجيدٍ أغيدٍ، زينهُ
خالصُ الدرِّ، وياقوتٌ بهي
ولها في القلبِ مني لوعة ٌ،
كلَّ حينٍ، هي في القلبِ تجي
من يكن أمسى خلياً من هوى ً،
ففؤادي ليسَ منها بخلي
أَوْ يَكُنْ أَمْسَى تَقِيَّاً قَلْبُهُ،
فَلَعَمْري إنَّ قَلْبي لَغَوي
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
رقم القصيدة : 19141
-----------------------------------
أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
كأنّي أسيرٌ جانَبَ النومَ مُوثَقُ
تذكّرَ سلمى ، أو صريعٌ لِصَحْبهِ
يقول إذا ما عزت الخمر : أنفقوا
يُشِبُّ حُميّا الكأسِ فيهِ إذا انتشى
قديمُ الخِتامِ بابِليٌّ مُعَتَّقُ
يقولُ الشُّروبُ: أيُّ داءٍ أصابَهُ؟
أتخبيل جن أم دهاه المروق ؟
يَموتُ ويَحْيا تارة ً مِنْ دَبيبِها
وليسَ لهُ أنْ يُفصِحَ القيلَ منْطِقُ
وأعجب سلمى أن سلمى كأنها
من الحسن حوراء المدامع مرشق
دعاها إلى ظلٍّ تُزجّي غَزالَها
مع الحر عمري من السدر مورق
تَعَطَّفُ أحياناً عليهِ وتارة ً
تكاد - ولم تغفل - من الوجد تخرق
وللحلي وسواسٌ عليها إذا مشت
كما اهتزَّ في ريحٍ من الصَّيْف عِشْرِقُ
إذا قَتَلَتْ لم يُؤْدَ شيئاً قتيلُها
برهرهة ٌ ريا تود وتعشق
وتَبْسِمُ عن غُرٍّ رُواءٍ كَأَنَّها
أقاح بريانٍ من الروض مشرق
كأنَّ رُضابَ المِسْكِ فوقَ لِثاتها
وكافورَ دارِيٍّ وراحاً تُصَفَّقُ
حمته من الصادي فليس تنيله
وإنْ ماتَ ما غنّى الحمامُ المطوَّقُ
تكونُ وإنْ أعطتْك عهداً كأنَّها
إذا رُمْتَ مِنْها الودَّ نجمٌ مُحَلِّقُ
فبرح بي منها عداة ٌ فصرمها
عليَّ غرامٌ وادّكارٌ مُشوِّقُ(17/312)
وقالَ العدوُّ والصديقُ كِلاهُما
لنابغة البكري شعرٌ مصدق
فأَحْكَمُ أَلْبابِ الرجالِ ذَوو التقى
وكل امرئٍ لا يتقي الله أحمق
وللناسِ أهواءٌ وشَتّى هُمومُهُمْ
تَجَمَّعُ أحياناً، وحيناً تَفَرَّقُ
وزرع وكل الزرع يشبه أصله
هم ولدوا شتى مكيسٌ ومحمق
فذو الصمت لا يجني عليه لسانه
وذو الحلمِ مَهْدِيٌّ وذو الجهل أَخْرقُ
ولست - وإن سر الأعادي - بهالكٍ
وليس يُنجّيني من الموتِ مُشْفِقُ
وأشوسَ ذي ضغنٍ تراهُ كأنَّهُ
ـ إذا أَنْشَدَتْ يوماً رُواتي ـ مُخَنَّقُ
ولم يأته عني من الشم عاذرٌ
خَلا أنَّ أمثالي تُصيبُ وتَعْرُقُ
وبدلت من سلمى وحسن صفاتها
رسوماً كسحق البرد بل هي أخلق
عفتها خسا الأرواح تذرى خلالها
وجالَ على القضِّ الترابُ المدقَّقُ
وغيرها جونٌ ركامٌ مجلجلٌ
أجشُّ خَصيفُ اللونِ يخبو ويَبْرُقُ
يلالي وميضٌ مستطيرٌ يشبه
مهامهَ محالاً بها الآلُ يخفقُ
تنوءُ بأحمالٍ ثِقالٍ، وكُّلها
ـ وقد غرقت بالماءِ ـ ريّانُ مُتْأَقُ
كأنَّ مصابيحاً غذا الزيتُ فُتْلَهَا
ذبالاً به باتت إذا التج تذلق
كأنّ خَلايا فيهِ ضَلّتْ رِباعُها
ولَجَّة ُ حُجّاجٍ وغابٌ يُحَرَّقُ
تَمَرَّضَ تَمْريهِ الجَنوبُ مع الصَّبا
تَهامٍ يَمانٍ أَنْجَدٌ وهو مُعْرِقُ
يَسُحُّ رَوايا فهو دانٍ يَثُجُّها
هَريتُ العَزالي كُلُّها مُتَبَعِّقُ
يُسيلُ رمالاً لم تَسِلْ قبلَ صَوْبِهِ
وشقَّ الصِّفا منهُ معَ الصخرِ مُغْدِقُ
سقى بعدَ مَلْحوبٍ سَناماً ولَعْلَعاً
وقد رَوِيَتْ منهُ تَبوكٌ وأَرْوَقُ
وأضحت جبال البحتريين كلها
ـ وما قَطَنٌ منها بناجٍ ـ تُغَرَّقُ
إذا فرقٌ في الدار خارت فنتجت
أتى بعدها من دلح العين فرق
فأقلعَ ـ إِذْ خَفَّ الرَّبابُ فلم يقُم ـ
رُكامٌ تزجيهِ الشَّمالُ وتَسْحَقُ
فمنهُ كأمثالِ العُهونِ دِيارُها
لها صبحٌ نورٌ من الزهر مونق
عفتْ غير أطلالٍ ، تعطف حولها
مراشيقُ أُدْمٌ دَرُّها يُتَفَوَّقُ
وشُوهٌ كأمثالِ السبائجِ أُبَّدٌ(17/313)
لها من نتاج البيض في الروض دردق
يقود الرئال حين يشتد ريشها
خَريقانِ من رُبْدٍ جَفولٍ ونِقْنِقُ
يكاد إذا ما احتك يعقد عنقه
من اللين مكسو الجناحين أزرق
فراسنُها شَتَّانِ: وافٍ وناقصٌ
فأنصافُها منهنَّ في الخلق تُسْرَقُ
نقانقُ عُجْمٌ أُبَّدٌ وكأنَّما
مع الجن باتت بالمواسي تحلق
ترى حِزَقَ الثيرانِ يحمينَ حائلاً
فكلٌّ لهُ لَدْنٌ سِلاحٌ مُذَلَّقُ
تُزَجّي المَها السفُعُ الخدودِ جآذِراً
وِراداً إِذا رُدَّتْ من الرِيِّ تَسْنَقُ
وتخذُلُ بالقيعانِ عِينٌ هَوامِلٌ
لَها زَمَعٌ من خَلْفِ رُحٍّ مُعَلَّقُ
إذا أجفلت جالت كأن متونها
سيوفٌ جرى فيها من العتق رونق
وكل مسح أخدري مكدمٍ
له عانة ٌ فيها يظل ويشهق
بأكفالها من ذبه بشباته
خدودٌ وما يلقى أَمَرُّ وأَعْلَقُ
إذا انْصَدَعَتْ وانصاعَ كانَ كأنما
بهِ ـ وَهْوَ يَحْدوهاـ من الجِنِّ أَوْلَقُ
هواملُ في دارٍ كأنَّ رُسومَها
من الدرس عادي من الكتب مهرق
فمنهُنَّ نُؤْيٌ خاشِعٌ وَمُشَعَّثٌ
وسُفْعٌ ثلاثٌ قد بَلينَ وأوْرَقُ
فجشمت نفسي - يوم عي جوابها
وعيْنيَ مِن ماءِ الشُّؤونِ تَرقْرَقُ
من الأرض - دوياً يخاف بها الردى
تغربلُهُ ذيلُ الرياحِ تُرابَها
فليسَ لوحشيٍّ بها مُتعلَّقُ
بِها جِيفُ الحَسْرى ، أُرومٌ عِظامُها
إذا صفحت في الآل تبدو وتغرق
كأنَّ مُلاءَ المحضِ فوق مُتونِها
ترى الأكم منه ترتدي وتنطق
ويومٍ من الجوزاءِ مُسْتَوْقِدِ الحصى
تكاد عضاه البيد منه تحرق
لَهُ نِيْرتا حَرٍّ، سَمومٌ، وشَمْسُهُ
صِلابُ الضَّفا منْ حرِّها تَتَشَقَّقُ
إذا الريحُ لم تسكُنْ وهاجَ سَعيرُها
وخبَّ السَّفا فيها وجالَ المُخزَّقُ
وظَلَّتْ حَرابِيُّ الفلاة ِ كأنَّها
منَ الخَرْدلِ المَطْرُوقِ بالخَلِّ تَنْشَقُ
بأدماء من حر الهجان نجيبة ٍ
أجادَ بِها فَحْلٌ نجيبٌ وأينُقُ
بَقِيَّة ُ ذَوْدٍ كالمَها أُمَّهاتُها
تخيرها ثم اصطفاها محرق
لها كاهلٌ مثل الغبيط مؤربٌ(17/314)
وأَتْلعُ مَصْفوحُ العَلابي عَشَنَّقُ
وجمجمة ٌ كالقبر بادٍ شؤونها
وسامِعتا نابٍ ولَحْيٌ مُعَرَّقُ
وعينان كحلاوان تنفي قذاهما
إذا طَرَفتْ أشْفارُ عَيْنٍ وحِمْلِقُ
وخدّانِ زَانَا وَجْهَ عَنْسٍ كأنَّها
وقد ضمرت قرمٌ من الأدم أشدق
وخَطْمٌ كَسَتْهُ واضِحاً مِنْ لُغامِها
نفاه من اللحيين دردٌ وأروق
يُبَلُّ كَنَعْلِ السِّبْتِ طَوْراً وتارة ً
يكفُّ الشَّذا مِنْها خَريعٌ وأَفَرقُ
يعوم ذراعاها وعضدان مارتا
فكلٌ لهُ جافٍ عن الدفِّ مِرْفَقُ
مُضَبَّرة ٌ أُجْدٌ كأنَّ مَحالَها
ومابين متنيها بناءٌ موثق
وتَلوي بِجَثْلٍ كالإهانِ كأنَّما
بِهِ بَلَحٌ خُضْرٌ صِغارٌ وأَغْدُقُ
مَناسِمُ رِجْليها إِذا ما تقاذَفتْ
يَداها وحُثَّتْ بالدوائرِ، تَلْحقُ
على لاحبٍ يزداد في اللبس جدة ً
ويبلى عن الإعفاء طوراً ويخلق
تقلب أخفاقاً بعوجٍ كأنها
مرادي غسانية ٍ حين تعتق
وكانتْ ضِناكاً قد علا النحضُ عَظْمَها
فعادتْ مَنيناً لحمُها مُتعرَّقُ
إذا حُلَّ عنها كُورُها خَرَّ عِنْدَهُ
طليحان مجترٌ وأشعث مطرق
وماءٍ كأنَّ الزيتَ فوق جِمامِهِ
متى ما يذقه فرط القوم يسبق
فَوَصَّلْتُ أَرْماثاً قِصاراً وبَعْضُها
ضعيف القوى بمحمل السيف موثق
إلى سفرة ٍ ، أما عراها فرثة ٌ
ضعافٌ ، وأما بطنها فمخرق
أَلُدُّ بما آلَتْ من الماءِ جَسْرة ً
تكادُ إذا لُدَّتْ من الجهدِ تَشَرقُ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر
ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر
رقم القصيدة : 19142
-----------------------------------
ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر
كما هاج مسحوراً إلى الشوق ساحر
سليمى وهندٌ والرباب وزينبٌ
وأَرْوى وليلى صِدْنَني وتُماضِرُ
كواعب أترابٌ كأن حمولها
من النَّخلِ عُمْريُّ النخيلِ المَواقِرُ
تعلّق ديباجٌ عليهنَّ باجلٌ
وعقلٌ ورقمٌ يملأ العين فاخر
دخلن خدوراً فوق عيسٍ كنينة ً
كما كنست نصف النهار الجآذر(17/315)
من الهيف قد رقت جلوداً تصونها
وأَوْجُهها قد دَقَّ منها المَناخِرُ
تلوث فروعاً كالعثاكيل أينعت
عناقيدُها وابيضَّ منها المحاجِرُ
كُسْينَ من الألوانِ لوْنا كأنَّهُ
تَهاويلُ دُرٍّ يَقبلُ الطيبَ باهِرُ
عِتاقٌ جوازي الحسن تُضحي كأنَّها
ـ ولو لم تُصِبْ طيباًـ لآلٍ عَواطِرُ
إذا ما جرى الجادي فوق متونها
ومِسْكٌ ذكيٌّ جفّفتها المجامِرُ
لَهُنَّ عيونُ العِين في صُوَرِ الدُّمى
وطرْفٌ ضعيفٌ يَسْتبي العَقْلَ فاتِرُ
أبانت حصيداً عن يمينٍ وياسرت
وسارت وفيها عن رماحٍ تزاور
فَظِلْتُ وفي نفسي همومٌ تنوبُني
وفي النفسِ حُزْنٌ مستسرٌّ وظاهِرُ
عَساكرُ من وَجْدٍ وشَوْقٍ تنوبُني
إذا رفهت عني أتتني عساكر
وإن قلت هذا حين يسلى حبائبي
أبى القلب أن يسلى الذي هو ذاكر
فلو أن حياً مات شوقاً صبابة ً
لقام على أوصالي العام قابر
عفت دمنة ٌ منهن بالجو أقفرت
كأنْ لم يَكُنْ فيها من الحيِّ سامِرُ
تبدت بها الأرواح كل عشية ٍ
وغير آيات الرسوم الأعاصر
وغيثٌ سماكيٌّ ركامٌ سحابه
دَلوحٌ من الوَسْميِّ بالماءِ باكرُ
يبيت إذا أبدى بروقاً كأنها
سيوف زحوفٍ جردتها الأساور
كأنَّ طُبُولاً فوقَ أعجازِ مُزْنِهِ
يُجاوبُها من آخِرِ الليلِ زامِرُ
كأنَّ حنينَ وُلَّهٍ في سحابهِ
يُجاوبُها خُلْجٌ وَعُطفٌ جَراجِرُ
لهُ زِبْرِجٌ: برق ورعدٌ كأنَّهُ
مزامير جونٌ هيجتها مزاهر
فغيّر رسَم الدارِ من بَعْدِ عُرْفها
أجشُّ هزيمٌ يحفِشُ الأُكْمَ ماطرُ
يَبيتُ يَصُبُّ الماءَ صَبّاً ويَنْتحي
لهُ نَزَلٌ فيه تُجَرُّ حَضاجِرُ
فأزلق ورلاناً فبالأكم أعصمت
وقد زلقت من الضباب الجواحر
كساها رياضاً كالعهون عشية ً
لها صبحٌ مثل الدرانيك ناضر
إذا اكْتَهَلتْ واعتمَّ أزواجُ نبتها
نما بعده بقلٌ تؤامٌ وزاهر
عفت غير ظلمانٍ كأن نعامها
إذا راعها رَوْعٌ إفالٌ نوافرُ
بِها النُّؤيُ والمشجوجُ بالفِهْر أُسُّهُ
وآرِيُّ أفْراسٍ بِها وأياصِرُ
وسُفْعٌ ضَبَتْ أنصافَها النارُ رَكَّدٌ(17/316)
وأورقُ هاب كالحَمامة ِ داثِرُ
فهيّجَ دمعي رَسْمُ دارٍ كأنَّهُ
وحي السلام فالدموع بوادر
وحبك ما لا تستطيع طلابه
ومن لا يُجِدُّ الوصْلَ، داءٌ مُخامِرُ
ويهماء يجري آلها فوق أكمها
كما فاض ماءٌ ألبس الأكم غامر
إذا الشمس كانت قم رأسٍ سوية ٍ
وظلّتْ تُساميها الحرابي الخواطرُ
تجشّمتُها حتى أَجوبَ سَرابَها
ومن يعْملِ الخيراتِ أو يُخطِ خالياً
بناجية ٍ أجدٍ كنازٍ كأنها
إذا رُدَّ فيها الطَّرْفُ فحلٌ عُذافِرُ
تمد الزمام والجديل إذا مشت
مواشكة ٌ غلباء كالبرج عاقر
بأتلع كالجذع السوادي طوله
نفى الليفَ عَنْهُ والكرانيفَ ناجِرُ
وطالَ شَواها ثُمَّ تَمَّ نَصيلُها
وقد طال منها خطمها والمشافر
عَلَيْها من الفِتْيانِ جَوّابُ قَفْرة ٍ
وأبيضُ هنديٌّ من العُتْق باتِرُ
وحلسٌ عليه نسعتان ونمرقٌ
وكورٌ علافيٌّ من الميس قاتر
أقضي عليها حاجتي وأردها
مَنيناً كما رَدَّ المنيحَ المُخاطِرُ
وتعجبني اللذات ثم يعوجني
ويسترني عنها من الله ساتر
ويَزْجُرني الإسْلامُ والشيبُ والتقى
وفي الشِّيْبِ والإسلامِ للمرءِ زاجِرُ
وقُلْتُ وقد مَرَّتْ حُتوفٌ بأهلِها:
ألا ليْس شيءٌ غير ربّي غابِرُ
هو الباطن الرب اللطيف مكانه
وأول شيءٍ ربنا ثم آخر
كريمٌ حليمٌ لا يعقب حكمه
كثير أيادي الخير للذنب غافر
يُنيمُ حصادَ الزَّرْعِ بعدَ ارْتفاعِهِ
فَتَفْنى قُرونٌ وَهْوَ للزَّرْعِ آبِرُ
ومن يعيَ بالأخبار عن من يرومُها
فإنّي بما قد قُلتُ في الشعر خابِرُ
ألا أيها الإنسان هل أنت عاملٌ
فإنك بعد الموت لابد ناشر
ألم تر أن الخير والشر فتنة ٌ
ذخائرُ مَجْزِيٌّ بهنَّ ذخائرُ
فإنْ عُسْرة ٌ يوماً أضرّتْ بأَهْلِها
أتت بعدها مما وعدنا المياسر
ونازلِ دارٍ لا يُريدُ فراقَها
سَتُظْعِنُهُ عمّا يُريدُ الجَرائِرُ
ومن ينصف الأقوام ما فات قاضياً
وكل امرئٍ لا ينصف الله جائر
يُعَذَّرُ ذو الدَّيْنِ الطلوبُ بِدَيْنهِ
وليس لأمر يظلنم الناس عاذر(17/317)
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ
لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ
رقم القصيدة : 19143
-----------------------------------
لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ
وأيّامٍ وعَيْشٍ غيرِ عَشِّ
لقد هازلتُها في يومِ دَجْنٍ
على عتقٍ من الديباج فرش
كأن مدامة ً ورضاب مسكٍ
وكافوراً ذكيّاً لم يُغشّ
تُعِلُّ به ثنايا بارداتٌ
كَلَوْنِ الأقحوان غداة طَشِّ
تُحيرُ بِنَقْشِ سُنَّتِهاـ إذا ما
بدت يوماً - محاسن كل نقش
تبذ العين إن قعدت جمالاً
وتنطق من رآها حين تمشي
إذا ارتجت روادفها تهادت
مبتلة ً شواها غير حمش
عليْها الدرُّ نيطَ لها شُنوفاً
كبيض ضئيلة ٍ في جوف عش
أجادَ بِها بُحورٌ من بُحورٍ
وعِينٌ من نساءٍ غيرِ عُمْشِ
كشمس الصيف غرتها ضياءٌ
يكاد شعاعها في البيت يعشي
كأني شاربٌ يوم استقلت
دماء ذرارحٍ وسمام رقش
فأضحت دارها منها قفاراً
قطوع الود لا ترشي لمرشي
وغير آي دمنتها غيوتٌ
تُعِجُّ التلْعَ من وبلٍ بِحفْشِ
سقى ماء الندى منها رياضاً
وسارحة ً مع اليوم المرش
بها نورٌ من الأزواج شتى
تجول بها أوابد كل وحش
ومن جأب النسالة أخدري
ومن شَخْصٍ ترودُ وأمُّ جَحش
ومن عيناء راتعة ٍ وأخرى
إذا رَبضَتْ تردُّ رجيعَ كِرْشِ
وظلمانٌ تقود لها رئالاً
كأن نعامهن سبي حبش
ولستُ إذا عرا ظُلمي صديقي
إذا ما دامَ من وُدّي بِبَشِّ
وأنصحُ للنصيحِ إذا استراني
وأرفِدُ ذا الضغينة شرَّ غِشِّ
وتأتيني قَوارِصُ عن رجالٍ
فأَبلُغُ حاجتي في غيرِ فُحْشِ
وأُدرِكُ صالحَ الأوتارِ عَفْواً
بعون الله في طلبي ونجشي
أبى لي ما غلبت به الأعادي
عطاء الله من شعري وبطشي
فلا يخشى ذَوو الأحلامِ جَهْلي
ولا أرعي على البذخ الغطمش
أهش لحمد قومي كل يومٍ
ولسْتُ إلى ملامَتِهمْ بِهَشِّ
وَجَدْتُ أَبا رَبيعة َ فوقَ بَكْرٍ
كما علت البلاد بنات نعش
نغدّي الضيف من قَمَعِ المَتالي
سَديفاً مُشْبِعاً منه يُعَشّي
ونَحمِلُ كُلَّ مُضْلِعَة ٍ وعَقْلٍ(17/318)
ونضرب في الكتيبة كل كبش
ونضرب من تعرض موضحاتٍ
علانية ً جهاراً غير غطش
هم المستقدمون إلى المنايا
وقد لَبِسوا سِلاحاً غيرَ وَخْشِ
سأعْني مَنْ عنى قومي بِسوءٍ
ولا يبلى إذا رجمت خدشي
وليلٍ قد قطعت وخرق تيهٍ
على هَوْلٍ بذي خُصَلٍ لَجُشِّ
أُقَدِّمُهُ يجوبُ بيَ الحُدابى
على ثَبَجٍ من الظلماءِ جَرْشِ
ولولا اللهُ ليسَ لهُ شريكٌ
إلهُ الناسِ ذو مُلْكٍ وعَرشِ
لباكرني من الخُرطومِ كأسٌ
تكادُ سُؤورُ نَفْحتها تُنَشّي
تَدُبُّ لها حُمّيا حين تَنْمي
وينفحُ ريحُها عند التجشّي
يُباعُ الكأسُ منها غيرَ صِرْفٍ
بصافية ٍ من الأوراقِ حُرْشِ
وإنَّ خلائقي حَسُنَتْ وطابَتْ
كِرامٌ لا يُسَبُّ بِهِنَّ نعشي
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ
رقم القصيدة : 19144
-----------------------------------
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ
حين ازلأموا فما عاجوا ولا حبسوا
يحدى بهم كل عجعاج ويعملة ٍ
مافي سوالفها عيبٌ ولا قعس
تَعومُ في الآلِ مُرخاة ً أَزِمّتُها
إذا أقولُ ونَوْا من سَيْرِهم ملسُوا
وفي الخدور مهاً بيضٌ محاجرها
تفتر عن بردٍ قد زانه اللعس
يشفي القلوب عذابٌ لو يجادبه
كالبرق لا روقٌ فيه ولا كسس
مرضى العيون ولم يعلق بها مرضٌ
شُمُّ الأُنوفِ فلا غَلْظٌ ولا فَطَسُ
تكسو الجلود عبيراً لونها شرقٌ
فَكُلُّ أبشارِها مصفّرة ٌ مُلُسُ
فلم يبالوك إذ ساروا لطيتهم
وكان منهم سفاه الرأي والشكس
فدِمنة ُ الدارِ بَعْدَ الحيِّ قد بَلِيَتْ
ترابها بحسى الأرواح مكتنس
ومايزال عليها مسبلٌ هطلٌ
مُستأسِدٌ هَزِجٌ بالماءِ مُرتَجِسُ
جَوْنٌ رُكامٌ سِماكيٌّ له لَجَبٌ
كأنه ماكثٌ في الدار مُحتَبَسُ
يفري الإكام مع القيعان وابله
يَنْزعُ جِلْدَ الحصى أَجشُّ مُنبجِسُ
أبلى معارفَ أطْلالٍ وغَيَّرها
فكلُّ آياتِها مَمْحُوَّة ٌ طُمُس
نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومشجوجٌ وملتبد(17/319)
كأنها كُتُبٌ عاديّة ٌ دُرُسُ
فالعين فيها وخيطان النعام بها
والعون : أطهارها واللقح الشمس
وليسَ يحبِسُني عن رِحْلة ٍ عَرَضَتْ
صوتُ الغُدافِ ولا العطّاسة ُ الغُطُسُ
ومهمة ٍ قفرة ٍ أجنٍ مناهلها
ديمومة ٍ ما بها جن ولا أنس
يُقْوي بِها الرَّكبُ حتى ما يكونَ لهم
إلا الزناد وإلا القدح مقتبس
كأنَّ أعلامَها والآلُ يرفعُها
سُبّاحُ ذي زَبَدٍ تبدو وَتغْتَمِسُ
بها توائم جونٌ في أفاحصها
مثل الكلى عزهن الماء والغلس
حكّتْ جُلوداً كأنَّ الريشَ إِذْ بَثَرتْ
من قبلِ تشويكهِ في بَثْرِهِ العَدَسُ
قد جُبْتُها ورؤوسُ القومِ مائلة ٌ
من متِّهم ومنَ الإدلاجِ قد نَعَسوا
كأنهم في السرى والليل غامرهم
إذْ كلّموكَ من الإسْآد قد خرِسوا
لم يبق منهم وقد مالت عمائمهم
معانقي الميس إلا الروح والنفس
تخدي بهم ضمرٌ حوضٌ وسيرتها
تكاد منها رقاب الركب تنفرس
كأنَّ أصواتَ أَلْحِيها إذا اصطدَمَتْ
أصواتُ عيدانِ رُهبانٍ إذا نَقَسوا
تحملُني جَسْرة ٌ أُجْدٌ مُضَبَّرة ٌ
وَجْناءُ مُجفرة ٌ مَنْسوبة ٌ سَدَسُ
رهب عرندسة ٌ حرفٌ مذكرة ٌ
فكلُّ أَخفافِها ملثومة ٌ لُطُسُ
تُمِرُّ جَثْلاً على الحاذَيْنِ ذا خُصَلٍ
مثل القوادم ، لم يعلق بها العبس
قد أثر النسع فيها وهي مسنفة ٌ
كما يؤثِّرُ في العاديّة ِ المَرَسُ
كأنَّها بَعْد جَهْدِ العينِ إذ ضَمَرتْ
مُوَلَّعٌ لَهَقٌ في وجْههِ خَنَسٌ
باتَ إلى حِقْفِ أَرطاة ٍ تصفّقُهُ
ريحٌ ، فلما انجلى عن شخصه الغلس
صادَفَ خُوطاً قليلَ اللحمِ مُفْتَدِياً
من أهلِ دَوْمة َ صيدَ الوحشِ يَلْتمِسُ
أشلى كلاباً فلم تنكل وأجريها
غضفاً نواحل في ألوانها غبس
فاشتق تحمله رح ويحملها
وهو بذعرٍ من القّناص مُنْتَخَسُ
حتى إذا كان من أفواهها كثباً
وما طلته ضراءٌ كلها حنس
كر وقد لحقت منها سوابقها
كأنه مرزبانٌ مغضبٌ مرس
يهز لدناً يذب الضاريات به
فهنَّ شتّانَ: مجروخٌ ومُنْحدِسُ
أردى أوائلها طعناً فأقصدها(17/320)
ففي التوالي إلى كَلاّبها شَوَسُ
وانصاعَ كالكَوْكبِ الدُّرِّيِ مَيْعتُهُ
كما تضرَّم وَسْطَ الظلمة ِ القَبَسُ
فذاك شبّهتُهُ عَنْساً مُقَتَّلة ً
إذْ كلُّ حبلٍ عليها جائلٌ سَلِسُ
تنوي الوليد أمير المؤمنين وإن
طال السفار وأضحت دونه الطبس
خليفة َ اللهِ يُستسقى الغمامُ بهِ
ما مسَّ أثوابَهُ من غَدْرة ٍ دَنَسُ
ملكاً هماماً يجيل الأمر جائله
إذا تحير عند الخطة الهوس
دانتْ لهُ عَربُ الآفاقِ خَشْيَتَهُ
والرومُ دانتْ لَهُ جمعاءَ والفُرُس
خافوا كتائبَ غُلْباً أَن تطيف بِهِمْ
للسابغات على أبطالها جرس
بهن تحوي سبياً ثم تقسمها
كما يصيدك وحش القفرة الفرس
قَسْراً عَدوَّك إنَّ الضغن قاتِلُهُمْ
وإنهم إن أرادوا غدرة ً تعسوا
لا يبصرون وفي آذانهم صممٌ
إذا نعشتهم من فتنة ٍ ركسوا
هم الذين سمعتُ اللهَ أَوْعَدَهُمْ
المشركون ومن لم يهوكم نجس
هَجَّنَ أقوالَهم ما قُلتَ من حَسَنٍ
عند المقامة ِ إنْ قاموا وإن جَلَسوا
هَدَتْ أميَّة ُ سُبْلَ الحقِّ تابِعَها
إنَ الأمورَ على ذي الشك تَلْتَبِسُ
ذوو جُدودٍ إذا ما حُودِسَتْ حَدَسَتْ
إنَّ الجدودَ تَلاقى ثم تَحتَدِسُ
وأسهلُ الناسِ أعطانا لمختَبِطٍ
وأكثرُ الناسِ عيداناً إذا حَمَسوا
لا يجزعون إذا ما القتل حل بهم
ولا يرون فراحى إن هم خمسوا
إذا قريشٌ سمت كانوا ذوائبها
وخيرُهُمْ مَنْبِتاً في المجدِ إِذْ غُرِسوا
قومٌ هُمُ مَوَّلوني قد عَفَوْتُهُمُ
فلا وجدك ما ضنوا ولا عبسوا
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
رقم القصيدة : 19145
-----------------------------------
ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
وما الدهر إلا خلفة ٌ ودهور
مراتب أما البؤس منها فزائلٌ
وكل نعيمٍ في الحياة غرور
هو الشَرُّ لا يَبْقى ، ولا الخيرُ دائمٌ
وكلُّ زَمانٍ بالرِّجالِ عَثُورُ
متى يختلف يومٌ عليك وليلة ٌ
يَلُحْ منهما في عارِضَيْكَ قَتيرُ(17/321)
جديدانِ يَبْلى فيهما كلُّ صالحٍ
حثيثان هذا رائحٌ وبكور
وأَعْلمُ أَنْ لا شَيْءَ يَبْقى مُؤمَّلاً
خلا أَنَّ وجهَ اللهِ ليس يَبورُ
وما الناس في الأعمال إلا كبالغ
يبني ، ومنبت النياط حسير
فمستلبٌ منه رياشٌ ومكتسٍ
وعارٍ ، ومنهم مترب وفقير
وباكٍ شجاً، وضاحكٌ عِنْدَ بَهْجَة ٍ
وآخر معطى ً صحة ً ، وضرير
وكل امرئٍ إن صح أو طال عمره
إلى ميتة ٍ لابد سوف يصير
يُؤمِّلُ في الأيّام ما ليس مُدرِكاً
وليس له من أن ينال خفير
وإنَّ نماءَ الناس شَتّى وزَرْعُهمْ
كنبْتٍ، فمنهُ طائلٌ وَشَكيرُ
فَأَحْكَمَني أنْ أَقْرَبَ الجهل عِبْرة ً
ليالٍ وأيامٌ مضت وشهور
أُضاحكُ أعدائي وآدو لِسُخطِهِمْ
وغُرٍّ كرامٍ مُحَصناتٍ يقودُها
كما ربما حاولت أمراً بغيره
فأَدْرَكْتُهُ وذو الحِفاظِ وَقورُ
وأكل لئام الناس لحمي وقرصهم
ونجواهم خطبٌ علي يسير
فأَنَّ امرَءاً أبدى الشَّناءة َ وجْهُهُ
فإنّي بعوْراتِ العدوِّ بَصيرُ
رَمَيْتُ فأقصْدتُ الذي يَسْتَنيصُني
بغر أبرت ما تزال تعبر
وأعلم لحن القول من كل كاشح
وإنّي بما في نفسِهِ لخبيرُ
ألا رب ناهٍ عن أمورٍ وإنه
بأيِّ أُمورٍ مثلِها لَجَدير
وما الناس في الأخلاق إى غرائزٌ
كما الشعر منه مصلدٌ وغزير
لمنكح لؤمٍ ضيعة ٌ ومهور
وضرُّكَ من عاديتَ أَمْرُ قِواية ٍ
وحزمٍ ، وضر الأقربين فجور
وقيلُكَ قد أبصرتُ شيئاً جَهِلْتَهُ
الذي حنقٍ عند الحمية بر
وكيف تُسِرّ الفخرَ في غير كنههِ
وفي أنفس الأقوامِ أنتَ حقيرُ
وكائن ترى من كامل العقل يزدرى
ومن ناقصِ المعقولِ وَهْو جَهيرُ
ومنهم قصيرٌ رامَ مَجْداً فنالَهُ
وآخرُ هَيْقٌ في الحِفاظ قصيرُ
ومن طالبٍ حَقّاً بِفُحْشٍ يفوتُهُ
ومدركه بالحق وهو ستير
ومُنتحلٍ شِعْراً، سِواهُ يقولُهُ
وقائل شعرٍ لا يكاد يسير
وَقَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً
ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو صَبورُ
وإني لأبري العيس حتى كأنها
مِنَ الجَهْدِ من طَيِّ التَّنائفِ عُورُ(17/322)
وأكتُمُ سِرَّ النفسِ حتّى أُميتَهُ
ولَيْسَ لِمَنْ يُحيي السريرَ ضميرُ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أتصرم أم تواصلك النجود ؟
أتصرم أم تواصلك النجود ؟
رقم القصيدة : 19146
-----------------------------------
أتصرم أم تواصلك النجود ؟
وليسَ لها وإنْ وصلتك جُودُ
إذا لا ينتها مطلت ولانت
وفيها حين تَنْزُرُها صُلودُ
تُشيرُ إلى الحديثِ بِحُسْنِ دَلٍّ
عن الفحشاء معرضة ٌ حيود
لها وجهٌ كصحنِ البدر فخمٌ
ومنسجرٌ على المتنين سود
وعينا برغزٍ خرقٍ غريرٍ
وزان النحر واللبات جيد
ترى فوق الرهاب لها سموطاً
مع الياقوت فصله الفريد
وأعظمها مبتلة ٌ رواءٌ
وذو عكنٍ وإن طعمت خضيد
من العين الجوازئ ليس يخزي
محاسنها الرياط ولا البرود
وقد عَبِقَ العبيرُ بِها ومِسْكٌ
يخالطه من الهندي عود
وتبسِمُ عن نقيِّ اللون غُرٍّ
لهُ أَشَرٌ ومنهِلُهُ بَرودُ
شفاءٌ للعميد فلم تنله
وكان بمثله يشفى العميد
يَراحُ القلبُ ما دامتْ قريباً
وذِكْراها وإنْ شحطتْ تصيدُ
وعوص الدهر بالإنسان جسمٌ
ولا ينجي من التلف الجدود
إذا ما المرءُ غالَتْهُ شَعوبٌ
فما للشامتين به خلود
وكُلُّ منعَّمٍ وأخي شقاءٍ
ومثرٍ والمقل معاً يبيد
إذا ما ليلة ٌ مرّتْ ويومٌ
أتى يومٌ ولَيْلتُه جَديدُ
أبار الأولين وكل قرنٍ
وعاداً مثلما بارت ثمود
ولا ينجي من الآجال أرضٌ
يُحَلُّ بِها ولا القَصْرُ المَشيدُ
وما لابد منه سوف يأتي
ولكن الذي يمضي بعيد
وَجَدتُ الناسَ شتّى شيمتاهُمْ
غوي والذي يهدى رشيد
مُريدُ الذمِّ مذمومٌ بخيلٌ
ومعطي المال منتجبٌ حميد
يُراحُ إلى الثناءِ له ثناءٌ
على مَهلٍ إذا بَخِلَ الزهيدُ
وخير الناس في الدنيا صنيعاً
على العلات متلافٌ مفيد
فصاحِبْ كلَّ أروعَ دهثميٍّ
ولا يَصْحبْكَ ذو الغَلَقِ الحديدُ
يرى ما نال غنماً كل يومٍ
صفاة ٌ حينَ تَخْبُرُهُ صَلودُ
وشرُّ مُصاحَبٍ خُلُقٌ قَسِيٌّ
ونعم الصاحب الخلقُ السديد
ووصل الأقربين سبيل حق(17/323)
وقطع الرِّحْمِ مُطَّلَعٌ كؤودُ
إذا ما الكَهْلُ عُوتبَ زادَ شرّاً
ويُعْتِبُ بعدَ صبْوتِهِ الوليدُ
يغيض الأكثرون حصى رجالٍ
ويثرى بعد قلته الوحيد
ويُعطى المرءُ بعد الضَّعْفِ أَيْداً
ويَضْعُفُ بَعْدَ قُوَّتهِ الشديدُ
ويصرع خصمه ذو الجهل يوماً
ويَبْطُرُ عندَ حُجّتهِ الجَليدُ
ولا ينجي الجبان حذار موتٍ
ويبلغ عمره البطل النجيد
وطَلاّبُ التِّراتِ بها طلوبٌ
ذكيٌّ لا يحالفه الهجود
وشرُّ مُطالبِ الأوتارِ نِكْسٌ
من الأقوام جثامٌ لبود
فما بالي وبالُ بني لَكَاعٍ
عليَّ لهم إذا شبعوا فديد
إذا ما غِبْتُ عنهم أوعدوني
وأي الناس يقتله الوعيد ؟
متى ما يسمعوا رزي يدينوا
كما دانت لسيدها اليهود
لهُ من مدِّ عافية ٍ ورُودُ
مخافة أن أجدعهم سجود
بهرتهم وأفحم ناطقوهم
كما بهر المحملة الصعود
تفادَوْا مِن خُبَعْثِنَة ٍ هموسٍ
تُبوِّلُ من مخافتهِ الأُسودُ
هريت الشدق يقعص كل قرنٍ
على كتفيه من لبدٍ لبود
دقيقِ الخصرِ رحْبِ الجوفِ شَثْنٍ
كأن أخا تواليه عمود
وليسَ يَعيبني إنْ غِبْتُ إلاَّ
دعي أو دحيقٌ أو حسود
نفى عنّي العدوَّ قُراسياتٌ
قرومٌ من بني شيبان صيد
فمنهُمْ حينَ تَنْتَطِحُ النواصي
إذا ذكر المآثر والعديد
فمفروقٌ وحارثة ُ بن عَمْروٍ
هما الفرعانِ مجدُهما تليدُ
وساد الهانئان بني نزارٍ
ومن يُحلُلْ بأرضهما مَسُودُ
وبِسطامٌ تغمَّطَ والمثَنّى
بهِ فُضَّتْ من الفُرْسِ الجُنودِ
وعوف المأثرات وكل عهدٍ
وَفيٌّ حينَ تُنتقضُ العهودُ
وذو المانا أبو حرب بن عوفٍ
معاذته تفك بها القيود
وكان الحَوْفَزانُ شِهابَ حَرْبٍ
رئيس الناس متبعاً يقود
وفكّاكُ العُناة ِ أبو ثبيتٍ،
يزيدُ بعدَه منّاً يزيدُ
وعُدَّ أبا الوجيهة ِ في نُجومٍ
نجومٍ جمّة ٍ تلك السُّعودُ
قبيصَة ُ وابن ذي الجَدّين منهم
وأشرسُ والمجبّة ُ والشريدُ
وعمرو والأغن عميد حي
وكلٌّ في أرومته عميد
وسادَ ابنَ القُريمِ وكان قَرْماً
أخا حربٍ يشب لها الوقود(17/324)
وحمال المئين أبو حماسٍ
أناب بها إذا ضلع اللهيد
وجادَ ابنُ الحصينِ وكان بَحْراً
وللهزهاز عند الجهد جود
ومصقلة ُ الذي أجدى وأعطى
به عتقٌ لسامة بعد رقً
إذ ابطت عن فكاكهم الوفود
جُلودُهُمُ من العَثَراتِ مُلْسٌ
نقياتٌ إذا دنس الجلود
أولئكَ أُسرتي سأذودُ عنهم
إذا ما خامَ عنهمْ منْ يَذودُ
بِغُرٍّ من قَوافٍ نافِذاتٍ
جوارحَ في الصُّدورِ لَها خُدودُ
فشعري كله بيتان : بيتٌ
أثقِّفه، وقافية شَرودُ
وإني حاكمٌ في الشعر حكماً
إذا ذكر القوافي والنشيد
فخيرُ الشِّعرِ أَكْرَمُهُ رِجالاً
وشر الشعر ما نطق العبيد
شُهودي الناسُ أنْ قد قلتُ حقّاً
وكانَ الحقُّ يوجِبُهُ الشُّهودُ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا طال التنظر والثواء
ألا طال التنظر والثواء
رقم القصيدة : 19147
-----------------------------------
ألا طال التنظر والثواء
وجاءَ الصيْفُ وانكشف الغطاءُ
وليسَ يقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ
ولا يَمضي إذا ابتُغيَ المَضاءُ
طوال الدهر إلا في كتابٍ
لمقدارٍ يوافقه القضاء
ولا يعطى الحريص غنى ً لحرصٍ
وقد ينمي لذي الجود الثراء
غني النفس ما استغنت غنيٌّ
وفَقرُ النفسِ ما عَمِرتْ شَقَاءُ
إذا استحيا الفتى ونشا بحلمٍ
وسادَ الحيَّ حالفَهُ السَّناءُ
وليس يسود ذو ولدٍ ومالٍ
خفيف الحلم ليس له حياء
ومن يَكُ ذَا حَياً لم يُلْقِ بؤساً
يَنُخْ يوماً بِعَقْوتهِ البلاَءُ
تعاوره بنات الدهر حتى
تثلمه كما انثلم الإناء
فكُلُّ شَديدة ٍ نزلتْ بِحَيٍّ
سيأتي بعد شدتها الرخاء
فَقُلْ للمتّقي حَدَثَ المنايا:
توقَّ، فليسَ ينفعُك اتّقاءُ
ولا تك المصاب ، وأي حي
إذا ما مات يُحييهِ البكاءُ؟
وقُلْ للنفْسِ: من تُبقي المنايا؟
فكلُّ الناسِ ليسَ له بقاءُ
تعزي بالأسى في كل حي
فذلك حينَ يَنْفعُها العَزاءُ
ستفنى الراسيات ، وكل نفسٍ
ومالٍ سَوْفَ يَبْلُغُه الفَناءُ
يُعَمَّرُ ذو الزمانة ِ وهو كَلٌّ
على الأدنى وليس له غناء(17/325)
ويردى المرء وهو عميد حيًَ
ولو فادوه ماقبل الفداء
إذا حانتْ مَنِيَّتُهُ وأوصى
فليس لنفسه منها وقاء
وكلُّ أُخوَّة ٍ في الله تبقى
وليس يدوم في الدنيا إخاء
أَصِبْ ذا الحِلْمِ منك بِسَجْل وُدٍّ
وصله ، لا يكن منك الجفاء
ولا تصل السفيه ولا تجبه
فإن وصال ذي الخربات داء
وإن فراقه في كل أمرٍ
وصرم حبال خلته شفاء
وضيفك ما عمرت فلا تهنه
وآثِرْهُ وإن قلَّ العَشاءُ
ولا تجعَلْ طعامَ الليل ذُخْراً
حذار غدٍ ، لكل غدٍ غداء
وكل جراحة ٍ توسى فتبرا
ولا يَبْرا إذا جرحَ الهِجاءُ
يؤثر في القلوب له كلومٌ
كداء الموت ليس له دواء
وحوك الشعر ما أنشدت منه
فَيَنْفي سيّىء َ الاكفاءِ عَنْهُ
كما يُنفى عن الحَدَبِ الغُثاءُ
غُثاءُ السَّيْلِ يضرحُ حَجْرتَيْه
تجلله من الزبد الجفاء
من الشُّعراءِ أكْفاءٌ فُحولٌ
وفَرّاثونَ إنْ نطقوا أساؤوا
فَهَل شِعران: شِعرُ غناً وحَكْمٍ
وشعرٌ لا تعيج به ، سواء ؟
فإنْ يكُ شاعرٌ يعوي فإنّي
وجدتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ
وإن جَرِبَتْ بواطنُ حالبيهِ
فإنَّ العَرَّ يَشفيهِ الهِناءُ
وقلت لمن أبث إليه سري
وينفعُني وإيّاهُ الخَلاءُ:
ألا يا هندُ هل تُحيينَ مَيْتاً؟
وهل لقروضنا أبداً أداء ؟
أحلأت النفوس لتقتليها
وهن إلى مناهلكم ظماء
أديم صفاءها ويدوم عهدي
وإنْ طالَ التعاشُرُ والصفاءُ
فإن يك أهلنا ناءوا وبانوا
وبان بها أقاربها وناءوا
فقد أعْفو مَنازِلَها بِفَلْجٍ
وفي آيات دمنتِها امتحاءُ
تراوحها من الأرواح هوجٌ
كأن نخيل تربتها هباء
وكل مجلجلٍ دانٍ زحوفٍ
تشابه غيمه فيه استواء
كأن على غواربه زحوفاً
لها لَجَبٌ يُصَمُّ به الدُّعاءُ
كأن دفاف مأدبة ٍ وعرسٍ
ورجازٍ يجاوبه الحداء
ونوح مآتمٍ وحنين عوذٍ
يجاوبُها من النَّعَمِ الرُّغاءُ
على أعْجازهِ إذ لاحَ فيهِ
سيوف الهند أخلصها الجلاء
إذا انسحَّتْ دلاءُ الماء منهُ
أمدته بسافكها الدلاء
فليس حفيله كحفيل غيثٍ
ولا كمياهِهِ في الأرضِ ماءُ(17/326)
قرارُ الأرض ممّا صَبَّ فيها
لهُ حُبُكٌ مُوَكَّرة ٌ مِلاءُ
فأقلعَ والشَّمالُ تحنُّ فيهِ
بكلٍّ قَرارة ٍ منها إضاءُ
فأعْقبَ بقلُهُ نَوْراً تؤاماً
كَلَوْنِ الرَّقمِ حَطَّ به الفِلاءُ
ونور البخترية والخزامى
وحنوته لبهجتها بهاء
فقد جُنَّت كواكبُهُ جُنوناً
لها صبحٌ إذا ارتفع الضحاء
إذا اغتبقت من الأنداء طلا
فإن صبوحها منها رواء
فأوْحشَ رَبْعُها وعفت رِياضٌ
تولَّدُ في كواكِبها الظِّباءُ
بِها سُفْعٌ مُوَلَّعَة ٌ هِجانٌ
هواملُ لا تطرِّدُها الضِراءُ
كأن جلودها إذ بان عنها
نَسيلُ الصيف بالصيف المُلاءُ
لهن جآذر نعست ، فنامت
عَواقدُ في سوالِفِها انثناءُ
وعاناتٌ يطردها فحولٌ
نَواشطُ في أَياطِلِها انطواءُ
تَرومُ حِيالها وتصُدُّ عنها
لواقحُ مِنْ صَعابتها الإباءُ
فكلُّ هَجَنَّعٍ تحنو إليهِ
نقانقُ في بلاعِمِها الْتِواءُ
كأنَّ ظهورَها حُزَمٌ أنابَتْ
بِها أُصُلاً إلى الحيِّ الإماءُ
فعُجْتُ على الرسومِ فشوّقتني
ولم يكُ في الرسوم لنا جَداءُ
فناجيت الرسوم فلم تجبني
وقد ناديت لو نفع النداء
ودويً يصيح بها صداها
كَأَنَّ صِياحَهُ فيها مُكاءُ
تفجع هامها والبوم أصلاً
كما صرخت على الميت النساء
لأسراب القطا فيها عيالٌ
مُعَرَّسُها ومَجْثَمُها الفَضاءُ
تَوائِمُ كالكُلى زُغُبٌ ضِعافٌ
تضمَّنها الأفاحصُ والعَراءُ
تبص كأنها عجزٌ فوان
وقد بَثِرتْ وليس لها عِفاءُ
كأنَّ بِهِنَّ زِرْنيخاً مَدُوفاً
بِها لَصِقاً كما لَصِقَ الغِراءُ
إذا استسقت مطاعم أنهضتها
فولت من غرائزها النجاء
موارِدُها مياهُ العِرق توّاً
وماءُ القُطْقُطانَة ِ والحِساءُ
تراطن بينها بكلام عجمٍ
وَأَكْبرُ ما تهُمُّ بهِ الرَّحاءُ
فخلَّفَتِ الدَّعاثِرَ ثُمَّ عَبَّتْ
لكل ثمالة ٍ منها سقاء
متى تنهل قطاة ٌ من شروب
يكُنْ قُدّامَها منهُ ارتواءُ
فأنهلت النفوس ، وفي الأدواى
أمامَ نُحورِها منْها امتلاءُ
أداوى لا يبض الماء منها
ولَيْسَ لمَفْرَغٍ منها وِكاءُ(17/327)
فَصَبَّحتِ الفِراخ فأَنْهَلتْها
تغرُّ حوائماً فيها انحناءُ
بِنازِحة ٍ ترى الثيران ظُهْراً
لكلِّ مُوَلّعٍ مِنها خِباءُ
فخلَّفْتُ الأَباعِدَ مِنْ صُواها
بعنسٍ ما تخونها الخلاء
مواشكة ٍ مقتلة ٍ ذمولٍ
وَقاحِ الخُفِّ ليس لها حِذاءُ
كأن مؤثر الأنساع فيها
حجاج البئر خربها الرشاء
تمد زمامها منه بسامٍ
مروحٍ ، في قوائمها اعتلاء
تزيف كما مشت خرقاء زافت
تُعجِّلُها المَخيلة ُ والرِّياءُ
أؤم بها من الأعياص ملكاً
أَغَرَّ كأنَّ غرّتَهُ ضِياءُ
لأسمع من غريب الشعر غراً
وأُثني حَيْثُ يُنتضلُ الثَّناءُ
يزيدَ الخَيْرِ وهو يزيدُ خيراً
وينمي كُلَّما ابتُغِيَ النماءُ
ويَلْبَسُ حُلّة ً أَعْذَرْتُ فيها
عليهِ فوق مِئْزره الرِّداءُ
إلى الشُمِّ الشَّمارِخ مِنْ قُريْشٍ
تجَوَّبَ عن ذوائبها العَماءُ
قريشٌ تبتني المعروف قدماً
وليس كما بنيت لها بناء
فَضَضْتَ كتائبَ الأزديِّ فَضّاً
بكبشِكَ وهو بُغيتُه اللقاءُ
وعادتُهُ إذا لاقى كِباشاً
فَناطَحهُنَّ قتلٌ واحتواءُ
يفلِّقُ بالسيوفِ شَرَنْبثاتٍ
ويَجْسُرُ كلّما اختُضِبَ اللواءُ
أبرت عدوهم وعفوت عفواً
به حقنت من الناس الدماء
سمكت لهم - بإذن الله - ملكاً
كما سمكت على الأرض السماء
وأحيَيْتَ العطاءَ وكانَ مَيْتاً
ولولا اللهُ ماحَيِيَ العَطاءُ
ففي كل القبائل من معد
ومن يمنٍ له أيضاً حباء
وصَلْت أخاك فهو وليُّ عهدٍ
وعند الله في الصلة الجزاء
نُرجّي أنْ يكونَ لَنا إماماً
وفي ملك الوليد لنا الرجاء
هشامٌ والوليد ، وكل نفسٍ
تُريدُ لكَ الفَناءَ لكَ الفِداءُ
فناء أبيك مأهولٌ خصيبٌ
إذا لم يُغشَ في المحل الفِناءَ
عِداتُكَ لا يُخافُ الزهدُ منها
إذا ما خان بالعِدَة ِ اللقاءُ
وأنت ابن الخلائف من قريشٍ
نَمَوْكَ وفي عداوتِهِمْ إباءُ
وعاتكة التي ورثت كريزاً
وحرباً ، فالكرام لها حواء
عقيلة من تكرم من قريشٍ
لها خَشَعَتْ من الكَرَمِ النساءُ
وعودك من أعالي النبع فرعٌ(17/328)
رفيعٌ لا يوازيه السَّراءُ
فكل مناقب الخيرات فيه
حَنيكُ العقل آزرهُ الفتاءُ
إمامُ الناسِ لا ضَرَعٌ صَغيرٌ
ولا قحمٌ يثلمه الذكاء
على الأعياصِ عِنْدَكَ حينَ تُعفى
لَمُمْتَدِحٍ من الثَّمنِ الغَلاءُ
ومختبطن من بلدٍ بعيدٍ
عَبَأْتَ لَهُمْ سِجالَك حينَ جاؤوا
كَشَفْتَ الفَقْرَ والإقْتارَ عَنْهُم
فَنالوا الخيرَ وانكشفَ الغِطاءُ
فَعِيصُك خيرُ عِيصٍ في قُريشٍ
وهم من كل سباتٍ براء
أولاك السابقون بكل خيرٍ
إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ
وخير المتهمين بنو الأعاصي
كما خير الجبال بها حراء
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
رقم القصيدة : 19148
-----------------------------------
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف
خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ
أغر تنمي به البيض الغطاريف
لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها
في كل فج لع خيل مسانيف
يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها
ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ
أخزى طرندة منه وابل برد
وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ
مازال مسلمة الميمون يحضرها
وركنها بثقال الصخر مقذوف
وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ
كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ
حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ
وحان من كان فيها فهو ملهوف
فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ
ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ
يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم
هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟
تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً
واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ
قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا
فصخرها عن جديد الأرض منسوف
كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا
باتت تجاوبنا فيها الأساقيف
أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ
كما توصت في الصبح الخطاطيف
فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ
وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ
فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ
والكلس والذهب العقيان مرصوف(17/329)
ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا
يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ
يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ
حتى كأن سواد العين مطروف
وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها
كريمها فوق أعلاهن معطوف
وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها
أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ
لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ
يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ
فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ
مبطنٌ برخام الشام محفوف
في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ
وقد أحاط به الأنهار والريف
فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ
فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف
تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ
في حوكها من كلام الشعر تأليف
قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ
كما أقام قنا الخطي تثقيف
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ذرفت عيني دموعاً
ذرفت عيني دموعاً
رقم القصيدة : 19149
-----------------------------------
ذرفت عيني دموعاً
من رسومٍ بحفير
مُوحِشاتٍ طامِساتٍ
مثل آيات الزبور
غَيّرتْها في سُفورٍ
مر أيام الدهور
جادها كل ملث
ذي أهاضيب مطير
وإذا النكباء هاجت
لَعِبَتْ فيها بِمُورِ
وجنوبٌ وشمالٌ
وصَباً بعدَ الدَّبورِ
قد أذاعتْ بِرسومٍ
لا تَبينُ لبصيرِ
غير بالٍ ناحلٍ في الد
ار كالجذل القصير
وأوراي ونؤي
ومطايا للقُدورِ
نصفها سودٌ ونصفٌ
ضَبَّحتْهُ بِسَعيرِ
فهي كالأظآر حنت
حول بو وكسير
بدل الربع وحوشاً
من كبيرٍ وصَغيرِ
من نعاجٍ وظباءٍ
ونَعامٍ وحميرِ
آبداتٍ رائداتٍ
راتعاتٍ في غميرِ
ذاكَ من بعدِ حِلالٍ
وأَنيسٍ وعُمورِ
وهجانٍ وقيانٍ
وقبابٍ كالقصور
وخيولٍ أرناتٍ
من إناثٍ وذكور
ذي تليلٍ وفصوصٍ
سلطاتٍ كالفهور
وسماحيج سراعٍ
مثلَ عُقْبانٍ كُسُورِ
قد دعاها جُنْحُ لَيْلٍ
حين قضت لوكور
وقنا الخطي لدنٌ
معهم حد كثير
ودروعٍ وسيوفٍ
كل عضبٍ كالغدير
وحسانٍ آنساتٍ
وعذارى في خدور
قاصِراتٌ ناعِماتٌ
في نعيمٍ وسرور
جاعلاتٌ كل بابٍ
ذي ستورٍ من حرير
موثقاتٌٍ كل رأيٍ
بعيون الغر حور(17/330)
وفروع كالمثاني
زانَها حُسْنُ جَميرِ
وأنوفٍ وخدودٍ
ولِثاتٍ كالثُّغورِ
رائِعاتٍ واضحاتٍ
كالأقاحيِّ المُنيرِ
وبأعْناقٍ حِسانٍ
وثُدِيٍّ ونُحورِ
وخلاخيلَ مِلاءٍ
ودماليجَ وسُورِ
وبوشح قلقاتٍ
في بطونٍ وظهور
وبِأَعْجازٍ كَرَمْلٍ
مثقلاتٍ وخصور
لي سمن يذكر هذا
يا لَقومٍ بِصَبورِ
وكهولٍ قد أراهم
كخضاريم البحور
ورِجالٍ لم يَشيبوا
وشبابٍ كالسقور
فإذا نادى المنادي :
أين أيسار الجزور ؟
طار منهم كل خرقٍ
بخميسٍ أو عشير
ثُمَّ لا تسألْ بِعيرٍ
أبداً من بعد عير
كل وجناء وشهمٍ
عوهج ضخم الكسور
فإذا تحدو اجرهَدَّتْ
وتعالَتْ بصدورِ
ممعنات دالحاتٍ
دالفاتٍ بخمور
في زقاقٍ كل جحليـ
ـنِ أضرّا ببعيرِ
مجلخداتٍ ملاءٍ
بَطَّنوهُنَّ بِقيرِ
فإذا صِرْتَ إليهم
صرت في خير مصير
عند شبانٍ وشيبٍ
أعملوا كأس المدير
كم ترى فيهم وفينا
من رئيسٍ كالأميرِ
ذي عَطاءٍ وغَناءٍ
مُحْسِنٍ نَسْجَ الأُمورِ
قَائدٍ جيشاً لُهاماً
عند حل ومسير
لجباً يسمع رزاً
عند طَعْنٍ وَنَفيرِ
فإذا تندى شبابٌ
كلُّ ميمونٍ مُغيرِ
رَكِبوا كُلَّ عَلَنْدى
ذي أفانين صبور
فإذا لاقَوْا أُسوداً
أَوْعَدتْ أُسْداً بِزيرِ
طاعَنوا بَعْدَ رِماءٍ
وضرابٍ بالذكور
رب حدباء فيافٍ
في رمالٍ ووعور
قد تجشمت تنوفا
تٍ قِفاراً بجَسُورِ
خلت هرين - وقد صا
رَتْ منيناً كالحَسيرِ
نَهَسا القُرْبَيْنِ مِنْها
وَهْيَ تَرْمَدُّ بِكورِ
مثلَ ما يجري على المِحْـ
ـوَرِ تقليبُ الدَّريرِ
ومن الناس غني
ذو سوامٍ وقدور
ووسيطٌ في زماعٍ
ذو معاشٍ وفقير
كل باغي الخير يوماً
راكب الهول الكبير
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> وطنٌ لله يا محسنين ..!!
وطنٌ لله يا محسنين ..!!
رقم القصيدة : 1915
-----------------------------------
ربّ
طالت غربتي
واستنزف اليأس عنادي
وفؤادي
طمّ فيه الشوق حتى
بقيّ الشوق ولم تبق فؤادي !
أنا حيّ ميتٌّ
دون حياة أو معاد
وأنا خيط من المطاط مشدودٌ
.إلى فرع ثنائيّ أحادي(17/331)
كلما ازددت اقتراباً
زاد في القرب ابتعادي !
أنا في عاصفة الغربة نارٌ
يستوي فيها انحيازي وحيادي
فإذا سلمت أمري أطفأتني
.وإذا واجهتها زاد اتقادي
ليس لي في المنتهى إلاّ رمادي !
وطناً لله يا محسنين
...حتى لو بحلم
أكثير هو أن يطمع ميت
!في الرقاد؟
...ضاع عمري وأنا أعدو
فلا يطلع لي إلا الأعادي
وأنا أدعو
فلا تنزل بي إلا العوادي
كلّ عين حدّقت بي
خلتها تنوي اصطيادي !
كلّ كف لوّحت لي
خلتها تنوي اقتيادي !
...غربة كاسرة تقتاتني
والجوع زادي
لم تعد بي طاقة
يا ربّ خلصني سريعاً
من بلادي !
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
رقم القصيدة : 19150
-----------------------------------
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
وبِبَيْنٍ مُودَّعٍ واحتمالِ
وانتضوا أينق النجائب صعراً
أَخَذوها بالسَّيْر بالإرقالِ
وَاعْتَلَوْا كلَّ عَيْهَمٍ دَوْسَرِيٍّ
أرحبي يبذ وسع الجمال
فكأن الرياض أو زخرف المجـ
ـدَلِ مِنْها على قُطوعِ الرحالِ
عدلوا بينها وبين عتاقٍ
مُقْرَباتٍ تُصانُ تحتَ الجِلالِ
فهي قبٌّ كأنهن ضراءٌ
كقداح المفيض أو كالمغالي
خَرَجوا أَنْ رَأَوْا مَخيلَة َ غَيْثٍ
من قصورٍ إلى رياض أثال
يومَ بانوا بكلِّ هيفاءَ بِكْرٍ
ورَداحٍ وطَفْلة ٍ كالغَزالِ
بكراتٌ أدمٌ أصبن ربيعاً
أو ظباءٌ أَوْ رَبْرَبٌ في رِمالِ
فَهْيَ بيضٌ حُورٌ يُبَسِّمْنَ عن غُرْ
رٍ وأنيابُهُنَّ شَوْكُ السِّيالِ
جاعلاتٌ قطفاً من الخز والبا
غز حول الظباء فوق البغال
جازئاتٌ جمعن حسناً وطيباً
وقَواماً مِثْلَ القَنا في اعْتدالِ
غص منها بعد الدماليج سورٌ
والخلاخيلُ والنُّحور حَوالِ
فكأن الحلي صيغت حديثاً
يتألقن أو جلاهن جال
ثُمَّ زَفَّتْ تعدو بِزقٍّ جِفالِ
مخطفات البطون ميث النوالي
لثن خمراً على عناقيد كرمٍ
يانعاتٍ أَتْمِمْنَ في إكمالِ
فهي تُبدي طوْراً وتُخفي وُجوهاً
كل وجهٍ أغر كالتمثال(17/332)
كالدمى حسنهن أربهى على الحسـ
ـن ويضعفن في تقى ً وجمال
لابساتٌ غض الشباب جديداً
مثقلاتٌ تنوء بالأكفال
جاعلاتٌ من الفرند دروعاً
والجلابيب من طعام الشمال
يتأزرن بالمروط من الخـ
زِ ويَرْكُلْنَها بِسُوقٍ خِدالِ
فإذا مامشين مالت غصونٌ
مِلْنَ نحوَ اليمينِ بَعْدَ الشِّمالِ
يَتَقَتلْنَ لِلْحليمِ مِنَ القَوْ
م فيسبينه بحسن الدلال
وإذا مارمينه جانبياً
أو عشيراً أَقْصَدْنَهُ بالنِّبالِ
ولقد قُلتُ يومَ بانوا بصرمٍ
كيف وَصْلي من لا يُجِدُّ وصالي
وإذا ما انطوى أخٌ ليَ دوني
فجديرٌ إن صَدَّ أَنْ لا أُبالي
كل ما اختصتني به الله ربي
ليس من قوتي ولا باحتيالي
لو أطيع الشموع أو تعتليني
زل حلمي ولامني عذالي
وإذا ماذكرت صرف المنايا
كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ
كل عيشٍ ولذة ٍ ونعيمٍ
وحياة ٍ تودي كفيء الظلال
كَفَّني الحِلْمُ والمشيبُ وَعَقْلي
ونهى اللهِ عَنْ سبيلِ الضلالِ
وأرى الفقر والغنى بيد اللـ
ـهِ وَحَتْفَ النُّفوسِ في الآجالِ
ليس ماءٌ يروى به متعفوه
واتنٌ لا يغور، كالأَوْشالِ
قد يغيض الفتى كما ينقص البد
ر وكلٌ يصير كالمستحال
فمحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ
بعدما كان ناشئاً كالهلال
ليس يغني عنه السنيح ولا البر
ح ولا مشفقٌ زمام قبال
فإذا صارَ كالبَلِيَّة ِ قَحْماً
هو مر الأيام بعد الليالي
وكَسَتْهُ السِّنونَ شيباً وضَعْفاً
وطَوَتْ خَطْوَهُ بِقَيْدٍ دِخالِ
عادَ كالضَّبِّ في سنينَ مُحُولٍ
عادَ في حُجْرِهِ حليفَ هُزالِ
ليس حي يبقى وإن بلغ الكبـ
رة إلا مصيره لزوال
كلُّ ثاوٍ يَثْوي لحينِ المنايا
كجزورٍ حبستها بعقال
إن تمت أنفس الأنام فإن الـ
ـله يبقى وصالحَ الأعمالِ
كلُّ ساعٍ سعى لِيُدْرِكَ شيْئاً
سَوْفَ يأتي بِسَعْيهِ ذا الجَلالِ
فَهُمُ بينَ فائِزٍ نالَ خَيْراً
وشقي أصابه بنكال
فولاة الحرام من يعمل السو
ءَ عدوٌّ حربٌ لابنِ الحلالِ
إنَّ مَنْ يركَبُ الفواحشَ سِرّاً
حين يخلو بسوءة ٍ غير خال(17/333)
كَيْفَ يَخْلو وعندَهُ كاتِباهُ
شاهدَيْهِ ورَبُّهُ ذو المِحالِ
فاتق الله مااستطعت وأحسن
إنَّ تقوى الإلهِ خيرُ الخِلالِ
وإذا كنت ذا أناة ٍ وحلمٍ
لم تَطِرْ عِندَ طَيْرة ِ الجُهّالِ
وإذا ما أَذَلْتَ عِرْضَك أودى
وإذا صِينَ كانَ غيرَ مُذالِ
ثُمَّ قُلْ للمُريد حَوْلَ القوافي:
إن بعض الأشعار مثل الخبال
أَثْقِفِ الشِّعْرَ مرّتين وأَطنِبْ
في صُنوف التشبيبِ والأمْثالِ
وفلاة ٍ كأنها ظهر ترسٍ
عُودُه واحدٌ قديمُ المِطالِ
حَوْمة ٍ سَرْبَخٍ يَحارُ بها الرَّكْـ
ـب تنوفٍ كثيرة الأهوال
جبت مجهولها وأرضٍ بها الجـ
ـن وعقد الكثيب ذي الأميال
وعَدابٍ منْ رَملة ٍ ودَهَاسٍ
وجِبالٍ قَطَعتُ بَعْدَ جِبالِ
وَسُهوبٍ وكلِّ أبطحَ لاخٍ
ثم آلٍ قد جبت من بعد آل
بعقامٍ أجدٍ تقلج بالرا
كِبِ عَنْسٍ جُلالة ٍ شِمْلالِ
عيسجورٍ كأنها عرمس الوا
دي أَمونٍ تزيفُ كالمُختالِ
فإذا هجتها وخافت قطيعاً
خَلَطَتْ مَشْيَها بِعَدْو نِقالِ
كذعورٍ قرعاء لم تعل بيضاً
ذات نأيٍ ليست بأم رئال
خَدَّ في الأرضِ مَنْسِماها وزَفَّتْ
فهي تهفو كالرِّمْثِ فوق عَمودَيْـ
ـنِ عَلَتْهُ مُسْوَدَّة ُ الأَسْمالِ
وَهْيَ تَسْمو بِذي بلاعيمَ عُوجٍ
أصقع الرأس كالعمود الطوال
فيها كالجنون أو طائف الأو
لقِ مِنْ ذُعْرِ هَيْقة ٍ مِجْفالِ
أو كجأبٍ مكدمٍ أخدري
حول أُتنٍ لواقح وحيال
يَرْتَمي الريحَ من سَماحيجَ قُبٍّ
بِنُسالٍ تطيرُ بعدَ نُسالِ
فرعاها المصيف حتى إذا ما
رَكدَ الخاطِراتُ فَوْقَ القِلالِ
حثها قارحٌ فجالت جميعاً
خشية ً من مكدمٍ جوال
فهو منها وهن قودٌ سراعٌ
كرقيب المفيض عند الخصال
سحره دائمٌ يرجع يحدو
ها مصرٌ مزايلٌ للفحال
فإذا استاف عوذاً قد أقصت
ضَرَحَتْهُ تَشيعُ بالأَبْوالِ
وكأنَّ اليَراعَ بين حَوامٍ
حينَ تعْلو مَرْوٌ وسُرْجُ ذِبالِ
ونحاها للورد ذات نفوسٍ
نحو ماءٍ بالعرق حتى إذا ما
نَقَعَتْ أَنْفُساً بِعَذْبٍ زُلالِ
عرفَ الموتَ فاستغاثَ بأَفْنٍ(17/334)
ذي نَجاءٍ عَطِّ الحَنيفِ البالي
فهو يهوي كأنه حين ولى
حَجَرُ المِنْجَنيقِ أو سَهْمُ غالِ
ذاك شبهته وصاحبة الـ
فِ قَلوصي بعدَ الوَجا والكَلالِ
تَنْتَوي من يزيدَ فضلَ يَدَيْهِ
أَرْيحيّاً فَرْعاً سَمينَ الفَعالِ
حَكَمِيّاً بين الأعاصي وحَرْبٍ
أبطحي الأعمام والأخوال
أُمَّهُ مَلْكة ٌ نَمَتْها ملوكٌ
وهي أهل الإكرام والإجلال
أمها بنت عامر بن كريزٍ
وأبوها الهمام يوم الفضال
تلك أمٌ كست يزيد بهاءً
وجمالاً يبذ كل جمال
وأبوه عبد المليك نماه
زاد طولاً على الملوك الطوال
فَهْوَ مَلْكٌ نَمَتْهُ أيضاً مُلوكٌ
خير من يحتذي رقاق النعال
حالف المجد عبشمياً إماماً
حل داراً بها تكون المعالي
أريحيّاً فرْعاً ومعقِلَ عِزٍّ
قَصُرَتْ دونَهُ طِوالُ الجِبالِ
أُعطيَ الحِلْمَ والعَفافَ مع الجو
د ورأياً يفوق رأي الرجال
وحباهُ المَليكُ تقوًى وبِرّاً
وهو من سوس ناسكٍ وصال
يقطعُ الليلَ آهَة ً وانْتِحاباً
وابْتهالاً للّهِ أيَّ ابْتهالِ
راعَهُ ضَيْغمٌ من الأُسْدِ وَرْدٌ
جا بِلَيْلٍ يهيسُ في أَدْغالِ
تارة ً راكعاً وطوراً سجوداً
ذا دموعٍ تنهل أي انهلال
وله نحبة ٌ إذا قام يتلو
سوراً بعد سورة الأنفال
عادِلٌ مُقْسِطٌ وميزانُ حَقٍّ
لم يحف في قضائه للموالي
مُوفِياً بالعُهودِ من خَشْية اللا
هِ ومَنْ يَعْفُهُ يكنْ غَيْرَ قالِ
مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ تَقِيٌّ قَوِيٌّ
وهو أهل الإحسان والإجمال
ليس بالواهن الضعيف ولا القحـ
ـم ولا مودنٍ ولا تنبال
تم منه قوامه واعتدال الـ
ـخَلْقِ والرأيُ بالأمورِ الثقالِ
وهو من يعفه ينخ بكريمٍ
يَلْقَ جُوداً مِنْ ماجِدٍ مِفْضالِ
مثل جود الفرات في قبل الصيـ
ـفِ تَرامى تيّارُهُ بالجُفالِ
فَهْوَ مُغْلَولِبٌ وَقَدْ جَلَّلَ العِبْـ
ـرَيْنِ ماءٌ يُفيضُه غيرَ آلِ
فإذا ماسما تلاطم بالمو
ج جوادٌ كالجامح المستشال
فهو جون السراة صعبٌ شموسٌ
سار منه تيار موجٍ عضال
كَبَّ مِنْ صَعْنَباءَ نخلاً ودُوراً(17/335)
وارتمى بالسفين والموج عال
وتَسامَتْ منهُ أواذيُّ غُلْبٌ
كَفِحالٍ تَسْمو لِغُلبِ فِحالِ
غير أن الفرات ينضب منه
ويزيدٌ يزداد جود نوال
وَهْوَ إنْ يعْفُهُ فِئامٌ شُعوبٌ
يبتد المعتفين قبل السؤال
ويذد عنهم الخلالة منه
بِسِجالٍ تَغْدو أَمامَ سِجالِ
فإذا أُبْرِزَتْ جِفانٌ من الشِّيـ
ـزى وفيها سَديفُ فَوْقَ المَحالِ
قتل الجوع والهزال فبادا
حين هر العفاة شحم المتالي
وكأن الترعيب فيها عذارى
خالصاتُ الألوانِ إلْفُ الحِجالِ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
رقم القصيدة : 19151
-----------------------------------
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
وهن يؤبن بعد الحسن بالطيب
فهيجوا الشوق إذ خفت نعامتهم
وأورثوا القلب صدعاً غير مشعوب
فَهُمْ حزائقُ ساروا نِيَّة ً قُذُفاً
لم ينظروك سراعاً نحو ملحوب
بتوا القرينة فانصاع الحداة ُ بهم
وَهُمْ ذوو زَجَلٍ عالٍ وتَطْرِيبِ
منهُ أراجيزُ تَزْفي العيسَ إذْ حُدِيتْ
وفي المزاميرِ أَصْواتُ الصَّلابيبِ
والعيسُ منهُ كأنَّ الذعرَ خالَطَها
أو نالَها طائفٌ من ذي المخاليبِ
زانَ السُّدولَ عليها الرِّقْمُ إذ حُدِجَتْ
بكل زوجٍ من الديباج محجوب
وفي الهَوادجِ أبكارٌ مُناعَمَة ٌ
مثل الدمى هجن شوقاً في المحاريب
كأنَّها كُلَّما ابتُزَّتْ مَباذِلُها
درٌ بدارين صافٍ غير مثقوب
لها سوالف غزلانٍ وأوجهها
مثل الدنانير حرات الأشانيب
كأنّما الذَّهَبُ العِقيان تجعَلُهُ
بين الزمرد أوساط اليعاسيب
على نحورٍ كغرقي البيض ناعمة ٍ
يَعْلُلْنَها بِمَجاميرٍ وتَطْييبِ
لَها معاصمُ غصَّ اليارقاتُ بِها
وفي الخلاخيل خلقٌ غير معصوب
تزهو المحاسن منها وهي ناعمة ٌ
بكلِّ جَثْلٍ غُدافِ اللونِ غِرْبيبِ
صُفْر السوالفِ من نَضْحِ العبير بِها
تَبْدو لَها غُرَرٌ دونَ الجَّلابيبِ
تُبْدي أَكُفّاً تصيدُ العاشقين بِها(17/336)
منها خضيبٌ ومنها غَيْرُ مخضوبِ
كأنَّ أَفْواهَها الإغريضُ إذ بَسَمتْ
أو أقحوان ربيعٍ ذي أهاضيب
في رَوْضة ٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ ناعمة ٍ
تجري الطلال عليها بعد شؤبوب
كأنني شاربٌ من ذكرهم ثَمِلٌ
لذ يعل بخمر الطاس والكوب
أخو ندامى كرامٍ حل ضيفهم
برية ٍ باتَ يسقى غير مسلوب
تَدِبُّ فيها حُميّاها وقد شرِبوا
منها قطابٌ ومنها غير مقطوب
شربٌ يغنون والريحان بينهم
وكل جحلٍ من الخرطوم مسحوب
ترى القوائم منه وهي شائلة ٌ
من كلِّ ذي مُشْعَرٍ بالقار مربوبِ
تُسَلُّ أرواحُها منها إذا مُلئَتْ
حتّى تُفرّغ في موتى الأَكاويبِ
إن المناهل جم لن تساعفنا
منها العذاب ومنها غير مشروب
تحنو إلى كل فينانٍ أخي غزلٍ
صوادفٌ عن ذوي الأسنان والشيب
يَبلى الشبابُ وينفي الشيبُ بَهْجَتَهُ
والدهرُ ذو العَوْص يأتي بالأعاجيبِ
ما يطلبِ الدهرُ تدرِكْهُ مخالِبُهُ
والدهرُ بالوِتْر ناجٍ غيرُ مطلوبِ
هل من أناسٍ أولى مجدٍ ومأثرة ٍ
إلا يشد عليهم شدة الذيب
حتى يصيبَ على عَمْدٍ خيارَهُمُ
بالنافذات من النبل المصائيب
إنّي وَجَدْتُ سهامَ الموت مَعْدِنُها
بِكُلِّ حتْمٍ من الآجالِ مَكْتوبِ
من يلقَ بَلْوى يَنُبْهُ بعدَها فَرَجٌ
والناس بين ذوي روحٍ ومكروب
وبين داعٍ إلى رشدٍ صحابته ،
وبَيْنَ غاوٍ وذي مالٍ ومحروبِ
والعَيْشُ طبيانِ: طُبْيٌ ثرَّ حالبُهُ
وطبي جداء ذاوٍ غير محلوب
وما طلابك شيئاً لست نائله
وسبك الناس ظلماً غير تعذيب
عاتِبْ أخاك ولا تُكْثِرْ ملامَتَهُ
وزر صديقك رسلاً بعد تغييب
وإنْ عُنيتَ بمعْروفٍ فَقُلْ حَسَناً
ولا تهن عن ذوي ضغنٍ لتهييب
لا تحمدن امرأ حتى تجربه
ولا تذُمَّنَهُ مِنْ غيرِ تجريبِ
إن الغلام مطيعٌ من يؤدبه
ولا يطيعك ذو شيبٍ لتأديب
إنَّ السَّلائقَ في الأخلاقِ غالبة ٌ
فالصقر لا يقتنى إلا بتدريب
وإنْ رحلتَ إلى مَلْكٍ لتمدَحهُ
فارحلْ بشعْرٍ نقيٍّ غيرِ مخشوب
وامدحْ يزيدَ ولا تَظْهَرْ بمدحتهِ
وقد أوائلها قوداً بتشبيب(17/337)
إن البوارح لا يحبسن رحلته
ولا يعوج بأصوات الغرابيب
إن الخليفة فرعٌ حين تنسبه
من الأعاصي هجانٌ خير منسوب
يَنْميهِ حَرْبٌ ومروانٌ وأصلُهما
إلى جَراثيمِ مجدٍ غيرِ مأشوبِ
نماك أربعة ٌ كانوا أئمتنا
فكان ملكك حقاً ليس بالحوب
أعطاك ملكاً وتقوى أنت سائسه
بعد الفضائل من أوحى إلى النوب
كالبَدْرِ أبلجُ عالي الهمِّ مُخْتَلَقٌ
يُنْمَى إلى الأبطحيّاتِ المصاعيبِ
بحرٌ نمتْهُ بُحورٌ غيرُ ساجية ٍ
تلك المخاصيب أبناء المخاصيب
قومٌ بمكَّة َ في بطحائها وُلدوا
أبناء مكة ليسوا بالأعاريب
الأكثرونَ إذا ما سالَ موجُهُمُ
بكلِّ أَصْيَدَ سامي الطرفِ هُبْهوبِ
والضاربونَ من الأبطالِ هامَهُمُ
ضَرْباً طِلَخْفاً وهَكّاً غيرَ تَذْبيبِ
أنت ابنُ عاتكة َ الميمونِ طائِرُها
أم الملوك بني الغر المناجيب
إذا الملوكُ جَرَتْ يوْماً لمكرُمة ٍ
جري المحاضير حثت بالكلابيب
جَريْتَ جَرْيَ عتيقٍ لم يكنْ وَكَلاً
بذ العناجيج سبقاً غير مضروب
سهل المباءة يعفو الناس جمته
يَكْسو الجِفانَ سَديفاً من ذُرَى النِّيبِ
حتى تصد العوافي بعدما سبقت
عند المجاعة ِ من لحمٍ وتَرْعيبِ
وأنت تحيي فثاماً بعدما همدت
إحياءَ بِصَوبٍ نَفْسَ حُلْبوبٍ
وأنت خيرُهُمُ يوماً لمُخْتَبَطٍ
وأجودُ الناس جُوداً عند تَنْجيب
وجَحْفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صواهِلُهُ
عَوْدٍ يُجِدُّ مُتونَ السَّهلِ واللُّوبِ
تَرى السَّماحيجَ فيها وهي مُسْنِفَة ٌ
وكل فحلٍ طوال الشخص يعبوب
يحملن بزة أبطالٍ إذا ركبوا
بِكلِّ مُطَّرِدٍ صَدْقِ الأَنابيبِ
تردي بشعثٍ إذا ابتلت رحائلها
بكل فجًّ من الأعداء مرهوب
إن سكنوها وشدوا من أعنتها
أَخَذْن بالقومِ في حُضْرٍ وتَقْريبِ
وإنْ مَرَوْها بِقِدٍّ أو بِأَسؤُقِهِمْ
جاشت سراحيب تبري للسراحيب
يسمو بها وبجيشٍ كالدبا أشبٍ
بكل هولٍ على ما كان مركوب
حتى يفض جموعاً بعدما حشدت
يُهالُ منها ويُغشى كلُّ مَرْعوبِ
لهُ كِباشٌ بوقعِ السيفِ يغصبُها(17/338)
وكبش صفك ماضٍ غير مغصوب
ثمت ناصت فلولاً من عدوكم
قد أجحرت بين مقتولٍ ومجنوب
شدت يداه جميعاً عند مأخذه
شدّاً إلى جيدِهِ رِبْطاً بِتَقْصيبِ
بَلْهَ سُبِيٌّ حَوَتْها الخيلُ تحسبُها
زهاء شاءٍ من الأذري مجلوب
كأنَّ رنّاتِ نِسوانِ السُبِيّ ـ وقد
ألوى بها القوم - أصوات اليعاقيب
غُنْمٌ يظلُّ إمامُ الناسِ يَقْسِمُها
فبين موهوبة ٍ منها وموهوب
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أرقت وصاحباي ببعلبك
أرقت وصاحباي ببعلبك
رقم القصيدة : 19152
-----------------------------------
أرقت وصاحباي ببعلبك
وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي
وهيج شوق محزونٍ عميدٍ
خيالٌ من أميمة هاج ضحكي
نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً
وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي
تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً
وتعلم نفسها أن لست أحكي
إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ
أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ
من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها
سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ
فقلت لها : بعمرك نولينا
رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ
أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً
لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ
وكم من دونها من خرق تيهٍ
ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك
غشيت لها رسوماً دارساتٍ
بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ
تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ
لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ
كأن بحجريته دفاف شربٍ
وغيلاً ضرمت بسيوف عك
كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ
يهك بهن هكاً بعد هك
يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ
على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ
فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى
بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ
بها العون الأوابد ترتعيها
وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ
وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ
كأن رؤوسها نتفت بعلك
تراطن - وهي عجمٌ - أمهاتٍ
وكل خفيددٍ يبري لصك
تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ
إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ
وقفت بها ودمع العين يجري
تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك
ومن يسل الرسوم فلا تجبه(17/339)
يحن كما حننت بها ويبك
ولست أبين إلا رسم نؤيٍ
وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ
وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ
ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ
عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها
كحيلاً قانئاً ومذاب لك
وتخلط ما أصابت من قتادٍ
ومن علقى ومن سلمٍ بلبك
على عودٍ تعبد قبل عادٍ
كأن متونه تسبيج شرك
يرى عن طول ملبسه جديداً
ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> خل قلبي من سليمى نبلها
خل قلبي من سليمى نبلها
رقم القصيدة : 19153
-----------------------------------
خل قلبي من سليمى نبلها
إذْ رمتْني بسهامٍ لم تَطِشْ
طفلة الأطراف رودٌ دمية ٌ
وشواها بَختريٌّ لم يُحَشْ
وتزين الوجهَ منها غُرّة ٌ
تبرق الأبصار منها لم تعش
وكأن الدر في أخراصها
بَيْضُ كَحْلاءَ أقَّرتْهُ بِعُشْ
ولها عينا مهاة ٍ في مهاً
ترتعي نبتَ خُزامى ونَتَشْ
بعضها يغذو سخالاً نبهاً
قائماتٍ بينَ ثيرانٍ نُفُشْ
ترتعي نبت عَدابٍ مونقٍ
نور مزبادٍ ونوراً للكرش
لا ترى إلا صواراً راتعاً
أو رعيلاً زاعلاً مثل الحَبَش
ركبت منه كعابٌ حمشة ٌ
بينَ سوقٍ وظنابيبَ حُمُشْ
وكأنَّ الصُحْمَ من ظِلمانِها
كُلَّما أَنْسَلْنَ زِفّاً شومُ فَرْش
وإذا تضحك سلمى عن مهاً
لاح برقٌ هم مشعوفٍ عطش
حُرّة ُ الحُسْنِ رخيمٌ صَوْتُها
رطبٌ تجنيه كف المنتقش
وهي في الدجن إذا ما عونقت
مُنية ُ البعلِ وهمُّ المُفترش
أيها الساقي سقته مزنة ٌ
من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش
إمدح الكأس ومن أعملها
وکهْجُ قوماً قتلونا بالعَطَشْ
إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ
فإذا ماغاب عنا لم نعش
وكأَنَّ الشربَ قومٌ مَوّتوا
من يقم منهم لبولٍ يرتعش
خرس الألسن مما صابهم
بين مصدوعٍ وصاحٍ منتعِش
من حُمّيا قَرْقَفٍ حُصِّيَّة ٍ
قَهْوة ٍ حَوْليّة ٍ لم تُمْتَحَشْ
فهي صافٍ لونها مبيضة ٌ
آلَ منها في خَوابٍ لم تُغَشْ
ينفع المزكوم منها ريحها
ثم تشفي داءَهُ إنْ لم تُنَشْ(17/340)
وتُرخّي بالَ مَنْ يشربُها
ويفدّي كرمَها عندَ التَّجشْ
وهي من يطعمُها يشحَذْ لَها
ينفق الأموال فيها كل هش
وبنو شيْبانَ حولي منهُمُ
حلقٌ غلبٌ وليست بالقمش
زاد شيبان وأثرى زرعها
آبِرُ الزرعِ وعَيْشٌ غَيرُ عَشْ
وردوا المجد وكانوا أهله
فرووا والمجد عافٍ لم ينش
وهي الشدق إذا ما استنطقت
أبلغت في كل فنٍ لم تكش
وترى الخيل لدى أبياتهم
كلَّ جرداءَ وساجيٍّ هَمِشْ
ليس في الألوان منها هُجنة ٌ
بَلَقُ الغُثْرِ ولا عَيْبُ بَرَشْ
يتجاوبْنَ صهيلاً في الدُّجى
أَرِناتٍ بين صلصالٍ وجُشْ
فَبِها يحوونَ أموالَ العِدا
ويصيدون عليها كل وحش
دميت أكفالها من طعنهم
بالردينيات والخيل النجش
وهمف يالحرب لما زاحفوا
بَيْنَ خَيْلَيْنِ بزحفٍ منتغِشْ
نُنْهِلُ الخطِّيَ مِنْ أعدائِنا
ثُمَّ نفري الهامَ إن لمْ نَفْترِش
بأكف لقحت لما سمت
بسيوفٍ ربعياتٍ بهش
عاضباتٍ كل قرنٍ للكبش
وإذا الإبل من المحل غدت
وهي في أعينها مثل العمش
حُسَّرَ الأوبارِ مما لَقِيَتْ
من سحابٍ صاف عنها لم يرش
خسف الأعين ترعى جوفة ً
همدت أوبارها لم تنتفش
وأمات المحلُ من حيّاتهِ
جاحراتٍ كلَّ أَفعى وحَنَشْ
قتل الضب فأودى هزله
ليسَ يُبدي ذَنباً للمحتَرِشْ
فهم فيها مخاصيب إذا
لم يكنْ حَشْوٌ لمن لا يحتنِشْ
نُنْعِشُ العافي ومَنْ لاذَ بِنا
بِسِجالٍ جئنَ من أيدي نُعُشْ
ونغدّي الضيْفَ من شَحمِ الذُّرى
من سديفٍ مشبعٍ منه نعش
وهُمُ إنْ يَخْتَرِشْ أموالَهُمْ
سائلٌ يملون كف المخترش
من مهارى رحلة ٍ يعطونها
بين مخشوشٍ وعَنْسٍ لم تُخَشْ
ذاكَ قَوْلي وثنائي، وهُمُ
أهلُ وُدّي، خالصٌ في غير غِش
فَسَلوا شَيْبانَ إنْ فارقتُها
يوم يمشون إلى قبري بنعش
هلْ غَشِيْنا مَحْرَماً مِنْ قَوْمِنا
أوْ جَزَيْنا جازياً فُحشاً بِفُحْشْ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
رقم القصيدة : 19154(17/341)
-----------------------------------
بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
فالفَأْوُ من رُحْبِهِ البِرّيتُ فالرِّجَلُ
وَقَفتُ في دارِها أُصْلاً أُسائِلُها
فلم تجب دارها واستعجم الطلل
لمّا تَذَكَّرتُ منها وَهْي نازِحَة ٌ
مواعداً قد طبتها دوني العلل
ظلت عساكر من حزنٍ تراوحني
وسَكْرة ٌ بطَنَتْ فالقَلْبُ مُخْتَبِلُ
بانَتْ وناءتْ وأبكى رسمُ دمْنتِها
عَيْناً تسيلُ كما يَنْفي القذى الوَشَلُ
وقد تبدَّتْ بِها هَوْجاءُ مُعْصِفَة ٌ
حنّانة ٌ فترابُ الدارِ مُنْتَخَلُ
كُلُّ الرياحِ تُسَدّيها وتُلْحِمُها
وكلُّ غيثٍ رُكامٍ غَيْمُه زَجِلُ
له بروقٌ تهيج الرعد آونة ً
كما تَضَرَّمُ في حافاتِها الشُّعَلُ
كأن في مزنه بلقاً مشهرة ً
بِيضَ الوجوهِ وفي آذانِها شَقَلُ
باتت تذب فحولاً عن مهارتها
فصَدَّ عن عَسْبِها عِلْجٌ ومُفتَحِلُ
كأنَّ مصقولة ً بيضاً يُهَدُّ بِها
لَهُ سَجيمة ُ جُوْدٍ كُلُّها هَطِلُ
لهُ حنينٌ إذا ما جاشَ مُبْتَرِكاً
كما تحن إلى أطفالها الإبل
ترى العَزالي مُقيماً ما يفارِقُها
فاق الغيوث بجودٍ حين يحتفل
يوهي السناسن منها صوب ريقه
فليسَ في غَيْمهِ فتقٌ ولا خَلَلُ
حتى إذا عمها بالماء وامتلأت
ساقت تواليه شامية ٌ شمل
كسا العراصَ رِياضاً حين فارقَها
كالعبقري رواءً كلها خضل
من حَنْوة ٍ يُعجِبُ الرَّوَّادَ بهجتُها
ومن خزامى وكرشٍ زانها النفل
منها ذُكورٌ وأحرارٌ مُؤنَّقَة ٌ
بدا لها صبحٌ فالنبت مكتهل
بها الظباء مطافيلٌ تربعها
والعين والعون في أكنافها همل
وكلٌّ أَخْرَجَ أبدى البيضَ جُؤجؤُهُ
كأنه بغُدافيّينِ مُشْتَمِلُ
كأنَّ رِجْلَيْهِ لمّا حَلَّ بينَهُما
رِجْلا مُصارِعِ قِرْنٍ حينَ يُعْتَقَلُ
لهُ فراسِنُ منها باطنٌ كَمُلَتْ
وفِرْسِنٌ نضعُها في الخَلْق مُفْتصِلُ
ظَلَّ يُراطِنُ عُجْماً وهي تَتْبَعُهُ
نَقانِقاً زَعِلاتٍ قادَها زَعِلُ
كأنَّ أعْناقها مِنْ طولِها عُمُدٌ
وكلها من نشاطٍ يعتري جذل(17/342)
كالحُبْشِ منها على أثباجِها بُرَدٌ
قُرْعٌ يعنُّ بِها هَيْقٌ لها شَوِلُ
فالوَحْشُ في ربْعِها يرعَيْنَ مُؤْتَنِفاً
وقد تكون به إذ ربعها أهل
تلوح فيه رسوم الدار دارسة ً
كما تلوح على المسقولة الخلل
إلا الأثافي ضبتها النار تلفحها
وهامدٌ بينها في لونه طحل
والنؤْيُ فيها ومشجوجٌ يُجاورُهُ
ولَيْسَ أَنْ شُجَّ بالأفهارِ يَرْتَمِلُ
فقد بكيتُ على رسْمٍ لدِمْنتِها
فالقلبُ من ذِكْرها ما عِشتُ مُخْتَبَلُ
كأنني نصبٌ مضنى ً تماطله
حمى تخونه حمى ويندمل
لو ماتَ حَيٌّ من الأطلالِ تقتلُه
إذن لمت وعيني دمعها سبل
أنّى وكيفَ طِلابي حرّة ً شَحَطتْ
والرأسُ مِنْ غُلَواءِ الشيْبِ مُشْتعلُ
ربحلة ً إن مشت أرخت مفاصلها
فارتجَّ من بُدْنها الأوصالُ والكَفَلُ
شمس النهار وبدر الليل سنتها
زين الحلي ولا يزري بها العطل
عَجْزاءُ عَبْهَرة ٌ غَرّاءُ مُكْمَلَة ٌ
في مُقلَتَيْها وإنْ لمْ تكتَحِلْ كَحَلُ
ما دُمْية ٌ ظَلَّتِ الرهبانُ تَعْهَدُها
يَوْماً بِأَحْسَنَ مِنْها حينَ تغتَسِلُ
يعلو مآكمها فرعٌ لها حسنٌ
من السخام أثيثٌ نبته رجل
وزان أنيابها منها إذا ابتسمت
أحوى اللثات شتيتٌ نبته رتل
كأنَّ رِيقتَها في مُضاجِعِها
شِيبَتْ بِها الثلْجُ والكافورُ والعَسَلُ
ياليت حظي منها من فواضلها
مِمّا أؤمِّلُ منها نَظْرة ٌ بَجَلُ
أَبِيتُ ظَهْراً لِبَطْنٍ من تذكّرها
كما تقلب مما يشتكي المغل
قلبي يَئِبُّ إلَيْها من تذكُّرِها
كما يئبُّ إلى أوْطانهِ الجَمَلُ
أهذي بها في منامي وهي نازحة ٌ
كأنني موثقٌ في القد مكتبل
ففلتُ للنفسِ سِرّاً وهي مُثْبَتة ٌ
والحِلمُ منّي إذا ما معشرٌ جَهِلوا
كم من مؤمل شيءٍ ليس يدركه
والمرءُ يُزْري بهِ في دهرِهِ الأملُ
يرجو الثراء ويرجو الخلد ذا أملٍ
ودون مايرتجي الأقدار والأجل
والدهرُ يُبلي الفتى حَتّى يغيّرَهُ
كما تغير بعد الجدة السمل
والأَقْورينَ يراها في تقلُّبهِ
كما تقلب خلف الباقر العجل(17/343)
لا يصبح المرء ذو اللب الأصيل ولا
يمسي على آلة ٍ إلا له عمل
وفي الأناة يصيب المرء حاجته
وقد يُصيبُ نجاحَ الحاجة ِ العَجِلُ
إحْذَرْ ذَوي الضِّغنِ لا تأْمَنْ بَوائقَهم
وإن طلبت فلا تغفل إذا غفلوا
قد يسبق المرء أوتارٌ يطالبها
ويدرك الوتر بعد الوتر بعد الإمة الخبل
كلُّ المصائِبِ إنْ جلّت وإنْ عَظُمَتْ
إلاّ المُصيبة َ في دِينِ الفتى جَلَلُ
والشِّعر شَتّى يهيمُ الناطقونَ بِهِ
مِنْهُ غُثاءٌ ومِنهُ صَادِقٌ مَثَلُ
منهُ أَهاذٍ تُشجّي من تَكَلّفَها
وَرْدٌ يَسوقُ تَوالي الليلِ مُقْتَبِلُ
والناسُ في الشعْرِ فَرّاثٌ ومُجَتلِبٌ
وناطقٌ محتذٍ منهم ومفتعل
ذر ذا ورشح بيوتاً أنت حائكها
لابد منها كراماً حين ترتحل
وبلدة ٍ مقفرٍ أصواء لاحبها
يكادُ يشمَطُ من أهوالِها الرَّجُلُ
سَمِعْتُ مِنْهَا عزيفَ الجِنِّ ساكِنِها
وقد عراني من لون الدجى طفل
تُجاوِبُ البومُ أصداءً تُجاوِبُها
والذئب يعوي بها في عينه حول
حتى إذا الصبح ساق الليل يطرده
والشمس في فلكٍ تجري لها حول
تكاد منها ثياب الركب تشتعل
ترى الحَرابِيَّ فيها وَهْي خاطِرة ٌ
وكل ظلًّ قصيرٌ حين يعتدل
ظلت عصافيرها في الأرض حاجلة ً
لمّا توقَّدَ منْها القاعُ والقُلَلُ
قد جُبْتُها وظلامُ الليلِ أَقْطَعُهُ
بجَسْرة ٍ لمْ يُخالِطْ رِجْلَها عَقَلُ
عَيْرانة ٍ كَقَريعِ الشَّوْلِ مُجْفَرَة ٍ
في المرفقين لها عن دفها فتل
كأن في رجلها لما مشت روحاً
ولايرى قفدٌ فيها ولا حلل
تخدي بها مجمراتٌ مايؤيسها
مروٌ ولا أمعزٌ حامٍ ولا جبل
كأنها وركاب القوم تتبعها
نواحة ٌ قد شجاها مأتمٌ ثكل
تنضو جذاع المهارى وهي ريضة ٌ
ولا تمالِكُها العيديَّة ُ الذُّلُلُ
مثل الحنيات صفراً وهي قد ذبلت
والقومُ مِنْ عُدَواءِ السَّيْرِ قَدْ ذَبَلُوا
كالخُرْسِ لا يستبينُ السمعُ مَنطقَهُمْ
كأنهمْ من سُلافِ الخمرِ قد ثَمِلوا
لما رأيتُهُم غُنّاً إذا نَطَقوا
وكلُّ أصْواتِهِمْ ممّا بِهِمْ صَحِلُ(17/344)
وَهُمْ يميلونَ إذْ حلَّ النُّعاسُ بهمْ
كما يميلُ إذا ما أُقعِدَ الثَّمِلُ
قلتُ: أنيخوا فعاجوا من أَزِمَّتَها
فكلُّهْم عند أيْديهنَّ مُنْجدِلُ
ناموا قليلاً غِشاشاً ثم أفْزَعَهُمْ
وردٌ يسرق توالي الليل مقتبل
شَدّوا نُسوعَ المطايا وهْي جائِلَة ٌ
بعد الضفور سراعاً ثمت ارتحلوا
يَنْوون مَسْلَمَة َ الفَيّاضَ نائلُهُ
وكعبه في يفاع المجد معتدل
صلب القناة ربا والحزم شيمته
فليْسَ في أَمْرِهِ وَهْنٌ ولا هَزَلُ
قضاؤهُ مستقيمٌ غيرُ ذي عِوَجٍ
فليْسَ في حُكْمِهِ حَيْفٌ ولا مَيَلُ
وأنتَ حِرْزُ بني مروانَ كلِّهُمُ
أنتَ لهمْ ولِمنْ يعروهُمُ جَبَلُ
نَمَتْكَ مِن عبدِ شمْسٍ خيرُهم حَسَباً
إذا الكرامُ إلى أحْسابهم حَصَلوا
ذَوو جُدودٍ إذا ما نُوضِلَتْ نَضَلتْ
إنَّ الجُدودَ تلاقى ثم تَنْتَضِلُ
القائل الفصل والميمون طائره
فليسَ في قولِهِ هَذْرٌ ولا خَطَلُ
لاينقض الأمر إلا ريث يبرمه
وليسَ يَثْنيهِ عن أمرِ التُّقى كَسَلُ
إنَّ الذينَ بهمْ يَرْمونَ صَخْرَتَهُ
لَنْ يبلُغوه وإن عَزّوا وإنْ كَمَلوا
لنْ يُدرِكوكَ ولن يلحقْكَ شأوُهُمُ
حتّى يَلِجْ بَيْن سَمِّ الإبْرة ِ الجَمَلُ
أعددت للحرب أقراناً وهم حسبٌ
السَّيفُ والدِّرعُ والخِنذيذُ والبَطَلُ
إذا فغمت بقومٍ جئت أرضهم
بجحفلٍ أرعن الحافات تنتقل
يصم فيه الموصى من يجاوبه
من رز عودٍ إذا ساروا وإن نزلوا
تُعَضِّلُ الأرضُ مِنْهُ وهي مُثْقَلَة ٌ
قد هدها كثرة الأقوام والثقل
فيهِ العناجيجُ يَبْري الغزوُ أَسْمَنَها
بري القداح عليها جنة ٌ بسل
قُبُّ البطونِ قد اقْوَرَّتْ مَحاسِنُها
وفي النُّحورِ إذا استقبَلْتَها رَهَلُ
يَصيحُ نِسْوانُهُمْ لمّا هَزَمْتَهُمُ
كما يصيح على ظهر الصفا الحجل
إنْ قلتَ يوماً لِفُرسانٍ ذَوي حَسَبٍ
تُوصيهُمُ في الوغى : أنِ احمِلوا حَمَلوا
النازلونَ إذا ما الموتُ حَلَّ بِهِمْ
إِذا الكماة ُ إلى أمثالِها نَزَلوا(17/345)
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أشتقت وانهل دمع عينك أن
أشتقت وانهل دمع عينك أن
رقم القصيدة : 19155
-----------------------------------
أشتقت وانهل دمع عينك أن
أضحى قِفاراً من خُلّتي طَلَحُ؟
بسابسٌ دارها ومعدنها
تمسي خلاءً وما بها شبح
إلا عسولٌ أو حاجلٌ نغقٌ
وذو ضباحٍ في صوته بحح
يضبح فيها شختاً تجاوبه
ـ إذ صاحَ ـ بومٌ روّاغة ٌ ضُبُحُ
كأنَّه لم يكنْ بِهِ أَحدٌ
فالقَلْبُ من قلبِ من نأى قَرِحُ
تشوقُهُ عُدْمُلُ الديارِ وما
أشقاه إلاّ الدوارسُ المُصُحُ
يعتادها كل مسبلٍ لجبٍ
جَوْنٍ رُكامٍ سَحابُهُ رَجُحُ
قُعْسٌ من الماءِ في غوارِبِهِ
بُلْقٌ صِعابٌ يَرْمَحْنَهُ ضُرُح
مقعندرٌ في الديار مؤتلقٌ
تكاد منه الأبصار تلتمح
مؤتلفٌ خِلْتَ في أواخِرِهِ
حداة عيرٍ إذ جلحوا صدحوا
قد مات غماً أجش مبتركٌ
تنصاحُ منهُ مواقِرٌ دُلُحُ
فالماء يجري ولا نظام له
له روايا صعوقة ٌ سُحُحُ
والطيرُ تطفو غَرقى قد أهلكها
رحب العزالي ماصبَّ منسفح
يزدادُ جوداً والأُكْمُ قد غُمِرتْ
والعون فيها مقامها طفح
والوَحْشُ أَوْفَتْ على اليَفاعِ وما
لم يوف منها في سيله سبح
قد نالَ منها البطونَ ذو زَبَدٍ
فكل رفعٍ منهن منتضح
أشحذ إذ هبت الشمال ، له
سيق ركامٌ فالغيم منسرح
تلوح فيه لما قضى وطراً
قَوْسٌ حَناها في مُزْنِهِ قُزَحُ
والأرضُ منهُ جمُّ النبات بِها
مثل الزرابي للونه صبح
وارتدتِ الأُكْمُ من تَهاويلِ ذي
نورٍ عميمٍ ، والأسهل البطح
من أربيانٍ تزينه شققٌ
يغبق ماء الندى ويصطبح
والشومُ كالرِيحِ شَدُّها عَرَضٌ
تجول فيه والعين تنتطح
أولادها الأرخ حين تفطمها
وغاطِشٌ للرِّضاع مُرْتَشِحُ
يحوزها كالعزيز عن عرضٍ
يهز روقاً كأنه رمح
وأنت إن تشأ أَمَّ مرتبئاً
له صعابٌ رواتعٌ لقح
يَصومُ من حبِّها ويَرْبؤُها
فالبَطْنُ منهُ كأنَّهُ قَدَحُ
إن رامها لم تقر وامتنعت
منهُ على كلِّ فائلٍ جُرُحُ
متى تَفُتْهُ في الشدِّ خائفة ً(17/346)
يدنه منها صلادمٌ وقح
صَرَفْتُ عنها والطيرُ جارِيَة ٌ
ولست ممن يعوقه السنح
تحمِلُ كُوري وجناءُ مُجْفَرة ٌ
قنواء عرفاء جسرة ٌ سرح
أجد أمونٌ كالقبر هامتها
ذات هبابٍ في لحيها سجح
وفي يَدَيْها من بَغِيها عُسُرٌ
والرجل فيها من خلفه روح
بها ندوب الأنساع دامية ٌ
يَلوحُ من حَزِّها بِها وَضَحُ
حز سقاة ٍ حجاج غامضة ٍ
منها على كل جانبٍ متحوا
لاشيء أنجى منها وقد ضمرت
من بعد بدنٍ إذ بلها الرشح
يَبُلُّ منها الذِّفْرى ودنَّسَها
من قُنْفذِ الليْتِ حالِكٌ نَتِحُ
تُمِرُّ جَثْلاً مثلَ الإهانِ على الـ
حاذين يربو في قضبه البلح
وتارة ً عجزَها تُصيبُ بِهِ
وذائِلاً لَيْسَ فيهِ مُمْتَنَحُ
إن حل عنها كورٌ يبت وحداً
وصاحباها كِلاهُما طَلِحُ
فكم وَرَدْنا من مَنْهلٍ أَبِدٍ
أعذبُ ما نستقي به المَلِحُ
آمل فضلاً من سيب منتجعٍ
إيّاهُ ينوي الثناءُ والمِدَحُ
أزحت عنا آل الزبير ولو
كانَ إمامٌ سواكَ ما صَلَحوا
تسوس أهل الإسلام عملتهم
وأنتَ عندَ الرحمنِ مُنْتَصَحُ
إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ
وإن تلاق النعمى فلا فرح
ماضٍ إذا العيس أنسفت وونت
في لَوْنِ داجٍ كأنَّه مِسَحُ
تصبح عن غب ماأضر بها
والعيس خوصٌ بالقوم تجتنح
يرمي بعيني أقنى على شرفٍ
لم يؤذه عائرٌ ولا لحح
يبينُ فيه عِتْقُ الأعاصي كما
يَبينُ يَوْماً للناظرِ الصُّبُحُ
وآل أبي العاص أهل مأثرة ٍ
غُرٌّ عِتاقٌ بالخير قد نفحوا
خير قريشٍ هم أفاضلها
في الجد جدٌ وإن هم مزحوا
أرحبها أذرعاً وأصبرها
صبراً إذا القومُ في الوغى كَلَحوا
أما قريشٌ فأنت وارثها
تكفُّ مِنْ شَغْبِهِمْ إذا طَمَحوا
حفظت ماضيعوا وزندهم
أوريت إذا أصلدوا وقد قدحوا
مناقب الخير أنت وارثها
والحمد ذخرٌ تغلي به ربح
آليْتُ جَهْداً وصادقٌ قسمي
برب عبدٍ تجنه الكرح
فهو يتلو الإنجيل يدرسه
من خَشْيَة ِ اللهِ قلبُهُ قَفِحُ
لابنك أولى بملك والده
وعمه إن عصاك مطرح
داود عدلٌ فاحكم بسنته
وآل مروان كانوا قد نصحوا(17/347)
فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ
واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
رقم القصيدة : 19156
-----------------------------------
أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
واعتاد نفسَكَ ذِكْرُها وسَقامُها
ورأت سهامك لم تصدها فالتوت
واخْتَلَّ قلبُكَ إذ رَقَتْك سِهامُها
وغَدَتْ كأنَّ حمولَها وزُهاءَها
سحق النخيل تفيأت أكمامها
فاشتقت إذ شطت وهاج كآبتي
ذكرى ونفسي شفني تهمامها
وذَهابُ همّي وَصْلُ من عُلِّقْتُهُ
وَهْنانة ً يَشْفي السقيمَ كَلامُها
يُربي على حُسْنِ الحَوابي حُسْنُها
ويزيدُ فَوْقَ تَمامِهِنَّ تَمامُها
تخطو على برديتين بغابة ٍ
ممكورتين فما يزول خدامها
رُودٌ إذا قامتْ تداعى رَمْلَة ٌ
ينهال من أعلى الكثيب هيامها
فَوِشاحُها قَلِقٌ وشبَّ سُموطَها
نَحْرٌ عليهِ سُموطُها ونِظامُها
ولها غدائر قد علون مآكماً
يغذى العبير أثيثها وسخامها
ولها كهمك مقلتان ، وسنة ٌ
وبِها يضاءُ من الدجى إعْتامُها
صفراءُ تُصْبِحُ كالعَرارة ِ زادَها
حسناً - إذا ارتفع الضحاء - منامها
تجلو بأفنانٍ أغر مفلجاً
يجري عليهِ أَراكُها وبشَامُها
ريقاً يرفُّ كالاقْحُوانِ أصابَهُ
من صَوْبِ غادية ِ الربيعِ رِهامُها
وكأن مسكاً أو شمولاً قرقفاً
عَتَقَتْ وأَخْلَقَ بالسنينَ خِتامُها
يشفى بنفحتها وريح سياعها
عند الشروب من الرؤوس زكامها
شِيبَتْ بكافورٍ وماءِ قَرَنْفُلٍ
وبماء موهبة ٍ يسح فدامها
يجري على أنيابها ولثاتها
لما تكور وانجلى اعتامها
وتريك دلاً آنساً وتقتلاً
ويزين ذاك بهاؤها وقوامها
فرعاً مقابلة ً فلا تخزى بها
وهي التي أخوالها أعمامها
وهي التي كملت تشبه دمية ً
أو دُرَّة ً أَغْلى بها مُسْتامُها
وعدت عداتٍ حال دون نجازها
صَرْفُ الليالي بعدَها أَيامُها
فنأتك إذ شطت بها عنك النوى
وعفا لها دمنٌ وباد مقامها(17/348)
مر الدهور مع الشهور تنوبها
ومن الرياح لقاحها وعقامها
غَرْبَلْنَها ونَخَلْنَ أَلْيَنَ تُرْبِها
وجلالها لما استثير قتامها
تربٌ تعاورها عواصف أربعٌ
عفى معارف دمنة ٍ تقمامها
خَمْساً تَعفّيها وكلُّ مُلِثَّة ٍ
ربعية ٍ أنفٍ أسف غمامها
دَلَفَتْ كأَنَّ البُلْقَ في حَجَراتِها
وحنين عوذٍ بعده إرزامها
غَرِقَ الرَّبابُ بِها وأبطأ مَرَّها
أحمال مثقلة ٍ ينوء ركامها
حتى إذا اعتمت ومات سحابها
حَفَشَ التِّلاعَ بَثجِّهِ تَسْجامُها
ووهت مبعجة ً تبعج عظمها
لما تزيد وادلهم جهامها
والماء يطفح فوق كل علاية ٍ
ويزيدُ فيه وما يني تَسْجامُها
حتّى إذا خَفَّتْ وأَقْلَعَ غيمُها
لَبِسَتْ تهاويلَ النَّباتِ إكامُها
والنَّقْعُ والرَّيّانُ جُنَّ نَبَاتُهُ
مُسْتَأْسِداً وَزَها الرياضَ تُؤامُها
وضعتْ بهِ أُدمُ الظِباءِ سخالها
عُفْرٌ تعطّفَ حولَها آرامُها
وَتَرى النِّعاجَ بِها تُزجّي سَخْلَها
رُجْناً يَلوحُ على شَواها شامُها
وترى أداحي الرئال خوالياً
منها سوى قَيْضٍ يجولُ نَعامُها
صُحْماً يطيرُ عَفاؤها وكأنَّها
شوه الحواطب رعبلت أهدامها
ومجال عونٍ ما تزال فحولها
فإذا أضرَّ بِعانة ٍ صَخِبَ الصُّحى
جَأْبُ النُّسالة ِ لم يَقِرَّ وِحامُها
صَرَحَتْ تَوالِيها وهاجَ ضَغائِناً
وَعَداوة ً ما حُمِّلت أَرْحامُها
سكنت بدارٍ ماتبين آيها
كانت بهن قبابها وخيامها
فتركتهن وما سؤالي دمنة ً
عِنْدَ التحيّة ِ لا يُرَدُّ سَلامُها؟
واجتبت تيهاً ماتني أصداؤه
تزقو ، وغرد بعد بومٍ هامها
عَذْراءُ لا إنسٌ ولا جِنٌّ بِها
وَهْي المَضِلَّة ُ لا تُرى أعلامُها
خلفتها بجلالة ٍ عيدية ٍ
مَضْبورة ٍ يَبْني القُتودَ سَنامُها
عَيْساءُ تغتالُ الفِجاجَ بِوُقَّحٍ
تنفي الحصى ويرضُّهُ تَلْثامُها
بعنطنطٍ كالجذع منها أسطعٌ
سامٍ يمد جديلها وزمامها
فإذا مشت مقصورة ً زافت كما
يجتاز أعظم غمرة ٍ عوامها
وكأن أخطب ضالة ٍ في شدقها
لمّا عَمى بعدَ الدؤوبِ لُغامُها(17/349)
ويصيب بعد القادمين زميلها
ريان ناعم نبته إعقامها
كانت ضِناكاً فاستحلتُ سمينَها
حتّى تلاءَمَ جِلدُها وعِظامُها
وتركتُها مثلَ الهلالِ رَذِيّة ً
وكأنّما شكوى السَّليمِ بُغامُها
تنوي وتنتجع الوليد خليفة ً
يعُنى بذلك جُهْدُها وجِمامُها
ملكٌ أغر نمى لملكٍ كفه
خيرُ العطاءِ بُدورُها وسَوامُها
تندى إذا بخل الأكف ولاترى
تعلو براجم كفه إبهامها
وهو الذي يمسي ويصبح محسناً
شَتّى لهُ نِعَمٌ جَدا إنعامُها
وإذا قُريشٌ سابَقَتْك سَبَقْتَها
بقديم أولاها وأنت قوامها
وإذا قناة المجد حاول أخذها
فَبِطولِ بَسْطَتِهِ تَبُذُّ جِسامُها
أنت الذي بعد الإله هديتها
إذْ خاطرتْكَ بِأَقدُحٍ أقوامُها
فورثت قائدها وفزت بقدحها
وخصمت لداً لم يهلك خصامها
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
رقم القصيدة : 19157
-----------------------------------
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
وقد حل في عيني من سنتي غمضي
سليمى فشاقتني وهاجت صبابتي
بطرفٍ لها ساجٍ وذي أشرٍ بض
كأن على أنيابها بعد هجعة ٍ
ضبابة ُ ماءِ الثلجِ بالعَسَلِ الغضِّ
فلما عرتنا ينفح المسك جيبها
إذا نهضت كادت تميل من النهض
عرضت عليها أن تجد وصالنا
وأن تبذل المعروف لو قبلت عرضي
وقلت لها : كيف ادكاري غريرة ً
مبتلة ً هيفاء لم تقضي قرضي
لها عَمَلٌ لم تجنِ فيهِ خطيئة ً
تقاضى به أديانها ثم لا تقضي
فلمّا دنا منها بتاتٌ وأصبحتْ
بعيدا، ولم تحلُلْ سمائي ولا أرضي
فقلتُ لمنْ ينهى عن الودِّ أهلَهُ
أعاذلُ أفشي كُلَّ لومكِ أو غُضّي
إذا أنا لم أنفع صديقي بوده
فإنَّ عدوّي لم يضرَّهُمُ بُغضي
ألينُ لمنْ صادقتُ منْ حسنِ شيمتي
وأكحل من عاديت بالكحل المض
وليس ذَوو الأَضغانِ في كلِّ كُرْبة ٍ
يُطيعونَ إبْرامي الأمورَ ولا نقضي
وإني لصبارٌ إذا خشي الردى
ولم يبقَ إلاّ كلُّ ذي حَسَبٍ مَحْضِ
وأضرب رأس الكبش بالسيف في الوغى(17/350)
إذا ما اعتصوا بالبيضِ بعد قناً رُفْضِ
وأكشِفُ عن صحبي غَما الخوفِ والرّدى
إذا ندبت خيل الطليعة للنفض
على كل موارٍ برجع نسوره
يَرُضُّ الحصى رَضّاً جميعاً مع القَضِّ
وما عز أقوامي تلادي وطاوفي
من المال في حق وقيت به عرضي
وأَقْتُلُ جَهْلَ المرءِ بالحِلْمِ والتقى
وإنْ رامَ قرضي حالَ من دونِه قرْضي
وأشْدَخُ هاماتِ الأعادي بِوطْأتي
ولستُ عن الأوتار ما عِشتُ بالمُفضي
وأحلُمُ في شِعْري فلا أَنطقُ الخَنا
ويدرأ عني شعر ذي الحرة العض
من الشِّعر سُمٌّ يقتُلُ المرءَ طعمُهُ
كما تقتل الصم الأساود بالعض
ومنهُ غُثاءٌ لا يُفارقُ أهْلَهُ
كمثلِ الحَرونِ لا يَكُرُّ ولا يمضي
ويعرب أقوامٌ ويلحن معشرٌ
مِراراً وبعضُ اللحنِ أكثرُ من بعضِ
يزل الفتى عما يقول لسانه
كما زلَّ من يهوي عن الزَلَقِ الدْحضِ
وتيهٍ مروراة ٍ يحار بها القطا
إلى فَجِّ مخشيِّ المهالك ذي غمضِ
كأن على قيعانها من سرابها
رياطاً نقيات المتون من الرحض
وكأَنَّ على أعلامِها وإكامها
إذا ما ارتدت بالآلِ أردية المحضِ
تجاوزتُ مِنْها كُلَّ قُفٍّ ورملة ٍ
بناجية ٍ أطوي المخارم بالركض
بناها من الأحماء أكلاؤها العلا
وما قد أصابت في الشتاء من العض
فما زال سيري ينتقي مخ عظمها
وأعذر منها في السنام وفي النحض
من الجَهْدِ حتى عاد غَثّاً سَمِينُها
رَذّية َ أسفارٍ أضرَّ من النقضِ
إذا أحنقت أدرجت فضل زمامها
فجال عليها الضفر حولاً من الغرض
بتلك التي أقضي همومي وبُغيتي
إذا رضي المثلوج بالطعم والخفض
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> اليأس من طول الثواء رواح
اليأس من طول الثواء رواح
رقم القصيدة : 19158
-----------------------------------
اليأس من طول الثواء رواح
والمكث فيه تثبتٌ ونجاح
ومن التعفُّفِ عَنْ مسائلَ جَمَّة ٍ
تُزْري بِصاحبِها، حَياً وفَلاحُ
لايلبسنَّ أخٌ أخاه مواعداً
خُلُفاً كما لَبِسَ السَّرابَ رُماحُ
إنَّ القَصائدَ خيرَها وشِرارَها(17/351)
مِثْلُ المناهِلِ: عذبة ٌ ومِلاحُ
فسل الجواد إذا تبرع بالندى
وذَرِ البخيلَ فإنّهُ أَنّاحُ
لا يَسْتوي ذو بسطة ٍ نالَ العُلا
ومقصرٌ وهن القوى دحداح
المشتري حسن الثناء بماله
فله بذاك مزية ٌ ورباح
والجهل مالم تخش يوماً ذلة ً
غيٌ وعاقبة الحلوم صلاح
فانفَعْ صديقَك ما استطعتَ ولا تَخِمْ
إنْ جَدَّ من حَرْبِ العدوِّ فِضاحُ
والمرءُ يُدْركُ في الأناة بِحِلْمِهِ
ويضام وهو مدربٌ ملحاح
ومن الفحول أبٌ يزين وشائنٌ
ومن الطَّروقة ِ رِشدة ٌ وسِفاحُ
والوعد منه منجزٌ وخلابة ٌ
ومن النُّفوسِ سَخِيَّة ٌ وشِحاحُ
والعيشُ شَتّى : شربتانِ، فمنهما
محضٌ يُعاشُ بطعمها وضَياحُ
أفنى القرونَ وَجَذَّ كلَّ قبيلة ٍ
دَهْرٌ يُقلِّعُ غَرْسَها مُجتاحُ
يُبلي الجديدَ ويعتفي أيْدَ الفتى
ليلٌ يكر عليهم وصباح
حتى يعود من البلى وكأنه
قدحٌ تثلم ناحلٌ رحراح
ولهُ حِفافٌ ما يُواري قملة ً
خزِىء ُ النباتِ كأنّهُ رُبّاحُ
ثم المنايا ليس عنها مزحلّ
بل ليس دون سهامهن وجاج
ولقد سمعتُ بطائراتٍ في الدجى
شُرُدُ النهارِ وما لهُنَّ جَناحُ
بل ليس يخفى فاجرٌ من ربه
كِنٌّ يَكونُ به ولا بَرْواحُ
ونوافذٍ خلَّ القلوبَ سِهامُها
ماإن ترى لكلومهن جراح
ولقد دعاني للبطالة رَبْرَبٌ
هِيفٌ نواعمُ كالظباءِ صِباحُ
يبسمن عن بردٍ كأن غروبه
مسكٌ يخالط عرفه الفقاح
تهوى مواصلتي وترضى شيمتي
بيضٌ وأدمٌ في الفريد ملاح
فأجبتُهنَّ بِلا جُناحٍ رابَهُ
يكفي الفواحش ريبة ٌ وجناح
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
رقم القصيدة : 19159
-----------------------------------
قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
طوعة ُ الرأسِ بازِلٌ عَبْهُور
نحو عبد العزيز ماتطعم النو
م ومنها بعد الرواح البكور
وَهُوَ الثّالثُ الخليفة ُ للّـ
ـهِ إمامٌ للمؤمنينَ أميرُ
إنْ أرادوا التُّقى فعدلٌ تقيٌّ
أو أرادوا عَدْلاً فَلَيْسَ يجورُ(17/352)
جده مرتين جد أبيه
فإلى العيصِ يَنْتَمي ويصيرُ
وَلَدَتْهُ الملوكُ مَلْكاً هُماماً
فَهْوَ بَدْرٌ غمُّ النجومِ مُنيرُ
حَكَمِيّاً يَراحُ للمجدِ فَرْعاً
مُوفِياً بالعُهودِ حينَ يُجيرُ
معشرٌ معدن الخلافة فيهم
بَدْؤُها مِنْهُمُ وفيهمْ تَحورُ
لا يرومَنَّ مَلكَهُمْ آدَميٌّ
إنَّ من رامَ مُلكَهُمْ مَغْرورُ
رامَه الناكثونَ فاستأْصَلوهُمْ
وولاة َ الشيطانِ حتّى أُبيروا
ثم عبد العزيز قرمٌ هجانٌ
لم يضيع لما اعترته الأمور
قاد عوداً من الجيوش لهاماً
أَرْعَنَ الحَجْرتينِ حينَ يسيرُ
لجباً رزه إذا ارتج يوماً
في عَجاجِ مِنْ تحتهنَّ يَثورُ
ثُمَّ يَجْتَبْنَهُ فيخْرُجْنَ منهُ
شطبة ٌ لقوة ٌ وفحلٌ طحور
شازِباتٌ كأنَّهُنَّ ضِراءٌ
مَلِحاتٌ أعناقُها والظُّهورُ
ابن أم البنين أنت فتى النا
سِ وأنْتَ الموفَّقُ المَأْجُورُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ما أصعب الكلام (إلى ناجي العلي)
ما أصعب الكلام (إلى ناجي العلي)
رقم القصيدة : 1916
-----------------------------------
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَرتْ في البيدِ
لانحلّتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقلَ العقلاءِ
وشجاعةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسماءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
***
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ(17/353)
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
إصعَدْ فموطنك المُرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ(17/354)
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
***
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْوَ مُخَمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي(17/355)
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
***
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ مِنْ
غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وجبت لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
إلا عن الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ(17/356)
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِرَ الأحياءِ !
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
رقم القصيدة : 19160
-----------------------------------
بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
وفي التُّقى بعدَ إفراط الفتى خَلَفُ
وقد كَسَانيَ شيباً قد غَنيتُ بهِ
مر الليالي مع الأيام تختلف
وزال أيدي ، وشيبي ما يزايلني
وآل مني وشيب الرأس مختلف
حتى إذا الدهر بلاني وغيرني
كما يُغيِّرُ جسْمَ المُخصِبِ العَجفُ
قالت لي النفس سراً إذ خلوت بها
والنفس صادقة ٌ لو أنها تقف
من ير في ولده أيداً يسر به
تَهِنْ قُوى شيخِهِ والشيخُ منحذفُ
ذَرِ الشبابَ فلا تتَبعْ لذاذتَهُ
إنَّ الذي يتبعُ اللذاتِ مُقترِفُ
إنَّ الشبابَ جُنونٌ شَرْخُ باطِلِهِ
يُقيمُ غضّاً زماناً ثمّ ينكشف
من يعله الشيب لم يحدث له عظة ً
فذاك من سوسه الإفراط والعنف
والناسُ منهمْ أفينٌ مالَهُ سَبَدٌ
ومنهُمُ جامعٌ للمالِ مُحترفُ
ليسوا سواءً، جسورٌ ذو مُزابنة ٍ(17/357)
عندَ الأمورِ ولا الهيّابة القُصُفُ
إني امرؤٌ صاف عني من يشاحنني
وردني أهل ودي معشرٌ أنف
ومعشرٌ أكلوا لحمي بلا ترة ٍ
ولو ضربت أنوفاً منهم رعفوا
لا يأسفون وقد أعذبت ألسنهم
ولو يظنون أن أعنى بهم أسفوا
ألست أبين منهم غير أنهم
همُ اللئامُ إذا ما استُشْرِفوا عُرِفوا
وقد تكنفهم لؤمٌ أحاط بهم
كما أحاطَ برأسِ النخلة ِ السَّعَفُ
ومن يكن ذا عدو لا يواقعه
إلا وعيداً فإن الهيبة الصلف
فلا تهابن أسفاراً وإن بعدت
إن هابَها عاجزٌ في عودِهِ قَصَفُ
قد يرجع المرء لا ترجى سلامته
وقد يُصيبُ طويلَ القِعْدة ِ التَّلَفُ
هذا لهذا ، فمال بال التي وعدت
وكان من وعدها الليان والخلف
لا تتقي الله في صادٍ يهيم بها
متيمٍ مقصدٍ كأنه دنف
فإن تصب قلبه يوماً بأسهمها
يكنْ عَلَيْها ومِنْها الإثْمُ والجَنَفُ
وإن تنله يعش ميتٌ به رمقٌ
أَحْياهُ مِنْ جودِها الإفضالُ والعُرُفُ
تسبي القلوب بوجهٍ لاكفاء له
كالبدر تم جمالاً حين ينتصف
تحت الخمار لها جثلٌ تعكفه
مثلُ العثاكيلِ سُوداً حِينَ تُقْتَطَفُ
لها صحيفة وجهٍ يستضاء بها
لم يَعْلُ ظاهِرَها بَثْرٌ ولا كَلَفُ
عَيْناءُ حَوْراءُ في أشفارِها هَدَبٌ
ولَيْسَ في أَنْفِها طولٌ ولا ذَلَفُ
تفتر عن واضحٍ غر مناصبه
عَذْبٌ يَهَشُّ لهُ ذو النّيقة ِ الطَّرِفُ
ما قرقفٌ خالطت مسكاً تشاب به
يوماً بأطيبَ منها حين تُرْتَشَفُ
لها كلامٌ تخل القلب بهجته
كأنَّهُ زَهْوُ نَخْلٍ منهُ يُخترفُ
ترتج أوصالها لما مشت فضلاً
عجزاءُ عبهرَة ٌ في كشحِها هَيَفُ
وقد غداها صَريفُ المَحْضِ تَشْربُهُ
وقارِصٌ والذي مِنْ دونهِ الخَصَفُ
أضحت شطيراً بدارٍم تلائمني
وحالَ من دونِها الصَمّانُ والنَّجَفُ
حَلَّتْ بِيَثرِبَ داراً ـ دارَ نعمتِهاـ
وحالَ من دونِها الأبوابُ والغُرَفُ
فقد غَشيتُ لها داراً تُشَوِّقُني
فالعين ساكبة ٌ بملئها تكف
دارٌ تغربلها ريحٌ وتنخلها
فكل تربٍ بها بالهيف منتسف(17/358)
وقد أَرَبَّ بِها مُستَأْسِدٌ ذَكَرٌ
جَوْنُ السَّحابِ مُلِثُّ الهَمْرِ مُؤْتَلَفُ
منه رُكامٌ على غَيْمٍ تَجَلَّلَهُ
مُرقَّعٌ بِرَبابِ المُزْنِ مُخْتَصِفُ
إذا تألَّقَ من جَوْنٍ بَوارقُهُ
تكاد أبصار عين الوحش تختطف
وإن تلهف خلت الأرض قد رجفت
وجاد منه روايا كلها قطف
روّى القراراتِ منهُ فهي مُفْعَمة ٌ
كما ارتوتْ من حياضِ المُستقى الزُّلَفُ
فالنبت منه خضوبٌ بعدها ورقٌ
واخضر من صوبه الصبغاء والغرف
وقد كَسَاها رياضاً زانَها صَبَحٌ
بها كواكب زهرٌ كلها سرف
فالعين مطفلة ٌ ترعى مساربه
وهْي لأوْطانِها من خِصْبِها أُلُفُ
والحمر تطردها ربعٌ محنبة ٌ
تفوت أرجلها أيدٍ لها خنف
كأنّهُ فوقَهُ لمّا علا، الكَسَفُ
تَخْدي بِها نُقَضٌ مِنْ تحتِهَا نُسُفُ
يرفع فوديه إن جد الجراء به
أَوْرَقُ أَخْرَجُ في ظُنْبوبِهِ سَقَفُ
كلُّ الوُحوشِ مطافيلٌ تَرَبَّعُها
تَرْعى بُقَيْلاً وبَقْلاً وهو مُؤْتَنِفُ
فالربع عافٍ ودمع العين منسكبٌ
أبكي الرسومَ بها طوْراً وأعترِفُ
نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومَشْجوجٌ ومُلْتَبِدٌ
ومائلٌ رأسُهُ بالفِهْر مُنقَصِفُ
وما بُكائيَ في رَبْعٍ شُعِفتُ بهِ
وخلتي غربة ٌ من دارها قذف
وحُرْمة ٍ بعدَها مَجْهولة ٌ حُرَمٌ
ما إنْ بِها جُوفة ٌ تُرعى ولا لَصَفُ
كأن أصداءها والليل كاربها
أصواتُ قوْمٍ إذا ما أَظْلموا هَتَفوا
يسمع فيها الذي يجتاب قفرتها
أَصْواتَ جِنٍّ إذا ما أَعْتَموا عَزَفوا
للجُونِ فيها عِيالٌ فيي أفاحِصِها
بِجَوْفَة ٍ ما بِها أَثْلٌ ولا نَضَفُ
خوضٌ مزغبة ٌ تحتك قد بثرت
كأنَّما ثارَ في أبشارِها الحَصَفُ
قد جُبْتُها وظلامُ الليلِ أقطعُهُ
وقد عراني من شمس الضحى كنف
تَشْوي جَنادبَها من حَرِّ جاحِمِها
لمّا توقَّدَ منها السهلُ والظلف
أظل بعض المها بعضاً إذا كنست
كما تُظِلُّ ظِباءَ القفرة ِ القَطَفُ
بِجسْرة ٍ كَعلاة ِ القَيْنِ دَوْسَرَة ٍ
في حد مرفقها عن زورها جنف
تسمو بأتلع مثل الجذع يقدمها(17/359)
عَرْفاءُ غَرْباءُ في حَيْزومِها جَوَفُ
قد قذفت بلكيك النحض أعظمها
كأنَّ غارِبَها من طُولِهِ هَدَفُ
ما راجنٌ من بنات الفحل قد رجنت
ونوقت وبناها الزرد والعلف
يوماً بأنجبَ منها حينَ تركبُها
ولا بأبخل ذِلاًّ يومَ تُعْتَنَفُ
كأنّها بعدَما طالَ الهِبابُ بِها
مُوَلَّعٌ أَسْفَعُ الخدَّينِ مُشْتَرِفُ
تلوح منها على الأصبار دابرة ٌ
كأنَّها بَيْن رَوْقَيْ رأسِهِ كَشَفُ
بات بفيحان يجلو البرق متنته
كأنّهُ من ثيابِ القِهْزِ مُلتَحِفُ
مجتابَ أرطاة ِ حِقْفٍ فهي تَسْتُرُه
مع كل وجهٍ يكف الريح منصرف
تَبُلُّهُ فَيْضَحٌ بِالوَدْقِ تَغْسِلُهُ
كأنه فوق ضاحي متنه النطف
حتى إذا الصبح ساق الليل يطرده
وزال عنه وعن أرطاته السدف
ثارت به ضمرٌ قبٌّ مقلدة ٌ
كالقدح يجذمها صوحان أوثقف
فجال منها على وحشيه عجلاً
لايجعل الشد ديناً حين يغترف
وهي سراعٌ تثير النقع شاحية ً
كأنه فوق لما علا الكسف
تَخْضَعُ طَوْراً وتَطْفو كلّما طَحَرتْ
مثلَ اليعاسيبِ في آذانِها غَضَفُ
حتّى إذا أَرْهَقَتْهُ كَرَّ مُمْتنِعاً
كأنه طالبٌ بوتره أسف
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
رقم القصيدة : 19161
-----------------------------------
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السَّخاءُ
وما أخَّرتَ مِنْ دُنياك نقصٌ
وإنْ قَدَّمْتَ كانَ لكَ الزَّكاءُ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> استمع يابني من وعظ شيخ
استمع يابني من وعظ شيخ
رقم القصيدة : 19162
-----------------------------------
استمع يابني من وعظ شيخ
عجم الدهر في السنين الخوالي
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
رقم القصيدة : 19163
-----------------------------------
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
وفَرْجَة ٌ بعدَها هَمٌّ بتعذيبِ(17/360)
فإنَّ حمدَكَ مَنْ لم تَبْلُهُ صلَفٌ
وإن ذمك بعد الحمد تكذيب
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
رقم القصيدة : 19164
-----------------------------------
عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
فإنَّهُمُ هُمُ أهلُ الوفاءِ
وإن خُيِّرْتَ بينهُمُ فَإلْصَقْ
بأهل العقلِ منهم والحياء
فإنَّ العقلَ ليْسَ لَهُ إذا ما
تَفَاضَلَتِ الفَضائلُ من كِفاءِ
ولا تَثِقَنَّ بالنَمّامِ فيما
حَبَاكَ مِنَ النصيحة ِ في الخَلاءِ
وأيقن أن ماأفضي إليه
من الأسرار منكشف الغطاء
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> تود عدوي ثم تزعم أنني
تود عدوي ثم تزعم أنني
رقم القصيدة : 19165
-----------------------------------
تود عدوي ثم تزعم أنني
صَديقُكَ، إنَّ الرأيَ منكَ لَعازِبُ
وليْسَ أخي مَنْ وَدّني بِلسانِهِ
ولكنْ أخي مَنْ وَدَّني وَهْوَ غائِبُ
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
رقم القصيدة : 19166
-----------------------------------
أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
فَذَا سُدَيْرٌ، وأقوى منهُمُ أُقُر
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
رقم القصيدة : 19167
-----------------------------------
سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
وأحبس نطقي عن جواب جهول
فإن الجهول لا يرد كلامه
وليْسَ سبيلُ الجاهِلينَ سبيلي
العصر الجاهلي >> السموأل >> إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
رقم القصيدة : 19168
-----------------------------------
إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
يوماً فتدركه العواقبُ قد نما
يَجْزِيكَ أو يُثْني عليك، وإنّ مَن
أثنى عليكَ بما فَعَلْتَ فقد جَزى
العصر الجاهلي >> السموأل >> لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا(17/361)
لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا
رقم القصيدة : 19169
-----------------------------------
لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا
وقد شآكً الشبابُ إذ ذهبا
وعاودَ القلبَ بعدَ صِحّتِهِ
سُقمٌ فلاقى من الهوى تَعَبا
إن لنا فخمة ً ململمة ً
تَقري العدوّ السِّمامَ واللّهبا
رجراجة ً عَضّلَ الفضاءُ بها
خَيْلاً ورَجْلاً ومنصباً عَجَبا
أكنافُها كلُّ فارسٍ بَطَلٍ
أغلبَ كالليثِ عادياً حَرِبا
في كفة ِ مرهفُ الغرارِ إذا
أهوى بهِ منْ كريهة ٍ رسبا
أعدَّ للحربِ كلَّ سابغة ٍ
فَضفاضَةٍ كَالغَديرِ وَاليَلَبا
والشمرَ مطرورة ً مثقفة ً
والبيضَ تزهى تخالها شهبا
يا قيسُ إنّ الاحسابَ أحرزَهَا
منْ كانَ يغشى الذ وائبَ القضبا
منْ غادرَ السيدَ السبطرَ لدى
المعرك عَمراً مُخضَّباً تَرِبا
جاشَ منَ الكاهنينِ إذْ برزوا
أمواجَ بحْرٍ تُقمِّصُ الحدَبا
لِنصرِكُم والسيوفُ تَطلُبُهم
حتى تولوا وأمعنوا هربا
وأنتَ في البيتِ إذْ يُحَمُّ لكَ
الماءُ وتدعو قتالنا لعبا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شعواط الأصم
شعواط الأصم
رقم القصيدة : 1917
-----------------------------------
مر (شعواط)الأصم
بالفتى( ساهي) الأصم
قال ساهي:كيف أحوالك...عم؟
قال شعواط :الى سوق الغنم
قال ساهي:نحمد الله ...بخير
قال شعواط:أنا شغلي الغنم
قال ساهي:رضة في الركبة اليمنى
وكسر عرضي في القدم
قال شعواط:نعم
إقبل الشغل
فلاعيب بتحميل الفحم
قال ساهي: نشكر الله....لقد زال الالم
قال شعواط:بودي........إنما شغلي أهم؟
لم لاتأتي معي أنت الى سوق الغنم ؟
قال ساهي:في أمان الله......عمي
إنني ماض الى سوق الغنم
************
الحوارات لدينا
هكذا تبدأ دوماً...وبهذا تختتم
إسمها الأصلي(شعواط وساهي)
واسمها المعروف رسمياً ( قمم )
العصر الجاهلي >> السموأل >> ولسنا بأولِ منْ فاتهُ
ولسنا بأولِ منْ فاتهُ
رقم القصيدة : 19170
-----------------------------------
ولسنا بأولِ منْ فاتهُ(17/362)
على رِفْقِهِ بَعْضُ ما يُطْلَبُ
وقدْ يدركُ الأمرَ غيرُ الأريبِ
وقد يُصرَعُ الحُوَّلُ القُلَّبُ
ولَكِنْ لهَا آمِرٌ قَادِرٌ
إذا حاولَ الأمْرَ لا يُغْلَبُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> رأيتُ اليتامى لا يَسُدُّ فقورَهُمْ
رأيتُ اليتامى لا يَسُدُّ فقورَهُمْ
رقم القصيدة : 19171
-----------------------------------
رأيتُ اليتامى لا يَسُدُّ فقورَهُمْ
قرانا لهمْ في كلّ قعبٍ مشعبِ
فقلتُ لعبد ينا :أريحا عليهمِ
سأجعَلُ بَيْتي مثلَ آخرَ مُعزَبِ
العصر الجاهلي >> السموأل >> نطفة ما منيتُ يومَ منيتُ
نطفة ما منيتُ يومَ منيتُ
رقم القصيدة : 19172
-----------------------------------
نطفة ما منيتُ يومَ منيتُ
أمرتْ أمرها وفيها بريتُ
كَنَّها الله في مكانٍ خَفِيٍّ
وخَفِيٌّ مكانُها لو خَفِيتُ
مَيْتَ دَهْرٍ قد كنتُ ثم حَيِيتُ
وحياتي رهنُ بأنْ سأموتُ
إنًّ حلمي إذاتغيبَ عني
فاعلمي أنني كبيراَ رزيتُ
ضيقُ الصدرِ بالأمانة ٍ لا
ـقُصُ فَقْرِي أمَانَتِي ما بَقِيتُ
رُبَّ شَتْم سَمِعْتُه فَتَصامَمْـ
ـتُ وَغَيٍّ تَرَكْتُه فكُفِيتُ
ليتَ شِعْرِي وأشْعُرَنَّ إذا ما
قربوها منشورة ودعيت
أَلِيَ الفَضْلُ أمْ عَلَيَّ إذا حُو
سبتُ أنيَّ على الحسابِ مقيتُ
وأتاني اليقينُ أني إذا متُّ
مِتُّ أوْ رَمَّ أعْظُمِي مَبْعُوتُ
هلْ أقولنّ إذ تداركَذ نبي
وتذ كى عليّ إني نهيتُ؟
أبِفَضْلٍ منَ المَلِيكِ ونُعْمَى
أمْ بذ نبِ قد متهُ فجزيتُ ؟
ينفعُ الطيبُ القليلُ من الرزْ
قِ ولا يَنْفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ
فاجْعَلَنْ رِزْقِيَ الحلالَ من الكَسْـ
ـبِ وبِرّاً سَرِيرَتِي ما حَيِيتُ
وأتَتْنِي الأنْباءُ عن مُلْكِ دَاوُ
فقرتْ عيني بهِ ورضيتُ
ليسَ يعطى القويُّ فضلاً من الرزقٍ
ولا يحرمُ الضعيفُ الشخيتُ
بلْ لكلِّ منْ رزقهِ ما قضى اللهُ
وإ نْ حّزأّ نفه ا لمستميتُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> إسلمْ سلمتَ ولا سليمَ على البلى(17/363)
إسلمْ سلمتَ ولا سليمَ على البلى
رقم القصيدة : 19173
-----------------------------------
إسلمْ سلمتَ ولا سليمَ على البلى
فَنيَ الرّجالُ ذوُو القُوَى فَفَنِيتُ
كيفَ السلامة ُ إن أرد تُ سلامة ً
والموتُ يَطلُبُني ولستُ أفوتُ
وأقيلُ حيثُ أُرى فلا أخفى لهُ
و يرى فلا يعيا بحيثُ أبيتُ
ميتاً خُلِقْتُ ولم أكُنْ مِن قبلها
شيئاً يموتُ فمُتُّ حيثُ حَيِيتُ
وأموتُ اخرى بعدها ولأعلمنْ
إن كان ينفَعُ أنّني سأموتُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> أصبحتُ أفني عاديا وبَقِيتُ
أصبحتُ أفني عاديا وبَقِيتُ
رقم القصيدة : 19174
-----------------------------------
أصبحتُ أفني عاديا وبَقِيتُ
لم يبقَ غَير حُشاشَتي وأمُوتُ
ولقد لَبِستُ على الزّمان جديدَة
ولبِسْتُ إخوانَ الصّبَى فبَلِيتُ
غَلبَ العَزَى عمّنْ أرى فتبِعتُه
و خدعتُ عما في يدي فأسيتُ
ومَسالِكٍ يَسّرتُها فتركتُها
و مواعظٍ علمتها فنسيتُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني
أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني
رقم القصيدة : 19175
-----------------------------------
أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني
فكمْ منْ أمرِ عاذلة ٍ عصيتُ
دَعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى
ولا تغويْ زعمتِ كما غويتُ
أعاذلَ قدْ أطلتِ اللومَ حتى
لو انِّي مُنْتَهٍ لقدِ انتَهَيْت
وصفراءِ المعاصمِ قدْ دعتني
إلى وصلٍ فقلتُ لها أبيتُ
وزِقٍّ قد جَرَرْتُ إلى النَّدامَى
وزِقٍّ قد شرِبتُ وقد سَقَيت
وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ
بكى منْ عذلِ عاذلة ٍ بكيتُ
ألا يا بَيْتُ بالعلياءِ بَيْتُ
ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيتُ
ألا يا بَيْتُ أهْلُكَ أوعَدوني
كأنّي كلَّ ذَنْبِهِمِ جَنيْت
إذا ما فاتني لحمُ غريضُ
ضربتُ ذراعَ بكري فاشتويتُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> عَفا من آلِ فاطِمة َ الخُبَيْتُ
عَفا من آلِ فاطِمة َ الخُبَيْتُ
رقم القصيدة : 19176
-----------------------------------
عَفا من آلِ فاطِمة َ الخُبَيْتُ(17/364)
إلى الإحرا مِ ليسَ بهنّ بيتُ
أغا ذلتيّ قو لكما عصيتُ
لنفسي إنْ رشد تُ وإنْ غويتُ
بنى لي عاديا حصناً حصيناً
وعيناً كلما شئتُ استقيتُ
طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنْهُ
إذا ما نابني ضيمُ أبيتُ
وأوصى عاديا قِدْماً بأن لا
تهدم يا سموألُ ما بنيتُ
وبيتٍ قد بنيتُ بغيرِ طِينٍ
ولا خشَبٍ ومجْدٍ قد أتَيْتُ
وجيشِ فيد جى الظلماء مجرِ
يَؤمُّ بلادَ مَلْكٍ قد هَدَيتُ
وذنبٍ قد عَفَوْتُ لغير باعٍ
ولا واعٍ وعنهُ قدْ عفوتُ
فإن أهلِكْ فقد أبليْتُ عُذْراً
وقضّيْتُ اللُّبانَة َ واشْتَفَيتُ
وأصرفُ عنْ قوارصَ تجتد يني
ولو أني أشاء بها جَزَيْتُ
فأحمي الجارَ في الجُلّى فيُمْسي
عزيزاً لا يرامُ، إذا حميتُ
وفيتُ بأدرع الكند يّ ، إني
إذا ما خانَ أقوامٌ وَفَيتُ
وقالوا: إنّهُ كَنْزٌ رَغِيبٌ
فلاَ واللهِ أعذرُ ما مشيتُ
ولولا أنْ يقالَ حبا عنيسُ إلى بعض
البيوتِ لقدْ حبوتُ
وقُبّة ِ حاصِنٍ أدخلتُ رَأسي
ومعصمها الموشمَ قدْ لويتُ
وداهِيَة ٍ يَظَلُّ النّاسُ منها
قِياماً بالمحارِفِ قد كفيتُ
العصر الجاهلي >> السموأل >> إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ
إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ
رقم القصيدة : 19177
-----------------------------------
إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ
ير جو الخلودَ كضاربٍ بقداحٍ
منْ بعدِ عاديَّ الدهورِ ومآربٍ
ومَقاوِلٍ بِيضِ الوجوه صِباحِ
مرتْ عليهمْ آفة ُ فكأنها
عفتْ على آثارهمْ بمتاحِ
ياليتَ شعري حينَ أند بُ هالكاَ
ماذا تؤبنني به أنواحيِ
أيقلنَ لا تبعدْ فربّ كريهة ٍ
فرجتها بشجاعة ٍ وسماحِ
ومغيرة ٍ شعواءَ يخشى درؤها
يوماً رددتُ سلاحها بسلاحي
ولَرُبّ مُشعَلَة ٍ يَشُبُّ وَقُودُهَا
أطفأتُ حَرّ رِماحِها برِماحي
وكَتِيبَة ٍ أدْنَيْتُهَا لِكَتِيبَة ٍ
ومُضاغِنٍ صَبّحْتُ شَرَّ صَباح
وإذا عمدتُ لصخرة ٍ أسهلتها
أدعو بأفلحْ مرة ً ورباحِ
لا تَبعَدَنّ فكُلُّ حيّ هالِكٌ
لا بدّ من تلفِ فبنْ بفلاحِ(17/365)
إنّ امرأً أمِنَ الحوادثَ جاهلاً
ورجا الخلودَ كضاربِ بقداحِ
ولقدْ أخذتُ الحقَّ غيرَ مخاصمٍ
ولقدْ بذ لتُ الحقَّ غيرَ ملاحِ
ولقدْ ضربتُ بفضلِ مالي حقهُ
عندَ الشتاءِ وهبة ِ الأرواحِ
العصر الجاهلي >> السموأل >> بالأبْلَقِ الفردِ بيتي بهِ
بالأبْلَقِ الفردِ بيتي بهِ
رقم القصيدة : 19178
-----------------------------------
بالأبْلَقِ الفردِ بيتي بهِ
وبيتُ المصيرِ سوى الأبلقِ
ببلقعَة ٍ أثبَتَتْ حُفْرَة ً
ذراعَيْنِ في أرْبَعٍ خيسَقِ
فلاَأ دفعُ الضيفَ عنْ رزقهِ
لديّ إذا قيلَ لمْ يرزقِ
وفي البيْتِ ضَخماءُ مملُوءة ٌ
وجَفْنٌ على هَمِعٍ مُدْهَقِ
أبيتُ الذي قد أتى عادياً
وحيّاً من الحَلَقِ الأروقِ
العصر الجاهلي >> السموأل >> إن كانَ ما بلغتَ عني فلامني
إن كانَ ما بلغتَ عني فلامني
رقم القصيدة : 19179
-----------------------------------
إن كانَ ما بلغتَ عني فلامني
صديقي وحُزّتْ مِن يدَيّ الأناملُ
وكفنتُ وحدي منذراَ في ثيابه
وصادفَ حوطاَ من عدوي قاتلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحسن أسفر بالحجاب .!
الحسن أسفر بالحجاب .!
رقم القصيدة : 1918
-----------------------------------
قمر توشحَ بالسَحابْ.
غَبَش توغل, حالما, بفجاجِ غابْ.
فجر تحمم بالندى
و أطل من خلف الهضابْ.
الورد في أكمامه.
ألق اللآلئ في الصد فْ.
سُرُج تُرفرفُ في السَدَ فْ.
ضحكات أشرعة يؤرجحها العبابْ.
و مرافئ بيضاء
تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.
من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟
من أي باِرقة نبيلهْ
هطلت رؤاك على الخميلةِ
فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟
من أي أفقٍ
ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ
و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟
من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ
تندلعُ الورودُ ؟
- من الفضيلَهْ.
! هي ممكنات مستحيلهْ
قمر على وجه المياهِ
َيلُمهُ العشب الضئيلُ
وليس تُدركه القبابْ.
قمر على وجه المياه
سكونه في الإضطراب
وبعده في الإقترابْ.(17/366)
غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ.
وطن يلم شتاته في الإغترابْ.
! روح مجنحة بأعماق الترابْ
وهي الحضارة كلها
تنسَل من رَحِم الخرابْ
و تقوم سافرة
لتختزل الدنا في كِلْمتين :
! ( أنا الحِجابْ )
فمالها حُجُبُ النفورْ
نزلت على وجهِ السفورْ ؟
واهًا ...
أرائحة الزهور
تضيرُ عاصمة العطورْ ؟
أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟
!أيضيق دوح بالطيورْ ؟
!يا للغرابة
_ لا غرابهْ .
أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ.
أنا نغمة جرحت خدود الصمت
وازدريت الرتابهْ.
أنا وقدة محت الجليد
وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ.
أنا عِفة و طهارة
بينَ الكلابْ .
الشمس حائرة
بغير مرسى
الليلُ جن بأفقها
!والصبحُ أمسى
والوردة الفيحاء تصفعها الرياح
و يحتويها السيل دَوْسا.
والحانة السكرى تصارع يقظتي
و تصب لي ألما و يأسا.
سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى
!أنا لستُ غانية و كأسا
نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا.
نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها
جَسَدًا ونفْسا.
نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ
ذُكِرَتْ لتُنسى.
مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ
واتركي أن تتركيها
قري بمملكةِ الوقارِ
وسَفهي الملِكَ السفيها.
هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها.
وجميلة ما دُمتِ فيها.
هي مالَها من مالِها شيء
سِوى ( سِيدا ) بَنيها !
هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:
أسفلت الدروبِ,
حجارةُ الشرفاتِ ,
أوعيةُ المعاصِرْ.
النفطُ ,
زيتُ العِطرِ ,
مسحوقُ الغسيلِ ,
صفائحُ العَرباتِ ,
أصباغُ الأظافرْ .
خَشَبُ الأسِرةِ ,
زئبقُ المرآةِ ,
أقمشةُ الستائِرْ .
غازُ المدافئِ ,
مَعدنُ الشَفَراتِ ,
أضواءُ المتاجرْ .
وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
هي كلها أملاكُ جَدكِ
في مراكشَ
أو دمشقَ
أو الجزائِرْ !
هي كلها ميراثك المغصوبُ
فاغتصبي كنوزَ الإغتصابْ .
زاد الحسابُ على الحسابِ
وآنَ تسديدُ الحسابْ .
فإذا ارتضتْ..أهلاً .
و إنْ لم ترضَ
فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ !(17/367)
فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ !
العصر الجاهلي >> السموأل >> إنّي إذا ما المرء بَيّنَ شَكّه
إنّي إذا ما المرء بَيّنَ شَكّه
رقم القصيدة : 19180
-----------------------------------
إنّي إذا ما المرء بَيّنَ شَكّه
وبَدَتْ عَواقِبُه لمَنْ يتأمّلُ
وتبرأ الضعفاء منْ إخوانهم
وألَحّ من حرّ الصّميم الكلكلُ
أدعُ التي هيَ أرمقُ الحالاتِ بي
عندَ الحفيظة ِ للتي هيَ أجملُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا
خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا
رقم القصيدة : 19182
-----------------------------------
خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا
وأَمْ تَجْمَعَا شَمْلِي وتَنْتظِراً غَدَاً
فما لَبَثٌ يَوْماً بِسَابِقِ مَغْنَمٍ
ولا سُرْعَتِي يَوْماً بِسَابِقَة ِ الرَّدَى
وإنْ تُنْظِرَانِي الْيَوْمَ أَقْضِ لُبَانَة ً
وتَسْتَوْجِباَ مَنّاً عَلَى َّ وتُحْمَدَا
لعمركَ ما نفسٌ بجِدٍّ رشيدة ٌ
تُؤَامِرُنِي سِرّاً لإِصْرِمَ مَرْثَدَا
وإنْ ظَهَرَتْ مِنْهُ قَوَارصُ جَمَّة ٌ
وأفرعَ في لومي مِراراً وأَصعدا
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ أَنْ أَكُونَ جَنَيْتُهُ
سوى قول باغٍ كادني فَتَجَهَّدا
لَعَمْرِي لَنِعْمَ المْرَءْ تَدْعُو بِحَبْلِهِ
إذا ما المنادي في المَقامة ِ نَدّدا
عَظِيمُ رَمَادِ القِدْرِ لا مُتَعَبِّسُ
ولا مُؤْيسٌ منها إذا هو أَوْقدا
وإنْ صَرَّحْت تَحْلٌ وهَبَّتْ عَرِيَّة ٌ
من الرِّيح لم تتركْ لذِي المالِ مِرْفدا
صَبَرْتُ عَلَى وَطْءِ المَوَاليِ وحَطْمِهِمْ
إذا ضنّ ذو القُربى عليهم وأُخمدا
ولم يحمِ فَرْجَ الحيِّ إلا مُحافِظٌ
كريمُ المحيا ماجدٌ غيرُ أَحْردا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها
أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها
رقم القصيدة : 19183
-----------------------------------
أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها(17/368)
وحبّ بها، لولا النّوى ، وطُمُوحها
فَبِينيِ عَلَى نَجْمٍ شَخِيسٍ نُحُوسُهُ؛
وَأَشْأَمُ طَيْرِ الزَّاجِرِينَ سَنِيحُهَا
فَإنْ تَشْغَيِ فَالشَّغْبُ مِنِّي سَجِبَّة ٌ
إذا شِيمتي لم يُؤتَ منها سَجِيحُها
أُقَارِضُ أَقْوَاماً ، فَأُوْفِي قُرُوضَهُمْ
وعَفٌّ إذَا أَرْدَى النُّفُوسَ شَحِيحُهَا
على أنّ قومي أَشْقذوني فأصبحت
دياري بأرض غيرِ دانٍ نُبُوحُها
تَنفَّذَ مِنْهُمْ نافِذَاتٌ فَسُؤْنَنِي
واَضْمَرَ أَضْغاناً عَلَى َّ كُشُوحُهَا
فقلت: فراقُ الدارِ أجملُ بينِنا
وقضدْ يَنْتَئِ عن دَارِ سَوْءٍ نَزِيحُهَا
على أنني قد أدّعي بأبيهم
إذا عَمّتِ الدّعوى وثابَ صَريحُها
وأني أرى دِيني يُوافق دِينَهُم
إذا نسكوا أفراعُها وذَبيحُها
ومَنْزِلَة ٍ بالَحْجِّ أُخْرَى عَرَفْتُهَا
بِوُدِّكِ ما قَوْمِي علَى أَنْ تَركْتِهِمْ
سُلَيُمَي إذَل هَبَّتْ شَمَالٌ وريِحُهَا
وغَابَ شُعَاعُ الشَّمْسِ في غيْرِ جُلْبَة ٍ
ولا غَمْرَة ٍ إلاَّ وَشِيكاً مُصُوحُهَا
نَقِيلة ُ نَعلٍ بانَ منها سَريحُها
إذا عُدم المحلوبُ عادت عليهمُ
قدورٌ كثيرٌ في القِصاع قَدِيحها
يثوبُ عليهم كلُّ ضيفٍ وجانبٍ
كما ردَّ دَهداه القلاص نضيحُهَا
بأيديهم مقرومة ٌ ومغالقٌ
يعود بأرزاق العِيال مَنيحها
وملومة ٍ لا يخرقُ الطرفُ عرضها
لها كوكبٌ فخمٌ شديدٌ وُضوحُها
تسيرُ وتُزجي السّمَ تحت نُحورها
كريهٌ إلى مَنْ فاجأته صَبوحُها
على مُقذحِرَّاتٍ وهنَّ عوابسٌ
ضبائرُ موتٍ لا يُراح مُريحا
نَبذنا إليهم دعوة ً يالَ مالك
لها إربة ٌ إن لم تجد مَنْ يُريحُهَا
فسُرنا عليهم سَورَة ً ثعلبيَّة ً
وأسيافنا يجري عليهم نضوُحُهَا
وأرماحُنَا ينهزنهُمْ نَهْزَ جُمَّة ٍ
يعود عليهم وِرْدُنا فَنَميحُها
فَدَارَتْ رحَانَا ساعة ً ورحاهُمُ
ودرّت طِباقاً بعد بكءٍ لُقُوحُها
فَمَا أتلفتْ أيديهمُ من نُفوسنا
وإنْ كرُمتْ فإنَّنا لا ننوُحها
وكانت حمى ً ما قَبْلنا فنُبيحُها(17/369)
فَأُبْنا وآبوا كلّنا بمَضيضة ٍ
مُهملَة ٍ أجراحُنا وجُرُوحُهَا
وكنا إذا أحلام قوم تَغيبتْ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
رقم القصيدة : 19184
-----------------------------------
إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
فيا ربَّ أصحابٍ كِرَامِ
فقلت لهم: سيروا فِدى خالتي لكم
أما تَجدونَ الرِّيحَ ذاتَ سَهامِ
فقاموا إلى عِيْسٍ قد انضمَّ لحمُها
مُوقَّفة ٍ أرساغُها بخدامِ
وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحل جَبْلة ٍ
تُجاوبُ شَدّي نِسعَها بِبُغام
فأُدلِجُ حتى تطلُعَ الشمسُ قاصداً
ولو خُلطت ظَلماؤها بقَتام
فأوردتُهُم ماءً على حينِ وردهِ
عليه خليطٌ مِنْ قطاً وحَمامِ
وأهونُ كفٍّ لا تضيرك ضيرة ً
يدٌ بين أيدٍ في إناءِ طعامِ
يدٌ من بعيدٍ أو قريبٍ أتت به
شآمية ٌ غبراءُ ذاتُ قَتامِ
كأني وقد جاوَزْتُ تسعين حِجَّة ً
خلَعْتُ بها يوماً عِذَارَ لِجامِي
على الراحتين مرة ً وعلى العصا
أنوءُ ثلاثاً بعدهنَّ قِيامي
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أَرى
فكيف بمن يُرمى وليس يِرامِ
فلو أنها نبلٌ إذاً لاتَّقيتُها
ولكنني أُرمى بغير سِهامِ
إذا ما رآني الناسُ قالوا : ألمْ تكنْ
حديثاً جديد البزِّ غير كَهَامِ
وأفنى ، وما أُفني من الدهرِ ليلة ً
لوم يُغنِ ما أًفنيتُ سلك نِظامِ
وأهلكني تأميلُ يومٍ وليلة ٍ
وتأميلُ عامٍ بعدَ ذاكَ وعامِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> يا لهفَ نفسي على الشباب ولم
يا لهفَ نفسي على الشباب ولم
رقم القصيدة : 19185
-----------------------------------
يا لهفَ نفسي على الشباب ولم
أفقد به إذ فقدتُهُ أَمَمَا!
قد كنت في مَيْعة ٍ أُسرُّ بها
أمنعُ ضَيْمي وأُهبِط العُصُما
وأسحب الرّيط والبرود إلى
أدنى تجاري وأَنفُض اللِّمما
لا تغبطِ المرءَ أم يُقالَ لهُ
أمسى فلانٌ لعمرِهِ حكمَا
إنْ سرَّه طولُ عيشهِ ، فلقد
أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما(17/370)
إِنَّ من القوم مَنْ يُعاشُ به
ومنهمُ مَنْ تَرى به دَسَما
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> تحنُّ حنينا إلى مالكٍ
تحنُّ حنينا إلى مالكٍ
رقم القصيدة : 19186
-----------------------------------
تحنُّ حنينا إلى مالكٍ
فحِنّي حنينك إني مُعالي
إلى دار قومٍ حسانِ الوجوهِ
عظامِ القِباب طِوالِ العوالي
فَوَجهتُهنَّ على مَهْمهِ
قليل الوغى غير صوتِ الرِّئالِ
سراعاً دوائب ما ينثنيـ
حتى احتللن بحَيّ حِلال
بسعد بن ثعلبة َ الأكرميـ
ـن ، أهلِ الفضالِ وأهلِ النَّوالِ
ليالِي يحبوُنَني ودَّهُم
ويحبون قدركَ غرُّ المَحالِ
فتصبحُ في المحلِ محورَّة ً
لفيءِ إهالتها كالظِّلالِ
فإنْ كنتِ ساقية ً معشراً
كرامَ الضَّرائب في كل حالِ
على كرمٍ ، وعلى نجدة ٍ
رحيقاً بماء نِطاقٍ زُلالِ
فكوني أولئكَ تسقينهَا
فدًى لأولئك عَميّ وخَالي
أليسوا الفوارسَ يومَ الفرَا
ت ، والخيلُ بالقومِ مثلُ السَّعَالي
وهُمْ ما هُمُ عندَ تلكَ الهَنَاتِ
إذا زعْزعَ الطَّلْحَ ريحُ الشَّمال
بدُهْمٍ ضوامنَ للمُعُتْفيـ
ـنَ أنْ يمنحوهُنَّ قبلَ العيالِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> إِنّ قلبي عن تُكْتمٍ غيرُ سالي
إِنّ قلبي عن تُكْتمٍ غيرُ سالي
رقم القصيدة : 19187
-----------------------------------
إِنّ قلبي عن تُكْتمٍ غيرُ سالي
تيمتني ، وما أرَادَتْ وصالِي
هل ترى عِيرَها تُجيزُ سِراعاً
كلاعدَوْلِيِّ رائحاً من أَوالِ
نزلوا من سويقة ِ الماءِ ظُهراً
ثم راحوا للنَّعفِ نعْفِ مَطالِ
ثم أضحوا على الدثينة لا يأ
لون أنْ يرفعوا صُدُورَ الجِمالِ
ثم كان الحِساءُ منهمْ مَصيفاً
ضارباتِ الخُدورَ تحت الهَدالِ
فزِعت تُكتَمٌ وقالتْ عجيباً
أن رأتبني تغيَّر اليوم حالي
ياابنة الخير ! إنما نحن رهنٌ
لصُرُوفِ الأيَّامِ بعدَ اللَّيالي
جَلَّح الدَّهرُ وانتحى لي ، وقِدْماً
كان يُنحي القُوى على أمثالي
أَقْصدتني سِهامُهُ إِذْ رمتني
وتَولَّتْ عنه سُليمى نِبالي(17/371)
لا عجيبٌ فيما رأيتِ، ولكن
عَجَبٌ من تَفَرُّطِ الآجالِ
تدرك التمسح المولَّعَ في اللُّجَّـ
ـة ِ، والعُصْمَ في رؤوسِ الجِبال
والفريدَ المُسفّعَ الوجه ذا الجدّ
ة يختارُ آمناتِ الرِّمال
وتصدَّى لتصرع البطل الأر
وَعَ بين العلهاءِ والسِّربالِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> أمِنْ طَلَل قَفْرٍ ومن منزلٍ عافِ
أمِنْ طَلَل قَفْرٍ ومن منزلٍ عافِ
رقم القصيدة : 19188
-----------------------------------
أمِنْ طَلَل قَفْرٍ ومن منزلٍ عافِ
عفتهُ رياحٌ مِنْ مشاتٍ وأصيافِ
ومبروكِ أذوادٍ ، ومربطِ عانة ٍ
مِنَ الخيل يحرُثْنَ الديارَ بتطوافِ
ومجمعِ أحْطابٍ ومَلقى أَياصرٍ
إذا هَزْهَزته الرّيحُ قامَ له نافٍ
بكيتَ وأنت ـ اليومَ ـ شيخ مُجرَّبٌ
على رأسهِ شرخانِ من لونِ أصنافِ؟
سوادٌ وشيبٌ كلُّ ذلك شاملٌ
إذا ما صبا شيخٌ فليس له شافِ
وحيِّ مِنَ الأحياءِ عودٍ عرمرمٍ
مُدِّلٍ فلا يَخْشونَ من غَيْبِ أَخيافِ
سَمونا لهم من أرضنا وسمائنا
نُغاورهم من بَعد أرضٍ بإيجافِ
على كلِّ معرونٍ وذات خزامة ٍ
مصاعيب لم يذلن قبلي بتوقاف
أولئك قومي آلُ سعدِ بنِ مالكٍ
فمالوا على ضِغن عليّ وإِلغافِ
أكنّوا خُطوباً قد بدتْ صَفَحاتُها
وأفئدة ً ليستْ على َّ بأرْآفِ
وكلُّ أناسٍ أقربُ ـ اليومَ ـ منهمُ
الى وإن كانو عُمان أولى الغافِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> ومَوْلَى ضعيفِ النّصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
ومَوْلَى ضعيفِ النّصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
رقم القصيدة : 19189
-----------------------------------
ومَوْلَى ضعيفِ النّصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
جَشِمْتُ له ما ليس مني جاشِمُه
إذا ما رآبي مقبلاً شدَّ صوتُهُ
على القِرن واعلولى على مَنْ يُخاصمه
وأجردَ ميّاحٍ وهبتُ بسرجهِ
لمُختبطٍ أو ذي دلال أُكارمُه
على أنَّ قومي أسلموني وعُرّتي
وقومُ الفتى أظفارُه ودعائمُه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> غزل بوليسي
غزل بوليسي
رقم القصيدة : 1919(17/372)
-----------------------------------
شِعرُكَ هذا .. شِعْرٌ أَعوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحذَرْ :
فَهُنا مَنفى، وَهُنا سِجنٌ
وَهُنا قَبْرٌ، وَهُنا مَنْحَرْ .
وَهُنَا قَيْدٌ، وَهُنا حَبْلٌ
وَهُنا لُغمٌ، وََهُنا عَسْكرْ !
ما هذا ؟
هَلْ خَلَتِ الدُّنيا
إلاَّ مِنْ كَرٍّ يَتكرَّرْ ؟
خُذْ نَفَسَاً ..
إسألْ عن لَيلى ..
رُدَّ على دَقَّةِ مِسكينٍ
يَسكُنُ في جانبِكَ الأيسَرْ .
حتّى الحَربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَعُ المِئزَرْ !
قَبْلَكَ فرسانٌ قد عَدَلوا
في ما حَمَلوا
فَهُنا أَلَمٌ .. وهُنا أَمَلُ .
خُذْ مَثَلاً صاحِبَنا (عَنتَرْ)
في يُمناهُ يئِنُّ السّيفُ
وفي يُسراهُ يُغنّي المِزهَرْ !
**
ذاكَ قَضيّتُهُ لا تُذكَرْ :
لَونٌ أسمَرْ
وَابنَةُ عَمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسيرٌ .. والعُدّةُ أيْسَرْ :
سَيفٌ بَتّارٌ
وحِصانٌ أَبتَرْ .
أَمّا مأساتي .. فَتَصَوَّرْ:
قَدَمايَ على الأَرضِ
وقلبي
يَتَقَلّبُ في يومِ المحشَرْ !
**
مَعَ هذا .. مثلُكَ لا يُعذَرْ
لمْ نَطلُبْ مِنكَ مُعَلَّقَةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْسَرْ
ضَعْها في حاشِيةِ الدّفتَرْ
صِفْ عَيْنيها
صِفْ شَفَتيها
قُلْ فيها بَيتاً واتركْها ..
ماذا تَخسَرْ ؟
هَلْ قَلْبُكَ قُدَّ مِنَ المَرمَرْ ؟!
**
حَسَناً .. حَسَناً ..
سَاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظلامِ المخفَرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمعِ الأحمرْ .
نَهداها .. كَتَورُّمِ جسمي
قبلَ التّوقيعِ على المحضَرْ .
قامَتُها .. كَعَصا جَلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَةٌ ،
والحاجِبُ .. خِنجَرْ !
لَيْلايَ هواها استعمارٌ
وفؤادي بَلَدٌ مُستَعْمَرْ .
فالوعدُ لَديْها معروفٌ
والإنجازُ لديها مُنكَرْ .
كالحاكِمِ .. تهجُرني ليلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُني ليلا !
كمشاريعِ الدّولةِ تَغفو
كالأسطولِ السّادسِ أسهَرْ .
مالي منها غيرُ خَيالٍ
يَتَبَدّدُ ساعةَ أن يَظهَرْ
كشِعارِ الوحدةِ .. لا أكثرْ !
ليلى غامِضَةٌ .. كحقوقي،(17/373)
وَلَعُوبٌ .. كَكِتابٍ أخضَرْ !
**
يكفي يا شاعِرَنا ..
تُشكَرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حتّى
لمْ يبقَ لمزبلةٍ إلاّ
أنْ تخجلَ مِنْ هذا المنظَرْ !
هل هذا غَزَلٌ يا أغبَرْ ؟!
**
قُلتُ لكم .
أَعذَرَ مَنْ أَنذَرْ .
هذا ما عِندي ..
عَقْرَبةٌ
تُلهمُني شِعري .. لا عبقَرْ!
مُرٌّ بدمي طَعْمُ الدُّنيا
مُرٌّ بفَمي حتّى السُّكّرْ !
لَستُ أرى إلاّ ما يُحذَرْ .
عَيْنايَ صدى ما في نَفْسي
وبِنَفسي قَهْرٌ لا يُقهَرْ .
كيفَ أُحرِّرُ ما في نفسي
وأَنا نفسي .. لم أَتحَرّرْ ؟!
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> هل عرفتَ الدّيار عن أَحْقابِ
هل عرفتَ الدّيار عن أَحْقابِ
رقم القصيدة : 19190
-----------------------------------
هل عرفتَ الدّيار عن أَحْقابِ
دارساً آيُها كخطّ الكتابِ
وكأني لمّا عرفتُ ديار الـ
ـحيِّ بالسَّفْح عن يمين الحُباب
يَسَرٌ حارض الرِّبابة َ حتى
راحَ قَصْراً، وضِيمَ في الأَنداب
جزعاً منك يا بن سعدٍ وقد أخـ
ـلقَ منك المشيبُ ثوبَ الشَّبابِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> هل لا يُهيّج شوقك الطَّللُ
هل لا يُهيّج شوقك الطَّللُ
رقم القصيدة : 19191
-----------------------------------
هل لا يُهيّج شوقك الطَّللُ
أم لا يفرطُ شيخكَ الغزلُ
أمْ ذا القَطِين أصاب مقتله
منه وخانوه إذا احتملوا
ورأيت ظعهُمُ مقفية ً
تعلو المخارم سيرها رملُ
قَنأَ العُهُون على حواملها
وعلى الرُّهَاوِياتِ، والكللُ
وكأنَّ غِزلان الصَّريمِ بها
تحتَ الخدورِ يظلهاَ الظُّلَلُ
تامت فؤادك يوم بينهمِ
عند التفرق ظبية عُطُل
شَنِفتْ إلى رشأ تُربّبهُ
وَلَهَا بذاتِ الحاذِ معْتَزَلُ
ظلٌّ إذا ضحِيت ومرتَقَبٌ
كيلا يكون لليلها دَغَلُ
فسقى منازلها وحلتها
قردُ الرَّبَابِ لِصَوتِهِ زجلُ
أبدى محاسنهُ لناظرهِ
ذاتَ العِشاء مُهَلّب خَضِلُ
مُتحلّب تهوي الجَنوبُ به
فتكادُ تعدلُهُ وينجَفِلُ
وَضَعت لدى الأصناعِ ضاحية ً(17/374)
فَوَهى السُّيوب، وحُطّتِ العِجَلُ
فسقى امرأ القيس بن ....
م الأكرَمينَ لذكرهِمْ نَبَلُ
كم طعنة ٍ لكَ غير طائشة ٍ
ما أن يكونُ لجُرحها خَلَلُ
فطعتها، وضربت ثانية ً
أخرى ، وتنزلُ إنْ هُمُ نزلوا
يَهَبُ المخاضَ على غواربها
زَبَدُ الفحول مَعَانُهَا بقلُ
وعِشارها بعد المخاض وقد
صافتْ وعمَّ رِباعها النَّفَل
وإذا المُجزى حان مشربة ُ
عند المصيفِ وسَرّهُ النَّهَلُ
رَشْفُ الذّناب على جَمَاجمها
ما إِن يكونُ لحوضها سَمَلُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> نأتك أمامة ُ إلا سُؤالاً
نأتك أمامة ُ إلا سُؤالاً
رقم القصيدة : 19192
-----------------------------------
نأتك أمامة ُ إلا سُؤالاً
وإلا خيالاً يوافي خيالا
يُوافي مع الليل ميعادُها
ويأبى مع الصبح إلا زيالا
فذاك تَبدّلُ من ودّها
ولو شهِدتْ لم تُواتِ النَّوالا
وقد ريع قلبيَ إذْ أعلنوا
وقيل: أجدَّ الخليطُ احتمالا
وحث بها الحاديان النَّجاء
مع الصبحِ لما استثاروا الجِمالا
بوازل تحدى بأحداجها
ويُحذَينَ بعد نِعال نِعالا
فلما نأوا سبقت عبرتي
وأَذْرتْ لها بعد سَجْل سِجالا
تراها إذا احتثَّهَا الحاديا
ن بالخبت يرقلن سيراً عجالا
فبالظّل بُدّلن بعدَ الهجير
وبعدَ الحِجالِ ألِفنَ الرّحالا
وفيهن خولة ُ زينُ النِّسا
وتمشي رجالاً إلى الدّارعينَ
لها عَينُ حَوراءَ في روضة ٍ
وتُجري السِّواك على بارد
يخالُ السَّيَالَ ، وليْسَ السَّيَالا
كأن المُدامَ بعيدَ المنامِ
علتها، وتسقيكَ عذباً زُلالاً
كأن الذوائب في فرعها
حبالٌ، تُوصِّل فيها حِبالا
ووجهٌ يَحارُ له النّاظرونَ
يخالونهم قد أهلوا هلالا
إلى كفلٍ مثل دعص النَّقَا
وكفٍّ تُقلِّبُ بِيضاً طِفالا
أرادَ النّوال فمنّيتهِ
قِبالاً، ولا ما يُساوي قِبالا
وكيف تَبُتِّينَ حبل الصفا
ء من ماجدٍ لا يريد اعتزالا
وأضحى الذي قلت فيه ضلالا
فتى ً يبتني المجد، مثل الحسا
م أخلصه القين يوماً صقالا
يقود الكماة ليلقي الكماة(17/375)
ينازل ما إن أرادوا النِّزَالاَ
يشبه فرسانهم في اللقاء
إذا ما رحى الموت دارتْ حِيالا
ونمشي رجالاً الى الدَّارعين
كأعناق خورٍ تُزجِّي فِصالا
وتكسو القواطعَ هام الرّجالِ
وتحمي الفوارسُ مِنَّا الرِّجالا
ويأبى لي الضِّيمَ ما قد مضى
وعند الخصامِ فيعلوا جدالا
بقولٍ يذِلُّ له الرائضون
ويَفْضُلُهم إِنْ أرادوا فِضالا
وهاجرة ٍ كأُوار الجحيم ...
قطعتُ، إذا الجندب الجون قالاَ
وليلٍ تَعَسّفتُ دَيْجورَه
يخافُ به المُدلجون الخيالا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> يا رب من أسفاهُ أحلامه
يا رب من أسفاهُ أحلامه
رقم القصيدة : 19193
-----------------------------------
يا رب من أسفاهُ أحلامه
أن قيل يوماً إن عمراً سكور
إن أك مسكيراً فلا أسرب
وَغْلاً ولا يسلم مني البعيرْ
والزِّق مُلْك لمن كان له
والملك فيه طويلُ و قصيرْ
فيه الصَّبوحُ الذي يجعلني
ليثَ عِفرين والمال كثيرْ
فأوّلَ الليل فتًى ماجدٌ
وآخر الليل ضبعانٌ عثور
قاتلك الله من مشروبة ٍ
لو أن ذا مرة ٍ عنك صبورْ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> غشيت منازلاً من آل هندٍ
غشيت منازلاً من آل هندٍ
رقم القصيدة : 19194
-----------------------------------
غشيت منازلاً من آل هندٍ
قِفاراً بُدّلت بعدي عُفيّا
تبين رمادها ومخَطَّ نؤى ٍ
وأشعث ماثلاً فيها ثويَّا
فكادت من معارفها دموعي
تهمُّ الشأن ثم ذكرت حيَّا
وكان الجهلُ لو أبكاك رسمٌ
ولست أحب أن أدعى سفيَّا
وندمانٍ كريم الجدِّ سمحٍ
صبحت بسحرة ٍ كأساً سبياً
يُحاذر أن تباكرَ عاذلاتٌ
فيُنبأ أنّه أضحى غويّا
فقالَ لنَا : ألاَ هَلْ مِنْ شواءٍ؟
بتعريضٍ ، ولمْ يكميهِ عيَّا
فأرسلتُ الغُلامَ ولم أُلبّثْ
إلى خيرِ البوائك تَوْهَرِيّا
فناءَتْ للقيامِ لغيرِ سوقٍ
وأتبعُهَا جرازاً مشرفيَّا
فظلَّ بنعمة ٍ يُسعى عليه
وراح بها كريماً أجفليّا
وكنتُ إذا الهمومُ تضيَّفتني
قريتُ الهمَّ أهوج دوسريَّا
بُويزل عامِهِ مِردى قذَافٍ(17/376)
على التأويبِ لا يشكو الوُنيَّا
يُشيحُ على الفلاة ِ فيعتليها ؛
وأذرعُ ما صَدَعتُ به المطيّا
كأَنّي حين أزجُرُهُ بصوتي
زجرت به مدلاً أخدريَّا
تمهل عانة ً قد ذب عنها
يكون مَصامُه منها قَصيّا
أطال الشَّدَّ والتقريب حتى
ذكرتَ به مُمَرّاً أندريّا
بها في روضة شهري ربيعٍ
فساف لها أديماً أدلصيا
مشيحاً هل يرى شبحاً قريباً
ويوفى دونها العلم العليَّا
إذا لاقى بظاهرة ٍ دَحيقاً
أمرَّ عليهما يوماً قَسِيّا
فلما قلّصت عنه البقايا
وأعوزَ من مراتعه اللّويا
أرن فصكها صخبٌ دمولٌ
يعبُّ على مناكبها الصّبيَّا
فأوردها على طملٍ يمانٍ
يهل إذا رأى لحماً طريَّا
له شريانة ٌ شَغَلت يديه
وكان على تقلدها قويَّا
وزرقٌ قد تنخلها لقضبٍ
يَشُدُّ على مناصبها النَّضيّا
تردَّى برأة لما بناها
تبوأ مقعداً منها خفياً
فلما لم يَريْنَ كثيرَ ذُعْرٍ
وردن صوادياً ورداً كميَّا
فأرسلَ والمَقاتِلُ مُعْوِراتٌ
لما لاقتْ ذُعافاً يثربيّا
فخرَّ النّصلُ مُنعقضاً رَثيماً
وطارَ القِدْح أشتاتاً شَظيّا
وعضّ على أنامله لهفياً
ولاقى يومه أَسَفاً وغيّا
وراح بحِرّة ٍ لَهِفاً مُصاباً
يُنَبِّىء ُ عِرسه أمراً جليّا
فلو لطمت هناك بذات خمسٍ
لكانا عندها حِتْنَيْنِ سِيّا
وكانوا واثقينَ إذا أتاهم
بلحمٍ إن صباحاً أو مسيَّا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> شكوت إليه أنني ذو خَلالة ٍ
شكوت إليه أنني ذو خَلالة ٍ
رقم القصيدة : 19195
-----------------------------------
شكوت إليه أنني ذو خَلالة ٍ
وأني كبيرٌ ذو عيال مُجنّبُ
فقال لنا: أهلاً وسهلاً ومرحباً
إذا سرّكم لحمٌ من الوحش فاركبوا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> نأتك أُمامة ُ إلا سَؤالا
نأتك أُمامة ُ إلا سَؤالا
رقم القصيدة : 19196
-----------------------------------
نأتك أُمامة ُ إلا سَؤالا
وأعقبك الهجرُ منها الوصالا
وحادتْ بها نِيّة ٌ غَرْبة ٌ
تبدِّلُ أهلَ الصفاءِ الزِّيالا
ونادى أميرُهم بالفِرا(17/377)
قِ، ثمَّ استقلّوا لبين عِجالا
فقرَّبن كلَّ منيف القرا
عريضِ الحصير يغولُ الحيالا
إذا ما تسربلن مجهولة ً
وراجعن بعد الرَّسيمِ النِّقالا
هداهنَّ مشتمراً لاحقاً
شدشدَ المطاَ أرحيباً جلالاَ
تخال حمولهم في السّرا
بِ لَمَّا تواهقنَ سحقاً طولاَ
كوارعَ في حائرٍ مفعمٍ
وفيهنَّ حورٌ كمثلِ الظِّبَا
ءِ، تقرو بأعلى السَّليل الهَدالا
يميناً ، وبرقة َ رَعْمٍ شمالاَ
نوازعُ للخالِ إذْ شِمْنَه
فلما هبطنَ مصابَ الربيِ
وبيداءَ يلعب فيها السرَا
بُ، يخشى بها المُدْلِجون الضلالا
تجاوزتها راغباً راهباً
إذا ما الظباء اعتنقن الظِلالا
بضامزة ٍ كأتانِ الثَّميِ
عيرانة ٍ ما تشكّى الكلالا
إلى ابن الشقيقة ِ أعملتها
أخافُ العقابَ ، وأرجو النوالاَ
إلى ابنِ الشقيقة خيرِ الملوك
أوفاهمُ عند عَقْدٍ حِبالا
ألستَ أبرهمُ دمة ٍ
وأفضلهمْ إنْ أرادوا فِضالاَ
فأهلي فداؤك مُسْتَعْتِباً
عتبتْ فصدقتَ فيَّ المقالاَ
أتاكَ عدوٌ فصدقتهُ؛
فهلا نظرتَ هُديتَ السّؤالا
فما قلتُ مانطقوا
ولا كنتُ أرهبُه أن يُقالا
فإن كان حقاً كما خبّروا
فلا وصلت لي يمينٌ شمالا
تصدّق عليَّ فإني امرؤ
أخافُ على غير جُرم نَكالا
ويومٍ تَطلّعُ فيه النفوسُ
تطرفُ بالطعنِ فيهِ الرِّجالا
شهدتَ فأطفأتَ نِيرانَهُ
وأصدرتَ منه ظِماءً نِهالا
وذي لَجَب يُبرق الناظرينَ
كالليل أُلبس منه ظِلالا
كأن سنا البيض فوق الكما
ة - فيهِ المصابيحُ تخبي الذبالاَ
صبحتَ العدوَّ عَلَى نأيهِ
تَريشُ رجالاً وتَبْري رجالا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> كبرتُ وفارقني الأقربونَ
كبرتُ وفارقني الأقربونَ
رقم القصيدة : 19197
-----------------------------------
كبرتُ وفارقني الأقربونَ
وايقنتِ النَّفسُ أنْلا خلودا
وبانَ الأحبة ُ حتى فنوا
ولم يترك الدهرُ منهمْ عميدَا
فيا دهرُ قَدْك فأَسجِح بنا
فلسنا بصخرٍ ، ولسنا حديدَا
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> قد كن من غَسّان قبلك(17/378)
قد كن من غَسّان قبلك
رقم القصيدة : 19198
-----------------------------------
قد كن من غَسّان قبلك
أملاكٌ ومن نَصر ذوو هِمم
فتتوّجوا مُلكاً لهم هممٌ
ففنوا فناء أوائل الامم
لا تحسبنَّ الدهرَ مُخلدكم
أو دائماً لكمُ ، ولمْ يدمِ
لو دام لتبعٍ وذوي الـ
الأصناعِ من عادٍ ومن إِرمِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> كأن ابن مزنتها جانحاً
كأن ابن مزنتها جانحاً
رقم القصيدة : 19199
-----------------------------------
كأن ابن مزنتها جانحاً
فسيط لدى الأفق من خِنصرٍ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> مسرح وجمهور
مسرح وجمهور
رقم القصيدة : 192
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
البارحة كل رمش سل شلفاه
وانا على نيتي ساهي وشارد
مسرح وجمهور متبلد وملهاه
يوم انت تطعن حشاي بدم بارد
ياسيدي من يقول الموت مأساه
والموت بغضايتك خيل تطارد
ماعندك الا حلالك وحلا لاه
لي اركيت قلبي على سود المبارد
الرمش طاغي وانا ماني بوياه
صدرت ضامي غلاك وجيت وارد
شبيك لبيك قلب العبد لله
بين اصبعينك غدا خادم ومارد
اطلب وتدلل فداك اللي تمناه
لو تطلب الشمس وسهيل وعطارد
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إصعد
إصعد
رقم القصيدة : 1920
-----------------------------------
لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبَهْ
ولَمْ تكنْ كِذْبَهْ
ولم تكنْ خُلاصةً لِلخوفِ والرّهبَهْ
نِسبةُ تأييدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخلاصِ والرَّغبَهْ.
الشّعبُ كُلُّهُ انحنى
بينَ يَدَيكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّى أنا
وكُلُّ مَن حَوْلي هُنا
في غُربِة الغُربَهْ.
وَكُلُّ مَن في رَِحمِ الأُمّ انثنى
وكُلُّ مَن توسَّدَ التُّربَهْ.
مَلأتَ قلبَ الشّعبِ بالحُبِّ
فلا غَرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعبُ
مِن فَرْطِ الهوى.. قَلبَهْ.
أوطافَ مِن حَوْلكَ مَحمومَ الخُطى
أكثَر ممّا طِيفَ بالكعبَهْ !
يا مائةً في مائةٍ
يا غاطِساً في بركَةِ الحُبِّ إلى الرُّكْبَهْ(17/379)
شعُبكَ أعَطاكَ الذّي
لَمْ يُعْطهِ رَبَّهْ !
ها أنتَ مِنهُ آمِنٌ
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَنْ
فاصعَدْ إلى الشّعبِ إذَنْ
مُرتَدياً حُبَّهْ.
ولاتَضَعْ بينكُما حِراسَةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسكَ (النِّسْبهْ).
أو دَعْهُ يَتبَعْكَ إلى
سابع أرضٍ
عَلَّهُ.. يَنجو مِنَ الضَّربَهْ!
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> وقد برز عنه الرجل ظلماً ورملوا
وقد برز عنه الرجل ظلماً ورملوا
رقم القصيدة : 19200
-----------------------------------
وقد برز عنه الرجل ظلماً ورملوا
علاوته يوم العروبة بالدم
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> وإذا العذارى بالدخان تقنعت
وإذا العذارى بالدخان تقنعت
رقم القصيدة : 19201
-----------------------------------
وإذا العذارى بالدخان تقنعت
واستعجلت نَصبَ القدور فملّتِ
درّتْ بأرزاقِ العيال مغالق
بيدي مِنْ قمعِ العشارِ الجلة ِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> ليس طُعمي طُعْمَ الأنامل إِذ
ليس طُعمي طُعْمَ الأنامل إِذ
رقم القصيدة : 19202
-----------------------------------
ليس طُعمي طُعْمَ الأنامل إِذ
قلَّص درُّ اللِّقاح في الصِّنبرِ
ورأيتَ الإماء كالجعثنِ البا
لي عكوفاً على قرارة قدرِ
ورأيت الدُّخان كالرَّدَغِ الأصـ
جن ينباع من وراء السِّتر
حاضرٌ شركم وخيركم دَ
رٌّ خَروسٍ من الأرانب بِكْرِ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> وحمال أثقالٍ إذا هي أعرضَتْ
وحمال أثقالٍ إذا هي أعرضَتْ
رقم القصيدة : 19203
-----------------------------------
وحمال أثقالٍ إذا هي أعرضَتْ
عن الأصل لا يَسطيعها المُتكلّف
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> إنيِّ مِنَ القومِ الذين إذا
إنيِّ مِنَ القومِ الذين إذا
رقم القصيدة : 19204
-----------------------------------
إنيِّ مِنَ القومِ الذين إذا
أزِمَ الشتاءُ ودُوخلت حُجَرُهْ
ودنا ودُونيتِ البُيوتُ له
وثنى فثنَّى ربيعه قدرهُ
وضعَ المنيح وكان حظّهُمُ(17/380)
في المنقيات يقيمها يُسُرُهُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> كانت قناتي لا تلين لغامزٍ
كانت قناتي لا تلين لغامزٍ
رقم القصيدة : 19205
-----------------------------------
كانت قناتي لا تلين لغامزٍ
فألانها الإصباح والإمساء
ودعوت ربي في السلامة جاهدا
ليُصحّني فإذا السلامة ُ داءُ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> وشاعر قوم أُولي بِغضة
وشاعر قوم أُولي بِغضة
رقم القصيدة : 19206
-----------------------------------
وشاعر قوم أُولي بِغضة
قمعتُ فصارُوا لئاماً ذلالاَ
العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> فلوا أن شيئاً فائت الموت أحرزت
فلوا أن شيئاً فائت الموت أحرزت
رقم القصيدة : 19207
-----------------------------------
فلوا أن شيئاً فائت الموت أحرزت
عماية ُ إِذ راح الأرّح الموقفُ
سما طرفه وابّيضَّ حتى كأنه
خصى ٌ جفت عندَ الرحائلِ أكافُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
رقم القصيدة : 19208
-----------------------------------
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ
وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ
شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ
فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا
ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَة ِ مَنْكِبُ
تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا
طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ
وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ
نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ
فلمْ أرَ يوماً كانَ أكثرَ باكياً
ووجهاً تُرى فيهِ الكآبة ُ تجنبُ
أصَابُوا البَرُوكَ وابنَ حابِس عَنْوَة ٌ
فَظَلّ لَهُمْ بالْقاعِ يوْمٌ عَصَبصَبُ
وإنّ أبَا الصّهْبَاءِ في حَوْمة ِ الوَغَى
إذا ازورّت الأبطالُ ليثٌ محرّبُ
ومثلَ ابنِ غنمِ إنْ ذحولٌ تذكرتْ
وقَتْلى تَياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ
وَقَتْلى بِجَنْب القُرْنَتَيْنِ كَأنّهَا
نسورٌ سقاهَا بالدّماءِ مقشّبُ(17/381)
حلفتُ بربِّ الدّامياتِ نحورُها
وما ضمّ أجمادُ اللُّبينِ وكبكبُ
أقُولُ بِما صَبّتْ عَليّ غَمامتي
وجهدي في حبلِ العشيرة ِ أحطبُ
أقولُ فأمّا المنكراتِ فأتّقِي
وأمّا الشّذا عنّي المُلِمَّ فَأشْذِبُ
بَكيْتم على الصُّلحِ الدُّماجِ ومنكمُ
بِذي الرِّمْثِ من وادي تَبالة َ مِقْنَبُ
فَأحْلَلْتُمُ الشَّرْبَ الذي كان آمِناً
محلاً وخيماً عُوذُهُ لا تحلّبُ
إذا مَا عُلوا قالوا أبونَا وأُمُّنَا
وليس لهم عالينَ أمّ ولا أبُ
فتحدرُكُمْ عبسٌ إلينَا وعامرٌ
وترفعُنا بكرٌ إليكم وتغلبُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
رقم القصيدة : 19209
-----------------------------------
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
فالغمرَ فالمرّينِ فالشُّعبَا
حَلّتْ شَآمِيَة ً وَحَلَّ قَساً
أهْلي فَكَانَ طِلابُهَا نَصَبَا
لحقَتْ بأرضِ المنكرينَ ولمْ
تمكنْ لحاجة ِ عاشقٍ طلبَا
شَبّهْتُ آياتٍ بَقِينَ لَهَا
في الأوَّلِينَ زَخارِفاً قُشُبَا
تَمْشي بِهَا رُبْدُ النّعامِ كمَا
تَمْشي إمَاءٌ سُرْبِلَتْ جُبَبَا
ولَقَدْ أرُوغُ على الخلِيلِ إذا
خانَ الخلِيلُ الوَصْلَ أوْ كذَبا
بِجُلالَة ٍ سَرْحِ النَّجاءِ إذا
آلُ الجفاجفِ حولَها اضطربَا
وَكَسَتْ لَوَامِعُهُ جَوَانِبَهَا
قُصصاً وكانَ لأكمِها سببَا
خلَطَتْ إذا ما السّيرُ جَدّ بها
مَعْ لِينِها بِمِرَاحِها غَضَبَا
وكأنَّ أقتادي رميتُ بهَا
بَعْدَ الكَلالِ مُلَمّعاً شَبَبَا
منْ وحشِ أنبطَ باتَ منكرساً
حَرِجاً يُعالِجُ مُظلِماً صَخِباَ
لَهَقاً كأنّ سَرَاتَهُ كُسِيَتْ
خرزاً نقَا لمْ يعدُ أنْ قشُبَا
حتى أتيحَ لهُ أخُو قنصٍ
شهمٌ يُطرّ ضوارياً كشُبَا
يُنْحي الدّماءَ عَلى تَرَائِبِهَا
والقدَّ معقوداً ومنقضِبَا
فذأونَهُ شرفاً وكُنّ لهُ
حَتّى تُفَاضِلَ بَيْنَهَا جَلَبَا
حتى إذا الكلابُ قالَ لهَا
كاليومِ مطلوباً ولا طلبَا(17/382)
ذكر القِتالَ لها فراجعَها
عن نفسِه ونفوسَها ندبَا
فنَحا بشرّتِهِ لسابقِها
حتى إذا ما روقُهُ اختضبَا
كرهَتْ ضواريهَا اللّحاقَ بِه
متباعداً منْها ومقتربَا
وانقَضّ كَالدِّرِّيء يَتْبَعُهُ
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُهُ طُنُبَا
يخفَى وأحياناً يلوحُ كمَا
رفعَ المنيرُ بكفهِ لهبَا
أبَني لُبَيْنى لمْ أجِدْ أحَداً
في النّاسِ ألأمَ مِنكُمُ حَسَبَا
وأحقَّ أنْ يرمى بداهية ٍ
إنَّ الدّواهي تطلُعُ الحدبَا
وإذا تُسوئلَ عنْ محاتدكُمْ
لمْ تُوجدوا رأساً ولا ذنبَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> في سبيل المجد
في سبيل المجد
رقم القصيدة : 1921
-----------------------------------
إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
الهُدى،
والشّرفَ التالِدَ،
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
يُسرِعُ في إبطائِها !
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
في أعضائِها..
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
عن (أشيائِها)
مِن قِلّةِ استحيائِها .
إنّما ترفَعُهُ
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
واجعَلوا أصواتَكُمْ
بعضَ صَدى أصدائِها :
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .(17/383)
واطرحوا آلامَكُمْ
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
وامنحوا أقلامَكُمْ
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
وانزعوا أحلامَكُمْ
ثُمَّ اغسِلوها
واعصروها
واشرَبوا مِن مائِها !
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ
رقم القصيدة : 19210
-----------------------------------
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ
ـكَوَاكِبُ للْجَبَلِ الْوَاجِبِ
لفقدِ فضالَة َ لا تستوي الـ
ـفُقودُ ولا خلّة ُ الذّاهبِ
ألَهْفاً على حُسْنِ أخْلاقِهِ
عَلى الجَابِرِ العَظْمِ وَالحارِبِ
عَلى الأرْوَعِ السَّقْبِ لَوْ أنّهُ
يقومُ عَلى ذِرْوَة ِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى
كَمَتْنِ النبيّ منَ الكَاثِبِ
ورقبتهِ حتَماتِ الملُو
كِ بينَ السُّرادقِ والحاجبِ
ويكفي المقالة َ أهلَ الرّجا
لِ غَيْرَ مَعِيبٍ ولا عَائِبِ
ويحبو الخليلَ بخيرِ الحبا
ءِ غَيْرَ مُكِبٍّ وَلا قَاطِبِ
برأس النّجيبة ِ والعبدِ والـ
ـوليدَة ِ كالجُؤذُرِ الكاعبِ
وبالأُدْمِ تُحْدَى عليها الرِّحا
لُ وبالشّولِ في الفلقِ العاشبِ
فمنْ يكُ ذا نائلٍ يسعَ منْ
فضالة َ في أثرٍ لاحبِ
نجيحٌ مليحٌ أخو مأقطٍ
نِقابٌ يُحَدِّثُ بالْغائِبِ
فأبرحتْ في كلّ خيرٍ فما
يُعَاشِرُ سَعْيَكَ مِنْ طالِبِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> نُبئتُ أنّ بني جديلة َ أوعبُوا
نُبئتُ أنّ بني جديلة َ أوعبُوا
رقم القصيدة : 19211
-----------------------------------
نُبئتُ أنّ بني جديلة َ أوعبُوا
نَفْرَاءَ من سَلْمى لهم وَتَكَتَّبُوا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> ودّعْ لميسَ وداعَ الصّارمِ اللاحِي
ودّعْ لميسَ وداعَ الصّارمِ اللاحِي
رقم القصيدة : 19212
-----------------------------------
ودّعْ لميسَ وداعَ الصّارمِ اللاحِي
إذْ فنّكتْ في فسادٍ بعدَ إصْلاحِ
إذْ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضُهُ
حمشِ اللّثاتِ عذابٍ غيرِ مملاحِ(17/384)
وقدْ لهوتُ بمثلِ الرّثمِ آنسة ٍ
تُصْبي الحليمَ عَرُوبٍ غير مِكْلاحِ
كأنّ رِيقَتَها بعد الكَرَى اغْتَبَقَتْ
من ماءِ أصْهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ
أوْ منْ معتّقة ٍ ورهاءَ نشوتُها
أوْ منْ أنابيبِ رمّانٍ وتفّاحِ
هبّتْ تلومُ وليستْ ساعة َ اللاحي
هلاّ انتظرتِ بهذا اللّومِ إصباحي
إنْ أشْرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأ لها ثمَناً
فلا محالَة َ يوماً أنّني صاحي
ولا محالَة َ منْ قبرٍ بمحنية ٍ
وكفنٍ كسرَاة ِ الثورِ وضّاحِ
دَعِ العَجوزَيْنِ لا تسمعْ لِقِيلهما
وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجاحِ
كانَ الشّبابُ يلهِّينا ويعجبُنَا
فَمَا وَهَبْنا ولا بِعْنا بِأرْبَاحِ
إنّي أرقتُ ولمْ تأرقْ معِي صاحي
لمستكفٍّ بعيدَ النّومِ لوّاحِ
قد نمتَ عنّي وباتَ البرقَ يُسهرني
كما استْتَضاءَ يَهوديٌّ بِمِصْباحِ
يا منْ لبرقٍ أبيتُ اللّيلَ أرقبُهُ
في عارِضٍ كمضيءِ الصُّبحِ لمّاحِ
دانٍ مُسِفٍّ فوَيقَ الأرْضِ هَيْدبُهُ
يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالرّاحِ
كَأنّ رَيِّقَهُ لمّا عَلا شَطِباً
أقْرَابُ أبْلَقَ يَنْفي الخَيْلَ رَمّاحِ
هبّتْ جنوبٌ بأعلاهُ ومالَ بهِ
أعجازُ مُزنٍ يسُحّ الماءَ دلاّحِ
فالْتَجَّ أعْلاهُ ثُمّ ارْتَجّ أسْفَلُهُ
وَضَاقَ ذَرْعاً بحمْلِ الماءِ مُنْصَاحِ
كأنّما بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ
ريطٌ منشّرة ٌ أو ضوءُ مصباحِ
يمزعُ جلدَ الحصى أجشّ مبتركٌ
كأنّهُ فاحصٌ أوْ لاعبٌ داحي
فمَنْ بنجوتِهِ كمَنْ بمحفلِهِ
والمُستكنُّ كمَنْ يمشي بقرواحِ
كأنَّ فيهِ عشاراً جلّة ً شُرُفاً
شُعْثاً لَهَامِيمَ قد همّتْ بِإرْشاحِ
هُدْلاً مَشافِرُهَا بُحّاً حَنَاجِرهَا
تُزْجي مَرَابيعَها في صَحصَحٍ ضاحي
فأصْبَحَ الرّوْضُ والقِيعانُ مُمْرِعة ً
منْ بين مرتفقٍ منها ومُنطاحِ
وقَدْ أرَاني أمامَ الحيِّ تَحْملُني
جلذيّة ٌ وصلتْ دأياً بألواحِ
عَيْرانَة ٌ كَأتانِ الضّحْلِ صَلّبَهَا
جرمُ السّواديِّ رضّوهُ بمرضاحِ
سقَى ديارَ بني عوفٍ وساكنَهَا(17/385)
وَدَارَ عَلْقَمَة ِ الخَيْرِ بنِ صَبّاحِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> لَعَمْرُكَ ما مَلّتْ ثَوَاءَ ثَوِيِّها
لَعَمْرُكَ ما مَلّتْ ثَوَاءَ ثَوِيِّها
رقم القصيدة : 19213
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما مَلّتْ ثَوَاءَ ثَوِيِّها
حليمة ُ إذْ ألقتْ مراسيَ مقعدِ
ولكنْ تلقّتْ باليدينِ ضمانَتي
وحلّ بشرجِم القبائلِ عودّي
وقد غبرَتْ شَهرَيْ رَبيعٍ كِلَيهما
بحملِ البلايا والحِباءِ الممدَّدِ
ولمْ تُلههِا تلكَ التكاليفُ إنّهَا
كما شئتَ من أكرومة ٍ وتخرُّدِ
هيَ ابنة ُ أعراقٍ كرامٍ نمينَها
إلى خُلُقٍ عَفٍّ بَرَازَتُهُ قدِ
سَأجزيكِ أو يَجزيك عَنّي مُثوِّبٌ
وقصرُك أن يُثْنَى عليكِ وتُحمَدي
فإنْ يُعطَ منّا القوْم نصبرْ وننتظرْ
مني عقبٍ كأنّها ظمْءُ موردِ
وإن نُعطَ لا نجهل ولا ننطق الخنا
ونَجْزِ القُروضَ أهْلَها ثمَّ نقصِدِ
لا تُظهرنْ ذمَّ امرىء ٍ قبلَ خُبرِه
وبعدَ بلاءِ المرْء فاذمُم أوِ احمَدِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> يا عينُ جودي على عمرو بنِ مسعودِ
يا عينُ جودي على عمرو بنِ مسعودِ
رقم القصيدة : 19214
-----------------------------------
يا عينُ جودي على عمرو بنِ مسعودِ
أهلِ العَفافِ وأهلِ الحزْمِ والجودِ
أودى ربيعُ الصّعاليكِ الألى انتجَعوا
وكلّ ما فَوْقَها من صالحٍ مُودي
المطعمُ الحيَّ والأمواتَ إن نزلوا
شحمَ السَّنامِ من الكومِ المَقاحيدِ
والواهِبُ المائة َ المِعْكاءَ يَشْفَعُهَا
يوْمَ النّضالِ بِأُخْرى غيرَ مجْهودِ
إنّ مِنَ القَوْمِ مَوْجوداً خَلِيفتُهُ
وما خليفُ أبي وَهْبٍ بِمَوْجودِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> لا تأمنُوا آراءَهُ وظنونَهُ
لا تأمنُوا آراءَهُ وظنونَهُ
رقم القصيدة : 19215
-----------------------------------
لا تأمنُوا آراءَهُ وظنونَهُ
إنّ العيون لها من الأمْدادِ
وَتَعَوّذوا بالله من أقْلامِهِ
إن السيوف لهَا من الحُسّادِ(17/386)
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> فمُنْدَفَعُ الغُلاّنِ غُلاّنِ مُنْشِد
فمُنْدَفَعُ الغُلاّنِ غُلاّنِ مُنْشِد
رقم القصيدة : 19216
-----------------------------------
فمُنْدَفَعُ الغُلاّنِ غُلاّنِ مُنْشِد
فنعفَ الغرابِ خطبُهُ فأساودُهْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وفدَتْ أُمّي وما قدْ ولدَتْ
وفدَتْ أُمّي وما قدْ ولدَتْ
رقم القصيدة : 19217
-----------------------------------
وفدَتْ أُمّي وما قدْ ولدَتْ
غيرَ مفقودٍ فضالَ بنَ كلَدْ
يحملُ الوِرْدَ علَى أدبارِهِمْ
كُلّما أدْرَكَ بالسَّيْفِ جَلَدْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وما كانَ وقّافاً إذَا الخيلُ أحجمتْ
وما كانَ وقّافاً إذَا الخيلُ أحجمتْ
رقم القصيدة : 19218
-----------------------------------
وما كانَ وقّافاً إذَا الخيلُ أحجمتْ
وَما كان مِبطاناً إذا ما تَجَرّدا
كَثيرُ رَمَادِ القِدْرِ غَيْرُ مُلَعَّنٍ
ولا مُؤيِس منها إذا هو أخْمَدا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أبَني لُبَيْنى ، لَسْتُمُ بيَدٍ،
أبَني لُبَيْنى ، لَسْتُمُ بيَدٍ،
رقم القصيدة : 19219
-----------------------------------
أبَني لُبَيْنى ، لَسْتُمُ بيَدٍ،
إلاّ يداً ليستْ لهَا عضدُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> القرابين
القرابين
رقم القصيدة : 1922
-----------------------------------
هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ
وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ
وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ
وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ
لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ
وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا
سُورَ مآتِمْ .
إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ ..
كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ
على كُلِّ العَواصِمْ !
أيُّ دارٍ ؟!
أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ(17/387)
كُلَّما زادَتْ بها البُلدانُ.. قَلَّتْ !
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِمْ .
أيُّ نِفطٍ ؟!
صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ،
عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ
وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ !
أيُّ شَعْبٍ ؟!
شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ
بَينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ
مُستنيرٌ بظلامٍ
مُستجيرٌ بِمظالِمْ !
هُوَ أجيالُ يَتامى
تَتَرامى
مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .
كُلُّ جيلٍ يُنتَضى مِن أُمِّهِ قَسْراً
لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)
وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً
ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ
وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ .
فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بيدَيْها
وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ !
فَإذا فَرَّ
تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ
فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى
أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !
فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبي الهَوْلِ
لَدَى مَوْتِ الضّحايا..
واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ
لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا
نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!
* *
يا شُعوباً مِن سَرابٍ
في بلادٍ مِن خَرابْ..
أيُّ فَرْقِ في السَّجايا
بَينَ نَسْرٍ وَعُقابْ ؟!
كُلُّها نَفْسُ البهائِمْ
كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ
في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ
كُلٌّ توائِمْ !
* *
عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ
حَقْناً لِدِمانا
وانقَسَمْنا بِهَوانا
مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ
ما بَينَ الخَطيئاتِ وما بينَ المآثِمْ
وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .
داؤنا مِنّا وَفينا
وَتَشافينا تَفاقُمْ !
لو صَفَقْنا البابَ(17/388)
في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ
لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنْهُ
آثامُ الأعاجِمْ !
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أتاني ابنُ عبدِ اللهِ قُرْطٌ أخصّهُ
أتاني ابنُ عبدِ اللهِ قُرْطٌ أخصّهُ
رقم القصيدة : 19220
-----------------------------------
أتاني ابنُ عبدِ اللهِ قُرْطٌ أخصّهُ
وكانَ ابنَ عمٍّ نُصْحُهُ ليّ باردٌ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> غنيٌّ تآوى بأولادِها
غنيٌّ تآوى بأولادِها
رقم القصيدة : 19221
-----------------------------------
غنيٌّ تآوى بأولادِها
لتُهْلِكَ جِذْمَ تَميمِ بن مُرّ
وخندِفُ أقربْ بأنسابِهِمْ
ولكنّنا أهلُ بيتِ كُثُرْ
فإنْ تصلونَا نُواصِلْكُمُ
وإنْ تصرِمونا فإنّا صُبَرْ
لقَدْ عَلِمَتْ أسَدٌ أنّنَا
لَهُمْ نُصُرٌ وَلَنِعْمَ النُّصُرْ
فكيفَ وجدْتُمْ وقدْ ذُقتَمْ
رغايغَتَكُمْ بينَ حلوٍ ومُرّ
بِكُلّ مكان تَرَى شَطْبَة ً
مولّيَة ً ربَّهَا مُسبَطِرْ
وأُذِّنَ لها حشرة ٌ مشرة ٌ
كَإعْلِيط مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ
وَقَتْلى كَمِثْلِ جُذوعِ النخيلِ
تَغَشّاهُمُ مُسْبِلُ مُنْهَمِرْ
وأحمرَ جعداً عليهِ النّسورُ
وفي ضِبْنِهِ ثعلبٌ مُنْكَسِرْ
وفي صَدْرِهِ مثلُ جيْبِ الفَتَا
ة ِ تشهقُ حيناً وحيناً تهرْ
وإنّا وإخوانَنَا عامراً
على مثلِ ما بينَنَا نأتمِرْ
لنا صَرْخَة ٌ ثمّ إسكاتَة ٌ
كما طَرّقَتْ بِنَفاسٍ بِكِرْ
نَحُلّ الدّيَارَ وَرَاءَ الدّيارِ
ثُمّ نُجَعْجِعُ فِيها الجزرْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> ألَمّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرَا
ألَمّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرَا
رقم القصيدة : 19222
-----------------------------------
ألَمّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرَا
هُدُوّاً ولمْ يَطْرُقْ من اللّيل باكِرا
وكانَ إذا ما التَمّ منهَا بحاجَة ٍ
يُرَاجِعُ هِتراً من تُماضِرَ هاتِرا
وَفِتْيانُ صِدْقٍ لا تَخُمّ لِحامُهُمْ
إذا شُبّهَ النّجمُ الصُّوارَ النّوافِرا(17/389)
وأيْسارَ لُقْمانَ بنِ عادٍ سَمَاحَة ً
وَجُوداً إذا ما الشَّوْلُ أمستْ جَرائِرا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> خُذِلْتُ على ليلة ٍ ساهرهْ
خُذِلْتُ على ليلة ٍ ساهرهْ
رقم القصيدة : 19223
-----------------------------------
خُذِلْتُ على ليلة ٍ ساهرهْ
بِصَحرَاءِ شَرْجٍ إلى ناظِرَهْ
تُزادُ لياليَّ في طولِهَا
فليستْ بطلقٍ ولا ساكِرَهْ
كأنّ أطَاولَ شَوْكِ السيَال
تَشُكّ بها مَضْجَعي شَاجِرَهْ
أنوءُ بِرِجْلٍ بِهَا ذِهْنُهَا
وأعْيَتْ بِهَا أُخْتُها الغابِرَهْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> لَعَمْرُكَ ما تَدْعُو رَبيعَة ُ بِاسْمِنا
لَعَمْرُكَ ما تَدْعُو رَبيعَة ُ بِاسْمِنا
رقم القصيدة : 19224
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما تَدْعُو رَبيعَة ُ بِاسْمِنا
جميعاً ولم تُنبىء ْ بإحسانِنا مُضَرْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> عَدَدتَ رِجالاَ من قُعَين تَفَجُّساً
عَدَدتَ رِجالاَ من قُعَين تَفَجُّساً
رقم القصيدة : 19225
-----------------------------------
عَدَدتَ رِجالاَ من قُعَين تَفَجُّساً
فما ابْنُ لُبَيْنى والتفجّسُ والفَخرُ
شَأتكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمِينُهَا
وأنْتَ السّهُ السفْلى إذا دُعيتْ نصْرُ
وَعَيّرْتَنَا تَمرَ العِرَاقِ وبُرَّهُ
وَزَادُكَ أيْرُ الكلبِ شَوّطَهُ الجَمْرُ
مَعازيلُ حَلاّلونَ بالغَيْبِ وَحدَهم
بعمياءَ حتى يُسألوا الغدَ ما الأمرُ
فَلَوْ كُنْتُمْ من اللّيالي لَكُنْتُمُ
كَلَيْلَة ِ سِرٍّ لا هِلالٌ ولا بَدْرٌ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ
عليها من الحَوْلِ الذي قد مضى كَتْرُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> نحنُ بنُو عمرِو بنِ بكرِ بنِ وائلٍ
نحنُ بنُو عمرِو بنِ بكرِ بنِ وائلٍ
رقم القصيدة : 19226
-----------------------------------
نحنُ بنُو عمرِو بنِ بكرِ بنِ وائلٍ
نحالفُهُمْ ما دامَ للزّيتِ عاصِرُ(17/390)
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وَبِاللاّتِ والعُزّى ومَن دانَ دينَها
وَبِاللاّتِ والعُزّى ومَن دانَ دينَها
رقم القصيدة : 19227
-----------------------------------
وَبِاللاّتِ والعُزّى ومَن دانَ دينَها
وبالله إنّ الله مِنهُنّ أكْبَرُ
أحاذرُ نجّ الخيلِ فوقَ سراتها
وَرَبّاً غَيوراً وَجْهُهُ يَتَمَعّرُ
وذو بقرِ منْ صنعِ يثربَ مقفلٌ
وأسمرُ داناهُ الهلاليُّ يعترُ
. . . . . . . . . . .
فلا بُرْءَ من ضَبّاءَ والزّيتُ يُعصَرُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
رقم القصيدة : 19228
-----------------------------------
هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
أم بيتُ دومَة َ بعد الإِلفِ مهجورُ
أمْ هلْ كبيرٌ بكَى لم يقضِ عبرتهُ
إثرَ الأحبّة ِ يومَ البينِ معذورُ
لكنء بفرتاجِ فالخلصاءِ أنتَ بهِا
فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ
وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ
لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ
قدْ قلتُ للرّكبِ لولا أنّهم عجلوا
عُوجوا عليّ فحيّوا الحيَّ أو سيروا
قَلّتْ لحاجَة ِ نفْسٍ ليْلة ٌ عرَضَتْ
ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا
غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً
حسنُ الخلائقِ عمّا يُتّقى نورُ
لبسنَ رَيطاً وديباجاً وأكسية ٍ
شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ
ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا
سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ
وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجية ٌ
وَجْنَاءُ لاحِقَة ُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ
تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ
إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ
حرفٌ أخَوهَا أبوها منْ مهجّنة ٍ
وعمُّها خالها وجناءُ مئشيرُ
وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً
يسفي علَى رحلِها بالحيرة ِ المورُ
وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لها
منَ الفصافصِ بالنُّمِّيِّ سفسيرُ(17/391)
أبقى التهجُّرُ منها بعدَ كدنتِها
مِنَ المَحَالة ِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ
تُلقي الجرانَ وتقلو لي إذا بركَتْ
كما تيسَّرَ للنّفرِ المهَا النّورُ
كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها
واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ
كأنَّها ذو وشومٍ بينَ مأفقة ٍ
والقُطْقُطانَة ِ والبُرْعومِ مَذْعورُ
أحسّ ركزَ قنيصٍ من بني أسدٍ
فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ
يسعى بغضفٍ كأمثال الحصَى زمِعاً
كأنّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ
حَتّى أُشِبّ لهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ
فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا
وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ
كأنهنَّ بجنبيهِ الزّنابيرُ
حتّى إذا قلتُ نالتهُ أوائلُهَا
ولوْ يشاءُ لنجّتهُ المثابيرُ
كرَّ عليها ولمْ يفشلْ يهارشُهَا
كأنَّه بتواليهنّ مسرورُ
فشكّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ
كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ
ثمّ استمرَّ يباري ظلَّهُ جذلاً
كأنَّهُ مرزبانٌ فازَ محبورُ
يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ
منَ الرّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ
قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها
عَنْ ماءِ بَصْوَة َ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ
فما تناءَى بهَا المعروفُ إذ نفرَتْ
حتى تضمّنها الأفدانُ والدّورُ
قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عُنُفٌ
وسعيُهُمْ دونّ سعي الناسِ مبهورُ
وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ
كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ
نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ
ضهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ
مخلَّفونَ ويقضي الناسُ أمرهُمُ
غُسُّ الأمانَة ِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ
لَوْلا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ
لنالَهُمْ جحفلٌ تشقى به العُورُ
لَوْلا الهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ
وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبة ٍ سيروا
يعلُونَ بالقلعِ البصريِّ هامهُمُ
ويُخرجُ الفسوَ منْ تحت الدَّقاريرُ
تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ
وفي الحَفِيظَة ِ أبْرامٌ مَضَاجير
أجلتْ مرمَّأة ُ الأخبارِ إذ ولدَتْ(17/392)
عنْ يومِ سوءٍ لعبد القيسِ مذكورُ
إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا
أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ
تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها
تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> سائلْ بها مولاكَ قيسَ بنَ عاصمٍ
سائلْ بها مولاكَ قيسَ بنَ عاصمٍ
رقم القصيدة : 19229
-----------------------------------
سائلْ بها مولاكَ قيسَ بنَ عاصمٍ
فَموْلاكَ موْلى السَّوْءِ إن لم يُغَيِّرِ
لَعَمرُكَ ما أدري أمِن حَزْنِ مِحْجَنٍ
شُعَيْثُ بنُ سهمٍ أم لحَزْن بن مِنقَرِ
فمَا أنتَ بالمولى المضيَّعِ حقُّهُ
ومَا أنْتَ بالجارِ الضّعيفِ المُسَتّرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ارفعوا أقلامَكمْ عنها
ارفعوا أقلامَكمْ عنها
رقم القصيدة : 1923
-----------------------------------
ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ
فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ
وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا..
وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي
لِكَيْ تلقى الوكيلا !
* * *
طَفَحَ الكَيْلُ
وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا
وَعَصر ناكُمْ
وَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ
يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ
لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ
يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ
وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !
* * *(17/393)
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !
كَلاَّ
كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !
* * *
ارحَلوا...
أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ
ليغتَال القَتيلا ؟!
* * *
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> حَسِبْتُمُ وَلَدَ البرْشاءِ قاطِبَة ً
حَسِبْتُمُ وَلَدَ البرْشاءِ قاطِبَة ً
رقم القصيدة : 19230
-----------------------------------
حَسِبْتُمُ وَلَدَ البرْشاءِ قاطِبَة ً
نَقْلَ السَّمادِ وتَسْليكاً غَفا الغِيَرِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> نُبئتُ أنَّ دماً حراماً نلتَهُ
نُبئتُ أنَّ دماً حراماً نلتَهُ
رقم القصيدة : 19231
-----------------------------------
نُبئتُ أنَّ دماً حراماً نلتَهُ
فَهُريقَ في ثَوْبٍ عَلَيْكَ مُحَبَّرِ
نُبئتُ أنَّ بني سُحيمٍ أدخلوا
أبياتَهُمُ تامورض نفسِ المنذرِ
فلَبِئسَ ما كَسَبَ ابنُ عمرٍو رَهطَهُ
شمرٌ وكانَ بمسمعِ وبمنظرِ
زَعَمَ ابْنُ سُلْمِيٍّ مُرَارَة ُ أنّهُ
مولى السَّواقطِ دون آلِ المنذرِ
مَنَعَ اليَمامَة َ حَزْنَها وَسُهُولَهَا(17/394)
منْ كلِّ ذي تاجٍ كريمِ المفخرِ
إنْ كان ظَنّي في ابنِ هِندٍ صادقاً
لمْ يحقنوها في السِّقاءِ الأوفرِ
حَتّى يَلُفَّ نَخيلَهمْ وزُروعَهمْ
لهبٌ كناصية ِ الحصان الأشقرِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا
أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا
رقم القصيدة : 19232
-----------------------------------
أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا
إنّ الذي تحذرينَ قدْ وقعَا
إنّ الذي جمعَ السّماحة َ والنَّـ
ـجْدَة َ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا
الألْمَعِيَّ الّذي يَظُنُّ لكَ الظَّـ
ـنَّ كَأنْ قَدْ رَأى وَقَدْ سَمِعا
والمخلفَ المتلفَ المرزّأَ لمْ
يُمْتَعْ بِضَعْفٍ ولمْ يمُتْ طَبَعَا
والحافظَ الناسَ في تحوطَ إذا
لم يُرْسِلوا تَحْتَ عائِذٍ رُبَعَا
وازدحمتْ حلقتَا البطانِ بأقـ
ـوامٍ وطارتْ نفوسُهُمْ جزعَا
وَعَزّتِ الشّمْأَلُ الرِّياحَ وَقَدْ
أمسَى كميعُ الفتاة ِ ملتفعَا
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْـ
أقْوَامِ سَقْباً مُلَبَّساً فَرَعا
وكانتِ الكاعبُ الممنّعة الـ
ـحسناءُ في زادِ أهلِها سبُعَا
أودَى وهلْ تنفعُ الإشاحة ُ منْ
شيءٍ لمَنْ قدْ يحاولُ البدعَا
لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَة ُ وَالْـ
ـفِتْيانُ طُرَّاً وطَامِعٌ طَمِعَا
وذاتُ هدمٍ عارٍ نواشرُها
تُصمتُ بالماءِ تولباً جدِعَا
والحيُّ إذْ حاذروا الصّباحَ وقدْ
خافوا مُغيراً وسائِراً تَلِعا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> ألمْ ترَ أنّ اللهَ أنزلَ مزنة ٌ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أنزلَ مزنة ٌ
رقم القصيدة : 19233
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أنزلَ مزنة ٌ
وَعُفْرُ الظِّبَاءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ
فَخُلّيَ للأذْوادِ بَيْنَ عُوَارِضٍ
وبَينَ عَرَانينَ اليَمامَة ِ مَرْتَعُ
تكنّفنَا الأعداءُ منُ كلّ جانبٍ
لِينْتَزِعوا عَرْقاتِنَا ثمّ يَرْتَعوا
فَمَا جَبُنوا أنّا نسُدُّ عَلَيْهِمُ
ولكنْ لقوا ناراً تحسُّ وتسفعُ(17/395)
وجاءتْ سليمٌ قضُّهَا وقضيضُها
بأكثرِ ما كانوا عديداً وأوكَعوا
وَجِئْنَا بها شَهْباءَ ذاتَ أشِلّة ٍ
لها عارضٌ فيهِ المنيّة ُ تلمعُ
فودّ أبو ليلى طُفيلُ بنُ مالكٍ
بمُنْعَرَجِ السُّؤْبَانِ لوْ يَتَقَصّعُ
يلاعبُ أطرافَ الأسنّة ِ عامرٌ
وصارَ لهُ الكتيبة ِ أجمعُ
كأنّهُمُ بينَ الشُّميطِ وصارة ٍ
وَجُرْثُمَ والسّؤبانِ خُشْبٌ مُصرَّعُ
فمَا فَتِئَتْ خَيْلٌ تثوبُ وَتَدّعي
ويلحقُ منها لاحقٌ وتقطّعُ
لدى كلِّ أخدودٍ يغادرنَ دارعاً
يجرُّ كما جُرّ الفصيلُ المقرعُ
فَما فَتِئَتْ حَتى كأنَّ غُبارَها
سُرادقُ يومٍ ذي رياحٍ ترفَّعُ
تَثُوبُ عَلَيهِمْ مِن أبانٍ وشُرْمَة ٍ
وتركبُ من أهلِ القنانِ وتفزعُ
لدنْ غدوة ٍ حتّى أغاثَ شريدهُم
طويلُ النَّباتِ والعيونُ وضلفعُ
ففارتْ لهُمْ يوماً إلى الليلِ قدْرُنَا
تصُكّ حَرَابيَّ الظّهورِ وَتَدْسَعُ
وكنتُم كعظمِ الرِّيمِ لمْ يدرِ جازرٌ
على أيّ بَدْأي مَقْسِم اللحم يوضَعُ
وجاءتْ على وحشيِّها أمُّ جابرٍ
على حين سَنُّوا في الرّبيع وأمْرَعوا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> ورثنَا المجدَ عنْ آباءِ صدقٍ
ورثنَا المجدَ عنْ آباءِ صدقٍ
رقم القصيدة : 19234
-----------------------------------
ورثنَا المجدَ عنْ آباءِ صدقٍ
أسَأنَا في ديارِهِمُ الصّنِيعَا
إذا الحَسَبُ الرّفِيعُ تَوَاكَلَتْهُ
بُناة ُ السّوءِ أوشكَ أنْ يضيعَا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> لعمرك ما آسى طفيلُ بنُ مالكٍ
لعمرك ما آسى طفيلُ بنُ مالكٍ
رقم القصيدة : 19235
-----------------------------------
لعمرك ما آسى طفيلُ بنُ مالكٍ
بني عامرٍ إذ ثابتِ الخَيْلُ تدّعي
تَقَبّلَ من خَيْفانَة ٍ جُرْشُعِيّة ٍ
سَليلَة ِ معْرُوقِ الأباجِلِ جُرْشُعِ
وودّعَ إخوانَ الصَّفاءِ بقُرزُلٍ
يَمُرّ كَمِرّيخِ الوَليدِ المُقَزّعِ
وَلَوْ أدْرَكَتْهُ الخيل شالَ برِجْلهِ
كما شالَ يومَ الخالِ كعبُ بن أصمعِ(17/396)
فِرَاراً وأسْلمْتَ ابنَ أُمِّكَ عامراً
يلاعبُ أطرافَ الوشيجِ المزعزَعِ
وقدْ علمتْ عرساكَ أنَّكَ آيبٌ
تُخَبِّرهُمْ عن جيشهم كلَّ مَرْبَعِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> تنكّرَ بعدي منْ أميمة َ صائفُ
تنكّرَ بعدي منْ أميمة َ صائفُ
رقم القصيدة : 19236
-----------------------------------
تنكّرَ بعدي منْ أميمة َ صائفُ
فبِرْكٌ فَأعْلى تَوْلَبٍ فَالمَخالِفُ
فقوٌّ فرهبى فالسَّليلُ فعاذبٌ
مطافيلُ عوذِ الوحشِ فيه عواطفُ
فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخالُ تَعَذّرَتْ
فَمَعْقُلَة ٌ إلى مُطَار فَوَاحِفُ
كأنَّ جديدَ الدّارِ يبليكَ عنهُمُ
تقيُّ اليمينِ بعدَ عهدكَ حالفُ
بِها العِينُ والآرامُ تَرْعى سِخالُهَا
فطيمٌ ودانٍ للفطامِ وناصفُ
وقدْ سألتْ عنّي الوُشاة ُ فخُبِّرَتْ
وَقدْ نُشِرَتْ منها لَدَيّ صَحائِفُ
كعهدكِ لا عهدُ الشبابِ يُضلّني
ولا هَرِمٌ ممّنْ توَجّهَ دالِفُ
وقد أنتحي للجهلِ يوماً وتنتحي
ظَعائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنّ مُساعِفُ
نَوَاعِمُ ما يضْحَكنَ إلا تَبَسّماً
إلى اللَّهْوِ قد مالتْ بهِنّ السّوالِفُ
وأدْماءَ مثلِ الفَحْلِ يوْماً عَرَضْتُها
لِرَحْلي وفيهَا جُرْأة ٌ وَتَقَاذُفُ
فإنْ يهوَ أقوامٌ ردايَ فإنّما
يقيني الإلهُ ما وقَى وأُصادفُ
وعنسٍ أمونٍ قد تعلّلتُ متنَها
على صِفَة ٍ أوْ لم يصِفْ ليَ وَاصِفُ
كُمَيتٍ عصاها النَّقْرُ صَادقة ِ السُّرَى
إذا قيلَ للحَيران أين تُخالفُ
عَلاة ٍ كِنازِ اللّحْمِ ما بينَ خُفِّهَا
وَبينَ مَقِيلِ الرّحْلِ هَوْلٌ نَفانِفُ
عَلاة ٍ من النّوقِ المَرَاسِيلِ وَهْمَة ٍ
نجاة ٍ علَتْها كَبرة ٌ فهي شارفُ
جُماليّة ٍ للرَّحْلِ فيها مُقَدَّمٌ
أمونٍ ومُلْقى ً للزّمِيلِ ورَادِفُ
يُشَيّعُها في كلّ هَضْبٍ وَرَمْلَة ٍ
قَوائمُ عُوجٌ مُجْمَرَاتٌ مُقاذِفُ
تَوَائِمُ أُلاّفٌ تَوَالٍ لَوَاحِقٌ
سَوَاهٍ لَوَاهٍ مُرْبِذاتٌ خَوَانِفُ
يزلّ قُتودُ الرَّحلِ عن دأياتها(17/397)
كما زَلّ عن رَأس الشَّجيج المحارِفُ
إذا ما رِكابُ القوْمِ زَيّلَ بَيْنَها
سُرَى الليلِ منها مستكينٌ وصَارِفُ
عَلا رَأسَها بعدَ الهِبابِ وَسامَحتْ
كَمَحلوجِ قُطْنٍ ترْتميه النّوَادِفُ
وأنحَتْ كما أنحى المحالة َ ماتِحٌ
على البئرِ أضحى حوضهُ وهوَ ناشفُ
يخالطُ منها لينَها عجرفيّة ٌ
إذا لمْ يكنْ في المقرفاتِ عجارفُ
كأنّ وَنًى خانَتْ بهِ من نِظامِها
معاقِدُ فارْفَضّتْ بهنّ الطّوَائِفُ
كأنَّ كُحيلاً معقداً أو عنيّة ً
على رجْعِ ذفرَاها من اللِّيتِ واكفُ
يُنفِّرُ طيرَ الماءِ منْها صريفُها
صَريفَ مَحالٍ أقْلقتْهُ الخَطاطِفُ
كأنّي كَسَوْتُ الرّحلَ أحقبَ قارِباً
لهُ بجُنوبِ الشَّيِّطَيْنِ مَساوِفُ
يقلِّبُ قيدوداً كأنَّ سراتَها
صفا مُدهنٍ قد زحلفتْهُ الزَّحالفُ
يقلّبُ حقباءَ العجيزة ِ سمحجاً
بها ندبُ منْ زرهٍ ومناسفُ
وأخلفَهُ من كلّ وقطٍ ومُدْهنٍ
نطافٌ فمشروبٌ يبابٌ وناشفُ
وَحَّلأهَا حَتّى إذا هيَ أحْنَقَتْ
وأشْرَفَ فوْقَ الحالِبَيْنِ الشراسِفُ
وَخَبّ سَفَا قُرْيانِهِ وَتَوَقّدَتْ
عليهِ من الصّمّانتينِ الأصالفُ
فأضحى بقاراتِ السِّتارِ كأنَّهُ
ربيئة ُ جيشٍ فهوَ ظمآنُ خائفُ
يقولُ لهُ الرّاءون هذاكَ راكبٌ
يؤبِّنُ شخصاً فوق علياءَ واقفُ
إذا استقبلتْهُ الشمسُ صَدّ بوَجههِ
كما صدّ عنْ نارِ المهوِّلِ حالفُ
تَذَكّرَ عَيْناً مِن غُمازَة َ ماؤها
لَهُ حَبَبٌ تسْتَنّ فيهِ الزّخارِفُ
لهُ ثأدٌ يهتزُّ جعدٌ كأنّهُ
مُخالطُ أرجاء العيونِ القراطفُ
فأوردها التّقريبُ والشَّدُّ منهلاً
قَطاهُ مُعِيدٌ كرّة َ الورْدِ عاطِفُ
فَلاقَى عَلَيْها من صُباحَ مُدَمِّراً
لِناموسِهِ مِنَ الصَّفِيحِ سَقائفُ
صدٍ غائرُ العينينِ شقَّقَ لحمَهُ
سمائمُ قيظٍ فهوَ أسودُ شاسفُ
أزبُّ ظُهورِ السَّاعدينِ عظامُهُ
على قدرٍ شثنُ البنانِ جُنادفُ
أخُو قُتُرَاتٍ قَدْ تَيَقّنَ أنّهُ
إذا لم يُصِبْ لحماً منَ الوَحشِ خاسِفُ(17/398)
مُعَاوِدُ قَتْلِ الهادياتِ شِوَاؤهُ
منَ اللّحم قُصْرَى بادِنٍ وَطفاطِفُ
قصيُّ مبيتِ الليلِ للصَّيدِ مُطعمٌ
لأسهمِهِ غارٍ وبارٍ وراصفُ
فَيَسّرَ سَهْماً رَاشَهُ بِمَناكِبٍ
ظُهَارٍ لُؤامٍ فَهْوَ أعْجَفُ شارِفُ
على ضالة ٍ فزعٍ كأنَّ نذيرَها
إذا لمْ تخفّضْهُ عن الوحشِ عازفُ
فأمهلَهُ حتّى إذا أنْ كأنَّهُ
مُعَاطي يَدٍ مِن جَمّة ِ الماءِ غَارِفُ
فَأرْسَلَهُ مُسْتَيْقِنَ الظّنِّ أنّهُ
مُخالطُ ما تحتَ الشَّراسيفِ جائفُ
فَمَرّ النَّضِيُّ للذّرَاعِ ونَحْرِهِ
وللحَينِ أحياناً عنِ النّفسِ صارفُ
فعضَّ بإبهامِ اليمينِ ندامة ً
ولهّفَ سرّاً أمَّهُ وهوَ لاهفُ
وَجَالَ وَلمْ يَعْكِمْ وَشَيّعَ إلْفَهُ
بِمُنْقَطَعِ الغَضْرَاءِ شَدٌّ مُؤالِفُ
فما زالَ يفري الشدَّ حتّى كأنّما
قَوَائِمُهُ في جَانِبَيْهِ الزّعَانفُ
كأنّ بجنبيهِ جنابَينِ من حصَى
إذا عدوُهُ مرّا بهِ متضايفُ
تُوَاهِقُ رِجْلاهَا يَدَيْهِ وَرَأسَهُ
لها قتبٌ فوقَ الحقيبة ِ رادفُ
يُصَرِّفُ لِلأصْوَاتِ وَالرّيحِ هادياً
تمِيمَ النَّضِيِّ كَدَّحَتْهُ المناسِفُ
ورأساً كدنَّ التَّجرِ جأباً كأنَّما
رمَى حاجبيه بالحجارة ِ قاذفُ
كلا منخريْهِ سائفاً أوْ معشِّراً
بما انفضَّ منْ ماءِ الخياشيمِ راعفُ
وَلَوْ كُنْتُ في رَيْمانَ تحرُسُ بَابَهُ
أرَاجِيلُ أُحْبوشٍ وأغْضَفُ آلِفُ
إذنْ لأتتني حيثُ كنتُ منيّتي
يَخُبّ بِهَا هادٍ لإثْرِيَ قَائِفُ
إذِ النّاسُ نَاسٌ والزّمانُ بِعِزَّة ٍ
وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَدِيقٌ مُسَاعِفُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
رقم القصيدة : 19237
-----------------------------------
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
بالمندياتِ إلى جاراتهِمْ دُلُفُ
والفارسيّة ُ فيهِمْ غيرُ منكرة ٍ
فَكُلّهُمْ لأبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ
نيكوا فكيهة َ وامشوا حول قبّتها(17/399)
مشيَ الزَّرافة ِ في آباطها الخجفُ
لولا بنو مالكٍ والإلُّ مرقبة ٌ
ومالكٌ فيهِمُ الآلاءُ والشّرفُ
أم دَلّكمْ بعضُ مَن يرْتاد مَشتَمَتي
بِأيِّ أكْلَة ِ لَحمٍ تُؤْكَلُ الكَتِفُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أضرّب بها الحاجاتُ حتّى كأنّها
أضرّب بها الحاجاتُ حتّى كأنّها
رقم القصيدة : 19238
-----------------------------------
أضرّب بها الحاجاتُ حتّى كأنّها
أكَبّ عَلَيْها جازِرٌ مُتَعَرِّقُ
تَضَمّنَهَا وَهْمٌ رَكوبٌ كَأنّهُ
إذا ضَمّ جَنْبَيْهِ المَخارِمُ رَزْدَقُ
على جازعٍ جوزِ الفلاة ِ كأنَّهُ
إذا ما عَلا نَشْزاً مِن الأرْض مُهرِقُ
يُوَازي مِن القَعْقاعِ مَوْراً كَأنّهُ
إذا ما انتحى للقصدِ سيحٌ مشقَّقُ
كِلا طرفيهِ ينتهي عندَ منهلٍ
رواءٍ فعلويٌّ وآخرُ مُعرقُ
يَدفّ فُوَيْقَ الأرْضِ فَوْتاً كَأنّهُ
بِإعْجالِهِ الطَّرْفُ الحَديدُ مُعلَّقُ
وتبري لهُ زعراءُ أمّا انتهارها
ففوتٌ وأما حينَ يعيى فتلحقُ
كأنّ جهازاً ما تميلُ عليهِما
مقاربة ٌ أخصامُهُ فهو مشنّقُ
إذا اجْتَهَدا شَدّاً حسِبتَ عَليْهِما
عريشاً علتهُ النّارُ فهوَ يحرِّقُ
. . . . . . . . . . . .
عسلَّقة ٌ ربداءُ وهو عسلَّقُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
رقم القصيدة : 19239
-----------------------------------
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
فَذُقْنَا طَعْمَ طَاعَتِنا وَذاقُوا
فمالَ بنا الغبيطُ بجانبيهِ
عَلى أرَكٍ وَمَالَ بِنَا أُفَاقُ
كأنَّ جيادَنا في رعنِ زُمٍّ
جَرَادٌ قَدْ أطَاعَ لَهُ الْوَرَاقُ
شعراء العراق والشام >> يحيى السماوي >> وحشة صباح
وحشة صباح
رقم القصيدة : 1924
-----------------------------------
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أغض الطرف عن ورد الحديقة
وابتهاج ابني بأفراخ الحمام
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن أمي تشتكي صمما وقد عشيت(17/400)
لماذا لا أكف عن اتصالي الهاتفي بها
وإرسالي المزيد
من التصاوير الحديثة
هل يرى الأعمى من القنديل أكثر من ظلام؟
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن جارتنا (حسيبة)
باعت الثور الهزيل
وقايضت ثوبين بالمحراث
وابنتها - التي فسخت خطوبتها - اشترت نولا
ولكن الخراف شحيحة..
كادت تزف إلى ثري جاوز السبعين
لولا أن داء السكري أتى عليه
ولم يكن كتب الكتاب
فلم ترث غير العباءة والسوار
ووهم بيت من رخام
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أصيخ السمع
للماضي الذي لم يأت بعد
وأن أعيد صياغة النص الذي
أهملته عامين
لا أدري لماذا لا أكف
عن التلفت للوراء
ولا أمل من التأمل في حطامي
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن (نهلة) جاءها طفل له رأسان..
(نهلة) كانت القنديل في ليل الطفولة
ضاحكتني مرة.. فكبرت!
اذكر أنني - في ذات وجد-
قد كتبت قصيدة عنها..
وحين قرأتها في الصف
صفق لي المعلم
غير أن بقية الطلاب
أضحكهم هيامي
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
يقول (رفعت) في رسالته الأخيرة:
إن (محمود بن كاظم) بات - بعد العفو - حرا
غير أن حديثه يفضي إلى ريب بعقل
فهو يطنب في الحديث
عن التقدم للوراء
أو
التراجع للأمام
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
وما سيذبح في رياض فمي
أزاهير ابتسامي
فـ(حمادة الحمال) مات حماره
وأنا أرجح أن يكون (حمادة الحمال)
قد قتل الحمار
تدبرا لـ(بطاقة التموين)
والسوق التي كسدت
وللحقل الذي ما عاد يعرف خضرة الاعشاب
كان (حمادة الحمال) مختصا بنقل الخضراوات
وكان أشهر في (السماوة)
من وزير الخارجية..
غير أن حكومة (البطل المجاهد) عاقبته
لأنه
ترك الحمار يبول تحت منصة
رفعت عليها صورة (الركن المهيب)
و (حمادة الحمال) يجهل في السياسة..
لم يشارك في انتخاب البرلمان..
وحين يسأل لا يجيب
ويقال:
إن كبير مسؤولي الحكومة في (السماوة)
كان يخطب في اجتماع حاشد
في عيد ميلاد (ابن صبحة)
ثم صادف أن يمر (حمادة الحمال)
فاحتفل الحمار(17/401)
(وربما ارتبك الحمار)
فكان
أن غطى النهيق على الخطيب
ولذا
أرجح أن يكون (حمادة الحمال)
قد قتل الحمار
أو الحكومة أرغمته
بأمر قائدها اللبيب
فـ(حمادة الحمال) متهم
بتأليب الحمار على الحكومة
و (المهيب)
????
لي ما يبرر وحشتي..
بغداد تطنب في الحديث عن الربيع
ونشرة الأخبار تنبيء عن خريف
قد يدوم بأرض دجلة ألف عام!
وأنا ورائي جثة تمشي..
ومقبرة أمامي!
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> زعمتمْ أنّ غَولاً والرَّجامَ لكُمْ
زعمتمْ أنّ غَولاً والرَّجامَ لكُمْ
رقم القصيدة : 19240
-----------------------------------
زعمتمْ أنّ غَولاً والرَّجامَ لكُمْ
ومنعجاً فاذكروا والأمرُ مشترَكُ
وَقُلتُمُ ذاكَ شِلْوٌ سَوْفَ نأكُلُهُ
فكيْفَ أكْلُكُمُ الشِّلوَ الذي تركوا
هلُ سرَّكم في جُمادى أن نصالحَكم
إذ الشِّقاشقُ مدولُ بها الحنكُ
أوْ سرّكُمْ إذْ لحقنا غيرَ فخرِكُمُ
بأنّكمْ بينَ ظهرَيْ دجلة َ السَّمكُ
نَفسي الفِداءُ لمَنْ أداكُمُ رَقَصاً
تدمى حراقفُكمْ في مشيكم صكَكُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا
صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا
رقم القصيدة : 19241
-----------------------------------
صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا
وكانَ بذكرَى أمِّ عمرٍو موكَّلا
وكانَ لهُ الحَينُ المُتاحُ حمولة ً
وكلُّ امرىء ٍ رهنٌ بما قد تحمّلا
ألا أَعْتِبُ ابْنَ العَمِّ إن كانَ ظالماً
وأغْفِرُ عنهُ الجهلَ إن كان أجْهَلا
وإنْ قال لي ماذا ترَى يَسْتشيرُني
يجِدْني ابنَ عمٍّ مِخلَطَ الأمرِ مِزْيَلا
أُقيمُ بِدارِ الحَزْمِ مَا دامَ حَزْمُها
وأحرِ إذا حالَتْ بأنْ أتحوَّلا
وَأسْتَبْدِلُ الأمْرَ القَوِيَّ بِغَيْرِهِ
إذا عَقْدُ مأفونِ الرِّجالِ تَحَلَّلا
وإنّي امْرُؤٌ أعْدَدْتُ للحرْبِ بَعدما
رأيتُ لها ناباً من الشرِّ أعصَلا
أصَمَّ رُدَيْنِيّاً كَأنّ كُعوبَهُ
نوَى القسبِ عرّاصاً مزجّاً منصَّلا(17/402)
عَلَيْهِ كمِصْباحِ العَزيزِ يَشُبّهُ
لِفِصْحٍ وَيَحشوه الذبالَ المُفَتَّلا
وَأمْلَسَ صُولِيّاً كَنِهْيِ قَرَارَة ٍ
أحسّ بقاعٍ نفحَ ريحٍ فأجفلا
كأنّ قرُونَ الشمسِ عند ارْتفاعِهَا
وَقدْ صَادَفَتْ طَلْقاً منَ النَّجم أعزَلا
تَرَدّدَ فِيه ضَوْؤهَا وَشُعَاعُهَا
فأحسنْ وأزينْ بامرىء ٍ أن تسربلا
وَأبْيَضَ هِنْدِيّاً كَأنّ غِرَارَهُ
تَلألُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تكلّلا
إذا سُلّ منْ جفنٍ تأكّلَ أثرُهُ
على مثلِ مصحلة ِ اللُّجين تأكُّلا
كأنَّ مدبَّ النّملِ يتبعُ الرُّبى
ومدرجَ ذرٍّ خافَ برداً فأسهلا
على صفحتَيهِ منْ متونِ جلائهِ
ومبضوعة ً منْ رأسِ فرعٍ شظيّة ً
بطودٍ تراهُ بالسَّحابِ مجلَّلا
على ظَهْرِ صَفْوَانٍ كأنّ مُتُونَهُ
عُلِلْنَ بِدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزلا
يُطيفُ بها راعٍ يُجَشِّمُ نَفْسَهُ
لِيُكلِىء َ فِيهَا طرْفَهُ مُتَأملا
فلاقَى امرأً من مَيْدَعانَ وَأسمحتْ
قرونتُه باليأسِ منها فعجَّلا
فقالَ لهُ هلْ تذكرنَّ مخبِّراً
يَدُلّ على غُنْمٍ وَيُقصِرُ مُعْمِلا
عَلى خَيْرِ ما أبصرْتَها منْ بِضَاعَة ٍ
لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً بِهَا أوْ تَبَكُّلا
فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامخِ الرّأس لم تكن
لتبلغَهُ حتّى تكلَّ وتعملا
فأبصرَ ألهاباً منَ الطودِ دونَها
ترَى بينَ رَأسَيْ كلِّ نِيقَيْن مَهبِلا
فأشرطَ فيهَا نفسَهُ وهوَ معصمٌ
وَألْقَى بِأسْبابٍ لَهُ وَتَوَكّلا
وَقَدْ أكَلَتْ أظفارَهُ الصّخْرُ كلما
تعايا عليهِ طولُ مرقَى توصَّلا
فما زالَ حتّى نالَها وهوَ معصمٌ
عَلى مَوْطِنٍ لَوْ زَلّ عَنْهُ تَفَصَّلا
فأقبلَ لا يرجو التي صعدَت بهِ
ولا نفسَهُ إلا رجاءً مؤمَّلا
فلمّا نجا من ذلك الكربِ لمْ يزَلْ
يُمَظِّعُها مَاءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا
فَأنْحى عَلَيْها ذاتَ حَدٍّ دَعَا لهَا
رَفيقاً بِأخْذٍ بالمَداوِسِ صَيْقَلا
على فَخِذَيْهِ من بُرَاية ِ عُودِهَا
شبيهُ سفى البُهمى إذا ما تفتَّلا(17/403)
فجرّدَها صَفْرَاءَ لا الطّولُ عابَها
ولا قصرٌ أزرَى بها فتعطّلا
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مَلئِها
ولا عَجْسُها عن موضعِ الكفِّ أفضَلا
إذا مَا تَعاطَوْهَا سمِعْتَ لِصَوْتِها
إذا أنبضُوا عنْهَا نئيماً وأزمَلا
وإن شدّ فيها النَّزعُ أدبرَ سهمُها
إلى مُنتهى ً منْ عجسِها ثمّ أقبَلا
فَلَمّا قَضَى مِمّا يُريدُ قَضَاءَهُ
وَصَلّبَها حِرْصاً عَلَيْهَا فَأطْوَلا
وَحَشْوَ جَفِيرٍ من فُرُوعٍ غَرائبٍ
تنطَّعَ فيها صانعٌ وتنبَّلا
تخيِّرْنَ أنضاءً وركّبنَ أنْصُلاً
كجمرِ الغضَا في يومِ ريحٍ تزيَّلا
فلمّا قضَى في الصُّنعِ منهنّ فهْمَهُ
فلمْ يبقَ إلاّ أن تُسنّ وتُصقَلا
كساهُنّ من ريشٍ يمانٍ ظواهراً
سُخاماً لُؤاماً لَيّنَ المسِّ أطْحَلا
يخُرْنَ إذا أُنفزِنَ في سقاطِ الندى
وإنْ كان يوْماً ذا أهاضِيبَ مُخْضِلا
خُوَارَ المَطافِيلِ المُلمَّعَة ِ الشَّوَى
وأطلائها صادفْنَِ عرنانَ مبقِلا
فذاكَ عَتادي في الحروب إذا التظتْ
وَأرْدَفَ بأسٌ مِن حُرُوبٍ وأعْجلا
وذلكَ منْ جمعي وباللهِ نلتُهُ
وإنْ تلقَني الأعداء لا ألقَ أعزلا
وَقوْمي خِيارٌ مِنْ أُسَيّدَ شِجْعَة ٌ
كرامٌ إذا ما الموتُ خبّ وهرُولا
ترَى النَّاشىء َ المجهولَ منّا كسيّدٍ
تبحبحَ في أعراضهِ وتأثّلا
وقد علموا أنْ من يُردْ ذاك منهمُ
مِن الأمرِ يرْكَبْ من عِنانيَ مِسحَلا
فإنّي رَأيْتُ النّاسَ إلاّ أقلَّهُمْ
خِفافَ العُهودِ يُكثِرُونَ التنقّلا
بَني أُمِّ ذي المالِ الكثيرِ يَرَوْنَهُ
وإن كان عبداً سيّدَ الأمرِ جحفَلا
وهُمْ لمقلّ المالِ أولادُ علّة ٍ
وإنْ كان محْضاً في العُمومة ِ مُخْوَلا
وَلَيْسَ أخوكَ الدائمُ العَهْدِ بالذي
يذمُّك إنْ ولّى ويُرضيكَ مقبلا
وَلكنه النّائي ما دمتَ آمِناً
وصاحبُك الأدنى إذا الأمرُ أعضَلا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
رقم القصيدة : 19242(17/404)
-----------------------------------
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
إلى حكم بعدي فضلّ صلالُها
كَأنّ بِهِ إذْ جِئْته خَيْبَرِيّة ً
يَعُودُ عَلَيْهِ وِرْدُهَا وَمُلالها
كأنّي حلوتُ الشِّعرَ حينَ مدحتُهُ
صفا صخرة ٍ صمَّاءَ يبسٍ بلالُها
ألا تقبلُ المعروفَ منّا تعاورَت
مَنولَة ُ أسْيافاً عَلَيْكَ ظِلالُها
هممتَ بخيرٍ ثم قصّرتَ دونهُ
كما ناءَتِ الرَّجزاءَ شُدَّ عقالُها
منعتْ قليلاً نفعُهُ وحرمتني
قليلاً فهبها بيعة ً لا تقالُها
تلقّيتني يومَ النُّجيرِ بمنطقٍ
تَرَوَّحُ أرْطى سُعْدَ منْهُ وَضالُها
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> يا راكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
يا راكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
رقم القصيدة : 19243
-----------------------------------
يا راكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
يَزيدَ بنَ عبْدِ الله ما أنا قَائلُ
بِآية ِ أنّي لَمْ أخُنْكَ وَأنّهُ
سوَى الحقّ مهما ينطِق الناس باطلُ
فقوْمُكَ لا تجهَلْ عليْهمْ وَلا تكنْ
لَهُمْ هَرِشاً تَغْتابُهُمْ وتُقاتِلُ
وَما ينهَضُ البازي بِغيرِ جَنَاحِهِ
ولا يحملُ الماشينَ إلاّ الحواملُ
وَلا سَابِقٌ إلاّ بِساقٍ سَلِيمة ٍ
ولا باطشٌ ما لمْ تُعنْهُ الأناملُ
إذا أنتْ لم تُعرِض عن الجهلِ والخنا
أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> لِلُيلى بأعلى ذي معاركَ منزلُ
لِلُيلى بأعلى ذي معاركَ منزلُ
رقم القصيدة : 19244
-----------------------------------
لِلُيلى بأعلى ذي معاركَ منزلُ
خلاءٌ تنادى أهلُهُ فتحمّلوا
تَبَدّلَ حالاً بَعْدَ حالٍ عهِدْتُهُ
تَنَاوَحَ جِنّانٌ بِهنّ وَخُبَّلُ
على العمر واصَطادتْ فؤاداً كأنَّهُ
أبو غلقٍ في ليلتينِ مؤجلُ
ألمْ ترَيَا إذْ جئتما أنّ لحمَهَا
بهِ طعمُ شريٍ لمْ يهذَّبْ وحنظلُ
وَمَا أنَا مِمّنْ يسْتَنيحُ بِشَجْوِهِ
يُمَدّ لَهُ غَرْبا جَزُورٍ وَجَدْوَلُ(17/405)
وَلمّا رَأيْتُ الْعُدْمَ قَيّدَ نَائلي
وَأمْلَقَ ما عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ
فقرّبتُ حرجوجاً ومجّدتُ معشراً
تخيّرتُهُمْ فيما أطوف وأسألُ
بني مالكٍ أعني بسعدِ بنِ مالكٍ
أعمُّ بخيرٍ صالحٍ وأخلِّلُ
إذا أبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعَابَ فَإنَّهُمْ
مصادٌ لمن يأوي إليهمْ ومعقلُ
وَأنْتَ الذي أوْفَيْتَ فاليْوم بَعْدَهُ
أغَرُّ مُمَسٌّ بِاليدَيْنِ مُحَجَّلُ
تخيّرتُ أمراً ذا سواعدَ أنّهُ
أعفُّ وأدنَى للرَّشادِ وأجملُ
وذا شطباتٍ قدَّهُ ابنُ مجدَّعٍ
لَهُ رَوْنَقٌ ذِرِّيُّهُ يَتَأكّلُ
وأخرجَ منهُ القينُ أثراً كأنَّه
مدبٌّ دباً سودٍ سرَى وهوَ مسهلُ
وَبَيْضَاءَ زَغْفٍ نَثْلَة ٍ سُلَمِيّة ٍ
لَهَا رَفْرَفٌ فَوْقَ الأناملِ مُرْسَلُ
وأشبرنيهِ الهالكيُّ كأنّهُ
غَديرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرّيحُ سلسلُ
مَعي مَارِنٌ لذنٌ يُخلّي طَريقَهُ
سِنَانٌ كَنِبْرَاس النِّهاميِّ مِنجَلُ
تقاكَ بكعبٍ واحدٍ وتلذُّهُ
يداكَ إذا ما هُزّ بالكفِّ يعسلُ
وصفراَ منْ نبعٍ كأنَّ نذيرَها
إذا لمْ تخفّضهُ عنِ الوحشِ أفكَلُ
تعلَّمَها في غيلها وهي حظوة ٌ
بِوَادٍ بِهِ نَبْعٌ طِوَالٌ وَحِثْيَلُ
وَبانٌ وَظَيّانٌ وَرَنْفٌ وَشَوْحَطٌ
ألفُّ أثيثٌ ناعمٌ متغيَّلُ
فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ مَاءَ لِحَائِهَا
تُعَالى عَلى ظَهْرِ الْعريشِ وَتُنزَلُ
فملّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قشرِها
كغرقيء بيضٍ كنّه القيضُ من علُ
وأزعجَهُ أنْ قيلَ شتّانَ ما ترَى
إليكَ وَعُودٌ مِنْ سَرَاءٍ مُعَطَّلُ
ثلاثة ُ أبرادٍ جيادٍ وجرجَة ٌ
وَأدْكنُ من أرْيِ الدُّبورِ مُعَسُّلُ
فَجِئْتُ ببَيعي مُولِياً لا أزيدُهُ
عليهِ بها حتّى يؤوبَ المنخَّلُ
وَذَاكَ سِلاحي قدْ رَضِيتُ كمالَهُ
فيصدفُ عني ذو الجُناحِ المعبَّلُ
يدبَّ إليهِ خاتياً يدّري لهُ
ليفقُرَهُ في رميهِ وهوَ يرسلُ
رَأيْتُ بُرَيْداً يَزْدَريني بِعَيْنِهِ
تأمّلْ رويداً إنّني منْ تأمّلُ
وإنّكما يا ابنَي جناب وجدتما(17/406)
كمن دبَّ يستخفي وفي الحلق جلجل
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> يبصبصنَ بالأذنابِ حولَ لبانِهِ
يبصبصنَ بالأذنابِ حولَ لبانِهِ
رقم القصيدة : 19245
-----------------------------------
يبصبصنَ بالأذنابِ حولَ لبانِهِ
تَخَالُ على لَبّاتِهِنّ الخَصَائِلا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> فيا راكباً إمّا عرضتَ فبلّغَنْ
فيا راكباً إمّا عرضتَ فبلّغَنْ
رقم القصيدة : 19246
-----------------------------------
فيا راكباً إمّا عرضتَ فبلّغَنْ
بني كاهلٍ شاهَ الوجوهُ لكاهِلِِ
مَبَاشيمُ عن لحمِ العوَارِضِ بالضُّحى
وبالصَّيفِ كسّاحونَ تُربَ المناهلِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> أبَا دُليجة َ من لحيٍّ مفردِ
أبَا دُليجة َ من لحيٍّ مفردِ
رقم القصيدة : 19247
-----------------------------------
أبَا دُليجة َ من لحيٍّ مفردِ
صَقِعٍ من الأعْداءِ في شَوّالِ
وذا ذكرتُ أبا دُليجة َ أسبلَتْ
عَيْني فَبَلّ وَكِيفُها سِرْبالي
ومعصَّبينَ على نواجٍ سدْتَهُمْ
مثل القسيِّ ضوامرٍ برحالِ
وقوارصٍ بينَ العشيرة ِ تتَّقَى
داويتَهَا وسملتَها بسمالِ
لا زالَ ريحاٌ وفغُوٌ ناضرٌ
يَجْري عَلَيْكَ بِمُسْبِلٍ هَطّالِ
فَلَنِعْمَ رِفْدُ الحيِّ ينْتظرُونَهُ
ولنعمَ حشوُ الدِّرعِ والسِّربالِ
وَلَنِعمَ مَأوَى المُستضيفِ إذا دعا
وَالخيْلُ خَارِجَة ٌ مِنَ القَسْطالِ
. . . . . . . . . . . .
ولقدْ أبيتُ بليلة ٍ كليالي
. . . . . . . . . . . .
لقحَتْ بهِ لحياً خلافَ حيالِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> عينيّ لابدّ من سكبٍ وتهمالِ
عينيّ لابدّ من سكبٍ وتهمالِ
رقم القصيدة : 19248
-----------------------------------
عينيّ لابدّ من سكبٍ وتهمالِ
عَلى فَضَالة َ جَلِّ الرّزْءِ وَالْعالي
جُمّا عَلَيْهِ بَماءِ الشّأنِ وَاحْتَفِلا
لَيسَ الفُقودُ وَلا الهلْكى بِأمْثالِ
أمّا حصانُ فلم تُحجبْ بكلّتها
قدْ طُفتُ في كلّ هذا الناسِ أحوالي(17/407)
علَى امرىء ٍ سوقة ٍ ممّنْ سمعتُ بهِ
أندَى وأكملَ منهُ أيَّ إكمالِ
أوْهَبَ مِنْهُ لِذي أثْرٍ وَسَابِغَة ٍ
وَقَيْنَة ٍ عنْدَ شَرْبٍ ذاتِ أشْكالِ
وَخارِجيٍّ يَزُمُّ الألْفَ مُعْتَرِضاً
وهونة ٍ ذاتِ شمراخٍ وأحجالِ
أبا دُليجة َ مَنْ يُوصَى بأرملة ٍ
أم مَنْ لأشعثَ ذي طِمرينِ طملالِ
أم مَن يكون خطيبَ القوْم إن حفَلوا
لدى ملوكٍ أُولي كيدٍ وأقوالِ
أمْ مَنْ لقومٍ أضاعوا بعض أمرهمِ
بَينَ القُسوطِ وَبينَ الدِّينِ دَلْدَالِ
خافوا الأصِيلة َ وَاعْتَلّتْ مُلوكُهُمُ
وحمّلوا منْ أذى غُرمٍ بأثقالِ
فرّجتَ عمَّهُمُ وكنتَ غيثَهُمُ
حتَّى استقرتْ نواهُمْ بعدَ تزوالِ
أبا دُليجة َ مَنْ يكفي العشيرة َ إذ
أمْسَوْا من الأمرِ في لَبْسٍ وَبَلبالِ
أم مَنْ لأهلِ لويٍّ في مسكَّعة ٍ
في أمرهِمْ خالَطوا حقاً بإبطالِ
أمْ مَنْ لعادية ٍ تُردي ململة ٍ
كأنّها عارضٌ مِنْ هضبِ أوْ عالِ
لمّا رَأوْكَ عَلى نَهْدٍ مَرَاكِلُهُ
يَسْعى بِبَزِّ كمِيٍّ غيرِ مِعْزَالِ
وفارسٍ لا يحلُّ الحيُّ عُدوتَهُ
وَلَّوْا سِرَاعاً وَما هَمّوا بإقْبالِ
وما خليجٌ من المَرُّوتِ ذو حَدَبٍ
يرمي الضريرَ بخشبِ الطلحِ والضّالِ
يوْماً بِأجْوَدَ منْهُ حينَ تَسْألُهُ
ولا مُغِبٌّ بِتَرْجٍ بينَ أشْبالِ
لَيْثٌ عليه مِنَ البَرْديّ هِبْرِيَة ٌ
كالمرزبانيّ عيّالٌ بآصالِ
يَوْماً بِأجْرَأ مِنْهُ حَدَّ بادِرَة ٍ
على كميٍّ بمهوِ الحدّ قصَّالِ
لا زالَ مِسْكٌ وَرَيحانٌ لهُ أرَجٌ
عَلى صَدَاكَ بصافي اللّونِ سَلسالِ
يَسقي صَداكَ وَمُمساه وَمُصْبَحَهُ
رفهاً ورمسُكَ محفوفٌ بأظلالِ
ورّثتني ودَّ أقوامٍ وخُلّتَهُمْ
وذكرة ٌ منكَ تغشاني بإجلالِ
فَلَنْ يزَالَ ثَنَائي غَيْرَ ما كَذِبٍ
قَوْلَ امْرِىء ٍ غَيْر ناسيهِ ولا سالي
لَعَمْرُ ما قَدَرٍ أجْدى بِمصَرَعِهِ
لَقَدْ أخَلّ بِعرْشي أيَّ إخْلالِ
قدْ كانتِ النفسُ لوْ ساموا الفداءَ بهِ
إليكَ مُسمحة َ بالأهل والمالِ(17/408)
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> تنكَّرتِ منّا بعدَ معرفة ٍ لمِي
تنكَّرتِ منّا بعدَ معرفة ٍ لمِي
رقم القصيدة : 19249
-----------------------------------
تنكَّرتِ منّا بعدَ معرفة ٍ لمِي
وَبَعدَ التّصابي والشّبابِ المُكرَّمِ
وبعدَ ليالينَا بجوٍّ سُويقة ٍ
فباعجة ِ القِردانِ فالمتثلَّمِ
وما خفتُ أن تبلى النصيحة ُ بيننَا
بِهَضْبِ القَلِيبِ فالرَّقيِّ فعَيْهَمِ
فَمِيطي بمَيّاطٍ وَإن شِئْتِ فَانْعَمي
صَباحاً وَرُدّي بيْنَنا الوَصْلَ وَاسلمي
وإنْ لمْ يكنْ إلاّ كما قلتِ فأُذني
بصرمٍ وما حاولتِ إلاّ لتصرمِي
لَعَمْري لقد بَيّنْتُ يوْمَ سُوَيقَة ٍ
لمَنْ كانَ ذا لُبٍّ بوجهة ِ منسمِ
فلا وإلهي ما غدرتُ بذمّة ٍ
وَإنّ أبي قبلي لَغَيرُ مُذَمَّمِ
بُجَرِّدُ في السِّرْبالِ أبْيَضَ صَارِماً
مُبِيناً لِعَيْنِ النّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
يجودُ ويعطي المالَ منْ غيرِ ضنّة ٍ
وَيضرِبُ أنْفَ الأبْلَخِ المُتغشِّمِ
يُحِلُّ بِأوْعارٍ وَسَهْلٍ بُيُوتَهُ
لمَنْ نابَهُ من مستجيرٍ ومنعمِ
محلاًّ كوعساءِ القنافذِ ضارباً
بهِ كنفاَ كالمخدِرِ المتأجِّمِ
بجنبِ حبيِّ ليلتينِ كأنّما
يُفرِّطُ نَحْساً أوْ يُفِيضُ بِأسهُمِ
يجلجِلُها طورينِ ثم يُفيضها
كما أُرسلَتْ مخشوبة ٌ لمْ تقوَّمِ
تمَتَّعْنَ من ذاتِ الشُّقوقِ بِشَرْبَة ٍ
وَوَازَنَّ مِنْ أعْلى جُفافَ بِمَخرِمِ
صَبَحْنَ بَني عَبْسٍ وَأفْناءَ عامِرٍ
بِصَادِقَة ٍ جَوْدٍ مِنَ الماءِ وَالدّمِ
لحينَهُم لحيَ العصَا فطردتَهُم
إلى سنة ٍ جرذانُها لمْ تحلَّمِ
بأرعَنَ مثلِ الطّودِ غيرِ أُشابة ٍ
تناجزَ أُولاهُ ولم يتصرَّمِ
وَيخْلِجْنَهُمْ من كلّ صَمْدٍ وَرِجْلة ٍ
وكل غَبيطٍ بِالمُغِيرَة ِ مُفْعَمِ
فَأعْقَبَ خَيْراً كلُّ أهْوَجَ مِهرَجٍ
وكلّ مفدّاة ِ العُلالة ِ صلدَمِ
لعمرُكَ إنّا والأحاليفُ هؤلاً
لفي حقبة ٍ أظفارُها لم تُقلَّمِ
فإنْ كنتَ لا تدعو إلى غيرِ نافعٍ(17/409)
فدعني وأكرمِ من بدا لك واذأمِ
فعندي قُروضُ الخيرِ والشرّ كلِّهِ
فبؤسَى لدى بُؤسى ونُعمى لأنعُمِ
فمَا أنا إلاّ مستعدٌّ كما ترَى
أخُو شُرَكيِّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتَّمِ
هِجاؤكَ إلاّ أنّ مَا كانَ قد مضَى
عَلَيّ كَأثْوَابِ الحَرَامِ المُهيْنِمِ
ومُستعجبٍ ممّا يرَى منْ أناتِنا
ولوْ زينتهُ الحربُ لمْ يترمرَمِ
فإنّا وجدنا العِرضَ أحوجَ ساعة ً
إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّم
أرَى حَرْبَ أقوَامٍ تَدِقّ وَحَرْبَنَا
تجلُّ فنعروري بها كلَّ معظمِ
ترَى الأرضَ منّا بالفضاءِ مريضة ً
مُعَضِّلة ً مِنّا بجَمْعٍ عرَمرَمِ
وإنْ مُقرمٌ منّا ذرا حدُّ نابهِ
تَخَمّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ
لنا مرجمٌ ننفي بهِ عنْ بلادِنا
وكلُّ تميمٍ يرجمونَ بمرجمِ
أُسَيّدُ أبْناءٌ لَهُ قد تَتَابَعُوا
نُجُومُ سَماءٍ مِن تميمٍ بمَعْلَمِ
تركتُ الخبيثَ لم أشاركْ ولم أدقْ
وَلكِنْ أعَفَّ الله مَالي وَمَطْعمي
فَقَوْمي وَأعْدائي يَظُنّونَ أنّني
متى يحدثوا أمثالَها أتكلّمِ
رَأتْني مَعَدُّ مُعْلِماً فَتَنَاذَرَتْ
مُبَادَهَتي أمْشي بِرَايَة ِ مُعْلَمِ
فَتَنهَى ذَوي الأحلام عني حلومُهم
وَأرفَعُ صَوْتي لِلنّعامِ المُصَلَّمِ
وإنْ هزّ أقوامٌ إليّ وحدّوا
كسوتُهمُ منْ حبرِ بزٍّ متحَّمِ
يُخَيّلُ في الأعْناقِ مِنّا خزَاية ٌ
أوَابِدُها تَهْوي إلى كلّ موْسِمِ
وقدْ رامَ بحري بعد ذلك طامياً
مِن الشُّعَرَاء كلُّ عَوْدٍ وَمُقحمِ
ففاءوا ولوْ أسْطو على أمّ بعضِهِمْ
أصَاخَ فَلَمْ يُنْصِتْ وَلم يَتَكلّمِ
عَلى حين أنْ تَمّ الذَّكاءُ وَأدرَكتْ
قريحة ُ حسي من شُريحٍ مغمَّمِ
بنيَّ ومالي دون عِرضي مسلّم
وَقَوْلي كوقْعِ المشرفيِّ المُصَمَّمِ
نُبيحُ حمَى ذي العزِّ حينَ نريدُهُ
وَنحْمي حِمَانَا بِالْوَشِيجِ المُقَوَّمِ
يرَى الناسُ منّا جِلْدَ أسوَدَ سالِخٍ
وفروة َ ضرغامٍ من الأُسدِ ضيغَمِ
مَتى تَبْغِ عِزّي في تميمٍ وَمَنْصِبي(17/410)
تَجِدْ ليَ خالاً غيرَ مُخْزٍ وَلا عَم
تَجِدْنيَ من أشْرَافِهِم وَخيَارِهِم
حفيظاً على عوراتهمْ غيرَ مُجرمِ
نكصتُمْ على أعقابكُمْ يومَ جئتُمْ
تَزُجّونَ أنْفالَ الخَميسِ العَرَمرَمِ
ألَيْسَ بِوَهّابٍ مُفِيدٍ وَمُتْلِفٍ
وَصُولٍ لِذي قُرْبَى هضِيمٍ لمَهضِمِ
. . . . . . . . . . . . .
أهَابيَّ سَفْسافٍ مِن التُّرْبِ تَوْأمِ
شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أننسى ؟
أننسى ؟
رقم القصيدة : 1925
-----------------------------------
إذا كانت جراحُ الناس تغفو
فإنَّ جراحَنا أبداً تفور
وإن كانت همومهمُ رَماداً
فإن همومَنا الصغرى سَعير
أيحكم في قضيتنا عدوٌّ
ويُرشدنا لغايتنا ضرير ! ؟
ونبقى في الحياة بلا لسانٍ
وقد نطقتْ بحاجتها الحمير ! !
ندور كما يقول القوم دوروا
وإن رغبوا الثباتَ فلا ندور
ومِنّا من يرى في الخيش خزاً
ومنّا مَن يضايقهُ الحرير ! !
ويبحث بعضُنا عن كأس ماءٍ.
وتُغرق بعضَ سادتنا الخمورُ ؟
كأن النائبات لنا فراشٌ
وأنَّ العادياتِ لنا دُثور
وما زالت تُؤرّقنا سفوحٌ
لها في كل جارحةٍ حُضور
أننسى فى دروب القدس ليلى
وليلى تستغيثُ وتستجير ؟
أننسى أعين الليمون ترنو
وأعشاشاً تحن لها الطيور
أننسى مسجداً ونداءَ فجرٍ
ومحراباً وهل تُنسى الجذورُ ؟
لئن مِتنا فإنَّ لنا قبوراً
ستحكي كلَّ قصتنا القبور
رجالاً أصبح الاطفال فينا
وفي أرض الصدام لهم زئير
كأنهم من الصّوان قدّوا
ومن بُركانه هذا الزفيرُ
فلا تعجبْ وليس لهم رصاص
إذا وقعت على الموتِ الصدور
نعم ثاروا وعدتهم حجارٌ
ونحن القاعدون متى نثور ! ؟
نعم ثاروا وكلهمُ جياعٌ
ونحن المتخمين متى نثور ! ؟
دماؤهم على الطرقات مسكٌ
ويمضي للعبير بك العبيرُ
قبلنا بالحلول وأنكروها
وقالوا : إنه العار الكبير
وقبلّنا الأكفَّ لقاء سلمٍ
حقيرٌ ساقه الزمنُ الحقير
وضيّعنا الأمانة والأماني
فلا زحفٌ هناك ولا عبور
وماذا يحكم الشهداء فينا
غداة غدٍ إذا انتفضت قبورُ ؟ !(17/411)
دماءٌ قد نسيناها ليبقى
لنا شاةٌ همام أو وزير
ولكنَّ الرجال هناك قالوا
ألا كُفّوا فقد فُطم الصغير
فَنبتُ القدس ليس له نظيرٌ
وحاشا أن يكون له نظير
بماء الذكر يُسقى كل يوم
وفي أحضانه تنمو البذور
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> فإنْ تنكحِي ماويّة َ الخيرِ حاتِماً
فإنْ تنكحِي ماويّة َ الخيرِ حاتِماً
رقم القصيدة : 19250
-----------------------------------
فإنْ تنكحِي ماويّة َ الخيرِ حاتِماً
فمَا مثلُهُ فينا ولاَ في الأعاجمِ
فَتى لا يَزَالُ الدّهْرَ أكْبَرُ هَمِّهِ
فِكاكَ أسِيرٍ أوْ مَعونَة َ غَارِمِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> سأرقمُ بالماءِ القُراحِ إليكُمْ
سأرقمُ بالماءِ القُراحِ إليكُمْ
رقم القصيدة : 19251
-----------------------------------
سأرقمُ بالماءِ القُراحِ إليكُمْ
على نَأيِكُمْ إنْ كان للماءِ رَاقِمُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> عَلَيّ ألِيّة ٌ عَتُقَتْ قَديماً
عَلَيّ ألِيّة ٌ عَتُقَتْ قَديماً
رقم القصيدة : 19252
-----------------------------------
عَلَيّ ألِيّة ٌ عَتُقَتْ قَديماً
فليسَ لهَا وإنْ طُلبَتْ مرامُ
بأنَّ الغدرَ قدْ علمتْ معدٌّ
عَليّ وَجَارتَي مِنّي حَرَامُ
وَلَيْست بِطَارِقِ الجارَاتِ منّي
ذبابٌ لا يُنيمُ ولا ينامُ
وَلسْتُ بأطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي
حليلتَهُ إذا هجَعَ النِّيامُ
يقرِّعُ للرِّجالِ إذا أتَوهُ
وَللنِّسوانِ إنْ جِئْنَ السّلامُ
ولستُ بخابىء ٍ أبَداً طعاماً
حذارَ غدٍ لكلّ غدٍ طعامُ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> فَما أُمُّ الرُّدَيْنِ وَإنْ أدَلّتْ
فَما أُمُّ الرُّدَيْنِ وَإنْ أدَلّتْ
رقم القصيدة : 19253
-----------------------------------
فَما أُمُّ الرُّدَيْنِ وَإنْ أدَلّتْ
بعالمة ٍ بأخلاقِ الكرامِ
إذا الشَّيطانُ قصّعَ في قفاهَا
تَنَفّقْنَاهُ بِالحَبْلِ التُّؤامِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وَلَوْ شَهِدَ الفَوَارِسُ مِنْ نُمَيْرٍ(17/412)
وَلَوْ شَهِدَ الفَوَارِسُ مِنْ نُمَيْرٍ
رقم القصيدة : 19254
-----------------------------------
وَلَوْ شَهِدَ الفَوَارِسُ مِنْ نُمَيْرٍ
برامَة َ أو بنعفِ لوِى القصيمِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما
فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما
رقم القصيدة : 19255
-----------------------------------
فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما
حَبَاكُمْ بهِ مني جميلُ بنُ أرْقما
تجلّلَ غدراً حرملاءَ وأقلعتْ
سحائبُهُ لمّا رأى أهلَ ملهَمَا
فهلْ لكُمُ فيهَا أليّ فإنّني
طبيبٌ بما أعيَا النّطاسيُّ حذيمَا
فَأُخرِجَكُم من ثوْبِ شَمطاءَ عارِكٍ
مُشَهَّرَة ٍ بَلّتْ أسافِلَهُ دَما
وَلَوْ كانَ جارٌ مِنْكُمُ في عَشيرتي
إذا لرَأوا للجار حقّاً ومحرمَا
وَلَوْ كانَ حَوْلي من تميمٍ عِصَابة ٌ
لمَا كانَ مَالي فِيكُمُ مُتَقَسَّما
ألا تَتّقُونَ الله إذْ تَعْلِفُونَها
رضيخَ النَّوى والعُضِّ حولاً مجرَّما
وأعجبَكُمْ فيهَا أغرُّ مشهَّرٌ
تلادٌ إذا نامَ الرّبيضُ تغمغما
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وَما عَدَلت نفْسي بِنفسِكَ سيّداً
وَما عَدَلت نفْسي بِنفسِكَ سيّداً
رقم القصيدة : 19256
-----------------------------------
وَما عَدَلت نفْسي بِنفسِكَ سيّداً
سَمِعْتُ بهِ بين الدرَاهمِ والأَدَمْ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> كانَ بَنو الأبْرَصِ أقْرَانَكُمْ
كانَ بَنو الأبْرَصِ أقْرَانَكُمْ
رقم القصيدة : 19257
-----------------------------------
كانَ بَنو الأبْرَصِ أقْرَانَكُمْ
فَأدْرَكوا الأحْدَثَ وَالأقْدَمَا
إذْ قالَ عمرٌو لبني مالكٍ
لا تَعْجَلوا المِرّة َ أن تُحْكَما
باتوا يُصِيبُ القَوْمُ ضَيْفاً لهُمْ
حتى إذا ما ليلُهُمْ أظلما
قروْهُم شهباءَ ملمُومَة ً
مثلَ حريقِ النّارِ أوْ أضرَمَا
وَالله لَوْلا قُرْزُلٌ إذْ نَجَا
لكانَ مثوَى خدِّكَ الأخرمَا
نَجّاكَ جَيّاشٌ هَزيمٌ كَمَا(17/413)
أحمَيْتَ وَسْطَ الوَبَرِ المِيسَما
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> بكرَتْ أميّة ُ غُدوة ً برهين
بكرَتْ أميّة ُ غُدوة ً برهين
رقم القصيدة : 19258
-----------------------------------
بكرَتْ أميّة ُ غُدوة ً برهين
خَانَتْكَ إنّ القَيْنَ غَيْرُ أمينِ
لا تَحْزُنِيني بِالفِرَاقِ فإنّني
لا تسْتَهِلّ مِنَ الفِرَاقِ شُؤوني
وَلقدْ أرِبْتُ على الهمومِ بجَسْرَة ٍ
عَيْرَانَة ٍ بِالرِّدْفِ غَيْرِ لَجونِ
شرقيّة ِ ممّا تواردُ منهلاً
بِقَرينَة ٍ أوْ غَيْرِ ذاتِ قَرينِ
تأوي إلى ذي جُدّتينِ كأنّهُ
كرٌّ شديدُ العصبِ غيرُ منينِ
أوْفَى عَلى رُكْنَينِ فَوْقَ مَثابَة ٍ
عنْ جُولِ نازحة ِ الرِّشاء شطونِ
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> وكائنْ يُرَى منْ عاجزٍ متضعَّفٍ
وكائنْ يُرَى منْ عاجزٍ متضعَّفٍ
رقم القصيدة : 19259
-----------------------------------
وكائنْ يُرَى منْ عاجزٍ متضعَّفٍ
جنى الحربَ يوماً ثم لمْ يُغنِ ما يجني
ألَمْ يَعْلَمِ المُهْدي الوَعيدَ بأنّني
سَريعٌ إلى ما لا يُسَرّ لَهُ قِرْني
وَأنّ مَكَاني للمُريدينَ بارِزٌ
وإنْ برزُوني ذو كؤودٍ وذو حضْنِ
إذا الحربُ حلَّتْ ساحة َ القوْم أخرَجتْ
عيوبَ رجالٍ يُعجبونَكَ في الأمنِ
وللحربِ أقوامٌ يُحامونَ دونَها
وكَم قد تَرَى منْ ذي رُواءٍ ولا يُغني
شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أمي ..!
أمي ..!
رقم القصيدة : 1926
-----------------------------------
مالي سمعتُ كأنْ لم أسمعِ الخبرا
هل صار قلبيَ في أضلاعه حَجرا ؟
مالي جمدتُ فلم تهتزَّ قافيتي
ولا شعرتُ ولا أبصرتُ من شعرا
كأنَّ كلَّ سواقي الشعر قد أسِنت
من جففَّ الشعرَ من بالشعرِ قد غدرا ؟
أنا الذي عزفت أوتارُه نغماً
هزَّ الورى والذُرا والطيرَ والشجرا
مالي سكتُ فلم أنطقْ بقافية
ولا رأيت بعيني الدمعَ منحدرًا ؟
هل جففَّ الرملُ إحساسي وجففّني
فأصبح الشعرُ لا علماً ولا خبرا ؟
وهل عجزتُ عن التعبير واأسفي(17/414)
كأنني لم اصغْ للغادةِ الدُررا ! ؟
أمي تموت ويُمناها على كبدي
يا أمُّ رُحماك إنَّ القلبَ قد فُطِرا
هزّي سريري إني لم أزلْ ولداً
ودّثرينيَ إن الريحَ قد زأرا ..
وجفّفي عَرَقي فالصيفْ ألهبني
وسلسلي الماءَ كي أقضي به وطرا
مُدي يَديّكِ كما قد كنت ألثمها
فقد نهضتُ وَوَجْهُ الصبح قد سفرا
وحّوطيني .. تلك العيُن خائنة
وكم رأيتُ عيوناً تقدح الشررا
ولوّني أغنياتِ الصيف في شفتي
وقرّبي من وسادي النجم والقمرا
ما زال صوتك يا أماه يتبعني
يا ربُّ رُدَّ حبيباً أدمنَ السفرا
يا ربِّ صُنْهُ من الأشرارِ كلهمُ
ورُدَّ عنه الأذى والكيْد والخطرا
واجبرْ إلهي كسْراً ، حلَّ في ولدي
فأنتَ تجبرُ يا مولاي ما انكسرا
يا ربِّ جفّت دموع الأمهات هنا
فأنزلنَّ علينا الغيث والمطرا
كلُّ العصافير عادت من مهاجرها
متى نعودُ إلى أعشاشِنا زُمرا
وارحم إلهيَ زوْجاً غاص عائلها
في ظلمة السجن لم تبصرْ له أثرا
وطفلةً كلما قالت زميلتها
أتى أبوك ؟ تشظّى القلبُ وانفجرا
وارحم إلهي شيخاً دبَّ فوق عصاً
قد كاد من طول ليل يفقد البصرا
يا من رددتَ إلى يعقوب يوسفَه
لا تتركِ الشيخَ فرْداً لا يُطيق كرى
يا ربّ ما ذنبُ أحرارٍ إذا وقفوا
مثلَ الجبالتِ وموج الظلم قد سكِرا ؟ !
ما زال صوتك يا أماه يجلدُني
إني أسأتُ وجئتُ اليوم معتذرا
لا والذي خلق الدنيا وصورّها
ما خنتُ عهدك يوماً ، ما قطعت عُرى
لكنها مِحَنٌ حلت بساحتنا
أودت بفكر الذي قد روّض الفِكرا
أمي تموت ولم أفزع لرؤيتها
ولا قرأتُ على جثمانها سُورا
ولا حملتُ على كِتْفي جِنازتها
ولا مشيتُ مع الماشين معتبرا
العصر الجاهلي >> أوس بن حجر >> حَتّى إذا رَقْدٌ تنَكّبَ عَنْهُمَا
حَتّى إذا رَقْدٌ تنَكّبَ عَنْهُمَا
رقم القصيدة : 19260
-----------------------------------
حَتّى إذا رَقْدٌ تنَكّبَ عَنْهُمَا
رجَعَتْ وقدْ كادَ الخلاجُ يلينُ(17/415)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما رحَّلوا يومَ بانوا البزَّلَ العيسا
ما رحَّلوا يومَ بانوا البزَّلَ العيسا
رقم القصيدة : 19261
-----------------------------------
ما رحَّلوا يومَ بانوا البزَّلَ العيسا
إلاّ وقَدْ حَمَلوا فِيهَا الطّوَاوِيسَا
منْ كلِّ فاتكة ِ الألحاظِ مالكة ٍ
تخالها فوقَ عرشِ الدُّرِّ بلقيسا
إذا تمشَّتْ على صرحِ الزُّجاجِ ترى
شمساً على فلكِ في حجرِ أدريسا
تحيِّى ، إذا قتلتْ باللَّحظِ منطقها
كأنها عندما تحيَّى بهِ عيسى
توراتها لوحَ ساقيها سناً وأنا
أتلو وأدرسها كأنَّني موسى
أُسْقُفّة ٌ من بناتِ الرّومِ عاطِلة ٌ
ترى عليها منْ الأنوارِ ناموسا
وحشيِّة ٌ ما بها أُنسُ قدْ اتخذتْ
في بيتِ خلوتها للذكرِ ناووسا
قدْ اعجزتْ كلَّ علاَّمٍ بملَّتنا
وداوُديّاً، وحِبراً تمّ قِسّيساً
إن أوْمأتْ تطلبُ الإنجيلَ تحسبُها
أقسة ٌ أو بطاريقاً شماميسا
ناديتُ، إذ رَحّلَتْ للبَيْن ناقتَها:
يا حاديَ العيسِ لا تحدو بها العِيسا
عبّيْتُ أجيادَ صَبري يَوْمَ بَينِهِمُ
على الطّريقِ كراديساً كراديسا
سألتُ إذ بلغتْ نفسي تراقيها
ذاكَ الجَمَالَ وذاكَ اللطْفَ تَنْفِيسا
فأسلَمَتْ، ووقانَا الله شِرّتَها،
وزحزَحَ المَلِكُ المنصورُ إبليسا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خليليّ عُوجا بالكَثِيبِ وعَرِّجَا
خليليّ عُوجا بالكَثِيبِ وعَرِّجَا
رقم القصيدة : 19262
-----------------------------------
خليليّ عُوجا بالكَثِيبِ وعَرِّجَا
على لَعْلَعٍ، واطلب مياهَ يَلَمْلَمِ
فإنّ بها مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، ومن لهم
صِيَامي وحجّي واعتماري ومَوْسمي
فلمْ انسَ يوماً بالمحصِّبِ منْ منى ٍ
وبالمنحرِ الأعلى أموراً وزمزمِ
مُحَصَّبُهُمْ قلبي لرَمْي جِمَارِهِمْ
ومَنْحَرُهُمْ نفسي ومشرَبهم دَمي
فيا حاديَ الأجمالِ إن جئتَ حاجِراً
فقفْ بالمطايا ساعة ً ثمَّ سلِّمِ
ونادِ القِبَابَ الحُمرَ من جانبِ الحمى(17/416)
تحِيّة َ مُشْتاقٍ إليكُم مُتيَّمِ
فإن سلّموا فاهدِ السلامَ معَ الصَّبَا
وإن سكَتوا فارْحلْ بها وتقدّم
إلى نهرِ عيسى حيثُ حلّتْ ركابهم،
وحيثُ الخيام البِيض من جانبِ الفمِ
وَنادِ بدَعْدٍ والرّبابِ وزَيْنَبٍ
وهندٍ وسَلْمى ثم لُبنى وزَمزَمِ
وسَلهُنّ هلْ بالحَلْبَة ِ الغادة ُ التي
تُريك سَنا البيضاءِ عندَ التبسّمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سلامٌ على سلمى ومَنْ حلّ بالحِمَى
سلامٌ على سلمى ومَنْ حلّ بالحِمَى
رقم القصيدة : 19263
-----------------------------------
سلامٌ على سلمى ومَنْ حلّ بالحِمَى
وحقَّ لمثلي رقة ً أنْ يسلِّما
وماذا عليها أنْ تردَّ تحيَّة َ
علينا ولكنْ لا احتكامٌ على الدُّمى
سروا وظلامُ اللَّيلِ أرخى سدولهُ
فقلتُ لها صبَّاًُ غريباً متيَّماً
أحاطتْ بهِ الأشواقُ شوقاً وأرصدتْ
لهُ راشقاتُ النُّبلِ أيَّانَ يمَّما
فأبدتْ ثناياها وأومضَ بارقٌ
فلم أدرِ مَنْ شقّ الحَنَادِسِ منهُما
وقالت: أما يَكفيهِ أنّي بقَلْبِهِ
يشاهدُني في كلّ وقْتٍ أمَا أمَا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنجدِ الشَّوقَ وأتهمِ العزاءَ
أنجدِ الشَّوقَ وأتهمِ العزاءَ
رقم القصيدة : 19264
-----------------------------------
أنجدِ الشَّوقَ وأتهمِ العزاءَ
فأنا ما بينَ نجْدٍ وتِهَامْ
وهما ضِدّانِ لنْ يجتَمِعَا
فشَتاتي ما لَهُ الدهرَ نِظَامْ
ما صنيعي ما احتيالي دلَّني
يا عذولي لا ترعني بالملامْ
زَفَرَاتٌ قد تعَالَتْ صُعّداً
ودموعٌ فوقَ خدِّي سجامْ
حنَّتِ العيسُ إلى أوطانها
من وجى السَّيرِ حنينَ المستهامْ
ما حياتي بعدَهم إلاّ الفَنَا
فعليها وعلى الصّبرِ سَلامْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بانَ العَزَاءُ وبانَ الصّبرُ إذ بانوا
بانَ العَزَاءُ وبانَ الصّبرُ إذ بانوا
رقم القصيدة : 19265
-----------------------------------
بانَ العَزَاءُ وبانَ الصّبرُ إذ بانوا(17/417)
بانوا وهمْ في سوادِ القلبِ سكَّانُ
سألتُهم عن مَقِيلِ الرّكْبِ قِيل لنا:
مَقيلُهم حيثُ فاحَ الشِّيحُ والبَانُ
فقلتُ للريحِ سيري والحقي بهمُ
فإنّهم عند ظِلّ الأيْكِ قُطّانُ
وَبَلّغِيهِمْ سَلاماً من أخي شَجَنٍ
في قلبهِ منْ فراقِ القومِ اشجانُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وَزَاحَمَني عندَ استِلامي أوانِسٌ
وَزَاحَمَني عندَ استِلامي أوانِسٌ
رقم القصيدة : 19266
-----------------------------------
وَزَاحَمَني عندَ استِلامي أوانِسٌ
اتينَ إلى التِّطوافِ معتجراتِ
حسَرنَ عَن انوارِ الشُّموسِ، وقلن لي:
تَوَرَّعْ، فَموتُ النفس في اللحظاتِ
وكم قد قَتلنا، بالمُحصّبِ مِن مِنًى ،
نفوساً أبيِّاتٍ لدى الجمراتِ
وفي سرحة ِ الوادي وأعلامِ رامة ٍ
وجمعٍ عندَ النَّفرِ من عرفاتِ
ألمْ ترَأنَّ الحُسنَ يسلبُ من لهُ
عَفافٌ، فيُدْعى سالبَ الحَسَنَاتِ
فمَوْعِدُنا بعدَ الطّوافِ بزَمْزَمٍ،
لدى القُبة ِ الوُسْطى لدى الصّخَرَاتِ
هُنالكَ مَنْ قدْ شفّهُ الوَجْدُ يَشْتفي
بما شاءَهُ من نِسْوَة ٍ عَطِرَاتِ
إذا خِفنَ أسدَلْنَ الشعورَ فهنّ من
غدائرها في الحفِّ الظُّلمات
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> درَسَتْ رُبُوعُهُمُ، وإنّ هواهُمُ
درَسَتْ رُبُوعُهُمُ، وإنّ هواهُمُ
رقم القصيدة : 19267
-----------------------------------
درَسَتْ رُبُوعُهُمُ، وإنّ هواهُمُ
أبداً جديدٌ بالحَشَا ما يَدرُسُ
هذي طلولهمُ وهذي الأدمعُ
ولِذِكْرِهم أبداً تَذوبُ الأنفُسُ
ناديْتُ خَلْفَ رِكَابِهِمْ من حُبّهِمْ:
يا مَنْ غِناهُ الحُسنُ! ها أنا مُفْلِسُ
مرَّغتُ خدِّي رقَّة ً وصبابة ً
فبِحَقّ حَقّ هَوَاكُمُ لاَ تُؤيسوا
مَنْ ظَلّ في عَبَرَاتِهِ غَرِقاً وفي
نارِ الأسى حرقاً ولا يتنفَّسُ
يا موقدِ النَّارِ الرُّويدا هذه
نار الصَّبابة ِ شأنكمْ فلتقبسوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَعَتْ لَنَا بالأبْرَقَينِ بُرُوق(17/418)
لمَعَتْ لَنَا بالأبْرَقَينِ بُرُوق
رقم القصيدة : 19268
-----------------------------------
لمَعَتْ لَنَا بالأبْرَقَينِ بُرُوق
قصفتْ لها بينَ الضُّلوعِ رعودُ
وهمتْ سحائبها بكلِّ خميلة ٍ
وبكلّ مَيّادٍ عليْكَ تَمِيدُ
فجرَتْ مَدامِعُها، وفاحَ نسيمُها
وَهَفَتْ مُطَوَّقَة ٌ وأوْرَقَ عُودُ
نصبوا القبابَ الحمرَ بينَ جداولٍ
مثلِ الأساودِ، بينهنّ قُعودُ
بيضٌ، أوانسُ، كالشُّموسِ طوالعٌ
عِينٌ كريماتٌ عَقائلُ غِيدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ
ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ
رقم القصيدة : 19269
-----------------------------------
ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ
ترَفّقْنَ لا تُضْعِفْنَ بالشجوِ أشجاني
ترَفّقْنَ لا تُظهرنَ بالنّوح والبُكا
خفيَّ صباباتي ومكنونَ أحزاني
أُطارحُها عند الأصيلِ وبالضحى
بحنَّة ِ مشتاقٍ وأنَّة ِ هيمانِ
تَنَاوَحَتِ الأرواحُ في غَيضَة ِ الغَضا
فمالتْ بأفنانٍ عليَّ فأفناني
وجاءتْ منَ الشَّوقِ المبرَّحِ والجوى
ومن طُرَفِ البَلْوَى إليّ بأفْنانِ
فمَن لي بجمعٍ والمحصَّب مِن مِنًى
ومَنْ لي بِذاتِ الأثْلِ مَنْ لِي بنَعْمان
تطوفُ بقلبي ساعة ً بعدَ ساعة ٍ
لوَجدٍ وتبريحٍ وتَلثُمُ أركاني
كما طاف خيرُ الرُّسلِ بالكعبة ِ التي
يقولُ دليلُ العقْلِ فيها بنُقصَانِ
وقبّلَ أحجاراً بها، وهو ناطقٌ
وأينَ مَقامُ البيتِ من قدرِ إنسانِ
فكَم عَهِدَتْ أن لا تحولَ وأقسمتْ
وليس لمخضوبٍ وفاءٌ بأيمانِ
ومنْ أعجبِ الأشياءِ ظبى ُ مبرقعُ
يشيرُ بعنَّابٍ ويومي بأجفانِ
ومَرعاهُ ما بينَ التّرائِبِ والحَشَا
ويا عَجَباً من روضة ٍ وَسَطَ نيرانِ
لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورة ٍ
فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ،
وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ
رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني(17/419)
لنا أُسْوَة ٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا
وقيسٍ وليلى ، ثمَّ مي وغيلانِ
شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أحوال
أحوال
رقم القصيدة : 1927
-----------------------------------
غداً أمضي وبعد غد أعودُ
كأني لا أُرادُ ولا أُريد !
ويثقل في دروب النور خطوي
وفي هذا الدجى بصري حديد
وما لي قد حنْيتُ اليوم ظهري
وأزعُمُ أنني رجلٌ شديدُ
وأزعم أنَّ ملءَ السمع ذكري
وذكري مثل صاحبه بليدُ !
وأزعمُ أنني ما زلتُ غضّاً
وفوق الطوْق قد شبّ الحفيد ! !
وأمضي كالكفيف إلى مصيري
وأمضي لا أتيه ولا أحيدُ
وأعجب كيف لا اسطيعُ نُطقاً
وتحتَ لساني الدرُّ النضيدُ ! !
عتبتُ عليك يا زمنَ الأفاعي
أتعبثُ في مصائرنا القرود ؟
أتحكمنا النذالة والنفايا
وترسمُ ما تشاء وما تُريد ؟
عتبتُ عليك كيف تشل ساقي
ويَخفقني بدرِّتك العبيدُ ؟
تواريني التراب ولستُ ميتاً
كما واريتني وأنا وليد
لماذا يا عدوَّ الله تبكي
وقلبُك من فظاظته حديد ؟ ؟
ألفناها دموعَ الذل حتى
سئمنا ما نقولُ وما نُعيد
تجودُ وما علمتُ لديك شيئاً
تجودُ به ، فكيف إذن تَجود ؟ ؟
وتعييني الإجابةُ يا صديقي
فبحر الصمت ليس له حدود
كتبت على جدار الصبر شعري
فلم يبق الجدارُ ولا القصيد !
وعبدّتُ الطريق فما مشينا
وبيضتُ الهمومَ وهن سود
وكم أَرّخْتُ من عطشي فصولاً
لتزهر في أكفكمُ الورودُ !
وكم أنذرتكم في الصبح جيشاً
وقلت لكم لقد رجعت يهود !
وتزحف هذه الخمسون نحوي
أَوَ عْدٌ يا جُهينةُ أم وَعيدُ ؟ ؟
إليكَ إليكَ يا وطني المفدى
وأدري أنه قُطع البريد
فلا الزيتون في عيني ذاو
ولا عِنب الخليل به صدود
عشقتكِ يا جبال النار طفلاً
ونارُ العشقَ ليس لها خمودُ
أمدّ عليك حين الحرّ جفني
ويرعشُ حين أذكرك الوريدُ
وحاشا أن أخون العهد يوماً
وحاشا أن يساورني الجحود
أنحيا كالقطيع ولا نبالي
ونزعمُ أنه العيش الرغيد ؟
وتنسلخ البلاد بساكنيها
وتُنتهك الحدود فلا حدود
ونمضغ ذلَّنا والعارُ يمشي(17/420)
على أكتافنا وله جنودُ
وكيف ألمُّ يا أبتاه صوتي
ويخرسُ فوق حنجرتي النشيدُ ؟ ؟
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بذي سلمٍ، والدَّيرُ منْ حاضرِ الحمى
بذي سلمٍ، والدَّيرُ منْ حاضرِ الحمى
رقم القصيدة : 19270
-----------------------------------
بذي سلمٍ، والدَّيرُ منْ حاضرِ الحمى
ظباءٌ تريكَ الشَّمس في صورة ِ الدُّمى
فأرقبُ أفلاكاً، وأخدمُ بيعة ً
وأحرُسُ رَوْضاً بالرَّبِيعِ منمنَما
فوقتاً أُسمّى راعيَ الظبي بالفلا،
ووقتاً أُسمى راهباً ومنجِّماً
تثلَّثَ محبوبي وقدْ كانَ واحداً
كما صيّرُوا الأقنامَ بالذّاتِ أُقْنُما
فلا تنكرنَ يا صاحِ، قولي غزالة ً
تضيءُ لغزلانٍ يطفنَ على الدُّمى
فللظَّبيِ أجياداً، وللشَّمسِ أوجهاً
وللدُّمية ِ البيضاءِ صدراً ومعصما
كما قَد أعَرْنا للغُصُون مَلاَبساً،
وللرّوض أخلاقاً وللبَرْقِ مَبْسِما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ناحتْ مطوقة ٌ فحنَّ حزينُ
ناحتْ مطوقة ٌ فحنَّ حزينُ
رقم القصيدة : 19271
-----------------------------------
ناحتْ مطوقة ٌ فحنَّ حزينُ
وشجاهُ ترجيعٌ لها وحنينُ
جرتِ الدُّموعُ منَ العيونِ تفجُّعاً
لحنينها فكأنهنَّ عيونُ
طارحتهما ثكلاً بفقدِ وحيدها
والثُّكلُ منْ فقدِ الوحيدِ يكونُ
بي لاعجٌ منْ حبِّ رملة َ عالجٌ
حيثُ الخيامُ بها وحيثُ العينُ
من كلِّ فاتكة ِ اللِّحاظِ مريضة ٍ
أجفانُها لِظُبا اللِّحاظِ جفونُ
ما زلتُ أجرعُ دمعتي من غلَّتي
أُخفي الهوى عن عاذلي وأصونُ
حتّى إذا صاح الغُرابُ بِبَيْنهم
فضحَ الفراقُ صبابة المحزون
وصلوا السُّرى ، قطعوا البُرى فلعسيهم
تحتَ الْمَحامل رَنَّة ٌ وأنينُ
عاينتُ أسبابَ المنيَّة ِ عندما
أرخَوا أزمَّتَها وشُدَّ وضِينُ
إنَّ الفراقَ معَ الغرامِ لقاتلي
صعبُ الغرامِ مع اللِّقاءِ يَهونُ
مالي عَذُولٌ في هواها إنَّها
معشوقة ٌ حسناءُ حيث تكونُ(17/421)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ إلى الشرْقِ،
رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ إلى الشرْقِ،
رقم القصيدة : 19272
-----------------------------------
رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ إلى الشرْقِ،
ولو لاحَ غربيَّاً لحنَّ إلى الغربِ
فإنّ غَرامي بالبُرَيْقِ ولمحِهِ
وليسَ غرَامي بالأماكِنِ والتُّرْبِ
رَوَتْهُ الصَّبَا عنهُمْ حَديثاً مُعَنْعَناً
عن البثّ عن وَجدي عن الحزْن عن كربي
عن السكرِ عن عقلي عن الشوق عن جوًى
عن الدَّمعِ عن جفني عن النَّارعن قلبي
بأنّ الذي تهواه بينَ ضُلوعكم
تقلِّبهُ الأنفاسُ جنباً إلى جنبِ
فقلتُ لها: بلِّغ إليهِ فإنَّهُ
هو الموقِدُ النّارَ التي داخلَ القلبِ
فإن كان إطفاءٌ، فوَصْلٌ مُخلَّدٌ،
وإن كان إحتراقٌ، فلا ذنبَ للصّبّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> غادروني بالأثيلِ والنَّقَّا
غادروني بالأثيلِ والنَّقَّا
رقم القصيدة : 19273
-----------------------------------
غادروني بالأثيلِ والنَّقَّا
أسكُبُ الدّمْعَ، وأشكُو الحُرَقا
بأبي مَن ذُبتُ فِيهِ كَمَداً
بأبي مَنْ مُتُّ مِنهُ فَرَقا
حمرة ُ الخجلة ِ في وجنتهِ
وضحُ الصُّبحِ يناغي الشَّفقا
قوَّضَ الصَّبرَ، وطنَّبَ الأسى
وأنا ما بينَ هذينِ لقا
من لبثِّي، من لوجدي، دلَّني
من لحزني، من لصبٍّ عشقا
كلما صنتُ تباريحَ الهوى
فَضَحَ الدّمعُ الجَوَى والأرَقَا
فإذا قلتُ: هبوا لي نظرة ً!
قِيلَ ما تُمنَعُ إلاّ شَفَقا
ما عسى تغنيكَ منهمْ نظرة ً
هي إلاَّ لمحُ برقٍ برقا
لستُ أنسى إذ حدى الحادي بهمْ
يَطلُبُ البينَ ويَبغي الأبرَقا
نَعَقَتْ أغرِبَة ُ البَيْنِ بِهِمْ
لا رعى اللهُ غراباً نعقا
ما غرابُ البينِ إلاَّ جملٌ
سارَ بالأحبابِ نصَّاً عنقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حَمَلنَ على اليَعْمَلاَتِ الخُدورا
حَمَلنَ على اليَعْمَلاَتِ الخُدورا
رقم القصيدة : 19274
-----------------------------------(17/422)
حَمَلنَ على اليَعْمَلاَتِ الخُدورا
وأوْدَعْنَ فيها الدُّمَى والبُدُورا
وواعدنَ قلبي أن يرجعوا
وهل تعدُ الخودُ إلاَّ غرورا
وَحَيّتْ بعُنّابِهَا للوَدَاعِ
فأذْرَتْ دُموعاً تَهِيجُ السّعِيرا
فلمَّا تولتْ، وقدْ يممَّتْ
تريدُ الخورنقَ، ثمَّ السَّديرا
دَعَوْتُ ثُبُوراً عَلَى إثرِهِمْ
فردَّتْ وقالتْ: أتدعوا ثبورا
فلا تدعونَّ بها واحداً
ولكنّما ادعُ تُبوراً كثيرا
ألا يا حمَامَ الأراكِ قلِيلاً،
فما زادكَ البينُ إلاَّ هديرا
وتنوحكَ يا أيُّهذا الحمامُ
يثيرُ المشوقَ يهيجُ الغيورا
يُذِيبُ الفُؤَادَ يَذُودُ الرّقادَ
يضاعفُ أشواقنا والزَّفيرا
يحومُ الحِمامُ لنوحِ الحَمامِ
فيسألُ منهُ البَقَاءَ يَسِيرَا
عسَى نَفحة ٌ من صبا حاجِرٍ
تسوقُ إلينا سحاباً مطيرا
تُرَوّي بها أنفُساً قدْ ظَمِئْنَ
فما ازداد سحبكَ إلاَّ نفورا
فيا راعي النجمِ كنْ لي نديماً
ويا ساهرَ البرقِ كنْ لي سميرا
أيا راقِدَ اللّيْلِ هُنّئْتَهُ،
فقُلْ للمماتِ عَمَرْتَ القُبورا
فلو كنتَ تهوى الفتاة َ العروبا
لنلتَ النَّعيمَ بها والسُّرورا
تُعاطي الحِسَانَ خُمورَ الخِمَارِ،
تناجي الشُّموسَ تناغي البدورا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا حاديَ العيسِ لا تعجَل بها وقِفا،
يا حاديَ العيسِ لا تعجَل بها وقِفا،
رقم القصيدة : 19275
-----------------------------------
يا حاديَ العيسِ لا تعجَل بها وقِفا،
فإنّني زَمِنٌ في إثرِها غادي
قفْ بالمطايا، وشمِّرْ من أزمَّتها
باللهِ بالوجدِ بالتبريحِ يا حادي
نفسي تريدُ، ولكن لا تساعدها
رِجلي، فمن لي بإشْفاقٍ وإسعادِ
ما يفعلُ الصَّنعِ النَّحريرَ في شُغلٍ
آلاتهُ أذنتْ فيهِ بإفسادِ
عرّجْ، ففي أيمنِ الوادي خيامُهُمُ،
للهِ درَّكَ ما تحويهِ يا وادي
جمعتَ قوماً همْ نفسي وهمْ نَفسي
وهم سَوادُ سُوَيدا خِلْبِ أكبادي
لا درَّ درُّ الهوى أن لم أمتْ كمداً
بحاجرٍ أو بسلعٍ أو بأجيادِ(17/423)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قفْ بالمنازلِ، واندبِ الأطلالَ
قفْ بالمنازلِ، واندبِ الأطلالَ
رقم القصيدة : 19276
-----------------------------------
قفْ بالمنازلِ، واندبِ الأطلالَ
وسلِ الربوعَ الدَّارساتِ سؤالا
أينَ الأحبة ُ، أينَ سارتْ عيْسهم
هاتِيك تَقطَعُ في اليَبَابِ ألالا
مثلَ الحدائقِ في السَرابِ تراهمُ
الآلُ يعظمُ في العيونِ ألالا
سارُوا يُرِيدُونَ العُذَيْبَ لِيَشَربوا
ماءً بهِ مثلُ الحياة ِ زُلالا
فقفوتُ أسألُ عنهمُ ريحَ الصَّبا:
هل خيَّموا أو استظلُّوا الضَّالا
قالتْ تركتُ على زرودَ قِبابهم
والعيسُ تشكو من سراه كلالا
قد أسدلوا فوْقَ القِبابِ مَضَارِباً
يَسْتُرْنَ من حرّ الهَجِيرِ جَمالا
فانهضْ إليهمْ طالباً آثارهمْ
وارقلْ يعيسكَ نحوهم إرقالا
فإذا وَقَفْتَ على مَعالِمِ حاجِرٍ
وقَطَعْتَ أغواراً بها وجِبالا
قَرُبَتْ مَنَازِلُهم، ولاحَت نارُهم
ناراً قَدَ اشْعَلَتِ الهَوَى إشْعالا
فأنِخْ بها لا يرهبنّك أُسدُها،
الاشتياقُ يريكها أشبالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ
مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ
رقم القصيدة : 19277
-----------------------------------
مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ
علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني
هَفَتِ الوُرقُ بالرّياضِ وناحَتْ،
شجوُ هذا الحمامِ مما شجاني
بِأبي طَفْلَة ٌ لَعُوبٌ تَهَادَى
من بناتِ الخدورِ بين الغَواني
طلعتْ في الخيامِ شمساً، فلمَّا
أفلتْ أشرقتْ بأفقِ جناني
يا طُلولاً برامة ٍ دارساتٍ،
كم رأتْ من كواعبٍ وحِسانِ
بأبي ثمَّ بي غزالٌ ربيبٌ
يَرْتَعِي بينَ أضلُعي في أمَانِ
مَا عليه مِنْ نارِها، فهْو نُورٌ،
هكذا النورُ مُخمِدُ النِّيرانِ
يا خَلِيلَيّ عَرّجَا بعِناني،
لأرى رسمَ دارِها بعِياني
فإذا ما بلغتُما الدارَ حُطّا،
وبها صاحبايَ فليبكياني
وقِفا بي على الطّلولِ قليلاً،
نتباكى ، بلْ أبكي ممَّا دهاني(17/424)
الهَوَى راشقي بغَيرِ سِهَامٍ،
الهَوَى قاتلي بغَيْرِ سِنَانِ
عَرّفاني إذا بَكَيْتُ لدَيْهَا،
تُسْعِداني على البُكا تُسْعِدَاني
واذكرا لي حديثَ هندٍ ولبنى
وسليمى وزينبٍ وعِنانِ
ثمّ زِيدا من حاجرٍ وَزَرُودٍ
خبراً عنْ مراتعِ الغِزلانِ
واندباني بشعرِ قيسٍ وليلى ،
وبمَيٍّ، والمُبْتَلَى غَيلانِ
طالَ شَوْقي لِطَفْلَة ٍ ذاتِ نَثْرٍ
ونِظامٍ ومِنْبَرٍ وَبَيانِ
من بناتِ الملوك من دارِ فرسٍ،
من أجلّ البلادِ من أصْبَهَانِ
هيَ بنتُ العِرَاقِ بنتُ إمامي،
وأنا ضِدّها سَلِيلُ يماني
هلْ رأيتمْ، يا سادتي، أو سمعتمْ
أنّ ضِدّينِ قَطُّ يَجتمِعَانِ
لو تَرَانَا برامة ٍ نَتَعَاطَى
أكؤساً للهوى بغيرِ بنانِ
والهوى بيننا يسوقُ حديثاً
طيباً مطرباً بغيرِ لسانِ
لرأيتم ما يذهبُ العقلُ فيهِ
يمنٌ والعراقُ معتنقانِ
كذبَ الشاعرُ الذي قال قبلي،
وبأحجارِ عقلهِ قدْ رماني
أيها المُنكِحُ الثريّا سُهيلاً!
عَمرَكَ الله كيْفَ يَلْتقِيَانِ
هيَ شاميَّة ُ، إذا ما استقلتْ
وسُهَيْلٌ، إذا استهَلّ يَمَانِي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أيا رَوْضَة َ الوادي أجِب رَبّة الحِمَى ،
أيا رَوْضَة َ الوادي أجِب رَبّة الحِمَى ،
رقم القصيدة : 19278
-----------------------------------
أيا رَوْضَة َ الوادي أجِب رَبّة الحِمَى ،
وذاتَ الثنايا الغرّ، يا روضة َ الوادي
وظللْ عليها من ظلالكَ ساعة ً
قليلاً، إلى أنْ يستقرَّ بها النَّادي
وتنصب بالأجوازِ منكَ خيامها
فما شئتَ من طلِّ غذاء لمنآدِ
وما شِئْتَ مَنْ وَبلٍ، وما شئتَ من ندًى ،
سَحَابٌ على باناتِهَا رائحٌ غَادِ
وما شئتَ من ظِلٍّ ظَلِيلٍ، ومن جَنًى
شَهِيٍّ لدَى الجاني يميسُ بميّادِ
ومن ناشدٍ فيها زَرُودَ ورَملَها،
ومن مُنشدٍ حادٍ ومن مُنشدٍ هادِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عُج بالرّكائِبِ نحوَ بُرْقَة ِ ثَهْمَدِ،
عُج بالرّكائِبِ نحوَ بُرْقَة ِ ثَهْمَدِ،(17/425)
رقم القصيدة : 19279
-----------------------------------
عُج بالرّكائِبِ نحوَ بُرْقَة ِ ثَهْمَدِ،
حيثُ القَضِيبُ الرّطبُ والرّوض الندي
حيثُ البروقُ بها تُريكَ وميضها
حيثُ السَّحابُ بها يَروحُ ويغتدي
وارْفَعْ صُوَيتَكَ بالسُّحَيْرِ مُنادياً
بالبِيضِ والغِيدِ الحِسَانِ الخُرّدِ
منْ كلِّ فاتكة ٍ بطرفٍ أحورٍ،
من كلِّ ثانية ٍ يجيدِ أغيدِ
تَهْوي فتُقصِدُ كلّ قَلْبٍ هائمٍ،
يهوى الحِسانِ براشقٍ ومهنَّدِ
تعطو برخْصٍ كالدِّمقسِ منعَّمٍ
بالنَّدِ والمسكِ الفتيقِ مقرمدِ
تَرْنُو، إذا لحَظَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ،
يُعْزَى لمُقْلتِها سَوَادُ الإثْمِدِ
بالغُنجِ، والسَّحرِ القتولِ مكَّحلِ
بالتِّيهِ والحُسنِ البديعِ مقلَّدِ
هَيْفاءُ ما تَهْوَى الذي أهوَى ولا
تَفِ للّذي وعَدَتْ بصِدْقِ الموْعِدِ
سَحَبَتْ غَدِيرَتَها شُجاعاً أسوداً،
لتُخيفَ مَن يَقفُو بِذَاكَ الأسْوَدِ
واللهِ ما خفتُ المَنونَ، وإنَّما
خوْفي أموتُ، فلا أراها في غَدِ
شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> إلى متى ؟
إلى متى ؟
رقم القصيدة : 1928
-----------------------------------
إلى متى والليل لا يرحل
وكلُّ هذا العهرُ لا يخجلُ ؟
والساق لا تسأل عن ساقها
والباب لا يورى ولا يقفل
إلى متى والشيخ لا يرعوي
عن غيّه ، والطفلُ لا يعقل
إلى متى والريحُ في أرضنا
تعوي ، وهذا الجبن يستبسل ؟
والسهلُ لا يهفو إلى سهله
والنهرُ لا نهرٌ ولا جدول
والجهل يقضي بيننا واثقاً
والعقل لا يقضي ولا يفصل
****
***
إلى متى ينزو علينا الأسى
والكأس من آهاتنا تثمل ؟ !
وكل أهل الأرض قد مزقوا
أكفانهم ، بل سافروا واعتلوا
ونحن في بحر خصوماتنا
والنار غيرَ الودِّ لا تأكل
راياتنا ألفٌ بلا عزة
أصواتنا من بعضها تجفل ! !
والبلبل الغريد لا ينتشي
والوردُ في أكمامه يذبل
وكلنا يا أمتي ظامىءٌ
ودون هذا المنحنى المنهل ..
****
***
يا أمتي يا أمتي إنني
أبكي وصدري من أسً مِرجل(17/426)
أعزّنا الله فماذا جرى
حتى يهون النسرُ والأجدلُ ! ؟
وعندنا يا أمتي مشعلٌ
فكيف يخبو عندنا المشعل
ونحن قومٌ سادة في الورى
ونحن من أسيادهم أفضل
فكيف ينأى المجد في أرضنا
والنصر عن أسيافنا يذهل
وكيف نستنبت هذا الأذى
وكلنا في حقده يوغل
وكلما مرّت ليال بنا
رأيتُ فيها الخطبَ يستفحل
****
***
أضيق بالحرف وأشجانه
فالحرف في أفواهنا حنظلُ
الخيل كلّ الخيل صهالةٌ
ما بال هذي الخيل لا تصهلُ ؟ !
والناس شادوا ناطحات السما
ونحن يغفو عندنا المعول
ننام والحالُ على حالها
(اللهو والهَيصة والبرْْطل)
كم مرة همت بها أمتي
همّتْ ورغم الهمِّ لا تفعل !
كم مرة كان لنا محفلٌ
وانفضّ عن أسراره المحفل
****
***
القدس ما زالت على حالها
واللدّ والرملة والكرملُ
والشعب ما زال بها صامداً
رغم العذاب المرّ يستبسل
يا أمتي يا كعبةً للهدى
يا أيها السيف الذي يُصقل
ما زال نبض الحب في خافقي
هلا يجيء القادم الأول
أرنو إلى تلك الوجوه التي
فيها يضيء الليلُ بل يرحل
ما زال فينا عصبةٌ حرة
في كلِّ يوم حبلها يُفتل
تمضي ويمضي الفجر في إثرها
فيها يُرى تاريخنا المقبلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ
سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ
رقم القصيدة : 19280
-----------------------------------
سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ
وقدْ قَطَعوا كلّ فَجٍّ عَمِيقِ
فما طلَعَ الفَجرُ إلاّ وقدْ
رأوا علماً لا يحاً فوقَ نيقِ
إذا رامَهُ النّسرُ لمْ يَستطِعْ،
فمِن دونِهِ كان بَيضُ الأنُوقِ
عليهِ زخارفُ منقوشة ٌ
رفيعُ القواعدِ مثلُ العقوقِ
وقدْ كتبوا أسطراً أودعوها،
ألا مَنْ لصَبّ غَرِيبٍ مَشُوقِ
لهُ همة ٌ فوقَ هذا السِّماكِ،
ويوطأ بالخفِّ وطأ الحريقِ
ومَسْكِنُهُ عِند هذا العُقابِ،
وقدْ ماتَ في الدَّمعِ موتَ الغريقِ
قد أسْلَمَهُ الحُبّ للحادِثَاتِ،
بهذا المكانِ بغَير شَفِيقِ
فيا واردينَ مياهَ القليبِ،(17/427)
ويا ساكنينَ بوادي العقيقِ
ويا طالباً طيبة َ زائراً،
ويا سالكينَ بهذا الطريقِ
أفِيقُوا علينَا، فإنّا رُزِئْنَا
بُعَيْدَ السُّحَيْرِ قُبَيْلَ الشُّرُوقِ
بِبَيْضَاءَ غَيْدَاءَ بَهْتَانَة ً،
تُضوِّع نشراً كمسكٍ فتيقِ
تمايَلُ سَكْرَى ، كمثلِ الغُصُونِ،
ثَنَتها الرّياحُ كمِثلِ الشّقِيقِ
برِدفٍ مَهولٍ كدِعصِ النّقَا
تَرَجْرَجَ مثلَ سَنَامِ الفَنِيقِ
فما لامَني في هوَاهَا عَذُولٌ،
ولا لاَمَني في هَوَاها صَدِيقي
ولو لامني في هواها عذولُ
لكانَ جَوابي إليهِ شَهِيقي
فشَوقي رِكابي، وحُزْني لِبَاسي،
ووجدي صبوحي، ودمعي غّبوفي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قفْ بالطّولِ الدارساتِ بلعلعِ
قفْ بالطّولِ الدارساتِ بلعلعِ
رقم القصيدة : 19281
-----------------------------------
قفْ بالطّولِ الدارساتِ بلعلعِ
واندبْ أحبَّتنا بذاكَ البلقعِ
قفْ بالدِّيارِ ونادها متعجباً
منها بحسنِ تلطُّفِ بتفجُّعِ
عَهدي بمِثلي عِندَ بانِكَ قاطِفاً
ثَمَرَ الخُدودِ وَوَرْدَ رَوْضٍ أينع
كلّ الذي يرجو نَوَالَكَ أُمطِرُوا
ما كانَ بَرقُكَ خلَّباً إلاَّ معي
قالتْ:نعمٌ،قدْ كانَ ذاكَ الملتقى
في ظلّ أفناني بأخصَبِ مَوْضِعِ
إذا كانَ بَرْقي من بُرُوقِ مَبَاسِمٍ
واليوم برقي لمع هذا اليرمُعِ
فاعتبْ زماناً مالنا من حيلة ٍ
في دَفْعِهِ، ما ذنبُ مَنزِلِ لَعْلعِ
فعذرتها لمَّا سمعتُ جوابها
تشكو كما أشكو بقلبٍ موجعِ
وسألتها لمَّا رأيتُ ربوعها
مَسرَى الرّياحِ الذّارِيَاتِ الأرْبَعِ
هل أخبرَتْكِ رِياحُهم بمَقِيلِهِمْ؟
قالتْ: نعمْ قالوا: بذاتِ الأجرعِ
حيثُ الخيامُ البيضُ تُشرقُ للَّذي
تحويه من تلكَ الشموسِ الطُّلّعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> واحربا من كَبِدِي، واحَربَا،
واحربا من كَبِدِي، واحَربَا،
رقم القصيدة : 19282
-----------------------------------
واحربا من كَبِدِي، واحَربَا،
واطربا منْ خلدي واطربا(17/428)
في كَبدي نارُ جَوًى مُحرِقة ٌ
في خلدي بدرُ دجى ً قدْ غرباْ
يا مسكُ، يا بدرُ ويا غصنُ نقاً،
ما أوًرَقَا، ما أنوَرَا، ما أطْيَبَا
يَا مَبسِماً أحبَبتُ منهُ الحَبَبَا،
ويا رُضاباً ذُقتُ منهُ الضَّربا
يا قمراً في شفقٍ منْ خفرٍ
في خدِّهِ لاحَ لنا منتقبا
لَو أنّهُ يُسفِرُ عَن بُرْقُعِهِ
كان عَذاباً، فلِهذا احتجَبَا
شمسُ ضُحًى في فَلَكٍ طالِعَة ٌ،
غُصنُ نَقاً في رَوْضَة ٍ نُصِبَا
ظلتْ لها منْ حذرٍ مُرتقبا
والغُصْنُ أسقِيهِ سماءً صَيّبا
إنْ طلعتْ كانتْ لعيني عجباْ
أو غربتْ كانتْ لحيني سببا
مذْ عقدَ الحسُنُ على مفرقها
تاجاً منَ التِّبرِ عشقتُ الذَّهبا
لو أنّ إبلِيسَ رَأى مِن آدَمٍ
نورُ مُحيَّاها عليهِ ما أبى
لو أنّ إدرِيسَ رأى ما رقَم الـ
ـحُسنُ بخَدّيْها إذاً ما كَتَبَا
لو أنَّ بلقيسَ رأتْ رفرفها
ما خَطَرَ العرْشُ ولا الصرْحُ بِبَا
يا سرْحَة َ الوَادي ويَا بَانَ الغَضَا
أهدُوا لنا من نَشرِكُم معَ الصَّبَا
ممسَّكاً يفوحُ ريَّاهُ لنا
منْ زهرِ أهضامكَ أوْ زهرِ الرُّبى
يا بانَة َ الوادي أرِينا فَنَناً
في لبنِ أعطافٍ لها أوقُضُبا
ريحُ صبا تخبرُ عنْ عصرِ صِباً
بحاجرٍ أوْ بمنى ً أوْ بقبا
أوْ بالنَّقا، فالمنحني عندَ الحمى
أوْ لَعْلَعٍ حيثُ مَرَاتعُ الظِّبا
لا عجبٌ لا عجبٌ لا عجبا
منْ عربي يتهاوى العربا
يفنى ، إذا ما صَدَحَتْ قُمريّة ٌ
بذِكْرِ مَنْ يهْوَاهُ فيهِ طَرَبا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالجزعِ بينَ الأبرقينِ الموعدُ
بالجزعِ بينَ الأبرقينِ الموعدُ
رقم القصيدة : 19283
-----------------------------------
بالجزعِ بينَ الأبرقينِ الموعدُ
فأنِخْ ركائِبَنا، فهذا المَوْرِدُ
لا تطلبنَّ، ولاتنادي بعدهُ
يا حاجرٌ، يا بارقٌ، يا ثَهْمَدُ
والعب كما لعِبَتْ أوانسُ نُهّدٌ،
وارتعْ كما رتعتْ ظِباءُ شرَّدُ
في رَوْضَة ٍ غنّاءَ صاحَ ذِئابُها،
فأجابَهُ طَرَباً هُناكَ مُغرّدُ(17/429)
رقَّتْ حواشيها ورقَّ نسيمها
فالغَيمُ يَبْرُقُ والغمامَة ُ تَرعُدُ
والودقِ ينزلُ منْ خلالِ سحابهِ
كدُموعِ صَبٍّ للفِرَاقِ تَبَدَّدُ
واشرَبْ سُلافة َ خَمِرها بخمارها،
واطربْ على غردٍ هنالكَ تُنشدُ
وسلافة ٌ منْ عهدِ آدمَ أخبرتْ
عنْ جنة ِ المأوى حديثاً يُسْندُ
إنَّ الحسانَ تفلنها منْ ريقهِ
كالمسكِ جادَ بها علينا الخرَّدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ياأيُّها البيتُ العتيقُ تعالى
ياأيُّها البيتُ العتيقُ تعالى
رقم القصيدة : 19284
-----------------------------------
ياأيُّها البيتُ العتيقُ تعالى
نورُ لكمْ بقلوبنا يتلالا
أشكُو إليكَ مَفاوِزاً قد جُبتُها،
أرسلتُ فيها أدمعي إرسالا
أُمسي وأُصْبِحُ لا ألَذّ برَاحة ٍ،
أصِلُ البكورَ وأقطعُ الآصالَ
إن النياقَ، وإنْ أضرَّ بها الوجى
تَسري وتُرفِلُ في السُّرَى إرفالا
هذي الرّكابُ إليكُمُ سارَتْ بِنَا
شوْقاً، وما ترجو بذاكَ وِصالا
قطعتْ إليكَ سباسباً ورمالاً
وجداً، وما تشكو لذاكَ كلالا
ما تشتكي ألمَ الوجى ، وأنا الَّذي
أشكو الكَلالَ، لقد أتَيْتُ مُحَالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بينَ النقا ولعلعِ
بينَ النقا ولعلعِ
رقم القصيدة : 19285
-----------------------------------
بينَ النقا ولعلعِ
ظِباءُ ذاتِ الأجرعِ
تَرعَى بها في خَمَرٍ
خَمَائِلاً وَتَرْتَعي
ما طَلَعَتْ أهِلّة ٌ
بِأُفقِ ذَاكَ المَطلَعِ
إلاَّ ودِدْتُ أنَّها
منْ حذرٍ لمْ تطلعِ
ولا بَدَتْ لامعة ٌ
من بَرْقِ ذاكَ اليَرمَعِ
إلاَّ اشتهيتُ أنَّها
لما بنا لمْ تلمعِ
يا دَمْعَتي فانسكبي،
يا مُقلتي لا تُقلِعي
يا زَفرَتي خُذْ صُعُداً،
يا كبدي تصدَّعي
وأنتَ يا حاديَ اتئد،
فالنّارُ بينَ أضلُعي
قد فَنِيتَ ممّا جرَى
خوْفَ الفِرَاقِ أدمُعي
حتّى إذا حَلّ النّوَى
لم تَلقَ عيناً تَدمعِ
فارحَل إلى وادي اللّوَى ،
مرتعهم ومصرعي
إنَّ بهِ أحبتي
عند ياهِ الأجرعِ
ونادِهم: مَن لِفتًى(17/430)
ذي لوعَة ٍ مُودِّعِ
رَمَتْ بِهِ أشجانُهُ
بَهماءَ رسمٍ بَلقَعِ
يا قمراً تحتَ دجى ً
خُذْ منهُ شيئاً ودَعِ
وَزَوّديهِ نَظْرَة ً
من خلْفِ ذاكَ البُرقُعِ
لأنَّهُ يضعفُ عنْ
دركِ الجمالِ الأروعِ
أوْ عَلّلِيهِ بالمُنى
عَساه يَحيَا ويَعِي
ما هُوَ إلاّ مَيّتٌ
بينَ النَّقا ولعلعِ
فَمُتُّ يَأْساً وأسًى
كما أنا في موضعي
ما صدقتْ ريحُ الصَّبا
حينَ أتتْ بالخدعِ
قدْ تكذبُ الريحُ إذا
تُسمِعُ ما لم تَسمَعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
رقم القصيدة : 19286
-----------------------------------
بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
العاطِفَاتِ على الخُدُودِ سوالِفا
المرسلاتِ منَ الشُّعورِ غدائرَا
الليناتِ معاقداً ومعاطفاً
السَّاحباتِ منَ الدَّلالِ ذلاذلا
اللابساتِ منَ الجمالِ مطارفا
الباخِلاَتِ بُحُسْنِهِنّ صِيَانَة ً،
الوَاهِبَاتِ مَتالِداً ومطارِفَا
المونقاتِ مضاحكاً ومباسماً،
الطَّيباتِ مُقبلاً ومراشفا
النَّاعماتِ مجرَّداً والكاعبات،
مُنَهَّداً، والمُهدِياتِ ظرَائِفا
الخالِبَاتِ بكُلّ سِحْرٍ مُعجِبٍ
عندَ الحديثِ مسامعاً ولطائفا
الساتراتِ منَ الحياءِ محاسناً،
تسبى بها القلبَ التَّقيَّ الخائفا
المُبدِياتِ منَ الثّغُورِ لآلِياً
تَشفي بِرِيقتِها ضَعِيفاً تَالفا
الرَّامياتِ منَ العيونِ رواشقاً
قلباً خبيراً بالحُرُوبِ مُثَاقِفَا
المطلعاتِ منَ الجيوبِ أهلَّة ً
لا يلفينَّ معَ التَّمامِ كواسفا
المُنشِيَاتِ منَ الدّموعِ سَحَائِباً،
المسمعاتِ منَ الزَّفيرِ قواصفا
ياصاحبيَّ ! بمهجتي خمصانة ُ
أهدتْ إليَّ أياديا وعوارفا
نُظمَتْ نِظَامَ الشملِ، فهي نظامُنا،
عربية ً عجماءَ تلهي العارفا
مهما رنتْ سلَّتْ عليكَ صوارماً،
ويُرِيكَ مَبْسِمُها بَريقاً خاطِفا
يا صاحبيَّ ! قفا بأكنافِ الحمى
من حاجزِ، يا صاحبيَّ، قفا قفا(17/431)
حتّى أُسائِلَ أينَ سارَتْ عِيسُهُمْ،
فقدْ اقتحمتْ معاطباً ومتالفا
ومعالماً ومجاهلاً بشملة ٍ،
تشكو الوجى ، وسباسبا وتنايفا
مَطْوِيّة ِ الأقْرَابِ أذهَبَ سَيْرُهَا
بحَثِيثِهِ مِنْها قُوًى وسَدايِفا
حتى وقَفْتُ بها برَمْلَة ِ حاجرٍ،
فرأيتُ نوقاً بالأثيلِ خوالفا
يقتادها قمرٌ عليهِ مهابة ٌ
فطويتُ من حَذَرٍ عليهِ شَرَاسِفا
قَمَرٌ تَعرّضَ في الطّوافِ، فلم أكن
بِسِوَاهُ عندَ طَوافهِ بي طَائِفا
يمحو بفضلِ بردهِ آثارهُ
فتحارُ لو كنتَ الدّليلَ القَائِفا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
رقم القصيدة : 19287
-----------------------------------
بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
ضَرَبَ الحسنُ عليهَا طُنُبا
وبأجوازِ الفلا من إضمٍ،
نعمٌ ترعى لديها وظبا
يا خَلِيلَيَّ قِفَا واسْتَنطِقا
رَسْمَ دَارٍ بعدهمْ قد خَرِبا
واندبا قلبَ فتى فارقهُ،
يوْمَ بانوا، وابكِيا وانتحِبا
علّهُ يُخبِرُ حيثُ يمّمُوا
ألِجَرْعَاءِ الحِمَى ، أو لِقَبَا
رَحَلُوا العِيسَ، ولم أشعرْ بهمْ،
ألسهوٍ كانَ أم طرفُ نَبَا
لم يكن ذاكَ، ولا هذا، وما
كانَ إلاّ ولَهٌ قد غَلَبا
يا هُموماً شَرَدَتْ وافتَرَقَتْ
خلفهمْ تطلبهمْ أيدي سبا
أيُّ ريحٍِ نسمتْ ناديتها
يا شمالُ، يا جنوبُ، يا صبا
هل لَدَيْكُمْ خَبَرٌ ممّا نَبا
قد لَقينا من نَواهمْ نَصَبا
أسنَدَتْ ريحُ الصَّبا أخبَارَها
عنْ نباتِ الشِّيحِ عنْ زهرِ الرُّبى
إنّ مَنْ أمرَضَهُ داءُ الهَوَى
فَلْيُعَلَّلْ بأحاديثِ الصِّبا
ثمَّ قالتْ : يا شمالُ خبِّري
مثلَ ما خبَّرتهُ أو أعجبا
ثمّ أنتِ يا جَنوبُ حدّثي
مثلَ ما حدثتهُ أو أعذبا
قالتْ: الشَّمالُ عندي فرجٌ
شاركتْ فيهِ الشمالُ الأزْيَبا
كلُّ سَوءٍ في هَوَاهُم حَسُنَا
وعذابٌ برضاهمْ عذبا
فإلى ما وعلى ما ولما
تشتكي البثَّ وتشكو الوصبا
وإذا ما وعدوكم ما ترى
برقَهُ إلاّ بريقاً خُلَّبا(17/432)
رقمَ الغيمُ على ردنِ الغما
من سَنا البرْقِ طِرازاً مُذهَبا
فجَرتْ أدمعُها منها على
صَحنِ خدّيها، فأذكتْ لهَبا
وردة ٌ نابتة ٌ منْ أدمعٍ
نَرجِسٌ تُمطِرُ غَيثاً عَجَبا
ومتى رُمتَ جَناها أرسَلت
عطفَ صدغيها عليها عقربا
تشرقُ الشَّمسُ إذا ما ابتسمتْ،
رَبّ ما أنْوَرَ ذاكَ الحَبَبَا
يطلعُ اللَّيلُ، أذا ما أسدلتْ
فاحماً جَثْلاً أثيثاً غَيْهَبَا
يتجارى النَّحلُ مهما تفلتَ
رَبّ ما أعْذَبَ ذَاكَ الشّنَبَا
وإذا مالَتْ أرَتنا فَنَناً،
أو رَنَتْ سالَتْ من اللّحْظِ ظُبى
كم تُنَاغي بالنّقا من حاجرٍ
يا سليلَ العربيَّ العربا
أنا إلاّ عَرَبيٌّ، ولِذا
أعشقُ البِيضَ وأهوَى العَرَبا
لا أبالي شرَّقَ الوجدُ بنا
حيثُ ما كانتْ بهِ، أو غرَّبا
كلَّما قلتُ : ألا، قالوا: أما
وإذا ما قلتُ: هل؟ قالوا: أبى
ومتَى ما أنجَدُوا أو أتهَموا
أقطعُ البيدَ أحثُّ الطَّلبا
سامريُّ الوقتِ قلبي، كلَّما
أبصَرَ الآثارَ يبْغِي المذْهَبا
وإذا همْ شرَّقوا، أو غرَّبوا
كانَ ذو القرنينِ يقفو السَّببا
كمْ دعونا لوصالٍ رغباً
كمْ دعونا منْ فراقٍ رهبا
يا بني الزَّوراءِ هذا قمرٌ
عِندكم لاحَ، وعندي غَرَبا
حَرَبي، والله منْهُ حرَبي،
كمْ أنادي خلفهُ: وا حربا
لهفَ نفسي، لهفَ نفسي لفتى ً
كلَّما غنَّى حمامٌ غيَّبا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
رقم القصيدة : 19288
-----------------------------------
أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
منَ النُّورِ في جوِّها خافقُ
وصلصلَ رعدُ مناجاتهِ،
فأرْسَلَ مِدْرَارَهُ الوادقُ
تنادوا: أنيخوا، فلم يسمعوا
فصحتُ منَ الوجدِ : يا سائقُ
ألا فانزِلوا ها هُنا، وارْتَعُوا،
فإنّي بمَنْ عندَكُمْ وامقُ
بهيفاءَ غيداءَ رعبوبة ٍ،
فؤادُ الشَّجيِّ لها تائقُ
يفوحُ النَّدى لدى ذكرها،
فكلّ لِسانٍ بها ناطِقُ
فلو أنَّ مجلسها هضمة ٌ،
ومعقدها جبلٌ حالقُ
لكانَ القَرَارُ بها حالقاً،(17/433)
ولن يُدرِكَ الحالقَ الرّامِقُ
فكلُّ خرابٍ بها عامرٌ
وكُلّ سَرَابٍ بها غادقُ
وكُلّ رِياضٍ بها زاهِرٌ،
وكلُّ شرابٍ بها رائقُ
فليلي منْ وجهها مشرقٌ،
ويَوْميَ من شَعرِها غاسِقُ
لقدْ فلقتْ حبَّة َ القلبِ إذ
رماها بأسهمها الفالقُ
عيونٌ تعودنَ رشقَ الحشا،
فليسَ يطيشُ لها راشقُ
فما هامة ٌ في خرابِ البقاعِ،
ولا ساقُ حُرٍّ، ولا ناعِقُ
بأشامَ منْ باذلٍ رحَّلوا،
ليحملَ منْ حسنهِ فائقُ
وَيُتركَ صَبّاً بذاتِ الأضَا
قَتيلاً، وفي حُبّهِمْ صادقُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
رقم القصيدة : 19289
-----------------------------------
يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
حديثاً لنا بينَ الحديثة ِ والكرخْ
فقلَّتْ لنفسي فيه خمسينَ حِجَّة ً،
وقد صِرْتُ من طولِ التفكُّرِ كالفَرخِ
تذكِّرني أكنافَ سلعٍ وحاجرٍ
وتذكرْ لي حالَ الشَّبيبة ِ والشرخِ
وسَوْقَ المَطايا مُنجِداً، ثمّ مُتهِماً،
وقدْ حيَّ لها نارَ العفارِ معَ المرخِ
شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> هجوم السلام
هجوم السلام
رقم القصيدة : 1929
-----------------------------------
يا حمامَ السلام .. عُدْ يا حمامُ
لا يَفُلُّ الُحسامَ إلا الُحسامُ !
في زمانِ الصقور .. صِرْتُم حَماماً
كيف يحيا مع الصقور الحمامُ ؟
أيُّ عُرسٍ هذا ؟ تزُفّونَ ماذا ؟
ولماذا يُطبَّلُ الإعلامُ ؟
ثَكِلَتْ أُمُّكمْ .. أليسَ لديكمْ
غيُر : (عاش السلام) (يحيا السلامُ) ؟
والخواجا (شَيْلوك) [1] في الذَّبحِ ماضٍ
منذ أن غَلّنا (أللِنْبِيْ) [2] الهمامَ
أوَ غَيْرَ السَّاطوِر يُبصِرُ شيئاً
تاجرْ البندقيِّة اللحَّامُ ؟
* * *
***
في مَهَبِّ الرَّدى ... أمامي رصاصٌ
وورائيْ خَناجرٌ وسهامُ
قُلْتُ إذْ غرَّدتْ صواريخُ [3] قومي
وقد احْمَّر باللَّهيب الظلامُ :
أعلينا .. وأنتِ غرْسُ يدينا ؟(17/434)
أيها العاشقون فاض الغرامُ
ليسَ بَعْدَ اليقين - يا عينُ - شكٌ
أثْبَتَ الفعلُ ما نفاهُ الكلامُ
مع مَنْ أنتمو ؟ وهلاّ رَفَعْتُمْ
مِنْ ركوعٍ تصطكُّ منه العظامَ ؟
مُسِخَ الُحبُّ .. فالحبيبُ غوريلا [4]
مُسِخَ الطب ... فالطبيبُ الُجذامُ
* * *
***
أينَ مليارُ (لا ) ؟ ومليارُ (كلا) ؟
أينَ تلك المُحرَّمات الجِسامُ ؟
ما لتلك اللاءات تهويْ تِباعاً ؟
أَوَ هَلْ صار ربَّنا ( العمُّ سامُ )
قُتِلتْ (لا) حبيبةُ العُمر غدراً
و (نَعَمْ) .. رفرفتْ لها الأعلامُ
آَتَزُفُّ القيانُ (إِسِتْيرَ) [5] أُخرى ! !
أم (سَلوميْ) [6] لها تُدارُ الُمدامُ
عادتِ النارُ في البراكِين ثلجاً
وتخلى عن الرُعودِ الغمامُ
قد قَلَبتُم كلَّ الموازينِ قَلْباً
وغداْ أوَّل الحلالِ الحرامُ
* * *
***
تابعوا الَكشفَ يا زَعاماتِ قَومي
فبِكم تَفْخَرُ الكشوفُ العِظامُ
أيهوديةٌ فلسطيُن أيضاً ؟
وأخونا ذو الغِبْطةِ الحاخامُ ؟
أَوَ هذا وَعْدٌ لبلفورَ ثانِ ؟
فامضِ بِلْفورُ .. ما عليكَ مَلامُ
أيها البائعونَ حيفا ويافا
أهجومٌ هذا أمِ استسلامُ ؟
قد جَلَبْتُمْ عارَ الزمان .. ولكنْ
عَضَّ فَكَّ المعارضينَ اللِّجامُ
ومن الناسِ - يا جميلُ - .. قرودٌ
ومِنَ الناسِ - إي وربي - نَعامُ
* * *
***
وَقَعَ السقْفُ يا صناديدَ قوميْ
أوَ صاحونَ أنتمو أمْ نيامُ ؟
أين فتحٌ ؟ ؟ وأين : (إنَّا فَتَحْنا) ؟
شَدَّ ما غَيَّرَتْكُمُ الأيامُ ! !
سُورةُ الفتح أُنزِلتْ في رعيلٍ
أَ لعماليقُ عندَهم أَقْزامُ
نَفَروا خَلْفَ قائدٌ من قُريشٌ
عَقِمتْ عن نظيرهِ الأرحامُ
لا دُمىً .. لا تآمرٌ ... لا ذِئابٌ
لا قطيعٌ يساقُ .. لا أصْنامُ
قَتَلَتْكُمْ أَزِقَّةٌ تَتَلوَّى !
وجحورٌ فيها أَفاعٍ عِظامُ
* * *
***
____________
____________
(1) التاجر اليهودي السفاح في قصة شكسبير : تاجر البندقية .
(2) قائد القوات البريطانية التي دخلت القدس في الحرب العالمية الاولى .(17/435)
(3) كناية عن التنازلات والاعتراف .
(4) اليهود .
(5) امرأة يهودية تزوجها الملك قورش وكانت سبب مذبحة للفرس .
(6) امرأة يهودية داعرة بسببها قطع رأس سيدنا يحيى -عليه السلام-
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
رقم القصيدة : 19290
-----------------------------------
أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
على فننٍ بأفنانِ الشُّجونِ
فتبكي إلفها منْ غيرِ دمعٍ
وَدمعُ الحُزْنِ يهمُلُ من جُفوني
أقولُ لها، وقد سمحتْ جفوني
بأدمعها تخبرُ عنْ شؤوني
أعِندَكِ بِالّذي أهْوَاهُ عِلْمٌ،
وهلْ قالوا بأفيَاءِ الغُصُونِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
رقم القصيدة : 19291
-----------------------------------
عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
صِيدٌ وأُسْدٌ من لِحَاظِ الغِيدِ
صَرْعَى ، وهم أبناءُ ملحمة ِ الوَغى ،
أينَ الأسودُ منَ العيونِ السُّودِ
فتكَتْ بهِمْ لحَظَاتُهُنَّ، وحَبّذا
تلكَّ الملاحظُ منْ بناتِ الصِّيدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
رقم القصيدة : 19292
-----------------------------------
ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
خَرَجْنَ إلى التّنعيمِ مُعتَجِرَاتِ
حَسَرْنَ عنَ امثالِ الشموس إضاءة ً
ولبيَّنَ بالإهلالِ معتمراتِ
وأقبلنَ يمشينَ الرُّويدا كمثل ما
تمشي القطا في ألْحُفِ الحبراتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
رقم القصيدة : 19293
-----------------------------------
ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
سقتكَ سحابِ المزنِ جوداً على جودِ
وحيَّاكَ منْ أحياكَ خمسينَ حجَّة ً
بعودٍ على بدءٍ، وبدءٍ على عودِ(17/436)
قطعتُ إليها كلَّ قفرٍ ومهمة ٍ
على النَّاقة ِ الكوماءِ والجملِ العودِ
إلى أن تَرَاءَى البَرْقُ من جانبِ الحِمى
وقدْ زادني مسراهُ وجداً على وجدي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
رقم القصيدة : 19294
-----------------------------------
يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
واطلبا نجداً وذاكَ العلما
وردا ماءً بخيماتِ اللِّوى
واستظلاَّ ضالَّها والسُّلَّما
فإذا ما جِئْتُمَا وادي مِنًى ،
فالّذي قَلبي بهِ قد خَيّما
أبلغا عنَّي تحياتِ الهوى ،
كلَّ منْ حلَّ بهِ أو سلَّما
واسمعا ماذا يجيبونَ بهِ
واخبرا عن دَنِفِ القَلبِ بِمَا
يشتكيهِ منْ صباباتِ الهوى
معلناً مستخبراً مستفهما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
رقم القصيدة : 19295
-----------------------------------
أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
ومكّة َ والأقصَى ، مدينة ُ بَغدانِ
وَمَا ليَ لا أهوَى السّلامَ، ولي بِها
إمامُ هدى ديني وعقدي وإيماني
وقَدْ سكَنَتها من بُنيّاتِ فارسٍ
لَطِيفَة ُ إيماءٍ مَرِيضَة ُ أجفانِ
تحيِّي فتُحيَّى منْ أماتتْ بلحظها
فجاءتْ بحسنى بعدَ حسنٍ وإحسانِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
رقم القصيدة : 19296
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
لَعِبْنَ بي عند لَثمِ الرُّكنِ والحَجَرِ
ما تستدلُّ، إذا ما تهتَ خلفهمُ
إلاَّ بريحهمُ منْ طيبِ الأثرِ
ولا دجا بي ليلٌ ما بهِ قمرٌ
إلاّ ذكَرتُهُمُ فسِرْتُ في القَمَرِ
وإنّما حِينَ أُمْسِي في رِكَابِهِمُ
فاللّيلُ عنديَ مثلُ الشمس في البُكَرِ
غَازَلْتُ من غَزَلي منهنّ واحِدَة ً
حسناءٌ، ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ(17/437)
إنْ اسفرتْ عنْ محيَّاها أرتكَ سناً
مثلَ الغزالة ِ إشراقاً بلا غبرِ
للشَّمسِ غرَّتها، للَّيلِ طرَّتها
شمسٌ وليلٌ معاً من أعجبِ الصّوَرِ
فنحنُ باللَّيلِ في ضوءِ النَّهارِ بها؛
ونحنُ في الظّهرِ في ليلٍ من الشَّعَرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
رقم القصيدة : 19297
-----------------------------------
طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
بِنْتُ عَشْرٍ وأربعٍ ليَ بَدرا
قد تعالَتْ على الزّمان جَلالاً،
وتسامَتْ عليه فخْراً وكِبرَا
كلُّ بدرٍ إذا تناهى كمالاً
جاءهُ نقصهُ ليكملَ شهرا
غيرَ هذي، فما لها حركاتٌ
في بروجٍ، فما تشفِّعُ وترا
حُقّة ٌ أُودعتْ عَبيراً ونَشْرا،
رَوْضَة ٌ أنبَتَتْ رَبيعاً وَزَهرا
انتهى الحسنُ فيكِ أقصى مداهُ
ما بوسعِ الإمكانِ مثلكِ أخرى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
رقم القصيدة : 19298
-----------------------------------
رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
قدَ افصَحَ لي عن صَحيح الخبَرْ
بأنَّ الأحبَّة َ شدَّوا على
رواحلهمْ، ثمَّ راحوا سحرْ
فسرتُ وفي القلبِ من أجلهمْ
جحيمٌ لبينهمْ تستعرْ
أُسابقُهمْ في ظلامِ الدّجى ،
أنادي بهمْ ثمَّ أقفو الأثرْ
وما لي دليلٌ على إثرهمْ
سوى نَفسٍ منْ هواهمْ عطرْ
رَفعنَ السجافَ أضاءَ الدّجى ،
فسارَ الركابُ لضَوْءِ القَمَرْ
فأرسلتُ دَمعي أمامَ الرّكابِ،
فقالوا: متى سالَ هذا النّهَرْ؟
ولم يستطيعوا عبوراً لهُ
فقلتُ: دموعي جَرَيْنَ دُرَرْ
كأنَّ الرعودَ للمع البروق
وسيرِ الغمامِ لصوبِ المطرْ
وجيبُ القلوبِ لبرْقِ الثغورِ،
وسَكْبُ الدّموعِ لرَكْبٍ نَفَرْ
فيا من يشبِهُ لينَ القدودِ
بلينِ القضيبِ الرَّطيبِ النَّضرْ
فلو عُكسَ الأمرُ مثلَ الّذي
فعلتَ لكانَ سليمُ النَّظرْ
فلينُ الغصونِ كلينِ القدودِ
وَوَرْدُ الرّياضِ كوَرْدِ الخَفَرْ(17/438)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
رقم القصيدة : 19299
-----------------------------------
يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
همتُ ما بينَ المهاة ِ والمها
من سها عن السُّها فما سها
من سها عنِ المهاة ِ قدْ سها
سِرْ بِهِ بسِرْبِهِ لِسِرْبِهِ،
فاللُّهى تفتَحُ بالحمدِ اللَّهَا
إنها من فَتَيَاتٍ عُرُبٍ،
من بناتِ الفُرْسِ أصلاً إنّها
نَظَمَ الحُسْنُ من الدُّرّ لها
أشنَباً أبيضَ صافي كالمَها
رابَني منها سُفُورٌ راعَني
عِندَهُ منها جمالٌ وبَها
فأنا ذو المَوْتَتَيْنِ منهُما،
هكذا القرآنُ قدْ جاءَ بها
ققلتُ: ما بالُ سفورٍ راعني
موْعدُ الأقوَامِ إشراَقُ المَها
قلتُ: إني في حِمًى من فاحِمٍ
ساتِراً فَلْتُرْسِلِيهِ عِندَها
شِعرنا هذا بلا قافية ٍ
إنّما قَصدِيَ منْهُ حَرْفُ هَا
غَرَضي لَفظَة ُ هَا من أجلها
لستَ أهوى البيعَ هاوها
شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> يا تائهون على الدروب
يا تائهون على الدروب
رقم القصيدة : 1930
-----------------------------------
غرباء ، لكنْ ربُّنا اللهُ
الله ! نِعْمَ الناصرُ اللهُ
ما يَنْقِمُ الحجرُ الضَّريرُ مِنَ ال
قَمَرِ الُمنيرِ ؟ وفيمَ عاداه ؟
عَلَتِ المنازلُ يا بُدورُ على
مَنْ لَمْ تَزَلْ في الوحْلِ رِجْلاهُ
والنهرُ يَضْحَكُ للرودِ وفي الصَّ
خْرِ الأَصَمِّ يَشُقُّ مَجْراهُ
مُلِئَتْ خَفافيشُ الدُّجى هَلَعاً
وضفادعُ السَّبئيِّ إياهُ
جُنَّ اليهودُ وقد رأوا عُمراً
قَدْ عادَ حَرْبَتُهُ بيُمْناهُ
هذا الزمانُ زُمانُنا ... قَدَراً
وإذا الظَّلام أَبى حَرَقْنَاهُ
يا للشهيد ! كأئَّهُ ملَكٌ
دُنياهُ شامخةٌ وأُخراهُ
لله درُّ أبيهِ من بَطَلٍ
كالكوكب الدُّرِّيِّ تَلْقاه
مِسْكُ الجِنانِ يفوحُ مِنْ دَمِهِ
والبدرُ يسطعُ مِنْ مُحَيَّاهُ
في الأرض نَدْفِنُهُ وفي قممِ ال(17/439)
فِردوس عندَ اللهِ مَحْياهُ
ليلاهُ حَورْاءُ الجنانِ إذا
كلُّ امْرىءٍ شَغَفَتْهُ ليلاهُ
هذا الشهيد ... ألسْتَ تعْرفُه ؟
ألعِزُّ بين يديهِ والجاهُ
الأرضُ في عينيه خَرْدَلةٌ
وعلى عبيدِ الأرض نعلاهُ
سَقْياً لأوَّلِنا وآخِرِنا
ولمنْ بظَهْرِ الغيْب نَهْواهُ
سَقْياً لوَحْدتنا وفطْرتِنا ال
بيضاءِ والصفحاتُ أشباهُ
إذْ كالمجرَّة نحنُ تَقْدُمُنا
أقمارُ مكةَ صانها اللهُ
كنا الحَيَا ما حَلَّ في بَلَدٍ
إلا بإذنِ اللهِ أحياهُ
كمْ مزَّقَ النِّيْرُ الرقاب فَلَم
تَكُ ساعةٌ حتى سَحَقْناهُ
وكلامُ ربعيِّ ؛ أَتَذْكُرُه ؟
طيِّبٌ تمنّى الطِّيبُ رَّياهُ
العِزُّ في كَنَفِ العزيز ومَنْ
عبَدَ العَبِيْدَ أذَلَّه اللُه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
رقم القصيدة : 19300
-----------------------------------
ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
وقَولي لركبٍ رائحينَ ونُزَّلِ
أقيموا علينا ساعة ً نشتفي بها،
فإني، ومَن أهواهُمُ في تَعَلّلِ
فإنْ رحلوا ساروا بأيمنِ طائرٍ
وإن نَزَلُوا حلّوا بأخصَبِ مَنزِلِ
وبالشعبِ من وادى قناة ٍ لقيتهمْ
وعهدي بهمْ بينَ النّقا والمُشلَّلِ
يُرَاعون مرْعى العيس حيثُ وَجدنَهُ،
وليسَ يراعوا قلبَ صبٍّ مضلَّلِ
فيا حاديَ الأجمالِ رِفقاً على فَتًى ،
تَرَاهُ لدَى التّوديعِ كاسرَ حنظَلِ
يخالفُ بينَ الرَّاحتينِ على الحشا
يُسكّنُ قَلباً طارَ من صَرّ مَحمَلِ
يقولون صَبراً، والأسى غيرُ صابرٍ،
فما حِيلَتي، والصّبرُ عنّي بمعَزَلِ
فلو كانَ لي صبرٌ، وكنتُ بحكمهِ،
لما صبرتْ نفسي، فكيفَ وليسَ لي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
رقم القصيدة : 19301
-----------------------------------
طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
وسقى الوردُ نرجسَ الحوَرِ(17/440)
غادة ٌ تاهتِ الحسانُ بها،
وزها نُورها على القمرِ
هي أسنى منَ المهاة ِ سناً،
صُورة ٌ لا تُقاسُ بالصّوَرِ
فَلَكَ النّورِ دونَ أخمَصِهَا،
تاجها خارجٌ عنِ الأكرِ
إن سَرَت في الضّميرِ يَجرَحُها
ذلكَ الوَهمُ، كيْفَ بالبَصَرِ
لُعبَة ٌ ذِكرُنَا يُذَوّبُهَا
لَطُفتْ عن مسارحَ النَّظرِ
طلبَ النَّعتُ أنْ يبينها
فتعالتْ، فعادَ ذا حصرِ
وإذا رامَ أن يُكَيّفَها
لمْ يزلْ ناكصاً على الأثرِ
إنْ أراحَ المَطِيَّ طالِبُها
لم تُرِح مَطِيّة َ الفِكَر
روحنتْ كلَّ منْ أشبَّ بها،
نقلتهُ عن مراتبِ البشرِ
غيرة ً أنْ يشابَ رايقها
بالّذي في الحِيَاضِ من كَدَرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحبابُنا أين هُمُ؟
أحبابُنا أين هُمُ؟
رقم القصيدة : 19302
-----------------------------------
أحبابُنا أين هُمُ؟
بالله قولوا: أين همْ
كما رأيتُ طيفهم،
فهلْ ترينيْ عينهمْ؟
فكم، وكم أطلُبُهم،
زكمْ سألتُ بينهم
حتَّى أمنتُ بينهم،
وما أمِنْتُ بينَهمْ
لعلَّ سعدي حائلٌ
بينَ النَّوى وبينهم
لِتنْعمَ العينُ بهمْ،
فلا أقولُ: أينَ هم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
رقم القصيدة : 19303
-----------------------------------
بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
والقلبُ من أجلِ ذاكَ الحرْبِ في حَرَبِ
لمياءُ لعساءُ معسولٌ مقبِّلها
شهادة ُ النّحلِ ما يَلقَى منَ الضَّرَبِ
رَيّا المُخلخَلِ، ديجورٌ على قَمَرٍ،
في خدِّها شفقٌ، غصنٌ على كُثُبِ
حسناءُ حالية ٌ ليستْ بغانية ٍ،
تفتَّرُ عنْ برَدٍ ظلمٍ وعن شنبِ
تَصُدّ جِدّاً، وتلهو بالهَوى لَعِباً،
والموتُ ما بينَ ذاكَ الجدِّ واللَّعبِ
ما عسعسَ اللَّيلَ إلاَّ جاءَ يعقبهُ،
تنفسُ الصُّبحُ معلومٌ منَ الحقبِ
ولا تَمُرّ على رَوْضٍ رِياحُ صَباً
تحوي على كاعباتٍ خُرّدٍ عُرُبِ
إلاّ أمالَتْ ونمّتْ في تنسّمِها،(17/441)
بما حَمَلنَ من الأزْهَارِ والقُضُبِ
سألتُ ريحَ الصَّبا عنهمْ لتخبرني،
قالت: وما لك في الأخبارِ منْ أرَبِ
في الأبرقينِ، وفي بركِ العمادِ،وفي
بركِ العميمِ تركتُ الحى َّ عنْ كثبِ
لا تستقِلُّ بهمْ أرْضٌ، فقلتُ لها:
أينَ المفرُّ، وخيلُ الشَّوقِ في الطَّلبِ
هيهاتَ ليس لهم مَعنًى سوَى خَلَدِي،
فحيثُ كنتُ يكونُ البدرُ فارتقبِ
أليسَ مطلعها وهمي، ومغربها
قلبي، فقدْ زالَ شؤمُ البانِ والغربِ
ما للغرابِ نعيقٌ في منازلنا
وما لَهُ في نِظامِ الشَّملِ من نَدَبِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
رقم القصيدة : 19304
-----------------------------------
حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
ضاقَ لما حمَّلتنيهِ الفضا
منْ ذا الَّذي يحملُ شجوَ الهوى ،
من ذا الَّذي يجرعُ مرَّ القضا
أقولُ منْ وجدٍ ومنْ لوعة ٍ:
يا ليتَ منْ أمرضنيْ مرضا
مرَّ ببابِ الدَّارِ مستهزئاً
مستخفياً معتجراً معرضا
ما ضرّني تَعجِيرُهُ، إنّما
أضرّ بي من كوْنهِ أعرَضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
رقم القصيدة : 19305
-----------------------------------
يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
وقِفْ على البَانَة ِ بالمدَرَّجِ
ونادِهمْ مُستَعطِفاً، مُستلطِفاً:
يا سادتي! هل عندكم منْ فرجِ؟
برامة ٍ، بينَ النَّقا وحاجرٍ،
جارية ٌ مَقصُورَة ٌ في هَوْدَجِ
يا حسنها منْ طفلة ٍ غُرَّنها
تضيءُ للطَّارقِ مثلَ السُّرجِ
لؤلؤة ٌ مكنونة ٌ في صدفٍ،
من شَعَرٍ مثلِ سوادِ السَّبَجِ
لؤلؤة ٌ غوَّاصها الفِكرُ، فما
تَنفَكّ في أغوَارِ تلكَ اللُّجَجِ
يحسَبُهَا ناظرُها ظَبْيَ نَقاً،
منْ جِيدِها، وحسنِ ذاكَ الغنجِ
كأنَّها شمسُ ضحى ً في حملٍ،
قاطعَة ٌ أقصَى مَعالي الدَّرَجِ
إنْ حسرتْ برقُعها، أو سفرتْ
أزرتْ بأنوارِ الصَّباحِ الأبلجِ(17/442)
ناديتها بينَ الحمى ورامة ٍ
مَنْ لِفَتًى حلّ بسَلعٍ يَرتجي
مَن لِفَتًى مُتَيَّهٍ في مَهْمَهٍ
مُوَلَّهٍ مُدَلَّهٍ العَقْلِ شَجِي
مَنْ لِفَتًى دَمعتُهُ مُغرِقَة ٌ،
أسكَرَهُ خَمرٌ بذاكَ الفَلَجِ
مَن لِفَتًى زَفرَتُهُ مُحرِقَة ٌ،
تَيّمَهُ جمالُ ذاكَ البَلَجِ
قد لَعِبَتْ أيدي الهوَى بقَلْبِهِ،
فما عليهِ في الذى منْ حرجِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
رقم القصيدة : 19306
-----------------------------------
منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
منْ لي بمعسولة ِ اللِّسانِ
منْ كاعباتٍ ذواتِ خدرٍ،
نَواعِمٍ خُرّدٍ حِسانِ
بدورُ تمٍّ على غصونٍ
هُنّ من النّقصِ في أمانِ
برَوضَة ٍ من ديارِ جسمي،
حَمامَة ٌ فوْقَ غُصْنِ بانِ
تموتُ شوقاً تذوبُ عشقاً،
لمَّا دهاها الَّذي دهاني
تَنْدُبُ إلفاً تذُمّ دَهراً،
رماها قصداً بما رماني
فراقُ جارٍ ونأي دارٍ،
فيا زماني على زماني
منْ لي بمنْ يرتضى عذابي،
ما لي بما يرتضي يدانِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
رقم القصيدة : 19307
-----------------------------------
بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
وذي سَلَمٍ، والأبرَقَينِ لطارِقِ
بُروقُ سيوفٍ منْ بُروقِ مباسمٍ،
نَوافِجُ مِسْكٍ ما أُبيحتْ لناشِقِ
فإن حورِبوا سلّوا سيوفَ لحاظهمْ،
وإن سلّموا هَدّوا عُقودَ المضايقِ
فَنَالُوا، ونِلنا لَذّتَيْنِ تَساوَيَا،
فملكٌ لمعشوقٍ، وملكٌ لعاشقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
رقم القصيدة : 19308
-----------------------------------
رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
فإنّ به مَرْعًى وفيه نُفاخَا
عسى أهلُ ودِّي يسمعونَ بخصبهِ،
فيتّخِذُوهُ مَرْبَعاً وَمُنَاخَا
فإنَّ لنا قلباً بهنَّ معلقاً(17/443)
إذا ما حَدَا الحادي بهِنّ أصاخَا
وإنْ همْ تنادوا للرَّحيلِ وفوَّزوا،
سمعتَ لهُ خلْفَ الرّكابِ صُرَاخَا
فإنْ قصدوا الزوراءَ كانَ أمامهم،
وإنْ يمَّموا الجرعاءَ، ثَمَّ أناخا
فما الطّيرُ إلاّ حيثُ كانوا وخيّموا،
فإنَّ لهُ في حيِّهنَّ فراخا
تَحَارَبَ خَوْفٌ لي وَخَوْفٌ منَ اجلها،
وما واحدٌ عنْ قِرنهِ يتراخا
إذا خطفتْ أبصارنا سبحاتها،
أصَمّ لها صوتُ الشهِيقِ صِمَاخَا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
رقم القصيدة : 19309
-----------------------------------
إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
لدَى الضّمّ والتعنيقِ حَرْفاً مشدَّدا
فنحنُ، وإن كنّا مثنّى شخوصُنا،
فما تنظرُ الأبصارُ إلاَّ موحَّدا
وما ذاك إلاّ من نُحولي ونُوره،
فلَوْلا أنيني ما رَأتْ ليَ مَشهدا
شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> ذكرى الخليل
ذكرى الخليل
رقم القصيدة : 1931
-----------------------------------
أَلهبتْ لوعَةَ القلوبِ الخليلُ
فهي نارٌ من المآقِي تَسيلُ
يومُ (باروخَ) والسّجاجيدُ غرقى
في دمِ السّاجدينَ يومٌ مَهُولُ
عُجْ على مسجدٍ حناياهُ تَدْمَى
وأصِخْ للوجودِ ماذا يقولُ : [1]
في جبالِ الخليلِ للنّورِ بَحْرٌ
فيهِ تَشْفى الأرواحُ وهو عليلُ
أمْرَضَتْهُ أفعى من الصّمِّ صِلّ [2]
ثمّ ألفٌ من الرؤوسِ ذيولُ
***
***
سَحَرتْ كلّ ساحرٍ في البرايا
البغيّ التي اسمُها راشيلُ
لَبِسَتْ جِلْدَ دَيَنَصُورٍ وشَبّتْ
فعلى نفسِها الحُواةُ تَبولُ
***
***
آهِ يا مسجدَ الخليلِ ومن حُمْ
ر النّوافيرِ فيكَ تَجري سُيولُ
شَقّ جنكيزُ في لُحومِ المصلِي
نَ طريقاً .. لكيْ يَمُرّ المغولُ
صُوّمٌ .. قُوّمٌ .. ضُيوفُ مليكٍ.
بيتُه للمسافرِينَ سبيلُ
ما تَهَنّوْا برشفةٍ مِنْ رَحيقٍ
كلّ مالِ الوجودِ فيها قليلُ
إذ تَِفّ [3] الأرواحُ فجراً .. وكالأم(17/444)
واجِ في الرِّيحِ يَهْدِرُ التنزيلُ
جنّةٌ حُوِّلتْ بنيرونَ ناراً
وحياةٌ فيها المنايا تجولُ
أطلقتْها صُهيونُ مجزرةً حَمْ
راء يَعْلُو صُراخُها والعويلُ
تَعْصِفُ الرِّيحُ والقلوبُ طيورٌ
نحو أوطانِها دعاها الرّحيلُ
تركبُ البِيدَ كلّما جَنّ ليلٌ
ولها من (بناتِ نعشٍ) [4] دليلُ
ثمّ بينَ الزيتونِ تهوي .. تِباعاً
والأحبّاءُ في الترابِ نزولُ
فهي بينَ القبورِ تمشِي الهُوَيْنَى
ولها كالمطوّقاتِ [5] هَدِيلُ
***
***
دَرَّ دُرُّ الخليل لو وزنوها
بالجبالِ الشّمِّ الرواسي تَميلُ
تطرحُ النومَ خَلْفَها وبَريقُ ال
فجرِ لمّا تنشقّ عنه السّدولُ [6]
عندما تصْدَح المآذن يَسْري
في شرايينها الحُداءُ الجميلُ
وبِالرَوْحِ الجِنان يَنْسابُ فيها
مِنْ بَساتينها النسيمُ العليلُ
تشْحَذُ السيف في انتظار (صلاح)
ولخيلِ الفتوحِ فيها صهيلِ
أنّ بينَ البحرينِ أرضاً حراماً
وطيوراً أحجارُها سِجّيلُ
في قِسِيِّ [7] الأقدارِ منّا سِهامٌ
من تُسَدّدْ إليهِ فهو قتيلُ
ولِسرْبِ النّسورِ فوق الثريّا
شَرَفٌ باذخٌ ومجْدٌ أثيِلُ
من طِراز الفتى (عمادِ بن عقلٍ)
الردّى تَحْتَهُ جوادٌ أصيلُ
طار ليلاً فَحَطّ نَسْرُ (ابْنِ عَيّا
شٍ) .. فطارتْ من اليهودِ العقولُ
في سويداءِ قَلْبِها أنْزَلَتْهُمْ
أمّةٌ أَطبقتْ عليها المُحولُ [8]
كبّرتْ والسّماءُ تهطلُ في القُدْ
سِ وقالتْ : الآنَ يَشْفى الغليلُ
ولنُمروذنا الغَشومِ ادّرَعْنا
[حَسْبُنا الله وهو نِعمَ الوكيلُ ]
كم مَصَصَتَ الدِّماءَ .. كالعَلَقِ الأسْ
ودِ .. جسمُ العملاقِ منه هزيلُ
وهتكْتَ الأعراضَ .. كلباً عقوراً
غابَ عنه التحريمُ والتحليلُ
وعجنتَ الترابَ بالناسِ عجناً
وضحايا (قانا) شهودٌ عُدولُ
أصبحَ ابْنُ المِرِّيخِ مِنْ أهلِ يافا
وابْنُ يافا هو الغريبُ الدّخيلُ
وجعلتَ الأذنابَ فينا رؤوساً
فعلى رأسِ كلِّ حُرٍّ عميلُ
أوَ هذا هو السّلامُ المرجّى ؟
أيّ شيءٍ إذنْ هو المستحيلُ ؟(17/445)
سوفَ يهوي بكَ الجنونُ قريباً
في رحًي وَطْؤُها عليكَ ثقيلُ
***
***
في فلسطينَ .. يا فتى .. كلّ شِبْرٍ
بدماءٍ زكيةٍ مجبولُ
ولزيتونِها المباركِ .. في الأع
ماقِ .. عِرْقٌ بزمزمٍ موصولُ
ما إخالُ الحدودَ إلا سيوفاً
كلّها مِنْ قِرابِهِ مسلولُ
هلْ جبالُ الشامِ إلا ليوثٌ
رابضاتٌ .. بها تَحُفّ الشّبولُ ؟
هل رأيتَ الجليلَ ؟ كمْ أنتَ خَلا
ب - ! ! وكمْ أنتَ شامخٌ يا جليلُ ! !
يا خليلي ... سَقْياً لحيفا ويافا
ولمرجِ ابن عامرٍ ، يا خليلُ
يَنْثُرْ الدّرّ .. حيث شاءَ .. مَليكٌ
عَزّ .. في مُلكِهِ الذي لا يزولُ
وأنا ابنٌ لغزةٍ كم غَذَانِي
ونَمَاني .. لِبانُها المعسولُ [9] ! !
رَمْلُها يُنْبِتُ البطولةَ إنْ يَسْ
قُطْ رعيلٌ في الساحِ يَبْرُزْ رَعيلُ
نحنُ رحّالةٌ ... قَصَدْنا مَليكاً
عَرْشُه فوقَ مُلْكِهِ محمولُ
اشترانا .. مِنّا .. فقلْنا : رَبِحْنا
لا نُقيلُ المولى ولا نستقيلُ [10]
وبهِ .. لا بِنا ... نقارعُ جِنّاً
بَعْدَ إنسٍ لنا عليهمْ ذُحولُ [11]
نحن غُرّ محجلونَ غُزاةٌ
خَلْفَ غَازٍ لَهُ الجِهادُ سبيلُ
في ظِلالِ السيوفِ عَدْنٌ ورزقي
ها هُنا ... تحت ظِلِّ رُمْحي يَقيلُ
***
***
جاء نُمروذُ راكباً .. فوق فِيل
ليسَ تحميكَ يا جبانُ الفُيولُ
إنّ (عزّاً) يُحيلُ فِيلَكَ كَوْماً
من رمادٍ فعزّ .... عِزْرائيلُ
وإذا شَنّتِ الجماجمُ حرباً
فبماذا يُخَوّفُ المقتولُ ؟ !
والذي خَطّهُ لكمْ ربّ موسى
في الكتابينِ ما له تبديلُ
____________
____________
(1) عُجْ : مِلْ أَصِخْ : استمع جيِداً .
(2) الصِّلّ : حيّة من أخبث الحيات .
(3) تَرِفّ : تُرفْرفُ .
(4) بنات نعش : سبعة نجوم معروفة في السماء .
(5) المطوّقات : الحَمَام .
(6) السّدول : السّتَائر .
(7) قَسِي : جمع قوس ، وهو ما يرمى به .
(8) المُحُول : جمع مَحْل ، وهو القحط والشِّدّة .
(9) اللِّبانُ : حليب الأم ، المعْسُولُ : الممزوج بالعسل .(17/446)
(10) لا نَقِيل ولا نستقيل : لا نوافق على فسخ العقد ، ولا نطلب نحن فسخه ، الكلمتان من كلمات الأنصار في بيعة العقبة .
(11) ذُحُولُ : جمع ذَحْل ، وهو الثأر .
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
رقم القصيدة : 19310
-----------------------------------
وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
وهل منزِلُ الشمس إلاّ الفَلَكْ
إذا قامَ عَرْشٌ على ساقِهِ،
فلمْ يبقَ إلاَّ استواء الملك
إذا خلصَ القلبُ من جهلِهِ،
فما هوَ إلاَّ نزولُ الملك
تمَلّكَني وتمَلَّكْتُهُ،
فكُلَّ لصَاحِبِهِ قدْ مَلَكْ
فكوني ملكاً لهُ بيِّنٌ،
ومُلكي لهُ قَولُهُ هيتَ لَكْ
فيا حاديَ العِيسِ عَرّجْ بِنا،
ولا تعدُ بالرَّكبِ دارَ الفلكْ
أعلَّكَ دارٌ على شاطئٍ،
بقربِ المسنَّى وما علَّلكْ
فليتَ الَّذي بي وحمِّلتهُ،
من الحُبّ رَبّ الهَوَى حَمّلَكْ
فليسَ زرودٌ ولا حاجرٌ،
ولا سلمٌ منزلٌ أنحلكْ
ظَلَلْتُ لحَرّ الهَوَى طالِباً
سحابَ الوصالِ وما ظلَّلكْ
أذَلّكَ عِزٌّ لسُلطانِهِ،
فليتَ كما ذَلّلَك ذَلّ لَكْ
ويا ليتَهُ إذْ أبَى عِزّة ً
تَدَلُّلُهُ ليتَهُ دلَّ لَكْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
رقم القصيدة : 19311
-----------------------------------
أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
فلا أشتفي، فالشوقُ غيباً ومُحضرا
ويُحدِثُ لي لُقياهُ ما لم أظنّهُ،
فكانَ الشِّفاء داءً منَ الوجدِ آخرا
لأني أرى شخصاً يزيدُ جمالهُ،
إذا ما التقينا نَفرَة ً وتكبُّرا
فلا بُدّ من وَجدٍ يكونُ مُقارِناً
لما زَادَ من حُسنٍ نِظاماً مُحرَّرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ
القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ
رقم القصيدة : 19312
-----------------------------------
القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ(17/447)
لا القصرُ ذو الشُّرفاتِ منْ سندادِ
والتّاجُ من فوْقِ الرّياضِ كأنّهُ
عَذْرَاءُ قد جُلِيتْ بأعطَرِ نادِ
والرّيحُ تلعبُ بالغُصُون، فتنثَنِي،
فكأنَّهُ منها على ميعادِ
وكأنَّ دجلة َ سلكها في جِيدها
والبَعلَ سَيّدَنا الإمامُ الهادي
النّاصرُ المنصُورُ خيرُ خليفَة ٍ،
لا يمتطي في الحربِ متنَ جوادِ
صّلى عليهِ الله ما صَدَحَتْ بِهِ
ورقا مطوِّقة ٌ على ميَّادِ
وكذلكَ ما برقتْ بروقُ مباسمٍ
سحَّتْ لها منْ مقلتيَّ عوادِ
من خُرّدٍ كالشمس أقلَعَ غيثُها
فبدتْ بأنورَ مستنيرٍ بادي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
رقم القصيدة : 19313
-----------------------------------
ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
بأنّي على ما تعلَمُونَ من العَهْدِ
وقلْ لفتاة ِ الحيِّ موعدنا الحمى
غُدَيّة َ يَوْمِ السّبْتِ عندَ رُبى نجدِ
على الرّبوَة ِ الحمرَاءِ من جانبِ الضَّوَى ،
وعَنْ أيْمنِ الأفلاجِ والعَلَمِ الفرْدِ
فإنْ كَانَ حَقّاً ما تَقُولُ، وعندَها
إليَّ منَ الشَّوقِ المبرِّحِ ما عندي
إلَيْهَا، فَفي حَرِّ الظَّهِيرَة ِ نَلتَقي
بخيمتها سرَّاً على أصدقِ الوعدِ
فتلقي ونلقي ما نلاقي منَ الهوى
ومِنْ شِدّة ِ البَلوَى ومن ألم الوَجْدِ
أأضْغَاثُ أحْلامٍ، أبُشْرَى مَنَامَة ٍ،
أنُطقُ زَمانٍ كان في نُطقِهِ سَعدي
لعلّ الّذي ساقَ الأماني يَسوقُها
عياناً فيهدى روضها لي جنى الوردِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
رقم القصيدة : 19314
-----------------------------------
ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
وهلْ لي على آثارهنَّ دليلُ
وهلْ لي بخيماتِ اللَّوى منْ معرَّسٍ
وهلْ لي في ظلِّ الأراكِ مقيلُ
فقالَ لِسَانُ الحَالِ يُخبِرُ أنّهَا
تقولُ: تمنَّ ما إليهِ سبيلُ(17/448)
وَدادي صحيحٌ فيكِ يا غَاية َ المُنَى ،
وقلبي منْ ذاكَ الودادِ عليلُ
تعاليتَ من بدرٍ على القُطبِ طالِعٍ،
وليسَ لهُ بعدَ الطّلوعِ أُفولُ
فديتكِ يا منْ عزَّ حُسناً ونخوة ً
فليسَ لهُ بينَ الحسانِ عديلُ
فَرَوْضُكَ مَطلولٌ، وَوَرْدُكَ يانعٌ،
وحُسنُكَ مَعشوٌقُ عليهِ قبولُ
وزهركَ بسَّامٌ وغصنكَ ناعمٌ،
تَمِيلُ لهُ الأروَاحُ حيثُ يَمِيلُ
وظرفكَ فتَّانٌ، وطرفكَ صارمٌ
بِهِ فارِسُ البَلْوَى عليّ يَصُولُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
رقم القصيدة : 19315
-----------------------------------
لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
تجرَّدَ منْ طرفها السَّاحرِ
وفي عرفاتٍ عرفتُ الَّذي
تُريدُ، فلم أكُ بالصّابِرِ
وليلة َ جمعٍ جمعنا بها
كما جاءَ في المثلِ السَّائرِ
يمينُ الفتاة ِ يمينٌ، فلا
تَكُنْ تَطْمئِنُّ إلى غَادِرِ
منى ً بمنى ً نلتها ليتها
تدومُ إلى الزّمنِ الآخِرِ
تولَّعتُ في لعلعٍ بالَّتي
تريكَ سنا القمرِ الزَّاهرِ
رَمَتْ رامة ً وصَبَتْ بالصَّبا
وحجّرتِ الحَجْرَ بالحاجرِ
وشامتْ بريقاً على بارقٍ
بأسرَعَ من خَطرة ِ الخاطِرِ
وغاضَتْ مياهُ الغضا من غَضًى ،
بأضلُعِهِ من هَوًى ساحرِ
وبانتْ بيانِ النَّقا فانتقتْ
لآلىء َ مَكْنُونَة ِ الفاخِرِ
وأضلَتْ بذاتِ الأضَا القهْقَرى
حذاراً منِ الأسدِ الخادرِ
بذي سَلَمٍ أسلَمَتْ مُهجَتي
إلى لحظها الفاتكِ الفاترِ
حمتْ بالحمى ولوتْ باللِّوى
لعطفة ِ جارحها الكاسرِ
وفي عالِجٍ عالجَتْ أمرَها
لتُفلِتَ من مِخلَبِ الطّائِرِ
خورنقها خارقٌ للسَّماءِ،
يسمو اعتلاءً على النَّاظرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
رقم القصيدة : 19316
-----------------------------------
ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
سحَّتْ عليهمْ سحابٌ صوبها ديمُ
واستنشقَ الرِّيحَ منْ تلقاءِ أرضهمُ(17/449)
شوْقاً لتُخْبِرَكَ الأرْوَاحُ أينَ همُ
أظنَهمْ خيَّموا بالبانِ منْ أضمٍ
حيثُ العرارُ، وحيثُ الشِّيحُ والكتمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
رقم القصيدة : 19317
-----------------------------------
ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
بِشاطي نَهْرِ بَغْدَادِ
شجاني فيكِ ميّادٌ،
طروبٌ فوقَ ميَّادِ
يُذكّرُني تَرنُّمُهُ
تَرنُّمَ رَبّة ِ النّادي
إذا استَوَتْ مَثَالثُها،
فلا تذكرْ أخا الهادي
وإنْ جادَتْ بنَغْمَتِها،
فمِنْ أنجِشَة ِ الحادي
بذي الخَصَمَاتِ من سَلمى
يميناً ثمَّ سندادِ
لقْد أصْبحتُ مَشغُوفاً
بمنْ سكنتْ بأجيادِ
غلطنا إنَّما سكنتْ
سويدا خلبِ أكبادِ
لقدْ تاهَ الجمالُ بها،
وفاحَ المسكُ والحادي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> بِأَبي من هُو دائي
بِأَبي من هُو دائي
رقم القصيدة : 19318
-----------------------------------
بِأَبي من هُو دائي
ومن السّقمِ شفائي
وهو هَمّي ومُنى نفـ
سي وسؤلي ورجائي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ألله يحفظهُ ويجمعُ بيننا
ألله يحفظهُ ويجمعُ بيننا
رقم القصيدة : 19319
-----------------------------------
ألله يحفظهُ ويجمعُ بيننا
ربّ قريبٌ للدّعاءِ مجيبُ
ياطيبَ عَيْشٍ كنتُ فيه وسيّدي
نُسْقَى بكأسٍ والجنابُ خصيبُ
شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> عام مضى
عام مضى
رقم القصيدة : 1932
-----------------------------------
حلاك من يتحلى باسمه الذهب
وأطيب الطيب فيك الرسل والكتب
كل المواني جبنا يا حبيبتنا
كل البحار ركبنا وهي تصطخب
تنأى بنا الدار لكن من مهاجرنا
إليك مثل رفوف الطير ننجذب
أعوامنا الخمسون السود كم قبعت
بين المقابر والطلال تنتحب
لنا عتاق جذوع قال قائلهم :
تحجرت بعد أن أودى بها العطب
فانظر إليها وقل سبحان خالقها
ولى الردى هاربا واخضوضر الحطب
فيا فلسطين حياك الحياغدقا(17/450)
على اليهود رياح الدهر تنقلب
الحق شمس تضيىء الكون باقية
أما جبابرة الدنيا فقد ذهبوا
الحق جندلة دقت جماجمهم دقا
وجمجمة الموت الذي جلبوا
بدر وحطين واليرموك قادمة
وعين جالوت في الآفاق تقترب
***
***
أقول والقلب يشدو في خمائلها :
هذا الجمال إلى الفردوس ينتسب
يا للجبال إذا ما ازينت وعلى
سفوحها غرد الزيتون والعنب
وبحرنا المنعش البراق بهجته
تشفى العليل فلا هم ولا نصب
بحر شواطئه تبر وزرقته
سحر وأمواجه بالفل تعتصب
يا للربى والمروج الخضر مصبحة
والورد من كل لون منظر عجب
تلألأت كعقود الماس تحسبها
حدائق الخلد عنها انزاحت الحجب
والبدر في روضنا المياس يطلقنا
في الكون نسبح والأمواج تعتقب
ولا تسل عن شموخ البرتقال ضحىً
وقد تلألأ في نواره الحبب
يا قدرة الله كم كنز نثرت هنا
سبحان من يهب الدنيا لمن يهب
هذي فلسطين يامن ليس يعرفها
كأن أحجارها القدسية الشهب
***
***
هنا شموس وأقمار هنا قمم
بيضاء تسطع لم تعلق بها الريب
أطاب ( طيبة ) خل لا نظير له
وفي ( الخليل ) خليل دونه الرتب
إسحاق . يعقوب . داود المضيء . سليـ
ـمان الحكيم . وهل مثل الخليل أب ؟؟
هذا العظيم شعيب شيخنا . وهنا
موسى الكليم له الألواح تنتخب
ومريم ابنة عمران التي شرفت
بها الدنى وعليها اساقط الرطب
هنا ترعرع يحيى وابن خالته
عيسى ومن زكريا العلم والأدب
صلى الإله عليهم حيثما ذكروا
وحيثما قطرت في العالم السحب
الصادقون وحزب الصادقين همو
ألد أعداء من خانوا ومن كذبوا
آباؤنا نحن لا آباء شرذمة
حلت بها لعنات الله والغضب
النور للنور والمشكاة واحدة
والكفر للكفر والأنساب تنسحب
خل النبيين يا صهيون لست لهم
واتبع قطيع كلاب هدها الكلب
***
***
أم القرى . طيبة . القدس الشريف معا
الينابيع منها النور ينسكب
قضى الذي خلق الدنيا وصورها
بأن يكون لهن السبق والغلب
حمامهن القلوب البيض يجذبها الـ
إيمان والشوق والأنوار والقرب
نحن البنون وهن الأمهات لنا(17/451)
لهن في كل قلب جحفل لجب
طار البراق من البيت العتيق إلى
الأقصى وجبريل خير الخلق يصطحب
هنا التقى قادة الدنيا بقائدهم
محمد وله المعراج منتصب
هنا السماوات بالأرض التقين وقد
عم السرور جميع الكون والطرب
خذ اللواء فأنت اليوم صاحبه
والوارثون له إخوانك النجب
يظل يخفق حرا في معاقلكم
حتى تبعثر عن أصحابها الترب
مقدس أيها الأقصى . مقدسة
حيفا ويافا وأم الفحم والنقب
***
***
الخمسون العجاف السود قد عبرت
بحر السراب ولا زاد ولا قرب
إلا حياضا ملاءً سممت غسقا
تكدست حولها أشلاء من شربوا
كم حفرة ما لها قاع لنا حفروا
ومن أحابيل صيد حولنا نصبوا
الله يدفنهم دفنا وينحرهم
نحرا ويحرقهم حرقا بما ارتكبوا
عدتم وعدنا إليكم والحصاد لنا
وصدقت ما حكى قرآننا الحقب
أفعى الأفاعي . سيوف الله قد برقت
فلن يظل لكم رأس ولا ذنب
عام مضى . والتحدي في بدايته
والإنتفاضة نار الله تلتهب
شبي إلى أن يفر الليل محترقا
ويقبل الفجر في أعقابه يثب
شبي . فلم ير شيئا بعد قاتلنا
حتى يولول ربع الغرقد الخرب
شبي لظا . ودعي من يرطنون لنا
فصرعة العصر أن يستعجم العرب
***
***
مدت حماس جناحيها . وإخوتها
فهم شرايين هذا الشعب والعصب
قادوا إلى الله آلافا مؤلفة
من بعد ما اتبعوا الشيطان واغتربوا
تفجر الصخر عن نشءٍ عمالقة
في قعر بوتقة ذرية سُكبوا
هذا ابن عفراء . هذا ابن الوليد . وذا
سعد . وحمزة . والقعقاع . قد ركبوا
الخوف قد حذفوه من معاجمهم
كأن حمر المنايا حولهم لعب
غصت بأجهزة الإعلام ساحتكم
فعندما عرفوا من أنتمو .. هربوا
(متى وكيف خرجتم من كهوفكم ؟؟
كل ( الأكابر ) من تكبيركم رعبوا)
(مخربون .. أصوليون .. ما معهم
إلا التطرف .. والإرهاب .. والشغب )
سيري حماس فهذا عالم قذر
فيه الضمائر والأقلام تغتصب
سنوا السيوف لمن سنوا السيوف لكم
ما ضاع بالسيف لا تأتي به الخطب
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> سلطانُ ماذا الغضبُ
سلطانُ ماذا الغضبُ(17/452)
رقم القصيدة : 19320
-----------------------------------
سلطانُ ماذا الغضبُ
يعتبُ إن لم تعتبوا
ما ليَ ذنبٌ فإذا
شئتَ فإنّي مُذْنِبُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> وفي القلبِ منَ وجدٍ بسلمى مع الذّي
وفي القلبِ منَ وجدٍ بسلمى مع الذّي
رقم القصيدة : 19321
-----------------------------------
وفي القلبِ منَ وجدٍ بسلمى مع الذّي
أرى من توانيها ومن ذاك أعجبُ
جُرُوحٌ دَوامٍ ماتداوَى كُلُومها
كما لا أرى كسرَ الزجاجة ِ يشعبُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> نفسي فدا ظالمٍ يظلمني
نفسي فدا ظالمٍ يظلمني
رقم القصيدة : 19322
-----------------------------------
نفسي فدا ظالمٍ يظلمني
في كفّه مهجتي يقلّبها
ثمّ تولّى غضبان يحلفُ لي
كفرتُ باللَّهِ إن ذهبْتَ بِها
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ما أقصرَ اسم الحبِّ يا ويحَ ذا الحبِّ
ما أقصرَ اسم الحبِّ يا ويحَ ذا الحبِّ
رقم القصيدة : 19323
-----------------------------------
ما أقصرَ اسم الحبِّ يا ويحَ ذا الحبِّ
وأطولَ بلواهُ على العاشقِ الصَّبِّ
يَمُرُّ به لفظُ اللّسانِ مُسَهّلاً
ويَرمي بِمَنْ قاساهُ في هائرٍ صعبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> القلبُ مشتاقٌ إلى ريبِ
القلبُ مشتاقٌ إلى ريبِ
رقم القصيدة : 19324
-----------------------------------
القلبُ مشتاقٌ إلى ريبِ
يا ربِّ ما هذا منَ العيبِ
قد تيّمتْ قلبي فلم أستطعْ
إلاّ البُكا ياعالمَ الغيبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أيُّ ذنبٍ أذنبتُه أيُّ ذنبٍ
أيُّ ذنبٍ أذنبتُه أيُّ ذنبٍ
رقم القصيدة : 19325
-----------------------------------
أيُّ ذنبٍ أذنبتُه أيُّ ذنبٍ
أيُّ ذنبٍ لولا مخافة ُ ربّي
بمقامي بطيزناباذَ يوماً
بعدَهُ ليلة ٌ على غيرِ شربِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ومغتربٍ بالمرجِ يبكي لِشَجْوِهِ
ومغتربٍ بالمرجِ يبكي لِشَجْوِهِ
رقم القصيدة : 19326(17/453)
-----------------------------------
ومغتربٍ بالمرجِ يبكي لِشَجْوِهِ
وقد غاب عنه المُسْعِدونَ على الحُبِّ
إذا ما أتاهُ الرّكْبُ من نحوِ أرضِهِ
تَنَشَّقَ يستشفي برائحة الرّكْبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أسعى فما أجزى وأظما فما
أسعى فما أجزى وأظما فما
رقم القصيدة : 19327
-----------------------------------
أسعى فما أجزى وأظما فما
أُرْوَى من الباردِ والعَذْبِ
يحملني الحُبُّ على مركبٍ
من هجركمْ يا أملي صعبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> شُغِفَ الفؤَادُ بجارة ِ الجنْبِ
شُغِفَ الفؤَادُ بجارة ِ الجنْبِ
رقم القصيدة : 19328
-----------------------------------
شُغِفَ الفؤَادُ بجارة ِ الجنْبِ
فَظَللْتُ ذا حُزْنٍ وذا كَرَبِ
يا جارتي أمسيتُ مالكة ً
رِقّي وغالبتي على لُبّي
وأنا الذليلُ لمن بليتُ بهِ
حسبي به عاذلتي حسبي
أمّا النهارُ ففيه شغلُ تحمُّلٍ
والليلُ يَجْلبُ لي هوى الحُبِّ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> قل للإمامِ ابنِ الإما
قل للإمامِ ابنِ الإما
رقم القصيدة : 19329
-----------------------------------
قل للإمامِ ابنِ الإما
مِ مقال ذا النصحِ المصيبِ
لولا قدومكَ ما انجلى
عنّا الجيلُ منَ الخطوبِ
شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> أطلق يدي
أطلق يدي
رقم القصيدة : 1933
-----------------------------------
ِمنْ هاهُنا البحرُ ذو الأجبالِ قد عَبَراْ
وبَثَّ في الشامِ مُزْناً تُمْطِرُ الدُّرَراْ
وامتَدَّ مِنْ حَلَبَ الشَّهْباْ إلى عَدَنٍ
حَبْلٌ يذكِّرُنا التوحيدَ والقَدَرا
جُذورُنا مِنْ هُنا في العُمْقِ ضاربةٌ
أكْرِمْ بهِ شجراً ! أكْرِمْ بِهِ ثَمرا!
والقِبْلتانِ لنا شَمْسانِ بينهما
أخٌ بطيبةَ بَزَّ الشمسَ والقمرا
ونامَ في دارِنا بَلْ بَيْنَ أَضْلُعِنا
أبو النَّبِيِّيْنَ لمَّا أَزْمَعَ السَّفَرا
وجاءنا سَيِّدُ الدُّنيا على فَرَسٍ(17/454)
جَوْنٍ يُسابِقُ منه الحافِرُ النَّظَرا
فاجتازَ سَبْعَ سماواتٍ إلى مَلِكٍ
عالٍ على عَرْشِهِ عَنْ خَلْقِهِ استَتَرا
وخالدٌ ومُعاذٌ عِنْدَنا وأَبو
عُبيدةٍ وهمو في العالمين ذُرَى
عِشرونَ أَلْفَ شَهيدٍ في مَعاقِلِنَا
وخَمسةٌ أَصْعَدُوا نَحْوَ العُلا زُمَرا
َهْلَ الجزيرةِ لا زالتْ جزيرَتُكم
وديعةَ اللهِ تحميها أُسود شَرَى
أدِماءُ مَسْجِدِنَا الأقصى دِماؤكمُ
َهذا دمٌ واحدٌ فِي التوأمينِ جَرى
أَرُوْمَةٌ عَقَدَ الرحمنُ عُقْدَتَها
فَلمْ تَزِدْهَا اللياليْ غَيْرَ شَدِّ عُرَى
وحَرَّرَ القُدْسَ مِنْ بِيزَنْطةٍ أَسَدٌ
مِنْ مَكَّةٍ لَو رآهُ اللَّيثُ لانْجَحَرَا
أَهْوى على القُوَّتَيْنِ العُظْمَيَيْنِ فَمَا
أَبْقَى لَهمْ بَعْدَهَا عَيْنَاً وَلا أَثَرَا
طَالَتْ لَيالِيْ فلسطينٍ بلا عَدَدٍ
كأنَّ فَجْرَ فلسطينٍ بها قُبِرا
مِنْ بَازلٍ قذفوا في القدسِ قُنْبُلَةً
وَلا يَزَالُ حَرِيقُ القدسِ مُسْتَعِرَا
عَبدُ الحميدِ وَمهما قَالَ شَانِئُه
مَا خَانَ يَوماً فلسطيناً ولا غَدَرَا
لاقَى هِرِتْزِلُ سُلطاناً يموتُ
ولايبيعُ أَنْمُلَةً مِنْهَا وَلا ظُفُرَا
لَمْ يُرْعِهِ أُذُناً .. بَلْ هَبَّ يَطْرُدُهُ
طَرْداً وَيُلْقِمُهُ فِي يَلْدِزٍ حَجَرَا
فَماتَ في سِجْنِهِمْ في عِزَّةٍ وَأَبَى
كنزاً مِن الذهبِ الإِبْريزِ قَد نُثِرَا
وَفَرَّ عَنَّا اتحاديونَ قَد عَشِقُوا
ذئابَ طُورانَ والمَاسونَ والتَّتَرَا
وإذْ رَآنا لُرَنْسٌ لا عُقولَ لنا
أتى بِكُوْفِيَّةِ الأَعرابِ مُعْتَجِرَا
وَسَارَ إِدْمونْ اللنبيْ بَعْدُ مُنْتَفِخَاً
فِي قُدْسِنَا بالصَّليبيينَ مُفْتَخِرَا
وخَطَّ بَلْفُورُ صَكَّاً كَانَ مِقْصَلَةً
فَقَطَّ رَأْسَ فلسطينٍ وَمَا شَعَرَا
حَفُّوا بصهيونَ عُزّى يَنْحرونَ لها
ويَطْرَحونَ لها صُلْبَانَهُمْ دُبُرَاْ
يَبْنُونَ صُهيونَ فِردَوْساً بِدِيرَتِنا
وَيَقْلِبونَ عَلَيْنَا أَرْضَنَا سَقَرَا(17/455)
وإذْ أَتَمَّ البِريطانيُّ حَجَّتَهُ
وافَى بَوارجَه في البحر وانْشَمَرَا
حَمْلٌ ثَلاثونَ عاماً .. بَعْدَها وُلِدَتْ
شَيْطانةٌ ذاتُ وَجْهٍ يَقْطَعُ المَطَرَا
كَفَاكِ يا جَوْقَةَ السِّلْمِ الذي زَعَمُوا
بُحَّتْ حَنَاجِرُكُمْ فَلْتَرحَمُوا الوَتَراْ
تَجْرُوْنَ خَلْفَ بَنِي صُهْيُونَ فِي لَهَفٍ
وَشَعْبُكُمْ بِبني صُهيونَ قَد كَفَرَا
ماذا سيعطيكم التَّلْمُودُ وَيْلَكُمُو؟
ماذا تَبيعونَ إلا السَّمَّ والخَدَرَا؟
يُعْطُونكمْ جُزُراً فِي البحرِ غَارِقَةً
إنْ سُمِّيتْ مِزَقٌ مِنْ لَحْمِكُمْ جُزَراْ
أَشْقَى البَرِيَّةِ أَعمَى القلبِ يَا وَلدي
مَنْ شَلَّ مِنه اليهودُ السَّمْعَ وَالبَصَرَا
مَنْ يَسْمَعُ القدسَ؟ مَنْ يُصْغِي لِصَيْحَتِهَا؟
ياوَيْلَتَاْ! وَاْ أَبَا بَكراه! وَاْ عُمَرَا
دَنَاصِرٌ قَذَفَتْهَا الرِّيْحُ مِنْ جُزُرِ الـ
ـوَقْوَاقِ تَفترسُ الأَوطانَ والبَشَرَا
خَمسونَ عَاماً إلى الستينَ مِنْ
تَسِحُّ لو نَزَلَتْ بالصَّخرِ لانْفَجَرا
دَمِنَا لُدٌّ ورملةُ سَبْعٌ مَجْدَلٌ
حَيْفا ويَافَا وعَكَّا لَمْ يَذُقْنَ كَرَى
صَفَدٌ ياقومُ فِي حَشْرجاتِ الموتِ
فِي جِسْمِها السَّرطانُ القاتِلُ انْتَشَرَا
قِبْلَتُكُمْ وأَلْفُ جَرَّافةٍ هَدَّارةٍ زَحَفَتْ
لَمْ تُبْقِِ بَيْتاً ولا زَرَعَاً ولا شَجَرَا
خَرَّتْ مُقَطَّعَةَ الأَوصالِ ضَفَتُكُمْ
وَغَزَّةٌ تَتَحسَّى السُّمَّ والصَّبِرا
بَرَّاً وَبَحْراً وجَوَّاً يَقْصِفُونَهما
والشَّعْبُ فِي عُلَبِ السَّرْدِينِ قَدْ حُشِرَا
كَيْ يَطْلُبَ الصَّفْحَ والغُفرَانَ مِنْ لَدُنِ الـ
حاخامِ عُوبادِيا أَوْ يَلْحَقَ الغَجَرا
بِنْ جُورِيونَ ووِايزْمانُ قَدْ بَنَيَاْ
إشكولُ مائيرُ بيجنْ أَعْلَوُا الجُدُراْ
رَابينُ شَاميرُ بيريزٌ وراءَهمُ
بَارَاكُ شارونُ كُلٌّ يَتْبَعُ الأَثَراْ
مَا حَادَ آخِرُهُمْ عَنْ نَهْجِ أَوَّلِهِمْ
كأنَّهمْ واحدٌ قَدْ عَدَّدَ الصُّوَرَاْ(17/456)
وبارَزُوا أَلْفَ مِليونٍ بآنسةٍ
كَأَنَّهمْ لم يَرَوْاْ قُدَّامَهُمْ ذَكَرَاْ
لِلقدسِ رَبٌّ وَأَجْنادٌ مُجَنَّدَةٌ
تَجْتَثُّ كُلَّ احتلالٍ طَالَ أَوْ قَصُرَاْ
حَتْفَاً لِمَنْ ذَبحوا يحيى ووالِدَهُ
ومِنْ زَكِيِّ دِمَانَاْ فَجَّرُوا نَهَرا
وَحَوَّلُوا القدسَ مَاْخُوراً يَفوحُ خَناً
حَاشَاْ لِشمسِ الهُدى أَنْ تَقْبَلَ القَذَراْ
أَرْضُ المَلاحِمِ لِلأبطالِ مُنْجِبَةٌ
قد جَدَّدَتْ لِلرعيلِ الأَوَّلِ السِّيرَا
أَبو الشَّهيدِ كَيومِ العُرْسِ مِنْ فَرَحٍ
وبالزَّغاريدِ أُمٌّ تُعْلِنُ الخَبَرَا
كأَنَّما كُلُّ أُمٍّ مِنْ حَرائِرِنا
قَدْ أَرْضَعَتْ أَسَدَاً أَوْ أَرْضَعَتْ نَمِرَا
حُمْرُ المَنَايا لنا خَيلٌ ونَحنُ لَهَا
مَنْ لَمْ يُحَارِبْ عَليها ضَاعَ وانْدَثرا
فَقِسْمَةُ الموتِ فِي الأَوطانِ قِسْمَتُنَا
والكُلُّ مِنَّا شَهيدٌ مِنْذُ أَنْ فُطِرَا
حَتَّى يُنَزِّلَ رَبُّ العَالَمينَ لَنا
عيسى وَيَنْقُرَ فِي النَّاقورِ مَنْ نَقَرَا
نُهْدِيْ سَلاماً كَنَفْحِ الطِّيْبِ تَحْسَبُهُ
مَرْجَ ابنِ عَامرٍ المِعطارَ قَدْ حَضَرَا
إِلى الرِّياضِ ونَجدٍ والحِجازِ وللـ
ـأَحْساءِ يَبْقَى بَقَاءَ الدَّهْرِ مُزْدَهِرا
جَزيرةُ المَجدِ رَبُّ البَيتِ يَحْفَظُهَا
ذِيْ دَارةُ العُرْبِ وَالإسلامِ مُذْ ظَهَرَاْ
تُفْنيْ أَبَابِيْلُهَا الأَفْيالَ قَاطِبَةً
وَكُلَّ عَبدٍ خَسيسٍ يَحْفِرُ الحُفَرا
بَيْنَ المُحيطينِ لِيْ أَهْلٌ ذَوُوْ عَدَدٍ
وَجِيْرَةٌ عَرَبٌ لا يَمنعونَ قِرَى
سَمعتُ صَوتَ سِلاحٍ فِي مَخازِنِكُمْ
يَبْكيْ عَليَّ طَوالَ الليلِ مُعْتَذِرا
خَمسونَ دَبَّابةً فِي الحي تَقصِفُنا
كَمْ قَهْقَهَتْ إِذْ رَمَيْنا نَحْوَها الحَجَرَا!
لَوْ كُنتُ أَحْمِلُ صَاروخاً عَلى كَتِفيْ
أَوْ أَرْبَجيهاً كَفانِي وَجْهَهَا القَذِرَا
مَا للحدودِ حَوالَيْنا مُغَلَّقَةً
لَمْ نَستَطعْ مَعها وِرْدا ولا صَدَرا(17/457)
أَطْلِقْ يَدَيْ وَفُكَّ الحَبْلَ عَنْ عُنُقِيْ
وَافْتَح لِيَ البَابَ وانْظرْ بَعْدُ كَيْفَ تَرى
لَوْ تَجْعَلُ السَّدَّ يَامَولايَ طَوْعَ يَدِيْ
أَلْفَيْتَ مِلْيونَ شَارونٍ قَدِ انْدَحَرَاْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ياخَلَّتي وَصفِيَّتي وَعَذابي
ياخَلَّتي وَصفِيَّتي وَعَذابي
رقم القصيدة : 19330
-----------------------------------
ياخَلَّتي وَصفِيَّتي وَعَذابي
ما لي كتبتُ فلم تردِّ جوابي
خنتِ المواثقَ أم لقيتِ حواسداً
يهوينَ هجري أم مللتِ عتابي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> بليتُ منكِ بطولِ الهجرِ والغضبِ
بليتُ منكِ بطولِ الهجرِ والغضبِ
رقم القصيدة : 19331
-----------------------------------
بليتُ منكِ بطولِ الهجرِ والغضبِ
واليومَ أَوّلُ يَوْمٍ كانَ في رَجَبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> كأنَّها منْ طيبها في يدي
كأنَّها منْ طيبها في يدي
رقم القصيدة : 19332
-----------------------------------
كأنَّها منْ طيبها في يدي
تشمُّ في المحضرِ أو في المغيبْ
ريحانة ٌ طينتها عنبرٌ
تسقى مع الرّاح بماءٍ مشوبْ
عروقها من ذا وتسقى بذا
ممزوجة ً يا صاحِ طيباً بطيبْ
تِلْكَ التي هَامَ فُؤادي بها
مَا إِنْ لِدائي غَيْرُها مِنْ طبيبْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> غوثاهُ غوثي بربّي
غوثاهُ غوثي بربّي
رقم القصيدة : 19333
-----------------------------------
غوثاهُ غوثي بربّي
من طولِ جهدي وكربي
مِنْ حُبِّ مَنْ لا يُجازي الْـ
معشارَ من عشرِ حبِّي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أَلِفْتُ الهوى حتّى تَشَبَّثَ بِي الهوَى
أَلِفْتُ الهوى حتّى تَشَبَّثَ بِي الهوَى
رقم القصيدة : 19334
-----------------------------------
أَلِفْتُ الهوى حتّى تَشَبَّثَ بِي الهوَى
وأردَفَني مِنْهُ عَلى مَرْكبٍ صَعْبِ
كتابيَ لا يُقْرى ومابِيَ لا يُرى
ونارُ الهوى شوقاً توقَّدُ في قلبي(17/458)
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> الشَّأْنُ في التَّصابي
الشَّأْنُ في التَّصابي
رقم القصيدة : 19335
-----------------------------------
الشَّأْنُ في التَّصابي
واللّهو والشَّرابِ
من قَهْوَة ٍ شَمولٍ
في الكَأْسِ كالشِّهابِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> كم تجنَّى ذنباً عليَّ بلا ذنـ
كم تجنَّى ذنباً عليَّ بلا ذنـ
رقم القصيدة : 19336
-----------------------------------
كم تجنَّى ذنباً عليَّ بلا ذنـ
بٍ وما إن أمرتني فعصيتُ
إنْ تَكُنْ قد صدَدْتَ عنّيَ لمَّا
أن تملَّكتني فصدُّك موتُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تعالوا ثم نصطبحُ
تعالوا ثم نصطبحُ
رقم القصيدة : 19337
-----------------------------------
تعالوا ثم نصطبحُ
ونَلْهُو ثُمَّ نَقْتَرِحُ
ونجمعُ في لذاذتنا
فإِنَّ القَوْمَ قَدْ جَمَحوا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> جاءني عاذلي بوجهٍ مشيح
جاءني عاذلي بوجهٍ مشيح
رقم القصيدة : 19338
-----------------------------------
جاءني عاذلي بوجهٍ مشيح
لامَ في حُبِّ ذَاتِ وَجْهٍ مَليحِ
قُلْتُ واللَّهِ لا أَطَعْتُكَ فيها
هيّ روحي فكيفَ أتركُ روحي
ظبية ٌ تسكنُ القبابَ وترعى
مَرتَعاً غَيْرَ ذي أَراكٍ وشيحِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> قلْ لذي الطرّة ِ والأصـ
قلْ لذي الطرّة ِ والأصـ
رقم القصيدة : 19339
-----------------------------------
قلْ لذي الطرّة ِ والأصـ
داغِ والوجهِ المليحِ
ولِمَنْ أشعلَ نار الـ
حبِّ في قلبٍ قريحِ
ما صحيحٌ عملتْ عيـ
ناكَ فيه بصحيحِ
شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> الرّاحلون ..
الرّاحلون ..
رقم القصيدة : 1934
-----------------------------------
رَحَلْنا قبلَ أن يَقَعَ الرَّحيلُ
وتمّتْ في مَسارحِنا الفُصولُ
وكانَ لنا من الأَزراءِ سَهْمٌ
وفي مأساتِهم باعٌ طويلُ
فكم هتَفوا بنا غوثاً فطارتْ
لِنجدَتِهم قوافينا الخُيولُ
ولولا رقدةُ الأمواتِ فينا(17/459)
لَما برزتْ بِسَوءَتها الحُلولَُ!
ولكنَّ الجِيادَ جيادَ قومي
أضرَّ بها معَ البطَرِ الخُمُولُ
فلا الميدانِ يعرِفها نهاراً
ولا ذاكَ الصَّهيلُ هوَ الصَّهيلُ
ويسألُ مَنْ يمرُّ بها أَهَذي
خُيولٌ للمعاركِ أم عُجولُ؟
وظلّوا ينزفونَ على الراوبي
وشمسُهمُ لِمغربها تميلُ
يذوبُ الصَّخرُ مِن وجعٍ عليهم
وتغتمُّ المرابعُ والسُّهولُ
قِلاعٌ للصُّمودِ وقد تهاوَتْ
ألا يبكي الصُّمودُ فتىً نبيلُ؟
لئن رحلتْ طلائعُهم عَياناً
إلى حيثُ التحفُّزُ والقُفولُ
فإنَّا قبلَ ذلكَ قد رحلنا
فلم تبقَ الفروعُ ولا الأصولُ
تشردتِ البلادُ بهم وإني
على ثقةٍ سيجمعهم سبيلُ
سبيلُ الله والأيامُ تجري
لشاطئه تطيرُ به الخُيولُ
يوحِّدُهم ويُطلقهم صُقوراً
إلى حيث (البُحيْرَةُ) والجليلُ
وآيُ اللهِ فوقَهم لِواءٌ
وباسمِ الله جحفلُهم يُصولُ
يشدُّهم إلى الإسلامِ جُرجٌ
وقد سكنتْ جراحَهُمُ النُّصولُ
وليتَ الطَّعنَ جاءَك من أمامٍ
إذنْ لَعرفتَ كيفَ له تكيلُ
ولكنَّ السِّهامَ أتتكَ ظهراً
وفي جُنحِ الدُّجى وَثَبَ المغولُ
تَقولُ لهم جراحُ الأمسِ هذا
طريقُ النَّصرِ ليسَ له بديلُ
أضاء لنا على الدنيا دُروباً
ووحَّدنا ونحنُ بها فُلولُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> الشوقُ بين جوانحي يتردَّدُ
الشوقُ بين جوانحي يتردَّدُ
رقم القصيدة : 19340
-----------------------------------
الشوقُ بين جوانحي يتردَّدُ
ودموعُ عيني تستهلُّ وتنفدُ
إنّي لأطمعُ ثمَّ أنهضُ المنى
واليَأْسُ يَجْذِبُني إِلَيْهِ فَأقْعُدُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> وحَدَّثني عن مجلسٍ كنتِ زينَه
وحَدَّثني عن مجلسٍ كنتِ زينَه
رقم القصيدة : 19341
-----------------------------------
وحَدَّثني عن مجلسٍ كنتِ زينَه
رسولٌ أمينٌ والنساءُ شُهودُ
فقلتُ له: كُرَّ الحديثَ الذي مَضَى
وذكركِ من ذاك الحديثِ أريدُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> كتمتُ اسم الحبيبِ منَ العبادِ(17/460)
كتمتُ اسم الحبيبِ منَ العبادِ
رقم القصيدة : 19342
-----------------------------------
كتمتُ اسم الحبيبِ منَ العبادِ
وردَّدْتُ الصَّبابة َ في فؤادي
فوا شوقي إلى بلدٍ خَليٍّ
لَعَلّي باسم من أهوى أُنادي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ما لي نسيتُ وقدْ نودي بأصحابي
ما لي نسيتُ وقدْ نودي بأصحابي
رقم القصيدة : 19343
-----------------------------------
ما لي نسيتُ وقدْ نودي بأصحابي
وكنتُ والذّكرُ عندي رائحٌ غادي
أنا التي لا أطيقُ الدّهرَ فرقتكمْ
فرقَّ لي يا أخي من طول إبعادِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أمسيتُ في عنقي من حبِّ جارية ٍ
أمسيتُ في عنقي من حبِّ جارية ٍ
رقم القصيدة : 19344
-----------------------------------
أمسيتُ في عنقي من حبِّ جارية ٍ
غلٌّ فلا فكَّ عنّي آخرَ الأبدِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> طالت عليّ ليالي الصّومِ واتّصلتْ
طالت عليّ ليالي الصّومِ واتّصلتْ
رقم القصيدة : 19345
-----------------------------------
طالت عليّ ليالي الصّومِ واتّصلتْ
حتّى لقد خلتُها زادتْ على العَدَدِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أطلتِ عاذلتي لومي وتفنيدي
أطلتِ عاذلتي لومي وتفنيدي
رقم القصيدة : 19346
-----------------------------------
أطلتِ عاذلتي لومي وتفنيدي
وأَنْتِ جاهِلَة ٌ شَوقي وتَسْهيدي
قام الأمين فأغنى الناسَ كلَّهم
فما فَقيرٌ على حالٍ بموجودِ
لا تشربِ الرّاحَ بين المسمعات وزرْ
ظبياً غريراً نقيّ الخدّ والجيدِ
قد رنَّحتهُ شمولٌ فهو منجدلٌ
يَحْكي بِوَجْنَتِهِ ماءَ العناقيدِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> شَرَيْتُ نوماً بِسَهَرْ
شَرَيْتُ نوماً بِسَهَرْ
رقم القصيدة : 19347
-----------------------------------
شَرَيْتُ نوماً بِسَهَرْ
وغصْتُ في بحرِ الفكرْ
ما للتّصابي والغِيَرْ
منْ عرفَ الحبَّ عذرْ(17/461)
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> إن يمسِ حبلكَ بعدَ طولِ تواصلٍ
إن يمسِ حبلكَ بعدَ طولِ تواصلٍ
رقم القصيدة : 19348
-----------------------------------
إن يمسِ حبلكَ بعدَ طولِ تواصلٍ
خَلقَاً وأصْبَحَ بيتُكُمْ مَهْجورا
فلقَدْ أراني والجديدُ إلى بلى ً
زمناً بوصلكَ راضياً مسرورا
كنتَ الهَوى وأَعَزَّ مَنْ وطِىء الحَصَى
عندي وكنتَ بذاكَ منكَ جديرا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> مالِكَ رِقّي أنت مَسْرورُ
مالِكَ رِقّي أنت مَسْرورُ
رقم القصيدة : 19349
-----------------------------------
مالِكَ رِقّي أنت مَسْرورُ
وبالَّذي تهواهُ محبورُ
أوحشتني يا نورَ عيني فمنْ
يؤنسني غيركَ يا نورُ
أنتَ على الأعداء ياسيّدي
مُظفَّرُ الآراءِ منصورُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البرامكة !!
البرامكة !!
رقم القصيدة : 1935
-----------------------------------
يا أيُّها البَرامِكَهْ :
مَن وََضَعَ السِّتْرَ لَكُمْ
بِوُسْعهِ أن يَهتِكهْ .
وَمَن حَباكُمْ بِدَمٍ
مِن حَقِّهِ أن يَسفِكَهْ .
قد تَركَ الماضي لكم عَبْرَتَهُ
فلتأخُذوا العِبْرَةَ مِمّا تَركَهْ .
أَنتُمْ على الأرضِ ..
فكونوا بَشَراً
واشترِكوا في حُلْوِنا وَمرِّنا
وأشركونا مَعكُمْ في أَمْرِنا
مِن قَبل أن تضطَّركُمْ
سِياطُ أَمْرِ (الأَمْركَهْ) .
أو فارجعوا إلى السّماواتِ العُلى
إذا زَعَمتُمْ أَنّكُمْ مَلائكهْ !
الآنَ ما عادَ لَكُمْ
أن تُوجِزوا أصواتَنا
بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ
أو تَحلبوا النُّورَ لَنا
مِنَ اللّيالي الحالِكَهْ .
عُودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا
وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا :
كُلُّ الثّراءِ والثّرى
مِلْكَُ لَنا
وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا.
فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً
كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ .
أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ
لِفكرةِ المُشارَكَهْ
أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بينَكُمْ(17/462)
وَتجعلونا خَدَماً في الشّركَهْ
وتُورِثوها بَعَدكُمْ
وتُورِثونا مَعَها كالتَّركَهْ
فَلْتبشِروا بالتَّهْلُكَهْ !
وَإن تَناهَتْ قِسمةُ الأدوارِ
فيما بَينَنا
أن تأخُذوا القاربَ والبَحْرَ لكُمْ
والشَّبَكَهْ
وَتَمنحونا، كَرَماً، في كُلِّ عامٍ سَمَكَهْ
فَلْتَبشِروا بالتهلُكهْ !
وإن غَدا الإصلاحُ في مَفهومِكُمْ
أن تُلصِقوا طَلْسَمَ (هاروتَ وماروتَ)
علي عُلْبة سَرْدينٍ
لِتَغدو مَمْلكَهْ ..
فلتبشِروا بالتَّهلُكَهْ !
في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ
إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ :
أجسادُنا مُنهَكةَُ
أرواحُنا مُنتهَكَهْ.
خُطْواتُنا مُرتبكه ْ.
أوطانُنا مُفكّكَهْ .
لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ
حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ .
بَلْ إنّنا
سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا
في دَرْبهِ لِنَحْرِكُمْ !
فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا
خَيْرَُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ
وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ ..
كُلُّ البَلايا بَركَهْ !
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> اشرب وغنّ على صوتِ النواعيرِ
اشرب وغنّ على صوتِ النواعيرِ
رقم القصيدة : 19350
-----------------------------------
اشرب وغنّ على صوتِ النواعيرِ
ما كنتُ أعرفها لولا ابنُ منصورِ
لولا الرجاءُ لمن أمَّلتُ رؤيتهُ
ماجُزْتُ بغدادَ في جوفٍ وتغريرِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تكاتبنا برمزٍ في الحضورِ
تكاتبنا برمزٍ في الحضورِ
رقم القصيدة : 19351
-----------------------------------
تكاتبنا برمزٍ في الحضورِ
وإيحاءٍ يلوحُ بلا سطورِ
سوى مُقَلٍ تُخَبِّرُ ماعناهَا
بكفِّ الوهمِ في ورقِ الصدورِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> وددتُ وبيتِ الله في الحبّ أنني
وددتُ وبيتِ الله في الحبّ أنني
رقم القصيدة : 19352
-----------------------------------
وددتُ وبيتِ الله في الحبّ أنني
قدرتُ على ما تقدرين من الصّبرِ
فإنْ تَكُ أنفاسي عليكِ كثيرة ً
فلم يَكُ مِن عَيْني عَلَيْكِ دمٌ يجري(17/463)
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> حَقُّ الذي يعشقُ نفسينِ أن
حَقُّ الذي يعشقُ نفسينِ أن
رقم القصيدة : 19353
-----------------------------------
حَقُّ الذي يعشقُ نفسينِ أن
يُصلبَ أو يُنشرْ بمنشارِ
وعاشقُ الواحدِ مثلُ الذي
أَخْلَصَ دينَ الواحدِ الباري
صبرتُ حتّى ظفرَ السُّقمُ بي
كم تصبُر الحَلْفاءُ للنّارِ
لولا رجائي العطفَ من سَيِّدي
بقيتُ بين البابِ والدَّارِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> بِتُّ قَبْلَ الصَّباحِ إِنْ بِتُّ إلاَّ
بِتُّ قَبْلَ الصَّباحِ إِنْ بِتُّ إلاَّ
رقم القصيدة : 19354
-----------------------------------
بِتُّ قَبْلَ الصَّباحِ إِنْ بِتُّ إلاَّ
في إزارٍ على فِراشٍ حَريرِ
أو يحلْ دون ذاكَ غلقُ قصورٍ
كم قتيلٍ مِنَ الهوى في القصورِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> سأمنعُ طرفي أن يلفَّ بنظرة ٍ
سأمنعُ طرفي أن يلفَّ بنظرة ٍ
رقم القصيدة : 19355
-----------------------------------
سأمنعُ طرفي أن يلفَّ بنظرة ٍ
وأحجبهُ بالدمعِ عن كلّ منظرِ
وأشكرُ قلبي فيكَ حسنَ بلائهِ
أَلَيْسَ به ألقاكَ عند التفكّرِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أُمسي فلا أرجو صَباحاً وإنْ
أُمسي فلا أرجو صَباحاً وإنْ
رقم القصيدة : 19356
-----------------------------------
أُمسي فلا أرجو صَباحاً وإنْ
أصبحْتُ حيّاً قلْتُ لا أُمْسي
لا يَسْتوي واللّه هذا كما
لايستوي في قَدِّها خُمْسي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> لأشربنَّ بكأسٍ بعدما كأسِ
لأشربنَّ بكأسٍ بعدما كأسِ
رقم القصيدة : 19357
-----------------------------------
لأشربنَّ بكأسٍ بعدما كأسِ
راحاً تدورُ بأخماسٍ وأسداسِ
وأرضعُ الدَّرَّ منها باكراً أبداً
حَتَّى أُغَيَّبَ في لحْدٍ وأرْماسِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> لا حزنَ إلاّ دون حزنٍ نالني
لا حزنَ إلاّ دون حزنٍ نالني
رقم القصيدة : 19358(17/464)
-----------------------------------
لا حزنَ إلاّ دون حزنٍ نالني
يومَ الفراقِ وقد غدوتُ مودّعا
فإذا الأحبَّة قد تولَّت عيرهم
وبقيتُ فرداً والهاً متوجِّعا
ودّعتُ من أهوى ورحتُ بحَسْرة ٍ
عجباً لقلبي كيف لَنْ يَتَصَدَّعا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أيا رَبِّ حتى متى أُصْرَعُ
أيا رَبِّ حتى متى أُصْرَعُ
رقم القصيدة : 19359
-----------------------------------
أيا رَبِّ حتى متى أُصْرَعُ
وحَتَّام أبكي وأسترجِعُ
لقد قطعَ اليأسُ حَبْلَ الرَّجاءِ
فما في وصالكِ لي مطمعُ
بُليتَ بِقَلْبٍ ضعيفِ القُوَى
وعينٍ تضرُّ ولا تنفعُ
إذا ما ذكرتُ الهوى والمنى
تحدَّر من جَفْنِها أربعُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب!
الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب!
رقم القصيدة : 1936
-----------------------------------
كُلُّ وقتٍ
ما عدا لحظة ميلادكَ فينا
هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ
كُلُّ أرضٍ
ما عدا الأرض التي تمشي عليها
هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ
كُلُّ كون
قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا
كلُ لونٍ
قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا
كلُ معنىً
قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ
كان خيطاً من دُخانْ
لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ
لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ
لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ
كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً
يا جنوبيُّ
ولمّا كنتَ.. كانْ!
****
كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ
إلاّ
بعدما لقَّنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!
كانت الأرضُ تخافُ المشيَ
حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ
فنَّ الدّورانْ!
لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،
في ليلِ ضُحاها
سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!
وستمشي بأمانٍ
وستمشي مُطمئناً بين جنْبَيها الأمانْ!
فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،
أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!
وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ
والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ
يا جنوبيُّ..
فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!(17/465)
صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ
فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ
مِلءَ عيْنيكَ،
وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،
لاتغمضانْ!
****
يا جنوبيُّ..
ستأتيكَ لِجانُ الجانِ
تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ
بصوتِ الصولجانْ
وستنهالُ التهاني
من شِفاهِ الإمتهانْ!
وستَغلي الطبلةُ الفصحى
لتُلقي بين أيديكَ
فقاعَ الهذيانْ
وستمتدُّ خطوطُ النارِ،
كُرمى لبطولاتكَ،
ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ
وستجري تحتَ رِجليكَ
دِماءُ المهرجانْ
يا جنوبيُّ
فلا تُصغِ لهمْ
واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ
ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ
كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ
وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!
هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا
بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ
وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ
وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!
هُم جميعاً
أوثقوا بالغدرِ أيديكَ
وهم أحيوا أعاديكَ،
وقد عُدتَ مِنَ الحينِ
لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ
كيف يَمْتَنّونَ؟
هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟
هل يزهو بنصرِ الحُرِّ
مهزومٌ جبانْ؟!
****
يا جنوبيُّ..
ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ
إلاّ عاهِرٌ
ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ
بهلوانٌ
ثُعْلبانٌ
أُلعُبانْ
دَيْدَبانْ
مُعجِزٌ في قبحِهِ..
فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ
كُلُّ القباحاتِ حِسانْ
كيف يبدو كلّ هذا القبْح
فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!
هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى
إلى إلْيَتِهِ العُليا
نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!
وهوَ في دولتهِ
-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-
دودةٌ من مَرْطَبانْ!
سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ
وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ
قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس
آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ
لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!
قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ
طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..
فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟
قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ
قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ(17/466)
لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ
قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!
****
يا جنوبيُّ
وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً
من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ
فَأصِخْ..
ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي
مِن ملايين الثُقوبْ!
لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ
إنها.. نحنُ الشعوبْ!
وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ
أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!
سوف تحتلُّكَ
تأييداً وتعضيداً وتمجيداً
ونَستعمرُ سَمعيكَ
بجيشِ الهيَجانْ
يا جنوبيُّ
فَسَرِّحْنا بإحسانٍ
وقُلْ: فات الأوانْ
أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ
وإنّي، من زمانٍ،
قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!
وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً
ثم تعافيتُ
ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً
في خلايا السَّرطانْ!
وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً
ولهُ في أرضِكُمْ..
مازالَ عِشرونَ كيانْ!
****
يا ابنَ لُبنانَ
بمضمارِ العُلا
طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ
واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ
قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟
فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:
إيمانٌ
وصبرٌ
وزِناد
وبَنَانْ
فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ
.. وما خاب الرِّهانْ
****
يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً
وحْدكَ النّاجحُ،
والعُرْبُ جميعاً..
سقطوا في الامتحانْ!
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أليستْ سُليمى تَحْتَ سَقْفٍ يُكنُّها
أليستْ سُليمى تَحْتَ سَقْفٍ يُكنُّها
رقم القصيدة : 19360
-----------------------------------
أليستْ سُليمى تَحْتَ سَقْفٍ يُكنُّها
وإياي هذا في الهوى ليَ نافعُ
ويَلْبَسُها الليلُ البهيمُ إذا دَجَى
وتُبصرُ ضوءَ الفجرِ والفجرُ ساطعُ
تدوس بساطاً قد أراه وأَنْثَني
أطأهُ برجلي كلُّ ذا ليَ شافعُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> قَدْ كانَ ما كُلِّفْتُه زَمَناً
قَدْ كانَ ما كُلِّفْتُه زَمَناً
رقم القصيدة : 19361
-----------------------------------
قَدْ كانَ ما كُلِّفْتُه زَمَناً
ياطَلُّ مِنْ وَجُدٍ بكم يَكفي(17/467)
حتّى أتيتكَ زائراً عجلاً
أَمْشي على حَتفٍ إلي حَتْفي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> هَلْ لكمْ أنْ نَكُرَّ حُلْوَ التَّصابي
هَلْ لكمْ أنْ نَكُرَّ حُلْوَ التَّصابي
رقم القصيدة : 19362
-----------------------------------
هَلْ لكمْ أنْ نَكُرَّ حُلْوَ التَّصابي
ونميتَ الجفاءَ بالألطافِ
لم يكن حادثٌ يُشتِّتُ شعباً
لا ولا نَبْوَة ٌ تَجُرُّ التَجافي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> لطغيانَ خفٌّ مُذْ ثلاثين حجَّة ً
لطغيانَ خفٌّ مُذْ ثلاثين حجَّة ً
رقم القصيدة : 19363
-----------------------------------
لطغيانَ خفٌّ مُذْ ثلاثين حجَّة ً
جديدٌ فلا يَبلَى ولا يتخرَّقُ
وكيف بلى خفَّ هو الدهرَ كلَّهُ
على قدميها في السَّماءِ معلَّقُ
فما خرقَتْ خُفّاً ولم تُبلِ جَوْرباً
وأمَّا سراويلاتُها فَتُمَزَّقُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> صحائِفُنا إشارتُنا
صحائِفُنا إشارتُنا
رقم القصيدة : 19364
-----------------------------------
صحائِفُنا إشارتُنا
وأكْثَرُ رُسْلِنا الحَدَقُ
لأنّ الكُتْبَ قد تُقْرا
ولَيْسَ برُسْلِنا نَثِقُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أَصابني بَعْدَك ضُرُّ الهوى
أَصابني بَعْدَك ضُرُّ الهوى
رقم القصيدة : 19365
-----------------------------------
أَصابني بَعْدَك ضُرُّ الهوى
واعْتادني للبُعْدِ إِقْلاقُ
قد يعلمُ المولى وحسبي بهِ
أنّي إلى وجهكِ مشتاقُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> يا موقد النارِ بالصحراءِ من عمقٍ
يا موقد النارِ بالصحراءِ من عمقٍ
رقم القصيدة : 19366
-----------------------------------
يا موقد النارِ بالصحراءِ من عمقٍ
قمْ فاصطلِ النَّارَ من قلبٍ بكم قلقِ
النار توقدُها حيناً وتطفئُها
ونارُ قلبي لا يُطفى من الحرقِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> لَيْتَ شِعري متى يكونُ التَّلاقي
لَيْتَ شِعري متى يكونُ التَّلاقي
رقم القصيدة : 19367(17/468)
-----------------------------------
لَيْتَ شِعري متى يكونُ التَّلاقي
قَدْ بَراني وسَلَّ جِسْمي اشْتِياقي
غَابَ عَنّيَ مَنْ لا أُسَمّيهِ خَوْفاً
ففؤادي معلَّقٌ بالتّراقي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ألا يانَفْسُ وَيْحُكَ لاتتوقي
ألا يانَفْسُ وَيْحُكَ لاتتوقي
رقم القصيدة : 19368
-----------------------------------
ألا يانَفْسُ وَيْحُكَ لاتتوقي
إلى منْ ليسَ بالبرِّ الشَّفيقِ
ألا يا نَفْسُ أَنْتِ جَنَيْتِ هذا
فذوقي ثمَّ ذوقي ثمَّ ذوقي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ما زلتُ مذ دخلتُ القصرَ في كربٍ
ما زلتُ مذ دخلتُ القصرَ في كربٍ
رقم القصيدة : 19369
-----------------------------------
ما زلتُ مذ دخلتُ القصرَ في كربٍ
أهذي بذكركِ صبّاً لستُ أنساكِ
لا تحسبيني وإن حجَّابُ قصركمْ
سدُّوا الحجابَ وحالوا دونَ رؤياكِ
أنّي تغيّرتُ عمّا كنتُ يا سكني
أيَّامَ كنتُ إذا ما شئتُ ألقاكِ
لكنَّ حبَّكِ أبلاني وعذّبني
وأنتِ في راحة ٍ طوباكِ طوباكِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قفوا ضدي ..!
قفوا ضدي ..!
رقم القصيدة : 1937
-----------------------------------
قِفوا ضِدّي .
دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
أصُدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
سِوى وَرْدي !
فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
بِقَدْح زنادها ناري .
وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
***
قِفوا ...
لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.
مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى
أُضارَ بِوَحشةِ البُعْدِ ؟
أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
لِتَرفعَ قِيمَةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَدِّ
بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
ولكنّي، بطُولِ الجُهْدِ ،
لَم أَبلُغْ بها قَصْدي .
أُحرّكُها إلى اليُمنى
فألقاها على اليُسرى(17/469)
وتَجمعُ نَفسَها دُوني
فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
وَما ضيري ؟
أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْدي
سَأبقى واحِداً.. وَحْدي !
***
فَمي أَضناهُ حَكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .
بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ
قِفوا ضِدّي .
دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي
لِما يُجدي .
فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي
فلن تَلقى لَها جَدوى
سِوى الإعراضِ والصَدِّ
مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .
***
قِفوا ضِدّي .
أنا حُرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ
مِن ذِمّةِ العَبْدِ .
خُذوا أوراق إثباتي .
خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ
أَخجَلتْ ذاتي .
سَفَحتُ العُمْرَ
أُوقِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها
وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها
مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القردِ !
خُذوا آبارَكُمْ عَنّي .
خُذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها
مِن شِدَّةِ البَرْد ِ!
خُذوا أنهارَكُمْ عَنّي
خُذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري
كسكّينٍ على خَدّي .
خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ
عَن عَيني وَعَن أُذُني ..
أَنَا ابنُ الغَيمِ
لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .
قِفُوا ضِدّي ..
كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .
وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .
كَفاني بَعدَكمْ أنّي
بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْدي .
فَماذا عِندَكُمْ بَعْدي ؟!
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> مُنْفَصِلٌ عنّي وما
مُنْفَصِلٌ عنّي وما
رقم القصيدة : 19370
-----------------------------------
مُنْفَصِلٌ عنّي وما
قلبيَ عنهُ منفصلْ
يا قاطعي اليوم لمنْ
نويتَ بعدي أن تصلْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> فرِّجوا كربي قليلا
فرِّجوا كربي قليلا
رقم القصيدة : 19371
-----------------------------------
فرِّجوا كربي قليلا
فلقد صِرْتُ نحيلا
افعلوا في أمرِ مشغو
فٍ بكُمْ فِعْلاً جميلا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تَفْدِيك أختُكَ قد حَييتَ بنعْمَة ٍ(17/470)
تَفْدِيك أختُكَ قد حَييتَ بنعْمَة ٍ
رقم القصيدة : 19372
-----------------------------------
تَفْدِيك أختُكَ قد حَييتَ بنعْمَة ٍ
لسْنا نعُدُّ لها الزَّمانَ عَديلا
إلاّ الخلودَ وذاكَ قربُكَ سيّدي
لازال قربُكَ والبقاءُ طويلا
وحمدْت ربّي في إجابة ِ دَعْوَتي
ورأيتُ حمدي عند ذاك قليلا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> يا عاذلتي قد كنتُ قبلك عاذلاً
يا عاذلتي قد كنتُ قبلك عاذلاً
رقم القصيدة : 19373
-----------------------------------
يا عاذلتي قد كنتُ قبلك عاذلاً
حتّى ابتُليتُ فَصِرْتُ صَبّاً جاهلا
الحبُّ أوّلُ مايكون جَهالة ً
فإذا تمكّنَ صارَ شغلاً شاغلا
أرضى فَيَغْضَبُ قاتلي، فتعجّبوا
يرضى القتيلُ ولا يُرضّي القاتِلا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ياابْنَ الخلائِفِ والجَحَاجحة ِ العُلَى
ياابْنَ الخلائِفِ والجَحَاجحة ِ العُلَى
رقم القصيدة : 19374
-----------------------------------
ياابْنَ الخلائِفِ والجَحَاجحة ِ العُلَى
والأكرمينَ مَناسِباً وأُصولا
والأعظمينَ إذا العظامُ تنافسوا
بالمَكْرُماتِ وحَصَّلوا تَحْصيلا
والقائدينَ إلى العزيز بأرضهِ
حتّى يذلَّ عساكراً وخيولا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أيا سرْوة َ البُستانِ طال تشوُّقي
أيا سرْوة َ البُستانِ طال تشوُّقي
رقم القصيدة : 19375
-----------------------------------
أيا سرْوة َ البُستانِ طال تشوُّقي
فهَلْ لي إلى ظلِّ لديكِ سبيلُ
متى يَلْتقي مَنْ ليس يُقْضى خروجَهُ
وليسَ لما يُقْضَى إليه دُخولُ
عسى اللهُ أو نرتاحَ من كربة ٍ لنا
فيلقى اغتباطاً خلّة ٌ وخليلُ
عسى اللهُ أن يُرتاح منهُ برحمة ٍ
فَيُشفى جوى ً من مُدْنَفٍ وعَويلُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> هارونُ يا سؤلي وقيتَ الرّدى
هارونُ يا سؤلي وقيتَ الرّدى
رقم القصيدة : 19376
-----------------------------------
هارونُ يا سؤلي وقيتَ الرّدى
قلبي بعتبٍ منكَ مشغولُ(17/471)
ما زلتُ مذْ خلَّفتني في عمى ً
كأنّني في الناس مخبولُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> سَلِمْ على ذكْرِ الغزَا
سَلِمْ على ذكْرِ الغزَا
رقم القصيدة : 19377
-----------------------------------
سَلِمْ على ذكْرِ الغزَا
لِ الأغْيَد المُسْبي الدَّلالِ
سَلّمْ عليه وقُلْ لَهُ
يا غلَّ ألبابِ الرِّجالِ
خلّيتَ جسمي صاحياً
وسَكنتَ في ظِلِّ الحِجالِ
وبَلَغْتَ منّي غاية ً
لم أَدْرِ فيها ما احْتيالي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> إذلُّ لمن أهوى لأدركَ عزَّة ً
إذلُّ لمن أهوى لأدركَ عزَّة ً
رقم القصيدة : 19378
-----------------------------------
إذلُّ لمن أهوى لأدركَ عزَّة ً
وَكَمْ عِزّة ٍ قَدْ نالها المرءُ بالذُّلِّ
فلو كنتُ أسلوهُ لسوءِ فعالهِ
لَقَدْ كانَ في إِقصائِه لي ما يُسْلي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> صرمتْ أسماءُ حبلي فانصرمْ
صرمتْ أسماءُ حبلي فانصرمْ
رقم القصيدة : 19379
-----------------------------------
صرمتْ أسماءُ حبلي فانصرمْ
ظلمتنا كلُّ منْ شاءَ ظلمْ
وکسْتَحلَّتْ قَتْلَنا عامِدَة ً
وتجنَّتْ عللاً لم تُجترمْ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> الكلبة الراحلة
الكلبة الراحلة
رقم القصيدة : 1938
-----------------------------------
مواساة شعرية بعد أن أعلن المكتب الصحافي في البيت الأبيض وفاة كلبة الرئيس
الأمريكي الراحلة "سبوت بنت ميلي" والتي ترجع أصولها إلى إنجلترا!.
-------------
------------
نعزيك في الكلبة الرَّاحلة
عزاءُ تُسَرُّ به العائلَهْ
نعزيك في كلبةٍ ودَّعت
وغابت عن الأعين الذاهلَهْ
نعزيك فيها وقد فارقت
حياة، برحمتكم حافلَهْ
برحمتكم؟! أينَ؟ لا تعذلوا
سؤالاً، ولا تعذلوا سائلَهْ
لقد فارقت داركم، لم تعد
هنالك خارجة داخلَهْ
فقدتم عزيزاً بفقدانها
فكفكف دموع الأسى الهاطلَهْ
نعزِّيك في حُسْنِ هندامها
وفي شعر"قَصَّتها" المائلَهْ
نعزِّيك في لون أنيابها(17/472)
وفرشاة" أسنانها الناحلَهْ
وفي أذنيها وفي ذيلها
وضحكة أشداقها الهائلَهْ
نعزِّيك في مربض دافئٍ
إذا ربضت ساعة القائلَهْ
نعزِّيك في جنبها، لم تعد
تحك به أرجل الطاولَهْ
تُعزيك أشلاء أطفالنا
وجدران أوطاننا الفاصلَهْ
تُعزيك أم رأت ابنها
قتيلاً، ودوحتها ذابلَهْ
تُعزِّيك غزة لم تنشغل
بأخلاق غاصبها السافلَهْ
يُعزِّيك طفل العراق الذي
تشَّرد في أرضه القاحلَهْ
يُعزِّيك ماء الفرات الذي
رأى قسوة الضربة القاتلَهْ
رأى القاذفات التي أرسلت
إلى الناس غازاتها السائلَهْ
رأى الطائرات التي أسرفت
غدوًّا، رواحًا إلى الحاملَهْ
رأى الناقلات التي لم تزل
تُلاحقُ ناقلة ناقلَهْ
تُعزِّيك أقفاص أسرى الردى
ببرقية بُعثت عاجلَة
نعزِّيك فيمن فُجعتم بها
وكانت بنعمائكم رافلَهْ
فراق "سُبوت" لأحبابها
فراق تجلَّت به النازلَهْ
فكم زفرة بعدها صُعَّدت
وكم دمعة بعدها هاملَهْ
كريمة أصلٍ فأخوالها
سُلالة إنجلترا الباسلَهْ
و"ميلي"هي الأم جاءت بها
لتصبح مشغولة شاغلَهْ
وأمَّا أبوها وأعمامها
فيُنمَونَ للأسر الخاملهْ
ولا ضير فالأم أولى بمن
تكون بآبائها جاهلَهْ
نعزِّيك فاصبر على فقدها
فدنيا الورى كلها زائلَهْ
فإن العزاء لكم واجب
وإن العزاء لنا نافلَهْ
أتأذن بعد العزاء الذي
نظرنا به نظرة عادلَهْ؟
أتأذن لي بالسؤال الذي
تردده الأنفس الجافلَهْ؟
سؤال المساكين في عالمٍ
تداعت أساطيله الصائلَهْ:
أيمكن أن يجدوا لفتة
من العطف كالكلبة الراحلَهْ؟
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> شَغَلْتُ اشتغالي ونفسي بكُمْ
شَغَلْتُ اشتغالي ونفسي بكُمْ
رقم القصيدة : 19380
-----------------------------------
شَغَلْتُ اشتغالي ونفسي بكُمْ
وأمسيتُ صبّا إلى قربكمْ
فإنْ بالهوى مرّة ً عدتمُ
فإنّي إذن عدتُ عبداً لكمْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> قد رابني أن صددتمْ في مجاملة ٍ
قد رابني أن صددتمْ في مجاملة ٍ
رقم القصيدة : 19381(17/473)
-----------------------------------
قد رابني أن صددتمْ في مجاملة ٍ
وأنكرَ القلبُ أن جئنا بحجّكمُ
فما الصدودُ وقلبي عِنْدَكم عَلقٌ
وما الذُّنوبُ التي هاجَتْ بِحَرْبِكُمُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ألبسِ الماءَ المداما
ألبسِ الماءَ المداما
رقم القصيدة : 19382
-----------------------------------
ألبسِ الماءَ المداما
واسقني حتّى أناما
وأفضْ جودك في النّا
سِ تكنْ فيهمْ إماما
لعنَ اللهُ أخا الـ
ـبخلِ وإنْ صلَّى وصامَا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أوقعتِ في قلبي الهوى
أوقعتِ في قلبي الهوى
رقم القصيدة : 19383
-----------------------------------
أوقعتِ في قلبي الهوى
ونجوتِ منه سالمهْ
وبدأتني بالوصلِ ثمْ
مَ قطعتِ وصلي ظالمهْ
تُوبي فإنَّكِ عالمَهْ
أو لاَ فإنّي آثمهْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> هنيئاً رضيتُ بما تصنعينَ
هنيئاً رضيتُ بما تصنعينَ
رقم القصيدة : 19384
-----------------------------------
هنيئاً رضيتُ بما تصنعينَ
وإنْ كان في الحبِّ غير استقامهْ
أموتُ بِدائي وكَرْبِ الهَوَى
وأنتِ مناتي رزقتِ السَّلامه
أهانُ بهجركمُ كلَّما
أريتكمُ بالوصالِ الكرامهْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> باح بالوجدِ قلبك المستهامُ
باح بالوجدِ قلبك المستهامُ
رقم القصيدة : 19385
-----------------------------------
باح بالوجدِ قلبك المستهامُ
وَجَرَتْ في عظامِكَ الأسقامُ
يوم لا يملكُ البكاءَ أخو الْـ
ـشَّوقِ فيُشْفَى ولا يُرَدُّ السَّلامُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أرى جَسَدي يَبْلَى وسُقْمِيَ باطنٌ
أرى جَسَدي يَبْلَى وسُقْمِيَ باطنٌ
رقم القصيدة : 19386
-----------------------------------
أرى جَسَدي يَبْلَى وسُقْمِيَ باطنٌ
وفي كبدي داءٌ وقلبي سالمُ
فما السُّقْمُ إلاَّ دُونَ سُقْمٍ أصابني
ولا الجهدُ إلاّ والَّذي بي أعظمُ(17/474)
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> سلامٌ على مَنْ لا يَرُدّ سَلامي
سلامٌ على مَنْ لا يَرُدّ سَلامي
رقم القصيدة : 19387
-----------------------------------
سلامٌ على مَنْ لا يَرُدّ سَلامي
ومَنْ لا يراني مَوْضِعاً لِكَلامِ
وماذا عليهِ أن يردَّ مسلِّماً
إذا كان يَقْضي بالسَّلام ذمامي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> بينَ الإزارينِ من المحرمِ
بينَ الإزارينِ من المحرمِ
رقم القصيدة : 19388
-----------------------------------
بينَ الإزارينِ من المحرمِ
تدليه عقل الرَّجلِ المسلمِ
في قَدِّ غُصْنِ البانِ لكنَّه
من طيّباتِ الشجرِ المُطْعَمِ
مرَّ إلى الرّكنِ فزاحمتهُ
فالْتَمَسَ الرُّكنَ ولم يَلْثَمِ
وفاتَ بالسَّبْقِ إلى زمزمٍ
وكانت اللَّذّاتُ في زمزمِ
شربتُ فضل الماءِ من بعدهِ
فلستُ أنسى طعمه في الفمِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> نامَ عذَّالي ولم أنم
نامَ عذَّالي ولم أنم
رقم القصيدة : 19389
-----------------------------------
نامَ عذَّالي ولم أنم
واشتفى الواشون من سقمي
وإذا ماقُلْتُ: بي أَلَمٌ
شَكَّ مَن أهواه في أَلَمي
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> عود العراق
عود العراق
رقم القصيدة : 1939
-----------------------------------
عزَ فْنا طويلا ً
فمَلَّتْ أصابعُنا عز ْ فَنا
وملّتْ مسامِعُنا نغمة َ العائدينْ
نعودُ
لنلقى الذين ذهبنا لهم ميتينْ
ونلقى بيوتا ً خرابْ
ونلقى على كل ِّ شئ ٍ ضبابْ
عزفنا طويلا ً نعودُ
وما نحنُ بالعائدينْ
عزفنا على العودِ
والعودُ إنْ لم يكنْ بابليّا ً
فلنْ يُطْرِبَ السامعينْ
ولو ضيّعَ الناسُ عودَ العراق
فعودُ العراق ِ .. الحزينْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ما صنعَ الهجرانُ لا كانا
ما صنعَ الهجرانُ لا كانا
رقم القصيدة : 19390
-----------------------------------
ما صنعَ الهجرانُ لا كانا
هاجَ عليَّ الهجْرُ أَحْزانا
ونمَّ طرفي بدخيلِ الهوى(17/475)
فَصارَ ما أسرَرْتُ إعلانا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> زوّدني يومَ سارَ أحزانا
زوّدني يومَ سارَ أحزانا
رقم القصيدة : 19391
-----------------------------------
زوّدني يومَ سارَ أحزانا
كان لهُ اللّهُ حيثُما كانا
إنْ لم يكُنْ حُبُّهُ قد أَقْلَقَني
فلا صَفَا العيشُ لي ولا لانا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> واكَبدِي مِنْ زَفَراتِ الضَّنَى
واكَبدِي مِنْ زَفَراتِ الضَّنَى
رقم القصيدة : 19392
-----------------------------------
واكَبدِي مِنْ زَفَراتِ الضَّنَى
حقَّ لها ممَّا تذوبُ الفنا
لم يضعِ اللومُ على عاشقٍ
شفرتَهُ إِلاّ انتحاني أنا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ومدمنُ الخمرِ يصحو بعدَ سكرتهِ
ومدمنُ الخمرِ يصحو بعدَ سكرتهِ
رقم القصيدة : 19393
-----------------------------------
ومدمنُ الخمرِ يصحو بعدَ سكرتهِ
وصاحِبُ الحبِّ يُلْقَى الدَّهرَ سَكْرانا
وقد سكرْتُ بلا خمرٍ يخامِرُني
لمّا ذكرتُ وما أنساهُ إنسانا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أما واللّهِ جوزيـ
أما واللّهِ جوزيـ
رقم القصيدة : 19394
-----------------------------------
أما واللّهِ جوزيـ
ـتُ بالإِحْسانِ إحْسانا
لما صدَّ الذي أهوى
ولا ملَّ ولاَ خانا
رَأَيْتُ النّاسَ من أَلْقى
عَلَيْهمْ نَفْسَهُ هَانا
فزرْ غبّاً تزدْ حبّاً
وإِنْ جُرِّعْتَ أَحْزانَا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تغيبُ فأخلو بالهمومِ
تغيبُ فأخلو بالهمومِ
رقم القصيدة : 19395
-----------------------------------
تغيبُ فأخلو بالهمومِ ونلتقي
كأنّي إذا ألزمْتَني ليسَ لي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أَلا يا أَقْبَحَ الثَّقلينِ فِعْلاً
أَلا يا أَقْبَحَ الثَّقلينِ فِعْلاً
رقم القصيدة : 19396
-----------------------------------
أَلا يا أَقْبَحَ الثَّقلينِ فِعْلاً
وأحسنَ ما تأمَّلتِ العيونُ
يَرى حَسَناً فلا يُجْزِي عَلَيْه(17/476)
ويَنْزِلُ بي عُقُوبَتَهُ الظُّنُونُ
ولكنّي أكذِّبُ فيه ظنِّي
وعندي منْ شواهدهِ يقينُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أشكو انفرادي بالهمومِ ووحشتي
أشكو انفرادي بالهمومِ ووحشتي
رقم القصيدة : 19397
-----------------------------------
أشكو انفرادي بالهمومِ ووحشتي
لفراقِكُمْ وصبابتي وحَنيني
وتَلَفُّتي كيما أراكِ وماأرى
إلاّ خيالاً مُذْكِراً يُؤْذيني
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أَلاَ مَنْ لي بإنسانِ
أَلاَ مَنْ لي بإنسانِ
رقم القصيدة : 19398
-----------------------------------
أَلاَ مَنْ لي بإنسانِ
كوى قلبي بهجرانِ
وقاضٍ حاكمٍ فيَّ
بظلمٍ وبعدوانِ
لقد سلّطَ ذا الحُبَّ
علينا شَرُّ سلطانِ
فيا عَوْناهُ من يَطْلُـ
بُ لي مرضاة َ غضبانِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ياحِبُّ باللّهِ لِمْ هَجَرْتِيني
ياحِبُّ باللّهِ لِمْ هَجَرْتِيني
رقم القصيدة : 19399
-----------------------------------
ياحِبُّ باللّهِ لِمْ هَجَرْتِيني
صددتِ عنّي فما تباليني
وآمِلُ الوَعْدِ مِنْكِ ذُو غُررٍ
لاتَخْدَعيهِ كَما خَدَعْتيني
أينَ اليمينُ الّتي حلفتِ بها
والشّاهدُ اللهُ ثمَّ خنتيني
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الاشارة الحمراء
الاشارة الحمراء
رقم القصيدة : 1940
-----------------------------------
جلسنا ساعة ً في المكتبِ الممنوع ْ
وجاء َتني بأوراق ِ القضيةِ كلِّها لنناقشَ الموضوع ْ
رأيتُ زهورَ أمريكا بعينيْها
دقائقَ حائريْن ِ ولم نجدْ مفتاحْ
لنفتحَ أوّلَ الموضوع ْ
تُحَدِّقُ في عيوني السودْ ............
ترى في أعيُنِي الفلاحْ
ترى وطنا ً تفرّقَ أهلُهُ .. ومقابرًا وجراحْ
ترى الاشباحْ
ترى ظِلا ًّ يُطاردُ ظِلَّهُ ويضاجعُ المصباحْ
ترى وجعَ اليتامى والأرامل ِ في عيوني السودْ
ترى طفلا ً ينادي .. يا أبي المفقودْ ....
متى ستعودْ ؟
ترى كلبا ً تنمّرََ في البلادِ وأصبحَ المعبودْ(17/477)
ترى الاوجاع ْ..........
ترى عللَ الليالي في عيوني السودْ
دقائقَ ... حائريْن ِ ولم نجدْ مفتاحْ
أحدِّقُ في العيون ِالخضرِ مكسورًا بغير ِ جناحْ
رأيتُ زهورَ أمريكا بعينيْها
أرى في عينِها القدّاحْ
أرى نهرًا تسرَّبَ في النخيل ِ وخيّمَ التفاحْ
أرى طفلاً يداعبُ وز ّة ً في البركةِ الخضراءْ
أرى نسرًا يُقبِّلُ نورسًا بيضاءْ
ويُقْسِمُ أنّهُ ماكان يقصِدُ أنْ يُرَوِّعَها ......
بخفق ِ جناحِهِ وعيونِهِ الصفراءْ
رأيتُ كنيسة ً ناقوسُها قلِقٌ...........
ومكتوبٌ عليه ِعبارة ٌ..
يا أيّها الرهبانْ
سلاما ً.... انّ عيسى يقرأ ُالقرانْ
وقد قبّلْتُهُ مئتينْ ..........
وما زالتْ له في ذمّتي مئتانْ
رأيتُ بعينِها الخضراء ْ...
جميعَ جواهرِالاشياءْ
أيُمْكِنُ أنني أحببتُها جدًّا ............
لأنّ عيونَها خضراءْ؟
رأيتُ أشارة ً حمراء ْ !!
على بابٍ من الابوابْ
دخانُ سَجائرٍ ممنوع ْ.........
وحبّ ُ أجانب ٍ ممنوع ْ .........
فماذا أنتَ تفعلُ أيها المقطوع ُ من شجرهْ ؟
فضعْ حدًّا الى خطواتِكَ القذرهْ
لأنّ العمرَ مختصرٌ .....
وماذا سوف تجني أيها المسكين ُ من أشياءَ مختصره ؟
لمَن منذ ُالطفولةِ تحمل ُ الحَجَرَهْ ؟
فلا طيرٌ على الشجرهْ
وتحتَ المكتبِ السريِّ والممنوع ْْ
ثلاثُ أرائكٍ في غرفةٍ بيضاءْ
وساعة ُحائطٍ دومًا مثبّتَتة ٌعلى العَشَرَهْ
ومنضدة ٌوبابٌ أوصَدَتْهُ الرّيحْ
ونافذة ٌ بلا أستارْ
رموزٌ ..... كلّ ُ شئ ٍغامضٌ في داخل ِالغرفهْ
فهلْ كان التلاقي بيننا صدفهْ ؟
أنا أرثي بلاداً آمَنَتْ منذ ُ السّقوطِ بهذهِ الصّدفهْ
لأنّ الكونَ أجهزة ٌ مبرمجة ٌ
من الرمل ِالذي يتقمّصُ الصّحراءْ
الى الريح ِالتي تتجاذبُ السّعفه ْ
أنا سعفه
تُقَلِّبُني الرياحُ بوحشةٍ وأصيحْ ......
أنا سعفه
أ ُظلِّلُ آخرَ الفقراءْ
أرشّ ُ نداي
لهذا طارَدَتْني الريحْ
فجئتُ المكتبَ الممنوع ْ
فهل تجدينَ في الموضوع ِ أمرًا ليس مشروعاً(17/478)
وهل هذا التصوّفُ في المحَبّةِ مطلقاً مشروع ْ؟
وهل تقفينَ مثلي هذه الوقفه ؟
أتيتُك من بلادِ النارْ
دموعي في شراييني
وأنقاضي .. هنا و هناك ... كالأحجارْ
أتيتُك مرة ً أخرى
أتيتُك واحدًا .... إنْ لم أكنْ صِفرا
أتيتُك مرة ً أخرى
لأني لستُ أرضى أنْ اكونَ بلحظةٍ ذكرى
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ليتَ سلمى تراني
ليتَ سلمى تراني
رقم القصيدة : 19400
-----------------------------------
ليتَ سلمى تراني
أو تنبَّى بشاني
كي تَفُكّ أسيراً
متعبَ القلب عاني
يا ديارَ الغواني
المِلاحِ الحسانِ
جادك الغيثُ منهُ
بالغوادي الرّواني
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> يا ربُّ إنّي حرضتُ بهجرها
يا ربُّ إنّي حرضتُ بهجرها
رقم القصيدة : 19401
-----------------------------------
يا ربُّ إنّي حرضتُ بهجرها
فإليكَ أشكو ذاكَ يا ربّاهُ
مولاة ُ سوءٍ تستهينُ بعبدها
نِعْمَ الغلامُ وبِئْسَتِ المولاهُ
ظِلٌّ ولكنّي حُرِمْتُ نعيمَهُ
وهَواهُ إنْ لمْ يُغِثْني اللّهُ
يا ربّ إنْ كانتْ حياتي هكذا
ضرّاً عليّ فما أريدُ حياهُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> يا ذا الذي أكتمُ حبّيهِ
يا ذا الذي أكتمُ حبّيهِ
رقم القصيدة : 19402
-----------------------------------
يا ذا الذي أكتمُ حبّيهِ
ولستُ من خوفٍ أسمّيهِ
لم يدرِ ما بي من هواهُ ولم
يعلمْ بما قاسيتهُ فيهِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> وجدَ الفؤادُ بزينبا
وجدَ الفؤادُ بزينبا
رقم القصيدة : 19403
-----------------------------------
وجدَ الفؤادُ بزينبا
وجداً شديداً متعبا
أصبحتُ من وجدٍ بها
أدعى شقيّاً منصبا
ولقد كَنَيْتُ عن اسمِها
عَمْداً لكيلا تَغْضَبا
وجعلتُ زينبَ سترة ً
وأتيتُ أمراً معجبا
قالت وقد عزَّ الوِصَا
لُ ولم أجِدْ لي مَذْهَبا
واللّهِ لانلتَ المَوَ
دَّة أو تنالَ الكوكبا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تَحَبَّبْ فإنَّ الحبَّ داعية ُ الحبّ(17/479)
تَحَبَّبْ فإنَّ الحبَّ داعية ُ الحبّ
رقم القصيدة : 19404
-----------------------------------
تَحَبَّبْ فإنَّ الحبَّ داعية ُ الحبّ
وكمْ من بعيدِ الدار مستوجبَ القربِ
تبصَّرْ فإن حدِّثتَ أنّ أخا هوى ً
نجا سالماً فارْجُ النَّجاة َ من الحُبُ
وأطيبُ أيّامِ الهوى يومك الّذي
تروَّعُ بالتَّحريشِ فيه وبالعتبِ
وإذا لم يكن في الحبِّ سخطٌ ولا رضا
فَأَيْنَ حَلاواتُ الرّسائلِ والكُتْبِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> بني الحبُّ على الجورِ فلو
بني الحبُّ على الجورِ فلو
رقم القصيدة : 19405
-----------------------------------
بني الحبُّ على الجورِ فلو
أنصَفَ المعشوقُ فيهِ لَسَمَجْ
ليسَ يستحسنُ في وصفِ الهوى
عاشقٌ يَعْرِفُ تَأليفَ الحُجَجْ
لا تعيبنّ من محبِّ ذلَّة ً
ذِلَّة ُ العاشق مِفتاحُ الفَرَجْ
وقليل الحبّ صرفاً خالصاً
لك خَيْرٌ من كثيرٍ قَدْ مُزِجْ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> لو كان يمنعُ حسنَ الوجهِ صاحبهُ
لو كان يمنعُ حسنَ الوجهِ صاحبهُ
رقم القصيدة : 19406
-----------------------------------
لو كان يمنعُ حسنَ الوجهِ صاحبهُ
من أن يكون له ذَنْبٌ إِلى أَحَدِ
كانت عليَّهُ أبرى الناس كلهمُ
من أن تكافا بسوءٍ آخر الأبدِ
مالي إذا غبتُ لم أذكر بواحدة ٍ
وإن سقَمْتُ فَطَالَ السُّقْمُ لم أُعدِ
ما أعجبَ الشيءَ ترجوهُ فتحرمهُ
قد كُنْتُ أَحْسَبُ أنّي قد مَلاَتُ يَدي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> إني كثرتُ عليهِ في زيارتهِ
إني كثرتُ عليهِ في زيارتهِ
رقم القصيدة : 19407
-----------------------------------
إني كثرتُ عليهِ في زيارتهِ
فملَّ والشيءُ مملولٌ إذا كثرا
ورابَني مِنه أَنّي لا أزال أَرَى
في طرفهِ قصراً عنّي إذا نظرا
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ألا أيُّهذا الراكبُ العيسَ بلِّغنْ
ألا أيُّهذا الراكبُ العيسَ بلِّغنْ
رقم القصيدة : 19408
-----------------------------------(17/480)
ألا أيُّهذا الراكبُ العيسَ بلِّغنْ
سباعاً وقُلْ إن ضَمَّ داركُمُ السَّفْرُ
أَتَسْلُبني مالي ولو جاء سائلٌ
رققتَ له إن حَطَّهُ نحوك الفقْرُ
كشافية ِ المرضَى بفائدة ِ الزِّنا
تُؤمِّلُ أجراً حيثُ ليس لها أجْرُ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> ليسَ خطبُ الهوى بخطبٍ يسيرِ
ليسَ خطبُ الهوى بخطبٍ يسيرِ
رقم القصيدة : 19409
-----------------------------------
ليسَ خطبُ الهوى بخطبٍ يسيرِ
لايُنَبِّئْكَ عنْهُ مثلُ خبيرِ
ليس خطب الهوى يدبَّرُ بالرَّأ
يِ ولا بالقياسِ والتقديرِ
إنّما الأمْرُ في الهوى خَطَراتٌ
محدثاتُ الأمور بعد الأمور
إن تَكُنْ صادق المودّة ِ فاقْنَعْ
وارْضَ مِمّن تُحِبُّه باليسير
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> العودة إلى الشاطيء البعيد
العودة إلى الشاطيء البعيد
رقم القصيدة : 1941
-----------------------------------
وعُدْ نا نَذكرُ الايامْ
نَجْمَعُ بعضَ ما ولّى على بعض ِ
نفتشُ عن بقايا ليلةٍ فيها
أ ُلاقيها
وقد نامَ النخيلُ هناكَ والاعشابْ
وأشجارٌ من الصفصافِ والاعنابْ
ونامَ الليلْ
فلا صوتٌ سوى قمرٍ يَدُقّ ُ البابْ
بابَ الشاطئ ِ النائي
على نهرٍ .. بعيدٍ .. أزرق ِالماء ِ
أ ُلاقيها فنستلقي على الارض ِ
يُقَلِّبُ بعضُنا بعضا
على عشبٍ ندِيّ ٍ .. باردٍ .. غَضِّ
وكنا نحْسَبُ الايامَ لا تمضي
ولكنْ مرّتْ الايامْ
وغابت نجمة ُالعشرينَ في وحل ٍ من الالامْ
وطافَ الثلجُ حولَ الشاطئ ِ الرملي
فلا نخلٌ ولا صفصافْ
ولا الماءُ الذي قد كان لو أمْسَكْتُها يغلي
ولا قمرٌ يَدُقّ ُالبابْ
ولا صوتٌ يُؤرِّقُ أعيُنَ الماضي
سوى رحلوا
فتعوي الريحْ
وتبكي نخلة ٌوتصيحْ .........
لقد كتبا على سعفي وجذعي ألفَ خاطرةٍ
فوا أسفي
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أقولُ والرَّكبُ قد مالتْ عمائمهمْ
أقولُ والرَّكبُ قد مالتْ عمائمهمْ
رقم القصيدة : 19410
-----------------------------------(17/481)
أقولُ والرَّكبُ قد مالتْ عمائمهمْ
بَعْدَ الهُدُوءِ بِقَفْرٍ غَيْرِ مَأْنوسِ
والعِيسُ قد وَخَدَتْ عَرْضَ الفلاة بِهِمْ
وماتَرى لَهُمْ همّاً بِتَعْريسِ
إذا أقولُ أتاني اليَوْمَ نَعْرُهُ
زجرَ الحداة ِ وحثّ الرّكبِ للعيسِ
سقياً لأرضٍ إذا ما نمتُ نبّهني
قَبْلَ الصّباحِ بها نَقْرُ النواقيسِ
صوت التّداريج لا المُكّاءُ تَسْمَعُهُ
بينَ البساتينِ فيها والفراديسِ
إذا أضاءت من البستانِ حاوية ً
بألف صَوْتٍ بديعٍ غَيْرِ مَلبوسِ
كأنَّما أرضها والياسمينُ بها
زبرجنُ والنَّسرينُ يغشى بالقراطيسِ
الوردُ والسوسنُ في كلّ شارقة ٍ
على الميادين أذنابُ الطواويسِ
خِلالَهُ الآسُ والخَيْريُّ عن كَثَبٍ
والنَّخْلُ من بَيْنِ خُذْروفٍ ومَغْروسِ
لتلك أشهى إليّ أن أموتَ بها
من السُّقامِ بأرضِ القفرِ والبوسِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> إذا كنتَ لا يسليكَ عمَّنْ تحبُّه
إذا كنتَ لا يسليكَ عمَّنْ تحبُّه
رقم القصيدة : 19411
-----------------------------------
إذا كنتَ لا يسليكَ عمَّنْ تحبُّه
ثناءٍ ولا يشفيكَ طول تلاقي
فما أنتَ إلاّ مستعيرٌ حشاشة ً
لمُهْجَة ٍ نفسٍ آذنَتْ بفراقِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> طالَ تكذيبي وتصديقي
طالَ تكذيبي وتصديقي
رقم القصيدة : 19412
-----------------------------------
طالَ تكذيبي وتصديقي
لم أجدْ عهْداً لمخلوقِ
إنَّ ناساً في الهوى حدَّثوا
أحْدثوا نقضَ المواثيقِ
لا تراني بعدهمْ أبداً
أشتكي عشقاً لمعشوقِ
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> تمارضتِ كي أشجى وما بكِ علَّة ٌ
تمارضتِ كي أشجى وما بكِ علَّة ٌ
رقم القصيدة : 19413
-----------------------------------
تمارضتِ كي أشجى وما بكِ علَّة ٌ
تُريدين قَتْلي قد ظفرْتِ بذلكِ
وقولكِ للعوّادِ : كيفَ ترونهُ؟
فقالُوا: قتيلاً. قلتِ: أهْوَنُ هالكِ
لئِنْ ساءني أنْ نِلْتني بمَساءَة ٍ
فَقَدْ سَرَّني أنّي خَطرْتُ ببالكِ(17/482)
العصر العباسي >> علية بنت المهدي >> أهلي سلُوا رَبَّكم العافيَهْ
أهلي سلُوا رَبَّكم العافيَهْ
رقم القصيدة : 19414
-----------------------------------
أهلي سلُوا رَبَّكم العافيَهْ
فقد دهتني بعدكمْ داهيهْ
فَارَقَني بَعْدَكم سَيّدي
فعبرتي منهلَّة ٌ جاريهْ
مالي أرى الأبصار بي جافية ْ
ما تَنْثَني منّي إِلى ناحِيَهْ
ما ينظر النَّاسُ إلى المبتلى
وإنَّما الناسُ مَعَ العافِيَهْ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَاذْهَبْ صُرَيْمُ كَيْ نَحُلَّنْ بَعْدَهَا
وَاذْهَبْ صُرَيْمُ كَيْ نَحُلَّنْ بَعْدَهَا
رقم القصيدة : 19415
-----------------------------------
وَاذْهَبْ صُرَيْمُ كَيْ نَحُلَّنْ بَعْدَهَا
صَغْوَا وَحُلَّنْ بِالْجَمِيعِ الْحَوْشَبَا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أغَرَّكَ مِنِّي يَا بْنَ فَعْلَة َ عِلَّتِي
أغَرَّكَ مِنِّي يَا بْنَ فَعْلَة َ عِلَّتِي
رقم القصيدة : 19416
-----------------------------------
أغَرَّكَ مِنِّي يَا بْنَ فَعْلَة َ عِلَّتِي
عَشِيَّة َ أَنْ رَابَتْ عَلَيَّ رَوَائِبِي
وموقدُ نيرانٍ ثلاثٍ فَشَرّها
وألأمها إذ قُدتُها غيرَ عازبِ
سَلَبْتَ سِلاَحِي بَائِساً وَشَتَمْتَنِي
فيا خَيرَ مسلُوبٍ ويا شرَّ سالبِ
فإن أكُ لم أخضِبكَ فيها فإنّها
نيوبُ أساويدٍ وشولُ عقاربِ
ويا ركبة َ الحمراءِ شرَّة ََ ركبة ٍ
وكادتْ تكونُ شرّ ركبة َ راكبِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ألا هل أتى الحسناءَ أنَّ حليلها
ألا هل أتى الحسناءَ أنَّ حليلها
رقم القصيدة : 19417
-----------------------------------
ألا هل أتى الحسناءَ أنَّ حليلها
تَأَبَّطَ شَرّاً وَاكْتَنَيْتُ أَبَا وَهْبِ
فَهَبْهُ تَسَمَّى اسْمِي وَسَمَّاني باسْمِهِ
فَأَيْنَ لَهُ صَبْرِي عَلَى مُعْظَمِ الخَطْبِ
وأينَ لهُ بأسٌ كبأسي وَسَورَتي
وأينَ لَهُ في كُلِّ فَادِحة ٍ قَلبي(17/483)
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> لَعَلِّي مَيِّتٌ كَمَداً وَلَمَّا
لَعَلِّي مَيِّتٌ كَمَداً وَلَمَّا
رقم القصيدة : 19418
-----------------------------------
لَعَلِّي مَيِّتٌ كَمَداً وَلَمَّا
أطالع أهلَ ضيمٍ فالكرابِ
وإنْ لَمْ آتِ جَمْعَ بَنِي خُثَيْمٍ
وكاهِلَها برجلٍ كالضبابِ
إذَا وَقَعَتْ بِكَعْبٍ أوْ قُرَيْمٍ
وسيَّارِ فّيَا سوغَ الشَّرَابِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَحَرَّمْتُ النِّسَاءَ وَإنْ أُحِلَّتْ
وَحَرَّمْتُ النِّسَاءَ وَإنْ أُحِلَّتْ
رقم القصيدة : 19419
-----------------------------------
وَحَرَّمْتُ النِّسَاءَ وَإنْ أُحِلَّتْ
بشورٍ أو بمزجٍ أو لصَاب
حَيَاتِي أوْ أزُورَ بَنِي عُتَيْرٍ
وكاهلها بجمعٍ ذي ضبابِ
إذَا وَقَعْتُ لِكَعْبٍ أوْ خُثْيم
وسيَّارٍ يسوغُ لها شرابي
أظُنّي ميِّتاً كمَداً ولمَّا
أطالعُ طلعة أهل الكرابِ
وَدُمْتُ مُسَيَّراً أَهْدِي رَعِيلاً
أؤُمُّ سوادَ طودٍ ذي نقابِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> تراتيل الطائر المهاجر
تراتيل الطائر المهاجر
رقم القصيدة : 1942
-----------------------------------
تفَرّ قْنا
ذهَبْنا في مهبِّ الريحْ
وقرّرْ نا بأن لا نلتقي أبدا
سئِمْنا بعضَنا بعضاً
أردْنا أنْ نُخَرِّبَ بيتَنا عبثا ً بأيْدِينا
أردْ نا أنْ نُجَرِّبَ ما هي الجُدرانْ
أردنا أنْ نجرِّبَ بعضَنا بعضا
أردنا أن نرى الموتَ الذي يخشاهُ أترابي
كتبتُ عبارة ًمازالَ آخرُها على بابي
وداعًا
ثم ماذا بعد ما ذهبوا ؟
نزَ لْتُ بعالَم ٍما فيه أشرعة ٌ ولا شُطْآنْ
ولا نخل ٌ... ولا نهرٌ ... ولا رُمّانْ
ولا طيرٌ مضى برسائلي أو جاء ني بخبرْ
أنا مِن بَعْدِكُمْ في غابْ
وأرضي ذاتُ صخرٍ والسماءُ مطرْ
وغربانٌ تُفَتِّشُ ما بجَيْبي ثم تترُكُني
فتأتي ثُلَّة ٌ أخرى تُفَتِّشُني
فأشعرُ أنها يومًا ستأكُلُني
ولكنْ ... قد تبدّى الماءْ
فمَنْ يدري متى تتجَمّعُ الأشتاتْ ؟(17/484)
ومَنْ مِنّا يُعِيدُ الماءَ للنهر ِ؟
ومَنْ مِنّا يُحاولُ أنْ يُحَوِّ لَني إلى عهدي ؟
أشُمّ ُخطاكَ يا وطني
أحاولُ مرّة ً أخرى
أ ُلَمْلِمُ ما تبدّى وانطوى مِن أول ِالعهدِ
تُرَى ...... مَن يَعْتَنِي بالأهل ِ مِن بعدي ؟
تفرّ قنا ...
وكُنا نقرأ الأيامْ
ونعرفُ غاية َ الدّهرِ
فَعَوِّدْ ني على نسيان ِ موطنِنا
وعَوِّدْنِي بأنْ أبكي على وطني
فماذا ظلَّ من عمري ؟
سوى طيرٍ يطيرُ بكلِّ زاويةٍ
وأعرفُ ضيْعَتِي ... وطني
فعَوِّدْنِي (حميدُ) أجَرِّبُ النسيانْ
فأنسى ساعة ًبغدادْ ......
شواطِئَها .. نساءَ الصالحيةِ .. شارع َالسعدونْ
أنا مازلتُ في بغدادْ
وأولادي بها يبكونْ
هناكَ مدينتي الأحلى من الدنيا
فرغم حوادثِ الأيام ِ ما ناحتْ
ولا ذبُلَتْ أزاهِرُها
تداعبُ كلَّ مُكْتَئِبِ
فكم قدْ حَمّلُوها فوقَ طاقتِها
وبغدادُ التي في غايةِ الأدبِِ
هجرناها بلا سببِ
ـــــــــــــ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلا أتَمَنَّى الشَّرَّ والشَّرُّ تَارِكِي
وَلا أتَمَنَّى الشَّرَّ والشَّرُّ تَارِكِي
رقم القصيدة : 19420
-----------------------------------
وَلا أتَمَنَّى الشَّرَّ والشَّرُّ تَارِكِي
ولكن متى أُحمل على الشَّرِّ أركبِ
ولستُ بمفراح إذا الدَّهرُ سرَّني
وَلاَ جَازِعٍ مِنْ صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وما وَلدت أمِّي منَ القومِ عاجزاً
وما وَلدت أمِّي منَ القومِ عاجزاً
رقم القصيدة : 19421
-----------------------------------
وما وَلدت أمِّي منَ القومِ عاجزاً
وَلاَ كَانَ رِيشِي مِنْ ذُنَابِى وَلاَ لَغْبِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إِذَا خَلَّفْتُ بَاطِنَتَيْ سَرَارٍ
إِذَا خَلَّفْتُ بَاطِنَتَيْ سَرَارٍ
رقم القصيدة : 19422
-----------------------------------
إِذَا خَلَّفْتُ بَاطِنَتَيْ سَرَارٍ
وبطنَ هضاضَ حيثُ غذا صباحُ(17/485)
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> شَنِئْتُ الْعَقْرَ عَقْرَ بَنِي شُلَيْلٍ
شَنِئْتُ الْعَقْرَ عَقْرَ بَنِي شُلَيْلٍ
رقم القصيدة : 19423
-----------------------------------
شَنِئْتُ الْعَقْرَ عَقْرَ بَنِي شُلَيْلٍ
إذَا هَبَّتْ لِقَارِيهَا الرِّيَاحُ
كرهتُ بني جُذيمة إذ ثرونا
قَفَا السَّلَفَيْنِ وانْتَسَبُوا فَبَاحُوا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وكادت وبيتِ اللهِ أطنابُ ثاتبٍ
وكادت وبيتِ اللهِ أطنابُ ثاتبٍ
رقم القصيدة : 19424
-----------------------------------
وكادت وبيتِ اللهِ أطنابُ ثاتبٍ
تَقَوَّضُ عَنْ لَيْلَى وَتَبْكِي النَّوَائِحُ
تَمَنَّى فَتى ً مِنَّا فَلاَقَى ولَمْ يَكَدْ
غلاماً نمته المُحصَناتُ الصَّرائحُ
غُلاَمٌ نَمَى فَوْقَ الْخُمَاسِيِّ قَدْرُهُ
وَدُوْنَ الَّذِي قَدْ تَرْتَجِيهِ النَّوَاكِحُ
فإن تكُ نالتهُ خطا طيفُ كفِّه
بِأَبْيَضَ قَصَّالٍ نَمَى وَهْوَ فَادِحُ
فَقَدْ شَدَّ في إِحْدَى يَدَيْهِ كِنَانَة ً
تَدَاوَى لَهَا في أَسْوَدِ الْقَلْبِ قَادِحُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أَتَنْظُرَانِ قَلِيلاً رَيْثَ غَفلَتِهِمْ
أَتَنْظُرَانِ قَلِيلاً رَيْثَ غَفلَتِهِمْ
رقم القصيدة : 19425
-----------------------------------
أَتَنْظُرَانِ قَلِيلاً رَيْثَ غَفلَتِهِمْ
أوْ تَعْدُوَانِ فَإنَّ الرّيحَ لِلْعَادِي
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أَلاَ عَجِبَ الْفِتْيَانُ مِنْ أُمِّ مَالِكٍ
أَلاَ عَجِبَ الْفِتْيَانُ مِنْ أُمِّ مَالِكٍ
رقم القصيدة : 19426
-----------------------------------
أَلاَ عَجِبَ الْفِتْيَانُ مِنْ أُمِّ مَالِكٍ
تَقُولُ أَرَاكَ الْيَوْمَ أَشْعَثَ أَغْبَرَا
تبُوعاً لآثار السَّريَّة بعدما
رَأَيْتُكَ بَرَّاقَ الْمَفَارِقِ أيْسَرَا
فقلتُ لها :يومَانِ يومُ إقامة ٍ
أهزُّ به غُصناً منَ البانِ أخضَرا
ويومٌ أهزُّ السَّيف في جيدِ أغيدٍ(17/486)
لَهُ نَسْوَة ٌ لَمْ تَلْقَ مِثْلِي أَنْكَرَا
يخفنَ عليهِ وهوَ ينزِعُ نفسَهُ
لقد كنتُ أبَّاءَ الظُّلامة ِ قَسوَرَا
وَقَدْ صِحْتُ فيِ آثَارِ حَوْمٍ كَأنَّهَا
عَذَارَى عُقَيْلٍ أَوْ بَكَارَة ُ حِمْيَرَا
أبعدَ النَّفاثيِّينَ آملُ طُرفة ً
وآسى عَلَى شيءٍ إذا هوَ أدبَرا
أُكفكفُ عَنهُم صُحبتي وإخالُهم
مِنَ الذُّلِّ يَعْراً بِالتَّلاَعَة ِ أعْفَرَا
فَلَوْ نَالَتِ الكَفَّانِ أَصْحَابَ نَوْفَلٍ
بمهمهة ٍ من بطنِ ظَرءٍ فعَرعرا
وَلَمَّا أبى اللَّيْثِيُّ إلاَّ تَهَكُّماً
بعِرضي وكان العِرضُ عِرضي أوفَرَا
قُلْتُ لَهُ حَقَّ الثَّنَاءُ فَإنَّنِي
سأذهبُ حتَّى لم أجِد متأخَّرا
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَهْلَ زَادَ لَجاجَة ً
يَقُولُ فَلاَ يَأْلُوكَ أَنْ تَتَشَوَّرَا
دَنَوْتُ لَهُ حَتَّى كَأَنَّ قَمِيصَهُ
تشرَّبَ من نَضح الأخادعِ عُصُفرا
فمَن مبلغٌ ليثَ بنَ بكرٍ بأنَّنا
ترَكَنا أخاهُم يومَ قرنٍ معفَّرا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> عَلَى الشَّنْفَرَى سَارِي الْغَمَام فَرَائِحٌ
عَلَى الشَّنْفَرَى سَارِي الْغَمَام فَرَائِحٌ
رقم القصيدة : 19427
-----------------------------------
عَلَى الشَّنْفَرَى سَارِي الْغَمَام فَرَائِحٌ
غَزِيرُ الكُلَى أَوْ صَيِّبُ الْمَاءِ بَاكِرُ
عَلَيْكَ جَدَاءٌ مِثْلُ يَوْمِكَ بِالْحَيَا
وَقَدْ رَعَفَتْ مِنِّي السُّيُوفُ البَوَاتِرُ
ويومُكَ يوم العَيكتينِ وعَطفة ٌ
عَطَفتَ وقد مسَّ القلوبَ الحَنَاجِرُ
تُجيلُ سلاحَ الموتِ فيهم كأنَّهم
لِشَوْكَتِكَ الحُدَّى ضَئِينٌ نَوَافِرُ
وطعنة ِ خلسٍ قد طعنتَ مُرشَّة ٍ
لها نفذٌ تَضِلُّ فيها المَسَابِرُ
يظلُّ لها الآسي أميماً كأنَّهُ
نَزِيفٌ هَرَاقَتْ لُبَّهُ الْخَمْرُ سَاكِرُ
وإنَّكَ لَوْ لاَقَيْتَنِي بَعْدَ مَا تَرَى
وهل يُلقَين من غيَّبتهُ المقابرُ
لألفيتَني في غارة ٍ أُدَّعى لها
إلَيْكَ وَإمَّا رَاجِعاً أَنَا ثَائِرُ(17/487)
وإنْ تَكُ مَأْسُوراً وَظِلْتَ مُخَيِّماً
وَأَبْلَيْتَ حَتَّى مَا يَكِيدُكَ وَاتِرُ
وَحَتَّى رَمَاكَ الشَّيْبُ في الرَّأْسِ عَانِساً
وخَيرُكَ مبسُوطٌ وزادُكَ حَاضرُ
وَأَجْمَلُ مَوْتِ الْمَرْءِ إِذْ كَانَ مَيِّتاً
وَلاَ بُدَّ يَوْماً مَوْتُهُ وَهْوَ صَابِرُ
فَلاَ يَبْعَدَنَّ الشَّنْفَرَى وَسِلاَحُهُ
الْحَدِيدُ وَشَدُّ خَطْوِهِ مُتَوَاتِرُ
إذَا رَاعَ رَوْعَ الْمَوْتِ رَاعَ وَإنْ حَمَى
حمى معهُ حرٌّ كريمٌ مصابرُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وشعبٍ كشلِّ الثوبِ شكسٍ طريقهُ
وشعبٍ كشلِّ الثوبِ شكسٍ طريقهُ
رقم القصيدة : 19428
-----------------------------------
وشعبٍ كشلِّ الثوبِ شكسٍ طريقهُ
مَجَامِعُ صَوْحَيْهِ نِطَاقٌ مُحَاصِرُ
بِهِ مِنْ سُيُولِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّهَا
جُبارٌ لصمِّ الصَّخرِ فيه قراقرُ
تبطَّنتُهُ بالقومِ لم يهدني لهُ
دَلِيلٌ وَلَمْ يُثْبِتْ لِيَ النَّعْتَ خَابِرُ
به سملاتٌ من مياهٍ قديمة ٍ
مَوَارِدُهَا مَا إنْ لَهُنَّ مَصَادِرُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> إذا المرءُ لم يحتل وقد جدَّ جِدُّهُ
إذا المرءُ لم يحتل وقد جدَّ جِدُّهُ
رقم القصيدة : 19429
-----------------------------------
إذا المرءُ لم يحتل وقد جدَّ جِدُّهُ
أَضَاعَ وَقَاسَى أمْرَهُ وَهْوَ مُدْبِرُ
لكن أخو الحزمِ الذي ليسَ نازِلاً
بِهِ الخطْبُ إلاَّ وَهْوَ لِلْقَصْدِ مُبْصِرُ
فذاكَ قريعُ الدّهرِ ما عاشَ حوَّلٌ
إذْا سُدَّ مِنْهُ مَنْخِرٌ جَاشَ مَنْخِرُ
أَقُولُ لِلْحَيْانٍ وَقَدْ صَفِرَتْ لَهُمْ
وِطَابِي وَيَوْمِي ضَيِّقُ الجُحْرِ مَعْوِرُ
هما خُطَّتا إما إسارٌ ومنَّة ٌ
وإما دمَّ والقتلُ بالحرِّ أجدرٌ
وأخرى أصادي النَّفسَ عنها وإنَّها
لَمَوْرِدُ حَزْمٍ إنْ فَعَلْتُ وَمَصْدَرُ
فرَشْتُ لَهَا صَدْرِي فَزَلَّ عَنِ الصَّفَا
به جؤجؤ عبلٌ ومتنٌ مخصّرُ
فَخَالَطَ سَهْلَ الأرْضِ لَمْ يَكْدَح الصَّفَا(17/488)
به كدحة ً والموتُ خَزيانُ ينظرُ
فأبتُ إلى فهمٍ ولم أكُ آيباً
وَكَمْ مِثْلِهَا فَارَقْتُهَا وَهْيَ تَصْفِرُ
فَإنَّكَ لَوْ قَايَسْتَ بِاللِّصْبِ حِيلَتِي
بِلُقْمَانَ لَمْ يُقْصِر بِيَ الدَّهْرَ مُقْصِرُ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> طيور الناصرية
طيور الناصرية
رقم القصيدة : 1943
-----------------------------------
ألا يا طيورَ الناصِرِيَّةِ نامي
ولو نِمتُ زوريني ولو بمنامي
ولا تنْظُرَنْ مثلَ الحزيناتِ للسَمَا
تظنَنَّ ما زالتْ هناكَ خيامي
أنا أمّ ُ أولادٍ و أمّ ُ صَبابَةٍ
ولي حسرة ٌ في القلبِ بنتُ حرام ِ
أُ قرِّبُ من عيْني قُصاصَ رسائلٍ
وأبياتِ شِعرٍ أثَّرَتْ بنِظامي
وأختِمُ شوطَ اليوم ِ حزناً كأمسِهِ
أدومُ وذاكَ الشَّوطُ سِرُّ دوامي
وأدخلُ داري مثلَ طيرٍ مُجَرَّدٍ
من الريش ِهزَّ البردُ كلَّ عظامي
أنامُ وأنتم نصبَ عيني وجوهُكُم
كأني أُداوي عِلَّتي بحِمامي
وأني وقد أيْقنت ُ عودتَكمْ لنا
سلاماً... إذنْ رُدّوا عَليَّ سلامي
ألا يا طيورَ الناصِرِيَّةِ ليلة ً
تُعَدُّ علينا في اللقاءِ بعام ِ
أنا أُمُّكُم والنومُ جافٍ وساعتي
تكادُ تُلاقيني ببعضِ ِ زُحام ِ
وقدْ مَضَتِ الأوقاتُ وانصاعتِ المُنى
لبَعْضِ إشاعاتٍ وكُثْرِ كلام ِ
أُداري الذي لم يَقوَ عنكم بكِذبَةٍ
وأرمي على نفسِي طويلَ سِهامي
أ ُ قلِّبُ أشياءً تركتمْ ومنزلاً
هجَرتُم وأنتم واقفونَ أمامي
أسِرَّ تُكُمْ هذي وهذا فِراشُكم
تماماً كما كنتم وغيرُ تمام ِ
وهذي لكم عندي الأمانة ُ أصْبَحَتْ
على الرُّغم ِ من أنفي حُطامَ حُطامي
ملابِسُكم هذي وهذي رفوفُها
مُفَرَّغة ٌ مملوءة ٌ بملامي
وغرفتُكم هذي تكادُ تقولُ لي
لماذا دفنتُم بي سنينَ غرامي
وبدَّلتمُ الأشواطَ بَيْني وبينهم
وكلّلتمُ الأسواط َ نصفَ عظامي
لماذا دفنتم بي خيالَ رفيقةٍ
وترتيلَ قرآنٍ وصوتَ كرام ِ
لماذا دخلتم لي تَجُرّونَ وحدتي
تجُرُّونَها والخوفُ سادَ وئامي(17/489)
ألا يا طيورَ الناصريَّةِ نامي
عسى أنْ يقومَ القائمونََ مَقامي
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> فإن تصرِميني أو تُسِيئي جنابَتي
فإن تصرِميني أو تُسِيئي جنابَتي
رقم القصيدة : 19430
-----------------------------------
فإن تصرِميني أو تُسِيئي جنابَتي
فإنِّي لصرَّامُ المُهينِ جُذامِرُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وإنك لا بزّاً منعتَ ولا يداً
وإنك لا بزّاً منعتَ ولا يداً
رقم القصيدة : 19431
-----------------------------------
وإنك لا بزّاً منعتَ ولا يداً
وإنَّ السُّيوفَ بالأكفِّ شوارعُ
غداة َ تقولُ قد ملكتم فأسجحُوا
وَإنِّي لِمَا أَسْلَكْتُمُونِي لَتَابِعُ
فوالله لولا ابنا كلابٍ وعامرٌ
بعوا أمرَ غياّتٍ همُ والأقارعُ
لجامعتُ أمراً ليسَ فيهِ هوادة ٌ
ولا غُضَّة ٌ وليسَ فيها تنازُعُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وقالوا لها لاتُنكحيهِ فإنهُ
وقالوا لها لاتُنكحيهِ فإنهُ
رقم القصيدة : 19432
-----------------------------------
وقالوا لها لاتُنكحيهِ فإنهُ
لأوَّلِ نَصْلٍ أَنْ يُلاَقِيَ مَجْمَعا
فَلَمْ تَرَ مِنْ رَأْيٍ فَتِيلاً وَحَاذَرَتْ
تأيُّمها من لابسِ الَّليلِ أروَعا
قَلِيلُ غِرَارِ النَّوْمِ أَكْبَرُ هَمِّهِ
دمُ الثَّأر أو يَلقى كميّاً مسفَّعا
يُمَاصِعُهُ كُلٌّ يُشَجِّعُ قَوْمُهُ
وَمَا ضَرْبُهُ هَام العِدَا ليُشَجَّعَا
قليل ادِّخارِ الزَّاد إلاَّ تعلَّة ً
فقد نشزَ الشُّرسوفُ والتصق المِعا
يبيتُ بمغنى الوحوشِ حتَّى ألفنهُ
وَيُصْبِحُ لاَ يَحْمِي لَهَا الدَّهْرَ مَرْتَعَا
على غرة ٍ أو نهزة ٍ من مكانسٍ
أطالَ نِزالَ القومِ حتّى تسعسَعا
وَمَنْ يُغْرَ بِالأعْدَاءِ لا بُدَّ أنَّهُ
سَيَلْقَى بِهِمْ مَنْ مَصْرَعِ الْمَوْتِ مَصْرَعَا
رَأَيْنَ فَتى ً لاَ صَيْدُ وَحْشٍ يُهِمُّهُ
فَلَو صَافَحَتْ إنْساً لَصَافَحْنَهُ مَعَا
وَلَكِنَّ أَرْبَابَ الْمَخَاضِ يَشُفُّهُمْ(17/490)
إذَا اقْتَفَرُوهُ وَاحِداً أوْ مُشَيَّعَا
وإنِّ وَإنّي عُمِّرْتُ أَعْلَمُ أَنَّنِي
سَأَلْقَى سِنَانَ الْمَوْتِ يَبْرُقُ أَصْلَعَ
وَكُنْتُ أَظُنُّ المَوْتَ في الحَيِّ أَوْأُرَى
ألذَّ وأُكرى أو أموتَ مقنَّقا
ولستُ أبيتُ الدَّهرَ إلاّ على فتى
أسلِّبهُ أو أُذعرُ السربَ أجمَعَا
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> تَعْتَعْتُ حِضْنَيْ حَاجِزٍ وَصِحَابَهُ
تَعْتَعْتُ حِضْنَيْ حَاجِزٍ وَصِحَابَهُ
رقم القصيدة : 19433
-----------------------------------
تَعْتَعْتُ حِضْنَيْ حَاجِزٍ وَصِحَابَهُ
وقد نبذوا خُلقانَهم وتشنَّعوا
أظنُّ وإن صادفتُ وعثاً وإن جرى
بِي السَّهْلُ أَوْ مَتْنٌ مِنَ الأرْضِ مَهْيعُ
أُجَارِي ظِلاَلَ الطَّيْرِ لو فَاتَ واحدٌ
ولو صدقوا قالوا بلى أنتَ أسرعُ
فمن كانَ من فتيانِ قيسٍ وخِندفٍ
أَطَافَ بِهِ الْقَنَّاصُ مِنْ حَيْثُ أُفْزِعُوا
يحُبْ ثلاثاً بين يومٍ وليلة ٍ
وآبَ مُرِيحاً وَهْوَ أَشْوَشُ أَرْوَعُ
وَلَوْ كَانَ قِرْنِي وَاحِداً لَكَفَيْتُهُ
وما ارتجَعوا لو كانَ في القوم مَطمعُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتى ً
أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتى ً
رقم القصيدة : 19434
-----------------------------------
أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتى ً
وصاحبِهِ أو يأمُلُ الزَّادَ طارقُ
أَأَطْرِدُ نَهْبَاً آخِرَ الَّليْلِ أَبْتَغِي
عُلاَلَة َ يَوْمٍ أَوْ تَعُوق الْعَوَائِقُ
لَنِعْمَ فَتى ً نِلْتُمْ كَأَنَّ رِدَاءَهُ
على سَرحة ٍ من سرحِ دومة َ شانقُ
لأَطْرُدَ نَهْبَاً أَوْ نَرُودَ بِفِتْيَة ٍ
بأيْمَانِهم سُمرُ القنَى والفتائقُ
مساعِرة ٌ شُعثٌ كأنَّ عيونَهُم
حَرِيقُ الْغَضَا تُلْفَى عَلَيْهَا شَقَائِقُ
فعدُّوا شهورَ الحُرمِ ثمَّ تعرَّفوا
قتيلَ أناسٍ أو فتاة ً تعانقُ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> بحليلة ِ البجليّ بتْ من ليلها(17/491)
بحليلة ِ البجليّ بتْ من ليلها
رقم القصيدة : 19435
-----------------------------------
بحليلة ِ البجليّ بتْ من ليلها
بينَ الإزارِ وكشحِها ثمّ ألصَقِ
بِأَنِيسَة ٍ طُوِيَتْ على مَطْوِيِّها
طَيُّ الحَمَالَة ِ أو كَطَيّ المِنْطَقِ
فإذا تقومُ فصعدة ٌ في رملة ٍ
لبدتْ بريِّقِ ديمة ٍ لم تغدقِ
وإذا تجيءُ تجيءُ شحبٌ خلفها
كالأثيمِ أُصعدَ في كئيبٍ يرتقي
كَذَبَ الْكَوَاهِنُ وَالسَّواحِرُ والهُنا
أن لا وفاءَ لعاجزٍ لا يتَّقي
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ
يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ
رقم القصيدة : 19436
-----------------------------------
يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ
وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طَرَّاقِ
يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفيا
نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ
إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها
وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ
نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ
أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي
لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ
بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ
كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ
أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ
لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ
وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ
حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي
بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ
ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت
يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق
لكنَّما عوَيلي إن كنتُ ذا عولٍ
على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ
سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ
مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ
عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ
مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ
حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَنْدِيَة ٍ
قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ
فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ(17/492)
إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ
كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ
ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ
وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزة ٍ
ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ
بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا
حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ
لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها
مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ
بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها
شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ
بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ
حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ
يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ بهِ
من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ
عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة ٌ
وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ
إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عذلي
أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ
أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَة ٍ
فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ
سدِّد خلالكَ من مالٍ تُجمّعهُ
حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِ
لتقرعنَّ عليَّ السِّنَّ من ندمٍ
إذا تذكَّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وإنِّي لمُهدٍ من ثنائي فقاصدٌ
وإنِّي لمُهدٍ من ثنائي فقاصدٌ
رقم القصيدة : 19437
-----------------------------------
وإنِّي لمُهدٍ من ثنائي فقاصدٌ
به لابن عمِّ الصِّدقِ شُمسِ بن مالكِ
أهزُّ بهِ في ندوة ِ الحيِّ عِطفهُ
كَمَا هَزَّ عِطْفِي بِالْهِجانِ الأوَارِكِ
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمّ يُصِيبُهُ
كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى النَّوَى وَالْمَسَالِكِ
يَظَلُّ بِمَوْمَاة ٍ وَيُمْسِي بِغَيْرِهَا
جَحيشاً ويَعرَورى ظهورَ المهالكِ
ويسبقُ وفد الرِّيحِ من حيث ينتحي
بمنخَرقٍ من شدِّهِ المتداركِ
إذا خَاطَ عَيْنَيْهِ كَرى النَّوْمِ لَمْ يَزَلْ
لَهُ كَالِىء ٌ مِنْ قَلْبِ شَيْحَانَ فَاتِكِ
إذا طلعت أولى العَديِّ فنفرهُ
إلى سلَّة ٍ من صارمِ الغربِ باتك(17/493)
إذَا هَزَّهُ فِي عَظْمِ قَرْنٍ تَهَلَّلَتْ
نواجذُ أفواهِ المنَايا الضَّواحكِ
يَرَى الْوَحْشَة َ الأُنْسَ الأَنِيسَ ويَهْتَدِي
بِحَيْثُ أهتدت أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَعْدُوَنّ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَعْدُوَنّ
رقم القصيدة : 19438
-----------------------------------
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَعْدُوَنّ
عَلَيَّ شِيمٌ كَالْحَسَاكِلْ
يَأْكُلْنَ أَوْصَالاً وَلَحْـ
ـماً كَالشَّكَاعِي غَيْرَ جَاذِلْ
يَا طَيْرُ كُلْنَ فَإنَّنِي
سُمٌّ لكُنَّ وذو دَغاولْ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> ألا أبلغْ بني فهم بنِ عمروٍ
ألا أبلغْ بني فهم بنِ عمروٍ
رقم القصيدة : 19439
-----------------------------------
ألا أبلغْ بني فهم بنِ عمروٍ
عَلَى طُولِ التَّنَائِي والمقَالَهْ
مَقَالَ الكَاهِنِ الْجَامِيّ لَمَّا
رَأَى أَثَرِي وَقَدْ أَنْهَبْتُ مَالَهْ
أرَى قَدَمَيَّ وَقْعُهمَا حَثِيثٌ
كتحليل الظَّليم دعا رئالهْ
أرَى بِهِمَا عَذَابَاً كُلَّ يَوْمٍ
لخثعمَ أو بَجِيلة َ أو ثمالهْ
وشرّاً كانَ صبَّ على هُذيلٍ
إذَا عَلَقَتْ حِبالُهُمْ حِبَالَهْ
وَيَوْمُ الأَزْدِ مِنْهُمْ شَرُّ يَوْمٍ
إذَا بَعدُوا فَقَدْ صَدَّقْتَ فَالَهْ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الساعة الواحدة
الساعة الواحدة
رقم القصيدة : 1944
-----------------------------------
برغم ِاحتراقي
برغم ِالسقوط ِعلى ساحلي .......
ورغم ِ انزلاقي
ورغم ِ اختلافي ورغم ِاتفاقي
أحاولُ تأويلة ً لاغترابي
فأرمي على اليأس ِ يأسي
وأبحثُ عن نقطةٍ للتلاقي
أ ُحاولُ لكنني في انطلاقي
تغرّبْتُ عشرينَ عامًا وعامًا
وما زالَ قلبي العراقي .................
عراقي
أ ُحاولُ ترجيعة ً للتلاقي
أ ُحاولُ منذ ُالولادةِ حتى تَمَكّنْتُ ....
لم يبقَ في العمرِ باقي
تأكدتُ بعدَ اختلافِ الليالي ........
وبعدَ انغلاقي(17/494)
بأنّ اندحاري .... وأنّ انتصاري
مقابلُ بعض ِ انحناء ٍ صغير ٍ ....
ورهنُ انسياقي
ولكنني لم أزلْ مُعْلِناً ....
بأنّ انسياقي محالٌ ولو بتّ ُ بين السواقي
فهَلا ّ تغربتِ مثلي ؟
وهل تعرفين َالبكاءْ ؟
وهل نمت ِ فوقَ الرصيفْ ؟
وهل ذقتِ بردَ الشتاءْ ؟
فرغم جميع ِالعذاباتِ في داخلي
فاني تحَمّلتُ هذا العناءْ
لكي لا أعيشَ على هامش ٍ .....
مثلَ صنفِ النساءْ
فهلْ أنتِ مثلي ؟
وأين وجوهُ التشابهِ ما بيننا ؟
وهل أنتِ تنتظرين َالبريدْ ؟
تنامينَ في الشرفةِ البارده ْ؟
وهل انت بعدَ اندلاع ِالظلامْ ....
اذا دقّتْ الساعة ُالواحدهْ
تعُدِّينَ مثلي نجومَ السماءْ ؟
تعدّينَ واحدة ً واحدهْ ؟
وهل أنتِ مِثلي ؟
تشذ ّينَ دومًا عن القاعدهْ ؟
أقولُ اتّفَقْنا ؟
لأني أفضِّلُ حربَ الرصاص ِ.......
على حربِ أعيُنِكِ الباردهْ
أقولُ اختلَفنا ؟
وأستنبط ُالآنَ منكِ اختلافْ
وأستقرئ ُ الآنَ ألفَ اختلافْ
فشتّانَ بينَ البحارِ التي ضيّعَتْني .......
وبينَ الضِّفافْ
أ ُحاولُ جمعَ التقاريرِ عنكِ .....
أ ُحاولُ بينَ اشتباكٍ وبينَ التفافْ
لعلِّي سأحْصَلُ يوماً.................
على الأعترافْ
أقولُ اتفقنا ؟
أ أنسى اغترابي ؟
أ أخرجُ مِن واقع ٍ يعتريني ....
وأدخلُ في حاضرٍِ من غيابي ؟
أ قولُ اختلفنا ؟
وأنسى اضطراباتِ قلبي ودقّاتِ بابي ؟
إذنْ مالذي نلتُهُ مِن شبابي ؟
إذنْ كيفَ أجتاحُ ستّينَ عامًا أمامِي .......
وأجتاحُ ما بي ؟
أحقّاً سأنساكِ في ذاتِ يوم ٍ........
وفي منتهى الجُبْن ِ ألقي انسحابي
لماذا أكونُ جبانا ً؟
وكيف أكونُ جبانا ً
وأعْلِنُ منكِ انسحابي ؟ !
مفارقة ٌ كلّ ُ ما بيننا ......
وأعلمُ أنّ التلاقي مُحالْ
وأعلمُ أنّ النهاية َ مثلُ البدايه
ففي دورة ٍ نلتقي ولكنّها دورة ٌ للزوالْ
نوافذ ُنا كلُّها مغلقهْ .........
نوافذ ُنا من زجاجْ
وأحلامُنا حبة ٌمن بخارْ ........
و أيامُنا من ظلالْ
أ ُحاولُ وحدي ..... وأشتاقُ وحدي(17/495)
وفي ذاتِ يوم ٍ ....
رأيتُ انكساراتِ وجهي
رأيتُ المسافاتِ ضدِّي
فأطرقتُ في حانةِ الوهم ِ وحدي
تغرّبْتُ عشرينَ عامًا وعامًا ......
ولم تبقَ إلا ّ الخرائط ُعندي
لماذا تكونينَ ضدّي ؟
وفي ذاتِ يوم ٍ إذا دقّتْ الساعة ُالواحدهْ
ستبكينَ بعدي
لأني أ ُحِبُّكِ رغمَ اختلافِ خطوطي ...
ورغم اتجاهاتِ بعدي
ُأحِبُّكِ ..... رغمَ المسافاتِ ضدِّي
ومِن كلِّ قلبي أقولُ استعدِّي
لنهربَ مِن واقع ٍ من رمادْ
لنخرجَ من ممكناتِ الزمنْ
فاني على مرِّ هذا الزمنْ
من الساعةِ الواحده ............
الى الساعةِ الواحده.............
دفعتُ الثمنْ
فلا تتركيني .......
فلم يبقَ عندي سواكِ اتساع ْ
وقد ضاقَ حتى البدنْ
ولا تتركيني .......
فأنتِ الصباحُ الذي جئتُ من أجلِهِ ...
لهذا الوطنْ
فانْ كنتِ حقّاً ستمضينَ عني
فإني أعيشُ ... ولكنْ لِمَنْ ؟
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> مَا لَكَ مِنْ ... سليب الخُلَّة ْ
مَا لَكَ مِنْ ... سليب الخُلَّة ْ
رقم القصيدة : 19440
-----------------------------------
مَا لَكَ مِنْ ... سليب الخُلَّة ْ
عَجَزْتَ عَنْ جَارِيَة ٍ رِفَلَّهْ
تَمْشِي إِلَيْكَ مِشْيَة َ هِرَكلَّهْ
كَمِشْيَة ِ الأرْخِ تُرِيدُ العَلَّهْ
لو أنَّها راعية ٌ في ثلّة ْ
تَحِمْلُ قِلعَينِ لِها قبلَّهْ
العصر الجاهلي >> ثابت بن جابر >> تقولُ سُليمى لجاراتِها
تقولُ سُليمى لجاراتِها
رقم القصيدة : 19441
-----------------------------------
تقولُ سُليمى لجاراتِها
أَرَى ثَابِتاً يَفَناً حَوْقَلاَ
لَهَا الْوَيْلُ مَا وَجَدَتْ ثَابِتاً
أَلَفَّ الْيَدَيْنِ وَلاَ زُمَّلاَ
وَلاَ رَعِشَ السَّاقِ عِنْدَ الجِرَاء
إذَا بَادَرَ الْحَمْلَة َ الْهَيْضَلاَ
يفوتُ الجيادَ بتقريبهِ
ويكسُو هواديَها القسطلا
وأدهمَ قد جُبتُ جلبابهُ
كَمَا اجْتَابَتِ الْكَاعِبُ الْخَيْعَلاَ
إلَى أَنْ حَدَا الصُّبْحُ أَثْنَاءَهُ
وَمَزَّقَ جِلْبَابَهُ الأَلْيَلاَ(17/496)