إلاّ بنموِّ الأسوارْ ؟!
يهتِفُ قلبي :
ذنبُكَ أنّكَ عُصفورٌ يُرسِلُ زقزَقَةً
لتُقَدَّمَ في حفلَةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ
يكتُبُ ألحاناً آسِرةً
ليُغنيها عنهُ .. حِمارْ !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..
وعارُكَ أنّكَ ضِدَّ العارْ !
**
في طوفانِ الشّرفِ العاهِرِ
والمجدِ العالي المُنهارْ
أحضُنُ ذنبي
بِيَدَيْ قلبي
وأُقبّلُ عاري مُغتَبِطاً
لوقوفي ضِدَّ التّيارْ .
أصرُخُ : يا تيّارُ تقدّمْ
لنْ أهتَزَّ ،ولنْ أنهارْ
بلْ سَتُضارُ بيَ ألا وضارْ .
يا تيّارُ تقدّم ضِدّي
لستُ لوَحد ي
فأنا .. عِندي !
أنَا قبلي أقبلتُ بوعْدي
وسأبقى أبعَدَ مِنْ بعدي
مادمتُ جميعَ الأحرارْ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ أبا سعدٍ على مجونهِ
إنَّ أبا سعدٍ على مجونهِ
رقم القصيدة : 17240
-----------------------------------
إنَّ أبا سعدٍ على مجونهِ
ورِقَّة ٍ في عَقلهِ وَدِينهِ
يبتركُ الدَّهرَ على جبينهِ
لِحيِّة ٍ تَنسابُ في تسعِينهِ
ولا يزالُ منْ ندى يمينهِ
يَزرعُ قِثا جارِهِ في تِينهِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بغدادُ دارَ الملوكِ كانتْ
بغدادُ دارَ الملوكِ كانتْ
رقم القصيدة : 17241
-----------------------------------
بغدادُ دارَ الملوكِ كانتْ
حتّى دهاها الذي دهاها
ما غابَ عنها سرورُ ملكٍ
عادَ إِلَى بَلْدَة ٍ سِواها
ليسَ سُرورٌ بُسُرَّ مْنْ را
بَلْ هي بُؤْسٌ لِمنْ يَراها
عجَّلَ ربِّي لها خراباً
برغمِ أنفِ الذي ابتناها !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بأبي وأمّي سبعة ٌ أحببتهُمْ
بأبي وأمّي سبعة ٌ أحببتهُمْ
رقم القصيدة : 17242
-----------------------------------
بأبي وأمّي سبعة ٌ أحببتهُمْ
للّهِ ، لا لعطيَّة ٍ أعطاها
بأبي النبيُّ محمَّدٌ ووصيهُ
والطيِّبانِ ، وبنتهُ وابْناها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قَلِّبْ وُجُوهَ القَومِ حتَّى إِذا
قَلِّبْ وُجُوهَ القَومِ حتَّى إِذا
رقم القصيدة : 17243(14/11)
-----------------------------------
قَلِّبْ وُجُوهَ القَومِ حتَّى إِذا
كشَّفتهمْ كشَّفتَ أستاها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كانَتْ خُزاعَة ُ مِلْءَ الأَرْضِ ما اتَّسَعَتْ
كانَتْ خُزاعَة ُ مِلْءَ الأَرْضِ ما اتَّسَعَتْ
رقم القصيدة : 17244
-----------------------------------
كانَتْ خُزاعَة ُ مِلْءَ الأَرْضِ ما اتَّسَعَتْ
فَقَصَّ مَرُّ اللَّيالي مِنْ حَوَاشيها
هذا أبو القاسمِ الثاوي ببلقعة ٍ
تسفي الرِّياحُ عليهِ منْ سوافيها
هبَّتْ وقدْ علمتْ أن لا هبوبَ بهِ
وقدْ تكونُ حسيراً إذ يبُاريها
أَضحَى قرى لِلمنايا إِذ نَزَلنَ بهِ
وكانَ في سالفِ الأيامِ يقريها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كيفَ أصفي الودَّ منْ لا
كيفَ أصفي الودَّ منْ لا
رقم القصيدة : 17245
-----------------------------------
كيفَ أصفي الودَّ منْ لا
آمنُ الشِّركة َ فيه
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فأصبحتَ تستحيْي القّنا أنْ ترُدَّها
فأصبحتَ تستحيْي القّنا أنْ ترُدَّها
رقم القصيدة : 17246
-----------------------------------
فأصبحتَ تستحيْي القّنا أنْ ترُدَّها
-وقَدْ وَرَدَتْ حَوْضَ المَنايا- صَواديا
إِذا النَّاسُ حَلُّوا باللُجَينِ سُيوفَهمْ
رَدَدْتَ السُّيوفَ بالقُلوبِ حَوَاليا
مساعي لا يفنى المقالُ بذكرِها
ويَنْفَذُ ذِكْرُ الناسِ وَهي كما هِيا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أعاذلِتي ليسَ الهَوى مِنْ هوائيا
أعاذلِتي ليسَ الهَوى مِنْ هوائيا
رقم القصيدة : 17247
-----------------------------------
أعاذلِتي ليسَ الهَوى مِنْ هوائيا
...................
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فإِذا جالَسْتَهُ صدَّرْتَهُ
فإِذا جالَسْتَهُ صدَّرْتَهُ
رقم القصيدة : 17248
-----------------------------------
فإِذا جالَسْتَهُ صدَّرْتَهُ
وتنحَّيتَ لهُ في الحاشيهْ
وإذا سايرتهُ قدَّمتهُ
وَتأخَّرْتَ مَعَ المستانَيهْ(14/12)
وإِذا ياسَرْتَهُ صَادَفْتَهُ
سلسَ الخلقِ سليمَ النَّاحيهْ
وإذا عاسرتهْ ألفيتهُ
شَرِسَ الرَّأْي أَبيًّا داهِيَهْ
فاحمدِ اللهَ على صحبتهِ
واسألِ الرَّحمنَ مِنهُ العافيَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لاحدَّ أخشاهُ على
لاحدَّ أخشاهُ على
رقم القصيدة : 17249
-----------------------------------
لاحدَّ أخشاهُ على
منْ قالَ : أمُّكَ زانيهْ !
يا زَانيَ ابنَ الزانيَ اب
نِ الزاني ابنِ الزانيَهْ!
أَنْتَ المُردَّدُ في الزِّنا
ءِ عَلى السِّنينَ الخالِيَهْ
ومُردَّدٌ فِيهِ عَلَى
كرِّ السِّنينَ الباقيهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> غليان ..!
غليان ..!
رقم القصيدة : 1725
-----------------------------------
ألمحُ القِدْرَ على الموقِدِ تغلي
وأنا من فَرْطِ إشفاقيَ أغلي .
تنفُخُ القِدْرُ بُخاراً
هازِئاً بي وبنُبلي :
قُمْ إلى شُغلِكَ .. واترُكني لِشُغلي .
أنا لا أوضَعُ فوقَ النّارِ إلاّ
بَعدَ أن يوضَعَ في بطنيَ أكلي .
أنا أُرغِي، حُرّةً، مِنْ حَرِّ ناري
وأنا أُزْبِدُ لو طالَ ا ستِعا ري
وأنا ا طفيءُ بالزّفْراتِ غِلّي .
أيّها الجاهِلُ قُلْ لي :
هلْ لديكُمْ عربيٌّ واحِدٌ
يفعَلُ مِثليْ ؟!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سألتُ عنكمْ يابني مالكٍ
سألتُ عنكمْ يابني مالكٍ
رقم القصيدة : 17250
-----------------------------------
سألتُ عنكمْ يابني مالكٍ
في نازحٍ الأرضينَ والدَّانيهْ
طُرًّا، فلمْ تُعرَفْ لكمْ نِسبَة ٌ
حتى ّ إذا قلتُ : بني الزَّانيهْ
قالوا : فدعْ داراً على يمنة ٍ
وتِلْكَها دارُهُمُ ثانِيَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> غيرَ أنَّ الصِّيدَ منهمْ
غيرَ أنَّ الصِّيدَ منهمْ
رقم القصيدة : 17251
-----------------------------------
غيرَ أنَّ الصِّيدَ منهمْ
قنَّعوهُ بخزايهْ
كتبوا الصَّكَّ عليهِ
فهُوَ بينَ الناسِ آيَهْ
فإِذَا أَقيلَ يَوْماً
قيلَ : قدْ جاءَ النُّفايهْ(14/13)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لعمري لئنْ حجبتني العبيدُ
لعمري لئنْ حجبتني العبيدُ
رقم القصيدة : 17252
-----------------------------------
لعمري لئنْ حجبتني العبيدُ
لما حَجَبَتْ دُونَكَ القافِية ْ
سأرمي بها منْ وراءِ الحجابِ
شنَعاءَ تأْتيكَ بالدَّاهيهْ
تصمّ السَّميعَ وتعمي البصيرَ
ويسألُ منْ مثلها العافيهْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
رقم القصيدة : 17253
-----------------------------------
كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا
شفاءً لسقمٍ، بعدما عاد أشيبا
على أنّها كانتْ تأوَّل ُحبَّها
تأوُّلَ ربعيّ السَّقابِ، فأصبحا
فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَة ٍ، لا يَزِيدُهَا
إليهِ، بلاءُ الشّوقِ، إلا تحبنُّبا
وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي،
تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
سأوصي بصيراً إنْ دنوتُ من البلى
وَصَاة َ امْرِىء ٍ قاسَى الأمُورَ وَجَرّبَا
بأنْ لا تبغّ الودّ منْ متباعدٍ،
وَلا تَنْأ عَنْ ذِي بِغْضَة ٍ أنْ تَقَرّبَا
فَإنّ القَرِيبَ مَنْ يُقَرّبُ نَفْسَهُ،
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرَ، لا مَنْ تَنَسّبَا
مَتى يَغتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ لا يجدْ لَهُ
عَلى مَنْ لَهُ رَهْطٌ حَوَالَيْهِ مُغضَبَا
ويحطمْ بظلمٍ لا يزالُ لهُ
مصارعَ مظلومٍ، مجرّاً ومسحبا
وتدفنُ منهُ الصّالحاتُ، وإنْ يسئْ
يكُنْ ما أساءَ النّارَ في رَأسِ كَبكَبَا
وليسَ مجبراً إنْ أتى الحيَّ خائفٌ،
وَلا قَائِلاً إلاّ هُوَ الُمتَعَيَّبَا
أرَى النّاسَ هَرّوني وَشُهّرَ مَدْخَلي،
وفي كلّ ممشى أرصدَ النّاسُ عقربا
فأبْلِغْ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأنّني
عتبتُ فلما لمْ أجدْ، ليَ معتبا
صرمتُ ولمْ أصرمكمُ، وكصارمٍ
أخٌ قد طوى كشحاً وأبَّ ليذهبا
ومثلُ الّذي تولونني في بيوتمك
يُقنّي سِناناً، كالقُدامى ، وَثَعّلَبَا
ويبعدُ بيتُ المرءِ عن دارِ قومهِ(14/14)
فَلَنْ يَعْلمُوا مُمْسَاهُ إلاّ تحَسُّبَا
إلى مَعشَرٍ لا يُعْرَفُ الوُدّ بَيْنَهُمْ؛
وَلا النّسَبُ المَعْرُوفُ إلاّ تَنَسُّبَا
أرَاني لَدُنْ أنْ غابَ قَوْمي كأنّمَا
يرانيَ فيهمْ طالبُ الحقّ أرنبا
دعا قومهُ حولي فجاءوا لنصرهِ،
وناديتُ قوماً بالمسنّاة ِ غيَّبا
فأضوهُ أنْ أعطوهُ منّي ظلامة ً
وَما كُنتُ قُلاًّ قَبلَ ذَلِكَ أزْيَبَا
وَرُبّ بَقِيعٍ لَوْ هَتَفْتُ بجَوّهِ،
أتَاني كَرِيمٌ يَنفُضُ الرّأسَ مُغضَبَا
أرى رجلاً منكمْ أسيفاً كأنّما
سضمّ إلى كشيحهٍ كفّاً مخضَّبا
وَمَا عِنْدَهُ مَجْدٌ تَلِيدٌ، وَلا لَهُ
من الرّيحِ فضْلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَّبَا
وَإني، وَما كَلّفْتُموني وَرَبِّكُمْ
ليعلمَ منْ أمسى أعقَّ وأحربا
لكالثّوِ، والجنّيُّ يضربُ ظهرهُ،
وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ مشربا
وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ باقرٌ،
وما إنْ تعافُ الماء إلا ليضربا
فإنْ أنأ عنكمْ لاأصالحْ عدوّكم،
ولا أعطيهِ إلاّ جدالاً ومحربا
وإنْ أدنُ منكمْ لا أكنْ ذا تميمة ٍ
فَما ظَنُّكُمْ باللّيثِ يَحمي عَرِينَهُ،
سَيَنْبَحُ كَلْبي جَهْدَهُ من وَرَائكُمْ،
وأغنى عيالي عنكمُ أنْ أؤنَّبا
وَأدْفَعُ عَنْ أعرَاضِكُمْ وَأُعِيرُكُمْ
لساناً كمقراضِ الخفاجيّ ملحبا
هنالكَ لا تجزونني عند ذاكمُ،
ولكنْ سيجريني الإلهُ فيعقبا
ثنائي عليكمْ بالمغيبِ وإنّني،
أراني إذا صارَ الولاءُ تحزُّبا
أكونُ امرأً منكمْ على ما ينوبكمْ،
وَلَنْ يَرَني أعداؤكُمْ قَرْنَ أعضَبَا
أرَاني وَعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ،
فلمْ يبقَ إلا أنْ أجنّ ويكلبا
فأعزَبْتُ حِلمي أوْ هوَ اليَوْمَ أعزَبَا
ومن يطعِ الواشينَ لا يتركوا لهُ
صَديِقاً وَإنْ كَانَ الحَبِيبَ المُقَرَّبَا
وكنتُ إذا ما القرنُ رامَ ظلامتي،
غلفتُ فلمْ أغفرْ لخصمي فيدربا
كما التمسَ الرّوميُّ منشبَ قفلهِ
إذا اجتسهُ مفتاحهُ أخطأ الشَّبا
نَفى الأُسْدَ عَنْ أوْطانِهِ فَتُهُيّبَا(14/15)
يُكِنّ حِداداً مُوجَداتٍ إذا مَشَى ،
ويخرجها يوماً إذا ما تخربا
لَهُ السّوْرَة ُ الأولى على القِرْنِ إذْ غدا،
وَلا يَستَطيعُ القِرْنُ مِنْهُ تَغَيُّبَا
علونكمُ والشّيبُ لمْ يعلُ مفرقي،
وَهادَيتُمُوني الشِّعر كَهْلاً مُجَرَّبَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
رقم القصيدة : 17254
-----------------------------------
تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
وقدْ جعلَ الودُّ الذي كانَ يذهبُ
وشاقتكَ أظغانٌ لزينبَ غدوة ً،
تحَمّلنَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغرُبُ
فَلَمّا استَقَلّتْ قلتُ نخلَ ابنِ يامِنٍ
أهُنّ أمِ اللاّتي تُرَبِّتُ يَتْرَبُ
طَرِيقٌ وَجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُهُ،
عليهِ أبابيلٌ منَ الطّيرِ تنعبُ
علونَ بأنماطٍ عتاقٍ وعقمهٍ،
جَوَانِبُهَا لَوْنَانِ وَرْدٌ وَمُشْرَبُ
أجَدّوا فَلَمّا خِفْتُ أنْ يَتَفَرّقُوا
فَرِيقَينِ، منهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
طَلَبْتُهُمُ تَطْوِي بيَ البِيدَ جَسْرَة ٌ،
شويقئة ُ النّابينِ وجناءُ ذعلبُ
مُضَبَّرَة ٌ حَرْفٌ كَأنّ قُتُودَهَا
تَضَمّنَها مِنْ حُمْرِ بَيّانَ أحْقَبُ
فلما ادركتُ الحيّ أتلعَ أنسٌ،
كمَا أتْلَعَتْ تحتَ المكانِسِ رَبْرَبُ
وفي الحيّ من يهوى لقانا ويشتهي،
وآخرُ منْ أبدى العداوة َ مغضبُ
فَما أنْسَ مِلأشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلهَا:
لعلّ النّوى بعد التفرقِ تصقبُ
وَخَدّاً أسِيلاً يَحْدُرُ الدّمعَ فَوْقَهُ
بنانٌ كهدّابِ الدّمقسِ مخضَّبُ
وكأسٍ كَعَينِ الدّيكِ باكَرْتُ حدّها
بفتيانِ صدقٍ والنواقيسُ تضربُ
سلافٍ كأن الزغفرانَ، وعندماً،
يصفَّقُ في ناجودها ثمّ تقطبُ
لها أرجٌ في البيتِ عالٍ كأنما
ألمّ مِنْ تَجْرِ دارِينَ أرْكَبُ
ألا أبلغا عنّي حريثاً رسالة ً،
فإنكَ عنْ قصدِ المحجّة ِ أنكبُ
أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتِ للجَارِ مَرّة ً،
فنحنُ لعمري اليومَ من ذاكَ نعجبُ(14/16)
فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ،
فأنْجاهُ مِمّا كان يَخشَى وَبَرْهَبُ
فأعطاهُ حِلْساً غَيرَ نكْسٍ أرَبَّهُ
لؤاماً بهِ أوفى وقدْ كادَ يذهبُ
تداركهُ في منصلِ الألّ بعدما
مضى غيرَ دأداءٍ وقد كادَ يعطبُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَة ٍ
إذا انتسبَ الحيانِ بكرٌ وتغلبُ
لَنَا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهْلَهُ،
تعقَّرُ للضيف الغريبِ وتحلبُو
ويعقلُ إنْ نابتْ عليهِ عظيمة ٌ،
إذا ما أناسٌ موسعونَ تغيّبوا
ويمنعهُ يومَ الصّياحِ مصونة ٌ،
سراعٌ إلى الدّاعي تثوبُ وتركبُ
عناجيجُ منْ آلِ الصّريحِ وأعرجٍ
مَغَاوِيرُ فِيهَا لِلأرِيبِ مُعَقَّبُ
وَلَدْنٌ مِنَ الخَطّيّ فِيهِ أسِنّة ٌ،
ذَخائِرُ مِمّا سَنّ أبْزَى وَشرْعَبُ
وبيضٌ كأمثالِ العقيقِ صوارمٌ،
تصانُ ليومِ الدَّوخِ فينا وتخشبُ
وكلُّ دلاصٍ كالأضاة ِ حصينة ٍ،
ترى فضلها عنْ ربّها يتذ بذ بُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> باتتْ سعادُ وأمسى حبلها رابا،
باتتْ سعادُ وأمسى حبلها رابا،
رقم القصيدة : 17255
-----------------------------------
باتتْ سعادُ وأمسى حبلها رابا،
أحد ثَ النّأيُ لي شوقاً واوصابا
وَأجمَعتْ صُرْمَنا سُعدى وَهِجرَتَنا
لمَا رَأتْ أنّ رَأسيِ اليَوْمَ قد شَابَا
أيّامَ تَجْلُو لَنَا عَنْ بارِدٍ رَتِلٍ،
تخالُ نكهتها با لّليلِ سيّا با
وجيدِ مغزلة ٍ تقرو نوجذاها،
من يانعِ المردِ، ما احلولى وما طابا
وَعَيْنِ وَحشِيّة ٍ أغْفَتْ، فَأرّقَهَا
وَبَاتَ في دَفّ أرْطَاة ٍ يَلُوذُ بِنا،
هركولة ٌ مثلُ دعصِ الرّملِ اًسفلها
مكسوّة ً من جمالِ الحسنِ جلبابا
تُميلُ جَثْلاً عَلى المَتْنَينِ ذا خُصَلٍ
يحبو مواشطهُ مسكاً وتطبابا
رُعبوبَة ٌ، فُنُقٌ، خُمصَانَة ٌ، رَدحٌ،
قَد أُشرِبَتْ مثلَ ماءِ الدُّرّ إشْرَابَا
ومهمة ٍ نازحٍ، قفرٍ مساربهُ،
كَلّفْتُ أعْيسَ تَحتِ الرّحلِ نَعّابَا
يُنْبي القُتُودَ بمِثْلِ البُرْجِ مُتّصِلاً(14/17)
مُؤيَّداً قَدْ أنَافُوا فَوْقَهُ بَابَا
كأنّ كوري وميسادي وميثرتي،
كسوتها أسفعَ الخدّينِ عبعابا
ألجَاهُ قَطْرٌ، وَشَفّانٌ لِمُرْتَكِمٍ
مِنَ الأمِيلِ، عَلَيهِ البَغْرُ إكْثَابَا
يجري الرّبابُ على متنيهِ تسكابا
تجلو البوارقُ عن طيانَ مضطمرٍ،
تخالهُ كوكباً في الأفقِ ثقابا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمسِ أو كَرَبتْ
أحَسّ مِنْ ثُعَلٍ بالفَجْرِ كَلاّبَا
يُشلي عِطافاً، وَمَجدولاً، وَسَلهبة ً،
وَذا القِلادَة ِ، مَحْصُوفاً وَكَسّابَا
ذو صبية ٍ كسبُ تلكَ الضّرباتِ لهْ،
قدْ حالفوا الفقرَ واللأواءَ أحقابا
فانصاعَ لا يأتلي شداً بخذرفة ٍ،
إذا نَحَا لِكُلاهَا رَوْقَهُ صَابَا
وهنّ منتصلاتٌ، كلّها ثقفٌ،
تخالهنّ، وقدْ أرهقنَ، نشّابا
لأياً يُجاهِدُها، لا يَأتَلي طَلَباً،
حتى إذا عقلهُ، بعدَ الونى ، ثابا
فكرّ ذو حربة ٍ تحمي مقاتلهُ،
إذا نحا لكلاهما روقهُ صابا
لمّا رأيتُ زماناً كالحاً شبماً،
قَد صَارَ فيهِ رُؤوسُ النّاسِ أذْنَابَا
يَمّمْتُ خَيرَ فَتًى في النّاسِ كُلّهمُ،
الشّاهِديِنَ بِهِ أعْني وَمَنْ غَابَا
لمّا رآني إيَاسٌ في مُرَجَّمَة ٍ،
رَثَّ الشَّوَارِ قَلِيلَ المَالِ مُنْشَابَا
أثوى ثواءَ كريمٍ، ثمّ متعني
يومَ العروبة ِ إذْ ودعتُ أصحابا
بعنتريسٍ كأنّ الحصّ ليطَ بها
أدْمَاءَ لا بَكْرَة ً تُدْعَى وَلا نَابَا
والرِّجلُ كالرّوضة ِ المحلالِ زيّنها
نبتُ الخريفِ وكانتْ قبلُ معشابا
جَزَى الإلَهُ إيَاساً خَيْرَ نِعْمَتِهِ،
كمَا جَزَى المَرْءَ نُوحاً بعدَما شَابَا
في فلكهِ، إذْ تبدّاها ليصنعها،
وظلّ يجمعُ ألواحاً وأبوابا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أوصلتَ صرمَ الحبلِ منْ
أوصلتَ صرمَ الحبلِ منْ
رقم القصيدة : 17256
-----------------------------------
أوصلتَ صرمَ الحبلِ منْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
غي ودّها بطلانها
أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أوضعتَ في إعجابها(14/18)
أولنْ يلاحمَ في الزّجا
جة ِ صدعها بعصابها
أولنْ ترى في الزُّبرِ ببـ
نة ً بحسنِ كتابها
لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لهَا
ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَة ٍ
يوماً لأمرِ خرابها
أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
تِ حكيمة ٌ-ولما بها
إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
يلعبنَ في محرابها
والجنْ تعزفُ حولها،
كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
فخلا لذلكَ ما خلا
مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
ولقدْ غبنتُ الكاعبا
تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
وَأخُونُ غَفْلَة َ قَوْمِهَا،
يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
حذراً عليها أنْ ترى ،
أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
يأتي برجعِ حديثها
فمشى ، ولمْ يخشَ الأنيـ
سَ فزارها وخلا بها
فتنازعا سرّ الحديـ
ثِ، فأنكرتْ، فنزابها
عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
فظنٌ لما يعنى بها
صنعٌ بلينِ حديثها،
فدنتْ عرى أسبابها
قالتْ قَضيتَ قضية ً
عدلاً لنا يرضى بها
فأرادها كيفَ الدّخو
في قُبة ٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
إنّ الفتاة َ صغيرة ٌ
غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
واعلمْ بأني لمْ أكدّ
مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
إنّي أخافُ الصُّرمَمنـ
ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
فدخلتُ، إذْ نامَ الرّقيـ
ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ
مِنْ شِدّة ٍ لِلِعَابِهَا
قسّمتها قسمينِ كـ
ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
فثنيتُ جيدَ غريرة ٍ،
ولمستُ بطنَ حقابها
كَالحُقّة ِ الصّفْرَاءِ صَا
كَ عبيرها بملابها
وإذا لنا نامورة ٌ
مَرْفُوعَة ٌ لِشَرَابِهَا
وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
ومفدَّمٌ يسقي بها
هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
ووديقة ٍ شهباءَ ردّ
يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
شمسٌ بحرّ شهابها
حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
فالجمرُ مثلُ ترابها
كَلّفْتُ عَانِسَة ً أَمُو(14/19)
ناً في نشاطِ هبابها
أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
فشكتْ إليّ كلالها،
والجهدَ منْ أتعابها
وكأنّها محمومُ خيـ
برَ، بلَّ منْ أوصابها
لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
وردتْ على سعدِ بنِ قيـ
سٍ ناقتي، ولما بها
فإذا عبيدٌ عكَّفٌ،
مسكٌ على أنصابها
وَجَمِيعُ ثَعْلَبَة َ بْنِ سَعْـ
ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
تبطنتُ منْ إشرابها
وعلمتُ أنّ اللهَ عمـ
ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
رقم القصيدة : 17257
-----------------------------------
أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
سَ اليومَ أمْ طالَ اجتنابهْ
وَلَقَدْ طَرَقْتُ الحَيّ بَعْـ
ـدَ النّومِ، تنبحني كلابهْ
بمُشَذّبٍ كالجِذْعِ، صَا
كَ عَلى تَرَائِبِهِ خِضَابُهْ
سلسٍ مقلَّدهُ،أسيـ
ـلٍ خدُّهُ، مرعٍ جنابهْ
في عاربٍ وسميِّ شهـ
ـرٍ، لَنْ يُعَزِّبَني مَصَابُهْ
حَطّتْ لَهُ رِيح كَمَا
حُطّتْ إلى مَلِكٍ عِيَابُهْ
وَلَقَدْ أطَفْتُ بِحَاضِرٍ،
حتّى إذا عسلتْ ذئابهْ
وصغا قميرٌ، كانَ يمـ
ـنَعُ بَعْضَ بِغْيَة ٍ ارْتِقَابُهْ
أقْبَلْت أمْشِي مِشْيَة َ الْـ
ـخشيانِ مزوراً جنابهْ
وَإذا غَزَالٌ أحْوَرُ الْـ
ـعينينِ يعجبني لعابهْ
حسنٌ مقلَّدُ حليهِ،
والنّحرُ طيبة ٌ ملابهْ
غَرّاءُ تَبْهَجُ زَوْلَهُ،
والكفُّ زينها خضابهْ
لَعَبَرْتُهُ سَبْحاً، وَلَوْ
غمرتْ معَ الطَّرفاءِ غابهْ
وَلَوَ أنّ دُونَ لِقَائِهَا
جَبَلاً مُزَلِّقَة ً هِضَابُهْ
لَنَظَرْتُ أنّى مُرْتَقَا
ه،وَخَيرُ مَسْلَكِهِ عِقَابُهْ
لأتَيْتُهَا، إنّ المُحِـ
ـبّ مُكَلَّفٌ، دَنِسٌ ثيابُهْ
وَلَوَ انّ دُونَ لِقَائِهَا
ذَا لِبْدَة ٍ كَالزُّجّ نَابُهْ
لأتَيْتُهُ بِالسّيْفِ أمْـ
شي، لا أهدّ ولا أهابهْ
وليَ ابنُ عمٍّ ما يزا
لُ لشعرهِ خبباً ركابهْ(14/20)
سَحّاً وَسَاحِيَة ً، وَعَمّـ
ـا سَاعَة ٍ ذَلِقَتْ ضِبَابُهْ
ما بالُ منْ قد كانَ حظّ
ي منْ نصيحتهِ اغتيابهْ
يُزْجي عَقَارِبَ قَوْلِهِ،
لمَّا رَأى أنّي أهَابُهْ
يَا مَنْ يَرَى رَيْمَانَ أمْـ
سى َ خاوياً خرباً كعابهْ
أمْسَى الثّعَالِبُ أهْلَهُ،
بَعْدَ الّذِينَ هُمُ مَآبُهْ
منْ سوقة ٍ حكمٍ، ومنْ
ملكٍ يعدّ لهُ ثوابهْ
بكرتْ عليهِ الفرسُ بعـ
ـدَ الحبشِ هدّ بابهْ
فَتَرَاهُ مَهْدُومَ الأعَاـ
لي، وَهْوَ مَسْحُولٌ ترَابُهْ
ولقدْ أراهُ بغبطة ٍ
في العَيْشِ مُخْضَرّاً جَنَابُهْ
فَخَوَى وَمَا مِنْ ذِي شَبَا
بٍ دائِمٍ أبَداً شَبَابُهْ
بلْ ترى برقاً على الـ
ـجَبَلَينِ يُعْجِبُني انجِيابُهْ
مِنْ سَاقِطِ الأكْنَافِ، ذِي
زَجَلٍ أرَبَّ بِهِ سَحَابُهْ
مِثْلِ النّعَامِ مُعَلَّقاً
لمّا دنا قرداً ربابهْ
ولقدْ شهدتُ التّاجرَ الـ
ـأمانَ موروداً شرابهْ
فإذا تُحَاسِبُهُ النّدَا
بِالْبَازِلِ الكَوْمَاءِ يَتْـ
ـبعها الّذي قد شقّ نابهْ
ولقدْ شهدتُ الجيشً تخـ
ـفقُ فوقَ سيّدهمْ عقابهْ
فَأصَبْتُ مِنْ غَيْرِ الّذِي
غَنِمُوا إذِ اقْتُسِمَتْ نِهَابُهْ
عنِ ابنِ كبشة َ ما معابهْ
إنّ الرزيئة َ مثلُ حبـ
وة َ يومَ فارقهُ صحابهْ
بادَ العتادُ، وفاحَ ريـ
ـحُ المسكِ، إذْ هجمتْ قبابهْ
مَنْ ذَا يُبَلّغُني رَبِيـ
ـعَة َ، ثُمّ لا يُنْسَى ثُوَابُهْ
إنّي متى ما آتهِ
لا يجفُ راحلتي ثوابهْ
إنّ الكريمَ ابنَ الكريـ
ـمِ لِكُلّ ذِي كَرَمٍ نِصَابُهْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> منْ ديارٍ بالهضبِ القليبِ
منْ ديارٍ بالهضبِ القليبِ
رقم القصيدة : 17258
-----------------------------------
منْ ديارٍ بالهضبِ القليبِ
فاضَ ماءُ الشّؤونِ فَيْضَ الغُروُبِ
أخْلَفَتْني بِهِ قُتَيْلَة ُ مِيعَا
دي، وَكانَتْ للوَعدِ غَيرَ كَذُوبِ
ظبية ٌ منْ ظباءِ بطنِ خسافٍ،
أمُّ طفلٍ بالجوّ غيرِ ربيبِ
كنتُ أوصيتها بأنْ لا تطعيي
فيّ قولَ الوشاة ِ والتخبيبِ(14/21)
وفلاة ٍ كأنها ظهرُ ترسٍ،
قدْ تجاوزتها بحرفٍ نعوبِ
عِرْمِسٍ، بَازِلٍ، تَخَيّلُ بِالرِّدْ
فِ، عَسُوفٍ مثلِ الهِجانِ السَّيُوبِ
تَضبط الموكبَ الّرفيع بِأيْدٍ
وسنامٍ مصعَّدٍ مكثوبِ
قَاصِدٌ وَجْهُهَا تَزُورُ بَني الَحا
رِثِ أهْلَ الغِنَاءِ عِنْدَ الشُّرُوبِ
الرّفِيئِينَ بِالجِوَارِ، فَمَا يُغْـ
ـتَالُ جَارٌ لَهُمْ بِظَهْرِ المَغِيبِ
وَهُمْ يُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ القَطْـ
ـرُ، وَهَبّتْ بِشَمْألٍ وَضَرِيبِ
مَنْ يَلُمْني عَلى بَنى ابْنَة ٍ حَسّا
نَ، ألُمْهُ، وَأعْصِهِ في الخُطُوبِ
إنّ قيساً قيسَ الفعالِ، أبا الأش
ـعَثِ، أمْسَتْ أعْدَاؤهُ لِشَعُوبِ
كلَّ عامٍ يمدّني بجمومٍ،
عندَ وضعِ العنانِ، أو بنجيبِ
قافلٍ، جرشعٍ، تراهُ كتيسٍ الـ
رَّبلِ، لا مقرفٍ ولا مخشوبِ
صدأ القيدِ في يديهِ، فلا يغـ
ـفَلُ عَنْهُ في مَرْبَطٍ مَكْرُوبِ
مستخفٍّ، إذا توجّهَ في الخيـ
ـلِ لشدّ التّفنينِ والتّقريبِ
تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وَتِلْكَ رِكَابي،
هُنّ صُفْرٌ أوْلادُهَا كَالزّبِيبِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أحدَّ بتيا هجرها وشتاتها،
أحدَّ بتيا هجرها وشتاتها،
رقم القصيدة : 17259
-----------------------------------
أحدَّ بتيا هجرها وشتاتها،
وَحَبّ بِهَا لَوْ تُسْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
وما خلتُ رأيَ السّوءِ علّقَ قلبهُ
بوهنانة ٍ قدْ أوهنتها سناتها
رَأتْ عُجُزاً في الحَى ّ أسْنَانَ أمّهَا
لِداتي، وَشُبّانُ الرّجَالِ لِدَاتَهَا
فشايعها ما أبصرتْ تحتَ درعها
على صومنا واستعجلتها أناتها
وَمِثلِك خَوْدٍ بَادِنٍ قَدْ طَلَبْتُهَا
وَسَاعَيْتُ مَعْصِيّاً لَدَيْنا وُشاتُهَا
متى تُسقَ مِنْ أنْيابِها بَعدَ هَجعَة ٍ
من اللّيلِ شرباً حينَ مالتْ طلاتها
تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إذا ذُقْتَ طَعمَهُ
على ربذاتِ النَّيّ حمشٍ لثاتها
وخصمٍ تمنّى فاجتنيبُ بهِ المنى
وَعَوْجَاءَ حَرْفٍ لَيّنٍ عَذَبَاتُهَا
تعاللتها بالسوطِ بعدَ كلالها،(14/22)
عَلى صَحْصَحٍ تَدْمَى بِهِ بخَصَاتُهَا
وَكَأسٍ كمَاءِ النّيّ باكَرْتُ حَدّها،
بِغِرّتِهَا، إذا غَاب عَني بُغَاتُهَا
كُمَيْتٍ عَلَيها حُمْرَة ٌ فَوْقَ كُمتة ٍ
يكادُ يُفَرّي المَسْكَ مِنها حَمَاتُهَا
وردتُ عليها الرّيفَ حتى شربتها
بمَاءِ الفُرَاتِ حَوْلَنَا قَصَبَاتُهَا
لعمركَ إنّ الرّاحَ إنّ كنتَ سائلاً
لَمُخْتَلِفٌ غُدِيُّهَا وَعَشَاتُهَا
لَنا من ضُحاها خُبْثُ نَفْسٍ وَكأبَة ٌ
وذكرى همومٍ ما تغبّ أذاتها
وعندَ العشيّ طيبُ نفسٍ ولذة ٌ،
ومالٌ كثيرٌ غدوة ً نشواتها
على كلّ أحوالِ الفتى قدْ شربتها
غنيّاً وة صعلوكاً وما إنْ أقاتها
أتانا بها السّاقي فأسندَ زقهُ
إلى نُطْفَة ٍ، زَلّتْ بِهَا رَصَفَاتُهَا
وُقُوفاً، فَلَمّا حَانَ مِنّا إنَاخَة ٌ،
شربنا قعوداً خلفنا ركباتها
وفينا إلى قومٍ عليهمْ مهابة ٌ
إذا ما معدٌّ أحلبتْ حلباتها
أبَا مِسْمَعٍ! إني امْرُؤٌ مِنْ قَبيلَة ٍ
بني ليَ مجداً موتها وحياتها
فلسنا لباغي المهملاتِ بقرفة ٍ،
إذا مَا طَهَا بِاللّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
فَلا تَلْمسِ الأفْعَى يَداكَ تُرِيدُها
ودعها إذا ما غيبتها سفاتها
أبَا مِسمَعٍ أقْصِرْ فَإنّ قَصِيدَة ً
متى تأتكمْ تلحقْ بها أخواتها
أعيرتني فخري، وكلُّ قبيلة ٍ
محدثة ٌ ما أورثتها سعادتها
ومنّا الّذي أسرى إليهِ قريبهُ
حَرِيباً وَمَنْ ذا أخطأتْ نَكَبَاتُهَا
فقالَ لهُ: أهلاً وسهلاً ومرحباً
أرى رحماً قدْ وافقتها صلاتها
أثَارَ لَهُ مِنْ جَانِبِ البَرْكِ غُدْوَة ً
هنيدة َ يحدوها إليهِ رعاتها
ومنّا ابن عمرٍ ويومَ أسفلِ شاحبٍ
يزيدُ، وألهتْ خيلهُ عذراتها
سَمَا لابنِ هِرٍّ في الغُبَارِ بِطَعْنَة ٍ،
يفورُ على حيزومهِ نعراتها
ومنّا امرؤٌ يومَ الهمامينِ ماجدٌ،
بِجَوّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْني جُنَاتُهَا
فقالَ لهُ: ماذا تريدُ وسخطهُ
عَلى مِائَة ٍ قَدْ كمّلَتْهَا وُفَاتُهَا
ومنّا الّذي أعطاهُ في الجمعِ ربُّهُ(14/23)
عَلى فَاقَة ٍ، وَلِلْمُلُوكِ هِبَاتُهَا
سبايا بني شيبانَ يومَ أوارة ٍ،
على النّارِ إذْ تجلى لهُ فتياتها
كفى قومهُ شيبانَ أنّ عظيمة ً
متى تأتهِ تؤخذْ لها أهباتها
إذا رَوّحَ الرّاعي اللقَاحَ مُعَزِّباً
وَأمْسَتْ عَلى آفَاقِهَا غَبَرَاتُهَا
أهنّا لهَا أمْوَالَنَا عِنْدَ حَقّهَا؛
وَعَزّتْ بهَا أعْرَاضُنَا لا نُفَاتُهَا
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَخُوفَة ٍ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هزيمة المنتصر ..!
هزيمة المنتصر ..!
رقم القصيدة : 1726
-----------------------------------
لو منحونا ا لا لسِنَةْ
لو سالمونا ساعَةً واحِدةً كلّ سَنَهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ
لو غفر و ا يوماً لنا ..
إذا ا ر تكَبنا حَسَنَهْ !
لو قلبوا مُعتَقلاً لِمصنَعٍ
واستبدلوا مِشنَقَةً بِما كِنَه
لو حوّلوا السِّجنَ إلى مَدْرَسَةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنهْ
لو بادَلوا دبّابَةً بمخبز
وقايضوا راجِمةً بِمطْحنةْ
لو جعَلوا سوقَ الجواري وَطَنَاً
وحوّلوا الرِّقَ إلى مواطَنَهْ
لحَقّقوا انتصارَهمْ
في لحظةٍ واحِدَةٍ
على دُعاةِ الصّهيَنَةْ .
أقولُ : ) لو (
لكنّ ) لو ( تقولُ : ) لا (
لو حقّقوا انتصارَهُمْ ..لانهَزَموا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَةْ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
رقم القصيدة : 17260
-----------------------------------
فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
وراكبها، يومَ اللّقاءِ، وقلتِ
هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ،
مُقَدِّمَة َ الهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
فللّهِ عينا منْ رأى منْ عصابة ٍ
أشدَّ على أيدي السُّفاة ِ منَ الّتي،
أتتهمْ منَ البطحاءِ يبرقُ بيضها،
وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
فشاروا وثرنا، والمنيّة ُ بيننا،
وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَة ٌ، فتَجَلّتِ(14/24)
وقدْ شمّرتْ بالنّاسِ شمطاءُ لاقحٌ
عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
كَفَوْا إذْ أتَى الهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه
كظل االعقاب،اٍذهوت ،فتدلت
وأحموا حمى ما يمنعون فأصبحت
لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّة ٍ،
وقدْ بذختْ فرسانهمْ وأذلّتِ
سوابغهمْ بيضٌ خفافٌ، وفوقهم
من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَة ٌ،
وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَة ٌ فأطَلّتِ
فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ،
وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
على كلّ محبوكِ السّراة ِ، كأنّهُ
عقابٌ هوتْ من مرقبٍ إذْ تعلتِ
فجادَتْ عَلى الهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ
شآبيبُ موتٍ، أسلتْ واستهلتِ
تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لهم
فوارسُ من شيبانَ غلبٌ فولّتِ
وأفلتهمْ قيسٌ، فقلتُ لعلهُ
يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم
وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ،
إذا حَاجَة ٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> فداءٌ لقومٍ قاتلوا بخفية ٍ
فداءٌ لقومٍ قاتلوا بخفية ٍ
رقم القصيدة : 17261
-----------------------------------
فداءٌ لقومٍ قاتلوا بخفية ٍ
فوارسَ عوصٍ إخواني وبناتي
يَكُرّ عَلَيهمْ بالسّحيلِ ابنُ جَحدرٍ
وما مطرٌ فيها بذي عذراتِ
سَيَذْهَبُ أقْوَامٌ كِرَامٌ لوَجْهِهِمْ،
وتتركُ قتلى ورَّمُ الكمراتِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى ،
أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى ،
رقم القصيدة : 17262
-----------------------------------
أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى ،
أقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلَبَة ٍ الصّبَاحِ؟
لعَبْدانَ ابنِ عَاهِرَة ٍ وَخِلْطٍ،
رجوفِ الأصلِ مذخولِ النّواحي
لَقَدْ سَفَرَتْ بَنُو عَبْدانَ بَيْناً(14/25)
فما شكروا بلأمي والقداحِ
إليكمْ قبلَ تجهيزِ القوافي،
تَزُورُ المُنْجِدِينَ مَعَ الرّيَاحِ
فما شتمي بسنُّوتٍ بزبدٍ،
ولا عسلٍ تصفِّقهُ براحِ
وَلَكِنْ مَاءُ عَلْقَمَة ٍ وَسَلْعٍ،
يُخاضُ عَلَيهِ من عَلَقِ الذُّبَاحِ
لأمُّكَ بالهجاءِ أحقُّ منّا
لِمَا أبَلَتْكَ من شَوْطِ الفِضَاحِ
ألَسْنَا المَانعِينَ، إذا فَزِعْنَا،
وزافتْ فيلقٌ قبلَ الصّباحِ
سوامَ الحيّ حتى نكتفيهِ،
وَجُودُ الخَيلِ تَعثرُ في الرّمَاحِ
ألَسْنَا المُقْتَفِينَ بمَنْ أتَانَا،
إذا ما حاردتْ خورُ اللّقاحِ
ألَسْنَا الفارِجِينَ لِكُلّ كَرْبٍ
إذا ما غصّ بالماءِ القراحِ
ألَسْنَا نَحْنُ أكْرَمَ إنْ نُسِبْنَا،
وأضربَ بالمهندة ِ الصّفاحِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
رقم القصيدة : 17263
-----------------------------------
رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
مَعارِفَ مِنْ شِمالي في رِيَاحِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ،
ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ،
رقم القصيدة : 17264
-----------------------------------
ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ،
منْ غرابِ البينِ أوْ تيسٍ برحْ
جالساً في نفرٍ قدْ يئسوا
مِنْ مُحيلِ القِدّ من صَحبِ قُزَحْ
عندَ ذي ملكٍ، إذا قيلَ لهُ:
فَادِ بالمَالِ، تَرَاخَى وَمَزَحْ
فَلئِنْ رَبُّكَ مِنْ رَحْمَتِهِ
كَشَفَ الضّيقَة َ عَنّا، وَفَسَحْ
أو لئنْ كنّا كقومٍ هلكوا،
مَا لَحّيٍ يا لَقَوْمي مِنْ فَلَحْ
ليعودنْ لمعدٍّ عكرها،
دلجُ اللّيلِ وتأخاذُ المنحْ
إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ،
فَإذا أصْلَحَهُ الله صَلَحْ
كَمْ رَأيْنَا مِنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا
وَرَأيْنَا المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ
آفقاً يجبى إليهِ خرجهُ،
كلَّ ما بينَ عمانٍ فملحْ
وَهِرَقْلاً، يَوْمَ سَاآتِيدَمَى ،
من بني بُرْجانَ في البأسِ رَجَحْ(14/26)
وَرِثَ السّؤدَدَ عَنْ آبَائِهِ،
وغزا فيهمْ غلاماً ما نكحْ
صَبّحُوا فارِسَ في رَأدِ الضّحَى ،
بطحونٍ فخمة ٍ ذاتِ صبحْ
ثمّ ما كاؤوا، ولكنْ قدّموا
كَبْشَ غارَاتٍ، إذا لاقَى نَطَحْ
فَتَفَانَوْا بِضِرَابٍ صَائِبٍ،
مَلأ الأرْضَ نَجِيعاً، فَسَفَحْ
مثلَ ما لاقوا منَ الموتِ ضحى ً
هَرَبَ الهَارِبُ مِنهُمْ وَامتضَحْ
أمْ عَلى العِهْدِ، فَعِلْمي أنّهُ
خيرُ منْ روحَ مالاً وسرحْ
وإذا حملَ عبئناً بعضهمْ،
فاشتكى الأوصالَ منهُ وأنحْ
كانَ ذا الطّاقة ِ بالثقلِ، إذا
ضنّ مولى المرءِ عنهُ وصفحْ
وَهُوَ الدّافِعُ عَنْ ذِي كُرْبَة ٍ
أيْدِيَ القَوْمِ إذا الجَاني اجْتَرَحْ
تَشْتَرِي الحَمْدَ بِأغْلَى بَيْعِهِ،
واشتراءُ الحمدِ أدنى للرَّبحْ
تبتي المجدَ وتجتازُ النُّهى ،
وَتُرَى نَارُكَ مِنْ نَاءٍ طَرَحْ
أوْ كما قالوا سقيمٌ، فلئنْ
نَفَضَ الأسْقَامَ عَنهُ وَاستَصَحّ
ليعيدنْ لمعدٍّ عكرها،
دلجَ اللّيل، وإكفاءَ المنحْ
فَثَدَاهُ رَيَمَانُ خُفِّهَا
هرَّ كلبُ النّاسِ فيها ونبحْ
ولهُ المقدمُ في الحربِ، إذا
سَاعَة ُ الشِّدْقِ عنِ النّابِ كَلَحْ
أيُّ نارِ الحربِ لا أوقدها
حَطَباً جَزْلاً، فَأوْرَى وَقَدَحْ
ولقدْ أجذمُ حبلي عامداً،
بعفرناة ٍ، إذا الآلُ مصحْ
تَقْطَعُ الخَرْقَ إذا ما هَجّرَتْ
بِهِبَابٍ وَإرَانٍ وَمَرَحْ
ونولّي الأرضَ خفاً مجمراً،
فإذا ما صادفَ المروَ رضحْ
ذا رنينٍ صحلَ الصّوتِ أبحّ
وشمولٍ تحسبُ العينُ، إذا
صفّقتْ، وردتها نورَ الذُّبحْ
مثلُ ذكي المسكِ ذاكٍ ريحها،
صبَّها السّاقي، إذا قيلَ توحّ
مِثلُ زِقَاقِ التَّجْرِ في بَاطِية ٍ
جَوْنَة ٍ، حَارِيّة ٍ داتِ رَوَحْ
ذاتِ غَوْرٍ مَا تُبَالي، يَوْمَهَا،
غَرَفَ الإبْرِيقِ مِنْهَا وَالقَدَحْ
وَإذا مَا الرّاحُ فِيهاَ أزْبَدَتْ،
أفلَ الإزبادُ فيها، وامتصحْ
وَإذا مَكّوكُهَا صَادَمَة
جَانِبَاهُ كرّ فِيهَا، فَسَبَحْ
فَتَرَامَتْ بِزُجَاجٍ مُعْمَلِ،(14/27)
يخلفُ النّزحُ منها مانزحْ
وِإذا غَاضَتْ رَفَعْنَا زِقّنَا،
طُلُقَ الأوْداجِ فيها فَانْسَفَحْ
ونسيحُ سيلانَ صوبهِ،
وَهْوَ تَسْيَاحٌ مِنَ الرّاحِ مِسَحْ
تحسبُ الزّقّ لديها مسنداً،
حبشياً نامَ عمداً، فانبطحْ
وَلَقَدْ أغْدُو عَلى نَدْمَانِهَا،
وَغَدَا عِنْدِي عَلَيْهَا وَاصْطَبَحْ
ومغنٍّ كلّما قيلَ لهُ:
أسمعِ الشَّرْبَ، فَغنّى ، فصَدَح
وَثَنى الكَفَّ عَلى ذِي عَتَبٍ،
يصلُ الصّوتَ بذي زيرٍ أبحْ
في شَبَابٍ كمَصَابِيحِ الدّجَى ،
ظاهرُ النّعمَة ِ فِيهِمْ، وَالَفَرَحْ
رُجُحُ الأحلامِ في مَجْلِسِهِمْ،
كُلّمَا كَلْبٌ مِنَ النّاسِ نَبَحْ
لا يَشِحّونَ عَلى المَال، وَمَا
عُوّدُوا في الحَيّ تَصْرَارَ اللِّقَحْ
فَتَرَى الشَّرْبَ نَشَاوَى كُلَّهُمْ،
مثلَ ما مدتْ نصاحاتُ الرُّبحْ
بَينَ مَغْلُوبٍ تَلِيلٍ خَدُّهُ،
وَخَذولِ الرِّجلِ من غَيرِ كَسَعْ
وَشَغَامِيمَ، جِسَامٍ، بُدَّنٍ،
نَاعِمَاتٍ مِنْ هَوَانٍ لمْ تُلَحْ
كاتماثيلِ عليها حللٌ،
ما يُوَارِينَ بُطونَ المُكتَشَحْ
قَدْ تَفَتّقْنَ مِنَ الغُسنِ، إذا
قَامَ ذُو الضُّرّ هُزَالاً وَرَزَحْ
ذاكَ دهرٌ لأناسٍ قدْ مضوا،
وَلهذا النّاسِ دَهْرٌ قد سَنَحْ
ولقدْ أمنحُ منْ عاديتهُ،
كُلَّ ما يَحسِمُ مِنْ داءِ الكَشَحْ
وَقَطَعتُ نَاظِرَيْهِ ظَاهِراً،
لا يكونُ مثلَ لطمٍ وكمحْ
ذا جبارٍ منضجاً ميسمهُ،
يُذْكِرُ الجارِمَ ما كانِ اجْتَرَحْ
وترى الأعداءَ حولي شزَّراً،
خاضعي الأعناقِ أمثالَ الوذحْ
قدْ بنى اللّومُ عليهمْ بيتهُ،
وَفَشَا فِيهِمْ مَعَ اللّؤمِ القَلَحْ
فَهُمُ سُودٌ، قِصَارٌ سَعْيُهُمْ،
كالخُصَى أشْعَلَ فِيهِنّ المَذَحْ
يَضرِبُ الأدْنَى إلَيهِمْ وَجْهَهُ،
لا يبالي أيَّ عينيهِ كفحْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
رقم القصيدة : 17265
-----------------------------------(14/28)
أجِدَّكَ وَدّعْتَ الصِّبَى وَالوَلائِدَا،
وأصبحتَ بعدَ الجورِ فيهنّ قاصدا
وما خلت ُأنْ أبتاعَ جهلاً بحكمة ٍ،
وما خلتُ مهراساً بلادي وماردا
يلومُ السّفيُّ ذا البطالة ِ، بعدما
يرى كلَّ مايأتي البطالة َ راشدا
أتيتُ حريثاً زائراً عنْ جنابة ٍ،
وكانَ حريثٌ عن عطائي جامدا
لَعَمْرُكَ ما أشبَهْتَ وَعلة َ في النّدى ،
شمائلهُ، ولا أباهُ المجالدا
إذا زَارَهُ يَوْماً صَديِقٌ كَأنّمَا
يرى أسداً في بيتهِ وأساودا
وَإنّ امْرَأً قَدْ زُرْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ
بِجَوّ، لَخَيْرٌ مِنُكَ نَفْساً وَوَالدَا
تضيفتهُ يوماً، فقرّبَ مقعد ي،
وأصفد ني على الزّمانة ِ قائدا
وأمتعني على العشا بوليدة ٍ،
فأبتُ بخيرٍ منك ياهوذُ حامدا
وَمَا كانَ فيها مِنْ ثَنَاءٍ وَمِدْحَة ٍ،
فَأعْني بِهَا أبَا قُدَامَة َ عَامِدَا
فتى ً لو ينادي الشّمسَ ألقتْ قناعها
أوِ القَمَرَ السّارِي لألقَى المَقَالِدَا
وَيُصْبحُ كالسّيْفِ الصّقيلِ، إذا غَدَا
عَلى ظَهْرِ أنْماطٍ لَهُ وَوَسَائِدَا
يرى البخلَ مرًّا، والعطاءَ كأَّنما
يَلَذّ بِهِ عَذْباً مِنَ المَاءِ بَارِدَا
وما مخدرٌ وردٌ عليهِ مهابة ٌ،
أبو أشْبُلٍ أمْسَى بِخَفّانَ حَارِدَا
وَأحْلَمُ مِنْ قَيْسٍ وَأجْرَأُ مُقْدَماً
لَدى الرّوْعِ من لَيثٍ إذا رَاحَ حارِدَا
يرى كلَّ ما دونَ الثّلاثينَ رخصة ً،
ويعدو إذا كانَ الّثمانونَ واحدا
ولما رأتُ الرّحل قدْ طالَ وضعهُ
وأصبحَ منْ طولِ الثِّواية ِ هامدا
كسوتُ قتودَ الرّحلِ عنساً تخالها
مهاة ً بدَ كداكِ الصُّفيّين فاقدا
أتَارَتْ بعَيْنَيْهَا القَطِيعَ، وَشمّرَتْ
لتقطعَ عني سبسباً متباعدا
تَبُزّ يَعَافِيرَ الصّرِيمِ كِنَاسَهَا
وَتَبْعَثُ بالفَلا قَطَاهَا الهَوَاجِدَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا،
ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا،
رقم القصيدة : 17266
-----------------------------------(14/29)
ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا،
وعادَ السّليمَ المسَّهدَ
وَمَا ذاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإنّمَا
تَناسَيتَ قَبلَ اليَوْمِ خُلّة َ مَهدَدَا
وَلكِنْ أرى الدّهرَ الذي هوَ خاتِرٌ،
إذا أصلحتْ كفايَ عادَ فأفسدا
شبابٌ وشيبٌ، وافتقارٌ وثورة ٌ،
فلله هذا الدّهرُ كيفَ ترددا
ومازلتُ أبغي المالَ مدْ أنا يافعٌ،
وليداً وكهلاً حينَ شبتُ وأمردا
وَأبْتَذِلُ لعِيسَ المَرَاقَيلَ تَغْتَلي،
مسافة َ ما بينَ النّجيرِ فصرخدا
فإنْ تسألي عني فيا ربّ سائلٍ
حفيٍ عنِ الأعشى به حيثُ أصعدا
ألا أيهذا السّائلي: أينَ يممتْ،
فإنّ لها في أهلِ يثربَ موعدا
فأمّا إذا ما أدلجتْ، فترى لها
رقيبينِ جدياً لا يغيبُ وفرقدا
وفيها إذا ما هجرتْ عجرفيّة ٌ،
إذا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظّهِيرَة ِ أصْيَدَا
أجدّتْ برجليها نجاءً وراجعتْ
يَدَاهَا خِنَافاً لَيّناً غَيرَ أحْرَدَا
فَآلَيْتُ لا أرْثي لهَا مِنْ كَلالَة ٍ،
ولا منْ حفى ً حتى تزورَ محمّدا
مَتى مَا تُنَافي عندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ
تريحي ويليقي منْ فواصلهِ يدا
نبيٌ يرى ما لاترونَ، وذكرهُ
أغَارَ، لَعَمْرِي، في البِلادِ وَأنجَدَا
لهُ صدقاتٌ ما تغبّ، ونائلٌ،
وليسَ عطاءُ اليومِ مانعهُ غدا
أجِدِّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاة َ مُحَمّدٍ،
نَبيِّ الإلَهِ، حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا
إذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى ،
وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوّدَا
نَدِمْتَ على أنْ لا تَكُونَ كمِثْلِهِ،
وأنكَ لمْ ترصدْ لما كانَ أرصدا
فَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَا،
وَلا تأخُذَنْ سَهْماً حَديداً لتَفْصِدَا
وَذا النُّصُب المَنْصُوبَ لا تَنسُكَنّهُ،
وَلا تَعْبُدِ الأوْثَانَ، وَالله فَاعْبُدَا
وصلّ حينِ العشيّاتِ والضّحى ،
ولا تحمدِ الشّيطانَ، واللهَ فاحمدا
وَلا السّائِلِ المَحْرُومَ لا تَتْرُكَنّهُ
لعاقبة ٍ، ولا الأسيرَ المقيَّدا
وَلا تَسْخَرَنْ من بائِسٍ ذي ضَرَارَة ٍ،(14/30)
ولا تحسبنّ المرءَ يوماً مخلَّدا
وَلا تَقْرَبَنّ جَارَة ً، إنّ سِرّهَا
عَلَيكَ حَرَامٌ، فانكِحَنْ أوْ تأبَّدَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أترحلُ منْ ليلى ، ولمّا تزوّدِ،
أترحلُ منْ ليلى ، ولمّا تزوّدِ،
رقم القصيدة : 17267
-----------------------------------
أترحلُ منْ ليلى ، ولمّا تزوّدِ،
وكنتَ كَمنْ قَضّى اللُّبَانَة َ مِنْ دَدِ
أرى سفهاً بالمرءِ تعليقَ لبّهِ
بغانية ٍ خودٍ، متى تدنُ تبعدِ
أتَنْسَينَ أيّاماً لَنَا بِدُحَيْضَة ٍ،
وَأيّامَنَا بَينَ البَدِيّ، فَثَهْمَدِ
وَبَيْدَاءَ تِيهٍ يَلْعَبُ الآلُ فَوْقَهَا،
إذا ما جرى ، كالرّازفيّ المعضَّدِ
قطعتُ بصهباءِ السّراة ِ، شملّة ٍ،
مروحِ السُّرى والغبّ من كلّ مسأدِ
بناها السّواديُّ الرّضيعُ معَ الخلى ،
وَسَقْيي وَإطْعامي الشّعِيرَ بمَحْفَدِ
لدى ابنِ يزيدٍ أو لدى ابن معرِّفٍ
يفتّ لها طوراً وطوراً بمقلدِ
فأصبحتْ كبنيانِ التّهاميّ شادهُ
بطينٍ وجبّارٍ، وكلسٍ وقرمدِ
فَلَمّا غَدَا يَوْمُ الرّقَادِ، وَعِنْدَهُ
عتادٌ لذي همٍّ لمنْ كانَ يغتدي
شددتُ عليها كورها فتشدّدتْ
تَجُورُ عَلى ظهْرِ الطّرِيقِ وَتَهْتَدي
ثلاثاً وشهراً ثمّ صارتْ رذية ً،
طليحَ سفارٍ كالسّلاحِ المفرَّدِ
إلَيكَ، أبَيْتَ اللّعْنَ، كانَ كَلالُها،
إلى المَاجِدِ الفَرْعِ الجَوَادِ المُحَمّد
إلى مَلِكٍ لا يَقْطَعُ اللّيْلُ هَمَّهُ،
خَرُوجٍ تَرُوكٍ، للفِرَاشِ المُمَهَّدِ
طَوِيلِ نِجَادِ السّيْفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيَامَ القَطَا باللّيْلِ في كلّ مَهْجَدِ
فَما وَجَدَتْكَ الحَرْبُ، إذْ فُرّ نابُهَا،
عَلى الأمْرِ نَعّاساً عَلى كُلّ مَرْقَدِ
ولكنْ يشبّ الحربَ أدنى صلاتها
إذا حركوهُ حشَّها غيرَ مبردِ
لعمرُ الذي حجتْ قريشٌ قطينهُ،
لقد كدتهمْ كيدَ امرئٍ غيرِ مسندِ
أُولى وَأُولى كُلٌّ، فَلَسْتَ بِظَالِمٍ،
وطئتهمُ وطءَ البعيرِ المقيَّدِ
بمَلمومة ٍ لا يَنفُضُ الطّرْفُ عَرضَها،(14/31)
وَخَيْلٍ وَأرْمَاحٍ وَجُنْدٍ مُؤيَّدِ
كأنَّ نعامَ الدّوّباضَ عليهمُ،
إذا رِيعَ شَتّى للصّرِيخِ المُنَدِّدِ
فما مخدرٌ وردٌ كأنّ جبينهُ
يطلّى بورسٍ أو يطانُ بمجسدِ
كستهُ بعوضُ القريتينِ قطيفة ً،
مَتى مَا تَنَلْ مِنْ جِلْدِهِ يَتَزَنّدِ
كأنّ ثيابَ القومِ حولَ عرينهِ،
تَبابِينُ أنْباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رأى ضوءَ بعدما طافَ طوفهً
يُضِيءُ سَناها بَينَ أثْلٍ وَغَرْقَدِ
فَيَا فَرَحَا بالنّارِ إذْ يَهْتَدِي بِهَا
إلَيْهِمْ، وَأضْرَامِ السّعِيرِ المُوَقَّدِ
فلما رأوهُ دونَ دنيا ركابهمْ،
وطاروا سراعاً بالسلاحِ المعتَّدِ
أتِيحَ لَهُمْ حُبُّ الحَيَاة ِ فأدْبَرُوا،
وَمَرْجاة ُ نَفْسِ المَرْءِ ما في غَدٍ غدِ
فلمْ يسبقوهُ أنْ يلاقي رهينة ً،
قليلَ المساكِ عندهُ غيرَ مفتدي
فأسمعَ أولى الدّعوتينِ صحابهُ،
وَكَانَ الّتي لا يَسْمَعونَ لهَا قَدِ
بأصْدَقَ بأساً منكَ يَوْماً، وَنَجْدَة ً،
إذات خامتِ الأبطالُ في كلّ مشهدِ
وَمَا فَلَجٌ يَسْقي جَداوِلَ صَعْنَبَى ،
لَهُ شَرَعٌ سَهْلٌ عَلى كُلّ مَوْرِدِ
ويروي النّبطُ الرّزقُ من حجراتهِ
دِيَاراً تُرَوّى بِالأتّي المُعَمَّدِ
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
كفى ما لهُ باسمِ العطاءِ الموعَّدِ
ترى الأدمَ كالجبارِ والجردَ كالقنا
موهَّبة ً منْ طارفٍ ومتلَّدِ
فلا تحسبني كافراً لكَ نعمة ً،
عَليّ شَهِيدٌ شَاهِدُ الله، فاشهَدِ
ولكنّ من لا يبصرُ الأرضَ طرفهُ،
متى ما يشعهُ الصّحبُ لا يتوحدِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أجبيرُ هلْ لأسيركمْ منْ فادي
أجبيرُ هلْ لأسيركمْ منْ فادي
رقم القصيدة : 17268
-----------------------------------
أجبيرُ هلْ لأسيركمْ منْ فادي
أمْ هَلْ لطَالِبِ شِقّة ٍ مِنْ زَادِ
أمْ هلْ تنهنهُ عبرة ٌ عنْ جاركمْ
جَادَ الشّؤون بهَا تَبُلّ نِجَادِي
منْ نظرتْ ضحى ً، فرأيتها،
ولمنْ يحينُ على المنيّة ِ، هادي
بينَ الرّواقِ وجانبٍ منْ سيرها(14/32)
مِنْهَا وَبَينَ أرَائِكِ الأنْضَادِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَى ْ حَمَامَة ِ أيْكَة ٍ
برداً، أسفّ لثاتهُ بسوادِ
عزباءُ إذْ سئلَ الخلاسُ كأنما
شربتْ عليهِ بعدَ كلّ رقادِ
صَهْبَاءَ صَافِيَة ً، إذا ما استُودِفَتْ
شُجّتْ غَوَارِبُهَا بِمَاءِ غَوَادِي
إنْ كُنتِ لا تَشْفِينَ غُلّة َ عَاشِقٍ،
صبٍّ يحبكِ، يا جبيرة ُ، صادي
فَانْهَيْ خَيالَكِ أنْ يَزُورَ، فإنّهُ
في كلّ مَنْزِلَة ٍ يَعُودُ وِسَادِي
تمسي فيصرفُ بابها منْ دونها
غلقاً صريفَ محالة ِ الأمسادِ
أحدث لَها تُحدثْ لوصلكَ إنَّهَا
كُنُدٌ لِوَصْلِ الزّائِرِ المُعْتَادِ
وَأخُو النّساءِ مَتى يَشأ يَصرِمْنَهُ،
ويكنّ أعداءً بعيدَ ودادِ
ولقدْ أنالُ الوصلَ في متمنِّعٍ،
صعبً، بناهُ الأولونَ، مصادِ
أنّى تذكَّرُ ودها وصفاءها،
سَفَهاً، وَأنْتَ بِصُوّة ِ الأثْمَادِ
فشباكِ باعجة ٍ، فجنبي جائرٍ،
وتحلّ شاطنة ً بدارِ إيادِ
منعتْ قياسُ الماسخيّة ِ رأسهُ
بِسِهَامِ يَتْرِبَ أوْ سِهَام بَلادِ
وَلَقَدْ أُرَجِّلُ جُمّتى بِعَشِيّة ٍ
للشَّربِ قبلَ سنابكِ المرتادِ
والبيضِ قد عنستْ وطالَ جراؤها،
ونشأنَ في قنٍّ وفي أذوادِ
ولقدْ أخالسهنّ ما يمنعنني
عصراً، بملنَ عليّ بالأجيادِ
ولقدْ غدوتُ لعازبٍ مستحلسِ الـ
ـقربانِ، مقتاداً عنانَ جوادِ
فَالدّهْرُ غَيّرَ ذاكَ يا ابنَة َ مَالِكٍ،
وَالدّهْرُ يُعْقِبُ صَالحاً بِفَسَادِ
إنّي امرؤٌ منْ عصبة ٍ قيسية ٍ،
شُمِّ الأُنُوفِ، غَرَانِقٍ أحْشَادِ
الوَاطِئِينَ عَلى صُدُورِ نِعَالِهِمْ،
يَمْشُونَ في الدَّفَنيّ وَالأبْرَادِ
وَالشّارِبِينَ، إذا الذّوَارِعُ غُولِيَتْ،
صفوَ الفضالِ بطارفٍ وتلادِ
وَالضّامِنِينَ بقَوْمِهِمْ يَوْمَ الوَغَى ،
للحمدِ يومَ تنازلٍ وطرادِ
كمْ فيهمُ منْ فارسٍ يومَ الوغى
ثَقْفِ اليَدَيْنِ يَهِلّ بِالإقْصَادِ
وإذا اللّقاحُ تروحتْ بأصيلة ٍ،
رَتَكَ النّعَامِ عَشِيّة َ الصُّرّادِ(14/33)
جَرْياً يَلُوذُ رِبَاعُهَا مِنْ ضُرّهَا،
بالخيمِ بينَ طوارفٍ وهوادي
حَجَرُوا عَلى أضْيَافِهِمْ وَشَوَوْا لهمْ
مِنْ شَطّ مُنْقِيَة ٍ وَمِنْ أكْبَادِ
وَإذا القِيَانُ حَسِبْتَهَا حَبَشِيّة ً،
غُبْراً وَقَلّ حَلائِبُ الأرْفَادِ
ويقولُ منْ يبقيهمُ بنصيحة ٍ،
هَلْ غَيرُ فِعْلِ قَبِيلَة ٍ مِنْ عَادِ
وَإذا العَشِيرَة ُ أعْرَضَتْ سُلاّفُهَا،
جَنِفِينَ مِنْ ثَغْرٍ بِغَيْرِ سِدَادِ
فلقدْ نحلّ بهِ، ونرعى رعيهُ،
ولقدْ نليهِ بقوة ٍ وعتادِ
نبقي الغبابَ بجانبيهِ وجاملاً،
عكراً مراتعهُ بغيرِ جهادِ
لمْ يزورهِ طردٌ فيذعرَ درؤهُ،
فيلجَّ في وهلٍ وفي تشرادِ
وَإذا يُثَوِّبُ صَارِخٌ مُتَلَهّفٌ،
وعلا غبارٌ ساطعٌ بعمادِ
ركبتْ إليكَ نزائعٌ ملبونة ٌ،
قُبُّ البُطُونِ يَجُلْنَ في الألْبَادِ
مِنْ كُلّ سَابِحَة ٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ
تردي بأسدِ خفية ٍ، وصعادِ
إذْ لا يرى قيسٌ يكونُ كقيسنا
حسباً، ولا كبنيهِ في الأولادِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أثوى ، قصّرَ ليلة ً ليزوَّدا،
أثوى ، قصّرَ ليلة ً ليزوَّدا،
رقم القصيدة : 17269
-----------------------------------
أثوى ، قصّرَ ليلة ً ليزوَّدا،
ومضى وأخلفَ من قتيله موعدا
ومضى لحاجنهِ، وأصبحَ حبلها
خَلَفاً، وَكانَ يَظُنّ أنْ لن يُنكَدَا
وأرى الغواني شبتُ هجرنني
أنْ لا أكونَ لهنَ مثلي أمردا
إنّ الغواني لا يواصلنَ امرأً
فقدَ الشّبابَ وقدْ يصلنَ الأمردا
بلْ ليتَ شعري هلْ أعودنَّ ناشئاً
مثلي زمينَ أحلّ برقة َ أنقدا
إذْ لِمّتي سَوْداءُ أتْبَعُ ظِلّهَا،
ددناً، قعودَ غواية ٍ أجري ددا
يلوينني ديني النّهارَ، وأجتزي
دَيْني إذا وَقَذَ النّعَاسُ الرُّقَّدَا
هلْ تذكرينَ العهدَ يا ابنة َ مالكٍ
أيّامَ نَرْتَبِعُ السّتَارَ، فثَهْمَدَا
أيّامَ أمْنَحُكِ المَوَدّة َ كُلّهَا،
مِني وَأرْعَى بِالمَغِيبِ المَأحَدَا
قالَتْ قُتَيْلَة ُ ما لجِسْمِكَ سَايئاً،
وأرى ثيابكَ بالياتٍ همَّدا(14/34)
أذْلَلْتَ نَفْسَكَ بَعْدَ تَكْرِمَة ٍ لها
فإذا تُرَاعُ، فإنّهَا لَنْ تُطْرَدَا
أمْ غابَ رَبُّكَ فاعتَرَتْكَ خَصَاصَة ٌ
فلعلّ ربّكَ أنْ يعودَ مؤيَّدا
رَبّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَة ً،
وَإذا يُنَاشَدُ بِالمَهَارِقِ أنْشَدَا
وشملة ٍ حرفٍ كأنّ قتودها
جَلّلْتُهُ جَوْنَ السّرَاة ِ خَفَيْدَدَا
وَكَأنّهَا ذُو جُدّة ٍ، غِبَّ السُّرَى ،
أوْ قَارِحٌ يَتْلُو نَحائِصَ جُدَّدَا
أوْ صلعة ٌ بالقارلتينِ تروّحتْ
ربداءَ، تتبعُ الظّليمَ الأربدا
يتجاريانِ، ويحسبانِ إضاعة ً
مُكثَ العِشاءِ، وَإنْ يُغيما يَفقِدَا
طوراً تكونُ أمامهُ فتفوتهُ،
ويفوتها طوراً إذا ما خودا
وعذافرٍ سدسٍ تخالُ محالهُ
بُرْجاً، تُشَيّدُهُ النّبِيطُ القَرْمَدَا
وَإذا يَلُوثُ لُغَامَهُ بِسَدِيسِهِ،
ثَنّى ، فَهَبّ هِبَابَهُ وَتَزَيّدَا
وَكَأنّهُ هِقْلٌ يُبَارِي هِقْلَهُ،
رمداءَ في خيطٍ نقانقَ أرمدا
أمسَى بذِي العَجْلانِ يَقْوُر رَوْضَة ً
خضراءَ أنضرَ نبتها فترأَّدا
أذهبتهُ بمهامهٍ مجهولة ٍ،
لا يهتدي برتٌ بها أنْ يقصدا
منْ مبلغٌ كسرى ، إذا ما جاءهُ،
عَنّي مَآلِكَ مُخْمِشَاتٍ شُرَّدَا
آلَيْتُ لا نُعْطِيهِ مِنْ أبْنَائِنَا
رُهُناً فيُفسِدَهمْ كَمنْ قد أفْسَدَا
حتى يفيدكَ منْ بنيهِ رهينة ً
نعشٌ، وَيَرْهَنَكَ السّماكُ الفَرْقَدَا
إلاّ كخارجة َ المكلِّفِ نفسهُ،
وابنيْ قبيصة َ أنْ أغيبَ ويشهدا
أنْ يَأتِيَاكَ برُهنِهِمْ، فهُمَا إذَنْ
جهدا وحقّ لخائفٍ أنْ يجهدا
كلاّ يمينَ اللهِ حتى تنزلوا
منْ رأسِ شاهقة ٍ إلينا لأسوادا
لنقاتلنّكمُ على ما خيلتْ،
ولنجعلنّ لمنْ بغى وتمردا
مَا بَينَ عَانَة َ وَالفُرَاتِ، كَأنّمَا
حَشّ الغُوَاة ُ بِهَا حَرِيقاً مُوقَدَا
خُرِبَتْ بُيُوتُ نَبِيطَة ٍ، فَكَأنّمَا
لمْ تِلْقَ بَعْدَكَ عَامِراً مُتَعَهِّدَا
لَسْنَا كَمنْ جَعَلَتْ إيَادٌ دارَهَا
تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبّهَا أنْ يُحصَدَا(14/35)
قَوْماً يُعَالِجُ قُمّلاً أبْنَاؤهُمْ،
وسلاسلاً أجداً وباباً مؤصدا
جعلَ الإلهُ طعامنا في مالنا
رزقاً تراعُ، فإنها لنْ تطردا
ضمنتْ لنا أعجازهنّ قدورنا،
وَضُرُوعُهُنّ لَنَا الصّرِيحَ الأجْرَدَا
فاقْعُدْ، عَلَيْكَ التّاجُ مُعْتَصِباً بهِ،
لا تطلبنَ سوامنا، فتعبدا
فَلَعَمْرُ جَدّكَ لَوْ رَأيْتَ مَقَامَنَا
لَرَأيْتَ مِنّا مَنْظَراً وَمُؤيَّدَا
في عارضٍ منْ وائلٍ، إنْ تلقهُ
يَوْمَ الهِيَاجِ، يكنْ مسيرُكَ أنكَدَا
وترى الجيادَ الجردَ حولَ بيوتنا
موقوفة ً، وترى الوشيجَ مسنَّدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اقتباس ...
اقتباس ...
رقم القصيدة : 1727
-----------------------------------
إنّها لا تختفي.
إنها تقضي الليالي، دائماً،
في مِعطَفي .
دائماً تحضُنُ، في الظُلْمةِ، قلبي
هذهِ الشّمسُ ..
لكي لا تنطَفئ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَة ً،
أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَة ً،
رقم القصيدة : 17270
-----------------------------------
أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَة ً،
فترقدها مع رقادها
تذكّضرُ تيّا وأنّى بها،
وَقَد أخلَفَتْ بَعضَ مِيعادِهَا
فَميطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ،
وَصُولِ حِبَالٍ وَكَنّادِهَا
وَمِثْلِكِ مُعْجَبَة ٍ بالشّبَا
بِ صَاكَ العَبِيرُ بِأجْسَادِهَا
تسديتها عادني ظلمة ٌ،
وَغَفْلَة ُ عَيْنٍ وَإيقَادِهَا
فبتُّ الخليفة َ منْ زوجها،
وسيدَ نعمٍ ومستادها
ومستدبرٍ بالّذي عندهُ،
على العاذلاتِ وإرشادها
وَأبْيَضَ مُخْتَلِطٍ بِالكِرَا
مِ لا يتغطّى لإنفادها
أتَاني يُؤامِرُني في الشَّمْو
لِ ليلاً، فقلتُ لهُ غادها
أرحنا نباكرُ جدّ الصَّبو
حِ، قَبْلَ النّفُوسِ وَحَسّادِهَا
فقمنا، ولما يصحْ ديكنا،
إلى جَوْنَة ٍ عِنْدَ حَدّادِهَا
أزيرقُ آمنُ إكسادها
فَقُلْنَا لَهُ: هَذِهِ هَاتِهَا،
بأدماءَ في حبلِ مقتادها
فَقَالَ: تَزِيدُونَني تِسْعَة ً،
وليستْ بعدلٍ لأندادها(14/36)
فَقُلْتُ لمِنْصَفِنَا: أعْطِهِ،
فلما رأى حضرَ شهّادها
أضَاءَ مِظَلّتَهُ بِالسّرَا
جِ، وَاللّيْلُ غَامِرُ جُدّادِهَا
دراهمنا كلها جيدٌ،
فلا تحسبنّا بتنقادها
كُمَيْتاً تكَشّفُ عَنْ حُمْرَة ٍ،
إذا صرحتْ بعدَ إزبادها
كَحَوْصَلَة ِ الرّألِ في دَنّهَا،
إذا صوبتْ بعدَ إقعادها
فجالَ علينا بإبريقهِ،
مُخَضَّبُ كَفٍّ بفِرْصَادِهَا
فَبَاتَتْ رِكَابٌ بِأكْوَارِهَا،
لَدَيْنَا، وَخَيْلٌ بِألْبِادِهَا
لقومٍ، فكانوا همُ المنفدين
شرابهمُ قبلَ إنفادها
فَرُحْنَا تُنَعّمُنَا نَشْوَة ٌ
تَجُوزُ بِنَا بَعْدَ إقْصَادِهَا
وَبَيْدَاءَ تَحْسِبُ آرَامَهَا
رجالَ إيادٍ بأجلادها
يَقُولُ الدّلِيلُ بِهَا للصّحَا
بِ: لا تخطئوا بعضَ أرصادها
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
بعرفاءَ تنهضُ في آدها
سَدِيسٍ مُقَذَّفَة ٍ بِاللّكِيـ
ـكِ، ذاتِ نماءٍ بأجلادها
تراها إذا أدلجتْ ليلة ً،
هبوبَ السُّرى بعدَ إسادها
كعيناءَ ظلّ لها جؤذرٌ
بقنّة ِ جوٍّ، فأجمادها
فَبَاتَتْ بِشَجْوٍ تَضُمّ الحَشَا
على حزنِ نفسٍ، وإيجادها
ضراءٌ تسامى بإيسادها
فجالتْ وجالَ لها أربعٌ
جهدنَ لها معَ إجهادها
فَمَا بَرَزَتْ لِفَضَاءِ الجَهَادِ
فَتَتْرُكَهُ بَعْدَ إشْرادِهَا
ولكنْ إذا أرهقتها السّرا
عُ كرّتْ عليهِ بميصادها
فَوَرّعَ عَنْ جِلْدِهَا رَوْقُهَا،
يَشكّ ضُلُوعاً بِأعْضَادِهَا
فتلكَ أشبّهها إذْ غدتْ
تَشُقّ البِرَاقَ بِإصْعَادِهَا
تَؤمّ سَلامَة َ ذا فَائِشٍ،
هُوَ اليَوْمَ حَمٌّ لمِيعَادِهَا
وكمْ دونَ بيتكَ من صفصفٍ،
ودكداكِ رملٍ وأعقادها
ويهماءَ باللّيلِ غطشى الفلا
ة ِ، يُؤنِسُني صَوْتُ فَيّادِهَا
وَوَضْعِ سِقَاءٍ وَإحْقَابِهِ،
وحلِّ حلوسٍ وإغمادها
فَإنْ حِمْيَرٌ أصْلَحَتْ أمْرَهَا،
وملتْ تساقيَ أولادها
وُجِدْتَ إذا اصْطَلَحوا خَيْرِهُم،
وزندكَ أثقبُ أزنادها
وإنْ حربهمْ أوقدتْ بينهمْ
فَحَرّتْ لَهُمْ بَعْدِ إبْرَادِهَا
وجدتَ صبوراً على رزئها،(14/37)
وحرّ الحروبِ وتردادها
وقالتْ معاشرُ: منْ ذا لنا
بحربٍ عوانٍ لمرتادها
ومنكوحة ٍ غيرِ ممهورة ٍ،
وَأُخْرَى يُقالُ لَهُ: فَادِهَا
ومنزوعة ٍ منْ فناءِ امرئٍ،
لِمَبْرَكِ آخَرَ مُزْدَادِهَا
تَدُرّ عَلى غَيْرِ أسْمَائِهَا
مُطَرَّفَة ً بَعْدَ إتْلادِهَا
هضومُ الشّتاءِ، إذا المرضعا
تُ جالتْ جبائرُ أعضادها
وَقَوْمُكَ، إنْ يَضْمَنُوا جَارَة ً،
يَكُونُوا بِمَوْضِعِ أنْضَادِهَا
فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرّهَا لِلْغِنَى ،
وَلَنْ يُسْلِمُوهَا لإزْهَادِهَا
أناسٌ، إذا شهدوا غارة ً
يَكُونُونَ ضِدّاً لأنْدَادِهَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألا يا قتلُ قدْ خلق الجديدُ،
ألا يا قتلُ قدْ خلق الجديدُ،
رقم القصيدة : 17271
-----------------------------------
ألا يا قتلُ قدْ خلق الجديدُ،
وحبُّكِ ما يمحّ وما يبيدُ
وَقَدْ صَادَتْ فُؤادَكَ إذْ رَمَتْهُ،
فلوْ أنّ امرأً دنفاً يصيدُ
ولكنْ لا يصيدُ إذا رماها،
ولا تصطادُ غانية ٌ كنودُ
عَلاقَة َ عَاشِقٍ، وَمِطَالَ شَوْقٍ،
وَلَمْ يَعْلَقْكُمُ رَجُلٌ سَعِيدُ
ألا تفنى حياءكَ، أوْ تناهى
بُكاءَكَ مِثْلَ ما يَبْكي الوَلِيدُ
أريتُ القومَ ناركِ لمْ أغمّضْ
بواقصة ٍ ومشربنا زرودُ
فلمْ أرَ مثلَ موقدها، ولكنْ
لأيّة ِ نَظْرَة ٍ زَهَرَ الوَقُودُ
أضاءتْ أحورَ العينينِ طفلاً،
يكدَّسُ في ترائبهِ الفريدُ
ووجهاً كالفتاقِ، ومسبكرّاً
على مثلِ اللّجينِ، وهنّ سودُ
وتبسمُ عنْ مهاً شبمٍ غريٍّ،
إذا يُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
كأنّ نجومه ربطتْ بصخرٍ،
وأمراسٍ تدورُ وتستريدُ
إذا ما قلتُ حانَ لها أفولٌ،
تَصَعّدَتِ الثّرَيّا وَالسّعُودُ
فَلأياً مَا أفَلْنَ مُخَوِّيَاتٍ،
خمودَ النّارِ، وارفضّ العمودُ
أصَاحِ تَرَى ظَعَائِنَ بَاكِرَاتٍ،
عَلَيْهَا العَبْقَرِيّة ُ وَالنُّجُودُ
كَأنّ ظِبَاءَ وَجْرَة َ مُشْرِفَاتٍ
عَلَيْهِنَ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ
عَلى تِلْكَ الحُدُوجِ، إذِ احْزَألّتْ،(14/38)
وأنتَ بهمْ داة َ إذٍ مجودُ
فَيَا لَدَنِيّة ٍ سَتَعُودُ شَزْراً،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فما أجشمتِ منْ إتيانِ قومٍ
همُ الأعداءُ، والأكبادُ سودُ
فَإذْ فَارَقْتِني فَاسْتَبْدِلِيني
فَتًى يُعْطي الجَزِيلَ، وَيَسْتَفِيدُ
فمِثْلكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وَأرْضٍ
مَهَامِهَ، لا يَقُودُ بِهَا المُجِيدُ
قَطَعْتُ وَصَاحبي سُرُحٌ كِنَازٌ،
كركنِ الرَّعنِ، ذعلبة ٌ، قصيدُ
كَأنّ المُكْرَهَ المَعْبُوطَ مِنْهَا،
مَدُوفُ الوَرْسِ، أوْ رُبٌّ عَقِيدُ
كأنّ قتودها بعنيباتٍ،
تعطفهنّ ذو جددٍ فريدُ
تضيّفَ رملة َ البقّارِ، يوماً،
فَبَاتَ بِتِلْكَ يَضْرِبُهُ الجَلِيدُ
يكبّ إذا أجالَ الماءَ عنهُ
غُضُونُ الفَرْعِ، وَالسَّدَلُ القَرِيدُ
فأصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
ويربطُ جأشهُ، سلبٌ حديدُ
ورحٌ كالمحارِ موتَّداتٌ،
بِهَا يَنْضُو الوَغَى ، وَبِهِ يَذُودُ
أذَلِكَ أمْ خَمِيصُ البَطْنِ جَأبٌ،
أطَاعَ لَهُ النّوَاصِفُ وَالكَدِيدُ
يقلِّبُ سمحجاً فيها إباءٌ
على أنْ سوفَ تأتي ما يكيدُ
بَقَى عَنْها المصيفَ وصَارَ صَعلاً
وقدْ كثرَ التّذكرُ والقعودُ
إذا مَا رَدّ تَضْرِبُ مَنْخَرَيْهِ
وَجَبْهَتَهُ، كمَا ضُرِبَ العَضِيدُ
فتلكَ إذا الحجورُ أبى عليهِ
عِطَافَ الهَمّ وَاخْتَلَطَ المَرِيدُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
رقم القصيدة : 17272
-----------------------------------
بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
ولستَ منَ الكرامِ بني العبيدِ
ولا منْ رهطِ جبّارِ بنِ قرطٍ،
ولا منْ رهطِ حارثة َ بنِ زيدِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
رقم القصيدة : 17273
-----------------------------------
ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،(14/39)
وَعَرِّضْ بقَوْلٍ: هلْ يُفادى أسيرُهَا
فيا ميّ لا تدلي بحبلٍ يغرّني،
وشرُّ حبالِ الواصلينَ غرورها
فإنْ شئتِ أنْ تُهدَيْ لقَوْميَ فاسألي
عنِ العزّ والإحسانِ أينَ مصيرها
تريْ حاملَ الأثقالِ والدّافعَ الشّجا
إذا غُصّة ٌ ضَاقَتْ بِأمْرٍ صُدُورُهَا
بهمْ تمترى الحربُ العوانُ ومنهمُ
تؤدّى الفروضُ حلوها ومريرها
فلا تصرميني، واسألي ما خليقني
إذا رَدّ عَافي القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُهَا
وَكانُوا قُعُوداً حَوْلَها يَرْقُبُونَهَا،
وَكَانَتْ فَتاة ُ الحَيّ مِمّنْ يُنِيرُهَا
إذا احْمَرّ آفَاقُ السّماءِ وَأعْصَفَتْ
رِيَاحُ الشّتاءِ، وَاستَهَلّتْ شُهورُها
تريْ أنّ قدري لا تزالُ كأنّها
لذي الفروة ِ المقروة ِ أمٌّّّ يزورها
مبرَّزة ٌ، لا يجعلُ السّتر دونها،
إذا أخمدَ النّيرانُ لاحَ بشيرها
إذا الشّولُ راحتْ ثمّ لمْ تفدِ لحمها
بألبانها، ذاقَ السّنانَ عقيرها
يُخَلّى سَبيلُ السّيْفِ إنْ جالَ دونَها،
وإنْ أنذرتْ لمْ يغنَ شيئاً نذيرها
كأنّ مجاجَ العرقِ في مستدارها
حواشي برودً بينَ أيدٍ تطيرها
ولا نلعنُ الأضيافَ إنْ نزلوا بنا،
ولا يمنعُ الكوماءَ منّا نصيرها
وإنّي لترّاكُ الضغينة ِ قدْ أرى
قداها منَ المولى ، فلا أستثيرها
وَقُورٌ إذا مَا الجَهْلُ أعْجَبَ أهْلَهُ
وَمِن خَيرِ أخْلاقِ الرّجالِ وُقُورُهَا
وَقَدْ يَئِسَ الأعداءُ أنْ يَستَفِزّني
قِيَامُ الأُسُودِ، وَثْبُهَا وَزَئِيرُها
وَيَوْمٍ مِنَ الشّعْرَى كَأنّ ظِبَاءَهُ
كواعبُ مقصورٌ عليها ستورها
عَصَبْتُ لَهُ رَأسي، وَكَلّفتُ قَطعَه
هنالكَ حرجوجاً، بطيئاً فتورها
تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ حتى كأنّها
منَ الحرّ ترمى بالسّكينة ِ قورها
وَمَاءٍ صَرى ً لمْ ألْقَ إلاّ القَطَا بِهِ،
وَمَشهورَة َ الأطَواقِ، وُرْقاً نحُورُهَا
كَأنّ عَصِيرَ الضَّيْحِ، في سَدَيَانِهِ،
دفوفاً وأسداماً، طويلاُ دثورها
وليلٍ، يقولُ القومُ من ظلماتهِ:(14/40)
سَوَاءٌ بَصِيرَاتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
كَأنّ لَنَا مِنْهُ بُيُوتاً حَصِينَة ً،
مُسُوحٌ أعَاليهَا وَسَاجٌ كُسُورُهَا
تَجَاوَزْتُهُ حَتّى مَضَى مُدْلَهِمُّهُ،
ولاحَ منَ الشمسِ المضيئة ِ نورها
العصر الجاهلي >> الأعشى >> شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
رقم القصيدة : 17274
-----------------------------------
شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدّ أظْفارِي
قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَدَنٍ،
وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي
فكانَ أوْفاهُمُ عَهْداً، وَأمنَعَهُمْ
جاراً أبوكَ بعرفٍ غيرِ إنكارِ
كالغيثِ ما استمطرهُ جادَ وابلهُ،
وعندَ ذمتّهِ المستأسدُ الضّاري
كنْ كالسّموألِ إذْ سارَ الهمامُ له
في جحفلٍ كسوادِ اللّيلِ جرّارِ
جارُ ابن حيّا لمنْ نالتهُ ذمتهُ
أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمّارِ
بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ،
حصنٌ حصينٌ وجارٌ غيرُ غدّارِ
إذْ سامَهُ خُطّتَيْ خَسْفٍ، فَقالَ له:
مهما تقلهُ، فإنّي سامعٌ حارِ
فَقالَ: ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما،
فاخترْ وما فيهما حظٌّ لمختارِ
فشكّ غيرَ قليلٍ، ثمّ قالَ لهُ:
اذبحْ هديَّكَ إني مانعٌ جاري
إنّ لهُ خلقاً إنْ كنتَ قاتلهُ،
وَإنْ قَتَلْتَ كَرِيماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كثيراً وعرضاً غيرَ ذي دنسٍ،
وإخوة ً مثلهُ ليسوا بأشرارِ
جَرَوْا عَلى أدَبٍ مِنّي، بِلا نَزَقٍ،
ولا إذا شمرتْ حربٌ بأغمارِ
وَسَوْفَ يُعقِبُنيِهِ، إنْ ظَفِرْتَ بِهِ،
ربٌّ كريمٌ وبيضٌ ذاتُ أطهارِ
لا سرُّهنّ لدينا ضائعٌ مذقٌ،
وكاتماتٌ إذا استودعنَ أسراري
فقالَ تقدمة ً، إذْ قامَ يقتلهُ:
أشرفْ سموألُ فانظرْ للدّمِ الجاري
أأقتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجيءُ بِهَا
طَوْعاً، فَأنْكَرَ هَذا أيَّ إنْكَارِ
فشكّ أوداجهُ والصّدرُ في مضضٍ(14/41)
عليهِ، ومنطوياً كاللّذعِ بالنّارِ
واختارَ أدراعهُ أنْ لا يسبّ بها،
وَلمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتّارِ
وَقالَ: لا أشْتَرِي عاراً بمَكْرُمَة ٍ
فاختارَ مكرمة َ الدّنيا على العارِ
وَالصّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَة ٌ خُلُقٌ،
وزندهُ في الوفاءِ الثّاقبُ الواري
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألمْ تروا إراماً وعادا،
ألمْ تروا إراماً وعادا،
رقم القصيدة : 17275
-----------------------------------
ألمْ تروا إراماً وعادا،
أودى بها اللّيلُ والنهارُ
بَادُوا، فَلَمّا أنْ تَآدَوْا،
قفّى على إثرهمْ قدارُ
وقبلهمْ غالتِ المنايا
طَسْماً وَلَمْ يُنْجِهَا الحِذَارُ
وحلّ بالحيّ منْ جديسٍ،
يومٌ منَ الشّرّ مستطارُ
وَأهْلُ غُمْدَانَ جَمّعُوا
للدّهرِ ما يجمعُ الخيارُ
فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي
جَائِحَة ٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
وقد غَنُوا في ظِلالِ مُلْكٍ،
مؤيَّدٍ عقلهمْ، جفارُ
وأهْلُ جَوٍّ أتَتْ عَلَيْهِمْ،
فأفْسَدَتْ عَيشَهُمْ، فَبَارُوا
وَمَرّ حَدٌّ عَلى وَبَارٍ،
فهلكتْ جهرة ً وبارُ
بلْ ليتَ شعري، وأينَ ليتٌ،
وَهَلْ يَفِيئَنّ مُسْتَعَارُ
وَهَلْ يَعُودَنّ بَعْدَ عُسْرٍ،
عَلى أخي فَاقَة ٍ يَسَارُ
وَهَلْ يُشَدّنّ مِنْ لَقُوحٍ،
بالشخبِ منْ ثرة ٍ صرارُ
أقْسَمْتُمُ لا نُعَطّيَنْكُمْ
إلاّ عراراً، فذا عرارُ
كَحَلْفَة ٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ،
يسمعها لاههُ الكبارُ
نَحْيَا جَميعاً، وَلَمْ يُفِدْكُمْ
طعنٌ لنا في الكلى فوارُ
قمنا إليكمْ ولمْ يبردنا
نَضْحٌ عَلى حَمْيِنَا قَرَارُ
فَقَدْ صَبَرْنَا، وَلَمْ نُوَلِّ،
وَلَيْسَ مِنْ شَأنِنَا الفِرَارُ
وقدْ فررنمْ، وما صبرتم،
وَذاكَ شَيْنٌ لَكُمْ وَعَارُ
فَلَيْتَنَا لَمْ نَحُلَّ نَجْداً،
وَلَيْتَهُمْ قَبْلَ تِلْكَ غَارُوا
إنّ لقيماً، وإنّ قيلاً،
وَإنّ لُقْمَانَ، حَيْثُ سَارُوا
لمْ يدعوا بعدهمْ عربياً،
فَغَنِيَتْ بَعْدَهُمْ نِزَارُ
فَأدْرَكُوا بَعْدَمَا أضَاعُوا،(14/42)
وَقَاتَلَ القَوْمُ، فَاستَنَارُوا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> وإذا أردتَ بأرضِ عكلٍ نائلاً،
وإذا أردتَ بأرضِ عكلٍ نائلاً،
رقم القصيدة : 17276
-----------------------------------
وإذا أردتَ بأرضِ عكلٍ نائلاً،
فَاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَة َ بنِ حُذَارِ
يهبُ النّجيبة َ والنّجيبَ بسرجهِ،
والأدمَ بينَ لواقحٍ وعشارِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
رقم القصيدة : 17277
-----------------------------------
وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
ألفيتَ أهلَ ندى ً هناكَ خبيرِ
إنّ الجوادَ إذا حللتَ ببابهِ،
وإذا تسائلهُ أبو يعفورِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أبلغْ بني قيسٍ، إذا لاقيتهمْ،
أبلغْ بني قيسٍ، إذا لاقيتهمْ،
رقم القصيدة : 17278
-----------------------------------
أبلغْ بني قيسٍ، إذا لاقيتهمْ،
والحيَّ ذهلاً هلْ بكمْ تعييرُ؟
زعمتْ حنيفة ُ لا تجيرُ عليهمُ
بِدِمَائِهِمْ، وَأظُنُّهَا سَتُجِيرُ
كذبوا وبيتِ اللهِ، يفعلُ ذلكمْ
حتى يُوَازِيَ حَزْرَماً كِنْدِيرُ
أوْ أنْ يَرَوْا جَبّارَهَا وَأشَاءَهَا،
يعلو دخانٌ فوقها وسعيرُ
هَلْ كُنْتُمُ إلاّ دَوَارِجَ حُشوَة ً،
دفعتْ كواهلُ عنكمُ وصدورُ
أأثَالُ! إنّكَ إنْ تُطِعْ في هَذِهِ،
تصبحْ وأنتَ وطأً مكثورُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألمْ ترَ أنّ العزّ ألقى برحلهِ
ألمْ ترَ أنّ العزّ ألقى برحلهِ
رقم القصيدة : 17279
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ العزّ ألقى برحلهِ
إلى الغرّ منْ أولادِ بكرِ بنِ عامرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قسوة ..
قسوة ..
رقم القصيدة : 1728
-----------------------------------
حَجَرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَرْ :
أنتَ قاسٍ يا أخي ..
لمْ تبتَسِم عن عُشبه، يوماً،
ولا رقّتْ حَناياكَ
لأشواقِ المَطَرْ
ضِحكةُ الشمسِ
على وجهِكَ مرّتْ
وعويلُ الرّيحِ(14/43)
في سَمعِكَ مَرْ
دونَ أن يبقى لشيءٍ منهُما
فيكَ أَثَرْ .
لا أساريرُكَ بَشّتْ للمسرّاتِ،
ولا قلبُكَ للحُزنِ انفَطَرْ .
أنتَ ماذا ؟!
كُنْ طَريَّ القَلبِ،
كُنْ سمْحَاً، رقيقاً ..
مثلَما أيِّ حَجَرْ .
لا تكُنْ مِثلَ سلاطينِ البَشَرْ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يا جارتي، ما كنتِ جارهْ،
يا جارتي، ما كنتِ جارهْ،
رقم القصيدة : 17280
-----------------------------------
يا جارتي، ما كنتِ جارهْ،
بَانَتْ لِتَحْزُنَنَا عُفَارَهِ
تُرْضِيكَ مِنْ دَلٍّ وَمِنْ
حسنٍ، مخالطهُ غرارهْ
بَيْضَاءُ ضَحْوَتُهَا وَصَفْـ
ـرَاءُ العَشِيّة ِ كَالعَرَارَة ْ
وَسَبَتْكَ حِينَ تَبَسّمَتْ
بينَ الأريكة ِ والسّتارهْ
بقوامها الحسنِ الّذي
جَمَعَ المَدَادَة َ وَالجَهَارَهْ
كمنيُّلِ النّشوانِ يرْ
فلُ في البَقِيرَة ِ وَالإزَارَهْ
ويجيدِ مغزلة ٍ إلى
وَجْهٍ تُزَيّنُهُ النّضَارَهْ
ومهاً ترفَ غروبهُ،
يشفي المتيَّمَ ذا الحرارهْ
كذرى منوِّرِ أقحوا
نٍ قدْ تسامقَ في قراراهْ
وَغَدَائِرٍ سُودٍ عَلى
كفلٍ تزينهُ الوثارهْ
وَأرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا
بِ وساعداً مثلَ الجبارهْ
وَإذا تُنَازِعُكَ الحَدِيـ
ـثَ ثَنَتْ وَفي النّفسِ ازْوِرَارَهْ
مِنْ سِرّكَ المَكْتُومِ تَنْـ
أى عَنْ هَوَاكَ فَلا ثَمَارَهْ
وَتُثِيبُ أحْيَاناً فَتُطْـ
ـمعُ ثمّ تدركها الغرارهْ
تَبَلَتْكَ ثُمّتَ لَمْ تَنِلْـ
ـكَ عَلى التّجَمّلِ وَالوَقَارَهْ
وَمَا بِهَا أنْ لا تَكُو
نَ منَ الثّوابِ على يسارهْ
ولقد أنَى أنْ تُفيـ
مِنْ دُونِهَا بَاباً وَدَارَهْ
ورأتْ بأنّ الشّيبَ جا
نَبَهُ البَشَاشَة ُ وَالبَشَارَهْ
فَاصْبِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أعملتَ نفسكَ في الخسارهْ
ولقدْ أنى لكَ أنْ تفيـ
قَ منَ الصَّبابة ِ والدّعارهْ
وَلَقَدْ لَبِسْتُ العَيْشَ أجْـ
معَ، وارتديتُ منَ الإبارهْ
ووأصبحتُ لذاتِ الشّبا
بِ، مرفَّلاً ونعمتُ نارهْ
ولقدْ شربتُ الراحَ أس
ـقى منْ إناءِ الطّهرَ جارهْ(14/44)
حتى إذا أخَذَتْ مَآ
خِذَهَا تَغَشّتْني اسْتِدَارَهْ
فاعمدْ لنعبٍ غير هـ
ذا مسحلٌ ينعى النَّكارهْ
يعدو على الأعداءِ قصـ
راً، وَهوَ لا يُعْطَى القَسَارَهْ
وسمَ العلوبِ، فإنهُ
أبقى على القومِ استنارهْ
لا ناقصي حسبٍ، ولا
أيدٍ إذا مدّتْ قصارهْ
وَبَني بُدَيْدٍ إنّهُمْ
أهْلُ اللآمَة ِ وَالصَّغَارَهْ
لَيْسُوا بِعَدْلٍ حِينَ تَنْـ
سُبُهُمْ إلى أخَوَيْ فَزَارَهْ
بَدْرٍ وَحِصْنٍ سَيّدَيْ
وقيسِ بنِ عيلانَ الكثارهْ
ولا إلى الهرمينِ في
بيتِ الحكومة ِ والخيارهْ
ولا إلى قيسِ الحفا
ظِ، ولا الرّبيعِ ولا عمارهْ
ولا كخارجة َ الّذي
ولي الحمالة َ والصَّبارهْ
وحملتَ أقوماً على
حدباءَ، تجعلهمْ دمارهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتَ لَتَكْرَهَـ
ـنّ الحَرْبَ من اصْرٍ وَغَارَهْ
وَلَسَوْفَ يَحْبِسُكَ المَضِيـ
قُ بِنَا فَتُعْتَصَرُ اعْتِصَارَهْ
ولسوفَ تكلحُ للأسنّـ
ة ِ كلحة ً غيرَ افترارهْ
وَتَسِيرُ نَفْسٌ فَوْقَ لِحْـ
يَتِهَا، وَلَيْسَ لَهَا إحَارَهْ
وهناكَ تعلمُ أنّ ما
قَدّمْتَ كَانَ هُوَ المُطَارَهْ
وهناكَ يصدقُ ظنكمْ
أنْ لا اجتماعَ ولا زيارهْ
ولا براءة َ للبري
ءِ، وَلا عِطَاءَ وَلا خُفَارَهْ
إلاّ علالة َ أوْ بدا
هة َ سابحٍ نهدِ الجزارهْ
أوْ شَطْبَة ٍ جَرْدَاءَ تَضْـ
برُ بالمدجَّجِ ذي الغفارهْ
تغدو بأكلفَ منْ أسو
دِ الرّقمتينِ، حليفِ زارهْ
وبَنُو ضُبَيْعَة َ مِنْ يَعْلَمُو
نَ بِوَارِدِ الخُلُقِ الشَّرَارَهْ
إنّا نُوَازِي مَنْ يُوَا
زيهمْ وننكى ذا الضَّرارهْ
لَسْنَا نُقَاتِلُ بِالعِصِـ
يّ، ولا نرامي بالحجارهْ
قَضِمِ المَضَارِبِ بَاتِرٍ،
يشفي النّفوسَ منَ الحرارهْ
وتكونُ في السّلفِ الموا
زِي مِنْقَراً وَبَني زُرَارَهْ
أبناءَ قومٍ قتلوا
يومَ القصيبة ِ منْ أوارهْ
فجروا على ما عودوا،
وَلِكُلّ عَاداتٍ أمَارَهْ
والعودُ يعصرُ ماؤهُ،
وَلِكُلّ عِيدَانٍ عُصَارَهْ
ولا نشبَّهُ بالكلا
بِ عَلى المِيَاهِ مِنَ الحَرَارَهْ(14/45)
فَاقْدرْ بِذَرْعِكَ أنْ تَحِيـ
ـنَ، وَكَيْفَ بَوّأتَ القَدارَهْ
فَأنَا الكَفِيلُ عَلَيْهِمُ،
أنْ سَوْفَ تُعتَقَرُ اعتِقَارَهْ
ولقدْ حلفتُ لتصبحـ
نّ ببعضِ ظلمكَ في محارهْ
ولتصبحنكَ كأسُ سـ
ـمٍ في عواقبها مرارهْ
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ حِينَ يُنْـ
سبُ كلُّ حيٍّ ذي غضارهْ
أنا وَرِثْنَا العِزّ وَالْـ
مجدَ المؤثَّلَ ذا السَّرارهْ
وَوَرِثْتُ دَهْماً دُونَكُمْ،
وأرى حلومكمُ معارهْ
إذْ أنتمُ باللّيلِ سرّا
قٌ، وصبحَ غدٍ صرارهْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أأزمعتَ منْ آلِ ليلى ابتكارا،
أأزمعتَ منْ آلِ ليلى ابتكارا،
رقم القصيدة : 17281
-----------------------------------
أأزمعتَ منْ آلِ ليلى ابتكارا،
وشطّتْ على ذي هوى ً أن تزارا
ونابتْ بها غرباتُ النّوى ،
وبدّ لتُ شوقاً بها وادّ كاراً
ففاضتْ دموعي كفيضِ الغروُ
بِ، إمّا وَكِيفاً وَإمّا انْحِدَارَا
كما أسلمَ السّلكُ منْ نظمهِ
لآلىء َ مُنْحَدِرَاتٍ صِغَارَا
قليلاً فثمّ زجرتُ الصّبى ،
شِيّ، وَسَيْرَ الغُدُوّ
فأصبحتُ لا أقربُ الغانيا
تِ، مزد جراً عن هوايَ ازد جارا
وإنّ أخاكِ الّذي تعلمين
ليا لينا، إذْ نحلّ الجفارا
تبدّ لَ بعدَ الصّبى حكمة ً،
وقنّعهُ الشّيبُ منهُ خمارا
أحَلّ بِهِ الشّيْبُ أثْقَالَهُ،
وما اعترّهُ الشّيبُ إلاّ اعترارا
فإمّا تربي على آلة ٍ،
قليتُ الصّبي، وهجرتُ التجارا
فقدْ أخرجُ الكاعبَ المسترا
ة َ، مِنْ خِدْرِها، وَأُشيعُ القِمارَا
وذاتِ نوافٍ كلونِ الفصو
صِ، باكَرْتُها فادّمَجتُ ابتكارَا
تَشُدّ اللِّفَاقَ عَلَيْهَا إزَارَا
قِ، إمّا نِقَالاً، وَإمّا اغْتِمَارَا
يُعاصِي العَوَاذِلَ طَلْقُ اليَدَينِ
يروّي العفاة َ ويرخي الإزارا
فلمْ ينطقِ الدّيكُ حتى ملأ
تُ كوبَ الرّبابِ لهُ فاستد ارا
إذ انكبّ أزهرُ بينَ السُّقاة ِ،
تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أوْ نُضَارَا
وَشَوْقِ عَلُوقٍ تَنَاسَيْتُهُ،
بِجَوّالَة ٍ تَسْتَخِفّ الضِّفَارَا(14/46)
بَقِيّة ِ خَمْسٍ مِنَ الرّامِسَا
تِ بِيضٍ تُشَبّهُهُنّ الصِّوَارَا
دفعنَ إلى اثنينِ عندَ الخصو
صِ قَدْ حَبَسَا بَيْنَهُنّ الإصَارَا
فعادا لهنّ ورازا لهـ
ـنّ، وَاشْتَرَكَا عَمَلاً وَائْتِمَارَا
فَهَذَا يُعِدّ لَهُنّ الخَلَى ،
إذا رَهِبَ المَوْجَ نُوتِيُّهُ،
فكانتْ سريّتهنّ الّتي
/تَرُوقُ العُيُونَ وَتَقْضِي السِّفَارَا
فَأبْقَى رَوَاحي وَسَيْرُ الغُدُ
وّ منها ذواتِ حذاءٍِ قصارا
وألواحَ رهبٍ، كأنّ النّسو
عَ أبَنّ في الدّفّ مِنْهَا سِطَارَا
ودأياً تلاحكنَ مثلَ الفؤو
سِ، لاحَمَ مِنها السّليلُ الفِقَارَا
فلا تشتكنّ إليّ الوجى ،
وطولَ السُّرى ، واجعليهِ اصطبارا
يَدَ الدّهْرِ حتى تُلاقي الخِيَارَا
تُلاقِينَ قَيْساً وَأشْيَاعَهُ،
يُسَعِّرُ لِلْحَرْبِ نَاراً، فَنَارَا
أقُولُ لهَا حِينَ جَدّ الرّحِيـ
لُ: أبرحتِ رباً، وأبرحتِ جارا
فمنْ مبلغٌ قومنا مالكاً
إلى مَلِكٍ خَيْرِ أرْبَابِهِ،
فدونكمُ ربَّكمْ حالفوهُ،
إذا ظاهرَ الملكُ قوماً ظهارا
وَمَا أيْبُليٌّ عَلى هَيْكَلٍ،
إذا اقْتَسَمَ القَوْمُ أمْراً كُبَارَا
فَإنّ لَكُمْ قُرْبَهُ عِزّة ً،
ووسطكمْ ملكهُ واستشارا
فإنّ الّذي يرتحى سيبهُ
إذا ما نحلّ عليهِ اختيارا
أخو الحربِ، إذْ لقحتْ بازلاً
سما للعلى وأحلّ الجمارا
وساروا بالنَّفعِ نفعِ الكثيـ
بِ عبساً ودُ ودانَ يوماً سوارا
فَأقْلَلْتَ قَوْماً وَأعْمَرْتَهُمْ،
وأخربتَ من أرضِ قومٍ ديارا
عطاءَ الإلهِ، فإنّ الإلـ
ـهَ يسمعُ في الغامضاتِ السَّرارا
فَيَا رُبّ نَاعِيَة ٍ مِنْهُمُ
تشدّ اللِّقاقَ عليها إزارا
تنوطُ التّميمَ، وتأبى الغبو
قَ، مِنْ سِنَة ِ النّوْمِ إلاّ نَهَارَا
مَلَكْتَ، فَعَانَقْتَهَا لَيْلَة ً،
تَنُصّ القُعُودَ، وَتَدعُو يَسَارَا
فلا تحسبني لكمْ كافراً،
ولا تحسبنّي أريدُ الغيارا
فَإنّي وجَدِّكَ، لَوْلا تَجِيء
لَقَدْ قَلِقَ الخُرْتُ أنْ لا انتظارَا
كطوفِ الغريبة ِ وسطَ الحياض(14/47)
تخافُ الرّدى وتريدُ الجفارا
وَيَوْمٍ يُبِيلُ النّسَاءَ الدِّمَا،
جَعَلْتَ رِدَاءَكَ فِيهِ خِمارَا
فَيَا لَيْلَة ليَ في لَعْلَعٍ،
كطوفِ الغريبِ يخافُ الإسارا
فَلَمّا أتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى
سَجَدْنَا لَهُ، وَرَفَعْنَا عَمَارَا
فَذاكَ أوَانُ التُّقَى وَالزَّكَى ،
وَإنّ لِمَا كُلّ شَيْءٍ قَرَارَا
إلى حاملِ الثّقلِ عنْ أهلهِ
إذا الدّهْرُ سَاقَ الهَنَاتِ الكِبَارَا
ومنْ لا تفزَّعُ جاراتهُ،
وَمَنْ لا يُرَى حِلْمُهُ مُسَتَعَارَا
ومنْ لا تضارعُ لهُ ذمة ٌ،
فيجعلها بينَ عينٍ ضمارا
وما رائحٌ روحتهُ الجنوبُ،
يُرَوّي الزّرُوعَ وَيَعْلُو الدّيَارَا
يكبّ السّفينَ لأذقانهِ،
ويصرعُ بالعبرِ أثلاً وزارا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،
غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،
رقم القصيدة : 17282
-----------------------------------
غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،
وَطَالَبْتَها، وَنَذَرْتَ النُّذُورَا
وبانتْ، وقدْ أورثتْ في الفؤا
دِ صَدْعاً، عَلى نأيِها، مُستَطِيراً
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ مَا تَسْتَطِيـ
ـعُ كفُّ الصَّناعِ لها أنْ تحيرا
مَلِيكِيّة ٌ جَاوَرَتْ بِالحِجَا
زِ قَوْماً عُداة ً وَأرْضاً شَطِيراَ
بما قدْ تريعُ روضَ القطا،
وروضَ التّناصبِ حتى تصيرا
كبردية ِ الغيلِ وسطَ الغريفِ،
إذا خالطَ الماءُ منها السّرورا
وَتَفْتَرّ عَنْ مُشْرِقٍ بَارِدٍ
كشوكِ السّيالِ أسفّ النَّؤوارا
كأنّ جنيّاً منَ الزّنجبيـ
ـلِ خالطَ فاها وأرباً مشورا
وإسفنطَ عانة َ بعدَ الرُّقا
دِ شَكّ الرِّصَافُ إلَيْهَا غَدِيرَا
تَهَادَى كمَا قَدْ رَأيتَ البَهِيرَا
لَهَا مَلِك كانَ يَخْشَى القِرَافَ،
إذا خالطَ الظّنُّ منهُ الضّميرا
إذا نزلَ الحيُّ حلّ الجحيشَ
شقيّاً غويّاً مبيناً غيورا
يقولُ لعبديهِ حثّا النجا،
وَغُضّا مِنَ الطّرْفِ عَنّا وَسِيرَا
فليسَ بمرعٍ على صاحبٍ،
وَلَيْسَ بمَانِعِهِ أنْ تَحُورَا(14/48)
وَلَيْسَ بِمَانِعِهَا بَابَهَا،
وَلا مُسْتَطِيعٍ بِهَا أنْ يَطِيرَا
فَبَانَ بِحَسْنَاءَ بَرّاقَة ٍ
عَلى أنّ في الطّرْفِ مِنها فُتُورَا
مبتلة ِ الخلقِ مثلِ المها
ة ِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
وتيردُ بردَ رداءِ العرو
سِ رَقْرَقْتَ بالصّيْفِ فيهِ العَبِيرَا
وتسخنُ ليلة َ لا يستطيعُ
نباحاً بها الكلبُ إلاّ هريرا
تَرَى الخَزّ تَلْبَسُهُ ظَاهِراً،
وَتُبْطِنُ مِنْ دُونِ ذاكَ الحَرِيرَا
إذَا قَلّدَتْ مِعْصَماً يَارَقَيْـ
ـنِ، فُصّلَ بالدّرّ فَصْلاً نَضِيرَا
وَجَلَّ زَبَرْجَدَة ٌ فَوْقَهُ،
وياقوتة ٌ خلتَ شيئاً نكيرا
فألوتْ بهِ طارَ منكَ الفؤادُ،
وألفيتَ حيرانَ أوْ مستحيرا
على أنّها إذْ رأتني أقا
دُ قَالَتْ بِمَا قَدْ أرَاهُ بَصِيرَا
رأيتْ رجلاً غائبَ الوافدَيـ
ـنِ مُختَلِفَ الخَلقِ أعشَى ضَرِيرَا
فإنّ الحوادثَ ضعضعنني،
وإنّ الّذي تعلمينَ استعيرا
إذا كانَ هَادِي الفَتى في البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاة ِ أطَاعَ الأمِيرَا
وَخَالَ السّهُولَة َ وَعْثاً وَعُورَا
وَفي ذاكَ مَا يَسْتَفِيدُ الفَتى ،
وَبَيْدَاءَ يَلْعَبُ فِيهَا السّرَا
بُ لا يَهْتَدِي القَوْمُ فيها مَسِيرَا
قطعتُ، إذا سمعَ السّامعو
نَ للجُنْدُبِ الجَوْنِ فيها صَرِيرَا
بناجية ٍ كأتانِ الثّملِ،
توفّي السُّرى بعدَ أينٍ عسيرا
جُمَالِيّة ٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ،
إذا كَذّبَ الآثِمَاتُ الهَجِيرَا
إلى مَلِكٍ كَهِلالِ السّمَا
ءِ أزكى وفاءً ومجداً وخيراً
طويلِ النّجادِ رفيعِ العما
دِ يحمي المضافَ ويعطي الفقرا
أهَوْذَ، وَأنْتَ امْرُؤٌ مَاجِدٌ،
وَبَحرُكَ في النّاسِ يَعلو البُحُورَا
مَنَنْتَ عَليّ العَطَاءَ الجَزِيلَ،
العصر الجاهلي >> الأعشى >> وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى ،
وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى ،
رقم القصيدة : 17283
-----------------------------------
وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى ،
فَمَا إنْ تَبَيّنُ أسْطَارَهَا(14/49)
وريعَ الفؤادُ لعرفانها،
وَهَاجَتْ عَلى النّفْسِ أذْكَارَهَا
دِيَارٌ لِمَيْثَاءَ حَلّتْ بِهَا،
فقدْ باعدتْ منكمُ دارها
رأتْ أنّها رخصة ٌ في الثياب،
ولمْ تعدُ في السّنّ أبكارها
فأعجبها ما رأتْ عندها،
وأجشمها ذاكَ إبطارها
تنابشتها لمْ تكنْ خلة ً،
وَلَمْ يَعْلَمِ النّاسُ أسْرَارَهَا
فَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً يُخالِطُ عَثّارَهَا
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ، مَا يَسْتَطِيـ
عُ منْ كانَ يشعبُ تجبارها
فعشنا زماناً وما بيننا
رسولٌ يحدِّثُ أخبارها
وَأصْبَحْتُ لا أسْتَطِيعُ الكَلام،
سوى أنْ أراجعَ سمسارها
وَصَهْبَاءَ صِرْفٍ كَلَوْنِ الفُصُو
صِ بَاكَرْتُ في الصّبحِ سَوّارَهَا
فَطَوْراً تَمِيلُ بِنَا مُرَّة ً،
ـلِ خالَطَ فَاهَا وَأرْياً مَشُورَا
تَكَادُ تُنَشّي، وَلَمّا تُذَقْ،
وتغشي المفاصلَ إفتارها
تَدِبّ لَهَا فَتْرَة ٌ في العِظَام،
وتغشي الذّؤابة َ فوّارها
تمززتها في بني قابيا،
وكنتُ على العلمِ مختارها
إذا سمتُ بائعها حقَّهُ
عنفتُ، وأغضبتُ تجارها
مَعي مَنْ كَفَاني غَلاءَ السِّبَا،
وَسَمْعَ القُلُوبِ وَإبْصَارَهَا
إذا عَدّتِ النّفْسُ أقْتَارَهَا
ومسمعتانِ، وصناجة ٌ،
تقلِّبُ بالكفّ أوتارها
وَبَرْبَطُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فقدْ كادَ يغلبُ إسكارها
وذو تومتينِ وقاقزة ٌ
يعلّ ويسرعُ تكرارها
توفّي ليومٍ وفي ليلة ٍ،
ثَمَانِينَ نَحْسُبُ إسْتَارَهَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
رقم القصيدة : 17284
-----------------------------------
مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
يَلجّا في الضّلالَة ِ وَالخَسَارِ
فلستُ بمبصرٍ شيئاً يراهُ،
وَلَيْسَ بِسَامِعٍ مِنّي حِوَارِي(14/50)
العصر الجاهلي >> الأعشى >> شاقتكَ منْ قتلة َ أطلالها،
شاقتكَ منْ قتلة َ أطلالها،
رقم القصيدة : 17285
-----------------------------------
شاقتكَ منْ قتلة َ أطلالها،
بالشّطّ فالوترِ إلى حاجرِ
فركنِ مهراسٍ إلى ماردٍ،
فقاعِ منفوحة َ ذي الحائرِ
دَارٌ لَهَا غَيّرَ آيَاتِها
كلُّ ملثٍّ صوبهُ زاخرِ
وَقَدْ أرَاهَا وَسْطَ أتْرَابِهَا،
في الحيّ ذي البهجة ِ والسّامرِ
كَدُمْيَة ٍ صُوّرَ مِحْرَابُهَا
بمذهبٍ في مرمرٍ مائرِ
أو بيضة ٍ في الذِّعصِ مكنونة ٍ،
أوْ دُرّة ٍ شِيفَتْ لَدى تَاجِرِ
يشفي غليلَ النّفسِ لاهٍ بها،
حَوْرَاءُ تَسْبي نَظَرَ النّاظِرِ
لَيْسَتْ بِسَوْداءَ وَلا عِنْفِصٍ،
داعرة ٍ تدنو إلى الدّاعرِ
عَبَهْرَة ُ الخَلْقِ، بُلاخِيّة ٌ،
تَشُوبُهُ بِالخُلُقِ الطّاهِرِ
عَهْدي بِهَا في الحَيّ قد سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَة ِ الضّامِرِ
قدْ نهدَ الثّديُ على صدرها
في مشرقٍ ذي صبحٍ نائرِ
لوْ أسندتْ ميتاً إلى نحرها،
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
حتى يقول النّاسُ ممّا رأوا:
يا عجبا للميّتِ النّاشرِ
دعها، فقدْ أعذرتَ في حبها،
واذكرْ خنا علقمة َ الفاخرِ
عَلْقَمَ، لا لَسْتَ إلى عَامِرٍ،
النّاقضِ الأوتارَ والواترِ
وَاللاّبِسِ الخَيْلَ بخَيْلٍ، إذا
ثارَ غبارُ الكبّة ِ الثّائرِ
سدتَ بني الأحوصِ لمْ تعدهم،
وعامرٌ سادَ بني عامرِ
سَادَ وَألْفَى قَوْمَهُ سَادَة ً،
وكابراً سادوكَ عنْ كابرِ
مَا يُجْعَلُ الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جنّبَ صوبَ اللّجبِ الزّاخرِ
مثلَ الفراتيّ، إذا ما طما
يَقْذِفُ بِالبُوصِيّ وَالمَاهِرِ
إنّ الّذِي فِيهِ تَدَارَيْتُمَا
بينَ للسّامعِ والآثرِ
حكّمتموني، فقضى بينكم
أبلجُ مثلُ القمرِ الباهرِ
لا يأخذُ الرّشوة َ في حكمهِ،
وَلا يُبَالي غَبَنَ الخاسِرِ
ولا يرهبُ المنكرِ منكمْ، ولا
يرجوكمُ إلاّ نقى الآصرِ
يا عجبَ الدّهرِ متى سوّياً؟
كَمْ ضَاحكٍ من ذا، وَمن سَاخِرِ(14/51)
فَاقْنَ حَيَاءً أنْتَ ضَيّعْتَهُ،
مَا لكَ بَعْدَ الشّيبِ مِنْ عَاذِرِ
وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حصى ً،
وَإنّمَا العِزّة ُ لِلْكَاثِرِ
وَلَسْتَ بِالأثْرَيْنِ مِنْ مَالِكٍ،
وَلا أبي بَكْرٍ ذَوِي النّاصِرِ
هُمْ هَامَة ُ الحَيّ، إذَا حُصّلُوا
مِنْ جَعْفَرٍ في السّؤدَدِ القَاهِرِ
أقُولُ لَمّا جَاءَني فَجْرُهُ
مِنْ أُمّة ِ في الزّمَنِ الغَابِرِ
عَلْقَمَ لا تَسْفَهْ وَلا تَجْعَلَنْ
عرضكَ للواردِ والصّادرِ
أُؤوِّلُ الحُكْمَ عَلى وَجْهِهِ،
ليسَ قضائي بالهوى الجائرِ
قدْ قلتُ قولاً، فقضى بينكمْ،
واعترفَ المنفورُ للنّافرِ
كمْ قدْ مضى شعري في مثلهِ
فسارَ لي منْ منطقٍ سائرِ
إنْ تَرْجِعِ الحُكْمَ إلى أهْلِهِ،
فلستَ بالمسني ولا النّائرِ
حَوْلي ذَوُو الآكَالِ مِنْ وَائِلٍ
وَلَسْتَ في الهَيْجَاءِ بِالجَاسِرِ
إنّيَ آلَيْتُ عَلى حَلْفَة ٍ،
وَلَمْ أُقِلْهُ عَثْرَة َ العَاثِرِ
لَيَأتِيَنْهُ مَنْطِقٌ سَائِرٌ،
مُسْتَوثِقٌ للمُسْمِعِ الآثِرِ
عضَّ بما أبقى المواسي لهُ
منْ أمّهِ في الزّمنِ الغابرِ
وَكُنّ قَدْ أبْقَيْنَ مِنْهَا أذى ،
عِنْدَ المَلاقي وَافيَ الشّافِرِ
لا تَحْسَبَنّي عَنْكُمُ غَافِلاً
فلستُ بالواني ولا الفاترِ
واسمعْ، فإنّي طبنٌ عالمٌ،
أقطعُ منْ شقشقة ِ الهادرِ
يُقْسِمُ بِاللهِ لَئِنْ جَاءَهُ
عنّي أذى ً منْ سامعٍ خابرِ
ليجعلنّي سبّة ً بعدها،
جدّعتَ، يا علقمُ، من ناذرِ
أجَذَعاً تُوعِدُني سَادِراً،
لَسْتَ عَلى الأعْدَاءِ بِالقَادِرِ
انْظُرْ إلى كَفٍّ وَأسْرَارِهَا،
هَلْ أنْتَ إنْ أوْعَدْتَني صَابِرِي
إني رأيت الحربَ إنْ شمرتْ،
دارتْ بكَ الحربُ معَ الدّائرِ
كَاللّيلِ مِنْ بَادٍ وَمِنْ حَاضِرِ
المطعمو اللّحمِ، إذا ما شتوا،
وَالجَاعِلُو القُوتِ عَلى اليَاسِرِ
مِنْ كُلّ كَوْمَاءَ سَحُوفٍ، إذا
جفتْ منَ اللّحمِ مدى الجازرِ
وَالشّافِعُونَ الجُوعَ عَنْ جارِهِمْ
حَتى يُرَى كَالغُصُنِ النّاضِرِ(14/52)
كمْ فيهمُ منْ شبطة ٍ خيفقٍ
وَسَابِحٍ ذِي مَيْعَة ٍ ضَابِرِ
زكلَّ جوبٍ مترصٍ صنعهُ،
وصارمٍ ذي رونقٍ باترِ
وكلِّ مرنانٍ لهُ أزملٌ،
وَلَيّنٍ أكْعُبُهُ حَادِرِ
وقدْ أسلّي الهمّ حينَ اعترى ،
بِجَسْرَ ودَوْسَرَة ٍ عَاقِرِ
زَيّافَة ٍ بِالرّحْلِ خَطّارَة ٍ،
تُلْوِي بِشَرْخَي مَيْسَة ٍ قَاتِرِ
شتانَ ما يومي على كورها،
ويومُ حيانَ أخي جابرِ
في مجدلٍ شيّدَ بنيانهُ،
يزلّ عنهُ ظفرُ الطّائرِ
يجمعُ خضراءَ لها سورة ٌ
تَعْصِفُ بِالدّرِعِ وَالحَاسِرِ
باسلة ُ الوقعِ، سرابيلها
بِيضٌ إلى جَانِبِهِ الظّاهِرِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
رقم القصيدة : 17286
-----------------------------------
لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
لقدْ نالَ خيصاً من عفيرة َ خائصا
إذا جردتْ يوماً حسبتَ خميصة ً
عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
قُضَاعِيّة ً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
لأمثالها منْ نسوة ِ الحيّ قارصا
أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
فيا عبدَ عمروٍ لوْ نهيتَ الأحاوصا
فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
نباكاً فأحواضَ الرَّجا فالنّواعصا
أعلقمُ!قدْ حكّمتني، فوجدتني
بكمْ عالماً على الحكومة ِ غائصا
كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَة ً،
وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
وجاراتكمْ جوعى يبّنَ خمائصا
يراقبنَ منْ جوعٍ خلالَ مخافة ٍ
نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
أتوعدني أنْ جاشَ بحرُ ابنِ عمِّكم،
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا(14/53)
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَة ً،
وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
رمى بكَ في أخراهمُ ترككَ العلى ،
وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
فغضّ جديدَ الأرضِ إنْ كنتَ ساخطاً
بفيكَ وأحجارَ الكلابِ الرّواهصا
فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
قوافي أمثالاً يوسّعنَ جلدهُ،
كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
عدوّينِ شتّى يرميانِ الفرائصا
وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّة ٍ
عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
فهلْ أنتمُ إلاّ عبيداً، وإنّما
تعدّونَ خوصاً في الصّديقِ لوامصا
تخامصكمْ عنْ حقكمْ غيرُ طائلٍ
على ساعَة ٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
فإنْ يلقَ قومي قومهُ تربينهمْ
قتالاً وأكسارَ القنا ومداعصا
ألمْ ترَ أنّ العرضَ أصبحَ بطنها
نخيلاً وزرعاً نابتا، وفصافصا
وذا شرفاتٍ يقصرُ الطّيرُ دونهُ،
تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
رقم القصيدة : 17287
-----------------------------------
وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
فأنّى ليَ اليومَ أنْ أستفيصا
فتلكَ التي حرّمتكَ المتاعَ،
وأوردتْ بقلبكَ إلاّ شقيصا
وَإنّكَ لَوْ سِرْتَ عُمْرَ الفَتى ،
لتلقى لها شبهاً أو تغوصا
رجعتَ لما رمتَ مستحسناً،
تَرَى للكَوَاعِبِ كَهْراً وَبِيصَا
فإنْ كنتَ منْ ودها يائساً،
وَأجْمَعْتَ مِنْهَا بِحَجٍّ قَلُوصَا
فقرّبْ لرحلكَ جلذيّة ً،
هبوبَ السُّرى لا تملّ النّصيصا
يشبّهها صحبتي موهناً،
إذا مَا اسْتَتَبّتْ، أتَاناً نَحُوصَا
إلَيْكَ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ شُقّة ٍ،
دأبتُ السُّرى ، وحسرتُ القلوصا
تشكّى إليّ فلمْ أشكها
مَنَاسِمَ تَدمَى وَخُفّاً رَهِيصَا
يراكَ الأعادي على رغمتهمْ،(14/54)
تَحُلّ عَلَيْهِمْ مَحَلاًّ عَوِيصَا
كحيّة ِ سلعٍ منَ القاتلاتِ،
تَقُدّ الصّرَامَة ُ عَنْكَ القَمِيصَا
إذا ما بدا بدوة ً للعيونِ،
تَذَكّرَ ذُو الضِّغْنِ مِنْهُ المَحيصَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
رقم القصيدة : 17288
-----------------------------------
أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
إلَيْكَ، وَمَا كَانَ لي مَنْكَصُ
كساكمْ علاثة ُ أثوابهُ،
وَوَرّثَكُمْ مَجْدَهُ الأحْوَصُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ، وَإنْ أَفْحَلوا،
إذا عَايَنُوا فَحْلَكُمْ بَصْبَصُوا
وإنْ فحصَ النّاسُ عنْ سيدٍ،
فَسَيّدُكُمْ عَنْهُ لا يُفْحَصُ
فهلْ تنكرُ الشّمسُ في ضوئها،
أوِ القَمَرُ البَاهِرُ المُبْرِصُ
فَهَبْ لي ذُنُوبي فَدَتْكَ النّفُوسُ،
ولا زلتَ تنمي، ولا تنقصُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
رقم القصيدة : 17289
-----------------------------------
بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
واحتلتِ الغمرَ فالجدّينِ فالفرعا
وأنكرتني وما كانَ الذي نكرتْ
مِنَ الحَوَادِثِ إلاّ الشّيبَ وَالصَّلَعَا
قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسية ٍ
وَهْياً وَيُنزِلُ مِنها الأعصَمَ الصَّدَعَا
بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها
بعدَ ائتلافٍ، وخيرُ الودّ ما نفعا
وَقَدْ أرَانَا طِلاباً هَمَّ صَاحِبِهِ،
لوْ أنّ شيئاً إذا ما فاتنا رجعا
تَعْصِي الوُشَاة َ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَة ً
مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ، فَفَرّقَهُ
دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
وما طلابكَ شيئاً لستُ مدركهُ،
إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهل قد وَقعَا
تقولُ بنّي، وقد قرّبتُ مرتحلاً:
ياربّ جنّبْ أبي الأوصابَ والوجعا
واستشفعتْ من سراة ِ الحيّ ذا شرفٍ،
فَقَدْ عَصَاها أبُوها وَالّذي شَفَعَا(14/55)
مَهْلاً بُنيّ، فَإنّ المَرْءَ يَبْعَثُهُ
هَمُّ، إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
عليكِ مثلُ الذي صلّيتِ فاغتمضي
يوماً فإنّ لجنبِ المرءِ مضطجعا
وَاستَخبرِي قافلَ الرّكبانِ وَانتَظرِي
أوبَ المسافرِ، إنْ ريثاً وإنْ سرعا
كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا
أهدتْ لهُ منْ بعيدٍ نظرة ً جزعا
وَلا تَكُوني كَمنْ لا يَرْتَجي أوْبَة ً
لذي اغترابٍ ولا يرجو لهُ رجعا
مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَا
حَقّاً كمَا صَدَقَ الذّئْبيُّ إذْ سَجَعَا
إذْ نظرتْ نظرة ً ليستْ بكاذبة ٍ،
إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأس الكَلبِ فارْتفعَا
وقلبتْ مقلة ً ليستْ بمقرفة ٍ،
إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤقاً لمْ يكُنْ قَمعَا
قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفّهِ كَتِفٌ
أوْ يخصفُ النّعلَ لهفي أية ً صنعا
فكَذّبُوها بمَا قالَتْ، فَصَبّحَهُمْ
ذو آلِ حسّانَ يزجي الموتَ والشِّرعا
فاستَنزَلوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم،
وَهَدّمُوا شَاخِصَ البُنْيانِ فاتّضَعَا
وبلدة ٍ يرهبُ الجوّابُ دلجتها،
حتى تراهُ عليها يبتغي الشّيعا
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنّسُهُ
باللّيلِ إبلاّ نئيمَ البومِ والضُّوعا
كَلّفتُ مَجهولهَا نَفسِي وَشايَعَني
همّي عليها، إذا ما آلها لمعا
بذاتِ لوثٍ عفرناة ٍ، إذا عثرتْ،
فالتَّعْسُ أدْنَى لها مِن أنْ أقولَ لَعَا
تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلّما خَطَرَتْ
عنْ فرجِ معوقة ٍ لمْ تتّبعْ ربعا
تَخَالُ حَتْماً عَلَيها كُلّمَا ضَمَرَتْ
منَ الكلالِ، بأنْ تستوفي النِّسعا
كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النّجادُ بِهَا
بالشّيّطَيْنِ، مَهَاة ٌ تَبْتَغي ذَرَعَا
أهوى لها ضابئٌ في الأرضِ مفتحصٌ
للّحمِ قدماً خفيُّ الشخص قد خشعا
فظَلّ يَخدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِها
في أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُ خَدَعَا
حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُ
لحماً، فقدْ أطعمتْ لحماً، وقد فجعا
فَظَلّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَة ٌ(14/56)
حدّ النّهارِ تراعي ثيرة ً رتعا
حتى إذا فيقة ٌ في ضرعها اجتمعتْ
جاءتْ لتُرْضعَ شِقّ النّفسِ لوْ رَضَعَا
عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَا
أقطاعُ مسكٍ وسافتْ من دمٍ دفعا
فَانصَرَفَتْ فَاقِداً ثَكْلَى على حَزَنٍ،
كلٌّ دهاها وكلٌّ عندها اجتمعا
وذاكَ أنْ غفلتْ عنهُ وما شعرتْ
أنّ المنيّة َ يوماً أرسلتْ سبعا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ صَبّحَهَا
ذؤالُ نبهانَ يبغي صحبهُ المتعا
بأكلبٍ كسراعِ النَّيلِ ضاربة ٍ،
ترى منَ القدّ في أعناقها قطعا
فتلكَ لمْ تتركْ منْ خلفها شبهاً
إلاّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَ وَالزَّمَعَا
أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الهِبَابُ بها،
تَؤمّ هَوْذَة َ لا نِكْساً وَلا وَرَعَا
يا هَوْذَ إنّكَ من قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ،
لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوا فَزَعَا
همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا،
ولا يرونَ إلى جاراتهمْ خنعا
قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ،
يَوْماً إذا ضَمّتِ المَحْضُورَة ُ الفَزَعَا
وهمْ إذا الحربُ أبدتْ عن نواجذها
مثلُ اللّيوثِ وسمٍّ عاتقِ نفعا
غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلّهِمُ،
لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضرّ أو نَفَعَا
يا هَوْذُ يا خَيرَ من يَمْشِي على قَدَمٍ،
إذا تَعَصّبَ فَوْقَ التّاجِ أوْ وَضَعَا
لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيّنَهَا
صوّاغها لا ترى عيباً، ولا طبعا
وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدّيباجِ يَلْبَسُهُ
أبو قدامة َ محبواً بذاكَ معا
لمْ ينقضِ الشّيبُ منهُ ما يقالُ لهُ،
وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُ فانْقَشَعَا
أغرُّ أبلجُ يستسقى الغمامُ بهِ،
لوْ صَارَعَ النّاسَ عن أحلامهمْ صرَعَا
قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ
ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
وجربوهُ فما زادتْ تجاربهمْ
أبَا قُدَامَة َ، إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
منْ يرَ هوذة َ أوْ يحللْ بساحتهِ،
يَكُنْ لِهَوْذَة َ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا(14/57)
تَلْقَى لَهُ سَادَة َ الأقْوَامِ تَابِعَة ً،
كلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لهُ تَبَعَا
بحرَ المواهبِ للورّادِ والشَّرعا
يرعى إلى قولِ ساداتِ الرّجالِ إذا
أبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ما شاءَهُ ابتدَعَا
وما مجاورُ هيتٍ إنْ عرضتَ لهُ
قد كانَ يسمو إلى الجرفينِ واطلعا
يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبّ مُحْتَفِلاً
يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِ مُطّلِعَا
طابَتْ لهُ الرّيحُ، فامتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
يَوْماً بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ،
إذْ ضنّذ والمالِ بالإعطاءِ أو خدعا
سائلْ تميماً بهِ أيّامَ صفقتهم،
لَمّا أتَوْهُ أسَارَى كُلّهُمْ ضَرَعَا
وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَة ٍ،
لا يستطيعونَ فيها ثمّ ممتنعا
لوْ أطعموا المنّ والسّلوى مكانهمُ،
ما أبصرَ النّاسُ طعماً فيهمُ نجعا
بظُلْمِهِمْ، بِنطاعِ المَلْكَ ضَاحية ً،
فقد حَسَوْا بعدُ من أنفاسهمْ جُرَعَا
أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلكِ طائِفَة ٌ،
كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِ جُدِعَا
فَقالَ للمَلْكِ: سَرّحْ مِنهُمُ مائَة ً،
رِسْلاً من القَوْلِ مخْفوضاً وَما رَفَعَا
ففكّ عنْ مائة ٍ منهمْ وثاقهمُ،
فأصبحوا كلّهمْ منْ غلّة ِ خلعا
بهمْ تقرّبَ يومْ الفصيحِ ضاحية ً،
يرجو الإلهَ بما سدّى وما صنعا
وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا،
إنْ قالَ كلمة َ معروفٍ بها نفعا
فلا يرونَ بذاكمْ نعمة ً سبقتْ،
إنْ قالَ قائلها حقاً بها وسعى
لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدوا
طولَ الحياة ِ، ولا يوهونَ ما رقعا
لَمّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرّقَهُ،
وَما يُرِدْ بَعدُ من ذي فُرْقة ٍ جَمَعَا
قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِ
إلى المدائنِ خاضَ الموتَ وادّرعا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حزن على الحزن ..!
حزن على الحزن ..!
رقم القصيدة : 1729
-----------------------------------
- أيّها الحُزنُ الذي يغشى بِلادي(14/58)
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمَنْ .
دائرٌ تخْدِمُ كلّ الناسِ
مِنْ غيرِ ثَمَنْ .
عَجَباً منكَ .. ألا تشكو الوَهَنْ ؟!
أيُّ قلبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟
أيُّ عينٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَنْ ؟
ذاكَ يدعوكَ إلى استقبالِ قَيدٍ
تلكَ تحدوكَ لتوديعِ كَفَنْ .
تلكَ تدعوكَ إلى تطريزِ رُوحٍ
ذاكَ يحدوكَ إلى حرثِ بَدَنْ .
مَنْ ستُرضي، أيّها الحُزنُ، ومَنْ ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بلادٍ
أنتَ فيها مُمتهَنْ ؟!
- إنّني أرغبُ أن أرحَلَ عنها
إنّما يمنعُني حُبُّ الوَطنْ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
رقم القصيدة : 17290
-----------------------------------
كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
لوْ أنّ صحبكَ إذْ ناديتهم وقفوا
عَلى هُرَيْرَة َ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
وقدْ أتى منْ إطارٍ دونها شرفُ
أحببتْ بها خلّة ً لوْ أنّها وقفتْ،
وقدْ تزيلُ الحبيبَ النّيّة ُِ القذفُ
إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
أوصيكمُ بثلاثٍ، إنّني تلفُ
الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
يوماً منَ الدّهرِ يثنيهِ، فينصرفُ
وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَة ٌ،
إذا تلوّى بكفّ المعصمِ العوفُ
إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
قَدْ صَادَفُوا عُصْبَة ً مِنّا، وَسَيّدَنا،
كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
قلنا الصّلاحَ فقالوا لا نصالحكمْ،
أهلُ النُّبوكِ وعيرٌ فوقها الخصفُ
لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللهِ، مَائِرَة ٍ،
إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
ليعلموا أنّنا بكرٌ، فينصرفوا
قَالُوا البقِيّة َ، وَالهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،(14/59)
وَلا بَقِيّة َ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
هلْ سرّ حنقطَ أنّ القومَ صالحهمْ
أبو شريحٍ ولمْ يوجدْ لهُ خلفُ
قَدْ آبَ جَارَتَهَا الحَسْنَاءَ قَيّمُها
رَكْضاً، وَآبَ إلَيها الثّكْلُ وَالتّلَفُ
وجندُ كسرى غداة َ الحنوِ صبحهمْ
مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
جحاجحٌ، وبنو ملكٍ غطارفة ٌ
من الأعاجمِ، في آذانها النُّطفُ
إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،
مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الهَامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
حتى تولوا، وكادَ اليومُ ينتصفُ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
في يومِ ذي قارَ ما أخطاهمُ الشّرفُ
لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،
مُطَبِّقَ الأرض يَغشاها بهِمْ سَدَفُ
وظعننا خلفنا كحلاً مدامعها،
أكْبَادُها وُجُفٌ، مِمّا تَرَى تجِفُ
حواسرٌ عنْ خدودٍ عاينتْ عبراً،
ولا حها وعلاها غبرة ٌ كسفُ
مِن كُلّ مَرْجانَة ٍ في البَحرِ أخْرَجَها
غَوّاصُهَا وَوَقَاهَا طِينَهَا الصّدَفُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
رقم القصيدة : 17291
-----------------------------------
أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
صرموا حبلَ آلفٍ مألوفِ
واستقلتْ على الجمالِ حدوجٌ،
كلّها فوقَ بازلٍ موقوفِ
مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
نظرَ الأدامِ منْ ظباءِ الخريفِ
خاشعاتٍ يظهرنَ أكسية َ الخـ
زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
وحثثنَ الجمالَ يسكهنَ بالبا
غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
ـنّ، فقلي بهنّ كالمشغوفِ
بلعوبٍ معَ الضّجيعِ، إذا ما
سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَة َ أهْلي،
تِ لا جَهْمَة ٍ وَلا عُلْفُوفِ
ولقدْ ساءها البياضُ، فلطّتْ
بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ(14/60)
سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
ودعِ الذّكرَ منْ عشائي، فما يدْ
رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَة َ أمْلا
كاً كراماً بالشّامِ ذاتِ الرّفيفِ
وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
رة ِ، يمشونَ، غدوة ً، كالسّيوف ِ
وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
قاعداً حولهُ النّدامى ، فما ينـ
ـفكّ يؤتى بموكرٍ مجدوفِ
وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
بُ، ترقتْ في مزهرٍ مندوفِ
بينما المرءُ كالرُّدينيّ ذي الجبّـ
ـِة سواهُ مصلحُ التَّثقيفِ
أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
ردّهُ دهرهُ المضلَّلُ حتّى
عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
ءَ مروحٍ، بعدَ الكلالِ، رجوفِ
قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، فتأتي على المكانِ المخوفِ
ولقدْ أحزمُ اللّبابة َ أهلي،
وأعدّيهمُ لأمرٍ قذيفِ
بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
مستقلٍّ بارِّدفِ ما يجعلُ الجـ
رّة َ بعدَ الإدلاجِ غيرَ الصّريفِ
ثمّ يضحي منْ فورهِ ذا هبابٍ
يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
أوْ قرنا ذراعهُ بوظيفِ
لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أرقتُ وخما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ،
أرقتُ وخما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ،
رقم القصيدة : 17292
-----------------------------------
أرقتُ وخما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ،
وما بيَ منْ سقمٍ وما بيَ معشقُ
وَلَكِنْ أرَاني لا أزَالُ بِحَادِثٍ،
أغادى بمات لمْ يمسِ عندي وأطرقُ
فإنْ يمسِ عندي الشّيبُ والهمّ والعشى
فَقَدْ بِنّ مِنّي، وَالسِّلامُ تُفَلَّقُ
بأشجعَ أخاذٍ على الدّهرِ حكمهُ،(14/61)
فمِنْ أيّ ما تَجني الحَوَادثُ أفرَقُ
فما أنتَ إنْ دامتْ عليكَ بخالدٍ
كمَا لمْ يُخَلَّدْ قَبْلُ سَاسَا وَمُورَقُ
وَكِسرَى شَهِنشاهُ الذي سَارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اشتَهَى رَاحٌ عَتِيقٌ وَزَنْبَقُ
ولا عاديا لمْ يمنعِ الموتَ مالهُ،
وردٌ بتيماءَ اليهوديّ أبلقُ
بناهُ سليمانُ بنُ داودَ حقبة ً،
لَهُ أزَجٌ عَالٍ وَطيٌّ مُوَثَّقُ
يُوَازِي كُبَيْدَاءَ السّمَاءِ وَدُونَهُ
بلاطٌ وداراتٌ وكلسٌ وخندقُ
لهُ درمكٌ في رأسهِ، ومشاربٌ،
وَمِسْكٌ وَرَيْحَانٌ وَرَاحٌ تُصَفَّقُ
وحورٌ كأمثالِ الدُّمى ، ومناصفٌ،
وَقِدْرٌ وَطَبّاخٌ، وَصَاعٌ وَدَيسَقُ
فذاكَ ولمْ يعجزْ منَ الموتِ ربَّهُ،
وَلَكِنْ أتَاهُ المَوْتُ لا يَتَأبّقُ
وَلا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتَهُ
بِإمّتِهِ يُعْطِي القُطُوط وَيَأفِقُ
ويجبى إليهِ السّيلحونَ، ودونها
صَرِيفُونَ في أنْهَارِهَا وَالخَوَرْنَقُ
وَيَقْسِمُ أمْرَ النّاسِ يَوْماً وَلَيْلَة ً،
وَهُمْ سَاكِتُونَ، وَالمَنِيّة ُ تَنطِقُ
ويأمرُ لليحمومِ كلَّ عشية ٍ
بقتٍّ، وتعليقٍ، وقد كادَ يسنقُ
يعالى عليهِ الجلّ كلَّ عشيّة ٍ،
وَيُرْفَعُ نُقْلاً بِالضّحَى وَيُعَرَّقُ
فذاكَ، وما أنجى منَ الموتِ ربَّه
بساباطَ، حتى ماتَ وهوَ محزرقُ
وَقَدْ أقْطَعُ اليَوْمَ الطّوِيلَ بفِتْيَة ٍ
مَسَاميحَ، تُسقى ، وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرَادِعَة ٍ بِالمِسْكِ صَفْرَاءَ عِنْدَنَا
لجَسّ الندامى في يَدِ الدّرْعِ مَفتَقُ
إذا قُلتُ غَنّي الشَّرْبَ قامَتْ بمِزْهَرٍ
يكادُ إذا دراتْ لهُ الكفُّ ينطقُ
وشاوٍ إذا شئنا كميشٌ بمسعرٍ،
وَصَهْبَاءُ مِزْبَادٌ، إذا ما تُصَفَّقُ
تُرِيكَ القَذَى منْ دُونِها وهيَ دونه،
إذا ذاقها منْ ذاقها يتمطّقُ
وَظَلّتْ شَعِيبٌ غَرْبَة ُ المَاءِ عندَنا،
وَأسْحَمُ مَمْلُوءٌ مِنَ الرّاحِ مُتأقُ
وَخَرْقٍ مَخوفٍ قدْ قَطَعتُ بجَسرَة ٍ،
إذا خبّ آلٌ فوقهُ يترقرقُ
هي الصّحبُ الأدنى وبيني وبينها(14/62)
مجوفٌ علافيٌّ، وقطعٌ ونمرقُ
وَتُصْبحُ مِنْ غِبّ السُّرَى ، وَكَأنّما
ألمّ بهَا مِنْ طَائِفِ الجِنّ أوْلَقُ
منَ الجاهلِ العرّيضِ يهدي لي الخنا،
وذلكَ ممّا يبتريني ويعرقُ
فما أنا عمّا تعملونَ بجاهلٍ،
ولا بشباة ٍ جهلهُ يتدفّقُ
نهارُ شراحيل بنِ طودٍ يريبني،
وليلُ أبي ليلى أمرُّ وأعلقُ
وَمَا كُنتُ شاحِرْدا وَلكِنْ حَسِبتُني
إذا مسحلٌ سدّى ليَ القولَ أنطقُ
شَرِيكَانِ فيما بَيْنَنا مِنْ هَوَادَة ٍ،
صفيّانِ جنِّيٌّ، وإنسٌ موفَّقُ
يَقُولُ، فَلا أعْيَا لشَيءٍ أقُولُهُ،
كفاني لا عيٌّ، ولا هوَ أخرقُ
جماعُ الهوى في الرّشدِ أدنى إلى التقى ،
وتركُ الهوى في الغيّ أنجى وأوفقُ
إذا حَاجَة ٌ وَلّتْكَ لا تَسْتَطِيعُهَا،
فَخُذْ طَرَفاً من غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أدْنَى أنْ تَنَالَ جَسِيمَها،
وللقصدُ أبقى في المسيرِ وألحقُ
أتَزْعُمُ لِلأكْفَاءِ مَا أنْتَ أهْلُهُ،
وَتَختالُ إذْ جارُ ابنِ عَمّك مُرْهَقُ
وَأحْمَدتَ أنْ ألحَقتَ بالأمسِ صِرْمة ً
لهَا غُدُرَاتٌ، وَاللّوَاحِقُ تَلْحَقُ
فَيَفْجَعْنَ ذا المَالِ الكَثِيرِ بمَالِهِ،
وَطَوْراً يُقَنّينَ الضّرِيكَ، فيَلحقُ
أبَا مِسمَعٍ سَارَ الذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
فَأنْجَدَ أقْوَامٌ بِذَاكَ وَأعْرَقُوا
وإنّ عتاقَ العيسِ سوفَ يزوركم
ثناءٌ، على أعجازهنّ، معلَّقُ
به تنفضُ الأحلاسُ في كلّ منزلٍ،
وتعقدُ أطرافُ الحبالِ، وتطلقُ
نهَيتُكُمُ عَن جَهلِكمْ وَنَصرْتكُمْ
عَلى ظُلمِكُمْ، وَالحازِمُ الرّأيِ أشفقُ
وأنذرتكمْ قوماً لكمْ تظلمونهمْ
كراماً فإنْ لا ينفدِ العيشُ تلتقوا
وكمْ دونَ ليلى منْ عدوٍ وبلدة ٍ
وَسَهبٍ بهِ مُستَوْضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وأصفرَ كالحنّاءِ طامٍ جمامهُ،
إذا ذاقهُ مستعذبُ الماءِ يبصقُ
وَإنّ امْرَأً أسْرَى إلَيْكِ، وَدُونَهُ
فَيَافٍ تَنُوفاتٌ، وَبَيْداءُ خَيْفَقُ
لمَحْقُوقَة ٌ أنْ تَسْتَجيبي لِصَوْتِهِ،
وأنْ تعلمي أنّ المعانَ موفَّقُ(14/63)
وَلا بُدّ مِنْ جَارٍ يُجِيزُ سَبِيلَهَا،
كمَا جَوّزَ السّكّيَّ في البابِ فَيْتَقُ
لَعَمرِي، لَقد لاحَتْ عُيُونٌ كَثيرَة ٌ
إلى ضَوءِ نَارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا،
وَبَاتَ عَلى النّارِ النّدَى وَالمُحَلَّقُ
رضيعيْ لبانٍ ثديَ أمًّ تحالفا،
بِأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرّقُ
يداكَ يدا صدقٍ فكفٌّ مفيدة ٌ،
وأخرى ، إذا ما ضنّ بالزّادِ، تنفقُ
ترَى الجُودَ يَجرِي ظاهراً فوْقَ وَجهه
كمَا زَانَ مَتنَ الهِندُوَانيّ رَوْنَقُ
وأما إذا ما أوّبَ المحلُ سرحهمْ،
ولاحَ لهمْ منَ العشيّاتِ سملقُ
نَفَى الذّمَّ عَنْ آلِ المُحَلَّقِ جَفنَة ٌ
كَجابيَة ِ الشّيْخِ العِرَاقيّ تَفْهَقُ
يَرُوحُ فَتى صِدْقٍ، وَيَغْدُو عَلَيهمُ
بمِلْءِ جِفَانٍ مِنْ سَدِيفٍ يُدَفَّقُ
وَعَادَ فَتى صِدْقٍ عَلَيْهِمْ بجَفنَة ٍ
وسَوْداءَ لأياً بِالمَزَادَة ِ تُمْرَقُ
ترى القومَ فيها شارعينَ ودونهمْ
من القَوْمِ وِلدانٌ من النّسلِ دَرْدَقُ
طويلُ اليدينِ، رهطهُ غيرُ ثنية ٍ،
أشمُّ كريمٌ جارهُ لا يرهَّقُ
كذلكَ فافعلْ ما حييتَ إليهمً،
وَأقْدِمْ إذا ما أعيُنُ النّاسِ تَبْرَقُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يا جارتي بيني، فإنكِ طالقهْ
يا جارتي بيني، فإنكِ طالقهْ
رقم القصيدة : 17293
-----------------------------------
يا جارتي بيني، فإنكِ طالقهْ
كذلكِ أمورُ النّاسِ غادٍ وطارقهْ
وبيني، فإنّ البينً من العصا
وَإلاّ تَزَالُ فَوْقَ رَأسِكِ بَارِقَهْ
وَمَا ذاكَ مِنْ جُرْمٍ عَظيمٍ جَنَيتِهِ
وَلا أنْ تكوني جِئتِ فِينا بِبَائِقَهْ
وبيني حصانَ الفرجِ غيرَ ذميمة ٍ
وَمَوْمُوقَة ً فِينَا، كَذاكَ وَوَامِقَهْ
وذوقي فتى قوم، فإنّيَ ذائقٌ
فَتَاة َ أُنَاسٍ مِثْلَ مَا أنْتِ ذَائِقَهْ
فقدْ كانَ في شبّانِ قومكِ منكحٌ
وَفِتْيَانِ هِزّانَ الطّوَالِ الغَرَانِقَهْ(14/64)
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
رقم القصيدة : 17294
-----------------------------------
أتَاني وَعُونُ الحُوشِ بَيْني وَبَينكُمْ
كَوَانِسُ مِنْ جَنْبَيْ فِتاقٍ فأبْلَقَا
تَأنّيكُمُ أحْلامَ مَنْ لَيْسَ عِنْدَه
على الرّهطِ مغنى ً لوْ تنالون موثقا
بنيّة ُ إنّ القومَ كانَ جريرهمْ
برأسي، لو لمْ يجعلوهُ معلَّقا
أفي فِتْيَة ٍ بِيضِ الوُجُوهِ، إذا لَقُوا
قبيلكَ يوماً أبلغوهُ المخنَّقا
إذا اعتفراتْ أقدامهمْ عندَ معركٍ
جَزَاءَ المُسِيءِ حَيْثُ أمْسَى وَأشرَقَا
جَزَى اللهُ تَيْماً مِنْ أخٍ كانَ يَتّقي
مَحَارِمَ تَيْمٍ مَا أخَفّ وَأرْهَقَا
أخونا لاذي يعدو علينا ولوْ هوتْ
بهِ قدمٌ كنّا بهِ متعلِّقا
أتَينا لَهُمْ إذْ لمْ نَجدْ غيرَ أنْيِهِمْ
وكنّا صفائحاً من الموتِ أزرقا
وجدنا إلى أرماحنا حينَ عوّلتْ
عَلَيْنَا بَنُو رُهْمٍ مِنَ الشرّ مَلزَقَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
رقم القصيدة : 17295
-----------------------------------
نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسهو لهمّي ودوائي، فهيَ تسهرني،
وكانَ حبٌّ ووجدٌ دامَ، فاتّفقا
لاشيءَ ينفعني منْ دونِ رؤيتها،
هلْ يشتفي وامقٌ مالمْ يصبْ رهقا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وباردٍ رتلٍ، عذبٍ مذاقتهُ،
كأنما علَّ بالكافورِ، واغتبقا
وجيدِ أدماء لمْ تذعرْ فرئصها،
تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
وكفلٍ كالنّقا، مالتْ جوانبهُ،
ليستْ من الزُّلّ أوراكاً وما انتطقا
كَأنّهَا دُرّة ٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قدْ رامها حججاً، مذْ طرّ شاربهُ،
حتى تسعسعَ يرجوها وقد خفقا(14/65)
لا النفسُ توئسيهُ منها فيتركها،
وقد رأى الرَّعبَ رأي العينِ فاحترقا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاة ِ الجِنّ يَحْرُسُها،
ذو نِيقَة ٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
ليستْ لهُ غفلة ٌ عنها يطيفُ بها،
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حرصاً عليها لوَ أنّ النّفسَ طاوعها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حومِ لجّة ِ آذيٍّ لهُ حدبٌ،
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
وما تمنّى ، فأضحى ناعماً أنقا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
وما تعلقتَ إلا الحينَ والحرقا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
رقم القصيدة : 17296
-----------------------------------
يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
قطعوا معهدَ الخليطِ فشارقوا
جاعلاتٍ جوزَ اليمامة ِ بالأشـ
ـمُلِ سَيْراً يَحُثّهُنّ انْطِلاقُ
جازعاتٍ بطنَ العتيقِ كما تمـ
ضِي رِقَاقٌ أمَامَهُنّ رِقَاقُ
بَعْدَ قُرْبٍ مِنْ دَارِهِمْ وَائْتِلافٍ
صرموا حبلكَ الغداة َ وساقوا
يومَ أبدتْ لنا قبيلة ُ عنْ جيـ
ـدٍ تليعٍ، تزينهُ الأطواقُ
وَشَتِيتٍ كَالأقْحُوانِ جَلاهُ الـ
ـطّلُّ فِيهِ عُذُوبَة ٌ وَاتّسَاقُ
وأثيثٍ جثلِ النّباتِ تروّيـ
ـهِ لَعُوبٌ غَرِيرَة ٌ مِفْنَاقُ
حُرّة ٌ طَفْلَة ُ الأنَامِلِ كَالدُّمْـ
ـية ِ لا عانسٌ ولا مهزاقُ
كخذولٍ ترعى النّواصفَ منْ تثـ
ـلِيثَ قفْراً، خَلا لهَا الأسْلاقُ
تنقصُ المردَ والكباثَ بحملا
جٍ لطيفٍ، في جانبيهِ انفراقُ
في أرَاكٍ مَرْدٍ، يَكَادُ إذَا مَا
ذرّتِ الشّمسُ ساعة ً، يهراقُ
وَهيَ تَتْلُو رَخْصَ العِظامِ ضَئِيلاً،
فَاتِرَ الطّرْفِ في قُوَاهُ انْسِرَاقُ
ما تعادى عنهُ، النهارَ، ولا تعـ
ـجُوهُ إلاّ عُفَافَة ٌ أوْ فُوَاقُ
مشفقاً عليهِ، فما تعـ
ـدوهُ قدْ شفّ جسمها الإشفاقُ(14/66)
وإذا خافتِ السّباعَ منَ الغيـ
لِ وَأمْسَتْ وَحَانَ مِنْهَا انْطِلاقُ
روحتهُ جيداءُ ذاهبة ُ المر
تَعِ لا خَبّة وَلا مِمْلاقُ
فاصبري النّفسَ، إنّ ما حمّ حقٌّ،
لَيْسَ للصّدْعِ في الزّجاجِ اتّفَاقُ
وفلاة ٍ كأنها ظهرُ ترسٍ،
ليسَ إلا الرّجيعَ فيها علاقُ
قدْ تجاوزتها وتحتى مروحٌ،
عَنْتَرِيسٌ، نَعّابَة ٌ، مِعْنَاقُ
عِرْمِسٌ تَرْجُمُ الإكَامَ بِأخْفَا
فٍ صلابٍ منها الحصى أفلاقُ
وَلَقَدْ أقْطَعُ الخَلِيلَ، إذَا لَمْ
أرجُ وصلاً، إنّ الإخاءَ الصِّداقُ
بِكُمَيْتٍ عَرْفَاءَ مُجْمَرَة ِ الخُـ
ـفِّ، غذتها عوانة ٌ وفتاقُ
ذاتِ غرْبٍ ترمي المُقَدَّمَ بالرّدْ
فِ إذا ما تَدافَعَ الأرْوَاقُ
في مَقِيِل الكِنَاسِ، إذْ وَقَدَ اليَوْ
مُ، إذا الظّلُّ أحرزتهُ السّاقُ
وَكَأنّ القُتُودَ وَالعِجْلَة َ وَالْـ
وفرَ لمّا تلاحقَ السُّواقُ
فوقَ مستقبلٍ أضرّ بهِ الصّيـ
فُ وَزَرُّ الفُحُولِ وَالتَّنْهَاق
أوْ فريدٍ طاوٍ، تضيّفَ أرطا
ة َ يَبِيتُ في دَفّهَا وَيُضَاقُ
أخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَة ُ الوَدْ
قِ، رجوسٌ، قدّامها فراقُ
لمْ ينمْ ليلة َ التّمامِ لكي يصـ
بحَ، أضاءهُ الإشراقُ
سَاهِمَ الوَجْهُ مِنْ جَدِيلَة َ أوْ لِحْـ
ـيَانَ، أفْنَى ضِرَاءَهُ الإطْلاقُ
وَتَعَادَى عَنْهُ النّهَارَ، تُوَارِيـ
ـهِ عِرَاضُ الرّمَالِ وَالدَّرْدَاقُ
وتلتهُ غضفٌ طواردُ كانحـ
ـلِ، مغريثُ همُّهنّ اللّحاقُ
ذاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي، إذْ تَرَامَتْ
بي عليها بعدَ البراقِ البراقُ
فعلى مثلها أزورُ بني قيـ
سٍ، إذا شطّ بالحبيبِ الفراقُ
وهمُما همُ، إذا عزّتِ الحمـ
ـرُ، وقامتْ زقاقهمْ والحقاقُ
المهينينَ مالهمْ لزمانِ السَّـ
وءِ، حتّى إذا أفاقَ أفاقوا
وَإذَا ذُو الفَضُولِ ضَنّ عَلى المَوْ
لَى ، وَصَارَتْ لخِيمِهَا الأخْلاقُ
وَمَشَى القَوْمُ بِالعِمَادِ إلى الرّزْ
حى ، وأعيا المسيمُ أينَ المساقُ
أخَذُوا فَضْلَهُمْ هُنَاكَ، وَقد تَجْـ(14/67)
رِي عَلى فَضْلِهَا القِدَاحُ العِتَاقُ
فإذا جادتِ الدُّجى ، وضعوا القد
حَ، وَجُنّ التِّلاعُ وَالآفَاقُ
لمْ يزدهمْ سفاهة ً شربة ُ الكأ
سِ، ولا اللّهو بينهمْ والسّباقُ
وَإذَا مَا الأكَسُّ شُبّهَ بِالأرْ
وَقِ عِنْدَ الهَيْجَا وَقَلّ البُصَاقُ
ركبتْ منهمُ إلى الرّوعِ خيلٌ،
غيرُ ميلٍ، إذْ يخطأُ الإيفاقُ
واضعاً في سراة ِ نجرانَ رحلي،
ناعماً غيرَ أنّني مشتاقُ
في مطابا أربابهنّ عجالٌ
عَنْ ثَوَاءٍ، وَهَمُّهُنّ العِرَاقُ
درمكٌ لنا غدوة ً ونشيلٌ،
وَصَبُوحٌ مُبَاكِرٌ وَاغْتِبَاقُ
وندامى بيضُ الوجوهِ كأنّ الـ
شَّربَ منهمْ مصاعبٌ، أفناقُ
فيهمُ الخصبُ والسماحة ُ والنجـ
ـدة ُ فيهمْ، والخاطبُ المصلاقُ
وأبيّونَ، ما يسامونَ ضيماً،
وَمَكِيثُونَ وَالحُلُومُ وِثَاقُ
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ بِهِ المِحْـ
رَابُ، كَالأُسْدِ وَالثّيَابُ رِقَاقُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا،
أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا،
رقم القصيدة : 17297
-----------------------------------
أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا،
وَكَانَتْ قَتُولاً للرّجَالِ كَذَلِكَا
وأقصرتَ عن ذكرِ البطالة ِ والصِّبى ،
وَكانَتْ سَفاهاً ضَلّة ً مِنْ ضَلالِكَا
وما كانَ إلاّ الحينَ يومَ لقيتها،
وَقَطْعَ جَدِيدٍ حَبْلُهَا من حِبالِكَا
وَقَامَتْ تُرِيني بَعدَما نَامَ صُحبَتي
بَيَاضَ ثَنَايَاهَا وَأسْوَدَ حَالِكَا
ويهماءَ قفرٍ تخرجُ العينُ وسطها،
وتلقى بها بيضَ النّعامِ ترائكا
يَقُولُ بِهَا ذُو قُوّة ِ القَوْمِ، إذْ دَنا
لصَاحِبِهِ، إذْ خَافَ مِنها المَهالِكَا
لكَ الوَيلُ أفشِ الطَّرْفَ بالعَينِ حوْلَنا
على حذرٍ، وأبقِ ما في سقائكا
وَخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قَطَعتُ بجَسرَة ٍ
إذا الجبسُ أعيا أنْ يرومَ المسالكا
قطعتُ إذا ما اللّيلُ كانتْ نجومهُ
تَرَاهُنّ في جَوّ السّمَاءِ سَوَامِكَا
بأدماءَ حرجوجٍ بريتُ سنامها(14/68)
بسيري عليها بعدما كانَ تامكا
لَهَا فَخِذَانِ تَحْفِزَانِ مَحَالَة ً،
وَصُلْباً كَبُنْيَانِ الصَّفَا مُتَلاحِكَا
وَزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْهِ تَجَانُفاً
نبيلاً كبيتِ الصّيدلاني دامكا
ورأساً دقيقَ الحطمِ صلباً مذكَّراً،
ودأياً كأعناقِ الضّباعِ وحاركا
إلى هَوْذَة َ الوَهّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي
أرجّي نوالاً فاضلاً منْ عطائكا
تَجانَفُ عَنْ جُلّ اليَمَامَة ِ نَاقَتي،
وما قصدتْ منْ أهلها لسوائكا
ألَمّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ
قلوصي، وكانَ الشَّربُ منها بمائكا
فَلَمّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ،
أنيختْ، وألقتْ رحلها بفنائكما
ولمْ يسعَ في الأقوامِ سعيكَ واحدٌ،
وَلَيْسَ إنَاءٌ للنّدَى كَإنَائِكَا
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى
فأدلَيتُ دَلْوِي، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتى ً يَحمِلُ الأعباءَ، لَوْ كانَ غَيرُهُ
من النّاسِ لمْ ينهضْ بها متماسكا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني،
وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
فَإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ
بخيرٍ، وإنّي مولعٌ بثنائكا
وجدتَ علياً بانياً، فورثتهُ،
وطلقاً، وشيبانَ الجوادَ، ومالكا
بُحُورٌ تَقُوتُ النّاسَ في كُلّ لَزْبَة ٍ،
أبُوكَ وَأعْمَامٌ هُمُ هَؤلائِكَا
وَمَا ذاكَ إلاّ أنَّ كَفّيْكَ بِالنّدَى
تَجُودانِ بِالإعْطاءِ، قَبلَ سُؤالِكَا
يَقُولُونَ: في الإكْفَاءِ أكْبَرُ هَمّه،
ألا ربّ منهمْ من يعيشُ بمالكا
وَجَدْتَ انْهِدامَ ثُلْمَة ٍ، فبَنَيْتَها،
فأنعمتَ إذْ ألحقتها ببنائكا
وَرَبّيْتَ أيْتَاما، وَألْحَقتَ صِبْيَة ً،
وأدركتَ جهدَ السّعيِ قبلَ عنائكا
ولمْ يسعَ في العلياءِ سعيكَ ماجدٌ،
ولا ذو إنّى في الحيّ مثلَ قرئكا
وفي كلّ عامٍ أنتَ جاشمُ غزوة ٍ،
تشدّ لأقصاها عزيمَ عزائمكا
مُوَرِّثَة ٍ مَالاً، وَفي الحَمْدِ رِفْعَة َ،
لما ضاعَ فيها منْ قروءِ نسائكا
تُخَبّرُهُنّ الطّيْرُ عَنْكَ بِأوْبَة ٍ،(14/69)
وعينٌ أقرتْ نومها بلقائكا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
رقم القصيدة : 17298
-----------------------------------
أيَا سَيّدَيْ نَجْرَانَ لا أُوصِيَنْكُما
بنجرانَ فيما نابها، واعتراكما
فَإنْ تَفْعَلا خَيراً وَتَرْتَدِيَا بِهِ،
فَإنّكُمَا أهْلٌ لِذَاكَ كِلاكُمَا
وَإنْ تَكْفِيا نَجْرَانَ أمْرَ عَظِيمَة ٍ،
فَقَبْلَكُمَا مَا سَادَهَا أبَوَاكُمَا
وَإنْ أجلَبَتْ صِهيَوْنُ يوْماً عَليكُما،
فإنّ رحى الحربِ الدَّكوكِ رحاكما
العصر الجاهلي >> الأعشى >> لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
رقم القصيدة : 17299
-----------------------------------
لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
عفتها نضيضاتُ الصَّبا، فمسيلها
لما قدْ تعفّى منْ رمادٍ وعرصة ٍ،
بكَيتُ، وَهَلْ يَبكي إلَيكَ مُحيلُهَا
لمَيْثَاءَ، إذْ كَانَتْ وَأهْلُكَ جيزَة ٌ،
رئاءٌ وإذْ يفضي إليكَ رسولها
وَإذْ تَحسِبُ الحُبّ الدّخيلَ لجَاجَة ً
مِنَ الدّهرِ لا تُمنى بشَيْءٍ يُزِيلُهَا
وإنّي عداني عنكِ، لوْ تعلمينه،
موازئُ لمْ ينزلْ سوايَ جليلها
مصارعُ إخوانٍ، وفخرُ قبيلة ٍ
علينا، كأنا ليسَ منا قبيلها
تعالوا فإنّ العلمَ عندَ ذوي النّهى
منَ النّاسِ كالبقاءِ بادٍ حجولها
نعاطيكمُ بالحقّ، حتّى تبينوا
عَلى أيّنَا تُؤْدي الحُقُوقَ فُضُولُهَا
وإلاّ فعودوا بالهجيمِ ومازنٍ،
وشيبانُ عندي جمُّها وحفيلها
أُولَئِكَ حُكّامُ العَشِيرَة ِ كُلّهَا،
وسادتها،فيما ينوب،وجولها
متى أدْعُ مِنهُمْ ناصرِي تأتِ مِنهُمُ
كراديسُ مأمونٌ عليَّ خذولها
رِعالاً كأمثَالِ الجَرَادِ، لخَيْلِهِمْ
عكوبٌ إذا ثابتْ سريعٌ نزولها
فَإنّي بحَمْدِ اللهِ لمْ أفْتَقِدْكُمُ،
إذَا ضَمّ هَمّاماً إليّ حُلُولُهَا
أجَارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ،(14/70)
وجارتنا حلٌّ لكمْ، وحليلها
فإنْ كانَ هذا حكمكمْ في قبيلة ِ،
فإنْ رضيتْ هذا، فقلّ قليلها
فَإنّي وَرَبِّ السّاجِدِينَ عَشِيّة ً،
وَمَا صَكّ ناقُوسَ النّصَارَى أبيلُهَا
أصالحكمْ، حتى تبوءوا بمثلها،
كَصَرْخَة ِ حُبْلى يَسّرَتْها قَبُولُهَا
تَنَاهَيْتُمُ عَنّا، وَقَدْ كَانَ فيكُمُ
أساودُ صرعى لمْ يوسَّدْ قتيلها
وَإنّ امْرَأً يَسعَى ليَقْتُلَ قَاتِلاً
عَدَاءً، مُعِدٌّ جَهْلَة ً لا يُقِيلُهَا
ولسنا بذي عٍّ، ولسنا بكفئهِ،
كمَا حَدّثَتْهُ نَفْسُهَا وَدَخِيلُهَا
ويخبركمْ حمرانُ أنّ بناتنا
سيهز لنَ إنْ لمْ يرفعِ العيرَ ميلها
فَعِيرُكُمُ كانَتْ أذَلّ، وَأرْضُكُم
كما قَد عَلِمتُمْ جَدْبُها وَمُحولُهَا
فإنْ تمنعوا منّا المشقَّرَ والصَّفا،
فإنّا وجدنا الخطّ جماً نخيلها
وإنّ لنا درنى ، فكلَّ عشية ٍ
يحطّ إلينا خمرها وخميلها
أبِالمَوْتِ خَشّتْني عِبَادٌ، وَإنّمَا
رأيتُ منايا النّاسِ يسعى دليلها
فما مِيتَة ٌ إنْ مِتُّهَا غَيرَ عَاجِزٍ
بعارٍ، إذا ما غالتِ النّفسَ غولها
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> شهداء
شهداء
رقم القصيدة : 173
-----------------------------------
يشهد الله انكم شهداءُ
يشهد الأنبياءُ والاولياءُ
متمُ كي تعز كلمة ربي
في ربوعٍ أعزها الإسراءُ
انتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا
بحياة ٍ امواتها أحياءُ
ايها القوم نحن متنا فهيا
نستمع مايقول فينا الرثاءُ
قد عجزنا حتى شكى العجز منّا
وبكينا حتى ازدرانا البكاءُ
وركعنا حتى اشمأز ركوعٌ
ورجونا حتى استغاث الرجاءُ
وشكونا الى طواغيتِ بيتٍ
ابيض ٍ ملّ قلبه الظلماءُ...
ولثمنا حذاء شارون حتى
صاح ..مهلا..قطعتموني الحذاءُ
ايها القومُ نحنُ متنا ولكن
أنفت ان تضمنا الغبراءُ
قل (لآيات) ياعروس العوالي
كل حسنٍ لمقلتيك الفداءُ
حين يُخصى الفحول صفوة قومي
تتصدى ...للمجرمِ الحسناءُ
تلثم الموت وهي تضحك بشراً
ومن الموت يهرب ُ الزعماءُ(14/71)
فتحت بابها الجنانُ وحيّت
وتلقتك فاطم ُ الزهراءُ
قل لمن دبجوا الفتاوي رويدا
ربَ فتوى تضجُ منها السماءُ
حين يدعو الجهاد ُ يصمتُ
حبرٌ ويراعٌ والكتبُ والفقهاءُ
حين يدعو الجهادُ لا استفتاءُ
الفتاوى يوم الجهاد الدماءُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مسائل غير قابلة للنقاش ..!
مسائل غير قابلة للنقاش ..!
رقم القصيدة : 1730
-----------------------------------
في الأساسْ
لمْ يكُنْ في الأرضِ حكّامٌ ..
فقَطْ
كانَ بهذي الأرضِ ناسْ !
الشّعوبْ
********
حينَ لمْ توصِدْ بوجهِ الشّرِّ
أبوابَ القلوبْ
وَخطَتْ، سِرّاً، على دربِ الخطايا
وتعاطَتْ، خُفيَةً، كُلَّ الذنوبْ
ظَهَرَ الحُكّامُ فيها .
هكذا عاقبَها اللهُ وأخزَاها ..
بإظهارِ العُيوبْ !
لا جِدال
******** ْ
إنَّ للحُكّامِ، مهما أترِفوا ،
صبراً على حملِ الثِّقالْ .
كم على أكتافِهِمْ من رُتبَةٍ
تخلَعُ أكتافَ الجِبالْ !
كمْ على كاهِلِهمْ من لقَبٍ
لو شالَهُ الفيلُ لَمالْ !
كمْ على عاتِقِهمْ مِنْ بيتِ مالْ !
الفقير
********ْ
يجعلُ الحُكّامَ لا يغفونَ ..
مِنْ وخزِ الضّميرْ .
حينما يُنمى إليهِمْ
في ليالي الزّمهَريرْ
أنّهُ فوقَ الحصيرِ الرَّثّ يغفو ..
كيفَ يغفونَ
وهُمْ
لم يسرِقوا منهُ الحَصيرْ ؟!
بيَقين
******ْ
خطَأٌ حشْرُ جميعِ الحاكمينْ
في عِدادِ الكافِرينْ .
إنّما الكافِرُ مَن يكفرُ بالدّينِ
وهُمْ أغلبُهمْ .. من غيرِ دِينْ !
للحِوارْ
*********
يلجَأُ الحُكّامُ دومَاً
كُلّما الجمهورُ ثارْ.
كِلْمَةٌ مِنهُ، ومنهُمْ كِلْمةٌ
ثُمّ يعودُ الصّفوُ للجَوِّ
وينزاحُ الغُبارْ .
هوَ يدعو : حاوِِروني.
هُمْ يقولونَ لَهُ : صَهْ يا حِمارْ !
لا أُطيلْ ..
***********
وُجِدَ الحُكّامُ في الدُّنيا
لكي ينفوا وجودَ المُستَحيلْ .
ما عداهُمْ
كلُّ ما في هذه الدُّنيا جميلْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،(14/72)
أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
رقم القصيدة : 17300
-----------------------------------
أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
وَأنْتَ امرُؤٌ تَرْجُو شَبَابَكَ وَائِلُ
أطَوْرَينِ في عَامٍ: غَزَاة ٌ وَرِحْلَة ٌ،
ألا ليتَ قيساً غرفتهُ القوابلُ
وَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دُونَكَ كلُّهُ،
وَكنتَ لقى ً تَجرِي عَلَيهِ السّوائِلُ
كَأنّكَ لمْ تَشهَدْ قَرَابينَ جَمّة ً،
تَعِيثُ ضِبَاعٌ فِيهِمُ، وَعَوَاسِلُ
تركتهمُ صرعى لدى كلّ منهلٍ،
وأقبلتَ تبغي الصّلحَ، أمُّكّ هابلُ
أمنْ جبلِ الأمرارِ صرتْ خيامكمْ
على نبإٍ أنّ الأشافيّ سائلُ
فَهَانَ عَلينا أنْ تَجِفّ وِطَابُكُمْ
إذا حُنِيَتْ فيها لَدَيكَ الزّوَاجِلُ
لَقدْ كانَ في شيبَانَ لوْ كنتَ رَاضِياً،
قِبَابٌ وَحَيٌّ حِلّة ٌ، وَقَنَابِلُ
وَرَجْرَاجَة ٌ تُعشي النّوَاظرَ فَخمَة ٌ،
وَجُرْدٌ عَلى أكْنَافِهِنّ الرّواحِلُ
تركتهمُ جهلاً وكنتَ عميدهم،
فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أنتَ فَاعِلُ
وَعُرّيتَ مِنْ وَفْرٍ وَمالٍ جَمَعْتَهُ،
كمَا عُرِّيَتْ مِمّا تُسِرُّ المَغَازِلُ
شفى النّفسَ قتلى لمْ توسَّدْ خدودها
وساداً ولمْ تعضضْ عليها الأناملُ
بِعَيْنَيْكَ يَوْمَ الحِنوِ إذْ صَبّحتهُمُ
كتائبُ موتً لمْ تعقها العواذلُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يلمنَ الفتى ، إنْ زلّتِ النعلُ زلّة ً،
يلمنَ الفتى ، إنْ زلّتِ النعلُ زلّة ً،
رقم القصيدة : 17301
-----------------------------------
يلمنَ الفتى ، إنْ زلّتِ النعلُ زلّة ً،
وَهُنّ عَلى رَيْبِ المَنُونِ خَوَاذِلُ
يَقُلْنَ حَيَاة ٌ بَعْدَ مَوْتِكَ مُرّة ٌ،
وهنّ لإذا قفينَ عنكَ ذواهلُ
متى تأتنا تعدو بسرجكَ لقوة ٌ
صبورٌ تجنّبنا ورأسكَ مائلُ
صددتَ عنِ الأعداءِ يومَ عباعبٍ
صدودَ المذاكي أقرعتها المساحلُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،(14/73)
رقم القصيدة : 17302
-----------------------------------
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ عِبَادٍ وَمَالِكٍ،
ألأمْ تعلما أنْ كلُّ منْ فوقها لها
وتستيقنوا أنّا أخوكمْ، وأنّنا
إذا سنحتْ شهباءُ تخشونَ فالها
نُقِيمُ لهَا سُوقَ الجِلادِ وَنَغْتَلي
بأسيافنا حتّى نوجِّهَ خالها
وإنّ معداً لنْ تجازَ بفعلها،
وَإنّ إيَاداً لَمْ تُقَدِّرْ مِثَالَهَا
أفي كُلّ عَامٍ بَيْضَة ً تَفْقَؤونَهَا،
فَتُؤذَى ، وَتَبْقَى بَيضَة ٌ لا أخَالَهَا
وكائنْ دفعنا عنكمُ منْ مليّة ٍ،
وكربة ِ موتٍ قدْ بيينا عقالها
وأرملة ٍ تسعى بشعثٍ، كأنّها
وإياهمُ ربداءُ حثّتْ رئالها
هَنَأنَا وَلمْ نمننْ عَلَيها، فأصْبَحَتْ
رَخِيّة َ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما
صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما
رقم القصيدة : 17303
-----------------------------------
صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما
يَكُونُ لهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
لها قدمٌ ريّا، سباطٌ بنانها،
قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا،
إلى منتهى خلخالها المتصلصلِ
إذا التمستْ أربيّتاها تساندتْ
لها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ
إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ
من الحسنِ ظلاًّ فوقَ خلقٍِ مكمَّلِ
إذا انبطحتْ جافى عن الأرض جنبها،
وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامة ِ جُنْبُلِ
إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ،
فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ
ينوءُ بها بوصٌ، إذا ما تفضلتْ
تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ
روادفهُ تثني الرّداءَ تساندتْ
إلى مثلِ دعصِ الرّملة ِ المتهيِّلِ
نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ
دبيبَ قطا البحطاءِ في كلّ منهلِ
وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ، وَجِيدُهَا
كجيدِ غزالٍ غيرَ أنْ لمْ يعطَّلِ(14/74)
وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
ترى مقلتيْ رئمٍ ولوْ لمْ تكحّلِ
سجوّينِ برجاوينِ في حسنِ حاجبٍ،
وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرّة ٍ،
وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ
يجولُ وشاحاها على أخمصيهما،
إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
فقدْ كملتْ حسناً فلا شيءَ فوقها،
وإني لذو قولٍ بها متنخَّلِ
وقدْ علمتْ بالغيبِ أني أحبها،
وأنّي لنفسي مالكٌ في تجملِ
وما كنتُ أشكى قبلَ قتلة َ بالصّبى ،
وقدْ ختلتني بالصبى كلَّ مختلِ
وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ،
ولستُ بمخلافٍ لقولي مبدِّلِ
تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ،
وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ
إذا لبستْ شيدارة ً ثمّ أبرقتْ
بمِعْصَمِهَا، وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ
وألوتْ بكفٍّ في سوارٍ يزينها
بنانٌ كهدّابِ الدِّمقسِ المفتَّلِ
رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَة ِ رَانِياً،
وقدْ طارَ قلبُ المستخفّ المعدَّلِ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ
تزيّدُ في فضلِ الزّمامِ وتعتلي
فأيّة َ أرضٍ لا أتيتُ سراتها،
وَأيّة َ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
ويومِ حمامٍ قدْ نزلناهُ نزلة ً،
فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
فنحنُ عقلنا الألفَ عنكم لأهلهِ،
وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَة ً،
ونحنُ كسرنا فيهمُ رمحَ عبدلِ
فأيَّ فلاحِ الدّهرِ يرجو سراتنا،
إذا نحنُ فيما نابَ لمْ نتفضّلِ
وَأيَّ بَلاءِ الصّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ،
فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّة ُ مُبْتَليْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أتصرمُ ريّا أمْ تديمُ وصالها،
أتصرمُ ريّا أمْ تديمُ وصالها،
رقم القصيدة : 17304(14/75)
-----------------------------------
أتصرمُ ريّا أمْ تديمُ وصالها،
بلِ الصّرمَ إذْ رمتْ بليلٍ جمالها
كأنّ حدوجَ المالكيّة ِ غدوة ٌ،
نَوَاعِمُ يَجرِي المَاءُ رفْهاً خِلالَهَا
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ جَأبَة ُ القَرْنِ فاقِدٌ
على جانبي تثليثَ تبغي غزالها
بِأحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ،
فأنكرنَ، لما واجهتهنّ، حالها
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ أبِينَا وأُمّنَا،
ألمْ تعلما أنْ كلُّ من فوقها لها
فتستيقنا أنّا أخوكمْ، وأنّنا
إذا نُتِجَتْ شَهْبَاءُ يَخْشَوْن فالَهَا
نُقِيمُ لَهَا سُوقَ الضّرَابِ وَنَعتَصِي
بأسيافنا حتّى نوجِّهَ خالها
وكائنْ دفعنا عنكمُ من عظيمة ٍ،
وكربة ِ موتٍ قدْ بتتنا عقالها
وأرملة ٍ تسعى بشعثٍ،كأنّها
وإياهمُ ربداءُ حثّتْ رئالها
هَنَأنَا وَلمْ نَمْنُنْ عَلَيها، فأصْبحتْ
رَخِيّة َ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
وفي كلّ عامٍ بيضة ٌ تفقهونها،
فتعنى ، وتبقى بيضة ٌ لا أخا لها
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ، ( معلقة )
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ، ( معلقة )
رقم القصيدة : 17305
-----------------------------------
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ،
وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها،
تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا
مرّ السّحابة ِ، لا ريثٌ ولا عجلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ
كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها،
ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،
إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعة ً فَتَرَتْ،
وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَة ٌ
إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
صدّتْ هريرة ُ عنّا ما تكلّمنا،(14/76)
جهلاً بأمّ خليدٍ حبلَ من تصلُ؟
أأنْ رأتْ رجلاً أعشى أضر بهِ
لِلّذّة ِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ
هركولة ٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها،
كأنّ أخمصنها بالشّوكِ منتعلُ
إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَة ً،
والزنبقُ الوردُ من أردانها شمل
ما رَوْضَة ٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبة ٌ
خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ
يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ
مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ
يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَة ٍ،
ولا بأحسنَ منها إذْ دنا الأصلُ
علّقتها عرضاً، وعلقتْ رجلاً
غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ
وَعُلّقَتْهُ فَتَاة ٌ مَا يُحَاوِلُهَا،
مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني،
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ
فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ،
نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ
قالتْ هريرة ُ لمّا جئتُ زائرها:
وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ
يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ،
كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ
لهُ ردافٌ، وجوزٌ مفأمٌ عملٌ،
منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متّصل
لمْ يلهني اللّهوُعنهُ حينَ أرقبهُ،
وَلا اللّذاذَة ُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ
فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا:
شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ
بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ،
وَبِالخَبِيّة ِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ
قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما،
فالعَسْجَدِيّة ُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ
فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ،
حتى تدافعَ منهُ الرّبوُ، فالجبلُ
حتى تحمّلَ منهُ الماءَ تكلفة ً،
رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينة ِ السّهِلُ
يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً،
زوراً تجانفَ عنها القودُ والرَّسلُ
وبلدة ٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشة ٍ،
للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ(14/77)
لا يَتَمَنّى لهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا،
إلاّ الذينَ لهمْ فيما أتوا مهلُ
جاوزتها بطليحٍ جسرة ٍ سرحٍ،
في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل
إمّا تَرَيْنَا حُفَاة ً لا نِعَالَ لَنَا،
إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ
فقدْ أخالسُ ربَّ البيتِ غفلتهُ،
وقدْ يحاذرُ مني ثمّ ما يئلُ
وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني،
وقدْ يصاحبني ذوالشَّرة ِ الغزلُ
وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني
شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ
في فِتيَة ٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا
أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلة ِ الحِيَلُ
نازعتهمْ قضبَ الرّيحانِ متكئاً،
وقهوة ً مزّة ً راووقها خضلُُ
لا يستفيقونَ منها، وهيَ راهنة ٌ،
إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا
يسعى بها ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ،
مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ
مستجيبٍ تخالُ الصَّنجَ يسمعهُ،
إذا ترجِّعُ فيهِ القنية ُ الفضلُ
منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به،
وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ
والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونة ً،
والرّافلاتُ على أعجازها العجلُ
أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَة ً،
أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟
ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا،
وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ
تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ
عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ
لأعرفنّكَ إنْ جدّ النّفيرُ بنا،
وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا
كناطحٍ صخرة يوماً ليفلقها،
فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ
لأعرفنّكَ إنْ جدّتْ عداوتنا،
والتمسَ النّصر منكم عوضُ تحتملُ
تلزمُ أرماحَ ذي الجدّينِ سورتنا
عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ
لا تقعدنّ، وقدْ أكلتها حطباً،
تعوذُ منْ شرّها يوماً وتبتهلُ
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا،
وَالجاشِرِيّة ِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ(14/78)
سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا
أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ
وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ،
وَاسْألْ رَبيعَة َ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ
إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ
عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا
كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ،
إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ
حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،
يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَة ٌ عُجُلُ
أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ،
أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ
قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ،
وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ
هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ
كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ
إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها
لهُ وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ
لئنْ قتلتمْ عميداً لمْ يكنْ صدداً،
لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ
لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَة ٍ
لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ
نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية ً
جنبيْ "فطينة َ" لا ميلٌ ولا عزلُ
قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،
أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ(14/79)
العصر الجاهلي >> الأعشى >> رَحَلَتْ سُمَيّة ُ، غُدوَة ً، أجمالَها،
رَحَلَتْ سُمَيّة ُ، غُدوَة ً، أجمالَها،
رقم القصيدة : 17306
-----------------------------------
رَحَلَتْ سُمَيّة ُ، غُدوَة ً، أجمالَها،
غضبى عليكَ، فما تقولُ بدا لها
هذا النّهارُ بَدَا لهَا مِنْ هَمّها،
ما بالها باللّيلِ زالَ زوالها
سَفَهاً، وَمَا تَدْرِي سُمَيّة ُ، وَيحها،
أنْ ربّ غانية ٍ صرمتُ وصالها
ومصابِ غادية ٍ كأنّ تجارها
نشرتْ عليهِ برودها ورحالها
قَدْ بِتُّ رَائِدَهَا، وَشَاة ِ مُحَاذِرٍ
حَذَراً يُقِلّ بِعَيْنِهِ أغْفَالَهَا
فظلتُ أرعاها، وظلّ يحوطها،
حتى دنوتُ إذا الظّلامُ دنا لها
فَرَمَيْتُ غَفْلَة َ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ،
فَأصَبْتُ حَبّة َ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
حفظَ النّهارَ وباتَ عنها غافلاً،
فخلتْ لصاحبِ لذّة ٍ وخلا لها
وسبيئة ٍ ممّا تعتّقُ بابلٌ،
كَدَمِ الذّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا
وَغَرِيبَة ٍ تَأتي المُلُوكَ حَكِيمَة ٍ،
قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذا قَالَهَا
وَجَزُورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحَتْفِهَا،
وَنِيَاطِ مُقْفِرَة ٍ أخَافُ ضَلالَهَا
يهماءَ موحشة ٍ، رفعتُ لعرضها
طرفي لأقدرَ بينها أميالها
بِجُلالَة ٍ سُرُحٍ كَأنّ بِغَرْزِهَا
هِرّاً إذا انْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَهَا
عسفاً وإرقالَ الهجيرِ ترى لها
خَدَماً تُسَاقِطُ بالطّرِيقِ نِعَالَهَا
كانتْ بقيّة َ أربعٍ فاعتمتها
لَمّا رَضِيتُ مَعَ النّجَابَة ِ آلَهَا
فتركتها، بعدَ المراحِ، رذية ً،
وَأمِنْتُ بَعْدَ رُكُوبِهَا إعْجَالَهَا
فتناولتْ قيساً بحرّ بلادهِ،
فَأتَتْهُ بَعْدَ تَنُوفَة ٍ، فَأنَالهَا
فَإذَا تُجَوّزُهَا حِبَالَ قَبِيلَة ٍ،
أخذتْ من الأخرى إليكَ حبالها
قيلَ امرءٍ طلقِ اليدينِ مباركٍ،
ألفى أباهُ بنجوة ٍ فسما لها
فَكَأنّهَا لَمْ تَلْقَ سِتّة َ أشْهُرٍ
ضراً إذا وضعتْ إليكَ جلالها
ولقد نزلتُ بخيرِ من وطئَ الحصى(15/1)
قيسٍ فأثبتَ نعلها وقبالها
ما النّيلُ أصبحَ زاجراً منْ مدّهِ،
جادتْ لهُ ريحُ الصَّبا فجرى لها
زبداً ببابلَ، فهو يسقي أهلها،
رغداً تفجرهُ النّبيطُ خلالها
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً مِنْهُ، إذَا
نفسُ البخيلِ تجهمتْ سؤّالها
الوَاهِبُ المِائَة َ الهِجَانَ وَعَبْدَهَا،
عُوذاً تُزَجّي خَلْفَهَا أطْفَالَهَا
والقارحَ العدّا، وكلَّ طمرّة ٍ،
ما إنْ تنالُ يدُ الطّويلِ قذالها
وَكَأنّمَا تَبِعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا
عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيّ عيَالَهَا
طَلَباً حَثِيثاً بِالوَلِيدِ تَبُزُّهِ،
حتى توسطَ رمحهُ أكفالها
عودتَ كندة َ عادة ً، فاصبر لها،
اغْفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوّ سِجَالَهَا
وَكُنْ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ظَهْرُهِ،
احملْ، وكنتَ معاوداً تحمالها
وإذا تحلّ منَ الخطوبِ عظيمة ٌ،
أهْلي فِداؤكَ، فاكْفِهِمْ أثْقَالَهَا
فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشّهُورَ عَلامة ً
قدراً، فبيّنَ نصفها وهلالها
مَا كنْتَ في الحَرْبِ العَوَانِ مُغَمَّراً،
إذْ شَبّ حَرُّ وَقُودِهَا أجْزَالَهَا
وسعى لكندة َ غيرَ سعي مواكلٍ
قيسٌ فضرّ عدوَّها وبني لها
وأهانَ صالحَ مالهِ لفقيرها،
وأَسَا وَأصْلَحَ بَيْنَهَا، وَسَعَى لَهَا
ما إنْ تغيبُ لها كما غابَ امرؤٌ
هانتْ عشيرتهُ عليهِ، فغالها
وَتَرَى لَهُ ضُرّاً عَلى أعْدَائِهِ؛
وَتَرَى لِنِعْمَتِهِ عَلى مَنْ نَالَهَا
أثراً منَ الخيرِ المزيِّنِ أهلهُ،
كالغيثِ صابَ ببلدة ٍ، فأسالها
ثَقِفٌ، إذَا نَالَتْ يَدَاهُ غَنِيمَة ً،
شدَّ الرّكابَ لمثلها لينالها
بالخيلِ شعثاً ما تزالُ جيادها
رُجُعاً تُغادِرُ بِالطّرِيقِ سِخَالَهَا
أُمّا لِصَاحِبِ نِعْمَة ٍ طَرّحْتَهَا،
ووصالِ رحمٍ قد نضحتَ بلالها
طالّ القيادُ بها فلمْ ترَ تربعاً
للخيلِ ذا رسنٍ، ولا أعطالها
وَسَمِعْتُ أكْثَرَ ما يُقالُ لها اقدَمي،
والنّصُّ والإيجافُ كانَ صقالها
حَتّى إذا لَمَع الدّلِيلُ بِثَوْبِهِ،(15/2)
سقيتْ، وصبَّ رواتها أشوالها
فكَفَى العَضَارِيطُ الرّكابَ فبُدّدَتْ
منهُ لأمرِ مؤمَّلٍ، فأجالها
فَتَرَى سَوَابِقَهَا يُثِرْنَ عَجَاجَة ً،
مِثْلَ السّحابِ، إذا قَفَوْتَ رِعالَهَا
متبارياتٍ في الأعنّة ِ قطَّباً،
حَتّى تُفِيءَ عَشِيّة ً أنْفَالَهَا
فأصَبْنَ ذا كَرَمٍ، وَمَنْ أخطأنَهُ
جَزَّأ المَقِيظَة َ خَشْيَة ً أمْثَالَهَا
وَلَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيتَ فأصْبَحتْ
نهبى ، وآزلة ٍ قضبتَ عقالها
ولقدْ جررتَ إلى الغنى ذا فاقة ٍ،
وأصابَ غزوكَ إمّة ً فأزالّها
وإذا تجيءُ كتيبة ٌ ملمومة ٌ
خرساءُ تغثي من يذودُ نهالها
تأوي طوائفها إلى مخضرّة ٍ،
مكروهة ٍ يخشى الكماة ُ نزالها
كنتَ المقدَّمَ غيرَ لابسِ جنّة ٍ،
بالسّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلِماً أبْطَالَهَا
وعلمتَ أنّ النّفسَ تلقى حتفها،
ما كانَ خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لَهَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> قَالَتْ سُمَيّة ُ: مَنْ مَدَحْـ
قَالَتْ سُمَيّة ُ: مَنْ مَدَحْـ
رقم القصيدة : 17307
-----------------------------------
قَالَتْ سُمَيّة ُ: مَنْ مَدَحْـ
ـتَ؟ فَقُلتُ: مَسرُوقَ بنَ وَائِلْ
عُدّي لِغَيْبِي أشْهُراً،
إنّي لَدَى خَيْرِ المَقَاوِلْ
النّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ،
أهْلُ الحَوَائِجِ وَالمَسَائِلْ
يتبادرونَ فنلءهُ،
قَبْلَ الشّرُوقِ، وَبِالأصَائِلْ
فإذا رأوهُ خاشعاً،
خشعوا لذي تاجٍ حلاحلْ
أضْحَى بِعَانَة َ زَاخِراً
فِيهِ الغُثَاءُ مِنَ المَسَايِلْ
خشيَ الصَّراري صولة ً
منهُ فعاذوا بالكوائلْ
فَتَرَى النّبِيطَ عَشِيَّة ً،
رَاوِي المَزَارِعِ، بِالحَوَافِلْ
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً
مِالحَضْرَميّ أخي الفَوَاضِلْ
الواهبُ لاقيناتِ طالـ
ـغزلانِ في عقدِ الحمائلْ
يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّة ٍ،
عَصْبَ المُرَيَّشِ وَالمَرَاجِلْ
وَالتّارِكُ القِرْنَ الكَمِـ
يّ مجدلاً، رعيشَ الأناملْ
والقائدُ الخيلَ العتا
قَ ضوامراً لخنَ الأياطلْ
ما مشبلٌ وردُ الجبيـ(15/3)
ـنِ مُهَرَّتُ الشّدْقَيْنِ بَاسِلْ
القادسيّة ُمألفٌ
مِنْهُ فَأوْدِيَة ُ الغَيَاطِلْ
يَدَعُ الوِحَادَ مِنَ الرّجَا
لِ، منهُ على البطلِ المنازلْ
طالَ الثّواءُ لدى تريـ
ـمَ وَقَدْ نَأتْ بَكْرُ بنُ وَائِلْ
قَوْمِي بَنُو البَرْشَاءِ ثَعْـ
ـلبة ُ المجالسِ، والمحافلْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> هلْ أنتَ يا مصلاتُ مبـ
هلْ أنتَ يا مصلاتُ مبـ
رقم القصيدة : 17308
-----------------------------------
هلْ أنتَ يا مصلاتُ مبـ
ـتَكِرٌ، غَداة َ غَدٍ، فَزَاحِلْ
إنّا لدى ملكٍ بشبـ
وة َ ما تغبّ لهُ النّواقلْ
مُتَحَلِّبِ الكَفّيْنِ مِثْـ
ـلِ البَدْرِ، قَوّالٍ، وَفَاعِلْ
الوَاهِبِ المِائة َ الصّفَا
يَا، بَيْنَ تَالِيَة ٍ وَحَائِلْ
ولقدْ شربتُ الخمرَ ترْ
كُضُ حَوْلَنَا تُرْكٌ وَكَابُلْ
كَدَمِ الذّبِيحِ غَرِيبَة ً،
مِمّا يُعَتِّقُ أهْلُ بَابِلْ
باكرتها، حولي ذوو الـ
ـآكالِ منْ بكرِ بنِ وائلْ
أملُ القبابِ الحمرِ والـ
ـنَّعَمِ المُؤبَّلِ، وَالقَنَابِلْ
كمْ فيهمُ منْ شطبة ٍ
ومقلِّصٍ نهدِ المراكلْ
بَلْ رُبّ مَجْرٍ جَحْفَلٍ،
عَبْلٍ، يُضَمَّرُ بِالأصَائِلْ
وَهُمُ عَلى جُرْدٍ مَغَا
ويرٍ، عليهنّ الرّحائلْ
ـة َ، كالنّعاماتِ الجوافلْ
يخرجنَ منْ خللِ الغب
رِ عوابساً، لحقَ الأياطلْ
كَمْ قَدْ تَرَكْنَ مُجَدَّلاً،
منْ بينِ منقصفٍ وجافلْ
زَيّافَة ٌ أرْمي بِهَا،
باللّيلِ معرضة َ المحافلْ
وَكَأنّهَا بَعْدَ الكَلا
لِ، مكدَّمٌ من حمرِ عاقلْ
متربعٌ منها ريا
ضاً صَابَها وَدْقُ الهَواطِلْ
يهوي بهِ ملكٌ حلاحلْ
غادرتهُ متجدِّلاً،
بِالقَاعِ تَنْهَسُهُ الفَرَاعِلْ
وَلَقَدْ يُحَاوِلُ أنْ يَقُو
مَ، وَقد مَضَتْ فيهِ النّوَاهِلْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألا قلْ لتيّاكَ ما بالها،
ألا قلْ لتيّاكَ ما بالها،
رقم القصيدة : 17309
-----------------------------------
ألا قلْ لتيّاكَ ما بالها،
ألِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أحْمَالُهَا(15/4)
أمْ للدّلالِ، فَإنّ الفَتَا
ة َ حقٌّ على الشّيخِ إدلالها
فَإنْ يَكُ هَذَا الصّبَى قَدْ نَبَا
وتطلابُ تيّا وتسآلها
فأنّى تحوّلُ ذا لمّة ٍ،
وأنّى لنفسكَ أمثالها
عَسِيبُ القِيَامِ، كَثِيبُ القُعُو
دِ، وهنانة ٌ، ناعمٌ بالها
إذا أدبرتْ خلتها دعصة ً،
وتقبلُ كالظّبي تمثالها
وفي كلّ منزلة ٍ بتَّها،
يُؤرِّقُ عَيْنَيْكَ أهْوَالُهَا
هيَ الهَمُّ لَوْ سَاعَفَتْ دَارُهَا،
ولكنْ نأى عنكَ تحلالها
وَصَهباء صِرْفٍ كلوْنِ الفُصُوصِ،
سَريعٍ إلى الشِّرْبِ إكْسَالُهَا
تُرِيكَ القَذَى وَهيَ مِنْ دُونِهِ،
إذا مَا يُصَفَّقُ جِرْيَالُهَا
شَرِبْتُ، إذا الرّاحُ بَعْدَ الأصِيـ
ـلِ طَابَتْ، وَرَفّعَ أطْلالُهَا
وَأبْيَضَ كَالنّجْمِ آخَيْتُهُ،
وبياءَ مطّردٍ آلها
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
ونطّقَ بالهولِ أغفالها
بناحية ٍ منْ سراة ِ الهجا
نِ تأتي الفجاجَ، وتغتالها
تراها كأحقبَ ذي جدّتيـ
ـنِ، يَجْمَعُ عُوناً وَيَجْتَالُهَا
نحائصَ شتّى على عينيهِ،
حلائلَ لمْ يؤذهِ قالها
عَنِيفٌ، وَإنْ كَانَ ذا شِرّة ٍ،
بجمعِ الضّرائرِ شلالها
إذَا حَالَ مِنْ دُونِهَا غَبْيَة ٌ
منَ التّربِ، فانجالَ سربالها
فلمْ يرضَ بالقربِ حتى يكونَ
وساداً للحييهِ أكفالها
أقَامَ الضّغَائِنَ مِنْ دَرْئِهَا،
كفَتْلِ الأعِنّة ِ فَتّالُهَا
فذلكَ شبهتهُ ناقتي،
وَمَا إنْ لِغَيْرِكَ إعْمَالُهَا
وكمْ دونَ بيتكَ منْ مهمهٍ
وأرضٍ، إذا قيسَ أميالها
يُحَاذَرُ مِنْهَا عَلى سَفْرِهَا،
مَهَامِهُ تِيهٌ وَأغْوَالُهَا
فمنكَ تؤوبُ، إذا أدبرتْ،
وَنَحْوَكَ يُعْطَفُ إقْبَالُهَا
إياسَ، وأنتَ امرؤٌ لا يرى
لنفسكَ في القومِ معدالها
أبَرُّ يَمِيناً، إذَا أقْسَمُوا،
وأفضلُ إنْ عدّ أفضالها
وجاركَ لا يتمنّى عليـ
ـهِ، إلاّ التي هُوَ يَقْتَالُهَا
كَأنّ الشَّمُوسَ بهَا بَيْتُهُ،
يُطِيفُ حَوَالَيْهِ أوْعَالُهَا
وكاملة ِ الرِّجلِ والدّارعين،
سَرِيعٍ إلى القَوْمِ إيغَالُهَا(15/5)
سموتَ إليها برجراجة ٍ،
ومعقودة ِ العزمِ منْ رأيهِ،
قَلِيلٌ مِنَ النّاسِ يَحْتَالُهَا
تمممتَ عليها، فأتممتهاه،
وتمّ بأمركَ إكمالها
وَإنّ إيَاساً مَتى تَدْعُهِ،
إذَا لَيْلَة ٌ طَالَ بَلْبَالُهَا
أخٌ لِلْحَفِيظَة ِ حَمّالُهَا،
حَشُودٌ عَلَيْهَا وَفَعّالُهَا
وَفي الحَرْبِ مِنْهُ بَلاءٌ، إذَا
عَوَانٌ تَوَقّدَ أجْذَالُهَا
وصبرٌ على الدّهرِ في رزئهِ،
وَإعْطَاءُ كَفٍّ وَإجْزَالُهَا
وتقوداهُ الخيلَ حتى يطو
لَ كَرُّ الرّوَاة ِ، وَإيغَالُهَا
إذا أدلجوا ليلة ً والرّكا
بُ خوضٌ تخضخضَ أشوالها
وَتُسْمَعُ فِيهَا هَبي وَاقْدَمي،
وَمَرْسُونُ خَيْلٍ وَأعْطَالُهَا
وَنَهْنَهَ مِنْهُ لَهُ الوَازِعُو
نَ، حَتّى إذَا حَانَ إرْسَالُهَا
أُجِيلَتْ كمَرّ ذَنُوبِ القَرَى ،
فألوى بمنْ حانَ إشعالها
فآبَ لهُ أصلاً جاملٌ،
وأسلابُ قتلى وأنفالها
إلى بيتِ منْ يعتريهِ النّدى ،
إذَا النّفْسُ أعْجَبَهَا مَالُهَا
وليسَ كمنْ دونَ ماعونهِ،
خَوَاتِمُ بُخْلٍ وَأقْفَالُهَا
فَعَاشَ بِذَلِكَ مَا ضَرّهُ
صُبَاة ُ الحُلُومِ، وَأقْوَالُهَا
يَنُولُ العَشِيرَة َ مَا عِنْدَهُ،
ويغفرُ ما قلاَ جهالها
وَبَيْتُكَ مِنْ سِنْبِسٍ في الذُّرَى ،
إلى العِزّ وَالمَجْدِ أحْبَالُهَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أعذار واهية ..!
أعذار واهية ..!
رقم القصيدة : 1731
-----------------------------------
- أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَةْ
لا تُسوِّدْها بتبييضِ مجلاّتِ الخَليفةْ .
- أينَ أمضي
وهوَ في حوزَتِهِ كُلُّ صحيفَةْ ؟
- إ مضِ للحائِطِ
واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحمِ ..
- وهلْ تُشبِعُني هذي الوظيفَةْ ؟!
أنا مُضطَرٌّ لأنْ آكُلَ خُبزَاً ..
- واصِلِ الصّومَ .. ولا تُفطِرْ بجيفَهْ .
- أنا إنسانٌ وأحتاجُ إلى كسبِ رغيفي ..
- ليسَ بالإنسانِ
مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَهْ .
قاتِلٌ من يتقوّى بِرغيفٍ
قُصَّ من جِلْدِ الجماهيرِ الضّعيفةْ !(15/6)
كُلُّ حَرفٍ في مجلاّت الخَليفَةْ
ليسَ إلاّ خِنجراً يفتحُ جُرحاً
يدفعُ الشّعبُ نزيفَهْ !
- لا تُقيّدني بأسلاكِ الشّعاراتِ السخيفَةْ.
أنا لم أمدَحْ ولَمْ أ ر د ح .
- ولمْ تنقُدْ ولم تقْدَحْ
ولمْ تكشِفْ ولم تشرَحْ .
حصاةٌ عَلِقتْ في فتحةِ المَجْرى
وقَدْ كانتْ قذيفَةْ !
- أكلُ عيشٍ ..
لمْ يمُتْ حُرٌّ مِنَ الجوعِ
ولمْ تأخذْهُ إلاّ
مِنْ حياةِ العبدِ خيفَةْ .
لا .. ولا مِن موضِعِ الأقذارِ
يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَةْ .
أكلُ عيشٍ ..
كسبُ قوتٍ ..
إنّهُ العذْرُ الذي تعلِكُةُ المومِسُ
لو قيلَ لها : كوني شريفَهْ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
رقم القصيدة : 17310
-----------------------------------
مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
وسؤالي، فهلْ تردّ سؤالي؟
دمنة ٌ قفرة ٌ تعاورها الصّيـ
ـفُ بِرِيحَيْنِ مِنْ صَبأ وَشَمَالِ
لاتَ هَنّا ذِكْرَى جُبَيْرَة َ أوْ مَنْ
جاءَ منها بطائفِ الأهوال ِ
حلّ أهلي بطنَ الغميسِ فبادوْ
لى ، وَحَلّتْ عُلْوِيّة ً بِالسِّخَالِ
نرنعي السّفحَ، فالكشيبَ، فذاقا
رٍ، فَرَوْضَ القَطَا فَذاتَ الرّئالِ
ربّ خرقٍ من دونها يخرسُ السّفـ
ـرَ، وَمِيلٍ يُفْضِي إلى أمْيَالِ
وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلى تَأَقِ المَلْ
ءِ، وَسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أوْشَالِ
وَادّلاجٍ بَعْدَ المَنَامِ، وَتَهْجِيـ
ـرٍ، وقفٍّ وسبسبٍ ورمالِ
وقليبٍ أجنٍ كأنّ منَ الرّيـ
ـشِ بِأرْجَائِهِ لُقُوطَ نِصَالِ
رِيجِ وَالشّرْعَبيَّ ذا الأذْيَالِ
ـدُو قَلِيلَ الهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ
إذ هي الهمُّ والحديثُ، وإذْ تعـ
صي إليّ الأميرَ ذا الأقوالِ
ظبية من ظباء وجرة أدما
ء ُتسفُّ الكباثَ تحتَ الهدالِ
حُرّة ٌ طَفْلَة ُ الأنَامِلِ، تَرْتَـ
ـبّ سخاماً، تكفُّهُ بخلالِ
كَأنّ السُّمُوطَ عَكّفَها السّلْـ
ـكُ بعِطْفَيْ جَيْدَاءَ أُمّ غَزَالِ(15/7)
وكأنّ الخمرَ العتيقَ من الإسفنـ
ـطِ مَمْزُوجَة ً بِمَاءٍ زُلالِ
باكرتها الأغرابُ في سنة ِ النّو
مِ فتجري خلالَ شواكِ السَّيالِ
فاذهبي كا إليكِ أدركني الحلـ
ـمُ، عداني عنْ ذكركمْ أشغالي
وَعَسِيرٍ أدْمَاءَ حَادِرَة ِ العَيْـ
ـنِ، خنوفٍ عيرانة ٍ شملالِ
مْن سَرَاة ِ الهِجَانِ، صَلّبَهَا العُـ
ـضّ وَرَعيُ الحِمى وَطولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطّفْ عَلى حُوَارٍ، وَلمْ يَقْـ
ـطَعْ عُبَيدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قَدْ تَعَلّلْتُهَا عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، وقدْ خبّ لامعاتٌى لآلِ
فَوْقَ دَيْمُومة ٍ تَغَوّلُ بِالسَّفْـ
ـرِ قِفَارٍ إلاّ مِنَ الآجَالِ
وَإذا ما الضّلالُ خِيفَ مَكانَ الْـ
ـوِرْدُ خِمْساً يَرْجُونَهُ عَن لَيالِ
وَاسْتُحِثّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْ
مِ وكانَ النّطافُ ما في العزالي
مَرِحَتْ حُرّة ٌ كَقَنْطَرَة ِ الرّومِـ
ـيّ تَفْرِي الهَجِيرَ بِالإرْقَالِ
تَقْطَعُ الأمعَزَ المُكَوْكِبَ وَخداً
بنواجٍ سريعة ِ الإيغالِ
طُ، كَعَدْوِ المُصَلصِلِ الجَوّالِ
لاحَهُ الصّيْفُ وَالصِّيَالُ وَإشْفَا
لٍ، دِفَاقاً غَداة َ غِبّ الصّقَالِ
ملمعٍ لاعة ِ الفؤادِ إلى جحـ
شٍ، فلاهُ عنها فبئسَ الفالي
ذو أذاة ٍ على الخليطِ، خبيثُ الـ
ـنّفسِ، يرمى مراغهُ بالنُّسالِ
غادرَ الجحشَ في الغبارِ، وعدّا
هَا حَثِيثاً لِصُوّة ِ الأدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عَن يمينِ الـ
رَّعنِ، بعدَ الكلالِ والإعمالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وَقَدْ آ
لَتْ طَلِيحاً تُحذى صُدورَ النّعالِ
نَقَبَ الخُفِّ للسُّرَى ، فَتَرَى الأنْـ
ساعَ من حلّ ساعة ٍ وارتحالِ
أثّرتْ في جناجنٍ كإرانِ الـ
تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بحِبَالِ
أربحيٌّ، صلتٌ، يظلّ لهُ القو
مُ رُكُوداً، قِيَامَهُمْ للهِلالِ
إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وَإنْ يُعطِ
جَزِيلاً، فَإنّهُ لا يُبَالي
يَهَبُ الجِلّة َ الجَرَاجِرَ، كالبُسْـ
ـتانِ تحنو لدردقٍ أطفالِ(15/8)
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أكسِيَة َ الإضْـ
وَجِيَاداً كَأنّهَا قُضُبُ الشّوْ
حَطِ، تَعْدُو بِشِكّة ِ الأبْطَالِ
والمكاكيكَ والصّحافَ من الفضّـ
ـة ِ وَالضّامِزَاتِ تَحتَ الرّجَالِ
ربّ حيٍ أشقاهمُ آخرَ الدّهـ
ـرِ وَحَيٍّ سَقَاهُمُ بِسِجَالِ
ولقدْ شبّتِ الحروبُ فما غمـ
ـرتَ فيهاإذْ قلصتْ عن حيالِ
هَؤلَى ثُمّ هَؤلَى كُلاًّ اعْـ
ـطيتَ نعالاً محذوة ً بمثالِ
فأرى منْ عصاكَ أصبحَ مخذو
لاً، وَكَعبُ الذي يُطيعُكَ عَالي
أنتَ خيرٌ منْ ألفِ ألفٍ من القو
مِ إذا ما كبتْ وجوهُ الرّجالِ
ولمثلِ الّذي جمعتَ منَ العدّ
ة ِ، تأبى حكومة َ المقتالِ
جُنْدُكَ التّالِدُ العَتِيقُ مِنَ الـ
ـسّاداتِ أهْلِ القِبابِ وَالآكَالِ
غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيـ
ـجا ولا عزّلٍ ولا أكفالِ
وَدُرُوعٌ مِنْ نَسجِ داوُدَ في الحَرْ
بِ وسوقٌ يحملنَ فوقَ الجمالِ
ملبساتٌ مثلَ الرّمادِ منَ الكبـ
ـرّة ِ منْ خشية ِ النّدى والطَّلالِ
لمْ يبسَّرنَ للصّديقِ، ولكنْ
لقتالِ العدوّ يومَ القتالِ
لامرءٍ يجعلُ الأداة َ لريبِ الـ
دّهْرِ، لا مُسْنَدٍ وَلا زُمّالِ
كلَّ عامٍ يقودُ خيلاً إلى خيـ
دّينَ دِرَاكاً بِغَزْوَة ٍ وَصِيَالِ
ثمّ أسقاهمْ على العيـ
شِ فأروى ذنوبَ رفدٍ محالِ
فَخْمَة ً يَلْجَأُ المُضَافُ إلَيْهَا،
ورعالاً موصولة ً برعالِ
تخرجُ الشّيخَ من بنيهِ وتلوي
بلبونِ المعزابة ِ المعزالِ
ثمّ دانتْ بعدُ الرَّبابُ، وكانتْ
كَعَذَابٍ عُقُوبَة ُ الأقْوَالِ
عَنْ تَمَنٍّ وَطُولِ حَبسٍ وَتَجميـ
عِ شَتَاتٍ، وَرِحْلَة ٍ وَاحتِمَالِ
مِنْ نَوَاصي دُودانَ إذْ كَرِهُوا الـ
ـبأسَ وذبيانَ والهجانِ الغوالي
ثُمّ وَصّلْتَ صِرّة ً بِرَبيعٍ،
حِينَ صَرّفْتَ حالَة ً عَنْ حَالِ
هُوَ دَانَ الرِّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الـ
مَ وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتَالِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أرِيكٍ،
ونسءٍ كأنّهنّ السّعالي
وشريكينِ منْ الما(15/9)
لِ، وَكَانَا مُحَالِفَيْ إقْلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّلِيدَ مِنَ الغُنْـ
مِ، فَآبَا كِلاهُما ذو مَالِ
لنْ تزوالوا كذلكمْ، ثمّ لا زلـ
ـتَ لهمْ خالداً خلودَ الجبالِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> إنّ محلاً، وإنّ مرتحلا،
إنّ محلاً، وإنّ مرتحلا،
رقم القصيدة : 17311
-----------------------------------
إنّ محلاً، وإنّ مرتحلا،
وَإنّ في السَّفْرِ مَا مَضَى مَهَلا
اسْتَأثَرَ الله بِالوَفَاءِ وَبِالـ
ـعدالِ، وولى الملامة َ الرّجلا
وَالأرْضُ حَمّالَة ٌ لِمَا حَمّلَ الـ
لّهُ، وَمَا إنْ تَرُدّ مَا فَعَلا
يوكاً تراها كشبهِ أردية ِ الـ
ـخمسِ، ويوماً أديمها نغلا
أنْشَى لَهَا الخُفَّ وَالبَرَاثِنَ وَالْـ
ـحَافِرَ شَتّى وَالأعصَمَ الوَعِلا
والنّاسُ شتّى على سجائحهمْ،
مستوقحاً حافياً ومنتعلا
وقدْ رحلتُ المطيَّ منتخلا،
أزجي ثقالاً، وقلقلاً وقلا
أزجي سراعيفَ كالقسيّ منَ الـ
شّوحطِ، صكَّ المسفَّعِ الحجلا
والهوزبَ العودَ أمتطسهِ بها،
والعنتريسَ الوجناءَ والجملا
يَنْضَحُ بِالبَوْلِ وَالُغبَارِ عَلى
فخذيهِ نضحَ العبديّة ِ الجللا
وَسّاجَ سَابَ إذَا هَبَطْتَ بِهِ الـ
سّهلَ وفي الحزنِ مرجماً حجلا
بسيرِ منْ يقطعُ المفاوزَ والـ
ـبعدَ إلى منْ يثيبهُ الإبلا
وَالهَيْكَلَ النّهْدَ، وَالوَليدَة َ وَالْـ
ـعَبْدَ، وَيُعْطي مَطَافِلاً عُطُلا
يُكْرِمُهَا مَا ثَوَتْ لَدَيْهِ، وَيَجْـ
ـزيها بما كانَ خفُّها عملا
أصْبَحَ ذُو فَائِشٍ سَلامَة ُ ذُو الـ
ـتَّفضالِ هشاً فؤادهُ، جذلا
أبيضُ لا يرهبُ الهزالَ، ولا
يَقْطَعُ رِحْماً، وَلا يَخُونُ إلا
ياخبرَ منْ يركبُ المطيَّ، ولا
يَشْرَبُ كَأساً بِكَفّ مَنْ بَخِلا
قلّدتكَ الشّعرَ يا سلامة َ ذا الـ
تّفضالِ، والشّيءُ حيثما جعلا
وَالشّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَريمَ كمَا اسْـ
ـتنزلَ رعدُ السّحابة ِ السَّبلا
لوْ كنتَ ماءً عدّاً جممتَ، إذا
مَا وَرَدَ القَوْمُ لمْ تَكُنْ وَشَلا(15/10)
أنجبَ أيامُ والديهِ بهِ،
إذْ نَجَلاهُ، فَنِعْمَ مَا نَجَلا
قَدْ عَلِمَتْ فَارِسٌ وَحِمْيَرُ والْـ
أَعْرَابُ بِالدَّشْتِ أيُّهُمْ نَزَلا
هلْ تذكرُ العهدَ في تنمُّضَ، إذ
تضربُ لي قاعداً بها مثلا
لَيْثٌ لَدَى الحَرْبِ أوْ تَدُوخَ لَهُ
قَسْراً، وَبَذَّ المُلُوكَ مَا فَعَلا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
رقم القصيدة : 17312
-----------------------------------
أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
إنْ لمْ يَكُنْ عَلى الحَبِيبِ عِوَلْ
فهوَ يقولُ للسّفيهِ، إذا
آمرهُ في بعضِ ما يفعلْ
جَهْلٌ طِلابُ الغَانِيَاتِ، وَقَدْ
يَكُونُ لَهْوٌ هَمُّهُ وَغَزَلْ
السّرقاتِ الطَّرفَ منْ ظغنِ الـ
حَيّ، وَرَقْمٌ دُونَهَا وَكِلَل
فيهنّ مخروفُ النّواصفِ، مسـ
ـروقُ البغامِ، شادنٌ أكحلْ
رَخْصٌ، أحَمُّ المُقْلَتَينِ، ضَعِيـ
فُ المَنْكِبَينِ، للعِنَاقِ زَجِلْ
تعلُّهُ روعى الفؤادِ، ولا
تَحْرِمُهُ عُفَافَة ً، فَجَزَلْ
تخرجهُ إلى الكناسِ، إذا الـ
تَجّ ذُبَابُ الأيْكَة ِ الأطْحَلْ
يرعى الأراكَ، ذا الكباثِ، وذا الـ
مَرْدِ، وَزَهْراً نَبْتُهُنّ خَضِلْ
ذَلِكَ مِنْ أشْبَاهِ قَتْلَة َ، أوْ
قَتْلَة ُ مِنْهُ سَافِراً أجْمَلْ
بَيْضَاءُ، جَمّاءُ العِظَامِ، لهَا
فرعٌ أثيثٌ، كالحبالِ رجلْ
علقتها بالشيطينِ، فقدْ
شقّ علينا حبُّها وشغلْ
إذْ هيَ تصطادُ الرّجالَ، ولا
يَصْطَادُها، إذَا رَمَاهَا الأبل
تجري السّواكَ بالبنانِ على
ألمى ، كأطرافِ السَّيالِ رتلْ
تردُّ معطوفَ الضّجيعِ على
غَيْلٍ، كَأنّ الوَشْمَ فِيهِ خِلَل
كأنَّ طَعْمَ الزّنْجَبيلِ وَتُفّـ
ـَاحاً عَلى أرْي الدَّبُورِ نَزَلْ
ظَلّ يذُودُ عَنْ مَرِيرَتِهِ،
هوى لهُ منَ الفؤادِ وجلْ
نَحْلاً كَدَرْدَاقِ الحَفِيضَة ِ، مَرْ
هوباً، لهُ حولَ الوقودِ زجلْ
في يَافِعٍ جَوْنٍ، يُلَفَّعُ بِالـ(15/11)
ـصّحْرَى ، إذَا مَا تَجْتَنِيهِ أهَلّ
يعلّ منهُ فو قتيلة َ بالـ
ـإسفنطِ، قدْ باتَ عليهِ وظلّ
لَوْ صَدَقَتْهُ مَا تَقُولُ، وَلَـ
ـكنّ عداتٍ دونهنّ علْ
تنأى وتدنو كلُّ ذلكَ معْ
لا هيَ تعطيني، ولا تبخلْ
قَدْ تَعْلَمِينَ يَا قُتَيْلَة ُ، إذْ
خَانَ حَبِيبٌ عَهْدَهُ وَأدَلّ
أنْ قدْ أجدُّ الحبلَ منهُ، إذا
يَا قَتْلُ، مَا حَبْلُ القَرِينِ شكَلْ
بعنتريسٍ، كالمحالة ِ لمْ
يثنَ عليها للضّرابِ جملْ
متى القتودُ، والفتيانُ بألـ
وَاحٍ شِدَادٍ تَحْتَهُنّ عُجُلْ
فيها عتادٌ، إذْ غدوتُ على الـ
أمْرِ، وَفِيهَا جُرْأة ٌ وَقَبَلْ
كأنها طاوٍ تضيفهُ
ضربُ قطارٍ، تحتهُ شمألْ
باتَ يقولُ بالكثيبِ منَ الـ
ـغَبْيَة ِ: أصْبِحْ لَيْلُ لَوْ يَفْعَلْ
مُنْكَرِساً تَحْتَ الغُصُونِ، كمَا
أحنى على شمالهِ الصّيقلْ
حَتّى إذَا انْجَلَى الصّبَاحُ، وَمَا
إنْ كادَ عنهُ ليلهُ ينجلْ
أطلسَ طلاعَ النّجادِ، على الـ
وَحْشِ، وَحْشِ ضَئيلاً مِثلَ القَنَاة ِ أزَلّ
في إثْرِهِ غُضْفٌ مُقَلَّدَة ٌ،
يسعى بها مغاورٌ أطحلْ
كالسِّيدِ لا ينمي طريدتهُ،
لَيْسَ لَهُ مِمّا يُحَانُ حِوَلْ
هِجْنَ بِهِ، فَانْصَاعَ مُنْصَلِتاً،
كَالنّجْمِ يَخْتَارُ الكَثِيبَ أبَلّ
حتّى إذا نالتْ نحا سلباً،
وَقَدْ عَلَتْهُ رَوْعة ٌ وَوَهَل
لا طائشٌ عندَ الهياجِ، ولا
رَثُّ السّلاحِ مُغَادِرٌ أعْزَلْ
يَطْعَنُهَا شَزْراً عَلى حَنَقٍ،
ذُو جُزْأة ٍ في الوَجْهِ مِنهُ بَسَلْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
رقم القصيدة : 17313
-----------------------------------
قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
بَرْقاً يَلُوحُ عَلى الجِبَالِ
يَا حَبّذَا وَادِي النُّجَيـ
ـرِ، وحبّذا قيسُ الفعالِ
القائدُ الخيلَ الجيا
دَ ضَوَامِراً مِثْلَ المَغَالي
التّركُ الكسبَ الخبيـ
ثَ، إذَا تَهَيّأ للقِتَالِ(15/12)
العصر الجاهلي >> الأعشى >> هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
رقم القصيدة : 17314
-----------------------------------
هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ
لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ
مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ
وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ
وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ
هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ
رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ
فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ
وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ
فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ
ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ
وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ
وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم
إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ
أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ
متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ
فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ
وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ
فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ
يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ(15/13)
فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى ،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ
فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ
يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ
أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ
أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ
وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ
طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى ،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ
أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ
أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ
بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ
وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َ عمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ
إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألا قلْ لتيّا قبلَ مرّتها اسلمي،
ألا قلْ لتيّا قبلَ مرّتها اسلمي،
رقم القصيدة : 17315
-----------------------------------
ألا قلْ لتيّا قبلَ مرّتها اسلمي،
تَحِيّة َ مُشْتَاقٍ إلَيْهَا مُتَيَّمِ
عَلى قِيلِهَا يَوْم التَقَيْنا، وَمَن يكنْ
عَلى مَنطِقِ الوَاشِينَ يَصرِمْ وَيُصرَمِ
أجِدَّكَ لَمْ تأخُذْ لَيَاليَ نَلْتَقي
شفاءكَ منْ حولٍ جديدٍ مجرَّمِ
تسرُّ وتعطى كلَّ شيءٍ سألتهُ،
وَمنْ يُكْثِرِ التسْآلَ لا بُدّ يُحرَمِ
فما لكَ عندي نَائلٌ غَيرُ ما مضى
رضيتَ بهِ، فاصبرْ لذلكَ أو ذمِ
فلا بأسَ إني قدْ أجوِّزُ حاجتي،
بمُسْتَحْصِدٍ بَاقٍ مِنَ الرّأي مُبْرَمِ
وكورٍ علافيٍّ وقطعٍ ونمرقٍ،
ووجناءَ مرقالِ الهواجرِ عيهمِ
كأنّ على أنسائها عذقَ حصلة ٍ(15/14)
تَدَلّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
عَرَنْدَسَة ٍ لا يَنفُضُ السّيرُ غَرْضَها،
كأحقبَ بالوفراءِ جأب مكدَّمِ
رعى الرّوضَ والوسميَّ حتى كأنّما
يرَى بيَبِيسِ الدّوّ إمْرَارَ عَلْقَمِ
تلا سقبة ً قوداءَ مشكوكة َ القرا،
متى ما تُخالِفْهُ عَنِ القَصْدِ يَعذِمِ
إذا ما دنا منها التقتهُ بحافرٍ،
كَأنَّ لَهُ في الصّدْرِ تأثيرَ مِحْجَمِ
إذا جاهرتهُ بالفضاءِ انبرى لها
بِإلهَابِ شَدّ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ
وَإنْ كَانَ تَقْريبٌ من الشّدّ غَالهَا
بمَيْعَة ِ فَنّانِ الأجارِيّ مُجْذِمِ
فلَمّا عَلَتهُ الشمسُ وَاستَوْقدَ الحصَى
تذكّرَ أدنى الشِّربِ للمتيمِّمِ
فأوردها عيناً منَ السِّيفِ ريّة ً،
بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
بناهنّ منْ ذلاّن رام أعداها
لقتل الهوادي، داجن بالتوقمِ
فَلَمّا عَفَاهَا ظَنّ أنْ لَيسَ شارِباً
من الماء إلا بعد طول تحرمِ
وَصَادَفَ مِثلَ الذّئْبِ في جوْف قُتَرة
فَلَمّا رَآها قال: يا خَيرَ مَطعَمِ
وَيَسَّرَ سَهْماً ذا غِرَارٍ يَسُوقُهُ
أمين القوى في صلبة المترنمِ
فمرّ نضيُّ السّهمِ تحتَ لبانهِ،
وَجَالَ عَلى وَحشِيّهِ لمْ يُثَمْثِمِ
وَجالَ وَجالَتْ يَنجلي التّرْبُ عَنْهُما
لَهُ رَهَجٌ في سَاطعِ اللّوْنِ أقْتَمِ
كأنّ احتدامَ الجوفِ في حمي شدّه
وما بعدهُ منْ شدّهِ، غليُ قمقمِ
فَذلِكَ بَعْدَ الجَهْدِ شَبّهتُ ناقتي
إذا مَا وَنَى حَدُّ المَطِيّ المُخَرَّمِ
فدَعْ ذا وَلَكِنْ ما تَرَى رَأيَ كاشحٍ
يَرَى بَيْنَنا مِنْ جَهْلِهِ دَقَّ مَنشِمِ
أراني بريئاً منْ عميرٍ ورهطهِ،
إذا أنْتَ لمْ تَبْرَأ مِنَ الشّرّ فَاسْقمِ
إذا ما رآني مقبلاً شامَ نبلهُ،
وَيَرْمي إذا أدْبَرْتُ ظَهرِي بأسهُمِ
على غيرِ ذئبٍ أنّ عداوة ً
طَمَتْ بكَ فَاستأخِرْ لهَا أوْ تَقَدّمِ
وكنتُ، إذا نفسُ الغويّ نوتْ به،
صَقَعتُ عَلى العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ
حلقتُ بربّ الرّاقصاتِ إلى منى ً،(15/15)
إذا مَخْرَمٌ جَاوَزْتُهُ بَعْدَ مَخرَمِ
ضوامرَ خوصاً قد أضرّ بها السُّرى ،
وَطابَقنَ مَشياً في السّريحِ المُخَدَّمِ
لَئِنْ كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قامَة ً
وَرُقّيتَ أسْبَابَ السّمَاءِ بِسُلّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرّهُ
وتعلمَ أني عنكَ لستُ بملجمِ
ونشرقَ بالقولِ الذي قدْ أذعتهُ
كما شرقتْ صدرُ القناة ِ منَ الدّمِ
فما أنتَ من أهلِ الحجونِ ولا الصّفا
ولالكَ حقّ الشّربِ منْ ماءِ زمزمِ
وما جعلَ الرّحمنُ بيتكَ في العلى
بِأجْيَادِ غَرْبيّ الصّفَا وَالمُحَرَّمِ
فلا توعدنّي بالفجارِ، فإنّني
بني اللهُ بيتي اللهُ في الدّخيسِ العرمرمِ
عجبتُ لآلِ الحرقتينِ، كأنّما
رَأوْني نَفياً مِنْ إيَادٍ وَتُرْخُمِ
وغرّبني سعدُ بنُ قيسٍ عن العلى
وَأحسابهِمْ يَوْمَ النّدى وَالتّكَرّمِ
مقامَ هجينٍ ساعة ٍ بلوائهِ،
فقلْ في هجينٍ بين حامٍ وسلهمِ
فلمّا رأيتُ النّاسَ للشّرّ أقبلوا،
وثابوا إلينا منْ فصيحٍ وأعجمِ
وَصِيحَ عَلَيْنَا بِالسّيَاطِ وبَالقَنَا
إلى غابة ٍ مرفوعة ٍ عندَ موسمِ
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلاً، وَدَعَوْا لَه
جهَنّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ
فإني وثوبي راهبِ اللُّجّ، والّتي
بناها قصيٌّ والمضاضُ بنُ جرهمِ
لئنْ جدّة أسبابُ العدواة ِ بيننا،
لَتَرْتَحِلَنْ مِني عَلى ظَهْرِ شَيهَمِ
وتركب مني إنْ بلوتَ نكيثي،
على نشزٍ قدْ شابَ ليسَ بتوأمِ
فَمَا حَسَبي إنْ قِسْتَهُ بِمُقَصِّرٍ،
حَبَاني أخي الجنيُّ، نَفسِي فِداؤه،
وما زالَ إهداءُ الهواجزِ بيننا،
وترقيقُ أقوامٍ لحينٍ ومأثمِ
وأمرُ السَّفى حتى التقينا غدية ً،
كِلانَا يُحامي عَنْ ذِمارٍ وَيَحتَمي
تُرِكْنَا وَخَلّى ذُو الهَوَادَة ِ بَيْنَنَا،
بأثقبِ نيرانِ العداوة ِ ترتمي
بِأفْيَحَ جَيّاشِ العَشِيّاتِ خِضْرِمِ
فقال: ألا فانزلْ على المجدِ سابقاً،
لكَ الخيرُ قلّدْ، إذْ سبقتَ، وأنعمِ
وولّى عميرٌ، وهو كابٍ، كأنّما(15/16)
يطلّى بحصٍّ، أوْ يغثّى بعظلمِ
وَنَحْنُ غَداة َ العَينِ يَوْمَ فُطَيْمَة ٍ
منعنا بني شيبانَ شربَ محلِّمِ
جَبَهْنَاهُمُ بِالطّعنِ، حتى تَوَجّهوا
وَهَزّوا صُدُورَ السّمهَرِيّ المُقَوَّمِ
وَأيّامَ حَجْرٍ، إذْ يُحَرَّقُ نَخْلُهُ،
ثَأرْنَاكُمُ يَوْماً بتَحْرِيقِ أرْقَمِ
كأنّ نخيلَ الشّطّ غبّ حريقهِ،
مَآتِمُ سُودٌ سَلّبَتْ عنْدَ مأتَمِ
وَنَحْنُ فَكْكنَا سَيّديكُم فأُرْسِلا
مِنَ المَوْتِ لمّا أُسْلِمَا شَرَّ مُسْلَمِ
نلافاهما بشرٌ منَ الموتِ بعدما
جَرَتْ لهُمَا طَيْرُ النّحُوسِ بأشْأمِ
فذلكَ منْ أيّامنا وبلائنا،
ونُعمَى عَليكُم إنْ شكَرْتُم لأنعُمِ
فَإنْ أنْتُم لمْ تَعْرِفُوا ذَاكَ، فاسألوا
أبَا مَالِكٍ أوْ سَائِلُوا رَهْطَ أشْيَمِ
وكائنْ لنا فضلاً عليكمْ ومنة ً
قَديماً، فَما تَدرُون مَا مَنُّ مُنعِمِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
رقم القصيدة : 17316
-----------------------------------
بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
كَردّ رَجيعِ الرّفضِ وَارموا إلى السِّلمِ
وكونوا كما كنّا نكونُ، وحافظوا
علينا كما كنّا نحافظُ عن رهمِ
نِساءِ مَوَالِينَا البَوَاكي، وَأنْتُمُ
مددتمُ بأيدينا حلافَ بني غنمِ
فلا تَكسِرُوا أرْماحَهمْ في صُدورِكُم
فتَغشِمَكمْ، إنّ الرّمَاحَ من الغَشْمِ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألمّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَة َ بَعْدَمَا
ألمّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَة َ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 17317
-----------------------------------
ألمّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَة َ بَعْدَمَا
وهى حبلها منْ حبلنا فتصرّما
فبتُّ كأنّي شاربٌ بعدَ هجعة ٍ
سُخامِيّة ً حَمْرَاءَ تُحسَبُ عَندَمَا
إذا بزلتْ منْ دنّها فاحَ ريحها،
وَقد أُخرِجَتْ من أسَودِ الجَوْفِ أدهمَا
لها حارسٌ ما يبرحُ الدّهرَ بيتها،(15/17)
إذا ذبحتْ صلّى عليها وزمزما
بِبابِلَ لمْ تُعْصَرْ،فجاءتْ سُلافَة ً
تُخَالِطُ قِنْدِيداً وَمِسكاً مُختَّمَا
يَطُوفُ بهَا سَاقٍ عَلَيْنَا مُتَوَّمٌ،
خفيفٌ ذفيفٌ ما يزالُ مفدَّما
بِكَأسٍ وَإبْريقٍ كَأنّ شَرَابَهُ،
إذا صُبّ في المِصْحَاة ِ خالَطَ بَقّمَا
لنا جلَّسانٌ عندها وبنفسجٌ،
وَسِيسِنْبَرٌ، وَالمَرْزَجُوشُ مُنَمنَمَا
وَآسٌ وَخيرِيٌّ، وَمَرْوٌ وَسَوْسَنٌ،
إذا كان هِنْزمْنٌ وَرُحْتُ مُخَشَّمَا
وشاهسفرمْ والياسمينُ ونرجسٌ
يصبحنا في كلّ دجنٍ تغيما
ومستقُ سينينٍ وونٌّ وبربطٌ
يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنّمَا
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ لا ضَغائِنَ بَيْنَهُمْ،
وقدْ جعلوني فيسحاهاً مكرَّما
فَدَعْ ذا وَلكِن رُبّ أرْضٍ مُتِيهَة ٍ
قطعتُ بحرجوجٍ، إذا اللّيلُ أظلما
بناجية ٍ كالفحلِ فيها تجاسرٌ،
إذا الرّاكِبُ النّاجي استَقى وَتَعَمّمَا
ترى عينها صغواءَ في جنبِ مؤقها
تُرَاقبُ في كَفّي القَطيعَ المُحرَّمَا
كأنّي ورحلي والفتانَ ونمرقي
عَلى ظَهْرِ طَاوٍ أسْفَعِ الخَدّ أخثَمَا
عليهِ ديابوذٌ تسريلَ تحتهُ
أرَنْدَجَ إسْكَافٍ يُخالِطُ عِظلِما
فَبَاتَ عَذُوباً للسّماءِ كَأنَّمَا
يُوَائِمُ رَهْطاً للعزُوبَة ِ صُيَّمَا
يَلُوذُ إلى أرْطَاة ِ حِقْفٍ تَلُفّهُ
خَرِيقُ شَمَالٍ تَترُكُ الوَجهَ أقْتَمَا
مكبّاً على روقيهِ يحفرُ عرقها
عَلى ظَهْرِ عُرْيَانِ الطّرِيقَة ِ أهْيَمَا
فلمّا أضاءَ الصّبحُ قام مبادرا
وحان انطلاق الشاة من حيث خيما
فَصَبّحَهُ عِنْدَ الشرُوقِ غُدَيّة ً
كِلابُ الفتى البكرِيّ عوْفِ بن أرْقَمَا
فأطْلَقَ عَنْ مَجْنِوبِها، فاتّبَعنَهُ
كمَا هَيّج السّامي المُعَسِّلُ خَشرَمَا
لدنْ غدوة ً حتى أتى الّليلُ دونهُ،
وجشّمَ صبراً ورقهُ، فتجشّما
وَأنْحَى عَلى شؤمَى يَدَيْهِ، فذادها
بأظمأ منْ فرعِ الذّؤابة ِ أسحما
وَأنْحَى لهَا إذْ هَزّ في الصّدْرِ رَوْقَهُ
كما شكّ ذو العودِ الجرادَ المخزَّما(15/18)
فشكّ لها صفحاتها صدرُ روقهِ
كما شكّ ذو العودِ الجرادَ المنظَّما
وأدبرَ كالشّعرى وضوحاً ونقبة ً،
يُوَاعِنُ مِنْ حَرّ الصّرِيمَة ِ مُعظَما
فَذلِكَ، بَعدَ الجَهدِ، شَبّهتُ ناقَتي
اٍ ذا الشّاة ُ يوماً في الكناسِ تجرثما
تؤمّ اٍياساً، اٍنّ ربّى أبى لهُ
يَدَ الدّهْرِ إلاّ عِزة ً وَتَكَرُّمَا
نماهُ الإلهُ فوقَ كلّ قبيلة ٍ،
أباً فأباً، يَأبَى الدّنِيَّة َ أيْنَمَا
ولم ينتكسْ يوماً فيظلمَ وجههُ
ليَرْكَبَ عَجْزاً أوْ يُضَارِعَ مأثَمَا
وَلَوْ أنّ عزَ النّاسِ في رَأسِ صَخرَة ٍ
ململمة ٍ تعيي الأرحَّ المخدَّ ما
لأعطاكَ ربُّ النّاسِ مفتاحَ بابها،
ولوْ لمْ يكنْ بابٌ لأعطاكَ سلّما
فما نيلُ مصرِ اٍذْ تسامى عبابهُ،
ولا بحرُ دانقياً اٍذا راحَ مفعما
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
اٍذا سئلَ المعروفَ صدَ وجمجما
هُوَ الوَاهِبُ الكُومَ الصّفَايا لجَارِهِ،
يشَّبهنَ دوماً،أوْنخيلاً مكمَّما
وكلَّ كميتٍ، كالقناة ِ محالهُ،
وكلَّ طمرٍّ كالهراوة ِ أدهما
وكلَّ مزاقٍ كالقناة ِ طمرّة ٍ،
أجردَ جيّاشَ الأجاريّ مرجما
وَكُلَّ ذَمُولٍ كَالَنِيقِ، وَقَيْنَة ٍ
تَجُرّ إلى الحَانُوتِ بُرْداً مُسَهَّمَا
ولمْ يدعُ ملهوفٌ منَ النّاسِ مثلهْ
ليَدْفَعَ ضَيْماً، أوْ ليَحمِلَ مَغرَمَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
رقم القصيدة : 17318
-----------------------------------
عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
بِجَوٍّ، أوْ عَرَفْتَ لهَا خِيَامَا
فهاجتْ شوقَ محزونٍ طروبٍ،
فَأسْبَلَ دَمْعَهُ فِيهَا سِجَامَا
وَيَوْمَ الخَرْجِ من قَرْماءَ هَاجَتْ
صِبَاكَ حَمَامَة ٌ تَدْعُو حَمَامَا
وَهَلْ يَشْتَاقُ مِثْلكَ مِنْ رُسُومٍ
عفتْ، اٍلاّ الأياصرَ والثُّماما
وقدْ قالتْ قتيلة ُ، اٍذْ رأتني،
وَقَدْ لا تَعدَمُ الحَسْنَاءُ ذَاما
أراكَ كبرتَ واستحد ثتَ خلقاً،(15/19)
وودّعتَ الكواعبَ والمداما
فَإنْ تَكُ لِمّتي، يا قَتْلُ، أضْحتْ
كأنّ على مفارقها ثغاما
وأقصرَ باطلي، وصحوتُ، حتى
كأنْ لمْ أجرِ في ددنٍ غلام
فإنّ دوائرَ الأيّامِ يفني
تَتَابُعُ وَقْعِهَا الذّكَرَ الحُسَامَا
وَقَدْ أَقْرِي الهُمُومَ إذا اعْتَرَتْني
عُذَافِرَة ً، مُضَبَّرَة ً، عُقَامَا
مفرَّجة ً يئطّ النِّسعُ فيها،
أطيطَ السّمهريّة ِ أنْ تقاما
إذا مَا رُعْتَهَا بِالزّجْرِ، أجّتْ
أجبجَ مصلَّمٍ يزفي نعما
تَشُقّ اللّيْلَ وَالسَّبَرَاتِ عَنْهَا،
بأتلعَ ساطعٍ يشري الزّماما
وتقتالُ النّسوعَ بجوزِ قرمٍ
مواشكة ً، إذا ما لا يومُ صاما
إذا مَا الآثِمَاتُ وَنَيْنَ، حَطّتْ
على العلاّتِ تجترعُ الإكاما
وَأدْكَنَ عَاتِقٍ، جَحْلٍ، سِبَحلٍ،
صبحتُ برّاحهِ شرباً كراما
مِنَ اللاتي حُمِلْنَ عَلى الرّوَايا،
كَرِيحِ المِسْكِ تَسْتَلّ الزّكَامَا
مشعشعة ً كأنّ على قراها،
إذا ما صرحتْ،ة قطعاً سهاما
تخيرها أخو عاناتَ شهراً،
وَرَجّى أوْلَهَا عَاماً، فَعَامَا
يُؤمِّلُ أنْ تَكُونَ لَهُ ثَرَاءً،
فأغلقَ دونها وعلا سواما
فَأعْطَيْنَا الوَفَاءَ بِهَا، وَكُنّا
نُهِينُ لِمثْلِهَا فِينَا السَّوَامَا
كأنّ شعاعَ قرنِ الشّمسِ فيها،
إذا ما فتْ عنْ فيها الختاما
وَبَيْضَاءِ المَعَاصِمِ إلْفِ لَهْوٍ،
خلوتُ بشكرها ليلاً تماما
حَلَفْتُ لَكُمْ عَلى ما قَدْ نَعَيْتُمْ
برأسِ العينِ إنْ نفضَ السّقاما
وشيكاً ثمّ ثابَ إليهِ جمعٌ،
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ إلى مَا
لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ بِمَجْرٍ،
يُثِيرُ بِكُلّ بَلْقَعَة ٍ قَتَامَا
عريضٍ تعجزُ الصّحراءُ عنهُ،
وَيَشْرَبُ قَبْلَ آخِرِهِ الجِمَامَا
يقودُ الموتَ يهديهِ إياسٌ،
على جرداءَ تستوفي الحزاما
تباري ظلّ مطردٍ ممرٍّ،
إذا ما هزّ أرعشَ واستقاما
أخُو النّجَدَاتِ لا يَكْبُو لِضُرٍّ
وَلا مَرِحٌ، إذَا ما الخيرُ دَامَا
لَهُ يَوْمَانِ: يَوْمُ لِعَابِ خَوْدٍ،(15/20)
وَيَوْمٌ يَسْتَمي القُحَمَ العِظَامَا
منيرٌ يحسرُ الغمراتِ عنهُ،
وَيَجْلُو ضَوْءُ غُرّتِهِ الظّلامَا
إذَا مَا عَاجِزٌ رَثّتْ قُوَاهُ
رَأى وَطْءَ الفِرَاشِ لَهُ، فَنَامَا
كفاهُ الحربَ، إذْ لقحتْ إياسٌ،
فَأعْلى عَنْ نَمَارِقِهِ فَقَامَا
إذَا مَا سَارَ نَحْوَ بِلادِ قَوْمٍ،
أزارهمُ المنيّة َ، والحماما
تروحُ جيادهُ مثلَ السّعالي،
حوافرهنّ تهتضمُ السَّلاما
كَصَدْرِ السّيفِ أخْلَصَهُ صِقَالٌ،
إذا ما هزّ مشهوراً حساما
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يطنّ النّاسُ بالمليـ
يطنّ النّاسُ بالمليـ
رقم القصيدة : 17319
-----------------------------------
يطنّ النّاسُ بالمليـ
ـنِ أنّهما قدِ التأما
فإنْ تسمعْ بلأمهما،
فإنّ الخطبَ قدْ فقما
وإنّ الحربَ أمسى فحـ
ـلُهَا في النّاسِ مُحْتَلِمَا
حَدِيداً نَابُهُ، مُسْتَدْ
لِقاً، مُتَخَمِّطاً، قَطِمَا
أتانا عنْ بني الأحرا
رِ قولٌ لمْ يكنْ أمما
أرادوا نحتَ أثلتنا،
وكنّا نمنعُ الخطما
وَكَانَ البَغْيُ مَكْرُوهاً
وقولُ الجهلِ منتحما
فَبَاتُوا لَيْلَهُمْ سَمَراً
ليسدوا غبّ ما نجما
فغبّوا نحونا لجباً،
يهدّ السّهلَ والأكما
سوابغَ محكمِ الماذِ
يّ، شَدّوا فَوْقَهَا الحُزُمَا
فَجَاءَ القَيْلُ هَامَرْزٌ،
عَلَيْهِمْ يُقْسِمُ القَسَمَا
يَذُوقُ مُشَعْشَعاً حَتى
يفيءَ السّبيَ والنَّعما
فَلاقَى المَوْتَ مُكْتَنِعاً،
وَذُهْلاً دُونَ مَا زَعَمَا
أباة َ الضّيمِ، لا يعطو
نَ منْ عادوهُ ما حكما
أبتْ أعناقهمْ عزّاً،
فَمَا يُعْطُونَ مَنْ غَشَمَا
على جردٍ مسوَّمة ٍ،
عوابسَ تعلكُ اللُّجما
تَخَالُ ذَوَابِلَ الخَطّ
ـيّ في حافاتها أجما
فَتَنَا القَيْلَ هَامَرْزاً،
وَرَوّيْنَا الكَثِيبَ دَمَا
ألا يا ربّ ما حسرى
ستنكحها الرّماحُ حما
صَبَحْنَاهُمْ مُشَعْشَعَة ً
تخالُ مصبها رذما
صَبَحْنَاهُمْ بِنُشّابٍ،
كيفٍ قعقعَ الأدما
هُنَاكَ فِدى لَهُمْ أُمّتي،
غداة َ تواردوا العلما(15/21)
بضربهمُ حبيكَ البيـ
ـضِ، حتى ثلّموا العجما
بِمِثْلِهِمُ غَدَاة َ الرّوْ
عِ يَجْلُو العِزَّ وَالكَرَمَا
كتائبُ منْ بني ذهلٍ،
عَلَيْهَا الزَّغْفُ قَدْ نُظِمَا
فَلاقَوا مَعْشَراً أُنُفاً،
غِضَاباً، أحْرَزُوا الغَنَمَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طهارة ...
طهارة ...
رقم القصيدة : 1732
-----------------------------------
مَلِكٌ يأتي إليهْ
يُسقِطُ الظّلَّ عليهْ
ولهذا
يذهَبُ النّهرُ إلى البحرِ
لكي يغسِلَ بالمِلحِ يديهْ !
العصر الجاهلي >> الأعشى >> أتَهْجُرُ غَانِيَة ً أمْ تُلِمّ،
أتَهْجُرُ غَانِيَة ً أمْ تُلِمّ،
رقم القصيدة : 17320
-----------------------------------
أتَهْجُرُ غَانِيَة ً أمْ تُلِمّ،
أمِ الحَبْلُ وَاهٍ، بِهَا مُنْجَذِمْ
أمِ الصّبرُ أحْجَى ، فَإنّ امْرَأً
سينفعهُ علمهُ إنْ علمْ
كما راشدٍ تجدنّ امرأً
تبينَ ثمّ انتهى ، أو قدمْ
عَصَى المُشْفِقِينَ إلى غَيّهِ،
وكلَّ نصيحٍ لهُ يتهمْ
وما كانَ ذلكَ إلاّ الصّبى ،
وإلاّ عقابَ امرئٍ قدَ أثمْ
وَنَظْرَة َ عَيْنٍ، عَلى غِرّة ٍ،
محلَّ الخليطِ بصحراءِ زمْ
ومبسمها عنْ شتيتِ النّبا
تِ غيرِ أكسٍّ، ولا منقضمْ
فَبَانَتْ وَفي الصّدْرِ صَدْعٌ لهَا،
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ ما يَلْتَئِمْ
فَكَيْفَ طِلابُكَهَا، إذْ نَأتْ
وأدنى مزاراً لها ذو حسمْ
وَصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا،
وأبرزها، وعليها ختمْ
وقابلها الرّيحُ في دنّها،
وصلّى على دنّها وارتسمْ
تمززتها غيرَ مستدبرٍ
عَنِ الشَّربِ أوْ مُنكِرٍ مَا عُلِمْ
وَأبْيَضَ كالسّيْفِ يُعطي الجَزِيـ
ـلَ يجودُ ويغزو إذا ما عدمْ
تضيفتُ يوماً على نارهِ
مِنَ الجُودِ في مَالِهِ أحْتَكِمْ
ويهماءَ تعزفُ جنّانها،
مناهلها آجناتٌ سدمْ
قطعتُ برسامة ٍ جسرة ٍ
عذَافِرَة ٍ كَالَفَنِيقِ القَطِمْ
غَضُوبٍ مِنَ السّوْطِ، زَيّافَة ٍ،
إذا مَا ارْتَدى بالسّرَاة ِ الأكَمْ
كَتُومَ الرُّغَاءِ، إذا هجّرَتْ،(15/22)
وَكَانَتْ بَقِيّة َ ذَوْدٍ كُتُمْ
تُفَرِّجُ لِلْمَرْءِ مِنْ هَمّهِ،
ويشفى عليها الفؤادُ السّقمْ
إلى المرءِ قيسٍ أطيلُ السّرى ،
وَآخُذُ مِنْ كُلّ حَيٍّ عُصُمْ
وكمْ دونَ بيتكَ منْ معشرٍ
صُبَاة ِ الحُلُومِ، عُدَاة ٍ غُشُمْ
إذا أنا حييتُ لمْ يرجعوا
تَحِيّتَهُمْ، وَهُمُ غَيْرُ صُمّ
وإدلاجِ ليلٍ على خيفة ٍ،
وَهَاجِرَة ٍ حَرُّهَا يَحْتَدِمْ
وإنّ غزاتكَ منْ حضر موت
أتَتْني وَدُوني الصّفا وَالرَّجَمْ
مقادكَ بالخيلِ أرضَ العدو
وجذعانها كلفيظِ العجمْ
وجيشهمُ ينظرونَ الصّبا
حَ فَاليَوْمَ من غَزْوَة ٍ لمْ تَخِمْ
وُقُوفاً بِمَا كَانَ مِنْ لأمَة ٍ،
وَهُنّ صَيَامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ
فَأظْعَنْتَ وِتْرَكَ مِنْ دَارِهِمْ،
وَوِتْرُكَ في دارِهِمْ لَمْ يُقِمْ
تَؤمّ دِيَارَ بَني عَامِرٍ،
وأنتَ بآلِ عقيلٍ فغمْ
أذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَهَا،
وقد تكرهُ الحربُ بعدَ السَّلمْ
تعودُ عليهمْ وتمضيهمُ،
كمَا طَافَ بِالرّجْمَة ِ المُرْتَجِمْ
وَلمْ يُودِ مَنْ كُنتَ تَسعَى لَهُ،
كمَا قِيلَ في الحَيّ أوْدَى دَرِمْ
وَكَانَكْ كَحُبْلى غَدَاة َ الصْبَا
حِ كَانَتْ وِلادَتُهَا عَنْ مُتِمّ
يقوعلى الوغمِ في قومهِ،
فيعفو إذا شاءَ أوْ ينتقمْ
أخو الحربِ لا ضرعٌ واهنٌ،
ولمْ ينتعلْ بقبالٍ خذمْ
ومامزبدٌ منْ خليجِ الفرا
تِ، جونٌ غواربهُ، تلتطمْ
يكبّ الخليّة َ ذاتَ القلا
عِ، قد كادَ جؤجؤها ينحطمْ
تكأكأ ملاّحها وسطها،
منَ الخوفِ كوثلها يلتزمْ
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
إذا ما سماؤهمْ لمْ تغمْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَة َ المُصْطَفَا
ة َ كالنّخلِ طافَ بها المجترمْ
وكلَّ كميتٍ كجذعِ الطّريـ
ـق يردي على سلطاتٍ لثمْ
سنابكهُ كمداريِ الظّبا
ءِ،أطرافهنّ على الأرضِ شمّ
يصيدُ النَّحوصَ، ومسحلها،
وَجَحشَهُما قَبلَ أنْ يَستَحمْ
ويومٍ إذا ما رأيتُ الصِّوا
رَ أدْبَرَ كَاللّؤلُؤ المُنْخَرِمْ
تَدَلّى حَثِيثاً كَأنّ الصِّوَا(15/23)
رَ أتبعهُ أزرقيٌّ لحمْ
فَإنّ مُعَاوِيَة َ الأكْرَمِين
عِظَامُ القِبَابِ، طِوَالُ الأُمَمْ
مَتَى تَدْعُهُمْ لِلِقَاءِ الحُرُو
بِ تأتِكَ خَيْلٌ لَهُمْ غَيرُ جُمْ
إذَا مَا هُمُ جَلَسُوا بِالعَيشِـ
يّ فأحلامُ عادٍ وأيدي هضمْ
وعوراءَ جاءتْ، فجاوبتها
بشنعاءَ ناقية ٍ للرَّقمْ
بذاتِ نفيٍّ لها سورة ٌ
إذَا أُرْسِلَتْ فَهْيَ مَا تَنْتَقِمْ
تقولُ ابنتي حينَ جدّ الرّحيلُ
أرانا سواءً ومنْ قدْ يتمْ
أبانا فلا رمتَ منْ عندنا،
فَإنّا بِخَيْرٍ إذَا لَمْ تَرِمْ
وَيَا أبَتَا لا تَزَلْ عِنْدَنَا
فإنا نخافُ بأنْ تخترمْ
أرانا إذا أضمرتكَ البلا
دُ نجفى ، وتقطعُ منّا الرّحمْ
أفي الطّوْفِ خِفْتِ عَليّ الرّدَى ،
وكمْ منْ ردٍ أهلهُ لمْ يرمْ
وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ:
عُمَانَ، فحِمصَ، فَأُورِيشَلِمْ
أتيتُ التّجاشيّ في أرضهِ،
وأرضَ النّبيطِ وأرضَ العجمْ
فنجرانَ فالسّروَ منْ حميرٍ،
فأيَّ مرامٍ لهُ لمْ أرمْ
ومنْ بعدِ ذاكَ إلى حضر موت،
فأوفيتُ همّي وحيناً أهمّ
ألمْ تري الحضرَ،إذْ أهلهُ
بنعمى ، وهلْ خالدٌ منْ نعمْ
أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو
دَ حَوْلَينِ يَضرِبُ فيهِ القُدُمْ
فما زادهُ ربُّهُ قوّة ً،
ومثلُ مجاورهِ لمْ يقمْ
فلما رأى ربُّّهُ فعلهُ
أتَاهُ طُرُوقاً فَلَم يَنْتَقِمْ
وَكَانَ دَعَا رَهْطَهُ دَعْوَة ً،
هلمّ إلى أمرِكمْ قدْ صرمْ
فَمُوتُوا كِرَاماً بِأسْيَافِكُمْ
وَللمَوْتُ يَجْشَمُهُ مَنْ جَشِمْ
وَللمَوْتُ خَيْرٌ لِمَنْ نَالَهُ،
إذا المرءُ أمّتهُ لمْ تدمْ
فَفي ذَاك للمُؤتَسِي أُسْوَة ٌ،
ومأربُ قفّى عليها العرمْ
رُخَامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ،
إذَا جَاءَهُ مَاؤهُمْ لَمْ يَرِمْ
فأروى الزّروعَ وأعنابها،
على سعة ٍ ماؤهمْ إذْ قسمْ
فَعَاشُوا بِذَلِكَ في غِبْطَة ٍ،
فَجَارَ بهِمْ جَارِفٌ مُنْهَزِمْ
فطارَ القيولُ وقيلاتها،
بيهماءَفيها سرابٌ يطمْ
فطاروا سراعاً وما يقدرو
نَ منهُ لشربِ صبيٍّ فطمْ(15/24)
العصر الجاهلي >> الأعشى >> يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
رقم القصيدة : 17321
-----------------------------------
يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
ألعبدٍ أعرضنا أمْ على ما
لَيْسَ عَنْ بِغْضَة ٍ حُذافَ، وَلكِنْ
كانَ جهلاً بذلكمْ، وعراما
لمْ نَطَأكُمْ يَوْماً بِظُلْمٍ، وَلمْ نَهْـ
ـتِكَ حِجَاباً وَلَمْ نُحِلّ حَرَاما
يابني المنذرِ بنِ عبيدانَ، والبط
ـنة ُ يوماً قدْ تأفنُ الأحلاما
لمْ أمرتمْ عبداً ليهجو قوماً
ظَالمِيهِمْ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ، كِرَامَا
والّتي تلبثُ الرّؤوسَ منَ النُّعـ
مَى ، وَيَأتي إسْمَاعُهَا الأقْوَامَا
يومَ حجرٍ بما أزلَّ إليكمْ،
إذْ تذكّى في حافتيهِ الضّراما
جَارَ فيهِ، نَافَى العُقَابَ، فأضْحى
آئِدَ النّخْلِ يَفْضَحُ الجُرّامَا
فَتَرَاهَا كَالخُشْنِ تَسْفَحُهَا النّيـ
رَانُ سُوداً مُصَرَّعاً وَقِيَامَا
ثُمّ بِالعَيْنِ عُرّة ٌ تَكْسِفُ الشّمْـ
ـسَ ويوماً ما ينجلي إظلاما
إذا أتَتْكُمْ شَيْبَانُ في شَارِقِ الصّبْـ
ـحِ، بكبشٍ ترى لهُ قدّاما
فغدونا عليهمُ بكرَ الور
دِ، كما توردُ النّضيحَ الهياما
بِرِجَالٍ كَالأسْدِ، حَرّبَهَا الزّجْـ
ـرُ، وخيلٍ ما تنكرُ الإقداما
لا نَقِيهَا حَدَّ السّيُوفِ وَلا نأ
لَمُ جُوعاً وَلا نبَالي السُّهَامَا
سَاعَة ً أكْبَرَ النّهَارِ كَمَا شلّ
مُخيِلٌ لِنَوْئِهِ أغْنَامَا
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيرَ مِيلٍ؛
وكهولاً مرجحاً أحلاما
ثُمّ وَلّوْا عِنْدَ الحَفِيظَة ِ وَالصّبْـ
ـرِ، كما يطحرُ الجنوبُ الجهاما
ذاكَ في جَبْلِكُمْ لَنَا، وَعَلَيْكُمْ
نعمة ٌ لوْ شكرتمُ الإنعاما
وَإذَا مَا الدّخَانُ شَبّهَهُ الآ
نُفُ يَوْماً، بِشَتْوَة ٍ، أهْضَامَا
فلقدْ تصلقُ القداحُ على النيـ
ـبِ، إذَا كَانَ يَسْرُهُنّ غَرَامَا
بِمَسَامِيحَ في الشّتَاءِ يَخَالُو
نَ على كلّ فالجٍ إطعاما
قبابٍ مثلِ الهضابِ وخيلٍ،(15/25)
وصعادٍ حمرٍ، يقينَ السِّماما
في مَحَلٍّ مِنَ الثّغُورِ غُزَاة ٍ،
فإذا خالطَ الغوارُ السَّواما
كانَ منّا المطاردونَ عنِ الأخـ
رَى ، إذا أبْدَتِ العَذَارَى الخِدَمَا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
رقم القصيدة : 17322
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
عَلى المَرْءِ، إلاّ عَنَاءٌ مُعَنّ
يَظَلّ رَجِيماً لرَيْبِ المَنُون،
وَللسّقْمِ في أهْلِهِ وَالحَزَنْ
وهالكِ أهلٍ يجنّونهُ،
كَآخَرَ في قَفْرَة ٍ لمْ يُجَن
وما إنْ أرى الدّهرَ في صرفهِ،
يُغادِرُ مِنْ شَارِخٍ أوْ يَفَنْ
فهلْ يمنعنّي ارتيادي البلا
دِ منْ حذرِ الموتِ أنْ يأتينْ
ألَيْسَ أخُو المَوْتِ مُسْتَوْثِقاً
عَليّ، وَإنْ قُلْتُ قَدْ أنْسَأنْ
عليّ رقيبٌ لهُ حافظٌ،
فقلْ في امرئٍ غلقٍ مرتهنْ
أزالَ أذينة َ عنْ ملكهِ،
وأخرجَ منْ حصنهِ ذا يزنْ
وخانَ النّعيمُ أبا مالكٍ،
وَأيُّ امرِىء ٍ لمْ يَخُنْهُ الزّمَنْ
أزالَ الملوكَ، فأفناهمُ،
وأخرجَ منْ بيتهِ ذا حزنْ
وعهدُ الشّبابِ ولذّاتهُ،
فَإنْ يَكُ ذَلِكَ قَدْ نُتّدَنْ
وطاوعتُ ذا الحلمِ فاقتادني،
وَقَدْ كُنْتُ أمْنَعُ مِنْهُ الرّسَنْ
وَعَاصَيتُ قَلْبيَ بَعْدَ الصّبَى ،
وأمسى ، وما إنْ لهُ من شجنْ
فَقَدْ أشْرَبُ الرّاحَ قَدْ تَعْلَمِيـ
ـنَ، يومَ المقامِ ويومَ الظعنْ
وَأشْرَبُ بِالرّيفِ حَتى يُقَا
لَ: قد طالَ بالرّيفِ ما قد دَجَنْ
وَأقْرَرْتُ عَيْني مِنَ الغَانِيَا
تِ، إما نكاحاً وإمَّا أزنّ
منْ كلّ بيضاءَ ممكورة ٍ
لهابَشَرٌ نَاصِعٌ كَاللّبَنْ
عريضة ُ بوصٍ إذا أدبرتْ،
هضيمُ الحشا شختة ُ المحتضنْ
إذا هنّ نازلنَ أقرانهنّ،
وكانَ المصاعُ بما في الجونْ
تُعَاطي الضّجيعَ، إذا أقْبَلَتْ،
بُعَيْدَ الرّقَادِ، وَعِنْدَ الوَسَنْ
صليفّة ً طيباً طعمها،
لهَا زَبَدٌ بَينَ كُوبٍ وَدَنّ
يصبّ لها السّقيانِ المزا(15/26)
جَ، مُنْتَصَفَ اللّيلِ من ماءِ شنّ
وَبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السّدِير،
مَشَارِبُهَا دَاثِرَاتٌ أُجُنْ
قطعتُ، إذا خبّ ريعانها،
بِدَوْسَرَة ٍ جَسْرَة ٍ كَالَفدَنْ
بِحِقّتِهَا حُبِسَتْ في اللَّجِيـ
نِ، حتى السّديسُ لها قد أسَنّ
وَطَالَ السّنَامُ عَلى جَبْلَة ٍ،
كخلقاءَ من هضباتِ الضَّجنْ
فَأفْنَيْتُهَا، وتَعَلَلْتُهَا
عَلى صَحْصَحٍ كَرِدَاءِ الرّدَنْ
تُرَاقِبُ مِنْ أيْمَنِ الجَانِبَيْـ
ـنِ بالكفّ من محصدٍ قد مرنْ
تَيَمّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ
من الأرضِ من مهمة ٍ ذي شزنْ
وَمِنْ شَانىء ٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ،
إذا ما انتسبتُ لهُ أنكرنْ
وَمِنْ آجِنٍ أوْلَجَتْهُ الجَنُو
بُ دِمْنَة َ أعْطانِهِ، فَاندَفَنْ
وجارٍ أجاورة ُ إذْ شتو
تُ، غيرِ أمينٍ، ولا مؤتمنْ
وَلَكِنّ رَبّي كَفَى غُرْبَتي،
بحمدِ الإلهِ، فقدْ بلغنْ
أخا ثقة ٍ عالياً كعبهُ،
جزيلَ العطاءِ، كريمَ المننْ
كَرِيماً شَمَائِلُهُ مِنْ بَني
مُعَاوِيَة َ الأكْرَمِينَ السُّنَنْ
فَإنْ يَتْبَعُوا أمْرَهُ يَرْشُدُوا،
وإنْ يسألوا مالهُ لا يضنّ
وإنْ يستضافوا إلى حكمهِ،
يضافُ إلى هادنٍ قدْ رزنْ
وَمَا إنْ عَلى قَلْبِهِ غَمْرَة ٌ،
وما إنْ بعظمٍ لهُ منْ وهنْ
وَمَا إنْ عَلى جَارِهِ تَلْفَة ٌ
يساقطها كسقاطِ الغبنْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَة َ المُصْطَفَا
ة ، كالنخلِ زينها بالرَّجنْ
وكلَّ كميتٍ كجذعِ الخصا
بِ، يرنوا القناءَ، إذا ما صفنْ
تراهُ إذا ما عدا صحبهُ
بجانبهِ مثلَ شاة ِ الأرنْ
أضَافوا إلَيهِ، فَألْوَى بهِمْ
تقولُ جنوناً، ولمّا يجنّ
ولمْ يلحقوهُ على شوطهِ،
وَرَاجَعَ مِنْ ذِلّة ٍ فاطْمَأنّ
سَمَا بِتَلِيلٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، حرِّ القذالِ، طويلِ الغسنْ
فلأياً بلأيٍ، حملنا الغلا
مَ، كَرْهاً، فأرْسَلَهُ، فامتَهَن
كأنّ الغلامَ نحا للصُّوا
رِ، أزرقَ ذا مخلبٍ قد دجنْ
يسافعُ غوريّة ً،
لِيُدْرِكَهَا في حَمَامٍ ثُكَنْ(15/27)
فَثَابَرَ بِالرّمْحِ حَتّى نَحَا
هُ في كفلٍ كسراة ِ المجنّ
ترى اللّحمَ من ذابلٍ قدْ ذوى ،
ورطبٍ يرفَّعُ فوقَ العننْ
يطوفُ العفاة ُ بأبوابهِ،
كطوفِ النّصارى ببيتِ الوثنْ
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ، بينَ الحريرِ وبينَ الكتنْ
ويقبلُ ذو البثَ، والراغبو
نَ في لَيْلَة ٍ، هيَ إحدى اللَّزَنْ
لِبَيْتِكَ، إذْ بَعْضُهُمْ بَيْتُهُ
مِنَ الشّرّ مَا فيهِ مِنْ مُسْتَكَنّ
وَلمْ تَسْعَ للحَرْبِ سَعيَ امْرِىء ٍ،
إذا بطنة ٌ راجعنهُ سكنْ
ترى همَّهُ نظراً خصرهُ،
وهمُّكَ في الغزو لا في السَّمنْ
وفيكلّ عامٍ لهُ غزوة ٌ،
تحتّ الدّوابرَ حتَّ السَّفنْ
حَجُونٌ تُظِلّ الفَتى جَاذِباً
عَلى وَاسِطِ الكُورِ عِندَ الذّقَنْ
تَرَى الشّيخَ منها لِحُبّ الإيَا
بِ يرجفُ كالشّرفِ المستحنْ
فلمّا رأى القومُ منْ ساعة ٍ
منَ الرأيِ ما أبصروهُ اكتمنْ
نُ منْ قطعِ يأسٍ ولا من يقنْ
تباري الزِّجاجَ مغاويرها،
شماطيطَ في رهجٍ كالدَّخنْ
تَدُرّ عَلى أسْوُقِ المُمْتَرِيـ
نَ رَكضاً إذا ما السّرَابُ ارْجَحنْ
فبا عجبَ الرّهنِ للقائلا
تِ منِ آخرِ اللّيلِ ماذا احتجنْ
وما قدْ أخذنَ ما قدْ تركـ
نَ في الحَيّ مِنْ نِعْمَة ٍ وَدِمَنْ
وأقبلنَ يعرضنَ نحو امرئٍ
إذا كَسبَ المَالَ لمْ يَخْتَزِنْ
وقدْ يشتريهِ بأغلى الثّمنْ
وَلا يَدَعُ الحَمْدَ أوْ يَشْتَرِيـ
ـهِ بوشكِ الفتورِ ولا بالتَّونْ
عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِىء ٍ مَاجِدٍ
تمهّلَ في الحربِ حتى اثّخنْ
سَلاجِمَ كالنّحْلِ أنْحَى لهَا
قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
وذا هبَّة ٍ غامضاً كامهُ،
وَأجْرَدَ مُطّرِداً كَالشَّطَنْ
وَبَيْضَاءَ كَالنَّهْيِ مَوْضُونة ً،
لها قونسٌ فوقَ جيبِ البدنْ
وَقَدْ يَطْعُنُ الفَرْجَ يَوْمَ اللّقا
ءِ بالرّمحِ يحبسُ أولى السُّننْ
فهذا الثناءُ، وإنّي امرؤٌ
إليكَ بعدٍ قطعتُ القرنْ
وَكُنْتُ امْرَأً، زَمَناً بِالعِرَاق،
عفيفَ المناخِ، طويلَ التّغنّ(15/28)
وَحَوْليَ بَكْرٌ وَأشْيَاعُهَا،
وَلَسْتُ خَلاة ً لمَن أوْعَدَنْ
وَنُبّئْتُ قَيْساً، وَلَمْ أبْلُهُ
كمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمنْ
رَفيعَ الوِسَادِ، طَوِيلَ النّجَا
دِ ضَخمَ الدّسيعَة ِ رَحبَ العَطَنْ
يشقّ المورَ ويجتابها،
كشقّ القراريّ ثوبَ الرَّدنْ
فَجِئْتُكَ مُرْتَادَ مَا خَبّرُوا،
وَلَوْلا الذي خبّرُوا لمْ تَرَنْ
فَلا تَحْرِمَنّي نَداكَ الجَزِيل،
فإني امرؤٌ قبلكمْ لمْ أهنْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
رقم القصيدة : 17323
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
مغلغلة ً أحانَ أمِ ازدرانا
فإنّا قَدْ أقَمْنَا، إذْ فَشِلْتُمْ،
وَإنّا بِالرِّدَاعِ لِمَنْ أتَانَا
مِنَ النَّعَمِ الّتي كَحِرَاجِ إيلٍ،
تحشّ الأرضَ شيماً أوْ هجانا
وكلَّ طوالة ٍ شنجٍ نساها،
تبدُّ بدا المعارقِ والعنانا
وَأجْرَدَ مِنْ فُحُولِ الخَيْلِ طِرْفٍ
كأنّ على شواكلهِ دهانا
وَيَحْمي الحَيَّ أرْعنُ ذُو دُرُوعٍ،
منَ السُّلافِ تحسبهُ إوانا
فلا وأبيكَ، لا نعطيكَ منها،
طِوَالَ حَيَاتِنَا، إلاّ سِنَانَا
وَإلاّ كُلَّ أسْمَرَ، وَهْوَ صَدْقٌ،
كأنّ اللّيطَ أنبتَ خيزرانا
وَإلاّ كُلَّ ذِي شُطَبٍ صَقِيلٍ،
يَقُدّ، إذا عَلا، العُنُقَ الجِرَانا
أكَبّ عَلَيْهِ مِصْقَلَتَيْهِ يَوْماً،
أبو عجلانَ يشحذاه، فتانا
فَظَلّ عَلَيْهِ يَرْشَحُ عَارِضَاهُ
يَحُدّ الشّفْرَتَينِ، فَمَا ألانا
ولا نعطي المنى قوماً علينا،
كمَا لَيْسَ الأمُورُ على مُنَانَا
ولاكشفٌ، فنسأمَ حربَ قومٍ،
إذا أزَمَتْ رَحى ً لَهُمُ رَحَانَا
يَسُوقُ لَنَا قِلابَة َ عَبْدُ عَمْرٍو
ليَرْمِيَنَا بِهِمْ، فِيمَنْ رَمَانَا
وَلَوْ نَظَرُوا الصّباحَ، إذاً لَذاقُوا
بِأطْرَافِ الأسِنّة ِ، مَا قِرَانَا
وَإنّا بِالصُّلَيْبِ وَبَطْنِ فَلجٍ،
جميعاً، واضعينَ بها لظانا(15/29)
نُدَخِّنُ بِالنّهَارِ لِتُبصِرينَا،
وَلا نَخْفَى عَلى أحَدٍ بَغَانَا
فَإنْ يَحْتَفْ أبُو عِمْرانَ عَنّا
فإنّا، والثواقبِ، لوْ رآنا
لَقَالَ المُعْوِلاتُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ:
لقدْ حانتْ منيتهُ وحانا
العصر الجاهلي >> الأعشى >> خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ،
خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ،
رقم القصيدة : 17324
-----------------------------------
خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ،
وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ
فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ،
يرعوي حيناً، وأحياناً يحنّ
بلعوبٍ طيبٍ أردانها،
رَخْصَة ِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ
وهيَ إنْ تقعدْ نقاً منْ عالجٍ،
ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ
ينتهي منها الوشاحانِ إلى
حبلة ٍ، وهي بمتنٍ كالرّسنْ
خلقتْ هندٌ لقلبي فتنة ً،
هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ
لاأرها في خلاءٍ مرّة ً،
وهي في ذاكَ حياءً لمْ تزنْ
ثمّ أرسلتُ إليها أنّني
مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ
وأرجّيها وأخشى ذعرها،
مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ
رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا
بعطايا، لمْ تكدّرها المننْ
أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي
سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ
وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ،
وفليجِ المسكِ والشّاهسفرنْ
وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا
ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ
وطنابيرَ حسانٍ صوتها،
عندَ صنجٍ، كلّما مسّ أرنْ
وإذا المسمعُ أفنى صوتهُ،
عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ
وإذا ما غضّ منْ صوتيهما،
وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ
وإذا الدّنّث شربنا صفوهُ،
أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ
بمتاليفَ أهانوا مالهمْ،
لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ
فترى إبريقهمْ مسترعفاً،
بشمولٍ صفقتْ منْ ماءِ شنْ
غُدْوَة ً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً،
مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ
ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى
قطفِ المشيِ، قليلاتِ الحزنْ(15/30)
عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ،
واذكرنْ في الشعرِ دهقانَ اليمنْ
بأبي الأشعثِ قيسٍ،إنّهُ
يشتري الحمدَ بمنفوسِ الثّمنْ
جئتهُ يوماً، فأدنى مجلسي،
وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ
وثمانينَ عشارٌ، كلُّها
آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ
وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَة ٍ
وذلولٍ جسرة ٍ مثلِ الفدنْ
العصر الجاهلي >> الأعشى >> ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
رقم القصيدة : 17325
-----------------------------------
ذَرِيني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغَوَانِيَا
مَتى كُنْتُ ذَرّاعاً أسُوقُ السّوَانِيَا
ترجّى ثراءً منْ سياسٍ، ومثلها،
ومن قلبها ما كنتُ للمالِ راجيا
سأوصي بصيراً إنْ دنوتُ من البلى ،
وَكلُّ امرِىء ٍ يَوْماً فانِيَا
بأنْ لا تأنَّ الودَّ منْ متباعدٍ،
وَلا تَنْأ إنْ أمْسَى بقُرْبكَ رَاضِيا
فذا الشَّنءِ فاشنأهُ وذا الودّهِ فاخزهِ
عَلى وُدّهِ أوْ زِدْ عَلَيْهِ العَلانِيَا
وَآسِ سَرَاة َ الحيّ حَيثُ لَقِيتَهُمْ،
ولا تكُ عنْ حملِ الرِّباعة ِ وانيا
وإنْ بشرٌ يوماً أحالَ بوجههِ
عَلَيْكَ فَحُلْ عَنْهُ وَإن كان دانِيا
وإنّ تُقَى الرّحْمَنِ لا شَيْءَ مِثْلُهُ،
فصَبْراً إذا تَلقَى السِّحاقَ الغَرَاثِيَا
وَرَبَّكَ لا تُشْرِكْ بِهِ، إنّ شِرْكَهُ
يحطّ من الخيراتِ تلك البواقيا
بَلِ الله فَاعْبُدْ، لا شَرِيكَ لوَجههِ،
يكنْ لكَ فيما تكدَحُ اليَوْمَ رَاعِيا
وإيّاكَ والميتاتِ لاتقربنّها،
كَفَى بِكَلامِ الله عَنْ ذاكَ نَاهِيَا
ولا تعدنّ النّاسَ ما لستَ منجزاً،
ولا تشتمنْ جاراً لطيفاً مصافيا
وَلا تَزْهَدَنْ في وَصْلِ أهْلِ قَرَابَة ٍ،
ولا تكُ سبعاً في العشيرة ِ عاديا
وإنِ امرؤٌ أسدى إليكَ أمانة ً،
فأوفِ بها إنْ متَّ سميتَ وافيا
وجارة َ جنبِ البيتِ لاتنعَ سرّها،
فإنك لا تَخْفَى عَلى الله خَافِيَا
ولا تحسدنْ مولاكَ إنْ كان ذا غنى ً،(15/31)
وَلا تَجفُهُ إنْ كنتَ في المَالِ غَانِيَا
وَلا تَخذُلَنّ القَوْمَ إنْ نابَ مَغْرَمٌ،
فَإنّكَ لا تَعْدَمْ إلى المَجْدِ دَاعِيا
وَكنْ من وَرَاءِ الجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً،
وأوفدْ شهاباً يسفعُ الوجهَ حاميا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ
تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ
رقم القصيدة : 17326
-----------------------------------
تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ
ودَمعٍ كسَحٍّ السِّقاءِ السَّرِبْ
للعبِ قُصَيٍّ بأحلامِها
وهل يَرجِعُ الحلمُ بعدَ اللَّعِبْ؟
ونفيِ قُصَيٍّ بني هاشمٍ
كنفيِ الطُّهاة ِ لطافَ الخَشَبْ
وقولٍ لأحمدَ: أنتَ امرؤٌ
خَلوفُ الحديثِ، ضَعيفُ السَّبَبْ
وإنْ كانَ أحمدُ قد جاءَهُمْ
بحقٍّ ولم يأتِهِمْ بالكذِبْ
على أنَّ إخوانَنا وازَروا
بني هاشمٍ وبني المطَّلِبْ
هُما أخوانِ كعظمِ اليمينِ
أمراً علينا بعقدِ الكَرَبْ
فَيالَ قُصَيٍّ، ألمْ تُخْبَروا
بما حلَّ مِن شؤونٍ في العربْ
فلا تُمْسكُنَّ بأَيديكُمو
بُعيدَ الأنوف بعجْبِ الذَّنَبْ
ورُمتُمْ بأحمدَ ما رمتمُو
على الأصراتِ وقربِ النسَبْ
إلامَ إلامَ تَلاقَيْتُمو
بأمرِ مُزاحٍ وحلمٍ عَزَبْ؟
زَعَمتُم بأنَّكمو جِيرة ٌ
وأَنَّكمو إخوَة ٌ في النَّسَبْ
فكيفَ تُعادونَ أبناءَهُ
وأهلَ الدِّيانة ِ بيتَ الحَسَبْ ؟
فإنَّا ومن حَجَّ مِن راكبٍ
وكعبة ِ مكَّة َ ذاتِ الحُجَبْ
تَنالون أحمدَ أو تَصْطلوا
ظُباة َ الرِّماحِ وحَدَّ القُضُبْ
وتَعْتَرفوا بينَ أبياتِكُمْ
صُدورَ العَوالي وخَيلاً عُصَبْ
إذِ الخيلُ تَمْزَعُ في جَرْيِها
بسَيرِ العَنيقِ وحثِّ الخَبَبْ
تَراهُنَّ مِن بينِ ضافي السَّبيبِ
قَصيرَ الحزامِ طويلَ اللَّبَبْ
وجَرْداءَ كالظَّبِي سَيموحَة ٍ
طَواها النَّقائعُ بعدَ الحَلَبْ
عَليها كرامُ بني هاشمٍ
هُمُ الأَنجَبون معَ المُنْتَخبْ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أّيا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوْفلا
أّيا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوْفلا(15/32)
رقم القصيدة : 17327
-----------------------------------
أّيا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوْفلا
أعيذُكُما أنْ تَبْعثا بَيْننا حَرْبا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا ليتَ شِعري كيفَ في النَّأْيِ جَعفرٌ
ألا ليتَ شِعري كيفَ في النَّأْيِ جَعفرٌ
رقم القصيدة : 17328
-----------------------------------
ألا ليتَ شِعري كيفَ في النَّأْيِ جَعفرٌ
وعَمروٌ وأعداءُ النبيِّ الأقاربُ؟
فهل نالَ أفعالَ النَّجاشيِّ جعفرا
وأصحابَهُ أو عاقَ ذلك شاعِبُ؟
تَعلَّمْ أبيتَ اللَّعْنَ أنَّكَ ماجِدٌ
كريمٌ، فلا يَشقى لديكَ المُجانبُ
تَعلَّمْ بأنَّ اللهَ زادَك بَسْطَة ً
وأفعالَ خيرٍ كلُّها بكَ لازِبُ
وأنَّكَ فَيضٌ ذو سِجالٍ غَزيرة ٍ
ينالُ الأَعادي نفعَها والأقارِبُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أنتَ الرسولُ رسولُ اللهِ نَعلمُهُ
أنتَ الرسولُ رسولُ اللهِ نَعلمُهُ
رقم القصيدة : 17329
-----------------------------------
أنتَ الرسولُ رسولُ اللهِ نَعلمُهُ
عليكَ نُزِّلَ مِن ذي العِزَّة ِ الكتُبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بيت الداء
بيت الداء
رقم القصيدة : 1733
-----------------------------------
يا شعبي .. ربَي يهديكْ .
هذا الوالي ليسَ إلهاً ..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُزءٌ من صُنعِ أياديكْ .
مِنْ مالكَ تدفعُ أُجرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفوَ لياليكْ
وإذا أقلَقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ )الوالي ( لفظٌ لَبِقٌ
مِنْ شِدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَهُ
عندَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَهُ
لا يتوسّلُ أن يرحَمَهُ
لا يطلُبُ منهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتُهُ
حتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّةُ ليستْ في الوالي ..(15/33)
العِلّةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُدّ لجُثّةِ مملوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسادَ ملوكٍ
تحمِلُ أرواحَ مماليكْ !
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> بكيتُ أخا لأواءَ يُحمَدُ يومُهُ
بكيتُ أخا لأواءَ يُحمَدُ يومُهُ
رقم القصيدة : 17330
-----------------------------------
بكيتُ أخا لأواءَ يُحمَدُ يومُهُ
كريمٌ رؤوسَ الدَّارعينَ ضَروبُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> وما كنتُ أخشى أنْ يُرى الذُّلُّ فيكُمو
وما كنتُ أخشى أنْ يُرى الذُّلُّ فيكُمو
رقم القصيدة : 17331
-----------------------------------
وما كنتُ أخشى أنْ يُرى الذُّلُّ فيكُمو
بني عبدِ شمسٍ جيرَتي والأقارب
جَميعا فلا زالتْ عليكم عظيمة ٌ
تَعُمُّ وتَدعو أهْلَها بالجَباجِبِ
أراكُم جَميعاً خاذِلين فذاهِبٌ
عنِ النَّصرِ منّا أو غَوٍ مُتَجانِبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إنَّ علياً وجعفراً ثِقِتي
إنَّ علياً وجعفراً ثِقِتي
رقم القصيدة : 17332
-----------------------------------
إنَّ علياً وجعفراً ثِقِتي
عندَ احْتدامِ الأمورِ والكُرَبِ
أراهُما عُرضَة َ اللِّقاءِ إذا
سامَيّتُ أو أنّتَمي إلى حَسَبِ
لا تَخْذُلا وانصُرا ابنَ عَمِّكُما
أخي لأُمِّي مِن بَينِهم وأبي
واللهِ لا أخذُلُ النبيَّ ولا
يخذُلُه من بنيَّ ذو حسبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> يقولون لي: دَعْ نَصْرَ مَن جاءَ بالهُدى
يقولون لي: دَعْ نَصْرَ مَن جاءَ بالهُدى
رقم القصيدة : 17333
-----------------------------------
يقولون لي: دَعْ نَصْرَ مَن جاءَ بالهُدى
وغالبْ لنا غِلابَ كلِّ مُغالبِ
وسلِّمْ إلينا أحمدا واكْفَلَنْ لنا
بُنَّياً، ولا تَحفِلْ بقولِ الُمعاتبِ
فقلتُ لهُمْ: الله ربِّي وناصِري
على كلِّ باغٍ من لؤيِّ بنِ غالبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> يا ربِّ إمَّا تُخرِجَنَّ طالبي
يا ربِّ إمَّا تُخرِجَنَّ طالبي
رقم القصيدة : 17334
-----------------------------------(15/34)
يا ربِّ إمَّا تُخرِجَنَّ طالبي
في مِقْنَبٍ من تِلْكُمُ المقانبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أَلا مَن لهمٍّ آخِرَ الليلِ مُنْصِبِ
أَلا مَن لهمٍّ آخِرَ الليلِ مُنْصِبِ
رقم القصيدة : 17335
-----------------------------------
أَلا مَن لهمٍّ آخِرَ الليلِ مُنْصِبِ
وشِعْبِ العصا من قومكِ المتَشَعِّبِ
وجَرْبى أراها من لؤيِّ بنِ غالبٍ
مَتى ما تُزاحِمُها الصَّحيحة ُ لجربِ
إذا قائمٌ في القومِ قامَ بِخُطَّة ٍ
أقاموا جميعاَ ثمَّ صاحوا وأَجْلَبوا
وما ذنبُ من يَدْعو إلى الله وحدَهُ
ودينٍ قديمٍ أهلُه غيرُ خُيَّبِ؟
وما ظُلْمُ مَن يَدْعو إلى البِرِّ والتُّقَى
ورأبُ الثأَي في يومِ لاحينَ مَشْعَبِ؟
وقد جُرِّبوا فيما مَضى غِبَّ أمرِهِمْ
وما عالمٌ أمرا كَمَنْ لم يُجَرِّبِ
وقد كانَ في أمرِ الصَّحيفة ِ عِبرَة ٌ
أتاكَ بِها مِن عائبٍ مُتَعَصِّبِ
مَحا اللهُ مِنها كُفْرَهُم وعُقُوقَهُمْ
وما نَقَموا مِن صادِق القَوْلِ مُنْجِبِ
على ساخطٍ مِنْ قَومِنا غيرِ مُعتَبِ
فأمسى ابنُ عبدِ اللهِ فينا مُصَدَّقاً
فلا تحسِبُونا خاذِلينَ محمَّداً
لِذي غُرْبة ٍ منَّا ولا مُتَقرِّبِ
سَتَمنَعُه منَّا يدٌ هاشِمِيَّة ٌ
مُركَّبُها في المجدِ خيرُ مركَّبِ
ويَنصُرُهُ الله الذي هوَ ربُّهُ
بأهلِ العُقَيْرِ أو بسكَّانِ يَثْربِ
فلا والذي يَخْدي لهُ كلَّ مُرْتَمٍ
طَليحٍ بجنَبيْ نخلة ٍ فالمُحَصَّبِ
يميناً صَدَقْنا اللهَ فيها ولم نكُنْ
لنحلِفَ بُطلاً بالعتيقِ المُحَجَّبِ
نُفارقُهُ حتى نُصرَّعَ حَوْلَهُ
وما بالُ تكذيبِ النبيِّ المُقَرَّبِ؟
فيا قَومَنا لا تَظْلمونا فإنَّنا
متى ما نَخَفْ ظُلَمَ العَشيرة ِ نَغْضبِ
وكُفُّوا إليكُمْ من فُضولِ حلومِكُمْ
ولا تَذْهبوا من رأيِكم كلَّ مَذْهَبِ
ولا تبدؤونا بالظُّلامة ِ والأذى
فَنَجْزيكمُو ضِعْفاً معَ الأمِّ والأبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أَلا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا(15/35)
أَلا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا
رقم القصيدة : 17336
-----------------------------------
أَلا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا
لُؤَّيا وخُصَّا من لؤيٍّ بني كعبِ
ألم تَعْلموا أنّا وَجَدْنا محمداً
نبياًّ كموسى خُطَّ في أوّلِ الكُتْبِ؟
وأنّ عليه في العباد مَحَبَّة ً
ولا خيرَ مَمَّنْ خَصَّهُ الله بالحُبِّ
وأنَّ الذي أّلْصَقتموا من كتابِكُم
لكُمْ كائنٌ نَحْسا كراغية ِ السَّقْبِ
أَفِيقوا أفيقوا قبلَ أنْ يُحفرَ الثَّرى
ويُصبحَ مَن لم يَجْنِ ذنبا كذي الذَّنبِ
ولا تَتْبَعوا أمرَ الوُشاة وتَقْطعوا
أواصرَنا بعدَ المودَّة ِ والقُربِ
وتَسْتَجْلبوا حربا عَوانا وربَّما
أَمَرَّ على مَن ذاقَهُ جلَبُ الحرْبِ
فلسنا وربِّ البيتِ نُسلمُ أحمداً
لعزَّاءِ من عضِّ الزَّمانِ ولا كَرْبِ
ولمّا تَبِنْ منّا ومنكُمْ سَوالفٌ
وأيدٍ أُتِرَّتْ بالقُسَاسِّية الشُّهْبِ
بمُعْتَرَكٍ ضَنْكٍ تُرى كِسرُ القَنا
به والنسورُ الطُّخم يَعْكِفْنَ كالشَّرْبِ
كأنّ صُهالَ الخيلِ في حَجَراتهِ
ومَعْمعَة َ الأبطالِ مَعركة ٌ الحَرْبِ
أليسَ أبونا هاشمٌ شَدَّ أَزْرَهُ
وأوصى بَنيهِ بالطِّعانِ وبالضَّرْبِ؟
ولسنا نَمَلُّ الحرْبَ حتَّى تَمَلَّنا
ولا نَشْتكي ما قَدْ يَنُوبُ منَ النَّكْبِ
ولكنَّنا أهلُ الحفائظِ والنُّهى
إذا طارَ أرواحُ الكماة ِ منَ الرُّعْبِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أَسْبلتْ عَبرة ٌ على الوَجَناتِ
أَسْبلتْ عَبرة ٌ على الوَجَناتِ
رقم القصيدة : 17337
-----------------------------------
أَسْبلتْ عَبرة ٌ على الوَجَناتِ
قد مَرَتْها عَظيمَة َ الحَسَراتِ
لأخٍ سيدٍ نجيبٍ لقَرْمٍ
سيدٍ في الذُّرى منَ السَّاداتِ
سيدٌ وابنُ سادة ٍ أَحْرزوا المجْـ
ـدَ قديما وشَيَّدوا المكْرُماتِ
جعلَ اللهُ مجدَهُ وعُلاهُ
في بَنيهِ نَجابَة ً والبنَاتِ
مِن بني هاشمٍ وعبدِ مَنافِ
وقُصَيٍّ أربابِ أهلِ الحياة ِ
حيُّهُم سيِّدٌ لأحياءِ ذا الخَلْـ(15/36)
ـقِ ومَن ماتَ سَيدُ الأمواتِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> لا يَمْنَعنَّكَ مِن حَقٍّ تَقومُ بهِ
لا يَمْنَعنَّكَ مِن حَقٍّ تَقومُ بهِ
رقم القصيدة : 17338
-----------------------------------
لا يَمْنَعنَّكَ مِن حَقٍّ تَقومُ بهِ
أيدٍ تَصولُ ولا سَلْقٌ بأصواتِ
فإنَّ كفَّكَ كَفِّي إنْ مُنيتَ بهم
ودونَ نفسِك نَفْسي في المُلِمَّاتِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إعلَمْ أبا أرْوَى بأنَّكَ ماجدٌ
إعلَمْ أبا أرْوَى بأنَّكَ ماجدٌ
رقم القصيدة : 17339
-----------------------------------
إعلَمْ أبا أرْوَى بأنَّكَ ماجدٌ
مِن صُلْبِ شَيبَة َ فانْصُرَنَّ محمَّدا
للهِ دَرُّك إنْ عرفْتَ مكانَهُ
في قومهِ ووَهَبْتَ منكَ لهُ يَدا!
أمَّا عليٌّ فارْتَبَتْهُ أمُّهُ
ونَشا على مِقَة ٍ لهُ وتَزَيَّدا
شَرُفَ القِيامَة َ والمعادَ بِنَصرهِ
وبعاجلِ الدنيا يَحُوزُ السُّؤْدَدا
أكرِمْ بمن يُفْضى إليهِ بأمرِهِ
نَفْساً إذا عَدَّ النُّفوسَ ومَحْتِدا
وخلائقا شَرُفَتْ بمجدِ نِصابهِ
يَكْفيك منْهُ اليوْمَ ما تَرْجو غَدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بطالة
بطالة
رقم القصيدة : 1734
-----------------------------------
أفنيتُ العُمرَ بتثقيفي
وَصَرفتُ الحِبرَ بتأليفي
وحَلُمتُ بعيشٍ حَضَريٍّ
لُحمَتُهُ دينٌ بدَويٌّ
وَسُداهُ ندى طبعٍ ريفي .
يعني .. في بحْرِ تخاريفي
ضِعتُ وضيَّعتُ مجاديفي !
كمْ بَعُدَتْ أهدافي عنّي
مِنْ فرطِ رداءةِ ( تهد يفي ) !
ورَجفتُ من الجوعِ لأنّي
لا أُحسِنُ فنَّ )أ لتر جيفِ)
فأنا عَقلي
ليسَ بِرجْلي .
وأنا ذهني
ليسَ بِبطني .
كيفَ، إذَنْ، يُمكِنُ توظيفي
في زَمَنِ ) ا لفيفا ( .. و ) ا لفيفي ( ؟!
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا هَلْ أتَى بَحْريِّنا صُنعُ ربِّنا
ألا هَلْ أتَى بَحْريِّنا صُنعُ ربِّنا
رقم القصيدة : 17340
-----------------------------------
ألا هَلْ أتَى بَحْريِّنا صُنعُ ربِّنا(15/37)
على نَأْيِهمْ ، واللهُ بالناسِ أرْوَدُ؟
فيُخبرَهُمْ أنَّ الصَّحيفَة َ مُزِّقَتْ
وأنْ كلُّ ما لم يَرْضَهُ اللهُ مُفْسَدُ
تَرَاوَحَها إفكٌ وسِحرٌ مُجمَّعٌ
ولم يُلفَ سِحْرٌ آخرَ الدَّهرِ يَصعدُ
تَداعَى لها مَن ليسَ فيها بِقَرْقَرٍ
فطائرُها في رأسها يَتَردَّدُ
وكانت كفاءً وقعة ٌ بأثيمة ٍ
لِقُطَعَ منها سَاعدٌ ومُقلَّدُ
ويظعَنُ أهلُ المكَّتَينِ فيهرُبوا
فرائصُهم من خَشْية ِ الشرِّ تُرعَدُ
ويُتْرَكَ حرَّاثٌ يقلِّبُ أمرَهُ
أَيُتْهِمُ فيها عندَ ذاكَ ويُنجِدُ؟
وتصعَدُ بينَ الأخْشَبينٍ كتيبة ٌ
لها حَدَجٌ سَهمٌ وقوسٌ ومِرْهَدُ
فمن يَنْشَ مِن حُضَّارِ مكَّة َ عزُّهُ
فعزَّتُنا في بطنِ مكَّة َ أتلَدُ
نَشأنا بها والناسُ فيها قلائلٌ
فلم نَنْفكِكْ نزدادُ خِيرا ونُحمدُ
ونُطعِمُ حتى يَتْرُكَ الناسُ فضلَهُم
إذا جُعِلتْ أيدي المُفِيضينَ تُرْعَدُ
جَزى اللهُ رهطا بالحَجونِ تَتَابَعوا
على مَلأ يهدي لحزمٍ ويُرشِدُ
قُعودا لدى حَطْمِ الحَجون كأنَّهُمْ
مَقاولة ٌ بل هُمْ أعزُّ وأمجَدُ
أعانَ عليها كلُّ صَقرٍ كأنَّه
إذا ما مشَى في رَفْرفِ الدِّرعِ أجْرَدُ
جريءٌ على جُلَّى الخُطوبِ كأنّه
شهابٌ بكفَّيْ قابسٍ يَتوَقَّدُ
منَ الأكرمينَ في لؤيِّ بنِ غالبٍ
إذا سِيمَ خَسْفاً وجهُهُ يَتَربَّدُ
طويلُ النِّجادِ خارجٌ نصفُ ساقِه
على وجههِ يُسقَى الغَمامُ ويُسعَدُ
عظيمُ الرَّمادِ سَيِّدٌ وابنُ سيدٍ
يَحضُّ على مَقْرَى الضُّيوفِ ويحشُدُ
ويَبْني لأبناءِ العَشيرة ِ صالحا
إذا نحنُ طُفنا في البلادِ ويُمْهِدُ
ألظَّ بهذا الصُّلح كلُّ مُبرَّأٍ
عظيمُ اللواءِ أَمْرُهُ ثَمَّ يُحمَدُ
قَضَوا ما قَضوا في ليلهِم ثم أصبحوا
على مَهَلٍ وسائرُ الناسِ رُقَّدُ
هُمو رَجَعوا سَهْلَ ابنَ بيضاءَ راضياً
وسُرَّ أبو بكرٍ بها ومحمَّدُ
متى شُرِكَ الأقوامُ في جِلِّ أمرنا
وكنّا قديماً قَبلَها نَتَوَدّدُ؟
وكنا قديماً لا نُقِرُّ ظُلامة ً(15/38)
وندركُ ما شِئنا ولا نَتَشدَّدُ
فيا لَقُصيٍّ هَل لكُمْ في نفوسِكُمْ
وهَل لكُمو فيما يجيُ بهِ الغدُ؟
فإنّي وإيَّاكم كما قالَ قائل:
لدَيْكَ البَيانُ لو تكلمتَ أسْوَدُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أنتَ النبيُّ محمدُ
أنتَ النبيُّ محمدُ
رقم القصيدة : 17341
-----------------------------------
أنتَ النبيُّ محمدُ
قرْمٌ أغرُّ مُسَوَّدُ
لمسوَّدين أكارمٍ
طابوا وطابَ المَوْلدُ
نعمَ الأرومة ُ أصلُها
عَمْرُو الخِضمُّ الأَوحَدُ
هشَمَ الرِّبيكَة َ في الجفا
نِ وعيشُ مكَّة َ أنكَدُ
فَجَرتْ بذلك سُنَّة ً
فيها الخبيزة ُ تُثْردُ
ولنا السقاية ُ للحَجيـ
ـجِ بها يُماثُ العُنجُدُ
والمأزمانِ وما حَوتْ
عَرفاتُها والمسجدُ
أنَّى تُضامُ ولم أمُتْ
وأنا الشجاعُ العِرْبِدُ
وبطاحُ مكة لا يُرى
فيها نَجيعٌ أسْوَدُ
وبنو أبيكَ كأنَّهُمْ
أُسْدُ العرينِ تَوقَّدُ
ولقد عَهدتُك صادقاً
في القَوْلِ لا تَتَزَيَّدُ
ما زلتَ تنطقُ بالصَّوا
بِ وأنتَ طفلٌ أمْرَدُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> مَليكُ الناسِ ليسَ لهُ شَريكٌ
مَليكُ الناسِ ليسَ لهُ شَريكٌ
رقم القصيدة : 17342
-----------------------------------
مَليكُ الناسِ ليسَ لهُ شَريكٌ
هوَ الوهّابُ والمُبْدي المُعيدُ
ومَن تَحتَ السَّماءِ لهُ بحقٍ
ومنَ فَوقَ السماءِ لهُ عَبيدُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> لَقَد أكرمَ اللهُ النَّبيَّ مُحمَّداً
لَقَد أكرمَ اللهُ النَّبيَّ مُحمَّداً
رقم القصيدة : 17343
-----------------------------------
لَقَد أكرمَ اللهُ النَّبيَّ مُحمَّداً
فأَكرمُ خلقِ الله في الناس أَحْمدُ
وشَقَّ له منْ إسْمهِ ليُجِلَّهُ
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمَّدُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> فما رجعوا حتى رأَوْا مِن محمَّدٍ
فما رجعوا حتى رأَوْا مِن محمَّدٍ
رقم القصيدة : 17344
-----------------------------------
فما رجعوا حتى رأَوْا مِن محمَّدٍ(15/39)
أحاديثَ تَجْلو همَّ كلِّ فُؤادِ
وحتَّى رأَوا أحبارَ كلِّ مدينة ٍ
سُجوداً لهُ مِن عُصْبة ٍ وفُرادِ
ذَرِيرا وتَمَّاما وقد كانَ شاهدا
دَريسٌ وهمُّوا كلُّهُم بفسادِ
فقالَ لَهُم قَولاً بَحِيرا وأَيْقَنوا
لهُ بعدَ تكذيبٍ وطُولِ بَعادِ
كما قالَ للرَّهْطِ الذينَ تَهَوَّدوا
وجاهَدَهُم في اللهِ كلَّ جِهادِ
فقالَ ولم يَتْرُكْ لهُ النُّصْحُ رِدَّة ً
فإنَّ لهُ إرصادَ كلِّ مَصادِ
فإني أخافُ الحاسِدينَ، وإنَّهُ
لَفي الكُتْبِ مَكْتوبٌ بكُلِّ مِدادِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إنَّ الأمينَ محمدا في قَومهِ
إنَّ الأمينَ محمدا في قَومهِ
رقم القصيدة : 17345
-----------------------------------
إنَّ الأمينَ محمدا في قَومهِ
عِندي يفوق منازلَ الأولادِ
لمّا تعلَّقَ بالزِّمامِ ضَمَمْتُهُ
والعِيسُ قد قَلَّصْنَ بالأزوادِ
فارْفَضَّ مِن عينيَّ دَمْعٌ ذارفٌ
مثلُ الجُمانِ مُفرَّقٌ ببدادِ
راعَيْتُ فيهِ قرابة ً مَوْصولة ً
وحفظتُ فيهِ وصيَّة َ الأجدادِ
ودَعوتُهُ للسَّيرِ بينَ عُمومة ٍ
بِيضِ الوجوهِ مَصالتٍ أمجادِ
ساروا لأبعدِ طيَّة ٍ مَعلومة ٍ
فلقد تُباعدُ طيَّة ُ المُرْتادِ
حتى إذا ما القومُ بصرى عايَنوا
لاقَوْا على شَرَفٍ منَ المِرْصادِ
حَبرا فأَخْبَرهُم حديثا صادقا
عنهُ وردَّ معاشرَ الحُسّادِ
قومٌ يهودٌ قد رأوا ما قد رأوا
ظِلَّ الغمامة ِ ثاغِري الأكبادِ
ثاروا لقتلِ محمدٍ فَنَهاهُمُو
عنهُ وجاهدَ أَحسنَ التّجْهادِ
وثنى بَحِيراءٌ ذريرا فانْثَنى
في القَومِ بعدَ تَجادُلٍ وتَعادي
ونهى دَريسا فانْتَهى لمَّا نُهي
عن قَولِ حِبرٍ ناطقٍ بِسَدادِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> بكى طَرَباً لمّا رآني محمَّدٌ
بكى طَرَباً لمّا رآني محمَّدٌ
رقم القصيدة : 17346
-----------------------------------
بكى طَرَباً لمّا رآني محمَّدٌ
كأَنْ لا يَراني راجعاً لِمعَادِ
فبتُّ يُجافِيني تَهلُّلُ دَمعهِ
وعَبرتُه عن مَضْجعي ووِسادِ(15/40)
فقلتُ له: قرِّبْ قُتودَكَ وارتَحِلْ
ولا تَخْشَ منِّي جَفْوة ً ببلادِ
وخَلِّ زِمامَ العِيسِ وارْحلْ بنا معاً
على عَزْمة ٍ من أمرِنا ورَشادِ
ورُحْ رائحاً في الرائحينَ مُشَيَّعاً
لِذي رَحمٍ والقومُ غيرُ بعادِ
فَرُحْنا معَ العِيرِ التي راح ركْبُها
يَؤُمُّونَ مِن غَوْرَينِ أرضَ إيادِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> عينُ إئْذَني ببكاءٍ آخرَ الأبدِ
عينُ إئْذَني ببكاءٍ آخرَ الأبدِ
رقم القصيدة : 17347
-----------------------------------
عينُ إئْذَني ببكاءٍ آخرَ الأبدِ
ولا تملِّي على قَرْمٍ لنا سَنَدِ
أشكو الذي بي من الوجدِ الشديدِ لهُ
وما بقلبي منَ الاsلام والكَمَدِ
أضحى أبوهُ لهُ يَبْكي وأخوتُهُ
بكلِّ دمعٍ على الخدَّينِ مُطَّرِدِ
لو عاش كانَ لِفْهِرٍ كلِّها عَلماً
إذْ كانَ منها مكانَ الرُّوحِ للجسَدِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ
يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ
رقم القصيدة : 17348
-----------------------------------
يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ
أنِّي على دينِ النبيِّ أحمدِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> وخالي هشامُ بنُ المغيرة ِ ثاقبٌ
وخالي هشامُ بنُ المغيرة ِ ثاقبٌ
رقم القصيدة : 17349
-----------------------------------
وخالي هشامُ بنُ المغيرة ِ ثاقبٌ
إذا همَّ يوماً كالحُسامِ المُهَّندِ
وخالي الوليدُ العِدْلُ عالٍ مكانُهُ
وخالُ أبي سُفيانَ عَمرُو بنُ مَرْثَدِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> التهمة ..!
التهمة ..!
رقم القصيدة : 1735
-----------------------------------
كنتُ أسيرُ مفرداً
أحمِلُ أفكاري معي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمتْ
مِن حَوْليَ الوجوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُذوه
سألتُهُمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبوه
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> صَبرا أبا يَعْلى على دينِ أحمدٍ
صَبرا أبا يَعْلى على دينِ أحمدٍ
رقم القصيدة : 17350(15/41)
-----------------------------------
صَبرا أبا يَعْلى على دينِ أحمدٍ
وكُنْ مُظهرا للدين وُفِّقْتَ صابرا
وحُطْ مَن أتَى بالحقِّ من عندِ ربِّه
بصدقٍ وعَزْمٍ لا تكُنْ حَمْزَ كافرا
فقد سَرَّني إذْ قلتَ إنَّكَ مؤمنٌ
فكُنْ لرسولِ اللهِ في اللهِ ناصِرا
ونادِ قُريشا بالَّذي قَد أتيتَهُ
جِهارا وقُلْ: ما كانَ أحمدُ ساحرا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إذا قيلَ: مَن خيرُ هذا الوَرى
إذا قيلَ: مَن خيرُ هذا الوَرى
رقم القصيدة : 17351
-----------------------------------
إذا قيلَ: مَن خيرُ هذا الوَرى
قَبيلاً وأكرمُهُمْ أَسَرَتي؟
أنافَ بعيدِ منافٍ أبٌ
وفضلُه هاشمٌ الغُرَّة ِ
لقد حلَّ كجدُ بني هاشمٍ
مكان النعائمِ والنَّثْرة ِ
وخيرُ بني هاشمٍ أحمدٌ
رسولُ الإلهِ على فَتْرَة ِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أرقتُ ودمعُ العينِ في العَينِ غائرُ
أرقتُ ودمعُ العينِ في العَينِ غائرُ
رقم القصيدة : 17352
-----------------------------------
أرقتُ ودمعُ العينِ في العَينِ غائرُ
وجادَتْ بما فيها الشُّؤونُ الأعاوِرُ
كأنَّ فِراشي فوقَهُ نارُ مَوقِدٍ
منَ الليلِ أو فوقَ الفراشِ السَّواجِرُ
على خيرِ حافٍ من قريشٍ وناعلٍ
إذا الخَيرُ يُرجى أو إذا الشَّرُّ حاضِرُ
ألا إنَّ زادَ الركبِ غيرَ مُدافَعٍ
بسروِ سُحَيمٍ غَيَّبَتْهُ المقابرُ
بسروِ سُحيمٍ عازفٌ ومُناكِرٌ
وفارسَ غاراتٍ خطيبٌ وياسِرُ
تَنادَوا بأنْ لا سيِّدَ الحيِّ فيهمِ
وقد فُجعَ الحيَّانِ: كعبٌ وعامرُ
وكانَ إّذا يأتي منَ الشام قافلاً
تقدَّمَه تَسعَى إلينا البشائرُ
فيصبحُ أهلُ اللهِ بيضاً كأنَّما
كسَتْهُم حَبيرا رَيْدة ٌ ومَعافِرُ
تَرى دارة ً لا يبرحُ الدَّهرَ عندَها
مُجَعْجِعَة ً كومٌ سِمانٌ وباقرُ
إذا أكلتْ يوما أتَى الغدَ مثلَها
زواهقُ زُهْمٌ أو مَخاضٌ بَهازِرُ
ضَروبٌ بنصلِ السَّيفِ سُوقَ سِمانِها
إذا عَدِموا زاداً فإنَّك عاقرُ(15/42)
فإنْ لا يكُنْ لحمٌ غَريضٌ فإنَّهُ
تُكبُّ على أفواهِهنَّ الغرائرُ
فيا لك من ناعٍ حُبيتَ بأَلَّة ٍ
شِراعية ٍ تَصْفرُّ منها الأظافرُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> فقَدْنا عَميدَ الحيِّ فالرُّكنُ خاشِعٌ
فقَدْنا عَميدَ الحيِّ فالرُّكنُ خاشِعٌ
رقم القصيدة : 17353
-----------------------------------
فقَدْنا عَميدَ الحيِّ فالرُّكنُ خاشِعٌ
لفقدِ أبي عُثمانَ والبيتُ والحِجْرُ
وكانَ هشامُ بنُ المغيرة ِ عِصمَة ً
إذا عركَ النَّاسَ المخاوِفُ والفَقْرُ
بأبياتهِ كانتْ أراملُ قَومهِ
تلوذُ وأيتامُ العشيرة ِ والسَّفْرُ
فودَّتْ قُريشٌ لو فَدتْهُ بشطرِها
وقَلَّ لَعَمري لو فَدَوْه لهُ الشَّطْرُ
نقولُ لعمرٍو: أنتَ منهُ وإنَّنا
لنرجوك في جِلِّ المهِمَّات يا عَمْرُو
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا لَيتَ حظِّي من حِياطَة ِ نَصْرِكُمْ
ألا لَيتَ حظِّي من حِياطَة ِ نَصْرِكُمْ
رقم القصيدة : 17354
-----------------------------------
ألا لَيتَ حظِّي من حِياطَة ِ نَصْرِكُمْ
بأنْ ليس لي نفعٌ لديكُمْ ولا ضُرُّ
وسارٍ برَحْلي فاطرُ النَّابِ جاشمٌ
ضَعيفُ القُصَيْرى لا كبيرٌ ولا بكرُ
منَ الخُورِ حَبْحابٌ كثيرٌ رُغاؤهُ
يُرَشُّ على الحاذَينِ مِن بَولِه قَطْرُ
تَخلَّفَ خلفَ الوَرْدِ ليس بلاحقٍ
إذا ما عَلا الفَيفاءَ قيلَ لهُ وَبْرُ
أرى أخَوَينا من أبينا وأمَّنا
إذا سُئلا قالا: إلى غيرِنا الأمرُ
بلى لهما أمرٌ ولكنْ تَجَرْجَما
كما جُرْجِمتْ من رأسِ ذي العَلقِ الصَّخرُ
أخصُّ خُصوصا عبدَ شمسٍ ونَوفلاً
هُما نَبَذانا مثلَ ما نُبِذَ الجَمْرُ
وما ذاكَ إلا سُؤدَدٌ خَصَّنا بهِ
إلهُ العبادِ واصطفانا لهُ الفَخْرُ
هُما أَغْمزا للقَومِ في أخَوَيْهِما
فقد أَصبحا منْهُمْ أكفُّهما صِفْرُ
هُما أَشْركا في المجدِ مَن لا أبالَهُ
منَ الناس إلا أنْ يُرَسَّ لهُ ذِكرُ
رِجالٌ تَمالَوْا حاسدينَ وبِغْضة ً
لأهل العُلا فَبينَهُم أبداً وِتْرُ(15/43)
وليدٌ أبوه كانَ عبداً لجدِّنا
إلى عِلجَة ٍ زَرقاءَ جالَ بها السِّحرُ
وتَيْم ومخزومٍ وزَهرة ٍ مِنْهُمو
وكانوا بنا أَولى إذا بُغيَ النَّصْرُ
وزَهرة ٍ كانوا أوليائي زناصِري
وأَنْتُمْ إّذا تُدْعَون في سَمعِكُمْ وَقْرُ
فقد سَفَهتْ أخلاقُهم وعُقولُهمْ
وكانوا كجَفْرٍ بئسَما صَنعتْ جَفْرُ
فو اللهِ لا تنفكُّ منَّا عَداوة ٌ
ولا مِنْهمو ما دامَ في نَسْلِنا شَفْرُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا إنَّ خيرَ الناسِ حيّاً وميِّتاً
ألا إنَّ خيرَ الناسِ حيّاً وميِّتاً
رقم القصيدة : 17355
-----------------------------------
ألا إنَّ خيرَ الناسِ حيّاً وميِّتاً
بِوادي أشِيٍّ غيَّبَتْهُ المقابِرُ
نُبكِّي أباها أمُّ وهب وقد نأى
ورَيْشانُ أَضحى دونَه ويُحابِرُ
تَولَّوا ولا أبو أميَّة َ فِيهُمو
لقد بلغتْ كَظَّ النُّفوسِ الحَناجرُ
ترى دارَهُ لا يبرحُ الدَّهر وسْطَها
مُجَعْجِعة ٌ أدْمٌ سِمانٌ وباقِرُ
ضَروبٌ بِنصْلِ السَّيفِ سُوقَ سِمانِها
إذا أرملوا زادا فإنَّك عاقرُ
وإنْ لم يكُنْ لحمٌ غَريضٌ فإنَّهُ
تُمرَّى لهُمْ أخلاقُهُنَّ الدَّرائرُ
فيصبِحُ آلُ اللهِ بِيضاً كأنَّما
كسَتْهُمْ حَبيرا رَيْدة ٌ ومُعافرُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا أَبْلِغْ قُريشاً حيثُ حلَّتْ
ألا أَبْلِغْ قُريشاً حيثُ حلَّتْ
رقم القصيدة : 17356
-----------------------------------
ألا أَبْلِغْ قُريشاً حيثُ حلَّتْ
وكلُّ سَرائرٍ منها غُرورُ
فإنِّي والضَّوابحُ غادِياتٌ
وما تَتْلو السَّفَاسِرة ُ الشُّهورُ
لاsلِ محمدٍ راعٍ حَفيظٌ
ودادُ الصَّدرِ منِّي والضَّميرُ
فلستُ بقاطعٍ رَحْمي ووُلْدي
ولو جَرَّتْ مَظالِمَها الجرورُ
أيا مَن جَمعُهم أفناءُ فِهرٍ
لقتلِ محمدٍ والآمرُ زُورُ
فلا وَأبيكَ لا ظَفرتْ قريشٌ
ولا لَقيتْ رَشاداً إذ تُشيرُ
بَني أخي ونوطُ قَلبي مِني
وأبيضُ ماؤهُ غَدَقٌ كثيرُ
ويَشربُ بعدَهُ الوِلدان رِيّا(15/44)
وأحمدُ قَد تضمَّنَهُ القُبورُ
أيا ابنَ الأنفِ بَني قُصَيٍّ
كأنَّ جَبينَك القمرُ المُنيرُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إنَّ لنا أوَّلَهُ وآخِرُهْ
إنَّ لنا أوَّلَهُ وآخِرُهْ
رقم القصيدة : 17357
-----------------------------------
إنَّ لنا أوَّلَهُ وآخِرُهْ
في الحُكمِ والعَدْلِ الذي لا نُنكرُهْ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> تقولُ ابْنَتي: أينَ الرحيلُ؟
تقولُ ابْنَتي: أينَ الرحيلُ؟
رقم القصيدة : 17358
-----------------------------------
تقولُ ابْنَتي: أينَ الرحيلُ؟
وما البَيْنُ منِّي بمُسْتَنكَرِ
فقلتُ: دَعيني فإنِّي امرؤٌ
أريدُ النَّجاشيَّ في جَعفرِ
لأكوِيَهُ عِندَهُ كيَّة ً
أقيمُ بِها نَخْوة َ الأَصْعَرِ
وإنَّ انثِنائيَ عَن هاشمٍ
بِما اسطعْتُ في الغَيبِ والمَحْضَرِ
وعَن عائبِ اللاتِ في قولهِ:
ولولا رِضا اللاَّتِ لم نُمطرِ
وإنِّي لأَشْنَا قريشا لهُ
وإنْ كانَ كالذَّهبِ الأحْمَرِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أُوصِي بنصرِ النبيِّ الخيْرِ مُشْهِدَهُ
أُوصِي بنصرِ النبيِّ الخيْرِ مُشْهِدَهُ
رقم القصيدة : 17359
-----------------------------------
أُوصِي بنصرِ النبيِّ الخيْرِ مُشْهِدَهُ
عَلياً ابْني وعمَّ الخيرِ عَبّاسا
وحمزة َ الأسَدَ المَخْشِيَّ صَوَلَتُهُ
وجَعفراً أنْ تَذودوا دونَه النَّاسا
وهاشِما كلَّها أُوصي بِنُصرتهِ
أنْ يأخذوا دونَ حَربِ القَومِ أَمراسا
كونوا فِدًى ، لكمُ نَفسي وما ولدَتْ
مِن دونِ أحمدَ عندَ الرَّوْعِ أَتْراسا
بكلِّ أبيضَ مَصْقولٍ عَوارضُهُ
تَخالُه في سَوادِ الليلِ مَقْاسا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ثورة الطين ..!
ثورة الطين ..!
رقم القصيدة : 1736
-----------------------------------
وضعوني في إناءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّماءْ
وإذا ضاقَ إنائي بنموّي
..يتحطّمْ !
**
خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ(15/45)
بينَ أن أرقُصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقاءْ
قُلتُ : أُعدَمْ.
فاخنقوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغاءْ
وأمِدّوني بصمتٍ أَبَديٍّ يتكلّمْ !
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> الحمدُ للَّه الذي قد شَرَّفا
الحمدُ للَّه الذي قد شَرَّفا
رقم القصيدة : 17360
-----------------------------------
الحمدُ للَّه الذي قد شَرَّفا
قَومي، وأعلاهُم معاً وغَطْرَفا
قَد سَبَقوا بالمجدِ مَن تَعَرَّفا
مَجْداً تليداً واصلاً مُسْتَطرفا
لو أنَّ أنفَ الرِّيحِ جاراهُمْ هَفا
وصارَ عَن مَسعاتِهمْ مُخلَّفا
كَفَوا إساة َ السَّيِّ مَن تكلَّفا
كانوا لأهلِ الخافِقَينِ سَلفا
وأصبحوا من كلِّ خَلقٍ خَلَفا
هُمْ أَنْجمٌ وأبدُرٌ لنْ تُكْسَفا
ومَوقِفٌ في الحرْبِ أَسنى مَوْقفا
أسْدٌ تَهُدُّ بالزَّئيراتِ الصَّفا
تُرغمُ مِن أعدائهنَّ الاsنُفا
وتدفعُ الدهرَ الذي قَد أَجْحَفا
لو عُدَّ أَدنى جُودهِم لأَضْعَفا
على البحارِ، والسَّحابَ اسْتَرْعفا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> مَنَعْنا أرْضَنا مِن كلِّ حَيٍّ
مَنَعْنا أرْضَنا مِن كلِّ حَيٍّ
رقم القصيدة : 17361
-----------------------------------
مَنَعْنا أرْضَنا مِن كلِّ حَيٍّ
كما امْتَنعتْ بطائِفها ثَقيفُ
أتاهُمْ معشَرٌ كي يَسْلبوهم
فحالتْ دونَ ذلكمُ السُّيوفُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> عَجِبْتُ لحلمٍ يا بْنَ شَيبة َ عازِبٍ
عَجِبْتُ لحلمٍ يا بْنَ شَيبة َ عازِبٍ
رقم القصيدة : 17362
-----------------------------------
عَجِبْتُ لحلمٍ يا بْنَ شَيبة َ عازِبٍ
وأحلامِ أَقْوامٍ لديكَ سِخافِ
يقولونَ: شايِعْ مَن أرادَ محمَّدا
بظُلمٍ ، وقُمْ في أمرِهِ بخلافِ
أضاميمُ إمّا حاسدٌ ذو خِيانة ٍ
وإمَّا قَريبٌ منكَ غيرُ مُصافِ
فلا تَرْكبَنَّ الدَّهرَ منهُ ذِمامة ً
وأنتَ امرؤٌ مِن خَيرِ عبدِ منافِ
ولا تَتْرُكَنْهُ ما حَيِيتَ لمُعْظمٍ
وكُنْ رجُلاً ذا نَجدة ٍ وعَفافِ(15/46)
يذودُ العِدا عن ذِرْوَة ٍ هاشمية ٍ
إلاَّفَهُمْ في النّاسِ خَيرُ إلافِ
فإنَّ لهُ قُربى لديكَ قَريبة ً
وليسَ بِذي حِلْفٍ ولا بمُضافِ
ولكنَّه مِن هاشمٍ ذو صَميمِها
إلى أبحُرٍ فَوقَ البحورِ طَوافِ
وزاحِمْ جَميعَ الناسِ عنهُ وكُنْ لهُ
وزيرا على الأعداءِ غَيرَ مُجافِ
وإنْ غَضِبتْ منهُ قُريشٌ فقُلْ لها:
بَني عمِّنا ما قَومُكُمْ بضِعافِ
وما بالُكُم تَغْشَون منهُ ظُلامة ً؟
وما بالُ أَحقادٍ هناك خَوافِ؟
فما قَومُنا بالقَوم يَغشَون ظُلمَنا
وما نحنُ فيما ساءَهُمْ بخِفافِ
ولكنَّنا أهلُ الحفائظ والنُّهى
وعِزٍّ ببطحاءِ المشاعرِ وافِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أَبُنيَّ طالبُ ، إنَّ شَيْخَك ناصِحٌ
أَبُنيَّ طالبُ ، إنَّ شَيْخَك ناصِحٌ
رقم القصيدة : 17363
-----------------------------------
أَبُنيَّ طالبُ ، إنَّ شَيْخَك ناصِحٌ
فيما يقولُ مُسَدِّدٌ لكَ راتقُ
فاضرِبْ بسَيْفِك مَن أرادَ مَساءَة ً
حتَّى تكونَ له المنيَّة ُ ذائقُ
هذا رَجائي فيكَ بعدَ مَنِيَّتي
لا زلتُ فيكَ بكلِّ رُشْدٍ واثقُ
فاعضِدْ قُواهُ يا بُنيَّ وكنْ لهُ
أنَّى يَجِدْكَ لا مَحالَة َ لاحِقُ
آها أردِّدُ حَسْرة ً لِفراقهِ
إذْ لا أراهُ وقد تطاوَلَ باسِقُ
أتَرى أراهُ واللواءُ أمامَهُ
وعليٌّ ابْني للِّواءِ مُعانقُ؟
أتَراهُ يَشْفعُ لي ويرحمُ عَبْرتي؟
هَيْهاتَ ، إني لا محالة َ زاهِقُ!
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أَفيقوا بني غالب وانْتَهُوا
أَفيقوا بني غالب وانْتَهُوا
رقم القصيدة : 17364
-----------------------------------
أَفيقوا بني غالب وانْتَهُوا
عن البَغْيِ في بعضِ ذا المَنْطِقِ
وإلاّ فإنِّي إذاً خائفٌ
بَوائقَ في داركُمْ تَلْتقي
تكونُ لغيرِكمو عِبْرة ً
وربِّ المغاربِ والمَشْرِقِ
كما نالَ مَنْ كانَ مِن قَبلكُمْ
ثَمودٌ وعادٌ فمن ذا بَقي؟
فحلَّ عَليهم بها سَخْطة ٌ
منَ اللَّهِ في ضربة ِ الأَزرقِ
غَداة َ أتتهم بها صَرْصَرٌ(15/47)
وناقة ُ ذي العرشِ إذ تستقي
غَداة َ يُعِضُّ بعُرقوبِها
حُساما منَ الهندِ ذا رَوْنقِ
وأعجبُ مِن ذاكَ مِن أمرِكُم
عَجائبُ في الحَجَرِ المُلْصَقِ
بكفِّ الذي قامَ مَن حَيْنُه
إلى الصَّابرِ الصادقِ المُتَّقي
فأيبسَهُ اللَّهُ في كفِّهِ
على رُغْمهِ الجائرِ الأَحمقِ
أُحَيْمِقِ مَخْزومِكم إذ غَوى
لغَيٍّ الغُواة ِ ولم يَصدُقِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> مَنَعْنا الرسولَ رَسولَ المليكِ
مَنَعْنا الرسولَ رَسولَ المليكِ
رقم القصيدة : 17365
-----------------------------------
مَنَعْنا الرسولَ رَسولَ المليكِ
ببيضٍ تَلألأُ لمعَ البُروقِ
بضربٍ يُذَبِّبُ دونَ النِّهابِ
حِذارَ الوثائرِ والخَنْفَقيقِ
أذُبُّ وأحمي رسولَ المليكِ
حماية َ حانٍ عليهِ شفيقِ
وما إنْ أدُبُّ لأعدائهِ
دَبيبَ البِكارِ حِذارَ الفَنيقِ
ولكنْ أزيرُ لهُمْ ساميا
كما زار ليثٌ بِغيلٍ مَضيقِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إنَّ الوثيقَة في لزومِ محمَّدٍ
إنَّ الوثيقَة في لزومِ محمَّدٍ
رقم القصيدة : 17366
-----------------------------------
إنَّ الوثيقَة في لزومِ محمَّدٍ
فاشْدُدْ بصُحبتهِ على يَدَيكا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> محمدُ تَفْدِ نفسَكَ كلُّ نفسٍ
محمدُ تَفْدِ نفسَكَ كلُّ نفسٍ
رقم القصيدة : 17367
-----------------------------------
محمدُ تَفْدِ نفسَكَ كلُّ نفسٍ
إذا ما خِفْتَ من شيءٍ تَبالا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أمِن أجلِ حبلٍ ذي رِمامٍ عَلَوْتَهُ
أمِن أجلِ حبلٍ ذي رِمامٍ عَلَوْتَهُ
رقم القصيدة : 17368
-----------------------------------
أمِن أجلِ حبلٍ ذي رِمامٍ عَلَوْتَهُ
بِمِنْسَأة ٍ قد جاءَ حَبلٌ وأَحْبُلُ
هَلمَ إلى حُكمِ ابنِ صَخْرة َ إنَّهُ
سَيَحكمُ فيما بيْنَنَا، ثمَّ يعْدِلُ
كما كانَ يَقْضي في أمورٍ تَنُوبُنا
فيَعْمِدُ للأمرِ الجميلِ ويَفْصِلُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> وعَرْبة ُ دارٌ لا يُحِلُّ حَرامها(15/48)
وعَرْبة ُ دارٌ لا يُحِلُّ حَرامها
رقم القصيدة : 17369
-----------------------------------
وعَرْبة ُ دارٌ لا يُحِلُّ حَرامها
منَ الناسِ إلا اللَّوْذَعيُّ الحُلاحِلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قلم ..!!
قلم ..!!
رقم القصيدة : 1737
-----------------------------------
جسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي :
هلْ ها هُنا الألَمْ ؟
قُلتُ له: نعَمْ
فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي
وأخرَجَ القَلَمْ!
**
هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ .. ومالَ وابتَسمْ
وَقالَ لي :
ليسَ سوى قَلَمْ
فقُلتُ : لا يا سَيّدي
هذا يَدٌ .. وَفَمْ
رَصاصةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمةٌ سافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَدَمْ !
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> قلْ لِمَن كانَ مِن كنانَة َ في العزْ
قلْ لِمَن كانَ مِن كنانَة َ في العزْ
رقم القصيدة : 17370
-----------------------------------
قلْ لِمَن كانَ مِن كنانَة َ في العزْ
ـزِ وأهلِ النَّدى وأهلِ الفَعالِ
قَد أتاكُمْ منَ المَليكِ رسولُ
فاقبلوهُ بصالحِ الأعمالِ
فاقْبَلوا أحمداً؛ فإنَّ منَا لل
ـهِ رداءً عليهِ غيرَ مُذالِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ
خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ
رقم القصيدة : 17371
-----------------------------------
خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ
بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عندَ باطلِ
خليليَّ إنَّ الرأيَ ليسَ بِشِركة ٍ
ولا نَهْنَهٍ عندَ الأمورِ البَلابلِ
ولمّا رأيتُ القومَ لا وُدَّ عندَهُمْ
وقد قَطَعوا كلَّ العُرى والوَسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة ِ والأذى
وقد طاوَعوا أمرَ العدوِّ المُزايلِ
وقد حالَفُوا قوما علينا أظِنَّة ً
يعضُّون غيظا خَلفَنا بالأناملِ
صَبرتُ لهُمْ نَفسي بسمراءَ سَمحة ٍ
وأبيضَ عَضْبٍ من تُراث المقاوِلِ
وأحْضَرتُ عندَ البيتِ رَهْطي وإخوتي
وأمسكتُ من أثوابهِ بالوَصائلِ
قياما معا مستقبلين رِتاجَهُ
لدَى حيثُ يَقضي نُسْكَهُ كلُّ نافلِ(15/49)
وحيثُ يُنِيخُ الأشعرونَ ركابَهُم
بِمَفْضَى السُّيولِ من أسافٍ ونائلِ
مُوسَّمَة َ الأعضادِ أو قَصَراتِها
مُخيَّسة ً بين السَّديس وبازِلِ
تَرى الوَدْعَ فيها والرُّخامَ وزينة ً
بأعناقِها معقودة ً كالعثاكلِ
أعوذُ بربِّ النَّاسِ من كلِّ طاعِنٍ
عَلينا بسوءٍ أو مُلِحٍّ بباطلِ
ومِن كاشحٍ يَسْعى لنا بمعيبة ٍ
ومِن مُلحِقٍ في الدِّين ما لم نُحاولِ
وثَوْرٍ ومَن أرسى ثَبيراً مَكانَه
وعَيْرٍ ، وراقٍ في حِراءٍ ونازلِ
وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة ٍ
وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ
وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ
إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ
ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة َ
على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ
وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا
وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ
ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ
ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ
وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ
إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ
وتَوْقافِهم فوقَ الجبالِ عشيَّة ً
يُقيمون بالأيدي صُدورَ الرَّواحِلِ
وليلة ِ جَمعٍ والمنازلُ مِن مِنى ً
وما فَوقَها من حُرمة ٍ ومَنازلِ
وجَمعٍ إذا ما المَقْرُباتُ أجزْنَهُ
سِراعاً كما يَفْزَعْنَ مِن وقعِ وابِلِ
وبالجَمْرَة ِ الكُبرى إذا صَمدوا لها
يَؤمُّونَ قَذْفاً رأسَها بالجنادلِ
وكِنْدَة ُ إذْ هُم بالحِصابِ عَشِيَّة ً
تُجيزُ بهمْ حِجاجَ بكرِ بنِ وائلِ
حَليفانِ شَدَّا عِقْدَ ما اجْتَمعا لهُ
وردَّا عَليهِ عاطفاتِ الوسائلِ
وحَطْمُهمُ سُمْرَ الرِّماحِ معَ الظُّبا
وإنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابلِ
ومَشئْيُهم حولَ البِسالِ وسَرْحُهُ
وشِبْرِقُهُ وَخْدَ النَّعامِ الجَوافلِ
فهل فوقَ هذا مِن مَعاذٍ لعائذٍ
وهَل من مُعيذٍ يَتَّقي اللَّهَ عادِلِ؟
يُطاعُ بنا الأعدا وودُّا لو أنَّنا
تُسَدُّ بنا أبوابُ تُركٍ وكابُلِ
كذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْركَ مكَّة ً(15/50)
ونظعَنَ إلاَّ أمرُكُم في بَلابلِ
كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا
ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ
ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ
ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ
وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ
نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل
وحتَّى يُرى ذو الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ
منَ الطَّعنِ فِعلَ الأنكَبِ المُتَحامِل
وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى
لَتَلْتَبِسَنْ أَسيافُنا بالأماثلِ
بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع
أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ
شُهورا وأيّاما وحَولاً مُجرَّما
عَلينا وتأتي حِجَّة ٌ بعدَ قابلِ
وما تَرْكُ قَومٍ ، لاأبالك ، سَيِّدا
يَحوطُ الذِّمارَ غَيرَ ذَرْب مُواكلِ؟
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ
ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ
يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ
فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضلِ
لعَمري لقد أجرى أُسَيْدٌ ورهطُهُ
إلى بُعضِنا وجزَّآنا لآكلِ
جزَتْ رحِمٌ عنَّا أُسَيداً وخالداً
جزاءَ مُسيءٍ لا يُؤخَّرُ عاجِلِ
وعثمانُ لم يَرْبَعْ عَلينا وقُنْفُذٌ
ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ
أطاعا أُبيّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم
ولم يَرْقُبا فينا مقالَة َ قائلِ
كما قَد لَقِينا من سُبَيعٍ ونَوفَلٍ
وكلُّ تَوَلَّى مُعرضاً لم يُجاملِ
فإن يُلْقَيا أو يُمكنَ اللهُ منهما
نَكِلْ لهُما صاعاً بكَيْلِ المُكايلِ
وذاكَ أبو عمرٍو أبى غيرَ بُغضِنا
لِيَظْعَننا في أهلِ شاءٍ وجاملِ
يُناجَى بنا في كلِّ مَمْسى ً ومُصْبِحٍ
فناجِ أبا عَمْرٍو بنا ثمَّ خاتِلِ
ويُقْسِمُنا باللهِ ما أن يَغُشَّنا
بلى قد نراهُ جَهرة ً غيرَ حائلِ
أضاقَ عليهِ بُغْضَنا كلَّ تَلْعة ٍ
منَ الأرض بينَ أخشُبٍ فمَجادلِ
وسائلْ أبا الوليدِ: ماذا حَبَوْتَنا
بسَعْيِكَ فينا مُعْرِضا كالمُخاتِلِ؟
وكنتَ امرأً ممَّنْ يُعاشُ برأيهِ
ورحمتُه فينا ولستَ بجاهلِ
أَعُتْبة ُ، لا تَسمعْ بنا قولَ كاشِحٍ(15/51)
حَسودٍ كذوبٍ مُبغِضٍ ذي دَغاوُلِ
وقد خِفْتُ إنْ لم تَزْجُرَنْهُمْ وتَرْعَووا
تُلاقي ونَلْقَى منك إحْدَى البَلابلِ
ومَرَّ أبو سُفيانَ عنِّيَ مُعْرضا
كما مَرَّ قَيْلٌ مِن عِظامِ المَقاوِلِ
يَفرُّ إلى نَجدٍ وبَرْدِ مياههِ
ويَزْعمُ أنِّي لستُ عنكُم بغافلِ
وأَعلمُ أنْ لا غافلٌ عن مَساءَة ٍ
كفاك العدوُّ عندَ حقٍّ وباطلِ
فميلوا عَلينا كُّلكُمْ؛ إنَّ مَيْلَكُمْ
سَواءٌ علينا والرياحُ بهاطلِ
يخبِّرُنا فِعلَ المُناصِح أنَّهُ
شَفيقٌ ويُخفي عارماتِ الدَّواخلِ
أمُطعِمُ لم أخذُلْكَ في يومِ نجدة ٍ
ولا عندَ تلك المُعْظماتِ الجِلائلِ
ولا يومِ خَصمٍ إذْ أتَوْكَ ألدَّة ٍ
أُولي جَدَلٍ من الخُصومِ المُساجِلِ
أمطعمٌ إنَّ القومَ ساموك خَطَّة ً
وإنَّي متى أُوكَلْ فلستُ بوائلِ
جَزى اللهُ عنّا عبدَ شَمسٍ ونَوفلاً
عُقوبة َ شَرٍّ عاجلاً غيرَ آجِلِ
بميزانِ قِسْطٍ لا يَغيضُ شَعيرة ً
له شاهدٌ مِن نفسهِ حقُّ عادلِ
لقد سَفَهتْ أحلامُ قَومٍ تبدَّلوا
بَني خَلَفٍ قَيضا بنا والغَياطلِ
ونحنُ الصَّميمُ مِن ذُؤابة ِ هاشمٍ
وآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأوائلِ
وكانَ لنا حوضُ السِّقاية ِ فيهمِ
ونحنُ الذُّرى منُهمْ وفوقَ الكواهلِ
فما أدركوا ذَخْلاً ولا سَفكوا دَماً
ولا حَالفوا إلاَّ شِرارَ القبائلِ
بَني أمَّة ٍ مجنونة ٍ هِنْدَكيَّة ٍ
بَني جُمَحٍ عُبَيدَ قَيسِ بنِ عاقلِ
وسهمٌ ومخزومٌ تَمالَوا وألَّبُوا
عَلينا العِدا من كلِّ طِمْلٍ وخاملِ
وشائظُ كانت في لؤيِّ بنِ غالبٍ
نفاهُمْ إلينا كلُّ صَقْر حُلاحِل
ورَهْطُ نُفَيلٍ شرُّ مَن وَطىء َ الحصى
وأَلأَمُ حافٍ من معدٍّ وناعلِ
أعبدَ منافٍ أنْتُمو خيرُ قَومِكُمْ
فلا تُشْرِكوا في أمرِكم كلَّ واغلِ
فقد خِفتُ إنْ لم يُصْلحِ اللهُ أمْرَكُمْ
تكونوا كما كانَتْ أحاديثُ وائلِ
لَعَمري لقَدْ أُوْهِنْتُمو وعَجزتُموْ
وجِئتُمْ بأمرٍ مُخطىء ٍ للمَفاصلِ
وكُنْتُمْ قَديماً حَطْبَ قِدْرٍ فأنتمو(15/52)
أَلانَ حِطابُ أقدُرٍ ومَراجِلِ
لِيهْنئْ بَني عبدِ منافٍ عُقوقُها
وخَذْلانُها، وتَرْكُنا في المعاقلِ
فإنْ يكُ قَومٌ سرَّهُمْ ما صَنَعْتُمو
ستحتلبوها لاقحاً غيرَ باهلِ
فبلِّغْ قُصَيّا أنْ سَيُنْشَرُ أمرُنا
وبَشِّرْ قُصيًّا بعدَنا بالتَّخاذُلِ
ولو طَرقتْ ليلاً قُصيّاً عَظيمة ٌ
إذا ما لجأنا دونَهُم في المداخلِ
ولو صُدقوا ضَرباً خلالَ بُيوتِهم
لكنَّا أُسى ً عندَ النَّساءِ المَطافلِ
فإنْ تكُ كعبٌ من لؤيٍّ تجمَّعتْ
فلا بُدَّ يوما مرَّة ً مِنْ تَزايُلِ
وإنْ تَكُ كعبٌ من كعوبٍ كثيرة ٍ
فلا بدَّ يوما أنَّها في مَجاهِلِ
وكلُّ صديقٍ وابنُ أختٍ نَعُدُّهُ
وجدْنا لعَمري غِبَّهُ غيرَ طائلِ
سِوى أنَّ رَهْطاً مِن كلابِ بنِ مُرَّة ٍ
بَراءٌ إلينا من معقَّة ِ خاذلِ
بَني أسَدٍ لا تُطرِفُنَّ على القَذى
إذا لم يقلْ بالحقِّ مِقْوَلُ قائلِ
فنعْمَ ابنُ أختِ القَومِ غيرَ مُكذَّبٍ
زُهيرٌ حُساما مُفردا مِن حَمائلِ
أَشَمُّ منَ الشُّمِّ البهاليلِ يَنْتَمي
إلى حَسبٍ في حَوْمة ِ المَجْدِ فاضلِ
لعَمري لقد كَلِفْتُ وَجْدا بأحمدٍ
وإخوتهِ دأبَ المحبِّ المُواصِلِ
أقيمُ على نصرِ النبيِّ محمدٍ
أقاتلُ عنهُ بالقَنا والقنابلِ
فلا زالَ في الدُّنيا جَمالاً لأهلِها
وزَينا لم ولاَّهُ رَبُّ المشاكِلِ
فمَنْ مثلُهُ في النَّاسِ أيُّ مؤمَّلٍ
إذا قاسَه الحكَّامُ عندَ التَّفاضُلِ
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غيرُ طائشٍ
يُوالي إلها ليسَ عنهُ بغافلِ
فأيَّدَه ربُّ العبّادِ بنصرهِ
وأظهرَ دَينا حقُّه غيرُ ناصلِ
فو اللهِ لولا أن أَجيءَ بسُبَّة ٍ
تَجُرُّ على أشياخنا في المَحافلِ
لكنَّا اتَّبعْناهُ على كلِّ حالة ٍ
منَ الدَّهرِ جِدا غيرَ قَولِ التَّهازُلِ
لقد عَلموا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ
لَدَيهم ولا يُعْنى َ بقَوْلِ الأباطلِ
رجالٌ كِرامٌ غيرُ مِيلٍ نَماهُمو
إلى الغُرِّ آباءٌ كرامُ المَخاصلِ
دَفَعناهُمو حتَّى تَبدَّدَ جَمعُهُمْ(15/53)
وحسَّرَ عنّا كلُّ باغٍ وجاهلِ
شَبابٌ منَ المُطَيَّبين وهاشمٍ
كبيضِ السُّيوفِ بينَ أيدي الصَّياقلِ
بِضَربٍ تَرى الفتيانَ فيهِ كأنَّهُم
ضَواري أسودٍ فوقَ لحمٍ خَرادلِ
ولكنَّنا نسلٌ كرامٌ لسادة ٍ
بهم نَعْتلي الأقوامَ عندَ التَّطاوُلِ
سَيَعْلمُ أهلُ الضِّغْنِ أيِّي وأيُّهُمْ
يفوزُ ويعلو في ليالٍ قلائلِ
وأيُّهُمو منِّي ومنْهُم بسيفهِ
يُلاقي إذا ما حانَ وقتُ التَّنازُلِ
ومَنْ ذا يمَلُّ الحربَ مني ومِنْهمو
ويحمدُ في الاsفاقِ مِن قَولِ قائلِ؟
فأصبحَ فينا أحمدٌ في أُرومة ٍ
تُقصِّرُ عنها سَورة ُ المُتَطاوِلِ
كأنَّي به فوقَ الجيادِ يقودُها
إلى معشرٍ زاغوا إلى كلِّ باطلِ
وجُدْتُ نفسي دونَهُ وحَمَيتُهُ
ودافَعْتُ عنه بالطُّلى والكلاكلِ
ولا شَكَّ أنَّ اللهَ رافعُ أمرِهِ
ومُعليهِ في الدُّنيا ويومَ التَّجادُلِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> حتَّى مَتى نحنُ على فَتْرة ٍ
حتَّى مَتى نحنُ على فَتْرة ٍ
رقم القصيدة : 17372
-----------------------------------
حتَّى مَتى نحنُ على فَتْرة ٍ
يا هاشمٌ والقومُ في جَحفَلِ
يَدْعونَ بالخَيلِ لَدى رَقْبة ٍ
منّا لدَى الخَوفِ وفي مَعزِلِ
كالرّجلة ِ السَّوداءِ تَغلو بها
سَرَعانُها في سَبْسَبٍ مَجْهَلِ
عليهِمُ التَّرْكُ على رَعْلة ٍ
مثلَ القطا القاربِ للمَنْهلِ
يا قَومُ ذُودوا عن جَماهيرِكُم
بكلِّ مِقصالٍ على مُسْبِلِ
حَديدِ خَمْسٍ لَهْزٌ حدُّهُ
مآرثُ الأفضَلِ للأفضلِ
عريضِ سِتٍّ لَهَبٌ حُضرُهُ
يُصانُ بالتَّذْليقِ في مِجْدَلِ
فكَمْ شَهِدتُ الحربَ في فِتية ٍ
عندَ الوغى في عِثْيَرِ القَسْطلِ
لا مُتَنحِّينَ إذا جئتَهُمْ
وفي هِياجِ الحربِ كالأشْبُلِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا أَبْلغا عنِّي لؤيًّا رسالة ً
ألا أَبْلغا عنِّي لؤيًّا رسالة ً
رقم القصيدة : 17373
-----------------------------------
ألا أَبْلغا عنِّي لؤيًّا رسالة ً
بحقٍّ ، وما تُغْني رسالة ُ مُرسِلِ(15/54)
بني عمِّنا الأدْنَينَ تَيماً نَخُصُّهم
وإخوانَنا من عبدِ شمسٍ ونَوْفلِ
أَظاهَرْتُموا قَوماً علينا أظِنَّة ً
وأمْرَ غَويٍّ مِن غُواة ٍ وَجُهَّلِ؟
يقولون: إنّا إنْ قَتَلنا محمَّداً
أَقَرَّتْ نَواصي هاشمٍ بالتَّذلُّلِ
كذَبْتُم وبيتِ اللهِ يُثلمُ رُكنُهُ
ومكَّة َ والإشعارِ في كلِّ مَعمَلِ
وبالحجِّ أو بالنِّيبِ تَدمى نحورُها
بمدماهُ والرُّكنِ العتيقِ المقبَّلِ
تَنالونَه أو تَعطفوا دونَ نَيلِه
صَوارِمُ تَفْري كلَّ عَظمٍ ومِفصلِ
وتَدعوا بأرحامٍ وأنتُم ظَلَمتموا
مصاليتَ في يومٍ أغرَّ مُحجَّلِ
فَمهلاً ولمَّا تَنْتَجِ الحربُ بِكرَها
يبينُ تِمامٌ أو تأخُّرُ مُعجَلِ
فإنّا مَتى ما نَمْرِها بسيوفنا
نُجَالحْ فنَعرُكْ مَن نَشاءُ بكلْكَلِ
وتَلْقَوْا ربيعَ الأبَطحينِ محمَّدا
على رَبْوة ٍ في رأسِ عَيْطاءَ عَيْطَلِ
وتأوي إليهِ هاشمٌ إنَّ هاشماً
عَرانينُ كعْبٍ آخراً بعدَ أوَّلِ
فإنْ كُنْتُمو تَرْجُونَ قتلَ محمَّدٍ
فَرُوموا بما جَمَّعتُمُ نَقْل يَذْبُلِ
فإنَّا سَنَحْميهِ بكلِّ طمرَّة ٍ
وذي مَيْعة ٍ نَهْدِ المَراكلِ هَيكلِ
وكُلِّ رُدَينيٍّ ظِماءٍ كُعوبُهُ
وعَضْبٍ كإيماض الغَمامة ِ مِقصَلِ
وكُلِّ جَرورِ الذَّيلِ زَغْفٍ مُفاضة ٍ
دِلاصِ كَهَزْهازِ الغَديرِ المُسَلْسَلِ
بأيمانِ شُمٍّ مِن ذوائبِ هاشمٍ
مَغاويلُ بالأخطار في كلِّ مَحْفلِ
هُمو سادة ُ الساداتِ في كلِّ مَوطنٍ
وخِيرة ُ ربِّ الناسِ في كُلِّ مُعضلِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> وإنَّ امرأً أبو عُتيبة َ عَمُّهُ
وإنَّ امرأً أبو عُتيبة َ عَمُّهُ
رقم القصيدة : 17374
-----------------------------------
وإنَّ امرأً أبو عُتيبة َ عَمُّهُ
لَفِي رَوضَة ٍ ما إنْ يُسامُ المَظَالما
أقولُ له، وأينَ منهُ نَصيحَتي:
أبا معتبٍ ثَبِّتْ سَوادَكَ قائما
فلا تَقْبَلنَّ الدَّهرَ ما عِشْتَ خُطَّة ً
تُسَبُّ بها إمَّا هَبَطْتَ المَواسِما(15/55)
ووَلِّ سَبيلَ العجزِ غَيْركَ مِنْهُمو
فإنك لم تُخْلَقْ على العجز لازما
وحارِبْ فإنَّ الحربَ نِصْفٌ، ولن ترى
أَخا الحرب يُعطي الخَسْفَ حتَّى يُسالِما
وكيفَ ولم يَجْنوا عليكَ عَظيمة ً
ولم يَخْذُلوكَ غانماً أو مُغارِما؟
جَزَى الله عنَّا عبدَ شمسٍ ونَوْفلاً
وتَيْماً ومَخْزوماً عُقوقاً ومَأثَما
بتَفريقِهم مِن بَعْدِ وُدٍّ وأُلفَة ٍ
جَماعَتَنا كَيْما يَنَالوا المَحارِما
كذبْتُم وبيتِ اللهِ نُبْزَى محمداً
ولمَّا تَروا يَوماً لدى الشِّعبِ قائما
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أرِقْتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ
أرِقْتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ
رقم القصيدة : 17375
-----------------------------------
أرِقْتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ
وبتَّ وما تُسالمُكَ الهُمومُ
لظلمِ عَشيرة ٍ ظَلموا وعَقُّوا
وغِبُّ عقوقِهم كلأٌ وخِيمُ
همو اَنْتَهكوا المحارمَ من أخيهِمْ
وليسَ لهُمْ بغيرِ أخٍ حَريمُ
إلى الرحمنِ والكرمِ استَذَمُّوا
وكلُّ فَعالِهم دَنِسٌ ذَميمُ
بَنو تَيمٍ تُؤازرُهاهُصَيصٌ
ومخزومٌ لها منّا قَسيمُ
فلا تَنْهى غُواة َ بني هُصَيصٍ
بَنو تَيمٍ وكلُّهمو عَديمُ
ومخزومٌ أقلُّ القَومِ حِلْماً
إذا طاشَتْ من الورَهِ الحُلومُ
أطاعوا ابنَ المُغيرة ِ وابن حرْبٍ
كلا الرَّجُلينِ مُتَّهِمٌ مُليمُ
وقالوا خُطَّة ً جَوْراً وحُمْقاً
وبعضُ القَولِ أبلجُ مُستَقيم
لَنُخْرِجُ هاشماً فيصيرُ منها
بلاقعَ بَطنُ زمزَمَ والحَطيمُ
فمهلاً قَومَنا لا تَرْكبونا
بِمَظْلَمة ٍ لها أمرٌ عَظيمُ
فيندَمَ بعضُكُم ويذلَّ بعضٌ
وليسَ بمُفْلحٍ أبداً ظَلومُ
فلا والرَّاقصاتِ بكلِّ خَرْقٍ
إلى مَعْمورِ مكَّة َ لا نَريمُ
طَوالَ الدَّهرِ حتَّى تقتلونا
ونَقْتُلَكُمْ وتلتقيَ الخصوم
ويُصرعَ حولَهُ منَّا رجالٌ
وتَمنعَهُ الخُؤولة ُ والعُمومُ
ويَعْلمَ معشَرٌ ظَلموا وعَقُّوا
بأنهموهُمُ الخدُّ اللَّطيمُ
أرادوا قتلَ أحمدَ ظالموهُ(15/56)
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> سَقى الله رَهطاً هُمو بالحُجونِ
سَقى الله رَهطاً هُمو بالحُجونِ
رقم القصيدة : 17376
-----------------------------------
سَقى الله رَهطاً هُمو بالحُجونِ
قِيامٌ وقَد هَجعَ النُّوَّمُ
قَضَوا ما قَضَوا في دُجى لَيْلهم
ومُسْتَوسِنُ الناسِ لا يعلمُ
بَهاليلُ غُرٌّ لهمُ سَورَة ٌ
يُداوَى بها الأَبْلحُ المُجْرِمُ
كشِبهِ المقاولِ عندَ الحُجو
نِ بَلْ هُمْ أعزُّ وهُم أعظمُ
لدى رَجُل مُرشِدٍ، أمرُهُ
إلى الحقِّ يَدعو ويستعصِمُ
فلولا حِذاري نَثا سُبَّة ٍ
يَشيدُ بها الحاسِدُ المُفْعَمُ
ورهبة َ عارٍ على أسْرتي
إذا ما أتَى أرضنا المَوْسِمُ
لَتابعْتُه غيرَ ذي مِرْية ٍ
ولو سِيءَ ذُو الرَّأيِ والمحرَمُ
كقولِ قُصيِّ، ألا أَقصروا
ولا تَرْكبوا ما بهِ المأثَمُ
فإنّا بمكة َ قِدْماً لنا
بها العزُّ والخطَرُ الأَعظمُ
ومن يكُ فيها له عزَّة ٌ
حديثاً فعزَّتُنا الأقدَمُ
ونحنُ ببطحائها الراسبو
نَ والقائدون ومَن يحكمُ
نشأنا وكنّا قليلاً بها
نُجيرُ وكنّا بها نُطعمُ
إذا عضَّ أزْمُ السنينِ الأنامَ
وحبَّ القُتارَ بها المُعْدِمُ
نَمانَي شَيبة ُ ساقي الحجيجِ
ومجدُ منيفُ الذُّرى مُعْلَمُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> إذا اجْتَمَعتْ يوماً قُريشُ لِمفْخرٍ
إذا اجْتَمَعتْ يوماً قُريشُ لِمفْخرٍ
رقم القصيدة : 17377
-----------------------------------
إذا اجْتَمَعتْ يوماً قُريشُ لِمفْخرٍ
فعبدُ مَنافٍ سِرُّها وصَمِيمُها
فإنْ حُصِّلَتْ أشرافُ عبدِ مَنافِها
فَفي هاشمٍ أَشْرافُها وقَديمُها
فإنْ فَخرتْ يوماً، فإنَّ محمَّداً
هوَ المُصْطفى مَن سِرُّها وكريُها
تَداعَتْ قُريشٌ: غَثُّها وسَمينُها
عَلَيْنا فلم تَظْفَرْ وطاشَتْ حُلومُها
وكنّا قديماً لا نُقِرُّ ظُلامَة ً
إذا ما ثَنَوْا صُعْرَ الخُدودِ نُقيمُها
ونَحْمي حِماها كلَّ يومِ كَريهة ٍ
ونَضْربُ عَن أحجارِها مَن يَرومُها(15/57)
همُ السَّادة ُ الأعلَوْنَ في كلِّ حالة ٍ
لهمُ صِرمَة ٌ لا يُسْتطاعُ قرومُها
يَدينُ لهُمْ كلُّ البريَّة ِ طاعَة ً
ويُكرِمُهم مِلأرضِ عندِي أَديمُها
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> سَمَّيتُه بعليٍّ كي يدومَ له
سَمَّيتُه بعليٍّ كي يدومَ له
رقم القصيدة : 17378
-----------------------------------
سَمَّيتُه بعليٍّ كي يدومَ له
منَ العلوِّ وفخرُ العزِّ أدْوَمُهُ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> لمن أرْبُعُ أقْويْنَ بين القدائمِ
لمن أرْبُعُ أقْويْنَ بين القدائمِ
رقم القصيدة : 17379
-----------------------------------
لمن أرْبُعُ أقْويْنَ بين القدائمِ
أقَمْن بمدْحاة ِ الِّرياحِ التَّوائمِ
فكلَّفتُ عينيَّ البكاءَ وخِلُتني
قدَ أَنْزَفْتُ دَمْعي اليومَ بينَ الأصارمِ
وكيفَ بكائي في الطَّلولِ وقد أتَتْ
لها حِقَبٌ مُذْ فارقَتْ أمُّ عاصمِ
غفارَّية ً حَلَّتْ بِبَوْلانَ خَلَّة ُ
فَيْنبعَ أوْ حَلَّتْ بِهضبِ الرَّجائمِ
فدَعْها فقد شطَّتْ بها غُربة ُ النَّوى
وشِعْبٌ لشَتِّ الحيِّ غَيرُ مُلائمِ
فبلِّغْ على الشَّحناءِ أفناءَ غالب
لُؤيّاً وتَيماً عندَ نَصرِ الكرائمِ
بأنَّا سُيوفُ اللهِ والمجدِ كلَّهِ
إذا كانَ صوتُ القومِ وحْيَ الغمائمِ
ألمْ تَعلمواأنَّ القطيعة َ مأَثَمٌ
وأمرُ بلاءٍ قائمٍ غيرِ حازِمِ
وأن سبيلَ الرُّشْدِ يُعلمُ في غَدٍ
وأن نعيمَ الدِّهرِ ليسَ بدائمِ
فلا تَسْفَهنْ أحلامُكم في محمَّدٍ
ولا تَتْبعوا أمر الغُواة ِ الأشائمِ
تَمنِّيتُمُ أن تقتلوهُ وإنَّما
أمانِيُّكم هَذي كأحلامِ نائمِ
فإنَّكم واللهِ لا تَقْتلونَهُ
ولمَّا تَرَوا قطفَ اللَّحى والغَلاصِمِ
ولم تُبْصروا الأحياءُ منكُم مَلاحماً
تحومُ عليها الطَّيرُ بعدَ مَلاحمِ
وتَدَّعوا بأرحامٍ أواصرَ بَيْننا
وقد قطعَ الأرحام وقعُ الصَّوارمِ
وتَسمو بخيلٍ بعد خَيلٍ يَحثُّها
إلى الرَّوعِ أبناءُ الكُهولِ القَماقمِ
من البيضِ مفضالٌ أبيٌّ على العدا(15/58)
تمكَّنَ في الفرعَينِ في حيِّ هاشمِ
أمينٌ محبٌّ في العبادِ مسوَّمٌ
بخاتَمِ ربٍّ قاهرٍ للخَواتمِ
يَرى الناسُ بُرهاناً عليهِ وهَيبة ً
وما جاهلُ أمراً كآخر عالِمِ
نَبيٌّ أناهُ الوحيُ من عند رِّبهِ
ومَن قال: لا ، يَقْرَعْ بها سِنَّ نادم
تُطيفُ به جُرثومة ٌ هاشمية ٌ
تُذَبِّبُ عنهُ كلَّ عاتٍ وظالمِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> نبوءة
نبوءة
رقم القصيدة : 1738
-----------------------------------
إ سمعوني قَبْلَ أن تَفتَقدوني
يا جماعهْ
لَستُ كذّاباً ..
فما كانَ أبي حِزباً
ولا أُمّي إذاعةْ
كُلُّ ما في الأمرِ
أنَّ العَبْدَ
صلّى مُفرداً بالأمسِ
في القُدسِ
ولكنَّ " الجَماعَةْ "
سيُصلّونَ جماعَهْ !
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألا مَن لهمٍّ آخر الليلِ مُعْتمِ
ألا مَن لهمٍّ آخر الليلِ مُعْتمِ
رقم القصيدة : 17380
-----------------------------------
ألا مَن لهمٍّ آخر الليلِ مُعْتمِ
طَواني، وأخْرى النَّجمِ لمَّا تَقَحَّمِ
طواني وقد نامتُ عُيونً كثيرة
وسامرُ أخرى قاعدٌ لم يُنومِ
لأحلامِ قَومٍ قد أرادوا محمّداً
بظلمٍ ومن لا يَتقي الظُلمَ يُظلمِ
سَعَوا سَفَهاً واقتادَهُم سوءُ أمرِهمْ
على قائلٍ من أمرهمْ غيرِ مُحكمِ
رَجاة َ أمورٍ لم ينالوا نِظامَها
وإنْ نَشَدوا في كلِّ بَدوٍ ومَوْسمِ
تُرجُّونَ منَّا خُطَّة ً دونَ نَيْلِها
ضِرابٌ وطَعْنٌ بالوشِيجِ المقَوَّمِ
تُرجُّون أنْ نَسخَى بقتْلِ محمدٍ
ولم تختضبُ سُمرُ العوالي من الذَّمِ
كَذَبتُمْ وبيتِ الله حتى تَعرَّفوا
جَماجمَ تُلقَى بالحَطيمِ وزَمْزَمِ
وتُقْطَعَ أرحامُوتَنْسى خَليلة ٌ
حَليلاً ويُفشَى مَحْرَمٌ بَعْدَ مَحْرَمِ
وَ يُنهضَ قومٌ في الحديدِ إليكمو
يَذُبُّون عن أحسابِهم كلَّ مُجْرِمِ
وظلمُ نبيٍّ جاءَ يدعو إلى الهُدى
وأمرٌ أتى من عندِ ذي العرشِ قيِّمِ
همُ الأُسْدُ أُشْدُ الزّارتينِ إذا غدتْ
على حَنقٍ لم يُخشَ إعلامُ مُعلمِ(15/59)
فيا لبني فِهْرٍ أَفيقوا، ولم نَقُمْ
نوائحُ قَتْلى تدَّعي بالتَّندُّمِ
على ما مَضى من بَغْيِكُم وعُقوقِكُمْ
وغشيانِكُمْ من أمرِنا كلَّ مَأثمِ
فلا تَحسِبونا مُسْلميهِ، ومثلُهُ
إذا كان في قومٍ فليس بمُسْلَمِ
فهذي معاذيرٌ وتَقْدِمة ٌ لكُمْ
لكي لا تكونَ الحربُ قبلَ التقدُّمِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ألم تَرَني مِن بعدِهَمِّ هَممْتُهُ
ألم تَرَني مِن بعدِهَمِّ هَممْتُهُ
رقم القصيدة : 17381
-----------------------------------
ألم تَرَني مِن بعدِهَمِّ هَممْتُهُ
بِفُرقَة ِ حُرٍّ مِن أبِينَ كِرامِ؟
بأحمدَ لمّا أنْ شَدَدْتُ مَطيّتي
بِرحْلي وقَد ودَّعْتُه بسلامِ
فلمّا بكى والعِيسُ قد قَلُصَتْ بنا
وقد ناشَ بالكفْينِ ثِنْيَ زِمامِ
ذكرتُ أباه ثمَّ رقرقتُ عبرة ً
تَجودُ من العنينِ ذاتَ سِجامِ
فقلتُ: تَرَحَّلْ راشداً في عُمومة ٍ
مُواسِين في البأساءِ غيرِ لئامِ
وجاءَ مع العِيرِ التي راحَ رَكْبُها
شَآمي الهوى والأصل غير شآمِ
فلمَّا هَبَطنا أرضَ بُصرى تَشوَّفوا
لنا فَوقَ دورٍ يَنْظرونَ عِظامِ
فجاءَ بحَيرا عندَ ذلك حاشداً
لنا بشرابِ طَيبٍ وطعامِ
فقالَ: اجمعُوا أصحابَكُم عندما رأى
فقُلنا: جَمعْنا القومَ غير غُلام
يتيمٍ فقالَ: ادعوهُ إنَّ طعامَنا
لهُ دُونَكُمْ من سُوقة ٍ وإمامِ
وآلى يمينا بَرَّة ً: إنَّ زادَنا
كثيرٌ عليه اليومَ غيرُ حرامِ
فلولا الذي خَبَّرتمو عن محمدٍ
لكنْتُمْ لدينا اليومَ غيرَ كِرامِ
وأقبلَ رَكْبٌ يطلبونَ الذي رأى
بَحيراءُ رأي العين وسْطَ خيامِ
فثارَ إليهمْ خشية ً لعُرامِهِمْ
وكانوا ذوي بغيٍ معاً وعُرامِ
دَريسٌ وهَمَّامٌ، وقد كان فيهمو
زَريرٌ وكلُّ القومِ غير نيامِ
فجاؤوا وقد هَمُّوا بقتلِ محمدٍ
فردَّهُمو عنه بحُسمِ خِصامِ
بتأويلهِ التَّوراة َ حَتَّى تَيقَّنُوا
وقالَ لهم: رُمْتُمْ أشدَّ مَرامِ
أَتَبغونَ قَتْلاً للنبيِّ محمَّدٍ؟
خُصِصْتُم على شؤمٍ بطولِ أثامِ(15/60)
وإنَّ الذي يختارهُُ منهُ مانعٌ
سَيَكفيهِ منكمْ كيدَ كل طَغامِ
فذلك مِن أعلامِه وبَيانهِ
وليس نِهارٌ واضحٌ كظلامِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أبكى العيونَ وأذرى دمعها دِرراً
أبكى العيونَ وأذرى دمعها دِرراً
رقم القصيدة : 17382
-----------------------------------
أبكى العيونَ وأذرى دمعها دِرراً
مُصابُ ششَبية َ بيتِ الدينِ والكرَمِ
كانَ الشجاعَ الجوادَ الفَرْدَ سُؤدَدُهُ
لهُ فضائلُ تعلو سادة َ الأممِ
مضى أبو الحَرِثَ المأمولُ نائلهُ
والمُنْتَشَى صَولهُ في الناسِ والنَّعم
هوَ الرئيسُ الذي لا خَلقَ يقدُمُهُ
غَداة َ يَحْمي عن الأبطالِ بالعَلمِ
العامرُ البيتَ بيتَ الله بملؤهُ
نُوراً فيجلو كُسوفَ القَحْط والظُّلمِ
ربُّ الفراشِ يصَحْنِ البيتَ تكرمة ً
بذاك فُضِّلَ أهلُ الفخرِ والقِدَمِ
بكتْ قُريشُ أباهَا كلَّها وعلى
إمامِها وحِماها الثَّابتِ الدَّعَمِ
صَفِيُّ بكِّي وجودي بالدُّموعِ لهُ
وأسْعِدي يا أميمُ اليوم بالسِّجَمِ
يُجبكَ نِسوة ُ رَهْطٍ من بني أسَدٍ
والغُرِّ زَهرة َ بعدَ العُربِ والعَجَمِ
ألم يكُنْ زينَ أهلِ الأرضِ كلِّهمِ
وعصْمَة َ الخلقِ من عادٍ ومن أرِمِ؟
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أتعلمُ مَلكَ الحُبشِ أن محمداً
أتعلمُ مَلكَ الحُبشِ أن محمداً
رقم القصيدة : 17383
-----------------------------------
أتعلمُ مَلكَ الحُبشِ أن محمداً
نَبيُّ كموسى والمسيحِ ابنِ مريمِ؟
أتى بهُدى مثل الذي أتيا به
وكلٌّ بأمر الله يَهْدي ويَعصمُ
وإنكمو تَتْلونَهُ في كتابِكم
بصدقِ حديثٍ لا بصدْقِ الترجُّمِ
فلا تَجُعلوا لله نِداً وأسلمِوا
وإن طريقَ الحقِّ ليسَ بمُظُلمِ
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعِهمْ
واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعِهمْ
رقم القصيدة : 17384
-----------------------------------
واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعِهمْ
حتى أُوَسَّدَ في الترابِ دَفينا(15/61)
فاصدَعْ بأمرِك ما عليكَ غَضاضة ٌ
وأبشِرْ بذاكَ، وقرَّ منهُ عُيونا
ودَعَوْتَني، وزَعمتَ أنك ناصحٌ
ولقد صدقْتَ، وكنتَ ثَمَّ أَمينا
وعَرضْتَ دِيناً قد علمتُ بأنَّهُ
مِن خيرِ أديانِ البريَّة ِ دِينا
لولا المَلامة ُ أو حِذاري سُبَّة ً
لوجَدْتني سَمحاً بذاك مُبِينا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> نحنُ بَنيْنا طائفاً حَصِينا
نحنُ بَنيْنا طائفاً حَصِينا
رقم القصيدة : 17385
-----------------------------------
نحنُ بَنيْنا طائفاً حَصِينا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> قُلْ لعبدِ العُزَّى أخي وشَقيقي
قُلْ لعبدِ العُزَّى أخي وشَقيقي
رقم القصيدة : 17386
-----------------------------------
قُلْ لعبدِ العُزَّى أخي وشَقيقي
وبَني هاشمٍ جَميعاً عِزِينا
وصَديقي أبي عِمارَة َ والإخـ
ـوانِ طُرّاً، وأسرتي أجمعينا
فاعْلمَوا أنَّني لهُ ناصرٌ
ومُجِرٌّ بِصَولتي الخاذِلينا
فانصُروهُ للرِّحْمِ والنَّسَبِ الأدْ
نى ، وكونوا له يداً مُصْلتينا
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عَمْـ
ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عَمْـ
رقم القصيدة : 17387
-----------------------------------
ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عَمْـ
ـروٍ وليتٌ يقولها المحزونُ
أيُّ شيءٍ دَهاكَ أوْغالَ مَرْآ
كَ وهل أقَدَمَتْ عليه المَنونُ؟
أنا حامِيكَ مثلَ آبائيَ الزهـ
لآبائكَ التي لا تَهونُ
مَيْتُ صِدْقٍ على هُبالة َ أمسَيـ
ـتُ ومِن دونِ مُلتقاكَ الحُجونُ
رجعَ الركْبُ سالمينَ جَميعاً
وخَليلي في مَرْمَسٍ مَدْفونُ
بُوركَ الميِّتُ الغَريبُ كما بُو
رِكَ نضْجُ الرمَّانِ والزَّيتونُ
مِدْرَة ٌ يدفعُ الخُصومَ بأيْدٍ
وبوجْهٍ يزينُه العِرْنينُ
كم خليلٍ يزينُه وابنُ عمٍّ
وحَميمٌ قضَتْ عليهِ المَنونُ
فتعزَّيتُ بالتَّأسِّي وبالصَّبْـ
ـرِ وإنِّي بصاحِبي لضَنِينُ
كنتَ لي عُدَّة ً وفوقَكَ لافَو
فقد صِرتُ ليسَ دونكَ دُونُ
كانَ منكَ اليقينُ ليسَ بشافٍ(15/62)
كيفَ إذْ رجَّمتْك عِندي الظُّنونُ؟
كنتَ مولى ً وصاحباً صادقَ الخِبْـ
ـرة ِ حقّاً وخُلَّة ً لا تَخُونُ
فعليك السَّلامُ مِنِّي كَثيراً
أنْفَدَتْ ماءَها عليكَ الشُّؤون
العصر الجاهلي >> أبو طالب >> أمِن تَذكُّرِ دهرٍ غيرِ مَأمونِ
أمِن تَذكُّرِ دهرٍ غيرِ مَأمونِ
رقم القصيدة : 17388
-----------------------------------
أمِن تَذكُّرِ دهرٍ غيرِ مَأمونِ
أصبحتَ مُكتئباً تَبكي كَمَحزونِ؟
أَمْ مِن تذكُّرِ أقوامٍ ذَوي سَفَهٍ
يَغشوْنَ بالظلمِ مَن يدعو إلى الدِّينِ؟
لا يَنْتَهون عنِ الفحشاءِ ما أمرِوا
والغَدْرُ فيهِم سَبيلٌ غيرُ مأمونِ
ألا يرونَ ـ أذلَّ الله جَمْعَهُموـ
أنّا غَضِبْنا لعثمانَ بنِ مَظْعونِ؟
إذْ يلطِمونَ ـ ولا يَخشوْنَ ـ مُقْلتَهُ
طَعْناً دِراكا وضَرْباًغير مَرهونِ
فسوفَ نجزيهموـ إنْ لم يُمتْ ـ عَجِلاً
كيلاً بكيلٍ جزاءً غيرَ مَغْبونِ
أو ينتهونَ عنِ الأمرِ الذي وقفوا
فيه ويرضَوْنَ منّا بعدُ بالدُّونِ
ونمنَعُ الضَّيمَ مَن يَبْغيَ مَضامَتَنا
بكلِّ مُطِّردٍ في الكفِّ مَسنونِ
ومُرْهَفاتٍ كأنَّ الملحَ خالطَها
يُشْفَى بها الدَّاءُ مِن هامِ المجانينِ
حتى تُقرَّ رجالٌ لا حلومَ لها
بعدَ الصُّعوبة ِ بالإسْماحِ واللِّينِ
أو يُؤمنوا بكتابٍ مُنْزَلٍ عَجَبٍ
عَلى نبيٍّ كموسى أو كذِي النُّونِ
يأتي بأمرٍ جَليٍّ غيرِ ذي عِوَجٍ
كما تَبيَّنَ في آياتِ ياسِينِ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
رقم القصيدة : 17389
-----------------------------------
أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
بني ناشب عني ومن يتنشب
آكلكم مختار دار يحلها
وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ
وابلغ بني عوذ بن زيد رسالة ً
بآية ِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا
فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم
وقال له ذو حلمكم أين تذهب
وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى(15/63)
فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ
فيلحق بالخيرات من كان أهلها
وتعلم عبس رأس من يتصوب
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عقوبات شرعية
عقوبات شرعية
رقم القصيدة : 1739
-----------------------------------
بتَرَ الوالي لساني
عندما غنّيتُ شِعْري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
**
بَتَرَ الوالي يَدي لمّا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كُلِّ مكانِ
**
وَضَعَ الوالي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّي ولساني
صامتاً أشكو هَواني.
**
أَمَرَ الوالي بإعدامي
لأنّي لم أُصَفّقْ
- عندما مَرَّ -
ولَم أهتِفْ..
ولَمْ أبرَحْ مكاني !
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إن تأخُذوا أسماء، موقفَ ساعة ٍ
إن تأخُذوا أسماء، موقفَ ساعة ٍ
رقم القصيدة : 17390
-----------------------------------
إن تأخُذوا أسماء، موقفَ ساعة ٍ
فمأخذُ ليلى ، وهي عذراءُ، أعجبُ
لبسنا زماناً حسنها وشبابها
ورُدّتْ إلى شعواء، والرأسُ أشيبُ
كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعها
غداة َ اللّوى ، مغصوبة ً، يتصَبّبُ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> لا تلم شيخي فما أدري به
لا تلم شيخي فما أدري به
رقم القصيدة : 17391
-----------------------------------
لا تلم شيخي فما أدري به
غير أن شارك نهداً في النسب
كان في قيس حسيباً ماجداً
فأتت نَهدٌ على ذاك الحسَب
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح
إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح
رقم القصيدة : 17392
-----------------------------------
إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح
عليه ولم تعطف عليه أقاربه
فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ
فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ
وسائلة ٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ
ومت يسأل الصعلوك أين مذاهبه
مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضة ٌ
إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه
فلا أترك الإخوان ما عشت للردى(15/64)
كما أنه لا يتركُ الماءَ شاربُه
ولا يُستضامُ، الدهرَ، جاري، ولا أُرى
كمن باتَ تسري للصّديق عقاربُه
وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أفي ناب منحناها فقيراً
أفي ناب منحناها فقيراً
رقم القصيدة : 17393
-----------------------------------
أفي ناب منحناها فقيراً
له بطنابنا طنب مصيت
وفضلة سمنة ذهبت إليه
وأكثرُ حَقّهِ ما لا يَفوتُ
تَبيتُ، على المرافقِ، أمُّ وهبٍ
وقد نام العيون لها كتيت
فإنّ حَمِيتَنا، أبداً، حرامٌ
وليس لجار منزلنا حميت
ورُبَّتَ شُبْعَة ٍ آثَرتُ فيها
يداً جاءت تغير لها هتيت
يقولُ: الحقُّ مطلبُهُ جميلٌ
وقد طلبوا إليك، فلم يُقِيتوا
فقلتُ له: ألا احيَ، وأنتَ حُرٌّ
ستشبعُ في حياتِكَ، أو تموت
إذا ما فاتني لم أستقله
حياتي والملائم لا تفوت
وقد علمت سليمى أن رأيي
ورأي البخل مختلف شتيت
وأني لا يريني البخل رأي
سواءٌ إن عطِشتُ، وإن رويت
وأني، حينَ تشتجرُ العَوالي
حوالي اللب ذو رأي زميت
وأُكفى ، ما علمتُ، بفضل علمٍ
وأسأل ذا البيان إذا عميت
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> قلتُ لقوْمٍ، في الكنيفِ، ترَوّحوا
قلتُ لقوْمٍ، في الكنيفِ، ترَوّحوا
رقم القصيدة : 17394
-----------------------------------
قلتُ لقوْمٍ، في الكنيفِ، ترَوّحوا
عشِيّة َ بتنا عند ماوان، رُزَّحِ
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم
إلى مُستراحٍ من حِمامٍ مبرَّحِ
ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً
من المال يطرح نفسه كل مطرح
ليَبْلُغَ عُذراً، أو يُصِيبَ رَغِيبة ً
ومبلغ نفس عذرها مثل منجح
لعلَّكمُ أن تصلُحوا بعدَما أرى
نبات العضاه الثائب المتروح
ينوؤون بالأيدي وأفضل زادهم
بقيّة ُ لحْمٍ من جَزُورٍ مملَّح
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> هلاّ سألتَ بني عَيلانَ كلّهمُ
هلاّ سألتَ بني عَيلانَ كلّهمُ
رقم القصيدة : 17395
-----------------------------------(15/65)
هلاّ سألتَ بني عَيلانَ كلّهمُ
عند السنين إذا ما هبت الريح
قد حان قدح عيال الحي إذ شبعوا
وآخر لذوي الجيران ممنوح
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> قالت تماضر إذ رأت ما لي خوى
قالت تماضر إذ رأت ما لي خوى
رقم القصيدة : 17396
-----------------------------------
قالت تماضر إذ رأت ما لي خوى
وجفا الأقاربُ، فالفؤادُ قريحُ
ما لي رأيتُكَ في النّديّ منكَّساً
وَصِباً، كأنّكَ في النّديّ نَطيح؟
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
إنّ القُعودَ، معَ العِيالِ، قبيح
المال فيه مهابة وتجلة
والفَقْرُ فِيهِ مذلّة ٌ وفُضُوح
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إذا آذاكَ مالُكَ، فامتهِنه
إذا آذاكَ مالُكَ، فامتهِنه
رقم القصيدة : 17397
-----------------------------------
إذا آذاكَ مالُكَ، فامتهِنه
لجاديه وإن قرع المراح
وإن أخنى عليك فلم تجده
فنبتُ الأرض والماءُ القَراحُ
فرغمُ العيشِ إلفُ فِناءِ قومٍ
وإن آسوكَ، والموتُ الرَّواح
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> جزى اللَّهُ خيراً، كلما ذُكِرَ اسمهُ
جزى اللَّهُ خيراً، كلما ذُكِرَ اسمهُ
رقم القصيدة : 17398
-----------------------------------
جزى اللَّهُ خيراً، كلما ذُكِرَ اسمهُ
أبا مالك، إنْ ذلك الحيُّ أصْعَدُوا
وَزَوّدَ خيراً مالكاً، إنّ مالِكاً
لهُ رِدّة ٌ فينا، إذا القوم زُهَّدُ
فهل يطربن في إثركم من تركتكم
إذا قام يعلوهُ حِلالٌ، فيقعُد
تولى بنو زبان عنا بفضلهم
وود شريك لو نسير فنبعد
ليَهنىء شريكاً وطبُه ولِقاحُه
وذوو العس بعد نومة المتبرد
وما كان منّا مَسكناً، قد علمتمُ
مدافعُ ذي رَضْوَى ، فعَظمٌ، فصَنددُ
ولكنّها، والدّهرُ يومٌ وليلة ٌ
بلادٌ بها الأجناءُ، والمتصَيَّد
وقلتُ لأصْحابِ الكنيفِ: تَرَحّلوا
فليس لكم في ساحة الدار مقعد
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> مابي من عار إخال علمته
مابي من عار إخال علمته
رقم القصيدة : 17399
-----------------------------------(15/66)
مابي من عار إخال علمته
سوىأن أخوالي نسبوا نهد
إذا ما أردت المجد قصر مجدهم
فاعيا علي أن يقاربني المجد
فيا ليتهم لم يضربوا في ضربة
وأنيَ عبْدٌ فيهمُ، وأبي عبدُ
ثعالب في الحرب العوان فإن تنج
وتَنفرِجِ الجُلّى ، فإنّهمُ الأُسْدُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أحبك ..!!
أحبك ..!!
رقم القصيدة : 1740
-----------------------------------
يا وَطَني
ضِقْتَ على ملامحي
فَصِرتَ في قلبي.
وكُنتَ لي عُقوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغةِ السّبِّ!
ضَربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربي ..وموضِعَ الضّربِ!
طَردْتَني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبي !
وعندما صَلَبتَني
أصبَحتُ في حُبّي
مُعْجِزَةً
حينَ هَوى قلْبي .. فِدى قلبي!
يا قاتلي
سامَحَكَ اللهُ على صَلْبي.
يا قاتلي
كفاكَ أنْ تقتُلَني
مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ !
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إني امرؤ عافي إنائي شركة
إني امرؤ عافي إنائي شركة
رقم القصيدة : 17400
-----------------------------------
إني امرؤ عافي إنائي شركة
وأنتَ امرؤ عافي إنائِكَ واحدُ
اتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بوجهي شحوبَ الحقِّ، والحقُّ جاهد
أُقسّمُ جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء والماء بارد
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> ما بالثّراءِ يسُودُ كلُّ مُسوَّدٍ
ما بالثّراءِ يسُودُ كلُّ مُسوَّدٍ
رقم القصيدة : 17401
-----------------------------------
ما بالثّراءِ يسُودُ كلُّ مُسوَّدٍ
مثر ولكن بالفعال يسود
بل لا أُكاثِرُ صاحبي في يُسرهِ
وأصُدُّ إذ في عيشِهِ تَصْريد
فإذا غنيت فأن جاري نيله
من نائلي وميسري معهود
وإذا افتقرْتُ، فلن أُرَى متخشَّعاً
لأخي غنى معروفه مكدود
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أخذت معاقلها اللقاح لمجلس
أخذت معاقلها اللقاح لمجلس
رقم القصيدة : 17402
-----------------------------------
أخذت معاقلها اللقاح لمجلس(15/67)
حول ابن أكثم من بني أنمار
ولقد أتيتكم بليل دامس
ولقد أتيت سراتكم بنهار
فوجدتُكم لِقَحاً حُبسَن بخُلّة ٍ
وحبسن إذ صرين غير غزار
منعوا البِكارة َ والافالَ كليهِما
ولهم أضن بأم كل حوار
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
رقم القصيدة : 17403
-----------------------------------
أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
ونامِي، فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي
ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني
بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ
إذا هو أمسى هامة فوق صير
تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي
إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ
ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي
أخَلِّيكِ أو أغْنِيكِ عن سُوءِ مَحْضَرِ
فإن فاز سهم للمنية لم أكن
جَزُوعاً، وهَلْ عن ذاكِ من مُتَأخَّرِ
وإن فاز سهمي كفكم عن مقاعد
لكم خلف أدبار البيوت ومنظر
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ
ومستثبت في مالك العام إنني
أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ
فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ
مخوف رداها أن تصيبك فاحذر
أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة
ومن كل سوداء المعاصم تعتري
ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى
له مدفعاً فاقني حياءك واصبري
لَحَى الله صَعْلُوكاً إذَا جَنَّ ليلُهُ
مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
أصابَ قِرَاها مِن صديقٍ مُيَسِّرِ
ينامُ عِشَاءً ثم يُصْبِحُ قاعداً
يَحُت الحَصَى عن جنْبِه المُتَعَفِّرِ
يُعَينُ نساءَ الحَيِّ ما يَسْتَعِنَّهُ
ويمسي طليحاً كالبعير المسحر
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
كَضَوْءِ شِهَابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ
مطلاً على أعدائه يزجرونه
بساحتهم زجر المنيح المشهر
وإنْ بَعِدُوا لا يَأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ
تَشَوُّفَ أهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ(15/68)
فذلكَ إنْ يَلْقَ المنيّة َ يلْقَها
حَمِيداً، وإنْ يَسْتَغْنِ يوماً فأجْدِرِ
أيهلك معتم وزيد ولم أقم
على ندب يوماً ولي نفس مخطر
ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا
كواسع في أخرى السوام المنفر
يطاعن عنها أول القوم بالقنا
وبيض خفاف ذات لون مشهر
ويوماً بأرض ذات شت وعرعر
يناقلن بالشمط الكرام أولي القوى
نِقَابَ الحِجَازِ في السَّرِيح المُسَيَّرِ
يُرِيحُ عليَّ اللَّيلُ أضَيافَ ماجدٍ
كريم، ومالِي سَارحاً مالُ مُقْتِر
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أرقت وصحبتي بمضيق عمق
أرقت وصحبتي بمضيق عمق
رقم القصيدة : 17404
-----------------------------------
أرقت وصحبتي بمضيق عمق
لبرق من تهامة مستطير
إذا قلتُ استَهَلّ على قديدٍ
يحور ربابه حور الكسير
تكشف عائذ بلقاء تنفي
ذكور الخيل عن ولد شفور
سقى سلمى وأين ديار سلمى
إذا حلّتْ مُجاورة َ السرير
إذا حلّتْ بأرضِ بني عليّ
وأهلي بين زامرة وكير
ذكرت منازلاً من أم وهب
محل الحي أسفل ذي النقير
وأحدث معهداص من أم وهب
أطَعتُ الآمِرينَ بصَرْمِ سَلمى
فطاروا في عراه اليستعور
سَقَوْني النَّسءَ، ثم تكنّفوني
عُداة ُ اللَّهِ من كذِبٍ وزُورِ
وقالوا ليس بعد فداء سلمى
بمُغْنٍ، ما لديكَ، ولا فقير
ولا وأبيك لو كاليوم أمري
ومن لكَ بالتَدَبُّرِ في الأمورِ
إذاً لمَلَكْتُ عِصْمة َ أُمّ وَهْبٍ
على ما كان من حسك الصدور
فيا للناس كيف غلبت نفسي
على شيءٍ، ويكرهُهُ ضميري
ألا يا ليتَني عاصَيتُ طَلْقاً
وجباراً ومن لي من أمير
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> عفت بعدنا من أم حسان غضور
عفت بعدنا من أم حسان غضور
رقم القصيدة : 17405
-----------------------------------
عفت بعدنا من أم حسان غضور
وفي الرحل منها آية لا تغير
وبالغر والغراء منها منازل
وحول الصفا من أهلها متدور
ليالينا إذ جيبها لك ناصح
وإذ رِيحُها مِسكٌ زكيٌّ، وعنبر
ألم تعلمي، يا أُمّ حسّانَ، أنّنَا(15/69)
خلِيطا زيالٍ، ليس عن ذاك مَقصَر
وأن المنايا ثغر كل ثنية
فهل ذاك عما يبتغي القوم محصر
وغبراء مخشي رداها مخوفة
أخوها بأسباب المنايا مغرر
قطعت بها شك الخلاج ولم أقل
لخيّابَة ٍ، هَيّاية ٍ: كيف تأمُر؟
تداركَ، عَوذاً، بعدَ ما ساء ظَنُّها
بماوان عرق من أسامة أزهر
هُم عيّروني أنّ أُمّي غريبة ٌ
وهل في كريمٍ ماجدٍ ما يُعيَّر؟
وقد عيروني المال حين جمعته
وقد عيروني الفقر إذ أنا مقتر
وعيّرني قومي شَبابي ولِمّتي
متى ما يشا رهط امرىء يتعير
حوى حَيٌّ أحياءٍ شتِيرَ بنَ خالدٍ
وقد طمعت في غُنمِ آخرَ جعفر
ولا أنتمي إلاّ لجارٍ مجاورٍ
فما آخِرُ العيشِ الذي أتنظّر؟
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> دعِيني للغنى أسعى ، فإنّي
دعِيني للغنى أسعى ، فإنّي
رقم القصيدة : 17406
-----------------------------------
دعِيني للغنى أسعى ، فإنّي
رأيتُ الناسَ شرُّهمُ الفقيرُ
وأبعدُهم وأهونُهم عليهم
وإن أمسى له حسب وخير
ويُقصِيهِ النَّدِيُّ، وتَزْدرِيهِ
حليلته وينهره الصغير
ويلقى ذا الغنى وله جلال
يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليلٌ ذنبُهُ، والذنبُ جمٌّ
ولكن للغِنى ربٌّ غفورُ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> تحن إلى سلمى بحر بلادها
تحن إلى سلمى بحر بلادها
رقم القصيدة : 17407
-----------------------------------
تحن إلى سلمى بحر بلادها
وأنت عليها بالملا كنت أقدر
تحِلّ بوادٍ، من كَراءٍ، مَضَلّة ٍ
تحاولُ سلمى أن أهابَ وأحصَرا
وكيف تُرَجّيها، وقد حِيلَ دونها
وقد جاورت حيّاً بتَيمن مُنكرا
تبغّانيَ الأعْداءُ إمّا إلى دَمٍ
وإما عراض الساعدين مصدرا
يظلّ الأباءُ ساقطاً فوقَ مَتنِهِ
له العَدْوَة ُ الأولى ، إذا القِرْنُ أصحرا
كأنّ خَواتَ الرعدِ رزءُ زئيره
من اللاء يسكن العرين بعثرا
إذا نحن أبردنا وردت ركابنا
وعنّ لنا، من أمرنا، ما تَيَسّرا
بدا لك مني عند ذاك صريمتي
وصبري إذا ما الشيء ولى فأدبرا
وما أنس مالأشياء لا أنس قولها(15/70)
لجارتها ما إن يعيش بأحورا
لعلّكِ، يوماً، أن تُسِرّي نَدامَة ً
علي بما حشمتني يوم غضورا
فغربت إن لم تخبريهم فلا أرى
لي اليوم أدنى منك علماً وأخبرا
قعيدَكِ، عمرَ الله، هل تَعلمينني
كريماً، إذا اسوَدّ الأناملُ، أزهرا
صبوراً على رزء الموالي وحافظاً
لعرضي حتى يؤكل النبت أخضرا
أقب ومخماص الشتاء مرزأ
إذا اغبر أولاد الأذلة أسفرا
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> ونحن صَبَحنا عامراً، إذ تمرّسَتْ
ونحن صَبَحنا عامراً، إذ تمرّسَتْ
رقم القصيدة : 17408
-----------------------------------
ونحن صَبَحنا عامراً، إذ تمرّسَتْ
عُلالة َ أرمَاحٍ وضَرباً مذكَّرا
بكل رقاق الشفرتين مهند
ولَدْنٍ من الخطّيّ، قد طُرّ، أسمرا
عجبت لهم إذ يخنقون نفوسهم
ومقتلُهم، تحتَ الوغى ، كان أعذرا
يشدُّ الحليمُ منهمُ عَقدَ حبلِه
ألا إنما يأتي الذي كان حُذّرا
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
رقم القصيدة : 17409
-----------------------------------
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
شكا الفقرَ، أو لامَ الصّديقَ، فأكثرا
وصارَ على الأدنَينَ كَلاًّ، وأوشكتْ
صلات ذوي القربى له أن تنكرا
وماطالب الحاجات من كل وجهة
من الناس إلا من أجد وشمرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى
تَعِشْ ذا يَسارٍ، أو تموتَ فتُعذَرا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قبلة بوليسية ..!
قبلة بوليسية ..!
رقم القصيدة : 1741
-----------------------------------
عِندي كَلامٌ رائِعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ
أخافُ أنْ يزْدادَ طيني بِلّهْ.
لأنَّ أبجديّتي
في رأيِ حامي عِزّتي
لا تحتوي غيرَ حروفِ العلّةْ !
فحيثُ سِرتُ مخبرٌ
يُلقي عليَّ ظلّهْ
يلْصِقُ بي كالنّمْلةْ
يبحثُ في حَقيبتي
يسبحُ في مِحبرَتي
يطْلِعُ لي في الحُلْمِ كُلَّ ليلهْ!
حتّى إذا قَبّلتُ، يوماً، زوجَتي
أشعُرُ أنَّ الدولةْ(15/71)
قَدْ وَضَعَتْ لي مُخبراً في القُبلةْ
يقيسُ حجْمَ رغبَتي
يطْبَعُ بَصمَةً لها عن شَفَتي
يرْصدُ وعَيَ الغفْلةْ!
حتّى إذا ما قُلتُ، يوماً، جُملهْ
يُعلِنُ عن إدانتي
ويطرحُ الأدلّةْ!
**
لا تسخروا منّي .. فَحتّى القُبلةْ
تُعَدُّ في أوطاننا
حادثَةً تمسُّ أمنَ الدولةْ!
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أبلِغْ لديكَ عامِراً إن لقِيتَها
أبلِغْ لديكَ عامِراً إن لقِيتَها
رقم القصيدة : 17410
-----------------------------------
أبلِغْ لديكَ عامِراً إن لقِيتَها
فقد بلَغت دارُ الحِفاظِ قَرارَها
رَحلنا من الأجبالِ، أجبالِ طيّء
نسوق النساء عوذها وعشارها
ترى كلَّ بيضاءِ العوارضِ طَفْلَة ٍ
تفري إذا شال السماك صدارها
وقد علمت أن لا انقلاب لرحلها
إذا تركت من آخر الليل دارها
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> وقالوا احبُ وانهقْ لا تَضِيرُكَ خَيبرٌ
وقالوا احبُ وانهقْ لا تَضِيرُكَ خَيبرٌ
رقم القصيدة : 17411
-----------------------------------
وقالوا احبُ وانهقْ لا تَضِيرُكَ خَيبرٌ
وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري لئن عشرت من خشية الردى
نهاق الحمير إنني لجزوع
فلا والت تلك النفوس ولا أتت
على روضة ِ الأجدادِ، وهي جميع
فكيف وقد ذكيت واشتد جانبي
سليمى وعندي سامع ومطيع
لسان وسيف صارم وحفيظة
ورَأيٌ لآراءِ الرّجال صَرُوع
تخوفني ريب المنون وقد مضى
لنا سلَفٌ: قيسٌ، معاً، وربيعُ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أتجعل إقدامي إذا الخيل أحجمت
أتجعل إقدامي إذا الخيل أحجمت
رقم القصيدة : 17412
-----------------------------------
أتجعل إقدامي إذا الخيل أحجمت
وكرّي، إذا لم يمنع الدَّبرَ مانعُ
سواء ومن لا يقدم المهر في الوغى
ومن دبرُهُ، عند الهزاهز، ضائع
إذا قيل يا ابن الورد أقدم إلى الوغى
أجبت فلاقاني كمي مقارع
بكفي من المأثور كالملح لونه
حديث بإخلاص الذكورة قاطع
فأترُكُه بالقاعِ، رَهناً ببلدة ٍ(15/72)
تعاوره فيها الضباع الخوامع
محالف قاع كان عنه بمعزل
ولكن حين المرء لا بد واقع
فلا أنا ممّا جَرّتِ الحربُ مشتكٍ
ولا أنا مما أحدثَ الدهرُ جازع
ولا بصري عند الهياج بطامح
كأني بعير فارق الشول نازع
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> تقولُ: ألا أقصرْ من الغزو، واشتكى
تقولُ: ألا أقصرْ من الغزو، واشتكى
رقم القصيدة : 17413
-----------------------------------
تقولُ: ألا أقصرْ من الغزو، واشتكى
لها القولَ، طرفٌ أحورُ العينِ دامعُ
سأُغنيكِ عن رَجعِ المَلام بمُزْمِعٍ
من الأمر، لا يعشو عليهِ المطاوع
لبوس ثياب الموت حتى إلى الذي
يُوائمُ إمّا سائمٌ، أو مُصارع
ويدعُونَني كهلاً، وقد عشتُ حِقبة ً
وهنّ، عن الأزواجِ نحوي، نوازع
كأني حصان مال عنه جلاله
أغرُّ، كريمٌ، حوله العُوذُ، راتع
فما شاب رأسي من سنن تتابعت
طوالٍ، ولكنْ شيّبَته الوقائع
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتُه
فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتُه
رقم القصيدة : 17414
-----------------------------------
فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتُه
ولم يلهني عنه غزال مقنع
أُحدّثُه، إنّ الحديثَ مِن القِرى
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> لكلّ أُناس سيّدٌ يَعرِفونه
لكلّ أُناس سيّدٌ يَعرِفونه
رقم القصيدة : 17415
-----------------------------------
لكلّ أُناس سيّدٌ يَعرِفونه
وسيدنا حتى الممات ربيع
إذا أمرَتني بالعُقوقِ حلِيلتي
فلم أعصِها، إني إذاً لمَضِيعُ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أعيرتموني أن أمي تريعة
أعيرتموني أن أمي تريعة
رقم القصيدة : 17416
-----------------------------------
أعيرتموني أن أمي تريعة
وهل ينجبن في القوم غير الترائع
وما طالب الأوتار إلا ابن حرة
طويلُ نجاد السيّفِ، عاري الأشاجعِ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> وخِلٍّ، كنتُ عينَ الرُّشدِ منه(15/73)
وخِلٍّ، كنتُ عينَ الرُّشدِ منه
رقم القصيدة : 17417
-----------------------------------
وخِلٍّ، كنتُ عينَ الرُّشدِ منه
إذا نظرت، ومُستمعاً سَميعا
أطافَ بغَيّهِ، فعَدلتُ عنْه
وقلت له أرى أمراً فظيعاً
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أرى أم حسان الغداة تلومني
أرى أم حسان الغداة تلومني
رقم القصيدة : 17418
-----------------------------------
أرى أم حسان الغداة تلومني
تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمت لسرنا
ولم تدرِ أني للمُقامِ أُطوّفُ
لعلّ الذي خوّفتِنا من أمامِنا
يصادفُه، في أهلِهِ، المتخلِّفُ
إذا قلتُ: قد جاء الغنى ، حال دونَه
أبو صبية يشكو المفاقر أعجف
له خلة لا يدخل الحق دونها
كريمٌ أصابَته خطوبٌ تُجَرِّف
فإني لمستاف البلاد بسربة
فمبلغ نفسي عذرها أو مطوف
رأيت بني لُبنى عليهم غضاضة ٌ
بيوتُهمُ، وسطَ الحُلولِ، التكنّف
أرى أم سرياح غدت في ظعائن
تأمَّلُ، من شامِ العراقِ، تُطوِّف
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أليس ورائي أن ادب على العصا
أليس ورائي أن ادب على العصا
رقم القصيدة : 17419
-----------------------------------
أليس ورائي أن ادب على العصا
فيَشمتَ أعدائي، ويسأمني أهلي
رهينة ُ قَعْرِ البيتِ، كلَّ عشيّة ٍ
يُطيف بي الولدانُ أهدجُ كالرأل
أقيموا بني لبنى صدور ركابكم
فكل منايا النفس خير من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتي
ولا أربي حتى تروا منبت الأثل
فلو كنْتُ مثلوجَ الفؤاد، إذا بدَت
بلا الأعادي لا أمر ولا أحلي
رجعت على حرسين إذ قال مالك
هلَكتَ، وهل يُلحَى ، على بُغية ٍ، مثلي
لعل انطلاقي في البلاد ورحلتي
وشَدّي حَيازيمَ المطيّة ِ بالرّحلِ
سيدفعُني، يوماً، إلى ربّ هَجمة ٍ
يدافع عنها بالعقوق وبالبخل
قليلٌ تَواليها، وطالبُ وِترِها
إذا صحتُ فيها بالفوارسِ والرَّجل
إذا ما هبطنا منهلاً في مخوفة
بعثنا ربيئاً في المرابئ كالجذل
يقلب في الأرض الفضاء بطرفه(15/74)
وهن مناخات ومرجلنا يغلي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> سواسية ..!
سواسية ..!
رقم القصيدة : 1742
-----------------------------------
(1)
سَواسِيَةْ
نَحنُ كأسنانِ كِلابِ الباديةْ
يصْفَعُنا النِّباحُ في الذِّهابِ والإيابْ
يصفَعُنا التُرابْ
رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَةْ
والزَّهوُ للأذْنابْ
وبَعْضُنا يَسحَقُ رأسَ بعْضِنا
كي تَسْمَنَ الكِلابْ!
(2)
سَواسِيَةْ
نحنُ جُيوبُ الدّالِيَةْ
يُديرُنا ثَورٌ زوى عَينيهِ خَلفَ الأغطيَةْ
يسيرُ في استقامَةٍ مُلتويةْ
ونحْنُ في مَسيرِهِ
نَغرقُ كُلَّ لَحظَةٍ
في السّاقيَةْ
**
يَدورُ تحتَ ظِلّهِ العريشْ
وظِلُّنا خُيوطُ شَمسٍ حاميهْ
ويأكُلُ الحَشيشْ
ونحْنُ في دورَتِهِ
نسقُطُ جائِعينَ .. كي يعيشْ!
(3)
نحْنُ قطيعُ الماشيَةْ
تسعى بِنا أظلافُنا لِمَوْضِعِ الحُتوفْ
على حِداءِ "الرّاعيةْ"
و أَفحَلُ القادَةِ في قَطيعِنا
.. خَروفْ !
(4)
نَحنُ المصابيحُ بِبَيتِ الغانيَةْ
رؤوسُنا مَشدودَةٌ في عُقَدِ المشانِقْ
صُدورُنا تلهو بها الحَرائِقْ
عيونُنا تغْسِلُ بالدُّموعِ كلَّ زاويَةْ
لكنَها تُطْفأُ كُلَّ لَيلَةٍ
عِندَ ارتكابِ المَعصِيَةْ !
(5)
نَحنُ لِمَنْ؟
وَنحْنُ مَنْ؟
زَمانُنا يَلْهَثُ خارجَ الزّمَنْ
لا فَرقَ بينَ جُثّةٍ عاريَةٍ
وجُثّةٍ مُكْتَسيَةْ.
سَواسِيَة
موتى بِنعْشٍ واسِعٍ .. يُدعى الوَطَنْ
أسْمى سَمائِهِ كَفَنْ.
بَكَتْ علينا الباكِيَةْ
وَنَامَ فوقَنا العَفَنْ !
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> تبَغَّ عِداءً حيثُ حلّتْ ديارُهَا
تبَغَّ عِداءً حيثُ حلّتْ ديارُهَا
رقم القصيدة : 17420
-----------------------------------
تبَغَّ عِداءً حيثُ حلّتْ ديارُهَا
وأبناء عوْفٍ في القرونِ الأوائل
فإلاّ أنَلْ أوساً، فإنّيَ حسبُها
بمنبطح الأوعال من ذي الشلائل
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم(15/75)
رقم القصيدة : 17421
-----------------------------------
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
كما الناس لما أخصبوا وتمولوا
وإنّي لمَدفوعٌ إليّ ولاؤهم
بماوان إذ نمشي وإذ نتململ
وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
ينوسُ عليها رحلُها ما يحلّل
موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارفٌ
تقيد أحياناً لديهم وترحل
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُمُ
وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّل
وقلت لها يا أم بيضاء فتية
طعامُهُمُ، من القُدورِ، المعجَّل
مضيغ من النيب المسان ومسخن
من الماء نعلوه بآخر من عل
فإني وأياهم كذي الأم أرهنت
له ماء عينيها، تفَدّي وتَحمِل
فلما ترجت نفعه وشبابه
أتت دونها أخرى جديداً تكحل
فباتَتْ لحدّ المِرفَقَينِ كلَيهما
تخير من أمرين ليسا بغبطة
هو الثّكلُ، إلاّ أنها قد تجمَّل
كليلة ِ شيباء التي لستَ ناسياً
وليلتِنا، إذ منّ، ما منّ، قِرمِل
أقول له يا مال أمك هابل
متى حسبت على الأفيح تعقل
بدَيمومة ٍ، ما إن تكادُ ترى بها
من الظمأ الكوم الجلاود تنول
تنكر آيات البلاد لمالك
وأيقن أن لا شيء فيها يقول
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> تمنّى غُربتي قيسٌ، وإنّي
تمنّى غُربتي قيسٌ، وإنّي
رقم القصيدة : 17422
-----------------------------------
تمنّى غُربتي قيسٌ، وإنّي
لأخشى إن طحى بك ما تقول
وصارَتْ دارُنا شَحطاً عليكم
وجُفُّ السيفِ كنتَ به تصول
عليك السلم فاسلمها إذا ما
آواك له مبيت أو مقيل
بأن يَعيا القليلُ عليك، حتى
تصيرَ له، ويأكُلك الذليلُ
فإن الحرب لو دارت رحاها
وفاض العزُّ، واتُّبِعَ القليل
أخذتَ، وراءنا، بذُنابِ عَيشٍ
إذا ما الشّمسُ قامت لا تزُول
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> دعِيني أُطوّفْ في البلادِ، لعلّني
دعِيني أُطوّفْ في البلادِ، لعلّني
رقم القصيدة : 17423
-----------------------------------
دعِيني أُطوّفْ في البلادِ، لعلّني
أُفِيدُ غِنًى ، فيه لذي الحقّ محمِلُ
أليس عظيماً أن تلم ملمة(15/76)
وليس علينا في الحقوق معول
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> بنيت على خلق الرجال بأعظم
بنيت على خلق الرجال بأعظم
رقم القصيدة : 17424
-----------------------------------
بنيت على خلق الرجال بأعظم
خِفافٍ، تثنّى تحتَهُنّ المفاصلُ
وقلب جلا عنه الشكوك فإن تشا
يُخبّركَ، ظهرَ الغيبِ، ما أنتَ فاعلُ
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> إلى حكم تناجل منسماها
إلى حكم تناجل منسماها
رقم القصيدة : 17425
-----------------------------------
إلى حكم تناجل منسماها
حصى المعزاء من كنفي حقيل
ولم أسالك شيئاً قبل هاتي
ولكني على أثر الدليل
وكانتْ لا تلومُ، فأرّقَتني
ملامتها على دل الجميل
وآسَتْ نفسَها، وطوَت حشاها
على الماء القَراح مع المليل
العصر الجاهلي >> عروة بن الورد >> أأي الناس آمن بعد بلج
أأي الناس آمن بعد بلج
رقم القصيدة : 17426
-----------------------------------
أأي الناس آمن بعد بلج
وقرّة َ، صاحبيّ، بذي طلال
ألما أغزرت في العس برك
ودَرعَة ُ بنتُها، نسيا فَعالي؟
سمن على الربيع فهن ضبط
لهنّ لَبالِبٌ تحتَ السِّخال
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عقدْنا حبلَنَا لبني شئيمٍ
عقدْنا حبلَنَا لبني شئيمٍ
رقم القصيدة : 17427
-----------------------------------
عقدْنا حبلَنَا لبني شئيمٍ
فأضحى العزُّ فينا واللواءُ
وأضحتْ عامرٌ تعتادُ دوْساً
كما اعتاد المطلقة َ النساءُ
يُطِفْنَ بها وما يُغْنينَ شَيْئاً
وقَد يُبنى على الصَّلَفِ الخِباءُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ومحبوسة ٍ في الحيّ ضامنة ِ القرى
ومحبوسة ٍ في الحيّ ضامنة ِ القرى
رقم القصيدة : 17428
-----------------------------------
ومحبوسة ٍ في الحيّ ضامنة ِ القرى
إذا الليلُ وافاها، بأشعت ساغبِ
معفرة ٍ لا تنكرُ السيفَ وسطَها
إذا لمْ يكنْ فيها معسِّ لحالبِ
مزاريحُ في المأوى ، إذا هبتِ الصّبا
تُطيفُ أوابيها بأَكْلَفَ ثالِبِ(15/77)
إذا استَقْبَلَتْها الرّيحُ، لمْ تَنْفَتِلْ لها
وإنْ أصْبحتْ شُهبُ الذُّرى والغواربِ
إذا ما الدَّمُ المُهْرَاقُ أضْلَعَ حَمْلُهُ
ونابَ رهناها بأغْلى النوائبِ
إذا ما بدا بالغيبِ منها عصابة ٌ
أوَيْنَ لهُ مشْيَ النّساء اللّواغِبِ
يَطُفْنَ بزَيّافٍ، كأنَّ هديرَهُ
إذا جاوزَ الحيزومَ، ترجيعُ قاصبِ
تَرُدُّ على الظِّمْءِ الطَّويلِ نِطافَها
إذا شَوَتِ الجوْزاءُ وُرْقَ الجنادِبِ
كأنَّ لَهاها في بلاعيمِ جِنّة ٍ
وأشداقَها السُّفْلى مَغارُ الثّعالبِ
إذا لم يكنْ إلا القتادُ تجزعتْ
مَناجِلُها أصْلَ القَتادِ المُكالِبِ
تُحطّمُهُ تَحْتَ الجليدِ فؤوسُها
إذا قفعَ المشتى أكفَّ الحواطبِ
كأنَّ علَيْها القَصْطلانيَّ مُخْمَلاً
إذا ما اتَّقَتْ شَفّانَهُ بالمناكِبِ
شَفى النفس قتلى من سليم وعامرِ
بيَوْمٍ بدَتْ فيهِ نحوسُ الكواكبِ
تُطاعِنُهُمْ فِتْيانُ تَغْلِبَ بالقَنا
فطاروا وأجلوا عن وجوده الحبائبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لعَمْري، لقد أسريتُ، لا لَيْلَ عاجزٍ
لعَمْري، لقد أسريتُ، لا لَيْلَ عاجزٍ
رقم القصيدة : 17429
-----------------------------------
لعَمْري، لقد أسريتُ، لا لَيْلَ عاجزٍ
بساهمَة ِ الخدّيْنِ، طاوية ِ القُرْبِ
جُماليّة ٍ، لا يُدرِكُ العيسُ رَفْعَها
إذا كنّ بالركبان كالقيم النكبِ
مُعارِضَة ٍ خُوصاً، حَراجيجَ، شمّرَتْ
لنُجعة ِ مَلْكٍ، لا ضئيلٍ، ولا جأبِ
كأنَّ رِحالَ القوْمِ، حينَ تَزَعْزَعَتْ
على قَطَواتٍ مِن قطا عالجٍ، حُقْبِ
أجدتْ لوردٍ من أباغَ وشفها
هواجِرُ أيّامٍ، وُقِدْنَ لها، شُهْبِ
إذا حَملَتْ ماء الصّرائِمِ، قَلّصَتْ
رَوَايا لأطْفالٍ بِمَعْمِيَة ٍ، زُغْبِ
تَوائِمَ أشْباهٍ بأرْضٍ مَريضَة ٍ
يلذنَ بخذرافِ المتانِ وبالعربِ
إذا صَخِبَ الحادي علَيْهِنَّ بَرَّزَتْ
بَعِيدَة ُ ما بَينَ المشافِرِ والعَجْبِ
وكَمْ جاوزَتْ بحْراً ولَيْلاً، يخُضْنهُ
إلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ ومِن سَهْبِ(15/78)
عوادلَ عوجاً عن أناسٍ، كأنما
تَرَى بهِمِ جَمْعَ الصَّقالبة ِ الصُّهْبِ
يُعارِضْن بَطْنَ الصَّحصَحان، وقد بدتْ
بيوتُ بوادٍ من نميرٍ ومن كلبِ
ويا منَّ عن نجدِ العُقابِ وياسرتْ
بنا العيسُ عَن عذراء، دارِ بني الشَّجْبِ
يخدْنَ بنا عن كل شيء، كأننا
أخاريس عيوا بالسّلام وبالنَّسبِ
إذا طلعَ العيوقُ والنجمُ أوْلجَتْ
سوالفها بين السماكَيْنِ والقلْبِ
إلَيْكَ، أميرَ المؤمنين، رحَلْتُها
على الطّائرِ الميمونِ والمنْزِلِ الرَّحْبِ
إلى مؤمنٍ تجلو صفيحة ُ وجههِ
بلابلَ تغشى ، من همومٍ ومن كربِ
مُناخُ ذوي الحاجاتِ، يَسْتَمْطرونَهُ
عطاءَ كريمٍ من أسارى ومن نهبِ
ترى الحَلَقَ الماذيَّ، تَجْري فُضُولُهُ
على مُسْتَخِفّ بالنّوائبِ والحَرْبِ
أخوها، إذا شالتْ عضُوضاً سما لها
على كلُ حال: من ذلولٍ ومن صعبِ
إمامٌ سما بالخيلِ، حتى تقلقلتْ
قلائدُ في أعناقِ معلمة ٍ حُدبِ
شواخِصَ بالأبصارِ، مِن كلّ مُقَربٍ
أعدَّ لهيجا، أو موافقة ِ الركبِ
سواهِمَ، قد عاوَدْن كلَّ عظيمَة ٍ
مجللة الأشطانِ، طيبة لكسبِ
يُعاندنَ عن صلب الطريقِ من الوجا
وهُنَّ، على العِلاّتِ، يَرْدينَ كالنُّكْبِ
إذا كلفُوهُنَّ التنائيَ لم يزلْ
غرابٌ على عوجاءَ منهنَّ أو سقبِ
وفي كل عامٍ، منكَ للرّوم، غزوة ٌ
بعِيدَة ُ آثارِ السّنابِكِ والسَّرْبِ
يُطَرِّحْنَ بالثّغْرِ السِّخالَ، كأنّما
يشققن َ بالأشلاء، أردية َ العصبِ
بناتُ غرابٍ، لم تكتملْ شهورُها
تقَلْقَلنَ مِن طُولِ المفاوِزِ والجَذْبِ
وإن لها يومين: يومَ إقامة ٍ
ويوماً تشكى القضَّ من حذرِ الدربِ
غموسِ الدجى تنشقّ عن متضرمِ
طلوبِ الأعادي، لا سؤومٍ، ولا وجبٍ
على ابنِ أبي العاصي قُرَيْشٌ تعطّفتْ
لهُ صُلبها، ليس الوشائظُ كالصلبِ
وقد جعلَ اللهُ الخلافة َ فيكُمُ
بأبْيضَ، لا عاري الخِوَانِ، ولا جَدْبِ
ولكِنْ رآهُ اللَّهُ مَوْضِعَ حَقّها
على رغمِ أعداءٍ وصدادة ٍ كذب(15/79)
عتَبْتُم علَيْنا، قيسَ عَيْلانَ كُلَّكُم
وأيُّ عَدُوّ لمْ نُبِتْهُ عَلى عَتْبِ
لَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ القَبائِلُ أنّنا
مصاليتُ، جذّامونَ آخية َ الشَّغب
فإنْ تكُ حَرْبُ ابنيْ نِزَارٍ تواضَعَتْ
فقد عذرتنا من كلاب ومن كعبِ
وفي الحُقْبِ مِنْ أفناء قيسٍ كأنّهمْ
بمُنْعَرجِ الثَّرْثارِ، خُشْبٌ على خُشْبِ
وهُنّ أذقن الموتَ جزءَ بن ظالمٍ
بماضِيَة ٍ بَينَ الشّراسِيفِ والقُصْبِ
وظَلّتْ بَنو الصَّمْعاء تأوي فلُولُهمْ
إلى كلّ دسماء الذراعينِ والعقبِ
وقد كان يوماً راهطٍ من ظلالكُم
فناءً لأقوامٍ وخطباً من الخطب
تُسامونَ أهلَ الحقّ بابنيْ مُحارِبٍ
ورَكبِ بني العَجلانِ، حسبُك من رَكْبِ
قرومُ أبي العاصي، غداة َ تخمَّطتْ
دِمَشْقُ بأشْباهِ المُهنّأة ِ الجُرْبِ
يقودنَ موجاً من أمية َ لم يرثْ
دِيارَ سُلَيْمٍ بالحِجازِ ولا الهَضْبِ
مُلوكٌ وأحْكامٌ وأصْحابُ نَجْدَة ٍ
إذا شوغِبوا، كانوا علَيْها إلى شَغْبِ
أهلوا من الشهرِ الحرامِ، فأصبحوا
مواليَ مُلْكٍ، لا طريفٍ ولا غَصْبِ
تذودُ القَنا والخَيْلُ تُثْنى عَلَيْهِمِ
وهُنَّ بأيْدي المُستَمِيتينَ كالشُّهْبِ
ولم تردَ عيني مثلَ ملكٍ رأيتهُ
آتاك بلا طعن الرماحِ، ولا الضربِ
مِن السُّودِ أستاهاً، فوارِسُ مُسْلِمٍ
غداة َ يَرُدُّ الموْتَ ذو النّفس بالكَرْبِ
ولكِنْ رآكَ اللَّهُ مَوْضِعَ حَقّهِ
على رغْمِ أعداءٍ وصدادة ٍ كذبِ
لحى اللَّهُ صِرْماً مِنْ كُلَيْبٍ كأنّهمْ
جداءُ حجازٍ لا جئاتٌ إلى زربِ
أكارعُ، ليسوا بالعريضِ محلهم
ولا بالحماة ِ الذائدين عن السربِ
بني الكلب، لولا أن أولادَ درامٍ
تذبّبُ عنكم في الهزاهزِ والحربِ
إذاً لاتّقَيْتُمْ مالكاً بضرِيبَة ٍ
كذلك يُعْطيها الذَّليلُ على الغَصْبِ
وما يفرحُ الأضيافُ أن ينزلوا بها
إذا كان أعلى الطَّلحِ كالدَّمِكِ الشَّطبِ
يقولونَ دَبِّبْ، يا جريرُ، وراءنا
وليس جريرٌ بالمُحامي ولا الصُّلْبِ(15/80)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اعترافات كذّاب !!
اعترافات كذّاب !!
رقم القصيدة : 1743
-----------------------------------
بِملءِ رغبتي أنا
ودونَما إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّابْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمةْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمةْ
وأَدّعي أنّي على صَوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إ غْفرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.
**
قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي
في أحرُفي مُذابْ
لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَةُ الحسابْ
لدى الجِهاتِ الحاكِمةْ.
أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمةْ
بما أقولُ مغْرَمهْ
وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
فقَطَّعتْ لي شَفَتي
مِن شِدةِ الإعجابْ!
**
أوْهَمْتُكمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمةْ
غربيّةٌ.. لكنّها مُترجَمهْ
وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ
تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَةْ
فَتنْشرُ الخَرابْ
وتجعَلُ الأنامَ كالدّوابْ
وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمةْ.
أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فَكُلُّها أنظِمَةٌ شرْعيّةٌ
جاءَ بها انتِخَابْ
وكُلُّها مؤمِنَةٌ تَحكُمُ بالكتابْ
وكُلُّها تستنكِرُ الإرهابْ
وكُلّها تحترِمُ الرّأيَ
وليستْ ظالمَهْ
وكُلّها
معَ الشعوبِ دائماً مُنسَجِمةْ!
**
قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمةْ
رغمَ غِناها .. مُعْدمَهْ
وإنّها بصوتِها مُكمّمَهْ
وإنّها تسْجُدُ للأنصابْ
وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمةْ
ويملِكُ القُضاةَ والحُجّابْ.
أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!
فهاهيَ الأحزابْ
تبكي لدى أصنامها المُحَطّمةْ
وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
على يَهودِ ا لد ّونِمَهْ
وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِداً
مُقصّرَ الثيابْ
وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْرِهِ
قَدْ احتوى مُسيلَمهْ
فعادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمهْ
مِن مكّةَ المُكرّمَةْ!
**
يا ناسُ لا تُصدّقوا
فإنّني كذَابْ!(15/81)
العصر الإسلامي >> الأخطل >> حيِّ المنازِلَ بَينَ السّفْحِ والرُّحَبِ
حيِّ المنازِلَ بَينَ السّفْحِ والرُّحَبِ
رقم القصيدة : 17430
-----------------------------------
حيِّ المنازِلَ بَينَ السّفْحِ والرُّحَبِ
لمْ يَبْقَ غَيرُ وُشومِ النّارِ والحطبِ
وعقرٍ خالداتٍ حولَ قُبتها
وطامسٍ حبشي اللونِ ذي طببِ
وغيرُ نؤيٍ قديمِِ الأثرِ، ذي ثلمٍ
ومستكينٍ أميمٍ الرَّأسِ مستلب
تعتادُها كلُّ مثلاة ٍ وما فقدت
عَرْفاءُ مِنْ مُورِها مجنونَة ُ الأدبِ
ومظلمِ تعملُ الشكوى حواملُهْ
مستفرغٍ من سجالِ العينِ منشطبِ
دانٍ، أبَسّتْ بِهِ ريحٌ يمانِيَة ٌ
حتى تَبَجّس مِنْ حَيرانَ مُنْثعِبِ
تجفلَ الخيلَ من ذي شارة ٍ تئقٍ
مُشَهَّرِ الوَجْهِ والأقرابِ، ذي حَبَبِ
يعلها بالبلى إلحاحُ كرّهما
بعد الأنيس، وبعد الدَّهْرِ ذي الحِقَبِ
فهي كسحق اليماني بعدَ جدّته
ودارِسِ الوَحْي من مرْفوضَة ِ وقَ
وقد عهدتُ بها بيضاً منعمة ً
لا يرتدين على عيْب ولا وَصبِ
يمشينَ مشيّ الهجان الأدمِ يوعثها
أعْرافُ دَكداكَة ٍ مُنْهالة ِ الكُثُبِ
من كلَ بيضاء مكسال برهرهة ٍ
زانَتْ مَعاطِلَها بالدُّرِّ والذَّهَبِ
حَوْراءَ، عجزاءَ، لمْ تُقْذَفْ بفاحشَة ٍ
هيفاءَ، رُعبوبة ٍ ممكورة ِ القصبِ
يشفي الضيجعَ لدَيها، بعدَ زورتها،
منها ارتشافُ رضابِ الغربِ ذي الحببِ
ترمي مقاتلَ فراغٍ، فتقصدهمْ
وما تُصابُ، وقد يرمونَ من كثب
فالقَلْبُ عانٍ، وإنْ لامَتْ عواذلُهُ
في حبلهنّ أسيرٌ مسنحُ الجنبِ
هلْ يُسلينَّك عمّا لا يفينَ بهِ
شَحْطٌ بهِنَّ لبَينِ النيّة ِ الغَرَبِ
وقد حلفتُ يميناً غير كاذبة ٍ
باللَّهِ، رَبّ سُتورِ البيتِ، ذي الحُجُبِ
وكُلِّ مُوفٍ بنَذْرٍ كانَ يَحْملُهُ
مضرجٍ بدماءِ البدنِ مختصبِ
إنَّ الوليدَ أمينُ اللَّهُ أنْقَذني
وكانَ حصناً إلى منجاتهِ هربي
فآمَنَ النّفسَ ما تَخْشى ، وموَّلها
قذمَ المواهبِ من أنوائهِ الرغُب(15/82)
وثَبّتَ الوَطءَ مِنّي، عندَ مُضْلِعَة ٍ
حتى تخطيتُها، مسترخياً لبتي
خَليفَة ُ اللَّهِ، يُسْتَسقى بسُنّتِهِ
ألغيثُ، من عند مولي العلمِ منتخبِ
إليكَ تقتاسُ همي العيسَ مسنفة ً
حتى تَعَيّنَتِ الأخْفافُ بالنُّقَبِ
من كلّ صهباءَ معجالٍ مجمهرة
بعيدة ِ الطَّفْرِ مِنْ معطوفة ِ الحَقَبِ
كبْداءَ، دفْقاءَ، مِحْيالٍ، مجَمَّرَة ٍ
مثل الفنيق علاة ٍ رسلة ِ الخبب
كأنما يعتريها، كلما وخدتْ
هِرٌّ جَنيبٌ، بهِ مَسٌّ منَ الكَلَبِ
وكُلُّ أعْيَسَ نَعّابٍ، إذا قَلِقَتْ
مِنْهُ النُّسوعُ، لأعْلى السّيرِ مُغتصِبِ
كأنَّ أقْتادَهُ، مِنْ بَعْدِ ما كَلَمَتْ
على أصكٍّ، خفيفِ العَقْلِ، مُنتخَبِ
صعرُ الخدودِ وقد باشرنَ هاجرة ً
لكوكبِ من نجومِ القيظِ ملهتب
حامي الوَديقَة ِ، تُغْضي الرّيحُ خَشيَتَهُ
يكادُ يُذْكي شِرارَ النّارِ في العُطُبِ
حتى يَظَلَّ لَهُ مِنْهُنَّ واعِيَة ٌ
مستوهلٌ عاملُ التقزيعِ والصخبِ
إذا تكَبّدْنَ مِمْحالاً مُسَرْبَلَة ً
من مسجهرّ، كذوب اللون، مضطرب
يأرِزْنَ مِنْ حِسِّ مِضرارٍ لهُ دأبٌ
مشمرٍ عنْ عمودِ الساقِ، مرتقبِ
يخْشَيْنَهُ، كلّما ارْتجّتْ هماهِمُهُ
حتى تجشمَ ربواً محمشَ التعبِ
إذا حبسنَ لتغميرٍ على عجلٍ
في جمّ أخضرَ طامٍ نازحِ القربِ
يَعْتَفْنَهُ عِندَ تِينانٍ بدِمْنَتهِ
بادي العُواء، ضَئيلِ الشخص، مُكتسِبِ
طاوٍ، كأنَّ دُخانَ الرِّمْثِ، خالطَهُ
بادي السَّغابِ، طويلِ الفَقْرِ، مُكتئبِ
يمنحنهُ شزْرَ، إنكارٍ بمعرفة ٍ
لواغبَ الطرفِ قد حلقنَ كالقلبِ
وهُنَّ عِندَ اغْترارِ القَوْمِ ثورَتَها
يَرْهَقْنَ مُجتَمَعَ الأذقانِ للرُّكبِ
منهنَّ ثمتَ يزفي قذفُ أرجُلها
إهذابَ أيدٍ بها يفرينَ كالعذبِ
كلمعِ أيدي مثاكيلٍ مسلبة ٍ
يَنْعَينَ فتيانَ ضَرْسِ الدَّهرِ والخُطُبِ
لم يبقِ سيري إليهمْ منْ ذخائرها
غيرَ الصميمِ من الألواحِ والعصبِ
حتى تناهى إلى القومِ الذين لهمْ
عزّ المملوكِ، وأعلى سورة ِ الحسبِ(15/83)
بِيضٌ، مصاليتُ، لمْ يُعدَلْ بهِمْ أحدٌ
بكلّ مُعْظَمَة ٍ، مِنْ سادة ِ العَرَبِ
الأكثرينَ حصًى ، والأطيَبينَ ثرًى
والأحمدين قرى ً في شدة ِ اللزبِ
ما إنْ كأحلامِهِمْ حِلْمٌ، إذا قَدَروا
ولا كبسطتهم بسطٌ، لدى الغضبِ
وهُمْ ذُرى عبدِ شَمْسٍ في أرومتها
وهُمْ صميمُهُمُ، ليسوا مِن الشَّذَبِ
وكانَ ذلكَ مَقْسوماً لأوَّلهِمْ
وراثَة ً ورِثوها عَنْ أبٍ فأبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
رقم القصيدة : 17431
-----------------------------------
عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
فرَوْضُ القَطا: صَحْراؤهُ فَنصائِبُهْ
وقدْ كانَ محضُوراً أرى أن أهلهُ
به أبداً، ما أعجمَ الخطَّ كاتبُهْ
ولكنَّ هذا الدهرَ أصبحَ فانياً
تَسَعْسعَ واشْتَدَّتْ عَلينا تجارِبُهْ
عَدا ذو الصَّفا منْهُمْ، فأمسى أنيسُهُ
قليلاً، تعاوى بالضباحِ ثعالبُهْ
وحلَّ بصحراء الإهالة ِ حذلمٌ
وما كانَ حلالاً بها، إذا نُحاربُهْ
خلا لبني البرشاء بكرِ بن وائلٍ
مجاري الحصى من بطنِ فلجٍ، فجانبُهْ
نَفى عَنْهُمُ الأعْداءَ فُرْسانُ غارَة ٍ
ودهمٌ يغمُ البلقَ خضرٌ كتائبهُ
فنحنُ أخٌ، لم يلقَ في الناسِ مثلُنا
أخاً، حين شابَ الدهرُ وابيضّ حاجبهْ
وإنا لصبرٌ في مواطنِ قومِنا
إذا ما القَنا الخَطِّيُّ عُلّتْ مخاضِبُهْ
وإنا لحمّالو العدو، إذا عدا
عَلى مَرْكبٍ، لا تُسْتَلَذُّ مَراكِبُهْ
وغيرانَ يغلي للعدواة ِ صدرهُ
تذبذبَ عني، لم تنلني مخالبهُ
فإنْ أكُ قد فتّ الكليبي بالعلى
فقدْ أهلكتهُ في الجراء مثالِبُه
وظلَّ لهُ بينَ العُقابِ وراهطٍ
ضَبابة ُ يَوْمٍ، لا تَوارى كواكِبَهْ
رأيتكَ، والتكليفَ نفسكَ دارماً
كشيءٍ مضى ، لا يُدركُ الدهرَ طالبهْ
فإنْ يكُ قَدْ بانَ الشّبابُ، فرُبّما
أعلّلُ بالعذبِ اللذيذِ مشاربُهْ
ولَيْلَة ِ نَجْوى يعْتري أهْلَها الصّبى
سَلَبْتُ بها ريماً، جميلاً مَسالبُهْ(15/84)
فأصبحَ محجوباً عليَّ، وأصبحتْ
بظاهرة ٍ آثارهُ وملاعبهْ
وبتنا كأنّا ضيفُ جنّ بليلة ٍ
يعودُ بها القَلْبَ السّقيمَ صبائِبُهْ
فيا لك مني هفوة ً، لم أعُدْ لها
ويا لكَ قلباً، أهلكتُه مذاهبهْ
دعاني إلى خير الملوكِ فضولهُ
وأنّي امْرؤ مُثْنٍ عَلَيْهِ ونادِبُهْ
وعالق أسبابِ امريٍ، إن أقع به
أقع بكريمٍ، لا تغبّ مواهبُهْ
إلى فاعلٍ لوْ خايَلَ النِّيلَ، أزْحفَتْ
من النيلِ فوراتُهْو مثاعِبُهْ
وإنْ أتَعَرَّضْ للوليدِ، فإنّهُ
نَمَتْهُ إلى خيرِ الفُروعِ مَضاربُهْ
نساءُ بني عَبْسٍ وكَعْبٍ ولَدْنَهُ
فنِعْمَ، لعَمْري، الحالباتُ حوالبُهْ
رفيع المنى ، لا يستقلُّ بهمهِ
سؤومٌ، ولا مستنكشُ البحرُ ناضبِهْ
تجيشُ بأوصالِ الجزورِ قدورهُ
إذا المحلُ لم يرجعْ بعودينِ حاطبهْ
مطاعيمُ تغدو بالعبيطِ جِفانهُم
إذا القُرُّ ألوَتْ بالعِضاهِ عَصائِبُهْ
تضيءُ لنا الظلماءَ غرة ُ وجههِ
إذا الأقعسُ المبطانُ أُرْتِجَ حاجِبُهْ
وما بلَغَتْ خَيْلُ امرىء ٍ كانَ قَبْلَهُ
بحيثُ انتهتْ آثارُهُ ومحاربهْ
وتُضْحي جبالُ الروم غُبراً فِجاجُها
بما اشعلتْ غاراتُهُ ومقانبهْ
مِن الغَزْوِ، حتى انْضَمَّ كلُّ ثميلة ٍ
وحتى انطوَتْ مِن طولِ قَوْدٍ جنائبُهْ
يمدُّ المدى للقومِ، حتى تقطعتْ
حبالُ القُوى ، وانشَقَّ مِنْهُ سَبائبُهْ
فتى النّاسِ لمْ تُصْهِرْ إليهِ مُحارِبٌ
ولا غنوي دون قيسٍ يُناسبهُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أقفرتِ البلخُ من عيلانَ فالرحبُ
أقفرتِ البلخُ من عيلانَ فالرحبُ
رقم القصيدة : 17432
-----------------------------------
أقفرتِ البلخُ من عيلانَ فالرحبُ
فالمحلبياتُ، فالخابورُ، فالشعبُ
فأصبحوا لا تُرى إلا مساكنُهُم
كأنّهُمْ مِنْ بَقايا أمّة ٍ ذَهَبوا
فاللَّهُ لمْ يرْضَ عَنْ آلِ الزُّبَيرِ، ولا
عَنْ قيسِ عَيلاَنَ، حيّاً طال ما خَرَبوا
يُعاظِمون أبا العاصي، وهُمْ نَفَرٌ
في هامة ٍ من قريشٍ، دونها شذبُ(15/85)
بِيضٌ مصاليتُ، أبناءُ المُلوكِ، فلَنْ
يُدْرِكَ ما قَدَّموا عُجْمٌ ولا عَرَبُ
إنْ يَحْلُموا عَنك، الأحلامُ شيمتُهُمْ
والموتُ ساعة َ يحمى منهمُ الغضبُ
كأنهمْ عندَ ذاكُمْ، ليس بينهُمُ
وبَينَ مَن حارَبوا قُرْبى ولا نَسَبُ
كانوا موالي حقّ، يطلبونَ بهِ
فأدْرَكوهُ، وما مَلّوا، ولا لَغَبوا
إن يكْ للحق أسبابٌ يمدّ بها
ففي أكفهم الأرسانُ والسببُ
هُمُ سَعَوْا بابنِ عَفّانَ الإمامِ، وهمْ
بعدَ الشماسِ مروها، ثمتَ احتلبوا
حَرْباً أصابَ بني العَوّامِ جانِبُها
بُعْداً لمَنْ أكلَتْهُ النّارُ والحَطَبُ
حتى تناهتْ إلى مصرٍ جماجمُهُمْ
تعدو بها البردُ منصوباً بها الخشبُ
إذا أتيتَ أبا مروانَ، تسألهُ
وجَدْتَهُ حاضِرَاهُ الجودُ والحسَبُ
ترى إليهِ رفاقَ الناسِ سائلة ً
مِنْ كلّ أوْبٍ على أبوابِهِ عُصَبُ
يَحْتَضِرون سِجالاً مِنْ فَواضِلِهِ
والخيرُ محتضرُ الأبواب منتهبُ
والمُطْعِمُ الكُومَ، لا ينْفَكُّ يَعْقِرُها
إذا تلاقى رُواقُ البَيْتِ واللَّهَبُ
كأنَّ حِيرَانَها في كُلّ مَنْزِلَة ٍ
قتلى مجردة ُ الأوصالِ تستلبُ
لا يَبلُغُ النّاسُ أقْصى وادِيَيْهِ، ولا
يُعطي جوادٌ، كما يُعطي، ولا يهبُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بان الشّبابُ، ورُبّما عَلّلْتُهُ
بان الشّبابُ، ورُبّما عَلّلْتُهُ
رقم القصيدة : 17433
-----------------------------------
بان الشّبابُ، ورُبّما عَلّلْتُهُ
بالغانياتِ وبالشرابِ الأصهبِ
ولقدْ شربتُ الخمرَ في حانوتها
ولعبتُ بالقانياتِ كلّ الملعبِ
ولقد أوكلُ بالمدجج، تتقى
بالسيفِ، عرتهُ كعرة ِ أجربِ
يَسْعى إليَّ بِبَزّهِ وسلاحِهِ
يمشي بشكتهِ كمشي الأنكبِ
ولقدْ غدوتُ على التجارِ بمسمحٍ
هرَتْ عواذلُهُ هَرِيرَ الأكْلُبِ
لذّ، تقلبهُ النعيمُ، كأنّما
مسحتْ ترائبهُ بماءٍ مذهبِ
لبّاسِ أرْديَة ِ المُلوكِ، يَروقُهُ
مِنْ كلّ مُرْتَقَبٍ عيونُ الرَّبْرَبِ
يَنْظُرْنَ مِن خَلَلِ السُّتورِ، إذا بَدا(15/86)
نظرَ الهجانِ إلى الفينقِ المصعبِ
خَضِلَ الكِياسِ، إذا تشتّى ، لمْ يكُنْ
عند الشرابِ، بفاحشٍ متقطبِ
إنَّ السّيوفَ غُدوُّها وَرَواحُها
تركت هوازنَ مثلِ قرنِ الأعضبِ
وترَكْنَ عمّكَ، منْ غنيّ، مُمْسِكاً
بإزاء مُنْخَرِقٍ كجُحْرِ الثّعْلَبِ
وترَكْنَ فَلَّ بني تميمٍ تابِعاً
لبني ضبينة ً، كاتباعِ التولبِ
ألقوا البرينَ بني سليمٍ، إنها
شانت، وإن حزازها لم يذهبِ
فَلَقَدْ علِمْتُ بأنّها إذْ عُلّقَتْ
سمة ُ الذليلِ بكلّ أنفٍ مغضبِ
والخَيْلُ تَعْدو بالكُماة ِ، كأنّها
أسدُ الغياطلِ من فوارسِ تغلبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> خَليليَّ قوما للرَّحيلِ، فإنّني
خَليليَّ قوما للرَّحيلِ، فإنّني
رقم القصيدة : 17434
-----------------------------------
خَليليَّ قوما للرَّحيلِ، فإنّني
وَجَدْتُ بَني الصَّمْعاء غَيْرَ قريبِ
وأُسفِهْتُ إذ مَنّيْتُ نفْسي ابنَ واسِعٍ
منى ، ذهبتْ، لم تسقني بذنُوبِ
فإن تنزلا، يابن المحلقِ، تنزلا
بذي عذرة ٍ، ينداكُما بلغوبِ
لحى اللَّهُ أرْماكاً بدِجْلَة ، لا تقي
أذاة َ امرِىء عَضْبِ اللّسانِ شَغوبِ
إذا نحنُ ودّعنا بلاداً همُ بها
فبُعْداً لحرَّاتٍ بها وَسُهُوبِ
نَسيرُ إلى مَنْ لا يُغِبُّ نوالَهُ
ولا مُسْلِمٍ أعْراضَهُ لسَبوبِ
بخوصِ كأعطال القسي، تقلقلقتْ
أجنتها منْ شقة ٍ ودؤوبِ
إذا مُعْجلٌ غادرنهُ عند منزلٍ
أتيحَ لجواب الفلاة ِ، كسوب
وهُنَّ بِنا عُوجٌ، كأنَّ عُيُونَها
بقَايا قِلاتٍ قَلّصَتْ لنُضُوبِ
مَسانيفُ، يَطويها معَ القَيظِ والسُّرى
تكاليفُ طلاعِ النجادِ، رَكوبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> غدا ابنا وائلٍ ليعاتباني
غدا ابنا وائلٍ ليعاتباني
رقم القصيدة : 17435
-----------------------------------
غدا ابنا وائلٍ ليعاتباني
وبينهُما أجلّ منَ العتابِ
أمورٌ، لا ينامُ على قذاها
تُغِصُّ ذوي الحفيظَة ِ بالشّرابِ
ترقَّوْا في النّخيل، وأنْسِئونا
دماءَ سراتكمْ يومَ الكلابِ(15/87)
فبئسَ الطالبون، غداة َ شالتْ
على القعداتِ أستاهُ الربابِ
تجولُ بناتُ حلابٍ عليهمْ
وتزحرهنَّ بين هل وهابِ
وعَبْدُ القيس مُصْفَرٌّ لحاها
كأنّ فساءها قطعُ الضبابِ
فما قادوا الجيادَ ولا افتلوها
ولا ركبوا مُخَيَّسَة َ الرّكابِ
على إثرِ الحميرِ موكفيها
جنائِبُهُمْ حَواليُّ الكِلابِ
أبا غسانَ إنكَ لم تهني
ولكِنْ قدْ أهَنتَ بَني شِهابِ
أتيتكَ سائلاً، فحرمتَ سؤلي
وما أعْطيتني غيرَ التّرابِ
إذا ما اخترْتُ جَحْدَرِيّاً
عَلى قَيْسٍ، فلا آبَتْ ركابي
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لجيمٌ بنُ صعبٍ، لم تنلها عداوتي
لجيمٌ بنُ صعبٍ، لم تنلها عداوتي
رقم القصيدة : 17436
-----------------------------------
لجيمٌ بنُ صعبٍ، لم تنلها عداوتي
وما نبحتْ آل الخصيبِ كلابي
أولئِكَ قوْمٌ يرَفَعونَ مَحَلَّهُم
إلى فَجَواتٍ أشْرَفَتْ ورَوابي
ولكنما هاجَ الذي بيننا
سَدوسٌ، وما عِيدانُها بصِلابِ
بنو كلَ متفالٍ، كأنّ جبينها
إذا زَحَلَتْ عَنْهُ، جَبينُ غُرابِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ
ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ
رقم القصيدة : 17437
-----------------------------------
ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ
وأرْوى ، والمُدِلّة َ، والرَّبابا
نزَلْتُ بهِنَّ فاستَذْكيْتُ ناراً
قليلاً، ثم أسرعنَ الذهابا
وكُنَّ إذا بدَوْنَ بقُبْلِ صَيفٍ
ضربنَ بجانبِ الخفرِ القبابا
نواعِمُ لمْ يَقِظْنَ بجُدّ مُقْلٍ
ولمْ يقذفنَ عنْ حفصٍ غُرابا
كأنَّ الريَّطَ فوقَ ظباء فلجٍ
غداة لبسنَ، للبين، الثيابا
ففارقنَ الخليطَ على سفينٍ
يشقّ بهنّ أمواجاً صعابا
ترى الملاحَ محتجزاً بليفِ
يؤمُّ بهِ آجاماً وغابا
إذا التبانُ قلص عنْ مشيحٍ
صدفنَ، ولم يردنْ لهُ عتابا
يَعِدُّ الماءُ تَحْتَ مُسَخَّراتٍ
يصكّ القارَ والخشبَ الصلابا
يَعُمْنَ على كلاكِلهِنَّ فيهِ
ولوْ يزجى إليه الفيلُ، هابا
وإمّا اضْطَرَّهُنَّ إلى مَضِيقٍ(15/88)
ومَوْجُ الماء يَطّرِدُ الحَبابا
تتابع صرمة ِ الوحدي تأوي
لأُولاها، إذا الرّاعي أَهابا
دَجَنَّ بحَيْثُ تَنْتَسِغُ المطايا
فلا بَقّاً يخَفْنَ ولا ذُبابا
إذا ألقَوْا مراسِيَهُنَّ، حَلُّوا
دَبيبَ السّبي، يبتدرُ النِّقابا
تَفَرَّجَ مائحُ السُّبَحاءِ عَنْها
إذا نزحتْ، وقد لذّ الشرابا
أفاطِمَ أعْرِضي قَبْلَ المَنايا
وأحْمَتْ كُلُّ هاجِرَة ٍ شِهابا
بَرَقْتِ بعارِضَيكِ، ولمْ تجودي
ولم يكُ ذاكَ منْ نُعمى ثوابا
كذلكَ أخلفتنا أم بشرٍ
على أن قد جَلَتْ غُرّاً، عِذابا
شَتيتاً يَرْتَوي الظّمْآنُ مِنْهُ
إذا الجوزاءُ أحجرتِ الضبايا
فإنْ يكُ ريّقي قد بانَ منّي
فقدْ أروي به الرسلَ اللّهابا
وكُنَّ إذا وَرَدْنَ لتِمّ ظِمْء
إذودُ اللخيل خانياتِ عنهُ
وأمْنِحُهُ المُصَرَّحَة َ العِرابا
وحائمتانِ تبتغيان سري
جعَلْتُ القَلْبَ دونَهُما حِجابا
وصاحبُ صَبْوة ٍ، صاحَبْتُ حيناً
فتبتُ، اليومَ، من جهلٍ، وتابا
ونفسُ المرء ترصدها المنايا
وتحدرُ حولهُ حتى يصابا
إذا أمرَتْ بِهِ ألْقَتْ عَلَيْهِ
أحَدَّ سِلاحِها ظُفْراً ونابا
وأعْلَمُ أنّني عمّا قَليلٍ
ستكسوني جنادلَ أو ترابا
فمنْ يكُ سائلاً ببني سعيدٍ
فعبد اللهِ أكرمهمُ نصابا
تذريتَ الذوائبَ من قريشٍ
وإن شعبوا تفرعتَ الشعابا
بحورُ بَني أُميّة َ، أوْرَثوهُ
حَمالاتٍ وأخْلاقاً رِغابا
وتجمعُ نوفلاً وبني عكبّ
كلا الحَيّينِ، أفْلحَ مَنْ أصابا
ومنّاقدْ نَمَتْك عُروقُ صِدْقٍ
إذا الحجراتُ أعوينَ الكلابا
مِن الفتْيانِ، لا بَهِجٌ بِدُنْيا
ولا جَزِعٌ، إذا الحدثانُ نابا
أغَرُّ، مِن الأباطِحِ مِنْ قُرَيشٍ
به تستمطر العربُ السحابا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> حبيبُ بن عتّابٍ أرى الأمْرَ حَينَهُ
حبيبُ بن عتّابٍ أرى الأمْرَ حَينَهُ
رقم القصيدة : 17438
-----------------------------------
حبيبُ بن عتّابٍ أرى الأمْرَ حَينَهُ
ولا ورعٌ إن القناعَ بجندبِ
فإن تربعوا تربعْ فوارسُ معرضٍ(15/89)
و إن تركبوا إحدى الغواية تركبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبائبُ
ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبائبُ
رقم القصيدة : 17439
-----------------------------------
ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبائبُ
فأنْتَ تكُفُّ الدَّمْعَ والدَّمْعُ غالبُ
رأيْتُ أبا النّجّارِ حارَدَ إبْلُهُ
وألهى كثيراً أعنزٌ وركائِبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إنحناء السنبلة ..
إنحناء السنبلة ..
رقم القصيدة : 1744
-----------------------------------
أنا مِن تُرابٍ وماءْ
خُذوا حِذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ
خُطاكُم على جُثّتي نازلهْ
وصَمتي سَخاءْ
لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقاءْ
وأنَّ الخُطى زائلةْ.
ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَدري الهَواءْ
سَلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !
**
سَلوا عنْ جنوني ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَةُ المُثقَلةْ
إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
**
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها ساعَةَ ا لانحناءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْمِ الثّرى
ثورةً .. مُقْبِلَهْ!
**
أجَلْ.. إنّني أنحني
تحتَ سَيفِ العَناءْ
ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلةْ
وَذُلُّ انحنائي هوَ الكِبرياءْ
لأني أُبالِغُ في الانحناءْ
لِكَي أزرَعَ القُنبُلَةْ!
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ
لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ
رقم القصيدة : 17440
-----------------------------------
لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ
عن الحولِ صحفٌ عاد فيهنَّ كاتبُ
ظلْتُ بها أبْكي وأُشعَرُ سُخْنَة ً
كما اعتادَ محموماً مع الليلِ صالبُ
لعرفان آياتٍ وملعبة ٍ لنا
ليالينا إذا أنا للجهلِ صاحبُ
هلاليّة ٌ شطّتْ بها غَرْبَة ُ النّوى(15/90)
فمِنْ دونها بابٌ شديدٌ وحاجبُ
تَبَدَّلتُ مِنها خُلّة ً وتبدَّلَتْ
كلانا عَن البَيْعِ الذي نالَ راغبُ
ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبايبُ
فعَمْداً أكُفُّ الدمْعَ والحبُّ غالبُ
تحمّلْنَ واستَعْجَلْنَ كلَّ مودِّعٍ
وفيهنَّ لو تدْنو المُنى والعجايبُ
لبثنَ قليلاً في الديارِ وعُوليتْ
على النجبِ للبيضِ الحسانِ مراكبُ
إذا ما حدا الحادي المُجِدُّ تدافعتْ
بهنَّ المطايا واستحثّ النجايبُ
وغيثٍ ثنى روادهُ خشية َ الردى
أطاعَ وما يأتيهِ للناسِ راكبُ
فأصْبَحَ إلاَّ وحْشَهُ وهو عازِبُ
ورَواهُ سكباً في جمادى الأهاضِبُ
عَفا مِنْ سَوامِ الناسِ واعتمَّ نبتُهُ
تظلّ به الثيرانُ فوضى كأنّها
مَرازِبُ وافَتْها لعيدٍ مَرازِبُ
بكرتُ به والطيرُ في حيثُ عرستْ
بعبل الشوى قد جرستهُ الجوالبُ
أشقَّ كسِرْحانِ الصَّريمة ِ لاحَهُ
طِرادُ الهوادي فهوَ أشعثُ شاسِبُ
ذعرتُ به سرباً تلوحُ متونهُ
كما لاحَ في أفق السماء الكواكبُ
فعاديتُ مِنهُ أَربَعاً ثم هِبتُهُ
ونازَلَ عنهُ ذو سراويلَ لاغِبُ
فلمّا رأيتُ الفلّ قرناً محارباً
ومُستوْعِلاً قدْ أَحرزَتْهُ الصَّياهِبُ
رجعتُ به يرمي الشخوصَ كأنهُ
قطاميّ طير أثخنَ الصيدَ خاضبُ
أحمّ حديدُ الطرفِ أوحشَ ليلة ً
وأعْوَزَهُ أذخارُهُ والمَكاسِبُ
فطلّ إلى نصفِ النهار يلفهُ
بذي الحرْثِ يوْمٌ ذو قِطارٍ وحاصِبُ
فأصبحَ مُرتبياً إلى رأسِ رُجمة ٍ
كما أشرفَ العلياءَ للجيشِ راقِبُ
يقلبُ زرقاوين في مجرهدة ٍ
فلا هوَ مَسْببوقٌ ولا الطرْفُ كاذِبُ
فحمتْ لهُ أصلاً وقد ساء ظنهُ
مصيفٌ لها بالجبأتين مشاربُ
فعارَضَها يَهْوي وصَدَّتْ بوَجْهِها
كما صدَّ من حسَ العدوَ المكالبُ
فلمْ أرَ ما ينجوهُ ينخو لطائرٍ
ولا مثلَ تاليها رأى الشمسَ طالبُ
فأهْوى لها ما لا تَرى وتحَرَّدتْ
وقد فرقتْ ريشَ الذنابى المخالبُ
بلمعٍ كطرفِ العينِ ليستْ ترثيهُ
وركضٍ إذا ما واكلَ الرَّكضَ ثايبُ(15/91)
فعارضَ أسرابَ القطا فَوْقَ عاهِنٍ
فممتنعٌ منهُ وآخرُ شاجِبُ
إذا غَشْيَ حِسياً مِلْ حساءِ درَتْ لهُ
صوادرُ يتلونَ القطا وقواربْ
يفرقُ خزانَ الخمايلِ بالضحى
وقد هربتْ مما يليهِ الثعالبُ
فلما تناهى من قلوبٍ طرية ٍ
تذكرَ وكراً فهو شبعانُ آيبُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هوى أُمِّ بِشْرٍ أنْ تراني بغِبْطَة ٍ
هوى أُمِّ بِشْرٍ أنْ تراني بغِبْطَة ٍ
رقم القصيدة : 17441
-----------------------------------
هوى أُمِّ بِشْرٍ أنْ تراني بغِبْطَة ٍ
وتَهْوى نُمَيْرٌ غيرَ ذاكَ وأكْلُبُ
قُضاعيّة ٌ أحْمتْ علَيْها رِماحُنا
صحاريَ فيها للمَكاكيّ مَلْعَبُ
فكمْ دونها من ملعبٍ ومفازة ٍ
تظلّ بها الورقُ الخفافُ تقلبُ
إذا ما مصاييف القطا قربتْ بهِ
من القيظِ أداها السرى وهي لغّبُ
إذا ما استقَتْ ما تستقي الهِيفُ فرَّغَتْ
مِياهَ سواقيها حواصِلُ نُضَّبُ
بوُفْرٍ رقاقٍ لمْ تُجَزَّزْ قُعورُها
ولا شُرْبُها أفواهُها لا تُصَوَّبُ
وعنسٍ براها رحلتي فكأنها
من الحبسِ في الأمصارِ والخسفِ مِشجبُ
على أنها تهدي المطيّ إذا عوى
من الليلِ ممشوقُ الذراعينِ هبهبُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يا مرسلَ الريحِ جنوباً وصبا
يا مرسلَ الريحِ جنوباً وصبا
رقم القصيدة : 17442
-----------------------------------
يا مرسلَ الريحِ جنوباً وصبا
إن غضبتْ زيدٌ فزدها غضبا
واكْسُ بني زَيْدِ بنِ عَمْرٍو نُقَبا
ليستْ من البز، ولكنْ جربا
قبيلة ٌ لا يرفدنَ حلبا
ولا ينالونَ لقومٍ سلَبا
ولا يُساوُونَ بقَوْمٍ حَسَبَا
كفى بما عدّ عليهمْ ثلبا
نِساءُ زَيْدِ اللاتِ تُرْدي عُصَبا
يَعْتَدْنَ بالجُوريّ وَرْداً أصْهبا
خاظي البضيعِ، لمْ يكُنْ مُجَشَّبا
كانتْ له سيحانُ أماً وأبا
فظَلَّ يَفْديها إذا تَغَيبّا
أبْزِ بهِ في خُرْتِها فقَبْقَبا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ
شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ
رقم القصيدة : 17443(15/92)
-----------------------------------
شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ
بيَوْمٍ بدَتْ فيهِ نُحوسُ الكواكبِ
تعاورهُمْ فرسانُ تغلبَ بالقنا
فوَلّوا وخَلّوا عَنْ بُيوتِ الحَبائبِ
ولاقى عُميرٌ حَتْفَهُ في رماحِنا
وما أنْتَ، يا جَحّافُ، منها بهارِبِ
أتُعْجِزُنا في بَسْطَة ِ الأرْضِ كلِّها
فتلكَ، وبَيْتِ اللَّهِ، إحدى العجائبِ
ألمْ تَعْلموا أنا نَهَشُّ إلى القِرى
إذا لم يكنْ للناسِ قارٍ لعازبِ
بني الخطفى عدّوا أبا مثل درامٍ
وإلاَّ فهاتوا مِنْكُمُ مِثْلَ غالبٍ
قَرَى مِائَة ً ضَيْفاً أناخَ بقَبْرِهِ
فآبَ إلى أصحابهِ غيرَ خائبِ
وما لكليبِ اللؤمِ جارٌ يجبرهُ
وفيمَ الكُلَيْبيُّ اللّئيمُ المشارِبِ
تَغَنّى ضلالاً، يا جَريرُ، وإنّما
مَحَلُّكَ بَيْتٌ حَلَّ وسْطَ الزَّرائبِ
أتَسْعى بَيرْبوعٍ لتُدْرِكَ دارِماً
وفيم ابنَ ثَفْرِ الكَلْبِ من بيتِ حاجبِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وأبْيضَ، لا نِكْسٍ ولا واهن القُوى
وأبْيضَ، لا نِكْسٍ ولا واهن القُوى
رقم القصيدة : 17444
-----------------------------------
وأبْيضَ، لا نِكْسٍ ولا واهن القُوى
سقيناه إذا أولى العصافير صرتِ
حبَسْتُ عليْهِ الكأسَ، غيرَ بطيئة ٍ
من الليلِ حتى هرّها وأهرتِ
فقام بجرِّ البردِ لو أن نفسهُ
بكَفّيْهِ مِنْ رَدّ الحُمَيّا، لخَرَّتِ
وادبرَ لو قيل: اتقِ السيف لم تُخلْ
ذؤابَتُهُ مِنْ خَشْيَة ٍ إقشعرَّتِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
رقم القصيدة : 17445
-----------------------------------
طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
وهشَّ لذكْراها الفؤادُ المبرَّحُ
ومِنْ دونِ ذلْفاء المليحَة ِ فاصْطبرْ
من الإرضِ أطوادٌ وبيداءُ صحصحُ
بها حينَ يستنّ السرابُ بمتنها
لخُوصِ المطيّ إنْ تَذَرَّعْنَ مَسْبحُ
وقَدْ صاحَ غِرْبانٌ ببَيْنٍ وقد جرَتْ
ظباءٌ بصرمِ العامرية ِ برحُ
فما شادنٌ يرعى الحمى ورياضَها(15/93)
يرودهُ بمكحولِ نؤومٌ موشح
بأحْسَنَ مِنها يوْمَ جدَّ رحيلُنا
مع الجيشِ لا بلْ هي أبضّ وأصبحُ
وأحسنُ جيداً في السحابِ ومضحكاً
وأنْجَلُ مِنها مُقْلَتَينِ وأمْلَحُ
بأطْيَبَ مِنْ أرْدانِ ذَلْفاء بعدَما
تغورُ الثريا في السماء فتجنحُ
إذا الليلُ ولى واسبطرتْ نجومه
وأسْفَرَ مَشْهورٌ مِن الصُّبحِ أفضحُ
فلا عيبَ فيها غيرَ أنّ حليلها
إذا القَوْمُ هَشُّوا للمروءة ِ زُمَّحُ
بطيءٌ إلى الداعي، قليلٌ غناؤهُ
إذا ما اجتداهُ سائلٌ يَتكَلّحُ
أذَلْفاءُ كَمْ مِنْ كاشِحٍ لكِ جاءني
فأحْفَظْتُهُ إذْ جاءني يتَنَصَّحُ
يقولُ أفقْ عن ذكرِ ذلفاءِ وانسها
فما لكَ مِنْ حَتْفِ المنيّة ِ مَجْمَحُ
فقلتُ اجتنبتني لا أبا لكَ واطرحْ
ففي الأرضِ عني إذا تباعدتَ مطرحٌ
فكَيفَ تلومُ النّاسُ فيها وقد ثوى
لها في سوادِ القلبِ حبٌّ مبرحُ
وحبي جدٌّ ليس فيه مزاحة ٌ
فيرْتاحُ قَلْبي إذْ يراهُ ويفرَحُ
وإني لأهوى الموتَ من وجدِ حُبها
وللموْتُ مِنْ وجْدٍ ألَذُّ وأرْوَحُ
وكلُّ هوًى قدْ بانَ منّي ولا أرى
هوى أُمّ عَمْروٍ مِن فؤاديَ يَبرَحُ
وفتيانِ صِدْقٍ مِن عشيري وجوهُهمْ
إذا شففتهنَّ الهواجرُ وضحُ
رفَعْتُ لهُمْ يوماً خِباءً تمُدُّهُ
أسِنّة ُ أرْماحٍ يُسِفُّ ويَطمَحُ
فأدنَيْتُ مِنهُمْ سَبْحَلِيّاً كأنّهُ
قتيلٌ مِن السّودانِ عَبْلٌ مُجَرَّحُ
فظَلّتْ مُدامٌ مِنْ سُلافة ِ بابلٍ
تَكُرُّ علَيْهِمْ والشِّواءُ المُلوَّحُ
فلما تروّوا قلتُ قوموا فأسرجوا
عناجيجكُم قد حانَ منا التروحُ
فقاموا إلى جُرْدٍ طوالٍ كأنّها
مِن الرَّكضِ والإيجافِ في الحرْبِ أقرُحُ
فشَدُّوا علَيْهِنَّ السّروجَ فأعنقَتْ
بكل فتى يحمي الذمارَ ويكفحُ
فقال لهم ذاكمْ سوامٌ ودونهُ
كتائبُ فيهنَّ الأسنة ُ تلمحُ
فلما أغرنا أغنمَ الله منهمُ
وذو العرشِ يعطي من جزيلٍ ويمنحُ
فلَمْ نَخْتَصِمْ عِنْدَ الغَنيمَة ِ بَيْننا
ولمْ يكُ فينا باخِلٌ يَتشَحّحُ
فتلكَ المعالي لا تباعُكَ ثلة َ(15/94)
وبُهْماً عِجاماً للمعيشَة ِ تَكْدَحُ
فقلْ لبني عمَ الذينَ ببابلٍ
وبالتستري عن أرضكمْ متزحزحُ
وفي الأرضِ عنْ جوخى ورعية ِ أهلها
وعَنْ نَخَلاتِ السّيْبِ للحيّ مَفْسَحُ
وحسبُ الفتى مِن شِقوَة ِ العَيشِ قطعة ٌ
يُحاجي بها طَوْراً يُجَحِّحُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> زيدُ بنُ عَمْروٍ ليسَ فيها صالحُ
زيدُ بنُ عَمْروٍ ليسَ فيها صالحُ
رقم القصيدة : 17446
-----------------------------------
زيدُ بنُ عَمْروٍ ليسَ فيها صالحُ
قبيلة ٌ ليس فيها منادحُ
ذَلّتْ، فما يَنْبَحُ عَنْها نابِحُ
مِثْلُ نوى السَّوْء نَفاهُ الرَّاضِحُ
صحبهُ مني بديٌ واضحُ
إنَّ أخا المَجامِعِ المُفاصِحُ
ذو الفَطِناتِ الهزَجُ المُراوِحُ
إنّاً، إذا ما هاجَتِ البَوارِحُ
تطعنُ إذا ما رامنا المشايحُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هلاَّ زياداً إذْ زيادٌ جانِحُ
هلاَّ زياداً إذْ زيادٌ جانِحُ
رقم القصيدة : 17447
-----------------------------------
هلاَّ زياداً إذْ زيادٌ جانِحُ
تَبْرُقُ في هاماتِهِ الصَّفايحُ
ونَتْنُ زَيدِ اللاّتِ غادٍ رائحُ
ولا ينالُ الخيرَ فيها ماتحُ
كَجذُوَة ِ جُذَّبٍ عَنْها ناقِحُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا جَعَلَ اللَّهُ الأخِلاَّءَ كُلَّهُمْ
ألا جَعَلَ اللَّهُ الأخِلاَّءَ كُلَّهُمْ
رقم القصيدة : 17448
-----------------------------------
ألا جَعَلَ اللَّهُ الأخِلاَّءَ كُلَّهُمْ
فداءً لغوثٍ، حيثُ أمسوا وأصبحوا
فغَوْثٌ فتى الغَلْباء تَغْلِبَ للنّدى
إذا عيّ أقوامٌ لئامٌ وقردحوا
فإن تصفقِ الأحلافُ لابن مطرفٍ
فيَمْرَحَ، والغَضْبانُ ذو العزّ يَمْرَحُ
فقد كنتُ أرجو أن يقومَ بخطة ٍ
طريفٌ وإخوانُ الصفاء ويضرحُ
ونَحْنُ أُناسٌ، لا حُصونَ بأرْضِنا
إذا الحربُ أمستْ لاقحاً أو تلقحُ
وإنّا لمَمْدودونَ ما بَيْنَ مَنْبِجٍ
فَعافِ عُمانٍ، فالحمى ليَ أفْيَحُ
وإن لنا برّ العراقِ وبحرهُ(15/95)
وحَيْثُ ترى القُرْقورَ في الماء يَسْبَحُ
وإن ذكرَ الناسُ القديمَ، وجدتنا
لنا مَقْدَحا مَجْدٍ وللنّاسِ مَقْدحُ
بنا يعصمُ الجرانُ أو يرفدُ القرى
وتأوي معدٍّ في الحروبِ، وتسرحُ
ذوي يمنِ ألا تثرنا لنصرنا
ندَعْ بارِقاتٍ مِنْ سَرابٍ تَضَحْضَحُ
فإمّا مَقامٌ صادِقٌ، كلَّ مَوْطِنٍ
وإما بيانٌ، فالصريمة ُ أروحُ
وإنْ تُفْقِدُونا في الحروبِ تَجَشَّموا
مِرَاسَ عُرًى تأتي مَعَ اللّيْلِ تَكدَحُ
تروا أنّنا نَجْزي، إذا هي أبهمَتْ
بصَمّاء يُلْفى بابُها لَيْسَ يُفْتَحُ
مصاليتُ نصطنعُ السيوفَ معاذة ً
لنا عارِضٌ يَنْفي العدُوَّ ويَرْجَحُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ولست بصائم رمضانَ طوعاً
ولست بصائم رمضانَ طوعاً
رقم القصيدة : 17449
-----------------------------------
ولست بصائم رمضانَ طوعاً
ولَسْتُ بِآكِلٍ لحْمَ الأضاحي
ولست بقائم أبداً أنادي
كمِثْلِ العَيرِ حيّ عَلى الفَلاحِ
ولكني سأشربها شمولاً
وأسْجُدُ عِنْدَ مُنْبَلَجِ الصَّباحِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الفاتحة ..
الفاتحة ..
رقم القصيدة : 1745
-----------------------------------
كيفَ يَصطادُ الفتى عُصفورَهُ
في الغابةِ المُشتعِلةْ ؟
كيفَ يرعى وردَةً
وَسْطَ رُكامِ المزبَلةْ ؟
كيفَ تَصحو بينَ كفّيهِ الإجاباتُ
وفي فكّيهِ تغفو الأسئلَةْ ؟!
الأسى لا حَدَّ لهْ
والفَتى لا حَولَ لَهْ ولا قوة
إنّهُ يَرسِفُ بالوَيْلِ
فلا تستكْثِروا إسْرافَهُ في الوَلْوَلةْ
ليسَ هذا شِعْرَهُ
بل دَمُهُ في صَفَحاتِ النَّطْعِ
مكتوبٌ بِحَدِّ المِقْصَلَةْ!
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هلا أتحتمْ لإبن وحفٍ فإنهُ
هلا أتحتمْ لإبن وحفٍ فإنهُ
رقم القصيدة : 17450
-----------------------------------
هلا أتحتمْ لإبن وحفٍ فإنهُ
لكم بالمخازي يومَ ابقينَ متيحُ
ورَدَّ علَيْكُم مُرْدَفاتِ نِسائكُم
ببطحاءَ ذي قارِ صلادمُ قرّحُ
فأنقذهن الضربُ والطعنُ بالقنا(15/96)
وأيدٍ بأبطالِ الكتيبة ِ تجرحُ
وكلّ طويلِ الساعدينِ، كأنهُ
فَنيقٌ خطيرٌ يَقْرَعُ النّاسَ شَرْمَحُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ
بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ
رقم القصيدة : 17451
-----------------------------------
بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ
واسْتَحقبتْ لُبَّهُ، فالقلْبُ معْمودُ
وقد تكونُ سليمى غير ذي خلفٍ
فاليوْمَ أخْلَفَ من سُعْدى المواعيدُ
لمْعاً وإيماضَ بَرْقٍ، ما يصوبُ لنا
ولو بدا من سُعادَ النحرُ والجيدُ
إما تَرَيْني حَناني الشَّيْبُ من كِبَرٍ
كالنَّسْرِ أرْجُفُ، والإنسانُ مهدودُ
وقد يكونُ الصِّبا منّي بِمَنْزِلَة ٍ،
يوماً، وتقتادني الهيفُ الرعاديدُ
يا قلَّ خيرُ الغواني كيف رغنَ بهِ
فَشُرْبُهُ وَشَلٌ، فيهِنَّ تَصْريدُ
أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ بهِ
فهنَّ منهُ، إذا أبصرنَهُ، حيدُ
أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ به
فَهنَّ منهُ، إذا أبصرنهُ، حيدُ
فهنَّ يشدوونَ مني بعض معرفة ٍ
وَهُنَّ بالوُدِّ لا بُخْلٌ وَلا جُودُ
قد كان عهدي جديداً، فاستبد به
والعهدُ متبعٌ ما فيه منشودُ
يقُلْنَ لا أنْتَ بَعْلٌ يُسْتقادُ لَهُ
ولا الشبابُ الذي قدْ فاتَ مرودُ
ولا الشبابُ الذي قد فات مردود
هلْ للشّبابِ الذي قدْ فاتَ مَرْدُودُ
أم هل دواءٌ يرُدُّ الشيبَ موجودُ
لن يَرْجِعَ الشِّيبُ شُبّاناً، وَلن يجدوا
عدلَ الشبابِ لهمْ، ما أورقَ العودُ
والشذرُ والدرُّ والياقوتُ فصلهُ
ظلَّ الرُّماة ُ قُعوداً في مراصِدِهِمْ
أما يزيدُ، فإني لستُ ناسيهُ
حتى يغيبني في الرمسِ ملحودُ
جزاكَ ربكَ عن مستفردٍ، وحدٍ
نفاهُ عن أهله جرمٌ وتشريدُ
مُستشرَفٌ، قد رماهُ النّاسُ كلُّهمُ
كأنّهُ، مِن سَمومِ الصّيفِ، سَفُّودُ
جزاءَ يوسُفَ إحساناً ومغفرة ً
أوْ مِثْلَ ما جُزْيَ هارُونٌ. وَداودُ
أعطاهُ من لذة ِ الدنيا وأسكنه
في جَنَّة ٍ نِعْمَة ٌ فيها وَتَخْلِيدُ(15/97)
فما يزالُ جَدا نعماكَ يمْطرني
وإن نأيتُ وسيبٌ منكَ مرفودُ
هل تبلغني يزيداً ذاتُ معجمة ٍ
كأنّها صخرة ٌ صماء صيخودُ
منَ اللواتي إذا لانتْ عريكتُها
كانَ لها بعْدَهُ آلٌ ومَجْلودُ
تَهْدي سَواهِمَ يَطْويها العَنيقُ بنا
فالعيسُ منعلة ٌ أقرابها سودُ
يلفحهنَّ حرورُ كل هاجرة ٍ
فكُلُّها نَقِبُ الأخْفافِ، مَجْهُودُ
كأنها قاربٌ أقرى حلائلهُ
ذاتَ السّلاسِلِ، حتى أيْبسَ العُودُ
ثُمَّ تَرَبَّعَ أُبْلِيّاً، وقدْ حَميَتْ
وظنَّ أنّ سبيلَ الأخذِ متمودُ
ثم استمرَّ يجاريهنَّ لا ضرعٌ
مهرٌ، ولا ثلبٌ أفناهُ تعويدُ
أوْ مِثلَ ما نال نوحٌ في سَفينَته
طاوِي المعا، لاحَهُ التّعْداء، صَيْفَتَهُ
كأنّما هوَ، في آثارِها، سيدُ
ضَخْمُ الملاطَيْنِ، موَّارُ الضُّحى ، هزِجٌ
كأنَّ زُبْرَتَهُ، في الآل، عُنْقودُ
بمطردٍ الآذي جونٍ كأنما
زفا بالقراقيرِ النعامَ المطردا
يَنْضَحْنَهُ بِصِلابٍ ما تُؤيِّسُهُ،
قدْ كان في نَحْرِهِ مِنْهُنَّ تَقصِيدُ
وهنَّ ينبونَ عن جأب الأديمِ، كما
تنبو عنِ البقرياتِ الجلاميدُ
إذا انْصَمى حَنِقاً حاذَرْنَ شِدَّتَهُ
فهنّ من خوفهِ شتى عباديدُ
ينصبُّ في بطنِ أبلي ويبحثهُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> حَلّتْ ضُبَيْرَة ُ أمْواهَ العِدادِ، وقدْ
حَلّتْ ضُبَيْرَة ُ أمْواهَ العِدادِ، وقدْ
رقم القصيدة : 17452
-----------------------------------
حَلّتْ ضُبَيْرَة ُ أمْواهَ العِدادِ، وقدْ
كانتْ تحلّ وأدنى دارِها ثُكُدُ
وأقفَرَ اليَومَ مِمّنْ حَلَّهُ الثَّمَدُ
فالشُّعْبتانِ، فذاكَ الأبرَقُ الفَرَدُ
وبالصريمة منها منزلٌ خلقٌ
عافٍ تغيرَ، إلا النؤي والوتدُ
دارٌ لِبَهْنانة ٍ، شَطَّ المَزارُ بها
وحالَ مِنْ دونِها الأعْداءُ والرَّصَدُ
بَكْرِيَة ٌ، لمْ تَكُنْ داري بها أَممَاً
ولا ضُبَيْرَة ُ مِمّنْ تَيّمَتْ صَدَدُ
يا لَيْتَ أُخْتَ بني دُبّ يَريعُ بها
صَرْفُ النّوى ، فينامَ العائِرُ السَّهِدُ(15/98)
أمستْ مناها بأرضٍ ما تبلغها
بصاحبِ الهمّ، إلاَّ الجَسْرَة ُ الأُجُدُ
إذا اليَعافيرُ في أطْلالها لجأتْ
لم تستطعْ شأوها المقصومة ُ الحردُ
كأنها واضحُ الأقرابِ، أفزعهُ
غضفٌ نواحلُ في أعناقها القدِدُ
ذادَ الضراءَ بروقيهِ، وكرَّ كما
ذادَ الكتيبة َ عنهُ الرامِحُ النجُدُ
أوْ قارِبٌ بالعُرى هاجَتْ مَراتِعُهُ
وخانهُ موثقُ الغدرانِ والثمدُ
رَعى عُنازَة َ حتى صَرَّ جُندُبُها
وذَعْذَعَ الماءَ يَومٌ صاخِدٌ يَقِدُ
في ذبلِ كقداحِ النبلِ يعذمُها
حتى تنوسيتِ الأضغانُ واللَّددُ
يَشُلُّهُنَّ بشَدٍ ما يقومُ لَهُ
مِنْها مَتَابِيعُ أفلاء ولا جُدُدُ
حتى تأوَّبَ عَيْناً ما يَزالُ بها
مِنَ الأخاضِرِ، أوْ مِنْ راسِبٍ رَصَدُ
دُسْمُ العمائِمِ، مُسْحٌ، لا لحومَ لهمْ
إذا أحسوا بشخصِ نابئ لبدوا
على شرائعها غرثانُ، مرتقبُ
إبصارها، خائفٌ إدبارَها، كمدُ
حتى إذا أمْكنَتْهُ مِنْ مَقاتِلها
وَهْوَ بنَبعيْة ٍ زَوْراءَ مُتّئِدُ
أهوى لها معبلاً مثلَ الشهابِ فلمْ
يُقْصِدْ، وقدْ كاد يَلقى حتفَهُ العَضِدُ
أدبرنَ منهُ عجالاً وقعُ أكرعها
كما تساقطَ، تحتَ الغَبْيَة ِ، البرَدُ
يا بنَ القَرِيعَينِ، لَولا أنَّ سَيبَهُمُ
قدْ عمني لم يجبني داعياً أحدُ
أنتمْ تداركتموني بعدما زلقتْ
نعلي وأحرجُ عنْ أنيابهِ الأسدُ
ومِنْ مؤدِّئة ٍ أُخْرى تَداركَني
مثلُ الرديني لا واهٍ ولا أودُ
نِعْمَ الخُؤولَة ُ مِنْ كَلْبٍ خُؤولتُهُ
ونِعْمَ ما وَلَدَ الأقوامُ، إذْ وَلدُوا
بازٍ، تظلُّ عتاقُ الطيرِ خاشعة ً
مِنْهُ، وتَمْتَصِعُ الكِرْوانُ واللُّبَدُ
ترى الوفودَ إلى جزلٍ مواهِبُهُ
إذا ابتغوهُ لأمرٍ صالحٍ، وجدُوا
إذا عَثَرْتُ أتاني مِنْ فواضِلِهِ
سيبٌ تسنى به الأغلالُ والعقدُ
لا يُسْمَعُ الجهْلُ يَجْري في نَدِيِّهِمِ
ولا أُميّة ُ في أخلاقِها الفَنَدُ
تَمّتْ جُدودُهمُ، واللَّهُ فضَّلَهُمْ
وجدّ قومٍ سواهمْ خاملٌ، نكِدُ(15/99)
هُمُ الذينَ أجابَ اللَّهُ دعوَتَهُمُ
لما تلاقت نواصي الخيلُ، فاجتلدُوا
لَيسَتْ تنالُ أكُفُّ النّاسِ بَسطتَهُمْ
وليسَ ينقضُ مكرُ الناس ما عقدوا
قومٌ، إذا أنعموا كانت فواضلهمْ
سيباً من اللهِ، لا من ولا حسدُ
لقد نزلتْ بعبدِ الله منزلة
فيها عن الفقرِ منجاة ٌ ومنتقدُ
كأنه مزبدٌ ريانُ، منتجعٌ
يعلو الجزائرَ، في حافاتهِ الزبدُ
حتى تَرى كُلَّ مُزْوَرّ أضَرَّ بِهِ
كأنّما الشّجَرُ البالي بِهِ بُجُدُ
تظلُّ فيهِ بنات الماء أنجية ً
وفي جَوانِبِهِ اليَنْبُوتُ والحَصَدُ
سهلُ الشرائعِ تروى الحائماتُ به
إذا العِطاشُ رَأوْا أوْضاحَهُ وَرَدُوا
وأمتعَ الله بالقومِ الذين همُ
فكوا الأسارى ومنهمْ جاءنا الصفدُ
ويومَ شرطة ِ قيسٍ إذا منيتَ لهُمْ
حنتْ مشاكيلُ منْ إيقاعِكُم نكدُ
ظلّوا، وظلَّ سحابُ الموتِ يُمْطُرُهمْ
حتى توجه منهمْ عارضٌ بردُ
والمَشْرَفيّة ُ أشْباهُ البُرُوقِ، لها
في كلّ جُمْجُمة ٍ أوْ بَيْضَة ٍ خُدَدُ
ويومَ صفينَ، والأبصارُ خاشعة ٌ
أمدَّهمْ، إذْ دَعَوا، مِنْ ربّهم مَددُ
على الأولى قَتلوا عُثمانَ، مَظْلِمَة ً
لم ينههمْ نشدّ عنهُ، وقد نُشدوا
فثمَّ قرتْ عيونُ الثائرينَ بهِ
وأدْركوا كُلَّ تَبْلٍ عِنْدَهُ قَوَدُ
فلَمْ تَزَلْ فَيْلَقٌ خَضْراءُ تحْطِمهم
تنعى ابن عفانَ، حتى أفرخَ الصيدُ
وأنتم أهلُ بيتٍ، لا يوازنُهمْ
بيتٌ، إذا عدتِ الأحسابُ والعَددُ
أيديكُمُ، فَوقَ أيدي النّاسِ، فاضِلة ٌ
فَلَنْ يُوازِنَكُمْ شِيبٌ ولا مُرُدُ
لا يَزْمهِرُّ، غَداة َ الدَّجْنِ، حاجبُهُم
ولا أضِنّاءُ بالمِقْرَى ، وإنْ ثَمِدوا
قومٌ إذا ضنَّ أقوامٌ ذوو سعة ٍ
وحاذَرُوا حَضرة العافينَ أوْ جَحِدوا
بارَوا جمادى بشيزاهمْ مكللَة
فيها خَليطانِ واري الشّحْمِ والكبِدُ
المطعمون: إذا هبتْ شآمية ٌ
غَبراءُ يُجْحَرُ، مِن شَفّانها، الصَّرِدُ
وإن سالتَ قريشاً عنْ ذوائبها
فهمْ أوائلُها الأعْلونَ والسندُ
ولوْ يجمعُ رفدُ الناسِ كلهمِ(15/100)
لمْ يَرْفِدِ النّاسُ إلاَّ دونَ ما رَفدوا
والمسلمون بخيرٍ ما بقيتْ لهمْ
ولَيْسَ بَعْدَكَ خيرٌ حينَ تُفْتقَدُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> حلّتْ سُلَيمْى بدَوْغانٍ وَشطَّ بِها
حلّتْ سُلَيمْى بدَوْغانٍ وَشطَّ بِها
رقم القصيدة : 17453
-----------------------------------
حلّتْ سُلَيمْى بدَوْغانٍ وَشطَّ بِها
غَرْبُ النّوى وترى في خَلْقها أوَدا
خودٌ يهشّ لها قلبي إذا كرتْ
يوماً كما يفرحُ الباغي بما وجدا
إني امتحدتُ جريرَ الخير إن لهُ
عندي بنائلهِ الإحسانَ والصفدا
إنَّ جريراً شِهابُ الحرْبِ يُسعِرُها
إذا توكلها أصحابها وقدا
جَرَّ القبائِلَ مَيْمونٌ نقِيبتُهُ
يَغْشَى بهنَّ سُهولَ الأرْضِ والجَدَدا
تَحْملُهُ كُلُّ مِرْداة ٍ، مُجَلَّلَة ٍ
تَخالُ فيها إذا ما هَرْوَلَتْ حَرَدا
عوجٌ عناجيجُ أو شهبٌ مقصلة ٌ
قدْ أورثَ الغزوُ في أصلابها عقدا
ماضٍ ترى الطيرِ تردي في منازلهِ
على مزاحيفَ كانَتْ تبلُغُ النَّجَدا
يرمي قضاعة ً مجدوعٌ معاطسُها
وهوَ أشمُّ ترى في رأسهِ صيدا
صافى الرَّسولَ ومنْ حَيّ هُمُ ضَمِنوا
مال الغريبِ ومنْ ذا يضمنُ الأبدا
كانوا إذا حَلَّ جارٌ في بُيوتِهِمُ
عادوا عَلَيْهِ وأحصَوا مالَهُ عَدَدا
فقدْ أجاروا بإذن الله عصبتنا
إذْ لا يكادُ يحبُّ الوالدُ الولدا
قَوْممٌ يَظَلّونَ خُشْعاً في مساجِدِهِمْ
ولا يَدينونَ إلاَّ الواحِدَ الصَّمَدا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أذكرتَ عهدكَ، فاعترك صبابة ٌ
أذكرتَ عهدكَ، فاعترك صبابة ٌ
رقم القصيدة : 17454
-----------------------------------
أذكرتَ عهدكَ، فاعترك صبابة ٌ
وذكرتَ منزلة ً لآلِ كنودِ
أقْوَتْ، وغيّرَ آيَها نَسْجُ الصَّبا
وسجالُ كلَ مجلجلٍ محمودِ
ولقد شددتَ على المراغة ِ سرجَها
حتّى نَزَعْتَ، وأنْتَ غَيرُ مُجيدِ
وعَصَرْتَ نُطْفَتَها لتُدْرِكَ دارِماً
هَيْهاتَ مِنْ مَهَلٍ عَلَيْكَ بَعِيدِ
وإذا تعاظمتِ الأمورُ لدارمِ(15/101)
طأطأت رأسكَ عن قبائلَ صيدِ
وإذا وَضَعْتَ أباكَ في ميزانِهِمْ
رجَحوا عَلَيكَ، وأنْتَ غيرُ حَميدِ
وإذا عددتَ قديمكُمْ وقديمهمْ
أربوا عليكَ بطارفٍ وتليد
وإذا عددَ بيوتَ قومكَ، لم تجدْ
بيتاً كبيتِ عطاردٍ ولبيد
بيتٌ تزلُ العصمُ عن قذفاتهِ
في شاهقٍ ذي مَنْعَة ٍ وكَؤودِ
وأبوكَ ذو محنية ٍ وعباءة ٍ
قملٌ كأجربَ منتشٍ مورودِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إذا ما قلتَ قد صالحتَ بكراً
إذا ما قلتَ قد صالحتَ بكراً
رقم القصيدة : 17455
-----------------------------------
إذا ما قلتَ قد صالحتَ بكراً
أبى الأضغانُ والنسبُ البعيدُ
ومُهْراقُ الدّماء بوارِداتٍ
تَبيدُ المُحْزِناتُ ولا تَبيدُ
وأيّامٌ لَنا ولهُمْ طِوالٌ
يَعَضُّ الهامَ فيهِنَّ الحديدُ
هُما أخوانِ يصْطَليانِ ناراً
رداءُ الموت بينهما جديدُ
يشُولُ ابنُ اللبون إذا رآني
ويخشاني الضُّواضِية ُ المُعيدُ
أتوعدني الوبارَ بنو سليمٍ
وما تَحْمي الوِبارُ ولا تَصِيدُ
فلا جَرَحَتْ يدي بِبني سُليمِ
ولا شعري فتهجوني الشريدُ
ولولا أن أخشى صدرَ معنٍ
وعتبة ً قام بالحرمِ النشيدُ
وكنتُ إذا لقيتُ عبيدَ تيمٍ
وتيماً قلتُ أيهُما العبيدُ
لئيمُ العالمينَ يسودُ تيماً
وسيدهُم وإن كرهوا مسودُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يا يوْمنا عِندها عُدْ بالنّعيمِ لَنا
يا يوْمنا عِندها عُدْ بالنّعيمِ لَنا
رقم القصيدة : 17456
-----------------------------------
يا يوْمنا عِندها عُدْ بالنّعيمِ لَنا
منها ويا ليتني في بيتها عُودي
إذْ بتُّ أنْزِعُ عَنْها حَليَها عَبَثاً
بَعْدَ اعتِناقٍ وتَقْبيلٍ وتَجْريدِ
كما تطاعَمَ في خَضْراء ناعِمَة ٍ
مطوقانِ أصاخا بعد تغريدِ
وقدْ سَقَتْني رُضاباً غيرَ ذي أسَننٍ
كالمسكِ ذرّ على ماء العناقيدِ
مِنْ خمْرِ بَيْسانَ صِرْفاً فوْقها حَبَبٌ
شِيبَتْ بها نُطْفَة ٌ من ماء يبرودِ
غادى بها مازِجٌ دِهْقانُ قريتُهُ
وقّادَة اللّونِ في كاسٍ وناجودِ(15/102)
إذا سمعتَ بموتٍ للبخيلِ فقلْ
بعْداً وسحقاً له من هالكٍ مودِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> شربنا فمتنا ميتة ً جاهلية ً
شربنا فمتنا ميتة ً جاهلية ً
رقم القصيدة : 17457
-----------------------------------
شربنا فمتنا ميتة ً جاهلية ً
مضى أهلُها، لمْ يَعْرفوا ما محمّدُ
ثلاثة َ أيامٍ، فلما تنبهت
حشاشاتُ أنفاسٍ، أتتنا ترددُ
حَيينا حياة ً، لمْ تكُنْ مِنْ قِيامَة ٍ
علينا، ولا حشرٌ أتاناهُ موعدُ
حياة َ مِراضٍ، حوْلُهمْ بعدَما صَحَوا
من الناس شتى عاذلونَ وعودُ
وقلنا لساقينا: عليكَ، فعدْ بنا
إلى مثلها بالأمسِ، فالعودُ أحمدُ
فجاء بها، كأنّما في إنائِهِ
بها الكوْكبُ المِرّيخُ، تصفو وتُزْبِدُ
تفوح بماءٍ يشبهُ الطيبَ طيبهُ
إذا ما تعاطَتْ كأسَها مِنْ يدٍ يَدُ
تميتُ وتحي بعد موتٍ، وموتها
لذيذٌ، ومحياها ألذُّ وأحمدُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وحاجِلَة ِ العُيونِ طوى قُواها
وحاجِلَة ِ العُيونِ طوى قُواها
رقم القصيدة : 17458
-----------------------------------
وحاجِلَة ِ العُيونِ طوى قُواها
شِهابُ الصَّيفِ والسّفَرُ الشّديدُ
طلَبْنَ ابنَ الإمامِ فتى قُرَيشٍ
بحمصَ وحمصُ غائرة ٌ بعيدُ
نماكَ إلى الرباء فحول صدق
وجدٍّ قصرتْ عنهُ الجدودُ
وزندُك من زنادٍ وارياتٍ
إذا لمْ يُحْمَدِ الزَّنْدُ الصَّلُودُ
وأنا معشر نابتْ علينا
غراماتٌ ومضلعة ٌ كؤودُ
وغصَّ الدهرُ والأيامُ حتى
تغير بعدك الشعرُ الجديدُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وبيضاءَ لا لوْنُ النّجاشيّ لونُها
وبيضاءَ لا لوْنُ النّجاشيّ لونُها
رقم القصيدة : 17459
-----------------------------------
وبيضاءَ لا لوْنُ النّجاشيّ لونُها
إذا زينتْ لباتُها بالقلائدِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> سرّ المهنة ..
سرّ المهنة ..
رقم القصيدة : 1746
-----------------------------------
اثنانِ في أوطانِنا
يرتَعِدانِ خيفَةً
من يقظَةِ النّائمْ:
اللّصُّ .. والحاكِمْ!(15/103)
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هممتُ بيعلى أن أغشى رأسهُ
هممتُ بيعلى أن أغشى رأسهُ
رقم القصيدة : 17460
-----------------------------------
هممتُ بيعلى أن أغشى رأسهُ
حُساماً إذا ما خالطَ العظمَ أقصَدا
لقَدْ خَرَطوا مِنّي لأعينَ هارِباً
يُبادِرُ ضوءَ الصُّبحِ سهماً خَفَيدَدَا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لم يبقَ ممنْ يتقى اللهُ، خالياً
لم يبقَ ممنْ يتقى اللهُ، خالياً
رقم القصيدة : 17461
-----------------------------------
لم يبقَ ممنْ يتقى اللهُ، خالياً
ويُطعمُ إلا خالدُ بن أسيدِ
سوى مَعشرٍ، لا يبلُغُ المدحُ فضلَهُمْ،
مناعشُ للمولى ، مطاعمُ جُودِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> سَقَاني خِيارٌ شَرْبَة ً رنّحَتْ بِنا
سَقَاني خِيارٌ شَرْبَة ً رنّحَتْ بِنا
رقم القصيدة : 17462
-----------------------------------
سَقَاني خِيارٌ شَرْبَة ً رنّحَتْ بِنا
وأُخرى سقانا ابنُ عُثْمانَ خالِدُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألم ترَ قَيْساً في الحوادثِ أُوثِرَتْ
ألم ترَ قَيْساً في الحوادثِ أُوثِرَتْ
رقم القصيدة : 17463
-----------------------------------
ألم ترَ قَيْساً في الحوادثِ أُوثِرَتْ
عليًّ بمعنٍ، والسعيدُ سعيدُ
لقدْ عَلموا ما أعْصُرٌ بأبيهِمِ
ولكنّهُ جارٌ لهُمْ وعَبيدُ
هم أخوتي، أخوا غنياً وأعصرا
فكيفَ يُعزّى عند ذاكَ جَليدُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا
خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا
رقم القصيدة : 17464
-----------------------------------
خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا
وأزعجتهم نوى في صرفْها غيرُ
كأنّني شارِبٌ، يوْمَ اسْتُبِدَّ بهمْ
من قرقفٍ ضمنتها حمصُ أو جدرُ
جادَتْ بها مِنْ ذواتِ القارِ مُتْرَعة ٌ
كلْفاءُ، يَنْحتُّ عنْ خُرْطومِها المَدرُ
لَذٌّ أصابَتْ حُميّاها مقاتِلَهُ
فلم تكدْ تنجلي عنْ قلبهِ الخُمرُ(15/104)
كأنّني ذاكَ، أوْ ذو لَوْعة ٍ خَبَلَتْ
أوْصالَهُ، أوْ أصابَتْ قَلْبَهُ النُّشَرُ
شَوْقاً إليهِمْ، وَوجداً يوْمَ أُتْبِعُهُمْ
طرْفي، ومنهم بجنبيْ كوكبٍ زُمرُ
حثّوا المطيّ، فولتنا مناكبِها
وفي الخدورِ إذا باغمتَها الصوَرُ
يبرقنَ بالقومِ حتى يختبِلنهُمْ
ورأيهُنَّ ضعيفٌ، حينَ يختبرُ
يا قاتلَ اللهُ وصلَ الغانياتِ، إذا
أيقنَّ أنكَ ممنْ قدْ زها الكبرُ
أعرضنَ، لما حنى قوسي مُوترها
وابْيَضَّ، بعدَ سَوادِ اللِّمّة ِ، الشّعَرُ
ما يَرْعوينَ إلى داعٍ لحاجتِهِ
ولا لهُنَّ، إلى ذي شَيْبَة ٍ، وَطَرُ
شرقنَ إذْ عصرَ العِيدانُ بارحُها
وأيْبسَتْ، غَيرَ مجْرَى السِّنّة ِ، الخُضَرُ
فالعينُ عانية ٌ بالماء تسفحهُ
مِنْ نِيّة ٍ، في تلاقي أهْلِها، ضَرَرُ
منقضبينَ انقضابَ الحبلِن يتبعهُم
مِنَ الشّقيقِ، وعينُ المَقْسَمِ الوَطَرُ
ولا الضِّبابَ إذا اخْضَرَّتْ عُيونُهُمُ
أرْضاً تَحُلُّ بها شَيْبانُ أوْ غُبَرُ
حتى إذا هُنَّ ورَّكْنَ القَضيمَ، وقَدْ
أشرقنَ، أو قلنَ هذا الخندقُ الحفرُ
إلى امرئٍ لا تعدّينا نوافلهُ
أظفرهُ اللهُ، فليهنا لهُ الظفرُ
ألخائضِ الغَمْرَ، والمَيْمونِ طائِرُهُ
خَليفَة ِ اللَّهِ يُسْتَسْقى بهِ المطَرُ
والهمُّ بعدَ نجي النفسِ يبعثه
بالحزْمِ، والأصمعانِ القَلْبُ والحذرُ
والمستمرُّ بهِ أمرُ الجميعِ، فما
يغترهُ بعدَ توكيدٍ لهُ، غررُ
وما الفراتُ إذا جاشتْ حوالبهُ
في حافتيهِ وفي أوساطهِ العشرُ
وذَعْذعَتْهُ رياحُ الصَّيْفِ، واضطرَبتْ
فوقَ الجآجئ من آذيهِ غدرُ
مسحنفرٌ من جبال الروم يسترهُ
مِنْها أكافيفُ فيها، دونَهُ، زَوَرُ
يوماً، بأجْودَ مِنْهُ، حينَ تَسْألُهُ
ولا بأجهرَ منهُ، حين يجتهرُ
ولمْ يزَلْ بكَ واشيهِمْ ومَكْرُهُمُ
حتى أشاطوا بغَيْبٍ لحمَ مَنْ يَسَرُوا
فلَمْ يَكُنْ طاوِياً عنّا نصِيحَتَهُ
وفي يدَيْه بدُنْيا دونَنا حَصَرُ
فهو فداءُ أميرِ المؤمنينَ، إذا
أبدى النواجذَ يومٌ باسلٌ ذكرُ(15/105)
مفترشٌ كافتراشِ الليث كلكلهُ
لوقعة ٍ كائنٍ فيها لهُ جزرُ
مُقَدِّماً مائتيْ ألْفٍ لمنزِلِهِ
ما إن رأى مثلهمْ جنّ ولا بشرُ
يَغْشَى القَناطِرَ يَبْنيها ويَهْدِمُها
مُسَوَّمٌ، فَوْقَه الرَّاياتُ والقَتَرُ
قَوْمٌ أنابَتْ إليهِمْ كلُّ مُخْزِية ٍ
وبالثوية ِ لم ينبضْ بها وترُ
وتَسْتَبينُ لأقوامٍ ضَلالَتُهُمْ
ويستقيمُ الذي في خدهِ صعرُ
ثم استقلَّ باثقال العراقِ، وقدْ
كانتْ لهُ نقمة ٌ فيهم ومدخرُ
في نَبْعَة ٍ مِنْ قُرَيشٍ، يَعْصِبون بها
ما إنْ يوازَى بأعْلى نَبْتِها الشّجَرُ
تعلو الهضابِ، وحلّوا في أرومتها
أهْلُ الرّياء وأهْلُ الفخْرِ، إنْ فَخَروا
حُشْدٌ على الحَقّ، عيّافو الخنى أُنُفٌ
إذا ألمّتْ بهِمْ مَكْروهَة ٌ، صبروا
وإن تدجتْ على الآفاقِ مظلمة ٌ
كانَ لهُمْ مَخْرَجٌ مِنْها ومُعْتَصَرُ
أعطاهُمُ الله جداً ينصرونَ بهِ
لا جَدَّ إلاَّ صَغيرٌ، بَعْدُ، مُحْتقَرُ
لمْ يأشَروا فيهِ، إذْ كانوا مَوالِيَهُ
ولوْ يكونُ لقومٍ غيرهمْ، أشروا
شمسُ العداوة ِ، حتى يستقادَ لهم
وأعظمُ الناس أحلاماًن إذا قدروا
لا يستقلُّ ذوو الأضغانِ حربهمُ
ولا يبينُ في عيدانهمْ خورُ
هُمُ الذينَ يُبارونَ الرّياحَ، إذا
قَلَّ الطّعامُ على العافينَ أوْ قَتَروا
بني أميّة َ، نُعْماكُمْ مُجَلِّلَة ٌ
تَمّتْ فلا مِنّة ٌ فيها ولا كَدَرُ
بني أُميّة َ، قدْ ناضَلْتُ دونَكُمُ
أبناءَ قومٍ، همُ آووا وهُمْ نصروا
أفحمتُ عنكُم بني النجار قد علمت
عُلْيا مَعَدّ، وكانوا طالما هَدَرُوا
حتى استكانوا: وهُم مني على مضضٍ
والقولُ ينفذُ ما لا تنفذُ الإبرُ
بَني أُميّة َ، إنّي ناصِحٌ لَكُمُ
فَلا يَبيتَنَّ فيكُمْ آمِناً زُفَرُ
وأَتْخِذوهُ عَدُوّاً، إنَّ شاهِدَهُ
وما تغيبَ من أخلاقهِ دَعرُ
إن الضغينة َ تلقاها، وإن قدُمتْ
كالعَرّ، يَكْمُنُ حِيناً، ثمّ يَنْتشِرُ
وقَدْ نُصِرْتَ أميرَ المؤمنين بِنا
لمّا أتاكَ ببَطْنِ الغُوطَة ِ الخَبَرُ(15/106)
يعرفونكَ رأس ابن الحُبابِ، وقدْ
أضحى ، وللسيفِ في خيشومهِ أثرُ
لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُهُ
وليسَ ينطقُ، حتى ينطقَ الحجرُ
أمْسَتْ إلى جانبِ الحَشاكِ جيفَتُهُ
ورأسهُ دونهُ اليحمومُ والصُّوَرُ
يسألُهُ الصُّبْرُ مِن غسّان، إذ حضروا
والحزنُ كيف قراكَ الغلمة ُ الجشرُ
والحارثَ بن أبي عوفٍ لعبنَ بهِ
حتى تعاورَهُ العقبانُ والسبرُ
وقيس عيلان، حتى أقبلوا رقصاً
فبايعوكَ جهاراً بعدما كفروا
فلا هدى اللَّهُ قَيساً مِن ضَلالتِهِمْ
ولا لعاً لبني ذكوانَ إذا عثروا
ضجّوا من الحرب إذا عضَّت غوارَبهمْ
وقيسُ عيلان من أخلاقها الضجرُ
كانوا ذَوي إمة ٍ حتى إذا علقتْ
بهمْ حبائلُ للشيطانِ وابتهروا
صُكّوا على شارِفٍ، صَعْبٍ مَراكبُها
حَصَّاءَ لَيْسَ لها هُلْبٌ ولا وبَرُ
ولمْ يَزَلْ بِسُلَيْمٍ أمْرُ جاهِلِها
حتى تعايا بها الإيرادُ والصدرُ
إذْ يَنظُرون، وهُمْ يجْنون حَنْظَلَهُمْ
إلى الزوابي فقلنا بعدَ ما نظروا
كروا إلى حرتيهم يعمُرونَهُما
كما تكرُّ إلى أوطانها البقر
وأصْبحَتْ مِنهُمُ سِنْجارُ خالِيَة ً
والمحلبياتُ فالخابورُ فالسرَرُ
وما يُلاقونَ فَرَّاصاً إلى نَسَبٍ
حتى يُلاقيَ جَدْيَ الفَرْقَدِ القَمَرُ
وما سعى فيهم ساعٍ ليدرِكنا
إلا تقاصرَ عنا وهوَ منبهرُ
وقد أصابتْ كلاباً، من عداوتنا
إحدى الدَّواهي التي تُخْشى وتُنْتَظَرُ
وقد تفاقمَ أمرٌ غير ملتئمٍ
ما بَيْنَنا رَحِمٌ فيهِ ولا عِذَرُ
أما كليبُ بن يربوعِ فليسَ لهمْ
عِنْدَ التّفارُطِ إيرادٌ ولا صدَرُ
مخلفونَ، ويقضي الناسُ أمرهمُ
وهُمْ بغَيْبٍ وفي عَمْياءَ ما شَعروا
مُلَطَّمونَ بأعْقارِ الحِياضِ، فما
ينفكّ من دارمي فيهم أثرُ
بئس الصحاة ُ وبئس الشربُ شربهُمُ
إذا جرى فيهمِ المزاءُ والسكرُ
وكُلُّ فاحِشَة ٍ سُبّتْ بها مُضَرُ
على العِياراتِ هَدّاجونَ، قدْ بلَغَتْ
نَجْرانَ أوْ حُدّثتْ سوءاتِهم هَجَرُ
الآكلون خبيثَ الزادِ، وحدهُمُ(15/107)
والسائلون بظهرِ الغيبِ ما الخبرُ
واذكرْ غدانة ً عداناً مزنمة ً
مِن الحَبَلَّقِ تُبْنى حوْلها الصِّيَرُ
تُمْذي، إذا سَخَنَتْ في قُبلِ أذْرُعِها
وتزرئِمُّ إذا ما بلها المطرُ
وما غُدانَة ُ في شيء مكانَهُمُ
الحابسو الشاءَ، حتى يفضلَ السؤرُ
يتصلونَ بيربوعِ ورفدهمُ
عِنْدَ التّرافُدِ، مغْمورٌ ومُحْتَقَرُ
صُفْرُ اللِّحى مِن وَقودِ الأدخِنات، إذا
ردّ الرفادَ وكفَّ الحالبِ القررُ
وأقسمَ المجدُ حقاً لا يحالفهمْ
حتى يحالفَ بطنَ الراحة ِ الشعرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ
ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ
رقم القصيدة : 17465
-----------------------------------
ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ
وإنْ كان حيّانا عِدًى ، آخِرَ الدَّهْرِ
وإن كنتِ قدْ أقصدتني إذ رَميتني
بسَهْمكِ، والرَّمي يُصيبُ، وما يدري
أسيلَة ُ مجرَى الدَّمعِ، أمّا وشاحُها
فجارٍ، وأمّا الحِجْلُ منها فما يجري
تموتُ وتحيا بالضجيعِ وتلتوي
بمطردِ المتمينِ منتبرِ الخصرِ
وكُنْتُمْ إذا تنأَون مِنّا، تَعَرَّضَتْ
خيالاتكمْ أو بتَّ منكمْ على ذكرِ
شلقدْ حملتْ قيسَ بن عيلانَ حربُنا
على يابسِ السيساء محدوبِ الظهرِ
وقَدْ سرّني مِن قَيْسِ عَيْلان، أنّني
رَأيْتُ بني العَجْلانِ سادوا بني بدْرِ
وقَدْ غَبَرَ العَجْلانُ حِيناً، إذا بكى
على الزادِ ألقتهُ الوليدة ُ في الكسرِ
فيصبحُ كالخفاشِ، يدلكُ عينهُ
فقُبّحَ مِنْ وَجْهٍ لئيمٍ، ومَنْ حَجْرِ
وكُنْتُمْ بَني العَجْلانِ ألأممَ عِنْدَنا
وأحْقَرَ مِن أن تشهدوا عاليَ الأمْرِ
بني كلّ دسماء الثيابِ، كأنما
طلاها بنو العَجْلانِ مِن حُمَمِ القِدرِ
تَرَى كعْبَها قد زالَ مِن طولِ رَعِيها
وَقاحَ الذُّنابى بالسّويّة ِ والزِّفْرِ
وإن نزَلَ الأقْوامُ مَنْزِلَ عِفّة ٍ
نزَلتُمْ بَني العَجْلانِ مَنزِلَة َ الخُسرِ
وشاركَتِ العجلانُ كعباً، ولمْ تكُنْ(15/108)
تشاركُ كعباً في وفاءٍ ولا غدرِ
ونجى ابن بدرٍ ركضهُ منْ رماحنا
ونضاحة ُ الأعطافِ ملهبة ُ الحضر
إذا قُلتُ نالَتهُ العوالي، تقاذفَتْ
به سوْحقُ الرجلين صايبة ُ الصدْر
كأنّهما والآلُ يَنجابُ عَنهُما
إذا انغَمسا فيهِ يَعومانِ في غَمْرِ
يُسِرُّ إلَيها، والرّماحُ تَنُوشُهُ:
فدًى لكِ أُمّي، إن دأبتِ إلى العَصرِ
فطَلَّ يُفَدِّيها، وطَلّتْ كأنّها
عقابٌ دعاها جنحُ ليلٍ إلى وكرِ
كأنَّ بِطُبْيَيْها ومَجرى حِزامِها
أداوى تسحُّ الماءَ منْ حورٍ وفرِ
ركوبٌ على السواءات قدْ شرمَ آسته
مزاحمة ُ الأعداء والنخسِ في الدبرِ
فطاروا شقاقاً لاثنتينِ، فعامرٌ
تَبيعُ بَنيها بالخِصافِ وبالتَّمْرِ
وأمّا سُلَيْمٌ، فاستَعاذَتْ حِذارَنا
بحَرَّتِها السّوْداء والجَبلِ الوَعْرِ
تَنِقُّ بلا شيءٍ شُيوخُ مُحاربٍ
وما خلتُها كانتْ تريشُ ولا تبري
ضَفادعُ في ظَلْماءِ لَيْلٍ تجاوَبَتْ
فدَلَّ عَلَيْها صَوْتُها حيّة َ البَحْر
ونحنُ رفَعْنا عَنْ سَلولٍ رِماحَنا
وعَمْداً رَغِبْنا عَنْ دماء بني نَصْرِ
ولو ببني ذبيانَ بلتْ رماحُنا
لقَرَّتْ بهمْ عَيْني وباءَ بهِمْ وِتْري
شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ
ولمْ تَشْفِها قَتْلى عَنِيّ ولا جَسْرِ
ولا جشمٍ شرّ القبائلِ، إنها
كبيضِ القطا، ليسوا بسودٍ ولا حمرِ
وما ترَكَتْ أسْيافُنا حينَ جُرّدَتْ
لأعْدانا قَيْسِ بنِ عَيْلانَ مِنْ عُذْرِ
وقد عركتْ بابني دخانٍ فأصبحا
إذا ما احزَألاَّ مِثْلَ باقيَة ِ البَظْرِ
وأدْرَكَ عِلْمي في سُواءة َ، أنّها
تقيمُ على الأوتارِ والمشربِ الكدرِ
وظل يجيشُ الماءُ من متقصدٍ
على كل حالٍ من مذاهبهِ يجري
فأقسمُ لو أدركنهُ لقذفنهُ
إلى صَعْبَة ِ الأرْجاء، مُظْلمَة ِ القَعْرِ
فوَسّدَ فِيها كفَّهُ، أوْ لحجّلَتْ
ضِباعُ الصَّحاري حَوْلَهُ، غيرَ ذي قبرِ
لعَمْري لقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
على جانبِ الثرثاء راغية َ البكرِ
أعِنّي أميرَ المؤمنين بنَائِلٍ(15/109)
وحُسْنِ عطاء، ليْس بالرَّيِّثِ النَّزْرِ
وأنتَ أميرُ المؤمنينَ، وما بنا
إلى صُلْحِ قَيْسٍ يا بنَ مَرْوان مِن فَقْرِ
فإنْ تكُ قيسٌ، يا بْنَ مرْوان، بايعَتْ
فقَدْ وَهِلَتْ قيسٌ إليك، مِن العُذْرِ
على غير إسلامٍ ولا عنْ بصيرة ٍ
ولكنّهُمْ سِيقوا إليكَ عَلى صُغْرِ
ولمّا تَبَيّنّا ضَلالَة َ مُصْعَبٍ
فتَحْنا لأهْلِ الشّامِ باباً مِنَ النّصْرِ
فقَدْ أصْبَحَتْ مِنّا هَوازِنُ كُلُّها
كواهي السُّلامى ، زِيد وقْراً على وَقْرِ
سَمَوْنا بِعِرْنينِ أشمَّ وعارِضٍ
لمنعَ ما بين العراقِ إلى البشرِ
فأصبحَ ما بينَ العراقِ ومنبجِ
لتَغْلِبَ تَرْدى بالرُّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
إلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ نَسيرُها
تخبّ المطايا بالعرانينِ من بكرِ
برأسِ امرئٍ دلّى سليماً وعامراً
وأوْرَدَ قَيْساً لُجَّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
فأسْرَين خَمساً، ثمَّ أصبحنَ، غُدوَة ً
يُخَبِّرْنَ أخْباراً ألذَّ مِنَ الخَمْرِ
تَخَلَّ ابنَ صَفارٍ، فلا تذْكُرِ العُلى
ولا تذكُرَنْ حَيّابِ قوْمكَ في الذِّكْرِ
فقد نهضت للتغلبين حية ٌ
كحية ِ موسى يوم أيدَ بالنصرِ
يُخْبَرْنَنا أنَّ الأراقِمَ فَلَّقُوا
جماجمَ قيسٍ بينَ رذانَ فالحضرِ
جماجمَ قومٍ، لمْ يعافوا ظلامة ً
ولمْ يَعْلَمُوا أيْنَ الوفاءُ مِنَ الغَدْرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ
صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ
رقم القصيدة : 17466
-----------------------------------
صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ
وحِبالُهُنَّ إذا عَقَدْنَ غُرُورُ
يرمينَ بالحدقِ المراضِ قلوبنا
فَغَوِيُّهُنَّ مُكَلَّفٌ مَضْرُورُ
وزعمنَ أني قد ذهلتُ عن الصبى
ومضى لذلكَ أعصرٌ ودهورُ
وإذا أقولُ صحوتُ منْ أدوائها
هاجَ الفُؤادَ دُمًى أوانسُ حُورُ
وإذا نصبنَ قرونهنَّ لغدرة ٍ
فكأنما حلتْ لهنَّ نذورُ
ولقد أصِيدُ الوَحْشَ في أوْطانِها
فيذلّ بعدَ شماسهِ اليعفُورُ
أحيا الإلهُ لنا الإمامَ فإنهُ(15/110)
خيرُ البرِيّة ِ للذُّنوبِ غَفورُ
نورٌ أضاء لَنا البِلادَ وقَدْ دَجَتْ
ظلم تكادُ بها الهداة ُ تجورُ
الفاخِرونَ بِكُلّ يوْمٍ صالحٍ
وأخو المَكارِمِ بالفَعالِ فَخورُ
فعليكَ بالحجاجِ لا تعدل بهِ
أحداً إذا نزلتْ عليكَ أمورُ
ولقَدْ عَلِمْتَ وأنْتَ أعْلَمُنا بِهِ
أن ابن يوسفَ حازمٌ منصورُ
وأخو الصَّفاء فما تزالُ غَنيمَة ٌ
منهُ يجيء بها إليكَ بشيرُ
وترى الرواسمَ يختلفنَ وفوقها
ورقُ العراقِ سبائكٌ وحريرُ
وبَناتُ فارِسَ كلَّ يوْمٍ تُصْطَفَى
يعلونهنَّ وما لهنَّ مهورُ
خوصاً أضرَّ بها ابن يوسفَ فانطوتْ
والحَرْبُ لاقِحَة ٌ لهُنَّ زَجورُ
وترى المُذكّيَ في القِيادِ كأنّهُ
مِنْ طولِ ما جَشِمَ الغِوارَ عَقيرُ
هَرِيَتْ نِطافُ عُيونِهنَّ فأدْبرَتْ
فكأنهنَّ من الضرارة ِ عورُ
وحَوِلْنَ مِن خَلَجِ الأعِنّة ِ وانطوَتْ
منها البطونُ وفي الفحولِ جفورُ
قَطَعَ الغُزَاة ُ عِجافَهُنَّ فأصْبَحَتْ
حردٌ صلادمُ قرحٌ وذكورُ
ولقَدْ عَلِمْتَ بلاءَهُ في مَعْشَرٍ
تغلي شناهُ صدورهمْ وثغورُ
والقومُ زَأرُهُمُ وأعْلى صَوْتِهِمْ
تحت السيوفِ غماغمٌ وهريرُ
واذ اللقاحُ غلتْ فإن قدورهُ
جُوفٌ لهُنَّ بما ضَمِنَّ هَدِيرُ
طَلَبَ الأزارِقَ بالكتائِبِ إذْ هوَتْ
بَشبيبَ غائِلَة ُ النّفوسِ غَدُورُ
يرجو البقية بعدما حدقتْ بهِ
فرطُ المنية ِ بحصبٍ وحجُورُ
فأباحَ جَمْعَهُمُ حَميداً وانْثَنى
ولهُ لوقعهِ آخرينَ زئيراً
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألمْ تشكرْ لنا كلبٌ بأنا
ألمْ تشكرْ لنا كلبٌ بأنا
رقم القصيدة : 17467
-----------------------------------
ألمْ تشكرْ لنا كلبٌ بأنا
جَلَوْنا عَنْ وجوهِهِمُ الغُبارا
كشفنا عنهمُ نزواتِ قيسٍ
ومثلُ جموعِنا منعَ الذمارا
وكانوا مَعْشَراً قَدْ جاوَرونا
بمنزلة ٍ فأكرَمْنا الجِوارا
فلما أن تخلى الله منهمْ
أغاروا إذْ رأوْا منّا انفتارا
فعاقبناهم لكمالِ عشرٍ
ولَمْ نَجْعلْ عِقابَهُمُ ضِمارا(15/111)
وأطفأنا شهابهُم جميعاً
وشُبَّ شِهابُ تَغلبَ فاستَنارا
تَحَمّلْنا فلمّا أحْمشونا
أصابَ النارُ تستعرُ استعارا
وأفلتَ حاتمٌ بفلولِ قيسٍ
إلى القاطولِ وانتهكَ الفِرارا
جزيناهم بما صبحوا شُعيْثاً
وأصْحاباً لَهُ ورَدوا قَرارا
وخيرُ متالفِ الأقوامِ يوماً
على العزاء عزماً واصطبارا
فمَهْما كانَ مِنْ ألمٍ فإنّا
صَبَحْناهُمُ بهِ كأساً عُقارا
فليتَ حديثنا يأتي شعيثاً
وحَنْظَلة َ بنَ قيسٍ أوْ مرارا
بما دِناهُمُ في كلّ وجْهٍ
وأبْدَلْناهُمُ بالدَّارِ دارا
فلا راذان تدعى فيه قيسٌ
ولا القاطولُ واقتنصوا الوبارا
صَبرنا يوْمَ لاقَيْنا عُميراً
فأشبعنا معَ الرخَمِ النسارا
وكان ابنُ الحباب أعير عزاً
ولم يكُ عِزّ تغلبَ مستعارا
فلا بَرِحوا العُيونَ لتَنْزلوها
ولا الرَّهَواتِ والتَمسوا المَغارا
وسيري يا هَوازِنُ نَحْوَ أرْضٍ
بها العذراءُ تتبعُ القتارا
فإنّا حَيْثُ حَلَّ المَجْدُ يوْماً
حَلَلْناهُ وسِرْنا حَيْثُ سارا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني
رقم القصيدة : 17468
-----------------------------------
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني
أُباكِرُ قَهْوَة ً فيها احْمرارُ
تَضَمّنَها نُفوسُ الشَّرْبِ، حتى
يرُوحوا في جُفونِهمِ انْكسارُ
تواعدَها التجارُ إلى أناها
فأطْلَعَها على العَربِ التّجارُ
فأعْطَيْنا الغلاءَ بها، وكانَتْ
نأبّى ، أوْ يكونَ لها يَسارُ
أعاذلَ توشكينَ بأن تريني
صريعاً، لا أزورُ ولا أُزارُ
إذا خفَقَتْ عليَّ، فألبَسَتْني
بلامِعِ آلها، البيدُ القِفارُ
لعَمْرُ أبي لئِنْ قوْمٌ أضاعوا
لِنعْمَ أخو الحِفاظِ لنا جِدارُ
حمانا حينَ أعورْنا وخفنا
وأطعمَ، حين يتبعُ القتارُ
وأوقد نار مكرمة ٍ ومجدٍ
ولم توقدْ مع الجشميّ نارُ
وأطعمَ أشهرَ الشهباء حتى
تصوحَ في منابتهِ الحسارُ
فإذا درَّت بكفكَ، فاحتلبها
ولا تكُ درة ٌ فيها غرارُ
وأمسِكْ عنكَ بالطّرفينِ، حتى(15/112)
تَبَيّنَ أيْنَ يَصْرِفُكَ المَغارُ
فإنَّ عواقِبَ الأيّامِ تُخْشى
دوائرها وتنتقلُ الديارُ
وقدج علمَ النساءُ إذا التقينا
وهنَّ وراءنا، أنا تغارُ
تربعنا الجزيرة ، بعد قيسٍ
فأضحتْ وهي من قيسٍ قفار
يُزَجُّونَ الحميرَ بأرْضِ نَجْدٍ
وما لهمُ من الأمرِ الخيارُ
رأوا ثغراً تحيطُ به المنايا
وأكْبَدَ ما يُغيّرُهُ الغِيارُ
تُسامي مارِدونَ بهِ الثّرَيّا
وأيدي الناسِ دونهمُ قصارُ
وأولادُ الصريح مسوّماتٌ
علَيْها الأُسْدُ غُضْفاً والنِّمارُ
شوازبُ كالقنا، قد كانَ فيها
من الغاراتِ والغزو اقورارُ
ذوابلُ كلّ سلهبة ٍ خنوفٍ
وأجْرَدَ ما يُثَبّطُهُ الخَبارُ
فأتْرَزَ لحْمَهُ التَّعْداءُ، حتى
بدتْ منهُ الجناجنُ والفقارُ
وقَدْ قَلِقَتْ قلائدُ كلّ غَوْجٍ
يُطِفْنَ بهِ، كما قَلِقَ السِّوارُ
تَراهُ كأنّهُ سِرْحانُ طَلٍّ
زهاهُ يومَ رائحة ٍ قطارُ
وأبْقى الحَرْبُ واللَّزَباتُ مِنْها
صلادمَ، ما تخوَّنها المهارُ
ألمْ تَرَني أجَرْتُ بَني فُقَيْمٍ
بحَيْثُ غَلا عَلى مُضَرَ الجِوارُ
بعاجِنَة ِ الرَّحوبِ فلَمْ يسيروا
وسُيّرَ غيرُهُمْ عَنْها فساروا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> نُبئْتُ أنَّ الخزْرجيّينَ حافظوا
نُبئْتُ أنَّ الخزْرجيّينَ حافظوا
رقم القصيدة : 17469
-----------------------------------
نُبئْتُ أنَّ الخزْرجيّينَ حافظوا
بألْفينِ مِنْهُم، دارِعُونَ وحُسَّرُ
وما فتئتْ خيلٌ تثوبُ وتدَّعي
إلى النّمرِ، حتى غَصَّ بالقَوْمِ عَرْعَرُ
وقد حارَتِ الأسرَى لمن يصْطلي الوَغى
فخابتْ من الأسرى حبينٌ ويعمرُ
وسارتْ عديّ للجِوارِ، فأجزرتْ
وغَيْرُ عديّ في المواطِنِ أصْبَرُ
وغنمَ عتابَ بنَ سعدٍ سواهُمُ
وشمصْنَ بهراءَ الوشيجُ الممَكَّرُ
وحلتْ هلالٌ بينَ حرثٍ وقرية ٍ
تروحُ عليها بالعشي المعصفرُ
ألا إنّ شرَّ النّاسِ حَيْثُ لقيتُهُم
أراهِيطُ بالثْرْثار حَضْري وَوُقَّرُ
وعمرو بن بكرِ لم تكشَّفْ ستورُها(15/113)
وحَرَّرْتُ عَبْدَ الله، فيمَنْ يُحَرَّرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طريق السلامة
طريق السلامة
رقم القصيدة : 1747
-----------------------------------
أينَعَ الرّأسُ، و"طَلاّ عُ الثّنايا"
وَضَعَ، اليَومَ، العِمامَةْ.
وحْدَهُ الإنسانُ، والكُلُّ مطايا
لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ
إنَّ في النُّطقِ النّدامَةْ
إنَّ في الصّمتِ النّدامةْ
أنتَ في أ لحا لينِ مشبوهٌ
فَتُبْ مِنْ جُنحَةِ العَيشِ كإنسانٍ
وعِشْ مِثْلَ النّعامَةْ.
أنتَ في ألحا لينِ مقتولٌ
فَمُتْ مِن شِدّةِ القَهْرِ
لتحظى بالسّلامةْ!
فلأَنَّ الزُّعمَاءَ افتقَدوا معنى الكرامَةْ
ولأنَّ الزُّعَماءَ استأثروا
بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَةْ
ولأنَّ الزُّعماءَ استمرأ و ا وَحْلَ الخَطايا
وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهرِ بقايا
فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ
يشتِمُ أكوامَ القِمامَةْ
سيقولونَ:
لقَدْ سَبَّ الزّعامَةْ!
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَفا ديْرُ لِبَّى مِنْ أُمَيمَة َ، فالحَضْرُ
عَفا ديْرُ لِبَّى مِنْ أُمَيمَة َ، فالحَضْرُ
رقم القصيدة : 17470
-----------------------------------
عَفا ديْرُ لِبَّى مِنْ أُمَيمَة َ، فالحَضْرُ
وأقْفَرَ إلاَّ أنْ يُلِمَّ بهِ سَفْرُ
قليلاً غرارُ العينِ حتى يقلِّصوا
على كالقَطا الجُونِيِّ، أفْزَعَهُ القَطْرُ
على كلّ فَتْلاء الذّراعينِ، رَسْلة ٍ
وأعيسَ نعاب إذا قلقَ الضفرُ
قضين من الدّيرينِ همّاً طلبنهُ
فهُنَّ إلى لهوٍ وجاراتِها شُزْرُ
ويامنَ عن ساتيدما وتعسفتْ
بنا العِيسُ مجْهولاً، مخارِمُهُ غُبرُ
سَواهِمُ مِنْ طولِ الوجيفِ، كأنها
قراقيرُ يغشيهنَّ آذيهُ البحرُ
إذا غَرَّقَ الآلُ الإكامَ عَلَوْنَهُ
بمنْتَعتاتٍ لا بغالٌ ولا حمرُ
صوادقِ عتقٍ في الرحال: كأنها
من الجهدِ، أسْرى مسَّها البؤسُ والفقرُ
مُحَلِّقَة ٌ مِنْها العُيونُ، كأنّها
قِلاتٌ، ثوَتْ فيها مطائِطُها الحضْرُ(15/114)
وقَدْ أكَلَ الكِيرانُ أشْرافَها العُلى
وأبقيتِ الألواحُ والعصبُ السمرُ
وأجْهَضْن، إلاَّ أنَّ كلَّ نجِيبَة ٍ
أتى دون ماء الفَحْلِ مِنْ رِحمها سِترُ
من الهوجِ خرقاءُ العنيقِ مطارة ُ
الفُؤادِ، بَراها، بعْدَ إبدانها، الضُّمرُ
إذا اتزرَ الحادي الكميشُ وقوَّمتْ
سوالفها الركبانُ والحلقُ الصفرُ
حَمَينَ العراقيبَ العَصا، فتركْنَهُ
بهٍ نفسٌ عالٍ مخالطهُ بهرُ
يحدنَ عهلى المسخبرينَ، وأتقى
كلامَ المنادي، إنني خائفٌ حذرُ
أقاتلُ نفساً قد يحبُّ لها الرَّدى
بنو أم مذعورٍ ورهطُكَ يا جبرُ
إذا ما أصابتْ جحدرياً بصكة ٍ
دعتهُ بإقبالٍ خزاعة ُ أو نصرُ
وقيس تمناني وتهدي عوارماً
ولما يصبْ مني بنو عامرٍ ظفرُ
وما قبلتْ مني هلالٌ أمانة ً
ولا عائذٌ مني الضبابُ ولا شمرُ
وإنْ تكُ عنّي جَعْفَرٌ مُطْمَئنّة ً
فإن قشيراً في الصدورِ، لها غمرُ
وإنْ أعْفُ عَنْها، أوْ أدَعْها لجهْلِها
فما لبني قيسٍ عتابٌ ولا عذرُ
وقَدْ كُنْتُ أُعفي مِنْ لسانيَ عامِراً
وسعداً ويبدي عن مقاتلها الشعرُ
ولَوْلا أميرُ المؤمنينَ، تكشّفَتْ
قبائلُ عنا أو بلاها بنا الدهرُ
إذا لدفعنا طيئاً وحليفها
بَني أسدٍ في حَيْثُ يطّلِعُ الوَبْرُ
وكلْبٌ، إذا حالتْ قُرى الشّامِ دونها
إلى النِّيلِ هُرّاباً، وإنْ أجْدَبَتْ مصرُ
يعوذونَ بالسلطانِ منا، وكلهمْ
كذي الغارِبِ المنكوبِ، أوْجَعَهُ الوَقْرُ
وألا تصرْ أعرابُ بكرٍ بن وائلٍ
مهاجرَها لا يرعَ إلٍّ ولا إصر
وما ترَكَتْ أسْيافُنا مِنْ قبيلَة ٍ
تُحارِبُنا، إلاَّ لها عِنْدَنا وِتْرُ
حَجَونْا بني النّعْمانِ إذْ عَضَّ مُلكُهم
وقَبْلَ بني النّعْمانِ حارَبَنا عَمرُو
لبسنا له البيضَ الثقالَ، وفوقها
سيوفُ المنايا والمثقفة ُ السمرُ
وأمْسَكَ أرسانَ الجيادِ أكُفُّنا
ولم تلهنا عنها الحجالُ بها العفرُ
أكلَّ أوانٍ، لا يزالُ يعودُني
خيالٌ لأختِ العامريين أو ذكرُ
وبَيْضاءَ لا نَجْرُ النّجاشيّ نَجْرُها(15/115)
إذا التهبتْ منها القلائدُ والنحرُ
مِن الصُّوَرِ اللاَّئي يَرَحْنَ إلى الصِّبى
تظلُّ إليها تنزعُ النفسُ والهجرُ
ولكِنْ أتى الأبوابُ والقَصْرُ دونها
كما حالَ دونَ العاقلِ الجَبلُ الوَعْرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا سائلِ الجحافَ هل هو ثائرٌ
ألا سائلِ الجحافَ هل هو ثائرٌ
رقم القصيدة : 17471
-----------------------------------
ألا سائلِ الجحافَ هل هو ثائرٌ
بقتلى أصبتْ منْ سليمٍ وعامِر
أجحافُ إنْ تصطكَّ يوماً، فتصطدمْ
عَلَيْكَ أواذيُّ البُحورِ الزَّواخِرِ
تكُنْ مثلَ اقذاء الحبابِ الذي جرى
به الماءُ، أو جاري الرياحِ الصراصرِ
لقد حانَ كل الحينَ من رامَ شاعراً
لدى السَّوْرَة ِ العُلْيا على كلّ شاعِرِ
يصولُ بمَجْرٍ لَيْسَ يُحْصى عديدُه
ويَسْدَرُ مِنْهُ، ساجِياً، كلُّ ناظِرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يا لقومٍ للتنائي وللهجرِ
ألا يا لقومٍ للتنائي وللهجرِ
رقم القصيدة : 17472
-----------------------------------
ألا يا لقومٍ للتنائي وللهجرِ
وطولِ الليالي كيفَ يُزرينَ بالعمرِ
تَنَحَّ ابنَ صَفّارٍ إليكَ، فإنّني
صبورٌ على الشحناء والنظرِ الشزرِ
فما ترَكَتْ حيّاتُنا لكَ حيّة ً
تقلبُ في أرضٍ براحٍ ولا بحرِ
فإنْ تدعْ قيساً يا دعيّ محاربِ
فقَدْ أصْبَحَتْ أفناءُ قَيسٍ على دُبْرِ
فإن ينهضوا، لا ينهضوا بجماعة ٍ
وإن يقْعدوا، يطْووا الصُّدورَ على غِمرِ
لحى اللَّهُ قَيْساً حينَ فرَّتْ رجالُها
عَن النَّصَفِ السّوْداء والكاعبِ البِكرِ
وظَلّتْ تُنادي بالثُّديّ نِساؤهُمْ
طوالِعَ بالعَلْياء، مائلة َ الخُمْرِ
وإن يكُ قدْ قادَ المقانبَ مرة ً
عُمَيرٌ، فقَدْ أضْحى بداويّة ٍ قَفْرِ
تظل سباعُ الشرعبية ِ حولهُ
رُبوضاً وما كانوا أجنوهُ في قبرِ
صريعاً بأسْيافٍ حِدادٍ، وطَعْنَة ٍ
تمجُّ على متنِ السنان دمَ الصدر
عدا زفرُ الشيخُ الكلابي طورهُ
فقد أنزلتهُ المنجنيقُ من القصرِ(15/116)
وَزِرٌّ أضاعَتْهُ الكتائِبُ حَوْلَهُ
فأصبح محطومَ الجناحينِ والظَّهر
بني عامرٍ، لمْ تثْأرُوا بأخيكُمُ
ولكِنْ رضيتُمْ باللِّقاحِ وبالجُزْرِ
إذا عُطِفَتْ وَسْطَ البُيوتِ، احتلبتُم
لهُ لبناً محضناً أمرّ من الصبر
ولمّا رأى الرَّحْمنُ أنْ ليسَ فيهمِ
رشيدٌ، ولا ناهٍ أخاهُ عَنِ الغَدْرِ
أمالَ عَلَيْهِمْ تَغْلِبَ ابنَتَ وائِلٍ
فكانوا عليهمْ مثلَ راغية ِ البكرِ
فَسيروا إلى أهْلِ الحجازِ، فإنّما
نفَيناكُمُ عن مَنْبِتِ القَمْحِ والتّمرِ
ونَحْنُ حدَرْنا عامراً، إذْ تجَمّعَتْ
ضراباً وطعناً بالمثقفة ِ السمرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هَلْ عَرَفْتَ الدّيارَ يابنَ أُوَيْسٍ
هَلْ عَرَفْتَ الدّيارَ يابنَ أُوَيْسٍ
رقم القصيدة : 17473
-----------------------------------
هَلْ عَرَفْتَ الدّيارَ يابنَ أُوَيْسٍ
دارِساً نُؤيُها كخَطّ الزَّبورِ
بدلتْ بعدَ نعمة ٍ وأنيسٍ
صوْتَ هامٍ ومَكْنِسَ اليَعْفورِ
وأواري بَقينَ فيها خلاءً
حَوْلَ خَدَ مِنَ القَطا مَأمورِ
ذاكَ إذْ كُنَّ والشّبابُ جَميعٌ
في زمانٍ كلمعِ ثوبِ البشيرِ
إنّما الشَيْخُ هُزْأة ٌ للغواني
لَيْسَ في حُبّهِنَّ بالمَعْذورِ
والغواني إذا وعدْنَ خَليلاً
كاذباتٌ يعدنَ وعدَ الغرورِ
علِّلاني بشَرْبَة ٍ مِنْ كَميْتٍ
نعمة ُ النيم في شبا الزَّمهَريرِ
مِن سُلافٍ أجادها طابِخاها
لمْ تمُتْ كلَّ مَوْتِها في القُدُورِ
ليسَ بؤسٌ ولا نعيمٌ بباق
لمسرّ بهِ ولا مسرورِ
أهلكَ البغيُ بالجزيرة ِ قيساً
فهوتْ في مغرقِ الخابورِ
طَلبوا المَوْتَ عِنْدَنا فأتاهُمْ
منْ قبولٍ عليهم ودبورِ
يومَ تردي الكماة ُ حولَ عميرٍ
حَجَلانَ النّسورِ حَوْلَ الجَزورِ
ربّ جبارِ معشرٍ قد قتلنا
كان في يومهِ شديدَ النكيرِ
بشروا حميرَ القيولَ وكلباً
بعميرٍ وشلوهِ المجزُورِ
واشرَبا ما شرِبْتُما إنَّ قَيْساً
من قتيلٍ وهارب وأسير
وطحنا قيس بن عيلانَ طحناً
ورحنا على تميم تدورُ(15/117)
واسألوا النّاس يا معاشِرَ قَيْسٍ
لمنِ الدارُ بعدَ جهدِ النفير
كَمْ ترى مِنْ مُقاتلٍ وقَتيلٍ
وسنانٍ بعاملٍ مكسورِ
ورؤوسِ من الرجالِ تدهْدَى
وجَوادٍ بسَرْجِهِ مَعْقُورِ
ثم فاءتْ سيوفُنا حينَ أبنا
بجميلٍ منَ البلاء فخورِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
رقم القصيدة : 17474
-----------------------------------
تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
وأقْفرَتْ من سُلَيمْى دِمْنة ُ الدَّارِ
وقَد تكونُ بها سلمى تُحَدثُني
تَساقُطَ الحلْيِ حاجاتي وأسْراري
ثمّ استبدّ بسلمى نية ٌ قذفٌ
وسَيْرُ مُنْقضِبِ الأقرانِ، مِغْيارِ
كأنَّ قَلْبي، غَداة َ البَين، مُقْتَسَمٌ
طارتْ به عصبٌ شتى لأمصارِ
ولَوْ تَلُفُّ النَّوى مَن قَد تَشوَّقَهُ
إذا قضيتُ لبناتي وأوطاري
ظلتْ ظباء بني البكاء ترصُدُه
حَتى اقْتَنَصْن على بُعْدٍ وإضْرارِ
ومهمة ٍ طامسٍ تخشى غوائلهُ
قَطَعْتُهُ بِكَلوء العَيْنِ مِسْهارِ
بِحُرَّة ٍ كأَتانِ الضَّحْلِ، أضْمَرَها
بعدَ الربالة ِ ترحالي وتسياري
أختَ الفلاة ِ، إذا شدتْ معاقدُها
زلتْ قوى النسعِ عن كبداءَ مسفارِ
كأنّها بُرْجُ رُوميّ، يُشَيِّدُهُ
لزّ بجصّ وآجرٍّ وأحجارِ
أو مقفرٌ خاضبُ الأظلافِ جاد له
غَيْثٌ، تظاهَرَ في مَيثاءَ مِبكارِ
فَباتَ في جَنْبِ أرْطاة ٍ تُكَفّئُهُ
ريحٌ شآمية ٌ، هبتْ بأمطارِ
يجولُ ليلتهُ والعينُ تضربهُ
مِنْها بغَيْثٍ أجشِّ الرَّعدِ، نَيّارِ
إذا أرادَ بها التّغْميضَ، أرَّقَهُ
سَيْلٌ، يَدِبُّ بهدْمِ الترْبِ، مَوَّارِ
كأنهُ إذا أضاء البقرُ بهجتهُ
في أصْفهانيّة ٍ أوْ مُصْطلي نارِ
أمّا السَّراة ُ، فَمِنْ ديباجَة ٍ لَهَقٍ،
وبالقَوائِمِ مِثْلُ الوَشْمِ بالقارِ
حتى إذا انجابَ عنهُ اللّيْلُ، وانكشفَتْ
سماؤهُ عن أديمٍ مصحرٍ عاري
آنسنَ صوتَ قنيصٍ إذا أحسّ بهم
كالجِنّ، يَهْفونَ مِنْ جَرْمٍ وأنمارِ
فانصاعَ كالكوكبِ الدريّ ميعتهُ(15/118)
غضبانَ يخلطُ من معجٍ وإحضار
فأرسَلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرابَ، كما
يُذْري سبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ
حتى إذا قلتُ نالتهُ سوابقُها
وأرهقتهُ بأنيابٍ وأظفارِ
أنْحى إلَيْهِنَّ عَيْناً غَيْرَ غافِلَة ٍ
وطعنَ محتقرِ الأقرانِ كرارِ
فعفر الضاريات اللاحقات بهِ
عفرَ الغريبِ قداحاً بين أيسارِ
يَعُذْنَ مِنْهُ بِحِزَّانِ المِتانِ، وقَدْ
فُرقنَ عنهُ بذي وقعٍ وآثارِ
حتى شَتا، وهْوَ مَغْبوطٌ بِغائِطِهِ
يرعى ذكوراً أطاعتْ بعدَ أحرارِ
فردٌ تغنيهِ ذبانُ الرياضِ، كما
غنى الغواة ُ بصنجٍ عندَ إسوارِ
كأنّهُ، مِن ندى القُرَّاصِ، مُغتَسِلٌ
بالورسِ أو خارجٌ من بيتِ عطارِ
وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأسِ نادَمَني
لا بالحَصُورِ، ولا فِيها بسَوَّارِ
نازعتهُ طيبَ الراحِ الشمولِ وقد
صاحَ الدجاجُ وحانتْ وقعة ُ الساري
مِن خَمْرِ عانَة َ يَنْصاعُ الفُراتُ لها
بجدولٍ صخبِ الآذي مرارِ
كمتْ ثلاثة َ أحوالٍ بطينها
حتى إذا صرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارِ
آلَتْ إلى النِّصْفِ مِن كَلْفاء أتْرَعها
عِلْجٌ، وَلَثّمَها بالجَفْنِ والغارِ
لَيْسَتْ بسَوْداءَ مِن مَيْثاء مُظْلمَة ٍ
ولم تعذبْ بإدناءٍ من النارِ
لها رِداءانِ: نَسْجُ العَنْكبوتِ وقد
حُفّتْ بآخَرَ مِنْ ليفٍ ومِن قارِ
صَهْباءَ قد كَلِفَتْ من طولِ ما حُبستْ
في مُخْدَعٍ بَينَ جَنّاتٍ وأنْهارِ
عذْراءَ، لمْ يجْتَلِ الخُطّابُ بهجَتَها
حتى اجْتلاها عِباديٌّ بِدينارِ
في بيتِ منخرقِ السربالِ معتملٍ
ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ
إذا قولُ تراضينا على ثمنٍ
ضَنّتْ بها نَفْسُ خَبّ البَيْعِ مكّارِ
كأنّما العِلْجُ، إذْ أوْجبْتُ صَفْقَتَها
خَلِيعُ خَصْلٍ، نَكيبٌ بَينَ أقمارِ
لمّا أتوها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهمْ
سارتْ إليهم سؤورَ الأبجلِ الضاري
تدمى ، إذا طعنوا فيها بجائفة ٍ
فوقَ الزجاجِ عتيقٌ غيرُ مسطارِ
كأنّما المسكُ نُهْبى بَينَ أرْحُلنا
مِمّا تَضَوَّعَ مِن ناجودِها الجاري(15/119)
إنّي حَلَفْتُ برَبّ الرَّاقصاتِ، وما
أضْحى بمَكّة َ مِنْ حُجْبٍ وأسْتارِ
وبالهديّ، إذا احمرَّتْ مذارِعُها
في يومِ نسْكٍ وتشريقٍ وتنحخارِ
وما بزَمْزمَ مِن شُمطٍ محلقة ٍ
وما بِيَثْرِبَ مِنْ عُونٍ وأبْكارِ
المنعمون بنو حرب وقد حدقتْ
بيَ المنيّة ُ، واسْتَبطأتُ أنصاري
بهمْ تكشفُ عنْ أحيائها ظلمٌ
حتى تَرَفَّعَ عَنْ سَمْعٍ وأبْصارِ
قومٌ، إذا حاربُوا، شدّوا مآزرَهُم
دونَ النّساء، ولَوْ باتَتْ بأطْهارِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لعَمْري، لقَدْ دَلَّى إلى اللّحدِ خالدٌ
لعَمْري، لقَدْ دَلَّى إلى اللّحدِ خالدٌ
رقم القصيدة : 17475
-----------------------------------
لعَمْري، لقَدْ دَلَّى إلى اللّحدِ خالدٌ
جنازة َ لا كابي الزنادِ، ولا غُمرِ
مقيمٌ بحوارين ليسَ يريُمها
سقتهُ الغوادي من ثويّ ومن قبرِ
تصيحُ الموالي أنْ أروْا أم خالدٍ
مسلبة ً تبكي على الماجدِ الغمرِ
إذا جاء سِرْبٌ مِنْ نساء يَعُدْنَها
تعريْن، إلا مِن جلابيبَ أو خُمرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> صَدعَ الخليطُ فَشاقَني أجواري
صَدعَ الخليطُ فَشاقَني أجواري
رقم القصيدة : 17476
-----------------------------------
صَدعَ الخليطُ فَشاقَني أجواري
ونَأوْكَ بَعْدَ تَقارُبٍ ومَزارِ
وكأنّما أنا شارِبٌ جادَتْ لهُ
بصرى بِصافية ِ الأديمِ عقارِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> رَأيتُ قُرَيْشاً، حينَ مَيّزَ بَيْنَها
رَأيتُ قُرَيْشاً، حينَ مَيّزَ بَيْنَها
رقم القصيدة : 17477
-----------------------------------
رَأيتُ قُرَيْشاً، حينَ مَيّزَ بَيْنَها
تَباحُثُ أضْغانٍ وَطَعْنُ أُمُورِ
عَلَتْها بحُورٌ مِنْ أُميّة َ تَرْتَقي
ذُرى هَضْبة ٍ، ما فَرْعُها بِقَصِيرِ
أخالِدُ، ما بَوَّابُكُمْ بِمُلَعَّنٍ
ولا كلبكُمْ للمعتفى بعقورِ
أخالدُ، إيّاكُمْ يرى الضَّيْفُ أهلَهُ
إذا هَرَّتِ الضِّيفانَ كُلُّ ضَجُورِ
يَروْنَ قِرى ً سَهْلاً، وداراً رَحيبَة ً(15/120)
ومُنْطلَقاً في وَجْهِ غَيْرِ بَسورِ
ولَوْ سُئِلَتْ عني أُمَيّة ُ، خَبّرَتْ
أغِثْنا بسَيْبٍ مِنْ نَدَاكَ غَزِيرِ
إذا ما اعتراهُ المُعْتَفون، تحلّبَتْ
يداهُ بريانِ الغمامِ مطيرِ
ولو سئلتْ عني أمية ُن خبرتْ
لها بأخٍ حامي الذِّمارِ نَصُورِ
إذا کنْقَشَعتْ عنِّي ضَبابَة ُ مَعْشَرٍ،
شددتُ لأخرى محملي وزرُوري
وزارِ على النابينَ في الحربِ، لوْ بهِ
أضَرَّتْ، لهَرَّ الحَرْبَ أيَّ هَريرِ
ولَيْسَ أخوها بالسَّؤومِ، ولا الذي
إذا زنبتهُ، كانَ غير صبورِ
أمَعْشَرَ قَيْسٍ لم يمتَّعْ أخوكُمُ
عُمَيْرٌ بأكْفانٍ ولا بِطَهُورِ
تدُلُّ عَلَيهِ الضَّبْعَ ريحٌ تَضَوَّعَتْ
بلا نَفْحِ كافورٍ ولا بِعَبيرِ
وقَتْلى بَني رِعْلٍ، كأنَّ بُطونها
على جَلْهَة ِ الوادي بُطونُ حَميرِ
فإن تسألونا بالحريشِ، فإننا
مُنينا بنُوكٍ مِنْهُمُ وفُجُورِ
غَداة َ تحامَتْنا الحَرِيشُ، كَأنّها
كلابٌ بدتْ أنيابها لهريرِ
وجاؤوا بجَمْعٍ ناصري أُمّ هَيْثَمٍ
فما رَجَعوا مِنْ ذَوْدِها بِبَعيرِ
إذا ذكرَتْ أنيابَها أُمُّ هَيْثمٍ
رغتْ جيآل مخطومة ٌ بضفيرِ
ألا أيّهاذا المُوعدي وسْطَ وائِلٍ
ألَسْتَ ترى زاري وعِزَّ نصِيري
وغمرة َ موتٍ لم تكنْ لتخضوها
وَلَيْسَ اختلاسِي وَسْطَهُمْ بيسيرِ
هُمُ فَتكوا بالمُصْعَبَيْنِ كلَيْهما
وَهُمْ سيّروا عَيْلانَ شَرَّ مَسيرِ
وناطوا منَ الكذابِ كفاً صغيرً
وليسَ عليهمْ قتلهُ بكبيرِ
وأحموا بلاداً، لم تكُنْ لتحلّها
هَوازِنُ، إلاَّ عُوَّذاً بأمِيرِ
وذادَ تميماً والذين يلونهُمْ
بها كلّ ذيالِ الإزارِ فخورِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يا اسْلمي يا أُمَّ بِشْرٍ على الهَجْرِ
ألا يا اسْلمي يا أُمَّ بِشْرٍ على الهَجْرِ
رقم القصيدة : 17478
-----------------------------------
ألا يا اسْلمي يا أُمَّ بِشْرٍ على الهَجْرِ
وعَن عَهْدِكِ الماضي، له قِدَمُ الدَّهرِ
ليالي نلهو بالشبابِ الذي خلا
بمرتجة ِ الأرداف طيبة ِ النشرِ(15/121)
أسلية ُ مجرى الدمعِ خافقة ُ الحشا
من الهيفِ مبراقُ الترائبِ والنحرِ
وتبسمُ عن ألمى شتيتٍ نباتُهُ
لذيذٍ، إذا جاتْ بهِ، واضحُ الثغرِ
منَ الجازئاتِ الحورِ، مطلبُ سرّها
كبيضِ الأنوقِ المستكنة ِ في الوكرِ
وإنّي وإيّاها، إذا ما لقيتُها
لكالماء من صوبِ الغمامة ِ والخمرِ
تذَكَّرْتُها لا حِينَ ذكرى ، وصُحْبَتي
على كلّ مقلاقِ الجنابينِ والضفرِ
إذا ما جرى آلُ الضحى وتغولتْ
كأنَّ مُلاءً بَينَ أعْلامِها الغُبْرِ
ولم يَبْقَ إلاَّ كُلُّ أدْماء، عِرْمِسٍ
تُشَبَّهُ بالقَرْمِ المُخايِلِ بالخَطْرِ
تَفُلُّ جَلاذيَّ الإكامِ، إذا طَفَتْ
صواها ولم تغرقْ بمحمرة ٍ سمرِ
وتَلمحُ، بَعدَ الجَهدِ عَن ليلة ِ السُّرى
بغائرة ٍ تأوي إلى حاجبٍ ضمرا
تدافعُ أجوازَ الفلاة ِ، وتنبري
لها مِثلُ أنضاء القِداحِ مِن السِّدْرِ
يُقَوِّمُ، مِنْ أعناقِها وصُدورِها
قُوى الأدمِ المكيِّ في حلقِ الصفرِ
وكَمْ قَطعَتْ، والرَّكبُ غِيدٌ من الكرى
إليك، ابنَ رِبعيّ، مِن البَلدِ القَفرِ
وهلْ مِن فَتًى مِن وائلٍ، قد علِمتُمُ
كعِكرِمة َ الفَيّاضِ عِندَ عُرى الأمرِ
إذا نحن هايجنا بهِ، يومَ محفلِ
رمى الناسُ بالأبصارِ، أبيضَ كالبدرِ
أصيلٌ إذا اصطكَّ الجباهُ، كأنما
يُمِرُّ الثِّقالَ الرّاسياتِ مِن الصَّخرِ
وإنْ نَحنُ قُلنا: مَن فَتًى عند خُطّة ٍ
ترامى بهِ، أو دفعَ داهية ٍ نُكرِ
كُفينا بجيّاشٍ على كُلّ مَوْقفٍ
مخوفٍ، إذا ما لمْ يجزْ فارسُ الثغرِ
بصُلبِ قناة ِ الأمرِ ما إنْ يَصُورُها
الثِّقافُ، إذا بَعضُ القنا صِيرَ بالأَطرِ
ولَيسوا إلى أسواقِهمْ، إذْ تألّفوا
ولا يومَ عَرْضٍ عُوَّداً سُدَّة َ القَصرِ
بأسرَعَ وِرْداً مِنهُمُ نَحوَ دارِهِم
ولا ناهِلٍ وافى الجوابيَ عَنْ عِشرِ
ترى مترعَ الشيزى الثقالِ، كأنّها
تَحَضَّرَ مِنها أهلُها فُرَضَ البحرِ
تُكَلَّلُ بالتّرْعِيبِ مِنْ قَمَعِ الذُّرى
إذا لم يُنَلْ عَبطُ العوالي مِنَ الخُزْرِ(15/122)
من الشهبِ أكتافاً، تناخُ إذا شتا
وحُبَّ القُتارُ بالمَهنَّدَة ِ البُترِ
وما مُزبدُ الأطوادِ من دونِ عانة ٍ
يشقّ جبالَ الغورِ ذو حدبٍ غمرٍ
تظلّ بناتُ الماء تبدو متونُها
وطَوْراً تَوارى في غَوارِبِهِ الكُدْرِ
مَتى يَطّرِدْ يَسقِ السّوادَ فُضُولُهُ
وفي كلّ مستنٍ جداوِلهُ تجري
بأجوَدَ مِنْ مأوَى اليَتامى ، ومَلجإ
المضافِ، وهابِ القيان أبي عمرو
أعكرمَ، أنتَ الأصلُ والفرعُ الذي
أتاك ابنُ عمّ، زائراً لكَ، عَنْ عُفْرِ
منَ المصْطلينَ الحربِ أيام قلصتْ
بنا وبقيسٍ عن حيالٍ وعن نزرِ
وإني صبورٌ من سليمٍ وعامرٍ
ومصرٍ على البغضاء والنظرِ الشزرِ
إذا ما التَقَينا، عِند بِشرٍ، رأيتَهُمْ
يغضون دوني الطرفَ بالحدقِ الحضرِ
فنحنُ تلفعنا على عسكريهمِ
جِهاراً، وما طَبّي بِبَغيٍ ولا فَخرِ
ولكنَّ حدَّ المشرفية ِ ساقهمْ
إلى أنْ حَشَرْنا فلَّهُمْ أسوأ الحَشرِ
وأمّا عُمَيرُ بنُ الحُبابِ، فلَمْ يكُن
له النصفُ في يومِ الهياجِ ولا العشرِ
وإنْ يذكروها في معدّ، فإنما
أصابكَ بالثَّرْثارِ راغِيَة ُ البَكرِ
وكان يرى أن الجزيرة َ أصبحتْ
مواريثَ لا بني حاتمٍ وأبي صخرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يادارَ ذلفاءَ بينَ السفحِ والغارِ
يادارَ ذلفاءَ بينَ السفحِ والغارِ
رقم القصيدة : 17479
-----------------------------------
يادارَ ذلفاءَ بينَ السفحِ والغارِ
حُيِّيتِ مِنْ دِمْنَة ٍ أقوَتْ ومِنْ دارِ
جرتْ عليها رياحُ الصيفِ أذيلها
وَكلُّ غادِيَة ٍ بِالماءِ مِهْمَارِ
تَلْتَجُّ فِيْها رُعُودٌ غَيْرُ كاذِبَة ٍ
في بارِقٍ كنظامِ الدُّرّ مَوَّارِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> العليل ..
العليل ..
رقم القصيدة : 1748
-----------------------------------
ربِّ اشفني مِن مَرضِ الكِتابَةْ
أو أعطِني مَناعَةً
لأتّقي مَباضِعَ الرَّقابَةْ .
فكُلُّ حَرفٍ مِن حروفي وَرَمٌ
وكُلُّ مِبضَعٍ لَهُ في جسَدي إصابَةْ .
فَصاحِبُ الجَنابَةْ(15/123)
حتّى إذا ناصَْرتُهُ ..لا أتّقي عِقابَهْ !
**
كَتبتُ يَومَ ضَعفِهِ :
( نَكْرَهُ ما أصَابَهْ
ونكْرهُ ارتِجافَهُ، ونَكرهُ انتِحابَهْ )
وبَعدَ أن عبّرتُ عَن مشاعِري
تَمرّغَتْ في دفتَري
ذُبابتانِ داخَتا مِنْ شِدّةِ الصّبابَةْ
وطارَتا
فطارَ رأسي، فَجْأةً، تَحتَ يَدِ الرّقابَةْ
إذ أصبَحَ انتِحابُهُ : ( انتخابَهْ ) !
مُتّهَمٌ دوماً أنا
حتّى إذا ما داعَبَتْ ذُبابَةٌ ذُبابَهْ
أدفعُ رأسي ثَمَناً
لهذهِ الدُّعابَةْ !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ
لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ
رقم القصيدة : 17480
-----------------------------------
لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ
يُخْشى أذاهُ، ولا مُسْتَبْطىء ٌ زَمِرُ
طَلْقَ اليدينِ كبِشْرٍ، أوْ أبي حَنَشٍ
لا واغلٌ حينَ تلقاهُ ولا حصرُ
وقَدْ يُغادي أبو غَيْلاَنَ رُفْقَتَهُ
بقهوة ٍ ليس في ناجودِها كدرُ
سُلافة ٍ، حصَلَتْ مِن شارِفٍ خَلَقٍ
كأنّما ثارَ مِنْها أبجَلٌ نَعِرُ
عانية ٍ ترفعُ الأرواحَ نفحتها
لوْ كان يُشْفى بها الأمواتُ قد نشروا
وقد أحدثُ أرْوى وهي خالية ٌ
فَلا الحديثُ شَفانيها ولا النّظَرُ
لَيسَتْ تُداويكَ مِنْ داء تُخامرُهُ
أروى ، ولا أنتَ، مما عندها تقرُ
كأنَّ فأرة َ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها
حتى اشتراها بأغلى سِعْرِها التّجِرُ
على مقبلِ أروى أو مشعشعة ٍ
يعلو الزجاجة َ منها كوكبٌ خصرُ
هل تدنيكَ من أروى مقتلة ٌ
لا ناكتٌ يشتكي منها ولا زور
كأنها أخدريّ في حلائلهِ
لهُ، بكلّ مكانٍ عازبٍ، أثرُ
أحفظُ، غيرانُ، ما تستطاعُ عانتهُ
لا الوردُ وردٌ ولا إصدارهُ صدرُ
بعانة ٍ رعتِ الأوعارَ صيفتها
حتى إذا زَهِمَ الأكْفالُ والسُّرَرُ
صارتْ سماحيجَ قُباً ساعة َ ادرعتْ
شَعْبانَ، وانجابَ عَن أكفالها الوَبَرُ
كأنَّ أقرابها القُبْطيُّ، إذْ ضَمَرَتْ
وكادَ مِنها بقايا الماء يُعْتَصَرُ
يشُلُّهُنَّ على الأهواء ذو حَرَدٍ(15/124)
على الظّعائنِ، حتى يَذْهَبَ الأشَرُ
دامي الخياشيمِ، قدْ أوْجعْنَ حاجبَهُ
فهوَ يعاقبُ، أحياناً، فينصرُ
سَحّاجُ عُونٍ، طواهُ الشّدُّ صَيْفَتَهُ
فالضلعُ كاسية ٌ والكشحُ مضطمرُ
حتى إذا وضَحَتْ في الصُّبْحِ ضاحيَة ً
جوزاؤهُ وأكبَّ الشاة ُ يحتقرُ
وزَمّتِ الرّيحُ بالبُهْمى جَحافلَهُ
واجتمَع الفيضُ مِن نَعمانَ والخُضَرُ
فظلَّ بالوعرِ الظمآنُ يعصبهُ
يومٌ تكادُ شحومُ الوحشِ تصطهرُ
يبحثُ الأحساء من ظبيٍ وقد علمتْ
من حيثُ يفرغُ فيهِ ماءهُ وعرُ
وعَزَّهُ كلُّ ظنٍّ كانَ يأمُلُهُ
من الثمادِ ونشتْ ماءها الغدر
فهوَ بها سيء ظنّاً، وليسَ لَهُ
بالبيضَتَيْنِ ولا بالعِيصِ، مُدَّخَرُ
ذكّرَها مَنْهلاً زُرْقاً شرائعُهُ
لهُ، إذا الريحُ لفتْ بينها، نهرُ
فَحْلٌ، عَذومٌ، إذا بَصْبَصْنَ ألحقَه
شدّ يقصرُ عنهُ المعبلُ الحشرُ
يَشُلُّهُنَّ بصَلْصالٍ يُحشْرِجُهُ
بينَ الضلوعِ وشدَّ ليسَ ينبهرُ
صلبُ النسورِ فليسَ المروُ يرهصهُ
ولا المضائغُ مِنْ رُسْغَيْهِ تَنْتشِرُ
يذودُ عنها، إذا أمستْ بمخشية ٍ
طرفٌ حديدٌ وقلبٌ خائفٌ حذرُ
وهنَّ مستوجساتٌ يتقينَ به
وهوَ على الخوفِ مستافٌ ومقتفرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بينا يجولُ بنا عرتهُ ليلة ٌ
بينا يجولُ بنا عرتهُ ليلة ٌ
رقم القصيدة : 17481
-----------------------------------
بينا يجولُ بنا عرتهُ ليلة ٌ
بعقٌ تكفئهُ الرياحُ وتمطرُ
فدنا إلى أرطاتِهِ لتجنبهُ
طوْراً، يُكِبُّ على اليدينِ ويَحْفِرُ
حتى إذا هو ظَنَّ أنْ قَدْ ما اكتفى
واكتنَّ مالَ بهِ هَيامٌ أعْفَرُ
صردٌ كأنَّ أديمهُ قبطية ٌ
يَرْتَجُّ مِنْ صَرَدٍ نَساهُ ويَخْصَرُ
وكأنما ينصبُّ من أغصانِها
درّ على أقرابهِ يتحدرُ
حتى إذا ما الصُّبْحُ شَقَّ عَمودَهُ
وانجابَ عَنْهُ لَيْلُهُ يتحسّرُ
ورأى مع الغلسِ السماءَ ، ولمْ يكدْ
يبْدو لهُ مِنْها أديمٌ مُصْحِرُ
أَمَّ الخُروجَ، فأفزَعتَهُ نبأة ٌ
زوتِ المعارفَ فهوَ منها أوجرُ(15/125)
مِنْ مُخْلِقِ الأطمارِ، يَسعى حولُه
غضفٌ ذوابلُ في القلائدِ، ضمرُ
فانصاع منهزماً وهنَّ لواحقٌ
والشَّاة ُ يَبْتَذِلُ القَوائمَ يُحْضِرُ
حتى إذا ما الثّورُ أفرخَ رَوْعُهُ
وأفاقَ أقبلَ نحوَها يتذمرُ
فعَرَفنَ حينَ رأينَهُ، متحمّساً
يمشي بنفسِ محاربٍ ما يذعرُ
أضماً وهزّ لهنَّ رمحي رأسهِ
إذ قد أتيحَ لهنَّ موتٌ أحمرُ
يختلهنَّ بحدِّ أسمرَ، ناهلٍ
مِثلِ السّنانِ جراحُهُ تَتَنَسَّرُ
ومضى على مهلٍ يهزّ مذلقاً
ريانَ من علق الفرائص، يقطرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما زال فينا رباطُ الخيل معلمة ً
ما زال فينا رباطُ الخيل معلمة ً
رقم القصيدة : 17482
-----------------------------------
ما زال فينا رباطُ الخيل معلمة ً
وفي كليبٍ رباط الذلّ والعارِ
النّازلينَ بدارِ الذُّلّ، إنْ نزلوا
وتَسْتَبيحُ كُلَيْبٌ مَحْرَمَ الجارِ
والظّاعنينَ على أهْواء نِسْوتِهِمْ
وما لهم من قديمٍ غيرُ أعيار
بمُعْرِضٍ أوْ مُعيدٍ أوْ بَني الخَطَفى
تَرْجو، جريرُ، مُساماتي وأخطاري
قومٌ إذا استنبحَ الأضيافُ كلبهُمُ
قالوا لأمّهِمِ: بُولي على النّارِ
فتُمْسِكُ البَوْلَ بُخْلاً أنْ تجودَ بهِ
وما تبولُ لهم إلا بمقدارِ
لا يثْأرون بقَتْلاهُمْ، إذا قُتلوا
ولا يكُرُّون، يوْماً، عِنْدَ إجْحارِ
ولا يزالونَ شتى في بيوتهمِ
يَسْعُونَ مِنْ بينِ مَلْهوفٍ وفَرّارِ
فاقعُدْ، جَريرُ، فقد لاقَيْتَ مُطَّلَعاً
صعباً، ولا قاكَ بحر مفعمْ جارِ
إلا كفيتمْ معداً، يومَ معظلة ِ
كما كفينا معداً، يومَ ذي قارِ
جاءتْ كتائبُ كسرى ، وهي مغضبة ُ
فاسْتأصلوها، وأرْدوْا كُلّ جَبّارِ
هَلاَّ مَنعْتَ شُرَحبيلاً، وقدْ حَدِبَتْ
لهُ تميمٌ بجمعٍ غيرِ أخيارِ
يومَ الكلابِ، وقدْ سيقتْ نساؤهُمُ
كأنّهُ لاعبٌ يَسْعى بمئجارِ
مستردفاتٍ، أفاءتها الرماحُ لنا
تدعو رياحاً وتدعو رهطَ مرَّارِ
أهوى أبو حنشٍ طعناً، فأشعرهُ
نجْلاءَ، فوْهاءَ، تُعْي كُلَّ مِسْبارِ(15/126)
والورودُ يردي بعصمٍ في شريدهم
يدعو فوارسَ، لا ميلاً ولا عزلاً
مِنَ الّهازِمِ، شِيباً غَيْرَ أغْمارِ
ألمانعينَ، غداة َ الرَّوْعِ، ما كرِهوا
إذا تلبسَ ورادٌ بصدارِ
والمُطعِمون، إذا هَبّتْ شآمِيَة ٌ
تُزْجي الجَهَامَ سَديفَ المُرْبِعِ الواري
ما كانَ مَنزِلُكَ المُّروتَ. مُنْجَحِراً
يا بنَ المَراغة ِ، يا حُبْلى ، بمُخْتارِ
جاءتْ بهِ معجلاً عنْ غبّ سابعة ٍ
من ذي لهالة ِ، جهمِ الوجهِ، كالقارِ
أم لئيمة ُ نجلِ الفحلِ مقرفة ُ
أدت لفحلٍ لئيمِ النجلِ شخارِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> راحَ القطينُ من الثغراء أو بكروا
راحَ القطينُ من الثغراء أو بكروا
رقم القصيدة : 17483
-----------------------------------
راحَ القطينُ من الثغراء أو بكروا
وصَدَّقوا مِن نهارِ الأمْسِ ما ذكروا
إنّي إذا حَلَبَ الغَلْباءُ قاطِبَة ً
حوْلي وبكْرٌ وعَبْدُ القَيْس والنّمِرُ
أعَزُّ مَنْ ولدتْ حوّاءُ مِنْ ولدٍ
إنَّ الرِّبا لهُمُ والفَخْرَ إنْ فَخَروا
يا كلبُ إن لم تكنْ فكيمْ محافظة ٌ
ما في قضاعة َ منجاة ٌ ولا خطرُ
أعبدَ آل بغيضٍ لا أبا لكمُ
عبساً تخافونَ والعبسيّ محتقرُ
ما كان يُرْجى ندى عَبْسِ الحجازِ ولا
يُخْشى نَفيرُ بني عَبْسٍ إذا نَفَروا
ولا يُصَلّي عَلى موْتاهُمُ أحَدٌ
ولا تَقبَّلُ أرْضُ اللَّهِ ما قَبرُوا
إذا أناخوا هداياهُمْ لمنحرِها
فهمْ أضلّ من البدنِ الذي نحروا
قَدْ أقْسَمَ المجْدُ حقّاً لا يحالِفُهُمْ
حتى يحالفَ بطنَ الرَّاحة ِ الشعرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بنو إسدٍ رجلان: رجلٌ تذبذبتْ
بنو إسدٍ رجلان: رجلٌ تذبذبتْ
رقم القصيدة : 17484
-----------------------------------
بنو إسدٍ رجلان: رجلٌ تذبذبتْ
ورِجْلٌ أضافَتْها إلينا التَّراتِرُ
بَني أسدٍ قيسَتْ بيَ الرُّهنُ قبلَكُمْ
صلادِمُها والملهباتُ المحاضرُ
فما وجدَتْ لي الرُّهنُ مِنْ يوْمِ سقطة ٍ
ولا عثْرَة ٍ، إنَّ البِطاء العواثرُ(15/127)
أخنجرُ لو كنتمْ قريشاً طعمتمُ
وما هلكتْ جوعاً بلغوى المعاصرُ
إذاً لضربتمُ في البطاحِ بسهمة ٍ
وكان لكُمْ مِنْ طَيرِ مَكّة َ طائرُ
ولكنها احتكتْ بكمْ قملية ٌ
بها باطنٌ مِنْ داء سَوْءٍ وظاهرُ
إذا نَوْفلٌ حلّتْ بزَمزَمَ أرْحُلاً
وعَبْدُ منافٍ، حيثُ تُهْدى النّحائرُ
فكانوا قريشاً عندَ ذاكَ، وأنتمُ
مكانَ الخُصَى ، قُدَّامَهُنَّ المناخرُ
فأما تمنيكمْ قريشاً، فإنّه
مَصابيحُ يَرْميها بعَيْنَيْهِ ناظِرُ
فما أنتمُ منها، ولكنكم لها
عَبيدُ العصا، ما دام للزَّيْتِ عاصِرُ
فما خُتِمَتْ أكتافُكُمْ لنُبُوَّة ٍ
وأستاهُكُمْ قد أنكرَتْها المنابِرُ
بَني أسدٍ، لَسْتُمْ بِسِبِّي فتُشْتَموا
ولكنّما سِبِّي سُلَيْمٌ وعامِرُ
بَني أسدٍ، لا تذْكروا الفخْرَ بينكُمْ
فأنتم لئامُ الناسِ: بادٍ وحاضرُ
بني أسدٍ، لا تذكروا المجْدَ والعُلى
فإنّكُمُ في السّوقِ كُذْبٌ فَواجِرُ
وإن تدعُ سعداً، لا تجبكَ، ودونها
لجيمُ بن صعبٍ، والحلولُ الكراكرُ
هُمُ يوْمَ ذي قارٍ، أناخوا، فجالدوا
غداة أتاهُمْ بالجموعِ الأساورُ
تَمَشَّى بآجامِ الفُراتِ سَفاهَة ً
وتَحْصُدُ في حافاتِهِ وتُكاثِرُ
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقى غُلامَ نزيعَة ٍ
بنو كاهلٍ أخوالهُ والغواضرُ
بنو مردفاتٍ، ردهنَّ لعنوة ٍ
قِراعُ الكُماة ِ والرّماحُ الشّواجِرُ
أخنجرُ، قد أخزيتَ قومكَ بالتي
رمَتْكَ فوَيْقَ الحاجبَيْنِ السّنابِرُ
فلو كنتَ ذا عزّ ببعضهِ
جَبينَكَ، إذْ تَدْمى عَلَيْهِ البصائرُ
فأبدِ لمنْ لا قيتَ وجهكَ، واعترفْ
بشنعاءَ، للذبانِ فيها مصايرُ
بنَعّارَة ٍ يَنْفي المسابيرَ أرْبُها
عَلَيْها مِنَ الزُّرْقِ العُيونِ عساكرُ
أمِنْ عَوَزِ الأسْماء سُمّيتَ خَنْجراً
وشَرُّ سِلاحِ المُسْلِمِينَ الخناجرُ
غمرناكَ إسلاماً، وإنْ تكُ فتنة ٌ
تكنْ ثعلباً دارت عليهِ الدوائرُ
ولو كنتَ أبصرتَ القنابل والقنا
وهَفْوَة َ يوْمٍ هيّجَتْها الحَوافِرُ
برابيَة ِ الخابورِ، ما اقترنَتْ لَنا(15/128)
خزيمة ُ، إذا سارَتْ جميعاً، وعامرُ
وإنَّ امْرءاً ما بَيْنَ عَيْنَيْهِ كاسْتِهِ
هجا وائلاً، طرّاً، لأحمقُ فاجرُ
فما لك في حيّيْ خُزَيمَة َ مِنْ حصى ً
وما لك في قيسٍ بن عيلانَ ناصرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هنيَّ، أجيبي دعوة ً إن سمعتها
هنيَّ، أجيبي دعوة ً إن سمعتها
رقم القصيدة : 17485
-----------------------------------
هنيَّ، أجيبي دعوة ً إن سمعتها
ولا تكثري أمناً، هنيّ، ولا ذُعرا
وكونوا كأنَّ الذعرَ لمْ تشعرُوا بهِ
إذا لَقِيَتْ بَكْرٌ على حَنَقٍ بَكْرا
وكونوا على مخفية ٍ مِن رماحنا
بَني عَبْدِ بَكْرٍ، وانظروا نظراً شزْرا
لقومٍ ألظوكُمْ ببوسَى ، كأنكُمْ
نشاوَى ولم تسْقوْا طلاءً ولا خمرا
ولا تزْعُموا بالوَعْرِ، أنْ قدْ مَنعتُمُ
ولم تمنعوا بالوعرِ بطناً ولا ظهْرا
وما أنْتُمُ بالمانِعِينَ، وأنْتُمُ
تودُّونها، من كلّ فائجة ٍ، قسرا
وما رِمتُمُ البَطْحاءَ، حتى رَدَدْتُمُ
هجانَ ابن حربٍ والشآمية َ الصفرا
وبالمْرء أُفنُونٍ فسائِلْ ورَهْطِهِ
فما ضرَّ في الهيجا أباناً ولا كِسْرا
وسل حنشأً عن حربنا وابن مالكٍ
وجدكَ، لم يرجعْ سواماً ولا وفرا
نفَيْناهُ في أرْضِ العدُوّ، فأصْبحَتْ
وجوهُ صُفَيّ، مِنْ عداوتِنا، صُفْرا
فلو كان حبلُ ابني طريفٍ معلقاً
بأحقي كرامٍ، أحدثوا فيهما أمراً
لقَدْ كانَ جاراهُمْ قتيلاً وخائِفاً
أصَمَّ، فقَدْ زادوا مسامِعَهُ وَقْرا
وإن تهجُ بكرٌ بكرَ تغلبَ، لا تجد
أخاً الحلمِ شيطاني، إذا ما هجتْ بكرا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لعَمْرُكَ ما لاقَيْتُ يومَ مَعيشَة ٍ
لعَمْرُكَ ما لاقَيْتُ يومَ مَعيشَة ٍ
رقم القصيدة : 17486
-----------------------------------
لعَمْرُكَ ما لاقَيْتُ يومَ مَعيشَة ٍ
مِن الدَّهْرِ، إلاَّ يوْمُ شَقْراء أقْصَرُ
حوارية ٌ، لا يقربُ الذمّ بيتها
مطهرة ٌ يأوي إليها مطهرُ
وبَيْتٍ كظهرِ الفيلِ أكْثرُ حَشْوهِ
أباريقهُ، والشاربُ المتقطرُ(15/129)
ترى فيه أثلامَ الأصيصِ، كأنهُ
إذا بالَ فيهِ الشّيْخُ، جَفْرٌ مُعَوَّرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما يضيرُ البحرَ أمْسى زاخِراً
ما يضيرُ البحرَ أمْسى زاخِراً
رقم القصيدة : 17487
-----------------------------------
ما يضيرُ البحرَ أمْسى زاخِراً
أنْ رمى فيهِ غلامٌ بحجرْ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتاني، ودوني الزَّابيانِ كلاهُما
أتاني، ودوني الزَّابيانِ كلاهُما
رقم القصيدة : 17488
-----------------------------------
أتاني، ودوني الزَّابيانِ كلاهُما
ودجلة ُ، أبناءٌ أمرّ منَ الصبرِ
أتاني بأنَّ ابني نزارِ تناجيا
وتغلبُ أوفى بالوفاءِ وبالغدرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لأسماء محتلُّ بناظرة ِ البشرِ
لأسماء محتلُّ بناظرة ِ البشرِ
رقم القصيدة : 17489
-----------------------------------
لأسماء محتلُّ بناظرة ِ البشرِ
قديمٌ ولمّا يَعْفُهُ سالِفُ الدَّهْرِ
يَكادُ مِنَ العِرْفانِ يضْحَكُ رَسمُهُ
وكَمْ مِنْ ليالٍ للدّيارِ ومِنْ شَهْرِ
ظلِلْتُ بها يوْماً إلى اللّيْلِ واقِفاً
أُسائِلُها أيْنَ الأنيسُ وما تَدْري
سفاهاً وقدْ علقتُ من أمِّ سالمٍ
ومن جارتيها في فؤادِي كالجمرِ
ثلاثُ حِسانٍ مِنْ نِزارٍ وغَيرِهِمْ
تجمعنَ من شتى فعولينَ في قصرِ
حلائلُ شيخٍ في منيفٍ كأنّما
نماهنَّ قشعمِ من الطير في وكرِ
وما زلتُ أصبيهنَّ بالقولِ والصبى
سفاهاً وقدْ يصبى على الخالفِ الخدرِ
لعطشانَ حجَّ الماءَ حتى أطاعني
رَسولٌ إلى العَسّاء طيّبَة ِ النّشْرِ
لها فَضْلُ سِنّ فاستَقدْنَ إلى الصّبى
فأمسين قد أعطيتُها عقدَ الأمرِ
وأعطيتهنَّ العهدَ غيرَ مماينٍ
وما أنزَلَ الأرْوى مِن الجبلِ الوَعْرِ
وحدَّثْتُهُنَّ أنّني ذو أمانَة ٍ
كريمٌ فما يخشينَ خلفي ولا غدري
فقمنَ إلى جبانة ٍ قدْ علمنها
لنا أثرٌ فيها كمنزلة ِ السفرِ
فثنتانِ مهما تعطيا ترضيا بهِ
وأسماءُ ما ترضى بثلثٍ ولا شطرِ
وما مَنَعَتْ أسماءُ يوْمَ رحيلنا(15/130)
أمرُّ عليَّ منْ خطإ ومِنْ وِزْرِ
رأيتُ لها يوماً من الدّهرِ بهجة ً
فهشَّ لها نفسي وهم بها صدري
فثمَّ تناهينا كلانا عن الصبى
ولا شيءَ خيرٌ من تقى اللهِ والصبرِ
سبتكَ بمرتجِ الروادفِ ناعمٍ
وأبيضَ عذْبِ الرّيقِ مُعْتَدِلِ الثّغْرِ
ومتسقٍ كالنورِ من كل صبغة ٍ
يُضيء الدُّجى فوْقَ الترائبِ والنّحْرِ
عشِيّة َ بَطْنِ الشِّعْبِ إذْ أهْلُنا بهِ
وإذْ هيْ تُريك الوجهَ مِن خَلَلِ السِّترِ
نزَلْتُ بها ضَيْفاً فلَمْ تَقْرِ مهْنأ
وجادَتْ بلا ثَعْلِ الثّنايا ولا حَفْرِ
فملتُ بها ميلَ النزيفِ ونازعتْ
ردائي والميسورُ خيرٌ من العسرِ
فأصْبَحَ في آثارِنا ومَبيتِنا
مرافِضُ حَلْيٍ مِنْ جُمانٍ ومن شَذْرِ
مهاة ٌ من اللائي إذا هي زينتْ
تضيء دجى الظلماء كالقمرِ البدرِ
مثقلة ُ الأردافِ ليستْ بمرضعٍ
ولا منْ نساء اللخلخانية ِ الحمرِ
إذا ما مشتْ مالتْ روادفُها بها
جَميعاً كما مال المهيضُ مِنَ الكَسْرِ
يقولُ لي الأدنونَ مني قرابة ً
لعلّكَ مسحورٌ وما بيَ مِنْ سِحْرِ
فقُلْتُ أقِلّوا اللومَ لا تعْذُلونَني
هُبِلْتُمْ هلِ الصَّافي من الماء كالكَدْرِ
سريتُ إليها إذْ دجا الليلُ واحداً
وكمْ مِن فتى ً قدْ ضافهُ الهمُّ لا يَسري
فجِئْتَ بتَخْفيرِ الوصيلِ وشاعَني
أخو الهمّ ممِقدامٌ على الهوْلِ كالصَّقْرِ
مَعي فتية ٌ لا يَسألونَ بهالِكٍ
إذا ما تناشوا أسبلوا سبلَ الأزرِ
وأجانة ٌ فيها الزجاجُ كأنهُ
طوافي بناتِ الماء في لجة ِ البحرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اسلوب ..
اسلوب ..
رقم القصيدة : 1749
-----------------------------------
كُلَّما حَلَّ الظّلامْ
جَدّتي تَروي الأساطيرَ لنَا
حتّى نَنامْ .
جَدَّتي مُعجَبَةٌ جِدّاً
بأسلوبِ النّظام !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أرى كلَّ مَعْقودٍ لهُ حبلُ ذِمّة ٍ
أرى كلَّ مَعْقودٍ لهُ حبلُ ذِمّة ٍ
رقم القصيدة : 17490
-----------------------------------(15/131)
أرى كلَّ مَعْقودٍ لهُ حبلُ ذِمّة ٍ
يُرَجّي الإيابَ، غيرَ ضَيْفِ ابنِ عامرِ
أرى شعرأَ الناس، لما تقاذفوا
بكلّ غضوضٍ تملأ الفمَ عاقرِ
جَميعاً، فأمّا شاعِرانا فأُمْسِكا
وآب إلى أكفائِنا كلّ شاعرِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هل تَعْرِفُ الدارَ، قد مَحّت معارِفُها
هل تَعْرِفُ الدارَ، قد مَحّت معارِفُها
رقم القصيدة : 17491
-----------------------------------
هل تَعْرِفُ الدارَ، قد مَحّت معارِفُها
كأنما قدْ براها بعدَنا باري
ممّا تعاوَرَها الرِّيحانُ آوِنَة ً
طوْراًن وطوراً تعفيها بأمطارِ
ولمْ أكنْ لنساء الحيّ قد شمطتْ
مني المفارقُ أحياناً بزوارِ
وما بها غَيرُ أدْماثٍ وأبنيَة ٍ،
وخالداتٍ بها ضَبْحٌ مِنَ النّارِ
ولو إلى ابن خديشٍ كانَ مرحلنا
وابني دجاجة َ قومٍ كان أخبارِ
وابنِ الحَزَنْبَلِ عَمْروٍ في ركيَّتِهِ
وماجدِ العودِ من أولادِ نجارِ
لكن إلى جرثم المقاء إذا ولدتْ
عبداً لعلجٍ منَ الحضنينِ أكارِ
إنّي لذاكرُ زَيْدٍ غَيْرُ مادِحِهِ
بالمَرْجِ، يَوْمَ نَزَلْنا مَرجَ حَمّارِ
ألحَقْتُ زيداً غَداة َ المَرْجِ بابنَتِهِ
إن اللئيمَ على مقدارهِ جاري
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا أبلغْ أبا الدلماء عني
ألا أبلغْ أبا الدلماء عني
رقم القصيدة : 17492
-----------------------------------
ألا أبلغْ أبا الدلماء عني
بأنَّ سِنانَ شاعرِكُمْ قصيرُ
فإن يطعنْ فليسَ بذي غناء
وإن يطعنْ فطعنتهُ يسيرُ
متى ما يلقني ومعي سلاحي
يخرُّ على القفا ولهُ نخيرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَفا مِمّنْ عَهِدْتَ بهِ حَفيرُ
عَفا مِمّنْ عَهِدْتَ بهِ حَفيرُ
رقم القصيدة : 17493
-----------------------------------
عَفا مِمّنْ عَهِدْتَ بهِ حَفيرُ
فأجْبالُ السَّيالي، فالعَويرُ
فشاماتٌ فذاتُ الرمثِ قفرٌ
عفاها، بعدنا قطرٌ ومورُ
مُلِحُّ القَطْرِ مُنسكِبُ العَزالى
إذا ما قلتُ أقلعَ يستحيرُ
كأنَّ المَشْرَفيّة َ في ذُراهُ(15/132)
ونيرانُ الحَجيجِ لها سَعيرُ
بِكُلّ قَرارَة ٍ مِنْها وفَجّ
أضاة ٌ ماؤها ضَرَرٌ يمورُ
تنقلتِ الديارُ بها، فحلتْ
بحَزَّة َ حَيْثُ يَنْتسِعُ البَعيرُ
وأقفرَتِ الفَراشة ُ والحُبَيّا
وأقْفَرَ بَعْدَ فاطِمَة َ الشَّقيرُ
نأينَ بنا، غداة َ دنونَ منهمْ
وهنَّ إليكَ بالجولانِ، صور
كرهنَ ذبابَ دومة َ، إذا عفاها
غَداة َ تُثارُ للموتى القُبورُ
فليتَ الراسماتِ بلغنَ هنداً
فتَعْلَمَ ما يُكِنُّ لها الضَّميرُ
كأنَّ غَمامة ً غَرّاءَ باتَتْ
تكشفُ عن محاسنها الخدورُ
وقد بلغَ المطيّ، وهنَّ خوصٌ
بلاداً ما تحُلُّ بها قَذورُ
حَلَفْتُ بمَنْ تُساقُ لهُ الهدايا
ومنْ حلتْ بكعبتهِ النذورُ
لقَدْ ولدَتْ جَذيمَة ُ مِنْ قُرَيشٍ
ولكنّي أهابُ، وأرْتجيكُمْ
وأكرَمَها مَواطِنَ حِين تُبْلى
ضرائبُها وتختصبُ النحورُ
وأسرعَها إلى الأعداء سيرأً
به ترمي أعاديها قريشٌ
إذا ما نابها أمرٌ كبيرُ
لَهُ يوْمانِ: يوْمُ قِراعِ كَبْشٍ
ويَوْمٌ يُسْتَظَلُّ بهِ مَطيرُ
بكفيهِ الأعنة ُ، لا سؤومٌ
قتالَ الأعجميَ، ولا ضجورُ
قتَلْتَ الرُّومَ، حتى شَذَّ مِنْها
عصائبُ، ما تُحَرّزُها القُصورُ
فلو كان الحروبُ حروبَ عادٍ
لقامَ على مواطنها صبورُ
وقد علمتْ أمية ُ أنَّ ضعني
إلَيْها، والعُداة ُ لها هَريرُ
وأني ما حييتُ على هواها
وأنّي بالمَغيبِ لها نَصورُ
وما يَبْقى على الأيامِ، إلاّ
بناتُ الدهرِ والكلمُ العقورُ
فمنْ يكُ قاطعاً قرناً، فإني
لفَضْلِ بني أبي العاصي شَكُورُ
علقتُ بجبلكم، فشددتموهُ
فلا واهٍ قواهُ ولا قصيرُ
إمامُ النَّاسِ والخُلفَاءُ مِنْهُمْ
وفِتْيانٌ تسَدُ بها الثُّغورُ
ومظلمة ٍ تضيقُ بها ذراعي
ويَتْرُكُني بها الحَدِبُ النَّصُورُ
كفَوْنيها، ولَمْ يَتواكلوها
بخُلْقٍ، لا ألفُّ ولا عَثورُ
ولولا أنتمُ كرهتْ معدّ
عِضاضي، حينَ لاحَ بي القَتيرُ
ولكني أهابُ، وأترجيكُم
ويأتيني عَنِ الأسَدِ الزَّئيرُ
وأنْتُمْ حينَ حارَبَ كُلَّ أُفْقِ(15/133)
وحينَ غلتْ بما فيها القدورُ
غَشَمْتُمْ بالسّيوفِ الصِّيدَ، حتى
خَبا مِنها القَباقبُ والهديرُ
إذا ما حيّة ٌ منكُمْ تَوارى
تَنَمّرَ حيّة ٌ مِنْكُمْ ذَكيرُ
وأعطيتمْ على الأعداءِ نصراً
فأبصرتمْ بهِ والناسُ عورُ
وكانَتْ ظُلْمَة ً فكشفْتُموها
وكانَ لها بأيْديكُمْ سُفورُ
فلَوْ أنَّ الشَهورَ بكينَ يوماً
إذا لبكتْ لفقدكمُ الشهورُ
ونعم الحيُّ في اللزباتِ عبسٌ
إذا ما الطَّلْحُ أرْجَفَهُ الدَّبورُ
مساميحُ الشّتاء إذا اجْرَهدَّتْ
وعَزَّتْ عِندَ مَقْسَمِها الجَزورُ
بنو عبسٍ فوارسُ كلّ يوم
يكادُ الهم خشيتهُ يطيرُ
وُفاة ٌ تَنْزِلُ الأضيافُ منهُمْ
مَنازِلَ ما يحُلُّ بها الضّريرُ
وهُمْ عَطَفوا على النُّعْمانِ لمّا
أتاهُ بِتاجِ ذي مُلْكٍ بَشيرُ
فجازوهُ بنعماهُ عليهمْ
غداة َ لهُ الخَوَرْنَقُ والسَّديرُ
كلا أبوَيْكَ مِنْ كَعْبٍ وعبسٍ
بُحورٌ ما تُوازِنُها بُحورُ
فمنْ يكُ في أوائلهِ مختاً
فَإنَّكَ يا وَلِيدُ بِهِمْ فَخُورُ
وتأوي لابنِ زنباعٍ إذا ما
تراخى الريفُ كاسَ لهُ عقيرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إني أظنُّ نزاراً سوفَ تجمعها
إني أظنُّ نزاراً سوفَ تجمعها
رقم القصيدة : 17494
-----------------------------------
إني أظنُّ نزاراً سوفَ تجمعها
بَعْدَ التفرُّقِ، حَرْبٌ شَبَّها زُفَرُ
صلتُ الجبين، رشيدُ الأمرِ، تعرفهُ
إذا تكَشّفَ عَنْ عِرْنينِهِ القَتَرُ
سارى بهِم أرْضَهُمْ ليلاً، فصَبّحهُمْ
بوَقْعَة ٍ، لمْ تُقَدِّمْ قبْلَها النُّذُرُ
وهُمْ على آلة ٍ، قَدْ بَيّنَتْ لهُمُ
أمْراً، علانِيَة ً، غَيْرَ الذي ائتمروا
حتى رأوهُ، صباحاًن في ململمة ٍ
شهباءَ، يبرقُن في حافاتِها، البصرُ
في عارضِ من نزارٍ يبرقونَ، إذا
نالَ الأعاديَ منهمْ فيلقٌ، هبروا
سعى بأوتارِ أقوامٍ، فأدركها
لوْلا أياديهِ، ما امْتَنّوا ولا انتصرُوا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> نعْمَ المُجيرُ سِماكٌ مِنْ بَني أسَدٍ(15/134)
نعْمَ المُجيرُ سِماكٌ مِنْ بَني أسَدٍ
رقم القصيدة : 17495
-----------------------------------
نعْمَ المُجيرُ سِماكٌ مِنْ بَني أسَدٍ
بالمرجِ إذا قتلتْ جيرانها مضرُ
في غير شيء، أقلَّ اللهُ خيرهمُ
ما إنْ لهُمْ دِمْنَة ٌ فيهِمْ ولا ثأَرُ
إن سماكاً بنى مجداً لأسرتهِ
حتى المماتِ، وفعلُ الخيرَِ مبتدرُ
قَدْ كُنْتُ أحسِبُهُ قيناً، وأُنْبَؤهُ
فاليومَ طيرَ عن أثوابهِ الشررُ
أبلى بَلاءَ كريمٍ، لَنْ يزالَ لهُ
مِنها بعاقِبَة ٍ مَجْدٌ ومُفْتَخَرُ
لم يلههِ عن سوامِ الخيرِ قد علموا
أمْرُ الضَّعيفِ ولا مِنْ حِلْمِهِ البَطَرُ
فإنْ يكُنْ مَعْشَرٌ حانَتْ مصارعُهمْ
منا لهمْ، غيرَ ماني منية ٍ، قدرُ
فقد نكونُ كراماً، ما نضامُ، وقدْ
يَنْمي لنا قَبْلَ مَرْجِ الصُّفَّرِ الظَّفَرُ
والخَيْلُ تشْتَدُّ مَعْقوداً قَوادِمُها
تعدو وتمتحضُ الأكفالُ والسررُ
عشِيّة َ الفَيْلَقُ الخضراءُ تَحْطِمُهُمْ
ما إنْ يواجِهُها سَهْمٌ ولا حَجَرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إذا ما نديمي علني ثمَّ علّني
إذا ما نديمي علني ثمَّ علّني
رقم القصيدة : 17496
-----------------------------------
إذا ما نديمي علني ثمَّ علّني
ثَلاثَ زُجاجاتٍ لهُنَّ هَديرُ
جعلتُ أجرُّ الذيلَ مني كأنني
عَلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ أميرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بني مسمعٍ أنتم ذؤابة ُ معشرٍ
بني مسمعٍ أنتم ذؤابة ُ معشرٍ
رقم القصيدة : 17497
-----------------------------------
بني مسمعٍ أنتم ذؤابة ُ معشرٍ
سيابخة ٌ يرمونني نظراً شزراً
ألستم بني قِلْعٍ مِن البحر أصْلُكُمْ
رأيتكمُ قعساً وقوتكمُ التمرا
عيونٌ جرى فيها النبيذُ، ولم تكنْ
لتشربَ من لؤمٍ طلاءً ولا خمرا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يالَ زيدِ اللاتِ، ما بالُ راية ٍ
ألا يالَ زيدِ اللاتِ، ما بالُ راية ٍ
رقم القصيدة : 17498
-----------------------------------
ألا يالَ زيدِ اللاتِ، ما بالُ راية ٍ(15/135)
رفَعْتُمْ عصاها بَعْدَما أدْبَر الأمْرُ
لتَحْموا نِساءً بادِياً ثَلَباتُها
قِصاراف هواديها، وأوْساطُها عُجْرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أنِفْتُ لِبيضٍ يَجْتليهِنَّ ثابتٌ
أنِفْتُ لِبيضٍ يَجْتليهِنَّ ثابتٌ
رقم القصيدة : 17499
-----------------------------------
أنِفْتُ لِبيضٍ يَجْتليهِنَّ ثابتٌ
بدَوْغانَ، يهفو قَزُّها وحَريرُها
إذا أعرضتْ بيضاءُ قالَ لها اسفري
وكانتْ حَصاناً لا يُنالُ سُفورُها
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> مومياء
مومياء
رقم القصيدة : 175
-----------------------------------
وقلتِ لي: السحر في البحر والليل والبدرِ
في الكائنات المدمأة بالعشق
تحلم أن تتضاعف وهي تحبّ
وتكبر وهي تحب
وتولد في الفجر
قلت لي: السحر في الوتر
المتنفّس شوقاً وشعراً
وقلتِ .. وقلت..
وأرسلتُ روحي تعبر هذا الفضاء
المرصع باللانهاية .. تسأل ما السحرُ؟
ما الحب؟ ما العيش؟ ما الموتُ؟
تسألُ .. تسألُ
يا أنت! لا تنبشي ألف جرح قديم
وألف سؤال عتيق
فإني نسيت الضماد
نسيت الإجابات
منذ تبرأتُ من نزوة الشعراء
وعدت إلى زمرة الأذكياء
الذين يخوضون هذي الحياة
بدون سؤالٍ .. بدون جواب
ويأتزرون النقود ويرتشفون النقود
ويستنشقون النقود
وهذي الثواني التي أخذتنا إلى
عبقرٍ كيف جاءت؟
وكيف استطاعت عبور الطريق
المدجج بالمال والجاه والعز واليأس؟
كيف استطاعت نفاذاً لقلبي؟
ويا ويح قلبي!
منذ سنين تجمّد كيف يعيشُ
الفتى دون قلبٍ يدقّ؟
ودون دماء تسيلْ؟
تحنطتُ لكنني لم أبح
فمشيت ولم يدر من مرّ بي
أنني دون قلبْ
فمن أين أقبلت ترتجلين القصائد
تستمطرين الكواكب زخة وجدٍ
تثيرين زوبعة في الرميم؟
أنا قد تقاعدت سيدتي
من مطاردة الوهم عبر صحارى الخيال
تقاعدت من رحلتي في تخوم الرجاء
وعبر بحار المخاض المليئة
موجاً عنيفاً
تقاعدت أعلنت للناس أني
قد كنت منذ سنين طوال ومتّ
فمن يفضح السر؟ من يحفر القبر؟
سيدتي! أوغل الليل فانطلقي(15/136)
ودعي المومياء الذي مسّه البحرُ
لم ينتفض .. مسه الليل لم ينتفض
مسه البدر لم ينتفض يتأمل في المال
والجاه، والعز، والبأس
حسناء أنت؟ أظنك! ما عدتُ
أشعر بالحسن
كل النساء الجواري سواء
ولو جئتني في صباي منحتك
شعراً جميلاً
وحباً طهوراً
ولكن أتيت وقد يبس الكرم
والطير هاجر والعمر أقفر
ما في ضلوعي سوى رزمة من نقود
فهل أنت، كالأخريات سبتك النقود؟
أم البحر أغناك عن همسة الدر؟
والبدر أغناك عن شهقة الماس؟
سيدتي!
اتركيني فإني أطلت الكلام
وأدركني الآن ضوء الصباح.
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مفقودات ..!!
مفقودات ..!!
رقم القصيدة : 1750
-----------------------------------
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أَحَداً..
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ .
فقالَ صاحِبي ( حَسَنْ ) :
يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يُوفّرُ الدّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ :
أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكُلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي ؟!
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً .
**
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا :
هاتوا شكاواكُمْ بِصدْقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِناً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يوفِّر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْذِرَةً يا سيّدي
.. وَأينَ صاحبي ( حَسَنْ ) ؟!
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لتبكِ أبا سمعانَ أطاطة ُ الضحى
لتبكِ أبا سمعانَ أطاطة ُ الضحى
رقم القصيدة : 17500
-----------------------------------
لتبكِ أبا سمعانَ أطاطة ُ الضحى(15/137)
إلى الكرمِ مرزامٌ رواءٌ جرارها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يَمْشونَ حَوْلَ جَنابَيْهِ وبَغْلَتهِ
يَمْشونَ حَوْلَ جَنابَيْهِ وبَغْلَتهِ
رقم القصيدة : 17501
-----------------------------------
يَمْشونَ حَوْلَ جَنابَيْهِ وبَغْلَتهِ
زبُّ العثانينِ مما جمعتْ هجرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لمْ أرَ ملحمة ً مثلها
لمْ أرَ ملحمة ً مثلها
رقم القصيدة : 17502
-----------------------------------
لمْ أرَ ملحمة ً مثلها
أقفْ لي أخبركَ أخبارَها
أمرّ على ثعلبٍ جائعٍ
وأشبعَ للذئبٍ، إنْ زارَها
تركنا البيوتَ لأعدائنا
وعونَ النساء وأبكارَها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يا كعبُ لا تهجونَّ العامَ معترضاً
يا كعبُ لا تهجونَّ العامَ معترضاً
رقم القصيدة : 17503
-----------------------------------
يا كعبُ لا تهجونَّ العامَ معترضاً
فإنَّ شِعْرَكَ، إنْ لاقيْتني، غَرَرُ
إنّي أنا اللّيثُ في عِرِّيسَة ٍ أَشِبٍ
فَوَرِّعِ السَّرْحَ، حتى يَفْسَحَ البصَرُ
قد جئتَ تحمل رأساً، غيرَ ملتئمٍ
كما تحامل فوقَ القنة ِ الأمرُ
إن اللهازمَ لنْ تنفكَ تابعة ً
همُ الذُّنابى وشِرْبُ التّابعِ الكدَرُ
قبيلة ٌ كشراكِ النعلِ دراجة ٌ
إن يهبطوا العفو لا يوجدْ لهم أثرُ
محَلَّهُمْ مِنْ بني تَيْمٍ وإخوَتَهُمْ
حيثُ يكونُ من الحمارة ِ الثفرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إنّي أبِيتُ، وهمُّ المرْء يَعْهَدُهُ
إنّي أبِيتُ، وهمُّ المرْء يَعْهَدُهُ
رقم القصيدة : 17504
-----------------------------------
إنّي أبِيتُ، وهمُّ المرْء يَعْهَدُهُ
من أوّلِ اللّيْلِ، حتى يَفْرِجَ السَّفَرُ
مَتى تُبلّغُنا الآفاقَ يَعْمَلَة ٌ
لمتْ كما لُمّ بالداوية ِ الأمرُ
تُعارِضُ اللّيلَ ما لاحَتْ كواكبُهُ
كما يعارضُ مرنى الخلعة ِ اليسرُ
إليك سارنا أبا بكرٍ رواحلنا
نروحُ ثمتَ نسري، ثم نبتكرُ
فما أتيناكَ، حتى خالطتْ نقباً
أيْدي المطيّ، وحتى خَفّتِ السُّفَرُ(15/138)
حتى أتينا أبا بكرٍ بمدحتهِ
وما تجَهّمني بُعْدٌ ولا حَصَرُ
وَجّهتُ عَنْسي إلى حُلْوٍ شمائلُهُ
كأنَّ سنتهُ في المسجدِ القمرُ
فرعانِ ما منهما إلا أخو ثقة ٍ
ما دامَ في الناسِ حيّ، والفتى عمرُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لعَمْرُ أبيكَ يا زُفَرُ بنَ عَمْرٍو
لعَمْرُ أبيكَ يا زُفَرُ بنَ عَمْرٍو
رقم القصيدة : 17505
-----------------------------------
لعَمْرُ أبيكَ يا زُفَرُ بنَ عَمْرٍو
لقد نجاكَ جدُّ بني معازِ
وركضكَ غير ملتفتٍ إلينا
كأنكَ ممسكٌ بجناحِ بازي
فلا وأبي هوازنَ ما جزِعنا
ولا هَمَّ الظّعائِنُ بانْحِيازِ
ظعائِنُنا غداة َ غدَتْ عَلَيْنا
فنِعْمَتْ ساعة ُ السّيفِ الجُرَازِ
ولاقى ابنُ الحُبابِ لَنا حُمَيّا
كفَتْهُ كُلَّ راقِيَة ٍ وحَازِ
وكان بنا يحلُّ ولا يُعانى
ويرعى كلَّ رملٍ أو عزارِ
فلما أن سمنتَ وكنتَ عبداً
نزَتْ بكَ يا بنَ صَمْعاء النّوازي
عمدتَ إلى ربيعة َ تغتزيها
بمِثْلِ القَمْلِ مِن أهْلِ الحِجازِ
فنِعْمَ ذوو الحمايَة ِ كانَ قَوْمي
لقومكَ لو جزى بالقومِ جازِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وليلتُنا عندَ الغَويرِ بقُطْقُطٍ
وليلتُنا عندَ الغَويرِ بقُطْقُطٍ
رقم القصيدة : 17506
-----------------------------------
وليلتُنا عندَ الغَويرِ بقُطْقُطٍ
وثانية ٌ أُخرى بموْلى ابنِ أقْعسا
نزَلْنا بلا غُسّ ولا عاتمِ القِرى
ولا هَدَنَتْهُ الخَمْرُ عنّا، فيَنْعُسا
فجاء بها بعدَ الكَرى فارِسيّة ً
دمَشْقيّة ً، أحيَتْ عِظاماً وأنْفُسا
كأنّي كرَرْتُ الكأسَ، ساعة كرِّها
على ناشصٍ شمتْ حواراً ملبَّساً
فأصبحَ منها الوائليّ كأنّهُ
سقيمُ تمشى داؤهُ حينَ أسلسا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وكنّا إذا الجبّارُ أغْلَقَ بابَهُ
وكنّا إذا الجبّارُ أغْلَقَ بابَهُ
رقم القصيدة : 17507
-----------------------------------
وكنّا إذا الجبّارُ أغْلَقَ بابَهُ
نَسيرُ ونَكْسو الدّارعينَ القَوانِسا(15/139)
فمَنْ يأتِنا، أوْ يَعْترِضْ لطَريقِنا
يجدْ أثراً بقاً وعزاً خنابسا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما زالتِ الجدرُ والأبوابُ تدفعني
ما زالتِ الجدرُ والأبوابُ تدفعني
رقم القصيدة : 17508
-----------------------------------
ما زالتِ الجدرُ والأبوابُ تدفعني
حتى انتهيتُ إلى ديرِ بن قابوسِ
حتى انتهيتُ إلى حرٍّ له كرمٌ
يَقري المُدامَ على الإيسارِ والبُوسِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> زيدُ بنُ عَمروٍ صدأُ الفُلوسِ
زيدُ بنُ عَمروٍ صدأُ الفُلوسِ
رقم القصيدة : 17509
-----------------------------------
زيدُ بنُ عَمروٍ صدأُ الفُلوسِ
قبيلة ٌ كالمغزلِ المنكوس
ليستْ من الأصلِ ولا الرؤوسِ
وابنُ سِوارٍ توْأمُ الجُعْموسِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حرّية ..
حرّية ..
رقم القصيدة : 1751
-----------------------------------
حينَما اقتيدَ أسيرا
قفَزَتْ دَمعَتُهُ
ضاحِكَةً :
ها قَدْ تَحرَّرتُ أخيرا !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> فلوْ تَرَكَ الحروبَ نِساءُ قَيْسٍ
فلوْ تَرَكَ الحروبَ نِساءُ قَيْسٍ
رقم القصيدة : 17510
-----------------------------------
فلوْ تَرَكَ الحروبَ نِساءُ قَيْسٍ
مكباتٍ على كحلٍ مضيضِ
أرادوا وائلاً، ليطحطحوهُمْ
فبادوا دونَ أبطحها العريضِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> نصبنا لكمْ رأساً، فلم تكلموا بهِ
نصبنا لكمْ رأساً، فلم تكلموا بهِ
رقم القصيدة : 17511
-----------------------------------
نصبنا لكمْ رأساً، فلم تكلموا بهِ
ونَحْنُ ضرَبْنا رأسَكُمْ، فتصَدَّعا
ونحنُ قسمنا الأرضَ نصفين: نصفُها
لنا ونرامي أن تكونَ لنا معاً
بتسعينَ ألفاً تألهُ العينُ وسطهُ
متى تَرَهُ عَيْنا الطُّرامَة ِ، تدْمعا
إذا ما أكلنا الأرضَ رعياً، تطلعتْ
بِنا الخَيْلُ، حتى نَسْتَبيحَ المُمَنَّعا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ويهاً بني تغلب ضرباً ناقعا
ويهاً بني تغلب ضرباً ناقعا
رقم القصيدة : 17512(15/140)
-----------------------------------
ويهاً بني تغلب ضرباً ناقعا
إنعوا إياساً واندبوا مجاشعاً
كلاهُما كان شريفاً فاجِعا
حتى تسيلوا العلقَ الدوافعا
لمّا رَأوْنا والصَّليبَ طالعا
ومارَسَرْجيسَ وسَمّاً ناقِعا
وأبصَروا راياتِنا لوامِعا
كالطيرِ، إذا تستوردُ الشرائعا
والبيضَ في أكفنا القواطعا
خلّوْا لَنا راذانَ والمَزَارِعا
وبلدة ً بعدَ ضناكٍ واسعا
وحِنْطَة ً طَيْساً، وكرْماً يانِعا
ونعماً لاباً، وشاءً راتعا
أصْبحَ جَمْعُ الحيّ قيْسٍ شاسِعا
كأنّما كان غُراباً واقِعا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> قد كشّفَ الحِلْمُ عني الجهْلَ فانقشعتْ
قد كشّفَ الحِلْمُ عني الجهْلَ فانقشعتْ
رقم القصيدة : 17513
-----------------------------------
قد كشّفَ الحِلْمُ عني الجهْلَ فانقشعتْ
عني الضبابة ُ لا نكسٌ ولا ورعُ
وهرَّني الناسُن إلاّ ذا محافظة ٍ
كما يحاذرُ وقعُ الاجدَلِ الضوعُ
والمُوعِديّ بظَهْرِ الغَيْبِ أعْيُنُهُمْ
تبدي شناءتهُم حوضي لهم ترعُ
أخزاهمُ الجهلُ، حتى طاش قولهمُ
عند النضالِ، فما طاروا وما وقعوا
مُحاوِلون هجائي، عِندَ نِسْوَتِهِمْ
ولَوْ رأوْني أسرُّوا القَوْلَ، واتّضَعوا
وفي الرجالِ يراعٌ لا قلوب لهم
أغْمارُ شُمْطٍ، فما ضَرُّوا وما نَفعوا
إذا ما نصبتُ لأقوامِ بمشتمة ٍ
أوهيتُ منهم صميم العظم، أو ظلعوا
والمالِكيّة ُ، قَدْ أبصَرْتُ ما صَنَعَتْ
لما تفرقَ شعبُ الحيّ فانصدعوا
يُسارِقُ الطَّرْفَ مِن دونِ الحجابِ، كما
يرميكَ من دونِ عيصِ السدرة الذرع
وعارضينِ يجولُ الطيبُ فوقهما
ومقلة ٍ لم يخالطْ طرفها قمعُ
فأنا كالسَّدْمِ مِنْ أسماءَ، إذ ظَعَنَتْ
أوْهَتْ مِن القَلبِ، ما لا يَشْعَبُ الصَّنَعُ
إذا تنزلَ من علية ٍ، رجفتْ
لولا يؤيدُها الآجرُّ والقلعُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> قُولا لزيدٍ يثنِ عنا لسانهُ
قُولا لزيدٍ يثنِ عنا لسانهُ
رقم القصيدة : 17514
-----------------------------------(15/141)
قُولا لزيدٍ يثنِ عنا لسانهُ
ولا يَدْنُ منّا في الزِّحام، فيظلَعا
ويظعنُ، حتى يستقرَّ ببلدة ٍ
يُجاوِرُ مِنْجاباً بها والمُجَذَّعا
فأنتمْ أكلتمْ جارَكُمْ في بيوتكُم
كما قدْ أكَلْتُمْ قَبْلَ ذاكَ المقنَّعا
ونَحْنُ وفَيْنا بالمزَنَّمِ كُلِّهِ
وأنتمْ أكلتمْ ذا الجواعرِ أجمْعا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أبلغْ عكباً وأشياعها
أبلغْ عكباً وأشياعها
رقم القصيدة : 17515
-----------------------------------
أبلغْ عكباً وأشياعها
بَني عامِرٍ، أنّني ضالِعُ
بعَثْتُمْ إلى أشْمَطٍ يافِعاً
وهي يغلبُ الأشمطَ اليافعُ؟
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ولولا هوانُ الخمرِ ما ذُقتِ طعمها
ولولا هوانُ الخمرِ ما ذُقتِ طعمها
رقم القصيدة : 17516
-----------------------------------
ولولا هوانُ الخمرِ ما ذُقتِ طعمها
ولا سفتَ إبريقاً بأنفكَ مترَعا
كما لمْ يذُقْها إذ تكونُ عزيزَة ً
أبوكَ ولا تُدْنى إليه فَيَطْمَعا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هجا الناسُ ليلى أم كعبٍ فلمْ يدعْ
هجا الناسُ ليلى أم كعبٍ فلمْ يدعْ
رقم القصيدة : 17517
-----------------------------------
هجا الناسُ ليلى أم كعبٍ فلمْ يدعْ
لها النّاسُ إلاَّ نَفْنَفاً أنا رافِعُهْ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَفا مِنْ آلِ فاطمَة َ الثّريَا
عَفا مِنْ آلِ فاطمَة َ الثّريَا
رقم القصيدة : 17518
-----------------------------------
عَفا مِنْ آلِ فاطمَة َ الثّريَا
فمجرى السهبِ فالرجلِ البراقِ
فأصبحَ نازحاً عنهُ نَواها
تَقَطَّعَ دونَها القُلُصُ المَناقي
وكانَتْ حينَ تَعْتَلُّ التَّفالي
تُعاطي بارِداً عَذْبَ المذاقِ
علَيْها مِن سُموطِ الدُّرّ عِقْدٌ
يزينُ الوجهَ في سننِ العقاقِ
عداني أنْ أزورَكُمُ همومٌ
نأتْني عَنْكُمُ، فَمَتى التّلاقي
ألا مَنْ مُبْلِغٌ قَيْساً رسولاً
فكيفَ وجدتمُ طعمَ الشقاقِ
أصَبْنا نِسوَة ً مِنْكُمْ، جِهاراً
بِلا مَهْرٍ يُعَدُّ، ولا سِياقِ(15/142)
تظلّ جيادُنا متمطراتٍ
معَ الجنبِ المعادلِ والمشاقِ
فإن يكُ كوْكبُ الصَّمعاء نَحْساً
بهِ وُلدَتْ وبالقَمَرِ المُحاقِ
فقدْ أحيا سفاهُ بني سليمٍ
دفينَ الشرّ والدمنِ البواقي
ملأنا جانِبَ الثرْثارِ مِنْهُمْ
وجهزنا أميمة َ لانطلاق
ضربناهمْ على المكروهِ، حتى
حدَرْناهُمْ إلى حَدَثِ الرِّقاقِ
ولاقى ابنُ الحُبابِ لَنا حُمَيّا
كتفهُ كلّ حازية ٍ وراقِ
فأضحى رأسهُ ببلادِ عكّ
وسائرُ خلقهِ بجبا براقِ
تعودُ ثعالبُ الحشاكِ منهُ
خَبيثاً ريحُهُ، بادي العُراقِ
وإلاَّ تَذْهَبِ الأيَّامُ، نَرْفِدْ
جميلة َ مثلها قبل الفراقِ
بأرضِ يعرفونَ بها الشمرذى
نطاعنهُم بفتيانٍ عتاقِ
وشيبٍ يسرعونَ إلى المنادي
بكأسِ المَوْتِ، إذْ كُرِهَ التّساقي
ونعمَ أخو الكريهة ِ، حينَ يُلقى
إذا نزتِ النفوسُ إلى التراقي
تعوذُ نِساؤهم بابني دُخانِ
ولَوْلا ذاكَ أبنَ مَعَ الرفاقِ
قليلاً كيْ ولا حتى تروْها
مشمرة ً على قدمٍ وساقِ
فلا تبكوا رجالَ بني تميمِ
فما لكُمُ، ولا لهُمُ تَلاقِ
فأما المنتنان ابنا دخانٍ
فقد نقحا كتنقيح العراقِ
أصَنّا يَحْمِيانِ ذِمارَ قَيْسٍ
فلَمْ يَقِ آنُفِ العَبْدَينِ واقِ
ومن يشهدَ جوارحَ يمتريها
يُلاقِ الموتَ بالبيضِ الرقاق
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ
يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ
رقم القصيدة : 17519
-----------------------------------
يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ
أم لا يفادى أسيرٌ عندكُم خلقُ
ألا يكونَنَّ هذا عَهْدَنا بِكُمُ
إن النوى ، بعدْ شحطِ الدارِ، تتفقُ
فهُنَّ يَرْمِينَنا مِنْ كلّ مُرْتَقَبٍ
وألبستني لهُ ديباجة ٌ خلقُ
فقد تُهازلُني والمستقتلاتُ وقدْ
تعتاقني عند ذاتِ الموتة ِ، الأنقُ
وقَدْ يُكَلفُني قَلْبي، فأزْجُرُهُ
رَبْعاً، غَداة َ غَدْواً أهواؤهُمْ فِرَقُ
وقَدْ أقولُ لثَوْرٍ: هَلْ ترى ظُعُناً
يحدو بهن حذاري مشفقُ شنقُ(15/143)
كأنّها، بالرَّحا، سُفْنٌ مُلَجِّجَة ٌ
أوْ حايشٌ، منْ جُواثا، ناعمٌ سُحُقُ
يرفعها الآلُ للتالي، فيدركُهُم
طرفٌ حديدٌ وطرفٌ دونهمْ غرقُ
حتى لحقنا، وقد زالَ النهارُ، وقدْ
مالَتْ لهُنَّ، بأعلى خَيْنَفَ، البُرَقُ
يبطرنَ ذا الشيبِ والإسلامُ همتهُ
ويستقيدُ لهنَّ الأهيفُ الروقُ
وفتْيَة ٍ غَيْرِ أنْذالٍ، رَفَعْتُ لهُمْ
سحقُ الرداء، على علياءَ، يختفقُ
رفَعْتُهُ، وهْوَ يَهْفو في عَمائِمهِمْ
كأنهُ طائرٌ، في رجلهِ علقُ
نفسي فداءُ أبي حربٍ غداة َ غدا
مخالطُ الجنّ أو مستوحشٌ فرقُ
على مُذكَّرَة ٍ، ترْمي الفُرُوجَ بها
غُولُ النجاء إذا ما استعجلَ العنقُ
وظَلَّ حِرْباؤها للشّمسِ مُصْطَخِداً
كأنه وارمُ الأوداجِ محتنقُ
والرجلُ لاحقة ٌ منها بأوّلها
وفي يدَيها، إذا اسْتَعْرَضْتَها، دَفَقُ
كأنّها، بَعْدَ ضمّ السّيْرِ جَبْلَتَها
من وحشِ غزة َ موشيّ الشوى لهقُ
باتت إلى جانبٍ منها يكفئهُ
لَيْلٌ طويلٌ، وقَلْبٌ خائفٌ أرِقُ
باتَتْ لَهُ لَيْلَة ٌ هاجَتْ بَوارِحُها
ومُرْزِمٌ مِنْ سَحابِ العَيْنِ يأتلِقُ
فالقَطْرُ كالّلؤلؤ المنْثور يَنْفُضُهُ
إذا اقْشَعَرَّ بِهِ سِرْبالُهُ لَثِقُ
يلُوذُ لَيْلَتَهُ مِنْها بغَرْقَدَة ٍ
والغُصْنُ يَنْطُفُ فَوْقَ المَنِّ والورَقُ
حتى إذا كاد ضوءُ الصبحِ يفضحهُ
وكادَ عنهُ سوادُ الليلِ ينطلقُ
هاجَتْ بِهِ ذُبَّلٌ، مُسْحٌ جَواعِرُها
كأنّما هُنَّ مِنْ نبعِيّة ٍ شِقَقُ
فظلَّ يهوي إلى أمرٍ يساقُ لهُ
وأتبعتهُ كلابُ الحي تستبقُ
يُفَرِّجُ الموْتَ عَنهُ، قدْ تَحَضّرَهُ
وكدْن يلحقنهُ، أو قد دنا اللحقُ
لمّا لحِقْنَ بهِ أنْحى بِمِغُوَلهِ
يَمْلا فرائِصَها مِنْ طَعْنِهِ العَلَقُ
فكر ذو حربة ٍ، يحمي حقيقتهُ
إذا نحا لكلاها الروقُ يمتزقُ
فهنَ من بين متروكٍ بهِ رمقٌ
صرعى ، وآخرَ لم يتركْ بهِ رمقُ
يَوْمَ لقيناكَ تَرْمينا السَّمومُ، وقَدْ
كاد الملاءُ منَ الكتانِ تحترقُ(15/144)
على مَسانيفَ يَجْري ماءُ أعْيُنها
إذا تلغبهُنَّ السربخُ القرقُ
في غمرة ٍ من سحابِ الآلِ، ترفعهم
يَطْفون فيها، قَليلاً، ثمَّ تَنْخرِقُ
عنْ ذُبَّلِ اللّحمِ، تَهْديهنَّ مُعجَلة ٌ
إذا تَفَصَّدَ، مِنْ أقرابها، العَرَقُ
كأنَّ أنساعَها مِن طولِ ما ضَمَرَتْ
وشحٌ تقعقعَ فيها رفرفٌ قلقُ
تعلو الفلاة َ، إذا خفَّ السرابُ بها
كما تخُبُّ ذِيابُ القَفْرَة ِ الوُرُقُ
إلى امرئٍ لا تخطاهُ الرفاقُ، ولا
جَدْبِ الخِوانِ، إذا ما استُبطىء المرَقُ
صلبِ الحيازيمِ، لا هذرِ الكلامِ، إذا
هَزَّ القناة َ، ولا مستعجلٌ زهقُ
وأنتَ يا بنَ زيادٍ عندنا حسنٌ
منكَ البلاءُن وأنتَ الناصِحُ الشفقُ
والمستقلُّ بأمرٍن ما يقومُ لهُ
غُسٌّ منَ القَوْمِ، رِعْديدٌ، ولا فَرِقُ
وأنْتَ خيرُ ابنِ أُخْتٍ، يُستَطافُ بهِ
إذا تَزَعْزَعَ فوْقَ الفَيْلَقِ الخِرَقُ
موطأ البيتِ، محمودٌ شمائلهُ
عندَ الحمالة ِ لا كزّ ولا وعقُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الأمل الباقي
الأمل الباقي
رقم القصيدة : 1752
-----------------------------------
غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا .
يُولَدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميلادِ حينا
ثُمّ يَحْبونَ على الأطرافِ حينا
ثُمَّ يَمشونَ
وَيمشونَ ..
إلى أنْ يَنقَضوا .
غيرَ أنّا مُنذُ أن نُولَدَ
نأتي نَركُضُ
وإلى المَدْفَنِ نبقى نَركُضُ
وخُطى الشُّرطَةِ
مِنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !
يُعْدَمُ المُنتَفِضُ
يُعدمُ المُعتَرِضُ
يُعدمُ المُمتَعِضُ
يُعدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِقُ والسّامِعُ
والواعظُ والمُتَّعِظُ !
**
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ
لا تَمتعِضوا .
حَسَناً .. أنتُم ضحايانا
وَنحنُ المُجْرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..
ها قدْ جَلَستُمْ فوقَنا
عِشرينَ عاماً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُمْ دَمَنا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكُمْ حتى شَبِعتُمْ(15/145)
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضوا ؟!
قد دَعَوْنا ربَّنا أنْ تَمرُضوا
فَتشا فيتُمْ
ومِنْ رؤيا كُم اعتلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ
مِنْ أرواحِكُمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِرُ دعوانا ..سِلاحٌ أبيضُ !
**
هَدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُدْ مِن أمَلٍ يُرجى سِواكُمْ !
أيُّها الحُكامُ باللهِ عليكُمْ
أقرِضوا اللهَ لوجهِ اللهِ
قرضاً حسَناً
.. وانقَرِضوا !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألهى جريراً عن أبيهِ وأمهِ
ألهى جريراً عن أبيهِ وأمهِ
رقم القصيدة : 17520
-----------------------------------
ألهى جريراً عن أبيهِ وأمهِ
مكانٌ لشبانِ الرجالِ أنيقُ
إذا أبْصرَتْهُ ذاتُ طِنيٍ، تبسّمَتْ
إليهِ، وقالتْ: إنَّ ذا الخليقُ
يبيتُ يسوفُ الخُورَ، وهْيَ رواكِدٌ
كما سافَ أبْكارَ الهِجانِ فَنيقُ
عَبوسٌ إلى شُمْطِ الرّجالِ، وإنّهُ
إلى كلّ صفراء البنانِ طليقُ
سبتني يظلُّ الكلبُ يمضغُ ثوبهُ
لَهُ في مَعانِ الغانياتِ طريقُ
خَروجٌ، وَلوجٌ، مُستخِفٌّ، كأنّما
عليهِ بأنْ لا يستفيقَ وثيقُ
عنيفٌ بتَحْيازِ المخاضِ ورَعْيِها
ولكِنْ بإرْقاصِ البُرِينَ رفيقُ
ومنْ دونهِ يحتاطُ أوسُ بن مدلجٍ
وإياهُ يخشى طارقٌ وزنيقُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما جذعُ سوءٍ خربَ السوسُ أصلهُ
ما جذعُ سوءٍ خربَ السوسُ أصلهُ
رقم القصيدة : 17521
-----------------------------------
ما جذعُ سوءٍ خربَ السوسُ أصلهُ
لما حملتْهُ وائلٌ بمطيقِ
تُطيفُ سَدوسٌ حوْلَهُ، وكأنّها
عِصِيُّ أشاء، لُوّحَتْ بحَريقِ
جمادُ الصفا ما إن يبضُّ بقطرة ٍ
ولَوْ كانَ ذا زرَّاعَة ٍ ورَقيقِ
فإن نعفُ عنْ حُمران بكرِ بن وائلٍ
فما إنْ لَنا سُودانُهُمْ بصَديقِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يا راكِباً إمّا عَرَضتَ فبلّغَنْ
يا راكِباً إمّا عَرَضتَ فبلّغَنْ(15/146)
رقم القصيدة : 17522
-----------------------------------
يا راكِباً إمّا عَرَضتَ فبلّغَنْ
بُنانَة َ بالحِصْنينِ وابْنَ المُحلِّقِ
وعِمرانَ أنْ أدُّوا الذي قَدْ وأيْتُمُ
وأعراضكُمْ موفورَة ٌ لم تمزَّق
ألمْ تَعْلموا يا قوْمُ أنّي وراكُمُ
فما يرتقى حصني إليكمُ وخندقي
وما أنا إن عدتْ معدٌ قديمها
بمنزلة ِ المولى ولا المتعلقِ
لعَمْري لقَدْ أبلَيْتُ في الشّعْرِ دارماً
بلاءً نمى في كل غرب ومشرق
بلاءَ امرئ لا مستثيبِ بنعمة ٍ
فتشكرَ نعماهُ ولا متملقِ
هجوتَ كليباً أن هجوا آل دارمِ
وأمْسَكْتُ مِن يَرْبوعهِمْ بالمخنَّقِ
ورَهْطَ أبي لَيْلى فأطفأتُ نارَهُمْ
وأقرَرْتُ عَيْني مِنْ جِداء الحَبَلَّقِ
فإن يكُ أقوامٌ أضاعوا، فإنني
حفظتُ الذي بيني وبينَ الفرزدقِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أما كليبُ بن يربوعِ، فإنهمُ
أما كليبُ بن يربوعِ، فإنهمُ
رقم القصيدة : 17523
-----------------------------------
أما كليبُ بن يربوعِ، فإنهمُ
شرُّ الرِّفاقِ، إذا ما حُصِّلَ الرُّفَقُ
سودُ الوجوه، وراء القوم مجلسهم
كأنَّ قائلهمْ في الناسِ مسترقُ
البائتُونَ، قريباً دونَ أهْلهِمِ
ولو يشاؤون آبو الحيّ، أو طرقوا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما لَكَ عَزُّ التّغْلبيِّ الذي بَنى
ما لَكَ عَزُّ التّغْلبيِّ الذي بَنى
رقم القصيدة : 17524
-----------------------------------
ما لَكَ عَزُّ التّغْلبيِّ الذي بَنى
لهُ اللهُ في شمّ الجبال الحوارِكِ
وما لكَ ما يبني لُجيمٌ، إذا ابتنى
عَلى عَمَدٍ فيها طِوالِ المَسامِكِ
ولا التَّغْلبيّن الذينَ رماحُهُمْ
معاقلُ عُوذاتِ النّساء الرَّواتِكِ
وما غرَ كلباً من كليبٍ بحية ٍ
أصَمَّ، عَلى أنيابِهِ السَّمُّ، شابِكِ
وبَيْتِ صَفاة ٍ في لِهابٍ، لُعاُبهُ
سمامُ المنايا، أسودِ اللونِ حالكِ
ترى ما يمسُّ الأرضَ منهُ، إذا مشى
صُدوعاً عَنْهَا مُتونَ الدَّكادِكِ
بني الخطفَى عدّوا شبيهاً لدارمٍ(15/147)
وعميهِ، أو عدّوا أباً مثل مالكِ
وإلاَّ فَهِرُّوا دارِماً، إنَّ دارِماً
أناخَ بعاديّ عَريضِ المَبارِكِ
مِنَ العِزّ، لا يسْطيعُهُ أنْ يَنالَهُ
قِصارُ الهوادي جاذياتُ السّنابكِ
فلستَ إليهمْ، يا جريرُ، فلا تكُن
كمستقتلٍ أعطى يداً للمهالكِ
تقاصرتَ عن سعدٍ، فما أنتَ منهم
ولا أنتَ مِن ذاكَ العديدِ الضُّبارِكِ
كُلَيْبٌ يُفالون الحميرَ ودارِمٌ
على العِيسِ ثانو الخَزّ فَوْق المَوارِكِ
وكنتمْ مع الساعي المضل بني استها
جَريرٍ، وسَلاَّكينَ شَرَّ المسالكِ
ضفادعُ غَرَّتْها صَراة ٌ فقَصَّرَتْ
من البحرِ عن آذية ِ المتداركِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بَنو دارِمٍ عِنْدَ السماء، وأنتُمُ
بَنو دارِمٍ عِنْدَ السماء، وأنتُمُ
رقم القصيدة : 17525
-----------------------------------
بَنو دارِمٍ عِنْدَ السماء، وأنتُمُ
قذى الأرضِ أبعدْ بينما بينَ ذلك
وقد كانَ منهمْ حاجبٌ وابنُ عمهِ
أبو جندٍ والزيدُ زيدُ المعاركِ
وتَرْفِدُهُمْ أبناءُ حَنْظَلَة الذُّرى
حصًى يتحدَّى قِبْصُهُ كلَّ فاتِكِ
ولولاهمُ يابن المراغة ، كنتمْ
لَقاً بيَنَ أطْرافِ القَنا للسّنابكِ
همُ أنْقذوا يوْمَ الهُضَيْباتِ سَبْيَكُمْ
وأبناءُ رَهْطِ الكَلْبِ قُرْعُ المَبارِكِ
فَرَرْتُمْ حِذارَ التّغلييّن، إذْ سَمَوا
بأرعنَ طودٍ مشمخرِّ الحواركِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عفا واسطٌ من آل رضوى فنبتلُ
عفا واسطٌ من آل رضوى فنبتلُ
رقم القصيدة : 17526
-----------------------------------
عفا واسطٌ من آل رضوى فنبتلُ
فمجتمعُ الحرينِ، فالصبرُ أجملُ
فرابية ُ السكرانِ قفرٌ، فما لهُمْ
بها شَبَحٌ، إلاَّ سلامٌ وحَرْمَلُ
صَحا القَلبُ إلاَّ مِنْ ظعائنَ فاتَني
بهنَّ ابنُ خلاس طفيلٌ وعزهلُ
كأنّي، غداة َ انصَعنَ للبينِ، مُسلَمٌ
بضربة ِ عنقٍ، أو غويُّ معذلُ
صريعُ مُدامٍ يَرْفَعُ الشَّرْبُ رَأسَهُ
ليحيا، وقد ماتتْ عظامٌ ومفصلُ
نهاديهِ أحياناًن وحيناً نجرهُ(15/148)
وما كاد إلاَّ بالحُشاشَة ِ يَعقِلُ
إذا رفعوا عظماً تحاملَ صدرهُ
وآخرُ، مما نالَ منها مخبلُ
شربتُ، ولا قاني لحلِّ أليتي
قطارٌ تروى من فلسطينَ مثقلُ
عليهِ من المعزى مسوكٌ روية ٌ
مملأة ٌ، يعلى بها وتعدّلُ
فقلتُ: اصبحوني لا أبا لأبيكُمُ
وما وضعوا الأثقالَ، إلا ليفعلوا
أناخوا فجروا شاصياتٍ كأنّها
رجالٌ من السودانِ، لم يتسربلوا
وجاؤوا بِبَيسانيّة ٍ، هي، بعدَما
يَعُل بها السّاقي، ألذُّ وأسهَلُ
تَمُرُّ بها الأيدي، سَنيحاً وبارِحاً
وتوضَعُ باللّهُمِّ حيِّ وتُحمَلُ
وتُوقَفُ، أحياناً، فيَفصِلُ بَينَنا
غِناءُ مُغَنّ، أوْ شِواءٌ مُرَعْبَلُ
فلذت لمرتاحٍ، وطابتْ لشاربٍ
وراجَعَني مِنها مِراحٌ وأخْيَلُ
فما لبِثَتنا نَشوَة ٌ لحقَتْ بِنا
تَوابِعُها، مِمّا نُعَلُّ ونُنْهَلُ
فصبوا عقاراً في إناءٍ، كأنّها
إذا لمحوها، جُذْوَة ٌ تَتأَكَّلُ
تَدِبُّ دبيباً في العِظامِ، كأنّهُ
دبيبُ نمالٍ في نقاً يتهيلُ
فقلتُ اقتلوها عنكمُ بمزاجها
فأطيِبْ بها مَقتولة ً، حينَ تُقتَلُ
ربَتْ ورَبَا في حَجرِها ابنُ مدينَة ٍ
يَظَلُّ على مِسحاتِهِ يَتركّلُ
إذا خافَ مِنْ نَجمٍ علَيها ظَماءة ً
أدبَّ إليها جدولاً يتسلسلُ
أعاذِلَ، إلاَّ تُقصري عَنْ ملامتي
أدعكِ، وأعمدْ للتي كنتُ أفعلُ
وأهجُرْكِ هِجراناً جميلاً، وينتحي
لَنا، مِنْ ليالينا العَوارِمِ، أوَّلُ
فلمّا انجَلَتْ عَني صَبابَة ُ عاشِقٍ
بَدا ليَ مِنْ حاجاتي المتأمَّلُ
إلى هاجسٍ مِن آلِ ظَمياء، والتي
أتي دونها بابٌ بصِرِّينَ مُقفَلُ
وبَيداءَ مِمْحالٍ، كأنَّ نَعامَها
بأرْجائها القُصْوى ، أباعِرُ هُمَّلُ
ترى لامعاتِ الآلِ فِيها، كأنّها
رجالٌ تعرّى ، تارة ً، وتسربلُ
وجوزِ فلاة ٍ ما يغمضُ ركبُها
ولا عَينُ هاديها مِنَ الخوْفِ تَغفُلُ
بكُلّ بَعيدِ الغَوْلِ، لا يُهتدى لهُ
بعرفانِ أعلامٍ، وما فيهِ منهلُ
ملاعبِ جنانٍ، كأنَّ تُرابها
إذا اطردتْ فيهِ الرياحُ مغربلُ(15/149)
وحارَتْ بَقاياها إلى كُلّ حُرَّة ٍ
مصلٍّ يمانٍ أوْ أسيرٌ مكبلُ
إلى ابنِ أسِيدٍ خالدٍ أرْقَلَتْ بِنا
مَسانيفُ، تَعرَوْري فَلاة ً تَغوَّلُ
ترى الثّعلبَ الحَوْليَّ فيها، كأنّهُ
إذا ما عَلا نَشزاً، حِصانٌ مجَلَّلُ
ترى العِرْمِسَ الوَجناءَ يَضرِبُ حاذَها
ضئيلٌ كفروجِ الدجاجة ِ معجلُ
يشقُ سماحيقَ السلا عنْ جنينها
أخو قَفرَة ٍ بادي السَّغابَة ِ أطحَلُ
فما زالَ عنها السيرُ، حتى تواضعَتْ
عرائِكُها ممّا تُحَلُّ وتُرْحَلُ
وتكليفناها كلّ نازحة ِ الصوى
شطونٍ، ترى حرباءها يتململُ
وقد ضمرتُ حتى كأنَّ عيونها
بَقايا قِلاتٍ، أوْ ركيٌّ مُمَكَّلُ
وغارَتْ عيونُ العيسِ، والتقَتِ العُرى
فهنَّ، من الضراء والجهدِ نحَّلُ
لها بَعدَ إسآدٍ مِراحٌ وأَفكَلُ
وإلاَّ مَبالٌ آجِنٌ في مُناخِها
ومضطمراتٌ كالفلافلِ ذبلُ
حواملُ حاجاتٍ ثقالٍ، تجرّها
إلى حسنِ النعمى سواهمَ نسلُ
إلى خالدٍ، حتى أنخنا بمخلدٍ
فنِعمَ الفَتى يُرْجى ونِعمَ المؤمَّلُ
أخالدُ، مأواكُمْ، لمَنْ حَلَّ، واسعٌ
وكفاكَ غيثٌ للصعاليكِ مرسلُ
هو القائِدُ الميمونُ، والمُبتَغى بِهِ
ثباتُ رحى كانتْ قديماً تزلزلُ
أبى عُودُكَ المَعجومُ إلاَّ صلابَة ً
وكفاكَ إلاّ نائلاً، حينَ تسألُ
ألا أيّها السّاعي ليُدْرِكَ خالِداً
تَناهَ وأقصِرْ بَعضَ ما كُنتَ تَفَعلُ
فهل أنتَ إن مدَّ المدى لك خالدٌ
موازنهُ، أو حاملٌ ما يحملُ
أبى لكَ أنْ تَسطيعَهُ، أوْ تَنالَهُ
حديثٌ شآكَ القومُ فيهِ وأولُ
أُميّة ُ والعاصي، وإنْ يَدْعُ خالدٌ
يحبهُ هشامٌ للفعالِ ونوفلُ
أولئِكَ عَينُ الماء فيهمْ، وعندهُمْ
من الخيفة ِ، المنجاة ُ والمتحولُ
سَقى اللَّهُ أرْضاً، خالدٌ خَيرُ أهلِها
بمُستَفرِغٍ باتَتْ عَزالِيهِ تَسحَلُ
إذا طعنتْ ريحُ الصّبا في فروجهِ
تحَلّبَ ريّانُ الأسافِلِ أنجَلُ
إذا زعزعتهُ الريحُ، جرّ ذيولهُ
كما زَحَفَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّلُ
مُلِحٌّ، كأنّ البَرْقَ في حجَراتِهِ(15/150)
مصابيحُ، أوْ أقرابُ بُلقٍ تَجَفَّلُ
فلمّا انتَحى نَحوَ اليمامَة ِ، قاصِداً
دعتهُ الجنوبُ فانثنى يتخزّلُ
سقى لعلعاً والقرنتينِ فلمْ يكدْ
بأثقالهِ عنْ لعلعٍ يتحمَّلُ
وغادرَ أكمَ الحزنِ تطفو، كأنها
بما احتملتْ منهُ رواجنُ قفلُ
وبالمَعرسَانِيّاتِ حَلَّ، وأرْزَمَتْ
برَوْضِ القطا مِنهُ مطافيلُ حُفَّلُ
لقَدْ أوْقعَ الجَحّافُ بالبِشرِ وقعَة ً
إلى اللَّهِ مِنها المُشتكى والمُعَوَّلُ
فسائِلْ بني مَرْوانَ، ما بالُ ذِمّة ٍ
وحبلٍ ضعيفٍ، لا يزالُ يوصلُ
بنزوة ِ لصّ، بعدما مرّ مصعبٌ
بأشعثَ لا يفلى ولا هوَ يغسلُ
أتاكَ بهِ الجحافُ، ثم أمرتهُ
بجيرانكمْ عندَ البيوتِ تقتلُ
لقَدْ كان للجيران، ما لَوْ دعَوْتُمُ
به عاقلَ الأروى أتتكُمْ تنزَّلُ
فإنْ لا تُغَيِّرْها قُرَيشٌ بمُلكِها
يكُنْ عَنْ قُرَيشٍ مُستمازٌ ومَرْحلُ
ونَعرُرْ أُناساً عَرّة ً يَكرَهونها
ونَحيا كراماً، أوْ نموتُ، فنُقتَلُ
وإن تحملوا عنهمْ، فما من حمالة ٍ
وإن ثقلتْ، إلاّ دمُ القومِ أثقلُ
وإنْ تَعرِضوا فيها لنا الحقَّ، لم نكُنْ
عن الحقّ عمياناً، بل الحقَّ نسألُ
وقَدْ نَنزِلُ الثّغرَ المخوفَ، ويُتّقى
بنا الناسُ واليومُ الأغَرُّ المُحَجَّلُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> بانَتْ سُعادُ ففي العَيْنينِ مُلْمُولُ
بانَتْ سُعادُ ففي العَيْنينِ مُلْمُولُ
رقم القصيدة : 17527
-----------------------------------
بانَتْ سُعادُ ففي العَيْنينِ مُلْمُولُ
مِنْ حُبّها، وصَحيحُ الجسْمِ مخبولُ
فالقَلبُ، مِنْ حُبّها، يَعْتَادُهُ سَقَمٌ
إذا تذكرتُها، والجسمُ مسلولُ
وإن تناسيتُها أو قلتُ: قد شحطتْ
عادتْ نواشطُ مِنها، فَهْوَ مكبولُ
مرْفوعة ٌ عَنْ عيونِ النّاسِ في غُرَفٍ
لا يَطْمَعُ الشِّيبُ فيها والتّنابيلُ
يخالطُ القلبَ بعدَ النومِ لذتها
إذا تنبهَ، واعتلَّ المتافيلُ
يروي العطاشَ لمى عذبٌ مقبلهُ
في جيدِ آدمَ، زانَتْهُ التّهاويلُ
حليٌ يشبُّ بياضَ النحرِ واقدهُ(15/151)
كما تُصَوَّرُ في الدَّيرِ التّماثيلُ
أوْ كالعَسيبِ، نماهُ جدْولٌ غَدَقٌ
وكنهُ وهجَ القيظِ الأظاليلُ
غرَّاءُ، فرْعاءُ، مصْقولٌ عَوارِضُها
كأنها أحورُ العينينِ مكحولُ
أخرقهُ وهو في أكنافِ سدرتهِ
يوم تضرمهُ الجوزاءُ، مشمولُ
فسَلِّها بأَمونِ اللّيْلِ، ناجِيَة ٍ
فيها هبابٌ إذا كلَّ المراسيلُ
قنواءَ ناضحة ِ الذفرى مفرجة ٍ
مِرْفقُها، عَنْ ضُلوعِ الزَّوْرِ، مفتولُ
تسمو، كأنَّ شراراً بينَ أذرعِها
مِنْ ناسِفِ المرْوِ، مرْضوحٌ ومَنْجولُ
كأنها واضحُ الأقرابِ في لقحٍ
أسْمى بهِنَّ، وعَزَّتْهُ الأناصيلُ
تذكرَ الشرب، إذْ هاجتْ مراتعُهُ
وذو الأشاء طَريق الماء مَشْغولُ
فظَلَّ مُرْتَبِياً، عَطْشانَ في أَمَرٍ
كأنّما مَسَّ مِنْهُ الشَّمْسُ مملولُ
يَقْسِمُ أمراً: أبَطْنَ الغِيلِ يورِدُها
أم بحرعانة َ إذا نشفَ البراغيلُ
فأجمعَ الأمرَ أصلاً ثم أوردها
وليس ماءٌ، بشربِ البحرِ معدولُ
فهاجهُنَّ على الأهواء منحدرٌ
وقع قوائمهِ بالأرضِ تحليلُ
قارِحُ عامَينِ، قَدْ طارَتْ نَسيلَتُهُ
سُنْبُكُهُ، مِن رُضاض المرْوِ، مفلولُ
يحدو خماصاً كأعطالِ القسي، لهُ
مِن صَكّهِنَّ، إذا عاقبنَ، تخبيلُ
أوْرَدها مَنْهلاً، زُرْقاً شرائِعُهُ
وقد تعطشتِ الجحْشانُ والحولُ
يَشْرَبْنَ مِن بارِدٍ عذْبٍ، وأعيُنُها
من حيثُ تخشى وراء الرامي الغيلُ
نالَتْ قليلاً، وخاضَتْ، ثمَّ أفزعها
مُرَمَّلٌ، مِن دماء الوَحْشِ، معلولُ
فانصَعْنَ كالطّيرِ، يحدوهُنَّ ذو زَجَلٍ
كأنهُ، في تواليهِنَّن مشكولُ
مستقبلٌ وهجَ لجوزاء يهجمُها
سَحَّ الشّآبيبِ، شدٌّ فيهِ تَعْجيلُ
إذا بدتْ عورة ٌ منها، أضرَّ بها
بادي الكراديس، خاظي اللّحمِ، يَتْ
يتبعهُ مثلُ هدابِ الملاء لهُ
مِنْها أعاصِيرُ: مقطوعٌ ومَوْصولُ
يا أيّها الرّاكبُ المُزْجي مَطِيَّتَهُ
أسرعْ، فأنكَ إن أدركتَ مقتولُ
لا يَخْدَعَنَّكَ كلْبيٌّ بذِمّتِهِ
إنَّ القُضاعيَّ إنْ جاوَرْتَهُ غُولُ(15/152)
كمْ قدْ هجمنا عليهمْ من مسمومة ٍ
شُعْثٍ، فوارِسُها البِيضُ، البهاليلُ
نسي النساء، فما تنعكُّ مُردفة ٌ
قد أنهجتْ عن معاريها السرابيلُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> كذَبَتْكَ عَينُكَ، أمْ رأيْتَ بواسطٍ
كذَبَتْكَ عَينُكَ، أمْ رأيْتَ بواسطٍ
رقم القصيدة : 17528
-----------------------------------
كذَبَتْكَ عَينُكَ، أمْ رأيْتَ بواسطٍ
غلسَ الظلامِ من الربابِ خيالا
وتعرضتْ لكَ بالأباطحِ بعدما
قطعتْ بأبرقَ خلة ً ووصالا
وتغولتْ لتروعنا جنية ٌ
والغانياتُ يرينكَ الأهوالا
يمددنَ من هفواتهنَّ إلى الصبى
سبباً يصدنَ بهِ الغواة َ طُوالا
ما إن رأيتُ كمكرهنَّ، إذا جرى
فِينا، ولا كحبالهنَّ حِبالا
المهدياتُ لمنْ هوينَ مسبة ً
والمحسناتُ لمنُ قلينَ مقالا
يرعينَ عهدكَ، ما رأينكَ شاهداً
وإذا مَذِلْتَ يَصِرنَ عَنْكَ مِذالا
إن الغواني، إن رأينكَ طاوياً
بردَ الشبابِن طوينَ عنكَ وصالا
وإذا وعَدْنَكَ نائِلاً، أخلَفْنَهُ
ووَجدتَ عِنْد عِداتهِنَّ مِطالا
وإذا دعونكَ عمهنَّ، فإنهُ
نسبٌ يزيدكَ عندهنَّ خبالا
وإذا وزَنْتَ حُلومَهُنَّ إلى الصّبى
رَجَحَ الصّبى بحُلومِهِنَّ فمالا
أهيَ الصريمة ُ منكَ أم محلمٍ
أمْ ذا الدَّلالُ، فطالَ ذاكَ دلالا
ولقَدْ عَلمْتِ إذا العِشارُ ترَوَّحَتْ
هَدَجَ الرّئالِ، تَكُبُّهُنَّ شَمالا
ترمي العضاهَ بحاصبٍ من ثلجها
حتى يبيتَ على العضاهِ جفالا
أنا نعجلُ بالعبيطِ لضيفنا
قَبْلَ العِيالِ، ونَقْتُلُ الأبْطالا
أبَني كُلَيْبٍ، إنَّ عَمي اللذا
قتلا الملوكَ، وفككا الأغلالا
وأخوهُما السّفاحُ ظمّأ خَيْلَهُ
حتى ورَدْنَ جِبي الكُلابِ نِهالا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> يخرجنَ منْ ثغرَ الكلابِ عليهمِ
يخرجنَ منْ ثغرَ الكلابِ عليهمِ
رقم القصيدة : 17529
-----------------------------------
يخرجنَ منْ ثغرَ الكلابِ عليهمِ
خَبَبَ السّباعِ تُبادِرُ الأوْشالا
مِنْ كلّ مُجْتَنَبٍ، شديدٍ أسْرُهُ(15/153)
سلس القيادِن تخالهُ مختالا
وممرة ٍ أثرُ السلاحِ بنحرِها
فكأنَّ فَوْقَ لَبانِها جِرْيالا
قُبِّ البُطونِ قدِ انْطَوينَ مِن السُّرى
وطِرادِهِنَّ إذا لقينَ قِتالا
مُلْحَ المُتونِ، كأنّما ألْبَسْتَها
بالماء إذْ يبسَ النضيحُ، جلالا
ولقَلَّ ما يُصْبحْنَ إلاَّ شُزَّباً
يرْكَبْنَ مِن عَرَضِ الحوادثِ حالا
فطَحَنَّ حائرَة المُلوكِ بِكَلْكَلِ
حتى احتَذَيْنَ مِنَ الدّماء نِعالا
وأبرنَ قومكَن يا جريرُ، وغيرهُمْ
وأبرنَ من حلقِ الربابِ حلالا
ولقد دخلنَ على شقيقٍ بيتهُ
ولقَدْ رأيْنَ بساقِ نَضْرَة َ خالا
وبَنو غُدانَة َ شاخِصٌ أبْصارُهُمْ
يَسْعَوْنَ تَحْتَ بُطونهِنَّ رِجالا
يَنْقُلْنهُمْ نَقْلَ الكِلابِ جِراءها
حتى ورَدنَ عُراعِراً وأُثالا
حُرزَ العيونِ إلى رياحٍ، بعدما
جعلتْ لضبة َ بالرماحِ ظلالا
ما إنْ ترَكْنَ مِنَ الغواضِرِ مُعْصِراً
إلاَّ فصَمْنَ بِساقِها خَلْخالا
ولقد سما لكمُ الهذيلُ، فنالكُمْ
بإرابَ حَيْثُ يُقَسِّمُ الأنفالا
في فيلقٍ يدعو الأراقمَ، لم تكنْ
فُرْسانُهُ عُزْلاً، ولا أكْفالا
بالخيلِ ساهمة َ الوجوهِ، كأنما
خالطنَ من عملِ الوجيفِ سلالا
ولقَدْ عَطَفْنَ عَلى قُدارَة َ عَطْفَة ً
كرّ المنيحِ، وجلنَ ثمّ مجالا
فسقينَ من عادينَ كأساً مرة ً
وأزلنَ حدّ بني الحبابِ فزالا
يَغْشَيْنَ جِيفَة َ كاهلٍ عَرَّينها
وابنَ المُهَزَّمِ، قدْ ترَكْنُ مُذالا
قفتلنَ منْ حملَ السلاحَ وغيرهم
وتَركْنَ فَلَهُمُ عَلَيْكَ عِيالا
ولقد بكى الجحافُ، مما أوْقعتْ
بالشرعبية ِ، إذا رأى الأطفالا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مواطن نموذجي ..!
مواطن نموذجي ..!
رقم القصيدة : 1753
-----------------------------------
يا أيّها الجلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هذا الصفَدْ .
ففي يدي لم تَبقَ يَدْ .
ولمْ تعُدْ في جسَدي روحٌ
ولمْ يبقَ جسَدْ .
كيسٌ منَ الجِلدِ أنا
فيهِ عِظامٌ وَنكَدْ
فوهَتُهُ مشدودَةٌ دوماً
بِحبلٍ منْ مَسَدْ !(15/154)
مواطِنٌ قُحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السماءِ والثّرى
في بلَدٍ أغفو
وأصحو في بلَدْ !
لا عِلمَ لي
وليسَ عندي مُعتَقَدْ
فإنّني مُنذُ بلغتُ الرُّشدَ
ضيّعتُ الرّشَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
بِلا عُقدْ :
إ ذ ْنايَ وَقْرٌ
وَفَمي صَمتٌ
وعينا يَ رَمَدْ
**
من أثرِ التّعذيبِ خَرَّ مَيّتاً
وأغلقوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ ( لا أحَدْ ) !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وإذا سَما للمَجْدِ فَرْعا وائِلٍ
وإذا سَما للمَجْدِ فَرْعا وائِلٍ
رقم القصيدة : 17530
-----------------------------------
وإذا سَما للمَجْدِ فَرْعا وائِلٍ
واسْتَجْمَعَ الوادي عَلَيْكَ فَسالا
كنتَ القذى في موجِ أكدرَ مزبدٍ
قذفَ الأتي بهِ، فضلَّ ضلالا
ولقدْ وطئنَ على المشاعرِ من منى
حتى قدَفْنَ على الجبالِ جِبالا
فانعقْ بضأنكَ يا جريرن فإنما
منتْكَ نَفْسُكَ في الخَلاء ضَلالا
مَنَتْكَ نَفْسُكَ أنْ تُساميَ دارِماً
أو أنْ توازنَ حاجباً وعقالاً
وإذا وضَعْتَ أباكَ في ميزانِهِمْ
قفزَتْ حديدَتُهُ إليْكَ، فَشالا
إنَّ العَرارَة َ والنُّبوحَ لدارِمٍ
والمستخفّ أخوهمُ الأثقالا
المانعين الماءَ، حتى يشربوا
عِفَواتِهِ، ويُقَسّموهُ سِجالا
وابنُ المَراَغَة ِ حابسٌ أعْيارَهُ
قذفَ الغريبة َِ ما يذقنَ بلالا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا تنهي بنو عجلٍ جريراً
ألا تنهي بنو عجلٍ جريراً
رقم القصيدة : 17531
-----------------------------------
ألا تنهي بنو عجلٍ جريراً
كما لا ينتهي عنّا هلالُ
وما يعني عن الذهلينِ إلاّ
كما يُغْني عَن الغَنمِ الخيالُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لزَيدِ اللاتِ أَقْدامٌ قِصارٌ
لزَيدِ اللاتِ أَقْدامٌ قِصارٌ
رقم القصيدة : 17532
-----------------------------------
لزَيدِ اللاتِ أَقْدامٌ قِصارٌ
قليلٌ أخذهنَ منَ النعالِ
هنيئة ُ في الضلالِ وعبدُ بكرٍ
ومنجابٌ كراعية ِ الخيالِ(15/155)
تخَلَّوا في الحوادثِ مِن أبيهِمْ
ونادَوْا خُفْرَة ً دعْوَى ضَلالِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لقَدْ جارَيْتَ يا بنَ أبي جَريرٍ
لقَدْ جارَيْتَ يا بنَ أبي جَريرٍ
رقم القصيدة : 17533
-----------------------------------
لقَدْ جارَيْتَ يا بنَ أبي جَريرٍ
عزوماً ليس ينظركَ المطالا
نصبتَ إليَّ نبلكَ من بعيدٍ
فَليسَ أوانَ تَدَّخِرُ النِّبالا
فلا، وأبيكَ، ما يستطيعُ قومٌ
إذا لمْ يأخُذوا مِنَّا حِبالا
عداوتنا، وإن كثروا وعزّوا
ولا يثنونَ أيدينا الطوالا
وما اليربوعُ محتضناً يديهِ
بمُغْنٍ عَنْ بَني الخطفى قِبالا
تشدّ القاصعاء عليهِ، حتى
تُنَفِّقَ، أوْ يموتَ بها هُزالا
فلا تدخلْ بيوتَ بني كليبٍ
ولا تَقْرَبْ لهُمْ أبَداً رِحالا
ترى منها لوامعَ مبرقاتٍ
يكدنَ ينكنَ بالحدقِ الرجالا
قصيراتِ الخطى عن كل خيرٍ
إلى السوآتِ ممسحة ً رعالا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لهانَ على فِتيانِ بَكْرِ بنِ وائلٍ
لهانَ على فِتيانِ بَكْرِ بنِ وائلٍ
رقم القصيدة : 17534
-----------------------------------
لهانَ على فِتيانِ بَكْرِ بنِ وائلٍ
وتغلبَ أصعادٌ بذاتِ الجحافلِ
سما لمراعيها نفيلٌ بفتية ٍ
فألوى بها عن بيتِ أعزلَ تافلِ
كأنْ لم تبركْ بالقنينيِّ مرة ً
ولمْ يَرْتَكِبْ مِنها لرَمْكاء حافِلِ
شديدَة ُ أزّ الآخِرَيْنِ كأنّها
إذا ابتدّها العلجان زجلة ُ قافلِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إن بني مليحو الشكلِ
إن بني مليحو الشكلِ
رقم القصيدة : 17535
-----------------------------------
إن بني مليحو الشكلِ
كمْ فيهم من فعلة ٍ وفعلِ
يَخْطِرُ بالمِنْجَلِ وَسْطَ الحَقْلِ
يوْمَ الحَصادِ خَطَرانَ الفَحْلِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ذببتُ عن أعراضكم آل وائلٍ
ذببتُ عن أعراضكم آل وائلٍ
رقم القصيدة : 17536
-----------------------------------
ذببتُ عن أعراضكم آل وائلٍ
وناضَلْتُ حتى لمْ أجِدْ مَنْ أُناضِلُهْ(15/156)
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لمن الديارُ بحايلٍ، فوُعالِ
لمن الديارُ بحايلٍ، فوُعالِ
رقم القصيدة : 17537
-----------------------------------
لمن الديارُ بحايلٍ، فوُعالِ
دَرَسَتْ وغيّرها سِنونَ خوالِ
دَرَجَ البوارِحُ فَوْقَها، فتَنَكّرَتْ
بَعدَ الأنيسِ مَعارِفُ الأطلالِ
فكأنّما هيَ، مِنْ تقادُم عَهدِها،
وَرَقٌ نُشِرْنَ مِن الكتابِ بَوالي
دمنٌ تذعذعُها الرياحُ، وتارة ً
تسقى بمرتجزِ السحاب ثقالِ
باتَتْ يَمانِيَة ُ الرِّياحِ تَقُودُهُ
حتى استقادَ لها بغيرِ حبالِ
في مظلمِ غدقِ الربابِ، كأنّما
يَسقي الأشَقَّ وعالجاً بدوالي
وعلى زبالة َ باتَ منهُ كلكلٌ
وعلى الكَثيبِ وقُلّة ِ الأدحالِ
دارٌ تبدلتِ النعامَ بأهلها
وصوارَ كلّ ملمعٍ ذيالِ
وعلا البسيطة َ فالشقيقَ بريقٍ
فالضوجَ بين روية ٍ فطحالِ
أُدْمٌ مُخدَّمَة ُ السّوادِ، كأنّها
خَيلٌ هَوامِلُ بِتنَ في أجلالِ
تَرْعى بَحازِجُها خلالَ رياضِها
وتميسُ بين سباسبٍ ورمالِ
ولَقَدْ تكونُ بها الرَّبابُ لذيذَة ً
وتصيدُ بعدَ تقتيلٍ ودلال
قلب الغويّ، إذا تنبه، بعدما
تَعتَلُّ كلُّ مُذالَة ٍ مِتفالِ
عِشنا بذلكَ حِقبَة ً مِنْ عَيشنا
وثَراً مِنَ الشّهواتِ والأموالِ
ولقد أكونُ لهنَّ صاحبَ لذة ٍ
حتى تَغَّيرَ حالُهنَّ وحالي
أغْلَيتَ، حينَ تَواكَلَتني وائلٌ
فتَنَكّرَتْ لمّا عَلَتني كَبَرَة ٌ
عِندَ المشيبِ، وآذنَتْ بزِيالِ
لمّا رَأتْ بَدَلَ الشّبابِ، بكَتْ لَهُ
والشَّيبُ أرْذَلُ هذهِ الأبدالِ
والنّاسُ هَمُّهُمُ الحياة ُ، وما أرى
طول الحياة ِ يزيدُ غير خبال
وإذا افتَقَرْتَ إلى الذَّخائِرِ، لمْ تجدْ
ذُخراً يكونُ كصالحِ الأعمالِ
ولئن نجوتُ من الحوادثِ سالما
والنفسُ مشرفة ٌ على الآجال
لأغلغلنَّ إلى كريمٍ مدحة ً
ولأُثنِيَنَّ بنايِلٍ وفَعالِ
إن ابن ربعيِّ كفاني سيبهُ
ضِغنَ العَدُوّ ونَبوَة َ البُخالِ
إنَّ المكارمَ عند ذاك غوالي
ولقد شفيتَ مليلتي من معشرٍ(15/157)
نزلوا بعقوة ِ حية ٍ قتالِ
بعدتْ قعورُ دلائهمْ، فرأيتهم
عند الحمالة ِ مغلقي الأقفالِ
ولقدْ مننتَ على ربيعة َ كلّها
وكفَيتَ كلّ مُواكِلٍ خَذّالِ
كَزْمِ اليَدينِ عَنِ العطيّة ِ، مُمسِكٍ
لَيسَتْ تَبِضُّ صَفاتُهُ بِبَلالِ
مِثلِ ابنْ بَزْعَة َ، أوْ كآخَرَ مِثلِهِ
أولى لك ابن مسيمة ِ الأجمال
إن اللئيمَ، إذا سألتَ بهرتهُ
وترى الكريمَ يَراحُ كالمُختالِ
وإذا عدلتَ به رجالاً، لم تجدْ
فَيضَ الفُراتِ كراشِحِ الأوْشالِ
فاحمِلْ هُناك على فتًى حَمّالِ
عَنها بمُنبَهِرٍ، ولا سَعّالِ
وإذا أتى بابَ الأميرِ لحاجَة ٍ
سَمَتِ العُيونُ إلى أغَرَّ طُوالِ
ضَخمٌ سُرادِقُهُ، يُعارِضُ سَيبُهُ
نَفَحاتِ كلّ صَباً وكُلّ شَمالِ
وإذا المئونَ تُؤوكلتْ أعناقها
فاحمل هنالك على فتى حمالِ
لَيسَتْ عَطِيّتُهُ، إذا ما جِئتُهُ
نَزْراً، وليسَ سِجالهُ كسِجالِ
فهو الجوادُ لمنْ تعرَّض سيبهُ
وابنُ الجوادِ وحامِلُ الأنفالِ
ومسومٍ خرقُ الحتوفِ تقودهُ
للطعنِ، يومَ كريهة ٍ وقتالِ
أقصَدْتَ قائِدَها بِعامِلِ صَعدَة ٍ
ونزلتُ عندَ تواكُلِ الأبطالِ
والخَيلُ عابِسة ٌ، كأنَّ فُروجَها
ونُحورَها يَنضَحنَ بالجِرْيالِ
والقومُ تختلفُ الأسنة ُ بينهمْ
يكبون بينَ سوافلٍ وعوالي
ولقَدْ تَرُدُّ الخَيلَ عَنْ أهوائِها
وتَلُفُّ حَدَّ رجالها بِرِجالِ
وموقعٍ، أثرُ السفارِ بخطمهِ
من سودِ عقة َ أو بني الجوالِ
يمري الجلاجل منكباهُ، كأنهُ
قُرْقورُ أعجَمَ مِنْ تِجارِ أُوالِ
بكرتْ عليَّ به التجارُ، وفوقهُ
أحمالُ طيبة ِ الرياحِ حلالِ
فوَضَعتُ غَيرَ غَبيطهِ أثقالَهُ
بِسِباءِ لا حَصِرٍ ولا وَغّالِ
ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها
وشربتها بأريضة ٍ محلال
ولقَدْ رهَنْتُ يدي المنيّة َ، مُعْلِماً
وحملتُ عند تواكلِ الحمالِ
فلأجعلنَّ بني كليبٍ شهرة ً
بعوارمٍ، هبتْ مع القفالِ
كلَّ المكارِمِ قَدْ بَلَغْتُ، وأنْتُمُ
زمعُ الكلاب معانقوا الأطفالِ
وكأنما نسيتْ كليبٌ عيرها(15/158)
بين الصريحِ وبين ذي العقالِ
يَمْشونَ حَوْلَ مُكدَّم، قد سَحّجتْ
وإذا أتَيْتَ بَني كُلَيْبٍ، لمْ تجِدْ
عدَداً يُهابُ ولا كثيرَ نَوالِ
ألعادلينَ بدارمٍ يربوعهمْ
جدعاً جريرُ لألأمِ الأعدالِ
وإذا وَرَدْتَ جريرُ، فاحبِسْ صاغراً
إنَّ البكورَ لحاجبٍ وعقالِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> هلْ تَعْرِفُ اليومَ مِنْ ماويّة َ الطَّللا
هلْ تَعْرِفُ اليومَ مِنْ ماويّة َ الطَّللا
رقم القصيدة : 17538
-----------------------------------
هلْ تَعْرِفُ اليومَ مِنْ ماويّة َ الطَّللا
تحملتْ إنسهُ منهُ، وما إحتملا
ببَطْنِ خَيْنَفَ مِنْ أُمّ الوليدِ، وقد
تامت فؤادكَ، أو كانت له خبلا
جرتْ عليه رياحُ الصيفِ حاصبها
حتى تغَيّرَ بَعْدَ الأنْسِ أوْ خَمَلا
فما بهِ غيرُ موشي أكارِعهُ
إذا أحسَّ بشخصٍ نابئ، مثلا
يرعى بخينفَ، أحياناً وتضمرهُ
أرضٌ خلاءٌ وماءٌ سائلٌ غللا
شهري جمادى ، فلما كان في رجبٍ
أتمتِ الأرضُ مما حملتْ حبلا
كأنَّ عطّارَة ً باتَتْ تُطيفُ بِهِ
حتى تسربلَ ماءَ الورسِ وانتعلا
صَبّحَهُ ضامرٌ غَرْثانُ قَدْ نَحَلا
أصابَ بالقفرِ من وسيمهِ خضلا
حتى إذا اللّيْلُ كفَّ الطّرْفَ ألبسَهُ
غَيْثٌ، إذا ما مَرَتْهُ ريحُهُ، سَحَلا
داني الربابِ إذا ارتجتْ حواملهُ
بالماء، سد فروجَ الأرض واحتفلا
فباتَ مُكْتَلِياً للبرقِ، يَرْقُبُهُ
كلَيْلة ِ الوَصْبِ، ما أغْفى وما عَقَلا
فباتَ في حِقْفِ أرْطاة ٍ، يلوذُ بها
إذا أحسَّ بسيلٍ تحتهُ انتقلا
كأنّهُ ساجِدٌ، مِنْ نَضْخِ ديمَتهِ
مُسَبِّحٌ، قام نِصْفَ اللّيلِ، فابتَهلا
ينفي الترابَ بروقيهِ وكلكلهِ
كما استمازَ رئيسُ المقنبِ النفلا
كأنّما القَطْرُ مَرْجانٌ يُساقِطُهُ
إذا علا الرَّوْقَ والمتْنَيْنِ والكَفَلا
حتى إذا الشّمْسُ وافَتْهُ بمَطْلَعِها
صحبهُ ضامرٌ غرثانُ قد نخلا
طاوٍ أزلُّ كسِرْحانِ الفَلاة ِ، إذا
لمْ تؤنِسِ الوَحْشُ مِنْهُ نَبأة ً خَتَلا(15/159)
يُشْلي سَلوقيّة ً غُضْفاً، إذا اندفَعَتْ
خافَتْ جَديلَة َ في الآثارِ أوْ ثُعَلا
مكلبينَ إذا اصطادوا، كأنهُمُ
يسقونَها بدماء الأبدِ العسلا
فانصاعَ كالوكبِ الدريّ، جردهُ
غَيْثٌ تَقَشّعَ عَنْهُ طالَ ما هَطَلا
حتى إذا قلتُ نالتهُ سوابقها
كرّ عليها، وقد أمهلنهُ مهلا
فظَلَّ يَطْعَنُهُا، شَزْراً، بمِغْولِه
إذا أصابَ بروقٍ ضارياً قتلا
كأنهن، وقد سربلنَ من علقٍ
يغشينَ موقدَ نارٍ، تقذفُ الشعلا
إذا أتاهُنَّ مَكْلومٌ، عَكَفْنَ بِه
عكفَ الفوارسِ، هابوا الدراعَ البطلا
حتى تناهينَ عنهُ سامياً حرجاً
وما هدى هدي مهزومٍ وما نكلا
وقد تبيتُ هُمُومُ النّفْسِ، تبعثُني
مِنْها نوافِذُ حتى أُعْمِلَ الحِيَلا
إذْ لا تجهمني أرضُ العدوّ، ولا
عسفُ البلادِ، إذا حرباؤها جذلا
يظلّ مرتبياً للشمسِ تصهرهُ
إذا رأى الشمس مالتْ جانباً عدلا
كأنّهُ حينَ يَمْتَدُّ النّهارُ لَهُ
إذا استقَلَّ يمانٍ، يقْرأ الطُّوَلا
وقَدْ لبِسْتُ لهذا الدَّهْرِ أعْصُرَهُ
حتى تجللَ رأسي الشيبُ واشتعلا
من كلّ مضلعة لولا أخو ثقة ٍ
ما أصبحَتْ أَمماً عِندي ولا جَلَلا
وقد أكونُ عميدَ الشَّرْبِ، تُسمِعنا
بحاءُ تسمعُ في ترجيعها صحلا
من القيانِ هتوفٌ طالَ ما ركدتْ
بفتية ٍ، يشتهونَ اللهو والغزلا
فبان مني شبابي، بعدَ لذتهِ
كأنّما كان ضَيْفاً نازلاً رَحَلا
إذ لا أطاوعُ أمرَ العاذلاتِ، ولا
أبقي على المالِ، إن ذو حاجة ٍ سألا
وكاشِحٍ مُعْرِضٍ عَني، غَفَرْتُ لهُ
وقد أبينُ منهُ الضغنَ والميلا
ولو أواجههُ مني بقارعة ٍ
ما كان كالذيب مغبوطاً بما أكلا
وموجَعٍ، كان ذا قُرْبى ، فُجِعْتُ بهِ
يوماً وأصبحتُ أرجو، بعدهُ، الأملا
ولا أرى الموتَ يأتي من يحمُّ لهُ
إلا كفاهُ ولاقى عندهُ شغلا
وبَيْنَما المرءُ مَغْبوطٌ بمأمَنِهِ
إذا خانهُ الدهرُ عما كانَ، فانتقلا
دع المغمرَ لا تسألْ بمصرعهِ
واسْألْ بمَصْقَلَة البكْريَ ما فعلا
بمتلفٍ ومفيدٍ، لا يمنّ ولا(15/160)
تهلكهُ النفسُ، فيما فاتهُ عذلا
جَزْلُ العطاء، وأقوامٌ، إذا سُئلوا
يعطونَ زراً كما تستوكفُ الوشلا
وفارسٍ غيرِ وقافٍ برايتهِ
يوم الكريهة ِ، حتى يعملَ الأسلا
ضَخْمٌ تُعَلَّقُ أشْناقُ الدّياتِ بهِ
إذا المئونَ أمرتْ، فوقهُ، حملا
ولَوْ تَكَلّفَها رِخْوٌ مَفاصِلُهُ
أو ضيقُ الباعِ عنْ أمثالها سعلا
وقدْ فككتَ عن الأسرى وثاقهُمُ
وليس يرجونَ تلجاءً ولا دخلا
وقَدْ تَنَقّذْتَهُمْ مِنْ قَعْرِ مُظْلِمة ٍ
إذا الجبانُ رأى أمثالها زحلا
فهُمْ فِداؤكَ، إذْ يَبْكونَ كلّهُمُ
ولا يرونَ همُ جاهاً ولا نفلا
ما في معدّ فتى يغني رباعتهُ
إذا يهُمُّ بأمْرٍ صالحٍ عَمَلا
ألواهبُ المائة َ الجرجورَ، سائقها
تنزو يرابيعُ متنيهِ، إذا انتقلا
إن ربيعة لنْ تنفكَّ صالحة ً
ما أخّرَ اللَّهُ عَنْ حَوْبائكَ الأجَلا
أغَرُّ لا يَحْسبُ الدُّنْيا تُخَلِّدُهُ
ولا يقولُ لشيء فاتَ ما فَعَلا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أليس ورائي، إن بلادٌ تنكرتْ
أليس ورائي، إن بلادٌ تنكرتْ
رقم القصيدة : 17539
-----------------------------------
أليس ورائي، إن بلادٌ تنكرتْ
سويدُ بنُ منجوفٍ وبكرُ بن وائلِ
وتلكَ بيوتٌ، لا تنالُ فروعها
طوالٌ أعاليها، شدادُ الأسافلِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تهمة ..
تهمة ..
رقم القصيدة : 1754
-----------------------------------
وَلِدَ الطِفلُ سليماً
ومُعافى .
طلبوا مِنهُ اعتِرافا !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> قفا يا صاحبي بنا ألما
قفا يا صاحبي بنا ألما
رقم القصيدة : 17540
-----------------------------------
قفا يا صاحبي بنا ألما
على دِمَنٍ نُسائلُها سؤالا
قفا زورا منازلَ أم عمرو
ورَسْماً بالمنازِلِ قَدْ أحالا
أهاضيبُ الدجى منْ كلّ جونٍ
سقاها بَعْدَ ساكِنها سِجالا
فكَمْ مِنْ وابِلٍ يأتي علَيْها
يُلِثُّ بها ويَحْتَفِلُ احْتفالا
فدارُ الحي خالية ٌ قليلٌ
بها الأصواتُ إلاّ أن تخالا(15/161)
كأنَّ تُرابها مِنْ نَسْجِ ريحٍ
طَحينٌ لمْ يَدَعْنَ لهُ نُخالا
ألا يا أيّها الزَّوْرُ المُحيّا
أتسْلَمُ بالوِصالِ نَعِمْتَ بالا
ليالي ما تزالُ من أم عمروٍ
ترى في كل منزلة ٍ خيالا
فحَقّاً أنَّ جيرَتَنا يقِيناً
كما زَعموا يريدونَ احْتمالا
يُفَجعُني بفُرْقتِهِمْ رجالٌ
أرادوا أن يزيدوني خبالا
عرَفْتُ البَيْنَ أينَ مَضَى رِعاءٌ
ورَدَّ رعاءُ جيرتِكَ الجِمالا
فلمّا فارقوا مرَّتْ حُدوجٌ
على بزلٍ ترى فيها اعتلالا
إذا ما ضمها الحادي بسوقٍ
حثيثٍ زادَها الحادي اختيالا
فليستْ ظبية ٌ غراءُ ظلتْ
بأعلى تلعة ٍ تزجي غزالا
بأحْسَنَ مُقْلَة ً مِنْها وجيداً
ووجهاً ناعماً كسيَ الجمالا
جرى منها السواكُ على تقي
كأنَّ البرْقَ إذْ ضحكَتْ تلالا
كأنَّ المسكَ علَّ بها ذكياً
وراحاً خالطَ العَذْبَ الزُّلالا
إذا ما القُلْبُ والخَلْخالُ ضاقا
جرى منها وشاحاها فجالا
تضُمُّ ثِيابُها كَشْحاً هَضيماً
وأرْدافاً إذا قامَتْ ثِقالا
إذا قامَتْ تَنوءُ بمُرْجَحِنّ
كدِعْصِ الرَّمْلِ يَنْهَالُ انهيالا
إلى حتى متى يا أمّ عمرو
دلالكِ طالَ ذا صرماً وطالا
على أنّي وعَيْشِكِ لَسْتُ أدْري
أصُرْماً كانَ ذلكَ أمْ دَلالا
فإنْ يكُنِ الدَّلالُ فأنْتِ منّي
يمينٌ لا أُريدُ بها شِمالا
ألمْ يكُ حُبُّكُمْ في غيرِ فُحشٍ
زماناً كادَ يُورثُني سُلالا
سأترُكُها وآخُذُ في ثَناء
لقومي لستُ قائلهُ انتحالا
ألمْ ترَ أنّ عودي تغلبيّ
نُضارٌ هزَّهُ كرَمٌ فطالا
فسَلْني بالكرامِ فإنَّ قَوْمي
كرامٌ لا أُريدُ بها بِدالا
وقَوْمي تَغْلِبٌ والحيُّ بَكْرٌ
فمَنْ هذا يوازِنُنا فِضالا
تصانُ حلومنا وترى علينا
ثِيابَ الحَزّ تُبْتَذَلُ ابْتِذالا
فكَمْ مِنْ قائِلٍ قَدْ قالَ فِينا
فلَمْ نَتْرُكْ لذي قِيلٍ مَقالا
فسَلْ عَنّا فإنْ تَنْظُرْ إلَيْنا
ترى عدداً وأحلاماً ثقالا
هُما ابنا وائلٍ بَحْرانِ فاضا
جرَى بالنّاسِ موْجُهُما فسالا
فمنْ يعدلْ بنا إلا قريشٌ(15/162)
ألَسْنا خيرَ مَنْ وطىء النّعالا
ألَسْنا نَحْنُ أقراهُمْ لضَيْفٍ
وأوفاهُمْ إذا عقدوا حبالا
وأجبرهُمْ لمختبطٍ فقيرٍ
بخير حينَ قربَ ثم نالا
كرامُ الرفدِ لا نعطي قليلاً
ولا نَنْبو لسائِلنا اعْتِلالا
سل الضيفان ليلة َ كل ريحٍ
تَلُفُّ البَرْكَ عازِمَة ً شَمالا
ألَسْنا بالقِرَى نَمشي إليهِمْ
سراعاً قبلَ أن يضعوا الرحالا
فما نَجفو الضّيافَة َ إنْ أقاموا
ولا الجيرانَ إنْ كرِهوا زوالا
ونُكْرمُ جارَنا ما دامَ فينا
ونُتْبعُهُ الكرامَة َ حَيْثُ مالا
لعَمْرُكَ ما يبيتُ الجارُ فينا
على وجلٍ يحاذرُ أنْ يغالا
فقُلْ للنّاسِ إنْ هُمُ فاضَلونا
يعدّوا مثلهنّ لهمْ جلالا
ألَسْنا مِنْ دِمَشْقَ إلى عُمانٍ
ملأنا البر أحياءً حلالا
ودجلة َ والفراتَ وكلّ وادٍ
إلى أن خالطَ النَّعَمُ الجِبالا
وشارَفْنا المدائن في جُنودٍ
لَنا مِنْهُنَّ أكثرُها رِجالا
ألا إنّ الحياة َ لناذريها
وصولتُها إذا ما العزّ صالا
ونحن الموقدونَ بكلّ ثغرٍ
ضرامَ الحربِ تشتعلُ اشتعالا
إذا ما الخَيْلُ ضيّعها رجالٌ
رَبَطْناها فشاركَتِ العِيالا
نُقاسِمُها المَعيشَة َ إذْ شتَوْنا
ونَكْسُوها البراقعَ والجِلالا
نصونُ الخيلَ ما دمنا حضوراً
ونحذوهنَّ في السفرِ النعالا
ونبعثنَّ في الغارات حتى
يقودَ الفحلَ صاحبهُ مذالا
وكلّ طمرة ٍ جرداءَ تردي
ترى الأضلاعَ بادية ً هزالا
أصابتْ من غزاة ِ القومِ جهدأً
يعرقُ من جزارتها المحالا
إذا ملتْ فوراسنا وكلتْ
عتاقُ الخيلِ زدناها كلالا
جنائِبُنا العِتاقُ لها صَهيلٌ
بأيدينا يعارضنَ البغالا
إذا نادى مُنادينا ركِبْنا
إلى الداعي فَطِرْنَ بِنا عِجالا
فهنَّ إلى الصباح مجلحاتٌ
بنا يمعنَّ إمعاناً رسالا
عوابسُ بالقنا متواتراتٌ
ترى الأبطالَ يعلونَ النهالا
بها نلنا غرائبَ من سوانا
وأحرَزْنا القرائبَ أنْ تُنالا
إذا شِينا وناشَبَنا أُناسٌ
وُجِدْنا مِنْ كرامِ النّاس حالا
وما تَحْتَ السّماء لنا ابنُ أُخْتٍ(15/163)
بمردفة ٍ عليها القدحُ جالا
ومن كل القبائلِ قدْ سبينا
مِن البِيضِ المُخَدَّرَة ِ الحِجالا
تَناضَلْنا وحَلَّ النّاسُ عنّا
فما قامتْ لنا قيسٌ نضالا
ولمْ تَسْلَمْ بَنو أسدٍ فتنجو
ومَنْ هذا نَجا مِنّا فوالى
العصر الإسلامي >> الأخطل >> طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
رقم القصيدة : 17541
-----------------------------------
طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
طَرَقَ الكَرَى مِنْهُنَّ بالأهْوالِ
حُلُمٌ سرَى بالغانِياتِ، فزارَني
مِنْ أُمّ بَكْرٍ مَوْهِناً بخَيالِ
أسرى لأشْعَثَ هاجِدٍ بمفازَة ٍ
بخيالِ ناعمة ِ السرى ، مكسالِ
فَلَهَوْتُ لَيْلَة َ ناعِمٍ، ذي لذَّة ٍ
كقريرِ عينٍ، أو كناعمِ بالِ
بغَزيرَة ٍ نَفَخَ النّعيمُ شبَابَها
غرثى الوشاحِ، شبيعة ِ الخلخالِ
في صورة ٍ تَمّتْ وأُكْمِلَ خَلْقُها
للنّاظرينَ، كصورة ِ التِّمْثالِ
تَمّتْ لمَنْ نَعَتَ النّساءَ، وأُكملَتْ
ناهيكَ منْ حُسنٍ لها وجَمالِ
وملاحة ٍ في منطقِ مترخمٍ
منْها، وحُسْنِ تَقَتُّلٍ ودَلالِ
تَرْنو بمُقْلَة ِ جؤذَرٍ بخميلَة ٍ
وبمشرقٍ بهجٍ وجيدِ غزالِ
وبواردٍ رجل كأنّ قرونهُ
منْ طولهِ، موصولة ٌ بحِبالٍ
ما روْضة ٌ خَضْراءُ، أزْهَرَ نَورُها
بالقَهْرِ بَينَ شقايقِ ورِمالِ
بهجَ الربيعُ لها، فجادَ نباتها
ونمتْ بأسحمَ وابلٍ هطالِ
حتى إذا التف النباتُ، كأنهُ
لونُ الزخارِفِ، زينتْ بصقالِ
نفت الصبا عنها الجهامَ، وأشرقتْ
للشمسِ، غبَّ جنة ٍ وطلالِ
يوْماً، بأمْلحَ مِنْكِ بهجَة َ مَنْطِقٍ
بَينَ العَشيّ وساعة ِ الآصالِ
يَنْشُدْنَ، بَعْدَ تلَمُّسٍ وسؤالِ
بَعْضُ النّجومِ، وبَعْضُهُنَّ تَوالي
تَشْفي الضَّجيعَ، إذا أرادَ عِناقَها
بمقبلٍ عذبِ المذاقِ، زلالِ
صافٍ، يرفّ كأنّما ابتسمتْ بهِ
عن غبّ غادية ٍ، غداة شمالِ
شَبِمٍ، كأنَّ الثَلْجَ شابَ رُضابَهُ
بسُلافِ خالِصَة ٍ مِنَ الجِرْيالِ(15/164)
صَهْباءَ، صافيَة ٍ، تنَزَّلَ تَجْرُها
ببلادِ صَرْخَدَ، مِنْ رؤوسِ جِبالِ
من قرقفِ الزرَجونِ فتَّ ختامها
فالدَّنُّ بين حَنابِجٍ وقِلالِ
مِنْ قَهْوَة ٍ نَفَحَتْ، كأنَّ سَطيعَها
مسكٌ، تضوعَ في غداة ِ شمالِ
أو راحَ ذي نطفٍ يظل متوجاً
للشربِ، أصهبَ قالصِ السربالِ
فكذاكَ نَكْهَتُها، إذا نبّهْتَها
والجلدُ غير مدرنٍ متفال
فَدَعِ الغوانيَ والنّشيدَ بذِكْرِها
واصْرِفْ لذِكْرِ مَكارِمٍ وفَعال
إنا لنقتادُ الجيادَ على الوجا
نحو العدى بمساعرٍ أبطالِ
في كلّ ذي لَجَبٍ، كأنَّ زُهاءهُ
لَيْلٌ تَعرَّضَ، أوْ رِعانُ جِبالِ
دهمٌ يظلُّ بهِ الفضاءُ معضلاً
كالطودِ أرعنَ مجفلَ الأثقالِ
ما بين أولهِ وآخر جمعهِ
يومٌ يسارُ وليلة ُ البغالِ
مَجْرٌ تَظَلُّ البُلْقُ في حافاتِهِ
ينشدنَن بعدَ تلمسٍ وسؤالِ
ونسيرُ بالثغرِ المخوفِ فجاجهُ
بسَلاهِبٍ جُرْدِ المتونِ، طِوالِ
خوصٍ كأن شكيمهنَّ معلقٌ
بقنا ردينة َ أو جذوعِ إوالِ
نقتادُ كلَّ طمرة ٍ رأدَ الضحى
وعِنانَ كلّ مُجلْجِلٍ، صَهّالِ
مِنْ كل أدْهمَ، كالغُرابِ سوادُهُ
طرفٍ وأحمرَ كالنديمِ نسالِ
يسقى الربيعُ يصانُ غيرَ مصردٍ
مَحْضَ العِشارِ، وقارِصَ الأشوالِ
ودَنا المُغارُ لها، فهُنَّ شَوازِبٌ
خَلَلَ المطيّ، كأنّهُنَّ مَغالِ
يمشينَ إذْ طالَ الوجيفُ على الوجا
نحوَ العدو كمشيمة ِ الرئبالِ
أوْ كالكلابِ على الهَرَاسِ، يطأنَهُ
أوْ مشْيَهُنَّ، يطأن شوْكَ سَيالِ
يخرجنَ من قطعِ العجاجِ كأنها
عِقْبانُ يوْمِ تَغَيُّمٍ وطِلالِ
خَيْلٌ إذا فَزِعَتْ كأنَّ رعيلَها
نحو العدى موضونة ٌ برعالِ
ومسومٍ عقدَ الهُمامُ برأسهِ
تاجَ الملوكِ، رددنَ في الأغلالِ
ومَكَرِّ مُعْتَرَكٍ ترَكْنَ حُماتَهُ
للطيرِ بينَ سوافلٍ وعوالي
صَرْعى يظَللُّ الطّيْرُ يَحجُلُ بَيْنها
ينقرنَ أعينها مع الأوصالِ
كمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ حَوَيْنَ نِهابَهُم
وأفأنَ مِنْ نَعَمٍ وحيِّ حِلالِ(15/165)
شُعْثِ النّواصي، عادة ٌ مِنْ فِعْلها
سفكُ الدماء، وقسمة ُ الأموالِ
فتركن قد قضينَ من حمسِ الوغى
وطَراً، وجُلْنَ هُناكَ كلَّ مجالِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أعاذلتي اليومَ ويحكُما مهلاً
أعاذلتي اليومَ ويحكُما مهلاً
رقم القصيدة : 17542
-----------------------------------
أعاذلتي اليومَ ويحكُما مهلاً
وكفا الأذى عني، ولا تكثرا عذلا
ذراني تجدْ كفي بمالي، فإنني
سأُصْبِحُ لا أسطيعُ جُوداً ولا بُخْلا
إذا وضعوا بعدَ الضريحِ جنادلاً
عليَّ، وخَلَيْتُ المطِيّة َ والرَّحْلا
وأبكيتُ من عتبانَ كلَّ كريمة ٍ
على فاجعٍ، قامَتْ مُشقِّقة ً عُطْلا
مُدمِّيَة ً حُراً مِن الوَجْهِ، حاسِراً
كأنْ لمْ تُمِتْ قَبْلي غُلاماً ولا كَهْلا
فلا أنا مُجْتازٌ، إذا ما دَخَلْتُهُ
ولا أنا لاقٍ ما ثَوَيْتُ بهِ أهْلا
وقَدْ كُنْتُ فيما قدْ بنى ليَ حافري
أعاليَهُ توّاً وأسْفَلَهُ دَحْلا
وقَدْ قسّموا مالي، وأضْحَتْ حلائلي
قدِ استَبدلَتْ غيرِي ببَهْجَتها بَعْلا
وأضحتْ لبعلٍ غير أخطلَ، إذا ثوى
تلطّ بعينيها الأشاجعَ والكحلا
أعاذلَ، إن النفسَ في كفَ مالكٍ
إذا ما دعا يوْماً، أجابَتْ لهُ الرُّسْلا
ذريني فَلا مالي يَرُدُّ مَنِيّتي
وما إن أرى حياً على نفسه قفلا
ولَيسَ بخيلُ النّفْسِ بالمالِ خالداً
ولا من جوادٍ، فاعلمي، ميتٍ هزلا
ألا ربَّ من تخشى نوائبُ قومهِ
ورَيْبُ المَنايا سابِقاتٌ بِهِ الفِعْلا
ويا رُبَّ غازٍ، وهْوَ يُرْجى إيابُهُ
وسَوْفَ يُلاقي دونَ أوْبَتِهِ شُغْلا
ذكرْتَ انقلابَ الدَّهرِ، فاذكرْ وسيمَهُ
فقدْ خلتُ حقاً حبها قاتلي قتلا
وقَدْ عَلَّقَتْني السُّقْمَ، إذْ برَقَتْ لنا
على غرة ٍ منّا، وما شعرتْ فضلى
رأيتُ لها وجهاً أغرَّ، فراعني
وطَرْفاً غَضيضاً مِثلُهُ أوْرَثَ الخَبلا
وخَدّاً أسيلاً، غيرُ زَغْبٍ مقَدُّهُ
بمذهبة ٍ في الجيدِ، قد فتلتْ فتلا
فتلكَ التي لمْ تخطِ قلبي بسهمها
وما وترتْ قوساً، ولا رصفتْ نبلا(15/166)
غداة َ بدَتْ غرّاءَ، غيرَ قصِيرَة ٍ
تذري على المتنينِ ذا عذرٍ جثلا
فجودي بما يشْفي السّقيمَ، وخلّصي
أسيراً بلا جُرْمٍ أطلْتِ لَهُ الكَبْلا
وإنّي لمِنْ عَلْياء تغْلِب وائل
لأطْولها بَيْتاً، وأثْبتِها أصْلا
أنا الجشمي الرحبُ في الحيّ منزلاً
إذا احتَلَّ مَضْهودٌ بمُضْنِيَة ٍ هَزْلا
وعمّايَ نِعْمَ المرْءُ، عَمْرٌو ومالكٌ
وثَعْلَبة ُ المُولي بمَنْظورَة ٍ فَضْلا
وقد علمتْ أفناءُ تغلبَ أنني
نُضارٌ، ولمْ أنبُتْ بقَرْقَرَة ٍ أثْلا
وأنّي يوماً لا مُضِيعٌ ذِمارَها
ولا مفلتي هاجٍ هجا تغلباً بطلا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> دنا البينُ من أروى ، فزالتْ حمولُها
دنا البينُ من أروى ، فزالتْ حمولُها
رقم القصيدة : 17543
-----------------------------------
دنا البينُ من أروى ، فزالتْ حمولُها
لتشغلَ أروى عن هواها شغولُها
وما خفتُ منها البينَن حتى تزعزتْ
هماليجُها وازورَّ عني دليلها
وأقسمُ ما تنآك، إلا تخيلتْ
على عاشقٍ جنانُ أرضٍ وغولها
ترى النفسَ أروى جنة ً حيلَ دونها
فيا لكِ نفساًن لا يصابُ غليلها
وكَمْ بخِلَتْ أرْوى بما لا يَضِيرُها
وكم قتلتْ، لو كانَ يودى قتيلها
وباعَدَ أرْوى ، بَعدَ يوميْ تَعِلّة ٍ
خَبيبُ مطايا مالكٍ وذَميلُها
تواصَلوا وقالوا زعزِعوهنَّ، بعدما
جرى الماءُ مِنها، وارفأنَّ جَفولها
إذا هبطَتْ مَجْهولَة ً عَسَفَتْ بها
معرقة ُ الألحي، ظماءٌ خصيلُها
فإنْ تكُ قدْ شطّتْ نواها، فرُبّما
سقتنا دُجاها ديمة ٌ وقبولها
لها مَرْبَعٌ بالثِّني، ثِني مُخاشِنٍ
ومنزلة ٌ لم يبقَ إلا طلولها
طفتْ في الضحى أحداجُ أروى ، كأنّها
قُرًى مِنْ جُواثى مُحْزَئِلٌّ نخيلُها
لدنْ غدوة ً، حتى إذا ما تيقظتْ
هواجِرُ مِنْ شَعْبانَ حامٍ أصيلُها
فما بلغتها الجردُ حتى تحسرتْ
ولا العيسُ حتى انضمَّ منها ثميلها
لعمريـ، لئنْ أبصرتُ قصدي، لربما
دعاني إلى البيض المراضِ دليلها
ووَحْشٍ أرانيها الصّبى ، فاقْتَنَصْتُها(15/167)
وكأسِ سُلافٍ باكَرَتْني شَمولها
فما لبّثَتْني أنْ حَنَتْني، كما ترى :
قصيراتُ أيامِ الصبى وطويلُها
وما يزدهيني في الأمور أخفها
وما أضْلعَتْني يوْمَ نابَ ثقيلُها
ولكنْ جليلُ الرأي في كل موطنٍ
وأكرمُ أخلاق الرجال جليلُها
إذا الشعراء أبصرتني تثلعبتْ
مقاحيمُها وازورَّ عني فحولها
ومُعْترِضٍ لو كُنتُ أزمعْتُ شتمَهُ
إذاً لكفَتْهُ كِلْمَة ٌ، لوْ أقولها
قريبَة ُ تَهْجوني وعوْفُ بنُ مالكٍ
وزَيْدُ بنُ عَمْرٍو: غِرُّها وكُهولها
ألا إنَّ زَيْدَ اللاّتِ، لا يسْتجيرُها
كريمٌ، ولا يوفي فَتيلاً قبيلُها
مغازيلُ، حلاَّ لون بالغَيْبِ، لا تُرى
غريبتُهُمْ، إلاَّ لَئيماً حَليلُها
أمَعْشَرَ كَلْبٍ، لا تكونوا كأنّكُمْ
بعمياء، مسدودٍ عليكمْ سبيلُها
فما الحقّ ألا تنصفوا من قتلتمُ
ويودي لعَوْفٍ والعُقابِ قتيلُها
فلا تنشدونا من أخيكمْ ذمامة ً
ويسلمُ أصداءَ العويرِ كفيلها
أحاديثَ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقدٌ
ورمازة ٌ، مالتْ لمنْ يستميلُها
إذا نمتُ عن أعراضِ تغلبَ، لم ينمْ
أذى مالكٍ أضغانُها وذُحولها
فلا يسقطنكمْ بعدَها، آل مالكٍ
شرارُ أحاديثِ الغواة ِ وقيلُها
جزى اللَّهُ خيراً مِن صديقٍ وإخوة ٍ
بما عملتْ تيمٌ وأوتى سولها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَلَيْكَ جديدَ وجْهِكَ فابتَذِلْهُ
عَلَيْكَ جديدَ وجْهِكَ فابتَذِلْهُ
رقم القصيدة : 17544
-----------------------------------
عَلَيْكَ جديدَ وجْهِكَ فابتَذِلْهُ
فقدْ خلاكَ ربكَ للسؤالِ
كأنّكَ إذْ عَلِقْتَ بعَرْدميّ
سَمَيْتَ إلى أُميّة َ بالحبالِ
لقدْ تركَ النكاحُ أبا سليمٍ
كظهرِ الطستِ ليسَ بذي قبالِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عزَّ الشرابُ، فأقبلتْ مشروبة ً
عزَّ الشرابُ، فأقبلتْ مشروبة ً
رقم القصيدة : 17545
-----------------------------------
عزَّ الشرابُ، فأقبلتْ مشروبة ً
هَدَرَ الدِّنانُ بها هديرَ الأفحُلِ
وتغيظتْ أيامُها في شارفٍ(15/168)
نُقِلَتْ قرائنُهُ، ولمّا يُنْقَلِ
وترى القِلالَ بجانَبيْهِ، كأنّها
قلص يسفنَ فروجَ قرمٍ مرسلِ
وكأنَّ أصواتَ الغواة ِ تعودهُ
أصْواتُ نَوْحٍ، أو جَلاجلُ عَوْكلِ
حتى تصببَ ماؤهُ عنْ جلفهِ
ضَخْمُ المُقدَّمِ، سَحْبَليُّ الأسْفَلِ
نبيتُ عبداً منْ عتيبٍ سبني
سَفَها، ويَحْسبُ أنّهُ لمْ يَفْعَلِ
عبداً تقاعسَ من عتبٍ ربهُ
واللؤمُ عُلِّقَهُ مكانَ المِحْمَلِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها
رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها
رقم القصيدة : 17546
-----------------------------------
رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها
كيما تبينَ فما تريدُ زيالها
ولئنْ أُمامة ُ فارقَتْ، أوْ بَدَّلَتْ
وداً بودكَ، ما صرمتَ حبالها
ولئن أُمامة ُ ودَّعتْكَ، ولمْ تخُنْ
ما قدْ علمتَ لتدركنَّ وصالها
إرْبَعْ على دِمَنٍ تَقَادَمَ عَهدُها
بالجَوْفِ واستَلَب الزَّمانُ حِلالها
دمِنٌ لقاتِلَة ِ الغَرانِقِ ما بها
إلاَّ الوُحوشُ خَلَتْ لهُ وخلا لها
بكرتْ تسائلُ عن متيمِ أهلهِ
وهي التي فعلتْ به أفعالها
كانت تريكَ إذا نظرتَ أمامها
مَجْرَى السُّموطِ ومَرَّة ً خَلخالها
دعْ ما مضَى منها فرُبَ مُدامة ٍ
صَهْباءَ، عارِية ِ القَدى ، سَلْسالِها
باكرتُها عند الصباحِ على نجى
ووَضَعْتُ غَيرَ جِلالها أثْقالها
صحبتها غرَّ الوجوهِ غرانقاً
مِنْ تَغْلبَ الغَلْباءِ، لا أسْفالَها
إخسأ إلَيْكَ، جريرُ، إنّا مَعشرٌ
منا السماءُ: نجومها وهلالُها
ما رامنا ملكٌ يقيمُ قناتنا
إلا استبحنا خيلهُ ورِجالها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ودعا اللؤمُ أهلهُ وبنيهِ
ودعا اللؤمُ أهلهُ وبنيهِ
رقم القصيدة : 17547
-----------------------------------
ودعا اللؤمُ أهلهُ وبنيهِ
فأجابُوهُ وُقّفاً ونُزولا
فأجابتْ محاربٌ وغنيّ
ودعا دونَ ذاك شبرا سلولا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> رَمَتْكَ ريّا في مَناطِ المقْتَلِ(15/169)
رَمَتْكَ ريّا في مَناطِ المقْتَلِ
رقم القصيدة : 17548
-----------------------------------
رَمَتْكَ ريّا في مَناطِ المقْتَلِ
وأنتَ لم ترمِ ولم تخبلِ
ريّا ولمْ تَدْنُ، ولمْ تُهَلِّلِ
منها، فمعقولكَ كالمخبلِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا طرقتْ أروى الرحالَ وصحبتي
ألا طرقتْ أروى الرحالَ وصحبتي
رقم القصيدة : 17549
-----------------------------------
ألا طرقتْ أروى الرحالَ وصحبتي
بأرضٍ يناصي الحزنَ منها سهولها
وقد غابتِ الشعرى العبورُ وقاربتْ
لتَنْزِلَ، والشّعرى بطيءٌ نُزولُها
ألمّتْ بشُعْثٍ راكبينَ رؤوسَهُمْ
وأكوارِ عيسٍ قدْ براها رحيلُها
تبين خليلي ناصحَ الطرفِ، هل ترى
بعَيْنِكَ ظُعْناً، قدْ أُقلَّتْ حُمولُها
تحمَّلْن مِن صَحراء فَلْجٍ، ولم يكَدْ
بصيرٌ بها من ساعة ٍ يستحيلُها
تمايَلْنَ للأهْواء، حتى كأنّما
يجورُ بها في السيرِ عمداً دليلُها
نواعِمِ، لمْ يَلقَينَ في العَيْشِ تَرْحة ً
ولا عَثْرَة ً مِنْ جَدّ سوء يُزيلُها
ولو بات يسري الذرُّ فوقَ جلودِها
لأثَّرَ في أبْشارِهنَّ مُحيلُها
فلمّا استوى نصْفُ النّهار وأظْهرِتْ
وقَدْ حانَ مِنْ عُفْرِ الظّباء مَقيلُها
حثَثْنَ المطايا، فاصْمعَدَّتْ لشأنها
ومَدَّ أزِمّاتِ الجِمالِ ذَميلُها
فلما تلاحقْنا، نبذنا تحية ً
إليهِنَّ، والتَذَّ الحديثَ أصِيلُها
فكان لدَيْنا السَرَّ بَيْني وبَيْنَها
ولمعَ غَضيضاتِ العُيونِ رسولُها
فما خلتها إلا دوالحَ أوقرَتْ
وكمتْ بحملٍ نخلُها وفسيلُها
تسلسل فيها جدولٌ من محلمٍ
إذا زعزتها الريحُ كادتْ تميلها
يكادُ يحارُ المُجْتَني وَسْطَ أيْكِها
إذا ما تنادى بالعشي هديلُها
رَأيْتُ قُرومَ ابني نِزارٍ، كلَيهما
إذا خطرتْ عندَ الإمام فُحولها
يَرَوْنَ لهمّامٍ عَلَيْهِمْ فَضيلة ً
إذا ما قرومُ الناس عدتْ فضولها
وأكملها عقلاً لدى كل موطنٍ
إذا وزنتْ، فيما يشكُّ، عقولها
فتى النّاسِ همّامٌ، وموْضِعُ بَيْتِهِ(15/170)
برَابِيَة ٍ، يعْلو الرَّوابيَ طُولها
فلوْ كانَ همامٌ من الجنّ، أصبحتْ
سجوداً لهُ جنُّ البلادِ وغولها
نَمَتْهُ الذُّرى مِنْ مالكٍ، وتعَطّفَتْ
عليهِ الروابي: فرعها وأصولها
أجادَتْ بهِ ساداتُها، فترَغّبَتْ
لأخلاقهِ: أمجادها وحفيلُها
تذرى جبالاً منهمُ مكفهرة ً
يكادُ يعسُدَّ الأفْقَ مِنْها حُلولها
لأخْذِ نَصيبٍ، أوْ لأمْرٍ يَعُولها
إذا ضُيّعَتْ عُونُ النساء وحُولها
تعدّ لأيامِ الحفاظِ كأنّها
قناً، لم يقومْ درأها مستحيلها
فما تبلتْ تبلاً، فيدركَ عندها
ولا سقبتها في سواها تُبولها
سَبوقٌ لغاياتِ الحفاظِ، إذا جرى
ووهابُ أعناقِ المئينَ حمولها
ودَفّاعُ ضَيْمٍ، لا يُسامُ دَنِيّة ً
وقَطّاعُ أقْرانِ الأمورِ، وَصُولها
وأخّاذُ أقْصى الحقّ، لا مُتَهضَّمٌ
أخوهُ، ولا هشُّ القناة ِ، رذيلها
أغرُّ أريبٌ ليس ينقضُ عهدهُ
جوادٌ، إذا ما أمحلَ الناسُ ممرعٌ
كريمٌ لجوعاتِ النساء قتولها
إذا نائِباتُ الدَّهْرِ شقّتْ عَلَيْهِمِ
كفاهُمْ أذاها، فاستخفّ ثقيلُها
عروفٌ لإضعافِ المرازي مالُهُ
إذا عَجَّ مَنْحوتُ الصَّفاة ِ، بخيلُها
وكرارُ خلفَ المرهقينَ جوادَهُ
حِفاظاً، إذا لمْ يَحْمِ أُنْثى حَليلُها
ثَنى مُهْرَهُ، والخيْلُ رَهُوٌ كأنّها
قِداحٌ على كفّيْ مُفيضٍ يُجيلُها
يُهينُ وراء الحيّ نَفْساً كريمة ً
لكبة موتٍ ليسَ يودى قتلها
ويعلمُ أنَّ المرءَ ليسَ بخالدٍ
وأنَّ مَنايا النّاسِ يَسْعى دليلُها
فإن عاش همامٌ لنا، فهوَ رحمة ٌ
مِنَ اللَّهِ، لمْ تُنْفَسْ عَلَينا فُضولها
وإنْ مات، لمْ تَسْتَبدل الأرْضُ مثلَهُ
لأخذ نصيبٍن أو لأمرٍ يعولها
وما بتُّ إلاّ واثِقاً إنْ مَدَحْتُهُ
بدَوْلَة ِ خيرٍ مِنْ نَداهُ يُديلُها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قال الشاعر ..
قال الشاعر ..
رقم القصيدة : 1755
-----------------------------------
أقولْ :
الشمسُ لا تزولْ
بلْ تنحَني
لِمحْوِ ليلٍ آخَرٍ
.. في ساعةِ الأُُفولْ !
**
أقولْ :(15/171)
يُبالِغُ القَيْظُ بِنفخِ نارِهِ
وَتصطَلي المياهُ في أُوارِهِ
لكنّها تكشِفُ للسّماءِ عَنْ همومِها
وتكشفُ الهمومُ عن غيومِها
وتبدأُ الأمطارُ بالهُطولْ
.. فتولدُ الحقولْ !
**
أقولْ :
تُعلِنُ عن فَراغِها
دَمدَمةُ الطّبولْ .
والصّمتُ إذْ يطولْ
يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ
والمُحولْ : رسولْ
يحمِلُ وعدَاً صادِقاً
بثورةِ ا لسّيو لْ !
أقولْ :
كَمْ أحرَقَ المَغولْ
مِنْ كُتُبٍ
كم سحَقَتْ سنابِكُ الخُيولْ
مِنْ قائلٍ !
كَم طَفِقَتْ تبحثُ عنْ عقولِها العُقولْ
في غَمْرةِ الذُّهولْ !
لكنّما ..
ها أنت ذا تقولْ .
هاهوَ ذا يقولْ .
وها أنا أقولْ .
مَنْ يمنعُ القولَ مِنَ الوصولْ ؟
منْ يمنعُ الوصولَ للوصولْ ؟
مَنْ يمنعُ الوصولْ ؟!
أقولْ :
عوّدَنا الدّهرُ على
تعاقُبِ الفصولْ .
ينطَلِقُ الرَبيعُ في ربيعِهِ
.. فيبلغُ الذُّبولْ !
وَيهجُمُ الصّيفُ بجيشِ نارِهِ
.. فَيسحبُ الذُّيولْ !
ويعتلي الخريفُ مَدَّ طَيشِهِ
.. فَيُدرِكُ القُفولْ !
ويصعَدُ الشّتاءُ مجنوناً إلى ذُرْوَتِهِ
.. ليبدأَ النّزولْ !
أقولْ :
لِكُلِّ فَصْلٍ دولةٌ
.. لكنّها تَدولْ !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
رقم القصيدة : 17550
-----------------------------------
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
فَحِزّانُ الصَّريمَة ِ، فالهُجولُ
منازلُ أقفرتْ من أم عمرو
يظَلُّ سَرَابُها فيها يَجولُ
شآمِيَة ُ المَحَلّ، وقَد أراها
تَعومُ لها بذي خِيَمٍ حُمُولُ
ولو تأتِ الفراشة َ والحبيا
إذاً كادَتْ تُخْبرُكَ الطُّلولُ
عنِ العهد القديمِ وما عفاها
بوارحٌ يختلفنَ ولا سيولُ
ألا أبلغْ بني شيبان عني
فما يبني وبينكمُ ذحولُ
وكُنْتُمْ إخْوتي، فخذَلتُموني
غَداة َ تخاطرَتْ تِلْكَ الفُحولُ
تواكلني بنو العلاتِ منكُمْ
وغالتْ مالكاً ويزيدَ غولُ
قريعاً وائلٍ هلكاً جميعاً
كأنَّ الأرْضَ، بعدَهُمُ، مُحوِلُ(15/172)
فإن تمنع سدوسٌ درهميها
فإنّ الريحَ طيبة ٌ قبولُ
متى آتِ الأراقِمَ لا يَضِرْني
نَبيبُ الأسْعديّ، وما يقولُ
روابٍ من بني جشمٍ بن بكرٍ
تَصَدَّعُ عَنْ مناكِبها السُّيولُ
وإنَّ بَني أُمَيّة ألبَسوني
ظِلالَ كرامَة ٍ، ما إنْ تزولُ
تَوَلاَّها أبو مَرْوَانَ بِشْرٌ
لفَضْلٍ، ما يُمَنُّ وما يحُولُ
وشهباءُ المغافرِ قارعتنا
ململمة ٍ يلوذُ بها الفلولُ
مُسَوَّمَة ٍ، كأنَّ مُحافِظِيها
تصَدَّعَ بَيْنَهُمْ صِرْفٌ شمَولُ
ركودٍ، لم تكدْ عنا رحاها
ولا مَرْحا حُمَيّاها تَزولُ
فَدافَعها بإذْنِ اللَّهِ عَنّا
شَبابُ الصّدْقِ مِنّا والكُهُولُ
ووقعُ المشرفية ُ في حديدِ
لهُنَّ وراءَ حَلْقَتِهِ صَلِيلُ
وضَنْكٍ لَوْ يقومُ الفيلُ فيهِ
لأُرْعِدتِ الفرائِصُ والخَصِيلُ
جستُ بهِ على المكروهِ نفسي
ولَيْسَ يقومُهُ إلاَّ قَليلُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
رقم القصيدة : 17551
-----------------------------------
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
على نأيهِ، أنَّ ابنَ مَغْراء قدْ عَلا
فإني لقاضٍ بينَ جعدة َ عامرٍ
وسعدٍ قضاءً يتبعُ الحقَّ فيصلاً
أبو جعدة الذئبُ الخبيثُ طعامهُ
وعوفُ بن كعبٍ، كان أكرمُ أولا
تعاف الكلابُ الضارياتُ لحومكُمْ
ويأكلنَ من أولادِ سعدٍ ونهشلا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
رقم القصيدة : 17552
-----------------------------------
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
بمنزلة ٍ تعتادُ أرحلنا فضْلا
تروقُكَ عَيْناها، وأنْتَ ترى لها
على حيثُ يُلْقى الزَّوْجُ مُنبطَحاً سَهْلا
إذا السابري الحرًّ أخلص لونها
تبينتَ لا جيداً قصيراً ولا عطلا
إذا ما مشتْ تهتزّ لا أحمرية ٌ
ولا نصفٌ تظنُّ من جسمها دخلا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ(15/173)
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
رقم القصيدة : 17553
-----------------------------------
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
نضوحٌ وريحٌ تعتريهِ جفولُ
فغَيّرَ آياتِ الحبيبِ معَ البِلى
بوارحُ تطوي تربها وسيولُ
ديارٌ لأروى والرَّبابِ، ومَن يكُنْ
لَهُ عِنْدَ أرْوى والرَّبابِ تُبولُ
يَبِتْ وهوَ مَشْحوذٌ عليهِ، ولا يُرى
إلى بيضتي وكرِ الأنوقِ سبيلُ
وما خفتُ بينَ الحيّ، حتى رأيتهم
لهُمْ بأعالي الجأبَتَيْنِ حُمولُ
فبانوا بأروى ، يومَ ذلك، كأنّها
مِنَ الأُدْمِ غَنّاءُ البُغامِ خَذولُ
مُبِنّة ُ غارٍ، أيْنما تَنْحُ شمْسُهُ
لحالٍ، فَقَرْنُ الشّمْسِ فيهِ ظَليلُ
لها منْ وراقٍ ناعمٍ ما يكنها
مرفّ ترعاهُ الضحى وربولُ
وكم قتلتْ أروى ، بلا ترة ٍ لها
وأرْوى لفُرَّاغِ الرّجالِ قَتولُ
فلو كان مبكى ساعة ٍ لبكيتها
ولكنّ شرَّ الغانيات طويلُ
ظَلِلْتُ، كأنّي شارِبٌ أزَليّة ً
ركودَ الحميا في العظامِ شمولُ
صَريعُ فِلَسْطينيّة ٍ، راعَهُ بها
من الغَورِ عنْ طولِ الفراقِ، حَليلُ
أبَوْا أنْ يُقيلوا، إذْ توقَّدَ ومُهُمْ
وقد جعلتْ عفرُ الظباء تقيلُ
وأشْرَفَ حِرباءُ الظّهيرَة ِ يَصْطلي
وهُنَّ على عيدانِهنَّ جُذول
أجَدُّوا نجاءً، غيّبَتْهُمْ عَشِيّة ً
خمائلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ
وكنتُ صحيح القلب حتى أصابني
مِنَ اللاَّمِعاتِ المُبرِقاتِ خُبولُ
من المائلاتِ الغيدِ وهناً، وإنها
على صرْمِهِ أوْ وَصْلِهِ لَغَفُولُ
وكُنَّ على أحيالهِنَّ يصِدْنَني
وهُنَّ بلايا للرِّجالِ وغُولُ
وإنَّ امرءاً لا ينْتهي عَنْ غَوايَة ٍ
إذا ما اشْتَهَتْها نَفْسُهُ لجَهُولُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
رقم القصيدة : 17554
-----------------------------------
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
ولا تهلكيني، إنَّ في الدهرِ قاتِلا(15/174)
ذريني فإنَّ الخمْرَ مِنْ لذَّة ِ الفتى
ولوْ كنتُ موغولاً عليَّ وواغلا
وإني لشرابُ الخمور معدّلٌ
إذا هَرَّتِ الكأسُ الرِّخامَ التَّنابِلا
أخو الحرب ثبتُ القولِ في كلّ موطنٍ
إذا جشأتْ نفسُ العبي المحافلا
أماويَّ لولا حبكِ العامَ لم أقعْ
بمصرَ ولم أنظرْ ببيعي قابلا
كما منعتْ أسماءُ صحبي ومزودي
عشية َ قربتُ المطية َ راحِلا
مصاحبَ خوصٍ قد نحلنَ كأنّما
يقين النفوسَ أن تمسَّ الكلاكلا
إذا كان عن حينٍ من الليلِ نبهتْ
بأصْواتِها زُغباً تُوافي الحواصِلا
توائم كُسْيَتْ بعد عُريٍ، وأُلبسَتْ
برانسَ كدراً لمْ تعنَّ الغوازلا
طوالِعُ مِنْ نَجْدِ الرَّحوبِ كأنّما
رَمى الآلُ بالأظعانِ نَخْلاً حَوامِلا
ظعائنُ لَيْلى والفُؤادُ مُكَلَّفٌ
بليلى وما تعطي أخا الود طائلا
أبتْ أن تردّ النفسَ في مستقرها
وما وصلت حبل امرئ كان واصِلا
فسَلِّ لُباناتِ الصّبى بجُلالَة ٍ
جُماليّة ٍ تطوي علَيْها المجاهِلا
كأنّ قتودَ الرحلِ فوقَ مصدرٍ
تَرعّى قِفافَ الأنعَمَينِ فعاقِلا
يحدرُ عشراً لا يرى العيش غيرُها
مشيحاً عليها في المغارِ وحاظلا
فظلت عطاشاً وهو حامٍ يذُودها
يخافُ رماة ً موقفين وحابلا
إلى أن رأى أن الشريعة َ قد خلتْ
وأتبعَ منها الآخراتُ الأوائلا
وأبصَرْنَ إذْ أجلينَ عَن كلّ تَوْلَبٍ
أبا الشبل بين الغيض والفيضِ ماثلا
فأدبرَ يَحدُوها كأنَّ زِمالَهُ
زِمالُ شَروبٍ وجْعَ مِنْهُ الأباجِلا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
رقم القصيدة : 17555
-----------------------------------
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
وبدا المحجَمْجَمُ منهما المكتومُ
للبينِ منا واختيارِ سوائنا
ولقَدْ علمْتِ لَغَيرُ ذاكَ أرُومُ
وإذا همَمْنَ بغَدْرَة ٍ أزْمَعْنَها
خُلُفاً، فليسَ وصالهُنَّ يدُومُ
ودعا الغواني إذا رأينَ تهشمي
روقُ الشبابِ فما لهنَّ حلومُ
ورأيْنَ أنّي قدْ علَتْني كَبرَة ٌ(15/175)
فالوَجْهُ فيهِ تضَمُّرٌ وسُهومُ
وطوينَ ثوبَ بشاشة ٍ أبلينهُ
فلهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمومُ
وإذا مشَيْتُ هدَجْتُ غيرَ مُبادِرٍ
رَسْفَ المُقَيَّدِ ما أكادُ أَرِيمُ
ولقَدْ يكُنَّ إليَّ صُوراً مرَّة ً
أيّام لَوْنُ غدائري يَحْمومُ
ولقد أكونُ من الفتاة بمنزلٍ
فأبيتُ لا حرجٌ ولامحرومُ
ولقَدْ أُغِصُّ أخا الشّقاقِ بِريقِه
فيصدّ وهو عن الحفاظ سؤومُ
ولقد تباكرُني على لذاتها
صَهْباءُ عاريَة ُ القذى خُرْطومُ
من عاتق حدبت عليهِ دنانهُ
وكأنّها جَرْبى بهِنَّ عَصِيمُ
مما تغالاهُ التجارُ غريبة ٍ
ولها بعانة َ والفراتِ كرومُ
وتظَلُّ تُنْصِفُنا بها قَرَوِيّة ٌ
إبريقها برقاعها ملثومُ
وإذا تعاورتِ الأكفّ زجاجها
ولهُ بخَيْنَفَ مُنْتأى وتُخومُ
وكأنَّ شاربها أصابَ لسانهُ
من داء خيبرَ أو تهامة َ مومُ
ولقَدْ تشُقُّ بيَ الفَلاة َ إذا طفَتْ
أعلامها وتغولتْ علكومُ
غولُ النجاء كأنّها متوجسٌ
بالقَرْيَتينِ موَلَّعٌ موْشومُ
باتتْ تكفئهُ إلى محانتهِ
نَكْباءُ تَلْفحُ وجْهَهُ وغُيومُ
صردُ الأديمِ كأنهُ ذو شجة ٍ
بردتْ عليهِ من المضيض كلومُ
وكأنما يجري على مدارتهِ
مِمّا تحلّبَ لؤلؤ مَنْظومُ
فحَلَمْتُها وبنو رُفيدَة َ دونها
وبدَتْ مِتانٌ حولهُ وحُزُومُ
هاجتْ لهُ غُضْفُ الضِّراء مُغيرة ً
كالقدّ ليسَ لهامهنَّ لحومُ
فانصاعَ كالمصباحِ يطفو مرة ً
ويلوحُ وهوَ مُثابِرٌ مَدْهومُ
حتى إذا ما انجابَ عَنْهُ رَوْعُهُ
وأفاقَ بعدَ فررارهِ المهزومُ
هزَّ السلاحَ لهنَّ مصعبُ قفرة ٍ
متخمطٌ بلغامهِ مرثومُ
يهوي فيقعصُ ما أصابَ بروقهِ
فجبينُهُ جسدٌ بهِ تدميمُ
فتَنَهْنَهَتْ عَنْهُ وولّى يَقْتري
رملاً بجبة َ تارة ً ويصومُ
يرعى صحارى حامرِ أصيافَها
ولهُ نجينفَ منتأى وتخومُ
وفلاة ِ يعفورِ يحارُ بها القطا
وكأنما الحادي بها مأمومُ
قدْ جُبْتُها لمّا توَقّدَ حَرُّها
إني كذاكَ على الأمورِ هجومُ
أسْرَيْتُها بِطُوالة ٍ أقرابُها(15/176)
يبغمنَ وهي عنِ البغامِ كظومُ
ولقدْ تأوبَ أم جهمٍ أركباً
طبختْ هواجرُ لحمَها وسمومُ
وقعوا وقَدْ طالتْ سُراهُمْ وَقْعة ً
فهمُ إلى ركبِ المطي جثومُ
فحملتها وبنو رفيدة َ دونها
لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلومُ
وتجاوَزَتْ خَشَبَ الأريطِ ودونهُ
عربٌ تردُّ ذوي الهمومِ ورومُ
حبسوا المطيَّ على قديمٍ عهدُهُ
طامٍ يَعينُ ومُظْلِمٌ مَسْدُومُ
فكأنَّ صَوْتَ حمامَة ٍ في قعرِهِ
عِندَ الأصيلِ إذا ارْتجسْنَ خُصُومُ
ويقعنَ في خلقَ الإزاء كأنهُ
نُؤيٌ تقادَمَ عَهْدُهُ مَهْدومُ
وإذا الذنوبُ أحيلَ في متثلمٍ
شربتْ غوائلُ ماءهُ وهزومُ
أجُمَيعُ قدْ فُسْكِلْتَ عَبْداً تابعاً
فبقيتَ أنتَ المفحَمُ المعكومُ
فاهتَمْ لنَفْسكَ يا جُمَيعُ ولا تكُنْ
لبني قريبة َ والبطونُ تهيمُ
واعدِلْ لسانَكَ عَنْ أُسيّدَ إنّهمْ
كلأٌ لمَنْ ضَغِنوا عَلَيْهِ وخيمُ
وانزع إليكَ فإنني لا جاهلٌ
بِكُمُ ولا أنا إنْ نطَقْتُ فَحومُ
وانظرْ جميعُ إذا قناتُكَ هزهزتْ
هل في قناتكَ قادحٌ ووصوم
أبني قريبَة َ إنّهُ يُخْزيكُمُ
نَسَبٌ إذا عُدَّ القديمُ لئيمُ
من والدٍ دنسٍ وخالٍ ناقصٍ
وحديثُ سوء فيكُمُ وقديمُ
أبَني قريبَة َ ويحَكُمْ لا ترْكبوا
قتبَ الغواية ِ إنهُ مشؤومُ
وملحبِ خضلِ الثيابِ كأنما
وطئتْ عليه بخفها العيثومُ
قَتلَتْ أُسامَة َ ثمَّ لمْ يَغْصَبْ لهُ
أحدٌ ولمْ تَكْسِفْ عَلَيْهِ نُجومُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
رقم القصيدة : 17556
-----------------------------------
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما
ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ
وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما
على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً
وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما
ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ
إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما(15/177)
كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها
فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما
بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ
تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما
إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ
لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما
تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها
معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما
تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها
بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما
إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى
سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا
يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما
يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما
ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ
وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما
فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها
عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما
لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى
لمثلي يا دهماء أن يتحلما
وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها
إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما
ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ
من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما
قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ
عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما
قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ
وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما
ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ
ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما
وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا
ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما
ونجمعُ للحربِ الخميسَ العرمرما
ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ
بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما
وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى
إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما
إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها
حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما
ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ
عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما
فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم
فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما
فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ
ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما
فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ
سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما
إذا نُبّهَ المبْلودُ فيها، تَغَمْغَما(15/178)
فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى
أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما
فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ
أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما
فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ
وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما
فقال: ألا لا تجشموها، وإنما
تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
رقم القصيدة : 17557
-----------------------------------
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
لمْ يَبْقَ غيرُ مُناخِ القِدْرِ والحُمَمِ
وغيرُ نؤي رمتهُ الريحُ أعصرهُ
فهو ضئيلٌ كحوض الآجنِ الهدمِ
كانَتْ منازِلَ أقوامٍ، فغَيّرها
مرّ الليالي ونضحُ العارضِ الهزمِ
وقد تكونُ بها هيفٌ، منعمة ٌ
لا يلتفعنَ على سوء ولا سقمِ
لا يصطلينَ دخانَ النار، شاتية ً
إلا بعودِ يلنجوجٍ على فحمِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدم روحها
عند الأصيلِ، هديرُ المُصْعَبِ القَطِمِ
لقدْ حلفتُ بما أسرى الحجيجُ لهُ
والنّاذرين دماءَ البُدْنِ في الحَرَمِ
لَولا الوَليدُ، وأسْبابٌ تَناوَلَني
بهنَّ، يومَ اجتماعِ الناس بالثلمِ
إذاً لكُنتُ كمَنْ أوْدى ، وَوَدَّأهُ
أهْلُ القَرابَة ِ بَينَ اللّحدِ والرَّجَمِ
أهْلي فداؤكَ، يومَ المُحْرِمونَ بها
مُقاسَمُ المالِ أوْ مُغْضٍ على ألمِ
يوْمَ المُقاماتِ، والأمْوالُ مُحْضَرَة ٌ
حولَ امرئ غيرِ ضجاجٍ ولا برمِ
إنّ ابن مروانَ أسقاني على ضمإ
بِسَجْلِ، لا عاتِمٍ رَيْثاً ولا خَذِمِ
ما يحرمُ السائلَ الدنيا، إذا عرضتْ
وما تعود منهُ المالُ بالقسمِ
لا يَستَقِلُّ رجالٌ ما تحَمّلَهُ
ولا قريبونَ منْ أخلاقهِ العظمِ
من آلِ عفانَ فياضُ العطاءِ إذا
أمسَى السحابُ خفيفَ القَطرِ، كالصِّرَم
تسوقُهُ، تَحْملُ الصُّرَّادَ مُجْدِبَة ٌ
حتى تَساقطَ بَينَ الضَّالِ والسَّلَمِ
فهم هنالك خيرُ الناسِ، كلهم(15/179)
عندَ البلاء، وأحْماهُمْ على الكَرمِ
ألباسِطونَ بِدُنياهُمْ أكُفَّهُمُ
والضَّاربُون غَداة َ العارِضِ الشَّبِمِ
والمُطْعِمون، إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ
والمقدمون على الغاراتِ بالجذمِ
عوابسَ الخيلِ إذا عضتْ شكائمها
وأصْحرَتْ عَنْ أديمِ الفِتنة ِ الحَلِمِ
هم الأولى كشفوا عنا ضبابتها
وقوَّموها بأيديهمْ عَنِ الضَّجَمِ
فإذ أتتْكُمْ وأعْطَتْكُمْ بدِرَّتِها
فاحتلبوها هنيئاً، يا بني الحكمِ
بَني أُميّة َ، قدْ أحْدَتْ فواضِلُكُمْ
منكْم جيادي، ومنكْ قبلها نعمي
فهي، غذا ذكرتُ عندي وإن قدمتْ
يوماً، كخطّ كتابِ الكف بالقلمِ
فإنْ حلَفْتُ، لقد أصْبَحْتُ شاكِرَها
لا أحْلِفُ، اليومَ، مِن هاتا على أَثِمِ
لولا بلاؤكمُ في غير واحدة ٍ
إذاً لقُمْتُ مَقامَ الخائِفِ الزَّرِمِ
أسمَعْتُكُمْ يومَ أدْعو في مُوَدَّأة ٍ
لولاكمُ شاعَ لحمي عندها ودمي
لولا تناوُلكُم أيايَ، ما علقتْ
كفّي بأرْجائِها القُصْوى ولا قَدَمي
وقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ
نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
لقَدْ خشيتُ وشاة َ النّاسِ عندكُمُ
ولا صَحيحَ عَلى الأعداء والكَلِمِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها
عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها
رقم القصيدة : 17558
-----------------------------------
عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها
فذاتُ الصَّفا: صَحْراؤها فقَصِيمُها
فأصبحَ ما بينَ الكلابِ وحابسٍ
قِفاراً، تُغَنّيها مَعَ اللّيلِ بُومُها
خلتْ غيرَ أحدانٍ تلوحُ، كأنّها
نُجُومٌ بدَتْ وانجابَ عَنْها غُيومُها
بمُستأسِدٍ يَجْري النّدى في رياضِهِ
سقتهُ أهاضيبُ الصبّا ومديُمها
إذا قُلْتُ: قد خفّتْ تَواليهِ، أصْبحتْ
بهِ الرّيحُ مِن عَينٍ سريعٍ جُمومُها
فما زالَ يسقي بطنَ خبتٍ وعرْعرِ
وأرضهُما، حتى اطمأنَّ جسيمُها
وعممها بالماء، حتى تواضعتْ
رؤوسَ المتان: سهلها وحزومُها
بمرتجز داني الربابِ، كأنّهُ(15/180)
على ذاتِ فَلْجٍ مُقْسِمٌ، لا يَريمُها
إذا طعنتْ فيهِ الجنوبُ تحاملتْ
بأعجازِ جرارِ تداعى خصومها
سَقى اللَّهُ مِنْهُ دارَ سَلْمى بِرِيّة ٍ
على أن سلمى ليس يشفى سقيمها
من العربياتِ البوادي، ولمْ تكنْ
تُلَوّحُها حُمّى دِمشقَ ومُومُها
ولو حملتني السرَّ سلمى حملتهُ
وهلْ يحملُ الأسرارُ إلا كتومُها
إليكم، أبا مروانَ يممَ أركبٌ
أتوكَ بأنضاءٍ خفافٍ لحومُها
تحسرنَ، واستقبلنَ للقيظِ وقدة ٍ
تغيرُ ألوانَ الرجال سمومُها
إليكَ من الأغوارِن حتى تراجمتْ
عراها على جونٍ قليلٍ شحومُها
رجاءً تراكُمْ، إنَّ مَن ينْتويكُمُ
يوافِقُ حُسنى ، ما يُغِبُّ نَعيمُها
فأنت الذي ترجو الصعاليكُ سيبهُ
إذا السنة ُ الشهباءُ خوتْ نجومها
ونَفْسي تُمَنيني العِراقَ وأهْلَهُ
وبشرٌ هواها منهمُ وحميمُها
إذا بلغَتْ بِشْرَ بنَ مرْوَانَ ناقتي
سرتْ خوفَها نفسي ونامتْ همومُها
إمامٌ يقودُ الخيلَ، حتى كأنها
صدورُ القنا: معوجّها وقويُمها
إلى الحرْبِ حتى تَخْضَعَ الحرْبُ، بعدما
تخمّطَ مَرْحاها وتَحمى قُرومُها
أبوكَ أبا العاصي، عليكمْ تعطفتْ
قريشٌ لكمْ: عرنينُها وصميمُها
أبى أن يكونَ التاجُ، إلا عليكمُ
لصيدِ أبي العاصي، الشديدِ شكيمها
بكم أدركَ اللهُ البرية َ، بعدما
سعى لصها فيها وهبَّ غشومها
وإنك لمأمولُ والمتقى بهِ
إذا خِيفَ مِنْ تلْكَ الأمورِ عَظيمُها
وإنكَ للأخرى ، إذا هيَ شبهتْ
لقطاعُ أقرانِ الأمورِ صرومها
فلا تطعمنَ لحمي الأعاديَ، إنهُ
سَريعٌ إلَيْكُمْ مَكْرُها ونميمُها
لقد عجموا مني قناة ً صليبة ً
إذا ضجَّ خوارُ القناة ِ سؤومُها
وما أنا، إن مدَّ المدى ، بمقصرٍ
ولا عضة ٌ مني بناجٍ سليمُها
وإنّي لقوامٌ مَقاوِمَ، لمْ يَكُنْ
جريرٌ، ولا مَوْلى جريرٍ يَقومُها
أيشتمني ابن الكلبِ، أن فاضَ دارمٌ
عليهِ ورامى صخرة ً ما يرومها
بنو دارِمٍ نَبْعٌ صِلابٌ، وأنْتُمُ
بني الكلبِ أثلٌ ما يوارى وصومها
فلَوْلا التّحشّي مِنْ رياحٍ، رمَيْتُها(15/181)
بكالمة ِ الأعراض، باقٍ وُسومها
يُغني ابنُ يَرْبوعٍ بشَتْميَ أُمَّهُ
وما وجدوا أماً لهُ عربية ً
وما أسهرتنا من ختانٍ كلومُها
وقَدْ آلَ مِن نَسْلِ المَراغَة ِ، أنّها
على النَّخْسِ والإتعابِ باقٍ رَسيمُها
وعَرَّتْ حِمارَيْها، وقد كانتِ اسْتُها
شَديداً بِسيساء الحمارِ أُزُومُها
وجدتُ كليبأً ألأم الناسِ كلهمْ
وأنتَ إذا عدَّتْ كليبٌ لئيمُها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ولم تظلما أن تكفيا الحيّ ضيفهُم
ولم تظلما أن تكفيا الحيّ ضيفهُم
رقم القصيدة : 17559
-----------------------------------
ولم تظلما أن تكفيا الحيّ ضيفهُم
وأن تسقيا سقيا السراة ِ الأكارمِ
وأن تسعيا مسعاة َ سلمى بن جندلٍ
وسعى حبيشٍ بين غولٍ وقادمِ
وأن تعقرا بكرينِ مما جمعتما
وشرّ الندامى من صحا غيرَ غارمِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شيطان الأثير ..!
شيطان الأثير ..!
رقم القصيدة : 1756
-----------------------------------
لي صديقٌ بتَرَ الوالي ذِراعَهْ
عندما امتدّتْ إلى مائدةِ الشّبعانِ
أيّامَ المَجاعَةْ .
فمضى يشكو إلى النّاسِ
ولكِنْ
أعلَنَ المِذياعُ فوراً
أنَّ شكواهُ إشاعَةْ .
فازدَراهُ النّاسُ، وانفضّوا
ولمْ يحتمِلوا حتّى سَماعَهْ .
وصَديقي مِثْلُهُمْ .. كذّبَ شكواهُ
وأبدى بالبياناتِ اقتناعَهْ !
**
لُعِنَ الشّعبُ الَّذي
يَنفي وجودَ اللهِ
إن لم تُثبتِ اللهَ بياناتُ الإذاعَةْ !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ظغائنُ، من هلالٍ ذؤابة ٌ
ظغائنُ، من هلالٍ ذؤابة ٌ
رقم القصيدة : 17560
-----------------------------------
ظغائنُ، من هلالٍ ذؤابة ٌ
هجانُ، وأما من سراة ِ الأراقمِ
إذا بُحِثَتْ أنسابُهُنَّ لسائِلٍ
دعونَ عكباً أو بجيرَ بن سالمِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا حَيّيا داراً لأمّ هِشامِ
ألا حَيّيا داراً لأمّ هِشامِ
رقم القصيدة : 17561
-----------------------------------
ألا حَيّيا داراً لأمّ هِشامِ(15/182)
وكيفَ تنادى دمنة بسلامٍ؟
أجازِيَة ٌ بالوَصْلِ، إذْ حِيلَ دونهُ
وما الذكرُ، بعدَ اليأسِ، غيرُ سقامِ
محا عارصاتِ الدارِ بعدكِ ملبسٌ
أهاضيبَ رجافِ العشي ركامِ
وكُلُّ سَماكيّ كأنَّ نَشاصَهُ
إذا راحَ أُصْلاً حافِلاتُ نَعامِ
تَعَرَّضَ بالمِصْرِ العِراقيّ، بَعْدما
تَقطّعَتِ الأهواءُ دونَ عِصامِ
إذا ضحكتْ، لم تنتهتْ وتبسمت
بأبْيضَ لمْ تَكْدُم مُتونَ عِظامِ
عشية َ رُحنا والعيونُ كأنها
جَداوِلُ سَيْلٍ، بِتْنَ غَيْرَ نِيامِ
إلى الملكِ النفاحِ، أهلي فداؤهُ
وكوري وأعلاقي العلى وسوامي
فلا تخلفنَّ الظنّ، إنكَ والندى
حَليفا صَفاء في محَلّ مَقامِ
نماكَ هشامٌ للفعالِ ونوفلٌ
وآل أبي العاصي لخيرِ أنامِ
فأنت المرجى من أمية َ كلها
وتُرْفَدُ حَمْداً مِنْ ندًى وتمامِ
وإنّي وإنْ فضَّلْتُ تغْلِبَ بالقِرى
إذا أصبحتْ غبراءَ ذات قتام
وَرَاعَ إلى النّيرانِ كُلُّ مُعَصَّبٍ
لمثنٍ على بكرٍ بشرّ أثامِ
إذا عَلِمَ البَكْريُّ أنّكَ نازلٌ
قراكَ سباباً دونَ كلّ طعامِ
لعَمْرُكَ ما قفّالُ بَكْر بنِ وائلٍ
براجِعَة ٍ أعْراضُهُم بِسلامِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> سعى لي قومي سعيَ قومٍ أعزة ٍ
سعى لي قومي سعيَ قومٍ أعزة ٍ
رقم القصيدة : 17562
-----------------------------------
سعى لي قومي سعيَ قومٍ أعزة ٍ
فأصْبَحْتُ أسمو للعُلى والمَكارِمِ
تمنوا لنبلي أنْ تطيشَ رياشُها
وما أنا عنهمْ في النضالِ بنائمِ
وما أنا إن جارٌ دعاني إلى التي
تحملَ أصحابُ الأمورِ العظائمِ
ليسمعني، والليلُ بيني وبينهُ
عن الجارِ، بالجافي ولا المتناومِ
ألم تر أني قدْ وديتُ ابنَ مرفقٍ
ولمْ تودَ قتلي عبدِ شمس وهاشمِ
جزى اللَّهُ فيها الأعوَرَينِ مَذَمّة ً
وعبدَة َ ثَفْرَ الثّوْرَة ِ المُتضاجِمِ
فأعيوا، وما المولى بمنْ قلَّ رفدهُ
إذا أجحفتْ بالناسِ إحدى العقائمِ
وما الجارُ بالرَّاعيكَ، ما دُمتَ سالماً
ويَزْحَلُ عِندَ المُضْلِعِ المُتفاقِمِ(15/183)
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يا اسْلمي بالسّعْدِ يا أُخْتَ دارِمِ
ألا يا اسْلمي بالسّعْدِ يا أُخْتَ دارِمِ
رقم القصيدة : 17563
-----------------------------------
ألا يا اسْلمي بالسّعْدِ يا أُخْتَ دارِمِ
ولوْ شَتَّ صَرْفٌ مِن نوًى لمْ تُلائمِ
هلاليّة ٌ حَلّتْ بخَبْتٍ وأوْطَنَتْ
مصيفاً من البهمى وقيظَ الصرائمَ
وقد كانَ يحلو لي زماناً حديثُها
وليسَ بنزرٍ كاختلاسِ المصارمِ
فحالَتْ قُرومٌ مِنْ بني البِشْرِ دونها
وما الوصلُ إلاّ رجعُها للمسالمِ
ولو حملتني السرَّ دوسرُ لم تضعْ
مقالَة َ ذي نُصْحٍ وللسرّ كاتِمِ
وأُسنِدَ أمْرُ الحيّ بَعْدَ التباسِهِ
إلى كل جلدٍ مبرمِ الأمرِ جازمِ
وإنّي ولَوْ شتّتْ نواها بوُدّها
لصلبُ التعزي مستمرّ الشكائمِ
وكنتُ إذا زينتُ أوجهَ معشرٍ
أنارتْ وإن أشتمْ تصرْ كالعظالمِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> فوارسُ خروبٍ تناهوا، وإنما
فوارسُ خروبٍ تناهوا، وإنما
رقم القصيدة : 17564
-----------------------------------
فوارسُ خروبٍ تناهوا، وإنما
أخو المرء من يحمى لهُ ويلايُمهْ
فخَرْتُمْ بأيّامِ الكُلابِ وغيرُكُمْ
أتيحتْ لهُ أسلابهُ ومحارمُه
ففي أي يومٍ باسلٍ، لم يكن لنا
بني عَمّنا، مِرَّاتُهُ وعزايِمُهْ
وإنّا لقوَّادونَ للأمْرِ قَوْمَنا
يكونُ لنا مَيْمونُهُ وأشايِمُهْ
وإنا لجزاؤونَ بالخيرِ أهلهُ
وبالشرّ حتى يسأمَ الشرَّ سايمُهْ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إذا هَبَطْنَ مُناخاً يَنْتَطِحْنَ بهِ
إذا هَبَطْنَ مُناخاً يَنْتَطِحْنَ بهِ
رقم القصيدة : 17565
-----------------------------------
إذا هَبَطْنَ مُناخاً يَنْتَطِحْنَ بهِ
أحلّهُنَّ سَناماً عافِياً جُشَمُ
تَرْعاهُ إنْ خافَ أقوامٌ وإنْ أمِنوا
وفي القبائلِ عنهُ غيرنا لزمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لا يَرْهبُ الضَّبْعَ مَنْ أمْسَتْ بعَقوتهِ
لا يَرْهبُ الضَّبْعَ مَنْ أمْسَتْ بعَقوتهِ
رقم القصيدة : 17566(15/184)
-----------------------------------
لا يَرْهبُ الضَّبْعَ مَنْ أمْسَتْ بعَقوتهِ
إلا الأذلاّنِ: زيدُ اللاتِ والغنمُ
هاتا لهنَّ ثغاءٌ وهي جائلة ٌ
وهؤلاء قابِلو خَسْفٍ وإنْ رَغَموا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُهاألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُها
ألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُهاألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُها
رقم القصيدة : 17567
-----------------------------------
ألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُهاألا إنَّ زَيْدَ اللاتِ، يوْمَ لَقِيتُها
عِلاقَة ُ سَوْء، في إناءٍ مُثَلَّمِ
قبيلة ٌ ما يغدرونَ بذمة ٍ
ولا يظلمونَ الناسَ مثقالَ درهمِ
ولا يردون الماءَ، إلا عشية ً
على طولِ أظْماء ووَجْهٍ مُلَطَّمِ
هوَ العَبْدُ يُجْبى كلَّ يوْمٍ ضريبَة ً
متى تُلْزِمِ العَبْدَ المذلّة َ، يَلزَمِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا يا لَيْتَ كلْباً بادلونا
ألا يا لَيْتَ كلْباً بادلونا
رقم القصيدة : 17568
-----------------------------------
ألا يا لَيْتَ كلْباً بادلونا
بمولاها، فكانَ لنا الصميمُ
فبادلنا بزيدِ اللاتِ عوضاً
كلا البدَلينِ مُقْتَرفٌ بهيمُ
وطانجة ُ التي لا عزّ فيها
تجيرُ بهِ ولا حسبٌ كريمُ
لعمركَ إنني وابني جعيلٍ
وأمهما لإستارٌ لئيمُ
فما تدري، إذا ما الناسُ ساروا
أتظعنُ بعد ذلك أم تقيمُ
يَظَلُّ بَنو النَّعامَة ِ حابِسيهِمْ
إذا وردوا، ووردُهُمُ ذميمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> شَعَبْتَ شؤونَ الرَّأسِ بَعْدَ انفراجِهِ
شَعَبْتَ شؤونَ الرَّأسِ بَعْدَ انفراجِهِ
رقم القصيدة : 17569
-----------------------------------
شَعَبْتَ شؤونَ الرَّأسِ بَعْدَ انفراجِهِ
بصَهْباء صِرْفٍ من طُلَيّة َ رُستُم
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المُبتدأ
المُبتدأ
رقم القصيدة : 1757
-----------------------------------
قَلَمي رايةُ حُكْمي
وبِلادي وَرَقَهْ(15/185)
وجماهيري ملايينُ الحُروف المارقةْ
وحُدودي مُطْلَقَهْ.
ها أنا أسْتَنشِقُ الكَوْنَ ..
لبِستُ الأرضَ نعْلاً
والسّماواتِ قَميصاً
ووضعْتُ الشّمسَ في عُروةِ ثوبي
زَنْبَقَهْ !
أَنَا سُلْطانُ السّلاطينِ
وأنتمْ خَدَمٌ للخَدَمِ
فاطلُبوا من قَدمي الصّفحَ
وبُوسُوا قَدَمي
يا سلاطينَ البِلادِ الضّيقَةْ !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وإنا لحباسونَ عكافة ً بنا
وإنا لحباسونَ عكافة ً بنا
رقم القصيدة : 17570
-----------------------------------
وإنا لحباسونَ عكافة ً بنا
لننظرَ ما يقضي إليها الأراقمُ
إذا ما قسمنا سبي قومٍ وما لهُمْ
دعانا لقومٍ آخرينَ مزاحمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> زعموا ولم أكُ شاهداً لمقامة ٍ
زعموا ولم أكُ شاهداً لمقامة ٍ
رقم القصيدة : 17571
-----------------------------------
زعموا ولم أكُ شاهداً لمقامة ٍ
أنَّ الخطيبَ لدى الإمامِ الهيثمُ
صَدَرَتْ وُفودُ النّاسِ عنْ كَلماتِه
بالشامِ إذا خرجَ الإمامُ الأعظمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أيوعدُني بَكْرٌ ويَنْفُضُ عُرْفَهُ
أيوعدُني بَكْرٌ ويَنْفُضُ عُرْفَهُ
رقم القصيدة : 17572
-----------------------------------
أيوعدُني بَكْرٌ ويَنْفُضُ عُرْفَهُ
فقلت لبكرٍ: إنما أنتَ حالمُ
ستمنعني منكْ رماحٌ ثرية ٌ
وغَلْصَمَة ٌ تزْوَرُّ عَنْها الغَلاصِمُ
فما لبني شيبانَ عندي ظلامة ٌ
ولا بِدَمٍ تَسْعى عليَّ الحَناتِمُ
غِضابٌ كأنّي في بياضِ أكُفّهِمْ
ألا رُبّما لمْ تَسْتَطِعْني اللّهازِمُ
ونبيتُ تيمَ اللاتِ تنذرُ مهجتي
وفيها هِلالٌ طالِعٌ ومُزاحِمُ
لنا حمة ٌ من يختلس بعضَ سمها
من الناسِ يعفر كفهُ وهو نادمٌ
ويَعْترِفُ البَكْرِيُّ ما دامتِ العصا
لذي العز والبكري ما اسطاعَ ظالمُ
تَدارَكَ مَفْرُوقاً بَنو عَمّ أُمّهِ
وقَدْ حَجَنَتْهُ والهِجانُ الأراقِمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أفي كلّ عامٍ لا يزالُ لعامِرٍ
أفي كلّ عامٍ لا يزالُ لعامِرٍ(15/186)
رقم القصيدة : 17573
-----------------------------------
أفي كلّ عامٍ لا يزالُ لعامِرٍ
على الفِزْرِ نَهْبٌ مِنْ أُروشٍ مُزَنَّمُ
لعَمْرُكَ ما أدْري وإنّي لسائِلٌ
أمرة ُ أم مستأخرُ الليلِ أعظمُ
وما كانتِ الجباءُ فينا مربة ً
ولا ثَمَدُ الغَوْرَينِ ذاكَ المُقدَّمُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> كأنَ أبا مروان ينزعُ ضرسهُ
كأنَ أبا مروان ينزعُ ضرسهُ
رقم القصيدة : 17574
-----------------------------------
كأنَ أبا مروان ينزعُ ضرسهُ
إذا القومُ قالوا: مَتِّعونا بدِرْهمِ
إذا الرَّقة ُ البيضاءُ لاحَتْ بُروجُها
فَدى كلُّ عطّارٍ بها أُمَّ مَرْيَمِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ومترعة ٍ كأنَّ الوردَ فيها
ومترعة ٍ كأنَّ الوردَ فيها
رقم القصيدة : 17575
-----------------------------------
ومترعة ٍ كأنَّ الوردَ فيها
كواكِبُ ليلة ٍ، فَقَدَتْ غَماما
سَقَيْتُ بها عُمارَة َ أوْ سَقاني
إذا ما الجِبسُ عَنْ ضَيْفَيْهِ ناما
العصر الإسلامي >> الأخطل >> إذا لان الصفا عن طولِ نحتٍ
إذا لان الصفا عن طولِ نحتٍ
رقم القصيدة : 17576
-----------------------------------
إذا لان الصفا عن طولِ نحتٍ
فإنّ صفاة َ تغلبَ لا تلينُ
إذا قذفتْ، نبا الجلمودُ عنها
وأوطتْ صخرة ٌ فيها زبونُ
فقلبكَ رامَها الجبارُ فينا
فكانَ لَنا، وللجبّارِ دينُ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ومسترق النخامة ِ مستكينٌ
ومسترق النخامة ِ مستكينٌ
رقم القصيدة : 17577
-----------------------------------
ومسترق النخامة ِ مستكينٌ
لوقعِ الكأس يومي بالبنانِ
حلقتُ لهُ بما أهدتْ قريشٌ
وكلِّ مشعشعِ في الجوفِ آن
لتصطحبنَ ولوْ أعرضتَ عنها
ولو أني بعقوتهِ سقاني
فطافتْ طوفتين فكاد يحيا
ودبّتْ في المفاصِلِ واللّسانِ
فلَمْ أعْرِفْ أخي حتى اصطبَحْنا
ثلاثاً فانبرى حذم العنانِ
فَلانَ الصَّوْتُ فانبسَطَتْ يَداهُ
وكانَ كأنهُ في الغل عانِ
وراح ثيابهُ الأولى سواها(15/187)
بلا بيعٍ أميم ولا مهانِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> وبالجزع من خفانَ صاحبتُ عصبة ً
وبالجزع من خفانَ صاحبتُ عصبة ً
رقم القصيدة : 17578
-----------------------------------
وبالجزع من خفانَ صاحبتُ عصبة ً
مصححة َ الأجسادِ، مرضى عيونها
فإنْ يكُ قدْ بانَ الصّبى أُمَّ مالكِ
فقد تعتريني الهيفُ ميلٌ قرونها
وليلٍ كساجِ الطيلسان، لهوتهُ
بمرنجة ٍ هيفٍ، خماصٍ بطونها
إذا احتَثّها الرُّكْبانُ، كانَ ألذَّها
إلى ذي الصّبى ، ذو ضِغْنها وحَزُونُها
إذا معكَ الدين الغريمُ، فإنها
على كل أحيانٍ تحل ديونها
العصر الإسلامي >> الأخطل >> أجريرُ إنّك والذي تَسْمو لَهُ
أجريرُ إنّك والذي تَسْمو لَهُ
رقم القصيدة : 17579
-----------------------------------
أجريرُ إنّك والذي تَسْمو لَهُ
كأسيفَة ٍ فَخَرتْ بحَدْجِ حَصانِ
حملتْ لربتها، فلما عوليتْ
نسلتْ تعارضها مع الأضغان
أتَعُدُّ مأثُرة ً لغَيْرِكَ ذكْرُها
وسناؤها في غابرِ الأزمانِ
في دارِمٍ تاجُ المُلُوكِ وصِهْرُها
أيامَ يربوعٌ مع الرعيانِ
متلففٌ في بردة ٍ حبقية ٍ
بفناء بيتِ مذلة ٍ وهوانِ
يَغْذو بنيهِ بثَلّة ٍ مَذمومَة ٍ
ويكونُ أكبرَ همهِ ربقان
سبقوا أباك بكلّ مجمعِ تلعة ٍ
بالمجدِ، عند مواقفِ الركبانِ
فإذا رأيتَ مجاشعاً قد أقبلتْ
رجَحوا، وشال أبوك في الميزانِ
فإذا كُلَيْبٌ لا تُوازِنُ دارِماً
عِفَواتُهُ وسُهولَة ُ الأعْطانِ
فاخسأ إليكَ كليبٌ، إن مجاشعاً
وأبا الفوارسِ نهشلاً أخوانِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شيخوخة البكاء..!
شيخوخة البكاء..!
رقم القصيدة : 1758
-----------------------------------
أنتَ تَبكي !؟
- أَنَا لا أبْكي
فَقَدْ جَفّتْ دُموعي
في لَهيبِ التّجرِبةْ.
- إنّها مُنْسَكِبةْ ! ؟
- هذه ليستْ دموعي
.. بلْ دِمائي الشّائِبَةْ !
العصر الإسلامي >> الأخطل >> ما زالَ ألسِنَة ٌ ناطِقينا
ما زالَ ألسِنَة ٌ ناطِقينا
رقم القصيدة : 17580(15/188)
-----------------------------------
ما زالَ ألسِنَة ٌ ناطِقينا
وأحداثُ ما يحدثُ المجرمُونا
ونقضُ العهودِ بإثرِ العهودِ
تؤزّ الكتائبَ حتى حمينا
فكاينْ ترى مِن ذكورِ السّيوفِ
تُطيرُ قَمَحْدُوَة ً والجبينا
العصر الإسلامي >> الأخطل >> لقَدْ جارى أبو لَيْلى بقَحْمٍ
لقَدْ جارى أبو لَيْلى بقَحْمٍ
رقم القصيدة : 17581
-----------------------------------
لقَدْ جارى أبو لَيْلى بقَحْمٍ
ومُنْتكِثٍ على التّقْريبِ، وانِ
إذا هبَطَ الخَبَار، كبا لفِيهِ
وخَرَّ على الجحافِلِ والجِرانِ
يبصبصُ، والقنا زورٌ إليهِ
وقَدْ أعْذَرْنَ في وَضَحِ العِجانِ
يُخَوّفُني أبو لَيْلى ، ودوني
بنو الغَمَراتِ والحَرْبِ العَوانِ
ستقذفُ وائلٌ حولي، جميعاً
وتطعنُ إن أشيتُ إلى الطعانِ
وما أنا، إن أردتُ هجاءَ قيسٍ
بمَخْذولٍ، ولا خاشي الجَنانِ
أهُمُّ بشَتْمِهمْ، ويَكُفُّ حِلمي
عَوارِمَ، يَعْتلِجْنَ على لساني
خنافسُ أدلجتْ لمبيتِ سوءٍ
ورثنَ فراشَ زانية ٍ وزان
وما أُمٌّ، رَبَوْتَ على يديْها
بطاهرة ِ الثيابِ ولا حصانِ
كأنَّ عِجانَها لَحْيا جَزورٍ
تحسرَ عنهما وضرُ الجران
ولو أني بسطتُ عليك شتمي
وجدكَ ما مسحتكَ بالدهانِ
فلا تنزلْ بجعديّ، إذا ما
تردى المكرعاتُ من الدخانِ
فإنكَ غيرُ واجدهُ حشودأً
ولا مُسْتَنْكِراً دارَ الهوانِ
يبيتُ على فراسنَ معجلاتٍ
خَبيثاتِ المغٍبّة ِ والعُثانِ
العصر الإسلامي >> الأخطل >> خبرْ بني الصلتِ عنا، إن لقتيهمُ
خبرْ بني الصلتِ عنا، إن لقتيهمُ
رقم القصيدة : 17582
-----------------------------------
خبرْ بني الصلتِ عنا، إن لقتيهمُ
أنَّ الحديدَ، إذا أمسيتُ غناني
فدونكمْ مالكاً لا يفلتنكمُ
فمالكٌ في حياضِ الموتِ دَلاَّني
العصر الإسلامي >> الأخطل >> دعاني أمرؤٌ أحمى على الناسِ عرضه
دعاني أمرؤٌ أحمى على الناسِ عرضه
رقم القصيدة : 17583
-----------------------------------
دعاني أمرؤٌ أحمى على الناسِ عرضه(15/189)
فقُلْتُ لهُ: لَبيك، لمّا دَعانِيا
هجتهُ يرابيعُ العراقِ، ولم تجدْ
لهُ في قديمِ الدَّهْرِ، إلاّ تَواليا
فإن تسعَ يابن الكلبِ تطلبُ دارماً
لتُدْركَهُ، لا تَفْتإ الدَّهْرَ عانِيا
أتطلبُ عادياً بني الله بيتهُ
عزيزاً، ولم يجعلْ لك الله بانيا
سَعَيْتَ شَبابَ الدَّهْرِ، لمْ تستطعهُمُ
أفالآن، لما أصبحَ الدهرُ فانيا
أصخْ يا بن ثفرِ الكلب عن آل دارمٍ
فإنّكَ لَنْ تسطيعَ تِلْكَ الرَّوابيا
وإنكَ لو أسريتَ ليلكَ كلهُ
مِن القَوْم، لمْ تُصْبِحْ مِن القوْم دانيا
بخستَ بيربوعٍ لتدركَ دارماً
ضلالاً لمن مناكَ تلكَ الأمانيا
أتشتمُ قوماً أثلوك بنهشلٍ
ولولاهُمُ كنتمْ كعكلٍ مواليا
مواليَ حَدَّاجي الرَّوايا، وساسة َ
الحميرِ، وتباعينَ تِلْكَ التّواليا
إذا احْتَضَرَ النّاسُ المياهَ نُفيتُمُ
عنِ الماء، حتى يُصْبَحَ الحوْضُ خاليا
أجحافٌ ما منْ كاشحٍ ذاقَ حربنا
فيفلتَ إلاّ ازدادْ عنا تناهيا
وما تمنعُ الأعداءَ منا هوادة ٌ
ولكنّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنّا الدَّواهِيا
ويَوْمَ بَني الصَّمْعاء، خاضَتْ جِيادُنا
دماء بني ذكوانَ رنقاً وصافيا
فقَدْ تركَتْهُمْ في هَوازِنَ حَرْبُنا
وما يأخذونَ الحقّ إلا تلافيا
قتلنا غنياً بالموالي، فلم نجدْ
لقتلى غنيّ للحرارة ِ شافيا
ونَصْراً، ولوْلا رغْبة ٌ عَنْ محارِبٍ
لأشبعَ قتلاها الضباعَ العوافيا
وغُضُّوا بَني عَبْسٍ لها مِن عيونِكُم
ولمّا تُصِبْكُمْ نَفْحَة ٌ مِن هجائيا
فقد كلتموني بالسوابقِ قبلها
فبرزتُ منها ثانياً من عنانيا
هجاني بنو الصمعاء، والبيدُ دونها
وما كان يلقى غبطة ً من هجانيا
وما كانتِ الصمعاءُ إلا تعلة ً
لمنْ كانَ يعتسُّ الإماءَ الزوانيا
العصر العباسي >> ابن دريد >> أهلاً وسهلاً بالذينً أودُّهمْ
أهلاً وسهلاً بالذينً أودُّهمْ
رقم القصيدة : 17584
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً بالذينً أودُّهمْ
وأحبُّهمْ في اللهِ ذي الآلاءِ(15/190)
أهلاً بقومٍ صالحينَ ذوي تقى ً
غرِّ الوجوهِ وزينِ كلِّ ملاءِ
يَسْعُونَ في طَلَبِ الحَدِيثِ بِعِفَّة ٍ
وتَوَقُّرٍو سَكِينَة ٍ وحَيَاءِ
لَهُم المَهَابَة ُ والجَلاَلة ُ والنُّهَى
وفَضَائِلُ جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ
ومِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلاَمُهُمْ
أَزْكَى وأَفْضَلُ مِنْ دمِ الشُّهَدَاءِ
يا طالبي علمَ النَّبيِّ محمَّدٍ
ما أنتمُ وسواكمُ بسواءِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لَيْسَ السَّلِيمُ سَلِيمَ أَفْعَى حَرَّة ٍ
لَيْسَ السَّلِيمُ سَلِيمَ أَفْعَى حَرَّة ٍ
رقم القصيدة : 17585
-----------------------------------
لَيْسَ السَّلِيمُ سَلِيمَ أَفْعَى حَرَّة ٍ
لكنْ سليمَ المقلة ِ النَّجلاءِ
نظرتْ ولا وسنٌ يخالطُ عينها
نظرَ المريضِ بسورة ِ الإغفاءِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> با ما يفتح أوله فيُقصر ويمدو المعنى مختلف/بالاَ تَرْكُنَنَّ إلَى الهَوَى
با ما يفتح أوله فيُقصر ويمدو المعنى مختلف/بالاَ تَرْكُنَنَّ إلَى الهَوَى
رقم القصيدة : 17586
-----------------------------------
با ما يفتح أوله فيُقصر ويمدو المعنى مختلف/بالاَ تَرْكُنَنَّ إلَى الهَوَى
واذكرْ مفارقة َ الهواءِ
يَوْماً تَصِيرُ إِلَى الثَّرَى
ويفوزُ غيركَ بالثَّراءِ
كمْ منْ صغيرٍ في رجا
بئرٍ لمنقطعِ الرَّجاءِ
غَطَّى عَلَيْهِ بِالصَّفَا
أهلُ المودَّة ِ والصَّفاءِ
ذهبَ الفتى عنْ أهلهِ
أينَ الفتي منَ الفتاءِ
زالَ السَّنا عنْ ناظريـ
ـهِ وزالَ عنْ شرفِ السَّناءِ
ما زالَ يلتمسُ الخلا
حتَّى توحَّدَ في الخلاءِ
فَانْظُرْ لِسَهْمِكَ فِي غَرَا
نُ فلمْ يمتَّعْ بالنِّساءِ
وأَرَى العَشَا فِي العَيْنِ أَكْـ
ثرَ ما يكونُ منَ العشاءِ
وأَرَى الخَوَى يُذْكِي عُقُو
لَ ذَوِي التَّفَكُّرِ فِي الخَوَاءِ
ولَرُبَّ مَمْنُوعِ العَرَا
ولَسَوْفَ يُنْبَذُ بِالعَرَاءِ
منْ خافَ منْ ألمِ الحفا
فَلْيَجْتَنِبْ مَشْيَ الحَفَاءِ
كَمْ مَنْ تَوَارَى بِالنَّقَا(15/191)
بَعْدَ النَّظَافَة ِ والنَّقَاءِ
وأَخُو الغَرَا مَنْ لاَ يَزَا
لُ بما يضرُّ أخا غراءِ
إِن الحَيَاة َ مَعَ الحَيَا
وأَرَى البَهَاءَ مَعَ الحَيَاءِ
عقلُ الكبيرِ منَ الورى
فِي الصَّالِحَاتِ مِنَ الوَرَاءِ
لوْ تعلمُ الشَّاة ُ النَّجا
منها لجدَّتْ في النجاءِ
وأَرَى الدَّوَا طُولَ السَّقَا
مِ فَلاَ تُفَرِّطْ فِي الدَّوَاءِ
وإِذَا سَمِعْتَ وحَى الزَّمَا
نِ فلا تقصِّرْ في الوحاءِ
فَلَرُبَّمَا ودَّى السَّفَا
نحوَ السَّفا أهلَ السَّفاءِ
يَا ابْنَ البَرَى إِنَّ الأَحِبَّـ
ـة َ يُوذِنُونَك بِالبَرَاءِ
فَكُلِ الفَنَا إِنْ لَمْ تَجِدْ
حلاًّ فإنَّكَ في الفناءِ
وأَرَاكَ قَدْ حَالَ العَمَى
مَا بَيْنَ عَيْنِكَ والعَمَاءِ
فانظرْ لعينكَ في الجلا
إنْ خفتَ منْ يومِ الجلاءِ
فَلَرُبَّمَا ودَّى الفَضَا
مُتَزَوِّدِيهِ إِلَى الفَضَاءِ
فَاهْدَأ هُدِيتَ إِلَى الذَّكَا
إنْ كنتَ منْ أهلِ الذَّكاءِ
فالمرءُ نبِّهَ بالعفا
إِنْ لَمْ يُفَكِّرْ فِي العَفَاءِ
سَيَضِيقُ مُتَّسَعُ المَلاَ
بالمخرجينَ منَ الملاءِ
فارغبْ لربِّكَ في الجدا
مَا أَنْتَ عَنْهُ ذُو جَدَاءِ
تُوصِي وعَقْلُكَ فِي بَذَا
فلذاكَ رأيكَ ذو بذاءِ
فكأنَّما ريحُ الصِّبا
تَجْرِي بِطُلاَّبِ الصَّبَاءِ
بَاعُوا التَّيَقُّظَ بِالكَرَى
فَعُقُولُهُمْ بِذُرَى كَرَاءِ
فكأنَّهمْ معزُ الأبا
أَوْ كَالحُطَامِ مِنَ الأَبَاءِ
كمْ منْ عظامٍ بالَّلوى
قَدْ فَارَقَتْ خَفْقَ اللِّوَاءِ
وأرى الغنى يدعو الغنيَّ
إلى الملاهي والغناءِ
يمضي الإنا بعدَ الإنا
وَمُنَاهُ فِي مَلْءِ الإِنَاء
فَلَرُبَّمَا فَضَحَ الرِّجَا
لَ ذَوِي اللِّحَى كَشْفُ اللِّحَاءِ
ولربَّما صادَ العدى
ذا السَّبقِ في صيدِ العداءِ
وَلَربَّمَا هُجِرَ البِنَا
بَعْدَ التَّأَنُّقِ فِي البِنَاءِ
فليستوِ أهلُ الكبا
وذوو التَّعطُّرِ بالكباءِ
ولربَّ ماءٍ ذي روى
يُحْتَاجَ فِيهِ إِلَى الرِّوَاءِ(15/192)
ـدَوكُلُّ شَيْءٍ لِلْبَلاَءِ
كَمْ مِنْ إِنَا يُفْنِي اللَّيَا
لِي ثُمَّ يَفْنَى بِالأَنَاءِ
وأرى القرى ما لا يدو
مُ عَلَى الزَّمَانِ لِذِي قَرَاءِ
وذووالسِّوى يرثُ الفتى
ولْيَنْزَعَنَّ مِنَ السَّوَاءِ
حُبُّ النِّسَاءِ إِلَى قِلَى
وَأَرَى الصَّلاَحَ مَعَ القَلاَءِ
ماءُ الحياة ِ روى وأنِّي
للمجلَّى بالرَّواءِ
كَمْ مِنْ إِيَا شَمْسِ رَأَيْـ
ـتُ ولاَ تَرَى مِثْلَ الأَيَاءِ
ـلُّ وبعدهُ يومُ الِّلقاءِ
ولتخرجنَّ منَ الغماءِ
فانظرْ لسمهكَ في غرا
لاَ تَسْتَقِيمُ بِلاَ غِرَاءِ
واحْذَرْ صَلَى نَارِ الجَحِيـ
مِ فَإِنَّهُ شَرُّ الصِّلاَءِ
فجرى الشَّبابُ يزولُ عنـ
ـكَ وقلَّ ما أغنى الجراءِ
وأرى الغذا لا يستطا
عُ فَمِنْ لِنَفْسِكَ بِالغِذَاءِ
كمْ قدْ وردتَ إلى أضا
وصدرتَ عنْ ذاكَ الإضاءِ
با ما يُفتح أوله فيُقصر ويكسر فيمدّ والمعنى مختلف/باوأَرَاكَ تَنْظُرُ فِي السَّحَا
لا ضيرَ في نظرِ السِّحاءِ
شمسُ الضُّحى طلعتْ عليـ
ـكَ ولا ترى شمسَ الضَّحاءِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ومنْ تكُ نزهتهُ قينة ٌ
ومنْ تكُ نزهتهُ قينة ٌ
رقم القصيدة : 17587
-----------------------------------
ومنْ تكُ نزهتهُ قينة ٌ
وكَأسٌ تُحَثُّ وأُخْرَى تُصَبْ
فَنُزْهَتُنَا واسْتِرَاحَتُنَا
تَلاَقِي العُيُونِ ودَرْسُ الكُتُبْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لنْ تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا
لنْ تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا
رقم القصيدة : 17588
-----------------------------------
لنْ تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا
فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوفَاسْتَشْعِرِ الحُوبَا
وافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيمِ وَارْضَ بِمَا
قَضَى المُهَيْمِنُ مَكْرُوهاً ومَحْبُوبَا
إِنَّ العَزَاءَ إِذَا عَزَّتْهُ جَائِحَة ٌ
ذَلَّتْ عَرِيكَتُهُ فَانْقَادَ مَجْنُوبَا
فإنْ قرنتْ إليهِ العزمَ أيَّدهُ
حتَّى يعودَ لديهِ الحزنُ مغلوبا(15/193)
فَارْمِ الأَسَى بِالأُسَى يُطْفِي مَوَاقِعَهَا
جمراً خلالَ ضلوعِ الصَّدرِ مشبوبا
منْ صاحبَ الدَّهرِ لمْ يعدمْ مجلجلة ً
يظلُّ منها طوالَ العيشِ منكوبا
إنَّ البليَّة َ لا وفرٌ تزعزعهُ
أَيْدِي الحَوَادِثِ تَشْتِيتاً وتَشْذِيبَا
وَلاَ تَفَرُّقُ أُلاَّفٍ يَفُوتُ بِهِمْ
بينٌ يغادرُ حبلَ الوصلِ مقضوبا
لَكِنَّ فُقْدَانَ مَنْ أَضْحَى بِمَصْرَعِهِ
نُورُ الهُدَى وبَهَاءُ العِلْمِ مَسْلُوبَا
أَوْدَى أَبُو جَعْفَرٍ والعِلْمَ فَاصْطَحَبَا
أَعْظِمْ بِذَا صَاحِباً إِذْ ذَاكَ مَصْحُوبَا
إِنَّ المَنِيَّة َ لَمْ تُتْلِفْ بِهِ رَجُلاً
بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَماً لِلدِّينِ مَنْصُوبَا
أَهْدَى الرَّدَى لِلثَّرَى إِذْ نَالَ مُهْجَتَهُ
نجماً على منْ يعادي الحقَّ مصبوبا
كانَ الزَّمانُ بهِ تصفو مشاربهُ
فالآنَ أصبحَ بالتَّكديرِ مقطوبا
كَلاَّ وأَيَّامُهُ الغُرُّ الَّتِي جَعَلَتْ
للعلمِ نوراً وللتَّقوى محاريبا
لاَ يَنْسَرِي الدَّهْرُ عَنْ شِبْهٍ لَهُ أَبَداً
مَا اسْتَوْقَفَ الحَجُّ بِالأَنْصَابِ أُرْكُوبَا
أَوْفَى بِعَهْدٍ وأَرْوَى عِنْدَ مَظْلَمَة ٍ
زنداً وآكدَ إبراماً وتأديبا
منهُ وأرصنُ حلماً عندَ مزعجة ٍ
تغادرُ القلَّبيَّ الذهنِ منخوبا
إذا انتضى الرَّأيَ في إيضاحِ مشكلة ٍ
أَعَادَ مَنْهَجَهَا المَطْمُوسَ مَلْحُوبَا
لا يعزبُ الحلمُ في عتبٍ وفي نزقٍ
ولا يجرِّعُ ذا الزَّلاَّتِ تثريبا
لا يولجُ الَّلغوُ والعوراءُ مسمعهُ
وَلاَ يُقَارِفُ مَا يُغْشِيهِ تَأْنِيبَا
إنْ قالَ قادَ زمامَ الصِّدقِ منطقهُ
أَوْ آثَرَ الصَّمْتَ أَوْلَى النَّفْسَ تَهْيِيبَا
لقلبهِ ناظراً تقوى سما بهما
فأيقظَ الفكرَ ترغيباً وترهيبا
تَجْلُو مَوَاعِظُهُ رَيْنَ القُلُوبِ كَمَا
يجلو ضياءُ سنا الصُّبحِ الغياهيبا
سِيَّانَ ظَاهِرُهُ البَادِي وبَاطِنُهُ
فَلاَ تَرَاهُ عَلَى العِلاَّتِ مَجْدُوبَا
لا يأمنُ العجزَ والتَّقصيرَ مادحهُ(15/194)
ولاَ يَخَافُ عَلَى الإِطْنَابِ تَكْذِيبَا
ودَّتْ بقاعُ بلادِ اللهِ لوْ جعلتْ
قَبْراً لَهُ فَحَبَاهَا جِسْمُهُ طِيبَا
كَانَتْ حَيَاتُكَ لِلدُّنْيَا وسَاكِنِهَا
نُوراً فَأَصْبَحَ عَنْهَا النُّورُ مَحْجُوبَا
لوْ تعلمُ الأرضُ ما وارتْ لقدْ خشعتْ
أقطارها لكَ إجلالاً وترحيبا
كنتَ المقوِّمَ منْ زيغٍ ومنْ ظلعٍ
وفَّاكَ نصحاً وتسديداً وتأديبا
وكنتَ جامعَ أخلاقٍ مطهَّرة ٍ
مهذَّباً منْ قرافِ الجهلِ تهذيبا
فإنْ تنلكَ منَ الأقدارِ طالبة ٌ
لَمْ يُثْنِهَا العَجْزُ عَمَّا عَزَّ مَطْلُوبَا
فَإِنَّ لِلْمَوْتِ وِرْداً مُمْقِراً فَظِعاً
على كراهتهِ لا بدَّ مشروبا
إنْ يندبوكَ فقدْ ثلَّتْ عروشهمُ
وأصبحَ العلمُ مرثيًّا ومندوبا
ومنْ أعاجيبِ ما جاءَ الزَّمانُ بهِ
وقدْ يبينُ لنا الدَّهرُ الأعاجيبا
أنْ قدْ طوتكَ غموضُ الأرضِ في لحفٍ
وَكُنْتَ تَمْلأُ مِنْهَا السَّهْل َوالُّلوبَا
العصر العباسي >> ابن دريد >> حجابكَ صعبٌ يجبهُ الحرُّ دونهُ
حجابكَ صعبٌ يجبهُ الحرُّ دونهُ
رقم القصيدة : 17589
-----------------------------------
حجابكَ صعبٌ يجبهُ الحرُّ دونهُ
وقَلْبِي إِذَا سِيمَ المَذَلَّة َ أَصْعَبُ
وما أزعجتني نحوَ بابكَ حاجة ٌ
فَأُجْشِمُ نَفْسِي رَجْعَة ً حِينَ أُحْجَبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عجائب !
عجائب !
رقم القصيدة : 1759
-----------------------------------
إنْ أنَا في وَطَني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَنا
أو أنا لم أشهَدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَرتُ )لا) واحِدَةً
وسْطَ ملايينِ(نَعَمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها ساكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنا
فأنا- لا ريبَ - مجْنونٌ
و إلاّ ..
فأنا لستُ أنا !(15/195)
العصر العباسي >> ابن دريد >> لَوْ أَنَّ قَلْباً ذَابَ مِنْ كَمَدٍ
لَوْ أَنَّ قَلْباً ذَابَ مِنْ كَمَدٍ
رقم القصيدة : 17590
-----------------------------------
لَوْ أَنَّ قَلْباً ذَابَ مِنْ كَمَدٍ
ما كانَ بينَ ضلوعهِ قلبُ
لوْ كنتَ صبّاً أوْ تسرُّ هوى
لعلمتَ ما يتجرَّعُ الصَّبُّ
يهوى اقبرابكَ وهوَ قاتلهُ
فشفاؤهُ وسقامهُ القربُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ولي صاحبٌ ماكنتُ أهوى اقترابهُ
ولي صاحبٌ ماكنتُ أهوى اقترابهُ
رقم القصيدة : 17591
-----------------------------------
ولي صاحبٌ ماكنتُ أهوى اقترابهُ
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَ أَكْرَمَ صَاحِبِ
يعزُّ علينا أنْ يفارقَ بعدما
تَمَنَّيْتُ دَهْراً أَنْ يَكُونَ مُجَانِبِي
العصر العباسي >> ابن دريد >> جِسْمُ لُجَيْنٍ قَمِيصُهُ ذَهَبٌ
جِسْمُ لُجَيْنٍ قَمِيصُهُ ذَهَبٌ
رقم القصيدة : 17592
-----------------------------------
جِسْمُ لُجَيْنٍ قَمِيصُهُ ذَهَبٌ
زرَّ على لعبة ٍ منَ الطِّيبِ
فيهِ لمنْ شمَّهُ وأبصرهُ
لونُ محبٍّ وريحُ محبوبِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أَمَاطَتْ لِثَاماً عَنْ أَقَاحِي الدَّمَائِثِ
أَمَاطَتْ لِثَاماً عَنْ أَقَاحِي الدَّمَائِثِ
رقم القصيدة : 17593
-----------------------------------
أَمَاطَتْ لِثَاماً عَنْ أَقَاحِي الدَّمَائِثِ
بِمِثْلِ أَسَارِيعِ الحُقُوفِ العَثَاعِثِ
وَنَصَّتْ عَنِ الغُصْنِ الرَطِيبِ سَوَالِفاً
يَشُبُّ سَنَاهَا لَوْنَ أَحْوَى جَثَاجِثِ
ولاَثَتْ تُثَنِّي مِرْطَهَا دِعْصَ رَمْلَة ٍ
سَقَاهَا مُجَاجُ الطَّلِّ غِبَّ الدَثَائِثِ
أَمَا وتَكَافَى مَا تَجُنُّ ثِيَابُهَا
أَلِيَّة َ بَرٍّ لاَ أَلِيَّة َ حَانِثِ
لقدْ نفثتْ ألحاظها في فؤادهِ
جوى ً لا كطبِّ العاقداتِ النوافثِ
فَإِنْ لاَ تَكُنْ بَتَّتْ نِيَاطَ فُؤَادِهِ
فَقَدْ غَادَرَتْهُ فِي مَخَالِيبِ ضَابِثِ
سجيريَّ منْ شمس بنِ عمرو بنِ غانمٍ(15/196)
ونَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثِ
هلِ الرَّبعُ بالخرجينِ فالقاعِ فالَّلوى
فأنقاءِ جنبيْ مائرٍ فالعناكثِ
على العهدِ أمْ أوفى بهِ الدَّهرُ نذرهُ
فَكَرَّ البِلَى فِيهِ بِأَيْدٍ عَوَائِثِ
فَلاَ تَطْويَا أَرْضاً حَوَتْهُ هُدِيتُمَا
ومَهْمَا تَنَلْ مِنْ مَوْقِفٍ غَيْرِ رَائِثِ
تجددَ عهدٍ أوْ قضاءَ مذمة ِ
فعاجا صدورَ اليعملاتِ الدلائثِ
عَلَى مَاثِلِ هَابِي العِرَاصِ كَأَنَّهُ
على قدمِ الأيامِ تخطيطُ عابثِ
فَوَارِيْتُ عَنْ شَوْقٍ أَقَرَّتْ صَبَابَتِي
حَثَاحِثَ مِنْهَا تَهْتَدِي بِحَثَائِثِ
وقَدْ أَزْعَجَتْ دَمْعِي بَوَاعِثُ مِلْ أَسَى
فَأَجْشَمْتُ نَفْسِي رَدْعَ تِلْكَ البَوَاعِثِ
على أنها ارتدتْ تأكلُ في الحشا
تأكلَ نارٍ أريتْ بالمحارثِ
سَقَى اللَّهُ مَثْوَى بِاللِّوَى لَيْلَة َ الْتَوَتْ
بناتُ الدجى مغدودناتِ الخنائثِ
بأشباحنا والجنُّ تعزفُ بالفلا
هَثَاهِثُهَا مَوْصُولَة ٌ بِهَثَاهِثِ
وقدْ زفرتْ صرٌّ فغشتْ صدورها
وُجُوهَ المَهَارِي بِالحَصَا والكَثَاكِثِ
يُوَاجِهُنَا شَفَّانُهَا فَكَأَنَّمَا
تمسُّ الوجوهَ بالأكفِّ الشرائثِ
تَرَى الرَّكْبَ مِنْ مُدْلٍ لِفِيهِ عِطَافَهُ
وآخرَ ثانٍ للعمامة ِ لائثِ
ومدَّ لنا الليلُ البلادَ فشبهتْ
ذُرَى الهَضْبِ مِنْ أَطْوَادِهَا بِالنَّبَائِثِ
ولمْ يكُ إلا حتُّ كلِّ تجيبة ٍ
تغولُ الفلا بالمزبداتِ الحثائثِ
فَبَيْنَا نَوَاصِيهِمْ بِحَثِّ مَطِيِّهِمْ
رَأَوْا لَمْحَة ً بَيْنَ الصُّوَى والأَوَاعِثِ
فَقَالُوا سَنَا نَجْمٍ فَقَالَ أَرِيبُهُمْ
سَنَا أَيُّ نَجْمٍ لاَحَ بَيْنَ أَيَافِثِ
هيَ النارُ شبَّ الحارثيُّ وقودها
ولمْ يقتدحها بالزنادِ المغالثِ
فملنا إلى رحبِ المباءة ِ ماجدٍ
عظيمِ المقاري غيرِ جبسٍ كنابثِ
فلما أنخنا لمْ يؤدهُ مناخنا
ولَمْ نَتَعَلَّلْ عِنْدَهُ بِالعَلاَئِثِ
وَمَالَ عَلَى البَرْكِ الهَوَاجِدِ مُصْلِتاً(15/197)
وهنَّ معداتٌ لدفعِ المغارثِ
فحكمَ سيفاً لا تزالُ ظباتهُ
محكمة ً في الناوياتِ المثائثِ
فَعَيَّثَ ثُمَّ اعْتَامَ مِنْهُنَّ بَكْرَة ً
منَ الكومِ لمْ يعلقْ بها حبلُ طامثِ
فترَّ وظيفيها فخرتْ كأنما
حوالبُ رفغيها متونُ الخفافثِ
ومالَ لأخرى فاتقتهُ بسبقها
فَجَدَّلَهُ قَصْعاًومَالَ لِثَالِثِ
فغادرهُ يكبو وقامَ عبيدهُ
فمنْ كاشطٍ عنْ نيهنَّ وفارثِ
وأَرْزَمَتِ الدُّهْمُ الرِّغَابُ كَأَنَّهَا
تُرَدِّدُ إِرْزَامَ المَتَالِي الرَّوَاغِثِ
وبتنا نعاطي الراحَ بعدَ اكتفائنا
عَلَى مُحْزَئِلاَّتٍ وِثَارٍ أَثَائِثِ
فَنِعْمَ فَتَى الجَلَّى ومُسْتَنْبِطُ النَّدَى
وملجاًُ مكروبٍ ومفزعُ لاهثِ
عياذُ بنُ عمرو بنِ الحليسِ بنِ جابرِ بـ
نِ زَيْدِ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَارِثِ
فلا تنسني الأيامُ عهدكَ باللوى
أجلْ إنَّ ما أربتُ ليسَ بناكثِ
عداني أنْ أزدارَ أرضاً حللتها
ظهورُ الأعادي واعتنانُ الحوادثِ
عَلَى أَنَّني لاَ أَسْتَكِينُ لِنَكْبَة ٍ
ولاَ أَتَعَايَا بِاخْتِبَاطِ الهَنَابِثِ
تفوقتُ درَّ الدهرِ طوراً ملائماً
وطَوْراً يُلاَقِينِي بِبَطْشٍ مُشَارِثِ
كَمَا لَمْ يَكُنْ عَصْرُ النَّضَارَة ِ لاَبِثاً
كذلكَ عصرُ البؤسِ ليسَ بلابثِ
أَفِدْ مَا اسْتَفَادَتْهُ يَدَاكَ فَإِنَّهُ
عليكَ إذا لمْ تمضهِ غيرَ ماكثِ
ولاَ تَمْنَعَنْ مِنْ أَوْجُهِ الحَقِّ مِثْلَمَا
يَكُونُ وشِيكاً لاِسْتِهَامِ المَوَارِثِ
ضننتَ بهِ حياً وبؤتَ بإصرهِ
وقَدْ آضَ نَهْباً بَيْنَ أَيْدٍ قَوَاعِثِ
وغُودِرْتَ فِي غَبْرٍ يُوَارِي تُرَابُهَا
ضريحكَ بالأيدي الحواثي النوابثِ
فَمَا المَالُ إِلاَّ مَا ذُكِرْتَ بِبَذْلِهِ
إِذَا بُحِثَتْ أَنْبَاؤُهُ فِي المَبَاحِثِ
وما الذخرُ إلا ما ابتأرتَ منَ التقى
إِذَا نُشِرَتْ مُسْتَوْعَبَاتُ الأَحَادِثِ
حبا الشعرَ تعظيماً أناسٌ وإنهُ
لأحقرُ عندي منْ نفاثة ِ نافثِ
وهلْ يحفلُ البحرُ اللغامَ إذا غمى(15/198)
فطاحَ على تيارهِ المتلاطثِ
فلوْ أنني أجشمتُ نفسي انبعاثهُ
لأخرجتُ منهُ غامضاتِ المباحثِ
وأبديتُ منْ مكنونهِ غامضَ سرهِ
مَدَافِنَ لَمْ يَظْفَرْ بِهَا أَبْثُ آبِثِ
تفوقَ درَّ الشعرِ قومٌ أذلة ٌ
فَعَزُّوا بِهِ والشِّعْرُ جَمُّ المَرَامِثِ
ولوْ أنني أمري حواشكَ درهِ
تَرَكْتُ لَهُمْ مِنْهُ فُظُوظَ المَفَارِثِ
أَرَانِي ولاَ كُفْرَانَ بِاللَّهِ وَاثِقاً
بِتَأْرِيبِ حَزْمٍ عَقْدُهُ غَيْرُ والِثِ
إذا ما امتضيتُ الماضيينِ عزيمة ً
مصممة ً لمْ ترتدعْ بالربائثِ
وحزماً إذا ما الحادثاتُ اعترضنهُ
تَصَدَّعْنَ عَنْهُ مُقْدِماً غَيْرَ رَائِثِ
وإني متى أشرفَ على مصمئلة ٍ
تثأثئ أقدامَ الرجالِ الدلاهثِ
عَلَوْتُ عَلَى أَكْتَادِ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
تردى بأعطافِ الخطوبِ الكوارثِ
أَتَتْنِي عَلَى طَلْحِ الشَّوَاجِنِ والغَضَا
تناطُ بأعجازِ المطيِّ الدلاهثِ
مآلكُ ملكنَ الخواطرِ مزعجاً
منَ الحزنِ في قلبِ امرئٍ غيرَ واهثِ
أَجَلْ آنَ عَمْرُ اللَّهِ أَنْ تَتَيَقَّظُوا
وأَنْ تَتَلاَفَوْا أَمْرَكُمْ ذَا النَّكَائِثِ
فزعتمْ إلى رأيِ امرئٍ غيرِ زملٍ
ولا آنحٍ عندَ احتمالِ اللحائثِ
لعا لكمْ إنْ أنأَ عنكمْ فإنني
سَأُمْحِضُكُمْ رَأْيَ امِرِىء ٍ غَيْرِ غَالِثِ
أَلِيثُوا بِأَبْنَاءِ المَلاَوِثِ رَأْيَكُمْ
فَلَنْ تَعْدِمُوا أَبْنَاءَ شُمٍّ مَلاَوِثِ
مَغَاوِثَ مِنْكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ بَلاَءَهُمْ
وأَبْنَاءَ سَادَاتٍ كِرَامٍ مَغَاوِثِ
فإني إخالُ الخيلَ تعثرُ بالقنا
سَتُرْهِقُكُمْ مِنْ عَثْعَثٍ فَالمَبَاعِثِ
عَلَيْهَا رِجَالٌ لاَ هَوَادة َ عِنْدَهُمْ
إِذَا عَلِقُوكُمْ بِالأَكُفِّ الشَّوَابِثِ
فَإِنَّ كِلاَباً هَذِهِ إِنْ تُرِعْكُمُ
تَعِثْ فِيكُمُ جُهْداً أَشَدَّ المَعَائِثِ
وقدْ أبرموا إحصادَ مرة ِ حبلهمْ
وعدتمْ بحبلٍ ذي أسونٍ رثائثِ
ومَا كُنْتُ إِنْ شَمَّرْتُ فِيكُمْ مَوَاقِفِي
بِوَقَّافَة ٍ فِيكُمْ ولاَ مُتَمَاكِثِ(15/199)
ولاَ لُمْتُ نَفْسِي فِي اجْتِهَادِ نَصِيحَة ٍ
لَكُمْ فِي قَدِيمٍ قَبْلَ هَذَا وحَادِثِ
فإن حال نأيٌ دونكم وتعَّرضَتْ
غروبُ خطوبٍ للقلوبِ نواقثِ
فَلَنْ تَعْدِمُوا مِنِّي نَصِيحَة َ مُشْفِقٍ
ورَأْيَ عَلِيمٍ لِلأُمُورِ مُمَاغِثِ
إِذَا الذَّكَرُ العَضْبُ انْثَنَى عَنْ ضَرِيبَة ٍ
فَلاَ غَرْوَ مِنْ نَبْوِ السُّيُوفِ الأَنَائِثِ
فإنْ تهنوا تضحوا رغيغة َ ماضغٍ
تُلَوِّقُهَا مَرْثاً أَنَامِلُ مَارِثِ
ولوْ أنني فيكمْ أسوتُ كلومكمْ
ودَاوَيْتُ مِنْهَا غَاثِقَاتِ الغَثَائِثِ
وسُقْتُ إِلَى النَّبْعِ الغَرِيفَ وقَرَّبَتْ
مُلاَءَمَتِي شَتَّى الثَّأَى المُتَشَاعِثِ
ولَكِنْ أَضَلَّتْكُمْ أُمُورٌ إِخَالُهَا
تَرُدُّ الصُّقُورَ نُهْزَة ً لِلأَبَاغِثِ
وحاشاكمُ منْ صلقة ٍ مصمئلة ٍ
تَمْشُونَ مِنْهَا فِي ثِيَابِ الطَّوَامِثِ
ذماركمُ إنْ تصرفوا عنهُ حدكمْ
يَكُنْ رَهْنَ أَيْدٍ لِلأَعَادِي هَوَائِثِ
وإِنِّي وإِيَّاكُمْ لِمَا قَدْ يَغُولُنِي
وفرطِ نزاعي والذي هوَ رائثي
لكالماءِ والصديانِ نازعَ قيدهُ
وقَدْ حُصِرَتْ عَنْهُ رِحَابُ المَبَاعِثِ
أيحسنُ هاءُ اللهِ خدعُ عدوكمْ
ويُلْهِيكُمُ غَرْسُ الوَدِيِّ الجَثَاجِثِ
فمنْ مبلغٌ عني ملداً وبحزجاً
وقَوْمَهُمَا أَهْلَ الِّلمَامِ الكَثَائِثِ
ومنْ حلَّ بالحبلِ الشجيرِ إلى الملا
وحلالِ تلكَ الدائراتِ اللوابثِ
رجالاً منَ الحيينِ عمرو بنِ مالكٍ
وكندة َ جدا غيرَ قولِ المغالثِ
أَلاَ إِنَّمَا السَلْوُ الَّذِي تُخْلِصُونَهُ
وتَأْقِيطُ أَثْوَارٍ كَتِلْكَ العَبَائِثِ
تِعِلَّة ُ أيَّامٍ وقَدْ شَارَفَتْكُمُ
شوازبها بالمارقينَ الأخائثِ
كتائبُ منْ حيِّ القروطِ وجعفرٍ
لَهَا زَجَلٌ ذُوغَيْطَلٍ ولَثَالِثِ
فَمَا لَكُمُ إِنْ لَمْ تَحُوطُوا ذِمَارَكُمْ
سوامٌ ولا دارٌ بحتى ودامثِ
وخَتٍّ فَإِنْ تَسْتَعْصِمُوا بِجِبَالِهَا
فأوعارها مثلُ السهولِ البوارثِ
فلا وزرٌ إلا القواضبُ والقنا(15/200)
وإِلاَّ فَكُونُوا مِنْ جُنَاة ِ الطَّرَائِثِ
كَأَشْلاَءِ مَنْ قَدْ حَلَّ بِالرَّمْلِ رَاضِياً
بخطة ِ خسفٍ بالملا المتواعثِ
كدأبِ ربيعٍ والعمورِ ولفها
ومنْ حلَّ أرفاغاً بتلكَ المرامثِ
إِذَا آنَسُوا ضَبًّا بِجَانِبِ كُدْيَة ٍ
أحالوا على حافاتها بالمباحثِ
أَواللَّبْو حَيْثُ انْتَاطَتِ الأَرْضُ دَارَهَا
برملِ حجونٍ أوْ بقاعِ الحرائثِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> عُيُونٌ مَا يُلِمُّ بِهَا الرُّقَادُ
عُيُونٌ مَا يُلِمُّ بِهَا الرُّقَادُ
رقم القصيدة : 17594
-----------------------------------
عُيُونٌ مَا يُلِمُّ بِهَا الرُّقَادُ
ولاَ يَمْحُو مَحَاسِنَهَا السُّهَادُ
إِذَا مَا اللَّيْلُ صَافَحَهَا اسْتَهَلَّتْ
وتَضْحَكُ حِينَ يَنْحَسِرُ السَّوادُ
لَهَا حَدَقٌ مِنَ الذَّهَبِ المُصَفَّى
صياغة َ منْ يدينُ لهُ العبادُ
وأجفانٌ منَ الدرِ استفادتْ
ضِيَاءً مِثْلُهُ مَا يُسْتَفَادُ
عَلَى قُضُبِ الزَّبَرْجَدِ فِي ذُرَاهَا
لأعينِ منْ يلاحظها مرادُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> الساقُ والأذنُ والفخذانِ والكبدُ
الساقُ والأذنُ والفخذانِ والكبدُ
رقم القصيدة : 17595
-----------------------------------
الساقُ والأذنُ والفخذانِ والكبدُ
والقتبُ والضلعُ العوجاءُ والعضدُ
والرجلُ والكفُّ والعجزُ التي عرفتْ
والعينُ والعقبُ المجدولة ُ الأحدُ
والسنُّ والكرشُ والفرثى إلى قدمِ
منْ بعدها وركٌ معروفة ٌ ويدُ
ثُمَّ الشِّمَالُ ويُمْنَاهَا وَإِصْبِعُهَا
ثُمَّ الكُرَاعُ ومِنْهَا يَكْمُلُ العَدَدُ
إِحْدَى وَعَشْرِينَ لاَ تَذْكِيرَ يَدْخُلُهَا
طُرًّا وتَأْنِيثُهَا فِي النَّحْوِ يُعْتَقَدُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> صدغٌ كقادمة ِ الخطافِ منعطفٌ
صدغٌ كقادمة ِ الخطافِ منعطفٌ
رقم القصيدة : 17596
-----------------------------------
صدغٌ كقادمة ِ الخطافِ منعطفٌ
في وجنة ٍ يجتنى منْ صحنها الوردُ(15/201)
لوْ ذابَ منْ نظرٍ خدٌّ لرقتهِ
لَذَابَ مِنْ لَحْظِ عَيْنِي ذَلِكَ الخَدُّ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ولَيْلَة ٍ سَامَرَتْ عَيْنِي كَوَاكِبَهَا
ولَيْلَة ٍ سَامَرَتْ عَيْنِي كَوَاكِبَهَا
رقم القصيدة : 17597
-----------------------------------
ولَيْلَة ٍ سَامَرَتْ عَيْنِي كَوَاكِبَهَا
نَادَمْتُ فِيهَا الصِّبَا وَالنَّوْمُ مَطْرُودُ
يستنبطُ الراحُ ما تخفي النفوسُ وقدْ
جَادَتْ بِمَا مَنَعَتْهُ الكَاعِبُ الرُّودُ
والراحُ يفترُّ عنْ درٍّ وعنْ ذهبٍ
فَالتِّبْرُ مُنْسَكِبٌ والدُّرُّ مَعْقُودُ
يا ليلُ لا تبحِ الإصباحَ حوزتنا
وليحمِ جانبهُ أعطافكَ السودُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> حُرٌّ تَعَبَّدَهُ اصْطِنَاعُكَ عِنْدَهُ
حُرٌّ تَعَبَّدَهُ اصْطِنَاعُكَ عِنْدَهُ
رقم القصيدة : 17598
-----------------------------------
حُرٌّ تَعَبَّدَهُ اصْطِنَاعُكَ عِنْدَهُ
والجُودُ أَحْرَارُ الرِّجَالِ عَبِيدُهُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وإِذَا تَنَكَّرَتِ البِلاَ
وإِذَا تَنَكَّرَتِ البِلاَ
رقم القصيدة : 17599
-----------------------------------
وإِذَا تَنَكَّرَتِ البِلاَ
دُ فَأَوْلِهَا كَنَفَ البِعَادِ
واجْعَلْ مُقَامَكَ أَومَقَرَّ
كَ جَانِبَي بَرْكِ الغِمَادِ
لستُ ابنَ أمّ القاطنيـ
نَ ولاَ ابْنَ عَمٍّ لِلْبِلاَدِ
وانْظُرْ إِلَى الشَّمْسِ الَّتِي
طلعتْ على إرمٍ وعادِ
هلْ تؤنسنَّ بقية ً
مِنْ حَاضِرٍ مِنْهُمْ وبَادِ
كُلُّ الذَّخَائِرِ غَيْرَ تَقْ
وَى ذِي الجَلاَلِ إِلَى نَفَاد
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> أغنية في ليل استوائي
أغنية في ليل استوائي
رقم القصيدة : 176
-----------------------------------
فقولي إنه القمر!
أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حبّاته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر
... فقولي إنه الشجر!
وفي الغابة موسيقى
طبول تنتشي ألماً(15/202)
وعرس ملؤه الكدر
.. فقولي إنه الوتر
أيا لؤلؤتي السمراء!
يا أجمل ما أفضى له سفر
خطرتِ .. فماجت الأنداء.. والأهواء..
والأشذاء.. والصور
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
ولكن ليس ينفجر
فيا لؤلؤتي السمراء!
ما أعجب ما يأتي به القدر
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر
.. فقولي إنه القمر
***
أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحلّ محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟..
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر
... فقولي إنه القمر!.
***
أتيتك ...
صحبتي الأوهام .. والأسقام ..
والآلام .. والخور
ورائي من سنين العمر ..
ما ناء به العمر ..
قرون .. كل ثانية
بها التاريخ يختصر
وقدّامي
صحارى الموت .. تنتظر
فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب
لي السمر؟
وكيف أقول أشعاراً
عليها يرقص السحر؟
قصيدي خيره الصمت
... فقولي إنه القمر!
***
أنا؟!
لا تسألي عني
بلادي حيث لا مطر
شراعي الموعد الخطر
وبحري الجمر والشرر
وأيامي معاناة
على الخلجان.، . والإنسان .. والأوزان ..
تنتشر
وحسبك .. هذه الأنغام .. والأنسام
والأحلام..
لا تبقي ولا تذر
.. فقولي إنه القمر
***
غداً؟ لا تذكريه!...
غداً
تنادي زورقي الجزر
ويذوي مهرجان الليل
لا طيب ولا زهر
... فقولي إنه القمر!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> نحن ..
نحن ..
رقم القصيدة : 1760
-----------------------------------
نحنُ من أيّةِ مِلّهْ ؟!
ظِلُّنا يقْتَلِعُ الشّمسَ ..
ولا يا مَنُ ظِلّهْ !
دَ مُنأ يَخْتَرِقُ السّيفَ
ولكّنا أذِلَّهْ !
بَعْضُنا يَخْتَصِرُ العالَمَ كُلَّهْ
غيرَ أنّا لو تَجَمّعنا جميعاً
لَغَدَوْنا بِجِوارِ الصِّفرِ قِلّهْ !
**
نحنُ من أينَ ؟
إلى أينَ ؟
ومَاذا ؟ ولِماذا ؟
نُظُمٌ مُحتَلَّةٌ حتّى قَفاها
وَشُعوبٌ عنْ دِماها مُسْتَقِلّةْ !
وجُيوشٌ بالأعادي مُسْتَظِلّةْ(15/203)
وبِلادٌ تُضْحِكُ الدّمعَ وأهلَهْ :
دولَةٌ مِنْ دولَتينْ
دَولَةٌ ما بينَ بَينْ
دولَةٌ مرهونَةٌ، والعَرشُ دَينْ.
دولَةٌ ليسَتْ سِوى بئرٍ ونَخْلَهْ
دولَةٌ أصغَرُ مِنْ عَورَةِ نَمْلَهْ
دولَةٌ تَسقُطُ في البَحْرِ
إذا ما حرّكَ الحاكِمُ رِجْلَهْ !
دولةٌ دونَ رئيسٍ ..
ورئيسٌ دونَ دَولهْ !
**
نحْنُ لُغْزٌ مُعْجِزٌ لا تسْتطيعُ الجِنُّ حَلّهْ.
كائِناتٌ دُونَ كَونٍ
ووجودٌ دونَ عِلّهْ
ومِثالٌ لمْ يَرَ التّاريخُ مِثْلَهْ
لَمْ يرَ التّاريخُ مِثْلَهْ!
العصر العباسي >> ابن دريد >> بنفسي ثرى ً ضاجعتَ في بيتهِ البلى
بنفسي ثرى ً ضاجعتَ في بيتهِ البلى
رقم القصيدة : 17600
-----------------------------------
بنفسي ثرى ً ضاجعتَ في بيتهِ البلى
لَقَدْ ضَمَّ مِنْكَ الغَيْثَ واللَّيْثَ والبَدْرَا
فلوْ أنَّ حياً كانَ قبراً لميتٍ
لصيرتُ أحشائي لأعظمهِ قبرا
ولَوأَنَّ عُمْرِي كَانَ طَوْعَ إِرَادَتِي
وسَاعَدَنِي المَقْدُورُ قَاسَمْتُكَ العُمْرَا
وما خلتُ قبراً وهوَ أربعُ أذرع ٍ
يضمُّ ثقالَ المزنِ والطودِ والبحرا
العصر العباسي >> ابن دريد >> يا سائلاً عما يذكرُ في الفتى
يا سائلاً عما يذكرُ في الفتى
رقم القصيدة : 17601
-----------------------------------
يا سائلاً عما يذكرُ في الفتى
لاَ غَيْرهُ عَنْ صَادِقٍ لَكَ يُخْبِرُ
رأسُ الفتى وجبينهُ ومقذهُ
والثغرُ منهُ وأنفهُ والمنخرُ
والبَطْنُ والفَمُ ثُمَّ ظُفْرٌ بَعْدَهُ
نابٌ وخدٌّ بالحياءِ معصفرُ
والثديُ والشبرُ المديدُ وناجذٌ
والبَاعُ والذَّقْنُ الَّذِي لاَ يُنْكَرُ
هَذِهِ الجَوَارِحُ لاَ تُؤَنِّثْهَا فَمَا
فيهِ لها حظٌّ إذا ما تذكرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> مناويكَ في بذلِ النوالِ وإنهُ
مناويكَ في بذلِ النوالِ وإنهُ
رقم القصيدة : 17602
-----------------------------------
مناويكَ في بذلِ النوالِ وإنهُ
لَيَعْجِزُ عَنْ أَدْنَى مَدَاك َويَحْسُرُ(15/204)
عداني عنْ حظي الذي لا أبيعهُ
بِأَنْفَسِ مَا يَحْظَى بِهِ المُتَخَيِّرُ
لُمِ الغَيْثَ واعْذِرْ مَنْ لِقَاؤُكَ عِنْدَهُ
يُعَادِلُ نَيْلَ الخُلْدِ بَلْ هُوأَكْبَرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وهذي ثماني جارحاتٍ عددتها
وهذي ثماني جارحاتٍ عددتها
رقم القصيدة : 17603
-----------------------------------
وهذي ثماني جارحاتٍ عددتها
تُؤَنَّثُ أَحَيَاناًوَحِيناً تُذَكَّرُ
لسانُ الفتى والعنقُ والإبطُ والقفا
وعاتقهُ والمتنُ والضرسُ يذكرُ
وعندَ ذراعِ المرءِ تمَّ حسابها
فَأَنِّثْ وَذَكِّرْ أَنْتَ في ذَا مُخَيَّرُ
كذا كلُّ نحويّ حكى في كتابهِ
سوى سيبويهِ فهوَ عنهمْ مؤخرُ
يرى أنَّ تأنيثَ الذراعِ هوَ الذي
أَتَى وَيَرَى التَّذْكِيرَ فِي ذَاكَ مُنْكَرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أقولُ لورقاوينِ في فرعِ نخلة ٍ
أقولُ لورقاوينِ في فرعِ نخلة ٍ
رقم القصيدة : 17604
-----------------------------------
أقولُ لورقاوينِ في فرعِ نخلة ٍ
وَقَدْ طَفَّلَ الإِمْسَاءُ أوجَنّحَ العَصْرُ
وقدْ بسطتْ لتلكَ جناحها
وَمَالَ عَلَى هَاتِيكَ مِنْ هَذِهِ النَّحْرُ
ليهنكما أنْ لمْ تراعا بفرقة ٍ
وَمَا دَبَّ فِي تَشْتِيتِ شَمْلِكُمَا الدَّهْرُ
فلمْ أرَ مثلي قطعَ الشوقُ قلبهُ
عَلَى أَنَّهُ يَحْكِي قَسَاوَتَهُ الصَّخْرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِماً
وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِماً
رقم القصيدة : 17605
-----------------------------------
وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِماً
وَلَوْ أنَّهُ ذَاكَ النَّبِيُّ المُطَهَّرُ
فإنْ كانَ مقداماً يقولونَ أهوجُ
وَإِنْ كَانَ مِفْضَالاً يَقُولُونَ مُبْذِرُ
وإنْ كانَ سكيتاً يقولونَ أبكمُ
وَإِنْ كَانَ مِنْطِقياً يَقُولُونَ مِهْذَرُ
وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً
يَقُولُونَ زَرَّافٌ يُرَائِي وَيَمْكُرُ(15/205)
فَلاَ تَحْتَفِلْ بِالنَّاسِ فِي الذَمِّ وَالثَّنَا
وَلاَ تَخْشَ غَيْرَ اللَّهِ فَاللَّهُ أَكْبَرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ثوبُ الشبابِ عليَّ اليومَ بهجتهُ
ثوبُ الشبابِ عليَّ اليومَ بهجتهُ
رقم القصيدة : 17606
-----------------------------------
ثوبُ الشبابِ عليَّ اليومَ بهجتهُ
فَسْوفَ تَنْزَعُهُ عَنِّي يَدُ الكِبَرِ
أنا ابنُ عشرينَ لا زادتْ ولا نقصتْ
إنَّ ابنَ عشرينَ منْ شيبٍ على خطرِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ليسَ المقصرُ وانياً كالمقصرِ
ليسَ المقصرُ وانياً كالمقصرِ
رقم القصيدة : 17607
-----------------------------------
ليسَ المقصرُ وانياً كالمقصرِ
حكمُ المعذرِ غيرُ حكمِ المعذرِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أّنَّ لَحْظَكِ مُوبقِي
لحذرتُ من عينيكِ ما لمْ أحذرِ
لا تحسبي دمعي تحدرَ إنما
نفسي جرتْ في دمعي المتحدرِ
خبري خذيهِ عنِ الضنى وعنِ البكا
لَيْسَ اللِّسَانُ وَإِنْ تَلِفْتُ بِمُخْبِرِ
ولقدْ نظرتُ فردَّ طرفي خاسئاً
حَذَرُ العِدَى وَبَهَاءُ ذَاكَ المَنْظَرِ
يَأسِي يُحَسَّنُ لِي التَّسَتُّرَ فَاعْلَمِي
لَوْ كُنْتُ أَطْمَعُ فِيكِ لَمْ أَتَسَتَّرِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> إنَّ الذي أبقيتَ منْ جسمهِ
إنَّ الذي أبقيتَ منْ جسمهِ
رقم القصيدة : 17608
-----------------------------------
إنَّ الذي أبقيتَ منْ جسمهِ
يَا مُتْلِفَ الصَّبّ وَلَمْ يَشْعُرِ
صُبَابَة ً لَوْ أَنَّهَا دَمْعَة ٌ
تجولُ في جفنكَ لمْ تقطرِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> جَامٌ يَكُونُ مِنَ العَقِيقِ الأَحْمَرِ
جَامٌ يَكُونُ مِنَ العَقِيقِ الأَحْمَرِ
رقم القصيدة : 17609
-----------------------------------
جَامٌ يَكُونُ مِنَ العَقِيقِ الأَحْمَرِ
فُرِشَتْ قَرَارَتُه بِمِسْكٍ أَذْفَرِ
خرطَ الربيعُ مثالهُ فأقامهُ
بينَ الرياضِ على قضيبٍ أخضرِ
وَالرِّيحُ تَتْرُكُهُ إِذَا هَبَّتْ بِهِ
كالطافحِ المتمائلِ المتكسرِ(15/206)
فَتَرَاهُ يَرْكَعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأسَهُ
متمائلاً كالعاشقِ المتحيرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> خسارة ..!!
خسارة ..!!
رقم القصيدة : 1761
-----------------------------------
هلْ مِنَ الحِكمةِ
أنْ أهتِكَ عِرْضَ الكَلِمَةْ
بِهِجاءِ الأنظِمَةْ ؟
كِلْمَتي لو شَتَمَتْ حُكّامَنا
تَرجِعُ لي مشتومةً لا شاتِمهْ !
كيفَ أمضي في انتقامي
دُونَ َتلويثِ كلامي ؟
فِكرةٌ تَهتِفُ بي :
إ بصُقْ عليهِمْ.
آهِ ..حتّى هذه الفِكرةُ تَبدو ظالِمَهْ
فأنا أخْسَرُ - بالبَصْقِ -لُعابي
وَيَفوزونَ بحَمْلِ الأوسِمَةْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أَبَا حَسَنٍ والمَرْءُ يُخْلَقُ صُورَة ً
أَبَا حَسَنٍ والمَرْءُ يُخْلَقُ صُورَة ً
رقم القصيدة : 17610
-----------------------------------
أَبَا حَسَنٍ والمَرْءُ يُخْلَقُ صُورَة ً
تُخَبِّرُ عَمَّا ضَمَّنَتْهُ الغَرَائِزُ
إذا كنتَ لا ترجى لنفعٍ معجلٍ
وَأَمْرُكَ بَيْنَ الشَّرْقِ وَالَغَرْبِ جَائِزُ
وَلَمَ تَكُ يَوْمَ الحَشْرِ فِينَا مُشَفَّعاً
فَرَأيُ الذِي يَرْجُوكَ لِلنَّفْعِ عَاجِزُ
علي بنَ عيسى خيرُ يوميكَ أنْ ترى
وفضلكَ مأمولٌ ووعدكَ ناجزُ
وإني لأخشى بعدَ هذا بأنْ ترى
وَبَيْنَ الَّذِي تَهْوَى وَبَيْنَكَ حَاجِزُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> عانقتُ منهُ وقدْ مالَ النعاسُ بهِ
عانقتُ منهُ وقدْ مالَ النعاسُ بهِ
رقم القصيدة : 17611
-----------------------------------
عانقتُ منهُ وقدْ مالَ النعاسُ بهِ
وَالكَأْسُ تُقْسَمُ سُكْراً بَيْنَ جُلاَّسِي
ريحانة ً ضمختْ بالمسكِ ناضرة ً
تمجُّ بردَ الندى في حرِّ أنفاسي
العصر العباسي >> ابن دريد >> العَالِمُ العَاقِلُ ابْنُ نَفْسِهِ
العَالِمُ العَاقِلُ ابْنُ نَفْسِهِ
رقم القصيدة : 17612
-----------------------------------
العَالِمُ العَاقِلُ ابْنُ نَفْسِهِ
أَغْنَاهُ جِنْسُ عِلْمِهِ عَنْ جِنْسِهِ
كنْ ابنَ منْ شئتَ وكنْ مؤدباً(15/207)
فإنما المرءُ بفضلِ كيسهِ
وَلَيْسَ مَنْ تُكْرِمُهُ لِغَيْرهِ
مثلَ الذي تكرمهُ لنفسهِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> يَسْعَدُ ذُو الجِدِّ وَيَشْقَى الحَرِيصْ
يَسْعَدُ ذُو الجِدِّ وَيَشْقَى الحَرِيصْ
رقم القصيدة : 17613
-----------------------------------
يَسْعَدُ ذُو الجِدِّ وَيَشْقَى الحَرِيصْ
ليسَ لخلقٍ منْ قضاءٍ محيصْ
أينَ ملوكُ الأرضِ منْ حميرٍ
أَكْرَمُ مَنْ نُصَّتْ إِلَيْهِمْ قَلُوصْ
جَيْفَرُ الوَهَّابٌ أَوْدَى بِهِ
دَهْرٌ عَلَى هَدْمِ المَعَالِي حَرِيصْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> سُلَيْمَانُ الوَزِرُ يَزِيدُ نَقْصاً
سُلَيْمَانُ الوَزِرُ يَزِيدُ نَقْصاً
رقم القصيدة : 17614
-----------------------------------
سُلَيْمَانُ الوَزِرُ يَزِيدُ نَقْصاً
فأحرِ بأنْ يعودَ بغيرِ شخصِ
أعمُّ مضرة ً منْ أبي خلاطٍ
وَأَعْيَا مِنْ أَبِي الفَرَجِ بِنْ حَفْصِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> نجمُ العلى بعدكَ منقضُّ
نجمُ العلى بعدكَ منقضُّ
رقم القصيدة : 17615
-----------------------------------
نجمُ العلى بعدكَ منقضُّ
وركنهُ الأوثقُ منهضُّ
يَا وَاحِداً لَمْ تُبْقِ لِي وَاحِداً
يُرَجَّى بِهِ الإِبْرَامُ وَالنَّقْضُ
أديلَ بطنُ الأرضِ منْ ظهرها
يومَ حوتْ جثمانهُ الأرضُ
ولى الردى يومَ تولى بهِ
وَوَجْهُهُ أَزْهَرُ مُبْيَضٌّ
العصر العباسي >> ابن دريد >> جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
رقم القصيدة : 17616
-----------------------------------
جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
أوْ أسيرٌ لحلقتيهِ أطيطُ
فَاسْتَرَاحَتْ إِلَى التِّي أَعْقَبَتْهَا
حرقاً تلفحُ الحشا وتشيطُ
خَفَقَتْ جَأْشَهَا علَى البَيْنِ لَمَّا
أيقنتْ أنها البلاءُ المحيطُ
ثمَّ قالتْ تعزياً إنْ يكنْ لا
بُدَّ مِنْ نَكْبَة ٍ فَأَمْرٌ وَسِيطُ
إنَّ بعضَ الخطوبِ أهونُ منْ بعـ
ـضِ وَدُونَ البُكَا يَكُونُ النَّحِيطُ(15/208)
يالها ساعة ً بها انهاضَ للبيـ
ــنِ فؤادٌ بينَ الضلوعِ وهيطُ
حِينَ جَاءتْ يَهْتَزُّ كالغُصُنِ المَا
ثِلِ فِي الظِّلِّ مَتْنُهَا المَحْطُوطُ
ثمَّ أبدتْ كالأقحوانِ جلتهُ
شَمْسُ دَجْنٍ فَارْفَضَّ عَنْهُ السَّقِيطُ
قرنُ شمسٍ ودعصُ رملٍ تثنى
بَيْنَ هّذَا وَذَاكَ فِي الثَّوْبِ خُوطُ
يا ابنة َ القيلِ إنّ خدنكِ لا يقـ
ـدَحُ فِي غَرْبِ عَزْمِهِ التَّثْبِيطُ
هَرِسٌ يَفْرِسُ الأُمُورَ وَلاَ يَعْـ
ـرُوهُ مِنْهَا الإِفْرَاطُ وَالتَّفْرِيطُ
ضوؤهُ سيفهُ إذا حشَّ للمتـ
ـرف تحت الدُّجى الذبال السليط
ذُو حُسَامَيْنِ مَشْرَفِيٌّ صَقِيلٌ
وَغَرِيمٌ لِلنَّائِبَاتَ عَطُوطُ
كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَابُ مِنْهُ الأَعَادِي
ذَاتُ رَوْقٍ عِقَالُهَا مَبْسُوطُ
قرطا مهريَ العنانَ وشيكاً
فَحَرِيُّ لِمُهْرِيَ التَّقْرِيطُ
قرطاهُ نعمَ المؤازرُ في الرو
عِ لأخلامهِ ونعمَ الربيطُ
قرطاه أحوى أحمُّ عليهِ
لتمامِ الذكاءِ والعنقِ ليطُ
قرطاه لمقلتيهِ شعاعٌ
وَلِرَادَيْهِ فِي اللِّجَامِ غَطِيطُ
قرطاه ملاحكاً حاركاهُ
مثلَ ما لزَّ الكتيفِ الغبيطُ
قرطاه تلوحُ في الوجهِ منهُ
غُرَّة ٌ مِثْلَ مَا يَلُوحُ الشِّمِيطُ
قرطاه كأنَّ سامعهُ المصـ
ــغي إلى كلِّ نبأة ٍ إعليطُ
قرطاه لابد ينقضُ وتراً
أَوْ يُلاَقِيهِ حَتْفُهُ المَخْطُوطُ
قبضتْ عنْ عمانَ ظلاًّ منَ الخفـ
ــضِ دهاريسُ بؤسها مبسوطُ
لعنَ اللهُ حيثُ ظلَّ وأمسى
لعنة ً عبؤها محطوطُ
غاويَ الفجحِ ثمَّ أتبعَ موسى
لعنة ً تملأُ القصا وتحوطُ
يَا لَقْومِي لَقَدْ بَغَى العَبْدُ موسى
والعسيفُ المدفعُ العضروطُ
نَالَ عَزَّانُ دَوْلَة ً لَوْ رَآهَا
حُلُماً ظَنَّ أَنَّهَا تَخْلِيطُ
سمتِ الأزدُ بالحتوفِ إلى الأز
د وموسى مسلمٌ مغبوطُ
يَشْرَبُ العَبْدُ صَفْوَهَا وَشَرَابُ السـ
ــأزدِ منها مطروقها والمطيطُ
فَهَبِ الدَّهْرَ لاَ يَثُوبُ وَهَبْهَا
غمرة ً لا يميطها منْ يميطُ(15/209)
فَابْلِغُوا الجَهْدَ أَوْ فَمُوتُوا كِرَاماً
ليسَ يغني التبريقُ والتخطيطُ
كَمْ إِلَى كَمْ نَعِيشُ أَنْضَاءَ ذُلٍّ
كُلُّنَا مُلْجَمُ بِهِ مَعْلُوطُ
أترى الأزدَ يقسمُ الذلَّ فيها
خارجيُّ وخاربٌ عمروطُ
ثُمَّ تَرْضَى بِذَلِكَ الأَزْدُ إِنْ تَرْ
ضَى فَلاَ رِيشَ سَهْمُهَا المَمْرُوطُ
لاَ لَعَمْرُ الَّذِي تَمَسَّكْتُ مِنْهُ
بِرَجَاءٍ لاَ يَعْتَفِيهِ القُنُوطُ
لا يغرنكمُ انبعاثي رويداً
إنَّ همي بالفرقدينِ منوطُ
إِنَّ هَاتِي الأُمُورَ عَنْ قَدَرِ الرَّحْـ
ــمانِ يجري صعودها والهبوطُ
إنْ تسخطتُ أوْ رضيتُ فسيا
نِ لَعَمْرِي رِضَايَ وَالتَّسْخِيطُ
كلُّ ما حمَّ، أنْ يكونَ، قريبٌ
وَالَّذِي لاَ يُحَمُّ نَاءٍ نَعِيطُ
صاحِ! لوْ هدَّ ركنُ صبريَ رزءاً
هَدَّهُ الرَّزْءُ يَوْمَ بَانَ الخَليطُ
يومَ خلتُ الفضاءَ منصفقَ الأكـ
ــنافِ بالركبِ وهوَ رحبٌ بسيطُ
لاَ يَظُنُّ الأَعْدَاءُ أَنَّ مُقَامِي
حيثُ يغتالني المحلُّ الشحيطُ
صارفاً عزمتي ولا الخفضُ مالمْ
أتركِ الثأرَ بالفؤادِ يليطُ
ثمَّ أخلدتُ يحسبُ القومُ أني
بَيْنَهُمْ لِلأُسَى قَرِيفٌ وَخِيطُ
سلطَ الصبرُ والرجاءُ على النا
سِ سيغريهما بهِ التسليطُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> مقلَ الجآذرِ نبلها الألحاظُ
مقلَ الجآذرِ نبلها الألحاظُ
رقم القصيدة : 17617
-----------------------------------
مقلَ الجآذرِ نبلها الألحاظُ
مَا إِنْ لَهَا فَذَذٌ وَلاَ أَرْعَاظُ
أوْ لمْ يجرنَ وقدْ ملكنَ قلوبنا
فألنها وقلوبهنَّ غلاظُ
يَا مَا لَهُنَّ لَذَعْنَ بَالحُرَقِ الَّتِي
سفعُ الحشا منْ لذعهنَّ شواظُ
لمَ سيرهنَّ إذا استفدنَ تعسفٌ
وَنُفُوسُهُنَّ إِذَا أَسَرْنَ فِظَاظُ
النبلُ يشوي وقعهنَّ وإنما
يُصْمِي فَيَقْصِدُ وَقْعُهَا الأَلْحَاظُ
ما صدهُ وعظُ النصيحِ عنِ الصبا
لكنْ نهاهُ مشيبهُ الوعاظُ
لأَبِي عَلِيٍّ فِي المَعَالِي هِمَّة ٌ
تسمو بهِ وخواطرٌ أيقاظُ(15/210)
وَشَمَائِلٌ مَاءُ الحَيَاءِ مِزَاجُهَا
وَخَلائِقٌ مَأَلُوفَة ٌ وَحِفَاظُ
ومكارمٌ ترنو إلى عليائها
عَيْنُ الحَسُودِ وَقَلْبُهُ مُغْتَاظُ
فَهْوَ الرَّبِيعُ ذُرى ً فَدَاهُ مَعَاشِرٌ
أَنْدَاؤُهُمْ إِنْ حُصِّلَتْ أَوْشَاظُ
أَعْذِرْ حَسُودَكَ أَنْ يَبِيتَ وَقَلْبُهُ
لَهْفَانُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْهِ كِظَاظُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> قلبٌ تقطعَ فاستحالَ نجيعا
قلبٌ تقطعَ فاستحالَ نجيعا
رقم القصيدة : 17618
-----------------------------------
قلبٌ تقطعَ فاستحالَ نجيعا
فجرى فصارَ معَ الدموعِ دموعا
رُدَّتْ إِلَى أَحْشَائِهِ زَفَرَاتُهُ
فَفَضَضْنَ مِنْهُ جَوَانِحاً وَضُلًوعَا
عجبا لنارٍ ضرمتْ في صدرهِ
فَاسْتَنْبَطَتْ مِنْ جَفْنِهِ يَنْبُوعَا
لهبٌ يكونُ إذا تلبسَ بالحشا
قيظاً ويظهرُ في الجفونِ ربيعا
العصر العباسي >> ابن دريد >> بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ
بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ
رقم القصيدة : 17619
-----------------------------------
بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ
ذوائدُ عنْ وردِ التصابي روادعُ
تصرفنهُ طوعَ العنانِ وربما
دَعَاهُ الصِّبَا فَاقْتَادَهُ وَهْوَ طَائِعُ
ومنْ لمْ يزغهُ لبهُ وحياؤهُ
فَلَيْسَ لَهُ مِنْ شَيْب فَوْدَيْهِ وَازِعُ
هَلِ النَّافِرُ المَدْعُوُّ لِلْحَظِّ رَاجِعٌ
أمِ النصحُ مقبولٌ أمِ الوعظُ نافعُ
أمِ الهمكَ المهمومُ بالجمعِ عالمٌ
بأنَّ الذي يرعى منَ المالِ ضائعُ
وَأَنَّ قُصَارَاهُ عَلَى فَرْطِ ضَنِّهِ
فراقُ الذي أضحى لهُ وهوَ جامعُ
ويخملُ ذكرَ المرءِ ذي المالِ بعدهُ
ولكنَّ جمعَ العلمِ للمرءِ رافعُ
أَلَمْ تَرَ آَثَارَ ابْنِ إِدْرِيسَ بَعْدَهُ
دلائلها في المشكلاتِ لوامعُ
معالمُ يفنى الدهرُ وهيَ خوالدُ
وتنخفضُ الأعلامُ وهيَ فوارعُ
مناهجُ فيها للهدى متصرفٌ
مَوَاِردُ فِيهَا للرَّشَادِ شَرَائِعُ
ظواهرها حكمٌ ومستنبطاتها(15/211)
لِمَا حَكَمَ التَّفَرِيقُ فِيهِ جَوَامِعُ
لرأيِ ابنِ ادريسَ ابنِ عمِّ محمدٍ
ضِيَاءٌ إِذَا مَا أَظْلَمَ الخَطْبُ سَاطِعُ
إِذَا المُعْضِلاَتُ المُشْكِلاَتُ تَشَابَهَتْ
سما منهُ نورٌ في دجاهنَّ لامعُ
أبى اللهُ إلا رفعهُ وعلوهُ
وَلَيْسَ لِمَا يُعْلِيهِ ذُو العَرْشِ وَاضِعُ
توخى الهدى فاستنقذتهُ يدُ التقى
مِنَ الزَّيْغِ إِنَّ الزَيْغَ لِلْمَرْءِ صَارِعُ
وَلاَذَ بِآثَارِ الرَّسُولِ فَحُكْمُهُ
لحكمِ رسولِ اللهِ في الناسِ تابعُ
وعولَ في أحكامهِ وقضائهِ
على ما قضى التنزيلُ والحقُّ ناصعُ
بطيءٌ عنِ الرأيِ المخوفِ التباسهُ
إليهِ إذا لمْ يخشَ لبساً مسارعُ
جرتْ لبحورِ العلمِ أمدادُ فكرهِ
لَهَا مَدَدٌ فِي العَالَمِينَ يُتَابِعُ
وَأَنْشَأَ لَهُ مُنْشِيهِ مِنْ خَيْرِ مَعْدَنٍ
خَلاَئِقَ هُنَّ البَاهِرَاتُ البَوَارِعُ
تسربلَ بالتقوى وليداً وناشئاً
وخصَّ بلبِّ الكهلِ مذْ هوَ يافعُ
وَهُذِّبَ حَتَّى لَمْ تُشِرْ بِفَضِيلَة ٍ
إذا التمستْ إلاَّ إليهِ الأصابعُ
فمنْ يكُ علمُ الشافعي إمامهُ
فَمَرْتَعُهُ فِي بَاحَة ِ العِلْمِ وَاسِعُ
سَلاَمٌ عَلَى قَبْرٍ تَضَمَّنَ جِسْمَهُ
وَجَادَتْ عَلَيْهِ المُدْجِنَاتُ الهَوَامِعُ
لَقَدْ غَيَّبَتْ أثْرَاؤُهُ جِسْمَ مَاجِدٍ
جليلٍ إذا التفتْ عليهِ المجامعُ
لئنْ فجعتنا الحادثاتُ بشخصهِ
-لَهُنَّ لِمَا حُكِّمْنَ فِيهِ فَوَاجِعُ-
فَأَحْكَامُهُ فِينَا بُدُورٌ زَوَاهِرٌ
وَآثَارُهُ فِينَا نجُومٌ طَوَالِعُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحصاد ..
الحصاد ..
رقم القصيدة : 1762
-----------------------------------
أَمَريْكا تُطُلِقُ الكَلْبَ علينا
وبها مِن كَلْبِها نَستنجِدُ !
أَمَريْكا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ
فَينجو كَلْبُها..لكِنّنا نُسْتَشُهَدُ
أَمَريكا تُبْعِدُ الكَلبَ.. ولكنْ
بدلاً مِنهُ علينا تَقعُدُ !
**
أَمَريْكا يَدُها عُليا
لأنّا ما بأيدينا يَدُ.(15/212)
زَرَعَ الجُبنَ لها فينا عبيدٌ
ثُمَّ لمّا نَضِجَ المحصولُ
جاءتْ تَحصدُ.
فاشهَدوا ..أنَّ الذينَ انهَزَموا أو عَرْبَدوا
والذينَ اعترضوا أو أيّدوا
والذينَ احتَشَدوا
كُلّهمْ كانَ لهُ دورٌ فأدّاهُ
وتَمَّ المَشْهَدُ !
قُضيَ الأمرُ ..
رقَدْنا وَعبيدٌ فوقَنا قَدْ رَقَدوا
وَصَحَوْنا ..فإذا فوقَ العبيدِ السّيدُ
**
أَمَريْكا لو هِيََ استعبَدَتِ النّاسَ جميعاً
فَسيبقى واحِدُ
واحِدٌ يشقى بِهِ المُستَعبِدُ
واحِدٌ يَفنى ولا يُستَعْبَدُ
واحِدٌ يحْمِلُ وجهي،
وأحاسيسي،
وَصَوتي،
وفؤادي ..
واسْمُهُ مِنْ غيرِ شَكٍّ :أحمَدُ !
**
أَمَريْكا ليستِ اللّهَ
ولو قُلْتُمْ هي اللّهُ
فإنّي مُلحِدُ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> إِنَّمَا فَازَتْ قِدَاحُ المَنَايَا
إِنَّمَا فَازَتْ قِدَاحُ المَنَايَا
رقم القصيدة : 17620
-----------------------------------
إِنَّمَا فَازَتْ قِدَاحُ المَنَايَا
يومَ حازتْ خصلها بتنوفا
يَوْمَ قَالَتْ لِلرَّدَى اسْتَقْصِ حَظِّي
يَوْمَ لَمْ تَصْطَفِ إِلاَّ الشَّرِيفَا
وَصُنِ التَّالِدَ مَجْدَاً وَعِزّاً
إِنَّ عَجْزاً أَنْ تَصُونَ الطَّرِيفَا
واحدٌ أفضلُ منْ ألفِ ألفٍ
فَخُذِ الوَاحِدَ وَاسْفِ الأُلُوفَا
إنما انهضتْ هضابُ المعالي
وَاكْتَسَتْ أَقْمَارُهُنَّ الخُسُوفَا
يومَ سقى الدهرُ أرواحَ قومي
تَحْتَ ظِلِّ الخَافِقَاتِ الحُتٌوفَا
عجباً منْ جرأة ِ الموتِ إذْ لمْ
يَنْقَمِعْ عَنْهُمْ مَرُوعاً مَخُوفَا
وَبِهِمْ كَانَ يَرِيشُ وَيَبْرِي
وَبِهِمْ كَانَ يُجِيلُ الصُّفُوفَا
فقدهمْ هدَّ منَ المجدِ ركناً
كَانَ، عَمْرُ اللَّهِ، صَعْباً مَنِيفا
فقدهمْ غادرَ ما روضتهُ
هضباتُ الجودِ قلاًّ قصيفا
فقدهمْ غادرَ ما شملتهُ
نَفَحَاتِ العَرْفِ حُزْناً حَلِيفَا
فقدهمْ غادرَ منْ بعدِ لينٍ
خَفْضَ عَيْشِ النَّاسِ فَظّاً عَنِيفَا
إنَّ بالروضة ِ عصوادَ حربٍ
قَطَّعَتْ فِيهِ السُّيُوفُ السُّيُوفَا(15/213)
طفقتْ تجدعُ فيهِ رجالُ الأ
زدِ جهلاً بالأكفِّ الأنوفا
حكمَ الموتُ فضمَّ إلى السـ
ـادَة ِ المَحْضِ لَفَاءً لَفِيفَا
يَا لَهُ مِنْ مُسْتَكَفِّ حِمَامٍ
وَاجَهَتْ فِيهِ الصُّفُوفُ الصُفُوفَا
سدلَ النقعُ عليهمْ سجوفاً
هَتَكَتْ فِيهِ الرَّدَايَا السُّجُوفَا
فترى الأرواحَ تجتثُّ سوقاً
وَتَرَى فِيهِ المَنَايا وُقُوفَا
صارَ منْ صوبِ الدماءِ ربيعاً
صَارَ مِنْ كَيِّ الضِّرابِ مَصِيفَا
ما انجلى حتى اكتستْ منْ دجاهُ
بهجة ُ الأرضِ ظلاماً كثيفا
تَرَكَ الدَّهْرُ وَسَاعَ المَعَالِي
بَعْدَ شَيْخِ الأَزْدِ نَصْرٍ قَطُوفَا
يا سويدَ بنَ سراة ٍ ترقبْ
ضَرْبَة ً تَجْتَثُّ مِنْكَ الصَّلِيفَا
قَدْ كَفَاكَ النُّجْحُ يَوْماً
تتركُ الصاحيَ منهُ نزيفا
وابنُ منهالٍ سعيدٌ سيسقى
بِظُبَاة ِ البِيضِ سُمًّا مَدُوفَا
مثلَ ما مدتْ يداهُ اختلاساً
لفتى الشيخينِ نصلاً نجيفا
إِنْ تَكُنْ أَسْلاَفُ قَوْمِي تَوَلَّوا
فَلَقَدْ أَبْقَوْا أُنَاساً خُلُوفَا
سنجاري الوترَ بالسفحِ حتى
يَدَعَ الصِّنْفُ لَدَيْهِمْ صُنُوفَا
عكفَ الدمعُ على كلّ عينٍ
رأتِ الطيرَ عليهمْ عكوفا
كيفَ لا نأسى عليهمْ لحربٍ
تَتَحَدَّى بِالزُّحُوفِ الزُّحُوفَا
كيفَ لا نأسى عليهمْ لعانٍ
عَصَّبَ الأَرْكَانُ مِنْهُ الرَّصِيفَا
كيفَ لا نأسى عليهمْ لخطبٍ
تجفُ الأكبادُ منهُ وجيفا
كيفَ لا نأسى عليهمْ إذا ما
أَلْجَأَ الخَوْفُ المُضَافَ اللَّهِيفَا
عَجَباً لِلأَرْضِ كَيْفَ طَوَتْهُمْ
في الثوى الغامضِ طيا لطيفا
وَهُمُ الهَضْبُ الشَّوَامِخُ عِزّاً
وَهُمُ الأَبْحُرُ سَيْبَا وَرِيفَا
أبلغا فهماً وإنْ جشمتهُ
حلقاتُ النكلِ مشياً رسيفا
لاَكَهُ نَابُ المُبِيرِ المُعَادِي
مَرَّة ً ضَغْماً وَطَوْراً صَرِيفَا
وَهْوَ قُطْبُ الأَزْدِ أَنَّى اسْتَدَارَتْ
شاءَ أنْ يعدلَ أوْ أنْ يحيفا
أفلا تعلمُ راشدُ أنَّ ذا اللـ
بِّ لاَ يُقْدِمُ حَتًّى يَطِيفَا(15/214)
وَكَذَاكَ الصَّقْرُ إِمَّا تَعَالَى
فَهْوَ لاَ يَنْحَطُّ حَتَّى يَعِيفَا
فوقِ السهمَ ولا ترمِ حتى
تَعْرِفَ النَّزْعَ لِكَيْ لاَ يَصِيفَا
إِنْ يَكُنْ يَوْمٌ تَصَدَّى بِنَحْسٍ
فلعلَّ السعدَ يأتي رديفا
أَوْ يَكُنْ مَا انْفَكَّ لَدْغُ زَمَانٍ
فَعَسَاهُ أَنْ يَرُفَّ رَفِيفِا
لا تهللنْ فربتَ ريحٍ
قدْ قفا منها النسيمُ الهيوفا
ليسَ يومُ الروضة ِ الدهرَ جميعاً
إنَّ للأيامِ كراً عطوفا
جَرِّدِ العَزْمَ وَشَمِّرْ لِيَوْمٍ
يَتْرُكُ العَارَ الثَّقِيلَ خَفِيفَا
أقعودٌ والقلوبُ تلظى
فانبذِ المغفرَ والبسْ نصيفا
ليسَ ينجو المشمئزُّ بكودِ الضـ
ــالِ أوْ يدني إليهِ الغريفا
العصر العباسي >> ابن دريد >> أعنِ الشمسِ عشاءً
أعنِ الشمسِ عشاءً
رقم القصيدة : 17621
-----------------------------------
أعنِ الشمسِ عشاءً
كُشِفَتْ تِلْكَ السُّجُوفُ
أَمْ عَنِ البَدْرِ تَسَرَّى
موهناً ذاكَ النصيفُ
أَمْ عَلَى لِيتَيْ غَزَالٍ
علقتْ تلكَ الشنوفُ
أَمْ أَرَاكَ الحَيْنُ مَا لَمْ
يَرَهُ القَوْمُ الوُقُوفُ
إنَّ حكمَ المقلِ النجـ
ــلِ على الخلقِ يحيفُ
هُنَّ قَرَّبْنَ إِلَيَّ الـ
ـوَجْدَ وَالوَجْدُ قَذِيفُ
فأزلنَ الصبرَ عني
وهوَ لي خدنٌ حليفُ
يا لها شربة َ سقمٍ
شوبها سمٌّ مدوفُ
ساقها الحينُ لنفسي
جهرة ً وهيَ عيوفُ
يا ابنة َ القيلِ اليمانـ
ـــيِّ وللدهرِ صروفُ
إنْ يكنْ أضحى مضيئاً
فَلَهُ يَوْماً كُسُوفُ
أَوْ يَكُنْ هَبَّ نَسِيماً
فَلَهُ يَوْماً هُيُوفُ
لا يغرنكِ سماحـ
ـي فَمُقْتَادِي عَنِيفُ
رُبَّمَا انْقَادَ جَمُوحٌ
تارة ً ثمَّ يصيفُ
فَاحْذَرِي عَزْفَة َ نَفْسِي
عَنْكِ فَالنَّفْسُ عَزُوفُ
أَقْصَدَتْ ضِرْغَامَ غَابٍ
بَيْنَ خِيسَيْهِ غَرِيفُ
ظبية ٌ يكنفها في الـ
ـأَلْمَجِيَّاتِ الرَّفِيفُ
رُبَّمَا أَرْدَى الجَلِيدَ السَّهْـ
ـمُ وَالرَّامِي ضَعِيفُ
وَعُقَارٍ عَتَّقَتْهَا
بعدَ أسلافٍ خلوفُ
كانتِ الجنُّ اصطفتها(15/215)
قبلُ والأرضُ رجوفُ
فَهْيَ مَعْنًى لَيْسَ يَحْتَا
طُ بهِ الوهمُ اللطيفُ
وهيَ في الجسمِ وساعٌ
وهيَ في الكأسِ قطوفُ
وهيَ ضدٌ لظلامِ الليـ
ـلِ وَاللَّيْلُ عَكُوفُ
يَصْرِفُ الرَّامِقُ عَنْهَا
طرفهُ وهوَ نزيفُ
قَدْ تَعَدَّيْنَا إِلَيْهَا النَّـ
ــهيَ واللهُ رؤوفُ
وَمَقَامٍ وِرْدُهُ مُسْتَـ
ــوبلٌ ضنكٌ مخوفُ
بَكَتِ الآجالُ لَمَّا
ضحكتْ فيهِ الحتوفُ
خفضتْ فيهِ العوالي
وَعَلَتْ فِيهِ السُّيُوفُ
قَدْ تَسَرْبَلْتُ وَعِقْبَا
نُ الرَّدَى فِيهِ تَعِيفُ
حينَ للأنفسِ في الرو
عِ منَ الهولِ وجيفُ
إنَّ بيتي في ذرى قحـ
طَانَ لَلْبَيْتُ المُنِيفُ
ولي الجمجمة ُ العلـ
ــياءُ والعزُّ الكثيفُ
وليَ التالدُ ملحمـ
ـدِ قَدِيماً وَالطَّرِيفُ
كلُّ مجدٍ لمْ يسمنـ
ـهُ اليَمَانُونَ نَحِيفُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> دِيَارُ الحَيِّ بالرَّسِّ
دِيَارُ الحَيِّ بالرَّسِّ
رقم القصيدة : 17622
-----------------------------------
دِيَارُ الحَيِّ بالرَّسِّ
إِلَى العَمْرَيْنِ فَالأَبْرَقْ
كَرَجْعِ النَّقْشِ فِي الطِّرْسِ
إذا نمقَ لمْ ينمقْ
عفاها كلُّ رجاسٍ
مُلِثٍّ وَبْلُهُ مُودِقْ
وهوجاءَ خجوجيٍّ
تَصُلُّ الغَرْبَ بِالمَشْرِقْ
أمستصبينيَ الدارَ
وقدْ أوفى على المفرقْ
بَيَاضٌ نَهْنَهَ اللَّهْوَ
وَدَانَى قَيْدَهُ المُطْلَقْ
شَنَيْتُ الكَلِمَ المَدْخُو
لَ وَالشِّعْرَ إِذَا اسْتَغْلَقْ
بلِ السهوَ الذي يشبـ
ـهُ نَوْرَ الرَّوْضَة ِ المُونَقْ
أجلْ إنَّ البيانَ الرجـ
ـزَ يُدْعَى حِلْية َ المَنْطِقْ
وَمَا أَغْرَبْتُ بَلْ أَفلَقْـ
ـتُ إنَّ المُغْرِبَ المُفْلِقْ
وللمرءِ قوامانِ
مَتَى لَمْ يُغْمَ لَمْ يَخْرَقْ
فما ينطقُ لا يسمـ
ـعُ وَالسَّامِعُ لاَ يَنْطِقْ
فذا يوحي إلى القلبِ
وذا يفتقُ ما استرتقْ
فيا للناسِ ما الزيمُ
إذا فصلَ أوْ دهدقْ
وَمَا التَّتْمِيمُ فِي المَيْسـ
ـرانْ جُمِّعَ أَوْ فُرِّقْ
وَمَا الكَهْدَلُ فِي الخَيْعَـ(15/216)
ـلِ وَالكَافِرُ فِي اليَلْمُقْ
وَمَا الأَسْنَاخُ فِي الأَرْعَا
ضِ والأرصافُ إذْ يلزقْ
وما النعوُ وما البغوُ
وَمَا المَعْوُ إِذَا يُفْرَقْ
وَمَا البَعْلُ وَمَا الجَعْلُ
وَمَا الجَبَّارُ إِذْ نُبّقْ
وَمَا الجَامُورُ وَالسَّاجُو
رُ في السكة ِ فالزردقْ
وما النهرُ في الهيشـ
ـرِ يَأَدُوغَفْلَة َ الخِرْنِقْ
وما الدهدنُّ والدهدا
هُ وَالهِلْقَامَة ُ الهِدْلِقْ
وَمَا الإِعْلِيطُ فِي المَرْخِ
وَمَا الإِخْرِيطُ وَالعِشْرِقْ
وما العندلُ والبرعو
مُ والرَّهدَنُ فِي البَرْوَقْ
وما العسلوجُ في الخضخـ
ــضِ ذي المرزعِ والملثقْ
وَمَا الصَّهْصَلِقُ الدَّفْنِـ
ــسُ والكهكاهة ُ الأخرقْ
وما الخنوتُ لا يرجى
لَدَى حَفْلٍ وَلاَ مَصْدَقْ
وَمَا البَيْذَارَة ُ العَيْزَا
رُ ذُو الأَلْسِ وَذُو الأَوْلَقْ
وَمَا البُوهُ عَلَى الجَلْهَـ
ـة ِ إِنْ هَيَّجْتَهُ وَقْوَقْ
وما الجوبُ وما الحوبُ
وَمَا المُتْرَصُّ والمُطْرَقْ
وَمَا الشَّوْبُ مَعَ الذَّوْبِ
وَمَا الشَّرْيُ مَعَ العِسْبِقْ
وما العسقلُ ذو الرقرا
قِ فَوْقَ الرِّيعَة ِ الدَّيْسَقْ
وَمَا الأَغْفَارُ فِي الشِّنْعَا
فِ منْ ذي الشعفِ الأخلقْ
وما الحسلُ على الكديـ
ـة ِ وَالعُلْجُومُ فِي الغَلْفَقْ
وَمَا السَّكِّيُّ فِي البَلْقَـ
ـة ِ إِذْ دَمَّقَهُ الفَيْتَقْ
وَمَا الشُّغْنُوبُ فِي الدَّوْحَـ
ـة ِ مِمَّا حَوْلَهُ أَسْمَقْ
وما الدندنُ في الخبرا
ءِ تحتَ الوابلِ المغدقْ
وما الهجهاجُ كالقرِّ
وما الحقانُ والدردقْ
وَمَا اللِّهْمِيمُ وَالصِّهْمِيـ
ـمُ وَالمُسْتَبْقِلُ الزِّهْلِقْ
وَمَا الصُّعْرُورُ فِي العُسْلُو
جِ تحتَ العارضِ المبرقْ
وَمَا المَقْلَة ُ فِي الصِّحْنِ
وما الحقلة ُ إذْ تعزقْ
وما الفرزومُ ذو المطرَ
قِ والقرزومُ ذو المنطقْ
وَمَا الثُّغْبُوبُ فِي الوَعْفَـ
ــة ِ في ذي لقفٍ متأقْ
وما الدرحاية ُ الجلحا
بُ فوقَ الهوزبِ الأورقْ
يفي الإمساءُ بالإصبا(15/217)
حِ فوقَ المهمهِ الأخوقْ
وَخَبِرْنِي عَنِ السِّبْـ
ـتِ وَسَعْمِ الحُرَّة ِ الخَيْفَقْ
وَمَا الجَبْهَة ِ فِي الكَوْكَـ
ـبِ ذِي الرَّجْرَاجَة ِ الفَيْلَقْ
وَمَا ذَبُّ الرِّيَادِ النَّا
شطِ المؤتنفِ المحنقْ
وَمَا الجَارِحُ إِذْ أَوْرَ
قَ ذاكَ الطالبُ المخفقْ
وَخَبِّرْنِي عَنِ الحَانِـ
ـطِ وَالوَارِسِ إِذْ يَبْسُقْ
وَمَا المُقْمِلُ وَالمُدْبِي
وَمَا البَاقِلُ إِذْ أَوْرَقْ
وَمَا أَعْظُمُ وَضَّاحٍ
يُنَادَى وَالدُّجَى يَغْسِقْ
وهلْ تعرفُ بالليلِ
حويَّ الخبتِ إذْ يطرقْ
وما الدهداهُ في الملعـ
ــبِ والزحلوقُ إذْ زحلقْ
وَمَا الذَّوْطُ الشَّفَارِيَّا
تُ فِي الدَّويَّة ِ السَمْلَقْ
تُرَاعِي التَّدْمِرُيَّاتِ
فمستخفٍ ومستنفقْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أَصْبَحُوا بَعْدَ جَمِيعٍ فِرَقَا
أَصْبَحُوا بَعْدَ جَمِيعٍ فِرَقَا
رقم القصيدة : 17623
-----------------------------------
أَصْبَحُوا بَعْدَ جَمِيعٍ فِرَقَا
وَكَذَا كُلُّ جِمِيعٍ مُفْتَرَقْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وَحَمْرَاءَ قَبْلَ المَزْجِ صَفْرَاءَ بَعْدَهُ
وَحَمْرَاءَ قَبْلَ المَزْجِ صَفْرَاءَ بَعْدَهُ
رقم القصيدة : 17624
-----------------------------------
وَحَمْرَاءَ قَبْلَ المَزْجِ صَفْرَاءَ بَعْدَهُ
أتتْ بينَ ثوبي نرجسٍ وشثائقِ
حَكَتْ وَجْنَة َ المَعْشُوقِ قَبْلَ مِزَاجِهَا
فَلَمَّا مَزَجْنَاهَا حَكَتْ خَدَّ عَاشِقِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وتفاحة ٍ منْ سوسنٍ صيغَ نصفها
وتفاحة ٍ منْ سوسنٍ صيغَ نصفها
رقم القصيدة : 17625
-----------------------------------
وتفاحة ٍ منْ سوسنٍ صيغَ نصفها
ومنْ جلنارٍ نصفها وشقائقِ
كَأَنَّ النَّوَى قَدْ ضَمَّ مِنْ بَعْدِ فُرْقَة ٍ
بها خدَّ معشوقٍ إلى خدِّ عاشقِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
رقم القصيدة : 17626(15/218)
-----------------------------------
وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَالمَذَاقِ
تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافة َ فرقة ٍ أوْ لاشتياقِ
فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْ
ويبكي إنْ دنوا خوفَ الفراقِ
فتسخنُ عينهُ عندَ التنائي
وتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي
العصر العباسي >> ابن دريد >> يَا مَنْ يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقِ
يَا مَنْ يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقِ
رقم القصيدة : 17627
-----------------------------------
يَا مَنْ يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقِ
هَذَا ابْنُ يَحْيى لَيْسَ بِالمِخْرَاقِ
قبلْ أناملهُ فلسنَ أناملاً
لَكِنَّهُنَّ مَفَاتِحُ الأَرْزَاقِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> نهنهْ بوادرَ دمعكَ المهراقِ
نهنهْ بوادرَ دمعكَ المهراقِ
رقم القصيدة : 17628
-----------------------------------
نهنهْ بوادرَ دمعكَ المهراقِ
أيّ ائتلافٍ لمْ يرعْ بفراقِ
حُجْر بْنُ أَحْمَدَ فَارِعُ الشَّرَفِ الَّذِي
خَضَعَتْ لِغُرّتِهِ طُلَى الأَعْنَاقِ
قبلْ أناملهُ فلسنَ أناملاً
لَكِنَّهُنَّ مَفَاتِحُ الأَرْزَاقِ
وَأَنْظُرْ إِلَى النُّور الَّذِي لَوْ أَنَّهُ
للبدرِ لمْ يطبعْ برينِ محاقِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> غَرَّاءُ لَوْ جَلَتِ الخُدُورُ شُعَاعَهَا
غَرَّاءُ لَوْ جَلَتِ الخُدُورُ شُعَاعَهَا
رقم القصيدة : 17629
-----------------------------------
غَرَّاءُ لَوْ جَلَتِ الخُدُورُ شُعَاعَهَا
للشمسِ عندَ طلوعها لمْ تشرقِ
غصنٌ على دعصٍ تأودَ فوقهُ
قَمَرٌ تَأَلَّقَ تَحْتَ لَيْلٍ مُطْبِقِ
لوْ قيلَ للحسنِ احتكمْ، لمْ يعدها
أوْ قيلَ خاطبْ غيرها، لمْ ينطقِ
وكأننا منْ فرعها في مغربٍ
وكأننا منْ وجهها في مشرقِ
تَبْدُو فَيَهْفُو ِللْعُيُونِ ضِيَاؤُهَا
الويلُ حلَّ بمقلة ٍ لمْ تطبقِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> دور ..!
دور ..!
رقم القصيدة : 1763(15/219)
-----------------------------------
أَعْلَمُ أنَّ القافيَةْ
لا تستَطيعُ وَحْدَها
إسقاطَ عَرْشِ ألطّا غيَةْ
لكنّني أدبُغُ جِلْدَهُ بِها
دَبْغَ جُلودِ الماشِيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَةُ
وانْقَضَّتْ عليهِ القاضِيَةْ
واستَلَمَتْهُ مِنْ يَدي
أيدي الجُموعِ الحافيَةْ
يكونُ جِلْداً جاهِزاً
تُصْنَعُ مِنهُ الأحذيَةْ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> لا تحقرنْ عالماً وإنْ خلقتْ
لا تحقرنْ عالماً وإنْ خلقتْ
رقم القصيدة : 17630
-----------------------------------
لا تحقرنْ عالماً وإنْ خلقتْ
أثوابهُ في عيونِ رامقهِ
وَانْظُرْ إِلَيْهِ بِعَيْنِ ذِي خَطَرٍ
مهذبِ الرأيِ في طرائقهِ
فالمسكُ إذا ما تراهُ ممتهناً
بفهرِ عطارهِ وساحقهِ
سَوْفَ تَرَاهُ بِعَارِضَيْ مَلِكٍ
وَمَوْضِعِ التَّاجِ مِنْ مَفَارِقِهِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> تَبَسَّمَ المُزْنُ وَانْهَلًّتْ مَدَامِعُهُ
تَبَسَّمَ المُزْنُ وَانْهَلًّتْ مَدَامِعُهُ
رقم القصيدة : 17631
-----------------------------------
تَبَسَّمَ المُزْنُ وَانْهَلًّتْ مَدَامِعُهُ
فأضحكَ الروضَ جفنُ الضاحكِ الباكي
وَغَازَلَ الشَّمْسَ نُورٌ ظَلَّ يَلْحَظُهَا
بِعَيْنِ مُسْتَعبِرٍ بِالدَّمْعِ ضَحَّاكِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لا تدخلنكَ ضجرة ٌ منْ سائلٍ
لا تدخلنكَ ضجرة ٌ منْ سائلٍ
رقم القصيدة : 17632
-----------------------------------
لا تدخلنكَ ضجرة ٌ منْ سائلٍ
فَلَخَيْرُ دَهْرِكَ أَنْ تُرَى مَسْؤُولاَ
لا تجبهنْ بالردِّ وجهَ مؤملٍ
فبقاءُ عزكَ أنْ ترى مأمولا
واعلمْ بأنكَ عنْ قليلٍ صائرٌ
خبراً فكنْ خبراً يروقُ جميلا
العصر العباسي >> ابن دريد >> وَقَدْ أَلِفَتْ زُهْرُ النُّجُومِ رِعَايَتِي
وَقَدْ أَلِفَتْ زُهْرُ النُّجُومِ رِعَايَتِي
رقم القصيدة : 17633
-----------------------------------
وَقَدْ أَلِفَتْ زُهْرُ النُّجُومِ رِعَايَتِي(15/220)
فَإِنْ غِبْتُ عَنْهَا فَهِيَ عَنِّي تَسْأَلُ
يُقَابِلُ بِالتَّسلِيمِ مِنْهُنَّ طَالِعٌ
وَيُومِيءُ بِالتَّوْدِيعِ مِنْهُنَّ آفِلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أَرَى النَّاسَ قَدْ أَغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيَبة ٍ
أَرَى النَّاسَ قَدْ أَغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيَبة ٍ
رقم القصيدة : 17634
-----------------------------------
أَرَى النَّاسَ قَدْ أَغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيَبة ٍ
وَغَيٍّ إِذَا مَا مَيَّزَ النَّاسَ عَاقِلُ
وقدْ لزموا معنى الخلافِ فكلهمْ
إِلى نَحْوِ ما عَابَ الخليقَة َ مَائِلُ
إذا ما رأوا خيراً رموهُ بظنة ٍ
وإنْ عاينوا شراً فكلٌّ مناضلُ
وليسَ امرؤٌ منهمْ بناجٍ منَ الأذى
وَلاَ فِيهِمُ عَنْ زَلَّة ٍ مُتَغَافِلُ
وإنْ عاينوا حبراً أديباً مهذباً
حسيباً يقولوا إنهُ لمخاتلُ
وإنْ كانَ ذا ذهنٍ رموهُ ببدعة ٍ
وسموهُ زنديقاً وفيهِ يجادلُ
وإنْ كانَ ذا دينٍ يسموهُ نعجة ً
وليسَ لهُ عقلٌ ولا فيهِ طائلُ
وإنْ كانَ ذا صمتٍ يقولونَ صورة ٌ
مَمَثَّلَة ٌ بِالعِيّ بَلْ هُوَ جَاهِلُ
وإنْ كانَ ذا شرٍّ فويلٌ لأمهِ
لِمَا عَنْهُ يَحْكِيَ مَنْ تَضُمُّ المَحَافِلُ
وإنْ كانَ ذا أصلٍ يقولونَ إنما
يفاخرُ بالموتى وما هوَ زائلُ
وَإِنْ كَان مَجْهُولاً فَذَلِكَ عِنْدَهُمْ
كبيضِ رمالٍ ليسَ يعرفُ عاملُ
وإنْ كانَ ذا مالٍ يقولونَ مالهُ منَ السـ
حْتِ قَدْ رَابَى وَبِئْسَ المَآكِلُ
وإنْ كانَ ذا فقرٍ فقدْ ذلَّ بينهمْ
حقيراً مهيناً تزدريهِ الأراذلُ
وإنْ قنعَ المسكينُ قالوا لقلة ٍ
وشحة ِ نفسٍ قدْ حوتها الأناملُ
وإنْ يكتسبْ مالاً يقولوا بهيمة ٌ
أَتَاهَا مِنَ المَقْدُورِ حَظٌ وَنَائِلُ
وَإِنْ جَادَ قَالُوا مُسْرِفٌ وَمُبَذِّرٌ
وإنْ لمْ يجدْ قالوا شحيحٌ وباخلُ
وإنْ صاحبَ الغلمانَ قالوا لريبة ٍ
وإنْ أجملوا في اللفظِ قالوا مباذلُ
وَإِنْ هَوِيَ النِّسْوَانَ سَمَّوهُ فَاجِراً
وَإِنْ عَفَّ قَالُوا ذَاكَ خُنْثَى وَبَاطِلُ(15/221)
وَإِنْ تَابَ قَالُوا لَمْ يَتُبْ مِنْهُ عَادَة ٌ
ولكنْ لإفلاسٍ وما ثمَّ حاصلُ
وإنْ حجَّ قالوا ليسَ للهِ حجهُ
وَذَاكَ رَيَاءُ أَنْتَجَتْهُ المَحَافِلُ
وَإِنْ كَانَ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ لاَعِباً
ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا مداخلُ
وإنْ كانَ في كلِّ المذاهبِ نابزاً
وَكَانَ خَفِيفَ الرُّوحِ قَالُوا مُثَاقِلُ
وَإِنْ كَانَ مِغْرَاماً يَقُولُونَ أَهْوَجُ
وإنْ كانَ ذا ثبتٍ يقولونَ باطلُ
وإنْ يعتللْ يوماً يقولوا عقوبة ٌ
لشرِّ الذي يأتي وما هوَ فاعلُ
وَإِنْ مَاتَ قَالُوا لَمْ يَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهِ
لما هوَ منْ شرِّ المآكلِ آكلُ
وما الناسُ إلاَّ جاحدٌ ومعاندٌ
وذو حسدٍ قدْ بانَ فيهِ التخاتلُ
فلا تتركنْ حقاً لخيفة ِ قائلٍ
فإنَّ الذي تخشى وتحذرُ حاصلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> إذا رأيتَ امرءاً في حالِ عسرتهِ
إذا رأيتَ امرءاً في حالِ عسرتهِ
رقم القصيدة : 17635
-----------------------------------
إذا رأيتَ امرءاً في حالِ عسرتهِ
مصافياً لكَ ما في ودهِ دخلُ
فَلاَ تُرَجِّ لَهُ إِذْ يَسْتَفِيدُ غِنى ً
فإنهُ بانتقالِ الحالِ ينتقلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ولهٌ نابهٌ وخطبٌ جليلُ
ولهٌ نابهٌ وخطبٌ جليلُ
رقم القصيدة : 17636
-----------------------------------
ولهٌ نابهٌ وخطبٌ جليلُ
بَلْ رَزَايَا لَهُنَّ عِبْءٌ ثَقِيلُ
بلْ غرامٌ مبادهٌ بلْ دهاريـ
ــسُ عظامٌ وقوعهنَّ عظيمُ
إنَّ بالقاعِ منْ تنوفٍ محلاًّ
لَيْسَ لِلْمَكْرُمَاتِ عَنْهُ حَوِيلُ
جالَ فيهِ الردى يميلُ قداحاً
أَحْرَزَتْ خَصْلَهَا وَفَاتَ الخَلِيلُ
لمْ تدعْ للعلى أكفُّ المنايا
منْ بهِ يعتلي ولا يستطيلُ
يا بني مالكِ بنِ فهمٍ قتيلاً
لا يباريهِ في الأنامِ قتيلُ
أَيُّ عِزٍّ قَدْ قَدَّمُوهُ لِرُمْحٍ
منكمُ لمْ يصدَّ وهوَ ذليلُ
أَيُّ طَرْفٍ سَمَا إِلَيْكُمْ بِكَيْدٍ
لَمْ تَرُدُّوهُ وَهْوَ مِنْكمْ كَلِيلُ
أَيُّ حَدٍّ كَافَحْتُمُوهُ بِحَدٍّ(15/222)
منكمُ لمْ يدعهُ وهوَ فليلُ
كنتمُ والكثيرُ فيكمْ قليلٌ
والعظيمُ الخطيرُ فيكمْ ضئيلُ
كنتمُ الهامة ُ التي لوْ أزالتْ
أَوْجُهَ الدَّهْرِ لَمْ تَقُلْ لاَ أَزُولُ
كنتمُ أهلَ سطوة ٍ إنْ تصدتْ
مَالَ وَجْهُ الحِمَامِ حَيْثُ تَمِيلُ
أَقَلِيلٌ عَدِيدُكُمْ فَتَقُولُوا
إننا في الوغى نفيرٌ قليلُ
أَمْ ِضعَافٌ عَنْ ثَأرِكُمْ فَتَلَذُّوا
مَشْرَبَ الذُلِّ وَالضَّعِيفُ الذَّلِيلُ
أَنِسَاءُ يُنْعى لَهُنَّ بُعُولٌ
إنَّ سِتْرَ المُحَصَّنَاتِ البُعُولُ
أمْ عبيدٌ لراشدٍ ولموسى
أيُّ هذي الأصنافِ أنتمْ فقولوا
ليسَ ينعى لها امرؤٌ وسدتهُ
مِعْصَمَيْهَا الوَهْنَانَة ُ العُطْبُولُ
لاَ ولاَ المُحْسنُ الظُّنُونَ بِ
ـرَيْبِ الدَّهْرِ أَنْ سَوْفَ يَنْثَنِي وَيَدُولُ
يا بني مالكٍ عقلتمْ لساني
كيفَ يمشي المقيدُ المعقولُ
إنْ سلكتمْ إلى الفعالِ سبيلاً
وضحتْ لي إلى المقالِ سبيلُ
أَوْ تَأَبَّيْتُمْ شُكِلْتُ عَنِ الجَرْ
ي وهلْ يبلغُ المدى المشكولُ
أَيْنَ عَنْ ثَارِهَا هَنَاة ُ فُرُوعُ الـ
ـعِزِّ أَمْ أَيْنَ كَهْفُهُ المَأَمُولُ
أينَ معنٌ وهمْ إذا استحمسَ البأ
سُ ليوثٌ تنجابُ عنها الفيولُ
وَبَنُو جَهْضَمٍ وَهُمْ جَبَلُ العِزِّ
الذي عزَّ فرعهُ المستطيلُ
أينَ دعوى بني سليمة َ أطوا
دُ المعالي فتيانها والكهولُ
وَالجَرَامِيزُ حِصْنُنَا الأَمْنَعُ الرُّكْـ
ـنِ وَمَنْ فِي الوَغَى إِلَيْهِ نَؤُولُ
والعقاة ُ الذينَ يستدفعُ اليأ
سُ بِهِمْ وَهْوَ مُقْمَطِرُّ مَهِيلُ
وَحُمَامٌ حُمَاتُهَا حِينَ لاَ يَعْـ
ــطفُ إلاَّ المضمرُ الخنشليلُ
وَفَرَاهِيدُنَا الَّذِينَ عَلَى الرَّوْ
ضَة ِ مِنْ خَيْلِهِمْ دِمَاءٌ تَسِيلُ
وحماة ُ الزمانِ منْ آلِ دهما
نَ إِذَا أُبْرِزَ البُرَى وَالحُجُولُ
وَعِمَادِي مِنْ آلِ سِيدٍ إِذَا مَا
شَمَّرَ الحَرْبُ وَالمَنَايَا نُزُولُ
وسليمى الباسلونَ إذا أبـ
ـــلسَ ذو العدِّ والنجيدُ البسولُ(15/223)
وَشَرِيكٌ فِتْيَانُهَا حِينَ لاَ يَنْـ
ــفعُ إلا المهندُ المسلولُ
والمداريكُ للذحول بنو قسـ
مَلِ إِنْ خِفْتَ أَنْ يَفُوتَ الذُّحُولُ
وَبَنُو العَمُ مِنْ جُدَيْدٍ خُصُوصاً
وَعِمَادِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَفيِلُ
وَبَنُو حَاضِرٍ يَدِي وَلِسَانِي
وحسامي المهندُ المصقولُ
يا بني مالكِ بنِ فهمٍ قتيلاً
بدهاريسَ عزهنَّ التبولُ
إنَّ بالروضتينِ هاماً نزافاً
لمْ يقلْ منْ ثوى هناكَ قتيلُ
أتضيعُ الدماءُ يا قومُ فزعاً
لا بواءُ ولا دمٌ مطلولُ
وبطوديْ عمانَ والسيفِ منكمْ
عَدَدٌ كَاثِرٌ وَعِزٌّ بَجِيلُ
لبني السامة َ السموُّ على الخسـ
ـفِ بِمَا نَالَكُمْ مِنَ الذُّلِّ نِيلُوا
لأشمأزتْ قلوبها ولأضحى
نابئَ الأهلِ ربعها المأهولُ
أفترضونَ أنْ تساموا الذي سيـ
ــموهُ عنْ سومِ مثلهِ ستصولوا
يا ابنَ حمحامٍ للعلى شمرِ الـ
ـذَّيْلَ فَلاَ حِينَ أَنْ تُجَرَّ الذُّيُولُ
لَيْسَ شَأْنَ المُوَتَّرِينَ مِهَادٌ
وغناءٌ ومزهرٌ وشمولُ
وَصَبُوحٌ مُبَاكَرٌ وَغَبُوقٌ
وَشِوَاءٌ وَدَرْمَكٌ وَنَشِيلُ
إنما ثوبهُ إذا اعتكرَ الإظـ
ــلامُ ثوبُ الدجنة ِ المسدولُ
ومهادهُ نمرقٌ فوقَ كفلٍ
عَرْشُهُ غَيْهَمُ البِجَادِ مَثُولُ
وَنَدِيمَاهُ دَاثِرُ الحَدِّ عَضْبُ
وأمينُ الفصوصِ نهدٌ ذليلُ
وأكيلاهُ نهدة ٌ أمُّ أجرٍ
والطريدُ العشنقُ الهذبولُ
ذَلِكَ الثَّأَرُ لاَ الَّذِي وَهَّلَتْهُ
نَوْمَة ُ الصُّبْحِ فَهْوَ رَخْوٌ مَذِيلُ
يا سليمانُ جردِ العزمَ قدماً
تدركِ الوترَ منجداً وهوَ نولُ
يَا فَرَاهِيدُ أَنْتَ نَجْمُ المَسَاعِي
أنتمُ العدة ُ الحماة ُ النصولُ
يا سليمَ بنَ مالكِ المنتمي قدْ
هَدَّنَا السَّيِّدُ العَمِيدُ القَتِيلُ
قدْ أوصالهُ حلفتُ يمينا
ليسَ فيها لمقسمٍ تحليلُ
لوْ تغاضتْ عنهُ المنونُ لأضحى
يهتدي بالرعيلِ عنهُ الرعيلُ
ما تضيعُ الدماءُ ما طالبتها
فيهمُ سهمة ٌ وصبرٌ جميلُ
أَيُّ يَوْمٍ لِرَاشدٍ وَلِمُوسَى(15/224)
ذَاكَ يَوْمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ ثَقِيلُ
يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ اتِّصَالٌ بِقُرْبَى
يَوْمَ لاَ العُذْرُ عِنْدَهُ مَقْبُولُ
فَلَحَى اللَّهُ مَانِعَ الرَّوْعِ مِنَّا
حيثُ يستصحبُ الضئيلَ الضئيلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لاَ يَفُوتُ المَوْتَ مِنْ حَذَرٍ
لاَ يَفُوتُ المَوْتَ مِنْ حَذَرٍ
رقم القصيدة : 17637
-----------------------------------
لاَ يَفُوتُ المَوْتَ مِنْ حَذَرٍ
-إِنْ وَقَاهُ الغَابُ وَالغِيلُ-
مُفْرَعُ الأَكْتَافِ ذُو لَبَدٍ
مترصُ الأوصالِ مجدولُ
إِنَّ دَهْراً فَلَّ حَدَّهُمُ
حدهُ لا بدَّ مفلولُ
مَا بُكَاهُمْ إِنْ هُمُ قُتِلُوا
صَبْرُهُمْ لِلْقَتْلِ تَفْضِيلُ
إنما أخبرتِ الحربُ بأنْ
نالهمْ قومٌ أراذيلُ
نالهمْ منَ لا يحصلهُ
فِي كِرَامِ القَوْمِ تَحْصِيلُ
أعبدٌ قنٌّ يصادرهمْ
قومٌ أسودٌ تنابيلُ
فَرَأَوْا أَنْ يَهْرُبُوا طُرّاً
والطردُ ما فيه تمهيلُ
بِمَشِيجٍ ثَالِطٍ وَدَمٍ
أُخْلِصَتْ مِنْهُ السَّرَاوِيلُ
قِيلَ وَالمِقْدَارُ يَحْرُسُهُ
فَنَجَا وَالسَّرْجُ مَبْلُولُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> جَهِلْتَ فَعَادَيْتَ العُلُومَ وَأَهْلَهَا
جَهِلْتَ فَعَادَيْتَ العُلُومَ وَأَهْلَهَا
رقم القصيدة : 17638
-----------------------------------
جَهِلْتَ فَعَادَيْتَ العُلُومَ وَأَهْلَهَا
كذاكَ يعادي العلمَ منْ هوَ جاهلهْ
وَمَنْ كَانَ يَهْوَى أَنْ يُرَى مُتَصَدِّرَّاً
ويكرهُ لا أدري أصيبتْ مقاتلهْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> كمْ عاقلٍ أخرهُ عقلهُ
كمْ عاقلٍ أخرهُ عقلهُ
رقم القصيدة : 17639
-----------------------------------
كمْ عاقلٍ أخرهُ عقلهُ
وجاهلٍ صدرهُ جهلهُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الدولة الباقية ..!
الدولة الباقية ..!
رقم القصيدة : 1764
-----------------------------------
ليسَ عندي وَطَنٌ
أو صاحِبٌ
أو عَمَلُ.
ليسَ عِندي مَلجأ
أو مَخْبَأ
أو مَنزلُ.(15/225)
كُلُّ ما حَوْلي عَراءٌ قاحِلُ
أنَا حتّى مِن ظِلالي أعْزَلُ
وأَنا بَيْنَ جِراحي وَدَمي أنتقِلُ
مُعْدِمٌ مِنْ كُلِّ أنواع الوَطَنْ !
**
ليسَ عِندي قَمَرٌ
أوْ با رِقٌ
أو مِشْعَلُ.
ليسَ عِندي مَرقَدٌ
أو مَشْرَبٌ
أو مَأْكَلُ.
كُلُّ ما حوليَ ليْلٌ أَلْيَلُ
وَصَباحٌ بالدُّجى مُتّصِلُ.
ظامئٌ ..
والظَمأُ الكاسِرُ منّي يَنْهَلُ
جائِعٌ ..
لكنّني قوتُ المِحَنْ!
**
عَجَباً !!
مَا لِهذا الكَونِ يَحُبو
فوقَ أهدابي إذَنْ ؟!
ولِماذا تَبحثُ الأوطانُ
في غُربَةِ روحي عن وَطَنْ ؟!
ولِماذا وَهَبتني أمرَها كّلُّ المسافاتِ
وألغى عُمْرَهُ كّلُّ الزّمَنْ ؟!
ها هوَ المنفى بِلادٌ واسِعَة !
وأ لمفازاتُ حُقولٌ مُمْرِعَةْ !
وَدَمي مَوجٌ شَقِيٌّ
وجِراحي أَشْرِعَهْ !
وَانطِفائي يُطفئُ الّليلَ وبي يَشْتَعِلُ !
وَفَمُ النّسيانِ
عنْ ذِكرى حُضوري يَسألُ
هلْ عَرى با صِرة الأشياءِ حَوْلي الحَوَلُ ؟
أمْ عراني الخَبَلُ ؟!
لا ..
ولكِنْ خانَني الكُلُّ
وما خانَ فؤادي الأَمَلُ !
**
ما الذي ينقُصُني
مادامَ عِندي الأمَلُ ؟
ما الذي يُحزنُني
لو عَبسَ الحاضِرُ لي
وابتسَمَ المُستَقبَلُ ؟
أيُّ مَنفى بِحضوري ليسَ يُنفى ؟
أيُّ أوطانٍ إذا أرحَلُ لا ترتَحِلُ ؟!
**
أنَا وحدي دَوْلَةٌ
مادامَ عِندي الأمَلُ.
دولةٌ أنقى وأرقى
وستبقى
حينَ تَفنى الدُوَلُ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> النَّاسُ مِثْلُ زَمَانِهِمْ
النَّاسُ مِثْلُ زَمَانِهِمْ
رقم القصيدة : 17640
-----------------------------------
النَّاسُ مِثْلُ زَمَانِهِمْ
قدَّ الحذاءِ على مثالهْ
وَرِجَالٌ دَهْرِكَ مِثْلُ دَهْـ
ــركَ في تقلبهِ وحالهْ
وكذا إذا فسدَ الزما
نُ جَرَى الفَسَادُ عَلَى رَجَالِهْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أرى الشيبَ مذْ جاوزتُ خمسينَ دائباً
أرى الشيبَ مذْ جاوزتُ خمسينَ دائباً
رقم القصيدة : 17641
-----------------------------------(15/226)
أرى الشيبَ مذْ جاوزتُ خمسينَ دائباً
يدبُّ دبيبَ الصبحِ في غسقِ الظلمْ
هوَ السقمُ إلا أنهُ غيرُ مؤلمٍ
ولمْ أرَ مثلَ الشيبِ سقماً بلا ألمْ
العصر العباسي >> ابن دريد >> عَلَى أَيِّ رَغْمٍ ظَلْتُ أَغْضِي وَأُكْظِمُ
عَلَى أَيِّ رَغْمٍ ظَلْتُ أَغْضِي وَأُكْظِمُ
رقم القصيدة : 17642
-----------------------------------
عَلَى أَيِّ رَغْمٍ ظَلْتُ أَغْضِي وَأُكْظِمُ
وَعَنْ أَيِّ حُزْنٍ بَاتَ دَمْعِي يُتَرْجِمُ
أَجَدُّكَ مَا تَنْفَكُّ أَلْسُنُ عَبْرَة ٍ
تصرحُ عما كنتَ عنهُ تجمجمُ
كَأَنَّكَ لَمْ تَرْكَبْ غُرُوبَ فَجَائِعٍ
شباهنَّ منْ هاتا أحدُّ وأكلمُ
بَلَى غَيْرَ أَنَّ القَلْبَ يَنْكَؤُهُ الأَسَى الـ
ــملمُّ وإنْ جلَّ الجوى المتقدمُ
وكمْ نكبة ٍ زاحمتْ بالصبرِ ركنها
فلمْ يلفَ صبري واهياً حينَ يزحمُ
ولوْ عارضتْ رضوى بأيسرِ درئها
لَظَلَّ ذُرَى أَقْذَافِهَا تَتَهَدَّمُ
وقدْ عجمتني الحادثاتُ فصادفتْ
صبوراً على مكروهها حينَ تعجمُ
وَمَنْ يَعْدَمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ فَإِنَّهُ
وجدكَ لا منْ يعدمُ الوفرَ معدمُ
أصارفة ٌ عني بوادرَ حدها
فَجَائِعُ لِلْعَلْيَاءِ تُوهِي وَتَحْطِمُ
لها كلَّ يومٍ في حمى المجدِ وطأة ٌ
تظلُّ لها أسبابهُ تتجذمُ
إذا أجشمتْ جياشة ً مصمئلة ً
قفتْ إثرها دهياءُ صماءُ صيلمُ
أمِ الدَّهْرُ- أنْ لَنْ تَسْتَفِيقَ صُرُوفُهُ
مُصَرِّفَة ً نَحْوِي فَجَائِعَ-يَقْسِمُ
وساءلتِ عنْ حزمٍ أضيعَ وهفوة ٍ
أطيعتْ وقدْ ينبو الحسامُ المصممُ
فلا تشعري لذعَ الملامِ فؤادهُ
فإنكِ ممنْ رعتِ باللومِ ألومُ
ولمْ ترَ ذا حزمٍ وعزمٍ وحنكة ٍ
عَلَى القَدَرِ الجَارِي عَلَيْهِ يُحَكَّمُ
متى دفعَ المرءُ الأريبُ بحيلة ٍ
بَوَادِرَ مَا يُقْضَى عَلَيْهِ فَيُبْرَمُ
وَلَوْ كُنْتُ مُحْتَالاً عَلَى القَدَرِ الَّذِي
نبابيَ لمْ أسبقْ بما هوَ أحزمُ
ولكنَّ منْ تملكْ عليهِ أمورهُ
فَمَالِكُهَا يُمْضِي القَضَاءَ فَيَحْتِمُ(15/227)
وما كنتُ أخشى أنْ تضاءلَ همتي
فأضحي على الاجنِ الصرى أتلومُ
كأنَّ نجياً كانَ يبعثُ خاطري
قرينُ إسارٍ أوْ نزيفٌ مهومُ
وما كنتُ أرضى بالدناءة ِ خطة ً
ولي بينَ أطرافِ الأسنة ِ مقدمُ
وَمَا أَلِفَتْ ظِلُّ الهُوَيْنَا صَرِيمَتِي
وَكَيْفَ وَحَدَّاهَا مِنَ السَّيْفِ أَصْرَمُ
ألمْ ترَ أنَّ الحرَّ يستعذبُ المنى
تُبَاعِدُهُ مِنْ ذِلَّة ٍ وَهِيَ عَلْقَمُ
وَيَقْذِفُ بِالأَجْرَامِ بَيْنٌ بِهَا الرَّدَى
إذا كانَ فيهِ العزُّ لا يتلعثمُ
سَأَجْعَلُ نَفْسِي لِلْمَتَالِفِ عُرْضَة ً
وَأَقْذِفُهَا لِلْمَوْتِ وَالمَوْتُ أَكْرَمُ
بأرضكَ فارتعْ أوْ إلى القبرِ فارتحلْ
فَإِنَّ غَرِيبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُوَضَّمُ
تَنَدَّمْتُ وَالتَّفْرِيطُ يَجْنِي نَدَامَة ً
ومنْ ذا على التفريطِ لا يتندمُ
يُصَانِعُ أَوْ يُغْضِي العُيُونَ عَنِ القَذَى
ويلذعُ بالمرى فلا يترمرمُ
عَلَى أَنَّنِي-وَالحُكْمُ لِلَّهِ-وَاثِقٌ
بعزمٍ يفضُّ الخطبَ والخطبُ مبهمُ
وَقَلْبٍ لَوْ أَنَّ السَّيْفَ عَارَضَ صَدْرَهُ
لغادرَ حدَّ السيفِ وهوَ مثلمُ
إِلَى مِقْوَلٍ تَرْفَضُّ عَنْ عَزَمَاتهِ
أَوَابِدُ لِلصُّمِّ الشَّوَامِخِ تَقْضِمُ
صَوَائِبُ يَصْرَعَنْ القُلُوبَ كَأنَّمَا
يمجُّ عليها السمًّ أربدُ أرقمُ
وَمَا يَدَّرِي الأَعْدَاءُ مِنْ مُتَدَرِّع
سَرَابِيلَ حَتْفٍ رَشْحُهَا المِسْكُ أَ
بَلَّ نَجِيدٍ بَيْنَ أَحْنَاءِ سَرْجِهِ
شِهَابٌ وَفِي ثَوْبَيْهِ أَضْبَط ضَيْغَمُ
إِذَا الدَّهْرُ أًنْحَى نَحْوَهُ حَدَّ ظُفْرِهِ
ثَنَاهُ وَظُفْرُ الدَّهْرِ عَنْهُ مُقَلَّمُ
وَإِنْ عَضَّهُ خَطْبٌ تَلَوَّى بِنَابِهِ
وَأَقْلَعَ عَنْهُ الخَطْبُ وَالنَّابُ أَدْرَمُ
وَلَمْ تَرَ مِثْلِي مُغْضِباً وَهْوَ نَاظِرٌ
وَلَمْ تَرَ مِثْلِي صَامِتاً يَتَكَلَّمُ
بالشعر يبدي المرءُ صفحة َ عقلهِ
فيعلنُ منه كلَّ ما كانَ يكتمُ
وسيانِ منْ لمْ يمتطِ اللبُّ شعرهُ
فيملكُ عطفيهِ وآخرُ مفحمُ(15/228)
جَوَائِبُ أَرْجَاءِ البِلاَدِ مُطِلَّة ٌ
تَبِيدُ اللَّيَالِي وَهِيَ لاَ تَتَخَرَّمُ
أَلَمْ تَرَ مَا أَدَّتْ إِلَيْنَا وَسَيَّرَتْ
على قدمِ الأيامِ عادَ وجرهمُ
همُ اقتضبوا الأمثالَ صعباً قيادها
فذلَّ لهمْ منها الشريسُ الغشمشمُ
وَقَالُوا الهَوَى يَقْظَانُ وَالعَقْلُ رَاقِدٌ
وذو العقلِ مذكورٌ وذو الصمتِ أسلمُ
ومما جرى كالوسمِ في الدهرِ قولهمْ
على نفسهِ يجني الجهولُ ويجرمُ
وَكَالنَّارِ فِي يَبْسِ الهَشِيمِ مَقَالُهُمْ
ألا إنَّ أصلَ العودِ منْ حيثُ يقضمُ
فَصِيحٌ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ وَأَعْجَمُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> بِنَا لاَ بِكَ الوَصَبُ المُؤْلِمُ
بِنَا لاَ بِكَ الوَصَبُ المُؤْلِمُ
رقم القصيدة : 17643
-----------------------------------
بِنَا لاَ بِكَ الوَصَبُ المُؤْلِمُ
ونفسكَ منْ صرفهِ تسلمُ
لَئِنْ نَالَ جِسْمَكَ نَهْكُ الضَّنَى
لَقَدْ ضَنِيَ السُّؤْدَدُ الأَعْظَمُ
فَحَاشَاكَ مِنْ سَقَمٍ عَارِضٍ
وَلَكِنَّ أَكْبَادَنَا تَسْقَمُ
فأنتَ السماءُ التي ظلها
إِذَا زَالَ أَعْقَبَهُ الصَّيْلَمُ
وَأَنْتَ الصَّبَاحُ الَّذِي نُورُهُ
بهِ ينجلي الحادثُ المظلمُ
وَأَنْتَ الغَمَامُ الَّتي سَيْبُهُ
ينالُ الثراءَ بهِ المعدمُ
يخَاطِبُ عَنْكَ لِسَانُ العُلَى
إذا ذكرَ المفضلُ المنعمُ
فمنْ نالَ منْ كرمٍ رتبة ً
فَيَوْمُكَ مِنْ دَهْرِهِ أَكْرَمُ
إِذَا مَا تَخَطَّاكَ صَرْفُ الرَّدَى
فركنُ المكارمِ لا يهدمُ
فَبِاللهِ أَقْسِمُ رَبِّ الوَرَى
وللهِ غاية ُ ما يقسمُ
لَوَ أَنَّ السَّمَاءَ حَمَتْ قَطْرَها
لَكُنْتَ حَيًا سَيْبُهُ مُثْجَمُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> صارمتهِ فتواصلتْ أحزانهُ
صارمتهِ فتواصلتْ أحزانهُ
رقم القصيدة : 17644
-----------------------------------
صارمتهِ فتواصلتْ أحزانهُ
وَهَجَرْتِهِ فَتَهَاجَرَتْ أَجْفَانُهُ
قالتْ تعرضُ: مسُّ شيطانٍ بهِ!
بلْ أنتِ حينَ ملكتهِ شيطانهُ(15/229)
قدْ ضلَّ عنهُ فؤادهً فاستخبري
عَيْنَيْكِ أَيْن مَحَلُّهُ وَمَكَانُهُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وَإِذَا قَرَأَتَ كَلاَمَهُ قَدَّرْتَهُ
وَإِذَا قَرَأَتَ كَلاَمَهُ قَدَّرْتَهُ
رقم القصيدة : 17645
-----------------------------------
وَإِذَا قَرَأَتَ كَلاَمَهُ قَدَّرْتَهُ
سَحْبَانَ أَوْ يُوفِي عَلَى سَحْبَانِ
لوْ كانَ شاهدهُ معدٌّ خاطباً
وذوو الفصاحة ِ منْ بني قحطانِ
لأَقَرَّ كُلٌّ طَائِعِينَ بَأَنَّهُ
أَوْلاَهُمُ بِفَصَاحَة ٍ وَبَيَانِ
هادي الأنامِ منَ الضلالة ِ والعمى
ومجيرها منْ جاحمِ النيرانِ
رَبُّ العُلُومِ إِذَا أَجَالَ قِدَاحَهُ
لمْ يختلفْ في فوزهنَّ اثنانِ
ذو فطنة ٍ في المشكلاتِ وخاطرٍ
أمضى وأنفذَ منْ شباة ِ سنانِ
وإذا تفكرَ عالمٌ في كتبهِ
يَبْغِي التُّقَى وَشَرَائِطَ الإِيَمانِ
مُتَبَيِّناً لِلدِّينِ غَيْرَ مُقَلِّدٍ
يسمو بهمتهِ إلى الرضوانِ
أضحتْ وجوهُ الحقِ في صفحاتها
ترمي إليهِ بواضحِ البرهانِ
منْ حجة ٍ ضمنَ الوفاءَ بنصرها
نَصُّ الرَّسُولِ وَمُحْكَمُ القُرْآنِ
ودلالة ٍ تجلو مطالعَ سيرها
غرُّ القرائحِ منْ ذوي الأذهانِ
حَتَّى تَرَى مُتَبَصِّراً فِي دِينِهِ
مَفْلُولَ غَرْب الشَّكِّ بِالإِيقَانِ
اللهُ وفقهُ اتباعَ رسولهِ
وكتابهِ الأصلينِ في التبيانِ
وأمدهُ منْ عندهِ بمعونة ٍ
حتى أنافَ بها عنِ الأعيانِ
وَأَرَاهُ بُطْلاَنَ المَذَاهِبِ قَبْلَهُ
مِمَّنْ قَضَى بِالرَّأيِ وَالحُسْبَانِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أمنْ نحوِ العقيقِ شجاكَ برقٌ
أمنْ نحوِ العقيقِ شجاكَ برقٌ
رقم القصيدة : 17646
-----------------------------------
أمنْ نحوِ العقيقِ شجاكَ برقٌ
كأنَّ وميضهُ رجعُ الجفونِ
أيا برقَ العقيقِ أقمْ فمالي
سِوَاكَ عَلَى الصَّبَابَة ِ مِنْ مُعِينِ
أَحِنُّ إِلَى العَقِيقِ وَساكِنِيهِ
وَمَا يَخْلُو المُتَيَّمُ مِنْ حَنِينِ(15/230)
العصر العباسي >> ابن دريد >> عِفْظَيْرُ إِنَّا اخْتَلَفْنَا
عِفْظَيْرُ إِنَّا اخْتَلَفْنَا
رقم القصيدة : 17647
-----------------------------------
عِفْظَيْرُ إِنَّا اخْتَلَفْنَا
في الفعلِ منْ فاعلينِ
فَقَالَ قَوْمٌ يُثَنَّى
لجمعنا الهمزتينِ
وَقَالَ قَوْمُ يُعَدَّى
بِمُلْتَقَى السَّاكِنَيْنِ
وَأَنْتَ أَعْلَمُ مِنَّا
بذا وذاكَ وذينِ
لأنكَ الدهرَ فعلٌ
يُعْتَلُّ مِنْ جِهَتَيْنِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> اللَّهُ يَعْلَمُ وَالرَّاضِي وَشِيعَتُهُ
اللَّهُ يَعْلَمُ وَالرَّاضِي وَشِيعَتُهُ
رقم القصيدة : 17648
-----------------------------------
اللَّهُ يَعْلَمُ وَالرَّاضِي وَشِيعَتُهُ
أنَّ الوزارة َ لفظٌ أنتَ معناهُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لوْ أنزلَ الوحيُ على نفطويه
لوْ أنزلَ الوحيُ على نفطويه
رقم القصيدة : 17649
-----------------------------------
لوْ أنزلَ الوحيُ على نفطويه
لَكَانَ ذَاكَ الوَحْيُ سُخْطاً عَلَيْه
وَشَاعِرٌ يُدْعَى بِنِصْفِ اسْمِهِ
مُسْتَأهلٌ لِلصَّفْعِ فِي أَخْدَعَيْه
أُفٍّ عَلَى النَّحْوِ وَأَرْبَابِهِ
قَدْ صَارَ مِنْ أَرْبَابِهِ نِفْطَوَيْه
أَحْرقَهُ اللَّهُ بِنِصْفِ اسْمِهِ
وَصَيَّرَ البَاقِي صُرَاخَاً عَلَيْه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> خلق
خلق
رقم القصيدة : 1765
-----------------------------------
في الأرضِ
مخلوقانْ:
إنسٌ ..
وَأمْريكانْ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> مَا طَابَ فَرْعٌ لاَ يَطِيبُ أَصلُهُ
مَا طَابَ فَرْعٌ لاَ يَطِيبُ أَصلُهُ
رقم القصيدة : 17650
-----------------------------------
مَا طَابَ فَرْعٌ لاَ يَطِيبُ أَصلُهُ
حمى مؤاخاة ِ اللئيمِ فعلهُ
وَكُلُّ مَنْ وَاخَى لَئِيماً مِثْلُهُ
منْ أمنَ الدهرَ أتي منْ مأمنهْ
لاَ تَسْتَثِرْ ذَا لِبَدٍ مِنْ مَكْمَنِهْ
وكلُّ شيءٍ يبتغى في معدنهْ
لِكُلِّ نَاعٍ ذَاتَ يَوْمٍ نَاعِي(15/231)
وَإِنَّمَا السَّعْيُ بِقَدْرِ السَّاعِي
قدْ يهلكُ المرعيَّ عتبُ الراعي
مَنْ تَرَكَ القَصْدَ تَضِقْ مَذَاهِبُهْ
دلَّ على فعلِ امرئٍ مصاحبهُ
لاَ تَرْكَب الأَمْرَ وَأَنْتَ عَائِبُهُ
مالكَ إلا ما عليكَ مثلهُ
لا تحمدنَّ المرءَ ما لمْ تبلهُ
وَالمَرْءُ كَالصُّورَة ِ لَوْلاَ فِعلُهُ
يا ربما أورثتِ اللجاجهْ
مَا لَيْسَ لِلْمِرْءِ إِلَيْهِ حَاجَهْ
وضيقُ أمرٍ يتبعُ انفراجهْ
كمْ منْ وعيدٍ يخرقُ الآذانا
كأنما ينبأ بهِ سوانا
أَصَمَّنَا الإِهْمَالُ أَمْ أَعْمَانَا
يجلُّ ما يؤذي وإنْ قلَّ الألمْ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى مَنْ لَمْ يَنَمْ
وسقمُ عقلِ المرءِ منْ شرِّ السقمْ
ما منكَ منْ لمْ يقبلِ المعاتبهْ
وَشَرُّ أَخْلاَقِ الفَتَى المُوَارَبَهْ
يكفيكَ مما تكرهُ المجانبهْ
مَتَى تُصِيبُ الصَّاحِبَ المُهَذَّبَا
هَيْهَاتَ مَا أَعْسَرَ هَذَا مَطْلَبَا
وَشَرُّ مَا طَلَبْتَهُ مَا اسْتَصْعَبَا
لاَ يَسْلُكُ الخَيْرُ سَبِيلَ الشِّرِّ
وَاللَّهُ يَقْضِي لَيْسَ زَجْرُ الطَّيْرِ
كمْ قمرٍ عادَ إلى قميرِ
لَمْ يَجْتَمِعْ جَمْعٌ لِغَيْرِ بَيْنِ
لِفُرْقَة ٍ كُلُّ اجْتِمَاعِ اثْنَيْنِ
يَعْمَى الفَتَى وَهْوَ بَصِيرُ العَيْنِ
الصَّمْتُ إِنْ ضَاقَ الكَلاَمُ أَوْسَعُ
لكلِّ جنبٍ ذاتَ يومٍ مصرعُ
كمْ جامعٍ لغيرهِ ما يجمعُ
ما لكَ إلا ما بذلتَ مالُ
في طرفة ِ العينِ تحولُ الحالُ
وَدُونَ آمَالِ الوَرَى الآجَالُ
كَمْ قَدْ بَكَتْ عَيْنٌ وَأُخْرَى تَضْحَكُ
وَضَاقَ مِنْ بَعْدِ اتِّسَاعٍ مَسْلَكُ
لاَ تُبْرِمَنْ أَمْراً عَلَيْكَ يُمْلَكُ
خَيْرُ الأُمُورِ مَا حَمَدْتَ غِبَّهُ
لاَ يَرْهَبُ المُذْنِبُ إِلاَّ ذَنْبَهُ
وَالمَرْءُ مَغْرُورٌ بِمَنْ أَحَبَّهُ
كلُّ مقامٍ فلهُ مقالُ
كُلُّ زَمَانٍ فَلَهُ رِجَالُ
وَلِلْعُقُولِ تُضْرَبُ الأَمْثَالُ
دَعْ كُلَّ أَمْرٍ مِنْهُ يَوْماً يُعْتَذَرْ
خَفْ كلَّ وِرْدٍ غَيْرَ مَحْمُودِ الصَّدَرْ(15/232)
لاَ تَنْفَعُ الحِيلَة ُ في مَاضِي القَدَرْ
نَوْمُ الفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِن يَقَظَهْ
لَمْ تُرْضِهِ فِيهَا الكِرَامُ الحَفَظَهْ
وَفِي صُروفِ الدَّهْرِ لِلنَّاسِ عِظَهْ
مَسْأَلَة ُ النَّاسِ لِبَاسُ ذُلِّ
مِنْ عَفَّ لَمْ يُسْأَمْ وَلَمْ يُمَلِّ
فارضَ من الأكثرِ بالأقلِّ
جَوَابُ سُوءِ المَنْطَقِ السُّكُوتُ
قَدْ أَفْلَحَ المُتَّئِدُ الصَّمُوتُ
ما حمَّ منْ رزقكَ لا يفوتُ
في كُلِّ شَيْءٍ عِبْرَة ٌ لِمَنْ عَقَلْ
قدْ يسعدُ المرءُ إذا المرءُ اعتدلْ
يرجو غداً ودونَ ما يرجو الأجلْ
كمْ زادَ في ذنبِ جهول عذرهُ
دَعْ أَمْرَ مَنْ أَعْيَى عَلَيْكَ أَمْرُهُ
يْخَشى امْرُؤٌ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّهُ
رَأَيْتُ غِبَّ الصَّبْرِ مِمَّا يُحْمَدُ
وَإِنَّمَا النَّفْسُ كَمَا تَعَوَّدُ
وَشَرُّ مَا يُطْلَبُ مَا لاَ يُوجَدُ
لا يأكلُ الإنسانُ إلا ما رزقْ
ما كلُّ أخلاقِ الرجالِ تتفقْ
هانَ على النائمِ ما يلقى الأرقْ
مَنْ يَلْدَغِ النَّاسَ يَجِدْ مَنْ يَلْدَغُهْ
لاَ يَعْدِمُ البَاطِلُ حَقًّا يَدْمَغُهْ
لسانُ ذي الجهلِ وشيكاً يوثقهْ
كُلُّ زَمَانٍ فَلَهُ نَوَابِغُ
وَالحَقُّ لِلْبَاطِلِ ضِدٌّ دَامِغُ
يغضكَ المشربُ وهوَ سائغُ
لا خيرَ في صحبة ِ منْ لا ينصفُ
وَالدَّهْرُ يَجْفُو مَرَّة ً وَيُلْطِفِ
كأنَّ صرفَ الدهرِ برقٌ يخطفُ
رُبَّ صَبَاحٍ لامْرىء ٍ لَمْ يُمْسِهِ
حَتْفُ الفَتَى مُوَكَّلٌ بِنفْسِهِ
حتى يحلَّ في ضريحِ رمسهِ
إني أرى كلَّ جديدٍ بالِ
وكلَّ شيءٍ فإلى زوالِ
فاستشفِ منْ جهلكَ بالسؤالِ
إنكَ مربوبٌ مدينٌ تسألُ
والدهرُ عنْ ذي غفلة ٍ لا يغفلُ
حتى يجيءَ يومهُ المؤجلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> أبقيتَ لي سقماً يمازجُ عبرتي
أبقيتَ لي سقماً يمازجُ عبرتي
رقم القصيدة : 17651
-----------------------------------
أبقيتَ لي سقماً يمازجُ عبرتي
مَنْ ذَا يَلَذُّ مَعَ السَّقَامِ لِقَاءَ
أشمتَّ بي الأعداءَ حينَ هجرتني(15/233)
حاشاكَ مما يشمتُ الأعداءَ
أَبَكَيْتَنِي حَتَّى ظَنَنْتُ بِأَنَّنِي
سَيَصَيرُ عُمْرِي مَا حَيِيتُ بُكَاءَ
أخفي وأعلنُ باضطرارٍ إنني
لا أستطيعُ لما أجنُّ خفاءَ
العصر العباسي >> ابن دريد >> بقلبي لذعٌ منْ هواكَ مبرحٌ
بقلبي لذعٌ منْ هواكَ مبرحٌ
رقم القصيدة : 17652
-----------------------------------
بقلبي لذعٌ منْ هواكَ مبرحٌ
نعمْ دامَ ذاك اللذعُ ما عشتَ للقلبِ
بكَ استحسنتْ نفسي الصبابة َ والصبا
وقدْ كنتُ قبلَ اليومِ أزري على الصبِّ
بذلتُ لهُ الدمعَ الذي كنتُ صائناً
لأَدْنَاهُ إِلاَّ فِي الجَلِيلِ مِنَ الخَطْبِ
بُلِيتُ بِبَعْضِ الحُبِّ وَالحُبُّ مَوْعِدِي
مُجَاوَرَة ً بَعْدَ المَنِيَّة ِ فِي التُّرْبِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> تَمَنَّيْتُ المَنِيَّة َ يَوْمَ قَالُوا
تَمَنَّيْتُ المَنِيَّة َ يَوْمَ قَالُوا
رقم القصيدة : 17653
-----------------------------------
تَمَنَّيْتُ المَنِيَّة َ يَوْمَ قَالُوا
غداً مجموعُ شملكمُ شتيتُ
تَعِيشُ صَبَابَتِي وَيَمُوتُ صَبْرِي
وَنَفْسِي لاَ تَعِيشُ وَلاَ تَمُوتُ
تراءى ليَ الأسى فصدفتُ عنهُ
فقالَ إليكَ إنكَ لا تفوتُ
تكلمَ ماءُ عيني عنْ فؤادي
وقلبي منْ سجيتهِ السكوتُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ثَوَى بَيْنَ أَثْنَاءِ الحَشَا مِنْكَ لَوْعَة ٌ
ثَوَى بَيْنَ أَثْنَاءِ الحَشَا مِنْكَ لَوْعَة ٌ
رقم القصيدة : 17654
-----------------------------------
ثَوَى بَيْنَ أَثْنَاءِ الحَشَا مِنْكَ لَوْعَة ٌ
يجدُّ بنفسي شوقها وهوَ يعبثُ
ثَلَلْتُ الهَوَى إِنْ كُنْتُ أَكْرَهُ قٌرْبَهُ
على أنهُ الداءُ الذي لا يلبثُ
ثَنَى قَلْبَهُ لَمَّا ثَنَتْ عَنْهُ طَرْفَهَا
على مضضٍ أحشاؤهُ منهُ تفرثُ
ثِقِي بِجُفُونٍ إِنْ دَعَا مَاءَهَا الهَوَى
بِذِكْرِكِ يَوْماً أَقْبَلَتْ لاَ تَمَكَّثُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> جريءُ على قتلِ النفوسِ وإنهُ
جريءُ على قتلِ النفوسِ وإنهُ(15/234)
رقم القصيدة : 17655
-----------------------------------
جريءُ على قتلِ النفوسِ وإنهُ
ليجزعُ منْ لبسِ الحريرِ ويهرجُ
جَرَى خَاطِرٌ بِالوَهْمِ يَوْماً بِحُبِّهِ
فَظَلَّ لِوَهْمِي خَدُّهُ يَتَضَرَّجُ
جَمَالٌ يُغَضُّ الطَّرْفُ عَنْهُ جَلاَلَة ً
وفعلٌ منَ البينِ المشتتِ أسمجُ
جَلاَ وَجْهَهُ لِلَّيلِ فِي غَسَقِ الدُّجَى
فنابَ عنِ الإصباحِ والليلُ أدعجُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> حماهُ الكرى طيفٌ يهمُّ بجفنهِ
حماهُ الكرى طيفٌ يهمُّ بجفنهِ
رقم القصيدة : 17656
-----------------------------------
حماهُ الكرى طيفٌ يهمُّ بجفنهِ
ويبعثُ ماءَ العينِ فهوَ سفوحُ
حرامٌ على عينٍ يسامرها البكا
وَجَفْنٍ رَمَاهُ الوَجْدُ فَهْوَ قَرِيحُ
حرامٌ على ماءِ السلوِّ وللهوى
خَوَاطِرُ تَغْدُو نَحْوَهُ وَتَرُوحُ
حوى غاية َ البلوى فؤادٌ معذبٌ
طَوَى عَنْهُ صَدٌّ حُبَّهُ وَنُزُوحُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> خامرتْ قلبهُ همومٌ تلظتْ
خامرتْ قلبهُ همومٌ تلظتْ
رقم القصيدة : 17657
-----------------------------------
خامرتْ قلبهُ همومٌ تلظتْ
نَارُهَا فِي الحَشَا فَلَيْسَتْ تَبُوحُ
خفيتْ في الفؤادِ ثمَّ أذاعتْ
لدموعٍ تجيشُ ثمَّ تسوخُ
خَافَ نَأَيَ الحَبِيبِ فَاسْتَصْرَخ الدَّمْـ
ــعَ وماءُ الجفونِ نعمَ الصريخُ
خنتَ منْ لوْ دعوتهُ وهوَ ميتٌ
ظَلَّ يُصْغِي مُسَارِعاً وَيُصِيخُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> دعا دمعهَ الشوقِ المبرحِ دعوة ً
دعا دمعهَ الشوقِ المبرحِ دعوة ً
رقم القصيدة : 17658
-----------------------------------
دعا دمعهَ الشوقِ المبرحِ دعوة ً
فأقبلَ لا يلوي ولا يترددُ
دُمُوعٌ هِيَ المَاءُ الزُّلاَلُ وَتَحْتَهُ
تضرمَ وجدٌ جمرهُ يتوقدُ
دواءُ فؤادٍ أنتَ أعظمُ دائهِ
لِقَاؤُكَ وَالعُذّالُ عَنِّي رُقَّدُ
دَنَوْتُ فَكَافَى بِالدُّنُوِّ تَبَاعُداً
فحتى متى أدنو إليهِ ويبعدُ(15/235)
العصر العباسي >> ابن دريد >> ذَابَ مِنْ فَرْطِ شَوْقِهِ القَلْبُ حَتَّى
ذَابَ مِنْ فَرْطِ شَوْقِهِ القَلْبُ حَتَّى
رقم القصيدة : 17659
-----------------------------------
ذَابَ مِنْ فَرْطِ شَوْقِهِ القَلْبُ حَتَّى
عَادَ مِمَّا عَرَاهُ وَهْوَ حَنِيذُ
ذقتُ طعمَ الهوى معَ الهجرِ مراً
وَهْوَ إِنْ مَازَجَ الوِصَالَ لَذِيذُ
ذرعُ صبري يضيقُ إنْ مارسَ الشو
قَ فَصَبْري إِلَيْكَ مِنْهُ يَعُوذُ
ذاعَ ما كنتُ كاتماً منْ جوى الحـ
بِّ الَّذِي ضَمَّهُ الفُؤَادُ الوَقِيذُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حتى النهاية ...
حتى النهاية ...
رقم القصيدة : 1766
-----------------------------------
لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجى داجٍ
وَوَجْهُ الفَجْرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحي ضِحكَةٌ تبكي،
ودمعي
مِنْ بُكاءِ الجُرْحِ ضاحِكْ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> ربَّ ليلٍ أطالهُ ألمُ الشو
ربَّ ليلٍ أطالهُ ألمُ الشو
رقم القصيدة : 17660
-----------------------------------
ربَّ ليلٍ أطالهُ ألمُ الشو
قِ وفقدُ الرقادِ وهوَ قصيرُ
رَاعَ فِيهِ الكَرَى ، تَبَارِيحُ شَوْقٍ
وَخَيَالٌ جُنْحَ الظَّلاَمِ يَزُورُ
راقهُ منظرٌ أنارَ فأورى
لِسَنَاهُ ضَوْءُ الصَّبَاحِ المُنِيرُ
رشأٌ يقتلُ الأسودَ غريرٌ
كَيْفَ يُرْدِي الأُسُودَ ظَبْيٌ غَرِيرُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> زافراتٌ للقلبِ فيها إذا ما
زافراتٌ للقلبِ فيها إذا ما
رقم القصيدة : 17661
-----------------------------------
زافراتٌ للقلبِ فيها إذا ما
ضَرَّمَتْهَا الهُمُومُ فِيهِ-أَزِيزُ
زعموا أنَّ منْ يحبُّ ذليلٌ
فَكَذَا كُلُّ مَنْ يُحِبُّ عَزِيزُ
زَارَ تَحْتَ الكَرى فَسَهَّلَ أَمْراً
كَانَ إِنْ رُمْتُ وَهْوَ صَعْبٌ حَرِيزُ
زلتُ في أمرهِ أكفكفُ دمعاً(15/236)
ساقهُ للجفونِ شوقٌ حميزُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> سيرة ُ الوامقِ انقيادٌ إذا قيـ
سيرة ُ الوامقِ انقيادٌ إذا قيـ
رقم القصيدة : 17662
-----------------------------------
سيرة ُ الوامقِ انقيادٌ إذا قيـ
ــدَ ذلولاً وهوَ الجموحُ الشريسُ
سِيمَ خَسْفاً فَقَالَ إِنْ كَانَ حَظِّي
منهمُ الضيمُ فهوَ حظٌّ نفيسُ
سَاعَدَتْ عَيْنُهُ الفُؤَادَ فَجَادَتْ
فهيَ غرقى ونورها مطموسُ
سَئِمَتْ نَفْسُهُ الحَيَاة َ وَأَكْدِرْ
بِحَيَاة ٍ إِذَا اجْتَوَتْهَا النُّفُوسُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> شابَ ماءَ الجفونِ بالدمِ شوقٌ
شابَ ماءَ الجفونِ بالدمِ شوقٌ
رقم القصيدة : 17663
-----------------------------------
شابَ ماءَ الجفونِ بالدمِ شوقٌ
مَلأَ القَلْبَ مِنْهُ فَهْوَ يَجِيشُ
شفهُ الهمُّ فهوَ نضوٌ سقيمٌ
أَيُّ نَفْسٍ مَعَ الهُمُومِ تَعِيشُ
شقيتْ بالسهادِ مقلة ُ حبٍّ
بَاتَ وَالجَمْرُ تَحْتَهُ مَفْرُوشُ
شامَ برقاً يحدو الردى فحداهُ
لِوُرُودِ الحِمَامِ حَادٍ كَمِيشُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> صوابٌ لعيني أنْ تصوبَ دموعها
صوابٌ لعيني أنْ تصوبَ دموعها
رقم القصيدة : 17664
-----------------------------------
صوابٌ لعيني أنْ تصوبَ دموعها
وقدْ شمرتْ بالظاعنينَ القلائصُ
صَرَفْتُ إِلَيْهِمْ طَرْفَ عَيْنٍ سَخِينَة ٍ
وإنسانها في لجة ِ الدمعِ غائصُ
صَبَاحاً وَقَدْ طَالَتْ دُوَيْنَ شُخُوصِهِمْ
فِسَاحُ الفَيَافِي وَالأَكَامُ الشَّوَاخِصُ
سَبَاكَ وَلاَ يَغْلِبْ عَلَيْكَ وَقدْ بَدَا
شعاعُ مشيبٍ في المفارقِ وابصُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ضَمَانٌ أَنْ يُكَنَّفَ مُذْ تَوَلَّى
ضَمَانٌ أَنْ يُكَنَّفَ مُذْ تَوَلَّى
رقم القصيدة : 17665
-----------------------------------
ضَمَانٌ أَنْ يُكَنَّفَ مُذْ تَوَلَّى
وقلبي منْ تذكرهِ مريضُ
ضنيتُ وكيفَ لا يضنى محبٌّ
يُشَرِّدُ نَوْمَهُ دَمْعٌ يَفِيضُ(15/237)
ضَمِيري مَرْتَعُ الأَحْزَانِ دَهْرِي
وطرفي عنْ سوى سكني غضيضُ
ضرامُ الشوقِ في أثناءِ قلبي
وبينَ جوانحي جمرٌ قضيضُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> طَابَ فَقْدُ الحَيَاة ِ بَعْدَ أُنَاسٍ
طَابَ فَقْدُ الحَيَاة ِ بَعْدَ أُنَاسٍ
رقم القصيدة : 17666
-----------------------------------
طَابَ فَقْدُ الحَيَاة ِ بَعْدَ أُنَاسٍ
شطَّ بي عنهمُ المحلُّ الشحيطُ
طالَ منْ بعدهمْ مطالُ همومي
حظُّ قلبي منها الجوى والنحيطُ
طَافَ وَاللَّيْلُ مُدْلَهِمُّ الحَوَاشِي
طارقٌ للرقادِ عني محيطُ
طوقتني الدجى يداً لا تجازى
عشرُ معشارها بشكري محيطُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> ظعنوا ففي كنفِ الإلهِ وحفظهِ
ظعنوا ففي كنفِ الإلهِ وحفظهِ
رقم القصيدة : 17667
-----------------------------------
ظعنوا ففي كنفِ الإلهِ وحفظهِ
لاَ زِلْتُ أَرْعَى عَهْدَهُمْ وَأُحَافِظُ
ظلموا ولستُ بحائدٍ عنْ ظلمهمْ
إلا إليهمْ فالهوى لي باهظُ
ظَنِّي الوَفَاءَ مُجَانِباً وَمُقَارِباً
أبداً ألاينُ مرة ً وأغالظُ
ظفرتْ بأوفرِ حظها عينٌ إذا
ظلت ترامقُ حبها وتلاحظُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> عَصَى عَاذِلِيهِ وَاعْتَرَتْهُ لَجَاجَة ٌ
عَصَى عَاذِلِيهِ وَاعْتَرَتْهُ لَجَاجَة ٌ
رقم القصيدة : 17668
-----------------------------------
عَصَى عَاذِلِيهِ وَاعْتَرَتْهُ لَجَاجَة ٌ
فَرَتْهُ نِزَاعاً وَالمُحِبُّ نَزُوعُ
عرتهُ خطوبٌ شردتْ نومَ عينهِ
وليسَ لعينِ المستهامِ هجوعُ
عَزَاؤُكَ لاَ تُغْلَبْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ
هُوَ الدَّهْرُ:إِنْ يُؤْمَنْ فَسَوْفَ يَرُوعُ
عَصَى عَاذِلِيهِ إِنْ أَطَاعَ حِمَامَهُ
وَيَعصِي الفتَى فِي حُبِّهِ وَيُطيعُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> غَابُوا فَعَيْشِي نَاصِبٌ مِنْ بَعْدِهِمْ
غَابُوا فَعَيْشِي نَاصِبٌ مِنْ بَعْدِهِمْ
رقم القصيدة : 17669
-----------------------------------
غَابُوا فَعَيْشِي نَاصِبٌ مِنْ بَعْدِهِمْ(15/238)
دَامَتْ لَهُمْ نُعْمَى وَعَيْشٌ رَافِعُ
غودرتُ بعدهمُ أسيرَ صبابة ٍ
كمداً يغصصني الشرابُ السائغُ
غَنَّتْ فَظَلَّ غِنَاؤُهَا لِي شَاغِلاً
لكنْ لها قلبٌ وعيشكَ فارغُ
غورية ٌ تعلو الغصونَ كأنما
أَهْدَى لَهَا الطَّوْقَ المُؤَلَّفَ صَائِغُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مشاجب ..!
مشاجب ..!
رقم القصيدة : 1767
-----------------------------------
مُتطرِّفونَ بكُلِّ حالْ
إمّا الخُلودُ أو الزَّوال.
إمّا نَحومُ على العُلا
أو نَنحني تحتَ النِّعالْ !
في حِقْدِنا :
أَرَجُ النّسائمِ ..جيْفةٌ !
وَبِحُبّنا :
روثُ البهائمِ .. بُرتُقالْ !
فإذا الزُّكامُ أَحَبَّنا
قُمنا لِنرتَجِلَ ألعُطاسَ
وَننثُرَ العَدوى
وننتَخِبَ السُّعالْ
ملِكَ الجَمالْ !
وإذا سَها جَحْشٌ
فأصبَحَ كادِراً في حِزبِنا
قُْدنا بِهِ الدُّنيا
وَسمّينا الرَفيقَ : ( أبا زِ مالْ )!
وإذا ادّعى الفيلُ الرّشاقَةَ
وادّعى وصلاً بنا
هاجتُ حَميّتُنا
فأطلَقنا الرّصاصَ على الغَزَالْ !
كُنّا كذاكَ .. ولا نزالْ .
تأتي الدُّروسُ
فلا نُحِسُّ بما تَحوسْ
وتَروحُ عنّا والنُّفوسُ هيَ النّفوسْ !
فَلِمَ الرؤوسُ ؟
- لِمَ الرؤوس ؟!
عوفيتَ .. هلْ هذا سؤالْ ؟!
خُلِقتْ لنا هذي الرؤوس
لكي نَرُصَّ بها العِقالْ !
العصر العباسي >> ابن دريد >> فننٌ على دعصٍ تألقَ فوقهُ
فننٌ على دعصٍ تألقَ فوقهُ
رقم القصيدة : 17670
-----------------------------------
فننٌ على دعصٍ تألقَ فوقهُ
بدرٌ يضيءُ بهِ الظلامُ العاكفُ
فاقتْ محاسنهُ وكلُّ مسربلٍ
بِالحُسْنِ عَنْ أَدْنَى مَدَاهُ وَاقِفُ
فَإِذَا بَدَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَوَجْهُهُ
رجعتْ ولونُ النورِ منها كاسفُ
فردُ المحاسنِ لا يقومُ بوصفهِ
أبداً وإنْ بلغَ النهاية َ واصفُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> قالوا صحوتَ فقلتُ تأبى لوعة ٌ
قالوا صحوتَ فقلتُ تأبى لوعة ٌ
رقم القصيدة : 17671
-----------------------------------(15/239)
قالوا صحوتَ فقلتُ تأبى لوعة ٌ
في القلبِ يلذعُ جمرها بلْ يحرقُ
قَلِقَتْ مَدَامِعُهُ فَبُحْنَ بِسِّرِهِ
مَنْ ذَا يُقَارِنُهُ الهَوَى لاَ يَقْلَقُ
قَلْبِي المَلُومُ عَنِ الهَوَى بَلْ مُقْلَتِي
بَلْ ذَا وَذَاكَ كِلاَهُمَا لِي مُوبِقُ
قلْ ما بدا لكَ عاذلاً ومناصحاً
قدرُ الهوى فأسيره لا يطلقُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> كنْ كيفَ شئتَ فإنني لكَ وامقٌ
كنْ كيفَ شئتَ فإنني لكَ وامقٌ
رقم القصيدة : 17672
-----------------------------------
كنْ كيفَ شئتَ فإنني لكَ وامقٌ
أَنْتَ المَلِيكُ وَقَلْبِيَ المَمْلُوكُ
كمْ ليلة ٍ قاسيتها بسهادها
وَالقَلْبُ تَحْتَ لَظَى الهَوَى مَسْبُوكُ
كبدٌ تذوبُ ومقلة ٌ موقوفة ٌ
دَرَجَ السُّهَادِ وَدَمْعُهَا مَسْفُوكُ
كَيْفَ التَّخْلُّصُ مِنْ مُقَارَنَة ِ الهَوَى
والجسمُ ملتبسٌ بهِ منهوكُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لَكِ العَهْدُ عهدُ اللَّهِ أَلاَّ يَزَالُ لِي
لَكِ العَهْدُ عهدُ اللَّهِ أَلاَّ يَزَالُ لِي
رقم القصيدة : 17673
-----------------------------------
لَكِ العَهْدُ عهدُ اللَّهِ أَلاَّ يَزَالُ لِي
بِذِكْرَاكِ أَوْ أَلْقَى المَنِيَّة َ شَاغِلُ
لقلبي منْ ذكراكِ في كلِّ خطرة ٍ
تلهبُ شوقٍ إنْ عدا لي قاتلُ
لبستُ نحولاً لوْ تلبسَ بالصفا
لأَصْبَحَ مِنْهُ صَلْدُهُ وَهْوَ نَاحِلُ
لَعَلَّكَ إِنْ أَمْسَيْتُ رَهْنَ حَفِيرَة ٍ
تَقُولِينَ جَادَتْهُ الغُيُوثُ الهَوَاطِلُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> مني عليَّ براحة ٍ منْ مهجة ٍ
مني عليَّ براحة ٍ منْ مهجة ٍ
رقم القصيدة : 17674
-----------------------------------
مني عليَّ براحة ٍ منْ مهجة ٍ
فَالمَوْتُ أَيْسَرُ مِنْ عَذَابٍ دَائِمِ
مَالِي سِوَى الزَّمَنِ المُعَلَّقِ بِالمُنَى
نفسٌ ترددُ في الفؤادِ الهائمِ
مكلتْ فؤادي وهيَ أعنفُ مالكٍ
وَتَحَكَّمَتْ وَالحُبُّ أَجْوَرُ حَاكِمِ
مرسومة ٌ بالحسنِ لكنْ فعلها(15/240)
سَمِجٌ كَذَا فِعْلُ المَلِيكِ الظَّالِمِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> نِمْتُ عَنْ لَيْلِ مُدْنِفٍ حَيْرَان
نِمْتُ عَنْ لَيْلِ مُدْنِفٍ حَيْرَان
رقم القصيدة : 17675
-----------------------------------
نِمْتُ عَنْ لَيْلِ مُدْنِفٍ حَيْرَان
نَوْمُهُ نَازِحٌ عَنِ الأَجْفَانِ
نعمتْ بالكرى جفونكِ لما
سئمَ القلبُ منْ جوى الأحزانِ
نالني منكِ ما لوْ التبسَ الطو
دُ بِهِ ظَلَّ وَاهِيَ الأَرْكَانِ
نظري خاشعٌ وقلبي كتومٌ
ودموعي تبوحُ بالكتمانِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> هنيئاً لعينكِ وردُ الكرى
هنيئاً لعينكِ وردُ الكرى
رقم القصيدة : 17676
-----------------------------------
هنيئاً لعينكِ وردُ الكرى
إذا الليلُ أردفَ منْ جانبيهِ
هلِ الحبُّ لي منصفٌ مرة ً
فَيُعْدِي رُقَادِي عَلَى مُقْلَتَيْهِ
هَوَائِي رَقِيبٌ عَلَيَّ فَمَا
يَعْطِفُ قَلْبِي إِلاّ عَلَيْهِ
هوَ البدرُ يدركني ضوؤهُ
وَلاَ أَسْتَطِيعُ وُصُولاً إِلَيْهِ
العصر العباسي >> ابن دريد >> وعيشكِ لا زلتُ حلفَ الضنى
وعيشكِ لا زلتُ حلفَ الضنى
رقم القصيدة : 17677
-----------------------------------
وعيشكِ لا زلتُ حلفَ الضنى
وَلاَ الْتَامَ بَعْدَكِ لِلْقَلْبِ لَهْوُ
ودونَ مزاركِ لليعملاتِ
إذا ما ابتذلنَ ذميلٌ وشدو
ومما يزيدُ بكمْ لوعة ً
ولوعُ العواذلِ والعذلُ لغو
وقيتُ بنفسي صروفَ الردى
وَكُلُّ زَمَانِي صُرُوفٌ ونَبْوُ
العصر العباسي >> ابن دريد >> لاَ تُصْغِيَا فِي الهَوَى لِمَنْ عَذَلاَ
لاَ تُصْغِيَا فِي الهَوَى لِمَنْ عَذَلاَ
رقم القصيدة : 17678
-----------------------------------
لاَ تُصْغِيَا فِي الهَوَى لِمَنْ عَذَلاَ
بَلْ وَاسْقِيَانِي سُقِيتُمَا نَهَلاَ
لا والذي ملكَ الهوى جسدي
ما هجعتْ مقلتايَ إذْ رحلا
لا زالَ طيفٌ لهُ يؤرقني
يَطْرُقُ عَنِّي الكَرَى إِذَا نَزَلاَ
لا صبرَ عمنْ إذا تصورَ لي
رَأَيْتُ بَدْرَ السَّمَاءِ قَدْ أفِلاَ(15/241)
العصر العباسي >> ابن دريد >> يُرَجِّي اصْطِبَارِي وَأَيُّ اصْطِبَارٍ
يُرَجِّي اصْطِبَارِي وَأَيُّ اصْطِبَارٍ
رقم القصيدة : 17679
-----------------------------------
يُرَجِّي اصْطِبَارِي وَأَيُّ اصْطِبَارٍ
يَكُونُ لِقَلْبٍ عَمِيدٍ جَرِيِّ
يقولُ إذا ما الهوى شفهُ
لَقَدْ خُصَّ قَلْبِي بِدَاءٍ دَوِيِّ
يبيتُ على مثلِ جمرِ الغضا
وإنْ باتَ فوقَ مهادٍ وطيِّ
يَنَامُ الخَليُّ وَمَا لِلشَّجِيِّ
رُقَادٌ إِذَا طَالَ نَوْمُ الخَلِيِّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> القتيل المقتول
القتيل المقتول
رقم القصيدة : 1768
-----------------------------------
بينَ بينْ .
واقِفٌ، والموتُ يَعدو نَحْوَهُ
مِنْ جِهَتينْ .
فالمَدافِعْ
سَوفَ تُرديهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِعْ
سوفَ تُرديهِ إذا شاءَ التّراجُعْ
واقِفٌ، والمَوتُ في طَرْفَةِ عينْ.
أينَ يمضي ؟
المَدى أضيَقُ مِن كِلْمَةِ أينْ
ماتَ مكتوفَ اليدينْ .
مَنحو جُثّتَهُ عضويّةَ الحِزْبِ
فَناحَت أُمُّهُ : و ا حَرَّ قلبي
قَتَلَ الحاكِمُ طِفْلي
مَرّتينْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> فَإنْ ماتَ لَم يحْزُنْ صديقاً مماتُهُ
فَإنْ ماتَ لَم يحْزُنْ صديقاً مماتُهُ
رقم القصيدة : 17680
-----------------------------------
فَإنْ ماتَ لَم يحْزُنْ صديقاً مماتُهُ
وإن عاشَ لم يضررْ عدواً بقاؤهُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فجعَ القريضُ الشعراء
فجعَ القريضُ الشعراء
رقم القصيدة : 17681
-----------------------------------
فجعَ القريضُ الشعراء
وغديرِ روضَتِها حبيبِ الطَّائي
ماتا معاً فتجاورا في حفرة ٍ
وكذاكَ كانا قَبْلُ في الأَحياءِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَقْصَيْتُموني من بَعْدِ فرقتِكُمْ
أَقْصَيْتُموني من بَعْدِ فرقتِكُمْ
رقم القصيدة : 17682
-----------------------------------
أَقْصَيْتُموني من بَعْدِ فرقتِكُمْ
فخَبِّروني: علامَ إقْصائي(15/242)
عَذبني الله بالصدودِ ولا
فرَّجَ عني همومَ بلوائي
إنْ كنتُ أحببتُ حبكم أحداً
أَوْ كان ذاكَ الكلامُ من رائي
فلا تصدُّوا فليس ذا حسناً
أَنْ تُشمتوا بالصُّدودِ أَعْدائي
العصر العباسي >> ديك الجن >> لوأطقتُ العزاءَ ما قلَّ صبري
لوأطقتُ العزاءَ ما قلَّ صبري
رقم القصيدة : 17683
-----------------------------------
لوأطقتُ العزاءَ ما قلَّ صبري
وقبيحٌ في الحب حسنُ العزاءِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> حبيبي مقيمٌ على نائهِ
حبيبي مقيمٌ على نائهِ
رقم القصيدة : 17684
-----------------------------------
حبيبي مقيمٌ على نائهِ
وقلبي مقيمٌ على رائهِ
حنانيكِ يا أملي دعوة ً
لِمَنْ صارَ رحمة َ أَعدائِهِ
سَأَصْبِرُ عنكِ وأَعْصى الهوى
إذا صَبَرَ الحُوتُ عنْ مائِهِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وكأس صهباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ
وكأس صهباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ
رقم القصيدة : 17685
-----------------------------------
وكأس صهباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ
إلى فمٍ فَدَرى ما طَعْمُ ضَرّاءِ
كأنَّ مشْيَتَها في جِسْمِ شارِبها
تَمَشِّيَ الصُّبْحِ في أَحشاءِ ظَلْماءِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ما المطايا إلاَّ المنايا وما
ما المطايا إلاَّ المنايا وما
رقم القصيدة : 17686
-----------------------------------
ما المطايا إلاَّ المنايا وما
فرقَ شيءٌ تفريقها الأحبابا
ظلَّ حاديهمُ يسوقُ بقلبي
ويرى أنهُ يسوقُ الركابا
العصر العباسي >> ديك الجن >> هو عارضٌ زجلٌ فمنْ شاءَ الحيا
هو عارضٌ زجلٌ فمنْ شاءَ الحيا
رقم القصيدة : 17687
-----------------------------------
هو عارضٌ زجلٌ فمنْ شاءَ الحيا
أرضى ، ومن شاء الصواعق أغضبا
العصر العباسي >> ديك الجن >> على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ
على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ
رقم القصيدة : 17688
-----------------------------------
على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ(15/243)
وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهابِ مَذاهِبُ
نَزَلْنا عَلى حُكْمِ الزَّمانِ وأَمْرِهِ
وهَلْ يَقْبَلُ النَّصْفَ الأَلَدُّ الُمشاغِبُ
ويَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ والقَلْبُ مُوْجَعٌ
ويرضى الفتى عن دهرهِ وهو عاتبُ
أَلا أَيُّها الرُكْبانُ والرَّدُّ واجِبٌ
قِفُوا حَدِّثُونَا ما تَقولُ النَّوادِبُ
إلى أيِّ فِتْيَانِ النَّدى قَصَدَ الرَّدى
وأَيَّهُمُ نابَتْ حماه النَّوائِبُ؟
فيا لأبي العباسِ كمْ ردَّ راغبٌ
لفقدكَ ملهوفاً وكمْ جبَّ غاربُ
ويا لأبي العبَّاسِ إنَّ مناكباً
تَنوءُ بما حَمَّلْتَها لنواكِبُ
فهالَتْ أَخاً لم تَحْوِهِ بِقَرَابَة ٍ
بلى ، إنَّ أخوانَ الصفاءِ أقاربُ
وياقبرهُ جدْ كلَّ قبرٍ بجودهِ
ففيكَ سماءٌ ثرة ٌ وسحائبُ
فَإنَّكَ لَوْ تَدْري بما فيكَ مِن عُلا
عَلَوْتَ وباتَتْ في ذَراكَ الكواكِبُ
أَخاً كُنْتُ أَبْكيهِ دَماً وهْو حاضِرٌ
حذاراً وتعمى مقلتي وهو غائبُ
فماتَ فلا صبري على الأجرِ واقفٌ
ولا أَنا في عُمْرٍ إلى اللَّهِ راغِبُ
أأسعى لأحظى فيكَ بالأجرِ إنَّهُ
لسعيٌ إذنْ مني إلى الله خائبُ
وما الإثْمُ إلا الصّبْرُ عنكَ وإنَّما
عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذمَّ العواقِبُ
يقولونَ: مقدار على المرءِ واجبٌ
فقلْتُ: وإعْوالٌ على المَرْءِ واجِبُ
هو القلبُ لمَّا حمَّ يومُ ابنِ أمِّهِ
وهى جانبٌ منه وأسقمَ جانبُ
ترشفتُ أيامي وهنَّ كوالحُ
عَليكَ، وغالَبْتُ الرَّدى وهو غالبُ
ودافعتُ في صدرِ الزمانِ ونحرهِ
وأَيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحارِبُ؟
وقلتُ لهُ: خل جوادَ لقمهِ
وها أنذا فازددْ فإنَّا عصائبُ
فوالله إخلاصاً من القولِ صادقاً
وإلاّ فحبِّي آلَ أحمدَ كاذبُ
لو کنَّ يَدِي كانت شفاءَكَ أَوْ دَمي
دمَ القلبِ حتى يقضبَ القلبَ قاضبُ
لسلمتُ تسليمَ الرِّضا وتخذْتها
يَداً للرَّدى ما حَجَّ لِلَّه راكِبُ
فتى ًّ همهُ حمدٌ على الدهرِ رابحٌ
وإنْ غابَ عنْهُ مالُهُ فهو عازِبُ
شمائلُ إنْ يشهدْ فهنَّ مشضاهدُ(15/244)
عِظامٌ وَإنَ يَرْحَلْ فَهُنَّ كَتائِبُ
بكاكَ أخٌ لم تحوهِ بقرابة ٍ
بلى ، إنَّ إخوان الصفاء أقاربُ
وأظلمتِ الدنيا التي كنتَ جارَها
كأَنَّكَ للدّنيا أَخٌ ومُناسِبُ
يُبَرِّدُ نِيرانَ المَصائبِ أَنَّني
أرى زمناً لمْ فيهِ مصائبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> بأبي فمٌ شَهِدَ الضَّميرُ لهُ
بأبي فمٌ شَهِدَ الضَّميرُ لهُ
رقم القصيدة : 17689
-----------------------------------
بأبي فمٌ شَهِدَ الضَّميرُ لهُ
قبلَ المذاقِ بأنَّهُ عَذْبُ
كشهادتي لله خالصة ً
قَبْلَ العِيانِ بأنَّهُ رَبُّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إلى من لا يهمه الأمر ..!!!
إلى من لا يهمه الأمر ..!!!
رقم القصيدة : 1769
-----------------------------------
يوقِدُ غيري شمعَةً
ليُنطِقَ ا لا شعارا نيرانا.
لكنّني .. أُشعِلُ بُركانا !
ويستَدرُّ دمعةً
ليُغرقَ الأشعارَ أحزانا.
لكنّني .. أذرِفُ طوفانا !
شتّانَ ..
غيري شاعِرٌ ينظمُ أبياتاً
ولكنّي أنا .. أنظِمُ أوطانا !
وعِندهُ قصيدَةٌ يحْمِلُها
لكنّني قصيدةٌ تحمِلُ إنسانا !
كلٌّ معانيهِ على مقدارِ ما عانى.
للشُّعراءِ كُلّهم
شيطانُ شعرٍ واحدٌ
ولي بمفردي أنا
.. عشرونَ شيطانا !
العصر العباسي >> ديك الجن >> كلانا غُصُنٌ شَطْبُ
كلانا غُصُنٌ شَطْبُ
رقم القصيدة : 17690
-----------------------------------
كلانا غُصُنٌ شَطْبُ
فذا بالٍ وذا رطبُ
إذا ما هاجتِ الريحُ
ومالَ المرطُ والإثبُ
أبانتْ منه ما طابَ
ومنّي ما يرى الحبّ
ضلوعٌ ما لها روحٌ
ولا يسكُنُها القلبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> سيرضيكَ أنَّي مسخطٌ فيكَ كاشحاًْ
سيرضيكَ أنَّي مسخطٌ فيكَ كاشحاًْ
رقم القصيدة : 17691
-----------------------------------
سيرضيكَ أنَّي مسخطٌ فيكَ كاشحاًْ
ومرتقبٌ هولينِ: موتٌ مرقبُ
وجانب ليل لو تعلق قطعة ٌْ
بقطعة صبحٍ لانْثَنَتْ وهي غَيْهَبُ(15/245)
العصر العباسي >> ديك الجن >> عَجِبْتُ لحفرَة ٍ حُشِيتْ بطَوْدٍ
عَجِبْتُ لحفرَة ٍ حُشِيتْ بطَوْدٍ
رقم القصيدة : 17692
-----------------------------------
عَجِبْتُ لحفرَة ٍ حُشِيتْ بطَوْدٍ
وقَبرٍ حَشْوُه بَلَدٌ رَحِيبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ومعدولة ٍ مهما أَمالَتْ إزارَها
ومعدولة ٍ مهما أَمالَتْ إزارَها
رقم القصيدة : 17693
-----------------------------------
ومعدولة ٍ مهما أَمالَتْ إزارَها
فغصنٌ، وأما قدُّها فقضيبُ
لها القَمَرُ السَّاري شقيقٌ وإنَّها
لتطْلُعُ أَحْياناً له فيغيبُ
أقولُ لها والليلُ مُرْخٍ سدولَهُ
وغصنُ الهوى غضُّ النباتِ رطيبُ
ونحن به فردانِ في ثني مئزرٍْ
بك العيش يازينَ النساءِ يطيبُ
لأَنْتِ المُنى يا زينَ كُلِّ مليحَة ٍ
وأَنْتِ الهوى أُدْعى لَه فأُجيبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> نديمُ عيني بعدكَ الكوكبُ" أنظر
نديمُ عيني بعدكَ الكوكبُ" أنظر
رقم القصيدة : 17694
-----------------------------------
نديمُ عيني بعدكَ الكوكبُ" أنظر
ولوعة ٌ أتاتها تلهبُ
وَدَمْعَة ٌ في الخَدِّ مسفوحَة ٌ
كأنّها من جمرة ٍ تحلب
ُما امتنع الدمعُ وإسباله
عليَّ لمّا امتنعَ المطلبُ
إنْ تكُنِ الأَيَّامُ قد أَذْنَبَتْ
فيك فإنَّ الدَّمْعَ لا يُذْنبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> لا وحبيّكِ ما مللتُ سقاماً
لا وحبيّكِ ما مللتُ سقاماً
رقم القصيدة : 17695
-----------------------------------
لا وحبيّكِ ما مللتُ سقاماً
لَكِ فيهِ من مُقْلَتَيكِ نصيبُ
كلُّ شيءٍ، وإنْ أَضَرَّ بِجِسمي،
لَكِ فيهِ الرِّضى إليَّ حبيبُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فتى ً كانَ مثلَ السَّيْفِ من أينَ جِئْتَهُ
فتى ً كانَ مثلَ السَّيْفِ من أينَ جِئْتَهُ
رقم القصيدة : 17696
-----------------------------------
فتى ً كانَ مثلَ السَّيْفِ من أينَ جِئْتَهُ
لنائبة ٍ نابَتْهُ فَهْيَ مَضارِبُهْ(15/246)
العصر العباسي >> ديك الجن >> يا عَيْنُ لا للغَضَا ولا الكُثُبِ
يا عَيْنُ لا للغَضَا ولا الكُثُبِ
رقم القصيدة : 17697
-----------------------------------
يا عَيْنُ لا للغَضَا ولا الكُثُبِ
بكا الرزايا سوى بكا الطربِ
جودي وجدِّي بملءِ جفنيكِ ثمَّ
احتفلي بالدموعِ وانسكبي
ياعَيْنُ في كَرْبَلاَ مَقَابِرُ قَدْ
تَرَكْنَ قَلْبي مَقَابِرَ الكُربِ
مقابر تحتها منابرُ منْ
علمٍ وحلمٍ ومنظرٍ عجبِ
مِن البَهاليلِ آل فاطمَة ٍ
أهلِ المعالي والسادة ِ النجبِ
كمْ شَرِقَتْ مِنْهُمُ السيوفُ وكَمْ
رويتِ الأرضُ من دمٍ سربِ
نفسي فداءٌ لكمْ ومن لكمُ
نفسي وأُمّي وأُسْرَتي وأَبي
لا تَبْعَدوا يا بَني النبيِّ على
أنْ قد بعدتمْ والدهرُ ذونوبِ
يا نَفْسُ لا تَسأمِي ولا تَضِقي
وکرسي على الخَطْب رَسْوَة َ الهُضُبِ
صوني شعاعَ الضميرِ واستشعري
الصَّبْرَ وحُسْنَ العزاءِ، واحْتسبي
فالخلقُ في الأرضِ يعجلونض وموْ
لاكِ على توأدٍ ومرتقبِ
لا بُدَّ أَنْ يُحْشَرَ القَتِيلُ وأَنْ
يُسْأَلَ ذو قتله عَن السَبَبِ
فالوَيْلُ والنَّارُ والثُّبُورُ لمنْ
قَدْ أَسْلَمُوهُ للجَمْرِ واللَّهَبِ
يا صَفْوة َ اللَّهِ في خلائِقِهِ
وأكرمَ العجمينَ والعربِ
أَنْتُمْ بُدُورُ الهُدَى وأَنْجُمُهُ
ودوحة ُ لمركاتِ والحسبِ
وساسَة ُ الحَوْضِ يَوْمَ لا نَهَلٌ
لمورِديكُمْ موارِدَ العَطَبِ
فَكَّرْتُ فيكُمْ وفي المُصابِ فما
أنفكَّ فؤادي يعومُ في عجبِ
مازلتمُ في الحياة ِ بينهمُ
بين قتيلٍ وبينَ مستلبِ
قد كانَ في هَجْرِكُمْ رِضى ً بِكُمُ
وَكَمْ رِضى ً مُشْرَج على غَضَبَ
حَتى إذا أَوْدَعَ النبيُّ شجاً
قَيْدَ لَهَاة ِ القَصاقِصِ الحَربِ
مَعَ بعيدين أحْرَزا نَسَباً
مَعْ بُعْدِ دارٍ عن ذلك النَّسَبِ
ماكانَ تيمٌ لهاشمٍ بأخٍ
ولا عَديٌّ لأَحْمَدٍ بأَبِ
لكن حديثا عداوة ٍ وقلى ً
تَهَوَّرا في غيابة ِ الشُّقُبِ
قاما بدعوى في الظلمِ غالبة ٍ
وحجة ٍ جزلة ٍ من الكذبِ(15/247)
من ثمَّ أوصى به نبيكمُ
نصّاً فأَبْدى عداوة الكَلِبِ
ومن هُناكَ کنْبَرَى کلزَّمانُ لهم
بَعْدَ کلتياطٍ بغارِبٍ جشبِ
لا تسلقوني بحدِّ ألسنكمْ
ما أربُ الظَّلأمينَ من أربي
إنَّا إلى اللَّهِ راجِعُونَ على
سَهْوِ اللَّيالي وغَفْلَة ِ النُّوَبِ
غدا عليٌّ ورُبَّ مُنْقَلَبٍ
أشأمَ قد عادَ غير منقلبِ
فاغترهُ السيفُ وهو خادمُهُ
مَتَى يُهِبْ في الوَغَى به يُجِبِ
يا طُولَ حُزْني ولَوْعَتي وتبا
ريحي، ويا حسرتي ويا كربي
ذَلِكَ يَوْمٌ لَمْ تَرْمِ جائحَة ٌ
بمثْلِهِ المُصْطَفى ولَمْ تُصِبِ
يومٌ أصابَ الضُّحى بظلمته
وقَنَّعَ الشَّمْسَ من دُجَى الغُهَبِ
وغادَرَ المعولاتِ من هاشمِ
الخَيْرِ حَيارى مهتوكَة َ الحُجُبِ
تمري عيوناً على أبي حسنٍ
مَحْفُوفة ً بالكُلومِ والنَّدَبِ
تَغْمُرُ رَبْعَ کلْهُمومِ أَعْيُنُهَا
بالدَّمْعِ حُزْناً لِرَبْعِها الخَرِبِ
تَئِنُّ وَالنَّفْسُ تَسْتَدِيرُ بِهَا
رَحى ً من المَوْتِ مرّة َ القطبِ
لَهْفي لذاكَ الرُّواءِ أَمْ ذَلِكَ
الرأيَ، وتلكَ الأنباءِ والخطبِ
يا سَيِّدَ الأَوْصِياءِ والعاليَ
الحجَّة ِ والمُرْتَضَى وذا الرُتَبِ
إنْ يَسْرِ جَيْشُ الهُمُومِ مِنْكَ إلى
شَمْسِ مِنًى والمَقامِ والحُجُبِ
فَرُبَّما تَقْعَصُ الكُماة َ بأَقْـ
ـدامِكَ قَعْصاً يُجْثي على الرُّكَبِ
وربَّ مقورَّة ٍ ململمة ٍ
في عارضٍ للحمامِ منسكبِ
فللتَ أرجاءَها وجحفَلَها
بذي صقالٍ كوامضِ الشهبِ
أَو أَسْمرِ الصَّدْرِ أَصفَرٍ أَزرقِ
الرأسِ وإن كان أحمرَ الحلبِ
أودى عليُّ صلَّى على روحِهِ
اللَّهُ صَلاَة ً طَويلة َ الدَّأَبِ
وكل نفسٍ لحينها سببٌ
يسري غليها كهيئة اللَّعبِ
والناسُ بالغيبِ يرجمونَ وما
خلتهمُ يرجمونَ عن كثبِ
وفي غدٍ فاعلمنْ لقاؤهُمُ
فَإنَّهُمْ يَرْقُبونَ، فارْتَقِبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إني بباك لا ودي يقربني
إني بباك لا ودي يقربني
رقم القصيدة : 17698(15/248)
-----------------------------------
إني بباك لا ودي يقربني
ولا أَبي شافِعٌ عندي ولا نسبي
إنْ كانَ عرفُك مذخوراً لذي سَبَبٍ
فاضمُمْ يديكَ على حرٍّ أَخي سَبَبِ
أَوْ كُنْتَ وافقته يوماً على نَسَبٍ
فاضْمُمْ يديكَ فإنِّي لَسْتُ بالعرَبي
إنِّي امرؤٌ بازلٌ في ذروتي شرفٍ
لقيصَرٍ ولِكِسْرى محتدي وأبي
حرفٌ أمونٌ ورأيٌّ غير مشتركٍ
وصارمٌ من سيوفِ الهندش ذو شطبِ
خوَّاضُ ليْل تهابُ الجنُّ لجَّتَه
وينطوي جيشها عن جيشهِ اللجبِ
مالشنفري وسليكٌ في مغيبة ٍ
إلاَّ رضيعا لبانٍ في حمى أَشِبِ
واللهربَّ انبي المصطفى قسماً
براً وحقِ منى ً والبيتِ ذي الحجبِ
والخمسة الغرِّ أصحابِ الكساءِ معاً
خير البرِيَّة ِ من عُجْمٍ ومن عَرَبِ
ما شِدَّة ُ الحِرْصِ من شَأْني ولا طَلبي
ولا المكاسِبُ من هَمِّي ولا أَرَبي
لكنْ نوائبُ نابتني وحادثة ٌ
والدَّهْرُ يطْرُقُ بالأَحْداثِ والنُّوَبِ
وليس يَعْرِفُ لي قَدْري ولا أَدبي
إلاَّ کمْرؤٌ كانَ ذا قَدْرٍ وذا أَدَبِ
لا يَفْتُنَّنكَ شكري إنْ ظَفِرْتَ بهِ
فإنَّها فُرْصَة ٌ وافَتْكَ من كَثَبِ
واعلمْ بأنَّكَ ما اودعتَ من حسنٍ
عندي ففي حسنٍ أنقى من الذَّهب
العصر العباسي >> ديك الجن >> بأبي وإن قلت له بأبي
بأبي وإن قلت له بأبي
رقم القصيدة : 17699
-----------------------------------
بأبي وإن قلت له بأبي
من ليسَ يعرفُ غيرَهُ أَرَبي
قرطستُ عشراً في مودتهِ
لبلوغِ ما أَمَّلْتُ من طلبي
ولقد أراني لو مددتُ يدي
شهرينِ أرمي الأرضَ لم أصبِ
شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> قل لها
قل لها
رقم القصيدة : 177
-----------------------------------
قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حيناً فعاد يحضنُ دمعه
راعه أنَّ عمره يتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ
وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه
قل لها .. انّه يفيق على جرح
وتغفو سنينه فوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا(15/249)
فتحساه جُرعة إِثْر جُرعهْ
قل لها .. انه يهيم .. وأخشى
ان تواريه رحلة دون رجعهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مذهب الفراشة ..!
مذهب الفراشة ..!
رقم القصيدة : 1770
-----------------------------------
فراشَةٌ هامَتْ بضوءِ شمعةٍ
فحلّقتْ تُغازِلُ الضِّرام.
قالت لها الا نسام :
( قبلَكِ كم هائمةٍ .. أودى بِها الهُيامْ !
خُذي يدي
وابتعدي
لنْ تجِدي سوى الرَّدى في دَورةِ الخِتامْ ).
لم تَسمعِ الكلامْ
ظلّتْ تدورُ
واللَّظى يَدورُ في جناحِها .
تحَطّمتْ
ثُمَّ هَوَتْ
وحَشْر جَ الحُطامْ :
( أموتُ في النورِ
ولا
أعيشُ في الظلامْ )!
العصر العباسي >> ديك الجن >> سُبْحانَ مَنْ جَعَل الآدابَ في عُصبٍ
سُبْحانَ مَنْ جَعَل الآدابَ في عُصبٍ
رقم القصيدة : 17700
-----------------------------------
سُبْحانَ مَنْ جَعَل الآدابَ في عُصبٍ
حظاً وصيرها غيظاً على عصبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فَتنفَّستْ في البَيت إذْ مُزِجَتْ
فَتنفَّستْ في البَيت إذْ مُزِجَتْ
رقم القصيدة : 17701
-----------------------------------
فَتنفَّستْ في البَيت إذْ مُزِجَتْ
بالماءِ واستلتْ سنا اللهبِ
كتنفُّسِ الرِيحانِ خالطَهُ
من وردِ جُوْرٍ ناضِرُ الشُّعَبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> للهِ دري في الشبيبة ِ
للهِ دري في الشبيبة ِ
رقم القصيدة : 17702
-----------------------------------
للهِ دري في الشبيبة ِ
من أخي لهوٍ أريبِ
أَيَّامَ يحملني الشَّبابُ
على التَّهاونِ بالذّنوبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وقائلة ً وقد بصرتْ بدمعٍ
وقائلة ً وقد بصرتْ بدمعٍ
رقم القصيدة : 17703
-----------------------------------
وقائلة ً وقد بصرتْ بدمعٍ
على الخدين منحدرٍ سكوبِ
أتكذبُ في البكاءِ؟ وأنتَ خلوٌ
قديماً ما جَسَرْتَ على الذنوبِ
قَميصُكَ والذُّنوبُ تجولُ فيه
وقلبُ ليسَ بالقلْبِ الكَئيبِ
شبيهُ قميصِ يوسفَ حينَ جاءوا
على لباتهِ بدمٍ كذوبِ(15/250)
العصر العباسي >> ديك الجن >> يُزهى به القلمان إلاَّ أَنَّ ذا
يُزهى به القلمان إلاَّ أَنَّ ذا
رقم القصيدة : 17704
-----------------------------------
يُزهى به القلمان إلاَّ أَنَّ ذا
لدنُ المجسِّ وأنَّ ذا بكعوبِ
عودانِ يقضبُ ذا الطلى بلعابهِ
ويَجوبُ ذا المهجات بالتركيبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أحمرٌ كالخضابِ في صفحِ هاديـ
أحمرٌ كالخضابِ في صفحِ هاديـ
رقم القصيدة : 17705
-----------------------------------
أحمرٌ كالخضابِ في صفحِ هاديـ
ـهِ مِنَ الهادياتِ مثلُ الخِضابِ
وَكَأَنِّي أَرْمي الهِضابَ على حينِ
وَنَاهُ بقطعة ٍ مِنْ هضابِ
وَكَأَنِّي رفعتُ بِالْبَرْقِ شَمْلا
تي لما ثنيتها بعقاب
العصر العباسي >> ديك الجن >> دعوا مقلتي تبكي لفقدِ حبيبها
دعوا مقلتي تبكي لفقدِ حبيبها
رقم القصيدة : 17706
-----------------------------------
دعوا مقلتي تبكي لفقدِ حبيبها
لِيُطْفِىء َ بَرْدُ الدَّمْعِ حَرَّ لهيبها
بِمَنْ لَوْ رَأَتْهُ القاطِعاتُ أَكُفَّها
لما رَضِيَتْ إلاَّ بقطعِ قُلوبِها
العصر العباسي >> ديك الجن >> عينَ الرَّقيبِ غَرِقْتِ في بحرِ العمى
عينَ الرَّقيبِ غَرِقْتِ في بحرِ العمى
رقم القصيدة : 17707
-----------------------------------
عينَ الرَّقيبِ غَرِقْتِ في بحرِ العمى
لا أنتِ لا بلْ عينُ كلِّ رقيبِ
منْ عاشَ في الدنيا بغيرِ حبيببِ
فحياتُهُ فيها حياة ُ غريبِ
ما تنظُر العينانِ أحسنَ منظراً
من طالبٍ إلفاً ومن مطلوبِ
ما كانَ في حورِ الجنان لأدمٍ
لو لم تكنْ حوّاءُ من مرغوبِ
فقد كان في الفردوسِ يشكو وحشة ً
فيها، ولم يأنسْ بغير حبيبِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> يا قَبْرَ فاطِمَة َ کلَّذِي ما مِثْلُهُ
يا قَبْرَ فاطِمَة َ کلَّذِي ما مِثْلُهُ
رقم القصيدة : 17708
-----------------------------------
يا قَبْرَ فاطِمَة َ کلَّذِي ما مِثْلُهُ
قَبْرٌ بطَيْبة َ طابَ فِيه مبِيتَا(15/251)
إذْ فيكَ حلتْ بضعة ُ الهادي التي
تجلى محاسِن وجهها حُلِّيتا
إنْ تنأَ عنهُ فما نأيتَ تباعداً
أَوْ لَم تَبِنْ بَدرْاً فَما أخفيتا
فَسَقى ثَرَاكَ کلْغَيْثُ ما بَقِيتْ به
لُمَعُ القُبُورِ بطَيبَة ٍ وبقيتا
فلقد بريَاها ظللت مطيباً
تستافُ مسكاً في الأنوفِ فتيتا
ولقد تأملتُ القبورَ وأهلها
فَتَشتَّتَتْ فِكَري بها تَشْتِيتا
كَم مُقْرَبٍ مُقْصًى وَكَمْ مُتَبَاعِدٍ
مُدْنى ً، فَسَاوَرَتِ الحَشَا عِفْريتا
العصر العباسي >> ديك الجن >> شَرَفي مَحَبَّة ُ مَعْشَرٍ
شَرَفي مَحَبَّة ُ مَعْشَرٍ
رقم القصيدة : 17709
-----------------------------------
شَرَفي مَحَبَّة ُ مَعْشَرٍ
شَرُفوا بسُورَة ِ "هَلْ أَتَى ؟"
وَوِلايَ فيمَنْ فَتْكُهُ
لذوي الضَّلالة ِ أَخْبتا
وإذا تَكَلَّمَ في الهُدَى
حجَّ الغويَّ وأسكتا
فَلِفَتْكِهِ ولهَدْيهِ
سماهُ ذو العرش الفتى
ثبتٌ إذا قدما سواهُ
في المهاوي زلتا
لم يعبدِ الأصنامَ قطُّ
ولا أرابَ، ولا عتا
غَرَسَتْ يَدُ البارِي لَهُ
رَبْعَ الرَّشادِ فأَنْبَتا
وأَقامَهُ صِنْواً لأَحْمَـ
ـدَ دوحهُ لنْ ينحتا
صنوانِ هذا منذرٌ
وافى ، وذا هادٍ أتى
يهدي لما أَوْفى به
حكمُ الكتابِ وأثبتا
فَهُوَ القَرينُ له وما
افترقا بصيفٍ أو شتا
لكنما الأعداءُ لمْ
يدعوهُ أنْ يتلفتا
ثِقْلُ الهُدى وكتابُهُ
بَعْدَ النَّبيِّ تشَتَّتا
واحَسْرَتا من غَصْبِهِ
وسكوتهِ ، واحسرتا
طالتْ حياة ُ عدوه
حتى متى ؟ وإلى متى ؟
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مقيم في الهجرة
مقيم في الهجرة
رقم القصيدة : 1771
-----------------------------------
قلَمي يجري
ودَمي يجري
وأنَا ما بينهُما أجْري.
الجَريُ تعثّرَ في إثْري !
وأنَا أجري.
والصّبرُ تصبّرَ لي حتى
لمْ يُطِقِ الصّبرَ على صبري !
وأنا أجري .
أجري، أ جري، أجري ..
أوطاني شُغلي .. والغُربةُ أجري!
**
يا شِعري
يا قاصِمَ ظهري
هلْ يُشبِهُني أحدٌ غيري ؟(15/252)
في الهِجرةِ أصبحتُ مُقيماً
والهِجرةُ تُمعِنُ في الهَجْرِ !
أجري ..
أجري ..
أينَ غداً أُصبِحُ ؟
لا أدري .
هلْ حقّاً أُصبِحُ ؟
لا أدري .
هلْ أعرِفُ وجهي ؟
لا أدري .
كمْ أصبَحَ عُمري ؟
لا أدري .
عُمُري لا يدري كَمْ عمري !
كيفَ سيدري ؟!
مِن أوَّلِ ساعةِ ميلادي
وأنَا هِجري !
العصر العباسي >> ديك الجن >> ليتني لم أكن لعطفك نلتُ
ليتني لم أكن لعطفك نلتُ
رقم القصيدة : 17710
-----------------------------------
ليتني لم أكن لعطفك نلتُ
وإلى ذَلك الوِصالِ وَصَلْتُ
فالَّذِي مِنِّيَ کشْتَمَلْتِ عَليه
ألعارٍ ما قد عليهِ اشتملتُ
قال ذو الجهْلِ قد حَلُمْتَ ولا
أَعْلَمُ أَنِّي حَلُمتُ حَتَّى جَهِلْتُ
لائمٌ لي بِجَهْلِهِ ولماذا
أَنا وَحْدِي أَحْبَبْتُ ثُمَّ قَتَلْتُ
سَوْفَ آسى طولَ الحَياة ِ وَأَبْكِيـ
ـكِ على ما فَعَلْتِ لا ما فَعَلْتُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> بأبي الثلاثُ الآنسا
بأبي الثلاثُ الآنسا
رقم القصيدة : 17711
-----------------------------------
بأبي الثلاثُ الآنسا
تُ الرَّائعاتُ الغانِياتُ
أقبلنَ والأصداغُ في
وجناتِهنَّ مُعَقْرباتُ
أَلْفاظُهَنَّ مؤنَّثا
تٌ، والجفونُ مذكراتُ
حتى إذا عاينتُهـ
ـنَّ وللأْمورِ مسبباتُ
جمشتهنَّ وقلت: طبيبُ
ـبُ عناقكنَّ هو الحياة ُ
فخجِلْن حتَّى خلْتُ أَنَّ
خدودَهُنَّ معصفراتُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَعْشَقُ المُرْد والنكاريشَ والشِّيبَ،
أَعْشَقُ المُرْد والنكاريشَ والشِّيبَ،
رقم القصيدة : 17712
-----------------------------------
أَعْشَقُ المُرْد والنكاريشَ والشِّيبَ،
وعندي مثل البنينَ البناتُ
حدٌّ ما يشتهى ويعشقُ عندي
ُ حيوانٌ تحلُّ فيه الحياة ُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فتَراهُمُ صرعى وقد صَعَقَتهُمُ
فتَراهُمُ صرعى وقد صَعَقَتهُمُ
رقم القصيدة : 17713
-----------------------------------
فتَراهُمُ صرعى وقد صَعَقَتهُمُ(15/253)
بكؤوسها في عدَّة ِ الأَمْواتِ
يا حبّذا ميّتين وحبّذا
ذاكَ المماتُ لهم فخيرُ مماتِ
موتٌ تنافسهُ الملوكُ ويشترى ُ
بعقائلٍ تلدٍ ومطرفاتِ
موتٌ أعزُّ من الحباة ِ عليهمُُ
وأَلَذُّ في الأَفْواه واللَّهواتِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إنَّ ريبَ الزَّمانِ طالَ انتكاثُهْ
إنَّ ريبَ الزَّمانِ طالَ انتكاثُهْ
رقم القصيدة : 17714
-----------------------------------
إنَّ ريبَ الزَّمانِ طالَ انتكاثُهْ
كم رمتني بحادثٍ أحداثهْ
ظبيُ إنسٍ قلبي مقيلُ ضحاهُ
وفؤادي بَرِيرُهُ وكباثُهْ
كم وكم أَستَغِيثُ من شَحْطَة ِ الدَّا
رِ ولَم يسعف النَّوى مُسْتَغَاثُهْ
خيفة ً أَنْ يخُونَ عهدي وأَنْ يُضحـ
ـحي لغيري حجولُهُ ورِعاثُهْ
فإذا شاءَ أَحْمَدُ بنُ عَليٍّ
ضمَّ شملاً له يخافُ انشعاثهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ولِعَيْني دَمْعٌ تسيلُ مَثانيهِ
ولِعَيْني دَمْعٌ تسيلُ مَثانيهِ
رقم القصيدة : 17715
-----------------------------------
ولِعَيْني دَمْعٌ تسيلُ مَثانيهِ
وتجري رُباعُهُ وثُلاثُهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فوقَ العيونِ حواجبٌ زجُّ
فوقَ العيونِ حواجبٌ زجُّ
رقم القصيدة : 17716
-----------------------------------
فوقَ العيونِ حواجبٌ زجُّ
تحت الحواجبِ أعينٌ دعجُ
يَنْظُرْنَ مِنْ خَلَلِ النِّقابِ ومِنْ
تحتِ النِّقابِ ضواحِكٌ فُلْجُ
وإذا نظرنَ رمقنَ عن مقلٍ
تسبي العيونَ فحشوها غنجُ
وإذا ضَحِكْنَ ضَحِكْنَ عنْ بَرَدٍ
عذبِ الرضابِ كأنهُ ثلجُ
وإذا نزعنَ ثيابهنَّ ترى
فوقَ المُتُونِ ذَوَائِبٌ سُبْجُ
وافَيْنَ مَكَّة َ لِلْحَجيجِ فلم
يَسْلَمْ بِهِنّ لِمُسْلِمٍ حَجُّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وليلة ٍ باتَ طلُّ الغيثِ ينسجها
وليلة ٍ باتَ طلُّ الغيثِ ينسجها
رقم القصيدة : 17717
-----------------------------------
وليلة ٍ باتَ طلُّ الغيثِ ينسجها
حتى إذا كملتْ أضحى يذبحُها
يبكي عليها بكاءَ الصبِّ فارقهُ(15/254)
غلفٌ ويضحكها طوراً ويبهجُها
إذا تضاحَكَ فيها الورْدُ نَرْجِسَها
باهى زكيَّ خزاماها بنفسجُها
فقلْتُ فيها لساقينا، وفي يَدِهِ
كأسٌ كشِعْلَة ِ نارٍ باتَ يوهجُها
لاتمزجنها بغيرِ الماء منكَ فإنْ
تبخلْ يداكَ فدمعي سوف يمزجثها
أَقَلُّ ما بيَ مِنْ حبّيكَ أنَّ يدي
إذا سمتْ نحو قلبي كاد ينضجُها
العصر العباسي >> ديك الجن >> ياكثيرَ الدلِّ والغنجِ
ياكثيرَ الدلِّ والغنجِ
رقم القصيدة : 17718
-----------------------------------
ياكثيرَ الدلِّ والغنجِ
لك سُلطانٌ على المُهَجِ
إنَّ بيتاً أنتَ ساكنهُ
غيرُ محتاجٍ إلى السرجِ
وجهكَ المأمولُ حجّتنا
يومَ يأتي الناس بالحجِ
لا أتاح الله لي فرجاً
يومَ أدعو منكَب بالفرجِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ولي كَبِدٌ حَرَّى ونَفْسٌ كأَنَّها
ولي كَبِدٌ حَرَّى ونَفْسٌ كأَنَّها
رقم القصيدة : 17719
-----------------------------------
ولي كَبِدٌ حَرَّى ونَفْسٌ كأَنَّها
بكفِ عدوٍّ ما يريدُ سراحَها
كأنَّ على قلبي قطاة ً تذكرتْ
على ظمإٍ وردْاً فهزَّتْ جناحَها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ضائع ..!!
ضائع ..!!
رقم القصيدة : 1772
-----------------------------------
صُدفَةً شاهدتُني
في رحلتي منّي إِلَيْ.
مُسرِعاً قبّلتُ عينيَّ
وصافحتُ يَدَيْ
قُلتُ لي : عفواً ..فلا وقتَ لَدَيْ .
أنَا مضْطَرٌ لأن أتْرُكَني،
باللهِ ..
سلِّمْ لي عَلَيْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> لا بتُّ إخواني ولا بتُّمُ
لا بتُّ إخواني ولا بتُّمُ
رقم القصيدة : 17720
-----------------------------------
لا بتُّ إخواني ولا بتُّمُ
بليلة ٍ بتُّ بها البارحه
لم يَبْقَ لي في منزلي بقعة ٌ
إلاَّ وفيها لجَّة سايحه
العصر العباسي >> ديك الجن >> منْشاءَ تشبيهَ الشقائقِ فليقلْ
منْشاءَ تشبيهَ الشقائقِ فليقلْ
رقم القصيدة : 17721
-----------------------------------
منْشاءَ تشبيهَ الشقائقِ فليقلْ(15/255)
كنِساءِ قَتْلى قد خَرَجْنَ صَوائِحا
أُلبسنَ أثوابَ الدماءِ شناعة ً
ونشرنَ شعراً ثمَّ قمنَ نوائحا
العصر العباسي >> ديك الجن >> حدُّ ما ينكح عندي
حدُّ ما ينكح عندي
رقم القصيدة : 17722
-----------------------------------
حدُّ ما ينكح عندي
حيوانٌ فيه روحُ
أنا من قولي مليحٌ
أَو قبيحٌ مستَريحُ
كُلُّ مَنْ يمشي على وَجْـ
ـهِ الثرى عندي مليحُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فلم يُظْهِر لها الخلخالُ سِراً
فلم يُظْهِر لها الخلخالُ سِراً
رقم القصيدة : 17723
-----------------------------------
فلم يُظْهِر لها الخلخالُ سِراً
ولكن أَظْهَرَ السِّرَّ الوشاحُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> حَتَّى أُصادفَ مالاً أَو يقالَ فَتى ً
حَتَّى أُصادفَ مالاً أَو يقالَ فَتى ً
رقم القصيدة : 17724
-----------------------------------
حَتَّى أُصادفَ مالاً أَو يقالَ فَتى ً
لاقى الرَّدى بين أَسْيافٍ وأَرماحِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> شادِنٌ راحَ نحو سرحة ِ ماءٍ
شادِنٌ راحَ نحو سرحة ِ ماءٍ
رقم القصيدة : 17725
-----------------------------------
شادِنٌ راحَ نحو سرحة ِ ماءٍ
مسرعاً، وَجْنتاهُ كالتُّفَّاحِ
دَقَّ حَتَّى حَسِبْتُه وَرَقَ الوَرْدِ
جَنيّاً يَرِفُّ بَين الرياحِ
وردَ الماءَ ثمَّ راحَ وقد
أصدرهُ الماءُ في غلالة ِ راحِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أيا قمراً تبسمَ عن أقاحِ
أيا قمراً تبسمَ عن أقاحِ
رقم القصيدة : 17726
-----------------------------------
أيا قمراً تبسمَ عن أقاحِ
ويا غُصُناً يميلُ مع الرِّياحِ
جبينكَ والمقلدُ والثنايا
صباحٌ في صباحٍ في صباحِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَلَسْتَ ترى الضَّنى لم يُبْقِ منِّي
أَلَسْتَ ترى الضَّنى لم يُبْقِ منِّي
رقم القصيدة : 17727
-----------------------------------
أَلَسْتَ ترى الضَّنى لم يُبْقِ منِّي
سوى شَبَحٍ يطيرُ بكُلِّ ريحِ(15/256)
العصر العباسي >> ديك الجن >> لو نبتَ الشعرُ في وصالٍ
لو نبتَ الشعرُ في وصالٍ
رقم القصيدة : 17728
-----------------------------------
لو نبتَ الشعرُ في وصالٍ
لعادَ ذاكَ الوصالُ صدّا
العصر العباسي >> ديك الجن >> في خدِّهِ خالٌ كأنَّ
في خدِّهِ خالٌ كأنَّ
رقم القصيدة : 17729
-----------------------------------
في خدِّهِ خالٌ كأنَّ
أنامِلاً صَبَغَتْهُ عَمْدا
خنثٌ كأنَّ الله ألـ
ـبَسَهُ قُشُورَ الدُّرِّ جِلْدا
وَتَرى على وَجَناتِهِ
في أَيِّ حِينٍ جِئْتَ وَرْدا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شاهد إثبات ...
شاهد إثبات ...
رقم القصيدة : 1773
-----------------------------------
لا تطلبي حُريّةً أيّتها الرّعيّةْ
لا تطلُبي حُريّةً ..
بلْ مارسي الحُريّةْ.
إنْ رضيَ الرّاعي .. فألفُ مرحَبا
وإنْ أبى
فحاولي إقناعَهُ باللُطفِ والرّويّةْ ..
قولي لهُ أن يَشرَبَ البحرَ
وأنْ يبلَعَ نصفَ الكُرةِ الأرضيّةْ !
ما كانتِ الحُريّةُ اختراعَهُ
أوْ إرثَ مَنْ خَلّفَهُ
لكي يَضمَّها إلى أملاكهِ الشّخْصيّة
إنْ شاءَ أنْ يمنعها عنكِ
زَ و ا ها جانِباً
أو شاءَ أنْ يمنحها .. قدَّمها هَديّهْ
قولي لَهُ : إنّي وُلِدتُ حُرَّةً
قولي لهُ : إنّي أنا الحُريّةْ.
إنْ لمْ يُصدِّقْكِ فهاتي شاهِداً
وينبغي في هذه القضيّةْ
أن تجعلي الشّاهِدَ .. بُندقيّةْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> ما لا مريءٍ بيدِ الدهرِ الخؤونِ يدُ
ما لا مريءٍ بيدِ الدهرِ الخؤونِ يدُ
رقم القصيدة : 17730
-----------------------------------
ما لا مريءٍ بيدِ الدهرِ الخؤونِ يدُ
ولا على جلدِ الدنيا له جلدُ
طُوبى لأَحبابِ أَقْوام أَصابَهُمُ
من قَبل أَنْ يَعْشَقُوا مَوتٌ فَقَد سَعِدوا
وحَقِّهِمْ إنَّهُ حَقٌّ أَضِنُّ بِه
لأنفذنَّ لهمْ دمعي كما نفدوا
يَا دَهْرُ إنَّكَ مَسْقِيٌّ بِكَأَسِهِمُ
ووارِدٌ ذلكَ الحَوْضَ الذي ورَدُوا
الخلقُ ماضونَ، والأيامُ تتبعهمْ(15/257)
نفنى ويبقى الإلهُ الواحدُ الصمدُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> جاءتْ تزورُ فراشي بعد ما قبرتْ
جاءتْ تزورُ فراشي بعد ما قبرتْ
رقم القصيدة : 17731
-----------------------------------
جاءتْ تزورُ فراشي بعد ما قبرتْ
فظلتُ ألثمُ نحراً زانه الجيدُ
وقلْتُ: قُرَّة َ عيني قَدْ بُعِثتِ لنا
فكيفَ ذا وطريقُ القبْرِ مَسْدُودُ؟
قالتْ: هناكَ عظامي فيه مودعة ٌ
تَعيثُ فيها بناتُ الأَرْضِ والدُّودُ
وهذهِ الرُّوحُ قد جاءَتْكَ زائِرَة ً
هذي زيارة ُ منْ في القبرِ ملحودُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أو ما ترى طمريَّ بينهما
أو ما ترى طمريَّ بينهما
رقم القصيدة : 17732
-----------------------------------
أو ما ترى طمريَّ بينهما
رجلٌ ألحَّ بهزلهِ الجدُّ
فالسَّيْفُ يقطع وهو ذو صدإ
والنَّصْلُ يفري الهامَ لا الغمْدُ
هَلْ تَنْفَعَنَّ السَّيْفَ حِلْيَتهُ
يومَ الجلادِ إذا نبا الحدُّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> يامنْ حلا ثمّ طابَ ريحاً
يامنْ حلا ثمّ طابَ ريحاً
رقم القصيدة : 17733
-----------------------------------
يامنْ حلا ثمّ طابَ ريحاً
ففيهِ شُهْدٌ وفيهِ وَرْدُ
لو لم تكنْ للسَّماءِ شمسٌ
لَكُنْتَ تَبْدو من حيثُ تَبْدو
ما إنْ أَظُنُّ الهلالَ إلاّ
من نورِ خَدَّيْكَ يَسْتَمِدُّ
ناجيتُ فيكَ الصفاتِ حتى
ناجيتني ما لذاكَ ندُّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> نباتٌ في الرؤسِ له بياضٌ
نباتٌ في الرؤسِ له بياضٌ
رقم القصيدة : 17734
-----------------------------------
نباتٌ في الرؤسِ له بياضٌ
ولكن في القلوبِ لَهُ سوادُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> مضى قاسمٌ واستخلفَ البثَّ والأذى
مضى قاسمٌ واستخلفَ البثَّ والأذى
رقم القصيدة : 17735
-----------------------------------
مضى قاسمٌ واستخلفَ البثَّ والأذى
عليَّ فذا خِلٌّ وذاك مساعدُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أساكنَ حفرة ٍ وقرارِ لحدِ
أساكنَ حفرة ٍ وقرارِ لحدِ(15/258)
رقم القصيدة : 17736
-----------------------------------
أساكنَ حفرة ٍ وقرارِ لحدِ
مفارِقَ خُلَّة ٍ من بَعْدِ عَهْدِ
أجبني إنْ قدرتَ على جوابي
بحَقِّ الودِّ كَيْفَ ظَلَلتَ بَعْدِي؟
وأينَ حللتَ بعدَ حلولِ قلبي
وأحشائي وأضلاعي وكبدي؟
أما واللهِ لو عاينتَ وجدي
إذا اسْتَعْبَرْتُ في الظَّلْماءِ وَحْدي
وَجَدَّ تَنَفُّسِي وعَلا زَفيري
وفاضَتْ عَبْرَتي في صَحْنِ خَدِّي
إذنْ لعلمتَ أنِّي عن قريبٍ
ستحفرُ حفرتي ويشقُّ لحدي
ويعذلُني السفيهُ على بُكائي
كأنِّي مبتلى ً بالحزنِ وحدي
يقول: قتلتها سفَها وجهلاً
وتبْكيها بكاءً ليس يُجْدي
كصَّيادِ الطُّيورِ له انتحابٌ
عليها وهو يذبحُها بحدِّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> كأنَّ قلبي إذا تذكَّرها
كأنَّ قلبي إذا تذكَّرها
رقم القصيدة : 17737
-----------------------------------
كأنَّ قلبي إذا تذكَّرها
فريسة ٌ بين ساعديْ أسدِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وَدَعْتُهَا لفراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدي
وَدَعْتُهَا لفراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدي
رقم القصيدة : 17738
-----------------------------------
وَدَعْتُهَا لفراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدي
إذْ شَبَّكَتْ يَدَهَا من لوعَة ٍ بيدي
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصرَفَتْ
تغصُّ من غيظها العنَّابَ بالبردِ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْن يَوْمَ نَأَتْ
بالدَّمْع آخِرَ عَهْدِ القلْبِ بالجَلَدِ
جسَّ الطبيبُ يدي جهلاً فقلتُ لهُ
إنَّ المحَبَّة َ في قلبي فَخَلِّ يدي
العصر العباسي >> ديك الجن >> دعانا أبو عمروٍ عميرُ بنُ جعفرٍ
دعانا أبو عمروٍ عميرُ بنُ جعفرٍ
رقم القصيدة : 17739
-----------------------------------
دعانا أبو عمروٍ عميرُ بنُ جعفرٍ
على لحمِ ديكٍ دعوة ً بعدَ موعدِ
فَقَدَّمَ ديكاً عُدَّ دَهْراً ذملّقاً
مؤَنِّسَ أَبْياتٍ مُؤَذِّنَ مَسْجِدِ
يُحَدِّثنا عَنْ قَوْمِ هُودٍ وصالِحٍ
وأَغرب ما لاقاهُ عمرو بن مرثدِ(15/259)
وقال لقد سبحتُ دهراً مهللاً
وأَسْهَرْتُ بالتَّأْذينِ أَعْيُنَ هُجَّدِ
أَيُذْبَحُ بين المُسلمينِ مُؤذِّنٌ
مقيمٌ على دينِ النبيِّ محمدِ
فقلتُ له: ياديكُ إنَّكَ صادقٌ
وإنَّكَ فيما قلتُ غيرُ مفنَّدِ
ولا ذَنْبَ للأَضيافِ إنْ نالكَ الرَّدى
فإنَّ المنايا للديوكِ بمرصدِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تصدير واستيراد ..!
تصدير واستيراد ..!
رقم القصيدة : 1774
-----------------------------------
حَلَبَ البقّالُ ضرعَ البقَرةْ
ملأ السَطْلَ .. وأعطاها الثّمنْ .
قبّلتْ ما في يديها شاكِرهْ .
لم تكُنْ قدْ أكلَتْ منذُ زَمنْ .
قصَدَتْ دُكّانَهُ
مدّتْ يديها بالذي كانَ لديها ..
واشترَتْ كوبَ لَبنْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> خُذْ مِنْ زَمانِكَ ما صَفَا
خُذْ مِنْ زَمانِكَ ما صَفَا
رقم القصيدة : 17740
-----------------------------------
خُذْ مِنْ زَمانِكَ ما صَفَا
ودَعِ الذي فيه الكدَرْ
فالعُمْرُ أَقْصَرُ مُدَّة ً
مِنْ أَنْ يُمَحَّصَ بالغِيَرْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> مَنْ نامَ لَمْ يَدْرِ طال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرا
مَنْ نامَ لَمْ يَدْرِ طال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرا
رقم القصيدة : 17741
-----------------------------------
مَنْ نامَ لَمْ يَدْرِ طال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرا
لا يعرفُ الليلَ إلاّ عاشقٌ سهرا
العصر العباسي >> ديك الجن >> بها غَيْرَ مَعْدُولٍ فَداوِ خُمارَها
بها غَيْرَ مَعْدُولٍ فَداوِ خُمارَها
رقم القصيدة : 17742
-----------------------------------
بها غَيْرَ مَعْدُولٍ فَداوِ خُمارَها
وصِلْ بعشيّاتِ الغَبوقِ ابتكارها
ونَلْ من عظيمِ الوزر كلَّ عظيمة ٍ
إذا ذُكِرَتْ خافَ الحفيظانِ نارَها
وَقُمْ أَنْتَ فاحْثُثْ كأْسَها غَيْرَ صاغِرٍ
ولا تسقِ غلاّ خمرَها وعُقارَها
فقامَ تكادُ الكأسُ تحرقُ كفهُ
تَناوَلها من خَدِّهِ فأْدارها
ظَلِلْنا بأَيْدينا نُتَعْتِعُ روُحَها(15/260)
وتأَخُذُ من أَقْدامِنا الرَّاحُ ثارَها
العصر العباسي >> ديك الجن >> مولاتنا ياغلامُ مبتكرَه
مولاتنا ياغلامُ مبتكرَه
رقم القصيدة : 17743
-----------------------------------
مولاتنا ياغلامُ مبتكرَه
فباكرِ الكأسَ لي بلا نظرِه
غدَت إلى اللَّهوِ والمُجونِ على
أَنَّ الفَتاة َ الحيية ُ الخَفِرَه
لِحبِّها لاعجٌ وبي حرقٌ
مطويَّة ٌ في الحَشَا ومُنْتَشِرَه
ما ذُقْتُ منها سِوى مُقَبَّلِها
وضمِّ تلكَ الفروعِ منْحدِرَه
وانتهرتْني فمُتُّ منْ فرقٍ
ياحُسنَها في الرِّضا ومُنتهرَه
ثُم انثنتْ سورة ُ الخُمارِ بنا
خلالَ تلكَ الغدائرِ الخمره
وليلة ٍ أشرفتْ بكَلكَلِها
عليَّ كالطيلسان مُعتجره
فتقتُ ديجورهَها غلى قمرٍ
أثوابهُ باعفافِ مستتِره
عُجْ عَبَراتِ المُدامِ نحويَ من
عشرٍ وعشرينَ واثنتي عشرَه
قَدْ ذَكَرَ النَّاسُ عَن قيامَتِهِمْ
ذكرى بعقلي ما أَصبحتْ نفِره
مَعْرِفَتي بالصَّوابِ معْرِفَة ٌ
غرَّاءُ إمَّا عرفتُمُ النَّكرَه
العصر العباسي >> ديك الجن >> دَعِ البَدْرَ فلَيغْرُبْ فأَنْتَ لنا بَدْرُ
دَعِ البَدْرَ فلَيغْرُبْ فأَنْتَ لنا بَدْرُ
رقم القصيدة : 17744
-----------------------------------
دَعِ البَدْرَ فلَيغْرُبْ فأَنْتَ لنا بَدْرُ
إذا ما تَجلَّى من محاسِنِكَ الفَجْرُ
وإمّا انقضى سحرُ الذينَ ببابلٍ
فَطَرْفُكَ لي سِحْرٌ وريقُكَ لي خَمْرُ
ولو قيل لي: قُمْ وادْعُ أَحْسَنَ مَنْ تَرى
لَصِحْتُ بِأَعلى الصَّوْتِ يا بَكْرُ يا بَكْرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> سقى الغيثُ أرضاً ضمنتكَ وساحة ً
سقى الغيثُ أرضاً ضمنتكَ وساحة ً
رقم القصيدة : 17745
-----------------------------------
سقى الغيثُ أرضاً ضمنتكَ وساحة ً
لقبركَ فيه الغيثُ والليثُ والبدرُ
وما هِي أَهْلٌ إذْ أَصَابتك بالبلى
لسقيا، ولكنْ مَنْ حوى ذلك القبرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> تأَملْ إذا الأحزانُ فيكَ تكاثفتْ(15/261)
تأَملْ إذا الأحزانُ فيكَ تكاثفتْ
رقم القصيدة : 17746
-----------------------------------
تأَملْ إذا الأحزانُ فيكَ تكاثفتْ
أَعاشَ رسولُ اللَّهِ أَمْ ضَمَّهُ القَبْرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إذا الصبرُ أهدى الأجرَ فالصبرُ آثمٌ
إذا الصبرُ أهدى الأجرَ فالصبرُ آثمٌ
رقم القصيدة : 17747
-----------------------------------
إذا الصبرُ أهدى الأجرَ فالصبرُ آثمٌ
لديَّ وتركُ الصبرِ فيكَ هو الأجرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> في قلبه شوقٍ ليسَ يخمدُها
في قلبه شوقٍ ليسَ يخمدُها
رقم القصيدة : 17748
-----------------------------------
في قلبه شوقٍ ليسَ يخمدُها
بحرٌ أحاطَ به للدَّمعِ مسجورُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وقهوة ٍ كوكبُها يزهرُ
وقهوة ٍ كوكبُها يزهرُ
رقم القصيدة : 17749
-----------------------------------
وقهوة ٍ كوكبُها يزهرُ
يَنْفَحُ منها المِسْكُ والعَنْبَرُ
وردية ٌ يحملُها مثلُها
كأَنَّما مِنْ خَدِّهِ تُعْصَرُ
مُهَفْهَف لم يَبتَسِمْ ضاحِكاً
مذْ كانَ إلاَّ كسدَ الجوهرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قانون الأسماك
قانون الأسماك
رقم القصيدة : 1775
-----------------------------------
مُتْ مِنَ الجوعِ
عسى ربُّكَ ألاّ يُطعِمَكْ .
مُتْ
وإنّي مُشفِقٌ
أنْ أظلِمَ الموتَ
إذا ناشدتُهُ أن يرحَمَكْ !
جائعٌ ؟!
هَلْ كُلُّ مَنْ أغمَدتَ فيهِمْ قَلَمكْ
لمْ يسدّوا نَهَمَك ؟!
تطلبُ الرّحمةَ ؟
مِمَّنْ ؟
أنتَ لمْ ترحَمْ بتقريرِكَ
حتى رَحِمَكْ !
كُلُّ مَنْ تشكو إليهِمْ
دَُمهمْ يشكو فَمَكْ !
كيفَ تُبدي نَدَمكْ ؟
سَمَكاً كُنتمْ
وَمَنْ لم تلتَهمهُ التَهَمَكْ ؟
ذُقْ، إذنْ، طعمَ قوانينِ السّمَكْ .
هاهوَ القِرشُ الذي سوّاكَ طُعْماً
حينَ لم يبقَ سِواكَ استَطْعَمَكْ !
**
مُتْ .
ولكِنْ أيُّ موتٍ
مُمكِنٌ أنْ يؤلِمََكْ ؟!
أنَا أدعو لكَ بالموتِ
وأخشى
أن يموتَ الموتُ
لو مَسَّ دَمَكْ !(15/262)
العصر العباسي >> ديك الجن >> أبطا الرسولُ: فظلتُ أنتظرُ
أبطا الرسولُ: فظلتُ أنتظرُ
رقم القصيدة : 17750
-----------------------------------
أبطا الرسولُ: فظلتُ أنتظرُ
لا النوم يأخذني ولا السَّهرُ
ردَّ الجوابَ بكلِّ مُعضلة ٍ
أَنْ شَمَّروا للهَجْرِ واتَّزرُوا
أُزجُرْ فؤادَكَ أنْ يهيمَ بهمْ
إنَّ العَصا لك قد أَرى قَشروا
العصر العباسي >> ديك الجن >> سلا هل كمجدي أو كفخري لفاخرٍ
سلا هل كمجدي أو كفخري لفاخرٍ
رقم القصيدة : 17751
-----------------------------------
سلا هل كمجدي أو كفخري لفاخرٍ
وعندكما من قبل أَنْ تَسأَلا خُبْرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ما أنتِ منِّي ولا ربعاكِ لي وطرُ
ما أنتِ منِّي ولا ربعاكِ لي وطرُ
رقم القصيدة : 17752
-----------------------------------
ما أنتِ منِّي ولا ربعاكِ لي وطرُ
الهَمُّ أَمْلَكُ بي والشَّوْقُ والفِكَرُ
وراعَها أَنَّ دَمْعاً فاضَ مُنْتَثِراً
لا أوْ ترى كبدي للحزنِ تنتثرُ
أينَ الحسينُ وقتلى من بني حسنٍ
وجعفرٍ وعقيلٍ غالهم غمرُ
قتلى يحنُّ غليها البيتُ والحجرُ
شَوْقاً، وتبكيهُمُ الآياتُ والسُّوَرُ
ماتَ الحسينُ بأيدٍ في مغائظها
طولٌ عليه وفي إشْفاقها قِصَرُ
لا درَّ درُّ الأعادي عندما وتروا
ودَرَّ دَرُّكِ مَا تَحْوِينَ يا حُفَرُ
لمَّا رَأَوا طُرُقاتِ الصَّبْرِ مُعْرِضَة ً
إلى لقاءٍ ولقيا رحمة ٍ صبروا
قالوا لأَنْفُسِهمْ: يا حَبَّدا نَهَلٌ
محمدٌ وعليُّ بعدهُ صدرُ
رِدُوا هَنيئاً مريئاً آلَ فاطِمَة ٍ
حوضَ الردَى فارتضوا بالقتلِ واصطبروا
الْحَوضُ حَوْضُهُمُ، والجدُّ جَدُّهُمُ
وعندَ ربِّهمُ في خلقِهِ غيرُ
أَبْكيكُمُ يا بَني التَّقْوى وأُعْوِلُكُمْ
وأَشْرَبُ الصَّبْرَ وهو الصَّابُ والصَّبرُ
ابكيكمُ يابني بنتِ الرسولِ ولا
عفتْ محلَّكمُ الأنواءُ والمطرُ
مالي فراغٌ إلى عثمانَ أندُبُهُ
ولا شَجاني أَبُو بَكْرٍ ولا عُمَرُ
لكُم عديُّ وتيمٌنبلْ ازيدُكمُ(15/263)
أُمَيَّة ً وَلنا الأَعْلامُ والغُرَرُ
في كلَِ يومٍ منْ تذكُّرِهم
تَغْرِيبة ٌ وَلِدَمْعي مِنْهُمُ سَفَرُ
موتاً وقتلاً بهاماتٍ مفلقة ٍ
مِنْ هاشِمٍ غابَ عَنْها النَّصْرُ والظَّفَرُ
كفى بأَنَّ أَنَاة َ اللَّهِ واقِعَة ٌ
يَوْماً، ولِلَّه في هَذا الوَرَى نَظَرُ
أنسى عليَّا وتفنيدَ الغواة ِ له
وفي غدٍ يعرفُ الأفَّاكُ والأشرُ
منْ ذا الذي كلَّمتهُ البيدُ والشجرُ؟
وسَلَّمَ التُرْبُ إذْ ناداهُ والحَجَرُ؟
حتى إذا أَبْصَرَ الأَحْياءُ من يَمَنٍ
برهانهُ آمنوا من بعدما كفروا
أمْ من حوى قصباتِ السبقِ دونهمُ
يوم القليبِ وفي أعناقِهم زورُ
أمْ منْ رَسا يومَ أُحدٍ ثابتاً قدَماً
وفي حُنَيْنٍ وسَلْعٍ بَعْدَ ما عَثَرُوا
أمْ منْ غدا داخياً بابَ القموصِ لهُمْ
وفاتِحاً خَيْبَراً مِنْ بَعْدِ ما كُسِروا
أليسَ قام رسولُ اللهِ يخطبُهُمْ
وقال:مولاكُمُ ذا أيُّها البشرُ
أَضَبْعَ غَيْرِ عَليٍّ كانَ رافِعَه
مُحَمَّدُ الخَيْرِ أَمْ لا تَعْقِلُ الحُمُرُ
دعوا التخبطَ في عشواءَ مُظلمة ٍ
لم يبدُ لا كوكبٌ فيها ولا قمرُ
الحقُّ ابلجُ والأعلامُ واضحة ٌ
لو آمَنَتْ أَنْفُسُ الشَّانِينَ أَوْ نَظَرُوا
العصر العباسي >> ديك الجن >> لقد أَحْللتُ سِرَّكِ من ضميري
لقد أَحْللتُ سِرَّكِ من ضميري
رقم القصيدة : 17753
-----------------------------------
لقد أَحْللتُ سِرَّكِ من ضميري
مكاناً لمم يحسَّ به الضميرُ
فماتَ بحيثُ ما سمعته أُذْنٌ
فلا يرجى له أبداً نشورُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> لهنَّ الوجى لمْ كنَّ عوناً على السُّرى
لهنَّ الوجى لمْ كنَّ عوناً على السُّرى
رقم القصيدة : 17754
-----------------------------------
لهنَّ الوجى لمْ كنَّ عوناً على السُّرى
ولازالَ منها طالعٌ وحسيرُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أُنظرإلى شمسِ القصورِ وبدرشها
أُنظرإلى شمسِ القصورِ وبدرشها
رقم القصيدة : 17755
-----------------------------------(15/264)
أُنظرإلى شمسِ القصورِ وبدرشها
وإلى خُزاماها وبَهْجَة ِ زَهْرِها
لمْ تبلُ عينكَ أبيضاً من أسودٍ
جمع الجمالَ كوجهها في شَعْرها
ورديَّة الوجناتِ يختبرُ اسمَها
من ريقها مَنْ لا يُحيطُ بخُبْرِها
تسقيكَ كأْسَ مدامة ٍ من كفِّها
وردية ٍ، ومدامة ً من ثغرِها
العصر العباسي >> ديك الجن >> أشفقتُ أنْ يدْلي الزمانُ بغدرهِ
أشفقتُ أنْ يدْلي الزمانُ بغدرهِ
رقم القصيدة : 17756
-----------------------------------
أشفقتُ أنْ يدْلي الزمانُ بغدرهِ
أَوْ أُبْتَلى بَعْدَ الوِصالِ بهجْرِهِ
قمرٌ أنا استخرجته من دجنهِ
لبليَّتي وَجَلَوْتُهُ من خِدْرِهِ
فقَتلْتُهُ وبه عليَّ كرامة ٌ
ملءَ الحشا وله الفؤادُ بأسرِهِ
عهدي به ميتاً كأحسنِ نائمٍ
والحزنُ يسفحُ عبرتي في نحرِهِ
لو كانَ يدري الميتُ ماذا بعدَه
بالحيِّ حلَّ مكانهُ في قبرِهِ
غُصصٌ تكادُ تفيضُ منها نفسُهُ
وتكادُ تخرجُ قلبَهُ منْ صدرِهِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> قُلْ لِمَنْ كانَ وَجْهُه كضِياءِ
قُلْ لِمَنْ كانَ وَجْهُه كضِياءِ
رقم القصيدة : 17757
-----------------------------------
قُلْ لِمَنْ كانَ وَجْهُه كضِياءِ
الشمس في حُسنهِ وبدرٍ مُنيرِ
كُنْتَ زَيْنَ الأَحْياءِ إذْ كُنْتَ فيهِمْ
ثُمَّ قَدْ صِرْتَ زَيْنَ أَهْلِ الْقُبُورِ
بأبي أنتَ فيالحياة ِ وفي المو
تِ، وتَحْتَ الثَّرى ويَوْمَ النُّشُورِ
خُنتني فيال مغيبِ والخونُ نكرٌ
وذَمِيمٌ في سالفاتِ الدُّهُور
فشفاني سيفي وأسرَعَ في حـ
ـزِّ التَّراقي قَطْعاً وَحَزِّ النّحورِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَأَتْرُك لَذَّة َ الصَّهْباءِ عَمْداً
أَأَتْرُك لَذَّة َ الصَّهْباءِ عَمْداً
رقم القصيدة : 17758
-----------------------------------
أَأَتْرُك لَذَّة َ الصَّهْباءِ عَمْداً
لما وَعدوه من لَبَنٍ وخَمْرِ
حَيَاة ٌ ثُمَّ مَوْتٌ ثُمَّ بَعْثٌ
حديثُ خرافة ٍ يا أمَّ عمرو(15/265)
العصر العباسي >> ديك الجن >> لا ومكانِ الصَّليبِ في النَّحْرِ
لا ومكانِ الصَّليبِ في النَّحْرِ
رقم القصيدة : 17759
-----------------------------------
لا ومكانِ الصَّليبِ في النَّحْرِ
مِنْكِ ومجْرى الزُّنارِ في الخَصْرِ
والخالِ في الخَدِّ إذْ أشَبِّهُهُ
وردة َ مسكٍ على ثرى تبرِ
وحاجِبٍ مَدَّ خَطَّهُ قلَمُ
الحُسْنِ بِحِبْرِ البهاءِ لا الحِبْرِ
وأُقحوانٍ بفيكِ مُنتَظِمٍ
على سبيهِ الغديرِ من خمرِ
ما أَصْبَرَ الشَّوق بي فأصْبرُنا
من حسُنتْ فيه قلَّة ُ الصَّبرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البلبل والوردة
البلبل والوردة
رقم القصيدة : 1776
-----------------------------------
بُلبُلٌ غَرَّدَ،
أصغَتْ وَردَةٌ .
قالتْ لهُ :
أسمعُ في لحنِكَ لونا !
وردةٌ فاحتْ،
تملّى بُلبُلٌ ..
قالَ لها : ألمَحُ في عِطرِكِ لحنا !
لونُ ألحانٍ .. وألحانُ عبيرْ ؟!
نَظرٌ مُصغٍ .. وإصغاءٌ بصيرْ ؟!
هلُ جُننّا ؟!
قالتِ ألا نسامُ : كلاّ .. لم تجُنّا
أنتُما نِصفاكُما شكلاً ومعنى
وكلا النّصفينِ للآخرِ حَنّا
إنّما لم تُدرِكا سِرَّ المصيرْ .
شاعِرٌ كان هُنا، يوماً، فغنّى
ثُمّ أردَتْهُ رصاصاتُ الخَفيرْ
رفْرَفَ اللّحنُ معَ الرّوحِ
وذابتْ قَطَراتُ الدَمِ في مجرى الغديرْ .
مُنذُ ذاكَ اليومِ
صارتْ قطَراتُ الدَّمِ تُجنى
والأغانيُّ تطيرْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> لمّا نظرتِ إليَّ عنْ حدقِ المها
لمّا نظرتِ إليَّ عنْ حدقِ المها
رقم القصيدة : 17760
-----------------------------------
لمّا نظرتِ إليَّ عنْ حدقِ المها
وَبَسَمْتِ عن مُتَفَتّحِ النُّوّارِ
وَعَقَدْتِ بَيْنَ قَضِيبِ بانٍ أَهْيَفٍ
وكَثيبِ رَمْلٍ عُقْدَة َ الزُّنارِ
عَفَّرْتُ خَدِّي في الثَّرى لك طائعاً
وعزمتُ فيكَ على دخول النَّارِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> حمائمُ ورقٌ في حمى ورقٍ خضرِ
حمائمُ ورقٌ في حمى ورقٍ خضرِ
رقم القصيدة : 17761(15/266)
-----------------------------------
حمائمُ ورقٌ في حمى ورقٍ خضرِ
لها مُقَلٌ تُجْري الدُّموعَ ولا تَجْري
تَكلَّفْنَ إسْعَادَ الغريبة َ أَنْ بَكَتْ
وإنْ كنَّ لا يدرينَ كيف جوى الصدرِ
لها حُرَقٌ لو أَنَّ خَنْسَاءَ أَعْوَلَتْ
بهنَّ لأدَّتْ حقَّ صخر إلى صخرِ
فَقُلْتُ لنفْسي ههنا طَلَبُ الأَسَى
ومَعْدِنُهُ إنْ فاتَني طَلَبُ الصَّبْرِ
ظَلِلْنا ولو أُعْطى المُنى لصحبتها
حماماً ولو تُعْطى المنى لروَتْ شعري
العصر العباسي >> ديك الجن >> ياربَّ خرقٍ كأنَّ اللهُ قال لهُ
ياربَّ خرقٍ كأنَّ اللهُ قال لهُ
رقم القصيدة : 17762
-----------------------------------
ياربَّ خرقٍ كأنَّ اللهُ قال لهُ
إذا طوتكَ رقابُ القومِ فانتشرِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> بأَبي نَبذْتُكَ في العَراءِ المُقْفِرِ
بأَبي نَبذْتُكَ في العَراءِ المُقْفِرِ
رقم القصيدة : 17763
-----------------------------------
بأَبي نَبذْتُكَ في العَراءِ المُقْفِرِ
وسترتُ وجهكَ بالترابِ الأعفَرِ
بأبي بذلتكَ بعدَ صونٍ للبلى
وَرَجَعْتُ عَنْكَ صَبَرْتُ أَمْ لَمْ أَصْبِرِ
لو كُنْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَرى أَثَرَ البِلى
لتركتُ وجهكَ ضاحياً لم يُقبرِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَصْبَحْتُ جَمَّ بَلاَبِلِ کلصَّدْرِ
أَصْبَحْتُ جَمَّ بَلاَبِلِ کلصَّدْرِ
رقم القصيدة : 17764
-----------------------------------
أَصْبَحْتُ جَمَّ بَلاَبِلِ کلصَّدْرِ
وَأَبِيتُ مُنْطَوِياً على الجَمْرِ
إن بُحتُ يوماً طلَّ فيهِ دمي
ولئنْ كتمتُ يضقْ به صدري
ممّا جناهُ على أبي حسنٍ
عُمَرٌ وصاحِبُهُ أَبو بَكْرِ
طلبَ النبيُّ صحيفة ً لهمُ
يُلي ليأمنهمْ منَ الغدرِ
فأَبَوا عَليهِ، وقال قَائِلُهُمْ:
قُوموا بِنا قَدْ فاهَ بالهُجْرِ
ومضوا غلى عقدِ الخلافِ وما
حَضَروهُ إلاَّ داخِلَ القَبْرِ
جَعَلُوكَ رابِعَهُمْ أَبَا حَسَنٍ
ظلموا وربِّ الشفعِ والوترِ
وعلى الخلافة ِ سابقوكَ وما(15/267)
سبقوكَ في أحدٍ ولا بدرِ
غَمَّتْ مُصِيبَتُكَ الهُدَى فَغَدا
الإسلامُ لا يدري بما يردي
وتشعبتْ طرقُ الضلالِ فلوْ
لاكُمْ مَشَوْا بالشِّرْكِ والكُفْرِ
أَنْتُمْ أَدِلاَّءُ الهُدى وبِكُمْ
قد سيرَ في برٍّ وفي بحرِ
ودعائمُ التقوى وقادتُها
للْفَوْزِ يَوْمَ الحَشْرِ والنَّشْرِ
والعارفو سيما الوجوهِ على
کلأَعْرافِ مَعْرِفَة ً بلا نُكْرِ
ومقاسمُ النيرانِ أنتَ لمنْ
أَخَذُوا العُهُودَ بعالَم الذَّرِّ
فتقولُ يانارُ اترُكي ليَ ذا
ولذا خُذي، فتدينُ للأمرِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ومحجوبة ٍ في الخِدْرِ عنْ كلِّ ناظِرٍ
ومحجوبة ٍ في الخِدْرِ عنْ كلِّ ناظِرٍ
رقم القصيدة : 17765
-----------------------------------
ومحجوبة ٍ في الخِدْرِ عنْ كلِّ ناظِرٍ
ولو برزت ما ضلّ بالليلِ منْ يسري
يُقَطِّعُ قلبي حُسْنُ خالٍ بِخَدِّها
إذا سَفَرَتْ عنْهُ تَنعَّم بالسِّحْرِ
لخالٌ بذاتِ الخالِ أحسنُ منظراً
من النُّقْطَة ِ السوداء في وَضَحِ البدْرِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> غَرَّاءُ جاءتْ وأَفواهُ الثرى يبسُ
غَرَّاءُ جاءتْ وأَفواهُ الثرى يبسُ
رقم القصيدة : 17766
-----------------------------------
غَرَّاءُ جاءتْ وأَفواهُ الثرى يبسُ
لكنّها انصرفتْ والنور منغمسُ
تسري وللريح في حافاتها زجلٌ
يريكَ ذهنُكَ أنّ الرزقَ ينبجسُ
في ماتمٍ للحيا ما انهلَّ عارضُهُ
إلاّ وفيه لأبكار الثرى عُرسُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أما والذي أصفاكِ منّي مودة ً
أما والذي أصفاكِ منّي مودة ً
رقم القصيدة : 17767
-----------------------------------
أما والذي أصفاكِ منّي مودة ً
وحُبّاً لكم في حَبَّة ِ القلبِ يُغْرَسُ
لئنْ ظل لي من فقدِ وجهكِ موحشّ
لقد ظَلَّ لي من طولِ ذكرِك مُؤْنِسُ
أناجيكِ بالأوهامِ حتّى كأنّما
أراك بِعَيْنيْ فِكْرَتي حينَ أَجْلِسُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وضاحكٍ عن بردٍ مُشرقٍ
وضاحكٍ عن بردٍ مُشرقٍ(15/268)
رقم القصيدة : 17768
-----------------------------------
وضاحكٍ عن بردٍ مُشرقٍ
ناجيتهُ من بينَ جلاَّسي
فكُلَّما قبَّلته خفتُ أن
يذوبَ من نيرانِ أنفاسي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وسربِ حبارياتٍ فوقَ طودٍ
وسربِ حبارياتٍ فوقَ طودٍ
رقم القصيدة : 17769
-----------------------------------
وسربِ حبارياتٍ فوقَ طودٍ
أشبهها بمشيخة ٍ جلوسِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الألثغ يحتج
الألثغ يحتج
رقم القصيدة : 1777
-----------------------------------
قرأَ الألثَغُ منشوراً ممتلئاً نقدا
أبدى للحاكِمِ ما أبدى :
( الحاكِمُ علّمنا درساً ..
أنَّ الحُريةَ لا تُهدى
بلْ .. تُستجدى !
فانعَمْ يا شَعبُ بما أجدى .
أنتَ بفضلِ الحاكِمِ حُرٌّ
أن تختارَ الشيءَ
وأنْ تختارَ الشيءَ الضِد ّا ..
أن تُصبِحَ عبداً للحاكِمِ
أو تُصبِحَ للحاكِمِ عَبدا)!
**
جُنَّ الألثغُ ..
كانَ الألثغُ مشغوفاً بالحاكِمِ جِدَا
بصَقَ الألثغُ في المنشورِ، وأرعَدَ رَعْدا :
( يا أولادَ الكلبِ كفاكُمْ حِقْدا .
حاكِمُنا وَغْدٌ وسيبقى وَغْدا ).
يَعني وَرْدا !
**
وُجِدَ الألثغُ
مدهوساً بالصُّدفَةِ ..عَمْدا !
العصر العباسي >> ديك الجن >> ليس ذا الدمعُ عيني ولكن
ليس ذا الدمعُ عيني ولكن
رقم القصيدة : 17770
-----------------------------------
ليس ذا الدمعُ عيني ولكن
هي نفسي تُذيعها أنفاسي
العصر العباسي >> ديك الجن >> لايوحشنّكَ مااستحملتُ من سقمٍ
لايوحشنّكَ مااستحملتُ من سقمٍ
رقم القصيدة : 17771
-----------------------------------
لايوحشنّكَ مااستحملتُ من سقمٍ
فإنَّ منزلهُ بي أحسنُ الناسِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> قُلْ لهضيمِ الكَشْحِ ميَّاسِ
قُلْ لهضيمِ الكَشْحِ ميَّاسِ
رقم القصيدة : 17772
-----------------------------------
قُلْ لهضيمِ الكَشْحِ ميَّاسِ
انتقضَ العهدُ من النَّاس
يا طَلْعَة َ الآسِ التي لَمْ تَمِدْ(15/269)
إلاَّ أَذَلَّتْ قُضُبَ الآسِ
وثقتَ باكأسِ وشُرابها
وحتْف أَمْثالِكَ في الكاسِ
وديرِ ميماسٍ ويا بُعدَ ما
بين مغِيثيكَ وميماسِ
تَقْطيعُ أَنْفاسِكَ في إثْرِهمْ
ومَلْكِهِمْ قَطَّعَ أَنْفاسي
لا بأسَ مولايَ على أنَّها
نهاية ُ المركوهِ والباسِ
هي الليالي ولها دُولة ٌ
وَوَحْشَة ٌ من بَعْدِ إيناسِ
بَيْنا أَنافَتْ وعَلَتْ بالفتى
إذ قيل حَطَّتْهُ على الراسِ
فَکلْهُ وَدَعْ عنك أَحاديثَهُم
سَيُصْبِحُ الذَّاكِرُ كالنَّاسي
العصر العباسي >> ديك الجن >> ظلّتْ مطايا الملاهي وهيَ واجفة ٌ
ظلّتْ مطايا الملاهي وهيَ واجفة ٌ
رقم القصيدة : 17773
-----------------------------------
ظلّتْ مطايا الملاهي وهيَ واجفة ٌ
وظلَّلتنا مطايا الوردِ والآسِ
باكرتثها قبلَ إسفارِ الضُّحى بيدي
فما تبلَّجَ حتّى نكَّستْ راسي
العصر العباسي >> ديك الجن >> قالتْ: حراماً تبتغي وصلَنا
قالتْ: حراماً تبتغي وصلَنا
رقم القصيدة : 17774
-----------------------------------
قالتْ: حراماً تبتغي وصلَنا
قُلْتُ: فَما بِالوَصْلِ من باسِ
قالتْ: فَمَنْ حَلَّلَ هذا لكم؟
قلتُ: أَراهُ رَأْيَ قَيَّاسِ
نحن جميعاً من بني آدمٍ
منْ حرَّمَ الناسَ على الناسِ
فَأَقْبَلَتْ تمشي ولو أَنّها
تقدِرُ جاءَتْني على الرّاسِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وغُضْفاً ينتظِمْنَ الأَرْضَ نَظْماً
وغُضْفاً ينتظِمْنَ الأَرْضَ نَظْماً
رقم القصيدة : 17775
-----------------------------------
وغُضْفاً ينتظِمْنَ الأَرْضَ نَظْماً
تنثَّر فيه حَبَّاتُ النُّفُوسِ
لها في كلِّ معركة ٍ ضجاجٌ
وداهية ٌ كداهية ِ البَسُوسِ...
بطاوية ِ الأجادل أو بزاة ٍ
مُحَمَّجَة ٍ لداهية ٍ شَموسِ
تراها في بُراها منغضاتٍ
بأرؤسها بحسٍّ أو حسيسِ
فأمُّ الطيرِ في شرٍّ وعرٍّ
وأمُّ الوحشِ في يومٍ عبوسِ...
وأحمرَ مذبحٍ وقراً وزورٍ
هموسِ زيارة ِ القرنِ الهموسِ
وأبيضَ ما اطمأنَّ مِنَ الذُّنابي(15/270)
إلى الحاذَيْنِ كالقصبِ اللبيسِ
وأسودَ لهذم السيرين جونٍ
وأزرقَ منْسر أقنى نهوسِ
وأصفر قمَّة ٍ وحجاج عينٍ
فتحسبهُ تكحَّلَ من وروسِ
إذا بُعثتْ سمعتَ لها زهاءً
وجهورة ً كجهورة ِ القسوسِ
كأنَّ على القرا ديباجَ وشيٍ
تكشَّفَ عن غلالة ِ خندريسِ
كأنَّ جاجئاً منها وهاماً
اعارتها النفوسُ يدا عروسِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> يَرْقُدُ النَّاسُ آمِنينَ وَرَيْبُ
يَرْقُدُ النَّاسُ آمِنينَ وَرَيْبُ
رقم القصيدة : 17776
-----------------------------------
يَرْقُدُ النَّاسُ آمِنينَ وَرَيْبُ
الدَّهْرِ يرعاهُمُ بمُقْلَة ِ لِصِّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أنتَ حديثي في النَّومِ واليقظهْ
أنتَ حديثي في النَّومِ واليقظهْ
رقم القصيدة : 17777
-----------------------------------
أنتَ حديثي في النَّومِ واليقظهْ
أتعبتُ مما أهذي بكَ الحفظَهْ
كَمْ واعِظٍ فيكَ لي وواعِظة ٍ
لو كنتُ ممَّنْ تنهاهُ عنكَ عظهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> نهنهتِ الخمسونَ من شدَّتي
نهنهتِ الخمسونَ من شدَّتي
رقم القصيدة : 17778
-----------------------------------
نهنهتِ الخمسونَ من شدَّتي
وضيَّقتْ خطويَ بعدَ اتساعْ
واتحفتني خوراً ظاهراً
وكنتُ قبلَ الشيبِ عينَ الشجاعْ
تَعْتَرِفُ النَّفْسُ ببعْضِ القوى
فأَمْسِك النَّفْسَ ببعْضِ الخداعْ
أَنسأَني الدَّهْرُ ولم ينسني
والموتُ قد يُودي بمن في الرَّضاعْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ليس يَخْشى جيشَ الحوادثِ مَنْ جُنْـ
ليس يَخْشى جيشَ الحوادثِ مَنْ جُنْـ
رقم القصيدة : 17779
-----------------------------------
ليس يَخْشى جيشَ الحوادثِ مَنْ جُنْـ
داهُ وفدا صبابة ٍ ودموعِ
قمرٌ حينَ رامَ أَنْ يَتَجلّى
سارَ فيه المحاقُ قبلَ الطلوعِ
فلذة ٌ من صميمِ قلبي وجزءٌ
منْ فؤادي وقطعة ٌ من ضلوعي
لصغيرٍ أعارَ رزْءَ كبيرٍ
وفريدٍ أذاقَ فَقْدَ جميعِ
إنْ تَكُنْ في الترابِ خيرَ ضجيعٍ(15/271)
كنتَ لي في المعادِ خيرَ شفيعِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الجارح النبيل
الجارح النبيل
رقم القصيدة : 1778
-----------------------------------
الّلهُ أبدَعَ طائرا
و حبَا هُ طبعاً
أن يلوذَ مِنَ العواصِفِ بالذُّرى
وَيَطيرَ مقتحِماً، ويهبِطَ كاسِرا
وَيَعِفَّ عنْ ذُلِّ القيودِ
فلا يُباعُ ويُشترى .
وإذْ استوى سمّاهُ َنسْراً ..
قالَ :َمنزِلُكَ السّماءُ
وَمنزِلُ النّاسِ الثّرى .
وَجَرى الزّمانُ ...
وذاتَ دَهْرٍ
أشعلتْ نارَ الفضولِ بِصدْرِهِ
نارُ القُرى
فَرَنا
فكانتْ روحُ تلكَ النّارِ نوراً باهِرا
وَدَنا
فأبصَرَ بُلبُلاً رَهنَ الإسارِ
وحُزنهُ ينسابُ لحناً آسِرا
وهَفا
فألفى الدّودَ يأكلُ جِيفَةً .. فتحسّرا .
ماذا جرى ؟!
النّارُ سالتْ في دِماهُ وما دَرى
واللّحنُ عَرّشَ في دِماهُ وما دَرى !
النَسْرُ لم يَذُقِ الكَرى
النّسرُ حَوَّمَ حائِرا
النّسرُ حلّقَ ثُمَّ حلّقَ
ثُمّ عادَ الَقهْقرى
( أَلِيَ الذُّرى
وأنَا كديدانِ الثّرى ؟!
لا بُدَّ أنْ أتَحَرّرا ).
اللّهُ قالَ لهُ : إذَنْ
ستكونُ خَلْقاً آخَرا ..
لكَ قوّةٌ مِثل الصّخورِ
وعِزّةٌ مثلَ النسورِ
ورِقّةٌ مثلَ الزّهورِ
وَهَيْئةٌ مثلَ الوَرى .
( كُنْ )
أغمَضَ النّسرُ النبيلُ جَناحَهُ،
وَصَحا .. فأصبحَ شاعِرا !
العصر العباسي >> ديك الجن >> أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا
رقم القصيدة : 17780
-----------------------------------
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا
وحثَّ تغريدَه لمَّا عَلا الشّعفا
أَوْفى بصبغِ أَبي قابوسَ مفرقُهُ
كدرَّة التَّاجِ لمَّا أَنْ عَلا شَرَفا
مُشنَّفٌ بعقيقٍ فوقَ مَذْبَحِهِ
هل كنت في غير أُذْنٍ تعرف الشُّنُفا
لمَّا أَراحَتْ رُعاة ُ اللَّيلِ عازبَة ً
من الكواكبِ كانت ترتعي السُّدفا
هزَّ اللواءَ على ماكانَ من سنة ٍ
فارتَجَّ ثُمَّ عَلا واهْتَزَّ ثُمَّ هَفا
ثمَّ استمرَّ كما غنَّى على طرَبٍ(15/272)
مِرِّيحُ شَرْبٍ على تَغريده، وضفا
إذا کسْتَهَلَّ اسْتَهَلَّتْ فوقه خُصَلٌ
كالحي صيح صباحاً فيه فاختلفا
فاصرف بصرفكَ وجهَ الماءِ يومكَ ذا
حتَّى ترى نائماً منهُم ومنصرفا
فقامَ مختلفاً، كالبدرِ مطَّلعاً
والظبي مُلتفتاً، والغُصن منعطفا
رَفَّتْ غلالة ُ خَدَّيهِ فلو رُميا
باللَّحظِ أوبالمنى همَّا بأَن يكفا
كأنَّ قافاً أُديرتْ فوقَ وجنتهِ
وکخْتَطَّ كاتبُها من فوقها أَلِفا
واستلَّ راحاً كبيضٍ صادفتٍ حجفاً
خلائقاً أَو كنارٍ صادفت سعفا
صفراء أو قَلّما اصْفَرَّتْ فأَنْت ترى
ذوباً من التبرِ رصُّوا فوقه الشرفا
فلم أزَلْ من ثلاثٍ وأثنتينِ ومنْ
خَمْسٍ وستٍ وما استعلى وما لطفا
حتَّى توهَّمت نوشروانَ لي خولاً
وخلت أَنَّ نديمي عاشر الخُلَفا
العصر العباسي >> ديك الجن >> نَبَّهْتُهُ والنَّدامى طالَ مَكْثُهُمُ
نَبَّهْتُهُ والنَّدامى طالَ مَكْثُهُمُ
رقم القصيدة : 17781
-----------------------------------
نَبَّهْتُهُ والنَّدامى طالَ مَكْثُهُمُ
فقلت: قم واكفِنا الهَمَّ الذي وكَفا
واصرفْ بصرفكَ وجهَ الهمِّ يومكَ ذا
حتى تَرى نائِماً مِنْهُمْ ومُنْصَرِفا
فقامَ مختلفاً كالبدرِ مطَّلعاً
والظبيِ مُلتفتاً والغُصْنِ مُنْعَطِفا
كأنَّ قافاً أُديرتْ فوق وجنتهِ
واخْتَطَّ كاتِبُها مِنْ فَوْقِها أَلِفا
فقلتُ منْ بعدِما شاهدتُ هيئَتهِ
حسبي بذا عوضاً من خمرتي وكفى
واستلَّ راحاً كبيضٍ صادفتْ جحفاً
خلائِقاً، أَو كنارٍ صادَفَتْ سَعَفَا
رقَّتْ غلالة َ خديّهِ فلو رُميا
باللَّحظِ أوْ بالمنى همَّا بأن يكفا
العصر العباسي >> ديك الجن >> يَلُوحُ في خدِّهِ وردٌ على زَهَرٍ
يَلُوحُ في خدِّهِ وردٌ على زَهَرٍ
رقم القصيدة : 17782
-----------------------------------
يَلُوحُ في خدِّهِ وردٌ على زَهَرٍ
يعودُ من وقتهِ غضّاً غذا قُطفا
العصر العباسي >> ديك الجن >> وآنِسَة ٍ عذبِ الثّنايا وَجَدْتُها
وآنِسَة ٍ عذبِ الثّنايا وَجَدْتُها(15/273)
رقم القصيدة : 17783
-----------------------------------
وآنِسَة ٍ عذبِ الثّنايا وَجَدْتُها
على خطة ٍ فيها لذي اللّبِ متلفُ
فأَصْلَتُّ حَدَّ السَّيْفِ في حرِّ وجهها
وقلبي عليها من جوى الوجدِ يرجفُ
فَخَرَّتْ كَما خَرَّتْ مَهَاة ٌ أَصَابها
أَخو قَنَصٍ مُسْتَعْجِلٌ مُتَعَسِّفُ
سيقتلني حُزناً عليها تأسُّفي
وهيهاتِ، مايُجدي عليَّ التأسفُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وكَمْ قَرَّبَتْ من دارِ عَبْلَة َ عَبْلَة ٌ
وكَمْ قَرَّبَتْ من دارِ عَبْلَة َ عَبْلَة ٌ
رقم القصيدة : 17784
-----------------------------------
وكَمْ قَرَّبَتْ من دارِ عَبْلَة َ عَبْلَة ٌ
كجندلة ِ السُّورِ المقابلِ مشرفُهْ
فيرعى الفلا ما قدْ رعتهُ منَ الفلا
ويُنْحِفُها المَرْتُ القفارُ وتُنْحِفُهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وتمدحُ أقواماً سواكَ وإنَّما
وتمدحُ أقواماً سواكَ وإنَّما
رقم القصيدة : 17785
-----------------------------------
وتمدحُ أقواماً سواكَ وإنَّما
إليك نُسَدِّيهِ وفيكَ نُزخرفُهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أبا عثمان معتبة ً وظناً
أبا عثمان معتبة ً وظناً
رقم القصيدة : 17786
-----------------------------------
أبا عثمان معتبة ً وظناً
وشافي النصحِ يعدلُ بالأشافي
إذا شجرُ الموَّدة ِ لم يجدْهُ
سماء البر أسرعَ في الجفاف
العصر العباسي >> ديك الجن >> وعَزيزٍ بَيْنَ الدَّلالِ وبَيْنَ المُلْـ
وعَزيزٍ بَيْنَ الدَّلالِ وبَيْنَ المُلْـ
رقم القصيدة : 17787
-----------------------------------
وعَزيزٍ بَيْنَ الدَّلالِ وبَيْنَ المُلْـ
ـكِ فارَقْتُهُ على رَغْمِ أَنْفي
لَمْ أَكُنْ أُعْلِمُ الزّمانَ بِحُبِّيه
فيجْني فيه عليَّ بِصَرْفِ
صنتُ عنْ أكثري هواه فما يعـ
ـلَمُ ما بي إلاَّ فؤادي وطرْفي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وبَاكَرْتُ الصَّبُوحَ على صَباحٍ
وبَاكَرْتُ الصَّبُوحَ على صَباحٍ
رقم القصيدة : 17788(15/274)
-----------------------------------
وبَاكَرْتُ الصَّبُوحَ على صَباحٍ
يَلوحُ من السَّوالِفِ والسُّلافِ
وعذْراوَينِ من حلبِ الأماني
أَدَرْتُهُما ومن حَلَبِ القِطافِ
أَدَرْنَا منهما قمراً وشمساً
وشَمْسُ اللَّهِ مُسْرَجَة ُ الغلافِ
خذي حلبَ الحياة ِ ولا تبيعي
رجاءَكِ بالمخافَة ِ لن تخافي
العصر العباسي >> ديك الجن >> هي الدُّنْيا وقد نَعِموا بأُخرى
هي الدُّنْيا وقد نَعِموا بأُخرى
رقم القصيدة : 17789
-----------------------------------
هي الدُّنْيا وقد نَعِموا بأُخرى
وتسويف النفوس من السوافي
فإن كذبوا أمِنتُ وإن أصابوا
فإنَّ المبتليك هو المعافي
وأصدقُ ما أَبُثُّكَ أنَّ قلْبي
بتصديقِ القيامة ِ غيرُ صافِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الباب ..!
الباب ..!
رقم القصيدة : 1779
-----------------------------------
بابٌ في وَسَطِ الصّحراءْ
مَفتوحٌ لِفضاءٍ مُطلَقْ .
ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِناءْ
كُلُّ مُحيطِ البابِ هَواءْ .
- مالكَ مفتوحاً يا أحمَقْ ؟!
- أعرِفُ أنَّ الأمرَ سَوَاءْ
لكنّي ..
أكرهُ أنْ أُغلَقْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> وممشّق الحركاتِ تَحْسَبُ نِصْفَهُ
وممشّق الحركاتِ تَحْسَبُ نِصْفَهُ
رقم القصيدة : 17790
-----------------------------------
وممشّق الحركاتِ تَحْسَبُ نِصْفَهُ
لولا التمنطقُ مائلاً عن نِصفِهِ
يَسْعَى إلَيَّ بكأْسِهِ فكأَنَّما
يَسْعى إليَّ بدُرَّة ٍ في كَفِّهِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> عَلَّمْتِ قلبي وجيباً لسْتُ أَعْرِفُهُ
عَلَّمْتِ قلبي وجيباً لسْتُ أَعْرِفُهُ
رقم القصيدة : 17791
-----------------------------------
عَلَّمْتِ قلبي وجيباً لسْتُ أَعْرِفُهُ
ما أنكر القلبَ إلاَّ كلَّما خفَقا
يا شوقَ إلفين حالَ البَيْنُ بَيْنهما
فعاقَباهُ على التَّوديعِ فاعتنقا
لو كُنتُ أَمْلكُ عيني ما بكيت بها
تطيُّراً من بكائي بعدهم شفقا(15/275)
العصر العباسي >> ديك الجن >> قرابة ُ ونصرة ُ سابقهْ
قرابة ُ ونصرة ُ سابقهْ
رقم القصيدة : 17792
-----------------------------------
قرابة ُ ونصرة ُ سابقهْ
هذي المعالي والصفات الفائقهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> كأَنَّما البَيْتُ بريحانه
كأَنَّما البَيْتُ بريحانه
رقم القصيدة : 17793
-----------------------------------
كأَنَّما البَيْتُ بريحانه
ثوبٌ من السندسِ مشقوقُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وممْلوءٍ من الحَزَنِ
وممْلوءٍ من الحَزَنِ
رقم القصيدة : 17794
-----------------------------------
وممْلوءٍ من الحَزَنِ
يعالج ُسورة َ الأرقِ
تكادُ غروبُ مُقلتهُ
تَعُمُّ الأَرْضَ بالغَرَقِ
ويَسْتَوْلي تَزَفُرُّه
على الجُلاَّسِ بالحُرَقِ
كأَنَّ فؤَادَهُ قَلِقاً
لسانُ الحيَّة ِ الفرقِ
وأَضْلُعُهُ لِقَضْقَضَة ٍ
صيارفُ حاسبو ورقِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إذا لم يكنْ في البيتِ ملحٌ مطيبٌُ
إذا لم يكنْ في البيتِ ملحٌ مطيبٌُ
رقم القصيدة : 17795
-----------------------------------
إذا لم يكنْ في البيتِ ملحٌ مطيبٌُ
وخَلٌّ وزَيتٌ حَوْلَ حُبِّ دَقِيقِ
ولَمْ يَكُ في كيسي دراهمُ جَمَّة ٌ
تنفذُ حاجاتي بكلِّ طريقِ
فَرَأْسُ صديقي في حِرِ کمِّ قرابتي
ورأسُ عدوي في حِرِ آمِّ صديقي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وحمراءَ قَبْلَ المَزْجِ صفراءَ بَعْدَه
وحمراءَ قَبْلَ المَزْجِ صفراءَ بَعْدَه
رقم القصيدة : 17796
-----------------------------------
وحمراءَ قَبْلَ المَزْجِ صفراءَ بَعْدَه
بَدَتْ بَيْنَ ثَوْبَي نَرْجِسٍ وشَقائِقِ
حَكَتْ وَجْنَة َ المَعْشوقِ صِرْفاً فَسَلَّطوا
عليها مزاجاً فاكْتَسَتْ لَوْنَ عاشِقِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> زعمتم بأني قد سلوتُ وصالكُمُْ
زعمتم بأني قد سلوتُ وصالكُمُْ
رقم القصيدة : 17797
-----------------------------------
زعمتم بأني قد سلوتُ وصالكُمُْ(15/276)
فَلِمْ ذَرَفَتْ عَيني ولِمْ شابَ مفرقي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وقنانٍ زواهرِ هنَّ بالشَّمسُ
وقنانٍ زواهرِ هنَّ بالشَّمسُ
رقم القصيدة : 17798
-----------------------------------
وقنانٍ زواهرِ هنَّ بالشَّمسُ
من الشّمسِ بالقلائدِ أَحْكا
يتبسَّمنَ قائماتٍ صفوفاًُ
فإذا ما رَكَعْنَ قَهْقَهْنَ ضحكا
قلتُ:خذْها وعاطينها سلافاًُ
ذهباً في الزجاجِ يسبكُ سبكا
العصر العباسي >> ديك الجن >> سمعوا الصلاة َ على النبيِّ توالى ُ
سمعوا الصلاة َ على النبيِّ توالى ُ
رقم القصيدة : 17799
-----------------------------------
سمعوا الصلاة َ على النبيِّ توالى ُ
فتفرَّقوا شِيَعاً وقالوا: لا، لا
ثمَّ استمرَّ على الصلاة ِ إمامُهُمُ
فتحزَّبوا، ورمى الرجالُ رجالا
يا آل حمصَ توقَّعوا من عارِهاُ
خزياً يحلّ عليكُمُ ووبالا
شاهَتْ وجوهُكُمُ وجوهاً طالما
رغمتْ معاطِسُها وساءَت حالا
إنْ يُثْن مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ كرامة ً
فاللَّهُ قَدْ صَلَّى عليه تعالى
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> سيرة ذاتية ...
سيرة ذاتية ...
رقم القصيدة : 1780
-----------------------------------
(1)
نَمْلةٌ بي تحتَمي .
تحتَ نعْلي تَرْتَمي .
أمِنَتْ ..
مُنذُ سنينٍ
لمْ أُحرِّكْ قَدَمي !
(2)
لستُ عبدَاً لِسوى ربّي ..
وربّي : حاكِمي !
(3)
كي ا سيغَ الواقِعَ المُرَّ
أحلّيهِ بِشيءٍ
مِنْ عصيرِ العَلْقَمِ !
(4)
مُنذُ أنْ فَرَّ َزفيري
مُعرِباً عنْ أَلَمي
لمْ أذُقْ طعمَ فَمي !
(5)
أخَذّتني سِنَةٌ مِنْ يقظَةٍ ..
في حُلُمي .
أهدَرَ الوالي دَمي !
(6)
جالِسٌ في مأتَمي .
أتمنّى أنْ أُعزِّيني
وأخشى
أن يظُنّوا أنّني لي أنتمي !
(7)
عَرَبيٌّ أنا في الجوهَرِ
لكِنْ مظهَري
يحمِلُ شَكْلَ الآدَمي !
العصر العباسي >> ديك الجن >> جاءُوا برأسِكَ يا ابن بنتِ محمدٍُ
جاءُوا برأسِكَ يا ابن بنتِ محمدٍُ
رقم القصيدة : 17800
-----------------------------------(15/277)
جاءُوا برأسِكَ يا ابن بنتِ محمدٍُ
مترملاً بدمائه ترميلا
وكأنَّما بك يا ابن بنتِ محمدٍُ
قتلُوا جهاراً عامدينَ رسولا
قتلوكَ عطشاناً ولمَّا يرقبواُ
في قتلك التنزيل والتَّأْويلا
ويكبّرون بأَنْ قُتِلْتَ وإنَّما
قتلُوا بك التكبير والتَّهليلا
العصر العباسي >> ديك الجن >> وإنِّي بريءٌ من أَخي وانتسابِهِ
وإنِّي بريءٌ من أَخي وانتسابِهِ
رقم القصيدة : 17801
-----------------------------------
وإنِّي بريءٌ من أَخي وانتسابِهِ
إليَّ إذا ألفيتُ في طبعه بُخلا
فإن لم تَكُنْ بالطَّبْعِ نفسي كريمة ً
وإن كرمَ الآباءُ لم أرهُ فضلا
العصر العباسي >> ديك الجن >> قالوا: السَّلامُ عليكِ يا أَطلالُ
قالوا: السَّلامُ عليكِ يا أَطلالُ
رقم القصيدة : 17802
-----------------------------------
قالوا: السَّلامُ عليكِ يا أَطلالُ
قلتُ: السلامُ على المحيلِ محالُ
عاجَ الشَّقِيُّ مرادُهُ دِمَنُ البِلى
ومرادُ عيني قبَّة ُ وحجالُ
لأغادينَّ الراحَ وهيَ زلالُُ
ولأَطرقَنَّ البَيْتَ فيهِ غَزالُ
ولأَتْرُكَنَّ حَليلَها وبقلْبِهِ
حرقٌ وحشوُ فؤادِه بلبالُ
وليشفينْ قلبي فمٌ وجنى يدٍُ
وكلاهُما لي بارِدٌ سلْسالُ
ياذا الغنى والبخلِ مالكَ من غنى ًُ
وكَذاكَ ياذا المالِ ما لَكَ مالُ
أَطْلِقْ يَديكَ فإنَّ بينَ يديكَ ما
يرديهما ووراءَ حالِكَ حالُ
قَدْ تَسْلَمُ الأَوكالُ وهي مواكِلٌ
للتَّرهاتِ وتقتقلُ البطالُ
ورجالُ هذي النَّائِباتِ وإنْ رَأَوْا
شظفاً من الأيامِ فهيَ رجالُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> نَغْفُلُ والأَيَّامُ لا تَغْفُلُ
نَغْفُلُ والأَيَّامُ لا تَغْفُلُ
رقم القصيدة : 17803
-----------------------------------
نَغْفُلُ والأَيَّامُ لا تَغْفُلُ
ولا لنا من زَمَنٍ مَوئِلُ
والدهرُ لا يسلمُ من سرفهُِ
أَعْصَمُ في القُنَّة ِ مُسْتَوْعِلُ
يَتَّخِذُ الشِّعْري شِعاراً لَهُ
كأَنَّما الأُفْقُ لهُ مَنْزِلُ
كأَنَّهُ بَيْنَ شَناظِيرِها(15/278)
بارقة ٌ تكمنُ أوْ تمثلُ
ولا حبابُ صلتانُ السُّرى ُ
أرقمُ لا يفرقُ ما يجهلُ
نَضْنَاضُ فَيْفَاءَ يُرَى أَنَّهُ
بالرملِ غانٍ وهوَ المرملُ
يطلبُ من فاجئة ٍ معقلاًُ
وهو لما يطلبُ لا يعقلُ
والدّهرُ لا يأمنُ من صرفهُِ
مسربلٌ بالسردِ مستبسلُ
ولا عقبناة ُ السُّلامى لهاُ
في كلِّ أفقٍ علقٌ مهملُ
فَتْخَاءُ في الجَوِّ خُدارِيَّة ٌ
كالغيمِ، والغيمُ لها مثقلُ
آمنُ منْ كان لصرفِ الرَّدى ُ
أنزلها من جوِّها منزلُ
والدَّهرُ لا يحجبهُ مانعٌُ
يَحْجُبُهُ العامِلُ والمُنْصُلُ
يُصغي جَديداهُ إلى حُكْمِهِ
وَيَفْعَلُ الدَّهْرُ بِما يَفْعَلُ
كأنَّهُ مِنْ فرْطِ عزٍّ بهِ
أَشوَسُ، إذْ أَقْبَلَ، أَوْ أَقْبَلُ
في حَسَبٍ أَوْفَى لهُ جَحْفَلٌ
يَقْدُمُهُ مِنْ رَأْيِهِ جَحْفَلُ
بينا على ذلكَ إذ عرشتُْ
في عَرْشِهِ داهِيَة ٌ ضِئْبِلُ
إنْ يكُ في العِزِّله مشقصٌُ
ماضٍ فَقَدْ تاحَ لهُ مَقْتَلُ
جادَ على قبرِكَ من ميِّتٍُ
بالروحِ ربُّ لكَ لا يبخلُ
وَحَنَّتِ المُزْنُ على قَبْرِها
بعارضٍ نجوته محفلُ
غَيْثٌ تَرَى الأَرْضَ على وَبْلِهِ
تَضْحَكُ، إلاَّ أَنَّهُ يَهْمُلُ
يُصِلُّ والأرضُ تصلِّي لهُُ
مِنْ صَلَواتٍ مَعَهُ تَسْأَلُ
أنتَ أبا العباسِ عبَّاسُهاُ
إذا استطارَ الحدثُ المعضلُ
وأنتَ علاَّمُ غيوبِ النَّثاُ
يَوْماً إذا نَسْأَلُ أَوْ نُسْأَلُ
نحنُ نعزِّيكَ ومنكَ الهدى ُ
مستخرجٌ والنُّورُ مستقبلُ
نقولُ بالعقلِ وأنتَ الذيُ
نأوي إليهِ وبهِ نعقلُ
إذا هُمُ في سَنَة ٍ أَمْحَلُوا
والأرضُ والآخرُ والأوَّلُ
إذَا عَنك وأَوْدى بِهَا
ذا الدَّهرُ فهو المحسنُ المجملُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> نَغدو لسيِّدنا نحصي الحصى عدداً
نَغدو لسيِّدنا نحصي الحصى عدداً
رقم القصيدة : 17804
-----------------------------------
نَغدو لسيِّدنا نحصي الحصى عدداً
في الخافقينِ لا تُحصى فواضلُه
العصر العباسي >> ديك الجن >> دعوا ابنَ أبي طالبٍ للهدى ُ(15/279)
دعوا ابنَ أبي طالبٍ للهدى ُ
رقم القصيدة : 17805
-----------------------------------
دعوا ابنَ أبي طالبٍ للهدى ُ
ونَحْرِ العِدى كيفَما يَفْعَلُ
وإلاَّ فَكُونُوا ... كما كانَ
هدًى ولنارِ الوغَى فاصطلُوا
ومنْ كعليِّ فدى المُصطفى ُ
بنفسٍ، ونامَ فما يحفلُ
عَشِيَّة َ جاءَتْ قُرَيْشٌ لهُ
وقدْ هاجرَ المُصطفى المرسلُ
طافُوا عَلى فُرْشِهِ يَنْظُرونَ
مَنْ يَتَقَدَّمُ إذْ يُقْتَلُ
فَلَمّا بَدا الصُّبْحُ قَامَ الوصِيُّ
فأقبلَ كلُّ لهُ يعذلُ
ومنْ كعليِّ جسومَ الرجالُِ
فَيَنْدَحِرُ الأَوَّلُ الأَوَّلُ
وكمْ ضربة ٍ واصلتْ كفَّهُُ
لفيصلِهِ فاحتوى الفيصلُ
سطا يومَ بدرٍ بقرضابهُِ
وفي أُحُدٍ لَمْ يَزَلْ يَحْمِلُ
وَمِنْ بَأْسِهِ فُتِحَتْ خَيْبَرٌ
ولم يُنجها بابُهَا المُقفلُ
دحا أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً بهَا
هزبرٌ لهُ دانتِ الأَشبلُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلُِ
إشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلُِ
رقم القصيدة : 17806
-----------------------------------
إشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلِ
وعلى الفمِ المتبسِّمِ المتقبلِ
شُرْباً يُذكِّرُ كُلَّ حُبٍّ آخِرِ
غَضٍّ ويُنسي كُلَّ حُبٍّ أَوَّلِ
نقِّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ فلن ترى ُ
كهوى ً جديدٍ أو كموصلٍ مقبلِ
ما إنْ أَحِنُّ إلى خرابٍ مُقْفِرٍ
دَرَسَتْ معالِمُهُ كأَنْ لَمْ يُؤهَلِ
مِقَتي لِمنْزليَ الذي اسْتحدثته
أَمَّا الذي وَلَّى فليسَ بمنزلي
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَسْتَغْفِرُ اللَّه لذنبي كُلِّهْ
أَسْتَغْفِرُ اللَّه لذنبي كُلِّهْ
رقم القصيدة : 17807
-----------------------------------
أَسْتَغْفِرُ اللَّه لذنبي كُلِّهْ
قَتَلْتُ إنْساناً بِغَيْرِ حِلِّهْ
وانْصَرَمَ الليْلُ ولم أُصَلِّهْ
والسُّكرُ مفتاحٌ لهذا كلِّهْ
العصر العباسي >> ديك الجن >> يقولونَ: تُبْ والكأْسُ في كفِّ أَغْيَدٍ
يقولونَ: تُبْ والكأْسُ في كفِّ أَغْيَدٍ(15/280)
رقم القصيدة : 17808
-----------------------------------
يقولونَ: تُبْ والكأْسُ في كفِّ أَغْيَدٍ
وصوتُ المثاني والمثالث عالِ
فَقُلْتُ لَهُمْ: لو كُنْتُ أَضْمَرْتُ تَوْبَة ً
وعايَنْتُ هذا في المَنامِ بدا لي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وغَريرٍ يَقضي بحكميْن في الرّا
وغَريرٍ يَقضي بحكميْن في الرّا
رقم القصيدة : 17809
-----------------------------------
وغَريرٍ يَقضي بحكميْن في الرّا
حِ بجورٍ، وفي الهوى بمحالِ
للنَّقا رِدْفُهُ وللخُوطِ ما
حُمِّلَ لِيناً، وجيدُه للغَزالِ
فَعَلَتْ مُقْلَتاهُ بالصَّبِّ ما تَفْـ
ـعَلُ جَدوى يديك بالأَمْوالِ
لم تُقسْ بالذي عداكَ من الخلُْ
ـقِ، فما الشَّامِخاتُ مِثْل الرَّمالِ
وإذا شِئْتَ أَنْ تَرى المَوْتَ في
صورة ِ ليثٍ، في لبدتيْ رئبال
فالقهُ غيرَ أنَّما لبدتاهُ
أبيضٌ صارمٌ وأمرُ عالِ
تلقَ ليثاً قدْ قلصتْ شفتاهُ
فيُرى ضاحِكاً لعبْسِ الصِيالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المظلوم ..!
المظلوم ..!
رقم القصيدة : 1781
-----------------------------------
جلدُ حِذائي يابِسٌ
بطنُ حِذائي ضيّقٌ
لونُ حِذائي قاتِمْ .
أشعُرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِمْ !
يعلو صريرُ كعْبِهِ :
قُلْ غيرَها يا ظالِمْ .
ليسَ لِهذا الشيءِ قلبٌ مطلَقاً
أمّا أنا .. فليسَ لي جرائمْ .
بأيِّ شِرعَةٍ إذَنْ
يُمدَحُ باسمي،
وَأنَا أستقبِلُ الشّتائِمْ ؟!
العصر العباسي >> ديك الجن >> احلُ وامرورْ وضرَّ وانفعْ ولنُْ
احلُ وامرورْ وضرَّ وانفعْ ولنُْ
رقم القصيدة : 17810
-----------------------------------
احلُ وامرورْ وضرَّ وانفعْ ولنُْ
وکخشُنْ وَرِشْ وکبرِ وانتَدِبْ للمعالي
وأغثْ واستغثْ بربِّك في الأزُْ
لِ إذا جلَّجلتْ صروفُ الليالي
لا تقفْ للزَّمانِ في منزل الضَّيُ
ـمِ ولا تستكينْ لرقَّة ِ حالِ
وإذا خفتَ أنْ يراهقكَ العدُْ
مُ فَعُذْ بالمُثَقَّفاتِ العَوالي
وأهنْ نفسكَ الكريمة للموتُِ(15/281)
وقحِّمْ بها على الأَهْوالِ
فَلَعَمْري لَلموْتُ أَزْيَنُ للحيِّ
من الضُّرِّ ضارعاً للرِّجالِ
أَيُّ ماءٍ يَدُورُ في وجْهِكَ الحُرِّ
إذا ما امتهنتهُ بالسُّؤالِ
ثُمَّ لا سيَّما إذا عَصَفَ الدَّهْرُ
بأهلِ النَّدى وأهلِ النَّوالِ
غاضَتِ المكرماتُ وکنْقرَضَ
النَّاسُ، وبادَتْ سحائِبُ الإفْضَالِ
فَقليلٌ من الوَرَى من تَراهُ
يُرْتَجى أَوْ يَصُونُ عِرْضاً بمالِ
وكذاك الهِلالُ أَوَّلَ ما يبـ
ـدا نحيلاً في دِقَّة ِ الخلخالِ
ثُمَّ يَزْدادُ ضَوْءُه فَتَراه
قمراً في السَّماءِ غيرَ هلالِ
عادَ تدمثُكَ المضاجعَ للجنُ
ـبِ فَعالَ الخريدة المِكْسَالِ
وأدرعْ يلمقَ اجيابِ دُجُ
ـفَرِ ضافي السَّبيبِ غير مذالِ
عامليّ النتاجِ تطوى لهُ
الأَرْضُ إذا ما اسْتَعَدَّ للانقالِ
جرشعٍ لاحقِ الأياطلِ كالأعُْ
نعمَ حصنُ الكريمِ فيا لزلزال
لا أُحِبُّ الفَتى أَراهُ إذا ما
غضَّهُ الدهرُ جاثماً فيالضَّلالِ
مستكيناً لذي الغنى خاشعَ الطَّرُْ
فِ ذليلَ الإدبارِ والإقبالِ
أينَ جوبُ البلادِ شرقاً وغرباُ
واعتسافُ السهولِ والأجبالِ
واعتراضُ الرَّقاقِ يوضعُ فيهاُ
بظباءِ النَّجادِ والعُمَّالِ
ذهبَ الناسُ فاطلُبِ الرِّزقَ بالسِّيُ
فِ، وإلاَّ فَمُتْ شَديدَ الهزالِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> إرحمِ اليومَ ذِلَّتي وخضوعي
إرحمِ اليومَ ذِلَّتي وخضوعي
رقم القصيدة : 17811
-----------------------------------
إرحمِ اليومَ ذِلَّتي وخضوعي
فلقد صِرْتُ ناحلاً كالخِلالِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> كَيْفَ الدّعَاءُ على مَن جارَ أَو ظَلَما
كَيْفَ الدّعَاءُ على مَن جارَ أَو ظَلَما
رقم القصيدة : 17812
-----------------------------------
كَيْفَ الدّعَاءُ على مَن جارَ أَو ظَلَما
ومالكي ظالمٌ في كلِّ ما حكما
لا آخذَ اللهُ منْ أهوى بجفوتهُِ
عنِّي ولا اقتصَّ لي منه ولا ظلما
العصر العباسي >> ديك الجن >> وأحمَّ منْ في أولادِ أعوجَ عجتُثهُ(15/282)
وأحمَّ منْ في أولادِ أعوجَ عجتُثهُ
رقم القصيدة : 17813
-----------------------------------
وأحمَّ منْ في أولادِ أعوجَ عجتُثهُ
وَأَظنُّهُ لِلْبَرْقِ كانَ حميما
متكفئاً لو أنَّهُ جارى الصِّباُ
شَأْواً لَباتَ أَدِيمُها مَحْموما
مستقبلاً أعلى الذُّرا مستعرضاًُ
بسطَ القرا مستدبراً ملمُوما
حرَّ الإهابِ وسيمهُ برَّ الإيابُ
كريمُهُ محضَ النِّصابِ صميما
إن قيدَ جاءَكَ زينة ً أو ريضَ ريُ
ـض بنَيَّة ً أوْ رِيْع رِيعَ ظليما
فَأَرَعْتُ فيها الوَحْشَ عن مهجاتِها
وجَعَلْتُهُ بنفوسِهِنّ زعيما
العصر العباسي >> ديك الجن >> دعصٌ يقلُّ قضيبَ بانٍ فوقَهُُ
دعصٌ يقلُّ قضيبَ بانٍ فوقَهُُ
رقم القصيدة : 17814
-----------------------------------
دعصٌ يقلُّ قضيبَ بانٍ فوقَهُُ
شمسُ النهارِ تقلُّ ليلاً مُظلما
العصر العباسي >> ديك الجن >> كأَنَّها ما كأَنَّه خَلَلَ
كأَنَّها ما كأَنَّه خَلَلَ
رقم القصيدة : 17815
-----------------------------------
كأَنَّها ما كأَنَّه خَلَلَ
الخُلّة ِ وَقْفُ الهلوكِ إذْ بَغما
العصر العباسي >> ديك الجن >> لم تبلِ جدَّة َ سمرهمْ سمرٌ ولمُ
لم تبلِ جدَّة َ سمرهمْ سمرٌ ولمُ
رقم القصيدة : 17816
-----------------------------------
لم تبلِ جدَّة َ سمرهمْ سمرٌ ولمُ
تَسِم السَّمومُ لأُدمِهِنّ أديما
العصر العباسي >> ديك الجن >> أصبحتُ ملقى ً في الفراشِ سقيماُ
أصبحتُ ملقى ً في الفراشِ سقيماُ
رقم القصيدة : 17817
-----------------------------------
أصبحتُ ملقى ً في الفراشِ سقيماُ
أَجِدُ النَّسِيمَ مِنَ کلسّقام سَموما
ماء من العَبَراتِ حَرَّى أَرْضُهُ
لو كان مِنْ مَطَرٍ لكَانَ هَزيما
وبلابلُ لوْ أنهنَّ مآكلٌُ
لم تُخْطىء الغِسْلِينَ والزَّقُوما
وكرًى يُروِّعني سرَى لو أنَّهُُ
ظِلٌّ لكانَ الحَرَّ واليَحْمُوما
مَرَّتْ بِقَلْبي ذِكْرَياتُ بَنِي الهُدَى
فنسيتُ منها الروحَ والتَّهويما(15/283)
وَنَظَرْتُ سِبْطَ مُحَمَّدٍ في كَرْبلا
فرداً يعاني حزنَهُُالمكظوما
تَنْحو أَضالِعَهُ سُيوفُ أُمَيَّة ٍ
فَتراهمُ الصّمصُومَ فالصّمصوما
فالجسمُ أضحى في الصَّعيدِ موزعاًُ
والرَّأْسُ أَمْسى في الصِعادِ كَريما
العصر العباسي >> ديك الجن >> كالأُسْدِ بأْساً والبدورِ إضاءَة ً
كالأُسْدِ بأْساً والبدورِ إضاءَة ً
رقم القصيدة : 17818
-----------------------------------
كالأُسْدِ بأْساً والبدورِ إضاءَة ً
والمزنِ جوداً والجبالِ حلوما
العصر العباسي >> ديك الجن >> هي نكبة ٌ أغنتْ فؤادي من أسى ًُ
هي نكبة ٌ أغنتْ فؤادي من أسى ًُ
رقم القصيدة : 17819
-----------------------------------
هي نكبة ٌ أغنتْ فؤادي من أسى ًُ
إذ غادرتهُ في العزاءِ عديما
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مزرعة الدواجن
مزرعة الدواجن
رقم القصيدة : 1782
-----------------------------------
سَبعُ دجاجاتٍ
وديكٌ واحِدٌ
مُستَهْدَفٌ للرغبةِ العملاقَةْ .
تنثُرُ حَبَّ الحُبِّ في أحضانِهِ
وخَلْفَها الأفراخُ تشكو الفاقَةْ !
سُبحانَ مَن يقسِمُ
ما بينَ الورى أرزَاقَهْ .
والسّبعُ تِلكَ باقَةٌ
ناريّةٌ سبّاقَهْ
وسوفَ تأتي باقَةٌ
وسوفَ تأتي باقةْ .
كُلٌّ تهُزُّ رِدْفَها
ملهوفَةً مُشتاقةْ
كُلٌّ - لأنَّ قَلبَها
لا يرتَضي إرهاقَهْ -
لقاءَ هَتكِ عِرضِها ..
تعرِضُ َبذْلَ ( الطّاقَةْ ) !
والدّيكُ فيما بينها ..
يُطَبِّعُ العلاقةْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> ألقى على عرصاتها صرفُ البِلى ُ
ألقى على عرصاتها صرفُ البِلى ُ
رقم القصيدة : 17820
-----------------------------------
ألقى على عرصاتها صرفُ البِلى ُ
ليلاً يرى الزوارُ فيه نجوما
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَنْضاءُ طلَّتْ دَمْعَهُمْ أَطْلالُهُمْ
أَنْضاءُ طلَّتْ دَمْعَهُمْ أَطْلالُهُمْ
رقم القصيدة : 17821
-----------------------------------
أَنْضاءُ طلَّتْ دَمْعَهُمْ أَطْلالُهُمْ(15/284)
فتخالهمْ بين الرسومِ رسوما
العصر العباسي >> ديك الجن >> بَكَرَتْ عواذِلُهُ وجاءَ عُفاتُهُ
بَكَرَتْ عواذِلُهُ وجاءَ عُفاتُهُ
رقم القصيدة : 17822
-----------------------------------
بَكَرَتْ عواذِلُهُ وجاءَ عُفاتُهُ
فرأيتُ محمودَ الندى مذموما
العصر العباسي >> ديك الجن >> يا بَكْرُ ما فَعَلَتْ بِكَ الأَرْطالُ بَلْ
يا بَكْرُ ما فَعَلَتْ بِكَ الأَرْطالُ بَلْ
رقم القصيدة : 17823
-----------------------------------
يا بَكْرُ ما فَعَلَتْ بِكَ الأَرْطالُ بَلْ
يا دارُ ما فَعَلَتْ بكِ الأَيَّامُ
في الدَّارِ بَعْدُ بَقيَّة ٌ نَسْتَامُها
إذْ ليس فيكَ بَقِيَّة ٌ تُسْتامُ
عَرِمَ الزَّمَانُ على الدِّيارِ بِرَغْمِهِمْ
وعليكَ أَيْضاً للزَّمانِ عُرامُ
شَغَلَ الزمانُ كراكَ في ديوانهِ
فتفرغَتْ لدواتِكَ الأَقْلامُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَلا لَيْتَنا كنَّا جميعينِ في الهوى
أَلا لَيْتَنا كنَّا جميعينِ في الهوى
رقم القصيدة : 17824
-----------------------------------
أَلا لَيْتَنا كنَّا جميعينِ في الهوى
تُضَمُّ عليْنا جَنَّة ٌ أَو جَهَنَّمُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> فَوْقَ خَدَّيَّ لُجَّة ٌ من دُمُوعٍ
فَوْقَ خَدَّيَّ لُجَّة ٌ من دُمُوعٍ
رقم القصيدة : 17825
-----------------------------------
فَوْقَ خَدَّيَّ لُجَّة ٌ من دُمُوعٍ
يَغْرَقُ الوَجْدُ بَيْنها والسَّلاممُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ماتَ حبيبٌ فمات ليثٌ
ماتَ حبيبٌ فمات ليثٌ
رقم القصيدة : 17826
-----------------------------------
ماتَ حبيبٌ فمات ليثٌ
وغاضَ بحرٌ وباخ نجمُ
سَمَتْ عُيونُ الرَّدى إليه
وهي إلى المكرماتِ تسمو
ما أمُّك اجْتاحتِ المنايا
كُلُّ فؤادٍ عليكَ أُمُّ
العصر العباسي >> ديك الجن >> النَّاسُ قَد عَلِموا أَنْ لا بقاءَ لهمْ
النَّاسُ قَد عَلِموا أَنْ لا بقاءَ لهمْ
رقم القصيدة : 17827(15/285)
-----------------------------------
النَّاسُ قَد عَلِموا أَنْ لا بقاءَ لهمْ
لو أَنَّهُم عَمِلُوا مقدارَ ما عَلِموا
العصر العباسي >> ديك الجن >> حرُّ وسيمَه برُّ الإياُ
حرُّ وسيمَه برُّ الإياُ
رقم القصيدة : 17828
-----------------------------------
حرُّ وسيمَه برُّ الإياُ
بِ كريمُه، محض النِّصابِ صميمُهُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> تَراكَ تَظنُّ فيه مَقرَّ عُضْوٍ
تَراكَ تَظنُّ فيه مَقرَّ عُضْوٍ
رقم القصيدة : 17829
-----------------------------------
تَراكَ تَظنُّ فيه مَقرَّ عُضْوٍ
يبيتُ وما تَغَمَّدهُ سقامُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ليلة ..!
ليلة ..!
رقم القصيدة : 1783
-----------------------------------
لِشهرزادَ قِصّةٌ
تبدأُ في الخِتامْ !
في اللّيلةِ الأولى صَحَتْ
وشهْريارُ نامْ .
لم تكثرِ ثْ لِبَعلِها
ظلّتْ طِوالَ ليلِها
تَكْذِبُ بانتِظامْ .
كانَ الكلامُ ساحِراً ..
أرّقهُ الكلامْ .
حاولَ ردَّ نومِهِ
لم يستَطِعْ .. فقامْ
وصاحَ : يا غُلامْ
خُذْها لبيتِ أْهلِها
لا نفعَ لي بِمثْلِها .
إنّ ابنَةَ الحَرامْ
تكْذِبُ ِكذباً صادِقاً
يُبقي الخيالَ مُطْلَقاً
ويحبِسُ المَنامْ .
قَلِقْتُ مِنْ قِلْقا لِها
أُريدُ أنْ أَنامْ .
خُذْها، وَضَعْ مكانَها ..
وِزارةَ الإعْلامْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> الكلبُ فوقَ أناسٍ أنتَ مالكهمُْ
الكلبُ فوقَ أناسٍ أنتَ مالكهمُْ
رقم القصيدة : 17830
-----------------------------------
الكلبُ فوقَ أناسٍ أنتَ مالكهمُْ
ونعمة ٌ أنتَ فيها عندنا نقمُ
وإن دهراً علوتَ الناسَ كلَّهمُ
فيه فبالجهلِ والخذلانِ مُتَّهَم
العصر العباسي >> ديك الجن >> قُولا لبكرِ بنِ دهمردٍ إذا اعتكرتُْ
قُولا لبكرِ بنِ دهمردٍ إذا اعتكرتُْ
رقم القصيدة : 17831
-----------------------------------
قُولا لبكرِ بنِ دهمردٍ إذا اعتكرتُْ
عساكرُ الليلِ بين الطَّاسِ وکلْجامِ(15/286)
ألمْ أقلْ لكَ أنَّ البغيَ ملكة ٌُ
والبَغْيُ والعُجْبُ إفْسادٌ لأقْوامِ
قد كنتَ تفرقُ منْ سهمٍ بغانية ٍُ
فَصِرْتَ، غَيْرَ رَميمٍ، رُقْعَة َ الرَّامي
وكُنْتَ تَفْزَعُ مِنْ لَمْسٍ وِمنْ قُبَلٍ
فقدْ ذللتَ لإسراجٍ وإلجامِ
إنْ تَدْمَ فخذاكَ مِنْ رَكضٍ فربَّتما
أُمْسي وقلْبي عليك الموجَعُ الدَّامي
العصر العباسي >> ديك الجن >> وقالوا: قدْ توشَّحَ عارضاهُُ
وقالوا: قدْ توشَّحَ عارضاهُُ
رقم القصيدة : 17832
-----------------------------------
وقالوا: قدْ توشَّحَ عارضاهُُ
فقلتُ: الآنَ أوضعُ في الآثامِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ومُزْرٍ بالَقضِيبِ إذا تَثَنَّى
ومُزْرٍ بالَقضِيبِ إذا تَثَنَّى
رقم القصيدة : 17833
-----------------------------------
ومُزْرٍ بالَقضِيبِ إذا تَثَنَّى
وعِزْهاة ٍ على القَمَرِ التَّمامِ
سَقاني ثُمَّ قَبَّلَني وأَوْمى
بطرفٍ سقمُه يشفي سقامي
فَبِتُّ لَه على النَّدْمان أُسْقى
مداماً في مدامٍ في مدامِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وحياة ِ ظبيٍ لمْ أصمْ عنْ ذكرهُِ
وحياة ِ ظبيٍ لمْ أصمْ عنْ ذكرهُِ
رقم القصيدة : 17834
-----------------------------------
وحياة ِ ظبيٍ لمْ أصمْ عنْ ذكرهُِ
إلاَّ عضضتُ تندُّماً إبهامي
لأشافهنَّ من الذنوبِ عظائماًُ
ينقدُّ عنها جلدُ كلِّ صيامِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> مرتْ فقلتُ لها: تحيَّة َ مغرمُِ
مرتْ فقلتُ لها: تحيَّة َ مغرمُِ
رقم القصيدة : 17835
-----------------------------------
مرتْ فقلتُ لها: تحيَّة َ مغرمُِ
ماذا عَليكِ من السَّلامِ؟ فَسَلِّمي
قالت: لمن تعني؟ فطرفُكِ شاهدٌُ
بنحولِ جسمكَ قلتُ: للمتكلمِ
فتضاحَكَتْ فبكيْتُ، قالتْ؛ لا تُرَعْ
فَلَعَلَّ مِثْلَ هواكَ بالمتَبَسِّمِ
قُلْتُ: کتَّفَقْنا في الهوى فزِيارَة ً
أَوْ قُبْلَة ً قَبْل الزِّيارَة ِ قَدِّمي
فتبسمتْ خجلاً وقالتْ: يا فتى ُ
لو لَم أَدَعْكَ تَنامُ، بي لم تَحلمِ(15/287)
العصر العباسي >> ديك الجن >> إنَّ العلا شِيَمي، والبَأْسَ من نقمي
إنَّ العلا شِيَمي، والبَأْسَ من نقمي
رقم القصيدة : 17836
-----------------------------------
إنَّ العلا شِيَمي، والبَأْسَ من نقمي
والمَجْدَ خِلْطُ دَمي، والصِّدْقَ حشو فمي
العصر العباسي >> ديك الجن >> كلبٌ قبيلي وكلبٌ خير من ولدتُْ
كلبٌ قبيلي وكلبٌ خير من ولدتُْ
رقم القصيدة : 17837
-----------------------------------
كلبٌ قبيلي وكلبٌ خير من ولدتُْ
حَوَّاءُ من عَرَبٍ غُرٍّ ومن عَجَمِ
وعيَّرَتْنا وما إنْ طُلَّ في أُحَدٍ
وطلَّ في مؤتة ٍ والدينُ لم يرمِ
غَداة َ مؤْتة َ والإشْراكُ مكتَهلٌ
والدينُ أمردُ لم ييفعْ فيحتلمِ
ويومَ صفينَ من بعدِ الخريبة ِ كمُْ
دمٍ أُطِلَّ لنَصْر الدِّينِ إثْرَ دَمِ
وفيالفراتِ فداءُ السبطِ قد تركتُْ
أشلاؤنا في الوغى لحماً على وضمِ
غداة َ شالتْ من التَّقوى نعامتهاُ
وآذنت صَعَقاتُ الحقِّ بالنِّقَمِ
إنْ تعبسي لدمٍ منا هريقَ بهاُ
فَقَدْ حَقَنَّا دمَ الإسلامِ فابتسمي
فاقْعُدْ وقُمْ عالماً أَنْ لو تطوّقها
بغيرِ أحمدَ لم تقعدْ ولم تقُمِ
أَقامَ حِصنٌ عليهم حِصْنَ مكرمة ٍ
يرتَجُّ طوداهُ بالنقمى وبالنِعَمِ
إذا غدت خيلُهم تخدي بهم خبباًُ
لنجدة ٍ عَدَت الآجالَ في الخَذَمِ
كَمْ عَرَّضوا أيدياً بيضاً مكَرَّمَة ً
للعُدْمِ من طولِ ما انتاشوا من العدَمِ
أُسْدٌ يَرونَ الرَّدى المفضي بأَنْفُسهم
إلى الثَّرى عمراً يُفضي إلى الهرمِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَتاني هواها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهوى
أَتاني هواها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهوى
رقم القصيدة : 17838
-----------------------------------
أَتاني هواها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهوى
فصادفَ قلباً خالياً فتمكنا
العصر العباسي >> ديك الجن >> لامتُّ قبلكِ بل أحيي وأنتِ معاًُ
لامتُّ قبلكِ بل أحيي وأنتِ معاًُ
رقم القصيدة : 17839
-----------------------------------(15/288)
لامتُّ قبلكِ بل أحيي وأنتِ معاًُ
ولا بقيتُ إلى يومٍ تموتينا
لكنْ نعيشُ كما نهوى ونأملهُُ
ويرغمُ الله فينا أنفَ واشينا
حتّى إذا ما انْقَضَتْ أيّامُ مُدَّتِنا
وحانَ من يومنا ما كان يعدونا
متْنا كِلانا كغُصْنَيْ بانَة ٍ ذَبُلا
مِنْ بعْدِ ما کسْتَوْرَقا واسْتَنْضَرا حينا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> خلود ...
خلود ...
رقم القصيدة : 1784
-----------------------------------
قالَ الدّليلُ في حَذَرْ :
أُنظُرْ .. وَخُذْ مِنهُ العِبَرْ
أُنظرْ .. فهذا أسَدٌ
لهُ ملامِحُ البَشَرْ .
قَدْ قُدَّ مِنْ أقسى حَجَرْ .
أضخَمُ ألفَ مرّةٍ مِنكَ
وَحَبلُ صَبْرِهِ
أَطوَلُ مِنْ حَبلِ الدّهَرْ .
لكنّهُ لم يُعْتَبَرْ .
كانَ يدُسُّ أنْفَهُ في كُلِّ شيءٍ
فانكَسَرْ .
هلْ أنتَ أقوى يا مَطَرْ ؟
كانَ ( أبو الهَولِ ) أمامي
أَثَراً مُنتَصِباً .
سألتُ :
هلْ ظلَّ لِمَنْ كَسّرَ أنفَهُ ..أَثَرْ ؟!
العصر العباسي >> ديك الجن >> أما لي على الشوقِ اللجوجِ معينُُ
أما لي على الشوقِ اللجوجِ معينُُ
رقم القصيدة : 17840
-----------------------------------
أما لي على الشوقِ اللجوجِ معينُُ
إذا نزحتْ دارٌ وخفَّ قطينُ
إذا ذكروا عهدَ الشآمِ استعادنيُ
إلى منْ بكنافِ الشآمِ حنينُ
فوالله ما فارقتها عن قلًى لهاُ
ولكنَّ ما يقضى فسوفَ يكونُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَنْحَلَ الوَجْدُ جِسْمَهُ والحنينُ
أَنْحَلَ الوَجْدُ جِسْمَهُ والحنينُ
رقم القصيدة : 17841
-----------------------------------
أَنْحَلَ الوَجْدُ جِسْمَهُ والحنينُ
وبراه الهوى فما يَسْتبِينُ
لَمْ يَعِشْ أَنَّهُ جليدٌ ولكِنْ
دَقَّ جدّاً فما تراه العُيونُ
حجبَ العاذلونَ عنهُ فما يلحونَُ
لولا البكا ولولا الأنينُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> وإنَّ الذي أزْرى بشمس سمائهُِ
وإنَّ الذي أزْرى بشمس سمائهُِ
رقم القصيدة : 17842
-----------------------------------(15/289)
وإنَّ الذي أزْرى بشمس سمائهُِ
فأبداهُ نوراً والخلائقُ طينُ
تَأَنَّقَ فيهِ كيفَ شاءَ وإنّما
مقالَتُهُ للشيءِ كنْ فيَكونُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> سمة ُ الصبابة ِ ظفرة ٌ أو عبرة ٌُ
سمة ُ الصبابة ِ ظفرة ٌ أو عبرة ٌُ
رقم القصيدة : 17843
-----------------------------------
سمة ُ الصبابة ِ ظفرة ٌ أو عبرة ٌُ
متكفلٌ بهما حشاً وشؤونُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> تَمتَّعْ من الدُّنْيا فإنَّكَ فانِ
تَمتَّعْ من الدُّنْيا فإنَّكَ فانِ
رقم القصيدة : 17844
-----------------------------------
تَمتَّعْ من الدُّنْيا فإنَّكَ فانِ
وإنَّكَ في أيدي الحوادثِ عانِ
ولا تنظرنَّ اليومَ لهواً إلى غدٍُ
ومن لِغَدٍ مِنْ حادِثٍ بأَمانِ
فإني رَأَيْتُ الدَّهرَ يُسْرع بالفتى
ويَنْقُلُهُ حالينِ يختلفانِ
فأمّا الذي يمضي فأحلامُ نائمٍُ
وأَمَّا الذي يبقى له فأَماني
العصر العباسي >> ديك الجن >> وذات رمَّانَتينِ في طَبَقٍ
وذات رمَّانَتينِ في طَبَقٍ
رقم القصيدة : 17845
-----------------------------------
وذات رمَّانَتينِ في طَبَقٍ
من فِضَّة ٍ فُصِّصا بِفَصَّيْنِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ذاتُ سراويلَ تحت أَقْمِصَة ٍ
ذاتُ سراويلَ تحت أَقْمِصَة ٍ
رقم القصيدة : 17846
-----------------------------------
ذاتُ سراويلَ تحت أَقْمِصَة ٍ
من فِضَّة ٍ حُفَّتا بِفَصَّيْنِ
شاطرة ٌ كالغُلامِ فاتِكَة ٌ
تَصْلُحُ من طَبِّها لأَمْرَيْنِ
قدُّ غلامٍ وخلقُ جارية ٍُ
قامَتْ مِنَ الطِّيْبِ بينَ خَلْطَيْنِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ولو أنَّ أحداثَ الزَّمانِ أردننيُ
ولو أنَّ أحداثَ الزَّمانِ أردننيُ
رقم القصيدة : 17847
-----------------------------------
ولو أنَّ أحداثَ الزَّمانِ أردننيُ
بخيرٍ وشرَّ ما عرفْنَ مكاني
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَفْديكما من حامِلَي قَدَحينِ
أَفْديكما من حامِلَي قَدَحينِ
رقم القصيدة : 17848(15/290)
-----------------------------------
أَفْديكما من حامِلَي قَدَحينِ
قمرينِ في غصنينِ في دعصينِ
رُوْدٌ مُنَعَّمَة ٌ ومهضوم الحشا
للنَّاظِرينَ مُنًى وَقُرَّة ُ عَينِ
مما تردَّى عَظْمُ نوحٍ وارتَوى
منها، وإنْ أََبْقَتْ على العمْرَيْنِ
جانبْتُ عقلي في الحِسانِ فقال لي:
لا رَأْيَ للأُذنينِ دونَ العَيْنِ
قامَتْ مُذَكَّرَة ً وقامَ مؤَنثاً
فتناهبا الألحاظَ بالنظرينِ
صُبَّا عليَّ الرَّاحَ إنَّ هلالَنا
قد صَبَّ نعمَتَهُ على الثَّقلينِ
وإلَيَّ كأْسَكُما على ما خيَّلَتْ
بالتبرِ معجوناً بماءِ لجينِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أيُّها السائلُ عنِّيُ
أيُّها السائلُ عنِّيُ
رقم القصيدة : 17849
-----------------------------------
أيُّها السائلُ عنِّيُ
لَسْتَ بي أَخْبَرَ منّي
أَنا إنْسانٌ براني اللَّـ
ـهُ في صورَة ِ جِنّي
بلْ أنا الأسمجُ في العينِ،ُ
فَدَعْ عَنْكَ التظني
أَنا لا أَسْلَمُ من نَفسي،
فمنْ يسلمُ منّي؟
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> احتياط ...
احتياط ...
رقم القصيدة : 1785
-----------------------------------
فُجِعَتْ بي زوجَتي
حينَ رأتني باسِما !
لَطَمتْ كفّاً بِكفٍّ
واستَجارتْ بالسَّماء .
قُلتُ : لا تنزَعِجي .. إنّي بِخَيرٍ
لم يَزَلْ دائي مُعافى
وانكِساري سالِما !
إ طمئنّي ..
كُلُّ شيءٍ فيَّ مازالَ كَما ..
لمْ أكُنْ أقصِدُ أنْ أبتَسِما
كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطاً
رُبّما أفرَحُ يوماً ..
رُبّما !
العصر العباسي >> ديك الجن >> خذ يا غلامُ عنانَ طرفكَ فاثنهُِ
خذ يا غلامُ عنانَ طرفكَ فاثنهُِ
رقم القصيدة : 17850
-----------------------------------
خذ يا غلامُ عنانَ طرفكَ فاثنهُِ
عنّي فَقَدْ مَلَكَ کلشَّمُولُ عنانِي
سُكْرانِ: سُكرُ هَوى وسُكْرُ مدامة ٍ
أَنَّى يفيق فتى بهِ سُكرانِ
ما الشَّأْنُ، ويحك في فراقِ فريقهم
الشَّأْنُ، وَيْحَكَ، في جنون جَناني(15/291)
العصر العباسي >> ديك الجن >> وكان الموعدُ السبتَُ
وكان الموعدُ السبتَُ
رقم القصيدة : 17851
-----------------------------------
وكان الموعدُ السبتَُ
فجاوزه بيومينِ
بحقٍ أبغضَ الشيعة ُُ
عنديَ يومَ الاثنينِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> لا زال من بغض الصيِّام مُبَغَّضاً
لا زال من بغض الصيِّام مُبَغَّضاً
رقم القصيدة : 17852
-----------------------------------
لا زال من بغض الصيِّام مُبَغَّضاً
يومُ الخميسِ إليَّ والإثْنينِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> ما حال حتّى قُلْتُ حَوْلٌ كاملٌ
ما حال حتّى قُلْتُ حَوْلٌ كاملٌ
رقم القصيدة : 17853
-----------------------------------
ما حال حتّى قُلْتُ حَوْلٌ كاملٌ
سيحولُ بيني إن أقام وبيني
العصر العباسي >> ديك الجن >> يا طَلْعَة ً طَلَعَ الحِمامُ عليها
يا طَلْعَة ً طَلَعَ الحِمامُ عليها
رقم القصيدة : 17854
-----------------------------------
يا طَلْعَة ً طَلَعَ الحِمامُ عليها
وجنى لها ثَمَرَ الرَّدى بيدَيها
رويُت من دمِها الثَّرى ولطالماُ
رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْها
قد باتَ سيفي في مجالِ وشاحِهاُ
ومدامعي تَجْري على خَدَّيْها
فوحقِّ نعليها وما وطيء الحصى ُ
شيءٌ أعزُّ عليَّ من نعليها
ماكانَ قتيلها لأنّي لم أكنُْ
أَبْكِي إذا سَقَطَ الغُبارُ عليها
لكن ضَنَنْتُ على العُيُونِ بِحُسْنها
وأَنِفْتُ من نَظَرِ الحَسودِ إلَيها
العصر العباسي >> ديك الجن >> ياليتَ حماهُ بي كانت مضاعفة ًُ
ياليتَ حماهُ بي كانت مضاعفة ًُ
رقم القصيدة : 17855
-----------------------------------
ياليتَ حماهُ بي كانت مضاعفة ًُ
يَوْماً بِشَهْرٍ وأَنَّ اللَّه عافاهُ
فيصبحُ السقمُ منقولاً إلى جسديُ
ويَجْعَلُ اللَّهُ منه البُرءَ عقباهُ
العصر العباسي >> ديك الجن >> أنا أوقي من المكاره مَنْ دمـ
أنا أوقي من المكاره مَنْ دمـ
رقم القصيدة : 17856
-----------------------------------(15/292)
أنا أوقي من المكاره مَنْ دمـ
عي - عليه أرقُّ من خدَّيهِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> بانُوا فأضحى الجسمُ منْ بعدِهمُْ
بانُوا فأضحى الجسمُ منْ بعدِهمُْ
رقم القصيدة : 17857
-----------------------------------
بانُوا فأضحى الجسمُ منْ بعدِهمُْ
لا تَصْنَعُ الشَّمْسُ له فيّا
وما جوابي إذ تقولُ العداُ
ما صنعَ البينُ به شيّا
يا ليتَ شعري ما اعتذاري لهمُ
إذا رأوْني بعدهُمْ حيّا
العصر العباسي >> ديك الجن >> أَما آنَ للطَّيْف أَنْ ياتيا
أَما آنَ للطَّيْف أَنْ ياتيا
رقم القصيدة : 17858
-----------------------------------
أَما آنَ للطَّيْف أَنْ ياتيا
وأَنْ يَطْرُقَ الوَطَنَ الدَّانيا
وإنّي لأحسبُ ريبَ الزمُ
ان يتركني جسداً باليا
سأشكرُ ذلك لا ناسياُ
جميلَ الصفعاتِ ولا قاليا
وَقَدْ كُنْتُ أَنْشُرُهُ ضاحِكاً
فَقَدْ صِرْتُ أَنْشُرُهُ باكيا
العصر العباسي >> ديك الجن >> خنتِ سرِّي مواتيهُْ
خنتِ سرِّي مواتيهُْ
رقم القصيدة : 17859
-----------------------------------
خنتِ سرِّي مواتيهُْ
والمَنايا مُعادِيهْ
أَيُّها القَلْبُ لا تَعُدْ
لهوى البيضِ ثانيهْ
ليسَ برقٌ يكونُُ
أَخْلَبَ منْ برْقِ غَانِيهْ
خُنتِ سري ولم أخنُْ
ـكِ، فمُوتي عَلانِيَه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المفقود ...
المفقود ...
رقم القصيدة : 1786
-----------------------------------
رئيسُنا كانَ صغيراً و ا نفَقَدْ
فانتابَ أُمَّهُ الكَمَدْ
وانطَلَقتْ ذاهِلَةُ
تبحثُ في كُلِّ البَلَدْ .
قِيلَ لها : لا تَجْزَعي
فَلَنْ يضِلَّ للأبَدْ .
إنْ كانَ مفقود ُكِ هذا طاهِراً
وابنَ حَلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحَدْ .
صاحتْ :
إذنْ ..ضاعَ الوَلَدْ !
العصر العباسي >> ديك الجن >> إنّ الرسولَ لم يزلْ يقولُُ
إنّ الرسولَ لم يزلْ يقولُُ
رقم القصيدة : 17860
-----------------------------------
إنّ الرسولَ لم يزلْ يقولُُ
والخيرُ ما قالَ به الرَّسولُ(15/293)
إنكَ منِّي يا عليٌّ الأبيُ
بحيثُ مِنْ موساه هَارونُ النَّبي
لكِنَّهُ ليس نَبيٌّ بَعْدِي
فأَنْتَ خَيْرُ العَالَمينَ عِنْدي
وأنتَ منِّي الزرُّ منْ قميصيُ
ومَا لِمَنْ عادَاكَ مِنْ مَحِيصِ
وأنت لي أخٌ وأنتَ الصهرُُ
زوجكَ الذي إليهِ الأمرُ
رَبُّ العُلى بفاطِم الزَّهْراءِ
ذَاتِ الهُدَى سَيِّدَة ِ النِّسَاءِ
أَوَّلُ خَلْقٍ جاءَ فيها خاطِبا
عَنْكَ إلَيَّ جائِياً وذاهِبا
وقالَ: قَدْ قَضَى إلهُكَ العَلي
بأنْ تزوَّجَ البتولَ بعلي
فَزَيَّنَ الجنَّات أحلى زينة
واجتلت الحور على سكينة
ولاحتِ الأنوارُ منه الساطعهُ
وَصَفَّ أَمْلاكَ السَّماءِ السَّابِعَه
وَقُمْتُ عَنْ أَمْرٍ إلهي أَخْطُبُ
فيهم وأَعْطاهُمْ كَما قد طَلَبُوا
ثُمَّ قضَى اللَّهُ إلى الجِنانِ
أنَّ يجتنى الداني من الأغصانِ
فأَمْطَرَتْهُمْ حلَلاً وحلْيا
حَتَّى رَعَوْا ذَلِكَ مِنْهَا رَعْيا
فَمَن حَوَى الأَكْثَرَ مِنهُنَّ افْتَخَرْ
بافضلِ فيما حازهُ على الأخرْ
فردَّ منْ يخطبُ فاللهُ قضى ُ
بأنْ تكونَ زوجة ً للمرتضى
وَقَدْ حَبَاني مِنْكُمُ السِّبْطَيْنِ
هما بحلي العرشِ كالقرطينِ
فالحَمْدُ لِلَّه على ما قَدْ حَبا
لخمسة الأشباحِ أصحابِ العبَا
همُ لمنْ والأهمُ أمانُُ
إذْ كانَ فيهمْ يَكْمُلُ کلإيمانُ
وَهُمْ يَدُعُّونَ الذي لهمْ قلى
للنّارِ دعّاً حيثُ كانَ المُصطلى
وهُمْ هُداة ُ الخَلْقِ للرَّشادِ
والفوزُ في المبدإِ والمعادِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> عَسَاكِ بِحَقِّ عِيْساكِ
عَسَاكِ بِحَقِّ عِيْساكِ
رقم القصيدة : 17861
-----------------------------------
عَسَاكِ بِحَقِّ عِيْساكِ
مُرِيحَة َ قَلبيَ الشاكِي
فإنّ الحسنَ قد ولاُّ
كِ إحيائي وإهلاكي
وأَوْلَعَنِي بِصُلْبَانٍ
وَرُهْبَانٍ وَنُسَّاكِ
ولم آتِ الكنائِسَ عَنْ
هوى ً فيهنَ لولاكِ
العصر العباسي >> ديك الجن >> قولي لطيفكِ ينثنيُ
قولي لطيفكِ ينثنيُ
رقم القصيدة : 17862(15/294)
-----------------------------------
قولي لطيفكِ ينثنيُ
عن مضجعي عند المنامْ
عند الرقادْ، عند الهجوعُْ
عند الهجودْ، عند الوسنْ
فعسى أنام فتنطفي
نارٌ تَأَجَّجُ في العظامْ
في الفؤادْ، في الضلوعُْ
في الكبودْ، في البَدَنْ
جسدٌ تقلبهُ الأكفُُّ
على فراشٍ من سقامْ
من قتادْ، من دموعُْ
من وقودْ، من حَزَنْ
أمّا أنا فكما علمتُِ
فهل لوصلكِ من دوامْ
من معادْ، من رجوعُْ
من وجودْ، من ثمنْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ
أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ
رقم القصيدة : 17863
-----------------------------------
أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ
أَفِدْنِي كَريماً فَالكَريمُ رِضَاءُ
أحقاً يقولُ الناسُ في جودِ حاتمٍ
وَابْنُ سِنَانٍ كانَ فِيهِ سَخَاءُ
عَذيرِيَ مِنْ خَلْفٍ تَخَلَّفَ مِنْهُمُ
غباءٌ ولؤمٌ فاضحٌ وجفاءُ
حجارة ُ بخلِ ما تجودُ وربما
تفجّرَ منْ صُمِّ الحجارة ِ ماءُ
ولو أنَّ موسى جاءَ يضربُ بالعصا
لمَا انْبَجَسَتْ مِنْ ضَرِبْهِ البُخَلاءُ
بقاءُ لئامِ الناسِ موتٌ عليهمُ
كما أنَّ موتَ الأكرمينَ بقاءُ
عَزيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ تَجُودَ أَكُفُّهُمْ
عليهمْ منَ اللهِ العزيزِ عفاءُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أدبٌ كمثلِ الماءِ لوْ أفرغتهُ
أدبٌ كمثلِ الماءِ لوْ أفرغتهُ
رقم القصيدة : 17864
-----------------------------------
أدبٌ كمثلِ الماءِ لوْ أفرغتهُ
يَوْمَاً لَسَالَ كما يَسيلُ الماءُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وأزهرَ كالعيُّوقِ بزهراءِ
وأزهرَ كالعيُّوقِ بزهراءِ
رقم القصيدة : 17865
-----------------------------------
وأزهرَ كالعيُّوقِ بزهراءِ
لَنَا مِنْهُما دَاءٌ وَبرْءٌ مِنَ الدَّاءِ
ألا بأبي صدغٌ حكى العينَ فتلهُ
وَشَارِبُ مِسكٍ قَدْ حَكى عَطفَة َ الرَّاءِ
فَما السِّحْرُ ما يُعزَى إلى أَرْضِ بَابِلٍ
وِلكنْ فُتُورُ اللَّحْظِ مِنْ طَرْفِ حَوْرَاءِ(15/295)
وكفٌّ أدارتْ مذهبَ اللونِ أصفراً
بمذهبة ٍ في راحة ِ الكفِّ صفراءِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَهْدَيْتُ أَزرقَ مَقْروناً بِزَرقاءِ
أَهْدَيْتُ أَزرقَ مَقْروناً بِزَرقاءِ
رقم القصيدة : 17866
-----------------------------------
أَهْدَيْتُ أَزرقَ مَقْروناً بِزَرقاءِ
كالماءِ لمْ يَغْذُها شَيءٌ سِوى الماءِ
ذكاتها الاخذُ ما تنفكُّ طاهرة ً
بِالبَرِّ والبحْرِ أَمْوَاتاً كأَحْياءِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
رقم القصيدة : 17867
-----------------------------------
أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
يا شفائي منَ الجوى وبلائي
إنَّ قلبي يُحِبُّ مَنْ لا أُسَمِّي
في عناءٍ ، أعظِم بهِ منْ عناءِ !
كيفَ لا ، كيفَ أنْ ألذَّ بعيشِ ؟
ماتَ صبري بهِ وماتَ عزائي !
أَيُّها اللاَّئِمونَ ماذا عَلَيْكمْ
أنْ تعيشوا وأنْ أموتَ بدائي ؟
" ليسَ منْ ماتَ فاستراحَ بمَيتٍ
إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ما أقربَ اليأسَ منْ رجائي
ما أقربَ اليأسَ منْ رجائي
رقم القصيدة : 17868
-----------------------------------
ما أقربَ اليأسَ منْ رجائي
وَأبعدَ الصَّبرَ منْ بُكائي!
يا مُذكيَ النارِ في فؤادي
أنتَ دوائي وأنتَ دائي
منْ لي بمخلفة ٍ في وعدها
تَخْلُطُ لِي اليَأْسَ بالرَّجاءِ
سَألتُها حَاجَة ً فَلَمْ تَفُهْ
فيها بِنَعْمٍ ولا بِلاءِ
" قلتُ : استجيبي ، فلمَّا لم تجبْ
فاضتْ دموعي على ردائي "
كآبَة ُ الذُّلِّ في كِتابي
ونخوة ُ العزِّ في الجواءِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إنْ كنتُ في قُعدُدِ أبنائِهِ
إنْ كنتُ في قُعدُدِ أبنائِهِ
رقم القصيدة : 17869
-----------------------------------
إنْ كنتُ في قُعدُدِ أبنائِهِ
فقد سقَى أمَّكَ من مائهِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المغبون
المغبون
رقم القصيدة : 1787(15/296)
-----------------------------------
مؤمِنٌ
يُغمِضُ عينيهِ، ولكنْ لا ينامْ .
يقطَعُ اللّيلَ قياماً ..
والسّلاطينُ نِيامْ .
مُسرِفٌ في الاحتِشامْ .
إنّما يستُرُ عُريَ النَّاسِ
حتى في الحَرامْ !
حَسْبُهُ أنَّ بحبلِ اللهِ
ما يُغْنيهِ عنْ فَتلِ حِبالِ الاتّهامْ .
مُنصِفٌ بينَ الأَنامْ
تستوي في عينِهِ ألكَحْلاءِ
تيجانُ السَّلاطينِ وأسْمالُ العَوامْ .
مؤمِنٌ بالرّأيِ
يحيا صامِتأً
لكنَّهُ يرفِضُ أنْ يمحو الكَلامْ .
طَيّبٌ
يفتَحُ للجائِعِ أبوابَ الطّعامْ
حينَ يُضنيهِ الصّيامْ .
بلْ يواري أَثَرَ المُحتاجِ
لوْ فَكّرَ في السّطوِ على مالِ الطُّغامْ .
وَيُغطّي هَربَ الهاربِ مِنْ بطْشِ النّظامْ .
مَلجأٌ للاعتِصامْ
وَأَمانٌ وسلامْ .
وعلى رَغمِ أياديهِ عَليكُمْ
لا يرى مِنكُمْ سِوى مُرِّ الخِصامْ .
**
أيّها النّاسُ إذا كُنتُم كِراماً
فَعَليكُمْ حَقُّ إكرامِ الكِرامْ.
بَدَلاً من أنْ تُضيئوا شمعَةً
حيّوا الظلامْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ
رقم القصيدة : 17870
-----------------------------------
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ
سحرٌ على ذهنِ اللَّبيبْ
لا يشمئزُّ على اللسا
نِ، وَلا يَشِذُّ عنِ القُلوبْ
لَم يَغْلُ في شَنِعِ اللغا
تِ، وَلا تَوَحَّشَ بالغريبْ
سيفٌ تقلدَ مثلهُ
عَطْفَ القضيبِ على القَضِيبْ
هذا تجذُّ بهِ الرقا
بُ ، وذا تجذُّ به الخطوبْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يأيها المشغوفُ بالحبِّ التعبْ
يأيها المشغوفُ بالحبِّ التعبْ
رقم القصيدة : 17871
-----------------------------------
يأيها المشغوفُ بالحبِّ التعبْ
كمْ أنتَ في تقريبِ ما لا يقتربْ !
دعْ ودَّ لا يرعوي إذا غضبْ
وَمَنْ إذا عَاتَبْتَهُ يَوْماً عَتَبْ
" إنَّكَ لاتَجني مِنَ الْشَّوكِ الْعِنَبْ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لا واستراقِ اللحظِ منْ
لا واستراقِ اللحظِ منْ(15/297)
رقم القصيدة : 17872
-----------------------------------
لا واستراقِ اللحظِ منْ
عينِ المُحبِّ إلى الحبيبْ
يَشكو إليهِ بطَرْفهِ
شَكوى أرقَّ منَ النَّسيبْ
ما طابَ عيشٌ لم يذُقْ
طعمَ الوِصالِ، ولا يَطيبْ
ولربَّ إلفٍ قد طَوَيْ
ـتُ على مُراقبة ِ الرقيبْ
ريحُ الشَّمالِ تَهيجُهُ
وَتَهيجُني ريحُ الجَنوبْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> شَادِنٌ يَسْحبُ أَذْيَالَ الْطَّرَبْ
شَادِنٌ يَسْحبُ أَذْيَالَ الْطَّرَبْ
رقم القصيدة : 17873
-----------------------------------
شَادِنٌ يَسْحبُ أَذْيَالَ الْطَّرَبْ
يتثنَّى بينَ لهوٍ ولعبْ
بجبينٍ مفرغٍ منْ فضة ٍ
فَوْقَ خَدٍّ مُشْرَبٍ لَونَ الذَّهَبْ
كَتَبَ الدَّمْعُ بِخَدِّي عَهْدَهُ
لِلهوى ، وَالْشَّوْقُ يُمْلي مَا كتَبْ
يا لَجَهْلي مَا أَرَاهُ ذاهِباً!
وسوادُ الرأس منِّي قدْ ذهبْ
" قالتِ الخنساءُ لمَّا جئتُها :
شابَ بعدي رأسُ هذا واشتهبْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أصَمَّمَ في الغَوايَة ِ أَمْ أَنَابا
أصَمَّمَ في الغَوايَة ِ أَمْ أَنَابا
رقم القصيدة : 17874
-----------------------------------
أصَمَّمَ في الغَوايَة ِ أَمْ أَنَابا
وَشَيْبُ الرَّأسِ قَدْ خَلَسَ الشَّبَابَا؟
إِذا نَصَلَ الخِضَابُ بَكى عَلَيْهِ
وَيَضْحَكُ كُلَّمَا وَصَلَ الخِضابَا
كأَنَّ حَمامَة ً بَيْضَاءَ ظَلَّتْ
تُقَابِلُ في مَفَارِقِهِ غُرَابا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِبا
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِبا
رقم القصيدة : 17875
-----------------------------------
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِبا
ربَّ مطلوبٍ غدا طالبا
مَنْ يَتُبْ عَنْ حُبِّ مَعْشُوقِهِ
لَسْتُ عَنْ حُبِّي لَهُ تَائِبا
فالهوى لي قدرٌ غالبٌ
كيفَ أعصي القدرَ الغالبا ؟
سَاكِنَ القَصْرِ وَمَنْ حَلَّهُ
أصبحَ القلبُ بكمْ ذاهبا
"إعْلَمُوا أَنِّي لَكُمْ حَافِظٌ
شَاهِداً مَا عِشْتُ أَوْ غَائِبا"(15/298)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> والحرُّ لا يكتفي منْ نيلِ مكرمة ٍ
والحرُّ لا يكتفي منْ نيلِ مكرمة ٍ
رقم القصيدة : 17876
-----------------------------------
والحرُّ لا يكتفي منْ نيلِ مكرمة ٍ
حتَّى يرومَ التي منْ دونها العطبُ
يسعى بهِ أملٌ منْ دونهُ أجلٌ
إنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْتَدْعِهِ رَغَبُ
لذالكَ ما سالَ موسى ربَّهُ : أرني
أنظرْ إليكَ ، وفي تسآلهِ عجبُ
يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيما نَالَ مِنْ كَرَمٍ
وَهْوَ النَّجِيُّ، لَدَيْه الوَحْيُ والكُتُبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> صاحبٌ في الحبِّ مكذوبُ
صاحبٌ في الحبِّ مكذوبُ
رقم القصيدة : 17877
-----------------------------------
صاحبٌ في الحبِّ مكذوبُ
دمعهُ للشوقِ مسكوبُ
كلُّ ما تطوي جوانحهُ
فهوَ في العينين مكتوبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُلولَها
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُلولَها
رقم القصيدة : 17878
-----------------------------------
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُلولَها
وما طللٌ تبكي عليه السحائبُ
وتندبها الأرواحُ حتى حسبتُها
صَدى حفرة ٍ قامتْ عليها النوادبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا
رقم القصيدة : 17879
-----------------------------------
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا
بانوا ولم يقضوا الذي يجبُ
فالدارُ بعدهمُ كوشمِ يدٍ
يا دارُ فيكِ وفيهمُ العجبُ
أينَ التي صيغتْ محاسِنُها
من فضَّة ٍ شِيبتْ بها ذهبُ
ولَّى الشبابُ ، فقلتُ : أندبه
لا مثلَ ما قالوا ولا ندبوا
" دِمَنٌ عفَتْ ومحا مَعالِمَها
هطِلٌ أجشُّ وبارحٌ تَرِبُ"
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مكابرة
مكابرة
رقم القصيدة : 1788
-----------------------------------
أُكابِرْ .
أُضمّدُ جُرحي بحشْدِ الخَناجِرْ
وأمسَحُ دَمعي بكَفَّيْ دِمائي
وأُوقِدُ شمعي بِنارِ انطِفائي(15/299)
وأحْدو بِصمْتي مِئاتِ الحَناجِرْ
أُحاصِرُ غابَ الغيابِ المُحاصِرْ :
ألا يا غِيابي ..
أنا فيكَ حاضِرْ !
أُكابِرُ ؟
كلاّ .. أنَا الكبرياءْ !
أنَا توأَمُ الشّمسِ
أغدو و أُ مسي
بغيرِ انتِهاءْ !
ولي ضَفّتانِ :
مساءُ المِدادِ وصبْحُ الدّفاتَرْ
وَشِعري قَناطِرْ !
متى كانَ للصُبْحِ واللّيلِ آخِرْ ؟
**
إذا عِشتُ أو مِتُّ فالموتُ خاسِرْ .
فلا يعرِفُ الموتُ شِعْراً
ولا يَعرِفُ الموتَ شاعِرْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ما قدَّرَ اللَهُ هو الغالبُ
ما قدَّرَ اللَهُ هو الغالبُ
رقم القصيدة : 17880
-----------------------------------
ما قدَّرَ اللَهُ هو الغالبُ
ليس الذي يحسبُهُ الحاسِبُ
قد صدَّقَ اللّهُ رجاءَ الورَى
وما رجاءٌ عندَهُ خائبُ
وأنزلَ الغيثَ على راغبٍ
رحمتهُ إذا قنطَ الراغبُ
قُلْ لابنِ عزرا أَلسخيفِ الحجا
زَرَى عليكَ الكوكبُ الثاقبُ
ما يعلمُ الشاهدُ من حُكمنا
كيفَ بأمرٍ حكمهُ غائبُ ؟
وقلْ لعباسٍ وأشياعهِ
كيف تَرى قَولُكُمُ الكاذبُ
خانكمُ كِيوانُ في قَوسهِ
وغرَّكم في لوْنهِ الكاتبُ
فكلُّكُمْ يكذِبُ في عِلمهِ
وعلمكمْ في أصلهِ كاذبُ
ما أنتمُ شيءٌ ولا علمُكمْ
" قد ضعفَ المطلوبُ والطالبُ "
تُغالبون اللهَ في حكمهِ
واللهُ لا يغلبهُ غالبُ
محبوبٌ الحَبْرُ الذي مالَهُ
في فهمهِ نِدٌّ ولا صاحبُ
قد أشهدَ اللّهَ على نفسهِ
بأنَّهُ من جَهلكمْ تائبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظباتها
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظباتها
رقم القصيدة : 17881
-----------------------------------
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظباتها
لها في الكُلَى طُعْمٌ وبينَ الكُلى شُرْبُ
إذا اصطفَّتِ الراياتُ حمراً متونُهَا
ذوائبُهَا تهفُو فيهفُو لها القلبُ
ولم تنطقِ الأبطالُ إلاَّ بفعْلها
فَأَلْسُنُهَا عُجْمٌ وَأَفْعَالُها عُرْبُ
إذَا مَا التَقَوْا في مَأزِقٍ وَتَعَانَقُوا
فلقياهُمُ طعنٌ وتعنيقهمْ ضربُ(15/300)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألا إنَّما الدُّنيا نَضَارة ُ أَيْكة ٍ
ألا إنَّما الدُّنيا نَضَارة ُ أَيْكة ٍ
رقم القصيدة : 17882
-----------------------------------
ألا إنَّما الدُّنيا نَضَارة ُ أَيْكة ٍ
إذا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانبُ
هِيَ الدَّارُ مَا الآمَالُ إلاَّ فَجائِعٌ
عَليْها، وَلا اللَّذَّاتُ إلاَّ مَصَائِبُ
فكمْ سخنتْ بالأمسِ عينٌ قريرَة ٌ
وَقَرَّتْ عُيُوناً دَمعُهَا الْيوْمَ سَاكِبُ
فلا تكتحلْ عيناكَ فيها بعبرة ٍ
على ذَاهبٍ مِنْهَا فَإِنَّكَ ذاهِبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ
رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ
رقم القصيدة : 17883
-----------------------------------
رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ
وَوَعْدٌ مِثْلُ مَا لَمَعَ الْسَّرَابُ
ودهرٌ سادتِ العُبدانُ فيهِ
وعاثتْ في جوانبهِ الذئابُ
وتَسويفٌ يَكِلُّ الصَّبر عَنْهُ
وَمَطْلٌ مَا يَقُومُ لَهُ حِسَابُ
وأيَّامٌ خَلَتْ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ
وَدُنَيَا قَدْ تَوَزَّعَهَا الكلاَبُ
كلابٌ لوْ سألتهمُ تراباً
لَقالوا: عِنْدَنَا انْقَطَعَ التُّرَابُ
يُعَاقَبُ مَنْ أَسَاءَ الْقَوْلَ فيهِمْ
وإنْ يحسنْ فليسَ لهُ ثوابُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عينيَّ ، كيفَ غررتُما قلبي
عينيَّ ، كيفَ غررتُما قلبي
رقم القصيدة : 17884
-----------------------------------
عينيَّ ، كيفَ غررتُما قلبي
أبحتماهُ لوعة َ الحبِّ ؟
يَا نَظْرَة ً أَذْكَتْ على كبِدي
ناراً قضيتُ بحرِّها نحبي
خَلُّوا جَوَى قَلبي أُكابِدُهُ
حسبي مكابدة ُ الجوى حسبي
عَيني جَنَتْ مِنْ شُؤْمِ نَظْرَتِهَا
ما لا دواءَ لهُ على قلبي
" جَانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ وَقَدْ
تُعدي الصحاحَ مباركُ الجربِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَيَا مَنْ لاَمَ في الحُبِّ
أَيَا مَنْ لاَمَ في الحُبِّ
رقم القصيدة : 17885(15/301)
-----------------------------------
أَيَا مَنْ لاَمَ في الحُبِّ
وَلَمْ يَعْلَمْ جَوى قَلبي
ملامُ الصَّبِّ يُغويهِ
ولا أغوى منَ القلبِ
فأنَّى لمتَ في هندٍ
مُحِبّاً صَادِقَ الحُبِّ
وَهِنْدٌ مَا لَها شِبْهٌ
بشرقٍ لا ولا غربِ
"إلى هِنْدٍ صَبَا قَلْبي
وَهِنْدٌ مِثْلُها يُصبِي"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعَذَّبِ
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعَذَّبِ
رقم القصيدة : 17886
-----------------------------------
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعَذَّبِ
وإنْ كانَ يُرْضِيْكِ العَذابُ فَعَذِّبي
لَعَمْري لَقدْ باعَدْتِ غَيْرَ مُبَاعَدٍ
كما أنني قربتُ غيرَ مقربِ
بنفسيَ بدرٌ أخمدَ البدرَ نورهُ
وَشَمْسٌ مَتى تطلُعْ إلى الْشَّمْسِ تَغْربِ
لَوَ انَّ امْرأَ القيْسِ بْنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ
لما قالَ : " مرَّا بي على أمِّ جندبِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كآبَة ُ الذُّلِّ في كتابي
كآبَة ُ الذُّلِّ في كتابي
رقم القصيدة : 17887
-----------------------------------
كآبَة ُ الذُّلِّ في كتابي
ونخوة ُ العزِّ في جوابي
قَتَلْتَ نَفْساً بِغَيرِ نَفْسٍ
فَكيْفَ تَنْجُو مِنَ الْعذابِ؟
خلقتَ منْ بهجة ٍ وطيبٍ
إذْ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ تُرابِ
ولَّتْ حميَّا الشَّبابِ عنِّي
فلهفَ نفسي على الشبابِ
" أصبحتُ والشيبُ قدْ علاني
يدعو حثيثاً إلى الخضابِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامة ٌ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامة ٌ
رقم القصيدة : 17888
-----------------------------------
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامة ٌ
فَأَيَّ أسى ً هَاجَتْ على الهائمِ الصَّبِّ؟
لَكِ الويلُ كمْ هَيَّجتِ شَجْوي بِلاَ جَوى ً
وَشكوَى بِلا شَكوى وَكَرْباً بِلاَ كَرْبِ؟
وأَسكبْتِ دَمْعاً مِنْ جُفُونِ مَسَهَّدٍ
وَمَا رَقْرَقَتْ مِنْكِ المَدَامِعُ بِالسَّكبِ(15/302)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أيقتلني دائي وأنتَ طبيبي
أيقتلني دائي وأنتَ طبيبي
رقم القصيدة : 17889
-----------------------------------
أيقتلني دائي وأنتَ طبيبي
قريبٌ ، وهلْ منْ لا يُرى بقريبِ ؟
لئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ
ويُّ محبٍّ خانَ عهدَ حبيبِ ؟
وَسَاحِبَة ٍ فَضْلَ الذَّيُولِ كأَنَّهَا
قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ فَوْقَ كَثيبِ
إذا برزتْ منْ خِدرها قالَ صاحبي :
أَطِعْني وَخُذْ مِنْ حَظِّهَا بِنَصيبِ
"فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ
وَمَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الساعة ..!
الساعة ..!
رقم القصيدة : 1789
-----------------------------------
دائِرةٌ ضَيِّقَةٌ،
وهارِبٌ مُدانْ
أمامَهُ وَخلْفَهُ يركضُ مُخبِرانْ .
هذا هُوَ الزّمانْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوساً ببَوَّابِ
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوساً ببَوَّابِ
رقم القصيدة : 17890
-----------------------------------
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوساً ببَوَّابِ
يَحْمِيهِ مِنْ طَارِقٍ يَأْتِي وَمُنْتابِ
لا يحتجبْ وجهُكَ الممقوتُ عنْ أحدٍ
فَالمَقْتُ يَحْجُبُهُ مِنْ غَيْرِ حُجَّابِ
فَاعْزِلْ عَنِ البَابِ مَنْ قَدْ ظَلَّ يحْجُبُهُ
فَإِنَّ وَجْهَكَ طِلَّسْمٌ على البابِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> روح الندى بينَ أثوابِ العُلا وصبٌ
روح الندى بينَ أثوابِ العُلا وصبٌ
رقم القصيدة : 17891
-----------------------------------
روح الندى بينَ أثوابِ العُلا وصبٌ
يَعْتَنُّ في جَسَدٍ لِلْمَجْدِ مَوْصوبِ
ما أنتَ وحدَكَ مكسوّاً شحوبَ ضنًى
بَلْ كُلُّنا بِكَ مِن مُضْنى ً وَمَشْحُوبِ
يَا مَنْ عَلَيْهِ حِجَابٌ مِنْ جَلاَلَتِهِ
وإنْ بدَا لكَ يوماَ غيرَ محجوبِ
ألقى عليكَ يداً للضّثرِّ كاشفَة ً
كَشَّافُ ضُرِّ نَبيِّ اللّهِ أَيُّوبِ(15/303)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> رشاً سجدَ الجمالُ لوجنتيهِ
رشاً سجدَ الجمالُ لوجنتيهِ
رقم القصيدة : 17892
-----------------------------------
رشاً سجدَ الجمالُ لوجنتيهِ
كما سَجَد النَّصارى للصليبِ
عليهِ من محاسنهِ شُهودٌ
تؤديها العيونُ إلى القلوبِ
يلاعبُ ظلَّهُ طرباً ولهواً
كما لعبَ الشَّمالُ مع الجَنوبُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> جادتْ لكَ الدنيا بنعمة ِ عيشِها
جادتْ لكَ الدنيا بنعمة ِ عيشِها
رقم القصيدة : 17893
-----------------------------------
جادتْ لكَ الدنيا بنعمة ِ عيشِها
وكفاكَ منها مثلُ زادِ الراكبِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يختلسُ الأنفسَ باستلابهْ
يختلسُ الأنفسَ باستلابهْ
رقم القصيدة : 17894
-----------------------------------
يختلسُ الأنفسَ باستلابهْ
كلبٌ يُلقَّى الوحيَ من كَلاَّبِهْ
يَمونُ أهلَ البيتِ باكتسابِهْ
أهببتُه فانصاعَ في إهابِهْ
كأنه الكوكبُ في انصبابِهْ
أو قبسٌ يُلقَطُ من شِهابِهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فؤادي رميتَ وعقلي سبيتْ
فؤادي رميتَ وعقلي سبيتْ
رقم القصيدة : 17895
-----------------------------------
فؤادي رميتَ وعقلي سبيتْ
ودمعي مريتَ ونومي نفيتْ
يصُدُّ اصطباري إذا ما صددتَ
وينأى عزائي إذا ما نأيتْ
عزمتُ عليكَ بمجرى الرياحِ
وَمَا تَحْتَ ذلكَ مِمَّا كَنَيْتْ
وتفاحِ خدٍّ ، ورمَّانِ صدرٍ
ومجناهُما خيرُ شيءٍ جنيتْ
تجددُ وصْلاً عفا رسمُهُ
فَمِثْلُكَ لمَّا بَدا لي بَنَيْتْ
" على رسمِ دارٍ قفارٍ وقفت
وَمِن ذِكرِ عَهدِ الحبيبِ بَكَيْتْ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ
رقم القصيدة : 17896
-----------------------------------
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ
وإنسانُ عينٍ خاضَ في غمراتِ
فَيا مَنْ بِعَيْنَيْهِ سَقامِي وَصِحَّتي(15/304)
ومَنْ في يَدَيْهِ مِيتَتي وَحَياتي
بِحُبِّكَ عاشَرْتُ الهمُومَ صَبابَة ً
كأنِّي لها تربٌ وهنَّ لداتي
فَخدِّيَ أَرْضٌ للدُّمُوعِ، وَمُقْلتي
سماءٌ لها تنهلُّ يالعبراتِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا دهرُ ما ليَ أُصفي
يا دهرُ ما ليَ أُصفي
رقم القصيدة : 17897
-----------------------------------
يا دهرُ ما ليَ أُصفي
وأَنْتَ غَيرُ مُواتِ؟
جرَّعتني غصصاً بها
كدَّرْتَ صَفْوَ حَياتي
أَيْنَ الَّذينَ تَسَابَقُوا
في المَجدِ لِلغايَاتِ؟
قوْمٌ بهمْ رُوحُ الحَيا
ة تردُّ في الأمواتِ
"وإذا هُمُو ذَكرُوا الإسَا
ءة َ أكثروا الحسناتِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ
رقم القصيدة : 17898
-----------------------------------
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ
فأبدَتْ دواعي قلبهِ ما أجنَّتِ ؟
فَدَيْتُ الْتي كانَتْ ولا شَيءَ غَيْرُها
مُنى النفسِ أو يقضى لها ما تمنَّتِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ
رقم القصيدة : 17899
-----------------------------------
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ
فَأصارَهُ وَرْداً على وَجْناتِهِ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> لولاي انا
لولاي انا
رقم القصيدة : 179
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
انا .. انا .. لولاي انا من تكونين
اقولها وانا نعم .. فيك مغرور
انا جعلتك نور وانتي .. من الطين
جرة قلم .. وامحيك من عالم النور
انتي بدوني وردة في البساتين
والورد في دنيا .. البساتين مغمور
لكن معي صرتي .. كما الشوف للعين
والعين لولا الشوف .. ماظن لهادور
هذا وقصدي تعرفي موقعك زين
وحذرا .. ترى من انذرك صار معذور
اما اشتري ودي على العسر .. واللين
والا تراني .. بايعك بيعة البور(15/305)
بسطور .. خليتك شعار المحبين
وامسحك من دنيا المحبين بسطور
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> درس ( ساعة الرمل ) ..!
درس ( ساعة الرمل ) ..!
رقم القصيدة : 1790
-----------------------------------
ساعَةُ الرّملِ بِلادٌ
لا تُحِبُّ الاستِلابْ .
كُلَّما أفرَغَها الوقتُ مِنَ الروحِ
استعادتْ روحَها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاَثاً
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاَثاً
رقم القصيدة : 17900
-----------------------------------
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاَثاً
لا ارْتِجاعَ ليَ بَعْدَ الْثَّلاثِ
وبياضٌ في سوادِ عذاري
بدَّلَ التشبيبَ لي بالمراثي
غَيْرَ أَنِّي لا أُطِيقُ اصْطِباراً
أُراني صابراً لانتكاثي
بإنَاثٍ في صفاتِ ذُكُورٍ
وَذُكُورٍ في صِفَاتِ إناثِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> صَدَعْتَ قَلْبيَ صَدْعَ الزُّجاجْ
صَدَعْتَ قَلْبيَ صَدْعَ الزُّجاجْ
رقم القصيدة : 17901
-----------------------------------
صَدَعْتَ قَلْبيَ صَدْعَ الزُّجاجْ
مَا لَهُ مِنْ حِيلَة ٍ أوْ عِلاجْ
مَزَجَتْ روحِيَ أَلحَاظُها
فَالهوى مِنِّي لِرُوحِي مِزاجُ
يَاقضيباً فَوْقَ دِعْصِ نقاً
وَكثيباً تَحْتَ تِمثالِ عاجْ
أنتَ نُورِي في ظَلامِ الدُّجَى
وسراجي عندَ فقد السراجْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قدْ أوضحَ اللهُ للإسلامِ منهاجاً
قدْ أوضحَ اللهُ للإسلامِ منهاجاً
رقم القصيدة : 17902
-----------------------------------
قدْ أوضحَ اللهُ للإسلامِ منهاجاً
وَالنَّاسُ قَدْ دَخَلُوا في الدِّينِ أَفْواجا
وقد تزينتِِ الدنيا لساكنها
كأنما ألبستْ وشياً وديباجا
يَا بْنَ الخَلائِفِ إنَّ المُزنَ لَوْ عَلِمَتْ
نداكَ ما كانَ منها الماءُ ثجاجا
وَالحَرْبُ لَوْ عَلِمَتْ بأساً تَصُولُ بِهِ
ما هَيَّجَتْ مِنْ حُمَيَّاكَ الَّذي اهْتاجا
ماتَ النفاقُ وأعطى الكفرُ ذمتهُ(15/306)
وَذّلَّتِ الخَيْلُ إلْجاماً وَإسْراجا
وأصبحَ النصرُ معقوداً بألوية ٍ
تطوي المراحلَ تهجيراً وإدلاجا
أدخلتَ في قبة ِ الإسلامِ مارقة َ
أَخْرَجْتَهُمْ مِنْ دِيَارِ الشِّرْكِ إخْراجا
بجحفلٍ تشرقُ الأرضُ الفضاءُ بهِ
كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالأَمْواجِ أَمْوَاجَا
يقودهُ البدرُ يسري في كواكبهِ
عَرَمْرَماً كَسَوادِ اللَّيْلِ رَجْراجا
يَرَونَ فِيهِ بُرُوقَ المَوْتِ لامِعَة ً
ويسمعونَ به للرعدِ أهزاجا
غادرتَ عقوتيْ جيَّانَ ملحمة ً
أَبْكَيْتَ مِنْهَا بِأَرْضِ الشِّركِ أَعْلاجا
في نصفِ شهرٍ تركتَ الأرضَ ساكنة ً
مِنْ بَعْدِ ما كانَ فِيْهَا الجوْرُ قَدْ ماجا
وجدتَ في الخبرِ المأثورِ منصلتاً
مِنَ الخَلاَئِفِ خَرَّاجاَ وَولاَّجا
تُملا بِكَ الأَرضُ عَدْلاً مَثْلَ مَا مُلِئَتْ
جوراً ، وتوضحُ للمعروفِ منهاجا
يا بدرَ ظلمتها ، يا شمسَ صُبحتِها
يَا لَيْثَ حَوْمَتِهَا إِنْ هائِجٌ هاجا
إنَّ الخَلاَفَة َ لَنْ تَرْضى ، وَلا رَضِيَتْ
حَتَّى عَقدْتَ لها في رَأْسِكَ التَّاجا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وَمُعَذَّرٍ نَقَشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
وَمُعَذَّرٍ نَقَشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
رقم القصيدة : 17903
-----------------------------------
وَمُعَذَّرٍ نَقَشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
خدّاً لهُ بدمِ القلوب مضرَّجا
لَمَّا تَيَقَّن أَنَّ سَيْفَ جُفُونِهِ
منْ نرجسٍ جعلَ النِّجادَ بنفسجا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وروضة ٍ عقدتْ أيدي الربيع بها
وروضة ٍ عقدتْ أيدي الربيع بها
رقم القصيدة : 17904
-----------------------------------
وروضة ٍ عقدتْ أيدي الربيع بها
نَوْراً بِنَوْرٍ وتَزْويجاً بِتَزْويجِ
بِمُلْقَحٍ مِنْ سَوارِيها وَمُلْقَحَة ٍ
ونَاتِجٍ مِنْ غَوادِيها ومَنتُوجِ
توشَّحَتْ بِمُلاة ٍ غَيْرِ مُلْحِمة ٍ
مِنْ نَوْرِهَا، ورِدَاءٍ غَيْرِ مَنْسُوجِ
فألبستْ حُلَلَ الموشِيِّ زهرتها
وَجَلَّلتْها بِأَنْماطِ الدَّيابِيج(15/307)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مليحة َ الدَّعجِ
يا مليحة َ الدَّعجِ
رقم القصيدة : 17905
-----------------------------------
يا مليحة َ الدَّعجِ
هَلْ لَدَيْكِ مِنْ فَرَجِ؟
أَمْ تُراكِ قَاتلَتي
بِالدَّلالِ والغَنَجِ؟
منْ لحسنِ وجهكِ منْ
سُوءِ فِعْلِكِ السَّمِجِ؟
عاذليَّ ، حسْبُكُما !
قدْ غرقتُ في لجَجِ
"هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُما
إنْ لهوتُ منْ حرجِ ؟ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> الحقُ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
الحقُ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
رقم القصيدة : 17906
-----------------------------------
الحقُ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
والبدرُ يُشرقُ في الظلامِ الداجي
والسيفُ يعدلُ مَيلَ كلِّ مخالفٍ
عَميتْ بصيرتُهُ عنِ المنهاجِ
وإذا المعاقلُ أُرتجتْ أبوابُها
فالسيفُ يفتحُ قُفْلَ كلِّ رِتاجِ
نشرَ الخليفة ُ للخلافِ عزيمة ً
طَوتِ البِلادَ بجحفَلٍ رَجراجِ
جيشٌ يلفُّ كتائباً بكتائبٍ
ويضمُّ أفواجاً إلى أفواجِ
وتراهُ يأفرُ بالقنابلِ والقَنا
كَالبحرِ عندَ تَلاطُمِ الأمواجِ
متقاذفُ العِبْريَنِ تخفقُ بالصَّبا
راياتُه، مُتدافعُ الأمواجِ
من كلِّ لاحقة ِ الأباطلِ شُدَّفٍ
رحبِ الصدورِ أمنية ِ الأثباجِ
وترى الحديدَ فتقشعرُّ جُلودُها
خوفَ الطِّعانِ غداة َ كلِّ نِهاجِ
دهمٌ كأَسدفة ِالظلامِ،وبعضها
صفرُ المناظرِ كاصفرارِ العاجِ
من كلِّ سامي الأَخْدعَينِ كأنَّما
نِيطتْ شكائمُهُ بجذعِ الساجِ
لما جفلْنَ إلى "بلاي" عشيَّة ً
أقْوتْ معاهدُها منَ الأعلاجِ
فكأنَّما جاستْ خلالَ ديارهمْ
أُسدُ العرينِ خَلَت بِسربِ نِعاجِ
ونَجا ابنُ حفصونٍ، ومَن يكنِ الرَّدى
والسيفُ طالبُهُ فليسَ بناجِ
في ليلة ٍ أسْرتْ به، فكأنما
خِيلَتْ لديهِ ليلة َ المعراجِ
ما زالَ يلقحُ كلَّ حربٍ حائلٍ
فالآنَ أَنتجها بشرِّ نتاجِ
فإذا سألتَهُمُ: مَواليَ مَنْ همُ
قالوا: مواليَ كلِّ ليلٍ داجِ
ركبَ الفِرارُ بعُصبة ٍ قد جرَّبوا(15/308)
غِبَّ السُّرى وعواقبَ الإدلاجِ
وبقية ٌ في الحصنِ أُرتجَ دونَهمْ
بابُ السلامة ِ أيَّما إرتاجِ
سُدَّتْ فِجاجُ الخافقينِ عليهمُ
فكأنَّما خُلقا بغيرِ فِجاجِ
نَكصتْ ضلالتهمْ على أعقابها
وانصاع كفرُهمُ على الأدراجِ
مَن جاء يسألُ عنهمُ من جاهلٍ
لم يروَ سَغباً من دمِ الأوداجِ
فأولاكَ همْ فوقَ الرَّصيفِ وقد صَغا
بعضٌ إلى بعضٍ بغيرِ تَناجِ
رَكبوا على بابِ الأميرِ صوافِناً
غَنِيتْ عن الإلجامِ والإسراجِ
أضحى كبيرُهمُ كأنَّ جَبينَهُ
خضبتْ أسرَّته بماءِ الزّاجِ
لما رأى تاجَ الخلافة ِ خانهُ
قامَ الصليبُ لهُ مقامَ التَّاجِ
هذي الفتوحاتُ التي أَذكتْ لنا
في ظُلمة ِ الآفاقِ نورَ سِراجِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَابِحُ
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَابِحُ
رقم القصيدة : 17907
-----------------------------------
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَابِحُ
بينَ جفنيهِ هوْى قادحُ
كُلَّما أَمَّ سَبيلَ الهُدى
عا فهُ السَّانخُ والبارِحُ
حلَّ فيما بَيْنَ أَعدائِهِ
وهوَعن أحبابهِ نازحُ
أَيُّها القادِحُ نارَ الهوى
أصلها يا أيها القادحُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سيفٌ عليه نجادُ سيفٍ مثلهِ
سيفٌ عليه نجادُ سيفٍ مثلهِ
رقم القصيدة : 17908
-----------------------------------
سيفٌ عليه نجادُ سيفٍ مثلهِ
في حدهِ للمفسدين صلاحُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
رقم القصيدة : 17909
-----------------------------------
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صلحُ
سوى أنَّ صفحاً كانَ من بعدِ قدرة ٍ
وأحسنُ مقرونٍِ إلى قدرة ٍ صفحُ
سلِِ السيفَ والرمحَ الردينيَّ عنهما
فتسمعُ ما ينبي به السيفُ والرمحُ
لقد شفعت يومَ العروبة ِ عندها
بعيدٍ لنا فيهِ السلامة ُ والنجحُ
ذبائحُ راحتْ يومَ عيدِ لحومها(15/309)
وما ازدَانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ
قريناهمُ سجلاًَ من الحربِ مرة ًَ
عشراً ركيكاً ليس في طعمهِ ملحُ
ومُقْرَبة ٍ يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها
وتخضرُّ حيناً كلما بلها الرشحُ
تَراهنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما
كساها عقيقاً أحمراً ذلكَ النضحُ
تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحة ٍ
وتَسبحُ في البرِّ الذي مابهِ سَبْحُ
عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارسٍ
يرى أنَ جدَّ الحربِ من بأسهِ مزحُ
يَعدَّونه الأعداءُ كرباً عليهمُ
على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ
وكانَ ابنُ حفصونٍِ يعدُ جيادهُ
سراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سرحُ
نَجا مُستكنَاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى
وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ
دعتهُ منى كانت عليهِ منَّية
فترحاً لهُ منها وقلَّ لهُ التَّرحُ
تسربلَ ثوبَ الليلِ خامسَ خمسة ٍ
فكلُّهم في كلِّ جارحة ٍ جُرحُ
يَودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ
ونحنُ نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ
أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها
بعينيكَ فانظرْ ماأضاءَ لكَ القَدْحُ
مَحا السيفُ ما زخرفتَ أولَ وَهْلة ٍ
ودونَكَ فانظرْ بعد ذلك ما يَمْحو
فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ
وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو
كأنَّ " بلايا " والخنازيرُ حولها
مقطَّعة الأوصالِ أنيابُها كُلحُ
ديارُ الذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم
فلاقَوا عذاباً كان موعدَه الصُّبحُ
فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ
إذنْ لبكى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ
دماءٌ شفتْ منها الرماحُ غليلَها
فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رمحُ
وللهِ ما أزكى تجارة َ صفقة ٍ
يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ!
أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدهمْ
فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ
ألا تعستْ تلكَ الوجوهُ وقبِّحتْ
فما خُلقا إلا لها التعسُ والقبحُ
فيا وقعة ً أنستْ وقيعة َ راهطٍ
ويا عزمة ً من دونها البطنُ والنَّطحُ
ويا ليلة ً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا
وذُلاًّ على الأعداءِ جَلَّ بِه التَّرحُ(15/310)
بدولة ِ عبدِ اللهِ ذي العزِّ والتُّقَى
يحبَّرُ في أدنَى مقاماتهِ المدحُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لبان
لبان
رقم القصيدة : 1791
-----------------------------------
ماذا نملِك
من لحَظاتِ العُمْرِ المُضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْرُ لُبانٌ في حَلْقِ السّاعةِ
والسّاعةُ غانيةٌ تَعلِكْ.
تِكْ .. تِكْ
تِكْ .. تِكْ
تِكْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألا إنه فتحٌ يقرُّ له الفتحُ
ألا إنه فتحٌ يقرُّ له الفتحُ
رقم القصيدة : 17910
-----------------------------------
ألا إنه فتحٌ يقرُّ له الفتحُ
فأولُهُ سعدٌ وآخرُهُ نُجْحُ
سَرى القائدُ الميمونُ خيرَ سَرِيَّة ٍ
تقدَّمَها نصرٌ وتابعها فتحُ
ألم ترهُ أردى بإستجة َ العِدى
فلاقَوا عذاباً كانَ موعدَه الصبحُ
فلا عهدَ للمُرّاقِ من بعدِ هذهِ
يتمُّ لهمْ عند الإمامِ ولا صلحُ
تولَّوا عباديداً بكلِّ ثنيَّة ٍ
وقد مَسَّهمْ قَرحٌ وما مسَّنا القرْحُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> للّهِ عبدُ الرحيمِ من مَلكِ
للّهِ عبدُ الرحيمِ من مَلكِ
رقم القصيدة : 17911
-----------------------------------
للّهِ عبدُ الرحيمِ من مَلكِ
ما بعدَهُ للعيونِ مُطَّرحُ
كأنَّ بابَ السماءِ من يدهِ
على جميعِ الأنامِ مُنفتحُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عادِ مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ
عادِ مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ
رقم القصيدة : 17912
-----------------------------------
عادِ مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ
غَيْرَ دَاذِيٍّ وَمَفْضوخِ
فاعتقدْ مِنْ ودِّ أهل الحمى
كلَّ ودٍّ غير مشدوخ
وانتشقْ ريَّاكَ مِنْ مُلْتَقَى
شَارِبٍ بِالمِسْكِ مَلْطُوخِ
إنَّ في الْعِلمِ وَآثَارِهِ
ناسخاً مِنْ بعدِ منسوخِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما
رقم القصيدة : 17913
-----------------------------------
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما(15/311)
نِ، أما زمانُكَ مِنْكَ أَجْلَدْ؟
سَلِّطْ نُهاكَ عَلَى هَوَا
كَ وعدَّ يومك ليسَ منْ غَد
إنَّ الحياة َ مَزارِعٌ
فازرعْ بها ما شئتَ ، تحصُد
وَالنَّاسُ لا يَبْقَى سِوَى
آثارهمْ ، والعينُ تفقد
أوما سمعتَ بمنْ مضى
هذا يُذَ مُّ وذاكَ يُحْمَدْ ؟
والمالُ إنْ أصلحتهُ
يصلحْ وإنْ أفسَدْتَ يَفْسُدْ
وَالعِلْمُ ما وَعَتِ الصُّدُو
رُ ولَيْسَ مَا في الكُتبِ يَخْلدْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
رقم القصيدة : 17914
-----------------------------------
قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
ومضى على صوفِ الخطوبِ حميدا
بأبي وأمي هالكاً أفردتهُ
قَدْ كَانَ في كُلِّ العُلومِ فَريدا
سودُ المقابر أصبحتْ بيضا بهِ
وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا
لم نُرْزَهُ لما رُزِينَا وَحْدَهُ
وَإِنْ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنُونُ وَحِيدا
لكنْ رُزينا القاسِمَ بن محمدٍ
في فضلهِ والأسودَ بنَ يزيدا
وَابْنَ المُبَارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً
وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
والأخفشينِ فصاحة ً وبلاغة ً
والأعشَيينِ رواية ً ونشيدا
كانَ الوصِيَّ إذا أرَدْتُ وَصِيَّة ً
والمستفادَ إذا طلبتُ مفيدا
وَلَّى حَفيظاً في الأَذمَّة ِ حَافِظاً
ومضى ودوداً في الوَرى مودودا
ما كانَ مثلي في الرَّزيَّة ِ والداً
ظفرتْ يداه بمثلهِ مولودا
حتَّى إذا بذَّ السوابقَ في العُلا
وَالعِلْمِ ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا
يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّهاً
ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
تأبى القلوبُ المستكينة ُ للأسى
منْ أنْ تكونَ حجارة ً وحديدا
إنَّ الذي بادَ السرورُ بموتهِ
ما كانَ حزني بعدهُ لِيَبيدا
الآنَ لمَّا أنْ حويتَ مآثراً
أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا
ورأيتُ فيكَ منَ الصَّلاحِ شمائلاً
ومنَ السَّماحِ دلائِلاً وشُهودا
أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَة ُ طَرَّبَتْ(15/312)
وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغْريدا
لولا الحياءُ وأنْ أُزَنَّ ببدعة ٍ
مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا
لَجَعَلْتَ يَوْمَكَ في المَنائحِ مَأتَماً
وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بادرْ إلى التوبة ِ الخلصاءِ مُجتهدا
بادرْ إلى التوبة ِ الخلصاءِ مُجتهدا
رقم القصيدة : 17915
-----------------------------------
بادرْ إلى التوبة ِ الخلصاءِ مُجتهدا
والموْتُ ويْحكَ لم يَمْددْ إليكَ يدا
وارْقُبْ منَ اللهِ وعداً ليسَ يُخْلِفُهُ
لا بدَّ لِلّهِ منْ إنجازِ ما وعَدا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عاضتْ بوصلٍ صدَّا
عاضتْ بوصلٍ صدَّا
رقم القصيدة : 17916
-----------------------------------
عاضتْ بوصلٍ صدَّا
تُريدُ قَتْلي عَمْدا
لما رَأَتْني فَرْدا
أَبْكي وَألقى جَهْدا
قالتْ وأبدتْ دُرّاً :
" وَيْلمِّ سَعْدٍ سَعْدا .. "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بدا الهِلالُ جَديداً
بدا الهِلالُ جَديداً
رقم القصيدة : 17917
-----------------------------------
بدا الهِلالُ جَديداً
والمُلكُ غَضٌّ جديدُ
يا نِعْمَة َ اللّهِ زِيدِي
إنْ كانَ فيكِ مَزيدُ
إنْ كانَ للصَّومِ فِطْرٌ
فَأنتَ لِلدَّهْرِ عِيدُ
إمامُ عدلٍ عليهِ
تاجانِ : بأسٌ وجودُ
يومَ الخميس تبدَّى
لنا الهلالُ السعيدُ
فكلَّ يومِ خميسٍ
يكون للناسِ عيدُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بَلِيَتْ عِظامُكَ والأَسى يَتَجَدَّدُ
بَلِيَتْ عِظامُكَ والأَسى يَتَجَدَّدُ
رقم القصيدة : 17918
-----------------------------------
بَلِيَتْ عِظامُكَ والأَسى يَتَجَدَّدُ
والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ
يا غالباً لا يُرتجى لإيابهِ
ولقائِهِ ، حتَّى القيامة ِ موعدُ
ما كانَ أَحْسَنَ مُلْحَداً ضُمِّنْتَهُ
لو كان ضمَّ أباكَ ذاكَ الملحدُ!
باليأسِ أسلو عنكَ لا بتجلُّدي
هَيْهاتَ أَيْنَ مِنَ الحَزين تَجَلُّدُ!(15/313)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قلبٌ بلوعاتِ الهوى معمودُ
قلبٌ بلوعاتِ الهوى معمودُ
رقم القصيدة : 17919
-----------------------------------
قلبٌ بلوعاتِ الهوى معمودُ
حَيٌّ كَميْتٍ، حاضِرٌ مَفْقُودٌ
مَا ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ في كَأسِ الأسَى
حَتَّى سَقَتْنِيْهِ الظِّباءُ الغِيدُ
مَنْ ذا يُداوي القلْبَ مِنْ داءِ الهوى
إذْ لا دواءٌ للهوى موجودُ
أمْ كيفَ أسْلو غادة ً ، ما حبُّها
إلا قضاءٌ ما لهُ مردودُ ؟
"القَلْبُ مِنْها مُسْتَريْحٌ سَالِمٌ
وَالقَلْبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ.."
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> محبوس
محبوس
رقم القصيدة : 1792
-----------------------------------
حينَ ألقى نظرَةً مُنتَقِدهْ
لقياداتِ النِظامِ الفاسِدَةْ
حُبِسَ ( التّاريخُ )
في زِنزانَةٍ مُنْفَرِدَةْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كتابُ الشوقِ يطويهِ الفؤادُ
كتابُ الشوقِ يطويهِ الفؤادُ
رقم القصيدة : 17920
-----------------------------------
كتابُ الشوقِ يطويهِ الفؤادُ
ومن فيضِ الدموع لهُ مِدادُ
تخطُّ يدُ البكاءِ به سطوراً
على كبدي ويُمْليها السُّهادُ
وكيف بي فؤادٌ مستطيرٌ
لمن لا يستطيرُ له فؤادُ
أمِن يمَنٍ يكونُ الجودُ خِلواً
وإبراهيمُ حاتمُها الجوادُ ؟
زِيارتُهُ لمن يأتيهِ حَجٌّ
ومدحتُهُ رباطٌ أو جهادُ
وما لي في التخلُّفِ عنهُ عُذرٌ
ولي في الأرضِ راحلة ٌ وزادُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أما الهدى فاستقامَ من أوَدِهْ
أما الهدى فاستقامَ من أوَدِهْ
رقم القصيدة : 17921
-----------------------------------
أما الهدى فاستقامَ من أوَدِهْ
ومدَّ أطنابَهُ على عَمَدِهْ
وانتعشَ الدينُ بعدَ عثْرتهِ
واتَّصلتْ كفُّهُ على عَضدِهْ
وزُلزِلَ الكفرُ من قَواعدهِ
وجُبَّ رأسُ النِّفاقِ من كَتَدِهْ
بفتحِ قَرْمونة َ التي سَبَقتْ
ما عدَّ كفُّ الخلافِ من عددِهْ
بيُمْنِ أسنى أميَّة ٍ حسباً(15/314)
وخيرِهم رافداً لمُرْتفدِهْ
إمامُ عدلٍ على رعيِّتهِ
أشفقُ من والدٍ على ولدِهْ
أحيا لنا العدلَ بعدَ مِيتَتِهِ
وردَّ روحَ الحياة ِ في جسدِهْ
في كلِّ يومٍ يزيدُ مكرُمة ً
ويقصُرُ الوصفُ على مدَى أمدِهْ
فأمسُهُ دونَ يومِهِ كرَماً
ويومُه في السَّماحِ دونَ غدِهْ
لِلّهِ عبدُ الرحمنِ من مَلكٍ
لابسِ ثوبِ السَّماحِ مُعتقدِهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لقد فُجعَ الإسلامُ بناصرٍ
لقد فُجعَ الإسلامُ بناصرٍ
رقم القصيدة : 17922
-----------------------------------
لقد فُجعَ الإسلامُ بناصرٍ
كما فُجعَ الأيتامُ منه بوالدِ
بكتْهُ اليتامى والأيامَى وأَعوَلتْ
عليهِ الأسارى خائباتِ المواعدِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قالوا: نَأَيتَ عنِ الإخوانِ. قلتُ لهم
قالوا: نَأَيتَ عنِ الإخوانِ. قلتُ لهم
رقم القصيدة : 17923
-----------------------------------
قالوا: نَأَيتَ عنِ الإخوانِ. قلتُ لهم
مالي أخٌ ما تُطوَى عليهِ يَدي
دَعْني أصُنْ حرَّ وجهي عن إزالتهِ
وإنْ تغرَّبتُ عن أهلي وعن ولدي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يابْنَ الخلائفِ والصِّيدِ الصَّناديدِ
يابْنَ الخلائفِ والصِّيدِ الصَّناديدِ
رقم القصيدة : 17924
-----------------------------------
يابْنَ الخلائفِ والصِّيدِ الصَّناديدِ
ألقتْ إليكَ الرَّعايا بالمقاليدِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ
رقم القصيدة : 17925
-----------------------------------
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ
من جودِ كفِّكَ يجري الماءُ في العودِ
لمَّا تطلعتَ في يومِ الخميسِ لنا
والناسُ حولك في عيدٍ بلا عيدِ
وبادرتْ نحوكَ الأبصارُ واكتحلتْ
بحسنِ يوسُفَ في محرابِ داودِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مُورَّدة ٌ إذا دارتْ ثلاثاً
مُورَّدة ٌ إذا دارتْ ثلاثاً
رقم القصيدة : 17926(15/315)
-----------------------------------
مُورَّدة ٌ إذا دارتْ ثلاثاً
يُفتِّحُ وردُها ورْدَ الخدودِ
فإن مُزجتْ تخالُ الشمسَ فيها
مُطبَّقة ً على قَمرِ السُّعودِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سوادُ المرءِ تُنفِدُهُ الليالي
سوادُ المرءِ تُنفِدُهُ الليالي
رقم القصيدة : 17927
-----------------------------------
سوادُ المرءِ تُنفِدُهُ الليالي
وإنْ كانتْ تَصيرُ إلى نَفادِ
فأسودُهُ يصيرُ إلى بَياضٍ
وأبيضُهُ يعودُ إلى سَوادِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تجنَّبْ لِباسَ الخَزِّ إنْ كُنْتَ عاقِلاً
تجنَّبْ لِباسَ الخَزِّ إنْ كُنْتَ عاقِلاً
رقم القصيدة : 17928
-----------------------------------
تجنَّبْ لِباسَ الخَزِّ إنْ كُنْتَ عاقِلاً
ولا تَخْتتمْ يوماً بفصِّ زبرْجَدِ
ولا تَتَطَيَّبْ بِالغَوالي تَعطُّراً
وتسْحبَ أذْيالَ المُلاءِ المُعضَّدِ
ولا تَتَخَيَّرْ صَيِّتَ النَّعْلِ زاهِياً
ولا تَتَصَدَّرْ في الفِراشِ المُمَهَّدِ
وكنْ هَمَلاً في النَّاس أَغْبرَ شاعثاً
تروحُ وتغدو في إزارٍ وبُرجُدِ
يَرى جِلْدَ كَبْشٍ، تَحْتَهُ كَلَّما اسْتَوى
عليهِ ، سريراً فوقَ صرحٍ ممرَّدِ
ولا تَطْمَحِ العَيْنانِ مِنكَ إلى امْرىء ٍ
لَهُ سَطَواتٌ بِاللِّسانِ وباليَدِ
تَراءَتْ لَهُ الدُّنْيا بزِبْرجِ عَيْشِها
وقادتْ لَهُ الأَطْماعُ مِنْ غَيرِ مِقْوَدِ
فأسْمنَ كشحَيْهِ وأهزلَ دِيْنَهُ
ولم يرتقبْ في اليومِ عاقبة َ الغَدِ
فَيَوْماً تَراهُ تَحْتَ سَوْطٍ مُجَرَّداً
ويَوماً تَراهُ فَوْقَ سَرْجٍ مُنَضَّدِ
فيُرحمُ تاراتٍ ويُحسَدُ تارة ً
فذا شَرُّ مَرْحُومٍ وَشَرُّ مُحَسَّدِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مَقيلُكَ تَحتَ أظْلال العَوالي
مَقيلُكَ تَحتَ أظْلال العَوالي
رقم القصيدة : 17929
-----------------------------------
مَقيلُكَ تَحتَ أظْلال العَوالي
وَبَيْتُكَ فَوْقَ صَهْواتِ الجِيادِ
تبخترُ في قميصٍ منْ دلاصٍ(15/316)
وترفُلُ في رداءً منْ نِجادِ
كَأَنَّكَ لِلْحُروبِ رَضيعُ ثَدْيٍ
غذتْكَ بكُلِّ داهِية ٍ نآدِ
فَكَمْ هذا التَّمَنِّي للْمَنايا
وكم هذا التجلُّدُ للجِلاد !
لئنْ عُرفَ الجهادُ بكلِّ عامٍ
فإنَّكَ طولَ دهركَ في جهادِ
وإِنَّكَ حِينَ أُبْتَ بِكُلِّ سَعْدِ
كَمِثْل الرُّوحِ آبَ إلى الفُؤادِ
رأَيْنا السَّيفَ مُرْتَدياً بِسَيْفٍ
وعايَنَّا الجَوادَ على الجوادِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الخاسر
الخاسر
رقم القصيدة : 1793
-----------------------------------
عِندما يلتَحِمُ العقْربُ بالعَقربِ
لا تُقتَلُ إلاّ اللّحَظاتْ .
كم أقاما من حروبٍ
ثُمّ قاما ، دونماَ جُرْحٍ،
وَجَيشُ الوَقتِ ماتْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> رياحينُ أُهْديها لريحانَة ِ المَجْدِ
رياحينُ أُهْديها لريحانَة ِ المَجْدِ
رقم القصيدة : 17930
-----------------------------------
رياحينُ أُهْديها لريحانَة ِ المَجْدِ
جَنَتْها يَدُ التَّخجيلِ مِنْ حُمْرَة ِ الخَدِّ
ووَرْدٌ بهِ حَيَّيْتُ غُرَّة َ ماجِدٍ
شَمائلهُ أذكى نَسيماً منَ الوردِ
ووشْيُ ربيعٍ مشْرقِ اللَّونِ ناضِرٍ
يَلوحُ عَليْهِ ثَوْبُ وشْيٍ مِنَ الحمدِ
بَعْثْتُ بِها زَهْراءَ مِنْ فَوْقِ زَهْرَة ٍ
كتركيبِ معشوقينِ خداً على خدِّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> الجِسمُ في بَلَدٍ والرُّوحُ في بَلَدِ
الجِسمُ في بَلَدٍ والرُّوحُ في بَلَدِ
رقم القصيدة : 17931
-----------------------------------
الجِسمُ في بَلَدٍ والرُّوحُ في بَلَدِ
يَا وجشَة الرُّوحِ، بَلْ يَا غُرْبَة َ الجَسَدِ
إنْ تَبْكِ عَيْنَاكَ لي يَا مَنْ كلِفْتُ بِهِ
منْ رحمة ٍ ، فهُما سَهْمانِ في كَبِدي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> شبابي ، كيفَ صرتَ إلى نفادِ
شبابي ، كيفَ صرتَ إلى نفادِ
رقم القصيدة : 17932
-----------------------------------
شبابي ، كيفَ صرتَ إلى نفادِ
وبُدِّلتَ البيَاضَ منَ السَّوادِ ؟(15/317)
وما أبقى الحوادثُ منكَ إلاّ
كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي
فراقُكَ عرَّفَ الأحزانَ قلبي
وفرَّقَ بينَ جفْني والرُّقادِ
فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى
ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتفادِ
كأنِّي منكَ لم أربَعْ برَبْع
وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مُرادِ
سقى ذاكَ الرُّبى وبْلُ الثُّريَّا
وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي
زمانٌ كانَ فيهِ الرُّشْدُ غيّاً
وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ
فكمْ لي منْ غليلٍ فيكَ خافٍ
وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيكَ بادِي
يُقبلُني بدلٍّ منْ قبولٍ
وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ
وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً
ويَجْنُبُني فأُعْطيهِ قِيادي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
رقم القصيدة : 17933
-----------------------------------
واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ
ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً
أَعْذَرَ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ
يا رحمة َ اللهِ جاوري جدثاً
دفنتُ فيهِ حُشاشتي بيدي
ونوِّري ظلمة َ القبورِ على
مَنْ لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إلى أَحَدِ
مَنْ كانَ خِلْواً مِنْ كُلِّ بائِقَة ٍ
وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ
يا موتُ ، " يحيى " لقدْ ذهبتَ بهِ
ليسَ بزُمَّيلة ٍ ولا نكدِ
يا موتهُ لو أقلتَ عثرتَهُ
يا يَوْمَهُ لو تَرَكْتَهُ لِغَدِ!
يا موتُ لو لم تكُنْ تُعاجلهُ
لكان ، لا شكَّ ، بيضة َ البلدِ
أو كُنْتَ رَاخَيْتَ في العِنانِ لَهُ
حَازَ العُلا واحْتَوى على الأَمدِ
أَيَّ حُسَامٍ سَلبْتَ رَوْنَقَهُ
وَأَيَّ رُوحٍ سَلَلْتَ مِنْ جَسَدِ
وَأَيَّ سَاقٍ قَطَعْتَ مِنْ قَدَمٍ
وأيُّ كفٍّ أزلتَ منْ عضُدِ ؟
يا قمراً أجحفَ الخسوفُ بهِ
قبلَ بلوغِ السَّواءِ في العدَدِ
أيُّ حشاً لمْ تذُبْ لهُ أسفاً
وَأَيُّ عَينٍ عَليْهِ لَمْ تَجُدِ
لا صبرَ لي بعدَهُ ولا جلدٌ
فُجعتُ بالصَّبرِ فيهِ والجلدِ(15/318)
لو لَمْ أَمُتْ عِنْدَ مَوْتِه كَمداً
لحُقَّ لي أنْ أموتَ منْ كمدي
يَا لَوْعَة ً مَا يَزَالُ لاعجُها
يَقْدَحُ نَارَ الأَسَى على كبِدِي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> من لي إذا جُدْتُ بينَ الأهلِ والولدِ
من لي إذا جُدْتُ بينَ الأهلِ والولدِ
رقم القصيدة : 17934
-----------------------------------
من لي إذا جُدْتُ بينَ الأهلِ والولدِ
وكانَ منِّي نحوَ الموتِ قيدَ يدِ
وَالدَّمْعُ يَهْمُلُ وَالأَنْفاسُ صَاعِدَة ٌ
فالدَّمْعُ في صببٍ والنَّفْسُ في صُعُدِ
ذاكَ القضاءُ الذي لا شيءَ يصرفهُ
حتَّى يفرِّقُ بينَ الرُّوحِ والجسدِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مدامعٌ قدْ خدَّدَتْ في الخدود
مدامعٌ قدْ خدَّدَتْ في الخدود
رقم القصيدة : 17935
-----------------------------------
مدامعٌ قدْ خدَّدَتْ في الخدود
وأعينٌ مكحولة ٌ بالهُجودِ
ومعشرٌ أوعدهُمْ ربُّهمْ
فبادَروا خشيَة ذاكَ الوعيدِ
فَهُمْ عُكُوفٌ في مَحارَيبِهَمْ
يبكونَ منْ خوفِ عقابِ المجيدِ
قَدْ كادَ أَنْ يُعْشِبَ مِنْ دَمْعِهِمْ
ما قابَلتْ أَعْيُنُهُمْ في السُّجُودِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يُنْبيكَ أَنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي
يُنْبيكَ أَنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي
رقم القصيدة : 17936
-----------------------------------
يُنْبيكَ أَنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي
ما خَدَّتِ الْعَبَراتُ مِنْ خَدِّي
نامَ الخَليُّ عنِ الشَّجِيِّ بهِ
وجَفا المَلولُ ولَجَّ في الصَّدِّ
كنتَ الشِّفاءَ فِصِرتَ لي سقَماً
أبداً تتوقُ إلى هوى ً مُردي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البُعادِ
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البُعادِ
رقم القصيدة : 17937
-----------------------------------
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البُعادِ
لِيُصْلِحَ بَيْنَ عَيْني والرُّقادِ
فَباتَ إِلى الصَّباحِ، يَدِي وِسادٌ
لِوَجْنَتهِ، كما يَدُهُ وِسادي(15/319)
بِنَفْسي مَنْ أَعادَ إِليَّ نَفْسي
وَرَدَّ إِلى جَوانِحِهِ فُؤادِي
خيالٌ زارني لمَّا رآني
عَدَتْني عَنْ زيارَتِهِ عَوَادي
يُواصلُني على الهِجْرَانِ مِنْهُ
وَيُدْنِيني على طُولِ البُعادِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الغَرِدِ
يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الغَرِدِ
رقم القصيدة : 17938
-----------------------------------
يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الغَرِدِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ هذا البُخْلَ من أَحَدِ
لوْ أَنَّ أَسْمَاعَ أَهْلِ الأَرْضِ قاطِبَة ً
أَصْغَتْ إِلى الصَّوْتِ لم يَنْقُصْ وَلم يَزِدِ
لولا اتِّقائي شهاباً منكَ يُحرِقُني
بناره لاسترقتُ السَّمعَ من بُعدِ
لو كان زريابُ حياً ثم أُسمعهُ
لذابَ من حَسدٍ، أو ماتَ من كمدِ
فلا تضنَّ على سمعي تقلدهُ
صوتاً يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ
أمَّا النَّبيذُ فإني لستُ أشربهُ
ولستُ آتيكَ إلا كسرتي بيدي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدِي
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدِي
رقم القصيدة : 17939
-----------------------------------
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدِي
والَّذِي يَفْتَرُّ عَنْ بَرَدِ
وَفَريدَ الحُسْنِ واحِدَهُ
منتهاهُ منتهى العددِ
خذْ بكفِّي إنَّني غرقٌ
في بِحارٍ جَمَّة ِ المَدَدِ
ورِياحُ الهجْرِ قدْ هَدَمَتْ
ما أقامَ الصَّبرُ منْ أودي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> رقاص ..!!
رقاص ..!!
رقم القصيدة : 1794
-----------------------------------
يَخفِقُ " الرقّاصُ " صُبحاً وَمساءْ .
ويَظنُّ البُسَطاءْ
أَنّهُ يَرقصُ !
لا يا هؤلاءْ .
هوَ مشنوقٌ
ولا يدري بما يفعلُهُ فيهِ الهواءْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وحاملة ٍ راحاً على راحة ِ اليدِ
وحاملة ٍ راحاً على راحة ِ اليدِ
رقم القصيدة : 17940
-----------------------------------(15/320)
وحاملة ٍ راحاً على راحة ِ اليدِ
مُوَرَّدة ٍ تَسْعَى بِلَوْنٍ مُوَرَّدِ
متَى ما تَرَ الإِبْريقَ لِلْكَأْسِ راكِعاً
تُصَلِّ لَهُ، مِنْ غيْرِ طُهْرٍ وَتَسْجُدِ
على ياسمينٍ كاللُّجينِ ، ونرجسٍ
كأَقْراطِ دُرٍّ في قَضيبٍ زَبَرْجَدِ
بِتلْكَ وهذي فَالْهُ لَيْلكَ كُلَّهُ
وعنها فسلْ ، لا تسألِ النَّاسَ عنْ غدِ
" ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
وَيأتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا غَليلاً كالنَّارِ في كَبِدي
يا غَليلاً كالنَّارِ في كَبِدي
رقم القصيدة : 17941
-----------------------------------
يا غَليلاً كالنَّارِ في كَبِدي
وَاغْتِرابِ الفُؤَادِ عَنْ جَسَدِي
وجفوناً تذْري الدموعَ أسى ً
وتبيعُ الرُّقادَ بالسُّهدِ
ليتَ منْ شفَّني هواهُ رأى
زَفَرات الهَوى على كَبدِي
غادة ُ نازحٌ محلَّتُها
وكلَتْني بلوعة ِ الكمَدِ
" ربَّ خرقٍ منْ دونها قذفٌ
ما بهِ غيرَ الجنِّ منْ أحدِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا قَتيلاً مِنْ يَدِهِ
يا قَتيلاً مِنْ يَدِهِ
رقم القصيدة : 17942
-----------------------------------
يا قَتيلاً مِنْ يَدِهِ
مَيِّتاً مِنْ كمْدِهْ
قدحت لِلشَّوْقِ ناراً
عَيْنُهُ في كَبدِهْ
هائِمٌ يَبكي عَليهِ
رَحمة ً ذُو حَسَدِه
كُلَّ يَومٍ هُوَ فيهِ
مُستعيذٌ مِنْ غَدِه
"قلْبُهُ عِنْد الثُّريَّا
بائِنٌ عَنْ جَسَدِه "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ذَكرتْ مِنْ طِيزَناباذِ
ذَكرتْ مِنْ طِيزَناباذِ
رقم القصيدة : 17943
-----------------------------------
ذَكرتْ مِنْ طِيزَناباذِ
فَقُرى الكرخِ فَبغداذِ
قَهوة ً لَيْسَتْ بِبَاذِقة ٍ
ولا وَلا بِتْعٍ ولا داذِي
مُرَّة ٌ يَهْذِي الحَليمُ بِهَا
بأبي ذَلكَ منْ هاذي!
فَهي أستاذُ الشَّرابِ بنا
وَالمعاني دَأبُ أسْتاذِي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا هِلالاً قَدْ تَجَلَّى
يا هِلالاً قَدْ تَجَلَّى(15/321)
رقم القصيدة : 17944
-----------------------------------
يا هِلالاً قَدْ تَجَلَّى
في سَحَابٍ مِنْ حَريرْ
وأميراً بِهواهُ
قاهراً كُلَّ أَميرْ
مَا لِخَدَّيْكَ اسْتَعارا
حُمرة َ الوَردِ المُنيرْ ؟
وَرُسُوْمُ الْوَصْلِ قَدْ ألْـ
ـبَسَها ثَوبَ الدُّثورْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يَا مُقْلَة َ الرَّشَأ الغَريـ
يَا مُقْلَة َ الرَّشَأ الغَريـ
رقم القصيدة : 17945
-----------------------------------
يَا مُقْلَة َ الرَّشَأ الغَريـ
ـرِ وَشُقَّة َ الْقَمَرِ المُنيرْ
مَا رَنَّقَتْ عَيْنَاك لي
بينَ الأكلَّة ِ والسُّتورْ
إلاَّ وضعتُ يديَ على
كبدي مخافة َ أنْ تطيرْ
هَبْني كبَعْضِ حَمامِ مَكْـ
ــكة َ واستمع قولَ النَّذيرْ
"أَبُنَيَّ لا تَظْلِمْ بِمكْـ
ــكة َ لا الصغيرَ ولا الكبيرْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لم أَدْرِ، جِنِّيٌّ سَبَاني أَمْ بَشَرْ
لم أَدْرِ، جِنِّيٌّ سَبَاني أَمْ بَشَرْ
رقم القصيدة : 17946
-----------------------------------
لم أَدْرِ، جِنِّيٌّ سَبَاني أَمْ بَشَرْ
أَمْ شَمْسُ ظُهْرٍ أشْرَقَتْ لي أَمْ قَمَرْ!
أَمْ نَاظِرٌ يَهْدي المَنايا طَرْفُهُ
حَتَّى كأَنَّ الْمَوْتَ مِنْهُ في النَّظَرْ
يُحْيي قَتيلاً مَا لَهُ مِنْ قاتِلٍ
إلاَّ سهامُ الطَّرفِ ريشتْ بالحورْ !
ما بالُ رَسْمِ الوَصْلِ أَضْحَى دَارِساً
حَتَّى لقَدْ أذْكَرَني مَا قَدْ دَثَرْ
"دَارٌ لِسَلمِى إِذْ سُلَيْمى جارة ٌ
قَفراً تُرى آياتُها مِثْلَ الزُّبُرْ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> هَتَكَ الحِجابَ عَنِ الضَّمائِرْ
هَتَكَ الحِجابَ عَنِ الضَّمائِرْ
رقم القصيدة : 17947
-----------------------------------
هَتَكَ الحِجابَ عَنِ الضَّمائِرْ
طَرْفٌ بِه تُبْلى السَّرائِرْ
يَرْنُو فَيَمْتَحِنُ الْقُلو
بَ كَاَنَّهُ في الْقَلْبِ نَاظِرْ
يا ساحراً ما كنتُ أعْ
ــرِفُ قبلهُ في الناسِ ساحرْ(15/322)
أَقْصَيْتَني مِنْ بَعْدِ مَا
أدْنَيْتني فالقلْبُ طائِرْ
"وَغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أنْـ
ــنكَ لابنٌ في الصَّيفِ تامرْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أقْصرَتُ بَعْضَ الإقْصارْ
أقْصرَتُ بَعْضَ الإقْصارْ
رقم القصيدة : 17948
-----------------------------------
أقْصرَتُ بَعْضَ الإقْصارْ
عَنْ شادنٍ نائي الدَّارْ
صَبَّرني لمَّا سارْ
وَلَمْ أكُنْ بِالصبَّارْ
" وقال لي باستعبارْ :
"صَبْراً بَني عَبدِ الدَّارْ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا هلالاً قدْ تجلى
يا هلالاً قدْ تجلى
رقم القصيدة : 17949
-----------------------------------
يا هلالاً قدْ تجلى
في ثِيابٍ مِنْ حَريرْ
وَأمِيراً بِهَواهُ
قاهراً كلَّ أميرْ
مَا لِخدَّيْكَ اسْتَعارا
حُمرة َ الوردِ النَّضيرْ ؟
ورُسُومِ الوَصْلِ قَد أَلـ
بَسْتَها ثَوْب دُثور
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المواكب
المواكب
رقم القصيدة : 1795
-----------------------------------
صامِتةً
تزدَحِمُ الأرقامُ في الجوانِبْ
صامِتةً تُراقِبُ المواكِبْ :
ثانيةٌ ،َمرَّ الرّئيسُ المفتدى .
دقيقَةٌ، مَرَّ الأميرُ المُفتَدى .
و .. ساعَةٌ، مَرَّ المليكُ المُفتَدى .
ويضْرِبُ الطّبْلُ على خَطْوِ ذَوي المراتِبْ .
تُعّبِّرُ الأرقامُ عنْ أفكارِها
في سِرّها .
تقولُ : مهما اختَلَفَتْ سيماؤهمْ
واختَلَفَتْ أسماؤهمْ
فَسُمُّهمْ مُوَحّدٌ
وكُلُّهمْ ( عقارِبْ ) !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ملكاً يزدهي به المنبرْ
يا ملكاً يزدهي به المنبرْ
رقم القصيدة : 17950
-----------------------------------
يا ملكاً يزدهي به المنبرْ
والمسجدُ الجامعُ الذي عمَّرْ
خليفة ُ الله في بريَّتهِ
يُسرُّ للناسِ مثلَ ما يجهرْ
يا قمرَ الأرضِ إنْ تغبْ فلقد
أقمتَ للناس كوكباً يُزهرْ
ما فرحَ الناسُ مثلَ فرحتِهمْ
لمّا أُقيلَ الأديبُ واستُوزِرْ
وابتهجَ المُلْكُ حينَ دبَّرَهُ(15/323)
عينُ الإمامِ التي بها يُبْصِرْ
قُطْبٌ عليه المدارُ أجمعُهُ
في الأمرِ والرأيِ كلَّما دبَّرْ
لم يزلِ البيتُ طولَ غيبتهِ
أعمى ، فلما استوى بهِ أبصَرْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
رقم القصيدة : 17951
-----------------------------------
ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
إلى مُنية ٍ زهراءَ شيدتْ لأزهرا
مُزَوَّقة ٍ تستودعُ النجمَ سرَّها
فتحسَبُهُ يُصغي إليها لتُخبَرا
هيَ الزهرة ُ البيضاءُ في الأرضِ أُلبستْ
لها الزهرة ُ الحمراءُ في الجوِّ مِغْفَرا
يودُّ وداداً كلُّ عضوٍ ومِفصلٍ
لمبصرُها لو أنَّه كان أبصرا
بناءٌ إذا ما الليلُ حلَّ قِناعَهُ
بَدا الصُّبحُ من أَعرافِه الشمِّ مُسْفِرا
تعالى عُلُوّاً فاتَ عن كلِّ واصفٍ
إذا أكثَروا في وصفِه كان أكثَرا
ترى المنية َ البيضاءَ في كلِّ شارقٍ
تلبَّسُ وجهَ الشمس ثَوباً مُعصفرا
إذا سَدَلتْ سِتراً على كلِّ كوكبٍ
كبا نورُه من نورِها فتستَّرا
فإن عذرتْ شمسُ الضُّحى في نجومِها
على الجوِّ كان القصرُ في الشمس أعذرا
ودونَكَ فانظرْ، هل تَرى من تفاوُتٍ
به أو رأتْ عيناكَ أحسنَ منظرا
ترى السَّوسنَ المُنآدَ بينَ رِياضِها
تلألأُ حسناً في بهارٍ تَدنَّرا
توشَّحنَ من هذا اليمانيِّ مِثْلما
تأزَّرْنَ من ذاكَ المَلاءِ المُزَعْفرا
بموشيَّة ٍ يُهدى إليها نسيمُها
على مفرقِ الأرواحِ مسكاً وعَنبرا
سِداوَتُها من ناصعِ اللونِ أبيضٍ
ولُحمتُها من فاقعِ اللونِ أصفرا
تُلاحظُ لحظاً من عيونٍ ، كأنها
فُصوصٌ من الياقوتِ كُلِّلْنَ جَوهَرا
تَفكَّهْ أمينَ الله وابنَ أمينهِ
بجنَّة ِ دُنيا رائحاً ومُبكِّرا
إمامَ الهُدى لا زلتَ في ظلِّ حَبْرة ٍ
ولا زلتُ أكسوكَ الثناءَ المحبَّرا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بكفِّهِ ساحرُ البيانِ إذا
بكفِّهِ ساحرُ البيانِ إذا
رقم القصيدة : 17952(15/324)
-----------------------------------
بكفِّهِ ساحرُ البيانِ إذا
أدارَهُ في صحيفة ٍ سَحَرا
يَنطِقُ في عُجمة ٍ بلفظتهِ
نُصمُّ عنها وتُسمِع البَصرا
نوادرٌ يقرعُ القلوبَ بها
إن تستبنها وجدتَها صُورا
نظامُ درِّ الكلامِ ضمَّنهُ
سِلكاً لخطِّ الكتاب مُسْتطرا
إذا امتطى الخِنصرينِ أذكرَ من
سَحبانَ فيما أطالَ واخْتَصرا
يخاطبُ الغائبَ البعيدَ بما
يُخاطبُ الشاهدَ الذي حَضَرا
ترى المقاديرَ تستدفُّ لهُ
وتُنفِذُ الحادثاتُ ما أمَرا
شَختٌ ضئيلٌ لفعلهِ خَطَرٌ
أعظِمْ به في مُلمَّة ٍ خَطرا
تمجُّ فكّاهُ ريقة ً صغُرتْ
وخَطْبُها في القلوبِ قد كبُرا
تُواقعُ النفسُ منه ما حذرتْ
وربَّما جُنِّبتْ به الحَذرا
مهفهفٌ تزْدَهي به صُحفٌ
كأنَّما حُلِّيتْ به دُرَرا
كأنما ترتعُ العيونُ بها
خلال روضٍ مُكللٍ زهرا
إنْ قرِّبتْ مُرِّطتْ طوابعُها
ما فُضَّ طينٌ لها ولا كُسِرا
يكادُ عنوانُها لروعتهِ
يُنبيكَ عن سرِّها الذي استتَرا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حاشا لمثلكَ أنْ يفُكَّ أسيرا
حاشا لمثلكَ أنْ يفُكَّ أسيرا
رقم القصيدة : 17953
-----------------------------------
حاشا لمثلكَ أنْ يفُكَّ أسيرا
أوْ أنْ يَكُونَ مِنَ الزَّمان مُجيرا
لبستْ قوافي الشعرِ فيكَ مدارعاً
سوداً وصكَّتْ أوجُهاً وصدورا
هَلاَّ عَطَفْتَ بِرَحْمَة ٍ، لَمَّا دعَتْ
وَيلاً عَلَيْكَ!، مَدائِحي وَثُبُورا
لوْ أنَّ لؤمَكَ عَادَ جُوداً عُشْرُهُ
ما كانَ عِنْدَكَ حاتِمٌ مَذْكورا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> طعامُ مَنْ لستُ له ذاكراً
طعامُ مَنْ لستُ له ذاكراً
رقم القصيدة : 17954
-----------------------------------
طعامُ مَنْ لستُ له ذاكراً
دقَّ كما دَقَّ بأن يُذكرا
لا يُفطرُ الصائمُ من أكلهِ
لكنَّه صومٌ لمن أفطرا
في وجهه من لؤمه شاهدٌ
يكفي بهِ الشاهدُ أن يُخبرا
لم تعرفِ المعروفَ أفعالُهُ
قطُّ كما لو يُنكرالمُنكرا(15/325)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> زادَني لومُكَ إضْرارا
زادَني لومُكَ إضْرارا
رقم القصيدة : 17955
-----------------------------------
زادَني لومُكَ إضْرارا
إنَّ لي في الحبِّ أنْصارا
طارَ قلبي منْ هوى رشأٍ
لو دنا للقلبِ ما طارا
خُذْ بكفي لا أمتْ غرقاً
إنَّ بحرَ الحُبِّ قدْ فارا
أنضجتْ نارُ النَّوى كَبِدي
ودموعي تُطفئُ النَّارا
" رُبَّ نارٍ بتُّ أرمقها
تقضِمُ الهنديَّ والغارا "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ما ضرَّ عندكَ حاجتي ما ضرَّها ؟
ما ضرَّ عندكَ حاجتي ما ضرَّها ؟
رقم القصيدة : 17956
-----------------------------------
ما ضرَّ عندكَ حاجتي ما ضرَّها ؟
عُذْراً إِذاأعْطَيْتَ نَفْسَكَ قدْرَها
أُنظر إلى عرض البلادِ وطولها
أوَ لسْتَ أكْرَمَ أهْلِها وَأبَرَّها
حاشا لجودكَ أنْ يُوعِّرَ حاجتي
ثِقَتي بِجُودِكَ سهَّلتْ لي وَعْرَها
لا يجتني حلوَ المحامدِ ماجدٌ
حتى يذوقَ من المطالبِ مرّها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> هلاَّ ابتكرتَ لبينٍ أنتَ مبتكرُ ؟
هلاَّ ابتكرتَ لبينٍ أنتَ مبتكرُ ؟
رقم القصيدة : 17957
-----------------------------------
هلاَّ ابتكرتَ لبينٍ أنتَ مبتكرُ ؟
هيهاتَ يأبى عليكَ اللهُ والقدرُ !
ما زلتُ أبكي حذارَ البينِ ملتهفاً
حتَّى رثى ليَ فيكَ الرِّيحُ والمطرُ
يا بردهُ منْ حيا مُزنٍ على كبدٍ
نِيرانُها بِغليلِ الشَّوْقِ تَسْتَعِرُ
آليتُ ألاّ أرى شمساً ولا قمراً
حتى أراكَ ، فأنتَ الشمسُ والقمرُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> هَلاكٌ نَماهُ المجدُ واختارَهُ الفخرُ
هَلاكٌ نَماهُ المجدُ واختارَهُ الفخرُ
رقم القصيدة : 17958
-----------------------------------
هَلاكٌ نَماهُ المجدُ واختارَهُ الفخرُ
تلقَّتْ به شمشٌ وأنجبَهُ بدرُ
على وجههِ سِيما المكارِم والعُلا
فضاءَتْ به الآمالُ وابتهجَ الشِّعرُ
سلالة ُ أَملاكٍ ، ربيبُ خَلائفٍ
أكفُّفهمُ بحرٌ ونائلُهمْ غَمرُ(15/326)
بدا لصلاة ِ الظُّهرِ نجمُ مَكارمٍ
تحفُّ به العَليا، ويكنفُه الفخرُ
نَماهُ إلى العلياءِ خيرُ خليفة ٍ
تَتيهُ به الدنيا ، وَيزهَى به القَصْرُ
كذاك يطيبُ الفرْعُ إنْ طاب نَجْرُهُ
وما طابَ فرعٌ لا يطيبُ له نَجْرُ
فلا زال محفوفاً بأكنافِ نعمة ٍ
يطيرُ له ذِكرٌ ويسمو بهِ قدْرُ
هنيئاً إمامَ المسلمين عطية ً
حباكَ بها ربٌّ له الحمدُ والشكرُ
فيا مَن كساهُ اللّهُ تاجَ خلافة ٍ
ومَن جُودُهُ قَطرٌ إذا أُعدمَ القطرُ
ومَن كان يَنْدَى الخيزُرانُ بكفِّهِ
وينبُتُ في أطرافهِ الورقُ الخُضْرُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لا غَرْوَ إِنْ نالَ مِنْكَ السُّقْمُ والضَّررُ
لا غَرْوَ إِنْ نالَ مِنْكَ السُّقْمُ والضَّررُ
رقم القصيدة : 17959
-----------------------------------
لا غَرْوَ إِنْ نالَ مِنْكَ السُّقْمُ والضَّررُ
قدْ تُكْسفُ الشمسُ لا بلْ يُخسفُ القمرُ
يا غُرَّة َ القمرِ الذَاوي غضارتُها
فِدى ً لِنُورِكَ مِنِّي السَّمْعُ والبصَرُ
إنْ يُمسِ جِسمُكَ موْعوكاً بصالِية ٍ
فهكذا يوعكُ الضَّرغامَة ُ الهصِرُ
أنتَ الحُسامُ فَإنْ تُفْلِلْ مَضارِبُهُ
فقبْلهُ مَا يُفلُّ الصَّارِمُ الذَّكَرُ
روحٌ منَ المجد في جثمان مكرُمة ٍ
كأنَّما الصُّبْحُ مِنْ خَدَّيْهِ يَنْفجِرُ
لَو غالَ مَجْلودَهُ شَيءٌ سِوى قَدَرٍ
أكْبَرْتُ ذَاكَ وَلكِنْ غالَهُ القَدَرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صدمة
صدمة
رقم القصيدة : 1796
-----------------------------------
شعرتُ هذا اليوم بالصدمة
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً
مكتفياً بالصمت والبسمة
لأنني أعلم أن الصمت في أوطاننا .. حكمهْ
لكنهُ رد عليَّ قائلاً :
عليكم السلام والرحمة
ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه .
الحمد لله على النعمة
من قال ماتت عندنا
حُريّة الكلْمةْ ؟!
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كم ألحمَ السَّيف في أبناءِ مَلحمة ٍ
كم ألحمَ السَّيف في أبناءِ مَلحمة ٍ(15/327)
رقم القصيدة : 17960
-----------------------------------
كم ألحمَ السَّيف في أبناءِ مَلحمة ٍ
ما منهمُ فوقَ ظهرِ الأرض دَيَّارُ
وأوردَ النَّارَ منْ أرواحِ مارقة ٍ
كادَتْ تَمَيَّزُ مِنْ غَيْظٍ لَها النَّارُ
كأنَّما صَالَ في ثِنْيَي مُفاضتِهِ
مُسْتَأْسِدٌ حَنِقُ الأَحْشاءِ هَرَّارُ
لمَّا رأى الفِتْنة َ العَمياءَ قدْ رَحُبتْ
منها على الناسِ آفاقٌ وأقطارُ
وَأَطْبَقَتْ ظُلْمٌ مِنْ فَوقِها ظُلمٌ
مَا يُسْتَضاءُ بِها نُورٌ ولا نارُ
قادَ الجِيادَ إلى الأعْداءِ سارية ً
قُبَّاً طَواها كطَيِّ الْعَصْبِ إِضْمَارُ
ملمومة ً تتبارى في مُلملمة ٍ
كأَنَّها، لاعْتِدالِ الخَلْقِ، أَفْهارُ
تَزْوَرُّ عِنْدَ احْتماسِ الطَّعْنِ أَعْيُنُها
وهنَّ منْ فرُجاتِ النَّقْعِ نُظَّارُ
تفوتُ بالثأرِ أقواماً وتُدركهُ
منْ آخرينَ إذا لم يُدركِ الثارُ
فانسابَ ناصرُ دينِ اللهِ يقدُمُهُمْ
وحَوْلَه مِنْ جنُودِ اللّهِ أَنصارُ
كتائبٌ تتبارى حولَ رايتهِ
وَجَحْفَلٌ كسَوادِ اللَّيْلِ جَرَّارُ
قومٌ لهمْ في مكرِّ الليلِ غمغمة ٌ
تَحْتَ الْعَجاجِ وَإِقْبالٌ وَإدْبارُ
يستقدمونَ كراديساً مُكردسة ً
مِنْ كلِّ أَرْوَعَ لا يَرْعَى لِهاجِسَة ٍ
كأنهُ مخْدرٌ في الغيل هصًّارُ
في قَسطَلٍ مِنْ عَجاج الحَرْبِ مُدَّ لَهُ
بينَ السَّماءِ وبينَ الأرضِ أستارُ
فكمْ بساحتهمْ منْ شِلوِ مُطَّرَحٍ
كأنَّهُ فوقَ ظهرِ الأرضِ إجَّارُ
كأنَّما رَأسُهُ أَفْلاقُ حَنْظَلَة ٍ
وساعِداهُ إلَى الزَّنْدينِ جُمَّارُ
وكم على النَّهْرِ أَوْصالاً مُقَسَّمة ً
تَقَسَّمَتْها المَنايا فَهْيَ أَشْطارُ
قَدْ فُلِّقَتْ بِصَفيحِ الهِندِ هَامُهُمُ
فَهُنَّ بَينَ حَوَامي الخَيْلِ أَعْشارُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ
جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ
رقم القصيدة : 17961
-----------------------------------(15/328)
جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ
لَّما رأى عَندَنا الحُكَّامَ قَدْ جَارُوا
كَأنَّما جُنَّ لَيْلٌ في مَفارِقِهِ
فَاعْتاقَهُ مِنْء بياضِ الصُّبحِ إسْفارُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> نُجُومٌ في المَفارِقِ ما تَغُورُ
نُجُومٌ في المَفارِقِ ما تَغُورُ
رقم القصيدة : 17962
-----------------------------------
نُجُومٌ في المَفارِقِ ما تَغُورُ
ولا يجري بها فلكٌ يدورُ
كأنَّ سوادَ لِمَّتِهِ ظلامٌ
أغارَ مِنَ المَشيبِ عَليْهِ نُورُ
ألا إنَّ القتيرَ وعيدُ صدقٍ
لنا لو كانَ يجزرُنا القتيرُ
نذيرُ الموتِ أرسلهُ إلينا
فَكَذَّبْنا بِما جاءَ النَّذيرُ
وقلنا للنفوسِ : لعلَّ عمراً
يَطُولُ بِنا وَأَطْوَلُهُ قَصيرُ
مَتى كُذبتْ مَواعِدُها وخانَتْ
فَأوَّلُهاوَآخِرُها غُرورُ
لقد كادَ السُّلوُّ يُميتُ شَوقِي
وَلكنْ قَلَّما فُطِمَ الكَبيرُ
كأني لم أَرُقْ بلْ لم تَرُقْني
شُموسٌ في الأكلَّة ِ أو بدورُ
ولمْ ألقَ المُنى في ظلِّ لهوٍ
بِأقمارٍ سَحَائِبُها السّتُورُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عَلى مِثْلِها مِنْ فَجْعَة ٍ خانَني الصَّبرُ
عَلى مِثْلِها مِنْ فَجْعَة ٍ خانَني الصَّبرُ
رقم القصيدة : 17963
-----------------------------------
عَلى مِثْلِها مِنْ فَجْعَة ٍ خانَني الصَّبرُ
فراقُ حبيبٍ دونَ أوبَتِهِ الحشرُ
ولي كَبدٌ مشطورة ٌ في يَدِ الأسى
فتحتَ الثرى شطرٌ وفوقَ الثرى شطرُ
يقولونَ لي : صَّبِرْ فؤادكَ بعدهُ!
فَقُلتُ لهُمْ: ما لِيَ فؤادٌ ولا صَبْرُ
فُرَيْخُ منَ الحُمْرِ الحواصِلِ ما اكتسى
مِنَ الرِّيشِ حَتَّى ضَمَّهُ المَوْتُ والقَبْرُ
إذا قلتُ : أَسْلو عنهُ ، هاجَتْ بلابِلٌ
يُجَدِّدُها فِكْرٌ ، يُجددُهُ ذِكرُ
وأنْظُرُ حوْلي لا أرى غيرَ قبرهِ
كأنَّ جميعَ الأرضِ عندي لهُ قبرُ
أَفَرْخَ جِنَانِ الخُلْدِ طِرْتَ بِمُهْجَتي
وَليْسَ سِوى قَعْرِ الضَّريحِ لَهُ وَكرُ(15/329)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
رقم القصيدة : 17964
-----------------------------------
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
وآخِرُهُ هُمومٌ وَادِّكارُ
وَتَلْقى العَاشِقينَ لَهُمْ جُسومٌ
بَراها الشَّوقُ ، لو نُفِخوا لطاروا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا قادراً ليسَ يَعْفُو حينَ يقْتدرُ
يا قادراً ليسَ يَعْفُو حينَ يقْتدرُ
رقم القصيدة : 17965
-----------------------------------
يا قادراً ليسَ يَعْفُو حينَ يقْتدرُ
ولا يُقَضَّى له مِن عِيشَة ٍ وَطَرُ
عايِنْ بِقَلْبِكَ إنَّ العَين غافِلَة ٌ
عنِ الحقيقة ِ ، واعلَمْ أنَّها سَقَرُ
سَوداءُ تَزْفُرُ مِنْ غَيْظٍ إذا سُعِرَتْ
للظالمينَ فما تُبقي ولا تَذَرُ
إنَّ الَّذينَ اشْتَرَوا دُنْيا بِآخِرَة ٍ
وشِقْوَة ً بنعيمٍ ، ساءَ ما تَجَروا
يا مَنْ تَلَهَّى وشَيْبُ الرأسِ يَنْدُبُهُ
ماذا الذي بَعدَ شَيْبِ الرأسِ تَنْتَظِرُ؟
لو لم يكُنْ لكَ غيرَ المَوتِ موعظة ٌ
لكانَ فيهِ عَنِ اللَّذَّاتِ مُزْدَجَرُ
أَنتَ المَقُولُ لَهُ ما قُلْتُ مُبْتَدِئاً:
" هَلاَّ ابْتَكَرْتَ لِبيْنٍ أنْتَ مُبْتكِرُ؟"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أَزاهِرُه
يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أَزاهِرُه
رقم القصيدة : 17966
-----------------------------------
يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أَزاهِرُه
يُنْسيكَ أوَّلَهُ في الحُسْنِ آخِرُهُ
لم يَدْرِ هلْ باتَ فيهِ ناعِماً جَذِلاً
أو باتَ في جَنَّة ِ الفِردوسِ سامِرُهُ؟
وَالعودُ يَخْفِقُ مَثْناهُ ومَثْلثُهُ
والصُّبحُ قدْ غَرَّدتْ فِيهِ عَصافِرُهُ
وللحجارة ِ أهْزاجٌ إذا نَطَقَتْ
أجابَها مِنْ طُيورِ البَرِّ ناقرُهُ
وحنَّ مِنْ بَيْنِها الكُثْبانُ عنْ نَغَمٍ
تُبْدي عَنِ الصَّبِ ما تُخْفي ضَمائِرُهُ
كأنَّما العُودُ فِيما بَيْنَنامَلكٌ(15/330)
يَمشي الهُوينا وتَتْلوهُ عَساكِرُهُ
كَأنَّهُ إذْ تَمَطَي وهْيَ تَتْبعُهُ
كِسرى بنُ هُرمُز تَقْفُوهُ أَساوِرهُ
ذاكَ المَصُونُ الذي لو كان مُبْتَذلاً
ما كان يَكْسِرُ بَيْتَ الشِّعْرِ كاسِرُهُ
صَوْتٌ رَشيقٌ وَضَربٌ لو يُراجِعُهُ
سَجْعُ القَريض إذا ضَلَّتْ أَساطِرُهُ
لو كانَ زِرْيابُ حياً ثم أسمَعَهُ
لماتَ منْ حسدٍ إذْ لا يُناظِرُهُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أشْرَقَتْ لي بُدورُ
أشْرَقَتْ لي بُدورُ
رقم القصيدة : 17967
-----------------------------------
أشْرَقَتْ لي بُدورُ
في ظلامٍ تُنيرُ
طارَ قَلبي بحُبِّها
مَنْ لِقَلْبٍ يطيرُ!
يا بُدوراً أنابَها الدْ
دَهْرَ عانٍ أسِيرُ
إنْ رَضيْتُمْ بأنْ أمُو
تَ فَموتِي حَقيرُ
" كلُّ خَطْبٍ ، إنْ لم تكُو
نوا غَضِبْتُمْ، يَسيرُ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ
رقم القصيدة : 17968
-----------------------------------
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ
وساعَدَ طَرفَهُ القَدَرُ
يُريكَ إذا بَدا وجْهاً
حَكاهُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ
براهُ اللهُ منْ نورٍ
فَلا جِنٌّ ولا بَشَرُ
فَذاكَ الهَمُّ لا طلّلٌ
وقَفْتَ عليهِ تَعْتَبِرُ
"أَهاجَكَ مَنْزِلٌ أَقوى
وغيَّرَ آيهُ الغِيَرُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ
رقم القصيدة : 17969
-----------------------------------
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ
وَالشَّهْرُ يُحسَبُ أَنَّهُ دَهْرُ
بأبي وأمِّي غادة ٌ في خدِّها
سحرٌ وبينَ جُفونِها سحرُ
الشَّمسُ تحسبُ أنَّها شَمْسُ الضُّحى
والبَدْرُ يحسبُ أنَّها البَدرُ
فسَلِ الهوى عنها يُجيبُ وإنْ نأتْ
فَسلِ القِفارَ يُجيبُكَ القَفْرُ
" لمنِ الدِّيارُ بِرامَتَينِ فعاقِلٍ
دَرَسَتْ، وغَيَّرَ آيَها القَطْرُ "
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طبيعة صامتة
طبيعة صامتة(15/331)
رقم القصيدة : 1797
-----------------------------------
في مقلب القمامة
رأيتُ جثة لها ملامحُ الأعراب
تجمعت من حولها " النسور" و " ا لد ِباب"
وفوقها علامة
تقولُ : هذي جيفةٌ
كانت تسمى سابقاً .. كرامه !
وفي قصيدة أخرى يقول بنفس الأسلوب والتركيز :
لقد شيّعتُ فاتنةً
تسمّى في بلاد العُربِ تخريباً
وإرهاباً
وطعناً في القوانين الإلهية
ولكن اسمها
والله
لكن اسمها في الأصل .. حرية !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ليلة ً ليسَ ظلمائِها نورُ
يا ليلة ً ليسَ ظلمائِها نورُ
رقم القصيدة : 17970
-----------------------------------
يا ليلة ً ليسَ ظلمائِها نورُ
إلا وجُوهاً تُضاهيها الدَّنانيرُ
حورٌ سقتني بكأسِ المَوْتِ أعيُنُها
ماذا سَقَتْنيهِ تِلْكَ الأَعْيُنُ الحُورُ
إذا ابتسمنَ فدُرُّ الثغرِ مُنتظمٌ
وَإنْ نَطَقْنَ فَدُرُّ اللَّفظِ مَنْثُورُ
خلِّ الصِّبا عنْكَ واخْتُمْ بالنُّهى عَملاً
فإنَّ خاتِمة َ الأَعمالِ تكْفيرُ
" والخَيرُ والشَّرُّ مقْرونانِ في قَرَنٍ
فالخيرُ متَّبَعٌ والشَّرُّ محْذورُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> شمسٌ بدَتْ من حجابِ الملكِ أم قمرُ
شمسٌ بدَتْ من حجابِ الملكِ أم قمرُ
رقم القصيدة : 17971
-----------------------------------
شمسٌ بدَتْ من حجابِ الملكِ أم قمرُ
أم برقُ مُدجِنة ٍ يَعشَى له البصرُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ورادعة ٍ بأنفاسِ العبيرِ
ورادعة ٍ بأنفاسِ العبيرِ
رقم القصيدة : 17972
-----------------------------------
ورادعة ٍ بأنفاسِ العبيرِ
مُقنَّعة ِ المفارقِ بالقتيرِ
جلتْها الكاسُ فاطَّلعتْ علينا
طلوعَ البكر في حللِ الحريرِ
كأنَّ كؤوسَها يحملْنَ منها
شموساً ألبستْ خلعَ البدورِ
كأنَّ مزاجَها لمّا تجلَّتْ
بصحنِ زجاجها نارٌ بنورِ
كأنَّ أديمها ذهبٌ ، عليهِ
أكاليلٌ منَ الدرِّ النثيرِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إليكَ فَررتُ من لحظاتِ عينٍ(15/332)
إليكَ فَررتُ من لحظاتِ عينٍ
رقم القصيدة : 17973
-----------------------------------
إليكَ فَررتُ من لحظاتِ عينٍ
خلعتَ بها القلوبَ من الصدورِ
تسيلُ مع الدموعِ جفونُ عيني
كما سالَ الفؤادُ معَ الزَّفيرِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> باكرِ الرَّوضَ في رياضِ السُّرورِ
باكرِ الرَّوضَ في رياضِ السُّرورِ
رقم القصيدة : 17974
-----------------------------------
باكرِ الرَّوضَ في رياضِ السُّرورِ
بينَ نظمِ الربيعِ والمنشورِ
في رياضٍ منَ البنفسجِ يحكي
أثرَ العضِّ في بياضِ الصُّدورِ
وترى السَّوسنَ المنعَّمِ يحكي
ذهباً نابتاً على كافورِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وَلرُبَّ خافِقَة ِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ
وَلرُبَّ خافِقَة ِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ
رقم القصيدة : 17975
-----------------------------------
وَلرُبَّ خافِقَة ِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ
معقودة ً بلوائهِ المنصورِ
يرمي بها الآفاقَ كلُّ شرنبثٍ
كفَّاهُ غيرُ ملقلَّمِ الأُظفورِ
لَيْثٌ تَطيرُ لهُ القُلوبُ مَخافة ً
من بينِ همهمة ٍ لهُ وزئيرِ
وكأنَّما يومي إليكَ بطرفهِ
عنْ جمرتينِ بجلمدٍ منقورِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
رقم القصيدة : 17976
-----------------------------------
حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
حكمتْ لواحظُها على المقدورِ
نَظرتْ إِليَّ بِمُقْلَتَيْ أُدمانَة ٍ
وَتَلَفَّتَتْ بِسوالفِ اليَعْفُورِ
فَكأنَّما غاضَ الأسى بجُفُونها
حتى َّ أتاكَ بلؤلؤٍ منثورِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وإذا جيادُ الخيلِ ما طَلها المَدى
وإذا جيادُ الخيلِ ما طَلها المَدى
رقم القصيدة : 17977
-----------------------------------
وإذا جيادُ الخيلِ ما طَلها المَدى
وتَقطَّعَتْ من شَأوِها المبْهُورِ
خَلُّوا عِنَاني في الرِّهانِ ومَسِّحوا
منيِّ بغُرَّة ِ أبلق مشهورِ(15/333)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
رقم القصيدة : 17978
-----------------------------------
وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
ذكورَ الهندِ في أيدي ذكورِ
لوامِعُ يُبْصِرُ الأَعْمَى سَناها
ويَعمى َ دونَها طرفُ البصيرِ
وخافِقَة ِ الذَّوائِبِ قَدْ أَقامتْ
عَلى حَمْراءَ ذاتِ شباً طَريرِ
تُحَوِّمُ حَوْلَها عُقْبانُ مَوْتٍ
تخطَّفتِ القلوبَ منَ الصُّدورِ
بيومٍ راحَ في سِرْبالِ ليلٍ
فما عُرفَ الأصيلُ منَ البُكورِ
وعينُ الشمسِ ترنو في قتامٍ
رُنُوَّ البِكرِ ما بينَ السُّتورِ
فَكم قصَّرْتَ مِنْ عُمْرٍ طويلٍ
بهِ وأطلْتَ مِنْ عُمرٍ قَصيرِ!
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذارِي
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذارِي
رقم القصيدة : 17979
-----------------------------------
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذارِي
وهلْ ليلٌ يكونُ بلا نهارِ؟
وَأَلبَسَني النُّهى ثَوباً جَديداً
وجرَّدني منَ الثوبِ المعارِ
شَرَيتُ سَوادَ ذا بِبَياضِ هذا
فبدَّلتُ العمامة َ بالخمارِ
وما بعتُ الهوى بيعاً بشرطٍ
وَلا اسْتَثْنَيْتُ فِيْهِ بِالخِيارِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الراحلة ..!
الراحلة ..!
رقم القصيدة : 1798
-----------------------------------
لا شَيءَ ..
هذا ما ألِفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمديدَةْ
لا تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَوَتْ
من ثِقْل جُملَتنا المُفيدة !
فَعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدةْ .
وإذا وَهَتْ كُلُّ الجمِالِ
عَنِ احتمالِكِ واحتمالي
فَلْيكُنْ
قَدَمي أحَدُّ مِنَ الَحديدِ
وخُطوتي أبداً وَطيدةْ !
* *
لا.. ما تَعِبتُ
وَلو ظَلَلْتُ أسيرُ عُمْريَ كُلَّهُ
فَوقَ اللّظى
سَيَظلُّ يَفعَمُني الرّضا
ما دُمتِ طاهرةً حميدةْ .
ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟
يا ابنَتي
لو قدَّموا الدُّنيا وما فيها
مُقابِلَ شَعْرةٍ من مَفرِقيكِ(15/334)
لَقُلتُ : دُنياكُمْ زَهيدة !
* *
وَطَنٌ أَنا
بينَ المنافي أحتويك مُشرَّداً
كي لا تظلّي في البلادِ معي شريدةْ .
وأنا بِنُوركِ يا ابنتي
أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً
لأوطاني الطّريدَةْ .
لكنّها بُهرَتْ بأنوارِ السُّطوعِ
فآنَسَتْ لعمى الخُضوعِ
وَمَرَّغَتْ أعطافَها بالكيْدِ
حتّى أصبحتْ وهيَ المَكيدةْ !
* *
ما همَّني ؟!
كُلُّ ا لحُتوف سلامة
كُلُّ الشقاءِ سعادةُ
ما دُمتِ حتّى اليَومِ سالمةً سَعيَدةْ .
لا قَصْدَ لي في العَيْشِ
إلاّ أن تَعيشي أنتِ
أيَّتُها القَصيدةْ !
* *
هَيّا بنا..
لُفّي ذِراعَكِ حَوْل نَحْري
والبُدي في دِفءِ صَدْري
كي نَعودَ إلى المَسيرِ
فإنَّ غايتَنا بَعيَدهْ .
وَدَعي التّلفُّتَ لِلوَراءِ
فقد هَوى عَمّا هَّوَتْ
وَصْفُ الفقيدةْ .
هِيَ لم تَذُقْ مَعنى المَنيَّةِ حُرّةً
مَعَنا
ولا عاشَتْ شَهيدَةْ .
لا تَحزني يوماً عَلَيْها
واحزني دوماً لَها .
لَمْ نُنْفَ عَنها.. إنّما
نُفِيَتْ، لِقِلّةِ حَظّها، عَنّا الجَريدَةْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهِمِ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهِمِ
رقم القصيدة : 17980
-----------------------------------
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهِمِ
كأَنَّما النَّاسُ أَقْذاءٌ على بَصَري
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أتلهو بينَ باطية ٍ وزيرِ
أتلهو بينَ باطية ٍ وزيرِ
رقم القصيدة : 17981
-----------------------------------
أتلهو بينَ باطية ٍ وزيرِ
وأنتَ منَ الهلاكِ على شفيرِ؟
فيا مَنْ غرَّهُ أَمَلٌ طويلٌ
به يُردى إلى أجلٍ قصيرِ
أتفرحُ والمنيَّة ُ كلَّ يومٍ
تريكَ مكانَ قبركَ في القبورِ؟
هِيَ الدُّنيا، وإِنْ سَرَّتْكَ يَوْماً
فإنَّ الحُزنَ عاقبة ُ السرورِ
سَتُسْلبُ كُلَّ ما جَمَّعْتَ مِنْها
بعارية ٍ تردُّ إلى مُعيرِ
وتعتاضُ اليقينَ منَ التظنِّي
ودارَ الحقِّ مِنْ دارِ الغُرورِ(15/335)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لَغَبَ الغُرابُ فقلتُ : أكذبُ طائرِ
لَغَبَ الغُرابُ فقلتُ : أكذبُ طائرِ
رقم القصيدة : 17982
-----------------------------------
لَغَبَ الغُرابُ فقلتُ : أكذبُ طائرِ
إنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ رُغاءُ بَعيرِ
رِدُّ الجمالِ هوَ المُحققُ للنَّوى
بل شرُّ أحْلاسٍ لهُنَّ وكورِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> نورٌ تولَّدَ منْ شمسٍ ومن قمرِ
نورٌ تولَّدَ منْ شمسٍ ومن قمرِ
رقم القصيدة : 17983
-----------------------------------
نورٌ تولَّدَ منْ شمسٍ ومن قمرِ
في طرفهِ قدرٌ أمضى منَ القدرِ
أصلى فُؤادي بلا ذنبٍ جوَى حُرقٍ
لم يبقِ منْ مهجَتي شيئاً ولم يَذرِ
لا والرَّحيقِ المُصفَّى منْ مراشفهِ
وما بخدَّيهِ منْ خالٍ ومنْ طُررِ
ما أنصفَ الحُبُّ قلبي في حكومتِهِ
ولا عفا الشَّوقُ عنِّي عفوَ مقتدرِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> جَمالٌ يَفُوتُ الوهمَ في غايَة ِ الفِكْرِ
جَمالٌ يَفُوتُ الوهمَ في غايَة ِ الفِكْرِ
رقم القصيدة : 17984
-----------------------------------
جَمالٌ يَفُوتُ الوهمَ في غايَة ِ الفِكْرِ
وطَرْفٌ إِذا ما فاهَ يَنْطِقُ بالشِّحْرِ
ووجهٌ أعارَ البدرَ حُلة حاسدٍ
فَمِنْهُ الَّذِي يسْوَدُّ في صَفْحَة ِ البَدْرِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عَذيرِيَ مِنْ طُولِ البُكا لوعَة ُ لأَسى
عَذيرِيَ مِنْ طُولِ البُكا لوعَة ُ لأَسى
رقم القصيدة : 17985
-----------------------------------
عَذيرِيَ مِنْ طُولِ البُكا لوعَة ُ لأَسى
ولَيْسَ لِمَنْ لا يَقْبَلُ العُذْرَ مِنْ عُذْرِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وصَحايحٍ مَرضى العُيونِ شَحايحٍ
وصَحايحٍ مَرضى العُيونِ شَحايحٍ
رقم القصيدة : 17986
-----------------------------------
وصَحايحٍ مَرضى العُيونِ شَحايحٍ
بِيضِ الوجُوهِ نَواعِمِ الأَبْشارِ
أضْنينني بلواحظٍ تشكو الضَّنى
وكَسوْنَني ما هُنَّ منهُ عوارِ(15/336)
بِجَوى ً حَوَتْهُ مُهْجَتي عَنْ مُقْلَتي
والجارُ قَدْ يَشْقَى بِذَنبِ الجارِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أنا في اللَّذاتِ مخْلوعُ العذارِ
أنا في اللَّذاتِ مخْلوعُ العذارِ
رقم القصيدة : 17987
-----------------------------------
أنا في اللَّذاتِ مخْلوعُ العذارِ
هائمٌ في حُبِّ ظبيٍ ذي احْورارِ
صُفْرَة ٌ في حُمْرَة ٍ في خَدِّهِ
جَمعتْ رَوضَة َ وَردٍ وَبَهارِ
بِأَبِي طاقَة ُ آسٍ أقْبَلَتْ
تَتَثَنَّى بَينَ حِجْلٍ وَسَوارِ
قادني طرفي وقلبي للهوَى
كيف مِن طرْفي ومِن قَلبي حِذاري
" لو بغيرِ الماءِ حلقي شرقٌ
كنتُ كالغصان بالماءِ اعتصاري"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ودَّعتَ فاركبْ جناحَ البَينِ في سَفَرِهْ
ودَّعتَ فاركبْ جناحَ البَينِ في سَفَرِهْ
رقم القصيدة : 17988
-----------------------------------
ودَّعتَ فاركبْ جناحَ البَينِ في سَفَرِهْ
هذا الفراقُ، وهذا الموتُ في أَثرِهْ
مَن يشتكي البينَ لا يَشْكو غوائلَهُ
قلبٌ يراكَ إذا ما غبتَ عن بصرهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> خَرَجْتُ أَجْتازُ قَفْراً غَيرَ مُجْتازِ
خَرَجْتُ أَجْتازُ قَفْراً غَيرَ مُجْتازِ
رقم القصيدة : 17989
-----------------------------------
خَرَجْتُ أَجْتازُ قَفْراً غَيرَ مُجْتازِ
فصادني أشهلُ العينينِ كالبازِ
صَقْرٌ على كَفِّه صَقْرٌ يُؤلِّفُهُ
ذا فوقَ بغلٍ وهذا فوقَ قفازِ
كم مَوعِدٍ لِيَ مِنْ أَلحاظِ مُقْلَتِهِ
لو أَنَّهُ مَوْعِدٌ يُقْضى بإِنجازِ
أبكي ويضحكُ مني طرفهُ هزواً
نَفْسي الفِداءُ لِذاكَ الضَّاحِكِ الهازِي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الإله ..!
الإله ..!
رقم القصيدة : 1799
-----------------------------------
لهذا الإله أصعر خدي !
أ هذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
وَيمَشي مكباً
كما قد مَشى بالقِماطِ الوَليدْ..؟
أ هذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري(15/337)
بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ
وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!
أ هذا الَذي لا يُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
ومِثقالَ مُرٍّ
لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
وَقَطرةَ حِبْرٍ
تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟
أ هذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ
إلهٌ جَديدْ ؟!
أ هذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ
يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ ا لَحصيدْ
وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ ما يرُيدْ ؟!
**
لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي
وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي
وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !
وأرفَعُ رأسي لأَعلى سَماءٍ
ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :
أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
عَفُوٍّ كريمٍ
حكيمٍ مَجيدْ
أنا لَستُ عبداً لِعبْدٍ مَريدْ
أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..
وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
أنا لن أحيدْ
لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حتى إذا ما الليلُ قَوْ
حتى إذا ما الليلُ قَوْ
رقم القصيدة : 17990
-----------------------------------
حتى إذا ما الليلُ قَوْ
وضَ راحلاً عند الغلسْ
وبدا الصباحُ كغُرة ٍ
تَبدو على وجهِ الفَرسْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لم يبقَ منْ جُثمانهِ(15/338)
لم يبقَ منْ جُثمانهِ
رقم القصيدة : 17991
-----------------------------------
لم يبقَ منْ جُثمانهِ
إلاَّ حُشاشَة ُ مُبُتَئِسْ
قَد رَقَّ حَتَّى ما يُرى
بل ذابَ حتَّى ما يُحِسْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بالمنذرِ بنِ محمدٍ
بالمنذرِ بنِ محمدٍ
رقم القصيدة : 17992
-----------------------------------
بالمنذرِ بنِ محمدٍ
شَرُفتْ بِلادُ الأندُلِسْ
فالطيرُ فِيها ساكِنٌ
والوحْشُ فِيها قد أَنسْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> طَلَعَتْ لَهُ وَاللَّيلُ دامِسْ
طَلَعَتْ لَهُ وَاللَّيلُ دامِسْ
رقم القصيدة : 17993
-----------------------------------
طَلَعَتْ لَهُ وَاللَّيلُ دامِسْ
شَمْسٌ تَجلَّتْ في حَنادسْ
تَخْتالُ في لِينِ المجا
سِدِ بَينَ حارِسَة ٍ وحارِسْ
يا مَنْ بِبَهْجَة ِ وَجْهِهِ
يَسْتَأْسِرُ البَطَلَ المُمارِسْ
لم يبْق منْ قلبي سِوى
رَسمٍ تَغَيَّرَ، فَهْوَ دارِسْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألفيتَ بقراطاً وجالينوسا
ألفيتَ بقراطاً وجالينوسا
رقم القصيدة : 17994
-----------------------------------
ألفيتَ بقراطاً وجالينوسا
لا يأكلانِ ويرزآنِ جليسا
فجعلتَهمْ دُونَ الأقارِبِ جُنَّة ً
ورضيتَ منهمْ صاحباً وأنيسا
وَأَظُنُّ بُخْلَكَ لا يُرَى لكَ تارِكاً
حتَّى تُنادمَ بعدها إبْليسا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> صَحيفة ٌ كُتِبَتْ ليتٌ بِها وعَسى
صَحيفة ٌ كُتِبَتْ ليتٌ بِها وعَسى
رقم القصيدة : 17995
-----------------------------------
صَحيفة ٌ كُتِبَتْ ليتٌ بِها وعَسى
عُنوانُها راحَة ُ الرَّاجِي إذا يَئسا
وَعْدٌ لهُ هاجِسٌ في القلْبِ قد بَرِمَتْ
أَحْشاءُ صَدْري بِهِ مِنْ طُولِ ما هَجسا
يراعة ٌ غَرَّنِي مِنها وَمِيضُ سَنًى
حتَّى مددتُ إليها الكفَّ مقْتبِسا
فصادفتْ حجراً لو كنتَ تضربهُ
مِنْ لؤمِهِ بِعَصا مُوسَى
كأنَّما صيغَ منْ بخلٍ ومنْ كذب
فَكانَ ذاكَ لهُ رُوحاً وذا نَفسا(15/339)
كلبٌ يَهِرُّ إذا ما جاءَ زائِرُهُ
حتَّى إذا جاءَ مُهْدي تُحفة ٍ نَبسا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> اللّهُ جَرَّدَ للنَّدى والباسِ
اللّهُ جَرَّدَ للنَّدى والباسِ
رقم القصيدة : 17996
-----------------------------------
اللّهُ جَرَّدَ للنَّدى والباسِ
سَيْفاً، فَقَلَّدَهُ أبا العَبَّاسِ
ملكٌ ، إذا استقبلتَ غرة َ وجههِ
قبضَ الرجاءُ إليكَ روحَ الياسِ
وجهٌ عليهِ منَ الحياءِ سكينة ٌ
ومحبَّة ٌ تجري معَ الأنفاسِ
وإِذا أَحَبَّ اللّهُ يوماً عَبْدَهُ
ألقى عليهِ محبة ً للناسِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أُهيتُ بيضاً وسُوداً في تلوُّنها
أُهيتُ بيضاً وسُوداً في تلوُّنها
رقم القصيدة : 17997
-----------------------------------
أُهيتُ بيضاً وسُوداً في تلوُّنها
كأنَّها منِ بناتِ الرُّومِ والحَبشِ
عَذْرَاءَ تُؤكَلُ أَحْياناً وَتُشْربُ أَحْـ
ـياناً فتعْصِمُ منْ جوعٍ ومنْ عَطشِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> دعْ قَولَ وَاشِيَة ٍ وواشٍ
دعْ قَولَ وَاشِيَة ٍ وواشٍ
رقم القصيدة : 17998
-----------------------------------
دعْ قَولَ وَاشِيَة ٍ وواشٍ
وَاجْعلهُما كلْبَيْ هِراشِ
واشْرَبْ مُعَتَّقَة ً تَسَلْـ
ـسَلُ في العِظامِ وفي المُشاشِ
حَتَّى تَرى العُودَ المُسنْـ
ـنَ بها أرقَّ منَ الخشاشِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بكيتُ حتَّى لم أدَعْ عَبْرَة ً
بكيتُ حتَّى لم أدَعْ عَبْرَة ً
رقم القصيدة : 17999
-----------------------------------
بكيتُ حتَّى لم أدَعْ عَبْرَة ً
إذْ حَملوا الهودَجَ فَوقَ القَلوصْ
بُكاءَ يعقوبٍ على يوسُفٍ
حَتَّى شَفَى غُلَّتَهُ بالقَميصْ
لا تأسَفِ الدَّهرَ على ما مَضى
والقَ الذي ما دونهُ منْ مَحيصْ
" قد يُدْركُ المُبطئُ منْ حظِّهِ
والخيرُ قدْ يَسبقُ جُهدَ الحريصْ "
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> ذنب ومغفرة
ذنب ومغفرة
رقم القصيدة : 180
نوع القصيدة : عامي(15/340)
-----------------------------------
نصف وجهي هجير ونصف ظل
وأنت غالي وطبع الحب كافر
بعض مني يخاف انك تضل
وبعض مني يخاف أنك تسافر
بين أقول الصواب وبين أزل
ضعت فيك متجاذب ومتنافر
خلني فيك ضايع لين أدل
وأنهزم منك لجل أرتد ظافر
أمتليت بغلاك وفضت غل
وفرت الشوك تعني الورد وافر
ول سافرت ماسافرت ول
ما اجتمع غير بك مذنب وغافر
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البحث عن الذات
البحث عن الذات
رقم القصيدة : 1800
-----------------------------------
- أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك .
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،
وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟(15/341)
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أ و و وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إ سمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً .
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟
- إ بقَ حَيّا!
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> غزالٌ منْ بَني العاصِ
غزالٌ منْ بَني العاصِ
رقم القصيدة : 18000
-----------------------------------
غزالٌ منْ بَني العاصِ
أحَسَّ بصَوتِ قَنَّاصِ
فَأَتْلَعَ جيْدهُ حَذَراً
وأَشخَصَ أَيَّ إشخاص
أيا مَنْ أخلصَتْ نفسي
هواهُ كلَّ إخلاصِ
أطاعَكَ مِن صميمِ القلـ
ـبِ عفواً كلُّ مُعتاصِ(15/342)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تَريكة ُ أُدْحيٍّ ودُرَّة ُ غائصِ
تَريكة ُ أُدْحيٍّ ودُرَّة ُ غائصِ
رقم القصيدة : 18001
-----------------------------------
تَريكة ُ أُدْحيٍّ ودُرَّة ُ غائصِ
ودمية ُ محرابٍ وظبية ُ قانصِ
هو البدرُ إلا أنني كلَّ ليلة ٍ
أرى البدرَ مَنْقوصاً وليس بناقصِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فلَئِنْ سَمِعْت نَصيحَتي وَعَصَيْتَها
فلَئِنْ سَمِعْت نَصيحَتي وَعَصَيْتَها
رقم القصيدة : 18002
-----------------------------------
فلَئِنْ سَمِعْت نَصيحَتي وَعَصَيْتَها
ما كُنتُ أوَّلَ ناصِحٍ مَعْصيِّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أََأُحرمُ منكَ الرِّضى
أََأُحرمُ منكَ الرِّضى
رقم القصيدة : 18003
-----------------------------------
أََأُحرمُ منكَ الرِّضى
وتذكرُما قج مَضى ؟
وَتُعرضُعن هائمٍ
أَبَى عنكَ أنْ يُعْرِضا
قضى اللهُ بالحبِّلي
فَضَبراً على ما قَضى
رَميتَ فُؤادِي فَما
تَركت بهِ مَنهضا
فقوسكَ شريانة ٌ
ونبلكَ جَمْرُ الغضا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> في الكِلَّة ِ الصَّفراءِ ريمٌ أبيضُ
في الكِلَّة ِ الصَّفراءِ ريمٌ أبيضُ
رقم القصيدة : 18004
-----------------------------------
في الكِلَّة ِ الصَّفراءِ ريمٌ أبيضُ
يَسْبي القلوبَ بمقلَتيهِ ويُمرِضُ
لمَّا غَدا بَينَ الحُمُولِ مُقَوَّضاً
كادَ الفُؤادُ عنِ الحياة ِ يقوَّضُ
صدَّ الكَرَى عن جفنِ عينكَ مُعرضاً
لمَّا رآهُ يصُدُّ عنْكَ وَيُعْرِضُ
أَدَّيتُ منْ حُبِّي إِليكَ فريضة ً
إنْ كانَ حُبُّ الخلْقِ مِمَّا يُفْرَضُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وروضة ِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسنِ الغضِّ
وروضة ِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسنِ الغضِّ
رقم القصيدة : 18005
-----------------------------------
وروضة ِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسنِ الغضِّ
تَحلَّتْ بلونِ السَّامِ والذَّهَبِ المَحْضِ
رأيْتُ بها بدراً عاى الأرضِ مَاشياً(15/343)
وَلَمْ أَرَ بَدراً قطُّ يمشي على الأرضِ
إلى مِثْلِهِ فلتصبُ إنْ كنت صابياً
فقد كان منه البعضُ يَصبوُ إلى البَعضِ
وَكُلْ وَرْدَ خَدَّيْهِ ورُمَّانَ صَدْرِهِ
بمصٍّ على مصٍّ وعضِّ على عضِّ
وقُلْ للذي أفنى الفؤادَ بجبهِ
عَلى أَنَّهُ يَجْزي المَحَبَّة َ بالبُغْضِ
" أبا مُنذرٍ أفنيتَ فاسقِ بعضنا
حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهوَنُ مِنْ بَعْضِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا غُصناً مائساً بينَ الرياطْ
يا غُصناً مائساً بينَ الرياطْ
رقم القصيدة : 18006
-----------------------------------
يا غُصناً مائساً بينَ الرياطْ
ما لي بعدكَ بالعيشِ اغتباطْ
يا مَنْ إذا ما بَدا لي مَاشِياً
وددتُ أنَّ لهُ خدِّي بساطْ
تتركُ عيناهُ مَنْ يبصرهُ
مُخْتَلطَ اللُّبَّة ِ كُلَّ اخْتِلاطْ
قُلْتُ: مَتَى نَلْتَقي يَا سَيَّدي
قالَ: غَداً نَلْتَقي عِنْدَ الصِّراطْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ساحراً طَرْفُهُ إذْ يَلْحظُ
يا ساحراً طَرْفُهُ إذْ يَلْحظُ
رقم القصيدة : 18007
-----------------------------------
يا ساحراً طَرْفُهُ إذْ يَلْحظُ
وفاتِناً لَفظهُ إذْ يلفظُ
يا غصناً ينْثني منْ لِينهِ
وجهُكَ منْ كلِّ عينٍ يُحفَظُ
أيقظَ طَرفي إذْ بدا من نَعْسة ٍ
منْ طرفُهُ ناعسٌ مُستيقِظُ
ظَبيٌ لَهُ وَجْنَة ٌ مِنْ رِقَّة ٍ
تَجْرَحُها مُقْلَة ُ مَنْ يَلْحَظُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بَياضُ شَيْبٍ قَدْ نَصَعْ
بَياضُ شَيْبٍ قَدْ نَصَعْ
رقم القصيدة : 18008
-----------------------------------
بَياضُ شَيْبٍ قَدْ نَصَعْ
رفَعتُهُ فما ارتَفَعْ
إذا رأى البيضَ انْقَمَعْ
منْ بينِ يأسٍ وطمعْ
للهِ أيامُ النَّخْعْ
"يَا ليتًني فِيها جَذعْ
أَخُبُّ فيها وأضعْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَرى لِلصِّبا وداعا
أَرى لِلصِّبا وداعا
رقم القصيدة : 18009
-----------------------------------
أَرى لِلصِّبا وداعا(15/344)
وما يَذْكُرُ اجْتماعا
كأَنْ لم يَكُنْ جديراً
بحفظِ الذي أضاعا
ولم يُصِبْنا سُروراً
ولم يُلْهِنا سماعا
فَجَدِّدْ وِصالَ صَبٍّ
متَى تَعْصِهِ أَطاعا
"إنْ تَدْنُ مِنْهُ شِبراً
يُقرِّبْكَ منهُ باعا "
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عفو عام
عفو عام
رقم القصيدة : 1801
-----------------------------------
أصدر عفو عام
عن الذين أعدموا ،
بشرط أن يقدموا عريضة استرحام
مغسولة الأقدام ،
غرامة استهلاكهم لطاقة النظام ،
كفالة مقدارها خمسون ألف عام ،
تعهد بأنهم
ليس لهم أرامل ،
ولا لهم ثو ا كل ،
ولا لهم أيتام ،
شهادة التطعيم ضد الجدري ،
قصيدة صينية للبحتري ،
خريطة واضحة لأثر الكلام ،
هذا ومن لم يلتزم بهذه الأحكام
يحكم بالإعدام
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حقيقٌ أْ يُصاخَ لكَ استِماعا
حقيقٌ أْ يُصاخَ لكَ استِماعا
رقم القصيدة : 18010
-----------------------------------
حقيقٌ أْ يُصاخَ لكَ استِماعا
وأنْ يَعصى العذولُ وأن تُطاعا
متى تكشفْ قناعَكَ للتَّصابي
فقد نادَيتَ مَنْ كشفَ القِناعا
متى يمشِ الصَّديقُ إليَّ فِتْراً
مشَيتُ إليهِ من كرمٍ ذراعا
فجدِّدْ عهدَ لهوِكَ حينَ يَبْلى
ولا تُذْهبْ بشاشَتَه ضَياعا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَمِصباحَ هذا الدين بعدَ نبيِّنا
أَمِصباحَ هذا الدين بعدَ نبيِّنا
رقم القصيدة : 18011
-----------------------------------
أَمِصباحَ هذا الدين بعدَ نبيِّنا
ومن نورُه في الشرقِ والغربِ ساطعُ
ومن إنْ مشَى ترنو النَّواظِرُ نحوهُ
ومن قولُه تُصغي إليهِ المسامعُ
ومن إنْ توارى جسمُه عاشَ ذكرُهُ
وكان اسمُه ما خرَّ للّهِ راكعُ
أترضى لقلبٍ أنتَ فيه مُصوَّرٌ
ومَنْ هو سيفٌ في يميِنكَ قاطعُ
بأن يشتكي داءً وأنتَ دَواؤهُ
وأنتَ له بُرْءٌ منَ الداءِ نافعُ ؟
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ
بكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ
رقم القصيدة : 18012(15/345)
-----------------------------------
بكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ
شِهابٌ بَدا في ظُلمَة ِ اللَّيلِ ساطِعُ
تقاصَرَتِ الآجالُ في طول مَتْنِه
وعادتْ بهِ الآمالُ وهيَ فجائِعُ
وساءتْ ظنونُ الحربِ في حسن ظنِّهِ
فَهُنَّ ظُبَاتٌ لِلقُلوبِ قَوارِعُ
وَذِي شُطَبٍ تَقْضي المَنايا بِحُكمِهِ
وَليْسَ لِمَا تَقْضِي المَنِيَّة ُ دافِعُ
فِرِنْدٌ إذا مَا اعْتَنَّ لِلعَيْنِ رَاكِدٌ
وبرقٌ إذا ما اهتزَّ بالكفِّ لامِعُ
يُسَلِّلُ أَرواحَ الكُماة ِ انْسِلالُهُ
ويَرتاعُ منهُ المَوتُ والموتُ رائِعُ
إذا ما التَقَتْ أَمْثالُهُ في وَقيعة ٍ
هُنالكَ ظنُّ النَّفْسِ واقعُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إذا كنتَ تأتي المرءَ تُعظمُ حقَّهُ
إذا كنتَ تأتي المرءَ تُعظمُ حقَّهُ
رقم القصيدة : 18013
-----------------------------------
إذا كنتَ تأتي المرءَ تُعظمُ حقَّهُ
ويجهلُ منكَ الحقَّ فالهجرُ أوسعُ
وفي النَّاسِ أبدالٌ وَفي الهجْرِ راحَة ٌ
وفي النَّاسِ عمَّنْ لا يُواتيكَ مَقْنعُ
وَإنَّ امْرأً يَرضَى الهوانَ لِنَفْسِهِ
حَرِيٌّ بِجدعِ الأَنفِ والأَنفُ أَسْنَعُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تَجافى النَّومُ بعدكَ عنْ جُفوني
تَجافى النَّومُ بعدكَ عنْ جُفوني
رقم القصيدة : 18014
-----------------------------------
تَجافى النَّومُ بعدكَ عنْ جُفوني
ولكِنْ ليسَ يَجفُوها الدُّموعُ
يطيبُ ليَ السُّهادُ إذا افترقنا
وأنتَ بهِ يطيبُ لكَ الهجوعُ
يُذّكَّرنُي تَبَسُّمُكَ الأَقاحي
ويحكي لي تورُّدكَ الربيعُ
يطيرُ إليكَ ممن شوقٍ فؤادي
ولكنْ ليسَ تَترُكُهُ الضُّلوعُ
كأَنَّ الشَّمسَ، لمَّا غِبْتَ، غابَتْ
فليسَ لها على الدُّنيا طلوعُ
فما لي عَن تَذَكُّرِكَ امْتِناعٌ
ودونَ لقائكَ الحصنُ المنيعُ
" إذا لم تستطِعْ شيئاً فدعهُ
وجاوزْهُ إلى ما تستطيعُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَدعو إِليكَ، فلا دُعاءٌ يسمعُ(15/346)
أَدعو إِليكَ، فلا دُعاءٌ يسمعُ
رقم القصيدة : 18015
-----------------------------------
أَدعو إِليكَ، فلا دُعاءٌ يسمعُ
يا مَنْ يَضُرُّ بِناظِريَهِ وَيَنْفَعُ
لِلوردِ حينٌ ليسَ يَطلعُ دونهُ
والوردُ عِندكَ كُلَّ حينٍ يطلعُ
لم تَنْصَدِع كَبِدِي عَلَيْكَ لِضَعْفِها
لكَنَّها ذابَتْ فما تَتَصَدَّعُ
من لي بأحورَ ما يُبينُ لسانهُ
خجلاً ، وسيفُ جفونهِ لا يقطعُ ؟
مَنعَ الكلامَ سِوى إشارَة ِ مُقْلَة ٍ
فبها يُكلِّمني وعنها يسمعُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قلبي رهينٌ بينَ أضلاعي
قلبي رهينٌ بينَ أضلاعي
رقم القصيدة : 18016
-----------------------------------
قلبي رهينٌ بينَ أضلاعي
من بينِ إيناسٍ وإطماعِ
من حيثُ ما يدعوهُ داعي الهوى
أجابهُ : لبَّيْكَ من داعي
مَن لسَقيمٍ ما لهُ عائدٌ
وميِّتٍ ليس له ناعي
لمِّا رأَتْ عاذِلتي ما رأَتْ
وكانَ لي من سمعها واعي
"قالت،ولم تقصِدْ لِقيلِ الخنى :
مهلاً ، لقد أبلغتَ أسماعي "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَداعِ
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَداعِ
رقم القصيدة : 18017
-----------------------------------
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَداعِ
خضودٌ بدتْ لكَ منْ وراءِ قناعِ
بَيضاءُ أَنماها النَّعيمُ بِصُفْرَة ٍ
فكأنَّها شمسٌ بغيرِ شُعاعِ
أَمَّا الشَّبابُ فوُدِّعتْ أَيامُهُ
ووَداعُهُنَّ مُوَكَّلٌ بِوَداعي
للهِ أيامُ الصبا لو أنَّها
كرَّت عَليَّ بِلَذَّة ٍ وسَماعِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وحَومَة ٍ غادَرْتَ فُرسانَها
وحَومَة ٍ غادَرْتَ فُرسانَها
رقم القصيدة : 18018
-----------------------------------
وحَومَة ٍ غادَرْتَ فُرسانَها
في مبركٍ للحرب جعجاعِ
مستلحمٍ بالموتِ مستشعرٍ
مُفَرِّقٍ لِلشَّمْلِ جَمَّاعِ
وبلدة ٍ صحصحتَ منها الرُّبى
بفيْلَقٍ كالسَّيلِ دفَّاعِ
كأنَّما باضتْ نَعامُ الفلا
مِنهُمْ بهامٍ فوْقَ أَدْراعِ(15/347)
تَراهُمُ عِنْدَ احْتِماسِ الوَغى
كأنَّهُمْ جِنٌّ بأجراعِ
بِكُلِّ مَأثورٍ على مَتْنِهِ
مِثْلُ مَدَبِّ النَّمْلِ في القاعِ
يَرتَدُّ طَرفُ العَيْنِ مِنْ حدِّهِ
عنْ كوكبٍ للموتِ لمَّاعِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بُنيَّ لئِنْ أعْيا الطَّبيبَ ابنَ مُستلمٍ
بُنيَّ لئِنْ أعْيا الطَّبيبَ ابنَ مُستلمٍ
رقم القصيدة : 18019
-----------------------------------
بُنيَّ لئِنْ أعْيا الطَّبيبَ ابنَ مُستلمٍ
ضَناكَ وَأعْيا ذا البَيانِ المُسجَّعِ
لأبتهِلَنْ تحتَ الظلاَّمِ بدعوة ٍ
متَى يَدْعُها داعٍ إلى اللّهِ يُسْمعِ
يُقَلْقِلُ ما بَيْنَ الضُّلوعِ نَشيجُها
لها شافعٌ منْ عبرة ٍ وتضرُّعِ
إلى فارِجِ الكَرْبِ المجيبِ لمَن دَعا
فزِعتُ بكَربي إنَّهُ خيرُ مفزعِ
فيا خيرَ مدْعُوٍّ دعوتُكَ فاستمعْ
وما لِي شَفِيْعٌ غَيْرُ فَضْلِكَ فَاشْفَعِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> جاهلية
جاهلية
رقم القصيدة : 1802
-----------------------------------
في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر ،
وإن جاع العباد ،
فلهم من جثة المعبود زاد ،
وبعصر المدنية ،
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربية ،
تعبد الله على حرف ، وتدعو للجهاد
وتسب الوثنية ،
وإذا ما ستفحلت ، تأكل خيرات البلاد ،
وتحلي بالعباد ،
رحم الله زمان الجاهلية
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْـ
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْـ
رقم القصيدة : 18020
-----------------------------------
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْـ
ـنَ علينا بالطُّلوعِ
إِبْغِ لي عِنْدكَ قلباً
طارَ منْ بينِ ضُلوعي
يا بديعَ الحُسنِ كم لي
فيكَ مِن وَجْدٍ بَديعِ!
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُوَ مُدْرِكي
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُوَ مُدْرِكي
رقم القصيدة : 18021
-----------------------------------
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُوَ مُدْرِكي(15/348)
إلى بُخْلِ محظورِ النَّوال منوعِ
فَأَعْقَبَني الحِرمانُ غِبَّ مَطامِعي
كذلكَ مَن تلْقاهُ غَيرُ قَنوعِ
وغيرُ بديعٍ منعُ البُخْلِ ما لهُ
كما بَذْلُ أَهْلِ الفَضْلِ غَيرُ بَديعِ
أذا أنتَ كشَّفتَ الرجالَ وجدتهُم
لأعراضهمْ من حافظٍ ومُضيعِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِ
أَصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِ
رقم القصيدة : 18022
-----------------------------------
أَصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِ
صلْتُ الجبينِ مُعَقْرَبُ الصُّدغِ
كأسٌ تَولَّدُ بِالمَحَبَّة ِ بَيْنَنا
طَوراً وتَنْزِعُ أَيَّما نَزْغِ
في رَوضَة ٍ دَرجَتْ بِزَهرَتِها الصَّبا
والشمسُ في دَرْجٍ منَ الفرْغَ
واشْرَبْ بِكَفِّ أَغَنَّ عَقْرَبُ صُدْغِهِ
للقلبِ مِنْكَ مُميتة ُ اللَّدغِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا دُمْيَة ً نُصِبَتُ لِمعْتكِفِ
يا دُمْيَة ً نُصِبَتُ لِمعْتكِفِ
رقم القصيدة : 18023
-----------------------------------
يا دُمْيَة ً نُصِبَتُ لِمعْتكِفِ
بل ظبية ً أوفَتْ على شرفِ
بَل دُرَّة ً زهراءَ ما سَكَنَتْ
بحراً ولا اكتَنَفتْ ذرى صدفِ
أسرفتِ في قتلي بلا تِرَة ٍ
وسمعتِ قولَ اللهِ في السَّرفِ
إنِّي أتوبُ إليْكَ مُعْترَفاً
إن كنتَ تقبلُ توبَ معترِفِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كنتُ أليفَ الِّبا فودَّعني
كنتُ أليفَ الِّبا فودَّعني
رقم القصيدة : 18024
-----------------------------------
كنتُ أليفَ الِّبا فودَّعني
وداعَ منْ بانَ غيرَ مُنصرفِ
أَيامَ لَهْوي كَظِلِّ إسْحَلَة ٍ
وإذْ شَبابي كَروضَة ٍ أُنُفِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا لؤلؤاً يسْبي العقولَ أنيقا
يا لؤلؤاً يسْبي العقولَ أنيقا
رقم القصيدة : 18025
-----------------------------------
يا لؤلؤاً يسْبي العقولَ أنيقا
وَرَشاً بتَقطيعِ القُلوبِ رَفيقا
ما إنْ رأيتُ ولا سمعتُ بمثلهِ
دُرَّاً يعودُ مِنَ الحياءِ عَقيقا(15/349)
وإذا نظرتَ إلى محاسنِ وجههِ
أبصرتَ وجهكَ في سناهُ غريقا
يا منْ تقطَّعَ خصْرُهُ منْ ردْفهِ
ما بالُ قلبكَ لا يكونُ رقيقا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
رقم القصيدة : 18026
-----------------------------------
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
نفَى طَوارقَ همِّ النفسِ إذْ طرقا
كأنَّما أغفلَ الرِّضوانُ رِقْبتَهُ
وهْناً ففرَّ من الفردوسِ مسترقا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ياكاتِباً نَقَشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
ياكاتِباً نَقَشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
رقم القصيدة : 18027
-----------------------------------
ياكاتِباً نَقَشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
سِحرَ البيانِ بلا لسانٍ ينطقُ
إلاَّ صقيلَ المتْنِ مَلومَ القُوى
حُدَّتْ لهازِمُهُ وشُقَّ المفرقُ
فإذا تكلمَ رغبة ً أو رهبة ً
في مَغْرِبٍ أصغَى إليهِ المشرقُ
يجري بريقة ِ أريِهِ أو شريِهِ
يبكب ويضحكُ منْ سُراهُ المُهْرَقُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ساقٌ ترنَّحَ يشْدو فوقهُ ساقُ
ساقٌ ترنَّحَ يشْدو فوقهُ ساقُ
رقم القصيدة : 18028
-----------------------------------
ساقٌ ترنَّحَ يشْدو فوقهُ ساقُ
كأنَّهُ لِحنينِ الصَّوتِ مُشْتاقُ
يا ضيعة َ الشِّعرِ في بلْهٍ جَرامقة ٍ
تشابهتْ منهمُ في اللُّؤمِ أخلاقُ
غُلَّتْ بأعناقهم أيدٍ مُقَفَّعة ٌ
لا بوركتْ منهمُ أيدٍ وأعناقُ
كأنَّما بينهمْ في منعِ سائِلِهمْ
وحبسُ نائِلِهمْ عهدٌ وميثاقُ
كم سُقتهُمْ بأماديحي وقدْتُهُمُ
نحوَ المعالي فما انْقادوا ولا انساقوا
وإنْ نبا بيَ في ساحاتهمْ وطنٌ
فالأَرضُ واسعة ٌ والنَّاسُ أَفْراقُ
ما كنتُ أوَّلَ ظمآنٍ بمهْمَهَة ٍ
يَغُرُّهُ مِنْ سَرابِ القَفْرِ رَقْراقُ
رزقٌ منَ اللهِ أرضاهمْ وأسخطني
واللّهُ لِلأَنْوكِ المَعْتُوهِ رزَّاقُ
يا قابضَ الكفِّ لا زالتْ مُقبَّضة ً
فما أناملها للنَّاس أرزاقُ(15/350)
وغِبْ إذا شِئتَ حتَّى لا تُرى أبداً
فما لفقدك في الأحشاءِ إقلاقُ
ولا إليكَ سبيلُ الجودِ شارعة ٌ
ولا عليكَ لنورِ المجدِ إشْراقُ
لم يَكْتَنِفْني رَجاءٌ لا ولا أَملٌ
إلاَّ تكَنّفه دُلٌّ وإمْلاقُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يفيقُ
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يفيقُ
رقم القصيدة : 18029
-----------------------------------
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يفيقُ
وأسعدتَ أعدائي وأنتَ صديقُ
وصدَّ الخيالُ الواصلي منكَ في الكرى
بصدِّكَ عنِّي ، فالفؤادُ مشوقُ
تعلَّمَ منكَ الهجرَ لما هجرتهُ
فليس له في مُقلتيَّ طريقُ
وتَأبَى عليَّ الصَّبرَ نفسٌ كئيبة ٌ
وقلبٌ بأصنافِ الهمومِ رفيقُ
سُهادٌ ودمعٌ بالهمومِ توكَّلا؛
فذا موثقٌ فيها وذاكَ طليقُ
رَشاً لو رآهُ البدرُ يُشرقُ وجهُهُ
لأظلمَ وجهُ البدرِ وهو شريقُ
دقيقُ فرندِ الحُسنِ، أمّا وشاحُهُ
فيَهْفو، وأما حُجلُهُ فيضيقُ
يغضُّ زمانَ الوصلِ لمّا تطلَّعتْ
لوامعُ في رأسي لهنَّ بريقُ
سلامٌ على عهدِ الشبابِ الذي مضَى
إذِ العيشُ غضٌّ والزمانُ أنيقُ
وإذْ لبناتِ الخِدرِ نحوي تطلُّعٌ
كما لمعتْ بينَ الغمامِ بروقُ
عطابيلُ كالآرام أمّا وجوهُها
فدُرٌّ ، ولكنَّ الخدودَ عقيقُ
سفرْنَ قناعَ الحُسنِ عنها فأشرقتْ
مصابيحُ أبوابِ السماءِ تَروقُ
أشِبْهَ نعاجِ الرَّملِ هل من بقية ٍ
ولو سببٌ من وصلكنَّ دقيقُ
لقد بَتَّ حبلَ الوصلِ وهو وثيقُ
حُسامٌ منَ الهِجْرانِ ليسَ يَليقُ
فلا نَيْلَ إلا أنْ أُخالسَ لحظة ً
ولا وصلَ إلا أن ينمَّ شَهيقُ
وأن تبسطَ الآمالُ في ساحة ِ العُلا
رجاءٌ يُداوي الشوقَ وهو يشوقُ
وإني لأبدي للوُشاة ِ تبسُّماً
وإنسانُ عيني في الدموعِ غريقُ
ولي قَولة ٌ في الناسِ لا أَبتغي بها
منَ الناسِ إلا أن يقالَ : صديقُ
ألا تشكرونَ اللهَ إذْ قامَ فيكمُ
إمامُ هدى ً في المكرُماتِ عريقُ ؟
وأحكمَ حكمَ اللّهِ بينَ عبادِهِ
لسانٌ بآياتِ الكتابِ طليقُ(15/351)
خلافة ُ عبدِاللهِ حجٌّ عنِ الورى
فلا رَفَثٌ في عصرِها وفسوقُ
إمامُ هدى ً أحيا لنا مهجة َ الهُدى
وقد جشأتْ للموتِ فهيَ تفوقُ
حقيقٌ بما نالتْ يداهُ منَ العُلا
وما نالنا منها بهِ فحقيقُ
يدبرُ ملكَ المغْربينِ ، وإنَّهُ
بتدبيرِ ملْكِ المشرقينِ خليقُ
تجلَّتْ دياجي الحيفِ عن نورِ عدلهِ
كما ذرَّ في جنحِ الظَّلامِ شروقُ
وثقَّفَ سهمَ الدينِ بالعدلِ والتُّقى
فهذا لهُ نصلٌ وذلك فُوقُ
وأعلقَ أسبابَ الهُدى بضميرهِ
فليسَ لهُ إلا بهنَّ علوقُ
وما عاقَهُ عنها عوائقُ ملكهِ
وأمثالُه عن مثلهنَّ تَعوقُ
إذا فتحتْ جنَّاتُ عدنٍ وأزلفتْ
فأنتَ بها للأنبياءِ رَفيقُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الأبكم ..!
الأبكم ..!
رقم القصيدة : 1803
-----------------------------------
أيها الناس ا تقو نار جهنم ،
لا تسيئوا الظن بالوالي ،
فسوء الظن في ا لشرع محرم ،
أيها الناس أنا في كل أحوالي سعيد ومنعم ،
ليس لي في الدرب سفاح، ولا في البيت مأتم ،
ودمي غير مباح ، وفمي غير مكمم ،
فإذا لم أتكلم
لا تشيعوا أن للوالي يداً في حبس صوتي ،
بل أنا يا ناس أبكم ،
قلت ما أعلمه عن حالتي، والله أعلم.
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بدرٌ بدا مِنْ تَحتهِ أبلقُ
بدرٌ بدا مِنْ تَحتهِ أبلقُ
رقم القصيدة : 18030
-----------------------------------
بدرٌ بدا مِنْ تَحتهِ أبلقُ
يحسدُ فيه المغربَ المشرقُ
لما بدا للأرض مستبهِجاً
كادَت له عيدانُها تُورِقُ
لو يعلمُ الأبلقُ من فوقهُ
لاختالَ عن عُجبٍ به الأبلقُ
يا من رأى بحرَ ندى ً زاخراً
يحملُهُ طِرفٌ فلا يغرقُ
إمامُ عدلٍ باسطٌ كفَّهُ
يرزقُ منها اللّهُ مايرزُقُ
عادَ به الدهرُ الذي قد مضى َ
وجُدِّدَ الملكُ به المُخْلَقُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألا بأبي من قلبُهُ غيرُ مُشفقٍ
ألا بأبي من قلبُهُ غيرُ مُشفقٍ
رقم القصيدة : 18031
-----------------------------------(15/352)
ألا بأبي من قلبُهُ غيرُ مُشفقٍ
عَليَّ، ولي قَلْبٌ عَلَيْهِ شَفيقُ
وإنِّي لأبدي للوشاة ِ تبُسُّماً
وإنسانُ عيني في الدموعِ غريقُ
وكم شافَهتْني للصِّبا أَرْيَحيَّة ٌ
ومازجَ ريقي للأحبَّة ِ ريقُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ذاتُ دلٍّ وشاحُها قلِقُ
ذاتُ دلٍّ وشاحُها قلِقُ
رقم القصيدة : 18032
-----------------------------------
ذاتُ دلٍّ وشاحُها قلِقُ
مِن ضُمورٍ وحِجْلُها شَرِقُ
بَزَّتِ الشَّمسُ نورَها، وحَباها
لحظَ عينيهِ شادِنٌ خَرِقُ
ذَهبٌ خَدُّها يذوبُ حَياءً
وسِوى ذاكَ كلُّه ورِقُ
إن أَمُتْ مِيتة َ المُحبِّينَ وجْداً
وفؤادي منَ الهوى حَرِقُ
"فالمنايا ما بينَ غادٍ وسارٍ
كلُّ حيٍّ برهْنِها غلِقُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بَيضاءُ مَضْمومة ٌ مُقَرْطَقَة ٌ
بَيضاءُ مَضْمومة ٌ مُقَرْطَقَة ٌ
رقم القصيدة : 18033
-----------------------------------
بَيضاءُ مَضْمومة ٌ مُقَرْطَقَة ٌ
تَنقدُّ عن نهدِها قراطقُها
كأنما باتَ ناعِماً جَذِلاً
في جَنَّة ِ الخُلدِ مَن يعانقُها
وأيُّ شيءٍ أَلذُّ من أَمَلٍ
نالتْهُ معشوقَة ٌ وعاشِقُها
دعني أمُتْ في هوى مُخدَّرة ٍ
تَعلقُ نفسي بها علائِقُها
"مَن لم يَمُتْ عَبطَة ً يمُتْ هَرَماً
الموتُ كأسٌ والمرءُ ذائقُها "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وما رَوضة ٌ بالحَزْنِ حاكَ لها النَّدى
وما رَوضة ٌ بالحَزْنِ حاكَ لها النَّدى
رقم القصيدة : 18034
-----------------------------------
وما رَوضة ٌ بالحَزْنِ حاكَ لها النَّدى
بُروداً مِنَ المَوشِيِّ حُمرَ الشقائقِ
يُقيمُ الدُّجى أَعناقَها ويُميلُها
شُعاعُ الضُّحى المستَنُّ في كلِّ شارقِ
إذا ضاحَكْتها الشمسُ تبكي بأعينٍ
مكلَّلة ِ الأجفانِ صُفرِ الحمالقِ
حكَتْ أَرضُها لونَ السَّماءِ وزانَها
نُجومٌ كأمثالِ النُّجومِ الخوافِقِ
بأطيبَ نَشراً من خلائقكَ التي
لها خَضَعتْ في الحُسنِ زُهرُ الخلائقِ(15/353)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ
رقم القصيدة : 18035
-----------------------------------
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ
طيِّبِ المُجتنى لذيذِ العناقِ
قد تَغنَّى كما اسْتَهلَّ يُغنِّي
ساقُ حرٍّ مغرِّدٍ فوقَ ساقِ
يَنثُرُ الدُّرَّ في المسامعِ مثْراً
بينَ دُرٍّ منظَّمٍ مُسْتاقِ
وافْتَضَضْنا منَ العَواتِقِ بِكراً
نُكحتْ أمُّها بغَيرِ صَداقِ
ثم بَانَتْ ولم تُطلَّقْ ثَلاثاً
لم تَبِنْ حُرَّة ٌ بغيرِ طلاقِ
دينُنا في السَّماعِ دينُ مَدِينْيـ
ـيٍ وفي شُربِنا الشَّرابَ عِراقي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
رقم القصيدة : 18036
-----------------------------------
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
منَ العِقْيانِ مَخْلوقِ
إذا أُسْقيتُ فضلَتَهُ
مزجِتُ بريقِهِ ريقي
فيا لكَ عاشقاً يُسقى
بقيَّة َ كأسِ مَعْشوقِ
بكيتُ لنأيِهِ عنِّي
ولا أبكي بتشْهيقِ
"لمنزلة ٍ بِها الأَفلا
كُ أمثالَ المهاريق "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> اشربْ على منظرٍ أنيقِ
اشربْ على منظرٍ أنيقِ
رقم القصيدة : 18037
-----------------------------------
اشربْ على منظرٍ أنيقِ
وامزُجْ بريقِ الحبيبِ رِيقي
واحْلُلْ وشاحَ الكَعابِ رِفقاً
واحذَرْ على خَصرِها الرَّقيقِ
وقُل لمن لامَ في التَّصابي:
إليكَ ، خلِّ عنِ الطَّريقِ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ودَّعتْني بزَفرة ٍ واعْتناقِ
ودَّعتْني بزَفرة ٍ واعْتناقِ
رقم القصيدة : 18038
-----------------------------------
ودَّعتْني بزَفرة ٍ واعْتناقِ
ثم نادَتْ: متى يكونُ التَّلاقي
وتصَدَّتْ ، فأشرقَ الصبحُ مِنها
بينَ تلكَ الجيوبِ والأطواقِ
يا سقيمَ الجفونِ من غيرِ سُقمٍ
بينَ عَينيك مَصرعُ العُشَّاقِ
إنَّ يومَ الفِراقِ أَفظعُ يومٍ
ليتَني مِتُّ قبلَ يومِ الفِراقِ(15/354)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إذا خَجِلتْ
بيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إذا خَجِلتْ
رقم القصيدة : 18039
-----------------------------------
بيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إذا خَجِلتْ
كما جَرى ذهبٌ في صفحتَيْ وَرَقِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحارس السجين
الحارس السجين
رقم القصيدة : 1804
-----------------------------------
وقفت في زنزانتي
اُقُلُبُ الأفكار
أنا السجين ها هنا
أ م ذلك الحارسُ بالجوار ؟
بيني وبين حارسي جدار ،
وفتحة في ذلك الجدار ،
يرى الظلام من ورائها و ا ر قب النهار ،
لحارسي ولي أنا صغار ،
وزوجة ودار ،
لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار ،
وبيننا الجدار ،
يوشك أن ينهار
حدثني الجدار
فقال لي : إ نّ ترثي له
قد جاء باختيارهِ
وجئت بالإجبار
وقبل ا ن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
سجانهُ حمار
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فَررتُ من اللقاءِ إلى الفِراقِ
فَررتُ من اللقاءِ إلى الفِراقِ
رقم القصيدة : 18040
-----------------------------------
فَررتُ من اللقاءِ إلى الفِراقِ
فحسْبي ما لقيتُ وما أُلاقي
سَقاني البَينُ كأسَ الموتِ صِرفاً
وما ظَنِّي أَموتُ بكفِّ ساقِ
فيا بَردَ اللقاءِ على فُؤادي
أجِرْني اليومَ من حَرِّ الفِراقِ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا فِتْنة ً بُعثتْ على الخَلقِ
يا فِتْنة ً بُعثتْ على الخَلقِ
رقم القصيدة : 18041
-----------------------------------
يا فِتْنة ً بُعثتْ على الخَلقِ
ما بينَها والموتُ مِنْ فَرْقِ
شمسٌ بَدَتْ لكَ في مغاربها
يفْترُّ مبسِمُها عنِ البَرْقِ
ما كنتُ أَدري قبلَ رُؤيتها
للشَّمسِ مُطَّلعاً سِوى الشَّرقِ
يا مَنْ يَضِنُّ بفضلِ نائِلِهِ
لو في يَدَيْكَ مَفاتِحُ الرِّزقِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سَقَوني حِمامي يومَ ساقُوا حُمولَهُمْ
سَقَوني حِمامي يومَ ساقُوا حُمولَهُمْ
رقم القصيدة : 18042(15/355)
-----------------------------------
سَقَوني حِمامي يومَ ساقُوا حُمولَهُمْ
فرحْتُ وراحُوا بينَ ساقٍ وسائِقِ
وأُخْرسَ لَفظي وهوَ ليسَ بأخرسٍ
وأنطقَ دمْعي وهوَ ليْسَ بناطِقِ
فيا بأبي تلكَ الدُّموعُ التي هَمَتْ
فدلَّتْ على مَكْنونِ تلكَ العَلائقِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً
رقم القصيدة : 18043
-----------------------------------
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً
شمسَ الظهيرة ِ في ثوبٍ من الغَسَقِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> والدارُ بعدهُمُ مقسَّمة ٌ
والدارُ بعدهُمُ مقسَّمة ٌ
رقم القصيدة : 18044
-----------------------------------
والدارُ بعدهُمُ مقسَّمة ٌ
بينَ الرياحِ وهاتِفِ الوَدْقِ
درجَ الزمانُ على معارفِها
كمدراجِ الأقلام في الرِّقِّ
لم يبقَ منها غيرُ أرمِدَة ٍ
لُبِّدْنَ بينَ خوالدٍ وُرْقِ
وسطورِ آناءٍ بعَقْوتِها
مَحْنوَّة ٍ كأهلَّة ِ المَحْقِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> طوَّقتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً
طوَّقتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً
رقم القصيدة : 18045
-----------------------------------
طوَّقتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً
آخر طَوقٍ يكونُ في عُنقِهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تَبرَّمتِ الوثيقة ُ بالوثاقِ
تَبرَّمتِ الوثيقة ُ بالوثاقِ
رقم القصيدة : 18046
-----------------------------------
تَبرَّمتِ الوثيقة ُ بالوثاقِ
وصارَ الروحُ منها في التَّراقي
فلو أنصفْتَها نظراً وحَزْماً
إلى من بالمدينة والعراقِ
لعلَّ القومَ يَتَّفقون فيها
وكيف لهم؟ وأنَّى باتِّفاقِ
فِجاجُ العلم واسعة ٌ عليكُمْ
وهنَّ عليَّ ضَيِّقة ُ الخِناقِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا من دمي دونَهُ مَسفوكُ
يا من دمي دونَهُ مَسفوكُ
رقم القصيدة : 18047
-----------------------------------
يا من دمي دونَهُ مَسفوكُ
وكلُّ حرٍّ لهُ مملوكُ(15/356)
كأنَّهُ فِضَّة ٌ مسبوكة ٌ
أو ذهبٌ خالصٌ مسبوكُ
ما أطيَبَ العيشَ لولا أنَّهُ
عن عاجِلٍ كُلُّه متروكُ!
والخيرُ مسدودة ٌ أبوابهُ
ولا طريقٌ لهُ مسلوكُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بينَ الأهلَّة ِ بدرٌ ما لهُ فلكُ
بينَ الأهلَّة ِ بدرٌ ما لهُ فلكُ
رقم القصيدة : 18048
-----------------------------------
بينَ الأهلَّة ِ بدرٌ ما لهُ فلكُ
قلبي لهُ سُلَّمٌ والوجهُ مشتركُ
إذا بدا انتهبَتْ عيني محاسِنَهُ
وذَلَّ قَلْبي لعَينَيْهِ فَيَنْتَهِكُ
ابْتَعتُ بالدِّينِ والدُّنيا مَودَّتَهُ
فَخانَني، فَعَلى مَن يَرجِعُ الدَّركُ
كُفُّوا بني حارثٍ ألحاظَ ريمِكُمْ
فكلُّها لفؤادي كي كلِّهِ شَرَكُ
"يا حارِ لا أُرْمَيَنْ منكُمْ بداهية ٍ
لم يلْقَها سوقة ٌ قبلي ولا ملكُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فصلتَ ، والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
فصلتَ ، والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
رقم القصيدة : 18049
-----------------------------------
فصلتَ ، والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
والعزُّ أولاكَ والتَّمكينُ أُخراكا
ورحمة ُ الله في الآفاقِ قد نُشرتْ
والأرضُ تُبدي تباشيراً لمبداكا
قد اكتستْ حُللاً من وشْيِ زهرتها
كأنَّ زُخرفَها في الحسنِ حاكاكا
طلعتَ بين النَّدى والبأسِ مبتهجاً
هذا بيُمناكَ بل هذا بيُسراكا
ضِدّانِ في قَبضَتَيْ كفَّيكَ قد جُمعا
لولاهما لم يطبْ عيشٌ ولولاكا
يمضي أمامكَ نصرُ اللهِ منصلتاً
بالفتح يقصمُ من في الأرضِ ناواكا
والناسُ يَدْعون والآمالُ راغبة ٌ
والطَّوعُ يرجوك والعصيانُ يخشاكا
ومن يمينكَ بدرٌ ما لهُ فلكٌ
ولن ترى لبدورِ الأرض أفلاكا
يقودُ جيشاً إلى الأعداء مرتجساً
لتَهْنِ رحمتُكَ الدُّنيا ونُعْماكا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لا نامت أعين الجبناء
لا نامت أعين الجبناء
رقم القصيدة : 1805
-----------------------------------
لا نامت عين الجبناء
أطلقت جناحي لرياح إبائي ،(15/357)
أنطقت بأرض الإسكات سمائي ،
فمشى الموت أمامي، ومشى الموت ورائي ،
لكن قامت بين الموت وبين الموت حياة إبائي ،
وتمشيت برغم الموت على أشلائي ،
أشدو، وفمي جرح ، والكلمات دمائي ،
(لا نامت عين الجبناء)
ورأيت مئات الشعراء ،
مئات الشعراء ،
تحت حذائي ،
قامات أطولها يحبو،
تحت حذائي ،
ووجوه يسكنها الخزي على استحياء ،
وشفاه كثغور بغايا، تتدلى في كل إناء ،
وقلوب كبيوت بغاء، تتباهى بعفاف العهر،
وتكتب أنساب اللقطاء ،
وتقيء على ألف المد ،
وتمسح سوءتها بالياء ،
في زمن الأحياء الموتى ، تنقلب الأكفان دفاتر ،
والأكباد محابر ،
والشعر يسد الأبواب ،
فلا شعراء سوى الشهداء
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> خُتِمتْ فَأَرة ُ مِسكِ
خُتِمتْ فَأَرة ُ مِسكِ
رقم القصيدة : 18050
-----------------------------------
خُتِمتْ فَأَرة ُ مِسكِ
فَأَبتْ إلاَّ التَّذكِّي
ليسَ يخفَى فضْلُ ذِي الفَضْـ
ـل بزورٍ وبإفْكِ
والذي برَّزَ في الفضـ
ـلِ غَنيٌّ عن مُزَكِّي
ربَّما غُمَّ هِلالُ الـ
ـفِطرِ في ليلة ِ شَكِّ
ثم جلَّى وجهَهُ النُّو
رُ، فجلَّى كلَّ حَلْكِ
إنَّ ظَهرَ اليَمِّ لا تَرْ
كبُهُ من غَيرِ فُلكِ
ونِظامَ الدُّرِّ لا تَعْـ
ـقِدُهُ من غيرِ سلكِ
ليسَ يَصفو الذَّهبُ الإبـ
ـريزُ إلا بعدَ سبكِ
هذه جملة ُ أمثا
لٍ فمنْ شاء فيَحْكي
أبطلتْ كلَّ يمانِيْـ
ـيٍ وشاميٍّ ومكِّي
ليس ذا من صوغِ عيْـ
نيّ ولا من نسجِ عكِّي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا طالباً في الهوى ما لا يُنال
يا طالباً في الهوى ما لا يُنال
رقم القصيدة : 18051
-----------------------------------
يا طالباً في الهوى ما لا يُنال
وسائلاً لم يُعْفَ ذُلَّ السُّؤالْ
ولَّتْ ليالي الصِّبا محمودة ً
لو أنَّها رجعتْ تلكَ اللَّيالْ
وأَعقَبَتْها التي واصلْتُها
بالهجرِ لمَّا رأَتْ شَيْبَ القَذالْ
لا تَلتَمِسْ وُصلَة ً مِنْ مُخْلِفٍ
ولا تكُنْ طالباً ما لا يُنالْ(15/358)
" يا صاحِ قد أخلفتْ أسماءُ ما
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مديرَ الصُّدغ بالخدِّ الأسيلْ
يا مديرَ الصُّدغ بالخدِّ الأسيلْ
رقم القصيدة : 18052
-----------------------------------
يا مديرَ الصُّدغ بالخدِّ الأسيلْ
ومُجيلَ السِّحر بالطَّرفِ الكحيلْ
هبْ لِمحزونٍ كئيبٍ قُبْلَة ً
مِنْكَ يَشفي بَردُها حَرَّ الغَليلْ
وقليلٍ ذاكَ إلا أنَّهُ
ليسَ من مثلك عندي بالقليلْ
بأبي أحورُ غنَّى مَوْهِناً
بِغِناءٍ قَصَّرَ اللَّيلَ الطَّويلْ
" يا بَني الصَّيداءِ رُدُّوا فرسي
إنَّما يُفعلُ هذا بالذَّليلْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> خلَّيتُ قلبي في يديْ ذاتِ الخالْ
خلَّيتُ قلبي في يديْ ذاتِ الخالْ
رقم القصيدة : 18053
-----------------------------------
خلَّيتُ قلبي في يديْ ذاتِ الخالْ
مُصَفَّداً مُقّيَّداً في الأَغلالْ
قد قلتُ للباكي رُسومَ الأطلالْ :
" يا صاحِ ما هاجَكَ من ربعٍ خالْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حالَ الزَّمانُ فَبَدَّلَ الآمالا
حالَ الزَّمانُ فَبَدَّلَ الآمالا
رقم القصيدة : 18054
-----------------------------------
حالَ الزَّمانُ فَبَدَّلَ الآمالا
وكسا المشيبُ مَفارِقاً وقَذالا
غنِيَتْ غَواني الحيِّ عنكَ ورُبَّما
طلعتْ عليكَ أكِلَّة ً وجِحالا
أَضْحَى عليكَ حَلالُهُنَّ مُحَرَّماً
ولقد يكونُ حَرامُهُنَّ حَلالا
إنَّ الكواعبَ إنْ رأيْنكَ طاوياً
وصْلَ الشبابِ طَويْنَ عنكَ وِصالا
"وإذا دعَوْنَكَ عمَّهُنَّ، فإنَّهُ
نسبٌ يزييدُكَ عندهُنَّ خبالا "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لا غروَ إِنْ نالَ منْكَ السُّقُم ما سأَلا
لا غروَ إِنْ نالَ منْكَ السُّقُم ما سأَلا
رقم القصيدة : 18055
-----------------------------------
لا غروَ إِنْ نالَ منْكَ السُّقُم ما سأَلا
قد يُكسَف البدرُ أَحياناً إذا كمُلا
ما تشكي علَّة ً في الددَّهرِ واحدة ً
إلا اشْتكى الجودُ من وجْدٍ بها عِللا(15/359)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إذا جالسَ الفتيانَ ألفيتهُ فتى ً
إذا جالسَ الفتيانَ ألفيتهُ فتى ً
رقم القصيدة : 18056
-----------------------------------
إذا جالسَ الفتيانَ ألفيتهُ فتى ً
وجالسَ كهلَ النَّاس أَلفيتَهُ كَهْلا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> حالَ عنِ العهدِ لمَّا أحالا
حالَ عنِ العهدِ لمَّا أحالا
رقم القصيدة : 18057
-----------------------------------
حالَ عنِ العهدِ لمَّا أحالا
وزالَ الأحبَّة ُ عنْهُ فزالا
محلٌّ تحلُّ عُراها السَّحابُ
وتحكي الجنوبُ عليه الشَّمالا
فيا صاحِ هذا مقامُ المحبِّ
وربعُ الحبيبِ فحُطَّ الرِّحالا
سَلِ الرَّبعَ عن ساكنيهِ فإنِّي
خرستُ فما أستطيعُ السُّؤالا
"ولا تُعْجلني -هَداكَ المَليكُ-
فإِنَّ لكُلِّ مَقامِ مَقالا"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تحفُّ به جنَاتُ دنيا تَعطَّفَتْ
تحفُّ به جنَاتُ دنيا تَعطَّفَتْ
رقم القصيدة : 18058
-----------------------------------
تحفُّ به جنَاتُ دنيا تَعطَّفَتْ
لصائغهِ في الحلْيِ شاتية ً عَطْلى
مُطبَّقَة ُ الأفنانِ طيِّبة ُ الثَّرى
محمَّلة ٌ ما لا تُطيقُ لهُ حمْلا
عناقدُها دُهمٌ تَنوَّطُ بينَها
وقد أشرقتْ عُلْواً كما أظلمتْ سُفلا
كأنَّ بني حامٍ تدلَّتْ خِلالَها
فوافقَ منها شكلُها ذلك الشَّكلا
وإن عُصرتْ مجَّتْ رُضاباً كأنها
جنَى النَّحلِ من طيبٍ وما تعرفُ النَّحلا
ومَحجوبة ٍ حَجمَ الثُدِيِّ نواهدٍ
تميسُ بها الأغصانُ منْأدَّة ً ثِقْلا
كأنَّ مذاقَ الطعمِ منها وطعمُها
لِثاتُ عذارى ريقُها الشَّهدُ أو أَحلى
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا
رقم القصيدة : 18059
-----------------------------------
يا ناصرَ الدين هذا النصرُ قد نَزلا
وأخمدَ اللّهُ كُفراً كانَ مُشتعلا
حكَتْ حُنيناً وبدراً وقعة ٌ نزلتْ
بالمشركين أراحتْ منهمُ السُّبلا(15/360)
لما أحاط ابنُ إلياسٍ بهم يئسوا
من الحياة ِ، وعِيضوا الحَتْفَ والهَبَلا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شطرنج
شطرنج
رقم القصيدة : 1806
-----------------------------------
منذ ثلاثين سنة ،
لم نر أي بيد ق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه ،
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة ،
والكل خاض حربه بخطبة ذرية، ولم يغادر مسكنه ،
وكلما حيا على جهاده، أحيا العد ا مستوطنة ،
منذ ثلاثين سنة ،
والكل يمشي ملكا تحت أيادي الشيطنة ،
يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنة ،
الفيل يبني قلعة، والرخ يبني سلطنة ،
ويدخل الوزير في ماخوره، فيخرج الحصان فوق المئذنة ،
منذ ثلاثين سنة ،
نسخر من عدونا لشركه ونحن نحيي وثنه ،
ونشجب الإكثار من سلاحه ونحن نعطي ثمنه ،
فإن تكن سبعا عجائب ا لدنى، فنحن صرنا الثامنة ،
بعد ثلاثين سنة
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أبا عبيدة َ والمسؤولُ عن خبرٍ
أبا عبيدة َ والمسؤولُ عن خبرٍ
رقم القصيدة : 18060
-----------------------------------
أبا عبيدة َ والمسؤولُ عن خبرٍ
يحكيهِ إِلاَّ سُؤالاً للذي سألا
أبيتَ إِلاَّ شُذوذاً عن جماعتِنا
ولم يُصبْ رأيُ من أرجا ولا اعتزلا
كذلك القِبلة ُ الأولى مُبدلة ٌ
وقد أبيتَ فما تبغي بها بدلا
زعمتَ بهرامَ أو بيدُختَ يرزقنا
لا بل عُطاردَ أو بِرجِيسَ أو زُحَلا
وقلتَ : إنَّ جميعَ الخلقِ في فلكٍ
بهمْ يحيطُ وفيهمْ يَقْسِمُ الأجَلا
والأرضُ كورِيَّة ٌ حفَّ السماءُ بها
قد صارَ بَينهما هذا وذا دُوَلا
فإنَّ كانون في صنعا وقُرطبة ٍ
بردٌ، وأيلولُ يُذكي فيهما الشُّعَلا
هذا الدليلُ ولا قولٌ غُرِرتَ بهِ
منَ القوانينِ يُجلي القولَ والعملا
كما استمرَّ ابنُ موسى في غوايتهِ
فوعَّرَ السهلَ حتى خِلتَهُ جَبَلا
أَبلِغْ معاوية َ المُصغي لقولهِما
أني كفرتُ بما قالا وما فعلا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَعطيتُهُ ما سأَلا
أَعطيتُهُ ما سأَلا
رقم القصيدة : 18061(15/361)
-----------------------------------
أَعطيتُهُ ما سأَلا
حكَّمتهُ لوْ عدلا
وهَبْتُهُ روحي فما
أدري بهِ ما فعلا
أسلمتهُ في يدهِ
عيَّشَهُ أمْ قتلا
قلبي بهِ في شُغُلٍ
لا مَلَّ ذاكَ الشُّغُلا
"قيَّدهُ الحُبُّ كما
قَيَّدَ راعٍ جَملا"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَلا يا وَيحَ قَلبي للْشـ
أَلا يا وَيحَ قَلبي للْشـ
رقم القصيدة : 18062
-----------------------------------
أَلا يا وَيحَ قَلبي للْشـ
شَبابِ الغَضِّ إذْ وَلَّى
جَعلتُ الغَيَّ سِربالي
وكان الرُّشدُ بي أَوْلى
بنفسي جائرٌ في الحكـ
ـمِ يُلفَى جورُهُ عدلا
وليسَ الشَّهدُ في فيهِ
بأحلى عندهُ منْ " لا"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخدِّهِ
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخدِّهِ
رقم القصيدة : 18063
-----------------------------------
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخدِّهِ
خَطَّينِ هاجا لوعة ً وبَلابلا
ما صحَّ عندي أنَّ لحظكَ صارمٌ
حتى لبستَ بعارضيكَ حمائلا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالها
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالها
رقم القصيدة : 18064
-----------------------------------
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالها
وردَّتْ إلينا شمسها وهلالها
عشية َ يومِ السبتِ جاءت بنعمة ٍ
منَ اللّهِ لا يرجو العدوُّ زَوالها
بها جبر اللهُ الكسيرَ من العُلا
وأدركَ منه عشْرة ً فأَقالَها
فأشرقت الآفاق نوراً وبهجة ً
ومدَّتْ علينا بالنَّعيمِ ظِلالَها
بتجديد عبدِ اللهِ أعظمَ دولة ٍ
لمولاهُ عبدِ الله كان أزالَها
ولما تولَّتْ نضرة ُ العيشِ ردَّها
فآلتْ إلى العبدِ القديمِ مَآلَها
فتى ً نشأتْ من كفِّه ديمُ النَّدى
فظلَّتْ سجالُ الرزق تجري خلالها
ترى الجودَ يجري من فرندِ يمينِهِ
كصفحة ِ هنديٍّ أرتْكَ صِقالَها
ولو نِيطَ من نجمِ السماءِ فضيلة ٌ
لمدَّ إليها الكفَّ حتى ينالَها(15/362)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وكأَنَّما تَرنو بعينِ غزالة ٍ
وكأَنَّما تَرنو بعينِ غزالة ٍ
رقم القصيدة : 18065
-----------------------------------
وكأَنَّما تَرنو بعينِ غزالة ٍ
فَقدتْ بأعلى الرَّبْوتينِ غزالَها
بيضاءُ تُستَرُ بالحجالِ ووَجْهُها
كالشمسِ يستُرُ بالضياءِ حِجالَها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبَّعتْ
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبَّعتْ
رقم القصيدة : 18066
-----------------------------------
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبَّعتْ
عليَّ شعابُ العيشِ، وهْيَ حوافلُ
وألبسني ثوبَ الغنَى بعد فاقة ٍ
فأَنضر عودي بعدَ إذْ هو ذابلُ
فأذهلني شُكري له وامتنانهُ
فعقلي من هذا، وذلك ذاهلُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلة ً
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلة ً
رقم القصيدة : 18067
-----------------------------------
ترى الأباريقَ والأكواسَ ماثلة ً
وكلُّ طاسٍ من الإبريزمُمتثِلُ
كأنها أنجمٌ يجري بها فلكٌ
للراحِ، لا أسدٌ فيها ولا حَمَلُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجارية ٍ
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجارية ٍ
رقم القصيدة : 18068
-----------------------------------
بحرٌ يسيرُ على بحرٍ بجارية ٍ
للبحرِ ، حاملة ٍ بالبحرِ ، تُحتَملُ
كأنها جبلٌ في الماء منتقلٌ
يا من رأى جبلاً في الماءِ ينتقلُ
تحكي العروسَ ، تهادى في في تأوُّدِها
وقد أطافتْ بها الداياتُ والخولُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تطامنَ للزَّمان يَجُزْكَ عفواً
تطامنَ للزَّمان يَجُزْكَ عفواً
رقم القصيدة : 18069
-----------------------------------
تطامنَ للزَّمان يَجُزْكَ عفواً
وإن قالوا: ذليلٌ، قلْ: ذليلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اللاعبان
اللاعبان
رقم القصيدة : 1807
-----------------------------------
على رقعة تحتويها يدان ،
تسير إلى الحرب تلك ا لبيا د ق ،(15/363)
فيالق تتلو فيالق ،
بلا دافع تشتبك ،
تكر ، تفر ، وتعدوا المنايا على عدوها المرتبك ،
وتهوي القلاع، ويعلو صهيل الحصان ،
ويسقط رأس الوزير المنافق ،
وفي آخر الأمر ينهار عرش الملك ،
وبين الأسى والضحك ،
يموت الشجاع بذنب الجبان ،
وتطوي يدا اللاعبين المكان ،
أقول لجدي: "لماذا تموت ا لبيا د ق "؟
يقول: "لينجو الملك" ،
أقول: "لماذا إذن لا يموت الملك ،
لحقن الدم ا لمنسفك" ؟
يقول: "إذا مات في البدء، لا يلعب اللاعبان"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> للّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ
للّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ
رقم القصيدة : 18070
-----------------------------------
للّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ
يَقتلُ مَن يشاءُ ولا يُقتلُ
بانوا بمن أهواهُ في ليلة ٍ
ردَّ على آخرها الأوَّلُ
يا طُولَ ليلِ المُبتلى بالهوَى
وصبحُهُ من ليلهِ أطولُ
فالدارُ قد ذكَّرني رسمُها
ما كِدتُ عن تذكارهِ أذْهلُ
"هاجَ الهوى رسمٌ بذاتِ الغَضى
مخلولقٌ مُستعجمٌ مُحْوِلُ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كريمٌ على العِلاَّتِ جزلٌ عطاؤهُ
كريمٌ على العِلاَّتِ جزلٌ عطاؤهُ
رقم القصيدة : 18071
-----------------------------------
كريمٌ على العِلاَّتِ جزلٌ عطاؤهُ
يُنيل، وإنْ لم يُعتَمَدْ لنَوالِ
وما الجودُ من يُعطي إذا ما سألتهُ
ولكنَّ من يُعطي بغيرِ سؤالِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وجيشِ كظهرِ اليمِّ تنفحُهُ الصَّبا
وجيشِ كظهرِ اليمِّ تنفحُهُ الصَّبا
رقم القصيدة : 18072
-----------------------------------
وجيشِ كظهرِ اليمِّ تنفحُهُ الصَّبا
يعُبُّ عبوباً من قَناً وقنابلِ
فتنزلُ أُولاهُ وليسَ بنازلٍ
وترْحلُ أخراهُ وليسَ براحلِ
ومُعتَرَكٍ ضَنْكٍ تَعاطَتْ كُماتُهُ
كؤوسَ دِماءٍ من كُلى ً ومَفاصلِ
يديرونها راحاً من الروحِ بينهم
ببيضٍ رقاقٍ أو بسُمرٍ ذوابلِ
وتُسمِعُهُمْ أُمُّ المَنِيَّة ِ وسْطَها
غناءَ صليلِ البيضِ تحتَ المناصلِ(15/364)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا بْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلى
يا بْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلى
رقم القصيدة : 18073
-----------------------------------
يا بْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلى
والجودُ يُعرفُ فَضلُهُ للمُفْضِلُ
نوَّهْتَ بالخلفاءِ بل أخملتَهُمْ
حتى كأنَّ نبيلَهُم لم ينبُلِ
أذكرتَ بل أنسيتَ ما ذكرَ الأُلى
في فعلهم ، فكأنَّهُ لم يُفعلِ
وأتيتَ آخرَهُم ، وأوُكَ فائتٌ
للآخِرين ومُدرِكٌ للأوَّلِ
الآنَ سُميتِ الخلافة ُ باسمها
كالبدْرٍ يُقرنُ بالسِّماك الأعزلِ
تأبى فَعالُكَ أنْ تُقرَّ لآخِرٍ
منهمْ، وجودُكَ أَن يكونَ لأَوَّلِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ويحي قتيلاً ما لهُ منْ عقلِ
ويحي قتيلاً ما لهُ منْ عقلِ
رقم القصيدة : 18074
-----------------------------------
ويحي قتيلاً ما لهُ منْ عقلِ
مِن شادنٍ يهتزُّ مثلَ النَّصلِ
مُكحَّلٍ ما مسَّهُ من كُحلِ
لا تَعذُلاني إِنَّني في شُغلِ
" يا صاحِبَيْ رَحلي أقِلاَّ عذْلي "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً
رقم القصيدة : 18075
-----------------------------------
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً
يُقلِّبُ صفحتيْ سيفٍ صقيلِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وشادنٍ ذي دلالِ
وشادنٍ ذي دلالِ
رقم القصيدة : 18076
-----------------------------------
وشادنٍ ذي دلالِ
مُعصَّبِ بالجمالِ
يضنُّ أنْ يحتويهِ
مَعي ظلامُ الليالي
أَوْ يلتقي في مَنامي
خيالُهُ معْ خيالي
غُصنٌ نَما فوقَ دِعصٍ
يختالُ كلَّ اخْتيالِ
" البطنُ منها خَميصٌ
والوجهُ مثلُ الهِلالِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إليكَ يا غُرَّة َ الهلالِ
إليكَ يا غُرَّة َ الهلالِ
رقم القصيدة : 18077
-----------------------------------
إليكَ يا غُرَّة َ الهلالِ
وبدعة َ الحُسنِ والجمالِ
مدَدتُ كفّاً بها انقباضٌ(15/365)
فأَينَ كفِّي منَ الهلالِ
شكَوتُ ما بي إِليكَ وَجْداً
فلم تَرِقَّ ولم تُبالِ
أَعاضَكَ اللّهُ عَن قريبٍ
حالاً من السُّقم مثلَ حالي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سؤالُ الناسِ مِفتاحٌ عتيدٌ
سؤالُ الناسِ مِفتاحٌ عتيدٌ
رقم القصيدة : 18078
-----------------------------------
سؤالُ الناسِ مِفتاحٌ عتيدٌ
لِبابِ الفقرِ فالْطُفْ في السُّؤالِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهاتَفتْ
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهاتَفتْ
رقم القصيدة : 18079
-----------------------------------
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهاتَفتْ
به نشواتٌ من صباً ودلالِ
كما اهتزَّ بانٌ من أَكاليلِ رَوضة ٍ
تُلاعبُهُ ريحاً صَباً وشمالِ
تعلَّمَ منهُ الهجرَ طيفُ خيالهِ
هُدُوّاً فما يَلقاهُ طَيفُ خيالِ
وأعرضَ حتى عادَ يُعرضُ في المُنى
ويَمنَعُ ذِكراهُ الخُطورَ ببالي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> فصيحنا ببغاء
فصيحنا ببغاء
رقم القصيدة : 1808
-----------------------------------
فصيحنا ببغاء ،
قوينا مومياء ،
ذكينا يشمت فيه الغباء ،
ووضعنا يضحك منه البكاء ،
تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء ،
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء ،
يا أرضنا، يا مهبط الأنبياء ،
قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء ،
يا أرضنا ، ضاع رجاء الرجاء ،
فينا ومات الإباء ،
يا أرضنا ، لا تطلبي من ذلنا كبرياء ،
قومي ا حبلي ثانية ، وكشفي عن رجل لهؤلاء النساء
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي
أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي
رقم القصيدة : 18080
-----------------------------------
أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي
وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ
أطُلاَّبَ ذحلي ليسَ بي غيرُ شادنٍ
بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
أغارَ على قلبي فلما أَتيتُهُ
أطالبُهُ فيهِ ، أغارَ على عقلي
بنفسي التي ضنَّت بردِّ سلامِها(15/366)
ولو سألتْ قتلي وهبْتُ لها قتلي
إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها
فتهجرني هجراً أَلذَّ منَ الوصْل
وإنْ حكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها
ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ
كتمتُ الهوى جهدي فجرَّدهُ الأسى
بماءِ البُكا، هذا يخُطُّ وذا يُملي
وأحببتُ فيها العذْلَ حبّاً لذكرِها
فلا شيءَ في فؤادي منَ العذلِ
أَقولُ لقلبي كلَّما ضامهُ الأسى :
إذا ما أبيتَ العزَّ فاصبرْ على الذُّلِّ
برأيكَ لا رأيي تعرَّضتُ للهوى
وأنركَ لا أمري وفعلِكَ لا فِعْلي
وجدْتُ الهوى نَصلاً لموتيَ مُغمداً
فجرَّدتُهُ ثمَّ اتَّكيت على النَّصلِ
فإن كنتُ مقتولاً على غيرِ ريبة ٍ
فأنتَ الذي عرَّضتَ نفسكَ للقتلِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألا إنَّ إبراهيم لجَّة ُ ساحلِ
ألا إنَّ إبراهيم لجَّة ُ ساحلِ
رقم القصيدة : 18081
-----------------------------------
ألا إنَّ إبراهيم لجَّة ُ ساحلِ
من الجودِ أرسَتْ فوقَ لجَّة ِ ساحلِ
فإشبيلية ُ الزهراءُ تُزهَى بمجدهِ
وقرمونة ُ الغرَّاءُ ذاتُ الفضائلِ
إذا ما تحلَّتْ تلك من نورِ وجههِ
غدتْ هذه للناسِ في زيِّ عاطلِ
وإنْ حلَّ في هذي توحُّشُ هذهِ
فتُهدي برسلٍ نحوَهُ ورسائلِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قلْ ما بدا لكَ وافعلِ
قلْ ما بدا لكَ وافعلِ
رقم القصيدة : 18082
-----------------------------------
قلْ ما بدا لكَ وافعلِ
واقطعْ حِبالكَ أو صلِ
هذا الرَّبيعُ فحيِّهِ
وانزلْ بأكرمِ منزلِ
وصِلِ الذي هو واصِلٌ
وإذا كرِهْتَ فبدِّلِ
وإذا نبا بك منزلٌ
أو مسكنٌ فتحوَّلِ
"وإذا افْتقرتَ فلا تَكُنْ
مُتخشِّعاً وتجمَّلِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لستُ بقاضٍ أَملي
لستُ بقاضٍ أَملي
رقم القصيدة : 18083
-----------------------------------
لستُ بقاضٍ أَملي
ولا بعادٍ أجلي
ولا بمغْلوبٍ على الرزْ
قِ الذي قُدِّرَ لي
ولا بمُعطى ً رزقَ غَيْـ
ـرِي بالشَّقا والعَمَلِ
فليتَ شِعْري، ما الذي(15/367)
أدخلني في شُغلي ؟
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> متى أشفي غليلي
متى أشفي غليلي
رقم القصيدة : 18084
-----------------------------------
متى أشفي غليلي
بنبيلٍ منْ بخيلِ؟
غزالٌ ليسَ لي منهُ
سِوى الحزنِ الطَّويلِ
جميلُ الوجه أََخلاني
منَ الصَّبرِ الجميلِ
حملتُ الضَّيمَ فيهِ من
حسودٍ أََو عَذولِ
"وما ظهري لباغي الضَّيـ
ـمِ بالظَّهر الذَّلولِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي
رقم القصيدة : 18085
-----------------------------------
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي
واشتغالي بكَ عن كلِّ شُغل
يا هلالاً فوق جيد غزالٍ
وقضيباً تحتهُ دِعْصُ رَمْلِ
لا سَلَتْ ـ عاذِلتي ـ عنْه نفسي
أكثري في حبِّهِ أو أقلِّي
شادنٌ يزدهي بخدٍّ وجيدٍ
مائسٌ فاتنٌ بحسنٍ ودلِّ
" ومتى ما يعِ منكَ كلاماً
فتكَلَّمْ فيجِبْكَ بعَقلِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بأبي غزالٌ صدَّ بعدَ وِصالهِ
بأبي غزالٌ صدَّ بعدَ وِصالهِ
رقم القصيدة : 18086
-----------------------------------
بأبي غزالٌ صدَّ بعدَ وِصالهِ
وزَها عليَّ بحُسنِهِ وجمالهِ
سَلبَ الكرَى عَيني وألبَسَها الكَرى
وحَمى خَيالي مِن لقاءِ خيالِهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> خليفة ُ اللّهِ وابنُ عمِّ رسو
خليفة ُ اللّهِ وابنُ عمِّ رسو
رقم القصيدة : 18087
-----------------------------------
خليفة ُ اللّهِ وابنُ عمِّ رسو
لِ اللّهِ، والمصطفى على رُسُلِهْ
هنَّتْكَ نُعمى تَمَّتْ سوابغُها
كما اسْتَتمَّ الهلالُ في كَملِهْ
وجهُ ربيعٍ أتاكَ باكرُهُ
يرفُلُ في حَلْيهِ وفي حُللهْ
كأنَّ أثوابَهُ مُلبِّسة ٌ
أثوابَ غضِّ الزمانِ مُقتبلِهْ
وأقبلَ العيدُ لاهياً جَذلاً
يختالُ في لهوهِ وفي جَذَلِهْ
وجاءكَ الفتحُ ما لهُ مثلٌ
وكلُّ شيءٍ يُعزى إلى مثلهْ
عَفواً وصَفواً غيرَ سَفكِ دمٍ
يقطرُ من بيضهِ ومن أسلِهْ(15/368)
إلا اعتصاماً لضيغمٍ هصِرٍ
تميدُ شمُّ الجبالِ من وجلِهْ
مُظفَّرٌ لا تُردُّ عزْمتُهُ،
ومن يردُّ الكتابَ عن أجلِهْ ؟
إقدام عمرو ، وبأسُ عنترة ٍ
يعجزُ عن كيدهِ وعن حِيلِهْ
نصرٌ منَ اللّهِ قد تضمَّنَهُ
ينهضُ في ريثهِ وفي عجلِهْ
يجري بشأوِ الإمامِ مُنصلتاً
يسبِقُ حُضْرَ الإمامِ في مهلِهْ
إذا انتضاهُ لصرفِ حادثة ٍ
يهتزُّ كالسيفِ سُلَّ من خَللِهْ
فأصبحتْ لَبْلة ٌ مؤمَّنة ً
لا يَعْتدي ذِيبُها على حَملِهْ
قد وقفَ النَّكثُ والخلافُ بها
وقوفَ صبٍّ يبكي على طَللِهْ
كلٌّ بيُمنٍ الإلهِ تمَّ لها
وكلُّ خيرٍ أتى فمن قِبَلهْ
يا رحمة َ اللهِ في برِيَّتهِ
بكَ استقامَ الزمانُ من مَيَلهْ
أنتَ الزمانُ الذي بدولتهِ
يضحكُ سِنُّ لزمان مِن دُوَلِهْ
كم خاملٍ قد رفعتَ همَّتَهُ
ورُدَّ في مالهِ وفي أملِهْ
وكم عديمٍ سَددْتَ خَلَّتَهُ
وكم عليلٍ شَفيتَ من عِللِهْ
سللتَ سيفاً على عِداكَ فما
يقرُّ قلبُ الخلافِ من وهلِهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بل ربَّ مُذْهبة ِ المزاجِ ومُذهَبِ
بل ربَّ مُذْهبة ِ المزاجِ ومُذهَبِ
رقم القصيدة : 18088
-----------------------------------
بل ربَّ مُذْهبة ِ المزاجِ ومُذهَبِ
راحاً براحة ِ ريمهِ وغزالهِ
وكأنَّ كفَّ مديرِها ومُديرِهِ
فلكٌ يدورُ بشمسهِ وهلالهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> شمسٌ تجلَّتْ تحتَ ثوبٍ ظُلَمْ
شمسٌ تجلَّتْ تحتَ ثوبٍ ظُلَمْ
رقم القصيدة : 18089
-----------------------------------
شمسٌ تجلَّتْ تحتَ ثوبٍ ظُلَمْ
سَقيمة ُ الطَّرف بغيرِ سقَمْ
ضاقتْ عليَّ مُذ صَرَّمتْ
حَبلي فما فيها مكانُ قدمْ
شمسٌ وأَقمارٌ يَطوفُ بها
طوْفَ النَّصارى حولَ بيتِ صنَمْ
" النَّشرُ مسكٌ والوجوهُ دَنا
نيرٌ وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ"
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> زنزانة
زنزانة
رقم القصيدة : 1809
-----------------------------------
صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي ،(15/369)
يدهمها المخبر بالهلوع ،
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء ،
ونسبة الحمرة في دمائي ،
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع ،
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع ،
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي ،
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء ،
لانتشل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا وميضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ
يا وميضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ
رقم القصيدة : 18090
-----------------------------------
يا وميضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ
لا عليها بل عليكَ السَّلامْ
إِنَّ في الأُحداج مَقصورة ً
وجْهُها يَهتكُ سِترَ الظَّلامْ
تحسبُ الهجرَ حلالاً لها
وتَرى الوصلَ عليها حرامْ
ما تأسِّيكَ لدارٍ خلَتْ
ولشعْبٍ شَتَّ بعدَ التئامْ
" إنما ذكرُك ما قد مضَى
ضِلَّة ٌ مثلُ حديثِ المنامْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أنتَ بما في نفسهِ أعلمْ
أنتَ بما في نفسهِ أعلمْ
رقم القصيدة : 18091
-----------------------------------
أنتَ بما في نفسهِ أعلمْ
فاحكُمْ بما أحببتَ أن تحكُمْ
ألحاظُه في الحبِّ قد هَتَكتْ
مكتومَهُ والحبُّ لا يُكتَمْ
يا مقلة ً وحشيَّة قتلتْ
نفساً بلا نفسٍ ولم ولم تظلِمْ
قالتْ : تَسلَّيتُ ، فقلتُ : لها
ما بالُ قلبي هائمٌ مُغرمْ؟
"يا أيُّها الزَّاري على عُمرٍ
قد قلتَ فيهِ غير ما تعلمْ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> نفسي فداؤك والأبطالُ واقفة ٌ
نفسي فداؤك والأبطالُ واقفة ٌ
رقم القصيدة : 18092
-----------------------------------
نفسي فداؤك والأبطالُ واقفة ٌ
والموتُ يقسِمُ في أرواحِها النَّقَما
شاركتَ صرفَ المنايا في نُفوسهمُ
حتى تحكَّمتَ فيها مثلَ ما احتَكما
لو تستطيعُ العُلا جاءَتْكَ خاضعة ً
حتى تثقبِّلَ منكَ الكفَّ والقَدَما
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فأينَ الزِّيجُ والقانو
فأينَ الزِّيجُ والقانو
رقم القصيدة : 18093(15/370)
-----------------------------------
فأينَ الزِّيجُ والقانو
نُ والأرْكنْدُ والكمَّهْ ؟
وأينَ السِّندُ هندُ البا
طلُ الجدْوَلُ هل ثَمَّهْ
سِوَى الإفكِ على اللّهِ
تَعالى مُنْشِرِ الرِّمَّهْ
إذا كان أخو النجْمِ
يرَى الغيبَ بما ضَمَّهْ
فلِمْ ذا يطْلُبُ الرزقَ
طِلابَ العاجزِ الهِمَّهْ
وهذي الأرضُ قد وارتْ
كنوزاً عِدَّة ً جَمَّهْ
فلا واللهِ ما للـ
ـه خلقٌ يحتوي علمَهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ
رقم القصيدة : 18094
-----------------------------------
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ
نِيطتْ بساقٍ مِنْ فَوقها قَدَمُ
جوفاءُ، مَضمومة ٌ أَصابعُها
في ساكناتٍ تحريكُها نغمُ
أربعة جُزِّئتْ لأربعة ٍ
أَجزاؤُها بالنُّفوس تَلْتحمُ
أصغرُها في القلوب أكبرُها
يُبْعثُ منهُ الشِّفاءُ والسَّقمُ
إذا أَرنَّتْ بغمزِ لافظِها
قلتَ : حمامٌ يُجيبُهنَّ حمُ
لها لسانٌ بكفِّ ضارِبها
يُعربُ عنها وما لهنَّ فَمُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> صَحيفة ٌ طابَعُها اللُّومُ
صَحيفة ٌ طابَعُها اللُّومُ
رقم القصيدة : 18095
-----------------------------------
صَحيفة ٌ طابَعُها اللُّومُ
عُنوانُها بالجهلِ مَختومْ
يُهْدي لها والخُلفُ في طَيِّها
والمَطلُ والتَّسويفُ واللومُ
من وجهُهُ نَحْسٌ ومن قُربُهُ
رِجْسٌ ومَن عِرفانُهُ شُومُ
لا تهتضِمْ إن بتَّ ضيفاً له
فخُبزُهُ في الجوفِ هاضُومُ
تكْلمُهُ الألحاظُ من رقَّة ٍ
فهْوَ بلحْظِ العَينِ مَكْلومُ
لا تَأْتدِمْ شَيئاً على أكلهِ
فإنَّهُ بالجوعِ مَأدومُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا ويلتا منْ موقفٍ ما بهِ
يا ويلتا منْ موقفٍ ما بهِ
رقم القصيدة : 18096
-----------------------------------
يا ويلتا منْ موقفٍ ما بهِ
أَخْوفُ مِنْ أَنْ يعدِلَ الحاكمُ
أُبارزُ اللهَ بعِصيانِهِ
وليسَ لي من دونهِ راحِمُ !
يا ربِّ غُفرانَك عن مُذنبٍ(15/371)
أسرفَ ، إلا أنَّهُ نادِمُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بنفسيَ مَن مَراشِفُهُ مُدامُ
بنفسيَ مَن مَراشِفُهُ مُدامُ
رقم القصيدة : 18097
-----------------------------------
بنفسيَ مَن مَراشِفُهُ مُدامُ
ومَن لحظاتُ مُقلتهِ سهامُ
ومَن هوَ إنْ بَدا والبَدْرُ تِمٌّ
خَفِيْ منْ حُسنِهِ البدرُ التَّمامُ
أقولُ له ، وقد أبدى صُدوداً
فلا لفظٌ إليَّ ولا ابتسامُ
تكلَّمْ ليسَ يوجعُكَ الكلامُ
ولا يمْحو محاسِنَكَ السَّلامُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> إذا أدارتْ بنانُه قلماً
إذا أدارتْ بنانُه قلماً
رقم القصيدة : 18098
-----------------------------------
إذا أدارتْ بنانُه قلماً
لم تدرِ للشِّبهِ أيُّها القلمُ ؟
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يسعى بها شادنٌ، أناملهُ
يسعى بها شادنٌ، أناملهُ
رقم القصيدة : 18099
-----------------------------------
يسعى بها شادنٌ، أناملهُ
ضَرْبانِ منها العُنّابُ والعَنَمُ
تَنسى به العينُ طَرفَها عَجباً
ويدركُ الوهمَ عنده الوهمُ
كأنَّما لاحظتْ به صَنَماً
يعبدهُ مِن بهائه الصَّنمُ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> هدوء الأرض
هدوء الأرض
رقم القصيدة : 181
نوع القصيدة : -
-----------------------------------
سلامي ياهدوء الأرض هذا أول الإعصار
توحدت بجراحي والمدى وجهي وآياتي
تشربت الهوم وبعض حلم في عيون صغار
وسميت الفضى جلدي وسميت الشجر ذاتي
لذا يممت وجهي عكس وجه الريح والتيار
نعم مادام ذيب الوقت عمدا مطلبه شاتي
رميتك ياحطب ذكراي في برد المسافة نار
وشفتك ياحطب تخلص وأنا بأول مسافاتي
رمادك في يدي شلته سؤال وشوكة استفسار
يجدد بي حريقة وأشتعل تولد بداياتي
وكملت الطريق بحلم باكر تنبت الأشجار
على أرض تسميها احتضاراتي حضاراتي
وباكر أضرب برجلي الصحاري تنفجر أنهار
وأشق البحر بعصا من غصن آهاتي
أقول مسامحك ياللي رفض يدخل معي في الغار
وأقول مسامحك ياعنكبوت عد خطواتي(15/372)
بعدها يرجع العشق القديم لجمرة الأسفار
وأيمم وجهتي ومن ثاني أفرش مصلاتي
أنا وش أطلبك خلاص ماعاد بي أعذار
ألا ياسمعي أجمل دروبي درب زلاتي
كتبت اللي كتبت ولا قصدت ألفت لي الأنظار
ولكن قصدت ألفت لجوع الناس نظراتي
وأنا عامد أوضح شي وأترك شي خلق استار
ولا أقعد ليلة إلا وأغير قاع مرساتي
وأنا شفت الجمال يكون أجمل لو عليه أغبار
لذا لف الغموض أوراق لفتها كتاباتي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> كلمات فوق الخرائب
كلمات فوق الخرائب
رقم القصيدة : 1810
-----------------------------------
قفوا حول بيروت صلوا على روحها واندبوها ،
وشدوا اللحى وانتفوها ،
لكي لا تثيروا الشكوك ،
وسلوا سيوف السباب لمن قيدوها ،
ومن ضاجعوها ،
ومن أحرقوها ،
لكي لا تثيروا الشكوك ،
ورصوا الصكوك
على النار كي تطفئوها ،
ولكن خيط الدخان سيصرخ فيكم : "دعوها" ،
ويكتب فوق الخرائب
" إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أحاطت جنودُ الأرض بابن سوادة ٍ
أحاطت جنودُ الأرض بابن سوادة ٍ
رقم القصيدة : 18100
-----------------------------------
أحاطت جنودُ الأرض بابن سوادة ٍ
وعاجلهُ الحتفُ المتاحُ أشائمهْ
ووافاه خطبٌ لا ينادي وليدهُ
وعاداهُ ليثٌ لا تُرَدُّ عزائمُهْ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ونؤيٍ كدملوجِ الكعابِ ودمنة ٍ
ونؤيٍ كدملوجِ الكعابِ ودمنة ٍ
رقم القصيدة : 18101
-----------------------------------
ونؤيٍ كدملوجِ الكعابِ ودمنة ٍ
تذكِّرُ من وشمِ الخضابِ وسومها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُهْ
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُهْ
رقم القصيدة : 18102
-----------------------------------
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُهْ
وتلاشى لحمهُ ودمهْ
كاتبٌ حنَّتْ صحيفتهُ
وبكى من رَحمة ٍ قلمُهْ
يرفعُ الشّكوى إلى قمرٍ
تَنْجلي عن وجههِ ظُلمُهْ
مَن لِقرنِ الشمسِ جبْهتُه
وللمعِ البرقِ مُبْتسَمُهْ(15/373)
خلِّ عقلي يا مُسَفِّههُ
إنَّ عقلي لستُ أتَّهمُهْ
" فتى عقلٌ يعيشُ بهِ
حَيثُ تَهدي ساقَهُ قدمُهْ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ
كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ
رقم القصيدة : 18103
-----------------------------------
كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ
هلالٌ بدا مَحْقاً على أنَّهُ تِمُّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ
رقم القصيدة : 18104
-----------------------------------
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ
تحتَ الحوادثِ صارمَ العزْمِ
رُعتَ العدوَّ فَما مثُلتَ لهُ
إلا تفزَّعَ منكَ في الحُلْمِ
أضحى لكَ التَّدبيرُ مُطَّرداً
مثلَ اطِّرادِ الفعلِ للإسْمِ
رفعَ العدوُّ إليكَ ناظِرَهُ
فرآكَ مُطَّلعاً معَ النَّجْمِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قالوا: شبابكَ قد مضت أيامهُ
قالوا: شبابكَ قد مضت أيامهُ
رقم القصيدة : 18105
-----------------------------------
قالوا: شبابكَ قد مضت أيامهُ
بالعيشِ، قلتُ: وقد مَضت أيامي
لله ! أية ُ نعمة ٍ كانَ الِّصبا
لو أنَّها وُصلتْ بطولِِ دوامِِ
حسَرَ المشيبُ قِنَاعَهُ عن رأسِهِ
وصَحا العواذلُ بعدَ طُولِ مَلامِ
فكأنَّ ذاكَ العيشَ ظلُّ غَمامَة ٍ
وكأنَّ ذاكَ اللَّهوَ طيفُ منامِِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> جعلَ اللهُ رزقَ كلُّ عدوٍّ
جعلَ اللهُ رزقَ كلُّ عدوٍّ
رقم القصيدة : 18106
-----------------------------------
جعلَ اللهُ رزقَ كلُّ عدوٍّ
لي بكفٍّ لبعضِ مَن لا أُسمِّي
كفِّ من لا يهزُّ عِطفيهِ يوماً
لمديحٍ، ولا يُبالي بذمِّ
يتلقَّى الرجاءَ منهُ بوجهٍ
راشحِ ، الخدِّ والجبينِِ بسمِّ
جئتُه زائراً فما زالَ يشكو
ليَ حتى حسبته سيدمِّي
ألفَ اللؤم فيه من كلِّ طرفٍ
مُعرِقاً فيهِ بينَ خالٍ وعَمِّ
قد نهاني النَّصيحُ عنهُ مراراً
بأبي أنتَ من نصيحٍ وأمّي !(15/374)
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غفلة ٌ
أبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غفلة ٌ
رقم القصيدة : 18107
-----------------------------------
أبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غفلة ٌ
على غفلة ٍ بانَتْ بكلِّ كريمِ
فليتَ الأُلى باتُوا يُفادونَ بالأُلى
أقاموا فيفدى ظاعنٌ بمُقيمِ
ويا ليْتَها الكُبرى فتُطوى سَماؤُنَا
لها، وتُمدُّ الأَرضُ مدَّ أَديمِ
فما الموتُ إلا عيشُ كلِّ مبخَّلٍ
وما العيشُ إلا موتُ كلِّ ذميمِ
وأعذرُ ما أدْمى الجُفونَ منَ البُكا
كريمٌ رأى الدُّنيا بكفِّ لَئيمِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أعاذلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلومي
أعاذلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلومي
رقم القصيدة : 18108
-----------------------------------
أعاذلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلومي
وما بَلَغ الإشراكَ ذَنْبُ عَديمِ
لقد أَسْقطتْ حقِّي عليكِ صَبابتي
كما أسْقطَ الإفلاسُ حقَّ غريمِ
وأعذرُ ما أدْمى الجُفونَ منَ البُكا
كريمٌ رأى الدُّنيا بكفِّ لئمِ
أَرى كلَّ فَدمٍ قَد تَبحْبَحَ في الغِنى
وذُو الظَّرف لاتلْقاهُ غيرَ عَديمِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وكَسا جِسميَ ثوبَ الأَلَمِ
وكَسا جِسميَ ثوبَ الأَلَمِ
رقم القصيدة : 18109
-----------------------------------
..........
وكَسا جِسميَ ثوبَ الأَلَمِ
أيُّها البَينُ، أَقِلْني مرَّة ً
فإذا عُدْتُ فقد حلَّ دمي
يا خَليَّ الذَّرعِ نَمْ في غِبْطَة ٍ
إِنَّ مَن فارقْتَهُ لم يَنَمِ
ولقد هاجَ لقلبي سقَماً
ذِكرُ مَن لو شاءَ داوى سَقَمي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أصنام البشر
أصنام البشر
رقم القصيدة : 1811
-----------------------------------
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر ،
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا ،
وأنا ضعيف ليس لي أثر ،
عار علي السمع والبصر ،
وأنا بسيف الحرف أنتحر ،
وأنا اللهيب وقادتي المطر ،
فمتى سأستعر ؟
لو أن أرباب الحمى حجر ،(15/375)
لحملت فأسا فوقها القدر ،
هوجاء لا تبقي ولا تذر ؛
لكنما أصنامنا بشر ،
الغدر منهم خائف حذر ،
والمكر يشكو الضعف إن مكروا ؛
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر ،
والسلم مختصر ،
ساق على ساق ، وأقداح يعر ش فوقها الخدر ،
وموائد من حولها بقر ،
ويكون مؤتمر ؛
هزي إليك بجذع مؤتمر يسا قط حولك الهذر ،
عاش اللهيب ويسقط المطر
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سيفٌ من الحتْفِ تردَّى بهِ
سيفٌ من الحتْفِ تردَّى بهِ
رقم القصيدة : 18110
-----------------------------------
سيفٌ من الحتْفِ تردَّى بهِ
يومَ الوَغى سَيفٌ منَ الحزمِ
مُواصلاً أعداءهُ عن قِلى ً
لا صلة القُربى ولا الرَّحمِ
وصلٌ يحنُّ الإلفُ من بُغضهِ
شوقاً إلى الهجرانِ والصَّرمِ
حتى إذا نادمَهُمْ سَيفُه
بكلِّ كأسٍ مُرَّة ِ الطَّعمِ
تَرى حُميَّاها بهاماتِهم
تغورُ بينَ الجلدِ والعظمِ
على أَهازيجِ ظُباً بينَها
ما شِئتَ من حذْفٍ ومن خَرْمِ
طاعُوا لهُ من بعِد عِصيانِهم
وطاعة ُ الأعداءِ عن رغمِ
وكم أعدُّوا واستعدوا لهُ
هيهاتَ ليسَ الخَضمُ كالقَضم
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلة َ ظالمِ
يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلة َ ظالمِ
رقم القصيدة : 18111
-----------------------------------
يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلة َ ظالمِ
كم من دَمٍ ظُلماً سَفكتَ بلا دَمِ!
أوَجدْتِ وصْلي في الكتاب مُحرَّماً
ووجدْتِ قَتْلي فيهِ غيرَ مُحرَّمِ
كم جنة ٍ لكِ قد سكنتُ ظِلالها
مُتفكِّهاً في لذَّة ٍ وتَنعُّمِ!
وشربتُ في خمرِ العيونِ تَعلُّلاً
فإذا انتشَيْتُ أَجودُ جودَ المِرْزَمِ
"وإذا صحَوْتُ فما أقصِّرُ عن ندى ً
وكما علمتِ شَمائلي وتكرُّمي"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلة ٌ
أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلة ٌ
رقم القصيدة : 18112
-----------------------------------
أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلة ٌ
أَوْحتْ إليَّ جُفونُها بسَلامِ(15/376)
وتطلَّعتْ بينَ الحُدوجِ ، كأنَّها
شمسٌ تَطلَّعُ في خِلالِ غَمامِ
وشكَتْ تباريحَ الصبابة ِ والهوى
بمدامعٍ نَطقتْ بغَيرِ كلامِ
كمهاة ِ رملٍ قد تَربَّعتِ الحِمى
بينَ الظِّباءِ العُفر والآرامِ
حتَّى إذا ضَربَ المُضيفُ رُواقَهُ
صافَتْ بظلِّ أراكَة ٍ وبَشامِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ظالمتي في الهوى ، لاتَظلمي
ظالمتي في الهوى ، لاتَظلمي
رقم القصيدة : 18113
-----------------------------------
ظالمتي في الهوى ، لاتَظلمي
وتَصْرمي حبلَ من لم يصْرِمِ
أهكذا باطلاً عاقبتني ؟
لا يرحمُ اللهُ من لم يرحمِ
قَتلتِ نفساً بلا نفسٍ، وما
ذنبٌ بأعظمَ من سَفكِ الدم!
لمثلِ هذا بكَتْ عيني ولا
للمنزلِ القفرِ وللأَرْسُمِ
" ماذا وقوفي على رسمٍ عفا
مُخلوْلقٍ دارِسٍ مُسْتعجمِ ؟ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يَخرُجْنَ من فُرُجاتِ النَّقعِ دامية ً
يَخرُجْنَ من فُرُجاتِ النَّقعِ دامية ً
رقم القصيدة : 18114
-----------------------------------
يَخرُجْنَ من فُرُجاتِ النَّقعِ دامية ً
كأنَّ آذانها أطرافُ أقلامِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ما كلَّما بل ربَّما عبثَ البُكا
ما كلَّما بل ربَّما عبثَ البُكا
رقم القصيدة : 18115
-----------------------------------
ما كلَّما بل ربَّما عبثَ البُكا
بدموعِ عينكَ من بُكاءِ حمامِ
وإذا الشمالُ معَ العشيِّ تنسَّمتْ
هاجَ التنسُّمُ لي دفينَ سقامِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ومُدامة ٍ صلَّى الملوكُ لوجهِها
ومُدامة ٍ صلَّى الملوكُ لوجهِها
رقم القصيدة : 18116
-----------------------------------
ومُدامة ٍ صلَّى الملوكُ لوجهِها
من كثرة ِ التَّبجيلِ والتعظيمِ
رقَّتْ حُشاشَتُها ورقَّ أديمُها
فكأنها شيبتْ من التَّسنيمِ
وكأنَّ عينَ السَّلسبيلِ تفجَّرتْ
لكَ عن رحيقِ الجنة ِ المختومِ
راحٌ إذا اقترنتْ عليكَ كؤوسها
خِلتَ النجومَ تَقارنتْ بنجومِ(15/377)
تجري بأكنافِ الرياضِ وما لها
فلكٌ سِوَى كفِّي وكفِّ نديمي
حتى تخالَ الشمسَ يُكسَفُ نورُها
والأرضَ تُرعدُ رِعدة َ المحمومِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ألا إنَّما الدنيا كأحلامِ نائمٍ
ألا إنَّما الدنيا كأحلامِ نائمٍ
رقم القصيدة : 18117
-----------------------------------
ألا إنَّما الدنيا كأحلامِ نائمٍ
وما خيرُ عيشٍ لا يكون بدائمِ
تأمَّلْ إذا ما نلتَ بالأمسِ لذَّة ً
فأَفنَيْتَها، هل أنتَ إلا كحالمِ
وما الموتُ إلا شاهدٌ مثلُ غائبٍ
وما الناسُ إلا جاهلٌ مثلُ عالمِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> مظلومة ٌ باللحظِ وَجْنتُها
مظلومة ٌ باللحظِ وَجْنتُها
رقم القصيدة : 18118
-----------------------------------
مظلومة ٌ باللحظِ وَجْنتُها
وجفونُها جُبلتْ على الظُّلْمِ
وكأنَّ عينَيْها تَضمَّنتا
ما في فؤادكَ من جوى السُّقْمِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أيا ويحَ نفسي وويلَ أُمِّها
أيا ويحَ نفسي وويلَ أُمِّها
رقم القصيدة : 18119
-----------------------------------
أيا ويحَ نفسي وويلَ أُمِّها
لما لقيَتْ من جوَى همِّها
فديتُ التي قَتلتْ مُهْجتي
ولم تتَّقِ اللهَ في ذمِّها
أغُضُّ الجفونَ إذا ما بدَتْ
وأكني إذا قيل لي : سمِّها
أُداري العيونَ وأخشَى الرقيبَ
وأرصُدُ غَفْلة َ قيِّمِّها
" سَبَتْني بجيدٍ وخدٍّ ونحرٍ
غداة َ رمَتْني بأسهُمِّها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> على باب الشعر
على باب الشعر
رقم القصيدة : 1812
-----------------------------------
حين وقفت بباب الشعر ،
فتش أحلامي الحراس ،
أمروني أن أخلع رأسي ،
وأريق بقايا الإحساس ،
ثم دعوني أن أكتب شعرا للناس ،
فخلعت نعالي بالباب وقلت خلعت الأخطر يا حراس ،
هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ما لليلى تبدَّلتْ
ما لليلى تبدَّلتْ
رقم القصيدة : 18120
-----------------------------------(15/378)
ما لليلى تبدَّلتْ
بعدَنا ودَّ غيرنا؟
أرهقتْنا ملامة ً
بعدَ إيضاحِ عُذْرِنا
فسلوْنَا عن ذكرِها
وتسلَّتْ عن ذكرنا
لم نقلْ إذ تحرَّمتْ
واستهلَّتْ بهجرِنا
"ليتَ شِعري ماذا تَرى
أمُّ عمروٍ في أَمرنا "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لا بيتَ يُسْكَنُ إلا فارقَ السَّكَنا
لا بيتَ يُسْكَنُ إلا فارقَ السَّكَنا
رقم القصيدة : 18121
-----------------------------------
لا بيتَ يُسْكَنُ إلا فارقَ السَّكَنا
ولا امْتَلا فَرَحاً إلا امْتَلا حَزَنا
لهْفاً على ميِّتٍ ماتَ السرورُ بهِ
لو كانَ حيّاً لأَحْيا الدِّينَ والسُّنَنا
واهاً عليك أبا بكرٍ مُردَّدة ً
لو سكَّنَتْ ولَهاً أو فتَّرتْ شَجِنا
إذا ذكرتُكَ يوماً قلتُ: واحَزَنا
وما يَرُدُّ عليكَ القولُ: واحَزَنا
يا سَيِّدي، ومراحُ الرُّوحِ في بَدَني
هَلاّ دَنا الموتُ منّي حيثُ مِنكَ دنا
حتى يعودَ بنا في قَعرِ مُظلمة ٍ
لحْدٌ ، ويُلبسَنا في واحدٍ كَفَنا
يا أطيبَ الناسِ رُوحاً ضمَّهُ بَدَنٌ
أَستودعُ اللّهَ ذاك الروحَ والبَدَنا
لو كنتُ أُعطَى به الدُّنيا مُعاوَضَة ً
منهُ ، لما كانت الدُّنيا له ثمنا
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تسكنُ ظلَّهُ
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تسكنُ ظلَّهُ
رقم القصيدة : 18122
-----------------------------------
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تسكنُ ظلَّهُ
فانظرْ لنفسكَ أي ظلٍّ تسكنُ؟
وانْهَ المَشيبَ عن الصِّبا لو أنَّهُ
يدلي بحجتهِ إِلى من يلقنُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ومعشرٍ تنطقُ أقلامهم
ومعشرٍ تنطقُ أقلامهم
رقم القصيدة : 18123
-----------------------------------
ومعشرٍ تنطقُ أقلامهم
بحكمة ٍ تَلقَنُها الأَعينُ
تلفِظُها في الصكِّ أَقلامُهُمْ
كأنَّما أقلامُهُمْ ألسُنُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافة ً
عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافة ً
رقم القصيدة : 18124(15/379)
-----------------------------------
عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافة ً
ومعناهُ ضخمٌ ما أَردتُ سمينُ
وأعجبُ من هذين أنَّ بيانهُ
حياة ٌ لأرباب الهوى ومنونُ
زَحمْتَ به في غُنجها مُقَلَ الدُّمَى
وعلَّمتَ سثمرَ النَّفْثِ كيف يكونُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ومُغبرِّ السماءِ إذا تَحلَّى
ومُغبرِّ السماءِ إذا تَحلَّى
رقم القصيدة : 18125
-----------------------------------
ومُغبرِّ السماءِ إذا تَحلَّى
يغادرُ أرضَه كالأرجوانِ
سَمَوتُ له سموَّ النقعِ فيه
بكلِّ مُذَلِّقٍ سَلِبِ السِّنَانِ
وكلِّ مُشَطَّبِ المتْنينِ صافٍ
كلَونِ الملحِ مُنْصَلتٍ يماني
كأنَّ نهارَهُ ظلماءُ ليلٍ
كواكبُهُ منَ السُّمْرِ اللِّدانِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أما والَّذي سوَّى السَّماءَ مكانها
أما والَّذي سوَّى السَّماءَ مكانها
رقم القصيدة : 18126
-----------------------------------
أما والَّذي سوَّى السَّماءَ مكانها
ومن مرجَ البحرينِ يلتقيانِ
ومَن قامَ في الأَوْهامِ مِن غيرِ رُؤية ٍ
بأثبتَ من إدراكِ كُلِّ عيانِ
لما خُلقتْ كفاكَ إلاّ لأربعٍ
عقائلَ لم يُخْلقْ لهنَّ يدانِ
لتقبيلِ أفواهٍ ، وإعطاءِ نائلٍ ،
وتقليبِ هنديٍّ ، وحَبسِ عِنانِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بَكَرتْ عليَّ عَواذلي تَلْحَيْنَني
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي تَلْحَيْنَني
رقم القصيدة : 18127
-----------------------------------
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي تَلْحَيْنَني
وعلى الذي لم يعدُ بي أعدينني
إِيهاً عليكَ فقد كبرتَ عن الصِّبا
ونَهى المشيبُ عنِ الذي تَنْهَيْنَني
أَنَّى وكيفَ وقد رأينَ تغيُّري
عن عهدهِنَّ إذا العيونُ رأيْنني ؟
وعلى مُفارَقَة ِ الشَّبابِ شَمتْنَ بي
وعلى مُعاداة ِ الصِّبا عادَيْنَني
أدْنَيْنني حتى إذا التهَبَ الجَوى
أقْصَيْنَني أضعافَ ما أذْنَينَني
وفَتَنَّني بِلواحظٍ تَشكو الضَّنى
دائي بِهنَّ وربَّما داوَيْنَني(15/380)
يُذكينَ في قلبي وبينَ جوانحي
حُرَقاً بنارِ جَحيمها أَصليْنني
يا بْنَ الخَلائفِ إنَّ أيامَ الغِنَى
أبَّامُكَ الغُرُّ التي أغْنَيْنني
بِنوالِها وسجالِها وثِمالِها
أسْقَيْنَني حتى لقد أرْوَيْنني
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قد صرَّحَ الأَعداءُ بالبَينِ
قد صرَّحَ الأَعداءُ بالبَينِ
رقم القصيدة : 18128
-----------------------------------
قد صرَّحَ الأَعداءُ بالبَينِ
وأشرقَ الصُّبحُ لذي العَينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> قالوا شبابُكَ قد ولَّى ، فقلتُ لهمْ :
قالوا شبابُكَ قد ولَّى ، فقلتُ لهمْ :
رقم القصيدة : 18129
-----------------------------------
قالوا شبابُكَ قد ولَّى ، فقلتُ لهمْ :
هل من جديدٍ على كرِّ الجديدينِ ؟
صِلْ من هِويتَ وإنْ أبدى مُعاتَبة ً
فأَطيبُ العيشِ وصْلٌ بينَ إلفينِ
واقطَعْ حبائلَ خلٍّ لا تلائمُهُ
فربَّما ضاقَتِ الدُّنيا على اثْنينِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اللغز
اللغز
رقم القصيدة : 1813
-----------------------------------
قالت أمي مرة :
يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره ،
" تابوت قشرته حلوى ،
ساكنة خشب والقشرة" ،
قالت أختي: " التمرة " ،
حضنتها أمي ضاحكة لكني خنقتني العبرة ،
قلت لها : " بل تلك بلادي "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ
رقم القصيدة : 18130
-----------------------------------
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ
فقد تَحيَّرَ فِكْري بينَ هّذينِ!
إنْ قلتُ: بحرٌ، وجدتُ البحرَ مُنْحَسِراً
وبحرُ جودِكَ ممتدُّ العُبابَينِ
أو قلتُ : بدراً ، رأيتُ البدرُ منتقصاً
فقلتُ: شَتَّانَ ما بينَ اليزيدينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> فكيفَ ولي قلبٌ إذا هبَّتِ الصِّبا
فكيفَ ولي قلبٌ إذا هبَّتِ الصِّبا
رقم القصيدة : 18131
-----------------------------------(15/381)
فكيفَ ولي قلبٌ إذا هبَّتِ الصِّبا
أَهابَ بشوقٍ في الضُّلوعِ مَكينِ
ويهتاجُ قلبي كَّما كان ساكناً
دُعاءُ حمامٍ لم يَبِتْ بوكونِ
وإنَّ ارْتياحي مِن بُكاءِ حَمامة ٍ
كذِي شَجنٍ داوَيتُهُ بشُجونِ
كأنَّ حَمام الأَيكِ لمَّا تجاوَبَتْ
حزينٌ بكى من رحمة ٍ لحزينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> كِلاني لِما بي عاذِليَّ كَفاني
كِلاني لِما بي عاذِليَّ كَفاني
رقم القصيدة : 18132
-----------------------------------
كِلاني لِما بي عاذِليَّ كَفاني
طويتُ زماني برهة ً وطواني
بليتُ وأبلتْني الليالي بكرِّها
وصرفانِ للأيامِ معْتَوِرانِ
وما ليَ لا أبكي لسبعينَ حجَّة َ
وعشرٍ أتتْ من بعدِها سنَتانِ ؟
فلا تسألاني عن تباريحِ علَّتي
ودونَكما مني الذي تَرَيانِ
وإني بحمد اللّهِ راجٍ لفضلهِ
ولي من صمان اللّه خَيرُ ضمانِ
ولستُ أُبالي عن تباريحِ علَّتي
إذا كان عقلي باقياً ولساني
هُما ما هما في كلِّ حالٍ تُلمُّ بي
فذا صارِمي فيها وذاكَ سِناني
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سَلبتَ الرُّوحَ مِنْ بَدني
سَلبتَ الرُّوحَ مِنْ بَدني
رقم القصيدة : 18133
-----------------------------------
سَلبتَ الرُّوحَ مِنْ بَدني
ورُعتَ القلبَ بالحزَنِ
فلي بَدَنٌ بلا رُوحٍ
ولي رُوحٌ بلا بَدَنِ
قرنتَ معَ الرَّدى نفسي
فَنفْسي وهْوَ في قَرَنِ
فليتَ السِّحرَ منْ عينيـ
ـكَ لم أَرَهُ ولم يَرَني
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> تُعلِّلُنا "أُمامة ُ" بالأَماني
تُعلِّلُنا "أُمامة ُ" بالأَماني
رقم القصيدة : 18134
-----------------------------------
تُعلِّلُنا "أُمامة ُ" بالأَماني
ولجَّ بنا البُعادُ منَ التَّداني
إذا ما قلتُ : أينَ الوصلُ ؟ قالتْ :
طلبتَ العزَّ في دارِ الهوانِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ولو شئتُ راهنْتُ الصَّبابَة َ والهَوى
ولو شئتُ راهنْتُ الصَّبابَة َ والهَوى
رقم القصيدة : 18135(15/382)
-----------------------------------
ولو شئتُ راهنْتُ الصَّبابَة َ والهَوى
وأَجريتُ في اللذاتِ مِن مِئتينِ
وأسلبتُ من ثوبِ الشَّباب ، وللصِّبا
عليَّ رداءٌ مُعْلمُ الطَّرفينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> صَحا القلبُ إلا نَظرة ً تَبعثُ الأَسى
صَحا القلبُ إلا نَظرة ً تَبعثُ الأَسى
رقم القصيدة : 18136
-----------------------------------
صَحا القلبُ إلا نَظرة ً تَبعثُ الأَسى
لها زَفرة ٌ مَوصولة ٌ بحنينِ
بلى ربَّما حلَّتْ عُرى عَزَماتِهِ
سوالفُ آرامٍ وأعينُ عينِ
لَواقطُ حبَّاتِ القُلوبِ، إذا رنَتْ
بسحرِ عُيونٍ وانْكِسارِ جُفونِ
ورَيطٌ منَ الموشيِّ أينعَ تحتهُ
ثمارُ صدورٍ لا ثِمارُ غُصونِ
بُرودٌ كأنوارِ الربيع لبسْنَها
ثيابُ تَصابٍ لاثيابُ مُجونِ
فَرَينَ أَديمَ الليلِ عن نُورِ أَوجهٍ
تُجَنُّ بها الألبابُ أيَّ جنونِ
وجوهٌ جرى فيها النَّعيمُ فكُلِّلتْ
بوردِ خُدودٍ يُجْتنى بعيونِ
سألبسُ للأحزانِ ثوبَ تصبُّرٍ
وإنْ لم يكُنْ عندَ اللِّقا بحَصينِ
فكيفَ ولي قلبٌ إذا هبَّتِ الصَّبا
أهابَ بشوقٍ في الفؤادِ كمينِ
ويهتاجُ منه كلَّ ما كانَ ساكناً
دعاءُ حمامٍ لم يبِتْ بوُكونِ
وإِنَّ ارْتياحي من بكاءِ حَمامة ٍ
كذي شجنٍ داويتُهُ بشُجونِ
كأَنَّ حَمامَ الأيكِ، حينَ تَجاوبَتْ،
حزينٌ بكى من رحمة ٍ لحزينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ
رقم القصيدة : 18137
-----------------------------------
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ
يُجتنى من خُوطِ رَيْحانِ
أَيُّ وردٍ فوقَ خدٍّ بدا
مُستنيراً فوقَ سُوسانِ
وثنٌ يُعبدُ في روضة ٍ
صيغَ من درٍّ ومرْجانِ
من رأى الذَّلفاءَ في خَلوة ٍ
لم يرَ الحدَّ على الزَّاني
"إنَّما الذَّلفاءُ ياقوتة ٌ
أُخرِجَتْ من كيسِ دِهقانِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أهدتْ إليكَ حُمَيّاها بكأسينِ
أهدتْ إليكَ حُمَيّاها بكأسينِ
رقم القصيدة : 18138(15/383)
-----------------------------------
أهدتْ إليكَ حُمَيّاها بكأسينِ
شمسٌ تَدبَّرَتْها بالكفِّ والعينِ
يسعى بتلك وهذي شادنٌ غَنِجٌ
كأنه قمرٌ يسعَى بنجمينِ
كأنَّه حين يمشي في تأوُّدهِ
قضيبُ بانٍ تَثنَّى بينَ ريحينِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ
رقم القصيدة : 18139
-----------------------------------
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ
ما يرى سَلكهُ سوَى الآذانِ
تَنفثُ السِّحرَ بالبيانِ من القو
لِ ولا سحرَ مثلُ سحرِ البيانِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لبنان الجريح
لبنان الجريح
رقم القصيدة : 1814
-----------------------------------
صفت النية يا لبنان ، صفت النية ، لم نهملك ولكن كنا مختلفين على تحديد الميزانية ،
كم تحتاج من التصفيق ؟
ومن الرقصات الشرقية ؟
ما مقدار جفاف الريق في التصريحات الثورية ؟
وتداولنا في الأوراق، حتى أذبلها ا لتوريق ،
والحمد له صفت النية ، لم يفضل غير التصفيق ،
وسندرسه ، في ضوء تقارير الوضع بموزنبيق ،
صفت النية ، فتهانينا يا لبنان ،
جامعة الدول ا لعرية تهديك سلاما وتحية ،
تهديك كتيبة ألحان ، ومبادرة أمريكية
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَلحاظُ عيني تَلْتهي
أَلحاظُ عيني تَلْتهي
رقم القصيدة : 18140
-----------------------------------
أَلحاظُ عيني تَلْتهي
في رَوضِ وردٍ يَزْدَهي
رَتَعتْ بها وتَنزَّهتْ
فيها ألذَّ تنزُّهِ
يأيُّها الخِنثُ الجفو
نَ بنَخْوة ٍ وتكرُّهِ
والمُكْتسي غُنجاً ، أما
تَرثي لأَشعثَ أَمرهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أطلالُ لهْوكَ قد أقْوتْ مَغانيها
أطلالُ لهْوكَ قد أقْوتْ مَغانيها
رقم القصيدة : 18141
-----------------------------------
أطلالُ لهْوكَ قد أقْوتْ مَغانيها
لم يبقَ من عهدها إلا أثافيها
هذي المفارقُ قد قامَتْ شواهدُها
على فنائِكَ والدُّنيا تُزكِّيها(15/384)
الشَّيبُ سُفْتجة ٌ فيها مُعَنْوَنَة ٌ
لم يَبقَ للموتِ إلا أَنْ يُسحِّيها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وربَّ مُلتفَّة ِ العوالي
وربَّ مُلتفَّة ِ العوالي
رقم القصيدة : 18142
-----------------------------------
وربَّ مُلتفَّة ِ العوالي
يلتمعُ الموتُ في ذُراها
إذا توطَّتْ حُزونَ أرضٍ
طُحْطِحتِ الشُّمُّ من رُباها
يقودُها منهُ ليثُ غابٍ
إذا رأى فرصة ً قضاها
تمضي بآرائهِ سُيوفٌ
يستبقُ الموتُ في ظُباها
بيضٌ تُحلُّ القلوبَ سُوداً
إذا انتَضى عزمَهُ انتَضاها
تَتْبعُهُ الطَّيرُ في الأَعادي
تجني كَلا العشبِ من كُلاها
أقْدمَ إذ كاعَ كُلُّ ليثٍ
عن حَومة ِ الموتِ إذ رآها
فأقحمَ الخيلَ في غِمارٍ
تَفغَرُ بالموتِ لَهْوَتاها
عنتْ لهُ أوجُ المنايا
فعافَها القومُ واشْتَهاها
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا هلالاً في تجلِّيهِ
يا هلالاً في تجلِّيهِ
رقم القصيدة : 18143
-----------------------------------
يا هلالاً في تجلِّيهِ
وقضيباً في تثنِّيهِ
والذي لسْتُ أُسمِّيـ
ـهِ ولكنِّي أُكنِّيهِ
شادنٌ ما تَقْدرُ العيْـ
ـنُ تراهُ من تلاليهِ
كلَّما قابلَهُ شخـ
ـصٌ رأى صُورتَهُ فيهِ
" لانَ حتى لو مَشى الذَّرْ
رُ عليهِ كادَ يُدْميهِ "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> بزمامِ الهوى أَمُتُّ إليهِ
بزمامِ الهوى أَمُتُّ إليهِ
رقم القصيدة : 18144
-----------------------------------
بزمامِ الهوى أَمُتُّ إليهِ
وبحُكم العُقارِ أَقضي عليهِ
بأبي مَنْ زَها عليَّ بوجْهٍ
كادَ يَدْمى لمَّا نظرتُ إليه
كلَّما علَّني منَ الرَّاحِ صِرْفاً
علَّني بالرُّضابِ مِنْ شَفَتيهِ
ناولَ الكأسَ واسْتمالَ بلحظٍ
فَسقَتْني عَيناهُ قَبلَ يَديهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> يا غافلاً ما يرى إلا محاسنهُ
يا غافلاً ما يرى إلا محاسنهُ
رقم القصيدة : 18145
-----------------------------------
يا غافلاً ما يرى إلا محاسنهُ(15/385)
ولو دَرَى ما رأى إلا مَساوِيهِ
انظُرْ إلى باطنِ الدُّنيا، فظاهرُها
كُلُّ البهائمِ يجري طرفُها فيهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ونائحٌ في غُصونِ الأيكِ أرَّقني
ونائحٌ في غُصونِ الأيكِ أرَّقني
رقم القصيدة : 18146
-----------------------------------
ونائحٌ في غُصونِ الأيكِ أرَّقني
وما عُنيتُ بشيءٍ ظَلَّ يَعْنيهِ
مُطَوَّقٍ بعقودٍ ما تُزايلُهُ
حتى تُزايلُهُ إحدى تَراقيهِ
قد باتَ يَبكي لشجوٍ ما دَرِيتُ بهِ
وبتُّ أبكي بشجوٍ ليس يدريهِ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ولربَّ نائمة ٍ على فَنَنٍ
ولربَّ نائمة ٍ على فَنَنٍ
رقم القصيدة : 18147
-----------------------------------
ولربَّ نائمة ٍ على فَنَنٍ
تُشْجي الخليَّ وما بهِ شجوُ
وتَغرَّدتْ في غصنِ أيكتِها
فكأنما تغريدُها شَدْوُ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> أَطْفتْ شَرارة َ لهوي
أَطْفتْ شَرارة َ لهوي
رقم القصيدة : 18148
-----------------------------------
أَطْفتْ شَرارة َ لهوي
ولوتْ بشدَّة ِ عَدْوي
شُعلٌ عَلْنَ مفارقي
ومَضتْ ببهْجَة ِ سَرْوي
لما سَلكْتُ عَروضَها
ذهبَ الزِّحاف بِحَزوي
" يأيُّها الشادي ، صَهٍ
ليْسَتْ بساعة ِ شَدْوِ"
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> لا تَبكِ ليلى ولا ميَّه
لا تَبكِ ليلى ولا ميَّه
رقم القصيدة : 18149
-----------------------------------
لا تَبكِ ليلى ولا ميَّه
ولا تندُبَنْ راكباً نِيَّه
وبكِّ الصِّبا إذ طَوى ثوبَهُ
فلا أحدٌ ناشرٌ طَيَّه
ولا القلبُ ناسٍ لِما قد مَضى
ولا تاركٌ أبداً غيَّه
ودعْ قولَ باكٍ على أَرسُمِ
فليسَ الرَسومُ بمَبْكيَّه
"خَليليَّ عُوجا على رسمِ دارٍ
خلتْ من سُليمى ومن ميَّه "
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شعراء البلاط
شعراء البلاط
رقم القصيدة : 1815
-----------------------------------
من بعد طول الضرب والحبس ،
والفحص ، والتدقيق ، والجس ،
والبحث في أمتعتي ، والبحث في جسمي،(15/386)
وفي نفسي ،
لم يعثر الجند على قصيدتي،
فغادروا من شدة اليأس ،
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي ،
فأطلق الجند شراح جثتي وصادروا رأسي ،
تقول لي والدتي : " يا ولدي ، إن شئت أن تنجو من النحس ،
وأن تكون شاعرا محترم الحس ،
سبح لرب العرش ، واقرأ آية الكرسي "
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> وجْنة ٌ كالربيع جادَ عليها
وجْنة ٌ كالربيع جادَ عليها
رقم القصيدة : 18150
-----------------------------------
وجْنة ٌ كالربيع جادَ عليها
من حياءِ لا من حَياً وسميُّ
ووجوهٌ قلَّبتُهاكالدَّنانيـ
ـرِ ومثلي لمثلِها صيرَفيُّ
تَتَهادى الرياحُ منها نسيماً
شابهُ عنبرٌ ومسكٌ ذكيُّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ورُضابٍ كأنه ما يَمُجُّ النْـ
ورُضابٍ كأنه ما يَمُجُّ النْـ
رقم القصيدة : 18151
-----------------------------------
ورُضابٍ كأنه ما يَمُجُّ النْـ
ـنَحلُ طِيباً وما يَسُحُّ الحَبيُّ
عَلَّنيهِ بدرٌ من الإنسِ يا مَنْ
ظنَّ بالبدرِ أنه إنسيُّ !
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> ورديَّة ٌ يحملُها شادنٌ
ورديَّة ٌ يحملُها شادنٌ
رقم القصيدة : 18152
-----------------------------------
ورديَّة ٌ يحملُها شادنٌ
في مُشْربِ الحمرة ِ ورديِّ
كأنه والكأسُ في كفِّهِ
بدرُ دُجى ً يَسعَى بدرِّيِّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> منظومة ٌ هُذِبَ ألفاظُها
منظومة ٌ هُذِبَ ألفاظُها
رقم القصيدة : 18153
-----------------------------------
منظومة ٌ هُذِبَ ألفاظُها
ليستْ منَ الشِّعرِ الحجازيِّ
لكنَّها في الصَّوغِ نَجْديَّة ٌ
صاحبُها ليسَ بنجدِيِّ
كوفيَّة ُ الإبداعِ بَصريَّة ٌ
لغيرِ كوفيٍّ وبَصْريِّ
كأنَّها شاذورة ٌ عُلِّقتْ
بوجهِ دينارٍ هِرَقْلِيِّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> هنا تَفْنَى قَوافي الشِّعـ
هنا تَفْنَى قَوافي الشِّعـ
رقم القصيدة : 18154
-----------------------------------(15/387)
هنا تَفْنَى قَوافي الشِّعـ
ـرِ في هذا الروِيِّ
قوافٍ أُلبِستْ حَلْياً
من الحُسنِ البديِّ
تعالتْ عن جريرٍ بلْ
زهيرٍ بل عَدِيِّ
العصر الأندلسي >> ابن عبد ربه >> سُبحانَ مَن لم تَحوِهِ أَقطارُ
سُبحانَ مَن لم تَحوِهِ أَقطارُ
رقم القصيدة : 18155
-----------------------------------
سُبحانَ مَن لم تَحوِهِ أَقطارُ
ولم تكنْ تُدركُهُ الأَبصارُ
ـناكَ من خوطِ بانة ٍ بيضاءَ
ومن عنت لوجهه الوُجوهُ
فما له نِدٌّ ولا شَبيهُ
أن يُعرفَ التحريكُ والسُّكُونُ
داءَك في الإملالِ والقريضِ
سبحانَه مِن خالقٍ قديرِ
وعالمٍ بخلقهِ بصيرِ
وأوَّلٍ ليس له ابتداءُ
وآخرٍ ليس له انتهاءُ
كنتُ استصعبُ الجفاءَ ، فلما
أوسعنا إحسانُه وفضلُهُ
وعَزَّ أَن يكونَ شيءٌ مثلُهُ
في الفصلِ والغائي والابتداءِ
وجلَّ أنْ تُدْركهُ العيونُ
أو يَحْوياه الوهم والظنونُ
حَركتانِ غَيْرُ ذي تَنوينِ
لكنَّهُ يُدرَك بالقَريحَه
والعَقلِ والأَبنية ِ الصَّحيحَه
أيها العاذلاتُ في الحبِّ ، إنَّ الـ
ـعذلَ في الحبِّ ينتهي إغراءَ
وهذه من أثبت المعارف
في الأَوْجهِ الغامضَة ِ اللَّطائفْ
مُجازفاً إذ خانَهُ الدَّليلُ
ولا يكونُ في سوى ذي الأَربعَهْ
مَعْرفة ُ العَقْل من الإِنسانِ
أثبتُ من معرفة ِ العِيانِ
بَدِيعة ٌ أَحْكم في تَدْبيرِها
فالحمْدُ لِلّهِ على نَعْمائِهِ
حمداً جزيلاً وعلى آلائِهِ
سالمة ً من أَجمعِ الزِّحافِ
لا كُلِّ ما تخُطُّهُ اليَدانِ
ستة اربع عشرة وثلاثمائة لم يَ
غْزُ فيها وغَزَتْ قُوَّادُهُ
أَما تَراهُ في هَوانٍ يرتَعُ
بِعَسْكرٍ يَسْعرُ مِن حُماتِهِ
وأصلُها معرفة ُ اللِّسانِ
وإنَّما أَجازَه الخليلُ
تتعبُ النفسَ ، هل تنالُ السماءَ؟
فاستنزلَ الوحشَ مِنَ الهضابِ
كأَنَّما حُطَّتْ منَ السَّحابِ
أسرتي ، لا أقولُ فخراً ، سراة ٌ
حسبهمْ ذاكَ ، مفخراً وسناءَ
فأَذعنتْ مُرَّاقُها سِراعَا
وأقبلتْ حُصونُها تداعَى
ثم أتى به إلى الإمامِ(15/388)
مَشْحوذة ٍ على دُروعِ الحَزْم
كادتْ لها أَنفُسُهُمْ تَجودُ
وكادتِ الأرضُ بهم تَميدُ
لولا الإلهُ زُلزلتْ زِلزالَها
وأخْرَجتْ من رَهْبة ٍ أثقالَها
فأَنزلَ الناسَ إلى البَسيطِ
وقَطَّع البَيْنَ منَ الخَليطِ
وافتتحَ الحُصونَ حِصناً حِصنا
وأَوْسعَ الناسَ جميعاً أَمْنا
ولم يَزْلْ حتى انْتحى جَيَّانا
فلم يَدَعْ بأَرْضِها شَيطانا
أَسبابَ مَن أَصبح فيه خالعا
قد عَقَد الإلَّ لهم والذِّمَّه
ثم انتَحى من فَورِه إلْبيرَهْ
وهي بِكلِّ آفة ٍ مشهورَهْ
فداسَها بِخَيلهِ ورَجْلهِ
حتى توطَّأ خدَّها بِنَعْلهِ
ولم يدعْ من جِنِّها مريدا
بها ولا من إنسها عَنيدا
إلا كَساهُ الذُّلَّ والصَّغارا
وعمَّهُ وأهلهُ دمارا
فما رأيتُ مثلَ ذاكَ العامِ
ومثلَ صُنعِ اللّه للإِسلامِ
فانصرفَ الأَميرُ من غَزاتِهِ
وقد شَفاهُ اللهُ من عُداتهِ
وقبلَها ما خضعتْ وأذعنتْ
إسْتِجة ُ وطالما قد صَنعتْ
وبعدها مدينة الشَّنَّيلِ
ما أَذعنتْ للصَّارمِ الصَّقيلِ
لما غزاها قائدُ الأميرِ
باليُمنِ في لوائهِ المنصورِ
فأسلمتْ ولم تكنْ بالمُسلمَهْ
وزالَ عنها أحمدُ بنُ مسْلمهْ
وبعدها في آخرِ الشُّهورِ
من ذلك العامِ الزَّكيِّ النُّورِ
أَرْجفتِ القِلاعُ والحُصونُ
كأنَّما ساوَرَها المَنُونُ
وأقبلتْ رجالُها وُفودا
تبْغِي لدَى إمامها السُّعودا
وليسَ مِن ذِي عزَّة وشدَّه
إلا توافوا عندَ بابِ السُّدَّه
قلُوبُهمْ باخعَة ٌ بالطَّاعَهْ
قد أجْمعةا الدُّخولَ في الجماعَه
وبعدَ حَمْدِ الله والتَّمجيدِ
وبعد شُكرِ المُبدئِ المُعيدِ
أقولُ في أيامِ خيرِ الناسِ
ومَن تحلَّى بالنَّدى والباسِ
ومَن أَبادَ الكُفرَ والنِّفاقا
وشَرَّد الفتْنة والشِّقاقا
ونحنُ في حَنادسٍ كالليل
وفتنة ٍ مثلِ غُثاءِ السَّيلِ
حتى تولَّى عابدُ الرحمنِ
ذاكَ الأَغرُّ من بني مروانِ
مؤيَّدٌ حَكَّمَ في عُداتِه
سيفاً يَسيلُ الموتُ من ظُباتِهِ
وصبَّحَ المُلكَ معَ الهلالِ(15/389)
فأصبحَا نِدَّيْنِ في الجمالِ
واحتمل التَّقوى على جبينهِ
والدينَ والدُّنيا على يمينهِ
قد أَشرقتْ بِنُورِهِ البلادُ
وانقطعَ التَّشغيبُ والفسادُ
هذا على حينَ طغَى النِّفاقُ
واستفحلَ النُّكاثُ والمُرَّاقُ
وضاقتِ الأَرضُ على سُكانِها
وأَذْكَتِ الحربُ لظَى نيرانِها
ونحنُ في عشواءَ مُدلهمَّهْ
وظُلمة ٍ ما مثلُها من ظُلمهْ
تأخذُنا الصَّيحة ُ كُلَّ يومِ
فما تلذُّ مُقْلة ٌ بنَوْمِ
وقد نُصلِّي العيدَ بالنواظِر
مخافة ً من العدوِّ الثائِر
حتى أتانا الغوثُ من ضِياءِ
طَبَّقَ بينَ الأرْضِ والسماءِ
خَليفة ُ اللّهِ الذي اصطفاهُ
على جميع الخَلقِ واجْتباهُ
من معدنِ الوحيِ وبيتِ الحكمهْ
وخيرِ منسوبٍ إلى الأئمَّهْ
بكتْ على ما فاتَها النواظِرُ
وتَسْتحي من جُوده السَّحائبُ
في وجهه من نوره برهانُ
وكفُّه تقْبيلُها قُرْبانُ
أحْيا الذي ماتَ منَ المكارم
من عَهدِ كعْبٍ وزَمانِ حاتِم
وشِيمة ٌ كالصَّابِ أَو كالماءِ
وهِمَّة ٌ ترقى إلى السَّماءِ
وانظرْ إلى الرفيعِ من بُنيانِهِ
يُريكَ بِدْعاً من عَظيم شانِهِ
لو خايل البحرُ ندى يديهِ
إذا لجَت عُفاتُهُ إليهِ
لغاضَ أو لكادَ أن يغيضا
ولاسْتَحى من بعدُ أَنْ يَفيضا
من أسبغَ النُّعمى وكانتْ محقا
وفتَّق الدُّنيا وكانتْ رَتْقا
سامية ً في خَيلها المُسوَّمهْ
وجابَ عنها دامِساتِ الظُّلمَهْ
وجَدَّدَ المُلكَ الذي قد أَخْلَقا
حتى رَسَتْ أَوتادُهُ واسْتوسقا
وجَمَّعَ العُدَّة َ والعَديدا
وكَثَّفَ الأَجْنادَ والحُشودا
ثم غزا في عُقبِ عامٍ قابلِ
فجالَ في شَذُونة ٍ والسَّاحلِ
ولو يَدَعْ ريَّة َ والجزيرَه
حتى كوى أكلبَها الهريرَهْ
حتى أناخ في ذُرى قرْمونَه
بكَلْكلٍ كَمُدْرة ِ الطَّاحُونَه
على الذي خالفَ فيها وانتزَى
يُعْزى إلى سوادة ٍ إذا اعتزى
فسالَ أنْ يُمهلَهُ شُهورا
ثم يكونُ عبدَه المأمورا
فأَسعفَ الأميرُ منهُ ما سألْ
وعادَ بالفَضْلِ عليهِ وقفلْ
من غزْوِ إحدى وثلاثِ ميَّه(15/390)
فلم يكنْ يُدركُ في باقيها
غزْوٌ ولا بَعْثٌ يكونُ فيها
وقد كساهُ عَزْمَه وحزْمهْ
فسارَ في جَيْشٍ شديدِ الباس
وقائدُ الجيْش أَبوالعبَّاس
حتى تَرقَّى بذُرى بُبَشْتَرْ
وجالَ في ساحاتها بالعسكرْ
فلم يَدَع زَرْعاً ولا ثمارا
لهم ولا عِلقاً ولا عُقارا
مَكارمٌ يَقصُرُ عنها الوَصْفُ
ولم يُباع عِلجُها ولا ظهَرْ
ثم انثنى من بعدِ ذاكَ قافلا
وقد أبادَ الزَّرعَ والمآكِلا
فأيقنَ الخِنزيرُ عندَ ذاكا
أنْ لا بقاءَ يُرتَجى هُناكا
فكاتَبَ الإمامَ بالإجابَه
والسَّمْعِ والطَّاعة ِ والإنابَه
فأخْمدَ اللهُ شِهابَ الفِتْنه
وأصْبحَ الناسُ معاً في هُدْنه
وارتعتِ الشاة ُ معاً والذِّيبُ
إذْ وضعتْ أوزارَها الحرُوبُ
وبعدها كانتْ غزاة ُ أرْبعِ
فأيَّ صُنْعٍ ربُّنا لم يصنعِ ؟
فيها ببَسْطِ المَلِك الأَوَّاه
كِلْتا يَديه في سَبيلِ اللّهِ
وذاكَ أنْ قوَّدَ قائدينِ
بالنَّصرِ والتَّأييدِ ظاهرَيْنِ
هذا إلى الثَّغرِ وما يَليهِ
على عدوِّ الشِّركِ أو ذويه
وذا إلى شُمِّ الرُّبا من مُرْسِيَه
وما مضى جرى إلى بَلنْسيه
فكانَ من وجَّهه للساحلِ
القرشيُّ القائدُ القنابل
وابنُ أبي عَبْدة َ نحوَ الشِّرْكِ
في خَيْرِ ما تَعْبية ٍ وشكِّ
فأقبلاَ بكُلِّ فَتْحٍ شاملِ
وكُلِّ ثُكلٍ للعدوِّ ثاكلِ
وبعدَ هذي الغزوة ِ الغرَّاءِ
كانَ افتتاحُ لَبْلة َ الحَمْراءِ
أغزى بجُندٍ نحوها مولاهُ
في عُقْبِ هذا العامِ لا سواهُ
بدراً فضمَّ جانبيْها ضمَّه
وغَمَّها حتَّى أجابتْ حُكمَه
أَسْلمتْ صاحبَها مَقهورا
حتى أتى بدرٌ به مأسورا
وبعدها كانتْ غَزاة ُ خمسِ
إلى السَّواديِّ عقيدِ النَّحْسِ
لما طَغى وجاوزَ الحُدودا
ونقضَ الميثاقَ والعُهودا
ونابذَ السُّلطانَ من شَقائهِ
ومِن تَعدِّيه وسُوءِ رائِهِ
أغزى إليه القُرشيِّ القائدا
إذ صارَ عن قَصْدِ السبيلِ حائدا
ثُمَّتَ شَدَّ أَزرَهُ ببَدْرِ
فكانَ كالشَّفعِ لهذا الوِتْرِ
أَحدَقَها بالخيلِ والرجالِ(15/391)
مُشمِّراً ، وجدَّ في القتالِ
فنازلَ الحِصْنَ العظيمَ الشانِ
بالرَّجْلِ والرُّماة ِ والفُرسانِ
فلم يزل بدرٌ بها محاصرا
كذا على قِتاله مُثابِرا
والكلبُ في تهوُّرٍ قدِ انغمَسْ
وضُيِّقَ الحَلْقُ عليهِ والنَّفَسْ
فافترقَ الأصحابُ عن لوائهِ
وفتحوا الأبوابَ دونَ رائهِ
واقتحم العَسكرُ في المدينَهْ
وهُوَ بها كهيْئة ِ الظعينَهْ
مسْتسلماً للذُّلِّ والصَّغار
ومُلقياً يديهِ للإسارِ
فنزَعَ الحاجبُ تاجَ مُلْكِهِ
وقادَه مُكتَّفاً لِهُلْكِهِ
وكانَ في آخرِ هذا العامِ
نَكْبُ أَبي العبَّاسِ بالإسلامِ
غزا وكانَ أنجدَ الأنجادِ
وقائداً من أَفحلِ القُوَّادِ
فسارَ في غيْرِ رجالِ الحربِ
الضَّاربينَ عند وَقْتِ الضَّربِ
مُحارباً في غيرِ ما مُحاربِ
والحشمُ الجُمهورُ عندَ الحاجبِ
واجتمعتْ إليه أخلاطُ الكُوَرْ
وغابَ ذو التَّحصيلِ عنهُ والنَّظرْ
حتى إذا أَوْغلَ في العَدُوِّ
فكانَ بينَ البُعدِ والدُنوِّ
أسلمهُ أهلُ القلوبِ القاسيهْ
وأَفردوهُ للكِلابِ العاويَهْ
فاستُشهدَ القائدُ في أبْرارِ
قد وَهَبوا نُفوسَهم للبارِي
في غير تأخير ولا فِرار
إلاَّ شديدَ الضَّربِ للكُفارِ
وأَحْكَم النصرَ لأَوْليائهِ
في مبدأ العامِ الذي من قابلِ
أزهقَ فيهِ الحقُّ نفْسَ الباطلِ
فكان من رأيِ الإمامِ الماجدِ
وخَيْرِ مَولودٍ وخَيْرِ والدِ
أَنِ احتَمى بالواحِدِ القهَّارِ
وفاضَ من غيظٍ على الكُفارِ
فجمَّعَ الأجنادَ والحُشودا
ونفَّرَ السيِّدَ والمَسودا
وحَشَرَ الأَطرافَ والثُّغورَا
ورَفَضَ اللَّذاتِ والحُبورَا
حتى إذا ما وَفتِ الجنودُ
واجتمعَ الحُشَّادُ والحُشودُ
قَوَّدَ بدراً أَمرَ تلك الطائفَهْ
وكانتِ النفسُ عليه خائفهْ
فسارَ في كتائبٍ كالسَّيلِ
وعَسكَرٍ مِثلَ سَوادِ اللَّيلِ
حتى إذا حَلَّ على مُطنيَّه
وكانَ فيها أخبثُ البريَّهْ
فحطَّه من هَضَباتِ ولبِ
كأنما أُضرمَ فيها النارُ
وجدَّ من بينهمُ القتالُ
وأحدقتْ حولهمُ الرجالُ(15/392)
فحاربُوا يومَهمُ وباتُوا
وقد نَفتْ نومَهمُ الرُّماة ُ
فهم طَوالَ الليلِ كالطَّلائحِ
جراحُهم تَنْغل في الجوارحِ
ثم مضوا في حربهم أياما
حتى بدا الموتُ لهم زؤاما
لما رأَوا سحائبَ المَنيَّه
تمطرهم صواعق البليَّه
تَغَلْغَلَ العُجمُ بأرضِ العُجمِ
وانحشَدوا مِن تحتِ كُلِّ نجمِ
فأقبلَ العِلْجُ لهم مُغِيثَا
يومَ الخَمِيسِ مُسْرِعاً حَثِيثا
بين يديهِ الرَّجلُ والفوارسُ
وحولَهُ الصُّلبانُ والنَّواقسُ
وكان يرجو أنْ يُزيل العَسْكرا
عن جانبِ الحِصْن الذي قد دُمِّرا
فاعتاقَه بدرٌ بمن لديهِ
مُستبصِراً في زَحْفِهِ إِليهِ
حتى التَقتْ مَيْمنة ٌ بمَيْسرَه
واعتنتِ الأرواحُ عندَ الحَنْجره
ففازَ حِزْبُ اللهِ بالعِلجانِ
وانهزمتْ بِطانة ُ الشَيطانِ
فقُتِّلوا قتلاً ذريعاً فاشياً
وأدبر العِلْجُ ذميماً خازياً
وانصَرفَ الناسُ إلى القُلَيعَه
فصبَّحوا العَدوَّ يومَ الجُمْعهْ
ثم التقى العِلْجانِ في الطَّريق
البَنْبلونيُّ مع الجِلِّيقي
فأعقَدا على انتهابِ العَسكرِ
وأن يموتا قبلَ ذاكَ المحْضرِ
وأقْسما بالجبْتِ والطَّاغوتِ
لا يُهْزَما دونَ لقاءِ الموْتِ
فأقبلوا بأعظم الطُّغيانِ
قد جلَّلوا الجبالَ بالفُرسانِ
حتى تَداعى الناسُ يومَ السبتِ
فكانَ وقتاً يا لهُ من وقْتِ !
فأشرعتْ بينهمُ الرِّماحُ
وقد علا التَّكبيرُ والصِّياحُ
وفارقتْ أَغمادَها السُّيوفُ
وفغرتْ أفواهها الحتوفُ
والتقتِ الرجالُ بالرِّجالِ
وانغمسوا في غَمْرة ِ القتالِ
في مَوْقفٍ زاغتْ به الأَبصارُ
وقصُرت في طُولهِ الأَعمارُ
وهبَّ أهلُ الصَّبرِ والبصائرِ
فأوعقوا على العدوِّ الكافرِ
حتى بدتْ هزيمة ُ البُشكنسِ
كأنَّهُ مُخْتضبٌ بالوَرْسِ
فانقضَّتِ العقبانُ والسَّلالقهْ
زَعْقاً على مُقدَّم الجلالِقهْ
عِقبانُ موتٍ تخطفُ الأرواحا
وتُشبعُ السيوفَ والرِّماحا
فانهزمَ الخنزيرُ عندَ ذا كا
وانكشفتْ عورتُه هناكا
فقُتِّلوا في بطنِ كلِّ وادِ(15/393)
وجاءتِ الرؤوسُ في الأعْوادِ
وقَدَّم القائدُ ألفَ راسِ
من الجَلاليق ذوي العماسِ
فتمَّ صُنعُ اللّهِ للإسلامِ
وعمَّنا سرورُ ذاكَ العامِ
وخيرُ ما فيهِ من السُّرورِ
موتُ ابن حفْصونَ به الخنزيرِ
فاتَّصلَ الفتحُ بفتحٍ ثانِ
والنصرُ بالنَّصرِ من الرحمنِ
وهذه الغزاة ُ تُدعى القاضِيَه
وقد أتتْهُمْ بعدَ ذاك الدَّاهِيهْ
وبعدها كانت غزاة ُ بلْده
وهي التي أودتْ بأهلِ الرِّدَّه
وبدْؤُها أنَّ الإمامَ المصطفى
أصدقَ أهلِ الأرضِ عدلاً ووفا
لما أَتتْهُ مِيتة ُ الخِنْزيرِ
وأنه صارَ إلى السَّعيرِ
كاتَبَه أولاده بالطاعهْ
وبالدُّخولِ مَدْخلَ الجَماعَهْ
أنْ يقِرَّهم على الولايَهْ
على دُرورِ الخَرْجِ والجِبايَهْ
فاختارَ ذلك الإمامُ المفْضِلُ
ولم يَزَل مِن رأيهِ التفضُّلُ
ثم لوى الشيطانُ رأس جعفرِ
وصارَ منهُ نافخاً في المُنخُرِ
فَنقَضَ العُهودَ والميثاقا
واستعملَ التَّشْغِيبَ والنِّفاقا
وضمَّ أهلَ النُّكث والخلافِ
من غيرِ ما كافٍ وغيرِ وافي
فاعتاقه الخليفة ُ المُؤيَّدُ
وهو الذي يُشقى به ويُسْعَدُ
ومن عليهِ من عيونِ اللهِ
حوافظٌ من كلِّ أمرٍ داهي
فجَنَّدَ الجُنودَ والكتائِبا
وقَوَّدَ القُوَّادَ والمقَانبا
ثم غزا في أكثرِ العديدِ
مُسْتَصحَباً بالنَّصرِ والتأييدِ
حتى إذا مَرَّ بِحِصْنِ بَلدَه
خلَّفَ فيهِ قائداً في عِدَّهْ
يَمْنعُهم من انتشارِ خيلِهمْ
وحارساً في يومهم وليلهِمْ
ثم مضى يستنزلُ الحُصونا
ويَبعثُ الطُّلاَّعَ والعُيونا
حتى أتاهُ باشرٌ من بَلْدَهْ
يعدو برأسِ رأسِها في صَعْدَهْ
فقدَّمَ الخيْلَ إليها مُسرعا
واحتلَّها من يومهِ تسرُّعا
فخفَّها بالخيْلِ والرُّماة ِ
وجُملة ِ الحُماة ِ والكُماة ِ
فاطَّلعَ الرَّجْلُ على أَنقابها
واقتحمَ الجُنْدُ على أَبوابِها
فأذعنتْ ولم تكُن بمُذعِنَهْ
واسْتسلمتْ كافرة ٌ لمؤمنهْ
فقُدِّمتْ كُفّارُها للسَّيفِ
وقُتِّلوا بالحَقِّ لا بالحَيفِ(15/394)
وذاكَ منْ يُمنِ الإمام المُرتضى
وخيرِ منْ بقِيَ وخيرِ منْ مَضى
ثم انتَحى مِن فَورِهِ بُبَشتَرا
فلم يَدَعْ بها قَضيباً أَخضَرا
وحطَّمَ النباتَ والزُّروعا
وهتَّكَ الرِّباع والرُّبوعا
فإذْ رأى الكلبُ الذي رآهُ
من عزْمهِ في قَطْع مُنْتواهُ
ألقى إليهِ باليدينِ ضارِعا
وسالَ أن يُبقي عليه وادِعا
وأنْ يكونَ عاملاًفي طاعتهْ
على دُرورِ الخَرْجِ مِن جبايتِهِ
فَوثِّقَ الإمامُ من رِهانِهْ
كيلا يكونَ في عمى ً من شانِهْ
وقَبِلَ الإمامُ ذاكَ مِنْهُ
فضلاً وإحساناً وسارَ عنهُ
ثم غزا الإمامُ دارَ الحربِ
فكانَ خَطباً يا لهُ من خَطبِ
فحُشِّدت إليهِ أَعلامُ الكُوَرْ
ومن لهُ في النَّاسِ ذكرٌ وخطرْ
إلى ذَوي الدِّيوانِ والرَّاياتِ
وكُلِّ مَنْسوبٍ إلى الشَّاماتِ
وكُلِّ مَن أَخلصَ للرّحمانِ
بطاعة ٍ في السرِّ والإعلانِ
وكُلِّ مَن طاوعَ في الجهادِ
أو ضمَّهُ سَرْجٌ على الجيادِ
فكانَ حَشداً يا لهُ من حَشدِ
من كلِّ حُرٍّ عندنا وعَبدِ
فتحسبُ الناسَ جراداً منتشرْ
كما يقولُ ربُّنا فيمن حُشِرْ
ثم مضى المُظَفَّرُ المنصورُ
على جَبينه الهُدى والنُّورُ
أَمامَهُ جُندٌ منَ الملائكهْ
آخذة ٌ لربِّها وتركهْ
حتَّى إذا فَوَّزَ في العَدوِّ
جنَّبهُ الرحمنُ كلَّ سوِّ
وأنزلَ الجزية َ والدَّواهي
على الذينَ أَشركوا باللّهِ
فزُلزلتْ أقدامُهم بالرُّعبِ
واستُنْفروا من خوفِ نارِ الحربِ
واقتَحَموا الشِّعابَ والمَكامِنا
وأسْلموا الحُصونَ والمدائنا
فما بقي من جَنَباتِ دُورِ
من بيعة ٍ لراهبٍ أو دَيْرِ
إلا وقد صَيَّرها هَباءَ
كالنَّارِ إذ وافَقتِ الأَباءَ
وزعزعتْ كتائبُ السلطانِ
لكُلِّ ما فِيها منَ البُنْيانِ
فكانَ من أوَّلِ حصْنٍ زعْزعُوا
ومن بهِ من العدوِّ أوقعوا
مدينة ٌ معروفة ٌ بوَخْشَمَهْ
فغادروها فحمة ً مُسخَّمهْ
ثم ارتقوا منها إلى حواضرِ
فغادروها مثلَ أمسِ الدَّابرِ
ثم مَضوا والعِلجُ يَحْتذيهُم
بجيشهِ يخشى ويقْتفيهمُ(15/395)
حتى أتوا توّاً لوادي ديِّ
ففيهِ عفَّى الرُّشدُ سُبْلَ الغَيِّ
لما التقَوْا بمَجمعِ الجَوْزين
واجتمعتْ كتائبُ العِلجينِ
مِن أَهل ألْيون وبَنبلونَهْ
وأَهلِ أَرنيط وبَرْشلُونَهْ
تضافرَ الكُفرُ معَ الإلحادِ
واجتمعوا من سائرِ البلادِ
فاضطربوا في سَفحِ طَوْدٍ عالِ
وصَفَّفوا تَعبية َ القِتالِ
فبادرتْ إليهمُ المُقدِّمَهْ
سامية ً في خَيبها المُسوَّمهْ
ورِدُّها مُتَّصلٌ بردِّ
يُمدُّه بحرٌ عظيمُ المَدِّ
فانهزمَ العلجانِ في علاجِ
ولَبسوا ثوباً منَ العَجاجِ
كلاهما يَنظُرُ حيناً خَلفَهُ
فهو يرى في كلِّ وجْهٍ حتْفهُ
والبيضُ في إثرهم والسُّمرُ
والقتلُ ماضٍ فيهمُ والأسرُ
فلم يكُن للنَّاسِ مِنْ بَراحِ
وجاءتِ الرؤوسُ في الرِّماحِ
فأمرَ الأَميرُ بالتَّقْويضِ
وأسرعَ العسكرُ في النُّهوضِ
فصادفوا الجُمهورَ لما هزموا
وعايَنوا قُوَّادَهم تُخُرِّمُوا
فدخلوا حديقة ً للموتِ
إذ طَمعوا في حصْنها بالفَوتِ
فيا لها حديقة ً ويا لها
وافتْ بها نفوسُهم آجالَها
تحصَّنوا إذ عايَنوا الأَهوالا
لمَعقلٍ كان لهم عِقالا
وصَخرة ٍ كانت عليهم صَيْلما
وانقلبوا منها إلى جَهنَّما
تَساقطوا يَستطعمونَ الماءَ
فأُخرجتْ أَرواحُهم ظِماءَ
فكم لسيفِ اللهِ من جزورِ
في مأدبِ الغربانِ والنُّسورِ
وكم به قتلى منَ القساوسِ
تندبُ للصُّلبانِ والنَّواقسِ
ثم ثنى عنانهُ الأميرُ
وحولهُ التهليلُ والتَّكبيرُ
مُصمِّماً بحربِ دارِ الحربِ
قُدَّامَهُ كتائبٌ من عُرْبِ
فداسَها وسامَها بالخسْفِ
والهتْكِ والسَّفكِ لها والنَّسْفِ
فحرَّقوا ومَزَّقوا الحُصونا
وأسْخنوا من أَهلها العُيونَا
فانظرُ عنِ اليمينِ واليسارِ
فما تَرى إلاَّ لهيبَ النَّارِ
وأصبحتْ ديارُهم بلا قعا
فما نَرى إلاَّ دُخاناً ساطِعا
ونُصر الإمامُ فيها المُصطفى
وقد شفى من العدوِّ واشتفى
وبعدها كانت غَزاة ُ طُرَّشْ
سما إليها جيشهُ لم يُنْهَشُ
وأحدقتْ بحصنها الأفاعي
وكلُّ صلّ أَسْودٍ شُجاعِ(15/396)
ثم بَنى حِصْناً عليها راتبا
يَعْتَوِرُ القُوَّادَ فيهِ دائبا
حتى أنابتْ عَنوة ً جنانُها
وغابَ عن يافوخها شَيطانُها
فأَذْعنتْ لسيِّدِ السَّاداتِ
وأكرمِ الأحياءِ والأمواتِ
خليفة ِ اللّه على عِبادِهِ
وخيْرِ مَنْ يَحكم في بلادِهِ
وكانَ موتُ بدرٍ ابنِ أحمدِ
بعدَ قُفولِ المِلكِ المُؤيَّدِ
واستحجبَ الإمامُ خيْرَ حاجبِ
وخيرَ مصحوبٍ وخيرَ صاحبِ
موسى الأغرَّ من بني حُدَيرِ
عَقيدَ كُلِّ رأفة ٍ وخَيرِ
وبعدها غَزاة ُ عشْرِ غَزْوَهْ
بها افتتاحُ منتلون عَنوَهْ
غزا الإمامُ في ذوي السُّلطانِ
يَؤُمُّ أَهلَ النُّكْثِ والطُّغيانِ
فاحتلَّ حِصْنَ منتلونَ قاطعا
أسبابض من أصبحَ فيه خالعا
سارَ إليهِ وبَنَى عليهِ
حتى أتاهُ مُلقياً يديْهِ
ثم انثنى عنه إلى شَذُونَهْ
فعاضَها سَهلاً من الحُزونَهْ
وساقَها بالأهلِ والولدانِ
إلى لُزومِ قُبَّة ِ الإيمانِ
ولم يدعْ صَعْباً ولا مَنيعا
إلاَّ وقد أَذلَّهمْ جميعا
ثم انثنى بأطيبِ القفولِ
كما مضى بأحسنِ الفُضُولِ
وبعدها غزاة ُ إحدى عشرَهْ
كم نَبَّهتْ من نائمٍ في سَكْرَهْ
غزا الإمامُ ينْتحي بُبَشْترا
في عسْكرٍ أَعظِمْ بذاكَ عَسْكرا
فاحتلَّ من بُبَشْترا ذراها
وجالَ في شاطٍ وفي سواها
فخرَّب العُمرانَ من بُبشْتَرِ
وأَذعنتْ شاطٌ لربِّ العَسكرِ
فأدخلَ العُدَّة َ والعديدا
فيها ولم يَتركْ بها عَنِيدا
ثم انتَحى بعدُ حُصونَ العُجْمِ
فداسها بالقَضْمِ بعدَ الخضْمِ
ما كانَ من سواحِلِ البُحورِ
منها وفي الغاباتِ والوُعورِ
وأدخلَ الطاعة َ في مكانِ
لم يدْرِ قطُّ طاعة َ السُّلطانِ
ثم رَمى الثغرَ بخيرِ قائدِ
وذادهم عنه بخيرِ ذائدِ
به قما اللهُ ذوي الإشراكِ
وأنقذَ الثغرَ من الهلاكِ
وانتاشَ من مَهْواتِها تُطِيلَهْ
وقد جرت دماؤُها مطلُولهْ
وطهَّرَ الثَّغرَ وما يليهِ
من شيعة ِ الكلإفر ومن ذويهِ
ثم انثنى بالفتحِ والنجاحِ
قد غيَّرَ الفسادَ بالصلاحِ
وبعدها غزاة ُ اثنتيْ عَشَرَهْ(15/397)
وكم بها من حسْرَة ٍ وعِبرَهْ
غزا الإمامُ حوله كتائبُه
كالبدْرِ محفوفاً به كواكبُه
غزا وسيفُ النَّصر في يَمينه
وطالعُ السَّعدِ على جَبينهِ
وصاحبُ العسكرِ والتَّدبيرِ
موسى الأغرُّ حاجبُ الأميرِ
فدمَّر الحُصونَ من تُدْمِيرِ
واستنزلَ الوحشَ من الصُّخورِ
فاجتمعتْ عليهِ كُلُّ الأمَّة
وبايعتْهُ أُمَراءُ الفِتْنهْ
حتى إذا أَوعبَ من حُصونها
وجَمَّلَ الحقَّ على متونِها
مَضى وسارَ في ظلالِ العَسكَرِ
تحتَ لواءِ الأسد الغَضَنْفَرِ
رجالُ تُدميرٍ من يَليهمُ
من كلِّ صِنفٍ يُعتزى إليهمُ
حتى إذا حَلَّ عَلى تُطيلَهْ
بكتْ على دمائِها المَطْلولَهْ
وعظْمِ ما لاقتْ من العدوِّ
والحربِ في الرَّواحِ والغُدوِّ
فهمَّ أن يُديخَ دار الحربِ
وأن تكونَ رِدْأهُ في الدَّربِ
ثم استثارَ ذا النُّهى واالحِجْرِ
من صحْبه ومن رجالِ الثَّغْرِ
فكُلُّهم أَشارَ أَنْ لا يُدْرِبا
ولا يجوزَ الجبلَ المُوشَّبا
لأَنه في عسكر قد انخرَمْ
بنَدْبِ كلِّ العُرفاءِ والحَشمْ
وشَنَّعوا أنَّ وراءَ الفَجِّ
خمسينَ ألفاَ من رجالِ العِلْجِ
فقالَ: لابُدَّ من الدُّخولِ
وما إلى حاشاهُ من سبيلِ
وأن أُديخَ أرضَ بَنْبلونَهْ
وساحَة َ المدينة ِ الملْعُونَهْ
وكانَ رأَياً لم يكُنْ من صاحبِ
ساعدهُ عليهِ غيرُ الحاجبِ
فاسْتَنصرَ اللهَ وعَبَّى ودَخَلْ
فكان فتحاً لم يكنْ لهُ مَثَلْ
لما مَضى وجاوزَ الدُّروبا
وادَّرع الهيْجاءَ والحُروبا
عبَّى لهُ عِلْجٌ منَ الأَعلاجِ
كتائباً غطَّتْ على الفِجاجِ
فاستنصرَ الإمامُ ربَّ النَّاسِ
ثم استعانَ بالنَّدى والباسِ
وعاذَ بالرَّغْبة ِ والدُّعاءِ
واستنزلَ النصرَ منَ السماءِ
فقدَّمَ القُوَّادَ بالحُشودِ
وأَتْبعَ المدودَ بالمُدودِ
فانهزمَ العِلجُ وكانتْ مَلْحَمهْ
جاوزَ فيها الساقة ُ المُقدِّمهْ
فَقُتِّلوا مَقْتلَة َ الفَناءِ
فارتوتِ البِيضُ منَ الدِّماءِ
ثمَّ أمالَ نحوَ بَنْبلونَه
واقتحمَ العسكرُ في المدينَهْ(15/398)
حتى إذا جاسوا خلالَ دورِها
وأسرع الخرابُ في معْمورها
إذْ جَعلتْ تدُقُّها الحوافِرُ
لِفَقْدِ من قتَّلَ من رِجالِها
وذُلِّ من أيْتمَ من أطفالها
فكم بها وحولها من أغلفِ
تَهمي عليه الدمعَ عينُ الأَسْقُفِ
وكم بها حقَّرَ من كنائسِ
بدَّلتِ الآذانُ بالنَّواقِسِ
يَبكي لها الناقوسُ والصَّليبُ
كلاهما فرضٌ لهُ النَّحيبُ
وانصرفَ الإمامُ بالنَّجاحِ
والنصرِ والتأييدِ والفَلاحِ
ثمَّ ثنى الراياتِ في طريقهِ
إلى بني ذي النونِ من توفيقهِ
فأصبحوا من بَسطهِم في قبْضِ
قد أُلصقت خدودُهم بالأَرضِ
حتى بَدَوْا إليهِ بالبرهانِ
من أكبرِ الآباءِ والوِلْدانِ
فالحمدُ للّهِ على تأييدِه
حمداً كثيراً وعلى تسديدِه
ثم غزا بيُمنهِ أشُونا
وقد أشادوا حولها حُصونا
وحَفَّها بالخيل والرجالِ
وقاتَلوهُم أبلغَ القِتالِ
حتى إذا ما عاينُوا الهلاكا
تَبادروا بالطَّوعِ حينذاكا
وأسلموا حِصْنَهُمُ المنيعا
وسَمحوا بِخَرْجِهم خُضوعا
وقبلَهم في هذه الغَزاة ِ
قد هُدِّمتْ معاقلُ العُصاة ِ
وأحكمَ الإمامُ في تدبيرهِ
على بني هابلَ في مَسيرهِ
ومَن سِواهم من ذوي العشيرَهْ
وأُمراءِ الفتنة ِ المُغيرة
إذ حُبسوا مُراقباً عليهمُ
حتى أتوا بكلِّ ما لديهمُ
مِنَ البنينَ والعِيالِ والحشمْ
وكُلِّ من لاذَ بهمْ من الخَدَمْ
فَهبَطُوا من أَجمَعِ البُلدانِ
وأُسكِنوا مدينة َ السلطانِ
فكانَ في آخرِ هذا العامِ
بعد خُضوعِ الكُفرِ للإسلامِ
مَشاهدٌ من أعظمِ المشاهدِ
على يدي عبد الحميدِ القائدِ
لما غزا إلى بني ذي النُّون
فكانَ فَتحاً لم يَكُن بالدُّونِ
إذا جاوزوا في الظُّلم والطُّغيانِ
بقَتْلهم لعامِلِ السُّلطانِ
وحاولوا الدُّخولَ في الأذيَّة ِ
حَتى غَزاهُمْ أَنجدُ البريَّة ِ
فعاقَهُم عنْ كلِّ ما رجَوْهُ
بنَقْضهِ كُلَّ الذي بَنَوْهُ
وضَبْطِهِ الحِصْنَ العَظيمَ الشانِ
أشتبينَ بالرَّجْلِ وبالفُرسانِ
ثم مضى الليثُ إليهم زحفا
يختطفُ الأرواحَ منهم خطْفا(15/399)
فانهزموا هزيمة ً لن تُرفَدا
وأسلموا صِنْوهُم مُحمدا
وغيرهُ من أوْجُهِ الفُرسانِ
مُغرِّبٌ في مأتمِ الغِرْبانِ
مُقطَّعَ الأوصالِ بالسَّنابِكِ
من بعدِ ما مُزقٍ بالنَّيازِكِ
ثم لجوا إلى طِلاب الأمنِ
وبَذْلهم ودَائعاً من رَهْنِ
فَقُبضتْ رِهانُهُمْ وأُمِّنوا
وأَنْفَضوا رُؤوسَهُم وأَذْعُنوا
ثم مضى القائدُ بالتأبيدِ
والنَّصر في ذي العَرْش والتَّسديدِ
حتى أتى حصْنَ بني عِمارهْ
والحرْبُ بالتَّدْبير والإدَارَهْ
فافتتحَ الحِصْنَ وخَلَّى صاحبَهْ
وأَمَّنَ النَّاسَ جميعاً جانِبَهْ
واعْتَوَرت بُبَشْترا أجنادُهُ
فكلُّهم أَبلَى وأَغنَى واكتَفى
وكُلُّهم شفى الصُّدورَ واشْتفى
ثم تلاهُمْ بعدُ ليثُ الغيلِ
عبدُ الحميد من بني بسيلِ
هو الذي قامَ مقامَ الضَّيغَمِ
وجاءَ في غزاتهِ بالصَّيلَمِ
برأسِ جالوتَ النِّفاقِ والحسَدْ
من جُمِّع الخنزيرُ فيه والأسدْ
فهاكَهُ مع صَحبهِ في عِدَّة ِ
مُصلَّبين عند باب السُّدَّة ِ
قدِ امتطى مطيَّة ً لا تبرحُ
صائمة ً قائمة ً لا تَرْمَحُ
مطيَّة ً إنْ يَعْرُها انْكسارُ
يُطِبُّها النَّحَّارُ لا البَيطارُ
كأَنه من فَوقها أُسْوَارُ
عيناهُ في كِلتيهما مِسمارُ
مباشراً للشمسِ والرياحِ
على جوادٍ غير ذي جماحِ
يقولُ للخاطرِ بالطَّريقِ
قولَ مُحِبٍّ ناصِحٍ شَفِيقِ:
هذا مقامُ خادمِ الشيطانِ
ومَن عَصى خليفَة َ الرحمن
فما رأَينا واعظاً لا يَنْطِقُ
أصدقَ منه في الذي لا يصدُقُ
فقلُ لمن غُرَّ بسُوءِ رائِهِ
يَمُتْ إذا شاءَ بمثلِ دائِهِ
كم مارقٍ مضى وكمْ مُنافقِ
قدِ ارتقى في مِثلِ ذاكَ الحالِقِ
وعادَ وهوَ في العَصا مُصلَّبُ
ورأَسُهُ في جِذْعهِ مُركَّبُ
فكيفَ لا يعتبرُ المخالفُ
بحالِ من تطلبهُ الخلائفُ
معتبراً لمن يَرى ويسمعُ
فيها غزا مُعتزماً بُبَشْترا
فجالَ في ساحَتها ودمَّرا
ثم غزا طلْجيرة ً إليها
وهي الشجى من بين أخدعَيْها
وامتدَّها بابنِ السَّليم راتبا
مشمِّراً عن ساقهِ مُحاربا(15/400)
حتى رأى حفْصٌ سبيلَ رُشدِهِ
بعد بلوغِ غاية ٍ من جُهدِهِ
فدانَ للإمام قصداً خاضعاً
وأَسلَم الحِصنَ إليه طائعا
فَرمَّها بما رَأَى ودَبَّرا
واحتلَّها بالعزِّ والتمكينِ
ومحْوِ آثارِ بني حَفْصونِ
وعاضَها الإصلاحَ من فسادهمْ
وطهَّرَ القبورَ من أجسادهمْ
حتى خلاَ مَلْحودُ كُلِّ قبرِ
مِن كلِّ مُرتَدٍّ عظيمِ الكُفْرِ
عصابة ٌ مِن شيعة ِ الشَّيطانِ
عدوَّة ٌ للهِ والسلطانِ
فخُرِّمتْ أجسادُها تخرُّما
وأُصليتْ أَرواحُهم جَهنَّما
ووجَّه الإمام في ذا العام
عبدَ الحميدِ وهو كالضِّرغام
إلى ابن داودَ الِذي تَقلَّعا
في جَبلَيْ شَذونَة ٍ تمنَّعا
فحطَّه منها إلى البسيطِ
كطائرٍ آذنَ بالسُّقوطِ
ثم أتى به إبى الإمام
إلى وفيِّ العهدِ والذِّمامِ
غزا بَطَلْيَوْسَ وما يليها
فلم يزلْ يَسومُها بالخسْفِ
ويَنْتحيها بسُيوفِ الحَتْفِ
حتى إذا ما ضَمَّ جانِبَيْها
مُحاصِراً ثم بنى علَيْها
خلَّى ابنَ إسحاقٍ عليها راتباً
مُثابراً في حَرْبِهِ مُواظبا
ومرَّ يَسْتَقصي حُصونَ الغَرْبِ
ويَبتليها بوَبيلِ الحَرْبِ
حتى قَضَى مِنهُنَّ كُلَّ حاجَهْ
وافُتِحَتْ أَكْشُونَيه وباجَه
وبعدَ فتْح الغَرْبِ واستقصائِهِ
وحَسْمِه الأدواءَ من أعدائِهِ
لجَّت بَطلْيوسُ على نِفاقِها
وغَرَّهااللَّجاجُ من مُرَّاقِها
حتى إذا شَافهتِ الحُتوفا
وشامتِ الرِّماحَ والسُّيوفا
دعا ابنُ مروانَ إلى السُّلطان
وجاءَه بالعَهْدِ والأَمانِ
فصارَ في توسِعة ِ الإمامِ
وساكناً في قُبَّة ِ الإسلامِ
فيها غزا بِعزْمهِ طُلَيْطِلَهْ
وامتنعوا بمَعْقلٍ لامِثلَ لَهْ
حتى بَنى جرنكشا بجَنبها
حِصْناً منيعاً كافلاً بحَرْبها
وشدَّها بابنِ سَليمٍ قائدا
مُجالداً لأَهلها مُجاهدا
فجاسها في طولِ ذاكَ العامِ
بالخَسْفِ والنَّسفِ وضَرْبِ الهامِ
ثم أتى رِدْفاً له دُرِّيُّ
في عسكرٍ قضاؤهُ مَقْضيُّ
فحاصروها عامَ تسعَ عشْرَهْ
بكلِّ مَحْبوكِ القُوى ذي مِرَّه
ثم أتاهم بعدُ بالرِّجالِ(15/401)
فقاتلوهم أبلغَ القِتالِ
من عامِ عِشْرينَ لها ثُبورُ
ألقَتْ يديها للإمامِ طائعَهْ
واستسلمت قسراً إليه باخعه
فأذعنتْ وقبلها لم تُذْعنِ
ولم تَقُدمنْ نَفْسها وتُمْكنِ
ولم تدِنْ لربِّها بدينِ
سبعاً وسَبعين منَ السِّنينِ
ومُبتدى عشرينَ مات الحاجبْ
موسى الذي كانَ الشهابَ الثاقبْ
وبرزَ الإمامُ بالتأييدِ
في عُدَّة ٍ منهُ وفي عَديدِ
صَمْداً إلى المدينة ِ اللعينَة
أَتعسَها الرحمنُ من مَدينَة
مدينة ِ الشِّقاق والنفاقِ
وموئلِ الفُسَّاق والمُرَّاقِ
حتى إذا ما كانَ مِنها بالأَممْ
وقدْ ذَكا حَرُّ الهَجير واسحتدَمْ
أتاهُ واليها وأَشياخُ البَلدْ
مُسْتسلمين للإمام المُعتمدْ
فَوافَقُوا الرَّحبَ من الإمامِ
وأنزلوا في البرِّ والإكرامِ
ووجَّه الإمامُ في الظَّهيرَه
خَيلاً لكي تدخلَ في الجَزِيرَه
جريدة ٌ في وَعْرِها وسَهلها
وذاكَ حينَ غفلة ٍ من أَهلها
ولم يكُن للقومِ من دفاعِ
بخَيلِ دريٍّ ولا امتناعِ
وقوَّضَ الإمام عند ذلكا
وقلبُه صَبٌّ بما هُنالكا
حتى إذا ما حَلَّ في المدينَهْ
وأهلُها ذليلة ٌ مَهينَهْ
أقمَعها بالخيل والرجالِ
من غيرِ ما حربٍ ولا قِتالِ
وكان من أوَّل شيءٍ نظرا
فيه وما رَوى له ودبَّرا
تهدُّمٌ لبابِها والسُّورِ
وكانَ ذاك أَحسنَ التدبيرِ
حتى إذا صيَّرها بَراحا
وعاينوا حريمَها مُباحا
أَقرَّ بالتَّشييدِ والتَّأسيسِ
في الجبل النَّمي إلى عَمْروسِ
حتى استوى فيا بناءٌ مُحكمُ
فحلَّه عاملُه والحشمُ
فعند ذاك أسلمت واستسلمتْ
مدينة ُ الدِّماء بعد ما عتتْ
فيها مضى عبدُ الحميد مُلتئمْ
في أُهبة ٍ وعُدَّة ٍ من الحَشَمْ
حتى أتى الحصنَ الذي تقلَّعا
يحيى بن ذي النُّون به وامتنعا
من غيرِ تعْنيتٍ وغيرِ حَرْبِ
إلاَّ بترْغيبٍ له في الطاعَهْ
وفي الدخولِ مدْخلَ الجماعهْ
حتى أتى به الإمامَ راغبا
في الصَّفحِ عن ذُنوبهِ وتائبا
فصفحَ الإمامُ عن جنايتهْ
وقَبِلَ المبذولَ من إنابتِهْ
وردَّه إلى الحُصونِ ثانياً(15/402)
مُسجَّلاً له عليها واليا
ثم غزا الإمامُ ذو المَجدينِ
في مُبتدا عشرينَ واثنتينِ
في فيلقٍ مُجَمهرٍ لُهامِ
مُدَكْدِكِ الرُّؤوسِ والآكامِ
حافُ الرُّبى لزَحْفه تجيشُ
تجيشُ في حافاتِهِ الجيوشُ
كأنَّهم جِنٌّ على سَعالي
وكُلُّهم أمضى منَ الرَّئبالِ
فاقتحموا مُلُندة ً ورومهْ
ومن حَواليها حصونُ حيمهْ
حتى أتاهُ المارقُ التُّجيبي
مُستجدياً كالتائِب المُنيبِ
فخصَّه الإمامُ بالترحيبِ
والصَّفحِ والغُفرانِ للذُّنوبِ
ثم حباهُ وكساهُ ووصَلْ
بشاحجٍ وصاهلٍ لا يُمتَثلْ
كلاهُما من مَرْكبِ الخلائفِ
في حِلْية ٍ تُعجِزُ وصفَ الواصفِ
وقال: كُن منَّا وأَوطنْ قُرْطبَه
نُدنيكَ فيها من أجلِّ مَرْتبه
تكنْ وزيراً أعظمَ النَّاسِ خَطَرْ
وقائداً تَجبي لنا هذا الثَّغَرْ
فقال : إني ناقِهٌ من عِلَّتي
وقد ترى تغيُّري وصُفْرتي
فإن رأيتَ سيدي إمْهالي
حتى أَرمَّ من صَلاحِ حالي
ثمَّ أُوافيكَ على استعجالِ
بالأهلِ والأولادِ والعِيالِ
وأوثق الإمامَ بالعهودِ
وجعلَ اللهَ منَ الشُّهودِ
فَقبِلَ الإمامُ من أَيمانِهِ
وردَّه عفواً إلى مكانهِ
ثم أتتهُ ربَّة ُ البشاقِصِ
تُدْلي إليه بالودادِ الخالصِ
وأنها مُرسلة ٌ من عنده
وجَدَّها متصلٌ بجَدِّهِ
واكتفلتْ بكُلِّ بَنْبلوني
وأَطلقت أَسرى بني ذي النُّونِ
فأوعدَ الإمامُ في تأمينها
ونكَّبَ العسكرَ عن حصونها
ثم مضى بالعزِّ والتَّمكينِ
وناصراً لأهلِ هذا الدِّينِ
في جُملة الراياتِ والعساكرِ
وفي رجالِ الصَّبرِ والبصائرِ
إلى عِدى اللهِ من الجلالِقِ
وعابدِي المَخلوقِ دونَ الخالِقِ
فدمَّروا السُّهولَ والقِلاعا
وهتَّكوا الرُّبوعَ والرِّباعا
وخَرَّبوا الحُصونَ والمَدائِنا
وأَنفروا من أهلها المَساكِنا
فليسَ في الدِّيارِ من ديَّارِ
ولا بها من نافخٍ للنَّارِ
فغادروا عُمرانَها خرابا
وبدَّلوا رُبوعَها يبابا
وبالقِلاعِ أَحْرقوا الحُصونا
وأسخَنوا من أُهلها العيونا
ثم ثنى الإمامُ من عِنانِهِ(15/403)
وقد شفى الشَّجيَّ من أشجانهِ
وأمَّنَ القفارَ من أنجاسها
وطهَّرَ البلادَ من أرْجاسِها
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> صاحبٌ لمَّا أساءَ
صاحبٌ لمَّا أساءَ
رقم القصيدة : 18156
-----------------------------------
صاحبٌ لمَّا أساءَ
أتبعَ الدَّلوَ الرشاءَ
ربَّ داءٍ لا أرى منـ
ــهُ سوى الصبرِ شفاءَ
أحمدُ اللهَ على ما
سرَّ منْ أمري وساءَ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
رقم القصيدة : 18157
-----------------------------------
كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
و كانَ بدراً لهُ ضياءُ
فَزَادَهُ رَبُّهُ عِذَاراً
تَمّ بِهِ الحُسْنُ وَالبَهَاءُ
كذلكَ اللهُ كلّ َ وقتٍ
يزيدُ في الخلقِ ما يشاءُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ،
أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ،
رقم القصيدة : 18158
-----------------------------------
أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ،
بِفَضْلِكَ نِلْتُ السَّنَى وَالسَّنَاءَ
و كمْ قد أتيتكَ من ليلة ٍ!
فنلتُ الغنى وسمعتُ الغناءَ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ،
أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ،
رقم القصيدة : 18159
-----------------------------------
أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ،
بدنوِّ طيفٍ منْ حبيبِ ناءِ!
بأبي وأمي شادنٌ قلنا لهُ :
نَفْدِيكَ بِالأمّاتِ وَالآباءِ
رشأ إذا لحظَ العفيفَ بنظرة ٍ
كانتْ لهُ سبباً إلى الفحشاءِ
وَجَنَاتُهُ تَجْني عَلى عُشّاقِهِ
ببديعِ ما فيها من اللألآءِ
بِيضٌ عَلَتها حُمْرَة ٌ فَتَوَرّدَتْ
مثلَ المدامِ خلطتها بالماءِ
فكأنما برزتْ لنا بغلالة ٍ
بَيْضَاءَ تَحْتَ غِلالَة ٍ حَمْرَاءِ
كيفَ اتقاءُ لحاظهِ ؛ وعيوننا
طُرُقٌ لأسْهُمِهَا إلى الأحْشاءِ؟
صَبَغَ الحَيَا خَدّيْهِ لَوْنَ مدامعي
فكأنهُ يبكي بمثلِ بكائي
كيفَ اتقاءُ جآذرٍ يرميننا(15/404)
بظُبى الصّوَارِمِ من عيونِ ظِباءِ؟
يا ربِّ تلكَ المقلة ِ النجلاءِ ،
حاشاكَ ممَّا ضمنتْ أحشائي؟
جازيتني بعداً بقربي في الهوى
وَمَنَحْتَني غَدْراً بِحُسْنِ وَفائي
جَادتْ عِرَاصكِ يا شآمُ سَحَابَة ٌ
عَرّاضة ٌ مِنْ أصْدَقِ الأنْواءِ!
بَلَدُ المَجَانَة ِ وَالخَلاعَة ِ وَالصِّبَا
وَمَحَلُّ كُلِّ فُتُوّة ٍ وَفَتَاءِ
أنْوَاعُ زَهْرٍ وَالتِفَافُ حَدَائِقِ
وَصَفَاءُ مَاءٍ وَاعْتِدالُ هَوَاءِ
وَخَرَائِدٌ مِثْلُ الدُّمَى يَسْقِينَنَا
كَأسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمن صَهْبَاءِ
وَإذا أدَرْنَ على النَّدامَى كَأسَهَا
غَنّيْنَنَا شِعْرَ ابنِ أوْسِ الطّائي
فارقتُ ، حينَ شخصتُ عنها ، لذتي
وتركتُ أحوالَ السرورِ ورائي
و نزلتُ منْ بلدِ " الجزيرة ِ " منزلاً
خلواً من الخلطاءِ والندماءِ
فَيُمِرُّ عِنْدي كُلُّ طَعْمٍ طَيّبٍ
من رِيْقِهَا وَيَضِيقُ كُلُّ فَضَاءِ
ألشّامُ لا بَلَدُ الجَزيرة ِ لَذّتي
و " قويق " لا ماءُ " الفراتِ " منائي
وَأبِيتُ مُرْتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبجَ السّـ
ـوداءِ لا " بالرقة ِ " البيضاءِ
منْ مبلغُ الندماءِ : أني بعدهمْ
أُمْسِي نَديمَ كوَاكِبِ الجَوْزَاءِ؟
ولَقد رَعَيْتُ فليتَ شِعرِي من رَعى
منكمْ على بعدِ الديارِ إخائي؟
فحمَ الغبيُّ وقلتُ غيرَ ملجلجٍ:
إنّي لَمُشْتَاقٌ إلى العَلْيَاءِ
وَصِناعَتي ضَرْبُ السّيُوفِ وَإنّني
مُتَعَرّضٌ في الشّعْرِ بِالشّعَرَاءِ
و اللهُ يجمعنا بعزٍ دائمٍ
و سلامة ٍ موصولة ٍ ببقاءِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عزف على القانون
عزف على القانون
رقم القصيدة : 1816
-----------------------------------
يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،
فأخرج القانون من متحفه ،
وأمسح الغبار عن جبينه ،
أطلب بعض عطفه ،
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،
يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،(15/405)
من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه "
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى
رقم القصيدة : 18160
-----------------------------------
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى
وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى !
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ
يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ
إليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى ،
و يأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ
تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
و أنَّ العزيزَ ، بها ، والذليلَ
سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ،
وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ
وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ؛
و إنْ كانَ شراً فشراً يرى
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> كأنما تساقطُ الثلجِ
كأنما تساقطُ الثلجِ
رقم القصيدة : 18161
-----------------------------------
كأنما تساقطُ الثلجِ
ـجِ بِعَيْنَيْ مَنْ رَأى
أوراقُ وردٍ أبضٍ
وَالنّاسُ في شَاذكُلَى
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ
أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ
رقم القصيدة : 18162
-----------------------------------
أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ
وَقد حجبَ التُّرْبُ من قد حَجَبْ
فإنْ كنتَ تصدقُ فيما تقولُ
فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْ تحبْ
وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَ القَائِلُونَ:
ما بينَ حيٍّ وميتٍ نسبْ
عقيلتيَ استُلبتْ منْ يدي
و لمَّا أبعها ولمَّا أهبْ
وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْ رَمَتْكِ
يَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لم أحتَسِبْ
فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتي عَلَيْكِ
وَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَ النُّوَبْ
فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْ تسحَّ
وَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْ تَشِبْ(15/406)
يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ !؟
و لكنها سنة ٌ تُستحبْ
وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَا تَستَحِقّ
لَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍ أرَبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
رقم القصيدة : 18163
-----------------------------------
أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
علامَ الجفاءُ وفيمَ الغضبْ؟
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قد أصْبَحَتْ
تنكبني معَ هذي النكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَ الحَلِيمُ،
وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَ الحَدِبْ
و مازلتَ تسبقني بالجميلِ
و تنزلني بالجنابِ الخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّ الخُطُوبَ،
وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّ الكُرَبْ
و إنكَ للجبلُ المشمخـ
ـرّ لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَل للعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ، وَمَالٌ يُفَادُ،
وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَى تُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذا الإسارُ
و لكنْ خلصتُ خلوصَ الذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُني بالخُمُو
لِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلى الرّتَبْ؟
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّ الجَوَابُ،
وَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْ أُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ في ضَجْرَتي،
و أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ !
فَألاّ رَجَعْتَ فَأعْتَبْتَني،
وَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْلي الغَلَبْ!
فلا تنسبنَّ إليَّ الخمولَ
أقمتُ عليكَ فلمْ أغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كان فضْلٌ
وَبَيْني وَبَيْنَكَ فوق النّسَبْ!
و ما شككتنيَ فيكَ الخطوبُ
و لا غيَّرتني فيكَ النُّوبْ
و أسكنُ ما كنتُ في ضجرتي
وَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَ الغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْ أنْكَرَتْ
علُايَ فقدْ عرفتها " حلبْ "
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُني الأبْعَدُونَ
أمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِ أبْ؟!
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَة ٍ،
و بيني وبينكَ قربُ النسبْ!
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِ الكِرَامُ،
و تربية ٍ ومحلٍ أشبْ!
و نفسٍ تكبرُ إلا عليكَ
وَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْ رَغِبْ!(15/407)
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُ عَمّـ
ــكَ لا بلْ غلامكَ - عمَّا يجبْ
و أنصفْ فتاكَ فإنصافهُ
منَ الفضلِ والشرفِ المكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَ القَرِيبَ
لياليَ أدعوكَ منْ عنْ كثبْ
فلمَّا بعدتُ بدتْ جفوة ٌ
و لاحَ منْ الأمرِ ما لا أحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرة ٍ
لقلتُ : صديقكَ منْ لمْ يغبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> للهِ بردٌ ما أشـ
للهِ بردٌ ما أشـ
رقم القصيدة : 18164
-----------------------------------
للهِ بردٌ ما أشـ
ـدَّ ومنظرٌ ما كانَ أعجبْ
جَاءَ الغُلامُ بِنَارِهِ
حمراءَ في جمرٍ تلهبْ
فكأنما جُمعَ الحلـ
ـيّ فمُحرَقٌ مِنها وَمُذهَبْ
ثمَّ انطفتْ فكأنها
مَا بَيْنَنَا نَدٌّ مُشَعَّبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
رقم القصيدة : 18165
-----------------------------------
تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
و يشهدُ قلبي بطولِ الكربْ
وإني لَمُجْتَهِدٌ في الجُحُودِ،
وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَى الكَذِبْ
وَإني عَلَيْكَ لجَارِي الدّمُوعِ،
وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّ وَصِبْ
و ما كنتُ أبقي على مهجتي
لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَا يَجِبْ
و لكنْ سمحتُ لها بالبقاءِ
رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَا تُحِبْ
و يبقي اللبيبُ لهُ عدة ً
لوقتِ الرضا في أوانِ الغضبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ
و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ
رقم القصيدة : 18166
-----------------------------------
و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ
محجبة ً لفظتها الحجبْ
دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ
لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ
فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا،
و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ
وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْـ
ـتَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ
تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة ً،(15/408)
و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ
فلمَّا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ
بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ
فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ
و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ
وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ
و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ
و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ
أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ
فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا،
وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ
يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البُيُو
تِ: لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ
أمرتَ - وأنتَ المطاعُ الكريمُ -
ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ
و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ
بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ
فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ،
رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ،
الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ،
رقم القصيدة : 18167
-----------------------------------
الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ،
أبداً ، وعنوانُ النسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري
و مديحَ آبائي النجبْ
و مقطعاتٍ ربما
حَلّيْتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ
لا في المديحِ ولا الهجاءِ
ءِ وَلا المُجُونِ وَلا اللّعِبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ
لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ
رقم القصيدة : 18168
-----------------------------------
لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ
وَإذَا تَبَاعَدَ فَاقْتَرِبْ
لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَ الـ
أيامَ كانَ لها الغلبْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ
ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ
رقم القصيدة : 18169
-----------------------------------
ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ
عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَ أحدَبَا
شموسٌ متى أعطتكَ طوعاً زمامها
فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَا مُتَرَقِّبَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بيت وعشرون راية
بيت وعشرون راية
رقم القصيدة : 1817(15/409)
-----------------------------------
أسرتنا بالغة الكرم ،
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم ،
تأكل من أثدائها وتشرب الألم ،
لكي تفوز با لرضى من عمنا صنم ،
أسرتنا فريدة القيم ،
وجودها عدم ،
جحورها قمم ،
لآتها نعم ،
والكل فيها سادة لكنهم خدم ،
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها ،
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم ،
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم ،
وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم ،
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم ،
أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً
منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً
رقم القصيدة : 18170
-----------------------------------
منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً
فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَ والنشبا
يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحرْبِ مُعتمداً
فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَى جَدُّكَ اللّهَبَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا
أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا
رقم القصيدة : 18171
-----------------------------------
أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا
وَنحن أُسودُ الحرْبِ لا نَعرِفُ الحرْبَا
فويلكَ ؛ منْ للحربِ إنْ لمْ نكنْ لها ؟
ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لها تربا؟
و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْ جنباتهِ؟
و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُ القلبا؟
وويلكَ ؛ منْ أردى أخاكَ " بمرعشٍ"
وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَ العضْبَا؟
وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَ موثقاً؟
وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِ تَبْتَدِرُ الشِّعبَا؟
أتوعدنا بالحربِ حتى كأننا
و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبنا عصبا؟
لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ من قبلِ هَذِهِ
فكنا بها أسداً ؛ وكنتَ بها كلبا
فسلْ " بردساً " عنا أباكَ وصهرهُ
وسلْ آلَ " برداليسَ " أعظمكم خطبا!
وَسَلْ قُرْقُوَاساً وَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ،(15/410)
وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَ أثبَتكم قلبَا
وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَ المَلايِنِ إنّنَا
نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُ نهبا!
و سلْ آلَ " بهرامٍ " وآلَ " بلنطسٍ "
و سلْ آلَ " منوالِ" الجحاجحة َ الغلبا!
و سلْ "بالبرطسيسِ" العساكرَ كلها
و سلْ " بالمنسطرياطسِ " الرومَ والعربا
ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاً وَأسْراً سُيُوفُنَا
وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْ رعبا
بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْ بِسُيُوفِنَا؟
و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِ الكتبا؟
تركناكَ في بطنِ الفلاة ِ تجوبها
كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُ يَلتَثِمُ التّرْبَا
تُفاخِرُنَا بالطّعنِ وَالبضّرْبِ في الوَغى
لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَ استها كِذبَا
رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمة ً
وَأنْفَذَنَا طَعْناً، وأَثْبَتَنَا قَلْبَا
وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّا خَبَرْتُهُ
أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْ عُجبَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> نُدِلّ عَلى مَوَالِينَا وَنَجْفُو
نُدِلّ عَلى مَوَالِينَا وَنَجْفُو
رقم القصيدة : 18172
-----------------------------------
نُدِلّ عَلى مَوَالِينَا وَنَجْفُو
و نعتبهمْ وإنَّ لنا الذنوبا
بِأقْوَالٍ يُجَانِبْنَ المَعَاني
و ألسنة ٍ يخالفنَ القلوبا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا
أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا
رقم القصيدة : 18173
-----------------------------------
أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا
و نارُ ضلوعهِ إلا التهابا
و منْ حقِّ الطلولِ عليَّ ألا
أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَا سَحابَا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِ رَبْعٍ،
و لكني سألتُ فما أجابا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ : أهلاً !
وودعتُ الغواية َ والشبابا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ، وَلكِنْ
رأيتُ منَ الأحبة ِ ما أشابا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّ ركباً
و صيرنَ الصدودَ لها ركابا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِ جَاراً(15/411)
و أمنعهمْ ؛ وأمرعهمْ جنابا؟!
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ على نِزَارٍ
حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُ وَالهِضَابَا
تفضلنا الأنامُ ولا نحاشى
و نوصفُ بالجميلِ ؛ ولا نحابى
و قد علمتْ " ربيعة ُ" بلْ " نزارٌ "
بِأنّا الرأسُ والناسَ الذُّنابى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ" كعبٍ"
فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِ بَابا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَ أنّا
إذا جَارَتْ مَنَحْنَاها الحِرَابَا
و لما ثارَ " سيفُ الدينِ" ثرنا
كَمَا هَيّجْتَ آسَاداً غِضَابَا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَى طِعَاناً،
صوارمهُ ، إذا لاقى ضرابا
دعانا - والأسنة ُ مشرعاتٌ -
فكنا، عندَ دعوتهِ ، الجوابا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَا فَفَاقَتْ،
وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ، فَطَابَا
و كنا كالسهامِ ؛ إذا أصابتْ
مراميها فراميها أصابا
و نكبنَ " الصبيرة َ " و" القبابا"
و جاوزنَ " البدية َ " صادياتٍ ؛
يلاحظنَ السرابَ ؛ ولا سرابا
عبرنَ " بماسحٍ " والليلُ طفلٌ
وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَ شَابَا
فما شعروا بها إلا ثباتاً
دوينَ الشدِّ نصطخبُ اصطخابا
بهِ الأرواحُ تنتهبُ انتهابا
تنادوا ، فانبرتْ ، منْ كلٍِّ فجٍ ،
سوابقُ ينتجبنَ لنا انتجابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ من عُقيلٍ
شعوباً ، قدْ أسلنَ بهِ الشعابا
فما كانوا لنا إلا أسارى
و ما كانت لنا إلا نهابا
كأنَّ " ندي بنَ جعفرِ" قادَ منهمْ
هدايا لمْ يرغْ عنها ثوابا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَني قُرَيْعٍ،
فخابوا - لا أبا لهمُ - وخابا
و لما اشتدتِ الهيجاءُ كنا
أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّ نَابَا
و أمنعَ جانباً ؛ وأعزَّ جاراً ؛
و أوفى ذمة ً ؛ وأقلَّ عابا
سقينا بالرماحِ بني " قشيرٍ"
ببطنِ " الغنثرِ " السمَّ المذابا
و سقناهمْ إلى " الحيرانِ " سوقاً
كما نستاقُ آبالاً صعابا
و نكبنا " الفرقلسَ " لمْ نردهً
كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِ اجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِ وَسِرْنَ حتى
وردنَ عيونَ " تدمرَ" و" الحبابا "(15/412)
و أمطرنَ " الجباة َ " بمرجحنَّ
وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّ صَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَ وَخداً
و يجتبنَ الفلاة َ بنا اجتيابا
قرينا " بالسماوة ِ" من " عقيلٍ"
سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَ السِّغَابَا
و " بالصباحِ " و" الصباحُ " عبدٌ
قتلنا ، منْ لبابهمُ اللبابا
تركنا في بيوتِ بني " المهنا"
نوادبَ ينتحبنَ بها انتحابا
شَفَتْ فِيهَا بَنُو بَكْرٍ حُقُوداً
و غادرتِ " الضبابَ " بها ضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِ كَعْباً
و أدنينا لطاعتها " كلابا"
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِ طَيْئاً
و جنبنا " سماوتها " جنابا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلى عُقَيْلٍ
و جرَّ على جوارهمُ ذنابا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلى نُمَيرٍ
تجاذبنا أعنتها جذابا
يعزُّ على العشيرة ِ أنْ يصابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ، وَلَكِنْ
يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْ يُهابَا
و يأمرنا فنكفيهِ الأعادي
هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَى وَنَابَا
فلما أيقنوا أنْ لا غياثٌ
دعوهُ للمغوثة ِ فاستجابا
و عادَ إلى الجميلِ لهمْ ؛ فعادوا
وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِ الرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاً وَأمناً
أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياً وَصَابَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَ يَأسٍ
أخُو حِلْمٍ إذا مَلَكَ العِقَابَا
و أرضهمُ اغتصبناها اغتصابا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَا البَوَادِي
كما تحمي أسودُ الغابِ غابا
أنا ابنُ الضاربينَ الهامَ قدماً
إذا كَرِهَ المُحَامُونَ الضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَ قالَ حَقّاً:
بأني كنتُ أثقبها شهابا!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أتَعجَبُ أنْ مَلَكنَا الأرْضَ قَسْراً
أتَعجَبُ أنْ مَلَكنَا الأرْضَ قَسْراً
رقم القصيدة : 18174
-----------------------------------
أتَعجَبُ أنْ مَلَكنَا الأرْضَ قَسْراً
وَأنْ تُمْسِي وَسَائِدَنَا الرّقَابُ؟!
و تربطُ في مجالسنا المذاكي
و تبركُ بين أرجلنا الركابُ؟
فهذا العزُّ أثبتهُ العوالي(15/413)
و هذا الملكُ مكنهُ الضرابُ
و أمثالُ القسيِّ منَ المطايا
يَجُبّ غِرَاسَهَا الخَيْلُ العِرَابُ
فَقَصْراً! إنّ حَالاً مَلّكَتْنَا
لَحَالٌ لا تُذَمّ وَلا تُعَابُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! فإنهُ
احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! فإنهُ
رقم القصيدة : 18175
-----------------------------------
احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! فإنهُ
ينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ ، مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ ، كانوا إخوة ً
و إذا تربتَ ، تفرقوا وتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ
بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَة ٌ،
قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَة ٌ،
رقم القصيدة : 18176
-----------------------------------
قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَة ٌ،
وعودي ، على ما تعلمانِ صليبُ
صبورٌ على طيِ الزمانِ ونشرهِ ؛
و إنْ ظهرتْ للدهرِ في ندوبُ
و إنَّ فتى لمْ يكسرِ الأسرُ قلبهُ
وَخَوْضُ المَنَايَا جِدَّهُ لَنَجِيبُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُ ذنبهُ
أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُ ذنبهُ
رقم القصيدة : 18177
-----------------------------------
أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُ ذنبهُ
وَيَزْعُمُ أنّي ظَالِمٌ، فَأتُوبُ
وَيَقْصِدُني بالهَجْرِ عِلْماً بِأنّهُ
إليَّ ، على ما كانَ منهُ ، حبيبُ
و منْ كلِّ دمعٍ في جفوني سحابة ٌ
و منْ كلِّ وجدٍ في حشايَ لهيبُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإسَاءَة ُ حُظْوَة ً،
أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإسَاءَة ُ حُظْوَة ً،
رقم القصيدة : 18178
-----------------------------------
أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإسَاءَة ُ حُظْوَة ً،
حَبِيبٌ، عَلى مَا كَانَ مِنهُ، حَبِيبُ
يعدُّ عليَّ العاذلونَ ذنوبهُ
وَمِنْ أينَ للوَجْهِ المَلِيحِ ذُنُوبُ؟(15/414)
فيا أيها الجاني ، ونسألهُ الرضا
وَيَا أَيّهَا الجَاني، وَنَحْنُ نَتُوبُ!
لَحَى اللَّهُ مَن يَرْعَاكَ في القُرْبِ وَحده
وَمَنْ لا يَحُوطُ الغَيبَ حِينَ تَغيبُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِ صَاحِبُ،
أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِ صَاحِبُ،
رقم القصيدة : 18179
-----------------------------------
أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِ صَاحِبُ،
و للنومِ مذْ بانَ الخليطُ ، مجانبُ
وَمَا أدّعِي أنّ الخُطُوبَ تُخِيفُني
لَقَدْ خَبّرَتْني بِالفِرَاقِ النّوَاعِبُ
و لكنني ما زلتُ أرجو وأتقي
وَجَدَّ وَشِيكُ البَيْنِ وَالقَلْبُ لاعِبُ
و ماهذهِ في الحبِّ أولَ مرة ٍ
أسَاءَتْ إلى قَلبي الظّنُونُ الكَوَاذِبُ
عليَّ لربعِ " العامرية " وقفة ٌ
تُمِلّ عَليّ الشّوْقَ وَالدّمعُ كاتِبُ
فلا ، وأبي العشاقِ ، ما أنا عاشقٌ
إذا هيَ لَمْ تَلْعَبْ بِصَبرِي المَلاعِبُ
و منْ مذهبي حبُّ الديارِ لأهلها
وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ
عتادي لدفعِ الهمِّ نفسٌ أبية ٌ
وَقَلبٌ على مَا شِئتُ مِنْهُ مُصَاحِبُ
حَسُودٌ عَلى الأمرِ الذي هُوَ عَائِبُ
وَخُوصٌ كأمْثَالِ القِسِيّ نَجَائِبُ
تكاثرَ لوامي على ما أصابني
كأنْ لم تنبْ إلا بأسري النوائبُ
يقولونَ : " لمْ ينظرْعواقبَ أمرهِ "
و مثلي منْ تجري عليهٍِ العواقبُ
ألألمْ يعلمِ الذلانُ أنَّ بني الوغى
كَذاكَ، سَليبٌ بِالرّمَاحِ وَسَالِبُ
أرى ملءَ عيني الردى فأخوضهُ
إذِ المَوْتُ قُدّامي وَخَلْفي المَعَايِبُ
وَإنّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيهَا وَدُونَهُ
مَوَاقِفَ تُنْسَى دُونَهُنّ التّجَارِبُ
و أعلمُ قوماً لو تتعتعتُ دونها
لأجهَضَني بالذّمّ مِنهُمْ عَصَائِبُ
و مضطغنٍ لمْ يحملِ السرَّ قلبهُ
تَلَفّتَ ثمّ اغْتَابَني، وَهوَ هَائِبُ
تردى رداءَ الذلِّ لمَّا لقيتهُ
كما تتردى بالغبارِ العناكبُ
ومنْ شرفي أنْ لا يزالَ يعيبني
حسودٌ على الأمرِ الذي هوَ عاتبُ(15/415)
رَمَتْني عُيُونُ النّاسِ حَتّى أظُنّهَا
ستحسدني ، في الحاسدينًَ ، الكواكبُ
فَلَسْتُ أرَى إلاّ عَدُوّاً مُحارباً،
و آخرَ خيرُ منهُ عندي المحاربُ
وَيَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلا بِنُفُوسِهِمْ
وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّ المَعَالي مَوَاهِبُ
فكمْ يطفئونَ المجدَ واللهُ موقدٌ
وَكَمْ يَنْقُصُونَ الفَضْلَ وَاللَّهُ وَاهبُ
و هلْ يدفعُ الإنسانُ ما هوَ واقعٌ
وَهَلْ يَعْلَمُ الإنسانُ ما هوَ كاسِبُ؟
و هلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِ غالبٌ
وهلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِ هاربُ؟
وَلا ذَنبَ لي إنْ حارَبَتني المَطالِبُ
وهلْ يرتجي للأمرِ إلا َّرجالهُ
وَيأتي بصَوْبِ المُزْنِ إلاّ السّحائِبُ!؟
و عنديَ صدقُ الضربِ في كلِّ معركٍ
و ليسَ عليَّ إنْ نبونَ المضاربِ
إذا كانَ "سيفُ الدولة ِ" الملكُ كافلي
فلا الحَزْمُ مَغلوبٌ ولا الخصْمُ غالِبُ
إذا اللَّهُ لَمْ يَحْرُزْكَ مِمّا تَخَافُهُ،
عَليّ لِسَيْفِ الدّولَة ِ القَرْمِ أنْعُمٌ
وَلا سَابِقٌ مِمَّا تَخَيّلْتَ سَابِقٌ،
ولاَ صاحبٌ مما تخيرتَ صاحبُ
أأجْحَدُهُ إحْسَانَهُ فيّ، إنّني
لكافرُ نعمى ، إنْ فعلتُ ، مواربُ
لَعَلّ القَوَافي عُقْنَ عَمّا أرَدْتُهُ،
فلا القولُ مردودٌ ولا العذرُ ناضبُ
و لا شكَّ قلبي ساعة ً في اعتقادهِ
وَلا شَابَ ظَني قَطّ فِيهِ الشّوَائِبُ
تُؤرّقُني ذِكْرَى لَهُ وَصَبَابَة ٌ،
وَتَجْذُبُني شَوْقاً إلَيْهِ الجَوَاذِبُ
وَلي أدْمُعٌ طَوْعَى إذا مَا أمَرْتُها،
وَهُنّ عَوَاصٍ في هَوَاهُ، غَوَالِبُ
فلا تخشَ " سيفَ الدولة ِ" القرمَ أنني
سِوَاكَ إلى خَلْقٍ مِنَ النّاسِ رَاغبُ
فلا تُلبَسُ النّعمَى وَغَيرُكَ مُلبِسٌ،
وَلا تُقْبَلُ الدنيَا وَغَيرُكَ وَاهِبُ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَطاعِمِ، طَاعِمٌ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَشَارِبِ، شَارِبُ
وَلاَ أنَا رَاضٍ إنْ كَثُرْنَ مكاسِبي،
إذا لمْ تكنْ بالعزِّ تلكَ المكاسبُ
و لا السيدُ القمقامُ عندي بسيدٍ(15/416)
إذا اسْتَنْزَلَتْهُ عَن عُلاهُ الرّغَائِبُ
أيَعْلَمُ مَا نَلْقَى ؟ نَعَمْ يَعْلَمُونَهُ
على النأيِ أحبابٌ لنا وحبائبُ
أأبْقَى أخي دَمْعاً، أذاقَ كَرى ً أخي؟
أآبَ أخي بعدي ، منَ الصبرِآئبُ؟
بنَفسِي وَإنْ لمْ أرْضَ نَفسِي لَرَاكِبٌ
يُسَائِلُ عَني كُلّمَا لاحَ رَاكِبُ
قريحُ مجاري الدمعِ مستلبُ الكرى
يُقَلْقِلُهُ هَمٌّ مِنَ الشوْقِ نَاصِبُ
أخي لا يُذِقْني الله فِقْدَانَ مِثْلِهِ!
و أينَ لهُ مثلٌ ، وأينَ المقاربُ؟
تَجَاوَزَتِ القُرْبَى المَوَدّة ُ بَيْنَنَا،
فأصْبَحَ أدْنَى مَا يُعَدّ المُنَاسِبُ
ألا لَيْتَني حُمّلْتُ هَمّي وَهَمّهُ،
وَأنّ أخي نَاءٍ عَنِ الهَمّ عَازبُ
فَمَنْ لمْ يَجُدْ بالنّفسِ دون حبيبِهِ
فما هوَ إلاَّ ماذقُ الودِّ كاذبُ
أتَاني، مَعَ الرُّكْبَانِ، أنّكَ جَازِعٌ،
وَغَيرُكَ يَخْفَى عَنْهُ لله واجِبُ
وَمَا أنْتَ مِمّنْ يُسْخِطُ الله فِعلُهُ
و إن أخذتْ منكَ الخطوبُ السوالبُ
وَإني لَمِجْزَاعٌ، خَلا أنّ عَزْمَة ً
تدافعُ عني حسرة ً وتغالبُ
و رقبة َ حسادٍ صبرتُ لوقعها
لها جانبٌ مني وللحربِ جانبُ
فكمْ منْ حزينٍ مثلَ حزني ووالهٍ
ولكنني وحدي الحزينُ المراقبُ
ولستُ ملوماً إنْ بكيتكَ منْ دمي
إذا قعدتْ عني الدموعُ السواكبُ
ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلة ً
تناقلُ بي فيها إليكَ الركائبُ؟
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حجة سخيفة
حجة سخيفة
رقم القصيدة : 1818
-----------------------------------
بيني وبين قاتلي حكاية طريفة ،
فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة ،
أن أطعن السيف أنا بجثتي، فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة ،
حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة ،
فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة ،
شكوته لحضرة الخليفة ،
فرد شكواي لأن حجتي سخيفة
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ،
أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ،(15/417)
رقم القصيدة : 18180
-----------------------------------
أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ،
و إنْ جمعتنا في الأصولِ المناسبُ
فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْ مَسَاءتي،
وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُ الأقَارِبُ
غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَا كانَ ناظِري،
وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجالي عَصَائِبُ
نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّ قلبهُ
وجاركَ منْ صافيتهُ لا المصاقبُ
و أعظمُ أعداءِ الرجالِ ثقاتها
و أهونُ منْ عاديتهُ منْ تحاربُ
وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لا تُحَارِبُ،
و خيرُ خليليكَ الذي لا تناسبُ
لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خبرة ً
و جربتُ حتى هذبتني التجاربُ
وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُ يَرْكبُهُ الفَتى ،
و ما ذنبهُ إنْ طارتهُ المطالبُ
وَمَن كان غَيرَ السّيفِ كافِلُ رِزْقِهِ
فللذلِ منهُ لا محالة َ جانبُ
وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَ فِيهَا مُؤانِسٌ،
و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْ مقاربُ !؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،
أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،
رقم القصيدة : 18181
-----------------------------------
أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ،
و قدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ
و لكنني - والحمدُ للهِ - حازمٌ
أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ
و إنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي،
وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّ صَوَابُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً،
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍ ما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن يكُن
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ
قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
وَقُورٌ وأحْدَاثُ الزّمَانِ تَنُوشُني،(15/418)
وَفي كُلّ يَوْمٍ لَفْتَة ٌ وَخِطَابُ
وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ
بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً
بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ
وَلَوْ عَرَفُوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم،
إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُ وَغَابُوا
وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ،
و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ
وَرُبّ كَلامٍ مَرّ فَوْقَ مَسَامِعي
إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ
تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ
تَمُرّ اللّيَالي لَيْسَ للنّفْعِ مَوْضِعٌ
لديَّ ، ولا للمعتفينَ جنابُ
وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلى ظَهْرِ سَابحٍ،
ولا ضُرِبَتْ لي بِالعَرَاءِ قِبَابُ
و لا برقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ
وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِ حِرَابُ
ستذكرُ أيامي " نميرٌ" و" عامرٌ"
و" كعبٌ " على علاتها و" كلابُ "
أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهمُ
وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَابُ
وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَ مِنْهُمْ أُصِيبُهَا،
وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَ تُصَابُ
وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِتٌ في صُدورِهِمْ
وَأحلُمُ عَنْ جُهّالِهِمْ وَأُهَابُ
بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُ في الوَغى
إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ ؟
شِدَادٌ عَلى غَيْرِ الهَوَانِ صِلابُ
بَني عَمّنَا نَحْنُ السّوَاعِدُ والظُّبَى
ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ
حَرِيّونَ أنْ يُقْضَى لَهُمْ وَيُهَابُوا
فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُوا وَدُعِيتُمُ
أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا، وأجَابُوا؟
وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ الله غَيْرَهُ
رحابُ " عليٍّ " للعفاة ِ رحابُ
و أفعالهُ للراغبين َ كريمة ٌ
و أموالهُ للطالبينَ نهابُ
و لكنْ نبا منهُ بكفي صارمٌ
و أظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ
وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَا سَرِيعة ٌ،(15/419)
وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّ وَنَابُ
و لا نسبٌ بينَ الرجالِ قرابُ
فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لا يُضِيعَني
و لي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
ولكنني راضٍ على كل حالة ٍ
ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ،
و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِدادُ المحضُ لا يُرْتَجى لَهُ
ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامعٌ
و في كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ
وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ
أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ
أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ،
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
و بيني وبينَ العالمينَ خرابُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً
إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً
رقم القصيدة : 18182
-----------------------------------
إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً
دمعهُ في الخدِِّ صبُّ
هُوَ في الرّومِ مُقِيمٌ،
ولهُ في الشامِ قلبُ
مستجدٌ لمْ يصادف
عِوَضاً مِمّنْ يُحِبّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ
زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ
رقم القصيدة : 18183
-----------------------------------
زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ
و أنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ
وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ،
و عيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ
وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ،
معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ
إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ
و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟
فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ
وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ
فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ
بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ
أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ ؟
وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟(15/420)
جناني ما علمتَ ، ولي لسانٌ
يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ
وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَ يكبو
وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو
و فرعي فرعكَ الزاكي المعلى
وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ
" لإسمعيلَ " بي وبنيهِ فخرٌ
وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ
و أعمامي " ربيعة ُ "و هيَ صيدٌ
وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ
و فضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ
لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ
فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّ حظي
وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ
فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني،
و أصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"
ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي
و يبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ
فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ
مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ
و عاملني بإنصافٍ وظلمٍ
تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا
لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا
رقم القصيدة : 18184
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا
بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّ طالبهْ
وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِن عُقْرِ دَارِهِ
و ننتهكُ القرمَ الممنعَ جانبهْ
وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّ ابنِ رَائِقٍ
عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِ عَقَارِبُه
أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِ عُمَارَة ٍ،
و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِ صاحبهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و زائرٍ حببهُ إغبابهُ
و زائرٍ حببهُ إغبابهُ
رقم القصيدة : 18185
-----------------------------------
و زائرٍ حببهُ إغبابهُ
طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ
وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ
واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ
يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ
وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ
وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ
باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ
جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ،
رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ(15/421)
ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ
ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ
حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ
وضربتْ على الثرى عقابهُ
و ضربتْ على الربا قبابهُ
وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ
وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ
وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ
كأنما قدْ حملتْ سحابهُ
ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ
جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ
وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ
و حليتْ بنورها رحابهُ
كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ
و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ
شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها
و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها
رقم القصيدة : 18186
-----------------------------------
و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها
طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَا وَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِ مهجتي
و شققَ عنْ زرقِ النصولِ إهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِ وَمُرّهِ،
وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِي بِغَيْرِ حِسابِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ
منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ
رقم القصيدة : 18187
-----------------------------------
منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ
عيني لهُ عونٌ على قلبي ؟
عرَّضتُ صبري وسلوى لهُ
فاستشهدا في طاعة ِ الحبِّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ
لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ
رقم القصيدة : 18188
-----------------------------------
لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ
إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُ بِمَشِيبِ
و بتنا كغصني بانة ٍ عابثتهما
إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍ وَجَنُوبِ
بحالٍ تردُّ الحاسدينَ بغيظهمْ
و تطرفُ عنا عينَ كلِّ رقيبِ
إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِ كَأنّهُ
مَبَادِي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضِيبِ
فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ،
و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَ حبيبِ(15/422)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَلَمّا أنْ جَعَلْتُ اللّـ
وَلَمّا أنْ جَعَلْتُ اللّـ
رقم القصيدة : 18189
-----------------------------------
وَلَمّا أنْ جَعَلْتُ اللّـ
ـهَ لي ستراً منَ النوبِ
رَمَتْني كُلُّ حَادِثَة ٍ
فأخطتني ولمْ تصبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عصر العصر ..!!
عصر العصر ..!!
رقم القصيدة : 1819
-----------------------------------
أكاد لشدة القهر ،
أظن القهر في أوطاننا يشكو من القهر ،
ولي عذري ،
فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر ،
فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر ،
لأن الكفر في أوطاننا لا يورث الإعدام كالفكر ،
فأ نكر خالق الناس ،
ليأ من خانق الناس ،
ولا يرتاب في أمري ،
وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر ،
فألعن كل دساس ، و وسواس، وخناس،
ولا أخشى على نحري من النحر ،
لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر ،
ومن حذري ،
أمارس دائما حرية التعبير في سري ،
وأخشى أن يبوح السر بالسر ،
أشك بحر أنفاسي ،
فلا أدنيه من ثغري ،
أشك بصمت كراسي ،
أشك بنقطة الحبر ،
وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر ،
ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر ،
إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري ،
وأني هارب مني ،
وأني أقتفي أثري ولا أدري ؛
إذا ما عدت الأعمار با نعمى وباليسر ،
فعمري ليس من عمري ،
لأني شاعر حر ،
وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر ،
إلى أقصاه : بين الرحم والقبر ،
على بيت من الشعر
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراً وَطَوْراً،
مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراً وَطَوْراً،
رقم القصيدة : 18190
-----------------------------------
مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراً وَطَوْراً،
فما أدري عدوي أم حبيبي
يقلبُ مقلة ً ، ويديرُ طرفاً ،
بِهِ عُرِفَ البَرِيءُ مِنَ المُرِيبِ
وَبَعْضُ الظّالمِينَ، وَإنْ تَنَاهَى ،
شَهِيُّ الظّلمِ، مُغْتَفَرُ الذّنُوبِ(15/423)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَ نجيبِ
ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَ نجيبِ
رقم القصيدة : 18191
-----------------------------------
ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَ نجيبِ
و ناديتَ للتسليمِ خيرَ مجيبِ
وَلمْ يَبْقَ مِني غَيْرَ قَلْبٍ مُشَيَّعٍ
و عودٍ على نابِ الزمانِ صليبِ
و قدْ علمتْ أمي بأنَّ منيتي
بحدِ سنانٍ أو بحدِ قضيبِ
كما علمتْ ؛ منْ قبلِ أنْ يغرقَ آبنها ،
بِمَهْلَكِهِ في المَاءِ، أُمُّ شَبِيبِ
تحملتُ ، خوفَ العارِ ، أعظمَ خطة ٍ
وَأمّلْتُ نَصْراً كَانَ غَيرَ قَريبِ
وَللعَارِ خَلّى رَبُّ غَسَّانَ مُلْكَهُ
وَفَارَقَ دِينَ اللَّهِ غَيْرَ مُصِيبِ
ولمْ يرتغبْ في العيشِ"عيسى بنُ مصعبِ"
وَلا خَفّ خوْفَ الحرْبِ قلبُ حبيبِ
رضيتُ لنفسي : " كانَ غيرَ موفقٍ "
ولم ترضَ نفسي : كانَ غيرَ نحيبِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا عيِدُ! مَا عُدْتَ بِمَحْبُوبِ
يَا عيِدُ! مَا عُدْتَ بِمَحْبُوبِ
رقم القصيدة : 18192
-----------------------------------
يَا عيِدُ! مَا عُدْتَ بِمَحْبُوبِ
على معنى القلبِ ، مكروبِ
يَا عيِدُ! قَد عُدْتَ علَى ناظِرٍ،
عن كلٍ حسنٍ فيكَ ، محجوبِ
يَا وَحْشَة َ الدّارِ التي رَبُّهَا
أصْبَحَ في أثْوَابِ مَرْبُوبِ
قَدْ طَلَعَ العِيدُ عَلى أهْلِهِ
بِوَجْهِ لا حُسْنٍ وَلا طِيبِ
ما لي وللدهرِ وأحداثهِ
لقدْ رماني بالأعاجيبِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> رَدَدْتُ عَلى بَني قَطَنٍ بِسَيْفي
رَدَدْتُ عَلى بَني قَطَنٍ بِسَيْفي
رقم القصيدة : 18193
-----------------------------------
رَدَدْتُ عَلى بَني قَطَنٍ بِسَيْفي
أسِيراً غَيْرَ مَرْجُوّ الإيَابِ
سَرَرْتُ بِفَكّهِ حَيَّيْ نُمَيْرٍ،
وسؤتُ بني " ربيعة َ " و" الضبابِ "
و ما أبغي سوى شكري ثواباً
و إنَّ الشكرَ من خير الثوابِ
فَهَلْ مُثْنٍ عَليّ فَتى نُمَيْرٍ
بحلي عنهُ قدَّ بني " كلابِ "(15/424)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَعِلّة ٍ لَمْ تَدَعْ قَلْباً بِلا ألَمٍ
وَعِلّة ٍ لَمْ تَدَعْ قَلْباً بِلا ألَمٍ
رقم القصيدة : 18194
-----------------------------------
وَعِلّة ٍ لَمْ تَدَعْ قَلْباً بِلا ألَمٍ
سَرَتْ إلى طَلَبِ العَلْيَا وَغَارِبِهَا
هَلْ تُقبَلُ النّفسُ عَن نَفسٍ فأفديَه؟
اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَغْلُو عَلَيّ بِهَا
لئنْ وهبتكَ نفساً لا نظيرَ لها
فَمَا سَمَحْتُ بِهَا إلاّ لِوَاهِبِهَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ من قَصْدِهِ
فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ من قَصْدِهِ
رقم القصيدة : 18195
-----------------------------------
فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ من قَصْدِهِ
فَقَبِلْتُهُ وَقَرَنْتُهُ بِذُنُوبِهِ
و لربَّ فعلٍ جاءني من فاعلٍ
أحمدتهُ وذممتُ منْ يأتي بهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي
فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي
رقم القصيدة : 18196
-----------------------------------
فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي
قديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً !
أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ، أخٌ
يكرُّ العتابَ على معتبِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألزمني ذنباً بلا ذنبِ
ألزمني ذنباً بلا ذنبِ
رقم القصيدة : 18197
-----------------------------------
ألزمني ذنباً بلا ذنبِ
وَلَجّ في الهِجْرَانِ وَالعَتْبِ
أحاولُ الصبرَ على هجرهِ
وَالصّبْرُ مَحْظُورٌ علَى الصّبّ
وَأكْتُمُ الوَجْدَ، وَقَدْ أصْبَحَتْ
عينايَ عينينِ على القلبِ
قدْ كنتُ ذا صبرٍ وذا سلوة ٍ
فاستشهدا في طاعة ِ الحبِّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ياليلُ ؛ ما أغفلَ ، عما بي ،
ياليلُ ؛ ما أغفلَ ، عما بي ،
رقم القصيدة : 18198
-----------------------------------
ياليلُ ؛ ما أغفلَ ، عما بي ،(15/425)
حبائبي فيكًَ وأحبابي
يا ليلُ ، نامَ الناسُ عنْ موضعٍ
ناءٍ، عَلى مَضْجَعِهِ نَابي
هبتْ لهُ ريحٌ شامية ٌ
مَتّتْ إلى القَلْبِ بِأسْبَابِ
أدتْ رسالاتِ حبيبٍ لنا
فَهِمْتُهَا مِنْ بَيْنَ أصْحَابي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أبنيتي ، لا تحزني
أبنيتي ، لا تحزني
رقم القصيدة : 18199
-----------------------------------
أبنيتي ، لا تحزني
كلُّ الأنامِ إلى ذهابِ
أبنيتي ، صبراً جميـ
ـلاً للجَليلِ مِنَ المُصَاب!
نُوحِي عَلَيّ بِحَسْرَة ٍ!
من خَلفِ سترِك وَالحجابِ
قُولي إذَا نَادَيْتِني،
و عييتِ عنْ ردِّ الجوابِ :
زينُ الشبابِ ، " أبو فرا
سٍ، لمْ يُمَتَّعْ بِالشّبَابِ!
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> الطنايا
الطنايا
رقم القصيدة : 182
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هينه دام هي هذي فهي هينه
والله اني حسبت العاقبه عاقبه
عاد تدري هي من أول وهي بينه
شوفها مايبي له نظرة ثاقبه
بنت ستين كلب وزفت ومطينه
قصة النجم والخبل الذي راقبه
مابعد ماشفت من همي سوى عينه
كيف أجل لو همومي جتك متعاقبه
جيتك بغصن طيب زهرته لينه
كيف لو ييبس وتصفر الأوراق به
من رجا خير في شرواك ماعينه
لاأنت سباق طيب ولاأنت لحاق به
مومس الوقت لو صلت ماهي دينه
يعرف البير واللي فيه ومن واق به
لا تحلف اليمين .. ولا نبي بينه
فارق الصدر يالسر الذي ضاق به
كل شخص له من الذل مافينه
وكل شخص له من العز مالاق به
زين اللي تبي واللي تبي شينه
ماانت حول الطنايا لحيتك عاقبه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بدعة
بدعة
رقم القصيدة : 1820
-----------------------------------
بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة ،
كلهم يشتم أمريكا ،
وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة ،
فإذا ما قعدوا، تنهض أمريكا لتبني قاعدة
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَقَفَتْني عَلى الأَسَى وَالنّحِيبِ(15/426)
وَقَفَتْني عَلى الأَسَى وَالنّحِيبِ
رقم القصيدة : 18200
-----------------------------------
وَقَفَتْني عَلى الأَسَى وَالنّحِيبِ
مُقْلَتَا ذَلِكَ الغَزَالِ الرّبِيب
كلما عادني السلوُّ ؛ رماني
غنْجُ ألحاظِهِ بِسَهْمٍ مُصِيبِ
فَاتِرَاتٍ قَوَاتِلٍ، فَاتِنَاتٍ،
فاتكاتٌ سهامها في القلوبِ
هَلْ لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ مِنْ مُعِينٍ؟
و لداءٍ مخامرٍ منْ طبيبِ ؟
أيّهَا المُذْنِبُ المُعَاتِبُ حَتى
خِلْتُ أنّ الذّنُوبَ كانَتْ ذُنوبي
كنْ كما شئتَ منْ وصالٍ وهجرٍ
غِيَرُ قَلْبي عَلَيْكَ غَيرُ كَئِيبِ
لكَ جسمُ الهوى ، وثغرُ الأقاحي ،
و نسيمُ الصبا ، وقدُّ القضيبِ
قَد جَحدتَ الهَوَى وَلكِنْ أقَرّتْ
سِيمِيَاءُ الهَوَى وَلَحظُ المُرِيبِ
أنا في حالتي وصالٍ وهجرٍ
من جوى الحبِّ في عذابٍ مذيبِ
بينَ قربٍ منغصٍ بصدودٍ
ووصالٍ منغصٍ برقيبِ
يَا خَلِيليَّ، خَلِّياني وَدَمْعي
إنّ في الدّمْعِ رَاحَة َ المَكْرُوبِ
ما تقولانِ في جهادٍ محبٍ
وَقَفَ القَلْبَ في سَبِيلِ الحَبِيبِ؟
هلْ منَْ الظاعنينَ مهدٍ سلامي
للفَتى المَاجِدِ الأرِيبِ الأدِيبِ؟
ابنُ عَمّي الدّاني عَلى شَحطِ دارٍ
وَالقرِيبُ المَحَلّ غَيرُ قَرِيبِ
خالصُ الودِّ ، صادقُ الوعدِ ، أنسي
في حُضُورِي مُحافظٌ في مَغِيبي
كُلَّ يَوْمٍ يُهْدي إليّ رِيَاضاً
جادها فكرهُ بغيثٍ سكوبِ
وارداتٍ بكلِ أنسٍ وبرٍّ
وَافِدَاتٍ بِكُلّ حُسْنٍ وَطِيبِ
" يابنَ نصرٍ " وقيتَ بؤسَ الليالي
و صروفَ الردى ، وكربَ الخطوبِ
بَانَ صَبْرِي لمّا تَأمّلَ طَرْفي:
بَانَ صَبري ببَينِ ظَبيٍ رَبِيبِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ
يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ
رقم القصيدة : 18201
-----------------------------------
يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ
لقدْ ضربتَ بنفسِ الصارمِ الغضبِ
لا تَحرُزُ الدّرْعُ عَني نَفسَ صَاحبِها(15/427)
وَلا أُجِيرُ ذِمَامَ البِيضِ وَاليَلَبِ
و لا أعودُ برمحي غيرَ منحطمٍ
و لا أروحُ بسيفي غيرَ مختضبِ
حَتى تَقُولَ لَكَ الأعْداءُ رَاغِمَة ً
" أضحى ابنُ عمكَ هذا فارسَ العربِ "
هيهاتَ لا أجحدُ النعماءَ منعمها
خلفتَ " يابنَ أبي الهيجاءِ " فيَّ أبي؟
يَا مَنْ يُحاذِرُ أنْ تَمضِي عَليّ يَدٌ
مَا لي أرَاكَ لبِيضِ الهِندِ تسمحُ بي؟
و أنتَ بي منْ أضنِّ الناسِ كلهمِ
فكيفَ تبذلني للسمرِ والقضبِ؟
ما زلتُ أَجهلُهُ فضلاً وأُنكره
نعمى ، وأوسعُ منْ عجبٍ ومنْ عجبِ
حتى رأيتكَ بينَ الناسِ مجتنباً
تُثْني عَليّ بِوَجْهٍ غَيرِ مُتّئِبِ
فعندها ، وعيونُ الناسِ ترمقني
عَلِمْتُ أنّكَ لم تُخطىء ولَم أصِبِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَمُعَوَّدٍ للكَرّ في حَمَسِ الوَغَى ،
وَمُعَوَّدٍ للكَرّ في حَمَسِ الوَغَى ،
رقم القصيدة : 18202
-----------------------------------
وَمُعَوَّدٍ للكَرّ في حَمَسِ الوَغَى ،
غادرتهُ ؛ والفرُّ منْ عاداتهِ
حَمَلَ القَنَاة َ عَلى أغَرَّ سَمَيْذَعٍ،
دَخّالِ مَا بَينَ الفَتى وَقَنَاتِهِ
لا أطْلُبُ الرّزْقَ الذّلِيلَ مَنَالُهُ
فَوْتُ الهَوَانِ أذَلّ مِنْ مَقْنَاتِهِ
علقتْ بناتُ الدهرِ ، تطرقُ ساحتي
لما فضلتُ بنيهِ في حالاتهِ
فالحربُ ترميني ببيضِ رجالها
وَالدّهْرُ يَطرُقُني بِسُودِ بَنَاتِهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و ما هوَ إلاَّ أنْ جرتْ بفراقنا
و ما هوَ إلاَّ أنْ جرتْ بفراقنا
رقم القصيدة : 18203
-----------------------------------
و ما هوَ إلاَّ أنْ جرتْ بفراقنا
يَدُ الدّهرِ حتى قيلَ، مَن هُوَ حارِثُ؟
يُذَكّرُنا بُعْدُ الفِرَاقِ عُهُودَهُ،
وَتِلْكَ عُهُودٌ قَدْ بَلِينَ رَثَائِثُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا ليتَ قومي، والأماني مثيرة ٌ ،
ألا ليتَ قومي، والأماني مثيرة ٌ ،
رقم القصيدة : 18204
-----------------------------------(15/428)
ألا ليتَ قومي، والأماني مثيرة ٌ ،
شُهُودِيَ، وَالأَرْوَاحُ غَيرُ لَوَابِثِ
غداة ً تناديني الفوارسُ ؛ والقنا
تردُّ إلى حدِّ الظبا كلَّ ناكثِ
" أحارثُ " إنْ لمْ تصدرِ الرمحَ قانياً
و لمْ تدفعٍِ الجلى فلستَ " بحارثِ"
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قامتْ إلى جارتها
قامتْ إلى جارتها
رقم القصيدة : 18205
-----------------------------------
قامتْ إلى جارتها
تشكو ، بذلٍ وشجا
أما ترينَ ، ذا الفتى ؟
مَرّ بِنَا مَا عَرّجَا
إنْ كانَ ما ذاقَ الهوى ،
فَلا نَجَوْتُ، إنْ نَجَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> جَارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَة ٌ،
جَارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَة ٌ،
رقم القصيدة : 18206
-----------------------------------
جَارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَة ٌ،
في صدرها : حقانِ من عاجِ
شَجَا فُؤادي طَرْفُهَا السّاجي،
وكُلّ سَاجٍ طَرْفُهُ شَاجِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا أبلغْ سراة َ " بني كلابِ "
ألا أبلغْ سراة َ " بني كلابِ "
رقم القصيدة : 18207
-----------------------------------
ألا أبلغْ سراة َ " بني كلابِ "
إذا ندبتْ نوادبهمْ صباحا
جزيتُ سفيههمْ سوءءاً بسوءٍ
فَلا حَرَجاً أتَيْتُ وَلا جُنَاحَا
قَتَلْتُ فَتى بَني عَمْرِو بنِ عَبْدٍ
وَأوْسَعَهُمْ عَلى الضِّيفَانِ سَاحَا
قَتَلْتُ مُعَوَّداً عَلَلَ العَشَايَا،
تخيرتِ العبيدُ لهُ اللقاحا
ولستُ أرى فساداً في فسادٍ
يَجُرّ عَلى طَرِيقَتِهِ صَلاحَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
رقم القصيدة : 18208
-----------------------------------
عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
و أرواحُ الفوارسِ تستباحُ
و كيفَ رددتُ غربَ الجيشِ عنهمْ
وَقَدْ أخَذَتْ مَآخِذَهَا الرّمَاحُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أ " أبا العشائرِ " لا محلُّكَ دارسٌ(15/429)
أ " أبا العشائرِ " لا محلُّكَ دارسٌ
رقم القصيدة : 18209
-----------------------------------
أ " أبا العشائرِ " لا محلُّكَ دارسٌ
بينَ الضلوعِ ، ولا مكانكَ نازحُ
إني لأعلمُ بعدَ موتكَ أنهُ
مَا مَرّ لِلأسَرَاءِ يَوْمٌ صَالِحُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البيان الختامي لمؤتمر القمة
البيان الختامي لمؤتمر القمة
رقم القصيدة : 1821
-----------------------------------
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ طُفَيْليُّونَ
لَمْ يُدعَوا إلى عُرسٍ
وَلم يُفتَحْ لَهُمْ بابُ عَزاءْ .
خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمةِ النّاسِ
فَلمْا دَخَلوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريدِ
وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّوا بالبُكاءْ .
ثُمَّ لمّا رُصَّتِ الأطباقُ
لَبَّوا دَعوةَ الدّاعي
وَما الدّاعي سِوى قِدْرِ الحَساءْ !
وَبأفواهِ بِحارٍ
بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً
وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .
***
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
ألفُ كلاّ
هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا
وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !
وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)
وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ ر عيانٌ
وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !
ثُمَّ ساقُونا إلى ا لمَسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى
وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !
***
ليسَ مِنّا هؤلاءْ .
هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
دُونَ عَقدٍ..
وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .
وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..
وَلِطُولِ الانحناءْ
لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ
ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !
وَنَزحْنا الذَّهبَ الأسْودَ أعواماً
وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا
لأنّا فُقراءْ !
ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ
وَظَلَّ الوَصْفُ في حَوْزتنا
للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !
***
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ
ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .(15/430)
حَسْبُنا، لو صَدَقوا،
أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً
فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ .
كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى
وَأقوى عِلَّةٍ
في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !
***
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ
زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا
وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .
وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي
وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !
أنتَ أو هُمْ
مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :
فإذا بانَ لِهذا المنتهى
كانَ بذاك الابتداءْ .
مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :
أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ
وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !
***
ليسَ منّا هؤلاء
إنهم منكَ
فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ
واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .
ليسَ في الأمرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً
كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !
وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى
كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .
شأنكُمْ هذا
ولا شأنَ لَنا نَحنُ
بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !
***
ليسَ مِنَا هؤلاء .
ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه
أو باعُوهُ عَنّا..
لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ
ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .
فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ
وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .
وَلَنا صَفْقَتُنا :
سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً
وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً
وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !
***
أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ
كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .
وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ
شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمَّها عِشرونَ طِر سا
كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !(15/431)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَقَدْ أرُوحُ، قَرِيرَ العَينِ، مُغْتَبِطاً
وَقَدْ أرُوحُ، قَرِيرَ العَينِ، مُغْتَبِطاً
رقم القصيدة : 18210
-----------------------------------
وَقَدْ أرُوحُ، قَرِيرَ العَينِ، مُغْتَبِطاً
بصَاحِبٍ مِثلِ نَصْلِ السّيفِ وَضّاحِ
عذبِ الخلائقِ ، محمودٍ طرائقهُ ،
عَفّ المَسامعِ، حتى يَرْغَمَ اللاّحي
لما رأى لحظاتي في عوارضهِ ،
فيما أشاءَمنَ الريحانِ والراحِ
لاثَ اللّثَامَ عَلى وَجْهٍ أسِرَّتُهُ
كَأنّها قَمَرٌ أوْ ضَوءُ مِصْبَاحِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْ عَوَادٍ
عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْ عَوَادٍ
رقم القصيدة : 18211
-----------------------------------
عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْ عَوَادٍ
أقَلُّ مَخُوفِهَا سُمْرُ الرّمَاحِ
وَإنّ لِقَاءَهَا لَيَهُونُ عِنْدي،
إذَا كَانَ الوُصُولُ إلى نَجَاحِ
وَلَكِنْ بَيْنَنَا بَيْنٌ وَهَجْرٌ
أأرجو بعدَ ذلكَ منْ صلاحِ؟
أقمتُ ، ولوْ أطعتُ رسيسَ شوقي
ركبتُ إليكَ أعناقَ الرياحِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ
تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ
رقم القصيدة : 18212
-----------------------------------
تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ
وَأسْفَرَ، حِينَ أسفَرَ، عَن صَبَاحِ
وَأتْحَفَني بِكَأسٍ مِنْ رُضَابِ،
و كأسٍ من جنى خدٍ وراحِ
فمنْ لألاءِ غرتهِ صباحي
وَمِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهِ اصْطِبَاحي
فَلا تَعْجَلْ إلى تَسْرِيحِ رُوحي
فَمَوْتي فِيكَ أيسَرُ مِنْ سَرَاحي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أغصُّ بذكرهِ ، أبداً ، بريقي
أغصُّ بذكرهِ ، أبداً ، بريقي
رقم القصيدة : 18213
-----------------------------------
أغصُّ بذكرهِ ، أبداً ، بريقي
و أشرقُ منهُ بالماءِ القراحِ
و تمنعني مراقبة ُ الأعادي
غُدُوّي للزّيارَة ِ أوْ رَوَاحي(15/432)
وَلَوْ أنّي أُمَلَّكُ فِيهِ أمْرِي
ركبتُ إليهِ أعناقَ الرياحَ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ،
لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ،
رقم القصيدة : 18214
-----------------------------------
لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ،
وَاثِقٌ مِنْكَ بِالوَفَاءِ الصّحِيحِ
فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ ،
و قبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ ،
علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ ،
رقم القصيدة : 18215
-----------------------------------
علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ ،
وَأثْبَتَ عِنْدَ مُشْتَجَرِ الرّماحِ
بجيشٍ جاشَ ، بالفرسانِ ، حتى
ظننتَ ، البرَّ بحراً منْ سلاحِ
و ألسنة ٍ منَ العذباتِ حمرٍ
تخاطبنا بأفواهِ الرماحِ
و أروعَ ، جيشهُ ليلٌ بهيمٌ ،
و غرتهُ عمودٌ منْ صباحِ
صفوحٌ عندَ قدرتهِ كريمٌ
قليلُ الصفحِ ما بينَ الصفاحِ
فكانَ ثباتهُ للقلبِ قلباً
وَهَيْبَتُهُ جَنَاحاً للجَنَاحِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقْبَلَتْ كَالبَدْرِ تَسْعَى ،
أقْبَلَتْ كَالبَدْرِ تَسْعَى ،
رقم القصيدة : 18216
-----------------------------------
أقْبَلَتْ كَالبَدْرِ تَسْعَى ،
غلساً ، نحوي ، براحِ
قُلْتُ: أهْلاً بِفَتَاة ٍ،
حملتْ نورَ الصباحِ
عَلّلي بِالكَأسِ مَنْ أصْـ
بحَ منها غيرَ صاحِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ، لاحِ
أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ، لاحِ
رقم القصيدة : 18217
-----------------------------------
أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ، لاحِ
وَقد يَئسَ العَوَاذِلُ من صَلاحي
تَمَلَّكَني الهَوَى بَعدَ التّأبّي،
وَرَوَّضَنِي الهَوَى بَعْدَ الجِمَاحِ
أسَكْرَى اللّحظِ طَيّبَة َ الثّنَايا
أفترى اللحظِ ، جائلة َ الوشاحِ
رَمَتْني نحوَ دارِكِ كُلّ عَنْسٍ
وَصَلتُ لهَا غُدُوّيَ بِالرّوَاحِ
تطاولَ فضلُ نسعتها ، وقلتْ(15/433)
فُضُولُ زِمَامِهَا، عِندَ المَرَاحِ
حَمَلنَ إلَيْكِ صَبَّاً ذَا ارْتِيَاحٍ
بقربكِ ، أو مساعدَ ذي ارتياحِ
أخا عشرينَ ، شيبَ عارضيهِ
مرِيضُ اللّحظِ في الحدق الصّحاحِ
نَزَحنَ مِن الرُّصَافَة ِ عَامِدَاتٍ
أخَفّ الفَارِسِينَ إلى الصّيَاحِ
إذا مَا عَنّ لي أرَبٌ بِأرْضٍ،
ركبتُ لهُ ، ضميناتِ النجاحِ
و لي عندَ العداة ِ ، بكلِّ أرضٍ ،
دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ
إذا التفتْ عليَّ سراة ُ قومي
وَلاقَينا الفوارسَ في الصَّباحِ
يَخِفّ بها إلى الغَمَرَاتِ طَوْدٌ
بناتِ السبقِ تحتَ بني الكفاحِ
تَكَدّرَ نَقْعُهُ، وَالجَوّ صَافٍ،
و أظلمَ وقتهُ ، واليومُ صاحِ
و كلُّ معذلٍ في الحيِّ آبٍ
على العذالِ ؛ عصاءُ اللواحي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ
دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ
رقم القصيدة : 18218
-----------------------------------
دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ
وَأكْبَادٌ مُكَلِّمَة ُ النّوَاحي
و حزنٌ ، لا نفاذَ لهُ ؛ ودمعُ
يلاحي ، في الصبابة ِ ، كلَّ لاحِ
أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِ وَأغْدُو،
فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَني رَبَاحِ؟
ألا يَا هَذِهِ، هلْ مِنْ مَقِيلٍ
لِضِيفانِ الصّبَابَة ِ، أوْ رَوَاحِ؟
فَلَوْلا أنْتِ، مَا قَلِقَتْ رِكابي
فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَني رَبَاحِ؟
و منْ جراكِ ، أوطنتُ الفيافي
وَفِيكِ غُذِيتُ ألْبَانَ اللِّقَاحِ
رَمَتْكِ مِنَ الشّآمِ بِنَا مطَايا
قِصَارُ الخَطْوِ، دَامِيَة ُ الصِّفَاحِ
تجولُ نسوعها ، وتبيتُ تسري
إلى غرّاءَ، جَائِلَة ِ الوِشَاحِ
إذا لمْ تشفَ ، بالغدواتِ ، نفسي
وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي!
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ
وقدْ هبتْ لنا ريحُ الصباحِ:
لَقَدْ أخَذَ السُّرَى وَاللَّيْلُ مِنّا،
فهلْ لكَ أن تريحَ بجوِّ راحٍِ؟
فَقُلتُ لَهُمْ عَلى كُرْهٍ: أرِيحوا
وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي!
إرَادَة َ أنْ يُقَالَ أبُو فِرَاسٍ،(15/434)
عَلَى الأصْحابِ، مأمونُ الجِماحِ
و كمْ أمرٍ أغالبُ فيهِ نفسي
ركبتُ ، مكانَ أدنى للنجاحِ
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ
وَآسُو كُلّ خِلٍّ بالسّمَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍ لِنَحْوي
جِمَامَ المَاءِ، وَالمَرْعَى المُبَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍ لِنَحْوي
مَنِيعَ الدّارِ، وَالمَال المُرَاحِ
لأملاكِ البلادِ ، عليَّ ، طعنٌ
يحلُّ عزيمة َ الدرعِ الوقاحِ
و يومٍ ، للكماة ِ بهِ اعتناقً ،
و لكنَّ التصافحَ بالصفاحِ
و ما للمالِ يروي عنْ ذويهِ
وَيُصْبِحُ في الرّعَادِيدِ الشّحَاحِ
لَنَا مِنْهُ، وإنْ لُوِيَتْ قَلِيلاً،
وَحُزْنٌ، لا نَفَادَ لَهُ، وَدَمْعٌ
أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِ وَأغْدُو،
تراهُ ، إذا الكماة ُ الغلبُ شدوا
أشدَّ الفارسينِ إلى الكفاحِ
أتَاني مِنْ بَني وَرْقَاءَ قَوْلٌ
ألذُّ جنَّى منَ الماءِ القراحِ
و أطيبُ منْ نسيمِ الروضِ حفتْ
بهِ اللذاتُ منْ روحٍ وراحَ
وَتَبْكي في نَوَاحِيه الغَوَادي
بأدمعها ، وتبسمُ عنْ أقاحِ
عتابكَ يابنَ عمٍ بغيرِ جرمٍ
وَإنّا غَيرُ بُخّالٍ لِنَحْمي
و ما أرضى انتصافاً منْ سواكمْ
وَأُغضي مِنكَ عَن ظُلمٍ صُرَاحِ
أظَنّاً؟ إنّ بَعْضَ الظّنّ إثْمٌ!
أمَزْحاً؟ رُبّ جِدٍّ في مُزَاحِ!
إذا لمْ يَثْنِ غَرْبَ الظّنّ ظَنّ
بسطتُ العذرَ في الهجرِ المباحِ
أأتْرُكُ في رِضَاكَ مَدِيحَ قَوْمي
أُصَاحِبُ كُلّ خِلٍّ بالتّجَافي
و همْ أصلٌ لهذا الفرعِ طابتْ
وَكَمْ أمْرٍ أُغَالِبُ فِيهِ نَفْسي
بقاءُ البيضِ عمرُ الشملِ فيهم
و حطُّ السيفِ أعمارُ اللقاحِ
أعزُّ العالمينَ حمى ً وجاراً ،
وَأكرَمُ مُسْتَغَاثٍ مُستَمَاحِ
أريتكَ يابنَ عمِّ بأيِّ عذرٍ ؟
عدوتَ عن الصوابِ ؛ وأنتَ لاحِ
وَإنّا غَيرُ بُخّالٍ لِنَحْمي
كفعلكَ ؛ أم بأسرتنا افتتاحي
وَهَلْ في نَظْمِ شِعري من طرِيفٍ
لمغدى ً في مكانكَ ؛ أو مراحِ؟
أمِنْ كَعْبٍ نَشَا بَحْرُ العَطَايَا
و صاحبُ كلٍ خلٍّ مستبيحٍ(15/435)
وَتَبْكي في نَوَاحِيه الغَوَادي
و هذا السيلُ منْ تلكَ الغوادي
و هذي السحبُ منْ تلكَ الرياحِ
وَآسُو كُلّ خِلٍّ بالسّمَاحِ
أفي مدحي لقومي منْ جناحِ؟
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ
و منْ أضحى امتداحهمْ امتداحي؟
و لستُ ، وإنْ صبرتُ على الرزايا
ألاَ حي أسرتي ، وبهمْ ألاحي
و لو أني اقترحتُ على زماني
لكنتمْ ، يا " بني ورقا " اقتراحي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني، وَإنّما
تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني، وَإنّما
رقم القصيدة : 18219
-----------------------------------
تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني، وَإنّما
تَمَنَّيْتُمُ أنْ تُفْقِدُوا العِزَّ أصْيَدَا
أما أنا أعلى منْ تعدونَ همة ً ؟
وَإنْ كنتُ أدنَى مَن تَعُدّونَ موْلدَا
إلى الله أشكُو عُصْبَة ً من عَشِيرَتي
يسيئونَ لي في القولِ ،غيباً ومشهدا
و إنْ حاربوا كنتُ المجنَّ أمامهم
وَإنْ ضَارَبُوا كنتُ المُهَنّدَ وَاليَدَا
و إنْ نابَ خطبٌ ، أوْ ألمتْ ملمة ٌ ،
جعلتُ لهمْ نفسي ، وما ملكتْ فدا
يودونَ أنْ لا يبصروني ، سفاهة ً ،
وَلَوْ غِبتُ عن أمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدَى
فعالي لهمْ ، لوْ أنصفوا في جمالها
وَحَظٌّ لنَفسي اليَوْمَ وهَوَ لهمْ غَدا
فَلا تَعِدوني نِعمَة ً، فَمَتى غَدَتْ
فَأهلي بهَا أوْلى وَإنْ أصْبَحُوا عِدَا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تطبيق عملي
تطبيق عملي
رقم القصيدة : 1822
-----------------------------------
كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ
( أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إ خرَسْ .
يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للوَراءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ ..
نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ .
نحنُ لا نَقمعُ .
( قِفْ يا ابنَ ا لزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ ..
هَيه .. ا نْقَبِر ي يا خُنفُساءْ ) .
أينَ كُنَّا ؟
بخصوصِ القَمعِ ..
لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ .
نحنُ بالقانونِ نَمشي(15/436)
وجميعُ النَّاسِ
في ميزانِ مولانا سواءْ .
احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ ..
لحظةً .
د عني أُرَبِّي هؤلاءْ .
( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ ..
لعنةُ اللهِ عليكُمْ .
صَمْتُكُمْ أ طر َشَني يا لُقَطاءْ .
أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. و إلاَّ
سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ )
أينَ كُنَّا ؟
ها .. عنِ القانونِ ..
لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ .
أنتَ بالقانونِ حُرٌّ .
احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ
وافعلْ ما تَشاءْ .
لمنِ الدَّور ؟
تَقَدَّمْ .
أ رني الأوراقَ ..
هذا الطَّابعُ الماليُّ ،
هذي بَصْمَة المُختارِ ،
هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ،
تَوا قيعُ شُهودِ العَدْلِ ،
تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ،
فَحصُ البَولِ ،
فاتورةُ صرفِ الغازِ ،
وَصْلُ الكَهْرباءْ .
طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ
مِنْ غيرِ التِواءْ .
حَسناً ... ( طُبْ )
ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ
تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا: الرّحِيلُ غدا،
يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا: الرّحِيلُ غدا،
رقم القصيدة : 18220
-----------------------------------
يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا: الرّحِيلُ غدا،
لا فَرّقَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَنَا أبَدَا
يا منْ أصافيهِ في قربٍ وفي بعدِ
وَمَنْ أُخَالِصُهُ إنْ غَابَ أوْ شَهِدَا
راعَ الفراقُ فؤاداً كنتَ تؤنسهُ
وَذَرّ بَينَ الجُفُونِ الدّمعَ والسُّهُدا
لا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصاً لا أرَى أنَساً
وَلا تَطِيبُ ليَ الدّنْيَا إذا بَعُدا
أضحى وأضحيتُ في سرٍ وفي علنٍ
أعدهُ والداً إذْ عدني ولدا
ما زالَ ينظمُ فيَّ الشعرَ مجتهداً
فضلاً وأنظمُ فيهِ الشعرَ مجتهدا
حَتى اعْتَرَفْتُ وَعَزّتْني فَضَائِلُهُ،
و فاتَ سبقاً وحازَ الفضلَ منفردا
إنْ قَصّرَ الجُهْدَ عَنْ إدْرَاكِ غايَته
فأعذرُ الناسِ منْ أعطاكَ ما وجدا
أبقى لنا اللهُ مولانا ؛ ولا برحتْ
أيّامُنَا، أبَداً، في ظِلّهِ جُدُدَا(15/437)
لا يطرقِ النازلُ المحذورُ ساحتهُ
وَلا تَمُدّ إلَيْهِ الحَادِثَاتُ يَدَا
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً دَائِماً أبَدا
أعطانيَ الدهرُ ما لمْ يعطهِ أحدا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
رقم القصيدة : 18221
-----------------------------------
أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
فأعادني كلفَ الفؤادِ عميدا
إنَّ الغزالة َ والغزالة َ أهدتا
وَجْهَاً إلَيكَ، إذا طَلَعتَ، وَجِيدا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
رقم القصيدة : 18222
-----------------------------------
إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
إذا ما دنونا زادَ جاهلهم بعدا
وَإنّا لَتَثْنِينَا عَوَاطِفُ حِلْمِنَا
عَلَيْهمْ، وَإنْ ساءتْ طَرَائقُهمْ جِدّا
وَيَمْنَعُنَا ظُلْمَ العَشِيرة ِ أنّنَا
إلى ضُرّهَا، لَوْ نَبتَغي ضُرّها، أهدَى
وَإنّا إذا شِئْنَا بِعَادَ قَبِيلَة ٍ
جَعَلْنَا عِجالاً دُونَ أهلِهِمُ نجدَا
وَلَوْ عَرَفَتْ هذي العَشائرُ رُشْدَهَا
إذا جعلتنا دونَ أعدائها سدا
وَلكِنْ أُرَاهَا، أصْلَحَ الله حالَها
و أخلقها بالرشدِ - قدْ عدمتْ رشدا
إلى كَمْ نَرُدّ البيضَ عَنهُم صَوَادياً
وَنَثني صُدورَ الخيلِ قد مُلئتْ حقدَا
وَنَغْلِبُ بِالحِلْمِ الحَمِيّة َ مِنْهُمُ
وَنَرْعَى رِجالاً لَيس نَرْعى لهم عهدَا
أخَافُ عَلَى نَفْسي وَللحَرْبِ سَوْرَة ٌ
بَوَادِرَ أمْرٍ لا نُطِيقُ لَهَا رَدّا
و جولة َ حربٍ يهلكُ الحلمَ دونها
وصولة َ بأسٍ تجمعُ الحرَّ والعبدا
وَإنّا لَنَرْمي الجَهلَ بِالجَهْلِ مَرّة ً
إذا لمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلى حَالَة ٍ بُدّا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا معجباً بنجومهِ
يا معجباً بنجومهِ
رقم القصيدة : 18223
-----------------------------------(15/438)
يا معجباً بنجومهِ
لا النحسُ منكَ ولاَ السعاده
اللَّهُ يُنْقِصُ مَا يَشَا
ءُ وَفي يَدِ اللَّهِ الزّيَادَة
دَعْ مَا أُرِيدُ وَمَا تُرِيـ
ـدُ، فَإنّ للَّهِ الإِرَادَة
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
رقم القصيدة : 18224
-----------------------------------
دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
أتاكَ بها بقظانَ فكركَ لا البردُ؟
فَأصْبَحْتَ مَا بَينَ العَدْوّ وَبَيْنَنَا
تجاري بكَ الخيلُ المسومة ُ الجردُ
أتَيْنَاكَ، أدْنَى مَا نُجِيبُكَ، جُهدنا،
فأهوَنُ سَيرِ الخيلِ من تَحتِنَا الشّدّ
بكلِّ ، نزاري أتتكَ بشخصهِ
عوائدُ منْ حاليكَ ليسَ لها ردُّ
نباعدهمْ وقتاً كما يبعدُ العدا
وَنُكْرِمُهُمْ وَقتاً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ
وندنو دنواً لا يولدُ جرأة ً
و نجفو جفاءً لا يولدهُ زهدُ
أفضتَ عليهِ الجودَ منْ قبلِ هذهِ
و أفضلُ منهُ ما يؤملهُ بعدُ
وَحُمْرِ سُيُوفٍ لا تَجِفّ لهَا ظُبى ً
بِأيدِي رِجالٍ لا يُحَطّ لهَا لِبْدُ
و زرقٍ تشقُّ البردَ عنْ منهجِ العدا
و تسكنُ منهمْ أينما سكنَ الحقدُ
وَمُصْطَحَباتٍ قارَبَ الرّكضُ بَينَها
وَلَكِنْ بِهَا عَنْ غَيرِها أبَداً بُعْدُ
نشردهمْ ضرباً كما شردَ القطا
و ننظمهمْ طعناً كما نظمَ العقدُ
لَئِنْ خَانَكَ المَقْدُورُ فِيمَا نَوَيْتَهُ
فما خانَكَ الرّكضُ الموَاصَلُ والجهدُ
تُعَادُ كمَا عُوّدْتَ، وَالهَامُ صَخْرُها،
وَيُبْنَى بهَا المَجدُ المُؤثَّلُ وَالحَمْدُ
ففي كفكَ الدنيا وشيمتكَ العلا
وَطَائِرُكَ الأعْلى وَكَوْكَبكَ السّعدُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ ، عتبهُ
أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ ، عتبهُ
رقم القصيدة : 18225
-----------------------------------
أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ ، عتبهُ
علَيّ وَلا عِنْدِي لأنْعُمِهِ جَحْدُ(15/439)
سأسكتُ إجلالاٍ لعلمكَ أنني
إذا لمْ تكنْ خصمي ليَ الحججُ اللدُّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ،
نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ،
رقم القصيدة : 18226
-----------------------------------
نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ،
عِنْدَنَا، ذَنْباً يُعَدُّ
قُلْ لِمَنْ لَيسَ لَهُ عَهْـ
ـدٌ، لَنَا عَهْدٌ وَعَقْدُ
جُمْلَة ٌ تُغْني عَنِ التّفْـ
ـصيلِ : " مالي عنكًَ بدُّ "
إنْ تَغَيَّرْتَ فَمَا غُيّـ
ـرَ مِنّا لَكَ عَهْدُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما
عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما
رقم القصيدة : 18227
-----------------------------------
عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما
تَعَرّضَ مني جانِبٌ لَهُمُ صَلْدُ
ولا خيرَ في هجرِ العشيرة ِ لامريءٍ
يَرُوحُ عَلى ذَمّ العَشِيرَة ِ أوْ يَغْدُو
وَلَكِنْ دُنُوٌّ لا يُوَلّدُ هِجْرَة ً،
وَهَجْرٌ رَفِيقٌ لا يُصَاحِبُهُ زُهْدُ
نباعدهمْ طوراً ؛ كما يبعدُ العدا ؛
وَنُكرِمُهُمْ طَوْراً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننا
لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننا
رقم القصيدة : 18228
-----------------------------------
لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننا
بِلادٌ إذا ما شِئتُ قَرّبَها الوَخْدُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ " قيصرٍ "
وَلا أمَلٌ يُحيي النّفُوسَ وَلا وَعدُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا
هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا
رقم القصيدة : 18229
-----------------------------------
هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا
حة ِ والعلى عني محيدُ
إذْ أنتَ سيدي الذي
رَبّيْتَني وَأبي سَعِيدُ
في كلِّ يومٍ أستفيـ
ـدُ منَ العلاءِ ، وأستزيدُ
وَيَزِيدُ فيّ إذَا رَأيْـ
ـتُكَ في النّدَى خُلُقٌ جَدِيدُ(15/440)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شروط الاستيقاظ
شروط الاستيقاظ
رقم القصيدة : 1823
-----------------------------------
_ أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ .
عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ .
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ .
عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ ألا ستقامةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ
لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ .
_ سوفَ تستيقظُ .. لكنْ
ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ
دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ
رقم القصيدة : 18230
-----------------------------------
دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ
لَدَيّ، وَللنّوْمِ القَلِيلِ المُشَرّدِ
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالحَيَاة ِ، وَإنّهَا
لأَوّلُ مَبْذُولٍ لأوّلِ مُجْتَدِ
وَمَا الأَسْرُ مِمّا ضِقْتُ ذَرْعاً بحَملِهِ
و ما الخطبُ مما أنْ أقولَ لهُ :قدِ
وَما زَلّ عَني أنّ شَخصاً مُعَرَّضاً
لنبلِ العدى ؛ إنْ لمْ يصبْ ؛ فكأن ْقدِ
وَلَكِنّني أخْتَارُ مَوْتَ بَني أبي
على صهواتِ الخيلِ ، غيرَ موسدِ
وَتَأبَى وَآبَى أنْ أمُوتَ مُوَسَّداً
بأيدي النّصَارَى مَوْتَ أكمَدَ أكبَدِ
نضوتُ على الأيامِ ثوبَ جلادتي ؛
ولكنني لمْ أنضُ ثوبَ التجلدِ
و ما أنا إلا بينَ أمرٍ، وضدهُ
يجددُ لي ، في كلِّ يومٍ مجددِ
فمِنْ حُسنِ صَبرٍ بالسّلامَة ِ وَاعِدي،
ومنْ ريبِ دهرٍ بالردى ، متوعدي
أقلبُ طرفي بينَ خلٍّ مكبلٍ
وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَدِدِ مُصَفَّدِ
دَعَوْتُكَ، وَالأبْوَابُ تُرْتَجُ دونَنا،
فكُنْ خَيرَ مَدْعُوٍّ وَأكرَمَ مُنجِدِ
فمثلكَ منْ يدعى لكلِّ عظيمة ٍ
و مثليَ منْ يفدى بكلِّ مسودِ
أناديكَ لا أني أخافُ منَ الردى
و لا أرتجي تأخيرَ يومٍ إلى غدِ
وَقَد حُطّمَ الخَطّيّ وَاختَرَمَ العِدى
و فللَ حدُّ المشرفيِّ المهندِ(15/441)
و لكنْ أنفتُ الموتَ في دارِغربة ٍ ،
بأيدي النّصَارَى الغُلفِ مِيتَة َ أكمَدِ
فلا تتركِ الأعداءَ حولي ليفرحوا
وَلا تَقطعِ التّسآلَ عَني، وَتَقْعُدِ
وَلا تَقعُدنْ، عني، وَقد سيمَ فِديَتي،
فلَستَ عن الفِعْلِ الكَرِيمِ بِمُقْعَدِ
فكمْ لكَ عندي منْ أيادٍ وأنعمٍ ؟
رفعتَ بها قدري وأكثرتَ حسدي
تَشَبّثْ بها أكرُومَة ً قَبْلَ فَوْتِهَا،
وَقُمْ في خلاصي صَادق العزْمِ وَاقعُدِ
فإنْ مُتُّ بَعدَ اليَوْمِ عابكَ مَهلكي
معابَ الزراريين ، مهلكَ معبدِ
هُمُ عَضَلُوا عَنهُ الفِدَاءَ فأصْبَحُوا
يهدونَ أطرافَ القريضِ المقصدِ
و لمْ يكُ بدعاً هلكهُ ؛ غيرَ أنهمْ
يُعَابُونَ إذْ سِيمَ الفِداءُ وَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرّومِ أرأفَ مِنكُمُ
وَأرْغَبَ في كَسْبِ الثّنَاءِ المُخَلَّدِ
و لا يبلغِ الأعداءُ أنْ يتناهضوا
وَتَقْعُدَ عَنْ هَذَا العَلاءِ المُشَيَّدِ
أأضْحَوْا عَلى أسْرَاهُمُ بيَ عُوّداً،
وَأنْتُمْ عَلى أسْرَاكُمُ غَيرُ عُوّدِ؟!
مَتى تُخلِفُ الأيّامُ مِثلي لكُمْ فَتى ً
طَوِيلَ نِجَادِ السَّيفِ رَحْبَ المُقَلَّدِ؟
مَتى تَلِدُ الأيّامُ مِثْلي لَكْمْ فَتى ً
شَدِيداً عَلى البأساءِ، غَيرَ مُلَهَّدِ؟
فإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا شَرَفَ العُلا،
و أسرعَ عوادٍ إليها ، معوَّدِ
وَإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا لِعُلاكُمُ
فتى غيرَ مردودِ اللسانِ أو اليدِ
يطاعنُ عنْ أعراضكمْ ؛ بلسانهِ
وَيَضْرِبُ عَنْكُمْ بِالحُسَامِ المُهَنّدِ
فَمَا كُلّ مَنْ شَاءَ المَعَالي يَنَالُها،
و لاَ كلُّ سيارٍ إلى المجدِ يهتدي
أقِلْني! أقِلْني عَثْرَة َ الدّهْرِ إنّهُ
رماني بسهمٍ ، صائبِ النصلِ ، مقصدِ
وَلَوْ لمْ تَنَلْ نَفسي وَلاءَكَ لمْ أكُنْ
لأِورِدَهَا، في نَصرِهِ، كُلّ مَوْرِدِ
وَلا كنتُ ألقى الألفَ زُرْقاً عُيُونُهَا
بسَبْعِينَ فِيهِمْ كُلّ أشْأمَ أنكَدِ
فلاَ ، وأبي ، ما ساعدانِ كساعدٍ ،
وَلا وَأبي، ما سَيّدَانِ كَسَيّدِ(15/442)
وَلا وَأبي، ما يَفْتُقُ الدّهْرُ جَانِباً
فَيَرْتُقُهُ، إلاّ بِأمْرٍ مُسَدَّدِ
و إنكَ للمولى ، الذي بكَ أقتدي ،
و إنك للنجمُ الذي بكَ أهتدي
وَأنتَ الّذِي عَرَّفْتَني طُرُقَ العُلا،
وَأنْتَ الّذِي أهْدَيْتَني كلّ مَقْصدِ
وَأنْتَ الّذي بَلّغْتَني كُلّ رُتْبَة ٍ،
مشيتُ إليها فوقَ أعناقِ حسدي
فَيَا مُلبسي النُّعمَى التي جَلّ قَدرُهَا
لَقَد أخلَقَتْ تِلكَ الثّيابُ فَجَدّدِ
ألمْ ترَ أني ، فيكَ صافحتُ حدها
وَفِيكَ شرِبتُ المَوْتَ غَيرَ مُصرَّدِ
يَقولونَ: جَنّبْ عادَة ً مَا عَرَفْتَها،
شَدِيدٌ عَلى الإنْسَانِ ما لمْ يُعَوَّدِ
فَقُلتُ: أمَا وَاللَّهِ لا قَالَ قَائِلٌ:
شَهدْتُ لَهُ في الحَرْبِ ألأمَ مَشهَدِ
وَلَكِنْ سَألقَاهَا، فَإمّا مَنِيّة ٌ
هيَ الظنُّ ، أو بنيانُ عزِّ موطدِ
و لمْ أدرِ أنَّ الدهرَ في عددِ العدا؛
و أنَّ المنايا السودَ يرمينَ عنْ يدِ
بَقيتَ ابنَ عبد الله تُحمى من الرّدى ،
وَيَفْدِيكَ مِنّا سَيّدٌ بَعْدَ سَيّدِ
بعيشة ِ مسعودٍ ؛ وأيامِ سالمٍ
و نعمة ِ مغبوطٍ ؛ وحالِ محسدِ
ولاَيحرمني اللهُ قربكَ ! إنهُ
مرادي منَ الدنيا ؛ وحظي ؛ وسؤددي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ
لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ
رقم القصيدة : 18231
-----------------------------------
لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ
وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُ إرْضَاءُ حَاسِدِ
و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُ حاسداً ؛
كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُ وَاجِدِ
ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَ فاضِلاً؟
وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبلي بمَاجِدِ؟!
أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ، وأجتني
مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّ الأسَاوِدِ
وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة ً،
وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّة حَامِدِ
قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُ ذنوبهُ
طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُ المَحامِدِ(15/443)
و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّ عرفتهُ ،
و حاولتُ خلاً أنني غيرُ واجدِ
وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّ ناصري
و قلَّ على تلكَ الأمورِ مساعدي
ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ، فَإنّهَا
مَوَارِدُ آبَائي الأولى ، وَمَوَارِدِي
و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُ زاهداً
إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَ زَاهِدِ!
وماكلُّ أنصاري من الناس ناصري
ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِ عاضدي
وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُ مُفرَداً
إذا كانَ لي قومٌ طوالُ السواعدِ
وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِ أقَارِبي
إذا كانَ لي منهمْ قلوبُ الأباعدِ؟
أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُ منْ علاَ
رويدكَ ! إني نلتها غيرَ جاهدِ
لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُ المَعَالي خَفِيّة ٌ
وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَ بقَاصِدِ
و يا ساهدَ العينينِ فيما يريبني ،
ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُ سَاهِدِ
غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِ غفلة ٍ ،
وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْ غَيْرِ رَاقِدِ
خليليَّ ، ما أعددتما لمتيمٍ
أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافي المَرَاقِدِ؟
فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ، دموعهُ
مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُ فرائدِ
إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ، وَلمُ أبتْ
أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِ المَكَائِدِ
صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِ حرة ٍ ،
كثيرِ العدا فيها ، قليلِ المساعدِ
فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُ أشقري،
وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُ ساعدي
و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْ تصرمتْ
مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشّدائِدِ
جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّ بلدة ٍ ،
وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّ مُجَالِدِ
وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْني وَبَيْنَهُم
بناتِ البكيرياتِ حولَ المزاودِ
إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدة ٌ ،
أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ
فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيْفَة ٍ
و كانَ يراها عدة ً للشدائدِ
وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِ نُوَيْرَة ٍ
عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ " خالدِ "(15/444)
وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِ عُتَيْبَة ٍ،
أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِ القصائدِ
عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛ فإنَّ لي
عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَ بوائدِ
فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْ يكنْ
ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ
فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِ والعلاَ
وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِ أكرَمُ عائِدِ
مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ، لَكِنّ جارَهُ
إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِ المَوَارِدِ
مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِ وَبَيْنَهَا
لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُ عَشيرَتي
وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِي القَلائِدِ
خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّ ماجِدِ،
وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِ الأمَاجِدِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سَلامٌ رائِحٌ، غادِ،
سَلامٌ رائِحٌ، غادِ،
رقم القصيدة : 18232
-----------------------------------
سَلامٌ رائِحٌ، غادِ،
عَلى سَاكِنَة ِ الوَادِي
عَلى مَنْ حُبّهَا الهَادَي،
إذَا مَا زُرْتُ، وَالحَادِي
أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْ أجْلِ
غزالٍ ، فيهمُ بادِ
ألاَ يا ربة َ الحليِ ،
على العاتقِ والهادي
لقدْ أبهجتِ أعدائي
و قدْ أشمتِ حسادي
بِسُقْمٍ مَا لَهُ شافٍ،
و أسرٍ ما لهُ فادِ
فَإخْوَاني وَنُدْمَاني
و عذاليَ عوادي
فَمَا أَنْفَكّ عَنْ ذِكْراكِ
في نَوْمٍ وَتَسْهَادِ
بشوقٍ منكِ معتادِ
وَطَيْفٍ غَيْرِ مُعْتَادِ
ألا يا زائرَ الموصـ
ـلِ حيِّ ذلكَ النادي
فَبِالمَوْصِلِ إخْوَاني،
و بالموصلِ أعضادي
فَقُلْ لِلقَوْمِ يَأتُونِـ
ـي منْ مثنى وأفرادِ
فعندي خصبُ زوارٍ
و عندي ريُّ ورادِ
وَعِنْدِي الظّل مَمْدُوداً
عَلى الحَاضِرِ وَالبَادِي
ألاَ لاَ يَقْعُدِ العَجْزُ
بكمْ عنْ منهلِ الصادي
فَإنّ الحَجّ مَفْرُوضٌ
معَ الناقة ِ والزادِ
كفاني سطوة َ الدهرِ
جوادٌ نسلُ أجوادِ
نماهُ خيرُ آباءٍ
نَمَتْهُمْ خَيْرُ أجْدَادِ
فَمَا يَصْبُو إلى أرْضٍ
سوى أرضي وروادي(15/445)
وقاهُ اللهُ ، فيما عا
شَ، شَرَّ الزّمَنِ العَادِي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِ وَعْدِ،
وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِ وَعْدِ،
رقم القصيدة : 18233
-----------------------------------
وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِ وَعْدِ،
في لَيْلَة ٍ طُرِقَتْ بِسَعْدِ
بَاتَ الحَبِيبُ إلى الصّبَا
حِ معانقي خداً لخدِّ
يُمْتَارُ فيّ وَنَاظِري
ما شئتَ منْ خمرِ ووردِ
قَدْ كَانَ مَولايَ الأجـ
ـلّ، فَصَيّرَتْهُ الرّاحُ عَبْدِي
لَيْسَتْ بِأوّل مِنّة ٍ
مشكورة ٍ للراحٍِ عندي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ
ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ
رقم القصيدة : 18234
-----------------------------------
ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ
قدْ يهزُّ السؤالِ غيرَ الجوادِ
إنّما الجُودُ مَا أتَاكَ ابْتِدَاءً
لَمْ تَذُقْ فِيهِ ذلّة َ التّرْدَادِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَلَمَّا تَخَيَّرْتُ الأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ
وَلَمَّا تَخَيَّرْتُ الأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ
رقم القصيدة : 18235
-----------------------------------
وَلَمَّا تَخَيَّرْتُ الأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ
صبوراً على حفظِ المودة ِ والعهدِ
سَلِيماً عَلى طَيّ الزّمَانِ وَنَشْرِهِ
أميناً على النجوى صحيحاً على البعدْ
وَلَمّا أسَاءَ الظّنَّ بي مَنْ جَعَلْتُهُ
و إيايَ مثلَ الكفِّ نيطتْ إلى الزندِ
حَمَلْتُ عَلى ضَنّي بِهِ سُوءَ ظَنّه
و أيقنتُ أني بالوفا أمة ٌ وحدي
و أني على الحالينِ في العتبِ والرضى
مقيمٌ على ما كان يعرفُ من ودي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَإذَا يَئِسْتُ مِنَ الدّنُـ
وَإذَا يَئِسْتُ مِنَ الدّنُـ
رقم القصيدة : 18236
-----------------------------------
وَإذَا يَئِسْتُ مِنَ الدّنُـ
ـوّ رَغِبْتُ في فَرْطِ البِعَادِ
أرْجُو الشّهَادَة َ في هَوَا
كَ لأنّ قَلْبي في جِهَادِ(15/446)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا جَاحِداً فَرْطَ غَرَامي بِهِ،
يَا جَاحِداً فَرْطَ غَرَامي بِهِ،
رقم القصيدة : 18237
-----------------------------------
يَا جَاحِداً فَرْطَ غَرَامي بِهِ،
وَلَسْتُ بِالنّاسِي وَلا الجَاحِدِ
أقْرَرْتُ في الحُبّ بِمَا تَدّعِي،
فَلَسْتُ مُحْتَاجاً إلى شَاهِدِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بتنا نعللُ منْ ساقٍ أغنَّ لنا
بتنا نعللُ منْ ساقٍ أغنَّ لنا
رقم القصيدة : 18238
-----------------------------------
بتنا نعللُ منْ ساقٍ أغنَّ لنا
بخمرتينِ منَ الصهباءِ والخدِّ
كَأنّهُ حِينَ أذْكَى نَارَ وَجْنَتَهِ
سُكراً وَأسبَلَ فضْلَ الفاحِمِ الجَعدِ
يعدُّ ماءَ عناقيدٍ بطرتهِ
بمَاءِ مَا حَمَلَتْ خَدّاهُ من وَرْدِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إني منعتُ منَ المسيسرِ إليكمُ
إني منعتُ منَ المسيسرِ إليكمُ
رقم القصيدة : 18239
-----------------------------------
إني منعتُ منَ المسيسرِ إليكمُ
و لوِ استطعتُ لكنتُ أولَ واردِ
أشكو ، وهل أشكو جناية َ منعمٍ
غَيْظُ العَدُوّ بِهِ، وَكَبْتُ الحَاسِدِ؟
قدْ كنتَ عدَّتي التي أسطو بها
وَيَدي إذا اشتَدّ الزّمَانُ وَسَاعِدي
فَرُمِيتُ مِنْكَ بِغَيْرِ مَا أمّلْتُهُ
وَالمَرْءُ يَشْرَقُ بِالزّلالِ البَارِدِ
لكنْ أتتْ دونَ السرورِ مساءة ٌ
وَصَلَتْ لهَا كَفُّ القَبُولِ بِسَاعِدِ
فصبرتُ كالولدِ التقيِّ ؛ لبرهِ
أغضى على ألمٍ لضربِ الوالدِ
و نقضتُ عهداً كيفَ لي بوفائهِ
وَسُقيتُ دُونَكَ كأسَ هَمٍّ صَارِدِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> في انتظار غودو (الحرية)
في انتظار غودو (الحرية)
رقم القصيدة : 1824
-----------------------------------
كانتْ مَعي صَبيَّهْ
مربوطةً مثلي
على مِروحةٍ سَقفيَّهْ .
جِراحُها
تبكي السَّكاكينُ لَها ..
و َنوْحُها
تَرثي لهُ الوَحشيَّة !
حَضنتُها بأ د مُعي .
قلتُ لها : لا تَجزعي .(15/447)
مهما استَطالَ قَهرنُا ..
لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيةْ .
تَطَلَّعتَ إليَّ ،
ثمَّ حَشْر َجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّةْ :
و ا أ َسَفا يا سَيِّدي
إنِّي أَنَا الحُريَّةْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وداعٍ دعاني ، والأسنة ُ دونهُ ،
وداعٍ دعاني ، والأسنة ُ دونهُ ،
رقم القصيدة : 18240
-----------------------------------
وداعٍ دعاني ، والأسنة ُ دونهُ ،
صببتُ عليهِ بالجوابِ جوادي
جنبتُ إلى مهري المنيعيِّ مهرهُ
وَجَلّلْتُ مِنْهُ بِالنَّجِيعِ نِجَادي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ
قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ
رقم القصيدة : 18241
-----------------------------------
قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ
قَوْلَ حَزِينٍ، مِثْلِهِ، فَاقِدِ
هَيهَاتَ! ما في النّاسِ من خَالِدِ
لا بدَّ منْ فقدٍ ومنْ فاقدِ
كُنِ المُعَزّى ، لا المُعَزّى بِهِ،
إنْ كانَ لا بدَّ منَ الواحدِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
رقم القصيدة : 18242
-----------------------------------
أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ
وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ،
هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ
كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ،
وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً،
و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها
عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ(15/448)
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ،
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا عَلِمْـ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا عَلِمْـ
رقم القصيدة : 18243
-----------------------------------
وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا عَلِمْـ
ـتُ، وَإنْ أقمتُ على صُدودِهْ
أنّ الغَزَالَة َ وَالغَزَا
لَ، لَفِي ثَنَايَاهُ وَجِيدِهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لا تطلبنَّ دنوَّ دا
لا تطلبنَّ دنوَّ دا
رقم القصيدة : 18244
-----------------------------------
لا تطلبنَّ دنوَّ دا
رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْ مُعَاشِرْ
أبقى لأسبابِ المودَّ
ة ِ أنْ تَزورَ وَلا تُجَاوِرْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الآنَ حينَ عرفتُ رشـ
الآنَ حينَ عرفتُ رشـ
رقم القصيدة : 18245
-----------------------------------
الآنَ حينَ عرفتُ رشـ
ـدي ، فاغتديتُ على حذرْ
وَنَهَيْتُ نَفْسِي فَانْتَهَتْ،
وَزَجَرْتُ قَلْبي فَانْزَجَرْ
وَلَقَدْ أقَامَ، عَلى الضّلا
لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ، وَاسْتَمَرّ
هيهاتَ ، لستُ " أبا فرا
س " إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إنْ زُرْتُ "خَرْشَنَة ً" أسِيرَا
إنْ زُرْتُ "خَرْشَنَة ً" أسِيرَا
رقم القصيدة : 18246
-----------------------------------
إنْ زُرْتُ "خَرْشَنَة ً" أسِيرَا
فَلَكَمْ أحَطْتُ بها مُغِيرا
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَ تَنْـ
ـتَهِبُ المَنَازِلَ وَالقُصُورَا
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَ يُجْـ
ـلبُ نحونا حوَّا ، وحورا
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َ الْـ
ـحسناءَ ، والظبيَ الغريرَا
إنْ طالَ ليلي في ذرا
كِ فقدْ نعمتُ بهِ قصيرا
و لئنْ لقيتُ الحزن فيـ
ـكَ فقدْ لقيتُ بكِ السرورا
وَلَئِنْ رُمِيتُ بِحادِثٍ،
فلألفينَّ لهُ صبورا(15/449)
صبرا ً لعلَّ اللهَ يفـ
ـتحُ بعدهُ فتحاً يسيراً
منْ كانَ مثلي لمْ يبتْ
إلاّ أسِيراً، أوْ أمِيرا
لَيْسَتْ تَحُلّ سَرَاتُنَا
إلا الصدورَ أو القبورا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا،
إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا،
رقم القصيدة : 18247
-----------------------------------
إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا،
لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لن يُكَدَّرَا
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ، سميذعٍ ،
يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُ أشقراً
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَا عَلى الوَرَى
وفي عزهِ صلنا على منْ تجبرا
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَ ديارهمْ
بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِ الجوّ أغْبَرَا
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَ غَزْوة ِ بَالِسٍ
ألم يتركوا النسوانَ في القاعِ حسراً
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَ سَارَ إلَيْهِمُ،
ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ، لَمَا تَنَمّرَا؟
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْ بتَدْمُرٍ،
ألمْ نقرها ضرباً يقدُّ السنوَّرا
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْ حُلُوقُها،
ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ، أحمرا
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْ سُيُوفُهُ
كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَ مبصرا
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموا بجِبالهِمْ،
رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ، ضمَّرا
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ ،
وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطة َ أعْفَرَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ،
إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ،
رقم القصيدة : 18248
-----------------------------------
إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ،
عَلى بَلايَا أسْرِهِ، أسْرَا
قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها ؛
لَكِنّهُ مَا عَدِمَ الصّبْرا
فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ ،
وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ، شُغِفْتُ بهِ(15/450)
وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ، شُغِفْتُ بهِ
رقم القصيدة : 18249
-----------------------------------
وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ، شُغِفْتُ بهِ
لَوْ كانَ أنْصَفَني في الحُبّ مَا جَارَا
إنْ زارَ قصَّر ليلي في زيارتهِ
وَإنْ جَفَاني أطَالَ اللّيْلَ أعْمَارَا
كأنّما الشّمسُ بي في القَوْسِ نازِلَة ٌ
إنْ لم يَزُرْني وَفي الجَوْزَاءِ إنْ زَارَ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> دود الخل
دود الخل
رقم القصيدة : 1825
-----------------------------------
شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !
ليسَ لهُ معنىً مفهومْ .
يَتبنَّى أُغنيةَ البُلبُلِ ،
لكنْ .. يَتغنَّى بالبُومْ !
يَصرُخُ منْ آلامِ الحُمّى ..
وَيَلومُ صُراخَ المعدومْ !
يَشحذُ سيفَ الظَّالِمِ ، صُبْحا ً،
وَيُولْوِلْ ، لَيلاً : مَظلومْ .
يَعدو مِن قَدَرٍ مُحتَمَلٍ ..
يَدعو لِقَضاءٍ مَحتومْ !
يَنطِقُ صَمْتاً
كَيلا يُقْفَلْ !
يَحيا مَوتاً
كيلا يُقتلْ !
يَتحاشى أن يَدْ عسَ لُغْماً
وهوَ منَ الدَّاخِلِ مَلغومْ !
**
قيلَ اهتِفْ للشَّعبِ الغالي .
فَهتَفتُ : يَعيشُ المَرحومْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و كنتُ ، إذا ما ساءني ، أو أساءني
و كنتُ ، إذا ما ساءني ، أو أساءني
رقم القصيدة : 18250
-----------------------------------
و كنتُ ، إذا ما ساءني ، أو أساءني
لطفتُ بقلبي أوْ يقيمَ لهُ عذرا
وَأكْرَهُ إعْلامَ الوُشَاة ِ بِهَجْرِهِ
فأعتبهُ سراً ، وأشكرهُ جهراً
وَهَبْتُ لِضَنّي سُوءَ ظَنّي، وَلم أدَع،
عَلى حَالِهِ، قَلبي يُسِرّ لَهُ شَرّا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُ انْهِمَارَا،
دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُ انْهِمَارَا،
رقم القصيدة : 18251
-----------------------------------
دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُ انْهِمَارَا،
و نارَ الوجدِ تستعرُ استعارا
أتطفأُ حسرتي ، وتقرُّ عيني ،
و لمْ أوقدْ ، معَ الغازينَ ، نارا؟(15/451)
رأيتُ الصبرَ أبعدَ ما يرجَّى ،
إذَا ما الجَيْشُ بِالغَازِينَ سَارَا
وَأعْدَدْتُ الكَتَائِبَ مُعْلَماتٍ
تنادي ، كلَّ آنٍ ، بي : سعارا
وَقَدْ ثَقّفْتُ للهَيْجَاءِ رُمْحي،
وَأضْمَرْتُ المَهَارِي والمِهَارَا
و كانَ إذا دعانا الأمرُ حفَّتْ
بِنَا الفِتْيَانُ، تَبتَدِرُ ابْتِدَارَا
بخيلٍ لاَ تعاندُ منْ عليها ،
وَقَوْمٍ لا يَرَوْنَ المَوْتَ عَارَا
وراءَ القافلينَ بكلِّ أرضٍ ،
وَأَوَّلُ مَنْ يُغِيرُ، إذَا أغَارَا
ستذكرني ، إذا طردتْ ، رجالٌ ،
دفقتُ الرمحَ بينهمُ مرارا
و أرضٌ ، كنتُ أملؤها خيولاً ،
و جوٍّ ، كنتُ أرهقهُ غبارا
لَعَلّ الله يُعْقِبُني صَلاحاً
قويماً ، أو يقليني العثارا
فأشفي منْ طعانِ الخيلِ صدراً
وَأُدرِكُ من صُرُوفِ الدّهرِ ثَارَا
أقمتُ على " الأميرِ " ، وكنتُ ممنْ
يعزُّ عليهِ فرقتهُ ، اختيارا
إذا سارَ " الأميرُ " ، فلا هدوا
لنفسي أو يؤوبَ ، ولا قرارا
أكابدُ بعدهُ همَّا ، وغمَّا ،
و نوماً ، لا ألذُّ به غرارا
وَكُنْتُ بِهِ أشَدّ ذَوِيّ بَطشاً،
وَأبْعَدَهُم، إذا رَكِبُوا، مَغَارَا
أشُقّ، وَرَاءهُ، الجَيشَ المُعَبّا،
و أخرقُ ، بعدهُ ، الرهجَ المثارا
إذَا بَقِيَ الأمِيرُ قَرِيرَ عَيْنٍ
فديناهُ ، اختياراً ، لا اضطرار
أبٌ برٌّ ، ومولى ، وابنُ عمٍ ،
و مستندٌ ، إذا ما الخطبُ جارا
يَمُدّ عَلى أكَابِرِنَا جَنَاحاً،
و يكفلُ ، في مواطننا ، الصغارا
أراني اللهُ طلعتهُ ، سريعاً ،
وَأصْحَبَهُ السّلامَة َ، حَيثُ سَارَا
وَبَلّغَهُ أمَانِيَهُ جَمِيعاً،
و كانَ لهُ منَ الحدثانِ جارا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَد صَنَعْتُها
وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَد صَنَعْتُها
رقم القصيدة : 18252
-----------------------------------
وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَد صَنَعْتُها
إلى غَيرِ ذي شُكْرٍ، بمَانِعَتي أُخرَى
سآتي جميلاً ، ما حييت ، فإنني(15/452)
إذا لمْ أُفِدْ شكراً، أفَدْتُ بهِ أجْرَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو
إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو
رقم القصيدة : 18253
-----------------------------------
إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو
بِ ، وجدتها فينا كثيره
لَكِنّ عَادَتَكَ الجَمِيـ
ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلى بَصِيرَهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لقدْ نافسني الدهرُ
لقدْ نافسني الدهرُ
رقم القصيدة : 18254
-----------------------------------
لقدْ نافسني الدهرُ
بتأخيرِي عنِ الحَضْرَة
فَمَا ألْقَى مِنَ العِلّـ
ـة ِ ما ألقى من الحَسْرَة ْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ،
وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ،
رقم القصيدة : 18255
-----------------------------------
وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ،
عَلَى أعَالي شَجَرَهْ
كأنَّ في رؤوسهِ ،
أصْفَرَهُ، وَأحْمَرَهْ
قُرَاضَة ً مِنْ ذَهَبٍ
في خرقٍ معصفره
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ،
و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ،
رقم القصيدة : 18256
-----------------------------------
و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ،
و قدْ ردَّ الشبابُ المستعارُ
أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ :
تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ ؟ ! ..
نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا ،
يحفدها ، على الشيبِ ، العقارُ
وَقَالَ الغَانِيَاتُ: "سَلا، غُلاماً،
فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ "
و ما أنسى الزيارة َ منكِ ، وهناً ،
و موعدنا " معانٌ" و" الحيارُ "
وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّ دَهْرٍ
نعمتُ بهِ ، لياليهِ قصارُ
و ندماني : السريعُ إلى لقائي ،
على عجلٍ ، وأقداحي الكبارُ
عشقتُ بها عواريَّ الليالي
" أحقُّ الخيلِ بالركضِ المعارُ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْ أُرْوَ مِنْهَا
حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ !
قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ، وَوَافى ،
إليَّ بها ، الفؤادُ المستطارُ(15/453)
فبتُّ أعلُّ خمراً منْ رضابٍ
لها سكرٌ وليسَ لها خمارُ
إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِ عنَّا
وقالتْ : " قمْ ! فقدْ بردَ السوارُ !
وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِ نحوِي
عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَ الصُّوَارُ
دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُ أدري
أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْ ضِرَارُ؟
وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِ حتى
لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ، ازْوِرَارُ
و مضطغنٍ يراودُ فيَّ عيباً
سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْ وَبَارُ
وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّ حَرْباً
عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُ صِغَارُ
كما خزيتْ بـ "راعيها " " نميرٌ " ،
وجرَّ على "بني أسدٍ" " يسارُ "
وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِ لَيْلٍ
كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ ؟
إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّ آلٌ
كأنا درهُ ، وهوَ البحارُ
يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ، فَهْوَ مَاءٌ
و يلفحُ بالهواجرِ فهو نارُ
إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ في مَكَانٍ
سموتُ لهُ، وإنْ بعدَ المزارُ
مقامي ، حيثُ لا أهوى ، قليلٌ
ونومي ، عندَ منْ أقلي غرارُ
أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُ سَيْفي،
وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ، وَالقِفَارُ
وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَا الدّنَايَا،
وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِ عَارُ
وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا، كِرَامٌ
وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ، خيارُ
و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّ فيهِ
ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُ الغُبَارُ
وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا، فَلَمّا
ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَ الفِرَارُ
و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ ،
و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ ؟
وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَى دِيَارٍ
رجعنَ ، ومنْ طرائدها الديارُ
فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَا جَمِيعاً
لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِ جارُ
إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَا عَبِيداً
فإنَّ الناسَ كلهمُ " نزارُ "
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ،
وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ،
رقم القصيدة : 18257(15/454)
-----------------------------------
وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ،
تمحو إساءتهُ إليَّ وتغفرُ
أهدتْ إليَّ مودة ً منْ صاحبٍ
تزكو المودة ُ في ثراهُ ، وتثمرُ
علقتْ يدي منهُ بعلقِ مضنة ٍ
مِمّا يُصَانُ عَلى الزّمَانِ وَيُدْخَرُ
إني عليكَ " أبا حصينٍ "، عاتبٌ
و الحرُّ يحتملُ الصديقَ ، ويصبرُ
وَإذا وَجَدْتُ عَلى الصّدِيقِ شكَوْتُهُ
سِرَّاً إلَيْهِ وَفي المَحَافِلِ أشْكُرُ
مَا بَالُ شِعْرِي لا تَرُدّ جَوَابَهُ؟
سَحْبَانُ عِنْدَكَ بَاقِلٌ، لا أعذُرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
رقم القصيدة : 18258
-----------------------------------
كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِ سَطْرُ
كأننا ، لمَّا استتبَّ العبرُ،
أسرة ُ " موسى " يومَ شقَّ البحرُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
رقم القصيدة : 18259
-----------------------------------
قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
وَتَلَظّتْ، كمَا أرَدْتَ، النّارُ
لم أزلْ ثابتاً على الهجرِ حتى
خفَّ صبري ، وقلَّتِ الأنصارِ
وَإذَا أحْدَثَ الحَبِيبَانِ أمْراً
كانَ فيهِ على المحبِّ الخيارُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> نحن بالخدمة
نحن بالخدمة
رقم القصيدة : 1826
-----------------------------------
قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ
وقَلْ معَ الأمطارِ
جاءتْ بِذرةُ الطُّغمَةْ .
قُلها
ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمةْ :
لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَةْ
كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟
كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى
أنيابهُ الضَّخْمَةْ
وكيفَ تحتَ ظِلهِ
ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً
منْ شِدَّةِ الزَّحمَةْ
واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ
يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَةْ ؟(15/455)
هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها
طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَةْ ؟!
هلْ في ا لدُّنا قِمامةٌ
يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّةْ !
**
لا يَستَطيعُ واحِدٌ
حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ
ويستطيعُ عِندما
يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْد رمَةْ .
ونحنُ بالخِدمَةْ .
قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمةْ !
**
أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَةْ .
لكنني
أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي
فَتهلِكَ الأمَّةْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
رقم القصيدة : 18260
-----------------------------------
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ،
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمن تربى
وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ ؟
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ ،
فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ !
ولومٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ !
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
وَلا وَلَدٌ، لَدَيْكِ، وَلا عَشِير
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ ،
مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ
مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ
إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ
أجرتيهِ ، وقدْ قلَّ المجيرُ !
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ
أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير
أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ
مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟
أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ
بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور
أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي
أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي ،
إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟(15/456)
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى ؟
بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟
وَقَدْ مُتِّ، الذّوَائِب والشّعُورِ؟
بِمَنْ يُسْتَفْتَح الأمْر العَسِير؟
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ ،
إلى ما صرتِ في الأخرى ، نصيرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،
رقم القصيدة : 18261
-----------------------------------
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ،
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا
و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ
لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني
أرى أنَّ داراً ، استِ من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى :
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ،(15/457)
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى
و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،
ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ(15/458)
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى "
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ،
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ
كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما
عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،
" وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لأيكممُ أذكرُ ؟
لأيكممُ أذكرُ ؟
رقم القصيدة : 18262
-----------------------------------
لأيكممُ أذكرُ ؟
وَفي أيّكُمْ أفْكِرُ؟
و كمْ لي على بلدتي ،
بُكَاءٌ وَمُسْتَعْبَرُ؟
فَفي حَلَبٍ عُدّتي،
وَعِزّيَ، وَالمَفْخَرُ
وفي " منبجَ " ، منْ رضا
هُ، أنْفَسُ مَا أذْخَرُ
وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَة ٌ،
بهَا يُكْرَمُ المَحْشَرُ
وَأصْبِيَة ٌ، كَالفِرَاخِ،
أكْبَرُهُمْ أصْغَرُ
وَقَوْمٌ ألِفْنَاهُمُ،(15/459)
و غصنُ الصبا أخضرُ
يخيلُ لي أمرهمْ
كأنهمُ حضَّرُ
فَحُزْنيَ لا يَنْقَضِي،
و دمعي ما يفترُ
و ما هذهِ أدمعي ،
وَلا ذَا الّذي أُضْمِرُ
وَلَكِنْ أُدارِي الدّمُوعَ،
وأسْتُرُ مَا أسْتُرُ
مخافة َ قولِ الوشا
ة ِ، مِثْلُك لا يَصْبِرُ
أيا غفلتا ، كيفَ لا
أرجي الذي أحذرُ ؟
و ماذا القنوطُ الذي
أراهُ فَأسْتَشْعِرُ؟
أمَا مَنْ بَلاني بِهِ،
على كشفهِ أقدرُ ؟
بلى َ ، إنَّ لي سيداً
مواهبهُ أكثرُ
وإني غَزيرُ الذّنُوبِ،
و إحسانهُ أغزرُ
بِذَنْبِيَ أوْرَدْتَني،
وَمِنْ فَضْلِك المَصْدرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ
مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ
رقم القصيدة : 18263
-----------------------------------
مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ
إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا، لَصَبُورُ
وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِ حَدِيدٌ،
وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِ صُخُورُ
قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِ طَليقاً،
بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُ الأسِيرُ
أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُ حَراكاً،
كيفَ أصبحتَ أنتَ يا " منصورُ " ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ،
أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ،
رقم القصيدة : 18264
-----------------------------------
أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ،
و بانتْ منكَ أسرارُ
وَلاحَتْ لي، مِنَ السّلْوَ
ة ِ، آيَاتٌ وَآثَارُ
أرَاهَا مِنْكَ بِالقَلْبِ،
و للأحشاءِ أبصارُ
إذا ما بردَ الحبُّ
فَمَا تُسْخِنُهُ النّارُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ،
قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ،
رقم القصيدة : 18265
-----------------------------------
قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ،
وَكَثِيبٌ مِنَ النّقَا، مُسْتَعَارُ
و غزالٌ فيهِ نفارٌ ، ولاَ بدْ
عَ فَمِنْ شِيمَة ِ الظّبَاءِ النّفَارُ
لا أُعَاصِيهِ في اجْتِرَاحِ المَعَاصِي،
في هَوَى مِثْلِهِ تَطِيبُ النّارُ(15/460)
قَد حَذِرْتُ المِلاحَ دَهْراً، وَلكن
ساقني ، نحوَ حبهِ ، المقدارُ
كمْ أردتُ السلوَّ فاستعطفتني
رقية ٌ منْ رقاكَ يا عيَّارُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا مَعْشَرَ النّاسِ! هَلْ لي
يَا مَعْشَرَ النّاسِ! هَلْ لي
رقم القصيدة : 18266
-----------------------------------
يَا مَعْشَرَ النّاسِ! هَلْ لي
ممَّا لقيتُ مجيرُ ؟
أصابَ غرَّة َ قلبي
هَذَا الغَزَالُ الغَرِيرُ
فَعُمْرُ لَيْلي طَوِيلٌ،
وَعُمْرُ نَوْمِي قَصِيرُ
أسرتَ مني فؤادي ،
يَفْدِيكَ ذَاكَ الأسِيرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ
سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ
رقم القصيدة : 18267
-----------------------------------
سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ
فسواهُ مكلَّفٌ ، مغرورُ
لحقَ العودَ ، ناعماً ، فثناهُ
و هوَ صعبٌ ، على سواهُ ، عسيرُ
إنّ حُبّ الصِّبَا، وَإنْ طَالَ، لا يَقْـ
ـدَحُ فِيهِ، عَلى الدّهُور، دُثُورُ
فهوَ في أضلعِ الصغيرِ صغيرٌ ،
و هوَ في أضلعِ الكبيرِ كبيرُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ
أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ
رقم القصيدة : 18268
-----------------------------------
أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ
إذا ما انقضى فكرٌ ألمَّ بهِ فكرُ ؟
أممعنة ً في العذلِ ، رفقاً بقلبهِ !
أيحملُ ذا قلبٌ ، ولوْ أنهُ صخرُ ؟
عَذيرِي من اللاّئي يَلُمنَ على الهَوَى
أما في الهوى ، لو ذقنًَ طعمَ الهوى عذرُ؟
أطَلْنَ عَلَيْهِ اللّوْمَ حَتى تَرَكْنَهُ
وَسَاعَتُهُ شَهْرٌ، وَلَيْلَتُهُ دَهْرُ
و منكرة ٍ ما عاينتْ من شحوبهِ
وَلا عَجَبٌ، ما عَايَنَتهُ، وَلا نُكْرُ
وَيُحمَدُ في العَضْبِ البِلى وهوَ قاطعٌ
ويحسنُ في الخيلِ المسمومة ِ، الضمرُ
و قائلة ٍ : " ماذا دهاكَ " ؟ ـ تعجباً ـ
فقلتُ لها : " يا هذهِ أنتِ والدهرُ ! "(15/461)
أبِالبَينِ؟ أمْ بالهَجرِ؟ أمْ بِكِلَيْهِمَا
تشاركَ ، فيما ساءني ، البينُ والهجرُ ؟
يُذَكّرُني نَجْداً حَبيبٌ، بأرْضِهَا،
أيا صاحبيْ نجوايَ ، هلْ ينفعُ الذكرُ ؟
نطاولت الكثبانُ ، بيني وبينهُ ،
وَبَاعَدَ، فيمَا بَيْنَنَا، البَلَدُ القَفْرُ
مفاوزُ لا يعجزنَ صاحبَ همة ٍ ،
وإن عجزتْ ، عنها ، الغريرية ُ الصبرُ
كَأنّ سَفِيناً، بينَ فَيْدٍ وَحَاجِرٍ،
يحفُّ بهِ ، منْ آلِ قيعانهِ ، بحرُ
عدانيَ عنهُ : ذودُ أعداءِ منهلٍ ،
كثيرٌ إلى ورادهُ النظرُ الشزرُ
وَسُمرُ أعَادٍ، تَلمَعُ البِيضُ بَينَهمْ،
وَبِيضُ أعَادٍ، في أكُفّهِمُ السُّمْرُ
وَقَوْمٌ، مَتى مَا ألْقَهُمْ رَوِيَ القَنَا،
و أرضٌ متى ما أغزها شبعَ النسرُ
وَخَيلٌ يَلُوحُ الخَيرُ بَينَ عُيُونِهَا،
و نصلٌ ، متى ما شمتهُ نزلَ النصرُ
إذَا مَا الفَتى أذْكَى مُغَاوَرَة َ العِدى
فكلُّ بلادٍ حلَّ ساحتها ُ ثغرُ
و يوم ٍ، كأنَّ الأرضَ شابتْ لهولهِ ،
قطعتُ بخيلٍ حشوُ فرسانها صبرُ ،
تَسِيرُ عَلى مِثْلِ المُلاءِ مُنَشَّراً،
وَآثَارُهَا طَرْزٌ لأطْرَافِهَا حُمْرُ
أُشَيّعُهُ وَالدّمْعُ مِنْ شِدّة ِ الأسَى ،
على خدهِ نظمٌ ، وفي نحرهِ نثرُ
وعدتُ ، وقلبي في سجافِ غبيطه ِ،
ولي لفتاتٌ ، نحو هودجه، كثرُ
و فيمنْ حوى ذاكَ الحجيجُ خريدة ٌ
لها دونَ عَطفِ السّترِ من صَوْنها سترُ
و في الكم ِّكفٌّ يراها عديلها ،
و في الخدرِ وجهٌ ليسَ يعرفهُ الخدرُ
فَهَلْ عَرَفاتٌ عَارِفاتٌ بِزَوْرِهَا؟
و هلْ شعرتْ تلكَ المشاعرُ والحجرُ ؟
أمَا اخضَرّ من بُطْنانِ مكّة َ ما ذَوَى ؟
أما أعشبَ الوادي أما أنبتَ الصخرُ ؟
سَقَى الله قَوْماً، حَلّ رَحلُكِ فيهمُ،
سحائبَ، لا قُلَّ جداها ، ولا نزرُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ
كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ
رقم القصيدة : 18269
-----------------------------------(15/462)
كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ
والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟
الحبُّ آمرهُ ، والصونُ زاجرهُ ،
وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ
أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ
فللعفافِ ، وللتقوى مآزرهُ
وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً،
وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ
ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ ،
وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟
منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ
و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره ُ
يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به
فالصبرُ خاذلهُ ، والدمعُ ناصرهُ
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ ،
يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ
ما أنسَ لا أنسَ ، يومَ البينِ ، موقفنا
والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ
و قولها ، ودموعُ العينِ واكفة ٌ :
هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ
هلْ أنتِ ، يا رفقة َ العشاقِ ، مخبرتي
عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ ؟
وَهَلْ رَأيتِ، أمَامَ الحَيّ، جَارِيَة ً
كالجُؤذَرِ الفَرْدِ، تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟
و أنتَ ، يا راكباً ، يزجي مطيتهُ
يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً، أوْ يَباكِرُهُ
إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ :
هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟
ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جارية ً
في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ
وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ
كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ ؟
يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ،
و الحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ،
لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ ،
أأنتَ عاذلهُ ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ ؟
و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ ،
و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ
هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ
وداً ، تمكنَ في قلبي يجاورهُ ؟
و أنني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ ،
وَصَحّ بَاطِنُهُ، مِنهُ، وَظَاهِرُهُ؟
وَمَا أخُوكَ الذي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ،
لكنْ أخوكَ الذي تصفو ضمائرهُ(15/463)
و أنني واصلٌ منْ أنتَ واصلهُ ،
و أنني هاجرٌ منْ أنتَ هاجرهُ
و لستُ واجدَ شيءٍ أنتَ عادمهُ ،
وَلَسْتُ غَائِبَ شَيْءٍ أنْتَ حَاضِرُهُ
وافى كتابكَ ، مطويا على نزهٍ ،
يَحَارُ سَامِعُهُ فِيهِ، وَنَاظِرُهُ
فالعينُ ترتعُ فيما خطَّ كاتبهُ ،
و السمعُ ينعمُ فيما قالَ شاعرهُ
فإنْ وقفتُ ، أمامَ الحيِّ أنشدهُ ،
ودَّ الخرائدُ لوْ تقنى جواهرهُ
" أبا الحصينِ " وخيرُ القولِ أصدقهُ ،
أنتَ الصديقُ الذي طابتْ مخابرهُ
لَوْلا اعْتِذَارُ أخِلاّئي بِكَ انصَرَفوا
بِوَجْه خَزْيَانَ لمْ تُقْبَلْ مَعَاذِرُهُ
أين الخَلِيلُ الذي يُرضِيكَ بَاطِنُهُ،
معَ الخطوبِ ، كما يرضيكَ ظاهرهُ ؟
أمّا الكِتَابُ، فَإني لَسْتُ أقْرَؤهُ
إلاّ تَبَادَرَ مِنْ دَمْعي بَوَادِرُهُ
يجري الجمانُ ، كما يجري الجمانُ بهِ ،
وَيَنْشُرُ الدّرَّ، فَوْقَ الدّرّ، نَاثِرُهُ
أنَا الذي لا يُصِيبُ الدّهرُ عِتْرَتَهُ،
ولا يبيتُ على خوفٍ مجاورهُ
يُمْسِي وَكُلّ بِلادٍ حَلّهَا وَطَنٌ،
وكلُّ قومٍ ، غدا فيهمْ ، عشائرهُ
و ما تمدُّ لهُ الأطنابُ في بلدٍ ،
إلاّ تَضَعْضَعَ بَادِيهِ وَحَاضِرُهُ
ليَ التخيرُ ، مشتطاً ومنتصفاً ،
وللأفاضلِ ، بعدي ، ما أغادرهُ
زاكي الأصولِ ، كريمُ النبعتينِ ؛ ومنْ
زَكَتْ أوَائِلُهُ طَابَتْ أوَاخِرُهُ
فمنْ " سعيدِ بنَ حمدانٍ " ولادتهُ ،
و منْ " عليِّ بنِ عبدِ اللهِ " سائرهُ !
ألقَائِلُ، الفَاعِلُ، المَأمُونُ نَبوَتُهُ
والسيدُ الأيدُ ، الميمونُ طائرهُ
بَنى لَنَا العِزَّ، مَرْفُوعا دَعَائِمُهُ،
وشَّيدَ المجدَ ، مشتدا ً مرائرهُ
فَمَا فَضَائِلُنَا إلاّ فَضَائِلُهُ،
وَلا مَفَاخِرُنَا إلاّ مَفَاخِرُهُ
لقدْ فقدتُ أبي ، طفلاً ، فكانَ أبي ،
منَ الرجالِ ، كريمُ العودِ ، ناضرهُ
فهوَ ابنُ عمي دنيا ، حينَ أنسبهُ
لَكِنّهُ ليَ مَوْلى ً لا أُنَاكِرُهُ
ما زالَ لي نجوة ً، مما أحاذرهُ ،
لاَ زالَ ، في نجوة ٍ ، مما يحاذرهُ(15/464)
مِنْهُ، وَعُمّرَ للإسْلاَمِ عَامِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداة َ البَيْنِ، مُبتَدِئاً
مِنَ الجَوَابِ، بوَعدٍ أنتَ ذاكِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ،
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ،
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هذا هو السبب
هذا هو السبب
رقم القصيدة : 1827
-----------------------------------
سَمَّمتَ باللّومِ دَمي .
فَلقتَ رأسي با لعَتبْ .
ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .
ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .
ذلكَ ما لا يَنبغي
ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .
ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ
تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟
نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ !
نعم .. وشِعْري كُلُّهُ
ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ .
وما العَجَبْ ؟!
النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً
إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ
وإنني مُخْتَنِقٌ
حَدَّ التِهامي غَضَبي
مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ !
تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!
ها كَ سلاطينَ العَرَبْ
دَ زينتانِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ
أبى لَهَبْ .
نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ
أسفَلُها رأسٌ
وأعلاها ذَنَبْ !
مَز ابِلٌ أنيقَةٌ
غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ
وَسْطَ مَز ابِلِ الرُّتَبْ !
أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ :
هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ .
وبَعدما تُقنِعُني
_ بِغيرِ تِسعا تِ النّسَبْ _
تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ ،
و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ ،
رقم القصيدة : 18270
-----------------------------------
و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ ،
إذا اكْتَنَسَ العِينُ الفَلاة َ وَحُورُهَا
تُقِرّ لَهُ بِيضُ الظّبَاءِ وَأُدْمُهَا
و يحكيهِ ، في بعضِ الأمورِ ، غريرها(15/465)
فَمِنْ خَلْقِهِ لَبّاتُهَا وَنُحُورُهَا،
وَمِنْ خُلْقِهِ عِصْيَانُهَا وَنُفُورُهَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ،
ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ،
رقم القصيدة : 18271
-----------------------------------
ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ،
وَمَا لمَكَانٍ أنْتَ فِيهِ وَللقَطْرِ
تجللتَ بالتقوى ، وأفردتَ بالعلاَ ،
وَأُهّلْتَ للجُلَّى ، وَحُلّيتَ بالفَخْرِ
وَقَلّدْتَني، لمّا ابتَدَأتَ بمَدْحَتي،
يدأ لا أوفي شكرها ، أبد الدهرِ
فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَ مودتي
فَمَا لي إلى المَجدِ المُؤثَّلِ من عُذْرِ
أيا بنَ الكرامِ الصيدِ ، جاءتْ كريمة ً :
" أيا بنَ الكرامِ الصيدِ والسادة ِ الغرِّ "
فضلتَ بها أهلَ القريضِ ، فأصبحتْ
تَحيّة َ أهلِ البَدْوِ، مُؤنِسة َ الحَضرِ
وَمِثْلُكَ مَعدومُ النّظِيرِ من الوَرَى
و شعركَ معدومُ الشبيهِ من الشعرِ
كأنَّ على ألفاظهِ ، ونظامهِ
بَدَائِعَ مَا حَاكَ الرّبيعُ منَ الزّهْرِ
تَنَفّسَ فيه الرّوْضُ فاخضَلّ بالنّدى
و هبَّ نسيمُ الروضِ يُخبرُ بالفجرِ
إلى الله أشكُو مِنْ فِرَاقِكَ لَوْعَة َ،
طويتُ لها ، مني الضلوعَ ، على جمرِِ
و حسرة َ مرتاحٍ إذا اشتاقَ قلبهُ ،
تَعَلّلَ بالشّكْوَى وَعَادَ إلى الصّبرِ
فعدْ يا زمانَ القربِ ، في خيرِ عيشة ٍ ،
و أنعمَ بالٍ ، ما بدا كوكبٌ دري،
وعشْ "يابنَ نصرٍ" ما استهلتْ غمامة ٌ ،
تَروحُ إلى عِزٍّ وَتَغدُو عَلى نَصْرِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ،
مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ،
رقم القصيدة : 18272
-----------------------------------
مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ،
وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِ نَصِيرِ
مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَى مُقْلَتَيْهِ
بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُ بِزَفِيرِ؟!
فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍ طَوِيلٍ،(15/466)
يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍ قَصِيرِ
لا أقولُ : المسيرُ أرَّقَ عيني !
قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَ المسيرِ!
يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍ رطيبٍ ،
يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ !
شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي، اللّيالي
يا قليلَ الوفا ، قليلَ النظيرِ
لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولا أعـ
ـرفُ وصفَ المؤارة ِ العيسجورِ
وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِ وَجْهِكَ شغلٌ
عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَ القُصُورِ
قد منحتُ الرقادَ عينَ خليٍّ
بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّ ضَمِيري
لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّ بِحُبٍّ،
وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍ مَهْجُورِ
يا أخي " يا أبا زهيرٍ " ألي عنـ
ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِ الغَرِيرِ؟
إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَ مريض
و بكا ثاكلٍ ، وذلَّ أسيرِ
لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ ،
وَمُعِيني، وَعُدّتي، وَنَصِيري
وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي، هَدَايا
تتهادى في سندسٍ ، وحريرِ
بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِ الما
ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِ المَنْثُورِ
محكمٍ ، قصَّرَ " الفرزدقُ " و" الأخـ
ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَ جَرِيرِ
أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُ الأعَادي
وَغِيَاثُ المَلْهُوفِ وَالمُستَجِيرِ
طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عن شَبيهٍ
وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْ نَظِيرِ
كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَ كَثِيرُ الـ
ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍ كَبِيرِ
و إذا كنتَ ، " يابنَ عمي " ، قنوعاً
بِجَوَابي، قَنِعْتَ بِالمَيْسُورِ
هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَ أتَتْني:
"هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِ المَهْجُورِ"
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ في عِذَارِي،
عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ في عِذَارِي،
رقم القصيدة : 18273
-----------------------------------
عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ في عِذَارِي،
وَمِنْ رَدّ الشّبَابِ المُسْتَعَارِ!
و ثوبٍ ، كنتُ ألبسهُ ، أنيقٍ
أجررُ ذيله، بينَ الجواري
و ما زادتْ على العشرينَ سني(15/467)
فما عذرُ المشيبِ إلى عذاري ؟
و ما استمتعتُ منْ داعي التصابي
إلى أنْ جَاءني داعي الوَقَار
أيا شيبي ، ظلمتَ ! ويا شبابي
لقَد جَاوَرْتُ، مِنكَ، بشَرّ جارِ!
يُرَحِّلُ كُلّ مَنْ يَأوِي إلَيْهِ
و يختمها بترحيلِ الديارِ
أمرتُ بقصهِ ، وكففتُ عنهُ ،
وقرَّ على تحمُّلهِ قراري
وَقُلْتُ: الشّيبُ أهوَنُ مَا أُلاقي
مِنَ الدّنْيا وَأيْسَرُ ما أُدارِي!
وَلا يَبْقَى رَفِيقي الفَجْرُ حَتى
يضمَّ إليهِ منبلجَ النهارِ "
"و إني ما فجعتُ بهِ لألقى
بهِ ملقى العثارِ منَ الشعارِ"
و كمْ منْ زائرٍ بالكرهِ مني
كرهتُ فراقهُ بعدَ المزارِ !
متى أسلو بلا خلٍّ وصولٍ
يُوَافِقُني، وَلا قَدَحٍ مُدَارِ؟
و كنتُ ، إذا الهمومُ تناوبتني ،
فزعتُ منَ الهمومِ إلى القفارِ
أنَختُ وَصَاحِبَايَ بذي طُلُوحٍ
طَلائِحَ، شَفَّهَا وَخْدُ القِفَارِ
وَلا مَاءٌ سِوَى نُطَفِ الأدَاوِي،
وَلا زَادٌ سِوَى القَنَصِ المُثَارِ
فَلَمَّا لاحَ بَعْدَ الأينِ سَلْعٌ،
ذكرتُ منازلي وعرفتُ داري
ألَمّ بِنا، وَجُنْحُ اللّيلِ داجٍ،
خيالٌ زارَ وهناً منْ نوارِ
أبَاخِلَة ٌ عَلَيّ، وَأنتِ جارٌ،
وَواصِلَة ٌ عَلى بُعْدِ المَزَارِ!
تلاعبُ بي ، على هوجَ المطايا ،
خلائِقُ لا تَقُرّ عَلى الصَّغَارِ
و نفسٌ ، دونَ مطلبها الثريا
وَكَفّ دُونَهَا فَيضُ البِحَارِ
أرى نفسي تطالبني بأمرٍ
قَلِيلٌ، دُونَ غَايَتِهِ، اقتِصَاري
و ما يغنيكَ منْ هممٍ طوالٍ
إذا قرنتْ بأعمارٍ قصارِ؟
وَمُعْتكِفٍ عَلى حَلَبٍ بَكِيٌّ،
يقوتُ عطاشَ آمالٍ غزارِ
يقولُ ليَ : " انتظرْ فرجاًَ " ومن لي
بأنَّ الموتَ ينتظرُ انتظاري؟ !
عليَّ لكلِّ همٍ ، كلُّ عيسٍ
أمونُ الرحلِ موخدة ُ القفارِ
وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِ خِرْقٌ،
أبو شبلينِ ، محميُّ الذمارِ
شَدِيدُ تَجَنّبِ الآثَامِ وَافٍ،
عَلى عِلاّتِهِ، عَفُّ الإزارِ
فَلا نَزَلَتْ بيَ الجِيرَانُ إنْ لمْ
أُجَاوِرْهَا مُجَاوَرَة َ البِحَارِ(15/468)
أُصَاحِبْهَا بِمَأمُونِ الفِرَارِ
وَلا صَحِبَتْنيَ الأمْلاكُ إنْ لمْ
أُصَبّحْهَا بِمُلْتَفّ الغُبَارِ
بجيشٍ لا يحلُّ بهمْ مغيرٌ
وَرَأيٍ لا يَغِبّهُمُ مُغَارِ
شددتُ على الحمامة ِ كورَ رحلٍ
بعيدُ حلهُ ، دونَ اليسارِ
تَحُفّ بِهِ الأسِنّة ُ، وَالعَوَالي،
و مضمرة ُ المهاري ، والمهاري
يعدنَ ، بعيدَ طولِ الصونِ ، سعياً
لِمَا كُلّفْنَ مِنْ بُعْدِ المَغَارِ
و تخفقُ حوليَ الراياتُ حمراً ،
وتتبعني الخضارمُ منْ "نزارِ "
وَإنْ طُرِقَتْ بِدَاهِيَة ٍ نَآدٍ
تدافعها الرجالُ بكلِّ جارِ
عَزِيزٌ حَيثُ حَطّ السّيرُ رَحْلي،
تداريني الأنامُ ولا أداري !
و أهلي من أنختُ إليهِ عيسي ،
وَدَارِي حَيثُ كُنتُ مِنَ الدّيَارِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تواعدنا بآذارِ
تواعدنا بآذارِ
رقم القصيدة : 18274
-----------------------------------
تواعدنا بآذارِ
لمسعى ً غيرِ مختارِ
وَقُمْنَا، نَسحَبُ الرَّيْطَ،
إلى حانة ِ خمَّارِ ؛
فَلَمْ نَدْرِ، وَقَدْ فاحَتْ
لَنَا مِنْ جَانِبِ الدّارِ
بخمارٍ ، منَ القومِ ،
نَزَلْنَا، أمْ بِعَطّارِ؟
فلما ألبسَ الليلُ ،
لنا ثوباً منَ القارِ
وَقُلْنَا: أوْقِدِ النّارَ
لِطُرَاقٍ وَزُوّارِ
وَجَا خَاصِرَة َ الدّنّ
فأغنانا عنِ النارِ
وَمَا في طَلَبِ اللّهْوِ،
عَلى الفِتْيَانِ، مِنْ عَارِ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> صبرتُ على اختياركَ واضطراري
صبرتُ على اختياركَ واضطراري
رقم القصيدة : 18275
-----------------------------------
صبرتُ على اختياركَ واضطراري
وَقَلّ، مَعَ الهَوَى ، فِيكَ انْتِصَارِي
و كانَ يعافُ حملَ الضيمِ قلبي ،
فقرَّ على تحملهِ قراري
فديتكَ ، طالَ ظلمكَ واحتمالي
كما كثرتْ ذنوبكَ واعتذاري
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ما آنَ أنْ أرتاعَ للشـ
ما آنَ أنْ أرتاعَ للشـ
رقم القصيدة : 18276
-----------------------------------
ما آنَ أنْ أرتاعَ للشـ(15/469)
ـيْبِ، المُفَوَّفِ في عِذَارِي؟
وَأكُفَّ عَنْ سُبُلِ الضّلا
لِ، وَأكْتَسِي ثَوْبَ الوَقَارِ
أمْ قَدْ أمِنْتُ الحَادِثَا
تِ من الغوادي والسواري
إني أعوذُ ، بحسنِ عفـ
ــوِ اللهِ ، منْ سوءِ اختياري
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هَل تَرَى النّعْمَة َ دَامَتْ
هَل تَرَى النّعْمَة َ دَامَتْ
رقم القصيدة : 18277
-----------------------------------
هَل تَرَى النّعْمَة َ دَامَتْ
لصغيرِ أوْ كبيرِ ؟
أوْ تَرَى أمْرَيْنِ جَاءَا
أوّلاً مِثْلَ أخِيرِ
إنما تجري التصاريـ
ــفُ بتقليبِ الدهورِ
ففقيرٌ منْ غنيٍّ ؛
وَغَنيّ مِنْ فَقِيرِ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ،
منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ،
رقم القصيدة : 18278
-----------------------------------
منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ،
في الخدِّ ، مثلُ عذارهِ المتحدرِ ؟!
قَمَرٌ، كَأنّ بِعَارِضَيْهِ كِلَيْهِمَا
مِسْكاً، تَسَاقَطَ فَوْقَ وَرْدٍ أحمَرِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً، يُؤكّدُهُ
وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً، يُؤكّدُهُ
رقم القصيدة : 18279
-----------------------------------
وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً، يُؤكّدُهُ
صُدُوره عَنْ سَلِيمِ الوِرْدِ وَالصَّدَرِ
شدتْ سحائبهُ منهُ على نزهٍ
تقسّمَ الحُسنُ بَينَ السّمعِ وَالَبَصَرِ
عذوبة ٌ ، صدرتْ عنْ منطقٍ جددٍ ؛
كالماءِ يخرجُ ينبوعاً منَ الحجرِ
وروضة ٌ منَ رياضِ الفكرِ ، دبَّجها
صوبُ القرائحِ لا صوبٌ من المطرِ
كَأنّمَا نَشَرَتْ أيْدِي الرّبِيعِ بهَا
برداً من الوشيِ أو ثوباً من الحبرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> كيف تأتينا النظافة ؟
كيف تأتينا النظافة ؟
رقم القصيدة : 1828
-----------------------------------
العِرافَةْ
جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة
بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ .
والحَصافَةْ(15/470)
غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة !
والصِّحافَةْ
خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ
والرَّهافَةْ
خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ
ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ .
والمُذيعونَ ... خِرافٌ
والإذاعاتُ .. خُرافَهْ
وعُقولُ المُسْتَنيرينَ
صناديقُ صِرافَهْ !
كيفَ تأتينا النَّظافةْ ؟!
**
غَضِبَ اللهُ علينا
وَدَهتْنَا ألفُ آفةْ
مُنذُ أبدَلْنَا المَراحيضَ لدينا
بِوِزاراتِ الثَّقافَةْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب،
ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب،
رقم القصيدة : 18280
-----------------------------------
ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب،
وأُخْرى تَخص بَني جَعْفَرِ
عشية َ روَّحنَ من " عرقة ٍ "
وَأصْبَحْنَ فَوْضَى ، عَلى شَيْزَرِ
وقد طالَ ما وردتْ " بالجباة "
وَعَاوَدَتِ المَاءَ في تَدْمُرِ
قَدَدْنَ البَقِيعَة َ، قَدّ الأدِيـ
ـمِ، وَالغَرْبُ في شَبَهِ الأشْقَرِ
و جاوزنَ " حمصَ " ؛ فلمْ ينتظرْ
نَ على موردٍ أو على مصدرِ
وَبِالرَّسْتَنِ اسْتَلَبَتْ مَوْرِداً،
كَوِرْدِ الحَمَامَة ِ أوْ أنْزَرِ
وَجُزْنَ المُرُوجَ، وَقَرْنَيْ حَمَاة َ
و "شيزرَ " ، والفجرُ لمْ يسفرِ
و غامضتِ الشمسً إشراقها
فَلَفّتْ كَفَرْطَابَ بِالعَسْكَرِ
ولاقتْ بها عصبَ الدارعيـ
ـنَ بكلِّ منيعِ الحمى مسعرِ
عَلى كُلّ سَابِقَة ٍ بِالرّدِيفِ،
وكلِّ شبيهٍ بها مجفرِ
و لما اعتفرنَ ولما عرقنَ
خَرَجْنَ، سِرَاعاً، مِنَ العِثْيَرِ
نُنَكِّبُ عَنْهُنّ فُرْسَانَهُنّ،
ونبدأُ بالأخيرِ الأخيَرِ
فلما سمعتُ ضجيجَ النسا
ءِ ناديتُ : " حارِ" ، ألا فاقصر !
أ "حارثُ " منْ صافحَ ، غافرٌ
لهنَّ ، إذا أنتَ لمْ تغفرِ ؟ !
رَأى ابنُ عُلَيّانَ مَا سَرّهُ
فَقُلْتَ: رُوَيْدَكَ لا تُسْرَرِ!
فإني أقومُ بحقِِّ الجوا
رِ ثُمّ أعُودُ إلى العُنْصُرِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و يومٍ جلا فيهِ الربيعُ بياضهُ(15/471)
و يومٍ جلا فيهِ الربيعُ بياضهُ
رقم القصيدة : 18281
-----------------------------------
و يومٍ جلا فيهِ الربيعُ بياضهُ
بِأنْوَاعِ حَليٍ، فَوْقَ أثوَابِهِ الخُضْرِ
كأنَّ ذيولَ الجلنارِ ، مطلة ً ،
فُضُولُ ذُيولِ الغانِياتِ من الأُزْرِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وواللهِ ، ما أضمرتُ في الحبِّ سلوة ً ،
وواللهِ ، ما أضمرتُ في الحبِّ سلوة ً ،
رقم القصيدة : 18282
-----------------------------------
وواللهِ ، ما أضمرتُ في الحبِّ سلوة ً ،
وواللهِ، ماحدثتُ نفسيَ بالصبرِ
و إنكَ في عيني ، لأبهى منَ الغنى ،
وإنكَ، في قلبي ، لأحلى منًَ النصرِ
فيا حكمي المأمولَ جرتَ معَ الهوى !
وياثقتي المأمونَ ، خنتَ معَ الدهرِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سَأُثْني عَلى تِلكَ الثَّنَايَا، لأنّني
سَأُثْني عَلى تِلكَ الثَّنَايَا، لأنّني
رقم القصيدة : 18283
-----------------------------------
سَأُثْني عَلى تِلكَ الثَّنَايَا، لأنّني
أقولُ على علمٍ ، وأنطقُ عنْ خبرِ
و أنصفها ، لا أكذبُ اللهَ ، أنني
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا طِيبَ لَيْلَة ِ مِيلادٍ، لَهَوْتُ بِهَا
يا طِيبَ لَيْلَة ِ مِيلادٍ، لَهَوْتُ بِهَا
رقم القصيدة : 18284
-----------------------------------
يا طِيبَ لَيْلَة ِ مِيلادٍ، لَهَوْتُ بِهَا
بأحورٍ ، ساحرِ العينينِ ، ممكورِ
وَالجَوُّ يَنْشُرُ دُرَّاً، غَيرَ مُنْتَظِمٍ،
والأرْضُ بَارِزَة ٌ في ثَوْبِ كَافُورِ
وَالنّرْجسُ الغضّ يحكي حسنُ منظرِهِ
صَفْرَاءَ صَافِيَة ً في كَأسِ بَلّورِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ
وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ
رقم القصيدة : 18285
-----------------------------------(15/472)
وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ
أقُومُ بِهِ مَقَامَ الاعْتِذَارِ
حمَلْتُ جَفَاكَ، لا جَلَداً، وَلكِنْ
صبرتُ على اختياركَ واضطراري
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ ،
جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ ،
رقم القصيدة : 18286
-----------------------------------
جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ ،
وَعَادَ، فَعُدْتَ بِالكَرَمِ الغَزِيرِ
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ ، طوعاً ،
إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُ الصّبُورِ
فَإنْ تَكُ عَدْلَة ٌ في الجِسْمِ كَانَتْ
فما عدلَ الضميرُ عنِ الضميرِ
و مثلُ " أبي فراسٍ " منْ تجافى
لَهُ عَنْ فِعْلِهِ، مِثْلُ الأمِيرِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ،
بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ،
رقم القصيدة : 18287
-----------------------------------
بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ،
رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَ الصّبرِ
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَ فراقهم ،
يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْ صبري
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ
ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ
رقم القصيدة : 18288
-----------------------------------
ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ
حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِن سِرّهِ
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ ،
و طويتُ وجدكَ ، والهوى في نشرهِ
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّ ضلوعهُ ،
تترى إلى وجناتهِ أو نحرهِ
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْ شأنهِ
نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ ؟
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى - ما دعتْ
ورقُ الحمامِ - مؤمني منْ هجرهِ
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ، والهوى
يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ ؟
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ ،
وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَى غَدْرِهِ
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَ خِبْرَة َ نَاقِدٍ
حتى أنستُ بخيرهِ وبشرهِ(15/473)
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِ صَاحِباً
إلا وددتُ بأنني لمْ أشرهِ
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّ بذنبهِ
فيكونُ أعظمُ ذنبهِ في عذرهِ
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ ،
جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ في ضره
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَ ودادهُ
و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ، بسترهِ
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى لي طَاعَتي
حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْ أمرِهِ
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْ بهِ
لمَّا رأيتُ أعزَّهُ في مره
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ في أرْضِهِ،
كالصقرِ ليسَ بصائدٍ في وكرهِ
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ، فإنهُ
لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ، وقلْ لهُ
حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم
بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ
أصفى مشارب برهِ في بشرهِ
ألقى الفتى فأريدُ فائضَ بشرهِ
و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِ برهٍ
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ، لقيتهُ
بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا في صَدْرِهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا
و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا
رقم القصيدة : 18289
-----------------------------------
و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا
خليجانِ و" الدربُ " الأشمُّ و" آلسُ "
ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعة ً
ولي عنكَ مناعٌ ودونكَ حابسُ
ينافسني فيكَ الزمانُ وأهلهُ
وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَ مُنَافِسُ
شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاس كلّهم
فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُ بَاخِسُ
وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَة طائِعاً،
و تبذلُ للمولى النفوسُ النفائسُ
تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُ وأوْحَشَتْ
مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْ وَمَجالِسُ
وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَ مَاجِدٌ،
وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَ فَارِسُ!
رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْ همُ
و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ ؟
أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُ همة ٍ(15/474)
يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ما أُمارِسُ؟
يضيقُ مكاني عنْ سوايَ لأنني
عَلى قِمّة ِ المَجْدِ المُؤثَّلِ جَالِسُ
سبقتُ وقومي بالمكارمِ والعلاَ
و إنْ زعمتْ منْ آخرينَ المعاطسُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> جناية ..!
جناية ..!
رقم القصيدة : 1829
-----------------------------------
.. وفجأةً ، يا سيدي ، توقفَ الإرسالْ .
وامتلأتْ صاَلتُنَا با غلظِ الرجالْ .
صاحَ بهمْ رئيسُهُمْ : هذا هو الدَّجالْ .
شُدُّوهُ بالأغلالْ .
.. واعتقلوا تِلفازَنا !
قلتُ لَه : ماذا جَنى ؟!
حَدَّقَ بي وقالْ :
تِلفازُكمْ يا ابنَ ا لزِّنى
على النِّظامِ بَالْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَ ساكنها
سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَ ساكنها
رقم القصيدة : 18290
-----------------------------------
سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَ ساكنها
يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّ ومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي في المُقَامِ بِهَا،
كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِ صَاحِبِهِ
مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْ بهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُ مُوحشَة ٌ،
و ربعها دونهنَّ العامرُ الأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بها أبداً
إلى السماءِ فترقى ثمَّ تنعكسُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟
لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟
رقم القصيدة : 18291
-----------------------------------
لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟
قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ لي بِالمَنعِ وَاليَاسِ
أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لا وَفَاءَ لَهُ،
كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِ وَالنّاسِ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِ
لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِ
رقم القصيدة : 18292
-----------------------------------
لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِ(15/475)
ظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ !
خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَ لَثْمِهَا،
بئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني :
ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني :
رقم القصيدة : 18293
-----------------------------------
ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني :
" أزرى السنانُ بوجهِ هذا البائسِ! "
قالتْ لهنَّ ، وأنكرتْ ما قلنهُ :
أجَمِيعُكُنّ عَلى هَوَاهُ مُنَافِسِي؟
إني ليعجبني ، إذا عاينتهُ ،
أثرُ السنانِ بصحنِ خدِّ الفارسِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لا تَنْقَضِي
المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لا تَنْقَضِي
رقم القصيدة : 18294
-----------------------------------
المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لا تَنْقَضِي
حَتى يُوَارَى جِسْمُهُ في رَمْسِهِ
فَمُؤجَّلٌ يَلقَى الرّدى في أهلِهِ،
وَمُعَجَّلٌ يَلقَى الرّدى في نَفسِهِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> تَنَاهَضَ القَوْمُ لِلْمَعَالي
تَنَاهَضَ القَوْمُ لِلْمَعَالي
رقم القصيدة : 18295
-----------------------------------
تَنَاهَضَ القَوْمُ لِلْمَعَالي
لمّا رَأوْا نَحْوَهَا نُهُوضِي
تَكَلّفُوا المَكْرُمَاتِ، كَدَّاً،
تَكَلُّفَ الشِّعْرِ بِالعَرُوضِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟
أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟
رقم القصيدة : 18296
-----------------------------------
أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟
وَيَا عِلْمي، أمَا تَنْفَعْ؟
أما حقي بأنْ أنظـ
ـرَ للدّنْيَا، وَمَا تَصْنَعْ؟
أمَا شَيّعْتُ أمْثَالي
إلى ضِيقٍ مِنَ المَضْجَعْ
أما أعلمُ أنْ لاَ بـ
ـدّ لي مِنْ ذَلِكَ المَصْرَعْ؟
أيا غوثاهُ ، يا اللـ
ـهُ هذا الأمرُ ما أفظعْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّ تَسَرُّعَا
أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّ تَسَرُّعَا
رقم القصيدة : 18297(15/476)
-----------------------------------
أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّ تَسَرُّعَا
وَمَكْنُونُ هَذا الحُبّ إلاّ تَضَوُّعَا
وكُنْتُ أرَى أني مَعَ الحَزْمِ وَاحِدٌ،
إذا شئتُ لي مَمضًى وَإن شِئتُ مَرْجِعَا
فَلَمّا استَمَرّ الحُبّ في غُلَوَائِهِ،
رَعَيتُ مَعَ المِضْيَاعَة ِ الحُبَّ ما رَعى
فَحُزْنيَ حُزْنُ الهَائِمِينَ مُبَرِّحاً،
و سريَ سرُّ العاشقينَ مضيعا
خَلِيلَيّ، لِمْ لا تَبكِياني صَبَابَة ً،
أأبْدَلْتُمَا بالأجرَعِ الفَرْدِ أجرَعَا؟
عليَّ ، لمنْ ضنتْ عليَّ جفونهُ
غَوَارِبُ دَمْعٍ يَشمَلُ الحيَ أجمَعَا
وَهَبْتُ شَبَابي، وَالشّبَابُ مَضَنَّة ٌ،
لأبلجَ منْ أبناءِ عمي ، أروعا!
أبيتُ ، معنى ، منْ مخافة ِ عتبهِ ،
و أصبحُ ، محزوناً ، وأمسي ، مروعا!
فَلَمّا مَضَى عَصْرُ الشّبِيبَة ِ كُلّهُ،
وَفَارَقَني شَرْخُ الشّبَابِ، مُوَدِّعَا
تَطَلّبْتُ بَينَ الهَجرِ وَالعَتْبِ فُرْجَة ً،
فحاولتُ أمراً ، لا يرامُ ، ممنعا
وَصِرْتُ إذا مَا رُمْتُ في الخَيرِ لَذّة ً
تَتَبّعتُهَا بَينَ الهُمُومِ، تَتَبُّعَا
وَهَا أنَا قد حَلَّى الزّمَانُ مَفَارِقي،
و توجني بالشيبِ تاجاً مرصعا
فلوْ أنني مكنتُ مما أريدهُ
منَ العيشِ ، يوماً ، لمْ يجدْ فيَّ موضعا !
أما ليلة ٌ تمضي ولا بعضُ ليلة ٍ !
أسُرّ بهَا هذا الفُؤادَ المُفَجَّعَا؟
أمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ يَدُومُ وَفَاؤهُ!
فيُصْفي لمن أصْفى وَيَرْعى لمنْ رَعى ؟
أفي كُلّ دارٍ لي صَدِيقٌ أوَدُّهُ،
إذَا مَا تَفَرّقْنَا حِفِظْتُ وَضَيّعَا؟
أقمتُ بأرضٍِ الرومِ ، عامينِ ، لا أرى
منَ الناسِ محزوناً ولا متصنعا
إذا خِفتُ مِنْ أخوَاليَ الرّومِ خُطّة ً
تخوفتُ منْ أعمامي العربِ أربعا
و إن أوجعتني منْ أعاديَّ شيمة ٌ
لَقِيتُ مِنَ الأحبَابِ أدْهَى وَأوْجعَا
ولوْ قدْ رجوتُ اللهَ لا شيءَ غيرهُ
رَجَعْتُ إلى أعْلى وَأمّلْتُ أوْسَعَا
لَقد قَنِعُوا بَعدي من القَطرِ بالنّدى ،(15/477)
و منْ لمْ يجدْ إلاَّ القنوعَ تقنعا
و ما مرَّ إنسانٌ فأخلفَ مثلهُ ؛
ولكنْ يزجي الناسُ أمراً موقعا
تنكرَّ "سيف الدين" لما عتبتهُ ،
وَعَرّضَ بي، تحتَ الكلامِ، وَقَرّعَا
فَقُولا لَهُ: مِنْ أصْدَقِ الوُدّ أنّني
جعلتكَ مما رابني ، الدهرَ مفزعا
و لوْ أنني أكننتهُ في جوانحي
لأوْرَقَ مَا بَينَ الضّلُوعِ وَفَرّعَا
فلاَ تغترر بالناسِ، ما كلُّ منْ ترى
أخُوكَ إذا أوْضَعتَ في الأمرِ أوْضَعَا
وَلا تَتَقَلّدْ مَا يَرُوعُكَ حَلْيُهُ
تقلدْ ، إذا حاربتَ ، ما كانَ أقطعا!
وَلا تَقْبَلَنّ القَوْلَ من كلّ قائِلٍ!
سأرضيكَ مرأى لستُ أرضيكَ مسمعا
و للهِ صنعُ قدْ كفاني التصنعا
أراني طريقَ المكرماتِ ، كما أرى ،
عَلِيٌّ وَأسْمَاني على كُلّ مَنْ سعَى
فإنَّ يكُ بطءٌ مرة ً فلطالما
تَعَجّلَ، نحْوِي، بالجَميلِ وَأسْرَعَا
و إنْ يحفُ في بعضِ الأمورِ فانني
لأشكرهُ النعمى التي كانَ أودعا
و إنْ يستجدَّ الناسَ بعدي فلمْ يزلْ
بذاكَ البديلِ ، المستجدِّ ، ممتعا !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُ بهِ
و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُ بهِ
رقم القصيدة : 18298
-----------------------------------
و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُ بهِ
إلاّ تَجَدّدَ لي في إثْرِهِ طَمَعُ
و لا تناهبتُ في شكوى محبتهِ
إلاّ وَأكثَر مِمّا قُلْتُ مَا أدَعُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ما للعبيدِ منَ الذي
ما للعبيدِ منَ الذي
رقم القصيدة : 18299
-----------------------------------
ما للعبيدِ منَ الذي
يقضي بهِ اللهُ امتناعُ
ذُدْتُ الأسُودَ عَنِ الفَرَا
ئسِ ، ثمَّ تفرسني الضباعُ
شعراء الجزيرة العربية >> فهد عافت >> كيمياء الغي
كيمياء الغي
رقم القصيدة : 183
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ساور الشاعر يقينه
في النجوم
البرتقال اللي يقشر عاشقينه
طفل .. طفل
في القوافي مجدنا الحافي
يبللني جفافي(15/478)
في السفينه ناقة البحر الحزينه
يرتحل يرتحل يرتحل
ارخته شفاة عذرا
قبلته بشهوة ثيب وجغرفها الكحل
في المواني
ماسوى الغاير في روحي
من جروحي
يعرف الليله مكاني
كل درب وعر شعر
وكل ماهبت غصونك
مالت الريح
وتشظت في دم الشيح
المعاني في الجسد
يامنافينا نمى فينا بلد
من سلالات التباريح اجتباني
كل ماهو نافرٍ
هذا نقيضي يابسٍ ماراود الأعشاب عن نفسه
ولكن
كيف ابكتب
كيف أبخدع كل هذا اللّب
وأغويه يتخلى عن قشوره
قلت أبرمي رغبة القارئ
في عرض الحيط
وأرمي عرض هذا الحيط للبحر
الذي برميه للأسماك
واستغني من النقد الكريم عن المشوره
خربيني
غربيني في الصدى
جربيني في المدى
احطبيني للضلالات الطرية غصن
يابس من هدى
أعربيني فاعلٍ للمبدأ
خربيني .. خبريني ..بخريني
كيمياء الغي
أمنحيني بهجة الجهل
واعطيني فتنة الأشيء
عقرب الساعة نحاس
يسرد الكبريت وحدي
كنت في الغرفة
ووحدي شفت
كيف اغتصبت الظلما كتاب الضي
غصّت الغرف ظلام
ناشفٍ صلد يتناثررغبة ٍ ملسا خرجت
الباب
كان بعشرة أقفالٍ وصايا
وانكسر من ركلة مرتبكةٍ
ماكانت الشمس اسبلت
لحظة خرجت عيونها
كان النهار بآخر انفاسه
وكان الإنهيار بأكثر اجناسه شبه
بالفلفل
أما الناس
بين اللي بقى في غرفته يلغيه ورثٍ
باذخٍ في الصمت يستشري
وبين الخارجين بركلةٍ مرتبكةٍ
للشارع المبحوح شمسٍ
تلفظ آخرماتبقى من شعاع
بعضنا قال أرجعي ياشمس
لكن بعضنا قال انطري حتى نشر هدومنا
ياشمس
قالت طفلةٍ يتلعثم التفاح في ترتيلها
غيبي
حبيبي قال أنا الشمس
و
سألني صاحبٍ كنا تعرفنا على بعض
فقصيدة
بعد خمس سنين
ليه الشمس تسهر وحدها
قلت
أذكر اني قلت شيٍ مبهمٍ حتى عليّ
الشمس صابونٍ تنامى رغوته
واليل ذقن الأرض
قالت مومسٍ يكتظ فيها التبغ
والدهن الرخيص
اليل شمسي
غابت الشمس
وتشّكك بعضنا
مادام حتى الشارع الواسع ظلام ليه
مانرجع
صرختي
كنت شفتك قبل هالمره
ثلاث مرات في كبد الزحام
وماتنبهت لوجودك في
دمي
لاترجعون
الشمس ترجع والظلام(15/479)
أهون من الظلم
ألتفتك
كنت الأشبه بعشبه ويوم
طاح احجابك الأبيض وشلته
كانت الريح أثمرت في قذلتك
مهرٍ خصيب
**
ماعلى الناقد
سوى انه ياخذ آخر كلمتين
وكل مافي السطر الأول
والسفينه
ناقة البحر الحزينه
بعدها يسفك ثلاث أربع عبارات ويثرثر في جريدة
مو قصيدة
**
ليّنٍ فوّاح هذا الليل
شفاف امطري
يستوطن الكرّاث باطرافه
ومع هذا نخافه ؟
أبرقت أوهي طعوني
أرعدت أو هو أنين
والسهر يحطب عيوني
رمث وأوراق وحنين
الفواصل
كانت أقرب للمراجيح الصغيرة
ليه ترسمها مقاصل
.. يالقصيدة
لاتواصل
.. آه لو تدرين شلي
لاتواصل
.. فيك حاصل
لاتفاصل ردها مثل المراجيح الصغيرة
مثل حبات الذرة
شيّطنت لاعب كرة
ظل شعره طيّرتها الريح
من قذلة مره
كل ليلة
يخرج من الما
ويدخل في القصيدة
طفل
يبادل ضيا القنديل
باسرار الفراشات
ويضج بدفتري
الشتا تلويحة المنفي إلى الأرض
البعيدة
والمسا نادل وانا في حزنك العشرينيا
واستبدل اسمك بالفراغ البربري
من حصاتين .. لحصا تين
استدار اليانع المجبول بالأوتار في العاشق
بلادي
مثل ماتغرق سما في نجمها
أعلنت نعناني على صدرك
ومرغتك في وجه بنيّتِ ماشاغبت نسمه
طرف فستانها إلا
ونورست احتمالاتي
حليبٍ عاريٍ حتى من العري و
**
بطاقه
أكثر الأشيا قرف قارئ يقلب في كسل ... حزنك
تماماً مثل ماسيل المجلات القديمة
في صوالين الحلاقة
..
انطلاقة
ماتوّحش في دم الباذر سوى الأخضر
بلادي من حصاتين لحصا تين
ارتبكتك
ارتكبتك
وابتكرتك
كيميا وغيّ
تك تك
مرحبا
تك تك
ومرٍ بي حبا
تك تك
قصيدة
تك
فوجهٍ طاعنٍ في اليتم
تك
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحاكم الصالح
الحاكم الصالح
رقم القصيدة : 1830
-----------------------------------
وصفوا لي حاكماً
لم يَقترفْ , منذُ زمانٍ ,
فِتنةً أو مذبحهْ !
لمْ يُكَذِّبْ !
لمْ يَخُنْ!
لم يُطلقِ النَّار على مَنْ ذمَّهُ !
لم يَنْثُرِ المال على من مَدَحَهْ !
لم يضع فوق فَمٍ دبّابةً!(15/480)
لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ!
لمْ يَجُرْ!
لمْ يَضطَرِبْ !
لمْ يختبئْ منْ شعبهِ
خلفَ جبالِ ألا سلحهْ !
هُوَ شَعبيٌّ
ومأواهُ بسيطٌ
مِثْلُ مَأوى الطَّبقاتِ الكادِحَةْ !
***
زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحةْ
... وَقَرأتُ الفاتِحَةْ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> المَجْدُ بِالرَّقّة ِ مَجْمُوعُ،
المَجْدُ بِالرَّقّة ِ مَجْمُوعُ،
رقم القصيدة : 18300
-----------------------------------
المَجْدُ بِالرَّقّة ِ مَجْمُوعُ،
وَالفَضْلُ مَرْئِيّ وَمَسْمُوعُ
إنَّ بها كلَّ عميمِ الندى
يداهُ للجودِ ينابيعُ
و كلَّ مبذولِ القرى ، بيتهُ ،
عَلى عُلا الْعَلْيَاءِ،، مَرْفُوع
لكنْ أتاني خبرٌ رائعٌ
يضيقُ عنهُ السمعُ والروعُ
أنّ بَني عَمّي، وَحَاشَاهُمُ،
شَعْبُهُمْ بِالخُلْفِ مَصْدوع
مالعصا قومي قدْ شقها
تَفَارطٌ مِنهُمْ وَتَضْيِيع؟
بَني أبي، فَرّقَ مَا بَيْنَكُمُ
وَاشٍ، عَلى الشّحنَاءِ مَطبُوع!
عُودوا إلى أحْسَن مَا كُنْتُمُ،
فأنتمُ الغرُّ المرابيعُ !
لا يكملُ السؤددُ في ماجدٍ ،
لَيْسَ لَه عَوْدٌ وَمَرْجُوع
أنَبْذِلُ الودّ لأعْدَائِنَا،
و هوَ عنِ الإخوة ِ ممنوعُ ؟ !
أوْ نَصِلُ الأبْعَدَ مِنْ قَوْمِنَا،
وَالنّسَبُ الأقْرَبُ مَقْطُوع؟
لا يَثْبُت العِزّ عَلى فُرْقَة ٍ،
غيركَ بالباطلِ مخدوعُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ،
هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ،
رقم القصيدة : 18301
-----------------------------------
هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ،
فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ ؟!
ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّ نازِلاً؟
وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِ للمَرْء رَادع!
لئنْ وصلتْ " سلمى " حبالَ مودتي
فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ، قاطعُ
و إنْ حجبتْ عنا النوى " أم مالكٍ "
لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌ وَبَرَاقِع!
و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِ ريقها(15/481)
لقدْ رويتَ بالدمعِ مني المدامعُ
وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُ عَشِيّة ً،
فإنَّ نحوسي بالفراقِ طوالعُ
وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ، غَدِيّة ً،
أشارتْ إلينا أعينٌ وأصابعُ
وَقالت: أتَنْسَى العهدَ بالجِزْعِ وَاللّوَى
و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ ؟
وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍ لِحَاظُها
شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّ قَوَاطِع
فقلتُ لها : مهلاً ! فماالدمعُ رائعي ،
وَمَا هُوَ للقَرْمِ المُصَمِّمِ رَائِع!
لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَ وَهْيَ لَوَاغِبٌ
حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ، وظوالعُ
فما أنا منْ " حمدانَ " في الشرفِ الذي
لَه مَنْزِلٌ بَينَ السّمَاكَينِ طَالِع
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعو بهِ ،
و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعو بهِ ،
رقم القصيدة : 18302
-----------------------------------
و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعو بهِ ،
حَتى الصّبَاحِ، وَقد أقضّ المضْجَعُ
لا همَّ ، إنَّ أخي لديكَ وديعة ٌ
مني وليسَ يضيعُ ما تستودعُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ،
مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ،
رقم القصيدة : 18303
-----------------------------------
مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ،
وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ
وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِي لَمْ يَزَلْ،
للجدِّ والهزلِ ، به موضعُ
رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ، غدا
قرعُ العوالي جلَّ ما يسمعُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
رقم القصيدة : 18304
-----------------------------------
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
فإنَّ لها عندي يداً لا أضيعها
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها ،
إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَ ربوعها
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَ رحلة ٍ
تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها ؟(15/482)
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌ نِزَاعُه،
وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌ نُزوعُهَا
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيم صَبَابَة ً
إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُ دُمُوعُهَا
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ،
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ،
رقم القصيدة : 18305
-----------------------------------
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ،
و الماءُ في بركِ البديعِ ،
و إذا الرياحُ جرتْ عليـ
ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ ،
نثرتْ على بيضِ الصفا
ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَ الدّروعِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِ قومٍ
كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِ قومٍ
رقم القصيدة : 18306
-----------------------------------
كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِ قومٍ
ضيعوا الحزمَ فيه أيَّ ضياعِ؟
فَمُطَاعُ المَقَالِ غَيْرُ سَدِيدِ،
وسديدُ المقالِ غيرُ مطاعِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ،
مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ،
رقم القصيدة : 18307
-----------------------------------
مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ،
و بفضلِ علمكَ أعترفْ
أنشدتني ؛ فكأنما
شققتَ عنْ درٍّ صدفْ
شِعْراً، إذَا مَا قِسْتُهُ
بجميعِ أشعارِ السلفْ
قصَّرنَ ، دونَ قراهُ تقـ
ـصِيرَ الحُرُوفِ عَنِ الألِفْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إني أقُولُ بِمَا عَلِمْتُ
إني أقُولُ بِمَا عَلِمْتُ
رقم القصيدة : 18308
-----------------------------------
إني أقُولُ بِمَا عَلِمْتُ
وَلا أجُورُ وَلا أُخِيفْ
أما عليُّ الجعفريْ
يُ فإنهُ الحرُّ العفيفُ
نسبٌ شريفٌ ، زانهُ
في أهلهِ خلقٌ شريفُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا !
أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا !
رقم القصيدة : 18309
-----------------------------------
أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا !
أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا ؟(15/483)
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ، مَخَافَة َ الـ
ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َ الجفا!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ، صابراً
وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ، منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ، منحتهُ
بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِ وفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُ صَبَابَة ً،
و جددَ لي هذا العتابُ تأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراً بِعِيدَة ً
شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِ واشتفى !
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُ بالذّنْبِ، تائِباً،
وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ، تألُّفَا!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حقوق الجيرة
حقوق الجيرة
رقم القصيدة : 1831
-----------------------------------
جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ :
تَعِبتُ يا عَمِّي
كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ!
في الصُّبحِ فرَّاشٌ
وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ
وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ
وعندَ اللّيل ناطورٌ
وفي وقت فراغي مُطرِبٌ
في مَعهدِ الصُّمِّ !
ورَغْمَ هذا فأنا
مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ
جِئتُكَ كي تُعِينني
قُلتُ : على خَشْمي
قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ
أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ
أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي
وشايةً عنكَ
وأنْ تَختِمَها باسمي !!!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> غلامٌ فوقَ ما أصفُ ،
غلامٌ فوقَ ما أصفُ ،
رقم القصيدة : 18310
-----------------------------------
غلامٌ فوقَ ما أصفُ ،
كَأنّ قَوَامَهُ ألِفُ
إذَا مَا مَالَ يُرْعِبُني
أخَافُ عَلَيْهِ يَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ ،
أخافُ يُذِيبُهُ التّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُ لُمَعٌ،
و دهري ، كلهُ ، أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ، أمَمٌ،
وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
رقم القصيدة : 18311
-----------------------------------
غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي(15/484)
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ
عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ
عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ
وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً،
فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي،
و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي
شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها
بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي
مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً
حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ،
وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و مرتدٍ بطرة ٍ ،
و مرتدٍ بطرة ٍ ،
رقم القصيدة : 18312
-----------------------------------
و مرتدٍ بطرة ٍ ،
مُسْبَلَة ِ الرّفَارِفِ
كَأنّهَا مُرْسَلَة ٌ
مِنْ زَرَدٍ مُضَاعَفِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بَعضُ الجُفَاة ِ إلى المَجْفُوّ مُشتَاقُ
بَعضُ الجُفَاة ِ إلى المَجْفُوّ مُشتَاقُ
رقم القصيدة : 18313
-----------------------------------
بَعضُ الجُفَاة ِ إلى المَجْفُوّ مُشتَاقُ
ودونَ ما أملَ المعشوقُ معتاقُ
أعْصي الهَوَى ، وَأُطِيعُ الرّأيَ في وَلَدٍ
بَعدَ النّصِيحَة ِ رَابَتْ مِنهُ أخْلاقُ
فَمَا نَظَرْتُ بِعَيْنِ السّوءِ مُعتَمِداً
إلَيْهِ إلاّ وَلِلأحْشَاءِ إطْرَاقُ
و ما دعاني إلى ما ساءهُ سخطٌ
إلا ثناني إلى ما شاءَ إشفاقُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،
الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،
رقم القصيدة : 18314
-----------------------------------
الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،(15/485)
و الحبُ مختلفٌ ، عندي ومتفقُ
وَلي، إذا كُلّ عَينٍ نَامَ صَاحِبُهَا،
عينٌ تحالفَ فيها الدمعُ والأرقُ
لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ، التي نظرَتْ،
لما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَ الحَدَقُ
لكنْ نظرتِ ، وقدْ سارَ الخليطُ ضحى ،
بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُ مُستَرَقُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و لمَّا عزَّ دمعُ العينِ فاضتْ
و لمَّا عزَّ دمعُ العينِ فاضتْ
رقم القصيدة : 18315
-----------------------------------
و لمَّا عزَّ دمعُ العينِ فاضتْ
دماءً ، عندَ ترحالِ الفريقِ
وَقَدْ نَظَمتْ على خَدّي سُموطاً
منَ الدرِّ المفصلِ بالعقيقِ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا أخي قدْ وهبتُ ذنبَ زمانٍ
يا أخي قدْ وهبتُ ذنبَ زمانٍ
رقم القصيدة : 18316
-----------------------------------
يا أخي قدْ وهبتُ ذنبَ زمانٍ
طَرَقَتْني صُرُوفُهُ بِالمَهَالِكْ
لمْ يهبْ لي صبابة ً منْ رقادٍ
لمْ يَجُدْ لي فيهَا بِطَيْفِ خَيَالِكْ
قَدْ قَنِعْنَا بِذَلِكَ النّزْرِ مِنْهُ،
وَغَفَرْنَا لَهُ الذّنُوبَ لِذَلِكْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا غُلاَمي، بَلْ سَيّدي، لَنْ أمَلّكْ،
يا غُلاَمي، بَلْ سَيّدي، لَنْ أمَلّكْ،
رقم القصيدة : 18317
-----------------------------------
يا غُلاَمي، بَلْ سَيّدي، لَنْ أمَلّكْ،
هَبْ لمَولاكَ، لا عَدمتُكَ، عَدلَكْ
خوفَ أنْ يصطفيكَ غيري بعدي
لا أرى أنْ أقولَ قدمتُ قبلكْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بالكرهِ مني واختياركْ،
بالكرهِ مني واختياركْ،
رقم القصيدة : 18318
-----------------------------------
بالكرهِ مني واختياركْ،
أنْ لا أكونَ حليفَ داركْ
يَا تَارِكَي، إنّي لِذِكْـ
ـركَ ، ما حييتُ ، لغيرُ تاركْ!
كن كيفَ شئتَ ، فإنني
ذاكَ المواسي والمشاركْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أليكَ أشكو منكَ ، يا ظالمي ،
أليكَ أشكو منكَ ، يا ظالمي ،
رقم القصيدة : 18319(15/486)
-----------------------------------
أليكَ أشكو منكَ ، يا ظالمي ،
إذْ لَيسَ، في العالمِ، مُعدٍ عَلَيكْ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ، أعِنْ
مَنْ لَيْسَ يَشْكُو مِنكَ إلاّ إليكْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> جرأة
جرأة
رقم القصيدة : 1832
-----------------------------------
قلتُ للحاكمِ : هلْْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟
قال : لا .. لستُ أنا
قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟
قال : حاشا ربنا
قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟
قال : كلا
قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ
وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا
فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟
قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا
قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسفَ الأرضَ بنا
إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟
قال : كلا
قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا
أو حاكماً مُنتخبا
أو مالكاً أو دائناً
فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟
... وانتهى الحُلمُ هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :
افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزنى
افتحِ البابَ لنا
إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا !!!!!!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُ الخَجَلْ
أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُ الخَجَلْ
رقم القصيدة : 18320
-----------------------------------
أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُ الخَجَلْ
مقيمٌ بوجنتهِ ، لمْ يزلْ !
بعيشكَ ، ردَّ عليكَ اللثامَ !
أخَافُ عَلَيْكَ جِرَاحَ المُقَلْ
فَما حَقُّ حُسْنِكَ أنْ يُجتَلى ،
وَلا حَقُّ وَجْهِكَ أنْ يُبْتَذَلْ
أمنتُ عليكَ صروفَ الزمانِ ،
كَمَا قَدْ أمِنْتَ عَلَيّ المَلَلْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ،
مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ،
رقم القصيدة : 18321
-----------------------------------
مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ،
برغمِ شانيكَ ، مقبلْ
تَرَى لِنَفْسِكَ أمْرَاً،
و ما يرى اللهُ أفضل(15/487)
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
رقم القصيدة : 18322
-----------------------------------
قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
والموتُ خيرٌ منْ مقامِ الذليلْ
إنّا إلى الله، لِمَا نَابَنَا،
و في سبيل اللهِ خيرِ السبيل !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا
قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا
رقم القصيدة : 18323
-----------------------------------
قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا
بِ وَحَيّ أكْنَافَ المُصَلّى !
فـ" الجوسقِ " الميمونِ ، فـ" السـ
قيا" بها ، فالنهر أعلى !
تلكَ المنازلُ ، والملا
عبُ ، لا أراها اللهُ محلا !
أوطنتها زمنَ الصبا ؛
وَجَعَلْتُ مَنْبِجَ لي مَحَلاَّ
حيثُ التفتَّ رأيتَ ما
ءً سَابِحاً، وَسَكَنْتُ ظِلاً
ترَ دارَ " وادي عينِ قا
صرَ" منزلاً رحباً ، مطلاَّ
وَتَحُلّ بِالجِسْرِ الجِنَا
نَ ، وتسكنِ الحصنَ المعلى
تَجْلُو عَرَائِسُهُ لَنَا
هَزْجَ الذّبَابِ إذَا تَجَلّى
و إذا نزلنا بـ "السوا
جيرِ" اجتنينا العيشَ سهلاَ
والماءُ يفصلُ بينَ زهـ
رِ الروضِ ، في الشطينِ، فصلا
كَبِسَاطِ وَشْيٍ، جَرّدَتْ
أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِ نَصْلاَ
مَنْ كَانَ سُرّ بِمَا عَرَا
ني ، فليمتْ ضراً وهزلاَ
لَمْ أخْلُ، فِيمَا نَابَني،
منْ أنْ أعزَّ ، وأنْ أجلاَّ
رُعْتُ القُلُوبَ، مَهَابَة ً،
وَمَلأتُهَا، فَضْلاً وَنُبْلاَ
ما غضَّ مني حادثٌ؛
وَالقَرْمُ قَرْمٌ، حَيْثُ حَلاّ
أنَّى حللتُ فإنما
يدعوني السيفَ المحلَّى
فَلَئِنْ خَلَصْتُ فَإنّني
شرقُ العدا ، طفلاً وكهلاَ
ما كنتُ إلا السيفَ ، زا
دَ عَلى صُرُوفِ الدّهرِ صَقلاَ
ولئنْ قتلتُ ، فإنما
موتُ الكرامِ الصيدِ قتلاَ
يغترُّ بالدنيا الجهو
لُ، وَلَيسَ في الدّنيا مُمَلاّ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أجْمِلي يَا أُمّ عَمْرٍو،
أجْمِلي يَا أُمّ عَمْرٍو،
رقم القصيدة : 18324(15/488)
-----------------------------------
أجْمِلي يَا أُمّ عَمْرٍو،
زَادَكِ الله جَمَالاَ
لا تَبِيعِيني بِرُخْصٍ؛
إنَّ في مثلي يغالى !
أنَا، إنْ جُدْتِ بِوَصْلٍ،
أحسنُ العالمِ حالاَ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أأبَا العَشَائِرِ، إنْ أُسِرْتَ فَطَالَمَا
أأبَا العَشَائِرِ، إنْ أُسِرْتَ فَطَالَمَا
رقم القصيدة : 18325
-----------------------------------
أأبَا العَشَائِرِ، إنْ أُسِرْتَ فَطَالَمَا
أسرتْ لكَ البيضُ الخفافُ رجالاَ!
لمّا أجَلْتَ المُهْرَ، فَوْقَ رُؤوسِهِمْ،
نسجتْ لهُ حمرُ الشعورِ عقالاَ
يا مَنْ إذا حَمَلَ الحصَانَ على الوَجى
قالَ: اتخذْ حبكَ التريكِ نعالاَ
ما كُنتَ نُهزَة َ آخِذٍ، يَوْمَ الوَغَى ،
لَوْ كُنْتَ أوْجَدتَ الكُمَيتَ مجَالاَ
حملتكَ نفسُ حرة ٌ وعزائمٌ ،
قصَّرنَ منْ قللِ الجبالِ طوالاَ
وَرَأيْنَ بَطْنَ العَيرِ ظَهْرَ عُرَاعِرٍ،
وَالرّومَ وَحْشاً، وَالجِبَالَ رِمَالاَ
أخَذُوكَ في كَبِدِ المَضَايِقِ، غِيلَة ً،
مِثْلَ النّسَاءِ، تُرَبِّبُ الرّئْبَالاَ
ألاَّ دَعَوْتَ أخَاكَ، وَهْوَ مُصَاقِبٌ
يكفي العظيمَ ، ويدفعُ ، الأهوالاَ؟
ألاَّ دَعَوْتَ أبَا فِرَاسٍ، إنّهُ
مِمّنْ إذَا طَلَبَ المُمَنَّعَ نَالاَ؟
وردتْ ، بعيدَ الفوتِ ، أرضكَ خيلهُ،
سَرْعَى ، كَأمْثَالِ القَطَا أُرْسَالاَ
زللٌ منَ الأيامِ فيكَ ، يقيلهُ
مَلِكٌ إذَا عَثَرَ الزّمَانُ أقَالاَ
ما زالَ " سيفُ الدولة ِ " القرمَ ، الذي
يَلْقَى العَظِيمَ، وَيَحْمِلُ الأثْقَالاَ
بالخيلِ ضمراً ، والسيوفِ قواضباً ،
و السمرِ لدناً ، والرجالِ عجالاَ
وَمُعَوَّدِ فَكَّ العُنَاة ِ، مُعَاوِدٍ
قَتْلَ العُدَاة ِ، إذا اسْتَغارَ أطَالاَ
صفنا " بخرشنة ٍ " وقطعنا الشتا ،
و بنو البوادي في "قميرَ " حلالاَ
وَسَمَتْ بِهِمْ هِمَمٌ إلَيْكَ مُنِيفَة ٌ
لكنهُ حجرَ الخليجِ وجالاَ
وَغَداً تَزُورُكَ بِالفِكَاكِ خُيُولُهُ،(15/489)
مُتَثَاقِلاتٍ، تَنْقُلُ الأبْطَالاَ
إنَّ ابنَ عمكَ ليسَ يغفلُ ، إنهُ
ملكَ الملوكَ ، وفككَّ الأغلالاَ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ،
في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ،
رقم القصيدة : 18326
-----------------------------------
في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ،
منْ لا يعزَّكَ أو تذلهْ
فاتركْ مجاملة َ اللئيـ
ـمِ، فَإنّ فِيهَا العَجْزَ كُلَّهْ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
رقم القصيدة : 18327
-----------------------------------
أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
أراعونا ؛ وقالوا القومُ قلُّ
وَكَانُوا الكُثْرَ، يَوْمَئِذٍ؛ وَلكن
كثرنا ، إذ تعاركنا ، وقلوا
وَقَالَ الهَامُ لِلأجْسَادِ: هَذَا
يفرقُ يننا إنْ لمْ تولوا !
فَوَلّوا، للقَنَا وَالبِيضِ فِيهِمْ
وَفي جِيرَانِهِمْ نَهَلٌ وَعَلّ
ورحنا بالقلائعِ ، كلُّ نهدٍ
مطلٍ ، فوقهُ نهدٌ مطلُّ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِ مُغْتَبِطاً،
يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِ مُغْتَبِطاً،
رقم القصيدة : 18328
-----------------------------------
يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِ مُغْتَبِطاً،
فكلُّ حادثة ٍ يرمى بها جللُ
مَنْ كانَ مِن كلّ مَفقُودٍ لَنا بدلاً
فَلَيْسَ مِنْهُ عَلى حَالاتِهِ بَدَلُ
يبكي الرجالُ، و"سيفُ الدينِ" مبتسمٌ،
حتى عنْ ابنكَ تعطى الصبرَ ، يا جبلُ
لمْ يَجهَلِ القَوْمُ منهُ فَضْلَ ما عرَفوا
لكِنْ عَرَفتَ من التّسليمِ ما جهِلُوا
هلْ تبلغُ القمرَ المدفونَ رائعة ٌ
منَ المقالِ ، عليها للأسى حلل ؟
ما بَعدَ فَقدِكَ، في أهلٍ، وَلا وَلَدٍ،
و لا حياة ٍ ، ولا دنيا ، لنا ، أملُ
يا منْ أتتهُ المنايا ، غيرَ حافلة ٍ !
أينَ العَبيدُ وَأينَ الخَيلُ وَالخَوَلُ؟
أينَ الليوثُ ، التي حوليكَ ، رابضة ً ؟(15/490)
أينَ الصّنائعُ؟ أينَ الأهلُ؟ ما فَعَلوا؟
أينَ السّيُوفُ التي يَحمِيكَ أقْطَعُهَا؟
أينَ السّوَابقُ؟ أينَ البِيضُ وَالأسَلُ؟
ياويحَ خالكَ ! بلْ يا ويحَ كلِّ فتى ً !
أكُلَّ هذا تخَطَّى ، نحوَك، الأجلُ؟
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوّلُ!
يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوّلُ!
رقم القصيدة : 18329
-----------------------------------
يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوّلُ!
فهلْ بقلبي لكما محملُ ؟
جُرْحانِ، في جَسْمٍ ضَعيفِ القوَى ،
حَيْثُ أصَابَا فَهُوَ المَقْتَلُ!
تقاسمُ الأيامُ أحبابنا ،
وَقِسْمُهَا الأفْضَلُ وَالأجْمَلُ
وَلَيْتَهَا، إذْ أخَذَتْ قِسْمَهَا،
عَنْ قِسْمِنَا تُغْمِضُ أوْ تَغفَلُ
وقيتَ في الآخرِ منْ صرفها الـ
ـجَائِرِ، مَا جَرّعَكَ الأوّلُ
فَفِدْيَة ُ المَأسُورِ مَقْبُولَة ٌ،
وَفِدْيَة ُ المَيّتِ لا تُقْبَلُ
لا تَعْدَمَنّ الصّبْرَ في حَالَة ٍ،
فَإنّهُ لَلْخُلُقُ الأجْمَلُ
وَعِشْتَ في عِزٍّ وَفي نِعْمَة ٍ،
وجدكَ المقتبلُ المقبلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قضاء ..!
قضاء ..!
رقم القصيدة : 1833
-----------------------------------
الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ
أثبتتْ أنَّ السجينْ
كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ
شريكاً للذينْ
حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ !
* * * *
نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيةْ
بهدوءٍ ورويهْ
ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ
أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً
عِبْرَةً للمجرمينْ
* * *
أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ
عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ
نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ
رقم القصيدة : 18330
-----------------------------------
نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ
وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ، وَجَامِلُ(15/491)
فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَ فاعلاً
فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَ لزائلُ
كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، في أخواتها ،
خذولٌ ، تراعيها الظباءُ الخواذلُ
قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ، بَدَوِيّة ٌ،
لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ، منازلُ
وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُ أرُومُهُ،
وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَا وَالقَنَابلُ
هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِ والقنا
لنا كتبٌ ، والباتراتُ رسائلُ
أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍ من الهَوَى
فطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ
بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْ نصالها،
و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتها الصياقلُ
وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَا كَثِيرَة ٌ،
ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّ ذابلُ
أراميتي ! كلُّ السهامِ مصيبة ٌ ؛
و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكلي مقاتلُ
وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِ هَائِبٌ،
وفي الحيِّ " سحبان" ؛ وعندكَ " باقلُ "
يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُ دارها،
وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَا أنَا فَاعِلُ
وحجتها العليا ، على كلِّ حالة ٍ
فباطلها حقٌّ ، وحقيَ باطلُ
تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِ وَالقَنَا
بما وعدتْ حدَّيَّ فيَّ المخايلُ
وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَ لَصَارِمٌ،
و إنَّ الحسامَ المشرفيَّ لفاصلُ
و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ ،
وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّ لَعَاسِلُ
وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْني خُطُوبُهُ
كما دفعَ الدينَ الغريمُ المماطلُ
و أخلافُ أيامٍ ، إذا ما انتجعتها ،
حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّ حَوَافِلُ
وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَا بِفَضْلٍ مَنحْتُها
فضائلَ تحويها وتبقى فضائلُ
ولكنهما الأيامُ ، تجري بما جرتْ ،
فيسفلُ أعلاها ، ويعلو الأسافلُ
لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِ مُجملاً
وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّ المُجامِلُ
وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صَاحبي
وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَ رَاحِل؟
وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ، وَرِفْدُهُ،
ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَ سائلُ(15/492)
ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّ مذنبٍ
لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُ الوَسَائِلُ
لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِي في صُدُورِهِ
تطاولُ أعناقُ العدا ، والكواهلُ
أصاغرنا ، في المكرماتِ ، أكابرٌ
أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ، أوَائِلُ
إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ لي مصاولاً ؛
وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْ منْ يقاولُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ، قولهمٌ
يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ، قولهمٌ
رقم القصيدة : 18331
-----------------------------------
يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ، قولهمٌ
لوْ شئتُ ، غاظتكمُ منا الأقاويلُ
لكنْ أرى أنَّ في الأقوالِ منقصة ً
مَا لَمْ تَسُدَّ الأقَاوِيلَ الأفَاعِيلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُ جانبَها
أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُ جانبَها
رقم القصيدة : 18332
-----------------------------------
أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُ جانبَها
وَلا أُسَائِلُ أنّى يَسْرَحُ المَالُ
فهَيْبَتي في طِرَادِ الخَيلِ وَاقِعَة ٌ
وَالنّاسُ فَوْضَى ، وَمَالُ الحيّ إهمالُ
كذاكَ نحنُ ؛ إذا ما أزمة ٌ طرقتْ
حيَّا ، بحيثُ يخافُ الناسُ ، حلاَّلُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ألعذرُ منكَ، على الحالاتِ مقبولُ ؛
ألعذرُ منكَ، على الحالاتِ مقبولُ ؛
رقم القصيدة : 18333
-----------------------------------
ألعذرُ منكَ، على الحالاتِ مقبولُ ؛
وَالعَتبُ مِنكَ، على العِلاّتِ، محْمولُ
لَوْلا اشْتِيَاقيَ لمْ أقْلَقْ لِبُعْدِكُمُ،
وَلا غَدَا في زَمَاني، بَعدكم، طولُ
وَكُلّ مُنْتَظَرٍ، إلاّكَ، مُحْتَقَرٌ،
و كلُّ شيءٍ ، سوى لقياكَ ، مملولُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَا تَرُومُهُ،
إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَا تَرُومُهُ،
رقم القصيدة : 18334
-----------------------------------(15/493)
إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَا تَرُومُهُ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يَنْصُرْكَ لمْ تَلقَ ناصِراً
وَإنْ عَزّ أنْصَارٌ وَجَلّ قَبِيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يُرْشِدكَ في كلّ مَسلَكٍ
ضللتَ ، ولوْ أنَّ السماكَ دليلُ !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ،
مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ،
رقم القصيدة : 18335
-----------------------------------
مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ،
وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَ يُدِيلَ
جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ، مَخوفَة ٌ،
وسقمانِ : بادٍ ، منهما ودخيلُ
و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ ،
أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ، يَزُولُ
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ؛
وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ !
تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّ عُصَيْبَة ً
ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ !
و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟ إنهمْ ،
و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ !
أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ،
يميلُ معَ النعماءِ حيثُ تميلُ
وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ ؛
وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّ خَلِيلُ
فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصفٍ !
وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيلُ!
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوة ً ،
أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ،
وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ!
فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ
أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً، وَيَقُولُ!
وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ، أُمّاً بُكَاؤهَا
عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ، طَوِيلُ!
فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَمي الصّبرَ، إنّهُ
إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ!
وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئي الأجْرَ! إنّهُ
على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ
أما لكِ في " ذاتِ النطاقينِ "أسوة ٌ ،
بـ"مكة َ " والحربُ العوانُ تجولُ ؟
أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ(15/494)
و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ!
تأسّيْ! كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ،
فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ!
و كوني كما كانتْ بـ " أحدٍ " "صفية ٌ"
ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ !
ولوْ ردَّ ، يوماً " حمزة َ الخيرِ "حزنها
إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ،
وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ، وَهْوَ خيولُ
وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَة ِ خِلّة ً،
عشية َ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتى تركتها ،
وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ
ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ !
ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ!
و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، في الأمرِ كلهِ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَمُغْضٍ، للمَهَابَة ِ، عَنْ جَوَابي!
وَمُغْضٍ، للمَهَابَة ِ، عَنْ جَوَابي!
رقم القصيدة : 18336
-----------------------------------
وَمُغْضٍ، للمَهَابَة ِ، عَنْ جَوَابي!
وَإنّ لِسَانَهُ العَضْبُ الصّقِيلُ
أطلتُ عتابهُ ، عنتاً وظلماً ،
فجمجمَ ، ثمَّ قالَ : " كما تقول ! "
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَمَا ليَ لا أُثْني عَلَيْكَ، وَطَالَمَا
وَمَا ليَ لا أُثْني عَلَيْكَ، وَطَالَمَا
رقم القصيدة : 18337
-----------------------------------
وَمَا ليَ لا أُثْني عَلَيْكَ، وَطَالَمَا
وفيتَ بعهدي ، والوفاءُ قليلُ ؟
و أوعدتني حتى إذا ما ملكتني
صَفَحْتَ، وَصَفْحُ المَالكِينَ جَميلُ!
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> بقلبي ، على " جابر " ، حسرة ٌ
بقلبي ، على " جابر " ، حسرة ٌ
رقم القصيدة : 18338
-----------------------------------
بقلبي ، على " جابر " ، حسرة ٌ
تَزُولُ الجِبَالُ، وَلَيْسَتْ تَزُولُ
لَهُ، مَا بَقِيتُ، طَوِيلُ البُكاءِ
و حسنُ الثناءِ ؛ وهذا قليلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ،(15/495)
الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ،
رقم القصيدة : 18339
-----------------------------------
الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ،
وَالعيشُ طعمان: ذا صَابٌ وَذا عسَلُ
كذا الزمانُ ؛ فما في نعمة ٍ بطرٌ
للعارفينَ ؛ ولا في نقمة ٍ فشلُ
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِ إنْ رَجَحَتْ،
وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَى الهَمّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ ، وإنْ حاذرتَ ، ثابتة ٌ
ولا السرورُ ، وإنْ أمَّلتَ يتصلُ
فما الأسى لهمومِ ، لابقاءَ لها ،
وَما السّرُورُ بنُعمَى ، سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنّ في النّاسِ مَغْروراً بِنِعْمَتِهِ،
ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُ الأجلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مجهود حربي
مجهود حربي
رقم القصيدة : 1834
-----------------------------------
لأبي كانَ معاشٌ
هو أدنى من معاشِ المَيِّتينْ !
نصفُهُ يذهبُ للدَّين
وما يبقى
لغوثِ اللاجئينْ
ولتحريرِ فلسطينَ من المُغتصبينْ
وعلى مرِّ السنينْ
كانَ يزدادُ ثراءُ الثائرينْ !
والثرى ينقصُ منْ حينٍ لحينْ
وسيوفُ الفتحِ تَند َقُّ إلى المِقبَضِ
في أدبار جيشِ ( الفاتحينْ )
فَتَلينْ
ثمَّ تَنْحَلُّ إلى أغصانِ زيتونٍ
وتنحلُّ إلى أوراقِ تينْ
تتدلى أسفلَ البطنِ
وفي أعلى الجبينْ !
وأخيراً قبلَ الناقصُ بالتقسيمْ
فانشقَّتْ فلسطينُ إلى شِقَّينِ :
للثوّارِ : فِلسٌ
ولإسرائيلَ : طِينْ !
و أبي الحافي المدين
أبي المغصوب من أخمص رجليه
إلي حبل الو تين
ظل لا يدري لماذا
و حده
يقبض با ليسرى و يلقي باليمين
نفقات الحرب و الغوث
يأ يدي الخلفاء الشاردين !
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> وَعَطّافٍ عَلى الغَمَرَاتِ نَحْوِي،
وَعَطّافٍ عَلى الغَمَرَاتِ نَحْوِي،
رقم القصيدة : 18340
-----------------------------------
وَعَطّافٍ عَلى الغَمَرَاتِ نَحْوِي،
تَحُفّ بهِ المُثَقَّفَة ُ الطّوَالُ
تركتُ الرمحَ ، يخطرُ في حشاهُ ،
لَهُ، مَا بَينَ أضْلُعِهِ، مَجَالُ(15/496)
يَقُولُ، وَقَدْ تَعَدّلَ فيهِ، رُمْحي:
" لأمرٍ ما تحاماكَ الرجالُ ! "
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ،
قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ،
رقم القصيدة : 18341
-----------------------------------
قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ،
وقدْ شكتكَ إلينا الخيلُ والإبلُ !
وَقَد درَى الرّوم مُذْ جاوَرْتَ أرْضَهُمُ
أنْ لَيس يَعْصِمُهمْ سَهلٌ وَلا جَبَلُ
في كل يومٍ تزورُ الثغرَ ، لا ضجرٌ
يثنيكَ عنهُ ، ولا شغلٌ ولا مللُ
فالنفسُ جاهدة ٌ ، والعينُ ساهدة ٌ ،
وَالجَيشُ مُنهَمكٌ، وَالمالُ مُبتذَلُ
تَوَهّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قَاصِدِهَا،
وقدْ تكنفكَ الأعداءُ والشغلُ
حتى رأوكَ ، أمامَ الجيشِ ، تقدمهُ
وَقَدْ طَلَعتَ عَلَيْهِمْ دونَ ما أمِلُوا
فاستقبلوكَ بفرسانِ ، أسنتها
سودُ البراقعِ ، والأكوارُ ، والكللُ
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ ،
إذا وَهَبْتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً ،
ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً ،
رقم القصيدة : 18342
-----------------------------------
ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً ،
ويقالُ في المحسودِ ما لا يفعلُ
يتطلبونَ إساءتي لا ذمتي ،
إنَّ الحسودَ ، بما يسوءُ ، موكلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ،
أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ،
رقم القصيدة : 18343
-----------------------------------
أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ،
وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عنِ اللّوْمِ شَاغِلُ
ولعتِ بعذلِ المستهامِ على الهوى ،
وَأوْلَعُ شَيْءٍ بِالمُحِبّ العَوَاذِلُ
أريتكِ ، هلْ لي منْ جوى الحبِ مخلصٌ ،
وَقد نَشِبَتْ، للحُبّ فيّ، حَبائِلُ؟
وبينَ بنياتِ الخدورِ وبيننا
حروبٌ ، تلظى نارها وتطاولُ
أغَرْنَ على قَلبي بجَيشٍ مِنَ الهَوَى(15/497)
وطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ
تَعَمّدَ بِالسّهْمِ المُصِيبِ مَقَاتِلي،
ألا كُلّ أعضَائي، لَدَيهِ، مَقَاتِلُ
وواللهِ ، ماقصرتُ في طلبِ العلاَ ؛
ولكنْ كأنَّ الدهر عني غافلُ
مواعيدُ آمالٍ ، تماطلني بها
مُرَامَاة ُ أزْمَانٍ، وَدَهْرٌ مُخَاتِلُ
تدافعني الأيامُ عما أريدهُ ،
كما دفعَ الدَّين الغريمُ المماطلُ
خليليَّ ، أغراضي بعيدٌ منالها !
فهلْ فيكما عونٌ على ما أحاولُ ؟
خَلِيلَيّ! شُدّا لي عَلى نَاقَتَيْكُمَا
إذا مابدا شيبٌ منَ العجزِ ناصلُ
فمثليَ منْ نالَ المعالي بسيفهِ ،
وَرُبّتَمَا غَالَتْهُ، عَنْهَا، الغَوَائِلُ
وَمَا كلّ طَلاّبٍ، من النّاسِ، بالغٌ
ولا كلُّ سيارٍ ، إلى المجدِ ، واصلُ !
وإنَّ مقيماً منهجَ العجزِ خائبٌ
وَإنّ مُرِيغاً، خائِبَ الجَهدِ، نَائِلُ
وَمَا المَرْءُ إلاّ حَيثُ يَجعَلُ نَفْسَهُ
وإني لها ، فوقَ السماكينِ ، جاعلُ
وَللوَفْرِ مِتْلافٌ، وَللحَمْدِ جَامِعٌ،
وللشرِّ ترَّاكٌ ، وللخيرِ فاعلُ
وَمَا ليَ لا تُمسِي وَتُصْبحُ في يَدِي
كَرَائِمُ أمْوَالِ الرّجالِ العَقَائِلُ؟
أحكمُ في الأعداءِ منها صوارماً
أحكمها فيها إذا ضاقَ نازلُ
و مانالَ محميُّ الرغائبِ ، عنوة ً ،
سِوَى ما أقَلّتْ في الجُفونِ الحَمائلُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْ مُدامَتِهِ
سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْ مُدامَتِهِ
رقم القصيدة : 18344
-----------------------------------
سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْ مُدامَتِهِ
و مالَ بالنومِ عنْ عيني تمايلهُ
وَمَا السُّلافُ دَهَتْني بَلْ سَوَالِفُهُ،
و لا الشمولُ ازدهرني بلْ شمائلهُ
وَغَالَ صَبْرِيَ مَا تَحوِي غَلائِلُهُ
و غالَ قلبيَ ما تحوي غلائلهُ
العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ
لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ
رقم القصيدة : 18345
-----------------------------------
لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ(15/498)