و لولا رجائي واتكالي على الذي
تَوَحَّدَ لي بالصُّنْعِ كَهْلاً وناشِيَا
لَما سَاغَ لي عَذْبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ
ولا طابَ لي عَيْشٌ ولا زِلْتُ باكِيَا
و أدخرُ التقوى بمجهود طاقتي
و اركبُ في رشدي خلافَ هوائيا
على إثرِ ما قد كان مني صبابة ً
لياليَ فيها كنتُ للَّهِ عاصِيَا
فإِني جَدِيرٌ أَنْ أَخافَ وأَتَّقي
وإن كنتُ لم أشرك بذي العرشِ ثانيا
العصر العباسي >> أبو تمام >> البينُ جرعني نقيعَ الحنظلِ
البينُ جرعني نقيعَ الحنظلِ
رقم القصيدة : 15986
-----------------------------------
البينُ جرعني نقيعَ الحنظلِ
والبينُ أثكلني وإنْ لم أثكلِ
ما حسرتي أنْ كدتُ أقضي إنما
حَسرَاتُ نَفْسي أنَّني لم أفْعلِ
نقلْ فؤدكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> زائرٌ زارني فهاجَ خيالا
زائرٌ زارني فهاجَ خيالا
رقم القصيدة : 15987
-----------------------------------
زائرٌ زارني فهاجَ خيالا
كنتُ لولاهُ أسوأ الناسِ حالا
فَتمتَّعتُ مِنْ غَزالٍ وحاشَى
ذلكَ الشَّخصَ أَنْ يكونَ غَزَالا
كيفَ أرجوِ لقاءَ ساكنِ بغدا
دَ بمصرٍ لقَدْ رجوْتُ ضلالا؟!
مثلتْهُ المنى لعيني وفكري
و لِقَلْبِي حتَّى قَبِلتُ المُحَالا
ما أراني أزالُ نصبَ خيالٍ
طارقٍ أو يصيرَ جسمي خيالا !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي
أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي
رقم القصيدة : 15988
-----------------------------------
أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي
وإِنْ أعطَيْتَني أمَلِي
وأشفقُ أن أرى خدّيْ
ـكَ نَصْبَ مَواقِع المُقَلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> متطلبٌ بصدوده قتلي
متطلبٌ بصدوده قتلي
رقم القصيدة : 15989
-----------------------------------
متطلبٌ بصدوده قتلي
فردُ المحاسن وجهُهُ شُغلي
ألحاظُه في الخَلْق مُسْرِعَة ٌ
فيما يُريدُ كَسُرْعَة ِ النَّبْلِ(12/20)
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> البيت
البيت
رقم القصيدة : 1599
-----------------------------------
بيتٌ لكِ
بيتٌ لتاريخ ٍ طويلٍ من دمي
بيتٌ بلا جدرانْ :
توقفُ مايسيلُ وما يفرُّ من الصدورِ الى الصدورْ
بيتٌ , كأنَّ شموعَنا تبكي
فيختنقُ المغنيّ بالدخانْ
بيتٌ بلا لسانْ
بيتٌ تشظّى ساكنوهُ إلى الأقاصي والموانئ والكلام ِ
الى المراثي والزمانْ
فبأيّ آيات ٍ يغربلُك الحنينْ
وبأي آياتٍ تقطّعُكَ المسافة ْ
ويجفُّ قلبُكَ عندَ بحرِ القحطِ
والمدنِ البطيئةِ
والخريفِ الحرِّ
من هذي المدنْ ؟
كيف َارتديت بيوتَها ورمالَها
وتركتَ خيلَكَ تهتدي لشعابِها
بل كيفَ نمتَ وفجرها ملغىً
وفوقَ نهارِها بقعٌ من الليلِ الطويلْ
تصحو كأنّ مناخَها الأرقُ
وتنامُ مُقلَقَةً كأنّ عيونَها تغلي
ولا ... بالليلِ لا تثقُ
وتشكُ بالموتى اذا صمتوا
وبالعشاقِ انْ ذبلوا
وبالشعراءِ ان غنَّوا أو احترقوا
تصحو فيُسكرُها حنيني
تأسى ... يطارحُها هواي
تبكي ... يلمعُّها طوافي
تعلو فيحضنُها مداي
تظما وتهدأُ ثم تصخبُ حيثُ تعلمُ
انّ قافلتي الجنونُ
وأنّ وجهتي السديم
وأنّ في روحي ملاجىءَ للمعاني وللطيورِ
وللبحارِ وللفصول
ولكلّ ِآه ٍلمْ تُجِبْها الريحُ
للدنيا اذا انخذلتْ
وللصلوات ِاذْ تمنع
ولي ... للحزن ِ : يختصرُ الطريقَ الى العراقْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُعْتَدِلٌ لم يَعتدِلْ عَدْلُهُ
مُعْتَدِلٌ لم يَعتدِلْ عَدْلُهُ
رقم القصيدة : 15990
-----------------------------------
مُعْتَدِلٌ لم يَعتدِلْ عَدْلُهُ
في عاشقٍ طالَ بهِ خبْلُهُ
أطَرْفُهُ أحسَنُ أَمْ ظِرْفُهُ
أوْ وجههُ أحسنُ أم عقلهُ ؟
أنظرْ فما عاينتَ في غيهِ
مِنْ حَسَنٍ فهْوَ لَهُ كُلُّهُ
لوْ قيلَ للحسنِ تمنى المنى
إِذَنْ تَمنَّى أنَّه مِثْلُهُ
أيُّ خصالٍ حازَها سيدي
لوْ لم يكدِّرْ صفوها مطلُهُ ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> بُؤْسَ قَلْبي كيفَ ذَلاّ(12/21)
بُؤْسَ قَلْبي كيفَ ذَلاّ
رقم القصيدة : 15991
-----------------------------------
بُؤْسَ قَلْبي كيفَ ذَلاّ
صارَ للسقمِ محلا ؟!
لم أكُنْ أخشَى الذي كا
نَ وقَدْ كنتُ مُخَلَّى
ذبتُ حتى ما أرى لي
في مِرَاة ِ الشَّمْسِ ظِلاّ
صفحَ اللهُ لمنْ يظْـ
ـلُمُني عَمَّا استَحَلاّ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا سقمَ الجفنِ منْ حبيبي
يا سقمَ الجفنِ منْ حبيبي
رقم القصيدة : 15992
-----------------------------------
يا سقمَ الجفنِ منْ حبيبي
ألبسني حلة َ السقامِ !
كَمْ قتلَتْ لَحْظَتَاكَ ظُلْما
منْ عاشقِ القلبِ مستهامِ !
يا مَنْ بِعْنيهِ لي غَرامٌ
قَرَّبَ مِنْ مُهْجَتي حمَامي
قدْ رويتْ منْ دمي فحسبي
منْ صائبِ النبلِ والسهامِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> يُترجِمُ طَرْفي عن لِسَاني بِسرهِ
يُترجِمُ طَرْفي عن لِسَاني بِسرهِ
رقم القصيدة : 15993
-----------------------------------
يُترجِمُ طَرْفي عن لِسَاني بِسرهِ
فيظهرُ منْ وجدي الذي كنتُ أكتمُ
أليسَ عجيباً أنَّ بيتاً يضمني
وإياكَ لا نخلو ولا نتكلَّمُ ؟!
إشارة ُ أفواهٍ وغمزُ حواجبٍ
وتَكسِيرُ أبْصارٍ وطَرْفٌ يُسَلمُ
وألسننا ممنوعة ٌ منْ مرادِنا
وأبصارُنا عنَّا تجيبُ وتُفهمُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> كيفَ بعدي لا ذُقتمُ البينَ أنتمْ
كيفَ بعدي لا ذُقتمُ البينَ أنتمْ
رقم القصيدة : 15994
-----------------------------------
كيفَ بعدي لا ذُقتمُ البينَ أنتمْ
خبروني مُذْ بنتُ عنكمْ وبنتمْ !
أعلَى ما عَهِدْتُ أمْ غَيَّرَتْكُمْ
نَكَبَاتُ الدَّهْرِ الخَؤُونِ فَخُنْتُمْ
يا مُنَى النَّفْسِ إنَّ قَلْبي وإنْ با
نَ بيَ البَيْنُ عِنْدكمْ حيثُ كُنْتُمْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَلامٌ على مَنْ لا يَرُدُّ سَلامي
سَلامٌ على مَنْ لا يَرُدُّ سَلامي
رقم القصيدة : 15995
-----------------------------------
سَلامٌ على مَنْ لا يَرُدُّ سَلامي(12/22)
ومَنْ لا يَرَاني مَوْضِعاً لِكَلامِ
وماذا عليهِ أنْ يُجيبَ مسلماً
ليسَ يُقضى بالسلامِ ذمامي
العصر العباسي >> أبو تمام >> أُعطِيتَ مِنْ نَفَحاتِ الحُسْنِ أسنَاها
أُعطِيتَ مِنْ نَفَحاتِ الحُسْنِ أسنَاها
رقم القصيدة : 15996
-----------------------------------
أُعطِيتَ مِنْ نَفَحاتِ الحُسْنِ أسنَاها
وفُقْتَ مِنْ نَفَحاتِ الطيبِ أذكاها
فالحُسْنُ مُطَّرَحٌ والطيبُ مُفتَضَحٌ
والحورُ أصبحتَ بعدَ اللهِ موالاها
مَنْ كانَ لمْ يَرَ شَمْسَاً مِنْ سَنَا بَشَر
فإننا بعليٍّ قدْ رأيناها
العصر العباسي >> أبو تمام >> إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
رقم القصيدة : 15997
-----------------------------------
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ
لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ
لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعتيبَ يا ابن الفعلة ِ اللخناءِ
أعتيبَ يا ابن الفعلة ِ اللخناءِ
رقم القصيدة : 15998
-----------------------------------
أعتيبَ يا ابن الفعلة ِ اللخناءِ
أأمنتَ من بذخي ومنْ غلوائي ؟
فَبِحرْمَة ِ الغُرْمُولِ في استِكَ إنَّه
قسمٌ له حقُّ على البغاءِ
دعواكَ في كلبٍ أعمُّ فضيحة ً
وأخَصُّ أمْ دَعوَاكَ في الشُّعَراءِ؟
عَجَباً لِصَيَّادِ الهِجَاءِ بِعرْضِه
وحرُ امهِ أبداً على الإعراءِ ؟!(12/23)
ما شِعْرُه كُفأً لِشِعري فليَمُتْ
غَيْظاً ولا الخُلُقيُّ مِنْ أكفائي
أنَّى يَفُوتُ مَخَالبي في بَلدة
أَرْضي بها مَبْسُوطة ٌ وسَمائي
وكهولُ كهلانٍ وحيا حميرٍ
كالسيلِ قدَّامي معاً وورائي
فألاكَ أعمامي الذينَ تعمموا
بالمَكرُماتِ وهذِهِ آبائي!
العصر العباسي >> أبو تمام >> نبئتُ عتبة َ شاعرَ الغوغاءِ
نبئتُ عتبة َ شاعرَ الغوغاءِ
رقم القصيدة : 15999
-----------------------------------
نبئتُ عتبة َ شاعرَ الغوغاءِ
قدْ ضجَّ من عودي ومنْ إبدائي
لمّا غضبتُ على القريضِ هجوتُه
وجعلتُ خلقتهُ هجاءَ هجائي
ما كانَ جهلكَ تاركاً لكِ غيُّه
حتَّى تكونَ دَجاجَة الرَّقَّاءِ
حلمي عن الحلماءِ غيرُ مكدرٍ
والحَتْفُ في سَفَهِي على السُّفَهاءِ
أضعِفْ بِمَنْ أمسَى وأصبحَ أمره
تبعاً لأمرِ الدودة ِ الشعراءِ !
إني لأعجبُ مِنْ أُناسٍ صُوروا
صُوَرَ الرجالِ لهمْ فُروج نِسَاء!
اللَّهُ يُعلَمُ أنَّها لَمُصِيبَة ٌ
نَزَلَتْ ولا سِيمَا على الشُّعَرَاءِ
ما الشَّمْسُ أعجَبُ حِينَ تَطلعُ لِلورى
غَرْبِيَّة ً مِنْ شاعرٍ بَغَّاءِ
إنْ كنتَ لَسْتَ بمُنْتَهٍ عَنْ بَذْلِها
فأنا أحقُّ بها من الغرباءِ !
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> طلح الشجن
طلح الشجن
رقم القصيدة : 160
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نار الحطب صفرا وزفراتها زرق
يذكر بها الأخضر ليالي جفافه
لشموسها شبيت في سدرة الشرق
واطعمتها طلح الشجن والحسافه
لعلي اكتب من لحون الدفا طرق
والا اجمع التمر لمواسم خرافه
والشاعر اللي يجهل النوح والورق
يغيب عن بال التباريح قافه
الشعر انا حادي مجاهيمه الزرق
اللي ترزم لي حنين ولطافه
بيني وبين اللي يغنون به فرق
لاني اشقي به واحبه واخافه
والمزنه اللي شافي قطنها البرق
سالت ونسيتها الرعود ارتجافه
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> خميس أبيض
خميس أبيض
رقم القصيدة : 1600(12/24)
-----------------------------------
يومَ الخميسْ ...
أهديكِ غيمةً دافئةْ
لتمُطري هناك على بلادي
وتلدي دليلي
يومَ الخميس ...
ملامحي خائبة ْ
وآثامي تشيرُ اليّ
كلما تركَ الكلامُ أثراً لرئتي
فأذيبُ معصمي
لأدع َساعتي بديلا لك تنبضُ على فراشي
اليومْ .......... الخميس
من القرن ِالماضي
أو القرن اِلذي يأتي
أو أسبوع ٍمنفلتٍ عن الوقت .
أحرّضُ دموعي على التخثر
ألوّح ُللندم ِبمكانٍ غائبْ
وأغدقُ فشلي عليك
فاخلعي الخميسَ عن الغيابْ
واتركي الأمسَ يمرُّ بلا يوم ٍأو ذاكرةْ .
من الخميس.. الى قرونٍ مضتْ
حيث وجوهُنا محطمة ٌ كأحجارِ الدمّ
وقبائلُنا الساخنة مثل نار بلا سبب .
وتفاصيلنا التي دوّنها الضيوفْ .
المقابرُ التي اعشَبَتْ
والأدمغة ُالتي أذابَها البحرْ
فأرسلهَا مع الغيم ِالى السماءْ .
من الخميس الى قرونٍ تأتي
حيثنا مجاهيل , ورمادٌ , وذاكراتٌ خارج اهتمامِ البريد
أيامُنا نعاسْ , وسلالُمنا عاطلةٌ عن النمو
تقودنا الأشجار الى المقابر
حين نؤسس الطقس كما ينبغي
ونقرع على الطبول بأسناننا
حينها ينسى ذلك الخميس الأبيض من القرن
ويصوّبُ الرعاةُ بنادقَهم الى الوقتْ
فتجري المخابيءُ من جلودِنا
ويكبرُ الدليلُ الى مامضى ... غير انه أعمى
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ لعبدونَ أينَ ذاكَ الحياءُ
قلْ لعبدونَ أينَ ذاكَ الحياءُ
رقم القصيدة : 16000
-----------------------------------
قلْ لعبدونَ أينَ ذاكَ الحياءُ
إِنَّ دَاءَ المجُونِ دَاءٌ عَيَاءُ !
طالما كنت قبلُ عندي منيعاً
ومَصُوناً كما يُصَانُ الردَاءُ
ثُمَّ كَشَّحْتَني على غَيرِ جُرْمٍ
فأنا والمُبارَكِيُّ سَوَاءُ
قال لي الناصحونَ وهوَ مقالٌ :
ذَمُّ مَنْ كانَ خامِلاً إطرَاءُ
صَدَقُوا،في الهِجَاءِ رِفْعَة ُ أَقَوا
مٍ طَغَامٍ فليسَ عِنْدي هِجاءُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعتبة ُ أجبنُ الثقلينِ عتبا
أعتبة ُ أجبنُ الثقلينِ عتبا
رقم القصيدة : 16001(12/25)
-----------------------------------
أعتبة ُ أجبنُ الثقلينِ عتبا
بِجَهْلِكَ صِرْتَ لِلمكرُوهِ نَصْبَا
رُمِيتَ بِمَنْ لَو أنَّ الجِنَّ تُرْمَى
بهِ لتنهبتها الإنسُ نهبا
فإنَّكَ إنْ تُسَاجِلْني تَجدْني
لرأسكَ جندلاً ولفيكَ تربا
تجدْ صلاً تخالُ بكلِّ عضوٍ
لَهُ مِنْ شِدَّة الحَرَكاتِ قَلْبَا
أخا الفلواتِ قدْ أحيا وأردى
رِكاباً في صَحاصِحها ورَكْبَا
فكادَ بأنْ يُرَى للشَّرقِ شَرْقاً
وكادَ بأنْ يرى للغربْ غربا
وأنتَ تديرُ قطبَ رحاً علياً
ولم تَرَ لِلرَّحَا العَلياءِ قُطْبَا
ترى ظفراً بكل صراعِ قرن
إذا ما كنتَ أسفلَ مِنْه جَنْبَا
ثكلتُ قصائدي إن مرَّ يومٌ
ولَمَّا أقضِ فيه مِنْكَ نَحْبَا
وكنتُ إذنْ كأنتَ فإنَّ مثلي
إذا ما كانَ مثلكَ كانَ كلبا
العصر العباسي >> أبو تمام >> شعريَ ، أنى هربتَ في الطلبِ
شعريَ ، أنى هربتَ في الطلبِ
رقم القصيدة : 16002
-----------------------------------
شعريَ ، أنى هربتَ في الطلبِ
ولوْ صعدْتَ السماءَ في سببِ
يا ابنَ أبي عاصمٍ ولا عاصِمٌ
ويلكَ من سطوتي ومنْ غضبي
لو كنتَ منْ غرة الموالي إذنْ
لم تَنْثُ سُوءاً في غُرَّة العَرَبِ
أيُّ كَرِيمٍ يَرْضَى بِشَتْمِ بني
عبد الكريمِ الجحاجح النجبِ
أيُّ منادٍ إلى النَّدَى وإلى الهَيْـ
ـجاءِ ناداهمُ فلمْ يجبِ ؟
أي فتى ً منهمُ أشاحَ فلمْ
يصبْ غداة َ الوغى ولم يصبِ ؟
أيُّ وَلِيدٍ رَأَى سُيوفَهُمُ
في الحَرْبِ مشهورة ً فلم يَشِبِ ؟
إنْ رمتَ تصديقَ ذاكَ يا أعورُ الـ
ـدَّجالُ فالحظهمُ ولا تذبِ
لَنْ يَهْدِمَ النَّاسُ ما بَقُواأ بداً
ما قدْ بَنَوْهُ مِنْ ذلكَ الحَسَبِ
أُلاكَ زُهْرُ النُّجُومِ ليسَ كمَنْ
أمسَ دَعِيّاً في الشعْرِ والنَّسَبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مَنْ بَنُو عامرٍ مَن ابنُ الحُبَابِ
مَنْ بَنُو عامرٍ مَن ابنُ الحُبَابِ
رقم القصيدة : 16003
-----------------------------------
مَنْ بَنُو عامرٍ مَن ابنُ الحُبَابِ(12/26)
مَنْ بنو تغلب غَداة َ الكُلابِ؟
من طفيلٌ من عامرٌ ومن الحا
ثُ أَمْ مَنْ عُتَيْبَة ُ ابنُ شِهابِ!
إنَّما الضَّيْغمُ الهَصُورُ أبو الأشـ
ـبالِ مناعُ كلَّ خيس وغابِ
من غدتْ خيلهُ على سرحِ شعري
وهْوَ للحَيْنِ رَاتِعٌ في كِتابي
غارَة ٌ أسخَنتْ عُيُونَ المَعاني
واستَحلّتْ مَحَارِمَ الآدابِ
لَوْ تَرَى مَنْطِقي أَسِيراً لأَصبحـ
ـتَ أسَيراً لِعَبْرَة ٍ واكتئابِ
يا عذارى الكلامِ صرتُنَّ منْ بعـ
ـدي سبايا تبعنَ في الأعرابِ !
عبقاتٍ بالسمعِ تبدي وجوهاً
كوجُوهِ الكَواعِبِ الأتْرَابِ
قَدْ جَرَى في مُتُونِهِنَّ مِنَ الإفـ
ـرندِ ماءٌ نظيرُ ماءِ الشبابِ
إنَّ ذَمي محمَّدَ بنَ يَزيدٍ
في الذي نالَهُ لَغْيرُ صَوَابِ
دعهُ يحظى لدى الأنامِ بشعري
وقَصِيدي فذاكَ أهونُ بابِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أما والذي غشى المباركَ خزية ً
أما والذي غشى المباركَ خزية ً
رقم القصيدة : 16004
-----------------------------------
أما والذي غشى المباركَ خزية ً
يُغَني على الأيَّامِ رَكِبٌ بها رَكْبَا
لقدْ ظَلَّ مُقرانٌ يَحُكُّ بعِرضِه
قوافي شعرٍ لو تدبرها جربا
إذا ما عَصَتْ مَنْ رَامَها وسمَا لها
أطاعَتْ فَتَى عَضْباً يَسُوسُ حِجاً عَضْباً
رجا أنْ ينجيه خساسة ُ قدرهِ
ولم يدرِ أنَّ الليثَ يفترسُ الكلبا
أمُقْرَانُ كمْ قِرْنٍ لَقِيتَ بمشهدٍ
فكانَ به رفعاً وكنتَ به نصبا !
تراهُ إذا ما جئته متهللاً
إليْكَ ومسروراً كَأنْ قَدْ رَأَى زُبَّا
غليظٌ مَجَاري فِكْرِهِ لوْ ضَرَبْتُه
على ما بَدَا لي منهُ لم يفْهَم الضَّرْبا
إذا كانَ وَجْهُ المَرْءِ يَبْساً فإنَّه
يُقاسِي عِجاناً لا امتراءَ بهِ رَطْبَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> فاضَ اللثامُ وغاضتِ الأحسابُ
فاضَ اللثامُ وغاضتِ الأحسابُ
رقم القصيدة : 16005
-----------------------------------
فاضَ اللثامُ وغاضتِ الأحسابُ
واجتثتِ العلياءُ والآدابُ
فَكأنَّ يومَ البعْثِ فاجأَهم فلا(12/27)
أنسابَ بَينَهُمُ ولا أَسبَابُ
أَمويْسُ لا يُغنِي اعتَذارُكَ طالِباً
عَفْوي فما بعدَ العِتابِ عِقابُ
هَب مَنْ له شيءٌ يُريدُ حجابَه
ما بالُ لا شيءٍ عليه حجابُ ؟!
ما إنْ سمعتُ ولا أراني سامعاً
أبداً بصحراءٍ عليها بابُ !!
من كانَ مفقودَ الحياءِ فوجهُه
مِنْ غيرِبَوَّابٍ له بَوَّابُ
مازَالَ وسواسي لِعقْلي خادِعاً
حتى رجا مطراً وليسَ سحابُ
ما كنتُ أَدري لا دَرَيتُ-بأَنَّه
يجري بأفنية ِ البيوتِ سرابُ
عَجَبَاً لِقَوْمٍ يَسمَعُونَ مَدَائحي
لكَ لم يقولوا قُمْ فأنتَ مُصابُ
نَبَذُوا بِكذَّابٍ مُسَيلمة ً فَقَدْ
وَهِمُوا وجَارُوا بَلْ أنا الكَذَّابُ
هَتَّكْتُ دِيني فاستترتُ بِتَوْبة ٍ
فأناالمُقِرُّ بذَنبهِ التَّوّابُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> النَّارُ والعارُ والمَكْرُوهُ والعطَبُ
النَّارُ والعارُ والمَكْرُوهُ والعطَبُ
رقم القصيدة : 16006
-----------------------------------
النَّارُ والعارُ والمَكْرُوهُ والعطَبُ
والقتلُ والصلبُ والمرَّانُ والخشبُ
أحلى وأعذبُ من سيبٍ تجودُ به
ولنْ تجود بهِ يا كلبُ يا كلبُ !
أشكيتموني فلمَّا أنْ شكوتكُمْ
غضبتُمُ دامَ ذاكَ السخطُ والغضبُ
بني لهيعة َ ما بالي وبالُكمُ
وفي البِلادِ مَنادِيحٌ ومُضْطَرَبُ؟
لجاجة ٌ بي فيكمْ ليسَ يشبهها
إلاَّ لجَاجَتُكمْ في أَنَّكمْ عَرَبُ!
كَذِبْتُمُ، لَيْسَ يَنْبُو مَنْ لَهُ حَسَبٌ
ومنْ لهُ أدبٌ عمَّن لهُ أدبُ
إنّي لَذُو عَجبٍ منْهُ أُكررهُ
فيكم، وفي عَجَبِي مِنْ لُومِكُمْ عَجَبُ
عياش مالكَ في أكرومة ٍ أربٌ
ولا لأكرومة ٍ في ساقطٍ أرَبُ
يا أكثرَ الناسِ وَعْداً حَشْوُهُ خُلُفٌ
وأكثرَ الناسِ قَوْلاً كُلُّهُ كَذِبُ
ظللتَ تَنْتَهِبُ الدُّنيا وزُخْرفَها
وظَلَّ عِرْضَكَ عِرْضُ السُّوءِ يُنْتَهَبُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيوسفُ جِئْتَ بالعَجَبِ العَجِيبِ
أيوسفُ جِئْتَ بالعَجَبِ العَجِيبِ
رقم القصيدة : 16007(12/28)
-----------------------------------
أيوسفُ جِئْتَ بالعَجَبِ العَجِيبِ
تركتَ الناسَ في شكِّ مريبِ
سَمِعْتُ بكل داهيَة ٍ نآدٍ
ولم أسمعْ بسراجٍ أديبِ !
أما لوْ أنَّ جهلكَ كانَ علماً
إذنْ لنفذتَ في علمِ الغيوبِ !
وما لكَ بالغَرِيبِ يَدٌ ولكنْ
تعاطيكَ الغريبَ هو الغريبُ
فلو نُبشَ المَقابِرُ عن زُهَيرٍ
لصرحَ بالعويلِ وبالنحيبِ
متَى كانَتْ قَوَافِيهِ عِيَالاً
على تَفسيرِ بُقْرَاطِ الطَّبيبِ؟!
وكيفَ ولم يزلْ للشعر ماءٌ
يرفُّ عليه ريحانُ القلوبِ !
تَزَحْزَحَ عن بَعيدِ العَقل حتَّى
تَوَجَّهَ أنْ تَوَجَّه في القَريبِ
أرى ظلميكَ إنصافاً وعدلاً
وذَنْبِي فيكَ تَكفِيرُ الذُّنُوبِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أنضَيْتُ في هذا الأَنامِ تَجَاربي
أنضَيْتُ في هذا الأَنامِ تَجَاربي
رقم القصيدة : 16008
-----------------------------------
أنضَيْتُ في هذا الأَنامِ تَجَاربي
وبَلوتَهمْ بِمُفَحَّصَاتِ مَذَاهِبي
وذَمَلْتُ في الأَيَّامِ حتى أسحَتَتْ
شطيْ سنامي وانتحتْ في غاربي
مُتَجشماً سُبُلَ المَطَامِحِ طالِباً
مِنها وفيها شَأْوَ رِزْقِ الغَالِبِ
أمرايَ من خيرٍ وشرٍّ فاعلمي
طوقانِ في عنقِ القضاءِ الغالب
لِيَنَلْ عَدوٌّ مِنْ عَدوٍّ إنما
يَعفُو ويَصفَحُ صاحِبٌ عَنْ صاحِبِ
غابَ الهِجَاءُ فآبَ فيكَ بَدِيعُهُ
فتهنَّ يا موسى قدومَ الغائبِ !
لا تدهشني بالحجابِ فإنني
فطنُ البديهة ِ عالمٌ بمواربي
لاتَكلفَنَّ وأَرْضُ وَجْهكَ صَخْرة ٌ
في غيرِ منفعة ٍ مؤونة َ حاجبِ
ما كنتَ أولَ آخر في قدرهِ
أثرى فقصَّرَ قدرَ حقٍّ واجبِ
لا شاهِداً أخزَى لِجَاحدِ لُؤْمِه
منْ أنْ تراهُ زاهداً في راغبِ
خُذْ مِنْ غَدِي الجَائي بِخزْيكَ ضِعْفَ ما
أعطَيتني في صَدْرِ أمسِ الذّاهبِ
فلاتحفنَّ السفرَ فيكَ بشردٍ
أنسٍ يقمنَ مقامَ زادِ الركبِ
وزعمتَ أنكَ معطبي ومسلمٌ
مني فأيري في حرِ أمِّ الكاذبِ !(12/29)
العصر العباسي >> أبو تمام >> إمرأة ُ مقرانَ ماتتْ بعدَ ما شابا
إمرأة ُ مقرانَ ماتتْ بعدَ ما شابا
رقم القصيدة : 16009
-----------------------------------
إمرأة ُ مقرانَ ماتتْ بعدَ ما شابا
فحستِ السلعَ الفتيانُ والصابا
لم يبقَ خلقٌ ببابِ الشامِ نعرفُهُ
بالفتكِ مذْ هلكتْ إلا وقدْ تابا !!
يا نَكْبَة ً هَشَمَتْ أنفَ السُّرور بهِ
وميتَة ً أبقت العُزَّاب عُزَّابَا!
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> مطر الندم
مطر الندم
رقم القصيدة : 1601
-----------------------------------
إلى شيركوبيكس :
غاية في الهرم:
_ غبار الجبال التي حملتها الى النوم
عيون النساء ,
وهي ترى أخطاءنا معلقة على النوافذ
الشموع التي نقرأ في ضوئها أسماءنا
الأطفال الذين أحبونا وهزئوا من كوابيسنا
النساء حين خبّأن الأساطير في الحفر
التي أغفلَها الغزاة
الأفق
حين تفتت الى منافي
والمحاربون , بعدما سحبوا دماءهم من المعارك .
غاية في الهرم
غبار الجبال ذاك
وفزع الزهور من الحوافر
فليتك غيمة تمطر على بيت ذابل
وليتك محرقة تمرّ على الخارطة
غير ان الخيول خذلتنا وتابت
والأباطيل هذّّبها الكتاب
فلسنا بعد ذلك آمنين
الأطيار/ والأطيان
التعويذة التي طبعت على أفواهنا
وتلك العروق التي بقيت تنبض ... الطرق بين المقابر
وذلك الدّم : نزيف الرمان على جثث الشهداء
وتلك الينابيع : دموع الله تمرّ على المدافن
فلسنا بعد ذلك آمنين
الفصول/انتظار الحصاد
التنفس/ سبات السيوف
وحياد المدن .
هل احتطبت قوافل البكاء تلك؟
هل اشتعلت القرى
وأغمضت الحقول حصادها ؟
هل جف " سيروان " ساعة الهول والخرس ؟
أمازال " كاميران "يلقن الطيور دروسا
أخرى في الحب
ذلك مطر الندم يسّاقط الى أعلى
وتلك مدائن الأكراد
رئات تركض
ورؤوس تتدحرج
وتواريخ تمطر دما
أمرّ بها كالببغاء متلعثما أتهجى فمي
غريبا كالطرق التي لا تؤدي
متلفتا كالحنين
فلا جدال معك على الحلم(12/30)
ولا بطلان لك في الغيبوبة .
ليتك - اذن-
تتفقد حارس الآثار
كيف ينام في مقابر مستعملة,
وكيف نمت لحيته على أرض هشّة .
وليتك تفتّش مع الناجين من الحياة
عن دمعة في البحر
أو غصّة من نشيد
أو ذكرى بلاد تأبى أن تكون
لتعلّب الأطفال في وديان الحزن
وتترك الأكراد يحترقون
كي تستدل بهم القوافل التائهة
ويخلد منتصف الليل ... يخلد
" حيث يتطابق العقربان تطابق الكردي مع الحزن "
-------------------------------
· شيركو:الشاعر الكردي
· كاميران:الممثل العراقي كاميران رؤوف
العصر العباسي >> أبو تمام >> صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
رقم القصيدة : 16010
-----------------------------------
صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
فاقضُوا لنا مِنْ رَبْعِها نَحْبَا
دارٌ كأَنَّ يَدَ الزَّمانِ بأَنـ
ـواعِ البِلَى نَشَرَتْ بِها كُتْبَا
أينَ الأولى ؟ كانوا بعقوتها
والدَّهْرُ يَسْكُبَ ماءَ هُ سَكْبَا؟
إذْ فيهِ كلُّ خريدة ٍ فنقٍ
عُذِرَ الفتى إِنْ هَامَ أَو حَبَّا
فرَغَ الوشاحُ بِها وقد مَلأَتْ
منها الشوى الخلخالُ والقلْبا
وإِذَا تَهادَتْ خِلْتَها غُصُناً
لدْناً تلاعبُه الصبا رطبا
نصبتْ له البلوى منعَّمة ً
جُعلتْ لناظرِ عينهِ نصبا
قصدتْ له قبلَ الفراقِ فما
أبقَتْ له كَبِداً ولا قَلْبَا
قُلْ لِلجُلُودي الذي يَدُه
ذَهبتْ بمالِ جُنُودِهِ شَعْبَا
اللهُ أعطاكَ الهزيمة َ إذْ
جذبتكَ أسبابُ الردى جذْبا
لاقَيْتَ أَبطالاً تحُثُّ إِلى
ضَنْكِ المَقامِ شَوازِباً قُبَّا
فنَزلتَ بينَ ظُهُورِهمْ أشِراً
فقروكَ ثمَّ الطعنَ والضربَا
ضيفاً ولكنْ لا أقولُ له
أهلاً بمثواهُ ولا رحبا
في حيثُ تَلْقَى الرُّمْحَ يَشرعُ في
نطف الكلى والمرهفَ الغضبا
والخَيْلُ سانحة ٌ وبَارِحَة ٌ
والمَوْتُ يَغشَى الشَّرْقَ والغَرْبَا
والبيضُ تلمعُ في أكفِّهمِ
رَأْدَ الضُّحَى فَتخالُها شُهْبَا
ثمَّ انثنتْ عيناكَ قدْ رأتا
أَمْراً فأَودَعَتِ الحشَا رُعْبَا(12/31)
وشغِلْتَ عن دَبْغِ الجُلودِ بما
نَشَرَ البلاءَ وجَلَّلَ الخَطْبَا
وَافَتْكَ خَيْلٌ لو صَبَرْتَ لها
لنهبنَ روحكَ في الوغا نهبا
هيهاتَ لمَّا أنْ بصرتَ بهمْ
أغشوكَ ثوبَ الجهدِ والكربَا
وحَسِبْتهُمْ أُسْداً أساوِدَ أَو
إبلاً تصولُ قرومُها جربَا
منْ حيِّ عدنانٍ وأخوتِهمْ
قحطَانَ لا مِيلاً ولا نُكْبَا
ورَأَيتَ مَرْكبَ ما أَرَدْتَ بهم
صعباً ومغمزَ عودهمْ صلبا
ورميتَ طرفَكَ ناظراً فرأى
في كلِّ أرضٍ موقداً حربا
وعُصِمْتَ باللّيلِ البَهيمِ وقَدْ
ألقى عليكَ ظلامُه حُجبا
فسريتَ تغشى البيدَ مجتزعاً
بالعِيسِ مِنها الحَزْمَ والسَّهْبَا
وتركتَ جندكَ للقنا جزراً
والبيضُ تجذبُ هامَهمْ جذبَا
قَتْلاً وأَسْراً في الحديدِ معاً
يَتَوقَّعُونَ القَتْلَ والصَّلْبَا
فأشكرْ أياديَ ليلة ٍ سمحتْ
لكَ بالبقاءِ وركبَها ركبا
بَلْ لا تُؤَدّي شُكْرَها أَبَداً
حتى تصيرها لكمْ ربَّا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أوَّلُ عَدْلٍ منكَ فِيما أَرَى
أوَّلُ عَدْلٍ منكَ فِيما أَرَى
رقم القصيدة : 16011
-----------------------------------
أوَّلُ عَدْلٍ منكَ فِيما أَرَى
أنَّكَ لا تَقبَلُ قَوْلَ الكَذِبْ
مَدَحتُكمْ كِذْباً فجازَيتني
بُخْلاً لقَدْ أنصَفْتَ يا مُطَّلِبْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعبدَ اللهِ دعْ لوّاً وليتا
أعبدَ اللهِ دعْ لوّاً وليتا
رقم القصيدة : 16012
-----------------------------------
أعبدَ اللهِ دعْ لوّاً وليتا
فقد أصبحتَ يا مِسْكينُ مَيْتا
وكُنْتَ بِخَلّتيْنِ تُدِلُّ حتَّى
رُمِيتَ مِنَ السَّماءِ كما رَمَيْتَا
بِلينٍ مَرَّة ً وبِقَدْرِ عَوْن
فسودّ وجهُ عونٍ وأطليتا
فأنتَ اليومَ في خزي عظيمٍ
فكيفَ غَداً تكونُ إِذا التَحَيْتا
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا زوجة َ المسكينِ مقرانَ التي
يا زوجة َ المسكينِ مقرانَ التي
رقم القصيدة : 16013
-----------------------------------
يا زوجة َ المسكينِ مقرانَ التي(12/32)
عَظُمَتْ على المُتَطَرقِينَ وفاتُها
خَلَتِ القُبُورُ بِظَبْيَة ٍ عَهْدِي بها
فيما يُقالُ لَذِيذَة ٌ خَلَواتُها!
تَركَتْ على المِسْكينِ عِدَّة َ صِبْيَة
مثل الفراخِ تخرِّمتْ أماتُها
لو كانَ أحصَنَ بابَه أو دَارَه
قلَّتْ بنوها عندَهُ وبناتُها !
إنَّ البلادَ إذا السيولُ تعاودتْ
ساحاتها غمرَ الفضاءَ نباتُها !
مُتَناوِمٌ إِنْ زَارَها إِخوانُها
مُتَيَقظٌ إِنْ زَارَها أَخَواتُهَا!
إمراتُه نفذتْ عليهِ أمورُها
حتى ظننا أنَّه إمراتُها !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أمسكْ بل استمسكْ لوقعِ هياجي
أمسكْ بل استمسكْ لوقعِ هياجي
رقم القصيدة : 16014
-----------------------------------
أمسكْ بل استمسكْ لوقعِ هياجي
فلتسأمنَّ عذوبتي وأجاجي !
دَعْ ما مَضَى واستأنفِ العَدَدَ الذي
ضَيَّعْتَه يا مُحْصِيَ الأموَاجِ
فلَقَدْ أَجِمْتَ عَداوتي مَمْزُوجة ٌ
ولأُسعِطّنكها بغير مِزاجِ
يا ابنَ الخَبِيثَة ِ لا تَعرض صَخْرَة ً
صماءَ من مجدي بعرض زجاجِ
أصبحتَ نيَّ العقلِ فاصلَ بميسمٍ
يُبْدِي ألجَّ الناسِ في الإنضاجِ
ما إنْ سمعتُ ولا أراني سامعاً
حتى المماتِ بشاعرٍ سراجِ
مَنْ كانَ تَوَّجَ رأسَه فلِيُوسُفٍ
شُعَبٌ يَقُمْنَ له مَقَامَ التَّاجِ
حرنَ الزمانُ به فهملجَ كشحُه
مس شِرْكة في البِغْلَة ِ الهِمْلاَجِ
لِلمرءِ في القُرآنِ أَربعُ نُسْوِة ٍ
ولتلكَ أربعة ٌ من الأزواجِ !
بَيْضَاء في بيضٍ يَطُفْنَ بِأسْوَدٍ
في سودِ غافقَ محصدي الأثباجِ
ما إنْ تزالُ لهمْ مراودُ ساسمٍ
مُتَغَلْغِلاتٌ في مَكَاحِلِ عاجِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> حِجًى لِحِمَى البَطالَة ِ مُسْتَبِيحُ
حِجًى لِحِمَى البَطالَة ِ مُسْتَبِيحُ
رقم القصيدة : 16015
-----------------------------------
حِجًى لِحِمَى البَطالَة ِ مُسْتَبِيحُ
وقَدْرٌ لِلْمَكارِمِ مُسْتَمِيحُ
فلا قَلْبٌ قَريحٌ قَلَّبَتْهُ
نوى قذفٌ ولا جفنٌ قريحُ
ولكنْ هِمَّة ٌ شَطَطٌ وهَمٌّ(12/33)
بهِ في المجدِ يغدو أو يروحُ
سَأُعتِبُ عُتْبَة ً بِمُقفَّياتٍ
سواءٌ هنَّ والصابُ الجديحُ
تَبِيتُ سَوائِراً وتَظَلُّ تُتْلى
قَصائدُها كما تُتلَى الفُتُوحُ
بنو عبدِ الكريمِ نجومُ عزٍّ
ترى في طيءٍ أبداً تلوحُ
فلا حَسَبٌ صَحِيحٌ أنتَ فيهِ
فَتُكثِرَهمْ ولا عَقْلٌ صَحِيحُ
إذا كانَ الهِجاءُ لهم ثَوَاباً
فأَخبِرني لِمَنْ خُلِقَ المَدِيحُ؟
أتبغضُ جوهرَ العربِ المصفَّى
ولم يُبْغِضْهُمُ مَوْلًى صَرِيحُ
وما لكَ حيلة ٌ فيهمْ فتجدي
عليكَ بلى تموتُ فتستريحُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيُّ رأيٍ وأَيُّ عَقْلٍ صَحِيحِ
أيُّ رأيٍ وأَيُّ عَقْلٍ صَحِيحِ
رقم القصيدة : 16016
-----------------------------------
أيُّ رأيٍ وأَيُّ عَقْلٍ صَحِيحِ
لم يُخَوفْكَ سانحي وبَرِيحي؟!
كَذَبتْ نَفْسُكَ الَّتي حَدَّثتْ أنّيَم
أنمي رميتي وجريحي
خَلَقَ اللَّهُ لِحْيَة ً لَك لو تُحـ
ـلَقُ لم يُدْرَ ماغلاءُ المُسُوحِ!
وذَراهافي الريحِ إنْ كنتَ تَرجو
سير شعري في نعتها بالريحِ
سارَ في التيهِ عقلُ منْ ظنَّ أني
بالأماني يسيرُ فيكَ مديحي
ياحَروناً في البُخْلِ قد وأبي بُخْـ
ـلِكَ عوقبتَ بالأصمِّ الجموحِ
بِبَعِيدِالمَدى قَرِيبِ المَعاني
وثقيلِ الحجى خفيفِ الرُّوحِ
سَجَرَتْ كَفُّه بُحورَ القَوَافي
لكَ عِندَ التَّعرِيضِ والتَّصرِيحِ
لحجى لستَ سالماً منْ تعاليـ
ـها ولو كنتَ في سفينة ِ نُوحِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا ابن تلكَ التي بحرانَ لما
يا ابن تلكَ التي بحرانَ لما
رقم القصيدة : 16017
-----------------------------------
يا ابن تلكَ التي بحرانَ لما
نَبتَتْ أنبتَتْ غُصُونَ السفاحِ
لا تَهُولنَّكَ الكبِاشُ فقَدْ أُعـ
ـطيتَ ما شئتَ منْ أداة ِ النطاحِ !
جُدْتُ بالدُّبْرِ والعَجوزُ بِقُبْلٍ
فهنيئاً ذهبتما بالسَّماحِ !
بخْ بخٍ لم يدانِ جودك يا أز
هرُ كعبٌ ولا مباري الرياحِ
كذتَ تدعى لو أنَّ خلفكَ قدّا(12/34)
مكَ في الحربِ يا حديا الرماحِ
سُوءُ ظني أجارَني مِنْ هواهُ
فجَعلتُ الطلاقَ قبلَ النكاحِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ
قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ
رقم القصيدة : 16018
-----------------------------------
قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ
ورضت حاليَّ في جورٍ ومقتصدِ
فما فَتحتُ فمي إلاَّ كعَمتُ فمِي
ولا مددتُ يدي إلا رددتُ يدي !
لا ذَنْبَ لي غيرَ ما سَيَّرتُ مِنْ غُرَر
شرقاً وغرباً وما أحكمتُ من عقدي
نشرٌ يسيرُ به شعرُ يهذبُه
فكرٌ يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ
ساعاتُ شُكْر غَذاهُنَّ البَقَاءُ بهِ
فهنَّ أطول أعماراً منَ الأبدِ !
إذا دُجاها أحاطَتْ بي أحطتُ بها
قلباً متى أسرِ في مصباحهِ يقدِ
حَضْرمتُ دَهرِي وأشكالي لكم وبكمْ
حتَّى بَقِيتُ كأني لَسْتُ مِنْ أُدَدِ
ثمّ أطرحتمْ قراباتي وآصرتي
حتى توهَّمتُ أني من بني أسدِ !
ثمّ انصرفتُ إلى نفسي لأظأرَها
على سواكم فلم تهششْ إلى أحدِ
ومدحُ منْ ليسَ أهلِ المدحِ أحسبُه
عضواً تفضلَ من قلبي ومن كبدي
قومٌ إذا أعينُ الآمال جثنهمُ
رجعنَ مكتحلاتٍ عائرَ الرمدِ !
فطلعة ُ الشعرِ أقلى في عيونهمِ
وفي صُدُرِهِمِ مِنْ طَلْعة ِ الأَسَدِ
ما إنْ ترى غيرَ منشورٍ على قدمٍ
في الناطِقينَ وَمَطْويٍّ على حسَدِ
قُلْ قَولة ً فَيْصَلاً تَمضِي حُكومتُها
في المنعِ إنْ عنَّ لي منعٌ أو الصفدِ
يحصنْ بها سندي أو يمتنعْ عضدي
أو يدنُ لي أمدي أوْ يعتدلْ أودي
أو التي طالما أفضتْ وعورتُها
مِنَ الأمورِإلى مِنهاجِها الجَددِ
إنْ كُنتَ في المَطْل ذا صَبْر وذا جَلَدٍ
فلَسْتُ في الذَّمِ ذا صَبْرٍ وذا جَلَدِ!
فَقُلْ وَرَاءكِ في سُحقٍ وفي بُعُدٍ
فإنَّني فيكَ أهلُ السُّحق والبُعُدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نبئتُ عتبة َ يعوي كيْ أشاتِمه
نبئتُ عتبة َ يعوي كيْ أشاتِمه
رقم القصيدة : 16019
-----------------------------------
نبئتُ عتبة َ يعوي كيْ أشاتِمه(12/35)
اللَّهُ أكبِرُ أَنَّى استَأسَدَ النَّقَدُ!
ما كُنْتُ أحسِبُ أن الدَّهْرَ يُمْهِلُني
حتَّى أَرَى أحداً يَهجوه لا أحَدُ!
بحسبِ عتبة َ داءٌ قد تضمَّنهُ
لوْ كانَ في أسدٍ لم يفرس الأسدُ
لو اعتدى أعوجٌ يعدو به المرطى
أو لاحقٌ لتمنَّى أنَّه وتدُ !
لو كانَ يكرهُ أنْ تبدو فضيحتُه
ما كانَ أكثرَ ما في شعرِه العمدُ
فإنْ سَمِعْتَ له نَعْتَ القَنا عَبثاً
فقدْ أرادَ قناً ليستْ لها عُقدُ !
إني لأعجبُ ممنْ في حقيبتِه
مِنَ المَنِي بُحُورٌ كيفَ لا يَلِدُ؟
لو أَنَّ عُشْرَ الذي أمسَى وظَلَّ بهِ
بالعالمينَ من البلوى إذنْ فسدوا
لا يَدْعُوَنَّ على الأعدَاءِ مُجتهِداً
إلاَّ بأَنْ يَجِدوا بعضَ الذي يَجِدُ!
وقائلٍ مالهم يغضونَ عنكَ إذا
أتأَرْتَ قلتُ لهُ إني أنا الرَّمدُ
أنا الحسامُ أنا الموتُ الزؤامُ أنا الـ
ـنَّارُ الضرامُ أنا الضرغامة ُ العبدُ
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> أبكي لقتل الفراغ ..!
أبكي لقتل الفراغ ..!
رقم القصيدة : 1602
-----------------------------------
علوّاً اليك.. اتفتتُ كألارجوان
وألهو كسنّارةٍ في محيطِك
ألاحق نارَ التواريخِ والموتِ والنومْ
واصطادُ نفسي,
علوّاً.. الى داركَ اقتدت قلبي
فحدّثت ما لم يزل من انين
وما لم يعد من ملامح
انا آفلٌ يامصيري
أطاردُ ظلّي واشكوهُ للشمسِ في كل يومٍ
فغبْ برهةً او تأجّلْ قليلا
تعلّمْ صلاتي..وآزرْ نزيفي..وزرْ مستحيلي
علوّا اليك
أدوّنُ بالنفيِ وجهَك
أقامرُ كالسيفِ باسمي
وأتلو عنادي على حيلتي في الغياب
فتبدو الخرائب آياً لفرساننا
بعد ان أعدموا الخيل
علوّاً..ليتلو غرابي على ليلةٍ من نعيق
- أتلك التي اسلمت روحها للدخان, المدن؟
- أذاك الذي كان قفلا لعقل اليتيم ,الكتاب؟
- أتلك التي سال تاريخها في الفراش, امرأة؟
- اذاك الذي لم يعد غير فرنٍ لانضاجنا المستحيل, الوطن؟
علوّا
ولكن اجرجرُ خلفي خرائبَ لاتنتهي
كنافذةٍ.
أفضح البيتَ(12/36)
أقرأ اسمي على آخر المخطئين
واُ قرضُ كالشعر.
كانت خرافُ القبيلةِ تعدو
تصححُّ في ساحة الذبحِ قسرا ثغاء القصيدة
فأسكب محبرتي فوقَ رأسي
وأرجع تاجا من الرملِ للبيت
أرى . غير اني قليلُ التعثرِ
في الدرسِ آيٌ نعاسي
وليس الشوارعُ غيري أعودُ
يكبلّني الليل
أغوي بما لستُ أنطقُ صمتَ البيوت
قليل التعثرْ.ولكنْ
يداعبني في العلوِّ التوهمُ
وبيني ومن يحرسُ القلعةَ الحلمُ
أعبثُ بالقصر
وأنزفُ قلبي على مخدع الغائبة
علوّاً.. علوّا الاعبُكَ المحوَ
ليس البلادُ التي كنتَ تنوي أنا
ليس ظلّي سواك
أني قليلُ التعثر مدمى
أواصلُ طعنَ الوقائعَ بالشعر
وأخلدُ للجملةِ الناقصةْ
اصففُّ أفعالَ هذا الخطاب:
أتفتّتُ - ألهو -ألاحقُ-أصطادُ- اقتادُ-حدّثتْ-
اطاردُ- اشكو- ادوّنْ- اقامر- أتلو وأتلو_أجرجرُ-
أقرأ واسكبُ-أرجع,اعود,وأغوي,واعبثُ,انزف-
ارى- نُ -أواصلُ أخلدُ أصففُّ
أحدّقُ في حاضري ألمستحيل
وأبكي لقتل ألفراغ.
العصر العباسي >> أبو تمام >> الآنَ لمَّا صارَ حوضَ الواردِ
الآنَ لمَّا صارَ حوضَ الواردِ
رقم القصيدة : 16020
-----------------------------------
الآنَ لمَّا صارَ حوضَ الواردِ
وغدا وأصبحَ عرضة ً للرائدِ
دَسَّتْ إليهِ الحادِثاتُ تحِيَّة ً
فيها صَلاحٌ لِلغُلامِ الفاسِدِ؟!
فاليومَ عوضَ فرحة ً من ترحة
واليومَ بُدَّل راحماً منْ حاسدِ
جعلَ الكتابة ِ للإجارة ِ سترة ً
واعتلَّ ثمَّ أتى بعذرٍ باردِ
فإذا تَشَاغلَ بالحَديثِ فقُلْ له
دعْ ذا أتعرفُ دربَ عبدِ الواحدِ ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> عياشُ يا ذا البخل والتصريدِ
عياشُ يا ذا البخل والتصريدِ
رقم القصيدة : 16021
-----------------------------------
عياشُ يا ذا البخل والتصريدِ
وسلالة َ التضييقِ والتنكيدِ
البردُ يقتل والكزازُ بدون ما
أحكمتَهُ من شدة ِ التبريدِ
لؤمٌ تدينُ بحلوهِ وبمرِّهِ
فكأنَّهُ جُزءٌ مِنَ التَّوحيدِ
لَيُسَودَنَّ يَفاعَ وَجهِكَ منطقي(12/37)
أضعافَ ما سوَّدْتَ وجْهَ قصيدي
ولَيَفْضَحنَّكَ في المحافِلِ كُلها
صَدرِي كما فَضَحَتْ يَداكَ وُرُودِي
ما كانَ خَبَّرني القِياسُ بِباطل
عنكمْ ولكنْ جرتُ في التقليدِ !
فَطرحْتُ في طَمَعِي يَداً أخرجتُها
من طاعة ِ التوفيقِ والتسديدِ
ورَجَوْتُ نائِلَكُمْ رَجاءَكمُ العُلا
بتذكُّرِ العلجان واليعضيدِ
ونسيتُ سوءَ فعالِكمْ نسيانكْم
آساسَكُمْ في كُورة ِ البَشَرُودِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> عياش زُفَّ إليكَ جهدٌ جاهدُ
عياش زُفَّ إليكَ جهدٌ جاهدُ
رقم القصيدة : 16022
-----------------------------------
عياش زُفَّ إليكَ جهدٌ جاهدُ
واحتلَّ ساحتكَ البلاءُ الراكدُ
ما اللُّؤُمُ لُؤْماً إِنْ عَدَاكَ لُبَانُه
وعدوتَه ولهيعة ٌ لكَ والدُ !
أَلِفَ الهِجَاءَ فما يُبالي عِرْضُه
أهجاهُ ألفٌ أمْ هجاهُ واحدُ
سَمُجَتْ بكَ الدُّنيا فما لكَ حامدٌ
وسَمجْتَ بالدُّنيا فما لكَ حاسِدُ!
لأنكلَّنكَ أنْ تكونَ لشاعر
منْ بعدِها غرضاً وأصلُكَ فاسدُ
ولأُشهِرنَّ عليكَ شُنْعَ أَوابدٍ
يُحسَبْنَ أسْيافاً وهُنَّ قَصائِدُ
فيها لأعناقِ اللئامِ جوامعٌ
تَبْقَى وأعناقِ الكرام قَلائِدُ
يلزمنَ عرضَ قفاكَ وسمَ خزاية
لم يخزها بأبي عيينة خالدُ
واللَّهُ يَعلمُ أَنَّ شِعراً شَابَه
فِيكَ الهجاءُ أو المَدِيحُ لَكاسِدُ
فالبس ثيابَ فضائحٍ أسديتها
أشْراً وألحَمَها أَخوكَ البارِدُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أتيتُ يحيى وقد كا
أتيتُ يحيى وقد كا
رقم القصيدة : 16023
-----------------------------------
أتيتُ يحيى وقد كا
نَ لي صديقاً وودَّا
فقلتُ ما بالُ هذا الـ
ـفَتَى اشمأزَّ وصَدَّا؟
فارتَدَّ مِني ارتِدا
دَ الأسيرِ عاينَ قدّا
فقالَ لي : ذو مزاحٍ
يصيرُ الهزلَ جدّا
كذا الكريمُ إذا ما
أرادَ أَنْ يَتغَذَّى !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَفِيَّ تَنظِمُ قَوْلَ الزُّورِ والفَنَدِ
أَفِيَّ تَنظِمُ قَوْلَ الزُّورِ والفَنَدِ
رقم القصيدة : 16024(12/38)
-----------------------------------
أَفِيَّ تَنظِمُ قَوْلَ الزُّورِ والفَنَدِ
وأنتَ أنزرُ من لا شيءَ في العددِ ؟
أشَرَجْتَ قَلْبَكَ مِنْ بُغْضِي على حُرَقٍ
أَضرُّ مِنْ حُرُقاتِ الهَجْرِ في الجَسَدِ
أَنحَفْتَ جِسْمَكَ حتَّى لو هَمَمْتُ بأَن
ألهوا بصفعكَ يوماً لم تجدكَ يدي !
لا تَنتَسِبْ قَدْ حَويْتَ الفَخْرَ مُجتَمِعاً
والذكرَ إذ صرتَ منسوباً إلى حسدي
أطلتَ روعكَ حتى صرتَ لي غرضاً
قَدْ يُقْدِمُ العَيْرُ مِنْ ذُعْر على الأسَدِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما أنتَ إلاَّ المَثلُ السَّائرُ
ما أنتَ إلاَّ المَثلُ السَّائرُ
رقم القصيدة : 16025
-----------------------------------
ما أنتَ إلاَّ المَثلُ السَّائرُ
يَعرِفُهُ الجاهِلُ والخابِرُ
فاكهة ٌ ضيعَ بستانُها
فانتابها الواردُ والصادرُ
يا ساحرَ اللفظِ على أنَّ منْ
أغراكَ باللفظِ هوَ الساحرُ !
ذئبُ فلاة ٍ كيدُه دارعٌ
صادَفَ ظَبْياً كَيْدُه حاسِرُ
إذا تذكرتكُ ذكرتني
"قَدْ ذَلَّ مَنْ ليسَ له ناصِرُ"!
العصر العباسي >> أبو تمام >> رَحَلتْ فَغَيرُ دُمُوعيَ الدُّرَرُ
رَحَلتْ فَغَيرُ دُمُوعيَ الدُّرَرُ
رقم القصيدة : 16026
-----------------------------------
رَحَلتْ فَغَيرُ دُمُوعيَ الدُّرَرُ
ولِغَيْرِيَ الأحزَانُ والفِكَرُ
لو تكشفونَ نقابها سبقتْ
منكمْ إليّ ببينها البشرُ
أنا مُجْمِلٌ لكمُ سَماجَتَها
وَجْهُ ابنِ أعمشَ عندها قَمَرُ
ومبينٌ لكمُ غثاثتها
لَفظُ ابنِ أعمشَ عندها سَمَرُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبو تماملا تَعْجَلَّنَ عليكَ بعدُ نهارُ
أبو تماملا تَعْجَلَّنَ عليكَ بعدُ نهارُ
رقم القصيدة : 16027
-----------------------------------
أبو تماملا تَعْجَلَّنَ عليكَ بعدُ نهارُ
وغداً إليكَ تُجَهَّزُ الأشعارُ
تَرْكُ اللَّئِيم ولم يُمزَّقْ عِرْضُه
نقصٌ على الرجلِ الكريمِ وعارُ
أشرَعتَ في بَحْرِ الجَهالَة ِ سادِراً(12/39)
والجهلُ في بعضِ الهناتِ عقارُ
فاشربْ فإنكَ سوفَ تعلمُ أنَّه
قدحٌ يصيبُ العرضَ منه خمارُ
غادَاكَ مُختارُ الكَلامِ بِشُرَّدٍ
عونِ القصيد حتوفُها أبكارُ
صخرٌ يفيتكَ مسمعيكَ كليهما
حتَّى تَرَى أَنَّ الأذَانَ سِرَارُ
شعرُ مقيلُ السمِّ فيهِ ولم يقعْ
قِسْطٌ يُديثُه ولا أظفَارُ
غررٌ متى ماشئتُ كنَّ شواهدي
أنْ لم يَكُنْ لكَ والِدٌ عَطَّارُ
لا تَحسَبَنْ أَني خَفَفْتُ لِهَفْوة ٍ
والخِفَّة ُ الهَفْواءُ فيكَ وَقارُ
إثنان ليسا يؤمنانِ بحدة ٍ
أنا حينَ تُحرَقُ سَخْطتي والنَّارُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إني على ما نالني لصبورُ
إني على ما نالني لصبورُ
رقم القصيدة : 16028
-----------------------------------
إني على ما نالني لصبورُ
وبغيرِ حسنِ تجلُّدٍ لجديرُ
أعزِزْ بعياش عليَّ مغيباً
في غيرِ حفرتَهِ الحجى والخيرُ
فكتْ أكفُّ الموتِ غلَّ قصائدي
مسهُ وضَيْغَمُها عليهِ يَزِيرُ
ما زالَ غلُّ الذمِّ ثانيَ عطفه
حتى أتاه الموتُ وهوَ أسيرُ
مِنْ بعدِ ما نزَّهتُ في سَوْآتِهِ
حسناتِ شعرٍ بحرهُنَّ بحورُ
وبَقِيتُ لَولا أنَّني في طَيىء
علمٌ لقالَ الناسُ أنتَ جريرُ
ياعِبْرَة َ اللَّهِ التي مِنْ طَرَزِها
نشأوا فكانا القردُ والخنزيرُ
لَوْ كانَ لِلجَمَلِ المُجَلَّلِ رِيشَة ٌ
ما شكَّ خَلْقٌ أنَّهُ سَيَطيرُ
وأَرَى نَكيراً صَدَّ عنكَ ومُنْكراً
ظناً بأنك منكرٌ ونكيرُ
وتَضَوَّرَ القَبْرُ الذي أُسكِنْتَه
حتى ظننَّا أنَّه المقبورُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا سقيتْ أطلالُكَ الداثرهْ
لا سقيتْ أطلالُكَ الداثرهْ
رقم القصيدة : 16029
-----------------------------------
لا سقيتْ أطلالُكَ الداثرهْ
ولا انقضتْ عثرتكَ العاثرهْ
ما حفرة ٌ واراكَ ملحودها
بنزرة ِ الرجس ولا طاهرهْ
ما قَبِلَتْ شِرْكك يوماً ولا
كُفْرَكَ إلاّ أَنَّها كافِرَهْ
كَرَّتْ على البُخْلِ بما سَاءَه
وناءَه كرَّتُكَ الخاسرهْ(12/40)
أَسْهرْتَ عَينَ اللُّؤمِ مُنذُ انْطَوَتْ
عَليْكَ اثوابُكَ بالسَّاهِرَهْ
فيمَنْ يَشُنُّ الشعْرُ غَارَاتِه
بَعْدَكَ أَو أمثالَه السائِرَهْ؟
قد كانت الدنيا شفتْ لوعتي
منكَ ولكنْ عُذْتَ بالآخِرَهْ!
يا أسَدَ المَوْتِ تَخلَّصتَه
منْ بين لحييْ أسدِ القاصرهْ
أجارَكَ المكروهُ مِنْ مِثْلهِ
فاقِرَة ٌ نَجَّتْكَ مِنْ فاقِرهْ
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> بلادي
بلادي
رقم القصيدة : 1603
-----------------------------------
اليومَ الاخير..الخامسَ من تموزْ
العام الحادي والتسعين من القرن ِالعشرين - مساءً -
منحنيا ًعلى قامتي ,
وباكرا ًكموانيءَ ترحل ْ. وفيضان ٍليلي
يحتل ُ النومْ ...
أحملُ في خاتمةِ البلاءِ نعيقا ً
ومسكنا ًيلاحقنُي أثناءَ الطيران
الخامس من تموز , العام الحادي والتسعين
من القرن , أعاد الغراب ُقراءتنا
وشتتّ الابجدية , ليعرقل َأقدامَنا
ويأخذ ُخيولنَا الى الفيضانْ
ليس للغبارِ أفق, سوى دم ِالملك
متعثرٍ بالقطيع , ومبان ٍلفئران ٍمفهرسة ْ
تعودُ في الليلِ من الحلبة ِالى الكتاب ْ
ايذانا ًبمقتل ِالبكاء ْ
وصعود ِالحطام ِالى القافلة .
اليوم الاخير, الخامس من تموز - مساء ً-
أغيبُ في دم ِالنخيل ...انقلُ ظلّك
الى العشب وأتنزه ُفي آخرِ الدروس ِالمحتلة.
لأشل ّالمباني وأدوّي في الفصل
مثل َفتُات الغروب ونفي المدن الى البخار
أبُعِدُ أحلامَ النوق ِعن دم ِالجزيرة ِالسرّي
وأرفع ُاصبعَ النار ِباتجاه ِالضفة ِالتي اقتطفت , والقوارب ِالتي اغرقهَا البريدْ
والحفرِ التي تعوي ,
وهضاب ِالبخور ِالتي تدفعُ بالانذارِ الىتجدّدِالحماقة ْ.
وأقفُ مثلَ حزن ٍمجففْ,
أحصي أشباهي
وأعَدُّ الحريقَ ولدا ًولدا
ًوخارطة ً خارطة ً
وأبديه أبديه .
لاترك في الاسطورة
دم َالذين َكتبوا ,
وقلائدَ اللواتي أدخلْن الجبالَ والعشبَ والقططْ وفيضانَ البريدِ الى الفراشْ
أعرف ُأن النشيدَ مرّ
والغربان َبلدان ٌللعرض(12/41)
والدخان َسلالتي المتوارثة
وأشجاري الزاحفة َالى الرئة
وبركاني البارد
لكن المحظورَ أتى
وظليّ كومة ٌمن اللمّعان ,
أ فتته فأرى : مطرا ًباليا ًعلى السطوح
ومرايا أدخلهُا واقفا خارج َالزمان ِلتتحطم
أوازنُ بين الماء ِوقلبي لأحفل بغرقي يوصلني اليكِ
أحملُ المدنَ الملونة َ
وأمرُّ كالريح ِعلى شفتيكِ
حتى أتقطعَ شهيقا ًشهيقا ً
أيها الشعاعُ المسفوحُ على مذبح ِالكلامْ
وقيامتي الملهبة ُكأصلِ الشمسْ
واختصار طرائدي العائدة كالزئبق
انا المخدوع ُمن لهيبِ الفجيعةْ
أستنشق ُنفسي حتى استدرج الغيبَ الى رئتي
تاركا طحينَ الحزنِ يسيلُ على المرايا
قبل ان يحدقَ العائدون الى البلادِ
ب"لا ملامح "...
أحصي عليك ِما نما على الروح من فرو
ودموعي التي تصلبت
وأغاني الزنوج ِالتي تبخرتْ
ورمادَ القرى الذي خبأه المهاجرون تحتَ جفونِهم
أحصي عليكِ ندمي ونعوتي المائعة
أحصي البلدانَ التي ليست ْأنت ِ,
والاطفال َالذين اعتصموا في الارحام,
والخلودَ غيرَ المباح ْ
والصلواتِ التالفة
أحصي عليك سكوتي
وحروبَ النمل تشتعل في جثث الشهداء
لحظه الاعتذار من الموت عن الخطأ
أحصي...حتى اعودَ وهما أتذكر :
أن الجبال التي حملهَا القوم أخطات ظهورنا
وان النبالَ التي أصابتْ الدليلَ كانت " نحن "
وأن أنباءنا محوٌ طويل
وتأويلُ الثمارِ حتى تتعفنَ الشجرة
وأتذكر : ان لي نعوتا دامية مبذورة في الجزيرة
ودما إضافيا خشية التوقف عن الحلم .
ألوذ بالذي نفخ الليل
وترك جسورنا افتراضا
والشتاء غولا , حيث الروح تجري
والقلبُ آنية لتعبئة الظلام
والمكوثُ في الاعالي هناك
اذ تصعد الروح ُالى السديم
السماءُ دانيه
ورائحة الفناء تدوي
والجذبُ مرتبكٌ صاخب ٌبالذي لم يحدث بعد
وفهرسة المصائر
ألامسُ السماءَ بوجنتي لأ تجّمدَ بعضَ الوقت
وأشم َفرحا أو الها معطرا
انقل روحَ الموسيقى الى الحكيم
واتركُ الابجدية تلطخ الفراغ - وابكي
اجلس حزينا عاجزا عن حياكة الدماغ
أتذوقُ الأزماتِ بلساني(12/42)
وأدون عرشا اخرَ في كتابي
مظلما كالمسافات
ساخنا كالدساتير
نازفا اتلقى الليل واتهجى ارتفاع شهيقي
ماالذي يحدث يا حياتي ؟ اعيد الظل الى البحر
وافصّل مدنا على مقاس امرأةٍ تلهثُ كالثأر
وتعرض نهاراتها على السكارى ...
تلك ناري اذن .
اخبئها في بريد ابيض لأكررها باستمرار
وذلك القلب, بلاد لم تكن
وسلالة منقطعه عن الحريق
ولهيب يطارد غابة
وذلك الدم : بريدنا الدامع الى مايجري
" الحكاية ".
أراه ...أراه...سائرا في الرماد الى القصيدة
يدمعه اللسان ُمطرا ساخنا على المباني
وسكنة السطوح المعرضين للطقس ببراءه
وتلك ملامحي تتضح
وقوافلي العائدةُ من الخيبة
أشير الى مقدمتها كالطعنة
وأقضم اصبعي قاصدا كلامي ,
أدير عقاربَ القلبِ الى الحلم
لينبت ظلام باردٌ على جبيني
ظلام مطارد . وخراب ٌضارٍ في النص
خراب دمعةٍ على جليد
حيث المجرى قطيعٌ واجم يتواطأ مع الخاتمة
وذلك ندمي يتفسخ كالدليل
فلم تعد بعد الطيورُ التي ارسلها المطر
والعزلة ُالتي حملت ْحملا كاذبا
وصقورُ القرى التي تنفستْ الرماد ,
لم تعد بعد , بلداننا التي اعلنها المختبر
وبلاؤنا الذي خسرناه
ورؤوسنا التي احتمت بالوثائقِ من الرصاص
وارياف الروح اذ تمطر عسلا على المواقد
لتخرج النساء تعاويذ بيضاء
تتفحص اقدامنا قبل الجرى
وذلك لهفي عليك يذوي كالجمر
لأضيء في السر وأشجب عجينة َالرماد
التي انتهى اليها المطر
ها أنا أنز من كل رئه في كتابي
آتيك من رحم القلب
تقاذفني الكلمات ُغريبا على الورقة
مكبّلا بتاريخ لايستقيم اسبوعا
ليس لارتباكي مغزى سواك
أموه جثه تمشي وأناشيد ممنوعة
وأكشف عن مصب الرقيب
ومقتل الدليل وعمى القافله
وأطبع خارطتي في الليل على الشفوي من الاحداث
واتهجى لي اسما في قائمة الفوضى
أنا المهجر ...اخفزُّ المنسيين على محاكمتي
وأصرخ مثل حريق في متحف :
رحماك يابلادي العظيمة
يارحم الاقمار ومضخة الشمس
كيف لي ان اتسع واشع
واحرض القتتلى على ديدان المقابر(12/43)
واطفيء جمرتي الخالدة في اعين الرقباء على الحلم
رحماك يابلادي العظيمة
اذوي كمدمن القار
واغلق مداخلي ساعة القيامة
وافرُّ الى سياطِكِ من لعنةِ الموانيء وهرطقة الريح
رحماك يابلادي العظيمة
ابلع امطارك الملتهبة لآغدو غابه من الغليان
ليس لللعناد مدن
ومأثرة الندم ان ابيع اللمعان في السر واخبو
وذلك ترابي على عتيق الاناشيد
اودعت رسائلي تنز زهرعت جزءا جزءا
العالم قطتي التي تبكي
وقنبله صغيره كالقلب
واولئك طرقي ورمادي واشباهي المعاقون عن الحلم
يابلادي العظيمه
اضعت في فساد الليل
كل من هجرهم البرد الاى موقدي
يتهجون انيابي وهشيم خسائري
ميعادي المكرر , وكتاب وكتاب السكوت
الذي نشه المحاربون والكتبه والاطباء على اذني
ابعدهم ...واخبيء اللمعان في الخزانه
كي استدل على الطريق بدوني
متعثراا باللغه والخوف والنهار
ليس لي من الحرب سوى اني اعرت الضحيه نزفي , فحج خجولا الى دمي نام
جبيني المهزومون والهاربون من منهج الشمس الى الخرافه , لا نفخ على
الكلام :- كن...ولا احد سوى عجين يمطر وبطون تهذي وأدمغة أعادها الرصاص الى
الاحتمال
لااحد
سوى عرش مبني على السكون
ارنو الى رماده أثناء سحب الدم والهذيان
العصر العباسي >> أبو تمام >> يَا أَكْرَمَ النَّاسِ آبَاءً ومُفْتَخَرَا
يَا أَكْرَمَ النَّاسِ آبَاءً ومُفْتَخَرَا
رقم القصيدة : 16030
-----------------------------------
يَا أَكْرَمَ النَّاسِ آبَاءً ومُفْتَخَرَا
وألامَ الناسِ مبلواً ومختبرا
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ عَبْدونَ أَرْضُه مَمْطُورهْ
إنَّ عَبْدونَ أَرْضُه مَمْطُورهْ
رقم القصيدة : 16031
-----------------------------------
إنَّ عَبْدونَ أَرْضُه مَمْطُورهْ
فهي طوعٌ نباتُها وضرورهْ
سهلَ الأمرَ إذْ توعرَ بالشعْ
ـرِ فَجاءَتْ سُهولَة ً ووعُورَهْ
أعمل النتفَ واطلى وقديماً
كانً صعباً أنْ تشعبَ القارورهْ
لا تُقاتِلْ كَتائِبَ الشَّعَرِ الأسـ(12/44)
تودِ جهلاً فإنَّها منصورهْ
ليس تغني شيئاً ولو كنتَ قارو
نَ الغِنى واشتريتَ دَرْبَ النُّورَهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مَضَى ما كانَ قَبْلُ مِنْ الدَّعارَهْ
مَضَى ما كانَ قَبْلُ مِنْ الدَّعارَهْ
رقم القصيدة : 16032
-----------------------------------
مَضَى ما كانَ قَبْلُ مِنْ الدَّعارَهْ
فبانَ وأطفئتْ تلكَ الحرارهْ
وأصبَحَ وَجهُكَ المَعْشوقُ عَفَّى
على ديباجِهِ بَرْدُ الإجارَهْ
وكانَ أرقَّ وجهٍ ثم أضحى
يكادُ بأنْ ترصَّ به الحجارهْ !
وهل يبقى لثوب الصدقِ ماءٌ
إذا أدمنتَ فيه على القصارهْ ؟
تَجَرْتَ بِعيْن ظَهْرِكَ مُسْتعِناً
بأثواب البطالة ِ والخسارَهْ
فأنْتَ أَحَقُّ خَلْقِ اللَّهِ أَلاَّ
تضيعَ معَ الكتابة ِ والتجارَهْ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعبدونُ قدْ صرتَ أحدوثة ً
أعبدونُ قدْ صرتَ أحدوثة ً
رقم القصيدة : 16033
-----------------------------------
أعبدونُ قدْ صرتَ أحدوثة ً
يُدوَّنُ سائرُ أَخبارِها
حَبَوتَ النَّصارَى بِها مُعْلِناً
لها غَيرَ كاتِمِ أسرارِها
فقدْ أدركتْ بكَ في المسلمينَ
ما قد تَقَدَّمَ مِنْ ثارِها
رأيتَ فياشِلَهمْ لم تُنَلْ
بحدِّ المواسي وإمرارها
ولم أدرِ أنك منْ قبلها
تُحِبُّ السياطَ بِأثمارِها!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أغزالُ قولي للغزالِ الأحورِ
أغزالُ قولي للغزالِ الأحورِ
رقم القصيدة : 16034
-----------------------------------
أغزالُ قولي للغزالِ الأحورِ
أضمرتَ غدراً ليسَ عنكَ بمضمرِ
إذهب فلمْ أجزعْ عليكَ وربما
صبرتُ عنكَ حشاشة ً لم تصبرِ
ياوارِداً لَجَّتْ بهِ هَفَواتُه
ما كنت أولَ واردٍ لم يصدُرِ
ظفرتْ بكَ الأيامُ بعدَ تمنعٍ
ظفرَ الهمومِ بعاشقٍ لم يظفرِ
يا ليتَ شعريَ ضلَّ عقلكَ كلُّه
أم هذهِ أيامُ ثقبِ الجوهرِ ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> صرِّدْ ونكدْ وزندْ أنتَ معذورُ
صرِّدْ ونكدْ وزندْ أنتَ معذورُ
رقم القصيدة : 16035(12/45)
-----------------------------------
صرِّدْ ونكدْ وزندْ أنتَ معذورُ
أسدُ الشرى ليسَ تنميها الخنازيرُ
هَيهاتَ خَفَّ إلى الغَاياتِ لاحِقُها
سَبْقاً وأثقَلَكَ الحالُومُ والصيرُ!
إني بِشَتْمِ امرِىء ٍ أكدَتْ خَلِيقتُه
وكانَ باللؤمِ مشهوراً لمعذورُ
يا خِلقَة ً قَدْ أمالَ الدَّهرُ أشطُرَها
لم يَكْفِها مِنْ عِقابِ اللَّهِ تَغيِيرُ!
لم يُخْطِىء ِ الرَّأيَ غيلانٌ وشِيعَتُهُ
إنْ لم تكنْ أخطأَتْ فيكَ المقاديرُ
أمنْ نسيمِ الهجاءِ انفلَّ حدُّكمُ
فكيفَ لو قدْ علَتْ تلكَ الأعاصيرُ ؟
أنظرْ إليهم كفانا اللهُ أمرهمُ
أيدٍ صخورٌ وأعراضٌ قواريرُ
مجدٌ تهدمَ حتى صارَ محكمُه
نقضاً تُرمُّ بهِ الآطامُ والدورُ
ساحاتُ سوء بحمدِ اللهِ ميتة ٌ
فيها العلا حية ٌ فيها الزنانيرُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> نعْمَ الفَتى ابنُ الأعمشِ الغَثُّ الذَّفِرْ
نعْمَ الفَتى ابنُ الأعمشِ الغَثُّ الذَّفِرْ
رقم القصيدة : 16036
-----------------------------------
نعْمَ الفَتى ابنُ الأعمشِ الغَثُّ الذَّفِرْ
لولا الحلاقُ والجنونُ والبخرْ
كأنما أسنانه إذا كشرْ
حبُّ من القرعِ مؤدرٌ نخرْ
يا حبذا أمُّكَ إمرأة ُ البشرْ
وجُزِيتْ صالِحَة ً عَنِ الكَمرْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيقنتُ حينَ نتفتَ أنْ ستكابرُ
أيقنتُ حينَ نتفتَ أنْ ستكابرُ
رقم القصيدة : 16037
-----------------------------------
أيقنتُ حينَ نتفتَ أنْ ستكابرُ
وعلمتُ إذ بادلتَ أنْ ستؤاجِرُ !
أمَّا النهارُ فأنتَ فيهِ كاتبٌ
والليلُ أجمعُ أنتَ فيهِ تاجرُ !
إنْ كنتَ تطمعُ أن قلبي هائمٌ
بِكَ أو تُؤَملُ أنَّني لكَ ذاكِرُ
فأنا الذي يعطى استه منْ حاجة ٍ
وأبوكَ قوادي وأنتَ الشاعرُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَمُقرانُ يا ابنَ بَناتِ العُلُوجِ
أَمُقرانُ يا ابنَ بَناتِ العُلُوجِ
رقم القصيدة : 16038
-----------------------------------
أَمُقرانُ يا ابنَ بَناتِ العُلُوجِ(12/46)
ونَسْلَ اليَهُودِ شِرَارِ البَشَرْ
لقدْ صرتَ بينَ الورى عبرة ً
ركبتَ الهماليجَ بعدَ البقرْ
وبدَّلتَ بالمرِّ ذا ميعة
وما إنْ لسَوطِكَ فيهِ أثَرْ
يَجُرُّ الخُزوزَ وشَيْخٌ له
بنهرِ المبارك ما يستترْ
فَقُولا لِمُقْرَانَ فيمَ المُقَامُ
وهذا حصادُكمُ قدْ حضرْ ؟
بعِ السيفَ ثم استجدْ منجلاً
وأبدِلْ بِسَوْطِكَ رَفْشاً وسِرْ
إلى النَّارِ في غيرِ حِفْظِ الإلهِ
غرَّقكَ اللهُ يا منحدر !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
رقم القصيدة : 16039
-----------------------------------
أعبدَ اللهِ قم واقعدْ بهجري
فَقَدْ أُلقِيتَ مِنْ بالي وفِكْري
وقَدْ أَخْلَيْتُ حُبَّكَ مِنْ ضُلُوعي
وكانَ موشحاً قلبي وصدري
يَمُوتُ مشايخُ الكُتَّابِ هَزْلاً
ورِزْقُكَ أنتَ في الستينَ يَجْرِي!
نفاقكَ في الخشونة ِ عنكَ ينبي
بأنّكَ تستطِيلُ بِحُسِنِ صَبْرِي
سبقتَ مؤاجري بغدادَ جمعاً
فقدْ أحرزتَ غاية َ كلِّ فخرِ
أولئكَ واجروا يوماً بيومٍ
وأنتَ مؤاجرٌ شهراً بشهرِ !
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> ممرات
ممرات
رقم القصيدة : 1604
-----------------------------------
الى اولئك ..الذين استسهلوا دمي
5/11
وحدها الاشجار تدرك
- كذلك محمد مظلوم -
أني يقين مفتت على الطاوله
وأن الرجل الذي تسألني أسنانه
تجيبه أنفاق / والتواريخ الناقه
عرق الروح / ولهاث المسافه
تجيبه التيجان المحنطة
والأرياف التي هرّبها العابرون
وأمي
يجيبه مصيري المبحوح
والممرات التي دخلت معي الى الغرفه
6/11
واجم مثل مقبره
أوزع غموضي على الزائرين
أتفقد تاريخي الشاحب
وخرائب الوجوه التي تعنى
أفرغ أحاديث مرتبكه
على المقعد
ولا اعني
7/11
خاليا سوى من نباح المشاهد
وخلف الباب عيون رماديه
ألاحق البرد الى اقصاه
فأتعثر بابتسامه غير مناسبه
أفتح كراسا
وأخبيء اللهيب عن جواري
ماأنت أيهاا الوقت ؟
تصمت كالغد
وتصف الاحتمال(12/47)
كقسطره القلب
8/11
للعيون الان معاني اخرى
والدلاله هادئه مثل أفعى
وأنا أفتش في أسمال ماضيه
عن جثث لاأعرفها
للأسماء سموم
دون أفعالها
وللبلدان فتاوي خشنه
أغيب ...ينبغي أن أغيب قليلا
وأاضع أسطورتي خلف الباب
وأشعل الوقت0
9/11
هل هو صصمتك هذا
أم نحيب أنانا العتيق ؟
أحمل تعويذتي لتفعل ببطء ماتشاء
وأعد خطوات القلب على الملل
في هذي الساعه
يدخل الآخر محقونا بالممثل
ويفتح الستاره على اسماء مموّهه
وتراكيب مضحكه من الخطأ
فأعيدي- أيضا- تاريخي المسطح
ورحلتي الناقصه
كي أواصل الاحتمال
لغد من الامّحاء0
10/11
هل تركت شيئا هناك
يانومي الطويل0
يمرون حشودا
كأن البار الذي خلّفه الكلام
غشاوه لفمي
وعند أول سلم الأسئله
أقف على أذن واحده
وأغلق عيني على اللهيب
ليتك حاضر أيها الطفل
ليت المساجد االتي آلمها الهاربون تحكي
ليت القصائد
الداميه تنز
ليت أوّلك ايها القرويّ
ينفجر
11/11
كيف لك ايها الغياب
طعن الذاكره
وكيف لك أيها النائم
أن تدل اللص على الحلم
وكيف0 كيف لك أيها الشاعر
أن تصبح كيسا مملوءا باالأسنان
كيف لك أيها البكاء:
تخذلني ساعه الفاجعه
وكيف للقلب أن يخفق الى الوراء
12/11
اهدأ كالنسيان
الآخر ممتلىء بي
وأنا نعاس نحيف
أنجب الوقائع على الورق
منتفخا بالترقب
أي الممرات تؤدي بك الى يقيني ؟
أيها السؤال 0
وأي حزن مبطن سيوضحني اليك؟
13/11
أينك
تشطفين المستنقع بالزهور
وتبللين ريقي بالدمع
أينك...
تشتعلين معي
وأنا أحاكم ذاكرتي
وأدعوا المنسيين الى حفله الهلع
أينك
تؤازرين بلادا اقتيدت للموت
ووطنا منتهكا مثلي
يؤكد بطلان الاثم
دون مقدمه
أينك....
والشوارع أسئله كالمخبرين
واليافطات تصيب القلب بالعمى
وأنا ...العائد من زورق محطم
أتمدد ضمادا مستعملا
لجراح لم تخدث بعد
أينك..
تدخلين الملائكه المهملين الى غرفتي
وتصفين
خرس العيون
وأغنيه تخرج من فم صامت
مع النزيف
أريد ان أنام ....
أجل ...كي أحول تاريخ الحظه الى حلم مزعج(12/48)
يعج بالذبائح , وآيات الموت
والسلاطين المبرمجين خطا خطا
ولأتلوك أيها الترقب على ذمتي
فأنا طائر
والفضاء وعر أيها الترقب
وليس لي سوى التفريط بالمسافه
15/11
مره...خذ حلمي الى المشرحه
لتعلم تاريخك المشطوب
وآثامي التي اعددتها للآخره
وفتنتي الغائبه /
تواريخي الملغاه
وأمواجي المشوّهه/
دخان البيوت
ومادونت من الموتى
ودموع الله
على جدار مهدوم
والشعراء الموزعين على البلدان كالنمل
يهذون وطنا باردا كالبنادق
وخذ بعضك االذي تناثر في الليل
ودمعتك
التي تخثرت ففي الكاس
وكوخك المحاك من الندم0
16/11
اهبط من حيث اتيت
فلك على جبين المدينه
علم ممزق
وفوانيس ليله صاخبه
ورفاق مفتتونا
اهبط 0, لأنك وحيد
تركت نوقك تعوي
وامراتك الباليه
تنبض كالريح
وأزيز النفي يحفز الاطفال على الاثم
اهبط من حيث اتيت
ودع المناديل تمطر
على المودعين0
17/11
الادراج ..الادراج
صرير الاضابير يلهث باسرارنا
والكلام حرب بلا شهداء
جثتي على المقعد
وأنا أتقلب بين القصاصات والمواعيد
أنتظر هطول المطر داخل الغرفه
لأبعث رساله كالغيم
وأهيء ماتبقى من الخفقات
لحفلة قادمه 0
18/11
آخر امراة تعبر هذاا المكان من الذاكره كانت - ل- تؤسس حكايه من فتات الحديث وتتركني خرج البراهين , ألوذ باصابعي من الاسئله , كانت تعلم تماما , ايّ بريد حملني الى المعركه - واي نديم شل ذاكرتي , وعبر معي الى صناعه الزمان ,
وتعلم ان معي جسورا ...أنثرها على قلق العابرين خلفي
ومواطن مفترضه , وغيوما صلبه كقوافل من العطش 0 وتعلم ...تعلم ...ان اتياني خارج
السرب , يكبلني بوجوه تلاحقني كالمراثي0
نسي ه0وط0وميديا:
اني شممت دم الكرد على جبين كاميران يوما
وتلوث موت دلشاد سرا
وبكيت ...بكيت
حتى ابتلت الخارطه
وتركت جراحي طازجه على فراشي
نسي الرماد:
اني أهرب البريق عن الحرس الليلي
وأصرخ كالحنين
أنا أور 0 أضفر العناد
وأغلق الممرات المؤديه الى جهنم
خارج الي من دمي
وسادن الخرافه(12/49)
نسي الرماد ...اني بلاءان : انا وبلادي 0
20/11
الانتظار
ا, ل, ا ن ت ظ ا ر
فم يتأوه
ومحتمل مخيف
يقرض المنسي من التفاصيل
تلك الساعه
الأوهام وثائق
وأنت مشطوب
وحزنك غير كاف لما يجري
20/11
هناك
انزف حياتي
اتهجى تاريخا شاحبا
حيث يتقاذف الآخرون ذاكرتي
فأحلم ان لي ريفا
ونهرا من الحناء
وشفاعه يابسه
ازيحك ايها البلاء
واصف نفسي
حتى يتصدع المكان
فيسيل الوقت مرا بين اصابعي
21/11
للشعر شفاعه
وللدرس الذي تركته قلقا
ميتون يتهجون دمي
ذلك تررابك الحار
ياخذ المحقق الى قبري المؤجل
ويدل المخافر على نعوتي
وياخذ بيدي
االى بياضي
اغادر الحوار
وأترك دمي على الملف0
22/11
لم يكن معي سوى الله وانكيدو
يقرا كتابا عن الحب في المقبره
ويدلني على لحظه العمى
انكيدو يجرجر التاريخ الى الغابه
ويمارس الحب منفردا
حين يغيب المكان عن الذاكره
فارانا روحا منكسا
لميتات متعدده 0
23/11
انكيدو
ياخلي وصاحبي
والمجن الذي يدرأ عني
وفرحتي وبهجتي وكسوة عيدي
لا يملك " اوتانابشتم " سوى الفتوى
نحن " وحيد " كالليل
وحيد كالله في ليله ممطره
يحرق المخبرين بياضنا
فتضج المدينه بالضحك والبكاء
وتستقبل الطرقات الخاويه
الها اعزل متهما
بالخلود
24/11
اولئك اطفالك
ايها " المحذوف" مجازا
يرعون الجدران
بين ممر الهروب
وغرف الاستجواب
يلاحقهم الحزن
وانت مسدل معاق
اسدل العين على الرمد0
25/11
لفني بالطرق المتشابهه
وغلفف قامتي بالضباب
واعادني الى المدن التي خلفها اتلهروب
دماا وغبار وذكرى
اخيط الخطوات على الشوارع
واخلع معطفي على لساني
لادخل مطحنه الحوار0
26/11
يلخلي
ايها النائم على عشب المنهج كالطفل
من يوقظنا من الحرب؟
من يتفحص نياشين الفقر على جباهنا؟
ياأنكيدو 0البارد في الاجابه
الحصان في السؤال
من ياتي بتيجاننا الملطخه بالمآثم
وعزائنا المهاجر
وأناشيدنا التي تقرا بالايدي
والشبهات
27/11
حين فتح الجدار على مصراعيه
وادخل الابره في ذاكرتي
كان يمحو بزهو(12/50)
يتوقف عند البراهين كالموت
ويدخن أحداثي
وحين خرج الحمام من شهادتي
ابيض وجه المحقق
وتعطرر المكان
وهرع االدخان والاثم من النافذه
28/11
ياشام ..
يابديل قلقي
ونشيدي المكتوم
ها انا التحف وارعك هذا المساء
تهمي ترتجف
فاخبيء براءتي بعيدا عن العواء
امر في زحمه الريح والظلام
واشكو ارتباكي لاله مناوب لم ينم بعد
فاعيدي غناءك السري على
اعيدي البريق الذي اوقدنا في الغياب
لماذا تركت الزائر وحيدا
ينام على حافه المستحيل
لماذا نسيت موعدنا القديم
وتركت الندم مشتعلا بالصبر
يشوي بهدوء ولباقه
شام
ياعناد الله وقمره الشاحب
ليس لي سوى معطف الكلام
وعقاقير اللغه وشهوري وائع ممزقه
ونساء من الوهم
وانا...
امر مثل حريق صغير على ثيابي
اتناسل في السر
يدي على فمي
وعيني عليك
وارثي : مواعيد ملغاه
وانحراف حلم
29/11
المطر ..يغسل الوثائق
وينظف الملف من الاحتمال !
العصر العباسي >> أبو تمام >> نكستُ رأسي بينَ جلاسي
نكستُ رأسي بينَ جلاسي
رقم القصيدة : 16040
-----------------------------------
نكستُ رأسي بينَ جلاسي
ونحنُ من ساقٍ ومنْ حاسي
كِدتُ وأخطأَتُ-بِذكْرَاك أَنْ
أقتلَ بينَ الوردِ والآسِ
يا كعبُ بذلاً للعطايا ويا
أصفَقَ وَجْهاً مِنْ أبي شاسِ
ما إنْ رأينا مثلَها ضيعة ً
تُكسَبُ بالجُودِ وبالبَاسِ
أنسيتَ تأديبي وعهدي بهِ
منكَ على العينينِ والراسِ !
هذا لَعَمري يا أَبا جَعْفر
جَزاءُ مَنْ ربَّى بني النَّاسِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُقرانُ يا مُتَشَعبَ الرَّاسِ
مُقرانُ يا مُتَشَعبَ الرَّاسِ
رقم القصيدة : 16041
-----------------------------------
مُقرانُ يا مُتَشَعبَ الرَّاسِ
لا تَخْلُ مِنْ هَمٍّ ووُسْواسِ
لا تقسُ قلباً وابكِ منْ لم يكنْ
على الكئيبِ الصبِّ بالقاسي
ريحانة ُ الفتيانِ قدْ أصبحتْ
رَهْنَ جَبابِينَ وأرماسِ
وقُلْ لها يا امرَأتي هدَّني
فقدُك بلْ يا امرأة َ الناسِ !(12/51)
العصر العباسي >> أبو تمام >> قَدْ صَحاالقَلْبُ بعدَما
قَدْ صَحاالقَلْبُ بعدَما
رقم القصيدة : 16042
-----------------------------------
قَدْ صَحاالقَلْبُ بعدَما
قدْ يُرى وهوَ منتشي
لستُ منْ يلقي بوجهٍ
لِلحَديثِ المُخَدشِ
لي من الصبرِ حاكمٌ
في الهوى غيرُ مرتشي
كيفَ يصفو لكَ الهوى
يا سميَّ ابنِ الأعمشِ ؟
يا سميَّ ابن سمحة ٍ
في غُدوٍّ وفي عَشِي!
العصر العباسي >> أبو تمام >> بدِّلتَ بعدَ تأنس بتوحشِ
بدِّلتَ بعدَ تأنس بتوحشِ
رقم القصيدة : 16043
-----------------------------------
بدِّلتَ بعدَ تأنس بتوحشِ
وأعرتَ سمعكَ منْ يبلغُ أوْ يشي
وزعمْتَ أني ذاهلٌ فمنِ الذي
يُدْعَى خَلِيفة َ عُرْوة ٍ ومُرقشِ
لا مُتُّ إنْ كانَ الذي بلِّغتَه
حتَّى أُرَى في صُورة ِ ابنِ الأعمشِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> واللهِ ابنَ الأعمشِ المبتلى
واللهِ ابنَ الأعمشِ المبتلى
رقم القصيدة : 16044
-----------------------------------
واللهِ ابنَ الأعمشِ المبتلى
في دُبرِهِ بالخَبَثِ المَحْضِ
لو يقدرُ المسكينُ مما بهِ
لاستدخلَ الفيشة َ بالعرضِ
أنتَ الذي يملكُ أضعافَ ما
حَواهُ قارونُ مِنَ البُغْضِ
لتَعْلَمَنْ أنَّ الرَّدى كُلَّهُ
حَتمٌ على الرَّاتِعِ في عِرضي
لَوْ فَرَّ شيءٌ قَطُّ مِنْ شَكْلِه
فرَّ إذنْ بعضُكَ منْ بعضِ
كونُكَ في صُلبِ أبينا آدمِ
هبطنا جمعاً إلى الأرضِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> عثمانُ لا تلهجْ بذكرِ محمدٍ
عثمانُ لا تلهجْ بذكرِ محمدٍ
رقم القصيدة : 16045
-----------------------------------
عثمانُ لا تلهجْ بذكرِ محمدٍ
ينهاكَ طولُ المجدِ عنه وعرضُهُ
يغتالُ بذلكَ كلَّه إمساكُه
ويفوتُ بسطكَ في المكارمِ قبضُهُ
فكأَنَّ عِرْضَكَ في السهُولة ِ وَجْهُه
وكأنَّ وَجهَكَ في الحُزونة عِرْضُهَ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيا مَن أعرضَ اللّهُ
أَيا مَن أعرضَ اللّهُ
رقم القصيدة : 16046(12/52)
-----------------------------------
أَيا مَن أعرضَ اللّهُ
عن العالمِ منْ بغضهْ
ويا مَنْ بَعْضُه يَشْهـ
ـدُ بالبغضِ على بعضهْ !
ويا أثقَلَ خَلْقِ اللَّـ
ـهِ مِنْ ماشٍ على أرْضِهْ
ومنْ عافَ مليكُ المو
تِ واستقذَرَ مِنْ قَبْضهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ياعَمْرُو قُلْ للقَمرِ الطَّالعِ
ياعَمْرُو قُلْ للقَمرِ الطَّالعِ
رقم القصيدة : 16047
-----------------------------------
ياعَمْرُو قُلْ للقَمرِ الطَّالعِ
إتسعَ الخرقُ على الراقعِ !
يا فِتْنَة َ النَّاظرِ قَدْ صِرْتَ في
فِعْلِكَ هذا فِتنَة َ السَّامِعِ
هلْ أنتَ إلا رشأٌ خاذلٌ
حَلَّ بمَغنَى أَسدٍ جائعِ؟!
ما كانَ في المخدَعِ منْ أمركمْ
فإنَّه في المسجد الجامعِ !
ياطُولَ فِكْري فيكَ مِنْ حاملٍ
صَحِيفة ً مكسورَة الطَّابعِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعتبة ُ إن تطاولت الليالي
أعتبة ُ إن تطاولت الليالي
رقم القصيدة : 16048
-----------------------------------
أعتبة ُ إن تطاولت الليالي
عليكَ فإِنَّ شِعرِي سَمُّ ساعَهْ
وما وفدَ المشيبُ عليكَ إلا
بأخلاقِ الدناءة ِ والوضاعهْ
فأشهدُ ما جسرتَ عليّ إلا
وزَيْدُ الخَيْلِ عَبدُكَ في الشَّجاعَه
ووجهكَ إذْ قنعتَ بهِ نديماً
فأنتَ نسيجُ وحدِكَ في القناعهْ
فلَوْ بُدَّلْتُه وَجهاً إِذنْ لم
أصلِّ بهِ نهاراً في جماعهْ
ولكن قَدْ رُزِقْتَ بهِ سلاحاً
لو استعصيتَ ما أديتَ طاعهْ
منَاسِبُ كَلْبَ قَد قُسِمَتْ فَدَعْها
فليستْ مثل نسبتكَ المشاعهْ
ورَوح مِنْكَبيكَ فقَدْ أُعِيدَا
حُطاماً مِنْ زِحامِكَ في قُضاعَهْ
ولا يغرركَ أوغادٌ تعاووا
لِنَصْرِكَ بالحُلاقِ وبالرَّقاعَهْ
رأوْني حيثُ كنتُ لهم عَدُوَّاً
وأنتَ لهمْ شريكٌ في الصناعهْ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> سأهجو الوغدَ مقرانَ
سأهجو الوغدَ مقرانَ
رقم القصيدة : 16049
-----------------------------------
سأهجو الوغدَ مقرانَ
فلاغَرْوَولابِدْعا(12/53)
فتى ً ما إن تخلّت ذا
تُه من حية ٍ تسعى
إذا ما جاعتِ الفيشُ
غَدَتْ في ذاتِهِ تَرْعَى
إذاماأُدْخِلَتْ كالبُسْرِ
فيه خرجتْ شمعا
وأَلقاهُ بِلَطْمٍ يَهْـ
ـتكُ الأبصارَ والسمعا
فإنْ لم يفهمِ الشِّعْ
ـرَ سَرِيعاً فَهِمَ الصَّفْعا!
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> رسالة وامتحان
رسالة وامتحان
رقم القصيدة : 1605
-----------------------------------
تسلمتُ منكِ الرساله
وقبّلتُهَا مثلما ترغبينْ
شمَمْتُ بها الأهلَ و الأقرَبينْ
ودارتْ برأسي الذي كالحجارْ
طيورُ الحنينْ
إليكم حنيني ... كما الماءِ يغلي
حنيني لبغدادَ... للناس ِ فيها... حنيني لأهلي
حنيني لمحبوبةٍ مِتُّ مِن أجلِها وماتتْ لأجْلِي
تذكّرْتُ بغدادَ حيثُ الرساله
أتتني كما الطيفِ تنعى الزمانْ
تمرُّ بقلبي
مرورَ السحاباتِ من فوقِها يمرُّ الحصانْ
حصاني الذي لم يَعُدْ لازماً
فقلبي عجوزٌ..... وصدري عجوزٌ
وجسمي ضعيفٌ
فكيف التحَدِّي و كيفَ الرِّهانْ ؟
تسَلمْتُ منكِ الرساله
وأشفقتُ منها كما كنتُ أشفقتُ منها زمانْ
قرأتُ الرسالة َ ستينَ مَرَّه
كأني سيُجْرى عليَّ امتحانْ
وقفتُ على البابِ مثلَ اليتيمْ
أُكلمُ نفسي .....
وأبكي إلى أنْ أتاني صُداعْ
يُحَطّمُ رأْسي
يُكَسِّرُ أضلاعَ صدري بفأس ِ
فما عادَ ينفعُنِي الأسبَرينْ
ولا عادَ يفهمُنِي الآخرونَ
ولا أفهَمُ الآخرينْ
ولا عدتُ ذاك الحبيبَ الشجاعْ
لأنَّ برأسي صداعاً .... يُسَمّى صُداعْ
لأنّي هنا دائمًا في صِراعْ
أنا آسِفٌ مثلما تأسَفِينْ
أنا آسفٌ لم أقصُدْ الانقطاعْ
أنا آسفٌ لن أستطيعَ الرجوعْ
وإنْ كنْتِ مُنقِذتي مِن صُداعْ
لقد حطّمَ الموجُ ذاكَ السفينْ
وقد مَزّقَ العصفُ ذاكَ الشراعْ
أنا آسفٌ ..... آسفٌ... لنْ أعودْ
وإنْ كنتِ منقذتي من ضَياعْ
دعيني هنا اكتبْ الخاطراتْ
لأنَّ الحبيبَ الذي ضاع منّي
أعزُّ على القلبِ من كلِّ ما في الحياةْ
فإنْ يَسْألوكِ المُحِبّونَ عني
فقولي تجَرَّعَ حُبّي و مَاتْ(12/54)
العصر العباسي >> أبو تمام >> بسطتْ إليَّ بنانة ً أسروعا
بسطتْ إليَّ بنانة ً أسروعا
رقم القصيدة : 16050
-----------------------------------
بسطتْ إليَّ بنانة ً أسروعا
تَصِفُ الفِراقَ ومُقْلَة ً يُنْبُوعا
كادَتْ لِعرْفانِ النَّوى أَلفاظُها
منْ رقة ِ الشكوى تكونُ دموعا
بل صوتُ عاذلة ٍ عراني موهناً
عدلٌ لعمركَ لوْ عذلتَ سميعا
أَأَلومُ مَنْ بَخِلَتْ يَداهُ واغتَدَى
للبخلِ ترباً، ساءَ ذاك صنيعا !
آبى فأَعصِي العَاذِلينَ وأغْتَدِي
في تالِدي لِلسائلينَ مُطيعا
مُتَسربلاًخُلُقَ المَكارِمِ إنها
جُعِلتْ لأعراضِ الكرامِ دروعا
ومُحَجَّبٍ حاوَلْتُه فَوَجَدْتُه
نجماً على الركبِ العفاة ِ شسوعا
لمّا عَدِمْتُ نَوالَه أعدَمتُه
شكري فرحنا معدمين جميعا !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَلَمْ تَكُ رَيْحَانَة َ الوَاصِفِ
أَلَمْ تَكُ رَيْحَانَة َ الوَاصِفِ
رقم القصيدة : 16051
-----------------------------------
أَلَمْ تَكُ رَيْحَانَة َ الوَاصِفِ
لمستظرفٍ ولمستأنفِ ؟!
غَرِيراً فَآنسُ حالاَتِه
إذا كانَ كالرشإ الخائفِ
تَنامُ مَع الظُّهْرِ مِنْ غِرَّة ٍ
ومنْ خفرٍ خشية َ الطائفِ ؟!
فَبَيْنا ضِياؤُك قَدْ صانَه
حياؤك إذ جئتَ بالجارفِ
مسختَ وكنتَ الطموحَ الجمو
حَ في خلقة ِ الكلبة ِ الصارفِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ
الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ
رقم القصيدة : 16052
-----------------------------------
الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ
بدثورها أنَّ الجديدَ سيخلقُ
دمنٌ تجمعتِ النوى في ربعها
وتَفَرَّقَتْ فيها السَّحابُ الفُرَّقُ
فترقرقتْ عيني مآقيها إلى
أَنْ خِلْتُ مُهْجَتي التي تَتَرقْرَقُ
يا سهمُ كيفَ يفيقُ من سكرِ الهوى
حَرَّانُ يُصْبَحُ بالفِرَاقِ ويُغْبَقُ؟!
ما زالَ مشتملَ الفؤادِ على أسى ً
والبَيْنُ مُشْتَمِلٌ على مَنْ يَعْشَقُ
حكمتْ لأنفسها الليالي أنَّها(12/55)
أَبداً تُفَرقُنا ولاتَتَفَرَّقُ
عمرِي لقَدْ نَصَحَ الزَّمانُ وإِنَّه
لمنَ العجائبِ ناصحٌ لا يشفقُ !
إنْ تلغِ موعظة َ الحوادثِ بعدما
وضحتْ فكمْ منْ جوهرٍ لا ينفقُ !
إِنَّ العَزَاءَ وإِنْ فَتى ً حُرِمَ الغِنَى
رزقٌ جزيلٌ للذي لا يُرزقُ !
هممُ الفتى في الأرضِ أغصانُ الغنى
غُرِسَتْ وليسَتْ كلَّ عامٍ تُورِقُ
يا عُتْبَة َ ابنِ أَبي عُصَيْمٍ دَعْوَة ً
شَنْعَاءَ تَصْدِمُ مِسْمَعَيْكَ فتَصْعَقُ
أخرست إذْ عاينتني حتى إذا
ما غبت عنْ بصري ظللتَ تشدَّقُ ؟!
وكذا اللئيم يقولُ إنْ نأتِ النوى
بِعَدوهِ ويَحُولُ ساعَة َ يُصْدَق
عَيْرٌ رَأَى أَسدَ العَرينِ فَهَالَه
حتَّى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنْهَقُ!
أَوْ مِثْلَ رَاعي السُّوءِ أَتلفَ ضأْنَه
ليلاً وأصبحَ فوقَ نشزٍ ينعقُ !
هيهاتَ غالكَ أنْ تنالَ مآثري
إستٌ بها سعة ٌ وباعٌ ضيقُ !
وتَنْقُّلٌ مِنْ مَعْشَرٍ في مَعْشَرٍ
فكأنَّ أمَّكَ أوْ أباكَ الزئبقُ
أإلى بنِي عَبدِ الكَريمِ تَشاوَسَتْ
عَيْنَاكَ وَيْلَكَ خِلْفَ مَنْ تَتَفَوَّقُ
قَوْمٌ تَراهُمْ حينَ يَطْرُقُ مَعْشَرٌ
يسمونَ للخطبِ الجليلِ فيطرِقُ
قومٌ إذا اسودَّ الزمانُ توضحوا
فيهِ فغُودِرَ وَهوَ مِنْهُمْ أَبلَقُ
ما زالَ في جرمِ بن عمروٍ منهمُ
مفتاحٌ بابٍ للندى لا يُغلقُ
ما أنشئتْ للمكرمات سحابة ٌ
إلا ومنْ أيديهمُ تتدفَّقُ
أنظرْ فحيثُ ترى السيوفَ لوامعاً
أَبَداً فَفَوْقَ رُؤُوسِهِم تَتَأَلَّقُ
شوسٌ إذا خفقتْ عقابُ لوائِهمْ
ظلَّتْ قلوبُ الموتِ منهمْ تخفقُ
بُلْهٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيدَ حَسِبتَهُم
لم يحسبوا أنَّ المنية َ تخلقُ
قلْ ما بدا لك يا ابنَ ترنَا فالصَّدا
بِمُهَذَّبِ العِقيانِ لا يَتَعَلَّقُ
أَفَعِشْتَ حتَّى عِبْتَهم قُل لي مَتى
فَرزِنتُ سُرْعَة َ ما أرَى يا بَيدَقُ
جدعاً لأنفِ طيءٍ إنْ فتَّها
وَلَوَأنَّ رُوحَك بالسماكَ مُعَلَّقُ
إني أراكَ حلمتَ أنَّكَ سالمٌ(12/56)
مِنْ بَطْشِهِمْ ما كلُّ رُؤيا تَصْدُقُ
إِيَّاكَ يَعني القائلونَ بِقَوْلِهِم
إنَّ الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنقُ
سِر أَينَ شِئْتَ مِنَ البِلادِ فإِنَّ لي
سوراً عليكَ من الرجالِ يخندقُ
وقبيلة ً يدعُ المتوجُ خوفهمْ
فكأنَّما الدنيا عليهِ مطبقُ
وقَصائداً تَسْري إليكَ كأنَّها
أَحلامُ رُعْبٍ أَوْ خُطُوبٌ طُرَّقُ
من منهضاتكَ مقعداتِكَ خائفاً
مستوهلاً حتى كأنَّكَ تطلِقُ
مِنْ شاعِرٍ وقَفَ الكَلامُ بِبابهِ
واكْتَنَّ في كَنَفي ذَرَاهُ المَنْطِقُ
قدْ ثقفتْ منهُ الشآمُ وسهلتْ
منه الحجازُ ورققتْهُ المشرِقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
رقم القصيدة : 16053
-----------------------------------
أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
هيهاتَ يطلبُ شأوَ منْ لا يلحقُ !
كمْ خلقِ أير لم يكنْ لكَ ظالماً
قَدْ باتَ وهُوَ بِحَلْقِ جُحْرِكَ يَخْفقُ!
لو كُنتَ تَعلمُ يا مُخَنَّثُ طائِلاً
لَعَلِمْتَ أَنَّكَ في هِجائي أَحمَقُ
فلتعلمنَّ حرُ أمِّ منْ وإهابُ من
وقديمُ منْ وحديثُ منْ يتمزَّقُ !
لَجَّجْتَ في بحرِي فَنَاكَ عَجُوزَهُ
مَنْ كانَ في شَكٍّ بأنَّكَ تَغرَقُ
واللَّهِ لَوْ ألصقتَ نَفْسَكَ بالغَرَا
في كلبَ لاستيقنتَ أنكَ ملصقُ
دَعْ مَعْشرِي لا مَعْشَرٌ لكَ إنَّني
مِن خَلفِهمْ وأمامِهمْ لكَ مَوبِقُ
كَم نادمَتُ أسيافُنا أرماحَهم
بينَ الجُيُوشِ على دَمٍ يَترقرقُ
عُميٌ حَدَوكَ إليَّ أيُّ عَجِيبة ٍ
أعمى دليلُ هدى ْ وأخرسُ ينطقُ ؟
قُولوا فلَستُم ضَائِريَّ وأنتمُ
نَسلُ البغايا تَكْذِبونَ وأصدُقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَولم أَكُنْ مُشْبَعاً مِنَ الحُمُقِ
لَولم أَكُنْ مُشْبَعاً مِنَ الحُمُقِ
رقم القصيدة : 16054
-----------------------------------
لَولم أَكُنْ مُشْبَعاً مِنَ الحُمُقِ
ما كُنتَ مِمَّنْ أَوَدُّ يا حَلَقِي
إياكَ أرضى يا ابنَ البغيِّ لقدْ(12/57)
بعدَ التَّقْرِيبِ بالعَنَقِ
إِني لَمُسْتَوْجِبٌ مِنْ أَجْلِكَ أَنْ
تشدَّ كلتا يديَّ في عنقي
تنفرُ عمداً ولوْ قدرتَ إذنْ
حملتها للورى على طبقِ !
مِثْلَ التي تَنْبِشُ القُبُورَ ولا
تدنُوا إلى ظلها من الفرقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا هلالاً غدا عليهِ المحاقُ
يا هلالاً غدا عليهِ المحاقُ
رقم القصيدة : 16055
-----------------------------------
يا هلالاً غدا عليهِ المحاقُ
أَينَ ذَاكَ الضياءُ والإِشْراقُ!!
نالَ مني فيكَ التلاقي منَ الحرْ
قة ِ مالم يكنْ ينالُ الفراقُ !
بدَّلَ الدهرُ ثوبَ حسنكَ حتى
غالَهُ بعدَ جدة ٍ إخلاقُ
لم أزلْ عالماً بأنْ ليسَ خلقٌ
دَامَ حُلْواً إلاَّ وَسَوفَ يُذاقُ!
حُجِرَ الصَّبْرُ والسُّلُوُّ على دَمْـ
ـعَي ووَجدِي فاذْهَبْ فَأنتَ الطَّلاقُ
لَمْ يُسوَّدْ وَجْهُ الوصَالِ بوسـ
ـم الحُبَّ حتَّى تَكَشْخَنَ العُشَّاقُ
قدْ زعمنا أنَّ السلوَّ حظوظٌ
إذْزَعَمْتُمْ أنَّ الهَوَى أرْزاقُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> دعِ ابنَ الأعمشِ المسكينَ تبكي
دعِ ابنَ الأعمشِ المسكينَ تبكي
رقم القصيدة : 16056
-----------------------------------
دعِ ابنَ الأعمشِ المسكينَ تبكي
لِداءٍ ظَلَّ منهُ في وَثاقِ!
فصفرة ُ وجههِ من غيرِ سقمٍ
تَنِمُّ عنِ الشَّقِي بِما يُلاقي!
لَبِئسَ الدَّاءُ والدَّاءُ استكَفَّا
عليهِ من السماجة ِ والحلاقِ
كُحِلْتُ بِقُبْحِ صُورَتِهِ فأضْحَى
لها إنسانُ عيني في السياقِ
مَساوٍ لو قُسِمْنَ على الغَواني
لَما جُهزْنَ إلاَّ بالطَّلاقِ
قَبُحْتَ وزِدْتَ فوقَ القُبحِ حتَّى
كأنكَ قد خلقتَ من الفراقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ويكَ سلمْ للواحدِ الخلاقِ
ويكَ سلمْ للواحدِ الخلاقِ
رقم القصيدة : 16057
-----------------------------------
ويكَ سلمْ للواحدِ الخلاقِ
إنَّ في الحَلْقِ قائداَ لِلْحُلاقِ
ليسَ يغني إذا تتابعَ أمرُ اللـ
ـهِ نَتْفٌ ولا طِلاءٌ رَقَاقِ(12/58)
قَدْ تَذكَّرْتُ مِنْكَ بُخلَكَ عنّي
بكِتابٍ يا أَمْوَلَ الأخْلاقِ
ما كتابُ المقطعاتِ أسمـ
ـيهِ ولكنَّهُ كتابُ صَداقِ
أَيُّما حُرَّة ٍ مِنَ النَّاسِ جادتْ
لخليلٍ بالمهرِ بعد الطلاق ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ماذا بدا لكَ إذْ نقضتَ هواكا
ماذا بدا لكَ إذْ نقضتَ هواكا
رقم القصيدة : 16058
-----------------------------------
ماذا بدا لكَ إذْ نقضتَ هواكا
وحَلَفْتَ أَني لا أَشُمُّ قَفَاكَا
تَرْضَى العَجائبَ ثُمَّ تَغضَبُ أَنَّنِي
ناظَرْتُ في بعضِ الأُمُورِ أَخاكا!!
مِثْلَ التي ضَنَّتْ بِرَد سَلامِها
وأباحَتِ الأفخاذَ والأوراكا !
إِنْ كانَ ذَا مِنْ غِيرَة ٍ قَدْ أَضرَمَتْ
بالغيظِ قلبكَ خالياً وحشاكا
فاحْلِفْ بأنَّ سِوَايَ لم يَظْفَرْ بِها
وعليّ نذرٌ إنْ لقيتُ سواكا
فإِذَا أَبيتَ فَقَدْ أَبَيْتَ مَعَالِناً
فاعلمْ ـ فديتكَ ـ أنَّ ذاكَ بذاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> متخمطٌ في غمرة ٍ متهتكُ
متخمطٌ في غمرة ٍ متهتكُ
رقم القصيدة : 16059
-----------------------------------
متخمطٌ في غمرة ٍ متهتكُ
ما إِنْ يُبَالي أَيَّ وَجْهٍ يَسْلُكُ!
يكفيكَ خزياً أنَّ عقلكَ دائباً
يبكي عليكَ وأنَّ وجهكَ يضحكُ !
لا تَفِتكَنَّ على الكُؤُوسِ بِشُرْبِها
فهيَ التي إِنْ مِتَّ قَبْلَكَ تَفْتِكُ
كمْ بتَّ تأخذُها وباتَ منادمٌ
لكَ وهوَ يأخذُ منكَ ما لا يتركُ !
أضبحتُ عنكَ لِعُظْمِ جُرْمِكَ مُمْسِكاً
وكذا إذا ذُكرَ القضاة ُ فأمسكُوا
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الغروب والشرفة
الغروب والشرفة
رقم القصيدة : 1606
-----------------------------------
قضى وقتُ الزيارةِ وانقَضَيْتُ
ولم تزوريني
وعندي جملة ٌ لو قلتُهَا أرتاحْ
وعندي موعدٌ في الليلْ
أكاذيبُ الزمانِ جميعُها
في الليلِ تأتيني
أنا في غرفةٍ لا شئَ يدخلُها
سوى طيفٍ يُخيِّمُ في شراييني
سوى أنتِ التي رزقي الذي لا بُدَّ يأتيني
سوى عينيكِ(12/59)
لو هزَّ النسيمُ رموشَهَا يبكي ...
فما الأسبابْ ؟!
تذكَّرَ أنني أوْصَيْتُهُ .... قَبِّلْ ليَ الأحبابْ
وسَلِّمْ لي على خَوْلَه
وقلْ لأحِبّتِي بالله ِ زوروني
ولو في كلِّ عامٍ مرةً يا أيُّها الأحبابُ
زوروني
لقد قُطِعَ الطريقُ و جَنَّتْ الظلماتْ
بَدَأْتُ أرَتِّبُ الغرفه
أعدُّ جميعَ ما فيها إلى الآهاتْ
وما فيها سوى جسدٍ مريض ٍ
عمرُهُ ساعاتْْ
وأنظرُ للسماءِ .... أصيحُ ... يا ألله
وقد صارَ الغروبُ يداعبُ الشُّرْ فه
مساءُ الخيرِ يا أولادَنا الحُلوينْ
ويا تلكَ التي أحلى من القداح ِ والنسََْرينْ
وأحلى من حياتي كلِّها
مَنْ كانت الصُّد فه
وكانت سدرةً في غابتي
وأميرة َ الزيتونْ
وقد صار الغروبُ يداعبُ الشرْ فه
نظرتُ إلى السماءِ وصحتُ ..... يا ألله
لِمَ الإحساسُ أني قد أموتُ
ولنْ يَرَوْا وجهي !!
لِمَ الإحساسُ أني لا أعودُ
ولنْ أرى خَوْ له
أ ذاكَ لأنني في دولةٍ مقهورْ
وأنتِ بعيدةٌ عنّي وفي دَوْله ؟
أسَابقُ ذلكَ الإحساسَ
في دُوّامةٍ صفراءَ كالحَلقَه
أ حقاًّ ضاعَ مِنا حُبُّنا وانشقَّتْ الوَرَقه ؟
أنا أنساكِ ؟ لا.... لا شئَ يُنسيني
لأنّي الآنَ أحفظُ في شراييني شراييني
ولكنْ لَمْ أجدْ في غربتي شيئاً يُواسيني
يعودُ الليلُ ثانيةً بلا أقمارْ
غيومٌ دونما برق ٍ ولا أمطارْ
رؤوسٌ كالحجارِ
و ما لنا جهَة ٌ بلا أعداءْ
وريحٌ صوتُها مثلُ الذئابِ
يُهَدِّدُ الغرباء
وأصواتٌ يُخالِطها صفيرٌ .. ربَّما الحراسُ والخُفراءْ
نجومٌ ليسَ في هذا الظلامِ
وليسَ مِنْ أشياء
وحتى الماءُ لنْ يَرْوِي الذي مِنْ ألفِ يومٍ قد جَفاهُ الماءْ !!
وفي وسَطِ الظلامِ سفينة ٌ تجري
وبَحَّارٌ يُحاولُ أنْ يَصُبَّ الماءَ في قبري
(عليٌّ) ذلكَ الكرّارْ
يكرُّ الليلَ ثمّ بذي الفقارِ يُكسِّرُ الأقدارْ
يناديني ... تعالَ مُعَززًّا .. وارقُدْ على صدري
دموعُكَ بعدَ هذا اليومِ لنْ تجري
إذنْ سَأعودُ ثانية ً إلى عُشِّي
إلى عصفورةٍ بيضاءْ(12/60)
لو أمشِي على نارٍ معي تمشي
هناكَ الماءُ ...
يَكفي أنْ يَزيلَ قذارةَ َالأشياءْ
وليس هناكَ مِنْ ريح ٍ ... وليسَ شتاءْ
وليسَ هناكَ مِنْ حُزنٍ ولا مِنْ آهْ
فأنظرُ للسماءِ .... أصِيحُ ياالله
العصر العباسي >> أبو تمام >> رغمَ أنفي منْ أنْ ترى مهتوكا
رغمَ أنفي منْ أنْ ترى مهتوكا
رقم القصيدة : 16060
-----------------------------------
رغمَ أنفي منْ أنْ ترى مهتوكا
أَوْ أَرَى لي ما عشْتُ فيكَ شَرِيكا
صرتَ مملوكَ كلِّ منْ ترتجي فلـ
ـساً لَدَيْهِ وكنتَ قبلُ مَلِيكا!
أيُّ شيءٍ أنساكَ بعدي أيما
نَكَ أَني أَبوكَ بعدَ أَبِيكَا
كنتُ ألحى مقرانَ في الكشحِ حتى
كَشَحَتْنِي حَوَادِثُ الدَّهْرِ فِيكَا!
العصر العباسي >> أبو تمام >> إقطعْ حبالي فقدْ برمتُ بكا
إقطعْ حبالي فقدْ برمتُ بكا
رقم القصيدة : 16061
-----------------------------------
إقطعْ حبالي فقدْ برمتُ بكا
وخَلنِي حيثُ شِئْتُ مِنْ يَدِكا
لا أَشْتَهِي أَنْ تكونَ لي سَكَناً
حَسْبُكَ ماكنتَ لي وكنتُ لَكا!
أَنتَ كَثيرُ الأَلوانِ مُشْتَرِكٌ
فاطلُبْ خَلِيلاً سِوَايَ مُشْتَرِكا
قدْ نلتُ منكَ الذي بخلتَ بهِ
فلم أَنلْ طائِلاً ولا دَرَكا
فاذهبْ إلى حيثُ شئتَ منطلقاً
سالَ بِكَ السَّيْلُ حَيْثُمَا سَلَكا
ومتَّ حياً بلحية ٍ طلعتْ
عليكَ قدْ كنتَ قبلها ملكا
إذا رأيتَ الغلامَ قدْ طلعتْ
بخدهِ شعرة ٌ فقدْ هلكا !
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَمُوَيْسُ كيفَ رَأَيْتَ نَصْبَ حَبَائِلي
أَمُوَيْسُ كيفَ رَأَيْتَ نَصْبَ حَبَائِلي
رقم القصيدة : 16062
-----------------------------------
أَمُوَيْسُ كيفَ رَأَيْتَ نَصْبَ حَبَائِلي
أَوَلَيْسَ خَتْلِي فوقَ خَتْلِ الخَاتِلِ !
أعملتُ فيكَ قصائدي ووسائلي
فَحَرَمْتَنِي فلبِئْسَ أَجْرُ العَامِل!
هذا جزائي إذْ أدنسُ همتي
بكَ جاهِلاً وكذا جَزاءُ الجَاهِلِ
كمْ منْ لئمٍ قد غزتهُ قصائدي
ودأبنَ فيهِ فما ظفرنَ بطائلِ !(12/61)
لا خَفَّفَ الرحمنُ عني إِنَّنِي
أرتعتُ ظني في رياضِ الباطلِ !
ما أنسلتْ حواءُ أحمقَ لحية ٍ
من سائلٍ يرجو الغنى من سائلِ !
ذَاكَ الذي أَحصَى الشُّهُورَ وَعَدَّها
طمَعاً لِيُنِتجَ سَقْبَة ً مِنْ حائِلِ!
بَهَرَتْكَ شِيْمتُكَ الشَّحَاحُ زِنادُها
لما اجتثثتكَ في ارتقاءِ النائلِ !
أَحْرَزْتُ مِنْ جَدْوَاكَ أَكْثَرَ مَحْرَزٍ
في ظاهر وأَقَلَّهُ في حاصِلِ
ما زلْتُ أَعلمُ أَنَّ بَحْرَكَ مِلْحَة ٌ
وازددتُ لما صرتُ نصبَ الساحلِ
وكَذَاكَ مَنْ قَصَدَ اللئَامَ بِعاجِل
في المَدْحِ سُودَ وجْهُهُ في الآجِلِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> كأني لم أبثكُما دخيلي
كأني لم أبثكُما دخيلي
رقم القصيدة : 16063
-----------------------------------
كأني لم أبثكُما دخيلي
ولم تَرَيَا وُلُوعي مِنْ ذُهُولي
وتَرْكِي مُقْلَتِي تَحْمَى وتَدْمَى
فتدمعُ في الحقوق وفي الفضولِ
كِلاني إِنَّ راحاتي تَأتَّتْ
لقلبي في البكاءِ وفي العويلِ
وبالإِسْكَنْدَرِيَّة ِ رَسْمُ دارٍ
عفتْ فعفوتُ من صبري وحولي
ذَكَرْتُ بهِ وفيهِ مُنْسِياتي
عزايَ مسعراتِ لظى غليلي
وما زالتْ تجدُّ أسى ً وشوقاً
له وعليه إخلاقُ الطلولِ
فقدتُكَ منْ زمانٍ كلَّ فقدٍ
وغالتْ حادثاتِكَ كلُّ غولِ
محتْ نكباتُهُ سبلَ المعاني
وأطفأَ ليلُه سرجَ العقولِ
فما حِيَلُ الأَرِيبِ بِمُدْرِكاتٍ
عجائبهُ ولا فكرُ الأصيلِ
فلَوْ نُشِرَ الخَلِيلُ لَهُ لَعَفَّتْ
رزاياهُ على فطنِ الخليلِ !
أعياشُ ارعَ أوْ لا ترعَ حقي
وصلْ أو لا تصلْ أبداً وسيلي
أراكَ، ومنْ أراكَ الغيَّ رشداً،
ستلبسُ حلتيْ قالٍ وقيلِ
ملاحمُ من لبابِ الشعرِ تنسي
قِرَاة أَبِيكَ كُتْبَ أَبي قَبيلِ
أمثلكُ يرتجى لولا تنائي
أموري والتياثي في حويلي ؟!
تَوهُّمُ آجِلِ الطَّمَعِ المُفِيتي
تيقنُ عاجلِ اليأسِ المنيلِ
رجاءٌ حَلَّ مِنْ عَرَصَاتٍ قَلْبي
محلَّ البخلِ من قلبِ البخيلِ
ورأيٌ هزَّ حسنَ الظنِّ حتى(12/62)
جرى ماءَاهُ في عرضي وطولي
فأَجْدَى مَوْقِفِي بَنَدَاكَ جَدْوَى
وقُوفِ الصَب بالطَّلَلِ المُحيلِ
وأَعكفتُ المُنَى في ذَاتِ صَدْرِي
عكوفَ اللحظِ في الخدِّ الأسيلِ
وكنتُ أَعَزُّ عِزّاً مِنْ قَنوعٍ
تعوَّضَه صفوحٌ عنْ جهولِ
فَصِرْت أَذَلَّ مِنْ مَعْنى ً دَقيقٍ
بهِ فَقْرٌ إِلى ذِهْنٍ جَليلِ
فما أدري عمايَ عن ارتيادي
دَهاني أَمْ عَمَاكَ عنِ الجَميلِ
متى طابتْ جنى ً وزكتْ فروعٌ
إِذا كانَتْ خَبِيثَاتِ الأُصُولِ !
ندبتكَ للجزيلِ وأنتَ لغوٌ
ظلمتُكَ لستَ من أهلِ الجزيلِ !
كِلا أَبَوَيْكَ مِنْ يَمَنٍ ولكنْ
كِلا أَبَوَيْ نَوَالِكَ مِنْ سَلُولِ!
رويدكَ إنَّ جهلكَ سوفَ يجلُو
لكَ الظَّلْمَاءَ عن خِزْي طَوِيلِ
وأقللْ إنَّ كيدكَ حين تصلى
بِنِيراني أَقلُّ مِنَ القَلِيلِ
مرارات المقامِ عليكَ تعفو
وتَذْهَبُ في حَلاواتِ الرَّحِيلِ
سأَظعنُ عالِماً أَنْ ليسَ بُرْءٌ
لسقمي كالوسيجِ وكالذميلِ
ولَوْ كانَتْ يَمِينُكَ أَلفَ بَحْرٍ
يَفِيضُ لِكُل بَحْرٍ أَلْفُ نيلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أُنْبِئْتُ عبدُ اللّهِ أَصْبَحَ يُعْوِلُ
أُنْبِئْتُ عبدُ اللّهِ أَصْبَحَ يُعْوِلُ
رقم القصيدة : 16064
-----------------------------------
أُنْبِئْتُ عبدُ اللّهِ أَصْبَحَ يُعْوِلُ
إنَّ الزمانَ بأهلهِ متنقلُ !
لما أطلى المسكينُ أسبلَ عبرة ً
والأطلاءُ الإلتحاءُ الأولُ !
مستعملٌ نتفاً ليرجعَ حسنَه
بعدَ البِلَى والحُسْنُ لا يُسْتَعْمَلُ
نَتَفَ العَوَارِضَ غَضَّة ً ما عُذْرُهُ
في نَتْفِ شَعْرِ الخَد حينَ يُسَنْبِلُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> تَعشُّقُكَ الكِبَارَ يَدُلُّ عِنْدي
تَعشُّقُكَ الكِبَارَ يَدُلُّ عِنْدي
رقم القصيدة : 16065
-----------------------------------
تَعشُّقُكَ الكِبَارَ يَدُلُّ عِنْدي
على أنَّ الرحا قلبتْ ثفالاً
وإلا فالصغارُ ألذُّ قرباً
وأشْهى إِن أَرَدْتَ بهمْ فَعَالا(12/63)
متَى أَبصرتَ لُوطِيّاً صَحِيحاً
يُحِبُّ بأَنْ يُصَادِفَهُم رِجَالا؟!
ثكلتكَ يا أخي إن كنتَ عندي
صَحِيحَ الأمرِ لَوْ لِكْتَ البِغَالا!
العصر العباسي >> أبو تمام >> هَلِ اللَّهُ لَوْ أَشرَكْتُ كانَ مُعَذبِي
هَلِ اللَّهُ لَوْ أَشرَكْتُ كانَ مُعَذبِي
رقم القصيدة : 16066
-----------------------------------
هَلِ اللَّهُ لَوْ أَشرَكْتُ كانَ مُعَذبِي
بأكثرَ منْ أني لجاهِكَ آملُ ؟!
هَلمُّوا اعجبُوا مِنْ أَنْبَهِ النَّاسِ كلهمْ
ذَريعتُه فِيمَا يُحَاوِلُ خامِلُ
أيرضى بضعفٍ في وسائلِهِ امرؤٌ
له حَرَكَاتٌ كُلُّهُنَّ وَسَائِلُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> ستعلمُ يا عياشُ إنْ كنتَ تعلمُ
ستعلمُ يا عياشُ إنْ كنتَ تعلمُ
رقم القصيدة : 16067
-----------------------------------
ستعلمُ يا عياشُ إنْ كنتَ تعلمُ
فَتَنْدَمُ إنْ خَلاَّكَ جَهْلُكَ تَندمُ
أَبَى لكَ أَنْ تَأْبَى المَخَازِيَ كلَّها
أَبٌ أندَرَهْلِي وجَدٌ مُعلَّمُ
وقفتُ عليكَ الظنَّ حتى كأنما
لَدَيْكَ الغِنَى أَوْ ليسَ في الأَرضِ دِرْهَمُ
وكفكفتُ عنكَ الذمَّ حتى كأنما
أَجَارَكَ مَجْدٌ أَوْ كَأَنيَ مُفْحَمُ
فلَمَّا بَدا لي منكَ لُؤْمٌ يَحُفُّهُ
حرمية ٌ يستنُّ فيها التبظرمُ
تَرَكْتُكَ ما إِنْ في أَدِيمكَ ظاهِرٌ
ولا باطنٌ إلا ولي فيهِ ميسمُ
فأيسرُ منْ تسآلكَ العيُّ والعمى
وأعذبُ من إحسانكَ القيحُ والدمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> صدقْ أليته إنْ قالَ مجتهداً
صدقْ أليته إنْ قالَ مجتهداً
رقم القصيدة : 16068
-----------------------------------
صدقْ أليته إنْ قالَ مجتهداً
"لا والرغيفِ" فذاكَ البرُّ من قسمِهْ !
وإِنْ هَمَمْتَ به فافْتِكُ بَخُبْزَتهِ
فإنَّ موقعها من لحمهِ ودمِهْ !
قدْ كان يعجبني لوْ أنَّ غيرتَه
على جرادقِهِ كانتْ على حرمِهْ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> الزَّنْجُ أَكْرَمُ منكمُ والرُّومُ
الزَّنْجُ أَكْرَمُ منكمُ والرُّومُ(12/64)
رقم القصيدة : 16069
-----------------------------------
الزَّنْجُ أَكْرَمُ منكمُ والرُّومُ
والحَيْنُ أَيمَنُ مِنكمُ والشُّومُ
عياشُ إنكَ للئيمُ وإنني
مذْ صرتَ موضعَ مطلبي للئيمُ
السحتُ أطيبُ من نوالكَ مطمعاً
والمُهْلُ والغِسْلِينُ والزُّقُّومُ
نَجِسٌ تُدَبرُ أَمرَه شِيَمٌ له
شكسٌ يدبرُ أمرهُنَّ اللومُ
ومنازلٌ لم يبقَ فيها ساحة ٌ
إلاّ وفيها سائلٌ مَحْرُومُ
عَرَصَاتُ سُوءٍ لم يَكُنَّ لِسَيدٍ
وطناً ولم يرتع بهنّ كريمُ
لما بدا لي من صميمكَ ما بدا
بل لم يُصبْ لكَ ـ لا أصيبَ ـ صميمُ
جردتُ في ذميكَ خيلَ قصائدٍ
حالَتْ بكَ الدُّنيا وأنتَ مقيمُ
أَلحَقْنَ بالجُمّيزِ أَصلَك صاغراً
والشيحُ يضحكُ منكَ والقيصومُ
طبقاتُ شحمكَ ليسَ يخفى أنَّها
لم يبنها آءُ ولا تنُّومُ
يا شارباً لَبنَ اللّقاحِ تَعَزياً
الصَّبْرُ مَنْ يَقْنِيه والحَالُومُ؟
والمدَّعي صورانَ منزلَ جدِّه
قلْ لي لمنْ أهناسُ والفيومُ ؟!
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> النبضات
النبضات
رقم القصيدة : 1607
-----------------------------------
مكانٌ لكمْ في القلبِ أيُّ مكانِ ِ
فياليتَكمْ والقلبَ تجْتَمِعان ِ
تعَوَّ دتُما منّي جفافَ مدامعي
وعوَّدْ تُما قلبي على الخفقان ِ
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي
إلى آخرِ الأيامِ يتّقِدان ِ
وسهّلتما لي في اكتِشافِ حقيقةٍ
فماذا بهذا العودِ تكتَشِفان ِ؟
وفرّقتُما بيني وبينَ تخَوُّفٍ
وألّفتُما بيني وبينَ أمان ِ
وخاطَرتَُما أنْ تزرَعا بجوانِحي
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُمْ لكياني؟
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنا
وفي الجسْمِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِي شِتاؤُكمْ
إلى حدِّ هذا الحدِّ مختلِفان ِ ؟
ولكِنَّنا رغمَ اختِلافِ خطوطِنا
حبيبان ِ مُنسَجمان ِ مُتفِقان ِ
وجسْمان ِ منّا كارهَيْن ِ تَفَرّقا
وقلبان ِ حتّى الموتِ مُجْتمِعان ِ
لكمْ أثرٌ باق ٍ على صَفحَاتِنا(12/65)
وتَحْتَ نوايانا وفوق َ لساني
وعينان ِ منّا تجريان ِ تشوُّقاً
وكفاّن ِ مثلَ السّعْفِ يرتجفان ِ
وهذي خطاكمْ لا يزالُ عبيرُها
تصَلّي على أنسامِهِ الرئتان ِ
بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ
ولا قدرةٌ عندي على الطيران ِ
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنا
وقلنا أتانا السّعدُ بعدَ زمان ِ
وقد نِلتما جزئين ِ مِنْ نظَراتِنا
وها أنتما العيْنيْن ِ تقْتسِمان ِ
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكمْ
كأنّكما و الشّمسَ متّحِدان ِ
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعة ً
وتملؤها نسرينُ باللمَعان ِ
وشمسان ِ كلٌّ منهما بمدارِهِ
يكادان ِ بالأنوارِ يحترِقان ِ
وقد أقلعتْ عنّا غيومٌ كثيفة ٌ
وطلّتْ علينا الشمسُ والقمران ِ
نبوءُ بأفياءٍ ودفءِ أشِعَّةٍ
ورقّةِ أنسام ٍ وعطرِ جنان ِ
فلمّا تبدّى الماءُ فوقَ جباهِنا
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثواني
وقفنا نُعَزّي نفسَنا بغِنائِنا
نقولُ وقدْ كانَ العزاءُ أغاني
نهاران ِ لايجري اللقاءُ عليهِما
وحيّان ِ يفترِقان ِ يلتقِيان ِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أتدري أيَّ بارقة ٍ تشيمُ
أتدري أيَّ بارقة ٍ تشيمُ
رقم القصيدة : 16070
-----------------------------------
أتدري أيَّ بارقة ٍ تشيمُ
ومَهْلَكَة ٍ إِليها تَسْتَنِيمُ
إِلامَ وكَمْ يَقِيكَ أَذَايَ صَفْحٌ
ومَجْدٌ عنكَ في غَضَبي حَلِيمُ !
كأّنَّكَ لم تُعَوَّدْ مِنْ سُهَادي
إذا ما عَانَقَ السنة َ النَّؤُومُ
وَمِنْ تَقْلِيبِ قَلْبي عن لِساني
إذا باتَتْ تُقَلبُهُ الهُمومُ
فما أنتَ اللئيمُ إذنْ ولكنْ
زَمانٌ سُدْتَ فيهِ هو اللَّئِيمُ
أتطمعُ أنْ تعدَّ كريمَ قومٍ
وبابُكَ لا يطيفُ به كريمُ ؟!
كَمَنْ جَعَلَ الحَضِيضَ له مِهاداً
ويَزعُمُ أَنَّ إِخوَتَه النُّجُومُ
حَلَفْتُ بِيَوْمِ أَوْبِ أَبي سَعِيد
سَعِيداً إِنه يَوْمٌ عَظِيمُ
فتى ً من أكثرِ الفتيانِ غرماً
لعافيهِ وليسَ له غريمُ
لنمتَ ونامَ عرضُكَ والقوافي
سواخطُ لا تنامُ ولا تنيمُ(12/66)
يَبِيتُ يُثيرُها لكَ أُفعُوَانٌ
بلصبٍ ما يبلُّ له سليمُ
يُرى في كلِّ وادٍ أنتَ فيه
بلؤمك سائراً أبداً يهيمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألانَ خليتِ الذؤبانُ في الغنمِ
ألانَ خليتِ الذؤبانُ في الغنمِ
رقم القصيدة : 16071
-----------------------------------
ألانَ خليتِ الذؤبانُ في الغنمِ
وصِرْتَ أَضيعَ مِنْ لَحْمٍ على وَضَمِ
قدْ كنتَ تحكي حطيطاً صالحاً فغدتْ
فَخْذاكَ أكتبَ مِنْ كَفَّيكَ بالقَلَمِ!
وكنتُ أدعوكَ عبدَالله قَبْلُ فقَدْ
أصبحتُ أدعوكَ زيداً غيرَ محتشمِ
وَاجَرْتَ جُوداً بما قَدْ كنتَ تَمنعُه
ما كلُّ جودِ الفتى يدني منَ الكرمِ !
إنْ أبلَ فيكَ بأنْ أصبحتَ منتهباً
فالمرءُ قد يبتلى في صالحِ الحرمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ربَّ غليظِ الطباعِ يغلظُ عنْ
ربَّ غليظِ الطباعِ يغلظُ عنْ
رقم القصيدة : 16072
-----------------------------------
ربَّ غليظِ الطباعِ يغلظُ عنْ
رقة ِ مثلي في لحمهِ ودمِهْ
نعمتُهُ نعمة ٌ إذا قُدحتْ
لرفدِ حرٍّ ثنتهُ عنْ هممهْ
فَصانَ وَجهْي عَنْ عُرْفِهِ وحَمَى
عِرْضِي فيم يَنتَقِصْهُ مِنْ كَرَمِهْ!
فَالحَمْدُ للَّهِ حينَ خَلَّصَني
منه سَليمَ الأديمِ مِنْ نِعَمْهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَلاَ تَرَى كيفَ يُبْلِينا الجَدِيدَانِ
أَلاَ تَرَى كيفَ يُبْلِينا الجَدِيدَانِ
رقم القصيدة : 16073
-----------------------------------
أَلاَ تَرَى كيفَ يُبْلِينا الجَدِيدَانِ
وكيفَ نَلعبُ في سرٍّ وإعْلانِ؟
لا تَركنَنَّ إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها
فإنَّ أوطَانَها لَيْسَتْ بأوطانِ
وامهدْ لنفسكَ من قبلِ المماتِ ولا
يَغْرُرْكَ كَثْرَة ُ أصحابٍ وإخوانِ
لَوْ أَنَّهُمْ نَفَعُوا خَلْقاً لِحُرْمَتِهِ
لَدافَعُوا المَوْتَ عَنْ إمْرَاة ِ مَعْدَانِ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> كشفتكَ الأيامُ يا إنسانُ
كشفتكَ الأيامُ يا إنسانُ
رقم القصيدة : 16074(12/67)
-----------------------------------
كشفتكَ الأيامُ يا إنسانُ
لا يكنْ للذي أهنتَ الهوانُ !
إنْ تَكُنْ قد فُضِضْتَ بَعْدي فَلَيْسَتْ
بدعة ً أنْ يفلقَ الرمانُ !
نشرتكَ الكفوفُ بعدَ عفافٍ
كنتَ تُطوَى في تَحْتِهِ وتُصَانُ
أيها السابقُ المسامحُ في الـ
ـلّذاتِ والقَصْفِ أينَ ذَاكَ الحِرانُ؟
ما تَحَدَّاكَ رائِضٌ لكَ إلاّ
قلتُ بيني وبينكَ الميدانُ
لِمَ أشقَى بِكُمْ وَيَسْعَدُ غَيْري
بِهَواكُمْ حُبي إذَنْ كَشْخَانُ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> وَسَابِحٍ هَطِلِ التَّعْداءِ هَتَّانِ
وَسَابِحٍ هَطِلِ التَّعْداءِ هَتَّانِ
رقم القصيدة : 16075
-----------------------------------
وَسَابِحٍ هَطِلِ التَّعْداءِ هَتَّانِ
على الجِرَاءِ أمينٍ غَيْرِ خَوَّانِ
أَظْمَى الفُصُوص ولم تَظْمَأْ قَوَائِمُه
فَخَل عَيْنَيْكَ في ظَمْآنَ رَيَّانِ
فلَوْ تَرَاهُ مُشيحاً والحَصَى فِلَقٌ
تحتَ السنابكِ من مثنى ووحدانِ
حلقتَ إنْ لم تثبتْ أنَّ حافِرهُ
منْ صخرِ تدمرَ أو منْ وجهِ عثمانِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> غابَ واللّهِ أحمَدٌ فأصا
غابَ واللّهِ أحمَدٌ فأصا
رقم القصيدة : 16076
-----------------------------------
غابَ واللّهِ أحمَدٌ فأصا
بتني له قطعة ٌ من الأحزانِ
وتخلفتُ بعدَه في أناسٍ
ألبسوني صبراً على الحدثانِ
ما لنورِ الربيعِ في غير حسنٍ
مالَهُمْ مِنْ تَغَيُّرِ الألوَانِ
أنكَرتْهُمْ نَفْسِي وما ذلكَ الم
إنكارُ إلا منْ شدة ِ العرفانِ
وإساءاتُ ذي الإساءة ِ يُذكرْ
نكَ يوماً إحسانَ ذي الإحسانَ
كَثرة ُ الصُّفْرِ يَمنَة ً وشِمَالاً
أضعفَتْ في نَفاسة ِ العُقْيانِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أمُّ ابن الأعمش فاعلموها فرتنا
أمُّ ابن الأعمش فاعلموها فرتنا
رقم القصيدة : 16077
-----------------------------------
أمُّ ابن الأعمش فاعلموها فرتنا
وما أسهلَ المعروفَ ثمَّ وأمكنا !
عَجْزَاءُ يُحْسِنُ إنْ أتاها خائفٌ(12/68)
وَقَد اسْتَجارَ بِصَدْعِهَا أَنْ تُحْسِنَا
لَوْ أنَّ غُلْمتَها اسْتَحارَتْ فِضَّة ً
تُمتَارُ أوْ ذَهباً لَكانَتْ مَعْدِنَا
لا تَحسَبَنْ أنّي افتَرَيْتُ على التي
وَلَدَتْكَ لكنّي افَترَيْتُ على الزنا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ليتَ شِعْري بأي وَجْهَيكَ بالمِصْـ
ليتَ شِعْري بأي وَجْهَيكَ بالمِصْـ
رقم القصيدة : 16078
-----------------------------------
ليتَ شِعْري بأي وَجْهَيكَ بالمِصْـ
ـر غداً حينَ نلتقي تلقاني ؟
أبوجهٍ له طلاقة ُ ذي الإحـ
ـسانِ أمْ وجهِ غيرِ ذي إحسانِ ؟!
فلئن كنتَ مُحْسِناً لَيَسُرَّم
ـنَّكَ في كلِّ محضرٍ أنْ تراني
ولئنٍ كنتَ غيرَ ذاكَ فما أنـ
ـتَ علينا غداً بِذِي سُلْطان
كلَّ يومٍ آتيكَ في حاجة ٍ أبـ
ـذُلُ وجهي فيها معاً ولساني
ثمَّ لم أحظَ منكَ في حاجة ٍ قطُّ
بغيرِ الإباءِ والحرمانِ !
خَلفٌ أعوَرٌ وحَق رسولِ اللَّهِ
يا سلمُ أنتَ منْ عثمانِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لقدْ أقامَ على بغداد ناعيها
لقدْ أقامَ على بغداد ناعيها
رقم القصيدة : 16079
-----------------------------------
لقدْ أقامَ على بغداد ناعيها
فليبكها لخرابِ الدهرِ باكيها
كانَتْ على ما بِها والحَرْبُ مُوقَدَة ٌ
والنّارُ تُطْفِىء ُ حُسْناً في نَوَاحِيها
تُرجى لها عودة ٌ في الدهرِ صالحة
فالآنَ اضمرَ منها إلياسَ راجيها
مِثْلَ العَجُوزِ التي وَلّتْ شَبِيبَتُها
وبانَ عنها كمالٌ كانَ يحظيها
لَزَّتْ بِها ضَرّة ٌ زَهْراءُ واضِحَة ُ
كالشمسِ أحسنُ منها عندَ رائيها
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الليل والشارع الحبيب
الليل والشارع الحبيب
رقم القصيدة : 1608
-----------------------------------
ياليلُ أنتَ ياصديقي كيفَ حالُهُمْ ؟
هلْ نامَ مثلَما ينامُ فوقَ أعيُني خيالُُهمْ ؟
هلْ أحدٌ بعدَ غيابي دائماً يزورُهمْ ؟
ياليلُ هلْ أخبَركَ النّهارُ أنني أُحِبُّهمْ ؟
اللهُ ثمَّ اللهُ لو يزورُني خيالُهمْ(12/69)
مازلتُ أرقُبُ الطريقَ هاجسي يقولْ ...
سوفَ يمُرُّ من هنا رسولُهمْ
اللهُ .... لو أكونُ أحملُ الوجودْ
أُفتِّشُ البحارَ عنكمْ أسألُ الحدودْ
وأقرأُ النجومَ والرمالَ والفِنجانْ
هلْ زمانُكم يعودْ ؟
تبدو على الأشياءِ زحمة ُ البحارْ
وزحمة ُ الردودْ
تبدو على الأشياءِ أفعى تبلعُ النّهارْ
وأَنَّ أمراًَ فاتَ لن يعودْ
أحمِلُ للِّقاءِ عُقدةَ َ الفراقْ
وعقدة َ الخوفِ من الأسُودْ
أحمِلُ للِّقاءِ عقدة َ الظلام ِ فوقَ عقدةَِ الجمودْ
أحمِلُ للِّقاءِ كلَّ هذهِ العُقدْ
وكلَّ هذهِ القيودْ
أتيتُ لا ربيعَ بعدَكم ولا شتاءْ
أتيتُ كالأمطارِ
كلَّ ما أحمِلُهُ نقاءْ
هلْ يَعْرِفُ الأرضَ الذي جاءَ من السَّماءْ ؟
أحمِلُ للِّقاءِ كلَّ هذهِ الجراحْ
وكُلَّ هذهِ العُقدْ
لهذهِ الأسبابِ سوفَ يسْتَمِرُّ هجرُنا إلى الأبدْ
فأينَ مَنْ أعطيتُ ماءَ أعْيُنِي لهُمْ
لقد نسى الأحبابُ أنني حبيبُهمْ
يا شارعي الحبيبَ هلْ يزورُكَ الحبيبْ ؟
وهل تراهُ وحدَهُ ... أمْ معهُ حبيبْ ؟
وهل تراهُ حاملا ً مدائنَ الغروبْ ؟
أو طائرَ الجنوبْ ؟
يبحثُ عن خطايَ في متاهةِ الدُّروبْ
يقرأُ فيهِ أننا
لو تابتْ الدّنيا من الحُبِّ فسوفَ لنْ نتوبْ
من حُبِّكمْ يا أعذبَ الأحبابِ
يا مَنْ تعرِفونَ النّومَ في القلوبْ
لا تعرِفونَ النّائمينَ بالعَراءِ في الشِّتاءِ
كيفَ حالُهمْ
لقدْ نسى الأحبابُ أنّني حبيبُهمْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا تَرْثِ لابنِ الأعمشِ الكَشْخانِ مِنْ
لا تَرْثِ لابنِ الأعمشِ الكَشْخانِ مِنْ
رقم القصيدة : 16080
-----------------------------------
لا تَرْثِ لابنِ الأعمشِ الكَشْخانِ مِنْ
رُخْصِ الإِجازَة ِ والبَغاءِ لَدَيْهِ
أنظرْ إلى ابن الزانيين تجدْهما
قرنين يصطرعان في عينيهِ
قَطَعَ الطريقَ على فِياشِ عَجُوزِهِ
وأمالَ وَفْدَ النَّايكينَ إليْهِ
ما فِكْرتي فيهِ ولكنْ فِكْرتي
في أَيْرِ جَيَّافٍ يَقُومُ عليْهِ(12/70)
العصر العباسي >> أبو تمام >> بأيِّ نجومِ وجهكَ يستضاءُ
بأيِّ نجومِ وجهكَ يستضاءُ
رقم القصيدة : 16081
-----------------------------------
بأيِّ نجومِ وجهكَ يستضاءُ
أبا حَسَنٍ وشيمَتُكَ الإبَاءُ؟
أتتركُ حاجتي غرضَ التواني
وأنتَ الدَّلْوُ فيها والرشَاءُّ
تألف ْآل إدريسَ بي بدرٍ
فتسبيبُ العطاءِ هو العطاءُ
وخُذْهُمْ بالرّقَى إنَّ المَهَارِي
يُهيجُهَا على السَّيْرِ الحُدَاءُ
فإما جاز مني الشعرُ فيهمْ
وإما جاز منكَ الكيمياءُ !
وقُلْ لِلمَرْءِ عثمانٍ مَقالاً
يَضِيقُ بلفْظِه البَلدُ الفَضَاءُ!
أَلَمْ يَهزُزْكَ قَوْلُ فتًى يُصَلي
لِمَا يُثنِي عليكَ بهِ الثَّنَاءُ !
فَتَفْعَلَ ما يشاءُ المَجْدُ فيهِ
فإنَّ المَجْدَ يَفعَلُ ما يَشَاءُ
وأنتَ المرْءُ تَعْشَقُه المَعالي
ويحكمُ في مواهبهِ الرجاءُ
فإنَّكَ لا تُسَرُّ بِيَوْمِ حَمْدٍ
شهرتَ بهِ ومالكَ لا يُساءُ
وإنَّ المَدْحَ في الأقوامِ مالم
يُشيَّعْ بالجَزاءِ هوَ الهِجَاءُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيا زِينَة َ الدُّنيا وجامِعَ شَمْلِها
أيا زِينَة َ الدُّنيا وجامِعَ شَمْلِها
رقم القصيدة : 16082
-----------------------------------
أيا زِينَة َ الدُّنيا وجامِعَ شَمْلِها
ومَن عَدْلُهُ فيها تَمامُ بَهائِها
ويا شمس أرضيها التي تم نورها
فباهت به الأرضون شمس بهائها
عطاؤك لا يفنى ويستغرقُ المنى
ويبقي وجوه الراغبين بمائها
تَرَامتْنِيَ الأبصارُ مِنْ كل جانبٍ
كأني مريبٌ بينها لإرتمائها
ولي عدة ٌ قد راثَ عني نجاحُها
ومَجْدُكَ أدنَى رَائِدٍ في اقتِضَائِها
شَكَوْتُ وما الشَّكْوَى لِنَفْسِيَ عادَة ٌ
ولكنْ تفيضُ النفسُ عندَ امتلائَها
ومالي شَفِيعٌ غيرَ نَفْسِكَ إنَّني
ثكلتُ من الدنيا على حسن وائِها
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجة ٍ
أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجة ٍ
رقم القصيدة : 16083
-----------------------------------(12/71)
أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجة ٍ
من الناسِ غيري والمحلُّ جديبُ
يسركَ أني أبتُ عنكَ مخيباً
ولم يُرَ خَلْقٌ مِنْ جَدَاكَ يَخِيبُ؟!
وأَنيَ صَيّرْتُ الثَّناءَ مَذَمَّة ً
وقامَ بِها في العالَمِينَ خَطِيبُ
فكيف وأنت ضالماجدُ العلمُ الذي
لِكُل أُناسٍ مِنْ نَدَاهُ نَصِيبُ؟
أقمتُ شهوراً في فنائك خمسة ً
لقى حيثُ لا تهمي عليَّ جنوبُ
فإنْ نلتُ ما أملتُ فيكَ فإنني
جَديرٌ وإلاَّ فالرَّحِيلُ قَرِيبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأمير تجدْ للقولِ مضطربا
قلْ للأمير تجدْ للقولِ مضطربا
رقم القصيدة : 16084
-----------------------------------
قلْ للأمير تجدْ للقولِ مضطربا
وتَلْقَ في كَنَفْيهِ السَّهْلَ والرُّحُبا
فداءُ نعلكَ معطى حظَّ مكرمة ٍ
أصغَى إلى المَطْلِ حتَّى باعَ ما وَهَبَا!
إني وإنْ كانَ قَوْمٌ ما لَهُمْ سَبَتٌ
إلا قضاءٌ كفاهُمْ دونيَ السببا
لَمُضْمِرٌ غُلَّة ً في القَلْبِ يُضرِمُهَا
أَنّي سَبَقْتُ وتُعطي غيريَ القَصَبَا
إحفظْ وسائلَ شِعْرٍ فيكَ ما ذَهَبَتْ
خَواطِفُ البَرْقِ إلاّ دُونَ ما ذَهَبا
يغدونَ مغترباتٍ في البلادِ فما
يزلنَ يؤنسن في الآفاقِ مغتربا
فلا تضعها فما في الأرضِ أحسنُ منْ
نَظُمِ القَوَافِي إذا ما صادَفَتْ حَسَبَا
إنْ أنت لم تكُ عدلَ الحقِّ تنصفُه
لم نَرْجُ بعدَكَ خَلْقاً يُنصٍفُ الأدَبا
العصر العباسي >> أبو تمام >> صبراً على المطلِ مالم يتلهُ الكذبُ
صبراً على المطلِ مالم يتلهُ الكذبُ
رقم القصيدة : 16085
-----------------------------------
صبراً على المطلِ مالم يتلهُ الكذبُ
فللخطوبِ إذا سامحتَها عقبُ
على المَقادِيرِ لَوْمٌ إنْ رُمِيتُ بهِ
منْ عادلٍ وعليَّ السعيُ والطلبُ
يا أيُّها المَلِكُ النّائِي بِرُؤْيتِهِ
وجودُه لمرجي جودهِ كثبُ
ليسَ الحِجابُ بِمُقْضٍ عنكَ لي أملاً
إن السماءَ تُرَجَّى حينَ تحتَجبُ
مادُونَ بابِكَ لي بابٌ ألُوذُ بهِ
ولا وراءَكَ لي مثوى ً ومطلبُ(12/72)
يا خيرَ منْ سمعتْ أذنٌ بهِ ورأتْ
عَيْنٌ ومَنْ ورَدَتْ أبوابَه العَرَبُ
أمَّا السُّكوتُ فمَطْوِيُّ على عِدَة ٍ
وفي كلامِكَ غُرُّ المالِ يُنْتَهَبُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ليسَ يَدْرِي إَلاَّ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ
ليسَ يَدْرِي إَلاَّ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ
رقم القصيدة : 16086
-----------------------------------
ليسَ يَدْرِي إَلاَّ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ
أيُّ شيءٍ تطوى عليهِ الصدورُ !
وَيقُولونَ إنَّكَ المَرْءُ بالغَيْ
ـبِ محامٍ عن الصديقِ نصورُ
فإذا جئتُ زائراً حجبتْ وجْ
ـهَكَ عنّي كآبَة ٌ وبُسُورُ
فَتَطَلَّقْ معَ العَناية ِ إنَّ البِشْـ
ـرَ في أكثر الأمورِ بشيرُ
إنَّ في البشْرِ رَوْضَة ً فإذا كا
نَ ببذلٍ فروضة ٌ وغديرُ
فاقسِمِ اللَّحْظَ بينَنا إنَّ في اللَّحـ
ـظ لعنوانُ ما يجنُّ الضميرُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> صدفتْ لهيا قلبيَ المستهترِ
صدفتْ لهيا قلبيَ المستهترِ
رقم القصيدة : 16087
-----------------------------------
صدفتْ لهيا قلبيَ المستهترِ
فبقيتُ نهبَ صبابة ٍ وتذكُّرِ
غابَتْ نُجومُ السَّعدِ يومَ فِراقِها
وأساءَتِ الأَيَّامُ فيها مَحْضرِي
في كلِّ يومٍ في فؤادي وقعة ٌ
لِلشَّوْقِ إلاّ أَنَّها لم تُذْكَرِ
أرني حليفاً للصبا جارى الصبا
في حلبة ِ الأحزانِ لم يتفطرِ !
أَمَّا الذي في جِسْمِهِ فسَلِ التي
هَجَرَتْهُ وهْوَ مُواصِلٌ لم يَهْجُرِ
صَفْراءُ صُفْرَة َ صِحَّة ٍ قَدْ رَكَّبْتْ
جثمانه في ثوبِ سقمٍ أصفرِ
قتلَتْهُ سِرّاً ثم قالَت جَهْرة ً
قولَ الفرزدقِ لا بظبيٍ أعفرِ
نَظرَتْ إليهِ فَما استَنمَّتْ لَحْظَها
حتى تمنتْ أنها لم تنظرِ
ورأتْ شحوباً رابها في جسمهِ
ماذا يريبكِ من جوادٍ مضمرِ ؟!
غَرَضُ الحَوَادِثِ ما تَزالُ مُلِمَّة ٌ
ترميهِ عن شزنٍ بأمِّ حبوكرِ
سدكتْ بهِ الأقدارُ حتى إنها
لتكادُ تفجأهُ بما لم يقدُرِ
ما كفَّ من حربِ الزمانِ ورميهِ(12/73)
بالصَّبْرِ إلاَّ أَنَّه لم يُنْصَرِ
ما إِنْ يَزالُ بجد حَزْمٍ مُقْبلٍ
مُتَوَطئاً أعقَابَ رِزْقٍ مُدْبِرِ
العيشُ تعلمُ أنَّ حوباً واتها
ريخٌ إذا بلغتكَ إنْ لم تنحرِ
كمْ ظهرِ مرتٍ مقفرٍ جاوزتُه
فحللتُ ربعاً منكَ ليسَ بمقفرِ
بنداكَ يوسى كلُّ جرحٍ يعتلي
رأبَ الأساة ِ بدردبيسٍ قنطرِ
جودٌ كجودِ السيلِ إلا أنَّ ذا
كَدِرٌ وأَنَّ نَداكَ غَيْرُ مُكَدَّرِ
الفطرُ والأضحى قد انسلخا ولي
أملٌ ببابكَ صائمٌ لم يفطرِ !
عامٌ ولم ينتجْ نداكَ وإنَّما
تتوقعُ الحبلى لتسعة ِ أشهرِ !
جِشْ لي بِبَخْرِ واحدٍ أغرقكَ في
مَدْحٍ أجش له بسبعة ِ أبْحُرِ
قَصرْ ببَذْلِكَ عُمْرَ مطْلِكَ تَحْوِلي
حَمْداً يُعَمرُ عُمْرَ سَبْعة ِ أنْسُرِ
كمْ من كثيرِ البذلِ قدْ جازيتُه
شُكْراً بِأطيبَ مِنْ نَدَاهُ وأكْثَرِ
شَرُّ الأوائِلِ والأواخرِ ذِمَّة ٌ
لم تصطنعْ وصنيعة ٌ لم تشكرِ
لا تُغْضِبنَّكَ مُنْهِضَاتي إنَّها
مَدْخُورة ٌ لكَ في السقاءِ الأوْفَرِ
أفدِيكَ مُورِقَ مَوْعِدٍ لم يَفْدِني
مِنْ قَوْلِ باغٍ أنَّهُ لم يُثمِرِ
قدْ كدتُ أنْ أنسى ظماءَ جوانحي
منْ بعدِ شقة ِ موردي عنْ مصدري
وَلِئن أردْتَ لأعْذرنَّك مُجْمِلاً
والعَجْزُ عِنْدِي عُذْر غيْرِ المُعْذِرِ
ما إِنْ أَرَاني مادِحاً ومُعاتِباً
إلاّ وقَدْ حَرَّرْتُ فيكَ فحَررِ
واعلمْ بأني اليومَ غرسُ محامدٍ
تَزكُو فَتْجنِيها غَداً في العَسْكَرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ضاحكن من أسفِ الشباب المدبرِ
ضاحكن من أسفِ الشباب المدبرِ
رقم القصيدة : 16088
-----------------------------------
ضاحكن من أسفِ الشباب المدبرِ
وبكينَ منْ ضحكاتِ شيبٍ مقمرِ
ناوَشْنَ خَيْلَ عَزيمَتي بِعَزيمَة ٍ
تركتْ بقلبي وقعة ً لم تنصرِ
ولقدْ بلونَ خلائقي فوجدنني
سَمْحَ اليدينِ بِبَذْلِ وُدَّ مُضْمَرِ
يَعْجَبْنَ مني أَنْ سَمَحتُ بِمُهْجَتي
وكَذَاكَ أَعجبُ مِنْ سَماحَة ِ جَعْفَرِ
ملكٌ إذا الحاجاتُ لذنَ بحفوهِ(12/74)
صَافَحْنَ كَفَّ نَوَالِهِ المُتَيسرِ
مَلِكٌ مَفاتِيحٌ الرَّدَى بِشمالِه
ويمينهُ إقليدُ قفلِ المعسرِ
مَلِكٌ إِذا ما الشَّعْرُ حارَ ببلدة ٍ
كانَ الدّليلَ لِطَرْفِه المُتَحَيرِ
يا مَنْ يُبِشرُني بأَسْبَابِ الغِنى
منه بشائرُ وجههِ المستبشرِ
إفْخَرْ بجُودِكَ دُونَ فَخْرِكَ إِنَّما
جدواكَ تنشرُ عنكَ مالم تنشرِ
إني انتجعتكَ يا أبا الفضلِ الذي
بالجُودِ قَرَّبَ مَوْرِدي مِنْ مَصْدَرِي
عشْ سالماً تبني العلا بيدِ الندى
حتَّى تكونَ مُنَاوِئاً لِلْمُشْيَرِي
إني أرى ثمرَ المدائحِ يانعاً
وغُصُونَها تَهتَزُّ فوقَ العُنْصُرِ
لولاكَ لم أخلعْ عنانَ مدائحي
أبداً ولم أفتحْ رتاجَ تشكري
ولَقَلَّمَا عَبَّيْتُ خَيْلَ مَدَائِحي
إِلاَّ رَجَعْتُ بِهِنَّ غيرَ مُظَفَّرِ
أولم يكنْ وطني بأرضكَ والهوى
بدِمشْقَ يَرْتَعُ في دِيارِ البُحْتُرِي
وأَعُوذُ باسمِكَ أَنْ تكونَ كعارَضٍ
لا يرتجى وكنابتٍ لم يُثمرِ
واعلمْ بأني لم أقمْ بكَ فاخراً
لكَ مادِحاً في مَدْحِهِ لم أُنْذِرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إِمّا حَجَجْتَ فَمَقْبُولٌ وَمَبْرُورُ
إِمّا حَجَجْتَ فَمَقْبُولٌ وَمَبْرُورُ
رقم القصيدة : 16089
-----------------------------------
إِمّا حَجَجْتَ فَمَقْبُولٌ وَمَبْرُورُ
مُوَفَّرُ الحظ مِنْكَ الذَّنْبُ مَغْفُورُ
قضيتُ من حجة ِ الإسلامِ واجبها
ثمَّ انصرفتَ ومنكَ السعيُ مشكورُ
إلا كتاباً لنا قد كنتَ جدتَ بهِ
فضَّ الختامُ وفحوى لفظهِ زورُ
فتبْ إلى اللهِ من تحقيقِ باطلِهِ
فأنتَ إنْ تبتَ عندَ اللهِ معذورُ !
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> لا تحاول
لا تحاول
رقم القصيدة : 1609
-----------------------------------
لا تحاولْ
إنها الحكمة ُ أنْ تُخفِقَ في كلِّ المسائلْ
إنهُ حظُّكَ .....أنْ يقتلكَ الناسُ وأنْ تأتي على أنكَ قاتلْ
لا تحاولْ
إنهُ عَجْزٌ إذا حاولتَ أنْ تشرحَ للبحرِ
تواريخَ السواحِلْ(12/75)
إنهُ عَجْزٌوقد حاولتَ حتى انكسرتْ منكَ
قويّاتُ المفاصِلْ
إنه عَجْزٌ فإنْ حاولتَ أنْ تبعثَ روحًا فيكَ
قد تصْبِحُ جاهلْ
لا تحاولْ
روحُكَ الخضراءُ ماتتْ فيكَ
والأحْلامُ لنْ تعْطِيكَ...حتى القِشرَ مِن حقل ِالسنا بلْ
إقبلْ القسمة َ....كنْ محترمًا أو بعضَ عاقلْ
حيثُ أنّ القدرَ الواقفَ في بابِكَ لنْ يُعطيك
مهما كثرتْ منكَ الوسائلْ
لا تحاولْ
أغلقْ البابَ على نفسِكَ واصْمُتْ
مثلما يَصْمُتُ في الريح ِالشجرْ
اغلقْ البابَ على نفسِكَ من حُزن ٍعلى ماض
ومِن خوفٍ على مُسْتقبل ٍ حفَّ بهِ ألفُ خطرْ
جفَّ شِريانُكَ يا هذا وأصبحتَ شبيهًا بحَجَرْ
اغلقْ البابَ على نفسِك و احذرْ
ناقة َالبدْو ِ وثعبانَ الحَضَرْ
وصديقاً ربَّما تحسَبُهُ الناسُ لأيّامِكَ لو تقسُو
وأيّامِي إذا ما جَنحتْ كانَ صديقي
قدري الأشرسَ مِن أيِّ قدَرْ
وصديقاً خنقتْهُ غيرَة ٌ مِنكَ وفي وجْهِكَ مِنْ حِقدٍ
تشضّى وانفجَرْ
وصديقاً كان مِن أيامِكَ السوداءِ أدهى و أمَرْ
وصديقاً ضَلَّ...كم يغلي وكم عضَّ الأنامِلْ
ضجرًا يغلي لأنّي لم أزلْ رغمَ سقوطي مُتفائلْ
حيثُ حاولت ُ و حاولتُ ومازلتُ أُحاولْ
كنتُ أرجو مِن علاقاتي ُرقِيّاً وتكامُلْ
كنتُ لو قالوا بأنَّ الحبَّ والأشواقَ زيفٌ
يعتريني ألمٌ حتى المفاصِلْ
وإذا قالوا ..... الصداقاتُ نفاقٌ
أتحَدّاهمْ بصَحْبي و أماطِلْ
وأخيرًا حيثُ لمّا قد تغرّبْتَُ و هزّتنِي الزلازلْ
فإذا قلتُ أنا عندي صديقٌ واحدٌ
فأنا إنْ لم أُنافِقْ فأُجامِلْ
غربة ٌ يُزْعِجُها جدًّا وجودي
والذي يُزعِجُها أنّي أُفكرْ
غربة ٌ حُبْلى بإعصارٍ قويّ ٍ و مُدَمِّرْ
أجِّلْ الصرخة َ فالموعدُ مكتوبٌ
وساعاتُ أعاديكَ تقصِّرْ
أجِّلْ الصرخة َ مازلتَ شجاعاً
والشجاعُ القاهرُ الدنيا متى شاءَ ُيقرِّرْ
ومتى شاءَ يُكبِّرْ
ومتى شاءَ ومَنْ شاءَ يُصَغّرْ
لا يُهِمُّ القِرشَ ما معركة ُالبَحْر ِ
وعنْ ماذا ستسفِرْ(12/76)
إنّما القرشُ وإنْ غطاهُ موجُ البَحْرِ
فِي داخِلِهِ يَبْقَ المُسَيْطِرْ
فعلامَ القلقُ القاهرُ
والفرصة ُ قدْ تأتي وللأمْرِ مُدَبِّرْ
وعلامَ اليأسُ والأيّامُ أشواط ٌ
وما أدراكَ فالوقتُ مُبَكرْ
منذ عامين ِ... وأتباعُكَ في رأسِكَ تلهو و تُنَظِّرْ
منذُ عامين ِ وأيامُكَ تعطيكَ الذي ترجوهُ
لكنْ لنْ تريدَهْ
منذُ عامين ِ... ولم تكتبْ قصيدَهْ
منذُ عامين ِ
وكم غابتْ جراحٌ وجراحٌ ظهرتْ فيكَ جَديدَهْ
منذ عامين ِ
وتأريخُكَ مَجْهولٌ.. وضيّعْتَ سراياكَ العديدَهْ
منذ عامينِ
وأرقامُكَ أرقامٌ
وزوّارُكَ جُلا ّسٌ على نفس ِ الحديدَهْ
منذ ُ عامين ِ
وأقلامُكَ تشكو مِن جَفافِ الحبْرِ
والأوراقُ بيضاءُ جديدَهْ
منذ عامين ِ....... وأخلاقكَ ما عادَتْ حَمِيدَهْ
منذ ُعَامين ِتغيَّرْتَ كثيرًا
يا لِذلِّ الملكِ الواقفِ يستجدي عبيدَهْ
منذُ عامين ِ... وأرقامُكَ صِفْرٌ
والذي عندكَ لا تعرفُ في السوق ِ رصيدَهْ
إنها حقاً مكيدَهْ
وعليكَ الآنَ أنْ تخرُجَ مِنْ جُحْر ٍ
وأنْ تخفي المسائلْ
وتحاولْ
وتحاولْ
وتحاولْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
رقم القصيدة : 16090
-----------------------------------
أبا عليٍّ لصرفِ الدهرِ والغيرِ
وللحوادثِ والأيامِ والعبرِ
أذكرتني أمرَ داودٍ وكنتُ فتى ً
مُصَرَّفَ القَلْبِ في الأَهْواءِ والفِكَرِ
إنْ أنتَ لمْ تتركِ السيرَ الحثيث إلى
جآذِرِ الرُّومِ أَعنَقْنا إِلى الخَزَرِ!
أَعندَكَ الشَّمْسُ قد رَاقَتْ مَحاسِنُها
وأَنتَ مُشْتَغِلُ الأَحشاءِ بالقَمَرِ !
إنَّ النفورَ له عندي مقرُّ هوى ْ
يحلُّ مني محلَّ السمعِ والبصرِ
ورُبّ أَمنعَ مِنْهُ جَانِباً وحِمى ً
أمسى وتكتُهُ مني على خطرِ
جردتُ فيه جنودَ العزمِ فانكشفتْ
عنه غيابتها عن نيكة ٍ هدرِ
سُبْحانَ مَنْ سَبَّحَتْهُ كُلُّ جارِحة ٍ
ما فيكَ من طمحانِ الأيرِ والنظرِ(12/77)
أَنتَ المُقِيمُ فما تَغْدو رَوَاحِلُهُ
وأَيْرُه أَبداً مِنه على سَفَرِ!(12/78)
العصر العباسي >> أبو تمام >> ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ
ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ
رقم القصيدة : 16091
-----------------------------------
ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ
مِنْ دُونِهِ شَرَقٌ مِنْ خَلْفِهِ جَرَضُ
ما ماءُ كَفكَ إِنْ جادَتْ وإِنْ بَخِلَتْ
مِنْ مَاءِ وَجْهِي إِذا أَفْنَيْتُه عِوَضُ
أرى أموركَ موطوآتُها رمضٌ
إذا سلكنً وممهوراتُها فضضُ
إني بأيسرِ ما أدنيتُ منبسطٌ
كما بِأَيْسَرِ ما أُقْصِيتُ مُنْقَبِضُ
أجرِ الفراسة َ منْ قرني إلى قدمي
ومَشهَا حيثُ لا عُثْرٌ ولا دَحَضُ
تنبئكَ أنيَ لا هيابة ٌ ورعٌ
عن الخطوبِ ولا جثامة ٌ حرضُ
من أشتكي وإلى من أعتزي وندى
مَنْ أَجْتَدِي كلُّ أَمري فيكَ مُنْتَقِضُ
مَودَّة ٌ ذَهَبَتْ أَثمارُها شُبَهٌ
وهمة ٌ جوهرٌ معروفها عرضُ
أَظنُّ عندَكَ أَقواماً وأَحسَبُهُمْ
لم يَأْتَلُوا فيّ ما أَعدُوا وما رَكَضُوا
يرمونني بعيونٍ حشوها شررٌ
نَواطِقٌ عن قُلُوبٍ حَشْوَها مَرَضُ
لَوْلا صُبَابَة ُ عِرْضِي وانتظارُ غَدٍ
والظمُ حتمٌ عليَّ الدهرَ مفترضُ
لما فككتُ رقابَ الشعرِ عن فكري
ولا رِقَابَهُمُ إِلاّ وهُمْ حُيُضُ!
أَصبَحْتُ يَرْمي نَبَاهَاتِي بِخَامِلِه
مَنْ كُلُّه لِنِبالي كلَّها غَرَضُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وأَخٍ أَملَى عليهِ اختِلاطُ الدَّ
وأَخٍ أَملَى عليهِ اختِلاطُ الدَّ
رقم القصيدة : 16092
-----------------------------------
وأَخٍ أَملَى عليهِ اختِلاطُ الدَّ
هْرِ طُولَ التَّقْلِيبِ والتَّصْرِيفِ
أصحلتْهُ ليَ المروءة ُ حتى
أفسدتْهُ استطالة ُ المعروفِ
بَغَّضَتْهُ الأَيَّامُ مَدْحي فَأَعْفَى
شكريَ الجزلُ من نداهُ الطفيفِ !
ليسَ جدعُ الأنوفِ جدعاً ولكنْ
بعضُ منْ نصطفيهِ جدعُ الأنوفِ ؟
لو بأسدِ العريفِ نيطتْ عرى المنِّ
لَذَلَّتْ رِقابُ أُسْدِ العَرِيفِ!
وطري في فجاءة ِ الردِّ ما يعـ
ـلُم مِنْ هِمَّة ٍ ونَفْسٍ عَزُوفِ(13/1)
ضئضئي منْ بني عديّ بن عمرٍو
غيرَ أَنّي في مِثْلها مِنْ ثَقِيفِ
لا تتهْ إنْ أطالَ هزَّكَ مدحي
واعذِرَنْ لستَ بعدَها مِنْ سُيُوفي!
العصر العباسي >> أبو تمام >> نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
رقم القصيدة : 16093
-----------------------------------
نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا
نظرُ الزمانِ إليه قطعَ دونهُ
نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا
ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي
لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا
لمّا تفوفتِ الخطوبُ سوداها
ببياضها عبثتْ بهِ فتفوفا
ما كان يَخْطُرُ قبل ذا في فكرِهِ
في البدرِ قبل تمامِهِ أنْ يكسفا
يا ظبية َ الجزعِ الذي بمحجرٍ
تَرْعَى الكِبَاثَ مُصيفة ً والعُلَّفا
تقرؤ بأسفلهِ ربولاً غضة ً
وتقيلُ أعلاه كناساً أجوفا
أتبعتَ قلبي لوعة ً كانَتْ أسى ً
تبعتْ أماني منكَ كانَتْ زخرفا
كمْ من شماتة ِ حاسدٍ إنْ أنتَ لم
تُخْلِفْ رَجاءَ المُرْتَجِي أَنْ تُخْلِفا
لا تَنْسَ تِسْعَة َ أَشهُر أَنْضيَيْتُها
دأباً وأنضتني إليكَ ونيفا
بِقَصائدٍ لم يُرْوِ بَحْرُكَ وِرْدَها
ولو الصَّفا ورَدَتْ لَفَجَّرَتِ الصَّفَا!
للهِ أيُّ وسيلة ٍ في أولٍ
أَقوَى ولكنْ آخِراً ما أَضْعَفا!
إني أخافُ بلحظتي عقباكَ أنْ
تُدْعَى المَطُولَ وأَنْ أُسَمَّى المُلْحِفا
قَدْ كانَ أَصغرَ هِمَّتِي مُسْتَصْغِراً
عِظَمَ الرَّبيعِ فصِرْتُ أَرضَى الصَّيفا
هبَّتْ رياحُكَ لي جنوباً سهوة ً
حتى إذا أَوْرَقْتُ عادتْ حَرْجَفا
إنْ أنتَ لم تفضلْ ولم تر أنني
أهلٌ له فأنا أرى أنْ تنصفا
ما عذرُ منْ كانَ النوالُ مطيعه
والطبعُ مِنه أَنْ يَراه تَكَلُّفَا !
أسرفتَ في منعي وعادتكَ التي
منعتْ عنانَكَ أنْ تجودَ فتسرِفا
اللَّهُ جَارُكَ أَنْ تَحُولَ وأَنْ يَهِي
ما سَلَّفَ التأْميلُ فيكَ وخَلَّفا
لا تَصْرِفَنَّ نَدَاكَ عَمَّنْ لم يَدَعْ
للقولِ فيكَ إلى سواكَ تصرُّفا(13/2)
ثَقفْ فَتِيَّ في الجُودِ تَلْقَ قَصَائِداً
لاقتْ أوابدُهنَّ فيكَ مثقَّفا
لا تَرْضَ ذَاكَ فَتُسْخِطَنَّ أَوَابداً
هَزَّتْكَ إِلاَّ أَنْ تُصِيبَكَ مُرْهَفا
أَفْنِ التَّظَنُّنِ بالتَّيَقُّنِ إِنَّه
لم يفنَ ما أبقى الثناءَ المضعفا
كم ماجدٍ سمحٍ تناولَ جودَه
مطلٌ فأصبحَ وجهُ نائلِهِ قفَا !
لم آلُ فيكَ تعسفاً وتعجرفاً
وتأَلُّقاً وتَلَطُّفاً وتَظَرُّفا
وأَراكَ تَدْفَعُ حُرْمَتي فلَعَلَّني
ثَقَلْتُ غيرَ مُؤَنب فأُخَففا!
العصر العباسي >> أبو تمام >> نَطَقَتْ مُقْلَة ُ الفَتَى المَلْهُوفِ
نَطَقَتْ مُقْلَة ُ الفَتَى المَلْهُوفِ
رقم القصيدة : 16094
-----------------------------------
نَطَقَتْ مُقْلَة ُ الفَتَى المَلْهُوفِ
فتشكتْ بفيضِ دمعٍ ذروفِ
تَرجَمَ الدَّمْعُ في صَحائِفِ خَدَّيْـ
ـهِ سطوراً مؤلفاتِ الحروفِ
فَلَئِنْ شَطَّتِ الديَارُ وغَالَ الدَّهـ
ـرُ في آلفٍ وفي مألوفِ
وتبدَّلتُ بالبشاشة ِ حزناً
بعدَ لَهْوٍ في مَرْبَعٍ وَمَصِيفِ
فَعَزائي بأنَّ عِرْضِي مَصُونٌ
سَائِغُ الوِرْدِ والسَّماحُ حَليِفِي
ثمَّ علمي على حداثة ِ سني
بصروفِ الدهورِ والتصريفِ
راكبٌ للأمورِ في حلبة ِ الأيا
مِ للمنجياتِ أو للحتوفِ
ذُو اعِتَداءٍ على ثَراءِ فَتَى الجُو
دِ الشريفِ الفعالِ وابنِ الشريفِ
ليتَ شعري ماذا يريبُكَ منّي
ولقد فقتَ فطنة َ الفيلسوفِ
انتهزْ فرصة ً تسرُّكَ مني
باصطناعِ الخَيْرَاتِ والمَعْرُوفِ
أنا ذو منطقِ شريفٍ لإعطا
ءٍ منطقٍ لمنعٍ عفيفِ
ما أبالي إذا عنتكَ أموري
كيفَ أنحتْ عليَّ أيدي الصروفِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وأَخٍ بَشِعْتُ بِعُرْفِهِ ومَذَاقِهِ
وأَخٍ بَشِعْتُ بِعُرْفِهِ ومَذَاقِهِ
رقم القصيدة : 16095
-----------------------------------
وأَخٍ بَشِعْتُ بِعُرْفِهِ ومَذَاقِهِ
ومَلِلْتُ عُنْفَ قِيَادِهِ وسِياقِهِ
فَمَنَحْتُهُ بعدَ الوِصَالِ قَطِيعَة ً
شدَّتْ على الزفراتِ عقدَ نطاقِهِ(13/3)
فاذهبْ فكمْ فارقتُ قبلكَ صاحباً
عَايَنْتُ شَخْصَ الجَوْرِ في حِمْلاقِهِ
لو مُتُّ لم تَعْدِلْ وفاتُكَ بَغْتَة ً
حُلْماً يُخَوفُني بِيومِ فِراقِهِ
حَشَمُ الصَّدِيقِ عُيُونُهُمْ بَحَّاثَة ٌ
لصديقهِ عنْ صدقة ِ ونفاقهِ
فلينظرنَّ المرءُ منْ غلمانِهِ
فَهُمُ خَلائِقُهُ على أَخلاقِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا
أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا
رقم القصيدة : 16096
-----------------------------------
أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا
ماذا الذي باللهِ أنتَ دهاكا !
أغنى ً ظفرتَ بهِ فإني في غنى ً
منْ نعمة ِ اللهِ التي أعطاكا
بَلْ لا نَسِيتَ- ولا أَلُومُكَ- خُلَّتي
ولئن فعلتَ لحادثٌ أنساكا
ستلومُ يوماً سوءَ رأيكَ إنَّه
رَأْيٌ غَوِيٌّ طالمَا أَردَاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ
شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ
رقم القصيدة : 16097
-----------------------------------
شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ
مَكارِمَ تَبْهَرُ الشَّرَفَ الطُّوَالا
إذا حرَّ الزمانُ حرتْ أيادي
نداهُ فغشتِ الدنيا ظلالا
وإِنْ نَفْسُ امرئٍ دَقَّتْ رَأَيْنا
بعرصة ِ جودهِ كرماً جلالا
وقاكَ الخطبَ قومٌ لم يمدَّوا
يميناً للفعالِ ولا شمالا
أَحينَ رَفَعْتَ مِنْ نَظَرِي وعادَتْ
حويلي في ذراكَ الرحبِ حالا؟
وَحَفَّتْ بي العَشَائِرُ والأَقَاصي
عيالاً لي وكنتُ لهمْ عيالا؟
فَقَدْ أَصْبَحْتُ أَكثَرَهُمْ عَطاءً
وقبلكَ كنتُ أكثرهُمْ سؤالا
إذا شفعوا إليَّ فلا خدوداً
يَقُونَ مِنَ الهَوانِ ولا نِعَالا
أُتَعْتِعُ في الحَوائِجِ إِنْ خِفافاً
غَدَوْتُ بِها عليكَ وإِنْ ثِقَالا
إذا ما الحاجة ُ انبعثتْ يداها
جلعتَ المنعَ منكَ لها عقالا
فَأينَ قَصائِدٌ لي فيكَ تَأْبَى
وتأنفُ أنْ أهانَ وأنْ أذالا؟
منَ السحرِ الحلالِ لمجتنيهِ
ولم أَرَ قبلَها سِحْراً حَلالا(13/4)
فَلا يَكْدُرْ غَدِيرُكَ لي فإِني
أمدُّ إليكَ آمالاً طوالا
وَفِرْ جاهي عليكَ فإِنَّ جَاهاً
إذا ما غَبَّ يوماً صارَ مالا
العصر العباسي >> أبو تمام >> قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما
قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما
رقم القصيدة : 16098
-----------------------------------
قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما
يشبهُ المنعَ باحتباسِ الرسولِ
وافتَضَحْنَا عندَ الزَّبيبِ بِما صَحَّم
لديهِ من قبحِ وجهِ الشمولِ
فَاجَأَتْنَا كَدْرَاءُ لم تُسْبَ مِنْ تَسْم
ـنيمِ جريالها ولا سلسبيلِ
مِنْ عُقارٍ لا ريحُها نَفْحة ُ المِسْـ
ـكِ ولا خدُّها بخدِّ أسيلِ
لا تهدى سبلَ العروقِ ولا تنسلُّ
في مِفْصَلٍ بَغَيْرِ دَليلِ
وهيْ نَزْرٌ لَوْ أنَّها مِنْ دُمُوعِ الصَّبم
لم تشفِ منه حرَّ الغليلِ
وكأنَّ الأناملَ اعتصرتْها
بعدَ كَدٍّ مِنْ مَاءِ وَجْهِ البَخِيلِ!
احتِسَاباً بّذْلتَها أَمْ تَصدَّقْـ
ـتَ بها رحمة ً على ابنِ السبيلِ ؟!
قد كتبنا لكَ الأمانَ فما تُسـ
ـأَلُها عُمْرَ ذا الزَّمَانِ الطَّوِيلِ
كَمْ مُغَطَّى قدِ اختَبَرْنَا نَدَاهُ
واعتَبَرْنَا كَثيرَهُ بِالقَلِيلِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ
عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ
رقم القصيدة : 16099
-----------------------------------
عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ
عني وأَنْتَ بِوَجْهِ فِعْلِكَ مُقْبِلُ !
برٌّ بدأتَ بهِ ودارٌ بابُها
للخلقِ مفتوحٌ ووجهكَ مقفلُ
أو لا ترى أنَّ الطلاقة جنة
من سوء ما تجني الظنونُ ومعقلُ
حَلْيُ الصَّنِيعَة ِ أنْ يكونَ لِرَبَّها
لَفْظٌ له زَجَلٌ وَطَرْفٌ قُلْقُلُ
ومَوَدَّة ٌ مَطْوِيَّة ٌ مَنْشُورَة ٌ
فيها إلى إنجاحِها متعللُ
إنْ تعطِ وجهاً كاسفاً منْ تحته
كرمٌ وحلمُ خليقة ٍ لا تجهَلُ
فَلَرُبَّ سارِيَة ٍ عليكَ مَطِيرة
قَدْ جادَ عارِضُها وما يَتَهَلَّلُ!
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> الغيمة الزرقا(13/5)
الغيمة الزرقا
رقم القصيدة : 161
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يقولون الشعر وصل القلم والصفحه الطرقى
وانا اقول الشعر قدح الخيال ونار صوانه
حبيبي والبحر سور التراب ودفتر الغرقى
لو اني ماكتبتك لامني ملحه ومرجانه
حبيبي لاهمت حبر العروق الغيمه الزرقا
على رمل الورق دمي سحاب هل هتانه
حبيبي كل ماذعذع جفاك وناحت الورقى
يتل البال قلبي واهدي السجات جنحانه
حبيبي وانت مرقاب الشجون وهاجس المرقى
ترى كلٍ يموت الا الوفي بعيون خلانه
حبيبي والجروح اللي سببها ليلة الفرقا
ضما يدها الوصال اليا ظما المحروم حرمانه
حبيبي لو يسامحك البحر وتبيحك الغرقى
أنا ما اسامحك لو لامني ملحه ومرجانه
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> بغداد في الليل
بغداد في الليل
رقم القصيدة : 1610
-----------------------------------
حَدَّثي بَغدادُ عن ذِكرى هَوانا
كُلما ضَمتْ شواطيكِ الحِسانا
حَدثيهنَّ وقُولي: إنها
ليلة ٌ حَمراءُ.. فاضَتْ أرجُوانا
حَدثي فالحُبٌ أشهى ما يَرى
أن تقولي: ههنا كانتْ.. وكانا
ههنا (نجدٌ) أفاقتْ من كرى
ليلةٍ, طالتْ على الحُبًّ زمانا
أطبقتْ أجفانها في ساعة
أطبقَ التُربُ على (قيسٍ) مُهانا
وأفاقتْ بَعدَ ألفٍ فإذا
بالثرى يَعبَقُ حُباً وحَنانا
وإذا (قيسُ وليلى) نِبتَة
تُثمِرُ الحبَّ الذي تَجني يَدانا
حَدَّثي بغدادُ عن ليلِي إذا
ضاقَ بالغيدِ (النُوَاسيٌ) مَكانا
وإذا ألهبَ أهلِيهِ الهوى
فآستحال السَمرُ الحُلوُ دُخانا
وإذا مَرتْ عليهم ساعةً
يَعجَزُ الحبَّ بها عن أنْ يُصانا
ويَحارُ الصَمْتُ:هل رنَّت به
قُبلة ٌ؟!.. هل غَدَرَ الحبُّ فخانا؟!
ليلة ٌ خيرٌ من (الالفِ) التي
أغْفَلتْ عن (شهرزادَ ) السيفَ آنا
لم يكُ (المهديٌ ) من فِتيانها
غَيرَ صَبَّ يترضى (الخيْزُرانا)
و (ابنُ هاني) سَادرٌ في غِيدِها
لم تكن بُغيتُهُ إلا (جِنانا)
كم بها من أذنٍ أسعَدها
أنْ وَعَدتْ نجوى الحبيبين ِ بيانا(13/6)
وثغورٍ ذهَلتْ عن نفسِها
وكراسيٌ-بلا قَصدٍ- تدانى
وفتاةٍ رَعشتْ من غيْرَةٍ
شفتاها.. إذ تلاقتْ شَفتانا
العصر العباسي >> أبو تمام >> إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى
إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى
رقم القصيدة : 16100
-----------------------------------
إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى
لِشَكيَ في شيءٍ عليهِ سَبِيلُ
وما زَالَ لي عِلْمٌ إذا ما نَصَصْتُهُ
كَثيرٌ بأنَّ الظَّرْفَ فيكَ قَليلُ
وإنْ يكُ عدا عن سواكَ إليكَ بي
رَحِيلٌ فلي في الأرض عنكَ رَحيلُ
أبى الحزمُ لي مكثاً بدارِ مضيعة ٍ
وعنسٌ أبوها شدقمٌ وجديلُ
أبعدَ التي ما بعدها متلومٌ
عليكَ لحرٍّ قلتَ أنتَ جهولُ ؟!
سأقطعُ أرسانَ العتابِ بمنطقٍ
قصيرُ عناءِ الفكرِ فيه طويلُ
وإنّ امرءاً ضَنَّتْ يداه على امرىء ٍ
بنيلِ يدٍ من غيرهِ لبخيلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ
إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ
رقم القصيدة : 16101
-----------------------------------
إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ
وافهمْ جعلتُ فداكَ غيرَ مفهَّمِ
إنَّ اصطناعَ العرفِ مالم توله
مستكملاً كالبردِ مالمْ يعلمِ
والشُّكْرُ ما لم تَسْتَتِرْ بِصَنِيعه
كالخَط تَقْرَأهُ وليسَ بِمُعْجَمِ
وتَفنُّني في القَوْلِ إكثَارٌ وقَدْ
أسرجتَ في كرمِ الفعال فألجمِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ
رقم القصيدة : 16102
-----------------------------------
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ
ولا تربُّ بغيرِ الواصلِ النعمُ
وفي الجَواهرِ أشبَاهٌ مُشَاكِلَة ٌ
وليسَ تَمْتَزِجُ الأنوَارُ والظُّلَمُ
وربَّ خطبٍ رمى إلفينِ فانصدعا
عَنِ المَوَدّة ِ والأسبَاب تلْتَئِمُ
يصورُ قلْبيَهما عَهدٌ يُجَددُه
طولُ الزمانِ ولا يغتالُه القدمُ
ذما العقوقَ وردا فضلَ حلمهما(13/7)
ورَاجَعا الوَصْلَ واستثْنَاهما الكَرمُ
كُنَّا وكنتَ على عَهْدٍ مَضَى سلَفاً
وفي عواقبِ حالِ القاطع الندمُ
لنا قريبانِ في قلبينِ ردَّهما
إلى الصَّفاءِ هَوًى باد ومُكْتَتَمُ
حتَّى إذا لم نَخَفْ نَقضَ الهَوَى وصَفَتْ
لنا المَودَّة ُ حتى ماؤُها سَجِمُ
ونحنُ في كنفي حالٍ مساعدة ٍ
كلٌّ على صبوة ِ العشاقِ معتزمُ
كواردِ الخمسِ شهرَ القيظِ جادَ له
حسيٌ ومدَّ عليهِ ظلَّه السلمُ
الهَتْكَ عَنْ حاجة ٍ ضَيَّعْتَ حُرْمتَها
ولاية ٌ ودواعي النفس تتهمُ !
أحِينَ قُمْتَ مِنَ الأيَّامِ في كَبِدٍ
كما أنارَ بنارِ الموقدِ العلمُ
أنشبتَ نفسكَ في ظلماءَ مسدفة ٍ
وأفسَدَتْكَ على إخوانِكَ النعَمُ !
دنيا ولكنها دنيا ستنصرمُ
وآخِرُ الحَيَوانِ المَوْتُ والهَرَمُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً
مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً
رقم القصيدة : 16103
-----------------------------------
مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً
فما بأذنِكَ عنْ أكرومة ٍ صممُ
لم تسقَ بعدَ الهوى ماءً على ظمأٍ
كَماءِ فافِية ٍ يَسْقِيكَها فَهِمُ
منْ كل بيتٍ يكادُ الميتُ يفهمُه
حُسْناً ويَحسُدُه القِرطَاسُ والقَلَمُ
مالي ومالكَ شبهٌ حينَ أنشدُه
إلا زهيرٌ وقدْ أصغى له هرمُ
بكلِّ سالكة ٍ للفكرِ مالكة ٍ
كأنَّهُ مستهامٌ أوْ بهِ لممُ
لآلِ سَهْلٍ أكُفٌّ كُلَّما اجتُدِيَتْ
فَعَلْنَ في المَحْلِ مالاتَفعلُ الديَمُ
قَوْمٌ تراهُمْ غَيارَى دُونَ مَجْدِهمُ
حتى كأنَّ المَعَالي عِنْدَهمْ حُرَمُ
إنَّ الزمانَ انثنى عني بغمتِه
وصدرُ حسرتِهِ يغلي ويضطرمُ
ما زالَ يَخضَعُ مُذْ أورقْتَ لي عِدّة ً
فكيفَ يَصنعُ لو قد أَثمَرتْ" نَعَمُ"
فأيقظِ الفعلَ يقضِ القولُ نومتهُ
وقد حكى سوءُ ظنٍّ أنَّ ذا حلمُ !
ولا تَقُلْ قِدَمٌ أزرَى بحاجتِه
ليسَ العُلا طَللاً يُزرِي بهِ القِدَمُ!(13/8)
العصر العباسي >> أبو تمام >> شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ
شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ
رقم القصيدة : 16104
-----------------------------------
شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ
وكيفَ يَختلِفانِ السَّاقُ والقَدَمُ
صَمْصَامَتِي اتهَمُوني في صِيانَتِها
هلْ كانَ عمروُ على الصمصامِ يتهمُ
سيفي الذي حدُّه منْ جانبي أبداً
ناب ومنْ جانبِ القومِ العدى خذمُ
ذقنا الصدودَ فلما اقتادَ أرسننَا
حنتْ حنينَ عجولٍ بيننا الرحمُ
سَيْعلَمُ الهَجْرُ أنَّا مِنْ إساءَتِه
وظلمِه بالوصالِ العذبِ ننتقمُ
أما الوجوهُ فكانَتْ وهيَ عابسة ٌ
أمَّا القلُوبُ فكانَتْ وهْيَ تبتسِمُ
سَعَايَة ٌ مِنْ رجال لا طَباخَ بِهِمْ
قالوا بما جهلوا فينا وما علموا
سعوا فلما تلاقت وحشنا زعمتْ
أخلاقُنا الغرُّ فينا غيرَ ما زعموا
فأَرْزَمتْ أنْفُسٌ قد كُنَّ واحِدَة ً
لِوالِد واحدٍ في أنْفهِ شَمَمُ
إنا خدمنا القلى جهلاً بنا وعمى ً
فاليومَ نحنُ جميعاً للرضا خدمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
رقم القصيدة : 16105
-----------------------------------
أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
ولا زالَ منْ حاربته داميَ الكلمِ
رَأَيْتُكَ تَرْعَى الجُودَ مِنْ كلِ وِجْهَة
وتبني بناءَ المجدِ في خطة ٍ النجمِ
وذا شيمٍ سهلية ٍ حسنية ٍ
رَئِيسيَّة ٍ صِيغَتْ مِنَ الجَبْرِ والحَطْمِ
إذا نَوْبَة ٌ نابَتْ أدَرْتُ صُروفَها
على الضَّخْم آراءً لَدَى الحادثِ الضَّخْمِ
يداكَ لنا شهرا ربيعٍ كلاهُما
إذا جفَّ أطرافُ البخيلِ من الأزمِ
ألذُّ مصافاة ً من الظلِّ والضحى
وأكرمُ في اللأواءِ عوداً من الكرمِ
ففيمَ تركتَ النصفَ في الودِّ بعدما
رآه الورى خيراً من النصفِ في الحكم؟
أَإيَّايَ جارَى القَوْمُ في الشعْر ضَلَّة ً
وقد عايَنُوا تلكَ القلائدَ مِنْ نَظْمِي !(13/9)
طلعتُ طلوعَ الشمس في كل تلعة ٍ
وأشرفْتُ إشرافَ السماكِ على الخَصْمِ
وما أنا بالغيرانِ منْ دونٍ جارِه
إذ أنا لم اصبحْ غيوراً على العلمِ
لصيقُ فؤادي مذْ ثلاثونَ حجة ً
وصيقلُ ذهني والمروحُ عنْ همي
أبى ذَاكَ صَبْرٌ لا يَقِيلُ على الأَذَى
فُواقاً ونَفْسٌ لا تَمرَّغُ في الظُّلْمِ
وإني إذا ما الحلمُ أحوجَ لاحياً
إلى سفهٍ أفضلتُ فضلاً على حلمي
تَظُنُّ ظُنونَ السُوءِ بي إنْ لَقِيتَنِي
ولا وتري فيما كرهتَ ولا سهمي
وتَجْزَعُ مِنْ مَزْحِي وَتَرْضَى قَصِيدَة ً
وقد أُخْرِجَتْ ألفاظُها مَخْرَجَ الشتْمِ
فإنْ تَكُ أحياناً شَدِيدَ شَكِيمَة
فإنكَ تمحوها بما فيكَ منْ شكمِ
وما خَيْرُ حِلْمٍ لم تَشُبه شَراسَة ٌ
وما خَيرُ لَحْمٍ لا يكونُ على عَظْمِّ
وهَلْ غَيْرُ أخلاقٍ كِرَامٍ تَكافأتْ
فَمِنْ خُلُق طَلْقٍ ومِنْ خُلُقٍ جَهْمِ !
نُجومٌ فهذا للضيَاءِ إذا بَدا
تجلَّى الدُّجَى عنه وذلكَ لِلرَّجْمِ
فإنْ لم تَطِيبَا لي جَمِيعاً فإنَّه
نَهى عُمَرٌ عَنْ أكْلِ أُدمَيْنِ في أدْمِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ
لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ
رقم القصيدة : 16106
-----------------------------------
لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ
لقطعتُ ما بيني وبينَ هشامِ
لا حرمة َ الأدبِ القديم يحوطُها
وأرَاهُ يَجْهلُ حُرْمَة َ الإِسلامِ
فكأنَّما كانَتْ مَودَّتُنا له
وإماؤنا حلماً من الأحلامِ
وتصرفُ الإخوانِ إنْ كشفتهمْ
ينسيكَ طولَ تصرفِ الأيامِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى
رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى
رقم القصيدة : 16107
-----------------------------------
رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى
تُرْدِفُه بالأبيضِ الصَّارِمِ
مَنْ نَامَ عن مَكْرُمَة عامِداً
فلستَ عنها الدهرَ النَّائِمِ
لم يُرَ في عِتْرَتِهِ مِثْلهُ
أنصَفَ لِلمَظلُومِ مِنْ ظالِمِ(13/10)
لكنَّه يَمطُلُ حقّاً مَضَى
بِه ليَ التَّسجيلُ مِنْ حاكِمِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى
ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى
رقم القصيدة : 16108
-----------------------------------
ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى
حتَّى يُسوَّدَ وَجْهُهُ في البِيدِ
وصَدَقتِ إِنَّ الرزْقَ يَطلبُ أَهَلُهُ
لكنْ بِحِيلَة ِ مُتْعَبٍ مَكْدُودِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> وعاذلٍ عذلته في عذله
وعاذلٍ عذلته في عذله
رقم القصيدة : 16109
-----------------------------------
وعاذلٍ عذلته في عذله
فظنَّ أني جاهلٌ من جهلهِ
ما غبنَ المغبونَ مثلُ عقلهِ
مَنٍ لكَ يوماً بأَخِيكَ كُلهِ؟
لبستُ ريعاني فدعني أبلهِ
رأيَ ابنِ دهرٍ غَرِقاً في خبلِهِ
أَعْلَمَ مِنْهُ بِحُداءِ إِبْلِهِ
قَدْ لَعِبَتْ أَيْدي النَّوَى بِشَمْلِهِ
مَمَتّعاً مُضْطَلِعاً بحِمْلِهِ
مُنْصَلِتاً كالسَّيْفِ عندَ سَلهِ
مَوْلُودَة ٌ هِمَّتُه مِنْ قَبْلِهِ
قد دانَ ذو الفضلِ له بفضلهِ
كالصَّابِ مَنْ يَذُقْه لا يُسْتَحْلِهِ
إلاّ بأَنْ يَسْكُنَ تحتَ ظِلهِ
مفيدُ جزلِ المالِ معطي جزلهِ
يحويهِ منْ حرامهِ وحلهِ
ويَجْعَلُ النائِلَ أدنَى سُبْلِهِ
وبلدٍ نائي المحلِّ محلهِ
رَميْتُه مِنَ السُّرَى بِنَبْلهِ
بيازلٍ مقابلٍ في بزلهِ
مثلي سرى في مثلهِ بمثلهِ
ومَلِكٍ في كِبْرِهِ ونُبْلِهِ
وسُوقِة ٍ في قَوْلهِ وفِعْلِهِ
بذلتُ مدحي فيه باغي بذلهِ
فَحَذَّ حَبْلَ أَمَلي مِنْ أصله
مِنْ بعد ما استعبدَني بمَطْلِهِ
ثمَّ أتى معتذراً بجهلهِ
ذا عنقٍ في المجدِ لم يحلهِ
يَعجَبُ مِنْ تعجُّبي وبُخْلِهِ
يَلحظني في جدهِ وَهَزْلِهِ
لَحْظَ الأَسيرِ حَلَقَاتِ كَبْلِهِ
حتى كأني جئتهُ بعزلهِ
يا واحِداً مُنْفرِداً بَعدْلِهِ
ألبسته الغنى فلا تملهِ
ما أضْيَعَ الغِمْدَ بغيرِ نَصْلِهِ
والشَّعْرَ ما لَمْ يَكُ عندَ أَهْلِهِ!(13/11)
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> الشمس الجريحة
الشمس الجريحة
رقم القصيدة : 1611
-----------------------------------
ذَكَرْتُكِ والأفقُ الخضيبُ تهالكتْ
على صدرهِ الشمسُ الجريحة ُ ترجُفُ
تُعفرُ خَدّاً في الثرى من تَذَلٌلٍ
وتمسحُ خداً بالدم ِ الحُرَّ يَنزفُ
يَصولُ عليها هاجمُ الليل ِ أصفراً
ويَرجعُ عنها وهو نشوانُ أسْدَف
كأنّ خُفوقَ السُحبِ فوق جبينِهِ
مُلونةً.. أعلامُ نضرٍ تُرفرف
وتَحسِبُ في ذَوْبِ الأصيلِ هِلالهُ
بَقيَّةَ سيفٍ من دم الشمسِ يَرعَفُ
ذكرتُكِ والشمسُ الجريحة ُ أسلمتْ
على الأفقِ رُوحاً للضحى تَتَلهٌفُ
وإذْ هَيّاتْ للنوم ِ أجفانَ قَريَتي
تباشِيرُ أحلام ٍ مِن الفجر ألطَفُ
فتغفو على حُلم ٍِ يُدرُّ ضُروعَها
وتصحو على حُلم ٍ به الزرعُ يُقطف
وتطبقُ جَفنَيها على حُلم شاعر ٍ
يَكادُ يُذيبُ الجمرَ ساعة َ يَذرف
لكَ اللهُ ياقلبي. ألليل ِ آخرٌ
وللشمس تبكي جُرحها مَنْ يُكفكِف؟
وللعين ِ.. مَنْ يَطوي اللظى عن جُفونها؟
وللحُلم ِ الطاغي بها مَنْ يُخففُ
لقد ضاق َ بالليل ِ انقباضاً ووحشة ً
-على وُسعهِ- صَدرُ الفضا المُتلهف
نَسِيتْكِ؟ حاشا كيف أنسى ليالياً
إلى مثلها قلبُ الضحى يَتشوف!!
وخِفةَ طَبْع ٍ لا أبيع ُ صَريحَها
بما في الورى مِن خِسةٍ تتَعفَّف
فكم نَزَوانٍ أشتهيةِ لأنٌه
مِن الحِلم-مَصنوعاً لدى البعض-أشرفُ
وكم مَسرح غنىّ عليه(مُمثل)
وبين يديه للخديعةِ مُصْحَفُ!!!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني
أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني
رقم القصيدة : 16110
-----------------------------------
أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني
بِما شَرِبَتْ مِشْروبَة ُ الرَّاحِ مِنْ ذِهْني
غدتْ وهيَ أولى من فؤادي بعزمتي
ورحتُ بما في الدنِّ أولى من الدنِّ
بُدورُ المُظْلِماتِ إِذا تَنَادَوْا
هي عزمة ٌ كالسيفِ إلا أنها
جعلتْ لأسبابِ الزمانِ قضوبا
لقدْ تركتني كأسها وحقيقتي(13/12)
محالٌ وحقٌّ من فعاليَ كالظنِّ
يهدُّ أركانَ الجبالِ هدا
هي اختدعتني والغمامُ ولم أكنْ
بأَوَّلَ مَنْ أَهدَى التَّغَافُلَ لِلدَّجْنِ
إذا اشتَعَلَتْ في الطّاسِ والكاسِ نارُها
صليتُ بها منْ راحتي ناعمٍ لدنِ
قرينُ الصبا في وجنتيهِ ملاحة ٌ
ذَكَرْتُ بها أَيَّامَ يُوسُفَ في الحُسْنِ
إذا نحنُ أومأنا إليهِ أدارها
سُلافاً كماءِ الجَفْنِ وَهْيَ مِنَ الجِفْنِ
تقلبُ روحَ المرءِ في كلِّ وجهة ٍ
وتَدْخُلُ مِنْهُ حيثُ شاءَت بلا إِذنِ
ومسمعنا طفلُ الأناملِ عندَه
لنا كلُّ نوعٍ من قرى العينِ والأذنِ
لنا وَتَرٌ منه إذا ما استَحثَّه
فَصيحٌ ولَحْنٌ في أَمانٍ مِنَ اللَّحْنِ
وفي روضة ٍ نبتية ً صبغتْ لها
جَدَاوِلَها أَنْوَارُها صِبْغَة َ الدُّهْنِ
ظَلِلْنَا بها في جَنَّة ٍ غَابَ نَحْسُها
تذكرنا جناتُها جنة َ العدنِ
نَعِمْنَا بِها في بَيْتِ أَرْوَعَ ماجدٍ
مِنَ القَوْمِ آب لِلدَّناءَة ِ والأَفْنِ
فتى ً شقَّ من عود المحامدِ عودُه
كما اشتقَّ له اسماً منَ الحسنِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> هل اجتَمَعَتْ عَلْيا مَعدٍّ ومَذْحِجٍ
هل اجتَمَعَتْ عَلْيا مَعدٍّ ومَذْحِجٍ
رقم القصيدة : 16111
-----------------------------------
هل اجتَمَعَتْ عَلْيا مَعدٍّ ومَذْحِجٍ
بِمُلْتَحَمٍ إلاَّ وَمِنَّا أمِيرُها؟
بَلِ اليَمَنُ اسَتعلَتْ لَدَى كل مَوْطِنٍ
وصارَ لطيءٍ تاجها وسريرها
محرمة ٌ أكفالُ خيليَ في الوغى
ومَكْلومَة ٌ لَبَّاتُها ونُحورُها
حرامٌ على أرماحنا طعنُ مدبرٍ
وتندقُّ بأساً في الصدورِ صدورها
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنْ كانَ غيركَ الإسراءُ والنعمُ
إنْ كانَ غيركَ الإسراءُ والنعمُ
رقم القصيدة : 16112
-----------------------------------
إنْ كانَ غيركَ الإسراءُ والنعمُ
فلَمْ يُغَيرْني عَنْ مَحْتَدِي العَدَمُ
إذا أناخَ عليَّ الدهرَ كلكلهُ
قراهُ صبراً وعزماً مني الكرمُ
فإِنْ عَلَتْنِيَ مِنْ أَزْمَانِهِ ظُلَمٌ(13/13)
صَبَرْتُ نَفْسِيَ حتَّى تُكشَفَ الظُّلَمُ
فكُلُّ هذا مَنَحْتُ الحَادِثَاتِ بِهِ
إني امرؤٌ ليس ترضى الضيم لي الهممُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إذا ما شبتَ حسنَ الديـ
إذا ما شبتَ حسنَ الديـ
رقم القصيدة : 16113
-----------------------------------
إذا ما شبتَ حسنَ الديـ
ـنِ منكَ بصالحِ الأدبِ
فممنْ شئتَ كنْ فلقدْ
فَلَحْتَ بِأَكْرَمِ النَّسَبِ
فنفسُكَ قَطُّ أَصْلِحٍها
ودعني منْ قديم أبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نُحَاوِلُ شيئاً قَدْ تَولَّى فَوَدَّعا
نُحَاوِلُ شيئاً قَدْ تَولَّى فَوَدَّعا
رقم القصيدة : 16114
-----------------------------------
نُحَاوِلُ شيئاً قَدْ تَولَّى فَوَدَّعا
وهيهاتَ منه أنْ يعودَ فيرجعا
خشنتَ على التأديبِ فهماً ومنطقاً
ولنتَ على الأيامِ ليتاً وأخدعا
وأقبلتِ الأيامُ ترتادُ مصرعاً
لجنبكَ فارتدْ إذْ تيقنتَ مضجعا
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> هَلْ عند غانٍ لِفؤادٍ صَدِ
هَلْ عند غانٍ لِفؤادٍ صَدِ
رقم القصيدة : 16115
-----------------------------------
هَلْ عند غانٍ لِفؤادٍ صَدِ
من نَهلة ٍ في اليومِ أو في غَدِ
يَجزي بها الجازونَ عنِّي ولو
يمنعُ شربى لسقتني يدى
قاتلْ: ألا لا يشترى ذاكمُ
إلاّ بما شِئنا ولم يوجدِ
إلاّ بِبَدرَيْ ذَهَبٍ خالِصٍ
كلَّ صباحٍ آخرَ السند
منْ مالِ منْ يجني ويجنى لهُ
سبعونَ قنطاراً منَ المسجدِ
أو مائة ٌ تُجعَلُ أولادُها
لَغْواً وعُرضُ المائة ِ الجلمَدُ
إذْ لمْ أجدْ حبلاً لهُ مرَّة ٌ
إذْ أنا بين الخلِّ والأوبدِ
حتَّى تُلُوفِيتُ بِلَكِّيَّة ٍ
معجمة ِ الحاركِ والموقدِ
تعطيكَ مشياً حسناً مرَّة ً
حثَّكَ بالمرودِ والمحصدِ
في بَلدة ٍ تَعزِفُ جَنَّاتُها
ناوٍ كَرأسِ الفَدَّنِ المُؤْيَدِ
مُكْرَبَة ٍ أَرْساغُها جَلْمَدِ
كأنما أوبُ يديها إلى
حَيزومِها فوقَ حَصى الفَدْفَدِ
نوحُ أبنهِ الجونِ على هالكٍ
تَندُبُهُ رافِعَة َ المِجْلَدِ(13/14)
كلَّفتها تهجيرَ داويَّة ٍ
منْ بعدِ شأوى ْ ليلها الأبعدِ
في لاحبٍ تعزفُ جنَّانهُ
تكادُ إذ حُرِّكَ مِجدافُها
لا يرفعُ السَّوطَ لها راكبٌ
إذا المَهارى خَوَّدَت في البَدِ
تَسْمَعُ تَعْزافاً لهُ رَنَّة ٌ
في باطِنِ الوادي وفي القَرْدَدِ
كأنَّها أسفعُ ذو جدَّة ٍ
يمسدهُ الوبلُ وليلٌ سدِ
ملمَّمعُ الخدَّينِ قد أردفتْ
أكرعهُ بالزَّمعِ الأسودِ
كأنَّما ينظرُ في برقغ
من تحتِ رَوقٍ سَلِبِ المِذوَدِ
ضمَّ صماخيهِ لنكرَّبة ٍ
من خَشيَة ِ القانِصِ والموسَدِ
وانتصبَ القلبُ لتقسيمهِ
أمراً فَريقَينِ وَلم يَبلُدِ
يتبعهُ في إثرهِ واصلٌ
مثلُ رشاءِ الخلبِ الأجردِ
تَنحَسِرُ الغَمرَة ُ عَنْه كما
في بلدة ٍ تعزف جنَّانها
فيها خَناطيلُ من الرُّوَّدِ
قاظَ إلى العليا إلى المنتهى
مُستَعرِضَ المَغربِ لم يَعضُدِ
فذاكمُ شبهَّتهُ ناقتي
مُرتَجِلاً فيها ولم أعتَدِ
بالمربأ المرهوبِ أعلامهُ
بالمُفرِعِ الكاثِبَة ِ الأكبَدِ
لمَّا رأى فاليهِ ما عندهُ
أعجبَ ذا الرَّوحة ِ والمغتدى
كالأجدلِ الطَّالب رهوَ القطا
مُستَنْشِطاً في العُنُقِ الأَصْيَدِ
يجمعُ في الوكرِ وزيماً كما
يجمعُ ذو الوفضة ِ في المزودِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> هلْ لهذا القلبِ سمعٌ أوْ بصرْ
هلْ لهذا القلبِ سمعٌ أوْ بصرْ
رقم القصيدة : 16116
-----------------------------------
هلْ لهذا القلبِ سمعٌ أوْ بصرْ
أو تناهٍ عن حبينبٍ يذكرْ
أو لِدَمعٍ عن سَفاهٍ نُهْيَة ٌ
تمنرى منهُ أسابى ُّ الدِّررْ
مُرمَعِلاتٌ كَسِمْطَي لُؤلؤ
خذلتْ أخراتهُ، فيهِ مغرْ
إنْ رأى ظعناً لليلى غدوة ً
قد عَلا الحَزماءِ منهنَّ أُسَرْ
قد عَلَتْ من فَوقِها أَنْماطُها
وعلى الأحداجِ رَقمٌ كالشَّقِرْ
وإلى عمرٍو ـ وإنْ لم آتِهِ ـ
تجلبُ المدحة ُ أو يمضى السَّفرْ
واضحِ الوجهِ، كريم نجرهُ
مَلَكَ السَّيْفَ إلى بَطنِ العُشَرْ
حَجَريٌّ عائديٌّ نَسَباً
ثمَّ للمنذرِ إذْ حلَّى الخمرْ(13/15)
باحرى ُّ الدَّمِ، مرٌّ طعمهُ
يُبرِىء ُ الكَلبَ إذا عَضَّ وَهَرْ
كلُّ يومٍ كانَ عنَّا جللاً
غيرَ يَومِ الحِنوِ في جَنَبيْ قَطَرْ
ضربتْ دوسرُ فينا ضربة َ
أثْبَتَتْ أوْتادَ مُلْكٍ مُستَقْرِ
صبَّحَتنا فَيلَقٌ مَلمُومَة ٌ
تمنع الأعقابَ منهنَّ الأخرْ
فجزاهُ اللهُ منْ ذى نعمة ٍ
وَجَزاهُ اللهُ إنْ عَبدٌ كَفَرْ
وأَقامَ الرَّأْسَ وَقْعٌ صادِقٌ
بعدَ ما صافَ، وفي الخدِّ صعرْ
ولَقَد راموا بسَعيٍ ناقِصٍ
كيْ يُزيلوهُ فأعْيا وأَبَرْ
ولقدْ أودى بمنْ أودى بهِ
عيشُ دهرٍ كانَ حلواً فأمرْ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> ألاَ إنَّ هتداً أمسِ رثَّ جديدها
ألاَ إنَّ هتداً أمسِ رثَّ جديدها
رقم القصيدة : 16117
-----------------------------------
ألاَ إنَّ هتداً أمسِ رثَّ جديدها
وَضَنَّت وما كانَ المَتاعُ يَؤودَها
فلوْ أنَّها منْ قبلُ جادتْ لنا بهِ
على العهدِ إذْ تصطادني وأصيدها
ولكنّها مِمّا تَميطُ بِوُدِّها
بَشاشَة ُ أَدنَى خُلَّة ٍ تَستَفيدُها
أعاذلُ ما يدريكَ أنْ ربَّ بلدة ٍ
إذا الشَّمسُ في الأيَّامِطالَ ركودها
وآمَت صَواديحُ النَّهارِ وأَعرَضَتْ
لَوامِعُ يُطوَى رَيطُها وبُرودُها
قطعتُ بفتلاءِ اليدينِ ذريعة ٍ
يَغُولُ البِلادَ سَوْمُها وبَريدُها
فَبِتُّ وباتَتْ بالتَّنوفَة ِ ناقَتي
وباتَتْ عَلَيها صَفنَتي وقُتودُها
وأَغضَتْ كما أَغضَيتُ عَيني فَعَرَّسَت
على الثَّفِناتِ والجِرانِ هُجودُها
على طريقٍ عندَ اليراعة ِ تارة ً
تؤازى شريمَ البحرِ وهوَ قعيدها
كأنَّ جنيباً عندَ معقدِ غرزها
تراودهُ عن نفسهِ ويريدها
تَهالَكُ منهُ في النَّجاءِ تَهالُكاً
تَقاذُفَ إحدَى الجُونِ حانَ وُرودُها
فنهنهتُ منها، والمناسمُ ترنمى
بِمَعزاءَ شَتّى لا يُرَدُّ عَنودُها
وأيقنتُ إنْ شاءَ الإلهُ بأنَّهُ
سيبلغني أجلادها وقصيدها
فإنّ أَبا قابوسَ عندي بَلاؤهُ
جَزاءً بِنُعمًى لا يَحِلُّ كُنودُها
وجدتُ زنادَ الصَّالحينَ نمينهُ(13/16)
قديماً كما بَذَّ النُّجومَ سُعودُها
فلو عَلِمَ اللَّهُ الجِبالَ ظَلَمْنَهُ
أتاهُ بأَمراسِ الجبالِ يَقودُها
فإنْ تَكُ منّا في عُمانَ قَبيلة ٌ
تَواصَتْ بإجنابٍ وطالَ عُنودُها
وقد أدرَكَتْها المُدرِكاتُ فأَصبَحَتْ
إلى خَيرِ مَن تحتَ السَّماءِ وُفودُها
إلى مَلِكٍ بَذَّ المُلوكَ بِسَعيِهِ
أفاعليهُ حزمُ الملوكِ وجودها
وَأيَّ أُناسٍ لا يُبيحُ بقَتْلَة ٍ
يؤازى كبيداتِ السَّماءَ عمودها
وجأواءَ -فيها كوكبُ الموتِ-فخمة ٍ
تَقَمَّصَ بالأرضِ الفَضاءِ وَئيدُها
لها فَرَطٌ يَحمي النِّهابَ كأنَّهُ
لَوامِعُ عِقبانٍ مَرُوعٍ طَريدُها
وأَمكَنَ أطرافَ الأسِنَّة ِ والقَنا
يَعاسيبُ قُودٌ ما تُثَنَّى قُتودُها
تنبَّعَ منْ أعطافها وجلودها
حَميمٌ وآضَتْ كالحَماليجِ قُودُها
وطارَ قشارى ُّ الحديدِ كأنَّهَ
نُخالَة ُ أَقواعٍ يَطيرُ حَصيدُها
بكلِّ مَقَصِّيٍّ وكلِّ صَفيحة ٍ
تتابعُ، بعدَ الحارشى َّ، خدودها
فأنعمْ -أبيتَ اللَّعنَ- إنَّكَ أصبحتْ
لدَيْكَ لُكَيزٌ كَهْلُها ووَليدُها
وأطلِقهُمُ تَمشي النِّساءُ خِلالَهُم
مُفكَّكَة ً وَسطَ الرِّجالِ قُيودُها
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> وسارٍ تعنَّاهُ المبيتُ فلمْ يدعْ
وسارٍ تعنَّاهُ المبيتُ فلمْ يدعْ
رقم القصيدة : 16118
-----------------------------------
وسارٍ تعنَّاهُ المبيتُ فلمْ يدعْ
لهُ طامسُ الظَّلماءِ واللَّيلِ مذهباً
رأى ضوءَ نارٍ منْ بعيدٍ فخالها
لقدْ أكذبتهُ النَّفسُ، بلْ راءَ، كوكباً
فلَمّا استْبانَ أنّها آنِسيَّة ٌ
وصَدَّقَ ظَنّاً بعدَ ماكان كَذَّبا
رفعت لهُ بالكفِّ ناراً تشبُّهاً
شآميَّة ٌ نَكباءُ أو عاصِفٌ صَبا
وقُلتُ: ارفَعاها بالصّعيدِ كفَى بها
منادٍ لسارٍ ليلة ً إنْ تأوَّبا
فلمَّا اتاني والسَّماء تبلهُ
فلَّقيتهُ: أهلاً وسهلا ًومرحبا
وقُمتُ إلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَتْ
بِكَوماءِ لم يَذهَبْ بها النَّيُّ مَذهَبا(13/17)
فرحَّبتُ أعلى الجنبِ متها بطعنة ٍ
دعتْ مستكنَّ الجوفِ حتَّى تصبَّبا
تَسامَى بَناتُ الغَلْيِ في حُجُراتِها
تَسامي عِتاقِ الخَيلِ وَرداً وأَشْهَبا
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> أفاطمُ! قبلَ بيتكِ متِّعينى
أفاطمُ! قبلَ بيتكِ متِّعينى
رقم القصيدة : 16119
-----------------------------------
أفاطمُ! قبلَ بيتكِ متِّعينى
ومنعكِ ما سألتكِ أنْ تبينى
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ
تمر بها رياحُ الصيفِ دوني
فإنِّى لوْ تخالفني شمالى
خلافكِ ما وصلتُ بها يميني
إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني
كذلكَ أجتوى منْ يجتويني
لمنْ ظعنُ تطلَّعُ منْ ضبيبٍ
خَوايَة َ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ
يشَّبهنَ السَّفينَ وهنَّ بختُ
عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ
وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ
قَواتِلُ كُلِّ أَشجَعَ مُسْتكينِ
كغزلانٍ خذلنَ بذاتِ ضالٍ
تنوشُ الدَّانياتِ منَ الغصونِ
ظهرنَ بكلَّة ِ، وسدلنَ رقماً
وثقبنَ الوصاوصَ للعيونِ
أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى
من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ
ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ
كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ
وهُنّ على الظِّلام مُطَلَّباتٌ
طويلاتُ الذُّوائبِ والقرونِ
إذا ما فتنهُ يوماً برهنٍ
يعزُّ عليهِ لم يرجعْ يحينِ
بتَلهِيَة ٍ أَريشُ بها سِهامي
تبذُّ المرشقاتِ منَ الفطينِ
علونَ رباوة ً، وهبطنَ غيباً
فلَمْ يَرجِعْنَ قائلة ً لحِينِ
فقلتُ لبعضهنَّ، وشدَّ رحلى
لهاجرة ٍ عصبتُ لها جبينى :
لعلّكِ إنْ صَرَمتِ الحَبلَ منِّي
أكونُ كذاكِ مصحبتي قرونى
فسلِّ الهمَّ بذاتِ لوثٍ
عُذافِرة ٍ كمِطرَقَة ٍ القُيونِ
كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها
سَوادِيُّ الرَّضيحِ من اللَّجينِ
إذا قلقتْ أشدُّ لها سنافا
أمامَ الزَّورِ منْ قلقِ الوضينِ
كأنّ مَواقِعَ الثَّفِناتِ مِنها
مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِرْدِ جُونِ
يَجُدُّ تَنَقُّسُ الصُّعَداءِ منها
قوى النِّسعِ المحرمِ ذى المئونِ(13/18)
تَصُكُّ الجانِبَينِ بِمُشفَتِرّ
لهُ صوتٌ أبحُّ منَ الرَّنينِ
كأنَّ نفى َّ ما تتفى يداها
قذافُ غريبة ٍ بيدى ْ معينِ
تسدُّ بدائمِ الخطرانِ جثلٍ
يُباريها ويأخُذُ بالوَضينِ
وتسعُ للذُّباب إذا تغنَّى
كتغريدِ الحمامِ على الوكونِ
وأَلقَيتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ
لعادنها منَ السَّدفِ المبينِ
كأنّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ
على معزائها وعلى الوجنينِ
كأنّ الكُورَ والأنساعَ منها
على قَرْواءَ ماهِرَة ٍ دَهينِ
يشقُّ الماءَ جؤجؤها، وتعلو
غَوارِبَ كُلِّ ذي حَدَبٍ بَطينِ
غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها
تجاسرُ بالنُّخاعِ وبالوتينِ
إذا ما قمتُ أرحلها بليلٍ
تأوَّهُ آهة َ الرَّجلِ الحزينِ
تقولُ إذا دَرأْتُ لها وَضِيني
أهذا دينهُ أبداً ودينى ؟
أكلَّ الدَّهرِ حلٌّ وارتحالٌ
أما يبقى على َّ وما بقينى !
فأَبقى باطِلي والجِدُّ منها
كدُكّانِ الدَّرابِنَة ِ المَطِينِ
ثَنَيتُ زِمامَها ووَضَعتْ رَحْلي
ونمرقة ً رفدتُ بها يمينى
فَرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً
على ضحضاحهِ وعلى المتونِ
إلى عمروٍ، ومنْ عمروٍ أتتني
أخى النَّجداتِ والحلمِ الرَّصينِ
فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقِّ
فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني
وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى
عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني
وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً
أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ
أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> مهلا ضفاف الرافدين
مهلا ضفاف الرافدين
رقم القصيدة : 1612
-----------------------------------
حاشاكَ أنْ يَرقى إليكَ رثاءُ
وثمارُ غَرسِكَ هذه الزعماءُ
مِن حاملي ثِقلِ العقيدةِ لم يَنوءْ
مَتنٌ تُحِسُ بضعِفهِ الأعباءُ
والناهضينَ بمثل ما حُمّلتَهُ
في الحق.. لا بَرَمّ ولا إعياءُ
والسالكينَ طريقهَم حيثُ الثرى
وَقدٌ,وحيث رمادُهُ أحشاءُ
حتى إذا وَضحَ السبيلُ وأوشكتْ
تَلدُ الصباحَ الليلة ُ العُشَراءُ(13/19)
فإذا الظلامُ , وقد سدَدتَ طريقَهُ
تَسرى بِرعدة قلبِهِ الخُيَلاءُ
قد كان يُلهِبُ سَمعَه أنّ الذي
يَرميهِ بالجمر الفُم الوَضاءُ
فأفاق يُسعِدهُ القضاءُ بأنّها
(خُطبٌ) - كعُمْرلِداتِها- (بَتراء)
حَسبُ الربيعِ وقد تجهَمَ نَوْرُهُ
وبكتْ عليهِ الواحة ُ الخضراءُ
أنّ الثرى يَبَساً يَعيشُ بطيفه
أبداً .. وتَحمِل سِرَّه الرَمضاء
مهلاً ضِفافَ الرافدين ففي غدٍ
لا بدَّ أنْ تَتَنَقَّلَ الأفياءُ
لا بدَّ أنْ يَضحى فَيُصحِرَ شاطئٌ
كانتْ تطوفُ بظله النَعماءُ
لا بدَّ تُطوى في السفين قِلاعهٌ
عَبَرتْ إليه وغرَّها المِيناءُ
ليرى الذين تَعلّقوا بشِراعها
أنّ العواصفَ حولَه هوجاءُ
أنّ العُبابَ, وإنْ تَطامَنَ موجُهُ
سيثور إذ تَطْغى به الشَحناء
سيرى القليلونَ الذين تكثّروا
زَعماً: بأن قليلهم (أكفاء)!!
كيف استفاق لِيَستردَّ حُقوقهُ
شعبٌ لديه(الكثرة ُ الجُهلاء)!!
ماكان تأريخ ُ الشعوبِ ضَمانَة ً
بِيدِ القليل, لأ نهم (نُجَباءُ)
ولأنَّ كثْرتَهم - وأنْ طال المدى
بسعير غَضْبَتِها- قُوىّ عَزلاء
فسلاحُ أقوى الجبهتين عقيدة
تضرى بقوّةِ بأسها الضُعَفَاء
ياشعبُ صَبركَ فالزعيمُ كما تَرى
يُطوى لتُنشَرَ بعده زُعماء
ويَطيحُ مِن لجبِ الخميس لِواؤُه
ليلوحَ في رَهَج العَجَاج لواءُ
ماكان (صالحُ) وَحْدَهُ في (أمّةٍ)
لمَعَتْ بناصع أفقِها الصُلحَاء
وإذا افتقدناه شُموخاً صاعداً
تَنحط ٌ دون سمائِهِ الأسماء
فلأنه غالى بوَقدةِ رُوحِهِ
حتى تساوى الصبحُ والإمساء
ولأنه اجتاز الحواجزَ مُفرداً
وتعثرتْ مِن دونِها قُرَنَاء
ولأنّ (عَمّارَ ) استقل بِنفسِهِ
و (عصامَ ) لم تُنجبْ به الآباء
وكَفَاهُ أنّ الشمسَ يَغرُبُ ضَوؤها
فتَخافُ وَقْدَ شُروقها الظلماء
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> أَلا حَيِّيا الدّارَ المُحيلَ رُسُومُها
أَلا حَيِّيا الدّارَ المُحيلَ رُسُومُها
رقم القصيدة : 16120
-----------------------------------(13/20)
أَلا حَيِّيا الدّارَ المُحيلَ رُسُومُها
تهيجُ علينا ما يهيجُ قديمها
سقى تلكَ منْ دارٍ ومنْ حلَّ ربعها
ذِهابُ الغَوادي وَبْلُها ومُديمُها
ظَلَلتُ أَوُدُّ العَينَ عن عَبَراتِها
إذا نزفتْ كانتْ سراعاً جمومها
كأنّي أُقاسي من سَوابِقِ عَبرة ٍ
ومن ليلة ٍ قد ضافَ صَدري هُمومُها
تُرَدُّ بأَثناءٍ كأنّ نُجومَها
حيارى إذا ما قلت: غابَ نجومه
افبتُّ أضمُّ الرّثكبتينِ إلى الحثا
كأنِّي راقي حَيَّة ٍ أو سَليمُها
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
رقم القصيدة : 16122
-----------------------------------
ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
إذا لم يَثِبْ للأمرِ إلاّ بقائدِ
فعالجْ جسيماتِ الأمورِ، ولا تكنْ
هبيتَ الفؤادِ همهُ للوسائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَت بالجَهامِ تَشُلُّهُ
هذا ليلهُ شلَّ القلاصِ الطَّرائدِ
وأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بغُبرَة ٍ
وقطٍ قليلِ الماءِ بالَّليلِ باردِ
كفى حاجة َ الاضيافِ حتى يريحها
على الحيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريجِ الأمورِ ولفِّها
لما نالَ منْ معروفها غيرَ زاهدِ
وليسَ أخونا عند شَرٍّ يَخافُهُ
ولا عندَ خيرٍ إن رَجاهُ بواحدِ
إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ:
عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> ألا مَن مُبلِغٌ عَدوانَ عَنِّي
ألا مَن مُبلِغٌ عَدوانَ عَنِّي
رقم القصيدة : 16123
-----------------------------------
ألا مَن مُبلِغٌ عَدوانَ عَنِّي
وما يغنى التَّوعُّدُ منْ بعيدِ
فإنّكَ لو رأيتَ رجالَ أبْوَى
غداة َ تسربلوا حلقَ الحديدِ
إذَّا لظننتَ جنَّة َ ذى عرينٍ
وآسادَ الغُرَيفَة ِ في صَعيدِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> فَباتَ يَجتابُ شُقارَى كما
فَباتَ يَجتابُ شُقارَى كما
رقم القصيدة : 16124
-----------------------------------
فَباتَ يَجتابُ شُقارَى كما(13/21)
بيقرَ منْ يمشى إلى الجلدِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> داويتهُ بالمحضِ حتَّى شتا
داويتهُ بالمحضِ حتَّى شتا
رقم القصيدة : 16125
-----------------------------------
داويتهُ بالمحضِ حتَّى شتا
يجتذبُ الآرى َّ بالمرودِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> إذا ما تَدَبَّرتَ الأُمورَ تَبَيَّنَت
إذا ما تَدَبَّرتَ الأُمورَ تَبَيَّنَت
رقم القصيدة : 16126
-----------------------------------
إذا ما تَدَبَّرتَ الأُمورَ تَبَيَّنَت
عياناً صحيحاتُ الأمورِ وعورها
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> تَهَزَّأَتْ عِرْسيَ واستَنكَرَتْ
تَهَزَّأَتْ عِرْسيَ واستَنكَرَتْ
رقم القصيدة : 16127
-----------------------------------
تَهَزَّأَتْ عِرْسيَ واستَنكَرَتْ
شَيبي، فَفيها جَنَفٌ وازْوِرارْ
لا تكثرى هزءاً، ولا تعجبي،
فليسَ بالشَّيبِ على المرءِ عارْ
عَمْرَكِ هل تَدرينَ أنَّ الفَتى
شبابهُ ثوبٌ عليهِ معارْ
ولا أرى مالاً إذا لمْ يكنْ
زغفٌ، وخطَّارٌ، نهدٌ مغارْ
مُستَشرِفُ القُطَرينِ، عَبلُ الشَّوَى
محنَّبُ الرِّجلينِ، فيهِ اقورارْ
فذاكَ عصرٌ قد خلا والفتى
تُلوي لَياليهِ به والنَّهارْ
لا يَنفَعُ الهاربَ إيغالُهُ
ولا ينحِّى ذا الحذارِ الحذارْ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> ألا تلكَ العمودُ تصدُّ عنَّا
ألا تلكَ العمودُ تصدُّ عنَّا
رقم القصيدة : 16128
-----------------------------------
ألا تلكَ العمودُ تصدُّ عنَّا
كأنَّا في الرَّخيمة ِ منْ جديسِ
لَحَى الرَّحمنُ أَقواماً أَضاعوا
على الوَعواعِ أَفراسي وعيسي
ونَصْبُ الحيِّ قد عَطَّلتُموهُ
ونقرٌ بالأثامجِ والوكوسِ
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> وقد تَخِذَتْ رِجلي إلى جَنْبِ غَرْزِها
وقد تَخِذَتْ رِجلي إلى جَنْبِ غَرْزِها
رقم القصيدة : 16129
-----------------------------------
وقد تَخِذَتْ رِجلي إلى جَنْبِ غَرْزِها
نَسيفاً كأُفحُوصِ القَطاة ِ المُطَرَّقِ(13/22)
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> ليالي الفرات
ليالي الفرات
رقم القصيدة : 1613
-----------------------------------
ياليل أين أحبتي ورفاقي ؟
خلت الكؤوس فأين ولى الساقي
أحبابنا عودوا فثمة سامر
نشوان من خمر السنى المِهراق
فالليلة القمراء أكؤس فضةٍ
سكبت بهن عصارة الإشراق
والانجم الزهراء سامر فتيةٍ
ميل الرؤوس رخية الأعناق
شربوا كؤوسهم ومذ طاش الحجى
سكبوا على الدنيا السلاف الباقي
والبدر لو تدرون فهو عاشق
سلبت قواه نواعس الأحداق
سالت مدامعه فقيل أشعة
وذوى فقيل تأهب لِمُحاقِ
و النهر جن فلم تفده رقية
و طغى فأسقط في يمين الراقي
يجري.. ومذ هفت الغصون للثمه
أجرى مدامعه على الآماقِ
ولقد يهيج الصب فرط سروره
فتجود أدمعه بيوم تَلاقِ
يا ليل والنهر استفاض نميره
عذبا ففاضت بالأجاج مآقي
وطغت على آذيه صور الغنى
فطغت بقلبي صورة الإملاقِ
النهر يفخر أن سيحيي عذبه
ميت القفار ومجدب الآفاقِ
وإذا تهللت(الشامٌ) لفيضه
نبع الرُواءُ بوجهِ كلٌ عِراقي
فلسوف يُنِعشُ أنفسا ً ملتاعة
ويُقيمُ رأسا جدَ بالإطراقِ
وينيرُ حِالِكَةَ البيوتِ أذا دجا
ليل القنوط وهامد الأسواقِ
أما أنا فبأي فخر وأرتجي
أن سوف يحيي ميت الأخلاقِ
وهل القوافي غير بائر سلعةٍ
كسدت بسوق غير ذات نِفاقِ
لو كان يهدي التائهين سبيلها
لهدى (الرضى) به أبا إسحاقِ
ياليل نامَ الفجر عنك فليتها
سِنَة الحمام وليت عمرك باقِ
ماالفجر؟! .. ماالصبحُ المنور. إنما
فجري روائعُ نهركَ الرِقراقِ
بزغت نجومك من مرايا مائهِ
كالغيد تبدو من خلال رواقِ
وسمعت من أمواجه وخريرهِ
لغة العتاب ولهجة الأشواقِ
وأذا رأيت الموج عانق بعضه
قلت: استقام الحظ للعشاقِ
حتى إذا سجت الرياح وأطلعت
فيه بقايا الموج بيض تراقي
وَبَدَتْ على الأفلاكِ آثارُ السرى
فغفت كواكبها من الإرهاقِ
وارتعت من حذر الصباح وفتكه
لما سمعت خطاه في الآفاقِ
أيقنت أنك ياحبيب مفارقي
فهجرت نخلا كن فيك رفاقي(13/23)
وطويت من وحي الضفاف صحائفا
كنٌ الكؤوس وكنتَ انت الساقي
العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> لعمركَ إنَّني وأبا رياحٍ
لعمركَ إنَّني وأبا رياحٍ
رقم القصيدة : 16130
-----------------------------------
لعمركَ إنَّني وأبا رياحٍ
على طولِ التَّهاجُرِ منذ حينِ
لَيُبغِضُني وأُبغِضُهُ، وأَيضاً
يراني دونهُ وأراهُ دونى
فَلَو أَنّا على حَجَرٍ ذُبِحنا
جَرى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقينِ
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> ضفاف الغدير
ضفاف الغدير
رقم القصيدة : 1614
-----------------------------------
ظمئ الشعر أم جفاك الشعور
كيف يظما من فيه يجري الغدير
كيف تعنو للجدب أغراس فكر
لعلي بها تمت الجذور
نبتت-بين (نهجه) وربيع
من بنيه غمر العطاء-البذور
وسقاها نبع النبي وهل بعد
نمير القرآن يحلو نمير؟
فزهت واحة ورفت غصون
ونما برعم ونمت عطور
وأعدت سلالها للقطاف ال
غض منا قرائح وثغور
هكذا يزدهي ربيع علي
وتغني على هواه الطيور
شربت حبه قلوب القوافي
فانتشت أحرف وجنت شطور
وتلا قى بها خيال طروب
ورؤى غضة ولفظ نضير
***
***
ظامئ الشعر ههنا يولد الشعر
وتنمو نسوره وتطير
ههنا تنشرالبلاغة فرعيها
فتستاف من شذاها الدهور
هدرت حوله بكوفان يوماً
ثم قرت .. وما يزال الهدير
وسيبقى يهز سمع الليالي
منبر من بيانه مسحور
تتلاقى الأفهام من حوله شتى:
ففهم عاد وفهم نصير
ويعودن.. لا إلعدو قليل الزاد
منه ولا الصديق فقير
ظامئ الشعر ههنا: الشعر والفن
وصوت سمح البيان جهير
بدعة الشعر أن تشوب الغديرال
عذب في أكؤس القصيد البحور
وعلى إشراقة الحب لو شيب
بسود الأحقاد كدت تنير
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> لرمادها ورماد الوطن
لرمادها ورماد الوطن
رقم القصيدة : 1615
-----------------------------------
عودي فقد ضيٌعتُ بعدكِ ذات
ونسيتُ كيفَ أذوق َ طعم حياتي
وعرفتُ كيفَ يتيه في غمر الضحى
طرف لفقدك زائغ...... النظراتِ(13/24)
طفقت أزرع كل ُ صبحٍ مجدب
بوريث مانظُرتِ من .....سنواتِ
فإذا بعمر كنت خصب مروجه
حطب لأيام هجرت مواتِ
ياوهج أشعاري وزهو خواطري
وضماد أوجاعي وبرءَ شكاتي
عودي كما قد كنت عش قصائدٍ
تأوي إليك مهيضةَ الكلماتِ
قد كنت تحتضنينها مذعورة
وتدللين نفورها بأناةِ
وتحاولين طموح رخو جناحها
ألا يطير على مهب عاتِ
طارت وأتعبها الرفيف فلم تجد
وكراً كثغرك مترف البسماتِ
هيا إحضني زغباً تعوٌد ريشه
ألاٌ يراكِ بطيئةَ اللمساتِ
ياألف ليلةِ(شهرزاد) حديثها
أبدا بسمعي ماتع الحلقاتِ
ظمئت لسكب الذكريات مسامعي
وترقب آناءهن.... فهاتي
وهفت عيوني للضحى متضرجا
فوق الجبين الصلت والوجناتِ
وتنصتت رئتاي تزعم :أنها
سمعت رفيف شذاك في النسماتِ
لا كأس تطفي جانحي وفي فمي
عطش لوجهك لافح الجمراتِ
بردى يرف فأجتويه لأنني
ضيٌعتُ في عينيك عذب فراتي
وأعاف ظل(الغوطتين) لعلني
أتفيأ الهفهفاتِ من سعفاتِ
حلم أفر إلى خلوب ظلاله
من لدغ هذا الجمرفي يقظاتي
وتعله العشاق ماهو منعش
ميت الرجاء... وليس ما هوَ آتِ
ياأنت ياوطناً حملت ربوعه
في غربتي وجمعته بشتاتي
عيناك منبع رافديه وملتقى
فرعيك خضر مروجه النضراتِ
وإذا نطقت سمعت عذب لحونه
خرير ساقيه وعزف رعاةِ
وأكاد إن هومت أحضن قريتي
لتعبى وقد غرقت بليل سباتِ
فإذا صحوت صحت مدارج صبيةٍ
وثغا ء ماشيةٍ ولهو لِداتِ
ورأيتني وأنا ب(جلق) ما لئاً
سوق الشيوخ علي ست جهاتي
ماذا أأقرب منه حين وجدتني
أنأى فتلصقني به نبواتي؟
أم أنت ياوطناً تركت ربوعه
نهباً لنار وغىً ونارِ تُراتِ
أزمعت ألا تعكسيهِ بخاطري
إلاُ كما هو كالح القسماتِ
وطني رماد جنائنٍ محروقةٍ
وأنا وأنت هنا رماد حياةِ
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> يقظان
يقظان
رقم القصيدة : 1616
-----------------------------------
نبئوني يامَنْ برفحاءِ بانوا
كيف يَغفو بليلها اليَقظانُ
كيف هزت عواصف الرمل مهدا
ضجرت من بٌكائِهِ الأوطانُ(13/25)
ضاق فيه حضن الفراتين ذرعا
فتلقته هذه الكثبانُ
فرشت جمرها له مهج البيد
وجادت بشوكها السعدانُ
وتولته بالرضاعة أثداء
السواقي وهدهدته الرعانُ
ثم غطاه من لضى القيظ لفح
أريحي يغار منه الحنانُ
فاستنامت في (نجد كالذئب إحدى
مقلتيه وفي العراق الجنانُ
وهنيئا لحاضني(القائد الرمز
وما يحضنون هذا الرهانُ
نام أطفاله لديه وغصت
ببقايا اطفالنا الوديانُ
غير أنا على الصحارى وما هنٌا
وهم في ذرى القصور وهانو
ياوليد الصحراء لاتعرف الصحراء
عودا يلويه رخوا بنانُ
كن_ كما أرتجيك عود قناة
يتمنى لو يعتليه سنانُ
إن يوما ولدت فيه ليوم
نسيت نفسها به الازمانُ
ضاع تاريخه القريب وشبت
في حنايا خموده النيرانُ
فتناسى المدل بالرعب أن ال
نار في كف جاحميه دخانُ
وبأن(الحزب) الذي كان جيشا
يرعب الناس هوله ألعبانُ
والزعيم الذي حشرنا (حمورا
بي) بتمثاله العظيم جبانُ
وبان الشعب الذي كان يوما
مرتع الشك كله إيمانُ
ثار زحفا يحطم الخوف حتى
لم يعد فيه للقيود مكانُ
كربلا آته تناست ماسيها
وغطى (عاشورها شعبانُ
وانتماآته لأيام بدر
لم يبدد أحسابها نيسانُ
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> رددي ياحناجر
رددي ياحناجر
رقم القصيدة : 1617
-----------------------------------
رددي ياحناجر البيد تغريدي
فقد غص بالجلال نشيدي
لا طواك التاريخ يايوم بدر
فلقد كنت لو وعى يوم عيدِ
همسات النبي للنفر البيض
على غيرهم هدير الرعودِ
وصلاة الصحاب تتلى حواليه
على سمعهم صليل الحديدِ
أرايت الإيمان يرتجل الرعب
ليقوى به هزال الجنودِ
هذه ساحة الوغى... فتأمل:
كيف تعنو القنا لزهو الجريدِ
كيف تطوى لراية الحمد في كف
عليً مزوقات البنودِ ؟
أين زهو الوجوه من عبد شمسٍ
طويت في الثرى رقاق الخدودِ
واستلان المدل بالمرتقى الصعب
لراع من هؤلاء العبيدِ
أين منا أيام بدر فقد عا
دتْ قريش .. لكن بزهو جديدِ!!
يارسول الإيمان قد طفح الكأ
س وضاقت بما تسر الضلوعِ(13/26)
قد أضعنا إيماننا وهو لو نعلم
أقسى في يومنا مانضيع
نترجى أيام بدر وهيها
ت لماض من الزمان رجوع
قد لبستم ذل القيود ولكن
أسفر الصبح وهي منك دروع
وحملتم جدب الحاة لتهتز
رمال الصحراء وهي ربيع
غير أنا نحطم القيد احيا
ناً لأن القيد الجديد بديع!!!
ونحيل الصحراء أيكاً من السحر
ولكن... ثمارهن الجوع!!
ثم ماذا مأساتنا أن نرى البعض
لواه عن الجهاد الخضوع!!
وتناسى: أنا ركبنا متون ال
هول , والدهر في الركاب تبيع
عرش (روما) وتخت (جمشيد) مرعا
نا وأسراب جيشهن قطيع
يادعاة اليسار لو حكم العقل
لكنتم في (الجبهتين) عبيدا
لست أرضى للحر في القيد أن يسأل
هل كان فضة أم حديدا ؟
رقة الثوب في المشوهة البلهاء
لم تعطها الجمال الفريدا!!!
قد نشأنا عبيد (قوم) أشدا
ء, نواياهم تكشفن سودا
أفنحيا لكي نعيش عبيداً
لنوايا ضربن عنا سدودا ؟
حاربوا الرق والتعاسة والكفر
وكونوا لمن أردتم جنودا
نحن قوم قد علمتنا الليالي
أن نرى أول الخداع الوعودا
فعلمنا أن (الأجاج) الذي نشرب
خير مَِن (السراب) ورودا؟!!
ورأينا أن الصلابه في العدة
_ لا بد أن تفل العديدا
فاقهروا ما استطعتم الرق لكن
حاذروا أن يكون رقاً جديدا
شعراء العراق والشام >> مصطفى جمال الدين >> الأمانة
الأمانة
رقم القصيدة : 1618
-----------------------------------
خذها فقد جاءتك يا مهندي
ناصعة رغم المهب الأسودِ
تطاول الليل على محنتها
ومات- أوكاد- لتبلج الغدِ
وانفرط السرب الذي كنا به
نطمح أن نبلغ وكر الفرقدِ
فحاد من حاد وحطم الردى
قوادم النسر الذي لم يحِدِ
حتى إذا ما اشتبكت من حولها
هوج الأعاصير بأفقها الرَدي
حطت على غصنك في بقية
من ذلك الصبر الذي لم ينفِذِ
طامعة لو يكتسي جناحها
بالزغب النابت بأس الزردِ
فجيلكم جيل نفى عن متنه
حر الرزايا صدأ التردٌدِ
وأنتم: نحن.. ولكن في دم
حام وأوداج غضاب جدٌدِ
***
***
خذها فإني قد حفظت غيبها
و ذدت عنها رمية المتنقِدِ(13/27)
و صنتها عن أن ترى خانعةً
في دربها الحاشد بالتمُرٌدِ
ستا و ستين كان شوطها
مازال في العشرين لم يتٌئدِ
ما كان رأسي غير جسر عبرت
أمانة الجد به للولدِ
جهدت أن أوصلها نقية
ما عرفت زيغ الضمير واليَدِ
ولم تنل صيدا بسهم غيرها
ولا شوت بجمره المتٌقٌدِ
ولا اكتوت أطرافها بفتنة
غريبة الأهداف عن معتقَدي
و لم تكن أشداقها خاطرةً
تحمل معنى لم يدر في خلُدي
و لم تضع موهبتي و سادة
تحت جناح الفاره المتٌسدِ
فإن رأيت أن تصون عهدها
و يكتسي طارفها بالتلَدِ
فاعذر أباك أن يرى مفتخرا
(واطعن بها طعن أبيك تحمدِ)
***
***
خذها ولا تبخل على طموحها
بالسهد واللغوب و التشٌردِ
و لا تضق ذرعا إذا ما انطفأت
إشراقة العمر بليلك الصدي
أو خشن المرعى وجف ماؤه
وغص بالريق فم الزدردِ
فجذوة الفكر التي تطلبها
هيهات ان يقبسها الغصن الندي
والحرف عود لا يشد عطره
آنافنا إلاٌ بنارِ الموقدِ
خذها وخذ جحيمها فعودها
لا يزدهي في جنة التبٌلدِ
خذها ودعني أسترح من خاطر
يصحو معي وينتشي في مرقدي
أني في سلستي آخرمن
يحملها على المدى المطردِ
دعني أعيش في حلم من يقظتي
أن سوف أحيا بينكم في ولدي
ويحمل الراية أرخ في غد
أبو حسام من أبي مهنٌدِ
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> مهرة الشمس
مهرة الشمس
رقم القصيدة : 1619
-----------------------------------
على شَفَةِ النور أشْعَلْتِ غَيَّا
يعيدُ مجاليكِ شَدْوًا وضيَّا
يضمُّكِ رابيةً من أغانٍ
ويجثو على ركبتيكِ مَليّا
يفتّش أوراقَ شِعري لديكِ
لأقرأ فجراً تعرَّى شهيّا
يدير شذاه على باب روحي
فإني أراهُ حقولاً وريّا
وإني أراهُ بعُمْري يَلُوبُ
يطوّقُ شِعري حروفاً قِسِيّا
* * *
***
حبيبةَ شعري أبيني، حرامٌ، ِ
أبيني، فما كنتُ يوماً نبيّا
لأعلم في أيّ نجمٍ هطلْتِ
وأيّ عيون المَهَا يَتَفَيّا
وما كان عمري سوى مقلتيكِ
وهل كنتِ أنتِ سوى مقلتيّا!
وما كنتِ إلا ّ انفلاتَ الحدائ(13/28)
قِ، روحاً ثَريًّا، ونوراً ندِيّا
وإنسانةً من هُجُوعِ المرايا
تفتّق أُفْقاً وليداً جَنِيّا
يَليقُ بسيّدةٍ من نُضارِ ال
معاني تصوغُ الذكاءَ حُليّا
كمُهرة شمسٍ تثيرُ العشايا
وتَعْنو بعمري نهاراً فتيّا
كفاكهةٍ من لُعابِ الخطايا
تضمّ فتاةً تضمّ صبيّا
رأيتكِ وَعْداً على شفتيها
يُنَمْنِمُ وجْداً على شفتيّا
بياضاً من الغيبِ يغشى مَداهُ
مَدى اللونِ، واللحنِ، منّي ، وفيّا
* * *
***
فيا أنتِ، يا كلّ قَطْر الدَّوالي
وكلّ المُجلَّى وكلّ المُزيّا
رُهَابُكِ يجتاحُ منّي زماني
يُبعثرُ في لغتي ما تَهَيّا
فأرتدّ طفلاً على راحتيكِ
تُعيدين في مُقلتيه الحُميّا
تعيدينَ تكوينهُ من جديدٍ
كأنْ ليس من قبْلُ قد كان شيّا
تربّين في رئتيه انتفاض الص
باحات، صوتاً حنوناً، جريّا
يطلّ على صفحةِ القلبِ عمداً
ويمشي على نهرِ موتي ، بريّا
فأعدو، حصاناً أصيلاً، وأغدو
إلى فجر أمسي ، إليكِ ، إليّا
* * *
***
فمَن أنتِ، يا شَهْد عشقي وناري ؟
لكَمْ كنتُ فيكِ السَّعيدَ الشَّقيَّا!
ترومين تحطيمَ كلِّ حُدودي
وتبغينَ جَعْلَ المُحَالِ يديَّا
أراكِ .. كأني أراكِ .. ولكنْ
لماذا تُغطِّينَ وجْهاً جَلِيّا ؟
كوجهِ فلسطينَ وجْهُكِ، يخْمشُُ
عيني ، قريباً ، بعيداً، لديّا
رهينَ المحابس، ذئباً تمادَى، ُ
وداراً بواحاً ، وأمّاً بغيّا
و"أزلام" عَهْدٍ شكول النوايا،
تَهُبّ كلاماً ، وتعدو جِثيّا
سُهيليّة في هواها ، فمن لي،
بغير هواها ، ثَرًى أو ثُريّا؟
أُشبّهُ بعضي ببعضي، لأنّي
أراكِ ككلّي ، مساءً شَجيّا
* * *
***
أ تُفّاحةَ الحُلْمِ، وقتي هباءٌ
وأنتِ هنالكِ، وقْتاً بهيّا
متى فيكِ يفْنى السؤالُ، ليحيا
جوابُ الأنوثةِ فيّ سَويّا ؟
فكلّي انتظارُكِ، أسْنَدْتُ ظَهري
جدارَ الليالي العجوزَ القميّا
وكلّي انتظاري، وينهدّ ظَهْري
وظَهْرُ الجِدارِ يظلّ عَصيّا
أُسَجّل من خَلَدِ الأمنياتِ
على خَلَد الأفعوان المُهَيّا
أَخُطُّكِ : ما لم تقله القوافي(13/29)
وأمحوكِ: ديوانَ شِعْرٍ غبيّا
لأنكِ رُغْمَ يقيني وشَكّي
تنامينَ فيَّ : صلاةً.. كَمِيّا
أشمّكِ : فاغيةً من سلامٍ
وأشجاكِ: موتاً رهيفاً شذيّا
طُليطِلَةٌ في تفاصيلِ صوتي
تغنّيكِ شوقي ، هَوًى بابليّا
تدورين منّي مدارَ انتمائي
جناحاكِ ماءٌ تهمَّى هَنِيّا
فيا مسجدي أنتِ ، أقصاكِ فيّ
وأقصايَ فيكِ، كليماً قَصِيّا
تُطلّينَ يوماً على سَطْحِ شِعْري؟ ٍ
كما كنتِ، وعْداً سخيّاً وفِيّا ؟
***
***
أجلْ، حينَ تورقُ فيكَ الخيولُ
حروفاً عِتاقاً وحُراًّ أَبيّا
أجلْ، حينَ تنسَى الجدارَ العَجُوزَ
وتمضي إليّ .. إليّ .. إليَّا
أجلْ، حينَ تحيا صديقاً ليومي ٍ
.. صديقاً لحُلْمي .. بأمسي حفِيّا
* * *
***
حبيبةَ شعري، سلامٌ عليكِ
.. إليكِ أتيتُ.. سلامٌ عليّا
فيا ليتني قبلُ قد كنت ميتاًَ
ويا ليتني منكِ لم أبقَ حَيّا
لقد يجمع الله كُلَّ المنايا
وكُلَّ الحياةِ لنا في مُحَيّا
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> بين الصور والرسايل
بين الصور والرسايل
رقم القصيدة : 162
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
القلب عود يفوح والطيب من مكسره
تحته من الجمر مايوقد سكات الرماد
والعين مغرورقه بالدمع ومبعثره
بين الصور والرسايل والدجا والسهاد
حنا اليا حسبنا مازرعنا الذره
قل للعصافير تتركنا وقل للجراد
البارحه جف في غصن الملام ثمره
عقب البياض انكسر ضلعه وسال السواد
والناس خلان قبل الريش والمحبره
شعوب وفخوذ واحباب وصباح وهجاد
هذا الجمل لو سنامه سامك فـ ظهره
ماله عزوم يقوم بها ولا له شداد
ياذيب عيد على قلبه وفج نحره
دامه رغى عقب هدراته وشم الحماد
تمخض الوكر والقرناس عن حمره
في راس قشعه لعب فيها الظما والنفاد
يوم النحاس انصدع لونه وذاب أصفره
غنيت للسنبله كل اغنيات الحصاد
مايدفي الا الوبر والوصل والمقدره
لازاد شوك الشتا في راحتك والفؤاد
ولاصار ما لك اليا منك ركضت اغبره
شوري عليك اترك البيدا .. وكب الطراد(13/30)
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> فيفاء
فيفاء
رقم القصيدة : 1620
-----------------------------------
فيفاءُ، يا فَلَكَ الخَيالِ الأبْعَدا
وهَوًى يسافرُ في جناحَيهِ المَدَى!
"ما أطيبَ الحَجَرَ الفتَى" متلألئاً
بالحُلْمِ صَحواً والخرافَةِ مَشهَدا!
ما ضمّني بَلَدٌ ولا ضَامَ النَّوَى
إلا وجَدْتُ شَذاكِ فيَّ مُجَدّدا
قالوا: " هي الأوطانُ مهما تَجْفُنا "
وأقولُ، يا وطني:" فديتُك، سَيِّدا! "
لا جفوةٌ يُخْشَى تغوُّلُها ، ولا
يوماً حفلتِ بمَن جَفَا أو هَدَّدا
طَوْدٌ بهِ اللهُ يُثَبِّتُ أرضَهُ
من أنْ تميدَ، وجَلَّ ذاكَ مُوَطّدا!
شمّاخةٌ فيها الحصونُ ، كأهلها،
من رامَها رامَ السماحةَ والنَّدَى
أخلاقُها الجبلُ المُنِيْفُ ، وهل دنا
جبلٌ يُعاتبُ من ذُراهُ الفَدْفَدا؟!
شَمَمُ الجبالِ منَ الرجالِ، ولا يُرَى
شممٌ يُجاورُ في الرجالِ ترَدُّدا!
ولأنتِ أنتِ ، وراحتاكِ مواسمٌ
للحُبِّ تَذروهُ الحِياضُ زَبَرْجَدا
ومواسمُ الهمَمِ الشواهق طَلْعُها
قِمَمٌ تراودُ في ثراها الفَرْقَدا!
في كل "رَيْدٍ" بارقٌ متهلِّلٌ
ناجَى على كَتِفِ التنائفِ مُرْعِدا!
وكذا الحرائرُ : فتنةً ، وحصانةً،
وفطانةً ، وصِيانةً ، وتَصَيُّدا!
***
***
فيفاءُ، يا كأسَ النَّدامَى إنْ هُمُ
ظمئُوا لطلِّكِ أكؤساً أو أكْبُدا!
مدّي جناحَكِ، حَلِّقي رَيَّانَةً
بطموحكِ الوَثَّابِ، حُجِّي الأَمْجَدا!
فعقاكِ الشاهينُ يصطادُ السُّهَا
وعقابكِ الإنسانُ يصطادُ العِدَى!
( عبسيّةً ) عَبَسَتْ على قَيْدِ الدُّنَى،
فتحَرَّرتْ، وأتَى الزمانُ مُقَيَّدا!
بارودُها شِيْحٌ وكاذيٌّ زَكَا
ورصاصُها عِنَبُ الفُتُونِ تَعَنْقَدا!
"هُزَّابُها" هَزَمَ العزائمَ مصْبِحاً
ورمَى القلوبَ "بُعَيْثِرَانٌ" مُسْئِدَا!
من حَقْوِها لشِعافها رَشَفَ الضِّياء
(م)ظلالها راحاً وراحَ أو اغْتدَى
لم يُلْقَ فيها جَحْفَلٌ مِن أنجُمٍ
إلاّ بهِ لُقِيَتْ جَحَافلُ من رَدَى!(13/31)
جُنْدُ الجَمالِ ، كتائباً بكتائبٍ،
واللهُ كمْ وَهَبَ الجَمَالَ وجَنَّدا!
***
***
يا غادةً حَلُمَتْ فغادرَ حُلْمُها
"نَيْداً" تَدانَى أو"حَبِيْلاً" مُصْعِدا
لفَّتْ "مِحَنَّتَها"، قوافيَ من دمي،
عَرَفتْ مَحَبَّتَها فسَاقتْني صَدَى!
بجديلةٍ من شَعْرها عَبِثَ الدُّجَى
والشمسُ أرْختْ بين نهديها يَدَا
لتثورَ في ربواتها "وَطَفُ" الضُّحَى
تَحْسُو نُضاراً صافياً وزُمُرُّدا
بُنِّيَّةَ النَّجْوَى ، على أهدابِها
رفَّتْ طيورٌ فاستحالتْ أنْجُدا
من عَرْفِ فَوْدَيْها تَنَفَّسَ شارقٌ
وعلى خميلةِ شادنَيها وَرَّدا
في "شَتْوِها" صيفٌ يَلُمُّ حَصَادَهُ
في صيفها "شتوٌ " توالى مُنْشدا
حُلُمي هنالك غَيمتان بصدرها،
تتلاثمانِ وترأمانِ المَوعِدا!
وتُسبّحُ الأنواءُ من أعطافها،
نَوْءًا "يُحَوِّم" إثْرَ نَوْءٍ "مَغْرَدَا"!
***
***
يا مَن يُرى فيها المُحَالُ حقيقةً
وتدورُ في يدها الهُنَيْهَةُ سَرْمَدا
أهْمِي عليكِ مَحبَّةً لا يمَّحي
حِنَّاؤها، وأصوغُ جِيْدَكِ عَسْجَدا
عودي إليَّ من الأساطيرِ التي
"زَرْكَشْتِ" نَسْجَ خيوطها لي مَعْهَدا
"كثَبَغْطِرٍ" تهفو بقايا ريشِهِ
من ذمّةِ الذِّكْرى خيالاً من نَدَى
عودي كما كنتِ، كما لم تُعْرفي
إلاّ وَقَدُّكِ كالأريْجِ تَأَوُّدا
واستنبشي "فينوسَ" أيّامٍ نأتْ
نَحَتَتْ بهاءَكِ للأنوثةِ مَحْتِدا
ولَكَمْ جَنَى"حُسْنُ الحضارةِ"!، أين من
عَيْنيَّ حُسْنُ حضارةٍ كانتْ غَدَا!
***
***
دارتْ تُفَتِّشُ أُمُّنا عن أُمِّها
فينا وتَحْفِرُ في بقايانا سُدَى!
عِرْقٌ شَربتمْ منه كأساً واحداً
كيف استفاقَ تَحَدُّداً وتَعَدُّدا ؟!
أَيُهَدُّ بيتٌ من حُروفِ قلوبكمْ
شيَّدتُمُ؟ فلبئس بيتٌ شُيِّدا!
أَتروح كلُّ عَسِيْفَةٍ في غِيلها
جَذْلَى وسَبْعُ الغِيلِ عنهُ تَشَرَّدا!
أَتُدارُ أحلامي وآلامي ولا
يَبْكِي عليَّ سوايَ فِيَّ مُسَهَّدا
سألتْ عَطَا.. سألتْ عُبَيْداً.. مالِكاً(13/32)
أَسَفي عَلَيَّ- بَنِيَّ- أَيكُمُ الفدَى؟!
وتأوبُ وَحْشَى، فالحناجِرُ أعينٌ
عمياءُ تلتهمُ الفراغَ المُوْصَدا
***
***
ما ردَّ مَجْدَكَ - يا زمانُ - تذكُّرٌ
أو جَدَّ أمرُكَ - يا مكانُ - تَوَجُّدا!
لكنَّ ليْ بمَدارِ تَهْيامي صَبًا
تُعْلي جناحَ الحُلْم، قمْحيَّ النِّدا
لِغَدٍ سَيُثْمرُ سَقْفُهُ من فِضَّة الـ.
آماسِ صُبْحاً يافعًا خَضِلَ الرِّدَا
بُني الجِبالُ من الحجارةِ ، إنَّما
جبلي بأحجارِ الرِّجالِ تَمَرَّدا!
(جمّانُ) يَنْبُتُ فيه من رَحِمِ الثَّرَى
والآبَنُوسُ سَرِيْرُهُ ، حَقْلاً بَدَا
يَنْمُو (سَرِياًّ)، فالصواعقُ صَنْعَةٌ
في كَفِّهِ ، قَدُّوْمَهُ والمِبْرَدا!
ألَقٌ هنالكَ شاهقٌ يَشْتَفُّني
فأدورُ في رئَةِ الزَّمانِ تنهُّدا!
أستقرئ الأيَّامَ في صَدْري وفي
صَبْري غُبَارُ كتابها ، متَوَحِّدا
عَطَشي على الترحال يفْتِكُ بي هنا
وإليكِ يا أمَلي شربتُ الأَفؤُدا!
رُدِّي صِبايَ، صِباكِ فيَّ، صَبابتي،
واستقبلي كاليومِ أمسي الأغيدا
ولتغْفري بُعْدي القريبَ، وتغفري
قُربي البَعِيدَ ، ومرتقايَ الأعْنَدا!
صوتي على متنِ الوَنَى يسري إلى
أُذنَيْكِ- أُمِّي- فامنحيهِالمَوْلِدا!
***
***
فيفاءُ ، يا بئرَ المعاني المُفْرَدا
ومَعِيْنَ شَوقٍ بالحروفِ تَوَقَّدا
لغةُ الرجوعِ إليكِ أُنثى، خَطُّ ها
(م)تفها بخَطِّ العُمْرِ فيَّ مُغَرِّدا
ليستْ تنامُ ، ولا أنامُ ، وكيف لي
لو نامَ جوّالُ الهَوَى أنْ أُنْشِدا!
أرهقتِ بازَ الشِّعْرِ في تحليقهِ
من حيثُ جاءكِ كان شِعْرُكِ أجودا!
فاللهُ قد نَظَمَ الجَمَالَ، قصائداً
أُوْلَى ، وكُلُّ الشِّعْر جاءَ مُقَلِّدا
أُلْقِيْكِ في هامِ الأثيرِ قصيدةً
كحفيفِ ثوبِ عروسةٍ دافي الصَّدَى
وأقولُ - تَرْحَلُ بي طُيُوبُ حضورها-
يا أنتِ ، أسْلمْتُ إليكِ المِقْوَدا
تَعِبَ الفؤادُ إليكِ ، يا بلقيسَهُ،
فأتى يفتّشُ عنِك عرشَكِ، هُدْهُدا
عفواً، أنا ما عاد صوتي في يدي(13/33)
بُهِتَ البيانُ بأحرفي وتَبَلدا!
كمْ قُلْتُ إنِّي شاعرٌ ومُصوِّرٌ
حتى انْتَحلْتُكِ، عامداً مُتَعمِّدا
فعرفتُ حَجمَ قصيدتي بقصيدتي
يا رَوْعَةَ الشعْر الذي لن يُقصَدا !
***
***
فيفاء، كلّ ثرى العروبةِ مُوْحِلٌ
هلاّ وهبتِ ثراي نجماً يُهتدى؟!
إني سألتكِ.. تأكلُ الفوضى يدي
وأضمّ من تعبي على تعبي اليدا!
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> ويصحو السؤالُ أشجارا !
ويصحو السؤالُ أشجارا !
رقم القصيدة : 1621
-----------------------------------
أصحو على إيقاع قلبي
حين يدركني المساءُ
وأَلُمُّ من وجع السنينِ
براحتي ما لا أشاءُ..
...
أتردُّني خيلُ الحروفِ
لنخلتي الأُولى،
وبسمةِ أُمّيَ الأُولى،
إلى بيتي المعلّق بين أشواقي
على صدر المعاني الشاعريَّةِ،
حيث تحضنني السماءُ؟
أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ
إلى جفون الماءِ، أنقى
من عيون الغِيدِ، أرقى..
يستبدّ الوجدُ أحيانًا ويغمرني الصفاءُ؟
أتعيد لي نهداً تكفّن بالحليبِ
إلى الحبيبِ،
لمبعثٍ حُرٍّ،
رأيتكِ فيه ديوانًا،
يُرَوَّى الصيفُ منه والشتاءُ؟
أتُعيد شامًا صار أندلسًا،
وتصنع من عراق الفجرِ إيوانًا
يُجَلِّل صرحَه الأبدُ المسجَّى والبهاءُ؟
ماذا جنى المتنبئُ المحمومُ شعراً،
غيرَ خيلٍ إذ تكوسُ..
ويهطل المطرُ / الدماءُ؟!
أَ وَلَمْ تعلّمك السنونُ بأن عصر الحلم ولّى،
أن عاقبة المغامرة الشَّقاءُ؟
فتظلّ تغزلُ نهرك الأبديَّ
من دمع القبيلةِ،
ثم تهرقه فراشاتٍ ملوّنةً،
وترحلُ ...
أيها اليَفَنُ المضاءُ!..
قال القصيدُ:
أنا الزَّمانُ،
وما تبقّى من رغيفِ الرُّوحِ،
والدنيا هباءُ..
وأنا انبثاق النار من قلب الظلام السرمديِّ،
أنا الثريّا والثرى،
وأنا البناءُ!..
وأنا ابن آدمَ،
بنتُهُ،
يختار عالمه البديع بنفسهِ،
ويُؤثّث الساعات من ألق الرؤى الأبكارِ،
يرسلها الغناءُ!..
سيُحِبُّ في رئة الليالي
من ظباء البيد غانيةَ الحضارةِ،
هِرَّةَ الأعشى
جَلَتْ ولاّدة الأشهى(13/34)
من الأفق الغريبِ،
يحوطه الأرطى
ويعلو الكستناءُ!
فأنا الذي يستلّ غايةَ سيفهِ
من هُدْب أُنثى،
أوقدتْ ثوبَ المَجَالِ
إلى المُحَالِ
بأقحوان صباحها البضّ المعتّق بالشموسِ،
فيُغْرِقُ الكونَ الحريرُ / الإشتهاءُ!..
ليرفّ فوق هيادب الرِّمم المحنّطة الصُّوَى،
حلمًا يسافرُ فوق تمثال الأنوثةِ..
حين يسكنه الجليدُ قَطًا..
ويقطنُ بين أظلعه الخواءُ!
يستنبتُ الآتي
من الماضي المكدّسِ في جماجمنا،
جذاذاتٍ من الأشباحِ،
والألواحِ،
والأرواحِ،
تأكلها الرياحُ الموسميةُ..
ثم يشربها العَفاءُ!
في البدء كنتُ أُكَوِّنُ الأكوانَ..
أحلامًا وأيّامًا
عذارى في يدي..
أم هل تراني قد كَبِرْتُ؟ ...
ألا فكلاّ..
إنني إن شئتُ كنتُ كما أشاءُ!
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> عيون الشعر
عيون الشعر
رقم القصيدة : 1622
-----------------------------------
عيونُ الشِّعْر تصحو في المرايا
فتورقُ فضةُ الأملِ الكسَيحِ
عيونُ الشِّعْر تَقرأ كَفَّ وقتي
وتكتبُ قصةَ الأفق المُشيْحِ
ترى منّي، وفيّ، مدى احتمالي
وتكشفُ شاهدَ الأمسِ الجريحِ
عيونُ الشِّعْر تقدحُ بين ذاتي
وبيني نبعَ شِرياني وروحي
فما أدري ، إذا ما قلتُ شعراً،
أشعراً كان قولي أم جروحي؟!
أأنفاسَ القصيدِ ، ورُبَّ رَيَّا
من الفردوسِ في الحرفِ الذَبيحِ
لنا في الشِّعْرِ محيًى أو مماتٌ
وموتُ الحُرِّ كالشِّعْر الصّحيحِ
فقد تغدو الحياةُ كأرض "يَهْوَى"
وقد تغدو القصيدةُ كالمـ ...ِ!
يُشيعُ المرجفونَ بأنّ خَطْباً
أحاط بطائر الشِّعْرِ الفصيحِ
"فلكلوريةً" صارت مزاجاً
فلا تحفلْ بذا الفكْر النَّطيحِ!
لَكَمْ تُزْري القَماءةُ بالدَّعاوَى
تُحَمْلقُ حينَ تنظرُ للسُّفوحِ!
يُشيعُ المرجفونَ بأنَّ خَطباً
طَوَى بالنَّثرِ ديوانَ الجُمُوحِ
وأنّ قصيدةَ اليوم استقالتْ،
تنامُ على حروفٍ من صَفيحِ!
لها ليلُ امرئ القيس اغتراباً،
لها صبحٌ كصبح ابن الجَمُوحِ!
تُوشِّح ربّةَ الإلهام سيفاً(13/35)
وتلعنُ عاثرَ الحظّ الشَّحيحِ!
وما يُجدي مع الموتِ التداوي!
وما تُغني السيوف على الطَّريحِ!
كذا كذبوا، وبعضُ الحقِّ كِذْبٌ
يواري سَوأةَ الكِذْبِ الصَّريحِ!
يلوم الفاشلُ الدنيا ويشكو
فسادَ الدِّين في السوقِ الرَّبيحِ
وتعقمُ أمهاتُ الخيلِ لمّا
يُخِبُّ الوهْنُ في المعنى اللَّقوحِ
فويل غَدٍ من اليوم ِ، وممّا
تُخبِّئ تحت إبْطيه قروحي!
معاذ الشِّعر، والأرزاءُ تترى
بما نَعَقَ الغُرابُ بكلّ ريحِ
سيبقى في أتونِ الخلقِ وحْيٌ
من الشعراء، والشعراءُ تُوحي
سيبقى الشعرُ ديوانَ البرايا،
نَدِيّ النَّبْض بالوعْدِ السَّموحِ
سيبقى في الورى رئةً، وقلباً،
صَبيحَ الصوت،منتفضَ الصُّروحِ
يُقايض وردةَ الآتي بأمسٍ
من القفراء والعصر الضَّريحِ!
وإنّا نبْدأ الأحلامَ شِعراً
فتنبجسُ الخوابي بالصَّبوحِ
نعيدُ به الروائحَ للعشايا
ونحملُ سِفْرَهُ يومَ النزوحِ
ولولا الشعرُ ما كانتْ لغاتٌ
ولا اقترحَ الخيالُ مَدَى الطُّمُوحِ
ولولا الشعرُ ما سارتْ سحابُ الـ
ـمشاعر، جيشَ هطَّالٍ دَلُوْحِ
يروِّي خابي التاريخِ فينا
ويغشانا بشُؤْبوبٍ سَحُوحِ
يُعيدُ بناءَ أوجهنا ، ويرنو
لوجْهِ الحُسْنِ في وجْهٍ قبيحِ
هل الشِّعْرُ وقد تعبتْ نصالُ الـ
ـقصائدِ غير إنسانٍ وروحِ؟!
فرُبَّ قصيدةٍ قَصَدَتْ لِواءً ،
وربَّ قصيدةٍ فتْحُ الفُتُوحِ!
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> مُكَاشَفَاتٌ أَخِيْرَةٌ في مَهَبِّ اللَّيل
مُكَاشَفَاتٌ أَخِيْرَةٌ في مَهَبِّ اللَّيل
رقم القصيدة : 1623
-----------------------------------
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!
والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ!
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ!
هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ!(13/36)
يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ!
يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ!
...
...
أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ؟!
فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ!
على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها ،
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ!
ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ!
...
...
ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ؟!
يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ!
أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني؛
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ!
ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ؟!
...
...
أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ!
أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ!
كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها؟!
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ؟!
...
...
مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً،
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ!
تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً :
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ!
روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ!
لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ!
أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ؟!(13/37)
وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ!
إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ ، نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ!
أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ،
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ!
ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ!
...
...
أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ!
لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ!
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ!
لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ،
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ!
حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ!
...
...
لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي،
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ!
أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا،
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ؟!
كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها،
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ!
...
...
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ!
هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ!
ماذا تقول تُرَى : "إنّ المَدَى زَبَدٌ،
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ؟!"
ماذا أقولُ أَنَا : " إنّ السيوفَ دمٌ،
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ؟!"
ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن :
"لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ" ..
لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي ؛(13/38)
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ!
...
...
لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ،
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ!
قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
...
...
قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ!
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ!
قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ!
قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ:
"في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ!"
...
...
يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً،
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ!
يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا؛
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ!
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> طائفية أو فيفية
طائفية أو فيفية
رقم القصيدة : 1624
-----------------------------------
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى
عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى
نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا
خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى
ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا
وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا
مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا
ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى
أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا!
قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى
من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا
إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا
وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا
أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي(13/39)
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا
ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا
إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى
ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا
أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا
كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا
كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا
وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى
قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا
أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى
هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى!
أم هيَ (الطائفُ)؟.. صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى
هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى
وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا
وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا
هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا؟
مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا؟
مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ.. لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا؟
تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا
وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا
فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي،
ذاتَ شكوى: "أمْحَلَ الروحُ وشَنّا"؟
إنه العشقُ جنين النار: وَيْ!
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا!
وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى
إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ
تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ
رقم القصيدة : 16240
-----------------------------------
تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ
وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ(13/40)
وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها
برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو
أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا
لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ
إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها،
من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب
ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا!
أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟
ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ
عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ
لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ،
وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أشاقكَ عالجٌ، فإلى الكثيب،
أشاقكَ عالجٌ، فإلى الكثيب،
رقم القصيدة : 16241
-----------------------------------
أشاقكَ عالجٌ، فإلى الكثيب،
إلى الداراتِ من هِضَبِ القَلِيبِ
إذا حلّتْ بِمصرَ، وحَلُّ أهلي
بيَثرِبَ، بينَ آطامٍ ولُوبِ
مجاورة ً بمسكنِها نحيباً،
وما هيَ حينَ تسألُ من مجيبِ
وأهوى الأرضِ عندي حيثُ حلتْ
بجدبٍ في المنازلِ، أو خصيبِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> من الحفراتِ البيضش أخلصَ لونها
من الحفراتِ البيضش أخلصَ لونها
رقم القصيدة : 16242
-----------------------------------
من الحفراتِ البيضش أخلصَ لونها
تلاحي عدوّاً لم يجدْ ما يعيبها
فما مزنة ٌ بينَ السّماكينِ أومضتْ
من النّورِ، ثمّ استعرضتها جنوبها
بأحسنَ منها، يومَ قالتْ، وعندنا،
من الناسِ، أوباشٌ يخاف شغوبها:
تعاييتَ، فاستغنيتَ عنّا بغيرنا
إلى يوم يلقى كلَّ نفسٍ حبيبها
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني،
بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني،
رقم القصيدة : 16243
-----------------------------------
بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني،
فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة ً،
ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة ً
وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ(13/41)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ردِ الماءَ ما جاءتْ بصفوٍ ذنائبهْ
ردِ الماءَ ما جاءتْ بصفوٍ ذنائبهْ
رقم القصيدة : 16244
-----------------------------------
ردِ الماءَ ما جاءتْ بصفوٍ ذنائبهْ
ودعهُ إذا خيضتْ بطرقٍ مشاربهْ
أُعاتِبُ مَن يحلو لديّ عتابُهُ،
وأتركُ من لا أشتهي، وأُجانبُهْ
ومن لذة ِ الدنيا، وإن كنتَ ظالماً،
عناقُكَ مَظلوماً، وأنتَ تُعاتِبُهْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، للقلبِ
ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، للقلبِ
رقم القصيدة : 16245
-----------------------------------
ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، للقلبِ
بوادي بَديٍّ، لا بحِسْمى ولا شَغْبِ
ولا ببراقٍ قد تيمّمتَ، فاعترفْ
لما أنتَ لاقٍ، أو تنكّبْ عن الرّكبِ
أفي كلّ يومٍ أنتَ محدثُ صبوة ٍ
تموتُ لها، بدّلتُ غيركَ من قلبِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> إنّ المنازلَ هيّجتْ أطرابي
إنّ المنازلَ هيّجتْ أطرابي
رقم القصيدة : 16246
-----------------------------------
إنّ المنازلَ هيّجتْ أطرابي
واستعْجَمَتْ آياتُها بجوابي
قفراً تلوح بذي اللُّجَينِ، كأنّها
أنضاءُ رسمٍ، أو سطورُ كتابِ
لمّا وقفتُ بها القَلوصَ، تبادرتْ
مني الدموعُ، لفرقة ِ الأحبابِ
وذكرتُ عصراً، يا بثينة ُ ، شاقني
وذكرتُ أيّامي، وشرخَ شبابي
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي
ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي
رقم القصيدة : 16247
-----------------------------------
ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي
بعضُ ذا الداءِ، يا بثينة ُ، حسبي!
لامني فيكِ، يا بُثينة ُ، صَحبي،
لا تلوموا ، قد أقرحَ الحبُّ قلبي!
زعمَ الناسُ أنّ دائيَ طِبّي،
أنتِ، والله، يا بُثينة ُ، طِبّي!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ
بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ
رقم القصيدة : 16248
-----------------------------------(13/42)
بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ
مَساوِيكُ البَشامِ، ومن غُروبِ
ومن مجرى غواربِ أقحوانٍ،
شَتِيتِ النّبْتِ، في عامٍ خصيبِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وقالوا: يا جميلُ، أتى أخوها،
وقالوا: يا جميلُ، أتى أخوها،
رقم القصيدة : 16249
-----------------------------------
وقالوا: يا جميلُ، أتى أخوها،
فقلت: أتَى الحبِيبُ أخُو الحبِيبِ
أُحبُّكَ أن نزلتَ جبالَ حِسْمى ،
وأن ناسبتَ بَثنة َ من قريبِ
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> جُبَر.. ومئةُ عامٍ من المطر!
جُبَر.. ومئةُ عامٍ من المطر!
رقم القصيدة : 1625
-----------------------------------
في داعِجاتِ اللَّياليْ اسْتَرْوَحَ العُمُرُ
وَجْهَ المَعانيْ فَغَامَ السَّمْعُ والبَصَرُ
يَرُبُّنِيْ في ابْتِداءاتِ الرُّؤى وَجَلٌ
ويَزْدَهِيْنِيَ في أُمِّ الدُّجَى سَمَرُ
يُعِيْدُنِيْ في دَمِ الأَيَّامِ آوِنَةً
ويَنْتَضِيْنِيْ أَوانًا حِيْنَ يَنْهَمِرُ
يَشُدُّ فِيَّ جَبِيْنَ الوقْتِ ، مِنْ يَدِهِ
أَعُبُّ ماءَ القَوافي ما بِهِ كَدَرُ
أَسْرَتْ خُطَاهُ بِطَرْفِيْ والدُّنَى لُجَجٌ
حَتَّى تَبَلَّجَ دَرْبِيْ والخُطَى شَرَرُ
ما كانَ مِنْهُ ومِنِّي غَيْر ُ رَاحِلَةٍ
مِنَ الخَيَالِ تخبُّ ثُمَّ تَنْكَدِرُ
***
***
مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ ، وفي صوتي انْحَنَتْ شَعَفٌ
مِنَ الجِبالِ تَحُثُّ الشوْقَ : ما الخَبَرُ؟!
ماذا هُنَاكَ ، لماذا الشَّمْسُ في خَفَرٍ
تُغَفْغِفُ اليومَ كالعذراءِ تَنْكَسِرُ؟
وكانتِ الأَمْسَ نِيْرانًا وغاشِيَةً
كمْ أَمْطَرَتْكَ رُعافَ الجَمْرِ يَنْثَجِرُ!
ولِمْ أَرَى، عَجَبًا، فيكَ الضُّحَى ولَهُ
مباسمٌ تَهَبُ التُّفَّاحَ .. تَعْتَصِرُ؟
إِنِّي عَرَفْتُكَ لا تَلْوِيْ على فَرَحٍ
إِلاَّ يُنَغِّصُهُ في وَجْهِكَ الكَدَرُ
إِنِّي عَرَفْتُكَ جَوَّابَ الفَضَاءِ على
ساقَيْنِ مِنْ تَعَبٍ أَزْرَى بها السَّفَرُ(13/43)
إِنِّي عَرَفْتُكَ قَبْلَ اليَوْمِ تَعْرِفُنِي
فَتَنْثَنِي خَجَلاً أَنْ مَسَّكَ الضَّرَرُ
وتَبْتَغِيْ جَاهِدًا في السُّوْقِ مُدَّخَلاً
أَنْ لا تراكَ عُيُونُ السُّوقِ يا جُبَرُ
ما هذه النِّقْلَةُ النَّوْعِيَّةُ التَحَفَتْ
في شَمْلتَيْكَ ففيكَ البَدْوُ والحَضَرُ؟
يا أيُّها الشَّبَحُ الذِّكْرَى أَمَا خَبَرُ
عمّا بَراكَ جديداً حينَ تُدَّكَرُ؟
قُلْ غَنِّ إِنِّي وَهَبْتُ السَّمْعَ ضَوْءَ دَمِيْ ،
مَنْ ذا يَلُمُّ سرابَ القَفْرِ أَوْ يَذَرُ!
قُلْ: أين ثَوْبٌ على المَتْنَيْنِ مُهْتَرِئٌ
تَخِيْطُهُ مِنْ لَيَالِيْ قَهْرِكَ الإِبَرُ؟
قُلْ: أين ظِلْعَانِ، كانا شُهْرَتَيْكَ،وما
بَيْنَهُمَا جُرُفٌ ، إِنْ تُبْتَغَى الشُّهَرُ؟
* * *
***
ماذا فَعَلْتَ بِباقِيْ الحَبِّ يَوْمَ غَزَا
دَبَا الجَرَادِ وما في الجُرْنِ مُدَّخَرُ؟
كيف اسْتَطَعْتَ حياةً والمَدَى كَفَنٌ
كيف اسْتَعَادَتْ بَيَاضَ الدِّرَّةِ الدِّرَرُ؟
هل ما تَزَالُ بِحَبَّاتِ الفَنَا أُمَمٌ
هنا تَمُوتُ لِتَشْقَى بَعْدَها أُخَرُ؟
مَنْ غَيَّرَ الحَالَ حَالاً طَلْعُها أَلَقٌ
عِنْدَ اللِّقَاءِ فَتُطْرَى الحَالُ والغِيَرُ؟
* * *
***
قال: اتَّئِدْ!، فَلِسَانِيْ طائِرٌ حَصِرَتْ
دُوْنَ الذُّرَى جَانِحَاهُ والذُّرَى سِيَرُ
ماذا أَقُولُ، وإِذْ مِثْلُ اسْمِهِ جَبَلِيْ
فَيْفَاءَ لا مَطَرٌ تُرْجَى ولا ثَمَرُ
وإِذْ أَفاوِيْقُ ما يَجْنِيْهِ قاطِنُهُ
فِيْهِ المَجَاعَاتُ والأَمْراضُ والخَطَرُ
والمَوْتُ يَمْلأُ شِدْقَيْهِ وقَبْضَتَهُ
يَمْشِيْ الهُوَيْنَى وبالأشْلاءِ يَأْتَزِرُ!
يُعَابِثُ المَرْأَةَ الحُبْلَى يَقُوْلُ لَهَا:
المَوْتُ طِفْلِيْ ومَهْدُ الطِّفْلِ مُحْتَفَرُ!
ويَلْكُزُ الكَهْلَ في أَوْدَاجِهِ جَنَفًا:
كَمْ ذا يُعَاشُ! وكَمْ ذا يُشْتَكَى الكِبَرُ!
لَيْتَ الأُلَى أَكَلَ المَوْتُ الزُّؤَامُ قَضَوا(13/44)
يَوْمَيْ حَيَاةٍ ، تُرَوَّى الأَعْظُمُ النُّخُرُ!
كَيْمَا يَرَوا غَرْسَهُمْ، أَحْفَادَ ما سَغِبُوا،
ماتُوا انْتِظَارًا عسى أنْ يُوْرِقَ الشَّجَرُ
* * *
***
يا قَوْم، ما جِئْتُ مَدَّاحًا، ولستُ أَنا
مَنْ يُحْسِنُ المَدْحَ إِمَّا المَدْحُ يُنْتَقَرُ
يا صاحِ، إنَّ اللَّيالي أَعْقَبَتْ قَمَراً
يَضُمُّ كُلَّ جِبَالِيْ ذلكَ القَمَرُ
يَلُمُّ فيها شَتِيْتَ المَهْدِ يُرْضِعُها
حَلِيْبَهُ فَيَرِفُّ الغُصْنُ والحَجَرُ!
إِنْ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ حَالِيْ وكَيْفَ غَدَا
فَلْتُسْأَلِ الأرضُ والأنسامُ والزَّهَرُ
يَوْمَ الْتَقَى سَحَرُ التَّارِيْخِ مِلْءَ يَدِيْ
صَفْوَ السُّيُوفِ، ألا يا نِعْمَ ذا السَّحَرُ!
يَوْمَ اسْتَفَاقَ بِأَعْرافِ الخُيُولِ ضُحًى
نَخْلُ السِّنِيْنِ الذي قد كادَ يَنْدَثِرُ
حَتَّى تَبَجَّسَ قَلْبُ الصَّخْرِ مُنْتَفِضًا
طَيْراً مِنَ الماءِ يُرْوِيْنَا ويَعْتَذِرُ
وسابقتْ مَوْجَةٌ تَحْتَثُّ جارتَها
تَسَامَقَتْ صُوُراً تَشْتَقُّها صُوَرُ
ذُؤَابَةُ المَجْدِ واختالَ النُّواسُ بِها
نَشْوَى الفَخَارِ وأَنْفُ الذُّلِّ مُنْعَفِرُ!
تَهُزُّ في مُهْجَةِ الصَّحْراءِ عَوْسَجَةَ (م)
الزَّمَانِ، ما غُرَرٌ جاشَتْ بها غُرَرُ!
وَتَفْغَمُ الجَوَّ في كُلِّ القُرَى عَبَقًا
أَرْدَانُهُ العِزُّ والتَّمْكِيْنُ والظَّفَرُ
كَأَنَّما قد وَعَتْ كُلُّ الجَزِيْرَةِ أَنْ
قَدْ احْتَوَتْ قَدَرًا أَحْشَاؤُها الصُّبُرُ
كَأَنَّما هِيَ زَرْقَاءُ اجْتَلَتْ غَدَهَا ،
وذِمَّةُ المُسْتَحِيْلِ البَيْرَقُ الخَضِرُ!
* * *
***
عبدُ العَزِيْزِ لَهُ في دِيْنِ كُلِّ فَتًى
دَيْنٌ فَتًى أَبَدًا ما إِنْ لَهُ عُمُرُ
مَنْ وَحَّدَ الأَرْضَ أَرْضَ اللهِ في جَسَدٍ
المَسْجِدانِ بِهِ العَيْنَانِ والحَوَرُ
ومَنْ أَحاطَ رِقَابَ الجِيْلِ مَأْثُرَةً
مِنْ بَعْدِهِ الجِيْلُ يَتْلُوْها ويَأْتَثِرُ(13/45)
مَنْ قَبْلَهُ لَمَّ هذا الشَّعْثَ في رِئَةٍ
أَنْفاسُها الشِّيْحُ والكَاذِيُّ والمَطَرُ!
ومَنْ تُرَاهُ ابْتَنَى للعُرْبِ مَمْلَكَةً
في شَكْلِ قَلْبٍ بِنَبْضِ القَلْبِ يَعْتَمِرُ!
هَبَّتْ صَبًا حَمَلَتْ وَطْفَاءَ ما هَدَأَتْ
حَتَّى تَغَشَّتْ بِلادي وَهْيَ تَنْهَمِرُ
فَغَيَّرَ اللهُ حَالِيْ نَضْرَةً ورِضًى
وسَنْبَلَ الحَقْلَ صَخْرٌ يانِعٌ نَضِرُ
* * *
***
إِنِّي اسْتَفَقْتُ وفي كَفَّيَّ مَدْرَسَةٌ
مَبْنِيَّةٌ بِعُيُونِ النُّوْرِ تَنْتَظِرُ
إِنِّي اسْتَفَقْتُ وما أَلْقَى أَخِيْ وأَخِيْ
خَصْمَيْنِ في رَحِمٍ .. واللَّيْلُ مُعْتَكِرُ
إِنِّي رَأَيْتُ سَبِيْلِيْ لاحِبًا أَمَمًا
مُعَبَّدَ الخَطْوِ لا تَنْبُوْ بِهِ العثَرُ
وقَدْ تَسَدَّتْ جِبالِيْ الشُّمَّ فارِعَةٌ
مِنْ دَوْحَةِ النُّوْرِ أَفْنَانِيْ بهَا زُهُرُ
والدَّرْبُ أَعْمَى تَجَلَّى ناظِراهُ كما
جَلَّتْ مَحَاجِرَها بالأَنْجُمِ الدُّجُرُ
عَهْدٌ جَدِيْدٌ مُرِبٌّ كُلُّهُ لُغَةٌ
مِنَ التَّفَوُّقِ والإِقْدَامِ تَنْصَهِرُ
يَرْنُوْ إِلى أَسْطُرٍ أُخْرَى تُزَوْبِعُها
حُرِّيَّةٌ سَنَّها الإِسلامُ والنَّظَرُ
يَرْمِيْ فِجَاجَ الرُّؤَىعَنْ كُلِّ قافِيَةٍ
فَيَسْتَهِلُّ قَصِيْدٌ ثائِرٌ خَطِرُ!
فَقُلْتُ، إِذْ قَالَ، وارْتَفَّتْ على شَفَتِيْ
فَراشَةُ الشِّعْرِ، واسْتَشْرى بِها الوَتَرُ:
***
***
إِنَّ المَسَافَةَ عَجْزٌ حِيْنَ تَذْرَعُها
وهِمَّةُ الحُلْمِ تُدْنِيْهَا وتَخْتَصِرُ !
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبا،
أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبا،
رقم القصيدة : 16250
-----------------------------------
أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبا،
هُدُوّاً، فهاجَ القلبَ شوقاً، وأنصَبا؟
عجبتُ له أن زار في النوم مضجعي
ولو زارني مستيقظاً، كان أعجبا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا،(13/46)
وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا،
رقم القصيدة : 16251
-----------------------------------
وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا،
بوادي بَغِيضٍ، يا بُثينَ، سِبابُ
وقلنا لها قولاً، فجاءتْ بمثلهِ،
لكلّ كلامٍ، يا بثينَ، جوابُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ،
وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ،
رقم القصيدة : 16252
-----------------------------------
وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ،
بأشرفَ من قتيلِ الغانيات
فلمّا ماتَ من طَرَبٍ وسُكْرٍ،
رددنَ حياته بالمسمعاتِ!
فقامَ يجُرّ عِطفَيهِ خُماراً،
وكان قريبَ عهدٍ بالمماتِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> حلفتُ لها بالبُدْنِ تَدمَى نُحورُها:
حلفتُ لها بالبُدْنِ تَدمَى نُحورُها:
رقم القصيدة : 16253
-----------------------------------
حلفتُ لها بالبُدْنِ تَدمَى نُحورُها:
لقد شقيتْ نفسي بكم، وعنيتُ
حلفتُ يميناً، يا بُثينَة ُ، صادقاً،
فإن كنتُ فيها كاذباً، فعميتُ!
إذا كان جِلدٌ غيرُ جِلدِكِ مسّني،
وباشرني ، دونَ الشّعارِ، شريتُ!
ولو أنّ داعٍ منكِ يدعو جِنازتي،
وكنتُ على أيدي الرّجالِ، حييتُ!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> حلفتُ، لِكيما تَعلمِيني صادقاً،
حلفتُ، لِكيما تَعلمِيني صادقاً،
رقم القصيدة : 16254
-----------------------------------
حلفتُ، لِكيما تَعلمِيني صادقاً،
وللصدقُ خيرٌ في الأمرِ وأنجحُ
لتكليمُ يومٍ من بثينة َ واحدٍ
ألذُّ من الدنيا، لديّ وأملحُ
من الدهرِ لو أخلو بكُنّ، وإنما
أُعالِجُ قلباً طامحاً، حيثُ يطمحُ
ترى البزلَ يكرهنَ الرياحَ إذا جرتْ
وبثنة ُ، إن هبتْ بها الريحُ تفرحُ
بذي أُشَرٍ، كالأقحُوانِ، يزينُه
ندى الطّلّ، إلاّ أنّهُ هو أملَح
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> تنادى آلُ بثنة َ بالرواحِ
تنادى آلُ بثنة َ بالرواحِ
رقم القصيدة : 16255
-----------------------------------
تنادى آلُ بثنة َ بالرواحِ(13/47)
وقد تَرَكوا فؤادَكَ غيرَ صاحِ
فيا لكَ منظراً، ومسيرَ ركبٍ
شَجاني حينَ أبعدَ في الفَيَاحِ
ويا لكَ خلة ً ظفرتْ بعقلي
كما ظَفِرَ المُقامِرُ بالقِداحِ
أُريدُ صَلاحَها، وتُريدُ قتلي،
وشَتّى بينَ قتلي والصّلاحِ!
لَعَمْرُ أبيكِ، لا تَجِدينَ عَهدي
كعهدكِ، في المودة ِ والسماحِ
ولو أرسلتِ تستَهدينَ نفسي،
أتاكِ بها رسولكِ في سراحِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها،
لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها،
رقم القصيدة : 16256
-----------------------------------
لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها،
وأصبحَ، من نفسي سقيماً، صحيحها
ألا ليتَنا نَحْيا جميعاً، وإن نَمُتْ،
يُجاوِرُ، في الموتى ، ضريحي ضريحُها
فما أنا، في طولِ الحياة ِ، براغبٍ
إذا قيلَ قد سويّ عليها صفيحها
أظلُّ، نهاري، مُستَهاماً، ويلتقي،
مع الليل، روحي، في المَنام، وروحُها
فهل ليَ، في كِتمانِ حُبّيَ، راحة ٌ،
وهل تنفعنّي بَوحة ٌ لو أبوحُها!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> رمى الله، في عيني بثينة َ، بالقذى
رمى الله، في عيني بثينة َ، بالقذى
رقم القصيدة : 16257
-----------------------------------
رمى الله، في عيني بثينة َ، بالقذى
وفي الغرِّ من أنيابها، بالقوادحِ
رَمَتني بسهمٍ، ريشُهُ الكُحلُ، لم يَضِرْ
ظواهرَ جلدي، فهوَ في القلب جارحي
ألا ليتني، قبلَ الذي قلتِ، شِيبَ لي،
من المُذْعِفِ القاضي سِمامُ الذّرَارِحِ
قمتُّ، ولم تعلمُ عليّ خيانٌة
ألا رُبّ باغي الرّبْحِ ليسَ برابِحِ
فلا تحملها، واجعليها جناية ٍ
تروحتُ منها في مياحة ِ مائحِ
أبُوءُ بذَنبي، انّني قد ظَلمْتُها،
وإني بباقي سِرّها غيرُ بائحِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ
ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ
رقم القصيدة : 16258
-----------------------------------
ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ
فصوتُكَ مَشيٌّ إليّ، قَبيحُ(13/48)
وكلَّ غداة ٍ، لا أبا لك، تنتحي
إليّ فتلقاني وأنتَ مشيحُ
تحدثني أن لستُ لاقي نعمٍة
بعدتَ، ولا أمسى لديكَ نيحُ
فإن لم تهجني، ذاتَ يومٍ فإنهّ
سيكفيكَ ورقاءُ السَّراة ِ، صَدُوحُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> هل الحاتمُ العطشانُ مسقى ً بشربة ٍ
هل الحاتمُ العطشانُ مسقى ً بشربة ٍ
رقم القصيدة : 16259
-----------------------------------
هل الحاتمُ العطشانُ مسقى ً بشربة ٍ
من المُزْنِ، تُروي ما به، فتُريحُ؟
فقالت: فنخشى ، إن سقيناكَ شربة ً
تُخبّرُ أعدائي بها، فتبوحُ
إذنْ، فأباحتني المنايا، وقادني
إلى أجَلي، عَضبُ السلاح، سَفوحُ
لَبِئسَ، إذنْ، مأوى الكريمة ِ سرُّها،
وإني، إذَنْ، من حبّكم، لَصَحِيحُ
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> أقرأُ نقْشاً على باب أُخرى المُدُن!
أقرأُ نقْشاً على باب أُخرى المُدُن!
رقم القصيدة : 1626
-----------------------------------
يَسْتَبدُّ العِشْقُ
يا ساكني
يا وطني
بالثَّرى غَضًّا
على فائضٍ من
كَفَني!
... ... ...
لا تَرُدُّوا التُّرْبَ
في
خافقي
بعضُ دَمِيْ
لم تَزَلْ جَذْوتُهُ
تَتَهَجَّى بَدَني!
لا تَرُدُّوا التُّرْبَ
لي
في الأَعالي
قَمَرٌ
أَتَقَرّاهُ
على
بابِ أُخرى المُدُنِ!
لا تَرُدُّوا التُّرْبَ
ما طَفِئَتْ
نفسي
ولا رَوِيَتْ
بَعْدُ
على ظامئِ الوعْدِ
جَنِي!
* * *
ما الذي أَعْجَلَهُمْ
كفَّنوني؟
ما الذي
غَيْرهُم ْ قد كَفَّنُوا؟
كُلُّهُمْ في كَفَني!
ليَكُنْ
أَنَّهُمُ قد مَضَوا بي
أَمَمِي
سوف تصحو نَخْلَةٌ
فِيَّ
تُحْيِيْ زَمَنِي
ببكاراتِ اللُّغَى
ببقايا عَلَمي
من عِظامي هذه
سوف أَبْنِي
سُفُني!
* * *
ليَكُنْ
أَنَّ بَنِيْ أُمِّنا
ما حفِظوا
سُنَّة اللهِ
ولم يعلموا
ما سنني
فغداً
حين تُرى طيوراً
نَسَمي
وغداً
حين ترى بهجتي
في فَنَني
سيتوبونَ إذا
شُبْهَةُ الموتِ
عَنَتْ،
إخوتي
عن وَأْدِهِمْ
وطني
في
وطني!(13/49)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
رقم القصيدة : 16260
-----------------------------------
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
ودهراً تولى ، يا بثينَ، يعودُ
فنبقى كما كنّا نكونُ، وأنتمُ
قريبٌ وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنسَ قولها
وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصرَ تريدُ؟
ولا قولَها: لولا العيونُ التي ترى ،
لزُرتُكَ، فاعذُرْني، فدَتكَ جُدودُ
خليلي، ما ألقى من الوجدِ باطنٌ
ودمعي بما أخفيَ، الغداة َ، شهيدُ
ألا قد أرى ، واللهِ أنْ ربّ عبرة ٍ
إذا الدار شطّتْ بيننا، ستَزيد
إذا قلتُ: ما بي يا بثينة ُ قاتِلي،
من الحبّ، قالت: ثابتٌ، ويزيدُ
وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ
تولّتْ وقالتْ: ذاكَ منكَ بعيد!
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً،
ولا حبها فيما يبيدُ يبيدُ
جزتكَ الجواري، يا بثينَ، سلامة ً
إذا ما خليلٌ بانَ وهو حميد
وقلتُ لها، بيني وبينكِ، فاعلمي
من الله ميثاقٌ له وعُهود
وقد كان حُبّيكُمْ طريفاً وتالداً،
وما الحبُّ إلاّ طارفٌ وتليدُ
وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بيني وبينها،
وإنْ سَهّلَتْهُ بالمنى ، لكؤود
وأفنيتُ عُمري بانتظاريَ وَعدها،
وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديد
فليتَ وشاة َ الناسِ، بيني وبينها
يدوفُ لهم سُمّاً طماطمُ سُود
وليتهمُ، في كلّ مُمسًى وشارقٍ،
تُضاعَفُ أكبالٌ لهم وقيود
ويحسَب نِسوانٌ من الجهلِ أنّني
إذا جئتُ، إياهنَّ كنتُ أريدُ
فأقسمُ طرفي بينهنّ فيستوي
وفي الصّدْرِ بَوْنٌ بينهنّ بعيدُ
ألا ليتَ شعري، هلَ أبيتنّ ليلة ً
بوادي القُرى ؟ إني إذَنْ لَسعيد!
وهل أهبِطَنْ أرضاً تظَلُّ رياحُها
لها بالثنايا القاوياتِ وئِيدُ؟
وهل ألقينْ سعدى من الدهرِ مرة ً
وما رثّ من حَبلِ الصّفاءِ جديدُ؟
وقد تلتقي الأشتاتُ بعدَ تفرقٍ
وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعِيد
وهل أزجرنْ حرفاً علاة ً شملة ً
بخرقٍ تباريها سواهمُ قودُ(13/50)
على ظهرِ مرهوبٍ، كأنّ نشوزَهُ،
إذا جاز هُلاّكُ الطريق، رُقُود
سبتني بعيني جؤذرٍ وسطَ ربربٍ
وصدرٌ كفاثورِ اللجينَ جيدُ
تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتها
مُباهِية ٌ، طيَّ الوشاحِ، مَيود
إذا جئتُها، يوماً من الدهرِ، زائراً،
تعرّضَ منفوضُ اليدينِ، صَدود
يصُدّ ويُغضي عن هواي، ويجتني
ذنوباً عليها، إنّه لعَنود!
فأصرِمُها خَوفاً، كأني مُجانِبٌ،
ويغفلُ عن مرة ً فنعودُ
ومن يُعطَ في الدنيا قريناً كمِثلِها،
فذلكَ في عيشِ الحياة ِ رشيدُ
يموتُ الْهوى مني إذا ما لقِيتُها،
ويحيا، إذا فرقتها، فيعودُ
يقولون: جاهِدْ يا جميلُ، بغَزوة ٍ،
وأيّ جهادٍ، غيرهنّ، أريدُ
لكلّ حديثِ بينهنّ بشاشة ُ
وكلُّ قتيلٍ عندهنّ شهيدُ
وأحسنُ أيامي، وأبهجُ عِيشَتي،
إذا هِيجَ بي يوماً وهُنّ قُعود
تذكرتُ ليلى ، فالفؤادُ عميدُ،
وشطتْ نواها، فالمزارُ بعيدُ
علقتُ الهوى منها وليداً، فلم يزلْ
إلى اليومِ ينمي حبه ويزيدُ
فما ذُكِرَ الخُلاّنُ إلاّ ذكرتُها،
ولا البُخلُ إلاّ قلتُ سوف تجود
إذا فكرتْ قالت: قد أدركتُ ودهُ
وما ضرّني بُخلي، فكيف أجود!
فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتها،
لبثنة َ حبُ طارفٌ وتليدُ
ألمْ تعلمي يا أمُ ذي الودعِ أنني
أُضاحكُ ذِكراكُمْ، وأنتِ صَلود؟
فهلْ ألقينْ فرداً بثينة َ ليلة ً
تجودُ لنا من وُدّها ونجود؟
ومن كان في حبي بُثينة َ يَمتري،
فبرقاءُ ذي ضالٍ عليّ شهيدُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
رقم القصيدة : 16261
-----------------------------------
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟
سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً
صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي
وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها،
من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي
وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً،
لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ(13/51)
وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا
بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي
فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها
فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي
وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ
وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ
إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ
جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ
أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ
سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي
تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا،
ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً،
وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد
ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ،
وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد
وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ
ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ
ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى
كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي
على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة ً،
وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد
يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها،
إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ
وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها،
كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ
لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ،
حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي
وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ
ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟
فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى
عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟
فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً،
فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ
لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا،
وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد
فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها
ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي
وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً
عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي
أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم
كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي
وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما
لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي
يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن
بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد
أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً
وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد(13/52)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وعاذلينَ، ألحوا في محبتها
وعاذلينَ، ألحوا في محبتها
رقم القصيدة : 16262
-----------------------------------
وعاذلينَ، ألحوا في محبتها
يا ليتَهم وجَدوا مثلَ الذي أجِدُ!
لما أطالوا عتابي فيكِ، قلتُ لهم
لا تكثروا بعضَ هذا اللومِ، واقتصدوا
قد ماتَ قبلي أخو نهدٍ، وصاحبهُ
مُرَقِّشٌ، واشتفى من عُروة َ الكمَدُ
وكلهم كانَ منْ عشقٍ منيته
وقد وجدتُ بها فوقَ الذي وجدوا
إني لأحسبُ، أو قد كدتُ أعلمه،
أنْ سوفَ تُورِدني الحوض الذي وَرَدوا
إن لم تنلني بمعروفٍ تجودُ بهِ
أو يدفعَ اللهث عنيّ الواحدُ الصمدُ
فما يضرّ امرأً، أمسَى وأنتِ له،
أنْ لا يكونَ من الدنيا لهُ سندُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> رحلَ الخليطُ جِمالَهم بِسَوَادِ،
رحلَ الخليطُ جِمالَهم بِسَوَادِ،
رقم القصيدة : 16263
-----------------------------------
رحلَ الخليطُ جِمالَهم بِسَوَادِ،
وحدا، على إثرِ الحبيبة ِ، حادِ
ما إن شعرتُ، ولا علمتُ بينهم
حتى سمعتُ به الغُرابَ يُنادي
لما رأيتُ البينَ، قلتُ لصاحبي
صدعتْ مصدعة ُ القلوب فؤادي
بانوا، وغودرِ في الديارِ متيمُ
كَلِفٌ بذكرِكِ، يا بُثينة ُ، صادِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً
تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً
رقم القصيدة : 16264
-----------------------------------
تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً
ملاحة َ قولٍ، يومَ قالتْ، ومعهدا
فإن كنتَ تهوى أوْ تريدُ لقاءنا
على خلوة ٍ، فاضربْ، لنا منكَ، موعدا
فقلتُ، ولم أملِكْ سوابِقَ عَبْرة ٍ:
أأحسنُ من هذي العيشة ِ مقعدا
فقالت: أخافُ الكاشِحِينَ، وأتّقي
عيوناً، من الواشينَ، حولي شهدا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يكذبُ أقوالَ الوشاة ِ صدودها
يكذبُ أقوالَ الوشاة ِ صدودها
رقم القصيدة : 16265
-----------------------------------
يكذبُ أقوالَ الوشاة ِ صدودها(13/53)
ويجتازها عني، كأنْ لا أريدها
وتحتَ مجاري الدّمعِ منّا مودّة ٌ؛
تلاحظُ سراً، لا ينادي وليدها
رفعتُ عن الدنيا المنى ّ غيرَ ودها
فما أسألُ الدنيا، ولا أستزيدُها!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،
ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،
رقم القصيدة : 16266
-----------------------------------
ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،
أم عدوٌ أتى بثينة َ بعدي
فمريني، أطعكِ في كلّ أمرٍ
أنتِ، والله، أوجَهُ الناسِ عندي!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ،
أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ،
رقم القصيدة : 16267
-----------------------------------
أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ،
حدا بزلاً يسرنَ ببطنِ وادِ
فلا تعجَبْ، فإنّ الحُبّ أمسى ،
لبثنة ِ، في السوادِ من الفؤادِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي
قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي
رقم القصيدة : 16268
-----------------------------------
قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي
تُطِيلِينَ تَخويفي بها، ووعِيدي
فقد طالما من غيرِ شكوى قبيحة ٍ
رضينا بحكمٍ منكِ غير سديدِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُم وكنتمُ،
بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُم وكنتمُ،
رقم القصيدة : 16269
-----------------------------------
بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُم وكنتمُ،
إذا حصلَ الأقوامُ، كالخصية ِ الفردِ
فأنتم ولأيَ موضعِ الذلَّ حجرًة
وقُرّة ُ أولى باعَلاءِ وبالمجدِ
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> يومية فارس
يومية فارس
رقم القصيدة : 1627
-----------------------------------
أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ
وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي
وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا
يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ
حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا
أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ(13/54)
واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه
دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ
يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ
يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ
فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ
لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي
في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ
ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي
يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي،
مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي
شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا
ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي
أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا
وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي
طارقٌ هذا؟ أَمْ طَرِيْفٌ؟ ومن ذا؟
صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي؟
ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا
فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ؟!
تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي
بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعالي
لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني
وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال ِ!
وفتاةٍ من مهجتي ناهداها
ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي
قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي
وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي
أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى؟
أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي؟ !
أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها ،
فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ؟ !
كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو
جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ
لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ؟،
أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ؟!
يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا
في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ!
قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا،
وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ :
ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى،
ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي؟!
كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا
في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ
فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري
أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ!
يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ
تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ
وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ
تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ :(13/55)
"ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا
لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ؟!"
...
...
دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى
وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل
اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي
رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ!
رُبَّما صارت البلادُ كتابًا
أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ!
رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ
لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ
فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا
تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ
إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ
خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> إذا الناسُ هابوا خَزية ً، ذهبتْ بها
إذا الناسُ هابوا خَزية ً، ذهبتْ بها
رقم القصيدة : 16270
-----------------------------------
إذا الناسُ هابوا خَزية ً، ذهبتْ بها
أحبُّ المخازي: كهلها ووليدها
لعمرث عجوزٍ طرّقتْ بك إني،
عُميرَ بنَ رَملٍ، لابنُ حربٍ أقودها
بنفسي، فلا تقطَعْ فؤادَك ضِلّة ً،
كذلك حزني: وعثها وصعودها
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أنا جمِيلٌ في السنّامِ من مَعَدّ،
أنا جمِيلٌ في السنّامِ من مَعَدّ،
رقم القصيدة : 16271
-----------------------------------
أنا جمِيلٌ في السنّامِ من مَعَدّ،
في الذّروَة ِ العَلياء، والرّكن الأشدّ
والبيتِ من سعدِ بن زيدٍ والعددْ،
ما يبتغي الأعداءُ منّي، ولقدْ
أُضْرِيَ بالشّمِ لساني ومَرَدْ،
أقودُ مَن شِئتُ، وصَعبٌ لم أُقَدْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
رقم القصيدة : 16272
-----------------------------------
خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
على عذبة ِ الأنياب، طيبة ِ النشرِ
فإنكما إن عُجتما ليَ ساعة ً،
شكرتكما ، حتى أغيّبَ في قبري
ألما بها، ثم اشفعا لي، وسلّما
عليها، سقاها اللهُ من سائغِ القطرِ
وبوحا بذكري عند بثنة َ ، وانظرا
أترتاحُ يوماً أم تهشُّ إلى ذكري(13/56)
فإن لم تكنْ تقطعْ قُوى الودّ بيننا،
ولم تنسَ ما أسلفتُ في سالفِ الدهرِ
فسوف يُرى منها اشتياقٌ ولوعة ٌ
ببينٍ، وغربٌ من مدامعها يجري
وإن تكُ قد حالتْ عن العهدِ بَعدنا،
وأصغتْ إلى قولِ المؤنّبِ والمزري
فسوف يُرى منها صدودٌ، ولم تكن،
بنفسيَ، من أهل الخِيانة ِ والغَدر
أعوذ بكَ اللهمُ أن تشحطَ النوى
ببثنة َ في أدنى حياتي ولا حَشْري
وجاور، إذا متُّ ، بيني وبينها،
فيا حبّذا موتي إذا جاورت قبري!
عدِمتُكَ من حبٍّ، أما منك راحة ٌ،
وما بكَ عنّي من تَوانٍ ولا فَتْر؟
ألا أيّها الحبّ المُبَرِّحُ، هل ترى
أخا كلَفٍ يُغرى بحبٍّ كما أُغري؟
أجِدَّكَ لا تَبْلى ، وقد بليَ الهوى ،
ولا ينتهي حبّي بثينة َ للزّجرِ
هي البدرُ حسناً، والنساءُ كواكبٌ،
وشتّانَ ما بين الكواكب والبدر!
لقد فضّلتْ حسناً على الناس مثلما
على ألفِ شهرٍ فضّلتْ ليلة القدرِ
عليها سلامُ اللهِ من ذي صبابة ٍ،
وصبٍّ معنّى ً بالوساوس والفكرِ
وإنّكما، إن لم تَعُوجا، فإنّني
سأصْرِف وجدي، فأذنا اليومَ بالهَجر
أيَبكي حَمامُ الأيكِ من فَقد إلفه،
وأصبِرُ؟ ما لي عن بثينة َ من صبر!
وما ليَ لا أبكي، وفي الأيك نائحٌ،
وقد فارقتني شختهُ الكشح والخصرِ
يقولون: مسحورٌ يجنُّ بذكرها،
وأقسم ما بي من جنونٍ ولا سحرِ
وأقسمُ لا أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ
وما هبّ آلٌ في مُلمَّعة ٍ قفر
وما لاحَ نجمٌ في السماءِ معلّقٌ،
وما أورقَ الأغصانُ من فننِ السدرِ
لقد شغفتْ نفسي، بثينَ، بذكركم
كما شغفَ المخمورُ، يا بثنَ بالخمرِ
ذكرتُ مقامي ليلة َ البانِ قابضاً
على كفِّ حوراءِ المدامعِ كالبدرِ
فكِدتُ، ولم أمْلِكْ إليها صبَابَة ً،
أهيمُ، وفاضَ الدمعُ مني على نحري
فيا ليتَ شِعْري هلْ أبيتنّ ليلة ً
كليلتنا، حتى نرى ساطِعَ الفجر،
تجودُ علينا بالحديثِ، وتارة ً
تجودُ علينا بالرُّضابِ من الثغر
فيا ليتَ ربي قد قضى ذاكَ مرّة ً،
فيعلمَ ربي عند ذلك ما شكري
ولو سألتْ مني حياتي بذلتها،(13/57)
وجُدْتُ بها، إنْ كان ذلك من أمري
مضى لي زمانٌ، لو أُخَيَّرُ بينه،
وبين حياتي خالداً آخرَ الدهرِ
لقلتُ: ذروني ساعة ً وبثينة ً
على غفلة ِ الواشينَ، ثم اقطعوا عمري
مُفَلَّجة ُ الأنيابِ، لو أنّ ريقَها
يداوى به الموتى ، لقاموا به من القبرِ
إذا ما نظمتُ الشعرَ في غيرِ ذكرها،
أبى ، وأبيها، أن يطاوعني شعري
فلا أُنعِمتْ بعدي، ولا عِشتُ بعدها،
ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشرِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ،
يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ،
رقم القصيدة : 16273
-----------------------------------
يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ،
إنّ المنى لَلِقاءُ أُمّ المِسْوَرِ
وأكنّ طارقها، على علل الكرى ،
ولنجمُ، وهناً قد دنا لتغوّرِ
يستافُ رِيحَ مدامة ٍ معجونة ٍ
بذكيِّ مِسكٍ، أو سَحِيقِ العنبرِ
إني لأحفظُ غيبَكم ويسرّني،
لو تعلمينَ، بصالحٍ أن تذكري
ويكون يومٌ، لا أرى لكِ مُرسَلاً،
أو نلتقي فيه، عليّ كأشْهُر
يا ليتني ألقى المنيّة بغتة ً،
إنْ كانَ يومُ لقائكم لم يُقْدَر
أو أستطيعُ تجلّداً عن ذكركم،
فيفيقَ بعضُ صبابتي وتفكّري
لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى ،
لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لم تَعذرِي
واللهِ، ما للقلب، من علمٍ بها،
غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبرِ
لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً
حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائعٌ أن تُهجري
ولتبكينّي الباكياتُ، وإنْ أبحْ،
يوماً، بسرِّكِ مُعلناً، لم أُعذَر
يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ،
يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ
إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ
تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً
هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر
ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني،
إلاّ كبرقِ سحابة ٍ لم تمطرِ
قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي،
فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟(13/58)
أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟
رقم القصيدة : 16274
-----------------------------------
أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟
أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟
فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعة ٍ،
فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجة ٍ متيسّرُ
فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها،
فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ
وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ،
ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ
عشية َ قالت: لا تضيعنّ سرّنا،
إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ
وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ،
فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر
وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها،
وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ
فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَة ً
يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر
وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره،
يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ
فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا،
إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ
لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ،
وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر
وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً
لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ
ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي
عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر
وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما
يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ
وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا
تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر!
غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجة ٍ،
وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر
وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوى ً،
فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر
فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً،
وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ
فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَة ً
إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر
سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم،
لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر
أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله
يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر
وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي
زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ
فكم قد رأينا واجِداً بحبيبة ٍ،
إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر(13/59)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> تقولُ بثينة ُ لما رأتْ
تقولُ بثينة ُ لما رأتْ
رقم القصيدة : 16275
-----------------------------------
تقولُ بثينة ُ لما رأتْ
فُنُوناً مِنَ الشَّعَرِ الأحْمَرِ:
كبرتَ، جميلُ، وأودى الشبابُ،
فقلتُ: بثينَ، ألا فاقصري
أتَنسيَنَ أيّامَنَا باللّوَى ،
وأيامَنا بذوي الأجفَرِ؟
أما كنتِ أبصرتني مرّة ً،
لياليَ، نحنُ بذي جَهْوَر
لياليَ، أنتم لنا جيرة ٌ،
ألا تَذكُرينَ؟ بَلى ، فاذكُري!
وإِذْ أَنَا أَغْيَدُ، غَضُّ الشَّبَابِ،
أَجرُّ الرِّداءَ مَعَ المِئْزَرِ،
وإذ لمتني كجناحِ الغرابِ،
تُرجَّلُ بالمِسكِ والعَنْبَرِ
فَغَيّرَ ذلكَ ما تَعْلَمِينَ،
تغيّرَ ذا الزمنِ المنكرِ
وأنتش كلؤلؤة ِ المرزبانِ،
بماءِ شبابكِ، لم تُعصِري
قريبانِ، مَربَعُنَا واحِدٌ،
فكيفَ كَبِرْتُ ولم تَكْبَري؟..
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> زورا بثينة ، فالحبيبُ مزورٌ،
زورا بثينة ، فالحبيبُ مزورٌ،
رقم القصيدة : 16276
-----------------------------------
زورا بثينة ، فالحبيبُ مزورٌ،
إنّ الزيارة َ، للمحبِّ، يسيرُ
إنّ الترحُّلَ أن تَلَبّسَ أمرُنَا،
وأعتاقنا قَدَرٌ أُحِمَّ بَكُورُ
إني، عَشِيّة َ رُحتُ، وهي حزينة ٌ،
تشكو إليّ صبابة ً، لصبورُ
وتقول: بتْ عندي، فديتكَ ليلة ً
أشكو إليكَ، فإنّ ذاكَ يَسيرُ
غرّاءُ مِبسامٌ كأنّ حديثها
دُرٌّ تحدّرَ نَظمُه، منثور
محطوطة ُ المَتنين، مُضمَرة ُ الحشا،
رَيّا الروادفِ، خَلّقُها مَمكُور
لا حسنها حسنُ، لا كدلالها
دَلٌّ، ولا كوقَارها توقير
إنّ اللسانَ بذكرها لموكلُ،
والقلبُ صادٍ، والخواطِرُ صُور
ولئن جَزَيتِ الودَّ منّي مثلَهُ،
إني بذلكَ، يا بثينَ، جديرُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ، وفارقوا
أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ، وفارقوا
رقم القصيدة : 16277
-----------------------------------
أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ، وفارقوا(13/60)
الهوى ، واستمرّتْ بالرجالِ المرائِرُ
فقد ضلّ، إلاّ أنْ تقضي حاجة ً
ببرقٍ حفيرٍ، دمعكَ المتبادرُ
وهبها كشيءٍ لم يكنْ، أو كنازحٍ
به الدارُ، أو من غَيّبَتْهُ المقابرُ
أألحَقُّ، إن دارُ الرّبابِ تَباعدتْ،
أو أنَ شطّ وليٌ، أنّ قلبكَ طائرُ
لعمريَ، ما استودعتُ سريَ وسرها
سوانا، حذاراً أن تشيعَ السرائرُ
ولا خاطبتْها مُقلتايَ بنظرة ٍ،
فتعلمَ نجوانا العيونُ النواظرُ
ولكن جعلتُ اللحظَ، بيني وبينها
رسولاً، فأدّى ما تَجُنّ الضمائر
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لاحتْ، لعينكِ من بثينة َ، نارُ،
لاحتْ، لعينكِ من بثينة َ، نارُ،
رقم القصيدة : 16278
-----------------------------------
لاحتْ، لعينكِ من بثينة َ، نارُ،
فدموعُ عينِكَ دِرّة ٌ وغِزارُ
والحبُّ، أولُ ما يكون لجاجة ً
تأتي بهِ وتسوقهُ الأقدارُ
حتى إذا اقتحَمَ الفتى لجَجَ الهَوى ،
جاءتْ أُمورٌ لا تُطاقُ، كِبارُ
ما من قرينٍ آلفَ لقرينها،
إلاّ لحبلِ قَرينِها إقصار
وإذا أردتِ، ولن يخونكِ كاتمُ،
حتى يُشِيعَ حديثَكِ الإظهارُ
كتمانِ سركِ، يا بثينَ، فإنما،
عندَ الأمينِ، تُغيَّبُ الأسرارُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أتَهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ،
أتَهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ،
رقم القصيدة : 16279
-----------------------------------
أتَهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ،
وكيفَ يُزَارُ الرَّبْعُ قد بانَ عامِرُه؟
رأيتكَ تأتي البيتَ تُبغِضُ أهْلَهُ،
وقلبُكَ في البيتِ اذي أنتَ هاجِرُهْ
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> صوت القادم من سواد الأسئلة
صوت القادم من سواد الأسئلة
رقم القصيدة : 1628
-----------------------------------
ساهرٌ والليل في جفنيه نامْ
وتنامى في صدى الصمت الكلامْ
يستعيد الريح أشواقا مشتْ
سلكَ ياقوتٍ وأحجارٍ وجامْ
في سُرى الذكرى تناغى طيرها
همسةً حرّى وأشجاناً تُؤامْ(13/61)
يتملاّها , تملاَّه : هوًى
أو جوًى يكوي مصاريعَ العظامْ
قال في بيدرها الظامي: أنا
من أنا يا أنت ياهذا الزحامْ
ترتقي بي في ذرى الأعوام تهـ
ـفو تناديني على البعد سلامْ
طوقتني من بقاياك منًى
لم تجد بعد مطاياها العظامْ
وطوتني في مراياكِ رؤًى
عذبةٌ كانت مراراتٍ زُؤامْ
وتصبّتني بعينيكِ صُوًى
جدّفتْ صوبَ مجاليها الرِّهامْ
أطربتني.. أرّقتني.. وطوتْ
في سجلّ النفس أصداءَ اليَمامْ
هي دنيا من بقايا دنتْ
ومطلّ للغد الآتي الضرامْ
هكذا التفتْ مداراتُ الدُّنى
في مدار الليل أمشاجاً تُسامْ
ليلة واحدة قد لبستْ
من ليالي العُمْرِ فيها ألفَ عامْ
وهل العُمْرُ سِوَى ليلٍٍ هَمَى
أو سِوَى ليلٍ تولى كالجهامْ
قد يظلّ الفجرُ طفلاً ضارعاً
مشرئبَ الثّغْرِ للنهدِ الفِطامْ
دَرَّ في وَعْدِ الخبايا دَرُّها
ساعة روّته ألبانَ الغرامْ
فإذا النورُ بنا ينداحُ كالـ
ـلثغةِ الأولى.. شآبيباً سِجامْ
تزرعُ الرّملَ نهاراتٍ سَرَتْ
في عروقِ الليلِ آمادَ الظَّلامْ
ساهراً والليلُ في جفنيْ ينامْ
يتسجّى من دمي سيفاً كهامْ
من دمي الدافي ال تشظّى وردةً
ملءَ أفواه قوافينا الحطامْ
ملءَ هذا السَّهْبِ من غيهبنا
ملءَ أثداء السبايا في الخيامْ
سيصول الوقتُ منها ملأهُ
سيردّ الخيل إصباح القتامْ
سيشدّ الكرّةَ البِكْرَ غَدٌ
سيروّي السّلّةَ النَّشْوى حُسامْ
يومها فليهن جفنيكَ الكَرَى
نيمةَ الطفل وأحلامَ الحَمامْ
ساهرٌ يذبحه صمتُ النيامْ
ما عليه؟! جَرّ سكينَ الكلامْ
حَزّ في ماء الوريدِ حَزّةً
أوشكتْ توقظُ أنفاسَ الرِّمامْ
ربما أحياكَ تصهالُ الظُّبَى
ولقد يفنيكَ تسبيحُ الغمامْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يطولُ اليومُ إن شحَطت نَواها،
يطولُ اليومُ إن شحَطت نَواها،
رقم القصيدة : 16280
-----------------------------------
يطولُ اليومُ إن شحَطت نَواها،
وحَوْلٌ، نَلتقي فيه، قَصِيرُ
وقالوا: لا يضيركَ نأيُ شهرٍ،
فقلتُ لصاحبيّ: فمنْ يضيرُ(13/62)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لا والذي تسجدُ الجباهُ لهُ،
لا والذي تسجدُ الجباهُ لهُ،
رقم القصيدة : 16281
-----------------------------------
لا والذي تسجدُ الجباهُ لهُ،
ما لي بما دون ثوبها خبرٌ
ولا بفِيها، ولا همَمتُ به،
ما كانَ إلاّ الحديثُ والنظرُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ما أنسَ، ولا أنسَ منها نظرة سلفت،
ما أنسَ، ولا أنسَ منها نظرة سلفت،
رقم القصيدة : 16282
-----------------------------------
ما أنسَ، ولا أنسَ منها نظرة سلفت،
بالحِجْرِ، يومَ جَلْتها أُمُّ منظورِ
ولا انسلابتها خرساً جبائرها،
إليّ، من ساقط الوراقِ، مستورِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وكان التفرّقُ عندَ الصّباحِ،
وكان التفرّقُ عندَ الصّباحِ،
رقم القصيدة : 16283
-----------------------------------
وكان التفرّقُ عندَ الصّباحِ،
عن مِثْلِ رائِحَة ِ العَنْبَرِ
خَلِيلانِ، لم يَقرُبا ريبَة ً،
ولم يستخفا إلى منكرِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أبوكَ حُبابٌ، سارقُ الضيفِ بُردَه،
أبوكَ حُبابٌ، سارقُ الضيفِ بُردَه،
رقم القصيدة : 16284
-----------------------------------
أبوكَ حُبابٌ، سارقُ الضيفِ بُردَه،
وجديَّ، يا شماخُ، فارسُ شمرا
بنو الصالحينَ الصالحونَ، ومن يكنْ
لآباءِ سَوءٍ، يَلقَهُمْ حيثُ سُيّرا
فإن تغضبوا من قسمة ِ اللهّ فيكمُ،
فَلَلّهُ، إذ لم يُرضِكُمْ، كان أبصَرا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لَعَمْرُكِ، ما خوّفتِني من مَخافة ٍ،
لَعَمْرُكِ، ما خوّفتِني من مَخافة ٍ،
رقم القصيدة : 16285
-----------------------------------
لَعَمْرُكِ، ما خوّفتِني من مَخافة ٍ،
بثينَ، ولا حذرتني موضعَ الحذرْ
فأقسمُ، لا يلفى لي اليومَ غرة ٌ،
وفي الكفّ مني صارمٌ قاطعٌ ذكرْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> إنّ أحَبّ سُفَّلٌ أشرارُ،
إنّ أحَبّ سُفَّلٌ أشرارُ،
رقم القصيدة : 16286
-----------------------------------(13/63)
إنّ أحَبّ سُفَّلٌ أشرارُ،
حُثالة ٌ، عودُهمُ خَوّارُ
أذلُّ قوم، حينَ يُدعى الجارُ،
كما أذَلَّ الحرثَ النخّارُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
رقم القصيدة : 16287
-----------------------------------
أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
ودارٌ، بأجراعِ الغَديرَينِ، بَلقَعُ؟
ديارٌ لسَلمى ، إذ نحِلّ بها معاً،
وإذ نحن منها بالمودة ِ نطمعُ
وإن تكُ قد شطّتْ نواها ودارُها،
فإنّ النوى ّ مما تشتُ وتجمعُ
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، حبَّها،
ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروَّع
ألا تَتّقِينَ الله فيمَن قتلتهِ،
فأمسى إليكم خاشعاً يتضرّع؟
فإنْ يكُ جثماني بأرضِ سواكم،
فإنّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمع
إذا قلتُ هذا، حين أسلو وأَجْتَري
على هجرها، ظلّتْ لها النفسُ تَشفَع
ألا تَتّقِينَ الله في قَتْلِ عاشقٍ،
له كَبِدٌ حَرّى عليكِ تَقَطّع
غريبٌ، مَشوقٌ، مولَعٌ بادّكاركُمْ،
وكلُّ غريبِ الدارِ بالشّوقِ مُولَع
فأصبحتُ، مما أحدث الدهرُ، موجعَاً،
وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّع
فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني
المودة َ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ!
وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً،
فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ
وإن رمتُ نفسي كيف آتي لصَرمِها،
ورمتُ صدوداً، ظلّتِ العينُ تدمَع
جزعتُ خذارَ البينِ يومَ تحملوا
ومن كان مثلي، يا بُثينة ُ، يجزَع
تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرة ٍ،
وهل عاشقٌ، من نظرة ِ، يتمتعُ؟
كفى حزناً للمرءِ ما عاشَ أنهّ،
ببينِ حبيبِ، لا يزالُ يروعُ
فواحزنا! لو ينفعُ الحزنُ أهلَه،
وواجَزَعَا! لو كان للنفسِ مَجزَع
فأيُّ فؤادٍ لا يذوبُ لما أرى ،
وأيُّ عيونٍ لا تجود فتدمَع؟
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> صدتْ بثينة ُ عني أن سعى ساعِ،
صدتْ بثينة ُ عني أن سعى ساعِ،
رقم القصيدة : 16288
-----------------------------------(13/64)
صدتْ بثينة ُ عني أن سعى ساعِ،
وآيستْ بعد موعودٍ وإطماعِ
وصدّقتْ فيّ أقوالاً تَقَوّلها
واشٍ، وما أنا للواشي بمطواعِ
فإنْ تَبِيني بلا جُرمٍ ولا تِرَة ٍ،
وتُولَعِي بيَ ظُلماً أيّ إيلاعِ
فقد يَرى الله أني قد أُحِبّكُمُ،
حباً أقامَ جواهُ بين أضلاعي
لولا الذي أرتجي منه وآملهُ،
لقد أشاعَ، بموتي عندها، ناعِي
يا بثنُ جودي وكافي عاشقاً دنفاً،
واشفي بذلك أسقامي وأوجاعي
إنّ القليلَ كثيرٌ منكِ ينفعني،
وما سواهُ كثيرٌ، غيرُ نَفّاعِ
آليْتُ، لا أصْطفي بالحبِّ غيرَكمُ،
حتى أُغَيَّبَ، تحتَ الرمسِ، بالقاعِ
قد كنتُ عنكم بعيدَ الدارِ مغترباًَ
حتى دعاني، لحيَني، منكمُ، داع
فاهتاجَ قلبي لحُزنٍ قد يُضَيّقه،
فما أُغمّضُ غُمضاً غيرَ تَهياع
ولا تُضِيعِنّ سرّي، إن ظفِرتِ به،
إني لِسِرِّكِ، حقّاً، غيرُ مِضياع
أصونُ سركِ في قلبي، وأحفظهُ،
إذا تَضَايَقَ صدرُ الضيّقِ الباع
ثم اعلمي أنّ ما استودعتِني، ثِقة ً،
يُمسي ويصبحُ عندَ الحافِظِ الواعي
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> سقى منزلينا، يا بثينَ، بحاجرٍ،
سقى منزلينا، يا بثينَ، بحاجرٍ،
رقم القصيدة : 16289
-----------------------------------
سقى منزلينا، يا بثينَ، بحاجرٍ،
على الهجرِ منّا، صَيِّفٌ وربِيعُ
ودوركِ، يا ليلى ، وإن كنّ بعدنا
بلينِ بلى ً، لم تبلهنّ ربوعُ
وخَيماتِكِ اللاتي بمُنعَرَجِ اللّوى ،
لقُمريّها، بالمشرقين، سَجِيعُ
يزعزعُ فيها الريحُ، كلَّ عشية ً،
هزيمٌ، بسلافِ الرياحُ، رجيعُ
وإنيَ، أن يَعلى بكِ اللّومُ، أو تُرَيْ
بدارِ أذًى ، من شامتٍ لَجزُوع
وإني على الشيء الذي يُلتَوى به،
وإن زجرتني زجرة ً، لوريعُ
فقدتكِ من نفسٍ شعاعٍ!، فإنني،
نهيتُكِ عن هذا، وأنتِ جَميع
فقربتِ لي غيرَ القريبِ، وأشرفتِ
هناكَ ثنايا، ما لهنّ طُلوع
يقولون: صَبٌّ بالغواني موكَّلٌ،
وهلْ ذاكَ، من فعلِ الرجال، بديع؟
وقالوا: رعيت اللّهوَ، والمالُ ضائعٌ،(13/65)
شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> أميرة الماء
أميرة الماء
رقم القصيدة : 1629
-----------------------------------
مَوْجٌ على مَوْجِ الهَوَى يَتَكَسَّرُ
ومدًى يسافرُ في مَدَاهُ ويُبْحِرُ!
والبحرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها ،
أسَفاً يروح ، وبهجةً تتمطَّرُ!
كُلُّ الذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى
بَصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا!
بَصُروا بأنّ أميرةَ الماءِ التي
وهَبَتْكَ نَوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ!
المغربُ الأقصى على أهدابها
شَرْقٌ، يَزُفُّ جناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ!
من صَقْرَ فوديها إلى عُشْبِ الفَلا
خشْفان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ
وعلى نوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ
أشواقُ أيّامي، ومَارَ المَرْمرُ!
ولها على أُفُقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ
ولها على أُفُقِ المكانِ تَعَثُّرُ
يَتَبَدَّدُ التاريخُ في بيدائها
وإذا أرادتْ ، فهْو عَبْدٌ مُحْضَرُ!
أينعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي،
هَتَفَتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ!
لِتَلُفَّهُ من دفئها بمُطَهَّمٍ-
سَعَفُ الأصائلِ ساعِداهُ - وتَبْذُرُ
تسهو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها
الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ
عَرَفَ انهمارَ الدهْرِ من أعطافها
فسقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ!
* * *
***
يا أيها الأنثى التي حملتْ "زما
نَ الوصلِ"، طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ؟!
غادرْتني نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى
متجاذَبٌ، متداوَلٌ، متبعثرُ
أهمي حنيناً في ثراكِ ، وأنثني ،
من فرط ما بي، هائماً يتفكَّرُ
تلك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ، والـ
أبدُ انتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ!
أ فَهكذا عشقيكِ يبقَى جَذْوَةً
في الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ؟!
* * *
***
كم قلتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ
بيْضٌ ، وطار بنا جناحٌ أشْقَرُ:
يا نخلةَ الله التي أثداؤها
رُطَبُ الحياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ!
هُزّي بجذعي ، إنني لكِ جائعٌ،
وتساقطي كمَجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ!(13/66)
أُهْدِيْكِ راياتي، شراعاً من دمي،
وخيوطها من مهجتي تَتَحَدَّرُ!
يَهْنِيْكِ منها خامةٌ من غيمها
ليعيثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ!
وخُذي بأعناقِ الشعاراتِ التي
قَضَمَتْ بجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ!
هذي فلسطينُ كأطولِ كِذْبَةٍ
تاريخُها عَرَبٌ تقولُ وتَكْفُرُ!
والمسلمون مسابحٌ ومباخِرٌ
أُمَمٌ هنالك كمْ تَنَامُ وتَجْأَرُ!
بغدادُ في "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ
والمُخرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلُرُ"!
وتَجَشَّأَ الأعرابُ.. أمريكا على
أكتافهمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ!
الراضعون بثديها .. هل فوجئوا؟
فـ"حضارةُ الأبقارِ" منهمْ أَبْقَرُ!
هزّي إليكِ بجذعها ، يلدُ الضحى
طفلين : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ
والآخرُ الطفلُ الذي في خاطري
من ألفِ عامٍ فكرة لا تَكْبُرُ!
* * *
***
يا أنتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على
كَفِّ الزمانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ!
أدري بأنكِ في مخاضكِ ، بينما
أهلوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ!
أدري بأنك حُرَّةٌ ، وأسيرةٌ ،
ولكِ الجموعُ بأسرها تستأسِرُ!
أدري بإطْراقِ الجوادِ إذا كَبَا
أو باختلاج القلبِ إمّا يُكْسَرُ!
* * *
***
ولقد علمتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ ،
أغلى من الأغلى عَلَيَّ ، وأَنْضَرُ!
لكنّ عنوانَ الأنوثةِ مشْمِسٌ ،
أبداً ، وعنوانَ الذّكورة مُقْمِرُ!
عنوانُ لحظيكِ مقاتلُ مهجتي،
لو كان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ!
تلك التي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ
قتّالها، ولكلّ آتٍ مَصْدَرُ!
فتحرّري منّي، فمنكِ بدايتي ،
ولتغفري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ!
لا يقرأ اللغةَ الولودَ سوى الذي
يحيا الأمومةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ!
وأنا هنا ببياضها متوسِّمٌ
وجْهَ الشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ
لا تندمي ، لا تحلمي، واستقبلي
أمسي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ!
* * *
***
تدرين ما قرأتْ أناملُ ساعتي
في وجهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ؟
بيتين لفّهما الغموض بهامتي ،
نَعَبَا ، وهذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ:(13/67)
"إنْ لم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى
فطبيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ!
لولا دماء الموتِ في مُهَجِ الحيا
ما أَخْصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ!"
* * *
***
يا غيمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي
فشفاهُنا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ!
تتفتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي
فأشمّ منها أنجماً تتحَرَّرُ!
غَزَلَتْ بُرادةَ ذكرياتي غادةً
ضوئيةً، تنهارُ فيها الأعْصُرُ!
تنتابني ريّانةً بجموحها
لتروح مني ثورةً أو تُبْكِرُ
سأظلّ أرنو ظامئاً لجَهَامِها،
لا مقشعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ!
قَدَري أحبّكِ أنتِ، يا فتّانتي،
من ذا على قَدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ!
كم-كالفَراش- نموتُ في أضدادنا!
والحُبُّ بعدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا
لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا
رقم القصيدة : 16290
-----------------------------------
لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا
حبلَ النوى ، فهو في أيديهم قطعُ
جادتْ بأدمُعِها ليلى ، وأعجلني
وشكُ الفراقِ، فما أبقي وما أدعُ
يا قلبُ ما عيشي بذي سلمٍ،
لا الزمانُ، الذي قد مرّ، مرتجعُ
أكلّما بانَ حَيٌّ، لا تُلائِمهمْ،
ولا يُبالونَ أنْ يَشتاقَ مَن فجَعوا
علقتني بهوى ّ مردٍ، فقد جعلتْ
من الفِراقِ، حَصاة ُ القلب تَنصدِعُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا نادِ عيراً من بثينة ُ، ترتعي،
ألا نادِ عيراً من بثينة ُ، ترتعي،
رقم القصيدة : 16291
-----------------------------------
ألا نادِ عيراً من بثينة ُ، ترتعي،
نودِّعْ على شَحْطِ النوى ، وتودِّعِ
وحثوا على جمع الركاب، وقربوا
جِمالاً، ونوقاً جِلّة ً، لم تَضَعضَعِ
أُعيذُكِ بالرّحمن من عيشِ شِقوَة ٍ،
وأن طعمي، يوماً، إلى غيرِ مطمعِ!
إذا ما ابنُ معلونٍ تحدرَّ رشحهُ
عليكِ، فموتي بعد ذلكَ، أودعيِ!
مللنَ، ولم أمللْ، وما كنتُ سائماً
لإجمالِ سعدى ، ما أنخن بجعجعِ(13/68)
ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، ههنا،
لنا بعدَ ذا المُصطافِ والمُترَبَّعِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> عرفتُ مصيفِ الحيَّ، والمتربعا،
عرفتُ مصيفِ الحيَّ، والمتربعا،
رقم القصيدة : 16292
-----------------------------------
عرفتُ مصيفِ الحيَّ، والمتربعا،
كما خطتِ الكفَّ الكتابِ المرجعا
معارِفُ أطلالٍ لِبثنَة َ، أصبَحَتْ
مَعارفُها قَفْراً، من الحيِّ، بَلقَعا
مَعارِفُ للخَودِ التي قُلتُ: أجمِلي
إلينا، فقد أصفيتِ بالودّ أجمعا
فقالتْ: أفِقْ، ما عندنا لكَ حاجة ٌ،
وقد كنتَ عنا عزاءٍ مشيعا
فقلتُ لها: لو كنتُ أعطيتُ عنكم
عَزاءً، لأقللتُ، الغَدَاة َ، تضرُّعا
فقالت: أكلَّ الناسِ أصبحتَ مانِحاً
لسانكَ، كيما أن تغرَّ وتخدعا؟
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ
أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ
رقم القصيدة : 16293
-----------------------------------
أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ
شَمال تُغاديهِ، ونَكباءُ حَرجَفُ
فأصبحَ قفراً، بعدما كان آهِلاً،
وجملُ المنى تشتوُ بهِ وتصيفُ
ظللتُ، ومُستَنٌّ من الدمع هامِلٌ
من العين، لما عجتُ بالدارِ، ينزفُ
أمُنصِفَتي جُمْلٌ، فتَعدِلَ بيننا،
إذا حكَمَتْ، والحاكمُ العَدلُ يُنصِفُ
تَعلّقتُها، والجسمُ مني مُصَحَّحٌ،
فما زال ينمي حبُّ جملٍ، وأضعفُ
إلى اليوم، حتى سلّ جسمي وشفنين
وأنكرتُ من نفسي الذي كنت أعرفُ
قَناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقوِها،
وما تحتَه منها نَقاً يتقصّفُ
لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَة ٍ،
وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ
ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا،
وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا
وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها،
وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا
وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافة ٌ
على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا
هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ
إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ
وما سرني غيرُ الذي كان منهمُ
ومني، وقد جاؤوا إليّ وأوجفوا(13/69)
فكم مرتجٍ أمراً أتيحَ له الردى ّ،
ومن خائفٍ لم ينتقضهُ التخوفُ
أإن هَتَفَتْ وَرقاءُ ظِلتَ، سَفاهَة ً،
تبكي، على جملٍ، لورقاءَ تهتفُ؟
فلو كان لي بالصرم، يا صاحِ، طاقة ٌ،
صرمتُ، ولكني عن الصرمِ أضعفُ
لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعة ُ،
هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ
وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرة ً
من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف
وإلاّ اعترتني زَفرة ٌ واستِكانَة ٌ،
وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ
وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلة ٍ،
أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ
وبين الصّفا والمَرْوَتَينِ ذكرتُكم
بمختلفٍ، والناس ساعٍ ومُوجِف
وعند طوافي قد ذكرتكِ مرة ً،
هي الموتُ، بل كادت على الموت تضعفُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> فما سِرْتُ من ميلٍ، ولا سرْتُ ليلة ً،
فما سِرْتُ من ميلٍ، ولا سرْتُ ليلة ً،
رقم القصيدة : 16294
-----------------------------------
فما سِرْتُ من ميلٍ، ولا سرْتُ ليلة ً،
من الدهرِ، إلا اعتادني منكِ طائِفُ
ولا مرّ يومٌ، مذ ترامتْ بكِ النوى ،
ولا ليلة ٌ، إلاّ هوًى منكِ رادفُ
أهُمّ سُلُوّاً عنكِ، ثم تردّني
إليكِ، وتثنيني عليكِ العواطِفُ
فلا تحسبنّ النأيَ أسلى مودتي،
ولا أنّ عيني ردهاّ عنكِ عاطفُ
وكم من بديلٍ قد وجدتُ، طرفة ٍ،
فتأبى عليّ النفسُ تلكَ الطرائفِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وإني لأستحيي منَ الناسِ أنْ أُرى
وإني لأستحيي منَ الناسِ أنْ أُرى
رقم القصيدة : 16295
-----------------------------------
وإني لأستحيي منَ الناسِ أنْ أُرى
رَديفاً لوصلٍ، أو عليّ رديفُ
وأشرَبَ رَنْقاً منكِ، بعد مودّة ٍ،
وأرضى بوصلٍ منكِ، وهو ضعيفُ
وإنيَ للماءِ المُخالِطِ للقَذى ،
إذا كَثُرَتْ وُرّادُهُ، لَعَيوفُ!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ونحنُ منعنا يومَ أولٍ نساءنا،
ونحنُ منعنا يومَ أولٍ نساءنا،
رقم القصيدة : 16296
-----------------------------------(13/70)
ونحنُ منعنا يومَ أولٍ نساءنا،
ويومَ أفيٍّ، والأسنة ُ ترعفُ
ويومَ ركايا ذي الجداة ِ، ووقعة ً
ببنيانَ كانت بعضَ ما قد تسلّفوا
يحبُّ الغواني البيضُ ظلَّ لوائنا
إذا ما أتانا الصارخُ المتلهّفُ
نسِيرُ أمامَ الناسِ، والناسُ خَلفَنا،
فإن نحنُ أمأنا إلى الناسِ، وقّفوا
فأيُّ معدٍّ كان فيءَ رماحهم
كما قد أفأنا، والمُفاخِرُ يُنصِفُ
وكُنّا إذا ما مَعشَرٌ نصَبوا لنا،
ومرّتْ جواري طيرهمْ، وتعيّفوا
وضعنا لهم صاعَ القصاصِ رهينة ٍ،
ونحنُ نُوفّيها، إذا الناسُ طفّفُوا
إذا استبقَ الأقوامُ مجداً، وجدتنا
لنا مغرفا مجدٍ، وللناس مغرفُ
برَزنا وأصحَرنا لكلّ قبيلة ٍ،
بأسيافنا، إذ يؤكلُ المتضعّفُ
ونحن حَمينا، يومَ مَكَة َ، بالقَنا،
قصيّاً، وأطرافُ القنا تتقصفُ
فَحُطنَا بها أكنافَ مكة َ، بعدما
أرادتْ بها، ما قد أبى الله، خِنْدِف
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لَهفاً على البيتِ المَعدّيِّ لَهفا،
لَهفاً على البيتِ المَعدّيِّ لَهفا،
رقم القصيدة : 16297
-----------------------------------
لَهفاً على البيتِ المَعدّيِّ لَهفا،
من بعدِ ما كان قد استَكَفّا
ولو دعا الله، ومَدّ الكَفّا،
لرجَفتْ منهُ الجِبالُ رَجْفَا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ،
ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ،
رقم القصيدة : 16298
-----------------------------------
ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ،
وهل تخبرنكَ اليومَ بيداءُ سملقُ؟
وقفتُ بها حتى تجلتْ عمايتي
وملّ الوقوفَ الأرحبيُّ المنوّقُ
بمختَلفِ الأرواحِ، بين سُوَيْقَة ٍ
وأحدبَ، كادت بعد عهدكَ تخلقُ
أضَرّتْ بها النّكباءُ كلَّ عشيّة ٍ،
ونفخُ الصبا، والوابلُ المتبعّقُ
وقال خليلي: إنّ ذا لَصَبابَة ٌ،
ألا تَزجُر القلبَ اللّجوجَ فيُلحَق؟
تعزَّ، وإنْ كانتْ عليكَ كريمة ً،
لعلَّكَ من رِقّ، لبَثْنَة َ، تَعتِقُ
فقلتُ له: إنّ البِعادَ لَشائقي،(13/71)
وبعضُ بِعادِ البَينِ والنّأي أشْوَق
لعلّكَ محزونٌ، ومُبدٍ صَبابَة ً،
ومظهرُ شكوى من أناسٍ تفرّقوا
وما يبتغي منّي عداة ٌ تعاقدوا،
ومن جلدِ جاموسٍ سمينٍ مطرّقِ
وأبيضَ من ماءِ الحَديدِ مُهنّدٍ،
له بعد إخلاص الضريبة ِ رونقُ
إذا ما علتْ نَشْزاً تمُدّ زِمامَها،
كما امتدّ جلدُ الأصلف المترقرق
وبيضٍ غريراتٍ تثنّي خصورها،
إذا قمنَ، أعجازٌ ثقالٌ وأسوقُ
غَرائِرَ، لم يَعرِفنَ بؤسَ معيشة ٍ،
يُجَنّ بهنّ الناظِرُ المُتَنَوِّق
وغَلغَلتُ من وجدٍ إليهنّ، بعدما
سريتُ، وأحشائي من الخوفِ تخفقُ
معي صارمٌ قد أخلص القَينُ صقلَهُ،
له، حين أُغشِيهِ الضريبة َ، رَونق
فلولا احتيالي، ضِقْن ذَرعاً بزائرٍ،
به من صَباباتٍ إليهنّ أولَق
تَسُوكُ بقُضبانِ الأراكِ مُفَلَّجاً،
يُشَعْشَعُ فيه الفارسيُّ المُرَوَّق
أبثنة ُ، للوصلُ، الذي كان بيننا،
نضَا مثلما يَنضو الخِضابُ، فيَخلُق
أبثنة ُ، ما تنأينَ إلاّ كأنّني
بنجم الثريّا، ما نأيتِ، معلّقُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألمّ خَيالٌ، من بثينة َ، طارقُ،
ألمّ خَيالٌ، من بثينة َ، طارقُ،
رقم القصيدة : 16299
-----------------------------------
ألمّ خَيالٌ، من بثينة َ، طارقُ،
على النّأيِ، مشتاقٌ إليّ وشائقُ
سرتْ من تلاعِ الحجر، حتى تخلصتْ
إليّ، ودوني الأشعرونَ وغافقُ
كأنَّ فتيتَ المسكِ خالطَ نشرها،
تغلُّ به أرادنها والمرافقُ
تقومُ إذا قامتْ به من فِراشها،
ويغدُو به من حِضْنِها مَن تُعانِقُ
وهَجرُكَ من تَيما بَلاءٌ وشِقْوَة ٌ
عليكَ، معَ الشّوقِ الذي لا يفارقُ
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى ،
بل البخلُ منها شيمة ٌ، والخلائقُ
وماذا عسى الواشونَ أنْ يتحدثوا،
سوى أن يقولوا إنّني لكِ عاشقُ؟
نعم، صدقَ الواشونَ، أنتِ كريمة ٌ
عليّ، وإن لم تَصْفُ منك الخلائقُ!
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> لولا الليالي جابتك .. ما جيتي
لولا الليالي جابتك .. ما جيتي
رقم القصيدة : 163(13/72)
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
صاحبي عذبتني صاحبي وريتني
في لقا ساعه بعض حلم وسنينٍ قادمه
ياحبيبي كان ماسميتني .. سميتني
ليت روحي منك ياعذب الموادع سالمه
جيتني لولا الليالي جابتك ماجيتني
والليالي جابتك مثل القدر كل الظروف تسالمه
آه ماخليتني ثم رحت ماخليتني
في دروب طوال مهزمه معاك وهازمه
كن في عينك من العشره اليا باريتني
شي اقل من الحيا بعيون ضيف وعازمه
ليتني لاجابو اسمك ياحبيبي ليتني
تشرب الذكري بعض عيني وعيني حازمه
انت لودليتني فرقاك .. مادليتني
دام حبك في جبين الليالي واسمه
لك بكي جرحي قصيدي وانا ما أبكيتني
آه ياحر الوجع في النفوس الجازمه
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> موعد مع العراق
موعد مع العراق
رقم القصيدة : 1630
-----------------------------------
أعْدَدْتُ يا حبيبتي حقائبَ السفرْ
وهذه الأوراقُ والجوازُ والتذاكرْ
وجئتُ للتوديع ِ ..... إنهُ الفراقْ
لأنني قبلَِ طلوع ِالشمسِ ِمن هنا مسافرْ
وبعد هذا اليوم ِلا تَرَيْنَ صورتي
و سوف لن أراكِ
العيشُ كيفَ العيشُ دونَ أنْ أراكِ ؟
سأحسُبُ النجومَ في نهاري
وتحسُبين الليلَ كلَّ الليلِ ِ بانتظاري
وأََسمعُ البكاءَ من بعيدْ !!
وأسمعُ الغناءَ في بني سعيدْ !!
العيشُ ... كيف العيشُ دونَما أ ُريدْ ؟
وأسمعُ الديكَ هناك فوقَ بيتِنا يصيحُ منْْْ بعيدْ
الديكُ حينما يصيحُ ينتهي الظلامْ ...
ويبدأ ُ النهارُ يدخلُ السماءَ من جديدْ
اللهْ .... لو يعودُ للسماءِ وجهُهَا القديمْ
اللهْ ....لو يَرُدُّ كوخُنا المملوءُ بالمياهْ
اللهْ ....لو يزوُرني في غربتي القَصَبْ
الله ْ..... لو أرُدُّ أزرَعُ النخيلْ
وأَجْمعُ الأخشابَ للشتاءِ والحَطَبْ
وكان حيثُ يحضرُ الشتاءْ
يَجْمَعُنا مَضيفُنا بالشاي والدّخانِ ِ واللّهَبْ
الله ْ....كم أحنُّ للمَضيفْ
مَضيفُنا مصيفٌ ليس بعدهُ مصيفْ
والآنَ بعدَ الآن ِ ليسَ لي شتاءْ(13/73)
وليسَ لي ديكٌ يصيحُ في المَساءْ
لقدْ رَحَلْتُ دونَ أنْ أقولَ يا حبيبتي.....
إلى اللّقاءْ
لأنّ مَنْ ُيحِبُّ لا يعودُ للوراءْ
حبيبتي .... والحبُّ بعدَ الله ِ والعراق ِ للعراقْ
ماذا أقولُ هلْ أقولُ إنهُ الفراقْ ؟
وهلْ أقولُ إنهُ القدَرْ ؟
لو إنني الآنَ هناك في العراق ِأكنسُ الرصيفْ
وأغسلُ الشجرْ
لو أنني الآنَ هناكَ ألثُمُ الترابْ
وأنْحَني لو يسقُطُ المطرْ
لو أنني الآنَ هناكَ أشربُ السمومْ
وآكلُ الحَجَرْ
لو أنني الآنَ هناكَ أحرسُ الحدودْ
واحرسُ البيوتَ والشجرْ
الله ْ.... لو أعودُ للعراق ِ أوْ يزورُني العراقْ
لَكنتُ أذبحُ الحبيبَ .... ابنَنا الوحيدْ
الله ْ....لو تزوُرني سحابة ٌ مَرّتْ على العراق ِ
من بعيدْ
الله ْ.....لو يزورني طيرٌ من العراقْ
الله ْ....لو يزوُرني كلبٌ من العراقْ
لَكنتُ قدّمْتُ لهُ رأسي على طبقْ
لَكنتُ قدّمتُ لهُ قلبي الذي أ صبحَ منْ ورَقَْ
قلبي الذي قدْ أحرقَ الأوراقَ واحترقْ !
لو أنني أطيرُ في السماءِ ... لو معي جناحْ
لو أنها تحمِلُني إلى العراق ِ في هبوبِها الرِّياحْ
لو أنني أطيرُ .........آهٍ .......... لو أنا أطيرْ
والوقتُ لو يموتُ قبلَ لحظةِ المصيرْ
الوقتُ لو ينامُ لو يطولُ قبلَ أنْ يصيرَ موعدُ السفرْ
الحبُّ : أنْ يرُدّ َكَ الحنينُ للحبيبْ
وأ َنْ تجُرَّ كلَّ خيطٍ فيكَ زحمة ُ الصورْ
الحبُّ : أنْ تموتَ دونَما الحبيبْ
أو أنْ تعيشَ دونما بصرْ
هذا أنا يا أيها الحبيبْ
أعيشُ باقي العمرِ دونَما بصرْ
ودونَما ضياءْ
هذا أنا أنامُ في الشتاءِ دونَما غطاءْ
هذا أنا أموتُ كلَّ يوم ٍ حسرةََ َ اللقاءْ
أذوقُ كلَّ يوم ٍ بَعْدَكُمْ مرارة َ الجفاءْ
وأسمعُ الديكَ هناكَ فوقَ بيتِنا يصيحُ منْ بعيدْ
الديكُ حينَما يصيحُ ينتهي الظلامْ
ويبدأ ُالنهارُ يدخلُ السماءَ منْ جديدْ
ـــــ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وما صائبٌ من نابلٍ قذفتْ به
وما صائبٌ من نابلٍ قذفتْ به(13/74)
رقم القصيدة : 16300
-----------------------------------
وما صائبٌ من نابلٍ قذفتْ به
يدٌ، ومُمَرُّ العُقدَتَينِ وَثِيقُ
له من خوافي النسر حُمٌّ نظائِرٌ،
ونصلٌ ، كنصلِ الزاعبيّ، فتيقُ
على نبعة ٍ زوراءَ، أمّا خطامها
فمتنٌ، وأمّا عودها فعتيقُ
بأوشكَ قتلاً منكِ يومَ رميتني
نوافِذَ، لم تَظْهَرْ لهنّ خُروق
تفرّقَ أهلانا، بُثينَ، فمنهُمُ،
فريقٌ أقاموا، واستمرّ فريقُ
فلو كنتُ خوّاراً، لقد باحَ مضمري،
ولكنّني صُلْبُ القَناة ِ عَريقُ
كأنْ لم نحاربْ، يا بثينَ، لو انّهُ
تكشّفُ غماها، وأنتِ صديقُ!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> مَنَعَ النّومَ شدّة ُ الاشتِياقِ،
مَنَعَ النّومَ شدّة ُ الاشتِياقِ،
رقم القصيدة : 16301
-----------------------------------
مَنَعَ النّومَ شدّة ُ الاشتِياقِ،
وادّكارُ الحبيبِ بعدَ الفِرَاقِ
ليتَ شعري، إذا بُثينة ُ بانتْ،
هل لنا ، بعدَ بينها، من تلاقِ؟
ولقد قلتُ، يومَ نادى المنادي،
مستحثاً برحلة ٍ وانطلاقِ؟
ليتَ لي اليومَ، يا بثينة ُ منكم،
مجلساً للوداعِ قبلَ الفراقِ!
حيثُ ما كنتمُ وكنتُ، فإني
غيرُ ناسٍ للعهدِ والميثاقِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
رقم القصيدة : 16302
-----------------------------------
لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
بُثينة ُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ
يقولون: مهلاً ، يا جميلُ ، وإنني
لأقسِمُ ما لي عن بُثينة َ من مَهلِ
أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه،
أمَ اخشى ؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ
لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة ً،
لطيفة َ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل
وكم قد رأينا ساعياً بنميمة ٍ
لأخرَ ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ
إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا،
جرى الدمعُ من عينَي بُثينة َ بالكُحل
ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها،
ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي
فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها(13/75)
ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي
وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ
قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل
إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها
بأكسية ِ الديباجِ ، والخزّ ذي الحملِ
تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا،
دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل
إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها،
قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل
أرانيّ لا ألقَى بُثينة َ مرة ً،
من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل
خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما
قتيلاً بكى ، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟
أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها،
وأهلي قريبٌ موسعونَ ، ذوو فضلِ
ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه،
بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ
بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذة ٌ،
وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل
ثلاثة ُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه،
وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي
كِلانا بكى ، أو كاد يبكي صَبابَة ً
إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَة ً قبلي
أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ،
على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي
نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوة ً،
ولم ألفِ طولَ النأي عن خلة ٍ يسلي
ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها،
ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل
ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَة ً،
على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ
فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّة ٍ،
من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ،
وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ،
رقم القصيدة : 16303
-----------------------------------
وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ،
وشرٌّ الناسِ ذو العللِ البخيلُ
ففاتيني إلى حكمٍ منَ أهلي
وأهلكَ، لا يحيفَ ولا يميلُ
فقالت: أبتغي حَكَماً مِنَ اهلي؟
ولا يدري بنا الواشي المَحُول
فولّينا الحكومة َ ذا سُجوفٍ،
أخاً دنيا، لهُ طرفٌ كليلُ
فقلنا: ما قضيتَ به رَضينا،
وأنتَ بما قضيتَ بهِ كفيلُ
قضاؤكَ نافذٌ، فاحكُم علينا،(13/76)
بما تهوى ، ورأيكَ لا يفيلُ
وقلتُ له: قتلتُ بغيرِ جرمٍ،
وغبَّ الظلمّ مرتعهُ وبيلُ
فسَلْ هذي: متى تَقضي ديوني،
وهل يَقضِيكَ ذو العِلَلِ المَطول؟
فقالت: إنّ ذا كَذِبٌ وبُطْلٌ،
وشرّ، من خُصومته، طويل
أأقتُلهُ؟ وما لي من سِلاحٍ،
وما بي لو أقاتلهُ، حويلُ
ولم آخُذْ له مالاً، فيُلفَى
له دينٌ عليّ، كما يقولُ
وعند أميرنا حكمٌ وعدلٌ،
ورأيٌ، بعد ذلكمُ، أصيلُ
فقال أميرنا: هاتوا شهوداً،
فقلتُ: شهيدُنا الملِكُ الجليل
فقال: يمينها، وبذاكَ أقضي،
وكلُّ قضائهِ حسنٌ جميلُ
فبتُ حلفة ٍ، ما لي لديها
نقيرٌ، أدعيهِ، ولا فتيلُ
فقلتُ لها وقد غلبَ التعزي:
أما يقضى لنا، يابثنَ، سولُ
فقالت ثمّ زجّت حاجبيها:
أطلتَ ولستَ في شيءٍ تطيلُ
فلا يَجِدَنّكَ الأعداءُ عندي،
فَتَثْكَلَني وإيّاكَ الثَّكُول!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ،
ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ،
رقم القصيدة : 16304
-----------------------------------
ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ،
أفقْ، فالتعزي عن بثينة َ، أجملُ
سلا كلٌّ ذي ودٍ، علمتُ مكانهّ،
وأنتَ بها حتى المماتِ موكلُ
فما هكذا أحببتَ من كان قبلها،
ولا هكذا، فيما مضى ، كنتَ تفعلُ
أعن ظُعُنِ الحيِّ الأُلى كنتَ تسألُ،
بليلٍ، فردوا عيرهمَ، وتحملوا
فأمسوا وهم أهلُ الديار، وأصبحوا،
ومن أهلِها الغِربانُ بالدارِ تَحجِل
على حين ولّى الأمرُ عنّا، وأسمَحتْ
عصا البينِ، وانبتّ الرجاءُ المؤمَّل
وقد أبقت الأيامُ منيّ، على العدى ،
حُساماً، إذا مسَّ الضريبة َ، يَفصِل
ولستُ كمن إن سِيمَ ضَيماً أطاعَهُ،
ولا كامرىء ٍ، إن عضّهُ الدهرُ يَنكُل
لعمري، لقد أبدى ليَ البينُ صَفحَهُ،
وبيّنَ لي ما شئت، لو كنتُ أعقِل
وآخرُ عهدي، من بثينَة نظرة ٌ،
على مَوقِفٍ، كادت من البَينِ تقتلُ
فللهِ عينا من رأى مثل حاجة ٍ،
كتَمتُكِها، والنفسُ منها تَمَلمَلُ
وإني لأستبكي، إذا ذُكِر الهوى ،(13/77)
إليكِ، وإني، من هواكِ، لأوجِل
نظرتُ ببِشرٍ نظرة ً ظَلْتُ أمْتري
بها عَبرة ً، والعينُ بالدمعِ تُكحَل
إذا ما كَررتُ الطرفَ نحوكِ ردّه،
من البُعدِ، فيّاضٌ من الدمعِ يَهمِل
فيا قلبُ، دع ذكرى بثينة َ إنها،
وإن كنتَ تهواها، تَضَنّ وتَبخَل
قناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقْوِها،
وما تحتَه منها نَقاً يَتهيّل
وقد أيأستْ من نيلها، وتجهمتْ،
ولَليأسُ، إن لم يُقدَر النّيْلُ، أمثَل
وإلاّ فسلها نائلاً قبلَ بينها،
وأبخِلْ بها مسؤولة ً حين تُسأل
وكيف تُرجّي وصلَها، بعد بُعدِها،
وقد جذُّ حبلُ الوصلِ ممن تؤملُ
وإنّ التي أحببتَ قد حِيلَ دونَها،
فكن حازماً، والحازِمُ المُتحوِّل
ففي اليأسِ ما يُسلي، وفي الناس خُلّة ٌ،
وفي الأرضِ، عمنّ لا يؤاتيكَ، معزلُ
بدا كلفٌ مني بها، فتثاقلت،
وما لا يُرى من غائبِ الوجدِ أفضَل
هبيني بريئاً نلتهُ بظلامة ٍ،
عفاها لكمُ، أو مذنباً يتنصلُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا هلْ إلى إلمامة ٍ، أن ألمها،
ألا هلْ إلى إلمامة ٍ، أن ألمها،
رقم القصيدة : 16305
-----------------------------------
ألا هلْ إلى إلمامة ٍ، أن ألمها،
بُثينة ُ، يوماً في الحياة ِ، سبيلُ؟
على حينَ يسلو الناسُ عن طلبِ الصّبا،
وينسى ، اتّباعَ الوصل منكِ، خَليلُ
فإن هي قالتْ: لا سبيلَ، فقل لها:
عناءٌ، على العذريّ منكِ، طويلُ
ألا، لا أُبالي جَفوة َ الناس، إن بدا،
لنا منكِ، رأيٌ، يا بُثَيْنَ، جميل
وما لم تُطِيعي كاشحاً، أو تَبدّلي
بنا بدلاً، أو كانَ منكِ ذُهُول
وإنّ صباباتي بكم لكثيرة ٌ،
بثينَ، ونسيانيكمُ لقليلُ
يَقِيكِ جميلٌ كلّ سوءٍ، أما له
لديكِ حَديثٌ، أو إليكِ رسول؟
وقد قلتُ، في حبّي لكمْ وصبابتي،
مَحاسِنَ شِعرٍ، ذِكرُهُنّ يطولُ
فإنْ لم يكنْ قولي رضاكِ، فعلميّ،
هبوبَ الصبا، يا بثنَ، كيفَ أقولُ
فما غابَ عن عيني خيالكِ لحظة ً،
ولا زالَ عنها والخيالُ يزولُ(13/78)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ،
رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ،
رقم القصيدة : 16306
-----------------------------------
رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ،
كدتُ أقضي، الغداة َ من جللهِ
مُوحِشاً، ما ترى به أحَداً،
تنتسجُ الريحُ تربَ معتدلهِ
وصريعاً منَ الثمام ترى
عارماتِ المدبِّ في أسلهِ
بينَ علياءَ وابشٍ، قبلي،
فالغميمُ الذي إلى جبلهِ
واقفاً في ديارٍ أمّ حسينٍ،
من ضُحَى يومه إلى أُصُلِه
يا خليليّ، إن أُمّ حسينٍ،
حين يدنو الضجيجُ منَ عللهِ
روضة ٌ ذاتُ حَنوة ٍ وخُزَامَى ،
جادَ فيها الربيعُ من سبلهِ
بينَما هُنّ بالأراكِ معاً،
إذ بدا راكبٌ على جَمَلِه
فتأطرنَ، ثمّ قلنَ لها
أكرِمِيهِ، حُيّيتِ، في نُزُلِه
فَظَلِلْنا بنعمة ٍ، واتّكأنا،
وشربنا الحلالَ منْ قللهِ
قد أصونُ الحديثَ دونَ أخٍ،
لا أخافُ الأذاة َ من قِبَلِه
غيرَ ما بغضة ٍ، ولا لاجتنابٍ،
غيرَ أني ألتُ من وجلهِ
وخليلٍ، صافيتُ مرضياً،
وخليلٍ، فارقتُ منِ مللهِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
رقم القصيدة : 16307
-----------------------------------
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضة ٍ علينا وصلَها،
بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ:
حُبّي بُثينة َ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَة ٍ،
فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ
منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه،
أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني،
وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي، يا بثينَ، حِبالُكم،
يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني،
وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها،
أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ(13/79)
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني،
وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم،
مني، ولستَ، وإن جهدنَ، بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم،
لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً،
ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ُ،
نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> خليليّ، عُوجَا بالمحلّة ِ من جُمْلِ،
خليليّ، عُوجَا بالمحلّة ِ من جُمْلِ،
رقم القصيدة : 16308
-----------------------------------
خليليّ، عُوجَا بالمحلّة ِ من جُمْلِ،
وأترابِها، بين الأجيفر فالخَبْلِ،
نَقِفْ بمَغَانٍ قد محا رَسمَها البِلى ،
تعاقبها الأيامُ بالريحِ والوبلِ
فلو درجَ النملُ الصغارُ بجلدها
لأندبَ، أعلى جلدها، مدرجُ النملِ
أفي أمّ عمروٍ تعذلاني؟ هديتما،
وقد تيّمَتْ قلبي، وهام بها عقلي
وأحسنُ خلقِ اللهِ جيداً مقلة ً،
تُشبَّهُ، في النّسْوان، بالشادِن الطفل
وأنتِ لعيني قرة ٌ حينَ نلتقي،
وذكركِ يشفيني، إذا خدرتْ رجلي
أفِقْ، أيها القلبُ اللّجوجُ، عن الجهلِ،
ودع عنكَ جملاً، لا سبيلَ إلى جملِ
ولو أنّ ألفاً دونَ بَثنة َ، كُلّهم
غيارى ، وكلٌ مزمعونَ على قتلي
لحاولتها إما نهاراً مجاهراً،
وإماّ سرى ليلٍ، ولو قطعوا رجليّ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ألا أيّها الرَّبعُ الذي غَيّرَ البِلى ،
ألا أيّها الرَّبعُ الذي غَيّرَ البِلى ،
رقم القصيدة : 16309
-----------------------------------
ألا أيّها الرَّبعُ الذي غَيّرَ البِلى ،
عفا وخلا، من بعد ما كان لا يخلو
تَذأبُ ريحُ المسكِ فيه، وإنما
بهِ المسكُ وإن مرتْ به ذيلها جملُ
وما ماءُ مزنٍ من جبالٍ منيعة ٍ،
ولا ما أكَنّتْ، في مَعادنِها، النّحل
بأشهى من القولِ الذي قلتِ، بعدما
تمكنَ من حيزومِ ناقتي الرحل
فما روضة ٌ بالحَزْنِ صادٍ قَرارُها،
نحاهُ من الوَسميِّ، أو دِيَمٌ هُطْلُ(13/80)
بأطيَبَ من أردانِ بَثنة َ مَوهِناً،
ألا بل لريَّها، على الروضة ِ، الفَضْل
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الأجنحة السوداء
الأجنحة السوداء
رقم القصيدة : 1631
-----------------------------------
منْ سنينْ
منذ ُ أنْ كنتُ صغيراً
منذ ُ أنْ كانَ أبي الفلا ّحُ محروماً فقيراً
منذ ُ أنْ كنتُ جنينْ
و على وجهي علاماتُ شقائي
و علاماتُ ضياعي
فإذا ما طارَ في الريح ِ قناعي
ظهرَ السِرّ ُ الدفينْ
و رأى الناسُ جميعا ً ما بقلبي
و تجلّى للملايين ِ منْ المالكُ قلبي
و مَن القاهرُ قلبي
أيها الآسرة ُ القلبَ و يا رأسَ عذاباتي
و يا كلّ َ حنيني
أيها القلبُ و إنْ لم تعرفيني
كلِّميني
فأنا منذ ُ بداياتِ الحياة ْ
في دواويني و في أبياتِ أشعاري
و في كل ِّ معاني الكلماتْ
قد تخيّلتُكِ نبراساً مضيئا ً
و دروبي كلُّها محكومة ٌ بالظلُماتْ
منذ أنْ كنتُ صغيراً
و أنا أحلُمُ بالألوان ِ والنورِ الى حدِّ اكتآبي
و تمنّيْتُ بأنْ أصبغَ بالأزرق ِ أحلامي
وأوراقي وأحداقي
و أزرارَ ثيابي
منذ أنْ كنتُ صغيراً
لم أجدْ في كتُبِ الأحلام ِ تفسيراً لأحلامي
و لا أفهمُ ما سرّ ُ عذابي
كنتُ أستغرقُ بالتفكيرِ حدّ الموتِ
والأمواتُ لا تعرفُ ما بي
ثمّ علّقتُ ببابي كلماتْ
بعدما فتّشتُ كلّ َ المكتباتْ
منذ ُ أن كنتُ صغيراً
و أنا أصبغ ُ بالأزرق ِ حتى الكلماتْ
و على جدران ِ بيتي
و على أرصفةٍ في الطرُقاتْ
أرسُمُ الشمسَ على شكل ِ فتاة ْ
ولها عينان ِ زرقاوان ِ مِثلُ الموج ِ
ينسابُ بها البحرُ
و تهتزّ ُ لها ذلا ّ ً عيونُ الملكاتْ
و لها شعرٌ الى الساق ِ كثيفٌ
يُشْبهُ الأجنحة َ السوداءَ
أو بارجة ًمن أمسياتْ
قد تخيّلتُكِ نبراساً مضيئاً
و دروبي كلّها مرصوصة ٌ بالظُلُماتْ
قد تخيّلتُكِ لحناً
و تخيّلتُكِ شكلاً
و تخيّلتُكِ عطراً
و تخيّلتُكِ لونا ً
ثمّ أعددتُ ثيابَ العُرْس ِ من ضوءِ المصابيح ِ
و ألوان ِ الفراشاتِ
و أهدابِ رموش ِ الفتياتْ(13/81)
ثمّ ناديتُكِ لما تسمعيني
كلِّميني
واكتبي بيتين ِِِ من شعري و أسماءَ دواويني
على الباصاتِ والساحاتِ والدورِ
وجدران ِ البيوتْ
منذ أن كانَ صغيراً
كانَ يرجو أن يعيشَ العمرَ في بغدادَ
أو فيها يموتْ
و على أسوارِ بغدادَ الجديده
كانَ يستلقي الى الصبح ِ أمامَ السينما البيضاءِ
كي يكتبَ لي أحلى قصيده
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أنختُ جَديلاً عند بَثنَة َ ليلة ً،
أنختُ جَديلاً عند بَثنَة َ ليلة ً،
رقم القصيدة : 16310
-----------------------------------
أنختُ جَديلاً عند بَثنَة َ ليلة ً،
ويوماً، أطالَ اللهُ رغمَ جديلِ
أليسَ مناخُ النضوْ يوماً وليلة ً،
لبثنة َ، فيما بيننا بقليلٍ؟
بُثينَ، سَلِيني بعضَ مالي، فإنّما
يُبَيَّنُ، عند المالِ، كلُّ بخيلِ
وإني، وتَكراري الزّيارة َ نحوكم،
لبينَ يَدَي هجرٍ، بُثَينَ، طويلِ
فيا ليتَ شعري، هل تقولين بعدنا،
إذا نحن أزمعنا غداً لرحيلِ
ألا ليتَ أياماً مضينَ رواجعٌ،
وليتَ النّوى قد ساعدت بجَميل!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> بثينة ُ من صِنفٍ يُقلّبنَ أيديَ الـ
بثينة ُ من صِنفٍ يُقلّبنَ أيديَ الـ
رقم القصيدة : 16311
-----------------------------------
بثينة ُ من صِنفٍ يُقلّبنَ أيديَ الـ
ـرُّماة ِ، وما يَحمِلْنَ قوساً ولا نَبلا
ولكنماّ يظفرنَ بالصيدِ، كلماّ
جلَونَ الثنايا الغُرّ، والأعيُن النُّجْلا
يخالسنَ ميعاداً، يرعنَ لقولها
إذا نَطَقَتْ، كانت مقالتُها فَصْلا
يرينَ قريباً بيتها، وهي لا ترى
سوى بيتها، بيتاً قريباً، ولا سهلا
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أيا ريحَ الشَّمالِ، أما تَريني
أيا ريحَ الشَّمالِ، أما تَريني
رقم القصيدة : 16312
-----------------------------------
أيا ريحَ الشَّمالِ، أما تَريني
أهِيمُ، وأنني بادي النُّحُولِ؟
هبيَ لي نسمة ً من ريحِ بثنٍ،
ومنيّ بالهبوبِ على جميلِ
وقولي: يا بثينة ُ حسب نفسي
قليلُكِ، أو أقلُّ مِنَ القَلِيلِ!(13/82)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> عجلَ الفراقُ وليتهُ لم يعجلِ،
عجلَ الفراقُ وليتهُ لم يعجلِ،
رقم القصيدة : 16313
-----------------------------------
عجلَ الفراقُ وليتهُ لم يعجلِ،
وجرت بَوادِرُ دمعِكَ المُتهلّلِ
طرباً، وشاقكَ ما لقيتَ، ولم تخفْ،
بينَ الحبيبِ، غداة َ بُرقة ِ مِجْوَلِ
وعرفتَ أنكَ حينَ رحتَ ولم يكن،
بعدُ، اليقينُ، وليس ذاك بمشكلِ
لن تستطيعَ إلى بثينة َ رجعًة ،
بعد التّفرّقِ، دونَ عامٍ مُقبِلِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وإني لأرضى ، من بُثينة َ، بالّذي
وإني لأرضى ، من بُثينة َ، بالّذي
رقم القصيدة : 16314
-----------------------------------
وإني لأرضى ، من بُثينة َ، بالّذي
لوَ أبصره الواشي، لقرتْ بلابلهْ
بِلا، وبألاّ أستطِيعَ، وبالمُنى ،
وبالوعدِ حتى يسأمَ الوعدَ آملهْ
وبالنظرة ِ العجلى ، وبالحولِ تنقضي،
أواخِرُه، لا نلتقي، وأوائِلُهْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها
فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها
رقم القصيدة : 16315
-----------------------------------
فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها
وإذ هيَ تذري الدمعَ منها الأناملِ!
عشية َ قالت في العتابِ: قتلتني،
وقتلي، بما قالت هناك، تُحاوِلُ
فقلت لها: جودي، فقالت مجيبة ً،
ألَلجِدُّ هذا منكَ، أم أنتَ هازِلُ؟
لقد جعلَ الليلُ القصيرُ لنا بكم،
عليّ، لروعاتِ الهوى ، يتطاولُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يا بثنَ حييّ، أو عديني، أو صلي
يا بثنَ حييّ، أو عديني، أو صلي
رقم القصيدة : 16316
-----------------------------------
يا بثنَ حييّ، أو عديني، أو صلي
وهوّني الأمرَ، فزوري واعجَلي
بُثينَ، أيّاً ما أردتِ، فافعلي،
إني لآتي ما أشأتِ مُعتَلي
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ويعجبني من جعفرٍ أنّ جعفراً
ويعجبني من جعفرٍ أنّ جعفراً
رقم القصيدة : 16317
-----------------------------------(13/83)
ويعجبني من جعفرٍ أنّ جعفراً
ملٌّ على قرصٍ، ويبكي على جملِ
فلو كنتَ عذريِّ العلاقة َ، لم تكن
بطيناً، وأنساك الهوى كثرة َ الأكلِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> إلى القرمِ الذي كانت يداه،
إلى القرمِ الذي كانت يداه،
رقم القصيدة : 16318
-----------------------------------
إلى القرمِ الذي كانت يداه،
لفعلِ الخيرِ، سطوة َ منَ ينيلُ
إذا ما غاليَ الحمدِ اشتراه،
فما إن يستقيل ولا يُقيل
أمينُ الصدر، يحفظُ ما تولى ،
بما يكفي القويَّ به، النبيلُ
أبا مَروانَ، أنتَ فتى قريشٍ،
وكهلهمُ، إذا عدّ الكهولُ
تولّيهِ العشيرة ُ ما عَناها،
فلا ضَيْقُ الذراع، ولا بخيلُ
إليكَ تشيرُ أيديهم، إذا ما
رُمُوا، أو غالَهُمْ أمرٌ جلِيلُ
كلا يوميهِ بالمعروفِ طلقٌ،
وكلُّ بلائِهِ حَسَنٌ جميلُ
تمايَلَ في الذُّؤابة ِ من قُرَيْشٍ،
ثناهُ المجدُ، والعزُّ الأثيلُ
أُرومٌ ثابتٌ، يهتَزّ فيه،
بأكرمِ منبتٍ، فرعٌ طويلُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> صدعَ النعيَّ، وما كنى بجميلٍ،
صدعَ النعيَّ، وما كنى بجميلٍ،
رقم القصيدة : 16319
-----------------------------------
صدعَ النعيَّ، وما كنى بجميلٍ،
وثوى بمصرَ ثواءً غيرِ قفولِ
ولقد أجرُّ الذيلَ في وادي القرى ،
نَشوانَ، بينَ مَزارعٍ ونَخِيل
بكرَ النعيَّ بفارسِ ذي همٍة ،
بطلٍ، إذا حُمّ اللّقاءُ، مُذيلِ
قُومي، بثينة ُ، فاندُبي بعويلِ،
وابكي خليلكَ دونَ كلّ خليلِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> عملاء
عملاء
رقم القصيدة : 1632
-----------------------------------
كُنْ عميلْ
تُصْبِح ِ المالكَ والمُهلكَ والمُحْيي
و مَنْ يَشْفي الغليلْ
و تكنْ أنتَ أبا الإحسان ِ والعطفِ ...
ومِن هذا القبيلْ
وتكنْ أنتَ الجميلْ
والفضائِيّاتُ تُعْطيكَ إطارا ً مذهِلا ً
كي تكون َ المُستَطيلْ
كي تكونَ الرّجُلَ الأوحَدَ باسم ِ المخرج ِ المجهول ِ
ذي الساق ِ الطويلْ
أو رئيسا ً ربّما تُصبِحُ في يوم ٍ(13/84)
ولا شيءَ على بابِ العَمَالاتِ كبيرٌ مستحيلْ
أو وزيرا ً تملأ ُ العينَ
وهل هذا قليلْ ؟
لا تَفُتْكَ الفرصة ُ اسْتعْجِلْ
و كنْ أنتَ العميلْ
* * *
كنْ عميلا ً
تربحْ المليارَ في نصفِ نهارْ
كنْ عميلا ً
تُصْبِحْ الذئبَ ولو قد كنتَ فارْ
كنْ عميلا ً
تًُصْبِحْ الأذكى ولو كنتَ حمارْ
وتَجِدْ جنّتَكَ الدنيا
فهلْ يعنيكَ شيئا ً ؟
أنْ يغُلّوكَ إذا مُتّ َ بِنارْ
أنْ يجُرّ َ اللهُ من عينِكَ ما سَبّبْتَ للناس ِ
من القهرِ ومن ذلّ ٍ و عارْ
والهزيماتِ التي كنتَ تُسمّيها انتصارْ
والدنانيرَ التي تسلبُها منّا
وترميها لخمرٍ ونساءٍ و قمارْ
والملايينُ يموتونَ جياعا ً
ويموتونَ اصطبارْ
والملايينُ يموتونَ سجونا ً
أو يموتونَ فرارْ
والعذارى قد شرِبْتَ الماءَ منهُنّ
وأهديتَ البُخارْ
لصديق ٍ أعْوَجِيّ ٍ
أو وزيرٍ جاهلِيّ ٍ
أو لأ شباهِكَ أولادِ الخنازيرِ الصِّغارْ
وخَوَتْ كلّ ُ الديارْ
وخلَتْ كلّ ُ البساتين ِ من الطيرِ
ومن كلِّ الثّمارْ
يا ذراعَ الأمّةِ الأيمنَ يا ربّ َ الغِنى والإزدهارْ
لو ألَمّتْ بكَ أعراضٌ من الموتِ
فلا تأخُذ ْ قرارْ
أنْ ترُدَّ الحكمَ أو أنْ تستقيلْ
ريثما يأتي عميلْ
يا ذراعَ الأمّةِ الأيمَن َ يا ربّ َ الجواسيس ِ وربّ َ العُمَلاءْ
قدْ تدَرّبْتُم على العُهْرِ إلى حدِّ الهُراءْ
وتدرّبتُم على خدمةِ أمريكا وإسرائيلَ
من تحتِ الغطاءْ
قد تفانيتُم لإسرائيلَ حُبّاً
وتدرّبتُم على سفكِ الدّماءْ
تُضمِرونَ الحُبَّ والتقوى لأمريكا
وتُبْدونَ لها كلّ َ العِداءْ
فإذا قالتْ أنا ربُّكمُ الأعلى .......
تقولونَ ابعثينا أنبياءْ
وإذا قالتْ أنا السُّلطانُ والشيطانُ في الدنيا
تقولونَ اجعلينا رؤساءْ
فرأتْ ليسَ لها في الأرض ِ أولادٌ
كأولاءِ العبيدِ الأغبياءْ
وبهِم صارتْ تدُ كّ ُ الأرضَ بالظلم ِ .......
وقد طالتْ نجوما ً في السماءْ
تلطُمُ المُسْلِمَ حتى بالحذاءْ
وتعلَّمْنا من القادةِ ألوانَ الشّقاءْ
علّمونا الرؤساءْ(13/85)
مثلَما أوحى لهم ربّ ُ السفيهاتِ و ربّ ُ السُّفهاءْ
علّمونا كيفَ نشتاقُ إلى الرقص ِ .......
ونشتاقُ إلى فُحش ِ الغناءْ
علّمونا كيفَ نستمتِعُ بالعارِ وبالجُبْن ِ .....
إلى حدِّ السّخاءْ
علّمونا الرّؤساءْ
أنْ نُسَمّي الجُبْنَ وَعْيًا
وسياساتٍ وضرْبا ً من دهاءْ
علّمونا لا ننالُ السِّلمَ إلا ّ لو تفاءَ لْنا بأمريكا
وأصبحنا سياسيّينَ مُنْحَلِّينَ جداّ ً ضعفاءْ
وتفكّكْنا كثيراً وكثيرا ً
وتقمّصْنا أميراً و وزيراً
وتعلّمنا بأنْ نرفعَ للقادةِ عن إخوانِنا مِنّا تقاريرا ً
وأنْ نذبَحَهُم مِنّا قرابينا ً لوجهِ الزّعماءْ
وتعلّمنا الغناءْ
وتعلّمنا البكاءْ
وتعلّمنا دروسا ً و دروسا ً
ثمّ صَفّقْنا لأنّا ............
لم يزلْ في دمِنا حُبّ ٌ لأجدادٍ كبارٍ عظماءْ
لم يزلْ في دمِنا بعضُ الحياءْ
لم نزلْ أصحابَ تأريخ ٍِ وأصحابَ ضميرٍ أ ُمَناءْ
لم نزلْ رُغمَ أ ُنوفِ الرّؤساءْ
عَرَباً أوطانُنا تشْحَنُنا مِلْءَ الدّماءْ
طاقة ً تسمو بنا جُوداً و صبراً و فداءْ
حيثُ نشتاقُ إلى بعض ٍ
ولا يبْعِدُنا عن بعضِنا طولُ المسافاتِ
ولا طولُ التعاريج ِ
و لا طولُ الجفاءْ
واخترَعْنا للقاءاتِ دروبا ً من هواءْ
هكذا نحملُ للتأريخ ِ سرّا ً عربيّا ً
وتناقلناهُ جيلا ً بعدَ جيلْ
ورضينا بالقليلْ
ويدُ الله ِ على كلِّ عميلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> جذامُ سيوفُ اللهِ في كلّ موطنٍ،
جذامُ سيوفُ اللهِ في كلّ موطنٍ،
رقم القصيدة : 16320
-----------------------------------
جذامُ سيوفُ اللهِ في كلّ موطنٍ،
إذا أزمتْ، يومَ اللّقاءِ، أزامِ
همُ منعوا ما بين مِصرٍ فذي القُرى ،
إلى الشامِ، من حلٍّ بهِ وحرامِ
بضربٍ يُزيلُ الهَامَ عن سَكَناتِهِ،
وطعنٍ، كإيزاغِ المخاضِ تؤامِ
إذا قصرتْ، يوماً، أكفُّ قبيلة ٍ،
عن المجدِ، نالتْهُ أكُفُّ جُذامِ(13/86)
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وما عَرّ جوّاسُ اسْتها إذ يَسبّهم،
وما عَرّ جوّاسُ اسْتها إذ يَسبّهم،
رقم القصيدة : 16321
-----------------------------------
وما عَرّ جوّاسُ اسْتها إذ يَسبّهم،
بصَقْرَيْ بني سُفيانَ، قيسٍ وعاصِمِ
هما جرداّ أمَّ الحسينِ، وأوقعا،
أمرّ وأدهَى من وقيعة ِ سالمِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أنا جمِيلٌ في السّنامِ الأعظَمِ،
أنا جمِيلٌ في السّنامِ الأعظَمِ،
رقم القصيدة : 16322
-----------------------------------
أنا جمِيلٌ في السّنامِ الأعظَمِ،
الفارِعِ النّاسَ، الأعزّ الأكرم
أحمي ذِماري، ووجدتُ أقرُمي،
كانوا على غاربِ طودٍ خضرمِ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> لَعَمري، لقد حسّنْتِ شَغْباً إلى بَدَا
لَعَمري، لقد حسّنْتِ شَغْباً إلى بَدَا
رقم القصيدة : 16323
-----------------------------------
لَعَمري، لقد حسّنْتِ شَغْباً إلى بَدَا
إليّ، وأوطاني بلادٌ سواهما
حللتَ بهذا حلة ً، ثمّ حلة ً
بهذا، فطابَ الواديانِ كِلاهُما
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
رقم القصيدة : 16324
-----------------------------------
حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
هُوِيَّ القَطا يَجْتَزْنَ بطنَ دفِينِ
لقد ظنَ هذا القلبُ أن ليسَ لاقياً،
سليمى ، ولا أمَّ الحسينِ لحينِ
فليتَ رجالاً فيكِ قد نذروا دمي،
وهَمّوا بقتلي، يا بُثَينَ، لقُوني!
إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ،
يقولون: من هذا؟ وقد عرفونيِ
يقولون لي: أهلاً وسهلاً ومرحباً!
ولو ظفروا بي خالياً، تلوني
وكيف، ولا توفي دماؤهم دمي،
ولا مالُهم ذو ندهة ٍ فيدوني
وغرَّ الثنايا، من ربيعة َ، أعرضت،
حروبُ معدٍ دونهنّ ودوني
تَحَمّلْنَ من ماءِ الثُّديّ كأنما
تَحَمّلَ من مُرْسًى ثِقالُ سَفينِ
كأنّ الخُدورَ أولجتْ، في ظِلالِها،
ظِباءَ المَلا ليست بذاتِ قُرون(13/87)
إلى رجحَ الأعجازِ، حورٍ نمى بها،
مع العِتْقِ والأحساب، صالحُ دِين
يبادِرنَ أبوابَ الحِجالِ كما مشى
حمَامٌ ضُحًى في أيْكة ٍ، وفنون
سددنَ خصاصَ الخيمَ، لما دخلنهُ،
بكلّ لبَانٍ واضحٍ، وجبين
دعوتُ أبا عمرٍو، فصدّق نَظرتي،
وما ان يَراهنّ البصيرُ لحِين
وأعرضَ ركنٌ من أحامرَ دونهم،
كأنّ ذراهُ لفعتْ بسدينِ
قرضنَ، شمالاً، ذا العشيرة ِ كلها،
وذاتَ اليمين، البُرقَ بُرْقَ هَجين
وأصعدنَ في سراءَ، حتى إذا انتحتْ
شَمالاً، نَحا حادِيهمُ ليَمِين
وقال خليلي: طالعاتٌ من الصّفَا،
فقلت: تأمّلْ، لسنَ حيثُ تريني
ولو أرسلتْ، يوماً، بُثينة ُ تبتغي
يميني، ولو عزّت عليّ يميني
لأعطيتها ما جاءَ يبغي رسولها،
وقلتُ لها بعد اليمين: سليني،
سليني مالي ، يا بثينَ، فإنّما
يُبيَّنُ، عند المالِ، كلُّ ضَنين
فما لكِ، لمّا خَبّر الناسُ أنني
غدرتُ بظهرِ الغيبِ، لم تسليني
فأُبليَ عُذراً، أو أجيءَ بشاهِدٍ،
من الناسِ، عدلٍ أنهم ظلموني
بُثينَ، الزمي لا، إنّ لا، إن لزمتِه،
على كثرة الواشينَ، أيُّ معونِ
لحا الله من لا ينفعُ الوعدُ عنده،
ومَنْ حَبلُه، إن مُدّ، غيرُ متين
ومن هو ذو وجهين ليس بدائمٍ
على العهدِ، حلاف بكلّ يمينِ
ولستُ، وإن عزّت عليّ ، بقائلٍ
لها بعد صَرمٍ: يا بُثَينَ، صِليني!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
رقم القصيدة : 16325
-----------------------------------
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ
وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى
سواكِ، وإن قالوا: بلى ، سيلينُ
فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ،
مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ
ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت
قلوبٌ إلى وادي القُرى ، وعيونُ
كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ
بُثينة ُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ
ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى(13/88)
من الناس ، إلا شقوة ٌ وفنونُ
وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه،
وفي القلبِ ، من وجد بهنّ ، حنين
ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانة ً
لبثينة َ: سرٌّ في الفؤاد ، كمينُ
كسِرّ النّدى ، لم يعلم الناسُ أنّه
ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين
إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه،
بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين
تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي،
وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون
فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها،
ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ!
وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسة ٌ
لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون
فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني
لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ
يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ
عليك، وضاحي الجلد منك كنِين
فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا
إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها،
أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها،
رقم القصيدة : 16326
-----------------------------------
أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها،
يَلَذّانِ في الدّنْيا ويَغْتَبِطَانِ
وأمشي ، وتمشي في البلادِ، كأننا
أسِيران، للأعداءِ، مُرتَهَنانِ
أصلي، فأبكي في الصلاة ِ لذكرها،
ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ
ضَمِنْتُ لها أنْ لا أهيمَ بغيرِهَا،
وقد وثقتْ مني بغيرِ ضمانِ
ألا، يا عبادَ الله، قوموا لتسمعوا
خصومة َ معشوقينِ يختصمانِ
وفي كل عامٍ يستجدانِ، مرة ً،
عتاباً وهجراً، ثمّ يصطلحانِ
يعيشانِ في الدّنْيا غَريبَينِ، أينما
أقاما، وفي الأعوامِ يلتقيانِ
وما صادياتٌ حمنَ، يوماً وليلة ً،
على الماءِ، يُغشَيْنَ العِصيَّ، حَواني
لواغبُ، لا يصدرنَ عنه لوجهة ٍ
ولا هنّ من بَردِ الحِياضِ دَواني
يرين حبابَ الماءِ، والموتُ دونه،
فهنّ لأصواتِ السُّقاة ِ رَواني
بأكثرَ منّي غلّة ً وصبابة ً
إليكِ، ولكنّ العدوّ عَداني
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> وهما قالتا: لَو انّ جميلاً
وهما قالتا: لَو انّ جميلاً(13/89)
رقم القصيدة : 16327
-----------------------------------
وهما قالتا: لَو انّ جميلاً
عرض اليومَ نظرة ً، فرآنا
بينما ذاك منهما، رأتاني
أعملُ النّصَّ سيرة ً زفيانا
نظرتْ نحو تربها، ثمّ قالتْ:
قد أتانا ، وما علمنا ، منانا!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يا عاذليّ، من الملامِ دعاني،
يا عاذليّ، من الملامِ دعاني،
رقم القصيدة : 16328
-----------------------------------
يا عاذليّ، من الملامِ دعاني،
إنّ البلية َ فوقَ ما تصفاني
زعمتْ بثينة ُ أنّ فرقتنا غداً
لا مرحباً بغدٍ، فقد أبكاني
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> فيا بثنَ، إن واصلتِ حجنة َ ، فاصرمي
فيا بثنَ، إن واصلتِ حجنة َ ، فاصرمي
رقم القصيدة : 16329
-----------------------------------
فيا بثنَ، إن واصلتِ حجنة َ ، فاصرمي
حبالي، وإن صارمتِهِ، فصِلِيني
ولا تجعلِيني أسوة َ العبدِ، واجعلي،
مع العبدِ، عبداً مثلَه، وذَرِيني!
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الوطن المترجم
الوطن المترجم
رقم القصيدة : 1633
-----------------------------------
تَكَلَّمْ بالعِراقيّه
لماذا تزرعين َ مرارة ً فيّه ؟
فحين أ ُحدِّثُ الأنسانَ باللغةِ العراقيّه
تُراودني الحروبُ إلى هنا وأ ُشاهدُالقتلى بعيْنيّه
لأنّ صلاتَنا في ظِلِّ قادتِنا سياسيّه
وأنّ دموعَنا في موكبِ التشييع ِِ يا( ليزا)
سياسيّه
ولهجَتَنا سياسيَه
فلا تَسْتَدْرجيني للحكايةِ مرة ً أ ُخرى
ولا تتقاسَمِيها بيننا منذ ُ البدايةِ قِسْمة ً ضِيزى
أيا وطني المُتَرجَمُ أنتِ يا ليزا
بعُطرِ نخيلِهِ ....
بغناءِ بُلْبُلِهِ
بقهوتِهِ المسائيّهْ
بصَفْصافاتِهِ .... بالماءِ
بالسُّحُبِ الرماديّه
ولا أدري
لماذا غنّتِ الأشجارُ في صحرائيَ الجرداءْ
ولا أدري لماذا غنّتِ الأقمارْ
فعادَ لوحشَتي قمَري
وعادَ لنهريَ المفقودِ لونُ الماءْ
فلا تتهرّبي منِّي
لأنّي كنتُ عاصِفة ً وصرتُ دُخانْ
وكنتُ سفينة ً حربيّة ً دوما ً(13/90)
وحينَ رأيتُ عينيكِ اللتين ِ هما
كعُصفوريْن ِ خَضراويْن ِ في بستانْ
رميتُ جميعَ أسلِحَتي
كتبتُ رسالة ً للموطن ِ المهجورِ ... للأوثانْ
بأني في الحروبِ جميعُها رجلٌ
ولكنّي انتصرتُ الآنْ
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يا أمّ عبد الملكِ اصرميني
يا أمّ عبد الملكِ اصرميني
رقم القصيدة : 16330
-----------------------------------
يا أمّ عبد الملكِ اصرميني
فبيني صرميَ ، أو صليني
أبكي، وما يُدريكِ ما يبكيني،
أبكي حِذاراً أن تُفارِقيني
وتجعلي أبعدَ مني دوني،
إنّ بني عمّكِ أوعدوني
أن يقطعوا رأسي ، إذا لقوني
ويقتلوني، ثم لا يدوني
كلا ، وربِّ البيتِ، لو لقوني
شَفعاً ووَتراً، لَتَواكَلوني!
قد علم الأعداءُ أنّ دوني
ضرباً، كإيزاغِ المَخاضِ الجُونِ
ألا أسُبُّ القومَ، إذ سَبّوني؟
بلى ، وما مرّ على دَفِين
وسابحاتٍ بِلوى الحَجُونِ،
قد جرّبوني، ثمّ جَرّبوني
حتى إذا شابُوا وشَيّبُوني،
أخزاهمُ اللهُ، ولا يخزيني!
أشباهُ أعْيارٍ على مَعِينِ،
أحسسنَ حسَّ أسدٍ حرونِ
فهنّ يضرطنَ من اليقينِ،
أنا جَمِيلٌ، فتَعَرّفُوني!
وما تقنّعتُ، فتنكروني،
وما أُعَنّيكُمْ، لتسألوني
أنمي إلى عادية ٍ طحونِ،
ينشقُّ عنها السيلُ ذو الشؤونِ
غمرٌ ، يدقُّ رجحَ السفينِ،
ذو حَدَبٍ، إذا يُرى ، حَجُون
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أنا جمِيلٌ، والحجازُ وطني،
أنا جمِيلٌ، والحجازُ وطني،
رقم القصيدة : 16331
-----------------------------------
أنا جمِيلٌ، والحجازُ وطني،
فيه هوى نفسي، وفيه شجني
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> يا ابن الأبَيرِقِ، وَطْبٌ بِتَّ مُسنِدَه
يا ابن الأبَيرِقِ، وَطْبٌ بِتَّ مُسنِدَه
رقم القصيدة : 16332
-----------------------------------
يا ابن الأبَيرِقِ، وَطْبٌ بِتَّ مُسنِدَه
إلى وسادكَ ، من حمّ الذرى جونِ
وأكلتانِ، إذا ما شئتَ مرتفقاً
بالسيرِ، من نَغِل الدَّفَّينِ مَدهُونِ
اذكرْ، وأمّكَ مني، حين تنكبني(13/91)
جِنّي، فيَغلِبُ جِنّي كلَّ مجنون
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> خليليّ، إن قالت بثينة ُ: ما لهُ
خليليّ، إن قالت بثينة ُ: ما لهُ
رقم القصيدة : 16333
-----------------------------------
خليليّ، إن قالت بثينة ُ: ما لهُ
أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها: لها
أتى ، وهو مشغُولٌ لعُظمِ الذي به،
ومن بات طولَ الليل، يرعى السهى سها
بثينة ُ تُزري بالغزالة ِ في الضّحى ،
إذا برزت ، لم تبق يوماً بها بها
لها مقلة ٌ كَحلاءُ، نَجْلاءُ خِلقَة ً،
كأنّ أباها الظبيُ، وأمها مها
دهنتني بودٍ قاتلٍ، وهو متلفي،
وكم قتلتْ بالودّ من ودّها ، دها
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> ورُبّ حبالٍ، كنتُ أحكمتُ عَقدَها،
ورُبّ حبالٍ، كنتُ أحكمتُ عَقدَها،
رقم القصيدة : 16334
-----------------------------------
ورُبّ حبالٍ، كنتُ أحكمتُ عَقدَها،
أُتِيحَ لها واشٍ رَفيقٌ، فحَلّها
فعدنا كأنّا لم يكن بيننا هوى ً،
وصارَ الذي حَلّ الحِبالَ هوًى لها
وقالوا: نراها ، يا جميلُ، تبدّلتْ،
وغيرها الواشي؛ فقلتُ: لعلها!
العصر الإسلامي >> جميل بثينة >> أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه
أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه
رقم القصيدة : 16335
-----------------------------------
أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه
مُقيِّدٌ دمِي، أو قاطِعٌ من لِسانيا
ففي العِيسِ منجاة ٌ وفي الأرضِ مذهَبٌ
إذا نحنُ رفعنا لهنّ المثانيا
وردّ الهوى اثنانُ، حتى استفزني،
من الحبِّ، مَعطوفُ الهوى من بلاديا
أقولُ لداعي الحبّ ، والحجرُ بيننا،
ووادي القُرى : لَبّيك! لمّا دعانيا
وعاودتُ من خِلّ قديمٍ صبابتي،
وأظهرتُ من وجْدي الذي كان خافيا
وقالوا: بهِ داءٌ عَياءٌ أصابه،
وقد علمتْ نفسي مكانَ دوائيا
أمضروبة ٌ ليلى على أن أزورَها،
ومتخذٌ ذنباً لها أن ترانيا؟
هي السّحرُ، إلاّ أنّ للسحرِ رُقْية ً،
وإنيَ لا ألفي لها، الدهرَ ، راقيا
أُحِبّ الأيامَى ، إذ بُثينة ُ أيّمٌ،(13/92)
وأحببتُ، لما أن غنيتِ ، الغوانيا
أُحِبّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسمَها،
وأشبههُ، أو كانَ منه مدانيا
وددتُ ، على حبِّ الحياة ِ، لو أنها
يزاد لها، في عمرها ، من حياتنا
وأخبرتماني أنّ تَيْمَاءَ مَنْزِلٌ
لليلى ، إذا ما الصيفُ ألقى المراسيا
فهذي شُهور الصيفِ عنّا قد انقضَتْ،
فما للنوى ترمي بليلى المراميا؟
وأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي،
وإنْ شئتِ، بعد الله، أنعمتِ بالِيا
وأنتِ التي ما من صديقٍ ولا عداً
يرى نِضْوَ ما أبقيتِ، إلاّ رثى ليا
ومازلتِ بي، يا بثنَ، حتى لوانني،
من الوجدِ أستبكي الحمامَ ، بكى ليا
إذا خدرتْ رجلي، وقيل شفاؤها
دُعاءُ حبيبٍ، كنتِ أنتِ دُعائِيا
إذا ما لَدِيغٌ أبرأ الحَلْيُ داءهُ،
فحليكِ أمسى ، يا بثينة ُ ، دائيا
وما أحدَثَ النأيُ المفرِّقُ بيننا
سلواً ، ولا طولُ اجتماعٍ تقاليا
ولا زادني الواشونَ إلاّ صبَابة ً،
ولا كثرة ُ الواشينَ إلاّ تماديا
ألم تعلمي يا عذبة َ الريق أنني
أظلُّ ، إذا لم ألقَ وجهكِ ، صاديا؟
لقد خِفْتُ أن ألقَى المنيّة َ بَغتَة ً،
وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هيا
وإني لينسيني لقاؤكِ، كلما
لقِيتُكِ يوماً، أن أبُثّكِ ما بِيا
العصر الإسلامي >> جرير >> حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
رقم القصيدة : 16336
-----------------------------------
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى
قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا
ليت العهود تجددتْ بعد البلى
أأُمَامُ! غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ،
حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى
قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ،
كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا
و رأت أمامة في العظام تحنياً
بعدَ استقامته وقصراً في الخطا
و رأتْ يلحيته خضاباً راعها
وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى
و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً
من مسح عينك ما يزالُ يها قذى
لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ،(13/93)
أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى
إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ
جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى
ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ
ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى
ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً
إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى
أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً،
آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى
ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ
-سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى
يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ
صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا
لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ
تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهدَى
مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ
خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ
و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ
فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا
سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها
و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى
أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ
للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى
يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ
و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري
ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم
مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا
وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛
و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا
فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا
قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا
مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا
في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا
أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا
منها الهنى وسائحٌ في قرقرى
بَحْرٌ يَمُدُّ عُبَابُهُ جُوفَ القِنى
سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا
وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الحَيَا
سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ
وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى
سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا
بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى
سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً
يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى
تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ
من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ
كَلّفْنُتُ لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً،(13/94)
غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى
نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا
جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى
العصر الإسلامي >> جرير >> أنا الموتُ الذي آتى عليكم
أنا الموتُ الذي آتى عليكم
رقم القصيدة : 16337
-----------------------------------
أنا الموتُ الذي آتى عليكم
فليسَ لهاربٍ مني نجاءُ
العصر الإسلامي >> جرير >> عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ
رقم القصيدة : 16338
-----------------------------------
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ
لطولِ تباينٍ جرتِ الظباءُ
فمِنْهُمْ مَن يَقولُ نوى ً قَذوفٌ؛
وَمنهُمْ مَنْ يَقُولُ هوَ الجَلاءُ
أحِنُّ إذا نَظَرْتُ إلى سُهَيْلٍ،
و عندَ اليأس ينقطع الرجاءُ
يَلُوحُ كأنّهُ لَهَقٌ شَبُوبٌ،
أشَذّتْهُ عَنِ البَقَرِ الضِّراءُ
وَبَانُوا ثُمّ قِيلَ ألا تَعَزّى ،
و أني يومَ واقصة َ العزاءُ
سنذكركمْ وليسَ إذا ذكرنمْ
بِنا صَبْرٌ، فهَلْ لَكُمُ لِقاءُ
وَكَمْ قَطَعَ القَرينَة َ مِنْ قَرِينٍ
إذا اخْتَلَفَا وَفي القَرْنِ التِوَاءُ
فماذا تنظرونَ بها وفيكم
جَسُورٌ بالعَظائِمِ وَاعتِلاءُ
إلى عبد العزيز سمتْ عيونُ
ـرّعِيّة ِ، إنْ تُخُيّرَتِ الرِّعاءُ
إليه دعت دواعيهِ إذا ما
عمادُ الملكِ خرتْ والسماءُ
وَقالَ أُولو الحكومَة ِ من قُرَيشٍ
عَلَيْنَاالبَيْعُ إذْ بَلَغَ الغَلاءُ
رأوا عبد العزيز وليَّ عهدٍ
ومَاَ ظَلَمُوا بذاكَ وَلا أساءُوا
فَزَحْلِفْهاَ بأزْفُلِهاَ إلَيْهِ،
أمِيرَ المُؤمِنينَ، إذا تَشَاءُ
فانَّ الناسَ قدْ مدوا إليهِ
أكفهمْ وقد برحَ الخفاءُ
و لو قدْ بايعوكَ وليَّ عهدٍ
لَقامَ القِسْطُ وَاعتَدَالَ البِنَاءُ
العصر الإسلامي >> جرير >> بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
رقم القصيدة : 16339
-----------------------------------
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
فلقدْ نسيتُ برامتينِ عزائي
إنّ الأمِيرَ بذي طُلُوحٍ لمْ يُبَلْ(13/95)
صدعَ الفؤاد وزفرة َ الصعداءِ
قلبي حياتي بالحسانِ مكلفٌ
و يحبهنَّ صداى في الأصداءِ
إنّي وَجَدتُ بهِنّ وَجْدَ مُرقِّشٍ،
ما بَعضُ حاجَتِهِنّ غَيرُ عَناءِ
و لقد وجدت وصالهنَّ تخلبا
كالظلَّ حينَ بفىء للأفياءِ
بالأعْزَلَينِ عَرَفْتُ مِنها مَنزِلاً
و منازلاً بقشاوة ِ الخرجاءِ
أقرى الهمومَ إذا سرتْ عيدية ً
يُرْحَلْنَ حَيْثُ مَواضِعُ الأحنْاءِ
وَإذا بَدَا عَلَمُ الفَلاة ِ طَلَبْنَهُ،
عَمِقُ الفِجاجِ، مُنَطّقٌ بعَمَاءِ
يرددن إذْ لحقَ الثمايلَ مرة َ
و يخدنَ وخدَ زمائم الحزباءِ
داويت بالقطرانِ عرَّ جلودهم
حَتى بَرَأنَ، وَكُنّ غَير بِراءِ
قرنتهمْ فتقطعتْ أنفاسهمْ
وَيُبَصْبِصُونَ إذا رَفَعْتُ حُدائي
و المجرمونَ إذا أردتَ عقابهمْ
بارزتهمْ وتركتَ كلَّ ضراءِ
خزي الفرزدقُ والأخيطلُ قبلهُ
وَالبَارِقيُّ وَراكِبُ القَصْوَاءِ
وَلأعْوَرَيْ نَبْهانَ كأسٌ مُرّة ٌ
وَلِتَيْمِ بَرْزَة َ قَدْ قَضَيْتُ قَضَائي
وَلَقدْ تركْتُ أبَاكَ يا ابنَ مُسَحَّبٍ
حَطِمَ القَوائِمِ داميَ السِّيساءِ
و المستنيرَ أجيرَ برزة َ عائذاً
أمْسى َ بِألأمِ مَنزْلِ الأحْيَاءِ
و بنو البعيث ذكرتُ حمرة َ أمهمْ
فشفيتُ نفسيِ من بني الحمراءِ
فسل الذينَ قدفت كيفَ وجدتمُ
بُعْدَ الَمدَى ، وتَقاذُفَ الأرْجاءِ
فارْكُضُ قُفَيرَة َ يا فَرَزْدَقُ جاهداً
وَاسألْ قُفَيرَة َ كيفَ كانَ جِرَائي
وجدتْ قفيرة ُ لا تجوزُ سهامها
في المسلمينَ لئيمة َ الآباءِ
عبدُ العزيزِ هوَ الأغرُّ نما بهِ
عيصٌ تفرعَ معظمَ البطحاءِ
فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَة ِ كُلّهَا
و الأبطحُ الغربيُّ عندِ حراءِ
أنجحتَ حاجتنا التي جئنا لها
وكَفَيْتَ حاجَة َ مَنْ ترَكتُ وَرائي
لحَفَ الدّخيلَ قَطائِفاً وَمَطارِفاً،
و قرى السديفَ عشية َ العرواءِ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> شتائم ..!!
شتائم ..!!
رقم القصيدة : 1634
-----------------------------------
عوّ دْ تَنا عليْكْ(13/96)
عوّدْ تَنا الموتَ على يدَيْكْ
عوّدْ تَنا الهروبَ من مصيرِنا
والخوفَ من كلابِكَ الخُضْر ِ ومن حميرِنا
عوّ دْ تَنا نأكُلُ من يَدَيْكْ
لأنّنا نهربُ منكَ كي نعودَ ثانِيا ً إليكْ
فلا نرى الحياة َ كيفَ لونُها إلا ّ بمُقْلَتَيْكْ
ولا نشُمّ ُ نسْمَة ً إلا ّ بمِنْخِرَيْكْ
عوّ دْ تَنا عليْكْ
علّمْتنا الجُرأة َ والشّجاعه
أرْضَعْتَنا الايمانَ بالرّضّاعه
طبَعْتَ في قلوبِنا تقواكَ يا صدّامَنا طباعه
فمَنْ يُصَلّي بعدَكَ الآنَ بنا جماعه ؟
تطلبُ منّا أنْ نصونَ موطِنا ً
والوطنُ الكبيرُ لو يُخْبِرُنا مَنْ الذي أضاعه؟
فلو يرى الأولُ ما فعلتَهُ
ولو يرى الثاني الذي صنَعْتَهُ
لَهَزّ من فرحتِهِ ذراعَه
وصاحَ هذا صُنْعُنا
فلعنة ُ اللهِ على الصانِع ِ والمصنوع ِ والصِّناعه
لقد أتى الوقتُ لكي يخلعَ كلّ ُ واحدٍ قناعَه
فيك نرى القادة َ منذ ُ أوّل ِ الزمانْ
فيك نرى خالدَ والحصانْ
يشتُمُ سيفَ خالدٍ ويشتُمُ الإنسانْ
ويشتُمُ اليومَ الذي صارَ بهِ حصانْ
لأنهُ أكثرُ من قائدِهِ شجاعه
فيكَ نراهم كلَّهُم لا يحملونَ إلا هذه البِضاعه
فيك نرى القادة َ يهرُبونَ من مصيرِهِمْ
بمنتهى الذلّةِ والسّقوطِ والوضاعه
فكلُّهم مثلُكَ لا أظُنُّهم أكبرَ من فقاعه
وكلُّهم قضبانُهم تقودُهم
وكلُّهم خِصيانُهُم جنودُهُم
وكلُّهم بحجم ِ خِصْيَتَيْكْ
فلعنة ٌ عليهِمُ
ولعنة ٌ عليكْ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا
رقم القصيدة : 16340
-----------------------------------
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا
و عنيَّ طلابَ الغانيات وشيبا
وَأجْمَعْنَ منكَ النَّفْرَ مِن غيرِ رِيبَة ٍ
كما ذعرَ الرامي بفيحانَ ربربا
عَجِبتُ لما يَفري الهوَى يومْ مَنعِجٍ
و يوماً بأعلى عاقل كانَ أعجبا
و أحببتُ أهلَ الغور منْ حب ذي فناً
و أحببتُ سلمانينَ منْ حبَّ زينبا(13/97)
يُحَيُّونَ هِنداً، والحِجابانِ دونَها
بنفسي أهلٌ أنْ تحيا وتحجبا
تَذكّرْتَ والذّكرَى تَهيجُك وَاعتَرى
خيالٌ بموماة حراجيجَ لغبا
لَئِنْ سَكَنَتْ تَيْمٌ زَماناً بغِرّة ٍ،
لقدْ حديتْ تيمٌ حداءً عصبصبا
لقَدْ مَدّني عَمروٌ وزيدٌ من الثّرى
بأكثرَ مما عندَ تيم وأضيبا
إذا اعتركَ الآورادُ يا تيمُ لم تجدْ
عناجاً ولا حبلاً بدلوكَ مكربا
وَأعلَقتُ أقْرَاني بتَيمٍ لَقَدْ لَقوا
قطوعاً لأعناق القرائنَ مجذبا
و لو غضبتْ يا تيمُ أوزيلَ الحصا
عَلَيكَ تَميمٌ لم تجدد لكَ مغصْبا
و ما تعرفونَ الشمسَ إلاَّ لغيركمْ
و لا منْ منيرات الكواكبَ كوكبا
فَإنّ لَنَا عَمْراً وسَعداً عَلَيكُمُ،
وَقَمْقَامَ زَيْدٍ والصّريحَ المُهَذَّبَا
سَأُثْني عَلى تَيْمٍ بِمالا يَسُرُّها،
إذا أرْكُبٌ وَافَوْا بنَعمانَ أرْكُبَا
فإنّكَ لَوْ ضَمّتْكَ يا تَيْمُ ضَمّة ً
مَنَاكِبُ زَيْدٍ لم تُرِدْ أنْ تَوَثَّبَا
فودتْ نساءُ الدارميينَ لو ترى
عُتَيْبَة َ أوْ عايَنّ في الخَيلِ قَعْنَبَا
أزيدَ بنَ عبدِ اللهِ هلاَّ منعتمُ
أُمَامَة َ يَوْمَ الحَارِثيّ وزَيْنَبَا
أخَيْلُكَ أم خَيْلي تَدارَكنَ هانِئاً
يثرنَ عجاجاً بالغبيطينِ أصهبا
فهلْ جدعُ تيمٍ لا أبالكَ زاجرٌ
كنَانَة َ، أوْ نَاهٍ زُهَيراً وتَولَبَا
فلا يضغمن الليثُ عكلاً بغرة ٍ
و عكلٌ يشمونَ الفريسَ المنيبا
وَأخْبِرتُ تَيْماً نادِمِينَ فَسَرّني
ملامة ُ تيمٍ أمرها المتعقبا
العصر الإسلامي >> جرير >> سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
رقم القصيدة : 16341
-----------------------------------
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
وَأمسَى الشَّيبُ قَد وَرِثَ الشّبابَا
غدتْ هوجُ الرياح مبشراتٍ
إلى بِينٍ نَزَلْتِ بهِ السّحابَا
لقدْ أقررتِ غيبتنا لواشٍ
و كنا لا نقرُّ لكِ اغتيابا
أنَاة ٌ لا النَّمُومُ لَهَا خَدينٌ،
و لا تهدى لجارتها السبابا(13/98)
تطيبُ الأرضُ إنْ نزلتْ بأرضٍ
و تسقى حينَ تنزلها الربابا
كأنَّ المسكَ خالطَ طعمَ فيها
بِماءِ المُزْنِ يَطّرِدُ الحَبَابَا
ألا تَجزينَني، وهُمُومُ نَفْسِي
بذكرِكِ قَدْ أُطيلُ لَها اكْتِئَابَا
سُقِيتِ الغَيثَ حَيْثُ نأيتِ عَنّا
فما نهوى لغيركم سقابا
أهذا البخلُ زادكِ نأي دارٍ
فليتَ الحبَّ زادكمُ اقترابا
لقدْ نامَ الخليُّ وطالَ ليلي
بِحُبّكِ ما أبِيتُ لَهُ انْتِحَابَا
أرَى الهِجرانَ يُحدِثُ كُلّ يَوْمٍ
لقلبي حينَ أهجركمْ عتابا
وكائِنْ بالأباطِحِ مِنْ صَديقٍ
يراني لو أصبتُ هوَ المصابا
وَمَسْرُورٍ بأوْبَتِنَا إلَيْهِ،
و آخرَ لا يحبُّ لنا إيابا
دعا الحجاجُ مثلَ دعاء نوح
فأسمعَ ذا المعرجِ فاستجابا
صبرتَ النفسَ يا ابنَ أبي عقيلٍ
محافظة ً فكيفَ ترى الثوابا
وَلَوْ لم يَرْضَ رَبُّكَ لم يُنَزِّلْ،
معَ النصرِ الملائكة َ الغضابا
إذا أفْرَى عَنِ الرّئَة ِ الحِجَابَا
رَأى الحَجّاجَ أْثْقَبَها شِهاَبَا
ترى نصرَ الامام عليكَ حقاً
إذا لبسوا بدينهم ارتيابا
تشدُّ فلا تكذبُ يومَ زحفٍ
إذا الغمراتُ زَعزَعَتِ العُقَابَا
عَفاريِتُ العِراقِ شَفَيْتَ مِنهُمْ
فَأمْسَوْا خاضِعِينَ لكَ الرّقَابَا
و قالوا لن يجامعنا أميرٌ
أقَامَ الحدّ واتّبَعَ الكِتابَا
إذا أخذوا وكيدهمُ ضعيفٌ
بِبابٍ يَمْكُرُونَ فَتَحتَ بَابَا
و اشمطَ قدْ ترددَ في عماهُ
جعلتَ لشيبِ لحيتهِ خضابا
إذا عَلِقَتْ حِبالُكَ حَبْلَ عاصٍ
رأى العاص منَ الأجل اقترابا
بأنَّ السيفَ ليسَ لهُ مردٌّ
كأنك قدْ رأيتَ مقدمات
بصين استانَ قد رفعوا القبابا
جعلتَ لكلَّ محترس مخوفٍ
صفوفاً دارعينَ به وغابا
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
رقم القصيدة : 16342
-----------------------------------
بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
و حذرتُ ذلكَ من أميرٍ مشغب(13/99)
نَعَبَ الغُرابُ فقُلتُ بَينٌ عَاجِلٌ
ما شِئْتَ إذا ظَعَنُوا لبَينٍ فانْعَبِ
إنَّ الغوانيَ قدْ قطعنَ مودتي
بعدَ الهوى ومنعنَ صفوا المشربِ
وَإذا وَعَدْنَكَ نَائِلاً أخْلَفْنَهُ،
يَبْحَثْنَ بالأدَمَى عُرُوقَ الحُلَّبِ
يُبدينَ مِنْ خَلَلِ الحِجالِ سَوَالِفاً
بيضا تزينُ بالجمالِ المذهب
أعناقَ عاطية ِ العصونِ جوازئٍ
يبحنَ بالأدمى عروقٌ الحلب
عَبّاسُ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ أنّكُمْ
شَرَفٌ لهَا وَقَديمُ عِزٍّ مُصْعَبِ
وإذا القُرُومُ تَخاطَرَتْ في مَوْطِنٍ
عَرَفَ القُرُومُ لقَرْمِكَ المُتَنمَجَّبِ
قومُ رباطُ بناتِ أعوجَ فيهمُ
منْ كلَّ مقربة ٍ وطرفٍ مقرب
يا ربما قذفَ العدوٌُّ بعارضٍ
فَخمِ الكَتائبِ مُستَحيرِ الكَوْكَبِ
وإذا المُجاوِرُ خافَ مِنْ أزَماتِهِ
كَرْباً، وحَلّ إليكُمُ لم يَكْرَبِ
فانفحْ لنا بسجال فضلٍ منكمُ
و اسمعْ ثنائي في تلاقي الأركب
آبَاؤكَ المُتَخَيَّرُونَ أُولُو النُّهَى ،
رَفَعُوا بناءَكَ في اليَفاعِ المَرْقَبِ
تَنْدَى أكُفُّهُمُ بِخَيرٍ فَاضِلٍ
قدماً إذا يبستْ أكفُّ الخيب
زينُ المنابر حينَ تعلو منبراً
و إذا ركبتَ فأنتَ زينُ الموكب
وَحَمَيْتَنا وكَفَيْتَ كُلّ حَقيقَة ٍ
وَالخَيْلُ في رَهَجِ الغُبارِ الأصْهَبِ
العصر الإسلامي >> جرير >> عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب
عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب
رقم القصيدة : 16343
-----------------------------------
عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب
و إدلالهِ بالصرم بعدَ التجنب
أرى طائراً أشفقتُ من نعبائه
فان فارقوا غدراً فما شئتَ فانعبِ
إذا لمْ يزَلْ في كلّ دارٍ عَرَفْتَهَا
لهذا رفٌ منْ دمهع عينيكِ يذهب
فما زال يتنعي الهوى ويقودني
بحَبْلَينِ حتى قالَ صَحبي ألا ارْكَبِ
وَقَد رَغِبَتْ عن شاعِرَيها مُجاشعٌ
ومَا شِئتَ فاشُوا من رُواة ٍ لتَغلِبِ
لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ المُصَبَّحُ أنّنَا
متى ما يقلْ يا للفوارسِ نركب
أكَلّفْتَ خِنْزِيرَيكَ حَوْمة َ زاخرٍ(13/100)
بعيدِ سواقي السيلِ ليسَ بمذنبِ
قرنتم بني ذاتِ الصليب بفالجٍ
قطوع لأغاق القرائنِ مشغب
فَهَلاّ التَمستُمْ فانِياً غٍيرَ معقِبٍ
عنِ الرّكْضِ أوْ ذا نَبوَة ٍ لم يُجَرَّبِ
إذا رُمْتَ في حَيّيْ خزَيْمَة َ عِزَّنَا،
سَماكُلُّ صرِّيفِ السّنانَينِ مُصْعَبِ
ألَمْ تَرَ قَوْمي بالَمدينَة ِ مِنهُمُ،
و منْ ينزلُ البطحاءَ عندَ المحصب
لنا فارطا حوض الرسول وحوضنا
بنعمانَ والأشهادُ ليسَ بغيب
فَمَا وجدَ الخِنزِيرُ مِثل فِعالِنَا،
و لا مثلَ حوضينا جباية َ مجتبي
و قيسٌ أذاقوك الهوانَ وقوضوا
بُيُوتَكُمُ في دارِ ذلٍ ومَحربِ
فوارسنا منْ صلبِ قيسٍ كأنهمْ
إذا بارزُوا حَرْباً، أسِنّة ُ صُلّبِ
لقد قتلَ الجحافُ أزواجِ نسوة ٍ
قِصارَ الهَوادي سَيّئَاتِ التّحَوّبِ
يمسحنَ يا رخمانُ في كلِّ بيعة ٍ
وما نِلن مِنْ قُربانهِنّ المُقَرَّبِ
فإنّك يَا خِنزيرَ تَغْلِبَ إنْ تَقُلْ
ربيعَة ُ وزنٌ مِنْ تَميمٍ تُكَذَّبِ
أبَا مالِكٍ للحيّ فَضْلٌ عَلَيكُمُ
فكلْ منْ خنانيص الكناسة واشرب
العصر الإسلامي >> جرير >> أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،
أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،
رقم القصيدة : 16344
-----------------------------------
أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،
هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا
فكَلّفْتُ النّواعِجَ كُلّ يَوْمٍ
مِنَ الجَوْزاءِ يَلتَهِبُ التِهابَا
يُذيبُ غُرُورَهنّ، ولَوْ يُصلَّى
حَديدُ الأقْولَينِ بهِ لَذابَا
و نضاح المقذَّ ترى المطايا
عَشِيّة َ خِمسِهِنّ لَهُ ذُنَابَى
نَعَبْنَا بجانِبَيْهِ المَشْيَ نَعْباً،
خَواضَعَ وَهوَ يَنسَلِبُ انسلابَا
بَعَثتُ إلَيكُمُ السّفَراءَ تَتْرى َ
فأمْسَى لا سَفِيرَ وَلا عِتَابَا
وَقَدْ وَقَعتْ قَوَارِعُها بتَيْمٍ
وَقد حَذّرْتُ لَوْ حَذرُوا العِقابَا
فَما لاقَيْتُ مَعذِرَة ً لِتَيمٍ،
و لا حلمَ ابنِ برزة َ مستثابا
لقَدْ كانْ ابنُ بَرْزَة َ في تَميمٍ
حقيقاً أنْ يجدعَ أو يعابا(13/101)
أتشتمنيِ وما علمتْ تميمٌ
لتَيْمٍ غَيرَ حِلْفِهِمُ نِصابَا
أتمدحُ مالكاً وتركتَ تيماً
و قدْ كانوا همُ الغرضَ المصابا
و إذا عدَّ الكرام وجدتَ تيماً
نُخالَتَهُمْ، وَغٍيرَهُمُ اللُّبَابَا
أبُوكَ التّيْمُ لَيسَ بخِنْدِفّي
أرَابَ سَوَادُ لَونِكُمُ أرَابَا
تَرَى لِلّؤمِ بَينَ سِبَالِ تَيْمٍ،
و بينَ سوادِ أعينهمِ كتابا
عرفنا العارَ من سبأٍ لتيمٍ
وَفي صَنْعاءَ خَرزَهُمُ العِيَابَا
فأنْتَ على يَجُودَة َ مُسْتَذَلّ
و فيِ الحيَّ الذينَ علا لهابا
ألمْ ترَ أنَّ زيدَ مناة َ قرمٌ
قُرَاسِيَة ٌ نُذِلّ بهِ الصّعَابَا
أتكفرُ منْ يجيركَ يا بن تيمٍ
وَمَنْ تَرْعى بقَوْدهمُ السّحابَا
وما تَيْمٌ إلى سَلَفَيْ نِزارٍ
وما تَيْمٌ تَرَبّبَتِ الرِّبَابَا
وَمَا تَيْمٌ لضَبّة َ غَيرُ عَبْدٍ،
أطَاعَ القَوْدَ وَاتّبَعَ الجِنَابَا
وَما تَدْري حُوَيْزَة ُ مَا المَعَالي
و جاهمُ غيرَ أطرقهمُ العلابا
وَيَومَ بَني رَبيَعة َ قَدْ لحِقْنَا
وَذُدْنَا يَومَ ذي نَجَبٍ كِلابَا
وَيَوْمَ الحَوْفَزانِ، فأينَ تَيْمٌ
فتدعي يومَ ذلكَ أو تجابا
وَبِسْطامٌ سما لَهُمُ فَلاقَى
لُيُوثاً عِندَ أشْبُلِهَا غِضَابَا
فما تيمٌ غداة َ الحنوِ فينا
وَلا في الخَيْلِ يَوْمَ عَلَتْ إرَابَا
سَمَوْنَا بالفَوارِسِ مُلجِميهَا
مِنَ الغَوْرَينِ تَطّلِعُ النِّقَابَا
دخلنَُ حصونَ مذحجَ معلمات
و لمْ يتركنَ منْ صنعاءَ بابا
لَعَلّ الخيَلَ تَذْعَرُ سَرْحَ تَيْمٍ
و تعجلُ زبدَ أيسر أنْ يذاهبا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب
ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب
رقم القصيدة : 16345
-----------------------------------
ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب
فقدْ ذكرنَ عهدكَ بالشبابِ
أما تنفكُّ تذكرُ أهلَ دارٍ
كأنّ رُسُومَها وَرقُ الكِتابِ
لَعَمْرُ أبي الغَواني ما سُلَيْمَى
بشملالٍ تراحُ إلى الشبابِ
تكنُّ عن النواظر ثمَّ تبدو
بدوَّ الشمس منْ خلل السحابِ(13/102)
كَأنّكَ مُسْتَعيرُ كُلَى شعِيبٍ
وهتْ من ناصح سرب الطبابِ
ألَمْ تُخْبَرْ بَخيْلِ بَني نُفَيْلٍ
صَموتُ الحِجْلِ قانيَة ُ الخِضَابِ
أما باليتَ يومَ أكقُّ دمعي
مخافة َ أن يفندني صحابي
تَباعَدَ مِنْ مَزاري أهْلُ نَجْدٍ
إذا مَرَّتْ بذي خُشُبٍ رِكابي
غريباً عن ديارِ بني تميمٍ
وَما يُخزي عَشيرَتيَ اغْتِرابي
لَقَدْ عَلِمَ الفَرَزْدَقُ أنّ قَوْمي
يعدونَ المكارمَ للسباب
يحشونَ الحروبَ بمقرباتٍ
و داؤودية ٍ كأضا الحبابِ
إذا آباؤنَا وَأبُوكَ عُدّوا
أبانَ المقرفاتُ منَ العرابِ
فأورثكَ العلاة َ وأورثونا
رباطَ الخيلِ أفنية َ القبابِ
أجِيرانَ الزّبيرِ غَرَرْتُمُوهُ،
كما اعترَّ المشنهُ بالسرابِ
و لوْ سارَ الزبيرُ فحلَّ فينا
لَمَا يَئِسَ الزّبَيرُ مِنَ الإيَابِ
لأصْبَحَ دُونَهُ رَقَماتُ فَلْجٍ
و غبرُ اللامعاتِ منَ الحداب
وَما باتَ النّوائِحُ من قُرَيْشٍ
يُراوِحْنَ التّفَجّعَ بانْتِحابِ
ألَسْنَا بالمُجاوِرِ نَحْنُ أوْفَى ،
و أكرمَ عند معترك الضراب
وَأحْمَدَ حينَ تُحْمَدُ بالمَقاري
وَحالَ المُرْبِعاتُ منَ السّحابِ
وأوفى للمجاورِ إنْ أجرنا
و أعطى للنفيسات الرغابِ
قَدُومٌ غَيرُ ثابِتَة ِ النِّصَابِ
صدوراً لخيلَ تنحطُ في الحراب
وَطِئْنَ مُجاشِعاً وَأخَذْنَ غَضبْاً
بنيِ الجبارِ في رهجِ الضبابِ
فَمَا بَلَغ الفَرَزْدَقُ في تَميمٍ
تَخَيُّريَ المَضارِبَ وَانْتِخابي
أنا ابنُ الخالدينِ وآلِ صخرٍ
أحَلاّني الفُرُوعَ وَفي الرّوَابي
وَيَرْبُوعٌ هُمُ أخَذُوا قَديماً
عَلَيكَ مِنَ المكارِمِ كلّ بابِ
فلا تفخرْ وأنتَ مجاشعيُّ
نخيبُ القلبِ منخزقُ الحجاب
إذا عدت مكارمها تميمٌ
فَخَرْتَ بمَرْجَلٍ وَبِعَقْرِ نابِ
وَسيَفُ أبي الفَرَزْدَقِ قَد عَلمتمْ
كَفَينَا يَوْمَ ذي نَجَبٍ وَعُذتمْ
بسَعْدٍ يَوْمَ وَارِدَة ِ الكِلابِ
أتَنْسَى بالرّمادَة ِ وِرْدَ سَعْدٍ
كَما وَرَدوا مُسَلَّحة َ الصّعابِ
أما يدعُ الزناءَ أبو فراس(13/103)
وَلا شُرْبَ الخَبيثِ من الشّرابِ
و لامتْ في الحدود وعاتبتهُ
فقَددْ يَئِستْ نُوَارُ مِنَ العِتابِ
فَلا صَفْوٌ جَوَازُكَ عِندَ سَعْدٍ
و لا عفُّ الخليفة ِ في الربابِ
لَقَدْ أخزاكَ في نَدَواتِ قَيْسٍ
و في سعدٍ عياذكَ من زبابِ
على غيرِ السواءِ مدحتَ سعداً
فزدهمْ ما استطعتَ منَ الثوابِ
هموا قتلوا الزبيرَ فلمْ تنكرْ
وَعَزّوا رَهْطَ جِعثنَ في الخطابِ
و قد جربتني فعرفتْ أني
على خطرِ المراهنِ غيرُ كابي
سبقتُ فجاءَ وجهي لم يغبرْ
وَقد حَطَمَ الشّكيمَة َ عضُّ نابي
سأذكرُ من هنيدة َ ما علمتم
وَأرْفَعُ شأنَ جِعْثنَ وَالرَّبابِ
و عاراً منْ حميدة َ يومَ حوطٍ
و وقعاً منْ جنادلها الصلاب
فأصبَحَ غالِياً فتَقَسّمُوهُ
عليكمْ لحمُ راحلة ِ الغرابِ
لنا قيسٌ عليكَ وأيُّ يومِ
إذا ما احمَرّ أجنِحَة ُ العُقابِ
أتَعْدِلُ في الشّكِيرِ أبَا جُبَيرٍ
إلى كعبٍ ورابيتي كلابِ
وجدتُ حصى هوازنَ ذا فضول
وَبَحراً يا ابنَ شعِرَة َ ذا عُبابِ
و في غطفانَ فأجتنبوا حماهمْ
لُيُوثُ الغَيْلِ في أجَمٍ وغابِ
إذا ركبوا وخيلِ بني الحباب
هموا جذوا نبي جشم بنِ بكر
بلبيَّ بعدَ يوم قرى الزوابي
و حيُّ محاربَ الأبطالِ قدماً
أولوا بأس وأحلام رغاب
خطاهمْ بالسيوف إلى الأعادي
بوصلِ سيوفهم يومَ الضرابِ
تحككُ بالوعيدِ فانَّ قيساً
نَفَوْكُمْ عَنْ ضَريّة َ وَالجِنابِ
ألَمْ تَرَ مَنْ هَجاني كَيفَ يَلقى
إذا غبَّ الحديثُ من العذاب
يَسبُّهُمُ بسَبّي كُلُّ قَوْمٍ،
إذا ابتدرتْ محاورة ُ الجواب
و كاهمُ سقيت نقيعَ سمٍّ
بِبابَيْ مُخْدِرٍ ضَرِمِ اللّعَابِ
العصر الإسلامي >> جرير >> هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ
هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ
رقم القصيدة : 16346
-----------------------------------
هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ
أم هل شبابكَ بعدَ السيب مطلوب
أمْ كلمتكَ بسلمانينَ منزلة ٌ
مَنْ لا يُكَلَّمُ إلاّ وَهوَ مَحجوبُ
كَلّفْتُ مَنْ حَلّ مَلحوباً فكاظمَة ً(13/104)
أيهاتَ كاظمة ً منها وملحوبُ
قدْ تيمَ القلبَ حتى زادهُ خبلاً
من لا يكلمُ إلاّض وهوَ محجوبُ
قد كان يشفيكَ لو لمْ يرضَ خازنهُ
راحٌ ببردِ قراحِ الماءِ مقطوبُ
كأنَّ في الخدَّ قرنَ الشمسِ طالعة ً
لّما دَنَا مِنْ جِمارِ النّاسِ تحصِيبُ
تَمّتْ إلى حَسَبٍ ما فَوْقَهُ حَسَبٌ
مجداً وزينَ ذاكَ الحسنُ والطيبُ
تَبْدو فتُبدي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ
إذا تَزَأزَأتِ السّودُ العَناكيبُ
هلْ أنتَ باكٍ أو تابعٌ ظعناً
فالقَلْبُ رَهْنٌ معَ الأظعانَ مَجنوبُ
أما تريني وهذا الدهرُ ذو غيرٍ
في مَنِكِبَيّ وَفي الأصلابِ تَحْنيبُ
فَقَدْ أمُدُّ نِجادَ السّيفِ مَعتَدِلاً
مثلَ الردينيَّ هزتهُ الأنابيبُ
وَقَد أكُونُ على الحاجاتِ ذا لبَثٍ،
و أحوذياً إذا انضمَّ الذعاليب
لَمَّا لَحِقْنا بظُعْنِ الحَيّ نَحْسِبُها
نَخْلاً تَراءَتْ لَنا البِيضُ الرّعابِيبُ
لما نبذنا سلاماً في مخالسة ٍ
نَخشَى العُيونَ وَبَعضُ القوْمِ مرْهوبُ
وَفي الحُدوجِ التي قِدْماً كَلِفتُ بهَا
شخصٌ إلى النّفسِ موْموقٌ وَمْحبوبُ
قتلنا بعيونٍ زانها مرضٌ
و في المراضِ لنا شجوٌ وتعذيبُ
حتى متى أنتَ مشغوفٌ بغانية ٍ
صبٌّ اليها طوالَ الدهرِ مكروبُ
هل يصبونَّ حليمٌ بعدَ كبرتهِ
أمسى وأخدانهُ الأعمامُ والشيبُ
إن الامامَ الذي ترجى نوافلهُ
بَعدَ الإمامِ، وَليُّ العَهدِ أيّوبُ
مستقبلُ الخيرِ لا كابٍ ولا حجدٌ
بدرٌ يغمُّ نجومَ الليلِ مشبوبُ
قال البرية ُ إذ أعطوكَ ملكهمُ
ذببْ وفيكَ عن الأحساب تذبيبُ
يأوى اليكَ فلاَ منٌّ ولا جحدٌ
منْ ساقهُ السنة ُ الحصاءُ والذيبُ
ما كانَ يُلقَى قَديماً في منازِلِكُمْ
ضيقٌ ولا في عباب البحر تنضيبُ
أللهُ أعطاكمُ منْ علمهِ بكم
حكماً وما بعدُ حكم اللهِ تعقيبُ
أنتَ الخَليفَة ُ للرّحْمَنِ يَعرِفُهُ
أهلُ الزَّبورِ وَفي التّوْراة ِ مَكتُوبُ
كُونُوا كيُوسُفَ لّما جاءَ إخْوَتُهُ
وَاستَعرفوا قال: ما في اليوْمِ تَثرِيبُ(13/105)
أللهُ فضلهُ واللهُ وفقهُ
توفيقُ يوسفَ إذْ وصاهُ يعقوب
لما رأيتَ قرومَ الملكِ سامية ً
طاحَ الخُبَيْبانِ وَالمكذوبُ مكذوبُ
كانتْ لهمْ شيعٌ طارتْ بها فتنٌ
كَمَا تَطَيّرُ في الرّيحِ اليَعاسِيبُ
مُدّتْ لهم غايَة ٌ لم يَجْرها حَطِمٌ،
إلاَّ استدارَ وعضتهُ الكلاليب
سوستمُ الملكَ في الدنيا ومنزلكمْ
منازلُ الخللدْ زانتها الأكاويب
لمّا كَفَيْتَ قُرَيْشاً كُلَّ مُعضِلَة ٍ،
قالتَ قُرَيشٌ: فدَتكَ المُرْدُ وَالشِّيبُ
إنّا أتَيْنَاكَ نَرْجُو منكَ نَافِلَة ً،
منْ رمل يبرينَ إنَّ الخيرَ مطلوب
تخدى بنا نجبٌ أفنى عرائكها
خِمسٌ وخمسٌ وتأويبٌ وتأويبُ
حتى اكتَسَتْ عرَقاً جَوْناً على عَرَقٍ
يُضّحي بأعطافِها مِنهُ جَلابِيبُ
وَابْنَا نَعَامَة َ وَالمَهْرِيُّ مَعكُوبُ
ينهضنَ في كلَ مخشى َّ الردى قذفٍ
كما تقاذفَ في اليمَّ المرازيبُ
من كُلّ نَضّاخَة ِ الذِّفَرى عَذَوَّرَة ٍ
في مِرْفَقيْها عَنِ الدّفّينِ تَحنيبُ
إن قيلَ للركب سيروا والمهى حرجٌ
هَزّتْ عَلابِيَها الهُوجُ الهَراجيبُ
قالوا الرّواحَ وظِلُّ القَوْمَ أرْدِيَة ٌ،
هذا على عَجَلٍ سَمْكٌ وتَطْنيبُ
كيفَ المقامُ بها هيماءَ صادية ً
في الخِمس جهدٌ وَوِرْد السدس تنحيبُ
قَفْراً تَشابَهُ آجالُ النَّعامِ بهَا،
عيداً تَلاقَتْ بهِ قُرّانُ والنُّوبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
رقم القصيدة : 16347
-----------------------------------
أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ً عَجيبُ
نأى الحيُّ الذينَ يهيجُ منهمْ
على ما كانَ منْ فزعٍ ركوبُ
تَبَاعَدُ مِنْ جَوارِي أُمّ قَيْسٍ
و لوْ قدمتُّ ظلَّ لها نجيبُ
وَأيَّ فَتى ً عَلِمْتِ إذا حَلَلْتُمْ
بأجرازٍ معللها جديبُ
فإنْ يَنْأَ المَحَلُّ فَقَدْ أراكُمْ
وبَالأجْوَافِ مَنزِلُكُمْ قَرِيبُ
لَعَلّ الله يُرجِعُكُمْ إلَيْنَا
وَيُفْني مالَكُمْ سَنَة ٌ وذِيبُ(13/106)
رأيتكَ يا حكيمُ علاكَ شيبٌ
وَلكنْ ما لحِلْمِكَ لا يَثُوبُ
و عمرٌ وقد كرهتُ عتابَ عمروٍ
و قد كثرَ المعاتبُ والذنوبُ
تمنى أنْ أموتَ وأينَ مثلي
لقومكَ حينَ تشعبني شعوبُ
لقد صدعت صخرة َ منْ رماكم
و قد يرمى بي الحجرُ الصليبُ
وَقَدْ قَطَعَ الحَديدَ فلا تَمارَوْا
فِرِنْدٌ لا يُفَلّ وَلا يَذُوبُ
نَسيتُمُ ويْلَ غَيرِكُمْ بَلائي،
لَياليَ لاتَدُرّ لَكُمْ حَلُوبُ
فانَّ الحيَّ قدْ غضبوا عليكمْ
كما أنا منْ ورائهم غضوبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
رقم القصيدة : 16348
-----------------------------------
أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
وَلَجَّتْ في مُباعَدَة ٍ غَضُوبُ
أكلَّ الدهرْ يؤيسُ منْ رجالكم
عدوٌّ عندَ بابكِ أو رقيبُ
و كيفَ ولا عداتكِ ناجزاتٌ
و لا مرجوُّ نائلكمْ قريبُ
فَلا يُنْسى َ سَلامُكُمُ عَلَيْنَا
و لا كفٌّ أشرتِ بها خضيبُ
مع الهجرانِ قطعَ كلَّ وصل
هوى متباعدٌ ونوى شعوبُ
لقد بعثَ المهاجرَ أهلُ عدلٍ
بعهدٍ تطمنُّ بهِ القلوبُ
تَنَجّبَكَ الخَليفَة ُ غَيَر شَكٍّ
فساس الأمرَ منتجبٌ نجيبُ
يُنَكَّلُ بالمُهاجِرِ كُلُّ رعاص،
وَيُدْعى َ في هَواكَ فيَستَجيبُ
فحكمكَ يا مهاجرُ حكمُ عدلٍ
و لو كرهَ المنافقُ والمريبُ
إذا مَرِضتْ قُلوبُهُمُ شَفاهُمْ
نطاسيٌّ بدائهمْ طبيبُ
يقولُ لنا علانية ً فترضى
وَفي النّجوَى أخُو ثِقَة ٍ أرِيبُ
يُقَصَّرُ دونَ باعِكَ كُلُّ باعٍ
و يحصر دونَ خطبتكَ الخطيبُ
و ندعو أن تصاحبَ كلَّ مجرٍ
و ندعو بالايابِ إذا تؤوبُ
كَأنّ البَدْرَ تَحْمِلُهُ المَهَارَى
غَوارِبُهُنّ وَالصّفحاتُ شِيبُ
يخالجنَ الأزمة َ لا قلاصٌ
و لا شهبٌ مشافرهنَّ نيبُ
لَقَدْ جاوَزْتَ مكْرُمَة ً وَعِزّاً،
فلا مقصى المحل ولا غريبُ
تبينَ حينَ تجتمعُ النواصي
علينا منْ كرامتكمْ نصيبُ
أبَيْتُ فَلا أُحبّ لكُمْ عَدُوّاً،
وَلا أنَا في عدُوّكُمُ حَبيبُ(13/107)
بَنُو البَزَرَى فَوارِسُ غيرُ مِيلٍ،
إذا ما الحربُ ثارَ لها عكوبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمّا صُبَيْرٌ فإنْ قلّوا وَإنُ لَؤمُوا،
أمّا صُبَيْرٌ فإنْ قلّوا وَإنُ لَؤمُوا،
رقم القصيدة : 16349
-----------------------------------
أمّا صُبَيْرٌ فإنْ قلّوا وَإنُ لَؤمُوا،
فلستُ هاجيهمْ ما حنت النيبُ
أمّا الرّجالُ فَجِعْلانٌ وَنِسْوَتُهُمْ
مثلُ القنافذِ لا حسنٌ ولا طيبُ
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> بين الخطين
بين الخطين
رقم القصيدة : 1635
-----------------------------------
سَلِّمْ لي يا طيرُ على وطني
وعلى حقلي
وعلى نهْرِي اليابس ِمن سنتينْ
سَلِّمْ لِي ....... فالدربُ بعيدْ
وجوازي أصْبَحَ ذا خَطّيْن ِ
سلِّمْ لي يا طيرُ على الأهوارْ
وعلى قصَبِ ( السّوق ِ).......
و بَرْدِي ٍّ (القرنَةِ) و (الحَمّارْ)
سلِّمْ لي يا طيرُ على داري
وحذار ِ.................
أنْ يسمعَ شُرْطِيّ ٌ في وطني
أنّي كّلّمْتُكَ عَن وطني
فأنا مَطْرودٌ مِن وَطنِي ....
كَوْ نِي وطني !
وحذار ِ ...............
أنْ تَجْلُسَ تبكي قُربَ الجدرانْ
فالجدرانُ لها آذان ْ!
فإذا أشرَفْتَ على وطني فاخلَعْ نَعْليْكْ
وانزع ْ ريشَكَ مِن جنْحَيْكْ
وحذارِ ................
أنْ تدخلَ في وطني بالزِيِّ المَدَنِي
فالمدنيّونَ أمامَ القانون ِالعُرْ فِيِّ غزاة ْ
خانوا الثورة َ والمنهاجَ وخانوا التوراة ْ
خانوا مَنْ أبناؤكَ يا وطني ؟!
عَلِّمْني ........... وطني
علِّمْني أشربُ نصفَ الكاسْ
وأ ُبْقِي مِن كأسي نِصْفا
علِّمْني شيئاً تَمْلِكْنِي
يَمْلِكُني مَن علّمَنِي حرفا
مَن شَيّدَ صرحَكَ يا وطني إذ ْ كنتَ خرابْ
القادة ُ أم أبناءُ القاده ؟!
مَن أفسدَ صرحَكَ يا وطني ورماكَ تُرابْ
الشعبُ المغلوبُ أمْ القاده ؟!
قتلوكَ مِرارًا و زِيادهْ
يا وطني قتَلَتْكَ القاده
حينَ خرجنا نمشي فوق الماءْ
وترَكنا أطفالا ً تبكي ونساءْ(13/108)
حينَ خرَجْنا بَعَثَ الجاسوسُ دراسه
إنّ البلدَ الآنَ أمينٌ مِن غيرِ حراسه
أ َخْرِجْ رأسَكَ يا قائدَ نا الملهمَ مِن حُفْرَتِهِ
واقطعْ رأسَهْ
حينَ خرَجْنا نامتْ عينُ الشرْطِيِّ
ونامَ العرّافْ
كانَ العرّافْ .........
مندوبا ً لوزيرِ الأوقافْ
حين خرجنا صار العرافْ
مندوبا لجميع ِ الأطرافْ
حينَ خرجنا بَكَتْ الأوراقُ وطارَ الحِبْرُ
وصَفّقّتْ الأغصانُ
كان المسؤولُ الألفُ على بابِ الشعبةِ أخرَسْ
كان المسؤولونَ عن الأوطان ِ جميعا ً خرسى
حين خرجنا .......
صرَخَ المسؤولُ بوجهِ الشعب ِ و مَدّ َ لسانْ
حين خرجنا قامَ الصحفيونَ وقامَ الأ ُدَبَاءْ
جمعوا مِن كلِّ أديبٍ قطرة َ ماءْ
خلطوها ......
صار المخلوط ُ دماءْ
كتبوا للوثن ِ الواقفِ في الزوراءْ
إنّا مما قالَ الشاعرُ هذا دُخلاءْ
عَجَبًا كيف يُغَنّي الطينُ ويبكي الماءْ!
وطني ما ظَلّ َ بعمري وتَرٌ فأ ُغَنّي
أو لحْنٌ يجري بين سَحاباتِ دموعي
ولداي هناكَ مثلَ جميع ِ ضلوعي
مكسورٌ يا ولَدَيّ َ جناحي
مقصوصٌ ريشي
كنتُ طوالَ الليلْ
أجلسُ وحدي
أحني جسدي مِن فوقِهِما
أنظرُ في وجهين ِ جميلين ِ كضوءِ المِصْباحْ
وأقولُ غدًا.......
يَكْبُرُ هذا الضوءُ و يُزْهِرُ هذا القدّاحْ
وغدًا في ظِلِّهِما أرتاحْ
وغدًا و بقِيتُ أقولُ غدًا
حتى ولّى العمرُ و راحَ سُدى
سَلِّمْ لي يا طيرُ على وطني
وعلى زورقِنا النائم ِ في الصحراءْ
وعلى النخل ِ المَيِّتِ والأرض ِالجرداءْ
حدِّ ثْنِي عن وطن ٍ ماتَ بنوهْ
حدِّ ثْني عن وطن ٍ حيّا دفنوهْ
حدِّ ثني عن وطن ٍ قتلوهْ
وطني قتلوكْ
و رَمَوْ كَ على الساحل ِ في منتصفِ الليلْ
سلَّمْناهُمْ بِيَدِ الله ْ
كان المطرُ الأحْمَرُ يَغْسِلُ كلّ َ الأشياءِِ
ويمنعُ نزفَ دماهْ
غسَلَ الجُرْحَ النازفَ مِنْ رأسِكَ أو مِن قدَمَيْكْ
سَجَدَتْ كلّ ُسَحَاباتِ الدنيا بينَ يََدَيْكْ
يا وطني .......................
صلّى الله ُ عليكْ(13/109)
العصر الإسلامي >> جرير >> لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً
لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً
رقم القصيدة : 16350
-----------------------------------
لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً
و ما الظنُّ إلاَّ مخطئٌ ومصيبُ
تَرَكْتُ عِيالي لا فَوَاكِهَ عِندَهمْ
و عندَ ابنِ سعدٍ سكرٌ وزبيبُ
تحنى العظامُ الراجغاتُ منَ البلى
و ليسَ لداءِ الركبتينِ طبيبُ
كَأنّ النّساءِ الآسراتِ حَنَيْنَني
عريشاً فمشي في الرجالِ دبيبُ
منعتَ عطائي يا ابنَ سعدٍ وإنما
سَبَقْتَ إليّ المَوْتَ وَهوَ قَريبُ
فانْ ترجعوا رزقي إلى فانهُ
متاعُ ليالٍ والحياة ُ كذوبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لو كنتُ في غمدانَ أو في عماية َ
لو كنتُ في غمدانَ أو في عماية َ
رقم القصيدة : 16351
-----------------------------------
لو كنتُ في غمدانَ أو في عماية َ
إذاً لأتَاني مِنْ رَبيعَة َ راكِبُ
بِوَادي الحُشَيفِ أوْ بِجُرْزَة َ أهْلُهُ
أو الجوفِ طبٌّ بالنزالة َ داربُ
يثيرُ الكلابَ آخرَ الليلِ صوتهُ
كَضَبّ العَرَادِ خَطْوُهُ مُتَقارِبُ
فباتَ يمنينا الربيعَ وصوبهُ
وَسَطّرَ مِن لُقّاعَة ٍ وَهْوَ كاذِبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَستُ بمُعطي الحكم عن شَفّ منصبٍ
لَستُ بمُعطي الحكم عن شَفّ منصبٍ
رقم القصيدة : 16352
-----------------------------------
لَستُ بمُعطي الحكم عن شَفّ منصبٍ
وَلا عَن بَناتِ الحَنْظَلِيّينَ رَاغبُ
أراهُنّ ماءَ المُزْنِ يُشفى َ بهِ الصّدَى
و كانتْ ملاحاً غيرهنَّ المشاربُ
لقدْ كنتَ أهلاً إذ تسوقُ دياتكمْ
إلى آلِ زِيقٍ أنْ يَعيبَكَ عائِبُ
ومَا عَدَلَتْ ذاتُ الصّليبِ ظَعينَة ً
على أنّني في وُدّ شَيْبَاتَ رَاغِبُ
ألا رُبّما لَمْ نُعْطِ زِيقاً بحْكْمِهِ
و أدى إلينا الحكمَ والغلُّ لازب
حوينا أبا زيقٍ وزيقاً وعمهُ
وَجَدّة ُ زِيقٍ قَدْ حَوتْها المَقانِبُ
ألم تعرفوا يا آلَ زيقٍ فوارسي(13/110)
إذا أغبرَّ منْ كرَّ الطرادِ الحواجب
حَوَتْ هانِئاً يَوْمَ الغَبيطَينِ خَيلُنَا
وَأْدرَكْنَ بِسطاماً وَهُنّ شَوَازِبُ
صَبَحناهُمُ جُرْداً كأنّ غُبارَها
شآبيبُ صيفٍ يزدهيهنَّ حاصبُ
بكلَّ ردينيٍّ تطاردَ متنهُ
كمَا اختَبّ سِيدٌ بالمَراضَينِ لاغِبُ
جَزَى الله زِيقاً وَابنَ زِيقٍ مَلامَة ً،
أأهديتَ يا زيقَ بنَ زيقٍ غريبة ً
إلى شَرّ ما تُهْدَى إلَيهِ الغَرائبُ
فأمثَلُ ما في صِهرِكُمْ أنّ صِهرَكمْ
مُجيدٌ لكمْ لَيّ الكَتيفِ وشاعِبُ
عَرَفْنَاكَ مِنْ حُوقِ الحِمارِ لزِنْيَة ٍ
وَكانَ لضَمّاتٍ منَ القَينِ غالِبُ
بني مالكٍ أدوا إلى َ القينْ حقهُ
و للقينْ حقٌّ في الفرزدقَ واجبُ
أثائِرَة ٌ حدراءُ مَنْ جُرّ بالنّقا،
وَهَلْ في بَني حَدْراءَ للوِترِ طالِبُ
ذكرْتَ بناتِ الشمسِ والشمسُ لم تلدْ
وَأيهاتَ مِنْ حُوقِ الحمارِ الكواكِبُ
و لو كنتَ حراً كان عشرٌ شياقة ً
إلى آلِ زِيقٍ والوَصيفُ المُقارِبُ
العصر الإسلامي >> جرير >> تُكَلّفُني مَعيشَة َ آلِ زَيْدٍ،
تُكَلّفُني مَعيشَة َ آلِ زَيْدٍ،
رقم القصيدة : 16353
-----------------------------------
تُكَلّفُني مَعيشَة َ آلِ زَيْدٍ،
وَمَنْ ليَ بالصّلائِقِ وَالصِّنَابِ
و قالتْ لا تضمَّ كضمَّ زيدٍْ
و ما ضمى وليسَ معي شبابي
العصر الإسلامي >> جرير >> إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ
إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ
رقم القصيدة : 16354
-----------------------------------
إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ
عبدُ النهارِ وزاني الليلِ دبابُ
لا تهجُ قيساً ولكنْ لوْ شكرتهمْ
إنَّ اللئيمَ لأهلِ السروِ عيابُ
قيسَ الطعانِ فلا تهجو فوارسهمْ
لحاجِبٍ وَأبي القَعقاعِ أرْبَابُ
هُمُ أطْلَقُوا بَعدَما عَضّ الحديدُ به
عَمرَو بنَ عَمْرٍو وبالسّاقَينِ أندابُ
أدوا أسيدة َ في جلبابِ أمكمُ
غصباً فكانَ لها درعٌ وجلبابُ
مُجاشِعٌ لا حَيَاءٌ في شَبيبَتِهِمْ
و لا يثوبُ لهمْ حلمٌ إذا شابوا(13/111)
شَرُّ القُيُونِ حَديثاً عِنْدَ رَبّتِهِ
قَيْنا قُفَيرَة َ: مَسْروحٌ وَزَعّابُ
لا تتركوا الحدَّ في ليلى فكلكمُ
من شأنِ ليلى وشأنِ القينِ مرتابُ
فاسألْ غمامة َ بالخيلِ التي شهدتْ
كأنّهُمْ يَوْمَ تَيْمِ اللاّتِ غُيّابُ
لكِنْ غَمَامَة ُ لَوْ تَدْعو فَوَارِسَنا
يومَ الوقيطِ لما ولوا ولا هابوا
مجاشعٌ قد أقرُّ كلَّ مخزية َ
لا مَنْ يَعيبُونَ لا بلْ فيهمُ العابُ
قالَتْ قُرَيْشٌ وَقَد أبلَيتُم خَوَراً:
ليستْ لكمْ يا بني رغوان ألبابُ
هَلاّ مَنَعتُمْ مِنَ السّعديّ جارَكُمُ
بالعرقِ يومَ التقى بازٍ وأخرابُ
أقْصِرْ فإنّكَ ما لمْ تُؤنِسُوا فَزَعاً
عِندَ المِرَاءِ خَسيفُ النُّوكِ قَبقابُ
فاسألْ أقومكَ أم قومي هم ضربوا
هامَ الملوكِ وَ أهلُ الشركِ أحزابُ
الضّارِبِينَ زُحُوفاً يَوْمَ ذي نَجَبٍ،
فيها الدروعُ وفيها البيضُ والغابُ
منا عتيبة ُ فانظر منْ تعدلهُ
و الحارثانِ ومنا الردف عتابُ
منا فوارسُ يومِ الصمدِ كان لهمْ
قتلى وأسرى وأسلابٌ وأسلابُ
فاسألْ تَميماً مَنِ الحامُونَ ثَغرَهُمُ
وَالوَالجُونَ إذا ما قُعْقِعَ البَابُ
العصر الإسلامي >> جرير >> غضبت طهية ُ أنْ سببتُ مجاشعاً
غضبت طهية ُ أنْ سببتُ مجاشعاً
رقم القصيدة : 16355
-----------------------------------
غضبت طهية ُ أنْ سببتُ مجاشعاً
عضوا بصمَّ حجارة ٍ من عليبِ
إنَّ الطريقَ إذا تبينَ رشدهُ
سَلَكَتْ طُهَيّة ُ في الطّريقِ الأخيبِ
يَتَراهَنُونَ عَلى التّيُوسِ كأنّمَا
قبضوا بقصة ِ أعوجيٍ مقربِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ
ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ
رقم القصيدة : 16356
-----------------------------------
ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ
إلاّ بَنُو العَمّ في أيْديهِمُ الخَشَبُ
سروا بني العمَّ فالأهوازُ منزلكمْ
ونَهْرُ تِيرَى فَلَمْ تَعْرِفكُمُ العرَبُ
الضَّارِبوُ النّخلَ لا تَنبو مَناجِلُهُمْ(13/112)
عنِ العذوقِ ولا يعييهمُ الكربُ
العصر الإسلامي >> جرير >> يا طعمَ يا ابنَ قريطٍ إنَّ بيعكمُ
يا طعمَ يا ابنَ قريطٍ إنَّ بيعكمُ
رقم القصيدة : 16357
-----------------------------------
يا طعمَ يا ابنَ قريطٍ إنَّ بيعكمُ
رِفْدَ القِرَى ناقِصٌ للدّينِ وَالحَسبِ
لَوْلا عِظامُ طَريفٍ ما غَفَرْتُ لكُمْ
يومي بأودَ ولا أنسأتكمْ غضبي
قالوا: اشتَرُوا جَزَراً منّا، فقلتُ لهم:
بيعوا الموالى واستحيوا منَ العربِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
رقم القصيدة : 16358
-----------------------------------
أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
إني أخافُ عليكمُ أنْ أغضبا
أبَني حَنيفَة َ إنّني إنْ أهْجُكُمْ
أدعِ اليمامة َ لا توارى أرنبا
العصر الإسلامي >> جرير >> يَقولُ ذَوُو الحُكومة ِ مِنْ قُرَيشٍ:
يَقولُ ذَوُو الحُكومة ِ مِنْ قُرَيشٍ:
رقم القصيدة : 16359
-----------------------------------
يَقولُ ذَوُو الحُكومة ِ مِنْ قُرَيشٍ:
أتَفْخَرُ بَعْدَ جارِكُمُ المُصابِ؟
غدرتَ وما وفيتَ وفاءَ حزنٍ
فأورتتَ الوفاءَ بني جنابِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شعر الرقباء
شعر الرقباء
رقم القصيدة : 1636
-----------------------------------
فكرت بأن أكتب شعراً
لا يهدر وقت الرقباء
لا يتعب قلب الخلفاء
لا تخشى من أن تنشره
كل وكالات الأنباء
ويكون بلا أدنى خوف
في حوزة كل القراء
هيأت لذلك أقلامي
ووضعت الأوراق أمامي
وحشدت جميع الآراء
ثم.. بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة إمضائي
وتركت الصفحة بيضاء!
راجعت النص بإمعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك بياض الصفحة..
واستغنيت عن الإمضاء!
العصر الإسلامي >> جرير >> أليسَ فوارسُ الحصباتِ منا
أليسَ فوارسُ الحصباتِ منا
رقم القصيدة : 16360
-----------------------------------
أليسَ فوارسُ الحصباتِ منا
إذا ما الحربُ هاج لها عكوبُ(13/113)
العصر الإسلامي >> جرير >> أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
رقم القصيدة : 16361
-----------------------------------
أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
يحيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزْلاً مَوَاهبُه
بحَقِّ امرىء ٍ يَجري فيُحْسبُ سابِقاً
بنو هرمٍ وابنا سنانٍ حلائبهْ
و تلقى جنيداً يحملُ الخيلَ معلماً
على عارضِ مثلُ الجبال كتائبهْ
فيَ غمراتِ لا تزالُ عواملاً
إلى َ بابِ ملكٍ خيلهُ وبحائبهْ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
رقم القصيدة : 16362
-----------------------------------
ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
و هركَ منْ بعدْ ائتلافٍ كلابها
وَكَيفَ بِهِنْدٍ وَالنّوَى أجْنَبِيّة ٌ،
طَمُوحٌ تَنَائيها، عَسيرٌ طِلابُهَا
فليتَ ديارَ الحيَّ لمْ يمسِ أهلها
بَعيداً وَلم يَشحَجْ لبَينٍ غُرابُها
أحلأُ عنْ بردِ الشرابِ وقدنري
مشارعَ للظمآنِ بحري حبابها
و نخشى من الأعداءِ أذناً سميعة ً
تُوَجَّسُ أوْ عَيناً يُخافُ ارْتِقابُهَا
كَأنّ عُيُونَ المُجْتَلِينَ تَعَرّضَتْ
لشَمسٍ تجَلّى يَوْمَ دَجْنٍ سحابُهَا
إذا ذُكِرَتْ للقَلْبِ كادَ لذِكْرِها
يطيرُ اليها واعتراهُ عذابها
فَهَل مِنْ شَفيعٍ أوْ رَسولٍ بحاجَة ٍ
إلَيْها، وَإنَ صَدّتْ وَقَلّ ثَوَابُهَا
بأنَّ الصبا يوماً بمنعجَ لمْ يدعْ
عَزاة ً لنَفْسٍ ما يُداوَى مُصابُهَا
و يوما بسلمانينَ كدتُ منَ الهوى
أبوحُ وقدْ زمتْ لبينٍ ركابها
عَجِبْتُ لمُحزُونٍ تَكَلَّفَ حاجَة ً
إلَيْها فَلَمْ يُرْدَدْ بشيءٍ جَوَابُهَا
حَمَى أهْلُهَا ما كانَ مّنا فأصْبْحتْ
سَوَاءٌ عَلَيْنَا نَأيُهَا وَاقتِرابُهَا
أبَا مَالكٍ مالَتْ برَأسِكَ نَشْوَة ٌ،
و بالبشرِ قتلى لم تطهرْ ثيابها
فمِنْهُمْ مُسَجًّى في العَباءَة ِ لم يَمُتْ
شَهيداً وَداعي دَعوة ٍ لا يُثابُهَا(13/114)
فانَّ نداماكَ الذينَ خذلتهمْ
تلاقتْ عليهمْ خيلُ قيسٍ وغابها
إذا جاءَ رُوحُ التّغلِبيّ مِنِ اسْتِهِ
دَنَا قَبْض أرْواحٍ خَبيثٍ مَآبُهَا
ظَلِلْتَ تَقيءُ الخَنْدَرِيسَ وَتَغلِبٌ
مَغانمُ يَوْمِ البِشرِ يُحْوى َ نِهابُهَا
و الهاكَ في ماخورِ حزة َ قرقفٌ
لها نشوة ٌ يمسي مريضاً ذبابها
وَأسلَمتُمُ حَظّ الصّليبِ وَقَد رَأوْا
كتائبَ قيسٍ تستديرُ عقابها
لقدْ تركت قيسٌ دياراً لغلبٍ
طويلاً بشطَذ الزابيينْ خرابها
تمنتْ خنازيرُ الجزيرة ِ حربنا
وَقَدْ حَجَرَتْ من زَأرِ لَيثٍ كلابُهَا
عَجِبْتُ لفَخْرِ التّغْلِبٌي وتَغْلبُ
تؤدى جزى النيروز خضعاً رقابها
أيفخرُ عبدٌ أمهُ تغلبية ٌ
قَدِ اخضَرّ من أكلِ الخنانيصِ نابُهَا
غليظَة ُ جِلْدِ المِنْخَرَينِ مُصِنّة ٌ
على أنفِ خنزيرٍ يشدُّ نقابها
جَعَلُتُ على أنْفاسِ تَغْلِبَ غُمّة ً
شَديداً على جِلدِ الأنوفِ اغتِصَابُهَا
و أوقدتُ ناري بالحديدِ فأصبحتْ
يُقَسَّمُ بَينَ الظّالمِينَ عَذَابُهَا
و أصعرَ ذي صادٍ شفيتُ بصكة ٍ
على الأنْفِ أوْ بالحاجِبَينِ مَصابُهَا
أبَا مَالِكٍ لَيسَتْ لتَغلِبَ نَجْوَة ٌ
إذا ما بحورُ المجدِ عبَّ عبابها
لَقِيتَ قُرُوماً لم تُدَيَّثُ صِعابُهَا
كذلكَ أعطى الله قيساً وخندناً
خَزائِنَ لم يُفْتَحْ لتَغلِبَ بَابُهَا
و منا رسولُ اللهِ حقاً ولمْ يزلْ
لَنَا بَطْنُ بَطْحاوَيْ مِنى ٍ وَقِبابُهَا
و إنَّ لنا نجداً وغورَ تهامة ٍ
نسوقُ جبالَ العزَّ شماً هضابها
العصر الإسلامي >> جرير >> تَضِجُّ رَبْداءُ مِنَ الخُطّابِ،
تَضِجُّ رَبْداءُ مِنَ الخُطّابِ،
رقم القصيدة : 16363
-----------------------------------
تَضِجُّ رَبْداءُ مِنَ الخُطّابِ،
مِنْ قَطَرِيّينَ وَمِنْ ضَبَابِ
وَمِنْ أبي الدَّعْجَاءِ كالصُّؤابِ
و منْ مجيبٍ فاتحِ العيابِ
العصر الإسلامي >> جرير >> قالَ الأمِيرُ لعبد تَيْمٍ: بِئسَما
قالَ الأمِيرُ لعبد تَيْمٍ: بِئسَما
رقم القصيدة : 16364(13/115)
-----------------------------------
قالَ الأمِيرُ لعبد تَيْمٍ: بِئسَما
أبْلَيْتَ عندَ مَوَاطنِ الأحْسابِ
و لقدْ خرجتَ منَ المدينة ِ افلاً
خرعَ القناة َ مدنسَ الأثوابِ
و دعاكَ وطبٌ بالمريرة ِ عندهُ
عِرْسٌ شَديدة ُ حُضرَة ِ الأنيابِ
تَيْمِيّة ٌ هَمَشَى تَقُولُ لبَعْلِها:
لا تَنظُرَنّ إذا وَضَعْت ثِيَابي
يا تَيْمُ إنّ بُيُوتَكُمْ تَيْمِيّة ٌ،
فقدُ العمادِ نصيرة ُ الأطنابِ
يا تَيْمُ دَلْوكُمُ التي يُدْلَى بهَا
خلقُ الرشاءِ ضعيفة ُ الأكرابِ
أعْرابُكُمْ عارٌ عَلَى حُضّارِكُمْ
و الحاضرونَ خزاية ُ الأعرابِ
إنّي وَجَدْتُ أبَاكَ إذْ أتْعَبْتُهُ
عَبْداً يَنُوءُ بِألأمِ الأنْسَابِ
ألْفَيْتُهُ لمّا جَرَى بكَ شأوُنَا
حَطِمَ اليَدَينِ مكَسَّرَ الأصْلابِ
و مضى عليكَ مصدرٌ ذو ميعة ٍ
ربذُ اليدينْ يفوزُ بالأقصابِ
يا تَيمُ ما خَطَبَ المُلوكُ بَناتِكمْ
رِيحُ الخَنافِس في مُسوكِ ضِبابِ
با تيمُ إنَّ وجوهكمْ فتقنعوا
طبعتْ بالأمِ خاتمٍ وكتابِ
لا تَخْطُبُنّ إلى عَدِيٍّ إنّكُمْ
شَرُّ الفُحُولِ وَألأمُ الخُطّابِ
يا تَيْمُ هاتُوا مِثلَ أُسْرَة ِ قَعَنبٍ
نُتِفَتْ شَوَارِبُهُمْ على الأبْوَابِ
أوْ مِثلَ جَزْءِ حينَ تَصْطَكّ القَنا
وَالحَرْبُ كاشِرَة ٌ عَنِ الأنْيابِ
أوْ مثْلَ فارِسِ ذي ذي الخِمارِ وَمعقلٍ
أو فارسٍ كعمارة َ بن جناب
و نزيعنا قد سادَ حيَّ وائلٍ
مُعطي الجَزيلِ مُساوِرُ بنُ رِئَابِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي
أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي
رقم القصيدة : 16365
-----------------------------------
أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي
نُحَيّي دِيارَا الحَيّ مِنْ دارَة ِ الجَأبِ
و ماذا عليهمْ أنْ يعو جوا بدمنة ٍ
عفتْ بينَ عوصاءَ الأميلحِ والنقبِ
ذكرتكَ والعيسُ العتاقُ كأنها
ببرقة ِ أحجارٍ قياسٌ منَ القضبِ
فإنْ تَمْنَعي مني الشّفاءَ فقدْ أرَى(13/116)
مشارعَ للظمآنِ صافية َ الشرب
كأُمّ الطَّلا تَعتادُ، وَهْيَ غَريرَة ٌ،
بأجمدَ رهبي عاقدَ الجيدِ كالقلبِ
إذا أنا فارقتُ العذابَ وبردها
سقيتُ ملاحاً لا يعيبُ بها قلبي
وَأنّا لَنَقْري حينَ يُحْمَدُ بالقِرَى
و لمْ يبقَ نقيٌ في سلامي ولا صلبِ
إذا الأفُقُ الغَرْبيّ أمْسَى كأنّهُ
سلا فرسِ شقراءَ مكتئبَ العصبِ
و نعرفُ حقَّ النازلينَ ولمْ تزلْ
فوارسنا يحمونَ قاصية َ السربِ
على مقرباتِ هنَّ معقلُ منْ جنا
و سمُّ العدى والمنجياتِ من الكربِ
ألا رُبّ جَبّارٍ وَطِئْنَ جَبينَهُ
صَريعاً وَنَهْبٍ قد حَوَينَ إلى نَهبِ
بطخفة َ ضاربنا الملوكَ وخيلنا
عَشيّة َ بِسْطامٍ جَرَينَ على نَحْبِ
نشرفُ عادياً منَ المجدِ لمْ تزلْ
عَلالِيُّه تُبْنَى على باذِخٍ صَعْبِ
فما لمتُ قومي في البناء الذي بنوا
وَما كانَ عَنهُمْ في ذِياديَ من عتبِ
إذا قرعَ الصاقورُ متنَ صفاتنا
نبا عن دروءٍ منْ حزابيها الحدبِ
تعذرتَ يا خنزيرَ تغلبَ بعدما
علقتَ بحبلى ْ ذي معاسرة ٍ شغبِ
و إذا أنا جازيتُ القرينَ تمرستْ
حِبَالي وَرَخّى مِنْ عَلابِيّهِ جَذْبي
أتخبرُ منْ لاقيتَ أنكَ لمَ تصبْ
عِثاراً وَقد لا قَيتَ نَكبْاً على نكْبِ
ألمْ تَرَ قَيساً قَيسَ عَيْلانَ دَمّرُوا
خنازيرَ بينَ الشرعبية ِ والدربِ
عرفتمْ لهمْ عينَ البحورِ عليكمُ
وَساحة َ نجدٍ والطّوالَ من الهَضْبِ
و قد أوردتْ قيسٌ عليكَ وخندفٌ
فوارسَ هدمنَ الحياضَ التي تجبى
مصاعيبَ أمثالَ الهذيلِ رماحهمْ
بها من دماءِ القوْمِ خَضْبٌ على خَضْبِ
ستعلم ما يغنى الصليبُ إذا غدتْ
كتائبُ قيسٍ كالمهنأة ِ الجربِ
لَعَلّكَ خِنزِيرَ الكُناسَة ِ فاخِرٌ
إذا مضرٌ منها تسامى بنو الحربِ
لئنْ وضعتْ قيسٌ وخندفُ بينها
عصَا الحرْبِ ما أوْجفتَ فيها معَ الركبِ
وَلَوْ كنْتَ مَوْلى العِزّ أزْمانَ راهطٍ
شَغَبْتَ ولكنْ لا يَدَيْ لك بالشّغْبِ
تَعَرّضتَ مِن دونِ الفَرَزْدقِ مُحلِباً(13/117)
فما كنتَ مَنصُوراً وَلا عاليَ الكَعبِ
تَصَلّيْتَ بالنّارِ التي يَصْطَلي بها،
فأرْداكَ فيها وافتَدى َ بكَ من حرْبي
قفيرة ُ حزبٌ للنصارى وجعثنٌ
وَأمسى َ الكِرامُ الغالبُونَ وِهم حزْبي
العصر الإسلامي >> جرير >> أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
رقم القصيدة : 16366
-----------------------------------
أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
وَمَنّيْتِ المَوَاعِدَ وَالكِذابَا
ألَمْ تَتَبَيّني كَلَفي وَوَجدي،
غَداة َ يَرُدّ أهلُكُمُ الرّكَابَا
أهذا الودُّ زادكِ كلَّ يومٍ
مُباعَدَة ً لإلْفِكَ وَاجتْنَابَا
لَقَدْ طَربَ الحَمامُ فَهاجَ شَوْقاً
لقلبٍ ما يزالُ بكمْ مصابا
و نرههبُ أنْ نزوركمُ عيوناً
مصانعة ً لأهلك وارتقابا
فَمَا بالَيْتِ لَيْلَتَنا بِنَجْدٍ،
سأجْعَلُ نَقْدَ أُمّكَ غَيرَ دَينٍ
لذِكْرِكِ حينَ فَوّزَتِ المَطَايَا
على شَرَكٍ تَخالُ بهِ سِبَابَا
ألا يا قلبِ مالكَ إذ تصابى
و هذا الشيبُ قد غلبَ الشبابا
كَمَا طَرَدَ النّهارُ سَوَادَ لَيْلٍ
فأزمعْ حينَ حلَّ بهِ الذهابا
سأحْفَظُ ما زَعَمْتِ لَنَا وَأرْعَى
إيابَ الودَّ إنَّ لهُ إيابا
و ليلٍ قدْ أبيتُ بهِ طويلٍ
لحبكَ ما جزيتْ به ثوابا
أخالِدَ كانَ أهْلكِ لي صَديقاً
فَقَدْ أمْسَوْا لحُبّكُمُ حِرابَا
بِنَفْسِي مَنْ أزُورُ فَلا أراهُ،
وَيَضرِبُ دونَهُ الخَدَمُ الحِجابَا
أخالِدَ لَوْ سألْتِ عَلِمْتِ أنّي
لقيتُ بحبكِ العجبَ العجابا
ستَطلُعُ من ذُرَى شَعَبَى َ قَوَافٍ،
على َ الكنديَّ تلتهبُ النهابا
أعبداً حلَّ في شعبيّ غريباً
ألؤماً لا أبالكَ واغترابا
و يوماً في فزارة َ مستجيراً
وَيَوْماً نَشِداً حَليفاً كِلابَا
ضإذا جَهِلَ اللّئيمُ، وَلمْ يُقَدِّرْ
لبَعضِ الأمْرِ أوْشَكَ أنْ يُصابَا
فَما فارَقْتَ كِندَة َ عَنْ تَرَاضٍ
و ما وبرتَ في شعبي ارتغابا
ضَرَبْتَ بحَفّتَيْ صَنْعاءَ لَمّا(13/118)
أحَادَ أبُوكَ بالجَنَدِ العِصَابَا
و كنتَ ولمْ يصيبكَ ذبابُ حربي
ستلتمي منَ معرتها ذبابا
ألَمْ تُخْبَرْ بمَسرَحيَ القَوَافي،
فلا عياً بهنَّ ولا اجتلابا
وَأُنْسيكَ العِتابَ فَلا عِتابَا
عويتَ كما عوى لي من شقاهُ
فَذاقُوا النّارَ واشتَركوا العَذابَا
عويتَ عواءَ جفنة َ منْ بعيدٍ
فحسبكَ أنْ تصيبَ كما أصابا
إذا مَرّ الحَجيجُ على قُنَيْعٍ،
دبيتَ الليلَ تسترقُ العيابا
فَقَدْ حَمَلَتْ ثَمانِيَة ٍ وَوَفّتْ
أقَامَ الحَدّ وَاتّبَعَ الكِتَابَا
تلاقى طالَ رغمَ أبيكَ قيساً
وَأهْلُ المُوسِمِينَ لَنا غِضَابَا
أعناباً تجاورُ حينَ أجنتْ
نخيلُ أجا وأعنزهُ الربابا
فما خفيتْ هضيبة ُ حينَ جرتْ
و لا إطعامُ سخلتها الكلابا
يُقَطِّعُ بالمَعابِلِ حالِبَيْهَا،
و قدْ بلتْ مشيمتها الثيابا
بتَاسِعِها، وَتَحْسِبُها كَعَابَا
العصر الإسلامي >> جرير >> أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
رقم القصيدة : 16367
-----------------------------------
أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
وقولي، إنْ أصَبتُ، لقَد أصَابَا
أجِدَّكَ ما تَذَكَّرُ أهْلَ نَجْدٍ
و حيا طالَ ما انتظروا الايابا
بَلى فارْفَضّ دَمْعُكَ غَيرَ نَزْرٍ،
كما عينتَ بالسربِ الطبابا
و هاجَ البرقُ ليلة َ أذرعاتٍ
هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا
فقلتُ بحاجة ٍ وطويتُ يكادُ منهُ
ضَمِيرُ القَلْبِ يَلتَهِبُ التِهابَا
سألْنَاها الشّفَاءَ فَما شَفَتْنَا؛
و منتنا المواعدَ والخلابا
لشتانَ المجاورَ ديرَ أروى
وَمَنْ سَكَنَ السّليلَة َ وَالجِنابَا
أسِيلَة ُ مَعْقِدِ السِّمْطَينِ مِنها
فقلْتُ بحاجِة ٍ وَطَوَيْتُ أُخْرَى
وَلا تَمْشِي اللّئَامُ لَهَا بسِرٍّ،
و لا تهدى لجارتها السبابا
وَفي فَرْعَيْ خُزَيمَة َ، أنْ أُعَابَا
شعابَ الحبّ إنَّ لهُ شعابا
فهَاجَ عَليّ بيْنَهُمَا اكْتِئابَا
تبينَ في وجوههم اكتئابا
إذا لاقَى بَنُو وَقْبَانَ غَمّاً،(13/119)
شددتُ على أنوفهمِ العصابا
تَنَحّ، فَإنّ بَحْري خِنْدِفيٌّ،
وَأحْرَزْنَا الصّنائَعَ والنِّهَابَا
لنا تحتَ المحاملِ سابغاتٌ
أعُزُّكَ بالحِجازِ، وَإنْ تَسَهّلْ
وَذي تَاجٍ لَهُ خَرَزاتُ مُلْكٍ،
سَلَبْنَاهُ السُّرادِقَ وَالحِجَابَا
ألا قبحَ الالهُ بني عقال
وَزَادَهُمُ بغَدْرِهِمُ ارْتِيابَا
أجِيرانَ الزّبَيرِ بَرِئْتُ مِنْكُمْ
فَلا وَأبِيكَ ما لاقَيتُ حَيّاً
لقدْ عزَّ القيونُ دماً كريماً
و رحلاً ضاعَ فانتهبَ انتهابا
وَقَدْ قَعِسَتْ ظُهُورُهُمُ بخَيْلٍ
تجاذبهمْ أعتها جذابا
علامَ تقاعسونَ وقدْ دعاكمْ
أهانكمُ الذي وضعَ الكتابا
تعَشّوا مِنْ خَزيرِهِمُ فَنَامُوا
و لمْ تهجعْ قرائبهُ انتخاباً
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ وَرَهْطَ عَوْفٍ،
و جعثنَ بعدَ أعينَ والربابا
ألمْ ترَ أنَّ جعثنَ وسط سعدٍ
تسمى َّ بعدَ فضتها الرحابا
وَأعْظَمنَا بغَائِرَة ٍ هِضَابَا
كأنَّ على مشافرهِ جبابا
وَخُورُ مُجاشِعٍ تَرَكُوا لَقِيطاً
وَقالوا: حِنْوَ عَينِكَ وَالغُرَابَا
وَأضْبُعُ ذي مَعارِكَ قَدْ علِمْتمْ
لَقِينَ بجَنْبِهِ العَجبَ العُجَابَا
وَلا وَأبيكَ ما لهُم عُقُولٌ؛
و لا وجدتْ مكاسرهم صلابا
وَلَيْلَة َ رَحْرَحانَ تَرَكْتَ شِيباً
و شعثاً في بيوتكم سغابا
رَضِعتُمْ، ثمّ سالَ على لِحاكُمْ،
ثعالة َ حيثُ لمْ تجدوا شرابا
تَرَكْتُمْ بالوَقيطِ عُضارِطاتٍ،
تُرَدِّفُ عِندَ رِحْلَتِها الرّكابَا
لَقَدْ خَزِيَ الفَرَزْدَقُ في مَعَدٍّ
فأمسَى جَهدُ نُصرَتِهِ اغْتِيابَا
وَلاقَى القَينُ والنَّخَباتُ غَمّاً
تَرَى لوُكُوفِ عَبرَتِهِ انصِبَابَا
فما هبتُ الفرزدقَ قد علمتمْ
وَما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أنْ يُهابَا
أعَدّ الله للشّعَراءِ مِنّي
صواعقَ يخضعونَ لها الرقابا
قرنتُ العبدَ عبد بني نميرٍ
بدَعوى َ يالَ خِندِفَ أنْ يُجَابَا
أتَاني عَنْ عَرادَة َ قَوْلُ سُوءٍ
فلا وأبي عرادة َ ما أصابا
لَبِئْسَ الكَسْبُ تكسِبُهُ نُمَيرٌ(13/120)
إذا استأنوكَ وانتظروا الايابا
أتلتمسُ السبابَ بنو نميرٍ
فقدْ وأبيهمْ لاقوا سبابا
أنا البازي المدلُّ على نميرٍ
أتحتُ منَ السماء لها انصبابا
إذا عَلِقَتْ مَخالِبُهُ بقِرْنٍ،
أصابَ القلبَ أو هتكَ الحجابا
ترَى الطّيرَ العِتاقَ تَظَلّ مِنْهُ
جَوَانحَ للكَلاكِلِ أنْ تُصَابَا
فَلا صَلّى الإلَهُ عَلى نُمَيرٍ،
و لا سقيتْ قبورهمُ السحابا
وَخَضْراءِ المَغابِنِ مِنْ نُمَيرٍ،
يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النّقابَا
إذا قامَتْ لغَيرِ صَلاة ِ وِتْرٍ،
بُعَيْدَ النّوْمِ، أنْبَحَتِ الكِلابَا
و قدْ جلتْ نساءُ بني نميرٍ
و ما عرفتْ أناملها الخضابا
إِذا حَلّتْ نساءُ بَني نُمَيرٍ
على تِبراكَ خَبّثتِ التّرَابَا
و لوْ وزنتْ حلومُ بني نميرٍ
على الميزانِ ما وزنتْ ذبابا
فصبراً ياتيوسَ بني نميرٍ
فإنَّ الحربَ موقدة ٌ شهابا
لَعَمْرُ أبي نِسَاءِ بَني نُمَيرٍ،
لَسَاءَ لَها بمَقْصَبَتي سِبَابَا
سَتَهْدمُ حائِطَيْ قَرْماءَ مِنّي
قوافٍ لا أريدُ بها عتابا
دخلنَ قصورَ يثربَ معلماتٍ
و لمْ يتركنَ منْ صنعاءَ بابا
تطولكمُ حبالُ بنيب تميمٍ
وَيَحمْي زَأرُها أجَماً وَغَابَا
ألمْ نعتقْ بني نميرِ
فلا شكراً جزينْ ولا ثوابا
إذا غَضِبَتْ عَلَيكَ بَنُو تَميمٍ
و قد فارت أباجلهُ وشابا
أعدُّ لهُ مواسمَ حامياتٍ
فَيَشْفي حَرُّ شُعْلَتِها الجِرابَا
فغض الطرفَ إنكَ من نميرٍ
فلا كعبا بلغتَ ولا كلابا
أتَعْدِلُ دِمْنَة ً خَبُثَتْ وَقَلتْ
إلى فَرْعَينِ قَد كَثُرا وَطَابَا
و حقَّ لمن تكنفهُ نميرٌ
وَضَبّة ُ، لا أبَا لكَ، أنْ يُعابَا
فَلَوْلا الغُرّ مِنْ سَلَفَيْ كِلابٍ
و كعبٍ لاغصبتكم اغتصابا
فإنّكُمُ قَطِينُ بَني سُلَيْمٍ،
تُرَى بُرْقُ العَبَاءِ لكُمْ ثِيابَا
إذاً لَنَفَيْتُ عَبدَ بَني نُمَيرٍ،
وَعَلّي أنْ أزيدَهُمُ ارتِيابَا
فَيَا عَجَبي! أتُوعِدُني نُميرٌ
بِراعي الإبْلِ يَحْتَرِشُ الضِّبابَا
لَعَلّكَ يا عُبَيدُ حَسِبْتَ حَرْبي(13/121)
تقلدكَ الأصرة َ والغلابا
إذا نهضَ الكرامُ إلى المعالي
نهضتَ بعلبة ٍ وأثرتَ نابا
تحنُّ لهُ العفاسُ إذا أفاقتْ
وتَعْرِفُهُ الفِصَالُ إذا أهَابَا
فَأْوْلِعْ بالعِفاسِ بَني نُميَرٍ،
كَمَا أوْلَعْتَ بالَّدبَرِ الغُرَابَا
و بئسَ القرضُ عند قيسٍ
تهيجهمُ وتمتدحُ الوطابا
وَتَدْعُو خَمْشَ أمّكَ أنْ تَرانَا
نُجُوماً لا تَرُومُ لهَا طِلابَا
فلَنْ تَسطيعَ حَنظَلَتي وَسُعدى َ
وَلا عَمْرَى بَلَغتَ وَلا الرِّبَابَا
قرومٌ تحملُ الأعباءَ عنكمْ
إذا ما الأمْرُ في الحَدَثَانِ نَابَا
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بذاتِ كَهفٍ
و همْ منعوا منَ اليمنِ الكلابا
فَلا تَجزَعْ فإنّ بَني نُميرٍ
كأقْوَامٍ نَفَحْتَ لَهُمْ ذِنَابَا
شَياطِينُ البِلادِ يَخَفْنَ زَأرِي،
وَحَيّة ُ أرْيَحَاءَ ليَ اسْتَجَابَا
تَرَكْتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ،
كدارِ السوءِ أسرعتِ الخرابا
ألَمْ تَرَني وَسَمْتُ بَني نُمَيرٍ
وَزِدْتُ على أُنوفِهِمُ العِلابَا
اليك اليكَ عبدَ بني نميرٍ
وَلَمّا تَقْتَدِحْ مِنّي شِهَابَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ما أنتَ يا عنابُ منْ رهطِ حاتمٍ
ما أنتَ يا عنابُ منْ رهطِ حاتمٍ
رقم القصيدة : 16368
-----------------------------------
ما أنتَ يا عنابُ منْ رهطِ حاتمٍ
و لا منْ روابي عروة َ بنْ شبيبِ
رَأيْنَا قُرُوماً مِنْ جَديلَة َ أنْجبُوا
و فحلُ بني نبهانَ غيرُ نجيب
العصر الإسلامي >> جرير >> سُربِلتَ سرْبالَ مُلكٍ غيرَ مُغتَصَبٍ
سُربِلتَ سرْبالَ مُلكٍ غيرَ مُغتَصَبٍ
رقم القصيدة : 16369
-----------------------------------
سُربِلتَ سرْبالَ مُلكٍ غيرَ مُغتَصَبٍ
قَبلَ الثّلاثينَ، إنّ المُلْكَ مؤتَشَبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ولاة الأرض
ولاة الأرض
رقم القصيدة : 1637
-----------------------------------
هو من يبتدئ الخلق
وهم من يخلقون الخاتمات!
هو يعفو عن خطايانا
وهم لا يغفرون الحسنات!
هو يعطينا الحياة(13/122)
دون إذلال
وهم، إن فاتنا القتل،
يمنون علينا بالوفاة!
شرط أن يكتب عزرائيل
إقراراً بقبض الروح
بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!
**
هم يجيئون بتفويض إلهي
وإن نحن ذهبنا لنصلي
للذي فوضهم
فاضت علينا الطلقات
واستفاضت قوة الأمن
بتفتيش الرئات
عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت
و بر فع ا لبصما ت
عن أمانينا
وطارت عشرات الطائرات
لاعتقال الصلوات!
**
ربنا قال
بأن الأرض ميراث ا لتقا ة
فاتقينا وعملنا الصالحات
والذين انغمسوا في الموبقات
سرقوا ميراثنا منا
ولم يبقوا منه
سوى المعتقلات!
**
طفح الليل..
وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟
حين يأتي فجرنا عما قريب
يا طغاة
يتمنى خيركم
لو أنه كان حصاة
أو غبارا في الفلاة
أو بقايا بعرة في أست شاة.
هيئوا كشف أمانيكم من الآن
فإن الفجر آت.
أظننتم، ساعة السطو على الميراث،
أن الحق مات؟!لم!!
العصر الإسلامي >> جرير >> ألَم تَرَني حَزَزْتُ أُنوفَ تَيْمٍ
ألَم تَرَني حَزَزْتُ أُنوفَ تَيْمٍ
رقم القصيدة : 16370
-----------------------------------
ألَم تَرَني حَزَزْتُ أُنوفَ تَيْمٍ
كَحَزّ جَرُورَ بايَنَتِ المَثَابَا
و عارضتَ السوابقَ يا ابن قنبٍ
عِراضَ البَغْلِ أحصِنَة ً عِرابَا
العصر الإسلامي >> جرير >> يا دارُ أقوتْ بجانبِ اللببِ
يا دارُ أقوتْ بجانبِ اللببِ
رقم القصيدة : 16371
-----------------------------------
يا دارُ أقوتْ بجانبِ اللببِ
بينَ تلاعِ العقبقِ فالكثبِ
حيثُ استفرتْ نواهمُ فسقوا
صوبَ غمامٍ مجلجلٍ لجبِ
لمْ تتلفعْ بفضلِ مئزرها
دعدٌ لمْ تغذَ دعدُ بالعلبِ
العصر الإسلامي >> جرير >> كَأنّ نَقيقَ الحَبّ في حَاويائهِ،
كَأنّ نَقيقَ الحَبّ في حَاويائهِ،
رقم القصيدة : 16372
-----------------------------------
كَأنّ نَقيقَ الحَبّ في حَاويائهِ،
نَقيقُ الأفاعي أوْ نَقيقُ العَقارب
و ما استعهدَ الأقوامُ منْ ذي ختونة ٍ
منَ الناسِ إلاّ منكَ أو منْ محاربِ(13/123)
العصر الإسلامي >> جرير >> تُعَلّلُنَا أُمعامَة ُ بالعِداتِ،
تُعَلّلُنَا أُمعامَة ُ بالعِداتِ،
رقم القصيدة : 16373
-----------------------------------
تُعَلّلُنَا أُمعامَة ُ بالعِداتِ،
و ما تشفى القلوبَ الصادياتِ
فَلَوْلا حُبّها، وَإلَهِ مُوسَى ،
لودعتُ الصبا والغانياتِ
و ما صبري عنِ الذلفاءِ إلاَّ
كصبرِ الحوتِ عنْ ماءِ الفراتِ
إذا رضيتْ رضيتُ وتعتريني
غذا غضبتْ كهيضاتِ السباتِ
أنَا البَازي المُطِلّ على نُمَيرٍ،
على رغمْ الأنوفِ الراغماتِ
إذا سمعتْ نميرٌ مدَّ صوتي
حَسِبْتِهُمُ نِسَاءً مُنصِتاتِ
رجوتمْ يا بني وقبانَ موتى
و أرجو أنْ تطولَ لكم حياتي
إذا اجتَمَعوا عَليّ فَخَلِّ عَنْهُمْ
وَعَنْ بَازٍ يَصُكّ حُبَارَيَاتِ
إذا طَرِبَ الحَمَامُ حمامُ نَجْدٍ
نعى جارَ الأقارعِ والحتاتِ
إذا ما اللّيلُ هاجَ صَدى ً حَزيناً
وَبالكِيرِ المُرَقَّعِ وَالعَلاة ِ
وَأُمُّكُمُ قُفَيْرَة ُ رَبّبَتْكمْ
بدارِ اللؤمِ في دمنِ النباتِ
غدرتمْ بالزبيرِ وخنتموهُ
فَما تَرْجُو طُهَيّة ُ مِنْ ثَبَاتِ
و لم يكُ ذو الشذاة ِ يخافُ مني
فَما تَرْجُو طُهَيّة ُ مِنْ شَذاتي
كرامُ الحيَّ إنْ شهدوا كفوني
وَإنْ وَصّيْتُهُمْ حَفِظوا وَصَاتي
و حانَ بنو قفيرة َ إذ أتوني
بِقِينٍ مُدْمِنٍ قَرْعَ العَلاة ِ
تركتُ القينَ أطوعَ من خصيٍّ
ذلولٍ في خزامتهِ مواتِ
أبِالقَيْنَينِ وَالنَّخبابِ تَرْجُو
ليَرْبُوعٍ شَقاشِقَ باذِخَاتِ
همُ حبسوا بذي نحبٍ حفاظاً
وَهُمْ ذادوا الخَميسَ بِوارِداتِ
و ترفعنا عليكَ إذا افتخرنا
ليَرْبُوعٍ بَوَاذِخُ شَامِخَاتِ
بَكى َ جَزَعاً عَلَيْهِ إلى المَمَاتِ
بطخفة عندَ معتركِ الكلماتِ
فقَد غَرِقَ الفَرَزْدَقُ إذْ عَلَتْهُ
غَوَارِبُ يَلتَطِمنَ مِنَ الفُراتِ
رأيتكَ يا فرزدقُ وسطَ سعدٍ
إذا بُيّتَّ بئْسَ أخُو البَيَاتِ
و ما لاقيتَ ويلكَ منْ كريمٍ
يَنَامُ كَما تَنَامُ عنِ التِّراتِ(13/124)
نَسيتُمْ عُقْرَ جِعثِنَ وَاحتَبَيْتُمْ
ألا تَبّاً لفَخْرِكَ بالحُباتِ
وَقَدْ دَمِيتْ مَوَاقِعُ رُكْبَتَيْهْا
منَ التبراكِ ليس منَ الصلاة ِ
تنادى غاباً وبني عقالٍ
لقَدْ أخزَيْتَ قَوْمَكَ في النُّداة ِ
وَجَدْنَا نِسْوَة ً لِبَني عِقالٍ
بدارِ الذلَّ أغراضَ الرماة ِ
غوانٍ هنَّ أخبثُ منْ حميرٍ
و أمجنُ منْ نساءٍ مشركاتِ
وَأنْتُمْ تَنْقُرُونَ بظُفْرِ سَوْءٍ،
و تأبى أنْ تلينَ لكمْ صفاتي
تَضَمّنَ ما أضَعْتَ بَنُو قَرَيْعٍ
لجاركَ أنْ موتَ منَ الخفات
تَدَلّى بابنِ مُرَّة َ قَد عَلِمتُمْ،
تَدَلّى ، ثُمّ تَنْهَزُ بالدَّلاة ِ
العصر الإسلامي >> جرير >> تروعنا الجنائزُ مقبلاتٍ
تروعنا الجنائزُ مقبلاتٍ
رقم القصيدة : 16374
-----------------------------------
تروعنا الجنائزُ مقبلاتٍ
فنلهوُ حينَ تذهبُ مدبراتِ
كروعة ِ هجمة ٍ لمغارِ سبعٍ
فَلَمّا غابَ عادَتْ رائِعاتِ
العصر الإسلامي >> جرير >> فَلا حَمَلَتْ بَعدَ الفَرَزْدَقِ حُرَّة ٌ
فَلا حَمَلَتْ بَعدَ الفَرَزْدَقِ حُرَّة ٌ
رقم القصيدة : 16375
-----------------------------------
فَلا حَمَلَتْ بَعدَ الفَرَزْدَقِ حُرَّة ٌ
وَلا ذاتُ حَمْلٍ من نفاسٍ تَعَلّتِ
هُوَ الوافِدُ المَجْبُورُ والحامِلُ الذي
إذا النّعْلُ يَوْماً بالعَشيرَة ِ زَلّتِ
العصر الإسلامي >> جرير >> هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ
رقم القصيدة : 16376
-----------------------------------
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ
لعزة َ منْ أعرا ضناما استحلتِ
أسِيئي بِنَا أوْ أحْسِني لا مَلُومَة ً
لَدَيْنَا وَلا مَقْلِيّة ً إنْ تَقَلّتِ
العصر الإسلامي >> جرير >> هَاجَ الهَوى َ لفُؤادِكَ المُهْتَاجِ،
هَاجَ الهَوى َ لفُؤادِكَ المُهْتَاجِ،
رقم القصيدة : 16377
-----------------------------------
هَاجَ الهَوى َ لفُؤادِكَ المُهْتَاجِ،
فانظرْ يتوضحَ باكرُ الأحداج(13/125)
هذا هَوى ً شَعَفَ الفُؤدادَ مُبَرِّحٌ،
وَنَوى ً تَقاذُفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ
إنّ الغُرابَ بمَا كَرِهْتَ لَمْولَعٌ
بنوى الأحبة ِ دائمُ التشحاج
ليت الغارابَ غداة َ ينعبُ بالنوى
كانَ الغراب مقطعَ الأوداج
وَلَقَدْ عَلِمْتَ بأنّ سِرّكَ عِنَدنَا
بَينَ الجَوانِحِ مُوثَقُ الأشْراجِ
وَلَقَدْ رَمَيْنَكَ حِينَ رُحْنَ بأعينٍ
يَنظُرْنَ مِنْ خَلَلِ السّتُورِ سَوَاجي
وَبمَنْطِقٍ، شَعَفَ الفُؤادَ، كأنّهُ
عسلٌ يجدنَ بهِ بغيرِ مزاج
قلْ للجَبَانِ إذا تَأخّرَ سَرْجُهُ:
هلْ أنتَ منْ شركِ المنية ِ ناجي
فتعلقنْ ببناتِ نعش هارباً
أوْ بالبحورِ وشدة ِ الأمواج
منْ سدَّ مطلعَ النفاقِ عليهمِ
أمْ مِنْ يَصُولُ كصَوْلَة ِ الحَجّاجِ
أمْ مَنْ يَغارُ على النّساءِ حَفيظَة ً
إذْ لا يثقنَ بغيرة ِ الأزواجِ
إنَّ ابنَ يوسفَ فاعلموا وتيقنوا
ماصي البصيرة ِ واضحُ المنهاج
ماضٍ على الغَمَراتِ يُمْضِي هَمَّهُ
وَاللّيْلُ مُخْتَلِفُ الطّرائِقِ داجي
منعَ الرُّشَا وأراكُمُ سبُلَ الهُدى
وَاللّصَّ نَكّلَه عَنِ الإدُلاجِ
فاسْتَوْسِقُوا وَتَبَيّنُوا سُبُلَ الهُدى
وَدَعُوا النّجيّ فَلَيسَ حينَ تناجي
يا ربَّ ناكثِ بيعتبلنِ تركتهُ
و خضابُ لحيتهِ دمُ الأوداجِ
إنّ العَدُوّ إذا رَمَوْكَ رَمَيْتَهُمْ
بذُرَى عَمَايَة َ أوْ بهَضْبِ سُواجِ
وَإذا رَأيْتَ مُنافِقِينَ تَخَيّرُوا
سبلَ الضجاجِ أقمتَ كلَّ ضجاجِ
داويتهم وشفيتهم منْ فتنة ٍ
غَبراءَ ذاتِ دَوَاخِنٍ وَأُجَاجِ
إنّي لمُرْتَقبٌ لِمَا خَوّفْتَني،
وَلفَضْل سَيبكَ يا ابنَ يوسُفَ رَاجي
وَلَقَدْ كسرْتَ سنانَ كلّ مُنافِقٍ،
و لقدْ منعتَ حقائبَ الحجاجِ
العصر الإسلامي >> جرير >> قد أرقَصَتْ أُمُّ البعَيثِ حِجَجَا
قد أرقَصَتْ أُمُّ البعَيثِ حِجَجَا
رقم القصيدة : 16378
-----------------------------------
قد أرقَصَتْ أُمُّ البعَيثِ حِجَجَا
عَلى السّوَايَا ما تحُفّ الهَوْدَجَا(13/126)
أولادُ رغوانَ إذا ما عجعجا
يُركِّبُون في المَرَامي العَوْسَجا
غرهمُ لعبُ النبيطِ الفنزجا
لو كانَ عن لحم مزادٍ هجهجا
مقابلٌ بينَ سريجٍ والخجا
معلهجينِ ولدا معلهجا
في باذخٍ منْ رُكْنِ سَلمى أو أجَا
نحنُ حَمَينَا السَّرْجَ أن يُهَيَّجا
ثمَّ استبحنا الملكَ المتوجا
كنا لأعداءِ تميمٍ كالشجى
العصر الإسلامي >> جرير >> أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
رقم القصيدة : 16379
-----------------------------------
أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
عشية َ همَّ صحبكَ بالرواحِ
يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ،
أهذا الشيبُ يمنعني مراحي
يكفني فؤادي من هواهُ
ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ
ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارى َ
وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح
فبعضُ الماءِ ماء ربابِ مزنٍ
وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَخٍ مِلاح
سيَكْفِيكَ العَوازلَ أرْحَبِيٌّ
هجانُ اللونِ كالفردِ الليلح
يعز على الطريق بمنكبيهِ
كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح
تعزتْ أمُّ حزرة َ ثمَّ قالتْ
رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ
تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها
بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني
أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي
ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ،
و منِ عندِ الخليفة ِ بالنجاحِ
أعثني يا فداكَ أبي وأمي
بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح
فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً
زِيَارَتِيَ الخَليفَة َ وامْتِداحي
سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي
وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي
ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا
و أندى العالمينَ بطونَ راحِ
وقَوْمٍ قَدْ سَمِوْتَ لهمْ فَدَانُوا
بدهمٍ في مللة ٍ رداحِ
أبحتَ حمى تهامة َ بعدَ نجدٍ
و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ
لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسي
و أعظمُ سيلِ معتلجِ البطاحِ
دَعَوْتَ المُلْحِدينَ أبَا خُبَيْبٍ
جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ(13/127)
فقَدْ وَجَدُوا الخَليفَة َ هِبْرِزِيّاً
ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحي
فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ
بِعَشّاتِ الفُرُوعِ وَلا ضَواحي
رأى الناسُ البصيرة َ فاستقاموا
و بينتِ المراضِ منَ الصحاحِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ورثة إبليس
ورثة إبليس
رقم القصيدة : 1638
-----------------------------------
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
العصر الإسلامي >> جرير >> أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ
أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ
رقم القصيدة : 16380
-----------------------------------
أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ
فلا العهدُ منسيٌّ ولا الربعِ بارحُ
مَحى َ طَلَلاً بَيْنَ المُنِيفَة ِ فَالنّقَا
صَباً رَاحَة ٌ أوْ ذو حَبِيّينِ رَائِحُ
بها كلُّ ذيالِ الأصيلِ كأنهُ
بدارة ِ رهبي ذو سوارين رامحِ
ألا تَذكُرُ الأزْمانَ إذْ تَتْبَعُ الصِّبَا
وإذْ أنْتَ صَبٌّ وَالهوَى بكَ جامِحُ
و إذ أعينٌ مرضى لهنَّ رمية ٌ
فَقَد أُقصِدَتْ تلكَ القلوبُ الصّحائح
منعتِ شفاءَ النفسِ ممنْ تركتهِ
بهِ كالجوى مما تجنُّ الجوانحُ
تركتِ بنا لوحاً ولو شئتِ جادنا
بُعَيْدَ الكَرَى ثلْجٌ بكَرْمانَ ناصِحُ
رأيتُ مثيلَ البرقِ تحسبُ أنهُ
قَريبٌ وَأدْنَى صَوْبِهِ منكَ نازِح
إذا حدثتَ لمْ تلفِ مكنونَ سرها
لمنْ قالَ إني بالوديعة ِ بائحُ(13/128)
فتلكَ التي ليستْ بذاتِ دمامة ٍ
ولمْ يَعْرُها من منصبِ الحَيّ قادِحُ
تَعَجَّبُ أنْ نَاصى َ بيَ الشيْبُ وارْتقى َ
إلى الرأسِ حتى ابيضّض مني السائح
فقَدْ جَعَلَ المَفرُوكَ لا نامَ ليْلُهُ
يحبُّ حديثي والغيورُ المشايج
وما ثَغَبٌ باتَتْ تُصَفّقُهُ الصَّبَا،
بِصَرّاءِ نِهْيٍ أتأقَتْهُ الرّوَايحُ
بأطْيَبَ منْ فيها، ولا طَعمُ قَرْقَفٍ
برمانَ لم ينظرْ بها الشرقَ صابح
قفافا ستخيرا الله أنْ تشحط النوى
غداة َ جرى ظبيٌ بحوملَِ بارحُ
نَظَرْتُ بشِجعى نظرة ً فِعلَ ذي هَوى ً
و أجالُ شجعي دونها والأباطحِ
لأبصرَ حيثُ استوقدَ الحيُّ بالمللا
و بطنُ الملا منْ جوفِ يبرينَ نازحُ
إذا ما أردنا حاجة ً حالَ دونها
كِلابُ العدى منهُنّ عاوٍ ونابِحُ
ومِنْ آل ذي بَهْدى َ طلبنَاكَ رَغبة
ليمتاحَ بحراً منْ بحوركَ مايحِ
إذا قُلتُ: قَدْ كلَّ المَطيُّ، تحامَلَتْ
على الجَهْدِ عِيدِ يّاتهُنَّ الشّرامِحُ
بأعرافِ موماة ِ كأنَّ سرابها
على حدبِ البيدِ الأصناءُ الضحاضح
قطَعنَ بنَا عَرْضَ السّماوَة هَزَّة ً
كمَا هَزَّ أمْراساً بِلِينَة َ مَاتِحُ
جَرَيْتَ فَلا يَجْري أمامَكَ سابِقٌ
و برزَ صلتٌ منْ جبينكَ واضحُ
مدحناكَ يا عبدَ العزيزِ وطالماَ
مُدِحتَ فلمْ يبلُغْ فَعالكَ مادِحُ
تُفَدِّيكَ بالآباءِ في كلِّ مَوطِنٍ،
شَبابُ قُرَيْشٍ والكهولُ الجحاجِحُ
أتَغلِبُ ما حُكمُ الأخَيطلِ إذ قَضى َ
بِعدْلٍ وَلا بَيْعُ الأخَيْطَلِ رَابحُ
مَتى تَلْقَ حُوّاطي يَحوطونَ عازِباً
عريضَ الحمى تأوى اليهِ المسالح
أتَعْدِلُ مَن يَدْعو بقَيْسٍ وخِندفٍ
لعمركَ ميزانٌ بوزنكَ راجح
يميلُ حصى نجدٍ عليكَ ولو ترى
بغَوْرِيّ نَجْدٍ غَرّقَتْكَ الأباطِحُ
فلو مالَ ميلٌ منْ تميمِ عليكمْ
لأمكَ صلدامٌ منَ العزَذ قادح
و قلتَ لنا ما قلت نشوانَ فاصضبر
لحزَّ القوافي لمْ يقلهنَّ مازح
فكمْ منْ خبيثِ الريحِ منْ رهطدْ وبلٍ
بدجلة َ لا تبكي عليهِ النوايح(13/129)
ترديتَ في زوراءَ يرمي ممن هوى
رؤوسَ الحوامي جولها المتطاوحِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَوْلاَ أنْ يَسُوءَ بَني رِياحٍ،
لَوْلاَ أنْ يَسُوءَ بَني رِياحٍ،
رقم القصيدة : 16381
-----------------------------------
لَوْلاَ أنْ يَسُوءَ بَني رِياحٍ،
لَقَلّعْتُ الصّفائحَ عَنْ صَفيحِ
إذا عدتْ صميمهمُ رياحٌ
فَلَستَ من الصّميم وَلا الصّريح
هَبَنّقَة ُ الّذي لا خَيْرَ فِيهِ،
و ما جعلُ السقمِ إلى الصحيحِ
العصر الإسلامي >> جرير >> مسلمُ جرارُ الجيوش إلى العدى
مسلمُ جرارُ الجيوش إلى العدى
رقم القصيدة : 16382
-----------------------------------
مسلمُ جرارُ الجيوش إلى العدى
كما قادَ أصحابَ السفينة َ نوحُ
يداكَ يدٌ تسقي السمامَ عدونا
و أخرى برياتِ السحابِ نفوحُ
العصر الإسلامي >> جرير >> شتمتُ مجاشعاً ببني كليبٍ
شتمتُ مجاشعاً ببني كليبٍ
رقم القصيدة : 16383
-----------------------------------
شتمتُ مجاشعاً ببني كليبٍ
فَمَنْ يُوفي بِشَتْمِ بَني رِياحِ؟
لهمْ مجدٌ أشمُّ عدامليٌّ
ألَفُّ العِيصِ ليس من النّواحي
فَما أمُّ الفَرَزْدَقِ مِنْ هِلالٍ،
ومَا أُمُّ الفَرَزْدَقِ من صُباحِ
أولاكَ الحيُّ ثعلبة ُ بن سعدٍ
ذَوُو الأحسابِ والأدَمِ الصّحاحِ
وَلكِنْ رَهْطُ أُمّك مِن شِيَيْمٍ،
فأبْصِرْ وَسْمَ قِدحكَ في القِداحِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا ذكَرَتْ زَيْداً تَرَقْرَقَ دَمْعُهَا
إذا ذكَرَتْ زَيْداً تَرَقْرَقَ دَمْعُهَا
رقم القصيدة : 16384
-----------------------------------
إذا ذكَرَتْ زَيْداً تَرَقْرَقَ دَمْعُهَا
بمطروفة ِ العينينِ شوساءَ طامح
تبكي على زيدٍ ولمْ ترَ مثلهُ
صَحيحاً مِنَ الحُمّى شديدَ الجَوانحِ
أتمزيك عما تعلمينَ وقد أرى
بعَيْنَيْكِ من زَيْدٍ قَذى ً غيرَ بارِحِ
فإنْ تَقصِيدُي فالقصدُ مني خَلِيقَة ٌ؛
وإن تَجْمَحي تَلْقَيْ لجامَ الجَوامحِ(13/130)
العصر الإسلامي >> جرير >> إنّ الأسَيْدِيّ زِنْبَاعاً وَإخوَتَهُ،
إنّ الأسَيْدِيّ زِنْبَاعاً وَإخوَتَهُ،
رقم القصيدة : 16385
-----------------------------------
إنّ الأسَيْدِيّ زِنْبَاعاً وَإخوَتَهُ،
أزْرى َ بهِمْ لؤمُ جَدّاتٍ وَأجدادِ
الشّاتمي ولمْ أهْتِكْ حَريمَهُمُ،
تلكَ العجائبُ يا ابني أمَّ قرادِ
يا أكثرَ النّاسِ أصْواتاً إذا شَبِعوا
و ألامَ الناسِ إخباراً على الزادِ
بَني جَفَاساءَ إني لم أجِدْ لَكُمُ
بَطْنَ المَسيلِ وَلا بحبوحة َ الوَادي
هَلْ كنْتَ إلاّ أمِيناً فاغترَرْتُ بهِ
أوْ حاسِداً، فأهَانَ الله حُسّادي
العصر الإسلامي >> جرير >> وباكِية ٍ منْ نَأيِ قَيسٍ وقَدْ نَأتْ
وباكِية ٍ منْ نَأيِ قَيسٍ وقَدْ نَأتْ
رقم القصيدة : 16386
-----------------------------------
وباكِية ٍ منْ نَأيِ قَيسٍ وقَدْ نَأتْ
بقَيْسٍ نَوَى بَيْنٍ طَويلٍ بِعادُهَا
أظُنّ انْهِلالَ الدّمْعِ ليسَ بمُنْتَهٍ
عنِ العينِ حتى يضمحلَّ سوادها
لحقَّ لقيسٍ أنْ يباحَ الحمى
و أنْ تعقرَ الوجناءُ إنْ خفَّ زادها
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا ما بتَّ بالربعيَّ ليلاً
إذا ما بتَّ بالربعيَّ ليلاً
رقم القصيدة : 16387
-----------------------------------
إذا ما بتَّ بالربعيَّ ليلاً
فأرقْ مقلتيكَ عنِ الرقادِ
نَزَلْتَ فكانَ حَظّكَ من قِرَاهُمْ
طروقاً إنْ نزلتَ بغيرِ زادِ
يظلُّ يعارضُ الربعى َّ خطٌّ
بِنَعلِ السّيْفِ من قِصَرِ النّجاد
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا يالقومٍ ما أجنتْ ضريحة ٌ
ألا يالقومٍ ما أجنتْ ضريحة ٌ
رقم القصيدة : 16388
-----------------------------------
ألا يالقومٍ ما أجنتْ ضريحة ٌ
بميسانَ يحثى تربها فوقَ أسودا
إذا لَفّ عَنْهُ مِنْ يَدَيْ حُطَمِيّة ٍ
وَأبْدَى ذِرَاعَيْ باسِلٍ قدْ تخدّدا
نمتْهُ القُرُومُ الصِّيدُ منْ آلِ جعْفَرٍ
و أورثَ مجداً في رياحٍ وسؤددا(13/131)
العصر الإسلامي >> جرير >> مَتى كَانَ المَنَازِلُ بِالوَحِيدِ،
مَتى كَانَ المَنَازِلُ بِالوَحِيدِ،
رقم القصيدة : 16389
-----------------------------------
مَتى كَانَ المَنَازِلُ بِالوَحِيدِ،
طُلُولٌ مِثْل حَاشِية ِ البُرُودِ
ليلي حبلُ وصلكمُ جديدٌ
و ما تبقى الليالي منْ جديدِ
أحقٌّ أمْ خيالكَ زارَ شعثاً
و أطلاحاً جوانحَ بالقيودِ
فَلَوْلا بُعْدُ مَطْلَبِنا عَلَيكُمْ
و أهوالُ الفلاة ِ لقلتُ عودي
رَأى الَحجّاجُ عافِية ً ونَصْراً
على رغمِ المنافقِ والحسودِ
دعا أهلَ العراقِ دعاءَ هودٍ
و قد ضلوا ضلالة َ قومِ هودِ
كأنَّ المرجفينَ وهمْ نشاوى
نَصَارى َ يَلْعَبونَ غَداة َ عِيدِ
وظَنّوا في اللّقاءِ لهُمْ رَوَاحاً،
وكانوا يُصْعَقُونَ مِنَ الوَعِيدِ
فَجاؤوا خاطِمِينَ ظَلِيمَ قَفْرٍ
إلى الحَجّاجِ في أجَمِ الأسودِ
لَقِيتَهُمُ، وَخَيْلُهُمُ سِمانٌ،
بِساهِمَة ِ النّواظِرِ وَالخُدودِ
أقمتَ لههمْ بمكسنَ سوقَ موتٍ
وَأُخرَى يَوْمَ زَاوِيَة ِ الجُنودِ
ترى نفسَ المنافقِ في حشاه
تُعارِضُ كلّ جَائِفَة ٍ عَنُود
تحسهمُ السيوفُ كما تسامى
حَرِيقُ النّارِ في أجَمِ الحَصِيد
وَيَوْمُهُمُ العَماسُ إذا رَأوْهُ
على سربالهِ صدأ الحديدِ
و ما الحجاجُ فاحتضروا نداهُ
بحاذي المرفقينِ ولا نكودِ
ألا نشكو إليكَ زمانَ محلٍ
و شربَ الماءِ في زمنِ الجليدِ
وَمَعْتِبَة العِيال وهُمْ سِغابٌ
عَلى دَرّ المُجالِحَة ِ الرَّفود
زَماناً يَتْرُكُ الفَتَيَاتِ سُوداً،
و قد كانَ المحاجرُ غيرَ سودِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أعوام الخصام
أعوام الخصام
رقم القصيدة : 1639
-----------------------------------
طول أعوام الخصام
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
أو فقد الطعام.
لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،
ولا يمشي إلى الخلف الأمام.
كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام
هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام.
وهنا جيش نظام جاهز للانتقام.(13/132)
من هنا نسمع إطلاق رصاص..
من هنا نسمع إطلاق كلام.
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
وننام.
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
بزلزال الوئام!
فاستنرنا بالظلام.
واغتسلنا با لسُخا م.
واحتمينا بالحِمام!
وغدونا بعد أن كنا شهودا،
موضعاً للإ تها م.
وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً
لكي يذبحنا جيش النظام!
أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..
لنحيا في سلام!
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليِطُ فَوَدّعُوا بِسَوادِ،
بَانَ الخَليِطُ فَوَدّعُوا بِسَوادِ،
رقم القصيدة : 16390
-----------------------------------
بَانَ الخَليِطُ فَوَدّعُوا بِسَوادِ،
وغَدا الخَليطُ رَوَافِعَ الأعْمادِ
لا تسأليني ما الذي بي بعدما
زودتني بلوى التناضبِ زادي
عَادَتْ هُمُومي بالأحَصّ وِسادي،
هَيْهَاتَ مِنْ بَلدِ الأحصّ بلادي
لي خَمسَ عشْرَة َ من جُمادى ليلة ً
ما أستطيعُ على الفرائس رقادى
ونَعُوذُ سَيّدَنا وَسَيّدَ غَيرِنا،
لَيْتَ التّشَكّيَ كانَ بالْعُوّاد
أن يكشفَ الوصبَ الذي أمسى بهِ
فَأجابَ دَعْوَة َ شاكِرٍ مِحْماد
عبد العزيزِ غياثَ كلَّ معصبٍ
مُتَرَوِّحٍ لِجَدَا نَدَاكَ وَغَاد
و إذا الكرامُ تبادرتْ سباقها
قصبَ الرهانِ سبقتَ كلَّ جوادِ
إنَّ الزنادَ إذا خبتْ نيرانهُ
أوْرَى الوَليدُ لَكُمْ بِخَيرِ زنادِ
رَفَعُوا البِناءَ بنُو الوَليدِ وَأسّسوا
بناية ً وصلتْ أرومة َ عادٍ
منْ لمْ يجدْ دعماً تقيمُ عمادهُ
فبنوا الوليد دعائمي وعمادي
اللهُ فضلكم وأعطى منكمُ
أمراً يفققئ أعينَ الحسادِ
العصر الإسلامي >> جرير >> سيبكي صدى في قبرِ سلمى بنَ جندلِ
سيبكي صدى في قبرِ سلمى بنَ جندلِ
رقم القصيدة : 16391
-----------------------------------
سيبكي صدى في قبرِ سلمى بنَ جندلِ
نِكاحُ أبي الدّهْماءِ بِنتَ سَعيدِ
أصَابوا جَوَاداً لمْ يكُنْ في رِباطِهِم
و كانَ أبو الدهماءِ غيرَ محيدٍ
فجاءت بهِ منْ ذي ضواة ٍ كأنهُ(13/133)
جحافلُ بغلِ في مناخِ جنودِ
العصر الإسلامي >> جرير >> مأوى الجياعِ إذا السنونُ تتابعتْ
مأوى الجياعِ إذا السنونُ تتابعتْ
رقم القصيدة : 16392
-----------------------------------
................
أني قتلتَ بملتقى َ الأجنادِ
مأوى الجياعِ إذا السنونُ تتابعتْ
وَفتى ّ الطّعانِ عَشيّة َ العِصْواد
وَالخَيْلُ ساطِعَة ُ الغُبَارِ كأنّهُ
أجَمٌ يُحَرَّقُ أوْ رَعِيلُ جَرَاد
ثَبْتُ الطّعانِ إذا الكُماة ُ أذَلّهَا
عَرَقُ المُتونِ يَجُلنَ بالألْيادِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أنتمْ فررتمْ يومَ عدوة ِ مازنٍ
أنتمْ فررتمْ يومَ عدوة ِ مازنٍ
رقم القصيدة : 16393
-----------------------------------
أنتمْ فررتمْ يومَ عدوة ِ مازنٍ
و قد هشموا أنفَ الحتاة ِ على عمدِ
هُمُ مَهّدُوهُ رَجْعَهُ، بَعدَ رَثمِهِ
وَأنْتُمْ شُهودٌ مَعْصِمونَ على حَرْد
تمنونَ دولاتِ الزمانِ وصرفهُ
إذا ضاقَ منكمْ مطلعُ الوردِ بالوردِ
وتَدْعونَ مَارُوكاً أبَا العَمّ نَاصِراً
عليهمْ إذا ما أعصمَ الوغدُ بالوغدِ
فلَمْ تُدرِكوا بالعَمّ ثأراً ولم يَكُنْ
لِيُدَركَ ثَأرٌ بِالتّنَابِلَة القُفْدِ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَيّتْ تَمِيمٌ بِأمْرٍ كَانَ أفْظَعَهَا
عَيّتْ تَمِيمٌ بِأمْرٍ كَانَ أفْظَعَهَا
رقم القصيدة : 16394
-----------------------------------
عَيّتْ تَمِيمٌ بِأمْرٍ كَانَ أفْظَعَهَا
فَفَرّجَ الكَرْبَ عَبّادُ بنُ عَبّادِ
سافهتَ منْ خالدٍ نابا تكالبهُ
عنا سقاكَ غمامُ المدجنِ الغادي
العصر الإسلامي >> جرير >> إنّ المُهاجِرَ حِينَ ييَبْسُطُ كَفَّهُ،
إنّ المُهاجِرَ حِينَ ييَبْسُطُ كَفَّهُ،
رقم القصيدة : 16395
-----------------------------------
إنّ المُهاجِرَ حِينَ ييَبْسُطُ كَفَّهُ،
سبطُ البنانِ طويلُ عظمِ الساعدِ
قَرْمٌ أغرُّ إذا الجدودُ تَواضَعتْ،
سلامى منَ البزري بجدٍّ صاعدِ
يا ابنَ الفُرُوعِ يَمْدّها طِيبُ الثّرى َ(13/134)
وبنَ الفَوارِسِ والرّئيسِ القائدِ
حَامٍ يَذُودُ عَنِ المحارِمِ والحِمى َ
لا تَعْدمُنّ ذِيَادَهُ مِنْ ذائِدِ
و لقد حكمتَ فكانَ حكمكَ مقنعاً
وَخُلِقْتَ زَيْنَ مَنَابِرٍ ومَسَاجِدِ
وَإذا الخُصُومُ تَبَادَرُوا أبْوابَهُ
لَمْ يَنْسَ غائبَهُمْ لخَصْمٍ شَاهِدِ
و المعتدونَ إذا رأوكَ تخشعوا
يَخْشَوْنَ صَوْلَة َ ذي لُبُودٍ حارد
أُثني عَلَيكَ إذا نَزَلْتَ بأرْضِهِمْ،
و إذا رحلتَ ثناءَ جارٍ جامدِ
أعطاكَ ربي منْ جزيلِ عطائهِ
حتى رَضِيت فَطَالَ رَغْمُ الحاسِدِ
آباؤكَ المُتَخَيَّرُونَ أُولو اللُّهَى ،
وَرِيَتْ زِنادُهُمُ بكفّيْ مَاجِد
تَرَكَ العُصَاة َ أذِلّة ً في ديِنهِ،
و المعتدينَ وكلَّ لصٍ ماردِ
مُسْتَبْصِرٍ فيها على دينِ الهُدى َ،
أبْشِرْ بِمنَزْلَة ِ المُقِيمِ الخاَلِدِ
أبلى بِبُرجَمَة َ المخُوفِ بها الرّدى
أيّامَ مُحْتَسِبِ البَلاءِ مُجاهِدِ
كَمْ قدْ جَبَرْتَ وَنِلْتَني بكَرَامة ٍ
و ذببتَ عني منّ عدوّ جاهدِ
لو يقدرونَ بغيرِ ما أبليتهمْ
لسقتَ ممَّ أراقمٍ وأساودِ
يا قاتلَ الشتواتِ عنا كلما
بردَ العشيَّ منَ الأصيلِ الباردِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبَة ُ السَّوَى
لَقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبَة ُ السَّوَى
رقم القصيدة : 16396
-----------------------------------
لَقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبَة ُ السَّوَى
عدوسُ السري لا يقبلُ الكرمَ جيدها
جَبيتَ جِبا عَبْدٍ فأصْبَحتَ مُورِداً
غَرائبَ يَلقى َ ضَيعة ً مَن يَذودُها
ألَمْ تَرَ يا غَسّانُ أنّ عَدَاوتي
يقطعُ أنفاسَ الرجالِ كؤودها
العصر الإسلامي >> جرير >> زارَ الفَرَزْدَقُ أهْلَ الحِجازِ
زارَ الفَرَزْدَقُ أهْلَ الحِجازِ
رقم القصيدة : 16397
-----------------------------------
زارَ الفَرَزْدَقُ أهْلَ الحِجازِ
فَلَمْ يَحْظَ فِيهِمْ ولمْ يُحْمَدِ
وَأخزَيتَ قومكَ عِندَ الحَطِيمِ
وبَيْنَ البَقِيعَيْنِ وَالغَرْقَدِ(13/135)
وجدنا الفرزدقَ بالموسمينِ
خَبِيثَ المَداخِلِ والمَشْهَدِ
نفاكَ الأغرُّ بن عبد العزيزِ
بحَقّكَ تُنْفى َ عَنِ المَسْجِدِ
وَشَيّهْتَ نَفسَكَ أشْقى َ ثَمودَ
فَقالوا: ضَلِلْتَ ولمْ تَهْتَدِ
و قد أجلوا حينَ حلَّ البذابُ
ثَلاثُ لَيَالٍ إلى المَوعِدِ
وَيَوْمَ البَحِيرَيْنِ ألْحَقْتَنَا
خَبِيثَ الأوَارِيّ وَالمِرْوَد
وجدنا جبيراً أبا غالبٍ
بَعِيدَ القَرابَة ِ مِنْ مَعْبَد
أتجعلُ ذا الكيرِ منْ مالكٍ
و أينَ سهيلٌ منْ الفرقدِ
و شرُّ الفلاءِ ابنُ حوقِ الحمارِ
و تلقى قفيرة َ بالمرصد
و عرقُ الفرزدقِ شرُّ العروقِ
خَبِيثُ الثّرى كابيُ الأزْنُد
وَأوْصى َ جُبَيْرٌ إلى غالِبٍ
وَصِيّة َ ذي الرّحِمِ المُجْهدِ
فقالَ ارفقنَّ بلى الكتيفِ
وَحَكِّ المَشاعِبِ بالمِبْرَدِ
كَلِيلاً وَجَدْتُمْ بَني مِنْقَرٍ
سِلاحَ قَتيلِكُمُ المُسْنَدِ
تَقولُ نَوارُ فضَحْتَ القُيُونَ،
فليتَ الفرزدقَ لمْ يولدِ
و قالتْ بذي حوملٍ والرماحِ
شَهِدتَ وَلَيْتَكَ لم تَشْهَدِ
وَفازَ الفَرَزْدَقُ بالكَلْبَتَيْنِ،
وَعِدْلٍ مِنَ الحُمَمِ الأسْودِ
فرقعْ لجدكَ أكيارهُ
وَأصْلِحْ مَتاعَكَ لا تُفْسِدِ
و أدن العلاة َ وأدنِ القدومَ
و وسعَ لكيركَ في المقعدِ
قرنتُ البعيثَ إلى ذي الصليبِ
مَعَ القَيْنِ في المَرَسِ المُحصَد
وَقَدْ قُرِنوا حِينَ جَدّ الرّهانُ،
بِسامٍ إلى الأمَدِ الأبْعَدِ
يُقَطِّعُ بِالجَرْيِ أنْفَاسَهُمْ
بِثَنْيِ العِنانِ، ولمْ يُجْهَدِ
فَإنّا أُناسٌ نُحِبُّ الوَفاءَ
حذارَ الأحاديثِ في المشهدِ
وَلا نَحْتَبي عِندَ عَقْدِ الجوَارِ
بغيرِ السيوفِ ولا نرتدي
شددتمْ حباكم على غدرة ٍ
بجيشانَ والسيفُ لم يغمدِ
فبُعْداً لِقَوْمٍ أجَارُوا الزّبَيْرَ،
وأمّا الزّبَيْرُ، فَلا يَبْعَدِ
أعبتَ فوارسَ يومِ الغبيطِ
وأيّامَ بِشْرِ بَني مَرْثَدِ
و يوماً ببلقاءَ يا ابنَ القيونِ
شَهِدْنَا الطّعَانَ ولَمْ تَشْهَدِ
فَصَبّحْنَ أبْجَرَ وَالحَوْفَزَانَ(13/136)
بوردٍ مشيحٍ على الرودِ
لهنَّ أخاديدُ في القرددِ
نُعِضّ السّيُوفَ بهَامِ المُلُوكِ،
وَنَشفي الطِّماحَ مِنَ الأصْيَدِ
العصر الإسلامي >> جرير >> غزا نمرٌ وقادَ بني تميمٍ
غزا نمرٌ وقادَ بني تميمٍ
رقم القصيدة : 16398
-----------------------------------
غزا نمرٌ وقادَ بني تميمٍ
و مرَّ لهْ ألا يامنُ بالسعودِ
ففكَّ الغلَّ عنْ تيمِ بنِ قنبٍ
و يتمٌ في السلاسلِ والقيودِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حَيِّ االمَنَازلَ بالأجْزَاعِ، غَيّرَهَا
حَيِّ االمَنَازلَ بالأجْزَاعِ، غَيّرَهَا
رقم القصيدة : 16399
-----------------------------------
حَيِّ االمَنَازلَ بالأجْزَاعِ، غَيّرَهَا
مرُّ السنينَ وآبادٌ وآبادُ
إذ النّقِيعَة ُ مُخْضَرٌّ مَذانِبُهَا،
و إذ لنا بشباكِ البطنِ رواد
رأتْ أمامة ُ أنقاضا على عجلٍ
وَهَاجِعاً عِنْدَهُ عَنْسٌ وَأقتْاد
في ضُمّرٍ مِن مَهَارى َ قدْ أضَرّ بهَا
سيرُ النهارِ وإسادٌ وإسادُ
إذا تَغَيّظَ حادِيهِنّ ظَلّ لَهُ
منهنَّ يومٌ إذا اعصوصبنَ عصواد
إذا تذارعنَ يوماً بعدَ منخرقٍ
مالَتْ بهِنّ بَنُو مُلْطٍ وَأعْضادُ
يَضْرَحْنَ كُلّ حَصى َ مَعزاءَ هاجرَة ٍ
كأنهنَّ نعامٌ راحَ ندادُ
مَازَالَ منْ مازِنٍ في كلّ مُعتَرَكٍ
تحتَ الخوافقِ يومَ الرودعُ ذوادُ
لمَازِنٍ صَخرَة ٌ صَمّاءُ رَاسِيَة ٌ،
تنبى الصفا حينْ ترديهنَّ صيحاد
هُمُ الحُماة ُ إذا ما الخيْلُ شَمّصَها
وقعُ القنا وَ نضتْ عنهنَّ ألباد
و انسلت الهندُ وانياتُ ليسَ لها
إلاَّ جماجمَ هامِ القوم أغمادُ
وكُلُّ أسْمَرَ خَطّيٍّ يُقحِّمُهُ
في حومة ِ الموتِ إصدارٌ وإبرادُ
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> وجه الطريق .. اسمر
وجه الطريق .. اسمر
رقم القصيدة : 164
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الموت حظ القلم والمجد للدفتر
حبر القلم غلطتي وايامي اوراقي
الخوف يجتاحني وجه الطريق أسمر
راح اكثر العمر ياخوفي على الباقي(13/137)
ياجرح رافقتني للناس لاتظهر
وان عشت في نظرتي مامت باعماقي
ياصوت لاتلتحف صمتي ولاتصبر
قل ماتبي واترك الهقوه على الهاقي
والخطوه اللي عن آخر سكتي تقصر
ماهيب من طبع رجليني ولاساقي
مانيب من عاش لايربح ولا يخسر
ولاهو ضرري تكون أفعالي أخلاقي
ثراي ماينشد الغيمه متى تمطر
مادامها في سماي تحن لاغراقي
رح وين ماتشتهي رح قد ماتقدر
أنا اول الناس في قلبك وانا الباقي
يكفيني انك تعذبني وانا اتفجر
قصايدٍ تنتظرها كل عشاقي
وانا قصيدي يجي مختارني مهجر
وأنبت عشانه نخل وسنيني الساقي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الجثة ..!!
الجثة ..!!
رقم القصيدة : 1640
-----------------------------------
في مقلب القمامة ،
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،
تجمعت من حولها النسور والذباب ،
وفوقها علامة ،
تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة
العصر الإسلامي >> جرير >> أبَتْ عَيْنَاكَ بِالحَسَنِ الرُّقَادَا،
أبَتْ عَيْنَاكَ بِالحَسَنِ الرُّقَادَا،
رقم القصيدة : 16400
-----------------------------------
أبَتْ عَيْنَاكَ بِالحَسَنِ الرُّقَادَا،
و أنكرتَ الأصادقَ والبلادا
لعمركَ إنَّ نفعَ سعادَ عني
لمَصْرُوفٌ وَنَفَعْي عَنْ سُعَادَا
فلا دية ُ سقيتِ وَديتِ أهلي
وَلا قَوَداٍ بِقَتْلي مُسْتَفَادَا
ألما صاحبي نزرْ سعادا
لِقُرْبِ مَزَرِها، وَذَرَا البِعَادَا
فتوشكُ أنْ تشطَّ بنا قذوفٌ
تكلُ نياطها القلصَ الجيادا
اليكَ شماتة َ الأعداءِ أشكو
و هجراً كانَ أولهُ بعادا
فَكَيْفَ إذا نَأتْ وَنَأيْتُ عَنْها
أُعَزّي النّفْسَ أوْ أزَعُ الفُؤادَا
أتيحَ لكَ الظعائنُ منْ مرادٍ
و ما خطبٌ أتاحَ لنا مرادا
اليكَ رحلتُ يا عمرَ بنَ ليلى
على ثقة ٍ أزوركَ واعتمادا
تعودْ صالح الأعمالِ إني
رَأيْتُ المَرْء يَلْزَمُ مَا اسْتَعَادَا
أقُولُ إذا أتَيْنَ عَلى قَرَوْرى ،
و آلُ البيدِ يطردُ اطرادا
عليكمْ ذا الندى عمرَ بنَ ليلى
جوادا سابقاً ورثَ الجيادا(13/138)
إلى الفارقِ ينتسبُ ابنُ ليلى
و مروانَ الذي رفعَ العمادا
تَزَوّدْ مِثْلَ زَادِ أبِيكَ فِينَا،
فنعمَ الزادُ زادُ أبيكَ زادا
فَما كَعبُ بنُ مامة َ وَابنُ سُعدى
بأجْوَدَ مِنْكَ يا عُمَرَ الجَوَادَا
هنيئاً للمدينة ِ إذ أهلتْ
بأهلِ الملكِ أبدأ ثمَّ عادا
يعُودُ الحِلمُ مِنكَ على قُرَيْشٍ
وَتَفْرِجُ عَنْهُمُ الكُرَبَ الشّدَادَا
و قدْ لينتَ وحشهمُ برفقٍ
وَتُعيي النّاسَ وَحشُك أن تُصَادَا
و تبني المجدَ يا عمرَ بنَ ليلى
وتَكفي المُمْحِلَ السّنَة َ الجَمَادَا
وَتَدْعُو الله مُجْتَهِداً لِيرْضَى ،
و تذكرُ في رعيتكَ المعادا
و نعمُ أخو الحروبِ إذا تردى
على الزغفِ المضاعفة ِ النجادا
و أنتَ ابنُ الخضارمِ منْ قريشٍ
همُ حضروا النبوة َ والجهادا
وَقَادُوا المُؤمِنِينَ، وَلَمْ تُعَوَّدْ
غَدَاة َ الرُوْعِ خَيْلُهُمُ القِيَادَا
إذا فاضلت مدكَ منْ قريشٍ
بُحُورٌ غَمّ زَاخِرُهَا الثِّمَادَا
و إنْ تندبْ خؤولة َ آل سعدٍ
تُلاقي الغُرَّ فيي السّلَفِ الجِعَادَا
لهم يومَ الكلابِ ويومَ قيسٍ
هَرَاقَ عَلى مُسَلَّحَة َ المَزَادَا
العصر الإسلامي >> جرير >> نَفْسِي الفِداءُ لِقَوْمٍ زَيّنُوا حَسَبي
نَفْسِي الفِداءُ لِقَوْمٍ زَيّنُوا حَسَبي
رقم القصيدة : 16401
-----------------------------------
نَفْسِي الفِداءُ لِقَوْمٍ زَيّنُوا حَسَبي
وَإنْ مَرِضْتُ فَهُمْ أهْلي وَعُوّادِي
لو خفتُ ليثاً أبا شبلينْ ذا لبدٍ
مَا أسْلَمُوني للَيْثِ الغابَة ِ العَادِي
إنْ بحرِ طيرٌ بأمرٍ فيهِ عافية ٌ
أو بالفراقِ فقدْ أحسنتمُ زادي
العصر الإسلامي >> جرير >> يا حَزْرَ أشْبِهَ مَنْطِقي وَأجْلادْ
يا حَزْرَ أشْبِهَ مَنْطِقي وَأجْلادْ
رقم القصيدة : 16402
-----------------------------------
يا حَزْرَ أشْبِهَ مَنْطِقي وَأجْلادْ
وَكَرَياني الأمْرَ بَعْدَ الإيرَاد
وعدوني في أولِ الجمعِ العادْ
و حسبي عندَ بقايا الأزوادِ(13/139)
العصر الإسلامي >> جرير >> حَيِّ المَنَازِلَ بالأجْزَاعِ فَالوَادي،
حَيِّ المَنَازِلَ بالأجْزَاعِ فَالوَادي،
رقم القصيدة : 16403
-----------------------------------
حَيِّ المَنَازِلَ بالأجْزَاعِ فَالوَادي،
وَداي المُنِيفَة ِ، إذْ تَبْدو معَ البَادِي
إذْ قربوا جلة ً فتلاً مرافقها
ميلَ العرائكِ إذْ هموا باصعادِ
إذا ضَرَحْنَ حَصَا مَعْزاء هَاجِرَة ٍ،
مَدّتْ سَوَالِفَها في لِينِ أعْضَادِ
تأتي الغرى َّ بأيديها وأرجلها
كأنهنَّ نعامُ القفرة ِ النادي
أنَا المُحَامي إذا مَا الخَيْلُ شَمّصَهَا
وقعُ القنا بسروجٍ فوقَ ألبادِ
بِكُلّ أسْمَرَ خَطّيّ تُقَحّمِهُ
أيدى الكماة ِ بأصدارٍ وإبرادِ
آوى إلى صخرة ٍ صماءَ راسية ٍ
تنبي الصفا حينَ يردى صخرها الرادي
نبئتُ ظرباً معدًّ غلى مراميهُ
يا ظَرْبُ إنّكَ رَامٍ غَيرُ مُصْطادِ
مَا ظَنُّكُمْ ببَنيي مَيْثَاء أنْ فزِعُوا
ليلاً وشدَّ عليهمْ حية ُ الوادي
يعدو على َّ أبو ليلى ليقتلني
جهلاً على َّ ولمْ يثأرْ بشدادِ
ظَلّ ابنُ هِندَابَة َ الثّرّاء مُبْتَرِكاً
يروى لقينٍ ولمْ يندبْ لاسعادِ
نامُوا فَقَدْ بَاتَ خِزْيٌ في قَليبِكُمُ
إذْ لمْ تَرَوْا مِنْ أخِيكُمْ غيرَ أجلادِ
يا عقبَ يا ابنَ سنيعٍ ليسَ عندكمُ
مأوى الرفادِ ولا ذو الراية ِ الغادي
لا تأمننَّ بني ميثاءَ إنهمُ
منْ كلَّ منتفخِ الجبنبينِ حيادِ
يا عقبَ يا ابنُ سنيعٍ بعد قولكمُ
إنَّ الوثابِ لكمْ عندي بمرصادِ
ارووا عليَّ وأرضوا بي صديقكمُ
و استسمعوا با بني ميثاءَ إنشادي
العصر الإسلامي >> جرير >> أرَسْمَ الحَيّ إذ نَزَلُوا الإيَادَا،
أرَسْمَ الحَيّ إذ نَزَلُوا الإيَادَا،
رقم القصيدة : 16404
-----------------------------------
أرَسْمَ الحَيّ إذ نَزَلُوا الإيَادَا،
تَجُرّ الرّامِسَاتُ بِهِ، فَبَادَا
لَقَد طَلَبتْ قُيُونُ بَني عِقالٍ
أغرَّ يجيءُ منْ مائة ٍ جوادا
أضَلّ الله خَلْفَ بَني عِقَالٍ،(13/140)
ضلالَ يهودَ لا ترجوُ معادا
غدرتمْ بالزبيرِ وما وفيتمْ
وَفَاء الأزْدِ إذ مَنَعُوا زِيَادَا
فأصْبَحَ جارُهُمْ حَيّاً عَزِيزاً،
و جارُ مجاشعٍ أضحى رمادا
و لو عاقدتَ حبلَ أبي سعيدٍ
لذبَّ الخيلَ ما حملَ النجادا
فَلَيْتَكَ في شَنُوءة َ جَارَ عَمْرٍو
و جاورتَ اليحامدَ أو هدادا
وَلَوْ تَدعُو بِطَاحِيَة َ بنِ سُودٍ
و زهرانَ الأعنة َ أوْ إيادا
وَفي الحُدّانِ مَكْرُمَة ً وَعِزّاً،
وَفي النَّدَبِ المَآثِرَ وَالعِمَادَا
و في معنٍ وإخوتهم تلاقى
رباطَ الخيلِ والأسلَ الحدادا
وَلَوْ تَدْعُو الجَهاضِمَ أوْ جُدَيْدَا
وجدتَ حبالَ ذمتهمْ شدادا
و كندة ُ لو نزلتَ بهمْ دخيلاً
لزادهمُ معَ الحسبِ اشتدادا
و لو يدعو الكرامَ بني حباقٍ
للاقى دونَ ذمتهمْ ذيادا
و لوْ يدعو بني عوذِ بن سودٍ
دعا الوافينَ بالذممَ الجعادا
و لو طرقَ الزبيرُ بني عليٍّ
لَقَالُوا قَدْ أمِنْتَ فلَنْ تُكادَا
و لو يدعو المعاولَ ما اجتووهُ
إذا الدّاعي غَداة َ الرّوْعِ نَادى َ
و جارٌ منْ سليمة َ كانَ أوفى
وَأرْفَعَ مَنْ قُيُونِكُمُ عِمادَا
وجدنا الأزد أكرمكم جواراً
و أوراكمْ إذا قدحوا زنادا
و لو فرجتَ قصَّ مجاشعيٍّ
لِتَنْظُرَ مَا وَجَدْتَ لَهُ فُؤادَا
وَلَوْ وَازَنْتَ لُؤمَ مُجَاشِعِيٍّ
بلؤمِ الخلقِ أضعفَ ثمَّ زادا
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ،
أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ،
رقم القصيدة : 16405
-----------------------------------
أتَنْسى َ دارَتَيْ هَضَبَاتِ غَوْلٍ،
و إذ وادي ضرية َ خيرُ وادي
و عاذلة ٍ تلومُ فقلتُ مهلاً
فَلا جَوُرِي عَلَيكَ وَلا اقتصَادِي
فليتَ العاذلاتِ يدعنَ لومي
وَلَيْتَ الهَمّ قَدْ تَرَكَ اعتِيادي
نرى شرباً لهُ شرعٌ عذابٌ
فنمنعُ والقلوبُ لهُ صوادي
قَلِيلٌ مَا يَنَالُكَ مِنْ سُلَيْمى َ
عَلى طُولِ التّقَارُبِ وَالبِعَاد
خصيتُ مجاشعاً وشددتَ وطيء(13/141)
عَلى أعْنَاقِ تَغْلِبَ وَاعتِمَادِي
و ما رامَ الأخطيلُ منْ صفاتي
وَقَدْ صَدّعتُ صَخرَة َ مَن أُرَادي
أتحكمُ للقيونِ كذبتَ إنا
ورثنا المجدَ قبلِ تراثِ عادِ
وَيَرْبُوعٌ فَوَارِسُ غَيْرُ مِيلٍ،
إذا وَقَفَ الجَبَانُ عَنِ الطّرَادِ
فما شهدَ القيونُ غداة َ رعنا
بَني ذُهْلٍ وَحَيَّ بَني مَصَادِ
وَقَدْ رُعْنَا فَوَارِسَ آلِ بِشْرٍ،
بذاتِ الشيحِ منْ طرقِ الأيادِ
عنا فينا الهذيلُ فما عطفتمْ
بحامٍ يومَ ذاكَ ولا مفادِ
يُمَارِسُ غُلَّ أسْمَرَ سَمْهَرِيٍّ
قصيرَ الخطوِ مختضعَ القيادِ
وَمَا رَهْطُ الأخَيطِلِ إذْ دَعاهم
بغرٍّ بالعشى ولا جعادَ
ينَامُ التّغلبيّ، وَمَا يُصَلّي،
وَيُضْحي غَيرَ مُرْتَفِعِ الوِسَادِ
أُنَاسٌ يَنْبُتُونَ بِشَرّ بَذْرِ،
وَبَذْرُ السُوء يُوجَدُ في الحَصَادِ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَفَا النّسْرَانِ بَعدَكَ وَالوَحيدُ
عَفَا النّسْرَانِ بَعدَكَ وَالوَحيدُ
رقم القصيدة : 16406
-----------------------------------
عَفَا النّسْرَانِ بَعدَكَ وَالوَحيدُ
وَلا يَبْقى َ لجِدّتِهِ جَدِيدُ
و حييتُ الديارُ بصلبِ رهبيَ
و قدْ كادتْ معارفها تبيدُ
ألمْ يَكُ في ثَلاثِ سِنينَ هَجْرٌ،
فقد طالَ التجنبُ والصدودُ
لعزَّ على َّ ما جهلوا وقالوا
أفي تَسْلِيمَة ٍ وَجَبَ الوَعِيدُ
وَلمْ يَكُ لَوْ رَجَعْتَ لَنَا سَلاماً
مَقالٌ في السّلامِ وَلا حُدودُ
أمِنْ خَوْفٍ تُراقَبُ مَنْ يَلِينَا
كأنكَ ضامنٌ بدمٍ طريد
تَصَيّدْنَ القُلُوبَ بِنَبْلِ جِنٍّ
و نرمي بعضهنَّ فلا نصيدُ
بأودٍ والأيادِ لنا صديقٌ
نأى عنكَ الأيادُ وأينُ أودُ
نظرنا ناَ جعدة َ هلْ نراها
أبُعْدَ غَالَ ضَوْءكِ أمْ هُمِودُ
لحبَّ الوافدانِ إلى َّ موسى
و جعدة ُ لوْ أضاءهما الوقود
تَعَرّضَتِ الهُمُومُ لَنَا فَقَالَتْ
جُعَادَة ُ: أيّ مُرتْحَلٍ تُريدُ
فقلتُ لها الخليفة ُ غيرَ شكٍ
هُوَ المَهْديّ، وَالحَكَمُ الرّشيدُ(13/142)
قَطَعْنَ الدّوّ والأدَمَى إلَيكُمْ
وَمَطْلَبُكُمْ مِنَ الأدمى َ بَعيدُ
نظرتُ منَ الرصافة ِ أينَ حجرٌ
ورَمْلٌ بَيْنَ أهْلِهِمَا وَبيدُ
بها الثيرانُ تحسبُ حينَ تضحى
مَرَازِبَة ً لَهَا بِهَرَاة عِيدُ
يَكُونُ بحَمْلِهِ طَلْعٌ نَضِيدُ
عِصيّ الضّالِ يَخبِطُهُ الجَلِيدُ
وَقَدْ لَحِقَ الثّمَائِلُ بَعدَ بُدْنٍ
وَقَدْ أفنى عَرَائِكَها الوُخُودُ
نُقِيمُ لهَا النّهارَ، إذا ادّلَجْنَا،
وَنَسْري وَالقَطَا خُرُدٌ هُجُودُ
وَكمْ كُلّفُنَ دونَكَ من سُهوبٍ
تَكِلّ بهِ المُوَاشِكة ُ الوَخُودُ
إذا بَلَغُوا المَنازِلَ لم تُقَيَّدْ،
وَفي طُولِ الكَلالِ لهَا قُيُودُ
وَأعْلَمُ أنّ إذْنَكُمُ نَجَاحٌ،
وَأنّي إنْ بَلَغْتُكُمُ سَعِيدُ
و تبدأُ منكم نعمٌ علينا
و إنْ عدنا فمنعمكم معيدُ
تزيدونَ الحياة َ إلى حبا
و ذكرٌ منْ حبائكمُ حميدُ
لَوَ أنّ الله فضّلَ سَعْيَ قَوْمٍ،
صفتْ لكمُ الخلافة ُ والعهود
عَلى مَهَلٍ تَمَكّنَ في قُرَيْشٍ
لكمْ عظمُ الدسائعِ والرفودِ
هشامُ الملك والحكمُ المصفى َّ
يطيبُ إذا نزلتَ بهِ الصعيد
يَعُمّ عَلى البَرِيّة ِ مِنْكَ فَضْلٌ
و تطرقُ منْ مخافتكَ الأسودُ
و إنْ أهلُ الضلالة ِ خالفوكمْ
أصَابَهُمُ كَمَا لَقِيَتْ ثَمُودُ
وَأمّا مَنْ أطاعَكُمُ فيَرْضَى ،
وَذُو الأضْغانِ يَخضَعُ مُسْتَقِيدُ
وَتَأخُدُ بالوَثيقَة َ ثُمّ تَمْضِي
إذا ازدحمتْ لدى الحربُ الجنودِ
لكمْ عندي مشايعة ٌ وشكرٌ
إلى مدحٍ يراحُ لهُ النشيد
بَني مَرْوَانُ بَيْتَكَ في المَعَالي
وَعَائِشَة ُ المُبَارَكَة ُ الوَلُودُ
و أورثكَ المكارمَ في قريشٍ
هشامٌ والمغيرة ُ والوليد
وَفي آلِ المُغِيرَة ِ كانَ قِدْماً،
و في الأعياصِ مكرمة ٌ وجودُ
وَمِنْ ذُبْيانَ تَمّ لَكُمْ بِنَاء
عَلى عَلْياء ذُو شَرَفٍ مَشِيدُ
وَإن حلَبَتْ سَوَابِقُ كُلّ حَيٍّ
سبقتَ وأنتُ ذو الخصلِ المعيدِ
فَزَادَ الله مُلكَكُمُ تمَاماً،
مِنَ الله الكَرَامَة ُ وَالمَزِيدُ(13/143)
فيابنَ الأكرمينَ إذا نسبتمْ
و في الأثرينَ إنْ حسبَ العديدُ
شققتَ منْ الفراتِ مباركاتٍ
جَوَارِيَ قَدْ بَلَغْنَ كَمَا تُرِيدُ
وَسُخّرَتِ الجِبَالُ وَكُنّ خُرْساً
يُقَطَّعُ في مَنَاكِبِهَا الحَدِيدُ
بلغتَ من الهنئِ فقلتَ شكراً
هناكَ وسهلَ الجبلُ الصلودُ
بها الزيتونُ في غللٍ ومالتْ
عَنَاقِيدُ الكُرُومِ فهُنّ سُودُ
فَقالَ الحاسِدونَ: هيَ الخُلُودُ
يَعَضّونَ الأنامِلَ إنْ رَأوْهَا
بساتيناً يؤازرها الحصيدُ
و منْ أزواجِ فاكهة ٍ ونخلٍ
يكونُ بحملهِ طلعٌ لضيدُ
تَهَنّأ للخَلِيفَة َ كُلُّ نَصْرٍ
وَعافِيَة ٍ، يَجيء بها البَريدُ
رضينا أنَّ سيبكَ ذو فضولٍ
و أنكَ عنْ محارمنا تذودُ
و أنكمُ الحماة ُ بكلَّ ثغرٍ
إذا ابتلتْ منَ العرقِ اللبودُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ
أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ
رقم القصيدة : 16407
-----------------------------------
أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ
وَضَبّة ُ عَبْدٌ وَاحِدٌ وَابنُ وَاحِدِ
أجئتَ تسوقُ السيدَ خضراً جلودها
إلى الصِّيدِ من خالَيّ صَخرٍ وَخالِدِ
ألمْ ترَ أنَّ الضبَّ يهدمُ جحرهُ
وَتَرْأسُهُ بِالّليْلِ صُمُّ الأسَاوِدِ
فَإنّا وَجَدْنَا، إذْ وَفَدْنَا إلَيكُمُ،
صدورَ القنا والخيلِ منْ خيرِ وافدِ
وَأبْلَيْتُمُ في شأنِ جِعْثِنَ سوَأة ً،
و بانَ ابنُ عوامٍ لكمْ غيرَ حامدٍِ
ألمَ ترَ يربوعاً إذا ما ذكرتهمْ
وَأيّامَهُمْ، شَدوّا مُتُونَ القَصَائدِ
لقَدْ داهَنَتْ في رَهنِ عَوْفٍ مجاشعٌ
و بانَ ابن عوامٍ لكمْ غيرَ حامدِ
فيا ليتهُ نادى عبيداً وجعفراً
وَشُمّاً رِياحِييّنَ شُمَّ الأسَاعِدِ
العصر الإسلامي >> جرير >> قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ
قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ
رقم القصيدة : 16408
-----------------------------------
قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ
بزلاً مخيسة ً أرمامَ أقيادِ
صُهْباً كَأنّ عَصِيمَ الوَرْسِ خالطها(13/144)
مِمّا تُصَرِّفُ مِنْ خَطْرٍ وَإلْبَادِ
يحدو يهمْ زجلٌ للبينِ معترفٌ
قد كنتَ ذا حاجة لو يربعُ الحادي
إنّ الوِبَارَ التي في الغَارِ مِنْ سَبَإٍ،
هاجَتْ عَلَيكَ ذوي ضِغْنٍ وَأحقادِ
حَلأّتِنا عَن قَرَاحِ المُزْنِ في رَصَفٍ
لوشئتِ روى غليلَ الهائمِ الصادي
كمْ دونَ بابكِ منْ قومٍ نحاذرهم
يا أمَّ عمروٍ وحدادٍ وحدادِ
هلْ مِنْ نَوَالٍ لمَوْعُودٍ بَخِلْتِ بِهِ
وَللرّهينِ الذي استَغلَقْتِ مِنْ فَادِي
لو كنتِ كذبتِ إذْ لمْ توتَ فاحشة ٌ
قَوْماً يَلجّونَ في جَوْرٍ وَأفْنَادِ
فَقَدْ سَمِعْتُ حَديثاً بَعدَ مَوْثِقِنا
مما ذكرتِ إلى زيدٍ وشدادِ
حَيِّ المَنَازِلَ بالبُرْدَينِ قَدْ بَلِيَتْ
للحيَّ لمْ يبقَ منها غيرُ أبلادِ
ما كدتَ تعرفُ هذا الربعَ غيرهُ
مرُّ السنينِ كما غيرنَ أجلادي
لَقَدْ عَلِمْتُ وَما أُخْبرْتُ مِنْ أحدٍ
أنَّ الهوى بنقى يبرينَ معتادي
أللهُ دمرَ عباداً وشيعتهُ
عاداتِ ربكَ في أمثالِ عبادِ
قَدْ كانَ قالَ أمِيرُ المُؤمِنينَ لَهُمْ
مَا يَعْلَمُ الله مِنْ صِدْقٍ وَإجْهَادِ
مَنْ يَهْدِهِ الله يَهْتَدْ لأفضيلّ له
و منْ أضلَّ فما يهديهِ من هادي
لقدْ تبينَ إذ غبتْ أمورهمُ
قَوْمُ الجُحافيّ أمْراً غِبّهُ بَادِي
لاقَوْا بُعُوثَ أمِيرِ المُؤمِنينَ لَهُمْ
كَالرّيحِ إذْ بُعِثَتْ نَحْساً على عَادِ
فِيهِمْ مَلائِكَة ُ الرّحْمَنِ مَا لَهُمُ
سِوى َ التّوَكّلِ والتّسبيحِ مِنْ زَادِ
أنْصَارُ حَقٍ على بُلْقٍ مُسَوَّمَة ٍ،
أمدادُ ربكَ كانوا خيرَ أمداد
لاقتْ جحافٌ وكذابٌ أقادهمُ
مَسقِيّة َ السّمّ شُهبْاً غَيرَ أغْمَادِ
لاقتْ جحافٌ هواناً في حياتهمُ
و ما تقبلُ منهمْ روحُ أجسادِ
إنَّ الوبارَ التي في الغارِ منْ شبأ
لنْ تستطيعَ عرينَ المخدرِ العادي
لما أضلهمُ الشيطانُ قالَ لهمُ
أخْلَفْتُمُ عِنْدَ أمْرِ ألله مِيعَاِدي
ما كانَ أحْلامُ قَوْمٍ زِدْتَهُمْ خبَلاً
إلاَّ كحلمِ فراشِ الهبوة ِ الغادي(13/145)
إذْ قلتُ عمالُ كلبٍ ظالمونَ لنا
ماذا تقربتَ منْ ظلمٍ وإفسادِ
ذوقوا وقدْ كنتمُ عنها بمعتزلٍ
حَرْباً تَحَرّقُ مِنْ حَمْيٍ وَإيقَادِ
لا بَاركَ الله في قَوْمٍ يَغُرّهُمُ
قولُ اليهودِ لذي حفينِ برادِ
أبصرفانَّ أميرَ المؤمنينَ لهُ
أعلا الفروعِ وحيثُ استجمعَ الوادي
تَلْقى َ جِبالَ بَني مَرْوانَ خالِدَة ً
شُم الرّواسِي وَتُنّبي صَخرَة َ الرّادِي
إنا حمدنا الذي يشفى خليفتهُ
مِنْ كلّ مُبتَدِعٍ في الدّينِ صَدّادِ
فَأرْغَمَ الله قَوْماً لا حلُومَ لَهُمْ
من مُرْجِفِينَ ذَوي ضِغنٍ وَحُسّادِ
لاقى َ بَنُو الأشعَثِ الكِنديّ إذْ نكَثوا
وَابنُ المِهَلّبِ حَرْباً ذاتَ عُصْوَادِ
إنّ العَدُوّ إذا رَامُوا قَنَاتَكُمُ
يَلْقَوْنَ مِنْهَا صَمِيماً غَيرَ مُنآدِ
شَرّفْتَ بُنْيَانَ أمْلاكٍ بَنَوْا لَكُمُ
عَادِيّة ً في حُصُونٍ بَينَ أطْوَادِ
إنَّ اللكرامَ إذا عدوا مساعيكمْ
قدماً فضلتَ بآباءِ وأجداد
بالأعْظَمِينَ إذا ما خاطَرُوا خَطَراً،
وَالمُطْعِمِينَ إذا هَبّتْ بِصُرّادِ
آلُ المغيرة ِ والأعياصُ في مهلٍ
مَدّوا عَلَيكَ بُحوراً غيرَ أثْمادِ
و الحارثُ الخيرُ قد أورى فما خمدتْ
نِيرَانُ مَجْدٍ بِزَنْدٍ غَيرَ مصْلادِ
ما البَحْرُ مُغْلَوْلِباً تَسْموُ غَوَارِبُهُ
يعلو السفينَ بآذيٍ وإزبادِ
يَوْماً بِأوْسَعَ سَيْباً مِن سِجالِكُمُ
عِنْدَ العُنَاة ِ وَعِندَ المُعْتَفي الجادي
إلى مُعَاوِية َ المَنْصُورِ، إنّ لَهُ
دِيناً وَثيقاً، وَقَلْباً غَيرَ حَيّادِ
من آلَ مروانَ ما ارتدتْ بصائرهمْ
منْ خوفِ قومٍ ولا هموا بألحادِ
حتى أتتكَ ملوكَ الرومِ صاغرة ً
مقرنينَ بأغلالٍ وأصفادِ
يومٌ أذلَّ رقابَ الرومِ وقعتهُ
بُشرى َ لمَنْ كانَ في غَوْرٍ وَأنجَادِ
يا ربَّ ما ارتادكمْ ركبٌ لرغبتهمْ
فأخمدوا الغيثَ وانقادوا لروادِ
ساروا على طرقٍ تهدى مناهجها
إلى خَضَارِمَ خُضْرِ اللُّجّ أعْدَادِ
ساروا منَ الأدمى والدامِ منعلة ً(13/146)
قُوداً سَوالِفُها في مَوْرِ أعضَادِ
سيروا فانَّ أميرَ المؤمنينَ لكمْ
غَيْثٌ مُغِيثٌ بنَبْتٍ غَيرِ مِجحادِ
ماذا ترى في عيالٍ قدْ برمتُ بهمْ
لَمْ تُحْصَ عِدّتُهُمْ إلاّ بِعَدّادِ
كَانُوا ثَمانِينَ أوْ زَادوا ثَمانِيَة ً،
لَوْلا رَجاؤكَ قَدْ قَتّلْتُ أوْلادِي
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَعْرِفُ أمْ أنْكَرْتَ أطْلالَ دِمنَة ٍ
أتَعْرِفُ أمْ أنْكَرْتَ أطْلالَ دِمنَة ٍ
رقم القصيدة : 16409
-----------------------------------
أتَعْرِفُ أمْ أنْكَرْتَ أطْلالَ دِمنَة ٍ
بأثبيتَ فالجونينِ بالٍ حديدها
ليالي هندٌ حاجة ٌ لا تريحنا
بِبُخْلٍ وَلا جُودٍ فَيَنْفَعَ جُودُهَا
لَعَمرِي لَقَدْ أشفَقُتَ من شرّ نَظرَة ٍ
تَقُودُ الهوى َ من رَامَة ٍ وَيَقُودُهَا
و لو صرمتْ حبلى أمامة ُ تبتغي
زِيادَة َ حُبٍّ لم أجِدْ مَا أزِيدُهَا
إذا مُتُّ فانْعَيْني لأضيافِ لِيْلَة ٍ،
تنزلَ منْ صلبِ السماءِ جليدها
مَتى تَرَ وَجهَ التّغْلِبي تَقُلْ لَهُ
أتَى وَجْهُ هَذا سَوْأة ً أوْ يُرِيدُهَا
و تغلبُ لا منْ ذاتِ فرعِ بنجوة ٍ
وَلا ذاتِ أصْلٍ يَشرَبُ الماءَ عودُهَا
أبا مالِكٍ ذا الفَلْسِ إنَّ عَداوَتي
تُقَطّعُ أنْفَاسَ الرّجَالِ صَعُودُهَا
جَبَبْتَ جَبَا عَبدٍ فأصبْحْتَ مُورِداً
غَرَائِبَ يَلْقى َ ضَيعَة ً مَن يَذودُهَا
لقدْ صبحتكمْ خيلُ قيسٍ كأنها
سراحينُ دجنٍ ينفضُ الطلَّ سيدها
هُمُ الحامِلونَ الخَيل حتى تَقحّمتْ
قرَابيسُها وَازْدادَ مَوْجاً لُبُودُهَا
لَقَدْ شَدّ بالخَيْلِ الهُذَيلُ عَلَيكُمُ
عنانينِ يمضي الخيلَ ثمَّ يعيدها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> دمعة على جثمان الحرية
دمعة على جثمان الحرية
رقم القصيدة : 1641
-----------------------------------
أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،
ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،
أأكتب أنني حي على كفني ؟(13/147)
أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟
لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،
وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهية ،
ولكن اسمها والله ... ،
لكن اسمها في الأصل حرية
العصر الإسلامي >> جرير >> حَيِّ الهِدَمْلَة َ وَالأنْقَاء وَالجَرَدَا،
حَيِّ الهِدَمْلَة َ وَالأنْقَاء وَالجَرَدَا،
رقم القصيدة : 16410
-----------------------------------
حَيِّ الهِدَمْلَة َ وَالأنْقَاء وَالجَرَدَا،
وَالمَنْزِلَ القَفْرَ ما تَلَقى َ بهِ أحَدَا
مرَّ الزمانُ بهِ عصرينِ بعدكم
للقَطْرِ حِيناً، وَللأرْوَاحِ مُطّرِدَا
ريحُ خريقٌ شمالٌ أوْ يمانية ٌ
تعتادهُ مثلَ سوفَ الرائمُ الجلدا
و قدْ عهدنا بها حوراً منعمة ً
لمْ تَلْقَ أعْيُنُهَا حُزْناً ولا رَمَدَا
إذا كَحَلْنَ عُيُوناً غَيرَ مُقْرِفَة ٍ،
ريشنَ نبلاً لأصحابِ الصبا صيدا
أمستْ قوى ً منْ حبالِ الوصلِ قد بليتْ
يا ربما قدْ نراها حقبة ً جددا
باتَتْ هُمُومي تَغَشّاها طَوَارِقُها،
منْ خوفِ روعة ِ بينِ الظاعنينَ غدا
قدْ صَدّعَ القَلبَ بَيْنٌ لا ارْتجاعَ لَهُ
إذ قعقعوا لانتزاعِ النية ِ العمدا
ما بالُ قتلاكِ لا تخشينَ طالبهمُ
لمْ تَضْمَني دِيَة ً مِنهُم وَلا قَوَدَا
إنّ الشّفَاء الذي ضَنّتْ بِنَائِلِهِ
فرعُ البشامِ الذي تجلو بهِ البردا
هل أنتِ شافية ٌ قلباً يهيمُ بكمْ
لمْ يلقَ عروة ُ منْ عق=فراءَ ما وجدا
ما في فؤادكَ منْ داءِ يخامرهُ
إلاّ التي لَوْ رَآها رَاهِبٌ سَجَدَا
ألمْ ترَ الشيبَ قدْ لاحتْ مفارقهُ
بعدَ الشبابِ وسربالَ الصبا قددا
أُمّي النّدى َ منْ جَدا العبّاسِ إنّ لهُ
بيتَ المكارمِ ينمي جدهُ صعدا
أللهُ أعطاكَ توفيقاً وعافية ً
فَزَادَ ذو العَرْشِ في سلطانكم مَدَدَا
تعطى المئينَ فلا منٌّ ولا سرفٌ
وَالحَربَ تَكفي إذا ما حَميُها وَقَدَا
مثبتٌ بكتابِ اللهِ مجتهدٌ
في طاعة ِ اللهِ تلقى أمرهُ رشدا
أُعطيتَ من جَنّة ِ الفِرْدوْسِ مُرْتَفَقاً(13/148)
منْ فازَ يومئذٍ فيها فقدْ خلدا
لَمَا وَرَدْنَا مِنَ الفَيّاضِ مَشرَعَة ً
جُزْنا بحَوْمَة ِ بحرٍ لم يكنْ ثَمَدَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا زارتْ وأهلُ منى ً هجودُ
ألا زارتْ وأهلُ منى ً هجودُ
رقم القصيدة : 16411
-----------------------------------
ألا زارتْ وأهلُ منى ً هجودُ
وَلَيْتَ خَيَالَهَا بِمِنى يَعُودُ
حصانٌ لا المريبُ لها خدينِ
وَلا تُفْشِي الحَديثَ وَلا تَرُودُ
وَتحسُدُ أنْ نَزُورَكُمُ وَنَرْضى
بدُونِ البَذْلِ لَوْ عَلِمَ الحَسودُ
أسَاءلْتَ الوَحيدَ وَدْمِنَتيْهِ
فمالكَ لا يُكلّمُكَ الوَحيدُ
أخَالِدَ قَدْ علِقتُكِ بَعدَ هِندٍ
فَبَلّتْني الخَوَالِدُ وَالهُنِودُ
فلا بخلٌ فيؤيسُ منكِ بخلٌ
و لا جودٌ فينفعِ منكِ جودٍ
شَكَوْنا ما عَلِمتِ فَمَا أوَيْتمْ
وَبَاعَدْنَا فَمَا نَفَعَ الصُّدُودُ
حَسِبْتَ مَنَازِلاً بجِمَادِ رَهْبى َ
كَعَهْدِكَ بَل تَغَيَّرَتِ العُهُودُ
فكَيفَ رَأيْتَ مِنْ عُثْمانَ داراً
يشبُّ لها بواقصة َ الوقودِ
هوى بتهامة ٍ وهوى بنجدٍ
فأنْشِدْ يا فَرَزْدَقُ غَيرَ عَالٍ
فَقَبْلَ اليَوْمِ جَدّعكَ النّشيدُ
خرَجتَ منَ المَدينَة ِ غَيرَ عَفٍّ
و قامَ عليكَ بالحرمِ الشهود
تحبكَ يومَ عيدهمُ النصارى
وَتَيْماً، قُلْتَ أيّهُمُ العَبِيدُ
فانْ ترجمْ فقدْ وجبتْ حدودٌ
وَحَلّ عَلَيكٍ ما لقيَتْ ثَمُودُ
تَتَبّعُ مَنْ عِلمْتَ لَهُ مَتَاعاً
كَمَا تُعْطى َ للِعْبَتِها القُرُودُ
أبِالكِيرَينَ تَعْدِلُ ملْجَمَاتٍ،
عَلَيْهِنّ الرّحائِلُ وَاللُّبُودُ
رجعنَ بهانئٍ وأصبنْ بشراً
وَبِسْطاماً يَعَضّ بهِ الحَديدُ
و أحمينا الأيادَ وقلتيهِ
و قدْ عرفتْ سنابكهنَّ أود
و سارَ الحوفزانَ وكانَ يسمو
وَأبْجَرُ لا ألَفُّ وَلا بَلِيدُ
فَصَبّحَهُمْ بأسْفَلِ ذي طُلُوحٍ
قوافلَ ما تذالُ وما ترود
يُبَارِينَ الشَّبَا، وَتَزُورُ لَيْلى
جُبَيراً، وِهيَ ناجِيَة ٌ مَعُودُ
فوارسي الذينَ لقوا بحيرا(13/149)
و ذادوا الخيلَ يومَ دعا يزيد
تردينا المحاملَ قدْ علمتمْ
بذي نجبٍ وكسوتنا الحديد
فقربْ للفياشِ مجاشعياً
إذا ما فاشَ وانتفخَ الوريد
فَمَا مَنَعُوا الثّغُورَ كَمَا منَعنَا
وَلا ذادُوا الخَميسَ كمَا نَذُودُ
أجِيرَان الزّبَيرِ غَرَرْتُمُوهُ،
كَأنّكُمُ الدّلادِلُ وَالقُهُودُ
فَلَيْسَ بصابَرٍ لَكُمُ وَقِيطٌ،
كما صبرتْ لسوأتكمْ زورد
لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقُ رَهطَ لَيلى
و تيماً قدْ أقادهمُ مقيد
قرنتُ الظالمينَ بمرمريسٍ
يذلُّ لهُ العفارية ُ المريد
فلوْ كانَ الخلودُ لفضلِ قومٍ
عَلى قَوْمٍ لَكانَ لَنا الخُلُودُ
خصيتُ مجاشعاً وجدعتُ تيماً
و عندي فاعلموا لهمُ مزيدُ
وَقالَ النّاسُ: ضَلّ ضَلالُ تَيمُ
ألَمْ يَكُ فيهِمُ رَجُلٌ رَشِيدُ
تَبَيّنْ أينَ تَكْدَحُ يا اينَ تَيْمٍ،
فَقَبْلَكَ أحْرَزَ الخَطَرَ المُجِيدُ
أترجو الصائداتِ بغاثُ تيمٍ
وَمَا تَحمي البُغاثُ وَلا تَصِيدُ
لَقِيتَ لَنَا بَوَازِيَ ضارِيَاتٍ،
وَطَيْرُكَ في مَجاثِمِهَا لُبُودُ
أتَيْمٌ تَجْعَلُونَ إليّ نِدّاً
وَهَلْ تَيْمٌ لِذي حَسَبٍ نَديدُ
أبُونَا مَالِكٌ، وَأبُوكَ تَيْمٌ،
فهلْ تيمٌ لذي حسبٍ نديد
وَلُؤمُ التّيْمِ ما اختَلَفَا جَدِيدُ
مغداة ُ المباركة ُ الولود
أنا ابنُ الأكرمينَ تنجبتني
قرومٌ بينَ زيدِ مناة َ صيد
أرامي منْ رموا ويحولُ دوني
مجنٌ منْ صفاتهمُ صلود
أزيدَ مناة َ توعدُ يا ابنَ تيمٍ
تَبَيّنْ أينَ تَاهَ بِكَ الوَعِيدُ
أتوعدنا وتمنعُ ما أردنا
وَنَأخُذُ مِنْ وَرَائِكَ مَا نُرِيدُ
وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ
وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ
وَلا حَسَبٌ فَخَرْتَ بهِ كَريمٌ،
وَلا جدٌّ إذا ازْدَحَمَ الجُدُودُ
لِئَامُ العالَمِينَ كِرَامُ تَيْمٍ،
و سيدهمُ وإنْ رغموا مسود
وَإنّكَ لَوْ لَقِيتَ عَبيدَ تَيْمٍ
و تيماً قلتَ ما اختلفا جديدُ
بخبث البذرِ ينبتُ حرثُ تيمٍ
فما طابَ النّبَاتُ وَلا الحَصِيدُ(13/150)
نَهى َ التّيْميَّ عُتْبَة ُ وَالمثَنّى ،
فلا سعدٌ أبوهُ ولا سعيدُ
و ما لكمُ الفوارسُ يا ابنَ تيمٍ
وَلا المُستَأذَنُونَ وَلا الوُفُودُ
أهانكَ بالمدينة ِ يا ابنَ تيمٍ
أبو حفصٍ وجدعك الوليد
و إنَّ الحاكمينَ لغيرُ تيمٍ
و فينا العزُّ والحسبُ التليدُ
وَإنّ التّيْمَ قَدْ خَبُثُوا وَقَلّوا،
فَما طابوا وَلا كَثُرَ العَدِيدُ
ثَلاثُ عَجَائزٍ لَهُمُ وَكَلْبٌ،
وَأشيَاخٌ عَلى ثُلَلٍ قُعُودُ
أترجو أنْ تسابقَ سعيَ قومٍ
هُمُ سَبَقُوا أبَاكَ وَهُمْ قُعُودِ
فَقَدْ سَلَبتْ عَصَاكَ بَنُو تَميمٍ
فما تدري بأيَّ عصاً تذود
إذا تيمٌ ثوتْ بصعيدِ أرضٍ
بكى منْ خبثُ ريحهمُ الصعيد
فما تقرى وتنزلُ با ابنَ تيمٍ
و عادة َ لؤمِ قومكَ تستعيد
شددتَ الوطءَ فوقَ رقابِ تيمٍ
على مضضٍ فقدْ ضرعَ الخدودُ
وَقالا سَوْفَ تَبهرُك الصَّعُودُ
أتَيْمٌ تَجْعَلُونَ إلى تَمِيمٍ،
بعيدٌ فضلُ بينهما بعيدُ
كَسَاكَ اللّؤمُ لُؤمُ أبِيكَ تَيْمٍ
سَرَابِيلاً، بَنَائِقُهُنّ سُودُ
قدرنَ عليهمُ وخلقنَ منهمْ
فما يبلينَ ما بقى الجلودُ
وَمُقْرِفَة ِ اللّهَازِمِ مِنْ عِقَالٍ،
مُؤرِّثُهَا جُبَيرٌ أوْ لَبِيدُ
يرى الأعداءُ دوني منْ تميمٍ
هزبراً لا تقاربهُ الأسود
لَعَمْرُ أبِيكَ ما سَنَحَتْ لِتَيْمٍ
أيامنُ يزدجرنَ ولا سعودُ
وَضَعْتُ مَوَاسماً بأُنوفِ تَيْمٍ،
و قدْ جدعتُ أنفَ منْ أريدُ
نُقارِعُهُمْ وَتَسْألُ بِنْتُ تَيْمٍ:
أرَخْفٌ زُبْدُ أيْسَرَ أمْ نَهِيدُ
فذاكَ ولا ترمزُ قينِ ليلى
على كيرٍ يثقبُ فيهِ عود
كَسَاكَ الحَنْطَبيُّ كِساء صُوفٍ
ومِرْعِزّى فَأنْتَ بِهِ تَغِيدُ
و شدادٌ كساكَ كساءَ لؤمٍ
فأما المخزياتُ فلا تبيدُ
إذا ما قربَ الشهداءُ يوماً
فما للتيمِ يومئذٍ شهيدُ
غَشُوا نَارِي فقُلْتُ: هَوَانَ تَيم
تَصَلّوْهَا فَقَدْ حَمِيَ الوَقُودُ
وَفَدْنَا حِينَ أُغْلِقَ دُونَ تَيْمٍ
شَبَا الأبْوَابِ وَانقطَعَ الوُفُودُ
و قدنا كلَّ أجردَ أعوجيٍ(13/151)
تُعارِضُهُ عُذَافِرَة ٌ وَرُودُ
كما يختبُّ معتدلٌ مطاهُ
إلى وشلٍ بذي الردهاتِ سيد
العصر الإسلامي >> جرير >> أهوى أراكَ برامتينِ وقودا
أهوى أراكَ برامتينِ وقودا
رقم القصيدة : 16412
-----------------------------------
أهوى أراكَ برامتينِ وقودا
أمْ بالجنينة ِ منْ مدافعِ أودا
بَانَ الشّبَابُ فُوَدِّعَاهُ حَمِيدَا؛
هلْ ما ترى خلقاً يعودُ جديدا
يا صَاحِبَيّ! دَعَا المَلاَمَة َ وَاقصِدا
طالَ الهوى وأطلتما التفنيدا
إنّ التّذَكّرَ، فاعْذِلاني، أوْ دَعَا،
بلغَ العزاءَ وأدركَ المجلودا
لا يستطيعُ أخو الصبابة ِ أنْ يرى
حَجَراً أصَمّ، وَلا يكُونَ حَدِيدَا
أخَلَبْتِنَا، وَصَدَدْتِ، أُمَّ مُحَلِّمٍ،
أفتجمعينَ خلابة ً وصدودا
إنّي وَجَدَّكِ، لَوْ أرَدْتِ زِيادَة ً
في الحُبّ عِنْديَ ما وَجَدْتِ مزِيدَا
يا مَيّ وَيْحَكِ أنْجِزي المَوْعُودَا
وَارْعَى ْ بِذاكَ أمَانَة ً وَعُهُودَا
قالتْ نحاذرُ ذا شذاة ٍ باسلٍ
غيرانَ يزعمُ في السلامِ حدوداً
رمتِ الرماة ُ فامْ تصبكِ سهامهمْ
حَلَقاً يُداَلُ شَكُّهُ مَسْرُودَا
إنّا لَنَذْكُر ما يُقَالُ ضُحَى غَدٍ،
خَلَلَ الحِجالِ سَوَالِفاً وَخُدُودَا
و رجا العواذلُ أنْ يطعنَ ولمْ أزلْ
مِنْ حُبّكُمْ كَلِفَ الفُؤادِ عَمِيدَا
أصَرَمْتِ إذْ طَمِعَ الوُشاة ُ بصَرْمنا
صَبّاً لَعَمْرُكِ يا أُمَيْمَ وَدُودَا
و نرى كلامكِ لو ينالُ بغرة ٍ
وَدُنُوَّ دارِكِ، لَوْ عَلِمتِ خُلُودَا
إنْ كانَ دِهرُكِ ما يَقولُ حَسُودُنَا
فَلَقَدْ عَصَيْتُ عَوَاذِلاً وَحَسودَا
نامَ الخلى ُّ وما رقدتُ لحبكم
ليلَ التمامِ تقلباً وسهودا
وَإذا رَجَوْتُ بِأن يُقَرّبَكِ الهَوى َ
كانَ القريبُ لما رجوتُ بعيداً
ما ضرَّ أهلكِ أنْ يقولَ أميركمْ
قولاً لزائركِ الملمَّ سديدا
حَّلأتِ ذَا سَقَمٍ يَرى َ لشِفَائِهِ
ورداً ويمنعُ أنْ يرومَ وروداً
أبنو قفيرة َ يبتغونَ سقاطنا
حُشِرَتْ وُجُوهُ بَني قُفَيرَة َ سُودَا(13/152)
أخزى الهُ بي قفيرة َ إنهمْ
لا يَتّقُونَ، مِنَ الحَرَاِمِ، كَؤودَا
إني ابنُ حنظلة َ الحسانِ وجوههمْ
و الأعظمينَ مساعياً وجدودا
وَالأكْرَمِينَ مُرَكَّباً، إذْ رُكّبُوا،
و الأطيبينَ منَ الترابَ صعيدا
و لهمْ مجالسُ لا مجالسَ مثلها
حسباً يؤثلُ طارفاً وتليدا
إنّا إذَا قَرَعَ العَدُوُّ صَفَاتَنَا،
لاقَوْا لَنَا حَجَراً أصَمّ صَلُودَا
مَا مِثْلُ نَبْعَتِنَا أعَزُّ مُرَكباً،
وَأقَلُّ قَادِحَة ٌ، وَأصْلَبُ عُودَا
إنّا لَنَذْعَرُ، يا قُفَيْرَ، عَدُوَّنَا
بالخيلِ لاحقة َ الأياطيلِ قودا
كسَّ السنابك شزباً أقرابها
مِمّا أطَالَ غُزَاتُهَا التّقْوِيدَا
أجرى قلائدها وخددَ لحمها
ألاّ يَذُقْنَ مَعَ الشّكائِمِ عُودَا
و طوى الطرادُ معَ القيادُ بطونها
طَيَّ التّجَارِ بحَضْرَمَوْتَ بُرُودَا
جُرْداً مُعَاوِدَة َ الغِوَارِ سَوَابِحاً،
تدنى إذا قذفَ الشتاءُ جليدا
تسقى الصريحَ فما تذوقُ كرامة ً
حدَّ الشتاءِ لدى القبابِ مديدا
نحنُ الملوك إذا أتوا في أهلهمْ
و إذا لقيتَ بنا رأيتَ أسودا
اللاَّبسينَ لكلَّ يومِ حفيظة ٍ
حلقاً يداخلُ شكهُ مرودا
سائلْ ذوي يمنٍ وسائلهمْ بنا
في الأزْدِ إذْ نَدَبُوا لَنَا مَسْعُودَا
فأتاهمُ سبعونَ ألفَ مدججٍ
مُتَلَبِّسِينَ يَلامِقاً وَحَدِيدَا
قَوْمٌ تَرَى صَدَأ الحَديدِ عَلَيْهِمُ
و القبطريَّ منْ اليلامقِ سودا
أمْسَى الفَرَزْدقُ، يا نَوَارُ، كأنّهُ
قردٌ يحثُّ على َ الزناءِ قرودا
مَا كانَ يَشْهَدُ في المَجامعِ مَشهَداً
فيهِ صلاة ُ ذوي التقى مشهودا
وَلَقَدْ تَرَكْتُكَ يا فَرَزْدَقُ خاسَئاً
لَمّا كَبَوْتَ لَدَى الرّهانِ لَهِيدَا
وَنَكُرُّ مَحْمِيَة ً، وَتَمْنَعُ سَرْحَنَا
جُرْدٌ تَرَى لمُغَارِهَا أُخْدُودَا
نبني على سننِ العدو بيوتنا
لا نَسْتَجِيرُ، وَلا نَحُلّ حَرِيدَا
منا فوارسُ منعجٍ وفوارسٌ
شَدّوا وِثَاقَ الحَوْفَزَانِ بِأُودَا
فَلَرُبَّ جَبّارٍ قَصَرْنَا، عَنْوَة ً،(13/153)
ملكٌ بجرُّ سلاسلاً وقيودا
و منازلُ الهرماسِ تحتَ لوائهِ
فَحَشَاهُ مُعْتَدِلَ القَنَاة ِ سَدِيدَا
و لقدْ جنبنا الخيلَ وهي شوازبٌ
مُتَسَرُبِلِينَ مُضَاعَفاً مَسْرُودَا
وِرْدَ القَطَا زمَراً تُبَادِرُ مَنْعِجاً،
أو منْ خوارجَ حايراً موروداً
و لقدْ حركنَ بلآآلِ كعبٍ عركة ً
بلوى جرادَ فلمْ يدعنَ عميدا
إلاّ قَتِيلاً قَدْ سَلَبْنَا بَزَّهُ،
تَقَعُ النّسُورُ عَلَيْهِ أوْ مَصْفُودَا
و أبرنَ منْ بكرٍ قبائلَ جمة ً
وَمِنَ الأرَاقِمِ قَدْ أبَرْنَ جُدودَا
وَبَني أبي بَكْرٍ وَطِئْنَ وَجَعفَراً،
وَبَني الوَحِيدِ فَما تَرَكْنَ وَحِيدَا
و لقدْ جريتَ فجئتَ أولَ سابقٍ
عندَ المواطنَ مبدياً ومعيدا
و جهدتَ جهدكَ يا فرزدقُ كلهُ
فنَزَعْتَ لا ظَفِراً وَلا مَحْمُودَا
إنّا وَإنْ رَغَمَتْ أُنُوفُ مُجَاشِعٍ
خيرٌ فوارسَ منهمُ ووفودا
نَسْرِي إذا سَرَتِ النّجُومُ وَشُبّهَتْ
بقراً ببرقة ِ عالجٍ مطرودا
قَبَحَ الإلَهُ مُجَاشِعاً، وَقُرَاهُمُ،
وَالمُوجِفَاتِ إذَا وَرَدْنَ زَرُودَا
العصر الإسلامي >> جرير >> لعالَّ فراقَ الحيَّ للبين عامدي
لعالَّ فراقَ الحيَّ للبين عامدي
رقم القصيدة : 16413
-----------------------------------
لعالَّ فراقَ الحيَّ للبين عامدي
عشية َ قاراتِ الرحيلِ الفواردِ
لعمرُ الغواني ما جزينَ صبابتي
بهنَّ ولا تحبيرَ نسجِ القصائدِ
و كمِ منْ صديقٍ واصلٍ قد قطعنهُ
وَفَتّنّ مِنْ مُستَحكِمِ الدِّينِ عابدِ
فانَّ التي يومَ الحمامة ِ قد صبا
لها قلبُ توابٍ إلى اللهِ ساجدِ
رَأيْتُ الغَوَاني مُولِعاتٍ لِذي الهَوى َ
بحسنِ المنى وَ البخلِ عندَ المواعدِ
لَقَدْ طالَ ما صِدْنَ القُلوبَ بأعيْنٍ
إلى قصبٍ زينْ البرى والمعاضدِ
أتُعْذَرُ أنْ أبْدَيْتَ، بَعدَ تَجَلّدٍ،
شوا كلِ منْ حبٍّ طريفٍ وتالدِ
وَنَطْلُبُ وُدّاً مِنْكِ لَوْ نَسْتَفِيدُهُ
لَكَانَ إلَيْنَا مِنْ أحَبّ الفَوَائِدِ(13/154)
فَلا تَجمَعي ذِكْرَ الذّنُوبِ لتَبخَلى
علينا وهجرانَ المدلَّ المباعدِ
إذا أنتَ زرتَ الغانياتِ على العصا
تَمَنّينَ أنْ تُسْقى َ دِمَاء الأسَاوِدِ
أعفُّ عنِ الجارِ القريبِ مزارهُ
وَأطْلُبُ أشْطَانَ الهُمُومِ الأبَاعِدِ
لقَدْ كانَ داءٌ بالعِرَاقِ فَمَا لَقُوا
طبيباً شفى أدواءَهمْ مثلَ خالدِ
شَفاهُمْ برِفْقٍ خالَطَ الحِلْمِ وَالتّقى
و سيرة ِ مهديٍ إلى الحقَّ قاصدِ
فَإنّ أمِيرَ المُؤمِنِينَ حَبَاكُمُ
بمُسْتَبصِر في الدّينِ زَينِ المَساجِدِ
وَإنّا لَنَرْجُو أنْ تُرَافِقَ رُفْقَة ً
يَكُونُونَ للفِرْدَوْسِ أوّلَ وَارِدِ
فانَّ ابنَ عبدِ اللهِ قدْ عرفتْ لهُ
مواطنُ لا تخزيهِ عندَ المشاهدِ
فَأبْلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ أمَانَة ً؛
و أبلاهُ صدقاً في الأمورِ الشدائدِ
إذا ما أرادَ الناسُ منهُ ظلامة ً
أبى الضيمَ فاستعصى على كلَّ قائدِ
وَكَيفَ يَرُومُ النّاسُ شَيئاً منَعتَهُ
هوى بينَ أنيابِ الليوثِ الحواردِ
إذا جَمَعَ الأعْداءُ أمْرَ مَكِيدَة ٍ
لغدرٍ كفاكَ اللهُ كيدَ المكايدِ
تُعِدُّ سَرَابِيلَ الحَديدِ مَعَ القَنَا،
و شعثَ النواصي كالضراءِ الطواردِ
فُرُوعٍ وَأصْلٍ مِن بجيلَة َ في الذُّرى َ،
تَتَفّسَ مِنْ جَيّاشَة ٍ ذَاتِ عَانِدِ
و إنْ فتنَ الشطانُ أهلَ ضلالة ٍ
لَقُوا مِنْكَ حَرْباً حَمْيُها غيرُ بارِدِ
إذا كانَ أمْنٌ كانَ قَلبُكَ مُؤمِناً؛
وَإنْ كانَ خوْفٌ كنتَ أحكمَ ذائِدِ
و ما زلتَ تسمو للمكارمِ والعلا
و تعمرُ عزاً مستنيرَ المواردِ
إذا عُدّ أيّامُ المَكارِمِ فَافْتَخِرْ
بآبَائِكَ الشُّمّ، الطّوَالِ السّوَاعِدِ
فكمْ لكَ من بانٍ طويلٍ بناؤهُ
وَفي آلِ صَعْبٍ من خطيبٍ وَوَافِدِ
يسركَ أيامَ المحصبِ ذكرهمْ
وَعِنْدَ مَقَامِ الهَدْيِ ذاتِ القَلائِدِ
تمكنتَ في حيْ معدٍّ منَ الذرى
وَفي يَمَنٍ أعْلى كَرِيمِ المَوَالِدِ
فروعٍ وأصلِ منْ بحلية َ في الذذرى
إلى ابنِ نِزَارٍ كانَ عَمّاً، وَوَالِدِ(13/155)
حميتَ ثغورَ المسلمينَ فلمْ تضعْ
ومَا زِلْتَ رَأساً قائداً وَابنَ قَائِدِ
فإنّكَ قَدْ أُعطِيتَ نَصراً على العِدى
فأصْبَحتَ نُوراً ضَوْءُهُ غيرُ خامِدِ
بنيتَ بناءً ما بنى الناسُ مثلهُ
يَكادُ يُسَاوى سُورُهُ بالفَرَاقِدِ
و أعطيتَ ما أعيَ القرونَ التي مضتْ
فنحمدُ مفضالاً وليَّ المحامدِ
فانَّ الذي أنفقتَ حزمٌ وقوة ٌ
فأبشرْ بأضعافٍ منَ الربح زائدِ
لَقَدْ كانَ في أنْهَار دِجْلَة َ نِعْمَة ٌ
وحُظْوَة ُ جَدٍّ للخَليفَة ِ صَاعِدِ
عطاءَ الذي أعطى الخليفة َ ملكهُ
و يكفيهِ تزفارُ النفوسِ الحواسدِ
جرتْ لكَ أنهارٌ بيمنٍ وأسعدٍ
إلى جَنّة ٍ في صَحْصَحانِ الأجالِدِ
ينتبنَ أعناباً ونخلاً مباركاً
وَأنْقَاءَ بُرٍّ في جُرُونِ الحَصَائِدِ
إذا ما بعثنا رائداً يبتغي الندى
أتانا بحمدِ اللهِ أحمدُ رائدِ
فهلْ لكَ في عانٍ وليسَ بشاكرٍ
فتُطْلِقَهُ مِنْ طُولِ عَضّ الحدائدِ
يعود وَ كانَ الخبثُ منهُ سجية ً
وَإنْ قالَ: إنّي مُعْتِبٌ غَيرُ عَائِدِ
نَدِمْتَ، وَمَا تُغني النّدامَة ُ بَعْدَمَا
تطَوّحْتَ مِن صَكّ البُزَاة ِ الصّوَائدِ
وَكَيفَ نَجَاة ٌ للفَرَزْدَقِ بَعْدَمَا
ضَغَا وَهوَ في أشْداقِ أغْلَبَ حارِدِ
ألَمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أفادَتَا
على الناسِ ردفاً منْ كثيرِ الروافد
بني مالكٍ إنَّ الفرزدقَ لمْ يزلْ
كسوباً لعارِ المخزياتِ الخوالدِ
فلا تقبلوا ضربَ الفرزدقِ إنهُ
هوَ الزيفُ ينفي ضربهُ كلُّ ناقدِ
و إنا وجدنا إذْ وفدنا عليكمُ
صدورَ القنا والخيلَ أنجحَ وافدِ
ألمْ ترَ يربوعاً إذا ما ذكرتهمْ
وَأيّامَهُمْ شَدّوا مُتُونَ القَصائِدِ
فمَنْ لكَ، إنْ عَدّدتَ، مثلَ فوَارِسي
حَوَوْا حَكَماً وَالحَضرَميَّ بنَ خالِدِ
أسالَ لهُ النهرَ المباركَ فارتمى
بمِثْلِ الرّوَابي المُزْبِداتِ الحَوَاشِدِ
فَزِدْ خالِداً مثلَ الذي في يَميِنهِ،
تَجِدْهُ عَنِ الإسْلامِ أكْرَمَ ذائِدِ
كأني ولا ظلماً أخافُ لخالدٍ(13/156)
منَ الخوفِ أسقى منْ سمامِ الأساودِ
وَإنّي لأرجُو خالِداً أن يَفكّني،
و يطلقَ عنيَّ مقفلاتٍ الحدائدِ
تكشفتِ الظلماءُ عن نورِ وجههِ
لِضَوْء شِهَابٍ ضَوْءُهُ غَيرُ خَامِدِ
ألا تَذكُرُونَ الرِّحْمَ أوْ تُقْرِضُونَني
لكمْ خلقاً منْ واسعِ الخلقِ ماجدِ
لكُمْ مثلُ كَفّيْ خالِدٍ حينَ يَشتري
بكل طريفٍ كلَّ حمدٍ وتالدِ
فإنْ يَكُ قَيْدي رَدَّ هَمّي فرُبّمَا
تَنَاوَلْتُ أطْرَافَ الهُمومِ الأباعِدِ
مِنَ الحامِلاتِ الحَمدِ لما تَكَشّفَتْ
ذلاذلها واستورأتْ للمناشدِ
فهلْ لابنِ بلاءٍ غيرَ كلَّ عشية ٍ
و كلَّ صباحٍ زائدٍ غيرْ عائدِ
يقولُ ليَ الحدادُ هلْ أنتَ قائمٌ
و ما أنا إلاَّ مثلُ آخرَ قاعدِ
كأني حروري ضلهُ فوقَ كعبة ٍ
ثَلاثُونَ قَيْناً مِنْ صَرِيمٍ وَكايِدِ
و ما إنْ بدينٍ ظاهرُ وا فوقَ ساقهِ
و قدْ علموا أنْ ليسَ ديني بنافدِ
و يروى على الشعرَ ما أناقلتهُ
كمعترضٍ للريحِ بينَ الطرائدِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا،
أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا،
رقم القصيدة : 16414
-----------------------------------
أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا،
لَوْ أنّ قَلْبَكَ يَسْتَطيعُ تَجَلُّدَا
هَاج الفُؤادُ بذي كَريبٍ دِمنَة ً،
أوْ بالأفاقة ِ منزلٌ منْ مهددا
أفَمَا يَزَالُ يَهِيجُ منْكَ صَبَابَة ً
نُؤيٌ يُحالِفُ خَالِداتٍ رُكدَا
خبرتُ أهلكِ أصعدوا منْ ذي الصفا
سَقْياً لِذَلِكَ مِنْ فَرِيقٍ أصْعَدَا
و عرفتُ بينهمُ فهاجَ صبابة ً
صَوْتُ الحَمَامِ، إذا الهَديلُ تَغَرّدَا
علقتها عرضاً ويلفى سرها
منمى الأنوقِ بيضها أو أبعدا
تشجى خلاخلها خدالٌ فعمة ٌ
و ترى السوارَ تزينهُ والمعضدا
مَنَعَ الزّيَارَة َ وَالحديثَ إلَيْكُمُ
غيرَ أن حربَ دونكمْ فاستأسدا
باعَدْنَ أنّ وِصالَهُنّ خِلابَة ٌ،
و لقدْ جمعنَ معَ البعادِ تحقدا
أنْكَرْنَ عَهْدَكَ بَعْدَمَا عَرّفْنَهُ(13/157)
وَفقَدنَ ذا القصَبَ الغُدافَ الأسوَدَا
وَإذا الشّيُوخُ تَعَرّضُوا لمَوَدّة ٍ،
قلنَ الترابُ لكلَّ شيخٍ أدردا
تَلْقى َ الفَتَاة ُ مِنَ الشّيُوخِ بَلِيّة ً،
إنَّ البلية َ كلُّ شيخٍ أفندا
و تقولْ عاذلة ٌ رخيٌّ بالها
ما بالُ نومكَ لا يزالُ مسهدا
لوْ تعلمينَ هما داخلا
هماً طوارقهُ منعنَ المرقدا
و كأنَّ ركبكَ والمهاري تفتلي
هاجُوا مِنَ الأدَمَى النّعامَ الأُبّدَا
و العيسُ تنتعلُ الظلالَ كأنها
نبعتْ أخادعها الكحيلَ المعقدا
يعلونَ في صدرٍ ووردٍ باكرٍ
أُمَّ الطّرِيقِ إذا الطّرِيقُ تَبَدّدَا
تَنْفي حَصَى القَذَفَاتِ عَنْ عَادِيّة ٍ
وَتَرى َ مَنَاحِيَهُ تَشُقّ القَرْدَدَا
وَيَلُوحُ في قُبْلِ النّجَادِ إذا انْتَحى َ
نَهْجاً يَضُرّ بِكُلّ رَعْنٍ أقْودَا
يا ابنَ الخَليفَة ِ، يا مُعَاوِيَ، إنّني
أرجو فضولكَ فاتخذ عندي يدا
إنّا لَنَأمُلُ منك سَيبْاً عَاجِلاً
يا ابنَ الخَليفَة ِ ثمّ نَرْجُوكُمْ غَدَا
آبَاؤكَ المُتَخَيَّرُونَ، أُولُو النُّهى َ،
يا ابن الخَضَارِمِ يُترِعُونَ المِرْفَدَا
وَجَدُوا مُعَاوِيَة َ، المُبارَكَ عَزْمُهُ،
صلبَ القناة ِ عن المحارمِ مذودا
لَمّا تَوَجّهَ بِالجُنُودِ، وأدْرَبُوا،
لاقى َ الأيَامِنَ يَتّبِعْنَ الأسْعُدَا
يَلْقى َ العَدُوَّ على الثّغُورِ جِيادُهُ،
أبدأنَ ثمَّ ثنينَ فيها عودا
لا زَالَ مُلْكُكُمُ، وَأنْتُمْ أهْلُهُ،
وَالنّصرُ ما خَلَدَ الجِبالُ مُخَلَّدَا
إنّ امَرَأً كَبَتَ العَدُو، وَيَبْتَني
فينا المحامدَ حقهُ أنْ يحمدا
أخزى الذي سمكَ السماءَ عدوكمْ
وَوَرَى بغَيظِكُمُ الصّدُورَ الحُسّدَا
وَإذا جَرَرْتَ إلى العَدُوّ كَتَائِباً،
رَعَبَتْ مَخافَتُكَ القُلوبَ الصُّدّدَا
أمّا العَدُوّ فَقَدْ أبَحْتَ دِيارَهُمْ
و تركتَ أمنعَ كلَّ حصنٍ مبلدا
فَتَحَ الإلَهُ عَلى يَدَيْكَ برَغْمِهِمْ
وَمَلأتَ أرضَهُمُ حَرِيقاً مُوقَدَا
و لقدْ أبحتَ منَ العقابِ منازلاً(13/158)
نَرْجُو بِذَلِك أنْ تَنَالَ الفَرْقَدَا
و لقدْ جمعتَ حماية ً وتكرماً
منْ غارَ يعلمهُ ومنْ قدْ أنجدا
لَمّا رَأتْكَ عَلى العُقَابِ مُلُوكُهُمْ
ألقوا سلاحهمُ وخروا سجدا
عاداتُ خيلكَ أنْ يبتنَ عوابساً
بِالدّارِعِينَ، وَلا تَرَاهَا رُوَّدَا
مَا إنْ نَزَلْتَ بِمُشْرِكيِنَ برَبّهِمْ
إلاّ تَرَكْتَ عَظِيمَهُمُ مُسْتَعبَدَا
كانَ ابن سِيسَنَ طاغِياً فَرَدَدْتَهُ
رِخْوَ الأخادِعِ في الكُبُولِ مُقيَّدَا
أبْلى مُعاوِيَة ُ البَلاءَ، وَلم يَزَلْ
مَيْمُونَ مَنْقَبَة ٍ تَرَاهُ مُسَدَّدَا
العصر الإسلامي >> جرير >> غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
رقم القصيدة : 16415
-----------------------------------
غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
و أقسمُ لا تقضى لبانتنا غدا
إذا صَدَعَ البَينُ الجَميعَ وَحَاوَلَتْ
بقوٍّ شَمَالِيلُ النّوَى أنْ تَبَدّدَا
و أصبحت الأجزاعُ ممنْ يحلها
قِفَاراً، فَمَا شاء الحَمَامُ تَغَرّدَا
أجَالَتْ عَلَيْهِنّ الرّوَامِسُ بَعْدَنَا
دقاقُ الحصَى من كلّ سهلٍ وَأجلَدَا
لقد قادني منْ حبَّ ماوية َ الهوى
و ما كانَ يلقاني الجنيبة َ أقودا
وَأحْسُدُ زُوّارَ الأوَانِسِ كُلّهُمْ،
و قدْ كنتُ فيهنَّ الغيورَ المحسدا
أعدُّ لبيوتِ الأمورِ إذا سرتْ
جِمالِيّة ً حَرْفاً، وَمَيْساَء مُفْرَدَا
لهَا مِجْزَمٌ يُطْوَى عَلى صُعَدائِهَا،
كطى الدهاقينْ البناءَ المشيدا
وَقَدْ أخْلَفَتْ عَهدَ السِّقابِ بجاذبٍ
طوتهُ حبالُ الرحلِ حتى تجددا
و زافتْ كما زافَ القريعُ مخاطراً
وَلُفّ القِرَى والحالِبَانِ فألْبَدَا
وَتُصْبِحُ يَوْمَ الخِمسِ وَهيَ شِمِلّة ٌ
مروحاً تقالى الصحصحانَ العمردا
أقولُ لهُ يا عبدَ قيسٍ صبابة ً
بِأيٍّ تَرَى مُسْتَوقْدَ النّارِ أوْقَدَا
فقالَ أرى ناراً يشبُّ وقودها
بحيثُ استفاضَ الجِزْعُ شيحاً وَغَرْقَدَا
أحِبّ ثَرَى نَجْدٍ وَبالغوْرِ حاجَة ٌ،(13/159)
فغارَ الهوى يا عبدَ قيسٍ وأنجدا
وَإنّي لَمِنْ قَوْمٍ تَكونُ خُيُولُهُمْ
بثَغْرٍ، وَتَلْقاهُمْ مَقانِبَ قُوَّدَا
يحشون نيرانَ الحروبِ بعارضِ
عَلَتْهُ نُجومُ البِيضِ حتى تَوَقَّدَا
وَكُنّا إذّا سِرْنَا لِحَيٍّ بأرْضِهِمْ
تَرَكْنَاهُمُ قَتْلى ، وَفَلاًّ مُشَرَّدَا
وَمُكْتَبَلاً في القِدّ لَيسَ بِنَازِعٍ
لَهُ مِنْ مِرَاسِ القِدّ رِجْلاً وَلا يدَا
و إني لتبتزُّ الرئيسَ فوارسي
إذا كلُّ عجعاجٍ منض الخورِ عردا
رَدَدْنَا بِخَبْرَاءِ العُنّابِ نِسَاءكُمْ
و قدْ قلنَ عتقُ اليومِ أو رقنا غدا
فأصبحنَ يزجرنَ الأيامنَ أسعدا
وَقد كُنّ لا يَزْجُرْنَ بالأمسِ أسعُدَا
فَما عِبْتُ مِنْ نَارٍ أضَاء وَقُودُهَا
فِرَاساً وَبسطامَ بنَ قَيسٍ مُقَيَّدَا
و أوقدتَ بالسيدانِ ناراً ذليلة ً
و عرفتَ منْ سوءاتِ جعثنَ مشهدا
أضَاء وَقُودُ النّارِ مِنْهَا بَصِيرَة ً،
و عبرة َ أعمى همهُ قدْ ترددا
كأنَّ يدعونَ جعثنَ وركتَ
على فالجٍ من بُخْتِ كرْمانَ أحرَدَا
و أورثني الفرعانِ سعدٌ ومالكٌ
سَنَاءً وَعِزّاً في الحَيَاة ِ مُخَلَّدَا
متى أُدْعَ بَينَ ابنْي مُغَدّاة َ تَلقَني
إلى لوذِ عزٍ طامح الرأس أصيدا
أحلَّ إذا شئتُ الايادَ وحزنهُ
وَإنْ شِئْتُ أجزَاعَ العَقيقَ فجَلَعدَا
فلوْ كانَ رأيٌ في عدى َّ بنِ جندبٍ
رأوا ظلمنا لابني سميرة َ أنكدا
أيشهدُ مثغورٌ علينا وقدْ رأى
سُمَيْرَة ُ مِنّا في ثَنَايَاهُ مَشْهَدَا
متى ألقَ مثغوراً على سوءِ ثغرهِ
أضَعْ فَوْقَ ما أبقَى من الثَّغرِ مِبَرَدَا
مَنَعْناكُمُ حتى ابْتَنَيْتُمْ بُيُوتَكُمْ
وَأصْدَرَا راعِيكُمْ بفَلْحٍ وَأوْرَدَا
بشُعْثٍ على شُعْثٍ مَغاوِيرَ بالضّحى ،
إذا ثوبَ الداعي لروعٍ ونددا
كراديسَ أو راداً بكلَّ مناجدٍ
تعودَ ضربَ البيضِ فيما تعودا
إذا كفَّ عنهُ منْ يديْ حطمية ٍ
وَأبْدَى ذِرَاعَيْ شَيْظَمٍ قد تخَدّدَا
عَلى سَابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحى(13/160)
إذا عَادَ الرّكْضُ سِيداً عَمَرَّدَا
أرى الطيرَ بالحجاجِ تجرى أيامنا
لكمْ يا أميرَ المؤمنينَ وأسعدا
رجعتِ لبيتِ اللهِ عهدَ نبيهِ
وَأصْلَحتَ ما كانَ الخُبَيْبَانِ أفسدَا
فما مخدرٌ وردٌ بخفانَ زأرهُ
إلى َ القرنِ زجرَ الزاجرينَ توردا
بأمضَى من الحجّاجِ في الحرْبِ مُقدِماً
إذا بَعضُهُمْ هابَ الخِياض فعَرّدَا
تصدى صناديدُ العراقِ لوجههِ
وَتُضْحي لهُ غُرُّ الدّهاقِينِ سُجّدَا
و للقينِ والخنزيرِ مني بديهة ٌ
و إنْ عاودوني كنتُ للعودِ أحمدا
العصر الإسلامي >> جرير >> سَمَتْ ليَ نَظْرَة ٌ، فَرَأيتُ بَرقاً
سَمَتْ ليَ نَظْرَة ٌ، فَرَأيتُ بَرقاً
رقم القصيدة : 16416
-----------------------------------
سَمَتْ ليَ نَظْرَة ٌ، فَرَأيتُ بَرقاً
تِهامِيّاً، فَرَاجَعَني ادّكَارِي
يَقُولُ النّاظِرُونَ إلى سَنَاهُ
نرى بلقاً شمسنَ على مهارِ
لقدْ كذبتَ عداتكِ أمَّ بشرٍ
و قدْ طالتْ أناتي وانتظاري
عجلتِ إلى ملامتنا وتسرى
مَطايانا، وَلَيْلُكِ غَيرُ سارِي
فَهَانَ عَلَيْكَ ما لَقِيَتْ رِكَابي
وَسَيْرِي في المُلَمَّعَة ِ القِفَارِ
و أيامٍ أتينَ على المطايا
كأنْ سمومهنَّ أجيجُ نار
كنَّ على مغابنهنَّ هجراً
كحيلَ الليتِ أو نبعانَ قارِ
لقدْ أمسى البعيثُ بدارِ ذلٍ
وَمَا أمْسَى الفَرَزْدَقُ بالخِيَارِ
جلاجلُ كرجٍ وسبالُ قرد
و زندٌ منْ قفيرة َ غيرُ وارى
عَرَفْنَا مِنْ قُفَيرَة َ حاجِبَيْهَا،
و جذاً في أناملها القصار
تدافعنا فقالَ بنو تميمٍ
كأنَّ القردَ طوحَ منْ طمار
أطامعة ٌ قيونُ بني عقالٍ
بعقبي حينَ فاتهمُ حضاري
وقد ْ علمتَ بنو وقبانَ أني
ضَبُورَ الوَعْثِ مَعْتَزِمُ الخَبارِ
بيربوعٍ فخرتَ وآل سعدٍ
فلا مجدي شمسهُ رهجُ الغبارِ
عُتَيْبَة ُ والأُحَيْمِرُ وَابنُ سَعْدٍ
و عتابٌ وفارسُ ذي الخمار
وَيَوْمَ بَني جَذِيمَة َ إذْ لَحِقْنَا
ضُحًى بَينَ الشُّعَيْبَة ِ وَالعَقَارِ
وُجُوهُ مُجَاشِعٍ طُليَتْ بلؤمٍ(13/161)
يُبَيِّنُ في المُقَلَّدِ وَالعِذَارِ
وَحالَفَ جِلْدَ كُلّ مُجاشِعيٍّ
قَمِيصُ اللّؤمِ لَيْسَ بمُسْتَعَارِ
أغَرّكُمُ الفَرَزْدَقُ مِنْ أبيكُمْ
و ذكرُ مزادتينْ على حمارِ
وجدنا بيتَ ضبة َ في معدٍ
كبَيتِ الضّبّ لَيْسَ لَهُ سَوَارِي
وَجَدْنَاهُمْ قَنَاذِعَ مُلْزِقَاتٍ
بِلا نَبْعٍ نَبَتْنَ، وَلا نُضَارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> سَقْياً لِنِهْيِ حَمَامَة ٍ وَحَفِيرِ،
سَقْياً لِنِهْيِ حَمَامَة ٍ وَحَفِيرِ،
رقم القصيدة : 16417
-----------------------------------
سَقْياً لِنِهْيِ حَمَامَة ٍ وَحَفِيرِ،
بِسِجَالِ مُرْتَجِزِ الرَّبَابِ مَطِيرِ
سَقْياً لِتِلْكَ مَنَازِلاً هَيّجْنَني
وَكَأنّ بَاقِيَهُنّ وَحْيُ زَبُورِ
كَمْ قَدْ رَأيْت وَلَيْسَ شَيءٌ باقِياً
مِنْ زَائِرٍ طَرِفِ الهَوَى وَمَزُورِ
لا تَفْخَرَنّ، وَفي أدِيمِ مُجاشِعٍ
حَلَمٌ فَلَيْسٍ سُيُورُهُ بسُيُورِ
أبُنَيّ شِعْرَة َ لَمْ نَجِدْ لمُجَاشِعٍ
حِلْماً يُوَازِنُ رِيشَة َ العُصْفُورِ
إنا لنعلمُ ما غدا لمجاشعٍ
وَفْدٌ، وَمَا مَلَكُوا وَثَاقَ أسِيرِ
مَاذا رَجَوْتَ مِنَ العُلالَة ِ بَعْدَمَا
نُقِضَتْ حِبالُكَ وَاستَمَرّ مَرِيرِي
إنَّ الفرزدقَ حينَ يدخلُ مسجداً
رِجْسٌ فَلَيْسَ طَهُورُهُ بطَهُورِ
إنَّ الفرزدقَ لا يبالي محرماً
رَهْطُ الفَرَزْدَقِ مِنْ نَصَارَى تَغلِبٍ
أو يدعى كذباً دعاوة َ زورِ
حُجّوا الصَليبَ وَقَرِّبُوا قُرْبانَكُمْ
وَخُذُوا نَصِيبَكُمُ مِنَ الخِنْزِيرِ
إني سأخبرُ عنْ بلاء مجاشعٍ
منْ كانَ بالخباتِ غيرَ خبيرِ
أخزى بني وقبانَ عقرُ فتاتهمْ
و اعترَّ جارهمُ بحبلِ غرورِ
قالَ الزبيرُ وأسلمتهُ مجاشعٌ
لا خيرَ في دنسِ الثيابِ غدورِ
يا شبَّ قدْ ذكرتْ قريشٌ غدركمْ
بَينَ المُحَصَّبِ مِن مِنى ً، وَثَبِيرِ
وَغَدَا الفَرَزْدَقُ حينَ فارَقَ مِنقَراً
في غيرِ عافية ٍ وغيرِ سرورِ
خزى الفرزدقُ بعد وقعة ٍ سبعة ٍ(13/162)
كالحِصْنِ من وَلَدِ الأشَدّ ذكورِ
أمّتْ هُنَيْدَة ُ خِزْيَة ً لمُجاشِعٍ
إذْ أوْلَمتْ لَهُمُ بِشَرّ جَزُورِ
رَكِبَتْ رَبَابُكُمُ بَعِيراً دارِساً،
في السّوقِ أفضَحَ رَاكبٍ وَبَعِيرِ
وَدَعَتْ غَمَامَة ُ بالوُقَيطِ مُجاشِعاً
فَوُجِدْتَ يا وَقْبانُ غَيرَ غَيُورِ
كَذَبَ الفَرَزْدَقُ لَنْ يُجارِيَ عامراً
يَوْمَ الرِّهَانِ بِمُقْرِفٍ مَبْهُورِ
فانهَ الفرزدقَ أنْ يعيبَ فوارساً
حَمَلُوا أبَاهُ عَلى أزَبَّ نَفُورِ
و لقدْ جهلتَ بشتمٍ قيسٍ بعد ما
ذَهَبوا برِيشِ جَنَاحِكَ المَكْسورِ
قيسٌ وجدُّ أبيكَ في أكيارهِ
قُوّادُ كُلّ كَتِيبة ٍ جُمْهِورِ
لنْ تدركوا غطفانَ لو أجريتمُ
يا ابنَ القُيُونِ وَلا بَني مَنْصُورِ
فخروا عليكَ بكلَّ سامٍ معلمٍ
فَافْخَرْ بِصَاحِبِ كَلْبَتَينِ وَكِيرِ
كم أنجبوا بخليفة ِ وخليفة ٍ
و أميرِ صائفتينِ وابنِ أميرِ
وَلَدَ الحَوَاصِنُ في قُرَيْشٍ مِنْهُمُ،
يا ربَّ مكرمة ٍ ولدنَ وخيرِ
فَضَلُوا بيَوْمِ مَكارِمٍ مَعْلُومَة ٍ
يومٍ أغرَّ محجلٍ مشهورِ
قيسٌ تبيتُ على الثغورِ جيادهمْ
و تبيتَ عندَ صواحبِ الماخورِ
هل تذكرونَ بلاءكمْ يومَ الصفا
أوْ تَذْكُرُونَ فَوَارِسَ المأمُورِ
أودُ ختنوسَ غداة َ جزَّ قرونها
وَدَعَتْ بِدَعْوَة ِ ذِلّة ٍ وَثُبِورِ
خَانَ القُيُونُ وَقَدّمُوا يَوْمَ الصَّفَا
وِرْداً، فَغُوّرَ أسْوَأ التّغْويرِ
و سما لقيطٌ يومَ ذاكَ لعامرٍ
فَاسْتَنْزَلُوهُ بِلَهْذَمٍ مَطْرُورِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَزُورُ أُمَّ مُحَمّدٍ، أمْ تَهْجُرُ
أتَزُورُ أُمَّ مُحَمّدٍ، أمْ تَهْجُرُ
رقم القصيدة : 16418
-----------------------------------
أتَزُورُ أُمَّ مُحَمّدٍ، أمْ تَهْجُرُ
أمْ عادَ قلبكَ بعضُ ما تتذكرُ
إنّ الفَوَادِرَ لَوْ سَمِعْنَ كَلامَها،
ظلتْ وعولُ عمايتينْ تحدر
لا تَنسَ حِلمكَ، إنّ مالَكَ مَعْهُمُ
قدرٌ ولست بسابقٍ ما يقدرُ
سَرَتِ الهُمِومُ مَعَ النّجُومِ فكَلّفتْ(13/163)
حاجاً يكلفهُ السمامُ الضمرُ
هنَّ الغياثُ إذا تهولتِ السرى
وَإذا توقّدَ في النِّجَادِ الحَزْوَرُ
أجهضنَ معجلة ً لستة ِ أشهرٍ
مثلَ الفراخِ جلودهنَّ تمورَّ
قالَ البعيثُ أنا ابنُ بيبة َ دعوة ً
كَذَبَ البَعيثُ، وَأنْفُهُ يَتَقَشّرُ
أنْتَ البَعيثُ تَبِينُ فِيهِ عُبُودَة ٌ،
و أبوكَ عبدُ بني زرارة َ بغثرَ
العصر الإسلامي >> جرير >> قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
رقم القصيدة : 16419
-----------------------------------
قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
كأنهُ مصحفٌ يتلوهُ أخبارُ
ما كُنتُ جرّبْتُ من صِدْقٍ وَلا صِلة ٍ
للغانِيَاتِ، وَلا عَنْهُنّ إقْصَارُ
أسْقي المَنَازِلَ بينَ الدّامِ وَالأدَمَى ،
عينٌ تحلبُ بالسعدينِ مدرار
كأنما برقها والودقُ منضرجٌ
بُلْقٌ تَكَشَّفُ بينَ البلْقِ أمْهَارُ
يا شَبَّ! إنّ الحُبَارَى لَنْ يُناظِرَهَا
مستحلمٌ أسفعُ الخدينِ مبكار
يا شبَّ لن يستطيعَ الحربَ إذ حميتْ
عَظْمٌ خَرِيعٌ، وَفِيهِ المُخْة ُ الرّارُ
يا شبَّ ما زالَ في قيسٍ لآنفكمْ
رغمٌ ورغمٌ وأوتارٌ وأوتارُ
يا شبَّ ويحكَ لا تكفرْ فوارسنا
يَوْمَ ابنُ كَبْشَة َ عاتي المُلكِ جبّارُ
لولا حماية ُ يربوعٍ نساءكم
كانتْ لغيركمْ منهنَّ أطهارُ
حَامَى المُسَيَّبُ والخَيْلانِ في رَهَجٍ
أزْمَانَ شَبّة ُ لا يَحْمي، وَنَعّارُ
إذ لا عقالٌ يحامى عن ذماركمُ
و لا زرارة َ لا يحمى وزرار
إنّ الحَوَارِيّ لَوْ نَادَى فَوَارِسَنَا،
لاستشهدوا أو نجا وَ القومُ أحرارُ
إنَّ الفرزدقَ منْ يعلقْ زيارتهُ
يُوبَقْ بِرِجْسٍ، وَللسّوْآتِ زَوّارُ
إنَّ الفرزدقَ يا مقدادُ زائركم
يا ويلَ قدّ على منْ تغلقُ الدار
أينَ المحامونَ منْ أولادِ مسلمة ٍ
أمْ أينَ أينَ بَنُو بَدْرٍ وَسَيّارُ
ما زالَ في الدارِ حامٍ عنْ ذماركمُ
عندَ النساءِ عذومُ النفسِ مغيار
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> السلطان الرجيم ..!!(13/164)
السلطان الرجيم ..!!
رقم القصيدة : 1642
-----------------------------------
شيطان شعري زارني فجن إذ رآني
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ،
وأنصح الكتمان بالكتمان ،
قلت له : " كفاك يا شيطاني ،
فإن ما لقيته كفاني ،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان
فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان
وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،
خط على قريحتي : ،
" أعوذ بالله من السلطان "
العصر الإسلامي >> جرير >> ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
رقم القصيدة : 16420
-----------------------------------
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
فقُلْتُ: ما حَيّيْتُمُ زَائَرَ السَّفْرِ
بِأنّ ضَمِيرَ القَلْبِ قَدْ شَفّهُ الهوى َ
و خالطَ هماً قدْ تضمنهُ صدري
و نحنُ لدى أعضادِ خوصٍ مناخة ٍ
أصابَ عظاماً منْ أخشتها المبرى
رفعتُ ذميلاً ناقتني فكأنما
رفعتُ على موجٍ عدولية ٍ تجري
وَإمّا غُرَيْرِيٌّ، فَيا لَكَ مِنْ نَجرِ
مُخرَّجَة ٌ رَاحَتْ إلى أفْرُخٍ زُعْرِ
نِجارَانِ: إمّا شَدْقَميٌّ نِجارُها،
كَما اختارَ رَامٍ مِنْ هُذَيْلٍ قياسَهُ
براهنَّ منْ نبعِ وعطفَ ما يبرى
إذا عُمْنَ عَوْماً في الأزِمّة ِ شُبّهَتْ
تقلبَ حياتٍ على ساحل غمرِ
تنظرتَ منظوراً ليزجرَ قومهُ
فقد عذرتني في انتظارهم عذري
و قدْ شقيتْ تيمٌ بامرِ غويها
و قالَ لتيمْ قدْ أمرتكمُ أمري
أتَغْتَرّ تَيْمٌ بِالرّجِيمَة ِ وَابْنِهَا،
كما اغترَّ كعبٌ بالملمعة القفرْ
فَقُلْتُ لَهُمْ: يا تَيمُ! مَهلاً فطالما
أصختمَ وزدتمْ للهوانِ على َ الصبرِ
إذا سمعتْ مني حويزة ُ زارة ً
تحوزَ داءٌ في حواياهمُ الأدرِ
لقد عجبتْ قيسٌ وبكر بنُ وائلٍ
و قالتْ تميمٌ فيم تيمٌ منَ الفخرِ
فَلَوْ غَيرُ تَيْمٍ يَفخَرُونَ عَذَرْتهُم
أتعيمُ، ابنَ تَيمِ اللّؤمِ، يا سَوأة َ الدهرِ
أتَفْخَرُ تَيمٌ بالضّلالِ وَلم يَكُنْ(13/165)
لهمْ حسبٌ ذاكٍ ولا عددٌ مثرْ
فَمَا فَخَرَتْ تَيْمٌ بِيَوْمِ عَظِيمَة ٍ،
و لا قبضوا إلاَّ بخالفة ٍ صفرِ
بني التيمِ ما للؤمِ معدى وراءكمْ
ولا عَنكُمُ يا تَيْمُ للّؤمِ من قَصْرِ
كَسَا اللّؤمُ تَيْماً خُضرَة ً في وُجوهها
فيا خزي تيمٍ منْ سرابيلها الخضرِ
وَلوْ تَستَعِفُّ التّيمُ أوْ تُحسِنُ القِرى َ
و لكنَّ تيماً لا تعفُّ ولا تقرى
فمنْ يكَ يستغني ويغبطُ بالغنى
فَما لابنِ تَيْمٍ من فَعالٍ وَلا وَفْرِ
و لوْ يدفنُ التيميُّ ثمَّ دعوتهُ
إلى فَضْلِ زَادٍ جاء يَسعى َ من القَبْرِ
وَلوْ شئتُ غمّ التّيمَ عَمْرٌو وَمَالِكٌ
و طمَّ عليهمْ قمقمانٌ منَ البحر
وَلَمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الأعِنّة ُ وَالقَنَا،
وَلمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الوِرَادُ من الشُّقْرِ
تفضلُ تيمٌ في البرادِ ولا يرى
فوارسُ تيمٍ معلينَ على َ الثغرِ
و لا يحتبي التيميُّ قدامَ بيتهِ
وَلا يَسْتُرُ التّيْميُّ إلاّ القِدْرِ
و ألفيتُ تيماً لمْ أجدْ حسباً لهمْ
و عددتُ سعداً والقبائلَ منْ عمرو
و قد عمرتْ تيمٌ زماناً وما يرى
لنِسوَة ِ تَيْمٍ مِن حِفافٍ وَلا خِدْرِ
أتَهجُونَ يَرْبُوعاً وَقَد رَدّ سَيْبَكُمْ
فوارسهمْ والبيضُ يلونَ بالخمرِ
خَدَمْنَ بَني غَيظ بنِ مُرّة َ بَعدَمَا
خَدَمن النّشَاوَى شُرُوبِ بني بدرِ
لقدْ أعتقتكمْ يا بنَ تيمٍ رماحنا
و ذبيانُ تقضيكَ الغريمَ منَ البكرِ
إذا استبأوا خمراً نقلتمْ زقاقهمْ
إلَيهِمْ وَلا يَسقُونَ تَيماً من الخمرِ
وفنا عليكمْ بالعناجيجِ والقنا
و أعناقُ تيمٍ في خماسية ٍ سمرِ
وَمَنّتْ عَلى تَيْمٍ تَميمٌ بِنعْمَة ٍ،
وَمَا عِندَ تَيْمٍ مِنْ وَفَاء وَلا شُكْرِ
و آية ُ لؤمِ التيمِ أنْ لو عددتمُ
أصابعَ تيمى ٍ نقضَ منَ العشرِ
فَمَا أوْقَدُوا نَاراً وَلا دَلّ سارِياً
عَلى حَيّ تَيْمٍ مِنْ صَهِيلٍ وَلا هَدْرِ
بنو التيمِ لم يرضوا قديمَ أبيهمْ
فنادوا بتيمْ منْ يبادلُ أو يشري
وَأكْرَمَ منْ تَيْمٍ أباً قَدْ رَمَيْتُهُ(13/166)
بِبَاينَة ِ العَظْمَينِ غائرَة ِ السَّبْرِ
وَنُبّئْتُ تَيماً قَدْ هَجَوْني ليُذكَرُوا
فهذا الذي لا يشتهونَ منَ الذكرِ
لَقُوا وَابِلاً فِيهِ الصّوَاعِقُ تَرْتَمي
أوَاذِيُّهُ تَرْمي الجَنَاحَينِ بالصّخْرِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إنّ النّددى من بَني ذُبْيانَ قَد علموا،
إنّ النّددى من بَني ذُبْيانَ قَد علموا،
رقم القصيدة : 16421
-----------------------------------
إنّ النّددى من بَني ذُبْيانَ قَد علموا،
وَالمَجْدَ في آلِ مَنْظُورِ بنِ سَيّارِ
الماطرينَ بأيديهمْ ندى ديماً
بكلَّ غيثٍ منَ الوسميَّ مبكارِ
تَزورُ جارَتَهُمْ وَهْناً جِفَانُهُمُ،
و ما فتى لهمُ وهناً بزوارِ
تَرْضَى قُرَيْشٌ بهِمْ صِهراً لأنفُسِهمْ
وَهُمْ رِضى ً لَبَني أُخْتٍ وَأصْهَارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> راحَ الرفاقُ ولمْ يرحْ مرارُ
راحَ الرفاقُ ولمْ يرحْ مرارُ
رقم القصيدة : 16422
-----------------------------------
راحَ الرفاقُ ولمْ يرحْ مرارُ
وَأقَامَ بَعْدَ الظّاعِنينَ وَسَاروا
لاتَبْعَدَنّ وَكُلُّ حَيٍّ هَالِكٌ
وَلِكلّ مَصرَعِ هالِكٍ مِقْدارُ
كانَ الخِيارِ سِوى َ أبيهِ وَعَمّهِ،
وَلِكُلّ قَوْمٍ سادَة ٌ وَخِيَارُ
لايُسلِمُونَ لدى الحَوادثِ جارَهمْ
و همُ لمنْ خشى الحوادثَ جارُ
و أقولُ منْ جزعٍ وقد فتنا بهِ
و دموعُ عيني في الرداءِ غزار
للدافنينَ أخا المكارمِ والندى
للهِ ما ضمنتْ بك الأحجار
لما غدوا بأغرَّ أروعَ ماجدٍ
كالبدر تستسقى بهِ الأمطارُ
كادَتْ تَقَطَّعُ عندَ ذلكَ حَسرَة ً
نَفسي وَقَدْ بَعُدَ الغَداة َ مَزَارُ
صَلّى الإلَهُ عَلَيكَ من ذي حُفَرة ٍ
خَلَتِ الدّيارُ لَه فَهُنّ قَفَارُ
وَسَقَاكَ مَنْ نَوْء الثُّرَيّا عارِضٌ
تَنْهَلّ مِنْه دِيمَة ٌ مِدْرَارُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ
أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ
رقم القصيدة : 16423
-----------------------------------(13/167)
أرقَ العيونُ فنومهنَّ غرارُ
إذ لا يساعفُ منَ هواكَ مزارُ
هلْ تبصرُ النقوينِ دونَ مخفقٍ
أمْ هلْ بدتَ لكَ بالجنينة ِ نارُ
طَرَقَتْ جُعادَة ُ وَاليَمامَة ُ دونَها
رَكْباً، تُرَجَّمُ دونَها الأخْبَار
لوْ زرتنا لرأيتَ حولَ رحالنا
مثلَ الحنيَّ أملها الأسفارُ
نَزَعَ النّجائِبَ سَموَة ٌ من شَدْقَمٍ،
وَالأرْحَبِيُّ، وَجَدُّهَا النَّطّار
وَالعِيسُ يَهْجُمُهَا الهَجِيرُ كَأنّمَا
يَغْشى َ المَغَابِنَ وَالذّفَارِيَ قَار
أني تحنُّ إلى الموقرَّ بعدَ ما
فَنيَ العَرَائِكُ، وَالقَصَائِدُ رَار
و العيسُ تسحجها الرحال اليكمُ
حتى تعرقَ نفيها الأكوارُ
أمستْ زيارتنا عليمَ بعيدة ً
فَسَقى بِلادَكِ دِيَمة ٌ مِدرَار
تُرْوِي الأجَارِعَ وَالأعَازِلَ كُلَّهَا،
و النعفَ حيثُ تقابلَ الأحجار
هلْ حلتِ الوداءُ بعدَ محلنا
أوْ أبْكُرُ البَكَرَاتِ أوْ تِعْشَارُ
أوْ شُبْرُمَانُ يَهِيجُ مِنْكَ صَبَابَة ً،
لَمّا تَبَدّلَ سَاكِنٌ وَدِيَارُ
و عرفتُ منصبَ الخيامِ على بلى
و عرفتُ حيثُ تربطُ الأمهارُ
علقتها إنسية ً وحشية ً
عصماءَ لوْ خضعَ الحديثُ نوار
فَتَرَى مَشارِبَ حَوْلَها حَرَمُ الحِمى
و الشربُ يمنعُ والقلوبُ حرار
قد رابني ولمثلُ ذاكَ يربيني
للغَانِيَاتِ تَجَهّمٌ وَنِفَارُ
وَلَقَدْ رَأيْتُكَ وَالقَنَاة ُ قَوِيمَة ٌ،
إذْ لمْ يَشِبْ لَكَ مِسحَلٌ وَعِذَارُ
وَالدّهْرُ بَدّلَ شَيْبَة ً وَتَحَنّياً؛
وَالدّهْرُ ذُو غِيَرٍ، لَهُ أطْوَارُ
ذهبَ الصبا ونسينَ إذْ أيامنا
بالجهلتينِ وبالرغامِ قصارُ
مطلَ اليدونُ فلا يزالُ مطالبٌ
يرجو القضاءَ وما وعدنَ ضمارُ
يا كعبُ قدْ ملأَ القبورَ مهابة ً
مَلِكٌ تَقَطَّعُ دُونَهُ الأبْصَارُ
هلْ مثلُ حاجتنا اليكمْ حاجة ٌ
أوْ مِثْلُ جَارِي بِالمُوَقَّرِ جَارُ
حِلْماً وَمَكْرُمَة ً وَسَيْباً وَاسِعاً،
وَرَوَافِدٌ حُلِبَتْ إلَيْكَ غِزَارُ
بَدْرٌ عَلا فَأنَارَ، لَيْسَ بآفِلٍ،(13/168)
نُورُ البَرِيّة ِ مَا لَهُ اسْتِسْرَارُ
لَمّا مَلَكْتَ عَصَا الخِلافَة ِ بَيّنَتْ،
للطّالِبِينَ، شَمَائِلٌ وَنِجَارُ
ساسَ الخِلافَة َ حِينَ قامَ بحَقّهَا،
و حمى الذمارَ فما يضاعُ ذمارُ
وَيَزِيدُ قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أنّهُ
غَمْرُ البُحُورِ إلى العُلَى ، سَوّارُ
و عروقُ نبعتكمْ لها طيبُ الثرى
وَالفَرْعُ لاجَعْدٌ وَلا خَوّارُ
إنّ الخَليفَة َ لليَتَامى َ عِصْمَة ٌ،
وَأبُو العِيَالِ يَشُفّهُ الإقْتَارُ
صَلّى القَبائلُ مِنْ قُرَيشٍ كُلُّهُمْ،
بالموسمينْ عليكَ والأنصارُ
تَرْضى َ قُضَاعَة ُ ما قضَيتَ وَسَلّمتْ،
لرضى ً بحكمكَ حميرٌ ونزارُ
قيسٌ يرونكَ ما حييتَ لهمْ حياً
وَلآلِ خِندِفَ مُلْكُكَ اسِتِبْشارُ
و لقدْ جريتَ فما أمامكَ سابقٌ
و على َ الجوالبِ كبوة ٌ وغبار
آلُ المهلبِ فرطوا في دينهم
وَطَغَوْا كَمَا فَعَلَتْ ثَمُودُ فبارُوا
إنّ الخِلافَة َ يا ابنَ دَحْمَة َ دُونَها
لُجَجٌ تَضِيقُ بها الصّدورُ غِمَارُ
هلْ تذكرونَ إذا الحساسُ طعامكْ
وَإذِ الصَّغاوَة ُ أرْضُكُمْ وَصحَارُ
رَقَصَتْ نِسَاءُ بَني المُهَلّبِ عَنْوَة ً
رَقْصَ الرّئَالِ وَمَا لَهُنّ خِمَارُ
لَمّا أتَوْكَ مُصَفَّدِينَ أذِلّة ً،
شفى النفوسُ وأدركَ الأوتارُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أهَاجَ الشّوْقَ مَعْرِفَة ُ الدّيَارِ،
أهَاجَ الشّوْقَ مَعْرِفَة ُ الدّيَارِ،
رقم القصيدة : 16424
-----------------------------------
أهَاجَ الشّوْقَ مَعْرِفَة ُ الدّيَارِ،
برهبيَ الصلبِ أو بلوى مطارِ
و قدْ كانَ المنازلُ مؤنساتٍ
فَهُنّ اليَوْمَ كالبَلَدِ القِفَارِ
وَقَدْ لامَ العَوَاذِلُ في سُلَيْمَى
و قلَّ إلى عواذليَ اعتذاري
وَقَدْ حاذَرْتُ أهْلَكِ انْ يَبِينُوا
فَما بالَيْتِ، بالأُدَمى َ، حِذارِي
قَسِيمٌ مِن فُؤادِكِ حيثُ حَلّتْ
بِيَبْرِينَ الأحِبّة ُ، أوْ وَبَارِ
و ما زالَ الفؤادُ اليكِ صباًّ
على َ ضغنِ لقومكِ وازورارِ(13/169)
بَعِيداً ما نَظَرْتَ بذي طُلُوحٍ،
لتبصرَ بالجنينة ِ ضوءَ نارِ
وَمَا عابَ الجِلاءَ ظُهُورُ عِرْقٍ
إذا اجتُلِيَتْ وَلا قَلَقُ السّوَارِ
و ما شربتَ بذي سبخٍ أجاجاً
وَلا وَطِئَتْ عَلى رَمَضِ الجِفَارِ
و تعجبُ منْ شحوبي أمُّ نوحٍ
و ما قاستْ رواحي وابتكاري
وَشَبّهْتُ القِلاصَ وَحادِيَيْهَا
قِداحاً صَكَّهَا يَسَرَا قِمَارِ
وكَمْ كُلّفْنَ دونَكَ من سُهوبٍ
وَمِنَ لَيْلٍ يُواصَلُ بِالنّهَارِ
و مجهولٍ عسفنَ بنا اليكمْ
قصيرِ الظلَّ مشتبهِ الصحاري
يخب الآلُ إذْ نشرتْ صواهُ
على حزانهِ خببَ المهاري
إذا خَلَجُوا الأزِمّة َ في بُرَاها،
و ألصقنَ المواركِ بالذفاري
وَللعَبّاسِ مَكْرُمَة ٌ وَبَيْتٌ
على َ العلياءِ مرتفعُ السواري
و إنَّ العيسَ قدْ رفعتْ اليكمْ
بَعِيدَ الأهْلِ، مُعْتَمِدَ المَزَارِ
و إنكَ خيرُ موضعِ رحلِ ضيفٍ
و أوفى العالمينَ بعقدِ جارِ
فيا بنَ المطعمينَ إذا شتونا
وَيا ابنَ الذّائدينَ عَنِ الذِّمَارِ
وَتُمْطِرُ مِنْ نَداكَ يَدَاكَ فَضْلاً
إلى َ كرمِ الشمائلِ والنجارِ
وَتُوقِدُ نَارَ مَكْرُمَة ٍ وَأُخرَى ،
إذا مَا عُدّ مَكْرُمَة ُ الفَخَارِ
إذا مَا المَحْلُ أخْمَدَ كلَّ نَارِ
و يؤمَ العقرِ ألحمتَ السرايا
لمَيْمُونِ النّقِيبَة ِ وَهْوَ شَارِدي
ثَأرْتَ المَسْمَعَينِ وَقُلْتَ بُوؤوا
بِقَتْلِ أخي فَزَارَة َ وَالخِيَارِ
كأنَّ الخيلَ بعدَ قيادِ حولٍ
قِياسُ النّبْعِ شَحّجَهُنّ بَارِي
إذا ازدادَ العمونَ عمى ً عرفتمْ
هُدَى الإسْلامِ وَاضِحَة َ المَنَارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> خليليَّ منْ زفرة ٍ قدْ رددتها
خليليَّ منْ زفرة ٍ قدْ رددتها
رقم القصيدة : 16425
-----------------------------------
خليليَّ منْ زفرة ٍ قدْ رددتها
وَمِن ظُلمَة ٍ وَارَتْ عليَّ ضحى ً حَجرا
إذا ما دَعَا قَوْمٌ عَليّ أخَاهُمُ،
دَعَوْتُ فلَمْ أُسمِعْ حكيماً وَلا عمرا(13/170)
العصر الإسلامي >> جرير >> ألَمّ خَيالٌ هَاجَ مِنْ حَاجَة ٍ وَقْرَا،
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ مِنْ حَاجَة ٍ وَقْرَا،
رقم القصيدة : 16426
-----------------------------------
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ مِنْ حَاجَة ٍ وَقْرَا،
عليكَ السلامُ ما زيارتكَ السفرا
بيهماءَ غورْ الماءِ يمسي دليلها
منَ الهولِ يشكو في مسامعهِ وقرا
تَرَى الخِمْسَ فيها مُسْلَحِبّاً قطارُه
إذا القَوْمُ جارُوا مثلَ أن يُقتَلوا صَبرَا
تشجُّ بها أجوازَ كلَّ تنوفة ٍ
كَأنّ المَطَايا يَتّقِينَ بِنَا جَمْرَا
طَوَاها السُّرَى طيَّ الجُفونِ وَأُدرِجتْ
منَ الضُّمْرِ حتى ما تُقِرّ لها ضَفْرَا
إذا فوزتْ عن ذي جراولَ أنجدتْ
مِنَ الغَوْرِ وَاعرَوْرَتْ حَزَابيَها الغُبرَا
وَمَا سَيْرُ شَهْرٍ كُلّفَتْهُ رِكابُنَا،
و لكنهُ شهرٌ وصلنَ بهِ شهرا
نوة احلَ يخبطنَ السريحَ اليكمُ
من الرّملِ حتى خاضَ رُكبانُها البحرَا
إذا نحنُ هجنا بالقلاة ِ كأنما
نَهِيجُ غَداة َ الخِمسِ خاضِبة زُعرَا
طَلَبْنَ ابنَ لَيلى مِنْ رَجاء فضُولِهِ
و لولا ابنُ لبلى َ ما وردنَ بنا مصرا
حُمِدْتُمْ وَبُشّرْنا بفَضْلِ نَداكُمُ
وَكانَ كشيء قَدْ أحَطْنا به خُبرَا
إذا ما أناخَ الراغبونَ ببابكمْ
معَ لوفدَ لم ترجعِ عيابهمْ صفرا
و قالوا لنا عبدَ العزيزِ عليكمُ
هنالكَ تلقى الحزمَ والنائلَ الغمرا
سَمَتْ بكَ خَيرُ الوَالِداتِ فَقَابَلَتْ
لليلة َ بدرِ كانَ ميقاتها قدرا
فجاءتْ بنورٍ يستضاءُ بوجههِ
لَهُ حَسَبٌ عال وَمن يُنكِرُ الفَجرَا
وَمَنسُوبة ٍ بَيضَاء من صُلْبِ قَوْمِها،
جَعَلْتَ الرّماحَ الخاطَرَاتِ لها مَهْرَا
إذا الدُّهمُ مِنْ وَقْعِ الأسِنّة ِ عِندَها
حُسِبْنَ وِرَاداً أوْ حُمَيْلِيّة ً شُقْرَا
وَسَاقَتْ إلَيكُمْ حاجَة ٌ لمْ نَجِدْ لها
وراءكنْ معدى ولا عنكمُ قصراً
أغِثْني وَأصْحابي بضَامِنَة ِ القِرَى ،
كأنَّ بأحقيها مقيرة ً وفرأ
إذا هيَ سافَتْ نَوْرَ كُلّ حَدِيقَة ٍ(13/171)
لها أرجٌ أضحتْ مشافرها صفرا
لكَ الفَرْعُ من حيّيْ قُرَيشٍ فلم تُضعْ
إذا عُدّتِ المَسعاة ُ نَجْماً وَلا بَدْرَا
تَفَرّعْتَ بَيْتَ الأصْبَغَينِ فلم تجِدْ
بِنَاءً يَفُوقُ الأصْبَغَينِ وَلا عَمْرَا
تخَيّرَهُمْ مَرْوَانُ مِنْ بَيْتِ رِفْعَة ٍ
و كانَ لهمْ كفؤاً وكانَ لهمْ صهرا
فَإنّ تَميماً، فَاعلَمَنّ، أخُوكُمُ،
وَمن خَيرِ مَنْ أبلَيتَ عافيَة ً شُكرَا
إذا شِئْتُمُ هِجْتُمْ تَميْماً فهِجتُمُ
ليوثَ الوَغى يَهصِرْنَ أعداءكم هصرَا
نقودُ الجيادُ المقرباتِ على الوجى
لأِعدائِكُمْ حتى أبَرْنَاهُمُ قَسْرَا
العصر الإسلامي >> جرير >> منْ شاءَ بايعتهُ مالي وخلعتهُ
منْ شاءَ بايعتهُ مالي وخلعتهُ
رقم القصيدة : 16427
-----------------------------------
منْ شاءَ بايعتهُ مالي وخلعتهُ
ما تُكْمِلُ الخُلجُ في ديوَانهم سطَرَا
بَقِيّة ُ الخُلْجِ أعْمَى ماتَ قائِدُهُ،
قَدْ أذهَبَ الله مِنْهُ السّمعَ وَالبصَرَا
لَوْلا ابنُ ضَمْرَة َ قد فرقتُ مَجلسكُم
كَما يُفَرّقُ كَيُّ المِيسَمِ الوَبَرَا
لا ينقلونَ إلى َ الجبانِ ميتهمْ
حتى يُؤاجِرَ يَعقُوبٌ لَهُمْ نَفَرَا
العصر الإسلامي >> جرير >> نعوا عبدَ العزيزِ فقلتَ هذا
نعوا عبدَ العزيزِ فقلتَ هذا
رقم القصيدة : 16428
-----------------------------------
نعوا عبدَ العزيزِ فقلتَ هذا
جليلُ الرزءِ والحدثُ الكبيرُ
فَبِتْنَا لا نَقَرُّ بِطَعْمِ نَوْمٍ،
وَلا لَيْلٌ نكَابِدُهُ قَصِيرُ
فَهَدّ الأرْضَ مَصرَعُهُ فَمادَتْ
رواسيها ونضبتِ البحورُ
و أظلمتَ البلادُ عليهِ حزناً
و قلتُ أفارقَ القمرُ المنيرُ
وَكُلُّ بَني الوَلِيدِ أسَرّ حُزْناً
و كلُّ القومِ محتسبٌ صبورُ
و كيفَ الصبرُ إذ نظروا اليه
يردُّ على سقائفهِ الحفير
تَزُورُ بَنَاتُهُ جَدَثاً مُقِيماً،
بنفسي ذلكَ الجدثُ المورُ
بَكَى أهْلُ العِرَاقِ وَأهْلُ نَجْدٍ
على عبدِ العزيزِ ومنْ يغور(13/172)
وَأهْلُ الشّامِ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْهِ
وأحزَنَهُمْ، وزَلْزِلَتِ القُصُورُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما بالُ نومكَ بالفراشِ غرار
ما بالُ نومكَ بالفراشِ غرار
رقم القصيدة : 16429
-----------------------------------
ما بالُ نومكَ بالفراشِ غرار
لَوْ أنّ قَلْبَكَ يَسْتَطيعُ لَطَارَا
وَإذا وَقَفْتَ عَلى المَنَازِلُ بِاللّوَى
هاجَتْ عَلَيْكَ رُسُومُها استِعْبَارَا
حيَ المَنَازِلَ، وَالمَنازِلُ أصْبَحَتْ،
بَعدَ الأنِيسِ، منَ الأنيسِ قِفَارَا
و الغانياتُ رجعنَ كلَّ مودة َّ
إذْ كانَ قَلبُكَ عِنْدَهُنّ مُعَارَا
أصْبَحْنَ بَعْدَ خِلابَة ٍ وَتَذَلّلٍ،
يَقْطَعْنَ دُونَ حَديثِكَ الأبْصَارَا
أفَمَا تُرِيدُ لحِقْدِهِنّ تَحَقّداً،
أمْ ما تريدُ عنْ الهوى اقصارا
وَلَقَدْ يَرَيْنَكَ، وَالقَنَاة ُ قَوِيمَة ٌ،
وَالدّهْرُ يَصْرِفُ للفَتى أطْوَارَا
أزْمَانَ أهْلُكَ في الجَميعِ تَرَبّعُوا
ذا البيضِ ثمَّ تصيفوا دوارا
طَرَقَتْ جُعَادَة ُ بِالرُّصَافَة ِ أرْحُلاً
مِنْ رَامَتَينِ؛ لَشَطّ ذاكَ مَزَارَا
و إذا نزلتِ منَ البلادِ بمنزلٍ
وُقِيَ النُّحُوسَ وَأُسْقيَ الأمْطَارَا
طالَ النهارُ ببربروسَ وقد نرى
أيّامَنَا بِقُشَاوَتَيْنِ قِصَارَا
مَا كُنْتَ تَنْزِلُ يا فَرَزْدَقُ مَنْزِلاً
إلاّ تَرَكْتَ بهِ، لقَوْمِكَ، عَارَا
و إذا لقيتَ بني خضافِ فقلْ لهمْ
يَوْمُ الزّبَيرِ كَسَا الوّجُوهَ غُبَارَا
لؤمَ المواطنِ ياقيونَ مجاشعٍ
في النّاسِ أنْجَدَ خِزْيُهُنّ وَغَارَا
غروا بحلبهمُ الزبيرَ فلمْ يجدْ
عِنْدَ الجِوَارِ بحَبْلِكَ اسْتِمْرَارَا
ما كانَ جربَ في الحروبِ عدوكمْ
ناباً تعضُّ بهِ ولا أظفارا
فاسألْ جحاجحَ منْ قريشٍ إنهمْ
تَلْقى َ لحُكْمِهِمُ هُدى ً وَمَنَارَا
و إذا الحجيجُ إلى المشاعرِ أو جفوا
فاسألْ كنانة َ واسألِ الأنصارا
وَاسْألْ ذَوِي يَمَنٍ إذا لاقَيْتَهُمْ
واسْألْ قُضَاعَة َ كلّهَا وَنِزَارَا(13/173)
منْ كانَ أثبتَ بالغثورِ منازلاً
وَمَنِ الأعَزُّ، إذا أجَارَ، جِوَارَا
نحنُ الحماة َ غداة َ جوفِ طويلعٍ
وَالضّارِبُونَ بَطَخْفَة َ الجَبّارَا
هَلْ تَعْرِفُونَ عَلى ثَنِيّة ِ أقْرُنٍ
عبساً غداة َ أضعتمُ الأدبارا
وَدَعَتْ غَمَامَة ُ بالوَقيطِ فَنَازَعَتْ
حبلَ المذلة ِ عثجلاً وضرارا
يا لَيْتَ نِسوَتَكُمْ دَعَوْنَ فَوَارِسِي
وَثُدِيُّهُنّ تُزَاحِمُ الأكْوَارَا
إنيَّ لأفخرُ بالفوارسِ فافتخرْ
بِالأخْبَثِينَ، شَمَائِلاً وَنَجَارَا
وَإذا تبُودِرَتِ المَكَارِمُ وَالعُلَى ،
رَجَعَتْ أكُفُّ مُجاشِعٍ أصْفَارَا
عَدُّوا خَضَافِ إذا الفُحولُ تُنُجّبتْ
وَالجَيْثلُوطَ، وَنَخْبَة ً خَوّارَا
وإذا فَخَرْتَ بأُمّهاتِ مُجاشِعٍ،
فَافْخَرْ بقَبْقَبَ وَاذكرِ النِّخْوَارَا
عيدانُكُمْ عُشرٌ وَلم يَكُ عودُكُمْ
نبعاً ولا سبطَ الفروعِ نضارا
قدْ شانَ فخرَ مجاشعٍ أنْ لمْ تكنْ
عندَ الحقائقِ تدركُ الأوتارا
و لقدْ نزلتَ فكنتَ أخبثَ نازلٌ
و ظعنتَ لا جزلاً ولا مختارا
إنَّ الفرزدقَ يا مجاشعُ لمْ يجدْ
بِالأجْرَعَينِ لِمُنْكَرٍ إنْكَارَا
ماذا يربيكَ إذ تعوذ بتغلبٍ
منيَّ ودمعكَ باردٌ إدرارا
خربانِ صيفٍ نفشتْ أعرافها
عَايَنّ أسْفَعَ مُلْحَماً مِبْكَارَا
تبقي المذلة ُ يا فرزدقُ والقذى
و المخزياتُ بعينكَ العوارا
فجعَ الأجاربُ بالزبيرِ ومنقرٌ
لمْ يختلوكَ وجاهروكَ جهارا
و عرفتَ منزلة َ الذليل فلمْ تجدْ
إلاّ التّلَهّفَ، ثُمّتِ الإقْرَارَا
قدْ عجلوا لكَ يا فرزدقُ خزية ً
فطلبتَ ليلة َ بيتوكَ ضمارا
و تقولُ جعنَ للفرزدقِ لا أرى
داراً كداركمْ الخبيثة َ دارا
وَالمُخَّ في قَصَبِ القَوَائِمِ رَارَا
و تقولُ طيبة ُ إذْ رأتكَ مقنعاً
أنْتَ الخَبِيثُ عِمامَة ً وَإزَارَا
لَوْ كانَ أهْلُكِ قَبْلَ ذاكَ تَبَيّنُوا
و سألتِ عنْ جهلِ الخبيثِ نوارا
حوضُ الحمارِ أبو الفرزدقِ فاعرفوا
منهُ قفاً ومقلداً وعذارا
لمْ يلقَ أخبثُ يا فرزدقُ منكمُ(13/174)
ليلاً وأخبثُ بالنهارِ نهارا
قَصُرَتْ يَدَاكَ عَنِ السّمَاء وَلم تجدْ
كَفّاكَ للشّجَرِ الخَبِيثِ قَرَارَا
كيفَ الفخارُ وما وفيتَ بذمة ٍ
يَوْم الزّبَيرِ وَلا حَمَيْتَ ذِمَارَا
أنسيتَ ويلَ أبيكَ أيامَ الصفا
قتلى أصيبَ بقتلهمْ وأسارى
و الخيلُ إذْ حملتْ عليكمْ جعفرٌ
كنتمْ لهنَّ برحرحانَ دوارا
قُلْتُم بِبُرْقَة ِ رَحْرَحَانَ لِمَعْبْدٍ:
لا تدعنا وتربص المقدارا
تَرَك الكُبُولَ جَوَالِياً في مَعبَدٍ،
و المخَّ في تصبِ القوائمِ رارا
وَالنّاسُ قَدْ عَلِمُوا مَوَاطِنَ منكمُ
تُخْزِي الوُجُوهَ وَتَمْنَعُ الإسْفَارَا
وفدَ الوفودُ إلى الملوكِ فأنجحوا
فَذرُوا الوِفَادَة َ وَانفُخوا الأكْيارَ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الثور والحضيرة
الثور والحضيرة
رقم القصيدة : 1643
-----------------------------------
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الأثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال : قضاء وقدر ،
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
العصر الإسلامي >> جرير >> يا أهلَ جزرة َ لا حلمٌ فينفعكمْ
يا أهلَ جزرة َ لا حلمٌ فينفعكمْ
رقم القصيدة : 16430
-----------------------------------
يا أهلَ جزرة َ لا حلمٌ فينفعكمْ
أوْ تنتهونَ فينجي الخائفَ الحذرُ
يا أهلَ جزرة َ إني قدْ نصبتُ لكمْ
بالمنجنيقِ ولما يرسلِ الحجرُ
العصر الإسلامي >> جرير >> كَأنّي، بِالمُدَيْبِرِ بَيْنَ زَكّا
كَأنّي، بِالمُدَيْبِرِ بَيْنَ زَكّا
رقم القصيدة : 16431
-----------------------------------
كَأنّي، بِالمُدَيْبِرِ بَيْنَ زَكّا
وَبَينَ قُرى َ أبي صُفْرَى ، أسِيرُ
كفى حزناً فراقهمُ وأنيَّ
غَرِيبٌ لا أُزَارُ وَلا أزُورُ(13/175)
أجِدّي فاشرَبي بِحياضِ قَوْمٍ،
عليهمْ منْ فعالهمُ حبير
عداكِ الفقرُ ما عدتِ المنايا
رفَاعِيَّ القَنَاة ِ، لَهُ نَقِيرُ
وَإنّ بَني رِفَاعَة َ مِنْ تَمِيمٍ،
همُ اللجأُ المؤملُ والنصيرُ
همُ الأخيارُ منسكة ً وهدياً
وَفي الهَيْجَا كأنّهُمُ الصّقُورُ
مرائيبُ الثأي حشدُ المقاري
وُفاة ٌ حِينَ لا يُوفي خَفِيرُ
إذا غارَ الندا لخواء نجمٍ
فَسَيْبُ بَني رِفَاعَة َ لا يَغُورُ
بهمْ حدبُ الكرامِ على الموالي
و فيهمْ عنْ مساءتهمْ فقورُ
عَنِ النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ،
وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ
خَلائِقُ بَعْضُهُمْ فيها كَبَعضٍ
و يؤمُّ صغيرهمْ فيها الكبير
وَخُوصٍ قَدْ قَرَنْت بِهنّ خُوصاً
تجافى َ الغيثُ عنها والخضور
كأنّ جُمَامَهَا لَمّا اسْتَجَمّتْ
غايا مجربٍ فيهنَّ قير
فخضخضتُ النطافَ ليعملاتٍ
نَوَاشِطَ حينَ يَستَغطي البَرِيرُ
فسافتْ ثمَّ أدركها نجاءٌ
على البصراتِ يقصدُ أو يجور
كَأنّ زُهَاءهُنّ، مُوَلّياتٍ،
بِذِي الحَوْمَانَتَينِ، قَطاً يَطيرُ
قلائصَ عذبتْ ليلى عليها
و عذبَ ليلها نسعٌ وكورُ
برى قمعاتها سيري اليهمِ
وَتَهْجِيِري إذا صَخَدَ الهَجِيرُ
فكَمْ وَاعَسنَ مِنْ حَبلٍ إلَيهِمْ،
و منْ قورٍ مواجههنَّ قور
و منْ حنشٍ تعرضَ للنايا
كأنَّ مجرهُ فيها جرير
وَقَفٍّ كالسّحابَة ِ حينَ أوْفى َ،
بَعِيدَ الغَوْلِ، أسْفَلُهُ وُعُورُ
وَقَوْمٍ ضَامِزِينَ على نَداهُمْ،
إذا سئلوا كما ضمزَ الحمير
نأنى ودهمْ فنأيتُ إني
بذلكَ حينَ لا أدنى جديرُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألاَ ليتَ شعري ما البحيرة َ فاعلُ
ألاَ ليتَ شعري ما البحيرة َ فاعلُ
رقم القصيدة : 16432
-----------------------------------
ألاَ ليتَ شعري ما البحيرة َ فاعلُ
بها الدهرُ أوْ ما يفعلنَّ أميرها
فناجيتُ نفسي في الملاءِ وخالياً
بصرمكَ فاستعصى على َّ ضميرها
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَنْفي قُرُوماً مِنْ مَعَدٍّ لغَيْرِهِمْ؟(13/176)
أتَنْفي قُرُوماً مِنْ مَعَدٍّ لغَيْرِهِمْ؟
رقم القصيدة : 16433
-----------------------------------
أتَنْفي قُرُوماً مِنْ مَعَدٍّ لغَيْرِهِمْ؟
كَذَبْتَ وَلمْ تَصْدُقْ معدُّ مَصِيرُهَا
قُضَاعَة ُ لَمْ يَبْغُوا أباً عَنْ أبِيهِمْ
مَعَدٍّ، وَقُدّتْ مِن مَعَدّ سيورُهَا
قُضَاعَة ُ رُكْنٌ مِنْ مَعَدّ، وأُمُّهمْ
لحِمْيَرَ، وَالأنْسابُ يَنمى َ خَبيرُهَا
فلا خَيرَ في تَرْكِ النّبُوّة ِ وَالهُدَى ،
و لا خيرَ في دعوى يكذبُ زورها
و آبَ إلى الأقيانِ ألأمُ وافدٍ
إذا خُلّ عَنْ ظَهرِ النّجيبَة ِ كورُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> يا عقبَ لا عقبَ لي في البيتِ أسمعهُ
يا عقبَ لا عقبَ لي في البيتِ أسمعهُ
رقم القصيدة : 16434
-----------------------------------
يا عقبَ لا عقبَ لي في البيتِ أسمعهُ
مَنْ للأرَامِلِ وَالأضْيَافِ وَالجَارِ
أمْ منْ لبابٍ إذا ما اشتدَّ حاجبهُ
أمْ منْ لخصمٍ بعيدِ السأو خطارِ
أمْ مَنْ يَقُومُ بِفَارُوقٍ إذا اختَلَفَتْ
غياطلُ الشكَّ منْ وردٍ وَ إذدار
أمْ للقَنَاة ِ، إذا ما عَيَّ قائِلُهَا،
أمْ للأعِنّة ِ، يا عُقْبَ بنَ عَمّارِ؟
يا عقبَ لا عقبَ لي في اليومِ أسمعهُ
إلاَّ ثوية ُ رمسٍ بينَ أحجارِ
كانَ الخَليلَ الذي تَبْقى َ مَوَدّتُهُ
عِندي وَمَوْضِعَ حاجَاتي وَأسْرَارِي
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا إنّمَا شَنٌّ حِمارٌ وَأعنُزٌ،
ألا إنّمَا شَنٌّ حِمارٌ وَأعنُزٌ،
رقم القصيدة : 16435
-----------------------------------
ألا إنّمَا شَنٌّ حِمارٌ وَأعنُزٌ،
و أبياتُ سوءٍ ما لهنَّ ستورُ
أتَمْنَعُ مُخْضَرَّ السّحابِ عَجائِزٌ
لهنَّ بأطنابِ البيوتِ هريرُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَذْكُرُهُمْ، وَحاجَتُكَ ادّكَارُ،
أتَذْكُرُهُمْ، وَحاجَتُكَ ادّكَارُ،
رقم القصيدة : 16436
-----------------------------------
أتَذْكُرُهُمْ، وَحاجَتُكَ ادّكَارُ،
وَقَلْبُكَ، في الظّعائِنِ، مُستَعَارُ(13/177)
عسفنَ على الأماعزِ منْ حيٍّ
و في الأظعانِ عنْ طلحَ أزورار
و قدْ أبكاكَ حينَ علاكَ شيبٌ
بِتُوضِحَ، أوْ بِنَاظِرَة َ، الدّيَارُ
فَتَحْيَا مَرّة ً، وَتَمُوتُ أُخْرَى ،
و تمحوها البوارحُ والقطار
فدارَ الحيَّ لستِ كما عهدنا
و أنتِ إذا الأحبة ُ فيكِ دارُ
و كنتُ إذا سمعتُ لذاتِ بوٍّ
حَنيناً، كَادَ قَلْبي يسْتَطَارُ
أتَنْفَعُكَ الحَيَاة ُ، وَأُمُّ عَمْرٍو
قَرِيبٌ لا تَزُورُ، وَلا تُزَارُ
وقَد لَحِقَ الفَرَزْدَقُ بالنّصَارَى
ليَنصُرَهُمْ وَلَيسَ بِهِ انْتِصَارُ
وَيَسْجُدُ للصّلِيبِ مَعَ النّصَارَى ،
و أفلجَ سهمنا فلنا الخيارُ
تخاطرُ منْ وراءِ حمايَ قيسٌ
و خندفُ عزَّ ما حمى الذمار
أقينٌ يا تميمُ يعيبُ قيساً
يطيرُ على َ لهازمهِ الشرار
أخَاكُمْ يا تَمِيمُ، وَمَنْ يُحامي،
وَأُمُّ الحَرْبِ مُجْلِبَة ٌ نَوَارُ
و يعلمُ منْ يحاربُ أنَّ قيساً
صَنَادِيدٌ، لَهَا للُّجَجُ الغِمَارُ
و قيسٌ يا فرزدقُ لو أجاروا
بني العوامِ ما افتضحَ الجوارُ
إذاً لحمى فوارسُ غيرُ ميلٍ
إذا ما امتدَّ في الرهجِ الغبارُ
و كروا كلَّ مقربة ٍ سبوحٍ
وطِرْفٍ في حَوالِبِهِ اضْطِمَارُ
غدرتمْ بالزبيرِ وما وفيتمْ
فداديناً يبيتُ لها خوارُ
فَمَا رَضِيَتْ بِذِمّتِكُمْ قُرَيْشٌ؛
و ما بعدَ الزبيرِ بهِ اغترارُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أزاداً سوى يحيى تريدُ وصاحباً
أزاداً سوى يحيى تريدُ وصاحباً
رقم القصيدة : 16437
-----------------------------------
أزاداً سوى يحيى تريدُ وصاحباً
ألاَ إنَّ يحيى نعمَ زادُ المسافرِ
فما تأمنُ الوجناءُ وقعة َ سيفهِ
إذا أنْفَضُوا أوْ خَفّ ما في الغَرَائرِ
وَمَا مِنْ فَتى ً حَيٍّ بِيَحيْى َ أبِيعُهُ
بلا فاجرِ الدنيا ولا غيرِ فاجرِ
العصر الإسلامي >> جرير >> فِدى ً لِبَني سَعْدِ بنِ ضَبّة َ خالَتي
فِدى ً لِبَني سَعْدِ بنِ ضَبّة َ خالَتي
رقم القصيدة : 16438
-----------------------------------(13/178)
فِدى ً لِبَني سَعْدِ بنِ ضَبّة َ خالَتي
إذا أفْزَعَ الرَّوْعُ السّوَامَ المُنَفَّرَا
هموا قتلوا صبراً شيربنَ خالدٍ
و أبكوا لبسطامٍ مى تمِ حسرا
وَهُمْ عَصّبُوا يَوْمَ الشّقيقَة ِ رَأسَهُ
رَقِيقَ النّواحي، لا رِداءً مُحَبَّرَا
فَلَمّا أتَى الصّهْبَاءَ مَوقِعُهُمْ بِهِ،
دعتْ ويلها واستعجلتْ أنْ تخمرَّا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،
ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،
رقم القصيدة : 16439
-----------------------------------
ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،ألا يالَ قَوْمٍ مِنْ مَلامَة ِ عَيْثَمٍ،
وَداري بجَوّ الأخْنَسِيّة ِ دَارِيَا
تَلُومُ عَلى عَضّ الزّمَانِ وَلمْ تَدَعْ
سناماً ولا مخامنَ العظمِ واريا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هون عليك ( ياسر عرفات )
هون عليك ( ياسر عرفات )
رقم القصيدة : 1644
-----------------------------------
لا عليك
لم يَضْع شيءٌ ..
وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ
ما الذي ضاعَ ؟
بساطٌ أحمرٌ
أمْ مَخفرٌ
أمْ مَيْسِر .. ؟
هَوِّنْ عليك ..
عندنا منها كثيرٌ
وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك .
**********
دَوْلةٌ ..
أم رُتْبَةٌ ..
أم هَيْبَةٌ ..؟
هون عليك
سَوفَ تُعطى دولةً
أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ
فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك
وسَتُدعى مارشالاً
و تُغَطى بالنياشين
من الدولة حتى أذنيك ..
********
الذين استُشهدوا
أم قُيْدوا
أم شُرِّدوا ؟
هون عليك
كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك
بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا ..
ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا
ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ
دَخَلوها بِيَدَيكْ
*****************
أيُّ شيءٍ لم يَضعِ
ما دامَ للتقبيل في الدنيا وجودٌ
وعلى الأرض خدود
تتمنى نظرة من ناظريك(13/179)
فإذا نحنُ فقدنا ) القِبْلَةَ الأولى (
فإن ) القُبْلَةَ الأولى ( لديك
وإذا هم سلبونا الأرض والعرض
فيكفي
أنهم لم يقدروا .. أن يسلبونا شفتيك
بارك الله وأبقى للمعالي شفتيك !!!!
العصر الإسلامي >> جرير >> لِمَنْ رَسْمُ دارٍ، هَمّ أنْ يَتَغَيّرَا،
لِمَنْ رَسْمُ دارٍ، هَمّ أنْ يَتَغَيّرَا،
رقم القصيدة : 16440
-----------------------------------
لِمَنْ رَسْمُ دارٍ، هَمّ أنْ يَتَغَيّرَا،
تراوحهُ الأرواحُ والقطرُ أعصرا
و كنا عهدنا الدارَ والدارُ مرة ً
هيَ الدّارُ إذْ حَلّتْ بهَا أُمُّ يَعْمُرَا
ذَكَرْتُ بها عَهداً على الهَجرِ وَالبِلى ،
وَلابُدّ للمَشْعُوفِ أنْ يَتَذَكّرَا
أجنَّ الهوى ما أنسَ لا أنسَ موقفاً
عَشِيّة َ جَرْعاء الصَّرِيفِ وَمَنْظَرَا
تَبَاعَدَ هذا الوَصْل إذْ حَلّ أهْلُها
وَقَبّحَ قَيْناً، بالفَرَزْدَقِ، أعْوَرَا
لَياليَ تَسبي القَلْبَ مِنْ غَيرِ رِيبَة ٍ،
إذا سَفَرَتْ عن وَاضحِ اللّوْنِ أزهرَا
أتَى دونَ هَذا الهَمّ هَمٌّ فأسْهَرَا،
أراعى نجوماً تالياتٍ وغورا
أقُولُ لهَا مِنْ لَيْلَة ٍ لَيسَ طُولُها
كطول الليالي ليتَ صبحك نورا
أخافُ على نَفْسِ ابنِ أحْوَزَ إذْ شَفى
وَأبلى بَلاءً، ذا حُجُولٍ، مُشَهَّرَا
شدِيداً مِنَ الأثْآرِ خَوْلَة َ بَعْدَمَا
دعتْ ويلها واستعجلتْ أنْ تخمرا
ألا رُبّ سامي الطرْفِ من آلِ مازِنٍ،
إذا شمرتْ عنْ ساقها الحربُ شمرا
أتَنْسَوْنَ شدّاتِ ابنِ أحوَزَ؟ إنّهَا
وَأدْرَكَ ثَأرَ المِسْمَعَينِ بِسَيْفِهِ،
وَأغضِبَ في شَأنِ الخِيَارِ فنَكَّرَا
جَعَلْتَ، بِقَبْرٍ للخِيَارِ وَمالِكٍ،
وَقَبْرِ عَدِيٍّ في المَقَابِرِ، أقْبُرَا
وَغَرّقْتَ حِيتانَ المُزُونِ وَقَدْ لَقُوا
تَمِيماً، وَعِزّاً ذا مَناكِبَ مِدسَرَا
و أطفأتَ نيرانَ النفاقِ وأهلهِ
وَقَدْ حاوَلُوا في فِتْنَة ٍ أنْ تُسَعَّرَا
فلمْ تبقِ منهمْ راية ً يرفعونها
و لمْ تبقِ منْ آلِ المهلبِ عسكرا(13/180)
فأنَّ لأنصارِ الخليفة ِ ناصراً
عزيزاً إذا طاغٍ طغى وتجبرا
فذو العرشِ أعطانا الكرهِ والرضا
إمامَ الهُدى ذا الحِكْمَة ِ المُتَخَيَّرَا
فأضحتْ راوسي الملك في مستقرها
لمنجبٍ منْ آلِ مروانَ أزهرا
و إنَّ الذي أعطى الخلافة َ أهلها
أجِنَّ الهَوَى ما أنسَ مَوْقفاً
مَنَابِرَ مُلْكٍ كُلُّهَا مُضَرِيّة ٌ،
يُصَلّي عَلَيْنَا مَنْ أعَرْناه مِنْبَرَا
أنا ابنُ الثرى أدعو قضاعة َ ناصري
و ألِ نزارٍ ما أعزَّ وأكثرا
عَديداً مَعَدّيّاً لَهُ ثَرْوَة ُ الحَصى ،
وَعِزّاً قُضَاعِيّاً، وَعِزّاً تَنَزّرَا
نِزَارٌ إلى كَلْبٍ وكلبٌ إلَيْهِمُ،
أحقُّز أدنى منْ صداءٍ وحميرا
و أيُّ معديٍّ يخافُ وقدْ رأى
جبال معدٍْ والعديدَ المجمهرا
وَأبْنَاءُ إسْحَقَ اللّيوثُ إذا ارْتَدَوْا
محاملَ موتٍ لابسينَ السنورا
فَيَوْماً سَرَابِيلُ الحَديدِ عَلَيْهِمُ؛
و يوماً ترى خزاً وعصباً منيرا
إذا افتخروا عدوا الصبهندَ منهمُ
وَكَسرَى وَآلَ الهُرْمُزَانِ وَقَيصَرَا
ترى منهمُ مستبرصينَ على الهدى
وَذا التّاجِ يُضْحي مَرْزُباناً مُسَوَّرَا
أغرَّ شبيهاً بافنيقِ إذا ارتدى
على القُبطرِيّ الفارِسِيّ، المُزَرَّرَا
وَكَانَ كِتابٌ فيهِمُ وَنُبُوّة ٌ،
وَكَانُوا بإصْطَخْرَ المُلُوكَ وَتُسْتَرَا
لَقَدْ جاهَدَ الوَضّاحُ بالحَقّ مُعلماً،
فأورثَ مجداً باقياً أهلَ بربرا
أبُونا أبو إسحَاقَ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
أبٌ كانَ مهدياً نبياً مطهرا
و منا سليمانُ النبيُّ الذي دعى
فأُعْطيَ بُنْيَاناً، وَمُلْكاً مُسَخَّرَا
وَمُوسَى وَعيسَى وَالذي خَرّ سَاجِداً
فأنْبَتَ زَرْعاً دَمْعُ عَيْنَيْهِ أخْضَرَا
و يعقوبُ منا زادهُ اللهُ حكمة ً
و كانَ ابنُ يعقوبٍ أميناً مصوراً
فيجمعنا والغرَّ أبناءَ سارة ٍ
أبٌ لا نبالي بعدهُ منْ تعذرا
أبُونَا خَلِيلُ الله، وَالله رَبّنَا،
رضينا بما أعطى الالهُ وقدرا
بني قبلة َ الله التي يهتدى بها
فأورثنا عزاً وملكاً معمرا(13/181)
لشتانَ منْ يحمى معداً منَ العدا
و منْ يسكنُ الماخورَ في منْ تمخرا
فبؤْ بالمخازي يا فرزدقُ لمْ يبتْ
أديمكَ إلاَّ واهياً غيرَ أوفرا
فإنّكَ لوْضُمّنْتَ مِنْ مازِنٍ دَماً،
لمَا كانَ لابنِ القَينِ أنْ يَتَخَيّرَا
فلا تأمنُ الأعداءُ أسيافَ مازنٍ
وَلَكِنّ رَأيَ ابنَيْ قُفَيرَة َ قَصّرَا
فأخزيتَ يا ابنَ القينِ آلَ مجاشعٍ
فأصبحَ ما تحمى مباحاً مدعثرا
فما كانَ جيرانُ الزبيرٍ مجاشعٍ
بألأمَ منْ جيرانِ وهبٍ وأغدرا
و قالتْ قريشٌ للحواري جاركمْ
لَلاقَى جِواراً صَافِياً غَيرَ أكْدَرَا
تَرَاغَيْتُمُ يَوْمَ الزّبَيرِ، كأنّكُمْ
ضِبَاعُ مَغَارَاتٍ يُبَادِرْنَ أجْعُرَا
و جعثنَ كانت خزية ً في مجاشعٍ
كما كانَ غدرٌ بالحواريَّ منكرا
فانَّ عقالاً والحتاتَ كلاهما
تردى بثوبي غادرٍ وتأزرا
ألَمْ تَحْبِسُوا وَهْباً تُمَنّونَهُ المنى ،
و كانَ أخا همٍّ طريداً مسيرا
فلو أنَّ وهباً كانَ حلَّ رجالهُ
بِحَجْرٍ لَلاقَى ناصِرِينَ وَعُنصُرَا
و لوْ حلَّ فينا عاينَ القومُ دونهُ
عوابسَ يعلكنَ الشكيم وضمرا
إذاً لسمعتَ الخيلَ والخيلُ تدعى
رياحاً وتدعوا العاصمينَ وجعفرا
فوارسَ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ
إذا كانَ ما تذْرِي السّنابكُ عِثْيَرَا
و لو ضافَ أحياءً بحزنِ مليحة ٍ
للاقى جواراً صافياً أكدرا
هُمُ ضَرَبُوا هَامَ المُلُوكِ وَعَجّلُوا
بوردٍ غداة َ الحوفوانِ فبكرا
و قد جربَ الهرماسُ وقعَ سيوفنا
و صدعنَ عنْ رأسِ ابنِ كبشة َ مغفرا
و قدْ جعلتْ يوما بطخفة َ خيلنا
لآِلِ أبي قابُوسَ، يَوْماً مُذَكَّرَا
فَنُورِدُ يَوْمَ الرَّوْعِ خَيلاً مُغِيرَة ً،
و توردُ ناباً تحملُ الكيرَ صوأرا
سُبِقْتَ بِأيّامِ الفِضَالِ وَلَمْ تَجِدْ
لقومكَ إلاَّ عقرَ نابكَ مفخرا
لقيتَ القرومَ الخاطراتِ فلمْ يكنْ
نكيركَ إلاَّ أنْ تشولَ وتيعرا
وَلاَقَيْتَ خَيراً مِنْ أبِيكَ فَوَارِساً،
و أكرمَ أياماً سحيماً وجحدرا
همُ تركوا قيسا وعمراً كلاهما(13/182)
يمجُّ نجيعاً منْ دمِ الجوفِ أحمرا
و سارَ لبكرٍ نخبة ٌ منْ مجاشعٍ
فلما رأى شيبانَ والخيلَ كفرا
وَفي أيّ يَوْمٍ لَمْ تُسَاقُوا غَنِيمَة ً،
و جاركم فقعٌ يحالفُ قرقرا
لَقَد كُنتُ يا ابنَ القَينِ ذا خِبرَة ٍ بكم
و عوفٌ أبو قيسٍ بكمْ كانَ أخبرا
فَلا تَتّقُونَ الشّر حتى يُصِيبَكُمْ،
و لا تعرفونَ الأمرَ إلاَّ تدبرا
و عوفٌ يعافُ الضيمَ في آلِ مالك
وَكُنتمْ بني جَوْخى على المَوْتِ أصبْرَا
تركتمْ مزاداً عندَ عوفٍ رهينة ً
فأطْعَمَهُ عَوْفٌ ضِبَاعاً وَأنْسُرَا
أشاعتْ قريشٌ للفرزدقِ خزية ً
و تلكَ الوفودُ النازلونَ الموقرا
عشية َ لاقى القردُ قردُ مجاشعٍ
هزبراً ابأشبلينَ في الغيلِ قسورا
مِنَ المُحْمِياتِ الغِيلِ غيلِ خَفِيّة ٍ،
تَرَى تحتَ لَحْيَيْهِ الفرِيسَ المُعَفَّرَا
جَزى الله لَيلى في جُبيَرٍ مَلامَة ً،
إذا ذَكَرَتْ لَيلى جُبَيراً تَعَصّرَتْ،
وَلَيْسَ بشافٍ داءَها أنْ تَعَصّرَا
ألا قبحَ اللهُ الفرزدقَ كلما
أهلَّ مصلٍّ للصلاة ِ وكبرا
فَلا يَقْرَبَنّ المَرْوَتَينِ وَلا الصَّفَا،
وَلا مَسْجِدَ الله الحَرَامَ المُطَهَّرَا
فإنّكَ لَوْ تُعْطي الفَرَزْدَقَ دِرْهَماً
عَلى دِينِ نَصْرَانِيّة ٍ، لَتَنَصّرَا
و ألأمُ منسوبٍ قفاً حينَ أدبرا
لحَى الله مَاءً مِنْ عُرُوقٍ خَبِيثَة ٍ
سَقَتْ سَابِياءً جَاء فِيها مُخَمَّرَا
فهلْ لكم في حنثرٍ آلَ حنثرٍ
وَلّما تُصِبْ تِلكَ الصّواعِقُ حَنثَرَا
فانَّ ربيعاً والمشيعَ فاعلما
عَلى مَوْطِنٍ لمْ يَدْرِيَا كَيفَ قَدّرَا
ألا رُبّ أعشَى ظالِمٍ مُتَخَمِّطٍ،
جعلتُ لعينيهْ جلاءً فأبصرا
ألمْ أكُ ناراً يتقي الناسُ شرها
وسماً لأعداءِ العشيرة ِ ممقرا
ألم أكُ زادَ المرملينَ ووالجاً
إذا دفعَ البابُ الغريبَ المعورا
نُعَدّ لأيّامٍ نُعِدّ، لمِثْلِها،
فوارسَ قيسٍ دارعينَ وحسرا
أتَنْسَوْنَ يَوْمَيْ رَحْرَحانَ كِلَيْهِما
و قد أشرعَ القومُ الوشيجَ المؤمرا(13/183)
و ما كنتَ يا بنَ القينِ تلقي جيادهمْ
وقوفاً ولا مستنكراً أنْ تعقرا
تركتَ بوادي رحرحانَ نساءكم
و يمَ الصفا لاقيتمْ الشعبَ أوعرا
سَمِعتمْ بَني مَجدٍ دَعَوْا يالَ عامِرٍ
فَكُنْتُمْ نَعَاماً بالحَزِيزِ مُنَفَّرَا
و أسلتمُ لابني أسيدة ً حاجباً
وَلاقَى لَقِيطٌ حَتْفَهُ فَتَقَطّرَا
و أسلمتِ القلحاءُ للقومِ معبداً
يُجاذِبُ مَخْمُوسا مِنَ القِدّ أسمرَا
العصر الإسلامي >> جرير >> أعوذُ باللهِ العزيزِ الغفارْ
أعوذُ باللهِ العزيزِ الغفارْ
رقم القصيدة : 16441
-----------------------------------
أعوذُ باللهِ العزيزِ الغفارْ
و بالامامِ العدلِ غيرِ الجبارْ
مِنْ ظُلْمِ حِمّانَ وَتخرِيبِ الدّارْ
فاسألْ بني صحبٍ ورهطِ الجرار
و السلميينَ العظامِ الأخطارْ
وَالقُرَشييّنَ ذَوِي السَّيحِ الجارْ
هلْ كانَ قبلَ حفرنا منْ محفارْ
أو كانَ منْ وردٍ بهِ أو إصدارْ
حَفَرْتُها وَهيَ كِناسُ البَقّارْ،
مقفرة ُ الجوفِ أشدَّ الاقفار
يمشي بها كلُّ موشى بربار
موشمُ الأكرعِ فيها جار
يهزُّ روقية ِ كهزَّ الأسوارْ
تكسرُ المنقارَ بعدَ المنقارْ
بعددمِ الكفَّ ونزعِ الأظفارْ
يَصْهَلنَ في الجُبّ صَهيلَ الأمهارْ
في الجبلِ الأصمَّ غيرِ الخوارْ
فَسَائِلِ الجِيرَانَ عَن جارِ الدّارْ
فالجَارُ قَدْ يَعلَمُ أخبْارَ الجَارْ،
و احكمْ على تبينٍ واستبصارْ
يا لَيْتَنَا وَنَمِرَ بْنَ أنْمَارْ،
و الهوبرَ بنَ الهنبرَ بنِ اليهبارْ
عندَ مُصَلّى البَيتِ دُونَ الأستارْ،
مَقام إبْرَاهيمَ حَيثُ الأحْجَارْ
و يرفعُ السترَ بنو عبدٍ الدارْ
ثمَّ حفنا بالعزيزِ الغفارْ
فلقى الكاذبَ فوارُ النارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ
حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ
رقم القصيدة : 16442
-----------------------------------
حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ
أسنَنكَرَتْنيَ أمْ ضَنّتْ بتَخبيرِي
حيَّ الديارَ التي بلى معارفها(13/184)
كلَّ البلا نفيانُ القطرِ والمورِ
هلْ أنتِ ذاكرة ٌ عهداً على قدمٍ
أُسقِيتِ مِنْ سَبَلِ الغُرّ المَباكِيرِ
هَلْ تَعرِفُ الرَّبعِ إذ في الرَّبعِ عامرُه،
فَاليَوْمَ أصْبَحَ قَفْراً غَيرَ مَعمُورِ
أوْ تُبْصرَانِ سَنَا بَرْقٍ أضَاء لَنَا
رملَ السمينة ِ ذا الأنقاءِ والدور
ما حَاجَة ٌ لَكَ في الظُّعنِ التي بَكَرَتْ
منْ دارة ِ الجأبِ كالنخلِ المواقيرِ
كادَ التذكرَ يومَ البينْ يشفعني
إنَّ الحليمَ بهذا غيرُ معذورِ
ماذا أرَدْتَ إلى رَبعٍ وَقَفْتَ بِهِ،
هَلْ غَيرُ شَوْقٍ وَأحزَانٍ وَتَذكيرِ؟
ما كنتَ أولَ مخزونٍ أضربهِ
بَرْحُ الهَوَى ، وَعَذابٌ غَيرُ تَفْتِيرِ
تَبِيتُ لَيْلَكَ ذا وَجْدٍ يُخامِرُهُ،
كأنَّ في القلبِ أطرافَ المساميرِ
يا أُمّ حَزْرَة َ! إنّ العَهْدَ زَيّنَهُ
ودٌّ كريمٌ وسرٌّ غيرُ منثور
حَيّيْتِ شُعْثاً وَأطْلاحاً مُخَدَّمَة ً،
وَالمَيس مَنقُوشَة ً نَقْشَ الدّنَانِيرِ
هل في الغواني لمنْ قتلنَ منْ قودِ
أو منِ دياتٍ لقتلِ الأعينُ الحورِ
يَجْمَعنَ خُلْفاً وَمَوْعوداً بخِلْنَ بهِ
إلى جَمَالٍ وَإدْلالٍ وَتَصْوِيرِ
أما يزيدُ فانَّ اللهَ فهمهُ
حكماً وأعطاهُ ملكاً واضحَ النورِ
سرنا منَ الدامِ والروحانِ والأدمى
تنوي يزيدَ يزيدَ المجدِ والخيرِ
عيدِيّة ٌ بِرِحَالِ المَيْسِ تَنسُجُها
حَتى تَفَرَّجَ مَا بَينَ المَسَامِيرِ
خوضَ العيونِ إذا استقبلنَ هاجرة ً
يُحسَبنَ عوراً وَما فيهِنّ من عُورِ
تخدي بنا العيسُ والحرباءُ منتصبٌ
و الشمسُ والجة ٌ ظلَّ اليعافيرِ
مِنْ كُلّ شَوْساءَ لمّا خُشّ نَاظِرُها
أدْنَتْ مُذَمَّرَها من وَاسطِ الكُورِ
ما كادَ تَبلُغُ أطْلاحٌ أضَرّ بِهَا
بُعْدُ المَفَاوِزِ بَينَ البِشْرِ وَالنَّيرِ
مِنَ المَهَارِي التي لمْ يُفْنِ كِدْنَتَها
كرُّ الروايا ولمْ يحدجنَ في العيرِ
صَبّحنَ في الركبِ، إنّ الركبَ قحَّمهم
خِمْسٌ جَمُوحٌ فهَذا وِرْدُ تَبكِيرِ(13/185)
قَفْرَا الجَبَا لا تَرَى إلاّ الحَمَامَ بِهِ
مِنَ الأنِيسِ خَلاءً غَيرَ مَحضُورِ
تَنفي دِلاءُ سُقاة ِ القَوْمِ إذُ وَرَدُوا
كالغِسْلِ عن جَمّ طامٍ غيرِ مجْهورِ
كأن اوناً به منْ زيتِ سامرة ٍ
وَلَوْنَ وَرْدٍ مِنَ الحِنّاء مَعصُورِ
لما تشوقَ بعضُ القومِ قلتُ لهم
أينَ اليمامة َ منْ عينْ السواجيرِ
زوروا يزيدَ فانّ اللهَ فضلهُ
و استبشروا بمريعِ النبتِ محبورِ
لاَتسْأمْوا للمطايا ما سَرَينَ بِكُمْ
و استبشروا بنوالٍ غير منزورِ
و استمطروا نفحاتٍ غير مخلفة ٍ
منْ سيبِ مستبشرٍ بالملكِ مسرورِ
سرنا على ثقة ٍ حتى نزلتُ بكم
مُسْتَبشِراً بِمَرِيعِ النّبْتِ مَمطُورِ
لما بلغتَ إمامَ العدلِ قلتُ لهمْ
قد كانَ من طولِ إدلاجي وَتَهجِيرِي
فاستَوْرِدُوا مَنهَلاً رَيّانَ ذا حَبَبٍ
مِنْ زَاخِرِ البَحْرِ يَرْمي بالقَرَاقِيرِ
لقد تركتَ فلا نعدمكَ إذْ كفروا
لابنِ المُهَلّبِ عَظْماً غيرَ مَجبْوُرِ
يا ابنَ المُهَلّبِ إنّ النّاسَ قد علِموا
أنَّ الخلافة َ للشمَّ المغاويرِ
لا تَحسِبَنّ مِرَاسَ الحرْبِ إذ خطَرتْ
أكلَ القبابِ وأدمْ الرغفِ بالصبرِ
خَليفَة َ الله إنّي قد جعَلتُ لَكمْ
غراً سوابقَ منْ نسجي وتحبيري
لا ينكرُ الناسُ قدماً أنْ تعرفهمْ
سبقاً إذا بلغوا نحزَ المضاميرِ
زَانَ المَنَابِرَ، وَاختَالَت بمُنْتَجَبٍ
مثبتٍ بكتابِ اللهِ منصورِ
في ألِ حربٍ وفي الأعياصِ منبتهٌ
همْ ورثوكَ بناءً عاليَ السورِ
يستغفرونَ لعبدِ اللهِ إذ نزلوا
بالحوضِ منزلَ إهلالٍ وتكبيرِ
يكفي الخليفة َ أنَّ اللهَ فضلهُ
عزمٌ وثيقٌ وعقدٌ غيرُ تغريرِ
ما ينبتُ الفرعُ نبعاً مثلَ نبعتكمْ
عِيدانُها غَيرُ عَشّاتٍ وَلا خُورِ
قدْ أخرجَ اللهُ قسراً منْ معاقلهمْ
أهْل الحُصُونِ وَأصْحاب المَطامِيرِ
كمْ منْ عدوٍ فجذَّ الله دابرهمْ
كادوا بمَكْرِهِمُ فارْتَدّ في بورِ
وَكانَ نَصراً منَ الرحمنِ قدّرَهُ؛
و اللهُ ربكَ ذو ملكٍ وتقديرِ(13/186)
العصر الإسلامي >> جرير >> قُلْ للدّيارِ: سَقى أطْلالَكِ المَطَرُ،
قُلْ للدّيارِ: سَقى أطْلالَكِ المَطَرُ،
رقم القصيدة : 16443
-----------------------------------
قُلْ للدّيارِ: سَقى أطْلالَكِ المَطَرُ،
قد هجتِ شوقاً فماذا ترجعُ الذكرُ
أُسقِيتِ مُحتَفِلاً يَستَنُّ وَابِلُهُ؛
أوْ هاطِلاً مُرْثَعِنّاً صَوْبُهُ دِرَرُ
إذِ الزمان زمانٌ لا يقاربهُ
هذا الزمانُ وإذْ في وحشهِ غررُ
إنّ الفؤادَ معَ الظعنِ التي بكرتْ
منْ ذي طلوحٍ وحالتْ دونها البصرَ
قالوا: لعَلّكَ مَخزُونٌ! فَقلتُ لهم:
خَلّوا المَلامَة َ لا شَكوَى وَلا عِذَرُ
إنّ الخَليطَ أجَدّ البَينَ يَوْمَ غَدَوا
منْ دارة ِ الجأبِ إذْ أحد اجهمْ زمرُ
لمّا تَرَفّعَ مِنْ هَيجِ الجَنُوبِ لَهُمْ
ردوا الجمالَ لاصعادٍ وما انحدروا
مِنْ كُلّ أصْهَبَ أسرَى في عَقيقَتِهِ
نَسقٌ من الرّوْضِ حتى طُيّر الوَبَرُ
بزلٌ كأنَّ الكحيلَ الصرفَ ضرجها
حَيثُ المَناكبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ
أبصرنَ أنَّ ظهورَ الأرضِ هائجة ٌ
و قلصَ الرطبُ إلاّ أنْ يرى سرر
هلْ تبصرانِ حمولَ الحيَّ إذْ رفعتْ
حيُّ بغَيرِ عَباءِ المَوْصِلِ اختَدَرُوا
قالوا نرى الآلَ يَزْهى الدَّوْمَ أو ظُعُنا؛
يا بعدَ منظرهمْ ذاكَ الذي نظروا
ماذا يهيجكَ منْ دارٍ ومنزلة ٍ
أمْ بكاؤكَ إذْ جيرانكَ ابتكروا
نَادى المُنادي ببَينِ الحَيّ فابتَكَرُوا
مِنّا بُكُوراً فَما ارْتابُوا وَما انتظرُوا
حاذرتُ بينهمُ بالأمسِ إذْ بكروا
منا وما ينفعُ الاشفاقُ والحذرُ
كمْ دونهمْ منْ ذرى تيهٍ مخفقة ٍ
يكادُ ينشقُّ عنْ مجهولها البصرُ
إنّا بِطِخْفَة َ أوْ أيّامِ ذي نَجَبٍ،
نغمَ الفوارسُ لما التفتِ العذر
لمْ يخزأولَ يربوعِ فوارسهمْ
وَلا يُقالُ لهُمْ: كَلاّ، إذا افتَخرُوا
سائلْ تميماً عنْ فوارسنا
حينَ التقى بايادِ القلة ِ الكدر
لولا فوارسُ يربوعٍ بذي نجبٍ
ضَاقَ الطّرِيقُ وَعَيَّ الوِرْدُ وَالصَّدَرُ(13/187)
إنْ طاردوا الخيلَ لمْ يشووا فوارسها
أوْ واقفوا عانقوا الأبطالَ فاهتصروا
نحنُ اجتنبنا حياضَ المجدِ مترعة ً
منْ حومة ٍ لمْ يخالطْ صفوها كدرُ
إنّا وَأُمِّكَ مَا تُرْجَى ظُلامَتُنَا
عندَ الحفاظِ وما في عظمنا خورُ
تَلقَى تَمِيماً إذا خاضَت قُرُومُهُمُ
سَائِلْ تَميماً وَبَكْراً عَنْ فَوَارِسِنا
هَلْ تَعرِفُونَ بذي بَهدَى فَوَارِسَنا
يَوْمَ الهُذَيْلِ بأيدي القَوْمِ مُقتَسَرُ
الضّاربِينَ، إذا ما الخَيلُ ضَرّجَهَا
وقعُ القنا والتقى منْ فوقها الغبرُ
إنَّ الهذيلَ بذى بهدى تداركهُ
لَيْثٌ إذا شَدّ منْ نَجداتِهِ الظَّفَرُ
أرجو لتغلبِ إذْ غبتْ أمورهمُ
ألاّ يُبارَكَ في الأمرِ الذي ائتَمَرُوا
خابَتْ بَنُو تَغْلِبٍ إذ ضَلّ فارِطُهم
حوضَ المكارمِ إنَّ المجدَ مبتدر
الظاعنونَ على العمياءِ إنْ ظعنوا
و السائلونَ بظهرِ الغيبِ ما الخبر
وَمَا رَضِيتُمْ لأجْسادٍ تُحَرّقُهُمْ
في النارِ إذْ حرقتْ أرواحهمْ سقر
ألآكلونَ خبيثَ الزادِ وحدهمُ
و النازلونَ إذا واراهمُ الخمر
يَحْمي الذينَ ببَطحاوَيْ مِنى ً حسبي،
تلكَ الوجوهُ التي يسقى بها المطرْ
أعطوا خزيمة ً والأنصارَ حكمهمُ
و اللهُ عززَ بالأنصارِ منْ نصروا
إني رأيتكمُ والحقُّ مغضبة ٌ
تَخزَوْنَ أنْ يُذكرَ الجحّافُ أوْ زُفَرُ
قَوْماً يَرُدّنَ سَرْحَ القَوْمِ عَادِيَة ً
شُعثَ النّواصِي إذا ما يُطرَدُ العَكَرُ
إنّ الأخَيْطِلَ خِنْزِيرٌ أطَافَ بِهِ
إحدى الدوَاهي التي تُخشَى وَتُنتَظرُ
قادوا اليكمْ صدورَ الخيلِ معلمة ً
تَغشَى الطّعانَ وَفي أعطافِها زَوَرُ
كانَتْ وَقائعُ قُلْنَا: لَنْ تُرَى أبَداً
مِنْ تَغْلِبٍ بَعْدَها عَينٌ وَلا أثَرُ
حَتى سَمِعْتُ بخِنْزيرٍ ضَغَا جَزَعاً
منهمْ فقلتُ: أرَى الأموَاتَ قد نُشرُوا
أحياؤهمْ شرُّ أحياء وألأمهُ
وَالأرْضُ تَلفظُ مَوْتاهُمْ إذا قُبِروا
رِجْسٌ يكونُ، إذا صَلَّوا، أذانُهُمُ
قرعُ النواقيسِ لا يدرونَ ما السورُ(13/188)
فَما مَنَعتُمْ غَداة َ البِشْرِ نسوَتكُمْ
و لاصبرتمْ لقيسٍ مثلَ ما صبروا
أسلتمُ كلَّ مجتابٍ عباءتهُ
و كلَّ مخضرة ِ القربينِ تبتقر
هلاّ سكَنتمْ فيُخفي بَعضَ سَوْأتِكمْ
إذْ لا يغيرُ في قتلاكمُ غير
يا ابنَ الخَبيثَة ِ رِيحاً مَنْ عَدَلْتَ بِنَا
أمْ منْ جعلتَ إلى قيسٍ إذا ذخروا
قيسُ وخندفُ أهلُ المجدِ قبلكمْ
لَستُمْ إلَيهِمْ وَلا أنتمْ لهمْ خَطَرُ
موتوا منَ الغيظِ غماً في جزيرتكمْ
لمْ يقطعوا بطنَ دونهُ مضرُ
ما عدَّ قومٌ وإنْ عزوا وإنْ كرموا
إلاَّ افتخرنا بحقٍّ فوقَ ما افتخروا
نَرْضَى عَنِ الله أنّ النّاسَ قد علموا
أنْ لَنْ يُفاخِرَنا مِنْ خَلقِهِ بَشَرُ
وَمَا لتَغْلِبَ إنْ عَدّتْ مَساعِيَهَا
نجمٌ يضيءُ ولا شمسٌ ولا قمرُ
كانتْ بنو تغلبٍ لا يعلُ جدهمُ
كالمهلكينَ بذي الأحقافِ إذ دمروا
صبتْ عليهمْ عقينٌ ما تنظرهمْ
حَتى أصَابَهُمُ بِالحَاصِبِ القَدَرُ
تهجونَ قيساً وقد جذوا دوابركمْ
حتى أعَزّ حَصَاكَ الأوْسُ وَالنَّمِرُ
إني نفيتكَ عنْ نجدٍ فما لكمْ
نَجْدٌ وَمَا لكَ مَنْ غَوْرِيّهِ حَجَرُ
تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهمْ
برْقُ العَبَاء وَما حَجّوا وَما اعتَمَرُوا
الضّاحِكِينَ إلى الخِنْزِيرِ شَهْوَتَهُ،
يا قبحتْ تلكَ أفواهاً إذا اكتشروا
و المقرعينَ على الخنزيرِ ميسرهمْ
بئسَ الجزور وبئسَ القومُ إذ يسروا
وَالتّغْلِبيُّ لَئيمٌ، حِينَ تَجْهَرُهُ؛
وَالتّغْلِبيُّ لَئِيمٌ حِينَ يُختَبَرُ
وَالتّغْلِبيُّ، إذا تَمّتْ مُرُوءتُهُ،
عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القوْمِ مُؤتَجَرُ
نسوانُ تغلبَ لا حلمٌ ولا حسبٌ
و لا جمالٌ ولا دينٌ ولا خفرُ
مَا كانَ يَرْضى َ رَسُولُ الله دِينَهُمُ
و الطيبانِ أبو بكرٍ ولا عمرُ
جاء الرّسُولُ بِدِينِ الحَقّ فانتكَثوا،
وَهَلْ يَضِيرُ رَسُولَ الله أنْ كفَرُوا
يا خزرَ تغلبِ إنَّ اللؤمَ حالفكمْ
ما دامَ في ماردينَ الزيتُ يعتصر
تسربلوا اللؤمَ خلقاً منْ جلودهمُ(13/189)
ثُمّ ارْتَدَوْا بثِيابِ اللّؤمَ وَاتّزَرُوا
الشّاتمِينَ بَني بَكْرٍ إذا بَطِنُوا،
وَالجانحِينَ إلى بَكْرٍ إذا افتَقَرُوا
العصر الإسلامي >> جرير >> طربتَ وهاجَ الشوقَ منزلة ٌ قفرُ
طربتَ وهاجَ الشوقَ منزلة ٌ قفرُ
رقم القصيدة : 16444
-----------------------------------
طربتَ وهاجَ الشوقَ منزلة ٌ قفرُ
تراوحها عصرٌ خلا دونهُ عصرْ
أقولُ لعمروٍ يومَ جمدي نعامة
بكَ اليومَ بأسٌ لا غراءٌ ولا صبرْ
ألا تسألانِ الجوَّ متاعٍ
أما برحتْ بعدي يجودة ُ والقصر
أقولُ وذاكمْ للعجيبِ الذي أرى
أمالَ ابنَ مالٍ! ما رَبيعَة ُ والفَخْرُ؟
أسَاءوا فكانَتْ مِنْ رَبِيعَة َ عَادَة ً
بانْ لا يزالو نازلينَ ولا يقروا
يحالفهمْ نقرٌ قديمٌ وذلة ٌ
و بئسَ الحليفانِ المذلة ُ والفقرُ
فصبراً على ذلٍ ربيعَ بنَ مالكٍ
وَكُلُّ ذَليلٍ خَيرُ عادَتِهِ الصّبرُ
و أكثرَ ما كانتْ ربيعة ُ أنها
خِبَاءانِ شَتى لا أنِيسٌ وَلا قَفْرُ
بأي قديمٍ يا ربيعَ بنَ مالكٍ
وَأنْتُمْ ذُنَابَى لا يَدانِ وَلا صَدْرُ
إذا قيلَ يوماً يالَ حنظلة ً اركبوا
نزلتَ بقرواحٍ وطمَّ بك البحر
العصر الإسلامي >> جرير >> عَفَا ذُو حُمَامٍ بَعْدَنَا وَحَفِيرُ،
عَفَا ذُو حُمَامٍ بَعْدَنَا وَحَفِيرُ،
رقم القصيدة : 16445
-----------------------------------
عَفَا ذُو حُمَامٍ بَعْدَنَا وَحَفِيرُ،
وَبالسّرّ مِبْدى ً مِنهُمُ وَحُضُورُ
تَكَلّفتْهَا لا دانِياً مِنْك وَصْلُها،
وَلا صَرْمُها شَيءٌ عَلَيْكَ يَسيرُ
لئنْ يسلمِ اللهُ المراسيلَ بالضحى
و مرُّ القوافي يهتدى وبحور
تُبَلِّغْ بَني نَبْهَانَ منّي قَصَائِداً،
تَطالَعُ مِنْ سَلْمَى وَهُنّ وُعُورُ
وَأعْوَرَ مِن نَبْهَانَ يَعْوِي وَدُونَهُ
منَ الليلِ بابا ظلمة ٍ وستور
دَعا وَهوَ حَيٌّ مِثْلَ مَيْت وَإن يمتْ
فَهَذا لَهُ بَعْدَ المَمَاتِ نُشُورُ
رَفَعْتُ لَهُ مَشْبُوبة ً يُهتَدَى بها،
يكادُ سناها في السماءِ يطير(13/190)
فَلَمّا استَوَى جَنْبَاهُ ضَاحِكَ نارَنا
عَظِيمُ أفَاعي الحَالِبَيْنِ، ضَرِيرُ
أخو البؤس أما لحمهُ عن عظامهِ
فَعَارٍ، وأمّا مُخُّهُنّ فَرِيرُ
فقلتُ لعبدينا أديراً رحاكما
فقدْ جاءَ زحافُ العشى جرورُ
أبُو مَنزِلِ الأضْيافِ يَغْشَوْنَ نَارَهُ
وَيَعْرِفُ حَقَّ النّازلِينَ جَرِيرُ
إذا لم يُدِرّوا عَاتِما عَطَفَتْ لَهُمْ
سَرِيعَة ُ إبْشَارِ اللّقَاحِ دَرُورُ
و جدنا بني نبهانَ أذنابَ طئٍ
وَللنّاسِ أذْنَابٌ تَرَى وَصُدُورُ
ترى شرطَ المعزي مهورِ نسائهمْ
و في قزمِ المعزي لهنَّ مهور
إذا حَلّ مِنْ نَبْهانَ أذْنَابُ ثَلّة ٍ،
بأوشالِ سلمى دقة ٌ وفجور
وَأعْوَرَ مِنْ نَبْهَانَ، أمّا نهارُهُ
فأعْمَى ، وَأمّا لَيْلُهُ فبَصِيرُ
العصر الإسلامي >> جرير >> فَوَرِسُ قَيْسٍ يَمْنَعُونَ حِماُهُمُأزُرْتَ دِيارَ الحَيّ أمْ لا تَزُورُهَا؟
فَوَرِسُ قَيْسٍ يَمْنَعُونَ حِماُهُمُأزُرْتَ دِيارَ الحَيّ أمْ لا تَزُورُهَا؟
رقم القصيدة : 16446
-----------------------------------
فَوَرِسُ قَيْسٍ يَمْنَعُونَ حِماُهُمُأزُرْتَ دِيارَ الحَيّ أمْ لا تَزُورُهَا؟
و أني منَ الحيَّ الجمادُ فدورها
وَمَا تَنْفَعُ الدّارُ المُحِيلَة ُ ذا الهوَى ،
إذا اسْتَنّ أعْرَافاً عَلا الدّارَ مُورُهَا
كأنَّ ديارَ الحيَّ منْ قدمِ البلى َ
قَرَاطيسُ رُهبانٍ أحالَتْ سطُورُهَا
كَمَا ضَرَبَتْ في مِعصَمٍ حارِثِيّة ٌ
يَمَانِيَة ٌ بِالوَشْمِ بَاقٍ نُؤورُهَا
تفوتُ الرماة َ الوحشِ وهيَ غريرة ٌ
و تخشى نوارُ الوحشَ ما لا يضيرها
لَئِنْ زَلّ يَوْماً بِالفَرَزْدَقِ حِلْمُهُ
وَكَانَ لقَيْسٍ حاسِداً لا يَضِيرهَا
منَ الحَينِ سُقَتَ الخُورَ خُورَ مُجاشعٍ
إلى حربِ قيسٍ وهيَ حامٍ سعيرها
كأنكَ يا بنَ القينِ واهبَ سيفهِ
لأِعْدائِهِ وَالحَرْبُ تَغْلي قُدُورُهَا
فلا تأمننَّ الحيَّ قيساً فانهمْ
بنو محصناتٍ لمْ تدنسُ حجورها
مَيامينُ خَطّارُونَ يَحمونَ نِسوَة ً؛(13/191)
مَناجيب تَغلُو في قُرَيشٍ مُهُورُهَا
الا إنما قيسٌ نجومٌ مضيئة ٌ
يشقُّ دجى الظلماءِ بالليلِ نورها
تعدُّ لقيسٍ منّ قديمِ فعالهمْ
بيوتٌ أواسيها طوالٌ وسورها
فوارسُ قيسٍ يمنعونَ حماهمُ
و فيهمِ جبالُ العزَّ صعبٌ وعورها
و قيسٌ همُ قيس الأعنة ِ والقنا
و قيسٌ حماة ُ الخيلِ تدمى َ نحورها
سليمٌ وذبيانٌ وعبسٌ وعامرٌ
حصونٌ إلى َ عزٍّ طوالٌ عمورها
ألمْ تَرَ قَيْساً لا يِرَامُ لهَا حِمى ً،
وَيَقضِي بسلْطَانٍ عَلَيْكَ أمِيرُهَا
مُلُوكٌ وَأخْوَالُ المُلُوكِ وَفيهِمُ
غيوثُ الحيا يحي البلادَ مطيرها
فإنّ جِبَالَ العِزّ مِنْ آلِ خِنْدِفٍ،
لقَيسٍ، فَقَدْ عَزّتْ وَعَزّ نَصِيرُهَا
ألمْ تَرَ قَيْساً حِينَ خارَتْ مُجاشِعٌ
تجيرُ ولا تلقي قبيلاً يجيرها
بَني دارِمٍ مَنْ رَدّ خَيلاً مُغِيرَة ً،
غَداة َ الصَّفا، لم يَنجُ إلاّ عُشُورُهَا
و ردتمْ على قيسٍ بخورِ مجاشعٍ
فبؤتمْ على ساقٍ بطيءٍ جبورها
كَأنّهُمُ بِالشِّعْبِ مَالَتْ عَلَيْهِمُ
نِضَادٌ، فأجبالُ السُّتُورِ، فَنِيرُهَا
لقدْ نذرتَ جدعَ الفرزدقِ جعفرٌ
إذا حزأنفُ القينِ حلتْ نذورها
ذَوُو الحَجَرَاتِ الشُّمّ مِن آلِ جَعفَرً
يُسَلَّمُ جَانيهَا وَيُعطى َ فَقِيرُهَا
حَياتُهُمْ عِزٌّ، وَتُبْنَى لجَعْفَرٍ،
إذا ذكَرَتْ مَجدَ الحَياة ِ، قُبُورُهَا
وَعرّدتُم عن جَعْفَرٍ يَوْمَ مَعْبَدٍ،
فأسْلَمَ وَالقَلْحَاءُ عَانٍ أسِيرُهَا
أتَنْسَوْنَ يَوْمَيْ رَحْرَحان وَأمُّكُم
جَنِيبَة ُ أفْرَاسٍ يَخُبُّ بعِيرُهَا
و تذكرُ ما بينَ الضبابِ وجعفرٍ
و تنسونَ قتلى َ لمْ تقتلْ ثؤورها
لقدْ أكرهتَ زرقَ الأسنة ِ فيكمُ
ضُحى ً، سَمهَرِيّاتٌ قَليلٌ فُطورُهَا
فقالَ غَنَاءً عَنْكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ
تُغَنّيكَ زَرّاعَاتُهَا وَقُصُورُهَا
إذا لمْ يكنْ إلاَّ قيونُ مجاشعٍ
حُماة ٌ عنِ الأحسابِ ضَاعتْ ثغورُهَا
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً
إذا ذُكَرتْ بَعْدَ البَلاء أُمورُهَا(13/192)
بِأنّهُمُ لا مَحْرَمٌ يتّقُونُهُ،
وَأنْ لا يَفي يَوْماً لجَارٍ مُجِيرُهَا
لقدْ بينتْ يوماً بيوتُ مجاشعٍ
على الخبثِ حتى قدْ أصلتْ قعورها
فكَمْ فيهِمُ مِنْ سَوْأة ٍ ذاتِ أفْرُخٍ
تعدُّ وأخرى قدْ أتمتْ شهورها
بنو نخباتٍ لا يفونَ بذمة ٍ
وَلا جارَة ٌ فِيهِمْ تُهَابُ سُتُورُهَا
وَخَبّث حَوْضَ الخُورِ خُورِ مُجاشعٍ
رواحُ المخازي نحوها وبكورها
أفخراً إذا رابتْ وطابُ مجاشعٍ
و جاءتْ بتمرٍ منْ حوارينَ عيرها
بنو عشرٍ لا نبعَ فيهِ وخروعٍ
و زنداهمُ أثلٌ تناوحَ خورها
و يكفي خزيرُ المرجلينَ مجاشعاً
إذا ما السّرَايا حَسّ رَكْضاً مُغيرُهَا
لَقدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ مُجاشِعاً
إذا عرفتَ بالخزى قلَّ نكيرها
و لا يعصمُ الجيرانَ عقدُ مجاشعٍ
إذا الحربُ لمْ يرجعْ بصلحٍ سفيرها
وفقأ عيني غالبٍ عندَ كيرهِ
نَوَازِي شَرَارِ القِينِ حِينَ يُطِيرُهَا
وَداوَيْتُ مِنْ عَرّ الفَرَزْدَقِ نُقْبَة ً
بنِفْطٍ فأمْستْ لا يُخافُ نُشُورُهَا
و أنهلتهُ بالسمَّ ثمَّ عللتهُ
بكَأسٍ مِنَ الذَّيْفَانِ مُرّ عَصِيرُهَا
و أبَ إلى الأقيانِ ألأمُ وافدِ
إذا حُلّ عَن ظَهْرِ النّجيبة ِ كُورُهَا
أيَوْماً لمَاخُورِ الفَرَزْدَقِ خَزْيَة ٌ،
و يوماً زواني بابلٍ وخمورها
إذا ما شربتَ البابلية َ لمْ تبلْ
حياءً ولا يسقي عفيفاً عصيرها
وَمَا زِلْتَ يا عِقْدانُ بَانيَ سَوْأة ٍ،
تناجي بها نفساً لئيماً ضميرها
رَأيْتكَ لم تَعقِدْ حِفاظاً وَلا حِجى ً
و لكنْ مواخيراً تؤدي أجورها
أثرتُ عليكَ المخزياتِ ولمْ يكنْ
ليَعْدَمَ جَاني سَوْأة ٍ مَنْ يُثِيرُهَا
لقيتَ شجاعاً لمْ تلدهُ مجاشعٌ
وَأخْوَفُ حَيّاتِ الجِبَالِ ذُكُورُهَا
و تمدحُ سعداً لا عليتَ ومنقراً
لدى حَوْمَلَ السِّيدانِ يحبو عَقِيرُهَا
وَدُرْتَ على عاسي العُرُوقِ وَلم يكُنْ
ليسقيَ أفواهَ العروقِ درورها
دَعَتْ أُمُّكَ العَمياءُ لَيْلَة َ مِنْقَرٍ
ثُبُوراً، لَقَدْ زَلّتْ وَطالَ ثُبُورُهَا(13/193)
أشاعتِ بنجدٍ للفرزدقِ خزية ً
وَغارَتْ جِبال الَغوْرِ في مَن يَغورُهَا
لَعَمْرُكَ ما تُنسى َ فَتاة ُ مُجاشَعٍ،
وَلا ذِمّة ٌ غَرَّ الزّبَيرَ غَرُورُهَا
يُلَجِّجُ أصْحابُ السّفينِ بغَدرِكُمْ،
وَخُوصٌ على مَرّانَ تجرِي ضُفُورُهَا
تَرَاغْيتُمُ يَوْمَ الزّبَير، كأنّكُمْ
ضِبَاعٌ أُصِلّتْ في مَغارٍ جُعُورُهَا
وَلَوْ كنتَ مِنّا ما تَقَسّمَ جارَكُمْ
سِبَاعٌ وَطَيرٌ لمْ تَجِدْ من يُطِيرُهَا
وَلَوْ نَحْنُ عاقَدْنا الزّبَيرَ لَقِيتَهُ
مَكانَ أنُوقٍ ما تُنَالُ وُكُورُهَا
تدافعُ قدماً عنْ تميمٍ فوارسي
إذا الحربُ أبدى حدَّ نابٍ هريرها
فمنْ مبلغٌ عن تميماً رسالة ً
علانية ً والنفسُ نصحٌ ضميرها
عطفتُ عليكمُ ودّ قيسٍ فلمْ يكنْ
لهُمْ بَدَلٌ أقْيَانُ لَيُلى وَكِيرُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> لَقَدْ سَرّني أنْ لا تَعُدّ مُجَاشِعٌ
لَقَدْ سَرّني أنْ لا تَعُدّ مُجَاشِعٌ
رقم القصيدة : 16447
-----------------------------------
لَقَدْ سَرّني أنْ لا تَعُدّ مُجَاشِعٌ
منَ الفَخرِ إلاّ عَقْرَ نَابٍ بصَوْأرِ
أنابكَ أمْ قومٌ تفضُ سيوفهمْ
عَلى الهَامِ ثِنْيَيْ بَيْضَة ِ المُتَجَبِّرِ
لعمري لنعمَ المستجارونَ نهشلٌ
وحيُّ القرى للطارقِ المتنورِ
فوارسُ لا يدعونَ يالُ مجاشعٍ
إذا برزتْ ذاتُ العريشِ المخدرِ
لَعَمْرِي لَقَدْ أرْدَى هلالَ بنَ عامرٍ
بتهنية ِ المرباعِ رهطُ المجشرِ
وَمَا زِلْتَ مُذْ لم تَستجِبْ لكَ نهشَلٌ
تُلاقي صُرَاحِيّا مِنَ الذّلّ، فَاصبْرِ
وَعافَتْ بَنو شَيبانَ حَوْضَ مُجاشعٍ
و شيبانُ أهلُ الصفوِ غيرِ المكدرِ
و لو غضبتْ في شأنِ حدراءَ نهشلٌ
سَمَوْها بِدُهْمٍ أوْ غَزَوْها بأنُسُرِ
و لوْ في رياحٍ حلَّ جارُ مجاشعٍ
لما باتَ رهناً للقليبِ المغورِ
و ما غرهمْ منْ ثأرهمْ عقدُ المنى
و لا عقدَ إلاَّ عقدُ جارٍ مشمرَّ
و نعصى بها في كلَّ يومٍ مشهرِ
وَقَدْ سَرّني ألاّ تَعُدّ مُجَاشِعٌ،(13/194)
منَ المَجدِ، إلاّ عَقْرَ نَابٍ بصَوْأرِ
وَأنْتُمْ قُيُونٌ تَصْلُقُونَ سُيُوفَنا،
و نعصى بها في كلَّ يومٍ مشهرَّ
فوارسُ كراونَ في حومة ِ الوغا
إذا خرجتْ ذاتُ العريشِ المخدرِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَجّتْ أُمامَة ُ في لَوْمي وَما عَلِمَتْ
لَجّتْ أُمامَة ُ في لَوْمي وَما عَلِمَتْ
رقم القصيدة : 16448
-----------------------------------
لَجّتْ أُمامَة ُ في لَوْمي وَما عَلِمَتْ
عرضَ السماوة َ روحاتي ولا بكرى
وَلا تَقَعقُعَ ألْحِي العِيسِ قَارِبَة ً،
بَينَ المِرَاجِ وَرَعْنى ، رِجلتَيْ بَقَرِ
مَا هَوّمَ القَوْمُ مُذْ شَدّوا رِحالَهُمُ
إلاّ غِشَاشاً لَدى أعضَادِها اليُسُرِ
يضرَحنَ ضرْحاً حصى َ المعزَاء إذا وَقدتْ
شمسُ النهارِ وعادَ الظلُّ للقصرِ
يَوْماً يُصَادي المَهَارَى الخُوصَ تحسبها
عُورَ العُيونِ وَما فيهنّ مِن عَوَرِ
قَد طالَ قَوْلي إذا ما قُمتُ مُبتَهِلاً:
يا ربَّ أصلحَ قوامَ الذين والبشرِ
خَليفَة َ الله ثُمّ الله يَحْفَظُهُ،
و اللهُ يصحبكَ الرحمنُ في السفرِ
إنّا لَنَرْجُو، إذا ما الغَيثُ أخْلَفَنَا،
مِنَ الخَليفَة ِ مَا نَرْجُو مِنَ المَطَرِ
يا رُبّ سَجْلٍ مُغيثٍ قد نَفَحْتَ بهِ
منْ نائلٍ غيرِ منزوحٍ ولا كدرِ
أأذكرُ الجهدَ والبلوى التي نزلتْ
أمْ كفاني الذي بلغتَ منْ خبري
ما زِلْتُ بَعدَكَ في دارٍ تعَرَّقُني
قد عيَّ بالحيَّ إصعادي ومنحدري
لا يَنْفَعُ الحاضِرُ المَجْهُودُ بَادِيَهُ
و لا يعودُ لنا بادٍ على حضرِ
كمْ بالمواسمِ منْ شعئاءَ أرملة ٍ
وَمِنْ يَتِيمٍ ضَعيفِ الصّوْتِ وَالنّظَرِ
يدعوكَ دعوة َ ملهوفٍ كأنَّ بهِ
خَبلاً مِنَ الجنّ أوخبلاً من النَّشَرِ
ممنْ يعدكَ تكفي فقدْ والدهِ
كالفرخِ في العشَّ لمْ يدرجْ ولم يطرِ
يرجوكَ مثلَ رجاء الغيثِ تجرهمُ
بوركتَ جابرَ عظمٍ هيضَ منكسرِ
فانْ تدعهمْ فمنْ يرجونَ بعدكمُ
أو تنجِ منها فقدْ أنجيتَ منْ ضررِ(13/195)
خَلِيفَة َ الله مَاذا تَنْظُرُونَ بِنَا؟
لَسْنَا إلَيكُمْ وَلا في دارِ مُنتظَرِ
أنتَ المُبارَكُ وَ المَهديّ سِيرَتُهُ،
تَعْصِي الهَوَى وَتَقُومُ اللّيلَ بالسُّوَرِ
أصبحتَ للمنبرِ المعمورِ مجلسهُ
زيناً وزينَ قبابِ الملكِ والحجرَ
نالَ الخلافة َ إذْ كانتْ لهُ قدراً
كَمَا أتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلى قَدَرِ
فَلَنْ تَزَالَ لهَذا الدّينِ ما عَمِرُوا،
منكمْ عمارة ُ ملكٍ واضحِ الغررَ
همْ ما همُ القومُ ما ساروا وما نزلوا
إلاَّ يسوسونَ ملكاً عالي الخطر
مَا صَاحَ مِنْ حَيّة ٍ يَنْمي إلى جَبَلٍ
إلاَّ صدعتَ صفاة َ الحية ِ الذكرِ
أخوالكَ الشمُّ منْ قيسٍ إذْ افزعوا
لا يعصونَ حذارَ الموتِ بالعذرِ
كمْ قَد دَعَوْتُكَ من دَعوَى مُخلِّلة ٍ
لما رأيتُ زمانَ الناسِ في دبرِ
لتَنْعَشَ اليَوْمَ رِيشي ثُمّ تُنْهِضَني
و تنزلَ اليسرَ مني موضعَ العسرِ
فَما وَجَدْتُ لكُمْ نِدّاً يُعادِلُكُم؛
و ما علمتُ لكمْ في الناسِ منْ خطر
إني سأشكرُ ما أوليتَ منْ حسنٍ
وَخَيرُ مَن نِلتَ مَعرُوفاً ذَوُو الشُّكْر
العصر الإسلامي >> جرير >> لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نَجْدِيّة ٍ،
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نَجْدِيّة ٍ،
رقم القصيدة : 16449
-----------------------------------
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نَجْدِيّة ٍ،
تَرَكُوا سَوَادَة َ خَلْفَهُمْ وَمَرَارَا
أنْعَى أخَاكَ وَفَارِساً ذا نَجْدَة ٍ،
حمساً إذا امتلأَ الفجاجُ غبارا
العصر الإسلامي >> جرير >> أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
رقم القصيدة : 16450
-----------------------------------
أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
أبِيني لَنا، إنّ التّحيّة َ عَنْ عُفْرِ
لَقَدْ طَرَقَتْ عَينيّ في الدّارِ دِمنَة ٌ
تعاورها الأزمانُ والريحُ بالقطرِ
فقلتُ لأدنى صاحبيَّ وإنني
لأكتُمُ وَجْداً في الجَوَانحِ كالجَمْرِ:(13/196)
لَعَمْرُكُمَا لا تَعْجَلا! إنّ مَوْقِفاً
على َ الدارِ فيهِ القتلُ أو راحة ُ الدهرِ
فعاجا وما في الدارِ عينٌ نحسها
سوَى الرُّبدِ وَالظِّلمان ترْعى معَ العُفْرِ
فَلِلّهِ مَاذا هَيّجَتْ مِنْ صَبابة ٍ
على هَالِكٍ يَهْذي بهِندٍ وَما يَدرِي
طَوَى حَزناً في القَلْبِ حتى كأنّمَا
بهِ نفثُ سحرٍ أو أشدُّ منَ السحرِ
أخالِدَ! كانَ الصّرْمُ بَيني وَبَينَكُم
دلالاً فقدْ أجرى البعادُ إلى الهجرْ
جزيتَ ألا تجزينَ وجداً يشفنني
و إني لا أنساكِ إلاَّ على ذكرِ
خليليَّ ماذا تأمراني بحاجة ٍ
وَلَوْلا الحَياءُ قَدْ أشَادَ بهَا صَدرِي
أقِيما، فإنّ اليَوْمَ يوْمٌ جرَتْ لَنَا
أيامِنُ طَيرٍ لا نُحُوسٍ وَلا عُسْرِ
فانْ بخلتْ هندٌ عليكَ فعلها
وَإنْ هيَ جادَتْ كانَ صَدعاً على وَقرِ
مِنَ البِيضِ أطْرَافاً كأنّ بَنانَهَا
مَنابِتُ ثَدّاءٍ مِنَ الأجرَعِ المثرِي
لَقَدْ طالَ لَوْمُ العاذِلِينَ وَشَفّني
تناءٍ طويلٌ واختلافٌ منَ النجرِ
أثعلبَ أولى حلفة ً ما ذكرتكمْ
بِسُوءٍ وَلَكِنّي عَتَبْتُ على بَكْرِ
فلا توبسوا بيني وبينكمُ الثرى
فانَّ الذي بيني وبينكمُ مثرى
عِظامٌ المَقارِي في السّنينَ وَجارُكُمْ
يبيتُ منَ اللاتي تخافُ لدى وكرِ
أثعلبَ إني لمْ أزلْ مذْ عرفتكمْ
أرَى لَكُمُ سِتراً فَلا تهتكُوا سِترِي
فلَوْلا ذُوو الأحْلامِ عَمرُو بنُ عامرٍ
رَمَيْتُ بَني بَكْرٍ بقاصِمَة ِ الظّهْرِ
همُ يمنعونَ السرحَ لا يمنعونهُ
منَ الجيشِ أنْ يَزْدادَ نَفراً على نَفرِ
جَزَى الله يَرْبُوعاً منَ السِّيدِ قرْضَها
بني السيدِ آويناكمُ قدْ علمتمُ
إلَيْنَا وَقَدْ لَجّ الظّعَائِنُ في نَفْرِ
مَنَنّا عَلَيْكُمْ لوْ شكَرْتُمْ بَلاءنا
و قدْ حملتكمْ حربُ ذهلٍ على قتر
بني السيدِ لا يمحي ترمزُ مدركٍ
نُدُوبَ القَوَافي في جلودِكمُ الخُضرِ
بِأيّ بَلاءٍ تَحْمَدُونَ مُجاشِعاً
غَبَاغِبَ أثوَارٍ تُلَظّى عَلى جَسْرِ
ألاَ تعرفونَ النافشينَ لحاهمُ(13/197)
إذا بطنوا والفاخرينَ بلا فخرِ
أنا البدرُ يعشى طرفَ عينيكَ ضوؤه
وَمَن يَجعَلِ القرْدِ المُسَرْوَل كالبَدرِ
حمتني ليربوعٍ جبالٌ حصينة ٌ
وَيَزْخَرُ دُوني قُمقُمَانٌ من البَحرِ
فَضَلَّ ضَلالَ العادِلِينَ مُجاشِعاً،
ثلوطَ الروايا بالحماة ِ عنِ الثغرِ
فما شهدتْ يومَ الغبيطِ مجاشعٌ
و لا نقلانَ الخيلِ منْ قلتي يسر
و لا شهدتنا يومَ جيشِ محرقٍ
طهية ُ فرسانُ الوقيدية ِ الشقر
و لا شهدتْ يومْ النقاخيلُ هاجرٍ
و لا السيدُ إذْ ينحطنَ في الأسلِ الحمر
وَنَحنُ سَلَبنا الجُوْنَ وَابنَيْ مُحَرِّقٍ
وَعَمْراً وَقَتَلْنَا مُلُوكَ بَني نَصْرِ
إذا نحنُ جردنا عليهمْ سيوفنا
أقمنا بها درءَ الجبابرة ِ الصعرِ
إذا مَا رَجَا رُوحُ الفَرَزْدَقِ رَاحَة ً
تَغَمّدَهُ آذِيُّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
فطاشتْ يدُ القينْ الدعي وغمهُ
ذُرَى وَاسِقَاتٍ يَرْتَمِينَ منَ البحرِ
لَعَلّكَ تَرْجُو أنْ تَنَفَّس بَعْدَما
غممتَ كما غمَّ المعذبُ في القبر
فما أحصنتهُ بالسعودِ لمالكٍ
وَلا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَة َ القَدْرِ
فلا تحسبنَّ الحربَ لما تشنعتْ
مفايشة ً إنَّ الفياشَ بكمْ مزرى
أبعدَ بني بدرٍ وأسلابِ جاركم
رضيتمْ واحتبيتمْ على وترِ
وَنُبّئْتُ جَوّاباً وَسَكْناً يُسُبّني،
و عمروَ بنَ عفري لا سلامَ على عمرو
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حيَّ الديارَ بسعدْ إنيَّ
ألا حيَّ الديارَ بسعدْ إنيَّ
رقم القصيدة : 16451
-----------------------------------
ألا حيَّ الديارَ بسعدْ إنيَّ
أُحِبّ لحِبّ فاطِمَة َ الدّيَارَا
أرَادَ الظّاعِنُونَ لِيُحْزِنُوني،
فهاجوا صدعَ قلبي فاستطارا
لقدْ فاضتْ دموعكَ يومَ قوٍّ
لَبْينٍ كانَ حاجَتُهُ ادّكَارَا
أبِيتُ اللّيلَ أرْقُبُ كُلَّ نَجْمٍ
تَعَرّضَ حَيثُ أنجَدَ ثمّ غَارَا
يَحِنّ فُؤادُهُ وَالعَينُ تَلْقَى
منَ العبراتِ جولاً وانحدارا
إذا ما حَلّ أهْلُكِ يا سُلَيْمَى
بدارة ِ صلصلٍ شحطوا المزارا(13/198)
فَيَدْعُونَا الفُؤادُ إلى هَوَاهَا
و يكرهُ أهلُ جهمة َ أنْ تزارا
كأنَّ مجاشعاً نخباتُ نيبٍ
هبطنَ الهرمَ أسفلَ منْ سرارا
إذا حَلّوا زَرُودَ بَنَوْا عَلَيْهَا
بيوتَ الذلَّ والعمدَ القصارا
تسيلُ عليهمُ شعبُ المخازي
و قدْ كانوا لنسوأتها قرارا
وَهَلْ كانَ الفَرَزْدَقُ غَيرَ قِرْدٍ
أصابتهُ الصواعقُ فاستدارا
و كنتَ إذا حللتَ بدارِ قومٍ
رَحَلْتَ بِخِزْيَة ٍ وَتَرَكْتَ عَارَا
تزوجتمُ نوارَ ولمْ تريدوا
لِيُدْرِكَ ثَائِرٌ بِأبي نَوَارَا
فديتكَ يا فرزدقُ دينُ ليلى
نزورَ القينَ حجا واعتمارا
فظلَّ القينُ بعدَ نكاحِ ليلى
يطيرُ على َ سبالكمُ الشرارا
مَرَيتُمْ حَرْبَنَا لَكُمُ فَدَرّتْ
بذي علقٍ فأبطأتِ الغرار
ألمْ أكُ قدْ نهيتُ على حفيرٍ
بني قرطٍ وعلجهمُ شقارا
سأرهنُ يا بنَ حادجة َ الروايا
لَكُمْ مَدَّ الأعِنّة ِ وَالحِضَارَا
يَرَى المُتَعَبِّدونَ عَلَيّ، دوني،
حياضَ الموتِ واللججَ الغمارا
ألَسْنَا نَحْنُ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدُّ
غَداة َ الرَّوْعِ أجْدَرَ أنْ نَغَارَا
و أضربَ بالسيوفِ إذا تلاقتْ
هَوَادي الخيْلِ صَادِيَة ً حِرَارَا
و أطعنَ حينَ تختلفُ العوالي
بِمَأزُولٍ إذا ما النّقْعُ ثَارَا
و أحمدَ في القرى وأعزَّ نصراً
و أمنعَ جانباً وأعزَّ جارا
غضبنا يومَ طخفة َ قدْ علمتمْ
فصفدنا الملوكَ بها اعتسارا
فوارسنا عتيبة ُ وابنَ سعدٍ
و فؤادُ المقانبِ حيثُ سارا
و منا المعقلانِ وعبدُ قيسٍ
و فارسنا الذي منعَ الذمارا
فَمَا تَرْجُو النّجُومَ بَنُو عِقَالٍ
و لا القمرَ المنيرَ إذا استنارا
و نحنُ الموقدونَ بكلَّ ثغرٍ
يخافُ بهِ العدوُّ عليكَ نارا
أتَنْسَوْنَ الزُّبَيرَ وَرَهْنَ عَوْفٍ
و عوفاً حينَ عزكمُ فجارا
العصر الإسلامي >> جرير >> هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ
هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ
رقم القصيدة : 16452
-----------------------------------(13/199)
هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ
واسْتَعجَمَ اليَوْمَ مِنْ سَلّومة َ الخبرُ
علقتُ جنية ً ضنتْ بنائلها
منْ نسوة ٍ زانهنَّ الدلُّ والخفرُ
قَد كنتُ أحسِبُ في تَيمٍ مُصانَعَة ً
و فيهمُ عاقلاً بعدَ الذي ائتمروا
هلا أدرأتمْ سوانا يا بني لجأ
أمراً يقاربُ أو وحشاً لهاغرر
أوْ تَطْلُبُونَ بِتَيْمٍ، لا أبا لَكُمُ
مَنْ تَبلُغُ التّيُمُ؟ أوْ تَيْمٌ له خطرُ
تَرْجُو الهَوَادَة َ تَيْمٌ بَعدَما وَقَعَتْ
صماءُ ليسَ لها سمعٌ ولا بصرُ
قدْ كانتِ التيمُ ممنْ قد نصبتُ لهُ
بالمنجنقِ وكلادقهُ الحجرُ
ذاقوا كما ذاقَ مَنْ قَد كانَ قَبلَهُمُ
وَاستَعْقَبُوا عَثرَة َ الأقْيَانِ إذ عَثرُوا
قَدْ كانَ لَوْ وُعِظَتْ تَيْمٌ يغَيرِهِمُ
في ذي الصّليبِ وَقَيْنَيْ مالِكٍ عِبَرُ
خلَّ الطريقِ لمنْ يبني المنار بهِ
وَابْرُزْ ببرْزَة َ حَيثُ اضطَرّكَ القَدَرُ
يَوْمَ التّفاخُرِ، وَالغاياتُ تُبتَدَرُ
ذيخَ المريرة َ حتى استحصد المرر
قدْ حانَ قبلكَ أقوامٌ فقلتُ لهمْ
جَدّ النِّضَالُ وَقَلّتْ بَيْنَنا العِذَرُ
لن تستطيعَ بتيمْ أنْ تغاليني
حينَ استحنَّ جذابَ النبعة َ الوتر
ما التّيْمُ إلاّ ذُبابٌ لا جَنَاحَ لَهُ،
قَد كانَ مَنّ عَلَيهِمْ مَرّة ٍ نَمِرُ
أزْمانَ يَغشى دُخانُ الذّلّ أعيُنَهُمْ
لا يستعانونَ في قومٍ إذا ذكروا
و التيمُ عبدٌ لأقوامٍ يلوذْ بهمْ
يعطى المقادة َ إنْ أوفوا أو إنْ غدروا
أتبغي التيمُ عذراً بعدَ ما عدروا
لَوْلا قَبَائِلُ مِنْ زيْدٍ تَلُوذُ بهَا،
لا تَمْنَعُونَ لَكُمْ عِرْساً وَما لكُمُ
إلاَّ بغيركمْ وردٌ ولا صدرُ
يا تَيمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لا أبَا لَكُم
لا يوقعنكمُ في سوأة ٍ عمرَ
يا تَيْمُ إنّ جَسِيمَ الأمْرِ لَيس لكمْ
وَلا الجَرَاثيمُ عندَ الدّعوَة ِ الكُبَرُ
و التيمُ كانَ سطحياً ثمَّ قيلَ لهمْ
شأنَ السّطيحِ إلى تَخبِيلِهِ العَوَرُ
إنَّ الكرامَ إذا منْ زيدٍ تلوذُ بها(13/200)
كانَتْ عَصَاكَ التي تُلحَى وَتُقتَشَرُ
جاءتْ فوارسنا غرا محجلة ً
إذْ لَيسَ في التّيْمِ تَحجيلٌ وَلا غُرَرُ
جئنا بكمْ منْ زهيراتٍ ومنْ سبأ
وَللجَوَامِعِ في أعنَاقِكُمْ أثَرُ
في جلهمَ اللؤمَ معلوماً معادنهُ
وفي حَوِيزَة َ خُبْثُ الرِّيحِ وَالأدَرُ
قُولوًّ لتَيمٍ: أعَصْبٌ فوْق آنُفِهِمْ
إذيرَأمونَ التي من مثلها نفروا
قدْ خفتُ يا بنَ التي ماتتْ منافقة ً
منْ خبثِ برزة َ أنْ لا ينزلَ المطر
أنتَ ابنُ بَرْزَة َ مَنسُوباً إلى لَجَإ
عبدُ العصارة ِ والعيدانُ تعتصرُ
أخزيتَ تيماً وما تحمى محارمها
إذْ أنتَ نفاخة ٌ للقينِ مؤتجرُ
ما بالُ بَرْزَة َ في المَنحاة ِ إذْ نَذَرَتْ
صومَ المحرمِ إنْ لمْ يطلعِ القمرَ
وَصّتْ بَنيها وَقالَتْ: دونَ أكبَرِكُم
فادُوا أبَاكُمْ فإنّ التّيمَ قد كَفَرُوا
إنّي لَمُهْدٍ لَكُمْ غُرّاً مُقَشَّبَة ً،
فيها السمامُ وأخرى بعدُ تنتظرُ
إن الحفافيثَ حقاً يا بني لجأٍ
يُطْرِقْنَ حِينَ يَسُورُ الحَيّة ُ الذَّكَرُ
لَوْلا عَدِيٌّ وَلَستُمْ شاكِرِينَ لَهُمْ
لمْ تدرِ تيمٌ بأيَّ القنة الحفر
يا ربَّ نعشنا بعدَ عثرتهمْ
كُنّا لَهُمْ كسَقيفِ العظمِ فاجتبرُوا
ذُدْنَا العَدوّ، وَأدْنَيْنَا مَحَلَّهُمُ،
حتى ابْتَنَوْا بقِبابٍ بعدما احتَجروُا
يوماً نشدُّ وراءَ السبي عادية ً
شُعْثَ النّوَاصِي، وَيوْماً تُطرَدُ البقَرُ
قدْ يعلمُ الناسُ أنَّ التيمَ ألأمهمْ
أأخبرُ الناسَ ولا يوماً إذا افتخروا
أوصى تميمٌ يوماً أنْ يكونَ لهمْ
سؤرُ العشيَّ وشربُ التابعِ الكدرُ
يا تَيمُ! خالَطَ مَكْحُولٌ أبا لجَإ
ذا نقبة ٍ قدْ بدا في لونهِ عررُ
أنا ابنُ فرعي بني زيدٍ إذا نسبوا
هلْ ينكرُ المصطفى أو ينكرُ القمرُ
وَاللّؤمُ حالَفَ تَيْماً في دِيارِهِمُ
وَاللؤمُ صيّرَ في تَيمٍ إذا حضَرُوا
اقبضُ يديكَ فانَّ التيمَ قد سبقوا
يومَ التفاخرِ والغانياتُ تبتدرُ
إنَّ تصبرِ التيمُ مخضراً جلودهمْ(13/201)
على الهَوَانِ فقَبْل اليَوْمِ ما صَبَرُوا
إنّ الذِينَ أضَاءوا النّارَ قَدْ عَرَفُوا
آثارَ برزة َ والآثارُ تفتقرُ
قالَتْ لَتَيمِ بنِ قُنْبٍ وَهيَ تَعذُلهمْ:
يا تَيمُ ما لكُمُ البشرَى وَلا الظّفَرُ
تْخزِيكَ أحياءُ تَيمٍ إنْ فَخَرْتَ بهمْ
وَالحِزْيُ أمْوَاتُ تَيْمٍ إنْ همُ نشرُوا
أعياكَ والدكَ الأدنونَ فالتمسنْ
هلْ في شعاعة َ ذي الأهدامِ مفتخرَ
لا يشهدونَ نجيَّ القومِ بينهمُ
تقضى الأمورُ على تيمٍ وما شعروا
العصر الإسلامي >> جرير >> صرمَ الخليطُ تبايناً وبكورا
صرمَ الخليطُ تبايناً وبكورا
رقم القصيدة : 16453
-----------------------------------
صرمَ الخليطُ تبايناً وبكورا
وَحَسِبتَ بَينَهُمُ عَلَيكَ يَسيرَا
عرضَ الهوى وتبلغتْ حاجاتهُ
منكَ الضميرَ فلمَ يدعنَ ضميراً
إنَّ الغواني قدْ رمينَ فؤادهُ
حتى تَرَكْنَ بسَمْعِهِ تَوْقِيرَا
بِيضٌ تَرَبّبَهَا النّعيمُ وَخالَطَتْ
عيشاً كحاشية ِ الفرندْ غريرا
أنْكَرْنَ عَهدَكَ بَعدَ ما يَعرِفنَهُ
وَلَقَد يكُنّ إلى حَديِثكَ صُورَا
وَرَأينَ ثَوْبَ بَشَاشَة ٍ أنْضَيْتَهُ
فجمعنَ عنكَ تجنباً ونفورا
لَيتَ الشّبابَ لَنا يعودُ كعَهدِهِ
فلقدْ تكونُ بشرخهِ مسرورا
و بكيتَ ليلكَ لا تنامُ لطولهِ
ليلَ التمامِ وقدْ يكونُ قصيراً
هلْ ترجوانِ لما أحاولُ راحة ً
أمْ تَطْمَعانِ لِمَا أتَى تَفْتِيرَا
قالت جعادة ُ ما لجسمكَ شاحباً
وَلَقد يكونُ على الشّبابِ نَضِيرَا
أجُعادُ: إنّي لا يَزَالُ يَنُوبُني
همٌّ يروحُ موهناً وبكورا
حَتى بُلِيتُ وَمَا عَلِمْتِ بهَمنّا
و رأيتُ أفضلَ نفعكِ التغييرا
هَلاّ عَجِبْتَ مِنَ الزّمانِ وَرَيْبِه
وَالدّهْرُ يُحدِثُ في الأمُوررِ أُمورَا
قالَ العَوَاذِلُ: ما لجهلِكَ بَعدَمَا
شابَ المفارقُ واكتسينَ قتيرا
حَيّيْتُ زَوْرَكِ إذْ ألَمّ وَلم تكُنْ
هِنْدٌ لقاصِيَة ِ البُيُوتِ زَؤورَا
طَرَقتْ نَوَاحلَ قد أضرّ بها السُّرَى(13/202)
نَزَحَتْ بأذُرعِها تَنائفَ زُورَا
مشقَ الهواجرُ لحمهنَ مع السرى
حتى ذهبنَ كلا كلاً وصدورا
منْ كلَّ جرشعة ِ الهوا زادها
بُعْدُ المَفاوِزِ جُرْأة ً وَضَرِيرَا
قَرَعَتْ أخِشّتُها العظامَ فأخرَجتْ
مِنها عَجارِفَ جَمّة ً وَبَكِيرَا
نَفَضَتْ بأصْهَبَ للمِرَاحِ شَليلَها
نَفضَ النّعامَة ِ زِفَّها المَمْطُورَا
يا صَاحِبيّ دَنَا الرَّوَاحُ فَسِيرَا،
لا كالعشية زائراً ومزورا
وجد الأخيطلُ حينَ شمصهُ القنا
حَطِماً إذا اعتَزَمَ الجيادُ عَثُورَا
وعوى الفرزدقُ للأخيطلِ محلباً
فتنازعا مرسى القوى مشزورا
ما قادَ مِنْ عَرَبٍ إليّ جَوَادَهُمْ
إلاّ تَرَكْتُ جَوَادَهُمْ مَحسُورَا
أبُقَتْ مُرَاكَضَة ُ الرّهانِ مُجرَّباً
عندَ المواطنِ يرزقُ التبشيرا
فإذا هَزَزْتُ قَطَعْتُ كُلَّ ضَرِيبة ٍ
وَمَضَيْتُ لا طَبِعاً وَلا مَبْهُورَا
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَحَدّبَتْ،
لاقَيْتَ مُطّلَعَ الجِبَالِ وَعُورَا
مَدّتْ بُحورُهُمُ فَلَستَ بقاطعٍ
بحراً يمدُّ منَ البحورِ بحورا
الضّارِبُونَ على النّصَارَى جِزْيَة ً،
وَهُدى ً لمَنْ تَبعَ الكِتابَ وَنُورَا
إنا تفضلُ في الحياة ِ حياتنا
وَنَسودُ مَن دَخَلَ القُبورَ قُبورَا
أللهُ فضلنا وأخرى تغلباً
لنْ تستطيعَ لما قضى تغييرا
فينا المساجدوا الامامُ ولا ترى َ
أشرَافَ تَغلِبَ سائِلاً وَأجِيرَا
إنّ الأخَيْطِلَ لَوْ يُفاضِلُ خِندِفاً
لقى الهوانَ هناكَ والتصغيرا
و إذا الدعاءُ علا بقيسٍ ألجموا
شُعْثاً مَلامعَ كالقَنَا وَذكُورَا
ألباعِثِينَ برَغْمِ آنُفِ تَغْلِبٍ
في كلّ مَنزِلَة ٍ عَلَيكَ أمِيرَا
أفبالصليبِ ومارسرجسَ تتقي
شهباءَ ذاتَ مناكبٍ جمهورا
عَايَنْتَ مُشْعَلَة َ الرّعالِ كأنّها
طيرٌ تغاولُ في شمام وكوررا
جَنَحَ الأصِييلُ وَقَد قَضَينا لتَغلِبٍ
نَحْباً قَضَينَ قَضَاءهُ وَنُذُورَا
أسلمتَ أحمرَ وابنَ عبدْ محرقٍ
و وجدتَ يومئذٍ أزبَّ نفورا
فإذا وَطِئْنَكَ يا أُخَيطِلُ وَطْأة ً(13/203)
لم يَرْجُ عَظمُكَ بَعدهنّ جُبورَا
فإذا سَمَعتَ بحَرْبِ قَيس بَعدَها
فَضَعُوا السّلاحَ وكَفّرُوا تكفِيرَا
تَرَكُوا شُعَيثَ بَني مُلَيلٍ مُسلَماً
وَالشِّعْثَمَينِ وَأسْلَمُوا شُعْرُورَا
وَأُجِرَّ مُطّردُ الكُعُوبِ كَأنّهُ
مسدٌ ينازعُ منْ لصافِ جرورا
و كأنَّ تغلبَ يومَ لاقوا خيلنا
خربانُ ذي حسمٍ لقينَ صقورا
إنّا نُصَدّقُ بالذي قُلْنا لَكُمْ،
وَيكونُ قَوْلُكَ يا فَرَزْدَقُ زُورَا
لعنَ الالهَ نسية ً منْ تغلبٍ
يرفعنَ منْ قطعِ العباءِ خدوراً
الجاعِلِينَ لمارَ سَرْجِسَ حَجّهُمْ
و حجيجُ مكة َ يكثروا التكبيرا
منْ كلَّ حنكلة ٍ ترى جلبابها
فَرْواً وَتَقْلِبُ للعَبَاءة ِ نِيرَا
و كأنما بصقَ الجرادُ بليتها
فالوَجْهُ لا حَسَناً وَلا مَنْضُورَا
لقى الأخيطلُ أمهُ مخمورة ً
قُبْحاً لِذَلِكَ شَارِباً مَخْمُورَا
لم يَجْرِ مُذْ خُلِقَتْ على أنْيابِها
مَاءُ السِّوَاكِ وَلمْ تَمَسّ طَهُورَا
لقحتْ لأشهبَ بالكناسة َ داجنٍ
خِنْزِيرَة ٌ فَتَوَالَدَا خِنْزِيرَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها،
ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها،
رقم القصيدة : 16454
-----------------------------------
ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها،
وَشَقّ العَصَا بَعْدَ اجتماعٍ أمِيرُهَا
إذا نحنُ قلنا قدْ تباينت النوى
ترقرقَ سلمى عبرة ً أوْ تميزها
لها قصبٌ ريانُ قدْ شجيتْ بهِ
خَلاخيلُ سَلمَى المُصْمَتاتُ وسورُها
غذا نحنُ لمْ نملكْ لسلمى زيارة ً
نَفِسْنا جَدا سَلمى على مَن يَزُورُهَا
فهلْ تبلغني الحاجَ مضبورة ُ القرى
بطيءٌ بمورِ الناعجاتِ فتورها
نجاة ٌ يصلُّ المروُ تحتَ أظلها
بلاحِقَة ِ الأظْلالِ حامٍ هَجِيرُهَا
ألَ ليتَ شعري عنْ سليطٍ ألمْ تجدْ
سليطٌ سوَى غسّانَ جاراً يُجيرها
لقد ضَمّنُوا الأحسابَ صاحب سوأة ٍ
يُناجي بها نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُهَا
ستعلمُ ما يغنى حكيمٌ ومنقعٌ(13/204)
إذا الحربُ لم يرجعْ بصلحٍ سفيرها
ألاَ ساءَ ما تبلى سليطٌ إذا ربتْ
جَوَاشِنُها وازْدادَ عَرْضاً ظُهورُهَا
عَضَارِيطُ يَشوُونَ الفَرَاسِنَ بالضّحى
إذا ما السّرَايا حَث رَكضاً مُغيرُهَا
فَما في سَليطٍ فارِسٌ ذو حَفيظَة ٍ،
و معقلها يومَ الهياجِ جعورها
أضِجّوا الرّوَايَا بالمَزَادِ، فإنّكُمْ
ستكفونَ كرا لخيلْ تدمى نحورها
عجبتُ منَ الداعي جحيشاً وصائداً
وَعَيساءُ يَسْعى َ بالعِلابِ نَفِيرُهَا
أساعية ٌ عيساءُ والضانُ حفلٌ
فَما حاوَلَتْ عَيساءُ أمْ ما عَذيرُهَا
إذا ما تعاظَمتُمْ جُعُوراً فَشَرِّفُوا
جحيشاً إذا آبتْ منَ الصيفِ عيرها
أناساً يخالونَ العباءة َ فيهمُ
قطيفة َ مرعزي يقلبُ نيرها
إذا قيلَ أنْ تركبوا ذاتَ ناطحٍ
منَ الحربِ يلوى بالرداءِ نذيرها
وَمَا بِكُمُ صَبْرٌ عَلى مَشْرَفِيّة ٍ
تَعَضّ فِرَاخَ الهَامِ، أوْ تَسطِيرُهَا
تمَنّيتُمُ أنْ تَسْلُبُوا القاعَ أهْلَهُ،
كَذاكَ المُنى غَرّتْ جُحيشاً غُرُورُها
وَقَد كانَ في بَقعاءَ رِيٌّ لشائِكُمْ
وَتَلْعَة َ، وَالجَوْباءُ يَجرِي غَديرُهَا
تَناهَوْا وَلا تَسْتَوْرِدوا مَشْرَفِيّة ً
تَطِيرُ شُؤونَ الهَامِ مِنْها ذكورُهَا
كَأنّ السّلِيطِيّينَ أنْقَاضُ كَمأَة ٍ
لأوّلِ جَانٍ، بالعَصَا يَستَثيرُهَا
غضبتمْ عليها أوْ تغنيتمُ بها
أنِ اخضَرّ من بطنِ التّلاعِ غَميرُهَا
فلوْ كانَ حلمٌ نافعٌ في مقلدٍ
لمَا وَغِرَتْ من غَيرِ جُرْمٍ صُدُورُهَا
بنو الخطفى والخيلُ أيامَ سوقة ٍ
جلَوْا عنكُمُ الظّلماءَ وَانشَقّ نورُهَا
و في بئرِ حصنٍ أدركنها حفيظة ٌ
و قدْ ردَّ فيها مرتين حفيرها
فَجِئْنَا وَقَد عادَتْ مَرَاعاً وَبَرّكَتْ
عَلَيها مَخاضٌ لم تَجِدْ مَن يُثيرُهَا
لَئِنْ ضَلّ يَوْماً بالمُجَشَّرِ رَأيُهُ،
وَكانَ لِعَوفٍ حاسِداً لا يَضِيرُهَا
فَأوْلى وَأوْلى أنْ أُصِيبَ مُقَلَّداً
بغاشية َ العدوى سريعٍ نشورها
لقَدْ جُرّدَتْ يوْمَ الحِدابِ نساؤهمْ(13/205)
فساءتْ مَجالِيها، وَقَلّتْ مُهُورُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> يا عَينُ جُودي بدَمْعٍ هاجَهُ الذِّكَرُ
يا عَينُ جُودي بدَمْعٍ هاجَهُ الذِّكَرُ
رقم القصيدة : 16455
-----------------------------------
يا عَينُ جُودي بدَمْعٍ هاجَهُ الذِّكَرُ
فما لدمعكِ بعدَ اليومِ مدخرُ
إنّ الخَليفَة َ قَدْ وَارَى شَمَائلَهُ
غَبرَاءُ مَلْحُودَة ٌ في جُولها زَوَرُ
أمسَى بَنُوها وَقد جَلّت مُصِيبَتُهُمْ
مِثلَ النّجومِ هَوَى من بِينِها القَمَرُ
كانوا شهوداً فلمْ يدفعْ منيتهُ
عبدُ العزيزِ ولا روحٌ ولا عمرُ
و خالدٌ لوْ أرادَ الدهرُ فديتهُ
أغْلَوْا مُخاطَرَة ً لوْ يُقْبَلُ الخَطَرُ
قدْ شفني روعة ُ العباسِ منْ فزعَ
لمّا أتَاهُ بدَيْرِ القَسْطَلِ الخَبَرُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لقدْ نادى أميركِ بابتكارِ
لقدْ نادى أميركِ بابتكارِ
رقم القصيدة : 16456
-----------------------------------
لقدْ نادى أميركِ بابتكارِ
و لمْ يلووا عليكَ ولمْ تزارى
وَقَدْ رَفَعَ الظّعائِنِ يَوْمَ رَهْبَى
بِرُوحٍ مِنَ فُؤادِكِ مُسْتَطَارِ
ذكرتك بالجمومِ ويومَ مروا
عَلى مَرّانَ رَاجَعَني ادّكَارِي
و تيمٌ يفخرونَ ضربُ تيمٍ
كضَرْبِ الزَّيْفِ بارَ على التِّجَارِ
وَتُعرَفُ بالمَنازِلِ، يا ابنَ تَيْمٍ،
لئيمَ الضربِ مطرفَ النجارِ
رويداً لافتخاركَ يا بنَ تيمٍ
رَقِيقاً ما عَتَقْتَ مِنَ الإسَارِ
تذكرْ هلْ تفاخرُ يا بنَ تيمٍ
بفرعٍ أوْ لأصلكَ منْ قرارِ
فما عرفوا السباقَ وما تجلتْ
وُجُوهُ التّيْمِ مِنْ قَتَمِ الغُبَارِ
أتطلبُ سابقَ الحلباتِ تيمٌ
تقدمَ في المواطنِ إذ يجاري
صَرِيحاً لَمْ تَلِدْ أبَوَيْهِ تَيْمٌ،
وَلَمْ يُنْسَبْ لأختِ بَني حُذارِ
لَعَمْرُ أبيكَ ما شَجَرَاتُ تَيْمٍ
مِنَ النّبْعِ العَتيقِ وَلا النُّضَارِ
ة قدْ علمتْ تميمٌ أن تيماً
بعيدٌ حينَ ينسبَ منْ نزارِ
فأنتمْ عائذونَ بآلِ سعدٍ
بعقدِ الحلفِ أو سببِ الجوارِ(13/206)
نَعُدّ تَمِيمَنَا وَتَعُدّ تَيْماً،
فقدْ أرديتَ في اللججِ الغمارِ
لَنا عَمروٌ عَلَيكَ وَآلُ سَعْدٍ،
وَثَرْوَة ُ دارِمٍ وَحَصَى الجِمَارِ
وَجَوّازُ الحَجيجِ لَنَا عَلَيكُمْ
و عادى ُّ المكارمِ والمنارِ
و خالي منْ خزيمة َ يا بنَ تيمٍ
عَظيمُ البَيتِ مرْتَفِعُ السّوَارِي
لَقَدْ وُجِدَ ابنُ بَرْزَة َ يوْمَ جارَى
بطيئاً عنْ مرافعة ِ الخطارِ
فكَيفَ تَرَى جِذابي يا ابنَ تَيْمٍ
وَقَدْ قُرّنْتُمُ قَرَنَ البِكَارِ
فَلَسْتَ مُفَارِقاً قَرَنَيّ، حَتى
يَطولَ تَصَعّدي بكَ وَانحدارِي
وَما بالمِيسِ يَرْحَلُ وَفْدُ تَيْمٍ،
وَلَكِنْ بالسّوِيّة ِ وَالحِصَارِ
وجدنا التيمَ منْ سبأٍ وتيمٌ
مُجاوِرَة ُ القُرُودِ معَ الوِبَارِ
فانْ تجزوا بنعمتنا شكرتمْ
رِيَاحاً أوْ فَوَارِسَ ذي الخِمَارِ
أتَعْدِلُ لَيْلَ أيْسَرَ، مُستَنيماً،
بليلِ الملجماتِ على َ سفارِ
تَوَالى في المَرَابِطِ مُقْرَبَاتٍ،
طَوَاهُنّ المُغَارُ عَلى اقْوِرَارِ
نُعَشّيها الغَبُوقَ عَلى بَنِينا،
و نطعمها المحيلَ على الصفارِ
وَقَدْ عَلِمَ ابنُ أبْحَرَ أنّ خَيلي
غَداة َ الجُمْدِ صَادِقَة ُ الغِوَارِ
قَرَعْنَ بِنَا كَتَائِبَ آلِ نَصْرٍ،
وَزَحْفَ المُنذِرَينِ وَذي المُرَارِ
و هاماتِ الجبابرِ قد صدعنا
كَأنّ عِظَامَهَا فِلَقُ المَحَارِ
فما شهدتْ رجالُ التيمِ حرباً
و لا أيامَ طخفة َ والنسارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ
يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ
رقم القصيدة : 16457
-----------------------------------
يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ
أمْ هَلْ للَوْمِ عَوَاذِلي تَفْتِيرُ؟
أني تكلفُ بالغميمِ حاجة ً
نِهْيا حَمامَة َ دُونَها، وَحَفِيرُ
عاداتُ قلبكَ حينَ خفَّ بهِ الهوى
لولا تسكنهُ لكادَ يطيرُ
إنّ العَوَاذِلَ لمْ يَجِدنَ كوَجدِنا
فَلَهُنّ مِنْكَ تَعَبّدٌ وَزَفِيرُ
ينهينَ منْ علقَ الهوى بفؤادهِ
حتى استبينَ بسمعهِ توقيرُ(13/207)
هَلاّ غَضِبْتَ لَنا، وَأنْتَ أمِيرُ
إنّ اليَسيرَ بذا الزمَانِ عَسِيرُ
يا قلبِ هلْ لكَ في العزاءِ فانهُ
قد عيلَ صبركَ والكريمُ صبورُ
يا بِشْرُ إنّكَ لم تَزَلْ في نِعمَة ٍ
بالبُغضِ نحْوَكَ وَالعَداوَة ِ عُورُ
وكتَمتُ سرّكَ في الفؤاد مُجمجِماً؛
إنّ الكَتُومَ لِسِرّهِ لَجَدِيرُ
فسَقى ديارَكِ حيثُ كنتِ مُجلجِلٌ
هَزِجٌ يُرِنّ عَلى الدّيَارِ مَطِيرُ
وَلَقَد ذكَرْتُكِ باليمامة ِ ذَكرَة ً؛
إنّ المُحِبّ لَمنْ يُحِبّ ذَكُورُ
وَالعِيسُ مُنعَلة ُ السّريح من الوَجى
وَكأنّهُنّ مِنَ الهَوَاجِرِ عُورُ
يا بشرُ حقَّ لبشركِ التبشيرُ
يَأتِيكَ مِنْ قِبَلِ الإلَهِ بَشِيرُ
بِشْرٌ أبُو مَرْوَانَ إنْ عاسَرْتَهُ
عسرٌ وعندَ يسارهِ ميسزرُ
قدْ كانَ حقكَ أنْ تقولَ الكرمَ ابنها
وَابنُ اللّئِيمَة ِ للّئَامِ نَصُورُ
لا يَدْخُلُنّ عليك، إنّ دخولَهُمْ
رِجْسٌ وَإنّ خُرُوجَهُمْ تَطهِيرُ
أمسى سُرَاقَة ُ قد عوَى لشقائِهِ،
خَطْبٌ، وأمِّكَ يا سُرَاقَ، يَسيرُ
أسُرَاقَ! قَد عَلمَتْ مَعَدٌّ أنّني
قدماً مطالعهُ عليكَ وعور
يا آلَ بارقَ لوْ تقدمَ ناصحٌ
للبارقيَّ فانهُ مغرورُ
كالسّامِرِيّ غَداة َ ضَلّ بقَوْمِهِ،
وَالعِجْلُ يُعكَفُ حَوْله وَيَخُورُ
إنّي بِنى لي مَنْ يَزِيدُ بِناؤهُ
طُولاً، وَباعُكَ يا سُراقَ قَصِيرُ
لَوْ كنتَ تَعلَمُ ما جهلتَ فَوَارِسِي
أيامَ طخفة َ والدماءُ تمورُ
هَلاَّ بذي نَجَبٍ عَلِمْتَ بَلاءنا
يا آلَ بارِقَ، فِيمَ سُبّ جَرِيرُ
أنَصَرْتَ قَينَ بَني قُفَيرَة َ مُحْلِباً؟
فَضَغَا وَأسْلَمَ تَغْلِبَ الخنزيرُ
قدْ كانَ في كلبٍ يخافُ شذاتهُ
منيَّ وما لقيَ الغواة َ نذير
أسُرَاقَ إنّكَ قد تُرِكتَ مُخَلَّفاً
و غبارُ عثيرها عليكَ يثور
وَعَلِقْتَ في مَرَسٍ يمُدّ قَرِينَهُ
حتى التَوَى بك مُحصَدٌ مَشزُورُ
لَحَصَادُ بارِقَ كانَ أهوَنَ ضَيعَة ً
و المخلبانِ ودونكَ المنحور
مِنْ مُخْدِرٍ قطَعَ الطّرِيقَ بلَعلعٍ(13/208)
تَهْوِي مَخَالِبُهُ مَعاً فَيَسُورُ
تؤتى الكرامُ مهو رهنَّ سياقة ً
وَنِسَاءُ بَارِقَ ما لَهُنّ مُهُورُ
إنَّ الملامة َ والمذلة َ فاعلموا
قَدَرٌ لأوّلِ بَارِقٍ مَقْدُورُ
وَإذا انتَسَبتَ إلى شَنُوءة َ تَدّعي،
قالوا: ادّعاءُ أبي سُرَاقَة َ زُورُ
اني بني لي زاخرٌ منْ خندفٍ
لليلكَ فيهِ منايرٌ وسريرُ
أسُرَاقَ! إنّكَ لوْ تُفاضِلُ خندفاً
بثَقَتْ عَلَيكَ من الفُراتِ بُحُورُ
أسُرَاقَ! إنّكَ لا نَزاراً نِلْتُمُ،
وَالحَيُّ مِنْ يَمَنٍ عَلَيكَ نَصِيرُ
أسُرَاقَ! إنّ لَنا العِرَاقَ ونَجْدَهُ
وَالغَوْرَ، وَيْلَ أبيكَ، حينَ نَغُورُ
أرَجَا سُرَاقَة ُ أنْ يُفاضِلَ خِندِفاً
وَأبو سُراقَة َ في الحَصَى مكْثُورُ
العصر الإسلامي >> جرير >> زَارَ القُبُورَ أبُو مالِكٍ،
زَارَ القُبُورَ أبُو مالِكٍ،
رقم القصيدة : 16458
-----------------------------------
زَارَ القُبُورَ أبُو مالِكٍ،
فَكَانَ كَألأمِ زُوّارِهَا
ستبكي عليهِ درومُ العشاءِ
خَبِيثٌ تَنَسُّمُ أسْحَارِهَا
تنوحُ بناتُ أبي مالكٍ
ببوقِ لصاريَ وزمارها
لَقَدْ سَرّني وَقْعُ خَيلِ الهُذَيلِ،
وَتَرْغِيمُ تَغْلِبَ في دارِهَا
وَفَاتَ الهُذَيْلُ بني تَغْلِبٍ،
وَجَحّافُ قَيْسٍ بِأوْتَارِهَا
تَحُضّونَ قَيْساً وَلا تَصْبِرُونَ
لزبنِ الحروبِ وإضرارها
العصر الإسلامي >> جرير >> تنعي النعاة ُ أميرَ المؤمنينَ لنا
تنعي النعاة ُ أميرَ المؤمنينَ لنا
رقم القصيدة : 16459
-----------------------------------
تنعي النعاة ُ أميرَ المؤمنينَ لنا
يا خيرْ منْ حجَّ بيتَ اللهِ واعتمرا
حُمّلْتَ أمراً عَظِيماً فاصْطَبَرْتَ لهُ
وَقُمْتَ فِيهِ بِأمْرِ الله، يا عُمَرَا
فالشّمسُ كاسِفَة ٌ لَيستْ بِطالِعَة ٍ،
تبكي عليكَ نجومَ الليلِ والقمرا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> كلب الوالي
كلب الوالي
رقم القصيدة : 1646
-----------------------------------
كلب والينا المعظم(13/209)
عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لأعدم
عندما اثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي تسمم
العصر الإسلامي >> جرير >> طَرِبَ الحَمامُ بذي الأرَاكِ فهاجَبني؛
طَرِبَ الحَمامُ بذي الأرَاكِ فهاجَبني؛
رقم القصيدة : 16460
-----------------------------------
طَرِبَ الحَمامُ بذي الأرَاكِ فهاجَبني؛
لا زِلْتَ في غَلَلٍ وَأيْكٍ نَاضِرِ
شَبّهْتُ مَنْزِلَة ً بِرَاحَ، وَقَدْ أتَى
حولُ المحيلِ خلالَ جفنٍ داثرِ
نشرتْ عليكِ فبشرتْ بعدَ البلى
ريحٌ يمانية ٌ بيومٍ ماطرِ
إنْ قالَ صحبتكَ الرواحَ فقلْ لهمْ
حيوا الغزيزَ ومنْ به منْ حاضرِ
نَهْوَى الخَليطَ وَلَوْ أقَمنا بَعدَهُمْ؛
إنّ المقيمَ مكلفٌ بالسائرِ
إنَ المطي بنا يخدنَ ضحى عدٍ
وَاليَوْمَ يَوْمُ لُبَانَة ٍ وَتَزَاوُرِ
سنحَ الهوى فكتمتُ صحبي حاجة ً
بَلَغَتْ تَجَلُّدَ ذي العَزَاء الصّابِرِ
جزعاً بكيتْ على الشبابِ وشاقني
عِرْفَانُ مَنْزِلَة ٍ بجِزْعَيْ سَاجِرِ
أمّا الفُؤادُ، فَلَنْ يَزَالَ متَيَّماً
بهوى جمانة َ أو بريا العاقرِ
طَرَقَتْ بمُخْتَرَقِ الفَلاة ِ مُشَرَّداً،
جعلَ الوسادَ ذراعَ حرفٍ ضامرِ
يا أُمّ طَلْحَة َ! مَا لَقينَا مِثْلَكُمْ
في المنجدينَ ولا بغورِ الغائرِ
رهبانَ مدينَ لوْ رأوكِ تنزلوا
و العصمُ منْ شعفِ العقولِ الفادرِ
لمن الحمولِ منَ الايادِ تحملتْ
كالدومِ أو ظللِ السفينِ العابرِ
يحدو بهنَّ مشمرٌ عن ساقهِ
مِثْلُ المَنِيحِ نَحَى قِداحَ الياسِرِ
قَرّبْنَ مُفْرِعَة َ الكَوَاهِلِ بُزَّلاً،
منْ كلَّ مطردِ الجديلِ عذافرِ
نَهْدِ المحالِ، إذا حُدينَ، مُفَرَّجٍ،
سبطَ المشافرِ مخلفٍ أو فاطرِ
منهُ بمجتمع الأخادعِ نابعٌ
يَغشَى الذَّفارَى كالكُحَيلِ القَاطِرِ
وَإذا الأزِمّة ُ أُعْلِقَتْ أزْرَارُهَا،
جَرْجَرْنَ بَينَ لَهاً وَبَينَ حَنَاجِرِ
زالَ الجمالُ بنخلِ يثربَ بالضحى
أوْ بالرواجحِ منْ إباضَ العامرِ
لَيْتَ الزّبَيرَ بِنَا تَلَبّسَ حَبْلُهُ،(13/210)
ليسَ الوفيُّ لجارهِ كالغادرِ
وجدَ الزبيرُ بذي السباعُ مجاشعاً
للحيثلوطِ ونزوة ً منْ ضاطرِ
بَاتُوا وَقَدْ قُتِلَ الزّبَيرُ كأنّهُمْ
خورٌ صوادرُ عنْ نجيلِ قراقرِ
وَلَدَتْ قُفَيرَة ُ أُمُّ صَعصَعَة َ ابنَهَا
فَوْقَ المُزَنَّمِ بَينَ وَطْبَيْ جَازِرِ
عزبتْ قفيرة ُ في الغريبِ وراحتْ
بالكفَّ بينَ قوادمٍ وأواخرِ
عَلِقَ الأخَيْطِلُ في حِبالي بَعْدَمَا
عثرَ الفرزدقُ لالعاً للعاثرِ
لقيَ الأخيطلُ ما لقيتَ وقبلهُ
طاحَ البَعيثُ بغَيرِ عِرْضٍ وَافِرِ
وَإذا رَجَوْا أنْ ينَقُضُوا مني قُوى ً،
مَرَسَتْ قُوَايَ عَلَيهِمُ وَمَرَائرِي
و منوا بملتهمِ العنانِ مناقلٍ
عندَ الرهانِ مقربٍ ومحاضرِ
إني نزلتُ بمفرعٍ منْ خندفٍ
في أهلِ مملكة ٍ وملكٍ قاهرٍ
كانتْ فواضلنا عليكَ عظيمة ً
منْ سيبِ مقتدرٍ عزيزٍ قادرِ
ماذا تقولُ وقدْ عرفتَ لخندفٍ
زُهْرَ النّجُومِ وَكُلَّ بَحْرٍ زَاخِرِ
إنّ القَصَائِدِ قَدْ وَطِئْنَ مُجاشِعاً،
وَوَطِئْنَ تَغْلِبَ ما لهَا مِنْ زَاخِرِ
نبئتُ تغلبَ يعبدونَ صليبهمْ
بالرقتينِ إلى جنوبِ الماخرِ
يستنصرونَ بمارَ سرجسَ وابنهِ
بعدَ الصليبِ وما لهمْ منْ ناصرِ
كَذَبَ الأخَيْطِلُ ما تَوَقَّفُ خَيلُنا
عِنْدَ اللّقاء، وما تُرَى في السّامِرِ
رُجُعاً نَقُصّ لها الحَديدَ من الوَجَى
بعدَ ابتراءِ سنابكٍ ودوابرِ
سائلْ بهنَّ أبا ربيعة َ كلهمْ
وَاسْألْ بَني غُبَرٍ غَداة َ الحَائِرِ
وطئتْ جيادُ بني تميمٍ تغلباً
يَوْمَ الهُذَيْلِ غَداة َ حَيّيْ هاجِرِ
وَإذا رَجَعْنَ وَقَد وَطِئْنَ عَدُوّنَا
حدَرَتْكَ مِنْ شَرَفَيْ خَزَارٍ خَيلُنا،
وَالحَرْبُ ذاتُ تَقَحُّمٍ وَتَراتِرِ
خسرَ الأخيطلُ والصليبُ وتغلبٌ
وَيُكالُ، ما جمعوا، بمُدٍّ خاسِرِ
وابتَعتَ وَيْلَ أبيكَ،ألأمَ شَرْبَة ٍ
بفسادِ تغلبَ بئسَ ربحُ التاجرِ
أدّ الجِزَى وَدَعِ الفخارَ بتَغلِبٍ،
وَاخْسَا بمَنْزِلَة ِ الذّليلِ الصّاغِرِ(13/211)
أُنْبِئْتُ تَغلِبَ بَعدَمَا جَدّعْتُهُمْ،
يتعذرونَ وما لهمْ من عاذرِ
وَالتّغْلِبِيّة ُ، حينَ غَبّ غَبِيبُها،
تَهْوِي مَشَافِرُهَا لشَرّ مَشافِرِ
إنّ الأخَيْطِلَ لَنْ يَقُومَ لِبُزّلٍ،
أنيابها كشبا الزجاجِ قساورِ
فينا الخلافة ُ والنبوة ُ والهدى
و ذو والمشورة َ كلَّ يومٍ تشاورِ
و رجا الأخيطلُ أنْ يكدرَ بحرنا
فأصَابَ حَوْمَة َ ذي لجاجٍ غَامِرِ
بَينَ الحَوَاجِب وَاللِّحَى مِن تَغلِبٍ
لؤمٌ تورثُ كابراً عنْ كابرِ
يا ابنَ الخَبيثَة ِ! أينَ مَنْ أعدَدتُمُ
لبني فزارة َ أوْ لحيْ عامرِ
و إذا لقيتَ قرومَ فرعي خندفٍ
يَبْذَخْنَ بَعْدَ تَزَايُفٍ وَتَخاطُرِ
خليتَ عنْ سننِ الطريقِ ولمْ تزلْ
فِيهِمْ مُلُوكُ أسِرّة ٍ وَمَنَابِرِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ
حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ
رقم القصيدة : 16461
-----------------------------------
حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ
ما كدتَ تعرفُ إلاَّ بعدَ إنكارِ
إذا تَقَاَدمَ عَهْدُ الحَيّ هَيّجَني
خيالُ طيبة ِ الأردانِ معطارِ
لا يأمننَّ قوبٌّ نقضَ مرتهِ
إني أرى الدهرَ ذا نقضٍ وإمرارِ
قد أطلبُ الحاجة َ القصوى فأدركها
على الأُنُوفِ وُسُوماً ذاتَ أحْبَارِ
إلاَّ بغرٍّ منَ الشيزى مكللة ٍ
يجري السديفُ عليها المربعُ الواري
إذا أقُولُ ترَكْتُ الجَهْلَ هَيّجَني
رَسْمٌ بذي البَيْضِ أوْ رَسْمٌ بدُوّارِ
تمسي الرياحُ بهِ حنانة ً عجلاً
سَوْفَ الرّوَائِمِ بَوّاً بَينَ أظْآرِ
هَلْ بالنّقيعَة ِ ذاتِ السِّدْرِ من أحدٍ
أوْ منبتِ الشيحِ منْ روضاتِ أعيارِ
سقيتِ منْ سبلِ الجوزاءِ غادية ً
وَكُلَّ وَاكِفَهِ السَّعْدَينِ مِدْرَارِ
قدْ كدتُ أنَّ فراقَ الحيَّ يشفعني
أنسى عزاي وأبدى اليومَ أسراري
لولا الحياءُ لهاجَ الشوقَ مختشعٌ
مثلُ الحمامة ِ منْ مستوقدِ النارِ
لمّا رَمَتْني بِعَينِ الرّيمِ فَاقْتَتَلَتْ
قلبي رميتُ بعينِ الأجدلِ الضاري(13/212)
مِلء العُيُونِ جَمالاً ثمّ يُونِقُني
لَحْنٌ لَبيثٌ وَصَوْتٌ غَيرُ خَوّارِ
قَوْمي تَمِيمٌ هُمُ القَوْمُ الذينَ هُمُ
ينفونَ تغلبَ عنْ بحبوحة ِ الدار
النّازِلونَ الحِمَى لمْ يُرْعَ قَبلَهُمُ؛
وَالمانِعُونَ بِلا حِلْفٍ وَلا جَارِ
ساقتكَ خيلي منَ الأشرافِ معلمة ً
حتى نزَلْتَ جَحيشاً غَيرَ مُختارِ
لنْ تستطيعَ إذا ما خندفٌ خطرتْ
شُمَّ الجِبَالِ وَلُجَّ المُزْبِدِ الجَارِي
تَرْمي خُزَيْمَة ُ مَنْ أرْمي وَيَغضَبُ لي
أبناءُ مرٍّ بنو عراءَ مذكارِ
إنّ الذينَ اجْتَنَوْا مَجداً وَمَكْرُمَة ً
تِلْكُمْ قُرَيْشِيَ وَالأنصَارُ أنصَارِي
و الحيُّ قيسٌ بأعلى المجدِ منزلة ً
فاستكرموا منْ فروعٍ زندها وارى
قَوْمي فأصْلُهُمُ أصْلي، وَفَرْعُهُمُ
فَرْعي وَعَقدُهُم عَقدي وَإمَرارِي
منا فوارسُ ذي بهدى وذي نجبٍ
و المعلمونَ صباحاً يومَ ذي قارِ
مسترعفينَ بجزءٍ في أوائلهمْ
وَقَعْنَبٍ، وَحُمَاة ٍ غيرِ أغْمَارِ
قدْ غلَّ في الغلِ بسطاماً فوارسنا
وَاستَوْدَعُوا نَعْمَة ً في آلِ حَجّارِ
ما أوْقَدَ النّاسُ من نِيرَانِ مَكْرُمَة ٍ
إلاَّ اصطلينا وكنا موقدي النارِ
إنّا لَنَبْلُو سُيُوفاً غَيرَ مُحدَثَة ٍ،
في كلَّ معتقدِ التاجينِ جبارِ
إنّي لَسَبّاقُ غَايَاتٍ أفُوز بهَا
إذاً أطيلُ لها شغلي وإضماري
يا خزرَ تغلبَ إني قدء وسمتكمُ
يا خزرَ تغلبَ وسوماً ذاتَ أحبارِ
لا تَفْخَرُنّ، فإنّ الله أنّزَلَكُمْ،
يا خزرَ تغلبَ دارَ الذلَّ والعارِ
ما فيكمُ حكمٌ ترضى حكومتهُ
للمُسْلِمِينَ وَلا مُستَشهَدٌ شَارِي
قومٌ إذا حاولوا حجاً لبيعهمْ
صروا الفلوسَ وحجوا غيرَ أبرارِ
جئني بمثلِ بني بدرٍ لقومهمُ
أوْ مِثْلِ أُسرَة ِ مَنظُورِ بنِ سَيّارِ
أوْ مِثْلِ آلِ زُهَيرٍ وَالقَنَا قِصَدٌ،
وَالخَيْلُ في رَهَجٍ مِنهَا وَإعْصَارِ
أوْ عامِرِ بنِ طُفَيْلٍ في مُركَّبِهِ؛
أوْ حارِثٍ يَوْمَ نادى القَوْمُ: يا حارِ
أوْ فارسٍ كشريحٍ يومَ نحملهُ(13/213)
نَهْدُ المَرَاكِلِ يَحمي عَوْرَة َ الجارِ
أوْ آلِ شَمخٍ، وَهل في النّاسِ مثلُهمُ
للمتعفينَ ولاطلابِ أوتارِ
نَبّأتَ أنّكَ بِالخابُورِ مُمْتَنِعٌ،
ثمَّ انفرجتَ انفراجاً بعدَ إقرارِ
قدْ كانَ دوني منَ النيرانِ مقتبسٌ
أخزيتَ قومكَ واستشعلتَ من ناري
لم تدرِ أمكَ ما الحكمُ الذي حكمتُ
إذ مَسّها سَكرٌ مِنْ دَنّها الضّارِي
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَلِيطُ غَداة َ الجِنَابِ،
بَانَ الخَلِيطُ غَداة َ الجِنَابِ،
رقم القصيدة : 16462
-----------------------------------
بَانَ الخَلِيطُ غَداة َ الجِنَابِ،
وَلمْ تَقْضِ نَفسُكَ أوْطَارَهَا
فلا تكثروا طولَ شك الخلاجِ
وَشُدّوا على العِيسِ أكْوَارَهَا
سأرمي بها قاتماتِ الفجاجِ
وَنَهْجُرُ هِنْداً وَزُوّارَهَا
ألا قبحَ اللهُ يومَ الزبيرْ
بلاءَ القيونِ وأخبارها
فانا وجدنا ابنَ جوخيَ القيونِ
لئيمَ المواطن خوارها
وَلَوْ خُيّرَ القَينُ بَينَ الحَيَاة ِ
و بينَ المنية ِ لاختارها
أنِمْتَ بِعَينٍ عَلى خِزْيَة ٍ،
فأغضِ على الذلَّ أشفارها
وَقَدْ يَعْلَمُ الحَيُّ مِنْ مَالِك
مُناخَ الدُّهَيْمِ، وَأيْسَارَهَا
أخَذْنَا عَلى الخُورِ قَدْ تَعْلَمُونَ
ردافَ الملوكِ وأصهارها
وَنَكفيهِمُ، ثمّ لا يَشكُرُونَ،
مِراسَ الحُرُوبِ، وَإضْرَارَهَا
أنا ابنُ الفوارسِ يومَ الغبيطِ
و ما تعرفُ العوذُ أمهارها
لحقنا بأبجرَ والحوفزانِ
وَقَدْ مَدّتِ الخَيْلُ إعْصَارَهَا
و راية َ ملكٍ كظلِ العقابِ
ضربنا على َ الرأسِ جبارها
وَكُنّا، إذا حَوْمَة ٌ أعْرَضتْ،
نخوضُ إلى الموتِ أغمارها
فأفْسَدْتَ تَغْلِبَ كُلَّ الفَسَادِ،
وَشُمْتَ القُيُونَ وَأكْيَارَهَا
و حامي الفوارسُ يومَ الكعيلِ
وَلمْ تَحْمِ تَغْلِبُ أدْبَارَهَا
تركتمْ لقيسٍ بناتَ الصريحِ
و عونَ النساءِ وأبكارها
وَضَعْتُمْ بِحَزّة َ حَمْلَ السّلاحِ
و لمْ تضعِ الحربُ أوزارها
فانَّ البرية َ لو جمعتْ(13/214)
لألْفَيْتَ تَغْلبِ أشْرَارَهَا
ولَوْ أصْبَحَ النّاسُ حَرْباً عِدى ً
لقَيْسٍ وَخِنْدِفَ مَا ضَارَهَا
أخَذْنَا عَلَيْكُمْ عُيُونَ البُحُورِ
وَبَرَّ البِلادِ وَأمْصَارَهَا
وَنحْن وَرِثْنَا، فخَلِّ الطّرِيقَ،
جوابيَ عاد وآبارها
وَأدْعُو الإلَهَ وَتَدْعُو الصّليبَ،
وَأدْعُو قُرَيْشاً، وَأنْصَارَهَا
كَفَوْا خُزْرَ تَغلِبَ نصرَ الرّسولِ
و نقضَ الأمورِ وإمرارها
العصر الإسلامي >> جرير >> إنّ السّوَابِقَ عِندَها التّبْشيرُ
إنّ السّوَابِقَ عِندَها التّبْشيرُ
رقم القصيدة : 16463
-----------------------------------
.............
إنّ السّوَابِقَ عِندَها التّبْشيرُ
و لقدْ نهيتكَ أنْ تسبَّ مخرقاً
وَفِرَاشُ أُمّكَ كَلْبَتَانِ وَكِيرُ
يا لَيتَ جارَكُمُ اسْتَجَارَ مُخَرِّقاً
يَوْمَ الخُرَيْبَة ِ وَالعَجاجُ يَثُورُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما هاجَ شوقكَ منْ رسومِ ديارِ
ما هاجَ شوقكَ منْ رسومِ ديارِ
رقم القصيدة : 16464
-----------------------------------
ما هاجَ شوقكَ منْ رسومِ ديارِ
بلوى عنيقَ أو بصلبِ مطارِ
أبقى العواصفُ منْ معالمِ رسمها
شذبَ الخيامِ ومربطَ الأمهارِ
أمِنَ الفِرَاقِ تَعِبْتَ يَوْمَ عُنَيْزَة ٍ،
كهواكَ يومَ شقائقِ الأحفارِ
وَرَأيْتُ نارَكَ إذ أضَاء وَقُودُهَا،
فَرَأيْتُ أحسَنَ مُصطَلِينَ وَنَارِ
أما البعيثُ فقدْ تبينَ أنهُ
عَبْدٌ، فَعَلّكَ في البَعِيثِ تُمَارِي
وَاللّؤمُ قَدْ خَطَمَ البَعيثَ وَأرْزَمتْ
أمُّ الفرزدقِ عندَ شرَّ حوارِ
إنَّ الفرزدقَ والبعيثَ وأمهُ
و أبا البعيثِ لشرُّ ما إستارِ
طَاحَ الفَرَزْدَقُ في الرّهَانِ، وَعَمَّهُ
غَمْرُ البَديهَة ِ صَادِقُ المِضْمَارِ
تَرّجُو الهَوَادَة َ يا فَرَزْدَقُ بَعدَما
أطْفَأتَ نَارَكَ وَاصْطَلَيتَ بنَارِي
إنّي لَتُحْرِقُ مِنْ قَصَدْتُ لشَتْمِهِ
ناري ويلحقُ بالغواة ِ سعاري
تَبّاً لفَخْرِكَ بالضّلالِ وَلَمْ يَزَلْ(13/215)
ثوبا أبيكَ مدنسينِ بعارِ
ماذا تقولُ وقدْ علوتُ عليكمْ
و المسلمونَ بما أقولُ قواري
و إذا سألتَ قضى القضاة ُ عليكمُ
وَإذا افتَخَرْتَ علا عَلَيكَ فَخارِي
فأنّا النّهَارُ عَلا عَلَيْكَ بِضَوْئِهِ،
وَاللّيْلُ يَقْبِضُ بَسْطَة َ الأبْصَارِ
إنّا لَنَرْبَعُ بالخَمِيسِ تَرَى لَهُ
رهجاً ونضربُ قونسَ الجبارِ
إذْ لا تغارُ على البناتِ مجاشعٌ
يَوْمَ الحِفاظِ، وَلا يَفُونَ بِجَارِ
أني لقومكَ مثلُ عدوة ِ خيلنا
بالشعبِ بومَ مجزلِ الأمرارِ
قَوْمي الذينَ يَزِيدُ سَمعي ذِكْرُهُمْ
سَمْعاً، وَكَانَ بضَوْئِهِمْ إبصَارِي
إنّ القَصَائِدَ لَنْ يَزَلْنَ سَوَائِحاً
حمراً مساحلهنَّ غيرَ مهارِ
هلْ تَشْكُرُونَ لمنْ تَدارَكَ سبيَكُم
وَالمُرْدَفَاتُ يَمِلْنَ بِالأكْوَارِ
إنّي لَتُعْرَفُ في الثّغُورِ فَوَارِسي،
وَيُفَرّجُونَ قَتَامَ كُلّ غُبَارِ
نحنُ البناة َ دعائماً وسوارياً
يعلونَ كلَّ دعائمٍ وسوارِ
تدعو ربيعة ُ والقميصُ مفاضة ٌ
تَحْتَ النِّجَادِ، تُشَدّ بالأزْرَارِ
إنَّ البعيثَ وعبدَ آلِ مقاعسٍ
لا يَقْرَآنِ بِسُورَة ِ الأحْبَارِ
أبلغْ بني وقبانَ أنَّ نساءهمْ
خورٌ بناتُ موقعٍ خوارٍ
كنتمْ بني أمة ٍ فأغلقَ دونكمْ
بابُ المَكارِمِ، يا بَني النِّخْوَارِ
أبَني قُفَيرَة َ! قَدْ أنَاخَ إلَيكُمُ
يَوْمَ التّقَاسُمَ لُؤمُ آلِ نِزَارِ
إنَّ اللئامَ بني اللئامِ مجاشعٌ
و الأخبثونَ محلَّ كلَّ ازارِ
سارَ القصائدُ واستبحنَ مجاشعاً
مَا بَينَ مصْرَ إلى جَنُوبِ وَبَارِ
يتَلاوَمُونَ وَقَدْ أبَاحَ حَرِيمَهُمْ
قَيْنٌ، أحَلَّهُمُ بِدَارِ بَوَارِ
لا تَفْخَرَنّ إذا سَمِعْتَ مُجَاشعاً
يَتَخَاوَرُونَ تَخَاوُرَ الأثْوَارِ
أعَلَيّ تَغْضَبُ أنْ قُفَيرَة ُ أشبَهَتْ
مِنْهُ مَكَانَ مُقَلَّدٍ وَعِذَارِ
قالَ الفَرَزْدَقُ، إذ أتَاه حَديثُها،
ليستْ نوارُ مجاشعٍ بنوارِ
تدعو ضريسَ بني الحتاة ِ إذا انتشتْ
و تقولُ ويحكَ منْ أحسَّ سواري(13/216)
بحديثِ جعثنَ ما ترنمَ الأكيارِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حَيِّ الهِدَملَة َ مِنْ ذاتِ المَوَاعِيسِ،
حَيِّ الهِدَملَة َ مِنْ ذاتِ المَوَاعِيسِ،
رقم القصيدة : 16465
-----------------------------------
حَيِّ الهِدَملَة َ مِنْ ذاتِ المَوَاعِيسِ،
فالحنوا أصبحَ قفراً غيرَ مأنوس
حيَّ الديارَ التي شبهتها خللاً
أو منهجاً من
بَينَ المُخَيْصِرِ فَالعَزّافِ مَنْزِلَة ٌ
كالوحي منْ عهد موسى في القراطيسِ
لا وصلَ إذْ صرفتْ هندٌ ولو وقفتْ
لاستفتني وذا المسحينْ في القوسِ
لوْ لمْ تَرِدْ وصْلَنَا جادتْ بمُطَّرَفٍ،
مما يخالطُ حبَّ القلبِ منفوسِ
قد كنتِ خدنالنا يا هندُ فاعتبري
ماذا يريبكِ منْ شيبيِ وتقويسي
لمّا تَذَكّرْتُ بِالدّيْرَينِ أرّقَني
صَوْتُ الدّجاجِ وَقَرْعٌ بالنّوَاقِيسِ
فقلتُ للركبِ إذْ جدَّ الرحيلُ بنا
ما بُعدُ يبَرِينَ من بابِ الفَرَادِيسِ
عَلّ الهَوَى مِنْ بَعِيدٍ أنْ يُقَرِّبَهُ
أمُّ النجومِ ومرُّ القومِ بالعيسِ
لو قدْ علونَ سماوياً مواردهُ
من نحوِ دومَة ِ خَبْتٍ قَلّ تَعرِيسي
هل دعوة ٌ منْ جبالِ الثلجِ مسمعة ٌ
أهْلَ الإيادِ وَحَيّاً بالنَّبَارِيسِ
إنّي، إذا الشاعِرُ المَغرُورُ حَرّبَني،
جَارٌ لقَبْرِ عَلى مَرّانَ مَرْمُوسِ
قَدْ كانَ أشْوَسَ أبّاءً، فأوْرَثَنَا
شَغْباً على النّاسِ في أبنائِهِ الشُّوسِ
نحمي ونغتصبُ الجبارَ بجنبهُ
في مُحصَدٍ من حبالِ القِدّ مَخموسِ
يخزى الوشيظُ إذا قالَ الصميمُ لهمْ
عُدّوا الحَصَى ثمّ قِيسُوا بالمَقاييسِ
لا يستطيعُ امتناعاً فقعُ قرقرة ٍ
بينَ الطريقينْ باليدِ الأماليسِ
وَابنُ اللَّبُونِ، إذا ما لُزّ في قَرَنٍ،
لمْ يستطعْ صولة َ البزلِ القناعيسِ
إنّا، إذا مَعشَرٌ كَشّتْ بِكَارَتُهُمْ،
صُلْنَا بِأصْيَدَ سَامٍ غيرِ مَعكُوسِ
هلِ منْ حلومٍ لأقوامٍ فتنذرهمْ
ما جربَ الناسِ منْ عضى وتضريسي
إني جُعِلتُ فَما تُرْجى مُقَاسَرَتي
نكلاً لمستعصبِ الشيطانِ عتريسِ(13/217)
أحمي مَوَاسِمَ تَشفي كُلَّ ذي خَطَلٍ
مستوضعٍ بلبنانِ الجنَّ مسلوسِ
مَنْ يَتّبِعْ غَيرَ مَتْبُوعٍ فإنّ لَنا،
في ابني نزارٍ نصيباً غيرْ مخسوسِ
وَابنا نِزَارٍ أحَلاّني بِمَنْزِلَة ٍ
في رَأسِ أرْعَنَ عاديّ القَدامِيسِ
إني امرؤٌ منْ نزارٍ في أرومتهمْ
مستحصدٌ أجمى فيهمْ وعريسي
لا تَفْخَرَنّ على قَوْمٍ عَرَفتَ لهُمْ
نورَ الهُدى وَعَرِينَ العزّ ذي الخِيسِ
قومٌ لهمْ خصَّ إبراهيمُ دعوتهُ
إذ يرفعُ البيتَ سوراً فوقَ تأسيس
نحنُ الذينَ ضربنا الناسَ عنْ عرضٍ
حتى استقاموا وهمْ أتباعُ إبليسِ
أقْصِرْ فإنّ نِزَاراً لَنْ يُفَاضِلَهَا
فرع لئيمٌ وأصلٌ غيرُ مغروسِ
قَدْ جَرّبَتْ عَرَكي في كلّ مُعترَكٍ
غُلْبُ الأسُودِ فَما بالُ الضَّغابِيسِ
يَلفَى الزّلازِلَ أقْوَامٌ دَلَفْتُ لهُمْ
بالمنجنيقِ وصكاً بالملاطيسِ
لمّا جَمَعْتُ غُوَاة َ النّاسِ في قَرَنٍ،
غادرتهمْ بينَ محسورٍ ومفروسِ
كانوا كهاوٍ وردٍ منْ حالقى جبلٍ
وَمُغْرَقٍ في عُبابِ البَحرِ مَغموسِ
خَيْلي التي وَرَدتْ نَجرَانَ ثمّ ثَنَتْ
يومَ الكلابِ بوردٍ غيرْ محبوسِ
قَد أفعَمَتْ وَادِيَيْ نَجرَانَ مُعلَمَة ً
بالدّارِعينَ وبِالخَيْلِ الكَرَادِيسِ
قَدْ نَكتَسِي بِزّة َ الجَبّارِ نَجْنُبُهُ
و البيضَ نضربهُ فوقَ القوانيسِ
نحنُ الذينَ هزمنا جيشٍ ذي نجبٍ
وَالمُنْذِرَينِ اقتَسَرْنَا يَوْمَ قَابُوسِ
تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ
قد عَضّ أعناقَهمْ جِلدُ الجَوَاميسِ
و التيمُ ألأمُ منْ يمشي وألأمهمْ
أو لاد ذهلٍ بنو السودِ المدانيسِ
تُدْعَى لشَرّ أبٍ يا مِرْفَقَيْ جُعَلٍ،
في الصيفِ يدخلُ بيتاً غيرْ مكنوسِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إنْ تضرساني تجدا مضرسا
إنْ تضرساني تجدا مضرسا
رقم القصيدة : 16466
-----------------------------------
إنْ تضرساني تجدا مضرسا
قَدْ لَبِسَ الدّهرَ وأبقَى مَلْبَسَا
خُلِقْتُ شَكْساً للأعادي مِشْكَسَا
أكوى الأسرينَ وأقطعُ النسا(13/218)
منْ شاءَ منْ حرَّ الجحيمِ استقبسا
العصر الإسلامي >> جرير >> ما ذاتُ أرواقٍ تصدى لجؤذرٍ
ما ذاتُ أرواقٍ تصدى لجؤذرٍ
رقم القصيدة : 16467
-----------------------------------
ما ذاتُ أرواقٍ تصدى لجؤذرٍ
بحيثُ تلاقى عازبٌ فالأواعسُ
بأحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قالَتْ: ألا ترَى
لَمنْ حَوْلَنَا فِيهِمْ غَيْورٌ وَنَافِسُ
تَر ثَمّ شِرْباً بَارِداً لا يَنَالُهُ،
عَلى هَوْلِهِ، إلاّ رَدٍ أوْ مُخَالِسُ
بني مالكٍ لا يردكمْ حينُ قينكمْ
فيَقبِسَكُمْ مِن حرّ نَارِي قابِسُ
و إياكمُ والقينَ لا يشأمنكمْ
كما كانَ مشوؤماً لذبيانَ داحسِ
بني مالكٍ فاتَ الفرزدقُ مجدنا
و ماتَ ابنُ ليلى وهوَ منْ ذاكَ يائشُ
فما زالَ معقولاً عقالٌ عن العلى
وَمازَالَ مَحبُوساً عنِ المجدِ حابِسُ
العصر الإسلامي >> جرير >> غذا ذكرتْ نفسي شريكاً تقطعتْ
غذا ذكرتْ نفسي شريكاً تقطعتْ
رقم القصيدة : 16468
-----------------------------------
غذا ذكرتْ نفسي شريكاً تقطعتْ
على َ مضرِ حيٍ للمقامة ِ رائسِ
و كانَ أخا المولى إذا خافَ عثرة ً
شَرِيكٌ، وَخَصْمَ الأصْيدِ المُتشاوِسِ
فما كانَ أبلانا منَ الدهرِ نبوة ً
لدى البابِ أو عضَّ السنينَ الأحامسِ
لَقَدْ غادرُوا بالعِيصِ عِلقَ مَضِنّة ٍ،
و لمْ ترَ عيني مثلهُ علقَ لابسِ
وَقالو: ألا تَبكي تَميمٌ أخَاهُمُ
أبا الصلتِ زينَ الوفدْ سمَّ الفوارسِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أبلغْ أبا هرمزٍ عنيَّ مغلغلة ً
أبلغْ أبا هرمزٍ عنيَّ مغلغلة ً
رقم القصيدة : 16469
-----------------------------------
أبلغْ أبا هرمزٍ عنيَّ مغلغلة ً
و ابنيْ حدية َ صعروراً وفرناسِ
ما كنتَ أولَ ضاغٍ صكهُ حجرٌ
ألوتْ بهِ منجنيقٌ ذاتُ أمراسِ
أبعتَ بيتكَ إذْ عضتكَ مجحفة ٌ
منَ السنينَ عوانٌ ذاتُ أضراسِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ما قبل البداية
ما قبل البداية
رقم القصيدة : 1647
-----------------------------------
ما قبل البداية :(13/219)
كُنتُ في ( الرّحْمِ ( حزيناً
دونَ أنْ أعرِفَ للأحزانِ أدنى سَبَبِ !
لم أكُنْ أعرِفُ جنسيّةَ أُمّي
لمْ أكُنْ أعرِفُ ما دينُ أبي
لمْ أكُنْ أعرِفُ أنّي عَرَبي !
آهِ .. لو كُنتُ على عِلْمٍ بأمري
كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْلَ سِرّي )
كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّي غَضَبي
خَوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تَحْبَل مِن بَعْدي بِغَيْري
ثُمّ يغدو - دونَ ذنبٍ -
عَرَبيّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !
الختان :
ألبَسوني بُرْدَةً شَفّافَةً
يَومَ الخِتانْ .
ثُمّ كانْ
بَدْءُ تاريخِ الهَوانْ !
شَفّتِ البُردةُ عَنْ سِرّي،
وفي بِضْعِ ثَوانْ
ذَبَحوا سِرّي
وسالَ الدّمُ في حِجْري
فَقامَ الصَّوتُ مِن كُلِّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
.. وعُقبى لِلّسانْ !
العصر الإسلامي >> جرير >> ألاَ حيَّ أطلالِ الرسومِ الدوارسِ
ألاَ حيَّ أطلالِ الرسومِ الدوارسِ
رقم القصيدة : 16470
-----------------------------------
ألاَ حيَّ أطلالِ الرسومِ الدوارسِ
وَآرِيَّ أمْهَارٍ، وَمَوْقِدَ قَابِسِ
لَقَدْ خَبّرَتني النّفسُ أنّي مُزَايَلٌ
شبابي ووصلَ المنفساتِ الأوانسِ
وَأصْبَحتُ من هندٍ على قُرْبِ دارِها
أخا اليأسِ أوراجٍ قلبلاً كآيسِ
و طامحة ِ العينينِ مطروفة ِ الهوى
عن الزّوْجِ أوْ مَنسوبة ِ الحالِ عانِسِ
بَني عاصِمٍ أوْفُوا بذِمّة ِ جارِكُمْ،
و لمْ تضربوا منها برطبٍ ويابسِ
إذا ما دَعا جَنْباءُ قالَ ابنُ دَيْسَقٍ:
لعالكَ فيها عالياً غيرْ تاعسِ
جرتْ لأخي كلبٍ غداة َ تأبستْ
عُبَيْدٌ بِردّ البُزْلِ مِنْها القَناعِسِ
ألاَ إنَّ حماداً سيوفي بذمة ٍ
عَلَيْكَ وَرَدِّ الأبْلَخِ المُتَشاوِسِ
ألَسْتُمْ لِئَاماً إذْ تَرُومُونَ جارَكُمْ
و لولاهمُ لمْ تدفعوا كفَّ لامسِ
فإنّكَ لاقٍ للأغَرّ ابنِ دَيْسَقٍ
فوارسَ سلابينَ بزَّ الفوارسِ
فلا أعرفنَّ الخيلَ تعدو عليكمُ
فتَطْعُنَ في ذي جَوْشَنٍ مُتَقاعِسِ(13/220)
إذا اطردوا لمْ يخفَ داءُ ظهورهمْ
على ما بِنَا مِنْ نَحضِها المُتكاوِسِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أبلغْ رياحاً مردها وكهولها
أبلغْ رياحاً مردها وكهولها
رقم القصيدة : 16471
-----------------------------------
أبلغْ رياحاً مردها وكهولها
عنيَّ وعممْ فيهمْ وتخصصِ
إنّي أهاب، وَما أُرَاني فَاعِلاً،
رهطَ ابنْ وقاصٍ ورهطَ الأخوصِ
لولا الذي عهدتْ إليَّ سراتهمْ
لجهدتُ جهدَ بديهة ِ ابنِ الأخوصِ
العصر الإسلامي >> جرير >> وَلَقَدْ رَحَلْتُ إلَيكُمُ عِيدِيّة ً
وَلَقَدْ رَحَلْتُ إلَيكُمُ عِيدِيّة ً
رقم القصيدة : 16472
-----------------------------------
وَلَقَدْ رَحَلْتُ إلَيكُمُ عِيدِيّة ً
لا يرعوينَ إلى جنينٍ مجهض
أصْبَحْنَ مِنْ نَقَوَى حَفِيرٍ دُلَّحاً
بلوى أشيقرَ جائلاتِ الأعرضِ
وَلَقَدْ عَلَوْنَ مِنَ السّماوَة ِ مَعلَماً
خلجاً مواردهُ بعيدَ المركضِ
وَإذا الأدِلّة ُ خاطَرُوا مَجْهُولَهَا،
مشقوا لياليَ خمسها المستوفضِ
يسرونَ ليلهمُ فلما غوروا
خَفقٌ الخِباءُ بمَنْزِلٍ لمْ يُخْفَضِ
جَعَلُوا القِسّيِي مِنَ السَّرَاء عِمادَهُ
وَبكلّ أبيَضَ في الغِمادِ مُفَضَّضِ
وَإذا قَربْنَ خَوَامِساً منْ صَلْصَلٍ،
صَبّحْنَ دُومَة َ وَالحَصَى لم يَرْمَضِ
إنّي لمُعْتَمِدُ الخَلِيفَة ِ زَائِراً،
وَأرَاهُ أهْلَ زِيارَتي وَتَعَرّضِي
ليسَ البريُّ كمنْ يمرضُ قلبهُ
فَأنَا المُشايِعُ، قَلْبُهُ لمْ يَمرَضِ
فوَثَقتُ، ما سَلِمَ الخَليفَة ُ، بالغنى ،
ليسَ البحورُ إلى الثمادِ البرضِ
بَحْرٌ تَفِيضُ لَهُ سِجَالٌ بالنّدى َ،
وَإلَيْهِ جَارِيَة ٌ البُحُورِ الفُيَّضِ
يَجْزِيكَ رُبُّكَ حُسْنَ قَرْضِكَ إنّهُ
حَسَنُ المَعونَة ، وَاسِعُ المُتَقَرَّضِ
و اللهُ قدرَ أنْ تكونَ خليفة ً
خَيرَ البَرِيّة ِ، وَارتَضَاكَ المُرْتَصِي
يا ابنَ الفَوَارِعِ، وَالتَقَتْ أعياصُهُ
لفا بمتسعِ البطاحِ الأعرضِ
أعطاكَ ربكَ منْ جظيلِ عطائهِ(13/221)
مُلْكاً كُعُوبُ قَنَاتِهِ لمْ تُرْفَضِ
هلْ يزجرني أنْ أقولَ لظالمٍ
إنْ كُنْتَ صَاحِبَ خُلّة ٍ فتَحَمّضِ
و إذا أمية ُ حصلتْ أنسابها
كنتَ المجانِ منَ الصريحِ الأمخضِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما أرضى بنصحِ بني كليبٍ
ما أرضى بنصحِ بني كليبٍ
رقم القصيدة : 16473
-----------------------------------
ما أرضى بنصحِ بني كليبٍ
و ما أنا عنْ عريفهمُ براضي
و ما أنسى َ ضيعهمُ بحجرٍ
وَبالقَصَباتِ مَحبِسَهُمْ مَخاضِي
وَلَوْ شَاء الأطِبّة ُ أخْبَرُوني
بِداءٍ في قُلُوبِهِم المِرَاضِ
و كمْ دافعتُ منْ خطلٍ ظلومٍ
وَأشوسَ في الحكومة ِ ذي اعترَاضِ
شَديدٌ مِنْ وَرَائِهِمُ ضَرِيرِي،
بطيءٌ بعدَ مرتيَ انتفاضي
العصر الإسلامي >> جرير >> إنَّ سليطاً كأسمها سليطُ
إنَّ سليطاً كأسمها سليطُ
رقم القصيدة : 16474
-----------------------------------
إنَّ سليطاً كأسمها سليطُ
لولاَ بنو عمروٍ وعمرٌ عيطُ
قلتُ ديافيونَ أوْ نبيطُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
رقم القصيدة : 16475
-----------------------------------
أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
كَمَرْبَعِنَا بَينَ الحَنِيَّينِ مَرْبَعَا
ألاَ حبَّ بالوادي الذي ربما نرى
به مِنْ جَميعِ الحَيّ مَرْأًى وَمَسمَعَا
ألا لا تَلُومَا القَلْبِ أنْ يَتَخَشّعَا،
فقدْ هاجتِ الأحزانُ قلباً مفزعاً
وَجودَا لهِنْدٍ بِالكَرَامَة ِ مِنْكُمَا،
وَمَا شِئْتُمَا أنْ تَمْنَعَا بَعدُ فامنَعَا
وَمَا حَفَلَتْ هِنْدٌ تَعَرُّضَ حاجَتي
وَلا نَوْمَ عَيْنيّ الغِشاشَ المُرَوَّعَا
بِعَيْني مِنْ جَارٍ عَلى غُرْبَة ِ النّوَى
أرَادَ بِسُلْمَانِينَ بَيْناً فَوَدّعَا
لَعلّكَ في شَكٍّ مِنَ البَينِ بَعدَمَا
رأيتَ الحمامَ الورقَ في الدارِ وقعا
كأنّ غَماماً في الخُدورِ التي غَدَتْ
دنا ثمَّ هزتهُ الصبا فترفعا(13/222)
فليتَ ركابَ الحيَّ يومَ تحملوا
بحَوْمَانَة ِ الدَّرّاجِ أصْبَحْنَ ظُلَّعَا
بني مالكٍ إنَّ الفرزدقَ لمْ يزل
فَلُوَّ المِخازِي من لَدُنْ أنْ تَيَفَّعَا
رميتُ ابنِ ذي الكيرين حتى تركتهُ
قَعُودَ القَوَافي ذا عُلُوبٍ مُوَقَّعا
وفقأتُ عيني غالبٍ عندَ كيرهِ
وَأقلَعتُ عن أنفِ الفَرَزْدَقِ أجْدَعَا
مددتُ لهُ الغاياتِ حتى نخستهُ
جَرِيحَ الذُّنَابَى فانيَ السّنّ مُقْطَعَا
ضَغَا قِرْدُكمْ لمّا اختَطَفتُ فؤادَهُ،
وَلابنِ وَثِيلٍ كانَ خَدُّكَ أضْرَعَا
وَمَا غَرّ أوْلادُ القُيُونِ مُجاشِعاً
بذي صولة ٍ يحمى العرينَ الممنعا
وَيَا لَيتَ شِعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ
و لمْ تتركْ كفاكَ في الفوسِ منزعا
وَأيّة ُ أحْلامٍ رَدَدْنَ مُجاشِعاً،
يعلونَ ذيفاناً منَ السمَّ منقعا
ألا رُبّمَا بَاتَ الفَرَزْدَقُ قَائِماً
على َ حرَّ نارٍ تتركُ الوجهَ أسفعا
و كانَ المخازي طالما نزلتْ بهِ
فيصبحُ منها قاصرَ الطرفِ أخضعا
و إنَّ ذيادَ الليلِ لا تستطيعهُ
و لا الصبحُ حتى يستنيرَ فيسطعا
تَرَكْتُ لكَ القَيْنَينِ قِيْنيْ مُجاشعٍ
وَلا يأخُذانِ النّصْفَ شَتى وَلا مَعَا
و قدْ وجداني حينَ مدتْ حبالنا
أشَدَّ مُحاماة ً، وَأبْعَدَ مَنْزَعَا
و إني أخو الحربِ التي يصطلى بها
إذا حَمَلَتْهُ فَوْقَ حالٍ تَشَنَّعَا
و أدركتُ منْ قد كانَ قبلي ولمْ أدعْ
لمنْ كانَ بعدي في القصائدِ مصنعا
تفجعَ بسطامٌ وخبرهُ الصدى
وَمَا يَمْنَعُ الأصْداءَ ألاّ تَفَجَّعَا
سيتركُ زيقٌٌ صهر آلِ مجاشعٍ
وَيَمْنَعُ زِيقٌ مَا أرَادَ لِيَمْنَعَا
أتَعْدِلُ مَسْعُوداً وَقَيْساً وَخَالِداً
بأقيانِ ليلى لا ترى لكَ مقنعا
و لما غررتمْ منْ أناسٍ كريمة ٍ
لؤمتمْ وضقتمْ بالكرائمِ أذرعا
فلوْ لمْ تلاقوا قومَ حدراءَ قومها
لو سدها كيرُ القيونِ المرقعا
رأى القينُ أختانَ الشناءة ِ قد جنوا
منَ الحربِ جرباءَ المساعرِ سلفعا
وَإنّكَ لَوْ رَاجَعْتَ شَيبانَ بَعْدَهَا(13/223)
لأبتَ بمصاومِ الخياشمِ أجدعا
إذا فوزتْ عنْ نهرَ بينَ تقادفت
بحدراءَ دارٌ لا تريدُ لتجمعا
و اضحتْ ركابُ القينِ منْ خيبة ِ السرى
و نقلِ حديد القينِ حسرى وظلعا
وَحَدْرَاءُ لَوْ لمْ يُنْجِها الله بُرّزَتْ
إلى شَرّ ذي حَرْثٍ دَمَالاً وَمَزْرَعَا
و قدْ كانَ نجساً طهرتْ منْ جماعهِ
و آبَ إلى شرَّ المضاجعِ مضجعا
حُمَيْدَة ُ كانَتْ للفَرَزُدَقِ جارَة ً
يُنَادِمُ حَوْطاً عِنْدَهَا وَالمُقَطَّعَا
سأذكرُ ما لمْ تذكروا عندَ منقرٍ
وَأثْني بِعَارٍ مِنْ حُمَيدَة َ أشْنَعَا
تُلاقي لِيرْبُوعٍ إيَادَ أرُومَة ٍ،
دَعاكُمْ حَوَاريُّ الرّسُولِ فكُنْتُمُ
عَضَارِيطَ يا خُشبَ الخِلافِ المُصرَّعَا
أغَرّكَ جَارٌ ضَلّ قَائِمُ سَيْفِهِ،
فلا رجعَ الكفينِ إلاَّ مكنعا
و آبَ ابنُ ذيالٍ جميعاً وأنتمُ
تعدونَ غنماً رحلهُ المتمزعا
فلا تدعُ جاراً منْ عقالٍ ترى لهُ
ضواغطَ يلثقنَ الازارَ وأضرعا
فَلا قَيْن شَرٌّ مِنْ أبي القَينِ مَنزِلاً
وَلا لُؤمَ إلاّ دونَ لؤمِكِ، صَعصَعَا
تعدونَ عقرْ النيب أفضلَ سعيكمْ
بنى ضوطري هلاَّ الكميَّ المقنعا
وَتَبكي على ما فاتَ قَبْلَكَ دارِماً،
وَإنْ تَبكِ لا تَترُكْ بعَينِكَ مَدمَعَا
لعَمْرُكَ ما كانَتْ حُمَاة ُ مُجاشعٍ
كراماً ولا حكامُ ضبة َ مقنعا
أتَعْدِلُ يَرْبوعاً خَنَاثَى مُجاشِعٍ
إذا هُزّ بِالأيْدي القَنَا، فَتَزَعْزَعَا
وَجَدتَ ليَرْبوعٍ، إذا ما عجَمتَهُم،
مَنَابِتَ نَبْعٍ لمْ يُخالِطْنَ خِرْوَعَا
هُمُ القَوْمُ لَوْ باتَ الزّبَيرُ إلَيْهمُ
لما باتَ مفلولاً ولاَ متطلعا
وَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ سُيوفَنَا
عَجَمنَ حديدَ البَيضِ حتى تصَدّعَا
ألا رُبّ جَبّارٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ،
سقيناهُ كأسَ الموتِ حتى تضلعا
نقودُ جياداً لمْ تقدها مجاشعٌ
تكُونُ مِنَ الأعْداء مَرْأًى ومَسمعَا
تَدارِكْنَ بِسطاماً فأُنْزِلَ في الوَغَى
عِنَاقاً وَمَالَ السّرْجُ حتى تَقَعْقَعَا(13/224)
دَعا هانىء ٌ بَكْراً وَقَد عَضّ هانِئاً
عرى الكبلِ فينا الصيفَ والمتربعا
وَنَحنُ خَضَبْنَا لابنِ كَبْشَة َ تاجَهُ
وَلاقَى امْرَأً في ضَمّة ِ الخيلِ مصْقَعَا
و قابوسَ أعضضنا الحديدَ ابنَ منذرٍ
و حسانَ إذْ لا يدفعُ الدلَّ مدفعا
و قدْ جعلتْ يوماً بطخفة َ خيلنا
مَجَرّاً لذي التّاجِ الهُمامَ وَمَصرَعَا
و قدْ جربَ الهرماسُ أنَّ سيوفنا
عضضنَ برأسِ الكبشِ حتى َّ تصدعا
و نحنُ تداركنا بحيراً وقدْ حوى
نهابَ العنابينِ الخميسُ ليربعا
فعاينَ بالمروتِ أمنعَ معشرٍ
صَرِيخَ رِياحٍ، وَاللّوَاءَ المُزَعْزَعَا
فوارسَ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ
إذا كانَ يَوْماً ذا كوَاكبَ أشْنَعَا
و منا الذي أبلى صدى َّ بنَ مالكٍ
و نفرَ طيراً عنْ جعادة َ وقعا
فَدَعْ عَنْكَ لَوْماً في جُعادَة َ، إنّمَا
وصلناهُ إذْ لاقى َ ابنَ بيبة َ أقطعا
ضربنا عميدَ الصمتينِ فأعولتْ
دعائمَ عرشِ الحيَّ أنْ يتضعضعا
وَلَوْ شَهِدَتْ يَوْمَ الوَقيطَينِ خَيلُنا
لما قاظتِ الأسرى القطاطَ ولعلعا
ربعنا وأردفنا الملوكَ فظللوا
وِطَابَ الأحَاليبِ الثُّمَامَ المُنَزَّعَا
فتلكَ مساعٍ لم تنلها شجاشعٌ
سبقتَ فلا تجزعْ منَ الموتِ مجزعا
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليطُ بَرَامَتَينِ فَوَدّعُوا،
بَانَ الخَليطُ بَرَامَتَينِ فَوَدّعُوا،
رقم القصيدة : 16476
-----------------------------------
بَانَ الخَليطُ بَرَامَتَينِ فَوَدّعُوا،
أو كلما رفعوا لبينٍ بجزعَ
ردو الجمالَ بذي طلوحٍ بعدما
هاخَ المصيفُ وقدْ تولى المربعَ
إنَّ الشواحجَ بالضحى هيجني
في دارِ زَيْنَبَ وَالحَمَامُ الوُقَّعُ
بعتَ الغرابُ فقلتُ بينٌ عاجلٌ
وَجَرَى بِهِ الصُّرَدُ الغَداة َ الألمَعُ
إنَّ الجميعَ تفرقتْ أهواؤهمْ
إنَّ النوى بهوى الأحبة ِ تفجع
كيفَ العزاءُ ولمْ أجدْ مذْ بنتمْ
قلباً يقرُّ ولا شراباً ينقع
و لقدْ صدقتكِ في الهوى وكذبتني
وَخَلَبْتِني بِمَواعِدٍ لا تَنْفعُ(13/225)
قدْ خفتُ عندكمُ الوشاة َ ولمْ يكنْ
لِيُنَالَ عِنْدِيَ سِرُّكِ المَسْتَوْدَعُ
كانتْ إذا نظرتْ لعيدٍ زينة ً
هشَّ الفؤادُ وليسَ فيها مطمعُ
تَرَكَتْ حَوَائِمَ صَادِياتٍ هُيَّماً،
مُنعَ الشِّفاءُ وَطابَ هَذا المَشّرَعُ
أيامَ زينبُ لا خفيفٌ حلمها
هَمْشَى الحَديثِ، وَلا رَوَادٌ سَلْفَعُ
بَانَ الشّبابُ حَميدَة ً أيّامُهُ،
وَلوَ انّ ذلكَ يُشْتَرَى أوْ يَرْجعُ
رجفَ العظامُ منَ لبيلى وتقادمتْ
سنّي، وَفي لمُصْلحٍ مُسْتَمْتَعُ
و تقولُ بوزعُ قدْ دببتَ على العصا
هَلاّ هَزئْتِ بغَيرنَا يا بَوْزَعُ
وَلَقَد رَأيْتُكِ في العَذارَى مَرّة ً،
و رأيتِ رأسي وهوَ داجٍ أفرع
كَيفَ الزّيارَة ُ وَالمَخاوفُ دُونَكُمْ،
و لكمْ أميرُ شناءة ٍ لا يربع
يا أثلَ كابة َ لا حرمتِ ثرى الندا
هلْ رامَ بعدي ساجرٌ فالأجرع
و سقى الغمامُ منيزلاً بعنيزة ٍ
إمّا تُصَافُ جَداً، وَإمّا تُرْبَعُ
حيوا الديارَ وسائلوا أطلالها
هلْ ترجعُ الخبرَ الديارُ البلقع
و لقدْ حبستَ صحبي الدموعَ كأنها
سَحُّ الرَّذاذ على الرّداء اسْتَرْجَعُوا
قالوا تعزَّ فقلتُ لستُ بكائنٍ
منيَّ العزاءُ وصدعُ قلبي يقرعُ
فَسَقاكِ حَيثُ حَلَلْتِ غَيرَ فَقيدَة ٍ
هلْ تذكرينَ زماننا بعنيزة ٍ
و الأبرقينِ وذاكَ مالا يرجع
إنّ الأعادِيَ قَدْ لَقُوا ليَ هَضْبَة ً
تني معاولهمْ إذا ما تقرعُ
ما كنتُ أقذفُ منْ عشيرة َ ظالمٍ
إلاّ تَرَكْتُ صَفَاهُمُ يَتَصَدّعُ
أعددتُ للشعرائِ كأساً مرة ً
عنْدي، مُخالِطُها السِّمامُ المُنقَعُ
هَلاّ نِهَاهُمْ تسْعَة ٌ قَتّلْتُهُمْ،
أوْ أرْبَعُونَ حَدَوْتُهمْ فاستَجمَعُوا
كانوا كمشتركينَ لما بايعوا
خسروا وشفَّ عليهمْ فاستوضعوا
أفينتهونَ وقدْ قضيتُ قضلءهمْ
أمْ يَصْطَلُونَ حَريقَ نَارٍ تَسْفَعُ
ذاقَ الفَرَزْدَقُ والأخَيطِلُ حَرَّهَا
وَالبَارقيُّ، وَذاقَ منْهَا البَلْتَعُ
و لقد قسمتُ لذي الرقاعَ هدية ً
و تركتُ فيهِ وهية ً لا ترقعَ(13/226)
و لقدْ صككتُ بني الفدوكسِ صكة ً
فلقوا كمل لقيَ القريدُ الأصلع
و هنَ الفرزدقُ يومَ جربَ سيفهُ
قَيْنٌ به حُمَمٌ وَآمٍ أرْبَعُ
أخزيتَ قومكَ في مقامٍ قمتهُ
أيّامَ طِخْفَة َ وَالسّرُوجُ تَقَعْقَعُ
لا يُعْجِبَنّكَ أنْ تَرَى لمُجاشعٍ
جلدَ الرجالِ ففي القلوبِ الخولع
و يريبُ منْ رجعَ الفراسة َ فيهمُ
رَهَلُ الطَّفاطِفِ وَالعِظامُ تَخَرَّعُ
إنا لنعرفُ منْ نجارِ مجاشعٍ
هدَّ الحفيفِ كما يحفُّ الخروعِ
أيفا يشون وقدْ رأوا حفائهمْ
قَدْ عَضّهُ فَقَضَى عَلَيه الأشجَعُ
لَوْ حَلّ جَارُكُمُ إليّ مَنَعتُهُ
أجحفتمُ جحفَ الخزيرِ ونمتمُ
وَبَنُو صَفيّة َ لَيلُهُمْ لا يَهْجَعُ
وُضِعَ الخزير فَقيلَ: أينَ مُجاشعٌ؟
فَشَحا جَحافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ
و مجاشعٌ قصبٌ هوتْ أجوافهُ
غروا الزبيرَ فأيَّ جارٍ ضيعوا
إنَّ الرزية َ منْ تضمنَ قبرهُ
وَادي السّبَاع، لكُلّ جنبٍ مَصرَعُ
لّما أتَى خَبَرُ الزّبَير تَوَاضَعَتْ
سورُ المدينة ِ والجبالُ الخشع
وَبَكَى الزّبَيرَ بَنَاتُهُ في مَأتَمٍ،
ماذا يردُّ بكاءُ منْ لا يسمعَ
قالَ النّوَائحُ منْ قُرَيْشٍ: إنّمَا
غذرَ الحتاة ُ ولينٌ والأقرع
تَرَكَ الزّبَيرُ، على مِنى ً لمُجَاشعٍ،
سُوءَ الثنَاء إذا تَقَضى ّ المَجْمَعُ
قتلَ الأجاربُ يا فرزدقُ جاركم
فَكُلُوا مَزَاودَ جاركُمْ فتَمَتّعُوا
أحُبَاريَاتِ شَقَائقٍ مَوْليّة ٍ
بالصّيْف صَعْصَعَهُنّ بازٍ أسْفَعُ
بالخيلِ تنحطُ والقنا يتزعزعُ
لحمى فوارسُ يحسرونَ دروعهمْ
هَزِجُ الرّوَاح، وَدِيمَة ٌ لا تُقْلِعُ
فاسألْ معاقلَ بالمدينة ِ عندهمْ
نُورُ الحُكومَة وَالقَضَاءُ المَقْنَعُ
منْ كانَ يذكرُ ما يقالُ ضحى غدٍ
عنْدَ الأسنّة ، وَالنّفُوسُ تَطَلَّعُ
كَذَبَ الفَرَزْدَقُ، إنّ قَوْمي قَبلهمْ
ذادوا العدوَّ عنِ الحمى فاستو سعوا
مَنَعوا الثّغورَ بعارضٍ ذي كَوْكَبٍ،
لولا تقدمنا لضاقَ المطلع
إنّ الفَوَارسَ يا فَرَزْددَقُ قَد حَمَوْا(13/227)
حسباً أشمَّ ونبعة ً لا تقطع
عَمْداً عَمَدْتُ لمَا يَسوء مُجاشعاً،
و أقولُ ما لعلمتْ تميمٌ فاسمعوا
لا تتبعُ النخباتُ يومَ عظيمة ٍ
بُلِغَتْ عَزَائِمُهُ، وَلَكنْ تَتْبَعُ
هَلاّ سَألْتَ بَني تَميمٍ: أيُّنَا
يَحْمي الذِّمَارَ، وَيُستَجارُ فيُمنَعُ
منْ كانَ يستلبُ الجبابرَ تاجهمْ
وَيَضُرّ، إذْ رُفعَ الحَديثُ، وَيَنفَعُ
أيفايشونَ ولمْ تزنْ أيامهمْ
أيّامَنَا، وَلَنَا اليَفَاعُ الأرْفَعُ
منا الفوارسُ قدْ علمتَ ورائسٌ
تهدى قنابلهُ عقابٌ تلمع
و لنا عليكَ إذا الجباة ُ تفارطوا
جَابٍ لَهُ مَدَدٌ وَحَوْضٌ مُتْرَعُ
هَلاّ عَدَدَتَ فَوَارساً كَفَوَارسي،
يَوْمَ ابنُ كَبشَة َ في الحديد مُقَنَّعُ
خضبوا الأسنة َ والأعنة َ إنهمْ
نالوا مكارمَ لمْ ينلها تبعُ
وَابنَ الرِّبَابِ بذاتِ كَهْفٍ قَارَعُوا
إذْ فضَّ بيضتهُ حسامٌ مصدعُ
و اسنزلوا حسانَ وابني منذر
أيامَ طخفة َ والسروجُ نقعقع
تلكَ المكارمُ لمْ تجدْ أيامها
لمجاشعٍ فقفوا ثعالة َ فارضعوا
لا تظمأونَ وفي نحيحٍ عمكمْ
مَرْوى ً، وَعندَ بَني سُوَيْدٍ مَشبَعُ
نزفَ العروقَ إذا رضعتمْ عمكمْ
أنْفٌ بهِ خَثَمٌ وَلَحْيٌ مُقنَعُ
قتلَ الخيارَ بنو المهلبِ عنوة ً
فخذوا القلائدَ بعدهُ وتقنعوا
وطيءَ الخيارُ ولا تخافُ مجاشعٌ
حتى تحطمَ في حشاهُ الأضلعُ
و دعا الخيارُ بني عقالٍ دعوة ً
جزعاً وليسَ غلى عقالٍ مجزع
لوْ كانَ فاعترفوا وكيعٌ منكمْ
فزعتْ عمانُ فما لكمْ لمْ تفزعوا
هتفَ الخيارُ غداة َ أدركَ روحهُ
بِمُجَاشٍع وَأخُو حُتَاتٍ يَسمَع
لا يَفْزَعَنّ بَنُو المُهَلَّبِ، إنّهُ
لا يُدْرِكُ التِّرَة َ الذّلِيلُ الأخضَعُ
هذا كَما تَرَكُوا مَزَاداً مُسْلَماً،
فكأنما ذبحَ الخروفُ الأبقع
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً؛
أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ
إنَّ الفرزدقَ قدْ تبينَ لؤمهُ
حيثُ التقتْ حششاؤهُ والأخدع
حوقَ الحمارِ أبوكَ فاعلمْ علمهُ(13/228)
و نفاكَ صعصعة ٌ الدعيُّ المسبعُ
و زعمتَ أمكمُ حصاناً حرة ً
كَذِباً، قُفَيرَة ُ أُمُّكُمْ وَالقَوْبَعُ
وَبَنُو قُفَيرَة َ قَدْ أجَابُوا نَهْشَلاً
باسمِ العبودة ِ قبلَ أنْ يتصعصعوا
هَذي الصّحيفَة ُ مِنْ قُفَيرَة َ فاقْرَأوا
عُنْوانَهَا، وَبِشَرّ طِينٍ تُطْبَعُ
كانتْ قفيرة ُ بالقعودِ مربة ً
تبكي إذا أخذَ الفصيلَ الروبع
إلاّ السّلامُ ووَكْفُ عَينٍ تَدْمَعُ
بئسَ الفوارسُ يا نوارُ مجاشعٌ
خورٌ إذا أكلوا خزيراً ضفدعوا
يغدونَ قدْ نفخَ الخزيرُ بطونهمْ
رغداً وضيفَ بني عقالٍ يخفعُ
أينَ الذينَ بسَيفِ عَمْروٍ قُتّلُوا؛
أمْ أينَ أسْعَدُ فيكُمُ المُسْتَرْضَعُ
حَرّبْتُمُ عَمْراً فَلَمّا استَوْقَدَتْ
نارُ الحروبِ بغربٍ لمْ تمنعوا
و بأبرقيْ ضحيانَ لاقوا خزية ً
تلكَ المذلة ُ والرقابُ الخضعُ
خورٌ لهمْ زبدٌ إذا ما استأمنوا
وَإذا تَتَابَعَ في الزّمَانِ الأمْرُعُ
هَلْ تَعْرِفُونَ عَلى ثَنِيّه أقْرُنٍ
أنَس الفَوَارِسِ يَوْمَ شُكّ الأسْلَعُ
و زعمتَ ويلَ أبيكَ أنَّ مجاشعاً
لو يسمعونَ دعاءَ عمروٍ ورعوا
هَلاّ غَضِبْتَ على قُرُومِ مُقَاعِسٍ
إذْ عجلوا لكمُ الهوانَ فأسرعوا
سَعْدُ بنُ زَيْدِمناة َ عِزٌّ فَاضِلٌ
جَمَعَ السّعُودَ وَكُلّ خَيرٍ يَجمَعُ
يكفي بني سعدٍ إذا ما حاربوا
عزٌ قُرَاسيَة ٌ، وَجَدٌّ مَدْفَعُ
الذّائدونَ، فَلا يُهَدمُ حَوْضُهُمْ،
وَالوَاردُونَ، فَوِرْدُهُمْ لا يُقْدَعُ
مَا كانَ يَضْلَعُ منْ أخي عِمِّيّة ٍ،
إلاّ عَلَيْه دُرُوءُ سَعْدٍ أضْلعُ
فاعلمْ بأنَّ لآلِ سعدٍ عندنا
عهداً وحبلَ وثيقة ٍ لا يقطعُ
عَرَفُوا لَنَا السّلَفَ القَديمَ وَشاعراً
تَرَكَ القَصَائدَ لَيسَ فيهَا مَصْنَعُ
وَرَأيْتَ نبْلَكَ يا فَرَزْدَقُ قَصّرَتْ
وَوَجَدْتَ قَوْسَكَ لَيسَ فيها مَنزَعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَيسَ زَمَانٌ بالكُمَيْتَينِ رَاجعاً،
لَيسَ زَمَانٌ بالكُمَيْتَينِ رَاجعاً،
رقم القصيدة : 16477(13/229)
-----------------------------------
لَيسَ زَمَانٌ بالكُمَيْتَينِ رَاجعاً،
وَلَيْسَ إلى ذاكَ الزّمَانِ رُجُوعُ
لَيَاليَ لا سرّي إلَيْهنّ شَائعٌ،
وَلا أنْتَ للمُسْتَوْدَعَاتِ مُشيعُ
فلوْ أنجبتْ أمُّ الفرزدقِ لمْ يعبْ
فوارسنا لا ماتَ وهوَ جميع
ألا رُبّمَا فَدّى بُكُوراً فَوَارسي،
بأُمّيْه، مَلْهُوفُ الفُؤاد مَرُوعُ
هُوَ النَّخْبَة ُ الحَوّارُ ما دونَ قَلْبه
حجابٌ ولا حولَ الفؤادِ ضلوعُ
أصابَ قرارَ اللؤمِ في بطنِ أمهِ
وَرَاضَعَ ثَدْيَ اللّؤم رَضيعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
رقم القصيدة : 16478
-----------------------------------
بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
وَالقَلْبُ منْ حَذَرِ الفِرَاقِ مُرَوَّعُ
ودَّ العوازلُ يومَ رامة َ أنهمْ
قَطَعُوا الحبالُ وَلَيتَها لا تَقْطَعُ
قالَ العَوَاذلُ غَيرع جِدّ نَصَاحَة ٍ:
أعَلى الشّباب وَقَدْ بَلِيتَ تَفَجَّعُ؟
يا ليتَ لوْ رفعتْ بنا عيدية ٌ
أعناقهنَّ على الطريقِ تزعزعُ
صَبّحْنَ دُومَة َ بَعدَ خِمسٍ جاهدٍ
غلساً وفضلُ نسوعها يتنوعُ
تعلو السماوة َ تلتظي حزانها
و الآلُ فوقَ ذري وعالٍ يلمعُ
يكفي الأدلة ِ بعدَ سوءِ ظنونهمِ
مرُّ المطيَّ إذا الحداة ُ تشغوا
وَالأرْحَبيُّ إذا الظّلالُ تَقَاصَرَتْ،
يُغْري الغريَّ وَذاتُ غَرْبٍ مَيْلَعُ
حرفٌ تحاذرُ في خشاشٍ ناشبٍ
حصداً يسورُ كما يسورُ الأشجعُ
شذبُ المكاربِ منْ جذوعِ سميحة ٍ
يَمطو الجَديلَ، وَسُرْطُمانٌ شَعشَعُ
وَتُثيرُ مُظْهِرَة ً وَقَدْ وَقَدَ الحَصَى
شاة َ الكناسِ إذا اسمألَّ التبعُ
و ترى الحصى زجلاً يطيرُ نفيهُ
قبضُ المناسمِ والحصى يتصعصع
و العيسَ تعتصرُ الهواجرُ بدنها
عصرَ الصنوبرَ كلُّ غرٍّ ينبعُ
سرنا منَ الأدمى ورملِ مخفقٍ
نَرْجُو الحَيَا وَجَنَابَ غَيْثٍ يرْبَعُ
كَمْ قَدْ تَتَابَعَ منكُمُ من أنُعُمٍ(13/230)
و المحلُ يذهبُ أنْ تعود الأمرع
أثبتمُ زللَ المراقي بعدما
كادَتْ قُوَى سَببِ الحبالِ تَقَطعُ
أشكُو إلَيْكَ، فأشْكِني، ذُرّيّة ً
لا يَشْبَعُونَ، وَأمُّهُمْ لا تَشْبَعُ
كثروا على َّ فما يموتُ كبيرهمْ
حتى الحسَابِ وَلا الصّغيرُ المُرْضَعُ
و غذا نظرتُ يربيني منْ أمهمْ
عَينٌ مُهَجَّجَة ٌ، وَخَذٌّ أسَفَعُ
وَإذا تَقَسّمَتِ العِيالُ غَبُوقَهَا،
كَثُرَ الأنينُ وَفاضَ منْها المَدْمَعُ
رِشْني فَقَدْ دَخَلَتْ علّي خَصَاصَة ٌ
مما جمعتَ وكلَّ خيرٍ تجمعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
رقم القصيدة : 16479
-----------------------------------
أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
أمْ تَقطَعُ الحَبْلُ منهم مثل ما قطعُوا
تَمّتْ جَمالاً وَدِيناً لَيسَ يقْرَبُهَا
قَسُّ النّصَارَى وَلا من همّها البِيَعُ
مَنْ زَائرٌ زَارَ لَمْ تَرْجِعْ تَحيّتهُ،
ماذا الذي ضرهمْ لو أنهمْ رجعوا
حَلأتِ ذا غُلّة ٍ، هَيمانَ عن شرَعٍ،
لو شئتَ روى غليلَ الهائمِ الشرع
ما ردكمْ ذا لباناتٍ بحاجتهِ
قد فاتَ يومئذٍ منْ نفسهِ قطعُ
بلْ حاجة ٌ لكَ في الحيَّ الذينَ غدوا
مروا على السرذي الأغيال فاجتزعوا
حلوا الأجارعَ منْ نجدٍ وما نزلوا
أرْضاً بها يَنبُتُ النَّيْتُونُ وَالسّلَعُ
بَاعَدْتِ الوَصْلِ إلاّ أنْ يُجَرّ لَنَا
حبلُ الشموسِ فلا يأسٌ ولا طمع
لا لومَ إذْ لجِ في منعِ أقاربها
إنَّ الفؤادَ معَ الشيءِ الذي منعوا
ماذا تذكرُ وصلٍ لمْ يكنْ صدداً
أمْ ما زيارة ُ ركبٍ قلما هجعوا
قَرّبْتُ وَجْنَاء لَمْ يَعْقِدْ حَوَالبَها
طيُّ الصِّدار وَلمْ يُرْشَحْ لهَا رُبَعُ
كأنها قارحٌ طارتْ عقيقتهُ
يرعى السماوة َ أو طاوٍ بهِ سفع
كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ
مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ
أصْبَحْتُ عندَ وُلاة النّاس أثْبَتَهُمْ
فُلْجاً وَأبْعَدَهُمْ غَلواً إذا نَزَعُوا(13/231)
لولا الخليفة ُ والقرآنُ يقرأهُ
مَا قامَ للنّاس أحكامٌ وَلا جُمَعُ
أنْتَ الأمينُ، أمينُ الله، لا سَرَفٌ
فيما وَليتَ، وَلا هَيّابَة ٌ وَرَعُ
مثْلُ المُهَنّد لَمْ تُبْهَرْ ضَريبَتُهُ
لمْ يَغْشَ غَرْبيْه تَفْليلٌ وَلا طَبَعُ
وارى الزنادِ منَ الأعياصِ في مهلٍ
فالعالَمُونَ، لمَا يَقضي به، تَبَعُ
ما عدُّ قومٌ باحسانٍ صنيعهمُ
إلاَّ صنيعكمُ فوقَ الذي صنعوا
أنْتَ المُبَارَكُ يَهْدي الله شيعَتَهُ،
إذا تَفَرّقَتِ الأهْوَاءُ وَالشِّيَعُ
فَكُلُّ أمْرٍ عَلى يُمْنٍ أمَرْتَ به،
فينا مطاعٌ ومهما قلتَ مسستمعُ
أدلَيتُ دَلويَ في الفُرّاط فاغتَرفَتْ،
في الماء فَضْلٌ وَفي الأعطان مُتّسَعُ
إنّي سَيأتيكُمُ، وَالدّارُ نازحَة ٌ،
شكري وحسنُ ثناءِ الوفدِ إنْ رجعوا
يا آل مَرْوَانَ! إنّ الله فَضّلَكُمْ
فَضْلاً عَظيماً على مَنْ دينُهُ البِدَعُ
الجَامعينَ، إذا ما عُدّ سَعْيُهُمُ،
جَمْعَ الكرَام وَلا يُوعونَ ما جمعُوا
تَلْقَى الرّجالَ إذا ما خيفَ صَوْلَتهُ
يَمْشُونَ هَوْناً وَفي أعنَاقهم خَضَعُ
فانْ عفوتَ فضلتَ الناسَ عافية ً
و إنْ وقعتَ فما وقعٌ كما تقعُ
ما كانَ ددونَكَ من مَقصى ً لحاجَتنا؛
و لا وراءكَ للحاجاتِ مطلعُ
إنَّ البرية َ ترضى ما رضيتَ لها
إنْ سْرتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا رَبعوا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ملحوظة
ملحوظة
رقم القصيدة : 1648
-----------------------------------
ترَكَ اللّصُّ لنا ملحوظَةً
فَوقَ الحَصيرْ
جاءَ فيها :
لَعَنَ اللّهُ الأمير
لمْ يَدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَهُ
.. إلاَّ الشّخيرْ !
العصر الإسلامي >> جرير >> أبا العوفِ إنَّ الشولَ ينقعُ رسلها
أبا العوفِ إنَّ الشولَ ينقعُ رسلها
رقم القصيدة : 16480
-----------------------------------
أبا العوفِ إنَّ الشولَ ينقعُ رسلها
وَلَكنْ دَمُ الثّأر النُّمَيريّ أنْقَعُ
تبكي على سلمى إذا الحيُّ أصعدوا
و تتركُ ريانَ القتيلَ المضيعا(13/232)
إذا صُبّ ما في القَعْب فاعلَمْ بأنّهُ
دمُ الشيخِ فاشربْ منْ دمِ الشيخِ أو دعا
العصر الإسلامي >> جرير >> أتجعلُ يا بنَ القينِ أولادَ دارمٍ
أتجعلُ يا بنَ القينِ أولادَ دارمٍ
رقم القصيدة : 16481
-----------------------------------
أتجعلُ يا بنَ القينِ أولادَ دارمٍ
كشيبانَ شلتْ منْ يديكَ الأصابعِ
وَأينَ مَحَلُّ المَجْدِ إلاّ عَلَيْهمْ؛
و أينَ الندى إلاَّ لهمْ والدسائعِ
فَما رَحَلَتْ شَيْبَانُ إلاّ رَأيْتَهَا
إمَاماً وَإلاّ سَائرُ النّاسُ تَابِعُ
لهمُ يومُ ذي قارٍ أناخوا فضاربوا
كتائبَ كسرى حينَ طارَ الوشائعِ
و ما راحَ فيها يشكريٌّ لا غذا
لذُهْلٍ وَتَيْمِ الله رَأسٌ مُشَايِعٌ
العصر الإسلامي >> جرير >> مَتى ما التَوَى بالظّاعنينَ نَزيعُ،
مَتى ما التَوَى بالظّاعنينَ نَزيعُ،
رقم القصيدة : 16482
-----------------------------------
مَتى ما التَوَى بالظّاعنينَ نَزيعُ،
فَلِلْعَينِ غَرْبٌ وَالفُؤادِ صُدُوعُ
وَلَيْسَ زَمَانٌ بالكُمَيْتَين رَاجعاً؛
وَلَيْسَ إلى ذاكَ الزّمَان رجُوعُ
و قالوا لهُ لا يولعنَّ بكَ الهوى
بلى إن هذا فاعلنَّ ولوعُ
لَيَاليَ لا سَرّي لَدَيْهنّ شَائعٌ؛
وَلا أنَا للمُسْتَوْدَعَاتِ مُضيعُ
أبَا مَالكٍ لا بُدّ أنّي قَارعٌ
لعظمكَ إنيَّ للعظامِ قروعُ
أتَغْضَبُ لَمّا ضَيّعَ القَينُ عِرضَهُ،
و أنتَ لأمٍ دونَ ذاكَ مضيعُ
أصَابَ قَرَارَ الّلؤم في بَطْن أُمّه،
وَرَاضَعَ ثَدْيَ الُّلؤْمِ فَهوَ رَضيعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا كنتَ بالوعساءِ منْ كفهِ الغضا
إذا كنتَ بالوعساءِ منْ كفهِ الغضا
رقم القصيدة : 16483
-----------------------------------
إذا كنتَ بالوعساءِ منْ كفهِ الغضا
لقيتَ أسيدياً بها غيرَ أروعا
سَريعاً، إذا قيلَ الغَداءَ، ازِدلافُهُ،
بطيئاً إذا داعي الصباح تشنعاً
العصر الإسلامي >> جرير >> قدْ كانَ في مائتي شاقٍ تعزبها
قدْ كانَ في مائتي شاقٍ تعزبها(13/233)
رقم القصيدة : 16484
-----------------------------------
قدْ كانَ في مائتي شاقٍ تعزبها
شبعٌ لضيفكَ يا خنابة َ الضبعُ
ما المستنيرُ منيراً حينَ تطرقهُ
و لا بطاهرْ بينَ الصلبِ والزمعَ
العصر الإسلامي >> جرير >> جزيتَ الطيباتِ أخاً لقومٍ
جزيتَ الطيباتِ أخاً لقومٍ
رقم القصيدة : 16485
-----------------------------------
جزيتَ الطيباتِ أخاً لقومٍ
أخاً يا عروْ كنتَ لهمْ جماعاً
وَثَغْرٍ قَد شَهِدْتَ فلَمْ تُضِعْهُ،
و لولا ما شهدتَ لكانَ ضاعا
وَكَمْ منْ مَأزِقٍ جَلّيْتَ عَنْهُ
إذا كانَ الرّجالُ به رَعَاعَا
تخيرتِ المنايا يومَ زارتْ
نَوَاصِيَنَا تُقَمِّعُهَاانْقِمِّعُها
العصر الإسلامي >> جرير >> أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
رقم القصيدة : 16486
-----------------------------------
أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
كَأنّ خَبَالي بَعْدَ بُرْءٍ مُرَاجعي
قفا نعرفِ الربعينِ بينَ مليحة ٍ
و برقة ِ سلمانينَ ذاتِ الأجارعِ
سقى الغيثُ سلمانينَ والبرقَ العلا
إلى كُلّ وادٍ منْ مُلَيْحَة َ دافعِ
أرَجَّعتَ منْ عِرفَانِ رَبْعٍ كَأنّهُ
بَقيّة ُ وَشْمٍ في مُتُونِ الأشاجعِ
متى أنتَ مهتاجٌ بحلمكَ بعدما
وَصَلْتَ به حَبْلَ القَرين المُنازِعِ
إذا ما رَجا الظّمْآنُ وِرْدُ شَريعَة ٍ
ضربنَ حبالَ الموتِ دونَ الشرائعِ
إذا قلنَ ليستْ للرجال أمانة ٌ
و فيناً فلمْ ننقضْ عهود الودائعِ
سقينَ البشامَ المسكَ ثمَّ رشفنهُ
رشيفَ الغريرياتِ ماءَ الوقائعِ
لَقَدْ هاجَ هذا الشّوْقُ عَيناً مَريضَة ً،
و نوحُ الحمامِ الصادحاتِ السواجِ
فذَكّرنَ ذا الإعوَالِ وَالشّوْقِ ذِكرَه
فهيجنَ ما بينْ الحشا والأضالعِ
ألمْ تكُ قد خبّرْتَ إن شَطّتِ النّوَى
بأنكَ يوماً غدها غيرُ جازعِ
فلَمّا استَقَلّوا كدتَ تَهْلِكُ حسرَة ً
وَرَاعَتْكَ إحدَى المُفْظِعات الرّوَائعِ
سَمَتْ بيَ منْ شَيْبانَ أُمٌّ نَزيعَة ٌ(13/234)
كذلكَ ضربُ المنجياتِ النزائعِ
فلما سقيتُ السمَّ خنزيرَ تغلبٍ
أبَا مالكٍ جَدّعتُ قَينَ الصّعاصعِ
رَمَيْتُ ذَوي الأضْغَان حتى تَناذَرُوا
حمايَ وألقى قوسهُ كلُّ نازعِ
فَإنّي بِكَيّ النّاظرَيْنِ كلَيْهمَا
طبيبٌ وأشفى منْ نسا المنظالعِ
إذا ما استَضَافَتْني الهُمومُ قَرَيْتُهَا
زِمَاعي وَليْلَ الذّاملات الهَوَابِع
حَرَاجيجَ يُعْلَفْنَ الذَّميلَ كَأنّها
مَعَاطِفُ نَبْعٍ أوْ حَنيُّ الشّرَاجعِ
إذا بَلّغَ الله الخَليفَة َ لَمْ تُبَلْ
سقاطَ الرزايا منْ حسيرٍ وظالعِ
سَمَوْنَا إلى بَحْرِ البحُورِ وَلمْ نَسِرْ
إلى ثَمَدٍ مِنْ مُعْرِضِ العَينِ قاطعِ
تَؤمّ عِظامَ الجَمّ، عادِيَة َ الجَبَا،
على الطّرُقِ المُستَوْرَداتِ المَهايعِ
فَلَمّا التَقَى وَفْدَا مَعَدٍّ عَرَضْتَهُم
بسِجْلَينِ مِنْ آذيّكَ المُتَدافِعِ
و أنتَ ابنُ أعياصِ في متمنعٍ
مقايسة ً طالتْ مدادَ المذارعِ
فلما تسربلتَ الخلافة َ أقبلتْ
عليكَ بأبوابِ الأمورِ الجوامعِ
تبحجَ هذا الملكُ في مسقرهِ
فَلَيْسَ إلى قَوْمٍ سِوَاكُمْ بِراجعِ
و ضاربتمُ حتى شفيتمْ منَ العمى
قُلُوباً وَحتى جازَ نَقْشُ الطّوَابِعِ
فَقَدْ سَرّني أنْ لا يَزَالَ يَزِيدُكُمْ
يسيرُ بأمرِ الأمة ِ المتتابعِ
أتَتْكَ قُرَيْشٌ لاجِئِينَ وَغَيرُهُمْ
إلى كُلّ دِفءٍ من جنَاحِكَ وَاسعِ
وَيَرْجُو أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَسَيْبَهُ
مَرَاضيعُ مثلُ الرّيشِ سُفْعُ المُدامعِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
رقم القصيدة : 16487
-----------------------------------
أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
وَباتُوا على طِيّاتهِمْ فتَصَدّعُوا
إذا ذُكِرَتْ شَعْثَاءُ طَارَ فُؤادُهُ
لطيرِ الهوى وارفضتْ العينُ تدمعَ
تَمَنّى هَوَاهَا مِنْ تَعَلُّلِ بَاطِلٍ،
و تعرضُ حاجاتُ المحبَّ فتمنع
وَلَوْ أنّهَا شَاءتْ لَقَدْ بَذَلَتْ لَهُ(13/235)
شراباً بهِ يروى الغليلُ وينقعُ
و شعثٍ على خوصٍ دقاقٍ كأنها
قِسِيٌّ مِنَ الشِّرْيانِ تُبَرَى وَتُرْقَعُ
إذا رفعوا طيَّ الخباءِ رأيتهُ
كَضَارِبِ طَيْرٍ في الحِبالَة ِ يَلْمَعُ
ترى القومَ فيهِ ممسكينَ بجانبٍ
وَللرّيحِ مِنْهُ جَانِبٌ يَتَزَعْزَعُ
ألا يا لقومٍ لا تهدكمْ مجاشعٌ
فَأصْلَبُ مِنها خَيْزُرَانٌ وَخِرْوَعُ
فَهُمْ ضَيّعوا الجارَ الكَرِيمَ، وَلا أرَى
كَحُرْمَة ِ ذاكَ الجارِ جَاراً يُضَيَّعُ
تقولُ قريشٌ بعدَ عدرِ مجاشعٍ
لحَى الله جِيرَانَ الزّبَيرِ وَرَجّعُوا
فلوْ أنَّ يربوعاً دعى إذْ دعاهمُ
لآبَ جَمِيعاً رَحْلُهُ المُتَمَزِّعُ
فَأدُّوا حَوَارِيَّ الرّسُولِ وَرَحْلَهُ
إلى أهْلِهِ ثمّ افخَرُوا بَعدُ أوْ دَعُوا
ألمْ تَرَ بَيْتَ اللّؤمِ بَينَ مُجَاشِعٍ
مقيماً إلى أنْ يمضيَ الدهرُ أجمعُ
علونا كما تعلو النجومُ عليهمُ
وَقَصّرَ حَتى ما لكَفّيْهِ مَدْفَعُ
فانْ تسألوا حيَّ نزارٍ تنبئوا
إذا الحربُ شالتْ منْ يضروُّ وينفعُ
وَإنَا لَنَكفي الخُورَ لَوْ يَشكُرُونَنا
ثَنَايَا المَنَايَا، وَالقَنَا يَتَزَعزَعُ
نحلُّ على َ الثغرِ المخوفِ وأنتمُ
سَرَابٌ عَلى قِيقَاءة ٍ يَتَرَبَعُ
وَتَفِيكَ عَمرٌو عَنْ حِماها وَعامرٌ
فما لكَ إلاَّ عندَ كيركَ مطبعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> سيخزى إذا ضنتْ حلائبُ مالكٍ
سيخزى إذا ضنتْ حلائبُ مالكٍ
رقم القصيدة : 16488
-----------------------------------
سيخزى إذا ضنتْ حلائبُ مالكٍ
ثُوَيرٌ وَيَخزَى عاصمٌ وَجَمِيعُ
فَقَبلَك مَا أعيا الرُّماة َ إذا رَمَوُا
صفاً ليسَ في عاديهنَّ صدوعُ
لقدْ نفحتْ منكَ الوريدينِ علجة ٌ
خَبِيثَة ُ رِيحِ المِنخَزَينِ قَبُوعُ
فلا تدنيا رحلَ الدلهمسِ إنهُ
بصيرٌ بما يأتي اللئامُ سميع
هُوَ النخبَة ُ الخَوّارُمَا دونَ قَلبِهِ
حجابٌ وما فوقَ الحجابِ ضلوعُ
فلوْ أنجبتْ أمُّ الدلهمسِ لمْ يعبْ
فوارسنا لا عاشَ وهوَ جميعِ(13/236)
اصابَ قرارَ اللؤمِ في بطنِ أمهِ
وَرَاضَعَ ثَدْيْ اللّؤمِ فَهوَ رَضِيعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> يزينُ أيامَ ابنِ أروى فعالهُ
يزينُ أيامَ ابنِ أروى فعالهُ
رقم القصيدة : 16489
-----------------------------------
يزينُ أيامَ ابنِ أروى فعالهُ
و عاديُّ مجدٍ في أشمَّ رفيعِ
دَعَوْتَ امرَأً يا ضَبّ غَيرَ مُواكلٍ
فَلا تَكْفُرُونَا بَعْدَ يَوْمِ رَبيعِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مشاتمة ..!!
مشاتمة ..!!
رقم القصيدة : 1649
-----------------------------------
قال الصبي للحمار: ( يا غبي ).
قال الحمار للصبي:
( يا عربي ) !
العصر الإسلامي >> جرير >> وَإنّ امْرَأً جَدّا أبيه وَأُمِّه
وَإنّ امْرَأً جَدّا أبيه وَأُمِّه
رقم القصيدة : 16490
-----------------------------------
وَإنّ امْرَأً جَدّا أبيه وَأُمِّه
عُتَيْبَة ُ وَالقَعْقَاعُ، غَيرُ وَضيعِ
العصر الإسلامي >> جرير >> بَاع أبَاهُ المُسْتَنيرُ وَأمَّهُ
بَاع أبَاهُ المُسْتَنيرُ وَأمَّهُ
رقم القصيدة : 16491
-----------------------------------
بَاع أبَاهُ المُسْتَنيرُ وَأمَّهُ
بأشخابِ عنز بئسَ ربحُ المبايع
تَعَرّضْتَ لي من دون بَرْزَة َ وَابنِها،
ألؤمَ ابنَ لؤمٍ يا دعيَّ البلاتع
نَهَيْتُ بَنَاتِ المُسْتَنير عَن الرُّقى
وَعَن مشهينّ اللّيلَ بَينَ المَزَارعِ
و ما مستنيرُ الخبثِ إلاَّ فراشة ٌ
هوتْ بينَ مؤتجَّ الحريقينِ ساطع
العصر الإسلامي >> جرير >> ذكرتَ ثرى نواظرَ والخزامى َ
ذكرتَ ثرى نواظرَ والخزامى َ
رقم القصيدة : 16492
-----------------------------------
ذكرتَ ثرى نواظرَ والخزامى َ
فكَادَ القَلْب يَنصَدعُ انْصِداعَا
الامُ على الصابة ِ والمهاري
تحنُّ إذا تذكرتِ النزاعا
رَأيْنَ تَغٍيُّرِي فَذُعِرْنَ مِنْهُ،
كذعرِ الفارسِ البقرَ الرتاعا
كأنَّ الرجلَ فوقَ قرا جفولٍ
أقَامَ المَاتِحَانِ لَهُ الشِّرَاعَا(13/237)
ذَكَرْتُ، إذا نَظَرْتُ إلى يَدَيْها،
يديْ عسراءَ شمرتِ القناعا
سَمَا عَبْدُ العَزِيزِ إلى المَعَالي،
وَفَاتَ العَالَمِينَ نَدى ً وَبَاعَا
ألستَ ابنَ الأئمة ِ منْ قريشٍ
و أرحبها بمكرمة ٍ ذراعا
فقدْ أوصى الوليدُ أخا حفاظٍ
فَمَا نَسِيَ الوَصَاة َ وَلا أضَاعَا
إذا جدَّ الرحيلُ بنا فرحنا
فَنَسْألُ ذَا الجَلالِ بِكَ المَتَاعَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ،
ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ،
رقم القصيدة : 16493
-----------------------------------
ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ،
وَدارُ الصِّبَا مِنْ عَهدِهِنّ بَلاقِعُ
أشتِ عمادُ البينِ واختلفَ الهوى
ليَقْطَعَ مَا بَينَ الفَرِيقَينِ قاطِعُ
لَعَلّكَ يَوْماً أنْ يُسَاعفَكَ الهَوَى
فيجمعَ شعبيْ طية ٍ لكَ جامعِ
أخالِدَ! ما مِنْ حاجَة ٍ تَنْبَرِي لَنَا
بذِكْرَاكِ إلاّ ارْفضّ منّي المَدامِعُ
وَأقْرَضْتُ لَيلى الوُدَّ ثُمّتَ لمْ تُرِدْ
لتَجزِي قَرْضي، وَالقُرُوضُ وَدائِعُ
سَمَتْ لكَ مِنها حاجَة ٌ بَينَ ثَهْمَدٍ
وَمِذْعَى وَأعْنَاقُ المَطيّ خَوَاضِعُ
يسمنَ كما سامَ المنيحانِ أقدحاً
نَحَاهُنّ من شَيبانَ سَمحٌ مُخالِعُ
فهلاَّ أتقيتِ اللهَ إذْ رعتِ محرماً
سَرَى ثمّ ألْقَى رَحْلَهُ فهوَ هاجِعُ
و منْ دونهِ تيهٌ كأنَّ شخاصها
يحلنَ بأمثالٍ فهنَّ شوافعِ
تحنُّ قلوصي بعدَ هدءٍ وهاجها
وَمِيضٌ على ذاتِ السّلاسِلِ لامِعُ
فقلتُ لها حنى َّ رويداً فانني
إلى أهْلِ نَجْدٍ مِنْ تِهامَة َ نازِعُ
تَغَيّضُ ذِفْرَاهَا بِجَوْنٍ، كأنّهُ
كحيلٌ جرى في قنفذِ الليثِ نابعِ
ألا حَيّيَا الأعرَافَ من مَنبِتِ الغَضَا
وَحَيثُ حَبا حَوْلَ الصرِيفِ الأجارعُ
سلمتَ وجادتكَ الغيوثُ الروابعُ
فَإنّكَ وَادٍ، للأحِبة ِ، جامِعُ
فلمْ أرَ يا بنَ القرمِ كاليومِ منظراً
تجاوزهُ ذو حاجة ٍ وهوَ طائعُ
أتَنْسَينَ ما نَسرِي لحُبّ لِقائِكُمْ(13/238)
وَتَهْجِيرَنَا وَالبِيدُ غُبرٌ خَوَاشِعُ
بني القينِ لاقيتمْ شجاعاً بهضبة ٍ
رَبِيبَ حِبَالٍ تَتّقِيهِ الأشَاجِعُ
فإنّكَ قَينٌ وَابنُ قَينَينِ، فاصْطَبِرْ
لذلكَ إذْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ
وَلّما رَأيتُ النّاسَ هَرّتْ كِلابُهُمْ،
تَشَيّعتُ، إذْ لمْ يَحْمِ إلاّ المُشايِعُ
و جهزتُ في الآفاقِ كلَّ قصيدة ٍ
شَرُودٍ، وَرودٍ، كُلَّ رَكْبٍ تُنازعُ
يَجُزْنَ إلى نَجرَانَ مَن كانَ دونَهُ،
وَيَظْهَرْنَ في نَجدٍ وَهُنّ صَوَادِعُ
تَعَرّضَ أمْثَالُ القَوَافي، كأنّهَا
نجائبُ تعلو مربداً فتطالعِ
أجئتمْ تبغونَ العرامَ فعندنا
عرامٌ لمنْ يبغي العرامة َ واسعِ
تشمسُ يربوعٌ ورائي بالقنا
وَعادَتُنَا الإقْدَامُ، يَوْمَ نُقارِعُ
لنا جبلٌ صعبٌ عليهِ مهابة ٌ
مَنيعُ الذُّرَى في الخِندِفيّينَ فَارِعُ
و في الحيَّ يربوعٍ إذا ما تشمسوا
وَفي الهُندُوَانِيّاتِ للضيْمِ مَانعُ
لنا في بني سعدٍ جبالٌ حصينة ٌ
و منقذٌ في باحة ِ العزَّ واسع
و تبذخُ منْ سعدٍ قرومٌ بمفزعٍ
بهمِ عندَ أبوابِ الملوكِ ندافعِ
لسعدٍ ذرى عادية ٍ يهتدي بها
وَدَرْءٌ على مَنْ يَبْتَغي الدَّرْء ضَالعُ
وَإنّ حِمى ً لم يَحْمِهِ غَيرُ فَرْتَنَى ،
و غيرُ ابنِ ذي الكيرينِ خزيانُ ضائعِ
رَأتْ مالكٌ نَبْلَ الفَرَزْدَقِ قصّرَتْ
عن المَجدِ، إذْ لا يأتَلي الغَلوَ نَازِعُ
تَعَرّضَ حتى أُثْبِتَتْ بَينَ خَطْمِهِ
وَبَينَ مَخَطّ الحاجِبَينِ القَوَارِعُ
أرى الشيبَ في وجهِ الفرزدقِ قد علا
لهَازِمَ قِرْدٍ، رَنَّحَتْهُ الَّصوَاقِعُ
و أنتَ ابنُ قينٍ يا فرزدقُ فازدهرْ
بكِيرِكَ، إنّ الكِيرَ للقَينِ نَافِعُ
فإنّكَ إنْ تَنفُخْ بكِيرِكَ تَلْقَنَا
نُعِدّ القَنَا وَالخَيلَ، يوْمَ نُقارِعُ
إذا مُدّ غَلْوُ الجَرْيِ طاحَ ابنُ فَرْتَنى
و جدَّ التجاري فالفرزدقُ ظالعُ
و أبا بنو سعدٍ فلو قلتَ أنصتوا
لتُنشِدَ فيهِمْ، حَزّ أنفَكَ جادِعُ
رَأيتُكَ، إذْ لم يُغنِكَ الله بالغِنى ،(13/239)
لجأتَ إلى َ قيسٍ وخدكَ ضارعِ
وَقَد كانَ في يَوْمِ الحَوَارِيّ جاركمْ
وَذُخْرٌ لَهُ في الجَنْبَتَينِ قَعَاقِعُ
يقولُ لليلى قينُ صعصعة َ اشفعي
وَفيما وَرَاءَ الكِيرِ للقَينِ شَافِعُ
إذا أسْفَرَتْ يَوْماً نِسَاءُ مُجاشِعٍ
بَدَتْ سَوْءة ٌ مِمّا تُجِنّ البَرَاقِعُ
مَنَاخِرُ شَانَتْهَا القُيُونُ، كأنّها
أنوفُ خنازيرِ السوادِ القوابعِ
مَباشِيمُ عَنْ غِبّ الخَزِيزِ كأنّمَا
تصوتُ في أعفاجهنَّ الضفادعِ
و قدْ قوستْ أمُّ البعيثِ وأكرهتِ
على الزفرِ حتى شنجتها الأخادع
لَقد علِمَتْ، غيرَ الفِياشَ، مُجاشِعٌ
إلى منْ تصيرُ الخافقاتُ اللوامعُ
لَنَا بَانِيَا مَجْدٍ، فَبَانٍ لَنَا العُلى ،
و حامٍ إذا احمرَّ القنا والأشاجعِ
أتَعْدِلُ أحسَاباً كِرَاماً حُمَاتُهَا
بأحْسابِكُمْ؟ إنّي إلى الله رَاجِعُ
لقوميَ أحمى في الحقيقة ِ منكمُ
و أضربُ للجبارِ والنقعُ ساطع
وَأوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفَاتِ، عَشِيّة ً،
لحَاقاً إذا مَا جَرّدَ السّيْفَ لامِعُ
و أمنعُ جيراناً وأحمدُ في القرى
إذا اغبر في المحلِ النجومُ الطوالعِ
وَسَمامٍ بِدُهْمٍ غَيرِ مُنْتَقِضِ القوَى
رَئيسٍ سَلَبْنَا بَزَّهُ، وَهوَ دَارِعُ
نَدَسْنَا أبَا مَنْدُوسَة َ القَينَ بالقَنَا
ومَارَ دَمٌ مِنْ جَارِ بَيْبَة َ نَاقِعُ
وَنَحْنُ نَفَرُنَا حاجِباً مجدَ قَوْمِهِ
و ما نالَ عمروٌ مجدنا والأقارعِ
وَنَحْنُ صَدَعْنا هامَة َ ابنِ مُحَرِّقٍ
فما رقاتْ تلكَ العيونُ الدوامعِ
وَما بَاتَ قَوْمٌ ضَامِنِينَ لَنَا دَماً،
فتوفينا إلا دماءٌ شوافعُ
بمرهفة ِ بيضٍ إذا هيَ جردتْ
تألقُ فيهن المنايا اللوامعُ
لقدْ كانَ يا أولادَ خجخحَ فيكمُ
مُحوَّلُ رَحْلٍ للزُّبَيرِ وَمَانِعُ
و قدْ كادَ في يومِ الحواريَّ جاركمْ
أحاديثُ صَمّتْ من نَثاها المَسامِعُ
و بتمْ تعشونَ الخزيرَ كأنكمْ
مطلقة ٌ حيناًةو حيناً تراجعُ
يقبحُ جبريلٌ وجوهَ مجاشعِ(13/240)
وَتَنْعَى الحَوَارِيَّ النّجُومُ الطّوَالِعُ
إذا قيلَ أيُّ الناسِ شرٌّ قبيلة ً
و أعظمُ عاراً قيلَ تلكَ مجاشعُ
فأصْبَحَ عَوْفٌ في السّلاحِ وَأصْبَحَتْ
تفشُّ جشاءلتٍ الخزيرِ مجاشعٍ
نَدِمْتَ عَلى يَوْمِ السّباقَينِ بَعدَمَا
وَهَيْتَ فلَمْ يُوجَدْ لوَهيكَ رَاقِعُ
فما أنتمُ بالقومِ يومَ افتديتمْ
بِهِ عَنْوَة ً،، وَالسَّمهَرِيُّ شَوَارِعُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
رقم القصيدة : 16494
-----------------------------------
ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
أفقْ ربما ينأى هواكَ ويسعفُ
ظَلِلتَ وَقد خبّرْتَ أن لَستَ جازِعاً
لرَبْعٍ بِسَلْمَانِينَ عَيْنُكَ تَذْرِفُ
و تزعمُ أنَّ البينَ لا يشعفُ الفتى
بَلى ! مثلَ بيني يَوْمَ لُبنانَ يَشعَفُ
وَطالَ حِذارِي غُرْبَة َ البَينِ وَالنّوَى
و أحدوثة ٌ منْ كاشحٍ يتقوفُ
و لة ْ علمتْ علمي أمامة ُ كذبتْ
مَقَالَة َ مَنْ يَنْعى عَليّ، وَيعْنُفُ
بأهلي أهلُ الدارِ إذْ يسكونها
و جادكِ منْ دارٍ ربيعٌ وصيف
سَمعتُ الحَمام الوُرْقَ في رَوْنَق الضّحى
بذي السّدرِ مِن وَادي المَرَاضَينِ تهتفُ
نظرتُ ورائي نظرة ً قادها الهوى
وَألْحي المَهارَى يَوْمَ عُسفانَ ترْجُفُ
تَرَى العِرْمِسَ الوَجناءَ يَدمى أظَلُّها،
و تحذي نعالاً والمناسمُ رعفَّ
مددنا لذاتِ البغي حتى َّ تقطعتْ
أزابيها والشدقميُّ المعلفَّ
ضَرَحْنَ حصَى المَعزَاء حتى عُيُونُها
مُهججة ٌ أبْصَارُهُنّ، وَذُرَّفُ
كأنَّ ديارا بينَ أسنمة ِ النقا
و بينَ هذاليلِ النحيزة ِ مصحفَ
فلستُ بناسٍ ما تغنتْ حمامة ٌ
وَلا ما ثوَى بينَ الجَناحَينِ زَفْزَفُ
دِياراً مِنَ الحيّ الذيِنَ نُحِبّهُمْ
فَما للمَخازِي عَن قُفَيرَة َ مَصرَفُ
هُمُ الحيّ يرْبُوعٌ تعادى جِيادُهُمْ
على الثّغْرِ وَالكافُونَ ما يُتخوَّفُ
عليهم منَ الماذي كلُّ مفاضة ٍ(13/241)
دلاصٍ لهاذيلٌ حصينٌ ورفرفَ
وَلا يَسْتوِي عَقْرُ الكَزُومِ بَصوْأرٍ،
وَذو التّاجِ تحْتَ الرّاية ِ المُتسَيِّفُ
و مولى تميمٍ حينَ يأوى إليهمِ
و إنْ كانَ فيهمْ ثروة ُ العزَّ منصفُ
بني مالكٍ جاءَ القيونُ بمقرفٍ
إلى َ سابقٍ يجري ولا يتكلفُ
و ما شهدتْ يومَ الايادِ مجاشعٌ
و ذا نجبٍ يومَ الأسنهة ِ ترعفُ
فوارسنا الحواطُ السرحُ دونهمْ
لَقدْ مُدّ للقينِ الرّهانُ فرَدّهُ،
عنِ المَجدِ، عِرْقٌ من قُفَيرَة َ مُقرِفُ
لحى الله مَنْ ينْبُو الحُسامُ بكفّهِ
و منْ يلجُ الماخورَ في الحجلِ يرسفُ
ترَفّقْتَ بالكِيرَينِ قينِ مُجاشِعٍ،
و أنتَ بهزَّ المشرفية ِ أعنفُ
و تنكرُ هزَّ المشرفيَّ يمينهُ
وَيعْرِفُ كفّيْهِ الإناءُ المُكتَّفُ
وَلوْ كُنتَ مِنّا يا ابنَ شِعرَة َ ما نبا
بكفيكَ مصقولُ الحديدة ِ مرهفُ
عرفتمْ لنا العزَّ السوابقَ قبلكمْ
وكانَ لقيْنَيكَ السُّكَيتُ المُخَلَّفُ
أنَا ابنُ سَعدٍ وَعَمروٍ وَمَالِكٍ،
و دفكَ منْ نفاخة ِ الكيرِ أجنفُ
ألمَ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً
إذا ضَمّ أفْوَاجَ الحَجيجِ المُعرَّفُ
وَيوْمَ مِنى ً نادتْ قُرَيشٌ بغدرِهمْ،
وَيوْمَ الهدايا في المشاعرِ عُكَّفُ
و يبغضُ سترُ البيتِ آلَ مجاشعٍ
و حجابهُ والعابدُ المتطوفُ
و كانَ حديثَ الركبِ غدرُ مجاشعٍ
إذا انحدَروا مِنْ نَخلتَينِ وَأوجَفُوا
و إنَّ الحواريَّ الذي غرَّ حبلكمْ
لَهُ البَدْرُ كابٍ وَالكَوَاكِبُ كُسَّفُ
و لو في بني سعدٍ نزلتَ لما عصتْ
عَوَانِدُ في جَوْفِ الحَوَارِيّ نُزَّفُ
نسوراً رأتْ أوصالهُ فهي عكفُ
فلستَ بوافٍ بالزبيرْ ورحلهِ
وَلا أنْتَ بالسِّيدانِ بالحَقّ تُنْصِفُ
بنو منقرٍ جروا فتاة َ مجاشعٍ
و شدَّ ابنُ ذيالٍ وخيلكَ وقفُ
فَبَاتَتْ تُنَادي غَالِباً، وَكَأنّهَا
على َ الرضفِ منْ جمرِ الكوانينِ ترضفُ
وَإنّي لَتَبْتَزُّ المُلُوكَ فَوَارِسِي،
و همْ كلفوها الرملَ رمل معبرٍ
تقُولُ: أهذا مَشْيُ حُرْدٍ تَلَقُّفُ(13/242)
و إني لبتزُّ الملوكَ فوارسي
إذا غَرّهمْ ذو المِرْجلِ المُتَجَخِّفُ
ألَمْ تَرَ تَيْمٌ كَيفَ يَرْمي مُجاشِعاً
شَديدُ حِبَالِ المِنْجَنيقَينِ مِقذَفُ
عَجبتُ لصِهرٍ ساقَكُمْ آلَ دِرهَمٍ،
إلى صِهْرِ أقْوَامِ يُلامُ وَيُصْلَفُ
لئيمانِ هذي يدعيها ابنُ درهمٍ
و هذا ابنُ قينٍ جلدهُ يتوسفَ
وَحَالَفْتُمُ للّؤمِ، يا آلَ درْهَمٍ،
حلافَ النصارى دينَ منْ يتحنف
أتمدحُ سعداً حينَ أخزتْ مجاشعاً
عَقِيرَة ُ سَعْدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ
نفاكَ حجيجُ البيتِ عنْ كلَّ مشعرٍ
كما ردُّ ذو النميتينِ المزيفَّ
وَما زِلْتَ مَوْقُوفاً على بابِ سَوْءة ٍ
و أنتَ بدارِ المخزياتِ موقفُ
ألؤما وَ إقراراً على كلَّ سوءة ٍ
فما للخازي عنْ قفيرة َ مصرف
ألمَ ترَ أنَّ النبعَ يصلبُ عودهُ
وَلا يَستَوي، وَالخِرْوعُ المُتَقَصِّفُ
وَما يَحْمَدُ الأضْياف رِفْدَ مُجاشعٍ
إذا رَوّحَتْ حَنّانَة ُ الرّيحِ حَرْجَفُ
إذا الشولُ راحتْ والقريعُ أمامها
و هنَّ ئيلاتُ العرائكِ شسف
و قائلة ٍ ما للفرزدٌ لا يرى
عَلى السّنّ يَستَغني، وَلا يَتَعَفّفُ
يَقُولُونَ: كَلاّ لَيسَ للقَينِ غالبٌ،
بلى إنَّ ضربَ القينِ بالقينُ يعرفُ
أخو اللؤمِ ما دامَ الغضا حولَ عجلزٍ
وَمَا دامَ يُسقَى في رَمادانَ أحقَفُ
إذا ذقتَ مني طعمَ حربٍ مريرة ٍ
عطفتُ عليكَ الحربَ والحربُ تعطفُ
تَرُوغُ، وَقد أخزَوْكَ في كّل مَوْطنٍ،
كما راغَ قردُ الحرة ِ المتخذفُ
أتعْدِلْ كَفهاً لا تُرَامُ حُصُونُهُ
بهارِ المراقي جولهُ يتقصف
تحوطُ تميمٌ منْ يحوطُ حماهمُ
وَيَحْمي تَميماً مَنْ لَهُ ذاكَ يُعرَفُ
أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ
أنا ابنُ صميمٍ لاَ وشيظٍ تحلفوا
إذا خطرتْ عمروٌ وورائي وأصبحتْ
قرومُ بني بدرٍ تسامى وتصرف
و لمْ أنسَ منْ سعدٍ بقصوانَ مشهداً
وَبالأُدَمَى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ
و سعدٌ اذا صاحَ العدوُّ بسرحهمْ
أبَوْا أنْ يُهَدَّوْا للصّيَاحِ فأزْحَفُوا(13/243)
دِيارُبَني سَعْدٍ، وَلا سَعدَ بَعدَهم،
عفتْ غيرَ أنقاءٍ بيبرين تعزف
إذا نَزَلَتْ أسْلافِ سَعْدٍ بِلادَها،
وَأثقالُ سَعدٍ، ظَلّتِ الأرْضُ تَرْجُفُ
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا أُولى النّجومِ بَدَتْ فَغَارَتْ،
إذا أُولى النّجومِ بَدَتْ فَغَارَتْ،
رقم القصيدة : 16495
-----------------------------------
إذا أُولى النّجومِ بَدَتْ فَغَارَتْ،
و قلت أني منَ الليلِ انتصاف
حسبتُ النومَ طارَ معَ الثريا
و ما غلظَ الفراشُ ولا اللحافِ
أبَا حَفْصٍ! مَخافَة َ كُلّ ظُلْمٍ
عَلَيكَ، وكَيفَ يَهجَعُ مَنْ يَخافُ
وَأدْعُو الله فِيكَ، وَأنْ يُجَلّي
عَمَايَة َ مَا يُزَايِلُها انْكِشافُ
وَأنْ يَجِدُوكَ إذْ هَزّوكَ صَلْتا،
عفيفاً منْ سجيتكَ العفاف
العصر الإسلامي >> جرير >> تقولُ ذاتُ المطرفِ الهفهافِ
تقولُ ذاتُ المطرفِ الهفهافِ
رقم القصيدة : 16496
-----------------------------------
تقولُ ذاتُ المطرفِ الهفهافِ
وَالرِّدفِ وَالأنَامِلِ الّلطَافِ
إنكَ منْ ذي غزلٍ لجافي
تَقُولُ ذاتُ الهَفْهَافِ
وَ أنتَ لا توردُ بالأجوافِ
غَيرَ ثَمَاني أيْنَقٍ عِجَافِ
بُقْيَا مِنَ الغُدَّة ِ وَالسّوَافي،
عوجٍ ظماءٍ نظرَ الشتافِ
فَارْوَيْ مِنَ المَاء، وَلا تَعافي،
عَلَّكِ إنْ أودَيْتُ في اصْطِرَافي
تلقينَ في البغية ِ والتطوافِ
مثلَ أبي هوذة َ أو عطافِ
لَزْنَ المْحَيّا ضَيّق الأكْنَافِ،
يدنو وتنأينَ بلبٍ جاف
شَمَّ العَلُوقِ جَلَدَ العِطَافِ
العصر الإسلامي >> جرير >> سنخبرُ أهلنا بقرى حماسٍ
سنخبرُ أهلنا بقرى حماسٍ
رقم القصيدة : 16497
-----------------------------------
سنخبرُ أهلنا بقرى حماسٍ
وَنُخْبِرُ ما فَعَلْتَ أبَا خُفَافِ
تعذرُ للنزيلِ وكانَ عرقٌ
لنا في ابني نميرة َ غيرَ جافِ
العصر الإسلامي >> جرير >> طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ
طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ
رقم القصيدة : 16498
-----------------------------------(13/244)
طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ
و هلْ للهوى إذراعهُ الينُ صارفُ
طربتَ بأبرادٍ وذكركَ الهوى
عراقية ٌ ذكرٌ لقلبكَ شاعفُ
تَعُلّ ذكيَّ المِسكِ وَحْفاً، كأنّهُ
عَنَاقِيدُ مِيلٌ لم يَنَلْهُنّ قاطِفُ
و أحذرُ يومَ البينِ أنْ يعرفَ الهوى
و تبدي الذي تخفي العيونُ الذوارفُ
إذا قيلَ هذا البينُ راجعتُ عبرة ً
لهَا بِجِرِبّانِ البَنِيقَة ِ وَاكِفُ
يَقُولُ بِنَعْفِ الأخْرَبِيّة ِ صَاحبي:
متى يَرْعَوِي غَرْبُ النّوَى المُتقاذِفُ
وَإنّي وَإنْ كانَتْ إلى الشامِ نِيّتي،
يَماني الهَوَى أهْلَ المُجازَة ِ آلِفُ
و إنَّ الذي بلغت رقاهُ نسوة ٌ
نَمَتْكَ إلى العُلْيَا فَوَارِسُ دَاحِسٍ
وَتُرْمَى فَتُشْوِيهَا الرّماة ُ وَقَتّلَتْ
قُلُوباً بنَبْلٍ لم تَشِنْهَا المَرَاصِفُ
صرمتُ اللواتي كنَّ يقتدنَ ذا الهوى
شبيهٌ بهنَّ الربربُ المتآلفُ
طَلَبْنَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَدُونَهُ
تنائفُ غبرٌ واصلتها تنائف
بمائرة ِ الأعضادِ أما لشدقمٍ
وَامّا بَنَاتُ الدّاعِرِيّ العَلائِفُ
يخذنَ بنا وخداً وقدْ خضبَ الحصى
مَنَاسِمُ أيْدي اليَعُمَلاتِ الرّوَاعِفُ
بلغنا أميرَ المؤمنينَ ولمْ يزلْ
على عِلّة ٍ فِيهِنّ رَحْلٌ وَرَادِفُ
وَيَرْجُوكَ مَنْ لم تَستَطِعْكَ رِكابُه،
وَيَرْجُوكَ ذو حَقّ ببابِكَ ضَائِفُ
و إنيَّ لنعماكَ التي قدْ تظاهرتْ
و فضلكَ يا خرَ البرية ِ عارفُ
فَلا الجَهدُ ما عاشَ الخَليفة ُ مُرْهقي،
وَلا أنَا لي عِنْدَ الخَليفَة ِ كاسِفُ
إذا قيلَ شكوى بالامامِ تصدعتْ
عليهِ منَ الخوفُ القلوبُ الرواجفُ
أتانا حديثٌ كانَ لا صبرَ بعدهُ
أتَتْ كُلَّ حَيٍّ قَبلَ ذاكَ المَتالِفُ
فَلَمّا دَعوْنَا للخَلِيفَة ِ رَبَّنَا،
وَكَانَ الحَيَا تُزْجَى إليهِ الضّعائِفُ
أتَتْنَا لكَ البُشْرَى فِقَرّتْ عُيونُنا،
وَدارَتْ عَلى أهْلِ النّفاقِ المَخَاوِفُ
فَأنْتَ لِرَبّ العَالَمِينَ خَلِيفَة ٌ،
و ليٌّ لعهدِ اللهِ بالحقَّ عارفُ(13/245)
هداكَ الذي يهدي الخلائفَ للتقى
و اعطيتَ نصراً لمْ تنلهُ الخلائفُ
و أدتْ اليكَ الهندُ ما في حصونها
و منْ أرضِ صينِ استانَ تجبي الطرائفُ
و أرضَ هرقلَ قدْ قهرتَ وَ داهراً
و تسعى لكمْ منْ آلِ كسرى النواصفُ
و ذلكَ منْ فضلِ الذي جمعتْ لهُ
صفوفُ المصلى والهديُّ العواكف
وَنَازَعْتَ أقْوَاماً فَلَمّا قَهَرْتَهُمْ،
و أعطيتَ نصراً عاَ منكَ العواطفُ
لَقَد وَجَدُوا مِنكُمْ حِبالاً مَتينَة ً
فذلوا وَ لانتْ للقيادِ السوالفِ
و أنتَ ابنُ عيصِ الأبطحينِ وتنتمي
لفَرْعٍ صَميمٍ لمْ تَنَلَهُ الزّعانِفُ
وَصيدُ مَنَافٍ المُقْرَمَاتُ المَطارِفُ
لَهُ بَاذِخَاتٌ مِنْ لُؤيّ بنِ غالِبٍ
يُقَّصرُ عَنْهَا المُدّعي وَالمُخالِفُ
نجيبٌ أريبٌ كانَ جدكَ منجباً
و أدتْ اليكَ المنجياتُ العفائف
وَمَا زَالَ مِنْ آلِ الوَليِدِ مُذَبِّبٌ،
أخو ثِقَة ٍ عَن كلّ ثَغرٍ يُفاذفُ
العصر الإسلامي >> جرير >> انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً
انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً
رقم القصيدة : 16499
-----------------------------------
انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً
و العيسُ جائلة ٌ أغراضها خنف
استقبلَ الحيُّ بطنَ السرأمْ عسفوا
فالقلبُ فيهِمْ رَهينٌ أين ما انصرفُوا
من نَحْوِ كابَة َ تحتثّ الحُداة ُ بهِمْ
كيْ يشعفوا آلِفاً صَبّاً، فقد شعَفُوا
إنَّ الزيارة َ لا ترجى ودونهمُ
جِهْمُ المُحَيّا وَفي أشبْالِهِ غَضَفُ
آلَوا عليْها يِمِيناً، لا تُكَلمُنا،
من غيرِ سُوء، وَلا مِن رِيبة ٍ حَلَفُوا
يا حبذا الخرجُ بينَ الدامِ فالأدمى
فالرمثُ منْ برقة ِ الروحانِ فالغرف
ألمِمْ على الرَّبْعِ بالتِّرْبَاعِ، غَيّرَهُ
ضَرْبُ الأهاضِيبِ وَالنّأآجَة ُ العُصُفُ
كَأنّهُ بَعْدَ تَحْنَانِ الرّيَاحِ بِهِ،
رقٌّ تبينُ فيه اللامو الألف
خبر عنِ الحيَّ سراً أوْ علانية ً
جادَتْكَ مُدجِنَة ٌ في عَينها وَطَفُ
ما استَوْصَفَ الناسُ عن شأ يرُوقُهمُ(13/246)
إلاّ أرَى أُمَّ عَمْرو فَوْقَ ما وَصَفُوا
كَأنّهَا مُزْنَة ٌ غَرّاءُ، وَاضِحَة ٌ،
أوْ دُرّة ٌ لا يُوَارِي ضَوْءها الصَّدَف
مكسوة ُ البدنِ في لبٍ يزينها
وَفي المَنَاصِبِ منْ أنْيابِها عَجَفُ
تسقى اميتاحاً ندى المسواكِ ريقتها
كما تَضَمّنَ ماءَ المُزْنَة ِ الرَّصَفُ
قالَ العَوَاذِلُ: هَل تَنهاكَ تَجرِبة ٌ،
أما تَرَى الشِّيبَ وَالأخدانَ قد دَلَفُوا
أما تلمُّ على َ ربعٍ بأسنمة ٍ
إلاّ لعَيْنَيْكَ جَارٍ غَرْبُهُ يَكِفُ
يا أيّها الرَّبْعُ قَد طالَتْ صَبَابَتُنَا،
حتى مللنا وأمسى الناسُ قد عزفوا
قد كنتُ أهوى ثرى نجدوٍ ساكنهُ
فالغورَ غوراً بهِ عسفانُ فالجحفَ
لمّا ارْتَحَلْنَا وَنَحْوَ الشّامِ نِيّتُنَا،
قالتْ جعادة ُ هذي نية ٌ قذفُ
كَلّفْتُ صَحبيَ أهْوالاً عَلى ثِقَة ٍ،
للهِ درهمُ ركباً وما كلفوا
ساروا اليكَ منَ السهبيَ ودونهمُ
فيحانُ فالحزنُ فالصمانُ فالوكفُ
يُزْجونَ نَحْوَكَ أطْلاحاً مُخَدَّمَة ً
قد مسها النكبُ والأنقابُ والعجف
في سيرِ شهرينِ ما يطوى ثمائلها
حتى تشد إليَ اغراضها السنفُ
ما كانَ مذْ رحلوامنْ أهلِ أسمنة ٍ
غلاَّ الذميلَ لها وردٌ ولا علف
لا وردَ للقومِ إنْ لمْ يعزفوا بردى
إذا تجوبَ عنْ أعناقها السدفُ
صَبّحْنَ تُوماءَ وَالنّاقُوس يَقْرَعُهُ
قَسُّ النّصَارَى حَرَاجيجاً بنا تَجِفُ
يا ابنَ الأرُومِ وَفي الأعياصِ مَنبتُها،
لا قادحٌ يرتقي فيها ولا قصف
إنّي لَزَائرُكُمْ وُدّاً وَتَكْرِمَة ً،
حتى يقاربَ قيدَ المكبرِ الرسف
أرْجُو الفَوَاصِلَ، إنّ الله فَضّلَكُمْ
يا قَبَلَ نَفسِكَ لاقَى نَفسِي التَّلَفُ
ما من جفانا إذا حاجاتنا نزلتْ
كمنْ لنا عندهُ التكريمُ واللطفُ
كمْ قدْ نزلتُ بكمْ ضيفاً فتلحفني
فضلَ اللحافِ ونعمَ الفضلِ يلتحفُ
أعطوا هنيدة َ يحدوها ثمانية ٌ
ما في غطائهمُ منٌّ ولا سرف
كومامها ريسَ مثلَ الهضبِ لوْ وردتْ
ماءَ الفراتِ لكادَ البحرُ ينتزف(13/247)
جُوفَ الحَناجرِ وَالأجوَافِ ما صَدَرتْ
عَنْ مَعْطِنِ الماء إلاّ حَوْضُها رَشَفُ
بالصّيفً يُقْمَعُ مَثْلُوثُ المَزَادِ لها
كأنّهُمْ من خَليجَيْ دِجلة َ اغتَرَفُوا
على َ رجالٍ وإنْ لمْ يشكرُ واعطفُ
يا رُبّ قَوْمٍ وَقَوْمٍ حاسِدينَ لَكُمْ
ما فِيهِمُ بَدَلٌ مِنكُمْ وَلا خَلَفُ
نِعْمَ القَدِيمُ إذا ما عُدّ وَالسَّلَفُ
حَرْبٌ وَآلُ أبي العَاصي بَنَوْا لكُمُ
مجداً تلاداً وبعضُ المجدِ مطرف
يا ابنَ العَوَاتِكِ خَيرَ العالمينَ أباً،
قدْ كانَ يدفئني منْ ريشكمْ كنفُ
إنَّ الحجيجَ دعوا يستمعونَ بهِ
تكادُ تَرْجُفُ جَمعٌ كُلّما رَجَفُوا
وَما ابتَنَى النّاسُ من بُنيانِ مكرُمَة ٍ،
إلاّ لكُمْ فوْقَ مَن يبني العلا غُرَفُ
ضَخمُ الدّسيعَة ِ وَالأبياتِ غُرّتُهُ
كالبدر ليلة َ كادَ الشهرُ ينتصفُ
اللهُ أعطاكَ فاشكر فضلَ نعمتهِ
أعطاكَ ملكَ التي ما فوقها شرفُ
هَذي البَرِيّة ُ تَرْضَى ما رَضِيتَ لهَا،
إنْ سرْتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا وَقفُوا
هُوَ الخَليفَة ُ فارْضَوْا ما قَضَى لَكُمُ،
بالحَقّ يَصْدَعُ ما في قَوْلِهِ جَنَفُ
يقضي القضلءَ الذي يشفى النفاقُ به
فاسبشتر الناسُ بالحقَّ الذي عرفوا
أنتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُونُ سيرَتُهُ،
لولا تقومُ درءَ الناسِ لاختلفوا
سرْبِلتَ سِرْبالَ مُلْكٍ غيرِ مُبتَدَعٍ
قَبلَ الثّلاثينَ، إنّ الخَيرَ مُؤتَنَفُ
تدعو فينصرُ أهلُ الشامِ إنهمُ
قومٌ أطاعوا ولاة َ الحقَّ وائتلفوا
ما في قلوبهمُ نكثٌ ولا مرضُ
إذا قذفتَ محلاً خالعاً قذفوا
قَدْ جَرّبَ النّاسُ قَبلَ اليَوْمِ أنّهمُ
لا يَفزَعُونَ إذا ما قُعقِعَ الحَجَفُ
آلُ المهلبِ جذَّ اللهُ دابرهم
أمْسَوْا رَماداً فلا أصْلٌ وَلا طَرَفُ
قد لهفوا حينَ أخزى اللهُ شيعتهمْ
آلُ المهلبِ منْ ذلٍ وقدْ لهفوا
ما نالَتِ الأزْدُ من دَعْوَى مُضِلّهِمُ
إلاّ المَعَاصِمَ وَالأعْنَاقَ تُخْتَطَفُ
و الأزد قد جعلوا المنتوفَ قائدهمْ(13/248)
فقتلهمْ جنودُ اللهِ وانتتفوا
تهوِي بذي العَقرِ أقْحافاً جَماجمُها،
كأنها الحنظلُ الخطبانُ ينتتقف
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> العين
العين
رقم القصيدة : 165
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يابير طيك طي واعماقك اعماق
ويعيش بك داب وحمامه وعصفور
فاضت عيونك ماك وابتلت احداق
وتنهدت منك محاله الناعور
يوم انبطت روحك سجدتي لخلاق
وعقب ارتفع جمك ضحكتي مع النور
ويوم انهمر دمعك خضعتي على ساق
ويوم انكسر حجلك زعلتي على الحور
ياما بك الرمان زهر فـ الاوراق
لين اكتنز في حلق نحله ودبور
وياكم وردك وصدرك ضين ونياق
وياكم بهج جمك بعارين وصدور
وياما رطب نخلك تعسل فـ الارياق
وياما طحين ارضك تقسم على الدور
وياما وهبتي جل وافنيتي ادقاق
وياما هماجك حل في الخصب والبور
شفتك وانا قلبي على صلدك ارقاق
وحسيت في حنجرتي عظام وكسور
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> كابوس
كابوس
رقم القصيدة : 1650
-----------------------------------
الكابوس أمامي قائم.
قمْ من نومكَ
لست بنائم.
ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيّ أهْل الجَوْفِ قَبْلَ العَوَائقِ
ألا حَيّ أهْل الجَوْفِ قَبْلَ العَوَائقِ
رقم القصيدة : 16500
-----------------------------------
ألا حَيّ أهْل الجَوْفِ قَبْلَ العَوَائقِ
وَمن قَبلِ رَوْعاتِ الحَبيبِ المُفارِقِ
سقى الحاجزَ المحلالَ والباطنَ الذي
يشنَّ على القبرينْ صوبَ الغوادقِ
وَلمّا لَقِينَا خَيْلَ أبْجَرَ أعْلَنُوا
بدعوى لجيمٍ غيرَ ميلِ العواتقِ
صَبَرْنَا لَهُمْ، وَالصّبرُ مِنّا سَجِيّة ٌ،
بأسيافنا تحتَ الظلالِ الخووافقِ
فلما رأوا ألاهوادة َ بيننا
دعوا بعدَ كربٍ يا عميرَ بنَ طارقِ
وَمُبْدٍ لَنا ضِغْناً، وَلَوْلا رِمَاحُنا
بأرْضِ العِدَى لم يَرْعَ صَوْبَ البوَارِقِ
عرفتمْ لعتابٍ عليكمْ ورهطهِ
ندامَ الملوكِ وافتراشَ النمارقِ(13/249)
هُمُ الدّاخلُونَ البابَ لا تَدْخُلُونَهُ
على المَلْكِ وَالحَامُونَ عند الحقائِقِ
وَأنتُم كِلابُ النّارِ تُرمى وُجُوُهكمْ
عنِ الخيرِ لا تغشونَ بابَ السرادقِ
وَإنّا لَنَحْميكُمْ إذا ما تَشَنَّعتْ
بِنا الخَيلُ تَرْدي من شَنونٍ وَزَاهقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لا تحسبي سبسبَ العراقِ
لا تحسبي سبسبَ العراقِ
رقم القصيدة : 16501
-----------------------------------
لا تحسبي سبسبَ العراقِ
وَنَغَضَانَ القُلُصِ المَنَاقي
كأنما يرقينَ في مراقي
نَوْمَ الضّحَى وَاضِعَة َ الرِّوَاقِ
هانَ على ذاتِ الحشا الخفاقِ
ما لقيتْ نفسي منَ الاشفاقِ
و ما تلاقى قدمي وساققى
منَ الحفا وعدمِ السواقِ
جَارِيَة ٌ مِنْ ساكِني الأسْوَاقِ،
لَبّاسَة ٌ للقُمُصِ الرّقَاقِ
أبْغَضُ ثَوْبَيْهَا إلَيْهَا البَاقي،
تأكلُ منْ كيسِ امريءٍ وراقِ
قدْ وثقتْ إنْ ماتَ بالنفاقِ
فهوْ عليها هينُ الفراقِ
تضحكُ عنْ ذي أشرٍ براقِ
كالأقْحُوَانِ اهْتَزّ في البِرَاقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> شَبّهتُ، وَالقَوْمُ دُوَينَ العِرقِ،
شَبّهتُ، وَالقَوْمُ دُوَينَ العِرقِ،
رقم القصيدة : 16502
-----------------------------------
شَبّهتُ، وَالقَوْمُ دُوَينَ العِرقِ،
ناراً لسلمى لمعانَ البرق
وَالقَوْمُ فَوْقَ يَعْملاتٍ شُدْقِ
إذا تَبَارَيْنَ بِسَيْرٍ دَفْقِ
تأخُذُ مِنْهُنّ الفَلا، وَتُبْقي،
سجية ً منْ كرمٍ وعتقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> سيروا فربَّ مسبحينَ وقائلٍ
سيروا فربَّ مسبحينَ وقائلٍ
رقم القصيدة : 16503
-----------------------------------
سيروا فربَّ مسبحينَ وقائلٍ
هذا شقا لبنى ربيعة َ باقي
أبَني رَبيعَة َ، إنّمَا أزْرَى بِكُمْ
نَكَدُ الجُدودِ وَدِقّة ُ الأخْلاقِ
يمشي هبيرة ُ لعدَ مقتلِ شيخهِ
مَشْيَ المُرَاسِلِ أُوذِنَتْ بِطَلاقِ
ماذا أرَدْتَ إليّ حينَ تَسَعّرَتْ
ناري وشمرَ مئزري عنْ ساقي
إنّ القِرَافَ بِمِنْخَرَيْكَ لَبَيّنٌ،(13/250)
و سوادِ وجهكَ يا بنَ أمَّ عفاقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> بَاتَ هِلالٌ بِالخضَارِمِ مُوجِفاً،
بَاتَ هِلالٌ بِالخضَارِمِ مُوجِفاً،
رقم القصيدة : 16504
-----------------------------------
بَاتَ هِلالٌ بِالخضَارِمِ مُوجِفاً،
و لمْ يتعوذْ منْ شرورِ الطوارقِ
فصَبّحَهُ سُفْيَانُ في ذاتِ كَوْكَبٍ
فَجَرّدَ بِيضاً صَادِقاتِ البَوَارِقِ
وَسُفيانُ خَوّاضٌ إلى حارَة ِ الوَغَى
ولُوجٌ إذا ما هِيبَ بابُ السُّرَادِقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما ينسي الدهرُ لا يبرحْ لنا شجناً
ما ينسي الدهرُ لا يبرحْ لنا شجناً
رقم القصيدة : 16505
-----------------------------------
ما ينسي الدهرُ لا يبرحْ لنا شجناً
يومٌ تداركهُ الأجمالُ والنوقُ
ما زالَ في القلبِ وجدٌ يرتقي صعداً
حتى أصَابَ سَوَادَ العَينِ تَغرِيقُ
أينَ الأولى َ أنزلوا النعمانَ ضاحية ً
أمْ أينَ أبْناءُ شَيْبانَ الغَرَانِيقُ
صاهرتَ قوماً لئاما في صدورهمُ
ضِغْنٌ قَديمٌ وَفي أخلاقِهِمْ ضِيقُ
قلْ للأخيطلأ إذْ جدَّ لجراء بنا
أقْصِرْ فإنّكَ بالتّقصِيرِ مَحْقُوقُ
لا تطلعُ الشمسُ إلاَّ وهوَ في تعبٍ
و لا تغيبُ إلاَّ وهوَ مسبوقُ
نَفْسَي الفِداءُ لقَيْسٍ يَوْمَ تَعَصِبكمْ
إذْ لا يبلُ لسانَ الأخطلِ الريق
بِيضٌ بِأيّديهِمُ شُهْبٌ مجَرَّبَة ٌ،
للهام جذٌ وللأعناقِ تطبيق
وَالتّغلِبيّونَ بِئسَ الفَحلُ فَحلُهُمُ
فحلاً وأمهمُ زلاء منطيق
تَحْتَ المَنَاطِقِ أسْتَاهٌ مُصَلَّبَة ٌ
مِثْلَ الدوَا مَسّها الأنقاسُ وَاللِّيقُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمْسَى خَليطُكَ قَدْ أجَدّ فِراقَا
أمْسَى خَليطُكَ قَدْ أجَدّ فِراقَا
رقم القصيدة : 16506
-----------------------------------
أمْسَى خَليطُكَ قَدْ أجَدّ فِراقَا
هاجَ الحَزِينَ وَذَكّرَ الأشْوَاقَا
هلْ تبصرانِ ظعائناً بعنيزة ٍ
أمْ هلْ تقولُ لنا بهنَّ لحاقا
حَثّ الحُداة ُ بهِمْ وَرَاء حُمُولهُمْ(13/251)
بُزْلاً تَجاسَرُ لمْ يكُنّ حِقَاقَا
يا رُبّ قائِلَة ٍ تَقُولُ وَقائِلٍ:
أسُرَاقَ! إنّكَ قد خزِيتَ سُرَاقَا
إنّ الذينَ عَوَوْا عُوَاءكَ قد لَقوا
مني صَوَاعِقَ تُخضِعُ الأعنَاقَا
فإذا لَقيتَ مُجَيْلساً مِنْ بارِقٍ
لاقَيْتَ أطْبَعَ مَجْلِسٍ أخلاقَا
الناقصينَ إذا يعدُّ حصاهمْ
وَالجَامِعِينَ مَذَلّة ً وَنِفَاقَا
و لقدْ هممتُ بأنْ أدمرَ بارقاً
فَرَقَبْتُ فِيهِمْ عَمَّنا إسْحَاقَا
العصر الإسلامي >> جرير >> أسَرَى الخالِدَة َ الخَيالُ، وَلا أرَى
أسَرَى الخالِدَة َ الخَيالُ، وَلا أرَى
رقم القصيدة : 16507
-----------------------------------
أسَرَى الخالِدَة َ الخَيالُ، وَلا أرَى
طَلَلاً أحَبّ مِنَ الخَيالِ الطّارِقِ
إنَّ البلية َ منْ يملُّ حديثهُ
فانشحْ فؤادكَ منْ حديثِ الوامقِ
أهوَاكِ فَوْقَ هَوَى النّفُوسِ وَلم يزَلْ
مُذْ بِنْتِ قَلبيَ كالجَناحِ الخافِقِ
طَرباً إلَيْكَ وَلم تُبالي حَاجَتي،
ليسَ المكذبُ كالخليلِ الصادقِ
هلْ رامَ بعدَ محلنا روضُ القطا
فرويتانِ إلى غديرِ الخانقِ
ما يقحمونَ على َّ منْ متمردٍ
إلاَّ سبقت فنعمَ قومُ السابقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً
بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً
رقم القصيدة : 16508
-----------------------------------
بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً
وَقَدْ عَلِقَتني مِنْ هَوَاكِ عَلُوقُ
فكيفَ بها لا الدارُ جامعة ُ الهوى
وَلا أنْتَ عَصراً عن صِباكَ مُفِيقُ
أتجمعُ قلباً بالعراقِ فريقهُ
و منهُ بأضلالِ الأراكِ فريقِ
كأنْ لمْ ترقني الرائحاتُ عشية ً
و لمْ تمسِ في أهلِ العراقِ وميق
أُعالِجُ بَرْحاً من هَوَاكِ وَشَفّني
فؤادٌ إذا ما تذكرينَ خفوق
أوَانِسُ، أمّا مَنْ أرَدْنَ عَنَاءهُ
فعانٍ ومنْ أطلقنَ فهوَ طليقُ
دعونَ الهوى ثمَّ ارتمينَ قلوبنا
بأسهمُ أعداءٍ وهنَّ صديق
عجبتُ منَ الغيرانِ لما تداركتْ(13/252)
جِمَالٌ يُخَالجنَ البُرِينَ وَنُوقُ
و منْ يأمنُ الحجاجَ أما عقابهُ
فمرٌّ وأما عقدهُ فوثيقُ
وَما ذُقْتُ طَعْمَ النّومِ إلاّ مُفَزَّعاً،
و ما ساغَ لي بينَ الحيازمِ ريقُ
و حملتُ أثقالي نجاة ً كأنها
إذا ضَمَرَتْ بَعْدَ الكَلالِ فَنِيقُ
منَ الهوجِ مصلاتاً كأنَّ جرانها
يَمَانٍ نَضَا جَفْنَينِ فَهْوَ دَلُوقُ
يُبَيِّنَ للنِّسْعَينِ فَوْقَ دُفُوفِهَا،
وَفَوْقَ مُتُونِ الحَالِبَينِ طَرِيقُ
تَرَى لَمجَرّ النِّسْعَتَينِ بِجَوْزِهَا
مَوَارِدَ حِرْمِيٍ، لهُنّ طَرِيقُ
طَوَى أُمّهَاتِ الدَّرّ حتى كأنّها
فَلافِلُ هِنْدِيّ فَهُنّ لُصُوقُ
إذا القَوْمَ قالوا وِرْدُهنّ ضُحَى غَدٍ
يغالينَ حتى وردهنَّ طروقُ
و خفتكَ حتى استنزلتني مخافتي
وَقَدْ حالَ دُوني مِنْ عَماية َ نِيقُ
يسرُّ لكَ البغضاءَ كلُّ منافقٍ
كما كلُّ ذي دينٍ عليكَ شفيقُ
و اطفأتَ نيرانَ العراقِ وقد علا
لهنَّ دخانٌ ساطعٌ وحريقُ
و غنَّ امرءاً يرجو الغلولَ وقد رأى
نكالَكَ فيما قد مَضَى لَسَرُوقُ
و أنتَ لنا نورٌ وغيثُ وعصمة ٌ
و نبتٌ لمنْ يرجو نداكَ وريقُ
ألا رُبّ عاص ظَالِمٍ قَدْ تَرَكْتَهُ
لأِوْداجِهِ المُسْتَنْزَفَاتِ شَهِيقُ
العصر الإسلامي >> جرير >> يا تَيْمُ! ما القارُونَ في شِدّة ِ القِرَى
يا تَيْمُ! ما القارُونَ في شِدّة ِ القِرَى
رقم القصيدة : 16509
-----------------------------------
يا تَيْمُ! ما القارُونَ في شِدّة ِ القِرَى
بتيمٍ ولا الحامونَ عندَ الحقائقِ
و تيمٌ تماشيها الكلابُ إذا غدوا
و لمْ تمشِ تيمٌ في ظلالِ الخوافقِ
و تيمٌ بأبوابِ الزوربِ أذلة ٌ
وَما تَهْتَدي تَيْمٌ لبابِ السُّرَادِقِ
وَمَا أحْسَنَ التّيميُّ، في جاهليّة ٍ،
منادمة َ الجبارِ فوقَ النمارقِ
تَعَادَى على الثّغْرِ المَخُوفِ جِيادُنَا،
و تيمٌ تحاسا جنحاً في المعالقِ
وَمَا أنْتُمُ يا تَيْمُ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
بفرسانِ غاراتِ الصباحِ الدوالقِ(13/253)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بدائل
بدائل
رقم القصيدة : 1651
-----------------------------------
فَتَحتْ شُبّاكَها جارتُنا .
فَتَحَتْ قلبي أنا .
لمْحَةٌ ..
واندَلَعَتْ نافورةُ الشّمسِ
وغاصَ الغَدُ في الأمسِ
وقامَتْ ضجّةٌ صامِتةٌ ما بينَنا !
لمْ نقُلْ شيئاً ..
وقُلنا كُلُّ شيءٍ عِندَنا !
يا أباها ا لمؤ مِنا
سالتِ النّارُ من الشُبَّاكِ
فافتَحْ جَنّةَ البابِ لَنا .
يا أباها إنّنا ..
لَستُمْ على مذهبِنا .
لكنّنا ...
لستُمْ ذوي جاهٍ ولا أهلَ غِنى .
لكِنّنا ...
لستُمْ تَليْقونَ بِنا .
لكنّنا ..
شَرّفْتَنا !
أُغلِقَ البابُ ..
وظلّتْ فتْحَةُ الشُّباكِ جُرحاً فاغِراً
ينزِفُ أشلاءَ مُنى
وخيالاتِ انتِحارٍ
ومواعيدَ زِنى !
العصر الإسلامي >> جرير >> متى أهجمْ عليكَ يقلْ دعيٌّ
متى أهجمْ عليكَ يقلْ دعيٌّ
رقم القصيدة : 16510
-----------------------------------
متى أهجمْ عليكَ يقلْ دعيٌّ
أصابتهُ السنابكُ في مضيقِ
وَأكْرَمُ مِنْ أبي الخُلُجيّ رَهْطاً
أغصتهَ أعزتنا بريقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَنِعْمَ الفَتى وَالخَيْلُ تَنْحِطُ في القنا
لَنِعْمَ الفَتى وَالخَيْلُ تَنْحِطُ في القنا
رقم القصيدة : 16511
-----------------------------------
لَنِعْمَ الفَتى وَالخَيْلُ تَنْحِطُ في القنا
نعى ابنُ زيادٍ للعقيلي طارق
فيا صمَّ منْ للخيلِ تنحطُ في القنا
و يا صمَّ منْ للمندياتِ الطوارقِ
و قدْ كانَ مقداماً على َ حارة ِ الوغى
وَلُوجاً إذا ما هِيبَ بابُ السرَادِقِ
رأيتُ جيادَ الخيلِ بعدكَ عريتَ
و حلتْ رحالُ اليعملاتِ المحانقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيِّ دارَ الهاجِرِيّة ِ بِالزُّرْقِ،
ألا حَيِّ دارَ الهاجِرِيّة ِ بِالزُّرْقِ،
رقم القصيدة : 16512
-----------------------------------
ألا حَيِّ دارَ الهاجِرِيّة ِ بِالزُّرْقِ،
و أحببْ بها داراً على البعد وَ السحقِ
سقتكِ الغوادي هلْ بربعكَ قاطنٌ(13/254)
أمِ الحَيُّ سارُوا نَحوَ فَيحانَ فالعَمقِ
فقدْ كنتِ إذْ ليلى تحلكِ مرة ً
لنا بكِ شوقٌ غيرُ طرقٍ ولا رنقِ
ألا قلْ لبرادٍ إذا ما لقيتهُ
وَبَيِّنْ لَهُ، إنَّ البَيَانَ منَ الصِّدقِ
أحقٌّ بلا غايٌ أتتني مشابهاً
وَبَيّنْ لهُ، إنّ البَيَانَ منَ الصّدْقِ
فاياكَ لا تبدرْ اليكَ قصيدة ٌ
تغنّي بها الرُّكبانُ في الغَرْبِ وَالشرْقِ
فَلَوْلا أبُو زَيْدٍ وَزَيْدٌ أكَلْتُمُ
جنا ما اجتنيتمْ منْ مريرٍ ومنْ حذقِ
بَني أرْقَمٍ! لا تُوعِدُوني، فإنّني
أرَى لَكُمُ حَقّاً فلا تَجهَلوا حَقّي
وَرُبّوا الذي بَيْني وَبَينَ قَديمِكُمْ،
و كفوا الأذى عنيَّ يلنْ لكمُ خلقي
فإنّي لَسَهْلٌ للصّديقِ مُلاطِفٌ،
و للكاشحِ العادي شجى ً داخلَ الحلقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> قَدْ وَطّنَتْ مُجاشِعٌ، من الشّقا،
قَدْ وَطّنَتْ مُجاشِعٌ، من الشّقا،
رقم القصيدة : 16513
-----------------------------------
قَدْ وَطّنَتْ مُجاشِعٌ، من الشّقا،
قرداً وذيخَ قلعِ تشرقا
ألأمَ قينينِ إذا ما استوسقا
و اجتمعا في اللؤمِ أوْ تفرقا
قالتْ لعلجيْ نهشلِ فصدقا
إنَّ بنيَّ شعرة َ الفرزدقا
قَيْنٌ لِقَيْنٍ أيْنَمَا تَصفّقَا
وَهْوَ يُرَائي النّاسَ حِجلاً مُغلَقَا
أنفقَ في الماخورِ ما قدْ أنفقا
و أكلَ الصب=يفَ الخزيرَ الأورقا
وَنَالَ مِنْ غَيْلِ القُيونِ رَفَقا،
كِيرَكَ، يا أخبَثَ قَينٍ عَرِقَا
هَلاّ حَمَيتَ الكِيرَ أنْ يُخَرَّقَا؛
إنّ عِقَالاً مُخَّ رَارٍ دُلَقَا
تَلْقُ القُيُونَ دونَ ذاكَ العُوَّقَا؛
يالَ تَمِيمٍ مَنْ يَخافُ البَرْوَقَا
في آلِ يربوعٍ يلاقي المصدقا
وَنَسْجَ داودٍ عَلَيْنَا حَلَقَا
إنَّ أبا مندوسة َ المعرقا
يومَ تمنانا فكانَ المزهقا
لاقَى مِنَ المَوْتِ خَليجاً مُتْأقَا؛
لَمّا رَأوْنَا وَالسّيُوفَ البُرَّقَا
قَد نِلنَ من عَهدِ سُرَيجٍ رَوْنَقا،
يصدعنَ بيضَ الدارِ عينَ المطرقا
قباً إذا أخطأَ فصلاً طبقا(13/255)
يُمَوِّتُ الرّوحَ إذا ما أخْفَقَا
إنّا لَنَسْمُو، للعَدُوّ، حَنَقَا،
بالخيلِ أكداساً تثيرُ عسقا
يقالُ هذا أجمٌ تحرقا
بالخيلِ أشتاتاً تقادُ عرقا
مِنْ كُلّ شَقّاءَ تَرَاها خَيْفَقَا
تسابحُ البيدَ بشدٍ أنفقا
و كلَّ مشطونِ العنانِ أشدقا
يمُدّ في القَيقَبِ حتى يُقْلَقَا
يتبعنَ ذا نقيبة ٍ موفقا
يمضي إذا خمسُ الفلاة ِ أرهقا
فانشقَّ فيها الآلُ أوْ ترقرقا
وَشَبّهَ القَوْمُ النِّجَادَ الخُفّقَا
شاماً وراداً في شموسٍ أبلقا
العصر الإسلامي >> جرير >> طَرَقَتْ لَميسُ، وَلَيتَها لمْ تَطْرُقِ،
طَرَقَتْ لَميسُ، وَلَيتَها لمْ تَطْرُقِ،
رقم القصيدة : 16514
-----------------------------------
طَرَقَتْ لَميسُ، وَلَيتَها لمْ تَطْرُقِ،
حتى تَفُكّ حِبَالَ عَانٍ مُوثَقِ
حَيّيْتُ دارِكِ بِالسّلامِ تَحِيّة ً،
يَوْمَ السُّلَيّ، فَما لها لمْ تَنْطِقِ
وَاستَنكَرَالفَتَياتُ شَيْبَ المَفْرِقِ،
منْ بعدْ طولِ صبابة ٍ وتشوقِ
قَد كنتُ أتبَعُ حَبلَ قائدَة ِ الصِّبَا
إذْ للشبابَ بشاشة ٌ لمْ تخلقِ
أقفيرَ قدْ علمَ الزبيرُ ورهطهُ
أنْ لَيسَ حَبْلُ مُجاشعٍ بالأوْثَقِ
ذكرَ البلاءُ فلمْ يكنْ لمجاشعٍ
حَمْلُ اللّوَاء وَلا حُماة ُ المَصْدَقِ
نحنُ الحماة ُ بكلَّ ثغرٍ يتقي
و بنا يفرجُ كلُّ بابٍ مغلقِ
وَبِنَا يُدافَعُ كُلُّ أمْرِ عَظِيمَة ٍ،
ليستْ كنزوكَ في ثيابِ الكرقِ
قدْ أنكرتْ شبهَ الفرزدقِ مالكٌ
و نزلتَ منزلة َ الذليلش الملصقِ
حوضُ الحمارِ أبو الفرزدق فاعلموا
عَقَدَ الأخادِعِ وَانْشِنَاجَ المِرْفَقِ
شَرُّ الخَلِيقَة ِ مَنْ عَلِمّنَا مِنْكُمُ
حوضُ الحمارِ وشرُّ منْ لمْ يخلقَ
كَمْ قَدْ أُثِيرَ عَلَيكُمْ مِنْ خِزْيَة ٍ
لَيسَ الفَرَزْدَقُ بَعدَهَا بفَرَزْدَقِ
ذكوانُ شدَّ على ظعائنكمْ ضحى
و سقى أباكَ منَ الأمرَّ الأعلقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها(13/256)
لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها
رقم القصيدة : 16515
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها
على نَكَباتِ الدّهرِ مَوْتُ الفَرَزْدَقِ
عَشِيّة َ رَاحُوا للفِرَاقِ بِنَعْشِهِ،
إلى جَدَثٍ في هُوّة ِ الأرْضِ مُعمَقِ
لَقد غادَرُوا في اللَّحْدِ مِنَ كان ينتمي
إلى كُلّ نَجْمٍ في السّماء مُحَلِّقِ
ثَوَى حامِلُ الأثقالِ عن كلّ مُغرَمٍ
و دامغُ شيطانِ الغشومِ السملقَّ
عمادُ تميمٍ كلها ولسانها
و ناطقها البذاخُ في كلَّ منطقِ
فمَنْ لذَوِي الأرْحامِ بَعدَ ابن غالبٍ
لجارٍ وعانٍ في السلاسلِ موثقَ
وَمَنْ ليَتيمٍ بَعدَ مَوْتِ ابنَ غالَبٍ
و أمَّ عيالٍ ساغبينَ ودردقِ
وَمَنَ يُطلقُ الأسرَى وَمن يَحقنُ الدما
يداهُ ويشفي صدرَ حرانَ محنقِ
و كمْ منْ دمٍ غالٍ تحملَ ثقلهُ
و كانَ حمولا في وفاءٍ ومصدقِ
وَكَمْ حِصْنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسُوقَة ٍ
إذا ما أتَى أبْوَابَهُ لَمْ تُغلَّقِ
تَفَتَّحُ أبْوَابُ المُلُوكِ لِوجْهِهِ،
بغيرْ حجابٍ دونهُ أو تملقُّ
لتبكِ عليهِ الأنسُ والجنُّ إذ ثوى
فتى َ مضرٍ في كلَّ غربِ ومشرقِ
فتى عاشُ يبني المجدَ تسعينَ حجة َ
و كانَ إليَ الخيراتِ والمجدِ يرتقي
فما ماتَ حتى لمْ يخلفْ وراءهُ
بِحَيّة ِ وَادٍ صَوْلَة ً غَيرَ مُصْعَقِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لَقَدْ عَلمُوا أنّ الكَتيبَة َ كَبْشُها
لَقَدْ عَلمُوا أنّ الكَتيبَة َ كَبْشُها
رقم القصيدة : 16516
-----------------------------------
لَقَدْ عَلمُوا أنّ الكَتيبَة َ كَبْشُها
بحَجرٍ إذا لاقَى الكَمِيُّ ابنُ مالِكِ
هُوَ الذّائِدُ الحَامي الحَقيقَة َ بالقَنَا
و في المحل زادُ المرملين الصعالك
مشى وعصى بالسيفِ والليلُ مظلمٌ
إلى بطلٍ قدْ هابهُ كلُّ فاتكِ
العصر الإسلامي >> جرير >> قولي لهمْ يا عبلَ قدْ خابَ فينكمْ
قولي لهمْ يا عبلَ قدْ خابَ فينكمْ
رقم القصيدة : 16517(13/257)
-----------------------------------
قولي لهمْ يا عبلَ قدْ خابَ فينكمْ
و غيرَ وجهَ القينْ ذرو السنابكِ
فَمَا ضَرّ ما قُلتُمْ مَهاة ً تَصَرّفَتْ
بعطفِ التقى ترعى هجولَ الدكادكِ
لَعبْلَة َ فَرْعُ الحَيّ قَدْ تَعلَمُونَه،
و أطيبُ عرقٍ في الثرى المتداركِ
لها خُنْزوانٌ في خُزْيْمَة َ لم تَزَلْ
تنقلُ منهُ في سنامٍ وحاركِ
تنافسُ فيها عبدُ شمسٍ وهاشمٌ
إذا قيلَ منْ صهرُ الكريمِ المشاركِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا
ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا
رقم القصيدة : 16518
-----------------------------------
ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا
و هذا الشيبُ أصبحَ قدْ علاكا
أمِنْ دِمِنٍ، بَلِينَ بِبَطْنِ قَوٍّ،
بَكَيْتَ لهَا، وَشَجْوٌ ما بَكَاكَا
تَبَاعَدُ مِنْ وِصَالِكَ أيَّ بُعْدٍ،
وَلَوْ تَدْنُو قَتَلْتَ بهَا هَوَاكَا
إذا ما جردتْ فنقا كثيبٍ
و في القرى هيكلة ٍ ضناكا
ألا يَا حَبّذا جَرَعَاتُ قَوٍّ،
وَحَيْثُ يُقَابِلُ الأثَلُ الأرَاكَا
وَقَدْ لاحَ المَشيبُ، فَمَا أرَاهُ
عداكَ وقدْ صبوتَ ولا نهاكا
فَلَيْتَكَ قَدْ قَضَيْتَ بِذاتِ عِرْق
وَمِنْ نَجْدٍ وَسَاكِنِهِ مُنَاكَا
تُذَادُ عَنِ المَشارِعِ، كُلَّ يَوْمٍ،
وَوَرْدُكَ لِوْ وَرَدْتَ بهِ كَفَاكَا
أتَهْوَى مَنْ دَعَاكَ لِطُولِ شَجْوٍ؛
و منْ أضنى فؤادكَ إذْ دعاكا
فكيفَ بمنْ أصابَ فؤادَ صبٍّ
بذلكَ لو يشاءُ لقدْ شفاكا
و قدْ كانتْ قفيرة ُ ذاتَ قرنٍ
ترى في زيغِ أكعبها أصطكاكا
أتَفْخَرُ بالحُبَى ، وَخَزِيتَ فيها
وَقَبلَ اليَوْمِ، ما فُضِحتْ حُبَاكَا
قد انبعثَ الأخيطلُ غبر فانٍ
و لا غمرٍ وقدْ بلغَ احتناكا
و ما قرأ المفصلَ تغلبيٌّ
وَلا مَسّ الطَّهُورَ وَلا السّوَاكَا
و لا عرفوا مواقفَ يومِ جمعِ
و لا حوضَ السقاية ِ والأراكا
أيوعِدُني الأخَيْطِلُ مِنْ بَعِيدٍ،
وَقَدْ لاقَى أسِنّتَنَا شِبَاكَا
رويدَ الجهلِ انَّ لنا بناءً(13/258)
إذا مَا رُمْتَهُ قَصُرَتْ يَدَاكَا
تَعَلّمْ إنّ أصْليَ خِنْدِفيُّ،
ستعلمُ مبتنايَ ومبتناكا
لَنَا البَدْرُ المُنِيرُ، وَكُلُّ نَجْمٍ،
وَلا بَدْراً تَعدّ، وَلا سِمَاكَا
و انكَ لو تصعدُ في جبالي
تَبَاعَدَ، مِنْ نُزُولِكَ، مُرْتَقاكَا
تلاقي العِيصَ، ذا الشَّبَوَاتِ دُوني
وَوِرْدَ الخَيْلِ تَعْتَرِك اعْتِرَاكَا
وَحَيّاً، يُقْرَبُونَ بَنَاتِ قَيْدٍ،
بهَا مَنَعُوا المُلَيْحَة َ وَاللُّكَاكَا
إذا ما عُدّ فَضْلُ حَصَى تَميمٍ،
تَحاقَرَ، حينَ تَجْمَعُهُ، حَصَاكَا
حمتْ قيسٌ بدجلة َ عسكريها
فأنهبَ يومَ دجلة َ عسكراكا
همُ حدروكَ منْ نجدٍ فأمستْ
معَ الخنزيرِ قاصية ً نواكا
تكفرُ باليدينِ إذا التقينا
و تلقى منْ مخافتنا عصاكا
عطاءُ اللهِ تكرمة ً وفضلاً
بسخطك ليسَ ذلكَ عنْ رضاكا
رَشَتْكَ مُجاشِعٍ سَكَراً بفَلْسٍ،
فَلا يَهْنِيكَ رِشْوَة ُ مَنْ رَشَاكَا
ألَيْسَ الله فَضّلَ سَعْيَ قَوْمٍ،
هداهمْ للصراطِ وما هداكا
تكفرُ باليدينِ إذا التقينا
و أدَّ الى َ خليفتنا جزاكا
أتَزعُمُ ذا المَنَاخِرِ كانَ سبْطاً
يَهُودِيّاً، وَنَزْعُمُهُ أبَاكَا
العصر الإسلامي >> جرير >> أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
رقم القصيدة : 16519
-----------------------------------
أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
و لا تهوى بذي العشرِ الزيالا
قفا عوجا على َ دمنٍ برهبي
فحيوا رسمهنَّ وانْ أحالا
وَشَبّهْتُ الحُدوجِ غَداة َ قَوٍّ،
سَفِينَ الهِنْدِ رَوّحَ مِنْ أَوَالا
جَعَلنَ القَصْدَ عَن شَطِبٍ يميناً،
و عن أجمادِ ذي بقرٍ شمالا
جمعنْ لنا مواعدَ معجباتٍ
و بخلاً دونَ سؤلكَ واعتلالا
أوَانِيسُ لم يَعِشْنَ بعَيشِ سَوْءٍ
يجددنَ المواعدَ والمطالا
فَقَد أفنَينَ عُمرَكَ، كلَّ يَوْمٍ،
بِوَعْدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
و لة يهوينَ ذاكَ سقينَ عذباً
على العلاتِ آونة ً زلالا
و لكنَّ الحماة َ حموكَ عنهُ(13/259)
فَما تُسْقَى على ظمَإٍ بِلالا
ألا تَجْزِينَ وُدّي في لَيَالٍ،
وَأيّامٍ، وَصَلْتُ بِهِ طِوَالا
أحبُّ الظاعنينَ غداة َ قوٍّ
و لا اهوى المقيمَ بهِ الحلالا
لَقد ذرَفَتْ دُموعُكَ يَوْمَ رَدّوا
لِبَينِ الحَيّ فاحتَمَلُوا الجِمالا
و في الأظعانِ مثلُ مهى رماحٍ
نصبنَ لهُ المصايدَ والحبالا
فَمَا أشّوَينَ حِينَ رَمَينَ قَلْبي
سِهَاماً لَمْ يَرِشْنَ لهَا نِبَالا
ووَلَكِنْ بالعُيُونِ وَكُلّ خَدٍّ،
تَخَالُ بهِ، لبَهجَتِهِ، صِقالا
لَعَمْرُكَ ما يَزِيدُكَ قُرْبُ هِنْدٍ،
إذا مَا زُرْتَهَا، إلاّ خَبَالا
و قد قالَ الوشاة ُ فأفزعونا
ببَعْضِ القَوْلِ نَكْرَهُ أنْ يُقالا
رأيتكَ يا أخيطلُ إذْ جرينا
و جربتِ الفراسة ُ كنتَ فالا
و قدْ نخسَ الفرزدقُ بعدَ جهدٍ
فألقَى القَوْسَ إذْ سَئمَ النّضَالا
وَنَحنُ الأفضَلونَ، فأيَّ يَوْمَ،
تقولُ التغلبيُّ رجا الفضالا
ألمْ ترَ أنَّ عزَّ بني تميمٍ
بناهُ اللهُ يومَ بنيَ الجبالا
بَني لَهُمُ رَوَاسيَ شَامِخَاتٍ،
و عاليَ اللهِ ذروتهُ فطالا
بَنَى لي كُلُّ أزْهَرَ خِنْدِفِيٌّ،
يُبَارِي، في سُرَادِقِهِ، الشَّمالا
تنصفهُ البرية ُ وهوَ سامٍ
و يمسي العالمونَ لهُ عيالا
تواضعتِ القرومُ لخندفيّ
اذا شئنا تخمط ثمَّ صالا
وَيَسْعَى التْغلِبيُّ، إذا اجتَبْينَا،
بحزيتهِ وينتظرُ الهلالا
لَقيتُمْ، بالجَزِيرَة ِ، خَيْلَ قَيْسٍ
فقلتمْ مارَ سرجسَ لا قتالا
فلا خيلٌ لكمْ صبرتْ لخيلٍ
و لا أغنتْ رجالكمُ رجالا
و أسلتمْ شعيثَ بني مليلٍ
أصابَ السيفُ عاتقهُ فمالا
شَرِبْتَ الخَمْرَ بَعدَ أبي غُوَيْث
فَلا نَعِمَتْ لَكَ النَّشَوَاتُ بَالا
تسوفُ التغلبية ُ وهيَ سكرى
قَفَا الخِنْزِيرِ، تَحْسِبُهُ غَزَالا
تظلُّ الخمرُ تخلجُ أخدعيها
وَتَشكو في قَوَائِمِهَا امْذِلالا
أتحسبُ فلسَ أمكَ كانَ مجدا
و جدكمُ عنْ النقدِ الجفالا
تَنَاوَلْ مَا وَجدْتَ أباكَ يَبْني،
فأما الخندفيَّ فلنْ تنالا(13/260)
ألَيْسَ أبو الأخَيْطِلِ تَغْلِبيّاً؟
فبئسَ التغلبيُّ أباً وخالا
إذا ما كانَ خالكَ تغلبياً
فبادلْ إنْ وجدتَ لهُ بدالا
وَيَرْبُوعٌ تَحُلّ ذرَى الرّوَابي،
و تبني فوقها عمداً طوالا
وَقد عَلق الأخَيطلُ حَبلَ سَوْءٍ،
فأبرحَ يومهنَّ بهِ وطالاً
ألمْ ترَ يا اخيطلُ حربَ قيسٍ
تَمرّ إذا ابتَغٍيْتَ لهَا العِلالا
إذا لمْ تصحُ نشوتكمْ فذوقوا
سيوفَ الهندْ والأسلَ النهالا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صاحبة الجهالة ..!
صاحبة الجهالة ..!
رقم القصيدة : 1652
-----------------------------------
مَرّةً، فَكّرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَن مآسي الا حتِلا لْ
عَنْ دِفاعِ الحَجَرِ الأعزَلِ
عَن مدفَعِ أربابٍ النّضالْ !
وَعَنِ الطّفْلِ الّذي يُحرَقُ في الثّورةِ
كي يَغْرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
**
قَلّبَ المَسئولُ أوراقي، وَقالْ :
إ جتَنِبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعا ل
مَثَلاً :
خَفّفْ ( مآسي )
لِمَ لا تَكتُبَ ) ماسي ( ؟
أو ) مُواسي (
أو ) أماسي (
شَكْلُها الحاضِرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إ احذ ِفِ ) الأعْزَلَ ( ..
فالأعْزلُ تحريضٌ على عَْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَطِّ الإ نعِزا لْ !
إحذ ِفِ ) المدْ فَعَ ( ..
كي تَدْفَعَ عنكَ الإ عتِقا لْ .
نحْنُ في مرحَلَةِ السّلمِ
وَقدْ حُرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إ حذ ِفِ ) الأربابَ (
لا ربَّ سِوى اللهِ العَظيمِ المُتَعالْ !
إحذ ِفِ ) الطّفْلَ ( ..
فلا يَحسُنُ خَلْطُ الجِدِّ في لُعْبِ العِيالْ
إحذ ِفِ ) الثّورَةَ (
فالأوطانُ في أفضَلِ حالْ !
إحذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشباهَ (
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقالْ !
قُلتُ : إنّي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُمْ سِوى إبليس
في هذا المجالْ .
قالّ لي : كانَ هُنا ..
لكنّهُ لم يَتَأقلَمْ
فاستَقَالْ !
العصر الإسلامي >> جرير >> إنَّ الذي بعثَ محمداً
إنَّ الذي بعثَ محمداً
رقم القصيدة : 16520(13/261)
-----------------------------------
إنَّ الذي بعثَ محمداً
جعلَ الخلافة في الامامِ العادلِ
و لقدْ نفعتَ بما منعتَ تحلارجاً
مكسَ العثورِ على جسورِ الساحلِ
قَدْ نَال عَدلُكَ مَنْ أقامَ بأرْضِنا،
فإلَيْكَ حاجَة ُ كُلّ وَفْدٍ رَاحِلِ
إنّي لآمُلُ مِنْكَ خَيراً عَاجِلاً،
و النفسُ مولعة ٌ بحبَّ العاجلِ
وَالله أنْزلَ في الكِتابِ فَرِيضَة ً،
لابنِ السّبِيلِ وَللفَقِيرِ العَائِلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أغَرّتْنَا أُمَامَة ُ، فَافْتَحَلْنَا
أغَرّتْنَا أُمَامَة ُ، فَافْتَحَلْنَا
رقم القصيدة : 16521
-----------------------------------
أغَرّتْنَا أُمَامَة ُ، فَافْتَحَلْنَا
أُمَامَة َ، إذْ تُنُجّبَتِ الفُحُولُ
إذا ما كانَ فحلكَ فحلَ سوءٍ
خلجتَ الفحلَ أوْ لؤمَ الفصيل
العصر الإسلامي >> جرير >> أقولُ لأصحابي أربعوا منْ مطيكمْ
أقولُ لأصحابي أربعوا منْ مطيكمْ
رقم القصيدة : 16522
-----------------------------------
أقولُ لأصحابي أربعوا منْ مطيكمْ
فَيَوْمٌ لَنَا، بالقَرْيَتَينِ، ظَلِيلُ
أُحِبّ مِنَ الفِتْيَانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ،
و شيبانَ إنَّ الكاملينقليلُ
فإنْ يَشْهَدَا يَوْمَ الحَفيظَة ِ يَطعُنا،
وَإنْ يَكُ سُؤلٌ فالعَطَاء جَزِيلُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألستَ اللئيمِ وفرخَ اللئيمِ
ألستَ اللئيمِ وفرخَ اللئيمِ
رقم القصيدة : 16523
-----------------------------------
ألستَ اللئيمِ وفرخَ اللئيمِ
فَما لَكَ يا ابنَ أبي كَامِلِ؟
أخَالَفْتَ سَعْداً وَحُكّامَها،
أيا ضرة َ الأرنبِ الحافلِ
فلولا زيداٌ وحسنُ البلاءِ
وَأنّي أهَابُ أبَا كَامِلِ
لنالَ أبا كاملٍ وابنهُ
صواعقُ منْ بردٍ وابلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> خَفّ القَطِينُ فقَلبي اليَوْمَ مَتْبُولُ
خَفّ القَطِينُ فقَلبي اليَوْمَ مَتْبُولُ
رقم القصيدة : 16524
-----------------------------------
خَفّ القَطِينُ فقَلبي اليَوْمَ مَتْبُولُ(13/262)
بالأعْزَلَينِ، وَشَاقَتْني العَطابِيل
قَرّبْنَ بُزَلاً تَغالى ، في أزِمّتِها،
إلى الخدورِ، وَرَقْماً فيهِ تَهْوِيلُ
مَا زِلْتُ أنْظُرُ حتى حالَ دُونَهُمُ
خرقٌ أمقُّ بعيدُ الغولِ مجهولُ
تِيهٌ يَحارُ بهِ الهَادي إذا اطّرَدَتْ
فِينا وَفي الخَيْلِ تَرْدي في مَسَاحِلِها
كَأنّ أعْنَاقَهَا دُلْقٌ يَمَانِيَة ٌ،
إذا تَغَالَتْ، وَأدْنَاهَا المَرَاقِيلُ
لحقْ التوالي بأدييها إذا اندفعتْ
أعناقهنَّ بسومٍ فيهِ تبغيلُ
كأنّمَا مَرَحَتْ، مِنْ تحْتِ أرْحُلنا،
قطاً قواربُ أوْ ربدٌ مجافيلِ
أقَصِرْ بِقَدْرِكَ! إنّ الله فَضّلَنَا،
وَما لِما قد قَضى ذو العرْشِ تَبْدِيلُ
بَنى ليَ المَجدَ في عَيطاءَ مُشْرِفَة ٍ
أبْنَاءُ حَنْظَلَة َ الصِّيدُ المَبَاجِيلُ
المطعمونَ إذا هبتْ شآمية ً
وَالجابِرُونَ وَعَظمُ الرّأسِ مَهزُولُ
و الغرُّ منْ سلفي سعدٍ وإخوتهمْ
عَمْرٍو كُهُولٌ وَشُبّانٌ بَهَالِيلُ
إذا دعا الصارخُ الملهوفُ هجتُ بهِ
مثلَ الليوثِ جلا عنْ غلبها الغيلُ
تَحْمي الثّغورَ وَتَلقاهُمْ إذا فزِعُوا
تعدو بهم قرحٌ جردٌ هذا ليل
تَلْقَى فَوَارِسَنَا يَحْمُونَ قاصِيَنَا،
وَفي أسِنّتِنَا للنّاسِ تَنْكِيلُ
كَمْ من رَئيسٍ عَليهِ التّاجُ مُعتصِبٌ
قدْ غادرتهُ جيادي وهوَ مقتولُ
قادوا الهذيلَ بذي بهدى وهمَ رجعوا
يومَ الغبيطِ ببشرٍ وهوَ مغلولُ
أسدٌ إذا لحقوا بالخيلِ لمْ يقفوا
نِعْمَ الفَوَارِسُ لا عُزْلٌ وَلا مِيلُ
يَوْمَ الوَغى َ لَمنَايَا القَوْمِ تَعْجِيلُ
عُوذُ النّساء غَداة َ الرَّوْعِ تَعْرِفُنَا
إذا دعونَ دعاءً فيهِ تخليل
اذا لحقنا بها تردى الجياد بنا
لمْ تَخشَ نَبْوَتَنَا العُوذُ المَطافِيلُ
تَلْقَى السّيُوفَ بأيْدينا يُعاذُ بِهَا
عندَ الوغى حينَ لا تخفي الخلاخيلُ
فمنْ يرمْ مجدنا العاديَّ ثمَّ يقسِ
قَوْماً بقَوْميَ يَرْجِعْ وَهوَ مَفْضُولُ
حُكّام فَصْلٍ وَتَلقى ، في مَجالِسِنا،(13/263)
أحْلامَ عادٍ إذا ما أُهْذِرَ القِيلُ
إني امرؤٌ مضريٌّ في أرومتها
مَشْهُورَة ٌ غُرّتي فِيهِمْ وَتَحجيلي
ألأثقلونَ حصاة ً في نديهمُ
وَالأرْزَنُونَ، إذا خَفّ المَجَاهِيلُ
إنّا وَجَدْنَا بِني القَبْحاء لَيسَ لهمْ
في بني نزارٍ قداميسٌ ولا جول
قَوْمٌ تَوَارَثَ أصْلَ اللّؤمِ أوّلُهُمْ،
فَما لَهُمْ عَن دِيارِ اللّؤمِ تَحوِيلُ
محالفو اللؤمِ آلى لا يفارقهمْ
حتى يردَّ على َ أدراجهِ النيلُ
قَدِ ارْتَدَوْا برداء اللّؤمِ وَاتّزَرُوا،
وَقُطّعَتْ لَهُمْ مِنْهُ سَرَابِيلُ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَشِيّة َ أعْلى مِذّنَبِ الجِوْفِ قادَني،
عَشِيّة َ أعْلى مِذّنَبِ الجِوْفِ قادَني،
رقم القصيدة : 16525
-----------------------------------
عَشِيّة َ أعْلى مِذّنَبِ الجِوْفِ قادَني،
هوى كادينسي الحلمَ أو يرجعُ الجهلا
عَشِيّة َ تَعصِني غُرُوبُ مَدامِعي،
و إنْ قلتُ أحياناً لعبرتها مهلا
و ما خفتُ وشكَ البينْ حتى رأيتهمْ
لظَعنِهِمُ رَدّوا الغُرَيْرِيّة َ البُزْلا
أُحِبّ لِحُبّ العَاصِمِيّة ِ مَعشَراً
منَ الناسِ ما كانوا صديقاً ولا أهلا
وَأرْعاهُمُ بالغَيبِ مِن أجلِ حُبّها،
وَأُوليهِمُ منّي الكَرَامَة َ وَالبَذْلا
لَقد جمحتْ عِرْسُ الفَرَزْددَقِ والتَوَى
بحدراءَ قومٌ لمْ يروهُ لها أهلا
رأوا أنَّ صهرَ القومِ عارٌ عليهمْ
وَأنّ لِبِسْطامٍ عَلى غالِبٍ فَضْلا
دعتْ يالَ ذهل رغبة َ عنْ مجاشعٍ
وَهَلْ بَعدَها حَدْرَاءُ داعيَة ٌ ذُهْلا
وَفِيمَ ابن ذي الكِيرَينِ من بيتِ خالد
و هلْ يجمعُ البيتُ اللخنانيصَ والنحلا
و لو رقعتْ كيريكَ كانتْ كظاعن
من الغَيثِ يَختارُ الجُدوبَة َ وَالمَحلا
فَقَدْ مُنِعَ القَينُ الجَوَازَ وَقد يَرَى
لشَيبانَ عَينَ الماء وَالعَطَنَ السّهْلا
هُمُ مَنعُوا عرْسَ الفَرَزْدَقِ وَالتَوَوْا
عَلَيْهِ فَلاقَى دُونَها عَتَباً بَسْلا
وَمَا رَدّ قَوْمُ الْحوْفَزَانِ عَلَيْكُمُ(13/264)
ظُلامَى وَما قالوا لصَاحِبِهِمْ مَهْلا
وَقَدْ باتَ مُغْتَرّاً بحَدْرَاء قَيْنَكُمْ،
وَنامَ وَلم يَجْعَلْ على قَيْدِها قُفْلا
وَنَامَ وَما أسرَى وأسرتْ وَأصْبَحَتْ
تَأمّلُ، مِنْ أنْقاء أسْنُمَة ٍ، رَمْلا
فَقدْ عوفيَتْ حَدراءُ شَيبان أن تُرَى
حليلة َ قينٍ أوْ يكونَ لها بعلا
غذا فوزتْ عنْ مسحلانِ ودافعتْ
بشيبانَ لاقى القينُ منْ دونها شغلا
وَهُمْ نَزَعوا بالرّوْعِ قلبَ ابن حابسٍ
كما استوفضتْ خيلٌ بكتبها الا بلا
غضبتَ علينا أنْ منعنا مجاشعاً
قَديماً مَعِينَ الماء فاحتَفَرُوا الضَّحلا
إلا إنما جرتْ على خوفِ مالكٍ
قُلُوبٌ تَساقَينَ النّوَاكَة َ وَالجَهلا
و قدْ طالَ أبسى قبلَ ذاكَ مجاشعاً
بحدراءَ يلقونَ الصواعقَ والأزلا
وَمَا نَوّخُوها قَيْنَكُمْ آلَ ضَوْطَرٍ
لألأم مَنْ يَحذى على قَدَمٍ نَعْلا
وَمَا رَغِبُوا في صِهْرِ آلِ مُجاشِعٍ
وَمَا إنْ رَأوْا شكلَ القيونِ لهم شكلا
أبعدَ ترامينا ثلاثينَ حجة ً
فقد صِرْتَ يا ابنَ القَينِ لا تدرِك التبلا
إذا ما تَرَاجَعنا صَكَكْتُكَ صَكّة ً
تَرَى بَعدَ تَزْيِيلِ العِظامِ لها دَحْلا
و حبلكمُ غرَّ الزبيرَ فلمْ يكنْ
ليلأمنَ جارٌ بعدهُ لكمُ حبلا
قِفُوا فاسألوا الأقوَامَ مَن يُنهلُ القَنَا
و منْ يكشفُ البلوى ومنْ يمنعُ الأصلا
وَمَنْ يَقتُلُ الأبْطالَ وَالخَيلُ تَنبرِي
بفرسانها وردَ القطا غللاً ضحلا
ألا رُبّ جَبّارٍ سَلَبْنَاهُ تَاجَهُ،
فأصْبَحَ فِينَا عانِياً يَشتكى الكَبْلا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حيَّ الديارَ وإنْ تعفتْ
ألا حيَّ الديارَ وإنْ تعفتْ
رقم القصيدة : 16526
-----------------------------------
ألا حيَّ الديارَ وإنْ تعفتْ
وَقَدْ ذَكّرْنَ عَهْدَكَ بالخَميلِ
و كمْ لكَ بالمجيمرِ منْ محلَّ
و بالعزافِ منَ طللٍ محيلِ
وَقَدْ خَلَتِ الطّلُولُ مِنَ آلِ لَيلى
فَما لكَ لا تُفِيقُ عَنِ الطّلُولِ
وَإنْ قالَ العَوَاذِلُ: قَدْ شَجَاهُ(13/265)
محلُّ الحيَّ منْ لببِ الأميلِ
لقدْ شعفَ الفؤادَ غداة َ رهبيَ
تفرقُ نية ِ الأنسِ الحلولِ
إذا رَحَلُوا جَزِعتَ، وَإن أقاموا،
فما يجدي المقامُ على الرحيلِ
أخلاى الكرامُ سوى سدوسٍ
وَمَا لي في سَدُوسٍ منْ خَليلِ
إذا أنْزَلْتَ رَحْلَكَ في سَدوسٍ،
فقدْ أنزلتَ منزلة َ الذليل
و قدْ علمتَ سدوسٌ أنَّ فيها
منارَ اللؤمِ واضحة َ السبيل
فَما أعْطَتْ سَدُوسٌ مِنْ كَثِيرٍ؛
و لا حامتْ سدوسٌ عنْ قليلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> منافتيَ الفتيانِ والجود معقلٌ
منافتيَ الفتيانِ والجود معقلٌ
رقم القصيدة : 16527
-----------------------------------
منافتيَ الفتيانِ والجود معقلٌ
و منا الذي لاقى بدجلة َ معقلا
و منا أميراَ يومِ صفينَ والذي
أعَادَ قَضَاءَ الأشْعَرِيّ مُغَرْبَلا
العصر الإسلامي >> جرير >> هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ،
هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ،
رقم القصيدة : 16528
-----------------------------------
هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ،
وَقَد مَضَى مَرُّ أحْوَالٍ وَأحْوَالِ
بَانَ الشّبَابُ وَقَالَ الغَانِياتُ لَهُ:
أوْدى الشّبابُ وَأوْدى عَصرُكَ الخالي
قدْ كنّ يَرْهِبنَ من صُرْمي مُباعدة ،
فاليَوْمَ يَهزَأنَ مِن صُرْمي وَإدْلالي
قيسُ البراجمِ شرُّ الخلقِ كلهمُ
أخزاهمُ ربُّ جبريلٍ وميكالِ
الظاعنونَ على أهواءِ نسوتهمْ
وَالخَافِضُونَ بِدارٍ غَيرِ مِحْلالِ
لقدْ توجسَ ميجاسٌ فعاينهُ
مُعَاوِدٌ جَرّ أوْصَالٍ وَأوْصَالِ
جَهْمُ المُحَيّا هِزَبْرٌ ذو مُجاهَرَة ٍ
يدني الفريسة َ منْ غيلٍ وأشبالِ
ماذا أرَدْتَ إلى أنْيَابِ ذي لِبدٍ،
مُفَرِّسٍ لِرِقَابِ الأُسْدِ رِئْبَالِ
أخزيتَ قومكَ يا ميجاسُ إذْ غلقتْ
رُهْنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَة َ الغَالي
لوْ كانَ غيركَ يا ميجاسُ يشتمنا
يا دودة َ الحشَّ يا ضلَّ بنَ ضلالِ
عَبْدٌ تَعَصّبَ مِنْ لُؤمٍ عِصَابَتَهُ،
إلى قلنسوة ٍ منهُ وسربالِ(13/266)
يا أعْينَ الهَامِ إنّي قَدْ وَسَمتُكُمُ
فوقَ الأنوفِ علوباً غيرَ اغفالِ
تغشى النباجَ بنوُ قيسِ بنِ حنظلة ٍ
وَالقَرْيَتَينِ بِسُرّاقٍ وَنُزّالِ
أكُل يَوْمٍ تَرَى القَيسِيَّ ضَائِفَكُم
كأنّهُ لَيسَ في أهْلٍ وَلا مَالِ
إنّ القَتيلَ الذي جَرّتْ بَنُو قَطَنٍ،
أنْ سُبّ، قُرْحانُ، لا ذاكٍ وَلا عالي
قَوْمٌ هُمُ قَتَلُوا بالكَلبِ ضَابئكُمْ
حتى استماتَ هزالاً شرَّ ما حالِ
ردوا الهوانَ عليهمْ يا بني قطنٍ
ردوا الهوانَ على المستتبعِ التالي
أخْوَاليَ الشُّمُّ مِنْ عَمُرِو بنِ حنظلَة ٍ
وَمَا اللّئَامُ بَنُو قَيْسٍ بِأخْوَالي
قَوْمي الّذِينَ إذا عُدّتْ مَكارِمُهُمْ
فَدّيْتَ أيّامَهُمْ بالعَمّ وَالخَالِ
الصادعونَ على الجبارِ بيضتهُ
و الحاملونَ أموراً ذاتِ أثقالِ
لو تنسبونَ ليربوعٍ فتعرفكمْ
أوْ مَالِكٍ أوْ عُبَيْدٍ جَدِّ نَزّالِ
أذا لَقالوا: هجا قَوْماً ذوِي حَسَبٍ،
يأوونَ منهُ إلى دفءٍ وأظلال
العصر الإسلامي >> جرير >> لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
رقم القصيدة : 16529
-----------------------------------
لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
و صدعَ نية َ الأنسِ الحلالِ
أمِنْ طَرَبٍ نَظَرْتَ غَداة َ رَهْبَى
لِتَنْظُرَ أيْنَ وُجّهَ بِالجِمَالِ
وَما كَلّفتَ نَفسَكَ مِنْ صَديقٍ
يميناً ويبخلُ بالنوالِ
لقدْ تركتْ حوائمَ صادياتٍ
و تمنعُ صفوذي حببٍ زلالِ
و قالتْ فيمَ أنتَ منَ التصابي
متى عهدُ التشوقِ والدلالِ
فَما تَرْجُو وَلَيسَ هَوَى الغَوَاني
لأصْحَابِ التّنَحنح، وَالسّعالِ
دَعيني! إنّ شَيْبَي قَدْ نَهَاني،
وَتَجْرِيبي، وَشَيبيَ، وَاكتِهالي
رَأتْ مَرَّ السّنينَ أخَذْنَ مني،
كمَا أخَذَ السَّرَارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَنْ يَبْقَى على غَرَضِ المَنَايا،
وَأيّامٍ تَمُرّ مَعَ اللّيَالي
ألَمّ بِنَا الخَيَالُ بذاتِ عِرْقٍ،
فَحَيّا الله ذَلِكَ مِنْ خَيَالِ
فانَّ سراكِ تقصرُ عنْ سرانا(13/267)
و عنْ وخدِ المخدمة ِ العجالِ
لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقَ إذْ رَمَيْنَا
قوارعُ صدعتْ غرضَ النضالِ
فإنّ لآخِرِ الشّعَرَاء مِنّي،
كَمَا للأوّلِينَ مِنَ النَّكَالِ
مواسمَ ما بقيتُ لهمْ وبعدي
مواسمُ عندَ حزرة َ أو بلالِ
على أنفِ الفرزدقِ لوْ نهاهمْ
جَدِيد مِنْ وُسُوميَ غَيرُ بَالِ
إذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ،
كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رِغَالِ
و كنتَ إذا اغتربتَ بدارِ قومٍ
لأحسابِ العشيرة ِ شرَّ والي
تجدعُ ما أقمتَ بها ذليلاً
و تخزي عندَ منزلىة َ الزيالِ
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ قَتِيلَ سَعْدٍ،
و جعثنَ إذْ تصرفُ كلَّ حالِ
و باتَ أبو الفرزدقِ وهوَ يدعو
بدعوى الذلَّ غيرَ نعيمِ بالِ
لقدْ ضربتْ قفيرة ُ بالخلايا
و حوكِ الدرعِ منْ وبرِ الفصالِ
تُطيفُ مُجاشعٌ وَبَنو حُمَيْسٍ
بِقَيْنٍ بَيْنَ شَرّ أبٍ وَخَالِ
قفيرة ُ ساءَ ما كسبتْ بنيها
و ليلى َ القينِ قينِ بني عقالِ
أتتهمُ بالفرزدقِ أمُّ سوءٍ
لَدى حَوْضِ الحِمارِ على مِثَالِ
سيخزيكَ الخليفة ُ ثمَّ تخزي
بعزة ِ ذي التكرمِ والجلال
و تمهرُ ما كدحتَ منَ السؤالِ
تَبَدّلْ يا فرَزْدَقُ مِثلَ قَوْمي
بقَوْمِكَ إنْ قَدَرْتَ على البِدالِ
فإنّ أصْبَحْتَ تَطلُبُ ذاكَ فانقُل
شَماماً وَالمِقَرَّ إلى وِعَالِ
ليَرُبُوعٍ عَلى النَّخَبَاتِ فَضْلٌ،
كتفضيلِ اليمينِ على َ الشمالِ
وَيَرْبُوعٌ تذَبِّبُ عَنْ تَمِيمٍ،
وَيَقْصرُ دونَ غَلوهِمُ المُغالي
ونَازَلْنَا المُلُوكَ بِذاتِ كَهْفٍ،
و قد خضبتْ منَ العلقِ العوالي
و قدْ ضربَ ابنَ كبشة َ إذْ لحقنا
حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوَالي
الفوالي مكارمُ لستَ مدركهمَّ حتى
تزيلَ الراسياتِ منَ الجبالِ
خذوا كحلاً ومجمرة ً وعطراً
فلستمْ يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكم فلستمْ
يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكمْ فلستمْ
بأصْحابِ العِنَاقِ وَلا النّزَالِ
بلاءُ بني قباقبٍ كانَ خزياً
و عاراً كلما ذكرَ التبالي(13/268)
صفقتمْ للبزاة ِ حبارياتٍ
فأخزى الخنثيينِ مني الضلالِ
و كنتَ إذا لقيتَ بني هلالٍ
و كعباًة الفوارسَ منْ هلالِ
تقَرْقِرُ يا فَرَزْدَقُ إذْ فَزِعْتُمْ
خزيراً باتَ في أدرٍ ثقالِ
و عبسٌ بالثنيىة ِ يومَ عمروٍ
سَقَوْهُ ذَوَاعِفَ الأسَلِ النِّهَالِ
وَمَعبدُكُمْ دَعا عُدَسَ بنَ زَيدٍ
فأسْلِمَ للكُبُولُ بِشَرّ حَالِ
و كنتَ غذا لقيتَ بني نميرٍ
لقيتَ الموتَ أقتمَ ذا ظلالِ
كَأنّكُم بِأمعَزِ وَارِداتٍ،
نعامُ الصيفِ زفَّ معَ الرئالِ
فأرْسِلْ في الضِئيينَ مجَاشِعِيّاً،
أزَبّ المِنْخَرَينِ، أبَا رِخَالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المنشق
المنشق
رقم القصيدة : 1653
-----------------------------------
أكثَرُ الأشياءِِ في بَلدَتِنا
الأحزابُ
والفَقْرُ
وحالاتُ الطّلاقِ .
عِندَنا عشرَةُ أحزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُلِّ زُقاقِ !
كُلُّها يسعى إلى نبْذِ الشِّقاقِ !
كُلّها يَنشَقُّ في السّاعةِ شَقّينِ
ويَنشَقُّ على الشَّقّينِ شَقَّانِ
وَيَنشقّانِ عن شَقّيهِما ..
من أجلِ تحقيقِ الوِفاقِ !
جَمَراتٌ تَتهاوى شَرَراً
والبَرْدُ باقِ
ثُمّ لا يبقى لها
إلاّ رمادُ ا لإ حتِر ا قِ !
**
لَمْ يَعُدْ عندي رَفيقٌ
رَغْمَ أنَّ البلدَةَ اكتَظّتْ
بآلافِ الرّفاقِ !
ولِذا شَكّلتُ من نَفسيَ حِزباً
ثُمّ إنّي
- مِثلَ كلِّ النّاسِ -
أعلَنتُ عن الحِزْبِ انشِقاقي !
العصر الإسلامي >> جرير >> أمستْ طهية ُ كالبكارِ أفزها
أمستْ طهية ُ كالبكارِ أفزها
رقم القصيدة : 16530
-----------------------------------
أمستْ طهية ُ كالبكارِ أفزها
بَعْدَ الكَشِيشِ، هَديرُ قَرْمٍ بازِلِ
يا يحى َ هلْ ليَ في حياتكَ حاجة ٌ
مِنْ قَبْلِ فَاقِرَة ٍ وَمَوْتٍ عَاجِلِ
حَلّتْ طُهَيّة ُ مِنْ سَفاهَة ِ رَأيِهَا،
منى على سنسنَ الملحَّ الوابلِ
أطُهَيّ قَدْ غَرِقَ الفَرَزْدَقُ فاعلموا
في اليَمّ ثمّ رَمَى بِهِ في السّاحِلِ(13/269)
مَنْ كانَ يِمنَعُ يا طُهَيّ نِساءكُمْ،
أمْ مَنْ يَكُرّ وَرَاء سَرْحِ الجامِلِ
ذاكَ الذي، وَأبيكِ، تَعرِفُ مَالِكٌ،
وَالحَقُّ يَدْمَغُ تُرّهاتِ البَاطِلِ
إنا تزيدُ على الحلومِ حلومنا
فضلاً ونجهلُ فوقَ جهلِ الجاهل
العصر الإسلامي >> جرير >> قالوا: نَصيبَكَ من أجرٍ، فقُلتُ لهم:
قالوا: نَصيبَكَ من أجرٍ، فقُلتُ لهم:
رقم القصيدة : 16531
-----------------------------------
قالوا: نَصيبَكَ من أجرٍ، فقُلتُ لهم:
منْ للعرينِ إذا فارقتُ أشبالي
لكنْ سوادة ُ يجلو مقلتيْ لحمٍ
باز يصرصرُ فوثَ المرقبِ العالي
قدْ كنتُ أعرفهُ منيَّ إذا غلقتْ
رُهْنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَة َ الغَالي
إلاَّ تكنْ لكَ بالديرينِ باكية ٌ
فربَّ باكية ِ بالرملِ معوالِ
كَأُمّ بوٍ عَجُولٍ، عندَ مَعهَدِهِ،
حنتْ إلى َ جلدٍ منهْ وأوصالِ
تَرْتَعُ ما نَسِيَت حتى إذا ذَكَرَتْ
رَدّتْ هَماهمَ حرَّى الجوْفِ مثكالِ
زدنا على وجدها وجداً وإن رجعتَ
في القلبِ منها خطوبٌ ذاتُ بلبال
فارَقْتَني حينَ كَفّ الدّهرّ من بَصرِي
و حينَ صرتُ كعظمْ الرمة ِ البالي
إنّ الثّوِيّ بذي الزّيْتونِ، فاحتَسبي،
قَدْ أسرَعَ اليَوْمَ في عَقلي وَفي حالي
العصر الإسلامي >> جرير >> علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ
علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ
رقم القصيدة : 16532
-----------------------------------
علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ
و قدْ تلى َّ رواحلنا الرحيلُ
فانَّ السيفَ يخلقُ محملاهُ
وَيُسْرِعُ في مَضَارِبِهِ النّحُولُ
قَطَعْنَ إلَيْكُمُ مُتَشَنَّعَاتٍ،
مَهامِهَ مَا يُعَدّ لَهُنّ مِيلُ
أتَينَ عَلى السّمَاوَة ِ بَعْدَ خَبْتٍ،
قَليلٌ مَا تَأنِّينَا قَلِيلُ
و قد عزَّ الكواهلُ بعدنيٍّ
عَرَائكَها، وَقَدْ لَحِقَ الثّميلُ
عَلَيك، وَإنْ بَلِيتِ كما بَلِينَا،
سَلامُ الله، أيّتُهَا الطّلُولُ
أبانَ الحيُّ يومَ لوى حيٍّ
نَعَمْ بَانُوا وَلمْ يُشْفَ الغَلِيلُ(13/270)
لَيَاليَ لا تُوَدّعُنَا بِصُرْمٍ
فَتُؤيِسَنَا، وَلا بِجَداً تَنُولُ
كأنكَ حينَ تشحطُ عنكَ سلمى
أميمٌ حينَ تذكرهُ تبيل
ذَكَرْنَا ما نَسِيتِ غَداة َ قَوٍّ،
و قد يهتاجُ ذو الطرب الوصولُ
أعاذلَ ما للومكِ لا أراهُ
يُفِيقُ، وَشَرُّ ذي النّصْحِ العَذولُ
سُلَيْمانُ المُبارَكُ، قَد عَلِمْتُم،
هُوَ المَهْدِيّ قَدْ وَضَحَ السّبِيلُ
أجرتَ منَ المظالمُ كلَّ نفس
وَأدّيْتَ الذي عَهِدَ الرّسُولُ
صفتْ لكَ بيعة ٌ بثبات عهد
فَوَزْنُ العَدلِ أصْبَحَ لا يَمِيلُ
ألا هَلْ للخَلِيفَة ِ في نِزَارٍ،
فَقَدْ أمْسَوْا وَأكثرُهُمْ كُلُولُ
وَتَدْعُوكَ الأرامِلُ وَاليَتَامَى ،
و منْ أمسى وليسَ به حويل
و تشكو الماشياتُ اليكَ جهداً
وَلا صَعْبٌ لَهُنّ وَلا ذَلُولُ
وَأكْثَرُ زَادِهِنّ، وَهُنّ سُفْعٌ،
حُطامُ الجِلْدِ وَالعَصَبُ المَلِيلُ
وَيدْعُوكَ المُكَلَّفُ بَعدَ جَهدٍ،
و عانٍ قدْ أضر بهِ الكبول
و ما زالتْ معلقة ً بثديٍ
بذي الدّيماسِ أوْ رَجُلٌ قَتِيلُ
فرجتَ الهمَّ والحلقاتِ عنهمْ
فَأحْيَا النّاسُ وَالبَلَدُ المُحُولُ
إذا ابتدرَ المكارمُ كانَ فيكمْ
رَبيعُ النّاسِ وَالحَسَبُ الأثِيلُ
تهينونَ المخاضَ لكلَّ ضيفٍ
إذا ما حُبّ في السّنَة ِ الجَميلُ
عَلَوْتُمْ كُلّ رَابِيَة ٍ وَفَرْعٍ،
وَغَيرُكُمُ المَذانِبُ وَالهجولُ
لكُمْ فَرعٌ تَفَرَّعَ كُلَّ فَرْعٍ،
و فضلٌ لا تعادلهُ الفضولُ
لَقَدْ طالَتْ مَنابتُكُمْ فَطابَتْ،
فطابَ لكَ العمومة ُ والخؤولُ
تَزُولُ الرّاسِياتُ بِكُلّ أُفْقٍ،
وَمَجْدكَ لا يُهَدّ وَلا يَزُولُ
العصر الإسلامي >> جرير >> مَنْ ذا يعِدّ بِني غُدَانَة َ للعُلى
مَنْ ذا يعِدّ بِني غُدَانَة َ للعُلى
رقم القصيدة : 16533
-----------------------------------
مَنْ ذا يعِدّ بِني غُدَانَة َ للعُلى
و الخيرِ بعدَ عطية َ بنْ جعالِ
كانَ المُمانِحَ في العَرِيّة ِ بَعدَمَا
ألقى الشتاءُ أصرة َ الأشولِ(13/271)
و مدفعينَ جفا الأقاربُ عنهمُ
حلوا إليكَ بدمثة ٍ محلالِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
رقم القصيدة : 16534
-----------------------------------
إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
صدٍ معمعانيٍّ تلظى َّ أعابله
على العِيسِ تَعْرَوْرِي الفَلاة َ كأنّها
قطا الأدمى الجونيُّ نشتْ ثمائله
طَوَى رَكْبَهُ الإخماسُ حتى كأنّها
جيادُ القنا الهنديَّ ثقفَ ذابلهْ
إذا قُلْتَ لي عَبْدُ العَزِيزِ كَفَيْتَني
زَمَاناً فَشَتْ عِلاّتُهُ وَمَبَاخِلُهْ
فَيَوْمانِ مِنْ عَبْدِ العَزِيزِ تَفاضَلا،
ففي أيَّ يوميهِ تلومُ عواذلهْ
فَيَوْمٌ تَحُوطُ المُسلِمِينَ جِيادُهُ؛
وَيَوْمٌ عَطَاءٌ مَا تُغِبّ نَوَافِلُهْ
وَللتُّرْكِ، من عَبدِ العَزِيزِ، وَقيعَة ٌ،
وَللّرمِ يَوْمٌ ما تُتِمّ حَوَامِلُهْ
فَما وَجدوا عَبدَ العَزِيزِ مُغَمَّراً،
وَلا ذا سِقاطٍ عِنْدَ أمْرٍ يُحَاوِلُهْ
وَلا جافِياً عَنْ قائِمِ السّيفِ قَبضُهُ
إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ قفّتْ أنامِلُهْ
يُقَيِّضُ بالفضلينِ، فَضْلِ مُفاضَة ٍ
و فضلِ نجادٍ لمْ تقطعْ حمائلهِ
فَلا هُوْ مِنْ الدّنْيَا مُضِيعٌ نَصِيبَهُ،
و لا عرضُ الدنيا عنِ الدينِ شاغله
فهذا بديعٌ ليسَ في الناسِ مثلهُ
وَهَذا مَدِيحٌ لا يُكَذَّبُ قائِلُهْ
أبينا فما يدعو إلى غيركَ الهوى
وَمَا مِنْ خَليلٍ بابنِ لَيلى نُبَادِلُهْ
أتَى زَمَنُ البَيْضَاء بَعْدَكَ فانتْحَى
على العظمِ حتى أسلمتهُ حوامله
فَرِشْ لي جنَاحي وَاتّخِذْنيَ بازِياً،
تخطفُ حباتِ القلوبِ أجادلهْ
العصر الإسلامي >> جرير >> كادَ مُجيبُ الخُبْثِ تَلقَى يَمينُهُ
كادَ مُجيبُ الخُبْثِ تَلقَى يَمينُهُ
رقم القصيدة : 16535
-----------------------------------
كادَ مُجيبُ الخُبْثِ تَلقَى يَمينُهُ
طبرزينَ مقضباً للمفاصلِ
تَدارَكَهُ عَفْوُ المُهاجِرِ، بَعْدَمَا
دعا دعوة ً يالهفهُ عندَ نائلِ(13/272)
فانْ غفلَ الراعي الذي نامَ بالحمى
فانَّ بحجرِ راعياً غيرَ غافلِ
وقعتَ بأيدي المحرزيينَ وقعة ً
نَهَتْ باسِلاً عَنّا وَأصحابَ باسِلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ،
أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ،
رقم القصيدة : 16536
-----------------------------------
أتَنسَى يَوْمَ حَوْمَلَ وَالدَّخولِ،
و موقفنا على َ الطللِ المحيلِ
و قالتْ قدْ نحلتَ وشبتَ بعدي
بحَقّ الشّيْبِ بَعدَكِ وَالنّحُولِ
كانَّ الراحَ شعشعَ في زجاجٍ
بمَاء المُزْنِ في رَصَفٍ ظَلِيلِ
يقولُ لكِ الخليلُ أبا فراسٍ
لحَى الله الفَرَزْدَقَ مِنْ خَليلِ
خَرَجتَ من العرَاقِ وَأنتَ رِجسٌ
تَلَبَّسُ في الظّلالِ ثِيابَ غُولِ
وَمَا يَخْفَى عَلَيكَ شَرَابُ حَدٍّ
و لا ورهاءُ غائبة ُ الحليل
إذا دخلَ المدينة َ فارجموهَ
وَلا تُدْنُوهُ مِنْ جَدَثِ الرّسولِ
لَقَدْ عَلِمَ الفَرَزْدَقُ أنّ تَيْماً
على شربٍ إذا نهلوا وبيلِ
لَنَا السَّلَفُ المُقَدَّمُ يا ابنَ تَيْمٍ
إذا ما ضاقَ مطلعُ السبيلِ
وَأفْخَرُ بِالقَماقِمِ مِنْ تَمِيمٍ،
وَتَفْخَرُ بالخَبيِثِ، وَبالقَليلِ
فلَنْ تَسطيعَ يا ابنَ دَعيّ تَيْمٍ،
على دَحضٍ، مُزَاحَمَة َ القُيُولِ
كَأنّ التّيْمَ، وَسْطَ بَني تَميمٍ،
خصيٌّ بينَ أحصنة ٍ فحولِ
أعبدَ التيمِ إنَّ تميمٍ
تَلَبَّسَ فِيهِمُ أجَمي وَغِيلي
وَإنّي قَدْ رَمَيتُكَ مِنْ تَمِيمٍ
بعبءٍ لا تقومُ لهُ ثقيلِ
فَرَغْتُ مِنَ القُيُونِ وَعَضَّ تَيماً
فِرِنْدُ الوَقْعِ لَيسَ بذي فُلُولِ
وَقُلْتُ نَصَاحَة ً لِبَني عَدِيٍّ:
ثِيابَكُمُ وَنَضْحُ دَمِ القَتِيلِ
اعبتَ فوارساً رجعوا بتيمٍ
و ركضهمُ مبادرة َ الأصيلِ
فردَّ المردفاتِ بناتِ تيمٍ
ليْربُوعٍ فَوَارِسُ غَيرُ مِيلِ
تَدارَكْنَا عُيَيْنَة َ وَابنَ شَمْخٍ،
وَقَدْ مَرّا بهِنّ عَلى حَقِيلِ
رَأوْا قُعْسَ الظّهُورِ بَناتِ تَيْمٍ
تكشفُ عنْ علاهبة ٍ رعولِ(13/273)
لقد خاقتْ بحوري أصلَ تيمٍ
فَقَد غَرِقُوا بمُنتَطِحِ السّيولِ
قَرَنْتَ أبَا اللّئَامِ، أباكَ تَيْماً،
بأدفي في مناكبهِ صؤولِ
بزيدِ مناة َ يحطمُ كلَّ عظمٍ
بوازلهُ وزدنَ على البزولٍ
عَلا تَيْماً فَدَقّ رِقابَ تَيْمٍ،
ثقيلُ الوطءِ ذو جرزٍ نبيلِ
لَقِيتَ لَنَا حَوَاميَ رَاسِيَاتٍ،
و جولاً يرتمي بكَ بعدجولِ
كَأنّ التّيْمَ إذْ فَخَرَتْ بسَعدٍ
إماءُ الحيَّ تفخرُ بالحمولِ
ترى التميَّ يزحفُ كالقرنبيَ
إلى تَيْمِيّة ٍ، كَعَصَا المَلِيلِ
إذا كَشَرَتْ إلَيْهِ يَقُولُ: بَلوَى
بلا حَسَنٍ كَشَرْتِ وَلا جَميلِ
تَشِينُ الزّعْفَرَانَ عَرُوسُ تَيْمٍ
وَتَمْشِي مِشيَة َ الجُعَلِ الزَّحولِ
يَقُولُ المُجتَلونَ: عَرُوسُ تَيمٍ
شوى أمَّ الحبينِ ورأسُ فيلِ
و لوْ غسلتْ بساقيتيْ دجيلَ
لقالَتْ: ما اكتَفَيتُ من الغَسولِ
إذا ما استَبْعَرَتْ كَلَحَتْ إلَيْهِ
بقحفٍ في عنية ِ مستبيلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ
شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ
رقم القصيدة : 16537
-----------------------------------
شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ
وكِدتَ تناسَى الحِلمَ وَالشّيبُ شاملُ
لعمركَ لا أنسى َ لياليَ منعجٍ
و لا عاقلاً إذْ منزلُ الحيَّ عاقلُ
وَمَا نَامَ إذْ باتَ الحَوَاضِنُ وَلّهاً،
وَلَكِنْ هَوَانَا المُنْفِسَاتُ العَقائِلُ
ألا حَبّذا أيّامَ يَحْتَلّ أهْلُنَا
بذاتِ الغضا والحيُّ في الدارِ آهل
و إذْ نحنُ ألافٌ لدى كلَّ منزلٍ
وَلَمّا تُفَرَّقْ للطِّيَاتِ الجَمَائِلُ
و إذْ نحنُ لمْ يولعْ بنا الناسُ كلهمْ
وَما ترْتَجِي صُرْمَ الخَليطِ العَوَاذِلُ
خليليَّ مهلاً لا تلوما فانهُ
عَذابٌ إذا لامَ الصّديقُ المُوَاصِلُ
عجبتُ لهذا الزائر الركبَ موهناً
و منْ دونهِ بيدُ الملا والمناهلُ
أقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
إلَيْنَا وَدَمْعُ العَينِ بالمَاء وَاشِلُ
وَأنّى اهْتَدَى للرّكْبِ في مُدْلهمّة ٍ،(13/274)
تداعسُ بالركبانِ فيها الرواحلِ
أناخوا قليلاً ثمَّ هاجوا قلائصاً
كما هيجَ خَيطٌ مَغرِبَ الشّمسِ جافلُ
و أيُّ مزار زرتَ حرفٌ شملة ٌ
و طاوى الحشا مستانسُ القفرِ ناحل
وَلَوْلا أمِيرُ المُؤمِنِينَ، وَأنّهُ
إمامٌ وعدلٌ للبرية ِ فاصلُ
وَبَسطُ يَدِ الحَجاجِ بالسّيفِ لم يكنْ
سَبيلُ جِهَادٍ وَاستُبيحَ الحَلائِلُ
إذا خافَ دَرْءاً مِنْ عَدُوٍّ رَمَى بِهِ
شديدُ القُوَى والنزْعِ في القوْس نابلُ
خَليفَة ُ عَدْلٍ، ثَبّتَ الله مُلْكَهُ
على َ راسياتٍ لمْ تزلها الزلازلُ
دعوا الجبنَ يا أهلَ العراقِ فانما
يُبَاحُ وَيُشْرَى سَبيُ مَن لا يُقاتِلُ
لَقَدْ جَرّدَ الحَجّاجُ بالحَقّ سَيْفَهُ
لكُمْ فاستَقيمُوا لا يميلَنّ مَائِلُ
وَلا حُجّة ُ الخَصْمَينِ حَقٌّ وَباطِلُ
و أصبحَ كالبازي يقلبُ طرفهُ
عَلى مَرْبإٍ، وَالطّيرُ مِنْهُ دَوَاخِلُ
وَخافُوكَ حتى القَوْمُ تَنْزُو قُلُوبُهمْ
نزاءُ القطا التفتْ عليهِ الحبائلُ
وَمَا زِلْتَ حتى أسْهَلَتْ مِنْ مخافَة ٍ
اليكَ اللواتي في الشعوفِ العواقل
وَثِنْتَانِ في الحِجّاجِ لا تَرْكُ ظالِمٍ
سوياً ولا عندَ المراشاتِ نائلُ
و منْ غلَّ مالَ اللهِ غلتْ يمينهُ
إذا قيلَ أدوا لا يغلنَّ عاملُ
وَمَا نَفعَ المُسْتَعمَلِينَ غُلُولُهُمْ،
وَما نَفَعَتْ أهْلَ العُصَاة ِ الجَعائِلُ
قَدِمْتَ على أهْلِ العِرَاقِ وَمِنْهُمُ
مخالفُ دينِ المسلمينَ وخاذلُ
فكُنْتَ لَمن لا يُبْرِىء الدّينُ قَلْبَهُ
شِفَاءً، وَخَفّ المُدْهِنُ المتَثاقِلُ
و أصبحتَ ترضى كلَّ حكمٍ حكمتهُ
نِزَارٌ، وَتعطي ما سألْتَ المقَاوِلُ
صَبَحْتَ عُمَانَ الخَيْلِ رَهْواً كأنّما
قَطاً هاجَ مِنْ فَوْقَ السّماوَة ِ ناهِلُ
يُناهِبْنَ غِيطانَ الرّفاقِ، وَتَرْتَدي
نِقالاً إذا ما استَعرَضَتْها الجَرَاوِلُ
سَلَكْتَ لأهْلِ البَرّ بَرّاً فَنِلْتَهُمْ
و في اليمَّ يأتمُّ السفينُ الجوافلُ
تَرَى كُلّ مِرْزَاب يُضَمَّنُ بَهوُهَا(13/275)
ثَمانِينَ ألفْاً، زَايَلَتْهَا المَنَازِلُ
جَفُولٍ تَرَى المِسْمَارَ فِيها كأنّهُ،
إذا اهتَزّ، جِذْعٌ من سُمَيحة َ ذابلُ
إذا اعتركَ الكلاءُ والماءُ لم تقدْ
بِأمْرَاسِهَا، حتى تَثُوبَ القَنَابِلُ
تَخَالُ جِبَالَ الثّلْجِ لَمّا تَرَفّعَتْ
أجلتها والكيدُ فيهنَّ كامل
تَشُقّ حَبَابَ الماء عَنْ وَاسِقاتِهِ،
وَتَغرِسُ حوتَ البَحرِ منها الكلاكلُ
لَقد، جَهَدَ الحَجّاجُ في الدّينِ وَاجتبى
جبا لمْ تغلهُ في الحياض الغوائلُ
و ما نانَ إذْ باتَ الحواضنُ ولها
وَهُنّ سَبَايا، للصّدورِ بَلابِلُ
أطيعوا فلاَ الحجاجُ مبقٍ عليكمُ
وَلا جِبرَئيلٌ ذو الجَناحَينِ غَافِلُ
ألا رُبّ جَبّارٍ حَمَلْتَ على العَصَا
و بابُ استهِ عنْ منبرِ الملكِ زائلِ
تَمَنّى شَبيبٌ مُنْيَة ً سَفَلَتْ بِهِ،
و ذو قطريٍّ لفهُ منكَ وابل
تقولُ فلا تلقى لقولكَ نبوة ٌ
وَتَفْعَل ما أنْبَأتَ أنّكَ فَاعِلُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ
لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ
رقم القصيدة : 16538
-----------------------------------
لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ
بَينَ الكِنَاسِ وَبَينَ طَلحِ الأعزَلِ
وَلَقْدْ أرَى بكِ، وَالجَديدُ إلى بِلى ً،
موتَ الهوى وشفاءَ عينِ المجتلي
نَظَرَتْ إلِيْكَ بِمِثْلِ عَينيْ مُغزِلٍ
قطعتْ حبالها بأعلى يليلِ
و إذا التمستْ نوالها بخاتْ بهِ
و إذا عرضتَ بودها لمْ تبخلِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَطيُّ خَوَاضعٌ
وَكَأنّهُنّ قَطَا فَلاة ٍ مَجْهَلِ
يَسْقِينَ بالأُدَمَى فِرَاخَ تَنُوفَة ٍ،
زغباً حواجبهنَّ حمرَ الحوصلِ
يا أمَّ ناجية َ السلامُ عليكمْ
قَبْلَ الرّوَاحِ وَقَبْلَ لَوْمِ العُزّلِ
وإذا غَدَوْتِ فَبَاكَرَتْك تَحِيّة ٌ
سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحجاتِ الحُجّلِ
لَوْ كُنتُ أعلَمُ أنّ آخِرَ عَهدِكُمْ
يَوْمُ الرّحِيلِ فَعَلْتُ ما لَمْ أفْعَلِ
أوْ كنتُ أرهبُ وشكَ بينٍ عاجلٍ
بقنعتُ أو لسالتُ ما لمْ يسأل(13/276)
أعددتْ للشعراء ِ سماً ناقعاً
فسقيت آخرهمْ بكأسِ الأولِ
لمّا وَضَعْتُ على الفَرَزْدَقِ مِيسَمي،
و ضغا البعيثُ جدعتُ أنفَ الأخطلِ
خزى الذي سمكَ السماءَ مجاشعاً
وَبَنى بِناءكَ في الحَضِيضِ الأسْفَلِ
بيتاَ يحممُ قينكمْ بفنائهِ
دَنِساً مَقَاعِدُهُ، خَبيثَ المَدْخَلِ
و لقدْ بنيتَ أخسرَّ بيتٍ يبتني
فهدمتُ بيتكمُ بمثلى يذبلِ
إنّي بَنى ليَ في المَكَارِمِ أوّلي؛
و نفختَ كيركَ في الزمانِ الأولِ
أعْيَتكَ مَأثُرَة ُ القُيُونِ مُجاشِعٍ
فانظر لعلكَ تدعى منْ نعهشلِ
وَامْدَحْ سَرَاة َ بَني فُقَيْمٍ، إنّهُمْ
قتلوا أباكَ وثارهُ لمْ يقتل
و دعِ البراجمَ إنَّ شربكَ فيهمُ
مرٌّ عواقبهُ كطعمِ الحنظلِ
إني انصببتُ منَ السماءِ عليكمُ
حتى اختَطَفْتُكَ يا فَرَزْدَقُ من عَلِ
منْ بعدْ صكتي البعيثَ كأنهُ
خَرَبٌ تَنَفّجَ مِنْ حِذارِ الأجدَالِ
و لقدْ وسمتك يا بعيثُ بميسمى
و ضغا الفرزدقُ تحتَ حدَّ الكلكل
حسبُ الفرزدقِ أنْ تسبُ مجاشعٌ
و يعدَّ شعرَ مرقشٍ ومهلهل
طلبتْ قيونُ بني قفيرة َ سابقاً
غَمْرَ البَديهَة ِ جامِحاً في المِسْحَلِ
قتلَ الزبيرُ وأنتَ عاقدُ حبوة ٍ
قُبْحاً لحُبْوَتِكَ التي لمْ تُحْلَلِ
إنّي إلى جَبَلَيْ تَميمٍ مَعْقِلي،
وَمَحَلُّ بَيْتي في اليَفاعِ الأطْوَلِ
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَة ً،
و يفوقُ جاهلنا فعالَ الجهل
فَارْجِعْ إلى حَكَمَيْ قُرَيْشٍ إنّهمْ
أهلُ النبوة ِ والكتابِ المنزلِ
فاسألْ إذا خرجَ الخدامُ وأحمشتْ
حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ
وَالخَيْلُ تَنحِطُ بالكماة ِ وَقد رَأوْا
لَمْعَ الرّبِيئَة ِ في النِّيافِ العَيْطَلِ
أبنو طهية َ يعدلونَ فوارسي
وَبَنُو خَضَافِ، وَذاكَ ما لمْ يُعدَلِ
و إذا غضبتُ رمى ورائي بالحصى
أبناء جندلة كخير الجندل
عَمْروٌ وسَعْدٌ، يا فَرَزْدَقُ، فيهمُ
زُهْرُ النّجُومِ وَباذِخَاتُ الأجبُلِ
كانَ الفرزدقُ إذْ يعوذُ بخالهِ(13/277)
مثلَ الذليلِ يعوذُ تحت القرملِ
وَافْخَرْ بضَبّة َ إنّ أُمّكَ مِنْهُمُ،
ليسَ ابنُ ضبة بالمعممَّ المخولِ
و قضتْ لنا مضرٌ عليكَ بفضلنا
و قضتْ ربيعة ُ بالقضاءِ الفيصلِ
إنَّ الذي سمك السماءَ بنى لنا
بيتاً علاكَ فما لهُ منْ منقلِ
أبلغَ بني وقبانَ أنَّ حلومهمْ
خفتْ فما يزنونَ حبة َ خردلِ
أزْرَى بحِلْمِكُمُ الفِياشُ، فَأنتُمُ
مثلُ الفراشِ غشينَ نارَ المصطلى
تصف السيوف وغيركم يعصي بها
يا ابن القُيُونِ وَذاكَ فِعْلُ الصَّيقَلِ
وَفَزِعْتُمُ فَزَعَ البِطَانِ العُزّلِ
خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ
يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ
هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ
مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ
قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما
جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى
إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي
رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ
وَفَزِعْتُمُ فَزَعَ البِطَانِ العُزّلِ
خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ
يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ
هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ
مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ
قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما
جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى
ألهي أباكَ عنِ المكارمِ والعلا
ليُّ الكتائفِ وارتقاعُ المرجلِ
أبْلِغْ هَدِيّتيَ الفَرزْدَقَ إنّهَا
ثِقَلٌ يُزَادُ عَلى حَسيرٍ مُثْقَلِ
إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي
رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حَيّ الغَدَاة َ برَامَة َ الأطْلالا،
حَيّ الغَدَاة َ برَامَة َ الأطْلالا،
رقم القصيدة : 16539
-----------------------------------
حَيّ الغَدَاة َ برَامَة َ الأطْلالا،
رَسْماً تَحَمّلَ أهْلُهُ، فَأحَالا
إنّ السّوَارِيَ وَالغَوَادِيَ غادَرَتْ
للرّيحِ مُخْتَرَقاً بِهِ وَمَجَالا
لم أرَ مثلكَ بعدَ عهدكَ منزلاً
فسقيتُ من سبلِ السماكِ سجالا
أصْبَحْتَ بَعْدَ جَميعِ أهِلكَ دِمنَة ً
قفْراً، وَكُنْتَ مَرَبّة ً مِحلالا(13/278)
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ الدّيارِ وَأهْلِها
و الدهرِ كيفَ يبدلُ الأبدالا
و رأيتُ راحلة َ الصبا قدْ أقصرتْ
بعدَ الوجيفِ وملتْ الترحالا
إنَّ الظعائنَ يومَ برقة ِ عاقلٍ
قدْ هجنَ ذا سقمٍ فزدنَ خبالا
طربَ الفؤادُ لذكرهنَّ وقدْ مضتْ
بالليلِ أجنحة ُ النجومِ فمالا
يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عَاقِلينِ أيَامِنًا،
وَجَعَلْنَ أمْعَزَ رَامَتَينِ شِمَالا
لا يَتّصِلْنَ إذا افْتَخَرْنَ بتَغْلِبٍ،
وَرُزِقنَ زُخْرُفَ نَعْمَة ٍ وَجَمَالا
طرقَ الخيالُ حزرة َ موهناً
و لحبَّ بالطيفِ المسلمَّ خيالا
يا ليتَ شعري يومَ دارة ِ صلصلٍ
أتُرِيدُ صُرْمي، أمْ تُرِيدُ دَلالا
لَوْ أنّ عُصْمَ عَمَايَتَينِ وَيَذْبُلٍ
سَمِعَتْ حَدِيثَكِ أنْزِلَ الأوْعَالا
حُيّيتِ، لَسْتِ غَداً لهُنّ بصَاحِبٍ،
بحَزِيزِ وَجْرَة َ إذْ يَخِدْنَ عِجَالا
أجهضنَ معجلة ً لستة ِ أشهرٍ
و حذينَ بعدَ نعالهنَّ نعالا
وَإذا النّهَارُ تَقَاصَرَتْ أظْلالُهُ،
و ونا المطيُّ سامة ً وكللا
رفعَ المطيُّ بكلَّ أبيضَ شاحبٍ
خلقِ القميصِ تخالهُ مختالا
إنّي جُعِلْتُ، فَلَنْ أُعافيَ تَغْلِباً،
للظالمينَ عقوبة ً ونكالا
قَبَحَ الإلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ إنّهَا
هانتْ علَّ مراسناً وسبالا
قَبَحَ الإلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلّمَا
شبحَ الحجيجُ وكبروا إهلالا
عَبَدُوا الصّلِيبَ وَكَذّبُوا بمُحَمّدٍ
و بجيرئيلَ وكذبوا ميكالا
وَالتّغْلِبيّ إذا تَنَحْنَحَ للقِرَى
حَكّ اسْتَهُ، وتَمَثَّلَ الأمْثَالا
أنسيتَ يومكَ بالجزيرة ِ بعدما
كانتْ عواقبهُ عليكَ وبالا
حَمَلَتْ عَلَيكَ حُماة ُ قَيسٍ خيلَها
شُعْثاً عَوَابِسَ تَحْمِلُ الأبْطَالا
ما زِلْتَ تَحْسِبُ كُلّ شَيء بَعْدَهم
خَيْلاً تَشُدّ عَلَيْكُمُ وَرِجَالا
زُفَرُ الرّئيسُ أبو الهُذَيلِ أبَادَكُمْ
فَسَبَى النّسَاء وَأحْرَزَ الأمْوَالا
قالَ الأخيطلُ إذ راى راياتهمْ
يا مارَ سرجسَ لا نريدُ قتالا
هَلاّ سَألْتَ غُثَاءَ دِجْلَة َ عَنْكُمُ(13/279)
وَالخَامعَاتُ تُجَمِّعُ الأوْصَالا
تَرَكَ الأخَيْطِلُ أُمَّهُ وَكَأنّهَا
منحاة ُ سانية ٍ تديرُ محالا
و رجا الأخيطلُ منْ سفاهة َ رأيهِ
ما لمْ يكنْ وأبٌ لهُ لينالا
خلَّ الطريقَ فقدْ رأيتَ قرومنا
تَنْفِي القُرُومَ تَخَمُّطاً وَصِيَالا
تَمْتْ تَميمي يا أُخَيطِلُ فاحتَجِزْ،
خزى َ الأخيطلُ حينَ قلتُ وقالا
لوْ أنَّ خندفَ زاحمتْ أركانها
جَبَلاً أصَمّ، منَ الجِبالِ، لَزَالا
إنّ القَوَافيَ قَد أُمِرّ مَرِيرُهَا
لبني فدْ وكسرَ إذ جدعنَ عقالا
و لقيتَ دوني منْ خزيمة َ معشراً
وَشَقاشِقاً بَذَخَتْ عَلَيكَ طِوَالا
رَاحَتْ خُزَيْمَة ُ بِالجِيَادِ كَأنّهَا
عِقْبَانُ مُدْجِنَة ٍ نَفَضْنَ طِلالا
إنّا كَذَاكَ لمِثْلِ ذاكَ نُعِدّهَا،
تسقى الحليبَ وتشغعرُ الأجلالا
ما كنتَ تَلقَى في الحُرُوبِ فَوَارِسِي
ميلاً إذا ركبوا ولا اكفالا
صَبّحْنَ نِسوَة َ تَغْلِبٍ، فسَبَيْنَها،
وَرَأى الهُذَيْلُ لوِرْدِهِنّ رِعَالا
قيسٌ وخندفُ إنْ عددتَ فعالهْ
خَيْرٌ وَأكْرَمُ مِنْ أبِيكَ فَعَالا
إنْ حرموكَ لتحرمنَّ على العدا
أوْ حللوكَ لتؤكلنَّ حلالا
هَل تَملِكونَ من المَشاعرِ مَشعَراً؛
أو تنزلونَ منَ الأراكِ ظلالا
فَلَنَحْنُ أكْرَمُ في المَنَازِلِ مَنْزِلاً
منكمْ وأطولُ في المساءِ جبالا
قُدنا خزَيمَة َ، قد عَلِمتمْ، عَنْوَة ً،
و سشتا الهذيلُ يمارسُ الأغلالا
و رأتْ حسينة ُ بالعذابِ فوارسي
نحوَ النهابِ وتقسمُ الأنفالا
وَلَوَ انّ تَغلِبَ جَمَّعَتْ أحْسَابَها
يومَ التفاضلِ لمْ تزنْ مثقالا
لا تطلبنَ خؤولة ً في تغلبِ
فالزنجُ أكرمُ منهمْ أخوالا
و رميتَ هضبتنا بأفوقَ ناصلٍ
تَبغي النّضَالَ، فقَد لَقِيتَ نِضَالا
لولا الجزا قسمَ السوادُ وتغلبٌ
في المسلمينَ فكنتمُ أنفالا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الغريب
الغريب
رقم القصيدة : 1654
-----------------------------------
كُلُّ ما في بَلْدَتي
يَملأُ قلبي بالكَمَدْ .(13/280)
بَلْدَتي غُربةُ روحٍ وَجَسَدْ
غُربَةٌ مِن غَيرِ حَدْ
غُربَةٌ فيها الملايينُ
وما فيها أحَدْ .
غُربَةٌ مَوْصولَةٌ
تبدأُ في المَهْدِ
ولا عَوْدَةَ منها .. للأبَدْ !
**
شِئتُ أنْ أغتالَ مَوتي
فَتَسلّحتُ بِصوتي :
أيُّها الشِّعرُ لَقَدْ طالَ الأَمَدْ
أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،
فكُنْ أنتَ البَلَدْ .
نَجِّني من بَلْدَةٍ لا صوتَ يغشاها
سِوى صوتِ السّكوتْ !
أهلُها موتى يَخافونَ المَنايا
والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ
ماتَ حتّى الموتُ
.. والحاكِمُ فيها لا يموتْ !
ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُر و قاً
في مفا زاتِ الرّمَدْ .
صُبَّهُ رَعْداً على الصّمتِ
وناراً في شرايينِ البَرَدْ .
ألْقِهِ أفعى
إلى أفئِدَةِ الحُكّامِ تسعى
وافلِقِ البَحْرَ
وأطبِقْهُ على نَحْرِ الأساطيلِ
وأعناقِ المَساطيلِ
وطَهِّرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَدْ .
إنَّ فِرعَونَ طغى، يا أيُّها الشّعرُ،
فأيقِظْ مَنْ رَقَدْ .
قُل هوَ اللّهُ أحَدْ.
قُل هوَ الّلهُ أحَدْ.
قُل هوَ الّلهُ أحَدْ.
**
قالَها الشِّعرُ
وَمَدَّ الصّوتَ، والصّوتُ نَفَدْ
وأتى مِنْ بَعْدِ بَعدْ
واهِنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَدْ
فَوقَ أشداقِ دراويشٍ
يَمُدّونَ صدى صوتي على نحْريَ
حبلاً مِن مَسَدْ
وَيَصيْحونَ " مَدَدْ " !
العصر الإسلامي >> جرير >> لمْ أرَ مثلكِ يا أمامَ خليلاَ
لمْ أرَ مثلكِ يا أمامَ خليلاَ
رقم القصيدة : 16540
-----------------------------------
لمْ أرَ مثلكِ يا أمامَ خليلاَ
أنّأى بحَاجَتِنَا، وَأحْسَنَ قِيلا
لوْ شئتِ قدْ نقعَ الفؤادُ بمشربٍ
يَدَعُ الحَوَائِمَ لا يَجِدْنَ غَلِيلا
بالعذبِ في رصفِ القلاة ِ مقيلهُ
قَضُّ الأباطِحِ لا يَزَالُ ظَلِيلا
أنْكَرْتَ عَهْدَكَ غَيرَ أنّكَ عَارِفٌ
طَلَلاً بِألْوِيَة ِ العُنَابِ، مُحِيلا
لمّا تَخَايَلَتِ الحُمُولُ حَسِبتُها
دوماً يشربَ ناعماً ونخيلا
فتعزَّ إنْ نفعَ العزاءُ مكلفاً(13/281)
الشوقِ يظهرُ للفراقِ عويلا
قَطَعَ الخَليطُ وِصَالَ حَبلِكَ منهُمُ،
وَلَقَدْ يَكُونُ بحَبْلِهِمْ مَوصُولا
و رعتُ ركبي بالدفينة ِ بعدَ ما
ناقلنَ منْ وسطْ الكراعِ نقيلا
منْ كلَّ يعلمهِ النجاءِ تكلفتْ
جوزَ الفلاة ِ تأوهاً وزميلا
إنّي تُذَكّرُني الزّبَيرَ حَمَامَة ٌ،
تدعو بمجمعِ نخلتينْ هديلا
قالَتْ قُرَيْشٍ: ما أذَلّ مُجاشِعاً
جَاراً وَأكْرَمَ ذا القَتِيلَ قَتِيلا
لوْ كانَ يعلمُ عذرَ آلُ مجاشعٍ
نَقَلَ الرّحَالَ، فأسْرَعَ التّحْوِيلا
يا لهفَ نَفْسي إذْ يَغُرّكَ حَبْلُهُمْ!
هلاَّ أتخذتَ على القيونِ كفيلاَ
أفبعدَ متركهمْ خليلَ محمدٍ
تَرجُو القُيُونُ مَعَ الرّسُولِ سَبيلا
وَلَّوْا ظُهُورَهُمُ الأسِنّة َ بَعْدَمَا
كانَ الزبيرُ مجاوراً ودخيلا
لَوْ كُنْتَ حُرّاً يا ابنَ قينِ مُجاشعٍ
شيعتَ ضيفكَ فرسخينَ وميلاَ
أفتى الندا وفتى َ الطعانِ غررتمُ
وَفَتى الشَّمَالِ، إذا تَهُبّ بَلِيلا
قتلَ الزبيرُ وأنتمُ جيرانُ
غياً لمن غرَّ الزبيرَ طويلا
لو كنتَ حينَ غررتَ بينَ بيوتنا
لَسَمِعتَ من صَوتِ الحَديدِ صَليلا
لحماكَ كلُّ مغاورٍ يومَ الوغى
وَلَكَانَ شِلْوُ عَدُوّكَ المأكُولا
العصر الإسلامي >> جرير >> أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
رقم القصيدة : 16541
-----------------------------------
أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
وَقد لاحَ من شَيبٍ عِذارٌ وَمِسحَلُ
ألاَ ليتَ أنَّ الظاعنينَ بذي الغضا
أقاموا وبعضَ الآخرينَ تحملوا
فَيَوْماً يُجارِينَ الهوَى ، غيرَ ما صِباً؛
و يوماً ترى َ منهنَّ غولاً تغولُ
ألا أيّها الوَادي الذي بَانَ أهْلُهُ،
فساكنُ مغناهمْ حمامٌ ودخل
فمنْ راقبَ الجوزاءَ أوْ باتَ ليلهُ
طويلاً فليلي بالمجازة ِ أطول
بَكَى دَوْبَلٌ، لا يَرْفأُ الله دَمَعَهُ،
ألا إنّمَا يَبكي منَ الذّلّ دَوْبَلُ
جزعتَ ابنَ ذاتِ الفلسِ لما تداركتْ(13/282)
منَ الحربِ أنيابٌ عليكَ وكلكل
فإنّكَ وَالجَحَافَ يَوْمَ تَحُضّهُ
أرَدْتَ بذاكِ المُكْثَ وَالوِرْدُ أعجلُ
سرى نحوكمْ ليلٌ كأنَّ نجومهُ
قَناديلُ، فيهِنّ الذُّبَالُ المُفَتَّلُ
فما انشقَّ ضوءُ الصبحِ حتى َّ تعرفوا
كراديسَ يهديهنَّ وردٌ مجلَّ
فقدْ قذفتْ منْ حربِ قيسِ نساؤكمْ
بأوْلادِها، مِنْها تَمَامٌ وَمُعْجَلُ
وَمَقْتُولَة ٌ صَبراً تَرَى عِندَ رِجلِها
بَقِيراً وَأُخْرَى ذاتُ بَعْلٍ تُولْوِلُ
وَقَدْ قَتَلَ الجَحّافُ أوْلادَ نِسْوَة ٍ،
يَسُوقُ ابنُ خَلاّسٍ بهنّ وَعَزْهَلُ
تقولُ لكَ الثكلى المصابُ حليلها
أبا مالِكٍ مَا في الظّعائِنِ مَغْزَلُ
حَضَضْتُ على القَوْمِ الذينَ تَرَكتَهم
تَعُلّ الرُّدَيْنِيّاتُ فيهِمْ وَتَنْهَلُ
عقابُ المنايا تستديرُ عليهمُ
و شعثُ النواصي لجمهنَّ تصلصل
بدجلة َ إنْ كروا فقيسٌ وراءهمْ
صفوفاً وإنْ رامو المخاضة َ أو حلوا
و ما زالتِ القتلى تمورُ دماؤها
بدجلة َ حتى ماءُ دجلة َ أشكلَ
فالاَّ تعلق منْ قريشٍ بذمة ٍ
فليسَ على أسْيافِ قَيسٍ مُعَوَّلُ
لَنا الفَضْلُ في الدّنيا وَأنْفُكَ رَاغمٌ،
و نحنُ لكمْ يومَ القيامة ِ أفضل
و قدْ شققتْ يومَ الرحوبِ سيوفنا
عواتقَ لمْ يثبتْ عليهنََّ محملُ
أجارَ بَنُو مَرْوَانَ مِنْهُمْ دِماءكُمْ،
فمنْ منْ بني مروانَ أعلاَ وأفضلُ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمِنْ عَهِدِ ذي عَهدٍ تَفيضُ مدامعي
أمِنْ عَهِدِ ذي عَهدٍ تَفيضُ مدامعي
رقم القصيدة : 16542
-----------------------------------
أمِنْ عَهِدِ ذي عَهدٍ تَفيضُ مدامعي
كأنّ قَذَى العَيْنَينِ من حَبّ فُلفُلِ
فإنْ يَرَ سَلمَى الجِنُّ يَستأنِسُوا بها،
و إنْ يرسلى َ راهبُ الطور ينزلِ
منَ البِيضِ لم تَظعنْ بَعيداً وَلمْ تَطأ
على الأرْضِ إلاّ نيرَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
إذا ما مشتْ لمْ تنتهزْ وتأودتْ
كَما انآدَ من خَيلٍ وَجٍ غيرُ مُنعلِ
كما مالَ فَضْلُ الجُلّ عن مَتنِ عائِذٍ(13/283)
أطافَتْ بمُهْرٍ في رِبَاطٍ مُطَوَّلِ
لها مثلُ لَوْنِ البَدْرِ في لَيلَة ِ الدُّجى
وَرِيحُ الخُزَامى في دِمَاثٍ مُسَهَّلِ
أإنْ سُبّ قَينٌ وَابنُ قَينٍ غضِبتُمُ،
أبَهْدَلَ، يا أفْنَاءَ سَعْدٍ لِبَهْدَلِ
أعياشُ قدْ ذاقَ القيونُ مرارتي
و أوقدتُ ناري فادنُ دونكَ فاصطلِ
سأذكرُ ما قالَ الحطيئة ُ جاركمْ
و أحدثُ وسماً فوقْ وسمِ المخبلِ
أعياشُ ما تغني قفيرة ُ بعدما
سقيتكَ سماً في مرارة ِ حنظلِ
أعياشُ قدْ آوتْ قفيرة ُ نسلها
إلى َ بيتِ لؤمٍ ما لهُ منْ محولِ
تُذَئّرُ أبْكَارَ اللّقَاحِ ولَمْ تَكُنْ
قفيرة ُ تدري ما جناهُ القرنفلِ
فانْ تدعوا للزبرقانِ فانكمْ
بَنُو بِنتِ قَينٍ ذي عَلاة ٍ وَمِرْجَلِ
فشُدّوا الحبَى للغَدْرِ إنّي مُشَمِّرٌ،
إذا ما عَلا مَتنَ المُفاضَة ِ مِحْمَلي
وَلا تَطْلُبَا، يا ابنَيْ قُفَيرَة َ، سابِقاً
يَدُقّ جِمَاحاً كلَّ فأسٍ وَمِسحَلِ
كما رامِ منا القينُ أيامَ صوأرٍ
فَلاقَى جِماحاً مِنْ حِمام مُعَجَّلِ
ضَغا القِرْدُ لمّا مَسّهُ الجَهدُ وَاشتَكى
بَنو القَينِ مِنّا حَدَّ نَابٍ وكَلْكَلِ
لَعَلّكَ تَرْجُو، يا ابنَ نافخِ كِيرِهِ،
قروماً شبا أنيابها لمْ يفللِ
أتَعْدِلُ يَرْبُوعاً وَأيّامَ خَيْلِهَا
بأيّامِ مَضْفُونِينَ في الحَرْبِ عُزّلِ
ألاَ تسألونَ المردفاتِ عشية ً
مَعَ القَوْمِ لا يَخبأنَ ساقاً لمُجتَلي
منِ المانعونَ السبيَ لا تمنعونهُ
وَأصْحابُ أعلالِ الرّئِيسِ المُكَبَّلِ
وَفي أيّ يَوْمٍ لَمْ تُسَلَّلْ سُيوفُنَا،
فنعلوا بها هامَ الجبابرِ منْ علِ
تبدلْ بهِ في رهطِ تسعة َ مثلهُ
أباً شرَّ ذي نعلينِ أوْ غيرِ منعلِ
فما لمتَ نفسي في حديثٍ وليتهُ
وَلا لُمتُ، فيما قَدّمَ النّاسُ، أوّلي
العصر الإسلامي >> جرير >> عوجي علينا واربعي ربة َ البغلِ
عوجي علينا واربعي ربة َ البغلِ
رقم القصيدة : 16543
-----------------------------------
عوجي علينا واربعي ربة َ البغلِ(13/284)
وَلا تَقْتُليني، لا يَحِلّ لكمْ قَتلي
أعاذلُ مهلاً بعضَ لومكَ في البطلِ
و عقلكَ لا يذهبْ فانَّ معي عقلي
فإنّكَ لا تُرْضِي، إذا كُنتَ عاتِباً،
خليلكَ إلاَّ بالمودة ِ والبذلِ
أحقا رأيتَ الظاعنينَ تحملوا
مِنَ الغِيلِ أوْ وَادي الوَرِيعة ذي الأثلِ
لَياليَ إذْ أهْلي وَأهْلُكِ جِيرَة ٌ،
و إذْ لا نخاف الصرمَ إلا على َ وصلِ
وَإذْ أنَا لا مَالٌ أُرِيدُ ابْتِيَاعَه
بمَالي وَلا أهْلٌ أبِيعُ بِهِمْ أهْلي
خليليَّ هيجا عبرة ً أوْ قفا بنا
على مَنْزِلٍ بَينَ النّقِيعَة ِ وَالحَبْلِ
فإنّي لَبَاقي الدّمعِ إنْ كُنْتُ بَاكِياً
على كُلّ دارٍ، حَلّها مَرّة ً أهْلي
تُرِيدِينَ أنْ نَرْضَى وَأنْتِ بَخِيلَة ٌ،
و منْ ذا الذي يرضي الأحباءَ بالبخلِ
لعمركِ لولاَ اليأسُ ما انقطعَ الهوى
وَلَوْلا الهَوَى ما حَنّ مِن وَالِهٍ قَبلي
سقى الرملَ جونٌ مستهلٌ ربابهُ
وَما ذاكَ إلاّ حُبُّ مَنْ حَلّ بالرّملِ
متى تَجمَعي مَناً كَثيراً، وَنَائِلاً
قليلاً تقطعْ منكِ باقية ِ الوصلِ
ألا تَبْتَغي حِلماً فتَنهَى عنِ الجَهلِ،
و تصرمُ جملاً راحة ً لكَ منْ جملِ
فلا تَعْجَبَا من سَوْرَة ِ الحُبّ وَانظُرَا
أبَا خَالِدٍ! لا تُشْمِتَنّ أعَادِياً
ألا ربَّ يومٍ قدْ شربتُ بمشربٍ
سقى الغيمَ لمْ يشربْ بهِ أحدٌ قبلي
وَهِزّة ِ أظْعَانٍ، كَأنّ حُمُولَها،
غداة َ استقلّتْ بالفَرُوق، ذُرَى النّخلِ
طَلَبْتُ وَرَيَعانُ الشّبابِ يَقُودُني،
و قد فتنَ عيني أو توارينَ بالهجلِ
فَلَمّا لحقْنَاهُنّ أبْدَينَ صَبْوَة ً،
و هنَّ يحاذرنَ الغيورَ منَ الأهلِ
على سَاعَة ٍ لَيْسَتَ بِساعَة ِ مَنظَرٍ،
رَمَينَ قُلُوبَ القَوْمِ بالحَدَقِ النُّجلِ
وَما زِلْنَ حتى كادَ يَفْطِنُ كاشِحٌ
يزيدُ علينا في الحديثِ الذي يبلي
فلمْ أرَ يوماً مثلَ يومٍ بذي الغضا
أصَبْنَا بهِ صَيْداً غَزِيراً على رِجْلِ
ألذَّ وأشفى للفؤادِ منَ الجوى
و أغيظَ للواشينَ منهُ ذوي المحلِ(13/285)
وَهاجِدِ مَوْماة ٍ بَعَثْتُ إلى السُّرَى ،
و للنومُ أحلى َ عندهُ منْ جنى َ النحلِ
يكونُ نُزُولُ الرَّكْبِ فِيها كَلا وَلا،
غِشاشاً، وَلا يدنُونَ رَحْلاً إلى رَحلِ
ليَوْمٍ أتَتْ دُونَ الظِّلالِ سَمُومُهُ،
وَظَلّ المَها صُوراً جَماجمُها تَغلي
تمنَّى رِجالٌ مِنْ تَميمٍ ليَ الّردَى ،
و ما ذادَ عنْ أحسابهمْ ذائدٌ مثلي
كَأنّهُمُ لا يَعْلَمُونَ مَوَاطِني،
و قدْ علموا أنيَّ أنا السابقُ المبلي
فَلَوْ شاء قَوْمي كانَ حِلمي فِيهُمْ،
و كانَ على َ جهالِ أعدائهمْ جهلي
لَعَمْرِي لَقَدْ أخزَى البَعيثُ مجَاشِعاً،
وَقالَ ذَوُو أحسابهِمْ: ساء ما يُبْلي
لعمري لئنْ كانَ القيونُ تواكلوا
نوارَ لقدْ أبتْ نوارُ إلى َ بعلِ
ليَ الفضلُ في أفناءِ عمروٍ ومالك
وَما زِلتُ مُذْ جارَيْتُ أجرِي على مهلِ
و ترهبُ يربوعٌ ورائي بالقنا
و ذاكَ مقامٌ ليسَ يزري بهِ فعلي
لَنِعْمَ حُمَاة ُ الحَيّ يُخشَى وَرَاءهُم
قَدِيماً وَجِيرَانُ المَخَافَة ِ وَالأزْلِ
لَقَدْ قَوْسَتْ أمُّ البَعيثِ، وَلم تَزَلْ
تزاحمُ علجاً ثادرينْ على كفلِ
تَرَى العَبَسَ الحَوَليّ جَوْناً بكُوعِها
لها مَسَكاً في غَيرِ عاجٍ وَلا ذَبْلِ
لَياليَ تَنْتَابُ النِّبَاجَ، وَتَبْتَغي
مَرَاعِيهَا بِينَ الجَداوِلِ وَالنّخْلِ
وَهَلْ أنْتَ إلاّ نَخْبَة ٌ من مُجاشعٍ
تُرَى لحَية ٌ في غيرِ دِينٍ وَلا عَقْلِ
بني مالكٍ لا صدقَ عندَ مجاشعٍ
و لكنَّ حظاً منْ فياشٍ على َ دخلِ
و قدْ زعموا أنَّ الفرزدقَ حية ٌ
و ما قتلَ الحياتِ منْ أحدٍ قبلي
و ما مارستْ منْ ذي ذبابٍ شكيمتي
فيفلتَ فوتَ الموتِ إلاَّ على َ خبل
و لما ارتقى القينُ العراقيُّ باستهِ
فَرَغْتُ إلى القَينِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ
رَأيْتُكَ لا تَحْمي عِقالاً وَلمْ تُرِدْ
قتالاً فما لاقيتَ شرٌّ منَ القتلْ
وَلَوْ كُنتَ ذا رَأيٍ لمَا لُمتَ عَاصِماً،
وَما كانَ كُفؤاً ما لَقيتَ منَ الفَضْلِ
و لما دعوتَ العنبريَّ ببلدة ٍ(13/286)
إلى غَيرِ ماء لا قَرِيبٍ، وَلا أهْلِ
ضللتَ ضلالَ السامريَّ وقومهِ
دَعَاهُمْ فظَلّوا عاكِفِين على عِجلِ
فلما رأى أنَّ العنبريَّ كأنما
تَرَى بنَسِيء العَنبَرِيّ جَنَى النّحلِ
فأوردكَ الأعدادَ والماءُ نازحٌ
دَليلُ امرِىء ٍ أعطَى المَقادة َ بالدَّحلِ
ألمْ ترَ أني لا تبلُّ رميتي
فمنْ أرمِ لا تخطئْ مقاتلهُ نبلى
فَباتَتْ نَوَارُ القَينِ رِخْواً حِقابُها
تُنازِعُ ساقي ساقِها حَلَقَ الحِجْلِ
تقبحُ ريحَ القينِ لما تناولتْ
مِقَذَّ هِجَانٍ إذْ تُساوِفُهُ فَحْلِ
فأقسمتُ مالاقيتِ قبلي منَ الهوى َ
و أقسمتُ ما لاقيتِ منْ ذكرٍ مثلي
يودونَ لوْ زلتْ بمهلكة ٍ نعلي
العصر الإسلامي >> جرير >> تَلْقَى السّليطيَّ وَالأبطالُ قَد كُلِموا
تَلْقَى السّليطيَّ وَالأبطالُ قَد كُلِموا
رقم القصيدة : 16544
-----------------------------------
تَلْقَى السّليطيَّ وَالأبطالُ قَد كُلِموا
وَسْطَ الرّجالِ بَطِيناً وَهْوَ مَفلولُ
لمْ يرْكَبُوا الخَيلَ إلاّ بَعْدَما هرِموا
فَهُمْ ثِقالٌ عَلى أكْتَافِها مِيلُ
العصر الإسلامي >> جرير >> لمنِ الديارُ رسومهنَّ خوالي
لمنِ الديارُ رسومهنَّ خوالي
رقم القصيدة : 16545
-----------------------------------
لمنِ الديارُ رسومهنَّ خوالي
أقفرنَ بعدَ تأنسٍ وحلالِ
عَفّى المَنَازِلَ، بَعْدَ مَنزِلِنا بها،
مَطرٌ وَعاصِفُ نَيْرَجٍ مِجْفَالِ
عادتْ تقاى َ على هوايَ وَ ربما
حنتَ إذا ظعنَ الخليطُ جمالي
وَلَقَدْ أرَى المْتَجاوِرِينَ تَزَايلُوا
مِنْ غَيرِ ما تِرَة ٍ، وَغَيرِ تَقَالي
إنّي، إذا بَسَطَ الرّمَاة ُ لِغَلْوِهِمْ
عندَ الحفاظِ غلوتُ كلَّ مغالي
رفعَ المطيُّ بما وسمتُ مجاشعاً
و الزنبريُّ يعومُ ذو الأجلالِ
في ليلتينِ إذا حدوتُ قصيدة ً
بَلَغَتْ عُمَانَ وَطَيّءَ الأجْبَالِ
هذا تقدمنا وزجرى مالكاً
لا يردينكَ حينُ قينكَ مالِ
لمّا رَأوْا جَمَّ العَذابِ يُصِيبُهُمْ،(13/287)
صارَ القيونُ كساقة ِ الأفيالِ
يَا قُرْطُ! إنّكُمُ قَرِينَة ُ خِزْيَة ٍ،
وَاللؤمُ مَعْتَقِلٌ قُيُونَ عِقَالِ
أمْسَى الفَرَزْدَقُ للبَعيثِ جَنِيبَة ً،
كابنِ اللبونِ قرينة َ المشتالِ
أرْداكَ حَيْنُكَ يا فَرَزْدَقُ مُحْلِباً،
ما زَادَ قَوْمَكَ ذاك غَيرَ خَبَالِ
و لقدْ وسمتُ مجاشعاً بأنوفها
وَلَقَدْ كَفَيتُكَ مِدحة َ ابنِ جِعالِ
فانفخ بكيركَ يا فرزدقُ إنني
في بَاذِخٍ لِمَحَلّ بَيْتِكَ عَالي
لمّا وَلِيتَ لِثَغْرِ قَوْمي مَشْهَداً،
آثرتُ ذاكَ على بني ومالي
إني ندبتُ فوارسي وَ فعالهمْ
و ندبتَ شرَّ فوارسٍ وفعالِ
نحنُ الولاة ُ لكلَّ حربٍ تتقي
إذْ أنتَ محتضرٌ لكيركَ صالي
مَنْ مِثلُ فارِسِ ذي الخِمارِ وَقَعْنبٍ
و الحنتفينِ لليلة ِ البلبالِ
و الردفِ إذْ ملكَ الملوكَ ومنْ لهُ
عِظمُ الدّسائِعِ كُلّ يَوْمِ فِضَالِ
الذّائِدونَ، إذا النّساءُ تُبُذّلتْ،
شهباءَ ذاتَ قوانسٍ ورعال
قَوْمٌ هُمُ غَمّوا أبَاكَ، وَفِيهِمُ
و حسبٌ يفوتُ بني قفيرة َ عالي
إنّي لَتَسْتَلِبُ المُلُوكَ فَوَارِسِي،
و ينازلونَ إذا يقالُ نزالِ
منْ كلَّ أبيضَ يستضاءُ بوجههِ
نظرَ الحجيجِ إلى خروجِ هلالِ
تمضي أسنتنا وتعلمُ مالكٌ
أنْ قدْ منعتُ حزونتي ورمالي
فاسألُ بذي نجبٍ فوارسَ عامرٍ
وَاسألْ عُيَيْنَة َ يَوْمَ جزْعِ ظِلالِ
يا ربَّ معضلة ٍ دفعنا بعدما
عيَّ القيونُ بحيلة ِ المحتالِ
إنَّ الجيادَ يبتنَ حولَ قبابنا
منْ آلِ أعوجَ أوْ لذي العقالِ
منْ كلَّ مشترفٍ وَ إنْ بعدَ المدى
ضَرِمِ الرَّقاقِ مُنَاقِلِ الأجْرَالِ
مُتَقَاذِفٍ تَلِعٍ، كَأنّ عِنَانَهُ
عَلِقٌ بِأجْرَدَ مِنْ جُذُوعِ أوَالِ
صَافي الأدِيمِ إذا وَضَعْتَ جِلالَهُ،
ضَافي السَّبيبِ، يَبيتُ غيرَ مُذالِ
و المقرباتُ نقودهنَّ على َ الوجى
بَحْثَ السّبَاعِ مَدَامعَ الأوْشَالِ
تلكَ المكارمُ يا فرزدقُ فاعترفْ
لا سَوْقُ بكْرِكَ يَوْمَ جوْفِ أُبَالِ(13/288)
أبَني قُفَيرَة َ مَنْ يُوَرِّعُ وِرْدَنَا،
أمْ مَنْ يَقُودُ لشِدّة ِ الأحْمَالِ
أحسبتَ يومكَ بالوقيطِ كيومنا
يومَ الغبيطِ بقلة ِ الأدحال
لا يَخْفَيَنّ عَلَيْكَ أنّ مجاشِعاً
شَبَهُ الرّجَالِ وَمَا همُ بِرِجَالِ
أمّا سِبَابي، فَالعَذابُ عَلَيْهِمُ،
و الموتُ للنخباتِ عندَ قتالي
كالنِّيبِ خَرّمَها الغَمَائِمُ، بَعدَما
ثَلّطْنَ عَنْ حُرُضٍ بجَوْفِ أُثَالِ
جُوفٌ مَجَارِفُ للخَزِيرِ، وَقد أوَى
سلبُ الزبيرِ إلى َ بني الذيالِ
لاقَيْتَ أعْيَنَ وَالزُّبَيرَ وَجِعْثِناً،
أعْدالَ مُخْزِيَة ٍ عَلَيْكَ ثِقَالِ
و دعا الزبيرُ مجاشعاً فترمزتْ
لِلْغَدْرِ ألأمُ آنُفٍ وَسِبَالِ
يا لَيتَ جارَكُمُ الزّبَيرَ وَضَيْفَكُمْ
إيّايَ لَبّسَ حَبْلَهُ بِحِبَالي
أللهُ يعلمُ لوْ تناولَ ذمة ً
منا لجزعَ في النحورِ عوالي
و تقولُ جعثنُ إذَ رأتكَ منقباً
قُبّحْتَ مِنْ أسَدِ أبي أشْبَالِ
لا قَى الفَرَزْدَقُ ضَيعَة ً لمْ يُغْنِهَا؛
إنَّ الفرزدقَ عنكِ في أشغالِ
ما بَالُ أُمّكَ إذْ تَسَرْبَلُ دِرْعَها،
و منَ الحديدِ مفاضة ٌ سربالي
حَمّمْتَ وَجهَكَ فَوْقَ كِيرِكَ قائماً
وَسَقَيْتَ أُمَّكَ فَضْلَة َ الجِرْيَالِ
شابتْ قفيرة ُ وَ هيَ فائرة ُ النسا
في الشَّوْلِ بَوَّ أصِرّة ٍ وَفِصَالِ
قَبَحَ الإلَهُ بَني خَضَاف وَنِسْوَة ً
كُوزاً عَلى حَنَقٍ وَرَهْطَ بِلالِ
وَلَدَ الفَرَزْدَقَ وَالصّعاصِعَ كُلَّهُمْ
عِلَجٌ كَأنّ وُجُوهَهُنّ مَقَالي
يا ضَبّ قَدّ فَرِغتْ يَميني فَاعْلَموا
طُلُقاً وَما شَغَلَ القُيُونُ شِمَالي
يا ضَبّ! إني قَدْ طَبَخْتُ مُجاشِعاً
طبخا يزيلُ مجامعَ الأوصالِ
يا ضَبّ! لَوْلا حَيْنُكمْ ما كُنْتُمُ
عرضاً لنبلي حينَ جدَّ نضالي
يا ضَبّ! إنّكُمُ البِكَارُ، وَإنّني
متخمطٌ قطمٌ يخافُ صيالي
يا ضَبّ عَلّي أنْ تُصِيبَ مَوَاسِمي
تبعٌ إذا عدَّ الصميمُ موالي
يا ضَبّ! إنّكُمُ لسَعْدٍ حِشْوَة ٌ،(13/289)
مِثْلُ البِكَارِ ضَمّمْتَها الأغْفَالِ
يا ضَبّ! إنّ هَوَى القُيُونِ أضَلّكمْ
كَضَلالِ شِيعَة ِ أعْوَرَ الدّجّالِ
فاتفخْ بكيركَ يا فرزدقُ وانتظرْ
في كَرْنَبَاءَ، هَدِيّة َ القُفّالِ
فَضَحَ الكَتيبَة َ يَوْمَ يَضْرِطُ قائِماً،
سلحُ النعامة َ شبة ُ بنُ عقالِ
ما السِّيدُ حِينَ نَدَبْتَ خالَكَ منهُمُ
كَبَني الأشَدّ، وَلا بَني النّزَالِ
خالي الذي اعتسرَ الهذيلَ وخيلهُ
في ضيقِ معتركٍ لها ومجالِ
جئني بخالكَ يا فرزدقُ واعلمنّ
أنْ لَيسَ خالُكَ بَالِغاً أخْوَالي
العصر الإسلامي >> جرير >> وَدِّعْ أُمَامَة َ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ،
وَدِّعْ أُمَامَة َ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ،
رقم القصيدة : 16546
-----------------------------------
وَدِّعْ أُمَامَة َ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ،
إنَّ الوداعَ إلى َ الحبيبِ قليلِ
تلكَ القلوبُ صوادياً تيمنها
وَأرَى الشِّفَاء وَمَا إلَيْهِ سَبِيلُ
أعْذَرْتُ في طَلَبِ النّوَالِ إلَيْكُمُ
لَوْ كَانَ مَنْ مَلَكَ النّوَالَ يُنِيلُ
إنْ كانَ طَبَّكُمُ الدَّلالُ، فإنّهُ
حَسَنٌ دَلالُكِ، يا أُمَيمَ، جَميلُ
قالَ العَوَاذِلُ: قَد جَهِلتَ بحُبّهَا؛
بلْ منْ يلومُ على هواكَ جهولُ
كنقا الكشيبِ تهيلتْ أعطافهُ
وَالرّيحُ تَجْبُرُ مَتْنَهُ، وَتُهِيلُ
أمّا الفُؤادُ فَلَيسَ يَنْسَى ذِكْرَكُمْ
ما دامَ يهتفُ في الأراكِ هذيلُ
بقيتْ طلولكِ يا أميمَ على الليَ
لا مثلَ ما بقيتْ عليهِ طلولُ
نسجَ الجنوبُ معَ الشمالِ رسومها
وَصَباً مُزَمْزِمَة ُ الرَّبَابِ عَجُولُ
أيقيمُ أهلكَ بالستارِ وأصعدتْ
بينَ الوريقة ِ والمقادِ حمولُ
ما كانَ مثلكَ يستخفُ لنظرة ٍ
يَوْمَ المَطِيّ بِغُرْبَة ٍ مَرْحُولُ
لا يَبْعُدَنْ أنَسٌ تَغَيَّرَ بَعْدَهُمْ
طَلَلٌ، بِبُرْقَة ِ رَامَتَينِ، مُحِيلُ
وَلَقَدْ تَكُونُ إذا تَحُلّ بِغِبطَة ٍ،
أيّامَ أهْلُكَ، بالدّيَارِ، حلُولُ
وَلَقَدْ تُساعِفُنا الدّيَارُ، وَعَيْشُنا،(13/290)
لوْ دامَ ذاكِ بما نحبُّ ظليلُ
فسقي دياركِ حيثُ كنتِ مجلجلٌ
هِزِجٌ وَمِنْ غُرّ الغَمَامِ هَطُولُ
وَكَأنّ لَيْلي، من تَذكّرِيَ الهوَى ،
ليلٌ بأطولِ ليلة ٍ موصولُ
أينامُ ليلكَ يا أميمَ وَ لمْ ينمْ
ليلُ المطيَّ وسيرهنَّ ذميلُ
يكفيكَ إذْ سرتِ الهمومُ فلمْ تنمْ
قلصٌ لواقحُ كالقسيَّ وحولُ
نُجُبٌ مِنَ السّرّ العَتِيقِ، نَمَى بهَا
فَوْقَ النّجائِبِ شَدْقَمٌ وَجَدِيلُ
عَزّتْ كَوَاهِلُها العَرَائِكَ، بَعدَما
لحقَ الثميلُ فما لهنَّ ثميلُ
مثلُ القناسحجَ الثقافُ متونهُ
تَنْجُو إذا عَلَمُ الفَلاة ِ رَأيْتَهُ
في الآلِ يقصرُ مرة ً ويطولُ
و غذا تقاصرتِ الظلالُ تشنعتْ
وَخْدَ النعامِ وَفي النُّسُوعِ فُضُولُ
مِنْ كلّ صَادِقَة ِ النِّجادِ كَأنّهَا
قرواءُ رافعة ُ الشراعِ جفول
كمْ قدْ قطعنَ اليكَ منْ متماحلٍ
جذبِ المعرج ما بهِ تعليل
نَائي المَنَاهِلِ، طَامِسٍ أعْلامُهُ،
مَيْتِ الشّخوصِ به يكادُ يَحُولُ
أللهُ طوقكَ الخلافة َ والهدى
والله لَيْسَ لِمَا قَضَى تَبْديلُ
إنّ الخِلافَة َ بِالذي أبْلَيْتُمُ
فِيكُمْ، فَلَيْسَ لمَلْكِها تَحْويلُ
يعاو النجَّ إذا النجى أضجهمْ
أمرٌ تضيقُ بهِ الصدورُ جليل
وَليَ الخلافة َ وَ الكرامة َ أهلها
فَالمُلْكُ أفْيَحُ، وَالعَطَاءُ جَزيلُ
فعليكَ جزية ُ معشرٍ لمْ يشهدوا
للهِ إنَّ محمداً لرسولُ
تبعو الضلالة َُ ناكبينَ عنِ الهدى
وَالتّغْلبيُّ عَمي الفُؤادِ ضَلُولُ
يقضي الكتابُ على َ الصليبِ وتغلبٍ
وَلِكُلّ مُنْزَلِ آيَة ٍ تَأوِيلُ
إنّ الخِلافَة َ وَالنّبُوّة َ وَالهُدَى
رغمٌ لتغلبِ في الحياة ِ طويلُ
فَارَقْتُمُ سبُلَ النّبُوّة ِ، فاخْضَعوا
بِجِزَا الخَليفَة ِ، وَالذّلِيلُ ذَلِيلُ
منعَ الأخيطلُ أنْ يسامى قرمناً
شَرَفٌ أجَبُّ وَغارِبٌ مَجْزُولُ
قَرْماً لزَيْدِ مَنَاة َ أزْهَرَ، مُصْعِباً،
فتَصُولُ زِيْدُ مَناة َ، حينَ يَصُولُ
منا فوارسُ لنْ تجيءَ بمثلهمْ(13/291)
وَبِنَاءُ مَكْرُمَة ٍ أشَمُّ، طَوِيلُ
فإذا ذَكَرْتَ من الهُذَيلِ وَقد شَتَا
فينا الهذيلُ وَ في شواهُ كبولُ
جَرّ الخَليفَة ُ بِالجُنُودِ، وَأنْتُمُ،
بينَ الساوطحِ وَ الفرات فلول
وَ لقدْ شفتني خيلُ قيسٍ منكمُ
فِيها الهُذَيْلُ، وَمَالِكٌ، وَعَقِيلُ
فإذا رُمِيتَ بحَرْبِ قَيسٍ لمْ يَزَلْ
أبْداً، لخَيْلِهِمْ، عَلَيكَ دَليلُ
نِعْمَ الحُماة ُ إذا الصّفائِحُ جُرّدَتْ
للبيضِ تحتَ ظباتهنَّ صليلُ
لوْ أنَّ جمهمُ غداة َ مخاشنٍ
يرمى َ بهِ حضنٌ لكادَ يزولُ
لولاَ الخليفة ُ يا أخيطلُ ما نجا
أيّامَ دِجْلَة َ، شِلْوكَ المَأكُولُ
قيسٌ تزيدُ على َ ربيعة َ في الحصى
وَ جبالُ خندفَ بعدَ ذاكَ فضولُ
كَذَتَ الأخَيْطِلُ ما لنِسْوَة ِ تَغلِبٍ
حَامي الذِّمارِ، وما يَغَارُ حَلِيلُ
ترَكَ الفَوَارِسُ مِنْ سُلَيْمٍ نِسوَة ً
عجلاً لهنَّ على َ الرحوبِ عويلُ
إذْ ظلَّ يحسبُ كلَّ شخصٍ فارسنا
وَ يرى نعامة َ ظلهِ فيحولُ
رَقَصَتْ، بعاجَنة ِ الرَّحوبِ، نساؤكمْ
رَقْصَ الرِّئَالِ، وَما لهُنّ ذيُولُ
أينَ الأرقمُ إذْ تجرُّ نساؤهمْ
يَوْمَ الرَّحُوبِ مُحَارِبٌ وَسَلولُ
فَسِخَ العَباءُ، وَرِيحُ نِسوَة ِ تَغْلِبٍ
عَدَسٌ يُقَرْقِر في البُطونِ وَفُولُ
وَ إذا تداركَ رأسُ أشهبَ شارفٍ
في الحَاوِياتِ، وَحِمّصٌ مَبلُولُ
نَادَتْ بِيَالِ مُحَارِبٍ، وَيَكُفّهَا
عرضٌ كأنَّ نطاقهُ محلولْ
أبناؤهنَّ أقلُّ قومٍ حرمة ً
عندَ الشرابِ وَ ما لهنَّ عقولُ
سَفِهَ الأخَيطِلُ إذْ يَقي بعَجُوزِهِ
كِيرَ القُيونِ، كَأنّهُ مِنْدِيلُ
قدْ كانَ في جيفِ بدجلة َ حرقتْ
أوْ في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ
وَكَأنّ عَافِيَة َ النُّسُورِ عَلَيهِمُ
حجٌّ بأسفلِ ذي المجازِ نزول
أهلكتَ قومكَ إذْ حضضتَ عليهمُ
ثمَّ انتهيتَ وَ في العدوَّ ذحولُ
قُبّحْتَ مَوْتُوراً وَطالِبَ دِمْنَة ٍ،
بالحَضْرِ، تَشْرَبُ تَارَة ً وَتَبُولُ
قلْ للأخيطلِ لا عجوزكَ أنجبتْ(13/292)
في الوالداتِ وَ لا أبوكَ فحيلُ
قَصُرَتْ يَداكَ عَنِ الفَعَالِ وَطالمَا
غَالَتْ أبَاكَ، عنِ المكارِمِ، غُولُ
تفدُ الوفودُ وَ تغلبٍ منفية ٌ
خَلْفَ الزّوَامِلِ، وَالعَوَاتِقُ مِيلُ
يدعى إذا نزلوا ليأخذَ زادهُ
وَ يقالُ إنكَ للضياعِ مخيلُ
فاجمعْ أشظتها إلى َ أقتابها
وَاخْرُجْ فَما لكَ في الرِّحالِ مَقِيلُ
مِنْ كلّ أشْمَطَ لا يَني مُستَأجَراً،
مَا شَمّ، تَوّدِيَة َ الصّرَارِ، فَصِيلُ
حظُّ الأخيطلِ منْ تلمسهِ الرشا
في الرّأسِ، لامِعَة ُ الفَرَاشِ، دَحولُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألَمْ تَرَ أنّ الجَهْلَ أقْصَرَ باطِلُهْ،
ألَمْ تَرَ أنّ الجَهْلَ أقْصَرَ باطِلُهْ،
رقم القصيدة : 16547
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ أنّ الجَهْلَ أقْصَرَ باطِلُهْ،
وَ أمسى عماءً قدْ تجلتْ مخايلهُ
وَ كانَ محلكَ منْ وائلٍ
محلَّ القرادِ من أستِ الجملْ
أجنُّ الهوى أمْ طائر البينِ شفني
بحمدِ الصفا تنعابه وَ محاجله
لَعَلّكَ مَحْزُونٌ لِعِرْفَانِ مَنْزِلٍ،
مُحِيلٍ بِوَادي القَرْيَتَينِ مَنَازِلُهْ
فإنّي، وَلَوْ لامَ العَوَاذِلُ، مُولَعٌ
بحُبّ الغَضَا من حُبّ مَن لا يُزَايِلُهْ
وَ ذا مرخٍ أحببتُ منْ حبَّ أهلهِ
وَحَيثُ انتَهَتْ في الرّوْضَتَينِ مسايلُهْ
أتَنْسَى لطُولِ العَهْدِ أمْ أنتَ ذاكِرٌ
خليلكَ ذا الوصلِ الكريمَ شمائلهْ
لحبَّ بنارٍ أوقدتْ بينَ محلبٍ
وَفَرْدَة َ لَوْ يَدنو من الحَبلِ وَاصِلُهُ
وَ قدْ كانَ أحياناً بي الشوقُ مولعاً
إذا الطرفُ الظعانُ ردتْ حمائلهِ
فلَمّا التَقَى الحَيّانِ أُلقِيَتِ العَصَا،
وَ ماتَ الهوى لما أصيبتْ مقاتلهِ
لَقَدْ طالَ كِتْماني أُمامَة َ حُبَّها،
فهذا أوانُ الحبَّ تبدو شواكله
إذا حُلّيَتْ فَالحَلْيُ مِنْهَا بمَعْقِدٍ
مليحٍ وَ إلاَّ لمْ تشنها معاطله
وَقالَ اللّوَاتي كُنّ فِيهَا يَلُمْنَني:
لعلَّ الهوى يومَ المغيزلِ قاتله
وَ قلنَ تروحْ لا تكنْ لكَ ضيعة ً(13/293)
وَقَلبَكَ لا تَشْغلْ وَهُنّ شَوَاغِلُهْ
وَ يومٍ كأبهامِ القطاة ِ مزينٍ
إليّ صِبَاهُ، غالِبٍ ليَ باطِلُهْ
لهوتُ بدنيٍ عليهِ سموطهُ
وَإنْسٌ مَجاليهِ، وَأنْسٌ شَمائِلُهْ
فما مغزلٌ أدماءُ تحنو لشادنٍ
كطوقِ الفتاة ِ لمْ تشددْ مفاصله
بأحْسَنَ مِنْها يَوْمَ قالَتْ: أناظِرٌ
إلى اللّيلِ بَعضَ النَّيل أم أنتَ عاجلُهْ
فلوْ كانَ هذا الحبُّ حباً سلوتهُ
وَ لكنهُ داءٌ تعودُ عقابلهْ
وَ لمْ أنسَ يوماً بالعقيقِ تخايلتْ
ضحاهُ وَ طابتْ بالعشيَّ أصائلهْ
رزقنا بهِ الصيدَ الغزيرَ وَ لمْ أكنْ
كمنْ نبلهُ محرومة ٌ وحبائلهْ
ثواني أجيادٍ يودعنَ منْ صحا
وَمَنُ بَثُّهُ عَن حاجة ِ اللّهوِ شاغلُهْ
فأيهاتَ أيهاتَ العقيقُ وَ منْ بهِ
وَأيْهَاتَ وَصلٌ بالعَقيقِ تُوَاصِلُهْ
لنا حاجة ٌ فانظرْ وراءكَ هلْ ترى
برَوْضِ القَطا الحَيَّ المُرَوَّحَ جَامِلْهُ
رِعانُ أجاً مِثلُ الفَوَالِجِ دُونَهُمْ،
وَرَمْلٌ حَبَتْ أنْقَاؤه وَخَمَائِلُهْ
رددنا لشعثاءَ الرسولَ وَ لا ارى
كَيَوْمِئذٍ شَيْئاً، تُرَدّ رَسَائِلُهْ
فلوْ كنتَ عندي يومَ قوٍ عذرتني
بِيَوْمٍ زَهَتْني جِنُّهُ وَأخابِلُهْ
يَقُلْنَ إذا ما حَلّ دَينُكَ عِنْدَنَا،
وَ خيرُ الذي يقضي منَ الدينِ عاجلهْ
لكَ الخيرُ لا تفضيكَ إلاَّ نسيئة ً
من الدَّينِ أوْ عَرْضاً فهلْ أنتَ قابلُهْ
أمِنْ ذِكْرِ لَيلى وَالرّسُومِ التي خلَتْ
بنَعْفِ المُنَقّى رَاجَعَ القَلبَ خابلُهْ
عَشِيّة َ بِعْنا الحِلْمَ بالجَهلِ وَانتحتْ
بِنا أرْيَحيّاتُ الصِّبا، وَمَجاهِلُهْ
وَ ذلكَ يومٌ خيرهُ دونَ شرهِ
تغيبَ واشيارِ وَ أقصرَ عاذلهْ
وَخَرْقٍ مَنَ المَوْماة ِ أزْوَرَ لا تُرَى
مِنَ البُعدِ إلاّ بَعدَ خَمسٍ مَناهلُهْ
قطعتُ بشجعاءِ الفؤادِ نجيبة ٍ
مروحِ إذا ما النسعُ غرزَ فاصله
وَقَد قَلّصَتْ عَن مَنزِلٍ غادَرَتْ بِه
منَ الليلِ جوناً لمْ تفرجْ غياطلهْ
وَ أجلادَ مضعوفٍ كأنَّ عظامهُ(13/294)
عروقُ الرخامى َ لمْ تشددْ مفاصلهُ
وَيدْمَى أظَلاّها على كُلّ حَرّة ٍ،
إذا استعرضتْ منها حريزاً تناقلهُ
أنَخْنَا فَسَبّحْنا، وَنَوّرَتِ السُّرَى
بأعرافِ وردِ اللونِ بلقٍ شوا كلهُ
وَأنْصِبُ وَجْهي للسُّمُومِ، وَدونَها
شماطيطُ عرضيّ تطيرُ رعابلهِ
لَنَا إبِلٌ لمْ تَستَجِرْ غَيرَ قَوْمِها،
وَ غيرَ القنا صماً تهزُّ عواملهْ
رَعَتْ مَنبتَ الضَّمرانِ من سَبَلِ المِعى
إلى صُلْبِ أعيارٍ، تُرِنّ مَساحِلُهْ
سقتها الثريا ديمة ً وَ استقتْ بها
غروبَ سماكيٍ تهللَ وابلهْ
تَرَى لِحَبِيّيْهِ ربَاباً كَأنّهُ
غَوَادي نَعَامٍ يَنفُضُ الزِّفَّ جافلُهْ
ترَاعي مَطافِيلَ المَهَا، وَيَرُوعُهَا
ذبابُ الندى تغريدهُ وصواهلهُ
إذا حاوَلَ النّاسُ الشّؤونَ وَحاذَرُوا
زلازلَ أمرٍ لمْ ترعها زلازلهْ
يُبيحُ لهَا عَمْروٌ وَحَنْظَلَة ُ الحِمَى ،
وَيَدفَعُ رُكنُ الفِزْرِ عنها وكاهِلُهْ
بني مالكٍ منْ كانَ للحيَّ معقلاً
إذا نَظَرَ المَكْرُوبُ أينَ مَعاقِلُهْ
بذي نجبٍ ذدنا وَ واكلَ مالكٌ
أخاً لمْ يَكُنْ عِندَ الطِّعَانِ يُوَاكِلُهْ
نفس=شُّ بنوُ جوخى الخنزيرَ وخيلنا
تُشَظّي قِلالِ الحَزْنِ يَوْمَ تُناقِلُهْ
أقمنا بما بينَ الشربة َّ وَ الملا
تُغَنّي ابنَ ذي الجَدّينِ فينا سَلاسلُهْ
وَنحنُ صَبَحْنَا المَوْتَ بِشراً وَرَهْطَهُ
صُرَاحاً وَجادَ ابنيْ هُجَيمة َ وَابِلُهْ
ألاَ تسألونَ الناسَ منْ ينهلُ القنا
وَ منْ يمنعُ الثغرَ المخوفَ تلاتلهْ
لنا كلُّ مشبوبٍ يروى بكفهِ
جَنَاحا سِنَانٍ دَيْلَميٍّ وَعَامِلُهْ
يُقَلَّصُ بالفَضْلَينِ: فَضْلِ مُفاضَة ٍ،
و فضلِ نجادٍ لمْ تقطعْ حمائله
وَ عمى رئيسُ الدهمِ يومَ قرارقرٍ
فكانَ لَنَا مِرْبَاعُهُ وَنَوَافِلُهْ
وكان لنا خَرْجٌ مُقيمٌ عليهمُ،
وَ أسلابُ جبارِ الملوكِ وَ جاملهْ
أتَهْجُونَ يَرْبُوعاً، وَأترُكُ دارِماً،
تهدمَ أعلى جفركمْ وَ أسافله
ودهم كجنحِ الليلِ زرنا به العدى(13/295)
لهُ عثيرٌ مما تثيرُ قنابلهْ
غذا سوموا لمْ تمنعَ الأرضُ منهمُ
حَرِيداً ولمْ تَمنَعْ حَرِيزاً مَعاقِلُهْ
نحوطُ الحمى والخيلُ عادية ٌ بنا
كما ضَرَبَتْ في يَوْمِ طَلٍّ أجادِلُهْ
أغَرّكَ أنْ قيلَ الفَرَزْدَقُ مَرّة ً؛
وَذو السنّ يُخصَى بعدما شقّ بازِلهْ
فإنّكَ قَدْ جاريت لا مُتَكَلِّفاً،
و لا شنجاً يومَ الرهانِ أباجله
أنا البدرُ يعشى طرفَ عينيكَ فالتمسْ
بكفيكَ يا بنَ القينِ هلْ أنتَ نائلهْ
لَبِسْتُ أداتي، والفَرَزْدَقُ لُعْبَة ٌ،
عليهْ وشاحا كرجٍ وَ جلاجلهُ
أعِدّوا مَعَ الحَلْيِ المَلابَ، فإنّمَا
جَريرٌ لَكُمْ بَعْلٌ وَأنتُمْ حَلائِلُهْ
وَأعْطوا كِما أعطَتْ عَوَانٌ حَلِيلَها،
أنا الدهرُ يفنني الموتَ والدهرُ خالدٌ
فجِئْني بِمثْلِ الدهْرِ شَيئاً يُطاوِلُهْ
أمِنْ سَفَهِ الأحلامِ جاؤوا بقِرْدِهم
إلى َّ وَ ما قردٌ لقرمٍ يصاوله
تَغَمّدَهُ آذِيُّ بَحْرٍ، فغَمَّهُ،
وَألقاهُ في الحوتِ فالحوتُ آكِلهْ
فإنْ كُنْتَ يا ابنَ القَينِ رَائِمَ عِزِّنَا
فرمْ حضناً فانظرْ متى أنتَ نائلهْ
بني الخطفي حتى رضينا بناءهُ
فهلْ أنتَ إنْ لمْ يرضكَ القينقاتله
بنينا بناءً لمْ تنالوا فروعهُ
وَهَدّمَ أعْلى مَا بَنَيْتُمْ أسَافِلُهْ
وَمَا بِكَ رَدُّ لِلأوَابِدِ، بَعْدَمَا
سبقنَ كسبقِ السيفِ ما قالَ عاذلهُ
ستلقى َ ذبابي طائفاً كانَ يتقي
وَتَقْطَعُ أضْعَافَ المُتُونِ أخَايِلُهْ
وَمَا هَجَمَ الأقْيانُ بَيتاً بِبَيْتِهِمْ،
وَ لا القينُ عنْ دارِ المذلة ِ ناقله
وَ ما نحنُ أعطينا أسيدة َ حكمها
لعانٍ أعضتْ في الحديدِ سلاسلهْ
وَ لسنا بذبحِ الجيشِ يومَ أوراة ٍ
وَ لمْ يستبحنا عامرٌ وَ قنابله
عرفتمْ بني عبسٍ عشية َ أقرنٍ
فَخُلّيَ للجَيْشِ اللّوَاءُ وَحَامِلُهْ
وَعِمْرَانُ، يَوْمَ الأقْرَعَينِ، كأنّما
أناخَ بذي قُرْطَينِ خُرْسٍ خلاخِلُهْ
وَلم يَبقَ في سَيفِ الفَرَزْدَقِ مِحمَلٌ،
وَ في سيفِ ذكوانَ بنِ عمروٍ وَ محامله(13/296)
و يرضعُ منْ لاقى وَ إنْ يلقَ مقعداً
يقودُ بأعمى فالفرزدقُ سائلهْ
إذا وضعَ السربال قالثْ مجاشعٌ
لَهُ مَنْكِبَا حَوْضِ الحِمارِ وكاهِلُهْ
على َ حفرِ السيدانِ خزية ً
وَيَوْمَ الرَّحَا لمْ يُنقِ ثوْبَكَ غاسلُهْ
أحارثُ خذْ منْ شءتَ منا ومنهمُ
وَ دعنا نقسْ مجداً تعدُّ فواضلهْ
فَما في كتابِ اللهِ تَهْديمُ دارِنَا،
بتهديمِ ماخورٍ خبيثٍ مداخلهْ
وَفي مُخدَعٍ مِنْهُ النَّوَارُ وَشَرْبُهُ،
وَفي مُخْدَعٍ أكْيَارُهُ وَمَرَاجِلُهْ
تَمِيلُ بهِ شَرْبُ الحَوانِيتِ رَائِحاً،
إذا حركتْ أوتارَ صنجٍ أناملهْ
وَ لستَ بذي درءٍ وَ لا ذي أرومة ٍ
وَ ما تعطَ من ضيمٍ فانكَ قابلهْ
جزعتمْ إلى صناجة ٍ هروية ٍ
عَلى حِينِ لا يَلْقَى معَ الجِدّ باطِلُهْ
إذا صقلوا سيفاً ضربنا بنصلهِ
وَ عادَ الينا جفنهُ وَ حمائلهْ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَجِبتُ لرَحلٍ من عَدِيّ مُشَمَّسٍ،
عَجِبتُ لرَحلٍ من عَدِيّ مُشَمَّسٍ،
رقم القصيدة : 16548
-----------------------------------
عَجِبتُ لرَحلٍ من عَدِيّ مُشَمَّسٍ،
وَفي أيّ يَوْمٍ لمْ تَشَمّسْ رِحَالُهَا
وَفِيمَ عَدِيٌّ عند تَيْمٍ منَ العُلى ،
وَأيّامِنَا اللاّتي يُعَدّ فَعَالُهَا
مددتَ بكفٍّ منْ عديٍ قصيرة ٍ
لتُدْرِكَ مِنْ زَيْدٍ يَداً لا تَنَالُهَا
وَصِيّة َ عَمّي بابنِ خِلٍّ فَلا تَرُمْ
مساعيَ قومٍ ليسَ منكَ سجالها
يُمَاشي عَدِياً لُؤمُها مَا تُجِنّهُ
منَ الناسِ ما ماشتْ عدياً ظلالها
فَقُلْ لعَدِيٍّ تَسْتَعِنْ بِنِسَائِهَا
عَلّي، فَقَد أعْيَا عَدِيّاً رِجَالُهَا
أذا الرُّمّ قَدْ قَلّدْتَ قَوْمَكَ رُمّة ً،
بطياً بأيدي المطلقينَ انحلالها
ترى اللؤمَ ما عاشتْ عديٌّ مخلداً
سَرَابِيلُهَا مِنْهُ، وَمِنْهُ نِعَالُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> فلا خوفٌ عليكِ وَ لنْ تراعي
فلا خوفٌ عليكِ وَ لنْ تراعي
رقم القصيدة : 16549
-----------------------------------
فلا خوفٌ عليكِ وَ لنْ تراعي(13/297)
بِعُقْوَة ِ مَازِنٍ وَبَني هِلالِ
هُمَا الحَيّانِ، إنْ فَزِعَا يَطِيرَا
إلى جُرْدٍ، كَأمْثَالِ السَّعَالي
أمَازِنُ، يا ابنَ كَعْبٍ، إنّ قَلبي
لكمْ طولَ الحياة ِ لغيرُ قالي
غَطارِيفٌ يَبِيتُ الجَارُ فِيهِمْ
قريرَ العينِ في أهلٍ وَ مالِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هات العدل
هات العدل
رقم القصيدة : 1655
-----------------------------------
إدعُ إلى دينِكَ بالحُسنى
وَدَعِ الباقي للديَّان .
أمّا الحُكْمُ .. فأمرٌ ثانْ .
أمرٌ بالعَدْلِ تُعادِلُهُ
لا بالعِمّةِ والقُفطانْ
توقِنُ أم لا توقِنُ .. لا يَعنيني
مَن يُدريني
أنَّ لِسانَكَ يلهَجُ باسمِ اللهِ
وقلبَكَ يرقُصُ للشيطانْ !
أوْجِزْ لي مضمونَ العَدلِ
ولا تَفلِقْني بالعُنوانْ .
لنْ تَقوى عِندي بالتَّقوى
ويَقينُكَ عندي بُهتانْ
إن لم يَعتَدِلِ الميزانْ .
شَعْرةُ ظُلمٍ تَنسِفُ وَزنَكَ
لو أنَّ صلاتَكَ أطنانْ !
الإيمانُ الظالمُ كُفرٌ
والكُفرُ العادِلُ إيمانْ !
هذا ما كَتَبَ الرحمانْ .
( قالَ فُلانٌ عنْ عُلا ّنٍ
عن فُلتا نٌ عن عُلتانْ )
أقوالٌ فيها قولانْ .
لا تَعدِلُ ميزانَ العدْلِ
ولا تَمنحني الإ طمئنانْ
د عْ أقوالَ الأمسِ وقُل لي ..
ماذا تفعلُ أنتَ الآنْ ؟
هل تفتحُ للدينِ الدُّنيا ..
أم تَحبِسُهُ في دُكّانْ ؟!
هلْ تُعطينا بعضَ الجنَّةِ
أم تحجُزُها للإخوانْ ؟!
قُلْ لي الآنْ .
فعلى مُختَلفِ الأزمانْ
والطُغيانْ
يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ !
هذا يَذبحُ بالتَّوراةِ
وذلكَ يَذبحُ بالإنجيلِ
وهذا يذبحُ بالقرآنْ !
لا ذنْبَ لكلِّ الأديانْ .
الذنبُ بِطبْعِ الإنسانِ
وإنَّكَ يا هذا إنسانْ .
كُنْ ما شِئتَ ..
رئيساً،
مَلِكاً،
خاناً،
شيخاً،
د هْقاناً،
كُنْ أيّاً كانْ
من جِنسِ الإنسِ أو الجَانْ
لا أسألُ عنْ شَكلِ السُّلطةِ
أسألُ عنْ عَدْلِ السُّلطانْ .
هاتِ العَدْلَ ..
وكُنْ طَر َزانْ(13/298)
العصر الإسلامي >> جرير >> حيَّ الديارَ كوحيْ الكافِ وَ الميمِ
حيَّ الديارَ كوحيْ الكافِ وَ الميمِ
رقم القصيدة : 16550
-----------------------------------
حيَّ الديارَ كوحيْ الكافِ وَ الميمِ
ما حظكَ اليومَ منها غيرُ تسليمِ
إذْ أنتَ صادٍ بنبلِ الجنَّ مقتتلٌ
وَ الشربُ يمنعُ منْ صديانَ مهيومِ
للموتُ أروحُ مما تفعلينَ بنا
وَمِنْ مَوَاعِدَ مِنْ خُلْفٍ وَتأثِيمِ
قد كنتُ أصكادُ إذدريش القداحِ بها
قَبلَ الرّماة ِ، بسَهْمٍ غيرِ مَحرُومِ
ما في بناتِ ابنِ قنبٍ ما يردُّ هوى
ما كُنتَ أوّلَ عَبدٍ ضَلّ مَغتُومِ
يا تَيمُ! قد طالَ إنْذارِي على طُرُقٍ،
وَ عندَ زائدة َ الكلبيَّ تقديمي
إذْ قلتُ للتيمِ لا تدنوا فلزكمُ
منْ قاطعٍ طبقَ الأعناقِ مسمومِ
تسمو تميمٌ بسامٍ ذي مراهنة ٍ
عندَ المواطنِ سباقِ الأضاميمِ
أدعو تميمَ بنَ مرٍّ ترفدني
عندَ المواطنِ رفداً غيرَ مغمومِ
إنَّ الجراثيمِ كبرها يكونُ لنا
لاحقَّ للتيمِ في تلكِ الجراثيمِ
قالتْ تميمٌ ألستمْ يا بني كسعٍ
ريشَ الذنابيَ وَ لستمْ بالمقاديمِ
يا تَيْمُ! وَيحَكَ من جَدْعٍ له نَدَبٌ
يبدو بانفكَ منْ ذلٍ وَ ترغيمِ
يا تَيمُ! تمضِي عَلَيكُمْ كلُّ مَظلِمة ،
عاداتِ معترفٍ بالذلَّ نظلوم
يا قبحَ اللهُ عبداً منْ بني لجأٍ
يأوى إلى نسوة ٍ رصعِ مداريمِ
و ابنيْ شريكٍ شريكِ اللؤمِ إذْ نزلاَ
بالجزعِ أسفلَ منْ أطواءِ موشومِ
عَمداً رَمَيتُ ابنَ مكحولٍ بدامغَة ٍ،
حتى استدارَ بواهي الرأسِ مأموم
فرعا قريشإذا ما حكموا عدلوا
فصلَ القضاءِ وكانوا أهلَ تحكيمِ
الطيبونَ من الريحانِ منبتهمْ
وَمَنْبِتُ التّيْمِ في الكُرّاثِ وَالثُومِ
تقضي القضاة ُ على تيمٍ وَ إنْ رغمتْ
فاكتبْ قضاءكَ وَ اطبعْ بالخواتيمِ
فاسألْ بني عبدِ شمسِ قدْ رضيتُ بعمْ
أوْ هاشِمَ الصِّيدِ أوْ أبْناءَ مَخْزُومِ
يا تَيمُ! أُمُّكُمُ عَمْيْاءُ مُقعَدَة ٌ،
جاءتْ بنسلٍ خبيثِ الريحِ مجذومِ(13/299)
ما بينَ تيمٍ وإسماعيلَ منْ نسبٍ
إلا القراية ُ بينَ الزنجِ وَ الرومِ
إنّ ابنَ تَيْمٍ لَمَنْسُوبٌ لِوَالِدِهِ،
داني القَرَابَة ِ من حامٍ وَيَحْمُومِ
هَذي التي جَدَعَتْ تَيْماً مَوَاسِمها
ثمّ اقعُدي بَعدَها يا تَيمُ أوْ قُومي
العصر الإسلامي >> جرير >> حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
رقم القصيدة : 16551
-----------------------------------
حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
كالوحي في رقَّ الكتابِ المعجمِ
طَلَلٌ تَجُرّ بِهِ الرّياحُ سَوَارِياً،
و المدجناتُ منَ السماكِ المرزمِ
عَفّى المَنَازِلَ كُلُّ جَوْنٍ ماطِرٍ،
أوْ كلُّ معصفة ٍ حصاها يرتمي
أصَرَمْتَ حَاجَتَكَ التي قَضّيْتَها،
وَ معَ الظعائنِ حاجة ٌ لمْ تصرمِ
بقرٌ أوانسُ لمْ تصبْ غراتها
نبلُ الرماة ِ ولا رماحُ المستمى
أخْلَفْنَ كُلَّ مُتَيَّمٍ مَنَّيْنَهُ،
و جفونَ منزلة ِ الرهينِ المغرمِ
إنَّ البغيضَ لهُ منازلُ عندنا
ليستْ كمنزلة ِ المحبَّ المكرمِ
ما نَظْرَة ٌ لَكَ يَوْمَ تَجْعَلُ دُونَها
فضلَ الرداءِ وتتقي بالمعصمِ
و لقدْ قطعتُ مجاهلاً وَ مناهلاً
وَ جمامُ آجنها كلونِ الغدمِ
وَإذا المُطَوَّقُ باضَ في أرْجائِها،
حُسِبَتْ نَقائِضُهُ فلاقَ الحَنتَمِ
إنّ الوَلِيدَ خَلِيفَة ٌ لخَلِيفَة ٍ،
رَفَعَ البِنَاء عَلى البِنَاء الأعْظَمِ
فَعَلا بِنَاؤكُمُ الّذِي شَرّفْتُمُ،
وَلَكُمْ أبَاطِحُ كُلّ وَادٍ مُفْعَمِ
كمْ قدْ قطعتُ اليكَ منْ ديمومة ٍ
يهماءَ غفلُ ليلها كالأيهمِ
وَتَرَكْتُ نَاجِيَة المَهارَى زاحِفاً،
بعدَ الزورة ِ والجلالِ الأحزمِ
إنّ الوَلِيدَ هُوَ الإمَامُ المُصْطَفَى ،
بالنّصْرِ هُزّ لِوَاؤهُ، وَالمَغنَمِ
ذُو العَرْشِ قَدّرَ أنْ تكونَ خَليفة ً،،
ملّكْتَ فَاعلُ على المَنَابِرِ وَاسْلَم
وَرِثَ الأعِنّة َ وَالأسِنّة َ وَانْتَمَى
في بيتِ مكرمة ٍ رفيعِ السمِ
و رأيتُ أبنية ً خوتْ وتهدمتْ(13/300)
وَبِنَاءُ عَرْشِكَ خالِد لَمْ يُهْدَمِ
تركَ النجاة َ وحلَّ حيثُ تمنعتْ
أعياصهُ ولكلَّ خيرٍ ينتمي
عَرَفَ البَرِيّة ُ أنّ كُلّ خَلِيفَة ٍ
مِن فَرْعِ عِيصِكَ كالفَنيقِ المُقرَمِ
خزمَ الأنوفَ وقادَ كلِ عمارة ٍ
صَعْبُ القِيادِ مُخاطِرٌ لَمْ يُخْزَمِ
وَبَنُو الوَلِيدِ من الوَلِيدِ بمَنْزِلٍ،
كالبدرِ حفَّ بواضحاتِ الأنجمِ
و لقدْ سمة تَ إلى النصارى سموة ً
رجفتْ لوقعتها جبالُ الديلم
إنَّ الكنيسة َ كانَ هدمُ بنائها
قَسْراً، فَكَانَ هَزِيمة ً للأخْرَمِ
فأراكَ ربكَ إذ كسرتَ صليبهمْ
نُورَ الهُدَى وَعَلِمتَ ما لم نَعْلَمِ
و إذا الكتائبُ أعلمتْ راياتها
وَكأنّهُنّ عِتَاقُ طَيْرٍ حُوّمِ
نطحَ الرؤوسَ بهامة ٍ ... فتفرقوا
عَنها وَعَظْمُ فَرَاشِها لمْ يُهزَمِ
مِرْدى الحروبِ إذا الحرُوبُ توَقّدتْ،
وَحَياً إذا كَثُرَتْ عِمَادُ الرُّزّمِ
إني منَ المتنصفينَ سجالكمْ
ينفخنَ منْ ثبجِ الفراتِ الأعظمِ
أرجو سوابقَ ذي فواضلَ منهمُ
وَأخافُ صَوْلَة َ ذي شُبُولٍ ضَيغَمِ
أشْكُو إلَيْكَ وَرُبّمَا تَكْفُونَني
عَضَّ الزّمانِ وَثِقْلَ دَينِ المَغرَمِ
برُّ البلادِ مسخرٌ بحبي لكمْ
وَالبَحْرُ سُخّرَ بالجَوَارِي العُوّمِ
و ترى الجفانَ يمدها قمعُ الذري
مدَّ الجداولِ بالأتيَّ المفعمِ
و القدرُ تنهمُ بالمجالِ وترتمي
بالزَّوْرِ هَمْهَمَة َ الحِصَانِ الأدْهَمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً
عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً
رقم القصيدة : 16552
-----------------------------------
عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً
مُحيلاً، طابَ عَهدُكَ من رُسُومِ
عفا الرسمَ المحيلَ بذي العلندي
مَسَاحِجُ كُلّ مُرْتَجِزٍ هَزِيمِ
فليتَ الظاعنينَ همُ أقاموا
وَفَارِقَ بَعْضُ ذا الأنَسِ المُقِيمِ
فَمَا العَهْدُ الذي عَهِدَتْ إلَيْنَا
بمنسى َّ البلاءِ ولا ذميم
و زارتْ فتية ً ورحالَ ميسٍ(13/301)
لَدَى فُتْلٍ مَرَافِقُهُنّ، هِيمِ
يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
بغبرِ البيدِ خاشعة ِ مرافقهنَّ هيمِ
يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
بغبرِ البيدِ خاشعة َ الحزومِ
تُعَطَّفُ، مِن تَوَابعِ كُلّ هَجْرٍ،
عَصِيماً بِالجُلُودِ عَلى عَصِيمِ
سَرَينَ اللّيْلَ ثمّ وَرَدْنَ خَمْساً،
وَلا يَسْطِيعُ ذاكَ أخُو النّعِيمِ
أعاذلَ طالَ ليلكِ لمْ تنامي
وَنَامَ العَاذِلاتُ، وَلَمْ تُنِيمي
إذا ما لُمْتِني، وَعَذَرْتُ نَفْسِي،
فَلُومي مَا بَدَا لَكِ أنْ تَلُومي
نَزَلْتَ بَغايَة ِ الحَمِقِ، اللّئِيمِ
شفاءُ الطارقاتِ منَ الهمومِ
تريحُ نقادها جشمُ بنُ بكرٍ
و ما نطفوا بأنجية ِ الحكومِ
لَقَدْ سَفِهَتْ حُلُومُهُمُ وَأُجْرُوا
معَ المسبوقِ حيثُ جرى المليمِ
لهمْ مرٌّ وللنخباتِ مرٌّ
فقدْ رجعوا بغيرِ شظى سليمِ
و قدْ نالَ الأخيطلُ منْ هجائي
دَحُولَ السَّبْرِ، غائِرَة َ الهُزُومِ
و كيفَ يصولُ أرصعُ تغلبيٌّ
و ما للعبدْ منْ حسبٍ قديمِ
سَمَوْنَا للمَكَارِمِ، فَاحْتَوَيْنَا
بِلا وَغْلِ المَقَامِ، وَلا سَؤومِ
و قدْ هجموا الرهانَ فما كبونا
و ما أوهى قناتيَ منْ وصومِ
تَرَى الشُّعَرَاء مِنْ صَعِقٍ مُصَابٍ
بِصَكّتِهِ، وَآخَرَ مُسْتَدِيمِ
لَقَدْ وَجَدُوا رِشَائيَ مُسْتَمِرّاً،
و دلويَ غيرَ واهية ِ الأديمِ
وَمِثْلَكَ قَدْ قَصَدْتُ لهُ فأمْسَى
أخا حلمٍ وما هوَ بالحلمِ
يَرَى حَسَرَاتِهِ، وَيَخَافُ دَرْئي،
و يغضي طرفهُ الحمقِ اللئيمِ
ستعلمُ أنَّ أصلي خندقيٌّ
جبالي أفضلَ الحسبِ الكريمِ
فَنَفْسِي، وَالنّفُوسُ فِداءُ قَوْمٍ
بَنَوْا لي فَوْقَ مُرْتَقَبٍ جَسِيمِ
نزلتُ بفرعِ خندفَ حيثُ لاقتْ
شُؤونُ الهَامِ مُجْتَمَعَ الصّمِيمِ
أُفَاضِلُ بِالرَّبابِ وَآلِ سَعْدٍ،
وَزَيْدِ مَنَاة َ، إذْ خَطَرَتْ قُرُومي
وجدنا المجدَ قدْ علمتْ معدٌّ
وَعِزَّ النّاسِ تَمّ إلى تَمِيمِ
مطاعيمُ الشمالِ إذا استحنتْ
و في عرواءِ كلَّ صباً عقيمُ(13/302)
سبقنا العالمينَ بكلَّ مجدٍ
وَبِالمُستَمْطَرَاتِ مِنَ النّجُومِ
إذا نجمٌ تغيبَ لاحَ نجمٌ
و ليستْ بالمحاقِ ولا الغمومِ
سأبسطُ منْ يديَّ عليكَ فضلاً
و نحنُ القاطعونَ يدَ الظلومِ
رأوا أثبية َ الفهداتِ ورداً
فما عرفوا الأغرَّ منَ البهيمِ
و أعيينا أباكَ أبا غويثٍ
فَأعْيا عَنْ مُجَاهَدَة ِ الخُصُومِ
وَأدْرَكْنَا الهُذَيْلَ بِلافِظَاتٍ
دمَ الأشداقِ منْ علكَ الشكيمِ
ضَغَا في القِدّ آدَرُ تَغْلِبيٌّ،
ضَبِيحُ الجِلْدِ مِنْ أثَرِ الكُلُومِ
منعنا الجوفَ والنعمَ المندى
و قلنا للنساءِ بهِ أقيمي
و قدْ هجمتْ وأمكَ خيلُ قيسٍ
على َ رعنِ السلوطحِ ذي الأورمِ
و ما قتلي بني جشمَ بنْ بكرٍ
بِزَاكِيَة ِ الدّمَاء، ولا اللّحُومِ
فحسبكَ أنْ تنوحَ بينَ دنٍّ
و باطية ٍ وإبريقٍ رذومِ
حكمتَ بحكمْ أمكَ حيثُ تلقى
خَلِيطاً مِنْ صَقَالِبَة ٍ وَرُومِ
ألَيْسَ أبُوكَ ذا زَمَعَ ثَمَانٍ،
وَأُمُّكَ ذاتَ مُكْتَشَرٍ ذَمِيمِ
لَبِئْسَ الفَحْلُ، لَيْلَة َ أشْعَرَتْهُ
عَبَاءتَهَا مُرَقَّعَة ً بِنِيمِ
فَذَاكَ الفَحْلُ جاء بِشَرّ نَجْلٍ،
خَبِيثَاتِ المَثَابِرِ وَالمَشِيمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> تُلاقي في الوَلاء عَلَيْكَ سَعْداً،
تُلاقي في الوَلاء عَلَيْكَ سَعْداً،
رقم القصيدة : 16553
-----------------------------------
تُلاقي في الوَلاء عَلَيْكَ سَعْداً،
ثِقَالَ الوَزْنِ، طَالِعَة َ الخُصُومِ
وَأبْنَاءُ الضّرَائِرِ جَدّعُوكُمْ،
وَأنْتُمْ فَرْخُ وَاحِدَة ٍ عَقيمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أبني أسيدة َ قدْ وجدتُ لمازنٍ
أبني أسيدة َ قدْ وجدتُ لمازنٍ
رقم القصيدة : 16554
-----------------------------------
أبني أسيدة َ قدْ وجدتُ لمازنٍ
قِدَماً، وَلَيسَ لَكُمْ قَدِيمٌ يعْلَمُ
فدعوا التكرمَ والفخارَ بمازنٍ
إنَّ اللئيمَ بغيرهِ لا يكرمُ
العصر الإسلامي >> جرير >> عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ بِلَى الخِيامِ(13/303)
عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ بِلَى الخِيامِ
رقم القصيدة : 16555
-----------------------------------
عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ بِلَى الخِيامِ
سقيتَ نجاءَ مرتجزٍ ركامِ
كأنَّ أخا اليهودِ يخطُّ وحياً
بكافٍ في منازلها ولامِ
و قاطعتُ الغوانيَ بعدَ وصلٍ
فقدْ نزعَ الغيورُ عنِ اتهامي
تَنَازَعْنَا بِجِدّتِهَا حِبالاً،
فَنِينَ بِلى ً وَصِرْنَ إلى رِمَامِ
و قدْ خبرتهنَّ يقلنَ فانٍ
فَلا يَنْظرنَ مِنْ خَلَل القِرَامِ
وَقَدْ أقْصَرْتُ عَنْ طَلَبِ الغَوَاني؛
وَقَدْ آذَنّ حَبْليَ بِانْصرامِ
إذا حدثتهنَّ هزئنَ مني
و لا يغشينَ رحلي في المنامِ
لقدْ نزلَ الفرزدقُ دارَ سعدٍ
لَيَاليَ لا يَعِفّ، وَلا يُحَامي
إذا مَا رُمْتَ، وَيْلَ أبِيكَ، سعداً،
لَقِيتَ صِيَالَ مُقْرَمَة ٍ سَوَامِ
و همْ جروا بناتَ أبيكَ غصباً
وَمَا تَرَكُوا لجَارِكَ مِنْ ذِمَامِ
و حجزة ُ لوْ تبينَ ما رأيتمْ
بعضرطها لماتَ منَ الفحامِ
وَذا الجَدّينِ أزْهَقَتِ العَوَالي،
وَكُلُّ مُقَلَّصٍ قَلِقِ الحِزَامِ
رجعنَ بهانئِ وأصبنَ بشراً
وَيَوْمُ الصّمْدِ يَوْمُ لهى ً عِظَامِ
وعَاوٍ قَدْ تَعَرّضَ لي مُتَاحٍ،
فَدَقّ جَبِينَهُ حَجَرُ المُرَامي
ضَغَا الشُّعَرَاءُ حِينَ رَأوْا مُدِلاً،
إذا امتدَّ الأعنة ُ ذا عذام
فَلَمّا قَتّلَ الشّعَرَاءَ غَمّاً،
أضربهمْ وأمسكَ بالكظامِ
قَتَلْتُ التّغْلِبيَّ، وَطَاحَ قِرْدٌ
هوى بينَ الحوالقِ والحوامي
فَقَتّلْنَا جَبَابِرَة ً مُلُوكاً،
و أقصدتُ البعيثَ بسهمِ رامي
وَأطْلَعْتُ القَصَائِدَ طَوْدَ سَلْمَى ،
و صدعَ صاحبي شعبي انتقامي
ألَسْنَا نَحْنُ، قَدْ علِمَتْ مَعَدٌ،
نَمُدّ مَقَادَة َ اللّجِبِ اللُّهَامِ
نٌقِيمُ عَلى ثُغُورِ بَني تَمِيمٍ،
وَنَصْدَعُ بَيْضَة َ المُلِكِ الهُمَامِ
وَكُنْتمْ تَأمَنُونَ، إذا أقَمْنَا،
وَإنْ نَظْعَنْ، فَما لَكَ من مَقَامِ
و نحنُ الذائدونَ إذا جبنتمْ
عَنِ السَّبْيِ المُصَبِّحِ وَالسَّوَامِ(13/304)
تُفَدّينَا نِسَاؤكُمُ، إذا مَا
رَقَصْنَ وَقَدْ رَفَعْنَ عَنِ الخِدامِ
تنوطونَ العلابَ ولمْ تعدوا
لِيَوْمِ الرَّوْعِ صَلصَلَة َ اللّجَامِ
و يمَ الشيطينِ حبارياتٌ
و أسردُ بالوقيطِ منَ النعامِ
وَنَازَلْنَا ابنَ كَبشَة َ، قد عَلِمتُم،
وَذا القَرْنَينِ وَابنَ أبي قِطَامِ
إلى َ أسيافنا قدرُ الحمامِ
و للهرماسِ قدْ تركوا مجراً
لطيرٍ يقنعنَ دمَ اللحامِ
وَأطْلَقْنَا المُلُوكَ عَلى احتِكَامِ
ستخزي ما حييتَ ولا يحيا
إذا ما مِتّ، قَبْرُكَ بِالسّلامِ
و لوْ متنا لشدَّ عليكَ قبري
بِمَسْمُومٍ مَضَارِبُهُ حُسَامِ
و إنَّ صدى المقرَّ به مقيمٌ
يُنَادي الذّلّ، بَعْدَ كَرَى النّيَامِ
سقى جدثَ الزبيرِ ولا سقاهمْ
غَداة َ العِرْقِ أسْفَلَ مِنْ سَنَامِ
تَلُومُكُمُ العُصَاة ُ وَآلُ حَرْبٍ،
وَرَهْطُ مُحَمّدٍ، وَبَنُو هِشَامِ
وَلَوْ نَزَلَ الزّبَيرُ بِنَا لجَلّى
زَيَادُ فَوَارِسِي رَهَجَ القَتَامِ
لخافوا أنْ تلومهمْ قريشٌ
فردوا الخيلَ دامية َ الكلامِ
و خالي ابنُ الأشدَّ سما بسعدٍ
فجاوزَ يومَ ثيتلَ وهوَ سامي
فأوردهمْ مسلحتي تياسٍ
حظيظٌ بالرياسة ِ والغنامِ
قفيرة ُ وهيَ ألأمُ أمَّ قومٍ
توفي في الفرزدقِ سبعَ آمِ
بذا شبهُ الزبابة ِ في بنيها
و عرقٌ منْ قفيرة َ غيرُ نامي
فانَّ مجاشعاً فتعرلافوهمْ
بَنُو جَوْخَى وَخَجْخَجَ وَالقِذامِ
و أمهمُ خضافٍ تداركتهمْ
بِذَحْلٍ في القُلُوبِ وَفي العِظامِ
متى تأتِ الرصافة َ تخزَ فيها
كخزيكَ في المواسمِ كلَّ عام
تَلَفّتُ وَهْيَ تَحْتَكَ يا ابنَ قَيْنٍ
إلى َ الكيرين والفأسِ الكهامِ
تفدى عامَ بيعَ لها جبيرٌ
و تزعمُ أنَّ ذلكَ خيرُ عام
و لمْ تدركْ بقتلِ أبيكَ فيهمْ
وَلا بِعَرِيشِ أُمِّكُمُ الحطامِ
لقدْ رحلَ ابنُ شعرة َ نابَ سوءٍ
تَعَضّ عَلى المَوَارِكِ وَالزّمَام
العصر الإسلامي >> جرير >> أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
رقم القصيدة : 16556(13/305)
-----------------------------------
أصْبَحَ حَبْلُ وَصْلِكُمُ رِمَامَا،
وَمَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ، يا أُمَامَا
إذا سَفَرَتْ، فَمَسْفَرُهَا جَمِيلٌ،
و يرضى العينَ مرجعها اللثاما
ترى صديانَ مشرعة ً شفاءً
فجامَ وليسَ واردها وحاما
أمنيتِ المنى وخلبتِ حتى َّ
تَرَكْتِ ضَمِيرَ قَلْبي مُسْتَهَامَا
سقى الأدمى بمسبلة ِ الغوادي
وَسُلْمَانِينَ مُرْتَجِزاً رُكَامَا
سَمِعْتُ حَمَامَة ً طَرِبَتْ بِنَجْدٍ،
فما هجتَ العشية َّ يا حماما
مُطَوَّقَة ً، تَرَنَّمُ فَوْقَ غُصْنٍ،
إذا ما قلتُ مالَ بها استقاما
سقى اللهُ البشامَ وكلَّ أرضٍ
مِنَ الغَوْرَيْنِ أنْبَتَتِ البَشَامَا
كَأنّكَ لَمْ تَسِرْ بِجَنُوبِ قَوٍّ،
و لمْ تعرفْ بناظرة َ الخياما
عرفتُ منازلاً بجمادِ قوٍّ
فَأسْبَلْتُ الدّمُوعَ بِهَا سِجَامَا
وَلا أنْسَى ضَرِيّة َ وَالرِّجَامَا
وَقَدْ تَرَكَ الوَقُودُ بِهِنّ شَامَا
وقفتُ على َ الديارِ فذكرتني
عهوداً منْ جعادة َ أوْ قطاما
أظاعنة ٌ جعادة ُ لمْ تودعْ
أحبُّ الظاعنينَ ومنْ أقاما
فقلتُ لصحبتي وهمُ عجالٌ
بِذي بَقَرٍ: ألا عُوجُوا السّلامَا
صِلُوا كَنَفي الغَدَاة َ وَشَيّعُوني،
فانَّ عليكمُ منيَّ زماما
فَقَالوا: مَا تَعُوجُ بِنَا لِشَيء،
إذا لمْ تلقهمْ إلاَّ لماما
مِنَ الأُدَمَى أتَيْنَكَ مُنْعَلاتٍ
يُقَطِّعْنَ السّرَائِحَ، وَالخِدامَا
فليتَ العيسَ قدْ قطعتْ بركبٍ
و عالاً أوْ قطعنَ بنا صواما
كأنَّ حداتنا الزجلينَ هاجوا
بخبتٍ أو سماوتهِ نعاما
تخاطرُ بالأدلة أمُّ وحشٍ
إذا جَازُوا تَسُومُهُمُ الظِّلامَا
مخفقة ً تشابهُ حينَ يجري
حبابُ الماءِ وارتدتِ القتاما
تَرَى رَكْبَ الفَلاة ِ، إذا عَلَوْهَا،
على َ عجلٍ وسيرهمُ اقتحاما
إذا نَشَزَ المَخَارِمَ في ضُحَاها،
حَسِبْتَ رِعَانَهَا حُصُناً قِيَامَا
أبِيتُ اللّيْلَ أرْقُبُ كُلَّ نَجْمٍ،
مُكَابَدَة ً لِهَمّيَ وَاحْتِمَامَا
مشيتَ على َ العصا وحنونَ ظهري(13/306)
و ودعتُ المواركَ والزماما
و كيفَ ولا أشدُّ حبالَ رحلٍ
أرُومُ إلى زِيارَتِكِ المَرَامَا
منَ العيديَّ في نسبِ المهاري
تُطِيرُ عَلى أخِشّتِهَا اللُّغَامَا
وَتَعْرِفُ عِتْقَهُنّ عَلى نُحُولٍ،
وَقَدْت لَحِقَتْ ثَمَائِلَهَا انْضِمَامَا
كَأنّ عَلى مَنَاخِرِهِنّ قُطْناً،
يطيرُ ويعتممنَ بهِ اعتماما
أمِيرُ المُؤمِنِينَ قَضَى بِعَدْلٍ،
أحَلَّ الحِلّ، وَاجْتَنَبَ الحَرَامَا
أتمَّ اللهُ نعتمهُ عليكمْ
وَزَادَ الله مُلْكَكُمُ تَمَامَا
و باركَ في مسيركم مسيراً
و باركَ في مقامكمُ مقاما
بِحَقّ المُسْتَجِيرِ يَخَافُ رَوْعاً،
إذا أمْسَى بِحَبْلِكَ أنْ يَنَامَا
فيا ربَّ البرية ِ أعطِ شكراً
وَعَافِيَة ً، وَأْبْقِ لَنَا هِشَامَا
و ثقنا بالنجاحِ إذا بلغنا
إمَامَ العَدْلِ وَالمَلِكَ الهُمَامَا
عطاءُ اللهِ ملككَ النصارى
وَمَنْ صَلّى لقِبْلَتِهِ، وصَامَا
تعافي السامعينَ إذا أطاعوا
و لكنَّ العصاة َ لقوا غراما
و كانَ أبوكَ قدْ علمتْ معدٌّ
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الكُرَبَ العِظَامَا
و قدْ وجدوكَ أكرمهمْ جدوداً
إذا نُسِبُوا، وَأثْبَتَهُمْ مَقَامَا
و تحرزُ حينَ تضربُ بالمعلى
منَ الحسبِ الكواهلَ والسناما
إلى المهديَّ نفزعُ إنْ فزعنا
وَنَسْتَسقي، بِغُرّتِهِ، الغَمَامَا
و ما جعلَ الكواكبَ أو سهيلاً
كَضَوْء البَدْرِ يَجْتَابُ الظّلامَا
و حبلُ اللهِ تعصمكمْ قواهُ
فلا تحشى لعروتهِ انفصاما
وَيَحْسَرُ مَنْ تَرَكْتَ فلَم تُكَلِّمْ،
وَيغْبَطُ مَنْ تُرَاجِعُهُ الكَلامَا
رضينا بالخليفة ِ حينَ كنا
لهُ تبعاً وكانَ لنا إماما
تباشرتِ البلادُ لكمْ بحكمٍ
أقامَ لنا الفرائضَ واستقاما
و ريشي منكمُ وهوايَ فيكمْ
وَإنْ كَانَتْ زِيَارَتُكُمْ لِمَامَا
و قيتَ الحتفَ منْ عرضِ المنايا
و لقيتَ التحية َ والسلاما
لَقَدْ عَلِمَ البَرِيّة ِ، مِنْ قُرَيْشٍ
و منْ قيسٍ مضاربهُ الكراما
نمماكَ الحارثانِ وعبدُ شمسٍ(13/307)
إلى العَلْيَا، فَعِزُّكَ لَنْ يُرَامَا
سيوفُ الخالدينَ صدعنَ بيضاً
عَلى الأعْداء في لَجِبٍ وَهَامَا
وَسَيْفُ بَني المُغِيَرة ِ لَمْ يُقَصِّرْ؛
سيوفُ اللهِ دوختِ الأناما
رَأيْتُ المَنْجَنِيقَ، إذَا أصَابَتْ
بِنَاءَ الكُفْرِ، هَدّمَتِ الرُّخَامَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألُمْتِ، وَمَا رَفُقْتِ بِأنْ تَلُومي،
ألُمْتِ، وَمَا رَفُقْتِ بِأنْ تَلُومي،
رقم القصيدة : 16557
-----------------------------------
ألُمْتِ، وَمَا رَفُقْتِ بِأنْ تَلُومي،
وَقُلْتِ مَقالَة َ الخَطلِ الظُّلُومِ
إذا ما نمتِ هانَ عليكِ ليلي
و ليلُ الطارقاتِ منَ الهموم
أهذا الودُّ غركِ أنْ تخافي
تشمسَ ذي مباعدة ٍ علوم
وقفتُ على َ الديارِ وما ذكرنا
كدارٍ بينَ تلعة َ والنظيمِ
عَرَفْتُ المُنْتَأى ، وَعَرَفْتُ مِنْهَا
مطايا القدرِ كالحدإِ الجثومِ
أمِيرَ المُؤمِنِينَ! جَمَعْتَ دِيناً،
وَحِلْماً فَاضِلاً لِذَوِي الحُلُومِ
أمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلى صِرَاطٍ،
إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
لهُ المتخيرانِ أباً وخالاً
فأكرمْ بالخؤولة ِ والعموم
فيا بنَ المطعمينَ إذا شتونا
و يا بنْ الذائدينَ لدى َ الحريمِ
وَأحْرَزْتَ المَكَارِمَ، كُلّ يَوْمٍ،
بِغُرّة ِ سَابِقٍ وَشَظاً سَلِيمِ
نما بكَ خالدٌ وأبو هشامٍ
معَ الأعياصِ في الحسبِ الجسيمِ
و تنزلُ منْ أمية َ حينَ تلقى
شُؤونُ الهَامِ مجْتَمَعَ الصّمِيمِ
و منْ قيسٍ سما بكَ فرعُ نبعٍ
عَلى عَلْيَاءَ خَالِدَة ِ الأرُومِ
وَأعْدَاءٍ زِوِيْتَهُمُ بِحَرْبٍ،
تَكُفّ مَسَالِحَ الزّحْفِ المُقِيمِ
تَرَى للمُسْلِمِينَ عَلَيْكَ حَقّاً،
كَفِعْلِ الوَالِدِ الرّؤفِ الرّحِيمِ
وَلِيتُمْ أمْرَنَا، وَلَكُمْ عَلَيْنَا
فُضُولٌ في الحَدِيثِ وَفي القَدِيمِ
إذا بَعْضُ السّنِينَ تَعَرّقّتْنَا،
كَفَى الأيْتَامَ فَقْدَ أبي اليَتِيمِ
وَكَمْ يَرْجُو الخَلِيفَة َ مِنْ فَقِيرٍ،
وَمِنْ شَعْثَاءَ جَائِلَهِ البَرِيمِ(13/308)
وَأنْتَ، إذا نَظَرْتَ إلى هِشَامٍ،
نظرتَ نجارَ منتجبٍ كريمِ
وليُّ الحقَّ حينَ تؤمُّ حجاً
صفوفاً بينَ زمزمَ والحطيمِ
تَوَاصَتْ، مِنْ تَكَرّمِهَا، قُرَيشٌ
بردَّ الخيلِ دامية َ الكلومِ
فما الأمُّ التي ولدتْ أباكمْ
بمقرفة ِ النجارِ ولا عقيمِ
و ما قرمٌ بأنجبَ منْ أبيكمْ
و ما خالٌ بأكرمَ منْ تميمِ
سما أولادُ برة َ بنتِ مرٍّ
إلى العَلْيَاءِ في الحَسَبِ العَظِيمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا قلْ لربعٍ بالأفاقينِ يسلمِ
ألا قلْ لربعٍ بالأفاقينِ يسلمِ
رقم القصيدة : 16558
-----------------------------------
ألا قلْ لربعٍ بالأفاقينِ يسلمِ
يُحَيّا عَلى شَحْطٍ وَإنْ لم يُكَلَّمِ
وَمَنْ يُعْطَ وُدَّ الغَانِيَاتِ، فإنّهُ
غَنيٌّ، وَمَنْ يحْرِمْنَهُ الوُدّ يُحرَمِ
ذعرتَ علينا اليومَ وحشاً غريرة ً
و نفرتَ منْ أطلالها وحشَ مستمى
بَني عَبدِ عَمروٍ! قد فرَغتُ إلَيكمُ،
و قدْ طالَ زجري لونها كم تفدمي
بَني عَبد! عمرو قد أصَابَ أكُفَّكمْ
مشاظي قناة ٍ درؤها لمْ يقومِ
لقدْ بعثتْ هزانُ جفنة َ وافداً
فآبَ وأحذى قومهُ شرَّ مغنمِ
فيا راكبَ القصواءِ ما أنتَ صانعٌ
بهزانَ إذْ ألحمتهمْ شرَّ ملحمِ
ن بني هزانَ لما رديتهمْ
و بارٌ تضاغتْ تحتَ كهفٍ مهدمِ
إذا ما عَلَتْ جَوْزَ الفَلاة ِ مُضِرّة ً
عَلى الوَبْرِ مِنْ هِزّانَ لمْ يَتَرَمْرَمِ
عوى عبد هزانٍ شقاءً فقدْ هوى
منَ السحقِ لمْ تلحقْ يداهُ بسلمَّ
العصر الإسلامي >> جرير >> هلْ رامَ أمْ لمْ يرمْ ذو السدرِ فالثلمُ
هلْ رامَ أمْ لمْ يرمْ ذو السدرِ فالثلمُ
رقم القصيدة : 16559
-----------------------------------
هلْ رامَ أمْ لمْ يرمْ ذو السدرِ فالثلمُ
ذاك الهوى منكَ لا دانٍ ولا أممُ
إنَّ طلابكَ شيئاً لستَ نائلهُ
جَهلٌ، وَطُولُ لُباناتِ الهوَى سَقَمُ
يا عاذليَّ أقلاَّ اللوم فبكما
قالَ الوُشاة ُ، فمَعصِيٌّ، وَمُتّهَمُ
إني ببرقة ِ سلمانينَ آنفني(13/309)
منها غذاة َ بدتْ دلٌّ ومبتسم
ذَكّرْتِنَا مِسْكَ دارِيٍّ، لَهُ أرَجٌ،
و بالحتى َّ خزامى َ طلها الرهمَ
حَمّلْتُ رَحْلي على الأهْوَالِ نَاجِيَة ً
مثبَ القريعِ المعنيَّ شفهُ السدم
منَ الطوامحِ أبصاراً إذا خشعتْ
عِنها ذُرَى عَلَمٍ قالوا: بَدا عَلَمُ
حتى انتهينا إلى َ منْ لنْ نجاوزهُ
تجري الأيامنُ لا بخلٌ ولا عدم
إلى الأغرَّ الذي ترجى نوافلهُ
إذا الوُفُودُ عَلى أبْوَابِهِ ازْدَحَمُوا
جاءوا ظماءً فقدْ روى دلاءهمُ
فيضٌ يمدُّ منَ التيارِ مقتسمُ
أنهِضْ جَنَاحَيّ في رِيشِي فقد رَجعتْ
ريشَ الجناحينِ منْ آبائكَ النعمُ
أنتَ ابنُ عَبْدِ العَزِيزِ الخيرِ لا رَهِقٌ
غمرُ الشبابِ ولا أزرى بكَ القدمُ
تدعوُ قريشٌ وأنصارُ النبي لهُ
إنْ يمتعوا بأبي حفصٍ وما ظلموا
رَاحُوا يُحَيّونَ مَحْمُوداً شَمَائِلُهُ
صلتَ الجبينِ وفي عرنينهِ شممُ
يرجونَ منكَ ولا يخشونَ مظلمة ً
عُرْفاً وَتُمْطِرُ مِن مَعرُوفِكَ الدِّيَمُ
لَمْ تَلْقَ جَدّاً كأجْدادٍ يَعُدّهُمُ
مروانُ ذو النورِ والفاروقُ والحكمُ
أشبَهْتَ مِنْ عُمَرَ الفارُوقِ سيرَتَه،
سنَّ الفرائضَ وائتمتْ بهِ الأممُ
ألفيتَ بيتكَ في العلياءِ مكنهُ
أسُ البناءِ وما في سورهِ هدمُ
وَالتَفّ عِيصُكَ في الأعياصِ فوْق رُبى ً
تَجْرِي لهنّ سَوَاقي الأبطَحِ العُظُمُ
وَفي قُضَاعَة َ بَيْتٌ غيرُ مُؤتَشَبٍ،
نِعْمَ القَديمُ إذا ما حَصِّلَ القِدَمُ
و في تميمٍ لهُ عزٌّ قراسية ٌ
ذو صولة ٍ صلقمٌ أنيابهُ تممَ
أنْتُمْ أئِمّة ُ مَن صَلّى ، وَعندَكُمُ،
للطّامِعِينَ وَللجِيرَانِ، مُعْتَصَمُ
و المستقادُ لهمْ إما مطاوعة ً
عَفواً، وَإمّا على كُرْهٍ إذا عزَمُوا
يا أعظَمَ النّاسِ، عِندَ العَفوِ، عافيَة ً
و أرهبَ الناسِ صولاتٍ إذا انتقموا
قَدْ جَرّبَتْ مِصْرُ والضّحّاكُ أنّهمُ
قومٌ غذا حربوا في حربهمْ فحمُ
هَلاّ سألْتَ بهِمْ مصرَ التي نَكَثَتْ،
أوْ رَاهِطاً يَوْمَ يَحمي الرّاية َ البُهَمُ(13/310)
عبدُ العزيزِ الذي سارتْ برايتهِ
تلكَ الزُّحُوفُ إلى الأجنادِ فاصْطدموا
ما كانَ مِنْ بَلَدٍ يَعْلُو النّفَاقُ بهِ،
إلاَّ لأسيافكمْ ممنْ عصى َ لحم
عبدُ العزيزِ بنى مجداً ومكلامة ً
إنَّ المكارمَ منْ أخلاقكمْ شيمُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عباس
عباس
رقم القصيدة : 1656
-----------------------------------
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"
( لوقت الشدة)
إذا ، اصقل سيفك يا عباس
العصر الإسلامي >> جرير >> مَتى كَانَ الخَيَامُ بذي طُلُوحٍ؛
مَتى كَانَ الخَيَامُ بذي طُلُوحٍ؛
رقم القصيدة : 16560
-----------------------------------
مَتى كَانَ الخَيَامُ بذي طُلُوحٍ؛
سُقِيتِ الغَيْثَ أيْتُهَا الخِيَامُ
تنكرَ منْ معارفها ومالتُ
دعائمها وقدْ بلى َ الثمام
تغالي فوقَ أجرعكِ الخزامى
بِنَوْرٍ، وَاستَهَلّ بِكِ الغَمَامُ
مَقَامُ الحَيّ مَرّ لهُ ثَمَانٍ
الى َ عشرين قدْ بلى َ المقامُ
أقولُ لصحبتي لما ارتحلنا
وَدَمْعُ العَينِ مُنْهَمِرٌ، سِجامُ
أتمضونَ الرسومَ ولا تحيا
كلامكمُ على َّ إذنْ حرام
أقيموا انما يومٌ كيومٍ
و لكنَّ الرفيقَ لهُ ذمام
بِنَفْسِيَ مَنْ تَجَنّبُهُ عَزِيزٌ
عَليّ، وَمَنْ زِيَارَتُهُ لِمَامُ
و منْ أمسي وأصبحُ لا أراهُ
و يطرقني إذا هجعَ النيامُ(13/311)
أليسَ لما طلبتُ فدتكَ نفسي
قضاءٌ أو لحاجتي انصرامُ
فِدى ً نَفسِي لنَفسِكَ مِن ضَجيعٍ
إذا ما التَجّ بِالسِّنَة ِ المَنَامُ
أتَنْسَى ، إذ تُوَدِّعُنَا سُلَيْمَى
بفرعِ بشامة ِ سقى البشامُ
تَرَكْتِ مُحَلَّئِينَ رَأوْا شِفَاءً،
فحاموا ثمَّ لمْ يردوا وحاموا
فَلَوْ وَجَدَ الحَمَامُ كَما وَجدْنَا
بسلمانينَ لاكتأبَ الحمامُ
فَما وَجْدٌ كَوَجْدِكَ يَوْمَ قُلْنا
على َ ربعٍ بناظرة َ السلام
أما تجزينني ونجيُّ نفسي
أحَادِيثٌ بِذِكْرِكِ، وَاحتِمامُ
و تكليفي المطيَّ أوارَ نجمٍ
لليلِ الخامساتِ بهِ أوامُ
ضَرَحْنَ بِنَا حَصَى المَعْزَاء حَتى
تَقَطّعَتِ السّرائِحُ وَالخِدَامُ
كأنَّ الرحلَ فوقَ أقبَّ جأبٍ
بأجمادِ الشريفِ لهُ مصام
عوى الشعراءُ بعضهمُ لبعضٍ
عَلَيّ، فَقَدْ أصَابَهُمُ انْتقَامُ
كَأنّهُمُ الثّعَالِبُ، حينَ تَلْقَى
هزبراً في العرينِ لهُ انتحام
إذا أوقعتُ صاعقة ً عليهمْ
رأوا أخرى تحرقَ فاستداموا
فمصطلمُ المسامعِ أو خصيٌّ
و آخرُ عظمُ هامتهِ حطامُ
لقدْ كذبَ الأخيطلُ فيَّ غربٌ
إذا صَاحَ الجَوَالِبُ، وَاعتِزَامُ
و تغلبُ لا ولاة ُ قضاءَ عدلٍ
وَلا مُسْتَنْكِرُونَ لأنْ يُضَامُوا
لئنْ يمتْ بنو جشمِ بنْ بكرٍ
بعاجِنَة ِ الرَّحُوبِ فَقَدْ ألامُوا
شفى الوقعاتُ ليسَ لتغلبيّ
مَحَارٌ بَعْدَهُنّ، وَلا خِصامُ
قَضَى ليَ أنّ أصْليَ خِنْدِفيٌّ،
وَعَضْبٌ، في عَوَاقِبِهِ السِّمَامُ
إذا ما خِنْدِفٌ زَخَرَتْ وَقَيْسٌ،
فإنّ جِبَالَ عِزّيَ لا تُرَامُ
همُ حدبوا عليَّ ومكنوني
بِأفْيَحَ لا يَزِلّ بِهِ المَقَامُ
فما لمتُ البناة َ ولمْ يلوموا
ذيادى َ حينَ جدَّ بنا الزحامُ
إذا مَدّوا بِحَبْلِهِمُ مَدَدْنَا
بِحَبَلٍ مَا لعُرْوَتِهِ انْفِصَامُ
ليَرْبُوعٍ إذا افْتَخَرُوا وَعَدّوا
فوارسُ مصدقٍ ولهى ً عظامُ
همُ المتمرسونَ بكلَّ ثغرٍ
وَإنْ رَكِبُوا إلى فَزَعٍ أسَامُوا
تُفدّينَا النّسَاءُ، إذا التَقَيْنَا،(13/312)
وَيُعْطي حُكْمَنَا المَلِكُ الهُمَامُ
و تغلبُ لا يصاهرهمْ كريمُ
وَلا أخْوَالُ مَنْ وَلَدُوا كِرَامُ
إذا اجتَمَعوا على سَكَر بِفَلْسٍ
فنصوٌ عندَ ذلكَ والتطامُ
يسمونَ الفليسَ ولا يسمى
لَهُمْ عَبْدُ المَلِيكِ وَلا هِشَامُ
فما عوفيتَ يومَ تحضُّ قيساً
فَفُضّ الحَيُّ وَاقتُنِصَ السّوَامُ
كُفِيتُكَ، لا تُقَلَّدُ في رِهَانٍ،
و في الأرساغِ والقصبَ انحطامُ
العصر الإسلامي >> جرير >> سقى الأجراعَ فوقَ بني شبيلٍ
سقى الأجراعَ فوقَ بني شبيلٍ
رقم القصيدة : 16561
-----------------------------------
سقى الأجراعَ فوقَ بني شبيلٍ
مسحجُ كلَّ مرتجزٍ هزيمِ
عرفتُ بهنَّ مكرمة ً وحلماً
إذا ما قيلَ أينَ ذوو الحلومِ
العصر الإسلامي >> جرير >> جَدِيلَة ُ وَالغَوْثُ الذينَ تَعِيبُهُمْ
جَدِيلَة ُ وَالغَوْثُ الذينَ تَعِيبُهُمْ
رقم القصيدة : 16562
-----------------------------------
جَدِيلَة ُ وَالغَوْثُ الذينَ تَعِيبُهُمْ
كِرَامٌ، وَمَا مَنْ عابَهُمْ بكَرِيمِ
وَقَدْ نَسَبَ النُّسّابُ قَبْلَكَ طَيّئاً
إلى ذِرْوَة َ مِنْ مَذْحِجٍ وصمِيمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> جاءتْ بنو نمرٍ كأنَ عيونهمْ
جاءتْ بنو نمرٍ كأنَ عيونهمْ
رقم القصيدة : 16563
-----------------------------------
جاءتْ بنو نمرٍ كأنَ عيونهمْ
جمرُ الغضا بتدريءٍ وظلامِ
لما رأيتُ جموعهمُ قدْ أثعلتْ
أيقنتُ أنْ ليستْ بدارِ مقامِ
فكررتُ محمية ً وراءَ ذماركمْ
إنّ الكَرِيمَ، عَنِ الذِّمَارِ، مُحامي
إذْ لا يذودُ عنِ الحمى َ متوكلٌ
رُمِيَتْ يَدَاهُ بِفَالِجٍ وَجُذَامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لعمري لئنْ خلى َّ جبيرٌ مكانهُ
لعمري لئنْ خلى َّ جبيرٌ مكانهُ
رقم القصيدة : 16564
-----------------------------------
لعمري لئنْ خلى َّ جبيرٌ مكانهُ
لقد كانَ شَعشَاعَ العَشِيّة ِ شَيظَمَا
أشمَّ طوالَ الساعدينِ ترى لهُ
إذا القَوْمٌ هابوا القَوْمَ، أنْ يَتَقدّمَا(13/313)
لَعَمْرِي لَقد عالى على النَّعشِ مُحرِزٌ
فتى ً نالَ قدما عفة ً وتكرما
فَتى ً كانَ أحْيَا مِنْ فَتَاة ٍ حَيِيّة ٍ،
و أشجعَ منْ ليثٍ بخفانَ مقدما
إذا اللّحْمُ كانَ الزّادَ لم يُلْفَ لحمُهُ
جميعاً ولكنْ شاعَ في الحيَّ ألحما
إذا الأمْرُ نابَ الحَيَّ لم يُقضَ دونَهُ؛
وَإنْ طَرَقَ الأضْيَافُ ليلاً تَبَسّمَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا ربَّ يومٍ قدْ أتيحَ لكَ الصبا
ألا ربَّ يومٍ قدْ أتيحَ لكَ الصبا
رقم القصيدة : 16565
-----------------------------------
ألا ربَّ يومٍ قدْ أتيحَ لكَ الصبا
بذِي السِّدْرِ بَينَ الصُّلبِ فالمُتَثَلَّمِ
فَما حُمِدَتْ يَوْمَ اللّقَاء مُجاشِعٌ
وَلا عِندَ عَقدٍ تمنَعُ الجارَ مُحكَمِ
تقولُ قريشٌ أيَّ جارٍ غررتمُ
و قد بلَّ عطفاً ذي النعالِ منَ الدمِ
شددتمْ حباكمْ للخزيرِ وأعينٌ
يقربُ يكبو لليدينِ وللفمِ
بني مالكٍ أمسى الفرزدقُ نادماً
و منْ يلقَ ما لاقى َ الفرزدقُ يندمَ
بَني عَبدِ عَمروٍ قد فرَغتُ إلَيكُمُ،
و قدْ طالَ زجري لوْ نهاكمْ تقمي
ألَمْ يَنْهَكُمْ أنّي رَمَيْتُ مُجاشِعاً
بأسهمِ رامٍ لا اشلَّ ولا عمى
أهزانُ لولا ابنا لجيمٍ كلاهما
لكنتمْ سواءً قسمة ً بينَ أسهمي
وَكُنّا إذا ما الخَيْلُ ضَرّجَها القَنَا
وَأقْعَتْ على الأذْنَابِ قُلْنَا لها اقدمي
ألاَ ربَّ يومٍ أثابتْ رماحنا
بِبُؤسَى ، وَقَوْمٍ آخَرِينَ بِأنْعُمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> مَا عَلِمَ الأقْوَامُ أسْرَقَ مِنْكُمُ،
مَا عَلِمَ الأقْوَامُ أسْرَقَ مِنْكُمُ،
رقم القصيدة : 16566
-----------------------------------
مَا عَلِمَ الأقْوَامُ أسْرَقَ مِنْكُمُ،
وَألأمَ لُؤماً مِنكِ قَيسَ البَرَاجِمِ
لقدَ أمنَ الأعداءُ أنْ تفجعوهمُ
وَمَا لَيْلُ جَارٍ حَلّ فيكُمْ بِنائِمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لو كنتَ حراً يومَ أعينَ لمْ تنمْ
لو كنتَ حراً يومَ أعينَ لمْ تنمْ
رقم القصيدة : 16567(13/314)
-----------------------------------
لو كنتَ حراً يومَ أعينَ لمْ تنمْ
و ذحلكَ مطلوبٌ وثأركَ سالم
تَنَامُ وَمَا زَالَتْ قُيُونُ مُجَاشِعٍ
عنِ الوترِ نواماً وأنفكَ راغم
وَلا يُدْرِكُ الوِتْر المُرَاهِقَ فَوْتُهُ
ضجيعُ الهوينا المطرقُ المتناومُ
فَهَلاّ كَفِعْلِ المَازِنّي بْنِ أخْضَرٍ
فَعَلتَ، وَمَن يَصْدُقْ تَهَبْهُ المظالمُ
العصر الإسلامي >> جرير >> مَتى تَغْمِزْ ذِرَاعَ مُجَاشِعِيٍّ
مَتى تَغْمِزْ ذِرَاعَ مُجَاشِعِيٍّ
رقم القصيدة : 16568
-----------------------------------
مَتى تَغْمِزْ ذِرَاعَ مُجَاشِعِيٍّ
تجدْ لحماً وليسَ على َ عظامِ
فما صدق اللقاءَ مجاشميٌّ
و ما جمعَ القناة َ معَ اللجام
تولونَ الظهورَ إذا لقيتمْ
و تدنونَ الصدورَ منَ الطعامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إني لوصالٌ بغيرِ شناءة ٍ
إني لوصالٌ بغيرِ شناءة ٍ
رقم القصيدة : 16569
-----------------------------------
إني لوصالٌ بغيرِ شناءة ٍ
و إنيَّ لباقي الحقدِ مستحوذٌ صرمي
وَمُحْتَمِلٌ ضِغْناً عَليّ، وَلمْ يكُنْ
ليَبْلُغَ جَهلي إنْ جَهِلتُ وَلا حلمي
وَيَأبَى غُوَاة ُ النّاسِ إلاّ تَوَافُداً
عَليّ وَيَأبَى أنْ يَرِقّ لهمْ عَظْمي
وَما زِلْتَ يا خِنزِيرَ تَغلِبَ جاحِراً
بمنزلة ٍ يحمي عليكَ ولا تحمي
و إنكَ لوْ ترمي تميماً لفللتْ
نِصَالَ مَرَامِيكَ الجبالُ التي تَرمي
و إني لمهدٍ للأخيطلِ صكة ً
تَدُقّ حِيالَ النّاظِرَينِ منَ الخَطْمِ
كَذَبْتَ! لَقد قُدْنا الخَميسَ وَناقلتْ
بنا الخيلُ وَرْداً في الخميسِ وَفي الدهْمِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عبدالذات
عبدالذات
رقم القصيدة : 1657
-----------------------------------
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ،
وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ،
لنلقى في غد نصرا ،
و يممنا إلى المسرى ،
وكدنا نبلغ المسرى ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: "صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر قتلانا ،
وقلنا إنه أدرى ،(13/315)
وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا ا لجسرا ،
فقمنا نطلب ا لثأ را ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: " صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى ،
وآلافا من الجرحى ،
وآلافا من الأسرى ،
وهد الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا ،
فأنجب صبرنا صبرا ،
وعبد ا لذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا ،
ولم يضمن لقتلانا بها قبرا ،
ولم يلق ا لعدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ،
فسبحان الذي أسرى بعبد الذات من صبرا إلى مصرا ،
وما أسرى به للضفة الأخرى
العصر الإسلامي >> جرير >> على أيّ دينٍ دينُ سَوْداءَ أذْ شَوَتْ
على أيّ دينٍ دينُ سَوْداءَ أذْ شَوَتْ
رقم القصيدة : 16570
-----------------------------------
على أيّ دينٍ دينُ سَوْداءَ أذْ شَوَتْ
نواهضها والكأسُ يجري مدامها
إذا زَارَاهَا القَيْنُ العِرَاقيٌّ ذَبّحَتْ
فِرَاخَ حَمَامٍ بَاضَ خِزْياً حَمامُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> أقبلنَ منَ جنبيْ فتاخٍ وإضمْ
أقبلنَ منَ جنبيْ فتاخٍ وإضمْ
رقم القصيدة : 16571
-----------------------------------
أقبلنَ منَ جنبيْ فتاخٍ وإضمْ
عَلى قِلاصٍ مِثْلِ خِيطانِ السَّلَمْ
قَدْ طُوِيَتْ بُطُونُها طَيَّ الأدَمْ،
بعدَ انفضاجِ البدنِ واللحمِ الزيمَ
إذا قطعنَ علماً بدا علمْ
فَهُنّ، بَحثاً، كَمُضِلاتِ الخَدَمْ
حتى تناهينَ إلى َ بابِ الحكمْ
خَليفَة ِ الحَجّاجِ، غَيْرِ المُتّهَمْ
في ضِئْضِىء المَجْدِ وَبؤبؤ الكَرَمْ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما بالٌ شِرْب بَني الدَّلَنْطَى ثابِتاً،
ما بالٌ شِرْب بَني الدَّلَنْطَى ثابِتاً،
رقم القصيدة : 16572
-----------------------------------
ما بالٌ شِرْب بَني الدَّلَنْطَى ثابِتاً،
وَكَأنّ وَرِدُنَا يُرَى في تُرْخَمِ
عَطَفَتْ تُيُوسُ بَني طُهَيّة َ بَعدما
رويتْ وما نهلتْ لقاحُ الأعلمَ
صَدَرَتْ مُحَلأة َ الجَوَازِ فأصْبَحَتْ
بالثأيتين حنينها كالمأتمَ(13/316)
لَوْ حَلّ مِثْلَكَ مِنْ رِيَاحٍ وَسْطَنا
جَاراً لَكَانَ جِوَارُهُ في مَحْرَمِ
ما كانَ يوجدُ في رياحِ نبوة ٌ
عِنْدَ الجِوَارِ وَلا بِضِيقِ المقْدَمِ
السالبينَ عنِ الجبابرِ بزهمْ
وَالخَيلُ تحجُلُ في الغبارِ وَفي الدّمِ
وَالخَيْل تُخْبِرُ عَنْ رِيَاحٍ أنّهُمْ
نِعْمَ الفَوَارِسُ في الغُبَارِ الأقْتَمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمّا أُسَيْدُ وَالهُجَيْمُ وَمَازِنٌ،
أمّا أُسَيْدُ وَالهُجَيْمُ وَمَازِنٌ،
رقم القصيدة : 16573
-----------------------------------
أمّا أُسَيْدُ وَالهُجَيْمُ وَمَازِنٌ،
فَشِرَارُ مَنْ يَمْشِي عَلى الأقْدَامِ
الظاعنونَ على هوى نسوانهمْ
و النازلونَ بشرَّ دارِ مقامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ
حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ
رقم القصيدة : 16574
-----------------------------------
حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ
رَبْعاً تَقَادَمَ، أوْ صَرِيعَ خِيَامِ
بالغبرية ِ والنحيتِ أوانسٌ
أنّ الرّوَاحَ بِغُلّتي وَسَقَامي
أطربتْ أنْ هتفَ الحمامُ وربما
أبكاكَ بعدَ هواكَ شجوُ حمام
فاصطادَ قلبكَ منْ وراءِ حجابهِ
منْ لا يرى لسنينَ غيرَ لمامِ
أما الوصالُ فقدْ تقادمَ عهدهُ
إلاّ الخَيَالُ يَعُودُ كُلَّ مَنَامِ
لا تتركنيَّ للذي بي مسلماً
فَيُصَاب سَمْعي، أو تُسَلَّ عظامي
خبرتما خبراً فهاجَ لنا الهوى
يا حبذا الجرعاتُ فوقَ سنامِ
فإذا أق أفَضْنَا، في المَنَازِلِ، عَبْرَة ً
مولية َ فتروحا بسلامِ
روحوا فقدْ منعَ الشفاءُ وقد نرى
أنَّ الرواحَ بغلني وسقامي
و كأنَّ روحهنَّ بينَ يلملمٍ
و النعفِ ذي السرحاتِ أوبُ نعامِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَطيُّ خوَاضِعٌ،
مِثلُ الجُفُونِ بِبُرْقَتَيْ أَرْمَامِ
قَدْ طالَ حُبُّكَ لَوْ يُساعفُكَ الهوَى
نَجْداً، وَأنتَ، بنَخلَتَينِ، تهامى
يا تَيْمُ! لَوْ صَدَقَ الفَرَزْدَقُ لم يَعِبْ
في الجريْ بعد مداي واستحدامي
قدْ قطعتْ نفسَ المجرب غايتي(13/317)
وَتُضِرّ بِالمُتَكَلِّفِ الزّمّامِ
يا تَيْمُ! ما أحَدٌ بِألأمَ مِنكُمُ؛
إنَّ اللئامَ على َّ غيرُ كرام
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّ تَيْماً كَلّفِتْ
جعلى ْ بريزة َ كلَّ أصيدَ سام
ما كُنتَ في الحَدَثانِ تَلْقى قَهْوَساً،
متلبباً بمحاملِ ولجام
احبِسْ رِباطَكَ حيثُ كنتَ مسَبَّقاً،
وَاسكُتْ فغَيرُ أبيكَ كانَ يُحامي
إنَّ الكرامَ لها مكارمُ أصبحتْ
تَنْمي، وَسَعْيُ أبيكَ لَيْسَ بنامِ
وَبُنَيُّ بَرْزَة َ مُقْرِفٌ في نَعْلِهِ
قدمٌ لئيمة ُ موضعِ الابهامِ
أمدحتمُ الجملَ الكريمَ بناتهُ
لَكِنْ بَنَاتُ أبِيكَ غَيرُ كِرَامِ
وَهَزِلْتُمُ لَجَأ، وَأنْتَ تَصُرّهَا
غباً تقلدُ دهمها بزمام
قُبِّحْتِ مِنْ إبِلٍ، وَقُبّحَ رَبُّها،
كومِ الفصالِ قليلة ِ الغرام
قَبَحَ الإلَهُ عَلى المُرَيْرَة ِ نِسْوَة ً
أصداؤهنَّ يصحنَ كلَّ ظلامِ
خُضْرَ الجُلُودِ، يَبِتْنَ غَيرَ نيامِ
قَدْ طالمَا، وَأبيكَ، ذُدْنَا عَامِراً
بالخيلِ والرؤساءَ منْ همامِ
إذ كنتَ يا جعلَ الشقيقة ِ غافلاً
عنْ يومِ شدتنا على َ بسطامِ
ألحَقْنَنَا بِأبي قَبِيصَة َ، بَعْدَمَا
دميَ الشكيمُ وماجَ كلُّ حزام
الوَاقِفِينَ على الثّغُورِ جِيَادَهُمْ،
و المحرزينَ مكارمَ الأيامِ
كَمْ قَدْ أفَاء فَوَارِسِي مِنْ رَائِسٍ
عَرِكٍ، وَمِنْ مَلِكٍ وَطِئنَ هُمامِ
لأبي الفضولُ على أبيكَ ولمْ تجدْ
عما بلغتَ بسعيهِ أعمامي
فأنا ابنُ زيدِ مناة َ بينَ فورعها
لنْ تستطيعَ بجيدريكَ زحامي
هلْ تحبسنَّ منَ السواحلِ جزية ً
أوْ تنقلنَّ رواسيَ الأعلامِ
يا تَيْمُ! إنّ بَني تَمِيمٍ دافَعَتْ
عَنّي مَنَاكِبُهُمْ، وَعَزّ مَقَامي
تِلْكَ الجِبَالُ رُمِيتَ مِنْ أرْكانها،
فاسألْ بريزة َ أيهنَّ ترامي
يا تَيمُ! إنّ لآلِ سَعْدٍ عِنْدَكُمْ
نعماً فكيفَ جزيتَ بالأنعامِ
سَعدُ بنُ زَيدِ مَنَاة َ فَكّ كُبولَهمْ
و التيمُ عندَ يحابرٍ وجذامِ
سَعْدٌ هُمُ المُتَيَمَّنُونَ بِأمْرِهِمْ،(13/318)
وَهُمُ الضّيَاءُ لِلَيْلَة ِ الإظْلامِ
سَعْدٌ، إذا نَزَلَ العَدُوُّ حِمَاهُمُ
ردوا عليهِ بحومة ِ القمقام
المظعنينَ منَ الرمادة ِ أهلها
بَعْدَ التّمَكّنِ في دِيَارِ مُقَامِ
لَوْ تَشْكُرُ الحَسَنَاتِ تَيْمٌ لمْ تَعِبْ
تَيْمٌ فَوَارِسَ قَعَنَبٍ وَخِزَامِ
شُمّاً مَسَاعِرَ للحُرُوبِ بِشُزَّبٍ
تدمى شكائمها منَ الألجامِ
نَعْمَ الفَوَارِسُ يُعْلِمونَ بحَعْفَرٍ،
و الطيبونَ فوارسُ الحمحامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> تغطى نميرٌ بالعمائمِ لؤمها
تغطى نميرٌ بالعمائمِ لؤمها
رقم القصيدة : 16575
-----------------------------------
تغطى نميرٌ بالعمائمِ لؤمها
و كيفَ يغطى اللؤمَ طيُّ العمائمِ
فإنْ تَضْرِبُونَا بالسِّيَاطِ، فإنّنَا
ضربنا كمو بالمرهفاتِ الوارمِ
و إنْ تحلقوا منا رؤساً فاننا
حلقنا رؤساً بالقنا والغلاصمِ
و إنْ تمنعوا منا السلاحُ فعندنا
سِلاحٌ لَنَا لا يُشْتَرَى بالدّرَاهِمِ
جلاميدُ أملاءُ الأكفَّ كأنها
رؤوسَ رجالٍ خلقتْ بالمواسم
العصر الإسلامي >> جرير >> أواصلٌ أنتَ سلمى بعدَ معتبة ٍ
أواصلٌ أنتَ سلمى بعدَ معتبة ٍ
رقم القصيدة : 16576
-----------------------------------
أواصلٌ أنتَ سلمى بعدَ معتبة ٍ
أمْ صَارِمُ الحَبلِ من سلمى فمَصرُومُ
قد كنتُ أضمرُ حاجاتٍ وأكتمها
حتى متى طولُ هذا الوجدِ مكتوم
قالتْ أمامة ُ معتلٌّ أخو سفرٍ
كأنّهُ مِنْ سُرَى الإدْلاجِ مأمُومُ
كأنَّ نشرَ الخزاميَ في ملاحفها
قَدْ بَلّ أجْرَعَها طَلُّ وَتَهْمِيمُ
هاجَ الخَيالَ على حاجاتِ ذي أرْبٍ،
تكادُ تَنْفَضّ مِنْهُنّ الحَيَازِيمُ
زورٌ ألمَّ بنا يمشي على َ وجلٍ
في الخضرِ منهُ وفي الكشحينِ تهضيم
حيّيتَ مِنْ زَائِرٍ يَعْتَادُ أرْحُلَنَا،
بالمِسْكِ وَالعَنْبَرِ الهِنديّ مَلغُومُ
يا صاحبيَّ سلاَ هذا الملمَّ بنا
أني أهتدى وسوادُ الليلِ مركوم
أعَامِداً جاء يَسْرِي طُولَ لَيْلَتِهِ؛
أمَّ جائرٌ عنْ طريقِ القصدِ مهيومُ(13/319)
إلى طَلائِحَ، بِالمَوْماة ِ، صَادِيَة ٍ،
فيها على الهولِ والعلاتِ تصميمُ
كَيفَ الحَديثُ إلى رَكْبٍ تُؤَدِّئُهمْ
يهماءُ صادية ٌ أصداؤها هيم
تَرْمي بها قائِمَ المَوْماة ِ عَنْ عُرُضٍ
إذا توقدتِ التيهُ الدياميمُ
شُعْثٌ عِجَالٌ وَأنقاضٌ على سَفَرٍ،
قدْ شاعَ فيهنَّ أنعالٌ وتخديم
دوية ٌ قذفٌ تضحى جنادبلها
ورقاً وحرباؤها صديانُ مهيوم
سرنا اليكَ نصاديها شامية ً
لا يدفيءُ القلب منْ صرادها نيم
تَسْتَوْفِضُ الشّيْخ لا يَثني عِمامتَه،
سِرْبَالَ مُلْكٍ بهِ تُرْجى الخَوَاتِيمُ
منْ يعطِ اللهُ منكمْ يعطَ نافلة ً
وَيُحْرَمِ اليَوْمَ منكُمْ فهوَ مَحرُومُ
يا آلَ مَرْوَانَ! إنّ الله فَضّلَكُمْ
فَضْلاً قَديماً، وَفي المَسعاة ِ تَقْويمُ
قومٌ أبوهمْ أبو العاصي وأورثهمْ
جُرْثُومَة ً لا تُسَامِيها الجَرَاثِيمُ
قد فاتَ بالغاية َ العليا فأحرزها
سامٍ خروجٌ إذا اصطكَّ الأضاميمُ
يَحمي حِمَاهُ بِجَرّارٍ لَهُ لَجَبٌ
للأرْضِ مِنْ وَأدِهِ فِيهَا هَماهِيمُ
جاؤا ظماءً فقدْ روى دلاءهمُ
مِنَ زَاخِرٍ تَرْتَمي فِيهِ العَلاجِيمُ
ما الملكُ منتقلٌ منكمْ إلى أحدٍ
وَلا بِنَاؤكُمُ العَادِيُّ مَهْدُومُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألَمْ يَكُ، لا أبا لَكَ، شَتمُ تَيمٍ
ألَمْ يَكُ، لا أبا لَكَ، شَتمُ تَيمٍ
رقم القصيدة : 16577
-----------------------------------
ألَمْ يَكُ، لا أبا لَكَ، شَتمُ تَيمٍ
بَني زَيْدٍ منَ الحَدَثِ العَظيم؟
إذا نُسِبَ الكِرَامُ إلى أبِيهِمْ،
فما للتيمِ ضربُ أبٍ كريم
و تيمٌ لا تقيمُ بدارِ ثغرٍ
و تيمٌ لا تحكمُ في الحكومِ
يَشِينُكَ أنْ تَقُولَ: أنا ابنُ تَيمٍ
و تيمٌ منتهى َ الحسبِ اللئيمِ
بدا ضربُ الكرامِ وضربُ تيمٍ
كَضَرْبِ الدَّيْبُلِيّة ِ وَالخُسُومِ
وَأخْزَى التّيْمَ أنّ نِجَارَ تَيْمٍ
بعيدٌ منْ نجارِ بني تميمِ
إذا بدتِ الأهلة ُ يا بنَ تيمٍ
غممتَ فما بدة تَ منَ الغمومِ(13/320)
لَنا البَدْرُ المُنِيرُ، وَكُلُّ نَجْمٍ،
وَفِيمَ التّيْمُ مِنْ طَلَبِ النُّجُومِ
تبينْ منْ قسيمكَ إنَّ عمراً
وَزَيْدَ مَنَاة َ، فاعتَرِفوا، قَسيمي
قَنَاة ُ الألأمِينَ قَنَاة ُ تَيْمٍ،
مُبَيِّنَة ُ القَوَادِحِ وَالوصُومِ
أبُونَا مَالِكٌ، وَأبُوكَ تَيْمٌ،
فَقَدْ عرِفَ الأغَرُّ مِنَ البَهيمِ
تغبرُ في الرهانِ وجوهُ تيمٍ
إذا اعتزمَ الجيادُ على َ الشكيمِ
و تظعنُ عنْ مقامكَ يا بنَ تيمٍ
وَمَا أظْعَنْتَ مِنْ أحَدٍ مُقِيمِ
وَتَمْضي كُلُّ مَظْلِمَة ٍ عَلَيكُمْ
و ما تثنونَ عادية َ الظلومِ
وَأبْنَاءُ الضّرَائرِ جَدّعُوكُمْ،
وَأنْتُمْ فَرْخُ وَاحِدَة ٍ عَقِيمِ
وَلَوْ عَلِمَ ابنُ شَيْبَة َ لُؤمَ تَيمٍ
لما طافوا بزمزمَ والحطيمِ
نهَيْتُ التّيْمَ عَنْ سَفَهٍ وَطَالَتْ
أنَاتي وَانْتَظَرْتُ ذَوِي الحُلُومِ
فمنْ كانَ الغداة َ يلومُ تيماً
فقدْ نزلوا بمنزلة ِ المليمِ
بذيفانِ السمامِ سقيتُ تيماً
وَتُمْطِرُ بِالعَذَابِ لهَا غُيُومي
ترى الأبطالَ قدْ كلموا وتيمٌ
صَحيحوا الجِلِدِ مِنْ أثَرِ الكُلُومِ
و ما للتيمِ منْ حسبٍ حديثٍ
و ما للتيمِ منْ حسبٍ قديمِ
منَ الأصلابِ ينزلُ لؤمَ تيمٍ
و في الأرحامِ يخلقُ والمشيمِ
تَرَى التّيْميَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبَى
إلى سَوْداءَ مِثْلِ قَفَا القَدُومِ
إذا التيميَّ ضافكَ فاستعدوا
لمقرفة ٍ جحافلهُ طعومِ
تشكي حينَ جاءَ شقاقَ عبدٍ
و أدنى الراحتينِ منَ الجحيمِ
فعَمْرو عَمُّنا وَأنَا ابنُ زَيْدٍ،
فأكرمْ بالأبوة ِ والعمومِ
و تلقى في الولاءِ عليكَ سعداً
ثِقَالَ الوَطْء ضَالِعَة َ الخُصُومِ
و ما جعلَ القوادمُ كالذنابيَ
و ما جعلَ الموالي كالصميمِ
يحوطكَ منْ يحوطُ ذمار قيسٍ
و منْ وسطَ القماقمِ منْ تميمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ
ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ
رقم القصيدة : 16578
-----------------------------------
ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ(13/321)
بادتْ معارفها بذي القيصومِ
هِجْنَ الهَوَى وَمَضَى لعَهدِكَ حِقبة ٌ
و بلينَ غيرَ دعائمِ التخييمِ
و لقدْ نراكِ وأنتِ جامعة ُ الهوى
إذْ عهدُ أهلكِ كانَ غيرَ ذميمِ
فسقيتِ منْ سبلِ الغوادي ديمة ً
أوْ وبلَ مرْ تجسن الربابِ هزيمِ
قدْ كدتَ يومَ قشاوتينِ منَ الهوى
تبدي شواكلَ سركَ المكتومِ
إلى َ أميركَ لا يردُّ تحية ً
ماذا بمنْ شعفَ الهوى برحيمِ
أوْ بالصّفَاحِ وَغَارِبٍ مَكْلُومِ
فَلَقَدْ عَجِبْتُ لحَبْلِنا المَصْرُومِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ، وَلَيسَ شىء باقِياً،
يوماً ظعائنَ سلوة ٍ ونعيمِ
فإذا احتَمَلنَ حَلَلْنَ أوْسَعَ مَنزِلٍ؛
وَإذا اتّصَلْنَ دَعَوْنَ يالَ تَمِيمِ
و غذا وعدنكَ نائلاً أخلفنهُ
و إذا طلبنَ لوينَ كلَّ غريمِ
فاعصِي مَلامَ عَوَاذلٍ يَنْهَيْنَكُمْ،
فَلَقَدْ عصَيْتُ إلَيْكِ كُلّ حَميمِ
وَلَقَدْ تَوَكّلُ بِالسّهَادِ لِحُبّكُمْ
عينٌ تبيتُ قليلة َ التهويم
إنّ امْرَأً مَنَعَ الزّيَارَة َ مِنْكُمُ
حنقاً لعمرُ أبيهِ غيرُ حليمِ
يرمينَ منْ خللِ الستورِ بأعينٍ
فيها السقامُ وبرءُ كلَّ سقيمِ
يا مسلمَ المنضيفونَ إليكمْ
أهْلَ الرّجَاء طَلَبْتُ وَالتّكْرِيمِ
كمْ قدْ قطعتُ إليكَ منْ ديمومة ٍ
قُفْرٍ وَغولِ صَحاصِحٍ وَحُزُومِ
لا يأمنونَ على الأدلة ِ هولها
إلاّ بِأشْجَعَ صَادِقِ التّصْمِيمِ
كَيفَ الحَديثُ إلى بَني داوِيّة ٍ،
معتصبينَ لدى خوامسَ هيمِ
أبْصَرْتِ أنّ وُجُوهَهُمْ قد شفّها
مَا لا يَشُفّكِ مِنْ سُرًى وَسَمُومِ
و يقولُ منْ وردتْ عليهِ ركابنا
أمِنَ الكُحَيْلِ بهِنّ لَوْنُ عَصِيمِ
تشكو جوالبَ دامياتٍ بالكلى
أوْ بالصفاحَ وغاربٍ مكاومِ
حتى استرَ حنَ اليكَ منْ طولِ السرى
و منَ الحفا وسرائحِ التخديمِ
نامَ الخليُّ وما تنامُ همومي
وَكَأنّ لَيْليَ باتَ لَيْلَ سَلِيمِ
إنَّ الهمومَ عليكَ داءٌ داخلٌ
حتى تُفَرِّجَ شَكّهَا بِصَرِيمِ
ما أنصفَ المتوددونَ إلى َ الردى(13/322)
وَحَمَيْتُ كُلَّ حِمًى لهُمْ وَحرِيمِ
لوْ يقدرونَ بغيرِ ما أبليتهمْ
لسقيتُ كأسَ مقشبٍ مسمومِ
وَوَجَدْتُ مَسْلَمَة َ الكَرِيمَ نِجَارُهُ
مِثْلَ الهِلالِ أغَرَّ، غَيْرَ بَهِيمِ
أنْتَ المُؤمَّلُ وَالمُرَجّى فَضْلُهُ،
يا ابنَ الخَليفَة ِ، وَابنَ أُمّ حَكِيمِ
للبدرُ وابنُ غمامة ٍ ربعية ٍ
أصْبَحْتَ أكْرَمَ ظاعِنٍ وَمُقِيمِ
و نباتُ عيصكمُ لهُ طيبُ الثرى
و قديمُ عبصكَ كانَ خيرَ قديم
لما نزلتُ بكمْ عرفتمْ حاجتي
فجبرتَ عظمي واستجدَّ أديمي
و لقد حبوني بالجيادِ وأخدموا
خَدَماً إلى مائة ٍ بهَازِرَ كُومِ
حَيّيْتُ وَجْهَكَ بِالسّلامِ تَحِيّة ً،
و عرفتُ ضربَ كريمة ٍ لكريم
و اللهُ فضلَ والديكَ فأنجبا
و عددتَ خيرَ خؤولة ٍ وعموم
أرْضَيْتَنَا وَخُلِقْتَ نُوراً عالِياً
بِالسّعْدِ، بَيْنَ أهِلَّة ٍ وَنَجُومِ
أنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافتَخِرْ
مِنْ عَبدِ شَمسَ بذِرْوَة ٍ وَصَمِيمِ
و لقدْ بنيَ لكَ في المكارمِ والعلا
آلُ المغيرة ِ منْ بني مخزوم
و بآلِ مرة َ رهطِ سعدي فافتخرْ
منْهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ وَفَضْلِ حُلُومِ
المانعينَ إذا النساءُ تبذلتْ
وَالجاسِرِينَ بِمُضْلِعِ المَغْرُومِ
ما كانَ في أحدٍ لهمْ مستنكراً
فَكُّ العُنَاة ِ، وَحَملُ كُلّ عَظِيمِ
وَبَنى لِمَسْلَمَة َ الخَلائِفُ في العُلى
شَرَفاً، أقَامَ بِمَنْزِلٍ مَعْلُومِ
العصر الإسلامي >> جرير >> إنَّ بلالاً لم تشنهُ أمهُ
إنَّ بلالاً لم تشنهُ أمهُ
رقم القصيدة : 16579
-----------------------------------
إنَّ بلالاً لم تشنهُ أمهُ
لَمْ يَتَنَاسَبْ خَالُهُ وَعَمُّهُ
يشفى الصداعَ ريحهُ وشمهُ
و يذهبُ الهمومَ عنيَّ ضمهُ
كَأنّ رِيحَ المِسْكِ مُسْتَحَمّهُ،
ما ينبغي للمسلمينَ ذمه
يمضي الأمورَ وهوَ سامٍ همهُ
بحرُ بحورٍ واسعٌ مجمه
يُفَرِّجُ الأمْرَ، وَلا يَغُمّهُ،
فَنَفْسِهُ نفسي وَسَمّي سَمّهُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بلاد العرب
بلاد العرب(13/323)
رقم القصيدة : 1658
-----------------------------------
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ،
نبذه عن وطن مغترب ،
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،
قرب جثمان النبي ،
مات مشنوقا عليها بحبال الكذب ،
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ،
لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ،
عاش حزب ا لـ...، يسقط ا لخا...، عا ئد و...، والموت للمغتصب ،
وعلى الهامش سطر ،
أثر ليس له اسم ،
إنما كان اسمه يوما بلاد العرب
العصر الإسلامي >> جرير >> لا تدعواني اليومَ إلاَّ باسمي
لا تدعواني اليومَ إلاَّ باسمي
رقم القصيدة : 16580
-----------------------------------
لا تدعواني اليومَ إلاَّ باسمي
ليسَ المحامونَ كمنْ لا يحمى
تَكْفِيكَ يَرْبُوعٌ أُمُورَ الحَزْمِ،
بكلَّ صوالٍ وقورٍ شهمٍ
يَخْطِرُ دوني خَطَرَانَ القَرْمِ،
قومٌ يقيمونَ ضجاجَ الخصمِ
وَيَضْرِبُونَ خُنْزوَانَ الدَّهْمَ
العصر الإسلامي >> جرير >> أتبيتُ ليلكَ يا بنَ أتأة َ نائماً
أتبيتُ ليلكَ يا بنَ أتأة َ نائماً
رقم القصيدة : 16581
-----------------------------------
أتبيتُ ليلكَ يا بنَ أتأة َ نائماً
و بنو أمامة َ عنكَ غيرُ نيامِ
وَتَرَى القِتَالَ مَعَ الكِرَامِ مُحَرماً،
و ترى الزناءَ عليكَ غيرَ حرامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> يُعَافي الله بَعْدَ بَلاءِ سَوْء،
يُعَافي الله بَعْدَ بَلاءِ سَوْء،
رقم القصيدة : 16582
-----------------------------------
يُعَافي الله بَعْدَ بَلاءِ سَوْء،
وَيَبْرَأُ بَعْدَمَا يُبْلى السّقيمُ
يُسَرّ الشّامِتُونَ، إذا نُعِينَا،
و يكرهُ ذاكَ ذو اللطفِ الحميمُ
إذا أصبحتُ في حدثٍ مقيماً
فكَمْ قد غاظَهُ الجَدَثُ المُقيمُ
العصر الإسلامي >> جرير >> فُجِعْنَا بجَمّالِ الدّيَاتِ ابنِ غَالِبٍ
فُجِعْنَا بجَمّالِ الدّيَاتِ ابنِ غَالِبٍ(13/324)
رقم القصيدة : 16583
-----------------------------------
فُجِعْنَا بجَمّالِ الدّيَاتِ ابنِ غَالِبٍ
و حامي تميمٍ عرضها والمراجمِ
بَكَيْنَاكَ حِدْثَانُ الفِرَاقِ، وَإنّما
بكَيناكَ، إذْ نَابَتْ أُمُورُ العَظائِمِ
فلا حَمَلَتْ بَعدَ ابنِ لَيلى مَهِيرَة ٌ،
وَلا شُدّ أنْسَاعُ المَطيّ الرّوَاسِمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> وَهَبْتُ عُطَارِداً لِبَني صُدَيٍّ،
وَهَبْتُ عُطَارِداً لِبَني صُدَيٍّ،
رقم القصيدة : 16584
-----------------------------------
وَهَبْتُ عُطَارِداً لِبَني صُدَيٍّ،
وَلَوْلا غَيرُهُ عَلَكَ اللّجَامَا
و كنتُ إذا الشقيُّ أبا شقاهُ
بِهِ أوْ حَيْنُهُ إلاّ عُرَامَا
أُحِلّ بِهِ، وَلَوْ أمْسَى شَطِيراً
وراءَ داهية ً عقاما
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا شَاعَ السّلامُ بِدارِ قَوْمٍ،
إذا شَاعَ السّلامُ بِدارِ قَوْمٍ،
رقم القصيدة : 16585
-----------------------------------
إذا شَاعَ السّلامُ بِدارِ قَوْمٍ،
فَلَيْسَ عَلى عَزَوْلاة َ السّلامُ
منيزلة ٌ تبري اللهُ منها
بِهَا مِنْ مَازِنٍ نَفرٌ لِئَامُ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألاَ حيَّ المنازلَ والخياما
ألاَ حيَّ المنازلَ والخياما
رقم القصيدة : 16586
-----------------------------------
ألاَ حيَّ المنازلَ والخياما
وَسَكْناً طَالَ فِيها مَا أقَامَا
أُحَيّيهَا، وَمَا بيَ غَيرَ أنّي
أُرِيدُ لأُحْدِثَ العَهْدَ القُدَامَا
منازلَ قدْ دخلتْ منْ ساكنيها
عفتْ إلاَّ الدعائمِ والثماما
محتها الريحُ والأمطارُ حتى
حَسِبتَ رُسومَها في الأرْضِ شامَا
و جربها الكلاَكلِ جونٍ
أجَشِّ الرّعْدِ يهتزمُ اهْتِزَامَا
يزيفُ ويسيطرُ البرقُ فيهِ
كَما حَرّقْتَ في الأجَمِ الضّرَامَا
كأنَّ وميضهُ أقرابُ بلقٍ
نحاذرُ خلفها خيلاً صياما
كأنَّ ربابهُ الضلالَ فيهِ
نعامٌ جافلٌ لاقى نعاما
قفا يا صاحبيَّ فخبراني
علىم تلومُ عاذلتي علاما
على َ مَ تأومُ عاذلتي فانيَّ(13/325)
لأبغضُ أنْ أليمَ وأنْ ألاما
وَرَبِّ الرّاقِصَاتِ إلى الثّنايَا،
بِشُعْث أيْدَعُوا حَجّاً تَمَامَا
أُحِبُّكِ يا أُمَامَ، وَكلَّ أرْضٍ
سكنتِ بها وإنْ كانتْ وخاما
كَأنّي، إنْ أُمَامَة ُ حُلأّتْني،
أرى الأشرابَ آجنة ً سداما
كصادٍ ظلَّ محتماً لشربٍ
فَلابَ عَلى شَرَائِعِهِ، وَحَامَا
وَلَوْ شاءتْ أمَامَة ُ قَدْ نَقَعْنَا
بِعَذْبٍ بَارِدٍ يَشْفي السَّقَامَا
فما عصماءُ لا تحنو لالفٍ
تَرَعّى في ذُرَى الهَضْبِ البَشَامَا
ترى نبلَ الرماة ِ تطيشُ عنها
و انْ أخذَ الرماة ُ لها سهاما
مُوَقّاة ٌ، إذا تُرْمَى ، صَيُودٌ،
ملقاة ٌ إذا ترمى الكراما
بِأنْوَرَ مِنْ أُمَامَة َ، حينَ تَرْجو
جَدَاها، أوْ تَرُومُ لهَا مَرَامَا
كما تنأى إذا ما قلتُ تدنو
شموسُ الخيلِ حاذرتِ اللجاما
فا،ْ سألوكِ عنها فاجلُ عنها
بما لا شَكّ فِيهِ، وَلا خِصَامَا
و قدْ حلتْ أمامة ُ بطنَ وادٍ
بهِ نخلٌ وقابلتِ الرغاما
تزينها النعيمُ بهِ فتمتْ
كقرنِ الشمسِ زايلتِ الجهاما
كأنَّ المرطَ ذا الأنيارِ يكسي
إذا اتّزَرَتْ بهِ، عَقِداً رُكَامَا
ترى القصبَ المسورَ والمبري
خدالاً تمَّ منها فاستقاما
فَلَوْلا أنّهَا تَمْشِي الهُوَيْنَا،
كَمَشْيِ مُوَاعِسٍ وَعْثاً هَيَامَا
إذا لتقصمَ الحجلانِ عنها
وظنا في مكانهما رثاما
و لوْ خرجتْ أمامة ُ يومَ عيدٍ
لَمَدّ النّاسُ أيْدِيَهُمْ قِيَامَا
تَرَى السُّودَ الهِبَاجَ يَلُذْنَ مِنها،
و انْ ألبسنَ كتاناً وخاما
كلاَ يومُ آيتها فانيَّ
كأنَّ المزنَ تمطرني رهاما
فإنّك، يا أُمامَ، وَرَبِّ مُوسى ،
أحَبُّ إليّ مَنْ صَلّى وَصَامَا
مَتى مَا تَنْجَلِ الغَمَرَاتُ يَعْلَمْ
هريمُ وابنُ أحوزَ ما ألاما
هما ذادا لخندفَ عنْ حماها
و نار الحربِ تضطرمُ اضطراما
إذا غَدَرَتْ رَبِيعَة ُ، وَاستَقادوا
لِطَاغِيَة ٍ دَعَا بَشَراً طَغَامَا
فمناهمْ متى لمْ تغنِ شيئاً
غلامُ الأزدِ واتبعوا الغلاما
فَوَلّوهُ الظّهُورِ، وأسْلَمُوهُ(13/326)
بمَلحَمَة ٍ إذا ما النِّكسُ خَامَا
وَقَدْ جَعَلُوا وَرَاءهُمُ سَنَامَا
حواسرَ ما يوارينَ الخداما
وَمَنْ يَقْرَعْ بِنَا الرَّوْقَينِ يَعرِفْ
لَنَا الرّأسَ المُقَدَّمَ وَالسّنَامَا
ألَمْ تَرَ مَنْ نَجَا منهُمْ سَلِيماً
عليهمْ في محافظة ِ ذماما
وَخَيرُ النّاسِ عَفْواً وَانْتِقَامَا
لهامِ الأزدِ قبحَ ذاكَ هاما
نكرُّ الخيلَ عائدة ً عليهمْ
تَوَطّأُ مِنْهُمُ قَتْلَى لِئَامَا
و منْ بلغوا الحزيزَ وهمْ عجالٌ
و قدْ جعلوا وراءههمْ سناما
فذوقوا وقعَ أطرافِ الغوالي
فَيَا أهْلَ اليَمَامَة ِ لا يَمَامَا
و بكرٌ قدْ رفعنا السيفَ عنها
و لولا ذاكَ لاقتسموا اقتساما
فودوا يومَ ذلكَ إذ رأونا
نَحُسّ الأُسْدَ لَوْ رَكِبوا النّعامَا
وَعَبْدُ القَيْسِ قد رَجَعوا خَزَايا،
وَأهْلُ عُمَانَ قَدْ لاقَوْا غَرَامَا
مَشَوْا مِنْ وَاسِطٍ حتى تَنَاهَتْ
فلولهمُ وقدْ وردوا تؤاما
فَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا وَبهِ جرَاحٌ،
و آخرُمقعصٌ لقى الحماما
فلولا نَّ إخوتنا قريشٌ
وَأنّا لا نُحِلّ لَهُمْ حَرَامَا
و أنهمُ ولاة ُ الأمرِ فينا
و خيرُ الماسِ عفواً وانتقاما
لكان لنا على الأقوامِ خرجٌ
و سمنا الناسَ كلهمْ ظلاما
منعنا بالرماحِ بياضَ بحدٍ
وَقَتّلْنَا الجَبَابِرَة َ العِظَامَا
بجُرْدٍ، كالقِدَاحِ، مُسَوَّمَاتٍ،
بأيْدِينَا يُعَارِضْن السَّمَامَا
وَكَمْ مِن مَعشَرٍ قُدْنا إلَيهِمْ،
بِحُرّ بِلادِهِمْ، لَجِباً لُهَامَا
يُسَهِّلُ حينَ يَغْدُو مِنْ مَبِيتٍ
أوَائِلُهُ لآخِرِهِ الإكَامَا
بكلَّ طوالة ٍ منْ آلِ قيدٍ
تَكادُ تَقُضّ زِفْرَتُها الحِزَامَا
عَصَيْنَا، في الأمورِ، بَني تَميمٍ،
وَزِدْنَا مَجْدَهَا أبَداً تَمَامَا
العصر الإسلامي >> جرير >> طافَ الخَيالُ وَأينَ مِنكَ لِمَامَا،
طافَ الخَيالُ وَأينَ مِنكَ لِمَامَا،
رقم القصيدة : 16587
-----------------------------------
طافَ الخَيالُ وَأينَ مِنكَ لِمَامَا،(13/327)
فَارْجِعْ لِزَوْرِكَ بالسّلامِ سَلامَا
فلقدْ أنى لكَ أنْ نودعَ خلة ً
فَنِيَت، وَكانَ حِبالُها أرْمَامَا
فَلَئِنْ صَدَرْتَ لتَصْدُرَنّ بحَاجَة ٍ؛
وَلَئِنْ سُقِيتَ لَطَالَ ذا تَحْوَامَا
يا عَبْدَ بَيْبَة َ! ما عَذِيرُكَ مُحْلباً
لتصيبَ عرة ً مجربِ وتلاما
نبئتُ مجاشعاً أنكروا
شَعَراً تَرَادَفَ حَاجِبيْهِ، تُؤامَا
يا ثَلْطَ حَامِضَة ٍ تَرَوَّحَ أهْلُهَا
عَنْ مَاسِطٍ، وَتَنَدّتِ القُلاّمَا
أُنْبِئْتُ أنّكَ يا ابنَ وَرْدَة َ آلِفٌ
لبني حدية َ مقعداً ومقاما
وَإذا انتَحَيْتُكُمُ جَمِيعاً كنتُمُ
لا مُسْلِمِينَ، وَلا عَليّ كِرَامَا
وَلَقَدْ لَقِيتَ مَؤونَة ً مِنْ حَرْبِنَا،
نَزَلَتْ عَلَيْكَ وَألْقَتِ الأجْرَامَا
وَلَقَدْ أصَابَ بَني حُدَيّة َ نَاطِحٌ
و لقدْ نعثتُ على َ البعيثِ غرابا
العصر الإسلامي >> جرير >> لمنْ طللٌ هاجَ الفؤادَ المتيما
لمنْ طللٌ هاجَ الفؤادَ المتيما
رقم القصيدة : 16588
-----------------------------------
لمنْ طللٌ هاجَ الفؤادَ المتيما
وَهَمَّ بِسَلْمَانِينَ أنْ يَتَكَلّمَا
أمَنْزِلَتَيْ هِنْدٍ بِنَاظِرَة َ اسْلَمَا،
وَ ما راجعَ العرفانَ إلاَّ توهما
و دقْ أذنتَ هندٌ حبيباً لتصرما
عَلى طُولِ مَا بلّى بِهِنْدٍ وَهَيّمَا
و قدْ كانَ منْ شأنِ الغوى َّ ظعائنٌ
رَفَعنَ الكُسَا وَالعَبْقَرِيَّ المُرَقَّمَا
كَأنّ رُسُومَ الدّارِ رِيشُ حَمَامَة ٍ
محاها البلى فاستعجمتْ أنْ تكلما
طَوَى البَينُ أسبابَ الوِصَال وَحاوَلتْ
بكِنْهِلَ أسبابُ الهوَى أنْ تَجَذّمَا
كأنَّ جماَ الحيَّ سربلنَ يانعاً
منَ الواردِ البطحاء منْ نخلِ ملهما
سقيتِ دمَ الحياتِ ما بالُ زائرٍ
يلمُّ فيعطي نائلاً أن يكلما
وَعَهْدي بهِنْدٍ، وَالشّبَابُ كَأنّهُ
عَسِيبٌ نَمَا في رَيّة ٍ، فَتَقَوَّمَا
بهندٍ علقتِ بالنفسِ منها علائقٌ
أبَتْ طول هذا الدّهرِ أنْ تَتَصَرّمَا
دعتكَ لها أسبابُ طولِ بليهٍ(13/328)
وَوَجْدٌ بهَا هَاجَ الحَديثَ المُكَتَّمَا
على حِينِ أنْ وَلّى الشّبَابُ لِشَأنِهِ
و أصبحَ بالشيبِ المحيلِ تعمما
ألا لَيْتَ هذا الجَهْلَ عَنّا تَصَرّمَا،
و أحدثَ حلماً قلبهُ فتحلما
أنيختْ ركابي بالأخرة ِ بعدما
خَبَطْنَ بحَوْرَانَ السّرِيحَ المُخَدَّمَا
و أدنى وسادي منْ ذراعِ شلمة ٍ
وَأترُكُ عاجاً، قَدْ عَلِمتِ، وَمِعصَمَا
وَعَاوٍ عَوَى مِنْ غَيرِ شَيءٍ رَمَيْتُهُ
بِقَارِعَة ٍ أنْفَاذُهَا تَقْطُرُ الدّمَا
وَإنّي لَقَوّالٌ لِكُلّ غَرِيبَة ٍ
ورودٍ إذا الساري بليلٍ ترتما
خَرُوجٍ بِأفْوَاهِ الرّوَاة ، كأنّهَا
قَرَا هُنْدُوَانيّ، إذا هُزّ صَمّمَا
فَإنّي لهَاجِيهِمْ بِكُلّ غَرِيبُة ٍ
وَرُودٍ، إذا السّارِي بِلَيْلٍ تَرَنّمَا
غَرَائِبَ أُلاّفاً، إذا حَانَ وِرْدُهَا
أخَذْنَ طَرِيقاً للقَصَائِدِ مَعْلَمَا
لَعَمْرِي لَقَدْ جَارَى دَعيُّ مُجاشعٍ
عذوماً على طولِ المجاراة ِ مرجما
وَلاقَيْتَ مِنّا مِثْلَ غَايَة ِ دَاحِسٍ،
و موقفهِ فاستأخرنْ أوْ تقدما
فإنّي لهاجِيكُمْ، وَإنّي لَرَاغِبٌ
بأحْسَابِنَا فَضْلاً بِنَا وَتَكَرُّمَا
سأذكرُ منكمْ كلَّ منتخبِ القوى
منَ الخُورِ لا يَرْعى حِفاظاً وَلا حِمَى
فأينَ بَنو القَعقاعِ عَن ذَوْدِ فَرْتَنى ،
و عنْ أصلِ ذاكَ القنَّ أنْ يتقسما
فَتُؤخَذَ مِنْ عند البَعيثِ ضَرِيبَة ٌ،
وَيُتْرَكَ نَسّاجاً بِدارِينَ مُسْلَمَا
يَبِينُ، إذا ألْقَى العِمَامَة َ، لُؤمُه،
وَتَعْرِفُ وَجْهَ العَبدِ حينَ تَعَمّمَا
فهلاّ سألتَ الناسَ إن كنتَ جاهلاً
بأيّامِنا يا ابنَ الضَّرُوطِ فتَعْلَمَا
ورثنا ذرى عزٍّ وتلقى طريقنا
إلى َ المجدِ عاديَّ المواردِ معلما
و ما كانَ ذو شغبٍ يمارسُ عيضا
فينظرَ في كفيهِ إلاَّ تندما
سَأحْمَدُ يَرْبُوعاً على أنّ وِرْدَها،
إذا ذيدَ لمْ يحبسْ وإنْ ذادَ حكما
مصاليتُ يومَ الروعِ تلقى عصينا
سريجية ً يخلينَ ساقاً ومعصما
وَإنّا لَقَوّالُونَ للخَيْلِ أقْدِمي،(13/329)
إذا لمْ يَجدْ وَغلُ الفَوَارِسِ مُقدَمَا
و منا الذي ناجى فلمْ يخزِ قومهُ
بِأمْرٍ قَوِيّ مُحْرِزاً وَالمُثَلَّمَا
و يومَ أبي قابوسَ لمْ نعطهِ المنى
و لكنْ صدعنا البيضَ حتى َّ تهزما
و قدْ أثكلتْ أمَّ البحرين خيلنا
بوردٍ إذ ما أستعلنَ الروعُ سوما
و قالتْ بنو شيبانَ بالصمدِ إذْ لقوا
فوارسنا ينعونَ قيلاً وأيهما
أشَيبانَ! لَوْ كانَ القِتالُ صَبَرْتُمُ،
وَلَكِنّ سَفْعاً مِنْ حَرِيقٍ تَضَرّمَا
وَعَضّ ابنَ ذي الجَدّينِ حوْلَ بيوتنا
سَلاسِلُهُ وَالقِدُّ حَوْلاً مُجَرَّمَا
إذا عدَّ فضلُ السعي منا ومنهمْ
فَضَلْنَا بَني رَغْوَانَ بُؤسَى وَأنْعُمَا
ألَمْ تَرَ عَوْفاً لا تَزَالُ كِلابُهُ
تَجُرّ بِأكْمَاعِ السّبَاقَينِ ألْحُمَا
وَقَدْ لَبِسَتْ بَعْدَ الزّبَيرِ مُجَاشعٌ
ثِيابَ التي حاضَتْ وَلمْ تَغسلِ الدّمَا
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ مُجاشِعاً
فُرُوخُ البَغَايا لا يَرَى الجارَ مَحرَمَا
لكَانَ كَنَاجٍ، في عَطالَة َ، أعصَمَا
ألمْ ترى أولادَ القيونِ مجاشعاً
يَمُدّونَ ثَدْياً عِندَ عَوْفٍ مُصرَّمَا
فَلَمّا قَضَى عَوْفٌ أشَطّ عَلَيْكُمُ،
فأقسمتمْ لا تفعلونَ وأقسما
أبعدْ ابنِ ذيالٍ تقولُ مجاشعاً
وَأصْحابَ عَوْفٍ يُحسِنونَ التّكلّمَا
فأبتمْ خزايا والخزيرُ قراكمْ
و باتَ الصدى يدعو عقلالاً وضمضما
و تغضبُ منْ شأنِ القيونِ مجاشعٌ
و ما كانَ ذكرُ القينِ سراً مكتما
وَلاقَيْتَ مني مِثْلَ غايَة ِ داحِسٍ
و موقفهِ فاستأخخرنْ أو تقدما
لَقَدْ وَجَدَتْ بالقَينِ خُورُ مُجاشعٍ
كوَجْدِ النّصَارَى بالمَسيحِ بنِ مرْيَمَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى
ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى
رقم القصيدة : 16589
-----------------------------------
ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى
كدارٍ بقوٍ لا تحيا رسومها
لَقَدْ وَكَفَتْ عَيناهُ أنْ ظَلّ وَاقِفاً(13/330)
عَلى دِمْنَة ٍ، لَمْ يَبْقَ إلاّ رَميمُهَا
أبينا فلمْ نسمعْ بهندٍ ملامة ً
كمَا لمْ تُطِعْ هِنْدٌ بنا مَنْ يَلومُهَا
إذا ذُكِرَتْ هِنْدٌ لهُ خَفّ حِلمُهُ،
وَجادتْ دموعُ العينِ سِحّاً سُجومُهَا
و أتى َ له هندٌ وقدْ حالَ دونها
عُيُونٌ وَأعدداءٌ، كَثِيرٌ رُجُومُهَا
إذا زُرْتُهَا حَالَ الرّقِيبَانِ دُونَهَا،
و إنْ غبتُ شفَّ النفسَ عنها همومها
أقُولُ وَقد طامتْ لذِكْرَاكِ لَيلَتي:
أجِدّكَ لا تَسرِي لما بي نُجُومُهَا
أنا الذائدُ الحامي إذا ما تخمطتْ
عرانينُ يربوعٍ وصالتْ قرومها
دعو الناسَ إنيَّ سوفَ تنهى َ مخالتي
شَياطِينَ يُرْمَى بالنّحاسِ رَجيمُهَا
فَا ناصَفَتْنَا في الحِفاظِ مُجَاشِعٌ،
وَلا قايَسَتْ بالمَجْدِ إلاّ نَضِيمُهَا
و لا نعتصي الأرصى ولكنْ عصينا
رِقاقُ النّوَاحي لا يُبِلّ سَلِيمُهَا
كسونا ذبابَ السيفِ هامة َ عارضٍ
غَداة َ اللِّوَى وَالخَيلُ تَدمى كُلُومُهَا
و يومَ عبيدِ اللهِ خضنا براية ٍ
و زافرة ٍ تمتْ إلينا تميمها
لنا ذادة ٌ عندَ الحفاظِ وفادة ٌ
مقاديمُ لمْ يذهبُ شعاعاً عزيمها
إذا ركبو المْ ترهبِ الروعَ خيلهمْ
و لكنْ تلاقى البأسَ أنيّ نسيمها
إذا فزعوا لمْ تعلفِ خيلهمْ
و لكنْ صدورَ الأزأنيَّ نسومها
عَنِ المِنْبَرِ الشّرْقيّ ذادَتْ رِمَاحُنا،
وَعن حُرْمة ٍ الأرْكَانِ يُرْمى حطيمُهَا
سعرنا عليكَ الحربَ تغلي قدورها
فَهَلاّ غَدَاة َ الصِّمّتَينِ تُديمُهَا
تركناكَ لا توفي بزندٍ أجرتهُ
كأنكَ ذاتُ الودعِ أودى بريمها
لهُ أمُّ سوءٍ ساءَ ما قدمتْ لهُ
إذا فَارِطُ الأحْسَابِ عُدّ قَدِيمُهَا
وَلَمّا تَغَشّى اللّؤمُ ما حَوْلَ أنْفِهِ
تبوأ في الدارِ التي لا يريمها
ألمْ ترَ أنيَّ قدْ رميتُ ابنَ فرتنا
بِصَمّاءَ لا يَرْجُوا الحَيَاة َ أمِيمُهَا
إذا ما هَوَى في صَكّة ٍ وَقَعَتْ بهِ،
أظلتْ حوامي صكة ٍ يستديمها
رجا العبدِ صلحى بعدما وقعتْ بهِ
ضواعقها ثمَّ استهلتْ غيومها(13/331)
لَقَدْ سَرّني لَحْبُ القَوَافي بِأنْفهِ،
وَعَلّبَ جِلْدَ الحاجِبَينِ وُسُومُهَا
لَقَدْ لاحَ وَسْمٌ مِنْ غَوَاشٍ كأنّها الـ
تجلتْ منْ غيومٍ نجومها
أتَارِكَة ٌ أكْلَ الخَزِير مُجاشِعٌ،
و قدْ خسَّ إلاَّ في الخزيرِ قسيمها
سيخزى ويرضى اللقاء ابنُ فرتنا
وَكانَتْ غَداة َ الغِبّ يُوفي غَرِيمُهَا
إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ، فَعَرّسَتْ
طروقاً وأطرافُ التوادي كرومها
لَئِنْ رَاهنَتْ عَدْواً عَلَيكَ مُجاشعٌ،
لَقد لَقِيَتْ نَقصاً وَطاشتْ حُلومُهَا
إذا خِفْتُ مِنْ عَرٍّ قِرافاً شَفَيْتُهُ
بصَادِقَة ِ الإشعالِ بَاقٍ عَصِيمُهَا
أتشتمُ يربوعاً لأشتمَ مالكاً
وَغَيْرُكَ مَوْلَى مالِكٍ وَصَميمُهَا
لَهُ فَرَسٌ شَقْرَاءُ لمْ تَلْقَ فَارِساً
كريماً ولمْ تعلقْ عناناً يقيمها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> سلاطين بلادي
سلاطين بلادي
رقم القصيدة : 1659
-----------------------------------
الأعادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلادي ،
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع الأيادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لا جتها د ،
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد
العصر الإسلامي >> جرير >> سَرَتِ الهُمُومُ فَبِتْنَ غَيرَ نِيَامِ،
سَرَتِ الهُمُومُ فَبِتْنَ غَيرَ نِيَامِ،
رقم القصيدة : 16590
-----------------------------------
سَرَتِ الهُمُومُ فَبِتْنَ غَيرَ نِيَامِ،
وَأخُو الهُمُومِ يَرُومُ كُلَّ مَرَامِ
ذمَّ المنازلَ بعدَ منزلة ِ اللوى
وَالعَيْشَ بَعْدَ أُولَئكَ الأقْوَامِ
ضربتْ معارفها الروامسُ بعدنا
و سجالُ كلَّ مجلجلٍ سجامِ
و لقدْ أراكِ وأنتِ جامعة َ الهوى
نثني بعهدكِ خيرَ دارِ مقامِ
فإذا وَقَفْتُ عَلى المَنَازِلِ بِاللِّوَى ،
فاضتْ دموعي غيرَ ذاتِ نظامِ
طَرَقَتْكَ صَائِدَة ُ القلُوبِ وَلَيس ذا(13/332)
وَقْتَ الزّيَارَة ِ، فارْجِعي بسَلامِ
تجري السواكَ على أغرَّ كأنهُ
بردٌ تحدرَ منْ متونِ غمامِ
لوْ كانَ عهدكِ كالذي حدثتنا
لَوَصَلْتِ ذاكَ فكَانَ غَيرَ رِمَامِ
إنّي أُوَاصِلُ مَنْ أرَدْتُ وِصَالَهُ
بِحِبَالِ لا صَلِفٍ وَلا لَوّامِ
و لقد أراني والجديدُ إلى بلى
في فِتْيَة ٍ طُرُفِ الحَديثِ، كِرَامِ
طلَبوا الحمُولَ على خواضعَ في البُرَى ،
يُلْحِقْنَ كُلَّ مُعَذَّلٍ بَسّامِ
لَوْلا مُرَاقَبَة ُ العُيُونِ أرَيْنَنَا
مقلَ المها وسوالفَ الآرامِ
وَنَظَرْنَ حِينَ سَمِعنَ رَجْعَ تحيّتي
نظرَ الجيادِ سمعنَ صوتَ لجامِ
كَذَبَ العَوَاذِلُ لَوْ رَأينَ مُنَاخَنَا
بحزيزِ رامة َ والمطيُّ سوامِ
و العيسسُ جائلة ُ الغروضِ كأنها
بقرٌ جوافلُ أوْ رعيلُ نعامِ
نصى القلوصَ بكلَّ خرقٍ ناصبٍ
عَمِقِ الفِجاجِ، مُخَرَّجٍ بقَتَامِ
يدمى على خدمِ السريحِ أظلها
و المروُ منْ وهجِ الهجيرة ِ حامِ
باتَ الوسادُ لدى ذراعِ شملة ٍ
وَثَنَى أشَاجِعَهُ بِفَضْلِ رِمَامِ
إنّ ابنَ آكِلَة ِ النُّخالَة ِ قَدْ جَنَى
حَرْباً عَلَيكَ، ثَقِيلَة َ الأجْرَامِ
خلقَ الفرزدقُ سورة ً في مالكٍ
و لخلفِ ضبة َ كان شرَّ غلامِ
مَهْلاً فَرَزْدَقُ! إنّ قَوْمَكَ فيهمُ
خورُ القلوبِ وخفة ُ الأحلامِ
الظاعنونَ على العمى بجميعهمْ
و النازلونَ بشرَّ دارِ مقامِ
بئسَ الفوارسُ يومَ نعف قشاوة ٍ
وَالخَيْلُ عَادِيَة ٌ عَلى بِسْطَامِ
لَوْ غَيْرُكُمْ عَلِقَ الزّبَيرَ وَرَحْلَهُ
أدى الجوارَ إلى بني العوامِ
كانَ العنانُ على أبيكَ محرما
و الكيرُ كانَ عليهِ غيرَ حرام
عَمْداً أُعَرِّفُ بِالهَوَانِ مُجَاشِعاً؛
إنَّ اللئامَ على َّ غيرُ كرامِ
إنَّ المكارمَ قدْ سيقتَ بفضلها
فانسبْ أباكَ لعروة َ بنِ حزامِ
ما زِلْتَ تَسْعَى في خَبالِكَ سادِراً،
حَتى التَبَسْتَ بِعُرّتي وَعُرَامي
إنّي إذا كَرِهَ الرّجَالُ حَلاوَتي،
كنتُ الذعافَ مقشباً بسمامِ(13/333)
فِيمَ المِراءُ وَقَدْ عَلَوْتُ مُجَاشِعاً
عَلْيَاءُ ذاتَ مَعَاقِلٍ، وَحَوَامي
وَحَلَلْتُ في مُتَمَنِّعٍ، لَوْ رُمْتَهُ
لَهَوَيْتَ قَبْلَ تَثَبُّتِ الأقْدَامِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لا خيرَ في مستعجلاتِ الملاومِ
لا خيرَ في مستعجلاتِ الملاومِ
رقم القصيدة : 16591
-----------------------------------
لا خيرَ في مستعجلاتِ الملاومِ
وَلا في خَليلٍ وَصْلُهُ غَيرُ دائِمِ
و لا خيرَ في مالٍ عليهِ ألية ٌ
وَلا في يَميِنٍ غَيرِ ذاتِ مَخَارِمِ
تركتُ الصبا منْ خشية ٍ أنْ يهيجني
بتوضحَ رسمُ المنزلِ النقادمِ
و قانِ صحابي مالهُ قلتُ حاجة ٌ
تهيجُ صدوعَ القلبِ بينَ الحيازمِ
تَقولُ لنا سلمى : مَنِ القوْمُ؟ إذ رَأتْ
وُجُوهاً كِراماً لُوّحتْ بالسّمائِمِ
لَقَدْ لُمْتِنا يا أُمَّ غَيلانَ في السُّرَى ،
و نمتِ وما ليلُ المطيَّ بنائمِ
وَأرْفَعُ صَدْرَ العَنْسِ وَهيَ شِمِلّة ٌ
إذا ما السُّرَى مالَتْ بلَوْثِ العَمائِمِ
بأغبنَ خفاقٍ كأنَّ قتامهُ
دُخَانُ الغَضَا يَعلُو فُرُوجَ المَحارِمِ
إذا العُفرُ لاذتْ بالكِناسِ وَهَجّجتْ
عيونُ المهاري منْ أجيجِ السمائمِ
وَإنّ سَوَادَ اللّيْلِ لا يَسْتَفِزّني،
وَلا الجاعِلاتُ العاجَ فَوْقَ المَعَاصِمِ
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنّ الحَرُورِ، كَأنّنَا
لدى فرسٍ مستقبلِ الريحِ صائمِ
أغَرَّ مِنَ البُلْقِ العِتَاقِ، يَشُفُّهُ
أذى البقَّ إلاَّ ما احتمى بالقوائمِ
وَظَلّتْ قَرَاقِيرُ الفَلاة ِ مُنَاخَة ً
بأكوارها معكوسة ً بالخزائمِ
أنَخْنَ لتَغْوِيرٍ،وعَدْ وَقَدَ الحَصَى
وَذابَ لُعابُ الشّمسِ فوْقَ الجماجمِ
و منقوشة ٍ نقشَ الدنانيرِ عوليتْ
على عجلٍ فوقَ العتاقِ العياهمِ
بَنَتْ ليَ يَرْبُوعٌ عَلى الشَّرَفِ العُلى ،
دعائمَ زادتْ فوقَ ذرعِ الدعائمِ
فمنْ يستجرنا لا يخفْ بعدَ عقدنا
وَمَن لا يُصَالحنا يَبِتْ غَيرَ نَائِمِ
بني القينِ إنا لنْ يفوتَ عدونا
بويرٍ ولا نعطيهمبالخزائمِ(13/334)
و إني منَ القومِ الذينَ تعدهمْ
تَمِيمٌ حُمَاة َ المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
تَرَى الصيِّدَ حَوْليَ من عُبَيدٍ وَجَعفرٍ
بناة ً لعاديّ رفيعِ الدعائمِ
تشمسَ يربوعٌ ورائي بالقنا
و تلقى جبالي عرضة ً للمراجمِ
إذا خطرتْ حولي رياحٌ تضمنتْ
بفوزِ المعالي والثأي المتفاقمِ
وَإنْ حَلّ بَيْتي في رَقَاشٍ وَجدْتَني
إلى تُدْرَإٍ مِنْ حَوْمِ عِزٍّ قُماقِمِ
رَأيْتُ قُرُومي مِنْ قرَيْبَة َ أوْطَأُوا
حِماكَ وَخَيلي تَدّعي يالَ عاصِمِ
وَإنّ لِيَرْبُوعٍ مِنَ العِزّ بَاذِخاً،
بَعيدَ السّوَاقي، خِندِفيَّ المَخارِمِ
أخَذْنَا يَزِيدَ وَابنَ كَبشَة َ عَنْوَة ً،
وَمَا لمْ تَنَالُوا لُهانا العَظائِمِ
و مروانُ منْ أنفالنا في المقاسمِ
وَنَحْنُ صَدَعْنا هَامَة َ ابنِ خُوَيْلدٍ
على حيَتُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَوَاثمِ
و نحنُ تداركنا المجبة َ بعدَ ما
تَجَاهَدَ جَرْيُ المُقْرَباتِ الصَّلادِمِ
وَرَاضٍ بَني تَيْمِ بنِ مُرّة َ، إنّهُمْ
كَذلكَ نَعصَى بالسّيوفِ الصّوَارِمِ
وَنَحْنُ ضَرَبْنَا جارَ بَيْبَة َ فانْتَهَى
يُقَسَّمُ بَينَ العَافِياتِ الحَوَائِمِ
فوارسُ أبلوا في جعادة َ مصدقاً
و أبكوا عيوناً بالدموعِ السواجمِ
عَلَوْتُ عَلَيْكُمْ بالفُرُوعِ وَتَستَقي
دلائي منْ حومِ البحارِ الخضارمِ
مددنا رشاءَ لا يمدُّ لريبة ٍ
وَلا غَدْرَة ٍ في السّالِفِ المُتَقَادِمِ
تعالوا نحاكمكمَ وفي الحقَّ مقنعٌ
إلى الغُرّ مِنْ آلِ البِطَاحِ الأكارِمِ
فإنّ قُرَيْشَ الحَقّ لَنْ تَتبَعَ الهوَى ،
وَلَنْ يَقْبَلُوا في الّلهِ لَوْمَة َ لائِمِ
فإني لَرَاصٍ عَبدَ شمسٍ وَماقضَتْ،
وَرَاضٍ بحُكْمِ الصِّيد من آلِ هاشِمِ
قرومٌ تسامى للعلى َ والمكارمِ
و أرضى َ المغيريينَ في الحكمِ إنهمْ
بحُورٌ، وَأخْوَالُ البُحورِ القَماقِمِ
وَرَاضٍ بحُكمِ الحيّ بكرِ بنِ وَائِلٍ
إذا كانَ في الذهلينِ أو في اللهازمِ
فانْ شئتَ كانَ اليشكريونَ بيننا(13/335)
بحُكْمٍ كَرِيمٍ، بالفَرِيضَة ِ عالِمِ
نذكرهم باللهِ منْ ينهلُ القنا
و منْ يضربُ الجبارَ والخيلُ ترتقي
أعِنّتُها في سَاطِعِ النّقْعِ قَاتِمِ
و منْ يدركُ المستردفاتِ عشية ً
إذا وُلّهَتْ عُوذُ النّسَاء الرّوَائِمِ
أردنا غداة َ الغبَّ ألاَّ تلومنا
تَمِيمٌ، وَحَاذَرْنَا حَديثَ المَوَاسِمِ
و كنتمْ لنا الأتباعَ في كلَّ معظمٍ
و ريشُ الذنابي تابعٌ للقوادمِ
وَهَلْ يَسْتَوِي أبْنَاءُ قَينِ مُجَاشعٍ
وَأبْنَاءُ سِرّ الغَانِيَاتِ العَوَاذِمِ
و ما زادني بعدُ المدى نقضَ مرة ِ
وَما رَقّ عَظمي للضُّرُوسِ العَوَاجِمِ
تراني إذا ما الناسُ عدوا قديمهمْ
وَفَضْلَ المَساعي مُسفِراً غيرَ وَاجِمِ
و إنْ عدتِ الأيامُ أخزيتَ دارماً
و تخزيكَ يا بنَ لقينِ أيامُ دارمِ
فَخَرْتُ بأيّامِ الفَوَارِسِ فَافْخَرُوا
بِأيّامِ قَيْنَيْكُمْ جُبَيرٍ وَدَاسِمِ
بِأيّامِ قَوْمٍ مَا لقَوْمِكَ مِثْلُها،
بِهَا سَهَّلُوا عَنّي خَبَارَ الجَرَاثِمِ
أقينَ ابنَ قينٍ لا يسرُّ نساءنا
بذي نجبٍ أنا ادعينا لدارمِ
و فينا كما أدثْ ربيعة ْ خالداً
الى قومهِ حرباً وإنْ لمْ يسالمِ
هو القينُ وابنُ القينَ لا قينَ مثلهُ
لفَظْحِ المَساحي أوْ لجَدْلِ الأداهِمِ
وَفَى مَالِكٌ للجَارِ لَمّا تحَدّبَتْ
عليهِ الذرى منْ وائلٍ والغلاصمِ
ألا إنّمَا كانَ الفَرَزْدَقُ ثَعْلَباً
ضَغَا وَهُوَ في أشداقِ لَيْثٍ ضُبَارِمِ
لَقَدْ وَلَدَتْ أُمُّ الفَرَزْدَقِ فَاسِقاً،
و جاءت بوزارزٍ قصيرِ القوائمِ
جَرَيْتَ بعِرْقٍ مِن قُفَيرَة َ مُقْرِفٍ،
و كبوة ِ عرقٍ في شظى غيرِ سالمِ
إذا قيلَ منْ أمُّ الفرزدقِ بينتْ
قفيرة ُ منهُ في القفا واللهازمِ
قفيرة ُ منْ قنِ لسلمى بنِ جندلٍ
أبُوكَ ابْنُها وَابنُ الإمَاء الخَوَادِمِ
و أورثكَ القينُ العلاة َ ومرجلاً
وَإصْلاحَ أَخرَاتِ الفُؤوسِ الكَرَازِمِ
و أورثنا آباؤنا مشرفية ً
تميتُ بأيدينا فروخَ الجماجمِ(13/336)
لَقَدْ جَنَحَتْ بالسّلمِ خِرْبانُ مالكٍ
و تعلمُ با ابنَ القينِ أنْ لمْ أسالمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيّ رَبْعَ المَنْزِلِ المُتَقَادِمِ،
ألا حَيّ رَبْعَ المَنْزِلِ المُتَقَادِمِ،
رقم القصيدة : 16592
-----------------------------------
ألا حَيّ رَبْعَ المَنْزِلِ المُتَقَادِمِ،
وَمَا حَلّ مُذْ حَلّتْ بهِ أُمُّ سَالِمِ
تَمِيمِيّة ٌ حَلّتْ بحَوْمَانَتَيْ قَسًى ،
حمى الخيلِ ذادتْ عنْ قسي فالصرائمِ
أبَيْتِ، فَلا تَقْضِينَ دَيْناً، وَطالمَا
بَخِلْتِ بحَاجَاتِ الصّديقِ المُكارِمِ
بِنَا كالجَوَى مِمّا يُخافُ، وَقد نرَى
شفاءَ القلوبِ الصادياتِ الحوائمِ
أعاذلَ هيجيني لبينٍ مصارمٍ
غداً أو ذريني منْ عتابِ الملاومِ
أغَرّكِ مِنّي أنّمَا قَادَني الهَوَى
إلَيْكِ، وَمَا عَهْدٌ لَكُنّ بدائِمِ
ألا رُبّمَا هاجَ التّذَكُّرُ وَالهَوَى ،
بِتَلعَة َ، إرْشاشَ الدّموعِ السّوَاجمِ
عفتْ قرقري والوشمُ حتى تنكرتْ
أواريها والخيلُ ميلُ الدعائمِ
وَأقْفَرَ وَادي ثَرْمَدَاءَ، وَرُبّمَا
تداني بذي بهدى حلولُ الأصارمِ
لَقَدْ وَلَدَتْ أُمُّ الفَرَزْدَقِ فَاجِراً،
و جاءتْ بوزارزٍ قصيرِ القوائمِ
و ما كانَ جارٌ للفرزدقِ مسلمٌ
ليَأمَنَ قِرْداً، لَيْلُهُ غَيرُ نَائِمِ
يُوَصِّلُ حَبْلَيْهِ، إذا جَنّ لَيْلُهُ،
ليَرْقَى إلى جَارَاتِهِ بِالسّلالِمِ
أتيتَ حدودَ اللهِ مذْ أنتَ يافعٌ
وَشِبْتَ فَمَا يَنهاكَ شِيبُ اللّهَازِمِ
تَتَبّعُ في المَاخُورِ كُلَّ مُرِيبَة ٍ،
وَلَسْتَ بِأهْلِ المُحصَنَاتِ الكَرَائِمِ
رَأيْتُكَ لا تُوفي بِجَارٍ أجَرْتَهُ،
وَلا مُسْتَعِفّاً عَنْ لِئَامِ المَطاعِمِ
هوَ الرجسُ يا أهلَ المدينة ِ فاحذروا
مُداخِلَ رِجسٍ بالخَبيثاتِ عَالِمِ
لَقَدْ كانَ إخْرَاجُ الفَرَزْدَقِ عَنكمُ
ظهوراً لما بينَ المصلى وواقمِ
تدليتَ تزني منْ ثمانينَ قامة ً
وَقَصّرْتَ عَنْ باعِ العُلى وَالمكارِمِ(13/337)
أتمدحُ يا ابنَ القينِ سعداً وقد جرتْ
لجِعْثِنَ فِيهمْ طَيْرُهَا بِالأشائِمِ
و تمدحُ يا ابنَ القينِ سعداً وقد ترى
أديمكَ منها واهياً غيرَ سالمِ
فانَّ مجرَّ جعثنَ ابنة ِ غالبٍ
و كيري جبيرٍ كانَ ضربة َ لازمِ
و إنكَ يا ابنُ القينِ لستَ بنافخٍ
بِكِيرِكَ، إلاّ قَاعِداً غَيرَ قَائِمِ
فَما وَجَدَ الجِيرَانُ حَبْلَ مُجاشِعٍ
وفياً ولاذا مرة ٍ في العزائمِ
و لامتْ قريشٌ في الزبيرِ مجاشعاً
وَلمْ يَعْذُرُوا مَنْ كانَ أهلَ المَلاوِمِ
و قالتْ قريشٌ ليتَ جارَ مجاشعٍ
دعا شبثاً أوْ كانَ جارَ ابنِ خازمِ
و لوْ حبلَ تيميٍ تناولَ جاركمْ
لما كانَ عاراً ذكرهُ في المواسمِ
فَغَيْرُكَ أدّى للخَلِيفَة ِ عَهْدَهُ،
وَغَيرُكَ جَلّى عَنْ وُجُوهِ الأهاتمِ
فإنّ وَكِيعاً حِينَ خارَتْ مُجَاشِعٌ
كفى شعبْ صدعِ الفتنة ِ المتفاقمِ
لقدْ كنتَ فيها يا فرزدقُ تابعاً
و ريشُ اذنابي تابعٌ للقوادمِ
ندافعُ عنكمْ كلَّ يومٍ عظيمة ٍ
وَأنتَ قُرَاحيٌّ بسَيْفِ الكَوَاظِمِ
أبا هلَ ما أحببتُ قتلْ ابنِ مسلمٍ
وَلا أنْ تَرُوعُوا قَوْمكُمْ بالمَظالِمِ
أبا هلَ قدْ أوفيتمُ منْ دمائكمْ
إذا ما قلتمْ لاهطَ قيسِ بنْ عاصمِ
تُحَضِّضُ يا ابنَ القَينِ قَيساً ليَجعلوا
لقومكَ يوماً مثلَ يومِ الأراقمِ
إذا ركبتْ قيسٌ خيولاً مغيرة َ
على القينِ يقرعْ سنَّ خزيانَ نادمِ
و قبلكَ ما أخزى الأخيطلُ قومهُ
و أسلمهمْ المأزقِ المتلاحمِ
رُوَيْدكمُ مَسْحَ الصّليبِ إذا دَنَا
هلالُ الجزى واستعجلوا بالدراهمِ
وَما زَالَ في قَيسٍ فَوَارِسُ مَصْدَقٍ
حُمَاة ٌ، وَحَمّالُونَ ثِقْلَ المَغارِمِ
و قيسٌ همُ الفضلُ الذي نستهدهُ
لفَضْلِ المَسَاعي وَابْتِنَاء المَكارِمِ
ذا حدبتْ قيسٌ على َّ وخندفٌ
أخَذْتُ بِفَضْلِ الأكْثَرينَ الأكارِمِ
أنا ابنُ فروعِ المجدِ قيسٍ وخندفٍ
بنَوْا ليَ عَاديّاً،رَفيعَ الدّعائمِ
فان شئتَ منْ قيسٍ ذرى متنعٍ
وَإنْ شِئْتَ طَوْداً خِنْدِفيَّ المَخارِمِ(13/338)
ألَمْ تَرَني أُرْدي بِأرْكَانِ خِنْدِفٍ،
و أركانِ قيسٍ نعمَ كهفُ المراجمِ
و قيسٌ همُ الكهفُ الذي نيتعدهُ
لِدَفْعِ الأعادي أوْ لحَملِ العَظائِمِ
بَنُو المَجدِ قَيسٌ وَالعَوَاتِكُ منهُمُ
وَلَدْنَ بُحُوراً للبُحُورِ الخَضَارِمِ
لقدْ حدبتْ قيسٌ وأقناءُ خندفٍ
عَلى مُرْهَبٍ، حامٍ ذِمارَ المَحارِمِ
فما زادني بعدُ المدى نقضَ مرة ٍ
بِأيْامِ قَوْمي مَا لقَوْمِكَ مِثْلُها،
بِهَا سَهْلُوا عَنّي خَبَارَ الجَرَاثِمِ
إذا ألْجَمَتْ قَيْسٌ عَناجيجَ كالقَنا،
مججنَ دمامنْ طولِ علكِ الشكائمِ
وَعِمْرَانَ قادُوا عَنْوَة ً بالخَزَائِمِ
و همْ أنولوا الجونينِ في حومة ِ الوغى
و لمْ يمنعِ الجونينِ عقدُ التمائمِ
كأنّكَ لمْ تَشْهَدْ لَقِيطاً وَحاجِباً،
و عمرو بنَ عمروٍ إذ دعوا يا لدارمِ
وَلم تَشهدِ الجَوْنينِ وَالشِّعبَ ذا الصّفا،
و شداتِ قيسٍ يومَ ديرِ الجماجمِ
أكَلّفْتَ قَيساً أنْ نَبا سَيفُ غالِبٍ
وَشاعَتْ لهُ أُحْدوثَة ٌ في المَوَاسِمِ
بسيفِ أبي رغوانَ سيفِ مجاشعٍ
ضربتَ ولمْ تضربْ بسيفْ ابن ظالمِ
ضَرَبْتَ بهِ عِندَ الإمامِ، فأُرْعِشتْ
يداكَ وقالوا محدثُ غيرُ صارمِ
ضرَبْتَ بهِ عُرْقُوبَ نَابٍ بصَوْأرٍ،
و لا تضربونَ البيضَ تحتَ الغماغمِ
عَنِيفٌ بهَزّ السّيفِ قينُ مْجاشِعٍ،
رَفيقٌ بأَخْرَاتِ الفُؤوسِ الكَرَازِمِ
ستخبرُ يا ابنَ القينِ أنَّ رماحنا
ألا رُبّ قَوْمٍ قَدْ وَفَدْنَا عَلَيهِمُ،
بِصُمّ القَنَا، وَالمقْرَباتِ الصّلادِمِ
لقد حظيت يوماً سليمٌ وعامر
و عبسٌ بتجريدِ السيوفِ الصوارمِ
و عبسٌ وهمْ يومَ الفروقينِ طرقوا
بأسيافهمْ قدموسَ رأسِ صلادمِ
وَإنّي وَقَيساً، يا ابنَ قَينِ مُجاشعٍ،
كَرِيمٌ أُصَفّي مِدْحَتي للأكارِمِ
إذا عُدّتِ الأيّام أخْزَيْتَ دارِماً،
و تخزيكَ يا ابنَ القينِ أيامُ دارم
ألمْ تعطِ غصباً ذا الرقيبة ِ حكمهُ
وَمُنْيَة ُ قَيسٍ في نَصِيبِ الزَّهادِمِ(13/339)
وَإنتُمْ فَرَرْتُمْ عَن ضِرَارٍ وَعَثجلٍ،
و أسلمَ مسعودٌ عداة َ الجناتمِ
وَفي أيّ يَوْم فَاضِحٍ لمْ تُقَرَّنُوا
أساري كتقرينِ البكارِ المقاحمِ
وَيَوْمَ الصَّفا كُنتُمْ عَبِيداً لِعَامِرٍ،
وَلَيْلَة ِ وَادي رَحْرَحَانَ رَفَعْتُمُ
فِرَاراً وَلمْ تَلْوُوا زَفِيفَ النّعَائِمِ
تَرَكتُمْ أبا القَعقاعِ في الغُلّ مُبعَداً،
و أيَّ أخٍ لمْ تسلموا للأداهمِ
تركتمْ مزاداً عندَ عوفٍ يقودهُ
برمة ِ مخذولٍ على الدينِ غارمِ
و لامتْ قريشٌ في الزبيرُ مجاشعاً
وَلْم يَعذرُوا مَنْ كانَ أهلَ المَلاوِمِ
و قالتْ قريشٌ ليتَ جارَ مجاشعٍ
دعا شبثاً أوْ كانَ جارَ ابنِ خازمِ
إذا نَزَلُوا نَجْداً سَمِعتُمْ مَلامَة ً،
بجمعٍ منَ الأعياصِ أوْ آلِ هاشمِ
أحادِيثُ رُكْبانِ المَحَجْة ِ كُلّمَا
تأوهنَ خوصاً دامياتِ المناسمِ
و جارتْ عليكمْ في الحكومة ِ منقرٌ
كما جارَ عَوْفٌ في قَتِيلِ الصَّماصِمِ
وَأخزَاكُمُ عَوْفٌ كَما قَد خَزِيتُمُ
وَأْدْرَكَ عَمّارٌ تِرَاتِ البَرَاجِمِ
لَقد ذُقتَ مني طَعمَ حَرْبٍ مَرِيرَة ٍ،
وَمَا أنْتَ إنْ جارَيْتَ قَيساً بِسَالِمِ
قفيرة ُ منْ قنٍّ لسلمى بنِ جندلٍ
أبوكَ أبنها بينَ الاماءِ الخوادمِ
سيخبرُ ما أبلتْ سيوفُ مجاشعٍ
ذوي الحاجِ والمستعملاتِ الرواسمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> خنازيرُ ناموا عنِ المكرمات
خنازيرُ ناموا عنِ المكرمات
رقم القصيدة : 16593
-----------------------------------
خنازيرُ ناموا عنِ المكرمات
فَنَبّهَهُمْ قَدَرٌ لَمْ يَنَمِ
فيا قبحهمْ في الذي خولوا
و يا حسنهمْ في زوالِ النعمِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لقدْ علقتْ يمينكَ قرنَ ثورٍ
لقدْ علقتْ يمينكَ قرنَ ثورٍ
رقم القصيدة : 16594
-----------------------------------
لقدْ علقتْ يمينكَ قرنَ ثورٍ
و ما علقتْ يمينكَ باللجامِ
ذرنَّ الفخرَ يا بنَ أبي خليدٍ
و أدَّ خراجَ رأسكَ كلَّ عام(13/340)
العصر الإسلامي >> جرير >> ألمْ يكُنْ في وُسُومٍ قدْ وَسَمتُ بِها
ألمْ يكُنْ في وُسُومٍ قدْ وَسَمتُ بِها
رقم القصيدة : 16595
-----------------------------------
ألمْ يكُنْ في وُسُومٍ قدْ وَسَمتُ بِها
مَنْ حانَ، مَوْعِظَة ٌ، يا حارِثَ اليمنِ
سرَّ القصائدَ قدْ جازتْ غرائبها
ما بَينَ مِصرَ إلى الأجزَاعِ من عَدَنِ
يخزى اليمانية َ المخضرَّ عرمضها
تَجرِيدُ لا طيّبٍ منها، وَلا حسَنِ
تَلْقى حِياضَ بَني الدّيّانِ مُتْرَعة ً،
و غالَ حوضكَ خبثُ الماءِ والطعنِ
إنّا وَجَدْنَا قَنانَ اللّؤمِ، إذْ نَبتوا،
أصلاً خبيثاً وفرعاً بادي الأبنِ
أمْسَى سَرَاة ُ بَني الدّيّانِ نَاصِيَة ً،
وَاللّؤمُ يَأوِي إليَكُمْ يا بَني قَطَنِ
العصر الإسلامي >> جرير >> لمن الديارُ ببرقة ِ الروحانِ
لمن الديارُ ببرقة ِ الروحانِ
رقم القصيدة : 16596
-----------------------------------
لمن الديارُ ببرقة ِ الروحانِ
إذْ لا نبيعُ زماننا بزمانِ
طيفٌ فلا عَمرتْ به أجفاني
منْ نسلِ كلَّ ضفنة ٍ مبطانِ
إنا لنعرفُ ما أبوكَ بحاجبٍ
قلِ للمعرضِ والمشورِ نفسهُ
منْ شاءَ قاسَ عنانهُ بعناني
العصر الإسلامي >> جرير >> عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنَة َ لَيْسَ مِنّا،
عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنَة َ لَيْسَ مِنّا،
رقم القصيدة : 16597
-----------------------------------
عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنَة َ لَيْسَ مِنّا،
بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَة َ مِنْ عَرِينِ
قبيلة ٌ اناخَ اللؤمُ فيها
فَلَيْسَ اللّؤمُ تَارِكَهُمْ لحِينِ
عرفنا جعفراً وبني عبيدٍ
و أنكرنا زعانفَ آخرينِ
أتوعدني وراءَ بني رياحٍ
كَذَبْتَ لتَقْصُرَنّ يَداكَ دُوني
فَنِعْمَ الوَفْدُ وَفْدُ بَني رِيَاحٍ،
و نعمَ فوارسُ الفزعِ اليقينِ
أكلَّ الدهرِ حلٌّ وارتحالٌ
أما يبقى على َّ وما يقيني
وَمَاذا يَبْتَغي الشُّعَرَاءُ مِنّي،
وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدّ الأرْبَعِينِ
العصر الإسلامي >> جرير >> أمسيتَ إذْ حلَ الشبابُ حزينا(13/341)
أمسيتَ إذْ حلَ الشبابُ حزينا
رقم القصيدة : 16598
-----------------------------------
أمسيتَ إذْ حلَ الشبابُ حزينا
ليتَ اللياليَ قببلَ ذاكَ فينا
ما للمنازلِ لا يجبنَ حزينا
أصَمِمْنَ أمْ قَدُمَ المَدَى فَبَلِينَا؟
قَفْراً تَقَادَمَ عَهْدُهُنّ عَلى البِلى ،
فلبثنَ في عددِ الشهورِ سنينا
وَتَرَى العَوَاذِلَ يَبْتَدِرْنَ مَلامَتي،
و إذا أردنَ سوى هواي عصينا
بكر العواذلُ بالملامة ِ بعدما
قَطَعَ الخَليطُ بِسَاجِرٍ لِيَبِينَا
أمْسَيْنَ إذْ بانَ الشّبَابُ صَوَادِفاً،
ليتَ اللياليَ قبلَ ذاكَ فنينا
إنّ الذِينَ غَدَوْا بِلُبّكَ غَادَرُوا
وسلاً بعينكَ ما يزالُ معينا
غَيّضْنَ مِنْ عَبَرَاتهِنّ وَقُلْنَ لي:
ماذا لقيتَ منَ الهوى ولقينا
وَلَقَدْ تَسَقَّطَني الوْشَاة ُ فَصَادَفُوا
حصراً بسركِ يا أميمَ ضنينا
كَلّفْتُ حاجَة َ ما أُكَلِّفُ ضُمَّراً،
مثلَ القسيَّ منَ السراءِ برينا
روحوا العشية َ روحة ً مذكورة ً
إنَّ حرنَ حرنا أو هدينَ هدينا
وَرَمَوْا بهِنّ سَوَاهِماً عُرْضَ الفَلا،
إنْ متنَ متنَ وإنْ حيينَ حيينا
عيسٌ تكلفُ كلَّ أغبرَ نازحٍ
يَطْوِي تَنَائِفَ بِالمَلا، وَحُزُونَا
حَتى بَلِينَ مِنَ الوَجِيفِ، وَرَدَّها
بُعْدُ المَفّاوِزِ كَالقِسِيّ حَنِينَا
ولدَ الأخيطلُ نسوة ٌ منْ تغلبٍ
هنَّ الخبائثُ بالخبيثِ غذينا
إنَّ الذي حرمَ المكارمِ تغلباً
جعلَ النبوة َ والخلافة َ فينا
هلْ تَملِكُونَ مِنَ المَشاعِرِ مَشعَراً،
أوْ تَشْهَدُونَ مَعَ الأذَانِ أذِينَا
مضرٌ أبي وأبوُ الملوكِ فهلْ لكمْ
يا خزرَ تغلبَ منْ أبٍ كأبينا
هذا ابن عَمّي في دِمَشْقَ خَلِيفَة ً،
لو شئتُ ساقكمُ إليَّ قطينا
العصر الإسلامي >> جرير >> وَيْلَكُمْ يا قَصَبَاتِ الجَوْفَانْ،
وَيْلَكُمْ يا قَصَبَاتِ الجَوْفَانْ،
رقم القصيدة : 16599
-----------------------------------
وَيْلَكُمْ يا قَصَبَاتِ الجَوْفَانْ،
جيئو بمثلِ قعنبٍ والعلهانْ(13/342)
و الحنتفينِ عندَ شلَّ الأظعانْ
أوْ كأبي حزرة َ سمَّ الفرسان
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> خيل الكلام
خيل الكلام
رقم القصيدة : 166
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من سريتك عرفت ان الظلام
خيمه سهيل وديار الجدي
ليلة البرد ما ادفاني الثمام
وصلك انت الدفا ياسيدي
جيت مقبل تهادى والغرام
ينتهي في هدبك ويبتدي
عطرك اقبل ونم بك الحمام
ياهلا فيك والقاع احمدي
لايمي في مطر تغرك يلام
عاذلي فيك للفال الردي
ودي ارقد على ذراعك وانام
وانت تحكي ويدك في يدي
وان غشاني من انفاسك غمام
ازهر العشب في كل جسدي
وان سقيت الحشا برد السلام
ماشكاك الظما غصنٍ ندي
وان ضحك لي هدبك المستهام
طاب لي كل قاعٍ جرهدي
القصايد عن وصوفك صيام
عذرها إنك جمال سرمدي
وصفك ارضٍ بها خيل الكلام
ملت الركض واتعبها العدي
من كتبتك عرفت ان الظلام
خيمه سهيل وديار الجدي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ثارات
ثارات
رقم القصيدة : 1660
-----------------------------------
قطفوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم.. قال غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور
تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور
العصر الإسلامي >> جرير >> مَا لُمْنَا عَمِيرَة َ، غَيْرَ أنّا
مَا لُمْنَا عَمِيرَة َ، غَيْرَ أنّا
رقم القصيدة : 16600
-----------------------------------
مَا لُمْنَا عَمِيرَة َ، غَيْرَ أنّا
نَزَلْنَا بِالعُرَيْجِ، فَمَا قُرِينَا
ظَلِلْنَا مُرْمِلِينَ بِيَوْمِ سَوْءٍ،
و قدْ لقيَ المطيُّ كما لقينا
العصر الإسلامي >> جرير >> إنَّ الهجيمَ قبيلة ٌ مخسوسة ٌ
إنَّ الهجيمَ قبيلة ٌ مخسوسة ٌ
رقم القصيدة : 16601
-----------------------------------
إنَّ الهجيمَ قبيلة ٌ مخسوسة ٌ(13/343)
ثطُ اللحى متشابهو الألوانِ
لوْ يسمعونَ بأكلة ٍ أو شربة ٍ
بعُمانَ أصْبَحَ جَمعُهمْ بعُمَانِ
العصر الإسلامي >> جرير >> بَحَرِيَّ قُومي هَيّجي الأحْزَانَا!
بَحَرِيَّ قُومي هَيّجي الأحْزَانَا!
رقم القصيدة : 16602
-----------------------------------
بَحَرِيَّ قُومي هَيّجي الأحْزَانَا!
وَاسْتَعْجِلِنّ بِدَمْعِكِ الإرْنَانَا
وَلَقَدْ تَوَاضَعَ مَنْ بحَضْرَة ِ مالكٍ
مَا بَينَ مِصْرَ إلى قُصُورِ عُمَانَا
قالتْ ربيعة ُ إذْ توفيُ مالكٌ
لا رُزْءَ أْكْبَرُ مِنْ أبي غَسّانَا
وَلَقَدْ تَرَكْتُ بَني الزّبَيرِ بِمَأزِق،
لا طاعة ً تبعوا ولا سلطانا
العصر الإسلامي >> جرير >> أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا
أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا
رقم القصيدة : 16603
-----------------------------------
أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا
وَأصْبَحُوا مِنْ قَرِيِّ الخَيلِ غادِينَا
قادتهمُ نية ٌ للبينِ شاطنة ٌ
يا حَبّ للبَينِ، إذْ حلّتْ بِهِ، بِينَا
قَدْ كانَ قَلبُكَ لِلأُلاّفِ ذا طَرَبٍ
صبا يكلفُ جيراناً مظاعينا
إنْ تلقها في اعتلالٍ ترضَ علتها
أوْ زينتْ زادها في العينِ تزيينا
مالَتْ كمَيْلِ النَّقا لَيستْ إذا جُلِيَتْ
منْ رضعِ تيمٍ ينطقنَ البواسينا
ينهى العواذلَ يأسٌ منْ ملامتنا
و العيسُ عرضَ الفجاجِ الغبرِ يخدينا
تخالهنَّ نعاماً هاجهُ فزعٌ
أوْ زنبرياً زهتهُ الريحُ مشحونا
يلقى صراريهُ والموجُ ذو حدبٍ
يَلْقُونَ بِزّتَهُمْ إلاّ التْبَابِينَا
كأنَّ حاديها لما أضربها
بازٍ يصعصعُ بالسهبا قطاً جونا
لَمْا أتَيْنَ عَلى حَطّابَتَيْ يَسَرٍ،
أبدى الهوى منْ ضميرِ القلبِ مكنونا
وَشَبّهَ القَوْمُ أطْلالاً، بأسْنمَة ٍ،
ريشَ الحمامِ فزدنَ القلبَ تحزينا
دارٌ يُجَدِّدُها تَهْطالُ مُدْجِنَة ٍ،
بالقَطْرِ حِيناً وَتَمحُوها الصَّبا حِينَا
قدْ بُدِّلتْ ساكنَ الآرَامِ بَعدَهُمُ،
وَالبَاقِرَ الخُنْسَ يَبْحَثْنَ المَآرِينَا(13/344)
إنْ يَلْتَمِسْ عَبْدُ تَيْمٍ في مُرَافعتي
رِيحاً فَقَدْ أصْبَحَ التّيميُّ مَغْبُونَا
لاقَى قَنَاتيَ مِضْرَاراً عَشَوْزَنَة ً،
لمْ يلقَ في متنها وصماً ولا لينا
يا تَيْمُ، إنّ تَمِيماً لَنْ تَزِيدَكُمُ
إلاّ الهَوَانَ، فَأيَّ الخَيرِ تَبْغُونَا
لمْ تشكروا نمراً إذْ فككمْ نمرٌ
و ابنا قريعٍ منَ الحي اليمانينا
تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ
و التيمُ يومئذٍ فيهمْ ولا فينا
لولا تميمٌ وكرُّ الخيلِ ضاحية ً
يا تَيمُ! لمْ تَعرِفُوا أنْقَاءَ وَهبِينَا
بو سرتَ تبغي ثر قومٍ ذوي حسبٍ
لَمْ تَلْقَ للتَيْمِ أحْسَاباً وَلا دِينَا
تلقى أخا التيمِ مخضراً جحافلهُ
مُعَذَّراً بعِذارِ اللّؤمِ، مَرْسُونَا
العصر الإسلامي >> جرير >> الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ
الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ
رقم القصيدة : 16604
-----------------------------------
الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ
عَبيدُ العَصَا لمْ يَرْجُ عِتقاً قَطينُهَا
فما ضربتْ للتيمِ في طيبِ الثرى
عروقٌ ولمْ تنبتْ زريقاً غصونها
و ما شكرتْ تيمٌ لقومِ كرامة ً
و ما غضبتْ تيمٌ على منْ يهينها
و إنْ تسألوا يا تيمُ عنكمْ تحدثوا
أحَادِيثَ يُخزِيكُمْ بنَجدٍ يَقِينُهَا
وَإنْ تَبْتَغُوا يا تَيْمُ ذِكْراً بشَتمِنا
فقدْ ذكرتْ تيمٌ بذكرٍ يشينها
ألمْ ترَ أنَّ اللؤمَ خطَّ كتابهُ
بِآنفِ تَيْمٍ، حِينَ شَقّتْ عُيُونُهَا
و لمْ يدعُ إبراهيمُ في البيتِ إذْ دعى َ
لِتَيمٍ، وَلا مِنْ طينِ آدَمَ طِينُهَا
وَمَا رَضِيَتْ تَيْمِيّة ٌ دِينَ مُسْلِمٍ،
وَلَكِنْ على دِينِ ابنِ ألغَزَ دِينُهَا
ومَا حَمَلَتْ تَيْمِيّة ٌ نِصْفَ لَيلَة ٍ
مِنَ الدّهْرِ إلاّ ازْدادَ لُؤماً جَنيِنُهَا
متى تَفتَخِرْ تَيْمِيّة ٌ، عندَ بَينِها،
كأنّ زِقَاقَ القَارِ خُضْراً غُضُونُهَا
و إنَّ دفينَ اللؤمِ يا تيمُ فيكمُ
فَقَدْ أصْبَحَتْ تَيْمٌ مُثاراً دَفِينُهَا
و إنَّ دماءَ التيمِ لمْ توفِ عنهمُ(13/345)
دماءً ولا يوفي برهنٍ رهينها
إذا نَزَلَتْ تَيْمٌ مِنَ الأرْضِ بَلدَة ً
شكَا لُؤمَ تَيْمٍ سَهْلُها وَحُزُونُهَا
إلا إنما تيمٌ فلا ترجُ خيرها
شِمَالٌ بهَا خَبْلٌ، وَشَلّتْ يمينُهَا
كأنَّ سيوفَ التيمِ عيدانُ بروقٍ
إذا ملئتْ يالصيفِ زبداً عيونها
وَنَبّئْتُ تَيْماً نَادِمِينَ، فَسَرّني
بما نَدِمَتْ تَيمٌ وَساءتْ ظُنُونُهَا
لَقَدْ طالَ خِزْيُ التّيْمِ غَيرَ مهيبَة ٍ،
وَآنُفُ تَيْمٍ لَمْ تُفَقّأ عُيُونُهَا
لَقَدْ مَنَعَتْ خَيْلي حَوِيزَة َ بَعْدَمَا
رغتْ كرغاءِ النابِ جرَّ جنينها
ستعلمُ تيمٌ منْ لهُ عددُ الحصى
إذا الحربُ لجتْ في ضراسٍ زبونها
و دوني منَ الأثرينِ عمروٍ ومالكٍ
لُيُوثٌ تَحُلّ الغابَ مُحمى ً عَرِينُهَا
ألا إنّمَا تَيْمٌ خَنَازِيرُ قَرْيَة ٍ،
طويلٌ بجيئاتِ السوادِ عطونها
و لوْ ظميءَ التيميُّ لاقظَ أمهُ
إذا أبْصَرَ المَوْمَاة َ غُبْراً صُحونُهَا
العصر الإسلامي >> جرير >> ما بَالُ جَهْلِكَ بَعدَ الحِلمِ وَالدِّينِ
ما بَالُ جَهْلِكَ بَعدَ الحِلمِ وَالدِّينِ
رقم القصيدة : 16605
-----------------------------------
ما بَالُ جَهْلِكَ بَعدَ الحِلمِ وَالدِّينِ
وَقَدْ عَلاكَ مَشِيبٌ حِينَ لا حِينَ
للغَانِيَاتِ وِصَالٌ لَسْتُ قَاطِعَهُ
عَلى مَوَاعِدَ مِنْ خُلفٍ وَتَلْوِينِ
إنّي لأرْهَبُ تَصْدِيقَ الوُشَاة ِ بِنَا،
أوْ أنْ يَقُولَ غَوِيُّ للنّوَى بِيني
ماذا يهيجكَ منْ دارٍ تباكرها
أرواحُ مخترقٍ هوجُ الأفانين
هلْ غيرُ نؤيٍ محيلٍ في منازلهمْ
أو غيرُ أورقَ بينَ المثلِ الجونِ
يمشي بها البقرُ الموسيُّ أكرمهُ
مَشْيَ الهزَابِذِ حَجّوا بِيعة ِ الزُّونِ
مُجاشِعٌ قَصَبٌ جُوفٌ مَكَاسِرُهُ،
صِفْرُ القُلُوبِ منَ الأحلامِ وَالدِّينِ
ينفشونَ لحاهمْ بعدَ جارهمُ
لا بَارَكَ الله في تِلْكَ العَثَانِينِ
قالَتْ قُرَيشٌ، وَللجيرَانِ مَحْرَمة ٌ:
أينَ الحَوَارِيُّ يا فَيْشَ البَرَاذِينِ(13/346)
بِالحَقّ أنْدُبُ يَرْبوعاً وَتَرْفَعُني
بحيثُ تقصرُ أيدي مالكٍ دوني
لا ترهبنَّ ورائي ما حييتُ لكمْ
جهلَ الغواة ِ وخلوهمْ وخلوني
لَوْ في طُهَيّة َ أحْلامٌ لَمَا اعتَرَضُوا
دونَ الذي كنتُ أرميهِ ويرميني
نحنُ الذينَ لحقنا يومَ ذي نجبٍ
وَالخَيْلُ ضَابِعَة ٌ مثلُ السّرَاحينِ
أمستْ طهية ُ كالمجنونِ في قرنٍ
و كانَ يمشي بطيئاً غيرَ مقرونِ
عندي طبيبٌ وقد أحمي مواسمهُ
يَكوي طُهَيّة َ مِنْ داء المَجَانِينِ
مَا بَالُ عُقْبَة َ خَضّافاً يُعَيّبُني،
يا ربَّ آدرَ منْ ميثاَ مأفونِ
يا عقبَ إني منَ القومِ الذينَ لهمْ
نعمى عليكَ وفضلٌ غيرُ ممنونِ
العصر الإسلامي >> جرير >> يا أيّهَا الرّجُلُ المُرْخي عِمامَتَهُ!
يا أيّهَا الرّجُلُ المُرْخي عِمامَتَهُ!
رقم القصيدة : 16606
-----------------------------------
يا أيّهَا الرّجُلُ المُرْخي عِمامَتَهُ!
هذا زمانكَ إني قدْ مضى زمني
أبلغْ خليفتنا إنْ كنتَ لاقيهِ
أبيَّ لدى البابِ كالمصفودِ في قرنِ
لا تَنسَ حاجَتَنَا، لاقَيتَ مَغفِرَة ً،
قَد طالَ مُكثيَ عن أهلي وَعن وَطني
العصر الإسلامي >> جرير >> أُمَامَة ُ لَيْسَتْ للّتي شَاعَ سِرُّهَا
أُمَامَة ُ لَيْسَتْ للّتي شَاعَ سِرُّهَا
رقم القصيدة : 16607
-----------------------------------
أُمَامَة ُ لَيْسَتْ للّتي شَاعَ سِرُّهَا
بإلْفٍ، وَلا ذاكَ المُرِيبُ خَدِينُ
لها في بني ذبينَ نبتٌ بمفرعٍ
و في منقزٍ عالي البناءِ كنينُ
وَما كانَ عِندي في أُمَامَة َ عَاذِلٌ
مطاعاً ولا الواشي لديَّ مكين
لقدْ شفني بينُ الخليطِ بساجرٍ
و محبسُ أجمالٍ لهنَّ حنينُ
فكيفَ بوصلِ الغانياتِ ولمْ يزلْ
لقلبكَ منْ أقرانهنَّ قرين
فإنّ كُنتُمُ كَلْبَى فعندي شِفاؤكم،
وَللجِنّ إنْ كانَ اعتَرَاكَ جُنُونُ
بِوَادي أُشَيَ الخُبْثِ، يا آلَ مُنقِذٍ،
معاذرُ فيها سرقة ٌ ومجون
و تعجبُ قيساً والقباعَ إذا انتشوا
سوالفُ مالتْ للصبا وعيون(13/347)
بني منقذٍ لا صلحَ حتى َّ تصيبكمْ
من الحربِ صماءُ القناة ِ زبونُ
وَحتى تَذوقوا كأسَ مَن كان قبلَكمْ،
و يرزقَ منكْ في الحبالِ قرينُ
وَحتى تَضُمّ الحَرْبُ مَعْكُمْ عُطارِداً،
وَيَبْرأ تَخْلِيجٌ بِهِ وَجُنُونُ
بني منقذٍ ما بالُ منحة ِ جاركمْ
تَدَفنُ أظْلافٌ لهَا وَقُرُونُ
وَلَوْ نَزَلُوا بالبَيتِ مَا بَاتَ آمِناً
حمامٌ لدى البيتِ الحرامِ قطونُ
و لو} يعلمُ السلطانُ ما تفعلونهُ
لبانتْ يمينٌ منكمْ ويمينُ
العصر الإسلامي >> جرير >> إنّي امْرُؤٌ يَبْني ليَ المَجْدَ البَانْ،
إنّي امْرُؤٌ يَبْني ليَ المَجْدَ البَانْ،
رقم القصيدة : 16608
-----------------------------------
إنّي امْرُؤٌ يَبْني ليَ المَجْدَ البَانْ،
أنْدُبُ مَجْداً غَيرَ مَجْدِ ثُنْيَانْ
منا أبو قيسٍ ومنا الحوطانْ
وَابنُ زُهَيرٍ مُعْلِماً وَالعَمْرَانْ
وَالهَيْصَانِ وَبَنُو ذي النّيرَانْ،
مَا لحَفيفِ القَصَبَاتِ الجُوفَانْ
عُدّوا الفَعَالَ وَزِنُوا بِالمِيزَانْ،
جيئوا بمثلِ قعنبٍ والعلهانْ
و ابنِ أبي سودٍ غداة َ الأزنانْ
أو كأبي حررة َ سمَّ الفرسان
و الحنتفينِ يومَ شلَّ الأظعانْ
وَمَا ابنُ حِنّاءة َ الرّثِّ الوَانْ
يومَ تسدى الحكمَ بنَ مروانْ
وَالمُطْعِمُونَ في لَيَالي الشَّفّانْ
وَحِظْوَة ُ السَّبْقِ لِنَا، والأَلْفَانْ،
تعدوا بنا الخيلَ طموحَ العقبان
نحمي ذمارَ جدفٍ بمرانْ
نحنُ استلبنا الجونَ وابنَ حسانْ
وَرَادَفَ الأمْلاكَ مِنّا رِدْفَانْ،
قَدْ عَلِمَتْ بَكرٌ وَقَيسُ عَيْلانْ
و الخندفيونَ بغدرِ الأقيانْ
إذْ كَذّبَ الأقْرَعُ دعوَى الفُرْسَانْ
وَخَرّ في بَحْرِ الرّمَاحِ الأشْطَانْ،
على الجَبِينِ، سَاجِدَ العِمْرَانْ
إنَّ ابنَ وقبٍ وابنَ أمَّ خورانْ
وَابنَ القُيُونِ غُلَّقٌ في الأقْرَانْ
يصلصلُ الحجلَ بغيرِ الايمانْ
لا سلمَ اللهُ على َ القردِ الزانْ
و يسألُ الموتى فضولَ الأكفانْ
شَاعَ الحَديثُ، يا فَتاة َ الفِتْيَانْ(13/348)
العصر الإسلامي >> جرير >> لَوْلا ابنُ حَكّامِ وَأشْرَافَ قَوْمِهِ،
لَوْلا ابنُ حَكّامِ وَأشْرَافَ قَوْمِهِ،
رقم القصيدة : 16609
-----------------------------------
لَوْلا ابنُ حَكّامِ وَأشْرَافَ قَوْمِهِ،
لشقَّ على سعدْ بن قيسٍ حنينها
أما خفتني يا حنبُ إذْ بتَّ لاعباً
و باتتْ لقاحي ما تجفُّ عيونها
فَيا جَنبُ قد أسلَفتَ في الحَزْنِ دِينة ً
عَسَتْ تُقتَضَى من أُمّ جَنبٍ ديونُهَا
وَأقْرَضْتَ قَرْضاً سوْفَ تُجزَى بمثْله،
و حربتَ أسداً ما يرامُ عرينها
فَلَوْ صّادَفَتْ تلكَ الحجارَة ُ رَأسَهُ
لغادرتَ أمَّ الرأسِ تغلي شؤنها
فكَيفَ تَقُولُ الله يُزْكى صَحيفَة ً
بعنوانها جنبٌ وجنبٌ أمينها
أيا جنبُ قدْ كانتْ تميمة ُ حرة ً
و لكنها بئسَ القرينُ قرينها
و ما فارقتْ يا جنبُ حتى حبستها
مسلسلة ً وافي الهلالُ جنونها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عملاء ...!
عملاء ...!
رقم القصيدة : 1661
-----------------------------------
الملايين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والملايين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام ،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،
وبتوفير الطعام ؛
عرضنا يهتك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولاد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يبسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلام ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الأرض أبناء السماء ،
عملاء ،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
هذه الأمة ماتت والسلام
العصر الإسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليطُ، وَلَوْ طُوِّعْتُ ما بَنَا،
بَانَ الخَليطُ، وَلَوْ طُوِّعْتُ ما بَنَا،
رقم القصيدة : 16610
-----------------------------------(13/349)
بَانَ الخَليطُ، وَلَوْ طُوِّعْتُ ما بَانَا،
و قطعوا منْ حبالِ الوصلِ أقرانا
حَيِّ المَنَازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَدَلاً
بِالدارِ داراً، وَلا الجِيرَانِ جِيرَانَا
قَدْ كنْتُ في أثَرِ الأظْعانِ ذا طَرَبٍ
مروعاً منْ حذارِ البينِ محزانا
يا ربَّ مكتئبٍ لوْ قدْ نعيتُ لهُ
بَاكٍ، وآخَرَ مَسْرُورٍ بِمَنْعَانَا
لوْ تعلمينَ الذي نلقى أويتِ لنا
أوْ تَسْمَعِينَ إلى ذي العرْشِ شكوَانَا
كصاحبِ الموجِ إذْ مالتْ سفينتهُ
يدعو إلى اللهِ أسراراً وإعلانا
يا أيّهَا الرّاكِبُ المُزْجي مَطيّتَهُ،
بَلِّغْ تَحِيّتَنَا، لُقّيتَ حُمْلانَا
بلغْ رسائلَ عنا خفَّ محملها
عَلى قَلائِصَ لمْ يَحْمِلْنَ حِيرَانَا
كيما نقولَ إذا بلغتَ حاجتا
أنْتَ الأمِينُ، إذا مُستَأمَنٌ خَانَا
تُهدي السّلامَ لأهلِ الغَوْرِ من مَلَحٍ،
هَيْهَاتَ مِنْ مَلَحٍ بالغَوْرِ مُهْدانَا
أحببْ إلى َّ بذاكَ الجزعِ منزلة ً
بالطلحِ طلحاً وبالأعطانِ أعطانا
يا ليتَ ذا القلبَ لاقى منْ يعللهُ
أو ساقياً فسقاهُ اليومَ سلوانا
أوْ لَيْتَهَا لمْ تُعَلِّقْنَا عُلاقَتَهَا؛
غدْرَ الخَلِيلِ إذا ماكانَ ألْوَانَا
هَلا تَحَرّجْتِ مِمّا تَفْعَلينَ بِنَا؛
يا أطيَبَ النّاسِ يَوْمَ الدَّجنِ أرَدَانَا
قالَتْ: ألِمّ بِنا إنْ كنتَ مُنْطَلِقاً،
وَلا إخالُكَ، بَعدَ اليَوْمِ، تَلقانَا
يا طَيْبَ! هَل من مَتاعٍ تمتِعينَ به
ضيفاً لكمْ باكراً يا طيبَ عجلانا
ما كنتُ أولَ مشتاقٍ أخي طربٍ
هَاجَتْ لَهُ غَدَوَاتُ البَينِ أحْزَانَا
يا أمَّ عمرو جزاكَ اللهُ مغفرة ً
رُدّي عَلَيّ فُؤادي كالّذي كانَا
ألستِ أحسنَ منْ يمشي على قدمٍ
يا أملحَ الناسِ كلَّ الناسِ إنساناً
يلقى غريمكمُ منْ غيرِ عسرتكمْ
بالبَذْلِ بُخْلاً وَبالإحْسَانِ حِرْمانَا
لا تأمننَّ فانيَّ غيرُ آمنهِ
غدوَ الخليلِ إذا ما كانَ ألوانا
قد خنتِ منْ لمْ يكنْ يخشى خيانتكْ
ما كنتِ أولَ موثوقٍ به خانا(13/350)
لقدْ كتمتُ الهوى حتى تهيمنى
لا أستطيعُ لهذا الحبَّ كتمانا
كادَ الهوى يومَ سلمانينَ يقتلني
وَكَادَ يَقْتُلُني يَوْماً بِبَيْدَانَا
وَكَادَ يَوْمَ لِوَى حَوّاء يَقْتُلُني
لوْ كُنتُ من زَفَرَاتِ البَينِ قُرْحانَا
لا بَارَكَ الله فيمَنْ كانَ يَحْسِبُكُمْ
إلاّ عَلى العَهْدِ حتى كانَ مَا كانَا
من حُبّكُمْ؛ فاعلَمي للحبّ منزِلة ً،
نَهْوَى أمِيرَكُمُ، لَوْ كَانَ يَهوَانَا
لا بَارَكَ الله في الدّنْيَا إذا انقَطَعَتْ
أسبابُ دنياكِ منْ أسبابِ دنيانا
يا أمَّ عثمانَ إنَّ الحبَّ عنْ عرضٍ
يُصبي الحَليمَ ويُبكي العَينَ أحيانا
ضَنّتْ بِمَوْرِدَة ٍ كانَتْ لَنَا شَرَعاً،
تَشفي صَدَى مُستَهامِ القلبِ صَديانَا
كيفَ التّلاقي وَلا بالقَيظِ مَحضَرُكُم
مِنّا قَرِيبٌ، وَلا مَبْداكِ مَبْدَانَا؟
نَهوَى ثرَى العِرْقِ إذ لم نَلقَ بَعدَكُمُ
كالعِرْقِ عِرْقاً وَلا السُّلاّنِ سُلاّنَا
ما أحْدَثَ الدّهْرُ ممّا تَعلَمينَ لكُمْ
للحَبْلِ صُرْماً وَلا للعَهْدِ نِسْيَانَا
أبُدّلَ اللّيلُ، لا تسرِي كَوَاكبُهُ،
أمْ طالَ حتى َّ حسبتُ النجمَ حيرانا
يا رُبّ عائِذَة ٍ بالغَوْرِ لَوْ شَهدَتْ
عزّتْ عليها بِدَيْرِ اللُّجّ شَكْوَانَا
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ،
قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُّبّ حتى لا حَرَاكَ بهِ،
و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركانا
يا رُبّ غابِطِنَا، لَوْ كانَ يطلُبُكُم،
لا قَى مُباعَدَة ً مِنْكمْ وَحِرْمَانَا
أرَيْنَهُ المَوْتَ، حتى لا حَيَاة َ بِهِ؛
قَدْ كُنّ دِنّكَ قَبلَ اليَوْمِ أدْيَانَا
طارَ الفؤادُ معَ الخودِ التي طرقتْ
في النومِ طيبة َ الأعطافِ مبدانا
مثلوجة َ الريقِ بعدَ النومِ واضعة ً
عنْ ذي مثانٍ تمجُ المسكَ والبانا
قالتْ تعزفانَّ القومَ قدْ جعلوا
دونَ الزيارة ِ أبواباً وخزانا
لَمّا تَبَيّنْتُ أنْ قَد حِيلَ دُونَهُمُ
ظلتْ عساكرُ مثلُ الموتِ تغشانا(13/351)
ماذا لقيتُ منَ الأظعانِ يومَ قنى ً
يتبعنَ مغترباً بالبينِ ظعانا
أتبعتهمْ مقلة ٌ انسانها غرقٌ
هلْ ما ترى تاركٌ للعينْ انسانا
كأنَّ أحداجهمْ تحدى مقفية ً
نخْلٌ بمَلْهَمَ، أوْ نَخلٌ بقُرّانَا
يا أمَّ عثمانَ ما تلقى رواحلنا
لو قستِ مصبحنا منْ حيثُ ممسانا
تخدي بنا نجبٌ مناسمها
نَقْلُ الخرَابيُّ حِزّاناً، فَحِزّانَا
ترمي بأعينها نجداً وقدْ قطعتَ
بينْ السلوطحِ والروحانِ صوانا
يا حبذا جبلُ الريانِ منْ جبلٍ
وَحَبّذا ساكِنُ الرّيّانِ مَنْ كَانَا
وَحَبّذا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِية ٍ
تأتيكَ من قبلَ الريانِ أحيانا
هبتْ شمالاً فذكرى ما ذكرتكمْ
عندَ الصفاة ِ التي شرقيَّ حورانا
هلَ يرجعنَّ وليسَ الدهرُ مرتجعاً
عيشٌ بها طالما احلولي وما لانا
أزْمانَ يَدعُونَني الشّيطانَ من غزَلي،
و كنَّ يهوينني إذْ كنتُ شيطانا
منْ ذا الذي ظلَّ يغلي أنْ أزوركمْ
أمْسَى عَلَيْهِ مَلِيكُ النّاسِ غَضْبانَا
ما يدري شعراءُ الناسِ ويلهمْ
مِنْ صَوْلَة ِ المُخدِرِ العادي بخَفّانَا
جهلاً تمنى َّ حدائي منْ ضلالتهمْ
فَقَدْ حَدَوْتُهُمُ مَثْنَى وَوُحْدَانَا
غادرتهمْ منْ حسيرٍ ماتَ في قرنٍ
وَآخَرِينَ نَسُوا التَّهْدارَ خِصْيَانَا
ما زالَ حبلى في أعناقهمْ مرساً
حتى اشتَفَيْتُ وَحتى دانَ مَنْ دانَا
منْ يدعني منهمْ يبغي محاربتي
فَاسْتَيِقنَنّ أُجِبْهُ غَيرَ وَسْنَانَا
ما عضَّ نابي قوماً أوْ أقولَ لهمْ
إياكمْ ثمَّ إياكمُ وإيانا
إنيَّ امرؤٌ لمْ أردْ فيمنْ أناوئهُ
للناسِ ظلماً ولا للحربِ إدهانا
قالَ الخليفة ُ والخنزيرُ منهزمٌ
ما كنتَ أولَ عبدٍ محلبٍ خانا
لاقَى الأخَيْطِلُ بالجَوْلانِ فاقِرَة ً،
مثلَ اجتِداعِ القَوَافي وَبْرَ هِزّانَا
يا خزرَ تغلبَ ماذا بالُ نسوتكمْ
لا يستفقنَ إلى َ الديرينِ تحناتا
لنْ تدركوا المجدَ أو تشروا باءكمُ
بالخزَّ أوْ تجعلوا التنومَ ضمرانا
يا خزرَ تغلبَ ماذا بالُ نسوتكمْ
لا يستفقنَ إلى َ الديرينِ تحناتا(13/352)
لنْ تدركوا المجدَ أو تشروا باءكمُ
بالخزَّ أوْ تجعلوا التنومَ ضمرانا
العصر الإسلامي >> جرير >> أمِيجَاسَ الخَبَائِثِ! عَدِّ عَنّا
أمِيجَاسَ الخَبَائِثِ! عَدِّ عَنّا
رقم القصيدة : 16611
-----------------------------------
أمِيجَاسَ الخَبَائِثِ! عَدِّ عَنّا
بضأنكَ يا ابنَ آكلة ٍ سلاها
و إنَّ السوأة َ الكبرى لفيكمْ
تشدُّ على مناخركمْ عراها
العصر الإسلامي >> جرير >> إذا أعرضوا ألفينِ منها تعرضتْ
إذا أعرضوا ألفينِ منها تعرضتْ
رقم القصيدة : 16612
-----------------------------------
إذا أعرضوا ألفينِ منها تعرضتْ
لأِمّ حَكِيمٍ حَاجَة ٌ في فُؤادِيَا
لقدْ زدتِ أهلَ الريَّ عنديَ ملاحة ً
وَحَبّبْتِ، أضْعافاً، إليّ المَوَالِيَا
العصر الإسلامي >> جرير >> قدْ غلبتني رواة ُ الناسِ كلهمُ
قدْ غلبتني رواة ُ الناسِ كلهمُ
رقم القصيدة : 16613
-----------------------------------
قدْ غلبتني رواة ُ الناسِ كلهمُ
إلاّ حَنيفَة َ تَفْسُو في مَنَاحِيهَا
قَوْمٌ هُمُ زَمَعُ الأظْلافِ، غَيرُهُمُ
أدْنَى لبَكْرٍ إذا عُدّتْ نَوَاصِيهَا
تُخْزِي حَنيفَة َ أيّامٌ كَسَتْ حُمَماً
منها الوجوهَ فما شيءٌ بماحيها
أيّامَ تُسْبَي، وَلا تَسْبي وَيَقتُلِها
مَا لَمْ تُؤدّ خَرَاجاً مَنْ يُعادِيها
أبناءُ نخلٍ وحيطانٍ ومزرعة ٍ
سيوفهمْ خشبٌ فيها مساحيها
قَطْعُ الدِّبَارِ وَأبْرُ النّخْلِ عادَتُهُمْ
قدماً فما جاوزتْ هذا مساعيها
رأتْ حنيفة ُ إذْ عدتْ مساعيها
أنْ بِئْسَمَا كانَ يَبني المَجدَ بانِيهَا
لوْ قلتَ أينَ هوادي الخيلِ ما عرفوا
قَالوا لأذْنَابِها هَذي هَوَادِيهَا
أوْ قلتَ إنَّ حمامَ الموتِ آخذكمْ
أوْ تلجموا فرساً قامتْ بواكيها
لمّا رَأتْ خالِداً بالعِرْضِ أهْلَكَهَا
قَتْلاً، وَأسْلَمَها ما قالَ طاغِيهَا
دانَتْ وَأعطَتْ يَداً للسّلْمِ صَاغرَة ً،
من بَعدِ ما كادَ سَيفُ الله يُفنِيهَا
صارتْ حنيفة ُ أثلاثاً فثلثهمُ(13/353)
منَ العبيدِ وثلثٌ منْ مواليها
قد زَوّجُوهُمْ فَهُمْ فيهِم، وَناسِبُهم
إلى حنيفة َ يدعو ثلثَ باقيها
العصر الإسلامي >> جرير >> ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا!
ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا!
رقم القصيدة : 16614
-----------------------------------
ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا!
فقدْ كانَ مأنوساً فأصبحَ خاليا
فلا عهدَ إلاَّ أنْ تذكرَ أوْ ترى
ثُماماً حَوَاليْ مَنْصَبِ الخَيمِ بالِيَا
ألا أيّها الوَادي، الذي ضَمّ سَيلُهُ
إلينا نوى ظمياءَ حييتَ واديا
إذا ما أرادَ الحيُّ أنْ يتزايلوا
وَحَنّتْ جِمالُ الحَيّ جنّتْ جِمالِيَا
ألا لا تَخَافَا نَبْوَتي في مُلِمّة ٍ،
و أمسى جميعاً جبيرة ً متدانيا
إذا تنحنُ في دارِ الجميعِ كأنما
يكونُ علينا نصفُ حولٍ لياليا
إلى الله أشْكُو أنّ بالغَوْرِ حَاجَة ً،
و أخرى إذا أبصرتُ نجداً بداليا
نَظَرْتُ برَهْبَى وَالظّعائِنُ باللّوَى ،
فطارتْ برهبي شعبة ٌ منْ فؤاديا
و ما أبصرَ الناسُ التي وضحتْ لهُ
وراءَ خفافِ الطيرِ إلاَّ تماديا
و كائنْ ترى في الحيَّ منْ ذي صداقة ٍ
و غيرانَ يدعو ويلهُ منْ حذاريا
خَليليّ! لَوْلا أنْ تُظُنّا بيَ الهَوَى ،
لقلتُ سمعنا منْ عقيلة َ داعيا
قفا فاسمعا صوتَ المنادى لعلهُ
قريبٌ وما دانيتُ بالودَّ دانيا
إذا ما جعلتَ السيَّ بيني وبينها
وَحَرّة َ لَيْلى ، وَالعَقيقَ اليَمَانِيَا
رغبتُ إلى ذي العرشِ مولى محمدٍ
ليجمعَ شعباً أوْ يقربَ نائيا
أذا العَرْشِ! إني لستُ ما عشتُ تارِكاً
طِلابَ سُليمى ، فاقضِ ما كنتَ قاضِيَا
وَلَوْ أنّها شاءتْ شَفَتني بِهَيّنٍ،
و إنْ كانَ قد أعيا الطبيبَ المداويا
سَأتْرُكُ للزّوّارِ هِنداً وأبْتَغي
طبيباً فيبغيني شفاءً لمابيا
فإنّكَ إنْ تُعْطَي قَليلاً، فَطَالَمَا
منعتِ وحلأتِ القولبَ الصواديا
دُنُوَّ عِتَاقِ الخَيْلِ للزّجْرِ، بَعدَمَا
شَمَسْنَ وَوَلّينَ الخُدودَ العَوَاصِيَا(13/354)
إذا اكتَحَلَتْ عَيني بعَينِكِ مسّني
بخيرِ وجلى غمرة ً عنْ فؤاديا
و يأمرني العذالُ أنْ أغلبَ الهوى
وَأنْ أكْتُمَ الوَجدَ الذي ليسَ خافِيَا
فَيا حَسَرَاتَ القَلبِ في إثْرِ مَن يُرَى
قَرِيباً، وَيُلْفَى خَيرُهُ منكَ نَائِيَا
تُعَيّرُني الإخلافَ لَيلى ، وَأفْضَلَتْ
على َ وصلِ ليلى قوة ٌ منْ حباليا
فَقُولا لِوَادِيهَا، الذي نَزَلَتْ به:
أوَادي ذي القَيصُومِ أمرَعتَ وَادِيَا
فَقَدْ خِفتُ ألاّ تَجْمَعَ الدّارُ بَينَنا،
وَلا الدّهرُ إلاّ أنْ تُجِدّ الأمَانِيَا
ألاَ طرقتْ شعثاءُ والليلُ مظلمٌ
أحمَّ عمانياً وأشعثَ ماضيا
لدى قطرياتٍ إذا ما تغولتْ
تخطى الينا منْ بعيدٍ خيالها
يَخوضُ خُدارِيّاً منَ اللّيلِ داجِيَا
فحييتُ منْ سارٍ تكلفَ موهناً
مزاراً على ذي حاجة ٍ متراخيا
يقولُ ليَ الأصحابُ هل أنتَ لاحقٌ
بأهلكَ إنَّ الزاهرية َ لا هيا
لحقتُ وأصحابي على كلَّ حرة ٍ
و أدنينَ منْ خلجِ البرينِ الذفاريا
إذا بَلّغَتْ رَحْلي رَجِيعٌ أمَلّهَا
نزولي بالموماة ِ ثمَّ ارتحاليا
مخفقة ٌ يجري على الهولِ ركبها
عجالاً بها ما ينظرونَ التواليا
يخالُ بها ميتُ الشخاصِ كأنهُ
قَذَى عَرَقٍ يَضْحى به الماءُ طامِيَا
لشقَّ على ذي الحلمِ أنْ يتبعَ الهوى
وَيَرْجو منَ الأقصَى الذي ليس لاقِيَا
وَإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشتَرَكُ الغِنى ،
سرِيعٌ، إذا لم أرْضَ دارِي، احتِمالِيَا
إذا ما جعلتُ السيفَ منْ عنْ شماليا
وَإنّي لأسَتَحيِيكَ، وَالخَرْقُ بَينَنا،
منَ الأرضِ أن تلقى أخاليَ قاليا
و قائلة ٍ والدمعُ يحدرُ كحلها
أبعدَ جريرٍ تكرمونَ المواليا
فردى جمالَ البينِ ثمَّ تحملي
فَما لكِ فيهِمْ مِنَ مَقامٍ، وَلا لِيَا
تعرّضْتُ، فاستمرَرْتَ من دونِ حاجتي،
فَحالَكَ! إنّي مُسّتَمِرٌّ لحَالِيَا
وَإنّي لمَغْرُورٌ أُعَلَّلُ بِالمُنى ،
لياليَ أرجو أنَّ مالكَ ماليا
فأنْتَ أبي، ما لمْ تكُنْ ليَ حَاجَة ٌ،
فانْ عرضتْ أيقنتُ أنْ لا أباليا(13/355)
بأي نجادٍ تحملُ السيفَ بعدما
قطعتَ القوى منْ محملٍ كانَ باقيا
بأيَّ سنانٍ تطعنُ القومَ بعدما
نَزَعْتَ سِنَاناً مِنْ قَنَاتِكَ ماضِيَا
ألمْ أكُ ناراً يصطليها عدوكمْ
وَحِرْزاً لِمَا ألجَأتُمُ مِنْ وَرَائِيَا
و باسطَ خيرٍ فيكمُ بيمينهِ
و قابضَ سرعنكمُ بشماليا
وَخَافَا المَنَايَا أنْ تَفُوتَكُما بِيَا
أنا ابنُ صريحى خندفٍ غيرَ دعوة ٍ
يكُونُ مكانُ القَلْبِ مِنها مَكانِيَا
و ليسَ لسيفي في العظامِ بقية ٌ
و للسيفِ أشوى وقعة ً منْ لسانيا
أبِالمَوْتِ خَشَّتني قُيُونُ مُجاشِعٍ،
وَما زِلْتُ مَجْنِيّاً عَليّ وَجَانِيَا
و ما مسحتِ عندَ الحفاظُ مجاشعٌ
كريماً ولا منْ غاية ِ المجدِ دانيا
دعوا المجدَ إلاَّ أنْ تسوقوا كزومكمْ
وَقَيْناً عِرَاقِيّاً، وَقَيْناً يَمَانِيَا
تَرَاغَيْتُمُ يَوْمَ الزّبَيرِ، كأنّكُمْ
ضِبَاعٌ، بذي قارٍ، تَمَنّى الأمَانِيَا
و آبَ ابنُ ذيالٍ بأسلابِ جاركمْ
فسميتمُ بعدَ الزبيرِ الزوانيا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> طربت وما هذا بساعة مطرب
طربت وما هذا بساعة مطرب
رقم القصيدة : 16615
-----------------------------------
طربت وما هذا بساعة مطرب
إلى الَحيّ حَلّوا بين عَاذٍ فجُبْجُبِ
قَدِيمافأمْسَتْ دارُهُم قد تلعبتْ
بها خرقات الريح من كل ملعبِ
وكَمْ قَدْ رَأى رائيهِم ورَأْيتُه
بِها لِي مِنْ عمِّ كريم ومن أَبِ
فوارس من آل النفاضة سادة
ومن آل كَعْبِ سؤددٌ غيرُ مُعْقَبِ
وحيِّ حريدٍ قد صبحْنا بغارة ِ
فلم يمس بيت منهم تحت كوكبِ
سننا عليهم ، كل جرداء شطبة
لجوج تباري كل أجرد شرجبِ
أجشُّ هزيمٌ في الخَبارِإذا انتحى
هَوادي عِطفَيْه العِنان مُقرّبِ
لوحشِيها من جانبَي زَفيَانِها
حفيف كخذروف الوليد المنقبِ
إذا جاشَ بالماءِ الحَميمِ سِجالُها
نَضَخْنَ به نَضْحَ البمزادِ المسرَّبِ
فذر ذا ، ولكن تمنيت راكباً
إذا قالَ قوْلاً صادِقاً لم يكذّبِ
له ناقة عندي وساع وكورها(13/356)
كلا مرفقيها عن رحاها بمجذبِ
إذا حركتها رحلة جنحت به
جنوح القطاة تنتحي كل سبسبِ
جنوح قطاة الورد في عصب القطا
قَربْنَ مِياهَ النَّهْي منْ كلّ مَقرَبِ
فغادين بالأجزاع فوق صوائق
ومدفع ذات العين أعذب مشربِ
فَظَلْنَ نَشَاوى بالعُيونِ كأَنَّها
شَروبٌ بَدَتْ عنْ مرزُبان مُحجَبِ
فنالَتْ قَلِيلاً شَافيا وتعجَّلَتْ
لنادلها بين الشباك وتنضبِ
تبيت بمَوماة ٍ وتصْبحُ ثَاويا
بها في أفاحيص الغوي المعصبِ
وضمت إلى جوف جناحاً وجؤجؤاً
وناطَتْ قَلِيلاً في سِقاءٍ مُجبَبِ
إذا فترت ضرب الجناحين عاقبت
عَلَى شُزنيها مَنْكبا بعد مَنكبِ
فلما أحسا جرسها وتضورا
وأوبتَها من ذلك المُتأوّبِ
تدلّتْ إلى حُص الرؤوسِ كأنَّها
كرات غلام من كساء مرنبِ
فلما انجلت عنْها الدُّجى َ وسقتْهما
صبيب سقاء نيط لما يخربِ
غدَت كنواة ِ القَسبِ عنْها واصبَحَتْ
تراطنها دوية لم تعربِ
ولي في المُنى أَلا يعرّجَ راكِبي
ويحبس عنها كل شيء متربِ
ويفرج بوّابٌ لها عَنْ مُناخها
بقليدهِ بابَ الرتاج المُضبّبِ
إذا ما أنيهت بابن مروان ناقتي
فليسَ عليها لِلهَبانيقِ مَرْكَبي
أدلت بقربي عنده وقضى لها
قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِ
فإنك بعد الله أنت أميرها
وقنعانها من كل خوف ومرعبِ
فتقضى فلولا أنه كل ريبة
وكل قليل من وعيدك مزهبي
إذا ما ابتغى العادي الظلوم ظلامة
لديَّ، وما استجلبَت للمتجلبِ
تُبادرُ أبناءَ الوَشاة ِ وتبتَغي
لها طلبات الحق من كل مطلبِ
إذا أدلجت حتى ترى الصبح واصلت
أديم نهار الشمس مالم تغيبِ
فلما رَأتْ دَارَ الأميرِ تحاوصَتْ
وصوت المنادي بالأذان المثوبِ
وترجيعَ أصواتِ الخُصوم يردُّها
سقوفُ بيُوتٍ في طِمارٍ مُبوَّبِ
يظل لأعلاها دوي كأنه
تَرَنُّمُ قارِي بيتِ نحّال مُجَوَّبِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوي
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوي
رقم القصيدة : 16616
-----------------------------------(13/357)
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوي
برَحْلِي رَادة ُ الأصلاب نابُ
قريح الظهر يفرح أن يراها
إذا وضعتة ليتها الغرابُ
تَجُوبُ الأَرْضَ نَحْوك ما تَأنّى
إذا ما الأكمُ قنّعها السَّرابُ
وكنتَ المُرْتَجى وَبِكَ استغاثَتْ
لتُنعِشَها؛إِذا بَخُلَ السَّحابُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> عقرت على أنصاب توبة مقرما
عقرت على أنصاب توبة مقرما
رقم القصيدة : 16617
-----------------------------------
عقرت على أنصاب توبة مقرما
بهيدة إذا لم تختفره أقاربه
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أُريقَت جفانُ ابنِ الخَليع فأصبحَتْ
أُريقَت جفانُ ابنِ الخَليع فأصبحَتْ
رقم القصيدة : 16618
-----------------------------------
أُريقَت جفانُ ابنِ الخَليع فأصبحَتْ
حياض الندى زالت بهن المراتبُ
فعفاته لهفى يطوفون حوله
كما انقضَّ عرشُ البئرِ، والوِردُ عاصِبُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> كأن فتى الفتيان توبة لم يرض
كأن فتى الفتيان توبة لم يرض
رقم القصيدة : 16619
-----------------------------------
كأن فتى الفتيان توبة لم يرض
قَضيبا؛ ولَمْ يَمْسَحْ بِنُقْبَة ِ مُجْربِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الحلم
الحلم
رقم القصيدة : 1662
-----------------------------------
وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> دعا قابضأ والموت يخفق ظله
دعا قابضأ والموت يخفق ظله
رقم القصيدة : 16620
-----------------------------------
دعا قابضأ والموت يخفق ظله
وما قابض إذ لم يجب بنجيبِ
وآسى عُبيدُ الله ثَمَّ ابنَ أُمّهِ(13/358)
ولو شَاءَ نجّى يومَ ذاك حَبيبي
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> غَضُوبٌ للمَهَامهِ ذاتُ لَوْثٍ
غَضُوبٌ للمَهَامهِ ذاتُ لَوْثٍ
رقم القصيدة : 16621
-----------------------------------
غَضُوبٌ للمَهَامهِ ذاتُ لَوْثٍ
أمون الخلق سيرتها غلابُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> ألا كُلُّ ماقالَ الرُوَاة ُ وأنْشدُوا
ألا كُلُّ ماقالَ الرُوَاة ُ وأنْشدُوا
رقم القصيدة : 16622
-----------------------------------
ألا كُلُّ ماقالَ الرُوَاة ُ وأنْشدُوا
بها غير ماقالَ السّلوليّ بهْرَجُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا
رقم القصيدة : 16623
-----------------------------------
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا
إلى أن علاه الشيب فوق المسايحِ
تراه إذا ما الموت حل بورده
ضَروبا على أقرانهِ بالصّفائحِ
شُجاعٌ لدى الهَيْجاء ثَبْتٌ مشايحٌ
إذا انحازَ عن أقرانه كلُّ سابحِ
فعاشَ حميدا لا ذميماً فِعالُهُ
وصولاً لقرباه يرى غير كالحِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> نطرت وركن من ذقانين دونه
نطرت وركن من ذقانين دونه
رقم القصيدة : 16624
-----------------------------------
نطرت وركن من ذقانين دونه
مَفَاوِزُ حَوْضَى ، أَيّ نَظْرة ِ نَاظِرِ
لأونسَ إنْ لم يَقْصُرِ الطِّرْفُ عنهمُ
فلم تقصر الأخبار والطرف قاصري
فوارس أجلى شاؤها عن عقيرة
لعاقرها فيها عقيرة عاقرِ
سوابقها مثل القطا المتواترِ
قَتِيلُ بني عَوْفٍ وأَيصُرُ دونَه
قتيلُ بني عَوْفٍ قتيلُ يُحَايرِ
تَوَاردَه أسيافُهم فكأنّما
تصادرون عن أقطاع أبيض باترِ
من الهندوانيات في كل قطعة
دَمٌ زلّ عن أَثْرٍ من السَّيف ظاهرِ
أتتْه المنايَا دون زَغْفٍ حصينة ٍ
وأسمر خطي وخوصاء ضامرِ
على كل جرداء السراة وسابح
درأن بشباك الحديد زوافرِ
عوابس بعدو الثعلبية ضمراً
وهُنّ شَوَاحٍ بالشَّكيم الشّواجرِ(13/359)
فلا يُبْعدَنكَ اللُه ياتَوْبُ إنّما
لِقاءُ المَنايا دارِعَا مثلُ حَاسرِ
فإلاّ تَكُ القَتْلَى بَوَاءً فإنّكم
ستلقون يوماً ورده غير صادرِ
وإن السليل إذ يباوى قتيلكم
كمرحومة ٍ من عَرْكِا غيرِ طاهرِ
فإن تكن القتلى بواء فإنكم
فتى ما قتلتم آل عوف بن عامرِ
فَتًى لا تَخَطَّاه الرَّفاقُ ولا يرى
لقدر عيالاً دون جار مجاروِ
ولا تأخذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها
لتوبة َ في نَحْسِ الشِّتاء الصَّنَابِرِ
إذا ما رأته قائماً بسلاحه
تَقَتْه الخِفْافُ بالثِّقال البَهَازِرِ
إذا لم يَجُدْ منها برسْلٍ فقَصْرُه
ذُرَى المُرْهَفاتِ والقِلاَصِ التَّواجِرِ
قَرَى سيفَه منها مُشَاشاً وضَيْفَه
سنام المهاريس السباط المشافرِ
وتوبة أخيا من فتاة حيية
وأجرأُ من لَيْث بخَفْانَ خادرِ
ونعم الفتى إن كان توبة فاجراً
وفَوْقَ الفَتَى إنْ كانَ ليْسَ بفَاجِرِ
فتى يُنْهِلُ الحاجاتِ ثُمَّ يُعلُّها
فيطلعها عنه ثنايا المصادرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ
قَلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصَا بالكَرَاكرِ
ولم يبن أبراداً عتاقاً لفتية
كِرَامٍ ويَرْحَلْ قبل فَيْء الهَوَاجِرِ
ولم يتجل الصبح عنه وبطنه
لَطِيفٌ كطَيِّ السِّبِّ ليس بِحَادرِ
فتًى كان للمَوْلى سنَاءً ورفعة ً
وللطارق الساري قرى غير باسرِ
ولم يدع يوماً للحفاظ وللندا
وللحرب يرمى نارها بالشرائرِ
وللبازِل الكَوْماءِ يرْغو حُوَارُها
وللخيل تعدو بالماة المساعرِ
كأنّكَ لم تَقْطَعْ فلاة ً ولم تُنِخْ
قِلاصا لدى فأوٍ من الأَرض غائرِ
وتُصْبِحْ بمَوْماة ٍ كأنّ صَرِيفَها
صَريفُ خَطَاطِيفِ الصَّرَى في المَحَاوِرِ
طوت نفها عنا كلاب وى سدت
بنا أجهليها بين غاو وشاعرِ
وقد كان أن تقول سراتهم
لعا لأخينا عالياً غير عائرِ
ودوية قفر يحار بها القطا
تخطيتها بالناعجات الضوامرِ
فتَاللَّهِ تَبنِي بيتَها أُمُّ عاصمٍ
على مثله أُخْرَى الليالي الغوابرِ
فليس شِهَابُ الحربِ تَوْبة ُ بعدَها(13/360)
بغازٍ ولاغادٍ برَكْبِ مُسَافرِ
وقد كان طَلاّعَ النّجادِ وبَيِّنَ اللـ
فآنستُ خيلاً بالرُّقيِّ مُغيرة ً
وقد كان قبل الحادثاتِ إذا انتحَى
وسائق أو مغبُوطة ً لم يُغَادِرِ
وكنت إذا مولاك خاف ظلامة
دَعَاك ولم يَهْتِف سواك بناصرِ
فإنْ يَكُ عبدُالله آسَى ابنَ أُمِّه
وآب بأسلاب الكمي المغاورِ
وكان كذات البَوِّ تَضْرِب عنده
سِباعا وقد ألقَيْنَه في الجَرَاجِرِ
££££ فإنك قد فارقْتَه لك عاذرا
وأنى لحي عذر من في المقابرِ
فأقسمت أبكي بعد توبة هالكاً
واحفل من نالت صروف المقادرِ
على مثلِ هَمَّاٍم ولابنِ مُطَرِّفٍ
لتبك البواكي أو لبشر بن عامرٍ
غلامان كانا استوردا كل سورة
من المَجْدِ ثم استوثقا في المَصَادِرِ
رَبِيعَيْ حَيا كانَا يَفِيضُ نَدَاهُما
على كل مغمور نداه وغامرِ
كأن سنا ناريهما كل شتوة
سنا البرق يبدو للعيون النواظرِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أياعين بكي توبة ابن حمير
أياعين بكي توبة ابن حمير
رقم القصيدة : 16625
-----------------------------------
أياعين بكي توبة ابن حمير
بسح كفيض الجدول المتفجرِ
لتبك عليه من خفاجة نسوة
بمَاء شؤونِ العَبْرة المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بَهْيجَا أرهقَتْ فذكَرْنَه
ولا يَبْعَثُ الأحزانَ مِثلُ التَّذَكُّرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم يسر
بنَجْدٍ ولم يَطْلُعْ مع المُتَغوِّرِ
ولم يَرِدِ المَاء السِّدامَ إذا بَدَا
سنا الصبح في بادي الحواشي منورِ
ولم يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأال
جفان سديفاً يوم نكباء صرصرِ
ولم يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها
بسرة بين الأشمسات فايصرِ
وصَحْراءَ مَوْماة ٍ يَحارُ بها القَطَا
قطعت على هول الجنان بمنسرِ
يقودون قبا كالسراحين لاحها
سُرَاهُمْ وسَيْرُ الراكبِ المُتَهَجِّرِ
فلما بدت أرض العدو سقيتها
مجاج بقيات المزاد المقيرِ
ولما أهابوا بالنهاب حويتها
بخاظِى البَضيعِ كَرُّه غيرُ أعْسَرِ
ممر ككر الأندري مثابر(13/361)
إذا ما وَنَيْنَ مُهْلِبِ الشَّد مُحْضِرِ
فألوت باعناق طوار وراعها
صلاصل بيض سابغ وسنورِ
ألم تر أن العبد يقتل ربه
فيظهر جد العبد من غير مظهرِ
قَتَلْتُمْ فتى لا يُسْقِطُ الرَّوع رُمْحَه
إذا الخيلُ جالَتْ في قَناً متكسِّرِ
فيا توب للهيجا وياتوب للندى
ويا توب للمستنبح المتنورِ
ألا رب مكروب أجبت ونائل
بذلت ومعروف لديك ومنكرِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> كم هاتف بك من باك وباكية
كم هاتف بك من باك وباكية
رقم القصيدة : 16626
-----------------------------------
كم هاتف بك من باك وباكية
يا توبُ للضَّفِ إذْ تُدْعَى وللجّارِ
وتوب للخصم إن جاروا وإن عدلوا
وبدلوا الأمر تقضاَ بعد إمرارِ
إنْ يُصِدرُوا الأمْرَ تُطلِعهُ مَوَاردُهِ
أو يُورِدُوا الأمرَ تُحلله بإصدَارِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
رقم القصيدة : 16627
-----------------------------------
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
وأحفل من دارت عليه الدوائرُ
لَعَمْرُكَ مَابِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى
إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ
وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما
بأخلد ممن غيبته المقابرُ
ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا
فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ
وليس لذي عيش عن الموت مقصر
وليس على الأيام والدهر غابرُ
ولا الحَيُّ مِمّا يُحدِثُ الدَّهْر مُعتَبٌ
وَلا المَيْتُ إِنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ
وكل شباب أو جديد غلى بلى
وكل امرىء يوماً إلى الله صائرُ
وكل قريني إلفة لتفرق
شتاتاً وإن ضنا وطال التعاشرُ
ولكنَّما أَخْثَى عَلَيْه قَبِيلة ٍ
أخا الحرب إن دارت عليك الدوائرُ
فَآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ
على فنن ورقاء أو طار طائرث
قَتِيلُ بَني عَوْفٍ فيا لَهْفَتا لَهُ
لَهَا بِدُروبِ الرّومِ بَادٍ وحَاضِرُ(13/362)
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم
رقم القصيدة : 16628
-----------------------------------
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم
بكل ساحة قوم منهم أثرُ
نعمى وبؤسى بآفاق البلاد فما
أَعْداؤُهُمْ مِنْهُم، ولا قَدَرُوا
والعالمون إذا ما الأمر ضاقهم
أنّى يُحَاولُ فيه الوِردُ والصَدَرُ
وَکختَرْتُ آلَ أبي بَكْرٍ لِحَاجَتِنا
وكان فيهم لمن يختارهم خيرُ
وَما اتهَمْتُ بَني جزءٍ بِظنّتِهِ
وما أساءوا وما ضاع الذي خطروا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النَّوى
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النَّوى
رقم القصيدة : 16629
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النَّوى
ولكنَّما الهِجْرانُ ما غيّبَ القبرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> بين يدي القدس
بين يدي القدس
رقم القصيدة : 1663
-----------------------------------
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ،
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ،
كل الذي أملكه لسان ،
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة ، والموت بالمجان ،
سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،
أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ،
جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين ،
تفقسان بعد جولتين عن ثمان ،
وبالرفاء و ا لبنين تكثر اللجان ،
ويسحق الصبر على أعصابه ،
ويرتدي قميصه عثمان ،
سيدتي ، حي على اللجان ،
حي على اللجان !
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> شمُّ العَرانين أَسْمَاطٌ نِعالِهِمُ
شمُّ العَرانين أَسْمَاطٌ نِعالِهِمُ
رقم القصيدة : 16630
-----------------------------------
شمُّ العَرانين أَسْمَاطٌ نِعالِهِمُ
بيض السراويل لم يعلق بها الغمرُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> لزاز حروب يكره القوم درأه
لزاز حروب يكره القوم درأه
رقم القصيدة : 16631(13/363)
-----------------------------------
لزاز حروب يكره القوم درأه
ويمشي غلى الأقران بالسيف يخطرُ
مطل على أعدائه يحذرونه
كما يحذر اليث الهزيل الغضنفرُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> مُهَفْهَفُ الكَشْحِ والسَّربالُ مُنخرقٌ
مُهَفْهَفُ الكَشْحِ والسَّربالُ مُنخرقٌ
رقم القصيدة : 16632
-----------------------------------
مُهَفْهَفُ الكَشْحِ والسَّربالُ مُنخرقٌ
عنْه القميصُ لسير الليل مُحْتقَرُ
لا يأمن الناس ممساه ومصبحه
في كل فج وإن لم يغز ينتظرُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> علي تقاهادائماً وفجورها
علي تقاهادائماً وفجورها
رقم القصيدة : 16633
-----------------------------------
علي تقاهادائماً وفجورها
ائما وفُجُورُها
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> رَمَوْها بأَثوَابٍ خِفَافٍ فلا تَرَى
رَمَوْها بأَثوَابٍ خِفَافٍ فلا تَرَى
رقم القصيدة : 16634
-----------------------------------
رَمَوْها بأَثوَابٍ خِفَافٍ فلا تَرَى
لها شبهاً إلا النعام المنفرا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> نحن الأخايل ما يزال غلامنا
نحن الأخايل ما يزال غلامنا
رقم القصيدة : 16635
-----------------------------------
نحن الأخايل ما يزال غلامنا
حتى يدب على العصا مذكورا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> لتبك العذارى من خفاجة كلها
لتبك العذارى من خفاجة كلها
رقم القصيدة : 16636
-----------------------------------
لتبك العذارى من خفاجة كلها
شتاء وصيفاً دائبات ومربعَا
على ناشىء نال المكارم كلها
فما انفك حتى أحرز المجد أجمعَا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه
رقم القصيدة : 16637
-----------------------------------
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه
فتى من عقيل ساد غير مكلفِ
فَتًى كانَتِ الدُّنْيَا تَهُونُ بأسْرِها
عليه ولا ينفك جم التصرفِ(13/364)
يَنَالُ عَلّياتِ الأُمورِ بِهَوْنة ٍ
إذا هِيَ أَعيَت كُلَّ خرْق مُشَّرفِ
هُوَ الذَّوبُ بلْ أريُ الخَلايا شَبيهُه
بدِرياقة ٍ من خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ
فيا تَوبُ مافي العَيْشِ خَيرٌ ولاندًى
يعد وقد أمسيت في ترب نفنفِ
ومانِلْتُ منْكَ النَّصفَ حتى ارتَمَتْ بِكَ
المَنَايا بسهمٍ صائبِ الوَقْعِ أعْجَفِ
فياالف ألف كنت حيا مسلماً
لألقاك مثل القسور المتطرفِ
كما كنت إذ كنت المنحى من الردى
غذا الخيل جالت بالقنا المتقصفِ
وكَمْ من لَهيفٍ مُحجَر قدأجبتَه
بأبيضَ قطّاعِ الضريبَة ِ مُرْهفِ
فأنقذتَه والموْتُ يَحرقُ نابَهُ
عليه ولم يطعن ولم يتسيفِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي
رقم القصيدة : 16638
-----------------------------------
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي
ثلاثاً لها عند النتاج صريفُ
يُطيفُ بِهَا فِتْيَانَه كُلَّ لَيْلَة ٍ
بِنيرَيْنِ مِئْرانِ الجِبالُ وريفُ
غلام تلقى سؤددا وهو ناشىء
فآتت به رحب الذراع أليفُ
بقيل كتَحْبير اليَمَاني ونَائِلٍ
إذا قلبت دون العطاء كفوفُ
ورحنا كأنا نمتطي اخدرية
حليٌّ بجَنْبى ثادق وجَفيفُ
أرن عليها قارباً وانتحت له
مبرة ارساغ اليدين زروفُ
تُهادي خجوجا خَدّدَ الجَرْيُ لَحْمَهُ
فلا جحشها بالصيف فهي خروفُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> دعاكَ فلا مِنْ أَنْفَسِ القَوْمِ أنتمُ
دعاكَ فلا مِنْ أَنْفَسِ القَوْمِ أنتمُ
رقم القصيدة : 16639
-----------------------------------
دعاكَ فلا مِنْ أَنْفَسِ القَوْمِ أنتمُ
ولا نسب من قيس عيلان يعرفُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المرهم العجيب
المرهم العجيب
رقم القصيدة : 1664
-----------------------------------
بلادُ العُرْبِ مُعجزةٌ إلهيّهْ نَعَمْ واللّهِ .. مُعجزةٌ إلهيّهْ .
فَهل شيءٌ سوى الإعجازِ يَجعَلُ مَيْتَةً حَيَّهْ ؟!(13/365)
وهل مِن غَيرهِ تَبدو بِجَوْفِ الأرضِ أ قنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِهِ يَنمو جَنينُ الفكر والإبداعِ في أحشاءِ أُميَّهْ
أجَلْ واللّهِ .. مُعجِزَةٌ لَها في الأرضِ أجهزَةٌ تُحَمِّصُها وتخلِطُها بأحْرُفِنا
الهجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلا ميّةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَةٍ كلاميّهْ وَتَصنعُ من عجينتِها
مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْرَها منها فَكُلُّ قضيَّةٍ فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا : عُطا س النَّمْلِ .. أشعارٌ حَدا ثيّة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبا بيّهْ ! سِبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ .. تَنويرٌ
مُضاجَعَةٌ على الأوراقِ .. حُر ية! جَلابيبٌ لِحَدِّ الذَّقْنِ
أذقانٌ لِحَدِّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِنِّ دَفْنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ
إيماناً وشَرعيّهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ ا لرسالاتِ السّماويَّهْ !
أجَلْ واللّهِ .. مُعجزَةٌ فَحتّى الأمسِ
كانتْ عِفَّةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ !
وَحتّى الأمسِ
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا .. بِسريَّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِ ية نَعَمْ .. كُنّا وَلكِنّا
غَدَوْنا ،اليومَ ، نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ ( مُعَلَّقَةً ) وَنَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
بِفَضْلِ المَرْهَمِ السّحريِّ
أمسَيْنا .. وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا .. وَقَد صارت ثقافية !!
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أَبَعْدَ عُثْمانَ تَرْجُو الخَيْرَ أُمَّتُهُ
أَبَعْدَ عُثْمانَ تَرْجُو الخَيْرَ أُمَّتُهُ
رقم القصيدة : 16640
-----------------------------------(13/366)
أَبَعْدَ عُثْمانَ تَرْجُو الخَيْرَ أُمَّتُهُ
وكان آمن من يمشي على ساقِ
خَليفَة ُ اللِه أعْطاهُم وخَوَّلَهُم
ماكانَ من ذَهَب جَمَّ وَأورَاقِ
فلا تَكْذِبْ بِوَعْدِ اللِه وارْضَ به
قد قدر الله ما كل امرىء لاقِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى
رقم القصيدة : 16641
-----------------------------------
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى
بهيدة قابض قبل القتالِ
ونجى قابض ورد سبوح
يَمْرُّ كأنهُ مريخُ غالِ
نَفَخْتَ بهِ اليَمينَ فَظَلَّ يَهْوي
هويَّ الصَّقْرِ في يَوْمِ الظّلالِ
فجاء كأنما يهوي لنحب
طويل المتن مرتفع القذالِ
ألما أن رايت الخيل تردى
تباري بالخدود شبا العوالي
على زَبَدِ القَوَائِمِ أعوجيٍّ
حثيث الركض منكفت القوالي
حباك بهِ ولمْ يجدْ بكَ لمّا
راك محارفاً صمن الشمالِ
فإنّك لو ركضتَ ـ خلاكَ ذَمُ ـ
وفارقَكَ ابنُ عمّك غيرَ قالِ
ألمْ تعْلمْ جَزاك الله شرا
بأن الموت منهاة الرجالِ
فتضربَ ضَرْبة ً يسْمُو إليها
حديث القوم في الرفق العجالِ
فلا وأبيك يا ابن ابي عقيل
يبلُّك بعدها عندي بلال
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت
رقم القصيدة : 16642
-----------------------------------
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت
صدور العالي واستشال الأسافلُ
ونعم الفتى ياتوب كنت ولم تكن
لتسبق يوماً كنت فيه تحاولُ
ونعم التفى ياتوب كنت لخائف
أتاك لكي يحمي ونعم الجاملُ
ونعم الفتى ياتوب جاراً وصاحباً
ونعم الفتى ياتوب حين تفاضلُ
لعمري لأنت المرء ابكي لفقده
بجد ولو لامت عليه العواذلُ
لعمري لنت المرء أبكي لفقده
ويكثر تسهيدي له لا أوائلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده
ولو لام فيه ناقص الرأي جاهلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده
إذا كَثُرتْ بالمُلحمينَ التلاتلُ
أبى لك ذمَّ الناسِ ياتوبَ كلّما(13/367)
ذُكرتَ أمورٌ مُحكماتٌ كواملُ
أبى لك ذمَّ الناسِ يا توبِ كلّما
ذكرت سماح حين تأوي الأراملُ
فلا يُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنما
لقيت حمام الموت والموت عاجلُ
ولايُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنها
كذاكَ المنايا عاجِلاتٌ وآجلُ
ولايُبعدنَك اللُه ياتوب والتقت
عليك الغوادي المدجنات الهواطلُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً
رقم القصيدة : 16643
-----------------------------------
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً
بشوران يزجون المطي المنعلاَ
يروح ويغدو وفدهم بصحيفة
لِيَسْتَجْلِدُوا لِي، سَاءَ ذلك مَعْمَلاَ
على غير جرم غير أن قلت: عنهم
يعيش أبوهم في ذراه مغفلاَ
وأعمى أتاه باحجاز نثاهم
وكان بأطراف الجبال فأسهلاَ
فجَاءَبهِ أصْحابُهُ يَحْمِلُونَهُ
غلى خير حي آخرين وأولاَ
إذا صَدَرَتْ ورّادهُم عن حِياضِهِم
تغادر نهباً للزكاة معقلاَ
تنافر سواراً إلى المجد والعلى
وأقسم حقاً غن فعلت ليفعلاَ
بمجد إذا المرء اللئيم أراده
هوى دونه في مثبل ثم عضلاَ
وهل أنْت إنْ كانَ الهِجَاءُ مُحَرَّما
وفي غيره فضل لمن كان فصلاَ
لنا تامك دون السماء وأصله
مقيم طوال الدهر لن يتحلحلاَ
وماكانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ
من الناس غلا مجدنا كان أولاَ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا
رقم القصيدة : 16644
-----------------------------------
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا
وكنت صنياً بين صدين مجهلاَ
أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد
لِلُؤمك إلاوَسَسْطَ جَعْدَة َ مَجْعَلا
أعيرتني داء بأمك مثله
وأي جواد لا يقال له: هلا
وما كنت وقاذفت جل عشيرتي
لأذكرَ قَعْبي حَارزٍ قد تثمّلا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها
رقم القصيدة : 16645(13/368)
-----------------------------------
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها
فليس إليها ما حييتَ سبيلُ
لنا صَاحِبٌ لا يَنْبغي أنْ نَخْونَهُ
وانت لأخرى فارغ وحليلُ
تخالك تهوى غيرها فأنها
لَهَا مِنْ تَظَنّيها عَلَيْكَ دَليلُ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
رقم القصيدة : 16646
-----------------------------------
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
الد ملد يغلب الحق باطلهُ
غذا حل ركب في ذراه وظله
ليمنعهم مما تخاف نوازلهُ
حماهم بنصل السيف من كل فادح
يخافونه حتى تموت خصائلهُ
معاذ غلهي كان والله سيداً
جواداً على العلات جمأ نوافلهُ
أغر خفاجياً يرى البخل سبة
تَحَلَّبُ كَفَّاه النَّدى وأنامِلُه
عفيفاً بعيد الهم صلباً قناته
جميلاً محياه قليلاً غوائلهُ
وكان إذا ما الضيف أرغى بعيره
لَدَيْه أتاهُ نَيلُه وفواضلُهْ
وقدعلمَ الجُوعُ الذي بات سَارياً
على الضّيفِ والجيرانِ أنك قاتِلُهْ
وانك رحب الباع ياتوب بالقرى
إذا مالئيمُ القَوْمِ ضاقتْ مَنَازِلُهْ
يبيت قرير العين من بات جاره
ويُضْحي بِخَيْر ضيفُه ومنازِلُهْ
أَتَتْه المَنايا حينَ تمَّ تَمَامُه
وأقصَرع عنْهُ كلُّ قِرْنٍ يُطاوِلُه
وكانَ كليثِ الغَاب يَحْمِي عَرينَه
وتَرْضَى بهِ أشْبالُهُ وحَلائِلُهْ
غضوب حليم حين يطلب حلمه
وسِمٌّ زُعَافٌ لا تُصابُ مَقَاتِلُهْ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> ستحملني ورحلي ذات وخد
ستحملني ورحلي ذات وخد
رقم القصيدة : 16647
-----------------------------------
ستحملني ورحلي ذات وخد
عَلَيْها بِنْتُ آباءٍ كِرامِ
إذا جعلت سواد الشأم جنباً
وغُلَّق دونَها باب اللَّئامِ
فليسَ بعَائدٍ أبدا إلَيهِم
ذوُو الحَاجاتِ في غَلَسِ الظَلاَمِ
أعاتِكَ لَوْ رَأَيْتِ غَدَاة بِنا
عَزاءَ النّفْسِ عنكُمُ واعْتِزامِي(13/369)
إذاً لعَلِمْتِ واسْتَيْقَنْتِ أنّي
مْشَيَّعة ٌ، ولم تَرْعَيْ ذِمامي
أأجعلُ مثلَ توبة َ في نداه
أبا الذبان فوه الدهر دامي
معاذ الله عسفت برحلي
تُغذُّ السَّيرَ لِلبَلدِ التّهامِي
أقلتِ:خَلِيفة ٌ فَسِواه أحْجَى
بِامْرَتهِ وأولى باللَّئامِ
لِثامِ الملك حينَ تُعَدُّ كعبٌ
ذوو الأخْطارِ والخُطَطِ الجسامِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ
رقم القصيدة : 16648
-----------------------------------
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ
وابكي لتوبة عند الروع والبهمِ
على فتًى من بَني سَعْدٍ فُجعتُ بهِ
ماذا أجنَّ به في الحُفْرَة ِ الرَّجْمِ
منكلّ صَافية ٍ صرْفٍ وقافية ٍ
مثل السِّنان وأمر غير مُقتَسمِ
ومصدر حين يعيي القوم مصدرهم
وحَفنة عند نحسِ الكوكبِ الشبمِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> حداك الحين أن عالبت ملكاً
حداك الحين أن عالبت ملكاً
رقم القصيدة : 16649
-----------------------------------
حداك الحين أن عالبت ملكاً
أريبا ذا مُخاتلَة ٍ وحَزْمِ
ومصنوعاً له فِيماأتَاه
إلى الأملاك من وتر وغمِّ
فدونَكَها فَذُقْ كأسا قَتُولاً
على طعمين: ممقور وسمِّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أقزام طوال ..!!
أقزام طوال ..!!
رقم القصيدة : 1665
-----------------------------------
أيُّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن ..
ولكنّا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال!
لا تلوموا
" نصف شبر" عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدّة .. ( آباءُ ر غال!
لا تلوموه
فكل الصف أمسى خارج الصف
وكل العنتريات قصور من رمال.
لا تلوموه
فما كان فدائياً .. بإحراج الإذاعات
وما باع الخيال .. في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
ومن الخير استقال
هو إبليس فلا تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلال(13/370)
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا
صبغت راية فرعون
وموسى فلق البحر بأشلاء العيال
ولدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يداً بيضاء.. من ذُلِّ السؤالْ!
أفلح السحر
فها نحن بيافا نزرع "القات"
ومن صنعاء نجني البرتقال!
* * *
أيها الناس
لماذا نهدر الأنفاس في قيلٍ وقالْ؟
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا والغزال
فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا لا تزال
تحت نير الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى .. إلى )البيت الحلال(!
* * *
لا تنادوا رجلاً فالكل أشباه رجال
وحواةٌ أتقنوا الرقص على شتى الحبالْ.
و يمينيون .. أصحاب شمالْ
يتبارون بفنِّ الاحتيالْ
كلهم سوف يقولون له : بعداً
ولكن .. بعد أن يبرد فينا الانفعال
سيقولون: تعال
وكفى الله "السلاطين" القتال!
إنّني لا أعلم الغيب
ولكن .. صدّقوني :
ذلك الطربوش .. من ذاك العقال!
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت
رقم القصيدة : 16650
-----------------------------------
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت
إلى وارداتٍ بالخَمِيس العَرَمْرمِ
بِحَيٍّ إذا قيلَ اظعَنُوا قد أَتَيْتُمُ
أقاموا على هول الجنان الرجمِ
تحمل أولاهم من الدار غدوة
وتُمْسي بها أخْراهم لَمْ تَصْرمِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> يشبهون ملوكاً في تجلتهم
يشبهون ملوكاً في تجلتهم
رقم القصيدة : 16651
-----------------------------------
يشبهون ملوكاً في تجلتهم
وطول انصية الأعناق واللممِ
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> تُشَافي رَوَاياهُمْ هُبالَة ُ بَعْدَما
تُشَافي رَوَاياهُمْ هُبالَة ُ بَعْدَما
رقم القصيدة : 16652
-----------------------------------
تُشَافي رَوَاياهُمْ هُبالَة ُ بَعْدَما
وردن وحول الماء بالجم يرتمي
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها(13/371)
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها
رقم القصيدة : 16653
-----------------------------------
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها
دُوماً بأيلة َ ناعِماً مَكْمُومَا
يا أيها السَّدمُ المُلَوي رأسَهُ
ليَقُودَ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ بريمَا
أترِيدُ عمرو بنَ الخَليعِ ودونَه
كعب غذا لوجدته مرؤومَا
أنَّ الخَليعَ وَرَهْطَهُ في عامِرِ
كالقلب البس جؤجؤا وحزيمَا
لاتُسْرِعَنّ إلى رَبيعة َ إنَّهُمْ
جَمَعُوا سَوادا للعدوّ عَظِيمَا
شَعْبا تَفَرَّقَ من جِماعٍ واحدٍ
عدلت معداً تابعاً وصميمَا
لا تغزون الدهر آل مطرف
لاظالِماً أبَداً ولامظلومَا
فَاقصِد بِذرْعكَ لو وَطِئتَ بلادَهم
لاقت بكارتك الحقاق قرومَا
وتَعاقَبَتْكَ كَتَائِبٌابن مطرف
فأرتك في وضح الصباح نجومَا
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم
وأَسنة ٌ زُرْقٌ تُخَالُ نُجومَا
ومخرق عنه القميص تخاله
وسْط البُيوتِ من الحياءِ سَقِيمَا
حتّى إذا رَفَعَ اللواءَ رأيتَهُ
تَحْتَ اللواءِ على الخَميسِ زَعِيمَا
وإذا تشاء وجدت منهم مانعاً
فلجاً على سَخَط العدو مُقيمَا
أو ناشئاً حَدَثاً تحكم مثلَهُ
صلع الرجال توارث التحكيمَا
لن تستطيع بأن تحول عزهم
حتى تحول ذا الهضاب يسومَا
إن سالموكَ فدَغهم من هَذِه
وارقد كفى لك بالرقاد نعيمَا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> لَعَمْرُكَ ما بِالموتِ عَارٌ على الفتى
لَعَمْرُكَ ما بِالموتِ عَارٌ على الفتى
رقم القصيدة : 16654
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما بِالموتِ عَارٌ على الفتى
إذا ما الفَتَى لاقَى الحِمامِ كَريما
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> قتل ابن عفان الإما
قتل ابن عفان الإما
رقم القصيدة : 16655
-----------------------------------
قتل ابن عفان الإما
مَ فضاعَ أمرُ المسلمينا
وتشتت سبل الرشا
دِ بصادِرين وواردينا
فانهض معاوي نهضة
تُشفي بها الداء الدفينا
أنت الذي من بعده
ندعو أمير المؤمنينا(13/372)
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> أحجاج إن الله أعطاك غاية
أحجاج إن الله أعطاك غاية
رقم القصيدة : 16656
-----------------------------------
أحجاج إن الله أعطاك غاية
يُقصّر عَنْها مَن أَرَادَ مَداهَا
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال
منايا بكف الله حيث تراهَا
إذا هَبَطَ الحَجَّاجُ أرْضاً مَريضَة ً
تَتبعَ أقصَى دائها فَشفَاهَا
شَفَاها من الدّاءِ العُضالِ الّذي بِها
غلام إذا هز القناة سقاهَا
سَقَاها دمَاءَ المارقينَ وعَلّها
غذا جمحت يوماً وخيف أذاهَا
إذا سمع الحجاج رز كتيبة
أعد لها قبل النزول قراهَا
أعد لها مصقولة فارسية
بأيدي رِجالٍ يحلبُون صراهَا
فما ولد الأبكار والعون مثله
بنجدٍ ولا أرضٍ يجف تراهَا
أحجاج لا تعط العصاة مناهم
ولا اللُّه يُعطي لِلْعُصَاة ِ مُناهَا
ولا كل حلاف تقلد بيعة
فأعظمَ عهدَ اللّه ثُمّ شَراهَا
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> تحوط العشيرة أفعاله
تحوط العشيرة أفعاله
رقم القصيدة : 16657
-----------------------------------
تحوط العشيرة أفعاله
وتحمل عنه الذي آدها
العصر الإسلامي >> ليلى الأخيلية >> جَزَى اللُّه شَرّا قابِضاً بصنيعه
جَزَى اللُّه شَرّا قابِضاً بصنيعه
رقم القصيدة : 16658
-----------------------------------
جَزَى اللُّه شَرّا قابِضاً بصنيعه
وكل امرىء يجزى بما كان ساعيا
دعا قابضاً والمرهفات يردنه
فقُبحْتَ مدعّوا، ولبّيك داعيَا
فَليْتَ عُبيدَ اللِّه كانَ مكانَه
صَرِيعا؛ولم أسمَعْ لتوبة َ ناعِيَا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تُراهْم حين صدّوا عن لقائي
تُراهْم حين صدّوا عن لقائي
رقم القصيدة : 16659
-----------------------------------
تُراهْم حين صدّوا عن لقائي
على ذاك التقالي والتنائي
فقل للشامتين بنا رُويداً
إلى مجراهُ يرجع كلَّ ماءِ
أَبِيتُ الليلَ مكروباً جلوباً
إلى حرّ الهوى يردَ الهواءِ
وهل تبرا الجوارحُ من جراحِ
اصابتها ظبى حدقِ الظباءِ(13/373)
أَيجملُ أَن أُضامَ وَدُرُّ نظمي
وما شأن الدُّمى سفكَ الدِماءِ
بنفسي مُعرِضاً بعد اعتراضٍ
ملولاً مالداءٍ من دواءِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عربي أنا ..!
عربي أنا ..!
رقم القصيدة : 1666
-----------------------------------
عربيٌّ أنا أ ر ثيني.. شقّي لي قبراًً .. و ا خفيني
ملّت من جبني
أ و ر د تى... غصّت بالخوف شرا ييني
ما عدت كما أمسى أسداً
بل فأر مكسور العينِ
أسلمت قيا د ى كخروفٍ
أفزعه نصل السكينِ
ورضيت بأن أبقى صفراً
أو تحت الصفرِ بعشرينِ
ألعالم من حو لى حرٌّ
من أقصى بيرو إلى الصينِ
شارون يدنس معتقدى
ويمرّغُ في الوحل جبيني
وأميركا تدعمه جهراً
وتمدُّ النار ببنزينِ
وأرانا مثلُ نعاماتٍ
دفنت أعينها في الطّينِ
وشهيدٌ يتلوهُ شهيدٌ
من يافا لأطراف جنينِ
وبيوتٌ تهدمُ في صلفٍ
والصّمت المطبقُ يكو يني
يا عرب الخسّةِ د لونى
لزعيمٍ يأخذ بيميني
فيحرّر مسجدنا الأقصى
ويعيد الفرحة لسنيني
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> هذا الحبيبُ وهذه الصهباءُ
هذا الحبيبُ وهذه الصهباءُ
رقم القصيدة : 16660
-----------------------------------
هذا الحبيبُ وهذه الصهباءُ
عذلُ المصرِّ عليهما إغراءُ
والأغيدُ الألمى يروقك منظراُ
في سقيها، والغادة ُ اللمياءُ
يا قاتلاً كأسي بكثرة ِ مائهِ
ما الحيُّ عندي والقتيلُ سواءُ
بالماء يحيى كلُ شيءٌ هالكٍ
إلا الكئوسَ هلاكهنَّ الماءُ
والراحُ ليس لعاشقها راحة ٌ
ما لم يساعدْهمْ غنى ً وغناءُ
أَفدي الذي مرضتْ لَمرضتِهِ الحشا
وهو الدواءُ لمهجتي والداءُ
وبوجنتَّي ووجنتيهِ إذا بدا
من رط وجدينا حياً وحياءُ
كيف الوصولُ إلى الوصالِ وبيتنا
بينٌ ، ودون عناقه العنقاءُ
للهِ جيراني بجيرون ولي
بلحاظهم، وبهم ظبى ً وظباءؤُ
وكأَنهم وكأَنَّ حمرة َ راحِهِم
في راحَهم وهنا ًدُمى ً ودماءُ
فكأنما سقت البلادَ ملَّثها
كفا حسامِ الدينِ والأَنواءُ
ملكٌ تزينتِ السماءُ بمجدِهِ
وتجملت بمديحهِ الشعراءُ(13/374)
يحي ويقتل اللهاذم والُّلهى
فكأَنَّهُ السَرّاءُ والضرّاءُ
ما زال يرقى في المعالي صاعداً
وعدوُّهُ أنفاسهُ صعداءُ
منْ حاتمُ الطائيُّ عند سماحه
هذا الندى ، لا إبلُهُ والشاءُ
للمُعتفين على خزاِئنِ ماله
في كل يومٍ غارة ٌ شعواءُ
فكأَنه سعدُ السعود إذا بدا
للناظرين وفي الذكاء ذُكاءُ
والى سُميْساطٍ قطعنَ جيادُهُ
من ماردين، وتلكمُ العذراءُ
وافى اجنتَّها بكل مدججِ
في راحتيه حيَّة ٌ صفراءُ
ترمي بنيها كلما حملت بهم
ولها عليهم حنَّة ٌ وبكاءُ
ومن العجائب أَن حظى أَسودٌ
وله بكل يدٍ ، يدٌ بيضاء
أحسامَ دينِ اللهِ والملكَ الذي
شرُفت به الألقابُ والأسماءُ
جابَتْ إليك بنوالرجا جوز الفلا
مذْ شدتَ مجداً دونه الجوزاءُ
هل تحمل الغبراء مثلكَ، أوجرت
يومَ الرِّهان بمثلك الغبراءُ
بسمِّي والدك اهتدينا في الدُّجى
وعَنَت لنا بسميِّك الأَعداءُ
نرعى الفراِقدُ ، والفراِقدُ حولَنا
شهدت بذينِ سماوة وسماءُ
لله حادثة ٌ رمت بيَ جاِنبَي
هذا الحمى ، وطِمِرَّة ٌ جرداءُ
لازال في الإقبال غادٍ رائحاً
ما أقبل الإصباحُ والإمساءُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تضاعف ضَعفي بَعد الحبائبِ
تضاعف ضَعفي بَعد الحبائبِ
رقم القصيدة : 16661
-----------------------------------
تضاعف ضَعفي بَعد الحبائبِ
وقد حجبوا عني قِسِيَّ الحواِجبِ
ومذْ أَفَلت تلك الكواكب لم تزل
موكَّلة عني برعيِ الكواكبِ
فما آيبٌ للهمّ ِ عني برائحِ
ولا رائحٌ للعيش عني بآيبِ
ونادية ٍ ناحت سحيراً بأيكة ٍ
فهيّجت الوسواسَ في قلب نادبِ
تنوح على غصنِ، أنوحُ لمثلهِ
وهل حاضرٌ يبكي أَسى ً،مثلُ غائبِ
بَوادٍ ،بِوادي الغوطتين ربوعكم
ربيعي، ومن ذاك التراب ترابي
يزيد احتراقي واشتياقي إِليكم
إِذا صاح بي:عَرَج على الدار صاحبي
وأهوى هوها من رياضٍ أنيقة ٍ
فتصرفني عنها صروفُ النوائبِ
تظلُّ ثغورُ الأقحوانِ ضواحكاً
إذا ما بكت فيها عيونُ السحائبِ
كأَنَّ لميع البَرْقِ في جنباتها(13/375)
سيوفُ معينِ الدين بين الكتائبِ
فتى ً لم يعد حتى تعفَّر قرنهُ
كأَن عليه الضربَ ضربة ُ لازبِ
حشيَّتُهُ سرج على ظهر سابحٍ
وحلَّتهُ دعٌ على غير هاربِ
غداً في المعالي راغباً غير زاهدٍ
وفيما سواها زاهداً غير راغبِ
يظنُّ صلاحُ الدين فرسان جلَّقٍ
كفرساِنِه ما الأَسد مثلَ الثعالبِ
غداً تطلع الشام الفرنج بفيلقٍ
معوَّدة ٍ أبطالهُ للمصائب ِ
رجال إذا قام الصليب تصلَّبت
رماحُهُمُ في كلَ ماشٍ وراكبِ
لها الليل نقع ، والأسنَّة أَنجمُ
فما غيرُ أَبطالٍ وغيرُ جنائب
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أَحنّ إلى نجدٍ وإِن هبَّت الصَّبا
أَحنّ إلى نجدٍ وإِن هبَّت الصَّبا
رقم القصيدة : 16662
-----------------------------------
أَحنّ إلى نجدٍ وإِن هبَّت الصَّبا
وأَصبوا إلى شرخِ الشبيبة ِ والصَّبا
وقلبي إلى الحي الجلاحيّ لم يزل
مشوقاً على ماء العُذُيب معذّبا
واغيدُ براق الثنيّات واضحٌ
أبي القلب عن حبِّيهِ أن يتقلَّبا
له شَعَرٌ ما اهتزَّ إِلا تثعبنت
ذوائبهُ، والصُّدغ إلاتعقربا
وكم ليلة ٍ قد بِتُّ أُسقى بكفِّهِ
على وجهه، نادمتُ بدراً وكوكباً
حكت فَمَهُ طعماً وريحاً ، وخدَّه،
إذا مزجوها، رقَّة ً ونلُّهبا
وهل ليلة ٌ أَمسَى لميعاد وصلِه
مُسَيلِمة ً ، إِلاَّ وأصبحتُ أشْعَبا
وقائلة ٍ لي أصبحت لاهياً
بزُخرُفِ دنيا كُلّما رُمْتُهُ أَبى
لعمرُكَ ، ما شرخ الشبيبة ِ راجعٌ
إذا ما تولّى العمرُ عنكَ وجنّباً
وللشيب شعرات تدلُّ على الفنا
إذا ابتسمت في عارض المرء قطّبا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قلبُ المحب إلى الأحباب مقلوبُ
قلبُ المحب إلى الأحباب مقلوبُ
رقم القصيدة : 16663
-----------------------------------
قلبُ المحب إلى الأحباب مقلوبُ
وجسمه بيد الأسقام منهوبُ
وقائلٍ كيف طعم الحبّ قلت له
الحبُّ عذبٌ ، ولكنْ فيه تعذيبُ
في كلِّ يومٍ بعسَّال القوام لنا،
وصارم اللحظِ، مطعونٌ ومضروبُ
أفدي الذين على خدي بعدهم(13/376)
دمي ودمعيَ مسفوكٌ ومسكوبْ
أَنا السَّمَوْءَلُ في حفظ الوداد لهم
وهم إِذا وعدوا بالوصل ، عُرقوبُ
ما في الخيامِ وقد سارت حُمُولُهُمُ
إلا محبٌّ له في الظعنِ محبوبُ
كأنما يوسفٌ في كلِّ راحلة ٍ
والحيُّ في كل بيتٍ منه يعقوب
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> سَرَى جلَدي ، حين سار الحبيبُ
سَرَى جلَدي ، حين سار الحبيبُ
رقم القصيدة : 16664
-----------------------------------
سَرَى جلَدي ، حين سار الحبيبُ
وفي كَبِدي منه حربٌ عجيبُ
غريبُ الجمال، غريبُ الدِّيارِ
فلِلِّهِ ذَاك الغريبُ الغريبُ
إذا ما بدا مسفراً باسماً
وقد ميَّلتهُ الصَّبا والجنوبُ
تجلى ّ الصبَّاحُ وبان الأَقاح
وماس القضيبُ، وماج الكثيبُ
ولي في السماوة بدرٌ يسير
كبدر السماءِ، بعيدٌ قريبُ
فذا قمرٌ أَطلعتهُ البروجُ
وذا قمرٌ أطلعته الجيوبُ
لقد بيّن البينُ وجدي به
وما راقب الله فيَّ الرَّقيبُ
وماذاتُ طوقٍ على أيكة ٍ
بأَفْرُخِها وأَتاها النحيبُ
بأَشوَقَ منّي ولكنْ إِذا
تناءت جسومٌ تدانت قلوبُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لمن الخيلُ كلَّ أرضٍ تجوب
لمن الخيلُ كلَّ أرضٍ تجوب
رقم القصيدة : 16665
-----------------------------------
لمن الخيلُ كلَّ أرضٍ تجوب
صحبتها في كل شعبٍ شعوبُ
والجواري التي يضيق بها، البحرُ،
على أنه فسيح رحيبُ
غير سيف الإِسلامِ خير فتى ً عـ
ـزَّ به دينُنا وذلَّ الصَّليبُ
ملك منه في الخطاب إِذا شا
ءَ خطيبٌ وفي النزالِ خطوبُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وكأَنّي أَبو نواسٍ إِذا ما
وكأَنّي أَبو نواسٍ إِذا ما
رقم القصيدة : 16666
-----------------------------------
وكأَنّي أَبو نواسٍ إِذا ما
جئتُ مصراً، وأت فيها الخصيبُ
ولتنْ كنتُ مخطئاً في قياسي
إِنَّ عذري ما قالِ قدماً حبيبُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لو أراد الرقيبُ ينظرُ جسمي
لو أراد الرقيبُ ينظرُ جسمي
رقم القصيدة : 16667(13/377)
-----------------------------------
لو أراد الرقيبُ ينظرُ جسمي
ما رآة من النحول رقيبُ
مثلُ دار الزَّكيِّ كيسي وكأسي
وهي قفرٌ كأنها ملحوبُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> َسلا، هل سلا، أَو هل تقلّبَ قلبُهُ
َسلا، هل سلا، أَو هل تقلّبَ قلبُهُ
رقم القصيدة : 16668
-----------------------------------
َسلا، هل سلا، أَو هل تقلّبَ قلبُهُ
وإلاَّ فَتُنبي بالكآبة كتبُهُ
غريبُ أَسى ً يَهوى غريبَ ملاحة ٍ
من التُّركِ أَمثالُ الحواجب حجبُهُ
غزالٌ ولكن الفؤاد كِناسُهُ
هلال ٌ ولكن الغلائلَ سُحْبُهُ
تغار المها من مقلتيه إذا رنا
تحسُدُهُ إن ماسَ في الرُوض قُضبُهُ
أَلا يا نديمي من لصبٍّ مُتَيَّمٍ
كئيبٍ غناهُ النوحُ ، والدمع شُربُهُ
جفا جفنُهُ طيبَ الكرى ليلة َ السُّرى
وجُنِّبَ عن لِينِ الحَشِيَّة ِ جنبُهُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ذرِ المقام، إذا ما ساءكَ الطلبُ
ذرِ المقام، إذا ما ساءكَ الطلبُ
رقم القصيدة : 16669
-----------------------------------
ذرِ المقام، إذا ما ساءكَ الطلبُ
وسِرْ فعزمُك فيه الحزمُ والأَربُ
لا تقعدنَّ بأرضٍ قد عرفتَ بها
فليس تقطعُ في أغمدها القضبُ
أَلم تكن لك أَرضُ الله واسعة ً
إن أقفرتْ جلَّقٌ ما أقفرتْ حلبُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ولي الأمر والراقصة والإرهابي !
ولي الأمر والراقصة والإرهابي !
رقم القصيدة : 1667
-----------------------------------
في با حة قصر السلطان
راقصة كغصين ا لبان ...
يفتلها إ يقا ع الطبلة ...
) تكْ تكْ .. تكْ تكْ....(
والسلطان التّنبل
بين الحين وبين الحين
يراود جارية عن قبلة !!
ويراودها ...
)ليس الآن ..!!(
ويراودها ... ) ليس الـ... آن ..(
و ير ا .... ودها ...
فإذا انتصف الليل ... تراخت ...
وطواها بين الأحضان !!
والحراس المنتشرون بكل مكان
سدوا ثغرات الحيطان
وأحاطوا جداً بالحفلة
كي لا يخدش ارهابي
أمن الدولة !!..(13/378)
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> خرفَ الخريفُ وأنتَ في شغلِ
خرفَ الخريفُ وأنتَ في شغلِ
رقم القصيدة : 16670
-----------------------------------
خرفَ الخريفُ وأنتَ في شغلِ
عن بهجة الأَزمان والحقَبِ
أوراقه صفر وقهوتنا
صفراءُ مثلُ الشمسِ في اللهبِ
يأتي بها غيري وأشربها
ذهباً على ذهبٍ بلا ذهبِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أقول والأتراك قد أزمعت
أقول والأتراك قد أزمعت
رقم القصيدة : 16671
-----------------------------------
أقول والأتراك قد أزمعت
مصرَ إِلى حرب الأعاريبِ
ربِّ كما يوسفَ الصديقَ
ـديقَ من أَولاد يعقوبِ
يملِكُها في عصرنا يوسفُ الصا
دقُ من أَولاد أَيوبِ
من لم يزلْ ضرّابَ هامِ العدا
حقاً وضرّابَ العراقيبِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ذَرِ الأَتراكَ والعرَبا
ذَرِ الأَتراكَ والعرَبا
رقم القصيدة : 16672
-----------------------------------
ذَرِ الأَتراكَ والعرَبا
وكن في حِزب من غَلَبا
بِجِلَّقَ أَصبحتْ فِتَنٌ
تَجُرُّ الويلَ والَحربَا
لئن تمَّتْ فوا أسفا
ولم تَخرَبْ فوا عجبا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أقول والقلبُ في همٍ وتعذيب
أقول والقلبُ في همٍ وتعذيب
رقم القصيدة : 16673
-----------------------------------
أقول والقلبُ في همٍ وتعذيب
ياكلِّ يوسفَ إرحم نصف أيوبِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لا ترقُدَنْ وابن "ثريا" معاً
لا ترقُدَنْ وابن "ثريا" معاً
رقم القصيدة : 16674
-----------------------------------
لا ترقُدَنْ وابن "ثريا" معاً
فإِنَّه أَطمعُ من أَشعَبِ
كم دبّ كالعقرب سكراً وكم
قد قتلوه قِتلَة َ العقربِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أبا الوحش جمَّلتَ أهلَ الأدبْ
أبا الوحش جمَّلتَ أهلَ الأدبْ
رقم القصيدة : 16675
-----------------------------------
أبا الوحش جمَّلتَ أهلَ الأدبْ
لأنك أطولُ قومي ذنبْ
وكيف تكونُ صغيرَ الَمحَلَّ
وبيتُك أَكبرُ ما في الخشب(13/379)
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عبرتُ على دار الصلاح وقد خلت
عبرتُ على دار الصلاح وقد خلت
رقم القصيدة : 16676
-----------------------------------
عبرتُ على دار الصلاح وقد خلت
من القمر الوضاحِ والمنهلِ العذبِ
فو الله لولا سرعة ٌ مثلُ عزمهِ
لغرَّقها طرفي وأحرقها قلبي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قلت وقد أَقبل "ياقوت"
قلت وقد أَقبل "ياقوت"
رقم القصيدة : 16677
-----------------------------------
قلت وقد أَقبل "ياقوت"
في فمهِ درُّ وياقوتُ
أَسنَّهٌ زُرقٌ باجفانِهِ
أم جالتِ البيضُ المصاليتُ
كأنما ألحاظهُ بابلٌ
فيهنَّ هاروت وماروتُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كأن احمرار الخد ممن أحبُّهُ
كأن احمرار الخد ممن أحبُّهُ
رقم القصيدة : 16678
-----------------------------------
كأن احمرار الخد ممن أحبُّهُ
حديقة ُ وردٍ والعِذارُ سياجُها
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عج على عباسَ تلقَ فتى ً
عج على عباسَ تلقَ فتى ً
رقم القصيدة : 16679
-----------------------------------
عج على عباسَ تلقَ فتى ً
غيرَ نكريشٍ ولا بذجِ
فيلسوفٌ ما يرق دماً
وبخدّيهِ دمُ المهجِ
لو تمعناه السديد سلا
قلبه عن عشقه البكجي
قلتُ لمّا ظل مجلسنا
مشرقاً من وجهه البَهِج
إن بيتاً أنت ساكنهُ
غيرُ محتاجٍ إلى السُّرج
وعليلاً أنت عائدهُ
قد أتاه الله بالفرج
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حب الوطن .!
حب الوطن .!
رقم القصيدة : 1668
-----------------------------------
ما عندنا خبز ولا وقود.
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود!
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود لكي يظلا شوكة(13/380)
في مقلة الحسود
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لقد حسنت به اليومَ المراثي
لقد حسنت به اليومَ المراثي
رقم القصيدة : 16680
-----------------------------------
لقد حسنت به اليومَ المراثي
كما حسُنت به أَمسِ الأَهاجي
ولكن لجَّ في شتمِ البرايا
وكان القتلُ عاقبة َ الّلجاجِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا من إِذا جئتُهُ سَئُولاً
يا من إِذا جئتُهُ سَئُولاً
رقم القصيدة : 16681
-----------------------------------
يا من إِذا جئتُهُ سَئُولاً
ولستُ بالسائل اللجوجِ
حرَّك لي مُوعِداً بمطلٍ
حاديَ عشرٍ من البروجِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عندي إليكم من الأشواقِ والبرحا
عندي إليكم من الأشواقِ والبرحا
رقم القصيدة : 16682
-----------------------------------
عندي إليكم من الأشواقِ والبرحا
ما صيرَّ القلبُ من قرطِ الهوى شبحا
أَحبابنا لا تظنوني سلوتُكُمُ
ما حالتِ الحالُ والتبريجُ ما بَرِحا
لو كان يسبح صبٌّ في مدامعه
لكنت أَولَ من في دمعِهِ سَبَحا
أو كنت أعلمُ أن البين يقتلني
ما بِنتُ عنكم ولكن فات ما ذُبحا
يا ساقيَ الراح صُدَّ الكأسَ عن دِنفٍ
ما زال مغتبقاً بالدمع مصطحبا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> حتى متى لا يبرحُ التبرحُ
حتى متى لا يبرحُ التبرحُ
رقم القصيدة : 16683
-----------------------------------
حتى متى لا يبرحُ التبرحُ
وإِلامَ أَكُتمُ والسَّقامُ يبوحُ
لا شرحُ كتبِ أحبتي يأتي ولا
صدري بغير حديثهمْ مشروحُ
يا برقُ حيِّ الغوطتين وسقها
مطراً حكاه دمعيَ المسفوحُ
كيف الحياة ُ لمستهامٍ جسمُهُ
في بعلبكَّ، وفي دمشقَ الروحُ
ظبيٌ بها، لم يرعَ إلاَّ مهجتي
والظبيُ ما مرعاه إِلا الشيحُ
تشتاقه عيني ،ويبكيها دماً
والقلبُ، وهو بصده مجروحُ
متعطِّفُ الصُّدغينِ وهو محبَّبٌ
متمرِّضُ العينين وهو صحيح
لي من ثناياه العذابِ وريقهِ
أبداً ،صباحٌ واضحٌ وصَبُوحُ
ويحَ العوذلِ هل يغشي نورهُ(13/381)
أَبصارَهم ، أَم كيف يخفى يُوحُ
لاموا، وقد نظروا ملاحة َ وجههِ
واللومُ في الوجه المليحِ قبيح
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> من لي بساقٍ أغيدٍ
من لي بساقٍ أغيدٍ
رقم القصيدة : 16684
-----------------------------------
من لي بساقٍ أغيدٍ
عدارهُ قد سرحا
كأَنه بدرُ دُجى ً
في كفه شمسُ ضحى
ما زلتُ من مدامهِ
مغتبقاً مصطحبا
حتى غدوتُ لا أَرى
الندمانَ إلاَّ شبحات
وقد عصيتُ في الهوى
من لام فيه ولحا
يا قلبُ كم تذكرهُ
لا بارحتك البُرَحا
هذا الذي تعشقه
كم قلب صبٍّ جرحا
يا صاح يا صاح اسقِني
من راحتيه القَدَحا
واغتِنمِ العيشَ فما
تبقي الليالي فرحا
كأَنما البدرُ وقد
لاح لنا متّضحا
وجه مجير الدين مولانا
لانا إِذا ما مُدِحا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> للهِ شبلا أسدٍ خادرٍ
للهِ شبلا أسدٍ خادرٍ
رقم القصيدة : 16685
-----------------------------------
للهِ شبلا أسدٍ خادرٍ
ما فيهما جُبنٌ ولا شُحُّ
ما أقبلا إلا وقلل الورى
"قد جاءَ نصر الله والفتحُ"
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قال وُحَيشٌ لي في منزلي
قال وُحَيشٌ لي في منزلي
رقم القصيدة : 16686
-----------------------------------
قال وُحَيشٌ لي في منزلي
مكبوبة ٌ ظاهرة الملح
فقلتُ ما عندك مكبوبة ٌ
إن لم تكن امَّ أبي الفتحِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> صفات القويضي فتى مشرقٍ
صفات القويضي فتى مشرقٍ
رقم القصيدة : 16687
-----------------------------------
صفات القويضي فتى مشرقٍ
يحارُ لها العالم الراسِخُ
ذكيٌّ ولكنهُ لاذنٌ
أصيل، ولكنه كامخٌ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كتبتُ إِليكُمُ أَشكو سَقاماً
كتبتُ إِليكُمُ أَشكو سَقاماً
رقم القصيدة : 16688
-----------------------------------
كتبتُ إِليكُمُ أَشكو سَقاماً
برى جسمي من الشوقِ الشديدِ
وفي البلد القريبِ عدِمتُ صبري
فكيف أَكون في البلد البعيدِ
نوى ً بعد الصدودِ وأيُّ شيءٍ(13/382)
أَشدُّ من النوى بعد الصدودِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ
لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ
رقم القصيدة : 16689
-----------------------------------
لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ
تروح بها خيل الجلاح وتغتدي
ونارٌ بقلبي مثلها لأهيلها
تُشَبُّ لضيفٍ متهمٍ ولُمْنجِدِ
وممشوقة ٍ رقّتْ ودقتْ شمائلاً
إلى أن تساوى جِلدُها وتجلدي
من الخفراتِ البيضِ تُغنيِ لحاظها
عن المُرْهَفَاتِ البيضِ في كل مَشْهَدٍ
حجازية ُ الأجفانِ والخصرِ والحشا
شآميّة الأَردافِ والنَّهد واليَد
إذا ابتسمت فالدُّرُّ عقدُ منضّدٌ
وإن حدّثت فالدرُّ غير منضدِ
وألمى كمثل البدر جيوبهُ
على خوطِ البانة ِ المتأوِّدِ
له مقلة ٌ سكرى بغير مدامة ٍ
ولي مقلة ٌ شكرْى بدمعٍ مَورَدِ
رعى الله يوماً ظلَّ في ظلَّ أيكة ٍ
نديمي عرى زهر الرياضِ ومنشدي
وكأساً سقانيها كِقنْديل بيعة ٍ
بها وبه في ظلمة ِ الليلِ نهتدي
متعقة ً من قبلِ شيثٍ وآدمٍ
محلَّلة ً من قبل عيسى وأَحمدِ
صفت كدموعي حين صدَّ مديرها
ورقّت كَدِيني حين أَوفى بموِعدِ
وفي الشيب لي عن لاعج الحبّ شاغلٌ
وقد كنت لولا الشيبُ طلاعَ أنجدِ
رمى شعري بعد السواد بأبيضٍ
وحَظي من بعد البياضِ بأسوَدِ
فلا وجدَ إلا ما وجدتُ من الأسى
ولا حمد إلا للأمير محّمدِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> انتفاضة المدافع
انتفاضة المدافع
رقم القصيدة : 1669
-----------------------------------
خل الخطاب لمدفع هدار
واحرق طروس النثر والأشعار
وانهض فأصفاد ا لا سار لساكن
ومسرة التيسير للسيار
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لولا إ صطر ا ع الأرض ما قامت على
يم ا لد جن سوا بح الأقمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كا لطا رئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملت عقيدة
أما سواك فحاملو أسفار(13/383)
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على الإيراد والإصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع الأبرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي
قدر بكف مقدر الأقدار
شتان بين ظلامكم ونهاري
شتان بين الدين والدينار.
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> في "آمد" السوداء بيضٌ ما انثنوا
في "آمد" السوداء بيضٌ ما انثنوا
رقم القصيدة : 16690
-----------------------------------
في "آمد" السوداء بيضٌ ما انثنوا
إلاّ حَكَوْا سمرَ الرّماح قدوداً
تخذوا من الليل البهيمِ قلانساً
ومن النهارِ مباسماً وخدودا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إِذا ما الأَمردُ المصقول جاءَت
إِذا ما الأَمردُ المصقول جاءَت
رقم القصيدة : 16691
-----------------------------------
إِذا ما الأَمردُ المصقول جاءَت
عوارضه فنقصٌ في ازديادِ
يموت الموتة َ الأُولى فتُمسي
على خديه أثوابُ الحدادِ
وهل يَستحسِنُ الإِنسانُ روضاً
إذا ما حلَّهُ شوكُ القَتادِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا طالب الصوريّ إن لم تتبْ
يا طالب الصوريّ إن لم تتبْ
رقم القصيدة : 16692
-----------------------------------
يا طالب الصوريّ إن لم تتبْ
عن شعرِكَ المنتَحَل البارِدِ
حلّ باكتافك في جلَّقٍ
ما حلّ بالهيتيِّ في آمدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ناولني من أُحب نرجسة ً
ناولني من أُحب نرجسة ً
رقم القصيدة : 16693
-----------------------------------
ناولني من أُحب نرجسة ً
أَحسن في ناظري من الوردِ
كأنما بيضُها مرصعة ً(13/384)
من ثغره، والصَّفار من خدِّي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجديعَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجدي
عَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجديعَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجدي
رقم القصيدة : 16694
-----------------------------------
عَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجديعَرِّج على نجدٍ لعلَّكَ منجدي
بنسيمِها وبذكر سُعْدى مُسْعِدي
بدوية ُ الأَلفاظ دون خِبائها
خيلٌ تروح إلى الطعان وتغتدي
قد كان يغني لحظها وقوامها
يا سائلي، لم دمعُ عيني سائلٌ
هاك الحديثَ عن الغزال الأَغيدِ
من لي بمعسول الثنايا عذبها
لدنٍ كخوطِ البانة ِ المتأوِّدِ
أبداً هواه لي مقيمٌ مقعدٌ
روحي فداه، من مقيم مقعدِ
ولقد نعمتُ بوصلهِ في نيربٍ
أَلِفَ الربيعَ بروضِهِ الغُصنُ النَدِي
أَزهاره من جوهرٍ ، ونسيمه
من عنبرٍ، وثمارُهُ من عَسْجَدِ
وعلى الغصونِ من الحمائم قينة ٌ
تغنيك عن شدوِ الغريضِ ومَعْبَدِ
والماءُ في بردى كأنَّ حبابه
بردٌ جنتهُ الريح غيرُ مجمَّدِ
بينا تراه كالسجنجلِ ساكناً
حتى تراه أجعداً كالمبردِ
وكانّما أنفاسُ رباهُ ثنا
أبق الهمامِ الماجدِ بن محمدِ
ملك تشرفت المنابر باسمه
وعلت مناقبُهُ فُوَيْقَ الفَرْقَدِ
وعلى الأَسرَّة ِ من أَسِرَّة ِ وجهه
شمس تجلَّت من بروج الأَسعدِ
ما نُشِّرت راياتُهُ يوم الوَغَى
إِلاّ انطوى جيشُ العدوِّ المعتدي
من قاتل الأفرنجَ ديناً غيرهُ
والخيلُ مثلُ السَيْلِ عند المشْهَدِ
ردَّ الأمان بكل ندبٍ باسلٍ
ومن الجيادِ بكل نهدٍ أَجْرَدِ
ومن السيوف بكل عضبٍ أبيضٍ
ومن العجاج بكل نقعٍ أَسوَدِ
حتى لوى الإِسلام تحت لواِئهِ
وغدا بحمدٍ من شريعة ِ أَحَمدِ
طلق المحيّا واِضحٌ مُتَهلِّلٌ
مثل الحميَّا في الحمى ، طلقُ اليدِ
كَسَد القريض وكان قدماً نافقاً
في الزمان، وعنده لم يكسدِ
أمجيرَ دين الله، وابن جمالهِ
والسيَّدَ بنَ السيّدِ بنِ السيَّدِ
كم حاسِدٍ لك في الشجاعة ِ والندى(13/385)
والعلم، لا قَرَّت عيونُ الحُسَّدِ
أضحت دمشق بحسن وجهكَ جنَّة ً
فيها الذي يشناكَ غيرُ مخلَّدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> دمشق حييتِ من حيٍّ ومن نادي
دمشق حييتِ من حيٍّ ومن نادي
رقم القصيدة : 16695
-----------------------------------
دمشق حييتِ من حيٍّ ومن نادي
وحبذا ،حبذا واديكِ من وادِ
ليس النَّدامى ندامى حين تنزله
يعلُّم شادنٌ كأساً على شادِ
حقاً وللوُرق في أَوراقه طرب
كأنّ في كل عودِ ألفَ عوّادِ
يا غادياً رائحاً عرِّج على بردى
وخلِّني من حديث الرائح الغادي
كم قد شربتُ به في ظل دالية ٍ
من ماءِ دالية ٍ تنبيك عن عادِ
في جنب ساقية ٍ من كف ساقية ٍ
قامت تثنى بقدٍّ غير منآدِ
سمراءُ كالصعدة ِ السمراء واضحة ً
يشفي لمى غلَّة َ الصادي
لها بعيني إذا ماست عواظفها
جمالُ "ميّاسة ٍ" في عين "مِقْدادِ"
وهل أذمُّ زماني في محبتها
وأهلهُ عند أعدالي وحسّادي
وقد غدوت بفخر الدين مفتخراً
على البرية مر حضر ومن بادي
ثوران شادين أيوب الذي شرفت
به دمشقُ على مصرٍ وبغدادِ
من ابنُ "مامَة َ" ، والطائيُّ في كَرَمٍ
وشدَّة ِ الباسِ ،عمروٌ وابن شدّادِ
كالبدر إِن غاب حَلَّتْ بعده ظُلَمٌ
وإن ألمَّ أتاك المؤنسُ الهادي
وهو الذي لم يزل في كل منزلة ٍ
يسير خلف العلى بالمكاء والزادِ
من معشرٍ لم تزل نيران حرِبهم
مشبوبة ٌ، ذات إبراقٍ وإرعادِ
تمضي مجالسهم غرّاً محجَّلة ً
هزلَ ابنِ حجّاج في جدّ ابن عبادِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أما لي على الأحباب يا سعدُ مسعدُ
أما لي على الأحباب يا سعدُ مسعدُ
رقم القصيدة : 16696
-----------------------------------
أما لي على الأحباب يا سعدُ مسعدُ
ولا منجدٌ لمّا أغاروا وأنجدوا
عذرت العذارى في صدودي ولم أَقل
خليليَّ لْم حظي من البيض أَسودُ
ولا عجبٌ للشيخ إن أَلِفَ القَلِى
وقد كان هذا رسمهُ وهو أمردُ
وأسمرُ كالخطيِّ لوناً ولينة ً
يكاد يُحَلُّ الخَصْرُ منهُ ويُعقدُ(13/386)
تقلَّد بالعضب الحسام ومادرى
بأَنَّ دمي من قلبه يتقلّدُ
ووجنته واللحظ وردٌ ونرجسٌ
وفي فمه خمرٌ ودرٌّ منضِّد
وكم شاعرٍ أَودت ثعابينُ شعره
إذا ما بدا منهنَّ سبطٌ وأجعدُ
سباني كما يسبي الأميرُ عداتهُ
فتى الملك المنصورِ والخيل تُرعَدُ
أَناصِرَ دين الله ، لا زلت ناصري
وعزم حكاهُ المشرفُّي المهَّندُ
تجودُ السحابُ الغُرُّ قطراً إِذا همت
وما جوده إلاّ لجينٌ وعسجدُ
على بيتِ شعرٍ ،بيتُ مالٍ عطاؤه
إِلى أَن خلا منه طريفٌ ومُتلدُ
هو البدرُ للسادي بكل تنوفة ٍ
إليه، إذا ما طال ليلٌ وفدفدُ
فصيحٌ إِذا قال ، ابن عباس عبده
ويبرد من عِيٍّ لديهِ المُبَرِّدُ
وملكٌ له بحران ، عِلمٌ ونائلٌ
يفيض بذا صدرٌ،وتهمي بذا يدُ
وناران للحرب العوانِ وللقرى
غدت كلُّ نارٍ منهما تتوقَّدُ
هو القيلُ وابنُ القيلِ والمعشر الألى
إذا غاب منهم سيِّدٌ قام سيِّدُ
غيوثٌ إذا جادوا ليوثٌ إذا اسطوا
لهم نائلٌ جمٌّ ومجدٌ مشيِّدُ
على زمنٍ فيه الأَديب مُطهَّدُ
لئنْ جلَّ حسَّان بمدحِ محمدٍ
فها أَنا حَسَّانٌ وأَنت مُحَمَّدُ
وإِنّي لفي قومي كريمٌ مُسَوَّدٌ
وكل عدوٍّ لي لئيم مسوِّدُ
أصخ أيّها المولى إليَّ ولا تقلْ
مضى ذلك الفضل الذي كان يعهدُ
فلو كان هذا الشعر قدماً، رواه في
أُميَّة َ حمادٌ وغنّاه مَعْبَدُ
على أَنه مازال في كل بَلْدة ٍ
يغنَّى به عند الملوك وينشدُ
فلا ملكٌ يرجى سواك ويتقى
ولا شاعر يُهوى سوايَ ويُحْمَدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إلامَ ألامُ فيك وكم أعادى
إلامَ ألامُ فيك وكم أعادى
رقم القصيدة : 16697
-----------------------------------
إلامَ ألامُ فيك وكم أعادى
وأَمرض من جفاك ولن أُعادا
لقد ألف الضنى والسقمَ جسمي
وعينايَ المدامعَ والسهادا
وها أنا قد وهى صبري، وشوقي
إذا ما قلتِ الأشواقُ، زادا
بقلبي ذاتَ خلخالٍ وقلبٍ
تملَّكَ فَوْدُها مني الفؤادا
مهفهفة كأنَّ قضيبَ بانٍ
تثنّى في غلائلها ومادا(13/387)
بوجهٍ لم يزِد إِلاّ بياضاً
وشعرٍ لم يزد إلا سوادا
تعجب عاذلي من حَرِّ حُبي
ومن برد السّلُوِّ وقد تمادى
ولا عجبٌ إِ ذا ما آبَ حَرٌّ
بآب ، ومن جماد في جُمادى
وقد أنسانيَ لاشيبُ الغواني
فلا سعدى أريدُ ولا سعادا
وهل أخشى من الأنواء بخلاً
إذا ما يوسفٌ بالمال جادا
فتى للدين لم يَبرَحْ صلاحاً
وللأَموال لم يبرح فسادا
هو المعروف بالمعروف حقاً
جوادٌ لم يهبْ إلا الجوادا
به الأشعارُ قد عاشت نفاقاً
وعند سواه قد ماتت كسادا
يحب الخمسة الأشباحَ ديناً
وما يهوى يزيداً أو زيادا
لَئِن أَعطاه نور الدين حِصناً
فإِن اللّهَ أَعطاه البلادا
إلى كم ذا التواني في دمشقٍ
وقد جاءتكم مِصرٌ تهادى
عروسُ بعلها أسدٌ هصورٌ
وراء لوائه تلقوا رشادا
وما كل امرئٍ صلّى مع النّاسِ
مأموناً كمن صلّى فرادى
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قف بجيرون أو بباب البريد
قف بجيرون أو بباب البريد
رقم القصيدة : 16698
-----------------------------------
قف بجيرون أو بباب البريد
وتأملْ أعطاف بانِ القدودِ
تلقَ سمراً كالسُّمرِ في اللَّونِ واللّينِ
ـلينِ وشبه الخدودِ في التوريدِ
من بني الصيد للمحبين صادوا
واسقياني بُنَيّة َ العنقودِ
عرِّجابي ما بين "سطرا" و"مقرا"
لا بأكنافِ عالجٍ وزرودِ
سَقّياني كأساً على نهر ثَورا
وذراني أَبولها في "يزيدِ"
أَنا من شيعة الإِمام حسين
لستُ من سُنّة ِ الإِمام وليدِ
مذهبي مذهبٌ ولكنني في
بلدة ٍ زُخرِفت لكل بليدِ
غير أَن الزمان فيها أَنيقٌ
تحت ظلٍّ من الغصون مديدِ
ورياضٍ من البنفسج والنر
جِسِ قد عُطّرت بمسكٍ وعودِ
كثنا الصالح بن رزِّيك في
كل قريبٍ من الدّنى وبعيدِ
ملكٌ لم تزل ثياب عِداه
في حدادٍ وثوبه من حديدِ
ووزير في الفضل أوفى من الفضل
ـن يحيى في ظل ملكِ الرشيدِ
فاق عَبد المَليك في العلم والـ
بليغٌ يقوف عبدِ الحميدِ
كلَّ يومٍ عداتهُ في هبوطٍ
حيث كانوا ومجدُهُ في صعودِ
وله ناصرٌ من الله فيهمْ(13/388)
مثلما بخت نصَّر في اليهودِ
فاز بالفائز الإِمام الذي أَصـ
ـبح مصباحَ شيعة ِ التوحيد
صفوة من محمدٍ وعليٍّ
ليس من سعدهمْ ولا من سعيدِ
ورِث الملك لا كما زعم الغيـ
وخلَّى ما قيل في داوودِ
سيف هذا الإمام لافلَّ حدّاك
ك ولا زلت نار قلب الحَسودِ
أَنت بين الملوك واسطة ُ العِقـ
ـد وقطبُ الرّحى وبيتُ القصيدِ
ولك الفخرُ حين أقبل محمود
بحسنِ الثناء من محمودِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إلى ابن بُرانٍ وابن رُزّيك مقصدي
إلى ابن بُرانٍ وابن رُزّيك مقصدي
رقم القصيدة : 16699
-----------------------------------
إلى ابن بُرانٍ وابن رُزّيك مقصدي
وغيرهما في عصرنا ليس يقصدُ
وكيف أَخاف الفقر أَو أحرمُ الغنى
وكنزي من الأمصار مصرٌ وصرخَدُ
فلا زال طلاعَ الثنايا طلائِعٌ
ولا زال محمودَ النّجار محمدُ
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> لأيام العجاج
لأيام العجاج
رقم القصيدة : 167
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يانية النسيان موتي داخلي غيظ وظما
عليك من حبي لها في داخي موت وسياج
حبيبتي نجمه تغنت في ملامحها السما
حبيبتي صرخه على الوقت الرمادي واحتجاج
حبيبتي جمله عتب مزمن على شفة عمي
حبيبتي شوكى غصون الورد لأيام العجاج
حبيبتي غصن اخضر .. لين على دربي نما
لو كسرتني في كفوف الوقت تكسير الزجاج
لعيونها كل الجروح استعذبت نزف الدما
ولعيونها جفن السهر صارت له الدمعه مزاج
أسترجع الماضي واناديها تعالي لى كما
غيثٍ يبشر بالحيا سيله وسيعات الفجاج
والا تعالي لي مثل طيفٍ تهادى وارتمى
داخل عيوني لو يسافر بين رمشي والحجاج
حتى تعيش الخطوه اللي رافقت درب الظما
وانا اجعلك للهامه اللي مانحنت للناس تاج
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قلة أدب ..!!
قلة أدب ..!!
رقم القصيدة : 1670
-----------------------------------
قرأتُ في القُرآنْ :
" تَبَّتْ يدا أبي لَهَبْ "
فأعلنتْ وسائلُ الإذعانْ :(13/389)
" إنَّ السكوتَ من ذَهَبْ "
أحببتُ فَقْري .. لم أَزَلْ أتلو :
" وَتَبْ
ما أغنى عَنْهُ مالُهُ و ما كَسَبْ "
فصُودِرَتْ حَنْجَرتي
بِجُرْمِ قِلَّةِ الأدبْ
وصُودِرَ القُرآنْ
لأنّه .. حَرَّضَني على الشَّغَبْ !
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أقسمت يا لائمي فيمن بليتُ به
أقسمت يا لائمي فيمن بليتُ به
رقم القصيدة : 16700
-----------------------------------
أقسمت يا لائمي فيمن بليتُ به
وقد تحكم في هجري وإِبعادي
لو أَنه كلما سافرتُ ودّعني
بقبلة ٍ لم أَزل في الرائح الغادي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> حاجتي شقَّة ٌ تشقّ على كلِّ
حاجتي شقَّة ٌ تشقّ على كلِّ
رقم القصيدة : 16701
-----------------------------------
حاجتي شقَّة ٌ تشقّ على كلِّ
ـلِّ بغيضٍ من الورى وحسودِ
ذاتُ لون كمثل عرضكَ لا عرضي
ضي وحظي ، من القريب البعيدِ
فابعثنها صفيقة ً مثل قرني
ولساني لا مثل قدّي وجيدي
كيْ أُرى في الشآم شيخاً خليعاً
في قميص من العراق جديدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لصوصَ الشام توبوا من ذنوبٍ
لصوصَ الشام توبوا من ذنوبٍ
رقم القصيدة : 16702
-----------------------------------
لصوصَ الشام توبوا من ذنوبٍ
تكِّفرها العقوبة ُ والصِّفادُ
لئن كان الفساد لكم صلاحاً
فمولانا الصلاحُ لكم فسادُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قلتُ لحُسادك زيدوا في الحسد
قلتُ لحُسادك زيدوا في الحسد
رقم القصيدة : 16703
-----------------------------------
قلتُ لحُسادك زيدوا في الحسد
قد سكن الدار وقد حاز البلدْ
لا تعجبوا إِن حلَّ دار عمه
أما تحلّ الشمسُ في برج الأسدْ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا خفيفاً على القلوب لطيفاً
يا خفيفاً على القلوب لطيفاً
رقم القصيدة : 16704
-----------------------------------
يا خفيفاً على القلوب لطيفاً
قد بكاه أَصادقٌ وأَعادي
كنتَ من مهجتي مكانَ السويداءِ ومن
ـداءِ ومن مقلتي مكان السوادِ(13/390)
قد بكاك الراووق والكأ
سُ والقَيْنة ُ من لائط إِلى قَوّادِ
أيها الشيخ ما نهك الثمانونَ
نَ وذاك البياضُ بعد السوادِ
لم تزل تلكم العرامة ُ حتى
أَلحقتهُ بالرَّهطِ من قوم عادِ
لا طعويسٌ" يبقى ولا ابن "العصيفير"
ـفيرِ" ولا ابن الصُمّانِ في الأَندادِ
شَمِتوا حين مات والموتُ ما
تنفعُ فيه شماتة ُ الحُسَّادِ
رحم اللهُ من أرى مصرعَ الشيخ
وهيّا من التقى خير زادِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> شكا إليَّ أَمرَدٌ
شكا إليَّ أَمرَدٌ
رقم القصيدة : 16705
-----------------------------------
شكا إليَّ أَمرَدٌ
قد حثَّهُ ضيقُ اليدِ
فقلت لِمْ ضاقتْ وقدْ
وسَّعْتَ باب المقعَدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وحِسبة ٍ نالها شريفٌ
وحِسبة ٍ نالها شريفٌ
رقم القصيدة : 16706
-----------------------------------
وحِسبة ٍ نالها شريفٌ
بلا طريفٍ ولا تليدِ
ما إِن تأَملتُهُ عبوساً
إِلا ترضَّيتُ عن يزيدِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أصبح الملكُ بعد آلِ عليٍّ
أصبح الملكُ بعد آلِ عليٍّ
رقم القصيدة : 16707
-----------------------------------
أصبح الملكُ بعد آلِ عليٍّ
مُشرِقاً بالملوكِ من آل شاذي
وغدا الشرقُ يحسُد الغربَ للـ
ومصرٌ تزهو على بغدادِ
ما حواها إلا بحزمٍ وعزمٍ
من صليل الفولاذ في الفولاذِ
لا كفرعونَ والعزيزِ ومن
كان بها كالخطيب والأُستاذِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تضاحك الرَّوضُ لما أَنْ بكى المطرُ
تضاحك الرَّوضُ لما أَنْ بكى المطرُ
رقم القصيدة : 16708
-----------------------------------
تضاحك الرَّوضُ لما أَنْ بكى المطرُ
فللربيع ربوعٌ زانها الزهرُ
للّهِ نَمنمة ُ النمّام حينَ بَدَتْ
والوردُ ينظم والمنشورُ ينثرُ
فاشربْ هنئاً على ضوءِِ الهزارِ ضحى ً
فالطيرُ تطربُ مالا يطربُ الوترُ
وبادرِ الكأسَ من بدرٍ يطوف بها
ظبيٌ من الحُور في أَلحاظِهِ حَوَرُ
فهذهِ الراحُ والريحانُ يصحَبها(13/391)
والنهرُ والزهرُ والقُمرِيُّ والقَمَرُ
محاسنٌ، وجلالِ اللهِ ما التأمتْ
إِلا تصرَّمتِ الأَحزان والفِكَرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أرى الصبر عن نجدٍ أمرَّ من الصبرِ
أرى الصبر عن نجدٍ أمرَّ من الصبرِ
رقم القصيدة : 16709
-----------------------------------
أرى الصبر عن نجدٍ أمرَّ من الصبرِ
ومذ بَعُدت ليلى فَلَيْلي بلا فجرِ
وقد كنت أَبكي من يد الهجر في الحمى
فلما تفرقنا، بكيتُ على الهجرِ
فلو كان قلبي صخرة ً لبكيتهمْ
كما بكت الخنساءُ حيناً على صخرِ
أُعالج شوقاً في الأصائل والضحى
ببرد الهوى النجديِّ حيِّ الهوى العذري
أموت ولا ألفٌ أغيظ بنيلها
عدوّي، ولا ألف أشدُّ به أزري
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> زمن الحمير ..!!
زمن الحمير ..!!
رقم القصيدة : 1671
-----------------------------------
المعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير ،
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ،
في زمن الحمير
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> نديمي قمْ فقد صفت العقار
نديمي قمْ فقد صفت العقار
رقم القصيدة : 16710
-----------------------------------
نديمي قمْ فقد صفت العقار
وقد غنّى على الأيكِ الهَزارُ
إِلى كم ذا التواني في الأَماني
أفقْ، ما العمرُ، إلا مستعارُ
وخذها من يدي ظبيٍ غريرٍ
بعينيه فتورٌ وانكسارُ
غزالٌ في لواحظه ليوثٌ
وفي وجناتهِ ماءٌ ونارُ
إِذا ما الليلُ جنَّ على أُناسٍ
تجّلى من ثناياه النهارُ
يقول لي العذول تسلَّ عنه
وما عُذري وقد دبّ العِذارُ
فصبراً للنوى بعد التداني
فلولا الخمرُ ، ما ذُمَّ الخُمارُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا راكب البَكر بين الشيحِ والغارِ
يا راكب البَكر بين الشيحِ والغارِ
رقم القصيدة : 16711
-----------------------------------(13/392)
يا راكب البَكر بين الشيحِ والغارِ
أَجارَكَ الله من جورٍ ومن عارِ
عَرِّجْ على الحيِّ من كلبٍ ونادِ بِهِ
يا للجلاحِ، أصيحابي وأنصاري
لا أوحش الشام من تصهال خيلكمُ
ولا أباعركم من دمنة ِ الدارِ
إلامَ تغفل عن ثأرِ ابن عمِّكمُ
فِعلَ الحواضر لا يُرْجَوْنَ للثارِ
لقد غزته عيونُ الغُرِّ غائرة ً
فهل بَصُرتُمْ بمعقول بأبْصارِ
أغصانُ بانٍ إذا هبَّ النسيم بها
ترنحت بين كثبان واقمار
من كل أَشنَب أَلْمى َ في مراشفِهِ
ماءُ العذيبِ على صهباءِ خمّارِ
يغنيك في كل حربس قوسُ حاجبه
عن قوس حاجِبَ في أَيام ذي قارِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ما فتَّح النَوْرُ إِلاّ أَشرق النُورُ
ما فتَّح النَوْرُ إِلاّ أَشرق النُورُ
رقم القصيدة : 16712
-----------------------------------
ما فتَّح النَوْرُ إِلاّ أَشرق النُورُ
فما اشتغالك، والمنثور منثور
وللربيع ربوعٌ كلّما ضحكت
بكى على نشواتِ الخمر مخمور
أَما دمشقُ فجناتٌ معجلة ٌ
للطالبين ، بها الوِلدانُ والحور
ما صاح فيها على أَوتاره قَمَرٌ
إلاّ وغناه قمريٌّ وشحرور
ياحبذا ودروعُ الماءِ تنسُجُها
أَناملُ الريحِ لولا أَنها زور
ويح اللوائم في لونِ اللَّمى حسداً
حتى متى أنا محسودٌ ومهجور
هم عارضوني على حبي لعارضِهِ
ومن أَحبَّ عِذاراً فهو معذور
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أعاذلتي قومي انظري قد بدا البدرُ
أعاذلتي قومي انظري قد بدا البدرُ
رقم القصيدة : 16713
-----------------------------------
أعاذلتي قومي انظري قد بدا البدرُ
ولا تعذليني، في عذاريه لي عذرُ
بمن تحدق الأحداقُ طرٍّا إذا مشى
ويخجلُ من أعطافهِ الغصنُ النضرُ
سوى ما يحيك الناسُ ما بي ، لأَجله
فلا زيدٌ اللاحي عليه ولا عمروُ
يقول إذا ما رمتَ ضمّاً وريقة ً
متى صيدتِ العنقاءُ أو حلَّت الخمرُ
وكم ليلة ٍ قد لاح من صُدغِهِ الدجى
ومن كأسهِ الجوزا ومن فمه الفجرُ
وكم أخذت أوتاره الثأرَ من دمي(13/393)
سحيراً، فقال الناس، هذا هو السحرُ
يشاركني حذقاً فمن عنده الغنا
إذا ما تنادمنا، ومن عندي الشعرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ومهفهفٍ خطراتُهُ خَطَرُ
ومهفهفٍ خطراتُهُ خَطَرُ
رقم القصيدة : 16714
-----------------------------------
ومهفهفٍ خطراتُهُ خَطَرُ
حوريُّ في لحظاته حورُ
قمرٌ ولكن تحته غُصُنُ
غصنٌ ولكن فوقه قمر
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قوموا انظروا ، واعذروا ، يا غافلين إِلى
قوموا انظروا ، واعذروا ، يا غافلين إِلى
رقم القصيدة : 16715
-----------------------------------
قوموا انظروا ، واعذروا ، يا غافلين إِلى
بدرٍ تبادر من أفلاك أزرار
على قضيبٍ أَراكٍ في كثيب نقاً
تهزه خطرات ذات أَخطار
ما رامت الروم، والأتراك ما تركت
أدقَّ من خصره في عقد زنار
الماءُ والنارُ في خديه قد جمعا
جلَّ المؤلفُ بين الماء والنار
وقد بدت شعراتٌ في عوارضهِ
كأنهنَّ ليالٍ فوق أقمار
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ليلٌ طويلٌ ، وجفون قصارْ
ليلٌ طويلٌ ، وجفون قصارْ
رقم القصيدة : 16716
-----------------------------------
ليلٌ طويلٌ ، وجفون قصارْ
ما تلتقي ، أَو نلتقي في الديارْ
جيراننا بالغورِ عودوا، لقد
كنتمْ لنا، بالغور، نعمَ الجوارْ
صيَّرتُمُ الدَمع دماً ساكباً
في وجنتي، والنَّورَ، في القلب نارُ
يا حارِ لو عاين حادي النَّوى
ما حلَّ بي، من لوعة ِ البين حارْ
قلبٌ على أَحبابه خافق
ومقلة ٌ تجري دموعاً غزارْ
لا والذي يجمع شملي بِهِم
ما سَرَّني ركبُهُمُ حين سارْ
أَقولُ للساقي سُحَيْراً أَدِرْ
على نداماي كئوسَ العقارْ
في جنَّة ٍ تسجع اَطيارها
على جنى منثورها والبًهارْ
عُجمٌ لو اسطعتُ إِذا غرَّدت
بذلتُ في كل هزارٍ هزارْ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قالوا ، هويت رفيعاً نيّراً حسناً
قالوا ، هويت رفيعاً نيّراً حسناً
رقم القصيدة : 16717
-----------------------------------(13/394)
قالوا ، هويت رفيعاً نيّراً حسناً
فقلت هذي خصالٌ حازها القمرُ
قالوا فمالك منه ، قلت معتذراً
مثلُ الذي لكمُ، التسليمُ والنظرُ
قالوا فما الحبُّ ، إِن كنتَ امرَءَاً فَطِناً
فقد تحيّر فيه البدو والحضرُ
فقلت كالشهد يحلو عند كل فمٍ
وفي القلوب لهيبٌ منه يستعرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> دبَّ العِذار بخَدِّهِ فتعذّرا
دبَّ العِذار بخَدِّهِ فتعذّرا
رقم القصيدة : 16718
-----------------------------------
دبَّ العِذار بخَدِّهِ فتعذّرا
من بعَد ما قد كان بدراً نيِّرا
وتناقصت أَحوالُهُ فكأَنَّه
الحبّال يمشي في المعاش إلى ورا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قالوا بدا في خدِّه الشَّعرُ
قالوا بدا في خدِّه الشَّعرُ
رقم القصيدة : 16719
-----------------------------------
قالوا بدا في خدِّه الشَّعرُ
وأنت لا عقلٌ ولا صبرُ
واسد خدّاهُ فقلتء اقصروا
لولا الدجى ما حسنَ البدرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إلحاح
إلحاح
رقم القصيدة : 1672
-----------------------------------
ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة.
يا ناس قولوا غيرها.
أسألكم عن تهمتي..
ليس عن العقوبة
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قلت وقد أَقبلتْ بخالٍ
قلت وقد أَقبلتْ بخالٍ
رقم القصيدة : 16720
-----------------------------------
قلت وقد أَقبلتْ بخالٍ
يَسبي على خدها اليسارِ
سبحانَك اللّه حار طرفي
يا مولج الليلِ في النهارِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> شغفتني على كِبَرْ
شغفتني على كِبَرْ
رقم القصيدة : 16721
-----------------------------------
شغفتني على كِبَرْ
ضَرَّة ُ الشمس والقَمَرْ
ثمَّ قالتْ لتربها في
الكبرِ تظهرُ العبرَ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أَدِرْ يا طلعة البدر
أَدِرْ يا طلعة البدر
رقم القصيدة : 16722
-----------------------------------
أَدِرْ يا طلعة البدر
علينا أَنجمَ الخمرِ(13/395)
وقطَعْ ليلنا بالكأ
حتى مطلعِ الفجرِ
على فتَّانه العينيـ
ـن والخدين والثغرِ
من السُّمر اللواتي هنَّ
ـنَّ أَمثالُ القنا السمرِ
لنا من وجهها قمرٌ
ومن نغماتها قٌمري
كذا فليشرب الصهباء،
مثلي، يا ذوي الشعرِ
كذا في ليلة الجمعة بل
مع الفتيان في الحانا
بين الطبل والزمرِ
بحيث ابن ملكداد
وحيث ابن أَبي الدَرِّ
حَريفان حُرافان
بلا قدرٍ ولا قدرِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> نديمي داوِ بالخمر الخمارا
نديمي داوِ بالخمر الخمارا
رقم القصيدة : 16723
-----------------------------------
نديمي داوِ بالخمر الخمارا
أَدرْ كأسي يميناً أَو يسارا
مشعشعة ً إذا ما صفقوها
بماءٍ خِلتَها نوراً ونارا
لها من مولديْ موسى وعيسى
شرابٌ لليهود وللنصارى
سقى الله الحمى ورعى ليالٍ
به وبأهّله كانت قصارا
ومسمعة إذا ما شئت غنت:
"أَلا حيّ المنازل والديارا"
بدت بدراً وماجت دِعصَ رملٍ
وماست بانة ً وشدت هزارا
إِذا غازلتُها أَو غازلتني
تأملتُ الفرزدق والنوّارا
ويومَ غدت تعيرني بشيبي
وقد رأتِ السكينة والوقارا
وما في الشيب عند الناس عيبٌ
إِذا ما عاد ليلُهُمُ نهارا
ولكن في الشباب خُزَعْبَلاتٌ
لمن يهوى العَذارى والعِذارا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لا تلمني على الدموع الجواري
لا تلمني على الدموع الجواري
رقم القصيدة : 16724
-----------------------------------
لا تلمني على الدموع الجواري
فهي عوني على فراقِ الجوارِ
كم لئيمٍ يلذ بالعيش صفواً
وكريمٍ يغُصُّ بالأَكدارِ
لا يفي الوصل بالصدود خليـ
كما الخمرُ لا تفي بالخمارِ
فاسقنيها لعلّها تصرفُ
ـمَّ على طيب نغمة ِ الأوتارِ
خندريساً كأنها في دجى الليل
ـل بأيدي السقاة ِ شمسُ النهارِ
إِنما العيش في رياض دمشقٍ
بين أَقمارها وبين القَمارِي
قد خلعت العذار فيها
زلتُ على حبِّها خليعَ العذارِ
مثلَ ما قد خلعتُ أثواب مدحي
باختيارى على بني بختيارِ
معشرٌ كالغيوث في حلبة السِّلم(13/396)
وفي الحرب كالليوثِ الضوا
بقلوبٍ كأنها من جبالٍ
وأَكفٍ كأنها من بحارِ
وكأنِّ الإله، جلِّ، براهمْ
من فخارٍ والناس من فخّارِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> على بابكم يا آلَ "رزيك" شاعرٌ
على بابكم يا آلَ "رزيك" شاعرٌ
رقم القصيدة : 16725
-----------------------------------
على بابكم يا آلَ "رزيك" شاعرٌ
قنوع كفاه منكم الودُّ والبشرُ
وقد ردَّه البوّاب جهلاً، بوجهه
"كما ردَّها يوماً بسوءته عمرو"
تمنيتكُمْ حتى إِذا ما قَربتُمُ
بعدتمْ، وما بيني وبينكم شبرُ
وقد كان مشتاقاً إليَّ طلائعٌ
فوا عجباً لِمْ قد أَبى صحبتي بدرُ
وحتى حسينٌ وهو سيدُ مذهبي
زوى وجهه عني كأننيَ الشِمرُ
وزاد عليَّ الدهرُ بخلَ محمدٍ
على أنه في كل أنملة ٍ بحرُ
وما كلُّ ماضٍ كالحُسام لدى الوغى
ولا كلُّ مِصرٍ في جلالتها مصرُ
ولكن عزَّ الدين قد ناب عنهم
فتى ً قد تساوى عنده التبنُ والتبرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قل للصلاح، معيني عندَ إعساري
قل للصلاح، معيني عندَ إعساري
رقم القصيدة : 16726
-----------------------------------
قل للصلاح، معيني عندَ إعساري
يا أَلفَ مولايَ أَين الألفُ دينارِ
أَخشى من الأسر إِن حاولت أَرضكم
وما تفي جنَّة ُ الفردوس بالنارِ
فجد بها عاضدَّياتٍ مسطَّرة ً
من بعض ما خلف الطاغي أَبو العارِ
حمراً كأسيافكم، غرّاً كخيلكمُ
عُتْقاً ثِقالاً كأعدائي وأَطماري
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قدجنَّ شيخي أبو نزارٍ
قدجنَّ شيخي أبو نزارٍ
رقم القصيدة : 16727
-----------------------------------
قدجنَّ شيخي أبو نزارٍ
بذكر مصرٍ وأَين مِصرُ
والله لو حلَّها لقالوا
قفاه يا زيد فهو عمرو
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إِليك صلاح الدين مولاي أَشتكي
إِليك صلاح الدين مولاي أَشتكي
رقم القصيدة : 16728
-----------------------------------
إِليك صلاح الدين مولاي أَشتكي
زماناً على الحرّ الكريم يجورُ(13/397)
ترى أبصر الألف التي كنت واعدي
بها، في يدي، قبل المماتِ تصيرُ
وهيهاتَ والإفرانجُ يبني وبينكم
سياج؛ قتيل دونه وأسيرُ
ومن عجب الأيام أَنَك ذو غنى
بمصر، وأني في دمشق فقيرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عسى من ديار الظاعنين بشيرُ
عسى من ديار الظاعنين بشيرُ
رقم القصيدة : 16729
-----------------------------------
عسى من ديار الظاعنين بشيرُ
ومن جَوْر أَيام الفِراقِ مجيرُ
لقد عِيلَ صبري بعدهم وتكاثرت
همومي، ولكنَّ المحبَّ صبورُ
وكم بين أكناف الثغور متيَّمُ
كئيبٌ غزتهُ أعينٌ وثغورُ
سقى الله من سطرا ومقرا منازلاً
بها للنَّدامى نظرة ٌ وسرورُ
ولا زال ظلُّ "النيربينِ" فإنه
طويلٌ وعيشُ المرءِ فيه قصيرُ
فيا "بردىط لا زال ماؤك بارداً
عسى شبمٌّ من حافتيك نميرُ
أبى العيشَ إلاَّ بين أكناف جلَّقٍ
وقد لاح فيها نضرة ٌ وسرورُ
وكم بحمى جيرونَ سِربُ جآذرٍ
حبائلهنَّ المالُ وهي نفورُ
ولكن سأَحويه إِذا كنت قاصداً
إلى بلد فيه الصلاح أميرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أوصاف ناقصة
أوصاف ناقصة
رقم القصيدة : 1673
-----------------------------------
نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف.
نحن بلا أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها.. تثغو ولا تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على ا لكفا ف!
هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وهل همَّ يوماً شِيركوهُ بجلَّقٍ
وهل همَّ يوماً شِيركوهُ بجلَّقٍ
رقم القصيدة : 16730
-----------------------------------
وهل همَّ يوماً شِيركوهُ بجلَّقٍ
إِلى الصيد إِلاَّ ارتاع في مصر شاوَرُ(13/398)
هو الملكُ المنصورُ والأسدُ الذي
شذى ذكره في الشرقِ والغربِ سائرُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لقد فاز بالملك العقيم خليفة ٌ
لقد فاز بالملك العقيم خليفة ٌ
رقم القصيدة : 16731
-----------------------------------
لقد فاز بالملك العقيم خليفة ٌ
له شيركوهُ العاضديُ وزيرُ
كأنَّ ابن شاذي والصلاحَ وسيفهُ
عليٌّ لديه شبّرٌ وشبير
هو الأسدُ الضاري الذي جلَّ خطبهُ
وشاورُ كلبٌ للرجال عقورُ
بغى وطغى حتى لقد قال قائلٌ
على مثلها كان اللعينُ يدورُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا داخل الحمام هنِّئتها
يا داخل الحمام هنِّئتها
رقم القصيدة : 16732
-----------------------------------
يا داخل الحمام هنِّئتها
دائرة ً كالفَلَكِ الدائِرِ
تأمّلِ الجنَّة قد زخرفتْ
وعُمِّرتْ للمَلِكِ النّاصرِ
كأنما فيضُ أنابيبها
نداهُ للواردِ والصادرِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كأَنَّ السماءَ وقد أَزهرتْ
كأَنَّ السماءَ وقد أَزهرتْ
رقم القصيدة : 16733
-----------------------------------
كأَنَّ السماءَ وقد أَزهرتْ
كواكبُها في دجى الحِندِسِ
رياضُ البنفسجِ محميَّة ً
يفتح فيها جنى النرجسِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا حابسَ الكأس خيل الورد قد وردت
يا حابسَ الكأس خيل الورد قد وردت
رقم القصيدة : 16734
-----------------------------------
يا حابسَ الكأس خيل الورد قد وردت
شهباً وكمتاً، أدرْ يا حابس الكأسِ
أقسمت ما الوردُ في الأزهار قاطبة ً
إلا كمثل صلاح الدين في الناسِ
الوارِثِ المجد عن آبائه أَبداً
مثل الخلافة في أولاد عباسِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> طاف على النّدمان بالكاس
طاف على النّدمان بالكاس
رقم القصيدة : 16735
-----------------------------------
طاف على النّدمان بالكاس
وخدُّهُ من لونها كاسِ
مفهفُ القامة ِ ممشوقها
يخجل منه غضنُ الآسِ
كم أَتصدّى لجفا صَدِّهِ
وكم أقاسي قلبهُ القاسي(13/399)
دعصُ نقاً تحمله بانة ٌ
شمسُ ضحى ً في زِيِّ شمَّاسِ
تحكي ثنا "الصالحِ" أنفاسه
وصدغه أيامَ عبَّاسِ
شتانَ ما بينَ الوزيرينفي
في العفة والإِقدام والباسِ
و"الفائز" الصالح في ملكه
أصلح عند الله والناسِ
في الشرقِ والغرب غدا ذكرُهُ
يسير من بلخ إِلى فاسِ
ورأسِهِ ، لو أمكَن الدهر ما
أتيته إلاَّ على راسي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ما اجتمع الشطرنج في مجلس
ما اجتمع الشطرنج في مجلس
رقم القصيدة : 16736
-----------------------------------
ما اجتمع الشطرنج في مجلس
والنَرْدُ إِلاً بَرَد المجلس
لا سيّما إِن حَضرَتْ نرجسٌ
والبان والمنثورُ والنرجسُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عليُّ صوته سَوْطٌ
عليُّ صوته سَوْطٌ
رقم القصيدة : 16737
-----------------------------------
عليُّ صوته سَوْطٌ
علينا لاعلى الفرسِ
وجملة ُ ضرِبهِ ضربٌ
لمُدَّرِعٍ ومُتَّرِسِ
يقول السامعون له :
رماه الله بالخرسِ
وخذْ يا ربِّ مهجتهُ
إِذا غنى خذي نفسي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ
ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ
رقم القصيدة : 16738
-----------------------------------
ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ ويلاهُ على المفهفِ الميّاسِ
ما أَحسنَهُ وهو بقلبٍ قاسِ
يهتزّ كأنه قضيب الآسِ
سكران ولم يذق حمّا الكاس
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كم قال ، لا قُلقِلَ غيرُ نابِهِ ، لا بارك الرحمنُ في وُحَيْشِ
كم قال ، لا قُلقِلَ غيرُ نابِهِ ، لا بارك الرحمنُ في وُحَيْشِ
رقم القصيدة : 16739
-----------------------------------
كم قال ، لا قُلقِلَ غيرُ نابِهِ ، لا بارك الرحمنُ في وُحَيْشِ
فإِنه مكدّرٌ للعيشِ
كم قال ، لا قُلقِلَ غيرُ نابِهِ ،
أبياتَ شعرٍ كبيوت الخيشِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> افتراء
افتراء
رقم القصيدة : 1674(13/400)
-----------------------------------
شعب أمريكا غبي
كف عن هذا الهُراء.
لا تدع للحقد
أن يبلغ حد الافتراء.
قل بهذا الشعب ما شئت
ولكن لا تقل عنه غبيا
أيقولون غبياً
للغباء؟!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قالوا يسبُّك "طُغريل" وتهمُلهُ
قالوا يسبُّك "طُغريل" وتهمُلهُ
رقم القصيدة : 16740
-----------------------------------
قالوا يسبُّك "طُغريل" وتهمُلهُ
فقلتُ أَخشى على عِرضي من الواشي
كنا نحاذر منه وهو مرِشحَة ٌ
فكيف لا نتقيه وهو جوباشي
لي أُسوة ٌ بجميع الخلق يشتمهم
جُكّا ودلماص والعوذُ بنُ شَوّاشِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> صلاح الدين قد أصلحت دنيا
صلاح الدين قد أصلحت دنيا
رقم القصيدة : 16741
-----------------------------------
صلاح الدين قد أصلحت دنيا
شقيٍّ لم يَبِت إِلاّ حريصا
تلقّى منه يعقوبُ القميصا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> جاءت بوجهٍ معرضٍ
جاءت بوجهٍ معرضٍ
رقم القصيدة : 16742
-----------------------------------
جاءت بوجهٍ معرضٍ
وطالما تعرّضا
بيضاءُ ما أَبصرتُ منـ
قطُّ وجهاً أبيضا
قالت :قلا ،قلت : نعم
قلبي على جمر الغضا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أأحداق بيضٍ أم حديقة نرجسٍ
أأحداق بيضٍ أم حديقة نرجسٍ
رقم القصيدة : 16743
-----------------------------------
أأحداق بيضٍ أم حديقة نرجسٍ
أَتت بين مصفرٍّ إِلينا ومبيضِّ
شربنا على التبريّ كأساً كلونه
وأُخرى على الفضي من ذلك الفضي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كتمَ الهوى فوشت عليه دموعهُ
كتمَ الهوى فوشت عليه دموعهُ
رقم القصيدة : 16744
-----------------------------------
كتمَ الهوى فوشت عليه دموعهُ
من حرِّ جمرٍ تحتويه ضلوعهُ
صبٌّ تشاغل بالربيع وزهره
قومٌ ،وفي وجه الحبيب ربيعُهُ
يا لائمي فيمن تمنّع وصلُهُ
عن بغيتي ، أَحلى الهوى ممنوعُهُ
كيف التخلص إِن تجنّى أَو جنى
والحسنُ شيءٌ ما يردُّ شفيعهُ(13/401)
شمس ، ولكن في فؤادي حَرُّها
بدرٌ ، ولكن في القَباءِ طلوعُهُ
قال العواذل : ما الذي استحسنتَه
فيه ،وما يسبيك ،قلت : جميعُهُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أَحبابنا خنتم عهودي وما
أَحبابنا خنتم عهودي وما
رقم القصيدة : 16745
-----------------------------------
أَحبابنا خنتم عهودي وما
تركتمُ للصلح من موضعِ
منكم سلوِّي كان، لامن يدي
أَطفأتُمُ ناري بما أَدمعي
والآن قد أنصفنا دهرنا
معكمْ هواكم، وفؤادي معي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ترى عند من أحببتهُ، لا عدمتهُ
ترى عند من أحببتهُ، لا عدمتهُ
رقم القصيدة : 16746
-----------------------------------
ترى عند من أحببتهُ، لا عدمتهُ
من الشوق ما عندي وما أنا صانع
جميعي، إذا حدَّثتُ عن ذاك ألسنٌ
وكلّي ، إِذا حُدِّثتُ عنه ، مسامع
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وعِلْقٍ تعلقتُهُ بعد ما
وعِلْقٍ تعلقتُهُ بعد ما
رقم القصيدة : 16747
-----------------------------------
وعِلْقٍ تعلقتُهُ بعد ما
غدا منه كل جديدٍ خليعا
له ضيعة ً كلّما أمحلت
يعيش ، وإِن أَخصبت مات جوعاً
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> بكى لي حاسدي ميْناً وأَدري
بكى لي حاسدي ميْناً وأَدري
رقم القصيدة : 16748
-----------------------------------
بكى لي حاسدي ميْناً وأَدري
بضحك فؤاده بين الضلوعِ
وأكذب ما يكون الحزن يوماً
إِذا كان البكاء بلا دموعِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لحا اللّه ملكاً يحتويه ابن مالكٍ
لحا اللّه ملكاً يحتويه ابن مالكٍ
رقم القصيدة : 16749
-----------------------------------
لحا اللّه ملكاً يحتويه ابن مالكٍ
وعاجلهُ في ساحة ِ القلعة ِ القلعُ
فتى ً لستَ ترجوه ، ولست تخافُهُ
كدود الخلا ، ما فيه ضَرٌّ ولا نفعُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الرمضاء والنار
الرمضاء والنار
رقم القصيدة : 1675
-----------------------------------
ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي..(13/402)
صُن حيائي..
يا أخي أرجوك.. لا تقطع رجائي..
صُن حيائي..
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!
فلتكن مهما تكن ليس مهما
.. إن شرطياً ورائي!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا مخجل البدر كلما طلعا
يا مخجل البدر كلما طلعا
رقم القصيدة : 16750
-----------------------------------
يا مخجل البدر كلما طلعا
وفارس الخيل يوم كل وغى
هنئت بالخلعة التي خَلعت
قلبَ معاديك والحسودِ مَعَا
فقل لشانيك إِن ظفرت به
قولاً صحيحاً يفيد من سمعا
ما الفخر فيمن تزينه خِلَعٌ
الفخر فيمن يزيِّن الخلعا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أَما آن للغضبان أَن يتعطّفا
أَما آن للغضبان أَن يتعطّفا
رقم القصيدة : 16751
-----------------------------------
أَما آن للغضبان أَن يتعطّفا
لقد زاد ظلماً في القطيعة والحفا
بعادٌ ولا قربٌ ، وسخطٌ ولا رضى ً
وهجرٌ ولا وصلٌ وعذرٌ ولا وفا
كفاني غراماً كالغريم على النوى
وعندي من الشوق المبرح ما كفى
تكدَّر عيشي بعدما كان صافياً
وقلب الذي أهواه أقسى من الصفا
فيا خدَّه، لا زدت إلاّ تلهُّباً
ويا قدَّه لا زدتَ إلاّ تهفها
ويا ردفَهُ ، لازال دِعْصُك مائلاً
ويا طرفه لازال جفنُكَ مُدْنفَا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> حبيبٌ لنا واعِدٌ مخلف
حبيبٌ لنا واعِدٌ مخلف
رقم القصيدة : 16752
-----------------------------------
حبيبٌ لنا واعِدٌ مخلف
يجور علينا وما ينصفُ
بكلّ قباءِ له صَعْدَة ٌ
وفي كل جفنِ له مُرْهَفُ
فيذهَلُ من بأِسِه عنترٌ
ويخجل من حسنه يوسفُ
أما وبروقِ الثنايا التي
بها المِسْكُ والشُّهدُ والقَرقَفُ
لقد حرتْ في قمرٍ أحورِ
لنا ما يغيب وما يكسفُ
شربنا على وجهه ليلة ً
عيونُ سحائبها تذرفُ
وحرّ الكوانين مستعذبٌ
ببرد الكوانين مستطرفُ
لدى شمعة ٍ مثل لون المحب
وريح الحبيب إِذا ترشِفُ
تموت انطفاءً، إذا سولمتْ
وتحيا، وهامنها تقطفُ
فقلت وقد غاب جيش السّحاب
وطرفي عن الحِبِّ ما يَطرِفُ(13/403)
كأَنّ الثريّا وبدرَ السماءِ
وانجُمها طُلَّعٌ ترجُفُ
يدٌ قد أَشارت إِلى وردة ٍ
وحولهما نرجسٌ مُضعَفُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قولا لطغريل، ولا تقصرا
قولا لطغريل، ولا تقصرا
رقم القصيدة : 16753
-----------------------------------
قولا لطغريل، ولا تقصرا
في سبِّهِ عني وتعنيفِهِ
قتلتنا بالّصِرفِ سكراً فلا
برحت مقتولاً بتصحيفِهِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا أَبا الفضل بالنجفْ
يا أَبا الفضل بالنجفْ
رقم القصيدة : 16754
-----------------------------------
يا أَبا الفضل بالنجفْ
إستمع كلّ ما أصفْ
لك وجه كأنه البردٌ
لكن إذا كسفْ
وعِذارٌ كأَنه النَّمـ
لكن إذا قصفْ
وعذارٌ كأنه الغصنُ
لكن إذا نتفْ
وبنان كأنّهُ البحـ
لكن إذا نشفْ
وأبٌ أكذبُ الأنام
لكن إذا حلفْ
كم جوادٍ وهبته حيـ
أودى بلا علفْ
وقباءٍ خلعتهُ
وهو خارا بلا ألفْ
إنّ من يرتجي خرو
بالشعر قد خرف
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عج بالعقيق وعَدِّ عن تصحيفِهِ
عج بالعقيق وعَدِّ عن تصحيفِهِ
رقم القصيدة : 16755
-----------------------------------
عج بالعقيق وعَدِّ عن تصحيفِهِ
لا خير فيه إذا استقلّ مصحّفا
يا كاتباً بخلت يداه بأحرُفٍ
ماذا تجود إذا منعت الأحرفا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا مالكاً ما برحتْ كفٌّهُ
يا مالكاً ما برحتْ كفٌّهُ
رقم القصيدة : 16756
-----------------------------------
يا مالكاً ما برحتْ كفٌّهُ
تجود بالمال على كفّي
أفلح بالعشرين من لم يزل
في رأسِ عشرين من الكهف
يا أَلف مولايَ ، ولكنَّها
محسوبة ٌ من جملة الأَلف
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أي هلالٍ كسفا
أي هلالٍ كسفا
رقم القصيدة : 16757
-----------------------------------
أي هلالٍ كسفا
وأَي غصنٍ قُصِفا
كان سراجاً قد طفا
على الورى ، ثم انطفا
لم يركب الخيل ولم
يقلِّدوه مُرْهفا
قل للنحاة ويحكم
أحمدكم قد صرفا
صبراً صلاح الدين يا(13/404)
رب السّماحِ والوفا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إِلى كم لا يفارقني الفراق
إِلى كم لا يفارقني الفراق
رقم القصيدة : 16758
-----------------------------------
إِلى كم لا يفارقني الفراق
وأحمل في الهوى مالا يطاق
لئن دام المدى هجراً وبيناً
فلا شامٌ لديَّ ولا عراقُ
أقول لصاحبي ودموع عيني
تروق لحاسدي ودمي يُراقُ
أسرتُ، ولم تغرْ للسبي خيلٌ
قُتِلتُ ، ولم تقمْ للحرب ساقٌ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أعاذلُ كيف ينساني حبيبٌ
أعاذلُ كيف ينساني حبيبٌ
رقم القصيدة : 16759
-----------------------------------
أعاذلُ كيف ينساني حبيبٌ
وأَنساه وفي الدنيا مَشُوقُ
يذكره انسكابَ المُزنِ دمعي
وتذكرني ثناياه البروقُ
أعاذل كيف أيلو عن شقيقٍ
تساوت وجنتاه والشقيق
واطرح المدام وفيه منها
ثلاثٌ ، مقلة ٌ وفمٌ وريقُ
أعاذلُ قلَّ صبري، زاد شوقي
حملت من الهوى ما لاأطيقُ
أوَدَّعُهُ وأُودعُه فؤادا
يعذُبهُ التفرُّقُ والفريقُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ديوان المسائل
ديوان المسائل
رقم القصيدة : 1676
-----------------------------------
إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!
**
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا لا نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسئولاً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
وإذا كان سُمُوَّ إلهٍ
فلماذا يسمو للأسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عفطة عنز
فلماذا ندعوها دولة؟
**
إن كان الثوري نظيفاً
فلماذا تتسخ الثورة؟
وإذا كان وسيلة بول
فلماذا نحترم العورة؟!
**
إن كان لدى الحكم شعور
فلماذا يخشى الأشعار؟
وإذا كان بلا إحساس
فلماذا نعنو لِحمار؟!
**
إن كان الليل له صبح
فلماذا تبقى الظلمات؟
وإذا كان يخلِّف ليلاً
فلماذا يمحو الكلمات؟!
**
إن كان الوضع طبيعياً
فلماذا نهوى التطبيع؟
وإذا كان ر هين الفوضى(13/405)
فلماذا نمشي كقطيع؟!
إن كان الحاكم مخصياً
فلماذا يغضبه قولي؟
وإذا كان شريفاً حرا
فلماذا لا يصبح مثلي؟
**
إن كان لأمريكا عِهر
فلماذا تلقى ا لتبر يكا؟
وإذا كان لديها شرف
فلماذا تدعى(أمريكا) ؟!
**
إن كان الشيطان رجيماً
فلماذا نمنحه السلطة؟
وإذا كان ملاكاً برا
فلماذا تحرسه الشرطة؟
**
إن كنت بلا ذرة عقل
فلماذا أسأل عن هذا؟
وإذا كان برأسي عقل
فلماذا(إن كان.. لماذا)؟!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> صدّ الحبيب، وذاك دون فراقهِ
صدّ الحبيب، وذاك دون فراقهِ
رقم القصيدة : 16760
-----------------------------------
صدّ الحبيب، وذاك دون فراقهِ
ومن الذي يبقى على ميثاقهِ
رشأٌ أغار عليه من أجفانهِ
وأظنُّها للسُقمِ من عُشّاقِهِ
وأقول من سكري بخمرة ِ ثغرهِ
ويدي تِلمُّ بحلِّ عقد نطاقِهِ
يا ساقي الصهباءِ صرفاً تجرْ
ومزج لنا الصهباء من درياقِهِ
جلَّ الذي أعطاه في الحسن المنى
وأَضاف خلقَتَه إِلى أَخلاقِهِ
كالغُصنِ في حركاتِهِ ، والظبى في
لفتاتهِ، والبدرِ في لإشراقهِ
قد ذُبتُ من شوقي إِليه صَبابة ً
وكذا المحبّ يذوب من أشواقهِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وصاحب يتلقاني لحاجتهِ
وصاحب يتلقاني لحاجتهِ
رقم القصيدة : 16761
-----------------------------------
وصاحب يتلقاني لحاجتهِ
بالرحب، وهو مليح الخلقِ والخلقِ
حتى إِذا ما انقضت ولّى وخلفني
أخسَّ من جرذٍ في بيتِ مرتفقِ
كالماءِ ، بينا ترى الظمآن يَشْربُهُ
حتى يبدِّدَ باقيهِ على الطُّرقِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لي حبيبٌ قدّهُ
لي حبيبٌ قدّهُ
رقم القصيدة : 16762
-----------------------------------
لي حبيبٌ قدّهُ
قدَّ من السُّمر الرِّقاقِ
من رآه ورآني
قال ذا غير اتفاقي
أعورَ الدجالِ يمشي
خلف عوج بنُ عتاقِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> هذا هو الزمن البديع المونقُ
هذا هو الزمن البديع المونقُ
رقم القصيدة : 16763(13/406)
-----------------------------------
هذا هو الزمن البديع المونقُ
والعيشة ُ الرَّغْدُ التي هي تُعشقُ
فعلامَ تصحو والحمام كأنّها
سكرى تغنّي تارة ً وتصفِّقُ
وتلومُ في حُبِّ الدِّيار جَهالة ً
هيهات يلوها فؤادٌ شيِّقُ
والشامُ شامة ُ وجنة ِ الدنيا كما
إِنسانُ مقلتِها الغضيضِة جلَّقٌ
من آسها لك جنّة ٌ لا تنقضي
ومن الشقيق جهنَّمُ لا تَحرِقُ
سِيمِا وقد رقم الربيع ربوعها
وشياً به حدق البرايا تَحدِقُ
في نيربٍ ضحكت ثغور أَقاحِه
لما بكاه العارض المتألِّقُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> رحلتَ من الشقيف إِلى الغُراق
رحلتَ من الشقيف إِلى الغُراق
رقم القصيدة : 16764
-----------------------------------
رحلتَ من الشقيف إِلى الغُراق
بعزمٍ كالمهنَّدة ِ الرِّفاقِ
ونكَّستَ الأعادي منه قهراً
ومجدك في ذرى الجوزاء باق
بجأشك لا بجيشكَ نلت هذا
وبالتوفيق لا بالإتفاقِ
فداؤك من مضى بالحصن قبلي
إِلى دار الخلود من الرِّفاقِ
وما نخشى على الإسلام باساً
إذا هلك الجميع وأنت باقِ
أتصبر إن أتتكَ بحارُ خيلٍ
وقدماً ما صبرتَ على السواقي
متى رفعت لك السودان رأساً
وقد خلاّهُمُ مثلَ الزقاقِ
وعيشكَ ماله من مصرَ بدٌّ
ومن عندي ثلاثاً بالطلاقِ
هو الأسدُ الذي ما زال حتى
بنى مجداً على السبع الطِّباقِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تعلمت منك الغصون
تعلمت منك الغصون
رقم القصيدة : 16765
-----------------------------------
تعلمت منك الغصون
الجود والقدَّ الرَّشقْ
لكنني قلت لها
عنك ومنك تسترقْ
ما من يجود بالورقْ
كمن يجود بالورقْ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ومدرسة سيرسْ كل شيءٍ
ومدرسة سيرسْ كل شيءٍ
رقم القصيدة : 16766
-----------------------------------
ومدرسة سيرسْ كل شيءٍ
وتبقى في حمى علمٍ ونُسكِ
تضوَّع ذكرها شرقاً وغرباً
بنور الدين محمود بن زنكي
يقول وقوله حقٌ وصدقٌ
بغير كناية ٍ وبغير شكِّ
دمشق في المدائن بيت مُلكي(13/407)
وهذي في المدارس بيت ملكي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إِلى كم أُبيد البيد في طلب الغنى
إِلى كم أُبيد البيد في طلب الغنى
رقم القصيدة : 16767
-----------------------------------
إِلى كم أُبيد البيد في طلب الغنى
وأَقربُ رزقي فوق نجمِ سُهَيلِ
وقد وخط الشيبُ الشباب كأنّهُ
أَوائلُ صبحٍ في أَواخر لَيْلِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وصال ما إِليه من وصولِ
وصال ما إِليه من وصولِ
رقم القصيدة : 16768
-----------------------------------
وصال ما إِليه من وصولِ
وسمع ما يبصيخ إلى عذولِ
لقد أَخفيتُ داء الحب حتى
خفيتُ عن الرقيب من النحولِ
وكيف يصحّ هذا الجسْمُ يوماً
وآفتهُ من الجفن العليلِ
وليلٍ مثل يوم العرض طولاً
ومن عوني على الليلِ الطويلِ
وما للصبح فيه من طلوعٍ
ولا للنجم فيه من أفولِ
أَبثُّ به الغرام فلو رأَتني
"بثينة ُ" لم تبثَّ هوى "جميلِ"
إِلى كم نحن في صدٍّ وهجرٍ
وفي قالٍ من الواشي وقيلِ
ترى يوماً نرى فيه الأماني
وتجمع شملنا كأسُ الشَّمولِ
وتعطف لي عواطف من جفاني
ويشفى من غلائلهِ غليلي
تصدى للصدود قلى ً وبعداً
ولن تخفى علاماتُ المللولِ
وفي صبري على التقبيح عُذرٌ
إذا ما كان من وجه جميلِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أقبل يهتزّ في غلائلهٍ
أقبل يهتزّ في غلائلهٍ
رقم القصيدة : 16769
-----------------------------------
أقبل يهتزّ في غلائلهٍ
من ليس يشفي لعاشِقٍ غُلَّهْ
فقال كل امرىء تأمَّلَهُ
ألف صلاة ٍ على رسولِ اللهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أعياد ..!
أعياد ..!
رقم القصيدة : 1677
-----------------------------------
قال الراوي:
للناس ثلاثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الأضحى،
والثالث عيد الميلاد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد.
قيل له : في أي بلاد؟
قال الراوي:
من تونس حتى تطوا ن
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد(13/408)
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلاد.
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قال قومٌ بدا عِذارُ وُهيبٍ
قال قومٌ بدا عِذارُ وُهيبٍ
رقم القصيدة : 16770
-----------------------------------
قال قومٌ بدا عِذارُ وُهيبٍ
فاسلُ عنه، فقلت: لا، كيف أسلو
أَنا جَلدٌ على لِقا أُسْدِ عينيـ
ـه وأَخشى عِذارَه وهو نملُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> حيِّ في الحيِّ من قِباب المصلى
حيِّ في الحيِّ من قِباب المصلى
رقم القصيدة : 16771
-----------------------------------
حيِّ في الحيِّ من قِباب المصلى
منزلاً مونِقاً وماءً وظلاّ
فقرى جلّقٍ، فباب الفراديس
فباب البريد عيشٌ تولى
دِمَنٌ هنَّ لي أَحبُّ من الكرخ
وأَشهى من شطِّ نهر مُعَلَّى
أَتُرى ، النازلون أَكناف جيرو
على عهدنا، مقيمون أم لا
قال لي طيفهمْ: سلوت هوانا
قلتُ : لا والذي دنا وتدلّى
قال : بل قلّ ما عهدناك فيه
قلتُ : لا والذي لموسى تجلّى
كل شيءٍ يملُّ منه إذا
د وحاشى هواكُمُ أَن يُمَلاَّ
أَيُّها اللائمي على فرط شوقي
خاب من غاب عن ذويه وذلاً
لو يراني مجنون ليلى إِذا ما
جَنَّ ليلي لصام شكراً وصَلّى
أتقلّى من القلى ولعمري
أَيُّ صبٍّ من القِلَى ما تقلّى
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لي حبيب يزيد في كل يومٍ
لي حبيب يزيد في كل يومٍ
رقم القصيدة : 16772
-----------------------------------
لي حبيب يزيد في كل يومٍ
حبُّهُ مثلما يزيد الهلالُ
كثر الحاسدون ،يا لغرامي ،
في هواهُ، وقلَّت الغذالُ
قد أظلَّ الوفودَ وهو صباحٌ
وأذلِّ الأسودَ وهو غزالُ
فقريبان هجره والتنائي
وبعيدان سلوتي والوصالُ
فوحق الإله، إني لعينٍ
أسهرتني عين وباء ودالُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> خليليَّ جودا بطيف الكرى
خليليَّ جودا بطيف الكرى
رقم القصيدة : 16773
-----------------------------------
خليليَّ جودا بطيف الكرى
على مقلتي، وبطيف الخيالِ
ولا تبخلا بكتاب على(13/409)
كئيبٍ غزته صروف الليالي
أرى البُعدَ بعد كما عاشقي
فحتى متى قلبه غير سالِ
وعندي من الشوق ما أنتما
به تعلمانِ على كلِّ حالِ
أُحبكُمُ مثلَ عيني اليمين
وإلا غدت مثل عيني الشمالِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ليت شعري إِلى متى أَنا في الشعـ
ليت شعري إِلى متى أَنا في الشعـ
رقم القصيدة : 16774
-----------------------------------
ليت شعري إِلى متى أَنا في الشعـ
كثير الغنى وحظي قليلُ
سِيما والزمان قد أَصبح الـ
ـفضلُ سواءً في أَهله والفضولُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تقول صفية والصفو منها
تقول صفية والصفو منها
رقم القصيدة : 16775
-----------------------------------
تقول صفية والصفو منها
لغيري حين قرَّبتِ الجمالا
وقد سفرت لنا عن بدر تمٍ
غداة البين وانتقبت هلالا
أتصبر إن هجرنا أو بعدنا
فقلت: نعم، نعم، والقلب: لالا
يخاف البعدَ من ألفَ التداني
ويخشى الهجر من عرَف الوصالا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا أحسن العالمين أفعالا
يا أحسن العالمين أفعالا
رقم القصيدة : 16776
-----------------------------------
يا أحسن العالمين أفعالا
حالي كما قد علمت ماحالا
إلى متى أقنضي وتمطلني
مولايَ، إمّا نعم، وإمالا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> رصَّعَ الشيبُ لَّتي يا خليلي
رصَّعَ الشيبُ لَّتي يا خليلي
رقم القصيدة : 16777
-----------------------------------
رصَّعَ الشيبُ لَّتي يا خليلي
بنجومٍ طلوعهنَّ أفولي
كان شعري كمقلتيك فأضحى
كثناياك، حبذا من بديلِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ميلوا إلى الدار من ذات اللمى ميلوا
ميلوا إلى الدار من ذات اللمى ميلوا
رقم القصيدة : 16778
-----------------------------------
ميلوا إلى الدار من ذات اللمى ميلوا
كحلاء ما جال في أَجفانها ميلُ
هذا بكائي عليها وهي حاضرة ٌ
لا فرسخٌ بيننا يوماُ ولا ميلُ
ممشوقة ُ القد ما في شنفها خرسٌ
ولا تضجُّ بساقيها الخلاخيلُ(13/410)
كأنما قدُّها رمحٌ ومبسمها
صبحٌ وحسبُكَ عسّالٌ ومعسولُ
في كل يومٍ بعينها وقامتها
دمي ودمعي على الأطلال مطلولُ
إِن يحسدوني عليها لا أَلومُهُمُ
لذاك جار على هابيل قابيلُ
إني لأعشق ما يحويه برقعها
ولست أبغض ما تحوي السراويلُ
وربَّ ساقٍ سقانيها على ظمأٍ
مهفَهف مثل خُوطِ البان مجدولُ
حتى إذا ما رشفنا راح راحتهِ
وهناً وانقالنا ، عض وتقبيلُ
جاءت عليَّ يدُ الساقي ومقلته
لكنني بزمام العقل معقول
فكيف أخشى صروف الدهر إن وثبت
وسيف مولاي سيف الدين مسلولُ
ملك عن المجد يوماً ليس يشغلهُ
كأسٌ دِهاقٌ ولا حسناء عُطبولُ
وهل يقصر عن بأسٍ ، وعن كرمٍ
وقد تجمع فيه الطَّولُ والطُّولُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ما اجتمع الشطرنج فيذ مجلسٍ
ما اجتمع الشطرنج فيذ مجلسٍ
رقم القصيدة : 16779
-----------------------------------
ما اجتمع الشطرنج فيذ مجلسٍ
والنردُ ذات القيل والقالِ
إِلاّ لعنت الشيخ نوحاً ولم
أَقصر من اللعن على الصولي
لأَنها لِقُبحِ ما عندها
تقدم الشاة َ على الفيلِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البكاء الأبيض
البكاء الأبيض
رقم القصيدة : 1678
-----------------------------------
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي خدين.
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!
كيف يبكيه أبي، الآن،
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً..
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ
كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ(13/411)
رقم القصيدة : 16780
-----------------------------------
كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ
ورد بخديه أم صبغ من الخجلِ
قضيب بانِ إِذا ما ماس مَيَّلَه
دعص من الرمل أو صوت من الرَّملِ
يفتر عن سمطِ درٍّ في عقيق فمٍ
عذب المراشف ممنوع من القبلِ
كشَعْرِهِ حظ شعري من محبِتِه
ما زال في قوله بين الورى عملٌ
أَقسمتُ ما روضة ٌ بالنيربين إذا
سحَّتْ عليها شئون العارض الهطلِ
شقَّت شقاِئقَها أَيدي الربيع وقد
ماست حدائقها كالشارب الثملِ
يوماً بأحسن من ورد الخدود على
بان القدود ولا من نرجس المُقَلِ
وقائلٍ وشموس الراح آفلة ٌ
فينا وشمس مدير الراح لم تَقِلِ
هذا هو الحبّث لولا كثرة الرقبا
ولذَّة ُ العيش لولا سرعة الأَجَلِ
لا تأسفنَّ على مالٍ، فقلت له:
علي بنُ مامين، بعد اللهن متَّكلي
مجاهد الدين ، فالأديان قاطبة
وصارم الدولة ِ الغرّاءِ في الدُّولِ
مَلْكٌ له الرأي والرايات عالية ٌ
يوم الطِّراد على العسّالة ِ الذُّبُلِ
وفارسٌ في قوله بين الورى عملٌ
وغيره في الورى قول بلا عمل
يزدادُ في أَعيُن الأَعداء منزلة ً
كأنه قمر في عين ذي حولِ
كما يقيس به الحسادُ أنفسَهُمْ
وأين قعر الثرى من قلَّة ِ الجبلِ
فخرَ المعالي ، علوتَ الناسَ مرتبة ً
ولم تزل مُنعِماً بالخيل والخَوَلٍ
كم حملة ٍ لك في الأَعداءِ صادقة
وطعنة ٍ بأصمِّ الكعب معتدلِ
عاجلتَهُمْ فتركت الخيلَ خالية ً
منهم وقد خلقَ الإنسان من عجلِ
ما أَنت في أُمَراءِ الدهر مفتخرٌ
إلا كفجر ابن عبد اللهِ في الرُّسلِ
حويت بالولدين الحمدَ حين أَتى
وشاعر لم تُنِلْهُ ، غير منتحِل
ما يستوي في الورى درُّ ومُخَشلَبٌ
ولا يقايَسُ بين الصابِ والعَسَل
لا تعجبَنَّ لِقِصري عند طولِهِم
فالفخر لِلَّيْثِ ، ليس الفخر للجَمل
أَنا الذي حظُهُ تحت الحضيضِ وقد
نظمتُ فيك بلا شِبهٍ ولا مَثَل
شعراً تعالى على الشِعرى ، وجاز على
الجوزا، أصبح محمولاً على الحملِ(13/412)
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قومي يا هذه وتأملي
قومي يا هذه وتأملي
رقم القصيدة : 16781
-----------------------------------
قومي يا هذه وتأملي
رقصَ الغصون على غناء البلبلِ
فالطير بين تشاجر وتغرُّدٍ
والماء بين تجعُّدٍ وتسلسُلِ
أظباءَ وجرة َ كم بشطَّى آمدِ
من ظبية ٍ كحلى ، وظبيٍ أَكحَلِ
ومدَّللِ ومذَّللِ في حبّهِ
شتَّان بين مذَّللِ ومدَّللِ
والعيش قد رقصت حواشي حُسنِهِ
ما بين دجلتها إلى قطرُّبلِ
رقمَ الربيعُ ربوعها فكأنها
زنجية ٌ تختال فيها بالحُلي
من لي بجيرونٍ، وجيراني وقد
نادمتُهم في جنحِ ليلٍ أَلْيَلِ
ولقد بنيت لإبن ثابت في الحشا
بيتاً أرقَ من الصَّبا والشَّمألِ
لله درُّ عصابة ٍ نادمتها
يوماً في الزمان الأوَّلِ
وتنوفة ٍ ما زلت أقطع جوزها
بمطَّهمٍ عبلِ القوائمِ هيكلِ
حتى أَبَنْتُ حديث حادثة ِالنّوى
لمؤيد الدين الوزير أبي علي
يلٌ يقول الحقَّ في أعدائهِ
بطل مَضاربُ سيفه لم تبطلِ
في حصنِهِ غيثٌ ، وفوق حصانِهِ
ليثٌ يكر على الكرة ِ بمسحلِ
مبتسمٌ لعفاتهِ قبل النّدى
كالبرقِ يلمعُ للبشارة بالولي
يعطي المحجَّلة َ الجيادَ، وكم له
في الجواد من يوم أَغرَّ مُحَجَّلِ
ويرد صدرَ السمهريِّ بصدرهِ
ماذا يؤثِّر ذابلٌ في يذبلِ
فكأنهُ والمشرفُّي بكفِّهِ
بحرٌ يكرٌ على الكماة بجدوَلِ
وله البنونَ السابقونَ إلى الوغى
بالمشرفيّة ِ والرماح الذُبَّلِ
من كل سَحَّاحِ اليَدَيْنِ سَمَيْذَعٍ
وأَغرَّ وضاح الجبين شَمرْدَلِ
ورث السماحة َ عن جدودٍ سادة ٍ
مثل الإِمامة في سَراة ِ بني علي
أكفى الكفاة لقد تهلَّلت الدُّنى
من وجهه المتألق المتهلِّلِ
أنت الذي ملأ الملا بصلادمٍ
وصوارم ومكارم وتفضُّلِ
يحصى الحصى ، إلا مناقبك التي
يعيا بجملتها حساب الجمَّلِ
لك مذهبٌ في كل أرض مذهبٌ
وثناً يفوح نسيمُهُ كالَمنْدَلِ
عجباً لمن أمسى بآمد مقترا
مثلي ومثلك للسماح بآكلِ
موىي قد يمَّمتُ جودك ظامئاً
وشربتَ من دهري نقيع الحنظلِ(13/413)
وقد اتكلتُ على نداك وسَيْبِهِ
كالبحتريِّ على ندى المتوكِّلِ
فَأَصِخْ لقصدِ قصيدَة ٍ ما مثلُها
لجرير في الزمن القديم وَجَرْوَلِ
لو أنشدت بحمى كليبٍ خالها
في الجاهلية من لسان مهلهلِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> زد علواً في المجد يا ابن عليٍّ
زد علواً في المجد يا ابن عليٍّ
رقم القصيدة : 16782
-----------------------------------
زد علواً في المجد يا ابن عليٍّ
هكذا من أَراد أَن يتعالى
قد حوى الدين ، يا مؤيَّده
منكَ هزبراً وديمة ً وهلالا
وغدت جلَّقٌ تناديك عجباً
هكذا ، هكذا ، وإِلا فلالا
جئتها في الظلام خيلاً ورجلاً
وحميتَ النفوس والأَموالا
ما تبالي من بعدها بعدوٍّ
إِنما كان ذاك قطعاً وزالا
قد بلغتَ المراد من كل ضدٍّ
وكفى اللهُ المؤمنين القتالا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تناءوا بعد قربهم ملالا
تناءوا بعد قربهم ملالا
رقم القصيدة : 16783
-----------------------------------
تناءوا بعد قربهم ملالا
وسِرنا يَمْنة ً وسَرَوْا شِمالا
فلست ترى غداة َ البين إِلاّ
عناة ً أو حداة ً أو جمالا
ومعتدلاً حكى الخَطيَّ لوناً
وليناً واهتزازاً واعتدالا
ظننتُ ، ولم يطف بي منه طيفٌ
ولو زار الخيال رأى خيالا
وكيف يكون لي صبرٌ وفيه
خلالٌ صيّرت جسمي خلالا
تصيدني الغزال بمقلتيه
وقدماً كنت أصطاد الغزالا
وقائلة ً إِلى كم ذا التواني
إِذا ما المال عن كفّيك مالا
فقلتُ :إِلى صلاح الدين قصدي
فتى ً حاز الفتوَّة َ والجمالا
تيمَّمْ وجهه تظفرْ برُشْدٍ
وكيف يضلُّ من قصدَ الهلالا
لقد فاق الأنامِ أباً وعمّاً
كما فاق الأنام أخاً وخالا
يحب المجد والعلياءِ طبعاً
كما يهوى المحبّون الوِصالا
كأنَ المال في كفيهِ ماءٌ
إِذا ما السائل استسقاه سالا
صلاح الدين قد أصلحت حالي
فلا عاثت لك الأيامُ حالا
بك استغنيت عن زيدٍ وعمروٍ
ومن طلب الهدى ترك الضلالا
محلك في النجوم إِذا تدانى
وضدُّك في التخوم إذا تعالى(13/414)
وإِنك من أَشدِّ الناس بأساً
بلا شكٍ وأكرمهم رجالا
أقاموا في سماحهم بحاراً
وأضحوا في حلومهم جبالا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قلبٌ ، وقلبي لأسهم المُقَلِ
قلبٌ ، وقلبي لأسهم المُقَلِ
رقم القصيدة : 16784
-----------------------------------
قلبٌ ، وقلبي لأسهم المُقَلِ
إشارة ٌ، والملامِ والعذلِ
يا عاذلي هل رأيتَ أعجبَ من
ذي عَوَرٍ هائمٍ بذي حَوَلِ
أَقِلُّ في عينه ويكثر في
عيني بضدِّ القياسِ والمَثلِ
ما آفتي غير ورد وجنتهِ
والورد لاشكَّ آفة ُ الجعلِ
معفهف كالقضيب معتدلٌ
كم جعفرٍ في يَدَيْ أَبيه وكم
فلو رأت حسنهُ فلاسفة ٌ
لَعَوَّذوه بِعِلَّة ِ العِلَلِ
كم قد سقاني مُدامَ فيه على
غنائِهِ وانتقلْتُ بالقُبَلِ
أهوى تجنيهِ والصدودَ كما
يهوى المعالي محمَّدُ بنُ علي
جمالُ دين الإِله خير فتى ً
للرزق أَقلامُهُ وللأَجلِ
صدر بشرح الصدور مُلْتَهَمٌ
بدرٌ ببذلِ البدور في شُغُلِ
مُعطي القُرى والقِرى لقاصدِهِ
بغير منٍّ، والخيلِ والخولِ
مثلُ فتوح الفاروقِ نائِلُهُ
شرقاً وغرباً في السهل والجبلِ
من قال لم يَحْوِذا ويَسكن ذا
أتصبح مما يقول في خجلِ
كم جعفرٍ في يدي أببه وكم
في طيِّ هذا الحشا من الغُلَل
محمد خاتم الكرام كما
سَمِيُّهُ كان خاتَمَ الرُّسُلِ
كأَنّ أَيدي عداه حين بَنَوْا
أَيدي بني ضَبّة ٍ على الجَملِ
مولاي إن الكلبَّي عرقلة ً
مِثلُ المُعَيْدِي صاحبِ المَثَلِ
لولا فتى يوسُفَ الصلاح لقد
كنت كيعقوب في يد البخلِ
كم خلّة ٍ سدَّها ورايَ وقد
رأَى قميصي قد قُدَّ من قُبُلِ
يا من علا مجده على زُحَلٍ
لا تنس رقم الشويعر الزُّحَلِ
عبدك في الشام راحل ويرى
كل جوادٍ لكل مُنْتَحِلِ
وما أرى لي سواك معتمداً
عليك بعد الإله منَّكلي
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> رُوَيْدَكُمُ يا لصوص الشآم
رُوَيْدَكُمُ يا لصوص الشآم
رقم القصيدة : 16785
-----------------------------------
رُوَيْدَكُمُ يا لصوص الشآم(13/415)
فإني لكمْ ناصحٌ في مقالي
وإِياكُمُ من سميّ النبيِّ
يوسُفَ ربِّ الحِجا والجمالِ
فذاك مقطعُ أيدي النساءِ
وهذا مقطّع أَيدي الرجالِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> تقول خراطيم لما أتيتُ
تقول خراطيم لما أتيتُ
رقم القصيدة : 16786
-----------------------------------
تقول خراطيم لما أتيتُ
أهلاً بذا الشاعرِ الأحولِ
وغنَّت فقلت لجلاسها:
شبيهٌ بنصف اسمها الأوَّلِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قل لصلاح الدين ربَّ الندى
قل لصلاح الدين ربَّ الندى
رقم القصيدة : 16787
-----------------------------------
قل لصلاح الدين ربَّ الندى
بلِّغ "عبيداً" كلّ ما أمَّلهْ
بِثقْلِهِ ، لما تصاحبتما
سَلَّمك اللّهُ من الزلزلة ْ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كأنّ الخال في الخدِّ الشِمالِ
كأنّ الخال في الخدِّ الشِمالِ
رقم القصيدة : 16788
-----------------------------------
كأنّ الخال في الخدِّ الشِمالِ
ظلام الهجرِ في صبحِ الوصال
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ما كلام الوشاة ِ إلا كلامُ
ما كلام الوشاة ِ إلا كلامُ
رقم القصيدة : 16789
-----------------------------------
ما كلام الوشاة ِ إلا كلامُ
وحَمامُ الأَراكِ إِلاّ حِمامُ
كل يوم للصبِّ شهرٌ إذا لم
يَرَ فيه الحبيبَ ، والشَّهر عامُ
ليت شِعري أَحبابنا ذاكرونا
لا ، لعمري ، ما للظباء ، ذمامُ
والليالي كأَنها أَيّامُ
ذبتُ شوقاً لجسمي خيالٌ
طمعاً في حديث من لا يُرامُ
صاح قد كثّر الحواسدِ
في الحبِّ لنا والوشاة واللوّمُ
شبهوا من هوبتُ بالبدر جهلاً
كذبوا، ما تساوت الأقدامُ
ليس للبدر طرَّة ٌ وجبينٌ
وعذارٌ ومبتسمٌ وقوامُ
قَمًرٌ سُحْبُهُ الغلائلُ والشَعرُ
دجاهُ وضوءهُ الإبتاسمُ
بابليُّ اللحاظ ، في كل عُضْوٍ
فيَّ من قوسِ حاجبيه سِهام
حرَّموا ريقهُ عليَّ ولكن
صدقَ الشرعُ ما تحلُّ المدامُ
ما حرامٌ إحياءُ صبٍّ ولكن
قتلُ نفسٍ بغير جرمٍ حرامُ(13/416)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مفارق ..!
مفارق ..!
رقم القصيدة : 1679
-----------------------------------
يولد الناس جميعاً أبرياء.
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء
في اتجاهين:
فأما أن يكونوا مستقيمين... وأما أن يكونوا رؤساء
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> بروق الغوادي أم بروق المباسم
بروق الغوادي أم بروق المباسم
رقم القصيدة : 16790
-----------------------------------
بروق الغوادي أم بروق المباسم
أَشاقاكَ وهناً ، أَم هديل الحماِئمِ
كأنّ بك الوجدَ الذي بي من الأسى
وقد عيل صبري بين واشٍ ولائمِ
تؤرِّقُ ورقُ الغوطتين لواحظي
ومُنحِل جسمي حب غزلان جاسِم
أَأَحبابنا إِن كنتم قد عزمتُمُ
على البعد عن أطلالكم والمعالمِ
فلا ترسلوا برقاً إِلى غير ساهرٍ
ولا تبعثوا طيفاً إلى غير نائمِ
أعاذلُ فيمن لست أسل وأذابني
فلو شئتُ من سُقمي تمنطقت خاتمي
ذَرِ العَذْلَ في تسكاب طَرْفي ، لطَرفِهِ
ولا تدخُلَنْ ما بين ساجٍ وساجِمِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> سلا، هل سلا عن ربّة الخال واللمى
سلا، هل سلا عن ربّة الخال واللمى
رقم القصيدة : 16791
-----------------------------------
سلا، هل سلا عن ربّة الخال واللمى
محبٌّ غدا من ظلمها متظلما
وهل لاح برقٌ من تبسُّمِ ثغرها
فامطر إِلاَّ سحبَ أَجفانِهِ دَمَا
مهفهفة ٌ كالخيزرانة ِ لَيْنَة ٌ
يزيد اعوجاجي حين زادت تَقَوُّماً
إِذا حادَثَتْ ، قابلتَ دُرّاً منثّراً
وإِن ضحكت قبَّلتُ درّاً منظّما
ولما وقفنا للوداع عشيَّة ً
ونار الجوى لم تبدُ إلاَّ تضرما
خشيتُ على عيني اليمين من البكا
فاصبِحَ بشاراً وكنت مُتمِّما
أَما آن أَنْ تدنو الديار بنازحٍ
وهل نافعي قولي ، بُعَيدَ النوى ، أَما
كأنّ قِسِيَّ البين لم تَرَ في الورى
لأغراضها إلاَّ المحبينَ أسهما
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قالوا حبيبك مبذول فقلت لهم
قالوا حبيبك مبذول فقلت لهم(13/417)
رقم القصيدة : 16792
-----------------------------------
قالوا حبيبك مبذول فقلت لهم
وقد ترقرق دمع العين وانسجما
كأنّه الماءُ مبذول لشاربه
وما يصاب له مثل إذا عدما
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> جفاني صديقي حين أصبحت معدماً
جفاني صديقي حين أصبحت معدماً
رقم القصيدة : 16793
-----------------------------------
جفاني صديقي حين أصبحت معدماً
وأخّرني دهري وكنت مقدما
وسافرت جهلاً فانعورتُ وإِن أَعدْ
إلى سفرة أخرى قدمت على العمى
وكم من طيب قال: تبرا، أجبته
كذبتَ ولو كنت المسيحَ بنَ مريما
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> في كل يوم رحلة ً ومقامُ
في كل يوم رحلة ً ومقامُ
رقم القصيدة : 16794
-----------------------------------
في كل يوم رحلة ً ومقامُ
ووداعُ من أَحببتُهُ وسلامُ
قذفت بنا أيدي النوى جوز الفلا
وكأنها قوسٌ ونحن سهامُ
لا تَبْعَثنَّ مع الحمام رسالة
في القلب منها لوعة ٌ وغرامُ
فالكتب عند العاشقين كأنّها
مما يُهيَّج والحَمامُ حِمامُ
من لي بصيد ظباءِ مكة ، وهناً
والصيد في البلد الحرامِ حرامُ
ومهفهفٍ ما اهتز تيهاً أَورَنا
إلا بدا لك ذابلٌ وحسامُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> في وجنتيهِ جنَّة ٌ وجهنِّمٌ
في وجنتيهِ جنَّة ٌ وجهنِّمٌ
رقم القصيدة : 16795
-----------------------------------
في وجنتيهِ جنَّة ٌ وجهنِّمٌ
وبمقلتيه صحَّة ٌ وسقامُ
مارمتُ ذاك الظبيَ إِلا صدَّني
عن ساحتيه الشَّيبُ والإسلامُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> قد أَقبل المنثورُ يا سيدي
قد أَقبل المنثورُ يا سيدي
رقم القصيدة : 16796
-----------------------------------
قد أَقبل المنثورُ يا سيدي
كالدّرِّ والياقوت في نظمهِ
ثناك لا زال كأنفاسهِ
ومُخُّ من يشنوك مثلُ اسمِهِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يقولون لمْ أرخصتَ شعرك في الورى
يقولون لمْ أرخصتَ شعرك في الورى
رقم القصيدة : 16797(13/418)
-----------------------------------
يقولون لمْ أرخصتَ شعرك في الورى
فقلت لهم : إِذ مات أَهل المكارِمِ
أُجازى على الشِعرِ الشَّعيرَ وإِنّهُ
كثيرٌ إذا استخلصتهُ من بهائمِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ضِدُّ اسمِهِ المنقذيُّ عن ثقة ٍ
ضِدُّ اسمِهِ المنقذيُّ عن ثقة ٍ
رقم القصيدة : 16798
-----------------------------------
ضِدُّ اسمِهِ المنقذيُّ عن ثقة ٍ
فلا تلومنَّهُ على اللُّوم
كالجُدَريّ الذي يقال له
مباركٌ وهو أَلفُ مشئوم
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أَنا سَرْجٌ لمليكٍ
أَنا سَرْجٌ لمليكٍ
رقم القصيدة : 16799
-----------------------------------
أَنا سَرْجٌ لمليكٍ
حصنهُ في الشام شامة
تحتي البرق وفوقي
من أياديه غمامة
كتب اللّه عليه
كلما سار السلامة
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> طلت البندري
طلت البندري
رقم القصيدة : 168
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
طلت البندري مثل النهار الجميل
ياهلا بالعيون السود واجفانها
كنها مهرة شقرا صغيره واصيل
عزوة اخوانها وعيال عمانها
عين حرٍ يهدونه ورمش طويل
من عشقها غدا بدروب سلوانها
ماعليها ولو قالواقصيرة جديل
من بهاها القلوب يهج بيبانها
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> منافسة ( اتحاد الأدباء )
منافسة ( اتحاد الأدباء )
رقم القصيدة : 1680
-----------------------------------
أُعلن الإضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إلا ألا د عاء!
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟!
كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء.
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء!
كلما جئنا لمبغى
فتح الأوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الأدباء!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ق أصبح الطائيُّ في جلَّقٍ
ق أصبح الطائيُّ في جلَّقٍ
رقم القصيدة : 16800(13/419)
-----------------------------------
ق أصبح الطائيُّ في جلَّقٍ
بدبُرِهِ أَكرَمَ من حاتَم
يقول بالأَير الذي لم يزل
يقوم ، والناس مع القائم
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ
لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ
رقم القصيدة : 16801
-----------------------------------
لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ لي كلَّ حِين من أَحبّايَ حَيْنْ
وكلَّ يوم بين هجر وبَيْنْ
ساروا وما ودَّعتُهمْ جفوة ً
منهم وقد عدتُ بخفّيْ حنينْ
وكيف يقوى بسهادٍ على
دمعٍ غزيرٍ من له فردُ عينْ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أمرّث من عسرة ٍ ومن دينْ
أمرّث من عسرة ٍ ومن دينْ
رقم القصيدة : 16802
-----------------------------------
أمرّث من عسرة ٍ ومن دينْ
ومن صدود الحبيب والبينِ
طرف أَبي بكر وهو منطرفٌ
بكفِّهِ للقضاء والحينِ
لكَّنهُ زاد في ملاحتهِ
فانقلعت عينهُ من العيْنِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> دعِ استماعكَ ذكرى ديرِ سمعانِ
دعِ استماعكَ ذكرى ديرِ سمعانِ
رقم القصيدة : 16803
-----------------------------------
دعِ استماعكَ ذكرى ديرِ سمعانِ
فما أمرَّ النوى عن دير مُرّانِ
فيه شمامسة مثل لاشموسِ إذا
جاءوك بين أناجيلٍ وصلبانِ
وكل قسٍّ كقسٍّ إنْ تحدث عن
عيسى بن مريم أو موسى بن عمرانِ
وفي الشعانين من أَولاد جفنَة لي
ظبيٌ يناشدني أَشعار حسان
للهِ ليلة َ بتنا وهو ثالثنا
من مسلمٍ ويهوديٍّ ونصراني
وراحنا من ثلاثٍ أبيضٍ يققٍ
وأصفرٍ فاقعٍ أو أحمرٍ قاني
وقال هيّا فقد لاح الصباحُ وقد
طاب الصَّبوحُ على روْحٍ وريحانِ
ما بين سطرا ومقرا جنَّة ٌ سرحت
أنهارها في ظلال الآسِ والبانِ
يظل منثورها والروض منتثراً
كأنما صبغ من درٍّ ومرجانِ
والطير تُنشِدُ في أَغصانها سَحَراً
هذا هو العيش إلاّ أنه فانِ(13/420)
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا غصنِ بانٍ تثَّنى وهو نشوانُ
يا غصنِ بانٍ تثَّنى وهو نشوانُ
رقم القصيدة : 16804
-----------------------------------
يا غصنِ بانٍ تثَّنى وهو نشوانُ
وبدرَ تِمًّ لحظِّي فيه نقصانُ
إلامَ تصدعُ قلبي بالصدود قلّى
وليس يسكنهُ إلاّكَ إنسانُ
من لي بذي شنبٍ يفترُّ عن بردٍ
ما إِن يذوب وفي خَدَّيْهِ نيرانُ
أخشى على كتفيه من ذؤابتهِ
وكيف لا أتخشّى وهو ثعبانُ
وكم كتمتُ هواه عند عاذِلَتي
وصاحب الدمع لم ينفعْهُ كِتمانُ
وليلة ٍ بتُّ أرعى طيفهُ فأبتْ
عيني وقد قيل إن النومَ سلطانُ
وكيف يهجَعُ مهجورٌ يؤَرقُهُ
مهفهف القدِّ سهل الخدّ فتانُ
منعتُ رشفَ ثناياه وريقتهِ
وكيفَ يمنعُ وردَ الماءِ ظمآنُ
وفرَّقت بيننا الواشون فافترقت
منِّي لفرقَتِهِ في الليل أَجفانُ
عذب التعذب، أحوى العارضين حوى
خلقاً وخُلقاً وحُسناً فيه إِحسانُ
فلو تأمَّلَ قُسُّ ما وصفتُ به
لقال أَحسَنَ مما قال حَسَّانُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا معشَرَ الناس حالي بينكم عَجَبٌ
يا معشَرَ الناس حالي بينكم عَجَبٌ
رقم القصيدة : 16805
-----------------------------------
يا معشَرَ الناس حالي بينكم عَجَبٌ
وليس يعلم إلاَّ الله كيف أَنا
أُحبُّ سُمر القنا من أَجل مُشُبِهِها
لوناً: وأحسدُ حتى من بها طعنا
عجبتُ من حمله للسيف منصراً
وقد حوت مقلتاه الهندَ واليمنا
تنام أَجفانُهُ المرضى وقد زعموا
بأنَّ كلَّ مريضٍ يعدم الوسنا
يهوى خلافي كما أهوى رضاه فإنْ
دَنَوْتُ منه تناءى أَو نأيتُ دنا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا غربة ً جعلت فؤادي للأسى
يا غربة ً جعلت فؤادي للأسى
رقم القصيدة : 16806
-----------------------------------
يا غربة ً جعلت فؤادي للأسى
إلفاً، وحدِّي للمدامع موطنا
حتَّى ألفتُ حديث حادثة ِ النَّوى
يلقى الشداِئدَ سهلة ً من أَدمنا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كثر الخئون وقلت الإِخوان(13/421)
كثر الخئون وقلت الإِخوان
رقم القصيدة : 16807
-----------------------------------
كثر الخئون وقلت الإِخوان
فالقوم لا حسنٌ ولا إحسانُ
ياليت شعري أين كنت من الدُّنى
والناس ناسٌ ، والزمانُ زمانُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وفي الشيب لي واعظٌ ، لو عَقلتُ
وفي الشيب لي واعظٌ ، لو عَقلتُ
رقم القصيدة : 16808
-----------------------------------
وفي الشيب لي واعظٌ ، لو عَقلتُ
قرعتُ على العمر سنّي سنينا
تراني وقد عارضَ العارضين
طوراً شمالاً وطوراً يمينا
أُقلّع أَولَ فُرساِنه
ولكنني أتخشى الكمينا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وصل الكتابُ عدمتُ عشر أَناملٍ
وصل الكتابُ عدمتُ عشر أَناملٍ
رقم القصيدة : 16809
-----------------------------------
وصل الكتابُ عدمتُ عشر أَناملٍ
أَلَّفْنَ ما فيه من التضمينِ
ما كان أَشبهَهُ وقد عاينتُه
بوثيقة ظهرت على مديونِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عكاظـ
عكاظـ
رقم القصيدة : 1681
-----------------------------------
الأرض : ثغرى أنهر
لكن قلبي نار.
البحر: أُبدي بسمتي..
وأضمر الأخطار.
الريح : سِلمي نسمة
وغضبتي إعصار.
الغيم : لي صواعق
تمشي مع الأمطار.
الصمت : في بالي أنا.. تزمجر
الأفكار.
الصخر: أدنى كرمي أن أمنح الأحجار
لأشرف الثوار.
النسر: رأيي مخلب ومنطقي منقار
النمر: نابي دعوتي .. وحجتي الأظفار.
الكلب : لست خائناً ولست بالغدار.
بل أنا أحمي صاحبي ، وأعقر الأشرار.
الجحش : نوبتي أنا بعد الأخ المنهار.
العربي : ليس لي شيء سوى الأعذار والنفي والإنكار
والعجز والإدبار
والابتهال ، مرغماً ، للواحد القهار
بأن يطيل عمر من يقصِّر الأعمار!
بالشكل إنسان أنا .. لكنني حمار.
الجحش : طارت نوبتي
وفخر قومي طار.
أي افتخار يا ترى .. من بعد هذا العار؟
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وفي دير " مُرّان " خمّارة ٌ
وفي دير " مُرّان " خمّارة ٌ
رقم القصيدة : 16810(13/422)
-----------------------------------
وفي دير " مُرّان " خمّارة ٌ
من الروم في يوم شعْنيِنها
سقتني على وجهها المشتهى
أرقَّ وأَعتَقَ من دينِها
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> ومهفهف كالرمح يحمل مِثلَهُ
ومهفهف كالرمح يحمل مِثلَهُ
رقم القصيدة : 16811
-----------------------------------
ومهفهف كالرمح يحمل مِثلَهُ
قَتَلَ الورى وَسْنَانُهُ وسِنانُهُ
فارقته وفَرِقتُ عند وداعه
من صارمٍ أجفانهُ أجفانهُ
في ليلة ٍ طالت عليَّ كأَنَّها
عِطفاه أَو صُدْغاه أَوهجرانُهُ
حتى بدا فَلقُ الصباح كأنَّهُ
وجهُ الأَمير وعِرضُهُ وجِفانُ
هُ أَحيا محمدٌ السماحَ وقبلَهُ
مامينه، وعليُّهُ وبرانهُ
ملك يجود بمالِهِ وبنفسه
وبذاك يشهدُ حصنهُ وحصانهُ
فاقَ الأنام جمالهُ وجميلهْ
لا حسنهُ يفنى ولا إحسانهُ
بالصالح الملكِ الأَغرِّ صلاحُهُ
لا فارقت أَوطارَه أوطانُهُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> وكيف يَرانِيَ الرقبـ
وكيف يَرانِيَ الرقبـ
رقم القصيدة : 16812
-----------------------------------
وكيف يَرانِيَ الرقبـ
ـاءُ من سُقْمٍ بجُثماني
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كم أمشَّى كأنني ذو طحالِ
كم أمشَّى كأنني ذو طحالِ
رقم القصيدة : 16813
-----------------------------------
كم أمشَّى كأنني ذو طحالِ
وأمنَّى كأني كّمونُ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> كنت أَذُمُّ ابن مالكٍ فإِذا
كنت أَذُمُّ ابن مالكٍ فإِذا
رقم القصيدة : 16814
-----------------------------------
كنت أَذُمُّ ابن مالكٍ فإِذا
ذاك سماءٌ عند ابن نيسانِ
قد قيل ما يَحْمَدُ المجرّبُ
للأول حتى يجرِّبَ الثاني
قطنتُ في "آمدٍ" أؤمّلهُ
وأيُّ خير في ظلِّ قطانِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> جار صرف الردى على "جيرون "
جار صرف الردى على "جيرون "
رقم القصيدة : 16815
-----------------------------------
جار صرف الردى على "جيرون "
وسقى أهلها كئوس المنونِ(13/423)
أَصبحت جنَّة ً وأَمست جحيماً
تتلظى بكل قلبٍ حزينِ
كيف لا نذرف الدموع عليها
وهي في الشام نزهة للعيونِ
حبذا حِصنُها الحصينُ لقد كا
ن جمالاً لكل حصنٍ حَصينِ
أي سيفٍ سطا على دار سيف
وزبون أتى بحرب زبونِ
خلتُ نيرانها وكلَّ ظلامٍ
نارَ ليلى تلوح للمجنونِ
كم غنيِّ اليمين أَمسى فقيراً
وفقيرٍ أَمسى غنيَّ اليمينِ
كلُّ هذا ردَّها بعزم وحزمٍ
أسدُ الدين، غاية ُ المسكينِ
وحمى الجامع المقدّسَ
هدِ من جمرها بماءٍ معين
ملك فعله "بدلجة َ والباب"
فعالُ الإمام في صفَّينِ
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> لنا طبيب شاعرٌ أَشتر
لنا طبيب شاعرٌ أَشتر
رقم القصيدة : 16816
-----------------------------------
لنا طبيب شاعرٌ أَشتر
أَراحنا من شخصِهِ اللهُ
ما عاد في صُبْحة ِ يومٍ فتى ً
إِلا وفي باقيه وفّاه
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عارضها، حين تبدو، عارضاها
عارضها، حين تبدو، عارضاها
رقم القصيدة : 16817
-----------------------------------
عارضها، حين تبدو، عارضاها
وسلاها، عن فؤادي، هل سلاها
بأبي جارية ً جارية
ما شفت علة َ قلبي شفتاها
أَتمنى قبلة ً من يَدِها
وسوايّ في الهوى قد ملَّ فاها
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا بني الأعراب إن الترك
يا بني الأعراب إن الترك
رقم القصيدة : 16818
-----------------------------------
يا بني الأعراب إن الترك
ـترك قد جارت بنوها
عقربوا الأصداغ حيناً
ولحيني ثعبنوها
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> جنبْ عن الدنيا إذا جنَّبت
جنبْ عن الدنيا إذا جنَّبت
رقم القصيدة : 16819
-----------------------------------
جنبْ عن الدنيا إذا جنَّبت
عنك بإِكبار وتنزيه
فما ترى فيها فتى زاهداً
إن لم تكن قد زهدتْ فيه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أقسى من الإعدام
أقسى من الإعدام
رقم القصيدة : 1682
-----------------------------------
الإعدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي.(13/424)
أهنالك أقسى من هذا؟
- طبعاً..
فالأقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي!
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> إن أمير المؤمنين الذي
إن أمير المؤمنين الذي
رقم القصيدة : 16820
-----------------------------------
إن أمير المؤمنين الذي
مِصرُ حماهُ ، وعليُّ أَبوه
نصَّ على شاوَرَ فِرعونُها
ونص موساها على شيركوه
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> عذلوني في الحبَّ والعذلُ يغوي
عذلوني في الحبَّ والعذلُ يغوي
رقم القصيدة : 16821
-----------------------------------
عذلوني في الحبَّ والعذلُ يغوي
ورَمَوْني بالصدِّ والصدُّ يكوي
واستحلوا غزوي بكلِّ غزالٍ
حلَّ حبَّهِ قتالي وغزوي
تركونا ما بين وجدٍ وشوقٍ
والمطايا ما بين سوقٍ وحدوِ
يا حبيباً لنا بجيرون حتى
ومنى للغرام نهوى فنهوي
أهجرونا إن شئتمُ أوصلونا
قد شربنا من كل مرٍّ وحلو
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> أيها السياف هيّا
أيها السياف هيّا
رقم القصيدة : 16822
-----------------------------------
أيها السياف هيّا
لا تدع في البيت شيّا
داوِ قرناً صار ترساً
للدبابيس مهيَّا
كم نصحناك وقلنا
إِنتبه ما دمت حيَّا
كلُّ نحسٍ أَنت فيه
منْ حِراف ابن ثُريّا
العصر العباسي >> عرقلة الكلبي >> يا بدرَ دجى ً يحملهُ غصنُ أراكْ
يا بدرَ دجى ً يحملهُ غصنُ أراكْ
رقم القصيدة : 16823
-----------------------------------
يا بدرَ دجى ً يحملهُ غصنُ أراكْ
ما أعجب ما يحلُّ بي حين أراكْ
لا تقتل بالصدود صَبَّاً يهواكْ
ما للعراب طاقة ٌ بالأتراكْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المفترى عليه ..!!
المفترى عليه ..!!
رقم القصيدة : 1683
-----------------------------------
قال مِحقان بن بلا ّع ا ل.. عصير:
قيل إني لي عقارات ولي مال وفير
إنه وهم كبير
كل ما أملكه خمسون قصراً
أتّقي القيظ بها والزمهرير
أين أمضي
من سياط الحر والبرد؟
أطير؟!
ورصيدي كله
ليس سوى عشرين مليارا
فهل هذا كثير؟!(13/425)
آه لو يدري الذي يحسدني
كيف أحير.
منه مأكولي ومشروبي
وملبوسي و مر كوبي
وبترول الفوانيس .. وأقساط السرير.
وعليه الشاي والقهوة والتبغ
وفاتورة ترقيع الحصير.
لا.. وهذا غير(حفّا ظا ت(
مِحقان الصغير!
ما الذي يبغو نه مني؟
أأستجدي.. لكي يقتنعوا أني فقير؟
**
وأشاعوا أنني أنظر للشعب
كما أنظر للدود الحقير!
فووووو وو!!
إلهي.. أنت جاهي بك منهم أستجير.
قسماً باسمك إني عندما أرنو لشعبي
لا أرى إلا الحمير!
**
ويقولون ضميري ميت!
كيف يصير؟!
هل أتاهم خبر عما بنفسي
أم هم الله الخبير؟!
كذبوا.. فالله يدري أنني من بدء عمري لم يكن عندي ضمير
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الممكن والمستحيل
الممكن والمستحيل
رقم القصيدة : 1684
-----------------------------------
لو سقط الثقب من الإبرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خمره!
لو مات الضِّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مكتوب
مكتوب
رقم القصيدة : 1685
-----------------------------------
من طرف الداعي..
إلى حضرة حمّال القُرَح:
لك الحياة والفرح.
نحن بخير، وله الحمد، ولا يهمنا شيء سوى فراقكم.
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح.
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير.. إنما
تبدو كأنها شبح.
تزوجت عبد العظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس ا نذبح.
ولم يزل شقيقكم
في السجن.. لارتكابه أكثر من عشر جُنح.
وداركم عامرة .. أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك لا ينقصنا
سوى وجودكم هنا.
أخوكم الداعي لكم
) قوس قزح (
ملحوظة: كل الذي سمعته
عن مرضي بالضغط والسكرِ.. صح.
ملحوظة ثانية: دماغ عمك انفتح.(13/426)
وابنة خالك اختفت. لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك ا نفضح!
ملحوظة أخيرة : لك الحياة والفرح !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أمام الأسوار
أمام الأسوار
رقم القصيدة : 1686
-----------------------------------
احتمالان أمام الشاعر الحر
إذا واجه أسوار السكوت.
احتمالان:
فأما أن يموت
أو يموت!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> اللعبة
اللعبة
رقم القصيدة : 1687
-----------------------------------
الغربُ يبكي خيفةً
إذا صَنعتُ لُعبةً
مِن عُلبةِ الثُقابِ .
وَهْوَ الّذي يصنعُ لي
مِن جَسَدي مِشنَقَةً
حِبالُها أعصابي !
والغَربُ يرتاعُ إذا
إ ذعتُ ، يوماً ، أَنّهُ
مَزّقَ لي جلبابي .
وهوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبي
وأنْ أُذيعَ فرحتي
ومُنتهى إعجابي ..
إنْ مارسَ اغتصابي !
والغربُ يلتاعُ إذا
عَبدتُ ربّاً واحِداً
في هدأ ةِ المِحرابِ .
وَهْوَ الذي يعجِنُ لي
مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ
ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ
ألفاً مِنَ الأربابِ
ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا
مَز ا بِلِ الألقابِ
لِكي أكونَ عَبدَهُمْ
وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْوَ .. وَهُمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضرابي .
وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ
رائِحةَ الأزهارِ والأعشابِ
سيصلبونني على
لائحةِ الإرهابِ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> رائعة
رائعة
رقم القصيدة : 1688
-----------------------------------
رائعةٌ كُلُّ فعالِ الغربِ والأذنابِ
أمّا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُهُ
نوعٌ مِنَ الإرهابِ !
هُمْ خَرّبوا لي عالَمي
فليحصدوا ما زَرَعوا
إنْ أثمَرَتْ فوقَ فَمي
وفي كُريّاتِ دمي
عَولَمةُ الخَرابِ
ها أ نا ذ ا أقولُها .
أكتُبُها .. أرسُمُها ..
أَطبعُها على جبينِ الغرْبِ
بالقُبقابِ :
نَعَمْ .. أنا إرهابي !
زلزَلةُ الأرضِ لها أسبابُها
إنْ تُدرِكوها تُدرِكوا أسبابي .
لنْ أحمِلَ الأقلامَ
بلْ مخالِبي !
لَنْ أشحَذَ الأفكارَ(13/427)
بلْ أنيابي !
وَلنْ أعودَ طيّباً
حتّى أرى
شريعةَ ا لغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائدةً للغا بِ .
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أنا إرهابي ..!
أنا إرهابي ..!
رقم القصيدة : 1689
-----------------------------------
الغربُ يبكي خيفةً
إذا صَنعتُ لُعبةً
مِن عُلبةِ الثُقابِ .
وَهْوَ الّذي يصنعُ لي
مِن جَسَدي مِشنَقَةً
حِبالُها أعصابي !
والغَربُ يرتاعُ إذا
إذعتُ ، يوماً ، أَنّهُ
مَزّقَ لي جلبابي .
وهوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبي
وأنْ أُذيعَ فرحتي
ومُنتهى إعجابي ..
إنْ مارسَ اغتصابي !
والغربُ يلتاعُ إذا
عَبدتُ ربّاً واحِداً
في هدأةِ المِحرابِ .
وَهْوَ الذي يعجِنُ لي
مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ
ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ
ألفاً مِنَ الأربابِ
ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا
مَزابِلِ الألقابِ
لِكي أكونَ عَبدَهُمْ
وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْوَ .. وَهُمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضرابي .
وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ
رائِحةَ الأزهارِ والأعشابِ
سيصلبونني على
لائحةِ الإرهابِ !
**
رائعةٌ كُلُّ فعالِ الغربِ والأذنابِ
أمّا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُهُ
نوعٌ مِنَ الإرهابِ !
**
هُمْ خَرّبوا لي عالَمي
فليحصدوا ما زَرَعوا
إنْ أثمَرَتْ فوقَ فَمي
وفي كُريّاتِ دمي
عَولَمةُ الخَرابِ
ها أنَذا أقولُها .
أكتُبُها .. أرسُمُها ..
أَطبعُها على جبينِ الغرْبِ
بالقُبقابِ :
نَعَمْ .. أنا إرهابي !
زلزَلةُ الأرضِ لها أسبابُها
إنْ تُدرِكوها تُدرِكوا أسبابي .
لنْ أحمِلَ الأقلامَ
بلْ مخالِبي !
لَنْ أشحَذَ الأفكارَ
بلْ أنيابي !
وَلنْ أعودَ طيّباً
حتّى أرى
شريعةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائدةً للغابِ .
**
نَعَمْ .. أنا إرهابي .
أنصَحُ كُلّ مُخْبرٍ
ينبحُ، بعدَ اليومِ، في أعقابي
أن يرتدي دَبّابةً
لأنّني .. سوفَ أدقُّ رأسَهُ
إنْ دَقَّ ، يوماً، بابي !
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> زوايا كيااني(13/428)
زوايا كيااني
رقم القصيدة : 169
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ذكراه تشعلها عصافير واجراس
بس المحه فـ .. اجمل زوايا كياني
الغايب اللي كن في عينه نعاس
أخاف اموت من الظما ماسقاني
ياما عصيت انزف على كل قرطاس
وياما الوله لاحباب عيني نعاني
والله ما ابغي من ورا الترف نوماس
أنا القصيد إبليت به وابتلاني
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تفاؤل
تفاؤل
رقم القصيدة : 1690
-----------------------------------
دق بابي كائن يحمل أغلال العبيد بشع..
في فمه عدوى وفي كفه نعيٌ
وبعينيه وعيد.
رأسه ما بين رجليه ورجلاه دماء
وذراعاه صديد.
قال: عندي لك بشرى.
قلت: خيرا؟!
قال: سجل..
حزنك الماضي سيغدو محض ذكرى.
سوف يستبدل بالقهر الشديد!
إن تكن تسكن بالأجر
فلن تدفع بعد اليوم أجرا.
سوف يعطونك بيتا فيه قضبان حديد!
لم يعد محتملا قتلك غدرا.
إنه أمر أكيد!
قوة الإيمان فيكم ستزيد.
سوف تنجون من النار
فلا يدخل في النار شهيد!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ابتهج ..!
ابتهج ..!
رقم القصيدة : 1691
-----------------------------------
حشر مع الخرفان عيد!
قلت ما هذا الكلام؟!
إن أعوام الأسى ولت، وهذا خير عام
إنه عام السلام.
عفط الكائن في لحيته.. قال: بليد.
قلت: من أنت؟!
وماذا يا ترى مني تريد؟!
قال: لا شيء بتاتاً .. إنني العام الجديد!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الرجل المناسب
الرجل المناسب
رقم القصيدة : 1692
-----------------------------------
باسم والينا المبجّل...
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل...: رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟... بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول...
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> وظيفة القلم
وظيفة القلم
رقم القصيدة : 1693
-----------------------------------
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر(13/429)
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و الأمن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
- عندي قلم
- وقع يا كلب على المحضر
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قطعان ورعاة
قطعان ورعاة
رقم القصيدة : 1694
-----------------------------------
يتهادى في مراعيه القطيع .
خلفه راعٍ ، و في أعقابه كلبٌ مطيع .
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي .
هل أسميه بلادي ؟!
أ بلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع ! ألف لا...
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع .
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار أعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلاً كاد يضيع
و هنا الأغنام تثغو دون خوف
و هنا الآفاق ميراث الجميع .
أ بلادي هكذا ؟
كلاّ... فراعيها مريع . ومراعيها نجيع .
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلاب الصيد فيها تعقر الهمس
و تستجوب أحلام الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما... لا يستطيع !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مسألة مبدأ ..!
مسألة مبدأ ..!
رقم القصيدة : 1695
-----------------------------------
قال لزوجه: اسكتي . و قال لابنه: ا نكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن
حرية التعبير !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عقوبة إبليس
عقوبة إبليس
رقم القصيدة : 1696
-----------------------------------
طمأن إبليس خليلته : لا تنزعجي يا باريس .
إن عذابي غير بئيس .
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار !
هل يبلسني ؟ أنا إبليس !
قالت: د ع عنك التدليس
أعرف أن هراء ك هذا للتنفيس .
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق ، و أعطاك براءة قديسْ
و حبا ك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بلا إنذارٍ ... أن تقرأ شعر أ د و نيس ؟!
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حديث الحمام(13/430)
حديث الحمام
رقم القصيدة : 1697
-----------------------------------
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام .
قالت الأسراب : لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً...
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً ،
لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت...
من أجل وسام !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> شفاءُ ما ليسَ له شفاءُ
شفاءُ ما ليسَ له شفاءُ
رقم القصيدة : 16976
-----------------------------------
شفاءُ ما ليسَ له شفاءُ
عَذْراءُ تَختالُ بِها عَذْراءُ
حتَّى إذا ما كُشِفَ الغِطاءُ
وَمَلَكتْ أَحلاَمنا الصَّهْباءُ
وَخَطبَ الرِّيحَ إلينا الماءُ
جرى لنا الدهرُ بما نشاءُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تَجَاوَبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ
تَجَاوَبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ
رقم القصيدة : 16977
-----------------------------------
تَجَاوَبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ
نوائحْ عجمْ اللفظِ ، والنطقاتِ
يخِّبرنَ بالأنفاسِ عن سرِّ أَنفسٍ
أسارى هوى ً ماضٍ وآخر آتِ
فأَسْعَدْنَ أَو أَسْعَفْنَ حَتَّى تَقَوَّضَتْ
صفوفْ الدجى بالفجرِ منهزماتِ
على العرصاتِ الخاليات من المها
سَلامُ شَج صبٍّ على العَرصاتِ
فَعَهْدِي بِهَا خُضرَ المَعاهِدِ، مَأْلفاً
وبالرُّكنِ والتَّعَريفِ والْجَمَرَاتِ
لياليَ يعدين الوصالَ على القلى
ويعدي تدانينا على الغرباتِ
وإذ هنَّ يلحظنَ العيونَ سوافرا
ويسترنَ بالأيدي على الوجناتِ
وإذْ كلَّ يومٍ لي بلحظيَ نشوة ٌ
يبيتُ لها قلبي على نشواتي
فَكَمْ حَسَراتٍ هَاجَهَا بمُحَسِّرٍ
وقوفي يومَ الجمعِ من عرفاتِ !
أَلَم تَرَ للأَيَّامِ مَا جَرَّ جَوْرُها
على الناسِ من نقصٍ وطولِ شتاتِ ؟(13/431)
وَمِن دولِ المُستَهْترينَ، ومَنْ غَدَا
بهمْ طالباً للنورِ في الظلماتِ ؟
فَكَيْفَ؟ ومِن أَنَّى يُطَالِبُ زلفة ً
إلَى اللّهِ بَعْدَ الصَّوْمِ والصَّلَواتِ
سوى حبِّ أبناءِ النبيِّ ورهطهِ
وبغضِ بني الزرقاءِ و العبلاتِ ؟
وهِنْدٍ، وَمَا أَدَّتْ سُميَّة ُ وابنُها
أولو الكفرِ في الاسلامِ والفجراتِ ؟
هُمُ نَقَضُوا عَهْدَ الكِتابِ وفَرْضَهُ
وحُلْمٌ بِلاَ شُورَى ، بِغَيرِ هُدَاة ِ
وَلَم تَكُ إلاَّ مِحْنَة ٌ كَشَفتْهمُ
بدعوى ضلالٍ منْ هنٍ وهناتِ
تراثٌ بلا قربى وملكٌ بلا هدى ً
رزايا أرتنا خضرة َ الأفقِ حمرة ً
وردتْ أجاجاً طعمَ كلَّ فراتِ
وَمَا سهَّلَتْ تلكَ المذاهبَ فِيهمُ
على الناس إلاّ بيعة ُ الفلتاتِ
وما نالَ أصحابُ السقيفة ِ إمرة ً
بدعوى تراثٍ ، بل بأمرِ تراتِ
ولو قلَّدُوا المُوصَى إليهِ زِمَامَها
لَزُمَّتْ بمأمونٍ مِن العَثَراتِ
أخا خاتمِ الرسلِ المصفى من القذى
ومفترسَ الأبطال في الغمراتِ
فإِنْ جَحدُوا كانَ الْغَدِيرُ شهيدَهُ
و بدرٌ و أحدٌ شامخُ الهضباتِ
وأيٌ مِن الْقُرآنِ تُتْلَى بِفضلهِ
وإيثاره بالقوتِ في اللزباتِ
وغرُّ خلالٍ أدركتهُ بسبقها
مناقبُ كانتْ فيهِ مؤتنفاتِ
مناقبُ لمْ تدركْ بكيدٍ ولم تنلْ
بشيءٍ سوى حدَّ القنا الذرباتِ
نجيٌ لجبريلَ الأمين وأنتمُ
عكوفٌ على العزي معاً ومناة ِ
بكيتُ لِرسمِ الدَّارِ مِنْ عَرَفَاتِ
وَفَكَّ عُرَى صَبْرِي وَهَاجَتْ صَبابَتي
رسومُ ديارٍ قد عفتْ وعراتِ
مَدَارسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِن تلاوة ٍ
ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ
مَنَازلُ جِبريلُ الأَمينُ يَحلُّهَا
دِيارُ عليِّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ
وحَمزة َ والسجَّادِ ذِي الثَّفِناتِ
ديارٌ لعبدِ اللّهِ والْفَضْلِ صَنوِهِ
نجيَّ رسول اللهِ في الخلواتِ
مَنَازِلُ، وَحيُ اللّهِ يَنزِلُ بَيْنَها
عَلَى أَحمدَ المذكُورِ في السُّورَاتِ
منازلُ قومٍ يهتدى بهداهمُ
فَتُؤْمَنُ مِنْهُمْ زَلَّة ُ الْعَثَراتِ(13/432)
مَنازِلُ كانَتْ للصَّلاَة ِ وَلِلتُّقَى
وللصَّومِ والتطهيرِ والحسناتِ
وأخَّرَ مِن عُمْري بطُولِ حَياتِي
أولئكَ، لا أشياخُ هِندٍ وَترْبِها
ديارٌ عَفاها جَورُ كلِّ مُنابِذٍ
ولمْ تعفُ للأيامِ والسنواتِ
فيا وارثي علمِ النبي وآلهِ
عليكم سلامٌ دائم النفحاتِ
قفا نسألِ الدارَ التي خفَّ أهلها :
متى عهدها بالصومِ والصلواتِ ؟
وَأَيْنَ الأُلَى شَطَّتْ بِهِمْ غَرْبَة ُ النَّوى
أفانينَ في الآفاقِ مفترقاتِ
هُمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُّوا
وهم خيرُ قادات وخيرُ حماة ِ
مطاعيمُ في الاقتار في كل مشهدِ
لقد شرفوا بالفضلِ والبركاتِ
وما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ومكذبٌ
ومضطغنٌ ذو إحنة ٍ وتراتِ
إذا ذكروا قتلى ببدرٍ وخيبرٍ
ويوم حنينٍ أسلبوا العبراتِ
وكيفَ يحبونَ النبيَّ ورهطه
وهمْ تركوا أحشاءهم وغراتِ
لقد لا يَنُوه في المقالِ وأضمروا
قُلُوباً على الأحْقَادِ مُنْطَوِياتِ
فإنْ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ بقربَى مُحَمَّدٍ
فهاشمُ أولى منْ هنٍ وهناتِ
سقى اللهُ قبراً بالمدينة ِ غيثهَ
لقد حَفَّتِ الأيَّامُ حَوْلي بشرِّها
نَبيّ الهدَى ، صَلَّى عَليهِ مليكُهُ
وَبَلَّغَ عنَّا روحَه التُّحفَاتِ
وصلى عليه اللهُ ماذَ رَّ شارقٌ
ولاحَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ مُبتَدراتِ
أفاطمُ لوخلتِ الحسين مجدلاً
وقد ماتَ عطشاناً بشطَّ فراتِ
إذن للطمتِ الخد فاطمُ عندهُ
وأَجْرَيتِ دَمْعَ العَيِنِ فِي الْوَجَناتِ
أفاطمُ قومي يابنة َ الخيرِ واندبي
نُجُومَ سَمَاواتٍ بأَرضِ فَلاَة ِ
قُبورٌ بِكُوفانٍ، وُخرى بِطيبة ٍ
وأخرى بفخِّ نالها صلواتي
وأخرى بأرضٍ الجوزجانِ محلها
وَقَبرٌ بباخمرا، لَدَى الْعَرَمَاتِ
وقبرٌ بِبَغْدَادٍ لِنَفْسٍ زَكيَّة ٍ
تَضَمَّنها الرَّحمن في الغُرُفاتِ
فأما الممضّاتُ التي لستُ بالغاً
مَبالغَها منِّي بكنهِ صِفاتِ
معرَّسُهُم فِيهَا بِشَطِّ فُراتِ
توفوا عطاشاً بالعراءِ فليتني
توفيتُ فيهمْ قبلَ حينَ وفاتي(13/433)
إلى اللّهِ أَشكُو لَوْعَة ً عِنْدَ ذِكرِهِمْ
سقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
أخافُ بأنْ أزدارهمْ فتشوقني
مصارعهمْ بالجزعِ فالنخلاتِ
تَقسَّمَهُمْ رَيْبُ الزَّمَانِ، فَما تَرَى
لَهُمْ عقوة ً مَغْشيَّة َ الْحُجُراتِ
سِوى أَنَّ مِنهمْ بالمَدِينَة ِ عُصبة ً
مدى الدَّهرِ أنضاءً من الأزماتٍ
قَليلة ُ زُوَّارٍ، سِوَى بَعضِ زُوَّرٍ
مَنَ الضَّبْعِ والْعِقبانِ وَالرّخَمَاتِ
لهمْ كلَّ يومِ نومة ٌ بمضاجعٍ
-لَهُمْ فِي نَواحِي الأرضِ- مُخْتَلِفاتِ
تنكبُ لأواءُ السنينَ جوارهمْ
فلا تصطليهم جمرة ُ الجمراتِ
وقدْ كانَ منهمْ بالحجاز وأهلها
مغاويرُ نحارونَ في السنواتِ
حمى ً لم تزرهُ المذنباتُ وأوجهٌ
تضيء لدى الأستارِ في الظلماتِ
إذا وردوا خيلاً تسعرُ بالقنا
مساعرُ جمرِ الموتِ والغمراتِ
وإنْ فخروا يوماً أتوا بمحمدٍ
وجِبريلَ والفٌرقانِ ذي السُوراتِ
وَعَدُّوا عليّاً ذا المنَاقبِ والعُلا
و فاطمة َ الزهراء خيرَ بناتِ
وحمزِة َ والعَبّاسَ ذا الهَدي والتُقى
و جعفراً الطيار في الحجباتِ
أولئكَ لا أبناءُ هندٍ وتربها
سُميّة َ، مِن نَوكى ومن قذِراتِ
ستُسألُ تَيمٌ عَنهمُ وعديُّها
وبيعتهمْ منْ أفجرِ الفجراتِ
همُ مَنَعُوا الآباءَ عن أخذِ حَقِّهمْ
وهمْ تركوا الأبناءَ رهنَ شتاتِ
وهُمْ عَدَلوها عن وصَيّ مُحَمَّدٍ
فَبيعتُهمْ جاءتْ عَلى الغَدَراتِ
ملامكَ في آلِ النبيَّ فانهمْ
أحبايَ ما عاشوا وأهلُ ثقاتي
تخيرتهمْ رشداً لأمري فانهمْ
على كلَّ حالٍ خيرة ُ الخيراتِ
نَبَذتُ إليهمْ بالموَّدة ِ صادِقاً
وسلَّمتُ نفسي طائِعاً لِولاتي
فياربَّ زدني منْ يقيني بصيرة َ
وزِدْ حُبَّهم يا ربِّ! في حَسَناتي
سأبكيهمُ ما حَجَّ لِلّهِ راكبٌ
وما ناحَ قمريٌّ عَلى الشّجَراتِ
بنفسي أنتم منْ كهولٍ وفتية ٍ
لفكَّ عناة ٍ أولحملِ دياتِ
وللخيلِ لم قيدَ الموتُ خطوها
فأَطْلَقْتُمُ مِنهُنَّ بالذَّرِياتِ
أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ مِن أجْلِ حُبّكُمْ(13/434)
وأهجرُ فيكم أسرتي وبناتي
وأَكْتُمُ حُبِّيكمْ مَخافة َ كاشِحٍ
عَنيدٍ لأهلِ الحَقِّ غير مُواتِ
فيا عَينُ بكِّيهمْ، وجُودي بِعْبَرة ٍ
فقدْ آنَ للتسكابِ والهملاتِ
وإنِّي لأرْجُو الأَمْنَ بَعْدَ وَفاتي
ألمْ ترَ أني منْ ثلاثينَ حجة ً
أروحُ وأغدو دائمَ الحسراتِ
أرى فيئهمْ في غيرهمْ متقسماً
وأيديهم من فيئهم صفراتِ
فكيفَ أداوى منْ جوى ً ليَ ، والجوى
أميَّة ُ أَهْلُ الفِسْقِ والتَّبِعاتِ
بناتُ زيادٍ في القصورِ مصونة ٌ
وآل رسول اللهِ في الفلواتِ
سأَبْكيهمُ ما ذَرَّ في الأرْض شَارِقٌ
ونادى منادي الخيرِ بالصلواتِ
وما طلعتْ شمسٌ وحانَ غروبها
وباللَّيلِ أبْكيهمْ، وبالغَدَواتِ
ديارُ رَسولِ اللّهِ أَصْبَحْنَ بَلْقعا
وآل زيادٍ تسكنُ الحجراتِ
وآلُ رسول الله تدمى نحورهمْ
وآلُ زيادٍ ربة ُ الحجلاتِ
وآلُ رسولِ اللهِ تسبى حريمهمْ
وآل زيادٍ أمنو السرباتِ
وآلُ رسولِ اللهِ نحفٌ جسومهمْ
وآلُ زيادٍ غلظُ القصراتِ
إِذَا وُتِروا مَدُّوا إِلَى واتِريهمُ
أَكُفّاً عَن الأَوتارِ مُنْقَبِضَاتِ
فَلَولا الَّذِي أَرجُوه في اليومِ أَو غدٍ
تَقطَّعَ قَلْبي إثْرَهمْ حَسَراتِ
خُروجُ إِمامٍ لا مَحالَة َ خارجٌ
يَقُومُ عَلَى اسمِ اللّهِ وَالْبَرَكاتِ
يُمَيّزُ فينا كلَّ حَقٍّ وباطلٍ
ويُجزِي على النَّعمَاءِ والنَّقِماتِ
فيا نفسُ طيبي ، ثم يا نفسُ أبشري
فَغَيْرُ بَعيدٍ كُلُّ ما هُو آتِ
وَلاَ تَجْزَعي مِنْ مُدَّة ِ الجَوْرِ، إِنَّني
كأني بها قدْ أذنتْ بشتاتِ
فإنْ قَرَّبَ الرحْمنُ مِنْ تِلكَ مُدَّتي
وأخَّر من عمري ليومِ وفاتي
شَفيتُ، ولَم أَتْركْ لِنَفْسي رَزيَّة ً
وَرَوّيتُ مِنهمْ مُنصِلي وَقَناتي
فإِنِّي مِن الرحمنِ أَرْجُو بِحبِّهمْ
حَياة ً لدَى الفِردَوسِ غيرَ بَتاتِ
عسى اللهُ أنْ يرتاحَ للخلقِ إنهُ
إلى كُلِّ قومٍ دَائِمُ اللَّحَظَاتِ
فإنْ قُلتُ عُرْفاً أَنْكَرُوهُ بِمُنكرٍ
وغَطَّوا عَلَى التَّحْقِيقِ بالشُّبَهاتِ(13/435)
تقاصر نفسي دائماً عنْ جدالهم
كفاني ما ألقي من العبراتِ
أحاولُ نقلَ الشمَّ منْ مستقرِّها
وإسماعَ أحجارٍ من الصلداتِ
فحسبيَ منهمْ أنْ أموتَ بغصة ٍ
تُردَّدُ بَينَ الصَّدْرِ وَاللَّهَوَاتِ
فَمنْ عارِفٍ لَم يَنْتَفِعْ، وَمُعَانِدٍ
يميلُ معَ الأهواءِ والشهواتِ
كأَنَّكَ بالأَضْلاعِ قَدْ ضاقَ رُحْبُها
لما ضمنتْ منْ شدة ِ الزفراتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كأنَّ سنانهُ أبداً ضميرٌ
كأنَّ سنانهُ أبداً ضميرٌ
رقم القصيدة : 16978
-----------------------------------
كأنَّ سنانهُ أبداً ضميرٌ
فليْسَ لَهُ عنِ القَلْبِ انقِلابُ
وصارمهُ كبيعتهِ بخمٍّ
فَمَوْضَعُها منَ الناسِ الرِّقابُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ هذا الذي داودٌ أبوه
إنَّ هذا الذي داودٌ أبوه
رقم القصيدة : 16979
-----------------------------------
إنَّ هذا الذي داودٌ أبوه
وإيادٌ قد أكثَرَ الأنباءَ
ساحَقَتْ أُمُّهُ ولاطَ أَبوهُ
ليتَ شِعري عنهُ فَمِنْ أينَ جَاءَ
جاءَ من بينِ صخرتين صلوديـ
نِ عَقامَينِ يُنبِتانِ آلهَبَاء
لا سِفاحٌ ولا نكاحُ ولا ما
يُوجِبُ الأمّهاتِ والآباءَ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> تشخيص
تشخيص
رقم القصيدة : 1698
-----------------------------------
من هناك ؟
لا تخف.. إني ملاك.
- اقترب حتى أرى... لا، لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
- أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً
كي ترى من لا يراك.
عندنا مثلك آلاف سواك !
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك.
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملاكاً
فبحق الله قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> دُموعُ عَيْني بها انبساطٌ
دُموعُ عَيْني بها انبساطٌ
رقم القصيدة : 16980
-----------------------------------
دُموعُ عَيْني بها انبساطٌ
ونومُ عينْي بهِ انقباضُ
وذا قليل لمن دهته(13/436)
بلحظها الأعينُ المراض
فهلْ لمولاتي عطفُ قلبٍ
أو لِلَّذي في الحَشَا انْقِراضُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أأسبلتَ دمعَ العينِ بالعبراتِ
أأسبلتَ دمعَ العينِ بالعبراتِ
رقم القصيدة : 16981
-----------------------------------
أأسبلتَ دمعَ العينِ بالعبراتِ
وبِتَّ تُقاسي شِدَّة َ الزَّفَراتِ
وتَبْكي على آثارِ آلِ مُحمَّدٍ
فقد ضاقَ منكَ الصدرُ بالحسراتِ
أَلا فابْكِهمْ حَقّاً وأَجْرِ عَلَيهمُ
عيوناً لريبِ الدهرِ منسكباتِ
ولا تنسَ في يومِ الطفوفِ مصابهم ،
بِداهِية ٍ مِنْ أَعظمِ النَّكَباتِ
سَقَى اللّهُ أَجْداثاً على طَفِّ كربلا
مرابعَ أمطارٍ من المزناتِ
وصلّي على روحِ الحسين وجسمهِ
طريحاً لدى النهرينِ بالفلواتِ
أأنسى ـ وهذا النهر يطفحُ ـ ظامئاً
قَتيلاً، ومَظلوماً بِغيرِ تِرَاتِ
فقلْ لابنَ سعدٍ ـ عذبَ اللهِ روحهُ ـ :
ستلقى عذابَ النارِ واللعناتِ
سأقنتُ طولَ الدهرِ ماهبت الصَّبا
وأقنتَ بالآصالِ والغدواتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ماتَ الثلاثة ُ لما ماتَ مطلبُ :
ماتَ الثلاثة ُ لما ماتَ مطلبُ :
رقم القصيدة : 16982
-----------------------------------
ماتَ الثلاثة ُ لما ماتَ مطلبُ :
ماتَ الحياءُ وماتَ الرعبُ والرهبُ
لِلّهِ أَرَبَعَة ٌ قَد ضَمَّها كفَنٌ
أضحى يعزى بها الاسلام والعربُ
يا يومَ مُطَّلِبٍ أَصْبَحْتَ أعينَنا
دَمْعاً يَدُومُ لها ما دامت الحِقَبُ
هذي خدودُ بني قحطانَ قدْ لصقتْ
بالتربِ منذ استوى منْ فوقكَ التربُ
فاذهب ذهابَ غوادي المزن ماسفحتْ
صو باً على الأرضِ ، أو ما اخضرت العشبُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> شَربتُ وصحبتي يوماً بغمرٍ
شَربتُ وصحبتي يوماً بغمرٍ
رقم القصيدة : 16983
-----------------------------------
شَربتُ وصحبتي يوماً بغمرٍ
شراباً كانَ من لطفٍ هواءَ
وزنَّا الكأسَ فارغة ً وملأى
فكان الوزنُ بينهما سواءَ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ما يتقضى عجبي(13/437)
ما يتقضى عجبي
رقم القصيدة : 16984
-----------------------------------
ما يتقضى عجبي
ماعشتُ ، منْ مطلبِ
سألْتُهُ دُرّاعة ً
لباسُها يَجْمُلُ بي
فقال لي أكرهُ أنْ
تُلْبَسَ مِنْ بَعْدِ أبي
وقد رأى البردَ ومن
يلبسهُ بعدَ النبي !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وابنُ عِمرانَ يَبْتغي عَرَبيِّا
وابنُ عِمرانَ يَبْتغي عَرَبيِّا
رقم القصيدة : 16985
-----------------------------------
وابنُ عِمرانَ يَبْتغي عَرَبيِّا
ليسَ يرضى البناتِ للأكفاءِ
إن بدتْ حاجة ٌ له ذكرَ الضَّيـ
ف ، وينساهُ عندَ وقتِ الغداءِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عِصابة ٌ مِن بَني مَخزومِ بِتُّ بِهمْ
عِصابة ٌ مِن بَني مَخزومِ بِتُّ بِهمْ
رقم القصيدة : 16986
-----------------------------------
عِصابة ٌ مِن بَني مَخزومِ بِتُّ بِهمْ
بِحيثُ لا تَطمعُ المِسْحاة ُ في الطِّينِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلاَ مَا لِعَيني بالدُّمُوعِ استهلَّتِ
أَلاَ مَا لِعَيني بالدُّمُوعِ استهلَّتِ
رقم القصيدة : 16987
-----------------------------------
أَلاَ مَا لِعَيني بالدُّمُوعِ استهلَّتِ
ولو فَقَدَتْ ماءَ الشُّؤُون لَقَرَّتِ
على منْ بكتهُ الأرضُ واسترجعتْ لهُ
رؤوس الجبال الشامخاتِ وذلتِ
وقَدْ أَعْوَلَتْ تَبكي السَّمَاءُ لِفَقْدِهِ
وأنْجُمُها ناحَتْ عليهِ وَكَلَّتِ
فنحنُ عليهِ اليومَ أجدرُ بالبكا
لمرزئة ٍ عزتْ لدينا وجلتِ
رزينا رضيَّ اللهُِ سبطََ نبينا
فأخلفت الدنيا لهُ وتولتِ
وَمَا خَيرُ دُنيا بَعدَ آلِ مُحَمَّدٍ
ألا لا نُباليها إذَا ما اضمًحلّتِ
تجلتْ مصيباتُ الزمانِ ولا أرى
مصيبتنا بالمصطفينَ تجلتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإنَّ له لطباخاً وخبزاً
وإنَّ له لطباخاً وخبزاً
رقم القصيدة : 16988
-----------------------------------
وإنَّ له لطباخاً وخبزاً
وأنواع الفواكهِ والشرابِ
ولكن دونَهُ حَبْسٌ وضَرْبٌ(13/438)
وأبوابٌ تطابقُ دونَ بابِ
يذودونَ الذبابَ يمرُّ عنهُ
كأمثالِ الملائكة ِ الغضابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فلا تنكحْ كريمكَ نهشليّاً
فلا تنكحْ كريمكَ نهشليّاً
رقم القصيدة : 16989
-----------------------------------
فلا تنكحْ كريمكَ نهشليّاً
فتخلطَ صفوَ مائكَ بالغثاءِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لن تموت
لن تموت
رقم القصيدة : 1699
-----------------------------------
لن تموت لا... لن تموت أمتي
مهما إ كتوت بالنار و الحديد.
لا... لن تموت أمتي
مهما إ د عى المخدوع والبليد .
لا... لن تموت أمتي
كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أنا منْ علمتِ إذا دعيتُ لغارة ٍ :
أنا منْ علمتِ إذا دعيتُ لغارة ٍ :
رقم القصيدة : 16990
-----------------------------------
أنا منْ علمتِ إذا دعيتُ لغارة ٍ :
في طعنِ أكبادٍ وضربِ رقابِ
وإِذا تَنَاوَحَتِ الشَّمالُ بِشتْوة ٍ
كيفَ ارتقَابي الضَّيفَ في أَصحابي
ويَدُلُّ ضيفي في الظَلامِ على القِرَى
إشراقُ ناري أو نباحُ كلابي
حتَّى إِذا واجَهْنَهُ، ولَقينَهُ
حيَّينهُ بِبَصابصِ الأّذنَابِ
فتكادُ منْ عرفانِ ما قدْ عوِّدتْ
منْ ذاكَ ، أنْ يفصحنَ بالترحابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عَلِّلانِي بِسَمَاعٍ وَطِلا
عَلِّلانِي بِسَمَاعٍ وَطِلا
رقم القصيدة : 16991
-----------------------------------
عَلِّلانِي بِسَمَاعٍ وَطِلا
وبضيفٍ طارقٍ يبغي القرى
نَغَمَاتُ الضَّيْفِ أَحْلَى عِنْدَنَا
منْ ثغاءِ الشاءِ ، أو ذاتِ الرُّغا
نُنْزِلُ الضَّيْفَ- إذَا مَا حَلَّ في
حبَّة ِ القلبِ وألواذِ الحشا
رُبَّ ضَيْفٍ تاجِرٍ أَخسَرتُهُ
بعته المطعمَ وابتعتُ الثَّنا
أَبْغُضُ المَالَ إذا جَمّعتُهُ
إنَّ بغضَ المالِ من حبَّ العلا
إنما العَيْشُ خِلاَلٌ خَمْسَة ٌ
حَبَّذَا تِلكَ خِلاَلاً حَبَّذا
خِدمة ُ الضَّيْفِ، وَكَأسٌ لذة ٌ(13/439)
وَنَدِيمٌ، وَفَتَاة ٌ،وغِنَا
وإذَا فَاتَكَ مِنْهَا وَاحِدٌ
نَقَص العيشُ بنقصانِ الهَوى
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> همْ قعدوا فانتقَوا لهمْ حسباً
همْ قعدوا فانتقَوا لهمْ حسباً
رقم القصيدة : 16992
-----------------------------------
همْ قعدوا فانتقَوا لهمْ حسباً
يجوزُ بعدَ العشاءِ في العربِ
حتّى إذا ما الصَّباحُ لاحَ لهم
بَيَّنَ سَتّوقُهُ منَ الذَهبِ
والناسُ قَدْ أَصْبَحُوا صيارِفَة ً
أبصرَ شيءٍ بزئبقِ النَّسبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فلوْ أنني أصبحتُ في جودِ مالكٍ
فلوْ أنني أصبحتُ في جودِ مالكٍ
رقم القصيدة : 16993
-----------------------------------
فلوْ أنني أصبحتُ في جودِ مالكٍ
وعِزَّتِهِ ما نالَ ذلكَ مَطْلبي
فتى شقيتْ أموالهُ بسماحهِ
كما شقيتْ قيسٌ بأرماحِ تغلبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كانَ يُنْهَى فنهَى حِينَ انتهَى
كانَ يُنْهَى فنهَى حِينَ انتهَى
رقم القصيدة : 16994
-----------------------------------
كانَ يُنْهَى فنهَى حِينَ انتهَى
وَانْجَلَتْ عنهُ غَياباتُ الصِّبا
خلعَ اللهوَ ، وأضحى مسبلاً
للنُّهَى فَضْلَ قميصٍ وَرِدا
كَيْفَ يَرْجُو البِيضَ مَنْ أَوَّلُهُ
فِي عُيُونِ الِبيضِ شَيْبٌ وَجَلا
كانَ كحلاً لمآقيها ، فقدْ
صار بالشيبِ لعينيها قذى !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سَقْياً لِبيعة ِ أَحْمدٍ ووصيِّهِ
سَقْياً لِبيعة ِ أَحْمدٍ ووصيِّهِ
رقم القصيدة : 16995
-----------------------------------
سَقْياً لِبيعة ِ أَحْمدٍ ووصيِّهِ
أَعْنيِ الإِمَامَ وَلِيَّنا المحسُودا
أعني الذي نَصَرَ النَّبيَّ مُحَمَّداً
قبلَ البرِيّة ِ ناشِئاً ووَليدا
أَعني الَّذِي كَشَفَ الْكُرُوبَ وَلَم يَكُنْ
في الحَربِ عِنْدَ لِقائها رِعدِيدا
أَعْني الموحِّدَ قَبلَ كلِّ مُوَحِّدٍ
لا عابِداً وَثَناً، ولا جَلْمودا
وَهُوَ المقيمُ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ(13/440)
حتَّى وقاهُ كائِداً ومَكِيدا
وهو المُقدَّمُ عِندَ حَومَاتِ الوغى
ما ليسَ يُنكِرُ طارِفاً وتَليدا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ
إِنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ
رقم القصيدة : 16996
-----------------------------------
إِنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ
كما الشبابُ رداءُ اللَّهوِ واللعبِ
تَعجَّبَتْ أَنْ رَأَتْ شَيْبي فقُلتُ لها:
لا تعجبي، مَنْ يطُلْ عمر بهِ يَشِبِ
شَيبُ الرِّجالِ لَهمْ زَينٌ وَمَكْرُمَة ٌ
وشيبكنَّ لكنَّ العارُ فاكتئبي
فينا لكنَّ ، وإن شيبٌ بَدا ، أربٌ
وَلَيسَ فيكُنَّ- بَعد الشَّيبِ - مِن أربِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> داودُ إنكَ منْ ذوي الأحسابِ
داودُ إنكَ منْ ذوي الأحسابِ
رقم القصيدة : 16997
-----------------------------------
داودُ إنكَ منْ ذوي الأحسابِ
وَنَدَى يَدَيْكَ يَفِيضُ للمُنْتابِ
طالَ الثواءُ بحاجة ٍ محبوسة ٍ
شَمَطَتْ لَدَيْكَ فَجُدْ لها بخضابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا رَبْعُ أيْنَ تَوَجَّهَتْ سَلْمَى
يا رَبْعُ أيْنَ تَوَجَّهَتْ سَلْمَى
رقم القصيدة : 16998
-----------------------------------
يا رَبْعُ أيْنَ تَوَجَّهَتْ سَلْمَى
أَمَضَتْ، فمهجة َ نَفْسِهِ أَمْضَى
لا أبتغي سقيا السحابِ لها :
في مُقلتي خَلَفٌ مِن السُّقْيا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قدْ يشيبُ الفتى وليسَ عجيباً
قدْ يشيبُ الفتى وليسَ عجيباً
رقم القصيدة : 16999
-----------------------------------
قدْ يشيبُ الفتى وليسَ عجيباً
أن يُرى النورُ في القضيب الرطيبِ
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> وش خطاي الا المحبة
وش خطاي الا المحبة
رقم القصيدة : 170
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليت لي ذود يدك البيد واحداله لحاله
كان ماوالله علي خلاف في نجد العذيه
جفت اقلام الغرام وطول المحبوب باله(13/441)
والله اني ماهقيت ان الغضي يقسي عليه
وش خطاي الا المحبه وش رجاي الا وصاله
وش يبي غير الموده والغلا والمقدريه
دللوه اللي ربوه صغير واسرف بي دلاله
ليت لي قلب يطيق الصبر وعيون خليه
والغضي لو لاعه التحنان وبقلبه عداله
ماغذت من دونه القيعان جردٍ جرهديه
وان تشره قايد الغزلان ماله بي جماله
لعنبو من خان خلانه وجنب عن خويه
عن جنوبه والوله والشرق يغنيني شماله
صد ياقلب الجفا لاصد وضاح الثنيه
ماانت ياالخفاق عبد له ولا انت اصغر عياله
انت خفاق الضلوع العوج والخيره خفيه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> درس في الإملاء
درس في الإملاء
رقم القصيدة : 1700
-----------------------------------
كتب الطالب : ( حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ) .
صاح الأستاذ به: كلاّ ... إنك لم تستوعب درسي .
إ رفع حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق ) الكرسي ( .
هتف الطالب : هل تقصدني ... أم تقصد عنترة ا لعبسي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
د ع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي .
هل درسك أغلى من رأسي ؟!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَمَا آنَ أَنْ يُعْتِبَ المُذْنِبُ؟
أَمَا آنَ أَنْ يُعْتِبَ المُذْنِبُ؟
رقم القصيدة : 17000
-----------------------------------
أَمَا آنَ أَنْ يُعْتِبَ المُذْنِبُ؟
ويرضى المسيءُ ولا يغضبُ !
وغُولُ اللَّجَاجَة ِ غَرَّراة ٌ
تَجِدُّ، وَتَحسَبُها تَلْعَبُب!
أبعدَ الصفاءِ ومحضِ الاخاءِ
يُقِيمُ الْجَفَاءُ بِنَا يَحْطُبُ
وقد كانَ مشربنا صافياً
زَماناً، فَقَدْ كَدرَ المَشْرَبُ
وكنّا نزعنا إلى مذهبٍ
فَسِيحٍ، فَضَاقَ بِنَا المَذْهَبُ
ومنْ ذا المواتي له دهرهُ ؟
ومنْ ذا الذي عاش لا ينكبُ ؟
فإِنْ كَنْتَ تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى
فَمَا سَتَرَى بَعْدَهُ أَعجبُ!
فعُودُكَ مِنْ خُدَعٍ مُورِقٌ
وَواديكَ مِنْ عِللٍ مُخصِبُ
فإنْ كُنْتَ تَحْسَبُني جاهلاً
فأنتَ الأحقُّ بما تحسبُ(13/442)
فلا تَكُ كالراكب السَّبْعَ كي
يُهَابَ، وأَنْتَ لَهُ أهيبُ
ستنشبُ نفسكَ أنشوطة ٌ
وأعززْ عَليَّ بِمَا تَنْشبُ
وتحملها في اتباعِ الهوى
على آلة ٍ ظهرها أحدبُ
فابصرْ لنفسكَ : كيف النزو
لُ في الأرضِ عن ظهر ما تركبُ
ولو كنتُ أملكُ عنكَ الدفا
عَ دفعتُ ، ولكنني أغلبُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> نَطَقَ الْقُرانُ بِفَضْلِ ألِ مُحَمَّدٍ
نَطَقَ الْقُرانُ بِفَضْلِ ألِ مُحَمَّدٍ
رقم القصيدة : 17001
-----------------------------------
نَطَقَ الْقُرانُ بِفَضْلِ ألِ مُحَمَّدٍ
وولاية ٍ لعَلِيِّهِمْ لم تُجحَدِ
بولاية ِ المختارِ مَن خَيْرُ الْوَرَى
بَعدَ النَّبيِّ الصَّادِقِ المُتَوَدَّدِ
إذ جاءهُ المسكينُ حال صلاتهِ
فامتدَّ طَوْعاً بالذِّراعِ وباليدِ
فتناولَ المسكينُ منهُ خاتماً
هِبة َ الكريمِ الأجودِ بنِ الأجود
فاختصهُ الرَّحمنُ في تنزيلهِ
مَنْ حَاز مِثلَ فخارِهِ فلْيَعدُدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لنقلُ الرِّمالِ ، وقطعُ الجبالِ ،
لنقلُ الرِّمالِ ، وقطعُ الجبالِ ،
رقم القصيدة : 17002
-----------------------------------
لنقلُ الرِّمالِ ، وقطعُ الجبالِ ،
وشربُ البحارِ التي تصطخبْ
وكشفُ الغطاءِ عنْ الجنِّ أوْ
صعودُ السماءِ لمنْ يرتغبْ
وإحصاءُ لؤمِ سعيدٍ لنا
أو الثكلُ في ولدٍ منتخبْ
أخفُّ عَلَى المَرءِ مِن حاجة ٍ
يُكَلِّفُ غَسَّانَها مُرْتقِبْ
لَهُ حاجِبٌ دونُه حاجِبٌ
وحاجبُ حاجِبِهِ مُحتَجَبْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وقَدْ قَطَعَ الواشُونَ ماكانَ بَيْنَنا
وقَدْ قَطَعَ الواشُونَ ماكانَ بَيْنَنا
رقم القصيدة : 17003
-----------------------------------
وقَدْ قَطَعَ الواشُونَ ماكانَ بَيْنَنا
وَنَحْنُ إلى أَنْ يُوصَلَ الحَبْلُ أَحْوَجُ
رأوا عورة ً فاستقبلوها بألبهمَ
فلمْ ينههمْ حلمٌ ولمْ يتحرَّجوا
وكانوا أُناساً كُنْتُ آمَنُ غَيْبَهُمْ
فراحُوا على ما لا نُحِبُّ وَأَدْلَجُوا(13/443)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بكى لشتاتِ الدينِ مكتئبٌ صبُّ
بكى لشتاتِ الدينِ مكتئبٌ صبُّ
رقم القصيدة : 17004
-----------------------------------
بكى لشتاتِ الدينِ مكتئبٌ صبُّ
وَفَاضَ بِفَرْطِ الدَّمْعِ مِنْ عَيْنِهِ غَرْبُ
وقامَ إمَامٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِدَايَة ٍ
فَلَيْسَ له دِينٌ، وَلَيْسَ لَهُ لُبُّ
وما كانت الأنباءُ تأتي بمثلهِ
يُمَلَّكُ يَوْماً، أَوْ تَدِينُ لَهُ العُربُ
ولكنْ كما قالَ الذين تتابعوا
من السلفِ الماضي الذي ضمهُ التربُ
مُلوُكُ بني العَبَّاسِ في الكُتْبِ سَبْعَة ٌ
ولم تأتنا عن ثامنٍ لهم كتبُ
كذلكَ أهل الكهفَ في الكهف سبعة ٌ
خيارٌ إذا عدُّوا ، وثامنهم كلبُ
وإنّي لأُعلي كلبَهُمْ عَنْكَ رِفْعَة ً
لأنكَ ذو ذنبٍ وليس له ذنبُ
كأَنَّكَ إِذْ مُلِّكْتَنا لِشَقَائِنَا
عَجُوزٌ عليها التاجُ والْعِقدُ والإِتْبُ
لقد ضاعَ أمرُ الناس إذْ ساس ملكهم
وصيفٌ و أشناسٌ وقد عظمَ الكربُ
و فضلُ بن مروانُ * سيثلم ثلمة َ
يظلُّ لها الاسلام ليس له شعبُ
وهمكَ تركيٌّ عليهِ مهانة ٌ
فأنت له أمٌ وأنت له أبُّ
وَإِنِّي لأرجو أَن يُرَى مِنْ مَغيبِها
مطالعُ شمسٍ قد يغصُّ بها الشربُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا حَسرة ً تَتَردَّدْ
يا حَسرة ً تَتَردَّدْ
رقم القصيدة : 17005
-----------------------------------
يا حَسرة ً تَتَردَّدْ
وعبرة ً ليسَ تنفدْ
علَى عليِّ بنِ مُوسَى
بنِ جعفرِ بنِ مَحَمَّدْ
قضى غريباً بطوسٍ
مثلَ الحسامِ المجرَّدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِنِّي لأَرْثي للكريمِ إذا غَدا
وإِنِّي لأَرْثي للكريمِ إذا غَدا
رقم القصيدة : 17006
-----------------------------------
وإِنِّي لأَرْثي للكريمِ إذا غَدا
على مطمعٍ عندَ اللئيمِ يطالبهْ
وأرثي لهُ في موقفِ السُّوءِ عندهُ ،
كما قَدْ رَثَوا للطرْفِ والعِلْجُ راكِبُه
قومٌ أبوهمْ سنانٌ حينَ تنسبهمْ(13/444)
طابُوا وطابَ منَ الأوْلادِ ما وَلَدُوا
جِنٌّ إذا فَزِعُوا إنْسٌ إذا أمِنُوا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ما أعجبَ الدَّهرَ في تصرُّفهِ
ما أعجبَ الدَّهرَ في تصرُّفهِ
رقم القصيدة : 17007
-----------------------------------
ما أعجبَ الدَّهرَ في تصرُّفهِ
والدَّهرُ لا تنقضي عجائبهُ
فكمْ رأينا في الدهرِ منْ أسدٍ
بالتْ على رأسهِ ثعالبهُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لقد عجبتْ سلمى وذاكَ عجيبُ :
لقد عجبتْ سلمى وذاكَ عجيبُ :
رقم القصيدة : 17008
-----------------------------------
لقد عجبتْ سلمى وذاكَ عجيبُ :
رأت بي شيباً عجلته خطوبُ
وما شيبتنْي كبرة ٌ غير أنني
بدهرِ به رأسُ الفطيمِ يشيبُ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لاأَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ
لاأَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ
رقم القصيدة : 17009
-----------------------------------
لاأَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ
وآلُ أحمدَ مظلومونَ قدْ قهروُا
مُشّرَّدُونَ نُفوا عَنْ عُقْرِ دارِهمُ
كأنهمْ قدْ جنوْا ماليسَ يغتفرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> وسائل النجاة
وسائل النجاة
رقم القصيدة : 1701
-----------------------------------
و قاذفات الغرب فوقي
و حصار الغرب حولي
و كلاب الغرب دوني .
ساعدوني ما لذي يمكن أن أفعل
كيلا يقتلوني ؟!- أنبذ الإرهاب...
ملعونٌ أبو الإرهاب..
( أخشى يا أخي أن يسمعوني! )
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلاح غير أسناني
و منها جردوني !
- لم تزل تؤمن بالإسلام
كلا ... فالنصارى نصّروني .
ثم لما اكتشفوا سر ختاني ... هودوني !
و اليهود إ ختبر وني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني .
أيّ إسلام ؟
أنا "نَصَرا يهُوني "
- لا يزال اسمك " طه "... لا... لقد أصبحت " جو ني " !
- لم تزل عيناك سوداوين ...
لا ... بالعدسات الزرق أبدلت عيوني ...
- ربما سحنتك السمراء كلا... صبغوني(13/445)
- لنقل لحيتك الكثّة ... كلا ...
حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب،
لا... بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون !
- عربيٌ أنت.
No, don't be Silly, they
ترجموني !
- لم يزل فيك دم الأجداد !!
ما ذنبي أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفوني ؟
- دمهم فيك هو المطلوب ، لا أنت...
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عنهما...
كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟!
- إ نتحر أو مُتْ
أو استسلم لأنياب المنون !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِني لَعَبْدُ الضَّيْفِ مِنْ غيرِ ذِلَّة ٍ
وإِني لَعَبْدُ الضَّيْفِ مِنْ غيرِ ذِلَّة ٍ
رقم القصيدة : 17010
-----------------------------------
وإِني لَعَبْدُ الضَّيْفِ مِنْ غيرِ ذِلَّة ٍ
وما فيَّ إِلاّ تِلْكَ مِن شِيمَة ٍ العَبْدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَخٌ لَكَ عاداهُ الزَّمَانُ فأَصْبَحَتْ
أَخٌ لَكَ عاداهُ الزَّمَانُ فأَصْبَحَتْ
رقم القصيدة : 17011
-----------------------------------
أَخٌ لَكَ عاداهُ الزَّمَانُ فأَصْبَحَتْ
مَذَمَّمَة ً فِيمَا لَدَيهِ العَواقِبُ
مَتَى ما تُحَذّرْهُ التَّجارِبُ صاحِباً
من الناسِ ترددهُ إليكَ التجاربُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أتيتُ ابن عمروٍ فصادفتهُ
أتيتُ ابن عمروٍ فصادفتهُ
رقم القصيدة : 17012
-----------------------------------
أتيتُ ابن عمروٍ فصادفتهُ
مريضَ الخلائق مُلتاثَها
فظلتْ جيادي على بابهِ
تَروثُ وتأكل أرواثَها
غوارثَ تشكو إلى ربها
أطالَ السَّبيعيُّ إغراثها
‰فزاد عليها ابن الرومي ‰فأقبلتُ أدعو على نفسه
بأنْ يقسمَ الموتُ ميراثها
وقدْ قيلَ : ما قولة ٌ قالها ؟
فقلت لهم: رَوثة ٌ راثها
لقد ماثَ من جَعْسِهِ عِترَة ً
فعطَّرتهُ بالتي ماثها
وأما القوافي فقلَّبتُها
وأخرجتُ للعبدِ أرفاثها
قوافٍ أبى الوغدُ إبريزها
فأخلصتُ للوغدِ أخباثها
أوابِدُ قد خيَّستْ قبلَهُ
كهولَ الرِّجالِ وأحداثها
إذا نزلتْ في ديار العُتا(13/446)
ة ِ كانت من الضيق أجداثها
فكم حَطْمة ٍ حَطَمَ الشعرُ فيـ
ـه ثَمَّ، وكم عَيْثة عاثَها
ولا جُرمَ لي أن أساءت جَنا
ة ُ مزرعة ٍ كان حَرَّاثَها
ولا ذنبَ للنار في سَفعة ٍ
إذا هوَ أصبحَ محراثَها
وليسَ القوافي جنتْ ، بل جنيـ
تَ أنت تعسفتَ أوعاثها
نكثتَ مرائرَ ذاك المديـ
ح جهلاً فقُلِّدتَ أنكاثها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا ما اغتدوا في روعة ً من خيولهمْ
إذا ما اغتدوا في روعة ً من خيولهمْ
رقم القصيدة : 17013
-----------------------------------
إذا ما اغتدوا في روعة ً من خيولهمْ
وأثوابهم قلتَ : البروق الكواذبُ
وَإنْ لبِسُوا دُكْنَ الْخُزُوزِ وَخُضرَها
وراحوا ، فقد راحتْ عليكَ المشاجبُ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قومٌ إذا أكلوا أخفوا كلامهمُ
قومٌ إذا أكلوا أخفوا كلامهمُ
رقم القصيدة : 17014
-----------------------------------
قومٌ إذا أكلوا أخفوا كلامهمُ
واسْتَوْثَقُوا مِنْ رَتَاجِ البابِ والدّارِ
لا يَقْبِسُ الجارُ مِنْهُمْ فَضْلَ نارِهِم
ولا تكفُّ يدٌ عنْ حرمة ِ الجارِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا
بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا
رقم القصيدة : 17015
-----------------------------------
بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا
وَزَوَّدُوكِ، وَلَم يَرْثُوا لَكَ الْوَصَبَا
قالتْ سلامة ُ : أين المالُ ؟ قلتُ لها :
المال ـ ويحك ـ لاقى الحمدَ فاصطحبا
الحمدُ فرق مالي في الحقوقِ ، فما
أبقين ذماً ، ولا أبقينَ لي نشبا
قالتْ سلامة ُ : دعْ هذي اللبون لنا ،
لِصِبْيَة ٍ، مِثْلِ أَفْرَاخِ الْقطا، زُغُبا
قُلْتُ: احْبسِيَها، فَفِيهَا مُتعة ٌ لَهُمُ
إنْ لَمْ يُنِخْ طارِقٌ يَبْغي القِرى سَغِبا
لمَّا احتبى الضيفُ واعتلتْ حلوبتها
بَكَى الْعِيالُ، وَغَنَّتْ قِدْرُنَا طَرَبا
هذي سبيلي ، وهذا ـ فاعلمي ـ خلقي ،(13/447)
فارضي به ، أو فكوني بعض من غضبا
مَا لاَ يَفٌوتُ، وَمَا قَدْ فَاتَ مَطْلَبُهُ
فَلَنْ يَفُوتَني الرِّزْقٌ الَّذِي كُتِبا
أسعى لأطلبَه والرِّزقُ يطلبني
والرِّزْقُ أَكْثَرُ لِي مِنِّي لَهُ طَلَبا
هل أنتَ واجدُ شيءٍ لو عنيتَ به
كالأجرِ والحمد مُرتاداً ومكتسبَا ؟
قومٌ جوادهمُ فردٌ ، وفارسهمْ
فردٌ ، وشاعرهم فردٌ ، إذا نسِبا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وما تاهَ على الناسِ
وما تاهَ على الناسِ
رقم القصيدة : 17016
-----------------------------------
وما تاهَ على الناسِ
شريفٌ يا أَبا سَعْدِ
فتهْ ما شئتَ إذ كنتَ
بلا أصلٍ ولا جدِّ
وإِذْ حَظُّكَ في الأشبا
هِ بينَ الحُرِّ والعبدِ
وإذ قاذفكَ المفحـ
شُ في أمنٍ من الحدِّ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بُليتُ بزمردَة ٍ كالعَصا
بُليتُ بزمردَة ٍ كالعَصا
رقم القصيدة : 17017
-----------------------------------
بُليتُ بزمردَة ٍ كالعَصا
ألصَّ وأسرقَ من كندشِ
لها شعرُ قردٍ إذا ازَّينتْ
ووجهٌ كبيضِ القطا الأبرشِ
كأَنَّ الثآلِيلَ في وَجهِها
إِذا سَفَرتْ، بِدَدُ الكِشْمِشِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولا تعطِ ودَّكَ غيرَ الثقاتِ
ولا تعطِ ودَّكَ غيرَ الثقاتِ
رقم القصيدة : 17018
-----------------------------------
ولا تعطِ ودَّكَ غيرَ الثقاتِ
وصفو المودة إلا لبيبا
إذَا ما الْفَتَى كانَ ذَا مُسْكَة ٍ
فإنَّ لِحاليهِ مِنْهَ طَبيبا
فبعضَ الموّدَة ِ عند الاخاءِ
وَبَعْضُ العداوة كي تَسْتَنيبا
فإنَّ المُحِبَّ يَكُونُ الْبِغيضَ
وَإنَّ الْبِغيضَ يَكُونُ الحبيبا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> شَفيعي في القِيامة ِ عندَ رَبِّي
شَفيعي في القِيامة ِ عندَ رَبِّي
رقم القصيدة : 17019
-----------------------------------
شَفيعي في القِيامة ِ عندَ رَبِّي
محمدُ والوصيُّ مع البتولِ
وسِبْطا أَحمدٍ، وبَنُو بَنِيهِ
أُولِئكَ سادَتي آلُ الرَّسُولِ(13/448)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> فتوى أبي العينين
فتوى أبي العينين
رقم القصيدة : 1702
-----------------------------------
يا أبا العينين...ما فتواك في هذا الغلام ؟
- هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟
لا...
- و هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟
لا...
- و هل شوهد يوماً يمشي للأ مام ؟
لا...
- إذن صلّى صلاة الشافعية.
لا...
- إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة.
لا...
- ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟
لا...
- لنفرض أنه نام
و في النوم رأى حلماً
و في الحلم أراد ا لإ بتسام.
لم ينم منذ اعتقلناه...
- إذن... متهمٌ دون إ تها م !
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام.
اقطعوا لي رأسه
لكنه قام يصلي...
- هل سنلغي ا لشرع
من أجل صلاة ابن الحرام ؟!
كل شيء و له شيء
تمام.
صدرت فتوى الإمام:
( يقطع الرأس
و تبقى جثة الوغد تصلي
آه... يا للي.
و السلام ) !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> صَدِّقهُ إنْ قَالَ وَهوَ مُحْتَفِلٌ
صَدِّقهُ إنْ قَالَ وَهوَ مُحْتَفِلٌ
رقم القصيدة : 17020
-----------------------------------
صَدِّقهُ إنْ قَالَ وَهوَ مُحْتَفِلٌ
إني من تغلبٍ فما كذبَا
مَنْ ذَا يُنَاوِيهِ في مَنَاسِبه
فما استُ كلبٍ يرضى بذا نسبَا !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عليٌّ رقي كتفَ النبيَّ محمدٍ ،
عليٌّ رقي كتفَ النبيَّ محمدٍ ،
رقم القصيدة : 17021
-----------------------------------
عليٌّ رقي كتفَ النبيَّ محمدٍ ،
فهلْ كسرَ الأصنامَ خلقٌ سوى علي ؟
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أعوذُ باللهِ منْ ليلٍ يقرِّبني
أعوذُ باللهِ منْ ليلٍ يقرِّبني
رقم القصيدة : 17022
-----------------------------------
أعوذُ باللهِ منْ ليلٍ يقرِّبني
إلى مُضَاجَعَة ٍ كالدَّلك بالمَسَدِ
فقط لَمَستُ مُعرَّاها فما وَقَعتْ
ممّا لمسْت ، يدي إلا على وتدِ
في كلِّ عضوٍ لها قرنٌ تصكُّ به
جنبَ الضجيعِ ، فيضحي واهي الجسدِ(13/449)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا سلمَ ذات الوضحِ العذابِ
يا سلمَ ذات الوضحِ العذابِ
رقم القصيدة : 17023
-----------------------------------
يا سلمَ ذات الوضحِ العذابِ
وَربَّة ً المِعصَمِ ذِي الْخِضابِ
والكفلِ الرجراجِ في الحقابِ
والفاحمِ الأسودَ كالغرابِ
بِحَقِّ تِلكَ القُبَلِ الطِيَابِ
بَعدَ التَّجنّي منكِ والعِتاب
إلاّ كشفتٍ اليومَ عنّي ما بي
جاء مشيبي ، ومضى شبابي
وزال عنّي أهوجُ التصابي
فلم أَجرْ عَنْ منهجِ الصَّوابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لمَّا رَأَتْ شَيْباً يلُوحُ بِمَفْرقي
لمَّا رَأَتْ شَيْباً يلُوحُ بِمَفْرقي
رقم القصيدة : 17024
-----------------------------------
لمَّا رَأَتْ شَيْباً يلُوحُ بِمَفْرقي
صدَّتْ صدودَ مفارقٍ متجملِ
فَظَلِلْتُ أَطلُبُ وَصلَها بتذلُّلٍ
والشيبُ يغمزها بألاّ تفعلي
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِنّما العيشُ في مُنَادَمَة ِ الإِخـ
إِنّما العيشُ في مُنَادَمَة ِ الإِخـ
رقم القصيدة : 17025
-----------------------------------
إِنّما العيشُ في مُنَادَمَة ِ الإِخـ
وانِ لا في الجلوس عند الكعابِ
وبصرفٍ كأنها ألسنُ البرْ
قِ إذا استعرضتْ رقيقَ السحابِ
إنْ تَكُونوا تركتُمُ لذة َ الْعَيْـ
شِ حذارَ العقابِ يومَ العقابِ
فدَ عوني وما ألذُّ وأهوى
وادفعُوا بي في صَدْرِ يومِ الحِسَابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلا أَيُّها القَبرُ الْغَرِيبُ مَحَلُّهُ
أَلا أَيُّها القَبرُ الْغَرِيبُ مَحَلُّهُ
رقم القصيدة : 17026
-----------------------------------
أَلا أَيُّها القَبرُ الْغَرِيبُ مَحَلُّهُ
بطوسٍ عليكَ السّارياتُ هتونُ
ولكنني فيما دهاكَ ظنينُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فباطنْها للنَّدى
فباطنْها للنَّدى
رقم القصيدة : 17027
-----------------------------------
فباطنْها للنَّدى
وظاهرُها لِلقبَلِ(13/450)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا
العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا
رقم القصيدة : 17028
-----------------------------------
العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا
والجهلُ يقعدُ بالفتى المنسوبِ
وإذا الفَتَى نالَ العُلُومَ بِفَهْمِهِ
وأعينَ بالتشذيبِ والتهذيبِ
جرت الأمورُ له فبرَّزَ سابقاً
في كلِّ محضرِ مشهدٍ ومغيبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَبعْدَ مِصرٍ وَبَعدَ مُطَّلِبِ
أَبعْدَ مِصرٍ وَبَعدَ مُطَّلِبِ
رقم القصيدة : 17029
-----------------------------------
أَبعْدَ مِصرٍ وَبَعدَ مُطَّلِبِ
تَرْجُو الْغِنى ؟ إِنَّ ذّا مِنً العَجَبِ
إنْ كاثرونا جئنا بأسرتهِ
أو واحدونا جئنا بمطلبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حبسة حرة
حبسة حرة
رقم القصيدة : 1703
-----------------------------------
إ ختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسه في الصوت لا أكثر...
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء !
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم ( القضاء (
حبسه الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء.
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء.
باختصار...
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أبو ترابٍ حيدرهْ
أبو ترابٍ حيدرهْ
رقم القصيدة : 17030
-----------------------------------
أبو ترابٍ حيدرهْ
ذاكَ الإمامُ القَسْوَرَهْ
مُبيدُ كُلِّ الكَفَرَهْ
ليسَ له مُناضِلُ
مُبارِزٌ ما يَرْهَبُ
وضيغمٌ ما يغلبُ
وصادقٌ لا يَكْذِبُ
وفارسٌ محاولُ
سيفُ النبيِّ الصادِقِ
مُبِيدُ كلِّ فاسقِ
بمرهفٍ ذي بارقِ
أَخْلَصَهُ الصَّياقِلُ
صيرهُ هارونة ُ
في قومهِ أمينهُ
فقدْ قضى ديوانهُ
ولمْ يكنْ يماطلُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وذي يمينينِ وعينٍ واحدهْ :
وذي يمينينِ وعينٍ واحدهْ :
رقم القصيدة : 17031(13/451)
-----------------------------------
وذي يمينينِ وعينٍ واحدهْ :
نقصانُ عينِ ويمينٌ زائدهْ
نَزرِ العَطّياتِ قَليلِ الْفَائِده
أعضَّهُ اللّهُ ببطْرِ الوَالِدَه
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولمَّا وَرَدْنا ماءَ بِيشة َ لَم يَكُنْ
ولمَّا وَرَدْنا ماءَ بِيشة َ لَم يَكُنْ
رقم القصيدة : 17032
-----------------------------------
ولمَّا وَرَدْنا ماءَ بِيشة َ لَم يَكُنْ
تَكَدَّرَ إِلاَّ مِنْ دِمَاءِ التَّرائِبِ
سقينا عتاقَ الخيلِ منه ، فلم تذقْ
سِوَى مَذْقَة ٍ لم تَروِ غُلَّة َ شارِب
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أعدَّ للهِ يومَ يلقاهُ
أعدَّ للهِ يومَ يلقاهُ
رقم القصيدة : 17033
-----------------------------------
أعدَّ للهِ يومَ يلقاهُ
دِعبلٌ: أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُو
يَقولُها مُخْلِصاً عَسَاهُ بِها
يَرحَمُهُ في الْقِيامة ِ اللّهُ
اللهُ مولاهُ والرسولُ ، ومنْ
بَعدِهما فالوَصيُّ مَولاهُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تَخْضَبُ كفاً بُتِكَتْ مِنْ زَنْدِها
تَخْضَبُ كفاً بُتِكَتْ مِنْ زَنْدِها
رقم القصيدة : 17034
-----------------------------------
تَخْضَبُ كفاً بُتِكَتْ مِنْ زَنْدِها
فتخضبُ الحنَّاءُ منْ مسودِّها
كأنها - والكحل في مرودِّها
تَكْحَلُ عَينَيها بِبَعْضِ جِلْدِها
أَشبَهُ شَيءٍ اسْتُها بخَدِّها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هذي هَدِيَّة ُ عَبْدٍ أَنْتَ مُلْبِسُهُ
هذي هَدِيَّة ُ عَبْدٍ أَنْتَ مُلْبِسُهُ
رقم القصيدة : 17035
-----------------------------------
هذي هَدِيَّة ُ عَبْدٍ أَنْتَ مُلْبِسُهُ
ثوبَ الغنى ، فأقبلِ الميسورَ منْ خدمكْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فلا تفسدنْ خمسينَ الفاً وهبتها ،
فلا تفسدنْ خمسينَ الفاً وهبتها ،
رقم القصيدة : 17036
-----------------------------------
فلا تفسدنْ خمسينَ الفاً وهبتها ،
وعشرة َ أحوالٍ وحقَّ تناسبِ(13/452)
وشكراً تهادهُ الرِّجالُ تهادياً
إلى كُلِّ مصرٍ بَينَ جَاءٍ وذاهبِ
بِلاَ زَلَّة ٍ كانَتْ، وَإنْ تَكُ زَلَّة ٌ
فإنَّ عليكَ العفوَ ضَرْبة ُ لازِبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سَلامٌ بالغَداة ِ وبالعَشيِّ
سَلامٌ بالغَداة ِ وبالعَشيِّ
رقم القصيدة : 17037
-----------------------------------
سَلامٌ بالغَداة ِ وبالعَشيِّ
على جدثٍ بأكنافِ الغريِّ *
ولازالتْ عزالى النوءِ تزجي
إليهِ صبابة َ المزنِ الرويِّ
أَلاَ يَا حَبَّذا تُرْبُ بِنَجْدٍ
وقَبرٌ ضَمَّ أَوصالَ الوصيّ
وصيِّ محمدٍ بأبي وأمي ،
وَأَكْرَمُ مَن مَشَى بَعدَ النَّبيّ
لئِنْ حَجُّوا إِلَى الْبَلَدِ القصيِّ
فحجي ما حييتُ إلى عليِّ !
وإِنْ زارُوهُمُ الشَّيخينِ زُرْنَا
عَليًّا، وابنَهُ سِبْطَ الرَّضيِّ
ومالي في الزِّيارة ِ لِلمغَاني
فَمِنْ وادِي المِياهِ إِلَى الطُّويّ
ألمْ يحزنكَ أنَّ بني زيادٍ *
أَصَابُوا بالتِّراتِ بني النبيّ
وأن بَني الحَصانِ تَعيثُ فيهمْ
علانية ً سيوفُ بني البغيِّ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فليسَ بغاثُ الطيرِ مثلَ عتاقها
فليسَ بغاثُ الطيرِ مثلَ عتاقها
رقم القصيدة : 17038
-----------------------------------
فليسَ بغاثُ الطيرِ مثلَ عتاقها
وَلَيْسَ الأسودُ الْغُلبُ مِثلَ الثَّعالِبِ
وليسَ العصيُّ الصمُّ كالجوفِ خبرة ً
وليسَ البُحُورُ في النَّدَى كالمْذَانِبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سِنانُ مُحَمَّدٍ في كلِّ حَرْبٍ
سِنانُ مُحَمَّدٍ في كلِّ حَرْبٍ
رقم القصيدة : 17039
-----------------------------------
سِنانُ مُحَمَّدٍ في كلِّ حَرْبٍ
إذا نهلتْ صدورُ السمهريَّ
وأَوَّلُ مَنْ يُجيبُ إِلَى بِرازٍ
إِذَا زاغَ الكميُّ عنِ الكميِّ
مشاهدُ لم تفلَّ سيوفُ تميمٍ
بهنَّ ، ولا سيوفُ بني عديِّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أربعة أو خمسة
أربعة أو خمسة
رقم القصيدة : 1704
-----------------------------------(13/453)
أربعة أو خمسة
يأتون في دبابة
فيملكون وحدهم
حرية الكتابة
والحق في الرقابة
والمنع والإجابة
والأمن والمهابة
والمال والآمال
والتصويب والإصابة
وكل من دب
ولم يلق لهم أسلابه
تسحقه الدبابة
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> جئتُ بلا حرمة ٍ ولا سببِ
جئتُ بلا حرمة ٍ ولا سببِ
رقم القصيدة : 17040
-----------------------------------
جئتُ بلا حرمة ٍ ولا سببِ
إلَيكَ إِلاّ بِحُرمة ِ الأدبِ
فاقضِ ذِمامي فإنني رَجُلٌ
غيرُ ملحٍ عليكَ في الطلبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> انظر إليهِ وإلى ظرفهِ ؛
انظر إليهِ وإلى ظرفهِ ؛
رقم القصيدة : 17041
-----------------------------------
انظر إليهِ وإلى ظرفهِ ؛
كيفَ تَطايا وهو مَنشُورُ
ويلكَ ! منْ دلاكَ في نسبة ٍ
قبلكَ منها الدهر مذعورُ ؟
لوْ ذكرت طيَّ على فرسخٍ
أَظْلَمَ في ناظرِكَ النُّورُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> خليليَّ ماذا أرتجي منْ غدِ امرىء ٍ
خليليَّ ماذا أرتجي منْ غدِ امرىء ٍ
رقم القصيدة : 17042
-----------------------------------
خليليَّ ماذا أرتجي منْ غدِ امرىء ٍ
طَوَى الكَشْحَ عَنِّي اليومَ وَهْوَ مَكينُ
وإنَّ امْرَأً قَدْ ضَنَّ مِنْهُ بِمَنْطِقٍ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا نَبحَ الأضيافَ كلبي تَصبَّبتْ
إذا نَبحَ الأضيافَ كلبي تَصبَّبتْ
رقم القصيدة : 17043
-----------------------------------
إذا نَبحَ الأضيافَ كلبي تَصبَّبتْ
ينابيعُ مِن ماءِ السُّرور على قَلبي
فألقاهُم بالبِشْرِ والبرِّ والقِرَى
وَيقدمُهمْ نحوي يُبشّرُني كلبي
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ومَا المرء إِلاَّ الأَصغَرانِ: لِسانُهُ
ومَا المرء إِلاَّ الأَصغَرانِ: لِسانُهُ
رقم القصيدة : 17044
-----------------------------------
ومَا المرء إِلاَّ الأَصغَرانِ: لِسانُهُ
ومَعقولُهُ، والجسمُ خَلْقٌ مُصوَّرُ
وإِنْ طُرَّة ٌ راقَتْكَ فانظرْ فرُبَّما(13/454)
أَمرَّ مَذاقُ العُودِ والعُودُ أَخضَرُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِنّ أولَى البرايَا أَن تُواسيَهُ
وإِنّ أولَى البرايَا أَن تُواسيَهُ
رقم القصيدة : 17045
-----------------------------------
وإِنّ أولَى البرايَا أَن تُواسيَهُ
عندَ السرورِ الذي واساكَ في الحزنِ
إنَّ الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا
منْ كانَ يألفهمْ في المنزلِ الخشنِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> اذكرْ أبا جعفرٍ حقاً أمتٌّ به
اذكرْ أبا جعفرٍ حقاً أمتٌّ به
رقم القصيدة : 17046
-----------------------------------
اذكرْ أبا جعفرٍ حقاً أمتٌّ به
إِنِّي وإيّاكَ مَشْغُوفانِ بالأَدبِ
وأَنَّنا قَد رَضعْنا الكَأْسَ دِرَّتَها
والكَأْسُ دِرَّتُها حَظُّ مِنَ النَّسَبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ القليل الذي يَأتيكَ فِي دَعَة ٍ
إنَّ القليل الذي يَأتيكَ فِي دَعَة ٍ
رقم القصيدة : 17047
-----------------------------------
إنَّ القليل الذي يَأتيكَ فِي دَعَة ٍ
هو الكثيرُ ، فأعفِ النفسَ من تعبِ
لا قسم أوفرُ من قسمٍ تنالُ به
وقاية َ الدِّينِ والأعراضِ والحسبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> حنطتهُ يا نصرُ بالكافورِ
حنطتهُ يا نصرُ بالكافورِ
رقم القصيدة : 17048
-----------------------------------
حنطتهُ يا نصرُ بالكافورِ
ورفعتهُ للمنزل المهجورِ
هلا ببعضِ خصالهِ حنطتهُ
فيضوعَ أفقُ منازلٍ وقبورِ
تا للهِ لوْ بنسيمِ أخلاقٍ لهُ
تعزى إلى التقديسِ والتطهيرِ
طيبتَ منْ سكنَ الثرى وعلا الرُّبا
لتزودوهُ عدة ً لنشورِ
فاذهبْ كما ذهب الشبابُ فانهُ
قد كانَ خير مصاحبٍ وعشيرِ
وأَبيكَ ما أَبَّنتُهُ لأزِيدَهُ
عصفتْ به ريحا صباً ودبورِ
واللهِ ما أبنتهُ لأزيدهُ
شَرَفاً، ولكنْ نَفْثَة ُ المَصدُورِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لأشكرنَّ لنوحٍ فضلَ نعمتهِ
لأشكرنَّ لنوحٍ فضلَ نعمتهِ
رقم القصيدة : 17049
-----------------------------------(13/455)
لأشكرنَّ لنوحٍ فضلَ نعمتهِ
شَكْراً تَصَادَرُ عَنْهُ أَلسُنُ الْعَرَبِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> منفيون
منفيون
رقم القصيدة : 1705
-----------------------------------
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت سيحيينا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا ،
ومنفيون نمشي في أراضينا ،
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا ،
ونعرب عن تعازينا لنا فينا ،
فوالينا ، أدام الله والينا ،
رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا ،
ولا أبقى لنا دينا ،
ولاة الأمر : ما خنتم ، ولا هنتم ،
ولا أبديتم ا للينا ،
جزاكم ربنا خيرا ، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا ،
وحققتم أمانينا ،
وهذي القدس تشكركم ،
ففي تنديدكم حينا ،
وفي تهديدكم حينا ،
سحبتم أنف أمريكا ،
فلم تنقل سفارتها ،
ولو نقلت ــ معاذ الله لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا ،
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ،
تهانينا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ما زالَ عصياننا للهِ يسلمنا
ما زالَ عصياننا للهِ يسلمنا
رقم القصيدة : 17050
-----------------------------------
ما زالَ عصياننا للهِ يسلمنا
حتَّى دُفِعْنا إِلَى يحيى ودِينارِ
إلى عليجينِ لمْ تقطعْ ثمارهما ،
قَدْ طالَما سَجَدا لِلشِّمسِ والنَّارِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وقدْ كانَ هذا البحرُ ليسَ يجوزهُ
وقدْ كانَ هذا البحرُ ليسَ يجوزهُ
رقم القصيدة : 17051
-----------------------------------
وقدْ كانَ هذا البحرُ ليسَ يجوزهُ
سوى خائفٍ منْ ذنبهِ أو مخاطرِ
فصارَ على مرتادٍ جودكَ هيناً
كَأَنَّ عليهِ مُحكَماتِ القَناطِرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أرقتُ لبرقٍ آخرَ الليلِ منصبِ
أرقتُ لبرقٍ آخرَ الليلِ منصبِ
رقم القصيدة : 17052
-----------------------------------
أرقتُ لبرقٍ آخرَ الليلِ منصبِ
خفيٍ كبطنِ الحيَّة المتقلبِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وأرى النوالَ يزينهُ تعجيلهُ(13/456)
وأرى النوالَ يزينهُ تعجيلهُ
رقم القصيدة : 17053
-----------------------------------
وأرى النوالَ يزينهُ تعجيلهُ
وَالمَطْلُ آفة ُ نائِلِ الْوَهَّابِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سألتُ النَّدى - لا عدمتُ النَّدى
سألتُ النَّدى - لا عدمتُ النَّدى
رقم القصيدة : 17054
-----------------------------------
سألتُ النَّدى - لا عدمتُ النَّدى
وقد كانَ منَّا زماناً عزبْ
فقلتُ لهُ: طالَ عهدُ اللِّقا
فهلْ غِبتَ باللّهِ، أمْ لَمْ تَغِبْ
فقالَ: بَلَى . لَمْ أَزَلْ غائباً
ولكنْ قدِمْتُ مَعَ المطَّلِبْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أمطلبُ دعْ دعاوى الكماة ِ
أمطلبُ دعْ دعاوى الكماة ِ
رقم القصيدة : 17055
-----------------------------------
أمطلبُ دعْ دعاوى الكماة ِ
فَتلكَ نَحِيزقٌ لا رُتبَهْ
فكيفَ رأيتَ سُيُوفَ الحْرِيش
ووقعة َ مولى بني ضبَّه ؟
أحجتكَ أسيافهمْ كارهاً ،
وما لكَ في الحجِّ منْ رغبهْ
وَمَا المَالُ جَاءَكَ مِنْ مَغْنمٍ
ولا من ذكاءٍ ولا كسبهْ
عَطَايَاكَ تَغْدُو على سابحٍ
وطَوْراً عَلَى بَغْلَة ٍ نَدْبَهْ
ولو يرزق الناسُ من حيلة ٍ
لما نلتَ كفاً من التربهْ
ولو يشربُ الماءَ أهلُ العفافِ
لما نلتَ من مائهم شربَهْ
ولو خصَّ بالرزق نجلَ الكرامِ
لما نلتَ خيطاً ولا هدْ بهْ
ولكنه رزقُ من رزقهُ
يَعُمُّ بهِ الكَلْبَ والكَلْبهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فأيرُ عليِّ له ألة ٌ
فأيرُ عليِّ له ألة ٌ
رقم القصيدة : 17056
-----------------------------------
فأيرُ عليِّ له ألة ٌ
وَفَقْحة ُ عَمْروٍ لَهُ دَبّهْ
فَطَوْراً تُصادِفُهُ جَعْبة ً
وطوراً تُصَادِفُهُ حَرْبَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> رأسُ ابنِ بنتِ محمدٍ ووصيهِ
رأسُ ابنِ بنتِ محمدٍ ووصيهِ
رقم القصيدة : 17057
-----------------------------------
رأسُ ابنِ بنتِ محمدٍ ووصيهِ
ياللرجال ـ على قناة ٍ يرفعُ !
والمسلمونَ بمنظرٍ وبمسمعٍ ،(13/457)
لا جازِعٌ مِن ذَا، ولا مُتَخَشِّعُ
أيقظتَ أجفاناً وكنتَ لها كرى َ ،
وأَنمتَ عَيناً لم تكُنْ بِكَ تَهجَعُ
كُحِلَتْ بمنظَركَ الْعُيُونُ عَماية ً
وَأَصَمَّ نَعْيُكَ كُلَّ أذْنٍ تسْمَعُ
مَا رَوضَة ٌ إِلاَّ تَمنَّتْ أَنَّها
لكَ مضجعٌ ولخطَّ قبركَ موضعُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يَا بُؤْسَ لِلْفَضْلِ لَو لَم يَأْتِ مَا عَابَهْ
يَا بُؤْسَ لِلْفَضْلِ لَو لَم يَأْتِ مَا عَابَهْ
رقم القصيدة : 17058
-----------------------------------
يَا بُؤْسَ لِلْفَضْلِ لَو لَم يَأْتِ مَا عَابَهْ
يستفرغُ السمَّ من صماءَ قرضابهْ
مَا إنْ يَزَالُ- وَفِيهِ الْعَيْبُ يَجْمعُهُ-
جهلاً ، لأعراضِ أهلِ المجدِ عيابهْ
إِنْ عابَني لَمْ يَعِبْ إِلاَّ مُؤَدِّبَهُ
ونَفسَهُ عَابَ لمَّا عابَ أدّابَهْ
فَكَانَ كالكَلْبِ ضَرَّاهُ مُكلِّبُهُ
لصيدهِ ، فعدا فاصطادَ كلاّبهُ
إنْ يغدرنَّ فإنَّ الغدرَ ألبسهُ
من الأبوَّة ِ والأجدادِ جِلبابَهْ
تلكَ المساعي إذا ما أخَّرتْ رجلاً
أَحَبَّ للِنَّاسِ عَيباً كالَّذِي عَابَهْ
كذاكَ من كان هدمُ المجدِ عادتهُ
فإنه لبناة ِ المجدِ عيابهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> غصبتَ عجلاً على فرجينِِ في سنة ٍ
غصبتَ عجلاً على فرجينِِ في سنة ٍ
رقم القصيدة : 17059
-----------------------------------
غصبتَ عجلاً على فرجينِِ في سنة ٍ
أفسدتهمْ ، ثم ما أصلحتَ من نسبكْ
ولو خطبتَ إلى طوقٍ وأسرتهِ
وَزَوَّجوكَ لما زَادُوكَ في حَسَبِكْ
نكْ من هويتَ ، ونلْ ما شئتَ من نسبٍ
أَنتَ ابْنُ زِريابَ مَنُسوباً إلَى نَشَبِكْ
إنْ كانَ قومٌ أرادَ اللهُ خزيهمْ
فزوجُوكَ ارتغاباً مِنْكَ في ذَهَبِكْ
فذاكَ يوجبُ أنَّ النبعَ تجمعهُ
إلَى خِلاَفِك في الْعيدانِ أَو غربك
ولو سكتَّ ولم تخطبْ إلى عربٍ
لما نبستَ الذي تطويه منْ سببكْ
عدَّ البيوتَ التي ترضى بخطبتها
تجد فزارة ً العكليَّ من عربَك(13/458)
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حصافة
حصافة
رقم القصيدة : 1706
-----------------------------------
حين رآني
مهموماً، مُنكسِر الهمَّةْ
قال حذائي
هل مازلتَ تؤمّلُ حقّاً
أن توقِظَ ميتاً بالنأْمهْ ؟
أو أن تُشعِلَ ماءَ البَحرِ
بضوءِ النَّجْمةْ ؟
لا جَدوى ...
خُذْ منّي الحِكْمَةْ
فأنا، مُنذُ وجِدتُ، حِذاءٌ
ثُمّ دعاني البعضُ مَداساً
ثُمّ تقطّعْتُ بلا رحمّهْ ...
فإذا باسمي :
جوتي، سباط، جزمهْ
نَعْلٌ، كندرة، مرْكوبٌ
خفٌّ، يمَنيٌّ، حاط
بوتينٌ، بابوجٌ، صُرْمَةْ .
وإلى آخرِ هذي الزّحمَةْ
أيُّ حِوارٍ ؟
أيُّ خُوارٍ ؟
أيُّ حضيضٍ ؟
أيّةُ قِمّةْ ؟
إنْ كنتُ أنا التّافِهُ وحْدي
أدخلتُ الأُمّةَ في أزْمَةْ
وعليَّ تفرّقتِ الكِلْمَةْ
فعلى أيّ قضايا كُبرى
يُمكِنُ أن تتّفقَ الأَمّة ؟
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا غَزوْنَا فَمغْزَانَا بأنْقرة ٍ
إذا غَزوْنَا فَمغْزَانَا بأنْقرة ٍ
رقم القصيدة : 17060
-----------------------------------
إذا غَزوْنَا فَمغْزَانَا بأنْقرة ٍ
وأهل سَلْمَى بسَيْفِ البَحْرِ من جُرتِ
هيهاتَ هيهاتَ بين المنزلين لقد
أَنْضَيتُ شَوقي، وَقَدْ طوَّلتُ مُلتَفتي
مَا يَرْحَلُ الضَّيْفُ عَنَّي بَعْدَ تَكْرِمَة ٍ
كجوزة ٍ بينَ فكيَّ أدردٍ خرفِ
أحببتُ أهلي ولم أظلم بحبِّهمُ
قالوا : تعصبت جهلاً ، قول ذي بهتِ
لهم لساني بتقريظي وممتدحي
نَعمْ، وَقَلْبي، وما تَحْويهِ مَقْدِرَتي
دَعنْي أَصِلْ رَحَمي إِنْ كَنْتَ قاطِعَها
لا بدَّ للرحم الدُّنيا من الصلة ِ
فاحْفَظْ عَشِيرَتَكَ الأدْنَينَ إِنَّ لَهمْ
حَقَّا يُفرِّقُ بَينَ الزَّوجِ وَالمَرَة ِ
قومي بَنو مذْحَجٍ، والأزْد إِخْوَتُهمْ
وآل كندة َ والأحياءُ من علة ِ
ثُبْتُ الحلومِ، فإِنْ سُلَّتْ حَفَائظُهمْ
سَلَّوا السُّيُوفَ فأَرْدَوا كلَّ ذِي عَنَتِ
نفسي تنافسني في كلِّ مكرمة ٍ
إلى المعالي ، ولو خالفتها أبتِ(13/459)
وكمْ زَحَمْتُ طَرِيقَ الموتِ مُعْتَرضاً
بالسيف صلتاً ، فأدّاني إلى السعة ِ
ما يرحلُ الضيفُ عني غبَّ ليلتهِ
إلا بزادٍ وتشييعٍ ومعذرة ِ
قال العَواذلُ: أَودى المَالُ، قلتُ لهمْ:
ما بين أجرٍ ألقاهُ ومحمدة ِ
أفسدتَ مالكَ ، قلتُ : المالُ يفسدني
إذا بخلتُ به ، والجود مصلحتي
أرزاقُ ربي لأقوامٍ يقدرِّها
من حيثُ شاءَ ، فيجريهنَّ في هبتي
لا تعرضنَّ بمزْحٍ لامرىء ٍ سفهٍ
ما راضهُ قلبه أجراهُ في الشفة ِ
فرُبَّ قافِيَة ٍ بالمزحِ جارية ٍ
مشبوبة ٍ ، لم تردْ إنماءها ، نمتِ
ردَّ السَّلى مستتماً بعد قطعتَه
كَرَدِّ قافية ٍ مِن بَعْدِمَا مَضَتِ
إِنِّي إذَا قُلْتُ بَيْتاً ماتَ قائِلُهُ
ومَن يُقالُ لهُ، والبَيْتُ لم يَمُتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> طَرقَتْكِ طارقَة ُ المُنى بِبَياتِ
طَرقَتْكِ طارقَة ُ المُنى بِبَياتِ
رقم القصيدة : 17061
-----------------------------------
طَرقَتْكِ طارقَة ُ المُنى بِبَياتِ
لا تظهري جَزعاً فأنتِ بداتِ
في حبِّ آل المصطفى ووصيِّه
شغلٌ عن اللذّاتِ والقيناتِ
إنَّ النَّشيدَ بِحبِّ آلِ محمّدٍ
أَزكَى ، وأَنفعُ لِي مِن القُنياتِ
فاحْشُ القَصيدَ بهمْ وفرِّغْ فِيهمُ
قَلباً، حَشَوْتَ هَواهُ باللَّذات
واقطع حبالة من يريد سواهم
في حبِّه ، تحلل بدارِ نجاة ِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سَقياً وَرَعْياً لأيامِ الصَّبَاباتِ
سَقياً وَرَعْياً لأيامِ الصَّبَاباتِ
رقم القصيدة : 17062
-----------------------------------
سَقياً وَرَعْياً لأيامِ الصَّبَاباتِ
أَيامَ أَرفلُ في أَثوابِ لَذَّاتِي
أيام غصني رطيبٌ ، من لدونته
أَصْبُو إِلى غيرِ جَارَاتي وكنّاتي
ودعْ عنكَ ذكرَ زمانٍ فاتَ مطلبُه
وأقِذفْ برجِلكَ عن مَتْنِ الجهارتِ
واقصدْ بكلَّ مديحٍ أنتَ قائلهُ
نحوَ الهداة ِ بني بيتِ الكراماتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ونُبِئتُ كلْباً مِن كلاَبٍ يَسُّبُني(13/460)
ونُبِئتُ كلْباً مِن كلاَبٍ يَسُّبُني
رقم القصيدة : 17063
-----------------------------------
ونُبِئتُ كلْباً مِن كلاَبٍ يَسُّبُني
ومرُّ كلابٍ يقطعُ الصَّلَواتِ
فإنْ أَنا لم أُعلِمْ كِلاَباً بِأَنَّها
كلابٌ ، وأني باسل النقماتِ
فَكَانَ إِذنْ مِن قيسِ عَيلانِ والدي
وكانتَ إذن أمي من الحبطاتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أحبُ العاذلاتِ لأن جودي
أحبُ العاذلاتِ لأن جودي
رقم القصيدة : 17064
-----------------------------------
أحبُ العاذلاتِ لأن جودي
يزيدُ على ازديادِ العاذلاتِ
تُعّيرني بأَنْ أَفْسَدْتُ مالي،
فَسادُ المالِ إِحْدَى الصَّالِحاتِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عَجِبْتُ لَحَرّاقَة ِ ابنِ الحُسَيْنِ
عَجِبْتُ لَحَرّاقَة ِ ابنِ الحُسَيْنِ
رقم القصيدة : 17065
-----------------------------------
عَجِبْتُ لَحَرّاقَة ِ ابنِ الحُسَيْنِ
نِ : كيفَ تسيرُ ولا تغرقُ !
وبَحْرانِ مِنْ تَحْتِها واحِدٌ
وآخرُ منْ فوقها مطبقُ
وأعجبُ منْ ذاكَ عيدانهُا
إذا مَسَّها كيفَ لا تُورِقُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مَا جَعفرُ بنُ محمَّدٍ بنِ الأَشعَثِ
مَا جَعفرُ بنُ محمَّدٍ بنِ الأَشعَثِ
رقم القصيدة : 17066
-----------------------------------
مَا جَعفرُ بنُ محمَّدٍ بنِ الأَشعَثِ
عندي بخيرٍ أبوة من عثعثِ
عَبثاً تُمارِسُ بي، تُمارِسُ حيَّة ً
سوّارة ً، إِنْ هِجتَها لم تَلَبثِ
لويعلمُ المغرورُ ماذا حازَ منْ
خزي لوالدهِ ، إذن لم يبعثِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عدوُّ راحَ في ثوبِ الصَّديقِ
عدوُّ راحَ في ثوبِ الصَّديقِ
رقم القصيدة : 17067
-----------------------------------
عدوُّ راحَ في ثوبِ الصَّديقِ
شَريكٌ في الصَّبُوحِ وفي الغُبوقِ
لهُ وجهانِ : ظاهرهُ ابنُ عمٍّ ،
وباطنهُ ابنُ زانية ٍ عتيقِ
يسرُّكَ معلناً ويسوءُ سرّاً
كذاكَ يكونُ أبناءُ الطريقِ(13/461)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أتيتُ ابن عمرانَ في حاجة ٍ
أتيتُ ابن عمرانَ في حاجة ٍ
رقم القصيدة : 17068
-----------------------------------
أتيتُ ابن عمرانَ في حاجة ٍ
هُوَيِّنَة ِ الْخَطبِ فالتاثَها
تظلُ جيادي على بابه
تَروثُ وتأكلُ أَوراثِها
غوارثَ تشكو إِليَّ الخَلاَ
أطال ابن عمران إغراثها
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أهلاً وسهلاً بالمشيبِ فأنهُ
أهلاً وسهلاً بالمشيبِ فأنهُ
رقم القصيدة : 17069
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً بالمشيبِ فأنهُ
سمة ُ العفيفِ وحيلة ُ المتحرجِ
وكأَنَّ شَيبي نَظم دُرٍّ زاهِرٍ
في تاج ذي مُلْكٍ أَغرَّ مُتَوَّجِ
قومٌ إذا جالستهُم
صدئتْ بقربهمُ العقولُ
لا شَيءَ أَحَسنُ مِن مَشِيبٍ وافدٍ
بالحِلمِ مختَرِمِ الشَّبَابِ الأهوَجِ
ضيفٌ أحلَّ بي النهى فقريتهُ
رَفْضَ الْغِواية ِ واقتِصَادَ المَنْهَجِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أعد قدمي ..!!
أعد قدمي ..!!
رقم القصيدة : 1707
-----------------------------------
أَعِدْ قَدَمي ..
لِكَيْ أمشي إلَيكَ مُعَزّياً فينا
فَحالي صارَ مِن حالِكْ .
أعِدْ كَفّي ..
لكي أُلقي أزا هير ي
على أزهارِ آمالِكْ .
أعِدْ قَلبي ..
لأقطِفَ وَردَ جَذوَتِهِ
وَأُوقِدَ شَمعَةً في صُبحِكَ الحالِكْ !
أَعِدْ شَفَتي ..
لَعَلَّ الهَولَ يُسعِفُني
بأن أُعطيكَ تصويراً لأهوالِكْ .
أَعِدْ عَيْني ..
لِكَي ابكي على أرواحِ أطفالِكْ .
أتَعْجَبُ أنّني أبكي ؟!
نَعَمْ .. أبكي
لأنّي لَم أكُن يَوماً
غَليظَ القلبِ فَظّاً مِثلَ أمثالِكْ !
***
لَئِن نَزَلَتْ عَلَيْكَ اليومَ صاعِقَةٌ
فَقد عاشتْ جَميعُ الأرضِ أعواماً
وَمازالتْ
وَقد تَبقى
على أ شفا رِ زِلزالِكْ !
وَكفُّكَ أضْرَمَتْ في قَلبِها ناراً
وَلم تَشْعُرْ بِها إلاّ
وَقَد نَشِبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَلْ
سِوى أن تَقلِبَ الدُّنيا على عَقِبٍ(13/462)
وَتُعْقِبَها بتعديلٍ على رَدّا ت ا فعالِكْ !
وَقَد آ لَيْتَ أن تَرمي
بِنَظرةِ رَيْبِكَ الدُّنيا
ولم تَنظُرْ، ولو عَرَضَاً، إلى آلِكْ !
أَتَعرِفُ رَقْمَ سِروالٍ
على آلافِ أميالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَماً في طيِّ سِروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَوَلٍ ..
فَذلِكَ لو رمى هذا
تَرى هذا وتَعْجَبُ لاستغاثَتهِ
ولكنْ لا ترى ما قد جَنى ذلِكْ !
ا ر ى كَفَّيْكَ في جَدَلٍ ..
فواحِدَةٌ تَزُفُّ الشَّمسَ غائِبَةً
إلى الأعمى !
وواحِدَةٌ تُغَطِّي الشَّمسَ طالِعةً بِغِربالِكْ !
وَما في الأمرِ أُحجِيَةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّها مِن صُنْعِ مِكيالِكْ !
***
بِفَضْلِكَ أسفَرَ الإرهابُ
نَسّاجاً بِمِنوالِكْ
و َمعتاشا بأموالِكْ
وَمَحْمِيّاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَبٌ
إذا وافاكَ هذا اليومَ مُمْتَنّاً
لِيُرجِعَ بَعضَ أفضالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثال( ميد و ز ا(
وتَدري جَيِّداً أنَّ الّذي يَرنو لَهُ هالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَد حَدَّقتَ في أحداقِ تِمثالِكْ ؟!
خَرابُ الوضعِ مُختَصَرٌ
بِمَيْلِ ذِراعِ مِكيالِكْ .
فَعَدِّلْ وَضْعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسرِفْ
و إلاّ سَوفَ تأتي كُلُّ بَلبَلَةٍ
بِما لَم يأتِ في بالِكْ !
***
إذا دانَتْ لَكَ الآفاقُ
أو ذَلَّتْ لَكَ الأعناقُ
فاذكُرْ أيُّها العِملاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْستْ دِرْهَماً في جَيْبِ بِنطا لِكْ .
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْرَ الفِيلِ تَذليلاً
فأن بعوضةً تكفي ... لإذلالك
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ظلتْ بقمَّ مطيتي يعتادها
ظلتْ بقمَّ مطيتي يعتادها
رقم القصيدة : 17070
-----------------------------------
ظلتْ بقمَّ مطيتي يعتادها
همَّانِ: غُربتُها وبُعدُ المُدْلَجِ
مابينَ عِلْجٍ قد تعرَّبَ، فانتمى
أو بينَ آخرَ معربٍ مستعلجِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلا إنَّما الإنْسانُ غِمْدٌ لِقَلْبِهِ
أَلا إنَّما الإنْسانُ غِمْدٌ لِقَلْبِهِ
رقم القصيدة : 17071(13/463)
-----------------------------------
أَلا إنَّما الإنْسانُ غِمْدٌ لِقَلْبِهِ
فلا خيرَ في غمدٍ إذا لمْ يكنْ نصلُ
فانْ تجمعَ الآفاتِ فالبخلُ شرُّها ،
وَشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإذا حلمتَ فأعطِ حلمكَ كنهه
وإذا حلمتَ فأعطِ حلمكَ كنهه
رقم القصيدة : 17072
-----------------------------------
وإذا حلمتَ فأعطِ حلمكَ كنهه
مُسْتَأْنِياً، وإذَا كَوَيْتَ فَأَنْضِجِ
وإذا التمستَ دخولَ أمرٍ فالتمسْ
من قبلِ مدخله سبيلَ المخرجِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بكر الأحبة ُ عنكَ بالادْلاج ،
بكر الأحبة ُ عنكَ بالادْلاج ،
رقم القصيدة : 17073
-----------------------------------
بكر الأحبة ُ عنكَ بالادْلاج ،
وغّدَوا بها سَحَراً مَعَ الْحُجَّاجِ
نصبوا خيامَ البذلِ حول قبابهم ،
وتَستَّروا بأكِلَّة ِ الدِّيباجِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وَمَا مِن دُونِ عِرضِكَ للقَوافي
وَمَا مِن دُونِ عِرضِكَ للقَوافي
رقم القصيدة : 17074
-----------------------------------
وَمَا مِن دُونِ عِرضِكَ للقَوافي
شبا قفلٍ يشدُّ ولا رتاجِ
لَحجْتَ فَعادَ ذَاكَ عَلَيكَ ذَمّاً
وأَسْبابُ البَلاءِ مِنَ اللَّجَاجِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كيفَ احتيالي لبسْطِ الضَّيْفِ مِن خَجِلٍ
كيفَ احتيالي لبسْطِ الضَّيْفِ مِن خَجِلٍ
رقم القصيدة : 17075
-----------------------------------
كيفَ احتيالي لبسْطِ الضَّيْفِ مِن خَجِلٍ
عندَ الطعامِ ، فقدْ ضاقتْ به حيلي
أَخافُ تَردادَ قَوْلي: كُلْ فأُحْشِمَهُ
والصَّمتُ ينزلهُ منّي على البخلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإذا عاندنا ذو قوة ٍ
وإذا عاندنا ذو قوة ٍ
رقم القصيدة : 17076
-----------------------------------
وإذا عاندنا ذو قوة ٍ
غضبَ الروحُ عليهِ فعرجْ
فَعَلى أَيمانِنا يَجْرِي النَّدَى
وَعَلَى أَسيافِنا تَجْري المُهجْ(13/464)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولمّا أبى إلاّ جماحاً فؤادهُ
ولمّا أبى إلاّ جماحاً فؤادهُ
رقم القصيدة : 17077
-----------------------------------
ولمّا أبى إلاّ جماحاً فؤادهُ
ولمْ يسلُ عنْ ليلى بمالٍ ولا أهلِ
تَسلَّى بأُخرَى غيرِها، فإذا التي
تَسلَّى بها تُغْري بِلَيْلَى وَلاَ تُسْلي
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> كأّنَّهُ كَبْشٌ إذَا مَا بَدَا
كأّنَّهُ كَبْشٌ إذَا مَا بَدَا
رقم القصيدة : 17078
-----------------------------------
كأّنَّهُ كَبْشٌ إذَا مَا بَدَا
لكنهُ في طبعه نعجهْ
فأنتَ ـ إنْ تقعدْ إلى جنبهِ ـ
تَخالُ في خِصْيَتَيْهِ قَنجَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> الجهلُ بعد الأربعين قبيحُ ،
الجهلُ بعد الأربعين قبيحُ ،
رقم القصيدة : 17079
-----------------------------------
الجهلُ بعد الأربعين قبيحُ ،
فزعِ الفؤادَ وإن ثناهُ جموحُ
وبِعِ السَّفاهَة َ بالوَقارِ والنُّهَى
ثَمَنٌ لَعَمْرُكَ- إنْ فعلتَ- رَبيحُ
فلقدْ حدا بكَ حاديانِ إلى البلى ،
ودعاكَ داعٍ للرحيلِ فصيحُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> لافتة الكبش
لافتة الكبش
رقم القصيدة : 1708
-----------------------------------
الكبش تظلّم للراعي
ما دمت تفكر
في بيعي
فلماذا ترفض
إشباعي؟
قال له الراعي:
ما الداعي؟
كل رعاة بلادي مثلي
وأنا لا أشكو و أ داعي.
إ حسب نفسك
ضمن قطيعٌ عربي
وأنا الإقطاعي!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هي النَّفسُ مَا حَسَّنْتَهُ فمحسَّنٌ
هي النَّفسُ مَا حَسَّنْتَهُ فمحسَّنٌ
رقم القصيدة : 17080
-----------------------------------
هي النَّفسُ مَا حَسَّنْتَهُ فمحسَّنٌ
لديها وما قبحته فمقبحُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا أُقْحِمَ الرُّكبانُ فِيها تَبتَّلُوا
إذا أُقْحِمَ الرُّكبانُ فِيها تَبتَّلُوا
رقم القصيدة : 17081
-----------------------------------(13/465)
إذا أُقْحِمَ الرُّكبانُ فِيها تَبتَّلُوا
فمستغفرٌ من ذنبهِ ومسبحُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وشاعِرٍ عَرَّضَ لِي نَفْسَهُ
وشاعِرٍ عَرَّضَ لِي نَفْسَهُ
رقم القصيدة : 17082
-----------------------------------
وشاعِرٍ عَرَّضَ لِي نَفْسَهُ
لخاركٍ آباؤهُ تنمي
يشتمُ عرضي عندَ ذكري وما
أمسى ولا أصبحَ منْ همي
فقلتُ : لا بلْ حبذا أمهُ ،
خَيِّرَة ٌ طاهِرَة ٌ عِلْمي
أكذبُ واللهِ على أمهِ
ككذبهِ أيضاً على أمي
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلاَ فاشترُوا مِنِّي مُلوكَ المخرِّمِ
أَلاَ فاشترُوا مِنِّي مُلوكَ المخرِّمِ
رقم القصيدة : 17083
-----------------------------------
أَلاَ فاشترُوا مِنِّي مُلوكَ المخرِّمِ
أبعْ حسناً وابنيْ هشامٍ بدرهمٍ
وأَعْطِ رَجاءً فوقَ ذاكَ زيادة ً
وأسمحْ بدينارٍ بغيرِ تندمِ
فانْ ردَّ منْ عيبٍ عليَّ جميعهمْ
فليسَ يردُّ العيبُ يحيى بنَ أكثمِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ ابنَ زياتٍ له قينة ٌ
إنَّ ابنَ زياتٍ له قينة ٌ
رقم القصيدة : 17084
-----------------------------------
إنَّ ابنَ زياتٍ له قينة ٌ
أربتْ على الشيطانٍ في القبحِ
سَوْدَاءُ شَوْهاءُ لَها شِعْرَة ٌ
كأنها نملٌ على مسحِ
فلو بَدَتْ حاسِرَة ً في الضُّحَى
لا سوَدَّ مِنها فَلَقُ الصُّبحِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> همُ المتخِّيرون على المنايا
همُ المتخِّيرون على المنايا
رقم القصيدة : 17085
-----------------------------------
همُ المتخِّيرون على المنايا
نفوسَ ذوي الرياسة ِ باقتراحِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا انتقموا أعلنوا أمرهمْ
إذا انتقموا أعلنوا أمرهمْ
رقم القصيدة : 17086
-----------------------------------
إذا انتقموا أعلنوا أمرهمْ
وإنْ أنعموا أنعموا باكتتامِ
يقوم القعودُ إذا أقبلوا
وتَقْعُدُ هَيبتُهمْ بالقِيامِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وبرهانُ باردة ُ المطبخِ(13/466)
وبرهانُ باردة ُ المطبخِ
رقم القصيدة : 17087
-----------------------------------
وبرهانُ باردة ُ المطبخِ
وحَمّامُها واسِعُ الْمَسْلَخِ
وإِنَّكَ لو نـ .... نيـ....
لأَفْضَيْتَ مِنها إلى بَربخِ
ولوْ كشفتْ لكَ عنْ فَرْجهِا
لأبصرتَ ميلينِ في فرسخِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فلا تحسدِ الكلبَ أكلَ العظامِ
فلا تحسدِ الكلبَ أكلَ العظامِ
رقم القصيدة : 17088
-----------------------------------
فلا تحسدِ الكلبَ أكلَ العظامِ
فعندَ الخراءة ِ ماترحمهْ
تَراهُ وَشيكاً تَشَكَّى استُهُ
كُلُوماً جَناها عليهِ فَمُهْ
إذا ما أهانَ امرؤٌ نفسهُ ،
فلا أكرمَ اللهُ منْ يكرمهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أبا عبدِ الالهِ أصخْ لقولي ،
أبا عبدِ الالهِ أصخْ لقولي ،
رقم القصيدة : 17089
-----------------------------------
أبا عبدِ الالهِ أصخْ لقولي ،
وبَعضُ القَولِ يَصحبُهُ السَّدادُ
ترى طمساً تعودُ بها الليالي
إلّى الدُّنيا، كما رَجَعتْ إيادُ
قبائلُ جذَّ أصلهم فبادوُا ،
وأودى ذكرهمْ زمناً ، فعادوا
وكانُوا غَرَّزُوا في الرَّملِ بَيْضاً
فأمسَكَهُ، كما غَرزَ الجرادُ
فلما أنْ سُقوا درجُوا ودبُّوا ،
وزادُوا حِينَ جادَهُم الْعِهادُ
هُمُ بَيضُ الرَّمادِ يُشَقُّ عَنْهمُ
وبَعْضُ الْبيْضِ يُشبِهُهُ الرَّمَادُ
غداً تأْتيكَ إِخوتُهمْ جديسٌ
وجرهُمُ قصَّراً ، وتعودُ عادُ
فتعجزُ عنهمُ الأمصارُ ضيقاً ،
وتمتلىء ُ المنازلُ والبلادُ
فلمْ أرَ مثلهم بادوا فعَادُوا ،
ولمْ أرَ مثلهم قلَّوا فزادوا
توغَّل فيهمُ سفلٌ وخوزٌ
وأَوباشٌ فَهمْ لَهُمُ مِدَاد
وأَنباطُ السَّوادِ قدْ استَحالوا
بِها عَرَباً، فَقَدْ خَرِبَ السَّوَادُ
ولو شَاءَ الإمامُ أَقامَ سوقاً
فباعهمُ كما بيعَ السَّمادُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> من أين أنت سيدي ؟!
من أين أنت سيدي ؟!
رقم القصيدة : 1709
-----------------------------------
من أين أنت سيدي؟(13/467)
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال
حدق بي منذ هلا
وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> استَبقِ وُدَّ أَبِي المُقَا
استَبقِ وُدَّ أَبِي المُقَا
رقم القصيدة : 17090
-----------------------------------
استَبقِ وُدَّ أَبِي المُقَا
تلِ حينَ تأكلُ منْ طعامهْ
الموتُ أيسرُ عندهُ
منْ مضغِ ضيفٍ والتقامهْ
وتَراهُ مِن خَوفِ النَّزِيـ
ـلِ بهِ ، يروعُ في منامهْ
سِيّانِ: كَسْرُ رَغيفِه
أو كسرُ عظمٍ منْ عظامهْ
لا تَكْسِرَنَّ رَغيفَهُ
إن كنتَ ترغبُ في كلامهْ
وإِذا مَررْتَ بِبابهِ
فاحْفَظْ رَغيفَكَ مِن غُلامِهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> الحمدُ لِلّهِ لا صَبرٌ ولا جَلَدٌ
الحمدُ لِلّهِ لا صَبرٌ ولا جَلَدٌ
رقم القصيدة : 17091
-----------------------------------
الحمدُ لِلّهِ لا صَبرٌ ولا جَلَدٌ
ولا عزاءٌ إذا أهلُ البلاَ رقدُوا
خَليفَة ٌ ماتَ لم يَحزنْ لَهُ أَحدٌ
وآخرٌ قامَ لم يفرحْ بهِ أحدُ
فمرَّ هذا ومرَّ الشؤمُ يتبعهُ ،
وقامَ هذا ، فقامَ الشؤمُ والنَّكدُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> زَمني بِمُطَّلبٍ سُقِيتَ زَمانا
زَمني بِمُطَّلبٍ سُقِيتَ زَمانا
رقم القصيدة : 17092
-----------------------------------
زَمني بِمُطَّلبٍ سُقِيتَ زَمانا
ما كنتَ إلاَّ روضة ً وجنانا
كلُّ النَدَى - إِلاَّ نداكَ- تَكلُّفٌ
لمْ أرضَ بعدكَ كائناً منْ كانا
أصلحتني بالبرَّ ، بلْ أفسدتني
فتركتني أتسخطُ الاحسانا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِنَّ مَنْ ضَنَّ بالكَنِيفِ عَلَى الضَّـ
إِنَّ مَنْ ضَنَّ بالكَنِيفِ عَلَى الضَّـ
رقم القصيدة : 17093
-----------------------------------
إِنَّ مَنْ ضَنَّ بالكَنِيفِ عَلَى الضَّـ(13/468)
فِ بغيرِ الكنيفِ كيفَ يجودُ ؟
مَا سَمِعْنا وَلاَ رَأَينا بِحُشٍّ
قبلَ هذا لبابهِ إقليدُ !
إنْ يكنْ في الكَنيفِ شَيْءٌ تَخَـ
ه ، فعندي إنْ شئتَ فيه مزيدُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> رأيتُ منَ الكبائرِ قاضيينِ
رأيتُ منَ الكبائرِ قاضيينِ
رقم القصيدة : 17094
-----------------------------------
رأيتُ منَ الكبائرِ قاضيينِ
هُمَا أُحدُوثة ٌ في الخافِقَينِ
هُما اقتَسما العَمى نِصفّين قَدْراً
كما اقتسما قضاءَ الجانبينِ
وتحسبُ منهما منْ هزَّ رأساً
لِينظُرَ في مواريثٍ ودَينِ
كأنكَ قدْ جعلتَ عليهِ دناً
فتحتَ بزالهُ من فردِ عينِ
هما فألُ الزمانِ بهلكِ يحيى
إذ افتتحَ القضاءَ بأعورينِ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لا خيرَ فيكَ سوى كلامٍ طيِّبٍ ،
لا خيرَ فيكَ سوى كلامٍ طيِّبٍ ،
رقم القصيدة : 17095
-----------------------------------
لا خيرَ فيكَ سوى كلامٍ طيِّبٍ ،
ومواعدٍ تدني ، وفعلٍ يبعدِ
وأُبُوَّة ٍ في تغْلِبٍ لَو أنَّها
للكلبِ ، كانَ الكلبُ فيها يزهدُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فإنَّكَ إن ترى عرصات جُملٍ
فإنَّكَ إن ترى عرصات جُملٍ
رقم القصيدة : 17096
-----------------------------------
فإنَّكَ إن ترى عرصات جُملٍ
بعاقبة ٍ ، فأنتَ إذن سعيدُ
لَها عَينانِ من أَقْطٍ وَتَمْرٍ
وسائرُ خلقِها بَعْد الثريدُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لمْ يطيقوا أنْ يسمعوا وسمعنا
لمْ يطيقوا أنْ يسمعوا وسمعنا
رقم القصيدة : 17097
-----------------------------------
لمْ يطيقوا أنْ يسمعوا وسمعنا
وصبرنا على رَحَى الأسْنانِ
صَوتُ مَضْغِ الضُّيُوفِ أَحْسَنُ عِنِدي
منْ غناءِ القيانِ بالعيدانِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولستُ بقائلٍ قذعاً ، ولكنْ
ولستُ بقائلٍ قذعاً ، ولكنْ
رقم القصيدة : 17098
-----------------------------------
ولستُ بقائلٍ قذعاً ، ولكنْ
لأمرٍ ماتعبَّدكَ العبيدُ !(13/469)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فلوْ أني بليتُ بهاشميًّ
فلوْ أني بليتُ بهاشميًّ
رقم القصيدة : 17099
-----------------------------------
فلوْ أني بليتُ بهاشميًّ
خُؤُولتُه بنُو عَبدِ المَدانِ
صبرتُ على عداوتهِ ولكنْ
تَعالَيْ فانظري بِمنِ ابتلاني
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> رحلة الغفران تفاحه
رحلة الغفران تفاحه
رقم القصيدة : 171
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
خلص كل الكلام ولابقي غير القصيد اعتاب
نشف وجه الجراح ولابقي غير السهر راحه
سلاماتٍ تطولك لاتجيني خايفٍ مرتاب
ترى لك وحشه مثل الظلام ان مات مصباحه
ترى لعيوني اكثر من صديق وللخفوق احباب
اشوفك تختصرهم في خفوقي يااول جراحه
على هونك .. ترفق ياشتاي البارد الكاذب
تراها.. قفلتين .. الطعنتين ان قلت ذباحه
بشوفك .. بلمحك .. بتذكرك لاغابو الغياب
وأبا اصرخ من حشاي ورحله الغفران تفاحه
ألا ياكبرها وانتى وانا واثنينا الاغراب
على قلب خساير غيرته في ذمه ارباحه
رهنت لغيبتك ظلٍ نحيل ودمعتين وباب
على قلبي قفلته والوفا همه ومفتاحه
تفضل نعمه النسيان ما ابغي لاابتعدت اصحاب
عطاياك القديمه والجديد الياس وارماحه
بقي طيفٍ باحرسه في عيوني لك عليه اهداب
ولاني حاجبه ياوجهته لاهداك مرواحه
خلص كل الكلام اهديت لك لون الوداع واخضاب
مهر كفٍ دفاها من عذاب مصافحي راحه
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> عائدون ..
عائدون ..
رقم القصيدة : 1710
-----------------------------------
هرم الناس وكانوا يرضعون،
عندما قال المغني عائدون،
يا فلسطين وما زال المغني يتغنى،
وملايين ا للحو ن،
في فضاء الجرح تفنى،
واليتامى من يتامى يولدون،
يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون،
ساءهم ما يشهدون،
فمضوا يستنكرون،
ويخوضون ا لنضا لات على هز القنا ني
وعلى هز البطون،
عائدون،
ولقد عاد الأسى للمرة الألف،
فلا عدنا ولاهم يحزنون!(13/470)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أ خزاعَ ! إنْ ذكرَ الفخارُ فأمسكوا
أ خزاعَ ! إنْ ذكرَ الفخارُ فأمسكوا
رقم القصيدة : 17100
-----------------------------------
أ خزاعَ ! إنْ ذكرَ الفخارُ فأمسكوا
وضعوا أكفكمُ على الأفواهِ
لا تَفْخَروا بِسوَى اللّواطِ، فإِنَّما
عَنْدَ المفاخِرِ فَخْرُكمْ بِستاهِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وكان أبو خالدٍ مرأة ً
وكان أبو خالدٍ مرأة ً
رقم القصيدة : 17101
-----------------------------------
وكان أبو خالدٍ مرأة ً
إِذَا باتَ مُتَّخِماً قاعِدا
يَضيقُ بأَولادهِ، بَطْنُهُ
فيخراهمُ واحداً واحِدا !
فقد مَلأَ الأرضَ من سَلْحِهِ
خنافسَ لا تشبهُ الوالدا !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مَطيّاتُ السُّرُورِ فُويقَ عَشْرٍ
مَطيّاتُ السُّرُورِ فُويقَ عَشْرٍ
رقم القصيدة : 17102
-----------------------------------
مَطيّاتُ السُّرُورِ فُويقَ عَشْرٍ
إِلَى العِشرينَ، ثُمَّ قِفِ المَطايا
فانْ تزددْ لهنَّ فزدْ قليلاً ،
وبنتُ الأربعينَ منَ الرزايا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولمّا رأَيتُ السَّيفَ جلَّلَ جَعفَراً
ولمّا رأَيتُ السَّيفَ جلَّلَ جَعفَراً
رقم القصيدة : 17103
-----------------------------------
ولمّا رأَيتُ السَّيفَ جلَّلَ جَعفَراً
ونادى منادٍ للخليفة ِ في يحيى
بكيت على الدنيا ، وأيقنتُ أنما
قُصارَى الفتَى فيها مُفارقة ُ الدُّنيا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أيسومني المأمونُ خطَّة َ عاجزٍ ؟
أيسومني المأمونُ خطَّة َ عاجزٍ ؟
رقم القصيدة : 17104
-----------------------------------
أيسومني المأمونُ خطَّة َ عاجزٍ ؟
أو ما رأى بالأمسِ رأسَ محمَّدِ ؟
نوفي على هامِ الخلائفِ مثلما
توفى الجبالُ على رؤوسِ القرْددِ
ونَحلُّ في أَكْنافِ كلِّ ممنَّعٍ
حتى نذللَ شاهقاً لم يصعَد
إِنَّ التِّراتِ مَسهَّدٌ طُلاَّبُها
فاكفف لعابكَ عن لعابِ الأسودِ(13/471)
لاَ تَحسَبَنْ جَهْلي كَحِلْمِ أَبي، فما
حِلْمُ المشايخِ مِثْلُ جَهلِ الأَمْرَدِ
إنّي من القومِ الذينَ سيوفهمْ
قَتَلتْ أَخاكَ وشَرَّفتْكَ بمَقْعَدِ
شادُوا بذِكْرِكَ بَعْدَ طُولِ خُمُولِهِ
واستَنْقَذُوكَ مِن الحِضيض الأَوْهَدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أولى الأمورِ بضيعة ٍ وفسادِ
أولى الأمورِ بضيعة ٍ وفسادِ
رقم القصيدة : 17105
-----------------------------------
أولى الأمورِ بضيعة ٍ وفسادِ
أَمرٌ يُدَبِّرُهُ أَبُو عبَّادِ
خَرِقٌ عَلَى جلسائِهِ، فكأَنّهمْ
حَضَروا لِملحمة ٍ ويومِ جِلاَدِ
يَسطو عَلَى كتَّابِهِ بدَواتِهِ
فمرَمَّل ومضمَّخٌ بمدادِ !
فكأنهُ منْ ديرِ هزقلَ مفلتٌ
حردٌ يجرُّ سلاسلَ الأقيادِ
فاشددْ أميرَ المؤمنينَ وثاقهُ
فَأَصَحُّ مِنهُ بَقِيّة ُ الحدادُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أما في صروفِ الدَّهرِ أنْ ترجعَ النَوى
أما في صروفِ الدَّهرِ أنْ ترجعَ النَوى
رقم القصيدة : 17106
-----------------------------------
أما في صروفِ الدَّهرِ أنْ ترجعَ النَوى
بِهمْ، ويُدالَ القُربُ يوماً مِن الْبُعدِ
بلَى ، في صُرُوفِ الدَّهرِ كلُّ الَّذِي أَرَى
ولكنّما أغْفَلْنَ حَظي عَلَى عِمْدِ
فوَ اللهِ ما أدري : بأيِّ سهامها
رمَتْني، وَكُلُّ عندنا لَيسَ بالمُكْدي
أَبِالجيدِ أَمْ مَجرَى الوشاحِ، وإنَّني
لأُتْهِمُ عَينيها مَعَ الفاحِمِ الْجَعْدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وصاحبٍ مغرمٍ بالجودِ قلتُ لهُ :
وصاحبٍ مغرمٍ بالجودِ قلتُ لهُ :
رقم القصيدة : 17107
-----------------------------------
وصاحبٍ مغرمٍ بالجودِ قلتُ لهُ :
والْبُخْلُ يَصْرِفُهُ عَنْ شِيمَة ِ الْجُودِ
لا تقضينْ حاجة ً أتعبتَ صاحبها
بِالمَطْلِ مِنكَ فُترزا غيرَ محمُودِ
كأنّني رُحتُ مِنْهُ حِينَ نوَّلَني
بِمُدْمَجِ الصَّدْرِ مِنْ مَتْنيهِ مقْدُودِ
كأنَّ أَعْضاءَهُ في كُلِّ مَكْرُمَة ٍ(13/472)
يُنْزَعْنَ مُسْتَكْرهَاتٍ بالسَّفَافيدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> منازلُ الحيِّ منْ غمدانَ فالنَّضدِ
منازلُ الحيِّ منْ غمدانَ فالنَّضدِ
رقم القصيدة : 17108
-----------------------------------
منازلُ الحيِّ منْ غمدانَ فالنَّضدِ
فَمأربٍ فَظَفارِ المُلكِ فالْجَنَدِ
أَرْضُ التَّبَابعِ والأَقيالِ مِنْ يَمنٍ
أَهْلِ الجِيادِ وَأهَلِ الْبَيْضِ وَالزَّرَدِ
ما دخلوا قرية ً إلاّ وقدْ كتبوا
بها كتاباً ، فلمْ يدرسْ ولم يبدِ
بالقيروان وبابِ الصِّينِ قدْ زبَروا
وبابِ مروٍ وبابِ الهندِ والصَّغدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أينَ محلُّ الحيِّ يا وَادي ؟
أينَ محلُّ الحيِّ يا وَادي ؟
رقم القصيدة : 17109
-----------------------------------
أينَ محلُّ الحيِّ يا وَادي ؟
خبِّرْ سقاكَ الرَّائحُ الغادي
بَينَ خُدُور الظَّعْنِ مَحْجُوبَة ٌ
حدَا بقلبْي معها الحَادي
مُستَصحِبٌ للحربِ خَيفانة ً
مثلَ عُقابِ السَّرحة ِ العادي
وأسْمراً في رأسهِ أزرقٌ
مِثلُ لِسانِ الحَّية ِ الصَّادِي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إهانة
إهانة
رقم القصيدة : 1711
-----------------------------------
رأتِ الدول الكبرى تبديل الأدوارْ
فأقرّت إعفاء الوالي
واقترحت تعيينَ حِمارْ!
ولدى توقيع الإقرار ْ نهقتْ كلُّ حمير الدنيا باستنكارْ:
نحن حميرَ الدنيا لا نرفضُ أن نُتعَبْ
أ و أ ن نُركَبْ أو أن نُضربْ أو حتى أن نُصلبْ
لكن نرفضُ في إصرارْ أن نغدو خدماً للاستعمارْ.
إن حُمو ر يتنا تأبى أن يلحقنا هذا العارْ!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ أبا سَعدٍ فتى ً شاعرٌ
إنَّ أبا سَعدٍ فتى ً شاعرٌ
رقم القصيدة : 17110
-----------------------------------
إنَّ أبا سَعدٍ فتى ً شاعرٌ
يُعرَفُ بِالكُنيَة ِ لاَ الْوَالِدِ
ينشدُ في حيِّ معدِّ أباً
ضلَّ عن المنشودِ والناشدِ
فَرَحْمَة ُ اللّهِ عَلَى مُسْلمٍ
أَرْشَدَ مَفقُوداً إلَى فاقِدِ(13/473)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إياكَ والمطلَ أنْ تقارفهُ
إياكَ والمطلَ أنْ تقارفهُ
رقم القصيدة : 17111
-----------------------------------
إياكَ والمطلَ أنْ تقارفهُ
فإِنَّهُ آفة ٌ لِكُلِّ يَدِ
إذا مطلتَ امرأً بحاجتهِ
فامضِ عَلى مَطْلِهِ ولاَ تَحِدِ
فلستَ تَلقاهُ شاكِراً لِيَدٍ
قَدْ كدَّها المَطْلُ آخِرَ الأَبَدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قالتْ وقدْ ذَكَّرْتُها عَهْدَ الصِّبا
قالتْ وقدْ ذَكَّرْتُها عَهْدَ الصِّبا
رقم القصيدة : 17112
-----------------------------------
قالتْ وقدْ ذَكَّرْتُها عَهْدَ الصِّبا
باليأسِ تقطعُ عادة ُ المعتادِ
إلاّ الإمامَ فَإِنَّ عادَة َ جُودِهِ
موْصولة ٌ بزيادة ِ المزدادِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> منْ كلِّ عابرة ٍ إذا وجَّهتها
منْ كلِّ عابرة ٍ إذا وجَّهتها
رقم القصيدة : 17113
-----------------------------------
منْ كلِّ عابرة ٍ إذا وجَّهتها
طلعتْ بها الرُّكبانُ كلَّ نجادِ
طَوْراً يُمثِّلُها المُلوكُ، وتارَة ً
بينَ الثُّدِيِّ تُراضُ والأَكْبادِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَحسَنُ مافي صالحٍ وجهُهُ
أَحسَنُ مافي صالحٍ وجهُهُ
رقم القصيدة : 17114
-----------------------------------
أَحسَنُ مافي صالحٍ وجهُهُ
فقسْ على الغائبِ بالشاهدِ
تأملتْ عيني له خلقة ً
تدعو إلى تزنية ِ الوالدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> منْ معشرٍ إنْ تدعهمْ لملمَّة ٍ
منْ معشرٍ إنْ تدعهمْ لملمَّة ٍ
رقم القصيدة : 17115
-----------------------------------
منْ معشرٍ إنْ تدعهمْ لملمَّة ٍ
وصلوا الحياة َ إلى العُلاَ بحديدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قلْ لعبدِ الرَّقيبِ : قلْ ربِّي اللَّـ
قلْ لعبدِ الرَّقيبِ : قلْ ربِّي اللَّـ
رقم القصيدة : 17116
-----------------------------------
قلْ لعبدِ الرَّقيبِ : قلْ ربِّي اللَّـ
هُ فإِنْ قالَها فليسَ بجَعْدي(13/474)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إّنّي وَجدتُكِ في الهَوَى ذوّاقة ً
إّنّي وَجدتُكِ في الهَوَى ذوّاقة ً
رقم القصيدة : 17117
-----------------------------------
إّنّي وَجدتُكِ في الهَوَى ذوّاقة ً
لا تَصْبِرينَ عَلَى طَعَامٍ واحدِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بَدَأْتُ بَحَمْدِ اللّهِ والشُّكْرِ أَوَّلاً
بَدَأْتُ بَحَمْدِ اللّهِ والشُّكْرِ أَوَّلاً
رقم القصيدة : 17118
-----------------------------------
بَدَأْتُ بَحَمْدِ اللّهِ والشُّكْرِ أَوَّلاً
.............؟
إمام هدًى للهِ يعملُ جاهداً
ذَخائِرُهُ التَّقوَى وَنِعْمَ الذَخَائِرُ
إمامٌ سما للدين حتى أناره
وَقَد مَحَّ عنهُ الرَّسمُ والرَّسمُ دَاثِرُ
عَلِيمٌ بِما يأْتِي، أَبِيٌّ، مُوَفَّقٌ
مُبِيرٌ لأهلِ الْجُورِ،لِلحقَّ ناصِرُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا هَيْثَما يابنَ عُثمانَ الَّذِي افَتَخَرَتْ
يا هَيْثَما يابنَ عُثمانَ الَّذِي افَتَخَرَتْ
رقم القصيدة : 17119
-----------------------------------
يا هَيْثَما يابنَ عُثمانَ الَّذِي افَتَخَرَتْ
به المكارمُ ، والأيام تفتخرُ
أضحتْ ربيعة ُ والأحياءُ منْ يمنٍ
تبهى بنجدتهِ لا وحدها مضرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> أوصاف ..
أوصاف ..
رقم القصيدة : 1712
-----------------------------------
قال: ما الشيءُ الذي يمشي كما تَهوي القَدَمْ؟
قلتُ : شعبي قال: كلاّ .. هُوَ جِلدٌ ما به لحمٌ ودَمْ
قلتُ : شعبي قال : كلاً ..
هو ما تركبُهُ الأممْ .. قلت : شعبي
قال : فكّر جيّداً.. فيه فمٌ من غير فم
ولسانٌ موثقٌ لا يشتكي رغم الألمْ قلت : شعبي
قال : ما هذا الغباء؟!
إنني أعني الحِذاءْ!
قلت : ما الفرقُ؟ هما في كلِّ ما قلت سواءْ!
لم تقلْ لي إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ لم يتعرّض للتُّهمْ
لم تقل لي هُو لو ضاق برِجْلٍ وَرَّمَ الرِّجْلَ ولم يشكُ الورَمْ
لم تقل لي هو شيءٌ لم يقلْ يوماً نعم(13/475)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أرى منَّا قريباً بيتَ زورٍ
أرى منَّا قريباً بيتَ زورٍ
رقم القصيدة : 17120
-----------------------------------
أرى منَّا قريباً بيتَ زورٍ
وَزَوْرٌ لا يَزُورُ ولا يُزَارُ
ولا يهدي ولا يُهدى إليه
وليسَ كَذَاكَ في العَرَبِ الجِوارُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> خَرَجتُ مُبكِّراً مِنْ سُرَّ مَنْ را
خَرَجتُ مُبكِّراً مِنْ سُرَّ مَنْ را
رقم القصيدة : 17121
-----------------------------------
خَرَجتُ مُبكِّراً مِنْ سُرَّ مَنْ را
أبادرُ حاجة ، فإذا عميرُ
فلم أَثْنِ الْعِنانَ، وقُلتُ: أَمضي
فَوَجْهُكَ يا عُميرُ خَرى وَخَيْرُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> دنا رحيلي فهلْ في حاجتي نظرٌ
دنا رحيلي فهلْ في حاجتي نظرٌ
رقم القصيدة : 17122
-----------------------------------
دنا رحيلي فهلْ في حاجتي نظرٌ
أمْ لا ، فأعلمَ ما آتي وما أزدُ ؟
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِذَا الْقَوسُ وَتَّرَها أيِّدٌ
إِذَا الْقَوسُ وَتَّرَها أيِّدٌ
رقم القصيدة : 17124
-----------------------------------
إِذَا الْقَوسُ وَتَّرَها أيِّدٌ
رمى َ فأصابَ الكلى والذرا
وأحيَا ببلدتهِ بلدة ً
عفتْ بعدَ أنْ قدْ عفاها الصَّرى
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قدْ بلوتَ النَّاسَ طرّا
قدْ بلوتَ النَّاسَ طرّا
رقم القصيدة : 17125
-----------------------------------
قدْ بلوتَ النَّاسَ طرّا
لَمْ أَجدْ في النَّاسِ حُرّاً
صارَ أَحَلى النَّاسِ في الْعَيْنِ
إِذَا ما ذِيق- مُرّا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هُمُ كتبوا الصَّكَّ الذي قدْ علمتهُ
هُمُ كتبوا الصَّكَّ الذي قدْ علمتهُ
رقم القصيدة : 17126
-----------------------------------
هُمُ كتبوا الصَّكَّ الذي قدْ علمتهُ
عَلَيْكَ، وَسَنُّوا فوقَ هامَتِك الفَقْرا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تنافسَ فيهِ الحزم والبأسُ والتُّقى(13/476)
تنافسَ فيهِ الحزم والبأسُ والتُّقى
رقم القصيدة : 17127
-----------------------------------
تنافسَ فيهِ الحزم والبأسُ والتُّقى
وبَذلُ اللُّها، حتَّى اصْطَبَحْنَ ضَرَائِرا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري
تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري
رقم القصيدة : 17128
-----------------------------------
تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري
وعدَّتِ الحلمَ ذنباً غيرَ مغتفرِ
تَرجُو الصِّبا بَعدمَا شابَتْ ذَوَائِبُها
وقدْ جرتْ طلقاً في حلبة ِ الكبرَ
أَجارتي! إِنَّ شَيبَ الرَّأْسِ نَفَّلني
ذِكرَ الْغواني، وأَرضاني مِنَ القَدَرِ
لو كُنتُ أَرْكُنُ للدُّنيا وزِينتِها
إِذنْ بكِيتُ على المَاضِينَ مِن نَفَرِي
أخنى الزمانُ على أهلي فصدعهم
تَصدعَ الشَّعْبِ لاقَى صَدمة َ الحجرِ
بَعضٌ أَقامَ، وبَعضٌ قد أَهَابَ بهِ
داعي المنية ِ ، والباقي على الأثرِ
أما المقيمُ فأخشى أنْ يفارقني ،
وَلَسْتُ أَوْبَة َ مَنْ ولَّى بمنتَظرِ
أصبحتُ أخبرُ عنْ أهلي وعنْ ولدي
كحالمٍ قصَّ رؤيا بعدَ مدَّكرِ
لولا تشاغلُ نفسي بالألى سلفوا
مِن أَهْلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ لم أقرِ
وفي مواليكَ للمحزونِ مشغلة ٌ
منْ أنْ تبيتَ لمفقودٍ على أثرِ
كم مِن ذِراعِ لَهُمْ بالطَّفِّ بائِنَة ٍ
وعارضٍ منْ صعيدِ التربِ منعفرِ
أنسى الحسين ومسراهمْ لمقتلهِ
وهُمْ يَقُولونَ: هَذا سيِّدُ الْبَشَرِ
يا أُمة َ السُّوءِ ما جازَيتِ أَحمدَ عن
حسنِ البلاءِ على التنزيل والسُّورِ
خلفتموهُ على الأبناءِ حين مضى
خلافة َ الذئب في أبقار ذي بقرِ
وَلَيْسَ حيُّ مِنَ الأَحْياءِ نَعْلَمُهُ
منْ ذي يمانٍ ومنْ بكرٍ ومنْ مضرِ
إلاَ وهم شركاءٌ في دمائهمُ
كَمَا تَشَارك أَيْسارٌ عَلَى جُزُرِ
قَتْلاً وأَسْراً وتَحْرِيقاً ومَنْهبة ً
فِعْلَ الغُزاة ِ بأَرضِ الرُّومِ والخَزَرِ
أرى أمية َ معذورينَ إنْ قتلوا ،
ولا أرى لبني العباس منْ عذرِ(13/477)
أَبناءُ حَربٍ ومَروانٍ وأُسْرَتُهمْ
بنو معيطٍ ، ولاة ُ الحقدِ والوغرِ
قومٌ قتلتمْ على الاسلامِ أولهمْ
حَتى إذا اسْتَمْكَنوا جَازَوا عَلَى الكُفر
أرْبِعْ بطُوسٍ عَلَى قَبرِ الزكيِّ بِها
إنْ كنتَ تربعُ منْ دينٍ على وطرِ
قٌبرانِ في طُوسَ: خيرُ الناسِ كلِّهُم
وقَبْرُ شرِّهُم، هذا مِن الْعِبَرِ!
ما ينفعُ الرجسَ منْ قربِ الزكيَّ ، وما
على الزكيَّ بقربِ الرجسِ منْ ضررِ
هيهاتَ كلُّ امرىء ٍ رهنٌ بما كسبتْ
له يَدَاهُ، فَخُذْ مَا شِئْتَ أَو فَذَرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أُلامُ على بُغْضي لِما بينَ حَيَّة ٍ
أُلامُ على بُغْضي لِما بينَ حَيَّة ٍ
رقم القصيدة : 17129
-----------------------------------
أُلامُ على بُغْضي لِما بينَ حَيَّة ٍ
وَضَبْعٍ وتِمساحٍ تَغشّاكَ مِن بَحْرِ
تُحاكي نَعيمًا زالَ في قُبْحِ وَجْهِها
وصَفْحتُها- لما بَدَتْ- سَطوة ُ الدَّهْرِ
هي الضَّر بانُ في المفاصلِ ، خالياً
وشعبة ُ برسامٍ ضممتَ إلى النحرِ
إِذَا سَفَرتْ كانت لِعينيكَ سُخْنَة ً
وإنْ برقعتْ فالقفرُ في غاية ِ القفرِ
وإن حدثتْ كانتْ جميعَ مصائبِ
مُوَّفَرَة ٍ تأتِي بقاصِمَة ِ الظَّهرِ
حَديثٌ كقَلْعِ الضِّرسِ أَو نتفِ شاربٍ
وغنجٌ كحطمِ الأنفِ عيلَ بهِ صبري
وتَفْتَرُّ عن قُلحٍ عَدمْتُ حَدِيثها
وعَن جَبلي طيٍّ وعَن هَرَمَي مِصْرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حالات ..
حالات ..
رقم القصيدة : 1713
-----------------------------------
بالتّمادي
يُصبِحُ اللّصُّ بأوربّا
مُديراً للنوادي .
وبأمريكا
زعيماً للعصاباتِ وأوكارِ الفسادِ .
و بإ و طا ني التي
مِنْ شرعها قَطْعُ الأيادي
يُصبِحُ اللّصُّ
.. رئيساً للبلادِ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مَهَدتُ لَهُ وُدّي صَغيراً ونُصْرَتي
مَهَدتُ لَهُ وُدّي صَغيراً ونُصْرَتي
رقم القصيدة : 17130
-----------------------------------
مَهَدتُ لَهُ وُدّي صَغيراً ونُصْرَتي(13/478)
وقاسمتهُ مالي وبوأتهُ حجْري
وقدْ كانَ يكفيهِ منَ العيشِ كله
رجاءٌ ويأسٌ يرجعانِ إلى فقرِ
وفيهِ عُيوبٌ ليسَ يُحصَى عِدادُها
فأَصغَرُها عَيْباً يَجِلُّ عَنِ الْفِكْرِ
ولو أنني أبديتُ للناسِ بعضها
لأَصْبَحَ مِن بَصْقِ الأَحبَّة ِ في بَحْرِ
فدونكَ عرضي فاهجُ حياً، وإن أمتْ
فأقسمُ إلا ما خريتَ على قبري !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا رُكبَتي خُزَزٍ وَسَاقَ نَعَامة ٍ
يا رُكبَتي خُزَزٍ وَسَاقَ نَعَامة ٍ
رقم القصيدة : 17131
-----------------------------------
يا رُكبَتي خُزَزٍ وَسَاقَ نَعَامة ٍ
وزَبيلَ كنّاسٍ وَرَأْسَ بِعير
يا منْ أشبهها بحمى نافضٍ
قطاعة ٍ للظهرِ ذاتِ زفيرِ
صدغاكِ قدْ شمطا ونحركِ يابسٌ
والصدر منكِ كجؤجؤِ الطنبورِ
يا منْ معانقها يبيتُ كأنهُ
في مَحْبِسٍ قَمِلٍ، وفي ساجُورِ
قبلتها ، فوجدتُ لدغة ريقها
فوقَ اللِّسَّانِ كَلَسْعَة ِ الزُّنبُورِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> اصْرِميني يا خِلْقَة َ المجْدارِ
اصْرِميني يا خِلْقَة َ المجْدارِ
رقم القصيدة : 17132
-----------------------------------
اصْرِميني يا خِلْقَة َ المجْدارِ
وصليني بطول بعدِ المزارِ
فَلَقَدْ سُمْتِني بوَجْهِكِ والوصـ
ـل قروحاً أعيتْ على المسبارِ
ذقنٌ ناقصٌ وأنفٌ طويلٌ
وجَبينٌ كَساجَة ِ القُسطارِ
طالَ ليلي بها فبِتُّ أّنادي
يا لَثاراتِ مُستَضاءِ النَّهارِ
قامة ُ الفصعلِ الضئيلِ وكفٌ
خِنصراها كذَينقا قَصَّارِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا رأيتَ بني وهبٍ بمنزلة ٍ
إذا رأيتَ بني وهبٍ بمنزلة ٍ
رقم القصيدة : 17133
-----------------------------------
إذا رأيتَ بني وهبٍ بمنزلة ٍ
لم تدرِ أيهمُ الأنثى من الذكرِ
قَميصُ أنثاهُمُ يَنْقَدُّ مِنْ قُبُلٍ
وَقُمصُ ذُكرانِهمْ تَنْقَدُّ من دُبُر
محنكونَ على الفحشاءِ في صغرٍ ،
محنكونَ على الفحشاءِ في كبرِ(13/479)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ومنَ الناسِ منْ يحبكِ حباً
ومنَ الناسِ منْ يحبكِ حباً
رقم القصيدة : 17134
-----------------------------------
ومنَ الناسِ منْ يحبكِ حباً
ظاهِرَ الوُدِّ ليسَ بالتَّقْصيرِ
وإذا ما خبرتهُ شهدَ الطر
فُ على حبهِ بما في الضميرِ
وإذا مَا بَحَثْتَ قُلتَ: بِهذا
ثِقة ٌ لي ورأسُ مالٍ كبيرِ
فإِذَا ما سَألتَهُ رُبْعَ فَلْسٍ
الْحَقَ الوُدَّ باللَّطِيفِ الخَبِيرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تَصدَّقتُ عَلَى قَومي
تَصدَّقتُ عَلَى قَومي
رقم القصيدة : 17135
-----------------------------------
تَصدَّقتُ عَلَى قَومي
بما أَبقَيتُ مِن عُمْري
أنا ابن السادة القاد
ة ِ، وابنُ الغُرَرِ الزُّهرِ
أقمنا أودَ الأعنا
ق بالهندِيَّة ِ الْبُترِ
وما للحرَّ منجاة ٌ
كَمِثلِ السَّيفِ والصَّبْرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا مَن يُقلِّبُ طُوماراً وَيلثُمه
يا مَن يُقلِّبُ طُوماراً وَيلثُمه
رقم القصيدة : 17136
-----------------------------------
يا مَن يُقلِّبُ طُوماراً وَيلثُمه
ماذا بقلبكَ منْ حبَّ الطواميرِ
فيهِ مشابهُ من شيء تسرُّ بهِ
طولاً بطولِ ، وتدويراً بتدويرِ
لو كُنْتَ تَجْمَعُ أَمْوالاً كَجَمْعِكها
إِذَنْ جَمَعْتَ بُيوتاً مِن دَنَانيرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لقدْ خَلَّفَ الأهوازَ من خَلْفِ ظهرِهِ
لقدْ خَلَّفَ الأهوازَ من خَلْفِ ظهرِهِ
رقم القصيدة : 17137
-----------------------------------
لقدْ خَلَّفَ الأهوازَ من خَلْفِ ظهرِهِ
وزَيدٌ وَراءَ الزَّابِ مِن أَرضِ كَسْكَرِ
يُهوِّلُ إِسمَاعيلُ بالبِيضِ والْقَنَا
وقد فرَّ منْ زيدِ بنِ موسى بنِ جعفرِ
وعايَنْتُهُ في يومِ خلَّى حَرِيمَهُ
فيا قبحها منهُ ، ويا حسنَ منظرِ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لَئِنْ كُنتَ لا تُولي يداً دُونَ إِمْرة ٍ
لَئِنْ كُنتَ لا تُولي يداً دُونَ إِمْرة ٍ
رقم القصيدة : 17138(13/480)
-----------------------------------
لَئِنْ كُنتَ لا تُولي يداً دُونَ إِمْرة ٍ
فلستَ بمولٍ نائلاً أخرَ الدهرِ
فأيُّ إِناءٍ لَم يَفِضْ عِنْدَ مَلْئِهِ
وأَيُّ بَخِيلٍ لم يُنِلْ سِاعَة ُ الزَفْرِ
وليسَ الفتى المعطي على اليسرِ وحدهُ
ولكنَّهُ المُعطي عَلَى الْعُسْرِ والْيُسْرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فتى ً كُنْتُ أَرجوهُ وآملُ يَومَهُ
فتى ً كُنْتُ أَرجوهُ وآملُ يَومَهُ
رقم القصيدة : 17139
-----------------------------------
فتى ً كُنْتُ أَرجوهُ وآملُ يَومَهُ
وأشفقُ أنْ يغتالهُ حدثُ الدهرِ
فلما تبوّا منزلَ اليسرِ والغنى
رَمَى أَمَلي مِنهُ بِقاصِمة ِ الظَّهرِ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إعتذار ..
إعتذار ..
رقم القصيدة : 1714
-----------------------------------
صِحتُ مِن قسوةِ حالي :
فوقَ نَعلي
كُلُّ أصحابِ المعالي !
قيلَ لي : عَيبٌ
فكرّرتُ مقالي .
قيلَ لي : عيبٌ
وكرّرتُ مقالي .
ثُمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهتُ إلى سوءِ عباراتي
وخفّفتُ انفعالي .
ثُمّ قدّمتُ اعتِذاراً
.. لِنِعالي !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَتاحَ لَكَ الهَوَى بِيضٌ حِسَانٌ
أَتاحَ لَكَ الهَوَى بِيضٌ حِسَانٌ
رقم القصيدة : 17140
-----------------------------------
أَتاحَ لَكَ الهَوَى بِيضٌ حِسَانٌ
سَبَينَكَ بالعُيونِ وبالنُّحورِ
نظرتَ إِلى النُّحُورِ فِكدْتَ تَقْضِي
فأَوْلَى لو نَظَرْتَ إِلَى الخُصُورِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لا تَحزُننَّكَ حاجَاتي أَبا عُمرٍ
لا تَحزُننَّكَ حاجَاتي أَبا عُمرٍ
رقم القصيدة : 17141
-----------------------------------
لا تَحزُننَّكَ حاجَاتي أَبا عُمرٍ
فأنتَ منهنَّ بينَ الشكرِ والعذر
ماراج منها فأنَّ الله يسرهُ
وما تأخر محمولٌ على القدرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أتانا طالباً وعراً
أتانا طالباً وعراً
رقم القصيدة : 17142(13/481)
-----------------------------------
أتانا طالباً وعراً
فأَعْقَبْناهُ بالوَعْرِ
وَتَرْناهُ فلمْ يَرْضَ
فأعقبْناهُ بالوَتْرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وباتتْ قدرنا طرباً تغني
وباتتْ قدرنا طرباً تغني
رقم القصيدة : 17143
-----------------------------------
وباتتْ قدرنا طرباً تغني
علانية ً بأعضاءِ الجزورِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هو الجاعِلُ البِيضَ الْقواطِعَ والْقَنا
هو الجاعِلُ البِيضَ الْقواطِعَ والْقَنا
رقم القصيدة : 17144
-----------------------------------
هو الجاعِلُ البِيضَ الْقواطِعَ والْقَنا
كعاماً لأفواهِ الثغورِ الفواغرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وَوَجْهٍ كَوَجْهِ الغُولِ فيهِ سَمَاجَة ٌ
وَوَجْهٍ كَوَجْهِ الغُولِ فيهِ سَمَاجَة ٌ
رقم القصيدة : 17145
-----------------------------------
وَوَجْهٍ كَوَجْهِ الغُولِ فيهِ سَمَاجَة ٌ
مفوهة ٌ شوهاءُ ذاتُ مشافرِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا أَبا سعدِ قَوصَرَهْ
يا أَبا سعدِ قَوصَرَهْ
رقم القصيدة : 17146
-----------------------------------
يا أَبا سعدِ قَوصَرَهْ
زانِي الأُختِ وَالمَرَهْ
لَو تَراهُ مجّبِياً
خلتهُ عقدَ قنطرهُ
أَو ترَى الأ.. في استِهِ
قلتَ : ساقٌ بمقطرهْ
أَو تراهُ يَلوكُهُ
قلتَ : زبدُُ بسكرَّهْ
أو تَراهُ يَشُمُّهُ
قلتَ: مِسْكٌ بعَنْبَرهْ
أجَّجَ العبدُ نارهُ
وهو للنارِ كندرهْ
أَبَدَ الدَّهْرِ خَلْفَهُ
فارسٌ في المؤخَّرهْ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ ابن طوقٍ وبني تغلبٍ
إنَّ ابن طوقٍ وبني تغلبٍ
رقم القصيدة : 17147
-----------------------------------
إنَّ ابن طوقٍ وبني تغلبٍ
لو قتلوا أو جرِّحوا قصرهْ
لَم يَأْخُذُوا مِنْ دِية ٍ دِرهماً
يوماً ، ولا منْ أرشهمْ بعرهْ
دماؤهمْ ليسَ لها طالبٌ
مطلولة ٌ مثلَ دمِ العذرهْ
وُجُوهُهمْ بِيضٌ وأَحْسَابُهُمْ
سودٌ ، وفي آذانهمْ صفرهْ(13/482)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ بني طوقٍ لأعجوبة ٌ
إنَّ بني طوقٍ لأعجوبة ٌ
رقم القصيدة : 17148
-----------------------------------
إنَّ بني طوقٍ لأعجوبة ٌ
تَحارُ في وَصفِهمُ الفِكرَهْ
أَبوهُمُ أَسمرُ في لوْنِهِ
والقومُ في أَلوانِهمْ شُقرهْ
أظنهُ - حينَ أتى أمَّهمْ
صَيَّر في نُطْفَتِهِ مَغْرَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يلوِّثُ لِحية َ عَرُضَتْ وَطَالَتْ
يلوِّثُ لِحية َ عَرُضَتْ وَطَالَتْ
رقم القصيدة : 17149
-----------------------------------
يلوِّثُ لِحية َ عَرُضَتْ وَطَالَتْ
ويمرثها كتمريثِ الخميرهْ
فيا لكِ لِحية َ وَضْرَى ، وَشَيْباً
كأنكَ قد أكلتَ بها مضيرهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صندوق العجائب
صندوق العجائب
رقم القصيدة : 1715
-----------------------------------
في صِغَري
فَتَحْتُ صُندوقَ اللُّعَبْ .
أخْرَجتُ كُرسيّاً موشّى بالذّهَبْ
قامَتْ عليهِ دُميَةٌ مِنَ الخَشَبْ
في يدِها سيفُ قَصَبْ
خَفَضتُ رأسَ دُميَتي
رَفعْتُ رأسَ دُميتي
خَلَعتُها .
نَصَبتُها .
خَلعتُها .. نَصبتُها
حتّى شَعَرتُ بالتّعَبْ
فما اشتَكَتْ من اختِلافِ رغبتي
ولا أحسّتْ بالغَضبْ !
وَمثلُها الكُرسيُّ تحتَ راحَتي
مُزَوّقٌ بالمجدِ .. وهوَ مُستَلَبْ .
فإنْ نَصَبتهُ انتصبْ
وإنْ قَلبتُهُ انقَلَبْ !
أمتَعني المشهدُ،
لكنّ أبي
حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ
وخَبّأَ اللعبةَ في صُندوقِها
وشَدَّ أُذْني .. وانسحَبْ !
**
وَعِشتُ عُمري غارِقاً في دهشتي .
وعندما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنَّ لُعبتي
قدْ جسّدَتْ
كُلَّ سلاطينِ العرَبْ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> رأَيتُ أَبا عِمرانَ يَبْذُلُ عِرْضَهُ
رأَيتُ أَبا عِمرانَ يَبْذُلُ عِرْضَهُ
رقم القصيدة : 17150
-----------------------------------
رأَيتُ أَبا عِمرانَ يَبْذُلُ عِرْضَهُ
وخُبزُ أَبي عمرانَ في أَحْرَزِ الحِرْزِ(13/483)
يَحِنُّ إِلَى جاراتِهِ بعدَ شِبْعِهِ
وجاراتهُ غرثى تحنُّ إلى الخبزِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لولا تكونُ ككاتبٍ لكَ ربعة ٌ
لولا تكونُ ككاتبٍ لكَ ربعة ٌ
رقم القصيدة : 17151
-----------------------------------
لولا تكونُ ككاتبٍ لكَ ربعة ٌ
يقضي الحوائجَ مستطيلَ الرّاسِ
لم تُغْذَ بالمَلْبونِ عِنْدَ فِطامِهِ
يوماً ، ولا بمطجَّنَ القلقاسِ
أَو كابْنِ مِسْعَدة َ الكريم نِجارُهُ
بيتِ الكتابة ِ في بني العباسِ
يغدو على أضيافهِ مستطعماً
كالكلبِ يَأْكُلُ في بيوتِ الناسِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> اللّهُ يَعْلَمُ والأَيامُ دَائِرَة ٌ
اللّهُ يَعْلَمُ والأَيامُ دَائِرَة ٌ
رقم القصيدة : 17152
-----------------------------------
اللّهُ يَعْلَمُ والأَيامُ دَائِرَة ٌ
والمرْءُ مَابَينَ إِيْحاشِ وإِيناسِ
أنِّي أُحِبُّكِ حُبّاً لو تَضَمَّنهُ
سَلْمى سَميُّكِ دُكَّ الشَّاهِقُ الرَّاسي
حبّاً تلبسَ بالأحشاءِ فامتزجا
تمازجَ الماء بالصهباءِ في الكاسِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مالي رَأَيتُكَ لَسْتَ تُثْمِرُ طَيِّباً
مالي رَأَيتُكَ لَسْتَ تُثْمِرُ طَيِّباً
رقم القصيدة : 17153
-----------------------------------
مالي رَأَيتُكَ لَسْتَ تُثْمِرُ طَيِّباً
عذباً ، وأصلكَ هاشميُّ المغرسِ
حتى كأنكَ نقمة ٌ في نعمة ٍ
أو غصنُ شوكٍ في حديقة ِ نرجسِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تَمَّتْ مَقابِحُ وَجْههِ فكأَنَّهُ
تَمَّتْ مَقابِحُ وَجْههِ فكأَنَّهُ
رقم القصيدة : 17154
-----------------------------------
تَمَّتْ مَقابِحُ وَجْههِ فكأَنَّهُ
طللٌ تحمِّلَ ساكنوهُ فأوحشا
لو كانَ لاستكَ ضيقُ صدركَ ، أو لصدْ
رِكَ رُحْبُ دُبرِكَ كَنتَ أَكْحَلَ مَن مَشَى
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أبا نصيرٍ تحللْ عنْ مجالسنا
أبا نصيرٍ تحللْ عنْ مجالسنا
رقم القصيدة : 17155
-----------------------------------(13/484)
أبا نصيرٍ تحللْ عنْ مجالسنا
فإنَّ فيكَ لمنْ جاراكَ منتقصَا
أَنتَ الحِمَارُ حَرُوناً إِن رَفَقْتَ بِهِ
وإِنْ قَصَدْتَ إِلَى مَعروفهِ قَمَصا
إنيّ هززتكَ لا ألوكَ مجتهداً
لو كنتَ سيفاً ، ولكني هززتُ عَصا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا مَعْشَرَ الأَجنادِ لا تَقنطُوا
يا مَعْشَرَ الأَجنادِ لا تَقنطُوا
رقم القصيدة : 17156
-----------------------------------
يا مَعْشَرَ الأَجنادِ لا تَقنطُوا
خذوا عطاياكمْ ولا تسخطوا
فَسَوفَ تُعطَونَ حُنينيَّة ً
يلتذها الأمرَدُ والأشمطُ
والمعبَدِيَّاتُ لِقُوَّادِكمْ
لا تدخلُ الكيسَ ولا تربطُ
وهكذا يرزقُ أصحابهُ
خَلِيفَة ٌ مُصًحَفُهُ الْبَرْبَطُ
قدْ ختمَ الصَّكَّ بأرزاقكمْ
وَصَحَّحَ الْعَزمَ، فلَمْ تُغْمَطوا
بيعة ُ إبراهيمَ مشؤومة ُُ
تُقْتَلُ فيها الخَلقُ أَو تُقحطُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ألاَ أبلغا عنّي الامامَ رسالة ً
ألاَ أبلغا عنّي الامامَ رسالة ً
رقم القصيدة : 17157
-----------------------------------
ألاَ أبلغا عنّي الامامَ رسالة ً
رِسالة َ ناءٍ عَن جَنَابيهِ شاحِطِ
بأَنَّ ابنَ وَهبٍ حِينَ يَشْحَجُ شاحجٌ
يُمرُّ عَلَى القِرطاس أَقلامِ غالِطِ
أحبَّ بغالَ البردش حبّاً مداخلاً
وعادَ إِلَى غَشَيانِها في المرابِطِ
ولَولا أَميرُ المُؤْمِنينَ لأَصبَحَتْ
أُ.. رُ بِغالِ البُردِ حَشْوَ الْخَرَائِطِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَسَرَ المؤَذِّنَ صالحٌ وضُيوفُهُ
أَسَرَ المؤَذِّنَ صالحٌ وضُيوفُهُ
رقم القصيدة : 17158
-----------------------------------
أَسَرَ المؤَذِّنَ صالحٌ وضُيوفُهُ
أَسْرَ الكَمِيِّ هَفا خِلاَلَ الماقِطِ
بعثوا عليهِ بنيهمُ وبناتهمْ
منْ بينِ ناتفة ٍ وآخرَ سامطِ
يتنازعونَ كأنهمْ قدْ أوثقوا
فَلقانَ أو هَزموا كتائِب ناعِطِ
نَهَشوهُ فانتُزِعتْ لهُ أَسنانُهمْ
وتَهشَّمتْ أَقفَاؤُهمْ بالحائِطِ!(13/485)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لم أرَ صفاً مثل َ صفِّ الزُّطِّ
لم أرَ صفاً مثل َ صفِّ الزُّطِّ
رقم القصيدة : 17159
-----------------------------------
لم أرَ صفاً مثل َ صفِّ الزُّطِّ
تِسعينَ مِنْهُمْ صُلِبُوا في خَطِّ
كأنما غمَّستهمْ في نفطِ
منْ كلِّ عالٍ جذعهُ بالشطِّ
كأنهُ في جذعهِ المشتط
أخو نعاسٍ جدَّ في التمطيِّ
قدْ خامرَ النومَ ولمْ يغطِّ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> التكفير والثورة
التكفير والثورة
رقم القصيدة : 1716
-----------------------------------
كفرتُ بالأقلامِ والدفاتِرْ .
كفرتُ بالفُصحى التي
تحبلُ وهيَ عاقِرْ .
كَفَرتُ بالشِّعرِ الذي
لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ .
لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ
لمْ تنطَلِقْ من بعدها مسيرهْ
ولمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصيرهْ .
لعنتُ كُلَّ شاعِرْ
ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّةِ الوثيرةْ
وَشعبُهُ ينامُ في المَقابِرْ .
لعنتُ كلّ شاعِرْ
يستلهِمُ الدّمعةَ خمراً
والأسى صَبابَةً
والموتَ قُشْعَريرةْ .
لعنتُ كلّ شاعِرْ
يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ
في زمَنِ الكلابِ والمخافِرْ
ولا يرى فوهَةَ بُندُقيّةٍ
حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ !
ولا يرى رُمّانةً ناسِفةً
حينَ يرى الأثداءَ مُستديرَةْ !
ولا يرى مِشنَقَةً
حينَ يرى الضّفيرةْ !
**
في زمَنِ الآتينَ للحُكمِ
على دبّابةٍ أجيرهْ
أو ناقَةِ العشيرةْ
لعنتُ كلّ شاعِرٍ
لا يقتنى قنبلةً
كي يكتُبَ القصيدَةَ الأخيرةْ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وقائلة ٍ لمَّا استمرتْ بها النَّوى
وقائلة ٍ لمَّا استمرتْ بها النَّوى
رقم القصيدة : 17160
-----------------------------------
وقائلة ٍ لمَّا استمرتْ بها النَّوى
ومَحْجَرُها فيهِ دَمٌ ودُمُوعُ
ألمْ يأنِ للسفرِ الذينَ تحمَّلوا
إلى وطنٍ ، قبل المماتِ ، رجوعُ ؟
فقلتُ- ولم أَملِكْ سَوابِقَ عَبْرة ٍ
نَطَقْنَ بِما ضُمَّتْ عليهِ ضُلوعُ(13/486)
تبيَّنَ : فكمْ دارٍ تفرقَ شملها ،
وشملٍ شتيتٍ عادَ وهو جميعُ
كَذاكَ اللَّيالي صَرْفُهُنَّ كما تَرَى
لِكُلِّ أُناسِ جَدْبَة ٌ وَرَبيعُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وذي حَسَدٍ يَغتْابُني حِينَ لاَ يرى
وذي حَسَدٍ يَغتْابُني حِينَ لاَ يرى
رقم القصيدة : 17161
-----------------------------------
وذي حَسَدٍ يَغتْابُني حِينَ لاَ يرى
مكاني ، ويثني صالحاً حينَ أسمعُ
وَيَضْحَكُ في وَجهِي إِذَا ما لقيتُهُ
ويهمزني بالغيبِ سرّاً ويلسعُ
ملأتُ عليهِ الأرضَ حتى كأنما
يَضِيقُ عليهِ رُحْبُها حِين أَطْلَعُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هوانا وقلبانا جميعاً معاً معَا
هوانا وقلبانا جميعاً معاً معَا
رقم القصيدة : 17162
-----------------------------------
............
هوانا وقلبانا جميعاً معاً معَا
أحوطكَ بالودِّ الذي أنتَ حائطي
وأيجع إشفاقاً لأن تتوجَّعا
فَصَيَّرْتَني بَعْدَ انتحائِكَ مُتْهماً
لنفسي ، عليها أرهبُ الخلقَ أجمعا
غَشَشْتَ الهوَى حَتَّى تَدَاعَتْ أُصُولُهُ
بنا ، وابتذلتَ الوصلَ حتى تقطعَّا
وأنزلتَ منْ بينِ الجوانحِ والحشا
أَبَا مَخْلَدٍ!كُنَّا عَقيدي مَوَدَّة ٍ
فلاَ تَعْذُلّنِّي ليسَ لِي فيكَ مَطْمَعٌ
تخرقتَ حتّى لمْ أجدْ لكَ مرقعا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِنْ زُرْتَهُ أَلْفَيتَهُ مُتَبَذِّلاً
إِنْ زُرْتَهُ أَلْفَيتَهُ مُتَبَذِّلاً
رقم القصيدة : 17163
-----------------------------------
إِنْ زُرْتَهُ أَلْفَيتَهُ مُتَبَذِّلاً
رطبَ النَّدى ، عشبَ الجنابِ مريعا
مُتَثاقِلاً عَّما يُسوءُ صَدِيقَه
وإلى التي تشجي العدوَّ سريعا
قذفتْ به الغرضَ البعيدَ من العلا
هممٌ تركنَ طريقهُ متبوعا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لاَيَقْبَلُونَ الشُّكْرَ مَا لَم يُنْعِمُوا
لاَيَقْبَلُونَ الشُّكْرَ مَا لَم يُنْعِمُوا
رقم القصيدة : 17164
-----------------------------------(13/487)
لاَيَقْبَلُونَ الشُّكْرَ مَا لَم يُنْعِمُوا
نِعَماً يكُونُ لَها الثنَاءُ تَبِيعا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إذا نزلَ الغريبُ بأرضِ حمصٍ
إذا نزلَ الغريبُ بأرضِ حمصٍ
رقم القصيدة : 17165
-----------------------------------
إذا نزلَ الغريبُ بأرضِ حمصٍ
رَأَيْتَ عَلَيْهِ عِزَّ الامتِناعِ
سموُّ المكرماتِ بآلِ عيسى
أَحلَّهمُ عَلى شَرَفِ التِّلاَعِ
هُناكَ الخِزُّ يلبَسُهُ المُغالِي
وعيسَى مِنهمُ سَقَطُ المتَاعِ
فَسدِّدْ لاسْتِ أَشَعَثَ أ... بَغلٍ
وآخرَ في حرِ امِّ أبي الصَّناعِ
فليسَ بِصَانعٍ مَجْداً، ولكِنْ
أَضَاعَ المجْدَ، فهو أَبو الضَّياعِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يَقولُ زِيادٌ قِفْ بَصَحْبِكَ مَرَّة ً
يَقولُ زِيادٌ قِفْ بَصَحْبِكَ مَرَّة ً
رقم القصيدة : 17166
-----------------------------------
يَقولُ زِيادٌ قِفْ بَصَحْبِكَ مَرَّة ً
على الرَّبْعِ، مالي والوَقوفَ عَلَى الرَبعِ
أَدِرْهَا عَلَى فَقْدِ الحَبيبِ فَرُبَّما
شربتُ على نأيِ الأحبَّة ِ والفجعِ
فما بلغتني الكأسُ إلا شربتهُا
وإلاّ سقيتُ الأرضَ كأساً منْ الدَّمعِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا عجباً للمرتجَي فضْلهُ :
يا عجباً للمرتجَي فضْلهُ :
رقم القصيدة : 17167
-----------------------------------
يا عجباً للمرتجَي فضْلهُ :
لقدْ رجَا ما ليسَ بالنافعِ
جئنا بهِ يشفعُ في حاجة ٍ
فاحتاجَ في الاِذنِ إلى شافعٍ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> رُفعَ الكلبُ فاتَّضعْ
رُفعَ الكلبُ فاتَّضعْ
رقم القصيدة : 17168
-----------------------------------
رُفعَ الكلبُ فاتَّضعْ
لَيسَ في الكَلب مُصطَنَع
بَلَغَ الْغاية َ التي
دونها كلّ مرتفعْ
إِنّما قَصْرُ كلِّ شيءٍ
ءٍ إذا طارَ أنْ يقعْ
قُلْ ليحيى بنِ أَكثمٍ:
إنَّ ما خفتَ قدْ وقعْ
لعنَ اللهُ نخوة ً
صارَ منْ بعدها ضرعْ(13/488)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِذَا آخَيتَ مَن تَقذَى بهِ
وإِذَا آخَيتَ مَن تَقذَى بهِ
رقم القصيدة : 17169
-----------------------------------
وإِذَا آخَيتَ مَن تَقذَى بهِ
فاطلبِ الرَّاحَة َ مِنهُ والدَّعَهْ
مذقٌ يلقى أخاهُ بالرِّضى
وإذا ما غابَ عنهُ سبعهْ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> مأساة أعواد الثقاب
مأساة أعواد الثقاب
رقم القصيدة : 1717
-----------------------------------
أوطاني عُلبةُ كبريتٍ
والعُلبَةُ مُحكَمَةُ الغلْقْ
وأنا في داخِلها
عُودٌ محكومٌ بالخَنْقْ .
فإذا ما فتَحتْها الأيدي
فلِكي تُحرِقَ جِلدي
فالعُلبَةُ لا تُفتحُ دَوماً
إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
إمَّا للحَرقِ، أو الحَرقْ
**
يا فاتِحَ عُلبتِنا الآتي
حاوِلْ أنْ تأتي بالفَرقْ
الفتحُ الرّاهِنُ لا يُجدي
الفتحُ الرّاهِنُ مرسومٌ ضِدّي
ما دامَ لِحَرقٍ أو حَرقْ .
إسحَقْ عُلبَتنا، و ا نثُرنا
لا تأبَهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّا
عندَ السّحقْ .
يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُرّاً
في أرضٍ بالِغةِ الرِفقْ .
الأسوارُ عليها عُشْبٌ
.. والأبوابُ هَواءٌ طَلقْ!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مَازِلْتُ أكلأ بَرْقاً في جوانبِهِ
مَازِلْتُ أكلأ بَرْقاً في جوانبِهِ
رقم القصيدة : 17170
-----------------------------------
مَازِلْتُ أكلأ بَرْقاً في جوانبِهِ
كطَرْفة ِ الْعَينِ يَخْبُو ثُمَّ يَخْتَطِفُ
بَرْقٌ تَحَاسَرَ من خَفَّانَ لامِعُهُ
يقضي اللُّبانة َ منْ قلبي وينصرفُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فانْ تحملي ردفينِ لا ألَّ فيهما ،
فانْ تحملي ردفينِ لا ألَّ فيهما ،
رقم القصيدة : 17171
-----------------------------------
فانْ تحملي ردفينِ لا ألَّ فيهما ،
فسِيري رُويداً لَسْتِ مِمَّنْ يُرادِفُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لا تشربِ الدَّهرَ صرفا ،
لا تشربِ الدَّهرَ صرفا ،
رقم القصيدة : 17172
-----------------------------------(13/489)
لا تشربِ الدَّهرَ صرفا ،
فالصِّرفُ يورثُ حتفا
واجَعلْ مِنَ الرَّاحِ نِصْفاً
واجعَلْ مِن المَاءِ نصفا
فانَّها بمزاجٍ
أَشْهَى وأَحْلَى وأَشْفى
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> برهانُ لا تطربُ جلاّسَها
برهانُ لا تطربُ جلاّسَها
رقم القصيدة : 17173
-----------------------------------
برهانُ لا تطربُ جلاّسَها
حَتَّى تُرِيكَ الصَّدْرَ مَكْشُوفا
شَبَّهتُها لَمَّا تَغَنَّتْ لَهمْ
بِنَعْجَة ٍ قَدْ مَضَغَتْ صُوفا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وعدتَ النَّعلَ ثمَّ صدفتَ عنها
وعدتَ النَّعلَ ثمَّ صدفتَ عنها
رقم القصيدة : 17174
-----------------------------------
وعدتَ النَّعلَ ثمَّ صدفتَ عنها
كأنكَ تشتهي شتماً وقذفا
فإِنْ لم تُهدِ لي نَعْلاً فَكُنْها
إذا أعجمتَ بعدَ النونِ حرفا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِنّ امْرَأً أَسدَى إِلَيَّ بشافِع
وإِنّ امْرَأً أَسدَى إِلَيَّ بشافِع
رقم القصيدة : 17175
-----------------------------------
وإِنّ امْرَأً أَسدَى إِلَيَّ بشافِع
إليه ، ويرجُو الشُّكرَ منّي لأحمقُ
شَفيعَكَ فاشْكُرْ في الحوائجِ إِنَّهُ
يَصُونُكَ عن مَكرُوهِهَا وهوَ يَخلِقُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> خِلخالُها يُسْحَبُ في ساقِها
خِلخالُها يُسْحَبُ في ساقِها
رقم القصيدة : 17176
-----------------------------------
خِلخالُها يُسْحَبُ في ساقِها
وقرْطهُا في الجيدِ ما ينطقُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في
دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في
رقم القصيدة : 17177
-----------------------------------
دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في
متلاطمِ منْ حومة ِ الغرقِ
حتى إِذَا شَمِتَ العَدُوُّ وَقَدْ
شهرَ انتقاصكَ شهرة َ البلقِ
أنشأتَ تحلفُ أنَّ ودَّكَ لي
صَافٍ، وَحَبْلَكَ غَيْرُ مُنْحَذِقِ
وحسبتني فقعا بقرقرة ٍ
فوطئتنى وطئاً على حنق(13/490)
وَنَصَبْتَني عَلماً عَلَى غَرَضٍ
ترمينيَ الأعداءُ بالحدقِ
وظننتَ أرضَ اللهِ ضيِّقة ً
عنِّي، وأَرْضُ اللّهِ لَم تَضِقِ
مِن غَيْرِ ما جُرْمٍ سِوَى ثِقة ٍ
مِنِّي بِوَعْدَكَ، حِينَ قُلْتَ: ثِقِ
فاجمعْ يديَّ بِهَا إِلَى عُنُقي
نفسي ، بلا منٍّ ولا ملقِ
وَقَفَ الإِخاءُ عَلَى شَفا جُرُفٍ
هارٍ ، فبعهُ بيعة َ الخلقِ
فمتَى سأَلْتُكَ حاجَة ً أَبَداً
فاشددْ بها قفلاً على غلقِ
ثمَّ أرمِ بي في قعرِ مظلمة ٍ
إِنْ عُدْتُ بعدَ اليومِ في الحُمُقِ
أعفيكَ ممَّا لا تحبُّ ، وما
سدَّتْ عليَّ مذاهبُ الأفقِ
مَا أَطْوَل الدُّنيا وأَعْرَضَها
وأَدَلَّني بِمسَالِكِ الطُّرُقِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> علمٌ وتحكيمٌ وشيبُ مفارقِ
علمٌ وتحكيمٌ وشيبُ مفارقِ
رقم القصيدة : 17178
-----------------------------------
علمٌ وتحكيمٌ وشيبُ مفارقِ
طَلَّسْنَ رَيْعانَ الشَّبابِ الرَّائقِ
وإمارة ٌ في دولة ٍ ميمونة ٍ
كانَتْ علَى اللَّذَّاتِ أَشْغَبَ عائِقِ
فالآنَ لا أَغْدُو، وَلَسْتُ بِرائِحٍ
في كِبرِ مَعْشُوقٍ وذِلَّة ِ عاشِقِ
نَعَرَ ابنُ شُكْلة َ بالعِراقِ وأَهْلِهِ
فهفا إليهِ كلُّ أطلسَ مائقِ
إنْ كانَ إبراهيمُ مضطلعاً بها
فلتصلحنْ منْ بعدهِ لمخارق
ولتصلحنْ منْ بعدِ ذاكَ لزلزلٍ
ولتصلحنْ منْ بعدهِ للمارقِ
أَنَّى يُكونُ، وليسَ ذَاكَ بكائِنٍ
يرثُ الخلافة َ فاسقٌ عنْ فاسقِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عداوة ُ العاقلِ خيرٌ إذا
عداوة ُ العاقلِ خيرٌ إذا
رقم القصيدة : 17179
-----------------------------------
عداوة ُ العاقلِ خيرٌ إذا
حصلتهَا منْ خلَّة ِ الأحمقِ
لأنَّ ذا العقلِ إذا لمِ يزعْ
عنْ حلمهِ ، استحيا فلمْ يخرقِ
ولنْ ترى الأحمقَ يبقي على
دِينٍ، وَلاَ وُدٍّ، ولاَ يتقي
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الغربة ..
الغربة ..
رقم القصيدة : 1718
-----------------------------------
أحرقي في غُربتي سفني
ا لاَ نّني(13/491)
أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَنِ
وتناهبَتْ قلبي الشجونُ
فذُبتُ من شجَني
ا لا نني
أبحَرتُ رغمَ الرّيحِ
أبحثُ في ديارِ السّحرِ عن زَمَني
وأردُّ نارَ القهْرِ عَنْ زهري
وعَنْ فَنَني
عطّلتِ أحلامي
وأحرقتِ اللقاءَ بموقِدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَعَ ا لفلَوَا ت
مَحمولاً على كَفَني
مستوحِشاً في حومَةِ الإملاقِ والشّجَنِ
ما ساءني لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْدَ الحياةِ
بعلْقمِ التّسليمِ للوثنِ
**
ومِنَ البليّةِ أنْ أجودَ بما أُحِسُّ
فلا يُحَسُّ بما أجودْ
وتظلُّ تنثا لُ الحُدودُ على مُنايَ
بِلا حدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَعُ عن يَديَّ
على يديكِ يَدَ القيودْ
أوسعْتُ صلصَلةَ القيودْ !
ولقَدْ خَطِبتُ يدَ الفراقِ
بِمَهْرِ صَبْري، كي أعودْ
ثَمِلاً بنشوةِ صُبحيَ الآتي
فأرخيتِ الأعِنّةَ : لنْ تعودْ
فَطَفا على صدري النّشيجُ
وذابَ في شَفَتي النّشيدْ !
**
أطلقتُ أشرِعَةَ الدّموعِ
على بحارِ السّرّ والعَلَنِ :
أنا لن أعودَ
فأحرقي في غُربتي سُفُني
وارمي القلوعَ
وسمِّري فوقَ اللّقاءِ عقاربَ الزّمَنِ
وخُذي فؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّةِ الثّمَنِ !
لكنّ لي وَطَناً
تعفّرَ وجهُهُ بدمِ الرفاقِ
فضاعَ في الدُّنيا
وضيّعني
وفؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهمِّ والحُزُنِ
كانتْ توَدِّعُني
وكانَ الدَّمعُ يخذلُها
فيخذلُني .
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَدي كَفَني
**
أَنَا يا حبيبةُ
ريشةٌ في عاصِفِ المِحَنِ
أهفو إلى وَطَني
وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني
فأحارُ بينكُما
أَأرحَلُ مِنْ حِمى عَدَنٍ إلى عَدَنِ ؟
كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
غداةَ تحملُني
ريحُ البكورِ إلى هُناكَ
فأرتَدي بَدَني
أنْ تُصبِحي وطَناً لقلبي
داخِلَ الوَطَنِ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> منْ كلِّ قافية ٍ تحتلُّ ثاوية ً
منْ كلِّ قافية ٍ تحتلُّ ثاوية ً
رقم القصيدة : 17180(13/492)
-----------------------------------
منْ كلِّ قافية ٍ تحتلُّ ثاوية ً
في صدرِ راوية ٍ أو كفِّ ورّاقِ
خَوابرٌ بأُمُورِ النَّاسِ تُخبرنُا
عنْ لؤمِ قومٍ وعنْ مجدٍ بتصداقِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِنَّي أَنَا السَّيفُ لاتُرْضِيكَ جِدَّتُهُ
إِنَّي أَنَا السَّيفُ لاتُرْضِيكَ جِدَّتُهُ
رقم القصيدة : 17181
-----------------------------------
إِنَّي أَنَا السَّيفُ لاتُرْضِيكَ جِدَّتُهُ
وليسَ يرضيكَ إلاّ بعدْ إخلاقِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> رأَيتُ غزالاً وقد أَقبَلَتْ
رأَيتُ غزالاً وقد أَقبَلَتْ
رقم القصيدة : 17182
-----------------------------------
رأَيتُ غزالاً وقد أَقبَلَتْ
فأبدتْ لعينيَّ عنْ مبصقهْ
قصيرة ُ الخلقِ دحداحة ٌ
تَدَحْرَجُ في المشي كالبُنْدٌقهْ
كأنَّ ذراعاً علا كفَّها
إذا حسرتْ ، ذنبُ المعلقهْ
تُخطِّطُ حاجبَها بالمِداد
وتربطُ في عجزها مرْفقَهْ
وأَنْفٌ عَلى وجهِها مُلَصَّقٌ
قصيرُ المناخرِ كالفستقهْ
وثَدْيانِ: ثَدْيٌ كَبلُّوطة ٍ
وآخرُ كالقربة ِ المدهقهْ
وصدرٌ نحيفٌ كثيرُ العظامِ
تُقَعْقِعُ مِنْ فَوقِهِ المِخنقَهْ
وَثَغْرٌ إِذا كَشَّرَتْ خِلْتَهْ
تَخالُجَ فانِية ٍ مُعْلَقَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَينَ الشَّبابُ؟ وأَيَّة ٌ سَلَكَا
أَينَ الشَّبابُ؟ وأَيَّة ٌ سَلَكَا
رقم القصيدة : 17183
-----------------------------------
أَينَ الشَّبابُ؟ وأَيَّة ٌ سَلَكَا
لاَ، أَينَ يُطْلَبُ؟ ضَلَّ بَلْ هَلَكا
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ
ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى
قدْ كانَ يضحكُ في شيبتهِ
وَأَتَى المشيبُ فقلَّما ضَحِكَا
يا سلمَ ما بالشَّيبِ منقصة ُ ،
لا سُوقَة ً يُبْقي وَلاَ مَلِكا
قَصَرَ الغَواية َ عَنْ هَوَى قَمَرٍ
وجدَ السَّبيلَ إليهِ مشتركا
وَعْداً بأُخْرَى عَزَّ مَطلبُها
صَبا يطا منْ دونها الحّسكا
يا ليتَ شِعري : كيفَ نومكما
يا صاحبيَّ إذا دمي سُفكا ؟(13/493)
لا تأخذا بظلامتي أحداً
قَلْبي وَطَرْفي في دَمي اشتركا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَصْبَحَ وجهُ الزَّمانِ قَدْ ضَحِكا
أَصْبَحَ وجهُ الزَّمانِ قَدْ ضَحِكا
رقم القصيدة : 17184
-----------------------------------
أَصْبَحَ وجهُ الزَّمانِ قَدْ ضَحِكا
بِرَدِّ مأمُونِ هاشِمٍ فَدَكا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بني مالكٍ صونوا الجفونَ عن الكرى
بني مالكٍ صونوا الجفونَ عن الكرى
رقم القصيدة : 17185
-----------------------------------
بني مالكٍ صونوا الجفونَ عن الكرى
ولا ترقدوا بعدَ ابن نصرِ بن مالكِ
فَقدْ حَمَلَتْهُ للقٌبورِ مَطيَّة ٌ
أنافتْ بهاديهِ على شخصِ بابكِ
وسُلُّوا مِنَ الأَجْفانِ كُلَّ مُهنَّدٍ
بصيرٍ بضربٍ للطلى متداركِ
يَقُومُ بِه لِلهاشِميَّاتِ مأْتَمٌ
لهُ ضجة ٌ يبكي بها كلُّ ضاحك
تذكرهمْ قتلى ببدرٍ تنوشهمْ
سِباعٌ وطَيرٌ مِن سِباعٍ بوارِكِ
كما فتكتْ أسيافهمْ بمحمَّدٍ
وَهَدَّتْ مَباني عَرْشهِ المتماسِكِ
فطلَّ دمُ المخلوعِ وانتهكتْ له ،
ذَخَائِرُ مِن منقوشة ِ وسبائِكِ
فانْ غصَّ هرونٌ بجرعة ِ عمِّه
فأيسرُ مفقودٍ وأهونُ هالكِ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فكأنما حصباؤها في أرضها
فكأنما حصباؤها في أرضها
رقم القصيدة : 17186
-----------------------------------
فكأنما حصباؤها في أرضها
خرزُ العقيقِ نظمنَ في سلكِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> منْ مبلغٌ عني إمامَ الهدى
منْ مبلغٌ عني إمامَ الهدى
رقم القصيدة : 17187
-----------------------------------
منْ مبلغٌ عني إمامَ الهدى
قافية ً للعرضِ هتاكهْ
هذا جناحُ المسلمينَ الذي
قدْ قصَّه تولية ُ الحاكهْ
أضحتْ بغالُ البُردِ منظومة ً
إلى ابنِ وَهْبٍ تَحمِلُ النَّاكَهْ!
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أمطلبٌ أنتْ مستعذبٌ
أمطلبٌ أنتْ مستعذبٌ
رقم القصيدة : 17188
-----------------------------------
أمطلبٌ أنتْ مستعذبٌ(13/494)
حُماتِ الأَفاعي، ومُستَقبِلُ
فإِنْ أَشْفِ مِنكَ تكُنْ سُبَّة ً
وإِنْ أَعْفُ عَنْكَ فما تَعْقِلُ
ستأتيكَ إما وردتَ العراقَ
-إذا انهزموا- عجِّلوا
مُنَمَّقَة ٌ بَينَ أَثنائِها
وَضَعْتَ رِجالاً فَما ضَرَّهمْ
وَشَرَّفتَ قَوماً فلم يَنْبُلوا
فأيهمُ الزَّينُ وسطَ الملا :
عطية ُ أمْ صالحُ الأحولِ ؟
أم الباذِجانيُّ أمْ عامِرٌ
أمينُ الحَمامِ التي تزجلُ
تنَوِّطُ مصرُ بك المخزياتِ
وتَبْصُقُ في وَجْهِكَ الموصلْ
يطيبُ لدى مثلها الحنظلُ
توليتَ ركضاً وفتياننا
صدورُ القنا فيهمْ تعسلُ
إذا الحربُ كنتَ أميراً لها
فَحَظُّهمُ مِنْكَ أَن يُقتَلوا
فمنكَ الرؤوسُ غداة َ اللقاءِ
وممَّنْ يحاربُكَ المُنْصلُ
شعاركَ في الحربِ يومَ الوغى
هزائمكَ الغرُّ مشهورة ٌ
يقرطسُ فيهنَّ منْ ينضلُ
فَأْنْتَ لأَوَّلهمْ آخِرٌ
وأنتَ لآخرهمْ أوَّلُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَيا ذَا اليَمَنَينِ والدَّعوَتَين
أَيا ذَا اليَمَنَينِ والدَّعوَتَين
رقم القصيدة : 17189
-----------------------------------
أَيا ذَا اليَمَنَينِ والدَّعوَتَين
ومنْ عندهُ العرفُ والنائلُ !
أترضى لمثليَ أني مقيمٌ
بِبابِكَ، مطَّرَحٌ خامِلُ؟
وإنْ نابَ شغلٌ ففي دونِ ما
تُدَبِّرُهُ شُغْلٌ شاغِلُ
عليك السلامُ ، فاني امرؤٌ
إذا ضاقَ بي بلدٌ راحلُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> نهاية المشروع ..!
نهاية المشروع ..!
رقم القصيدة : 1719
-----------------------------------
أحضِرْ سلّهْ
ضَعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "
ضَعُ صُحُفاً مُنحلّهْ .
ضعْ مذياعاً
ضَعْ بوقَاً، ضَعْ طبلَهْ .
ضعْ شمعاً أحمَرَ،
ضعْ حبلاً،
ضَع سكّيناً ،
ضَعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَهْ .
ضَعْ كلباً يَعقِرْ بالجُملَةْ
يسبِقُ ظِلّهْ
يلمَحُ حتّى ا للا أشياءَ
ويسمعُ ضِحْكَ النّملَةْ !
واخلِطْ هذا كُلّهْ
وتأكّدْ منْ غَلقِ السّلةْ .
ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعُدْ
فلقَدْ صارتْ عِندَكَ
.. دولَهْ !(13/495)
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ودوِّيِّة ٍ أنْضيْتُ فيها مطيَّتي
ودوِّيِّة ٍ أنْضيْتُ فيها مطيَّتي
رقم القصيدة : 17190
-----------------------------------
ودوِّيِّة ٍ أنْضيْتُ فيها مطيَّتي
وَجِيفا ، وطَرْفي بالسَّماءِ موكَّلُ
سَمِعْتُ بها لِلجنِّ في كلِّ سَاعة ٍ
عَزِيفاً كأَنَّ القَلبَ مِنهُ مُخبَّلُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلَم تَرَ صرْفَ الدَّهرِ في آل برمَكٍ
أَلَم تَرَ صرْفَ الدَّهرِ في آل برمَكٍ
رقم القصيدة : 17191
-----------------------------------
أَلَم تَرَ صرْفَ الدَّهرِ في آل برمَكٍ
وفي ابنِ نَهيكٍ والقُرونِ التي تَخْلو ؟
لَقدْ غُرِسُوا غَرْسَ النَّخِيلِ تَمَكُّناً
وما حُصِدُوا إِلاَّ كما حُصِدَ الْبَقْلُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بَعَثْتَ إِليَّ بأُضحِيَّة ٍ
بَعَثْتَ إِليَّ بأُضحِيَّة ٍ
رقم القصيدة : 17192
-----------------------------------
بَعَثْتَ إِليَّ بأُضحِيَّة ٍ
وكنتَ حرياً بأنْ تفعلا
ولكنها خرجتْ غثة ً
كأنَّكَ أَرْعَيتَها حَرْمَلاَ
فإِنْ قَبِلَ اللّهُ قُرْبانَها
فسبحانَ ربكَ ما أعدلا !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مَا أَطيبَ العَيْشَ! فأَمَّا عَلَى
مَا أَطيبَ العَيْشَ! فأَمَّا عَلَى
رقم القصيدة : 17193
-----------------------------------
مَا أَطيبَ العَيْشَ! فأَمَّا عَلَى
أَلاَّ أَرَى وَجْهَكَ يَوْماً، فَلاَ
لو أَنَّ يوماً مِنكَ أَو سَاعة ً
تباعُ بالدنيا ، إذنْ ما غلا !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هَدايا الناسِ بعضهمُ لبعضٍ
هَدايا الناسِ بعضهمُ لبعضٍ
رقم القصيدة : 17194
-----------------------------------
هَدايا الناسِ بعضهمُ لبعضٍ
تُولِّدُ في قُلوِبهمُ الوِصالا
وتودعُ في الضميرِ هوى ً وودّاً
وَتَكْسُوهُمْ إِذَا حَضَرُوا جَمَالاً
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> اسْقِهِمُ السُّمَّ إِنْ ظَفِرْتَ بِهمْ(13/496)
اسْقِهِمُ السُّمَّ إِنْ ظَفِرْتَ بِهمْ
رقم القصيدة : 17195
-----------------------------------
اسْقِهِمُ السُّمَّ إِنْ ظَفِرْتَ بِهمْ
وامْزُجْ لَهمْ مِن لِسانِكَ الْعَسَلا
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> نصحتُ فأخلصتُ النصيحة َ للفضلِ
نصحتُ فأخلصتُ النصيحة َ للفضلِ
رقم القصيدة : 17196
-----------------------------------
نصحتُ فأخلصتُ النصيحة َ للفضلِ
وقُلْتُ فَسَيَّرْتُ المَقالَة َ في الفَضْلِ
أَلا إنَّ في الفَضْلِ بنِ سَهْيلٍ لَعِبْرَة ً
إن اعتبرَ الفضلُ بنُ مروانَ بالفضلِ
وفي ابنِ الربيعِ ، الفضلِ للفضلِ زاجرٌ
إن ازدجر الفضلُ بنُ مروانَ بالفضلِ
وللفَضْلِ في الفضْلِ بنِ يحيى مَواعظٌ
إن اتعظَ الفضلُ بنُ مروانَ بالفضلِ
إذا ذكروا يوماً وقدْ صرتَ رابعاً
ذُكِرْتَ بقَدْرِ السَّعْيِ مِنْكَ إِلَى الفَضْلِ
فأَبْقِ جَمِيلاً مِنْ حَديثٍ تَفُزْ بِهِ
ولا تَدَعِ الإِحْسانَ والأَخْذَ بالفَضْلِ
فأنكَ قدْ أصبحتَ للملكِ قيماً ،
وَصِرْتَ مَكانَ الفَضْلِ والفَضلِ والفَضْلِ
ولمْ أرَ أبياتاً منِ الشعرِ قبلها
جميعُ قوافيها على الفضلِ والفضلِ
وَلَيْسَ لها عَيبٌ إِذَا هيَ أُنشِدَتْ
سِوَى أَنَّ نُصْحي الفَضلَ كانَ مِنَ الفَضْلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ماذا أَقولُ إِذا أَتيتُ مَعَاشِري
ماذا أَقولُ إِذا أَتيتُ مَعَاشِري
رقم القصيدة : 17197
-----------------------------------
ماذا أَقولُ إِذا أَتيتُ مَعَاشِري
صِفْراً يدايَ من الجوادِ المُجزِلِ
إِنْ قلتُ: أَعطاني، كَذِبْتُ وَإِنْ أَقُلْ
ضَنَّ الأميرُ بمالِهِ لم يَجْمُلِ
و لأنتَ أعلمُ بالمكارمِ والعلا
منْ أنْ أقولَ : فعلتَ ما لم تفعلِ
فاخترْ لنفسكَ ما أقولُ فانني
لا بدَّ مخبرهمْ ، وإنْ لمْ أسألِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> طلعتْ قناتكَ بالسعادة ِ فوقها
طلعتْ قناتكَ بالسعادة ِ فوقها
رقم القصيدة : 17198
-----------------------------------(13/497)
طلعتْ قناتكَ بالسعادة ِ فوقها
معقودة ً بلواءِ ملكٍ مقبلِ
تَهْتَزُّ فَوقَ طَرِيدَتينِ، كَأَنَّما
تهفو فينصبها جناحاً أجدلِ
ربحَ البخيلُ على احتيالٍ عرضهُ
بندى يديكَ ووجهكَ المتهللِ
لوْ كانَ يعلمُ أنَّ نيلكَ عاجلٌ
مافاضَ مِنهُ جَدولٌ في جدولِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قُلْ لابنِ خائِنَة ِ البُعُولِ
قُلْ لابنِ خائِنَة ِ البُعُولِ
رقم القصيدة : 17199
-----------------------------------
قُلْ لابنِ خائِنَة ِ البُعُولِ
وابنِ الجوادَة ِ والبَخيلِ
إِنَّ المذمَّة َ للوَصِيِّ
يَّ هيَ المذمة ُ للرسولِ
أَتَذُمُّ أَولادَ النَّبيِّ
وأَنْتَ مِن وَلدِ النُّقُولِ
شعراء الجزيرة العربية >> نايف صقر >> هم المحاجر
هم المحاجر
رقم القصيدة : 172
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياحبيبي والبكا .. هم المحاجر
بالدموع ابرد مناديلي كويته
آه من صوت ترك كل الحناجر
وانتثر في دفتري شعر وقريته
كل هذا .. وانت قاسي قلب هاجر
ماهداك الله واخذت اللي عطيته
صاحبك لين حشا والحسن فاجر
من لمحته قلت جاك اللي بغيته
من غرامك في غلاك ارحل واهاجر
وان ضواني ليل من يمك سريته
لاتزيد طعوني أوجعت الخناجر
مابقي عرقٍ بقلبي ماثنيته
لو عيوني غيم واهدابك محاجر
ماظما رمشك تحت دمعٍ بكيته
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> هويّة ..
هويّة ..
رقم القصيدة : 1720
-----------------------------------
في مطارٍ أجنبيْ
حَدّقَ الشّرطيُّ بيْ
- قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقي -
ولمّا لم يجِدْ عِندي لساناً أو شَفَهْ
زمَّ عينَيهِ وأبدى أسَفَهْ
قائلاً : أهلاً وسهلاً
.. يا صديقي العَرَبي !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ هذا الفتى يصونُ رغيفاً
إنَّ هذا الفتى يصونُ رغيفاً
رقم القصيدة : 17200
-----------------------------------
إنَّ هذا الفتى يصونُ رغيفاً
ما إليهِ لِناظرٍ مِن سَبِيلٍ
هُوَ في سُفْرَتَينِ مِنْ أدَمِ الطا(13/498)
ئفِ ، في سلتينِ في منديلِ
خُتِمَتْ كُلُّ سَلَّة ٍ بِحدِيدٍ
وسيورٍ قددنَ منْ جلدِ فيلِ
في جرابٍ ، في جوفِ تابوتِ موسى
والمفاتيحُ عندَ ميكائيلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> فَوْهاءُ شَوْهاءُ يُبْدِي الكَيدَ مَضحَكُها
فَوْهاءُ شَوْهاءُ يُبْدِي الكَيدَ مَضحَكُها
رقم القصيدة : 17201
-----------------------------------
فَوْهاءُ شَوْهاءُ يُبْدِي الكَيدَ مَضحَكُها
قنواءُ بالعرض ، والعينانِ بالطولِ
لها فَمٌ مُلْتَقَى شِدْقيهِ نُقرتُها
كأَنَّ مِشْفَرَها قَدْ طُرَّ مِن فِيلِ
أَسْنَانُها أُضْعِفَتْ في حَلقِها عَدداً
مظهراتٌ جميعاً بالرَّواويلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لا تعبأنْ بابنِ الوليدِ فانه
لا تعبأنْ بابنِ الوليدِ فانه
رقم القصيدة : 17202
-----------------------------------
لا تعبأنْ بابنِ الوليدِ فانه
يرميكَ بعد ثلاثة ٍ بملالِ
إنَّ الملولَ ، وإنْ تقادمُ عهدهُ ،
كانَتْ مَوَدَّتُهُ كَفَيْءِ ظِلاَلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَللّهُ يَعْلَمُ أَنَّني ما سَرَّني
أَللّهُ يَعْلَمُ أَنَّني ما سَرَّني
رقم القصيدة : 17203
-----------------------------------
أَللّهُ يَعْلَمُ أَنَّني ما سَرَّني
شيءٌ كطارقة ِ الضيوفِ النزلِ
مَا زِلْتُ بالتَّرحيبِ حَتَّى خِلْتُني
ضيفاً لهُ ، والضيفَ ربَّ المنزلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سَأَلْتُهُ مَنْ أَبوهُ
سَأَلْتُهُ مَنْ أَبوهُ
رقم القصيدة : 17204
-----------------------------------
سَأَلْتُهُ مَنْ أَبوهُ
فقال: دِينارُ خالي
فَقُلْتُ: دينارُ مَن هُو؟
فقال: والي الجِبالِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يا آل بسام في المخازي ،
يا آل بسام في المخازي ،
رقم القصيدة : 17205
-----------------------------------
يا آل بسام في المخازي ،
وعابِسي الوَجْهِ في السُّؤَالِ
حواجِبٌ كالحِبالِ سُودٌ
إلى عثانين كالمخالي
وأوجهٌ جَهْمة ٌ غِلاظٌ(13/499)
عطلٌ منَ الحسنِ والجمالِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ما كنتَ إلاّ كغيثٍ خابَ آملهُ
ما كنتَ إلاّ كغيثٍ خابَ آملهُ
رقم القصيدة : 17206
-----------------------------------
ما كنتَ إلاّ كغيثٍ خابَ آملهُ
وجادَ يوماً على قومٍ بلا أملِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنْ جاءهُ مرتغباً سائلٌ
إنْ جاءهُ مرتغباً سائلٌ
رقم القصيدة : 17207
-----------------------------------
إنْ جاءهُ مرتغباً سائلٌ
آلتْ إِليه رَغبة ُ السائِلِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> نعوني ولما ينعيني غير شامتٍ
نعوني ولما ينعيني غير شامتٍ
رقم القصيدة : 17208
-----------------------------------
نعوني ولما ينعيني غير شامتٍ
وغيرُ عَدُوٍّ قَدْ أُصِيبتْ مَقاتِلُهْ
يَقولونَ: إِنْ ذَاقَ الرَّدَى مَات شِعرُهُ
وهيهاتَ عمرُ الشعر طالتْ طوائلهْ
وَهَبْ شِعْرَهُ إِنْ ماتَ ماتَ فأيْنَ ما
تَحَمَّلَهُ الراوونَ والخطُّ ناقِلُهْ
سأقضي ببيتٍ يحمدُ الناسُ أمرهُ
ويكثرُ مِنْ أَهْلِ الرِّوَاية ِ حامِلُهْ
يَموتُ رَدِيُّ الشِّعرِ مِنْ قَبْلِ أَهْلِه
وجيدهُ يبقى وإنْ ماتَ قائلهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> شكرنا الخليفة َ إجراءهُ
شكرنا الخليفة َ إجراءهُ
رقم القصيدة : 17209
-----------------------------------
شكرنا الخليفة َ إجراءهُ
على ابنِ أبي خالدٍ نزلهُ
فكفَّ أذاهُ عنِ المسلمينَ ،
وصَيَّر في بيتِهِ وأَكْلَهُ
وقدْ كانَ يقسمُ أشغالهُ
فصَيَّر في نفسِهِ شُغْلَهُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> حوار على باب المنفى
حوار على باب المنفى
رقم القصيدة : 1721
-----------------------------------
لماذا الشِّعْرُ يا مَطَرُ ؟
أتسألُني
لِماذا يبزغُ القَمَرُ ؟
لماذا يهطِلُ المَطَرُ ؟
لِماذا العِطْرُ ينتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَدَرُ ؟!
أنَا نَبْتُ الطّبيعةِ
طائرٌ حُرٌّ،
نسيمٌ بارِدٌ ،حَرَرُ
محَارٌ .. دَمعُهُ دُرَرُ !(13/500)
أنا الشَجَرُ
تمُدُّ الجَذْرَ من جوعٍ
وفوقَ جبينِها الثّمَرُ !
أنا الأزهارُ
في وجناتِها عِطْرٌ
وفي أجسادِها إِبَرُ !
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهراً
ستَزْدَهِرُ .
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
فليتَ ) ا للا ّت ( يعتَبِرُ
ويكسِرُ قيدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفوَ إحساسي
ويعتَذِرُ !
* لقد جاوزتَ حَدَّ القولِ يا مَطَرُ
ألا تدري بأنّكَ شاعِرٌ بَطِرُ
تصوغُ الحرفَ سكّيناً
وبالسّكينِ تنتَحِرُ ؟!
أجَلْ أدري
بأنّي في حِسابِ الخانعينَ، اليومَ،
مُنتَحِرُ
ولكِنْ .. أيُّهُم حيٌّ
وهُمْ في دوُرِهِمْ قُبِروا ؟
فلا كفُّ لهم تبدو
ولا قَدَمٌ لهمْ تعدو
ولا صَوتٌ، ولا سَمعٌ، ولا بَصَرُ .
خِرافٌ ربّهمْ عَلَفٌ
يُقالُ بأنّهمْ بَشَرُ !
شبابُكَ ضائعٌ هَدَراً
وجُهدُكَ كُلّهُ هَدَرُ .
بِرملِ الشّعْرِ تبني قلْعَةً
والمدُّ مُنحسِرُ
فإنْ وافَتْ خيولُ الموجِ
لا تُبقي ولا تَذَرُ !
هُراءٌ ..
ذاكَ أنَّ الحرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِرُ
وعِندَ الموتِ ينتَصِرُ
وبعدَ الموتِ ينتَصِرُ
وانَّ السّيفَ مهما طالَ ينكَسِرُ
وَيصْدأُ .. ثمّ يندَثِرُ
ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْرٌ
لدى الدُّنيا ولا خَبَرُ !
وماذا مِن وراءِ الصّدقِ تنتَظِرُ ؟
سيأكُلُ عُمْرَكَ المنفى
وتَلقى القَهْرَ والعَسْفا
وترقُبُ ساعةَ الميلادِ يوميّاً
وفي الميلادِ تُحتضَرُ !
وما الضّرَرُ ؟
فكُلُّ النّاسِ محكومونَ بالإعدامِ
إنْ سكَتوا، وإنْ جَهَروا
وإنْ صَبَروا، وإن ثأَروا
وإن شَكروا، وإن كَفَروا
ولكنّي بِصدْقي
أنتقي موتاً نقيّاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَاً
ولكِنْ موتُهُ قَذِرُ !
وماذا بعْدُ يا مَطَرُ ؟
إذا أودى بيَ الضّجَرُ
ولمْ أسمَعْ صدى صوتي
ولمْ ألمَح صدى دمعي
بِرَعْدٍ أو بطوفانِ
سأحشِدُ كُلّ أحزاني
وأحشِدُ كلّ نيراني
وأحشِدُ كُلّ قافيةٍ
مِنَ البارودِ
في أعماقِ وجداني
وأصعَدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى
صعودَ سحابةٍ ثكْلى(14/1)
وأجعَلُ كُلّ ما في القلبِ
يستَعِرُ
وأحضُنُهُ .. وَأَنفَجِرُ !
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تولّى طاهرٌ منْ بعدِ أنْ قدْ
تولّى طاهرٌ منْ بعدِ أنْ قدْ
رقم القصيدة : 17210
-----------------------------------
تولّى طاهرٌ منْ بعدِ أنْ قدْ
أقامَ فلا يسامُ ولا يسومُ
وأبقى بعدهُ فينا ثلاثاً
عجائبّ ، تستخفُّ لها الحلومُ :
ثلاثة ُ أعبدٍ لأبٍ وأمِّ
تميزُ عن ثلاثتهمْ أرومُ !
فبعضهمُ يقولُ : قريشُ قومي
وتدفعهُ الموالي والصميمُ
وَبَعْضٌ في خُزاعَة َ مُنْتماهُ
ولاءٌ غيرُ مجهولِ ، قديمُ
وَبَعْضُهمُ يَهَشُّ لآلِ كِسرَى
فيَزعَمُ أَنَّهُ عِلجٌ لَئيمُ
لقدْ كثرتْ مناسبهمْ علينا
فكلُّهمُ على حالٍ زَنيمُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> هناكمْ أنكمْ قومٌ كرامُ ،
هناكمْ أنكمْ قومٌ كرامُ ،
رقم القصيدة : 17211
-----------------------------------
هناكمْ أنكمْ قومٌ كرامُ ،
وأنَّ النومَ بينكمُ طعامُ
أتاكمْ زائرٌ فاجتمعوهُ ،
فلمّا نامَ أشبعهُ المنامُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مضى خلفٌ واللؤمُ قد أمَّ نعشهُ
مضى خلفٌ واللؤمُ قد أمَّ نعشهُ
رقم القصيدة : 17212
-----------------------------------
مضى خلفٌ واللؤمُ قد أمَّ نعشهُ
إلى القبرِ ، فيهِ ما أقامَ مقيمُ
حَمِدْناكَ إِذ أَودَيْتَ باللُّؤْمِ مَيِّتاً
وفِعلك أيامَ الحياة ِ ذميمُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> مسدَّدُ الرَّأي ، إنْ تلحظْ مكايده
مسدَّدُ الرَّأي ، إنْ تلحظْ مكايده
رقم القصيدة : 17213
-----------------------------------
مسدَّدُ الرَّأي ، إنْ تلحظْ مكايده
مكايدُ الدَّهرِ ، لمْ تثبتْ لها قدمُ
لا يعرفُ العفوَ إلاّ بعدَ مقدرة ٍ ،
ولا يعاقبُ حتى تنجلي التهمِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يُشفى غليلكَ في الدِّيارِ بقدرِ ما
يُشفى غليلكَ في الدِّيارِ بقدرِ ما
رقم القصيدة : 17214
-----------------------------------(14/2)
يُشفى غليلكَ في الدِّيارِ بقدرِ ما
فاضتْ بها منْ مقلتيكَ سجومُ
فإذا انْقَضَتْ حُرقُ البُكا عادَ الهوى
وترادَفتْكَ مَعَ الْهُمُومِ هُمُومُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ولستُ أرجو انتصافاً منكَ ما ذرفتْ
ولستُ أرجو انتصافاً منكَ ما ذرفتْ
رقم القصيدة : 17215
-----------------------------------
ولستُ أرجو انتصافاً منكَ ما ذرفتْ
عَيني دُموعاً، وأَنْتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَلا أَيُّها القَطَّاعُ هَلْ أَنتَ عارِفٌ
أَلا أَيُّها القَطَّاعُ هَلْ أَنتَ عارِفٌ
رقم القصيدة : 17216
-----------------------------------
أَلا أَيُّها القَطَّاعُ هَلْ أَنتَ عارِفٌ
لنا حرمة ً أمْ قدْ نكرتَ التحرُّما ؟
فَهَلاَّ بطُوسٍ والبِلاَدُ حَمِيدة ٌ
تعولُ الليالي والمطيَّ المرسَّما
وأسلمتني منْ بعدِ ما صوَّح الكلا
وغاضَتْ بقايا الحِسْيِ والمُزْنُ أَنْجما
ستعلمُ إنْ راجعتَ نفسكَ أوْ سختْ
عن الضَّفِّ يَوماً أَيُّنا كانَ أَلْوَما
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وإِنَّ امْرَأً أَمْسَتْ مَسَاقِطُ رَحْلهِ
وإِنَّ امْرَأً أَمْسَتْ مَسَاقِطُ رَحْلهِ
رقم القصيدة : 17217
-----------------------------------
وإِنَّ امْرَأً أَمْسَتْ مَسَاقِطُ رَحْلهِ
بأسوانَ لمْ يتركْ لهُ الحِرصُ معلمَا
حللتُ محّلاً يقصرُ البرقُ دونهُ
ويعجزُ عنهُ الطَّيفُ أنْ يتجشِّما
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> اضْرِبْ نَدَى طَلْحَة َ الطَّلحاتِ مُبْتَدِئاً
اضْرِبْ نَدَى طَلْحَة َ الطَّلحاتِ مُبْتَدِئاً
رقم القصيدة : 17218
-----------------------------------
اضْرِبْ نَدَى طَلْحَة َ الطَّلحاتِ مُبْتَدِئاً
بلؤمِ مطلبٍ فينا ، وكنْ حكما
تخرجْ خزاعة ُ من لؤمٍ ومنْ كرمٍ
فلا تَعدُّ لها لُؤْماً وَلاَ كَرَما
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ومغنٍّ إنْ تغنّى
ومغنٍّ إنْ تغنّى
رقم القصيدة : 17219(14/3)
-----------------------------------
ومغنٍّ إنْ تغنّى
أَوْرَثَ النَّدمانَ همّا
أحسنُ الأقوامِ حالاً
فيهِ مَنْ كانَ أَصَمّا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إنتفاضة
إنتفاضة
رقم القصيدة : 1722
-----------------------------------
ليسَ لهم أرديَةٌ
من(سانِ لورانَ)
ومِن( بيا رِ كا ردانَ)
ولا فنادقٌ
منْ جلدِ سُكّان الحُفَرْ
إ رمِ الحَجرْ
ليسَ لديهم ثروةٌ عِبريّةٌ
أو ثورةٌ عُذريّةٌ
أو دولةٌ
للإ صطيا فِ والسَفَرْ.
دولتهمْ من حَجَرٍ
وتُستعادُ بالحَجَرْ.
- إ رمِ الحَجرْ
إ رم الحَجَرْ.
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> عاذِلي ! لو شئتَ لمْ تلمِ
عاذِلي ! لو شئتَ لمْ تلمِ
رقم القصيدة : 17220
-----------------------------------
عاذِلي ! لو شئتَ لمْ تلمِ
إِنَّ سَمْعي عَنْكَ في صَمَمِ
فارضَ منْ سرّي علانيتي
أَنِفَتْ مِن رَفضِها شِيَمي
فارْعَ سَرْحَ اللَّهوِ مُغْتَدِياً
غيرَ مستبطٍ ولا سئمِ
وأقمْ بالسُّوس معتكفاً
كاعتكافِ الطيرِ بالحرمِ
واشْرَبِ الراحَ التي حُجبَتْ
عنْ عيونِ الدهرِ بالختمِ
نارُها شَمْسٌ ومَشْرَبُها
صَيِّبٌ، مِن واكِفٍ سَجِمِ
فدعا صنوانَها لقحٌ
لَم يَكُنْ حَملاً على عٌقُمِ
وانُثَنَتْ أَفياءُ نَبْعَتِها
عنْ نباتٍ سالَ كالجمِ
بعناقيدٍ معثكلة ٍ
كشُعورِ الزِّنْجِ في الحمَم
وَدَعاها الطَّلْقُ فانفَطَرَتْ
لِولادٍ لَيْسَ في الرَّحم
فَتَهادَتْها ثَمودُ إِلَى
قومها منْ وارثي إرمِ
وتخطَّتها العصورُ فلوْ
نَطَقَتْ في الكأسِ بالكَلِمِ
ثمَّ أدَّتْ كلَّ ما شهدتْ
منْ قرونِ النّاسِ والأممِ
فاقتنتها فتية ٌ سمحٌ
منْ أناسٍ سادة ٍ هضمُ
فاسْتَنارَتْ في أَكُفِّهِمُ
كسنا النيرانِ في الأجمِ
لأَجَابَتْ عَنْ ولادتِها
فمتى أنزلْ بها أقمِ
فِي نَواحي هَيكلٍ أَرِجٍ
عاكفاً فيهِ على صنمِ
نقشتْ بالحسنِ صورتهُ
مِن ذُرَى قَرْنٍ إِلَى قَدَمِ
فإذا سَكَّنْتَ رَوعَتَهُ
وَرَعَى في مُقْلَتَيهِ فَمي(14/4)
عادَ لي قُطْبُ السُّرُورِ كما
كنتُ معتاداً على القدمِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قلْ للأمينِ أمينِ آلِ محمَّدٍ
قلْ للأمينِ أمينِ آلِ محمَّدٍ
رقم القصيدة : 17221
-----------------------------------
قلْ للأمينِ أمينِ آلِ محمَّدٍ
قَولَ امرىء ٍ شَفِق عليكَ، مُحامِ
أنْكَرْتُ أَن تُغْترَّ عَنْكَ صَنِيعة ٌ
فِي صَالحِ بنِ عطيَّة ِ الحجَّامِ
لَيْسَ الصَّنائِعُ عِنْدَهُ بصنَائعٍ
لكِنَهنَّ طَوَائِلُ الإِسٍلاَمِ
اضَرِبْ بِهِ جيشَ العَدُوِّ فَوَجْهُهُ
جَيْشٌ مِنَ الطَّاعونِ والبِرْسامِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> الناسُ كلُّهُمُ يَسْعَى لحاجَتهِ
الناسُ كلُّهُمُ يَسْعَى لحاجَتهِ
رقم القصيدة : 17222
-----------------------------------
الناسُ كلُّهُمُ يَسْعَى لحاجَتهِ
ما بينَ ذي فرحٍ منهمْ ومهمومُ
و مالكٌ ظلَّ مشغولاً بنسبتهِ
يَرُمُّ مِنْها خَرَاباً غيرَ مَرمُومِ
يَبني بُيوتاً خَراباً لا أَنيسَ بها
مابَينَ طَوقٍ إِلى عَمْرو بنِ كُلثومِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> يُصافِحُ المَوتَ بوجهٍ دامِ
يُصافِحُ المَوتَ بوجهٍ دامِ
رقم القصيدة : 17223
-----------------------------------
يُصافِحُ المَوتَ بوجهٍ دامِ
حرٍّ رقيقٍ واضحٍ بسامِ
يسلُّ منْ فكيَّه كالحسامِ
صفيحة ً تلعبُ بالكلامِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ الكريمَ إذا حرَّكتَ نسبتهُ
إنَّ الكريمَ إذا حرَّكتَ نسبتهُ
رقم القصيدة : 17224
-----------------------------------
إنَّ الكريمَ إذا حرَّكتَ نسبتهُ
سَمَتْ بهِ سامياتُ المجدِ والهِمَمِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> بَدَأتَ بإِحْسانٍ، وثُنَّيْتَ بالعُلا
بَدَأتَ بإِحْسانٍ، وثُنَّيْتَ بالعُلا
رقم القصيدة : 17225
-----------------------------------
بَدَأتَ بإِحْسانٍ، وثُنَّيْتَ بالعُلا
وثلثتَ بالحسنى ، وربِّعتَ بالكرمْ
ويَسَّرْتَ أَمْري، واعْتَنَيْتَ بِحاجَتي(14/5)
وأخرتَ لا عنّي ، وقدَّمتَ لي نعمْ
فانْ نحنُ كافأنا فأهلٌ لودِّنا ،
وإِنْ نَحْنُ قَصَّرْنا فما الوُدُّ مَتَّهَمْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تخالُ أحياناً به غفلة ً
تخالُ أحياناً به غفلة ً
رقم القصيدة : 17226
-----------------------------------
تخالُ أحياناً به غفلة ً
مِن كَرَمِ النَّفسِ وَمَا أَعلَمَهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إنَّ الرقاشيَّ منْ تكرمهِ
إنَّ الرقاشيَّ منْ تكرمهِ
رقم القصيدة : 17227
-----------------------------------
إنَّ الرقاشيَّ منْ تكرمهِ
بلغَّهُ اللهُ منتهى هممهْ
يَبْلُغُ مِنْ بِرّهِ وَرَأْفَتِهِ
حُمْلانُ أَضْيَافِهِ على حُرَمِهْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> على الكرهِ ما فارقتُ أحمدَ وانطوى
على الكرهِ ما فارقتُ أحمدَ وانطوى
رقم القصيدة : 17228
-----------------------------------
على الكرهِ ما فارقتُ أحمدَ وانطوى
عليهِ بناءٌ جندلٌ ورزينُ
وأسكنتهُ بيتاً خسيساً متاعهُ
وإِنِّي- على زَعمي- بِه لَضَنينُ
ولولا التَّأَسِّي بالنَّبيِّ وأهْلهِ
لأَسْبَلَ مِنْ عَيني عَلَيْهِ شُؤونُ
هَوَ النَّفْسُ، إِلاّ أَنّ آلَ مُحَمَّدٍ
لهمْ ، دونَ نفسي ، في الفؤادِ كمينُ
أضرَّ بهمْ إرثُ النبيِّ فأصبحوا
يساهمُ فيهمْ ميتة ٌ ومنونُ
دعتهمْ ذئابٌ منْ أميَّة وانتحتْ
عليهمْ دراكاً أزمة ٌ وسنونُ
وعاثتْ بنو العباس في الدينِ عيثة ً
تحكمَ فيها ظالمٌ وظنينُ
وسموا رشيداً ليسَ فيهمْ لرشدهِ
وها ذاكَ مَأْمُونٌ وذاكَ أَمينُ
فما قبلت ْ بالرشدِ منهمْ رعاية ٌ
وَلا لِوليٍّ بالأَمانَة ِ دِينُ
رَشيدُهم غاوٍ، وطِفلاهُ بَعْدَهُ
لهذا رزايا ، دونَ ذاكَ مجونُ
شككتُ فما أدري : أمسقي شربة ٍ
وأَيُّهما ما قُلْتَ: إِنْ قُلْتَ شَرْبة ٌ
وإنْ قلتُ موتٌ ، إنهُ لقمينُ
أيا عجباً منهمْ يسمونكَ الرضا
وتَلْقاكَ مِنهمْ كَلْحَة ٌ وغُصُونُ
أَتَعَجَبُ للأَجْلافِ أَن يَتَخَيَّفُوا(14/6)
مَعالمَ دِينِ اللّهِ وهُوَ مُبينُ !
لَقدْ سَبَقَتْ فِيهمْ بِفَضْلِكَ آية ٌ
لَدَيَّ، ولكنْ مَا هُناكَ يَقين
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَفيقي مَن مَلاَمِكِ يا ظَعينا
أَفيقي مَن مَلاَمِكِ يا ظَعينا
رقم القصيدة : 17229
-----------------------------------
أَفيقي مَن مَلاَمِكِ يا ظَعينا
كَفاكِ اللَّومَ مَرُّ الأَرْبَعينا
أَلَمْ تَحْزُنْكِ أَحْداثُ اللَّيالي
يشيبنَ الذوائبَ والقرونا
إذا لمْ تتعظُ بالشيبِ نفسي
فما تغني عظاتُ الواعظينا
عَلَى أَني وإِنْ وقَّرتُ شَيْبي
أشاقُ إذا لقيتُ الوامقينا
وأهوى أنْ تخبرني سليمى
وأُخْبرَها بِما كُنَّا لَقينا
أَحَبُّ ذَخِيرة ٍ، وأحَبُّ عِلْقٍ
إليَّ : الغانياتُ وإنْ غنينا
وكلُّ بُكاءِ رَبعٍ أَو مَشيبٍ
نبكيهِ فهنَّ بهِ عنينا
أُحِبُّ الشَّيبَ لما قِيلَ: ضَيفٌ
لحبي للضيوفِ النازلينا
وَما نَيلُ المكارم بالتَّمنّي
ولا بالقولِ يبلي الفاعلونا
أُحِّيي الْغُرُّ مِن سَرَواتِ قومي
ولا حُيّيتِ عنا يا مَدينا
فإن يكُ آل إسرائيل منكم
وكنتم بالأعاجم فاخرينا
فلا تنسَ الخنازيرَ اللواتي
مسخنَ معَ القرودِ الخاسئينا
بأيلة َ و الخليج لهمْ رسومٌ
وآثارٌ قَدُمْنَ وما مُحِينا
وهمْ كتبوا الكتابَ ببابِ مروٍ
وبابِ الصينَ كانوا الكاتبينا
وهُمْ سَمّوا سَمَر قَنداً بِشَمْرٍ
وهُمْ غَرَسُوا هناكَ التُّبَّتينا
وفي صَنَمِ المَغاربِ فوقَ رَملٍ
تسيلُ تلوله سيلَ السفينا
وما طلب الكميتِ طلابُ وترٍ
ولكنّا لُنُصْرَتِنا هُجِينا
لَقَدْ عَلِمَتْ نِزارٌ أَنَّ قومي
إِلى نَصر النُّبوَّة ِ سابِقينا
ويُخْزِهمُ ويَنصرْكمْ عَليهمْ
ويشفِ صدور قومٍ مؤمنينا
منْ اي ثنية ٍ طلعتْ قريشٌ
وكانوا مَعْشَراً مُتَنَبَّطينا
قتلنا بالفتى القسريَّ منهمْ
وَليدَهُم أَميرَ المؤمنينا
و مرواناً قتلنا عنْ يزيدٍ ؛
كذاكَ قضاؤنا في المعتدينا
و بابنِ السمطِ * منا قد قتلنا
مُحَمَّداً ابنَ هارُونَ الأمينا(14/7)
قَتَلْنا الحارِثَ الْقَسريَّ قَسراً
أَبا لَيْلَى وكانَ فَتى ً أَثِينا
فمنْ يكُ قتلهُ سوقاً فانا
جَعَلْنا مَقْتَلَ الخلَفاءِ دِينا
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طبق الأصل
طبق الأصل
رقم القصيدة : 1723
-----------------------------------
الدُّودَةُ قالتْ للأرضْ :
إنّي أدميتُكِ بالعَضْ.
زلزَلتِ الأرضُ مُقهقِهةً :
عَضّي بالطُّولِ وبالعَرضْ .
مِنْ صُنْعي هيكَلُكِ الغَضْ
ودِماؤكِ من قلبي المَحض
ورضايَ بعضِّكِ إحسانٌ
ورضاكِ بإحساني فَرضْ .
إنّي قَد أوجدْتُكِ حتّى
تنتَزِعي من جَسَدي الموتى
ولَكِ الدّفعُ .. ومنكِ القبضْ .
**
الأرضُ انطَرَحَتْ بِسُموٍّ
والدُّودَةُ قامَتْ في خَفضْ
وأنا الواقِفُ وَسْطَ العَرضْ
أسألُ نفسي في استغرابٍ :
من ذ ا يتعلّمُ مِن بعضْ ؟
الأرضُ، تُرى، أمْ أمريكا ؟
الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفضْ ؟
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَيا للناسِ مِن خَبَرٍ طَريفٍ
أَيا للناسِ مِن خَبَرٍ طَريفٍ
رقم القصيدة : 17230
-----------------------------------
أَيا للناسِ مِن خَبَرٍ طَريفٍ
تفرقَ ذكرهُ في الخافقينِ
أَعِجْلٌ أنْكَحُوا بنَ أَبي دُوادٍ
ولم يتأثموا فيهِ ـ اثنتينِ ؟
أرادوا نقدَ عاجلة ٍ فباعوا
رخيصاً عاجلاً نقداً بدين
بضاعة ُ خاسرٍ بارتْ عليهِ
فباعكَ بالنواة ِ التمرتينِ
ولوْ غلظوا بواحدة ٍ لقلنا :
يكونُ الوهمُ بينَ العاقلينِ
ولكنْ شفعُ واحدة ٍ بأخرى
يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ المنْصِبَينِ
لَحَا اللّهُ المَعاشَ بِفَرْجِ أُنثَى
ولو زوجتها منْ ذي رعينِ
ولَمَّا أَنْ أَفادَ طَريفُ مالٍ
وأصبحَ رافلاً في الحلتينِ
تكنى وانتمى لأبي دوادٍ
وقدْ كانَ اسمهُ ابنَ الفاعلينِ
فردوهُ إلى فرجٍ أبيهِ
وزريابٍ ، فالأمُ والدينِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> ياجَوادَ اللِّسانِ مِن غيرِ فِعْلٍ
ياجَوادَ اللِّسانِ مِن غيرِ فِعْلٍ
رقم القصيدة : 17231
-----------------------------------(14/8)
ياجَوادَ اللِّسانِ مِن غيرِ فِعْلٍ
ليتَ في راحَتيكَ جُودَ اللِّسانِ
عَينَ مِهرانَ قد لَطَمْتَ مِراراً
فاتقِ ذا الجلالِ في مهرانِ
عرتَ عيناً ، فدعْ لمهرانَ عيناً
لا تدعهُ يطوفُ في العميانِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> قدْ قلتُ ـ إذ غيبوهُ وانصرفوا
قدْ قلتُ ـ إذ غيبوهُ وانصرفوا
رقم القصيدة : 17232
-----------------------------------
قدْ قلتُ ـ إذ غيبوهُ وانصرفوا
في شرِّ قبرٍ لشرِّ مَدْفُونِ
إذهبْ إِلى النارِ والعَذابِ فما
خلتكَ إلاَ منَ الشياطينِ
ما زِلتَ حتَّى عَقَدتَ بَيْعَة َ مَنْ
أضرَّ بالمسلمينَ والدَّينِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> سيبكي البمُّ منْ جزعٍ عليهِ
سيبكي البمُّ منْ جزعٍ عليهِ
رقم القصيدة : 17233
-----------------------------------
سيبكي البمُّ منْ جزعٍ عليهِ
وتبكِيهِ المَثالِثُ والمَثاني
وَتَثكلُهُ القِيانُ وحافِظُوهَا
ويَنعاهُ الزِّقاقُ إِلى الدِّنانِ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> لَولا حُوَيُّ بيْتِ لهيانِ
لَولا حُوَيُّ بيْتِ لهيانِ
رقم القصيدة : 17234
-----------------------------------
لَولا حُوَيُّ بيْتِ لهيانِ
ماقامَ أ... العَزَبِ الفَاني
لهُ دواة ٌ في سراويلهِ
يليقها النازحُ والداني
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وَمَيثاءَ خضراءَ زَرِبيَّة ٍ
وَمَيثاءَ خضراءَ زَرِبيَّة ٍ
رقم القصيدة : 17235
-----------------------------------
وَمَيثاءَ خضراءَ زَرِبيَّة ٍ
بهَا النَّوْرُ يَزْهرُ مِنْ كلِّ فَنْ
ضَحُوكاً، إِذَا لاعَتْهُ الرِّياحُ
تأودَ كالشاربِ المرجحنْ
فشبَّهَ صحبيَ نوّارها
بِديباجِ كِسرَى وَعَصْبِ اليَمَنْ
فقلتُ : بعدتمْ ، ولكنني
أشبِّههُ بجنابِ الحسنْ
فتًى لا يَرَى المَالَ إِلاَّ العَطاءَ
ولا الكنزَ إلاّ اعتقادَ المننْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> وأَهدَيتَهُ زَمِناً فانِياً
وأَهدَيتَهُ زَمِناً فانِياً
رقم القصيدة : 17236(14/9)
-----------------------------------
وأَهدَيتَهُ زَمِناً فانِياً
فلا للرُّكوبِ ولا للثمنْ
حَمَلْتُ علَى زَمِنٍ شاعِراً
فَسَوْفَ تُكافا بشِعْرٍ زمِنْ
أبا الفضلِ ذمّاً وغرماً معاً
فما كُنْتَ تَرجُو بِهذا الغَبَنْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> إِذَا عَظُمَتْ محنَة ٌ عنْ غَزَاءٍ
إِذَا عَظُمَتْ محنَة ٌ عنْ غَزَاءٍ
رقم القصيدة : 17237
-----------------------------------
إِذَا عَظُمَتْ محنَة ٌ عنْ غَزَاءٍ
فَعادِلْ بِها صَلبَ زيدٍ تَهُنْ
وأعظمُ منْ ذاكَ قتلُ الوصيِّ
وذبحُ الحسينُ وسمُّ الحسن
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تعزَّ فكمْ لكَ منْ أسوة ٍ
تعزَّ فكمْ لكَ منْ أسوة ٍ
رقم القصيدة : 17238
-----------------------------------
تعزَّ فكمْ لكَ منْ أسوة ٍ
تبرِّدُ عنكَ غليلَ الحزنْ
العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> أَبا جَعفرٍ وأُصولُ الْفَتَى
أَبا جَعفرٍ وأُصولُ الْفَتَى
رقم القصيدة : 17239
-----------------------------------
أَبا جَعفرٍ وأُصولُ الْفَتَى
تَدُلُّ عَلَيهِ بأَغْصانِهِ
أفي الحقِّ أنَّ صديقاً أتاكَ
لتكفيهُ بعضَ أشجانهِ
فتأمرُ أنتَ باعطائهِ
ويأمرُ سعدٌ * بحرمانهِ ؟
وَلَسْتُ أُحِبُّ الشَّرِيفَ الظَّرِيفَ
فَ يكونُ غلاماً لغلمانهِ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ضدّ التيار ..
ضدّ التيار ..
رقم القصيدة : 1724
-----------------------------------
الحائِطُ رغمَ توَجُّعِهِ
يتحَمّلُ طَعْنَ المِسمارْ
والغُصنُ بِرَغمِ طراوَتِهِ
يحمِلُ أعشاشَ الأطيارْ .
والقبْرُ برغمِ قباحَتِهِ
يرضى بنموِّ الأزهارْ .
وأنا مِسماري مِزمارْ
وأنا منفايَ هوَ الدّارْ
وأنَا أزهاري أشعارْ
فلِماذا الحائِطُ يطعَنُني ؟
والغُصنُ المُتَخَفّفُ منّي.. يستَثقِلُني ؟
ولِماذا جَنّةُ أزهاري
يحمِلُها القبرُ إلى النّارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّةِ
لا أحظى من بعدِ بِذ ا ري(14/10)