العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا رأوها، وعَلَونا نَشزا،
لمّا رأوها، وعَلَونا نَشزا،
رقم القصيدة : 15043
-----------------------------------
لمّا رأوها، وعَلَونا نَشزا،
هَزّ جَناحَيهِ إليها هَزّا
كما هَزَزتَ النَّيزَكَ المُرتَزّا،
يَحُزُّ أعناقَ الرِّياحِ حَزّا
وسامَها قَبضاً، ونَقْراً وَخْزَا،
يطلبُ في رؤوسهنّ كنزا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قومُ إنّي مُرَزّا،
يا قومُ إنّي مُرَزّا،
رقم القصيدة : 15044
-----------------------------------
يا قومُ إنّي مُرَزّا،
و كلُّ حرٍ مرزا
خَرْجٌ كَثيرٌ
نَزَرٌ فلِمْ لا أُعزّى
فالخرجُ لا يتناهى ،
و الدخلُ لا يتجزا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألمَ ترَ أنّ الدهرّ قطعني حزا ،
ألمَ ترَ أنّ الدهرّ قطعني حزا ،
رقم القصيدة : 15045
-----------------------------------
ألمَ ترَ أنّ الدهرّ قطعني حزا ،
وأصحَبَني ذُلاًّ، وأثكَلَني عِزّا
ألا ربّ وجهٍ في الثرى كان عابساً ،
إذا خفتُ بَطشاً من يدِ الدّهرِ أو غمزَا
ملوكٌ وإخوانٌ ترَى بسَماحِهم
من البِشرِ في ديباجِ أوجُهِهم طَرزَا
فقدتهمُ مستكرهاً ، وكنزتهم
ثواباً وأجراً في بطونِ الثرى كنزا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ظللتُ بحزنٍ ، إن بدا البرقُ غدوة ً ،
ظللتُ بحزنٍ ، إن بدا البرقُ غدوة ً ،
رقم القصيدة : 15046
-----------------------------------
ظللتُ بحزنٍ ، إن بدا البرقُ غدوة ً ،
كما رَفَعَ النّارَ البَصيرَة قابسُ
إذا استعجلتهُ الريحُ حلتْ نطاقهُ ،
وهاجَتْ له في المُعصِراتِ وسَاوِسُ
ولاحَ كما نشرتَ بالكفّ طرة ً
منَ البردِ أو قاءتْ جروحٌ قواليسُ
و شققَ أعرافَ السحابِ التماعة ٌ ،
كما انصَدعتْ بالمَشرَفيّ القَوانسُ
فما زالَ حتى النبتُ يرفعُ نفسهُ
بهامِ الرُّبَى والعِرقُ في الأرضِ ناخسُ
مضى عجبي من كلّ شيءٍ رأيتهُ ،
و باتتْ لعينيّ الأمورُ اللوابسُ
و إني رأيتُ الدهرَ في كلّ ساعة ٍ ،(10/24)
يسيرُ بنفسِ المرءِ ، والمرءُ جالسُ
وتَعتَادُهُ الآمالُ حتى تَحُطَّهُ
إلى تُربَة ٍ فيها لهنّ فَرائِسُ
و أصدعُ شكيّ باليقينِ ، وإنني
لنفسي على بعضِ المساءة ِ حابسُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> زَفَفْنا إلى الشّامِ رَجراجَة ً،
زَفَفْنا إلى الشّامِ رَجراجَة ً،
رقم القصيدة : 15047
-----------------------------------
زَفَفْنا إلى الشّامِ رَجراجَة ً،
تسلُّ على من عصى سيفَ باسِ
وجالَتْ صواهلُنا المُقرَباتُ،
بأفعالِ جِنٍّ وأشباحِ ناسِ
وظَلّتْ صَوارِمُ أيمانِنا،
تحسيهمُ الموتَ في غيرِ كاسِ
تموتُ النفوسُ بأجالها ،
و يقطعنَ ما بينَ جسمٍ وراسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هل حدثتكَ النفسُ فيما قد ترى ،
هل حدثتكَ النفسُ فيما قد ترى ،
رقم القصيدة : 15048
-----------------------------------
هل حدثتكَ النفسُ فيما قد ترى ،
فلَرُبّما صَدَقَتْ أماني الأنفُسِ
يَسقيكَ فَضلَة َ كأسِهِ من كَفّهِ،
وإذا رأى الرّقَباءَ لم يتَوجّسِ
وَسْنانُ من خَدع النّعاسِ جُفونَه،
يحكي بمُقلَتِهِ ذُبولَ النّرجِسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أرى أعينَ الأعداءِ قد فطنتْ بنا ،
أرى أعينَ الأعداءِ قد فطنتْ بنا ،
رقم القصيدة : 15049
-----------------------------------
أرى أعينَ الأعداءِ قد فطنتْ بنا ،
رأوا حسنَ سوءِ الظنّ من كان ذا أنسِ
و إن تمنعوا من صورة ِ الجسمِ صورة ً ،
ففي النّفسِ تُلقى صُورَة ُ النّفسِ للنفّسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا طولَ شَوقي إلى تَسليمِ مُقلَتِهِ،
يا طولَ شَوقي إلى تَسليمِ مُقلَتِهِ،
رقم القصيدة : 15050
-----------------------------------
يا طولَ شَوقي إلى تَسليمِ مُقلَتِهِ،
إذا تناولَ كأساً بينَ جلاسِ
فإنْ رأى الخوفَ أو همَّ الرقيبُ به ،
يُعرَفنَ ألحاظُهُ في لحظة ِ الكاسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أواهُ يا سيدي ، فخذْ بيدي ،
أواهُ يا سيدي ، فخذْ بيدي ،
رقم القصيدة : 15051(10/25)
-----------------------------------
أواهُ يا سيدي ، فخذْ بيدي ،
ولا تَدَعني ولا تقُلْ تعَسَا
واعطِفْ فإنْ عُدتُ فاعفُ ثانيَة ً،
فقَد يُداوي الطّبيبُ مَن نُكِسَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دَعْ نَديماً تَناءَى وحُبِسْ،
دَعْ نَديماً تَناءَى وحُبِسْ،
رقم القصيدة : 15052
-----------------------------------
دَعْ نَديماً تَناءَى وحُبِسْ،
و اسقني واشربْ عقاراً كالقبسْ
هامَ قلبي بفتاة ٍ غداة ٍ ،
حَولَها الأسيافُ في أيدي الحَرَسْ
لا تنامُ الّليلَ من حُبّي، وإن
غردَ القمريُّ زارتْ في الغلسْ
وتُسَمّيني، إذا ما عَثَرَتْ،
و إذا ما فطنوا قالت : تعسْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقولُ، وقد ضاقَتْ بأحزانِها نفْسي:
أقولُ، وقد ضاقَتْ بأحزانِها نفْسي:
رقم القصيدة : 15053
-----------------------------------
أقولُ، وقد ضاقَتْ بأحزانِها نفْسي:
ألا رُبّ تَطليقٍ قريبٍ من العُرسِ
لئِنْ صِرتِ للبَقّالِ، يا شَرُّ زوجة ً
فلا عجبٌ ، قد يربضُ الكلبُ في الشمسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دارُ أينَ ظباؤكِ اللعبسُ ،
يا دارُ أينَ ظباؤكِ اللعبسُ ،
رقم القصيدة : 15054
-----------------------------------
يا دارُ أينَ ظباؤكِ اللعبسُ ،
قد كانَ لي في إنسِها أُنسُ
أينَ البدورُ على غصونِ نقاً ،
من تَحتِهنَّ خَلاخِلٌ خُرسُ
و مراسلٌ فيهم يجيبُ ، وقد
حنتْ إلى ميعادهِ النفسُ
و كأنما يسخو بضمتهِ
غصنٌ توقدُ فوقهُ الشمسُ
قد سرّني بالفُوطَتَينِ دَمٌ
باللهِ أحلفُ انهُ رجسُ
يا عامرَ الخلواتِ كيفَ ترى ،
لو يستطيعُ يمجكَ الرمسُ
لله دَرُّ فَتًى يُعَمِّرُهُ،
لامَسَّهُ شَلَلٌ، ولا نَفسُ
ما إن بمِصرَ لأهلِها نَشَبٌ،
إلا وفيهِ عَليهِمُ لَبسُ
في كلّ يومٍ ذَرُّ شارِقَة ٍ
في غَرسِ بَعضِهِمُ له غَرسُ
فشعارهمْ بالليلِ بينهمُ
دبٌ دَبيبَ النّملِ إذْ يَعْسُو
ما إن يُفارِقُ عُودَهُ أبَداً
فرحاً ، كأعورَ ضمهُ حبسُ(10/26)
يا أهلَ مصرَ قرونكم سقطتْ
من بعدِه، فرؤوسُكُم مُلسُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا عذرَ للعاذلِ في الكاسِ ،
لا عذرَ للعاذلِ في الكاسِ ،
رقم القصيدة : 15055
-----------------------------------
لا عذرَ للعاذلِ في الكاسِ ،
فما أرى في الكاسِ من باسِ
ويَلي من النّاسِ ومن لَومِهم
ما لقيَ الناسُ منَ الناسِ
مُهَفهَفِ الخَصرِ هَضيمِ الحشا،
مُشَوّقٍ بالوَعدِ مكّاسِ
و قامَ ، في العاتقِ منديلهُ ،
يُديرُ كأساً بينَ جُلاّس
و يدخلُ الآذانَ من أمسهِ ،
من تحتِ إكليلٍ منَ الآسِ
وشَمّرَ الذَّيلَ إلى خَصرِه،
و حثنا بالرطلِ والكاسِ
وطالَما عَذّبَني هَجرُه،
ووكَّلَ القَلبَ بوسواسِ
لمكا اتتني رسلهُ بالرضا ،
أنسيتُ ما مرّ على راسي
و لم أزلْ ، والليلُ سترٌ لنا ،
من دونِ رُقّابٍ وحُرّاسِ
أشكو إلى غَمزَة ِ عَينَيهِ ما
قاسَيتُهُ من قَلبِهِ القاسِي
في لَيلَة ٍ ما مثلَها لَيلَة ٌ،
لَستُ لها ما عِشتُ بالنّاسِي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إشربْ بكأسٍ من كفّ طاووسِ ،
إشربْ بكأسٍ من كفّ طاووسِ ،
رقم القصيدة : 15056
-----------------------------------
إشربْ بكأسٍ من كفّ طاووسِ ،
مدَلّلٍ في النّعيمِ مَغموسِ
طالَ وقوفي عليهِ منتظراً
لمَوعِدِ في المِطالِ مَحبوسِ
ما في يَدي منه غيرُ عَضّ يَدي،
ورُبّ بَختٍ في الحُبّ مَنحوسِ
لم تخلُ في خصرهِ مناطقهُ ،
من جَذبِ سَيفٍ وحملِ دَبّوسِ
ظَبيٌ يَرَى طَرفه فيرجمهُ،
و هوَ سوى ذاكَ ليثُ عريسِ
لا يَطمَعُ الصّبُّ فيهِ في دَرَكٍ،
و لو حباهُ بعرشِ بلقيسِ
يا رَبِّ عَجّلْ ممّا تَرَى فَرَجي،
و اقضِ لكربي منهُ بتنفسِ
و كم ، وحتى أهيمُ من ولة ٍ ،
كذي جُنونِ الخبَالِ مَمسوسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا حُسنَ أحمَدَ غادِياً أمسِ،
يا حُسنَ أحمَدَ غادِياً أمسِ،
رقم القصيدة : 15057
-----------------------------------
يا حُسنَ أحمَدَ غادِياً أمسِ،
بمُدامة ٍ صفراء كالوَرسِ(10/27)
و الصبحُ حيٌّ في مشارقهِ ،
والّليلُ يَلفِظُ کخرَ النّفْسِ
فكأنّ كفّيهِ تُقَسِّمُ في
أقداحنا قطعاً منَ الشمسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تبكِ للظّاعنينَ والعِيسِ،
لا تبكِ للظّاعنينَ والعِيسِ،
رقم القصيدة : 15058
-----------------------------------
لا تبكِ للظّاعنينَ والعِيسِ،
و منزلٍ ظلّ غيرَ مأنوسِ
واشرَبْ عُقاراً قد عُتِّقَتْ حِقَباً
من عهدٍ عادٍ بالوَعدِ مَحرُوسِ
تخرجُ من دنها ، وقد حدبتْ
مثلَ هِلالٍ بَدا بتَقويسِ
زُفّتْ إلينا من بَيتِ دَسكَرَة ٍ،
و شيعتها جنودُ إبليسِ
فلم يزلْ ينزفُ المدامة َ من
منتبذٍ بالزالِ منخوسِ
كالنّجمِ قد لَجّ في الغروبِ وقد
أنذرَ بالصبحِ قرعُ ناقوسِ
وضَجَّ في الدَّيْرِ كلُّ مُبتَهجٍ،
مشفعٍ ليلهُ بتقديسِ
يقولُ يا من يبغي الكنوزَ إلى
رزينِ تبرٍ في الدنّ مرموسِ
تصبحْ غنياً من السرورِ ، ومن
عَقلِكَ تُسمِي مِنَ المَفاليسِ
مَن رامَ في تَركي المُدامَ كمَن
يكتبُ بالماءِ في القراطيسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا ايّها الخَمّارُ هاتِ بما تَرَى
ألا ايّها الخَمّارُ هاتِ بما تَرَى
رقم القصيدة : 15059
-----------------------------------
ألا ايّها الخَمّارُ هاتِ بما تَرَى
مُسامحَة ً، لا بارَكَ الله في المَكسِ
إذا ما خُمارُ السُّكرِ يُذكِرُني غداً،
فلا حَبّذا يومي ولَهْفي على أمسِي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> راضَ نفسي ، حتى ترضيتُ ، إبليـ
راضَ نفسي ، حتى ترضيتُ ، إبليـ
رقم القصيدة : 15060
-----------------------------------
راضَ نفسي ، حتى ترضيتُ ، إبليـ
ـسُ ، قديماً قد طاوعتهُ النفوسُ
كم أردتُ التقى ، فما تركتني
خندريسٌ يدريها طاووسُ
أسكنُوها في الدّنّ من عهدٍ نوحٍ
كظلامٍ ، فيهِ نهارٌ حبيسٌ
يخرجُ العلجُ خيرها ، وتعاني
في ظِلالٍ كما تُصانُ العَروسُ
و هي عندي لا ذا ، ولا ذا ، وهذا ،
هيَ سعدٌ قد فارقتهُ النحوسُ
أيُّ حسنٍ تخفي الدنانُ من الرا(10/28)
حِ،وحُسنٍ تُبديهِ منها الكؤوسُ
يا نديميّ أسقياني ، فقد لا
حَ صباحٌ وأذنَ الناقوسُ
من كميتٍ ، كأنها أرضُ تبرٍ ،
نواحيهِ لؤلؤٌ مغروسُ
ضحكتْ شرُّ ، إذ رأتني قد شبـ
ـتُ وقالتْ قد فضضَ الآبنوسُ
قُلتُ إن الشّبابَ فيّ لبَاقٍ،
بعدُ، قالَتْ: هذا شبَابٌ لَبيسُ
قد تمتعتُ ما كفاني إذ ربـ
ـي مِنَ الّلهوِ والصبّا مأنُوسُ
وفؤادي مثلُ القَناة ِ منَ الخـ
ـطّ ، وخدي من لحيتي مكنوسُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وعاقِدِ زُنّارٍ على غُصُنِ الآسِ،
وعاقِدِ زُنّارٍ على غُصُنِ الآسِ،
رقم القصيدة : 15061
-----------------------------------
وعاقِدِ زُنّارٍ على غُصُنِ الآسِ،
رقيقِ المعاني مخطفِ الكشحِ مياسِ
سَقاني عُقاراً صَبّ فيها مِزاجَها،
فأضحكَ عن ثغرِ الحبابِ فمَ الكاسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غدَوتُ على حالٍ ورُحتُ إلى الكاسِ،
غدَوتُ على حالٍ ورُحتُ إلى الكاسِ،
رقم القصيدة : 15062
-----------------------------------
غدَوتُ على حالٍ ورُحتُ إلى الكاسِ،
ولم أرَ فيما تَشتَهي النفّسُ من باسِ
و مشتبهٍ بالبدرِ في أعينِ الورى ،
من الناسِ ، إلاّ أنهُ أملحُ الناسِ
سقَانيَ خمْراً من يَدَيهِ وريقِهِ،
فأسكَرَني سُكرَينِ من دونِ جُلاّسِي
إذا جادَ لي عندَ الخَلاصِ بقُبلَة ٍ،
وجَدتُ بها بَرداً على حَرِّ أنفاسِي
فكَم من نَديمٍ لي نديمٍ إلى الكَرَى ،
وكم من نَديمٍ قد سبقتُ إلى الكاسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و قهوة ٍ صفراءَ مثل الورسِ ،
و قهوة ٍ صفراءَ مثل الورسِ ،
رقم القصيدة : 15063
-----------------------------------
و قهوة ٍ صفراءَ مثل الورسِ ،
قد حبستْ في الدنّ أيَّ حبسِ
أصبحُ أسقى كأسها وأمسي
في قمرٍ كأنهُ ابنُ شمسِ
يوميَ منها أبداً كأمسي
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إشربْ ، فقد دارتِ الكؤوسَ ،
إشربْ ، فقد دارتِ الكؤوسَ ،
رقم القصيدة : 15064(10/29)
-----------------------------------
إشربْ ، فقد دارتِ الكؤوسَ ،
وفارَقَتْ يَومَكَ النّحوسُ
في كلّ يوم جديدُ روضٍ ،
عليهِ دمعُ الندى حبيسُ
و مأتمٌ في السماءِ يبكي ،
والأرضُ من تَحتِهِ عَروسُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سَلامٌ على غَيرِ الدّيارِ البَسابِسِ،
سَلامٌ على غَيرِ الدّيارِ البَسابِسِ،
رقم القصيدة : 15065
-----------------------------------
سَلامٌ على غَيرِ الدّيارِ البَسابِسِ،
و دمنة ِ ربعٍ قد تغيرَ داريسِ
وهَبتُ سَلامي، ما حَييتُ، لَمجلِسٍ،
على قصرِ بِسطامٍ أمير المَجالِسِ
مطلٍ على روضٍ أنيقٍ ، كأنهُ
مقادمُ خضرٌ فوقَ فرشِ عرائسِ
و كم فيه من قمريّ عودٍ مغردٍ ،
و من كارعٍ في كأسهِ غيرِ حابسِ
و كم فيه من حيٍّ مليحٍ مراسلٍ
بعَينَيهِ، فيما شئتَ، غيرِ مُماكِسِ
جريءٍ على رقابهِ ، وغيورهِ ،
ضَحوكٍ إلى أحبابِهِ غَيرِ عابِسِ
تزَوّدتُ منهُ نَظرَة ً لي مُطيعَة ً،
أراحتْ فؤادي من حديثِ الوَساوِسِ
يُديرُ علَينا قَهوة ً بابليّة ً،
أدامَ عليها الحزنَ دهقانُ فارسِ
إذا غَرَبَتْ من دَنّها استَبدلَتْ بهِ
قَميصَ زُجاجٍ من جَميعِ المَلابسِ
صفتْ فبكى ، والطرفُ لا يسبينها ،
ويَرجِعُ مَحسُوراً بخَيبة ِ آيِسِ
و ما نالَ منها ، فهوَ منهُ كمدعٍ
حَقائِقَ أمرٍ غامِسٍ بالنّفائِسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومُعتلِّ المواعِدِ ذي مِكاسِ،
ومُعتلِّ المواعِدِ ذي مِكاسِ،
رقم القصيدة : 15066
-----------------------------------
ومُعتلِّ المواعِدِ ذي مِكاسِ،
مليٍّ بالتأبي والشماسِ
يُنادي في الهوَى قَلباً جَباناً،
تَرجّحَ بَينَ إطماعٍ وياسِ
لنا في وجههِ بستانُ حسنٍ ،
مْباحٍ للعُيونِ، بلا مِساسِ
سسقاني الراحَ من يدهِ هجيراً ،
وفي أجفانه مَرُّ النّعاسِ
ويُسراهُ مقَرطَقَة ٌ بكُوزٍ،
ويُمناهُ متَّوجة ٌ بكاسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كم ليلة ٍ محمودة ٍ أحييتها ،
كم ليلة ٍ محمودة ٍ أحييتها ،(10/30)
رقم القصيدة : 15067
-----------------------------------
كم ليلة ٍ محمودة ٍ أحييتها ،
جاءَتْ بأسعَدِ طائرٍ لم يَنحَسِ
بيضاءَ مقمرة ٍ لقيها صبحها ،
و ثيابها في ظلمة لم تدنسِ
وتَوَقَّدَ المِرّيخُ بَينَ نُجُومِها،
كَبَهارَة ٍ في رَوضَة ٍ من نَرجِسِ
كملَتْ وتمّ نَعيمُها وسُرورُها،
بأحبّ زائرَة ٍ وأطيَبِ مَجلِسِ
ما أنصفَ الندمانُ كأسَ مدامها ،
ضحكتْ عليه فشمسها بتعبسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي قبلَ غدوٍ بغلسْ ،
قد أغتدي قبلَ غدوٍ بغلسْ ،
رقم القصيدة : 15068
-----------------------------------
قد أغتدي قبلَ غدوٍ بغلسْ ،
وللرّياضِ في دُجَى اللّيلِ نَفَسْ
حتى إذا النّجمُ بدا لي بالقَبَسْ،
قامَ الجوادُ في ظلامٍ قد جلسْ
يلاحقُ الوثبة َ ممتدَّ النفسْ ،
محملجٌ ممرٌّ آمرارَ المرسْ
نعمَ الرَّديفُ رابَنا قوسُ الفَرَسْ،
ينفي القذى عن مقلة ٍ فيها شوسْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بَيضاءُ إنْ لَبِسَتْ بيَاضاً خِلتَها
بَيضاءُ إنْ لَبِسَتْ بيَاضاً خِلتَها
رقم القصيدة : 15069
-----------------------------------
بَيضاءُ إنْ لَبِسَتْ بيَاضاً خِلتَها
كالياسمينِ منضداً في مجلسِ
وإذا بَدَتْ في حُمرة ٍ، فكأنّها
وردٌ من الداريّ حسناً مكتسي
وإذا بَدَتْ في صُفرة ٍ، فكأنّها
نِسرِينُ بُستانٍ كَريمِ المَغرِسِ
وإذا بَدَتْ في خُضرَة ٍ في صُفرَة ٍ،
فكأنّها للحُسنِ باقَة ُ نَرجِسِ
شعراء العراق والشام >> مظفر النواب >> جرس عطله ..! (باللهجة عراقية)
جرس عطله ..! (باللهجة عراقية)
رقم القصيدة : 1507
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
مالَه أحٌد شغُل بيه.. جرس عطله
حيل أدكَ نوبات وحدي !!
أبجي وحدي .. أحجي وحدي
آخذ المدرسه عُرض إبطول وحدي
أطفه وحدي بلايه أحٌد وأشتعل
جرس منٌي وبيٌه وحدي أشتُغُل
كَِلتْ أكَضي الظلٌنْ إمن أيامي
أتفرٌج
إمنْ الشباج عالدنيه وهلها(10/31)
ولَنْ بالشبيبيج الكَبالي إتِلَجلَجْ
كَامَه من بَلوٌر
شِكلَتني إمنْ عيوني شَكِلْ!!
غَمٌضيتْ إبربع جَفٌي
وبثلثْ ترباع شفت الدنيه مزروعه كُفُر
مشمش حلو ..
ورمان ...
وفَر بيه الخِصِر فرٌة حِجِلْ !!
صِحِتْ سبحانَك شَكَلٌكْ ؟ ؟
كُفُر .. وجَنٌه .. وشِتا
وصيف .. وربيع
!! إبجَسَد واحد
مِنْ سمَعني المشط من إبعيد
إتمَركَص إتمُركَص عالهَوه
وعضٌاني ..
بسْ عضٌة طفل
عَضْ بعَد .. عَض بعد
يابَعَد روحي
تلفَنتْ للجنٌه من شبٌاجَك الجدٌام بيتي
وبالغَلَط فَرٌيت رقم النار بيٌه
فُر بعَد .. فُر بعَد
بس فُر عَدِلْ
مالَه أحٌدء شغُلْ بيٌه
جرس عطلَة صيف ومتاني المدارس
أدِكَ وحدي بلكن إيكَطعَنْ العطله
ويشتِهَن دكَاتْ كَلبي
كِل كَصيبه إتكَلٌك آنه
وكل خصِر محبَس عرس ويكٌَلٌك إلبَسْ
وإنته نازع نفسَك إمن إزمان
وتلملم سَكتٌكْ
جيت للدنيه نزِلْ .. ومسافر ألله وياك
للسلطه نزِلْ
ياجَرس يالعِشتْ وحدَك
ساكت إمن أيام ماواحد يسمعَكْ
تعَبْ ؟ ؟ لو مَلٌيتْ
لو رنٌاتك الحلوات
ماعادَنْ بنات التكي والزعرور يلتَمٌن عليها
ياحسافه ياجرس
كل ساع رنٌاتك عرس
بس الوكت كلٌشْ نحس
كلٌشْ نحِسْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> انظُرْ إلى حُسنِ هِلالٍ بَدا
انظُرْ إلى حُسنِ هِلالٍ بَدا
رقم القصيدة : 15070
-----------------------------------
انظُرْ إلى حُسنِ هِلالٍ بَدا
يهتكُ من أنوارهِ الحندسا
كمِنجَلٍ قد صِيغَ من فِضّة ٍ
يحصدُ من زهرِ الدجى نرجسا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فَنيتُ سِوى حُشاشاتٍ تَرَقّى ،
فَنيتُ سِوى حُشاشاتٍ تَرَقّى ،
رقم القصيدة : 15071
-----------------------------------
فَنيتُ سِوى حُشاشاتٍ تَرَقّى ،
و خلفتُ الحياة َ على أناسِ
و أدنى مجلسِ العوادِ مني
سقامٌ ظلّ يخبرهم بباسي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دهرُ كيفَ شفعتَ نفساً ،
يا دهرُ كيفَ شفعتَ نفساً ،
رقم القصيدة : 15072
-----------------------------------(10/32)
يا دهرُ كيفَ شفعتَ نفساً ،
فَخَلَستَ فيها النّفسَ خَلسَا
وتَركتَ نَفساً للأسَى ،
جعلَ البقاءَ عليهِ نحسا
سَقياً لوَجهِ حَبيبَة ٍ
أودَعتُها كَفَناً ورَمسَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذمكِ بيا دنياي مدحُ نفسي ،
ذمكِ بيا دنياي مدحُ نفسي ،
رقم القصيدة : 15073
-----------------------------------
ذمكِ بيا دنياي مدحُ نفسي ،
أقلَلتِ زادي وأطَلْتِ حَبسِي
غداً أمانيَّ ، ويأسي أمسي ،
و اليومَ من مآتمٍ وعرسِ
لا أفقدُ الوحشة َ عندَ الأنسِ ،
طُوبَى لنَا وتَحتَ تُربِ الرّمسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومازال أخذ الموت أهلي وجيرتي ،
ومازال أخذ الموت أهلي وجيرتي ،
رقم القصيدة : 15074
-----------------------------------
ومازال أخذ الموت أهلي وجيرتي ،
يُحدِّثُ عَنّي أن سيَأتي على نَفسِي
فقد صرتُ مَحمولاً على الموتِ مُكرَهاً،
وإن حثت الكاسات طال لها حبسي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أشهى َ من القَهوَة ِ والكاسِ،
أشهى َ من القَهوَة ِ والكاسِ،
رقم القصيدة : 15075
-----------------------------------
أشهى َ من القَهوَة ِ والكاسِ،
على نسيمِ الوردِ والآسِ
و من كحيلِ العينِ مياسِ ،
من جادَ بالفقرِ على ياسِ
برغمِ حجابٍ وحراسِ ،
صيانَة ُ الوَجهِ عن النّاسِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عُذرُ الهَوى ، عندَ العذولِ،رَشا،
عُذرُ الهَوى ، عندَ العذولِ،رَشا،
رقم القصيدة : 15076
-----------------------------------
عُذرُ الهَوى ، عندَ العذولِ،رَشا،
فاليوم حبي فيهِ حينَ نشا
شَقّ الظّلامَ البَدرُ، حينَ بَدا،
واهتَزّ غُصنُ البانِ حينَ مشَى
يَسقيكَ، من خَمرٍ بمُقلَتهِ،
كأساً يَزيدُكَ شُربُهُ عَطَشَا
عجلَ الرقيب بلحظ عاشقه ،
أو دام في وجناته خدشا
أدرَجتَ في الأحشَاءِ فتنَتَهُ،
فسعى البكاءُ بسرها ، ووشى
يا ناصرَ الإسلامِ، إذ خُذِلَتْ
دعواته فابتل وانتعشا
لمّا استغَاثَ، وقَلّ ناصرُهُ،(10/33)
لَبّيتَهُ، وسَعَيتَ مُنكَمِشَا
كاللَّيث لا تُبقي مَخَالِبُهُ
يَداً لجارحَة ٍ إذا بَطَشَا
بسطَ الخميس بكفه ذكرٌ ،
عضبٌ ، كأنّ يمينهُ نمشا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا من يحاربني غدره ،
أيا من يحاربني غدره ،
رقم القصيدة : 15077
-----------------------------------
أيا من يحاربني غدره ،
ويبعث للهم نحوي جيوشاً
هجرتِ، فمتُّ، أيا سَيّدي،
أتأذنُ بالوَصلِ لي أن أعيشاَ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبا طيب خبّرت أنك بعدنا ،
أبا طيب خبّرت أنك بعدنا ،
رقم القصيدة : 15078
-----------------------------------
أبا طيب خبّرت أنك بعدنا ،
وقفت على القشاش ، فيما يقشش
عَجوزٌ كأنّ الشّيبَ تحتَ قِناعِها،
على الرأس والأكتافِ، قُطنٌ مُنَفَّشُ
خَبيثَة ُ ريحِ الرّيقِ تَحسَبُ هُدهُداً
يبَيضُ بفيها ثاوِياً ويُعَشّشُ
وما زِلتَ حتى صادَكَ اليومَ عندَها،
فكم صامتٍ منهم وآخر يبطشُ
وكم قائلٍ : هذا النّميري ، فأقبلوا ،
وكم قائلٍ : هذا النبيّ المجمشُ
وقد نَصَحوا من قَبلَ ذلكَ زوجَها،
فقال لهم : وجهُ المحرشِ أحرشُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي في صبحِ ليلٍ فاشِ ،
قد أغتدي في صبحِ ليلٍ فاشِ ،
رقم القصيدة : 15079
-----------------------------------
قد أغتدي في صبحِ ليلٍ فاشِ ،
بنَيرَجٍ رَهْبٍ مُلَبٍّ ناشِ
معلمٍ ، منخرٍ ، فشاشِ ،
يُسائلُ الأرضَ عن المَعاشِ
مُلتَقِطٍ للكَلإِ المُنحاشِ،
كلقطكَ المشيبَ بالمقاشِ
أميرُ كلّ طائرٍ وماشِ،
من أكلُبٍ يَطِرْنَ كالفَراشِ
فهم إلى أشارسٍ عطاشِ ،
تصانُ للصيدِ عنِ الهراشِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> هذا مصيرك
هذا مصيرك
رقم القصيدة : 1508
-----------------------------------
اركض إلى ما تشتهي..
لكن لتجعل كل ركضك للوراء..
فالعصر عصر فيه خوف وامكفاء
والعصر عصر فيه ذل وانحناء.
عصر القساوسة الذين رموا إلى الحاخام أطراف الرداء(10/34)
وتلفعوا بسواد جبته التي لم تعرف الخلق النبيل ولا الحياء.
وتقوقعوا في ثقب إبرة ناسج الثوب المدنس بالوباء.
لا تمشِ يوما للإمام..
فلربما تهموك أنك سرت تزرع في طريقك..
ما سيحرق كل أوراق السلام.
ولربما وصفوك بالإرهاب واختلقوا الأحاديث الجسام
ولربما عرضوا بصوتك أنت ..
ما لم تنبجس شفتاك عنه من الكلام.
ولربما اتهموك بالقتل الشنيع ..
وأنت لم تمسك برشاش ، ولم تسلك طريقا للخصام.
إياك أن تبكي إذا أبصرت في الأرض الدماء.
ورأيت جيش المعتدين يدك دور الأبرياء
يرمي الرجال بألف صاروخ ..ويغتصب النساء.
ورأيت وجه الصبح مخنوق الضياء
وسمعت أقصانا الجريح يقول : يا بغداد...
يا ظمأى ... وفي يدها السقاء..!!
أواه يا بغداد أين الأوفياء.!!؟
لا تلتفت أبدا..!!
ولا تسمح لعينك بالبكاء..!
لا تنتقد من يسلبونك حق دمعتك الحزينة ..!
حين يدهمك الشقاء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت " خارطة الطريق "
يسير فيها السامري كما يشاء .
ورأيت فيها بعض من شربوا الغثاء.
ورأيت فيها ألف سرداب وصورة خنفساء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت أشمط قومه ..
يمشي إلى " أقصاك " مشية كبرياء.
انظر إلى الأخبار في القنوات..
تقرؤها وجوه تختفي...
خلف الطلاءْ.
فيها التقارير التي ما صاغها إلا ذكاء الأذكياء.
أو قل غباء الأغبياء...!
اسمع .. وقل :
أحسنت .. لاتنقد إساءة من أساء
كن لعبة أو دمية ...
تمشي بأزرار مكهربة .. وقطعة مومياء..
حتى يراك المارد الغربي تمشي ...
فوق أشواك الطريق بلا حذاء.
فلربما في حينها تحظى بركلة مشفقٍ..
توحي بعطف الأقوياء
هذا مصيرك أيها المسكين ...!!
مادامت رياحك لا تهب بما تحب سفينة الحزن المحطمة البناء..
مادام ليلك لا يريك سوى قراصنة المساء.
مادام قلبك بالعقيدة لا يضاء....!!
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قم صاحبي نغدو لجيشِ الوحشِ ،
قم صاحبي نغدو لجيشِ الوحشِ ،
رقم القصيدة : 15080
-----------------------------------(10/35)
قم صاحبي نغدو لجيشِ الوحشِ ،
بضارياتٍ من بزاة ٍ برشِ
كأنّما نَقّطَها مُوَشّي،
ونَيرَجاتٍ ضُمَّرٍ تَستَنشِي
و وابلٍ في العدوِ غيرِ طشَّ ،
ما استأثرتْ من دوننا بخدشِ
لصيدها ، وهيَ شدادُ البطشِ ،
فقَامَ نَحوَها بوَجهٍ بَشِّ
كمثلِ دينارٍ جديدِ النقشِ ،
و استبدلَ السرجَ بلينِ الفرشِ
لما رأى في الليلِ فجراً يمشي ،
فكم كناسِ قد خلا وعشّ
و قهوة ٍ صرفٍ بغيرِ غشّ ،
تفسُّ قفلَ الهمّ أيَّ فشّ
شربتها تحتَ ندى ورشّ ،
في ليلة ٍ ذاتِ نُجومٍ عُمشِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و بئرٍ شربنا بها عذبة ٍ ،
و بئرٍ شربنا بها عذبة ٍ ،
رقم القصيدة : 15081
-----------------------------------
و بئرٍ شربنا بها عذبة ٍ ،
وطِفلُ النّباتِ بها مُنتَعِشْ
فتقتُ بها جيبَ كافورة ٍ
من الأرضِ جدولها منتقشْ
يمزقُ ريا جلودِ الثما
رِ إذا مصّ ماءَ الثمارِ العطشْ
كَفيلٌ لأشجارِها بالحَياة ِ،
أذا ما جرَى خِلْتَهُ يَرتَعِشْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما غرّ من تسري عقاربهُ ،
ما غرّ من تسري عقاربهُ ،
رقم القصيدة : 15082
-----------------------------------
ما غرّ من تسري عقاربهُ ،
من أسدِ غيلٍ ترقبُ الفرصا ؟
وكتيبَة ٍ دَفّاءَ مِن أسَلٍ،
قد ألبَسوها من دَمٍ قُمُصَا
صَبْرٌ لرَيْبِ زَمانِهم صَمّتِ الشّكـ
ـوى إذا ما عضّ أو قرصا
والهاجِعِينَ على سُروجِهِمُ،
خَفقاً يُذيقُهُمُ الكَرى نُغَصَا
متَوَقِّدينَ مِنَ الحَديدِ، إذا
ما صارمَوا بأسَ العِدى نَكَصَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،
هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،
رقم القصيدة : 15083
-----------------------------------
هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،
ما إنْ بها من أهلِها شَخصُ
عَهدي بها، والخيَلُ جائلَة ٌ
لا يستبينُ لشمسها قرصُ
و إذا علتْ صخراً حوافرها ،
غادرنهُ وكأنهُ دعصُ
والمُلكُ مَنشورُ الجنَاحِ، ولم
يهتك قوادمَ ريشهِ القصّ(10/36)
ينشقّ منهُ الجمعُ عن قمرٍ ،
ما في تكاملِ حسنهِ نقصُ
أخَذَتْ يَداهُ المُلكَ مُمتَلِياً
حزماً ، وعودُ شبابهِ رخصُ
و معاشرٍ وجدوا مشيئتهم ،
و بما تحبُّ نفوسهم خصوا
طيبُ التّحيّة ِ حيثُ قُمتَ لهم،
فهمُ الألى حيوكَ ، واختصوا
فمضَ بذاكَ العيشِ آخرهُ ،
و الهمُّ مما سرّ مقتصّ
والدّهرُ يَخبِطُ أهلَهُ بيَدٍ،
في كلَّ جارحة ٍ لهُ قرصُ
أفَما تَرَى بلَداً أقَمتُ بهِ
أعلى مسَاكنِ أهلِهِ خُصّ
وولاتُهُ نَبَطٌ زَنادِقَة ٌ،
ملأى البُطونِ، وأهلُها خُمصُ
و لهم مسالخُ يسلخونَ بها ،
لا يَتّقي سَطواتِها الّلصّ
أسيافُها خشُبٌ مُعَلَّقَة ٌ،
مصنوعة ٌ ، وقرابها جصّ
و جنودهم تحمي رعيتهم ،
و لهم على أكبادهم رقصُ
غَلَبَتْ خِيانتُهُم أمانَتَهم،
وطَغَى على تَقواهمُ الحِرصُ
فتيانُهم في كلّ رابيَة ٍ،
و لهم بكلّ قرارة ٍ شخصُ
و أميرهمْ متقدمٌ بهمُ
نحوَ الحرامِ ، وسيرهُ نصّ
وإذا بَدا أُفدي الزّمانُ بِهِ،
وسَطَ الخَميسِ، كأنّهُ دُلصُ
و كأنّ خلّ الخمرِ يعصرُ من
وجَناتِه، أو يُجتَنَى العَفْصُ
فترى الأنامِ كهامة ٍ حلقتْ ،
تعدي مفارقها ... تخصّ
و يرونَ رخصَ السعرِ أغبطَ في الـ
ـبلوى ، وليسَ بدرهمٍ رخصُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ونَقّبتُ عِرسي بالطّلاقِ مُصَمِّماً،
ونَقّبتُ عِرسي بالطّلاقِ مُصَمِّماً،
رقم القصيدة : 15084
-----------------------------------
ونَقّبتُ عِرسي بالطّلاقِ مُصَمِّماً،
وكانتْ حَصاة ً بَينَ رِجلي وأخمَصِي
فأبّهتُ عُذّالي، وفاتَ الذي مضَى ،
و هنيتُ عيشاً بعدَ عيشٍ منغصِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا سارقَ الأنوارِ من شمسِ الضحى ،
يا سارقَ الأنوارِ من شمسِ الضحى ،
رقم القصيدة : 15085
-----------------------------------
يا سارقَ الأنوارِ من شمسِ الضحى ،
يا مُثكِلي طيبَ الكَرى ومُنَغِّصِي
أمّا ضِياءُ الشّمسِ فيكَ، فَناقِصٌ،
و أرى حرارتها بها لم تنقصِ
لم يظفرِ التشبيهُ منكَ بطائلٍ ،(10/37)
متَسَلِّخٌ بَهَقاً كلَونِ الأبرَصِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قالوا اعتَللتُ، فسَل عنّي وعن خبرِي،
قالوا اعتَللتُ، فسَل عنّي وعن خبرِي،
رقم القصيدة : 15086
-----------------------------------
قالوا اعتَللتُ، فسَل عنّي وعن خبرِي،
ألم أبتْ باكياً ، لا أطعمُ الغمضا
قولوا لمكتومَ: يا سَمعي ويا بَصري،
علّمتُ جسميَ من أجفانَكَ المَرضَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ظبية َ الميدانِ ، واحربا ،
يا ظبية َ الميدانِ ، واحربا ،
رقم القصيدة : 15087
-----------------------------------
يا ظبية َ الميدانِ ، واحربا ،
من سحرِ أجفانٍ تمرضها
تَفديكَ نَفسٌ أنتَ فِتنَتُها،
لاشكَ أنّكَ سَوفَ تَقبِضُها
طُوبَى لطَرفٍ ظلّ مُكتَحِلاً
بغبارِ خيلكَ حينَ تركضها
تحكي حوافرها ، إذا وقعتْ ،
حرقاً على قلبي ترضضها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ولي وكيلٌ كيسٌ ،
ولي وكيلٌ كيسٌ ،
رقم القصيدة : 15088
-----------------------------------
ولي وكيلٌ كيسٌ ،
ما شاءَ من أمرٍ قضي
غازَلَ خَصمي ساعَة ً،
وضَمّهُ حتى رَضِي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا عيشَ إلاّ بكفّ ساقية ٍ ،
لا عيشَ إلاّ بكفّ ساقية ٍ ،
رقم القصيدة : 15089
-----------------------------------
لا عيشَ إلاّ بكفّ ساقية ٍ ،
ذاتِ دَلالٍ في طَرْفَها مَرَضُ
كأنّ في الراحِ ، حينَ تمزجها ،
نجومَ دُرٍّ تَهوي وتَنخفِضُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي ، والليلُ قد تقضى
قد أغتدي ، والليلُ قد تقضى
رقم القصيدة : 15090
-----------------------------------
قد أغتدي ، والليلُ قد تقضى
بزورقٍ أرخى بهِ وانفضا
لما حملناهُ أرادَ الفرضا ،
انَلنَ بَعضاً، ومنَعنَ بَعضَا
يركُضُ في جَوّ السّماءِ رَكضَا
بخافقينِ ينقضانِ نقضا
كما رأيتَ الكوكبَ المنقضا ،
فأطعَمَ القَومَ شِواءً غَضّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و مما شجاني بارقٌ لاحَ موهناً ،(10/38)
و مما شجاني بارقٌ لاحَ موهناً ،
رقم القصيدة : 15091
-----------------------------------
و مما شجاني بارقٌ لاحَ موهناً ،
فأكفا إناءَ الدمعِ واستلبَ الغمضا
كأنّ المُلاءَ البِيضَ في يَدِ ناشرٍ،
على الأُفُقِ الغَربيّ يَنفُضُها نَفضَا
رنوتُ إليهِ من بعيدٍ بنظرة ٍ
رسولِ قلبٍ لم يطقْ نحوهُ غمضا
له عارضٌ كالجيشِ تفري سواده
عناجيجُ شهبٍ خرقتْ متنهُ ركضا
فبِتُّ ولي خَصمٌ من الشّوقِ غالبٌ،
إذا ما دعَا دَمعي تحَدّرَ وارفَضّا
وأهدَتهُ دَعوائي بنَجدٍ وأهلِها،
فيَا أهلَ نجدٍ هل تُجازُونَني قِرضَا
ألا نكرت شرٌّ شجوني ، وراعها
نحولٌ أرقَّ العظمَ واستلبَ الغمضا
و شيبٌ تعرى في الشبابِ ، كأنهُ
سراجُ صباحٍ شقّ في الليلِ مبيضا
منعمة ٌ محمودة ُ الحسنِ غادة ٌ ،
تكسرُ في أجفانها مرضاً ، خفضا
إذا ما مَشَتْ هَزّتْ قَضيباً على نقَاً،
كهَزّ نَسيمِ الغُصنِ رَيحانَهُ غَضّا
سلتْ نافلاتِ الحبّ ممن علمتهُ ،
فكيفَ بمشغوفٍ يرى حبها فرضا
أرى كلَّ يومٍ في ظَلامِ مَفارِقي،
شِهابَ مَشيبٍ باقِي الأثرِ مُنقَضّا
و كانتْ يدُ الأيامِ تقبلُ بزتي ،
فصارتْ يدُ الأيامِ تنفضني نفضا
وقارَعَني مُلكُ الشّبابِ فأصبَحتْ
عيونُ المها الإنسيّ تنفضني نفضا
رَدّ عليّ الدّهرُ حَدَّ سِلاحِهِ،
فقَطّعني جَرحاً، وأوجَعَني عَضّا
و خلفتُ ماءَ العيشِ ، صفو غديرهِ ،
و بدلتُ من سلسالهِ نمراً برضا
رويدكَ إنّ الدهرَ ما قد علمتهُ ،
ولَيسَ لنا من حُكمهِ كلُّ ما نَرضَى
ولا بُدّ أن يُصغي إلى البؤسِ جانبُ الـ
ـنّعيمِ، ويَقضي مَنعُهُ ثمّ لا يُقضَى
أرى الدّهرَ يَقضي كيفَ شاءَ محكَّماً،
و لا يملكُ الإنسانُ بسطاً ولا قبضا
وإن تَجهَليني بَعدَ عِلمٍ، فإنّني
عرضتُ على الأحداثِ بعدكمُ عرضا
وفَقدُ أُناسٍ لا أخافُ عيونَهم،
قرونيَ من أخلافهم حلباً مخضا
أُرَقّي زَفيري في التّراقي عَليهمُ،
إذا لاعجُ الأحزانِ أوجَعني مَضّا
وصَلتُ جنَاحَ الُودّ بَعدَ فراقهِمْ،(10/39)
بريشِ ذنابى بعضها يخذلُ البعضا
فعُلقَة ُ قلبي كيفَ تَلحَقُ لَهوَهُ،
وأسفارُ أحزاني تُخَلّفُهُ مُنضَى
ألا زودي يا ربة َ الخدرِ راجلاً ،
تَتَبّعَ أرضاً قد دَعَتْ شخصَهُ أرضَا
و كيف ثوائي بينَ قومٍ كأنما
تَرُضُّ تحيّاتي وُجوهَهُمُ رَضّا
سرتْ عقربُ الشحناءِ والبغضِ بيننا ،
و لا يملكُ الناسُ المحبة َ والبغضا
ألا رُبّ حِلمٍ عادَ رِقّاً وذِلّة ً،
و جهلٍ به معطيك ذو الجهلِ ما ترضى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَرجِسَة ٌ لا تَزَالُ مُحَدقة ً،
نَرجِسَة ٌ لا تَزَالُ مُحَدقة ً،
رقم القصيدة : 15092
-----------------------------------
نَرجِسَة ٌ لا تَزَالُ مُحَدقة ً،
لم تكتحلْ قطُّ لذة َ الغمضِ
أمالها القطرُ ، فهيَ باهتة ٌ ،
تنظرُ فعلَ السماءِ بالأرضِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وسكّانِ دارٍ لا تواصُلَ بَينَهم،
وسكّانِ دارٍ لا تواصُلَ بَينَهم،
رقم القصيدة : 15093
-----------------------------------
وسكّانِ دارٍ لا تواصُلَ بَينَهم،
على قربِ بعضٍ في التجاورِ من بعضِ
كأنّ خَواتيماً من الطّينِ بَينهم،
فليسَ لها حتى القيامة ِ من فضّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كُنْ جاهلاً، أو فتَجاهلْ تَفُزْ،
كُنْ جاهلاً، أو فتَجاهلْ تَفُزْ،
رقم القصيدة : 15094
-----------------------------------
كُنْ جاهلاً، أو فتَجاهلْ تَفُزْ،
للجَهلِ في ذا الدّهرِ جاهٌ عَريض
والفَضلُ مَحرومٌ يَرى ما يَرى ،
كما يرى الوارثُ عينَ المريض
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما نلتُ غيرَ غمزة َ عينهِ ،
ما نلتُ غيرَ غمزة َ عينهِ ،
رقم القصيدة : 15095
-----------------------------------
ما نلتُ غيرَ غمزة َ عينهِ ،
ورَسائلٍ بوِصالِه، أو سُخطِهِ
و أجبتُ في ظهرِ الكتابِ ، إذا أتى
ليلوطَ خطيّ في الكتابِ بخطهِ
لَيتَ اخضرارَ بَياضِهِ وعذارِه،
لزبرجدٍ ، أو لؤلؤٍ في قرطهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إني غريبٌ بدارٍ لا كرامَ بها ،(10/40)
إني غريبٌ بدارٍ لا كرامَ بها ،
رقم القصيدة : 15096
-----------------------------------
إني غريبٌ بدارٍ لا كرامَ بها ،
كغربة ِ الشعرة ِ السوداءِ في الشمطِ
ما أُطلِقُ العَينَ في شيءٍ أُسَرُّ
و لستُ أبدي الرضا إلا على السخطِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تَبَدّى عِشاءً هِلالُ الصّيامِ،
تَبَدّى عِشاءً هِلالُ الصّيامِ،
رقم القصيدة : 15097
-----------------------------------
تَبَدّى عِشاءً هِلالُ الصّيامِ،
بنحسٍ على الكأسِ والبربطِ
فكَم من فتًى راحَ بَينَ القِيا،
نِ نَشوانَ ذا فَرَحٍ مُفرِطِ
و كانَ نشيطاً ، فلما رآ
هُ صاحبَ همٍّ فلم ينشطِ
و أعرضَ عنهُ ، كما أعرضتْ
فَتاة ٌ على الحاجبِ الأشمطِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
رقم القصيدة : 15098
-----------------------------------
ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
بدَمعَة ِ صَبٍّ شفَّهُ النّأيُ والشَحطُ
من الله سُقياهُ لشُرٍّ وجَودُهُ،
وليسَ لها سَحُّ الغَمامِ ولا القَحطُ
ومِن رَحمَة ِ الله التي أنا آمِلٌ،
ومُنتَظِرٌ قربَ المَزارِ، وإن شطّوا
فإن نجتمعْ بعدَ الفراقِ ، فما لنا
على فَعَلاتِ الدّهرِ عَتبٌ ولا سُخطُ
ألا هل تروا ما قد أرى من معاشرٍ
لهم فيّ حُكمٌ يَهجُرُ الحَقَّ مُشتَطّ
يُذيعونَ ما أعتَبتُهم في شَبيبَتي،
على حينَ أن ذكّيتُ واشتعلَ الوَخطُ
ألا إنّها أمُّ العَجائِبِ، فاصطَبرْ،
و إن كنتَ ما لقيتَ أمثالها قطُّ
إذا ما رأوا خيراً أبوا ، وتحملوا
إلى بيتهم ، أو إن رأوا شرة ً حطوا
ألا إنّ حلمي واسعٌ إن صلحتمُ
بحلمي ، وعندي بعضهُ الجوعُ والخمطُ
فلا تكثروا شوكَ الأذى في غصونكم
فيكثرَ منّي فيكُمُ الكَسرُ والخبَطُ
و ليسَ لقرباكم ، وأنتُ عققتمُ ،
على السّيفِ يومَ الرّوعِ عهدٌ ولا شَرطُ
و لا رحمٌ إلاّ وقد شجبتْ بكم ،
ومَزّقتُمُوها مثلَ ما مُزّقَ المِرطُ(10/41)
ستدرسُ آثارُ المحبة ِ بيننا ،
و نحنُ بنو عمٍّ كما انفرجَ المشطُ
كَفرتُم يَدي فيكم، فحُلّ عِقالُها
إلى غَيركم، لمّا يُشَدّ لها رَبطُ
وما كنتُ إلا من يَدِ الله مُعطِياً،
ألا إنهُ في كفهِ القبضُ والبسطُ
وهل عندَكم عَتبِي، فَيرجعَ محسنٌ
بعَينِ الرّضا، والعَفوِ، نائلُهُ بَسطُ
وإلاّ عَزلتُ الأمرَ عنّي وعَنكُمُ،
وكنتُ كأنّي ليسَ لي منكُمُ رَهطُ
و هل لكمُ من هذهِ غيرُ زفرة ٍ ،
تُصَعَّدُ منكم في الصّدورِ وتَنحَطّ
وإلا وعيدٌ لا يَسيرُ بجُندِهِ،
و حياتُ ضغنٍ في مكامنها رقطُ
فمن يكُ ذا سلمٍ ، فإني طبيبهث ،
و من يكُ مجنوناً فعندي له سعطُ
فغانيتمُ إن مسّ حالكمُ الغنى ،
فلا تصرحوا باسمي إذا مسها الضغطُ
إذا ما التقتْ حلقاتُ دهرٍ عليكمُ ،
فيُمنى يَديهِ في أديمِكُمُ عَطّ
وعندَ كَمالِ الحَظّ يُخشَى زَوالُهُ،
كما لغَريقِ اللُّجّة ِ الرّيُّ والقَحطُ
أأنْ مدني فرغُ العلى ، فعلوتهث ،
وأمسَكَكُم بَطنُ القَرارَة ِ والهَبطُ
سخطتُم على الله العَظيمِ قَضاءَهُ،
سيَمضي بما فيهِ، إذا كثُرَ اللَّغطُ
فيا لَكَ حَقّاً لا يُقالُ لسامَعٍ،
وجوهَرَ حُكمٍ ما لَمنثُورِهِ لَقطُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا تَولى ّ النّجمُ في انحِطاطِ،
لمّا تَولى ّ النّجمُ في انحِطاطِ،
رقم القصيدة : 15099
-----------------------------------
لمّا تَولى ّ النّجمُ في انحِطاطِ،
وهَمَّ رأسُ اللّيلِ باشمِطاطِ
شَدّوا لغِزلانِ النّقا العَواطي،
داهية ً تجولُ في الرباطِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> يا طير
يا طير
رقم القصيدة : 151
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حزين من الشتا والاحزين من الظما ياطير
دخيل الريشتين اللي تضفك حل عن عيني
دخيل الما ..وملح الما..وحزن الما قبل ماتطير
تهيا للهبوب اللي تصافق في شراييني
دخيل الغصن والظل والهزيل وهفهفات إعصير
دخيلك لاتشح بنجمتي والليل ممسيني(10/42)
ترفرف يافقير الريش ضيقه والنهار قصير
علامك كل ماليل جناحك جيت ساريني
انا ماني بخير وجيت يمي وانت مانت بخير
وانا ياطير في من الهجاد اللي مكفيني
ترى لو شفت لي ظل ومهابه في عيون الغير
ترى كل الزهاب اللي معي جرحي وسكيني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و كأنما النارنجُ في أغصانهِ ،
و كأنما النارنجُ في أغصانهِ ،
رقم القصيدة : 15100
-----------------------------------
و كأنما النارنجُ في أغصانهِ ،
من خالصِ الذهبِ الذي لم يخلطِ
كُرَة ٌ رَماها الصّولجانُ إلى الهَوا،
فتعلقتْ في جوهِ لم تسقطِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رابَ دَهرٌ وسَطَا،
رابَ دَهرٌ وسَطَا،
رقم القصيدة : 15101
-----------------------------------
رابَ دَهرٌ وسَطَا،
و نأى ، وأفرطا
لا كما كنتَ ترى
بهجاً مغتصبا
ولقَد أرضى َ، ولا
مثلَ شيبي سخَطَا
أنبَتَ الدّهرُ لَنا
كلَّ شيءٍ فرَطَا
ولَقد أعدو على
قارحٍ رحبِ الخطا
مقبلٍ في دهمة ٍ ،
ببياضٍ قمطا
أيُّ عَيرٍ ضَرَطَا
حثها واشترطا
مشعلِ الميعة ِ جوا
لٍ ، إذا ما ربطا
و إذا سارَ رمى
بيديهِ القمطا
كغزالٍ فاتهُ
فرعُ غصنٍ فعطا
وكأنّ لَحيَهُ
مفتحاتٌ سفطا
فوَطِئنا عازِباً،
قد حَلا وشَمَطَا
نشرتْ فيهِ أها
ضيبِ الرّبيعِ نَمَطَا
وضَمَمْنَ وشيَهُ،
واقتَسَمنَ خُطَطَا
فكأنّ نورهُ
نبَذُ شَيبٍ وخَطَا
رفعتْ فيه الضحى
للطيورِ لغطا
آمناً وحشيهُ
إنْ علا ، أو هبطا
تاركاً ، برجلهِ ،
كلَّ أرضٍ خَبَطَا
أيها العابثُ بي ،
سرَفاً وغَلَطَا
هل يروعُ يازياً
رُزْءُ أفراخِ القَطَا
ما على مُقتَنِصٍ
نَبّهَتْ سارِيَة ٌ
أُفعُواناً أرقَطَا
ضارِباً مُفتَرِساً،
وعليَّ سَقَطَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قنعَ الرأسُ مشيباً ،
قنعَ الرأسُ مشيباً ،
رقم القصيدة : 15102
-----------------------------------
قنعَ الرأسُ مشيباً ،
واكتسَى لونَ الشَّمطْ
لا أرى فيه سواداً ،
غيرَ أسنانِ المشطْ(10/43)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قاسٍ على سَفكِ الدِّماءِ فظُّ
قاسٍ على سَفكِ الدِّماءِ فظُّ
رقم القصيدة : 15103
-----------------------------------
قاسٍ على سَفكِ الدِّماءِ فظُّ
ما بينهُ وبينهنّ وعظُ
يُعطي يَديهِ ما أرادَ الّلحظُ
..................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> الدارُ أعرفها ربى ، وربوعا ،
الدارُ أعرفها ربى ، وربوعا ،
رقم القصيدة : 15104
-----------------------------------
الدارُ أعرفها ربى ، وربوعا ،
لكن أساءَ بها الزمان صنيعا
لبستْ ذيولَ الريحِ تعفو رسمها ،
ومَصيفَ عامٍ قد خَلا ورَبيعَا
و بكيتُ من طربِ الحمائمِ غدوة ً
تدعو الهديلَ وما وجدنَ سميعا
ساعَدتُهنّ بنَوحَة ٍ وتَفَجّعٍ،
وغَلَبتُهُنّ تَفَجّعاٌ ودُموعَا
أفني العَزاءَ همومُ قلبٍ مُوجَعٍ،
فاحزَن، فلَستَ بمثلِهِ مَفجُوعَا
حرمتكَ آرامُ الصريمِ ، وقطعتْ
حبلَ الهوى ونزعنَ عنك نزوعا
إنا لننتابُ العداة َ ، وإن نأوا ،
ونَهُزُّ أحشاءَ البلادِ جُمُوعَا
و نقولُ فوقَ أسرة ٍ ومنابرٍ ،
عجباً من القولِ المصيبِ بديعا
قومٌ، إذا غضِبُوا على أعدائِهمْ،
جروا الحديدَ أزجة ً ودروعا
حتى يفارقَ هامهم أجسامهم ،
ضرباًيُفَجِّرُ من دمٍ يَنبُوعَا
وكأنّ أيدينا تُنَفِّرُ عَنهُم
طيراً ، على الأبدانِ كنّ وقوعا
وإذا الخُطوبُ أتَينَ منّا مُطرِقاً
نكصتْ على أعقابهنّ رجوعا
وسَقَيتُ بالجودِ الفَقيرَ وذا الغنى ،
والغَيثُ يَسقي مُجدِباً ومُريعَاً
ومتى تَشأُ في الحربِ تلقَ مُؤمَّلاً
منا ، مطاعاً في الورى متبوعا
يعدو بهِ طرفٌ يخالُ جبينهُ ،
ببياضِ غرة ِ وجههِ مصدوعا
و كأنّ حدّ سنانهِ من عزمهِ ،
هذا وهذا يَمضِيانِ جَميعَا
يخفي مكيدتهُ ، ويحسبُ رأيهُ ،
و هوَ الذي خدعَ الورى مخدوعا
و همُ قرومُ الناسِ دونَ سواهمُ ،
و الأطيبونَ منابتاً وفروعا
لا تَعدلَنّ بهِم، فذلكَ حقُّهم،
و الشمسُ لا تخفى عليكَ طلوعا
و غذا غدتْ شفعاءُ جودٍ مبطئٍ(10/44)
قد كدّ صاحبَ حاجَة ٍ مَمنوعَا
سَبَقَ المَواعدَ والمِطالَ عَطاهُمُ،
و أتى رجاءُ الراغبينَ سريعا
يا من رَجا دَرَكاً بوَجهِ شَفاعَة ٍ
ملكتَ رقكَ معماً وشفيعا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ
مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ
رقم القصيدة : 15105
-----------------------------------
مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ
تعذرُ الأنفاسُ فيهِ والدموعُ
ولقَد كنتُ أراها آهِلا
تٍ، كذاكَ الدّهرُ يَعصِي ويُطيعُ
كَذَبَ الدّهرُ فمَا فيهِ سُرورٌ،
يقلبُ الحالُ وينفضُّ الجميعُ
أبطِ ما شئتَ وسرْ سيراً رويداً ،
إنّ سيرَ الدهرِ بالمرءِ سريعُ
ذاكَ أفنانَا، ومَن يَبقَى سِوانا،
يهلكُ الصابرُ منا والجزوعُ
و لقد بلغتُ أوطارَ العلى ،
ورَعَيتُ العيشَ والعيشُ مَريعُ
إذ أمامي يدفعُ الحادثُ عـ
ـنّي المَليكُ الكاملُ البأسِ المَنيعُ
ربّما أغدو، وطارَتْ بفُؤادي
عَنتريسٌ، نازَعٌ فيها القَطيعُ
ذا صباحٍ ، وطروقٍ بظلامٍ ،
وبَكوراً، وقَطا الأرضِ هُجوعُ
خَلَدَ الغَدرُ،ولم يَبقَ وَفاً،
ليسَ إلاّ كاذبُ العهدِ قطوعُ
كلهم أعمى ، إذا ما كانَ خيرٌ ،
و لدي الشرّ بصيرٌ وسميعُ
وبَدا لي في التّجارِيِبِ، إذا
كثرتْ ، خزانُ سرًّ سيذيعُ
فاكتمِ السرَّ حبيباً وعدواً ،
فهوَ من هذا وهذاكَ يشيعُ
و لقد ألحقني بالصيدِ طرفٌ ،
حَنِيتْ منهُ على القَلبِ الضّلوعُ
يستمدُّ العتقَ من عرقٍ كريمٍ ،
فلهُ الصفوة ُ منهُ ، والصنيعُ
مائلُ العِرقِ على الِّليتِ كمَاءٍ
بذَنوبٍ فاضَ في الحوضِ رَفيعُ
فقفونا الغيثَ لم يشرفْ ندى ،
وهَوادي الوَحشِ ، مرّاتٍ وُقُوعُ
كلَّ يَومٍ يَغسلُ الأرضَ بماءٍ
ينفعُ النبتَ ، فقد تمّ الربيعُ
فإذا الغدرانُ بالريحِ أحستْ ،
خلتها يلقى عليهنّ الدروعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نهَى الجهلَ شيبُ الرّأسِ بعدَ نِزاعِ،
نهَى الجهلَ شيبُ الرّأسِ بعدَ نِزاعِ،
رقم القصيدة : 15106(10/45)
-----------------------------------
نهَى الجهلَ شيبُ الرّأسِ بعدَ نِزاعِ،
وما كلُّ ناهٍ ناصِحٍ بمُطاعِ
رأتْ أقحوانَ الشيبِ لاحَ وآذنتْ
ملاحاتُ أيامِ الصبا بوداعِ
فقالت : محاكَ الدهرُ في صبغة ِ الصبا ،
و كنتَ من الفتيانِ خيرَ متاعِ
شُرَيرَ، فإنّ الدّهرَ هَدّمَ قُوّتي،
ولم يُغنِ عَنّي حيلَتي، ودِفاعي
وشَيّبَني في كلّ يومٍ ولَيلَة ٍ،
تنظرُ داعي الحتفِ أولَ داعٍ
و إنّ الجديدينِ اللذينِ تضمنا
قِيادي بأحداثٍ إليّ سِراعِ
هما أنصَفاني قبلُ، إذ أنا ناشىء ٌ
وقد صارَعاني بَعدُ أيَّ صِراعِ
كناقضة ٍ أمرارها ، حينَ أحكمتْ
قوى حبلِ خرقاءِ اليدينِ ، صناعِ
و غيظاً على الأعداءِ لا يجرعونهُ ،
وكيلَ لهم منهُ بأوفَرِ صاعِ
وإخوانِ شرٍّ قد حرَثتُ إخاءَهم،
فكانوا لفرسِ الودّ شرَّ بقاعِ
قدحتُ زنادَ الوصلِ بيني وبينهم ،
فأذكيتُ ناراً ، غيرَ ذاتِ شعاعِ
ولمّا نأوا عَنّي بوُدّ نفوسِهِمْ،
غلَبتُ حَنِينِي نحوَهم، ونِزاعي
ومَكرُمَة ٍ عندَ السّماءِ مُنيفَة ٍ،
تنَاولَها منّي بأطولِ باعِ
و كم ملكٍ قاسى العقابَ ، ممنعٍ ،
قديرٍ على قبضِ النفوسِ مطاعِ
أراهُ، فيُعديني منَ المَكرِ ما بهِ،
فأكرمُ عنهُ شيمتي وطباعي
وإنّي لأستَوفي المَحامِدَ كلَّها،
و قد بقيتْ لي بعدهنّ مساعِ
و تصدقكَ الأنباءُ إن كنتَ سائلاً ،
وحَسبُكَ ممّا لا تَرَى ، بسَماع
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَليمٌ بما تحتَ الصّدورِ منَ الهَوى ،
عَليمٌ بما تحتَ الصّدورِ منَ الهَوى ،
رقم القصيدة : 15107
-----------------------------------
عَليمٌ بما تحتَ الصّدورِ منَ الهَوى ،
سريعٌ بكَرّ اللّحظِ، والقلَبُ جازعُ
و يجرحُ أحشائي بعينٍ مريضة ٍ ،
كما لانَ متنُ السيفِ ، والسيفُ قاطعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وغادَرَ منّي الدّهرُ عَضباً مُهَنّداً،
وغادَرَ منّي الدّهرُ عَضباً مُهَنّداً،
رقم القصيدة : 15108
-----------------------------------(10/46)
وغادَرَ منّي الدّهرُ عَضباً مُهَنّداً،
يَفلُّ شبا خَصمي، وقلباً مُشَيَّعَا
وجُوداً يَحِلُّ الكَفَّ عن خَيرِ مالِها
إذا عُقِدَتْ كَفُّ البَخيلِ تَمنُّعَا
و إن تطلبني في الحروبِ تلاقني
أهزُّ حساماً كلما هزّ قطعا
تَخالُ غَديراً غيرَ أن لَيسَ جَارِياً،
ولا مُروِياً إن أنتَ حاوَلتَ مَكرَعَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أصبَحَ سرّي في الحبّ قد شاعَا،
أصبَحَ سرّي في الحبّ قد شاعَا،
رقم القصيدة : 15109
-----------------------------------
أصبَحَ سرّي في الحبّ قد شاعَا،
وصِرتُ عَبداً في الحُبّ مِطواعَا
لا تعذلوني ، فقد برمتُ بكم ،
و اجتنبوا نصحكم ، فقد ضاعا
أفنى رجائي بخلفهِ رشأٌ ،
يُديرُ لحظاً بالوَعدِ خَدّاعَا
مجددٌ للوصالِ مخلقهُ ،
فديتهُ معطياً ومناعا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وأنتَ الذي ذَلّلتَ للنّاسِ جانبي،
وأنتَ الذي ذَلّلتَ للنّاسِ جانبي،
رقم القصيدة : 15110
-----------------------------------
وأنتَ الذي ذَلّلتَ للنّاسِ جانبي،
وأكثرتَ أحزانَ الفُؤادِ المُرَوَّعِ
وأسقَيتَ عَيني رَيَّها من دُمُوعِها،
و علمتها لحظَ المريبِ المفزعِ
و ما كنتُ أعطي الحبَّ والدمعَ طاعة ً ،
فما شئتِ يا عيني من الآنِ فاصنعي
ولم أرَ عندَ الصّبرِ وجهَ شفَاعَة ٍ،
إلى غَيرِ مَعشُوقٍ من الدّمعِ ، فاشفَعي
ألَستَ ترَى النّجمَ، الذي هوَ طالعٌ
عليكَ ، فهذا للمحبينَ نافعُ
عسَى يَلتَقي في الأُفقِ لحظي ولحظُه،
فيجمعنا إذ ليسَ في الأرضِ جامعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بعَثَ الخيالَ إليّ، وامتَنَعَا،
بعَثَ الخيالَ إليّ، وامتَنَعَا،
رقم القصيدة : 15111
-----------------------------------
بعَثَ الخيالَ إليّ، وامتَنَعَا،
ريمٌ مضَتْ نَفسي لهُ تَبَعَا
ما زالَ طولَ الليلِ مرتحلاً ،
يَلقَى المُتَيَّمَ كلّما هَجَعَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يَتيه عندي، وأنا أخضَعُ،
يَتيه عندي، وأنا أخضَعُ،(10/47)
رقم القصيدة : 15112
-----------------------------------
يَتيه عندي، وأنا أخضَعُ،
إن كانَ ذا بَختي، فَما أصنَعُ
يا عاذلي عذلكَ لي ضائعٌ ،
أسمعتَني، والحبُّ لا يَسمَعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أأسمعُ ما قالَ الحمامُ السواجعُ ،
أأسمعُ ما قالَ الحمامُ السواجعُ ،
رقم القصيدة : 15113
-----------------------------------
أأسمعُ ما قالَ الحمامُ السواجعُ ،
وصَايَحَ بَينٌ في ذُرَى الأيكِ واقعُ
منعنا سلامَ القولِ ، وهوَ محللٌ ،
سوى لمَحاتٍ، أو تُشيرُ الأصابعُ
تابى العيونُ البخلَ ، إلاّ نميمة ً ،
بما كَتَبَتْ من خَدّهنّ البراقعُ
وإنّي لَمغلوبٌ على الصّبرِ، إنّهُ
كذلكَ جهلُ المرءِ للحبّ صارعُ
كأنّ الصَّبَا هَبّتْ بأنفاسِ رَوضة ٍ
لها كوكَبٌ في ذُروَة ِ الشّمسِ لامعُ
توقدَ فيها النورُ من كلّ جانبٍ ،
وبَلّلَها طلٌّ مع اللّيلِ دامعُ
و شقّ ثراها عن أقاحٍ ، كأنها
تَهادتْ بمسكٍ نَفحُها والأجارعُ
ألا أيّها القَلبُ الذي هامَ هَيمَة ً
بشرة َ حتى الآن هل أنتَ راجعُ
إذِ النّاسُ عن أخبارِنا تحتَ غَفلَة ٍ،
وفي الحبّ إسعافٌ وللشّملِ جامعُ
و غذ هيَ مثلُ البدرِ يفضحُ ليلهُ ،
وإذ أنا مُسودُّ المَفارِقِ يافعُ
وغاصتْ بأعناقِ المَطيّ كأنّها
هياكلُ رهبانٍ عليها الصوامعُ
و راحتْ من الديرينِ تستعجلُ الخطى
كأنّ ذفاراها جفارٌ نوابعُ
أذا لَيلَة ٌ ظَلّتْ عَليهِ مَطيرَة ً،
تجافتْ بهِ حتى الصباحِ المضاجعُ
غَدا يَلمَحُ الأفقَ المُريبَ بطَرفِهِ،
وفي قَلبِهِ من خيفَة ِ الإنسِ رائعُ
لعمري لئن أمسى الإمامُ ببلدة ٍ
وأنتَ بأُخرى شائقُ القلبِ نازِعُ
لقد رمتَ ما يدنيكَ منهُ ، وإنما
أتَى قَدَرٌ والله مُعطٍ ومانعُ
و إني كالعطشانِ طالَ به الصدى
إليكَ،ولكن ما الذي أنا صانعُ
أيَذهبُ عمري والعَوائقُ دونَهُ،
على ما أرى ، إنّي إلى الله راجعُ
و ما أنا في الدنيا بشيءٍ أنا لهُ ،
سوى أن أرى وجهَ الخليفة ِ ، قانعُ(10/48)
وهبني أريتُ الحاسدينَ تجلداً ،
فكيفَ بحبٍ ضمنتهُ الأضالعُ
وإنيّ لنُعماهُ القَديمَة ِ شاكرٌ،
وراءٍ بعينِ النصحِ فيهِ ، وسامعُ
وما أنا من ذكرِ الخَليفَة ِ آيسٌ،
وما دامَ حَيّاً علّلَتهُ المَطامعُ
وأقعَدَني عنهُ انتظارٌ لإذنِهِ،
و ما قالَ من شيءٍ ، فإنيَ طائعُ
صراطُ هدى يقضي على الجورِ عدلهُ ،
و نورٌ على الدنيا من الحقّ ساطعُ
وسيفُ انتقامٍ لا يَخافُ ضَريبَة ً،
وما شاءَ من ذي إحنَة ٍ فهَو قاطعُ
وإن يَعفُ لا يَندَم وإن يسطُ يَنتقم،
فهَل عادِلٌ فيها بما أنتَ واقعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عليكَ بذا وذا واقطعْ وواصلْ ،
عليكَ بذا وذا واقطعْ وواصلْ ،
رقم القصيدة : 15114
-----------------------------------
عليكَ بذا وذا واقطعْ وواصلْ ،
وفارِقْ كلّما قد كنتَ مَعْهُ
ومَن أحبَبتَ فاعذِرْ واسلُ عنه،
و مقلوبُ الوفا أن لا تدعهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قاتلاً لا يبالي بالذي صنعتا ،
يا قاتلاً لا يبالي بالذي صنعتا ،
رقم القصيدة : 15115
-----------------------------------
يا قاتلاً لا يبالي بالذي صنعتا ،
رَمَيتَ قلبي، بسَهمِ الحبّ، فانصَدعَا
لولا القَضيبُ الذي يَهتَزُّ فَوقَ نَقاً،
شككتُ فيك ، وفي البدرِ الذي طلعا
قد تبتُ من توبتي بعدَ الصلاحِ وكم
مسافرٍ في التقى والنسكِ قد رجعا
ماتَ الهدى ، ثمّ أحياهُ بطلعتهِ ،
فاليَومَ يُبدِعُ في قَتلي لهُ بِدَعَا
ألا تَرى َ بَهجَة َ الأيّامِ قد رَجَعَتْ،
و الناسَ في ملكٍ والدينِ قد جمعا
يا خاضبَ السيفِ قد شدتْ مآزرهُ ،
وابنَ الحروبِ التي من ثَديِها رَضَعَا
فرّقتَ بالسّيفِ، يا أعلى المُلوكِ يَداً،
عن ابنِ مدركٍ الطائي ، وما جمعا
كم من عدوٍّ أبحتَ السيفَ مهجتهُ ،
والسّيفُ أحسَمُ للدّاءِ الذي امتَنَعَا
دَسَستَ كيداً لهُ تُخفي مَسالِكَهُ،
كأنهُ فارسٌ في قوسهِ نزعا
تنالُ روعتهُ من لا يرادُ بهِ ،
فإن رأى الشمسَ منه جانبٌ لمعا(10/49)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قلْ للأميرِ سلمتَ للـ
قلْ للأميرِ سلمتَ للـ
رقم القصيدة : 15116
-----------------------------------
قلْ للأميرِ سلمتَ للـ
ـدنيا ، وشعبٍ صدوعها
قد نلتَ مهرَ خلافة ٍ ،
لم تَخْطُ حُسنَ صَنيعِها
وحَوَيتَ بنتَ وزارَة ٍ،
كالشّمسِ حينَ طُلوعِها
إنّ الأصولَ تفَرّقَتْ،
فتعانقتْ بفروعها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقَد لَطَفَ الرّحمَنُ بابنَة ِ قاسمٍ،
لقَد لَطَفَ الرّحمَنُ بابنَة ِ قاسمٍ،
رقم القصيدة : 15117
-----------------------------------
لقَد لَطَفَ الرّحمَنُ بابنَة ِ قاسمٍ،
و دافعَ عنها بالجميلِ من الصنعِ
و كانَ من الأمرِ الذي كانَ فانقضى ،
و ردّ قضيبُ النبعِ في مغرسِ النبعِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تمَكّنَ هذا الدّهرُ ممّا يَسُوءُني،
تمَكّنَ هذا الدّهرُ ممّا يَسُوءُني،
رقم القصيدة : 15118
-----------------------------------
تمَكّنَ هذا الدّهرُ ممّا يَسُوءُني،
ولَجّ فَما يخلي صَفاتَي من قَرعِ
وأبلَيتُ آمالي بوَصلٍ يَكُدُّها،
وليسَ بذي ضَرٍّ ولَيسَ بذي نَفعِ
لئيمٌ ، إذا جادَ اللئيمُ تخلقاً ،
يحبُّ سؤالَ القومِ شوقاص إلى المنعِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا رَبّ لا تَقبَلْ صَلاة َ معاشرٍ
أيا رَبّ لا تَقبَلْ صَلاة َ معاشرٍ
رقم القصيدة : 15119
-----------------------------------
أيا رَبّ لا تَقبَلْ صَلاة َ معاشرٍ
يؤمهمُ ديرُ النميريّ ركعا
تقدمَ يوماً للصلاة ِ ، فخلتهُ
حِماراً أمامَ الرّكبِ سارَ فأسرَعَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا عائداً قد جاءَ يشمتُ بي ،
يا عائداً قد جاءَ يشمتُ بي ،
رقم القصيدة : 15120
-----------------------------------
يا عائداً قد جاءَ يشمتُ بي ،
قد زدتَ في سقمي ، وأوجاعي
و سألتَ ، لما غبتَ عن خبري ،
كم سائلٍ ليجيبهُ الناعي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقبلَ يفري ويدعْ ،
أقبلَ يفري ويدعْ ،(10/50)
رقم القصيدة : 15121
-----------------------------------
أقبلَ يفري ويدعْ ،
مُمتَلىء َ اللّحظِ جَزَعْ
مستروعاً ولم يرع ،
تضرهُ ، إذا رفعْ
لما رأى وجهَ الفزع ،
ورَيبَ دَهرٍ قذ خَدَعْ
و حمَّ موتٌ ونقعْ ،
فقَطَعَ البُعدَ قِطَعْ
وليسَ في العَيشِ جَزَعْ
...............
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد قربَ اللهُ منا كلَّ ما امتنعا ،
قد قربَ اللهُ منا كلَّ ما امتنعا ،
رقم القصيدة : 15122
-----------------------------------
قد قربَ اللهُ منا كلَّ ما امتنعا ،
كأنّني بهِلالِ العِيدِ قد طَلَعَا
فخذْ لفطركَ قبلَ العيدِ أهبتهُ ،
فإنّ شهركَ في الواواتِ قد وقعا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتَتْني دِجلة ُ فيما أتَتْ،
أتَتْني دِجلة ُ فيما أتَتْ،
رقم القصيدة : 15123
-----------------------------------
أتَتْني دِجلة ُ فيما أتَتْ،
فمَا يَصنَعُ البَحرُ ما تَصنعُ
فكم من جدارٍ لنا مائلٍ ،
وآخرَ يَسجُدُ أو يَركَعُ
ويُمطِرُنا السّقفُ من بَينِنا،
ومِن تحتِنا أعينٌ تَنبُعُ
و أصبحَ بستاننا جوبة ً
يسبحُ في مائها الضفدعُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَفَى ظُلمَة َ الشّعرِ نُورُ الجَبيـ،
نَفَى ظُلمَة َ الشّعرِ نُورُ الجَبيـ،
رقم القصيدة : 15124
-----------------------------------
نَفَى ظُلمَة َ الشّعرِ نُورُ الجَبيـ،
ـنِ ، فأمسيتَ أجلحَ يا أصلعا
و هل يملكُ الفجرَ إلاّ الربيـ
ـبُ، ولا بُدّ للفَجرِ أن يَطلُعَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> روضَة ٌ مِن قَرقَفٍ أنهارُها،
روضَة ٌ مِن قَرقَفٍ أنهارُها،
رقم القصيدة : 15125
-----------------------------------
روضَة ٌ مِن قَرقَفٍ أنهارُها،
و غناءُ الورقِ فيها في ارتفاعِ
لا تلمْ أغصانها إن رقصتْ ،
فهيَ ما بينَ شرابٍ وسماعِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صلاتكَ بينَ الملا نقرة ٌ ،
صلاتكَ بينَ الملا نقرة ٌ ،
رقم القصيدة : 15126(10/51)
-----------------------------------
صلاتكَ بينَ الملا نقرة ٌ ،
كما استلبَ الجرعة َ الوالغُ
و تسجدُ من بعدها سجدة ً ،
كما ختمَ المزودُ الفارغُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إني أرى شراً تأججُ نارهُ ،
إني أرى شراً تأججُ نارهُ ،
رقم القصيدة : 15127
-----------------------------------
إني أرى شراً تأججُ نارهُ ،
وغديرَ مَملَكَة ٍ كثيرَ الوالغِ
والنّاسُ قد ركبوا مَطايا باطلٍ،
والحقُّ وسْطَهُمُ برَحلٍ فارغِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ،
قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ،
رقم القصيدة : 15128
-----------------------------------
قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ،
هيهاتَ إنّ قَناتَه لم تُمضَغِ
ظلتْ تخوفني لقاءَ منيتي ،
فأُحِلُّها، يا هندُ ممّا أبتَغي
وأطَلتِ بي سفَرَ المَلامَة ِ والأذى ،
فاثني الرّكابَ هُنيدَ إن تتَبَلّغي
صيري إلى عذري فإني مشترٍ
بالجودِ من جودِ الإلهِ الأسبَغِ
يا من يناجي صعبة ً في نفسهِ ،
و يدبُّ من تحتِ الأفاعي اللدغِ
ويَبيتُ يُنهِضُ زَفرَة ً في صَدرِهِ
مني ، فإن دميتْ جراحي يولغِ
ويَظلُّ مُنتَهكاً لعِرضي آمِناً،
ويُسَرُّ حينَ يخافُ حُسنَ المَربغِ
نغِلَتْ ضَمائرُ صدرِهِ من دائِهِ،
نَغَلَ الإهابِ معَطَّلاً لم يُدبَغِ
لا تَبتَغي منّي التي لا أبتَغي،
إن كنتَ مشغولاً بشأني فافرغِ
أنهاكَ غيرَ معاتبٍ عن خطة ٍ ،
حزنٍ مقومة ٍ زيوغَ الزيغِ
عندي لأبناءِ السخائمِ وطأة ٌ
ترمي رؤوسهمُ ، إذا لم تدمغِ
و يخافُ شيطانُ النفاقِ مواقفي ،
وإذا رکني حاضراً لم يَنزَغِ
يعطي العنانَ ، إذا رآهُ ، رأسهُ
طَوعاً ويُعطي سوطَه ما يَبتَغي
و كانما شقتْ عليهِ غلالة ٌ
بيضاءُ من زبرِ الحديدِ المفرغِ
وتَخالُه، يومَ الرّهانِ، غَمامة ً،
خَطَرَتْ بريحٍ في غَمائمَ فُرَّغِ
و مهنداً من عهدِ عادٍ صارماً ،
إن يَطّلِبْ إتلافَ نَفسٍ يَبلُغِ
يَلقَى الضّريبَة َ حَدُّهُ فَيقُدُّها(10/52)
قدَّ الأديمِ ومتنهُ لم يضبغِ
هذا إلى ضافي الذُّيولِ مُضاعَفٍ
كالسَّلخِ من قُمُصِ الحديدِ مسبَّغِ
وقضيبِ نَبعٍ كالشُّجاعِ معطَّفٍ
لرسائلِ الموتِ الزعافِ مبلغِ
يحدو إليّ قذاذة ً مقذوذة ً
قذَّ الحواجبِ ، بالدماءِ مولغِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي ، وفي الدجى مبالغُ ،
قد أغتدي ، وفي الدجى مبالغُ ،
رقم القصيدة : 15129
-----------------------------------
قد أغتدي ، وفي الدجى مبالغُ ،
و الفجرُ للساقة ِ منها صائغُ
ومنهُ للصبّحِ خَطيبٌ نابغُ،
و الليلُ في المغربِ عنهُ رائغُ
بمَشرَفيٍّ في الدّماءِ والِغ،
قدَّ لهُ قميصُ وشيٍ سابغُ
ومِنسَرٍ ماضِي الشَّباة ِ دامع،
يَملأُ كَفّيهِ جَناحٌ فارغُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومن دونِ ما أبدَيتَ لي يَقتُلُ الفَتى ،
ومن دونِ ما أبدَيتَ لي يَقتُلُ الفَتى ،
رقم القصيدة : 15130
-----------------------------------
ومن دونِ ما أبدَيتَ لي يَقتُلُ الفَتى ،
و يمسي جليدُ القومِ وهوَ ضعيفُ
و لم أدرِ أنّ البانَ يغرسُ في النقا ،
و لا أنّ شمساً في الظلامِ تطوفُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قلْ لذاتِ النقابِ إنّ محباً ،
قلْ لذاتِ النقابِ إنّ محباً ،
رقم القصيدة : 15131
-----------------------------------
قلْ لذاتِ النقابِ إنّ محباً ،
قد قرا من سطورِ حسنكِ حرفا
يَسألُ الله منكِ رَحمَة َ قَلبٍ،
بينَ وصلٍ وهجرة ٍ تتكفا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا من فُؤادي بهِ مُدنَفُ،
أيا من فُؤادي بهِ مُدنَفُ،
رقم القصيدة : 15132
-----------------------------------
أيا من فُؤادي بهِ مُدنَفُ،
حجبتُ ، فلي دمعة ٌ تذروفُ
إذا مَنَعوا مُقلَتي أن تَرا
كَ ، فقلبي يراكَ ولا يطرفُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لعَمركَ ماأزرَتْ بيوسفَ لحيَة ٌ،
لعَمركَ ماأزرَتْ بيوسفَ لحيَة ٌ،
رقم القصيدة : 15133
-----------------------------------(10/53)
لعَمركَ ماأزرَتْ بيوسفَ لحيَة ٌ،
و لكنهُ قد زادَ حسناً ، وأضعفا
فلا تَعتَذِرْ في حبّهِ في التحائِه،
فما يحسنُ الدينارُ إلاّ مشنفاَ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنا يا قومُ مِن فُؤادي وطَرْفي
أنا يا قومُ مِن فُؤادي وطَرْفي
رقم القصيدة : 15134
-----------------------------------
أنا يا قومُ مِن فُؤادي وطَرْفي
في أمورٍ تجلُّ عن كلّ وصفِ
مُقلَتي تُورِثُ الهمومَ فُؤادي،
وفُؤادي بالدّمعِ يَكلمُ طَرفي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خِلٌ لَنا دُمنا على وَصلِهِ،
خِلٌ لَنا دُمنا على وَصلِهِ،
رقم القصيدة : 15135
-----------------------------------
خِلٌ لَنا دُمنا على وَصلِهِ،
ونَفسُهُ لَيسَتْ لنَا مُنصِفَه
لم يقرنا مذ بعدتْ دارنا ،
منهُ سَلامُ الله عن مَعرِفَه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ عافِ الوَزيرَ، واصرِفْ
يا ربّ عافِ الوَزيرَ، واصرِفْ
رقم القصيدة : 15136
-----------------------------------
يا ربّ عافِ الوَزيرَ، واصرِفْ
بي عنهُ مكروهَ كلَّ صرفِ
أصلحَ بيني ، وبينَ دهري ،
وقامَ بَيني وبينَ حَتفي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كيف لي بالسُّلُوّ يا شُرُّ كَيفَا،
كيف لي بالسُّلُوّ يا شُرُّ كَيفَا،
رقم القصيدة : 15137
-----------------------------------
كيف لي بالسُّلُوّ يا شُرُّ كَيفَا،
كيفَ للعينِ أن ترى منكِ طيفا
وابنُ بِشرٍ يَلُومُني في شُرَيرٍ،
يا ابنَ بشرٍ جرحتَ بالعرضِ سيفا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قويتُ على الهجرانِ حتى مللتني ،
قويتُ على الهجرانِ حتى مللتني ،
رقم القصيدة : 15138
-----------------------------------
قويتُ على الهجرانِ حتى مللتني ،
ولكنّني عن حَملِ هَجرِكَ أضعفُ
لعمركَ قد أحببتكَ الحبَّ كلهُ ،
وزِدتُكَ حبّاً لم يكُن قَطٌ يُعرَفُ
سقى اللهُ نهرَ الكرخِ ما شاءَ جوده ،
فإنّي بهِ حتى المَماتِ مُكَلَّفُ
ولا حُرِمَ القَصرُ الخَليجَ وجِسرَهُ،(10/54)
وقصرٌ لأشناسٍ عَليهِ مُشَرِّفُ
تَدورُ عَلينا الرّاحُ من كفّ شادِنٍ،
له لحظُ عينٍ يشتكي السقمَ مدنفُ
كأنّ سُلافَ الخَمرِ من ماءِ خَدّهِ،
وعُنقودَها من شَعرِه الغضّ يُقطَفُ
أتَعذُلُني في يُوسُفٍ وهوَ من ترَى ،
ويوسُفُ أبلاني، ويوسفُ يوسفُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بنَفسيَ مُستَسلِمٌ للرُّقادِ،
بنَفسيَ مُستَسلِمٌ للرُّقادِ،
رقم القصيدة : 15139
-----------------------------------
بنَفسيَ مُستَسلِمٌ للرُّقادِ،
يحدثني السكرُ من طرفهِ
سريعٌ إلى الأرضِ من حينِهِ،
بطيءٌ إلى الكأسِ من كفهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بشرَ بالصبحِ هتفا
بشرَ بالصبحِ هتفا
رقم القصيدة : 15140
-----------------------------------
بشرَ بالصبحِ هتفا
مستوفياً للجدارِ مشترفا
مُذكِّراً بالصَّبوحِ صاحَ بنا،
كخاطبٍ فوقَ منبرٍ وقفا
صفقَ إما ارتياحة ً لسنى الـ
ـفجرِ ، وإما على الدجى أسفا
فاشربْ عقاراً كأنها قبسٌ
قد سبَك الدّهرُ تِبرَها فصَفَا
تدمي فدام الإبريقِ من دمها
كأنّهُ راعِفٌ، وما رَعَفَا
بكفّ ساقٍ حلوٍ شمائلهُ ،
مكرهٌ لحظ عينه صلفا
يقطرُ مسكاً ، على غلائله ،
شعرُ نقاً بالعبيرِ قد وكفا
أفرغَ من درة ِ وعنبره
حُسناً وطيباً في خلقِه ائتَلَفَا
يطيبُ الريحَ حينَ يمسحه ،
فما بريحٍ هَبّتْ عَليه خفَا
أراقَ فيها المِزاجَ فاشتَعَلَتْ
كمثلِ نارٍ أطعمتها سعفا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا فاسقِنيها قد مَشى الصّبحُ في الدُّجى
ألا فاسقِنيها قد مَشى الصّبحُ في الدُّجى
رقم القصيدة : 15141
-----------------------------------
ألا فاسقِنيها قد مَشى الصّبحُ في الدُّجى
عقاراً ، كلونِ النارِ حمراءَ قرقفا
فَناوَلَني كأساً أضاءَ بنانَهُ
تَدَفَّقُ ياقُوتاً، ودُرّاً مُجَوَّفَا
ولمّا أذَقناها المِزاجَ تَسَعّرَتْ،
فخلتُ سناها بارقاً متكثقا
يَطوفُ بها ظبيٌ من الإنسِ شادِنٌ،
يقلبُ طرفاً فاسقَ اللحظِ مدنفا(10/55)
عَليماً بألحاظِ المُحبّينَ حاذِقاً
بتسليمِ عينهِ ، إذا ما تخوفا
فظلّ يناجيني ، ويقلبُ طرفهُ ،
بأطيَبَ من نَجوَى الأماني وألطفَا
و يصرفُ أسرارَ الهوى عن عداتها ،
و يلقى بها ، من حبها ، المتلقفا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ندمانٍ سقيتُ الراحَ صرفاً ،
و ندمانٍ سقيتُ الراحَ صرفاً ،
رقم القصيدة : 15142
-----------------------------------
و ندمانٍ سقيتُ الراحَ صرفاً ،
و أفقُ الصبحِ مرتفعُ السجوفِ
صفتْ وصفتْ زجاجتها عليها ،
كمَعنًى دَقّ في ذِهنٍ لَطيفِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ
ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ
رقم القصيدة : 15143
-----------------------------------
ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ
بينَ المُشَقَّرِ والصّفَا
و كأنما نشرتْ بها
أيدي اللّيالي مُصحفَا
قَلِقَتْ لساكِنِها وحَمـ
ـلِ إنائِهم حتى انكَفَا
فيها ثَلاثٌ كالعَوائدِ
ئدِ يكتنفنَ المدنفا
من كلّ خالدة ٍ كستـ
ـها النارُ لوناً أكلفا
ومُشَجَّجٍ ذي لِمّة ٍ،
ثاوٍ بربعٍ قد عفا
ألِفَ القِفارَ فإن هفَت
عنهُ ضواريهِ هفا
لا يَشتَكي ذُلَّ الهوَا
نِ، ولا يَمُنُّ، إذا وَفَى
نصبٌ كحرباءِ الفلاة ِ ،
مضَى الجَميعُ، وخُلّفَا
بل هل تَرى ذا الظّعنَ لو
قامَتْ رِفاقي لاشتَفَى
لا ناصرٌ من رعبهِ ،
أبداً، يُوَلّيني القَفَا
كم دوستْ رجلي العدا
ة َ، وما بها عَنهُ حَفَا
أثبتْ لضغنهمُ ، ولا
تَكُ في العَداوَة ِ أضعَفَا
و إذا الرياحُ أطاعها
ميلُ القضيبِ تقصفا
زعمتْ هنيدة ُ أنني
مِمّنْ يَبيتُ على شَفَا
و لقد هززتُ مهنداً ،
عَضبَ المضارِبِ مُرهَفَا
و غذا سطا سطتِ المنو
نُ به، وتَعفُو إنْ عَفَا
حتى إذا ملأ الثّرى
ـبارِ سارَ ، فأوجفا
عَضبُ المضارِبِ كالغَديـ
ـرِ نفى القذى حتى صفا
ماذا بأولِ حادثٍ ،
كشفتهُ ، فتكشفا
فوَلَجتُ فيهِ صابراً،
وخرَجتُ منهُ مُثَقَّفَا
و إذا رمتْ شخصي العدا
ة ُ بنبلها صارتْ سفى
و غذا حديثُ الذمّ يـ
ممني ونى وتخلفا(10/56)
وإذا العيونُ تَعَرّضَتْ
كانتْ لعيني أشغفا
إن كنتِ جاهلَة ً، فخلّي
من يديكِ الأعرفا
فغذا تبدى مقبلٌ ،
أنحَى علَيهِ، فاشتَفَى
بل قد هُديتُ لبارِقٍ
هاجَ الفُؤادَ المُدنَفَا
ما زالَ يَصدَعُ مُزنَة ً،
صدعَ النجادِ المدلفا
يَقظانُ يَلفِظُ نُورَهُ
نُوراً تألّقَ، واختَفَى
والرّعدُ يَحدو ظَعنَهُ،
فإذا تأخّرَ عَنّفَا
كالعاذلاتِ تأخرتْ
بالسيفِ شمعاً مترفا
طَوراً، وطَوراً لا يَعي
زجراً بهِ ، ... وتقصفا
حتى حَسِبتُ سَحابَهُ
نوقاً تحاملُ زحفا
سيقتْ ، ولا تألو على
أولادهنّ تعطفا
حيرانُ يُضني ثِقلُهُ
هُوجَ الرّياحِ العُصَّفَا
بلَواحِقٍ مَملُوءَة ٍ
ماءً، وزاداً عُرِّفَا
وكأنّ هاتن وبلِهِ
قطنٌ أطيرَ مندفا
جبَلاً ثوَى واحقَوقفَا
طُ النورِ فيهِ وزخرفا
فتنَ العيونَ ، فخلتهُ
برداً أجيدَ مفوفا
و كانّ نشرَ الأرضِ بالأ
نوارِ حينَ تلحفا
ملكٌ عليهِ جوهرٌ ،
في سندسٍ قد أكنفا
وتَخالُ كلَّ قَرارَة ٍ
دَمعاً، يَحُولُ مُوقَّفَا
يا سلمَ عرفني المشيـ
ـبُ وحُقّ لي أن أُعرَفَا
ووجدتُ كفَّ الموتِ أقْـ
ـوى الآخذينَ وألطفا
وبَقيتُ بَعدَ مَعاشرٍ،
مثلَ الرديّ تخلفا
خَلَّوا على الباقي الأسَى ،
ونجَا الفَقيدُ مُخَفَّفَا
و لقد أراني بالصبا ،
و الغانياتِ مكلفا
أُسقَى مُخَدَّرَة َ الدّنا
نِ سُلافَ كرمٍ قَرقَفَا
راحٌ كأنّ حَبابَها
ذُرٌ يَجولُ مُجَوَّفَا
حظٌّ من الدنيا مضى ،
لو كانَ مَنعٌ أو شِفَا
و الدهرُ من أخلاقهِ اسـ
ـتِرجاعُ ما قد سَلّفَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غفَرتُ ذنبَ النّوى إذ كنتُ باخلَهُ،
غفَرتُ ذنبَ النّوى إذ كنتُ باخلَهُ،
رقم القصيدة : 15144
-----------------------------------
غفَرتُ ذنبَ النّوى إذ كنتُ باخلَهُ،
أيّامَ أمكَنَ مِنكَ الُودُّ واللّطَفُ
لم يفعلِ البينُ ، إلاّ ما فعلتَ ، وما
بينَ الأخلاءِ إلاّ المطلُ والخلفُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بني عَمّنا عُودوا نَعُدْ لمَوَدّة ٍ،(10/57)
بني عَمّنا عُودوا نَعُدْ لمَوَدّة ٍ،
رقم القصيدة : 15145
-----------------------------------
بني عَمّنا عُودوا نَعُدْ لمَوَدّة ٍ،
فإنّا إلى الحُسنى سِراعُ التّعَطّفِ
وإلاّ، فإنّي لا أزالُ عَلَيكُمُ
محالفَ أحزانِ كثيرَ التلهفِ
لقد بلغَ الشيطانُ من آلِ هاشمٍ
مَبالِغَهُ من قَبلُ في آلِ يُوسُفِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بِتُّ بلَيلٍ كلّهِ لم أطرِفِ،
بِتُّ بلَيلٍ كلّهِ لم أطرِفِ،
رقم القصيدة : 15146
-----------------------------------
بِتُّ بلَيلٍ كلّهِ لم أطرِفِ،
قرِقِسُهُ كالرَّمشِ المُنَتَّفِ
يلسعنا بشعرٍ مجوفِ ،
يُعَذّبُ المُهجَة َ، إن لم يُتلِفِ
و يثقبُ الجلدَ وراءَ المطرفِ ،
حتى ترَى فيه كشكلِ المِصحفِ
أو مثلِ رشّ العُصفُرِ المُدوَّفِ
...............
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا من أراهُ لجّ في طيرانهِ ،
يا من أراهُ لجّ في طيرانهِ ،
رقم القصيدة : 15147
-----------------------------------
يا من أراهُ لجّ في طيرانهِ ،
أخطِرْ ببالِكَ، إن عقَلتَ، وُقُوفَا
وإذا ذكرتَ، وكِدتَ، فاذكُرْ أنّه
لَيسَ الثّناءُ لِمَا أردتَ مُطِيفَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تنكرنّ إذا أهديتُ نحوكَ من
لا تنكرنّ إذا أهديتُ نحوكَ من
رقم القصيدة : 15148
-----------------------------------
لا تنكرنّ إذا أهديتُ نحوكَ من
علومكَ الغرّ أو آدابكَ النتفا
فقيمُ الباغُ قد يهدي لصاحبهِ ،
برسمِ خدمتهِ ، من باغهِ التحفا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خلَّ العدوَّ ، فدهره
خلَّ العدوَّ ، فدهره
رقم القصيدة : 15149
-----------------------------------
خلَّ العدوَّ ، فدهره
يشفيكَ منهُ صروفه
و الوعدُ دينٌ ، والعطا
مستعيبٌ تسويفه
إنّ الكريمَ مخلدٌ ،
و حياتهُ معروفه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
رقم القصيدة : 15150(10/58)
-----------------------------------
يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
علقتهم هكذا حيناً وما علقوا
فتلكَ دارهمُ أمستْ مجددة ً ،
وبالأبارِقِ منهم مَنزِلٌ خَلَقُ
كأنّ آثارَ وحشيّ الظباءِ بها
درعٌ تخلفهُ أظلافهُ نسقُ
لا مثلَ من يعرفُ العشاقُ حبهمُ ،
بل أنتَ من بينهم تشقى بمنتمقُ
نأوا بليلٍ ، فزموا كلَّ يعملة ٍ ،
و يعملٍ جملٍ في أنفهِ الحلقُ
يَلقَى الفَلاة َ بخُفٍّ لا يَقَرُّ بها،
كأنّ تنقيطهُ في تربها طبقُ
إني وأسماءَ والحَيَّ الذينَ غَدَوا
بها على الكُرهِ من نفسي وما وثِقُوا
لكَالرَّبيطِ، وقد سيقَتْ قَرينَتُهُ،
ينازعُ الحبلَ مشدوداً وينطلقُ
فطيروا القلبَ وجداً بينَ أضلعهِ ،
و عذبوا النفسَ حتى ما بها رمقُ
كأنّني ساوَرَتني، يومَ بَينِهِمُ،
رَقشاءُ مَجدولة ٌ في لونِها بُرَقُ
كأنّها، حينَ تَبدو من مَكامِنها،
غصنٌ تفتحَ فيهِ النورُ والورقُ
ينسلُّ منها لسانٌ يستغيثُ بهِ ،
كَما تَعوّذَ بالسّبّابَة ِ الفَرِقُ
ما أنسَ لا أنسَ ، إذ قامتْ تودعنا
بمقلة ٍ جفنها في دمعها غرقُ
تفترُّ عن مقلة ٍ حمراءَ موقدة ٍ
تكادُ لولا دموعُ العينِ تحترقُ
كأنّها، حينَ تَبدو من مَجاسِدها،
بَدرٌ تَمَزّقَ في أركانِهِ الغَسَقُ
و فتية ٍ كسيوفِ الهندِ قلتُ لهمْ :
سيروا قما أخطأُوا قولي وما خرقوا
ساروا وقد خضَعَتْ شمسُ الأصيل لهم
حتى توقدَ في ثوبِ الدجى الشفقُ
لحاجة ٍ لم أُضاجعْ دونَها وَسنَاً،
وربّما جابَ أسبابَ الكَرى الأرَقُ
لا أشرَبُ الماءَ إلاّ وهوَ مُنجَرِدٌ
من القذى ولغيري الشوبُ والرنقُ
عزمي حسامٌ ، وقلبي لا يخالفهُ ،
إذا تخاصمَ عزمُ المرءِ والفرقُ
مَيتُ السّرائرِ ضَحّاكٌ على حَنَقٍ،
ما دامَ يعدزُ عن أعدائيَ الحنق
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لجّ الفراقُ من عشقا ،
لجّ الفراقُ من عشقا ،
رقم القصيدة : 15151
-----------------------------------
لجّ الفراقُ من عشقا ،
ما الدمعُ إلاّ للنوى خلقا(10/59)
أرأيتَ لحظَتَها، وما صَنَعَتْ؟
هَل بَعدَها للعاشقينَ بَقَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُلْ لِمراضِ الحَدقِ،
قُلْ لِمراضِ الحَدقِ،
رقم القصيدة : 15152
-----------------------------------
قُلْ لِمراضِ الحَدقِ،
وطُرَرٍ مِن حَلَقِ
هل في فؤادي للهوى ،
أو جَسَدي شيى ٌ بَقي
إنْ لم ترووا عطشي ،
بُخلاً، فبُلوا رَمَقي
يا مُقلَة ً أجفانُها
مفتوقة ٌ بالأرقِ
بقيتِ في رقّ الهوى
شقية ً ، فيمنْ شقي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و غزالٍ مقرطقش ،
و غزالٍ مقرطقش ،
رقم القصيدة : 15153
-----------------------------------
و غزالٍ مقرطقش ،
ذي وِشاحٍ مُمَنطَقِ
زينَ اللهُ خدهُ ،
بعِذارٍ مُعَلَّقِ
لم أكنْ فيهِ بِدعَة ً،
كنتُ ممن بهِ شقي
يا مُحِلّ السّقامِ بي،
خُذ منَ الحُبّ ما بَقي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و متيمٍ جرحَ الفراقُ فؤادهُ ،
و متيمٍ جرحَ الفراقُ فؤادهُ ،
رقم القصيدة : 15154
-----------------------------------
و متيمٍ جرحَ الفراقُ فؤادهُ ،
فالدّمعُ من أجفانِهِ يَتَدفّقُ
بهرتهُ ساعة ُ فرقة ٍ ، فكأنما
في كلّ عضوٍ منهُ قلبٌ يخفقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أما علمتْ عيناكَ أني أحبها ،
أما علمتْ عيناكَ أني أحبها ،
رقم القصيدة : 15155
-----------------------------------
أما علمتْ عيناكَ أني أحبها ،
كما كلُّ معشوقٍ عليمٌ بعاشقِ
ألَم ترَ عَيني، وهيَ تَسرِقُ نظرَة ً
إليها على خوفٍ بعَبرَة ِ وامِقِ
أراني سأبدي حبهُ متعرضاً ،
وإن لم أكنْ في الحبّ منهُ بواثقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما لي وما لكَ يا فراقُ ،
ما لي وما لكَ يا فراقُ ،
رقم القصيدة : 15156
-----------------------------------
ما لي وما لكَ يا فراقُ ،
أبداً رَحيلٌ، وانطلاقُ
يا نَفسِ مُوتي بَعدَهم،
فكذا يكونُ الاشتِيَاقُ
كَذِبُ الهوَى متَصنَّعٌ،
الحبُّ شيى ٌ لا يُطاقُ(10/60)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بفناءِ مكة َ للحجيجِ مواسمٌ ،
بفناءِ مكة َ للحجيجِ مواسمٌ ،
رقم القصيدة : 15157
-----------------------------------
بفناءِ مكة َ للحجيجِ مواسمٌ ،
والياسِرِيّة ُ مَوسِمُ العُشاقِ
ما زلتُ أنتَقِدُ الوجوهَ بنَظرَتي،
نقدَ الصيارفِ جيدَ الأوراقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما بالُ قلبكَ لا يقرُّ خفوقا ،
ما بالُ قلبكَ لا يقرُّ خفوقا ،
رقم القصيدة : 15158
-----------------------------------
ما بالُ قلبكَ لا يقرُّ خفوقا ،
وأراكَ تَرعَى النّسرَ والعَيّوقَا
و جفونُ عينك قد نثرنَ من البكا
فوقَ المَدامعِ لُؤلؤاً وعَقيقَا
لو لم يكنْ إنسانُ عينكَ سابحاً
في بحرٍ دَمعتِه، لماتَ غَريقَاً
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم تعلم بما صنعَ الفراقُ ،
ألم تعلم بما صنعَ الفراقُ ،
رقم القصيدة : 15159
-----------------------------------
ألم تعلم بما صنعَ الفراقُ ،
عَشيَة َ جَدّ بالحَيّ انطلاقُ
بلى ! قد ماتَ من جَزَعٍ وخَلّى
معَ الأظعانِ مهجتهُ تساقُ
و ليسَ عليهِ شيءٌ غيرَ هذا ،
كذاكَ يميتُ بالخوفِ الفراقُ
و ما ادري وقد حثوا المطايا ،
أيحملُ شرَّ برقٌ أم براقُ
فكم ردّ الأعنة َ من جموحٍ
ورَدّ دموع حُزنٍ لا تُطاقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كفى حزناً أني بقوليَ شاكرٌ
كفى حزناً أني بقوليَ شاكرٌ
رقم القصيدة : 15160
-----------------------------------
كفى حزناً أني بقوليَ شاكرٌ
لغيري وتخفى ، وبعد ذاك الحقائقُ
وجَلَّ، فما أجزيهِ إلا بشُكرِه،
فيا ليتهُ يدري بأنيَ صادقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قربَ الحبيبُ إلى المحبّ الوامقِ ،
قربَ الحبيبُ إلى المحبّ الوامقِ ،
رقم القصيدة : 15161
-----------------------------------
قربَ الحبيبُ إلى المحبّ الوامقِ ،
من بعدِ ما فتَكَ الفراقُ بعاشقِ
فالآنَ قد لوَتِ النّوى أعناقَها،
ودَنا من الأوطانِ كلُّ مفارِقِ(10/61)
أقدم، أميرَ المؤمنينَ ، على الرضا ،
واسلَمْ لإهلاكِ العَدوّ المارِقِ
أسدٌ بدا من غابه فتضعضعتْ
منه الثعالبُ ، عند شدٍّ صادقِ
حتى إذا عرفوا الهدى ، ورمتْ يدٌ
ما جَمّعَتْ لِمُخاتلٍ، ولسارِقِ
شامَ السيوفَ وقد رأينَ مواقعاً ،
في أرؤسٍ وكَواهلٍ وعَواتِقِ
حِلماً وإبقاءً، ورأفَة َ واسعِ الـ
إنعامِ لا كَزٍّ، ولا متَضايقِ
وثنى أعِنّتَهُ، ولو حضَرَ الوَغَى
كانت دِماؤهُمُ كنَفثَة ِ باصِقِ
سيروا على خطّ الطريقِ ، فإنهُ
إن رحتمُ للنكثِ أسرعُ لاحقِ
لا تحسبوا اليومَ الجديدَ كأمسكم ،
أينَ الصّباحُ من الظّلامِ الغاسِقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ،
هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ،
رقم القصيدة : 15162
-----------------------------------
هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ،
قد قربتْ للبينِ أينقهُ
وأكُفُّ دَمعَ العَينَ من حَذَرٍ،
والدّمعُ يَسبُقُني، وألحقُهُ
يجري دمي دمعاً عليكَ ، وكم
يبدو بكا عيني وأسرقهُ
رشأٌ كساهُ الحسنُ خلعتهُ ،
وجرَى على خَدّيهِ رَونَقُهُ
أهلاً وسهلاً بالإمامِ ، فقد
جلّى الدُّجَى ، وأنارَ مَشرِقَهُ
بَدرٌ تَنَزّلَ في مَنازِلِهِ،
سعدٌ يصبحهُ ويطرقهُ
فَرِحتْ بهِ دارُ الملوكِ، فقَد
كادَتْ إلى لُقياهُ تَسبُقُهُ
ولذاكَ قد كانتْ مَنازِلُهُ
تنبو بساكنها ، وتقلقهُ
يا خيرَ من تزجى المطيُّ لهُ ،
و يمرُّ حبلَ العهدِ موثقهُ
أضحَى عِنانُ المُلكِ منتَشراً،
بيديكَ تحبسهُ ، وتطلقهُ
فاحكُم، لكَ الدّنيا وساكنُها،
ما طاشَ سَهمٌ، أنتَ تَرشُقُهُ
متَفَرّدٌ يُملي الصّوابَ على
آرائِهِ رَبٌ يُوَفّقُهُ
قرّ السريرُ ، وكانَ مضطرباً ،
وأقَلَّ تاجَ المُلكِ مَفرِقُهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حالَ من دونِ رؤيتي للوزيريـ
حالَ من دونِ رؤيتي للوزيريـ
رقم القصيدة : 15163
-----------------------------------
حالَ من دونِ رؤيتي للوزيريـ
نِ، وقد كنتُ راجِياً للتّلاقي(10/62)
طُولُ سُقمٍ ما إن يُفارِقُ جِسمي،
دائرٌ سرُّهُ شَديدُ الوِثاقِ
حينَ أملتُ في الدنوّ اجتماعاً ،
لطفَ الدهرُ في دوامِ الفراقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما وَجدُ صادٍ في الحِبالِ مُوثَقِ
ما وَجدُ صادٍ في الحِبالِ مُوثَقِ
رقم القصيدة : 15164
-----------------------------------
ما وَجدُ صادٍ في الحِبالِ مُوثَقِ
لماءِ مُزنٍ بارِدٍ مُصَفَّقِ
صَريحِ غيثٍ خالصٍ لم يُمذَقِ،
إلاّ كوجدي بك لكن أتقي
يا فاتحاً لكُلّ عِلمٍ مُغلَقِ،
وصَيرَفيّاً، ناقِداً للمَنطِقِ
إن قال : هذا بهرجٌ ، لم ينفقِ ،
إنا على البعادِ والتفرقِ
نَلتَقي بالذّكرِ وإن لن نَلتَقِ
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا مَن ماتَ مِن شَوقٍ
أيا مَن ماتَ مِن شَوقٍ
رقم القصيدة : 15165
-----------------------------------
أيا مَن ماتَ مِن شَوقٍ
إلى لحيتهِ الحلقُ
فأمّا القَصُّ والنّتفُ،
فقد أضناهما العِشقُ
وما شابَتْ ولكن شا
بَ في عارضها ذرقُ
و من يصلحُ للصفعِ
برأسٍ كلهُ فرقُ
وقُرطاسٌ قَفاهُ يَصـ
ـلُحُ في طُومارِهِ المَشقُ
و لو صيرَ برجاساً ،
لمَا أخطأهُ رَشقُ
و يا من مدحهُ كذبٌ ،
و يا من ذمهُ صدقُ
خنَقتَ الكَبشَ حتى كا
دَ لا يبقى لهُ خلقُ
وقد قَدّرَ أن يَصرُ
خَ لكن ما بِهِ طَرقُ
طبيبُ الكفّ لا يذ
بُلُ في قَبضَتِهِ عِرقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حَدّثُونا عَن بِدعَة ٍ، فأبَينا،
حَدّثُونا عَن بِدعَة ٍ، فأبَينا،
رقم القصيدة : 15166
-----------------------------------
حَدّثُونا عَن بِدعَة ٍ، فأبَينا،
فتَغَنّتْ، فظُنّ في البَيتِ بُوقُ
وإذا شَوكة ٌ تَقَصَّفُ يُبساً،
فوقها رأسُ فارة ٍ محلوقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كم حاسِدٍ حَنِقٍ عَليّ بلا
كم حاسِدٍ حَنِقٍ عَليّ بلا
رقم القصيدة : 15167
-----------------------------------
كم حاسِدٍ حَنِقٍ عَليّ بلا
جرمٍ ، فلم يضرني الحنقُ
متضاحكٍ نحوي ، كما ضحكتْ(10/63)
نارُ الذبالة ِ ، وهيَ تحترقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبى آبي الهوى أن لا تفيقا ،
أبى آبي الهوى أن لا تفيقا ،
رقم القصيدة : 15168
-----------------------------------
أبى آبي الهوى أن لا تفيقا ،
و حملكَ الهوى ما لن تطيقا
برغمِ البينِ لا صارمتُ شراً ،
و لا زالتْ ، وإن بعدتْ ، صديقا
كذاكَ بكَيتُ من طَرَبٍ إلَيها،
وبِتُّ أشِيمُ بالنّجَفِ البُروقَا
وما أدري، إذا ما جَنّ لَيلٌ،
أشَوقاً في فُؤادي أم حَريقَا
ألا يا مُقلَتيّ دَهَمتُماني
بلحظكما ، فذوقا ، ثمّ ذوقا
لقد قالَ الروافضُ في عليٍّ
مَقالاً جامعاً كُفراً ومُوقَا
زَنادِقة ٌ أرادَتْ كَسبَ مالٍ
مِنَ الجُهَّالِ، فاتَّخَذَتهُ سُوقَا
وأشهَدُ أنّهُ مِنهُمْ بريٌّ،
و كانَ بأن يقتلهمْ خليقا
كما كذبوا عليهِ ، وهو حيٌّ ،
فأطعَمَ نارَهُ منهم فَريقَا
وكانوا بالرّضا شُغِفُوا زَماناً،
وقد نَفَخوا بهِ في النّاسِ بُوقَا
وقالوا: إنّهُ رَبٌ قَديرٌ،
فكم لصقَ السوادُ بهِ لصوقا
أيترُكُ لونَه لا ضوءَ فيهِ،
و يكسو الشمسَ والقمرَ البريقا
فظلّ إمامهم في البطنِ دهراً ،
و لا يجدُ المسيكينُ الطريقا
فلما أن أتيحَ لهُ طريقٌ ،
تغيبَ نازحاً عنهم سحيقا
وفرّ من الأنامِ وكانَ حيناً
يُقاسي بَينَهم ضُرّاً وضِيقَا
فمن يقضي إذا كانَ اختلافٌ ،
و يستأدي االفرائضَ والحقوقا
وقال المَوصليُّ: إلَيهِ بابٌ،
فلَمْ لم يُعطَ لِلَثغَتِه لَعُوقَا
ويَبريهِ، فقد أضناهُ سُقمٌ،
كأنّ بوَجهِهِ منهُ خَلوقَا
وقالَ، وفي الأئمّة ِ زُهدُ دِينٍ،
ولَم يَرَ مثلَ شِيعَتِهِم فُسُوقَا
و قد عرضتْ قيانهمُ علينا ،
وباعُوا بَعضَهُمْ منّا رَقيقَا
يناطحُ هامهنّ لكلّ بابٍ
من السودانِ يحسبهنّ بوقا
عَظيماتٌ مِنَ البُختِ اللّواتي
تَخالُ شِفاهَها عُشَراً فَلِيقَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد نَتَنَ المَجلِسُ مُذ جِئتَنا،
قد نَتَنَ المَجلِسُ مُذ جِئتَنا،
رقم القصيدة : 15169(10/64)
-----------------------------------
قد نَتَنَ المَجلِسُ مُذ جِئتَنا،
فكلُّ من مرّ بهِ يبصقُ
فغذَّ إبطيكَ وأشبعهما ،
في الصيفِ بالمرتكِ يا احمقُ
ولا تَقُلْ ما فيهِما حيلَة ٌ،
فالحشُّ قد يُكنس أو يُطَبَقُ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> لُح كوكباً
لُح كوكباً
رقم القصيدة : 1517
-----------------------------------
لُحْ كوكباً وإمشِ غُصناً والتفِتْ ريما
فأن عداكَ آسمها لم تعدك السيما
وجه اغرّ وجيدٌ زانه جِيدُ
وقامة ٌ تخجل الخطيّ تقويما
يامن تجلّ عن التمثيل صورته
أأنتَ مثَّلتَ روح الحسن تجسيما
نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا
هاروت طرفُكَ يُنشي السحر تعليما
فلو رأتك النصارى في كنائسها
مصوراً رّبعت فيكَ الأقانيما
إذا سفرتَ تولىَّ المتقيّ صنَماً
وإن نظرتَ توقى ٌ الضيغمُ الريما
مَن لي بألمي نعيمي بالعذاب به
والحبّ ان تجد التعذيب تنعيما
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته
لم يسقني الريق سلسالا وتنسيما
ألقى الوشاحَ على خِصر ٍ توهمٌه
فكيف وشٌحَ بالمرئيُ موهوما
ورجَّ احقاف رمل ٍ في غلائلِهِ
يكاد ينقدّ عنها الكشح مهضوما
ان ألٌم َالحِجل ساقيه فلا عجبٌ
فقد شكى من دقيق الدرز تأليما
الردف والساق رداً مشَيِهِ بهرا
والدرع منقدّة والحجل مفصوما
في وجهه رُسمت آيات مصحفه
تُتلى ولم يخش قاريهن تأثيما
ذي نون حاجبه لو حاؤه آتصلت
في ميم مبسمه لم تعدُ حاميما
ولحن معبد يجري في تكلٌمِهِ
إنْ أدمجَ اللفظ ترقيقاً وتَرخيما
يانازلي الرمل من نجد احبكم
وان هجرتم ففيما هجركم فيما
ألستُمُ انتُمُ رَيحانَ أنفسُنا
دون َ الرياحينَ مَجنيٌاً ومَشموما
إن ينأ شخصكم فليدنو طيفكمُ
لو أن للعين إغفاءً وتَهويما
هل توردون ظمآءً عذب منهلِكُم
أمْ تصدرون الاماني حِوٌماً هِيما
لي بينكم لا أطال الله بينكمُ
غضيض طرفٍ يردّ الطرف مسجوما
انا رضيع هواه منذ نشأتِهِ
ونشأتي لم تردني عنه مفطوما
ما حلتُ عنه ولا عن عهد صبوته(10/65)
وان أطال الجفا عزماً وتَصميما
حرمَّت وصلي كما حللتَ سفكَ دَمي
صدقتُ شرعك تحليلا وتَحريما
ياجائراً وعلى عَمْدٍ أحَكُمٌهُ
أعدِلْ وجرْ بالذي ولاّك تحكيما
لك الصبا والجوى لي والعُلى لعَلي
وقل (لهادي) الهدى طرداً وتقسيما
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد كان يصطادُ المبينَ يوسفٌ
لقد كان يصطادُ المبينَ يوسفٌ
رقم القصيدة : 15170
-----------------------------------
لقد كان يصطادُ المبينَ يوسفٌ
بوَجهٍ مَليحٍ لا يُخلّي من العِشقِ
و قد طالما نادوهُ : يا قمرَ الدجى ،
فلمّا التَحَى نادَوه: يا نافخَ الزّقّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دَسّتْ بُنيّة ُ بِسطامٍ عَقارِبَها
دَسّتْ بُنيّة ُ بِسطامٍ عَقارِبَها
رقم القصيدة : 15171
-----------------------------------
دَسّتْ بُنيّة ُ بِسطامٍ عَقارِبَها
نحوي ونامتْ على الأضغانِ والحنقِ
حتى كأني قد فزعتُ والدها
في المهد فانقلبتْ عيناه من فرقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتانيَ والإصباحُ يَنهضُ في الدُّجى ،
أتانيَ والإصباحُ يَنهضُ في الدُّجى ،
رقم القصيدة : 15172
-----------------------------------
أتانيَ والإصباحُ يَنهضُ في الدُّجى ،
بصفراءَ لم تفسد بطبخٍ وإحراقِ
فناولنِيها، والثّريّا كأنّها
جنى نرجسٍ حيا الندامى بها الساقي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أباحَ عَيني لطولِ اللّيلِ والأرقِ،
أباحَ عَيني لطولِ اللّيلِ والأرقِ،
رقم القصيدة : 15173
-----------------------------------
أباحَ عَيني لطولِ اللّيلِ والأرقِ،
وصاحَ إنسانُها في الدّمعِ بالغَرَقِ
ظَبيٌ مُخَلّى منَ الأحزانِ أوقرَهُ
ما يعلمُ اللهُ من حزنٍ ومن قلقِ
كأنه ، وكأنّ الكأسَ في يدهِ ،
هلالُ تمٍّ ، ونجمٌ غابَ في شفقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ندمانٍ دعوتُ وهبّ نحوي
و ندمانٍ دعوتُ وهبّ نحوي
رقم القصيدة : 15174
-----------------------------------
و ندمانٍ دعوتُ وهبّ نحوي(10/66)
وسَلسَلَها كما انخَرَطَ العَقيقُ
كأنّ بكأسها ناراً تلظى ،
ولولا الماءُ كانَ لها حَريقُ
و قد مالتْ إلى الغربِ الثريا ،
كما أصغى إلى الحسّ الفروقُ
كأنّ غَمامَة ً بَيضاءَ بَيني
وبَينَ الرّاحِ تُحرِقُها البُروقُ
كأنّ نجومها ، والفجرُ يحدو
بليلتهُ ، سليمانٌ يفيقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سلْ بالصبوحِ غبوقا ،
سلْ بالصبوحِ غبوقا ،
رقم القصيدة : 15175
-----------------------------------
سلْ بالصبوحِ غبوقا ،
ولا تَكُنْ مُستَفيقَا
واعْصِ العَذولَ ودَعْهُ
ينفخْ بعذلكَ بوقا
دعِ المسيكينَ حتى
يُقيمَ بالنسّكِ سُوقَا
لا تسلكنّ إلى غيـ
ـرِ ما تُحُبُّ طَريقَا
فإنّ في ذاكَ عندي
رأياً مُضيئاً، وَثيقَا
وخُذْ، وهاتِ سُلافاً
منَ الشّرابِ رَحيقَا
لا تشربنّ سواها ،
أو من حبيبكَ ريقا
اما ترى الصبحَ يدعو :
يا نائِمَينِ أفِيقَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> انظُرْ إلى الجَزرِ الذي
انظُرْ إلى الجَزرِ الذي
رقم القصيدة : 15176
-----------------------------------
انظُرْ إلى الجَزرِ الذي
يَحكي لنَا لَهبَ الحَريقِ
كمِذَبّة ٍ من سُندُسٍ،
و بها نصابٌ من عقيقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتعمُرُ بُستاناً زكا لكَ غَرسُهُ،
أتعمُرُ بُستاناً زكا لكَ غَرسُهُ،
رقم القصيدة : 15177
-----------------------------------
أتعمُرُ بُستاناً زكا لكَ غَرسُهُ،
وتَخرِبُ وُدّاً من خَليلٍ مُوافِقِ
فأعجبهُ كرمٌ يرقُّ نباتهُ ،
وإغداقُ عيدانٍ رُواءِ الحَدائقِ
يَقيلُ الحَمامُ الوُرقُ في شَجَراتِه،
فمِن هادرٍ يَدعو الإناثَ، وصافِقِ
وجَيّاشَة ٍ بالمَاءِ طَيّبَة ِ الثّرى ،
تغورُ على أيدي السقاة ِ الدوافقِ
وما ذاكَ إلاّ خَدعُ دُنيا وزُخرُفٌ،
وأسبابُ إنفاقٍ لِمالِكَ ماحِقِ
لَعَلّكَ في الأرضِ التي لكَ واجِدٌ
بنا بَدَلاً، كَلاّ ورَبّ المَشارِقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهدتْ غليّ التي نفسي الفداءُ لها(10/67)
أهدتْ غليّ التي نفسي الفداءُ لها
رقم القصيدة : 15178
-----------------------------------
أهدتْ غليّ التي نفسي الفداءُ لها
الوردَ نوعينِ مجموعينِ في طبقِ
كأنّ أبيضهُ من فوقِ أحمرهِ
كواكبُ أشرقتْ في حمرة ِ الشفقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّ أرواحَ أهلِ العشقِ سائرة ٌ
كأنّ أرواحَ أهلِ العشقِ سائرة ٌ
رقم القصيدة : 15179
-----------------------------------
كأنّ أرواحَ أهلِ العشقِ سائرة ٌ
إلى جَمالِكِ بالتّقريبِ والعَنَقِ
تَؤمُّ كَعبة َ حُسنٍ، خالُها حجَرٌ،
في الخدّ أسودهُ في أبيضٍ يققِ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> أيّها الساقي
أيّها الساقي
رقم القصيدة : 1518
-----------------------------------
****
ايّها الساقي ومن خمر اللمى
نشوتي فآذهبْ ببنت العنَبِ
أين هذا الخمر من ذاك الرضاب
وهو عذب للمعنىّ وعَذاب
فآسقنيها من ثناياها العَذاب
****
وآطفِ فيها من فؤادي الضرما
واقض هذا اليوم فيها أرَبي
قد فديتُ الغيد لماَّ ان بدتْ
ولها الاغصان طوعا سجدت
وبها الاقمار في الليل آهتدت
****
مثل ما عادَ نهاري مُظلِما
من أثيث الجعد يالِلعَجَبِ
تعقد الزنار في حلّ العهود
مذ ارتهم حسن هاتيك النهود
ولها الاصنام قد خرْت سجود
****
مثل ما فيها عبدتُ الصنَما
وهواها اليوم امسى مذهبي
****
نسج الحسن لها برد الدلال
فبدتْ تختال في عزّ الجمال
غار منها الغصن اذ مالتْ فمال
وقلوب الناس أمست حُوَّما
فوق خدّيها وفيها الأشنَبِ
****
مالتِ النفس اليها فلستْ
مَنْ به للنوم عيناي قَلتْ
وكؤوس الموت فيها قد حلتْ
وعليه لم ازلْ ابكي دَما
وهو لاهٍ لم يزل باللعَبِ
****
فآسعديني ياابنة الدوح فقدْ
قطع الصد لأحشائي وقَدْ
ولهيبُ الشوق في قلبي إتٌقَدْ
وجفون العين تحكي الدِيَما
وهي لم تطمع بطفو اللهَبِ
****
ياحمام الدوح بالله أعدْ
سجعك اليوم لصبّ وأجد
ان تكن مثلي مهجوراً فزدْ
رّبما يطفي غليلي رّبما(10/68)
سجعك اليوم بلحن مُطرِبِ
****
ياحمام أنَّ في وادي العقيقْ
لا ارى لي غيرك اليوم صديقْ
فمتى من سكرة الحب تَفيقْ
والى ما فيه تخشى اللُّوَّما
وتراعي نظرة المرتَقِبِ
****
ياحمامٌ لم ترعْه بالفراق
جيرةٌ تعقد بالهجر النطاق
انت والغصن بضمّ وعناق
وبأسر الريم اصبحت وَما
دفعت عني سرايا العَربِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَحَلنا المَطايا مُدلجيِنَ، فشَمّرَتْ
رَحَلنا المَطايا مُدلجيِنَ، فشَمّرَتْ
رقم القصيدة : 15180
-----------------------------------
رَحَلنا المَطايا مُدلجيِنَ، فشَمّرَتْ
بكلّ فتى غمرٍ إلى الموتِ سباقِ
أطَلنا السُّرَى حتى كأنّ عُيونَها
زجاجاتُ جاماتٍ أديرتْ على الساقي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دهرُ ما أبقيتَ لي من صديقِ
يا دهرُ ما أبقيتَ لي من صديقِ
رقم القصيدة : 15181
-----------------------------------
يا دهرُ ما أبقيتَ لي من صديقِ
عاشَرتُهُ دَهراً، ولا من شَفيقِ
تأكلُ أصحابي وتفنيهمُ ،
ثمّ تلقاني بوجهٍ صفيقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا دَهرُ لا تُرعي علينا ولا تُبقي،
أيا دَهرُ لا تُرعي علينا ولا تُبقي،
رقم القصيدة : 15182
-----------------------------------
أيا دَهرُ لا تُرعي علينا ولا تُبقي،
فرِفقاً بنا بل لا أرى لكَ من رِفقِ
فكم من حبيبٍ قد شققتَ ضريحهُ
وأسكَنتَهُ بيتاً هوَ البَيتُ من حقّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُل لمَشيبي، إذْ بَدا،
قُل لمَشيبي، إذْ بَدا،
رقم القصيدة : 15183
-----------------------------------
قُل لمَشيبي، إذْ بَدا،
و ابيضّ مني المفرقُ
ناطقَة ٌ لكِنّها
كاسفة ٌ لا تنطقُ
إنّ الشّبابَ خانَني،
فالرّأسُ منّي أبلَقُ
أينَ غُرابٌ أسوَدٌ،
أطرتهُ يا عقعقُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ضَمانٌ على عَينيَّ سَقيُ دِيارِكِ،
ضَمانٌ على عَينيَّ سَقيُ دِيارِكِ،
رقم القصيدة : 15184
-----------------------------------(10/69)
ضَمانٌ على عَينيَّ سَقيُ دِيارِكِ،
وإن لم تَكوني تَعلَمينَ بَذلِكِ
وقُلتُ لأصحابي: انظُرو هل بدا لكم
ضَميرُ بلادٍ غَيَّبَتْ أُمَّ مالِكِ
كأنّ المَطايا، إن غَدَونَ بسُحرَة ٍ،
تركنَ أفاحيصَ القطا في المباركِ
فلا جَزَعٌ، أن رابَ دَهرٌ بصَرفِهِ،
و بدلَ حالاً ، فالخطوبُ كذلكِ
لَنا إبِلٌ مِلءُ الفَضاءِ، كأنّما
حَمَلنَ التّلاعَ الحُوَّ فوقَ الحَوارِكِ
و لكنْ إذا اغبرّ الزمانُ تروحتْ ،
فجاءتْ عليهِ بالعروقِ السوافكِ
أبرُّ على الأعداءِ منّي ابنُ حُرّة ٍ،
جَريّ على الشّحناءِ، عَفُّ المَسالِكِ
أقمتُ لهم سوقَ الجلادِ بمنصلي ،
و علمتهم طعنَ الكلى بالنيازكِ
و ما العيشُ إلاّ مدة ٌ سوفَ تنقضي ،
وما المالُ إلاّ هالكٌ عندَ هالِكِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شفعيني ، يا شرُّ ، في ردّ نفسي ،
شفعيني ، يا شرُّ ، في ردّ نفسي ،
رقم القصيدة : 15185
-----------------------------------
شفعيني ، يا شرُّ ، في ردّ نفسي ،
فلَقد طالَ حَبسُ قَلبي لدَيكِ
و أذني في الرقادِ لي ، إنّ عيني
تَستَعيرُ الرّقادَ من عَينَيكِ
أو هبَي لي صَبراً أردُّ بهِ الدّمْـ
ـعَ ، فإني أخافُ دمعي عليكِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> باحَ يا قومُ من أحبّ بتركي ،
باحَ يا قومُ من أحبّ بتركي ،
رقم القصيدة : 15186
-----------------------------------
باحَ يا قومُ من أحبّ بتركي ،
فدعوني أبكي عليهِ ، وأبكي
قلتُ للكأسِ ، وهوَ يكرعُ فيها :
ذقتُ ، واللهِ ، منه اطيبَ منك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لَبيّكَ، يا مَن دَعاني عندَ عَثرَتِه،
لَبيّكَ، يا مَن دَعاني عندَ عَثرَتِه،
رقم القصيدة : 15187
-----------------------------------
لَبيّكَ، يا مَن دَعاني عندَ عَثرَتِه،
لبيّكَ ألفَينِ، يا مولايَ ، لبّيكَا
لو كنتُ منكَ قريباً حينَ تسمعني ،
جَعَلتُ خَدَّيَّ أرضاً تحتَ رِجلَيكَا
جِسمي يَقيكَ الذي تَشكُوهُ من ألَمٍ،(10/70)
ودَمعُ عَينيَّ يَفدي دَمعَ عَينَيكَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صَدَدْتُ، وإن صَدَدتُ برُغمِ أنفي،
صَدَدْتُ، وإن صَدَدتُ برُغمِ أنفي،
رقم القصيدة : 15188
-----------------------------------
صَدَدْتُ، وإن صَدَدتُ برُغمِ أنفي،
فكَم في الصّدّ من نَظَرٍ إلَيكَا
أراكَ بعَينِ قَلبٍ لا تَراها
عيونُ الناسِ من حذرٍ عليكا
فأنتَ الحسنُ لا صفة ٌ بحسنٍ ،
و أنتَ الخمرُ ، لا ما في يديكا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما حانَ لي أن أراكَا،
ما حانَ لي أن أراكَا،
رقم القصيدة : 15189
-----------------------------------
ما حانَ لي أن أراكَا،
وأنْ أُقَبّلَ فاكَا
قلبي بكفيكَ ، فانظرْ
هل فيهِ خلقٌ سواكا
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> يامُعير الغصن
يامُعير الغصن
رقم القصيدة : 1519
-----------------------------------
يامُعير الغصن قداً اهيفا
ومعير الريم مرضى الحدق
هل الى وصلك من بعد الجفا
بلغلة ٌ تنعشُ باقي رمقي
****
****
همتُ في حبك والحبّ هيام
فلي اللومُ ولا لوم ٍ عليكْ
وتعاصيتُ على داعي الغرام
فوقعتُ اليوم طوعاً في يديك
كلّما رمتُ أعاصيكَ الزمام
جذبتني سورة الحبّ اليك
وإذا جال فؤادي وقفا
حول مغناك فلم ينطلق
وعلى نادي هواك اعتكفا
فغدى مأمنه في فرق
****
****
أنت ياذا الدلّ والحسن البديع
لي بثّ لْك لو تسمعه
بنتَ عن جنبي وقد كنت الضجيع
فنبا بعدك بي مضجعه
قد وصلت الحبل في الفي شفيع
وبلا ذنب بدا تقطعه
****
****
انّ من راع فؤادي بالجفا
كلّف القلب بما لم يطق
آه من ذي قوة قد ضعُفا
بالهوى ليت الهوى لم يُخلق
****
****
بتُ من حبّك ذا طرف قريح
محرقي وجدي ودمعي غامري
خضل الأردان ذا قلب جريح
أتحرَّى كل برق حاجري
مالقى القيسان قيس بن ذريح
ما ألاقيه وقيس العامري
لا ولا عروة فيما سلفا
بعض ما لاقيتُ في الحب لقي
ليت دين الحبّ لمّا خُلقا
لم تقم بيعته في عنقي
****
****
اصبحتْ روحي في مثل الخلال(10/71)
مذ تلاشى الجسم في علّته
وانا اصبحت عن شخصي مثال
بارزاً للناس في صورته
مَن رآني خالتي طيف الخيال
وآعتراه الشكُ في يقظته
****
****
اثرَ النمل على صُمّ الصفا
تركتْ مقلته من رمقي
لستُ الحاه على ما اتلفا
انّما اشكره في ما بقي
****
****
خلق الرحمن جسمي والضنا
ناظري والدمع قلبي والوجيب
مقلتي والسهد روحي والعنا
اضلعي والوجد لبّي واللهيب
سبعة في سبعة قد قرُنا
ان هذا لهو الخلق العجيب
****
****
وعلى الوفُق جرى ما آختلفا
دأبُها جار ٍ بهذا النّسق
حسبي الله جسيباً وكفى
من تباريح أهاجتْ حُرقي
****
****
فآسقني كاساً وخذ كاساً اليك
فلذيذ العيش ان نشتركا
وإذا جدتَ بها من شفيتك
فآسقنيها وخذ الأولى لكا
او فحسبي خمرة من ناظريك
أذهبتْ نسكي وأضحتْ منسكا
وآغتنم صفوك قبل الرنق
ان صفا العيش فما كان الصفا
او تلاقينا فقد لا نلتقي(10/72)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قالتْ : تبدلتَ أخرى ؛ قلتُ : أفديكِ
قالتْ : تبدلتَ أخرى ؛ قلتُ : أفديكِ
رقم القصيدة : 15190
-----------------------------------
قالتْ : تبدلتَ أخرى ؛ قلتُ : أفديكِ
من كلّ سوءٍ ومَكرُوهٍ، وأحميكِ
قالَتْ: وسَمّيتَها في الشّعرِ، قلتُ لها:
سَمّيتُ غَيرَكِ لكن كنتُ أعنِيكِ
دعي العتابَ لطيّ الكتبِ ، واغتنمي
يومَ التّلاقي ورَوّي فايَ من فيك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أغارُ عَليكِ من قَلبي، إذا ما
أغارُ عَليكِ من قَلبي، إذا ما
رقم القصيدة : 15191
-----------------------------------
أغارُ عَليكِ من قَلبي، إذا ما
رآكِ ، وقد نأيتِ ، وما أراكِ
وطَيفي، حينَ نمتُ فباتُ لَيلاً
يَسيرُ، ولم أَسِرْ حتى أتاكِ
و غيثاً جادَ ربعاً منكِ قفراً ،
أليسَ كما بكيتكِ قد بكاكِ
و من عينِ الرسولِ ومن كتابٍ ،
إذا ما فضّ مستهُ يداكِ
ومن طَرفِ القَضيبِ من الأراكِ
إذا أعطيته ، يا شرّ ، فاكِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ويحكَ ، بل ويبكَ ، بل وويكا ،
ويحكَ ، بل ويبكَ ، بل وويكا ،
رقم القصيدة : 15192
-----------------------------------
ويحكَ ، بل ويبكَ ، بل وويكا ،
إنّ يديكَ قد جنتْ عليكا
شراً تعضّ دونهُ كفيكا ،
فلا تدعني كربة ً إليكا
و من كلا أذنيكَ لا لبيكا
............
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قَرمَطيّونَ هَلاّ قامَ قَبلَكُمُ
يا قَرمَطيّونَ هَلاّ قامَ قَبلَكُمُ
رقم القصيدة : 15193
-----------------------------------
يا قَرمَطيّونَ هَلاّ قامَ قَبلَكُمُ
كمثلِ ما قامَ قبلَ البعثِ أو تركا
أما علمتم بأنّ اللهَ أطلقهُ ،
لا تذكروا بعده ملكاً ولا ملكا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أدبرا عليّ الكأسَ ليسَ لها تركُ ،
أدبرا عليّ الكأسَ ليسَ لها تركُ ،
رقم القصيدة : 15194
-----------------------------------
أدبرا عليّ الكأسَ ليسَ لها تركُ ،
و يا لائمي! لي فتنتي ولكَ النسكُ(11/1)
دعوني ونفسي ، وباركَ اللهُ فيكمُ ،
أمَا لأسيرِ الغَيّ من لَومكُم فَكّ
إذا لم يكنْ للرشدِ والنصحِ قابلاً ،
فسُخطُكمُ جَهلٌ ولَومُكُمُ مَحكُ
فخَلّوا فتًى باللّهوِ والكأسِ مُغرَماً،
فما عندهُ سمعٌ فهل عندكم تركُ
معتقة ٌ صاغَ المزاجُ لرأسها
أكاليلَ درٍّ ما لمنظومها سلكُ
جرتْ حركاتُ الدهرِ فوقَ سكونها
فذابَ كذوبِ التبرِ أخلصهُ السبكُ
وأدرَكَ منها الآخَرونَ بقيّة ً
من الرّوحَ في جسمٍ أضرّ به النّهكُ
فقد خَفِيَتْ من صَفْوِها، فكأنّها
بقَايا يَقينٍ كادَ يُدرِكُهُ الشّكّ
و طافَ بها ساقٍ أديبٌ بمبزلٍ ،
كخنجرِ عيارٍ ، صناعتهُ الفتكُ
ورُدَّتْ إلينا الشّمسُ تَرفُلُ في الدّجى ،
فكانَ لِسِترِ اللّيلِ من نُورِها هَتكُ
إذا سكَنَتْ قَلباً تَرَحّلَ هَمُّهُ،
وطابتْ له دُنياهُ وانقَمَعَ الضّنكُ
وما المُلكُ في الدّنيا بهَمٍّ وحَسرَة ٍ،
و لكنما ملكُ السرورِ هوَ الملكُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ،
بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ،
رقم القصيدة : 15195
-----------------------------------
بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ،
وإذا سَلا أحَدٌ، فلَستُ كَذاكِ
غادرتِ ذا سقمٍ بحبكِ مدنفاً ،
غياكِ من دمِ مثلهِ إياكِ
سحرتْ عيونُ الغانياتِ وقتلتْ ،
لا مثلَ ما فعلتْ بهِ عيناكِ
لم تقلعا حتى تخضبَ من دمي
سهماهما ، وحسبتُ من قتلاكِ
باتَتْ يُغَنّيها الحِلِيُّ، وأصبَحَتْ
كالشمسِ تنظمُ جواهراص بأراكِ
لا مثلَ منزلة ِ الدويرة ِ منزلٌ ،
يا دارُ جادكِ وابلٌ وسقاكِ
بؤساً لدهرٍ غيرتكِ صروفهُ ،
لم يَمحُ من قَلبي الهَوى ومَحاكِ
لم يحلُ لعينينِ بعدكِ منظرٌ ،
ذمّ المنازلُ كلهنّ سواكِ
أيّ المَعاهدِ منكِ أندُبُ طِيبَهُ،
ممساكِ في الآصالِ أم مغداكِ
أم بردُ ظلكِ ذي العيونِ وذي الحيا ،
أم أرضُكِ المَيثاءُ أم ريّاكِ
فكانما سقطتْ مجامرُ عنبرٍ ،
أو فتّ فأرُ المسكِ فوقَ ثراكِ(11/2)
وكأنّما حَصباءُ أرضِكِ جَوهِرٌ،
وكأنّ ماءَ الوَردِ دَمعُ نَداكِ
و كأنما ايدي الربيعِ ، ضحية ً ،
نشَرَتْ ثِيابَ الوَشيِ فوقَ رُباكِ
وكأنّ دَرعاً مُفرَغاً مِنْ فِضّة ٍ،
ماءُ الغديرِ جرتْ عليهِ صباكِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَقّطْتَ صُدغَكَ ذالاً،
نَقّطْتَ صُدغَكَ ذالاً،
رقم القصيدة : 15196
-----------------------------------
نَقّطْتَ صُدغَكَ ذالاً،
فالوَيلُ من شكلِ ذالك
لو أنّ ذالَكَ ذالي،
سَجَدتُ من أجلِ ذلك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا تَسلو فتَقصُرَ عَن هَواكا،
ألا تَسلو فتَقصُرَ عَن هَواكا،
رقم القصيدة : 15197
-----------------------------------
ألا تَسلو فتَقصُرَ عَن هَواكا،
ألا ومَشيبُ رأسِكَ خانَ ذاكَا
أراكَ تَزيدُ حِذقاً بالمَعاصي،
إذا ما طالَ في الدنيا مداكا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا نَفسِ صَبراً لعَلّ الخَيرَ عُقباكِ،
يا نَفسِ صَبراً لعَلّ الخَيرَ عُقباكِ،
رقم القصيدة : 15198
-----------------------------------
يا نَفسِ صَبراً لعَلّ الخَيرَ عُقباكِ،
خانَتكِ من بَعدِ طولِ الأمنِ دُنياكِ
لكِن هوَ الدّهرُ لُقياهُ على حَذَرٍ،
فربّ حارسِ نفسي تحتَ أشراكِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ،
تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ،
رقم القصيدة : 15199
-----------------------------------
تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ،
حَدّثْ عن الظّاعنينَ، ما فعَلوا
فقالَ : لم أدرِ غيرَ أنهمُ
صاحَ غرابٌ بالبينِ ، فاحتملوا
لا طالَ ليلي ، ولا نهاريَ من
يَسكُنُني، أو يردّهم قَفَلُ
و لا تحليتُ بالرياضِ ، ولا النو
رِ، ومَغنايَ منهُمُ عَطَلُ
عليّ هذا ، فما عليكَ لهم ؟
قلتُ : حنينٌ ودمعة ٌ تشلُ
و غنني مقفلُ الضمائرِ من
حبّ سواهم ، ما حنتِ الإبلُ
فقالَ : مهلاً تبعتهمْ أبداً ،
إن نزلوا منزلاً ، وإن رحلوا
هَيْهَاتَ! إنّ المحبّ ليسَ لهُ(11/3)
هَمٌّ بغَيرِ الهَوَى ، ولا شَغَلُ
تركتَ أيدي النوى تعودهمُ ،
وجِئتَني عن حَديثِهِم تَسَلُ
فقلتُ للركبِ : لا قرارَ لنا ،
من دونِ سلمى ، وإن أبَى العذَلُ
و لم نزلْ نخبطُ البلادَ بأخفا
فِ المطايا ، والظلُّ معتدلُ
كأنما طارَ تحتنا قزعٌ ،
على اكفٍ الرياحِ ينتقلُ
يفري بطونَ النقا النقيَّ ، كما
يَطعَنُ بَينَ الجَوانحِ الأسَلُ
حتى تَبَدّى في الفَجرِ ظَعنُهُمُ،
وسائقُ الصْبحِ بالدّجَى عَجِلُ
و فوقهنّ البدورُ يحجبها
هَوادِجٌ تحتَ رَقمِها الكُلَلُ
فلم يكن بَينَنا سوى اللّحظِ والدمـ
ـعِ كلامٌ لنا ، ولا رسلُ
هذا هذا ، فما لذي إحنٍ
يدسّ لي كَيدَهُ، ويَختَتِلُ
و غن حضرتُ النديَّ وكلَ بي
لحظاً بنَبيلِ الشّحناءِ يَنتَضِلُ
يا ويلهُ من وثوبِ مفترسٍ ،
رُبّ سكُونٍ من تحتِهِ عَمَلُ
استَبقِ حِلمي لا تُفنهِ سَرَفاً،
فبَعدَ حِلمي لأُمّكَ الثّكَلُ
وقد تَردّيتُ بابنِ صاعِقَة ٍ،
أخضَرَ ما في غِرارِهِ فَلَلُ
كم من عداة ٍ أبادهم غضبي ،
فلم أقُل: أينَ هم، وما فَعَلُوا
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> عين تشربك شوف
عين تشربك شوف
رقم القصيدة : 152
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بين فرحة لقاك وهم فرقاك
لاتذكرت جرح ولا نسيتك
حي هالشوف ماتنمل دنياك
شف سواة العيون ليا لقيتك
عين تشربك شوف وعين تظماك
لاذبحني ظماك ولا رويتك
قمت اخيلك هنا ... وهناك .. وهناك
وين ترحل بي النظره نصيتك
ان تبسمت قلت الموعد شفاك
وان تمنعت بانفاسي دعيتك
وان طلبت الغلا قلت الغلا جاك
وان سكنت الخفوق البيت بيتك
وان نثرت القصيد بدرب لاماك
ذاع صيت القصيد وذاع صيتك
يارجا العمر لو حفتك الاشواك
ليتك اول طريق القلب ليتك
ودع البرد كف ضم يمناك
صافح الود قلبي يوم جيتك
حي هالشوف رغم هموم فرقاك
لو تناسيت جرحي مانسيتك
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> ياغزال الكرخ
ياغزال الكرخ
رقم القصيدة : 1520(11/4)
-----------------------------------
هزَّت الزورآء اعطاف الصَفا
فصفت لي رغدةُ العيش الهَني
فآرعَ مِن عهدك ما قد سَلفا
وأعِدْ يافتنة َ المُفتَتِن
****
****
عارض الشمسَ جبيناً بجبين
لنرى أيكما أسنى سَنا
وآسب في عطفك عطفَ الياسمين
وآنثن غصناً إذا الغصنُ انثنى
حبَّذا لو قلبُك القاسي يلِين
انما عطفك كان الأليَنا
فآنعطفْ انت اذا ما آنعطفا
قدُّك المهزوز هزَّ الغُصنا
انّ في خدّك روضاً شغفا
مقلة الرآئي وكفَّ المجتنى
****
****
ياغزال الكرخ واوجدي عليك
كاد سري فيك أن يُنتَهكا
هذه الصهبآء والكأسُ لديك
وغرامي في هواك إحتَنكا
فآسقني كأساً وخُذْ كأساً اليك
فلذيذ ُ العيش أن نشتركا
إترع الأقداح راحاً قرقفاً
وآسقني وآشرب او آشرب واسقني
فلمُاك العذبُ أحلى مرشفا
من دم الكرم ومآء المُزن
مِن طُلا فيها الندىُّ ابتسما
إذ سرتْ تأرجُ في نشر العبير
أطلعتْ شمس سناها أنجما
مِن حباب ولها البدرُ مُدير
والسما أرضٌ او الأرض السما
إذ غدتْ تلك كهذي تستنير
في ربوع ألبستها مطرفا
أنملُ الزهر من الوشي السنى
وحمامُ البُشر فيها هَتَفا
مُعربا في لحنه ِ لم يلحنِ
****
****
وُحميا الكاس لما صفقَتْ
أخذتْ تجلى عروساً بيدَيه
خلتها في ثغره قَد عُتقتْ
زمناً وآعتُصرتْ من وجنتيه
مِن بروق بالثنايا ائتلَقَتْ
في عقيق الجزع أعنى شفتيه
كشف سترَ الدجى فآنكشفا
وآنجلى الأفق بصبح بينّ
اكسبتنا إذ سقتنا نطفا
خفة الطبع وثقل الألسن
****
****
أيها العذال كفّوا عَذلَكُم
بالهوى العذري عذري آتضحا
وامنحوا يا اهل نجد وصلكم
مستهاما يشتكى البرحا
واذكروني مثل ذكراي لكم
ربّ ذكرى قرّبتْ من نزحا
الوفا ياعرب يا اهل الوفا
لا تخونوا عهد مَن لم يَخُنِ
لا تقولوا صدّ عنا وجفا
عندكم روحي وعندي بدَني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسألتَ طَلَلا،
أسألتَ طَلَلا،
رقم القصيدة : 15200
-----------------------------------
أسألتَ طَلَلا،
بالبُرَقِ قد خَلا(11/5)
مُحْوِلاً جَرّتْ به الـ
ـرياحُ ذيلاً معجلا
هل أصابَ بَعدَنا
من سُلَيمَى مَنزِلا
ساءَكَ الدّهرُ بها،
و قديماً فعلا
غادة ٌ قد جعلتْ
لفؤادي شغلا
مُوقَراً بمائِهِ،
قد أتمّ حيلا
عَطِشَ الشّوقُ به،
و سقى أهلَ الملا
ولقَد أغدو على
غارِبٍ قد كَمَلا
مَرِحٌ مِسحَلُهُ،
لا يَرُومُ مَرحَلا
قد رأينا مَشرَباً
غدقاً وماكلا
فهوَ في حاجاتهِ ،
مدبراً ومقبلا
فلَحِقنا نَفسَهُ
بدَمٍ مُزَمَّلا
و دفعنا خلفهث
صلتاناً هيكلا
قدرتْ أربعهُ
للوحوشِ أجلا
عاصِفُ السّيرِ،إذا
ما بهِ السّيرِ غَلا
و لقد بلغني الظا
عنونَ أملا
حلّ قلبي ، ثمّ قدَ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقياً لأيامٍ مضتْ قلائلِ ،
سقياً لأيامٍ مضتْ قلائلِ ،
رقم القصيدة : 15201
-----------------------------------
سقياً لأيامٍ مضتْ قلائلِ ،
أذ ألا في عُذرِ الشّبابِ الجاهلِ
وأملي مُطيعُ قلبِ الآملِ،
و لمتي مصقولة ُ السلاسلِ
أحكمُ في أحكامِ دهرٍ غافلِ ،
فقَصّرَ الحَقُّ عِنانَ الباطِلِ
ووعَظَ الدّهرُ بشَيبٍ شاملِ،
و شكني بأسهمٍ قواتلِ
صَوائِبٍ تَهتَزّ في المَقاتِلِ،
أفلستُ من ذاكَ الزمانِ القاتلِ
إلاّ بطولِ الذكرِ والبلابلِ ،
قد كنتُ حياداً عن الحبائلِ
لا تَلتَقي بي طُرُقُ المنَاهلِ،
و لا أرى فريسة ً لآكلِ
من مَعشَرٍ هم جِلّة ُ القَبائِلِ،
منفرداً بحسبٍ ونائلِ
و أدبٍ يكثرُ غيظَ الجاهلِ ،
وقوتِ نَفسٍ كانَ غيرَ واصِلِ
يقعدني عنهُ قيامُ السائلِ ،
و يفتديني من رجاءِ الباخلِ
ورأيُ قَلبٍ كالحُسامِ فاصِلِ،
مهذبٍ ، يرسبُ في المفاصلِ
كم قد عرفتُ من صديقٍ باخلِ
و حاسدٍ يشيرُ بالأناملِ
يرجمني بكذبٍ وباطلِ
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> في اليأسِ لي عزٌّ كَفاني ذُلّي،
في اليأسِ لي عزٌّ كَفاني ذُلّي،
رقم القصيدة : 15202
-----------------------------------
في اليأسِ لي عزٌّ كَفاني ذُلّي،
يَشركُني في الموتِ كلُّ خِلِّ(11/6)
و لستُ ممنْ فضلهُ من فضلي ،
والسّيفُ راعٍ إبلي في المَحلِ
يَسُوقُها إلى قُدورٍ تَغلي،
تُرقِلُ فيها بالقُدورِ الجُزلِ
إرقالُها والسيرُ تحتَ الرّحلِ،
رأيتُ بالجُودِ عيوبَ البُخلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جلّ امرؤٌ منفرداً وجلاّ
جلّ امرؤٌ منفرداً وجلاّ
رقم القصيدة : 15203
-----------------------------------
جلّ امرؤٌ منفرداً وجلاّ
في زمنٍ لم يرَ فيهِ مثلا
قد أكَلَ الحَمدُ تِلادي أكلا،
و العضبُ لا يثنيهِ إن يفلاَّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فقري غنيٌّ ، وشبابي كهلُ ،
فقري غنيٌّ ، وشبابي كهلُ ،
رقم القصيدة : 15204
-----------------------------------
فقري غنيٌّ ، وشبابي كهلُ ،
و كلُّ فضلٍ لي عليهِ فضلُ
أشكو لجودي حينَ يشكو البخلُ ،
وليسَ عندي لخَؤونٍ وَصلُ
و لا ، إذا عزّ أخٌ أذلّ ،
إن كنتَ لم تَبلُ فسَوفَ تَبلُو
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ،
أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ،
رقم القصيدة : 15205
-----------------------------------
أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ،
يَجِدّ هُبُوبَ الرّيحِ فيهِ ويَهزِلُ
قضيتُ زمانَ الشوقِ في عرصاتهِ ،
بدَمعٍ هَمُولٍ فَوقَ خَدّيَ يَهطلُ
وقفتُ بها عيسي تطيرُ بزجرها ،
و يأمرها وحيُ الزمانِ فترقلُ
طلوباً برجليها يديها ، كما اقتضتْ
يَدُ الخَصمِ حَقّاً عند آخرَ يُمطَلُ
وبالقَصرِ ، إذا خاطَ الخَليُّ جُفُونَهُ،
عنانيَ برقٌ بالدجيلِ مسلسلُ
وإنّي لضَوءِ البرقِ من نحوِ دارِها،
غذا ما عناني لمحهُ ، لموكلُ
تشَقّقَ، واستَدعَى كما صَدَعَ الدّجى
سنى قبسٍ في جذوة ٍ يتأكلُ
و للهِ ميثاقٌ لديّ نقضتهُ ،
وقُلتُ: دَعُوه خالياً يَتَنَقّلُ
ووَعدٌ، وخُلفٌ بعدَهُ، وتَمَنّعٌ
وسُرعة ُ هِجرانٍ، ووصلٌ موَصَّلُ
وقد أشهَدُ الغازاتِ والموتُ شاهِدٌ،
يجورُ بأطرافِ الرماحِ ، ويعدلُ
بطعنٍ تضيعُ الكفّ في لهواتهِ ،(11/7)
وضَربٍ كما شُقّ الرّداءُ المُرعْبَلُ
وخَيلٍ طَواها القَورُ حتى كأنّها
انابيبُ سمرٍ من قنا الخطّ ذبلُ
صببنا عليها ظالمينَ سياطنا ،
فطارتْ بها ايدٍ سراعٍ وارجلُ
و كلّ الذي سرّ الفتى قد أصبتهُ ،
وساعَدَني منهُ أخيرٌ وأوّلُ
فمن ايّ شيءٍ يا ابنة َ القومِ أحتوي
على مُهجَتي، أو أيَّ شيءٍ أُومّلُ
إذا المرءُ أفنى صبحَ يومٍ وثانياً ،
أتاهُ صبَاح، بعدَ ذلك، مُقبِلُ
ويتّبِعُ الآمالَ مَوقِعَ لحظِهِ،
فلَيسَ لهُ عاشَ في النّاسِ مَنزِلُ
وللدّهرِ سِرٌّ سَوفَ يَظهَرُ أمرُهُ،
وللنّاسِ جائرٌ سِوفَ يعدِلُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم تَحزنْ على الرَّبعِ المُحيلِ،
ألم تَحزنْ على الرَّبعِ المُحيلِ،
رقم القصيدة : 15206
-----------------------------------
ألم تَحزنْ على الرَّبعِ المُحيلِ،
وأطلالٍ وآثارٍ مُحُولِ
عفتهُ الريحُ تعدلُ كلَّ يومٍ ،
وجالَتْ فيهِ أعناقُ السّيولِ
و بدلض ، بعدَ أسبابِ التصابي ،
بأسبابِ التّذكّرِ بالقَليلِ
أنارٌ من تهامة َ لم تغمض
بدتْ لكَ ، أم سنى برقٍ كليلِ
تقاضاكَ الهوى عن أهلِ نجدٍ ،
فلَم تَصرِفْ إلى دَمعٍ مَطُولِ
أيقتلُ كلَّ مشتاقٍ هواهُ ،
كما حُدّثتُ عن يَومٍ الرّحيلِ
و يومٍ دارسِ الآثارِ خالٍ ،
كدَمعٍ حارَ في جَفنٍ كَحيل
طَرَقتُ بيَعمَلاتٍ ناجِياتٍ،
و أفقُ الصبحِ أدهمُ ذو حجولِ
و جمعٍ سارَ يقدمهُ لواءٌ ،
كفَضلِ عِمامة ِ الرّجلِ الطّويلِ
مَريضِ الخَوفِ تَخفُقُ رايَتاهُ
على أهلِ الضّغائنِ والتُّبُولِ
شهَدتُ فلم أنَمْ ثأراً بفَخرٍ،
ولم أُغلبْ على العَفوِ الجَميلِ
ومالٍ قد حلَلتُ الوَعدَ عَنهُ،
غذا انعقدتْ بهِ نفسُ البخيلِ
وأُوثِرُ صاحبيّ بفَضلِ زادي،
وأُحيي النّفسَ بالبَلَلِ القَليلِ
أقمنا الميلَ آخرة ً وبدءاً ،
من الأحياءِ في الزّمنِ الطّويلِ
بمُشعَلَة ٍ تُزَفّ إلى الأعادي
كأنّ رجالها آسادُ غيلِ
و كنا ، والقبائلَ من معدٍ ،
كذي رَحلٍ تَقَدّمَ بالزّميلِ(11/8)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّهاهاتيكَ دارُهمُ، فعَرّجْ واسألِ،
وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّهاهاتيكَ دارُهمُ، فعَرّجْ واسألِ،
رقم القصيدة : 15207
-----------------------------------
وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّهاهاتيكَ دارُهمُ، فعَرّجْ واسألِ،
مقسومة ً بينَ الصبا والشمألِ
و كأننا لم نغنَ بينَ عراصها ،
في غِبطَة ٍ، وكأنّنا لم نَحلُلِ
لّجّتْ جُفونُكَ بالبُكاءِ فَخلِّها
تسفحْ على طللٍ ، لشرٍ ، محولِ
ولرُبّ مُهلِكَة ٍ يَحارُ بها القَطا،
مسجورة ٍ بالشمسِ ، خرقٍ مجهلِ
خلفتها بشملة ٍ تطأ الدجى ،
مرتاعة ِ الحَركاتِ، حِلسٍ، عَيطَلُ
تَرنُو بناظِرة ٍ كأنّ حِجاجَها
وقبٌ أنافَ بشاهقٍ لم يحللِ
و كأنّ مسقطها ، إذا ما عرستْ ،
آثارُ مسقطِ ساجدِ متبتلِ
و كأنّ آثارَ النسوعِ بدفها ،
مَسرَى الأساوِدِ في هَيامِ أهيَلِ
ويَشُدّ حاديها بحَبلٍ كاملٍ،
كعَسيبِ نَخلٍ خُوصُهُ لم يَنجَلِ
وكأنّها عَدواً قَطاة ٌ صَبّحَتْ
زُرقَ المِياهِ وهمُّها في المَنزِلِ
ملأتْ دلاءً تستقلُ بحملها ،
قدامَ كلكلها كصغرى الحنظلِ
وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّها
وافٍ كمثلِ الطيلسانِ المخملِ
حملتها ثقلَ الهمومِ ، فقطعتْ
أسبابهنّ بنا تخبّ وتعتلي
عن عزمِ قلبٍ لم اصلهُ بغيرهِ ،
عضبِ المَضارِبِ، صائبٍ للمَفصِلِ
حتى إذا اعتَدَلَتْ علَيهم لَيلة ٌ
سَقَطُوا إلى أيدي قَلائِصَ نُحّلِ
حتى استشارهمُ دليلٌ فارطٌ ،
يسمو لغايته بعينيْ أجدلِ
وكأنّها عَدواً قَطاة ٌ صَبّحَتْ
مَسرَى الأساوِدِ في هَيامِ أهيَلِ
لبسَ الشّحوبَ من الظّهائرِ وجهُهُ،
فكأنّهُ ماوِيّة ٌ لم تُصقَلِ
سارٍ بلحظتهِ ، إذا استبهَ الهدى ،
بَينِ المَجَرّة ِ والسِّماكِ الأعزَلِ
و لربّ قرنٍ قد تركتُ مجدلاً ،
جزراً لضارية ِ الذئابِ العسلِ
عهدي بهِ والموتُ يخفرُ روحهُ ،
وبرأسِهِ كفَمِ الفَنيقِ الأهزَلِ
و لقد قفوتُ الغيثَ ينطفُ دجنهُ ،(11/9)
والصبّحُ ملتَبِسٌ كعَينِ الأشهَلِ
بطِمِرّة ٍ تَرمي الشُّخوصَ بمُقلَة ٍ
كَحلاءَ تُغرِبُ عن ضَميرِ المُشكِلِ
فوهاءَ يَفرُقُ بعينَ شَطرَيْ وجهِها
نورٌ ، تخالُ سناهُ سلة َ منصلِ
وكأنّما، تحتَ العِذارِ، صَفيحَة ٌ
عنيتُ بصفحتها مداوسُ صيقلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و زائرٍ زارني على عجلِ ،
و زائرٍ زارني على عجلِ ،
رقم القصيدة : 15208
-----------------------------------
و زائرٍ زارني على عجلِ ،
مُنَقَّبِ الوَجنَتَينِ بالخَجَلِ
قد كانض يستكثرُ الكتابَ لنا ،
فجادَ بالاعتِناقِ والقُبَلَ
يقودهُ الشوقُ خائفاً وجلاً ،
تحتَ الدجى ، والعيونُ في شغلِ
فنلتُ منهُ الذي أؤملهُ ،
بل الذي كانَ دونهُ أملي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لي حبيبٌ يكدني بمطالهِ ،
لي حبيبٌ يكدني بمطالهِ ،
رقم القصيدة : 15209
-----------------------------------
لي حبيبٌ يكدني بمطالهِ ،
غَشّ ديني بحُسنِهِ وجمَالِهِ
قمرٌ يلبسُ الظلامَ ضياءً ،
عجبَ النقصُ في الورى من كمالهِ
نازحُ الوصلِ ليسَ يرحمُ آما
ليَ من طولِ هجره واعتلالهِ
وَجّهَتْ نَفسي الرّجاءَ إليهِ،
فاقامتْ على انتظارِ نوالهِ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> شمسُ الحُميٌا
شمسُ الحُميٌا
رقم القصيدة : 1521
-----------------------------------
شمس الحمياّ تجلتْ في يد الساقي
فشعَّ ضوء سَناها بين آفاق
سترتها بفمي كي لا تنمّ بنا
فأججتْ شُعلة ً مابينَ آماقي
تشدو أباريقها بالسكب مفصحة
يشرى السليم فهذي رقية الراقي
خذها كواكب أكواب ٍيشعشعُها
ما يحتسي الطرف من أقداح أحداق
تسعى اليك بها خود مراشفها
أهنى وأعذب ممّا في يد الساقي
ماشاك عقرب صدغيها مُقبٌلها
الا ومن ريقها يُرقى بدرياق
مسودَّة الجعد لو لا ضوء غرّتها
لَما هَدَتني إليها نارَ أشواقي
يهدي اليك بمرآها ومسمعها
جمال يوسف في الحان اسحاق
هيفآء لو لا كثيب من روادفها
فرَّ النطاقان من نزع وإقلاق(11/10)
ماهَّبت الريح الا آستمسكتْ بيديْ
تِربٍ لها وإعتراها فضلُ إشفاق
قالت خذي بيدي فالريح قد خفقتْ
تهدُّني بنسيم هب َّ خفٌاق
جال الوشاح بكشحيها متى نهضتْ
تسعى اليك وضاق الحجلُ بالساق
لا تلبس الوشي الاّ كي يزان بها
كما يُزان سواد الكحل بالماق
تزيد حسناً اذا ما زدتها نظراً
كالروض غبَّ رفيف القطر مهراق
تلك التي تركت جسمي بها مَرضا
وحرضت كي تذيبَ القلب أشواقي
وآستجمعتْ واثقات الحسن فآجتمتْ
لها المودّة من قلبي واعلاقي
ضممتُها فتثنٌتْ وهي قائلة
بالغنج رفقا لقد قصَّمتَ اطواقي
رقتْ محاسنها حتى لو آتْخذتْ
عرشا بناظرتي لم تدر آماقي
وبتُ أسقي وباتت وهي ساقيتي
نحسو الكؤس ونسقي الارض بالباقي
في مربع نسجتْ ايدي الربيع له
مطارف الزهر من رَندٍ وطبَّاق
تشدو العنادل في ارجائه طربا
والغصن يسحب فيه ذيل اوراق
كأنما النرجس الغضُّ الجنيّ به
نواظر خُلقتْ من غير أحداق
والنهر مطٌرِدُ والزهر منعكِسُ
والناي ما بَينَ تقييدٍ وإطلاقِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تُفاحَة ٌ مَعضُوضَة ٌ،
تُفاحَة ٌ مَعضُوضَة ٌ،
رقم القصيدة : 15210
-----------------------------------
تُفاحَة ٌ مَعضُوضَة ٌ،
كانَتْ رسولَ القُبلِ
لو كانَ فيها وجنة ٌ ،
تَنَقّبَتْ بالخَجَلِ
تنَاولَتْ كَفّي بها
ناحية ً من أملي
لَستُ أُرَجّي غَيرَ ذا،
يا لَيتَ هذا دامَ لي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما قَليلٌ منكَ لي بقَليلِ،
ما قَليلٌ منكَ لي بقَليلِ،
رقم القصيدة : 15211
-----------------------------------
ما قَليلٌ منكَ لي بقَليلِ،
يا مُنَى نَفسي، وغايَة َ سُؤلي
سَلْ بحَقّ الله عَينَكَ عنّي،
هَل أحَسّتْ في الوَرى بقَتيلِ
أنتَ أفسدتَ الحياة َ بهجرٍ ،
و مماتي بحسابٍ طويلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عناءُ المحبّ طويلق طويلُ ،
عناءُ المحبّ طويلق طويلُ ،
رقم القصيدة : 15212
-----------------------------------
عناءُ المحبّ طويلق طويلُ ،(11/11)
و صبرُ المحبّ قليلٌ قليلُ
وزلاَّتُ رُسُلِ الهَوَى لا تُقا
لُ، وكم من محبٍّ نَفاهُ الرّسولُ
أسأتَ بي الظنَّ ، يا سيدي ،
وما سُوءُ ظَنٍ بمِثلي جَميلُ
إذا أنا خنتُ ، فمن ذا يفي ،
أتَدري، فَدَيتُكَ، ماذا تَقولُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيّها اللّيلُ الطّويلُ
أيّها اللّيلُ الطّويلُ
رقم القصيدة : 15213
-----------------------------------
أيّها اللّيلُ الطّويلُ
سرْ وخففْ ، يا ثقيلُ
أينَ ضَوءُ الصُبْحِ عنّي،
غالَتِ الأصباحَ غُولُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعاذلتي لا تعذلي عاشقاً مثلي ،
أعاذلتي لا تعذلي عاشقاً مثلي ،
رقم القصيدة : 15214
-----------------------------------
أعاذلتي لا تعذلي عاشقاً مثلي ،
ولكن دَعيهِ واعذِري الحبَّ من أجلي
و نوحي على صبٍّ بكتْ عائداتهُ ،
صريعِ قُدودِ البانِ والأعينِ النُّجلِ
رَمَينَ، فلَمّا أن أصبَنَ مَقاتلي،
تَوَلّينَ، فانضَمّتْ جراحي على النَّبلَ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أي وَردٍ على خُدودِ الغَزالِ،
أي وَردٍ على خُدودِ الغَزالِ،
رقم القصيدة : 15215
-----------------------------------
أي وَردٍ على خُدودِ الغَزالِ،
أيُّ مَيلٍ في قَدّهِ واعتِدالِ
أيُّ درٍ ، إذا تبسمَ يبديـ
ـهِ ، وسحرٍ في طرفهِ ودلالِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تعاتب ، غذا هويـ
لا تعاتب ، غذا هويـ
رقم القصيدة : 15216
-----------------------------------
لا تعاتب ، غذا هويـ
ـتَ ولا تُكثِرِ العَذَل
لا تذكر بوصلكَ الـ
ـهَجرَ ما دامَ قد عَقَل
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مُفرداً في الحُسنِ والشّكلِ،
يا مُفرداً في الحُسنِ والشّكلِ،
رقم القصيدة : 15217
-----------------------------------
يا مُفرداً في الحُسنِ والشّكلِ،
من دلّ عينيكَ على قتلي
البَدرُ من شَمسِ الضّحى نُورُهُ،
و الشمسُ من نوركَ تستملي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جسمُ المحبّ بثوبِ السقمٍ مشتملُ ،(11/12)
جسمُ المحبّ بثوبِ السقمٍ مشتملُ ،
رقم القصيدة : 15218
-----------------------------------
جسمُ المحبّ بثوبِ السقمٍ مشتملُ ،
وجَفنُهُ بدَموعِ الشّوقِ مُكتَحِلُ
و كيفَ يبقى على ذا مدنفٌ كمدٌ ،
لم يبقَ من صبرهِ رسمٌ ولا طللُ
وظَلّ عُذّالُهُ، لا كانَ عُذَّلُهُ،
لو يعلمونَ الذي ألقى لما عذلوا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كم ليَ من عذولٍ ،
كم ليَ من عذولٍ ،
رقم القصيدة : 15219
-----------------------------------
كم ليَ من عذولٍ ،
بتُّ لهُ عَذولا
فرقّ لي ، وأمسى
على الهَوى دَليلا
و صارَ لي رسولا ،
و تركَ الفضولا
وقادَ لي حَبيبي،
ولم يكُنْ ثَقيلا
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> أغارَ الحُسنْ
أغارَ الحُسنْ
رقم القصيدة : 1522
-----------------------------------
أغار الحُسن وجنتهُ لهيبا
ليمنع نَمل عارضه دَبيبا
وافرغه الصبا قًمرا فلمٌا
تلظّت نار وجنته أذيبا
اذا آسترشفت من برد الثنايا
أخاف ُعليه ِمن نفسي لهيبا
تغنى حجله فحسبتُ غصناً
ثنتهُ صباً فاوقع عندليبا
اذا هضم الصبا كشحيه أوفى
بردفٍ ماج مرتجاً كثيبا
فها انا منثنٍ ادنو اليهِ
اذا ما اهتز معتدلاً رطيبا
وهل انا راجع بعناق ِ ظَبيُ
رشاً قد تيم الرشَأ الرَبيبا
فانعم ما على الغبراء عيشٌ
محبٌ بات مُعتنقا حَبيبا
سفرت لناظري زهراً مندٌى
فدع لي طيب نشرك ان يطيبا
إذا منه أنستَ غريب حُسنٍ
أتاكَ بغيرهِ حُسناً غريبا
وتحسب وجهه قمرا فيرنو
فتحسب لحظهُ سيفَاً قشيبا
اذا رمتُ السلوَّ اشتد وجدي
وزاد على الوجيبِ بهِ وَجيبا
وعيشك أيها الرشأ المفَدٌى
لعيشي دون وصلك لن يطيبا
ولست امدُّ لي امداً بعيداً
اذا ما كنت لي فيهِ قَريبا
فذات الطوق لو نظرت اليهِ
لاصبح جيدها منهُ سَليبا
وصورٌ قرطه صنما فخَرٌتْ
له الاصداغ تعبده صَليبا
متى ما كافر الظلماء يدعو
لمرسل شعره لبى مُجيبا
فلمٌا لاحَ حيٌرَ كُل لُبٍ
فلم تر عند مرآه لبيبا(11/13)
رشاً تعشو النواظر منهُ نوراً
فلا اخشى بنظرتهِ الرقيبا
أغار الشمس لما واجَهتهُ
بمطلعِها فودٌت أن تغيبا
واخجل قرصها فاحمرَّ حتى
حسبتُ شعاعها الكف الخضيبا
ولاح لها بمطلعها اضطراب
اتنحو الافق ام تنحو المغيبا
هوىً قد ضاق صدر الصب فيه
ولازمه فعاد به رحيبا
اقام بعينه فغدى سُهاداً
وحلَّ بقلبه فغدى وجيبا
فلست ترى الهوى الا غريبا
ولا معنىً به الا غريبا
ولستُ اقول هذا الشعر الا
فخارا او عتاباً او نسيبا
واني قد قرضت الشعر حسناً
لذكرك ألا لان ادُعى أديبا
ولستُ كسائر الشعراء شعري
تعوٌدَ أن يُثاب ولا يُثيبا
لقد سفرت به الظلماء حتى
غدى وضح الصباح بها قشيبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أطلتَ ، وعذبتني ، يا عذولُ ،
أطلتَ ، وعذبتني ، يا عذولُ ،
رقم القصيدة : 15220
-----------------------------------
أطلتَ ، وعذبتني ، يا عذولُ ،
بُليتُ، فدَعني حَديثي يَطولُ
فما بالُ ذا الليلِ لا ينقضي ،
كذا ليلُ كلّ محبٍّ طويلُ
أبِيتُ أُساهرُ بَدرَ الدُّجَى
إلى الصّبحِ وَحدي ودَمعي يَسيلُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُم، ففَرِّجْ عن كربَتي، يا رَسولُ،
قُم، ففَرِّجْ عن كربَتي، يا رَسولُ،
رقم القصيدة : 15221
-----------------------------------
قُم، ففَرِّجْ عن كربَتي، يا رَسولُ،
إنّ عَبدَ الهَوَى عُبيدٌ ذَليلُ
صدّ عني ، فما يردّ جوابي ،
لَيتَ شِعري متى تَقولُ تَقُولُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صدّ عني تبرماً ، وتملاّ
صدّ عني تبرماً ، وتملاّ
رقم القصيدة : 15222
-----------------------------------
صدّ عني تبرماً ، وتملاّ
قمَرٌ لاحَ في الدّجَى وتَجَلّى
أسرعتْ عينهُ المليحة ُ قتلي ،
لم تدعني في الحبّ أضنى وابلى
أنا عَبدٌ لسّيدٍ لي جافٍ،
كلّما رُمتُ وصلَهُ زاد بُخلا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بكاهُ على ما في الضميرش دليلُ ،
بكاهُ على ما في الضميرش دليلُ ،
رقم القصيدة : 15223(11/14)
-----------------------------------
بكاهُ على ما في الضميرش دليلُ ،
و لكنّ مولاهُ عليهِ بخيلُ
وَلي كَبِدٌ أمسَى يُقَطّعُهُ الهَوَى ،
ودَمعٌ عَصَى الأجفانَ، وهوَ يَسيلُ
فيا عاذلي ، لا تحزنني بغادتي ،
فما ذاكَ بينَ العاشقينَ جميلُ
فهلْ لي إلاّ أن امونَ بحبها
ضياعاً، ولا يَدري بذاكَ خَليلُ
إليكَ امتطينا العيسَ تنفخُ في السرى ،
وللّيلِ طَرفٌ بالصّباحِ كَحيلُ
وفتيانِ هَيجٍ باذِلينَ نُفوسَهم،
كأنهمُ تحتَ الرماحِ وعولُ
وجَرّدْتُ من أغمادِهِ كلَّ مُرهَفٍ،
إذا ما نتضتهُ الكفُّ كادَ يسيلُ
ترى فوقَ متنيهِ الفرندَ ، كأنما
تَنَفّسَ فيهِ القَينُ، وهوَ ثَقيلُ
فأعلَمتُهُ كيفَ التَصافُحُ بالقَنَا،
وكيفَ تُرَوّى البيضُ وهيَ مُحولُ
سريعٌ إلى الأعداءِ، أمّا جَنانُهُ
فماضٍ، وأمّا وَجهُهُ فجَميلُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كريمٌ سليلٌ للملوكِ مهذبٌ ،
كريمٌ سليلٌ للملوكِ مهذبٌ ،
رقم القصيدة : 15224
-----------------------------------
كريمٌ سليلٌ للملوكِ مهذبٌ ،
سريعُ العَطايا عندَ كلّ سؤالِ
و جاءتْ به أمٌّ من السودِ أنجبتْ
كلَيلَة ِ سِرٍّ طُوّقَتْ بهِلالِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ضَلّوا وقادَهمُ إمامُ ضَلالة ٍ،
ضَلّوا وقادَهمُ إمامُ ضَلالة ٍ،
رقم القصيدة : 15225
-----------------------------------
ضَلّوا وقادَهمُ إمامُ ضَلالة ٍ،
قد كانَ بدلَ دينهم تبديلا
ما زالَ يَحمِلُ دائِباً أوزارَهم،
حتى أتيتَ برأسه محمولا
فليَهنِكَ الظّفَرُ الذي أوتيتَهُ،
وتَرَدّدَ الأعداءُ عَنكَ نُكولا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقولُ لمّا تَبَدَّى راكبُ الفيلِ،
أقولُ لمّا تَبَدَّى راكبُ الفيلِ،
رقم القصيدة : 15226
-----------------------------------
أقولُ لمّا تَبَدَّى راكبُ الفيلِ،
وصَحّ ما كانَ من قالٍ ومن قيلِ
يزفّ في القيدِ محمولاً إلى سقرٍ ،
مقسماً بينَ تنضيجٍ وتبطيلِ
وأقبَلَ المُكتَفي بالله يَتبَعُهُ،(11/15)
فأكثرَ الناسُ من حمدٍ وتهليلِ
انظُرْ إلى حِكمَة ِ الأقدَارِ في مَلِكٍ،
كالشّمسِ حُسناً، وفي قِردٍ على فيلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا،
ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا،
رقم القصيدة : 15227
-----------------------------------
ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا،
وسَلَكتُ غَيرَ سَبيلِهِنَّ سَبيلا
و ثنيتُ أعناقَ الهوى نحوَ العلى ،
و رأيتُ شأوَ العاشقينَ طويلا
فأجَبتُ واعظة َ النُّهَى ، فاستَجمعتْ
ألفاظُ عينكَ وانثنى مغلولا
عهدانِ ماتا للأوانسِ والصبا ،
فاندبهما ، لا تندبنّ طويلا
ذَهبا بمَعسُولِ الحَياة ِ وأيَّسا،
من رجعة ٍ وتعجلٍ تحويلا
بدلتُ ، من ليلِ الشبابِ بمفرقي ،
صبحَ النهى ، أحببْ بذاكَ بديلا
لكنّ في قلبي، إذا صَدّ الرَّشَا
عني ، أسى يعتادني ، وغليلا
و لربّ ليلٍ لا تجفّ جفونهُ
من دمعة ٍ ملقٍ عليهِ سدولا
ماتتْ كواكبهُ ، وأمسى بدرهُ ،
في الأفقِ ، مُتّهَمَ الحَياة ِ عَليلا
دَبّتْ بنا في غَمرَة ٍ مَشمُولَة ٍ،
حتى توهمنا الصباحَ أصيلا
صَفراءُ تَحسَبُها، إذا ما صُفّقَتْ،
ذهباً حوتهُ كأسها محلولا
أهلاً وسَهلاً بالإمامِ ومَرحَباً،
لو أستطيعُ غلى اللقاءِ سبيلا
لا يمتطي حفظاً ولا يمسي لهُ
طَرْفٌ بمِروَد رَقدَة ٍ مَكحُولا
ومُشَمِّرٍ أذيالَهُ يَومَ الوَغَى ،
جرتْ عليهِ السافياتُ ذيولا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إنّ الفراقَ دعا الخليطَ ، فزالا ،
إنّ الفراقَ دعا الخليطَ ، فزالا ،
رقم القصيدة : 15228
-----------------------------------
إنّ الفراقَ دعا الخليطَ ، فزالا ،
وقعدتَ تسألُ بعدهُ الأطلالا
طالتْ بهم ، والفجرُ قد أخذ الدجى ،
عِيدِيّة ٌ قُودٌ يُخَلنَ خِلالا
وكأنّ في الأحداجِ، يومَ تَرَحّلُوا،
آرامَ سِدرٍ قد لَبِسنَ ظِلالا
يُبدينَ بَيضاتِ الخُدودِ كأنّها
صفحاتُ هنديٍّ كسينَ صقالا
بانَتْ شُرَيرَة ُ عَنكَ، إذْ بانُوا بها،(11/16)
واستَخلَفَتْ في مُقلَتَيكَ خيَالا
بَيضاءُ آنسَة ُ الحَديثِ كأنّها
قد أُشعِلَتْ، من حُسنِها، إشعالا
في وجهها ورقُ النعيمِ ملا العيو
نَ ملاحة ً ، وظرافة ً ، وجمالا
عجبتْ شريرة ُ ، إذ رأتني شاحباً ،
يا شرّ قد قلبَ الزمانُ ، وحالا
يا شرّ قد حملتُ بعدكِ كربة ً ،
وهُمومَ أشغالٍ عليّ ثِقالا
وفَسادَ قومٍ قد تَمَزّقَ وُدُّهم
فعلاً ، وضاعوا من يديّ ضلالا
ما تطمئنّ نفوسهم من نفرة ٍ ،
قَطَعَتْ وسائلَ خِلّة ٍ وحِبَالا
قومٌ هُمُ كَدرُ الحياة ِ وسُقمُها،
عَرضَ البَلاءُ بهمْ عليّ وطالا
يتآكلونَ ضغينة ً وخيانة ً ،
و يرونَ لحمَ الغافلينض حلالا
وهمُ فَراشُ السّوءِ يومَ مُلِمّة ٍ،
يتَهافَتونَ تَعاشِياً وخَيالا
وهمُ غَرابيلُ الحَديثِ إذا دعَوا
شراً تقطرَ منهمُ ، أو سالا
صرَفتْ وُجُوهُ اليأسِ وَجهي عنهُمُ،
وقَطَعتُ منهُم خِلّة ً، ووِصالا
و وهبتهم للصرمِ ، وابتلّ الثرى ،
ووَجدتُ عُذراً فيهمُ ومَقالا
و لقد أجازي بالضغائنِ أهلها ،
و اكونُ للمتعرضينَ نكالا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شخُوصُ ولا ية ٍ كشخوصِ عزلِ،
شخُوصُ ولا ية ٍ كشخوصِ عزلِ،
رقم القصيدة : 15229
-----------------------------------
شخُوصُ ولا ية ٍ كشخوصِ عزلِ،
على دَهَشٍ وعِزٍّ مثلِ ذُلِّ
و مجنونٌ يخلصُ بعدَ حبسٍ
وأقيادٍ، وسِلسِلَة ٍ وغُلّ
ولم تُقضَ الحُقوقُ ولا اقتَضاها
بتسليمٍ وتوديعٍ لخلّ
ولم أرَ قَبلَهُ رِيحاً عَصوفاً
مُجَسَّمة ً، وطُوماراً برَحلِ
و أحبسها سيسلوها سريعاً ،
ويَرجعُ خائباً يَرغو ويغلي
و وجهُ العزلِ يضحكُ كلَّ يومٍ
ويَطبزُ في قَفا الوالي المُدِلّ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> تبسٌم كالبرق
تبسٌم كالبرق
رقم القصيدة : 1523
-----------------------------------
تبسَّم كالبرق لمَّا آئتلق
رشاً خاتَل القلب حتى آعتلقْ
ولاحَ لنا مرسلاً شِعره
فكانَ الضياء وكان الغسَقْ
كأنَّ سنا نوره صارِمُ(11/17)
اصيب الصباحُ به ِ فآنفَلَقْ
فما حاكَ من شعره مطرفاً
من الليل ِ الاّ وفيه إنخَرَق
بدى والثريَّا بأفق السما
كعنقود فاكهة في طَبق
فأخجل بدر السما وجههُ
فذا الطلّ راشح ذاكَ العَرق
وجنَّ سهيل الى وجنتَيه
فها هو في الافق ِ رهن القلق
يجورُ النطّاق على خصرهِ
فها هو منذعر المنتطَق
بخَدٌيهِ وردُ زها زهرَهُ
لِما قد سقَته القلوب العلق
أقام به خالّه حارساً
يذود عن الزهر سحر الحدق
فصُنه بنهديك هب إنٌهُ
صَلا نار خدّيك حتى احترق
فقد ماج ماء الصبا فيهما
ألم تخشَ ان يعتريه الغَرقْ
رشاً خامر السكر إخلاقَهُ
فبات يُرى فيه مثل النَزقْ
ثناياهُ والواو من صِدغِه
هما علَّمانيَ عطف النسَق
فبتُ ّ ومن ريقهِ خمرتي
ولم أحتسي كاس ساق ٍ رَهَق
ولم اسأم ِ الراح لكنّني
تركتُ الرقيق َ بأخذ الأرقّ
سقى بقعة الكرخ من ملعبٍ
ملث القطار مُديم الغَدَق
سكوب يحاكي بتسكابِه
غُروب السواقي اذ ما اندفق
فلي عندها لا درتْ عُذ ّلي
فتاة ٌ تضيء ضياء الفلق
على انها لم تنلني سِوى
شهيّ المقّبل والمُعتنَق
وكنّا رضيعي لبان الهوى
لنا كلُ ّ ما راق منه ورَق
ومذ جاء حق الحجى بالمشيب
وكان الصبا باطلاً قد زهق
لَوتْ جيدَها والهوى عاكِف
وذلك باق ٍ بقاء الرَمَق
ومذ فلق الشَّيب قد حفّ بي
تلَتْ قُل اعوذ بربّ الفلق
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أُفِّ من وَصفِ مَنزِلِ،
أُفِّ من وَصفِ مَنزِلِ،
رقم القصيدة : 15230
-----------------------------------
أُفِّ من وَصفِ مَنزِلِ،
بعُكاظٍ، فحَومَلِ
غيرَ الريحُ رسمهُ ،
بجنوبٍ وشمألِ
و سقى اللهُ نهرَ عرَ
شى ، فبابَ التحولِ
حيثُ لا لومَ في المجونِ ،
فما شئتَ فاجهلِ
يا خَليليّ أسقيا
ني رَحِيقَ السّلسَلِ
ماتَرى البَدرَ قد أتا
كَ بماءٍ مُصَندَلِ
و مليحٍ مقرطقٍ ،
احورِ العينِ أكحلِ
قلتُ لمْ لا تزورني ؟
قال: مَن لي، وكيفَ لي؟
ورِفاقي، وغَفلَة ٌ،
لَيسَ يَدرونَ مَن يَلي(11/18)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَن لأُذني بعَذولِ،
مَن لأُذني بعَذولِ،
رقم القصيدة : 15231
-----------------------------------
مَن لأُذني بعَذولِ،
ولِكَفّي بشَمُولِ
قَهوَة ٍ تَذهبُ عَنّا
بهُمومٍ وعُقُولِ
استعنْ بالراحِ يا صا
حِ على اللّيلِ الطّويلِ
قُل لمن يَبخَلُ عَنّي
بقليلٍ منْ قليلِ
بسَلامٍ من كَلامٍ،
و بلحظٍ من رسولِ
هل إلى وصلٍ ، وإلاّ ،
فسَلوا: هل من سَبيلِ؟
ويحَ نَفسي من حبيبٍ
ناقضِ العهدِ ، ملولِ
ظبي إنسٍ ، فاترِ الألـ
ـحاظِ ذي جَفنٍ كَحيلِ
عَيّروا عارِضَهُ بالمِسْـ
ـكِ في خَدٍّ أسيلِ
تحتَ صُدغَينِ يُشيرا
نِ إلى وَجهٍ جَميلِ
عنديَ الشوقُ إليه،
و التناسي عندهُ لي
فلَقَد قلتُ ليَحيَى ،
عندَ تقريبِ الحمولِ
إنما ينعونَ نفسي ،
إذ تداعوا بالرحيلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعاذلَ قد أبحتُ اللهوَ مالي ،
أعاذلَ قد أبحتُ اللهوَ مالي ،
رقم القصيدة : 15232
-----------------------------------
أعاذلَ قد أبحتُ اللهوَ مالي ،
و هانَ عليّ مأثورُ المقالِ
دَعيني هَكذا خُلقي، دَعيني
فمَا لكِ حيلَة ٌ فيهِ، ولا لي
و يومٍ فاختيَّ اللونِ مرخٍ
عزاليهِ بطلٍّ ، وانهمالِ
ربحتُ سرورهُ ، وظللتث فيهِ ،
برغمِ العاذلاتِ ، رخيَّ بالِ
و ساقٍ يجفلُ المنديلَ منهُ
مكانَ حمائلِ السيفِ الطوالِ
غلالة ُ خدهِ صبغتْ بوردٍ ،
ونُونُ الصُّدغِ مُعجَمَة ٌ بخالِ
غدا والصبحُ تحتَ الليلِ بادٍ ،
كطِرْفٍ أبلَقٍ مُلقَى الجِلالِ
بكأسٍ من زُجاجٍ فيهِ أُسدٌ،
فرائسهنّ ألبابُ الرجالِ
إذا ما صرعتْ منا نديماً
تَوَسّدَ بالَيمينِ، وبالشِّمالِ
ألَم تَرَني بُليتُ بذي دَلالٍ،
خَليٍّ لا يرِقُّ، ولا يُبالي
أقولُ، وقد أخذتُ الكأسَ منه:
وَقتَكَ السّوءَ رَبّاتُ الجَمالِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أكثرتَ يا عاذِلي منَ العَذَلِ،
أكثرتَ يا عاذِلي منَ العَذَلِ،
رقم القصيدة : 15233
-----------------------------------(11/19)
أكثرتَ يا عاذِلي منَ العَذَلِ،
أنّي عن العاذِلينَ في شَغَلِ
أحسنُ من وَقفَة ٍ على طَلَلِ،
و من بكاءٍ في غثرِ محتملِ
كاسُ مدامٍ أحظيتُ فضلتها
كفَّ حَبيبٍ والفِعلُ من قِبَلي
في مجلسٍ حثتُ الكؤوسُ بهِ ،
فالقومُ من مائلٍ ومنجدلِ
يطوفُ بالراحِ بينهم رشأٌ
محكمٌ في القوبِ والعقلِ
أفرغَ نوراً في قشرِ لؤلؤة ٍ ،
تجلّ عن قيمة ٍ وعن مثلِ
يَكادُ لحظُ العُيونِ حينَ بَدا
يسفكُ من خدهِ دمَ الخجلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صَحا عاذلي عنّي ولم أصحُ من ضَلّي،
صَحا عاذلي عنّي ولم أصحُ من ضَلّي،
رقم القصيدة : 15234
-----------------------------------
صَحا عاذلي عنّي ولم أصحُ من ضَلّي،
و يا حبذا شرٌّ على المنعِ والبذلِ
وَهَبتُ لها قلبي، فلا تَطلُبوا دَمي،
و ليسَ عليها من فداءٍ ولا قتلِ
و لم أرَ مثلَ العاذلينَ على الهوى ،
جعلتُ لهم شغلاً ، وخلاهمُ شغلي
خَليليّ طُوفا بالمُدامِ، وبادِرَا
بقيّة َ عُمري، والسّلامُ على مِثلي
ألا إنها جسمي لروحي مطية ٌ ،
ولا بُدّ يوماً أن تَعَرّى من الرّحل
ويا عاذلي! هَلاّ اشتَغَلتَ بسامعٍ،
كما أنا مشغولٌ بكأسي عن العذلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا عَلّلاني! إنّما العَيشُ تَعليلُ،
ألا عَلّلاني! إنّما العَيشُ تَعليلُ،
رقم القصيدة : 15235
-----------------------------------
ألا عَلّلاني! إنّما العَيشُ تَعليلُ،
وما لحيَاة ٍ، بعدَها ميتَة ٌ، طولُ
دَعاني من الدّنيا أنَلْ من نَعيمِها،
فإنيَ عنها بعدَ ذلكَ مشغولُ
خذا لذة ً من ساعة ٍ مستعارة ٍ ،
فليسَ لتعويقِ الحوادثِ تمثيلُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عذبتني باعتلالك ،
عذبتني باعتلالك ،
رقم القصيدة : 15236
-----------------------------------
عذبتني باعتلالك ،
و طولِ عمرِ مطالك
لا تنكري شيبَ رأسي ،
فإنّهُ من فِعالِك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُم، واسقِني، يا خليلي
قُم، واسقِني، يا خليلي
رقم القصيدة : 15237(11/20)
-----------------------------------
قُم، واسقِني، يا خليلي
من المُدامِ الشَّمولِ
أولى الشهورِ تقضتْ
شَعبانُ في أيلُولِ
قد زادَ في الليلِ ليلٌ ،
وطابَ ظِلُّ المَقيلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شُغِلتُ بلَذّة ِ القُبَلِ،
شُغِلتُ بلَذّة ِ القُبَلِ،
رقم القصيدة : 15238
-----------------------------------
شُغِلتُ بلَذّة ِ القُبَلِ،
ووَعدِ الكُتبِ والرُّسُلِ
و معشوقٍ يواصلني ،
بلا وَعدٍ ولا عِلَلِ
أتَى عَجِلاً، يَطيرُ بهِ
جَناحُ الخَوفِ والوَجلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> واصِلْ نهارَك، يا خَليلي،
واصِلْ نهارَك، يا خَليلي،
رقم القصيدة : 15239
-----------------------------------
واصِلْ نهارَك، يا خَليلي،
و اطرد همومكَ بالشمولِ
ودع العذولَ ، فإنهُ
سَيَمَلُّ من قالٍ وقِيلِ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> في صباه
في صباه
رقم القصيدة : 1524
-----------------------------------
هَلْ إنعَقدَت أكاليل الشِعور
على غير ِالأهِلٌةِ والبِدورِ
وهَلْ سَفِرَتْ براقِعُ مِنْ شقِيقٍ
عَلى الوَجناتُ مِنْ نار ٍونور
خدودٌ بالجمالِ مورداٌتُ
والحاظ فترنَ عن الفتورِ
وأجسامُ تَكادُ تَذوبُ لُطفاً
باكبادٍ تقِدٌ مِنَ الصخورِ
وانسُ من ظباء الحي تعدوا
أنيساتُ المجالس غيرَ نورِ
تبرٌجها الملاعِبُ والمَلاهي
مفضضٌة المَباسم والنحورِ
فما ادري ثغوراً من عِقودٍ
تُفَصٌل أم عِقوداً مِنْ ثغُورِ
معاطفَهنٌ أغصان المَغاني
وأوجُهُهُنٌ أقمارَ الخِدورِ
جُزِينَ الرمل في أحقافِ رَملٍ
تَكاد تَسِلٌ أثناء الخِصورِ
وارَّجن الحمى باريج مِسكٍ
ركَبْنَ حقاقَه فوقَ الصِدور
مراشِفَهُنٌ والمُقَل السَواهي
تُريكَ الحُسنَ في جورٍ وجور
وفي وجناتهن رياضُ حُسنٍ
واقمارٌ فمن نور ونور
فلم نعرف محولاً في ربوع
ولم ندرك سراراً في شهور
ومخطفة الحشا تختال تيهاً
كخوط البان في كفٌي هَصور
إذا بَرَزت أذالَتْ ليل شِعرٍ(11/21)
فتبرز بالستور ِ مِنَ الستور
ولو سَفِرَت لَجَلٌلَها سناها
فتحجب بالسفور ِ عَن السِفور
ترى نظري اذا طلَعَتْ إليها
على صدق ِ الهَوى نظَر الغيور
تُعاطيني على نَغم الأغاني
وتشُدٌني على نَطَف الخِمور
حمياَّ عتقَّ العصَّار منها
مجدَدٌةُ البَشاشة والسِرور
أضَأنا في سَناها وأستَنِرنا
فما ندري العشىّ من البِكور
لَقَدْ لَمَعَتْ بمُرتَبَعي فأضحى
سَواءُ طُورَ سيناءُ وطوري
اذا نَظرَتَ نمير الماءَ قالتْ
فَغضٌ الطَرف إنٌكَ مِنْ نمير
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا،
ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا،
رقم القصيدة : 15240
-----------------------------------
ألا حَيِّ من أهلِ المَحبّة ِ مَنزِلا،
تَبَدّلَ من أيامِهِ ما تَبَدّلا
أبنْ لي ، سقاكَ الغيثث حتى تمله ،
عن الآنِسِ المَفقودِ أينَ تحَمّلا
كأنّ التّصابي كانَ تَعريسَ نازِلٍ
ثوَى ساعة ً من لَيلة ِ وتَرَحّلا
وماءٍ كأُفقِ الصّبحِ صافٍ جِمامُه
دفَعتُ القَطا عنهُ وخفّفتُ كَلكَلا
إذا استجفلته الريحُ جالتْ قذاته
و جردَ من أغمادهِ فتسلسلا
زجرتُ بهِ سياحَ قفرٍ كأنهُ
يخافُ لجاقاً ، أو يبادرُ آفلا
وبيداءَ مِمحالٍ أطارَ بها القَطا،
كما قذَفتْ أيدي المُرامينَ جَندَلا
كأنّي على حَقباءَ تَتلُو لَواحقاً،
غَدونَ بإمساءٍ يُطالبنَ مِنهَلا
يُسَوِّقُها طاوٍ أقَبُّ كأنّما
يحركُ في حيزومه النهقُ جلجلا
أُتيحَ له لَهفانُ يَخطِرُ قَوسُه
بأصغَرَ حنّانِ القَرا غير أعزَلا
فأودعهُ سهماً كمدرى مواشطٍ ،
بعثنَ به في مفرقٍ ، فتغلغلا
بطيئاً إذا أسرعتَ إطلاقَ فوقهِ ،
و لكنْ إذا أبطأتَ في الريحِ عجلا
أذلِكَ أمْ فَردٌ بقَفرٍ أجادَهُ
من الغَيثِ أيكٌ فَرعُهُ قد تَهَلّلا
لدى ليلة ٍ خوارة ِ المزنِ ، كلما
تَنَفّسَ في أرجائِها البرقُ أسبَلا
كأنّ عَليها، من سَقيطِ قُطارِها،
جُماناً وهَتْ أسلاكُهُ فتَفَصّلا
فباتَ بلَيلِ العاشقينَ مُسَهَّداً،(11/22)
إلى أن أرى صبحاً أغرَّ محجلا
فنَفّضَ عن سِربالِهِ لؤلؤَ النّدى ،
و آيسَ ذعراً قلبهُ ، فتأملا
إذا هَزّ قَرنَيهِ حَسِبتَ أساوِداً
سمَتْ في معَاليهِ لتَحتَلّ مَقتَلا
كأنّ عروقَ الدّوحِ من تحتِه الثرى
قوى من حبالٍ أعجلتْ أن تفتلا
وداعٍ دعا ، والليلُ بيني وبينهُ ،
فكنتُ مكانَ الظّنّ منهُ وأفضَلا
دعا ماجداً لا يعلمُ الشحَّ قلبهُ ،
إذا ما عَراهُ الحَقُّ يوماً تَهَلّلا
وأعدَدتُ للحَربِ العَوانِ مُهَنّداً،
و أسمرَ خطياً ، إذا هزّ أرفلا
و جيشاً كركنِ الطودِ رحباص طريقه ،
إذا ما علا حَزناً من الأرضِ أسهَلا
و جروا إلينا الحربَ حتى إذا غلتْ
و فارتْ رأوا صبراً على الحربِ أفضلا
و عاذوا عياذاً بالفرارِ ، وقبلهُ
أضاعوا بدارِ السّلمِ حِرزاً ومَعقِلا
بَني عَمّنا أيقَظتُمُ الشرَّ بَينَنَا،
فكانتْ إليكم عدوة َ الشرّ أعجلا
فصبراً على ما قد جررتم ،
فتَحتم لَنا باباً من الشرّ مُقفَلا
و ما كنتُ أخشى أن تكونَ سيوفنا
تُردّ عَلينا بأسَها وتُقَتِّلا
ولما أسَنّوا الضِّغنَ تحتَ صُدورِهم
حسمناهث عنا قبلَ أن يتكهلا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ غَيّرْ كلَّ شيءٍ سوى
يا ربّ غَيّرْ كلَّ شيءٍ سوى
رقم القصيدة : 15241
-----------------------------------
يا ربّ غَيّرْ كلَّ شيءٍ سوى
رأي أبي العَبّاسِ، فاترُكهُ لي
قد كانَ لي ذا مَشرَعٍ طَيّبٍ،
حيناً ، فشيبَ الآنَ بالحنظلِ
عَيْنٌ أصابَتْ وُدَّهُ، لا رأتْ
وَجْهَ حبيبٍ، أبداً، مُقبِلَ
إن كانَ يرضَى لي بذا أحمَدٌ،
فليسَ يرضى لي بهذا علي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عذلتُ بني عمي وطابَ بهم عذلي ،
عذلتُ بني عمي وطابَ بهم عذلي ،
رقم القصيدة : 15242
-----------------------------------
عذلتُ بني عمي وطابَ بهم عذلي ،
لعلهمُ يوماً يفيقونَ من جهلِ
مُعافينَ إلاّ من عُقُولٍ مَريضَة ٍ،
و كم من صحيحِ الجسمِ خلوٍ من العقلِ(11/23)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إني أرى فتنة ً بالشرّ قد أرقتْ
إني أرى فتنة ً بالشرّ قد أرقتْ
رقم القصيدة : 15243
-----------------------------------
إني أرى فتنة ً بالشرّ قد أرقتْ
كحاملٍ متئمٍ في تاسعِ الحبلِ
فكَيفَ أنتم لها عندَ اللّقاءِ تُرَى ،
إياكمُ وخداعَ البغي والأملِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لقد غدوتُ على طمرٍ قارحٍ ،
و لقد غدوتُ على طمرٍ قارحٍ ،
رقم القصيدة : 15244
-----------------------------------
و لقد غدوتُ على طمرٍ قارحٍ ،
عَقَدَتْ حَوافُرُهُ غَمامة َ قَسطَلِ
متلثمٍ لجمَ الحديدِ يلوكها ،
لَوكَ الفَتاة ِ مَساوِكاً من إسحِلِ
ومُحَجَّلٍ، غيرَ اليَمينَ، كأنّهُ
متبخترٌ يمشي بكمٍّ مسبلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أفدي الذي أهدى إليّ مِظَلّة ً،
أفدي الذي أهدى إليّ مِظَلّة ً،
رقم القصيدة : 15245
-----------------------------------
أفدي الذي أهدى إليّ مِظَلّة ً،
أهدتْ إلى قلبي المشوقِ بلابلا
فكانما هيَ زورقٌ من فضة ٍ ،
قد أودعوهُ في اللجينِ سلاسلا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رُبّ رَكبٍ عَرّسُوا ثم هَبّوا
رُبّ رَكبٍ عَرّسُوا ثم هَبّوا
رقم القصيدة : 15246
-----------------------------------
رُبّ رَكبٍ عَرّسُوا ثم هَبّوا
نحوَ إسراجٍ وشدَّ رحالِ
و عدونا فوقَ متنِ نياقٍ ،
تأخُذُ الأرضَ بأيدٍ عِجالِ
زينتها غررٌ ضاحكاتٌ ،
كبدورٍ في وجوهِ ليالِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَن أحبّ البَقاءَ دامَ عَليهِ،
مَن أحبّ البَقاءَ دامَ عَليهِ،
رقم القصيدة : 15247
-----------------------------------
مَن أحبّ البَقاءَ دامَ عَليهِ،
معَ طولِ البَقاءِ هَمٌّ طَويلُ
عطلَ الدهرُ موضعاً من فؤادي ،
ليسَ فيهِ بعدَ ابنِ يحيى خليلُ
أكلَ الموتُ زينَ كلّ حياة ٍ ،
لا هنا الموتَ شلوه المأكولُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا لَيلَتي لستِ مثلَ اللّيالي،
أيا لَيلَتي لستِ مثلَ اللّيالي،(11/24)
رقم القصيدة : 15248
-----------------------------------
أيا لَيلَتي لستِ مثلَ اللّيالي،
وطُلتِ، ولا كاللّيالي الطِّوالِ
خليليَ لا تَرتَجي نائِلا،
فقد قطعَ الموتُ كفَّ النوالِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سَقياً لمن في الثَرى أمسَتْ مَنازِلُهُ،
سَقياً لمن في الثَرى أمسَتْ مَنازِلُهُ،
رقم القصيدة : 15249
-----------------------------------
سَقياً لمن في الثَرى أمسَتْ مَنازِلُهُ،
ومَن بدارِ البِلَى قَرّتْ رَواحِلُهُ
أمسيتُ خلواً منَ الأحبابِ منفرداً ،
والسّيفُ يبقَى ، ولا تَبقَى حَمائِلُهُ
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> سائق العيس
سائق العيس
رقم القصيدة : 1525
-----------------------------------
سائقَ العيس هَلْ تُريح الرِكابا
حيثُ رَبعي أُمَيمَة و رَبابا
فلتلك الرسوم تحكي خطوطاً
ولتلك الديار تحكي الكِتابا
علَّنا ان نبِلٌ حَرٌ غليل
زادَ بالبَينِ حُرقةً وألتهابا
حيثُ تغدو مدامعي كقطارٍ
وجفوني تروح تحكي السحابا
سائلا ً والمجيب سائل دمعي
هل ترى ويك سائل قد اجابا
مَن عذيري من العذول سحيرا
اذ رأى الدمع ليس يفنى إنصِبابا
كيفَ أصغي لِعاذلٍ لَستُ أدري
خطأً قال في الهوى أمْ صوابا
ليس يرجو بذاك قرب حبيب
كيف ترجو من الحبيب إقتِرابا
سلبَ القلب طرفه إذ رَماني
سهم عشقٍ مسدداً فأصابا
لا تلوماه سالباً ولتلوما
اظلعي حيث أمكنَتهُ إستلابا
قد اصيب الفؤاد بالعشق لَّما
خفت للعين اذ رنت أن تُصابا
اين تلك القباب من ارض نجدٍ
أترى البين حلّ تلك القبابا
لك في الحيّ نظرة لمهاتٍ
راهب الدير لو رآها تصابى
لو رأى الغصن قدَّها ما تثنٌى
حين تهتزّ نشوة وشبابا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد استَوى النّاسُ، وماتَ الكَمالُ،
قد استَوى النّاسُ، وماتَ الكَمالُ،
رقم القصيدة : 15250
-----------------------------------
قد استَوى النّاسُ، وماتَ الكَمالُ،
ونادَتِ الأيامُ أينَ الرّجالْ(11/25)
هذا أبو القاسمِ في نعشهِ ،
قُوموا انظُروا كيفَ تَسيرُ الجِبالْ
يا ناصِرَ المُلكِ بآرائِهِ،
بَعَدَكَ للمُلكِ لَيالٍ طِوالْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ،
إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ،
رقم القصيدة : 15251
-----------------------------------
إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ،
فإنّ صبركَ قاتله
فالنّارُ تأكُلُ بَعضَها،
إنْ لم تجدْ ما تأكله
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ترحلْ منَ الدنيا بزادٍ منَ التقى ،
ترحلْ منَ الدنيا بزادٍ منَ التقى ،
رقم القصيدة : 15252
-----------------------------------
ترحلْ منَ الدنيا بزادٍ منَ التقى ،
فعُمرُكَ أيّامٌ تُعَدّ قَلائِلُ
ودعْ عنكَ ما تجري به لججُ الهوى
إلى غَمَراتٍ لَيسَ فيهِنّ عاقِلُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دعِ الناسَ ! قد طالَ ما اتعبوك ،
دعِ الناسَ ! قد طالَ ما اتعبوك ،
رقم القصيدة : 15253
-----------------------------------
دعِ الناسَ ! قد طالَ ما اتعبوك ،
ورُدّ إلى الله وجهَ الأمَل
ولا تَطلُبِ الرّزقَ من طالِبيـ
ـهِ ، واطلبهُ ممن بهِ قد كفل
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا طالباً مستعجلاً رزقهُ ،
يا طالباً مستعجلاً رزقهُ ،
رقم القصيدة : 15254
-----------------------------------
يا طالباً مستعجلاً رزقهُ ،
الموتُ يأتيكَ على مهلِ
أعقلُ في قولي ، ولكنني
من بعدهِ أجهلُ في فعلي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تَسألَنّ سِوى الأسفارِ من رَجُلِ،
لا تَسألَنّ سِوى الأسفارِ من رَجُلِ،
رقم القصيدة : 15255
-----------------------------------
لا تَسألَنّ سِوى الأسفارِ من رَجُلِ،
فالمرءُ ما دامَ حياً خادمُ الأملِ
قالَتْ: عزَمتَ على بَينٍ، فقلتُ لها:
لي عَزمَة ٌ قد أجازَ الله لي عَمَلي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَن يَشتري حَسَبي بأمنِ خُمولِ،
مَن يَشتري حَسَبي بأمنِ خُمولِ،
رقم القصيدة : 15256(11/26)
-----------------------------------
مَن يَشتري حَسَبي بأمنِ خُمولِ،
مَن يَشتري أدَبي بحَظِّ جَهُولِ
ساءَ الزّمانُ وأوجعَتكَ صُروفُهُ،
وعسَى الزّمانُ يُسرُّ بَعدَ قَليلِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعاذلَ ليسَ سمعي للملامِ ،
أعاذلَ ليسَ سمعي للملامِ ،
رقم القصيدة : 15257
-----------------------------------
أعاذلَ ليسَ سمعي للملامِ ،
عَفَفتُ عن الغَواني والمُدامِ
و بنتُ عن الشبابِ ، فليسَ مني ،
و آخرُ كلّ شيءٍ لانصرامِ
رأيتُ الدهرَ ينقصُ ، كلَّ يومٍ ،
قوى حبلِ البقاءِ ، وكلَّ عامِ
يُقَتَّلُ بَعضُنا بأكفّ بَعضٍ،
ويُشحَذُ بَينَنا سَيفُ الحِمامِ
و حربٍ قد قرنتُ الموتَ فيها ،
بجيشٍ يهمرُ الهيجا لهامِ
وفِتيانٍ يُجيبُونَ المَنايا،
إذا غَضِبُوا بأنفُسِهِم كِرامِ
وطِرْفٍ كالهِراوَة ِ أعوَجيٍّ،
حثيثِ السيرِ يرقى في اللجامِ
وهاجِرَة ٍ يَصُدُّ العيسَ فيها
حرورٌ من لوافحَ كالضرامِ
تقيمُ على رؤوسِ الركبِ شمساً ،
كَصَولِ القِرنِ بالذّكَرِ الحُسامِ
قطعتُ هِجيرَها بذَواتِ صَبرٍ
على أمثالها ، واليومُ حامي
يُصافِحنَ الظّلالَ بكُلّ خَرقٍ،
مصافحة َ المحيا بالسلامِ
رمتْ أرضٌ بها أرضاً فأرضاً ،
كنَبَذِ القَومِ صائبَة َ السّهامِ
أبيتُ الضّيمَ بأسَ يَدٍ وصَبرٍ،
إذا التقتَ المحامي بالمحامي
بأنّ مكانَ بيتي في المعالي ،
مكانَ السلكِ في خرزِ النظامِ
أباعدُ بينَ مني والعطايا ،
وأجمَعُ بَينَ بَرقي وانسِجامي
وساسَ المُلكَ منّا كلُّ خِرقٍ،
كمثلِ البَدرِ أشرَقَ في الظّلامِ
تهدّ الأرضَ غدوتهُ بجمعٍ
كلُجّ البَحرِ يَرجَحُ بالأنامِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لَنا عَزمَة ٌ صَمّاءُ لا تَسمَعُ الرُّقَى ،
لَنا عَزمَة ٌ صَمّاءُ لا تَسمَعُ الرُّقَى ،
رقم القصيدة : 15258
-----------------------------------
لَنا عَزمَة ٌ صَمّاءُ لا تَسمَعُ الرُّقَى ،
تُبيتُ قلوبَ العاذِلينَ على رُغمِ(11/27)
و غنا لنعطي الحقَّ من غيرِ حاكمٍ
علينا ، ولو شئنا كتمنا على ظلمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و بكرٍ ، قلتُ موتي قبلَ بعلٍ ،
و بكرٍ ، قلتُ موتي قبلَ بعلٍ ،
رقم القصيدة : 15259
-----------------------------------
و بكرٍ ، قلتُ موتي قبلَ بعلٍ ،
وإن أثرَى وعُدّ من الصّميمِ
أأمزُجُ باللّئامِ دَمي ولحمي،
فما عذري على النسبِ الكريم
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> ناعس الأجفان
ناعس الأجفان
رقم القصيدة : 1526
-----------------------------------
حَّتام ياقلبُ وراء الملاح
تصفق من وجدك راحاً براح
كم راعك الوجدْ وكم جئتني
من مرهف الاجفان تشكو الجراح
جدّ الهوى ياقلب فاجرع به
كاس حمام ما به من مزاح
من حامل شكوى ضعيف الهوى
من ناعس الاجفان شاك السلاح
ياصاحب الخصر النحيل الذي
يحكي خيالا منه بالطيف لاح
اوهى قواه الثقل من ردفه
فراح يشكو ضعفه للوشاح
تفديك نفس الصب مهلا فقد
افسدت من كان حليف الصلاح
كم بت من لوعة يوم النوى
مطارحا بالنوح ذات الجناح
حتى خفى النجم وغاب الدجى
وقبلت عيني محيا الصباح
يامدلّجا ينشر طيب الكرى
على الروابي حين يطوي البطاح
ان شمت ذاك البرق من حيهم
او شمَّ عرنينك طيب الرياح
فاخضع وجز في حيهم ناشدا
قلبا معنى بالثنايا اراح
اسكره الشوق فاضحى لِقى
يحسبه الرائون نشوان راح
يرتاع من قدٍّ تثنى ولا
يروعه في الحرب هزّ الرماح
بات اسير الوجد لم يفده
فادٍ ولا منت عليه الملاح
يقذفه الوجد بكف الجوى
ولو قضى نحبا به لاستراح
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طالَ لَيلي، وساوَرتني الهُمومُ،
طالَ لَيلي، وساوَرتني الهُمومُ،
رقم القصيدة : 15260
-----------------------------------
طالَ لَيلي، وساوَرتني الهُمومُ،
وكأنّي لكُلّ نَجمٍ غَريمُ
ساهراً هاجراً لنَوميَ حتى
لاحَ تحتَ الظلامِ فجرٌ سقيمُ
دامَ كرُّ النّهارِ والليّلِ مَحثُو
ثَينِ، ذا مُنبِهٌ، وهذا مُنيمُ(11/28)
ورَحًى تحتَنا، وأُخرَى علَينا،
كلُّ مرءٍ فيها طحينٌ هشيمُ
و سرورٌ ، وكربة ٌ ، وافتقارٌ ،
وبَريقٌ كزُخرُفٍ لا يَدومُ
و معافى ، وذو سقامٍ ، وحيٌّ ،
و حبيسٌ تحتَ الترابِ مقيمُ
وغويٌّ عاصٍ، وبرٌّ تَقيٌّ،
و استبانَ المحمودُ والمذمومُ
و بخيلٌ ، وذو سخاءٍ ، ولولا
بُخلُ هذا ما قيلَ هذا كَريمُ
و نرى صنعة ً تخبرُ عن خا
لقِنا أنّهُ لَطيفٌ حَكيمُ
كيفَ نَومي، وقد حَلَلتُ ببَغدا
دَ ، مقيماً في أرضها لا أريمُ
ببلادٍ فيها الرّكايا عَليهِـ
ـنّ أكاليلُ من بَعُوضٍ يَحُومُ
وَيحَ دارِ المُلكِ التي تَنفَحُ المِسـ
ـكَ، إذا ما جرَى عَليها النّسيمُ
وكأنّ الرّبيعَ فيها، إذا نَـ
ـورَ ، وشيٌ ، أو جوهرٌ منظومُ
كيفَ قد أقفرتْ ، وحارَ بها الدهـ
ـرُ ، وغنى الجنانَ فيها البومُ
فَهْيَ هاتيكَ أصبَحَتْ تَتَناجَى ،
بالتشكي خرابها المهدومُ
طَرفاها برٌّ وبحرٌ، ويُجنى الـ
ـوردُ فيها والشيحُ والقيصومُ
نحنُ كُنّا سُكّانَها، فانقَضَى ذا
كَ، وبِنّا، وأيُّ شيءٍ يَدُومُ
ربّ خوفٍ خرجتُ منهُ فزالَ الـ
ـبأسُ منّي وأُقحِمَ التّرخيمُ
وَجّهَ الصُّنعَ لي، وجَلّى لي الكرَ
بَ إلهٌ، ربٌ، لَطيفٌ، رَحيمُ
أنا مَن تَعلَمونَ أسهَرُ للمَجـ
ـدِ ، إذا غطّ في الفراشِ اللئيمِ
و مليٌّ بصمتة ِ الحلمِ إن طا
رتْ سريعاً مثلَ الفراشِ الحلومُ
يا بني عمنا إلى كم وحتى ،
ليسَ ما تطلبونهُ يستقيمُ
أبداً فارِغينَ إنْ تُطعَمُوا المُلْـ
ـكَ، كما ذيدَ عن رَضاعٍ فَطيمُ
أأبُو طالبٍ كمثلِ أبي الفَضـ
ـلِ ، أما منكمُ بهذا عليمُ
شائلوا مالكاً ورضوانَ عن ذا ،
أينَ هذا ، وأينَ هذا مقيمُ
وعليُّ، فكابنِهِ، غَيرَ شكٍ،
واجبٌ حقهُ علينا عظيمُ
فدعوا الملكَ نحنُ بالملكِ أولى ،
قد أقَرّتْ لَنا بذاكَ الخُصُومُ
واحذَروا ماءَ غَابَة ٍ لم يَزَلْ طا
ئرُ حرصٍ عليهِ منكمْ يحومُ
إنّ فيها أسداً ضراغمَ أشبا
لَ رعيلٍ لم ينجُ منها كليمُ
وعَزيزٌ عليّ أن يَصبغَ الأر(11/29)
ضَ دمٌ منكمُ عليّ كريمُ
غيرَ أنا من قد علمتم ، ولا يصـ
ـلحُ من زعمكم علينا زعيمُ
لو تهيا هذا ، ولا يتهيا ،
لَتَهاوَتْ من السّماءِ النّجومُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دعوا آلَ عباسٍ وحقَّ أبيهمُ ،
دعوا آلَ عباسٍ وحقَّ أبيهمُ ،
رقم القصيدة : 15261
-----------------------------------
دعوا آلَ عباسٍ وحقَّ أبيهمُ ،
وإيّاكُمُ مِنهُم، فإنّهُمُ هُمُ
ملوكٌ، إذا خاضُوا الوَغى ، فسيوفُهم
مقابضها مسكٌ ، وسائرها دمُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خانَ عَهدي، وظَلَمْ،
خانَ عَهدي، وظَلَمْ،
رقم القصيدة : 15262
-----------------------------------
خانَ عَهدي، وظَلَمْ،
جائرٌ فيما حكَمْ
أصدقُ الناسِ : بلا ؛
أكذبُ الناسِ : نعمْ
قُل لمن يَحلِفُ لي
صادِقاٌ، فيما زَعَمْ
إنّهُ يَعشَقُني
عاشِقٌ لي ولَكُمْ
خلَّ قلبي هكذا ،
لا تزدْ قلبي همّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا تسألونَ الله بُرءَ مُتَيّمٍ،
ألا تسألونَ الله بُرءَ مُتَيّمٍ،
رقم القصيدة : 15263
-----------------------------------
ألا تسألونَ الله بُرءَ مُتَيّمٍ،
تمكنَ منهُ السقمُ في اللحمِ والدمِ
و ردوا دموعَ الشوقِ بينَ جفونهِ ،
يُفِقْ، أو فرُدّوا لحمَهُ فوقَ أعظُمِ
و قد قيدوا غيرَ الفقيهِ بأمرهِ ،
و من يلقَ ما لاقى من الناسِ يعلمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وقالوا: تَصَبّرْ: قلتُ: كيفَ، وإنّما
وقالوا: تَصَبّرْ: قلتُ: كيفَ، وإنّما
رقم القصيدة : 15264
-----------------------------------
وقالوا: تَصَبّرْ: قلتُ: كيفَ، وإنّما
أُريدُ الهَوى حتى ألَذَّ، وأنعَمَا
ويأخُدُ لحظَ العَينِ ممّنْ أُحِبُّهُ
شِفاءً، وألقَى زائراً ومُسلِّمَا
ولو كنتُ ممّن يَتّقي النّاسَ في الهَوى
لكانَ تُقَى رَبّي أعَفَّ وأكرَمَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن رَمَتني عَينُهُ بسَهمِ
يا مَن رَمَتني عَينُهُ بسَهمِ
رقم القصيدة : 15265(11/30)
-----------------------------------
يا مَن رَمَتني عَينُهُ بسَهمِ
أصابَ جسمي فتداعى جسمي
هل لكَ في مَغفِرَة ٍ عن جُرمِ،
وقُبلَة ٍ تُريحُني عن هَمّي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
رقم القصيدة : 15266
-----------------------------------
أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
و قاسيتُ حزنَ فؤادٍ سقيمِ
عسى الشمسُ قد مسختْ كوكباً
وقد طَلَعَتْ في عِدادِ النّجومِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لحظُ المحبّ على الأسرارِ مُتّهَمُ،
لحظُ المحبّ على الأسرارِ مُتّهَمُ،
رقم القصيدة : 15267
-----------------------------------
لحظُ المحبّ على الأسرارِ مُتّهَمُ،
إذا استشفوا الهوى من نحوهِ علموا
مَن كان يكتمُ في القَلبِ من حُرَقٍ،
ففي دُموعي حَديثٌ لَيسَ يَنكَتِمُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا لائمي قد لُمتَ غيرَ مَليمِ،
يا لائمي قد لُمتَ غيرَ مَليمِ،
رقم القصيدة : 15268
-----------------------------------
يا لائمي قد لُمتَ غيرَ مَليمِ،
كم جاهلٍ مغرى بلومِ حكيمِ
ضنَّتْ شُرَيرُ بوَصلِها، ولَطالما
لَعِبَتْ مَواعِدُها بكلِّ غَريمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> البرقُ في مبتسمه ،
البرقُ في مبتسمه ،
رقم القصيدة : 15269
-----------------------------------
البرقُ في مبتسمه ،
و الخمرُ في ملتثمهِ
ووَجهُهُ في شَعرِه
كقمرٍ في ظلمه
نامَ رقيبي سكراً ،
يحرسني في حلمه
وباتَ مَن أهوَى مَعي،
يُذيقُني رِيقَ فَمِه
شعراء العراق والشام >> محمد سعيد الحبوبي >> حادي الضعون
حادي الضعون
رقم القصيدة : 1527
-----------------------------------
من نازح يحدو العراقَ ضعونهُ
قلب سرى لَّما اهاج شجونه
ومودع ٍ للركبِ وَدَّ بانهُ
لو قد اسالَ مع الدموع عيونه
لم تقطعَ الاظعان مِيلاً في السّرُى
الا وكحَّل بالسهادِ جفونه
قطعت بهم سهل الغميم وحزنه(11/31)
فسقى الغميم سهوله وحزونه
مِن كل اوطف ماتغنىَّ رعدهُ
الا وارخص بالدموع ِ شؤونه
فترى الدموع تخاله بحراً طَمى
وترى الحُمول تخالهن سفينه
وذكرت في ذي البان ميس قدودهم
فغدوت من شغَف اضمَّ غصونه
قالوا اشابَ البين ُ مِفرق رأسه
صدَقوا ولكنَ قد اشابَ عيوْنه
ياقلبُ حسبُك بالغرام رهينة ً
شط َّ الغريم وما قضاكَ ديونه
لم ينُسني عنه السرور بعودتي
ان سرّ من خلق الهوى محزونه
كلا ولا النكبات تطرق ساحتي
اذ ليس غادي القلب الا دونه
وكأنني من حيّ قومي سامرٌ
حَسب النقا بالاجرعينَ حجونه
فلأ نهكن القلبَ من حسراتهِ
يوم التَّرحُل او يجنَ جُنونه
ما عاطشٌ اورى الاوامُ بقلبه
لَهَباً وقد شرب الاوام عُيونه
حتى اذا وجد المعينُ بقربه
وجد الرّ ُكيَّ وقد اضلّ معينه
فغدى يعضُ على الا ناملُ حسرة
نَدَماً ويصفِق بالشمال يمينه
وغدى يكذبُ بالحياة لنفسه
لَّما حدى حادي الضُعون ضُعونه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا خاليَ القلبِ عن جوى كبدي ،
يا خاليَ القلبِ عن جوى كبدي ،
رقم القصيدة : 15270
-----------------------------------
يا خاليَ القلبِ عن جوى كبدي ،
و طولُ وجدي يغري بيَ السقما
أغراكَ مني الهوى ، فكيفَ ترى ،
و الجمرُ يعدي بلونهِ الفحما
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا حبذا الناعي ، وأهلاً ومرحباً ،
ألا حبذا الناعي ، وأهلاً ومرحباً ،
رقم القصيدة : 15271
-----------------------------------
ألا حبذا الناعي ، وأهلاً ومرحباً ،
كأنكَ قد بشرتني بغلامِ
و كم دولة ٍ للجورِ ، من قبلِ هذهِ ،
مضَتْ، وانقَضَتْ عَنّا بغيرِ سَلامِ
و هل يحملُ الضيمَ الفتى ، وهوَ آخذٌ
بقائِمِ سَيفٍ، أو عِنانِ لِجَامِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قضَى وطَراً من لَذّة ٍ ونَعيمِ،
قضَى وطَراً من لَذّة ٍ ونَعيمِ،
رقم القصيدة : 15272
-----------------------------------
قضَى وطَراً من لَذّة ٍ ونَعيمِ،
و ساقٍ ، وجلاسٍ ، وماءِ كرومِ(11/32)
و مصطبحٍ للراحِ لما أدارها ،
قرنتُ يدي من كاسها بنديمِ
فقلتُ له: لستَ الذي كنتَ مرّة ً
سوى رجلٍ باقي السماحِ كريمِ
سلامٌ على اللّذّاتِ واللّهوِ والصّبَا،
سلامُ وداعٍ لا سلامَ قدومِ
هَنَتْكَ، أميرَ المؤمنينَ، سَلامَة ٌ،
برغمِ عدوٍّ في الحديدِ كظيمِ
وثَبتَ إليهِ وَثبَة ً أسَديّة ً،
طوتْ خبراً ، واستأثرتْ بعلومِ
و ما راعهُ إلاّ أسنة ُ عسكرٍ
كظلمة ِ ليلٍ نقبتْ بنجومِ
كأنّ سليمانَ النبيّ أطارهُ
بحنانة ٍ تنضو الرياحَ عقيمَ
ويُمناكَ مِفتاحُ الفُتوحِ وما حنَتْ
على قَلَمٍ إلاّ لكَشفِ هُمُومِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبا حَسَنٍ أنتَ ابنُ مَهديّ فارِسِ،
أبا حَسَنٍ أنتَ ابنُ مَهديّ فارِسِ،
رقم القصيدة : 15273
-----------------------------------
أبا حَسَنٍ أنتَ ابنُ مَهديّ فارِسِ،
فرِفقاً بنا لَستَ ابنَ مَهديّ هاشِمِ
وأنتَ أخي في يومِ كأسٍ ولَذّة ٍ،
و لستَ أخي في النائباتِ العظائمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أمِنْ فَقدِ جُودِ الحِسانِ المِلاحِ
أمِنْ فَقدِ جُودِ الحِسانِ المِلاحِ
رقم القصيدة : 15274
-----------------------------------
أمِنْ فَقدِ جُودِ الحِسانِ المِلاحِ
سقَطتَ مُكِبّاً على خَيثَمَه
وظَلتَ تُسابِقُ رَحلَ الحُدا
ة ِ ، حرصاً ، وما هيَ بالمطعمهَ
إذا ما أذَعتَ لها دِرهماً،
وجدتَ عزيزتهُ محكمَ
إذا رزقتْ درهماً زائفاً
يَظَلّ عَليهِ لها زَمزَمَه
و لو ملكت كفها سمسماً ،
لما ضيعتْ كفها سمسمهَ
لها مَنزِلٌ ساذجٌ لَيسَ فيهِ
سواها ، ومقنعة ٌ معلمهَ
كأنّكَ إنْ جِئتَها سائِلاً،
تقطرُ في عينها حصرمهَ
يطيعكَ تمريضُ ألحاظها ،
وتحتَ سؤالٍ لها حَمحَمَه
ترَى بَينَ أسنانِها للعَشا،
إذا فتحتْ فمها ، قرطمهَ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا بخيلاً ليسَ يدري ما الكرمْ ،
يا بخيلاً ليسَ يدري ما الكرمْ ،
رقم القصيدة : 15275
-----------------------------------(11/33)
يا بخيلاً ليسَ يدري ما الكرمْ ،
حَرّمَ اللّؤمُ على فيهِ نَعَمْ
حَدَّثُوني عَنهُ في العيدِ بما
سرني من يقظة ٍ فيما حكمْ
واستَخارَ الله في عَزمَتِه،
ثمّ ضحى بقفاهُ واحتجمْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ودِبسِيّة ٌ بالإسمِ لكنّ صَوتَها
ودِبسِيّة ٌ بالإسمِ لكنّ صَوتَها
رقم القصيدة : 15276
-----------------------------------
ودِبسِيّة ٌ بالإسمِ لكنّ صَوتَها
كصَوتِ حِمارٍ قطّعَ النّهقَ مُفحمَا
يلامسُ منها الكفُّ عيدانَ مصخبٍ
كنَبّاشِ ناووسِ يُقَلِّبُ أعظُمَا
وعابِدَة ٌ لكن تُصَليّ على القَفَا،
وتَدعُوا برِجلَيها، إذا اللّيلُ أظلَمَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا خَليليّ هُبّا،
يا خَليليّ هُبّا،
رقم القصيدة : 15277
-----------------------------------
يا خَليليّ هُبّا،
واسقَياني المُدامَا
إذْ ترومُ الثريا
في الغُروبِ مَرامَا
كاسياتِ طمرٍّ
كادَ يُلقي اللّجامَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مولايَ أجودُ من حكمْ
مولايَ أجودُ من حكمْ
رقم القصيدة : 15278
-----------------------------------
مولايَ أجودُ من حكمْ
صبراً عليهِ ، وإن ظلمْ
لعبَ القلى بوعودهِ ،
فكأنّما كانتْ حُطَمْ
و مصرعينَ من الخما
رِ على السواعدِ واللممْ
قَتَلَتهُمُ خَمّارَة ٌ
عمداً ، ولم تؤخذ بدمْ
و سقتهمُ مشمولة ً
ظلتْ تحدثُ عن إرمْ
لمّا أرَتهُم كأسَها،
شربوا ، وما قالوا بكم
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا جائراً في حُكمِهِ،
يا جائراً في حُكمِهِ،
رقم القصيدة : 15279
-----------------------------------
يا جائراً في حُكمِهِ،
وساخِطاً في جُرمِهِ
و عاملاً بظنهِ ،
و جاهلاً بعلمهِ
و قاتلاً لعبدهِ ،
ومُسرِفاً في ظُلمِهِ
ماذا ترى في مدنفٍ ،
يَشكُوكَ طُولَ سُقمِهِ
أضنيتهُ ، فلم يطقْ
من ضُعفِهِ حَملَ اسمِهِ
و لا تراهُ عائداً ،
إلاّ بعينِ وهمهِ
و ربّ عينٍ في الهوى
ساهَرَ عَينَ نَجمِهِ
بدرٌ تَمَشَى مَرَحاً،
مُلتَوياً بكُمّهِ(11/34)
سَقياً لعَمّي مَنزِلاً،
أظلالهُ من كرمهِ
كم فيهِ من يومٍ مضى ،
بحمدهِ ، ولا ذمهِ
يُديرُ كأساً بَرِقاً،
لحظَتُهُ كسَهمِهِ
مشمولة ً كريقهِ ،
في طعمها وطعمهِ
كم من حليمٍ خامَرَتْ،
فذهبتْ بحلمهِ
و رفعتْ همتهُ ،
و بطشتْ بهمهِ
ألطفُ في روحِ الفتى ،
من روحهِ في جسمهِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> عاشقان
عاشقان
رقم القصيدة : 1528
-----------------------------------
الغيوم الخفيفة
تجرفها الريح صوب النهر
غابة
ومساء قديم
فندق
وغيوم تمسح أذيالها
بالشجر....
كانت الريح باردة
ما تزال تهب
فتدفع للنهر غيما جديدا
وسيدة
تتشبث من هلع ممتع بفتاها
......
مطر فوق معطفها
مطر فوق أحلامها
مطر شفتاها
.....
مطر عالق بالشجر
والرياح تهب على عاشقين
يغيبان في خضرة الريح طورا
وطورا،
يذوبان تحت المطر
الرياح تهب على الليل
شوق قديم
يسيل على الصخر
فوق النوافذ،
في الريح،
بين ثنايا الشجر...
المناضد يغلسها الليل،
وامرأة تلألأ من شغف
يتضوع منها الشذى
ورذاذ السهر ...
تلك النافذة البار
صاخبة
والرياح تهب:
هنالك جوع قديم
وكأسان مترعتان
وقنطرة
من حجر
تتصاعد
من حولها
ظلمة
سمك هائج
ونعاس قديم
يجئ مع الليل
ممتزجا
بأنين الشجر ...
النسيم
خفيفا
يهب على الفجر:
تحت الندى
ترتخي الآن قنطرة
من حجر
قدحان
تغطيهما رغوة الليل
جمر قديم،
سرير
عشيقان منطفئان
وحولهما قبة
من شظايا السهر....
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ يومٍ قد مضى
يا ربّ يومٍ قد مضى
رقم القصيدة : 15280
-----------------------------------
يا ربّ يومٍ قد مضى
بالقادسيّة ِ لو يَدُومُ
في ظِلّ كَرمٍ لا يَطو
فُ به الهجيرُ ولا السمومث
و سماؤهُ الورقُ الجديـ
ـدُ ، وأرضهُ الورقُ الهشيمُ
ويَحثُّني بالكأسِ سا
قٍ لحظُ مقلتهِ سقيمُ
أغرى بقبلتهِ كما
يَغرَى بمُرضِعَة ٍ يَتيمُ
يا مَن يَلومُ على الهَوَى ،
دعني ، فذا داءٌ قديمُ(11/35)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> الآنَ سرتْ فؤادي مقلة ُ الريمِ ،
الآنَ سرتْ فؤادي مقلة ُ الريمِ ،
رقم القصيدة : 15281
-----------------------------------
الآنَ سرتْ فؤادي مقلة ُ الريمِ ،
واهتَزّ كالغُصنِ في مَيلٍ وتَقويمِ
الآنَ ناجى بوحيِ الحبّ عاشقهُ ،
واستَعجلَ اللّحظَ في ودٍّ وتَسليمِ
قد بِتُّ ألثمُهُ، واللّيلُ حارِسُنا،
حتى بدا الصبحُ مبيضَّ المقاديمِ
و قامَ ناعي الدجى فوقَ الجدارِ كما
نادَى على مَرقَبٍ شادٍ بتَحكيمِ
و البدرُ يأخذهُ غيمٌ ويتركهُ ،
كأنّهُ سافرٌ عن وَجهِ مَلطُومِ
فظنّ ما شئتَ ما حاجاتُ ذي طربٍ
مقضية ٌ ، وسؤالٌ غيرُ محرومِ
يا لَيلَة َ الوَصلِ لَيتَ الصّبحَ يَهجرُها،
يالَيلَة َ الوَصلِ دومي، هكذا دومي
باتتْ أباريقنا حمراً عصائبها ،
حيثُ السقاة ُ بتكبيرٍ تعظيمِ
فلَم نزَلْ لَيلَنا نُسقَى مُشَعشَعَة ً،
كأنّما الماءُ يُغريها بتَصرِيمِ
كأنّ في كأسها ، والماءُ يفرعها ،
أكارعَ النملِ ، أو نقشَ الخواتيمِ
لا صاحبتني يدٌ لم تغنِ ألفَ يدٍ ،
ولم تَرُدّ القَنا حُمرَ الخَياشيمِ
بادرْ بجودكَ ، بادرْ قبلَ عائقة ٍ ،
فإنّ وعدَ الفتى عندي من اللومِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قَد نَعَى الدّيكُ الظّلاما،
قَد نَعَى الدّيكُ الظّلاما،
رقم القصيدة : 15282
-----------------------------------
قَد نَعَى الدّيكُ الظّلاما،
فاسقني الراحَ المداما
قَهوَة ٌ بِنتُ دِنانٍ،
عُتّقَتْ خَمسينَ عَامَا
خلتها في البيتِ جنداً ،
صفقوا حولي قياما
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لم ينمْ همي ، ولم أنمِ ،
لم ينمْ همي ، ولم أنمِ ،
رقم القصيدة : 15283
-----------------------------------
لم ينمْ همي ، ولم أنمِ ،
نهبُ كفّ الوجدِ والسقمِ
في سَبيلِ العاشقينَ هَوًى ،
لم انلْ منهُ سوى التهمِ
ولقَد أغدُو على أثَرٍ،
للحيا راضٍ عن الديمِ
حينَ دَبّ الفَجرُ مُنبَلِجاً،
كدبيبِ النارِ في الفحمِ(11/36)
وغصونُ الرّوضِ يُرقِصُها
نشرُ ريحِ ظله الوهمِ
فاسقني للراحِ صافية ً ،
تَنشُرُ الإصباحَ في الظُّلَمِ
فإذا ما الماءُ خالَطَها،
راضَ منها سهلة َ الشيمِ
ونَفَى مَكرُوهَ سَورَتِها،
ثمّ هَدّاها إلى الكَرَمِ
واكتَسِبْ من شَكلِهِ حَبباً
بينَ مَنثُورٍ ومُنتَظِمِ
رَحلُها كفٌّ تَسير بهِ
من فَمِ الأبريقِ نحَو فَمي
وكَساها قِشرَ لُؤلُؤة ٍ،
ليسَ فيها سرُّ مكتتمِ
رشأٌ قد زانَ طرتهُ
مشقُ نونٍ ليسَ بالقلمِ
لا تلمْ عقلي ، ولمْ نظري ،
إنّ عَقلي غَيرُ مُتّهمِ
لي، وتَركي في المُدامِ فيا
لائمي أقصِرْ، ولا تَلُمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أخذتْ من شبابيَ الأيامُ ،
أخذتْ من شبابيَ الأيامُ ،
رقم القصيدة : 15284
-----------------------------------
أخذتْ من شبابيَ الأيامُ ،
وتُوُفّيَ الصِّبَا علَيهِ السّلامُ
وارعَوَى باطِلي، وبّرَّ حَديثُ الـ
ـنّفسِ منّي، وعَفّتِ الأحلامُ
ونهَاني الإمامُ عَن سَفَهِ الكأ
سِ فردتْ على السقاة ِ المدامُ
عفتها مكرهاً ولذاتِ عيشٍ
قامَ بيني وبينهنّ الإمامُ
و لقد حثّ بالمدامة ِ كفي
غصنُ بانٍ عليهِ بدرٌ تمامُ
عجباً ينهبُ العيونَ ، ويشتا
قُ إلَيهِ التّقبيلُ والإلتِزامُ
و نداميَّ في شبابٍ وحسنٍ ،
أتلفتْ مالهم نفوسٌ كرامُ
بَينَ أقداحهِم حَديثٌ قَصيرٌ
هوَ سحرٌ ، وما سواهُ كلامُ
و غناءٌ يستعجلُ الراحَ غضٌّ ،
وكما ناحَ في الغُصونِ الحَمامُ
وكأنّ السُّقاة َ بَينَ النّدامَى
ألفاتٌ على السطورِ قيامُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أظلَمَ اللّيلُ، يا نَديمي،
قد أظلَمَ اللّيلُ، يا نَديمي،
رقم القصيدة : 15285
-----------------------------------
قد أظلَمَ اللّيلُ، يا نَديمي،
فاقدَحْ لَنا النّارَ بالمُدام
كأننا والورى رقودٌ ،
نُقَبّلُ الشّمسَ في الظّلامِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا عُجْ إلى دارِ السّرورِ، وسَلِّمِ،
ألا عُجْ إلى دارِ السّرورِ، وسَلِّمِ،
رقم القصيدة : 15286(11/37)
-----------------------------------
ألا عُجْ إلى دارِ السّرورِ، وسَلِّمِ،
و قلْ أينَ لذاتي ، وأينَ تكلمي
وقُلْ: ما حلَتْ بالعَينِ دارٌ سكَنَتْها
سواكِ، فإنْ لم تَعلَمي ذاكَ فاعلَمي
و صفراءَ من صبغِ الهجيرِ لرأسها
إذا مزجتْ إكليلُ درٍّ منظمِ
قطعتُ بها عمرَ الدجى وشربتها ،
ظَلاميّة َ الأجسامِ نُوريّة َ الدّمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يارُبّ لَيلٍ، سَحَرٌ كلُّهُ،
يارُبّ لَيلٍ، سَحَرٌ كلُّهُ،
رقم القصيدة : 15287
-----------------------------------
يارُبّ لَيلٍ، سَحَرٌ كلُّهُ،
مفتضحُ البدرِ عليلُ النسيمْ
يَلتَقِطُ الأنفاسَ بَردُ النّدى
فيهِ فيَهديهِ لحَرّ السَّمُومْ
لم أعرِفِ الإصباحَ في ضَوئِهِ،
لما بدا ، إلاّ بسكرِ النديمْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طَوّلَ في أيلولَ شَهرُ الصّيامِ،
طَوّلَ في أيلولَ شَهرُ الصّيامِ،
رقم القصيدة : 15288
-----------------------------------
طَوّلَ في أيلولَ شَهرُ الصّيامِ،
وما قَضَينا فيه حَقَّ المُدامِ
و اللهِ لا أرضى على الدهرِ ، أو
يسرقَ شهرَ الصومِ في كلّ عامِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طالَ وجدي وداما ،
طالَ وجدي وداما ،
رقم القصيدة : 15289
-----------------------------------
طالَ وجدي وداما ،
و فنيتُ سقاما
أكلَ اللحمَ مني ،
وأذابَ العِظامَا
آلُ سَلمَى غِضابٌ،
فماذا عليّ ما ؟
جَعَلوا القُربَ منها،
و الكلامَ حراما
ودّ منهم كثيرٌ ،
لو أُلاقي الحِمامَا
انتضوا لي قسياً ،
و أحدوا سهاما
وفُؤاديَ عاصٍ،
لا يُطيعُ المَلامَا
كلما جذبوهُ ،
ليلاقي الرشدَ هاما
قُل لمَن نامَ عَنّي:
صفْ لعيني المناما
ما يَضُرُّ خَلِيّاً،
لو شَفَى مُستَهامَا
مفرداً بضناهُ ،
يَحسَبُ الليّلَ عامَا
يا خَليلَيّ هَيّا،
واسقِياني المُدامَا
قَد لَبِسنا صَباحاً،
و خلعنا ظلاما
و ترومُ الثريا
في الغُروبِ مَرامَا
كانكبابِ طمرٍ ،
كادَ يُلقي اللّجامَا
أرقُ العينِ برقٌ(11/38)
شقّ منها ركاما
كَيَدٍ حَلّتْ وسلّتْ
مَشرَفيّاً حُسامَا
وأرى وَجهَ هندٍ،
وألَحّ دَوامَا
فإذا قلتُ خلَّ
أرضَ نجدٍ أقاما
وقَليلٌ لهندٍ
أنْ يُسَقّى الغَمامَا
وجدَ الهمُّ عندي
مَوطِناً، ومَقامَا
يا لقَومي، وقَومي
جرعوني السماما
وَكّلُوا بكَريمٍ
حَسَداً وغَرامَا
إسهروا كيفَ شئتم ،
قَرّ لَيلٌ ونامَا
لَستُ أدري قُعُوداً
أنتُمُ أم قِيامَا
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> جرح
جرح
رقم القصيدة : 1529
-----------------------------------
جرح حَمَلت على جَبيني رمله
وفرشت شهوته
على أعصابي
أطعمته حطب البكاء
فما ارتوى يوما...
ولا اشتكت اللظى
أحطابي
أطعمته وجهي
وعشب مرافئي
جرحا
وأغنية
ووحشة غاب
جرجرت في ليل البكاء
قصائدي
وعجنت من حطب الجنوب ربابي
وحملت من أمي
عباء دمعها
ووهبت وحشتها الفسيحة
ما بي...
ومررت
في ليل الطفولة
مسرعا
وتركت وجهي
في رماد
خابي
قد كنت نهرا
أستحم برمله
ليلا
وأترك في يديه
ترابي
قد كنت قبرة
تلملم ثوبها
وتنام،مثل الوشم، تحت ثيابي
وغدا
إذا رش النعاس غباره
فوقي
وأوغل في الرحيل
ركابي
وغدت شبابيك الأحبة
مرّة
وهفا عتاب موحش
لعتاب
تبقين أغنية الطريق،
ما بين حنجرتي
وبين كتابي...
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا فتحَ القومُ أفواههم
إذا فتحَ القومُ أفواههم
رقم القصيدة : 15290
-----------------------------------
إذا فتحَ القومُ أفواههم
لغَيرِ كَلامٍ ولا مَطعَمِ
فلا خيرَ فيهم لشربِ النبيذِ ،
و دعهم يناموا مع النومِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لجّ الزمانُ ، فليسَ يعبثُ صرفهُ ،
لجّ الزمانُ ، فليسَ يعبثُ صرفهُ ،
رقم القصيدة : 15291
-----------------------------------
لجّ الزمانُ ، فليسَ يعبثُ صرفهُ ،
إنّ الزمانَ على الكريمِ لئيمُ
لم يدرِ ما تحتَ التجملِ حاسدٌ ،
بالغيظِ يقعدُ مرة ً ويقومُ
قُلْ للحَسودِ، إذا تَنَفّسَ صَعدَة ً:
يا ظالِماً، وكأنّهُ مَظلُومُ(11/39)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جاءتْ تهادى كالغرابِ الهائمِ ،
جاءتْ تهادى كالغرابِ الهائمِ ،
رقم القصيدة : 15292
-----------------------------------
جاءتْ تهادى كالغرابِ الهائمِ ،
ملظوظة ً ، مسودة َ القوادمِ
تصيحُ بالتهتانِ والهماهمِ ،
حتى شَفَتْ غُلّة َ تُربٍ هائِمِ
وغَطّتِ المَحْلَ بوَبلٍ دائِمِ
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
رقم القصيدة : 15293
-----------------------------------
أقولُ، وقد طالَ لَيلُ الهُمومِ،
وسامَرتُ نَجوَى فُؤادٍ سَقيمِ
تُرى ، الشّمسُ قد مُسخَتْ كَوكَباً
وقد طَلَعَتْ في عِدادِ النّجومِ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ليلٍ ككحلِ العينِ خضتُ ظلامه
و ليلٍ ككحلِ العينِ خضتُ ظلامه
رقم القصيدة : 15294
-----------------------------------
و ليلٍ ككحلِ العينِ خضتُ ظلامه
بأزرقَ لماعٍ وأبيضَ صارمِ
و طيارة ٍ بالرحلِ حرفٍ كأنها
تصافحث رضراضَ الحصى بجماجمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذكرتُ عبيدَ اللهِ ، والتربُ دونهُ ،
ذكرتُ عبيدَ اللهِ ، والتربُ دونهُ ،
رقم القصيدة : 15295
-----------------------------------
ذكرتُ عبيدَ اللهِ ، والتربُ دونهُ ،
فلم تملكِ العينانِ إلاّ بكاهما
و حاشاهُ من قولٍ سقى الغيثُ قبره ،
يداهُ تسقي قبرهُ من نداهما
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تَحزَنَنَّ، وُقيتَ الحُزنَ والألمَا،
لا تَحزَنَنَّ، وُقيتَ الحُزنَ والألمَا،
رقم القصيدة : 15296
-----------------------------------
لا تَحزَنَنَّ، وُقيتَ الحُزنَ والألمَا،
ولا عَدِمتَ بَقاءً يَصحَبُ النِّعمَا
أليسَ قد قيلَ ، فيما لستَ تنكرهُ ،
في مَكرُماتِ الفتى تَقديمُهُ الحُرَمَا
يا شامتاً بَيني وَهبٍ، وقد فُجِعُوا،
لا تَفرَحَنّ بنَقصٍ زادَهم كَرَمَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> الموتُ مرُّ ، والعيشُ همُّ ،(11/40)
الموتُ مرُّ ، والعيشُ همُّ ،
رقم القصيدة : 15297
-----------------------------------
الموتُ مرُّ ، والعيشُ همُّ ،
وأيَّ هَذَينِ لا أذُمُّ
أهلكَ نفسي ، متى تناجي ،
لها وَراءَ الغُيوبِ رَجمُ
أثقَلَ رَحلي مِن كلّ زادٍ،
خَوفَ المَنايا، والأرضُ رَسمُ
و قد تعجبتُ ، إذ دهاني
عيشٌ ، وعندي بالموتِ علمُ
و الروحُ مستوفزٌ بجسمي ،
لهُ على الانتقالِ عزمُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا كنتَ ذا ثروة ٍ من غنى ،
إذا كنتَ ذا ثروة ٍ من غنى ،
رقم القصيدة : 15298
-----------------------------------
إذا كنتَ ذا ثروة ٍ من غنى ،
فأنتَ المسودُ في العالمِ
وحَسبُكَ من نَسَبٍ صورة ٌ،
تُخَبِّرُ أنّكَ من آدَمِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ،
ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ،
رقم القصيدة : 15299
-----------------------------------
ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ،
مَقذوفَة ٍ بالنَّحضِ كالرَّعنِ
زبدُ اللغامِ يطيرُ من فمها ،
نَفْضَ النّوادِفِ ناعمَ القُطنِ
و كأنّ ذفراها معلقة ٌ ،
أو لَبّة ٌ رُوِيتْ من الدُّهنِ
وكأنّ كَلكَلَها، إذا وَخذتْ،
فُتلُ المَرافقِ عن رَحَى طَحنِ
تُصغي إلى أمرِ الزّمامِ كَما
عطفتْ يدُ الجاني ذرى الغصنِ
وكأنّ ظَعنَ الحَيّ غادِية ً،
نخلٌ، سُقيتِ الغَيثَ من ظَعنِ
أو أيكة ٌ ناحَتْ حَمائِمُها،
منثورُ أخضرَ ناعمٍ لدنِ
يصفقنَ أجنحة ً ، إذا انتقلتْ
في فَرعٍ كطيالسٍ دُكنِ
وجدُ المتيمِ ، وهيَ هاتفة ٌ
ما شئتَ من طربٍ ومن حزنِ
للهِ ما ضمنتْ هوادجها ،
من منظرٍ عجبٍ ومنحسنِ
يا هندُ! حسبُكِ من مُصارَمَتي،
لا تحكمي في الحبذ بالظنّ
فاتَ الصِّبا، ورُميتُ بالوَهنِ،
و يدُ المنية ِ قد دنتْ مني
و لقد حلبتُ الدهرَ أشطره ،
و عبرتُ حظَّ الجهلِ من سني
ووَجدتُ في الأيّامِ مَوعظَة ً،
نصَرَتْ ملائَكتي على جِنّي
وشَبِعتُ من أمرٍ ومَملَكَة ٍ،
وحكَمتُ بالمَلَكاتِ والسّنّ(11/41)
فعلى مَ تلمعُ لي سيوفكمُ ،
حاشايَ من جَزَعٍ ومن جُبنِ
كم طابخاص قدراص لآكلهِ ،
فاضتْ عليهِ بفاترٍ سخنِ
و لقد نهضتُ لوطئكم ، فأبى
مثقالُ حلمٍ راجحِ الوزنِ
عندي من العِلاّتِ سَلهَبَة ٌ،
و مقومٌ خضلٌ منَ الطعنِ
لا مُنصُلي هَجَرَ الضّرابَ، ولا
صدئتْ مضاربهُ من الحزنِ
كم من خَليلٍ لا أُمَتّعُهُ،
لم يبقهِ حذري ولا ضني
وَلّى ، وخَلّفَني لغائرَة ٍ
بالمخزياتِ السودِ ، والأفنِ
أدى الإلهُ إليهِ صحبتهُ ،
و سقى دياركَ صائبَ المزنِ
يا آمِناً لا تَبقَ من حَذَرٍ،
إنّ المَخافَة َ جانبُ الأمنِ
لا تُخدَعَنّ بأقرَبيكَ، وقد
عَفَّوكَ من عَينٍ ومن أُذنِ
و لقيتُ من قومٍ ذوي إحنٍ
لجبَتْ صدورهُمُ من الطّعنِ
غِشّ المَغيبِ، فإنْ لَقيتُهُمُ
سجنوا العداوة َ أيما سجنِ
و هيَ العداوة ُ ، لا خفاءِ بها ،
كالشّمسِ تُكسَفُ ساعَة َ الدَّجنِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> الحب الجديد
الحب الجديد
رقم القصيدة : 153
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حب جديد .. وقصيدة عشق مجنونه
الله يحييك ياحب لفاتوه
حب لكله .. وحبٍ بس لعيونه
حبين باقصي خفوقي بس له هوه
ايه انصتي ياشجون الروح ممنونه
جاني رقيق المشاعر ناوي الخوه
جاني حبيبي وعمري فرحة غصونه
ربيعها يوم سال السيل من نوه
يوم انهمر لي حنانه باعذب لحونه
قلت الله الله صفا جوي على جوه
والله لـ..احبه ولو حظي وقف دونه
مافيه قوه تصد الحب بالقوه
بس انتظر يازمن لين اعلن المونه
ومن بعدها اللي تسوي يازمن سوه
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> عودة كَلكَامش
عودة كَلكَامش
رقم القصيدة : 1530
-----------------------------------
هكذا
عدت وحدك
لا مركبات الغنائم، لا
مطر العازفين
فأين خيول الفجيعة
أو عشبة الوهم،
أين هي العربة؟
هل حملت
إلينا الندى، أم نشيدا
من القش
والجثث المتربة؟
هل حملت
البيارق، أم نهرا
خربة؟
أم رمادا
يعكر ذاكرة العشب، يفضح(11/42)
عرى اليدين؟
لو رجعت
ببعض الحصى
لو رجعت ببعض الندى
لو رجعت
بخفي حنين!!
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ولقَد أغدُو بعادِيَة ٍ،
ولقَد أغدُو بعادِيَة ٍ،
رقم القصيدة : 15300
-----------------------------------
ولقَد أغدُو بعادِيَة ٍ،
تأكلُ الأرضَ بفرسانِ
فرجتْ عنها نواصيها ،
غررٌ خيطتْ بألوانِ
فتركنَ العيرَ مختضباً
بدَمٍ في جَوفِهِ قانِ
و بنينا سمكَ خافقية ٍ
كرقومٍ بينَ أشطانِ
فوَعَتنا غَيرَ فاضِلَة ً،
تزنُ الأرضَ بميزانِ
و شربنا ماءَ سارية ٍ ،
في قَراراتٍ وغُدرانِ
ثمّ قُمنا نحوَ مُلجَمَة ٍ
جِنّة ٍ طارَتْ بفِتيانِ
فتَلاقَينا على قَدَمٍ
بِينَ آجالٍ وصِيرانِ
و توشحنا بضمتهِ ،
و سقى جريٌ ، فأرواني
ذاكَ إذ لي الصِّبا عُذُرٌ،
قبلَ أن يؤمنض شيطاني
و سلِ البيداءَ عن رجلٍ
يخطمُ الريحَ بثعبانِ
ساهرٍ فيك، ومُقلَتُهُ
ليسَ يكسوها بأجفانِ
و جررتُ الجيشَ أسحبهُ
لعَدُوّ كانِ من شاني
فأذقتُ الأرضَ مهجتهُ ،
دينُهُ منهُ كأديانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دارُ، يا دارَ أطرابي وأشجاني،
يا دارُ، يا دارَ أطرابي وأشجاني،
رقم القصيدة : 15301
-----------------------------------
يا دارُ، يا دارَ أطرابي وأشجاني،
أبلَى جَديدَ مَغانيكِ الجَديدانِ
لئنْ تخليتُ من لهوي ومن سكني ،
لقد تاهلتُ من همي ، وأحزاني
جاءَتك رائحَة ٌ في إثرِ باكِرَة ٍ،
تروي ثرى منك امسى غيرَ ريانِ
حتى ارى النورَ في مغناك مبتمساً ،
كأنّهُ حَدَقٌ في غَيرِ أجفانِ
لمّا وَقَفَتُ على الأطلالِ أبكاني
ما كانَ أضحَكني منها وألهاني
فَما أقُولُ لدَهرٍ شَتّتَتْ يَدهُ
شملي ، واخلى من الأحبابِ أوطاني
وما أتاني بنُعمَى ظَلتُ لابسَها،
إلاّ انثَنَى مُسرِعاً فيها، فعَرّاني
كم نعمة ٍ عرفَ الإخوانُ صاحبها ،
لمّا مَضَتْ أنكَرُوهُ بَعدَ عِرفانِ
و مهمهٍ كرداءِ العصبِ مشتبهٍ ،
قَطّعتُهُ، والدُّجى والصّبحُ خَيطان
والرّيحُ تَجذِبُ أطرافَ الرّداءِ، كما(11/43)
أفضَى الشّقيقُ إلى تَنبيهِ وَسنان
حتى طويتُ على أحشاءِ ناجية ٍ ،
كأنّما خَلقُها تَشييدُ بُنيانِ
كأنّ أخفافها ، والسيرُ ينقلها ،
دلاءُ بئرٍ تدلتْ بينَ أشطانِ
لها زِمامٌ، إذا أبصرتُ جَولَتَهُ
حسبتُ في قَبضَتي أثناءَ ثُعبانِ
إلى هِلالٍ تَجَلّتْ عنهُ لَيلَتُهُ،
باريهِ صورهُ في خلقِ إنسانِ
لَجّتْ بِنا هُجرَة ٌ، والقَلبُ عندكمُ،
فأطلَقي القَلبَ، أو قُودي لجُثماني
أنا الذي لم تدَعْ فيهِ محَبّتَكُم
فضلاً لغيركَ من إنسٍ ولا جانِ
فإن أرَدتِ وِصالاً فاقبلي صِلَتي
منّي وإلاّ، فهجرانٌ بهجرانِ
ما الودّ مني بمنقولٍ إلى مذقٍ ،
ولَستُ أطرحُ نَفسي حَيثُ تَلحاني
و لا أريدُ الهوى ، إن لم يكن لهوى
نَفسي ، وبعضِ الهوى والموتُ سِيّانِ
و ربّ سرٍّ كنارِ الصخرِ كامنة ٍ ،
أمَتُّ إظهارَهُ منّي، فأحياني
لم يَتّسَعْ مَنطِقي فيهِ ببائحَة ٍ
حزماً ولا ضاقَ عن مثواهُ كتماني
و ربّ نارٍ أبيتُ الليلَ أوقدها
في لَيلَة ٍ من جُمادى ذاتِ تَهتانِ
يُقَيّدُ اللّحظَ فيها عن مَسالِكِها،
كأنّها لَبِسَتْ أثوابَ رُهبانِ
ما زلتُ أدعو بضوءِ النارِ مقترباً ،
يُغري دُجَى اللّيلِ منه شخصُ حَرّانِ
و قد تشقُّ غبارُ الحربِ لي فرسٌ
مُقَدَّمٌ، غيرُ هَيّابٍ، ولا وانِ
و قدُّ قائمة ٍ منهُ مركبة ٍ
في مَفصلٍ ضامرِ الأعصابِ ظَمآنِ
بحَيثُ لا غوثَ إلاّ صارِمٌ ذكَرٌ،
و جنة ٌ كحبابِ الماءِ تغشاني
و صعدة ٍ كرشاءِ البئرِ ناهضة ٍ ،
بأزرقٍ كاتقادِ النجمِ يقظانِ
سَلي، فدَيتُكِ، هل عَرّبتُ من مِنَني
خلقاً، وهل رُحتُ في أثوابِ مَنّانِ
وهل مَزَجتُ صَفائي للصّديقِ، وهل
أودَعتُ، ياهندُ، غيرَ الحمدِ خَزّاني
و لا عققتُ بجسّ الكأسِ ساقيتي ،
و لا عففتث ، وظلّ الدهرُ ينعاني
أسررتُ حزناً بها والقلبُ مضطربٌ ،
و راحَ يبني بغيرِ الحقّ إعلاني
وقد أرِقتُ لبَرقٍ طارَ طائِرُهُ،
والنّومُ قد خاطَ أجفاناً بأجفانِ
في مُكفهرٍّ كرُكنِ الطّودِ مُصطخِبٍ،(11/44)
كأنّ إرعادهُ تحنانُ ثكلانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ملَكنا الهوى حيناً، وكان وكانا،
ملَكنا الهوى حيناً، وكان وكانا،
رقم القصيدة : 15302
-----------------------------------
ملَكنا الهوى حيناً، وكان وكانا،
فأرخَصَنا دَهرٌ، فكَيفَ تَرانَا
ألم نتلقّ الحادثاتِ بصبرنا ،
وكم جازعٍ للحادِثاتِ سِوانَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شَجاكَ الحَيُّ، إذ بانُوا،
شَجاكَ الحَيُّ، إذ بانُوا،
رقم القصيدة : 15303
-----------------------------------
شَجاكَ الحَيُّ، إذ بانُوا،
فدَمعُ العَينِ تَهْتَانُ
و فيهم ألعسٌ أغيـ
ـدُ، ساجي الطّرفِ وَسنانُ
و لم أنسَ ، وقد زمتْ
لوَشك البَينِ أظعانُ
و قد أنهبني فاهُ ،
و ولى ، وهوَ عجلانُ
فقل في مكرعٍ عذبٍ ،
و قد وافاهُ عطشانُ
لوَجهِ المَوتِ ألوانُ
لهُ في الريحِ أغصانُ
كما ضَمَّ غَريقٌ سا
بِحاً، والماءُ طُوفانُ
و ما خفنا من الناسِ ،
وهَل في النّاسِ إنسانُ؟
جزينا الأمويينَ ،
ودِنّاهم كما دانُوا
و ذاقوا ثمرَ البغي ،
و خناهم كما خلنوا
و للخيرِ وللشرّ ،
بكفّ اللهِ ميزانث
و لولا نحنُ قد ضاعَ
دمٌ بالطفّ مجانُ
فَيا مَن عندَهُ القَبرُ،
وطينُ القَبرِ قُربانُ
بأسيافٍ لكم أودى
حسينٌ ، وهو ظمآنُ
يرى في وجههِ الجهمِ ،
و دأبُ العلويينَ ،
لهم جحدٌ وكفرانُ
فهَلاّ كانَ إمساكٌ،
إذا لم يكُ إحسانُ
يلومونهمُ ظلماً ،
فهَلاّ مِثْلَهمْ كانُوا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا غصناً إن هزهُ مشيهُ ،
يا غصناً إن هزهُ مشيهُ ،
رقم القصيدة : 15304
-----------------------------------
يا غصناً إن هزهُ مشيهُ ،
خشيتُ أنْ يسقطَ رمانه
إرحَم مَليكاً صارَ مُستَعبَداً،
قد ذَلّ في حُبّكَ سُلطانُه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أرأيتَ كيفَ بَدا ليَقتُلنَا
أرأيتَ كيفَ بَدا ليَقتُلنَا
رقم القصيدة : 15305
-----------------------------------
أرأيتَ كيفَ بَدا ليَقتُلنَا
ذاكَ الرشا والبدرُ والغصنُ(11/45)
ببياضٍ وجهٍ مع عيونِ ظبا ،
بسَوادهها، فتَكامَلَ الحُسنُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا عاذلي كم ، لحاكَ اللهُ ، تلحاني ،
يا عاذلي كم ، لحاكَ اللهُ ، تلحاني ،
رقم القصيدة : 15306
-----------------------------------
يا عاذلي كم ، لحاكَ اللهُ ، تلحاني ،
هَبني لبَدرٍ على غُصنٍ من البَانِ
قد مَرّ بي، وهَو يَمشي في مُعَصفَرَة ٍ
عشية ً ، وسقاني ، ثمّ حياني
و قالَ : تلعبُ جناباً ، فقلتُ له :
مَن جَدّ بالوَصلِ لم يَلعَبْ بهِجرانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا حَبيباً سَلا، ولم أسلُ عَنهُ،
يا حَبيباً سَلا، ولم أسلُ عَنهُ،
رقم القصيدة : 15308
-----------------------------------
يا حَبيباً سَلا، ولم أسلُ عَنهُ،
أنتَ تستحسنُ الوفاءَ فكنهُ
ـتَ فأكرِمهُ يَبتَدي أو أهِنْهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد كَلَّمَتْ عَينُهُ عَيني فهَنُّوني،
قد كَلَّمَتْ عَينُهُ عَيني فهَنُّوني،
رقم القصيدة : 15309
-----------------------------------
قد كَلَّمَتْ عَينُهُ عَيني فهَنُّوني،
وحَدِّثُوني بحبًّ ليس بالدّونِ
قالوا : جننتَ بلا شك ، فقلتُ لهم :
ما لذة ُ العيشِ إلاّ للمجانينِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> وطن لطيور الماء
وطن لطيور الماء
رقم القصيدة : 1531
-----------------------------------
هذي الليلةَ
أفرش ثوبي، أتعاتب
والوطن الضيق
أدخل أيام الشعراء المكتئبين
ويدخل أيامي الشعراء
المكتئبون
ونخلط وحشتنا
تفصلني
عنك ثياب العتب الناحل
مثل الماء،
أيضير الوطن المتسامح
أن يلهو بين الفقراء؟
وطن الماء
أثرثر باسمك ساعة يندى
الليل الموحش
في الساحات
أثرثر باسمك
إذ تشجب حصران المقهى
يتسلق مصطبتي
البرد
وأحلم لو تأتيني، الليلة
أبيض كالنجمة
تخرج من كوخ أبيض
يقطر من قدميك الطين
نتعاتب
نشبك أيدينا
ونؤالف ما بين الأوطان المهمومة
شجر للأوراق المرة، والأخطاء
قمر ملتهب، مهموم، قرب الماء
قمصان تفرش(11/46)
مصطبة
تشحب في أيام البرد
وأنا، الليلة
كم يعجبني أن أتغنى،
بمفاتن غير محرمة
وطيور
لم تهبط بعد
آه... لو يأتيني الليلة
أفرش ثوبي، نتعاتب
هل يأتي وطن دون ضجيج؟
دون شتائم
للأبناء المهمومين؟
- سأشهق حين يجئ
الليلة
أفتح قمصاني
للريح
وأهتف،منتشرا، كالماء:
- هذا الوطن الواسع جاء
أبيض كالفضة مبتلا
عذبا كطيور الفقراء
يحمل قمصانا للجرحى، وأضابير
سيهبط منها المنفيون
الأطفال
الريح
الشعراء
هذا الزمن الواسع جاء
أحلاما للمكتئبين، وأغصانا
لطيور الماء.
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنا مُذ صارَ لي سَكَنْ
أنا مُذ صارَ لي سَكَنْ
رقم القصيدة : 15310
-----------------------------------
أنا مُذ صارَ لي سَكَنْ
في ضُروبٍ منَ الحَزَنْ
هائمُ العقلِ في نها
ري، ولَيلي بلا وَسَنْ
ليتني عدتُ مثلَ ما
كنتُ أرعَى بلا رَسَنْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لما التقينا بعدَ حينٍ من الحينِ ،
و لما التقينا بعدَ حينٍ من الحينِ ،
رقم القصيدة : 15311
-----------------------------------
و لما التقينا بعدَ حينٍ من الحينِ ،
حَلفنا بأنّا لا نَعُودُ إلى البَينِ
وقُلتُ: تَعالَي يا شُرَيرَة ُ نَمتَزِج
كمِثلِ امتزاجِ الماءِ والخَمرِ نِصفَينِ
وقد أخرَسَتنا قُبلَة ٌ عن حَديثِنا،
إلى الصْبحِ حتى غَرّدَ الدَيكُ صَوتَينِ
و طولُ عتابٍ في التلاقي يريبني ،
و ينبي بعجزٍ أو تغيرِ قلبينِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حاجيتكم يا كلَّ من لامني ،
حاجيتكم يا كلَّ من لامني ،
رقم القصيدة : 15312
-----------------------------------
حاجيتكم يا كلَّ من لامني ،
قولوا بحَقٍّ، أو دَعوني إذَنْ
ما خَصبَة ٌ حَصباؤها جَوهرٌ،
إن لم تكن في فم شرًّ ، فمنْ ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عِندي من الحُبّ اليَقينُ،
عِندي من الحُبّ اليَقينُ،
رقم القصيدة : 15313
-----------------------------------
عِندي من الحُبّ اليَقينُ،
كَذَبَ الهَوى بدَنٌ سَمِينُ(11/47)
موتي كذا ألمُ الهوى ،
لكنّ صَبري لا يكونُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسرفتُ في الكتمانِ ،
أسرفتُ في الكتمانِ ،
رقم القصيدة : 15314
-----------------------------------
أسرفتُ في الكتمانِ ،
وذاكَ مما دهاني
كتمتُ حبكَ حتى
كَتَمتُهُ كِتماني
فلَم يكُن ليَ بُدٌّ
مِن ذِكرِهِ بلِساني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دائمَ الهجرِ دعني
يا دائمَ الهجرِ دعني
رقم القصيدة : 15315
-----------------------------------
يا دائمَ الهجرِ دعني
من الصدودِ ، فقطني
فَرّ فُؤاديَ منّي،
فسَلْ يُحدّثْكَ عَنّي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فَداكِ أبي! ما لي أراكِ بحَسرَة ٍ،
فَداكِ أبي! ما لي أراكِ بحَسرَة ٍ،
رقم القصيدة : 15316
-----------------------------------
فَداكِ أبي! ما لي أراكِ بحَسرَة ٍ،
بُليتِ بهَجرٍ أودُهِيتِ بِبَينِ؟
و ما لي أرى ديباجَ خدكِ أصفراً ،
ونَرجِسَتَيْ عَينَيكِ ذابِلَتَينِ
زعمتِ بأني لستُ أحسنُ عذرة ً ،
ألا إنّ ذا عذري ، فكيفَ تريني ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُل ليَعقُوبَ: فدَيناكَ بنا،
قُل ليَعقُوبَ: فدَيناكَ بنا،
رقم القصيدة : 15317
-----------------------------------
قُل ليَعقُوبَ: فدَيناكَ بنا،
ما نرَى بعدَكَ شيئاً حَسَناً
شَنّعَ الظّنُّ علَينا عندَكم،
إنّما كذّبَهُ الحسنُ لَنَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أمّا، وقد بانُوا فلَم تَبِنِ
أمّا، وقد بانُوا فلَم تَبِنِ
رقم القصيدة : 15318
-----------------------------------
أمّا، وقد بانُوا فلَم تَبِنِ
نفسي ، فما أحسنتَ في الحزنِ
يا رَبٌ، واستَبدلتَ بعدَهمُ،
وسكَنتَ بَعدَهم إلى سَكنِ
هَلاّ خَلَوتَ كما خَلا وعَفَا
رَسمٌ سِواكَ، وَفَى ولم يَخُنِ
و اللهِ ما استحدثتَ مثلهمُ ،
حاشا لوجهِ شريرة َ الحسنِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبصرتهُ في المنامِ معتذراً
أبصرتهُ في المنامِ معتذراً
رقم القصيدة : 15319(11/48)
-----------------------------------
أبصرتهُ في المنامِ معتذراً
إليّ مما جناهُ يقظانا
ولان حتى إذا هَمَمتُ بهِ،
نُبّهتُ، عندَ الصّباحِ، لا كانَا
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> ديك الجن
ديك الجن
رقم القصيدة : 1532
-----------------------------------
هذا رماد امرأة
أم كأس؟
هذا هوى يجتاحني
كالحلم أم اليأس؟
وأين تمضي الشجرة
عزلتها المنتظرة؟
في الندم الوارف
مثل غيمة
أم في انتظار الفأس
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أفدي التي قُلتُ لها،
أفدي التي قُلتُ لها،
رقم القصيدة : 15320
-----------------------------------
أفدي التي قُلتُ لها،
والبَينُ منّا قد دَنَا:
بالحُزنِ بَعدي فأتَسِي،
قالتْ : إذا قلّ العنا
قلتُ لها : حبكِ قد أنـ
ـحلَ مني البدنا
قالتْ: فماذا حيلَتي؟
كذاكَ قد ذبتُ أنا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> زودينا نائلاً ، أو عدينا ،
زودينا نائلاً ، أو عدينا ،
رقم القصيدة : 15321
-----------------------------------
زودينا نائلاً ، أو عدينا ،
قد صَدَقناكِ، فلا تكذِبينا
خبريني كيفَ أسلو ، وإن لم
أرَ زفرة ً ، أو أنينا
أو أريحيني، فَفي المَوتِ كُفؤٌ،
واقتُليني مثلَ مَنْ تَقتُلينَا
يا هلالاً تحتهُ بانٍ ،
أيُّ ذَنبٍ فيكَ للعاشِقِينَا
يا أميرَ المؤمنينَ المرجى ،
قد أقرّ الله فيكَ العُيُونَا
ودُعينا لكَ ببَيعَة ِ حَقٍّ،
فسعينا نحوها مسرعينا
بنُفوسٍ أمّلتكَ زَماناً،
سَبَقَتْ أيدينَا طائِعَينَا
ولكَ المِنّة ُ فِيها علَينا،
لم نجدْ مثلكَ في العالمينا
جمَعَ الله عَليكَ قُلُوباً،
مزقتْ في معشرٍ آخرينا
أنتَ أقررتَ عينَ كل نفسٍ ،
وفَرَشتَ الأمنَ للخائِفِينَا
و حصرتض الماسَ من كلّ عادٍ
بسيوفٍ وقناً قد روينا
و إذا ما زأرتْ أسدُ أرضٍ ،
دُستَها حتى تَئِنَّ أنِينَا
بركامٍ يملأُ الأرضَ خيلاً ،
ورِحالٍ لا تَهابُ المَنُونَا
رُبِطَ النّصرُ بهم أينَ كانُوا،
إنْ شِمالاً ذَهِبُوا، أو يَمِينَا(11/49)
ضَمّهُم في غُرفَة ِ الحَزمِ منهم
رأسُ برٍ ساسَ دنيا ودينا
قَرّ في كَفّكَ خاتَمُ مُلكٍ
لكَ صاغَتهُ الخِلافَة ُ حِيَنا
ولقَد كانَ إليكَ فَقيراً،
لا يَرى مثلكَ في اللاّبِسينَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا جَوهَرَ الإخوانِ،
يا جَوهَرَ الإخوانِ،
رقم القصيدة : 15322
-----------------------------------
يا جَوهَرَ الإخوانِ،
و حلية َ الزمانِ
ودولَة َ المعَالي،
و روضة َ الأمانِ
عِشْ لي كعُمرِ قَولي
فيكَ ، فقد كفاني
داويتَ غيرَ ودي ؛
مَصائِبُ الإخوانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ناصِرَ الإسلامِ عِشْ،
يا ناصِرَ الإسلامِ عِشْ،
رقم القصيدة : 15323
-----------------------------------
يا ناصِرَ الإسلامِ عِشْ،
واسلَمْ على رَيبِ الزّمَنْ
شَقّ الجَموعَ بسَيفِهِ،
وشَفَى حَزازاتِ الإحَنْ
دامي الجِراحِ كَأنّهُ
وردٌ تفتحَ في غصنْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إني رزقتُ منَ الإخوانِ جوهرة ً ،
إني رزقتُ منَ الإخوانِ جوهرة ً ،
رقم القصيدة : 15324
-----------------------------------
إني رزقتُ منَ الإخوانِ جوهرة ً ،
ما إن لها قيمَة ٌ عندي ولا ثَمَنُ
فلَستُ مَعتَذِراً من أن أشُحّ بها،
و لا يزالُ لديّ الدهرُ يختزنُ
بحيثث لا يهتدي هجرٌ ولا مللٌ ،
و لا يطورُ بها عتبٌ ولا ضغنُ
فما الخيانة ُ من شأني ، ولا خلقي ،
وليسَ عندي لها عَينٌ ولا أُذُنُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا معقلي للنائباتِ ، وإن قستْ
أيا معقلي للنائباتِ ، وإن قستْ
رقم القصيدة : 15325
-----------------------------------
أيا معقلي للنائباتِ ، وإن قستْ
عليّ خطوبُ الدهرِ ، وهيَ تلينُ
خُلِقتُ لأسقامِ النّوى قبلَ كونِها،
فكيفَ تراني إن نأيتَ أكونُ
أكونُ كذي داءٍ يعدُّ دواؤهُ ،
له كلَّ يومٍ زفرة ٌ وأنينُ
ألا رُبّ حالٍ قد تحَوّلَ بُؤسُها،
و ما الدهرُ إلاّ نبوة ٌ وسكونُ
وقد يَعقبُ المكرُوهَ يوماً محَبّة ٌ،
و كلُّ شديدٍ مرة ً سيهونُ(11/50)
و يا قلبِ صبراص عندَ كلّ ملمة ٍ ،
وخَلِّ عِنانَ الدّهرِ، فهوَ حَرونُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يارَبّ قَد أبلاني،
يارَبّ قَد أبلاني،
رقم القصيدة : 15326
-----------------------------------
يارَبّ قَد أبلاني،
حبي لذا الخوانِ
وباحَ دَمعي بسِرّي،
و خانني كتماني
يا زهرة َ البستانِ ،
يا نَفحَة َ الرَّيحانِ
أنتَ ابن بَدرٍ وشَمسٍ،
ما أنتَ من إنسانِ
ما للثّرَيّا شَبيهٌ،
فيما بنى قطُّ بانِ
حِيطانُهُ مِن نُورٍ،
والسّقفُ مِن نِيرانِ
و الصحنُ ياقوتُ درٍّ ،
للعَينِ في جِنانِ
و الماءُ يعدو عليها ،
في جدولٍ ريانِ
فعِشْ بذاكَ سَليماً،
خَليفَة َ الرّحمَنِ
وكُن مع الدّهرِ دَهراً،
عمراً ، كما عمرانِ
فتبقيانِ جميعاً ،
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَصَرَ الله بالوَزيرَينِ مُلكاً،
نَصَرَ الله بالوَزيرَينِ مُلكاً،
رقم القصيدة : 15327
-----------------------------------
نَصَرَ الله بالوَزيرَينِ مُلكاً،
كان أودى واستكمنَ الذّلُّ منهُ
فأجادَا نَصيحَة ً لإمامٍ،
إنْ دَهاها في شِدّة ٍ لم تَخُنْهُ
هوَ مثلُ الحسامِ بينَ غراريـ
ـهِ ، فهذا وذا يجاهدُ عنهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هل من مُعينٍ على أحداثِ أزماني،
هل من مُعينٍ على أحداثِ أزماني،
رقم القصيدة : 15328
-----------------------------------
هل من مُعينٍ على أحداثِ أزماني،
أسأتَ معتمداً لي بعدَ إحسانِ
كَلاّ أليَسَتْ تَقيني للزّمانِ يَدٌ،
لقاسِمٍ ذاتُ تَمكينٍ وسُلطانِ
الزاجِرِ الدِهرِ عَنِّي إذا شَحا فمَه،
و مدّ كفيهِ في ظلمٍ وعدوانِ
حملتَ نفسكَ ، ولا زالتْ معمرة ً ،
رَدَّ المَكاره عن نَفسي وجثماني
كذاكَ كانَ عبيدُ اللهِ ، واحزني
عليهِ ، ما عشتُ في سري وإعلاني
أقُولُ، لمّا عَلا صَوتُ النّعيّ بهِ،
وما مَلَكتُ عليهِ دَمعَ أجفاني:
يا ناعييهِ ! بحقٍّ ماتَ ، ويحكما ،
أتَدرِيانِ لنَا ماذا تقُولانِ؟
لئنْ فجعنا بما لا خلقَ يعد لهُ ،(11/51)
وما لهُ في الوَرَى ، إلاّ ابنَهُ، ثانِ
تبتْ يدٌ قبرتهُ أيُّ بحرِ ندى
طَمَى ، وهَضبَة ِ عزٍّ ذاتِ أركانِ
كانَ المُصيبَ بسَهمِ الرّأيِ قَبضَتَهُ،
و القائلَ الحقَّ موزوناً بميزانِ
كم ليلة ٍ قد نفى عني الرقادَ بها
ما يعلمُ اللهُ من همٍّ وأحزانِ
كأنّ حاطبة ً كانتْ تحطبُ ، في
قلبي ، قتاداً ، وتكويهِ بنيرانِ
إن نتركِ الشركَ لا يتركه من يده ،
لا بدّ للحلو في الإيمانِ من جانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تَبَدّى فأينَ الغُصنُ من ذلكَ الغُصنِ،
تَبَدّى فأينَ الغُصنُ من ذلكَ الغُصنِ،
رقم القصيدة : 15329
-----------------------------------
تَبَدّى فأينَ الغُصنُ من ذلكَ الغُصنِ،
وبدرُ الدُّجى من ذلك البدر في الحُسنِ
وغالَبتُ حُبّي ساعَة ً ثمّ لم أُطِقْ
طَلائعَهُ في اللّحظِ والدّمعِ والحُزنِ
وقد لامَ عَقلي فيهِ نَفسي، فما انتهتْ،
وقالتْ: أعِنّي باحتيالِكَ، أو دَعني
هَنَتكَ أميرَ المُؤمنينَ خِلافَة ٌ،
أتَتكَ على طَيرِ السّعادَة ِ واليُمنِ
ولمّا أقرّتْ في يَديكَ عِنانَها،
نشرتَ على الدنيا جناحاً من الأمنِ
لقد زفها في حليها رأيُ قاسمٍ
إلى مَلِكِ كالبَدرِ مُقتَبِلِ السّنّ
ولم يَظلِمِ الحَقَّ الذي هوَ أهلُهُ،
وأنفَذَ حُكمَ الله في والِدٍ وابنِ
ألا مُذكِرٌ بي عندَ خَبيرِ خَليفَة ٍ،
جزيلِ العطايا ، واسعِ الفضلِ والمنّ
مُجالَسَتي إيّاهُ في حُلُمِ الكَرَى ،
وجائزَتي تُمسي إلى خَلفِها عَنّي
و أحضرتُ في يومِ الخميسِ لخلعة ٍ ،
وأُبتُ عِشاءً، وهيَ فارِغَة ٌ منّي
فيَا جُودَ كفّيهِ امحُ آثارَ بأسِهِ،
فإنّ عَليهِ أرشَ حَبسي ولم أجنِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> الشعر
الشعر
رقم القصيدة : 1533
-----------------------------------
حين فاجأني الحلم
وانكسرت سعفة الغيم
طاردني الشعر
طاردته
هاربا
من دخان يديه
والتجأت إلى الجن ....
أضرمت الجن في جسدي النار
أهدت رمادي
إليه .....(11/52)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا ذنبَ لا ذنبَ لابنِ العَيرِ حينَ هوَت
لا ذنبَ لا ذنبَ لابنِ العَيرِ حينَ هوَت
رقم القصيدة : 15330
-----------------------------------
لا ذنبَ لا ذنبَ لابنِ العَيرِ حينَ هوَت
قُواهُ من خَوَرٍ فيها ومِن لِينِ
حملتموهُ الذي ما كانَ يحملهُ
فُرْهُ البِغالِ وأصنافُ البراذينِ
الشمسَ والبدرَ والطورَ الرفيعَ معاً ،
في الغَيثِ واللّيثِ والدّنيا معَ الدِّينِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لي صاحبٌ مُختَلِفُ الألوانِ،
لي صاحبٌ مُختَلِفُ الألوانِ،
رقم القصيدة : 15331
-----------------------------------
لي صاحبٌ مُختَلِفُ الألوانِ،
متهمُ الغيبِ على الإخوانش
مُنقَلِبُ الودّ معَ الزّمانِ،
يسرقُ عرضي حيثُ لا يلقاني
و هوَ إذا لقيتهُ أرضاني ،
فليتهُ دامَ على الهجرانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمنِ القتيلُ ، وما تحللتِ الحبا ،
لمنِ القتيلُ ، وما تحللتِ الحبا ،
رقم القصيدة : 15332
-----------------------------------
لمنِ القتيلُ ، وما تحللتِ الحبا ،
هل كانَ غيرَ مسودٍ مدفونِ
بالشامِ ، ملكاً قد تبددَ ملكهُ
بمَسَرّة ٍ من أنفُسٍ وعُيُونِ
لا بُدّ أن يَقَعَ الجزاءُ بظالِمٍ،
و تحركَ الأحقادُ بعدَ سكونِ
لا يصلحُ الجبارَ إلا ضربة ٌ ،
تَشفيهِ من خَبَلٍ بهِ وجُنُونِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ترَكتُ حَبيباً من يدي مِن هَوانِه،
ترَكتُ حَبيباً من يدي مِن هَوانِه،
رقم القصيدة : 15333
-----------------------------------
ترَكتُ حَبيباً من يدي مِن هَوانِه،
و أقبلتُ في شأني ، وولى بشانهِ
أرى عوراتِ الناسِ يخفى مكانها ،
و عورتهُ في عقلهِ ولسانهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وكم جولة ٍ لا يُحسنُ البغلُ مثلَها،
وكم جولة ٍ لا يُحسنُ البغلُ مثلَها،
رقم القصيدة : 15334
-----------------------------------
وكم جولة ٍ لا يُحسنُ البغلُ مثلَها،
أتتْ عجلاً لم يجنِ مكروهها جانِ(11/53)
وفَكٍّ، إذا غَنّى يُحَرّكُ لحيَة ً
كمثلِ ذنابى صعوة ٍ ليسَ بالواني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كانَ لنا صاحبٌ زَمانَا،
كانَ لنا صاحبٌ زَمانَا،
رقم القصيدة : 15335
-----------------------------------
كانَ لنا صاحبٌ زَمانَا،
فحالَ عن عَهدِهِ وخَانَا
تاهَ علَينا، فتاهَ منّا،
فلا نَراهُ ولا يَرانَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ضحكَ المشرفاتُ في يومِ عيدٍ ،
ضحكَ المشرفاتُ في يومِ عيدٍ ،
رقم القصيدة : 15336
-----------------------------------
ضحكَ المشرفاتُ في يومِ عيدٍ ،
إذ رأوا جَعفَراً يَحُثُّ العِنانَا
قُلنَ، لمّا رأينَهُ حالِكاً أسْـ
ـودَ جعداً ، يناسبُ السودانا :
لَيتَ هذا لنا فَنَعمَلَ من جلـ
ـدتهِ في وجوهنا خيلانا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ليتَ ما قد شربتهُ في جمادى ،
ليتَ ما قد شربتهُ في جمادى ،
رقم القصيدة : 15337
-----------------------------------
ليتَ ما قد شربتهُ في جمادى ،
كنتَ أسقيتنيهِ في شعبانِ
لم أزلْ آملُ المزيدَ ، ولا فـ
ـكّرتُ في ذا المِطالِ والحِرمانِ
كلَّ يومٍ أمدُّ عيني إلى البا
بِ رَجاءً لِمثلِ تِلكَ القَنَاني
أو لِمَا دونَها، إذا ما سِوى ذا
كَ ، وقد تجتري عليهِ الأماني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا ساقَي الرّاحِ لا تَنسَنا،
أيا ساقَي الرّاحِ لا تَنسَنا،
رقم القصيدة : 15338
-----------------------------------
أيا ساقَي الرّاحِ لا تَنسَنا،
و يا جارة َ العودِ غني لنا
فقد أسبلَ الدجنُ بينَ السما
ءِ والأرضِ مُطرَفَهُ الأدكنَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> من عائدي من الهمومِ والحزنِ ،
من عائدي من الهمومِ والحزنِ ،
رقم القصيدة : 15339
-----------------------------------
من عائدي من الهمومِ والحزنِ ،
و ذكرِ ما قد مضى من الزمنِ
و شربِ كأسٍ في مجلسٍ بهجٍ
لم أرَ فيهِ هماً ، ولم يرني
من كفّ ظبيٍ مقرطقٍ ، غنجٍ ،
يَعشَقُهُ مَن عَليهِ يَعذُلُني(11/54)
تلوحُ صلبانهُ بلبتهِ ،
كنُورِ زَهرِيّة ٍ بلا غُصُنِ
يا ليتَ من جاءهُ يقربهُ ،
من فَضلِ قُربانِه يُقَرّبُني
جاءَ بها كالسّراجِ ضافية ً،
سلافة ً لم تدسْ ، ولم تهنِ
من ماءِ كَرمٍ عُتّقَتْ حِقَباً
في بطنِ أحوى الضميرِ مختزنِ
كأنّهُ، مُنْذُ قامَ مُعتَمِداً
بعظمِ ساقٍ مثقلِ البدنِ
مَيتٌ وفيهِ الَحياة ُ كامنَة ٌ،
برُوحِها العَنكَبوتِ في كَفَنِ
ما لي ، وللباكراتش والظعنِ ،
و مقفراتش الطلولِ والدمنِ
شغليَ عنها بالراحش في غلسٍ ،
ووَضعِ رَيحانَة ٍ على أُذُني
و لحظِ عينٍ يريدُ ذاكَ وذا ،
خِوانَة ٌ تُجرَى على العَيَنِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> أنين الحضارات
أنين الحضارات
رقم القصيدة : 1534
-----------------------------------
من أنين الحضارات أقبلت
منكسرا، وحشة العشب تجرحني
والفرات رماد يئن
على شفتيّ، غزال يضئ
حنين النساء
وطن يتنزه مكتئبا
في القصائد، حيث النسيم
قبور معذبة، والكواكب نائحة
في العراء
ذا أنين الحضارات، بل قصب
يتكسر في الروح شرسا
يعض الندى
والصدى
والشجر
والأغاني
بقية عكازة
في المطر
أهو الفجر منكسرا أم دم
من رصاص على الكون؟ هل وحشة
العشب تجرحني أم أنا أجرح العشب؟
منكسرا
أتناثر، منحدرا
من قصائد علاية
أتناثر
أبحث في الريح عني
لا جسدي
جسدي، لا الرماد
رمادي
آتيا من دم
نائح، آتيا
من بقايا.... بلاد
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ،
دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ،
رقم القصيدة : 15340
-----------------------------------
دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ،
ما السّالمُ القلبِ في الدّنيا كمَحزُونِ
لا تسمعِ النصحَ غلاّ القلبُ يقلبهُ ،
يكفيكَ رأيكَ لي رأيٌ سيكفيني
أقَررتُ أنّيَ مَجنونٌ بحبّكُمُ،
و ليسَ لي عنكم عذرُ المجانينِ
وصاحبٍ بَعدَ سَنّ النّومِ مُقلَتُهُ،
دعوتهُ ، ولسانُ الصبحِ يدعوني
نَبّهتُهُ ونجُومُ اللّيلِ راكِعَة ٌ،(11/55)
في مَحفِلِ من بَقايا لَيلِها جُونِ
ركوعَ رُهبانِ ديرٍ في صَلاتهِمُ،
سودٍ مدارعهم شمَّ العرانينِ
فَقَامَ يَمسَحُ عَينِيهِ وسُنّتَهُ
بقَعدَة ِ النّومِ مِن فيهِ يُلَبّيني
و طافَ بالدنّ ساقٍ وجههُ قمرٌ ،
وطَرفُهُ بسِريعِ الحَدّ مَسنُونِ
كانّ خطّ عذارٍ ، شقّ عارضهُ ،
ميدانُ آسٍ على وردٍ ونسرينِ
وخَطّ فَوقَ حجابِ الدُّرّ شارِبُه،
بنِصفِ صادٍ ودالُ الصُّدغِ كالنّونِ
فَجاءَ بالرّاحِ يَحكي وَردَ وَجنَتهِ،
مُقرطَقٌ من بَني كِسرى وشِيرينِ
علَيهِ إكليلُ آسٍ فوقَ مَفرِقِهِ،
قد رَصّعُوهُ بأنواعِ الرّياحينِ
لا أتقي الراحَ بالندمانِ من يدهِ ،
وإن سقَتنيَ حَولاً، قلتُ: زيدِيني
قُولُوا لمَكتومَ: يا نُورَ البَساتينِ،
الحَمدُ لله، حتى أنتِ تَجفُوني
قد كنتُ مُنتَظراً هذا، فجئتِ بهِ،
ولَيسَ خَلقٌ على غَدرٍ بمأمُونِ
ذكرتُ من خوفِ أهلي من بليتُ بهِ
من بينهم ، واحتملتُ العارَ في ديني
صرَفتُ معنى حَديثي عن ظُنونِهمُ،
عَمداً، كمن فَرّ من ماءٍ إلى طينِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صَحوتُ، ولكن بعدَ أيّ فُتونِ،
صَحوتُ، ولكن بعدَ أيّ فُتونِ،
رقم القصيدة : 15341
-----------------------------------
صَحوتُ، ولكن بعدَ أيّ فُتونِ،
فَلا تَسأليني صَبوَة ً، ودَعيني
و دبّ مشيي بعضه فوقَ بعضهِ ،
و أخرجني من أنفسٍ وعيونِ
فما أحضرُ اللذاتِ إلاّ تخلفاً ،
و لم أرَ مخلوقاً بغيرِ يمينِ
وأُفرِدتُ إلاّ من خَليلٍ مُكاشرٍ،
سريعِ شَرارِ الجَهلِ غَيرِ أمينِ
و خمارة ٍ تعني المسيحَ بربها ،
طَرقتُ وضوءُ الصّبحِ غَيرُ مُبينِ
فَلمّا رأتني أيقَنتْ بمُعذَّلِ
قصيرِ بقاءِ الوفرِ غيرِ ضنينِ
فجاءت بها في كأسيها ذهبية ً ،
لها حَدَقٌ لم تَتّصِلْ بجُفونِ
كأنا وضوءُ الصبحِ يستعجل الدجى
نُطيرُ غُراباً ذا قَوادِمَ جُونِ
فما زِلتُ أُسقاها بكَفّ مُقَرطَقٍ،
كغصنٍ ثنتهُ الريحُ بينَ غصونِ
لوَى صُدغَه كالنّونِ مِن تحتِ طُرّة ٍ(11/56)
ممسكة ٍ ، تزهى بعاجِ جبينِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تَمَلاّ حَثَّنا واسقِيانا،
لا تَمَلاّ حَثَّنا واسقِيانا،
رقم القصيدة : 15342
-----------------------------------
لا تَمَلاّ حَثَّنا واسقِيانا،
قد بَدا الصْبحُ لَنا، واستَبانَا
واقتُلا همَّنا بصَرفِ عُقارٍ،
و اتركا الدهرَ ، فما شاءَ كانا
وامزُجَا كأسَنا بريقَة ِ شُرٍّ،
طابَ للعَطشانِ وِرداً، وحانَا
من فَمٍ قد غُرسَ الدُّرُّ فيهِ،
ناصحِ الرّيق إذا الرّيقُ خانَا
ونَديمٍ قد أمرَضَ السّقمُ منهُ
مقلة ً فاترة ً ولسنا
قد دَعَوناهُ إلى الكأسِ حتى
هشّ للساقي ومدّ البنانا
لم يزلْ يرقصُ ، وهوَ طروبٌ ،
ثمّ علقنا عليهِ القيانا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقَاني مِن مُعَتَّقَة ِ الدِّنانِ،
سقَاني مِن مُعَتَّقَة ِ الدِّنانِ،
رقم القصيدة : 15343
-----------------------------------
سقَاني مِن مُعَتَّقَة ِ الدِّنانِ،
مليحُ الدلَّ مختضبُ البنانِ
وَهَبتُ لوَجهِهِ ألحاظَ عَيني،
بلا خَوفٍ لأولادِ الزّواني
و فرغَ حسنهُ من كلّ عيبٍ ،
وجَلّ عن المُشاكِلِ والمُداني
فجاءَ كما تمنى كل نفسٍ ،
لهُ بدعٌ دقيقاتُ المعاني
و حملَ كفهُ كأساً تلظى
بنارٍ لا تقنعُ بالدجانِ
فلما صبّ فيها الماءَ ثارتْ
كما ثارَ الشجاعُ إلى الجبانِ
فخلتُ الكأسَ مركزَ أقحوانٍ ،
و تربتهُ سحيقُ الزعفرانِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَدّتْ عليّ اللّومَ ظَلاّمَة ٌ
رَدّتْ عليّ اللّومَ ظَلاّمَة ٌ
رقم القصيدة : 15344
-----------------------------------
رَدّتْ عليّ اللّومَ ظَلاّمَة ٌ
ويحكِ لاأغلبُ بالعاذلينْ
هل يحبسُ النّفسَ على جِسمها
جارٌ هَزيلٌ، وابنُ بنتٍ سَمينْ
قد أقبَلَتْ تَعذُلُني باطِلاً،
وانصرَفتْ عن وجهِ حقٍّ مُبينْ
لا أحمِلُ البُخلَ إلى حُفرَتي،
لتأكلي البخلَ معَ الآكلينْ
من مبلغٌ قومي على قربهم ،
وبُعدِ أسماعٍ عنِ الواعِظينْ
هبوا فقد طالتْ بكم رقدة ٌ ،(11/57)
من بَعدِها أحسبُ لا تَرقُدونْ
حثوا مطايا الجدّ ترقلْ بكم
ناجينَ بينَ الناسِ أو معذرينْ
يا عجبا من ناصحٍ لم يطعْ ،
كم حازِمٍ قد ضاعَ في جاهِلينْ
رأى من الشّرّ الذي لم يَرَوا،
و كانَ يهمُّ ، وهم يفرحونْ
إني أرى الأعداءَ قد رسخوا
دَواهياً، أنتمْ لها حافرونْ
يلوا قبابَ الملكِ عن معشرٍ
كانوا لها من قبلكم مبتنينْ
تُخبرْكمُ عن زَمَنٍ لم يَزَلْ
يجدُّ بالقومِ ، وهم يلعبونْ
كذاكَ ما أنتمْ عليهِ ، وما
أشبَهُ ما كانَ لشيءٍ يكُونْ
عانقتمُ الأحلامَ في مضجعٍ ،
سيُنبِتُ الشّوكَ لكم بعدَ حينْ
يا لَهْفَ قُربايَ على مَعشَرٍ،
إن لم تشقْ باللهِ ، وما يتقونْ ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد مضى آبُ صاغراً ، لعنتهُ الـ
قد مضى آبُ صاغراً ، لعنتهُ الـ
رقم القصيدة : 15345
-----------------------------------
قد مضى آبُ صاغراً ، لعنتهُ الـ
ـلهِ علَيهِ، ولَعنة ُ اللاّعنينَا
و أتانا أيلولُ ، وهوَ ينادي :
الصَّبوحَ الصَّبوحَ يا غافلينَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا مَنْ لنَفسٍ وأحزانِها،
ألا مَنْ لنَفسٍ وأحزانِها،
رقم القصيدة : 15346
-----------------------------------
ألا مَنْ لنَفسٍ وأحزانِها،
ودارٍ تَداعَتْ بِحيطانِها
أظَلُّ نهَاري في شَمسِها،
شقياً ، معنى ببنيانها
ولا أحدٌ من ذوي قُربَتي
يساعدني عندَ إتيانها
أسودُ وجهي لتبييضها ،
وأهدِمُ كِيسِي لعُمرانِها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربَّ بيتٍ زرتهُ ، فكأنما
يا ربَّ بيتٍ زرتهُ ، فكأنما
رقم القصيدة : 15347
-----------------------------------
يا ربَّ بيتٍ زرتهُ ، فكأنما
قد ضمني من ضيقه سجنُ
لم يحسنِ الزمانُ جمعَ أحبة ٍ
في قِشرَة ٍ إلاّ كما نَحنُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غدا باحمرارِ الخدّ للحسنِ جامعاً ،
غدا باحمرارِ الخدّ للحسنِ جامعاً ،
رقم القصيدة : 15348
-----------------------------------
غدا باحمرارِ الخدّ للحسنِ جامعاً ،(11/58)
ومن فِيهِ للتّبَسّمِ رُضوانَا
فأبدى لنا من ثغرهِ ورضابهِ
و عارضهِ راحاً وروحاً وريحانا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا أحسستَ في خطي فتوراً ،
إذا أحسستَ في خطي فتوراً ،
رقم القصيدة : 15349
-----------------------------------
إذا أحسستَ في خطي فتوراً ،
وحَظّي والبَلاغة ِ والبَيانِ
فلا تَرتَب بفَهمي، إنّ رَقصي
على مقدارِ وإيقاعِ الزمانِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> سيّدة الفوضى
سيّدة الفوضى
رقم القصيدة : 1535
-----------------------------------
من أين جاءت
هذه السيدة؟
فحركت
غدراننا الراكدة؟
الم يصح
في وجهها عاذل
الم تخف من ريحنا الباردة؟
نشهد أنٌا ما رأينا هوى
مثل هواها
قيل ألقت بها
قبيلة، ألقى بها مركب
مطارد
بل قيل ألقت بها
سحابة
خفيفة
صاعدة
يقال
أو قيل
ولكنها
أشاعت الفوضى
كما تشتهي
وأجرت الريح
كما تشتهي
وأيقظت
قطعاننا كلها
وأشغلتنا
دفعة واحدة...
من أين
جاءت تلكم السيدة؟
وأين غابت
تلكم السيدة؟
قالت
وداعا
ثم لم تلتفت
لريحنا المهمومة
الباردة....
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بِتُّ بجُهدٍ ساهرَ الأجفانِ،
بِتُّ بجُهدٍ ساهرَ الأجفانِ،
رقم القصيدة : 15350
-----------------------------------
بِتُّ بجُهدٍ ساهرَ الأجفانِ،
يَلدَغُ جِلدي شَرَرُ النّيرانِ
من طائرٍ زمرَ في الآذانِ ،
منَ الدماءِ مترعٍ ملآنِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تَلُومُ، ودَمعي واكِفٌ فوقَ قَبرِه،
تَلُومُ، ودَمعي واكِفٌ فوقَ قَبرِه،
رقم القصيدة : 15351
-----------------------------------
تَلُومُ، ودَمعي واكِفٌ فوقَ قَبرِه،
أتَدرينَ مَن هذا؟أتدريِنَ مَن كانَا؟
فتى مورقاً بالبشرِ قبلَ عطائهِ ،
يُباري من الرّاجينَ جُوداً وإحسانَا
دَعيني أصِفْ، والغَيثُ وابلُ كَفّهِ،
و يبكي عليهِ الدهرُ سحاً وتهتانا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صَبراً على الهُمومِ والأحزانِ،
صَبراً على الهُمومِ والأحزانِ،(11/59)
رقم القصيدة : 15352
-----------------------------------
صَبراً على الهُمومِ والأحزانِ،
و فرقة ِ الأحبابِ والإخوانِ
فإنّ هذا خلقُ الزمانِ
.................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقُولُ، وقد طالَ لَيلي الذي
أقُولُ، وقد طالَ لَيلي الذي
رقم القصيدة : 15353
-----------------------------------
أقُولُ، وقد طالَ لَيلي الذي
عليّ، فَسامرتُ قَلباً حَزينَا
و ماتَ ابنُ وهبٍ خليَّ الخطوبِ ،
عوابثَ فيهنّ دنيا ودينا :
أيا دَهرُ خَلّطتَ من بَعدِهِ،
كذا ينبغي بعدهُ أنْ تكونا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقَد أيسَرتُ من هَمٍّ وحُزنِ،
لقَد أيسَرتُ من هَمٍّ وحُزنِ،
رقم القصيدة : 15354
-----------------------------------
لقَد أيسَرتُ من هَمٍّ وحُزنِ،
و بنتُ من السرورِ وبانَ مني
و ولى قاسمٌ عني حميداً ،
فيا ربّ اجزه ، يا ربّ ، عني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذكرَتُ ابنَ وهبٍ، فلِلّهِ ما
ذكرَتُ ابنَ وهبٍ، فلِلّهِ ما
رقم القصيدة : 15355
-----------------------------------
ذكرَتُ ابنَ وهبٍ، فلِلّهِ ما
ذكرتُ، وماغَيّبوا في الكَفَنْ
يقطرُ أقلامهُ من دمٍ ،
و يعلمُ بالظنّ ما لم يكنْ
وظاهِرُ أطرافِهِ ساكِنٌ،
ومن تحتِهِ حَرَكاتُ الفِطَنِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم تَرَني سَخِطتُ على الزّمانِ،
ألم تَرَني سَخِطتُ على الزّمانِ،
رقم القصيدة : 15356
-----------------------------------
ألم تَرَني سَخِطتُ على الزّمانِ،
و حسنُ الظنّ بالدنيا دهاني
و لستُ من الشبابِ ، وليسَ مني ،
فقَد أعطَيتُ حابسَتي عِناني
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا شاكيَ الدّهرِ إنّ الدّهرَ ألوانُ،
يا شاكيَ الدّهرِ إنّ الدّهرَ ألوانُ،
رقم القصيدة : 15357
-----------------------------------
يا شاكيَ الدّهرِ إنّ الدّهرَ ألوانُ،
فيهِ لصاحبِهِ بُؤسٌ وأحزانُ
وفي المَماتِ غِنًى للمَرءِ يَسترُهُ،(11/60)
و ليسَ مستغنياً ما عاشَ إنسانُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لستَ تَنجو من كلّ ما حِدتَ عنه،
لستَ تَنجو من كلّ ما حِدتَ عنه،
رقم القصيدة : 15358
-----------------------------------
لستَ تَنجو من كلّ ما حِدتَ عنه،
فاصحبِ الصبرَ دائماً واتبعنهُ
و تيقظْ ، إذا اضطررتَ إلى وصـ
ـلِ عَدوٍّ، ودُمْ على الخوفِ منْهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إصبِرْ لعَلّكَ عن قَليلٍ بالِغٌ
إصبِرْ لعَلّكَ عن قَليلٍ بالِغٌ
رقم القصيدة : 15359
-----------------------------------
إصبِرْ لعَلّكَ عن قَليلٍ بالِغٌ
بتَفَضّلِ الوَهابِ والإحسانِ
فرجاً يضيءُ لكَ انفتاقُ صباحهِ ،
متبسلجاً من ظلمة ِ الإحسانِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> صدأ
صدأ
رقم القصيدة : 1536
-----------------------------------
وَجهي نُعاس طِيور الماء
يَشعِله رَمل النَخيل
وفي كَفٌيكِ ينطَفئ
حقائبي حَطَبُ
يَبكي
وحنجرتي سَفينه
شب في أعشابها الصدأ
أبقى، وتبقين
منديلا
وأغنية
بين الأصابع والأهداب تختبئ...
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وقَفَ الشّبابُ، وأنتَ تابعُ غَيّهِ،
وقَفَ الشّبابُ، وأنتَ تابعُ غَيّهِ،
رقم القصيدة : 15360
-----------------------------------
وقَفَ الشّبابُ، وأنتَ تابعُ غَيّهِ،
لا تَرعَوي لنَذيرِ شَيبٍ قد نَهَى
يا جَهلَ قَلبٍ منكَ عُطّلَ حِلمُهُ،
لو كانَ دانَى غَيَّهُ، أو أشبَهَا
أمستْ بلادُ الخوفِ تَضرِبُ بابَها
دوني ، وأمسى دونها لي منتهى
خلتْ غليلَ الشوقِ بينَ جوانحي
قِطعَاً، فعدّتْ كيفَ كانَ ودَلَّهَا
أبلَى الهَوَى والوَجَدُ سِلكَ دُمُوعهِ،
فإذا نجيُّ الفكرِ حركهُ وهى
لا يستقرُّ بهِ مضاجعُ جنبهِ
حتى الصّباحِ تَقَلّبَا وتأوُّهَا
حظٌّ مضى ما كنتُ أعرفُ قدرهُ ،
حتى انتهى ، فعرفتهُ ، حينَ انتهى
أفنيتهُ وسنانَ أخبطُ غمرة ً
بيدي ، فأنبههُ الزمانُ ونبها
لا مثلَ أيامٍ مضينَ بلهوها ،(11/61)
مَنكُورَة ٍ أعطَتْ فُؤادي ما اشتَهَى
أيامَ عمري في سنيَّ ، ورتبتي
مني ، وسلطاني على حدقِ المها
و جهلتُ ما جهلَ الفتى زمنَ الصبا ،
فالآنَ قد وَعَظَ المَشيبُ وفَوّهَا
فالآنَ قد كَشَفَ الزّمانُ قِناعَهُ
ولَهَوتُ من لَهوِ النّفوسِ بغادَة ٍ
تحكي بنغمتها الحمامِ المولها
و كأنها والشربُ قد أذنوا لها ،
دَنِفٌ أشارَ برأسِهِ، فتأوّها
ونَذيرُ ناظِرَتَينِ في أجفانِها،
لم تَعرفَا عَنَتَ الدّموعِ فتَمرَهَا
و كأنّ إبريقَ المدامة ِ ، بيننا ،
ظبيٌ على شرفٍ أنافَ مدلها
لمّا استَحَثّتهُ السّقاة ُ حنَى لها،
فبَكَى على قدَحِ النّديمِ، وقَهقَهَا
حسناتُ دهرٍ قد مضينَ لذيذة ً ،
وبَقيتُ مُعتَلَّ البقَاءِ، مُولَّهَا
يا مَن يُشيرُ إلى العداوَة ِ بُردَهُ،
إرجِعْ بكَيدِكَ طائعاً، أو مُكرَهَا
فطنٌ إذا ما الذمُّ قامَ خطيبهُ ،
فإذا خطيبُ الحمدِ أسمعهُ سها
لا تُخدَعَنّ بواعدٍ لكَ نُصرَة ً،
مَن سَلّ سَيفَكَ للعُقوقِ فقد وَهَى
ولقَد تُكَلَّفُ حاجَتي عِيدِيّة ٌ،
جِنُّاتُ قَفرٍ يَنتَهِبنَ المَهمَهَا
طارتْ بأجنحة ِ القيودِ مدلة ً ،
في السّيرِ يَخبِطنَ الطّريقَ الأفوَهَا
قُبٌّ، بَناها النّجمُ، فهيَ عَرائِسٌ،
أشباهُ خَلقٍ، لم تجابِ الأفرَهَا
لمّا وَرَدنَ الماءَ خَلّفنَ الصّدَى ،
وخَرجنَ من سُقمِ الهَواجرِ نُقَّهَا
و لقد شهدتُ الحربَ تلمعُ بيضها ،
ورأيتُ مِن غُولِ المَنايا أوجُهَا
ورأيتُ من عُشَراءِ دَهرٍ قُسوَة ً،
وبَلغتُ مأمُولَ النّعيمِ الأرفَهَا
و فعلتُ ما فعلَ الكرامُ ، وإنما
أحظَى الوَرى بالحمَدِ إعطاءُ اللُّهَى
وفَتَقتُ أسماعَ الخُصومِ بحجّة ٍ،
بَيضاءَ تُبري بالبَيانِ الأكمَهَا
إنّي، إذا فَطِنَ الزّمانُ، لناطقٌ،
وسكَتُّ حينَ رأيتُ دَهراً أبلَهَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا ، والذي لا إلهَ إلاّ هو ،
لا ، والذي لا إلهَ إلاّ هو ،
رقم القصيدة : 15361
-----------------------------------(11/62)
لا ، والذي لا إلهَ إلاّ هو ،
أنتَ بهَذا عليَّ تَيّاهُ
ما ليَ ذَنبٌ سِوى مَحاسنِه،
شاهديَ الله، حَسبيَ الله
لم تَرَ عَيني مِن قَبلِهِ قَمَرَا
حَكَى هلالَ الدُّجَى فاراهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إنّ عيني قادتْ فؤادي إليها
إنّ عيني قادتْ فؤادي إليها
رقم القصيدة : 15362
-----------------------------------
إنّ عيني قادتْ فؤادي إليها
عبدَ شوقٍ، لا عبدَ رِقٍ لدَيهَا
فهوَ بينَ الفِراقِ والهَجرِ مَوقو
فٌ بحُزنٍ منها وحُزنٍ عَليهَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قَمَرٌ فوقَ قَضِيبٍ،
قَمَرٌ فوقَ قَضِيبٍ،
رقم القصيدة : 15363
-----------------------------------
قَمَرٌ فوقَ قَضِيبٍ،
لا يرَى العُشّاقَ تِيهَا
ما رأينَا لشُرَيرٍ
قطُّ في الناسِ شبيها
دَمعَتي تَعلَمُ وَجدي
و اشتياقي ، فسليها
ليَ من ذكركِ مرآ
ة ٌ أرى وجهَكِ فيهَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ذا الذي تسخرُ عيناهُ ،
يا ذا الذي تسخرُ عيناهُ ،
رقم القصيدة : 15364
-----------------------------------
يا ذا الذي تسخرُ عيناهُ ،
بي منكَ ما يَعلَمُهُ الله
إذا بدا يخطرُ في مجلسٍ ،
فكم محبٍ فيهِ يهواهُ
يَسترزِقُ الرّحمَنَ من فَضلِه،
و ما درى مولاهُ معناهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أفنَى العُداة َ إمامٌ ما لَهُ شَبَهُ،
أفنَى العُداة َ إمامٌ ما لَهُ شَبَهُ،
رقم القصيدة : 15365
-----------------------------------
أفنَى العُداة َ إمامٌ ما لَهُ شَبَهُ،
ولا ترَى مثلَهُ خَلقاً ولم نَرَهُ
ضارٍ إذاانقَضّ لم تُحرَمْ مَخالبُه،
مستوفزٌ لانتباهِ الجزمِ منتبهِ
ما يحسنُ القطرُ أن ينهلّ عارضه
كما تتابع أيامُ الفتوحِ لهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا مَن لقَلبٍ في الهوى غير مُنتَه،
ألا مَن لقَلبٍ في الهوى غير مُنتَه،
رقم القصيدة : 15366
-----------------------------------
ألا مَن لقَلبٍ في الهوى غير مُنتَه،(11/63)
و في الغيّ مطواعٍ وفي الرشدِ مكرهِ
أُشاوِرُهُ في تَوبَة ٍ، فيَقول: لا،
فإن قلتُ : تأتي فتنة ٌ ، قال : أينَ هي ؟
و يا ساقييّ اليومَ عودا وثنيا
بإبريقِ راحٍ في الكُؤوسِ مُقَهقِهِ
أُورّثُ نَفسي مالَها قبلَ وارِثي،
وأُنفِقُهُ فيما تُحِبُّ وتَشتَهي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إلى أيّ حينٍ كنتَ في صَبوَة ِ اللاّهي،
إلى أيّ حينٍ كنتَ في صَبوَة ِ اللاّهي،
رقم القصيدة : 15367
-----------------------------------
إلى أيّ حينٍ كنتَ في صَبوَة ِ اللاّهي،
أما لكَ في شيءٍ وعظتَ بهِ ناهِ ؟
ويا مُذنِباً يَرجُو مِنَ الله عَفوَهُ،
أترضى بسبقِ المتقينَ إلى اللهِ ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مسَهَّدٌ في ظَلامِ اللّيلِ أوّاهُ،
مسَهَّدٌ في ظَلامِ اللّيلِ أوّاهُ،
رقم القصيدة : 15368
-----------------------------------
مسَهَّدٌ في ظَلامِ اللّيلِ أوّاهُ،
عضتهُ للدهرِ أنيابٌ وأفواه
إن كانَ يُخطىء ُ سَمعي ما أقدّرُه
فليسَ يخطئُ ما قد قدرَ اللهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا صاحبي شُيّبتُ عَفوَا،
يا صاحبي شُيّبتُ عَفوَا،
رقم القصيدة : 15369
-----------------------------------
يا صاحبي شُيّبتُ عَفوَا،
و شربتُ بالتكديرِ صفوا
وسُقيتُ كاساتِ الهَوَى ،
فوَجَدتُها مُرّاً وحُلوَا
ظَبيٌ يُجاهِرُ بالقِلَى ،
تِيهاً على ذُلّي وقَسوَا
شَغَلَ الفؤادَ بكُربَة ٍ،
قبضتْ عليهِ ، وصارَ خلوا
واهاً لأيامِ الصبا ،
مُحيَتْ من الآنامِ مَحوَا
أزمانَ أبلُغُ في المُنَى
أقطارها مرحاً ولهوا
أيّامَ تُغفَرُ زَلّتي،
ويُظَنُّ عمدُ الذّنبِ سَهوَا
يغدو عليّ بكأسهِ
رشأٌ مريضُ الطرفِ أحوى
حُشِيَتْ عَقارِبُ صُدغِهِ
بالمِسكِ في خَدّيهِ حَشوَا
و كأنما أجفانهُ
تشكو إليكَ شكوا
في فِتيَة ٍ قَدّمتُهُمْ
قَبلي، وما استخلَفتُ كُفوَا
أمسَوْا جَوًى في القَلْـ
ـبِ يُحزِنُهُ وأحزاناً وشَجوَا
سلْ للمنازلِ سقية ً ،
و الربعِ والديرينِ أقوى(11/64)
حتى تظلّ بقاعهُ
شهباً ، منورة ً ، وحوا
و يهزُّ أجنحة َ النبا
تِ نَسيمُهُ، ويَحنُّ زَهوَا
من كلّ عيشٍ قد أصبـ
ـتُ لذيذة ُ ، وسلكتُ نحوا
زَمَنُ الصِّبا، ورَددتُ كَـ
ـفاً بعدهُ وقصرتُ خطوا
سلّ المشيبُ سيروفهُ ،
فسطا على اللذاتِ سطوا
حتى انثَنَتْ حُمَة ُ الشّبا
بِ كليلة ً ، وصحوتُ صحوا
ولقَد لقيتُ عَظيمَة ً
محذورة ً وحملتُ عبوا
و رفلتُ في قمصِ الحديـ
ـدِ، وما أرَى في اللّيلِ ضَوّا
بشملة ٍ جوالة ٍ ،
تنضو مطايا الركبِ نضوا
رَحلَتْ بها هِمَمُ امرِىء ٍ،
ومُقامُها في الهَمّ أسوَا
أومى إليها بالزما
مِ، فلم تَدعْ للسّطوِ عَدوَا
و لقد فضضتُ عنِ الصبا
حِ ظلامهُ سحراً وغدوا
بمُخَنَّثٍ ذي مَيعَة ٍ
يَنزو أمامَ الخَيلِ نَزوَا
في أثرِ سارِيَة ٍ تَبَطّنَ
نورها خفضاً وربوا
نُحِرَتْ على حُرّ الثَرَى
بسقاتُ وابلِها، فأروَى
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> علاقة منتهية !
علاقة منتهية !
رقم القصيدة : 1537
-----------------------------------
" نَدَمُ "
أمْ نَدَى ؟
أنّ ما بيننا أصبَحَ الآنَ
يا صاحِبي
عرضة للأذى والجفاء؟
" نَدَمُ "
أمْ نَدَى ؟
إنٌني حينَ يختلِطُ الأصدِقاء المُحبٌونَ
بالأصدِقاء المُعادين
أهجِسُ " أيٌهما الأصدِقاء
آه يا صاحِبي
كَيفَ موسمُ ذاكَ الحَنين إنتهى ؟
ثُمٌ صارَ
لكلّ هوى
ولِكُل ٍ طريق ؟
وَمَضَينا وحيدَين
مُختَلِفَين
نُغَني
أيا شجر اللٌيل كيفَ إنتهينا
وعُدنا بلا نَجمَة ٍ
أو صَديق ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أللمنزلِ بالحنوِ ،
أللمنزلِ بالحنوِ ،
رقم القصيدة : 15370
-----------------------------------
أللمنزلِ بالحنوِ ،
و مغنى الطللِ النضوِ
و أحجارٍ كأخلالٍ
مقيماتٍ على بو
تصابيتَ ، وقد أرهقـ
ـتَ عزمَ الدينِ والصحوِ
على حينَ ابيضاضُ الرّأ
سِ واللومُ على الهفوِ
ورَدُّ الشّيبِ بالخَضبِ،
و ما للشيبِ من رفوِ
صنعنا للملماتِ
شَديداً صادِقَ العَدوِ
يروى لبنَ الكرمِ ،(11/65)
و لا يطوى على حقوِ
فلَمّا فُلِقَ الرِّدفُ
بنحضٍ حسنِ النجوِ
عصرناهُ بتضمينٍ
كعَصرِ الحَبلِ بالصَّغوِ
طِمِرّاً يُؤنِسُ الفار
سَ من أينٍ ومن كبوِ
يطيرُ بالحديداتِ
سَبُوحاً مَرِحَ الخَطوِ
من الخيلِ العتاقِ القو
دِ يتلوها على حذو
نَواصِيهِنّ كالسَّعَفا
تِ ، والأذنابُ كالسروِ
ولكن رُبّ مَطرُوحٍ
مليحِ الدلّ والزهوِ
خلا عن كلّ تشبيهٍ
تسَامَى نَفسُهُ نَحوِي
تجاسرتُ عليهِ ريـ
ـثما يَجُسُرُ ذو الشجو
و خلفتُ عروسَ النو
مِ والأحْلامِ للخَلْوِ
فأدّيتُ إلى بَدرٍ
ملا عيني منَ الضوّ
و بتنا بأكفّ الخو
فِ نجني ثمرَ اللهوِ
و سقتني ثناياهُ
عقاراً من فمٍ حلوِ
غزالٌ مخطفُ الكشحِ ،
لطيفُ الخصرِ والحقوِ
وقد نَضِجَتْ ثِمارُ بَنا
نِ منَ القنوِ
ألا يا أيّها المُوعِدُ
قَصّرْ خُطوَة َ النّحوِ
و لا تنفث إلى الغيـ
ـظِ ، فما أملكُ بالسطوِ
و أعطيني على كرهٍ ،
وخذْ مني على عفوِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صاحَ بالوعظِ شيبُ رأسٍ مضيُّ ،
صاحَ بالوعظِ شيبُ رأسٍ مضيُّ ،
رقم القصيدة : 15371
-----------------------------------
صاحَ بالوعظِ شيبُ رأسٍ مضيُّ ،
حثني للتقى ، وقلبي بطيُّ
وأراني وَجهَ المَنيّة ِ من قُر
بٍ ، ولكنني عليها جريّ
سحرتني الدنيا ، وعاداتُ لذا
تي ، فجسمي كهلٌ ، وقلبي صبيّ
أصرعُ العقلَ بالهوى ، فسراجُ الـ
ـرّشدِ، من تحتُ، بالظّلامِ خَفيّ
تركتني عينُ الخليّ لما بي ،
وتَمَطّى عليّ لَيلٌ قَسِيّ
غيرَ ليلاتي القديمة ِ إذ دهـ
ـريَ غِرُّ بالحادِثاتِ غَبيّ
وغصونُ الدّنيا قَريبٌ جَناها،
وغَديرُ الحَياة ِ صافٍ هَنيّ
لم تَزَلْ بالرّحيلِ دارُ سُلَيمَى ،
يتهادى بها المها الوحشيّ
مشعلاتٌ مثلُ الفساطيطِ قدرُ
كّزَ فيها الصِّعادُ والخَطِّيّ
ومن العُفرِ بارِحٌ وسَنيحٌ،
جامدُ الظّلفِ، قَرنُهُ مَلوِيّ
و ثلاثٌ حنتْ لنوءِ رمادٍ ،
يأكُلُ الصّبحُ جَمرَه، والعَشِيّ
فهيَ للريحِ كلَّ يومٍ ، وللقط(11/66)
ـرِ ، غريبٌ في ربعها الإنسيّ
كلُّ دارٍ لها وظيفة ُ دمعٍ
من جُفُوني حتى تَكِلّ المَطيّ
عاقبتني شريرُ بالصدّ ، والهجـ
ـرِ، وتحتَ العِقابِ قلبٌ جرِيّ
و تعجبتُ من معاشرَ دسوا
ليَ شراً ، واللهُ كافٍ عليّ
حذراً أيها الحسودُ فلا تغـ
ـفرْ للحمي ، فإنّ لحمي وبيّ
أنا جاهُ النّاسِ الذي يَحمُلُ العِـ
ـبءَ ويُمرَى بهِ الزّمانُ البَكيّ
ساحبُ ذيلٍ جحفلٍ يملأُ الأر
ضَ، كما عَمّ حافَتَيهِ الأتيّ
راجحٌ بي ميزانُ مُلكٍ ومَجدٍ،
ليسَ فيهِ من الأنامِ كفيّ
ثمّ ظني بأنّ ما يسعدُ العا
قلُ والحاسِدُ المُعَنّى الشّقيّ
ضَنّ عنّي فلم يضِرني حَسودي،
وحَباني رَبٌّ عليٌّ، سَخيّ
و فلاة ٍ عمياءَ يردى بها السفـ
ـرُ، خَلاءٍ، يَهابُها الجِنّيّ
تَقِفُ العُصَّفُ الزّعازعُ فيها،
و لها قبلها جناحٌ سريّ
قد تجاوزتها ، وتحتي سبوحٌ ،
ذو مطارٍ في عدوهِ مهريّ
و يمدُّ الزمامُ منهُ بجزعٍ
مثلَ ما مدّ حية ٌ مطويّ
كابنِ قفرٍ أصابَ غيثاً خلاءً ،
جادهُ صوبُ وابلٍ وسميّ
و أجادتْ بلادهُ بنباتٍ
عِرقُهُ بارِدُ الشّرابِ غَنيّ
قاعداً في الثرى يطيرُ ساقاً ،
يتمشى فيها شبابٌ وريّ
و له ، كلما تغلغلَ في الأر
ضِ، فِراشٌ من التّرابِ وَطّي
فخلا منهُ آمناً باغيَ الطلـ
ـعِ ، ولهُ مشربٌ ، وبقلٌ جنيّ
شاحِجٌ، يَرفعُ النّهيقَ كما غَـ
ـرّدَ حادٍ بأينُقٍ نَجدِيّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بليتُ ، وملّ العائدونَ ، ورابني
بليتُ ، وملّ العائدونَ ، ورابني
رقم القصيدة : 15372
-----------------------------------
بليتُ ، وملّ العائدونَ ، ورابني
تَزايُدُ أدوائي، وفَقدُ دَوائيَا
و عطلَ من نفسي مكانُ رجائها ،
فإن لم يكن موتٌ ، فكالموتِ ما بيا
فيا أهلَ بَيتِ الله من آلِ هاشِمٍ،
أقروا برزئي ، أو فسدوا مكانيا
يُجَرّحُهُ قومٌ، ويَرجونَ عَفوَهُ،
فكيفَ ، وآلامٌ بجسمي كما هيا ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسَرَ القَلبَ، فأمسَى لدَيهِ،(11/67)
أسَرَ القَلبَ، فأمسَى لدَيهِ،
رقم القصيدة : 15373
-----------------------------------
أسَرَ القَلبَ، فأمسَى لدَيهِ،
فهوَ يشكوهُ إليهِ
خلعَ الحسنُ على وجنتيهِ ،
ورُقَى هاروتَ في مُقلَتَيْهِ
لَيسَ لي صَبرٌ، ولا أدّعيهِ،
يشهدُ الدمعُ دماً شائليهِ
لو رأى العُذّالُ ما بقَلبيَ لَم
يَجِدُوا، والله، غيرَكَ فيهِ
لا أقولُ البدرُ أنتَ ، ولا
غصنُ بانٍ أنتَ لا أشتهيهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا جافياً مستعجلاً بالقلى ،
يا جافياً مستعجلاً بالقلى ،
رقم القصيدة : 15374
-----------------------------------
يا جافياً مستعجلاً بالقلى ،
لم يَبقَ لي من بَعدِه باقيَه
قد كان لي، فيما مضَى ، واصِلاً،
فقد دهتني عندهُ داهيه
وطالَما استسقَيتُ من ريقِهِ،
و كم لهُ من زورة ٍ خافيه
و غمزة ٍ منْ كفهِ كلما
صافَحتُه نافعَة شافِيه
حبكَ لي في سقمٍ دائمٍ ،
لكنّ حبي لكَ في عافيه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا عَينِ لا تُغلَبي عَليه،
يا عَينِ لا تُغلَبي عَليه،
رقم القصيدة : 15375
-----------------------------------
يا عَينِ لا تُغلَبي عَليه،
وارعَيْ رِياضاً بوَجنَتَيهِ
عُودي إليه، إلَيهِ عُودي،
فمُنذُ أطرَقتِ لم تَرَيهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا بَديعَاً بلا شَبيهِ،
يا بَديعَاً بلا شَبيهِ،
رقم القصيدة : 15376
-----------------------------------
يا بَديعَاً بلا شَبيهِ،
و يا حقيقاً بكلّ تيهِ
و من جفاني ، فلا أراهُ ،
هَبْ لي رُقاداً أراكَ فيه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قلوبُ النّاسِ أسرَى في يَدَيهِ،
قلوبُ النّاسِ أسرَى في يَدَيهِ،
رقم القصيدة : 15377
-----------------------------------
قلوبُ النّاسِ أسرَى في يَدَيهِ،
و ثوبُ الحسنِ مخلوعاً عليهِ
أسيرُ، إذا بُليتُ وذابَ جِسمي،
لَعَلّ الرّيحَ تَسعَى بي إلَيهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كَم صَنيعٍ شكَرتُهُ لَبني وَهـ(11/68)
كَم صَنيعٍ شكَرتُهُ لَبني وَهـ
رقم القصيدة : 15378
-----------------------------------
كَم صَنيعٍ شكَرتُهُ لَبني وَهـ
ـبٍ بدا لي، وما اهتديتُ إلَيهِ
و عدوٍّ يريدُ قتلي ، ولكن
يدُ صُنعٍ منهم تَردُّ يَدَيهِ
رُّبَّ عُذرٍ أبَيتم وعِبتُم،
ووفاءٍ مُرٍ صَبرتُم عَليهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ أبيقِ وليَّ دولة ِ هاشمٍ ،
يا ربّ أبيقِ وليَّ دولة ِ هاشمٍ ،
رقم القصيدة : 15379
-----------------------------------
يا ربّ أبيقِ وليَّ دولة ِ هاشمٍ ،
واجعَل عَليهِ من المكارِهِ واقَيا
من أينَ مثلكَ لا أراهُ باقياً ،
فيما يكونُ ، ولا ـراهُ ماضياً
وكأنّما سامَى أباهُ وجَدَّهُ،
إذا لم يَجدْ في العالمينَ مُسامِيَا
كانا لعمري عاليينِ على الورى ،
و عليهما ، لا شكّ ، أصبحَ عاليا
لا زالَ في نِعَمٍ مُحَدَّثَة ٍ لَهُ،
و قديمة ٍ تبقى عليهِ كما هيا
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> مائدة الشاعر
مائدة الشاعر
رقم القصيدة : 1538
-----------------------------------
من سأدعو إلى جلستي؟
من يشاركني
خضرة الروح
أو مطر المائدة؟
لا نبيذي نبيذهمُ،
لا هواهم هواي،
ولا تلكم الغيمة الصاعدة
تستثير طفولتهم،
شجر خامل
وأرائك من خشبٍ
ونفاقٍ قديميْن،
يا ورق الضوء،
يا دفء غزلانه الشاردة
أين أصبحتما؟
صدأ في الأصابع،
أم صدأ في القصائد
يقضم
أجراسها الباردة؟
ذا نسيم المراعي
يهبّ على قدحي:
مطر الغائبين حواليّ،
مائدتي الآن
مكتظة،
شجر الليل يفتح
للريح، غائمة، ساعديْه
خضرةٌ
فظةٌ
في يديْه
يهبط الأصدقاء الطريون
من شجر الوهم
يقتادهم حزنُهم
أم طفولتهم
صوب ناري؟
أَتَحفُّ بهم
خضرتي
أم
غباري
مائدتي تلك
أم بلدٌ آهلٌ؟
خضرة الروح، أم مطر المائدة؟
ها هم الشعراء النديّون
كالغيم،
يغمرهم صخبي وهواي،
تحفّ بهم
وحدتي الحاشدة..
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أمسى يحدثني ، فقلتُ لصاحبي :
أمسى يحدثني ، فقلتُ لصاحبي :(11/69)
رقم القصيدة : 15380
-----------------------------------
أمسى يحدثني ، فقلتُ لصاحبي :
أمحدثٌ أم محدثٌ من فيهِ
يا ويحَ ريحانٍ نحييهِ به ،
والوَيلُ للكأسِ التي نسقيهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد غضبتْ بنتُ النميريه ،
قد غضبتْ بنتُ النميريه ،
رقم القصيدة : 15381
-----------------------------------
قد غضبتْ بنتُ النميريه ،
ولي سِواها ألفُ سُرّيّه
إذا غدتْ يوماً إلى حاجة ٍ ،
سارتْ على ألفينِ جنيه
وإن جرَى ذِكري لها أعرَضَتْ،
ومَسَحَتْ ذِكري بلا نِيّه
و ضاحكتْ بنتاً لها غثة ً ،
و جارة ً عرجاءَ قصريه
يطنها الشيعة ُ بابَ الهدى ،
و خلفَ ذاكَ البابِ بريه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا راكِباً فَوقَ بَغلٍ
يا راكِباً فَوقَ بَغلٍ
رقم القصيدة : 15382
-----------------------------------
يا راكِباً فَوقَ بَغلٍ
للأرضِ منها دَوِيُّ
لهُ إذا ما تمشى
قَفاً إليهَا شَهِيّ
يُعَرِّفُ الرّسمَ مِنها
شِسعٌ علَيها خَفِي
بما تتيهُ ، على النا
سِ، قُل لَنا يا شَقيّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كم غُدوَة ٍ وعَشِيّهْ
كم غُدوَة ٍ وعَشِيّهْ
رقم القصيدة : 15383
-----------------------------------
كم غُدوَة ٍ وعَشِيّهْ
نعمتُ بالقادسيه
و كم هجيرٍ وقتني
من حرّ شمسِ ذكيه
معشراتُ كرومٍ
أبناؤها حبشيه
لم يبقَ من وهجِ الشمـ
ـسِ بَينَهنّ بَقيّه
يُسكرنَ أنهارَ ماءٍ
زرقاً ، عذاباً ، نقيه
تحكي ذوائبها في
رواحها والمجيه
عقارباً شاءلاتٍ
أذنابَها مَحمِيّه
تَدُبُّ فوقَ زُجاجٍ
مصقولة ٍ طبريه
و إن أردتُ سقتني
خمّارَة ٌ قِبطِيّه
تَرنُو بعَينِ غَزالٍ،
سَحّارَة ٍ بابِليّه
جاءتْ إليّ تَهادَى
عشية ً شاطريه
في قُرطَقٍ خَصّرَتهُ
مناطقٌ ذهبيه
قد زردتْ فوقَ فرعٍ
من فوقه شمسيه
يا طيبَ ذلكَ عَيشاً،
لو صالَحتني المَنيّه
سَقيا لعَصرِ شَبابي،
إذْ لِمّتي سَبجيّه
و إذ أمدُّ ردائي ،
بقامة ٍ خَطّيّه
فالآنَ آنستُ للعذ(11/70)
لِ ، واستمعتُ الوصيه
و بيضتْ شعراتٌ
في مَفرِقي فِضّيّه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قل لمَن حَيّا فأحيَا
قل لمَن حَيّا فأحيَا
رقم القصيدة : 15384
-----------------------------------
قل لمَن حَيّا فأحيَا
مَيّتاً يُحسَبُ حَيّا:
ما الذي ضركَ لو
أبقيتَ في الكأسِ بقيا
أتراني مثلَ، أو لا،
كَيفَما قَد قيلَ فيّا
يا خَليليّ اسقياني
قَهوَة ً ذاتَ حُمَيّا
إن يكن رشداً ، فرشداً ،
أو يَكن غَيّاً، فغَيّا
قد تولى الليلُ عنا ،
وطَواهُ القُربُ طَيّا
وكأنّ الصّبحَ، لمّا
لاحَ من تحتِ الثّرَيّا
ملكٌ أقبلَ في تا
جٍ يُفَدّى ويُحَيّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خليليّ إني قد أراني ناعيا
خليليّ إني قد أراني ناعيا
رقم القصيدة : 15385
-----------------------------------
خليليّ إني قد أراني ناعيا
لكم صحوَ نفسي فاتركوا صحوها ليا
ألم يَكُ في شَرطِ السُّقاة ِ علَيكما،
بأنّ الندامى تتركُ العقلَ واهيا ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا وادِيَ الأحبابِ سُقيّتَ وادِيَا،
أيا وادِيَ الأحبابِ سُقيّتَ وادِيَا،
رقم القصيدة : 15386
-----------------------------------
أيا وادِيَ الأحبابِ سُقيّتَ وادِيَا،
ولا زِلتَ مَسقِيّاً، وإن كنتَ خاليَا
فلا تنسَ أطلالَ الدجيلِ وماءهُ ،
ولا نخَلاتِ الدّيرِ إن كنتَ ساقِيَا
ألا ربّ يومٍ قد لبستُ ظلالهُ ،
كما أغمدَ القينُ الحسامُ اليمانيا
و لم أنسَ قمريَّ الحمامِ عشية ً
على فَرعِها تَدعو الحَمامَ البَواكِيَا
إذا ما جرى حاكتْ رياضَ أزاهرٍ
جَوانبُهُ، وانصاعَ في الأرضِ جاريَا
و إن ثقبتهُ العينُ لاقتْ قراهُ
تَخالُ الحَصَى فيها نُجوماً رَواسِيَا
فيا لكَ شَوقاً بعدَ ما كِدتُ أرعَوي،
و أهجرُ أسبابَ الهوى والتصابيا
و أصبحتُ أرفو الشيبَ ، وهوَ مرقعٌ
عليّ، وأُخفي منهُ ما ليسَ خَافيَا
و قد كادَ يكسوني الشبابُ جناحهُ ،
فقَد حادَ عن رأسي، وخلّفَ ماضِيَا(11/71)
مضى فمضى طيبُ الحياة ِ وأسخطتْ
خلائقُ دُنيا كنتُ عنهنّ راضِيَا
ولم آتِ ما قد حَرّمَ الله في الهَوَى ،
ولم أتّرِكْ ممّا عَفا الله باقيَا
إذا ما تمشتْ في عينُ خريدة ٍ ،
فليستْ تخطاني إلى من ورائيا
فيا عاذلي دعني وشأني ، ولا تكنْ
شجٍ في الذي أهوى ، ودعني لما بيا
و ليلٍ كجلبابِ الشبابِ قطعتهُ
بفتيانِ صدقٍ لا تملُّ الأمانيا
سروا ثمّ حطوا عن قلاصٍ خوامسٍ
كما عَطّلَ الرّامي القِسِيَّ الحَوانِيَا
ألم تعلما يا عاذلي بأنما
يَمينيَ مَرعًى في النّدى وشِماليَا
وأعدَدتُ للحَربِ العَوانِ طِمِرّة ً،
وأسمَرَ مَطرورَ الحَديدة ِ عاليَا
ولا بُدّ من حَتفٍ يُلاقيكَ يِومُهُ،
فلا تَجزَعَنْ من ميتَة ٍ هيَ ما هيَا
و جمعٍ سقينا أرضهُ من دمائهِ ،
ولم كانَ عافَانا قَبِلنا العَوافِيَا
ودُسناهمُ بالضّربِ والطّعنِ دَوسَة ً
أماتتْ حقوداً ، ثمّ أحييتْ معاليا
خُدوا حَظَّكم من خَيرِنا،إنّ شرّنا
معَ الشّرّ لا يَزدادُ إلاّ تَمادِيَا
فَرَشنا لكُم منّا جَناحَ مَوَدّة ٍ،
وأنتُمْ زَماناً تُلجِئُونَ الدّواهِيَا
أظنكمُ من حاطبِ الليلِ جمعتْ
حبائلهُ عقارباً وأفاعيا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ جاري نهرٍ قضيّ ،
يا ربّ جاري نهرٍ قضيّ ،
رقم القصيدة : 15387
-----------------------------------
يا ربّ جاري نهرٍ قضيّ ،
مضطربٍ على حصى نقيّ
و تربة ٍ ذاتِ ثرى وضيّ ،
و زهرٍ مبتسمٍ ربعيّ
مُكتَهلٍ ومُرضَعٍ صَبيّ،
كأنهُ فرائدُ الحليّ
باكرَ بالغداة ِ والعشيّ ،
ريقَ النّدى في شَبِمٍ غَدرِيّ
ظلّ ببالٍ فارغٍ خَلِيّ،
و ما ادعى من شبعٍ وريّ
قد عاذَ بالجنّ من الإنسيّ ،
محكماً في سمكِ اللجيّ
يلفظها بمعولٍ دريّ
لَفظَ نِصالِ الغَرَضِ الرّميّ
صَبّحتُهُ بأجَلٍ وَجِيّ،
ومقلة ٍ تلحقُ بالقصيّ
كأنها دينارُ صيرفيّ
واتّصَلَتْ برأيِهِ القَوِيّ،
ساقٍ كغصنِ الذهبِ المجليّ
و في سلاحِ بطلٍ كميّ ،(11/72)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أما ترَى الأرضَ قد أعطَتكَ زَهرَتَها
أما ترَى الأرضَ قد أعطَتكَ زَهرَتَها
رقم القصيدة : 15388
-----------------------------------
أما ترَى الأرضَ قد أعطَتكَ زَهرَتَها
مُخضَرّة ً، واكتَسَى بالنَّورِ عارِيها
فللسماءِ بكاءٌ في حدائقها ،
وللرّياضِ ابتِسامٌ في نَواحيها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وكأنّ المَجَرَّ جَدوَلُ ماءٍ
وكأنّ المَجَرَّ جَدوَلُ ماءٍ
رقم القصيدة : 15389
-----------------------------------
وكأنّ المَجَرَّ جَدوَلُ ماءٍ
نَوّرَ الأقحوانُ في جانبَيهِ
وكأنّ الهِلالَ نِصفُ سِوارٍ،
و الثريا كفٌّ تشيرُ إليهِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> مرايا الروح
مرايا الروح
رقم القصيدة : 1539
-----------------------------------
شجر أخرس
أم مائدة
تنحني، جرداء، ما بينهما؟
أم رماد
يتنامى:
- هل هما
حقا هما؟
مرة
كان عراء المائدة
غائما،
كان فضاء المائدة
شجرا من لغة
ممطرة،
رجلا،وامرأة
متقدة..
مضيا،
أعني: مضينا
لم يعد غير رماد عراء
عالقين
في مرايا الروح، أو بين
اليدين
لم يعد غير صدى:
-كيف أنتهينا؟
لم يعد بستاننا الريان
ريانا، ولا جمر يدينا
كيف؟
أعني: أين؟
بل أعني: متى
كنا التقينا؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ربّ أمرٍ تتقيهِ ،
ربّ أمرٍ تتقيهِ ،
رقم القصيدة : 15390
-----------------------------------
ربّ أمرٍ تتقيهِ ،
جَرّ أمراً تَرتَجيهِ
خَفيَ المَحبُوبُ منهُ،
و بدا المكروهُ فيهِ
فاتركِ الدهرَ وسلمـ
ـهُ إلى عَدلٍ يَليهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد كَشَفَ الدَهرُ عن يَقيني،
قد كَشَفَ الدَهرُ عن يَقيني،
رقم القصيدة : 15391
-----------------------------------
قد كَشَفَ الدَهرُ عن يَقيني،
قناعَ شكي في كلّ شيَّ
لا بدّ من أن يحلّ موتٌ
عقدَ نفسٍ من كلّ حيّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا سايا نَفسِ إن تَرضيَ بقُوتٍ،(11/73)
ألا سايا نَفسِ إن تَرضيَ بقُوتٍ،
رقم القصيدة : 15392
-----------------------------------
ألا سايا نَفسِ إن تَرضيَ بقُوتٍ،
و أنتِ عزيزة ٌ أبداً غنيه
دعي عنكِ المطامعَ والأماني ،
فكم أمنية ٍ جلبتْ منيه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لي صاحِبٌ قد لا مَني، وزادا،
لي صاحِبٌ قد لا مَني، وزادا،
رقم القصيدة : 15393
-----------------------------------
لي صاحِبٌ قد لا مَني، وزادا،
في تَركِيَ الصَّبوحَ ثمّ عَادا
وقال: لا تَشرَبُ بالنّهارِ،
وفي ضِياءِ الفَجرِ والأسحارِ
إذا وشى بالليلِ صبحٌ ، فافتضحْ ،
وذكّرَ الطّائِرَ شَجوٌ، فصَدَحْ
و النجمُ في حوضِ الغروبِ واردُ ،
و الفجرُ في إثرِ الظلامِ طاردُ
ونَفَّضَ اللّيلُ على الوَرد النّدى ،
وحرّكتْ أغصانَهُ رِيحُ الصَّبا
و قد بدتْ فوقَ الهلالِ كرتهُ ،
كهامة ِ الأسودِ شابَتْ لِحيتُه
فنَوّرَ الدّارَ بِبعضِ نورِهِ،
و الليلُ قد أزيحَ من ستورهِ
وقَدّتِ المَجَرّة ُ الظّلامَا،
تحسبها في ليلها ، إذا ما
تنفسَ الصبحُ ، ولما يشتعل ،
بينَ النجومِ مثلَ فرقِ مكتهلِ
وقال: شُرْبُ الليلِ قد آذانَا،
و طمسَ العقولَ والأذهانا
وشكتِ الجنُّ إلى إبليسِ ،
لأنهمْ في أضيقِ الحبوشِ
أما تَرَى البُستانَ كيفَ نَوّرَا،
و نشرَ المنثورُ برداً أصفرا
و ضحك الوردُ على الشقائقِ ،
و اعتنقَ القطرَ اعتناقَ الوامقِ
في روضة ٍ كَحُلّة ِ العَروسِ،
و خدمٍ كهامة ِ الطاووسِ
و يا سمينٍ في ذرى الأغصانِ ،
مُنتظِماً كقِطَعِ العقيانِ
والسّروُ مثلُ قِطَعِ الزّبَرْجدِ،
قد استمَدَّ الماءَ من تُرْبٍ نَدي
وفَرشَ الخشخاشُ جَيباً وفَتق،
كأنه مصاحفٌ بيضُ الورق
حتى إذا ما انتشَرَتْ أوْرَاقُهُ،
و كادَ أن يرى إلينا ساقه
صارَ كأقداحٍ منَ البلورِ ،
كأنما تجسمتْ من نورِ
وبعضُه عُرْيانُ من أثوابهِ،
قد أخجلَ الأعينَ من أصحابه
تبصرهُ بعدَ انتشارِ الوردِ ،
مثلَ الدبابيسِ بأيدي الجندِ(11/74)
و السوسنُ الآزرُ منشورُ الحلل ،
كقطنٍ قدْ مسهُ بعضُ البلل
نورَ في حاشيتيْ بستانهُ ،
و دخلَ البستانُ في ضمانه
و قدْ بدتْ فيهِ ثمارُ الكبرِ ،
كأنّها حمائمٌ منْ عَنبَرِ
وحلّقَ البهارُ فوْقَ الآسِ،
جمجمة ٌ كهامة ِ الشماسِ
حبالُ نَسيجٍ مثلُ شَيبِ النَّصفِ،
وجوهرٌ من زَهَرٍ مُخْتَلِفِ
وجلّنارٌ مثلُ جَمرِ الخَدَّ،
او مثلُ أعرافِ ديوكِ الهِندِ
والأقْحُوانُ كالثّنايا الغُرّ،
قد صقلت نوارها بالقطرِ
قُلْ لي: أهذا حسنٌ بالليلِ،
وَيليَ ممّا تشتهي وعَولي
وأكثرَ الفُصُولَ والأوْصَافا،
فقلتُ: قد جنّبْتُكَ الخِلافا
بتْ عندنا ، حتى إذا الصبحُ سفرْ ،
كأنّهُ جدولُ ماءٍ مُنفجِرْ
قمنا إلى زادٍ لنا معدَّ ،
و قهوة ٍ صراعة ٍ للجلدِ
كأنّما حَبابُها المنثورُ،
كواكبٌ في فَلَكٍ تدُورُ
ولا تَقُلْ لقدْ ألِفتُ مَنزِلي،
فتُفسِدَ القولَ بعُذرٍ مُشكِلِ
فقال: هذا أوّلُ الجُنونِ،
متى ثوى الضبُّ بوادي النونِ
دعوتُكمْ إلى الصَّبوحِ ثمّ لا
أكونُ فيه، إذ أجبتم ، أولا
لي حاجة ٌ لا بدّ من قضائها ،
فتستريحُ النفسُ من عنائها
ثمّ أجي والصبحَ في عنانِ ،
مِن قبلِ أن يُبدَأ بالآذانِ
ثمّ مضى يعدُ بالبكورِ ،
وهَزّ رأسَ فَرِحٍ مَسْرُورِ
فقمتُ منه خائفاً مرتاعا ،
وقلتُ: ناموا، ويحَكم، سِراعا
ونحنُ نُصْغي السمعَ نحوَ البابِ،
فلم نَجِدْ حِسّاً مِن الكَذّابِ
حتى تَبَدّتْ حُمرة ُ الصّباحِ،
وَأوجعَ النّدمانَ سوطُ الرّاحِ
وقامتِ الشّمسُ على الرّؤوسِ،
و ملكَ السكرُ على النفوسِ
جاءَ بوَجْهٍ بارِدِ التّبَسُّمِ،
مفتضحٍ لما جنى مدممِ
يَعْثُرُ وَسَطَ الدّارِ منْ حيَائِه،
و يكشفُ الأهدابَ منْ ورائه
تعَطعَطَ القَوْمُ به حتى بَدَر،
و افتتحَ القولَ بعي وحصر
لتأخذَ العينُ من الرقادِ
حظاً إلى تعلية ِ المنادي
فمسحتْ جنوبنا المضاجعا ،
و لم أكنْ للنومِ قبلُ طائعا
ثُمّة َ قُمنا والظلامُ مُطرِقُ،
والطّيرُ في أوكارِها لا تَنطِقُ(11/75)
وقد تَبَدّى النّجمُ في سوَادِه،
كَحُلّة ِ الرّاهبِ في حِدادِه
وقال: يا قومُ اسمعوا كلامي،
لا تُسرِعوا ظُلماً إلى مَلامي
فجاءَنا بقِصّة ٍ كذّابَه،
لمْ يفتحِ القلبُ لها أبوابه
فعذرَ العنينَ يومَ السابعِ ،
إلى عروسٍ ذاتِ حظً ضائعِ
قالوا: اشرَبوا! فقلتُ: قد شَرِبنا،
أتيتنا ، ونحنُ قد سكرنا
فلمْ يزل من شأنهِ منفردا ،
يرفعُ بالكأسِ إلى فيهِ يدا
والقوْمُ من مُستَيقِظٍ نَشوَانِ،
أو غرقٍ في نومهِ وسنانِ
كأنهُ آخرُ خيلِ الحلبه ،
له من السواسِ ألفُ ضربه
مجتهداً كأنهُ قد أفلحنا ،
يطلعُ في آثارها مفتحا
فاسمَع، فإنيّ للصَّبوحِ عائَبُ،
عِنديَ من أخبارِهِ العَجائِبُ
إذا أردتَ الشُّرْبَ عند الفَجْرِ،
و النجمُ في لجة ِ ليلٍ يسري
و كانَ بردٌ بالنسيمِ يرتعدْ ،
و ريقهُ على الثنايا قد جمدْ
وللغُلامِ ضَجرَة ٌ وهَمهَمه،
وشَتمة ٌ في صَدرِه مُجمجمه
يمشي بلا رجلٍ من النعاسِ ،
ويدفُقُ الكأسَ على الجُلاّسِ
و يلعنُ المولى ، إذا دعاهُ ،
ووجهُهُ إن جاءَ في قَفاهُ
و غن أحسّ من نديمٍ صوتا ،
قال مجيباً طعنة ٍ وموتا
و إن يكنْ للقومِ ساقٍ يعشقُ ،
فجفنُهُ بجفنِهِ مُدَبِّقُ
ورَأسُهُ كمِثلِ فَرقٍ قد مُطِر،
و صدغه كالصولحانِ المنكسر
أعجَلَ مِن مِسواكه وزينتِه،
و هيئة ٍ تنظرُ حسنَ صورته
محمولة ٍ في الثوبِ والأعطافِ
كأنما عضّ على دماغِ ،
متهمُ الأنفاسِ والأرفاغ
فإن طردتَ الكأسَ بالسنورِ ،
وجِئتَ بالكانونِ والسَّمّورِ
فأيُّ فضلٍ للصبوحِ يعرفُ ،
على الغَبوقِ، والظلامُ مُسدِفُ
يَحُسُّ من رِياحهِ الشمائلِ،
صوارماً ترسبُ في المفاصلِ
وقد نَسيتُ شرَرَ الكانُونُ،
كأنهُ نثارُ ياسمينِ
يرمي بهِ الجمرُ إلى الأحداقِ ،
فإنْ ونى قرطسَ في الآماقِ
و تركَ النياطَ بعدَ الخمدِ ،
ذا نقطٍ سودٍ كجلد الفهدِ
وقطّعَ المَجلِسَ في اكتئابِ،
و ذكرِ حرقِ النارِ للثيابِ
ولم يَزَلْ للقوْمِ شُغلاً شاغِلا،
و اصبحتْ جبابهمْ مناخلا(11/76)
حتى إذا ما ارتفعتْ شمسُ الضّحى
قيل : فلانٌ وفلانٌ قد أتى
و ربما كانَ ثقيلاً يحتشم ،
فطَوّل الكَلاَمِ حِيناً وجشَم
و زالَ عنا عيشنا اللذيذا
ولستُ في طول النّهارِ آمِنا،
ما حادِثٍ لم يَكُ قبلاً كائنا
أو خبرٍ يكرهُ ، أو كتابِ
يَقطَعُ طيبَ اللهِو والشّرابِ
فاسمَعْ ألى مَثالِبِ الصَّبوحِ،
في الصيفِ قبلَ الطائرِ الصدوحِ
حينَ حلا النومُ وطابَ المَضْجعُ،
وانحَسَرَ اللّيلُ، ولَذَّ المَهجَعُ
وانهَزَمَ البَقُّ وكنّ رُتّعاً،
عَلى الدّماءِ وارداتٍ شُرَّعا
من بعد ما قد أكلوا الأجسادا،
وطيّرُوا عنِ الوَرَى الرّقادا
فقربِ الزادَ إلى نيامٍ ،
ألسنهمْ ثقيلة ُ الكلامِ
من بعدِ أن دبّ عليهِ النملُ ،
وَحَيّة ٌ تَقذِفُ سُمّاً، صِلُّ
و عقربٌ ممدودة ٌ قتالهُ ،
وجُعَلٌ، وفارَة ٌ بَوّالَه
و للمغني عارضٌ في حلقهِ ،
ونفسُه قد قدحَت في حِذقِهِ
و إن أردتَ الشربَ عند الفجرِ ،
والصّبحُ قد سَلّ سيوفَ الحرّ
فساعة ٌ ، ثمّ تجيكَ الدامغه ،
بنارها ، فلا يسوغُ شائغه
ويَسخُنُ الشّرابُ والمِزاجُ،
ويكثُرُ الخِلافُ والضُّجاجُ
مِن مَعشرٍ قد جَرَعوا حَمِيماً،
و طعموا من زادهم سموما
و غيمت أنفاسهم أقداخهم ،
و عذبت أقداحهم أرواحهم
وأولِعوا بالحَكّ والتّفرّكِ،
و عصبُ الآباطِ مثلُ المرتكِ
وصارَ رَيحانُهُم كالقَتِّ،
فكلُّهم لكلّهم ذو مَقْتِ
وبَعضُهم يمشي بِلا رِجلَينِ،
وأذُنٍ كحُقّة ِ الدَّباقِ
وبعضُهُم مُحَمَرّة ٌ عيناهُ،
من السمومِ محرقٌ خداهُ
وبعضُهم عندَ ارْتفاعِ الشْمسِ
يحسّ جوعاً مؤلماً للنّفسِ
فإن أسرّ ما بِهِ تَهوُّسا،
ولم يُطِقْ من ضُعفِهِ تَنَفُّسا
و طافَ في أصداغهِ الصداعُ ،
ولمْ يكُنْ بمِثْلِهِ انْتِفاعُ
وكَثُرتْ حِدّتُهُ وضَجَرُه،
وصارَ كالحُمّى يطيرُ شَرَرُه
وهمّ بالعَرْبَدة ِ الوَحْشِيّه،
و صرفَ الكاساتِ والتحيه
وظهَرَتْ مَشَقّة ٌ في حَلقِه،
و ماتَ كلُّ صاحبٍ من فرقه
و إن دعا الشقيُّ بالطعامِ ،(11/77)
خَيّطَ جَفنَيه على المَنامِ
وكلّما جاءت صلاة ٌ واجبه،
فسا عليها ، فتولت هاربه
فكَدّرَ العيشَ بيَوْمٍ أبْلَقِ،
أقطاره بلهوهِ لم تلتقِ
فمن أدامَ للشقاءِ هذا
من فعلهِ، والتذّه التِذاذا
لم يلفَ إلاّ دنسَ الأثوابِ ،
مهوساً ، مهوسَ الأصحابِ
فازدادَ سهواً وضنى وسقما ،
و لا تراهُ الدهرَ إلاّ قدما
و ذا يريدُ مالهُ وحرمتهْ
ذا شاربٍ وظفرٍ طويلِ ،
يُنغّصُ الزّادَ علَى الأكيلِ
و مقلة ٍ مبيضة ِ المآقي ،
و أذنٍ كحقمة ِ الدباقِ
وجسدٍ عليه جِلدٌ من وَسَخ،
كأنه أشربَ نفطاً ، أو لطخ
تخالُ تحتَ ابطِه، إذا عَرِق،
لِحيَة َ قاضٍ قد نَجا مِن الغَرَق
و ريقهُ كمثلِ طوقٍ من أدم ،
وليسَ من ترْكِ السّؤال يحتَشِم
في صدره من واكفٍ وقاطر
كأثرِ الذرقِ على الكنادرِ
هذا كذا وما تركتُ أكثرُ،
فجَرِّبُوا ما قُلتُهُ، وفَكِّرُوا
العصر العباسي >> ابن الفارض >>
رقم القصيدة : 15394
-----------------------------------
منعماً عرج على كثبانِ طيْ
وبذاتِ الشيحِ عني إنْ مرر
تَ بحيً من عريبِ الجزعِ حيْ
حتى إذا ما ارتَفَعَ النّهارُ،
وهوَ على الفِطامِ ذو زَئيرِ،
قلْ تركتُ الصَّبَّ فيكمْ شبحاً
ويُتّقَى أميرُها المُؤمَّرُ
أو خائِفٌ مُرَوَّعٌ ذَليلُ
لاحَ في برديهِ بعدَ النشرِ طيْ
عن عناءٍ والكلامُ الحيًّ ليْ
كلاّ، ولا إن تُهلَكوا إهلاكَا
إلى إمامِ الأُمّة ِ السّعيدِ
صارَ في حبكمٌ ملسوبَ حيْ
وطالَ في دارِ البَلاءِ سَجُنُه،
ضنَّ نوءُ الطرفٍ إذ يسقطُ خيْ
فخَرّبَ الأهوازَ والأُبُلّهْ،
عاصي الإلَهِ طائعُ الشّيطانِ
كم عَزمَة ٍ بنَفسِهِ أمضاها،
وعليكم جامحاً لم يتأيْ
وكم هناكَ والجاً كريما،
وقاتِلِ الشّيوخِ والأطفالِ،
في هواكم رمضان عمرهُ
جدَّ ملتاحِ إلى رؤيا ورى ْ
سَبيّة ٍ، وزَوجُها يَراها
مُواقِفاً، مُنازِلاً، مُجاوِلا
وقالَ: وَلّونيَ في مَكانِ،
وفَرسٌ حافرُهُ مُفَضفَضُ
إذا أرادَ فِتنَة ً لا يُجتَرَى ،
ولا يَرُدّونَ إليهِ قُطَعَه(11/78)
وواقِفاً يَنظُرُ مِن بَعيدِ
يا أهيلَ الودِّ أنَّي تنكرو
ني كهلاً بعدَ عرفاني فُتيْ
هذا لَعَمري سَفَهٌ وعِيّ
وقال: أنّي مِن بَني شَيبانِ
مضَى ، وأبقى لبَني العَبّاسِ،
فأصبَحَتْ مُوحِشَة ً قِفَارَا
كَذاكَ حتى أفقَرُوا الخِلافَه،
عينُ حسَّادي عليها لي كوتْ
قائِلُ كلِّ حِكمَة ٍ، وفاعِلُ
حتى أُغِيثُوا بأبي العَبّاسِ
ولها مستبيلاً في الحبِّ كيْ
هل سمعتم أو رأيتم أسداً
سهم شهم القوم أشوى وشوى
سهمُ ألحاظكمُ أحشايَ شيْ
فوَضَعُوا في رأسِهِ السّياطَا،
قال مالي حيلة ٌ في ذا الهوى ْ
أيُّ شئٍ مبردٌ حراً شوى
وحيلَة ٌ خَفيّة ٌ، لَطيفَه
وبمعسول الثنايا لي دويْ
ودائعٌ، غاليَة ُ الأثمانِ
حكم دين الحبِّ ليْ
ويَزجُرُ العافيَ والمُسَلِّمَا
من رشادي وكذاكَ العشقٌ غيْ
فأصبَحُوا كأنّهم ما كانُوا،
أو قَعَدوا، فإنّهُ لا يَقعُدُ
أولم ينهَ النُّهى عن عذلهِ
زاوياً وجهَ قَبول النصح زيْ
ومالِهِ، وقَولهِ، وفِعلِهِ
ضلَّ كم يهذي ولا أُصغي لغيْ
ولِما يعذلٌ عن لمياء طوْ
عَ هوى ً في العذلِ أعصى من عُصى ْ
لومهُ صبًّا لدى الحجرِ صبا
بكم دلَّ على حجرِ صُبيْ
عاذلي عنْ صبوة ٍ عذرية ٍ
ذابتِ الروحُ اشتياقاً فهيَ بعـ
ويَدخلُونَ عاجِلاً بَغداذَا،
فكَيفَ يَحيَا مثلُهُ ويَبقَى
وما هدَا حتى رأى الأمانَا
وتاجرٍ ذي جَوهَرٍ ومالِ،
إنْ تروا ذاكَ بهِ مًّنا على ّ
بلْ أسيئوا في الهوى أوْ أحسنوا
كذاكَ كانَ فاعِلاٍ سُليمانْ،
قد كانَ في الحروبِ مَوتاً أحمرَا
ولم يَجِدْ شَيئاً سوى ذا نَافِعَا
فَما لذاكَ الدّاءِ من دَواءِ،
فإن دَعاهُ حادِثٌ أجابَا
بحسانٍ تخذوا زمزمَ جيْ
وأنفُسٌ مَقتولَة ٌ وحَربُ
وأرجَفَ النّاسُ لهُ بالنّصرِ
وادِّراعي حللَ النقعِ ولي
علماهُ عوضٌ عنْ علميْ
واجتماعِ الشملِ في جمعٍ وماَ
بما يرَى في أُمّة ِ الأيمانِ
لمنى ً عندي المنى بلِّغتها
ونِيّة ٌ ناصِحَة ٌ، عَفيفَه
منذُ أو ضحتُ قرى الشامِ ربا(11/79)
ينتُ باناتِ ضواحي حلَّتيْ
أبلَغَ للمُجدي من التّنّورِ
يَسْحَبُ أذْيالاً مِنَ العَساكِرِ
آهِ واشواقي لضاحي وجهها
وظما قلبي لذيَّاكَ اللمى ْ
وناهِبِ الأرواحِ والأموالِ
وأُشْخِصَ الأميرُ نحوَ طاهِرِ،
ولهُ منْ ولَهٍ يعنو الأرى ْ
مَخافَة َ العَقابِ والتّهديدِ
والحشا منِّيَ عمرو وحُيَيْ
ويَخضِبُونِ مِنهُمُ السّلاحَا
ما زالَ في نَخوَتِهِ وتِيهِه،
حتى افتَدَى حَياتَه، وأدّى
ضَجّتْ بها الأصواتُ والأتارُ
وأبى يتلوَ إلاَّ يوسفاً
حسنها كالذِّكرِ يُتلى عنْ أُبيْ
فَوافَقَ الخادِمَ في الطّريقِ
أنْ تراءتْ لاكرؤيا في كرى ْ
لمْ تكدْ أمناً تكدْ منْ حكمِ لا
تقصص الرؤيا عليهمْ يا بنيْ
شفعتْ حجِّي فكانتْ إذْ بدتْ
حتى إذا مَلّ الحَياة َ وضَجِرْ،
وضَربَة ٍ، وطَعنَة ٍ، وقَتلَه
قُرّة ُ عَينِ كلّ مَن رآها
نظرتهُ إيهِ عنِّي ذا الرشيْ
يَرَونَهُ دَيْناً لَهم وحَقّا
أمْ حلتْ عجِّلتها منْ جنى ْ
وبائعُ الأحرارِ في الأسواقِ
صنعِ صنعاءَ وديباجِ خوى ْ
فلَم يَرَ الكَذّابُ ذا، ولا ذَا
بئسَ حالٌ بدِّلت منْ أنسها
لمّا أُتيحَ لوَصيفٍ خَاقانْ،
حيثُ لا يرتجعُ الفائتُ وا
وقد أتَى بطائِلٍ وأنجَحَا
فكَم وكم من رَجلٍ نَبيلٍ،
عدوتيْ تيما لربعٍ بتمى ْ
ضعنا فيها لبانَ الحبِّ سيْ
مللي منْ مللٍ والخيفُ حيـ
ثمّ بَنى منَ الغُصوبِ دارَا،
عنهما فضلاً بما في مصرفيْ
فكَيفَ مَن طَوّلَ في القراة ِ
وقالَ قَومٌ آخَرونَ: لا ذا
كنتَ لا كنتَ بهمْ صبَّا يرى ً
جتى إاذا قامَ إلى الحَفيرَه،
ما زالَ حيناً يَخدَعُ السّودانا،
والقبّة ُ العَلياءُ والأتْرُجّه
وأوقَدوهُ بثِفَالِ اللِّبنِ
جئَ ميناً وانجُ منْ بدعة ِ جيْ
ونَصبُوهُ قائِماً يَدعو لهم،
أبادَهم حَتفاً، وقَتلاً هكَذا
أحمَدَ، ذا الشّفاعة ِ المَرجوّه
رُ عنِ التوقِ لذكري هيِّ هيْ
لستُ أنسى بالثنايا قولها
ويَزجُرُ النّاسَ، إذا تَكَلّمَا،
يأكُلُ منها ثَمَراتٍ جَمّه(11/80)
ولم يَزَلْ في أضيَقِ الحُبُوسِ،
يَدٌ، فقد خاضَ المَنايا خَوضَا
خاطبَ الخطب دعِ الدّغوى فما
بالرُّقي ترقى إلى وصلِ رقيْ
رحْ معافى ً واغتنمْ نصحي وإنْ
ومنهُمُ إسحَقٌ البَيطارُ
كمْ فتيلٍ منْ قبيلٍ مالهُ
وحِكمَة ٍ مَقرونَة ٍ بالدّينِ
منهُ لي ما دمتَ حيّاً لمْ تبيْ
لَقَعَدوا يَبغونَهُ سِنينَا
فإلي وصلي ببذلِ النَّفسِ حيْ
قلتُ روحي إن ترى ْ بسطكِ في
قبضها عشت فرأيي أنْ ترى ْ
وعايَنُوا صَعباً شَديدَ البَاسِ
منكِ عذابٌ حبَّذا ما بعدَ أيْ
إنْ تشيْ راضية ً قتلي جوى ً
في الهوى حسبي افتخاراً أن تشيْ
فجُرّعُوا من كأسِهِ الأمَرَّينْ
وكمثلي بكِ صبّاً لمْ ترى ْ
وأجورُ النّاسِ عِقاباً بالوِشَا
هكذا العشقُ رضيناهُ ومنْ
يأتمرْ إنْ تأمري خيرُ مريْ
والشّيخُ قد غَرّفَهُ نَصِيرَا،
ثمّ نَفَى كلَّ دَخيلٍ قد مَرَقْ،
آلَ عليّ، يا أبا عَليّ،
خدَّ روضٍ تبكِ عنْ زهرِ تبى ْ
وفنى جسمي حاشاً أصغري
شافعي التوحيدُ في بقياهما
وتلافيكِ كبرئي دونهُ
سلوتي عنكِ وحظِّي منكِ عيْ
ساعدي بالطيفِ إنْ عزَّتْ مني
فضايَقُوا وجَعَلوها أربَعَة ،
شامَ منْ سامَ بطرفٍ ساهرٍ
لوْ طويتم نصحَ جارٍ لمْ يكنْ
فيهِ يوماً يألُ طيّاً يالَ طيْ
فاجمعوا لي همما إنْ فرّقَ الـ
صَغيرَة ٌ من ذا، ولا جَليلَه
ما بودِّي آلَ ميٍّ كانَ بثْ
ثُ الهوى إذْ ذاكَ أودى ألمى ْ
فكَفّرَ النّاسُ سِواهم عندِه،
مظهراً ما كنتُ أخفي منْ قديـ
مِ حديثٍ صانهُ منِّيَ طيْ
عبرة ٌ فيضُ جفوني عبرة ً
بيَ أنْ تجرى َ أسعى واشيى ْ
ولم يَزَلْ ذلكَ دأبَ النّاسِ،
يخفى حبُّكمْ عنْ ملكيْ
ويأخُدُونَ مالَهم صُراحَا،
باللوى منهُ يدُ الأنصافِ ليْ
وعَوّدوها الرّعبَ والمَخافَه
يَ جمعتمْ بعدَ داريْ هجرتيْ
وكم فتًى قد راحَ نَهباً راكِبا
فلَم يَزَلْ بالعَلَويّ الخائِنِ،
وأمَّنَ البِلادَ والعِبادَا
ورأسِ كلّ بِدعَة ٍ، وقائدِ
والبائعِ الاحرارِ في الأسواقِ،
وجَعَلُوا في يَدِهِ حِبالا(11/81)
ومتى ما سرَّا نجدٍ عبرتْ
عبرتْ عنْ سرِّ ميٍّ وأميْ
ما حديثي بحديث كمْ سرتْ
سحراً منْ أينَ ذيَّاكَ الشُّذى ْ
وتحرَّشتِ بجوذانِ كليْ
فلذا تروي وتروي ذا صدى ً
وأخَذوا وقَتَلُوا علّيا،
وحمى أهلُ الحمى رؤية َ رى ْ
واَّلتي يعنو لها البدرُ سبتْ
كبدي حلفَ صدى والجفنُ ريْ
واجداً منذُ جفا برقعها
وكانَ قَبلَ قَتلهِ كَبيرَا
يَجرُّ في كلّ البِلادِ ذَنَبَا
عيسَ حاجي البيتِ حاجي لو أمكَّـ
بلْ على ودِّي بحفنٍ قدْ دمى
سئَ بي إن فاتني منْ فاتني الـ
حتى إذا ما أسخَطَ الإلَهَا،
دي قضاءِ لا اختيارٌ ليَ شئْ
برُغمِ كلّ حاسدٍ يَبغيهِ،
ت على غيرِ فؤادٍ لمْ تطيْ
أعني أبا العَبّاسِ خيرَ الخَلقِ،
وهم يَجُورونَ على الرّعِيّه:
إنْ ثني ناشدتكمْ نشدانكمْ
فطارَ، إلاّ أنّهُ في سَرجِ
يا سقي اللهُ عقيقاً باللِّوى
ثمّ أتَى الرَّقّة َ يَنوي أمرَا،
حتى حَواهُ كَفُّهُ أسِيرَا،
معهدٍ منْ عهدِ أجفاني غلى
جيدهِ منْ عقدِ أزهارِ حليْ
أهلهُ غيرَأولي حاجٍ لرى ْ
كِثيرَة ِ الأديانِ والأئِمّه،
رأيتُهُ يَعتَلُّ بالأعوانِ
وقَبِلَ البَيعَة َ غَيرَ وانِ
بأبي جيرتنا فيهِ وبيْ
فقالَ: لا والله ما عندي لَهُ
وتلكَ عُقبَى الغَيّ والضّلالِ،
وقال: يا حَربُ اهزِلي وجُدِي
وأنا أفديكَ بأُمّي وأبي
ذهبَ العمرُ ضياعاً وانقضى
وشَكَروا المُهَيمِنَ الوَهّابَا
غيرَ ما أوليتُ منْ عقدي ولا
وقتلَ ابنَ جعفَرٍ مَنصُورَا،
العصر العباسي >> ابن الفارض >> صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
رقم القصيدة : 15395
-----------------------------------
صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
وهَوَاكَ، قَلبي صارَ مِنهُ جُذاذا
إن كان في تَلَفي رِضَاكَ، صبَابَة ً،
ولكَ البقاءُ وجدتُ فيهِ لذاذا
كبدي سلبت صحيحة ً فامننْ على
رمقي بها ممنونة ً أفلاذا
يارامياً يرمى بسهمِ لحاظهِ
عَنْ قَوْسِ حاجِبِهِ، الحشَا إِنْفاذا
أنّى هجَرتَ لِهُجْرِ واشٍ بي، كَمَن(11/82)
في لَومِهِ لُؤمٌ حَكَاهُ، فَهاذَى
وعلى َّ فيكَ منِ اعتدى في حجرهِ
فقد اغتدى في حجرهِ ملاذا
غيرَ السُّلوِّ تجدهُ عندي لائمي
عمَّنْ حوى حسنَ الورى استحواذا
ياما أميلحهُ رشاً فيهِ حلا
تبديلهُ جالي الحلي بذَّاذا
أضْحى بِإحسانٍ وَحُسْنٍ مُعْطِياً
لِنَفائسٍ، وَلأنْفُسٍ أخّاذا
سَيفاًتَسِلُّ، على الفَؤادِ، جُفونُهُ،
وأرى الفتورَ لهُ بها شحَّاذا
فتكاً بنا يزدادُ منهُ مصوِّراً
قتْلي مساورَ في بني يزداذا
لاغَرْوَ أنْ تَخْذ العِذَار حَمائِلاً،
إذْ ظلَّ فتاكاً بهِ وقَّاذا
وبطرفه سحرٌ لوْ ابصرَ فعلهُ
هاروتُ كانَ لهُ بهِ أستاذا
تَهذي بهذا البَدْرِ، في جَوِّ السَّما،
خلِّ افتراكَ فذاكَ خلِّي لأذا
عَنَتِ الغَزالَة ُ والغَزالُ لِوجْهِهِ،
متلفِّتاً وبهِ عياذاً لاذا
أربتْ لطافتهُ على نشرِ الصِّبا
وَأبَتْ تَرَافَتُهُ التَّقَمّصَ لاذا
وشكتْ بضاضة ُ خدِّهِ منْ وردهِ
وحَكَتْ فَظاظَة ُ قَلْبِهِ الفولاذا
عمَّ اشتعالاً خالُ وجنتهِ أخا
شُغْلٍ به، وجْداً، أبَى استِنْقاذا
خَصِرُ اللّمى ، عذبُ المقَبَّلِ بُكْرَة ً،
قبلَ السّواكِ، المِسْكَ سادَ، وشاذى
من فيهِ والألحاظِ سكرى بلْ أرى
في كلّ جارِحة ٍ به، نَبّاذا
نَطَقَتْ مَناطقُ خَصرِهِ خَتْماً، إذا
صَمْتُ الخوَاتِمِ، للخناصِرِ، آذى
رقّتْ وَدَقّ، فناسَبَتْ منّي النّسيـ
بَ وذاكِ معناهُ استجادَ فحاذى
كالغُصْنِ قدّاً، والصّباحِ صَباحَة ً،
والَّليلِ فرعاً منهُ حاذا الحاذا
حبِّيهِ علمني التنسُّكَ إذْ حكى
متعفِّفاً فرقَ المعادِ معاذا
فَجَعَلْتُ خَلْعي للْعِذارِ لِثامَهُ،
إذ كانَ، مِن لثْمِ العِذارِ، مُعاذا
وَلَنا بِخَيْفِ مِنًى عُرَيْبٌ، دونَهُمْ
حَتْفُ المُنى ، عادى لِصَبٍّ عاذا
وبجزعِ ذيَّاكَ الحمى ظبيٌ حمى
بِظُبَى اللّواحِظِ، إذ أحَاذَ، إخاذا
هي أدمعُ العشَّاقِ جاد وليُّها الْ
وادي، ووالى جُودُها الألْواذا
كمْ منْ فقيرٍ ثمَّ لا منْ جعفرٍ(11/83)
وافى الأجارعَ سائلاً شحَّاذا
من قبْلِ ما فَرَقَ الفَرِيقُ عَمارة ً
كنَّا ففرَّقنا النَّوى أفخاذا
أُفْرِدْتُ عنهُمْ بالشآمِ، بُعَيدَ ذا
كَ الإلتِئامِ، وَخَيّموا بغْداذا
جمَعَ الهُمومَ البُعدُ عِندي، بعْدَ أنْ
كانتْ بقربي منهمُ أفذاذا
كالعَهدِ، عندهمُ العهودُ، على الصّفا،
أنّى ، ولَستُ لها، صفاً، نَبّاذا
والصّبْرُ صَبْرٌعنهُمُ، وَعَلَيْهِمِ،
عندي أراهُ إذنْ أذى ً أزَّاذا
عزَّ العزاءُ وجدَّ وجدي بالألي
صرموا فكانوا بالصَّريم ملاذا
رِئمَ الفَلا، عنّي إليكَ، فمُقلَتي
كُحِلَتْ بهم، لا تُغْضِها استِشْخاذا
قسماًَ بمنْ فيه أرى تعذيبهُ
عذباَ وفي استذلالهِ استلذاذا
مااستحسنتْ عيني سواهُ وإنْ سبى
لكنْ سوايَ ولمْ أكنْ ملاِّذا
لمْ يَرْقُبِ الرُّقَبَاءُ إلاّ في شجٍ،
منْ حولهِ يتسلَّلونَ لواذا
قد كان، قَبْلَ يُعَدّ من قَتْلى رَشاً،
أسداً لآسادِ الشَّرى بذَّاذا
أمْسَى بنارِجَوًى حَشَتْ أحشاءَهُ،
منها يرى الإيقادَ لا الإنقاذا
حَيْرَانُ لا تَلقَاهُ إلاّ قلتَ مِن
كُلّ الجهاتِ:أرى بِهِ جَبّاذا
حَرّانُ، مَحْنِيُّ الضّلوعِ على أسًى
غَلَبَ الإسَى ، فاستَأخذَ اسْتئخاذا
دَنِفٌ، لَسيبُ حَشًى ، سليبُ حُشاشَة ٍ،
شهدَ السُّهادُ بشفعهِ ممشاذا
سَقَمٌ ألمّ بِه، فألّمَ، إذ رأى ،
بالجسم منْ إغدادهِ إغذاذا
أبدى حدادَ كآبة ٍ لعزاهُ إذْ
ماتَ الصِّبا في فودهِ جذَّاذا
فَغَدا، وقد سُرَّالعِدى بشبابِهِ،
متقمِّصاً وبشيبهِ مشتاذا
حزنُ المضاجعِ لانفاذَ لبثِّهِ
حزناً بذاكَ قضى القضاءُ نفاذا
أبداًتَسُحُّ، وما تَشِحُّ، جُفونُهُ،
لِجَفَا الأحِبّة ِ، وَابلاً وَرَذاذا
مَنَحَ السُّفوحَ، سُفوحَ مَدمَعِهِ، وقد
بَخِلَ الغَمامُ به، وجاد، وِجاذا
قال العَوائِدُ، عندما أبصَرْنَهُ:
إنْ كانَ منْ قتلَ الغرامُ فهذا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛
نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛(11/84)
رقم القصيدة : 15396
-----------------------------------
نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛
فيا حبّذا ذاكَ الشّذا حينَ هَبّتِ
سرتْ فأسرَّتْ للفؤادِ غديَّة ً
أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ، فسرّتِ
مُهَيْنِمَة ٌ بالرُّوْضِ، لَدْنٌ رِداؤها،
بها مَرَضٌ، مِنْ شأنِهِ بُرْء عِلّتي
لَهَا بِأُعَيْشابِ الحِجَازِتَحَرّشٌ
بهِ لا بخمرٍ دونَ ضحى سكرتي
تذكِّرني العهدَ القديمَ لأنَّها
حديثة ُ عهدٍ منْ أهيلِ مودَّتي
أيا زاجِراً حُمرَ الأوارِكِ، تارِكَ الـ
ـمَوَاركِ، من أكوارها، كالأريكَة ِ
لكَ الخيرُ إنْ أوضحتَ توضحَ مضحياً
وجُبْتَ فَيافي خَبْتِ آرام وَجْرَة
ونكَّبتَ عنْ كثبِ العريض معارضاً
حزوناً لحزوي سائقاً لسويقة ِ
وباينْتَ باناتٍ، كذا، عن طُوَيْلعٍ،
بسلعٍ فسلْ عنْ حلَّة فيهِ حلَّتِ
وعَرّجْ بِذيّاكَ الفريقِ، مُبَلِّغاً،
سلمتَ عريباً ثمَّ عنِّي تحيَّتي
فلي بينَ هاتيكَ الخيامِ ضنينة ٌ
علَّى بجمعي سمحة ٌ بتشتُّتي
محجَّبة ٌ بينَ الأسنِّة ِ والظُّبي
إليها انثَنَتْ ألبابُنا، إذ تثَنّتِ
مُمَنَّعَة ٌ، خَلْعُ العِذارِ نِقابُها،
مسربلة ٌ بردينِ قلبي ومهجتي
تتيحُ المنايا إذْ تبيحُ ليَ المنى
وَذاكَ رَخيصٌ مُنْيَتي بِمنِيّتي
وَما غدَرَتْ في الحُبّ أنْ هَدَرَتْ دَمي
بشرعِ الهوى لكنْ وفتْ إذْ توفَّتِ
متى أوعدت أولتْ وإنْ وعدت لوت
وإن أقسَمَتْ:لا تُبرِئ السّقْمَ بَرّتِ
وإنْ عَرَضَتْ أُطرِقْ حَيَاءً وَهَيبَة ً؛
وإن أعرَضَتْ أُشفِقْ، فلَم أتَلَفّتِ
ولو لمْ يَزُرْني طيْفُها، نحوَ مَضْجَعي،
قضيتُ ولمْ أسطعْ أراها بمقلتي
تخَيُّلَ زُورٍ كانَ زَورُ خَيالِها،
لمشبههِ عنْ غيرِ رؤيا ورؤية ِ
بفرطِ غرامي ذكرَ قيسٍ بوجدهِ
وبَهجتُها لُبْنى ، أمَتُّ، وَأمّتِ
فلمْ أرَ مثلي عاشقاً ذا صبابة ٍ
ولا مثلها معشوقة ً ذاتَ بهجة ِ
هيَ البدرُ أوصافاً وذاتي سماؤها
سَمَتْ بي إليها همّتي، حينَ هَمّتِ(11/85)
مَنازِلُها منّي الذّراعُ، تَوَسُّداً،
وقلبي وطرفي أوطنتْ أو تجلَّتِ
فما الودقُ إلاَّ منْ تحلُّبِ مدمعي
وما البرْقُ، إلا مَن تَلَهّبِ زَفرَتي
وكُنْتُ أرَى أنّ التّعشّقَ مِنْحَة ٌ
لقلبي فما إنْ كانَ إلاَّ لمحنتي
منعَّمة ُ أحشايَ كانتْ قبيلَ ما
دعتها لتشقي بالغرامِ فلبَّتِ
فلا عادَ لي ذاك النَّعيمُ، ولا أرى ،
منَ العيشِ إلاَّ أنْ أعيشَ بشقوتي
ألا في سبيلِ الحبِّ حالي وما عسى
بكمْ أنْ ألاقي لو دريتمْ أحبَّتي
أخذتمْ فؤداي وهوَ بعضي فما الَّذي
يَضُرّكُمُ أن تُتْبِعوهُ بِجُمْلَتي
وجَدتُ بكم وجْداً، قُوى كلّ عاشِقٍ،
لوِ احتملتْ منْ عبئهِ البعض كلَّتِ
برى أعظمي منْ أعظمِ الشَّوقِ ضعفُ ما
بِجَفْني لِنومي، أوْ بِضُعْفي لِقُوّتي
وأنْحَلَني سُقْمٌ، لَهُ بِجُفونِكُمْ
غرامُ التياعي بالفؤادِ وحرقتي
فَضُعْفي وسُقْمي:ذا كَرَأي عواذلي،
وذاكَ حديثُ النَّفسِ عنكُمْ برَجْعَتي
وهي جسدي مما وهي جلدي لذا
تَحَمُّلُهُ يَبْلى ، وتَبْقى بَلِيّتي
وعدتُ بمالمْ يبقِ منِّي موضعاً
لضرٍّ لغوَّادي حضوري كغيبتي
كأنِّي هلالُ الشَّكِّ لوْ لا تأوَّهي
خفيتُ فلمْ تهدَ العيونُ لرؤيتي
فجسمي وقلبي مستحيلٌ وواجبٌ
وخدِّي مندوبٌ لجائزِ عبرتي
وقالوا:جَرتْ حُمْراً دموعُكَ، قلتُ:عن
أمورٍ جرتْ في كثرة ِ الشَّوقِ قلَّتِ
نحرَتُ لضيفِ الطيفِ، في جَفْني الكَرى
قِرى ً، فَجَرَى دَمْعي دماً فوْقَ وَجنَتي
فلا تنكروا إنْ مسَّني ضرُّ بينكمْ
عليّ سُؤالي كَشْفَ ذاكَ وَرَحْمَتي
فصبري أراهُ تحتَ قدري عليكمُ
مطاقاً وعنكم فاعذروا فوقَ قدرتي
ولما توافينا عشاءً وضمَّنا
سَواءُ سَبيلَيْ ذي طَوى ً، والثّنِيّة ِ
ومنَّتْ وما ضنَّتْ على َّ بوقفة ٍ
تُعادِلُ عِنْدي، بالمُعَرَّفِ، وَقْفتي
عتبتُ فلمْ تعتبْ كأنْ لمْ يكنْ لقاً
وما كانَ إلآ أن أُشَرْتُ وَأوْمَتِ
أيا كعبة َ الحسنِ الَّتي لجمالها
قلوبُ أُولي الألبابِ، لَبّتْ وَحجّتِ(11/86)
بريقَ الثَّنايا منكِ أهدى لناسنا
بريقِ الثَّنايا فهوَ خيرُ هديَّة ِ
وأوحى لعيني أنّ قلبي مجاورٌ
حِماكِ، فتاقَتْ لِلجَمالِ وَ حَنّتِ
ولوْلاكِ ما استهدَيْتُ برْقاً، ولا شجَتْ
فؤادي، فأبكتْ، إذشدتْ، وُرْقُ أيكة ِ
فذاكَ هدى ً أهدى إليَّ وهذهِ
على العُودِ، إذ غنّتْ، عن العودِ أغنَتِ
أرومُ، وقد طالَ المَدَى ، منْكِ نظْرة ً،
وكمْ منْ دماءِ دونَ مرمايَ طلّتِ
وقد كنتُ أُدعى ، قبلَ حُبّيكِ، باسِلاً،
فعُدتُ به مُسْتَبْسِلاً، بعدَ مَنعَتي
أقادُ أسيراً واصطباري مهاجري
وأنجِدُأنصاري أسًى ، بعدَ لَهْفَتي
أمالكِ عنْ صدٍّ أمالكِ عن صدٍّ
لِظَلْمِكِ، ظُلماً منكِ، ميلٌ لعطفة
فبَلُّ غَليلٍ مِنْ علِيلٍ على شفاً،
يُبِلّ شِفاءً منه، أعظَمُ مِنّة ِ
فلا تَحْسبي أني فَنيتُ، من الضّنى ،
بغيركِ بل فيكِ الصَّبابة ُ أبلتِ
جَمالُ مُحَيّاكِ، المَصُونُ لِثامُهُ
عنِ اللّثْمِ، فيه عُدتُ حيّاً كميّتِ
وجنَّبني حبِّيك وعلى معاشرى
وحَبّبَني، ما عشتُ، قطْعَ عَشِيرَتي
وأبْعَدَني عن أَرْبُعِي، بُعْدُ أرْبَعٍ
شبابي وعقلي وارتياحي وصحَّتي
فلي بعدَ أوطاني سكونٌ إلى الفلا
وبالوحشِ أنسي إذ منَ الإنس وحشتي
وزهَّدَ في وصلي الغوانيَ إذْ بدا
تيلُّجُ صبحِ الشَّيبِ في جنحِ لمَّتي
فرُحْنَ بحُزنٍ جازِعاتٍ، بُعَيد ما
فرِحنَ بِحَزْنِ الجَزْعِ بي، لشَبيبتي
جهِلْنَ، كلُوّامي، الهوى ، لاعلِمْنه،
وخابوا وإنِّي منهُ مكتهلٌ فتي
وفي قَطْعِيَ اللاّحي عليكِ، ولاتَ حِيـ
ـنَ فيكِ لِجدالٍ، كان وجهُكِ حُجّتي
فأصْبَحَ لي، من بعدِ ما كان عاذِلاً
به عاذراً بلْ صارَ منْ أهلِ نجدتي
وحجِّي عمري هادياً ظلَّ مهدياً
ضلالَ ملامي مثلُ حجِّي وعمرتي
رأى رجباً سمعي الأبيَّ ولومي الـ
محرَّمَ عنْ لؤمٍ وغشٍّ النَّصيحة ِ
وكمْ رامَ سلواني هواكِ ميمِّماً
سواكِ وأنِّي عنكِ تبديلُ نيَّتي
وقالَ تلافي ما بقي منكَ قلتُ ما
أرانيَ إلاَّ للتلافِ تلفُّتي(11/87)
إبائي أبى إلاّ خِلافيَ، ناصِحاً،
يحاولُ منِّي شيمة ً غيرَ شيمتي
يلذُّ لهُ عذلي عليكِ كأنَّما
يرى منَّه منِّي وسلواهُ سلوتي
ومعرضة ٍ عن سامرِ الجفنِ راهبِ الـ
فؤادِ المعنَّى مسلمِ النَّفسِ صدَّتِ
تناءتْ فكانتْ لذَّة َ العيشِ وانقضتْ
بعمري فأيدي البينِ مدَّتْ لمدَّتي
وبانتْ فأمَّا حسنُ صبري فخانني
وأمّا جُفوني بالبكاءِ فوَفّتِ
فلمْ يرَ طرفي بعدها ما يسرني
فنَومي كصُبْحي حيثُ كانتْ مَسَرّتي
وقد سَخِنَت عَيْني عليها، كأنّها
بها لمْ تكنْ يوماً منَ الدَّهرِ قرَّتِ
فإنْسانُها مَيْتٌ، وَدَمعِيَ غُسْلُهَ،
وأكفانُهُ ما ابيَضّ، حُزناً، لِفُرقتي
فلِلعَينِ والأحشاء، أولَ هل أتى ،
تلا عائدي الآسي وثالثَ تبَّتِ
كأنَّا حلفنا للرَّقيبِ على الجفا
وأنْ لا وفا، لكِن حَنَثْتُ وَبرّتِ
وكانتْ مواثيقُ الإخاءِ أخيَّة ً
فلمَّا تفرَّقنا عقدتُ وحلَّتِ
وتَاللّهِ، لمْ أختَرْمَذَمّة َ غَدرِهَا،
وفاءً، وإنْ فاءتْ إلى خَترِ ذِمّتي
سَقى ، بالصّفا، الرَّبْعيُ، رَبعاًبه الصّفا،
وجادَ، بأجيادٍ، ثرى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذاتي، وسوقَ مَآربي،
وَقٍبلة َآمالي، وموطِنَ صبْوَتي
منازلَ أنسٍ كنَّ لمْ أنسَ ذكرها
بمنْ بعدها والقربُ ناري وجنَّتي
وَمنْ أجْلِها حالي بها، وَأُجِلّها
عنِ المَنّ، مالم تَخْفَ، والسّقْمُ حُلّتي
غَرامي، بِشَعْبٍ عامرٍ شِعْبَ عامرٍ،
غريمي وإنْ جاروا فهمْ خيرُ جيرتي
ومنْ بعدها ماسرَّ سرِّي لبعدها
وقد قطَعَتْ مِنهارجائي بِخَيْبَتي
وما جزعي بالجزعِ عنْ عبثٍ ولا
بَدا وَلَعاً فيها، وُلُوعي بِلَوعَتي
على فائِتٍ من جَمعِ جَمعٍ تأسُّفي،
وودٍّ على وادي مخسَّرٍ حسرتي
وَبَسطٍ، طوى قَبضُ التنائي بِساطَهُ
لَنا بِطُوًى ولّى بأرْغَدِ عيِشَة ِ
أبيتُ بجَفْنٍ، للسُّهادِ، مُعانِقٍ،
تصافحُ صدري راحتي طولَ ليلتي
وَذِكْرُ أُويَقاتي، الّتي سَلَفَتْ بِها،
سَمِيريَ، لَو عادَت أُوَيقاتيَ الّتي(11/88)
رعى اللهَ أياماً بظلٍّ جنابهَ
سرَقْتُ بها في غَفْلة ِ البيْنِ، لَذّتي
وَما دارَ هَجرُ البُعْدِ عنها بِخاطِري،
لديها بوصلِ القربِ في دار هجرتي
وقد كانَ عندي وصْلُها دوْنَ مَطلَبي،
فعادَ بمنى ِّ الهجرِ في القربِ قربتي
وكم راحة ٍ لي أقبلتْ حينَ أقبلتْ
ومِن راحتي، لمّا تَوَلّتْ، تَوَلّتِ
كأنْ لمْ أكنْ منها قريباً ولمْ أزلْ
بَعيداً، لأيٍّ ما له مِلْتُ ملّتِ
غرامي أقِم صبري انْصَرِم دمعي انسجِم
عدوّي احتكمْ دهري انتقمْ حاسدي اشمتِ
وياجلدي بعدَ النّقا لستَ مسعدي
ويا كبدي عزَّ الِّلقا فتفتتى
ولما أبتْ إلاّ جماحاً ودارها انـ
زاحاً وضنَّ الدَّهرُ منها بأوبة ِ
نيقَّنتُ أنْ لادارَ منْ بعدِ طيبة ٍ
تطيبُ وأنْ لا عزَّة ً بعدَ عزَّة ِ
سلامٌ على تِلكَ المعاهِدِ مِن فتى ً،
على حفظِ عهدِ العامريَّة ِ مافتي
أعدْ عندَ سمعي شاديَ القومِ ذكرَ منْ
بهجرَ لها والوصلِ جادت وضنَّتِ
تُضَمّنُهُ ماقُلتُ، والسّكْرُ مُعلنٌ
لسرِّى وما أخفتْ بصحوي سريرتي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
رقم القصيدة : 15397
-----------------------------------
سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
وكأسي محيَّا منْ عنِ الحسن جلَّتِ
فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم،
بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرة ِ
وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ
شمائلها لا منْ شموليَ نشوتي
ففي حانِ سكري، حانَ شُكري لفتية ٍ،
بهمْ تمَّ لي كتمُ الهوى مع شهرتي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيتُ وصلها
ولمْ يغْشَني، في بسْطِها، قبضُ خَشيتي
وأبْثَثْتُها ما بي، ولم يكُ حاضِري
رقيبٌ لها حاظٍ بخلوة ِ جلوتي
وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَة ِ شاهدٌ،
ووجدي بها ماحيَّ والفقدُ مثبتي
هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّة ً
أراكَ بها، لي نظرَة َ المتَلَفّتِ
ومِنّي على سَمعي بلَنْ، إن منَعتِ أن
أراكِ فمنْ قبلي لغيريَ لذَّتِ(11/89)
فعندي لسكري فاقة ُ لإفاقة ٍ
لها كبدي لولا الهوى لمْ تفتّتِ
ولوْ أنَّ ما بي بالجبال وكانَ طو
رُسينا بها قبلَ التَّجلِّي لدكَّتِ
هوى عبرة ٌ نمَّتْ بهِ وجوى ً نمتْ
به حرقٌ أدواؤها بي أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛
وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي
ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ
وكُلُّ بِلى أيوبَ بعْضُ بَلِيّتي
وآخرُ مالاقى الألى عشقوا إلي الرَّ
ـرّدى ، بعْضُ ما لاقيتُ، أوّلَ محْنَتي
وفي ساعة ٍ، أو دونَ ذلكَ، مَن تلا
لآلامِ أسقامٍ، بجِسمي، أضرّتِ
لأَذكَرَهُ كَرْبي أَذى عيشِ أزْمَة ٍ
بمُنْقَطِعي ركْبٍ، إذا العيسُ زُمّتِ
وقدْ برَّحَ التَّبريحُ بي وأبادني
ومَدْحُ صِفاتي بي يُوَفّقُ مادِحي
فنادمتُ في سكري النحولَ مراقبي
بجملة ِ أسراري وتفصيلِ سيرتي
ظهرتُ لهُ وصفاً وذاتي بحيثُ لا
يراها لبلوى منْ جوى الحبِّ أبلتِ
فأبدتْ ولمْ ينطقْ لساني لسمعهِ
هواجِسُ نفسي سِرَّ ما عنهُ أخْفَتِ
وظَلّتْ لِفِكْري، أُذْنُهُ خَلَداً بها
يَدُورُ بهِ، عن رُؤْيَة ِ العينِ أغنَتِ
أحَبّنيَ اللاّحي، وغارَ، فلامَني،
مُجيباًإلَيها، عن إنابَة ِ مُخْبِتِ
كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا
على قَلْبِهِ وحْياً، بِما في صحيفَتي
وما كانَ يدري ما أجنُّ وماالَّذي
حَشايَ منَ السِّرّ المَصونِ، أَكَنَّت
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ ما
بهِ كانَ مستوراً لهُ منْ سريرتي
فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفية ٍ وقدْ
خفتهُ لوهنٍ منْ نحولي أنَّتي
لَقيلَ كنَى ، أو مسّهُ طَيْفُ جِنّة ِ
له والهوى يأتي بكلِّ غريبة ِ
وأفْرَطَ بي ضُرَّ، تلاشَتْ لَمْسّهِ
أحاديثُ نَفسٍ، بالمدامِعِ نُمّتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى
مكاني ومنْ إخفاءِ حبِّكِ خفيتي
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في
تَوَلٍّ بِحَظْرٍ، أو تَجَلٍّ بِحَضْرة ِ
فلوْ لفنائي منْء فنائكِ ردَّ لي(11/90)
فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَة ِ
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ
وما تَحْتَهُ، إظْهارُهُ فوقَ قُدْرَتي
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرة ٍ،
بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولو قُلتُ قَلّتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجْدُ أن قَضى ،
وبردُ غليلي واجدٌ حرَّ غلَّتي
وباليَ أبلى منْ ثيابِ تجلُّدي
بهِ الذاتُ، في الأعدامِ، نِيطَتْ بلَذة
فلوْ كشفَ العوَّادُ بي وتحقَّقوا
منَ اللوحِ مامسَّني الصَّبابة ُ أبقتِ
لما شاهدتْ منِّي بصائرهمْ سوى
فلا حَّي، إلاّ مِنْ حَياتي حَياتُهُ،
ومنذُعفا رسمي وهِمْتُ، وَهَمْتُ في
وجودي فلم تظفر بكوني فكرتي
وبعدُ فحالي فيكِ قامتْ بنفسها
وبيِّنتي في سبقِ روحي بنيَّتي
ولمْ أحكِ في حبَّيكِ حالي تبرُّماً
بها لاضطِرابٍ، بل لتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى ،
ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّة ِ
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري،
ولو أشكُ للأعداء ما بي لأشكَت
وعُقبى اصطِباري، في هَواكِ، حمِيدَة ٌ
عليكِ ولكنْ عنكِ غيرُ حميدة ِ
وما حَلّ بي من مِحنَة ٍ، فهومِنحَة ٌ،
وقد سَلِمَتْ، من حَلّ عَقدٍ، عزيمتي
وكَلّ أذًى في الحبّ مِنكِ، إذا بَدا،
جعلتُ لهُ شكري مكانَ شكيَّتي
نَعَمْ وتَباريحُ الصّبابَة ِ، إنْ عَدَتْ
على َّ منَ النعماءِ في الحبِّ عدَّتِ
ومنكِ شقائي بلْ بلائي منة ٌ
وفيكِ لباسُ البؤسِ أسبَغُ نِعمَة ِ
أرانِيَ ما أولِيتُهُ خيرَ قِنْيَة ٍ،
قديمُ وَلائي فيكِ من شرّ فِتْيَة ِ
فلاحٍ وواشٍ:ذاك يُهدي لِعِزّة ٍ
ضلالاً وذابي ظلَّ يهذي لغرَّة ِ
أُخالِفُ ذا، في لومِهِ، عن تقًى ، كما
أخالِفُ ذا، في لؤمِهِ، عن تَقيّة
و ما ردّ وجهي عن سبيلِكِ هولُ ما
لقيتُ، ولاضرّاءُ، في ذاكَ، مسّتِ
ولا حلمَ لي في حمل ما فيكِ نالني
يُؤدّي لحَمدي، أولَمَدحِ موَدّتي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ ما
قصصتُ وأقصى بعدَ ما بعدَ قصَّى
وما هوَ إلاَّ أنْ ظهرتِ لناظري(11/91)
بأكملِ أوصافٍ على الحسنِ أربتِ
فحلَّيتِ لي البلوى فخلَّيتِ بينها
وبيني فكانتْ منكِ أجمل حلية ِ
ومَن يتَحَرّشْ بالجمالِ إلى الرّدى ،
رأى نفْسَه، من أنفَس العيش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أنْ لا ترى عناً
ولا بالولا نفسٌ صفا العيش ودَّتِ
وأينَ الصّفا هيْهاتِ من عَيشِ عاشِقٍ،
وجنَّة ُ عدنٍ بالمكارهِ حفَّتِ
ولي نفسُ حرٍّ لو بذلتِ لها على
تَسَلّيكِ، ما فوْقَ المُنى ما تسلّتِ
ولو أُبْعِدَتْ بالصّدّ والهجْرِ والقِلى
وقَطْعِ الرّجا، عن خُلّتي، ما تَخَلّتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، ماليَ مذهَبٌ
وإنْ مِلْتُ يوماً عنهُ فارَقتُ ملّتي
ولوْ خطرتْ لي في سواكِ إرادة ٌ
على خاطري سهواً قضيتُ بردَّتي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعي
فلمْ تكُ إلاّ فيكِ لا عنكِ رغبتي
ومُحْكَمِ عهدٍ، لم يُخامِرْهُ بيننا
تَخَيّلُ نَسْخٍ، وهوَ خيرُ أليّة
وأخذكِ ميثاقَ الولا حيثُ لمْ أبنْ
بمظهرِ لبسِ النَّفسِ في فئ طينتي
وسابِقِ عهدٍ لم يَحُلْ مُذْ عَهِدْتُهُ
ولاحِقِ عَقدٍ، جَلّعن حَلّ فترَة
ومَطْلِعِ أنوارٍ بطلعتِكِ، التّي
لبهجتها كلُّ البدورِ استسرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسنُ صورة ٍ
وأقوَمُها، في الخَلقِ، منهُ استمدّتِ
ونعتِ جلالٍ منكِ يعذبُ دونهُ
عذابي، وتحلو، عِندَهُ ليَ قتْلَتي
وسِرِّ جَمالٍ، عنكِ كُلّ مَلاحَة ٍ
بهِ ظهرتْ في العالمينَ وتمَّتِ
وحُسْنٍ بهِ تُسبى النُّهَى دَلّني على
هوى ً حسنتْ فيهِ لعزِّك ذلَّتي
ومعنًى ، ورَاءَ الحُسنِ، فيكِ شهِدتُهُ،
بهِ دَقّ عن إدراكِ عَينِ بَصيرَتي
لأنتِ مُنى قلبي، وغايَة ُ بُغْيَتي،
وأقصى مُرادي، واختياري، وخِيرَتي
خلعتُ عذاري واعتذاري لابسَ الـ
خلاعة ِ مسروراً بخلعي وخلعتي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبى اقـ
ترابيَ قومي والخلاعة ُ سنَّتي
وليسوا بقومي مااسْتعابوا تَهتُّكي،
فأبدوا قلى ً واستحسنوا فيكِ جفوتي
وأهليَ في دينِ الهوى أهلهُ وقدْ
رضُوا ليَ عاري، واستطابوا فضيحتي(11/92)
فمن شاء فليغضب سواك ولا أذى ً
إذا رضيتْ عنَّي كرامُ عشيرتي
وإنْ فتنَ النِّساكِ بعض محاسن
لديكِ، فكُلٌّ منكِ موْضِعُ فِتنَتي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباً،
فوحيرتي إنْ لمْ تكنْ فيكِ خيرتي
فقالتْ هوى غيري قصدتَ ودونهُ اقْـ
ـتَصَدتَ، عميّاً، عن سواء مَحجّتي
وغرّكَ، حتى قُلتَ ما قُلتَ، لابِساً
بهِ شَينِ مَينٍ لبسُ نفسٍ تمنَّتِ
وفي أنفَسِ الأوطارِ أمْسَيْتَ طامعاً
بنفسٍ تعدَّت طَورَهَا فتعدّتِ
وكيفَ بحبى وهوَ أحسنُ خلة ٍ
تفوزُ بدعوى وهيَ أقبَح خلَّة ِ
وأينَ السُّهَى مِن أكْمَهٍ عن مُرادِهِ
سَها، عَمَهاً، لكنْ أمانيكَ غرّت
فقمتَ مقاماً حُطَّ قدرُكَ دونَهُ
على قدمٍ عن حظِّها ما تخطَّتِ
ورُمتَ مراماً، دونَهُ كم تطاوَلت،
بِأعناقِها قومٌ إليهِ فجذَّت
أتيتُ بيوتاً لم تُنَلْ من ظهورهَا
لَدَيّ، فَدَعْني من سَرَابٍ بِقيعة
وبينَ يدِي نجواكَ قدَّمتَ زخرفاً
ترومُ بهِ عِزّاً، مرامِيهِ عَزّتِ
وجئتَ بِوَجهٍ أبيضٍ، غيرَ مُسقِطٍ
لجاهِكَ في داريكَ حاطِبَ صفوتي
ولو كنتَ بي من نقطة ِ الباءِ خفضة ً
رُفعتَ إلى مالَمْ تنلهُ بحيلة ِ
بحيثُ ترى أن لا ترى ما عَدَدتهُ
وأنَّ الّذي أعددتَهُ غيرُ عُدَّة ِ
ونَهْجُ سبيلي واضِحٌ لمنِ اهتدَى ،
ولكنَّها الأهواءُ عَمَّتْ فأعمَتِ
وقد آنَ أن أبْدي هواكَ، ومن به
ضَناكَ، بما ينَفي ادّعاكَ محبّتي
حليفُ غرامٍ أنتَ لكنْ بنفسهِ
وإبقاكَ وصفاً منكَ بعضُ أدلَّتي
فلمْ تهوَني مالمْ تكنْ فيَّ فانياً
ولمْ تَفْنَ ما لا تُجْتَلى فيكَ صورَتي
فدَعْ عنكَ دعوى الحبّ، وادعُ لِغَيرِهِ
فؤادَكَ، وادفَعْ عنكَ غَيّكَ بالتي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لمْ يكنْ
وهاأنتَ حيٌّ إن تكُنْ صادقاً مُتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقضِ مأرَباً
منَ الحُبّ، فاخترْذاك، أو خَلّ خُلّتي
ودُونَكَ بحْراً خُضْتُهُ، وقَفَ الأُلى
إليكِ، ومَن لي أن تكونَ بقبضَتي
وما أنا بالشَّاني الوفاة َ على الهوَى(11/93)
وشأني الوفَا تأتي سِواهُ سجيَّتي
وماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى قضَى
فُلانٌ، هوًى ، مَن لي بِذا، وهْو بُغيَتي
أجَلْ أجَلي أرضى انقِضاهُ صبَابَة ً،
ولا وصْلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتي
وإنْ لمْ أفُزْ حَقاً إليكِ بِنِسبَة ٍ
لعزَّتها حسبي افتخاراً بتهمة ِ
ودونَ اتّهامي إنْ قَضَيْتُ أسًى فما
أسأتُ بنفسٍ بالشهادة ِ سُرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرْتِ دمي، ولم
أُعدَّ شهيداً علمُ داعي منيَّتي
ولم تَسْوَ روحي في وِصالِكِ بَذلَها
لدَى لِبَونٍ بينَ صونٍ وبذلة ِ
وإني، إلى التّهديدِ بالموتِ، راكنٌ،
ومَن هولِهِ أركانُ غيري هُدَّت
ولم تعسِفي بالقتلِ نفسِي بل لها
بهِ تُسعفي إن أنتِ أتلفت مُهجتي
فإنْ صحَّ هذا القالُ منكِ رفعتِني
وأعليتِ مقداري وأغليتِ قيمتي
وها أنا مستدعٍ قضاكِ وما بهِ
رضاكِ ولا أختارُ تأخيرَ مدَّتي
وعِيدُكِ لي وعدٌ، وإنجازُهُ مُنى
ولي بغيرِ البعدِ إن يُرمَ يثبتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخافُ، فأسعِدي
به روح ميت للحياة استعدت
وبي مَن بها نافسْتُ بالرّوحِ سالِكاً
سبيلَ الأُلى قَبلي أبَوا غيرَ شِرْعتي
بِكُلّ قَبِيلٍ كَم قَتِيلٍ بها قَضَى
أسى لم يفز يوماً إليها بنظرة ِ
وكمْ في الورى مثلي أماتتْ صبابة ً
ولوْ نَظَرَتْ عَطْفاً إليهِ لأحْيَتِ
إذا ماأحَلّتْ، في هواها، دَمي، فَفي
ذُرى العِزّ والعَلْياءِ قَدري أحَلّتِ
لعمري وإن أتلفتُ عمري بحبِّها
ربحتُ وإن أبلت حَشاي أبلّتِ
ذللتُ لها في الحيِّ حتى وجدتُني
وأدنى منالٍ عندهمْ فوقَ همَّتي
وأخْمَلَني وَهناً خُضُوعي لهمْ، فلَمْ
يَرَوني هَواناً بي مَحَلاًّ لخِدمتي
ومِنْ دَرَجاتِ العِزّ أمْسَيْتُ مُخلِداً
إلى ردكاتِ الذُّلِّ من بعدِ نخوَتي
فلا بابَ لي يُغشى ولا جاهَ يُرتجى
ولاجَارَ لي يُحْمى لِفَقْدِ حَمِيّتي
كأنْ لمْ أكن فيهم خطيراً ولم أزلْ
لديهم حقيراً في رخاءِ وشدَّة ِ
فلو قيلَ من تهوى وصرَّحتُ باسمِها
ولوعَزّ فيها الذّلُّ ما لَذّ لي الهوى ،(11/94)
على حَسَبِ الأفعالِ، في كُلّ مُدّتي
فَحالي بِها حالٍ بِعَقلِ مُدَلَّة ٍ،
وصِحّة ِ مَجْهودٍ وعِزِّ مَذَلّة ِ
أسرَّت تمنِّى حبِّها النَّفسُ حيثُ لا
رقيبَ حجاً سرّاً لسرِّي وخصَّتِ
فأشفقتُ من سيرِ الحديثِ بسائري
فتعرِبُ عن سرى عبارَة عبرتِي
يُغالِطُ بَعضي عنهُ بعضي، صِيانَة ً،
ومَيني، في إخفائهِ، صِدقُ لَهْجَتي
ولمَّا أبتْ إظهارهُ لجوانحِي
بَديهَة ُ فِكري، صُنْتُهُ عن رويّتي
وبالغتُ في كتمانهِ فنسيتُهُ
وأُنسيتُ كَتمي ما إليهِ أسَرّتِ
فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنى ثَمَرَ العَنا،
فِلَّلهِ نفسٌ في مُناها تمنَّتِ
وأحلى أماني الحُبّ، للنفسِ، ما قَضَت
عَنَاها بهِ منْ أذكَرَتْها وأنستِ
أقامَتْ لَها مِي عليّ مُراقِباً،
خوَاطِرَ قلبي، بالهوَى ، إنْ ألَمّتِ
فإن طرقتْ سرّاً من الوهمِ خاطري
بِلا حاظِرٍ، أطرَقْتُ إجلالَ هيبَة ِ
ويطرَفُ طرفي إن هممتُ بنظرة ِ
وإن بُسِطتْ كفِّي إلى البَسطِ كفَّتِ
ففي كلِّ عضوٍ في إقدامُ رغبة ٍ
ومن هيبة ِ الاعظامِ إحجامُ رهبة ِ
لِفِيّ وسَمعي فيّ آثارُ زِحْمَة ٍ
عليها بَدَتْ عِندي كإيثارِ رحمة ِ
لساني إنْ أبدَى إذا ماتلا اسمها
له وصفُه سمعي وما صمَّ يصمُتِ
وأذني إن أهدى لساني ذكرَها
لقلبي ولم يستعبدِ الصَّمتَ صُمّتِ
أغارُ عليها أن أهيمَ بِحُبّها،
وأعرِفُ مِقداري، فأُنكرُ غيرَتي
فتُختَلَسُ الرّوحُ ارتياحاً لها، وما
أبرِّئُ نفسي من توهُّمِ مُنية ِ
يراها على بعدٍ عن العينِ مسمعي
بطيفِ ملامٍ زائرٍ حين يقطتي
فَيَغْبِطُ طَرفي مِسمَعي عندَذِكرها،
وتَحْسِدُ، ما أفنَتْهُ مِنّي، بقيّتي
أممتُ أمامي في الحقيقة ِ فالورَى
ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتي
يراها أمامي في صلاتي ناظري
ويشهدُني قلبي أمامَ أئمَّتي
ولا غروَ إن صلَّى الإمامُ إليَّ إنْ
ثوَتْ في فُؤادي وهي قِبلة ُ قبلتي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحوي توجَّهت
بما تمَّ من نُسكٍ وحجٍّ وعمرة ِ
لها صلواتي بالمقامِ أُقيمها(11/95)
وأشهَدُ فيها أنّها ليَ صَلّتِ
كِلانَا مُصَلٍّ واحِدٌ، ساجِدٌ إلى
حقيقَتِهِ، بالجمعِ، في كلّ سجدَة ِ
وما كان لي صَلّى سِواي، ولم تكن
صلاتي لغيري في أدا كلِّ ركعة ِ
إلى كم أُواخي السِّتْرَ ها قد هتَكتُهُ،
وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقدِ بيعتي
مُُنِحْتُ ولاهاً يومَ لا يومَ قبلَ أنْ
بَدَتْ عند أخذِ العهْدِ، في أوّليّتي
فِنلتُ ولاهاً لابسمعِ وناظرٍ
ولا باكتسابٍ واجتلابِ جبلَّة ِ
وهِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ حيثُ لا
ظهورٌ وكانت نَشوتي قبلَ نشأتي
فأفنى الهوى ما لم يكُنْ ثَمّ باقياً،
هُنا، من صِفاتٍ بينَنا فأضمحلّتِ
فألفيتُ ما ألقَيتُ عنّيَ صادراً
إليَّ ومنِّي وارداً بمزيدَتي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ الّتي بها
تحجَّبتِ عنِّي في شُهودي وحِجبَتي
وإني التي أحبَبْتُها، لامَحالة ً،
وكانت لها نفسي عليَّ مُحيلَتي
فهامَتْ بها من حيثُ لم تدرِ، وهيَ في
شُهودي، بنفس الأمرِ غير جَهولَة ِ
وقدْ آن لي تفصيلُ ما قلتُ مُجملاً
وإجمالُ ما فصَّلتُ بسطاً لبسطَتي
أفادَ اتخاذي حُبَّها، لاتّحادنا،
نوادرُ عن عادِ المحبِّينَ شذَّتِ
يَشي لي بَي الواشي إليها، ولائمي
عليها، بها يُبدي، لديها، نَصيحَتي
فأوسِعُهَا شكراً وماأسلفَتْ قِلَى ً
وتمَنحُنِي بِرّاً لصدقِ المحبَّة ِ
تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتساباً لها ولمْ
أَكنْ راجِياً عنها ثواباً، فأدنَتِ
وقدَّمتُ مالي في مآليَ عاجلاً
وما إنْ عساها أنْ تكونَ مُنِيلتَي
وخلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ مخلصاً
ولستُ براضٍ أن تكونَ مطيَّتي
غَنِيتُ، فألقَيتُ افتِقاريِ وثَرْوَتي
فأثنيتَ لي إلقاءُ فقري والغَنَى
فضيلة َ قصدي فاطَّرحتُ فضيلَتي
فلاحَ فلاحي في اطّراحي، فأصبحتْ
ثوابي لا شيئاً سِواهَا مُثيبَتي
وظِلْتُ بها، لا بي، إليها أدُلّ من
بهِ ضلَّ عن سُبلِ الهدى وهي دلَّتِ
فَخَلِّ لها، خُلّي، مُرادَكَ، مُعْطِياً
قِيادَك من نفسٍ بها مطمئنَّة ِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عن(11/96)
حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلكَ تنبُتِ
أشمِّر عن ساقِ اجتهادٍ بنهضة ِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسى ،
وإيَّاك علاَّ فهيَ أخطرُ علَّة ِ
وفي عِلمِهِ، عن حاضِريهِ مزِيَّة ٌ،
نشاطاً ولا تُخلد لعجزٍ مفوِّتِ
وسِرزمناً، وانهض كسيراً، فَحَظّك الـ
وما ظَفِرَتْ، بالوُدّ، روحٌ مُراحة ٌ،
وَأقدِمْ، وقَدّمْ ما قَعدتَ لهُ معَ الـ
ـخوالِفِ، وَاخرُجْ عن قيود التّلفّتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سوفَ فإن تجدْ
نفساً فالنَّفسُ إن جُدتَ جَدَّتِ
وأقبِلْ إليها، وانحُها مُفلِساُ، فقدْ
وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلتَ نصحيتي
فلم يَدنُ منها موسِرٌ باجتِهادِهِ،
وعنها بهِ لم ينأَ مؤثرُ عسرَة ِ
بذاكَ جرى شرطُ الهوى بين أهلهِ
وطائفة ٌ، بالعَهْدِ، أوفَتْ فوَفَّت
متى عصفَتْ ريحُ الولا فصفتْ أخا
غَناء، ولو بالفَقرِ هَبّتْ لَرَبّت
وأغنى يمينٍ باليسارِ جزاؤها
مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُدَّتِ
وأخلِص لها واخْلصْ بها عن رُعونة ِ افـ
تقارِكَ من أعمالِ برٍّ تزكَّتِ
وعادِ دواعي القيلِ والقالِ، وانجُ من
عوادي دعاوٍصدقُها قصدُ سُمعة ِ
فألسُنُ مَن يُدْعى بألسَنِ عارِفِ،
وقد عُبِرَتْ كل العِباراتِ، كَلّتِ
وما عنه لم تُفضَحِ، فإنّكَ أهلُهُ،
وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلتَ، فاصْمتِ
سَمِعْتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبْدَتِ
غدا عبْدَه من ظَنَّه خَيرَ مُسكِتِ
فكُنْ بصراً وانظر وسمعاً وعهْ وكنْ
لساناً وقُل فالجمعُ أهدَى طريقة ِ
ولاتتّبِعْ منْ سَوّلَتْ نفسُهُ لَهُ،
فصارَتْ لهُ أمَّارة ً واستمرَّتِ
ودَعْ ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهي منْ
عِدَاها وعذ منها بأحصَنِ جُنَّة ِ
فنَفْسيَ كانَتْ، قبلُ، لَوّامَة ً متى
أُطعّها عصَتْ، أوْ أعصِ عنها مُطيعَتي
فأوردتُها ماالموتُ أيسرُ بعضِهِ
وأتْعَبْتُها، كَيما تَكون مُريحتي
فعادتْ، ومهما حُمّلَتْهُ تحَمّلَتْـ
ـهُ مِنّي، وإنْ خَفَفْتُ عنهاتأذَّي
وكلفْتهُا، لاْبلْ كَفلْتُ قيامها(11/97)
بتكليفيها حتى كلْفتُ بِكْلفتي
وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذَّة ٍ
بإبعادِها عن عادِها، فاطمأنّتِ
ولم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركبتُهُ
وأشهَدُ نفسي فيهِ غيرَ زَكيّة ِ
وكلُّ مقامٍ عن سلوكٍ قطعتُهُ
عُبودِيّة ً حَقّقْتُها، بعُبودة ِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّا تركْتُ ما
أُريدُ، أرادَتْني لها وأحبّتِ
فَصِرْتُ حبيباً، بل مُحِبّاً لِنفْسِهِ،
وليسَ كقَولٍ مَرّ، نفسي حبيبتي
خَرَجْتُ بها عنّي إليها، فلم أعُدْ
إليَّ ومثلي لا يقولُ برجعة ِ
وأفْرَدْتُ نفسي عن خُروجي، تكرّماً،
فلمْ أرضهَا من بعدِ ذاكَ لصحبَتي
وغَيّبْتُ عن إفرادِ نفسي، بحيثُ لا
يُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
وهاأنا أُبدي، في اتّحاديَ، مَبدَئي،
وأُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
جَلَتْ، في تَجَلّيها، الوُجودَ لِناظري،
ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤية ِ
وأُشهِدْتُ غَيبي، إذ بَدتْ، فوجدتُني،
هُنالكَ إيّاها بجلوة ِ خلوتي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنْتُ عن
وُجودِ شُهودي، ماحياً، غيرَمُثبِتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهدي
بمَشهدِهِ للصّحْوِ، من بَعْد سَكرَتي
لِيجمَعَ شَملي كُلُّ جارِحة ٍ بها،
وذاتي بذاتي إذ تحَلت تجلَّتِ
فَوصْفيَ، إذ لم تُدْعَ باثنَينِ، وَصْفُها،
وهيئتُهَا إذ واحدٌ نحنُ هيئتي
فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ وإن أكنْ
منادًى أجابت منْ دعاني ولبَّتِ
وإن نَطَقَتْ كنْتُ المُناجي، كذاك إن
قصَصتُ حديثاً إنَّما هي قصَّتِ
فقدْ رُفعتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا
وفي رفعِهَا عن فُرقة ِ الفرقِ رفعتي
فإن لم يُجوِّزْ رؤية َ اثنين واحداً
حِجَاكَ ولم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ حيـ
ـنَ لَبْسٍ، بتَبْيانَيْ سَماعٍ ورؤيَة ِ
وأثْبِتُ بالبُرْهانِ قوليَ، ضارباً
مثالَ محقٍّ والحقيقة ُ عُمدَتي
بمتبوعة ٍ يُنبيكَ في الصَّرعِ غيرُها
على فمِها في مسِّها حيثُ جُنَّتِ
ومن لُغَة ٍ تبدو بغيْرِ لِسانِها،
عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ(11/98)
وقى العلمِ حقاً أن مبدي غريبِ ما
فلو واحِداً أمسَيتَ أصبحْتَ واجِداً،
مُناَزلة ً ما قلتهُ عن حقيقة ِ
ولكنْ على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفْتِ لو
عرفتَ بنفسِ عن هدى الحقِّ ضلَّتِ
وفي حُبّهِ مَن عزَّ توحيدُ حِبِّهِ،
فبالشّركِ يَصلى مِنهُ نارَ قَطيعَة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنْكَ سِوى السَّوى
ودعْواهُ، حقّاً، عنكَ إنْ تُمْحَ تثبُت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَا
مِنَ اللَّبسِ، لا أنفكُّ عن ثَنَوِيَّة
أروحُ بفقدٍ بالشهودِ مؤلِّفي
وأغدوا بوجدٍ بالوجودِ مشتِّتى
يُفرِّقني لي التزاماً بمحضَري
ويجمعُني سلى اصطلاماً بِغَيْبَتي
أخالُ حضيضي الصّحو، والسُّكرَ معرَجي
إليها ومحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي
فلمّا جلَوْتُ الغَينَ عنّي اجتَلَيْتُني
مفيقاً ومني العينُ بالعينِ قرَّتِ
ومِن فاقتي، سُكراً، غَنيتُ إفاقة ً،
لدى فَرقي الثَّاني فَجمعي كَوَحدَتي
فجاهِدْ تُشاهدْ فيكَ منكَ وراءَ ما
وصَفْتُ، سُكوناً عن وُجودِ سَكينة ِ
فمِن بعدَ ما جاهدتُ شاهدتُ مشهدي
وبي موْقفي، لابلْ إليّ تَوَجّهي،
كذاكَ صَلاتي لي، ومِنّيَ كَعْبتي
فلا تَكُ مفتوناً بِحُسْنِكَ، مُعْجباً
بنفسِك موقوفاً على لبس غرَّة ِ
وفارِقْ ضَلالَ الفَرْقِ، فالجمْعُ مُنتِجٌ
هُدى فِرْقَة ٍ، بالاتّحادِ تَحَدّتِ
وصرِّحْ باطلاقِ الجمالِ ولا تقلْ
بِتَقْييدهِ، مَيلاً لزُخْرُفِ زينَة
فكُلُّ مَليحٍ حُسنهُ مِنْ جمالها
مُعارٌ لهُ، بل حُسنُ كلّ مَليحة ِ
بها قيسُ لبنى هامَ بلْ كلُّ عاشقٍ
كمجنونِ ليلى أو كُثيِّرِ عَزَّة ِ
فكُلٌّ صَبا منهُمْ إلى وَصْفِ لَبْسِها،
بصورة ِ حُسنِ، لاحَ في حُسنِ صورة ِ
وما ذاكَ إلاّ أنْ بدَتْ بِمظاهِرٍ،
فظنُّوا سِواهَا وهيَ فيها تجلَّتِ
بدَتْ باحتِجابٍ، واخْتَفَتْ بمظاهِرٍ
على صِبَغِ التّلوينِ في كُلِّ بَرزَة ِ
ففي النّشأة ِ الأولى تَرَاءَتْ لآدَمٍ
بمظهرِ حوا قبلِ حُكمِ الأمومة ِ
فهامَ بها، كَيما يكونَ بهِ أباً،(11/99)
ويَظْهَرَ بالزّوجينِ حُكْمُ البُنُوّة ِ
وكان ابتدا حُبِّ المظاهِرِ بعضَها
لِبعْضٍ، ولا ضِدٌّ يُصَدّ بِبِغْضَة ِ
وما برحَتْ تبدو وتخفَى لِعلَّة ٍ
على حسبِ الأوقاتِ في كلِّ حقبة ِ
وتَظْهَرُ لِلْعُشّاقِ في كُلِّ مظْهَرٍ،
مِنَ اللّبسِ، في أشْكال حُسْنٍ بدِيعَة ِ
ففي مرَّة ٍ لُبنى وأُخرى بُثينة ً
وآوِنَة ً تُدعَى بعزَّة َ عزَّتِ
ولسنَ سِوَاها لا ولا كُنَّ غيرهَا
وما إنْ لها، في حُسْنِها، مِنْ شَريكَة ِ
كَذاكَ بِحُكْمِ الإتّحادِ بِحُسْنِها،
كما لي بَدَتْ، في غَيْرِها وَتَزَيّتِ
بدوتُ لها في كلِّ صبّ متيَّمٍ
بأيِّ بديعٍ حُسْنُهُ وبِأيّة ِ
وَلَيْسوا، بِغَيري في الهوَى ، لتَقَدّمٍ
عليَّ لسبقٍ في اللَّيالي القديمة ِ
وما القَومُ غَيري في هَواها، وإِنّما
ظهرتُ لهم للَّبس في كلِّ هيئة ِ
ففي مرَّة ٍ قيساً وأخرى كُثيراً
وآونة ً أندو جميلَ بُثينة ِ
تَجَلّيْتُ فيهِمْ ظاهِراً، واحْتَجَبْتُ با
طِناً بهِمِ، فاعْجَبْ لِكَشْف بِسُتْرة ِ
وهُنَّ وهم لا وهنَ وهمٍ مظاهرٌ
لنا، بِتَجَلّينا بِحُبٍ ونَضْرَة ِ
فكُلُّ فتى حُبٍّ أنا هُوَ، وهيَ حِبـ
بُّ كلِّ فتى والكلُّ أسماءُ لُبسة ِ
أسامٍ بهاكنتُ المسمَّى حقيقة ً
وكنتُ ليَ البادي بِنَفْسٍ تَخْفّتِ
ومازلتُ إيَّاها وإيَّايَ لم تزلْ
ولافرقَ بل ذاتي لذاتي أحبَّتِ
وليسَ معي، في المُلكِ شيءٌ سِوايَ،
معيَّة ُ لم تخطُرْ على ألمعيَّة ِ
وهذِي يدي لا أنّ نفسي تخوَّفتْ
سواي، ولا غيري لخيري ترجت
ولا ذُلَّ إخمالٍ لِذِكري تَوَقّعَتْ،
ولا عِزّ إقبالٍ لشكري توخّتِ
ولكن لصدِّ الضّدِّ عن طعنه على
عُلا أولياءِ المنجدينَ بنجدتي
رجعتُ لأعمالِ العبادة ِ عادة َ
وأعدَدْتُ أحوالَ الإرادة ِ عُدّتي
وعُدتُ بنسكي بعد هتكي وعُدتُ منْ
خلاعة ِ بسطي لانقباضٍ بعفّة ِ
وصُمتُ نهاري رغبة ً في مثوبة ٍ
واَحْيَيْتُ ليلي، رَهبْة ً مِن عُقوبَة
وعمّرْتُ أوقاتي بِوردٍ لِوارِدٍ،(11/100)
وصَمتٍ لسمتٍ واعتكافٍ لحرمة ِ
وبنتُ عَنِ الأوطانِ هجرانَ قاطعٍ
مُواصلة َ الإخوانِ واخترت عُزلتي
ودققتُ فكري في الحلالِ تورُّعاً
وراعيتُ، في إصلاحِ قُوتيَ، قُوّتي
وأنْفَقْتُ مِن يُسْرِ القَناعة ِ، راضِياً
من العيشِ في الدُّنيا بأيسَرِ بُلغة ِ
وهَذّبْتُ نفسي بالرياضَة ِ، ذاهِباً
إلى كشفِ ما حُجبُ العوائدِ غطّتِ
وَجَرَّدتُ، في التجريدِ، عزمي، تَزَهُداً،
وآثَرْتُ، في نُسكي، اسْتِجابَة َ دعوتي
متى حِلتُ عن قولي أناهِيَ أو أقُلْ
وحاشَا لمثلي أنَّها في حلّتِ
ولَسْتُ على غيبٍ أحيلُكِ، لاولا
على مُستحيلٍ، موجِبٍ سَلْبَ حيلَتي
وكيفَ، وباسْمِ الحقّ ظلّ تحَقُّقي،
تكونُ أراجيفُ الضّلالِ مُخيفَتي
وها دِحْيّة ٌ، وافى الأمينَ نبيَّنا،
بِصورَتهِ، في بَدْءِ وحْيِ النّبوءة ِ
أجبريلُ قُل لي كانَ دحية َ إذ بدا
لِمُهدي الهُدى ، في هَيئة ٍ بَشَريّة
وفي علمِهِ من حاضريهِ مزيّة ٌ
بماهيّة ِ المرئيِّ من غيرِ مرية ِ
يرى مَلَكاً يُوحي إليهِ وغيرُهُ
يَرى رَجُلاً يُدْعى لَديهِ بِصُحْبَة
ولي، مِن أتَم الرُّؤيتينِ، إشارَة ٌ،
تُنزِّهُ عن رأى الحلولِ عقيدتي
وفي الذِّكرِ ذكرُ اللبس ليس بمنكرٍ
ولم أعْدُ عن حُكمَي كِتابٍ وِسُنَّة ِ
منحتُكَ علماً إنْ تُرِدْ كشفَهُ فَردْ
سَبيليَ، واشْرَعْ في اتِّباعِ شَريعَتي
فمتبَعُ صدِّى من شرابٍ نقيعهُ
بِساحِلِهِ، صَوناً لِموْضِعِ حُرْمتي
ولاتَقْرَبوا مالَ اليتيمِ، إشَارَة ٌ
لكفِّ يدٍ صُدَّتْ له إذ تصدّتِ
ومانالَ شيئاً منهُ غيري سوى فتَى
على قدمي في القبضِ والبسطِ ما فتَى
فلا تَعشُ عن آثارِ سَيريَ، واخشَ غَيْـ
ـنَ إيثارِغيري، واغشَ عَينَ طريقتي
فؤادي وَلاها، صاحِ، صاحِي الفؤادِ في
ولاية ِ أمري داخلٌ تحتَ إمرتي
ومُلكُ مَعالي العِشْقِ مُلكي، وجنديَ الـ
مَعاني وكلُّ العاشقينَ رعيَّتي
فتى الحبّ، ها قد بِنتُ عنهُ بحُكمِ مَن
يراهُ حِجاباً فالهوَى دونَ رُتبتي(11/101)
وجاوزتُ حدَّ العشقِ فالحبُّ كالقلى
وعني شأوِ معراجِ اتّحاديَ رحلتي
فطِبْ بالهَوَى نَفساً، فقد سُدتَ أنفُسَ الـ
ـعِبادِ مِنَ العُبّادِ، في كُلّ أُمّة ِ
وغيري على الاغيارِ يُثني، وللسّوى ،
بظاهِرِ أعمالٍ ونفسٍ تزكتِ
وجُزْ مُثْقَلاً، ولو خَفّ طَفّ موُكَّلاً
بمنقولِ أحكامٍ، وَمَعْقولِ حِكْمة
وحُزبالولاميراثَ أرفعِ عارفٍ
غدا همُّهُ إيثارَ تأثيرِ هِمَّة ِ
وتِهْ ساحباً، بالسُّحبِ، أذيالَ عاشِقٍ،
بوصلٍ على أعلى المجرَّة ِ جُرَّتِ
وجُلْ في فُنونِ الإتّحادِ ولاتَحِدْ
إلى فِئة ٍ، في غيرِهِ العُمْرَ أفنَتِ
فواحِدُهُ الجَمُّ الغَفيرُ، ومَنْ غَدا
هُ شِرذمة ٌ حُجَّتْ بأبلغِ حُجَّة ِ
قمتَّ بمعناهُ وعِشْ فيهِ أو فمُتْ
مُعَنّاهُ، واتْبَعْ أمّة ً فيهِ أمّتِ
فأنتَ بهذا المَجدِ أجدَرُ من أحي اجْـ
ـتِهادٍ، مُجِدٍّ عن رجاءٍ وخِيفَة ِ
وغَيرُ عَجيبٍ هَزُّعِطفيكَ، دونَهُ،
بِأهنَا وأنهَى لذَّة ٍ ومسرَّة ِ
وأوصافُ مَنْ تُعزى إليهِ، كمِ اصطَفَتْ
مِنَ النَّاسِ منْسيّاً وأسماهُ أسمَتِ
وأنتَ على ما أنتَ عنِّى نازحٌ
وليسَ الثُّريَّا، للثَّرى ، بِقَرينَة ِ
بِها كعِباراتٍ، لدَيكَ جَلِيّة ِ
ق طورِكَ حيثُ النَّفسُ لم تكُ ظُنَّتِ
وحَدُّكَ هذا، عندَهُ قفْ، فَعنهُ لوْ
تقدَّمتَ شيئاً لاخترقتِ بجذوة ِ
وَقَدري، بحيثُ المرْءُ يُغْبَطُ دونهُ
سُمُوّاً ولكن فوق قدركَ غِبْطتي
وكلُّ الورى أبناءُ آدمَ غيرَ حوْ
ـي حُزْتُ صَحْوَ الجمعِ، من بينِ إخْوَتي
فسعي كليميُّ وقلبي منبَّأُ
بأحمد رؤيا مقلة أحمدية
وروحي للأرواح روح وكل ما
ترى حَسَناً في الكونِ من فيضِ طينتي
فذرْ لي ما قبلَ الظهورِ عرفتُهُ
خصوصاً وبي لم تدرِ في الذَّرِّ رُفقتي
ولا تُسمِني فيها مُريداً فمَنْ دُعي
مُراداً لها جَذباً فقيرٌ لعصمتي
وألغِ الكُنى عنِّي ولا تَلغُ ألكَناً
بها فهيَ من آثارِ صيغة ِ صنعَتي
وعنْ لَقَبي بالعارِفِ ارْجِعْ فإنْ تَرَ الـ(11/102)
تَّنابُزَ بالألقابِ في الذِّكرِ تُمقَتِ
فأصْغَرُ أتباعي على عينِ قلْبهِ،
عرَائِسُ أبكارِ المَعارِفِ، زُفَّتِ
جنَى ثمرَ العرفانِ من فرعِ فِطنة ٍ
زكا بِاتّباعي، وهُوَ مِنْ أصلِ فِطرَتي
فإنْ سيلَ عن مَعنًى أتَى بغرائبٍ،
عن الفهمِ جلَّتِ بلْ عنْ الوهمِ دقَّتِ
ولاتدعُني فيها بنَعتٍ مُقَرَّبٍ،
أراهُ بِحُكمِ الجمعِ فَرْقَ جريرَة ِ
فوَصْليَ قَطعي، واقترابي تَباعُدي،
وودِّي صَدِّى وانتهائي بَدَاءتي
وفي مَنْ بها ورَّيتُ عنِّي ولمْ أُرِدْ
سوايَ، خَلَعتُ اسمي ورَسمي وكُنيتي
فسِرْتُ إلى ما دونَه وَقَفَ الأُلى ،
وضلَّتْ عقولٌ بالعوائدِ ضلَّتِ
فلا وصفَ لي والوصفُ رسمٌ كذاكَ الاسـ
سم وَسمٌ، فإن تَكني، فكَنّ أو انعَتِ
ومِن أنا إيّاها إلى حيثُ لا إلى
عرَجتُ، وعطّرْتُ الوُجودَ برَجعتي
وعنْ أنا إيَّايَ لباطن حكمة ٍ
وظاهِرِ أحكام، أُقيمَتْ لدَعوَتي
فغاية ُ مجذوبي إليها ومُنتهى
مُراديهِ ما أسلفتُهُ قبلي توبتي
ومنِّي أوجُ السابقينَ بزعمهِمْ
حَضيضُ ثرَى آثارِموضِعِ وَطْأتي
وآخرُ ما بعدَ الاشارة ِ حيثُ لا
تَرَقّي ارتفاعٍ، وضْعُ أوّلِ خَطوتي
فما عالِمٌ إلاّ بفَضلِيَ عالِمٌ
و لا ناطِقٌ في الكَونِ إلاّ بمِدْحَتي
ولاغَرْوَ أن سُدْتُ الأُلى سَبَقوا، وقد
تمسَّكتُ من طهَ بأوثقِ عُروة ِ
عليها مَجازيٌّ سَلامي، فإنّما
حقيقتُهُ مِني إليّ تحيّتي
وأطيبُ ما فيها وجدتُ بِمبتدا
غرامي، وقد أبدى بها كُلَّ نَذْرَة ِ
ظهوري وقدْ أخفيتُ حاليَ مُنشداً
بها، طَرَباً، والحالُ غيرُخَفيّة ِ
بَدَتْ، فرأيتُ الحَزْمَ في نَقضِ توبتي،
و قامَ بها عندَالنُّهى عُذْرُمحنَتي
فمنها أماني من ضنى جَسَدِي بها،
أمانيُّ آمالٍ سَخَتْ ثمَّ شحَّتِ
وفيها تَلافي الجِسْمِ، بالسُّقمِ، صِحّة ٌ
له وتلافُ الَّنفسِ نفسُ الفئوَّة ِ
ومَوتي بها، وجْداً، وحياة ٌ هَنيئة ٌ،
وإنْ لم أمُتْ في الحُبِّ عِشتُ بِغُصّة ِ
فيامُهجتي ذوبي جوى ً وصبابة ً(11/103)
ويا لوعَتي كوني، كذاكَ، مُذيبتي
ويانارَ أحشائي أقيمي من الجوَى
حنايَا ضُلوعي فهيَ غيرُ قويمة ِ
ويا حُسنَ صبري في رِضى من أُحبُّها
تجمّلْ، وكُنْ للدّهرِ بي غيرَ مُشمِتِ
ويا جَلَدي في جنبِ طاعة ِ حُبِّها
تحمَّل عَداَكَ الكَلُّ كُلَّ عظيمة ِ
ويا جسَدي المُضنَى تسَلَّ عن الشِّفَا
ويا كبِدي منْ لي بأنْ تتَفتَّتي
ويا سقَمي لا تُبْقِ لي رمقاً فقدْ
أبيتُ، لبُقيْا العِزِّ، ذُلّ البَقيّة ِ
ويا صحَّتي ما كانَ من صُحبتي انْقضى
ووصلُك في الأحشاءِ ميتاً كهجرَة ِ
ويا كلّ ماأبقى الضّنى منّيَ ارتحِلْ،
فما لكَ مأوى ً في عظامٍ رَميمة ِ
ويا ما عسَى منّي أُناجي، تَوَهّماً
بياءِ النَّدا أُونِستُ منكَ بوحشة ِ
وكلُّ الَّذي ترضاهُ والموتُ دونَهُ
بهِ أنا راضٍ، والصّبابة ُ أرضَتِ
ونَفسِيَ لم تَجزَعْ بإتلافِها أسى ً،
ولو جَزِعَتْ كانت بغيري تأسَّتِ
وفي كُلِّ حيٍّ كلُّ حيٍّ كَميِّتٍ
بها، عِنْدهُ قَتلُ الهَوى خيرُ مَوْتَة ِ
تجمَّعتِ الأهواءُ فيها فمَا ترى
بها غَيرَ صَبٍّ، لا يرى غيرَصَبْوَة ِ
إذا سَفَرَتْ في يومِ عيدٍ تزاحمَتْ
على حُسنهِا أبصارُ كلِّ قبيلة ِ
فأرواحُهُم تصبُوا لِمعنى جمالِهَا
وأحداقُهُم من حُسنِها في حديقة ِ
وعنديَ عيدي كُلَّ يومٍ أرى بهِ
جَمالَ مُحَيّاها، بعَينٍ قريرة ِ
وكلُّ اللَّيالي ليلة ُ القدرِ إنْ دنَتْ
كما كُلُّ أيَّامِ اللِّقا يومُ جُمعة ِ
وسعي لها حجٌّ بهِ كُلُّ وَقفة ٍ
على بابها قدْ عادلَتْ كُلَّ وَقفة ِ
وأي بلادِ اللّهِ حَلّتْ بها، فما،
أراها، وفي عيني حَلَتْ، غيرَ مكّة ِ
وأيُّ مكانٍ ضمَّها حرمٌ كذا
أرى كلّ دارٍ أوْطَنَت دارَهِجْرَة ِ
وما سكَنَتْهُ فَهوَ بَيتٌ مُقَدَّسٌ،
بقرَّة ِ عيني فيهِ أحشايَ قرَّتِ
ومَسجِدِي الأقصَى مساحِبُ بُرْدها
وطيبي ثَرى أرضٍ، عليها تمَشّتِ
مواطنُ أفراحي ومربَى مآربي
وأطوارُ أوطاري ومأمنُ خِيفتي
مَغانٍ، بِها لم يَدخُلِ الدّهرُ بيننا،(11/104)
ولا كادَنا صرْفُ الزّمانِ بفُرقَة ِ
ولاسَعتِ الأيَّامُ في شَتِّ شملِنَا
ولا حكمت فينا اللَّيالي بِجفوة ِ
ولا صبَّحتنا النَّائباتُ بِنَبْوَة ٍ
ولا حَدَّثَتنا الحادِثاتُ بنَكبَة ِ
ولا شنَّعَ الواشي بصدٍّ وهجرة ٍ
ولا أرجَفَ اللَّلاحي ببيْنٍ وسلوَة ِ
ولا استيقظتْ عينُ الرَّقيبِ ولمْ تزلْ
عليَّ لهَا في الحبِّ عيني رقيبتي
ولا اختُصّ وَقتٌ دونَ وقتٍ بطَيبَة ٍ،
بها كلُّ أوقاتي مواسِمُ لذَّة ِ
نهاري أصيلٌ كلُّهُ إن تنسَّمتْ
أوائيلُهُ مِنها برَدّ تحِيّتي
وليلي فيها كلهُ سحَرٌ إذا
سرَى لي منها فيهِ عرفُ نُسيمة ِ
وإن طَرَقتْ لَيلاً، فشَهرِيَ كُلّهُ
بها ليلة ُ القدرِ ابتهاجاً بزورة ِ
وإن قَرُبَتْ داري، فعاميَ كُلّهُ
ربيعُ اعتدالٍ، في رِياضٍ أريضَة ِ
وإنْ رَضيتْ عني، فعُمريَ كُلُّهُ
زمانُ الصّبا، طيباً، وعصرُ الشبيبَة ِ
لئن جمعَتْ شملَ المحاسنِِِ صورة ً
شَهِدْتُ بها كُلّ المَعاني الدّقيقَة ِ
فقَدْ جَمَعَتْ أحشايَ كلَّ صَبابة ٍ،
بها وجوى ً يُنبيكَ عن كلِّ صبوة ِ
ولِمْ لا أُباهي كُلّ مَن يدّعي الهوَى
بها وأُناهي في افتخاري بحُظوة ِ
وقد نِلْتُ منها فوْقَ ما كنتُ راجياً،
وما لم أكنْ أمّلتُ من قُرْبِ قُربَتي
وأرغَمَ أنفَ البَينِ لُطْفَ اشتِمالِها
عليَّ بما يُربى على كلَّ مُنية ِ
بها مثلَما أمسَيتُ أصْبَحتُ مُغرَماً،
وما أصبحتْ فيهِ من الحسنِ أمستِ
فلو ْمنحتْ كلّ الوَرى بعضَ حُسنها،
خَلا يوسُفٍ، ما فاتَهُمْ بِمَزِيّة ِ
صرَفتُ لها كُلّي، على يدِ حُسنِها،
فضاعفَ لي إحسانُها كلَّ وصلَة ِ
يُشاهِدُ منّي حُسنَها كُلُّ ذَرّة ٍ،
بها كلُّ طرفٍ جالَ في كلِّ طرفة ِ
ويثنى عليها فيَّ كلُّ لطيفة ٍ
بكُلّ لِسانٍ، طالَ في كُلّ لَفظَة ِ
وأنشَقُ رَيّاها بِكُلّ دَقيقَة ٍ،
بها كلُّ أنفٍ ناشقٍ كلَّ هبَّة ِ
ويسمعُ مني لفظها كلُّ بضعة ٍ
بها كلُّ سمعٍ سامعٍ متنصِّتِ
ويَلْثُمُ منّي كُلُّ جُزْءٍ لِثامَها(11/105)
بكلِّ فمٍ في لَئمهِ كلُّ قبلة ِ
وسارَومَتنُ الرّيحِ تحتَ بِساطِه،
بهِ كلُّ قلبٍ فيهِ كلُّ محبَّة ِ
وأغرَبُ ما فيها استَجَدتُ، وجادَ لي،
بهِ الفتحُ كشفاً مذهباً كلَّ ريبة ِ
شُهودي بعَينِ الجمعِ كلَّ مُخالِفٍ،
وليَّ ائتلافٍ صدُّهُ كالمودَّة ِ
وهامَ بها الواشي فجارَ برقبة ِ
فشكري لهذا حاصلٌ حيثُ برُّها
لِذا واصلٌ والكلُّ آثارُ نعمتي
وغيري على الأغبارِ يُثني وللسِّوى
سواي، يثني منه عطفاً لِعطَفَتي
وشكري لي والبِرُّ منيَ واصلٌ
إليَّ ونفسي باتِّحادي استبدَّتِ
وثَم أمورٌ تم لي كشفُ سِترها
بصحوِ مفيقٍ عن سوايَ تغطَّتِ
وعنيَ بالتَّلويحِ يفهمُ ذائِقٌ
غَنِيٌّ عنِ التّصريحِ للمُتَعَنّتِ
بها لم يبُحْ من لم يُبح دمَهُ وفي الـ
إشارة ِ معنًى ما العبارة ُ حدَّتِ
ومَبدأُ إبْداها اللّذانِ تَسَبّبَا
إلي فُرقتي والجمعُ يأبى تشتُّتي
هُما مَعَنا في باطنِ الجَمعِ واحدٌ،
وأرْبَعَة ٌ في ظاهرِالفَرْقِ عُدّتِ
وإنّي وإيّاها لَذاتٌ، ومَن وَشى
بها وثنى عنها صِفاتٌ تبدَّتِ
فذا مُظهرٌ للرُّوحِ هادٍ لأفقِهَا
شهوداً بدا في صيغة ٍ معنويَّة ِ
وذا مظهرٌ للّنفسِ حادٍ لرفقِها
وُجوداً، غدا في صيغَة ٍ صُوَرِيّة ِ
ومَن عَرَفَ الأشكالَ مِثْليَ لم يَشُبْـ
هُ شركُ هدى ً في رفعِ إشكالِ شبهة ِ
فَذاتيَ باللّذّاتِ خَصّتْ عَوالِمي
بمجموعها إمدادَ جمعٍ وعمَّتِ
و جادتْ، ولا استعدادَكَسبٍ بفيضِها،
وقبلَ التّهَيّي، للقبولِ، استعدّتِ
فبالنّفسِ أشباحُ الوُجودِ تنَعّمَت؛
وبالرّوحِ أرواحُ الشّهُودِ تَهَنّتِ
وحالُ شُهودي:بينَ ساعٍ لأفقِهِ،
ولاح مراعٍ رفقهُ بالنَّصيحة ِ
شهيدٌ بحالي، في السّماعِ لجاذِبي،
قَضاءُ مَقَرّي، أو مَمَرُّ قضيّتي
ويثبِتُ نفيَ الإلتباسِ تطابقُ الـ
مثالينِ بالخمسِ الحواسِ المبينة ِ
وبين يديْ مرماي دونَكَ سرَّ ما
تلقَّتهُ منها النَّفسُ سراً فألقَتِ
إذا لاحَ معنى الحُسنِ في أيّ صورَة ٍ،(11/106)
وناحَ مُعنّى الحُزنِ في أيّ سُورَة ِ
يُشاهِدُها فِكري بِطَرفِ تَخيّلي،
ويسمعُها ذكرى بمسمَعِ فِطنتي
ويُحضرها للنَّفسِ وهمي تصوُّراً
فيحسَبُها، في الحِسّ، فَهمي، نديمتي
فأعجبُ من سُكري بغيرِ مُدامة ِ
وأطربُ في سرِّي ومني طربتي
فيرقصُ قلبي وارتعاشُ مفاصلي
يصفِّقُ كالشَّادي وروحيَ قينتي
وما برحَتْ نفسي تقوَّتُ بالمُنى
وتمحو القوى بالضُّعف حتى تقوَّتِ
هناك وجدتُ الكائناتِ تحالفتْ
على أنَّها والعونُ مني مُعينتي
ليجعلَ شملي كلُّ جارحة ٍ بها
ويشملَ جمعي كلُّ منبتِ شعرة ِ
ويَخلْعَ فينا، بيننا، لُبسَ بيننا
على أنَّني لم أَلفِه غير ألفَة ِ
تنبَّهْ لنقلٍ الحسِّ للنَّفسِ راغباً
عن الدَّرسِ ما أبدت بوحي البديهة ِ
لِروحي يُهدى ذكرها الرَّوحَ كلَّما
سرَتْ سَحراً منها شمالٌ وهبَّتِ
ويَلتَذُّ إنْ هاجَتهُ سَمعيَ، بالضُحى ،
على ورقٍ ورقٌ شدَت وتغنَّتِ
وينعمُ طرفي إن روتهُ عشيَّة ً
لإنْسانِهِ عَنها بُروقٌ، وأهْدَتِ
ويَمْنَحهُ ذَوقي ولمْسيَ أكْؤسَ الـ
شَّرابِ إذا ليلاً عليَّ أُديرتِ
ويوحيهِ قلبي لِلْجَوانِحِ، باطِناً،
وتَظْفَرُ آسادُ الثّرى بالفَريسة ِ
ويحضِرُني في الجمعِ من باسمها شدا
فأَشْهَدُها، عِنْدَ السّماعِ، بجُملتي
فَيَنحو سَماءَ النّفحِ روحي، ومَظهَري الـ
ـمُسَوى بها، يحنو الأترابِ تُرْبَتي
فمنيَ مجذوبٌ إليها وجاذبٌ
إليهِ ونزعُ النزعِ في كلِّ جذبة ِ
وما ذاكَ إلاّ أنّ نَفْسي تَذَكّرَتْ
حَقيقَتها، مِن نَفْسِها، حينَ أوحَتِ
فَحَنّتْ لِتَجريدِ الخِطابِ بِبرْزَخِ الـ
ترابِ وكلٌّ آخذٌ بأزمَّتي
ويُنبيكَ عن شأني الوليدُ وإن نشَا
بليداً بإلهامٍ كوحيٍ وفطنة ِ
إذا أنّ مَنْ شَدَّ القِماطِ، وحنّ، في
نشاطٍ إلى تفريجِ إفراطِ كربة ِ
يُناغَى فيلغي كلَّ كَلٍّ أصابَهُ
ويُصغي لمَنْ ناغاهُ كالمتنصِّتِ
ويُنسيهِ مُرَّ الخطبِ حلوُ خطابهِ
ويذكِرهُ نجوى عهودٍ قديمة ِ
ويُعْرِبُ عن حالِ السّماعِ بحالِهِ،(11/107)
فيُثْبِتُ، لِلْرَّقصِ، انْتِفاءَ النّقيصَة ِ
إذا هامَ شَوْقاً بالمُناغي، وهمَّ أنْ
يطيرَ إلى أوطانهِ الأوليَّة ِ
يَسَكَّنُ بالتَّحريكِ، وهو بِمَهدِهِ
إذا، مالَهُ أيدي مُرَبيّهِ، هَزّتِ
وجدتُ بوجدٍ آخذي عند ذكرِها
بتحبيرِ تالٍ أو بألحانِ صيِّتِ
كما يجدُ المكروبُ في نزعِ نفسهِ
إذا، مالَهُ رُسُلُ المَنايا، تَوَفَّتِ
فواجِدُ كَرْبٍ في سياقٍ لفُرْقَة ٍ،
كمكروبِ وجدٍ لاشتياقٍ لرفقة ِ
فذا نفسُهُ رقَّتْ إلى ما بدتْ بهِ
ورُوحي تَرَقّتْ للمبادي العَلية ِ
وبابُ تخطِّيَّ اتَّصالي بحيثُ لا
حجابَ وصالٍ عنهُ روحي ترقَّتِ
على أثَري مَن كانَ يُؤْثِرُ قَصْدَهُ،
كمثليَ فليركَبْ لهُ صدقَ عزمَة ِ
وكم لُجَّة ٍ قد خُضتُ قبلَ ولوجهِ
فَقيرُ الغِنى ما بُلَّ مِنها بِنَغْبَة ِ
بمرآة ِ قولي إن عزمتَ أريكهُ
فأصغِ لِما أُلقي بِسَمْعِ بَصيرَة ِ
لَفَظْتُ مِن الأقْوالِ لَفْظِيَ، عِبْرَة ً،
وحَظّي، مِن الأفْعالِ، في كلِّ فَعْلَة ِ
ولَحظي على الأعمالِ حُسنَ ثوابها
وحِفظيَ، لِلأحوالِ، مِن شَينِ رِيبَة ِ
ووَعْظي بِصِدقِ القَصْدِ إلْقاءَ مُخلِصٍ،
وَلَفْظي اعتِبارَ اللّفْظِ في كُلّ قِسمَة ِ
وقلبي بيتٌ فيه أسكنُ دونَُه
ظهورُ صفاتي عنهُ من حجُبيَّتي
ومنها يميني فيَّ ركنٌ مقبَّلٌ
ومِن قِبْلَتي، لِلحُكمِ، في فيّ قُبلَتي
وحَوْليَ بالمَعنى طَوافي، حقيقَة ً،
وسعيي لوجهي من صفائي لمروتي
وفي حَرَمٍ منْ باطِني أمْنُ ظاهِري،
ومنْ حولهِ يُخشى تخطّف جيرتي
ونَفسي بِصَومي عن سِوايَ، تَفَرُّداً،
زكَت وبفضلِ الفيضِ عنيَ زكَّتِ
وشَفْعُ وُجُودي في شُهوديَ، ظلَّ في اتّـ
حاديَ وِتراً في تيقّظِ غفوتي
وإسراءُ سرِّي عن خصوصِ حقيقة ٍ
إليَّ كَسيري في عُمُومِ الشَّريعة ِ
ولمْ ألهُ بالَّلاهوتِ عن حكمِ مظهري
ولمْ أنسَ بالنَّاسوتِ مظهرَ حكمتي
فعَنّي، على النّفسِ، العُقودُ تَحكَّمت؛
ومنّي، على الحِسِّ، الحُدُودُ أُقيمَتِ(11/108)
وقد جاءني منّي رَسولٌ، عليه ما
عنّتُّ، عَزيزٌ بي، حريصٌ لِرَأفَة ِ
فحكميَ من نفسي عليها قضيتهُ
ولمَّا تولَّتْ أمرها ما تولَّتِ
ومن عهد عهدي قبلَ عصرِ عناصري
إلى دارِ بَعثٍ، قَبلَ إنذارِبَعثَة ِ
إليَّ رسولاً كنتُ مني مرسلا
وذاتي بآياتي عليَّ استدلّتِ
ولما نقَلتُ النّفسَ من مُلكِ أرضِها،
بحكمِ الشِّرا منها، إلى مُلكِ جَنّة ِ
وقد جاهدتْ، واستُشهدتْ في سبيلها،
وفازَتْ بِبُشرَى بيعِها، حينَ أوفَتِ
سَمتْ بي لجَمعي عن خُلودِسمائِها،
ولم أرْضَ إخلادي لأرضِ خليفتي
ولافَلَكٌ إلاّ، ومن نورِ باطنِي،
بهِ مَلكٌ يُهدى الهدى بِمشيئتي
ولا قُطرَ إلاَّ حلَّ من فيضِ ظاهري
بهِ قطرة ٌ عنها السَّحائبُ سحَّتِ
ومن مطلّعي النُّورُ البسيطُ كلمعة ٍ
ومن مشرعي البحرُ المحيطُ كقطرة ِ
فكُلّي لكُلّي طالِبٌ، مُتَوَجّهٌ،
وبعضي لبعضي جاذبٌ بالأعنَّة ِ
ومَن كانَ فوقَ التّحتِ، والفوْقُ تحته،
إلى وَجهِهِ الهادي عَنَتْ كلُّ وِجهَة ِ
فتحتُ الثّرى فوقُ الأثيرِ لرتقِ ما
فَتَقْتُ، وفَتقُ الرّتقِ ظاهرُ سُنّتي
ولا شُبهَة ٌ، والجَمعُ عينُ تَيَقّنٍ؛
ولا جهة ٌ والأينُ بينَ تشتتي
ولاعِدّة ٌ ووالعّدَ كالحدّ قاطِعٌ؛
ولا مدَّة ٌ والحدُّ شركُ موقِّتِ
ولانِدّ في الدّارَينِ يقضي بنَقْضِ ما
بنيتُ، ويُمضي أمرُهُ حُكمَ إمرَتي
ولاضِدّ في الكَونَينِ، والخَلقُ ما ترى ،
بهم للتَّساوي من تفاوتِ خِلفتي
ومني بدا لي ما عليّ لَبِسْتُهُ؛
وعنِّي البوادي بي إليَّ أُعيدتِ
وفيّ شَهِدتُ السّاجدينَ لمَظهري،
فحَقّقتُ أني كُنتُ آدمَ سَجدَتي
وعانيتُ روحانيَّة َ الأرضينَ في
ومِنْ أفقي الدّاني اجتدى رفقيَ الهدى
ومن فرقيَ الثَّاني بدا جَمْعُ وحدَتي
وفي صَعقِ دكَّ الحِسُّ خَرّتْ، إفاقَة ً
ليَ النَّفسُ قبلَ التَّوبة ِ الموسويَّة ِ
فلا أينَ بعدَ العَينِ، والسّكْرُ منهُ قدْ
أفَقْتُ، وعينُ الغينِ بالصَّحوِ أصحَتِ
وآخرُ محوٍ جاءَ ختميَ بعدهُ(11/109)
كأَوّلِ صَحْوٍ لارتسامٍ بِعِدّة ِ
وكيف دخولي تحتَ ملكي كأوليا
ءِ ملكي وأتباعي وحزبي وشيعتي
ومأخوذُ محوِ الطَّمسِ محقاً وزنتُهُ
بمحذوذِ صحوِ الحسِّ فرقاً بكفَّة ِ
فنقطَة ُ غينِ الغينِ، عن صَحويَ، انمحتْ؛
ويقظة ُ عينِ العينِ محويَ ألغتِ
وما فاقدٌ بالصَّحوِ في المحوِ واجدٌ
لتلوينهِ أهلاً لتمكينِ زلفة ِ
تساوَى النشاوى والصُّحاة ُ لنعتهم
برسمِ حضورٍ أو بوسمِ حظيرة ِ
وليسوا بقَوْمي مَن علَيهِمْ تعاقَبَتْ
صفاتُ التِباسٍ، أو سِماتُ بقيّة ِ
ومنْ لمْ يرثْ عنِّي الكمالِ فناقصٌ
على عّقِبَيْهِ ناكِصٌ في العُقوبَة ِ
وما فيّ ما يُفضي للَبسِ بقيّة ٍ،
ولا فئَ لي يقضي عليَّ بفيئة ِ
وماذا عسَى يلقَى جَنانٌ وما بهِ
يفوهُ لسانٌ بينَ وحيٍ وصيغة ِ
تَعانَقَتِ الأطرافُ عنديَ، وانطوى
بِساطُ السِّوى ، عدلاً، بحُكمِ السوِيّة ِ
وعادَ وُجودي، في فَنا ثَنَوِيّة ِ الـ
وُجودِ، شُهوداً في بَقَا أحَديّة ِ
فما فَوْقَ طَوْرِ العَقلِ أوّلُ فَيضَة ٍ،
كما تحتَ طورِ النَّقلِ آخرُ قبضة ِ
لذلك عَن تفضيلِهِ، وهوَ أهْلُهُ،
نهانا على ذي النُّون خيرُ البريَّة ِ
أشَرْتُ بما تُعطي العِبارَة ُ، والذّي
تغطَّى فقدْ أوضحتُهُ بلطيفة ِ
ولَيسَ ألَستُ الأمسِ غيراً لمنْ غدا،
وجُنحي غدا صُبحي ويومي ليلتي
وسرُّ بلَى للّهِ مرآة ُ كشفها
وإثباتُ معنى الجمعِ نفيُ المعيَّة ِ
فلا ظُلمٌ تَغشَى ، ولاظُلمَ يُختَشَى ،
ونعمة ُ نوري أطفأتْ نار نِقمتي
ولا وَقتَ، إلاّ حيثُ لاوقتَ حاسِبٌ
وجودَو وجودي من حسابِ الأهلَّة ِ
ومَسجونُ حَصْرِ العَصرِ لم يَرَ ما وَرا
ء سِجّينِهِ، في الجَنّة ِ الأبدِيّة ِ
فبي دارَتِ الأفلاكُ، فاعجَبْ لقُطبِها الـ
ـمُحيطِ بها، والقُطبُ مرْكَزُ نُقطَة ِ
ولا قطبَ قبلي عن ثلاثٍ خلفتهُ
وقُطبِيّة ُ الأوتادِعن بَدَلِيّة ِ
فلا تَعدُ خَطّي المُستقيمَ، فإنّ في الـ
زَّوايا خبايا فانتهزْ خيرَ فرصة ِ(11/110)
فعَنّي بّدا في الذّرّ فيّ الوَلا، وَلي
لبانُ ثُدى ِّ الجمعِ منّي درَّتِ
وأعجبُ ما فيها شهدتُ فراعني
ومنْ نفثِ روحِ القدسِ في الرَّوعِ ورعتي
وقدْ أشهدتني حُسنها فشدهتُ عنْ
حجايَ ولمْ أُثبتْ حلايَ لدهشتي
ذَهلتُ بها عنِّي بحيثُ ظننتُني
سِوايَ، ولم أقصِدْ سَواء مَظِنّتي
ودِّلني فيها ذهولي فلمْ أُفقْ
عَليّ ولم أقْفُ التِماسي بظِنّتي
فأصبحتُ فيها والها لاهياً بها
ومنْ ولَّهتْ شُغلاً بها عنهُ ألهَتِ
وعن شُغُلي عنَّي شُغِلْتُ، فلو ْ بها
قضيتُ ردًى ما كنتُ أدري بُنقلتي
ومِن مُلَحِ الوَجِدِ المُدَلَّهِ في الهَوى الـ
ـمُولَّهِ عَقلي، سَبيُ سَلبٍ كَغَفْلَتي
أُسائلُها عنّي، إذا ما لَقيتُها،
ومِن حيثُ أهدَت لي هدايَ أضلَّتِ
وأَطْلُبُها منّي، وعِنديَ لم تزل
عجبتُ لها بي كيفَ عني استجنَّتِ
وما زِلْتُ في نَفسي بها مُتَرَدِّداً
لِنَشْوَة ِ حِسّي، والمَحاسِنُ خَمرَتي
أسافرُ عن علمِ اليقينِ لعينهِ
إلى حقِّهِ حيثُ الحقيقة ُ وحلتي
وأنْشُدُني عنّي، لأُرْشدني، على
لساني إلى مسترْشدي عندَ نشدتي
وأسألني رفعي الحجابَ بكشفي الـ
ـنقابَ، وبي كانَتْ إليَّ وسيلَتي
وأنظرُ في مرآة ِ حسنيَ كي أرى
جَمالَ وُجودي، في شُهوديَ طَلْعتي
فإنْ فُهتُ باسمي أُصغِ نحوي تشوُّقاً
إلى مُسْمِعي ذِكري بِنُطقي، وأُنصِتِ
وألصقُ بالأحشاءِ كفِّي عسايَ أنْ
أُعانِقَها في وَضْعِها، عِندَ ضَمّتي
وأهْفُو لأنفاسي لَعلّيَ واجِدي
بِها مُستَجيزاً أنّها بيَ مَرّتِ
إلى أنْ بَدا منّي، لِعَينيَ، بارِقٌ،
وبانَ سنَى فجرى وبانتْ دُجنَّتي
هناكَ، إلى ما أحجَمَ العقلُ دونَهُ
وَصَلْتُ، وبي مِنّي اتّصالي ووُصْلتي
فأسفَرْتُ بِشرَاً، إذ بَلَغْتُ إليّ عن
يقينِ يقيني شدَّ رحلٍ لسفرتي
وأرشدتُني إذْ كنتُ عنِّي ناشدي
إليَّ ونفسي بي عليَّ دليلتي
وأستارُ لَبْسِ الحِسّ، لما كَشَفَتُها،
وكانتْ لها أسرارُ حُكمي أرخَت
رفعتُ حجابَ النَّفسِ عنها بكشفيَ الـ(11/111)
ـنّقابَ، فكانتْ عن سُؤالي مُجيبتي
وكنتُ جلِا مرآة ِ ذاتي مِن صدا
صفاتي ومنِّي أحدقَتْ بأشعَّة ِ
وأشهَدْتُني إيايّ، إذ لا سِوايَ، في
شُهوديَ، موجودٌ، فيَقضِي بِزَحمة ِ
وأسمعُني في ذكريَ اسميَ ذاكري،
ونفسي بِنَفيِ الحسّ أصغَتْ وأسمَتِ
وعانقتُني لا بالتزامِ جوارحي الـ
جوانِحَ، لكِنّي اعتَنَقْتُ هُوْيّتي
وأوجَدْتني روحي، وروحُ تَنَفّسي
بعطِّرُ أنفاسَ العبير المفتَّتِ
وعن شِرْكِ وَصْفِ الحسّ كُلّي مُنَزَّه،
وفيَّ وقدْ وحدتُ ذاتيَ نُزهتي
ومدحُ صفاتي في يوفِّقُ مادحي
لحمدي ومدحي بالصِّفاتِ مذمّتي
فشاهدُ وصفي بي جليسي وشاهدي
بهِ لاحتجابي لن يحلَّ بحلَّتي
وذِكرِي بها رُؤيا تَوَسُّنِ هجْعتي
كذاكَ بِفِعلي عارِفي بيَ جاهِلٌ،
وعارفهُ بي عارفٌ بالحقيقة ِ
فخذْ علمَ أعلامِ الصِّفاتِ بظاهرِ الـ
معالمِ من نفسٍ بذاكَ عليمة ِ
وفَهمُ أسامي الذَّاتِ عنها بباطنِ الـ
ـعَوالم، من روحٍ بذاكَ مُشيرَة ِ
ظهورُ صفاتي عن أسامي جوارحي
مَجازاً بها للحكمِ نفسي تسمَّتِ
رُقُومُ عُلُومٍ في سُتُورِ هياكِلٍ،
على ماوراءَ الحسِّ في النَّفسِ ورَّتِ
وأسماءُ ذاتي عن صفاتِ جوانحي
جَوازاً لأسرارٍ بها، الرّوحُ، سُرّتِ
رموزُ كُنُوزٍ عن مَعاني إشارَة ٍ،
أتحسبُ مَن جاراكَ، في سِنة ِ الكَرى ،
وآثارُها في العالمين بِعِلْمِها،
وعنها بها الأكوانُ غيرُ غنيَّة ِ
وُجودُ اقتِنا ذِكْرٍ، بأيْدِ تَحكّمٍ،
شهودُ اجتنا شُكرٍ بأيدٍ عميمة ِ
مظاهِرُ لي فيها بَدَوْتُ، ولم أكُنْ
عليّ بخافٍ قبلَ موطنِ بَرزتي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> فلفظٌ، وكُلّي بي لِسانٌ مُحَدِّثٌ،
فلفظٌ، وكُلّي بي لِسانٌ مُحَدِّثٌ،
رقم القصيدة : 15398
-----------------------------------
فلفظٌ، وكُلّي بي لِسانٌ مُحَدِّثٌ،
ولحظٌ وكلِّي فيَّ عينٌ لعبرتي
وسمعٌ وكلِّي بالنَّدى أسمعُ النِّدا
وكُلّيَ في رَدّ الرّدى يَدُ قُوّة ِ
معاني صفاتٍ ماورا اللَّبسِ أثبتتْ(11/112)
وأسماءُ ذاتٍ ماروى الحسُّ بثَّتِ
فتَصْرِفُها مِنْ حافِظِ العَهْدِ أوّلاً،
بنفسٍ عليها بالولاءِ حفيظة ِ
شوادي مُباهاة ٍ، هوادي تَنَبّهٍ،
بوادي فُكاهاتٍ، غوادي رَجِيّة ِ
وتوقيفُها من مَوثِقِ العَهدِ آخراً،
بنفسٍ على عزِّ الإباءِ أبيَّة ِ
جواهرُ أنباء، زواهرُ وُصْلة ٍ،
طواهِرُ أبناء، قواهرُ صَولَة ِ
وتَعرِفُها من قاصدِ الحَزْمِ، ظاهِراً،
سجيَّة ُ نفسٍ بالوجودِ سخيَّة ِ
مثاني مناجاة ٍ معاني نباهة ً
مَغاني مُحاجاة ٍ، مَباني قضيّة ِ
وتشريفها منْ صادقِ العزمِ باطناً
إنابَة ُ نَفْسٍ، بالشُّهودِ، رضيَّة ِ
نجائبُ آياتٍ غرائبُ نزهة ٍ
رغائبُ غاياتٍ كتائبُ نجدة ِ
فلّلبس منها بالتَّعلُّقِ في مقا
مِ الإسلامِ عنْ أحكامهِ الحكميَّة ِ
عقائقُ إحكامٍ دقائقُ حكمة ٍ
حقائقُ إحكامٍ، رقائقُ بَسْطَة ِ
وللحسِّ منها بالتّحقُّقِ في مقا
مِ الإيمانِ عنْ أعلامهِ العمليّة ِ
صوامعُ أذكارٍ لوامعُ فكرة ٍ
جَوامِعُ آثارٍ، قَوامِعُ عِزّة ِ
وللنَّفسِ منها بالتَّخلُّقِ في مقا
مِ الاحسانِ عنْ أنبائهِ النبويَّة ِ
لطائفُ أخْبارٍ، وظائفُ مِنْحَة ٍ،
صحائِفُ أحْبارٍ، خلائفُ حِسْبَة ِ
ولِلْجَمْعِ مِن مَبدَا، كأنّكَ وانتَهى ،
فإن لَمْ تَكُنْ عن آيَة ِ النّظرية ِ
غيوثُ انفعالاتٍ بعوثُ تنزُّهٍ
حدوثُ اتِّصالاتٍ ليوثُ كتيبة ِ
فَمَرْجِعُها للحِسّ، في عالِمِ الشَّها
دة ِ المجتدى ماالنَّفسُ منِّي أحسَّتِ
فُصُولُ عِباراتٍ، وُصولُ تحيَّة ٍ،
حصولُ إشاراتٍ أصولُ عطيَّة ِ
ومَطْلِعُها في عالَمِ الغيبِ ما وجَدْ
تُ منْ نعمٍ منِّي عليّ استجدَّتِ
بشائرُ إقرارٍ بصائرُ عبرة ٍ
سرَائرُ آثارٍ، ذخائِرُ دعوتي
وموضعها في عالمِ الملكوتِ ما
خُصِصْتُ منَ الإسْرا بهِ، دونَ أُسْرَتي
مدارِسُ تنزيلٍ، مَحارِسُ غِبْطَة ٍ،
مَغارِسُ تأويلٍ، فوارِسُ مِنْعَة ِ
وموقعها في عالمِ الجبروتِ منْ
مشارقِ فتحٍ للبصائر مبهتِ
أرائِكُ تَوحيدٍ، مَدارِكُ زُلْفَة ٍ،(11/113)
مسالكُ تمجيدٍ ملائكُ نصرة ٍ
ومنبعها بالفيضِ في كلِّ عالمٍ
لفافة ِ نفسٍ بالإفاقة ِ أثرتِ
فوائِدُ إلْهامٍ، روائِدُ نِعمَة ٍ،
عوائدُ إنعامٍ موائدُ نعمة ِ
ويجْري بما تُعْطي الطّريقة ُ سائِري،
على نَهْجِ ما مِنّي، الحَقيقَة ُ أعطَتِ
ولما شعبتُ الصَّدعَ والتأمتْ فطو
رُ شَمْلٍ بِفرْقِ الوَصْفِ، غيرِ مُشَتّتِ
ولم يَبقَ ما بيني وبينَ توَثقي
بإيناسِ وُدّي، ما يُؤدّي لِوَحْشة ِ
تحقّقتُ أنّا، في الحقيقة ِ، واحِدٌ
وأثبَتَ صَحْوُ الجمعِ محوَالتّشتّتِ
وكُلّي لِسانٌ ناظِرٌ، مِسمَعٌ، يدٌ
لنُطقٍ، وإدراكٍ، وَسَمعٍ، وبَطشَة ِ
فعَينيَ ناجَتْ، واللّسانُ مُشاهِدٌ،
وينطقُ منِّي السَّمعُ واليدُ أصغتِ
وسمعيَ عينُ تجتلي كلَّ ما بدا
وعَينيَ سَمعٌ، إن شدا القومُ تُنصِتِ
ومنيَ، عن أيدٍ، لِساني يَدٌ، كما
يدي لي لسانٌ في خطابي وخطبتي
كذاكَ يدي عينٌ ترى كلَّ ما بدا
وعيني يَدٌ مَبسوطَة ٌ عِندَ بَسطَتي
وسمعي لسانٌ في مخاطبتي كذا
لسانيَ في إصغائهِ سمعُ منصتِ
وللشَّمِ أحكامُ اطّرادِ القياس في اتِّـ
حادِ صفاتي أوْ بعكسِ القضيَّة ِ
وما فيّ عَضْوٌ خُصّ، من دونِ غَيرِهِ،
بتَعيينِ وَصْفٍ مِثلَ عَينِ البَصيرَة ِ
ومِني، على أفرادِها، كُلُّ ذَرّة ٍ،
جوامِعُ أفعالِ الجوارحِ أحصَتِ
يُناجي ويُصغي عن شُهودِ مُصرِّفٍ،
بمجموعهِ في الحالِ عنْ يد قدرة ِ
فأتلُو عُلومَ العالِمينَ بِلَفْظَة ٍ؛
وأجلو على َّ العالمينَ بلحظة ِ
وأسْمَعُ أصواتَ الدّعاة ِ وسائِرَ الـ
لُّغاتِ بوقتٍ دونَ مقدارِ لمحة ِ
وأحضرُ ما قدْ عزَّ للبعدِ حملهُ
ولمْ يرتددْ طرفي إليَّ بغمضة ِ
وأنشَقُ أرواحَ الجِنانِ، وعَرْفَ ما
يُصافحُ أذيالَ الرّياحِ بنَسمَة ِ
وأستَعرِضُ الآفاقَ نحوي بخَطْرَة ٍ،
وأختَرِقُ السّبعَ الطّباقَ بخَطوَة ِ
وأشباحُ منْ لمْ تبقَ فيهمْ بقيَّة ٌ
لجمعيَ كالأرواحِ حفَّتْ فخفَّتِ
فَمن قالَ، أو مَن طال، أو صالَ، إنما
يمُتّ بإمدادي لهُ برَقيقَة ِ(11/114)
وماسارَ فوقَ الماءِ أوْ طارَ في الهوا
أو اقتحمَ النِّيرانَ إلاَّ بهمّتي
وعنِّي منْ أمددتهُ برقيقة ٍ
تصرَّفَ عنْ مجموعهِ في دقيقة ِ
وفي ساعة ٍ أوْ دونَ ذلكَ عنْ تلا
بمجموعهِ جمعي تلا ألفَ ختمة ِ
ومنِّي لوْ قامتْ بميتٍ لطيفة ٌ
لَرُدّتْ إليهِ نفسُهُ، وأعيدَتِ
هيَ النَّفسُ إنْ ألقتْ هواها تضاعفتْ
قُواها، وأعطَتْ فِعلَها كُلَّ ذرّة ِ
وناهيكَ جَمعاً، لابفَرْقِ مساحَتي
مكانٍ مقيسٍ أوْزمانٍ موقتِ
بذاكَ علا الطوفانُ نوحٌ وقدْ نجا
به مَن نجا من قَومِهِ في السّفينَة ِ
وغاضَ لهُ ما فاضَ عنهُ، استِجادَة ً،
وجدّ إلى الجُودي بها واستَقَرّتِ
وسارتْ ومتنُ الرِّيحِ تحتَ بساطهِ
سُلَيمانُ بالجَيْشَينِ، فَوْقَ البسيطة َ
وقَبلَ ارتِدادِ الطّرْفِ أُحضِرَ من سبا
لهُ عرشُ بلقيسٍ بغيرِ مشقَّة ِ
وأخمَد إبراهيمُ نارَ عدُوّهِ،
وعنْ ورهِ عادتْ لهُ روضَ جنّة ِ
ولمَّا دعا الأطيارَ منْ كلِّ شاهقٍ
وقد ذُبِحَتْ، جاءَتْهُ غيرَعَصِيّة ِ
ومنْ يدهِ موسى عصاهُ تلقَّفتْ
منَ السِّحرِ أهوالاً على النَّفسِ شقَّتِ
ومِن حَجَرٍ أجرى عيوناً بضَرْبَة ٍ
بهادِ يماً سقَّتْ وللبحرِ شقَّتِ
ويُوسُفُ، إذ ألقى البَشيرُ قَميصَهُ
على وجهِ يعقوبٍ إليهِ بأوبة ِ
رآهُ بعينٍ قبلَ مقدمهِ بكى
عليهِ بها شوقاً إليهِ فكفَّتِ
وفي آلِ إسْرائيلَ مائِدَة ٌ مِنَ الـ
سّماءِ لعيسَى ، أُنْزِلَتْ ثمّ مُدّتِ
ومنْ أكمهٍ أبرا ومنْ وضحٍ عدا
شفى وأعادَ الطِّينَ طيراً بنفخة ِ
وسرُّ انفعالاتِ الظّواهرِ باطناً
عنِ الإذْنِ، ماألْقَتْ بِأُذْنِكَ صيغَتي
وجاءَ بِأسْرارِ الجميعِ مُفيضُها
علينا لهمْ ختماً على حينِ فترة ِ
وما مِنْهُم، إلاَّ وقدْ كانَ داعِياً
بهِ قومهُ للحقِّ عنْ تبعيَّة ِ
فعالمنا منهمْ نبيٌّ ومنْ دعا
إلى الحَقِّ مِنّا قامَ بالرُّسُليَّة ِ
وعارفنا في وقتنا الأجدى َّ منْ
أُولي العَزمِ مِنْهُم، آخِذٌ بالعَزيمَة ِ(11/115)
وما كانَ مِنْهمْ مُعجِزاً، صارَ بعدَهُ،
كرامة َ صدِّيقٍ لهُ أوْ خليفة ِ
بعترتهِ استغنتْ عنِ الرُّسلِ الورى
وأصحابِهِ والتَّابِعينَ الأَئِمَّة ِ
كراماتهمْ منْ بعضِ ما خصَّهمْ بهِ
بما خصَّهُمْ مِن إرْثِ كُلِّ فَضيلَة ِ
فمنْ نصرة ِ الدِّينِ الحنيفيِّ بعدهُ
قتالُ أبي بكرٍ لآلِ حنيفة
وسارِيَة ٌ، ألْجاهُ لِلْجَبَلِ النّدا
ءُ منْ عمرٍ والدَّارُ غيرُ قريبة ِ
ولمْ يشتغلْ عثمانُ عنْ وردهِ وقدْ
أدارَ عليهِ القَوْمُ كأسَ المَنيَّة ِ
وأوضَحَ بالتّأويلِ ما كانَ مُشْكِلاً
عليَّ، بِعِلمٍ نالَهُ بالوَصِيّة ِ
وسائرُهُمْ مِثلُ النُّجومِ، مَن اقتَدى
بأيِّهمِ منهُ اهتدى بالنَّصيحة ِ
وللأولياءِ المُؤمِنينَ بهِ، ولَم
يَرَوهُ اجتَنا قُرْبٍ لقُربِ الأخُوّة ِ
وَقُرْبُهُمُ معنى ً لهُ كاشتِياقِهِ
لهمْ صورة ً فاعجبْ لحضرة ِ غيبة ِ
وأهلٌ تلقّى الرُّوحَ باسْمي، دعَوا إلى
سَبيلي، وحَجُّوا المُلْحِدينَ بِحُجّتي
وكلهمُ عنْ سبقِ معنايَ دائرٌ
بِدائِرَتي، أو وارِدٌ مِن شرِيعَتي
إنّي، وإن كُنْتُ ابنَ آدَمَ، صُورَة ً،
فَلي فيهِ مَعنى ً شاهِدٌ باُبوّتي
ونَفسي على حَجْرِالتّجَلّي، بِرُشْدِها،
تجلَّتْ وفي حجرِ التَّجلِّي تربَّتِ
وفي المَهْدِ حِزْبي الأنبياءُ، وفي عنا
صرلوحيَ المحفوظُ والفتحُ سورتي
وقبلَ فصالي دونَ تكليفِ ظاهري
خَتَمْتُ بِشرْعي المُوَضحي كلّ شِرْعَة ِ
فهمْ والألى قالوا بقولهمِ على
صراطيَ لمْ يعدُّوا مواطئَ مشيتي
ولا تحسبنَّ الأمرَ عنِّي خارجاً
فما سَادَ إلاّ داخِلٌ في عُبُودَتي
ولولايَ لم يُوجدْ وُجودٌ، ولم يَكُنْ
شُهُودٌ، ولم تُعهَدْ عُهُودٌ بذِمّة ِ
وَطَوْعُ مُرادي كُلّ نَفسٍ مُريدَة ِ
ولا قائِلٌ، إلاّ بلَفظي مُحدِّثٌ؛
ولا ناظِرٌ إلاّ بناظِرِ مُقلَتي
ولا منصتٌ إلابسمعيَ سامعٌ
ولا باطشٌ إلاَّ بأزلي وشدَّتي
ولا ناطِقٌ غَيري، ولا ناظِرٌ، ولا
سميعٌ سِوائي مِن جميعِ الخليقَة ِ(11/116)
وفي عالم التَّركيبِ في كلِّ صورة ٍ
ظهرتُ بمعنى ً عنهُ بالحسنِ زينتي
وفي كلِّ معنى ً لمْ تبنهُ مظاهري
تصوَّرتُ لا في صورة ِ هيكليَّة ِ
وفيما تراهُ الرُّوحُ كَشْفَ فَراسة ِ،
خفيتُ عنِ المعنى المعنَّى بدقَّة ِ
وفي رحموتِ القبضِ كليَ رغبة ٌ
بها انبَسطتْ آمالُ أهلِ بَسيطتي
وفي رهبوتِ القبضِ كليَ هيبة ُ
ففيما أجلتُ العينَ منِّي أجلتِ
وفي الجَمعِ بالوَصفَينِ، كُلّيَ قُرْبة ٌ،
فحيَّ على قربي خلالي الجميلة ِ
وفي منتهى في لمْ أزلْ بي واجداً
جلال شهودي عنْ كمالِ سجيَّتي
وفي حيثُ لا في، لم أزَلْ فيّ شاهِداً
جَمالَ وُجودي، لا بناظِرِ مُقلتي
فإنْ كنتِ منِّي فانحُ جمعي وامحُ فر
قَ صدعي ولا تجنحْ لجنحِ الطبيعة ِ
فدونَكَها آياتِ إلهامِ حِكمَة ٍ،
لأوهامِ حَدسِ الحسّ، عنكَ، مزيلة ِ
ومِنْ قائِلٍ بالنّسخِ، والمَسخُ واقِع ٌ
بهِ أبرأْ وكنْ عمَّا يراهُ بعزلة ِ
ودعهُ ودعوى الفسخِ والرَّسخِ لائقٌ
بهِ أبداً لوصحَّ في كلِّ دورة ِ
وضَرْبي لكَ الأمثالَ، مِنّيَ مِنّة ٌ
عليكَ بشأني مرة ً بعدَ مرة ِ
تأمّلْ مقاماتِ السَّرُوجِّي، واعتَبِرْ
بتَلوينِهِ تَحْمَدْ قَبولَ مَشورَتي
وتَدرِ التباسَ النّفسِ بالحسّ، باطناً،
بمظهرها في كلِّ شكلِ وصورة ِ
وفي قولِهِ إنْ مانَ فالحَقّ ضارِبٌ
بهِ مثلاً والنفسُ غيرَ مجدَّة ِ
فكُنْ فَطِناً، وانظُرْ بحِسّكَ، مُنصِفاً
لنفسكَ في أفعالكَ الأثرية ِ
وشاهدْ إذا استجليتَ نفسكَ ما ترى
بغيرِ ِمراءِ في المرائي الصقيلة ِ
أغَيرُكَ فيها لاحَ، أمْ أنتَ ناظِرٌ
إليكَ بها عندَ انعكاسِ الأشعة ِ
وأصغِ لرجعِ الصوتِ عندَ انقطاعهِ
إليكَ بأكنافِ القصور المشيدة ِ
أَهَلْ كانَ منْ ناجاكَ ثمَّ سواكَ أمْ
سَمِعتَ خِطاباً عن صَداكَ المُصَوّتِ
وقُل ليَ :مَن ألقى إليكَ عُلُومَهُ،
وقد رَكدتْ منكَ الحواسُ بغَفوَة ِ
وما كنتَ تَدري، قبل يومكَ، ما جرَى
بأمسِكَ، أوما سوْفَ يجري بغُدوَة ِ(11/117)
فأصبحتَ ذا علمٍ بأخبارِ منْ مضى
وأسرارِ منْ يأتي مدلاً بِخبرَة ِ
أَتحسبُ ما جاراكَ في سنة ِ الكرى
سِواكَ بأنواعِ العُلُومِ الجليلَة ِ
وما هيَ إلاّ النّفسُ، عندَاشتِغالها،
بِعَاَلِمهَا عن مظهرِ البشرية ِ
تجلَّت لها بالغيبِ في شكلِ عالمٍ
هَدَاها إلى فَهْم المعاني الغريبة ِ
وقد طُبِعَتْ فيها العُلُومُ، وأُعلِنَتْ
بأسمائِها، قدِماً، بوَحْيِ الأُبوّة ِ
وبالعلمِ مِنْ فوقِ السِّوى ما تنعَّمَتْ
ولكنْ بما أملَتْ عَلَيها تَمَلّتِ
ولو أنّها، قبلَ المنامِ، تَجرّدَتْ
لشاهدتَها مثلي بعينٍ صحيحة ِ
وتجريدُها العاديُّ، أثبَتَ، أوّلاً،
تجرُّدَها الثَّاني الَمعَادِي فأثبتِ
ولا تكُ ِممَّن طيَّشَتْهُ دُرُوسُهُ
بحَيثُ اسْتَقَلّتْ عَقْلَهُ، واستقرّتِ
فثمَّ وراءَ النقلِ علمٌ يدقُّ عنْ
مَداركِ غاياتِ العُقُولِ السّليمَة ِ
تلقَّيتهُ منّي وعَني أخْذتهُ
ونفسيَ كانتْ، من عطَائي، مُمِدّتي
ولاتكُ بالّلاهي عنْ اللهوِ جُملة ً
فَهَزْلُ المَلاهي جِدُّ نَفْسٍ مُجدّة ِ
وإيّاكَ الإعراضَ عنْ كلِّ صورة ٍ
مُموَّهة ٍ أو حالة ٍ مستحيلة ِ
فطيفُ خيالِ الظّلِّ يُهدي إليكَ في
كَرَى اللّهوِ، ما عنهُ السَّتائِرُ شُقّتِ
ترى َ صورة َ الأشياءِ تُجلي عليكَ ِمن
وراءِ حجابِ الَّلبسِ في كلِّ خِلعة ِ
تجمَّعتِ الأضدادُ فيها لِحكمة ٍ
فأشكالهَا تبدُو على كلِّ هيئة ِ
صوامتُ ُتبدي النطقَ وهيَ سواكنٌ
تحرّكُ، تُهدي النّورَ، غيرَ ضَوِيَّة ِ
وتَضْحَكُ إعجاباً، كَأجْذلِ فارِحٍ؛
وتبكي انتِحاباً، مثلَ ثَكلى حزينَة ِ
وتندبُ إن أنّت على سلبِ ِنعمة ِ
وتطرَبُ إنْ غنَّتْ على طيب نغمة ِ
يرى الطّيرَ في الأغصانِ يُطْرِبُ سَجعُها،
بِتَغريدِ ألحانٍ، لديكَ، شَجِيَّة ِ
وتعجَبُ من أصواتِها بِلغَاتِها
وقَدْ أعرَبَتْ عن ألْسُنٍ أعجَمِيَّة ِ
وفي البرِّ تسرِي العيسُ، تخْتَرِقُ الفلا،
وفي البحرِ تَجري الفُلكُ في وسطِ لُجّة ِ(11/118)
وتَنْظُرُ لِلجَيْشَينِ في البرِّ، مَرّة ً،
وفي البحرِ أُخرى في جُموعٍ كثيرة ِ
لِباسُهُمُ نَسْجُ الحَديدِ لِبأسِهِمْ،
وهُم في حمَى حدَّي ظُبى ً وأسنِة ِ
فأجنادُ جيشِ البرِّ ما بينَ فارسٍ
على فَرَسٍ، أو راجِلٍ ربِّ رِجْلَة ِ
وأكنادُ جيشِ البحرِ ما بينَ راكبٍ
مَطَا مركبٍ أو صاعِدٍ مِثلَ صَعْدة ِ
فمِن ضارِبٍ بالبيضِ، فتكاً، وطاعِنٍ
بسُمرِ القَنا العَسَّالة ِ السَّمهريِّة ِ
ومنْ مغرقٍ في النَّارِ رشقاً بأسهمٍ
ومنْ محرقٍ بالماءِ زرقاً بشعلة ِ
تَرَى ذا مُغيْراً، باذِلاً نَفْسَهُ، وذا
يولّي كسيراً تحتَ ذلِّ الهزيمة ِ
وتَشْهَدُ رَميَ المَنجَنيقِ، ونَصْبَهُ
لهدمِ الصَّياصي والحصونِ المنيعة ِ
وتلحظُ أشباحاً تراءي بأنفسٍ
مُجَرَّدَة ٍ، في أرضِها، مُستَجِنَّة ِ
تُباينُ أنْسَ الإنسِ صُورَة ُ لَبسِها،
لِوحشِتِها، والجِنُّ غيرُ أنيسَة ِ
وتطرحُ في النّهرِ الشِّباكَ فتخرجُ الـ
ـسّماكَ يَدُ الصّيّادِ منها، بِسُرْعة ِ
ويحتالُ بالأشراكِ ناصبها على
وُقوعِ خِماصِ الطّيرِ فيها بِحبّة ِ
ويكسرُ سفنَ اليمِّ ضاري دوابهِ
وتظفرُ آسادُ الشَّرى بالفريسة ِ
ويصطادُ بعضُ الطَّيرِ بعضاًمنَ الفضا
ويقنصُ بعضُ الوحشِ بعضاً بقفرة ِ
وتَلْمَحُ مِنها ما تَخطَّيتُ ذِكْرَهُ،
ولم أعتَمِد إلاّ على خيرِ مُلْحَة ِ
بدا لَكَ، لا في مُدّة ٍ مُستَطيلَة ِ
وكلَّ الَّذي شاهدتهُ فعلُ واحدٍ
بِمُفْرَدِهِ، لكِن بِحُجْبِ الأكِنّة ِ
إذا ما أزال السِّترَ لمْ ترَ غيرهُ
ولم يبقَ، بالأشْكالِ، أشكالُ رِيبَة ِ
وحقَّقتُ عندَ الكشفِ أنَّ بنورهِ اهْـ
ـتَديْتَ، إلى أفْعالَهِ، بالدُّجُنة ِ
كذا كنتُ ما بيني وبيني مسبلاً
حجابَ التباسِ النّفسِ في نورِ ظلمة ِ
لأظهَرَ بالتّدريجِ، للحِسّ مؤنِساً
لها، في ابتداعِ، دُفعَة ً بَعدَ دُفعَة ِ
قرنتُ بجدِّي لهوَ ذاكَ مقرّباً
لفهمكَ غاياتِ المرامي البعيدة ِ
وتجمعنا في المظهرينِ تشابهٌ(11/119)
وليستْ لحالي حالهُ بشبيهة ِ
فأشكالهُ كانتْ مظاهرَ فعلهِ
بسترٍ تلاشَتْ، إذ تجَلّى ، ووَلّتِ
وكانتْ لهُ بالفعلِ نفسي شبيهة ً
وحِسّيَ كالإشكالِ، واللَّبْسُ سُترَتي
فلمَّا رفعتُ السِّترَ عنِّي كرفعهِ
بحيثُ بدتْ لي النَّفسُ منْ غيرِ حجة ِ
وقد طَلَعَتْ شَمسُ الشُّهودِ، فأشرَقَ الـ
وجودُ وحلَّتْ بي عقودُ أخيَّة ِ
قَتَلتُ غُلامَ النَّفسِ بينَ إقامتي الـ
جَدارَ لأحكامي، وخَرْقِ سفينتي
وعدتُ بامدادي على كلِّ عالمٍ
حسبِ الأفعالِ في كلِّ مدَّة ِ
ولوْ لااحتجابي بالصِّفاتِ لأحرقتْ
مظاهَرُ ذاتي، مِنْ سناءِ سجيّتي
وألسنة ُ الأكوانِ إنْ كنتُ واعياً
شُهودٌ بتَوحيدي، بحالٍ فصيحَة ِ
وجاءَ حديثٌ في اتِّحاديَ ثابتٌ
روايتُهُ في النّقلِ غيرُ ضعيفَة ِ
يشيرُ بحبِّ الحقِّ بعدَ تقرَّبٍ
إليهٍ بنفلٍ أوْ أداءِ فريضة ِ
وموضِعُ تنبيهِ الإشارَة ِ ظاهِرٌ:
بِكُنْتُ لهُ سَمعاً، كنورِالظّهيرَة ِ
تسبَّبتُ في التَّوحيدِ حتَّى وجدتهُ
وواسِطَة ُ الأسبابِ إحدى أدِلّتي
ووحّدْتُ في الأسبابِ، حتى فَقدتُها،
ورابطَة ُ التّوحِيدِ أجدى وسيلة ِ
وجرّدتُ نفسي عنهما، فتجَرّدتُ،
ولم تَكُ يوماً قَطّ غيرَ وحيدة ِ
وغصتُ بحارَ الجمعِ بلْ خضتها على
انفرادي فاستخرجتُ كلَّ يتيمة ِ
لأسمعَ أفعالي بسمعِ بصيرة ٍ
وأشهَدَ أقوالي بعينٍ سَميعة ِ
فإنْ ناحَ في الأيكِ الهزارُوغرَّدتْ
جواباً لهُ، الأطيارُ في كلّ دَوحَة ِ
وأطربَ بالمزمارِ مصلحهُ على
مناسَبَة ِ الأوتارِ من يَدِ قَيْنَة ِ
وغنَّتْ منَ الأشعارِ مارقَّ فارتقتْ
لسدرتها الأسرارُ في كلِّ شدوة ِ
تنزّهتُ في آثارِ صنعي منزَّهاً
عنِ الشّركِ، بالأغيارِ جَمعيوأُلفتي
في مجلسُ الأذكارِ سمعُ مطالعٍ
ولي حانَة ُ الخمّارِ عَينُ طليعَة ِ
وما عقدَ الزِّنَّارَ حكماً سوى يدى
وإنْ حُلّ بالإقرارِ بي، فهْيَ حَلّتِ
وإنْ نارَ بالتَّنزيلِ محرابُ مسجدٍ
فما بارَ بالإنجيلِ هيكلُ بيعة ِ(11/120)
ووأسفارُ تَوراة ِ الكَليمِ لِقَومِهِ،
يُناجي بها الأحْبارِ في كُلّ ليلَة ِ
وإن خَرَّ للأحجارِ، في البُدّ، عاكِفٌ،
فلا وجهُ للإنكارِ بالعصبيَّة ِ
فقدْ عبدَ الدِّينارَ معنى ً منزّهٌ
عَنْ العارِ بالإشراكِ بالوَثنية ِ
وقدْ بلغَ الإنذارَ عنِّيَ منْ بغى
وقامَتْ بيَ الأعذارُفي كلّ فِرقَة ِ
وما زاغتِ الأبصارُ منْ كلِّ ملَّة ٍ
وما راغتِ الأفكارَ في كلِّ نحلة ِ
وما اختارَ مَن للشمسِ عن غِرّة ٍ صَبا،
وإشرافها منْ نورِ إسفارِ غرَّتي
وإنْ عبدَ النَّارَ المجوسُ وما انطفتْ
كما جاءَ في الأخبارِ في ألفِ حجة ِ
فما قصدوا غيري وإنْ كانَ قصدهمْ
سِوايَ، وإن لم يُظهروا عَقدَ نِيّة ِ
رأوا ضوءَ نوري مرًّة ً فتوهَّمو
هُ ناراً، فصَلّوا في الهُدى بالأشعة ِ
ولولا حجابُ الكونِ قلتُ وإنَّما
قِيامي بأحكامِ المظاهِرِ مُسْكِتي
فلا عَبثٌ والخَلقُ لم يُخلقوا سُدًى ،
وإن لم تكُن أفعالُهُمْ بالسّديدة ِ
على سمة ِ الأسماءِ تجري أمورهمْ
وحِكمة ُ وصفِ الذاتِ، للحكمِ، أجرَتِ
يُصَرّفُهُمْ في القَبضَتَينِ، ولا ولا،
فقَبضَة ُ تَنعيمٍ، وقَبْضَة ُ شِقْوَة ٍ
ألا هكذا فلتعرفِ النَّفسُ أوفلا
ويُتلَ بها الفُرقانُ كُلَّ صَبيحَة ِ
وعرفانها منْ نفسها وهيَ الَّتي
على الحسِّ ما أمَّلتْ منِّي أملتِ
ولوْ أنَّني وحَّدتُ ألحدتُ وانسلخْـ
تُ منْ آي جمعي مشركاً بيَ صنعتي
ولستُ ملوماً أنْ أبثَّ مواهبي
وأمنَحَ أتْبَاعي جَزيلَ عَطِيّتي
ولي مِن مُفيض الجَمعِ، عندَسلامِه
عليَّ بأوْ أدنى إشارة ُ نسبة ِ
ومنْ نورهِ مشكاة ُ ذاتي أشرقتْ
عليّ فنارَتْ بي عِشائي، كَضَحَوتي
فأشهدتني كوني هناكَ فكنتهُ
وشاهدتهُ إيَّايَ والنُّورُ بهجتي
فَبي قُدّسَ الوادي، وفيه خلعتُ خَلْـ
ع نعلي على النّادي وجدتُ بخلعتي
وآنَستُ أنواري، فكُنتُ لها هُدًى ،
وناهيكَ من نَفسٍ علَيها مُضيئَة
وأسّستُ أطواري، فناجَيتُني بها،
وقضّيْتُ أوْطاري، وذاتي كَليمَتي(11/121)
وبدريَ لمْ يأملْ وشمسيَ لمْ تغبْ
وبي تَهتَدي كُلّ الدّراري المُنيرَة ِ
وأنجُمُ أفلاكي جرَتْ عن تَصَرّفي
بمِلكي، وأملاكي، لمُلكيَ، خَرّتِ
وفي عالمِ التَّذكارِ للنّفسِ علمها الْـ
ـمُقَدَّمُ، تَستَهديه منيَ فِتيَتي
فحيَّ على جمعي القديمِ الَّذي بهِ
وجَدْتُ كُهُولَ الحَيّ أطفالَ صِبيَة ِ
ومن فضْلِ ما أسأرْتُ شُربُ مُعاصري،
ومَن كانَ قَبْلي، فالفَضائلُ فَضْلَتي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،
أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،
رقم القصيدة : 15399
-----------------------------------
أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،
سحراً فأحيا ميِّتَ الأحياءِ
أهدى لَنا أرواحَ نَجْدِ عَرْفُهُ،
فالجوُّ منهُ معتبرُ الأرجاءِ
ورَوى أحاديثُ الأحِبّة ِ، مُسنداً،
عنْ إذخرٍ بأذاخرٍ وسخاءِ
فسكرتُ منْ ريَّاحواشي بردهِ
وسَرَتْ حُمَيّا البُرءِ في أدوائي
يا راكِبَ الوَجْناءِ، بُلُغتَ المنى ،
عُجْ بالحِمى ، إنْ جُزتَ بالجَرعاءِ
متيمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ
مُتَيامِناً عَن قاعَة َ الوَعساءِ
وإذا وَصَلْتَ أُثَيْلَ سَلْعٍ، فالنّقا،
فالرَّقمتينِ فلعلعٍِ فشظاءِ
وكذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ
ملْ عادلاً للحلّة ِ الفيحاءِ
واقرِ السَّلامَ عريبَ ذيَّاكَ الَّلوى
مِن مُغرَمٍ، دَنِفٍ، كَئيبٍ، ناءِ
صبٍّ متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْ
زفَراتُهٌ بتَنَفُّسِ الصّعَداءِ
كَلَمَ السّهادُ جُفونَهُ، فتَبادَرَتْ
عَبراتُهُ، مَمْزوجَة ً بِدِماءِ
يا ساكني البَطحاء، هل مِن عَودَة ٍ
أحيا بها يا ساكني البطحاءِ
إنْ ينقضي صبري فليسَ بمنقضٍ
وجدي القَديمُ بكُمْ، ولابُرحائي
ولَئِنْ جَفا الوَسميُّ ماحِلَ تُرْبِكُم،
فمدامعي تربي على الأنواءِ
واحسْرَتي، ضاعَ الزَّمانُ ولم أفُزْ
منكمْ أهيلَ مودَّتي بلقاءِ
ومتى يؤمِّلُ راحة ً منْ عمرهُ
يومانِ يومُ قلى ً ويومُ تناءِ
وحياتكمْ يا أهلَ مكَّة َ وهيَ لي(11/122)
قسمٌ لقدْ كلفتْ بكمْ أحشائي
حبَّيكمُ في النَّاسِ أضحى مذهبي
وهواكُمُ ديني وعَقْدُ وَلائي
يا لائِمي في حُبّ مَنْ أجلِهِ
قد جَدّ بي وَجدي، وعَزّ عَزائي
هَلاّ نَهاكَ نُهاكَ عن لَوْمِ امرِىء ٍ،
لمْ يلفَ غيرَ منعَّمٍ بشقاءِ
لو تَدْرِ فيمَ عَذَلْتني لَعَذَرْتَني،
خفض عليكَ وخلِّني وبلائي
فلنازلي سرحِ المربعِ فالشَّبيـ
ـكة ِ فالثَّنيَّة ِ منْ شعابِ كداءِ
ولحاضِري البَيتِ الحَرامِ، وعامِري
تِلكَ الخيامِ، وزائري الحَثْماءِ
ولِفِتيَة ِ الحَرَمِ المَريعِ، وجِيرَة ِ الـ
ـحَيّ المَنيعِ، تَلَفُّتي وعَنائي
فهمُ همُ صدُّوا دنو أوصلوا جفوا
غدروا وافوا هجروار ثولضنائي
وهُمُ عِياذي، حيثُ لم تُغنِ الرُّقى ،
وهمْ ملاذي إنْ غدتْ أعدائي
وهُمُ بِقلْبي، إنْ تناءَتْ دارُهُمْ
عنِّي وسخطي في الهوى ورضائي
وعلى محلِّي بينَ ظهرانيهمِ
بالأخشَبينِ، أطوفُ حَولَ حِمائي
وعلى اعتِناقي للرّفاقِ، مُسَلِّماً،
عِنْدَ استِلامِ الرّكنِ، بالإيماءِ
وتذكُّري أجيادَ وردي في الضُّحى
وتهجُّدي في الَّليلة ِ الَّليلاءِ
وعلى مُقامي بالمَقامِ، أقامَ في
جِسمي السّقامُ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
عَمْري، ولو قُلِبَتْ بِطاحُ مَسيلِهِ
قلباً لقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
أسْعِد أُخَيَّ، وغنّني بحَديثِ مَنْ
حلَّ الأباطعَ إنْ رعيتَ إخائي
وأَعِدْهُ عِنْدَ مَسامِعي، فالرّوحُ، إن
بَعُدَ المَدى ، تَرتاحُ للأنْباءِ
وإذا أذى أَلمٍ ألَمَّ بِمُهجَتي،
فَشذا أُعَيشابِ الحِجازِ دَوائي
أأزادُ عنْ عذبِ الورودِ بأرضهِ
وأُحادُ عنْهُ، وفي نَقاهُ بَقائي
ورُبوعُهُ أربي، أجَل، ورَبيعُهُ
طربي وصارفُ أزمة ِ اللّأواءِ
وجِبالُهُ لَي مَرْبَعٌ، ورِمالُهُ
ليَ مرتعٌ وظلالهُ أفيائي
وتُرابُهُ نَدّي الذّكيُّ، وماؤهُ
وردى الرَّويُّ وفي ثراهُ ثرائي
وشعابهُ ليَ جنَّة ٌ وقبابهُ
ليَ جنَّة ٌ وعلى صفاهُ صفائي
حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى
وسقى الوليُّ مواطنَ الآلاءِ(11/123)
وسقى المشاعرِ والمحصَّبِ منْ منى
سَحّاً، وجادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
ورَعى الإلَهُ بها أصَيحابي، الأُلى
سامرتهمْ بجامعِ الأهواءِ
ورَعى لَيالي الخَيْفِ، ماكانتْ سِوى
حُلُمٍ مَضى ، مَعَ يَقظَة ِ الإغْفاءِ
واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وما حوى
طيبُ المكانِ بغفلة ِ الرُّقباءِ
أيّامَ أرْتَعُ في ميادينِ المُنى ،
جَذِلاً، وأرْفُلُ في ذُيولِ حِباءِ
ما أعجبَ الأيَّامَ توجبُ للفتى
مِنَحاً، وتَمْحَنُهُ بِسلبِ عَطاءِ
يا هلَّ لماضي عيشنا منْ عودة ٍ
يوماً وأسمحُ يعدهُ ببقائي
هيهاتِ، خابَ السّعيُ وانفصَمتْ عُرى
حبلِ المنى وانحلَّ عقدُ رجائي
وكفى غراماً أنْ أبيتَ متيَّماً
شَوقي أماميَ، والقضاءُ ورائي
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> سيف العشق
سيف العشق
رقم القصيدة : 154
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كيف أطفي الريح بثيابك وكيف اشعلك
كيف اتنثر على جمرك وكيف احتويك
نقضت ليل الحرير وجيت ماانت ل هلك
سمّيت باللي فتني بك وقلت ابتديك
هذا اول الدرب او هذا الطريق اولك
جيت آتوقّا عذابات المدى ..واهتديك
شوقي مسافة وهمساتك مدار وفلك
ان ماظميتك غلى ..ياعلني ماارتويك
إية اعرفك واعرف اني من غلاك اجهلك
مرات اضمّك واخاف اني مشبة عليك
مرات اشوفك بنفس الوقت واتخيلك
وانشد كفوفي عن اخر سالفة من يديك
أعنّ لك لو تصّب الموت ...واتهيّلك
واجوع لك وآتمنى خنجرك واشتهيك
ماقلت لك عمر سيف العشق مايقتلك
ماتشوفني حي قدامك وانا اموت فيك
اشتقت لك قبل اجيك وجيت واشتقت لك
البارحة طول ليلي بين هذي ..وذيك
مليت جمر انتظارك واستحيت أسألك
واحسبتني ما بعد جيتك وفكرت اجيك
اثرك بقلبي من البارح وانا استعجلك
واثري نسيتك من الفرحة وقمت احتريك
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> أيام آدم
أيام آدم
رقم القصيدة : 1540
-----------------------------------
أمن ضوء تفاحة
بدأ الكون؟
أم بدأ الكون
من ندم،
عاصف(11/124)
في الضمير؟
وكيف غدا آدم
سيدا؟
حينما اندلعت
بين كفيه شمس الحصى؟
حينما شاع في الريح
عطر رجولته؟
حينما جاءت امرأة:
جعلت
من يديه
إلهين
ثم استحالت بسحرهما امرأة
من لظى،
وحرير
تتلألأ
مبتلة برنين الينابيع،
ممزوجة
بغيوم السري...؟
كيف جاءت إليه؟
جلست
عند أحزانه،
واكتوت بلظى قدميه
أشعلت
دفء شهوته،
ومصابيحه،
ورماد يديه...
عند زهر أنوثتها أنحني
أتشظى. يداي
إلهان منتشيان،
وملء إهابي غيم قديم،
يعذبني، ولهيب
تحول بردا، وحولني
موقدا
تنفخ الريح عن دمه
كل هذا الرماد
تعبي ضوء أغنية
تتآكل،
أيام آدم تأخذه
أين غاباته؟
وبراريه؟
أية سيدة
تخلع الآن أظفاره؟
وتمجد شهوته،
وذراعيه؟
ماذا فعلت
بأيام آدم
يا شهرزاد؟
كيف شب على ركبتيك
إلها حزينا؟
له جنة ليس يملكها،
وطيور تناكده،
وعباد؟
كلّ ثانية
تنهب الريح حصتها
من بهاء الشجر
كل ثانية
تقضم الريح ما تشتهي
من عناد الحجر،
كل ثانية
تتشابه
أيام آدم
مثل قطيع حزين
فمن
روض، اليوم، للريح
هذا الغزال الخطير؟
ألجام من الورد
يقمع صبوته للبراري؟
أشئ من الوهم
يشحذ شهوته
للسرير؟
كيف
صغت
لوحشته
جرسا
لجنون
يديه
عبودية
من
حرير؟
ذي فصول تكرر خضرتها
أم أساها؟
وحواء وهم
تجدده الريح في كل أمسية
شهريار !
أكمين يضئ
سريرك
أم جسد من رماد الثمار؟
تلك حواء
فضة ليل قديم
تكررها الريح
ثانية،
فضة الفجر
حواء،
مازجها النوم،
خالطها صخب الديكة،
سقط الطير
منتشيا بدم الشبكة،
(قطعة من سماء مجرحة
بين كفيه)،
وانتشرت
تملأ الريح بالوهم
والحلم،
نشوته المربكة ...
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
رقم القصيدة : 15400
-----------------------------------
أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا،
أمْ، في رُبَى نجدٍ، أرى مِصباحَا؟
أمْ تِلكَ ليلى العامرِيّة ُ أسْفَرَتْ
ليلاً فصيرتِ المساءَ صباحاً
ياراكبَ الوَجْناءِ، وُقّيتَ الرّدى ،(11/125)
إنْ جُبتَ حَزْناً، أو طوَيتَ بِطاحا
وسَلَكتَ نَعمانَ الأراكِ، فعُجْ إلى
وادٍ، هُناكَ، عَهِدْتُهُ فَيّاحا
فبأيمنِ العلمينِ منْ شرقيِّهِ
عَرّجْ، وأُمَّ أرينَهُ الفَوّاحا
وإذا وَصَلتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى ،
فانشدْ فؤاداً بالأبيطحِ طاحا
واقرِ السَّلامَ أهيلهُ عنى وقلْ
غادرتهُ لجناتكمْ ملتاحا
يا ساكنِي نَجدٍ، أما مِن رَحمَة ٍ
لأسيرِ إلفٍ لا يريدُ سراحاً
هَلاّ بَعَثْتُمْ، لِلمَشُوقِ، تحيّة ً
في طيّ صافيَة ِ الرّياحِ، رَواحا
يحيا بها منْ كانَ يحسبُ هجركمْ
مزحاً ويعتقدُ المزاحَ مزاحا
يا عاذلَ المشتاقِ جهلا بالَّذي
يلقى مليّاً لا بلغتَ نجاحاً
أتعبتَ نفسكَ في نصيحة ِ منْ يرى
أنْ لا يرى الإقبالَ والإفلاحا
أقصِرْ، عدِمتُكَ، واطّرحْ من أثخنتْ
أحشاءَهُ، النُّجُلُ العُيونُ، جِراحا
كنتَ الصَّديقُ قبيلَ نصحكَ مغرماً
أرأيتَ صبًّا يألفُ النُّصَّاحا
إنْ رمتَ إصلاحي فإنِّي لمْ أردْ
لِفَسادِ قَلبي في الهَوَى ، إصْلاحا
ماذا يريدُ العاذلونَ بعذلِ منْ
لَبِسَ الخَلاعَة َ، واستراحَ وراحا
يا أهلَ ودِّي هلْ لراحي وصلكمْ
طَمَعٌ، فَينعَمَ بالهُ استِرْواحا
مذْ غبتمُ عنْ ناظري ليَ أنَّة ٌ
ملأتْ نواحيَ أرضِ مصرَ نواحاً
وإذا ذَكَرْتُكُم أميلُ، كأنّني،
مِن طِيبِ ذِكْرِكُمُ، سُقيتُ الرّاحا
وإذا دُعيتُ إلى تناسي عَهدِكُمْ،
ألفيتُ أحشائي بذاكَ شحاحاً
سقياً لأيَّامٍ مضتْ معْ جيرة ٍ
كانتْ ليالينا بهمْ أفراحا
حيثُ الحمى وطني وسكَّانُ الغضا
سَكَني، وَوِردي الماءَ فيهِ مُباحا
وأُهَيلُهُ أربي، وظِلُّ نخيلِهِ
طربي ورملة ُ وادييهِ مراحاً
واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبهِ
أيَّامَ كنتُ منَ الُّلغوبِ مراحاً
قسماً بمكَّة َ والمقامِ ومنْ أتى الْـ
بيتَ الحرامَ ملبِّياً سيَّاحاً
مارَ تَّحتْ ريحُ الصِّبا شيحَ الرُّبى
إلاّ وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ،(11/126)
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ،
رقم القصيدة : 15401
-----------------------------------
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ،
ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ
وبذلكَ الشِّعبُ اليَمانِيُّ مُنية ٌ
لِلصّبِّ، قد بَعُدَتْ على آمالِهِ
يا صاحِبي، هذا العقيقُ، فقِفْ بهِ
متوالهاً إنْ كنتَ لستَ بوالهِ
وانظرهُ عنِّي إنَّ طرفي عاقني
إرسالُ دَمعي فيهِ عن إرسالِهِ
واسْألْ غزالَ كِناسِهِ:هل عندَهُ
علمٌ بقلبي في هواهُ وحالهِ
وأَظُنّهُ لم يَدْرِ ذُلَّ صَبابَتي،
إذْ ظلَّ ملتهياً بعزِّ جمالهِ
تَفديهِ مُهجَتي، الّتي تَلِفَتْ، ولا
منٌّ عليهِ لأنَّها منْ مالهِ
أتُرَى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ،
إذْ كُنْتُ مُشْتاقاً لهُ كوِصالِهِ
وأبيتُ سهراناً أمثِّلُ طيفهُ
للطّرْفِ، كي ألْقى خيالَ خيالِهِ
لاذُقْتُ يوماً راحة ً مِن عاذلٍ،
إنْ كنتُ ملتُ لقيلهِ ولقالهِ
فوحقِّ طيبِ رضى الحبيبِ ووصلهِ
ما ملَّ قلبي حبَّهُ لملالهِ
واهاً إلى ماءِ العذيبِ وكيفَ لي
بحشايَ لوْ يطفى ببردِ زلالهِ
ولَقَدْ يَجِلّ، عنِ اشتِياقي، ماؤُه
شرفاً فواظمئي للامعِ آلهِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
رقم القصيدة : 15402
-----------------------------------
هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،
أمْ بارقٌ لاحَ في الزَّوراءِ فالعلمِ
أرواحَ نعمانَ هلاَّ نسمة ٌ سحراً
وماءَ وجرة َ هلاَّ نهلة ٌ بفمِ
يا سائقَ الظَّعنِ يطوي البيدَ معتسفاً
طيَّ السّجِلّ، بذاتِ الشّيحِ من إضَمِ
عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللَّهُ، مُعتَمداً
خميلة َ الضَّالِ ذاتَ الرَّندِ والخزمِ
وقِفْ بِسِلْعٍ وسِلْ بالجزْعِ:هلْ مُطرَتْ
بالرَّقمتينِ أثيلاتٌ بمنسجمِ
ناشَدْتُكَ اللَّهَ إنْ جُزْتَ العَقيقَ ضُحًى
فاقْرَ السَّلامَ عليهِمْ، غيرَ مُحْتَشِمِ
وقُلْ تَرَكْتُ صَريعاً، في دِيارِكُمُ،(11/127)
حيّاً كميِّتٍ يعيرُ السُّقمَ للسُّقمِ
فَمِنْ فُؤادي لَهيبٌ نابَ عنْ قَبَسٍ،
ومنْ جفوني دمعٌ فاضَ كالدِّيمِ
وهذهِ سنَّة ُ العشَّاقِ ما علقوا
بِشادِنٍ، فَخَلا عُضْوٌ منَ الألَمِ
يالائماً لا مني في حبِّهمْ سفهاً
كُفَّ المَلامَ، فلو أحبَبْتَ لمْ تَلُمِ
وحُرْمَة ِ الوَصْلِ، والوِدِّالعتيقِ، وبالـ
العهدِ الوثيقِ وما قدْ كانَ في القدمِ
ما حلتُ عنهمْ بسلوانٍ ولابدلٍ
ليسَ التَّبدُّلُ والسُّلوانُ منْ شيمي
ردُّوا الرُّقادَ لجفني علَّ طيفكمُ
بمضجعي زائرٌ في غفلة ِ الحلمِ
آهاً لأيّامنا بالخَيْفِ، لَو بَقِيَتْ
عشراً وواهاً عليها كيفَ لمْ تدمِ
هيهاتَ واأسفي لو كانَ ينفعني
أوْ كانَ يجدى على ما فات واندمي
عني إليكمْ ظباءَ المنحنى كرماً
عَهِدْتُ طَرْفيَ لم يَنْظُرْ لِغَيرِهِمِ
طوعاً لقاضٍ أتى في حُكمِهِ عَجَباً،
أفتى بسفكِ دمي في الحلِّ والحرمِ
أصَمَّ لم يَسمَعِ الشّكوَى ، وأبكمَ لم
يُحرْجواباً وعنْ حالِ المشوقِ عَمِي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
رقم القصيدة : 15403
-----------------------------------
خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
إنَّما أنتَ سائقٌ بفؤادي
ما تَرَى العيْسَ بينَ سَوْقٍ وشَوْقٍ
لِربيعِ الرُّبوعِ، غَرْثَى ، صَوادي
لمْ تُبقِّي لها المهامِهُ جسماً
غيرَ جِلْدٍ على عِظامٍ بَوادِ
وتَحفَّتْ أخْفافُها، فَهِيَ تَمْشي،
من وَجَاها في مِثلِ جمرِ الرَّمادِ
وبَراها الوَنى ، فَحّلَّ بُراها،
خَلّها تَرْتَوي ثِمادَ الوِهادِ
شفَّها الوَجدُ إن عدِمتَ رِوَاهَا
فاسقِها الوَخدَ من جِفارِ المَهَادِ
واستبقِهَا واستبقِهَا فهيَ ممَّا
تَتَرامى بِهِ إلى خيرِ وادِ
عَمْرَكَ اللَّهَ، إنْ مَرَرّتَ بوادي
يَنْبُعٍ، فالدّهنْا، فَبَدْرٍ، غادي
وسَلَكْتَ النّقا، فَأودانَ ودّا
ن، إلى رابِغِ الرَّوِيِّ الثّمادِ(11/128)
وقَطَعْتَ الحِرارَ، عَمداً، لِخيما
تِ قُدَيْدٍ مواطِنِ الأمجادِ
وتَدانَيتَ مِن خُليصٍ، فَعَسْفا
نِ فمرِّ الَّظهرانِ مُلقَى البوادي
ووَرَدتَ الجَمومُ، فالقَصرَ، فالدّكْـ
ـناء، طُرّاً مَناهِلَ الورِادِ
وأتيتَ التَّنعيمَ فالزَّاهرَ الزَّا
هرَ نوراً إلى ذُرَى الأطوَادِ
وعبرتَ الحجونَ واجتزْتَ فاخترْ
تَ، ازْدياراً، مشاهدَ الأوتادِ
وبلغتَ الخيامَ فابلِغْ سلامي
عنْ حفاظٍ عُريبَ ذاكَ النَّادي
وتَلَطّفْ، واذْكُرْ لَهُمْ بَعْضَ ما بي
من غرامٍ ما إنْ لهُ منْ نفادِ
يا أخلايَ هلْ يعودُ التَّداني
منكُمُ بالحمَى بعودِ رُفادِي
ما أمَرَ الفِراقِ، يا جِيرَة َ الحـ
يِّ، وأحلَى التّلاقِ بَعْدَ انْفِرادِ
كيفَ يلتذُّ بالحياة ِ معنًّى
بَينَ أحْشائِهِ كَوَرْيِ الزِّنادِ
عُمْرُهُ واصْطِبارُهُ في انْتِقاصٍ،
وجَواهُ ووَجْدُهُ في ازْديادِ
في قُرَى مِصْرَ جِسْمُهُ، والأُصَيحا
بُ شآما والقلبُ في أجيادِ
إن تعُدْ وَقفة ٌ فُويقَ الصُّحيرا
تِ رَواحاً، سَعِدْتُ بعْدَ بعادي
يا رَعى اللَّهُ يَومَنا بالمُصَلَّى ،
حيثُ نُدعى إلى سبيلِ الرَّشادِ
وِقبابُ الرِّكابِ بينَ الغليميـ
نِ، سِراعاً، لِلْمأزِمَينِ، غوَادي
وسقَى جمعنَا بجمعٍ مُلثاً
مَنْ تَمنّى مالاً وَحُسْنَ مَآلٍ،
فَمُنائي مِنًى ، وأقصَى مُرادي
يا أُهيلَ الحجازِ إن حكمَ الدَّهـ
ـرُ ببَينٍ، قَضَاءَ حَتْمٍ إرَادي
فغرامِي القديمُ فيكمْ غرامي
وَوِدادي، كَما عَهِدْتُمْ، وِدادي
قدْ سكنتمْ منَ الفؤادِ سُويداً
هُ، وَمِنْ مُقلَتي سَوَاءَ السّوَادِ
يا سميري روِّحْ بمكَّة رُوحي
شادِياً، إنْ رَغِبتَ في إسْعادي
فذُراها سِربي وَطيبى ثراهَا
وسبيلُ المسيلِ وِردي وزادي
كانَ فيها أُنسِي ومعراجُ قُدسي
وَمَقامي المَقامُ، والفَتحَ بادِ
نقلتني عنها الحظوظُ فجذًتْ
واردَاتي ولم تُدمْ أورادي
آهِ لَوْ يَسْمَحُ الزَّمانُ بعَوْدٍ،
فَعَسَى أنْ تَعُودَ لي أعْيَادي(11/129)
قَسَماً بالحَطيمِ، والرّكْنِ، والأسْـ
ـتَارِ، والمَرْوَتَينِ، مَسْعَى العِبادِ
وظلالِ الجنابِ والحِجرِ والمِيـ
زابِ والمستجابِ للقصَّادِ
ما شَمِمْتُ البَشامَ إلاّ وأهْدى ،
لفؤادي تحيَّة ً من سعادِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
رقم القصيدة : 15404
-----------------------------------
هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً
وأوّلُهُ سُقْمٌ، وآخِرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديَّ الموتُ فيه صبابة ً
حَياة ٌ لمَن أهوَى ، عليّ بها الفَضْلُ
نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى
مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ
شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بهِ،
ودونَ اجتِناءَالنّحلِ ما جنتِ النّحلُ
تمسّكْ بأذيالِ الهوى واخلعْ الحيا
وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جلُّوا
وقلْ لقتيلِ الحبِّ وفَّيتَ حقَّهُ
وللمدَّعي هيهاتَ مالكحلُ الكحلُ
تعرّضَ قومٌ للغرامِ، وأعرضوا،
بجانبهمْ عنْ صحّتي فيهِ واعتلُّوا
رَضُوا بالأماني، وَابتُلوا بحُظوظِهِم،
وخاضوا بحارَالحبّ، دعوَى ، فما ابتلّوا
فَهُمْ في السّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم
وما ظَعنوا في السّيرِعنه، وقد كَلّوا
عن مَذهَبي، لمّا استَحَبّوا العمى على الـ
ـهُدى حَسَداً من عِندِ أنفُسِهم ضَلّوا
أحبَّة َ قلبي والمحبَّة ُ شافعي
لدَيكُمْ، إذا شِئتُمْ بها اتّصَل الحبلُ
عسَى عَطفَة ٌ منكُمْ عَليّ بنَظرَة ٍ،
فقدْ تعبتْ بيني وبينكمُ الرُّسلُ
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا
فكونوا كما شئتمْ أنا ذلكَ الخلُّ
إذا كانَ حَظّي الهَجرَمنكم، ولم يكن
بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ، ما لم يكنْ قِلًى ،(11/130)
وأصعبُ شئٍ غيرَ إعراضكمْ سهلُ
وتعذيبكمْ عذبٌ لديَّ وجوركمْ
عليَّ بما يقضي الهوى لكمُ عدلُ
وصبري صبرٌ عنكمْ وعليكمْ
أرى أبداً عندي مرارتهُ تحلو
أخذتمْ فؤادي وهوَ بعضي فما الَّذي
يَضَرّكُمُ لو كانَ عِندَكَمُ الكُلّ
نأيتمْ فغيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً
سوى زفرة ٍ منْ حرِّ نارِ الجوى تغلو
فسهديَ حيٌّ في جفوني مخلَّدٌ
ونومي بها ميتٌ ودمعي لهُ غسلُ
هوى ً طلَّ ما بينَ الطُّلولِ دمي فمنْ
جُفوني جرى بالسّفحِ من سَفحِه وَبلُ
تبالَهَ قومي، إذ رأوني مُتَيّماً،
وقالوا يمنْ هذا الفتى مسَّهُ الخبلُ
وماذا عسى عنِّي يقالُ سوى غدا
بنعمٍ لهُ شغلٌ نعمْ لي لها شغلُ
وقالَ نِساءُ الحَيّ:عَنّا بذكرِ مَنْ
جفانا وبعدَ العزِّ لذَّ لهُ الذلُّ
إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بنَظرة ٍ،
فلا أسعدتْ سعدي ولا أجملتْ جملُ
وقد صَدِئَتْ عَيني بُرؤية ِ غَيرِها،
ولَثمُ جُفوني تُربَها للصَّدا يجلو
وقدْ علموا أنِّي قتيلُ لحاظها
فإنَّ لها في كلِّ جارحة ٍ نصلُ
حَديثي قَديمٌ في هواها، وما لَهُ،
كماعلمتْ بعدٌ وليسَ لها قبلُ
وما ليَ مِثلٌ في غَرامي بها، كمَا
فإن حَدّثوا عَنها، فكُلّي مَسامعٌ،
حرامٌ شفاسقمي لديها رضيتُ ما
بهِ قسمتْ لي في الهوى ودمي حلُّ
فحالي وإنْ ساءَتْفقد حَسُنَتْ بهِ
وما حطّ قدري في هواها به أعْلو
وعنوانُ ما فيها لقيتُ ومابهِ
شقيتُ وفي قولي اختصرتُ ولمْ أغلُ
خفيتُ ضنى ً حتَّى لقدْ ضلَّ عائدي
وكيفَ تَرى العُوّادُ مَن لا له ظِلّ
وما عثرَتْ عَينٌ على أثَري، ولم
تدعْ لي رسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
ولي همَّة ٌ تعلو إذا ما ذكرتها
وروحٌ بذِكراها، إذا رَخُصَتْ، تغلُو
جَرَى حُبُّها مَجَرى دمي في مَفاصلي،
فأصبَحَ لي، عن كلّ شُغلٍ، بها شغلُ
فنافِس ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى ،
فإن قبلتها منكَ ياحبَّذا البذلُ
فمَن لم يجُدْ، في حُبِّ نُعْمٍ، بنفسِه،
ولو جادَ بالدّنيا، إليهِ انتهَى البُخلُ(11/131)
ولولا مراعاة ُ الصِّيانة ِ غيرة ً
ولو كثروا أهل الصَّبابة ِ أو قلُّوا
لقُلتُ لِعُشّاقِ الملاحة ِ:أقبِلوا
إليها، على رأيي، وعن غيرِها ولّوا
وإنْ ذكرتْ يوماً فخرُّوا لذكرها
سجوداً وإنْ لاحتْ إلى وجهها صلُّوا
وفي حبّها بِعتُ السّعادة َ بالشّقا
ضلالاً وعقلي عنْ هدايَ بهِ عقلُ
وقُلتُ لرُشْدي والتّنَسكِ، والتّقَى :
تخَلَّوا، وما بَيني وبَينَ الهوَى خَلّوا
وفرغتُ قلبي عنْ وجودي مخلصاً
لَعَلّيَ في شُغلي بها، مَعَها أخلو
ومِن أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى ،
وأغدو ولا أعدو لمنْ دأبهُ العذلُ
فأرتاحُ للواشينَ بيني وبينها
لتَعْلَمَ ماألقَى ، وما عندَها جَهلُ
وأصبو إلى العذّال، حُبّاً لذكرِها،
كأنّهُمُ، مابينَنا في الهوى رُسلُ
وكُلّيَ، إن حَدّثتُهُمْ، ألسُنٌ تَتلو
تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا، تبايُناً،
برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا، ما لها أصلُ
فشَنّعَ قومٌ بالوِصالِ، ولم تَصِل،
وأرجفَ بالسِّلوانِ قومٌ ولمْ أسلُ
فما صدَّقَ التَّشنيعُ عنها لشقوتي
وقد كذبَتْ عني الأراجيفُ والنّقْلُ
وكيفَ أرجّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوّرَتْ
حماها المنى وهماً لضاقتْ بها السُّبلُ
وإن وَعدَتْ لم يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلها ؛
وإنْ أوعدتْ فالقولُ يسبقهُ الفعلُ
عِديني بِوَصلٍ، وامطُلي بِنَجازِهِ،
فعندي إذا صحَّ الهوى حسنَ المطلُ
وَحُرْمة ِ عَهْدٍ بينَنا، عنه لم أحُلْ،
وعَقدٍ بأيدٍ بينَنا، ما له حَلُ
لأنتِ، على غَيظِ النّوى ورِضَى الهَوَى ،
لديَّ وقلبي ساعة ً منكِ ما يخلو
ترى مقلتي يوماً ترى منْ أحبُّهمْ
ويَعتِبُني دَهْري، ويَجتمِعُ الشَّملُ
وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ
نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا
وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا
لهمْ أبداًَ منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا
ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً(11/132)
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً
رقم القصيدة : 15405
-----------------------------------
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً
سَكِرْنا بها، من قبلِ أن يُخلق الكَرمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يديرها
هِلالٌ، وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها
ولو لا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُشاشَة ٍ
كأنَّ خَفاها، في صُدورِ النُّهى كَتْمُ
فإنْ ذكرتْ في الحيِّ أصبحَ أهلهُ
نشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثمُ
ومنْ بينِ أحشاءِ الدِّنانِ تصاعدتْ
ولم يَبْقَ مِنْها، في الحَقيقَة ِ، إلاّ اسمُ
وإنْ خَطَرَتْ يَوماً على خاطِرِ امرِىء ٍ
أقامَتْ بهِ الأفْراحُ، وارتحلَ الهَمُ
ولو نَظَرَ النُّدمانُ ختْمَ إنائِها،
لأسكرهمْ منْ دونها ذلكَ الختمُ
ولو نَضَحوا مِنها ثَرى قَبْرِ مَيتٍ،
لعادَتْ إليهِ الرُّوحُ، وانْتَعَشَ الجسْمُر
ولو طرحوا في فئِ حائطِ كرمها
عليلاً وقدْ أشفى لفارقهُ السُّقمُ
ولوْ قرَّبوا منْ حلها مقعداً مشى
وتنطقُ منْ ذكري مذاقتها البكمُ
ولوْ عبقتْ في الشَّرقِ أنفاسُ طيبها
وفي الغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
ولوْ خضبتْ منْ كأسها كفُّ لامسٍ
لما ضلَّ في ليلٍ وفي يدهِ النَّجمُ
ولوْ جليتْ سرَّاً على أكمهٍ غداً
بصيراً ومنْ راو وقها تسمعُ الصُّمُّ
ولو أنّ ركْباً يَمّمَوا تُرْبَ أرْضِها،
وفي الرَّكبِ ملسوعٌ لماضرَّهُ السمُّ
ولوْ رسمَ الرَّقي حروفَ اسمها على
جبينِ مصابٍ جنَّ أبرأهُ الرَّسمُ
وفوقَ لِواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها،
لأسكرَ منْ تحتَ الِّلوا ذلكَ الرَّقمُ
تُهَذّبُ أخلاقَ النّدامى ، فيَهْتَدي،
بها لطريقِ العزمِ منْ لالهُ عزمُ
ويَكْرُمُ مَنْ لم يَعرِفِ الجودَ كَفُّهُ،
ويَحلُمُ، عِندَ الغيظِ، مَن لا لَهُ حِلْمُ
ولو نالَ فَدْمُ القَوْمِ لَثْمَ فِدامِها،
لَأكسَبَهُ مَعنى شَمائِلِها اللّثْمُ
يقولونَ لي صفها فأنتَ بوصفها
خَبيرٌ، أجَلْ! عِندي بأوصافِها عِلْمُ(11/133)
صفاءٌ، ولا ماءٌ، ولُطْفٌ، ولاهَواً،
ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جسمُ
تقدَّمَ كلَّ الكائناتِ حديثها
قديماً، ولا شَكلٌ هناكَ، ولا رَسْمُ
وقامَتْ بِها الأشْياءُ، ثَمّ، لحِكْمَة ٍ،
بها احتجبتْ عنْ كلِّ منْ لالهُ فهمُ
وهامتْ بها روحي بحيث تمازجا اتّـ
حاداً ولا جرمٌ تخلَّلهُ جرمُ
وكَرْمٌ ولا خَمْرٌ، ولي أُمُّها أُمُّ
وكرمٌ ولا خمرٌ وفي أمِّها أمُّ
ولُطْفُ الأواني، في الحَقيقَة ِ، تابِعٌ
للطفِ المعاني والمعاني بها تنمو
وقدْ وقَعَ التَّفريقُ، والكُلُّ واحِدٌ،
فأرواحنا خمرٌ وأشباحنا كرمُ
ولا قبلها قبلٌ ولا بعدَ بعدها
وقبليَّة ُ الأبعادِ فهيَ لها حتمُ
وعَصْرُ المَدى منْ قَبْلِهِ كان عصْرها،
وعهدُ أبينا بعدها ولها اليتمُ
محاسِنُ، تَهْدي المادِحينِ لِوَصْفِها،
فَيَحسُنُ فيها مِنهمُ النَّثرُ والنّظمُ
ويَطرَبُ مَن لم يَدرِها، عندَ ذِكرِها،
كمُشْتاقِ نُعْمٍ، كلّما ذُكِرَتْ نُعْمُ
وقالوا شربتَ الإثمَ كلاَّ وإنَّما
شَرِبتُ التي، في تَرْكِها، عندي الإثمُ
هنيئاً لأهلِ الديرِ كمْ سكروا بها
وما شربوا منها ولكنَّهمْ همُّوا
وعنديَ منها نشوة ٌ قبلَ نشأتي
معي أبداً تبقي وإنْ بلى َ العظمُ
عليكَ بها صرفاً وإنْ شئتَ مزجها
فعدلكَ عنْ ظلمِ الحبيبِ هوَ الظُّلمُ
فدونَكَها في الحانِ، واسْتَجلِها بهِ،
على نغمِ الألحانِ فهيَ بها غنمُ
فما سَكَنَتْ والهَمّ، يوماً، بِمَوضِعٍ،
كذلِكَ لم يَسكُنْ، معَ النّغْمِ، الغَمُّ
وفي سكرة ٍ منها ولو عمرَ ساعة ٍ
تَرى الدَّهْرَ عَبداً طائِعاً، ولَكَ الحُكْمُ
فلا عيشَ في الدُّنيا لمنْ عاشَ صاحياً
ومنْ لمْ يمتْ سكراً بها فاتهُ الحزمُ
على نفسهِ فليبكِ منْ ضاعَ عمرهُ
وليسَ لهُ فيها نصيبٌ ولا سهمُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،
ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،
رقم القصيدة : 15406
-----------------------------------(11/134)
ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَجِ
ودَّعْتُ، قبلَ الهَوى ، رُوحي، لما نَظَرَتْ
عيناي منْ حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ
لِلّهِ أجفانُ عينٍ، فيكَ، ساهِرَة ٍ،
شَوْقاً إليكَ، وقَلْبٌ، بالغَرامِ، شَجِ
وأضْلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها،
مِنَ الجَوى ، كبِدي الحرّى ، مِنَ العَوَجِ
وأدمعٌ هملتْ لولا التَّنفسُ منْ
نارِ الهَوى ، لمْ أكَدِ أنجو منَ اللُّجَجِ
وحبَّذا فيكَ أسقامُ خَفيتُ بها
عنّي تَقومُ بها، عِنْدَ الهَوى حُجَجي
أصبحتُ فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
ولَمْ أقُلْ جَزَعاً:يا أزْمَة ُ انْفَرِجي
أهفو إلى كلِّ قلبٍ بالغرامِ لهُ
شغلٌ وكلِّ لسانٍ بالهوى لهجِ
وكُلِّ سَمْعٍ عنِ اللاحي، بهِ صَمَمٌ؛
وكلِّ جفنٍ إلى الإغفاءِ لمْ يعجِ
لا كانَ وجدٌ بهِ الآماقُ جامدة ٌ
ولا غَرامٌ بهِ الأشْواقُ لمْ تَهِجِ
عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ
وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ
منْ لي باتلافِ روحي في هوى رشأ
حلوِ الشَّمائلِ بالأرواحِ ممتزجِ
منْ ماتَ فيهِ غراماً عاشَ مرتقياً
ما بينَ أهلِ الهوى في أرفعِ الدَّرجِ
محجَّبٌ لوْ سرى في مثلِ طرَّتهِ
أغنتهُ غرَّتهُ الغرَّا عنِ السُّرجِ
وإنْ ضَلِلْتُ بليلٍ، من ذوائِبِهِ،
أهدى ، لِعيني الهدى ، صُبْحٌ منَ البَلَجِ
وإنْ تنفَّسَ قالَ المسكُ معترفاً
لعار في طيبهِ منْ نشرهِ أرجى
أغوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراصهِ في الطّولِ كالحججِ
فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي
قُلْ للذي لامني فيهِ، وعنّفَني:
دعني وشأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ
فاللّوْمُ لُؤمٌ، ولم يُمدَحْ بهِ أحدٌ؛
وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي
يا ساكِنَ القَلبِ لاتَنظُرْ إلى سكَني
وارْبَحْ فؤادَكَ ؛واحذَرْ فتنة َ الدّعجِ
يا صاحبي، وأنا البَرّ الرّؤوفُ، وقد(11/135)
بذلتُ نصحي بذاكَ الحيِّ لا تعجِ
فيهِ خلعتُ عذاري واطَّرحتُ بهِ
قَبولَ نُسكيَ، والمَقبولَ من حِججي
وابيضّ وَجهُ غَرامي في مَحَبّتِهِ،
واسودَّ وجهُ ملامي فيهِ بالحججِ
تَبارَكَ اللّهُ!ما أحلَى شَمَائِلَهُ،
فكمْ أماتتْ وأحيتْ فيهِ منْ مهجِ
يهوى لذكرِ اسمهِ منْ لجَّ في عذلي
سمعي وإنْ كانَ عذلي فيهِ لمْ يلجِ
وأرْحَمُ البرقَ في مَسراهُ، مُنتَسِباً
لِثَغْرِهِ، وهَوَ مُستحْيٍ من الفَلَجِ
تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحة ٍ
في كلّ مَعنى ً لطيفٍ، رائقٍ، بهِجِ
في نغمة ِ العودِ والنَّايِ الرَّخيمِ إذا
تألَّقا بينَ ألحانٍ منَ الهزجِ
وفي مَسارِحِ غِزلانِ الخَمائِلِ، في
بردِ الأصائلِ والإصباحِ في البلجِ
وفي مَساقِطِ أنداءِ الغَمامِ، على
بِساطِ نَوْرٍ، من الأزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مَساحِبِ أذيالِ النّسيمِ، إذا
أهْدى إليّ، سُحيراً، أطيبَ الأرَجِ
وفي الْتِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ، مُرْتَشِفاً
رِيقَ المُدامَة ِ، في مُستَنْزَهٍ فَرِجِ
لم أدرِ ما غُربَة ُ الأوطانِ، وهو معي،
وخاطِري، أينَ كَنّا، غَيرُ مُنْزَعِجِ
فالدَّارُ داري وحبِّيَ حاضرٌ ومتى
بدا فمنعرجُ الجرعاءِ منعرجي
ليهنَ ركبٌ سروا ليلاً وأنتَ بهمْ
بسيرهمْ في صباحٍ منكَ منبلجِ
فليَصنعِ الرّكبُ ما شاؤوا بأنْفُسِهم؛
هُمْ أهلُ بدرٍ، فلا يَخشونَ من حَرجِ
يَحقّ عِصياني اللاحي عليكَ، وما
بأضْلُعي، طاعة ً للوَجْدِ، مِن وَهَجِ
أنظرْ إلى كبدٍ ذابتْ عليكَ جوى ً
ومقلة ٍ منْ نجيع الدَّمعِ في لججِ
وارحمْ تعثرَ آمالي ومرتجعي
إلى خِداعِ تَمنّي الوَعْدِ بالفَرَجِ
واعطِفْ على ذُلّ أطماعي بهَلْ وعسَى ،
وامننْ عليَّ بشرحِ الصَّدرِ منْ حرجِ
أهلاً بما لمْ أكنْ أهلاً لموقعهِ
قولِ المبشِّرِ بعدَ اليأًسِ بالفرجِ
لكَ البشارة ُ فاخلعْ ما عليكَ فقدْ
ذكرتَ ثمَّ على ما فيكَ منْ عوجِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ،(11/136)
إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ،
رقم القصيدة : 15407
-----------------------------------
إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ،
فظباؤهُ منها الظُّبي بمحاجرِ
فالقَلْبُ فيهِ واجِبٌ مِن جائِزٍ،
إنْ ينجُ كان مخاطراً بالخاطرِ
وعلى الكَثَيبِ الفَردِ حَيٌّ دونَهُ الْـ
آسادُ صَرْعى ، مِن عُيونِ جآذِرِ
أحببْ بأسمرَ صينَ فيهِ بأبيضٍ
أجفانُهُ منّي مكانَ سرائري
ومُمْنّعٍ، ماإن لنا مِن وَصلِهِ،
إلا توهُّمُ زورِ طيفٍ زائرِ
للماءِ عدتُ ظمى كأصدى واردٍ
مُنِعَ الفُراتَ، وكُنتُ أروَى صادِرِ
خيرَ الأُصَيحابِ، الّذي هُوَ آمِري
بالغيّ فيهِ وعنْ رشادي زاجري
لوْ قيلَ لي ماذا تحبُّ وما الَّذي
تَهواهُ مِنهُ لَقُلْتٌ:ما هُوَآمِري
ولقدْ أقولُ لِلائمي، في حُبِّهِ،
لمّا رأهُ، بُعيدَ وَصلي، هاجِرِي:
عنِّي إليكَ فلي حشاً لمْ يثنها
هجرُ الحديثِ ولا حديثُ الهاجرِ
لكنْ وَجَدْتكَ، مِن طريقٍ، نافِعي،
وبلذعِ عذلي لوْ أطعتكَ ضائري
أحسنتَ لي منْ حيثُ لا تدري وإنْ
كنتَ المسئَ فأنتَ أعدلُ جائرِ
يدني الحبيبَ وإنْ تناءتْ دارهُ
طيفُ الملامِ لطرفِ سمعي السَّاهرِ
فكأنّ عذْلَكَ عيسُ مَن أحبَبْتُهُ،
قَدِمَتْ عليَّ وكانَ سمعي ناظِري
أتعبتَ نفسكَ واسترحتَ بذكرهِ
حتّى حسِبْتُكَ في، الصبابَة ِ، عاذِريِ
فاعجَبْ لِهاجٍ، مادِحٍ عُذّالَهُ،
في حبِّهِ بلسانِ شاكٍ شاكرِ
يا سائراً بالقلبِ غدراً كيفَ لمْ
تُتْبِعَهُ ما غادَرْتَهُ مِن سائرِي؟
بعضي يغارُ عليكَ منْ بعضي ويحْـ
ـسُدُ باطِني، إذْ أنتَ فيهِ ظاهِري
ويَودُّ طَرفي، إن ُّذكِرْتَ بِمَجلِسٍ،
لوْ عادَ سمعاً مصغياً لمسامري
متعوِّداً إنجازهُ متوعِّداً
أبَداً، ويَمْطُلُني بِوَعدٍ نادِرِ
ولبُعْدِهِ اسوَدّ الضّحى عندي، كم ابْـ
يضَّتْ لقربٍ منهُ كان دياجري
العصر العباسي >> ابن الفارض >> قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،
قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،
رقم القصيدة : 15408(11/137)
-----------------------------------
قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،
روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،
في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي
ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي
منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي،
والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ
سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى
جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها
عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
وبماجرى في موقفِ التَّوديعِ منْ
ألمِ النّوى ، شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ
أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفي
فالمطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفا
يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة ً
ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفي
فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها
أنْ تَنطَفي، وأوَدّ أن لا تنطَفي
يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ
ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي
عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا،
كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي
عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتها
لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً
حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ
لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي
ولقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى :
عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ(11/138)
فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي
قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعاً
أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى
فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ
بَرَحَ الخَفاءَبحُبّ مَن لو، في الدّجى
سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
وإن اكتفى غَيْري بِطيفِ خَيالِهِ،
فأنا الَّذي بوصالهِ لا أكتفي
وَقْفاً عَلَيْهِ مَحَبّتي، ولِمِحنَتي،
بأقَلّ مِنْ تَلَفي بِهِ، لا أشْتَفي
وهَواهُ، وهوَ أليّتي، وكَفَى بِهِ
قَسَماً، أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
لوْ قالَ تِيهاً:قِفْ على جَمْرِ الغَضا
لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفِ
أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى ، بخدّي، موطِئاً
لوضعتهُ أرضاً ولمْ أستنكفِ
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإنْ
هوَ بالوصالِ عليَّ لمْ يتعطَّفِ
غَلَبَ الهوى ، فأطَعتُ أمرَ صَبابَتي
منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيَ معنِّفي
مني لَهُ ذُلّ الخَضوع، ومنهُ لي
عزُّ المنوعِ وقوَّة ُ المستضعفِ
ألِفَ الصّدودَ، ولي فؤادٌ لم يَزلْ،
مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِ
ياما أميلحَ كلَّ ما يرضى بهِ
ورضابهُ ياما أحيلاهُ بفي
لوْ أسمعوا يعقوبَ ذكرَ ملاحة ٍ
في وجههِ نسيَ الجمالَ اليوسفي
أوْ لوْ رآهُ عائداً أيُّوبُ في
سِنَة ِ الكَرَى ، قِدماً، من البَلوَى شُفي
كلُّ البدورِ إذا تجلَّى مقبلاً
، تَصبُو إلَيهِ، وكُلُّ قَدٍّ أهيَفِ
إنْ قُلْتُ:عِندي فيكَ كل صَبابة ٍ؛
قالَ:المَلاحة ُ لي، وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى السّنا
للبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ،
يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّي على
يدِ حسنهِ فحمدتُ حسنَ تصرُّفي
فالعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي
روحي بها تصبو إلى معنى ً خفي
أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّي بِحَديثِهِ،
وانثُرْ على سَمْعي حِلاهُ، وشَنِّفِ
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ
معنى ً فأتحفني بذاكَ وشرِّفِ
يا أختَ سعدٍ منْ حبيبي جئتني(11/139)
بِرسالَة ٍ أدّيْتِها بتَلَطّفِ
فسمعتُ مالمْ تسمعي ونظرتُ ما
لمْ تنظري وعرفتُ مالمْ تعرفي
إنْ زارَ، يوماً ياحَشايَ تَقَطَّعي،
كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفي
ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعي،
إنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في
العصر العباسي >> ابن الفارض >> تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا
تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا
رقم القصيدة : 15409
-----------------------------------
تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا
وتَحكّمْ، فالحُسْنُ قد أعطاكَا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضٍ
فعلّي الجمالُ قدْ ولاّكا
وتلافي إنْ كانَ فيهِ ائتلافي
بِكَ، عَجّلْ بِهِ، جُعِلْتُ فِداكا!
وبما شئتَ في هواكَ اختبرني
فاختياري ماكانَ فيهِ رضاكا
فعلى كلِّ حالة ٍ أنتَ مي
بي أولى إذْ لمْ أكنْ لولاكا
وكفّاني عِزّاً، بِحُبّكَ، ذُلّي،
وخُضوعي، ولستُ مِن أكْفاكا
وإذا ما إليكَ، بالوَصلِ، عزّتْ
نِسْبتي، عِزّة ً، وَصحّ وَلاكا
فاتهامي بالحبِّ حسبي وأنّي
بينَ قومي أعدُّ منْ قتلاكا
لكَ في الحيِّ هالكٌ بكَ حيٌّ
في سَبيلِ الهَوى اسْتَلَذّ الهَلاكا
عَبْدٌ رِقٍّ، مارَقّ يَوْماً لعَتْقٍ،
لوْ تَخَلّيْتَ عَنْهُ ما خَلاّكا
بِجمالٍ حَجَبْتَهُ بِجلالٍ
هامَ واستعذبَ العذابَ هناكا
وإذا ما أمْنُ الرّجا مِنْهُ أدْنَا
كَ فعنهُ خوفُ الحجي أقصاكا
فبإقدامِ رغبة ٍ حينَ يغشا
كَ، بإحْجامِ رَهبَة ٍ يخْشاكا
ذابَ قلبي فأذنْ لهُ يتمنَّا
كَ وفيهِ بقيَّة ٌ برجاكا
أومُرِ الغُمْضَ أنْ يَمُرّ بِجَفني
فكأنِّي بهِ مطيعاً عصاكا
فَعسَى ، في المَنام، يَعْرِضُ لي الوَهْـ
ـمُ فيوحي سرّاً إليَّ سراكا
وإذا لمْ تنعشْ بروحِ التَّمنِّي
رمقي واقتضى فناني بقاكا
وَحَمَتْ سُنّة ُ الهَوَى سِنَة ِ الغُمْـ
ضِ جفوني وحرَّمتْ لقياكا
أبقِ لي مقلة ً لعلِّي يوماً
قبلَ موتي أرى بها منْ رآكا
أينَ منِّي مارمتُ هيهاتَ بلْ أيْـ
ـنَ لَعيْني، بالجَفنِ، لثمُ ثَرَاكا(11/140)
فَبَشيرِي لَوْ جاءَ مِنْكَ بعَطْفٍ،
ووُجودي في قَبْضَتي قلْتُ: هاكا
قد كَفى ما جَرى دَماً من جُفونٍ
بِك، قَرْحَى ، فهَل جَرى ما كَفاكا
فأجِرْ من قِلاكَ، فيك، مُعَنًّى ،
قبلَ أنْ يعرفَ الهوى يهواكا
هبكَ أنَّ الَّلاحي نهاهُ بجهلٍ
عَنكَ، قل لي:عن وَصَلِهِ من نَهاكا
وإلى عِشْقِكِ الجَمالُ دَعاهُ،
فإلى هجرهِ ترى منْ دعاكا
أتُرى من أفتاكَ بالصّدّ عَنّي،
ولِغَيرِي، بالوُدّ، مَن أفتاكا
بانكساري بذلَّتي بخضوعي
بافتقاري بفاقتي بغناكا
لاتَكِلْني إلى قُوى جَلَدٍ خا
نَ فإني أصبحتُ منْ ضعفاكا
كُنتَ تَجفو، وكانَ لي بعضُ صَبرٍ،
أحسنَ اللهُ في اصطباري عزاكا
كم صُدوداً، عَسَاكَ تَرْحمُ شكْوا
يَ ولوْ باستماعِ قولي عساكا
شَنّعَ المُرْجِفُونَ عنكَ بهَجرِي
وأشاعوا أني سلوتُ هواكا
ما بأحشائِهِمْ عَشِقْتُ، فأسْلُو
عنكَ يوماً دعْ يهجروا حاشاكا
كيفَ أسلو ومقلتي كلَّمالا
حَ بُرَيْقٌ، تَلَفّتَتْ لِلِقَاكا
إنْ تنسَّمتَ تحتَ ضوءِ لئامِ
أوْ تنسَّمتُ الرِّيحَ منْ أنباكا
صبتُ نفساً إذْ لاحَ صبحُ ثنايا
كِ لعيني وفاحَ طيبُ شذاكا
كُلُّ مَن في حِماكَ يَهوَاكَ، لكِن
أنا وحدي بِكُلّ من في حِماكا
فيكَ مَعْنُى حَلاكَ في عَينِ عَقْلي،
أُلفِهِ، نحوَ باطِني، ألقاكا
فقتَ أهلَ الجمالِ حسناً وحسنى
فبِهِمْ فاقة ٌ إلى مَعناكا
يحشرُ العاشقونَ تحتَ لوائي
وجميعُ المِلاحِ تحتَ لِواكا
ما ثنائي عنكَ الضّني فبماذا
يا مليحَ الدَّلالِ عنِّي ثناكا
لكَ قُرْبٌ مِنّي ببُعدِكَ عنّي
وحنوٌّ وجدتهُ في جفاكا
علّمَ الشَّوقُ مقلتي سهرَ الَّليْـ
ـلِ، فصارَتْ، مِنْ غَيرِ نوْم، تراكا
حبّذا ليلَة ٌ بها صِدْتُ إسْرا
كَ وكانَ السُّهادُلي أشراكا
نابَ بدرُ التَّمامِ طيفَ محيَّا
كَ لطرفي بيقظتي إذْ حكاكا
فَتراءيتَ في سِواكَ لِعَينٍ
بكَ قَرّتْ، وما رأيتُ سِواكا
وكذاكَ الخَليلُ قَلّبَ قَبْلي
طرفهُ حينَ راقبَ الأفلاكا
فالدّياجي لنا بكَ الآنَ غُرٌّ،(11/141)
حيثُ أهديثَ لي هدى ً منْ ثناكا
ومَتى غِبْتَ ظاهِراً عن عياني،
ألفهِ نحوَ باطني ألفاكا
أهلُ بدرِ ركبٌ سريتَ بليلٍ
فيهِ، بل سارَ في نَهارِضياكا
واقتِباسُ الأنوارِ مِن ظاهري
غيرُ عجيبٍ، وباطِني مأواكا
يعبقُ المسكُ حيثما ذكرَ اسمي
منذُ ناديتني أقبِّلُ فاكا
ويَضوعُ العَبيرُ في كُلّ نادٍ، و
وهوَ ذكرٌ معبِّرٌ عنْ شذاكا
قالَ لي حسنُ كلِّ شئٍ تجلّى
بي تَمَلّى !فقُلتُ:قَصدي وراكا
لي حبيبٌ أراكَ فيهِ معنًّي
غُرّ غَيري، وفيهِ، مَعنًى ، أراكا
إنْ تولَّى على النفوسِ تولّى
أو تَجَلّى يَستَعبِدُ النُّسّاكا
فيهِ عُوّضتُ عن هُدايَ ضَلالاً،
ورَشادي غَيّاً، وسِتري انهِتاكا
وحّدَ القَلبُ حُبَّهُ، فالتِفاتي
لكَ شِرْكٌ، ولا أرى الإشراكا
يا أخا العذلِ في منِ الحسنُ مثلي
هامَ وجداً بهِ عدمتُ أخاكا
لو رأيتَ الذي سَبانيَ فيهِ
مِن جَمالٍ، ولن تَراهُ، سَباكا
ومتى لاحَ لي اغتَفَرْتُ سُهادي،
ولِعَينَيّ قُلْتُ:هذا بِذاكا
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> إمرأة
إمرأة
رقم القصيدة : 1541
-----------------------------------
خضرة فواحة
في الليل، حلم،
ممطرا، يلمع في الظلمة،
والنوم سرير
شائك،
تصهل
خيل الليل فيه
ذي سماء
رطبة، تلمس روحي :
هل أنا محض رماد
أم مطر؟
ذاك ورد
جارح، يملأ نومي
أم
سرير
من حنين وحجر؟
هل ترى
في الريح غير الشجر العاري
وقلبي؟
هل ترى
غير أنين الأعمدة؟
جسد
يحتضن الصحراء،نار
في سرير،
عاشقان التقيا
في أول الحلم،
صهيل
ساطع في آخر الحلم،
ونار موقدة ..
رغبة
فواحة في الريح،
ماء الحلم يغدو امرأة،
رجل يلتم،
ينمو،
يتشظى
فتنة صافية،
ماء،
خيولا
من قرى الجن ...
.........
تندو السيدة،
تنحني
فوق شظايا روحه،
وإلى وردتها/موقدها
المبتهل الريان،
تدعو
جسده ....
يتنامى جسدي
يبتل
ينمو،
وقرى فواحة في الريح،
تنمو غضة،
وامرأة
تلمس مائي،
جسدي
موج، ومجنون
ردائي ...
يهطل العشب
على نومي طريا،
هابطا
من وردة
غائمة،(11/142)
أورق،
أنمو،
أتشظى،
عائدا مني
إلي،
ودخان امرأة
ممطرة
بين يدي.
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ،
أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ،
رقم القصيدة : 15410
-----------------------------------
أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ،
أم ارتَفَعتْ، عن وجه ليلى ، البراقِعُ
أنارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتسمتْ عمَّا حكتهُ المدامعُ
أنشرُ خزامي فاحَ أمْ عرفُ حاجرٍ
بأمّ القُرى ، أم عِطْرُ عَزّة َ ضائِعُ
ألا ليتَ شعري هلْ سليمي مقيمة ٌ
بِوادي الحِمى ، حَيثُ المُتيَّمُ والِعُ
وهلْ لعلعَ الرَّعدُ الهتونُ بلعلعٍ
وهلْ جادَها صَوبٌ من المُزنِ هامِعُ
وهلْ أردنْ ماءَ العذيبِ وحاجرٍ
جِهاراً، وسِرُّ اللّيلِ، بالصّبحِ، شائِعُ
وهل قاعَة ُ الوَعْساءمخْضَرّة َ الرّبى ؛
وهلْ، ما مَضَى فيها من العيش، راجعُ
وهلْ، برُبى نجْدٍ، فَتوضِحَ، مُسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حَوَتْهُ الأضالِعُ
وهلْ بلوى سلعٍ يسلْ عنْ متيَّمٍ
بكاظمة ٍ ماذا بهِ الشَّوقُ صانعُ
وهلْ عذباتُ الرَّندِ يقطفُ نورها
وهلْ سلماتٌ بالحجازِ أيانعُ
وهلْ أثلاثُ الجزعِ مثمرة ٌ وهلْ
عُيونُ عَوادي الدّهرِعنها هَواجِعُ
وهل قاصِراتِ الطّرفِ عِينٌ، بعالجٍ،
على عهديَ المعهودِ أمْ هوِ ضائعُ
وهلْ ظبياتَ الرَّقمتينِ بعيدنا
أقمنا بها أمْ دونَ ذلكَ مانعُ
وهَل فَتَياتٌ بالغُويرِ يُرينَني
مرابعَ نعمٍ نعمَ تلكَ المرابعُ
وهلْ ظلُّ ذاكَ الضَّالِ شرقيَّ ضارجٍ
ظليلٌ، فقَدْ رَوّتْهُ منّي المَدامعُ
وهلْ عامرٌ منْ بعد ناشعبُ عامرٍ
وهل هوَ، يوماً، للمُحبّينَ جامِعُ
وهلْ أمَّ بيتَ اللهِ يا أمَّ مالكٍ
عريبٌ لهمْ عندي جميعاً صنائعُ
وهلْ نَزَلَ الرَّكبُ العِراقي، مُعَرِّفاً،
وهلْ شرعتْ نحوَ الخيامِ شرائعُ
وهلْ رقصتْ بالمأزمينِ قلائصٌ
وهلْ للقبابِ البيضِ فيها تدافعُ
وهلْ لي بجمعِ الشَّملِ في جمع مسعدٌ(11/143)
وهلْ لليالي الخيفِ بالعمرِ بائعُ
وهلْ سلَّمتْ سلمى على الحجرِ الَّذي
بهِ العهدُ والتفَّتْ عليهِ الأصابعُ
وهلْ رضعتْ منْ ثديِ زمزمَ رضعة ً
فلا حُرّمتْ، يوماً عليها، المَراضِعُ
لعلّ أُصَيحابي، بِمكّة ، يُبْرِدُوا،
بذِكْرِ سُلَيْمَى ، ما تُجِنّ الأضالعُ
وعلَّ الُّلييلاتِ الَّتي قدْ تصرَّمتْ
تعودُ لنا يوماً فيظفرَ طامعُ
ويَفْرَحَ محْزُونٌ، ويَحيَا مُتَيَّمٌ،
ويأنسَ مشتاقٌ ويلتذْ سامعُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
رقم القصيدة : 15411
-----------------------------------
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّراً
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة ، فَمُتْ بِهِ
صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن
بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى ؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتها
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً،
ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي،
أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي،
رقم القصيدة : 15412
-----------------------------------
أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي،
وإنْ قَرّبَ الأخطارَ من جَسِدي البالي
فيا حَبّذا الأسقامُ، في جَنْبِ طاعَتي
أوامِرَ أشواقي، وعِصْيانِ عُذّالي(11/144)
ويا ما أَلَذّ الذّلّ في عِزّ وَصْلِكُمْ،
وإن عَزّ، ما أحلى تَقَطُّعَ أوصالي
نأيتمْ فحالي بعدكمُ ظلَّ عاطلاً
وما هوَ مِمّا ساء، بل سَرّكُم حالي
بَليتُ بِهِ لَمّا بُليتُ صَبابَة ً
أبلَّتْ فلي منها صبابة ُ إبلالِ
نصبتُ على عيني بتغميضِ جفنها
لزَورَة ِ زُورِ الطّيفِ، حِيلة َ مُحتالِ
فما أسعَفَتْ بالغُمضِ، لكِن تعَسّفتْ
عليَّ بدمعٍ دائمِ الصَّوبِ هطَّالِ
فيا مهجتي ذوبي على فقدِ بهجتي
لِتَرْحالِ آمالي، ومَقْدَمِ أوْجالي
وضِنّي بدَمْعٍ، قد غَنيتُ بِفَيضِ ما
جرى منْ دمي إذْ طلَّ ما بينَ أطلالِ
ومَن لي بأن يَرْضَى الحَبيبُ، وإن علا الـ
ـنّحيبُ، فإبْلالي بَلائي وبَلْبالي
فما كَلَفي في حُبّهِ كُلفَة ً لَهُ،
وإنْ جَلّ ما ألْقَى من القيلِ والقالِ
بقيتُ بهِ لمَّا فنيتُ بحبِّهِ
بِثَرْوَة ِ إيثاري، وكَثْرَة ِ إقْلالي
رعى اللهُ مغنى ً لمْ أزلْ في ربوعهِ
معنًّي وقلْ إنْ شئتَ يا ناعمَ البالِ
وحَيّا مُحَيّا عاذِلِ ليَ لم يَزَلْ
يُكَرِّرُ مِن ذِكْرَى أحاديثِ ذي الخالِ
رَوَى سُنّة ً عندي، فأرْوى من الصّدى ،
وأهدى الهُدى ، فاعجبْ وقد رام إضلالي
فأحببتُ لومَ اللؤمِ فيهِ لوْ أنَّني
منحتُ المنى كانتْ علامة َ عذَّالي
جهلتُ بأنْ قلتُ اقترحْ يامعذِّبي
عليّ، فأجْلى لي، وقال:اسْلُ سلْسالي
وهَيهاتِ أن أسلو، وفي كُلّ شَعْرَة ٍ،
لحتفي غرامُ مقبلُ أيَّ إقبالِ
وقالَ ليَ الَّلاحي مرارة ُ قصدهِ
تحَلّى بها:دَعْ حُبّهُ.قُلتُ:أحلى لي
بذلتُ لهُ روحي لراحة ِ قربهِ
وغيرُ عَجيبِ بَذْليَ الغالِ في الغالي
فجادَ، ولكن بالبُعادِ، لِشِقْوَتي،
فيا خيبة َ المسعى وضيعة َ آمالي
وحانَ لهُ حيي على حينِ غرَّة ٍ
ولمْ أدرِ أن الآلَ يذهبُ بالآلِ
تحكَّمَ في جسمي النُّحولُ فلوْ أتى
لقبضي رسولٌ ضلَّ في موضعٍ خالِ
فلوْ هُمّ باقي السّقمِ بي لاستَعانَ، في
تلافي بما حالتْ لهُ منْ ضنى حالي
ولم يَبْقَ مِنّي ما يُناجي تَوَهّمي،(11/145)
سِوى عِزّ ذلّ في مهانَة ِ إجْلالِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي،
نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي،
رقم القصيدة : 15413
-----------------------------------
نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي،
فأهلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلِّ
وكُلُّ فَتًى يهوى ، فإنّي إمَامُهُ،
وإنّي بَريءٌ مِن فَتًى سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صِفاتُهُ،
ومنْ لمْ يفقِّههُ الهوى فهوَ في جهلِ
ومنْ لمْ يكنْ في عزَّة ِ النَّفسِ تائهاً
بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّلّ
إذا جادَ أقوامٌ بِمالٍ رأيْتَهُمْ
يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُم بِلا بُخلِ
وإنْ أودعوا سرَّاً رأيتَ صدورهمْ
قَبوراً لأسرارٍ تُنَزَّهُعن نقَلِ
وإنْ هدِّدوا بالهجرِ ماتوا مخافة ً
وإن أُوعِدوا بالقَتلِ حنّوا إلى القَتْلِ
لعمري همُ العشَّاقُ عندي حقيقة ً
على الجِدّ، والباقون منهم على الهَزْلِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أنتمْ فروضي ونفلي
أنتمْ فروضي ونفلي
رقم القصيدة : 15414
-----------------------------------
أنتمْ فروضي ونفلي
أنتمْ حديثي وشغلي
يا قِبْلَتي في صَلاتي،
إذا وَقَفْتُ أُصَلّير
جَمالُكُمْ نَصْبُ عَيني
إليهِ وجَّهتُ كلِّي
وسِرّكُمْ في ضَميري،
والقَلْبُ طُورُ التّجَلّير
آنَسْتُ في الحَيّ ناراً
ليلاً فبشَّرتُ أهلي
قلتُ امكثوا فلعلِّي
أَجِدْ هُدايَ لَعَلّي
دَنَوْتُ مِنْها فكانَتْ
نارُ المُكَلَّمِ قَبلي
نُودِيتُ مِنها جِهاراً:
رَدّوا لَياليَ وَصلي
حتّى إذا ما تَدانَى الـ
ـميقاتُ في جمعِ شملي
صارتْ جباليَ دكَّاً
منْ هيبة ِ المتجلِّي
ولاحَ سِرٌّ خَفيٌّ
يَدْريهِ مَن كانَ مِثْلي
فالمَوتُ فيهِ حياتي،
وفي حَياتي قَتلي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
رقم القصيدة : 15415
-----------------------------------(11/146)
قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
ونادِها، فَعَساها أن تجيبَ، عَسى
وإنْ أجنَّكَ ليلٌ منْ توحُّشها
فاشعَلْ من الشَّوقِ، في ظَلمائِها قَبسا
يا هلْ درى النَّفرُ الغادونَ عنْ كلفٍ
يبيتُ جنحَ الَّليالي يرقبُ الغلسا
فإنْ بَكى في قِفارٍ خِلتَها لُجَجاً؛
وإنْ تنفسَ عادتْ كلها يبسا
فذو المحاسنِ لا تحصى محاسنهُ
وبارعُ الأنسُ لا أعدمْ بهِ أنسا
كمْ زارنى والدُّجى يربدُّ منْ حنقٍ
والزَّهرُ تبسمُ عنْ وجهِ الَّذي عبسا
وابتزَّ قلبى َ قسراً قلتُ مظلمة ً
يا حاكِمَ الحبّ، هذا القَلبُ لِمْ حُبِسا
غَرَستُ باللّحظِ وَوْرداً، فوقَ وَجنَتِهِ،
حقٌّ لطرفى َ أنْ يجنى الَّذي غرسا
فإنْ أبَى ، فالأَقاحي مِنْهُ لي عِوَضٌ،
مَنْ عُوّضَ الدُّرّ عَن زَهْرٍ، فمابَخِسا
إنْ صالَ صِلُّ عِذارَيْهِ، فلا حرَجٌ
أنْ يجنِ لسعاً وأنِّي أجتنى لعسا
كم باتَ طوْعَ يَدي والوَصْلُ، يَجمعُنا،
في بُرْدَتَيهِ، الْتَقى ، لانَعرِفُ الدّنَسا
تلكَ الَّليالي الَّتي أعددتُ منْ عمري
معَ الأحبَّة ِ كانتْ كلُّها عرسا
لمْ يحلُ للعينِ شئٌ بعدَ بعدهمِ
والقَلْبُ مُذْ آنَسَ التّذكارَ ما أنِسا
يا جنَّة ً فارقتها النَّفسُ مكرهة ً
لولا التَّأسِّي بدارِ الخلدِ متُّ أسا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي
أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي
رقم القصيدة : 15416
-----------------------------------
أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي
خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي
وأشتاقُ للمغنى الَّذي أنتمْ بهِ
ولولاكُمُ ما شاقَني ذِكْرُ مَنْزِلِ
فلِلّهِ، كَم من لَيلَة ٍ قد قَطَعتُها
بِلَذّة ِ عيشٍ، والرّقيبُ بِمَعزلِ
ونقلي مدامي والحبيبُ منادمي
وأقداحُ أفْراحِ المَحَبّة ِ تَنجَلي
ونلتُ مُرادي، فوقَ ما كنتُ راجياً،
فواطَرَبا، لو تَمّ هذا ودامَ لي
لَحاني عَذولي، ليسَ يَعرِفُ ما الهوَى
وأينَ الشجيّ المُستَهامُ مِن الخَلي(11/147)
فدعني ومنْ أهوى فقدْ ماتَ حاسدي
وغابَ رقيبي عندَ قربِ مواصلي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى
جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى
رقم القصيدة : 15417
-----------------------------------
جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى
ورُباها مُنيَتي، لولا وَباها
قيلَ لي صفْ بردى كوثرها
قُلْتُ:غَالٍ بَرَداها بِرَداها
وطني مصرٌ وفيها وطري
ولِعَيني مثشْتَهاها مُشْتَهاها
ولنَفسي غَيرَها، إن سَكَنَتْ
يا خَليلَيّ! سَلاها ما سَلاها
العصر العباسي >> ابن الفارض >> وَحَيَاة ِ أشْواقي إليكِ
وَحَيَاة ِ أشْواقي إليكِ
رقم القصيدة : 15418
-----------------------------------
وَحَيَاة ِ أشْواقي إليكِ
وتربة ِ الصَّبرِ الجميلِ
ما استحسنتْ عيني سواكَ
ولا صَبَوْتُ إلى خَليلِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ،
ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ،
رقم القصيدة : 15419
-----------------------------------
ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ،
هلْ منْ سبيلٍ إلى لقياكَ يتَّفقُ
ما أنصفتكَ جفوني وهيَ دامية ٌ
ولا وَفَى لكَ قَلبي وهوَ يَحتَرقُ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> عكاز في الريح
عكاز في الريح
رقم القصيدة : 1542
-----------------------------------
.......
يتكسّر في الريح
لون الشجر،
يتكسّر
في الروح ماء جميل،
وتخضر
أسئلة
من حجر...
يتكسّر في الليل
أفق جريح
شاعر
يتقدم أوجاعنا،
ضوء عكازة
مهرة،
وذراعاه
ليل فسيح
يتقدمنا
صوب نشوته المدلهمة،
منكسراً،
ساطعاً،
من سيجمعُ شملَ أشّعته:
جسد يابس،
أم ضريح؟
........................
أحقاً؟
بعينين موحشتين،
برمل يغطي اشتعال اليدين
رجعنا الى الريح
ثانية؟
لهب من رماد على الموج،
لا شجر الغيم يغمرنا،
لا نسيم القصائد
يلمع بين الشباك
رجعنا الى الريح:
عكازة
تتقدمنا،
لا فضاء هنا،
لا فضاء ...
هناك.
.......(11/148)
هل ذوت وردة التلفون؟
من سيحمل نار المغني
إلينا؟
من سينثر وردته،
أو هواه
علينا؟
البساتين من حجر،
والطيور مضت
فجأة
ومضينا ....
..............
قبائل
مفتونة
بغبار الكلام
قبائل للصيد
في الريح،
أو
في الظلام
قصائد
من ورق
ميت،
أو رخام
أمن فضة الفجر،
حتى الهزيع الرمادي
يلمع نهر الكلام؟
الى أي ريح خرافية
يرحل الآن؟
عبا يصير، أضيقة
فضة القول؟
والموت من ذهب
غامض؟
وانحنيا
على العشب،
مشتعلين :
صلاة ترابية،
حجر الريح يخضر،
يخضر،
يزهر في الريح
ماء الظلام
وردة
من تراب على العشب نغدو،
وفي الروح يعلو اشتعال الندى،
وبكاء اليمام
................
يا رماد السرير
يا بكاء الجسد،
طائر
شع من شجر الغيم
متشحا بالندى
والرعد
شبّ في دغل أيامنا
كوكباً شرساً،
أيّ ريح تؤججه؟
أي غد؟
أفق
مس أوجاعنا
بينابيعه فجأة،
وابتعد
يا سماء السرير،
كلنا
ننحني اليوم،
نرفع للشعر
شمس الجسد.
العصر العباسي >> ابن الفارض >> حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني
حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني
رقم القصيدة : 15420
-----------------------------------
حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني
هذا إذا غابَ أوْ هذا إذا حضرا
كلاهُما حَسَنٌ عندي أُسَرّ بهِ
لكنَّ أحلاهما ما وافق النَّظرا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> خليلي إنْ جئتما منزلي
خليلي إنْ جئتما منزلي
رقم القصيدة : 15421
-----------------------------------
خليلي إنْ جئتما منزلي
ولمْ تَجِداهُ فَسيحاً، فَسيحَا
وإنْ رُمْتُما مَنطِقِاً مِنْ فَمي
ولم تَسمَعاهُ فَصيحاً، فَصيحَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ،
إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ،
رقم القصيدة : 15422
-----------------------------------
إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ،
وابلغْ خبري فإنَّني أحسبُ حيْ
قلْ ماتَ معنَّاكمْ غراماً وجوى ً
في الحُبّ، وما اعتاضَ عن الرّوح بشَي(11/149)
العصر العباسي >> ابن الفارض >> عَرّجْ بِطُوَيْلِعٍ، فلى ثَمّ هُوَيّ،
عَرّجْ بِطُوَيْلِعٍ، فلى ثَمّ هُوَيّ،
رقم القصيدة : 15423
-----------------------------------
عَرّجْ بِطُوَيْلِعٍ، فلى ثَمّ هُوَيّ،
واذكرْ خبرَ الغرامِ واسندهُ إليْ
واقصصْ قصصي عليهمْ وابكِ عليّ
قلْ ماتَ ولمْ يحظَ منَ الوصلِ بشيْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا،
إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا،
رقم القصيدة : 15424
-----------------------------------
إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا،
مِن أجْلِهِمْ حالي كما قد عُلِمَا
قلْ عبدكمْ ذابَ اشتياقاً لكمْ
حتى لوْ ماتَ مِنْ ضَنًى ما عَلِمَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ
أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ
رقم القصيدة : 15425
-----------------------------------
أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ
منْ صبحِ جبينهِ أضاءَ الشَّرقُ
تدري، باللّهِ، ما يَقولُ البَرْقُ:
ما بينَ ثناياهُ وبينيَ فرقُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما أحْسَنَ ما بُلْبِلَ مِنْهُ الصُّدْغُ،
ما أحْسَنَ ما بُلْبِلَ مِنْهُ الصُّدْغُ،
رقم القصيدة : 15426
-----------------------------------
ما أحْسَنَ ما بُلْبِلَ مِنْهُ الصُّدْغُ،
قدْ بلبلَ عقلي وعذولي يلغو
مابتُّ لديغاً منْ هواهُ وحدي
مِن عَقْرَبِهِ، في كُلّ قَلبٍ، لَدْغُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف
ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف
رقم القصيدة : 15427
-----------------------------------
ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف
عندي بكَ شغلٌ عنْ نزولِ الخيفِ
والوصلُ يقيناً منكَ ما يقنعني
هيهاتَ فدعني منْ محالِ الطَّيفِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> لم أخْشَ، وأنتَ ساكِنٌ أحْشائي،
لم أخْشَ، وأنتَ ساكِنٌ أحْشائي،
رقم القصيدة : 15428
-----------------------------------(11/150)
لم أخْشَ، وأنتَ ساكِنٌ أحْشائي،
إنْ أصْبَحَ عَنّي كُلّ خِلٍّ نائي
فالنّاسُ اثنانِ:واحِدٌ أعْشَقُهُ،
والآخرُ لمْ أحسبهُ في الأحياءِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ
روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ
رقم القصيدة : 15429
-----------------------------------
روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ
والأرضُ عليّ، كاحتِيالي، ضاقَتْ
والنَّفسُ لقدْ ذابتْ غراماً وجوى ً
في جَنبِ رِضاكَ، في الهَوَى ، ما لاقتْ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> حنين الشجرة،
حنين الشجرة،
رقم القصيدة : 1543
-----------------------------------
تلبس الريح حنين الشجرة،
وتغطي خشب الأيام
بالوهم.
ثيابي خمرة،
هل تؤاخي بين هذا الجسد اليابس
والبحر؟
تغطيه
بريح ممطرة؟
لم يكن في الريح
غير الليل يبكي،
لم يكن للريح درب
في حنين الشجرة
غير أن الوهم
إذ يلبس روحي
ويناديني صهيل العشب،
والبحر يغني
في شرايني،
ويبكي السحرة
تصبح الريح بلادا
تغمر الروح،
وجمر الشجرة ...
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا
أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا
رقم القصيدة : 15430
-----------------------------------
أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا
مذْ عاينهُ تصبُّري مالبنا
ناديتُ وقدْ فكَّرتُ في خلقتهِ
سُبحانَكَ ما خَلَقْتَ هذا عَبَثَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا ليلة َ وصلٍ صبحها لمْ يلحِ
يا ليلة َ وصلٍ صبحها لمْ يلحِ
رقم القصيدة : 15431
-----------------------------------
يا ليلة َ وصلٍ صبحها لمْ يلحِ
من أوّلِها، شَرِبتُهُ في قَدَحي
لمَّا قصرتْ طالتْ وطابتْ بلقا
بَدْرٍ، مِحَني، في حُبّه، من مِنَحي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما أطيَبَ ما بَتْنا مَعاً في بُرْدِ،
ما أطيَبَ ما بَتْنا مَعاً في بُرْدِ،
رقم القصيدة : 15432
-----------------------------------
ما أطيَبَ ما بَتْنا مَعاً في بُرْدِ،(11/151)
إذْ لاصقَ خدُّهُ اعتناقاً خدِّي
حتى رَشَحَتْ، مِن عَرَقٍ، وَجنَتُهُ،
لا زالَ نَصيبي مِنْهُ ماءَ الوَرْدِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا
أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا
رقم القصيدة : 15433
-----------------------------------
أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا
ما أحسَنَ فِعلَهُ، ولو كانَ أذَى !
لمْ أنسَ وقدْ قلتُ لهُ الوصلُ متى
مولاي إذا متُّ أساً قال إذا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَرَ،
عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَرَ،
رقم القصيدة : 15434
-----------------------------------
عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَرَ،
منْ رقَّتها فاعجبْ لحسنِ الأثرِ
لم أجنِ، وقد جَنَيتُ وَرْدَ الخَفَرِ،
إلاّ لِتَرَى كيفَ انشِقاقُ القَمَرِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا منْ لكئيبٍ ذابَ وجداً برشاً
يا منْ لكئيبٍ ذابَ وجداً برشاً
رقم القصيدة : 15435
-----------------------------------
يا منْ لكئيبٍ ذابَ وجداً برشاً
لو فازَ بنَظرَة ٍ إليهِ انتَعَشَا
هيهاتَ ينالُ راحة ً منهُ شجٍ
ما زالَ معثَّراً بهِ منذُ نشا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> كَلّفْتُ فؤادي فيهِ ما لم يَسَعِ،
كَلّفْتُ فؤادي فيهِ ما لم يَسَعِ،
رقم القصيدة : 15436
-----------------------------------
كَلّفْتُ فؤادي فيهِ ما لم يَسَعِ،
حتى يَئِسَتْ رأفَتُهُ مِنْ جَزَعي
ما زِلْتُ أُقيمُ، في هَواهُ، عُذري
حتى رجعَ العاذلُ يهواهُ معي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني
أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني
رقم القصيدة : 15437
-----------------------------------
أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني
حيَّ الأشواقِ ميِّتَ السِّلوانِ
يامنْ نسخَ الوعدَ بهجرٍ ونأى
فرِّحْ أملي بوعدِ زورٍ ثانِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ألعاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ
ألعاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ(11/152)
رقم القصيدة : 15438
-----------------------------------
ألعاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ
أهدَى ليَ مَن أهْواهُ في طَيفِ اللّومْ
لاأعْتَبَهَ، إنْ لم يَزُرْ في حُلُمي،
فالسّمعُ يَرى ما لا يُرى طَيفُ النّومْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> عَيني، بِخَيالِ زائِرٍ مُشْبِهَهُ،
عَيني، بِخَيالِ زائِرٍ مُشْبِهَهُ،
رقم القصيدة : 15439
-----------------------------------
عَيني، بِخَيالِ زائِرٍ مُشْبِهَهُ،
قرَّتْ فرحاً فديتُ منْ وجَّههُ
قدْ وحَّدهُ قلبي وما شبَّههُ
طرفي فلذا في حسنهِ نزَّههُ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> كيف داهمنا الليل ؟!
كيف داهمنا الليل ؟!
رقم القصيدة : 1544
-----------------------------------
هل بكت
في الضحى قرطبة؟
كانت الريح خضراء،
والروح خضراء،
كانت خيول القرى تتشمم
رائحة الغيم هائجة
فيشب الندى
في حجارتها المعشبة ...
لم تنم قرطبة
كيف باغتنا النوم؟
أيامنا كوكب موحل
أن غزلاننا؟ أين تفاحة الروح؟
أين الأناشيد؟
رائحة الغيم دامية،
كيف داهمنا الليل؟
أجسادنا ضد أجسادنا،
كيف صارت ضمائرنا شركا؟
والرياح أناشيدنا المتربة؟
أينا تاه عن دمه في الضحى:
نحن أم قرطبة؟
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ
ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ
رقم القصيدة : 15440
-----------------------------------
.................
كالبدرِ يجلُّ حسنهُ عنْ وصفِ
ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ حينَ بَدتْ
يا ربّ، عَسَى تكونُ واوَالعَطْفِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا قَوْمُ، إلى كمْ ذا التّجَنّي، يا قَوْم،
يا قَوْمُ، إلى كمْ ذا التّجَنّي، يا قَوْم،
رقم القصيدة : 15441
-----------------------------------
يا قَوْمُ، إلى كمْ ذا التّجَنّي، يا قَوْم،
لا نَوْمَ لِمُقْلَة ِ المُعنّى ، لا نَوْمْ
قد بَرّحَ بي الوَجْدُ، فمن يُسعِفُني،
ذا وقتكَ يا دمعيَ فاليومَ اليومْ(11/153)
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى
إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى
رقم القصيدة : 15442
-----------------------------------
إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى
لَبَيْتُ مُناجِياً بغَيرِ النّجوى
في السِّرِّ أقولُ يا ترى ما صنعتْ
ألحاظُكَ بي وليسَ هذا شكوَى
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ
ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ
رقم القصيدة : 15443
-----------------------------------
ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ
واللّهِ لقد هَزّمْتِ مِنْ صَبْرِيَ جَيشْ
باللّهِ، متى يكونُ ذا الوَصْلُ متى
يا عَيشَ مُحبٍّ تَصِليهِ، يا عَيْشْ!
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما أصنَعُ، قد أبْطأ عَليّ الخَبَرُ،
ما أصنَعُ، قد أبْطأ عَليّ الخَبَرُ،
رقم القصيدة : 15444
-----------------------------------
ما أصنَعُ، قد أبْطأ عَليّ الخَبَرُ،
وَيْلاهُ!إلى متى ، وكمْ أنْتَظِرُ؟
كمْ أحملُ كمْ أكتمُ كمْ أصطبرُ
يقضى أجلي وليسَ يقضى وطرُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> قدْ راحَ رسولي وكما راحَ أتى
قدْ راحَ رسولي وكما راحَ أتى
رقم القصيدة : 15445
-----------------------------------
قدْ راحَ رسولي وكما راحَ أتى
باللّهِ متى نَقَضْتُمُ العَهْدَ متى ؟
ما ذا ظَنّي بكُمْ، ولا ذا أمَلي،
قد أدْرَكَ فيّ سُؤلَهُ مَنْ شَمِتَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى
روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى
رقم القصيدة : 15446
-----------------------------------
روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى
يا مؤنسَ وحشتي إذا الَّليلُ هدى
إنْ كانَ فراقنا معَ الصُّبحِ بدا
لا أسفَرَ، بعدَ ذاكَ، صُبحٌ، أبَدَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا حادي، قِفْ بي ساعَة ً في الرَّبْعِ،
يا حادي، قِفْ بي ساعَة ً في الرَّبْعِ،
رقم القصيدة : 15447
-----------------------------------(11/154)
يا حادي، قِفْ بي ساعَة ً في الرَّبْعِ،
كي أسْمَعَ، أوأرى ظِباءَ الجِزْعِ
إن لم أرَهُمْ، أوأستَمعْ ذِكرَهَمَ،
لاحاجَة َ لي بناظِرِي والسّمْعِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ
بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ
رقم القصيدة : 15448
-----------------------------------
بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ
واذكرْ جملاً منْ شرحِ حالي وصفِ
إنْ همْ رحموا كانَ وإلاَّ حسبي
منهمُ وكفى بأنَّ فيهمْ تلفي
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي
أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي
رقم القصيدة : 15449
-----------------------------------
أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي
قد حَكّمَهُ الغَرامُ والوَجدُ عَلَيّ
إنْ قُلتُ:خُذِ الرّوحَ!يقُلْ لي:عَجباً!
ألرُّوحِ لنا فهاتِ من عندكَ شي
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> الخريف
الخريف
رقم القصيدة : 1545
-----------------------------------
دم
أراه عاريا
يئن في مفاصل الشجر
وامرأة تبحث في رمادها
عن جسد منكسر
وعن ينابيع
بلا غيم، وعن بقايا
من
حرائق
الثمر ...
هذا الخريف
شاحبا
يحمل في قميصه المشتعل:
النساء،
والخيول،
والمطر
كان الخريف
شاحبا،
وشاحبا،
كان دم الشجر.
العصر العباسي >> ابن الفارض >> لمَّا نزلَ الشَّيبُ براسي وخطا
لمَّا نزلَ الشَّيبُ براسي وخطا
رقم القصيدة : 15450
-----------------------------------
لمَّا نزلَ الشَّيبُ براسي وخطا
والعمرُ معَ الشَّبابِ ولَّي وخطا
أصبَحتُ بِسُمرِ سَمَرْقَندٍ وخَطا،
لا أفرقُ ما بينَ صوابٍ وخطا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> سَيّدي!ما قَبيلَة ٌ في زَمانٍ،
سَيّدي!ما قَبيلَة ٌ في زَمانٍ،
رقم القصيدة : 15451
-----------------------------------
سَيّدي!ما قَبيلَة ٌ في زَمانٍ،
مَرّ فيها، في العُرْبِ، كم حيّ شاعِرْ
ألقِ منها حرفاً ودعْ مبتداها
ثانياً تلقَ مثلها في العشائرْ(11/155)
وإذا ما صحَّفتَ حرفينِ منها
كلُّ شَطْرٍ، مُضَعَّفاً، اسمُ طائِرْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما اسمٌ، إذا ما سألَ المَرْءُ، عَنْ
ما اسمٌ، إذا ما سألَ المَرْءُ، عَنْ
رقم القصيدة : 15452
-----------------------------------
ما اسمٌ، إذا ما سألَ المَرْءُ، عَنْ
تَصحيفِهِ، خِلاًّ لَهُ أفحَمَهْ
فنصفُ يس لهُ أوَّلٌ
مِنْ غَيرِ ما شَكٍّ، ولا جَمجَمَهْ
وإنْ تردْ ثانيهُ فهوَ لا
يُذْكَرُ للسّائِلِ، كيْ يَفْهَمَهْ
وإنْ تَقُلْ:بَيّنْ لَنا ما الذّي
منهُ تبقَّى بعدَ ذا قلتُ مهْ
بَيّنْهُ لي، إنْ كُنتَ ذا فِطْنَة ٍ،
فإنّني قد جِئْتُ بالتّرْجَمَهْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا خبيراً بالُّلغزِ بيِّنْ لنا ما
يا خبيراً بالُّلغزِ بيِّنْ لنا ما
رقم القصيدة : 15453
-----------------------------------
يا خبيراً بالُّلغزِ بيِّنْ لنا ما
حيوانٌ تصحيفهُ بعضُ عامٍ
ربعهُ إنْ أضفتهُ لك منهُ
نصفهُ إنْ حسبتهُ عنْ تمامٍ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> مااسمُ قُوتٍ لأهْلِهِ،
مااسمُ قُوتٍ لأهْلِهِ،
رقم القصيدة : 15454
-----------------------------------
مااسمُ قُوتٍ لأهْلِهِ،
مِثلُ طِيبٍ تُحِبُّهُ
قَلْبُهُ إنْ جَعَلْتَهُ
أوَّلاً فهوَ قلبهُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
رقم القصيدة : 15455
-----------------------------------
أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
بعدَ تصحيفِ بعضهِ كانَ خلواً
كادَ إنْ زيدَ فيهِ منْ ليلِ صبٍّ
ثُلُثاهُ يُرَى ، مِنَ الصّبحِ، أضوَا
ولهُ اسمٌ حروفهُ مبتداها
مُبْتَدا أصْلِهِ، الذي كانَ مأوَى
العصر العباسي >> ابن الفارض >> مااسمُ شيءٍ مِنَ الحَيا،
مااسمُ شيءٍ مِنَ الحَيا،
رقم القصيدة : 15456
-----------------------------------
مااسمُ شيءٍ مِنَ الحَيا،
نصفهُ قلبُ نصفهِ
وإذا رخمَ اقتضى
طيبهُ حسنَ وصفهِ(11/156)
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ،
إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ،
رقم القصيدة : 15457
-----------------------------------
إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ،
تصْحيفُ طيرٍ، وهْو مَقلوبُ
ليسَ منَ العجمِ ولكنَّهُ
إلى اسمِهِ في العُرْبِ مَنسوبُ
حرُوفُهُ، إنْ حُسِبَتْ، مِثلُها،
لِحاسِبِ الجُمّلِ، أيوبُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ
خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ
رقم القصيدة : 15458
-----------------------------------
خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ
إسْمُهُ ظَلّ، في الفَواكِهِ، سائِرْ
نصفهُ طائرٌ وإنْ صحَّفوا ما
غادروا منْ حروفهِ فهوَ طائرْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> مااسمُ فَتًى ، حُروفُه
مااسمُ فَتًى ، حُروفُه
رقم القصيدة : 15459
-----------------------------------
مااسمُ فَتًى ، حُروفُه
تَصحيفُها، إنْ غُيّرَتْ
في الخطِّ عنْ ترتيبها
مُقْلَتُهُ، إنْ نَظَرَتْ
أدعو لهُ منْ قلبهِ
بعودة ٍ منهُ سرت
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> الملاذ الأخير
الملاذ الأخير
رقم القصيدة : 1546
-----------------------------------
طائرات
تغير على النوم،
كيف انحنى الحلم؟
تلك طيور الشظايا
تئن، وهذا المساء
الكسير،
طلل،
أين يأخذنا الليل؟
أيهما يترصد عودتنا للسرير؟
شجر النوم
تعبره الطائرات؟
أم الموت
حيث
الملاذ
الأخير؟
أدخلي
شجر النوم،
مشتعلا
سوف أكمن للموت
أطرده
عن غزال السرير ....
شجر النوم تنهشه الطائرات،
وتجرح عشب الفضاء الكبير
أين يأخذنا الليل؟
للنوم؟
للريح؟
أم
للملاذ
الأخير؟
العصر العباسي >> ابن الفارض >> يا سَيّداً، لم يَزَلْ، في
يا سَيّداً، لم يَزَلْ، في
رقم القصيدة : 15460
-----------------------------------
يا سَيّداً، لم يَزَلْ، في
كُلّ العُلُومِ، يَجولُ
مااسْمٌ لِشَيءٍ لذيذٍ،
لهُ النُّفوسُ تميلُ
تَصحيفُ مَقْلوبِهِ في
بيوتِ حيٍّ نزولُ(11/157)
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما بَلدَة ٌ في الشّأمِ، قَلْبُ اسمِها
ما بَلدَة ٌ في الشّأمِ، قَلْبُ اسمِها
رقم القصيدة : 15461
-----------------------------------
ما بَلدَة ٌ في الشّأمِ، قَلْبُ اسمِها
تَصْحيفُهُ اخْرى بأرضِ العَجَمْ
وثلثهُ إنْ زالَ منْ قلبهِ
وجَدْتُهُ طَيراً، شجي النّغَمْ
وثلثهُ نصفٌ وربعٌ لهُ
وربعهُ ثلثاهُ حينَ انقسمْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> لما اسمٌ اِما تَرْتَضيهِ
لما اسمٌ اِما تَرْتَضيهِ
رقم القصيدة : 15462
-----------------------------------
لما اسمٌ اِما تَرْتَضيهِ
منْ كلِّ معنى ً وصورة
تَصْحيفُ مَقْلُوبِهِ اسْما
حرفٍ وأوَّلُ سورة
العصر العباسي >> ابن الفارض >> مااسْمُ قُوتٍ يُعزَى لأوّلِ حَرْفٍ
مااسْمُ قُوتٍ يُعزَى لأوّلِ حَرْفٍ
رقم القصيدة : 15463
-----------------------------------
مااسْمُ قُوتٍ يُعزَى لأوّلِ حَرْفٍ
منهُ بئرٌ بطيبة ٍ مشهورة
ثُمّ تَصْحيفُها لِثانيهِ مأوى ً،
ولنا مركبٌ وباقيهِ سورة
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما اسمُ طَيرٍ، إذا نَطَقْتَ بحرفٍ
ما اسمُ طَيرٍ، إذا نَطَقْتَ بحرفٍ
رقم القصيدة : 15464
-----------------------------------
ما اسمُ طَيرٍ، إذا نَطَقْتَ بحرفٍ
منهُ مبداهُ كانَ ماضي فعلهْ
وإذا ما قلبتهُ فهوَ فعلي
طَرَباً، إنْ أخذْتَ لُغْزي بحلّهْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> إسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ،
إسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ،
رقم القصيدة : 15465
-----------------------------------
إسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ،
وكلُّ شطرٍ منهُ مقلوبُ
يوجدُ في تلكَ إذنْ قسمة ٌ
ضِئزى ، عِياناً، وهوَ مكتُوبُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما اسمُ شيء مِنَ النّباتِ، إذا ما
ما اسمُ شيء مِنَ النّباتِ، إذا ما
رقم القصيدة : 15466
-----------------------------------
ما اسمُ شيء مِنَ النّباتِ، إذا ما
قَلَبُوهُ وَجَدْتَهُ حَيَواناً(11/158)
وإذا ما صحَّفتَ ثلثيهِ حاشاً
بَدأهُ، كُنتَ واصِفاُ إنسانَا
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما اسْمٌ لِطَيرٍ شَطْرُهُ بَلْدَة ٌ
ما اسْمٌ لِطَيرٍ شَطْرُهُ بَلْدَة ٌ
رقم القصيدة : 15467
-----------------------------------
ما اسْمٌ لِطَيرٍ شَطْرُهُ بَلْدَة ٌ
في الشّرْقِ، مِنَ تَصحيفِها مَشرَبي
وما بَقي تَصحيفُ مَقْلُوبِهِ،
مضعَّفاً قومٌ منَ المغربِ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> مااسمٌ بِلا جِسْمٍ يُرى صورَة ً،
مااسمٌ بِلا جِسْمٍ يُرى صورَة ً،
رقم القصيدة : 15468
-----------------------------------
مااسمٌ بِلا جِسْمٍ يُرى صورَة ً،
وهو إلى الإنسانِ محبوبهُ
وقلبُهُ تَصحيقُهُ صنوه
فاعنَ بهِ يعجبكَ ترتيبهُ
حاشِيَتا الإسمِ، إذا اُفرِدا،
أمرٌ بهِ والأمنُ مصحوبهُ
حروفهُ أنَّي تهجَّيتها
فكلُّ حرفٍ منهُ مقلوبهُ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ما اسْمٌ، إذا فَتّشتَ شِعري تجِدْ
ما اسْمٌ، إذا فَتّشتَ شِعري تجِدْ
رقم القصيدة : 15469
-----------------------------------
ما اسْمٌ، إذا فَتّشتَ شِعري تجِدْ
تَصحيفَهُ، في الخَطّ، مَقلوبَهْ
وهوَ إذا صحَّفتَ ثانيهِ منْ
أنواعِ طَيرٍ، غيرِ مَحْبُوبَهْ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> مرثية جديدة إلى قرطبة
مرثية جديدة إلى قرطبة
رقم القصيدة : 1547
-----------------------------------
يكن من مدى
بين أحجارها والسماء
غير أسئلتي جهمة
وغبار ردائي
لم يكن من نديم
سوى حلم يتناثر:
ظبي البراري اليتيم
دمك الجمر يتبعني،
أم حنين القديم؟؟
لم يكن غير حشد
من الغيم أبيض
ينحل في طرف الأرض،
يبزغ،
ينحل ثانية،
يتقدمني،
يتمشى
خفيضا
ورائي
وأنا ضائع
بين أحجارها والسماء
حلمي،
حلمي،
أيها الأشيب، المدلهم الخطى
واليدين،
جسدي طلل،
أين أقداحه،
وندماه
أين؟؟
لم يكن في المنام سوى حلمي،
وعصاي،
لم يكن غير راحلتي،
(هل هواها الممض
هواي؟)
عبرت غيمة
حائط النوم،
أيقظني عطرها:
ذي بلاد(11/159)
من الماء، تأوي إليّ
تحدثني:
عن جنائنها،
وأحدّثها:
عن قراي
نهضت غيمة
غادرت خيمة النوم:
حشد من الأنبياء
ينوحون في طلل،
ويغطون بالدمع
مئذنة شاحبة
ورأيت بلادا
تجاهد ألا تضيع
شممت
أريج منائرها المتربة
وتملكني هاجس:
تلك بيروت
أم قرطبة؟
وغزال صباي المشرد
أم تلك خمرته الطيبة؟
ثم أسرت بنا خضرة الغيم،
أسرت بنا
خضرة النوم
قافلة
من نجوم مكدرة،
الطريق يئن،
وكان ضجيج هواجسنا
كضجيج خطانا:
-لم يكن في الطريق سوانا
لم يكن في العناء سوانا
فإلى أين تقتادنا
يا هوانا؟
نديمي هذا الظلام،
وصحراؤه الشاسعة
نديمي أرض
تجاهد ألا تضيع،
وكأسي
سماء كآبتنا السابعة
نديمي
هذا الأنين القديم:
أيفضي الطريق
إلى وطن ضائع،
أم إلى أمّة ضائعة؟
ودخلنا أزقتها: الشرفات
أنين وورد،
ومسجدها سيد
غارق في مهابته،
حين بادرته بالسلام
انحنى،
وتلألأ في شفتيه
غبار الكلام
ثم ضج أنين الحجارة،
واستعت ظلمة،
وتسامى عمود من الضوء،
ينحل في طرف الأرض
ثم سمعت نواح الكتابة
بين الحجر
ورأيت طيور المطر
تتجمع في مقلة الشيخ،
تغسل
أحزانه المتربة،
وتساءلت ليلتها:
قرطبة!
أو تلك خيول
تقبل
أم أنها ضجة الأتربة؟
ونما حلمي،
ورأيت دمائي
فرسا يتبختر
ما بين قرطبة والسماء
وأسرى بي الغيم
أسرى بي النوم
هذا غزال الطفولة
يتبعني،
وعلى كتفي عباءة هذا الظلام،
وفي قدحي
ضوء خمرته الطيبة
ونما حلمي،
قلت للحلم:
يا سيدي
للقصيدة:
يا زهرة الروح،
للحزن:
يا ضجة الأتربة
هل أسميك فاتحة
أسميك بيروت
أم قرطبة؟
العصر العباسي >> ابن الفارض >> ونقطُ حرفٍ فيهِ إنْ زالَ معْ
ونقطُ حرفٍ فيهِ إنْ زالَ معْ
رقم القصيدة : 15470
-----------------------------------
ونقطُ حرفٍ فيهِ إنْ زالَ معْ
ألْفٍ بِهِ، بِيعَ بِخَرّوبَهْ
ونصفهُ الثُّلثانِ منْ آلة ٍ
لجنسهِ في الضَّربِ منسوبهْ
ونصفهُ الآخرُ نصفُ اسمِ منْ
جانَسَهُ، يَتْبَعُ أُسْلُوبَهُ
وقلبُهُ قَلْبٌ، لِمَا فَهْمُهُ،(11/160)
مِنْ بَعْدِ لامٍ، كُلُّ أعْجوبهْ
حاشِيَتاهُ عُوذَة ٌ، بَعْدَما
صُحّفَتا، في الذّكْرِ، مَطلُوبَهْ
والجيمُ فيهِ إنْ تعدْ دالهُ
والدَّالُ جيماً فيهِ محسوبهْ
منْ بعدَ حرفينِ بهِ صحِّفاً
والزّايُ واوٌ، فيهِ مَكْتوبَهْ
صارَ اسْمَ مَن شرّفَهُ اللّهُ بالْـ
وحيِ كما شرَّفَ مصحوبهْ
العصر العباسي >> ابن الفارض >> نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
رقم القصيدة : 15471
-----------------------------------
نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي
وكانَ قبلي بُلى في الحبِّ أغلامي
وسِرْتُ فيهِ ولم أبْرَحْ بِدَوْلَتِهِ،
حتى وَجَدْتُ مُلوكَ العِشقِ خُدّامي
ولمْ أزلْ منذُ أخذِ العهدِ في قدمي
لكَعْبَة ِ الحُسنِ، تجريدي وإحرامي
وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ إلى
مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ
جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ
وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي
قضيتُ فيهِ إلى حين انقضا أجلي
شهري ودهري وساعاتي وأعوامي
ظنَّ العذولُ بأنًّ العذلَ يوقفني
نامَ العذولُ وشوقي زائدُ نامِ
إن عامَ إنسانُ عَيني في مَدامِعِهِ،
فقدْ أُمِدّ بإحْسانٍ وإنعامِ
يا سائقاً عيسَ أحبابي عسى مهلاً
وسرْ رُوَيْداً، فقَلبي بينَ أنْعامِ
سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ
وما تَرَكْتُ مَقاماً قَطّ قُدّامي
وكُنتُ أحْسَبُ أنّي قد وَصَلْتُ إلى
أعْلى ، وأغْلى مَقامٍ، بينَ أقْوامي
حتى بَدا لي مَقامٌ لم يكُنْ أرَبي،
ولمْ يمرَّ بأفكاري وأوهامي
إنْ كانَ منزلتي في الحبِّ عندكمْ
ما قد رأيتُ، فقد ضَيّعْتُ أيّامي
أمنيَّة ٌ ظفرتْ روحي بها زمناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحْلامِ
وإنْ يكنْ فرطُ وجدي في محبَّتكمْ
إثماً فقدْ كثرتْ في الحبِّ آثامي
ولو عَلِمْتُ بأنّ الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمامُ، لَما خالَفْتُ لُوّامي
أوْدَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يَحفَظُهُ
أبْصرْتُ خلفي، وما طالَعتُ قٌدّامي
لقدْ رماني بسهمٍ من لواحظهِ(11/161)
أصْمى فؤادي، فواشوقي إلى الرامي
آهاً على نَظرَة ٍ مِنْهُ أُسَرّ بها،
فإنَّ أقصى مرامي رؤية ُ الرَّامي
إنْ أسْعَدَ اللّهُ روحي، في محَبّتِهِ،
وجسمها بينَ أرواحٍ وأجسامِ
وشاهدتْ واجتلتْ وجهَ الحبيبِ فما
أسى وأسعدَ أرزاقي وأقسامي
ها قدأظَلّ زمانُ الوَصْلِ، يا أمَلي،
فامنُنْ، وثَبّتْ بهِ قَلبي وأقدامي
وقد قَدِمتُ، وماقدّمتُ لي عَمَلاً،
إلاّ غَرامي، وأشواقي، وإقدامي
دارُ السَّلامِ إليها قدْ وصلتُ إذنْ
منْ سبلِ أبوابِ إيماني وإسلامي
يا ربَّنا أرني أنظرُ إليكَ بها
عِندَ القُدومِ، وعامِلني بإكرْامِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
رقم القصيدة : 15472
-----------------------------------
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ
ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ
رقم القصيدة : 15473
-----------------------------------
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ
ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ(11/162)
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ
و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> هي حالان شدة ورخاءِ
هي حالان شدة ورخاءِ
رقم القصيدة : 15474
-----------------------------------
هي حالان شدة ورخاءِ
و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما
خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إن ألمت ملمة بي فإني
في الملمات صخرة صماءِ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن لَيْسَ
يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا
رقم القصيدة : 15475
-----------------------------------
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا
فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ
وأرض لله واسعة فضاءِ
تَبَلَّغْ باليَسِيْرِ فَكُلُّ شَيْىء ٍ
من الدنيا يكون له انتهاء
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه
أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه
رقم القصيدة : 15476
-----------------------------------
أمن بعدِ تكفين النبي ودفنه
نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى
رزئنا رسولَ الله حقاً فلن نرى
بذلك عديلاً ما حيينا من الردى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ
لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى
صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى
لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَة ٌ بَعْدَ فَقْدِكُم
نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى
فيا خير من ضمِّ الجوانحَ والحشا
وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى
كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ
سفينة موج حين في البحر قد سما
وَضَاْقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ
لفقدِ رسول الله اذ قيل قد مضى
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ٌ
كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا(11/163)
فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ
وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى
و في كل وقتٍ للصلاة ِ يهيجها
بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا
ويطلب ُ أقوامٌ مواريث هالكٍ
و فينا مواريثُ النبوة ِ والهدى
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا
نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا
رقم القصيدة : 15477
-----------------------------------
نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا
وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً
ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولمَّا أَتَانا بالهُدَى كان كُلُّنا
على طاعة الرحمنِ والحق والتقى
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> و ما طلب المعيشة بالتمني
و ما طلب المعيشة بالتمني
رقم القصيدة : 15478
-----------------------------------
و ما طلب المعيشة بالتمني
وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً
تجئك بحمأة وقليل ماءِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فإن كنت بالثوري ملكت أمورهم
فإن كنت بالثوري ملكت أمورهم
رقم القصيدة : 15479
-----------------------------------
فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم
فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم
فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> ضريح الملكة
ضريح الملكة
رقم القصيدة : 1548
-----------------------------------
سماء من العشب،
واليتم،
والبركات،
رماد
يحاصرني من جميع الجهات
سحب مقفرة،
تظللني
وأنا أدخل
المقبرة
تلمست دربي
لا العشب يعرف
أين خبأ المليكة،
لا الرمل يعرف
أين أريكتها،
من يشم حرائق روحي،
يحررني
من دخان ثيابي؟
حنيني
مشتبك
ودمي شرك
لطيور الأسى،
والتراب...
وتتسع المقبرة
ترتب أحجارها،
وتنادم آبارها المقفرة،
توسعها تارة
وتضيقها تارة(11/164)
وعلى بعضها البعض تتكئ
ومن طرف العمر
تبتدئ...
سماء من اليتم تجتاحني،
وسماء من العشب
تحنو عليّ
تبللني بالندى
والبشاشة،
يصعد من خشب الروح
غيم جديد،
قصائد كالشذروانات،
شذر،
شذى،
وسرير لسيدة
ملء روحي،
أرى شجرا،
يتهجد،
نهرا قديما
يغني: سرير المليكة
مملكة
من حنين وأتربة،
قمر ضائع
فوق صمت المياه،
أرائك
منذورة لطيور الاله
سرير المليكة
مملكة
من هوى
لا يحد مداه.......
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ
أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ
رقم القصيدة : 15480
-----------------------------------
أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ
أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً
لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا
بنو الحرب لم تقعد بهم امهاتهم
و آباؤهم آباء ُ صدقٍ فأنجبوا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
رقم القصيدة : 15481
-----------------------------------
...............
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ
وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ
رقم القصيدة : 15482
-----------------------------------
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ
وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت
وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً
و لا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ
يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ
فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ(11/165)
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ
رقم القصيدة : 15483
-----------------------------------
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ
و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها
عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعة ٍ
فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ما غاض دمعي عند نازلة ٍ
ما غاض دمعي عند نازلة ٍ
رقم القصيدة : 15484
-----------------------------------
ما غاض دمعي عند نازلة ٍ
إلا جعلتك للبكا سببا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ
عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا
إني أجل ثريَ حللت يهِ
عَنْ أَنْ أُرى لِسِوَاهُ مُكْتَئِبا
بالسيف في نهنهة الكتائب
عَضْبُ كَلَوْنِ المِلْحِ في أَقْرابِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا
رقم القصيدة : 15485
-----------------------------------
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا
لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ
وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ
وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ
لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ
و كل ما يرتجى قريب
و الموت من كل ذاك أقرب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
رقم القصيدة : 15486
-----------------------------------
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ
أَوْفِي بِمِيْعَادِي وَأَحْمِي عَنْ حَسَبْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ
أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ
رقم القصيدة : 15487
-----------------------------------(11/166)
أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ
وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى
فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ
و لحقت أبا جهل فأصبحت تابعاً
لَهُ وَكَذَاكَ الرَّأْسُ يَتْبَعُهُ الذَّنَبْ
فَأَصْبَحَ ذَاكَ الأَمْرُ عَارا يُهيلُهُ
عَلَيْكَ حَجِيجُ الْبَيْتِ فِي مَوْسِمِ العَرَبْ
و لو كان من بعض الأعادي محمد
لَحَامَيْتَ عَنْهُ بِالرِّمَاحِ وَبِالقُضُبْ
و لم يسلموه أويضرعْ حولهُ
رجال بلاءٍ بالحروب ذوو حسب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب
ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب
رقم القصيدة : 15488
-----------------------------------
ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب
و الناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يفشون بينهم المودة والصفا
و قلوبهم محشوة ٌ بعقاربِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ
رقم القصيدة : 15489
-----------------------------------
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ
تنل من جميل الصبر حسنث العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ
فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب
و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً
تذق من كمال الحفظ سمو المشارب
وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَة ٍ
يثيبكَ على النعمى جزيل المواهب
وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ
فَكُنْ طَالِبا في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّة ٍ
يضاعفْ عليك الرزق من كل جانب
وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ
وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ
وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى
اليك ببرٍ صادق منك واجب
و كن حافظاً للوالدين وناصراً
لجارك ذي التقوى وأهل التقارب(11/167)
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> Exeter
Exeter
رقم القصيدة : 1549
-----------------------------------
غيمة
أم حجر؟
وردة من زمان مضى
أم شظايا زمان
سيمضي؟
غيوم من الأصدقاء القدامى
تلوح لي،
أم حجر؟
صخرة
تقتفي حلمي،
أم خطى امرأة
في المطر؟
ذاك بار قديم
يضئ كراسيه الليل،
والساهرون
تلك سيدة
من حنين
وفرو،
وذاك فتى
من أسى
وجنون....
رجل ساهر
بين أنقاضه وأغانيه،
مشتعل بين أسئلة
جهمة:
آخر الحلم،
أم آخر الوهم،
هذا النثيث على الذاكرة؟
أقوارب مقلوبة
تستل بها الروح
من هلع،
أم شذى غيمة
عابرة؟
ذا خريف
تشتته الريح في الطرقات
وفوق المصاطب،
في الروح،
بين الحصى والقصائد،
بين الندى واشتعال الشجر...
Exeter
Exeter
دفء حلم مضى،
دفء وهم سيمضي،
ويتركني موحشا كالمطر
كيف لي
أن أضئ الحياة بلا عشبة
من حنين ووهم؟
بلا نجمة
من يقين وحلم؟
بلا وردة،
أو حجر؟
من يرمم روحي؟
أنقاضها: حجل نائح،
ودخان قديم،
قصائد لم تكتمل
من يسيج أرضي بالغيم؟
والكون بامرأة
من حنين وفرو؟
من يبارك روحي،
يبلّل قشرتها
بالمطر؟؟
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الدَّهْرُ يَخْنُقُ أَحْيَانا قِلاْدَتَهُ
الدَّهْرُ يَخْنُقُ أَحْيَانا قِلاْدَتَهُ
رقم القصيدة : 15490
-----------------------------------
الدَّهْرُ يَخْنُقُ أَحْيَانا قِلاْدَتَهُ
عليك لا تضطرب فيه ولا تثب
حتى يفرجها في حال مدتها
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
رقم القصيدة : 15491
-----------------------------------
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى
عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
فليرجعنَّ إليك رزقك كله
لَوْ كَاْنَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فإن تسألني كيف أنت فإنني
فإن تسألني كيف أنت فإنني(11/168)
رقم القصيدة : 15492
-----------------------------------
فإن تسألني كيف أنت فإنني
صبورٌ على ريب الزمان صعيب
حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبة ٌ
فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله
يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله
رقم القصيدة : 15493
-----------------------------------
يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله
يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ
يحمقه الأقوام وهو لبيبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا
غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا
رقم القصيدة : 15494
-----------------------------------
غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا
وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده
يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلو كانت الدنيا تنال بفطنة
فلو كانت الدنيا تنال بفطنة
رقم القصيدة : 15495
-----------------------------------
فلو كانت الدنيا تنال بفطنة
و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ
بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ
و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ
رقم القصيدة : 15496
-----------------------------------
و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ
إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَانُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ
فقد كملتْ أخلاقه ومآربه
يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه
على العقل يجري علمهُ وتجاربه
يزين الفتى في الناس صحة ُ عقله
وإِنْ كَانَ مَحْظُوراً عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ
وإن كرمت أعراقه ومناصبه(11/169)
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً
ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً
رقم القصيدة : 15497
-----------------------------------
ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً
بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا
إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده
إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ والأَدَب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> كن ابن من شئت واكتسب أدباً
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
رقم القصيدة : 15498
-----------------------------------
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته
بلا لسانٍ له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ
رقم القصيدة : 15499
-----------------------------------
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ
إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
أم حديد أم نحاس أم ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعَصَبْ؟
إنما الفخر لعقلٍ ثابتٍ
وَحَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَأَدَبْ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> كثر الكلام
كثر الكلام
رقم القصيدة : 155
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
على كثر الكلام ... وكثر ماقبل الكلام جروح
سكت ... ومالقيت الكلمتين الي علي بالي
أخاف إن قلتها ... ماقلتها ... وان قلتها بوضوح
توسدني ملامات الرفيق وشرهة الغالي
كذوبه يالهوجس اللي على الخاطر تجي ... وتروح
بغيت أزبن ذراها ... واستريح وماتهيالي
ورحت أتلي شتاتي ... واترجي صوتي المبحوح
تموج بي الدروب ومسندٍ كفي على ظلالي
عسي مانتي رجايه يابروقٍ في سماي تلوح
يشرهبني رعدها والضما بالصدر همالي(11/170)
نقلت جروح ماعرفها بقلبٍ مرهف مجروح
تنطحت البياض ... وسود الله وجه عذالي
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> شجر العائلة
شجر العائلة
رقم القصيدة : 1550
-----------------------------------
حرّك الحطب الجزل
في الموقد
حطّ لي جمرة
في يدي،
ثم قال،
بنبرته القاحلة:
كادت الريح
تعصف
بالعشب،
والعائلة
كاد ليل ضراوتها
يتمادى،
فيقتلع السقف،
والنبع،
والزهرة العاقلة...
كان يسألني صاحبي:
- من يعيد لحقل
قصيّ أيائله، ولرابية
جهمة سحرها؟
أتساءل عن حيرة:
- كيف يمكنه أن يرى
في هواء الخرائب قبّرة،
أو غزالاً؟
وفي ضجة الشاحنات
ندر ممطرا..؟
هل قلت: "لا" للريح
يا صاحبي؟
وهل تعرفت على النبع، هل
عشقت دنياه
وما تحتوي
من قلق فظّ، ومن بهجة
حمقاء،
أو من ضجر صاخب؟
إذن تحرّ النبع، يا صاحبي
كنت أمحض صاحبي النصح
أكثر من مرة،
كي يرى النبع من دونما عجلة
كي يرى خلل الأشنات،
أو المشكلة
وجهها الكامن:
الضوء
والأسئلة
كي يرى
خلف كل ضباب
سماء،
تجفف قمصانها،
أو ينابيع
غامضة،
مهملة...
أي ذنب رشيق
أي ريح مرابطة في الطريق
حجبا النبع،
والنخلة الآهلة،
حجبا شجر العائلة
حجبا عن يديه:
المراعي وخمرتها،
والسرير وغزلانه،
والبحار وأدغالها الناحلة
يالبهاء النبع من سيدة
تطلع من أحزانها طفلة
فاتنة،
تكون للنبع ناطورا
ومصباحا،
وللمائدة
أشجارها،
الفوارة
الصاعدة...
وتوغلت
في لهب بارد،
وتناثرت ما بين خضرته،
وتتبعت قطعانه،
حيث كان القطا والنعاس
فرحين يقيمان حفلهما،
ورأيت ينابيع لم تكتشف،
وكواكب من فضة،
وغزالا
عصيّ المراس
وتلمست أغنية ذابلة،
فإذا شجر مهمل ينتشي:
- ها هنا النخلة الآهلة
حيث ينتشر العشب، والنبع، والعائلة
حيث تزدهر الطفلة العاقلة.
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا
سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا
رقم القصيدة : 15500
-----------------------------------(11/171)
سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا
وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه
و من يهن الرجالَ فلن يهابا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إلبس أخاك على عيوبه
إلبس أخاك على عيوبه
رقم القصيدة : 15502
-----------------------------------
إلبس أخاك على عيوبه
و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه
وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ
ودع الجواب تفضلاً
و كلِ الظلومَ إلى حسيبه
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ
عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ
رقم القصيدة : 15503
-----------------------------------
عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ
و من تهذب يروي عن مهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم
و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً
إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً
رقم القصيدة : 15504
-----------------------------------
إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً
وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة
و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما
شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما
رقم القصيدة : 15505
-----------------------------------
شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما
عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> مالي وقفت على القبور مسلماً
مالي وقفت على القبور مسلماً
رقم القصيدة : 15506
-----------------------------------
مالي وقفت على القبور مسلماً
قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا
أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ(11/172)
قَالَ الحَبِيْبُ: وَكَيْفَ لِي بِجَوَابِكم
و انا رهين جنادل وتراب
أكل الترابُ محاسني فنسيتكم
و حجبت عن أهلي وعن أبرابي
فَعَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلاَمُ تَقَطَّعَتْ
مني ومنكم خلة الأحباب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة ٌ
سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة ٌ
رقم القصيدة : 15507
-----------------------------------
سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة ٌ
حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى
بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ
و مثلي لاقى الهول في مفظعاته
و فلَّ له الجيش الخميس العطبطبُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَحْيْاءُ أَنِي زَعِيْمُهَا
و أني لدى الحرب العذيق المرجب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> هذا لكم من الغلام الغالبي
هذا لكم من الغلام الغالبي
رقم القصيدة : 15508
-----------------------------------
هذا لكم من الغلام الغالبي
مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ
أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أبى الله إلا أن صفين دارنا
أبى الله إلا أن صفين دارنا
رقم القصيدة : 15509
-----------------------------------
أبى الله إلا أن صفين دارنا
وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا
و ما لكم من حومة الحرب مهرب
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> ثلاث حالات
ثلاث حالات
رقم القصيدة : 1551
-----------------------------------
-1-
أيّكم
كان يبدأ أيامه
يتلمس لون الندى
والحجارة،
يمعن في بحثه
عن:
مواضيع لم تنتهك
أو مواضيع،
لم يكثر القول فيها؟
كان حين يحس:
بأن الخيول التي
يتعقبها
صعبة،
والأغاني التي
يشتهيها
صعبة،
يتأمل
ممتعضا،
سرب أيامه،
إذ يجر الشبيه
الشبيها؟
-2-
تلك(11/173)
أغنية الورق المتربة
هل تشمون أزهارها
وهي تقتاده
صوب غرفته؟
صوب أحبابه المهملين،
وتحصي له:
حلمه،
أو صحاراه،
أو كتبه؟
كان
يرقب أيامه كلها
وانشغالاته كلها
يتأمل
أحبابه الخلص المهملين
ويعد:
كتابا،
كتابين،
أربعة،
ثم ينسل من بينهم:
مستثارا،
حزين....
-3-
قيل
- ظلّ كعادته
شاردا
مثل من يتأمل ساقية،
او يلامس طعم الندى،
قيل عنه،
- فتى
يتناسى الإساءة
قيل:
يحب تصيّدها،
قيل:
مكتئب،
منتش،
شارد مثل من
يتأمل ساقية،
أو غراب
كان يذكر أصحابه
ثم يغفر أخطاءهم،
ثم يضحك،
ثم يفك عصافيره كلها
في الضباب.
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
رقم القصيدة : 15510
-----------------------------------
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا
لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
قوم لبوسهم في كل معترك
بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ
و في الأنامل سمر الخطَّ والقضب
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم
فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ
لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم
وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم
و قد يهون عليكم منهم الغضب
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ
راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَة ٍ
وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ
والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
و الأزد جرثومة إن سوبقوا وسبقوا(11/174)
أو فوخروا فخروا أو غولبوا اغلبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا
أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صفوا فأصفاهم الباري ولا يته
فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم
لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ
و الأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم
وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا
بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
رقم القصيدة : 15511
-----------------------------------
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن
يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول به
فعليكَ بالاجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا
و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ
و المال عارية ٌ تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ
سبباً إلى الانسان حين يسبب
و من السيول إلى مقر قرارها
والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ
فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ
فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ
إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا
وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة ٍ
تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه
لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي
هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ(11/175)
وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها
وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً
دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا
وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ
وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ
خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ
و تجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له
كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ
حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ
حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ
و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها
وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ
إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانه
وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ
في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ
و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها
إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها
رقم القصيدة : 15512
-----------------------------------
إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها
على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ
ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ
عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ
رقم القصيدة : 15513(11/176)
-----------------------------------
عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ
بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً
كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ
وَسَلوى الله فيهِ الخَلْقُ حتّى
نبيّ الله مِنْهُ لم يُحابِ
له ملك ينادي كل يوم
لدوا للموت وابنوا للخراب
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> قريح القلب من وجع الذنوب
قريح القلب من وجع الذنوب
رقم القصيدة : 15514
-----------------------------------
قريح القلب من وجع الذنوب
نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي
فصار الجسم منه كالقضيب
وَغَيَّرَ لَوْنَه خَوْفٌ شَدِيْدٌ
لما يَلْقَاهُ مِنْ طُولِ الكُرُوبِ
يُنادي بالتَّضَرُّعِ يا إلهي
أَقِلْني عَثْرتي واسْتُر عُيوبي
فزعت إلى الخلائقِ مستغيثاً
فلم أرَ في الخلائق من مجيب
و أنت تجيب من يدعوك ربي
وَتَكْشِفُ ضُرَّ عَبْدِكَ يا حَبيبي
و دائي باطن ولديك طب
وهَلْ لي مِثْلُ طبِّكَ يا طبيبي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ
حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ
رقم القصيدة : 15515
-----------------------------------
حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ
وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي
وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها
فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها
رقم القصيدة : 15516
-----------------------------------
فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها
وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما
أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه
فَوَاللِه لَوْلاَ أَنَّنِي كُلَّ سَاعَة ٍ
إِذا شِئْتُ لاَقَيْتُ امْرَأً ماتَ صَاحِبُه
إِذَا مَا اعْتَرَيْتُ الدَّهْرَ عَنْهُ بِحِيْلَة ٍ
تجدد حزناً كل يوم نوادبه(11/177)
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ
لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ
رقم القصيدة : 15517
-----------------------------------
لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ
لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت
أخلاقه وحوى الآداب والحسبا
فاطلبْ فَدَيْتُكَ عِلْما وَاكْتَسِبْ أَدبا
تَظْفَرْ يَدَاكَ بِه واسْتَعْجِلِ الطَّلبا
للَّهِ دَرُّ فَتًى أنسابُهُ كَرَمٌ
يا حبذا كرمٌ أضحى له نسبا
هل المُروءة ُ إِلاَّ مَا تَقُوْمُ بِهِ
مِنَ الذِّمامِ وحِفْظِ الجَارِ إنْ عَتَبا
من لم يؤدبه دين المصطفى أدباً
مَحْضا تَحَيَّرَ في الأَحْوالِ واضطَرَبا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ
سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ
رقم القصيدة : 15518
-----------------------------------
سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ
لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ
شددت غرابه أن لا يحابا
أذود به الكتيبة كل يومٍ
إذا ما الحرب تضطرم التهابا
وَحَوليَ مَعْشَرٌ كَرُمُوا وَطَابُوا
يرجون الغنيمة والنهابا
و لا ينجون من حذر المنايا
سؤال المال فيها والايابا
فَدَعْ عَنْكَ التهدُّد واصْلِ نارا
إذا خَمَدَتْ صَلَيْتَ لها شِهَابا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
رقم القصيدة : 15519
-----------------------------------
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها
سوداً وأسك كالنعامة أشيب
و استنفرتْ لما رأتك وطالما
كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
و كذلكَ وصل الغانيات فإنه
آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ(11/178)
وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة
و أتى المشيب فأين منه المهرب
ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل به
فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا
واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه
لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه
بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
و الروح فيك وديعة أودعتها
سنردّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها
دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
و الليل فاعلم والنهار كلاهما
أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ
حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها
و مشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها
برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا
ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة
فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه
لا زال قدماً للرحال يهذب
و كذلك الأيام في غدواتها
مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ
إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا
إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ
واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً
فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الانثى حياتك إنها
كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
لا تأمن الانثى زمانك كله
يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها
وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ
مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما
فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده(11/179)
فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً
فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ
وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً
وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا
إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ
و تراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ
ويقام عند سلامه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ
يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم
بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً
إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً
أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن
ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
و احفظ لسانك واحترز من لفظه
فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به
فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها
شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ
نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ
في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً
والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ
رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ
وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها
من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ
و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ
يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ(11/180)
إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى به
حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا
و اعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ
و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا
طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً
جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ
أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها
طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ
مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله
عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> إمرأتان
إمرأتان
رقم القصيدة : 1552
-----------------------------------
إنه أول البرد،
ذا مطر غامض،
وأماس مبللة
أيهذا المغني
الذي جفف الصيف أشجاره
(إن تاريخك امرأتان
والتي أوصلتك إلى الماء
غير التي أوصلتك إلى مائها..)
النساء اصطحبن العصافير
والنوم للبيت،
أغلقن أثوابهن،
على قمر دافئ،
ومياه تغامر،
(ها إنني الآن،
منكسر تحت هذي السماء الكبيرة
أتشتهي يديك،
كما تشتهي الطيور عذوبة أعشاشها
في الظهيرة..)
وجه أمي، العشية، يغمرني
بالحشائش واللوم،
يغمرني بثياب مبللة،
وعصافير كالقطن
( يا وجهها المتغضن
قل أي شئ صغير،
فأنا أترقب، هذي العشية، أهفو إلى
ضوئك اللين،
الشاحب،
المستدير..)
في الشوارع نعبر،
والبرد ملء الثياب القصيرة،
آه.. ستمضين للنوم، لكنني:
واقف بانتظار النعاس الوديع،
أفتش
عن وطن، زهرة
من غبار الفنادق
اقطفها الليلة، اتسع البرد ما بيننا
( هل ترين على تعبي وردة
أم غبارا)
ستمضين للنوم لكن لي
مطرا ساخنا في ثيابك،
بي وحشة للتي سوف أرحل،(11/181)
عن ضوئها الشاحب المتغضن،
لي منك هذا الجوار النهاري
هذي الأصابع
يغسلها البرد
(يا وطن الماء، من خيمة
في الفرات، الطري، الكئيب
جئتني بحصى بارد
وأصابع مهمومة
ورماد غريب)
كنت أنتظر الفجر
بين النوايا الكئيبة والشجر الميت
تختصم امرأتان على وحشتي، كل واحدة
تشتهي طرفا
والتي أوصلتني الى الماء
غير التي...
(آه.. يا وطني لضيق،
الآن تستعلين على طرق النوم،
تخترقين رماد السرير
اكتبي: إنّ في اليقظة
خشبا باردا، إنّ في اليقظة
وحشة، إنّ في اليقظة
يقظة..)
جاءت امرأة أوصلتني إلى الماء
وامرأة أوصلتني
إلى مائها
(إنّ في الرمل رائحة امرأتين)
تركت عند حراسها وردة
وأتت دونما ورق
ممطر في اليدين...
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا
دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا
رقم القصيدة : 15520
-----------------------------------
دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا
وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا
أو لا فإني طالما عصيتُ
قَدْ قُلْتُمُ: لو جئتنا فجيتُ
ليس لكم ماشئتم وشيت
بل مايريد الميي المميتٌ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> حقيق بالتواضع من يموت
حقيق بالتواضع من يموت
رقم القصيدة : 15521
-----------------------------------
حقيق بالتواضع من يموت
و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ
وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ
فيا هذا سترحل عن قريبٍ
إلى قوم كلامهم سكوت
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا
قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا
رقم القصيدة : 15522
-----------------------------------
قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا
وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً
فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> صبرتُ عن الملذات لما تولت(11/182)
صبرتُ عن الملذات لما تولت
رقم القصيدة : 15523
-----------------------------------
صبرتُ عن الملذات لما تولت
وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ
فإن طمعت تاقت وإلا تسلت
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ
إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ
رقم القصيدة : 15524
-----------------------------------
إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ
حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ
إلا يزل وما يعابُ صموتُ
إنْ شُبِّة النُّطقُ المُبِينَ بفِضَّة ٍ
فالصمت درٌ زانه ياقوتُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ
إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ
رقم القصيدة : 15525
-----------------------------------
إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ
ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ
نسجتهُ العنكبوت
وَلَقَدْ يَكْفِيكَ مِنْهَا
أيها الطالب قوت
و لعمري عن قليلٍ
كُلُّ من فيها يموتُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ
ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ
رقم القصيدة : 15526
-----------------------------------
ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ
يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى ً
و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ
أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ
رقم القصيدة : 15527
-----------------------------------
أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ
ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة ً
فأصبح منها القلب في حسرات
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى
إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى
رقم القصيدة : 15528(11/183)
-----------------------------------
إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى
و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء
فعند التناهي يكونُ الفرجْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلا تفش سرك إلا إليكَ
فلا تفش سرك إلا إليكَ
رقم القصيدة : 15529
-----------------------------------
فلا تفش سرك إلا إليكَ
فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال
لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> حرس لنوم الحبيبة
حرس لنوم الحبيبة
رقم القصيدة : 1553
-----------------------------------
تجاورني العصافير النحيفة،
تشتهي تعبي،
تبلّلني كآبتها،
فأحرس نوم سيدتي،
وأكتب:
نومها ماءٌ
وأكمل:
وردة في الباب
تعطر رمل أيامي
وتوقظ
شهوة الأعشاب
إذا ما رشّت الغزلان
وحشتها المبلّلة، اختلطنا
نحن والرمل الفراتيّ،
استدارت وحشتي شجرًا
ومجذافًا
و " رواة " سعفةٌ في القلب،
عاشرني هواها الشاحب، الصيفيّ،
حاصرني على أبوابها الحرّاس،
همهمتِ القبائل:
إنه الغجريّ،طافحةٌ كآبته، احتمى
بالرمل والفقراء
كأن الدمع أخشن من غبار الصخرِ،
كأن الجوعه يقطر من أصابعه،
انكسرتُ،
كأنني قدحٌ
و " رواة " في دمي طير من الفضّة..
أجيئك ، إنني جمر يغني
ونافذة مطاردةٌ،
وبابُ
أجيئك شاحبا، كالرمل، خشنً
وفي كفّي ينتحب التراب
أجيئك،
لو شممت رماد وجهي،
لفاح الدمع واشتعلت ثيابُ
أغنّي حول سيدتي،
وأحرس نومها المائيّ، أفتح جمرها،
يأتي المساكين، الغزالات،
العصافير النحيفةُ،
خشنة في البرد،
تجاورني،
وتترك فوق قمصاني حصًى،
أو وحشةً،
أو ورْدْ..
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي
رقم القصيدة : 15530
-----------------------------------
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي
معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ(11/184)
و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند
صَدَّقْتُهُ وَجَميعُ النَّاسِ في ظُلَمٍ
مِنَ الضَّلاَلَة ِ والإشْرَاكِ والنَّكَدِ
ألْحَمْدُ للِه فَرْدا لاَ شَرِيْكَ لَهُ
البَرُّ بالعَبْدِ وَالْبَاقي بلا أَمَد
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يا مؤثر الدنيا على دينه
يا مؤثر الدنيا على دينه
رقم القصيدة : 15531
-----------------------------------
يا مؤثر الدنيا على دينه
والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ
أبرز ناب الموت عن حده
هَيْهَاتَ إِنَّ المَوْتَ ذو أَسْهُمٍ
من يرمه يوماً بها يرده
لا يصلح الواعظ قلبَ امرءٍ
لَمْ يَعْزمِ اللَّهُ على رُشْدِهِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى
رقم القصيدة : 15532
-----------------------------------
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ
وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا
لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا
رقم القصيدة : 15533
-----------------------------------
لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا
ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً
ومن يكر هكذا معاندا
و من يرى عن الغبار حائدا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا
مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا
رقم القصيدة : 15534
-----------------------------------
مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا
وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة
فثنِّ باحسان وأنت حميدُ
و لا ترجُ فعل الخير يوماً إلى غد
لعلَّ غداً يأتي وأنت فقيدُ
و يومك إن عاينته عاد نفعه(11/185)
إِلَيْكَ وَمَاضي الأَمْسِ ليس يَعُودُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ذهب الذين عليهم وجدي
ذهب الذين عليهم وجدي
رقم القصيدة : 15535
-----------------------------------
ذهب الذين عليهم وجدي
وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه
شبران فهو بغاية البعد
لو كشفت للمرء أطباق الثرى
لم يعرف المولى من العبد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّرابَ بِرِجْلِهِ
يطأ التراب بناعم الحدِّ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
رقم القصيدة : 15536
-----------------------------------
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها
على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الموت لا والداً يبقى ولا ولداً
الموت لا والداً يبقى ولا ولداً
رقم القصيدة : 15537
-----------------------------------
الموت لا والداً يبقى ولا ولداً
هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه
لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
للموتِ فينا سهامٌ غير خاطئة
من فاتهُ اليوم سهم لم يفته غدا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له
ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له
رقم القصيدة : 15538
-----------------------------------
ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له
صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا
إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ
ولا ائتُمِنْتُ على سرٍّ فبحتُ به
ولا مددت إلى غير الجميل يدي
و لا أقولُ نعم يوماً فأتبعهُ
بلا ولو ذَهَبَتْ بالمال والولد
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى
رقم القصيدة : 15539(11/186)
-----------------------------------
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى
وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا به
فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ
وَبِتُّ أُراعِيْهِم مَتَى ينشرُونَني
وَقَدْ قَرَّرَتْ نَفْسي عَلَى القَتْلِ والأسْر
وَبَاْتَ رَسُولُ اللِه في الغارِ آمنا
هناك وفي حفظ الإله وفي سترِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> السماء الأخيرة
السماء الأخيرة
رقم القصيدة : 1554
-----------------------------------
كانت الريح في القلب
منعشة،
واتجاه مهباتها منعشا،
غير أن الأحبة ما شاهدوا الريح
تكبر في القلب،
ما شاهدوا
غير لون الحقائب في الليل
ما شاهدوا
غير لون المحطات
يغسل أبوابها النومُ
والسفر الخشن وارتحلوا
فبكى في ثيابي
هوى أول ..
وضعوا حزنهم قرب وجهي وانحدروا
أسفل القلب.
أعرف
ما بين وجهي وبين حقائبهم لوعة
ومخاوف من سفر
دونما رجعة أو مباهج،
.. لي في شحوب المحطات قافلة
تركت في دمي
مدخلا للحنين المرير:
هل أراقوا على رئتيّ الهوى؟
أشعلوا غيمة
رثة في السرير
آه .. ماذا تخبئ أيديكمو
للأكفّ الصغيرة
فرحاً، أم حقائب
يغسل أقفالها الليل والسفر الخشن،
والوحشة المستديرة؟
كان يغسلني الرمل والجوع
يصعد في عطشي الشجر القروي،
المخاوف،
وامرأة همجية
وجهها وطن شاحب
وكآبتها الخشبية
حجر في الرئة ..
إن في دمي الباب والنافذة
إن في دمي الفرح المائل، اقتربوا
كانت الريح تخضر في القلب
حين انحنى شجر،
والتفتُّ، انكسرتُ،
رأيت السماء الأخيرة مثقوبة،
إنه الزمن الآخر، اختطّ دائرة
واختفى ..
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> للناس حرص على الدنيا بتدبير
للناس حرص على الدنيا بتدبير
رقم القصيدة : 15540
-----------------------------------
للناس حرص على الدنيا بتدبير
و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده
و عاجز نال دنياه بتقصير(11/187)
لم يُرْزِقُوْهَا بِعَقْلٍ حِيْنَما رُزِقُوا
لَكِنَّهم رُزِقُوهَا بالمقادير
لو كان عن قوة ٍ أو مغالبة ٍ
طَارَ البُزَاة ُ بِأَرْزَاقِ العَصَافِيْرِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> حرّض بنيك على الآداب في الصغر
حرّض بنيك على الآداب في الصغر
رقم القصيدة : 15541
-----------------------------------
حرّض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعها
في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هي الكنوز التي تنمو ذخائرها
وَلاَ يُخافُ عليها حَادِثُ الغِيَرِ
النَّاسُ إثنان ذُو عِلْمٍ وَمُسْتَمِعٍ
وَاعٍ وَسَائِرُهُمْ كاللَّغْوِ والعَكَرِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة ً
بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة ً
رقم القصيدة : 15542
-----------------------------------
بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة ً
و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى
ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
رقم القصيدة : 15543
-----------------------------------
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
رقم القصيدة : 15544
-----------------------------------
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
وَالمُنكِرُونَ لِكُلِ أمرٍ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهم
بَعْضَا ليأخذ مُعْوِرٌ من معْورِ
سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا
متنكبين عن الطريق الأكبر
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري
تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري
رقم القصيدة : 15545(11/188)
-----------------------------------
تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري
إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة ٍ
و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر
وَكَمْ مِنْ فَتى ً يُمْسِي وَيُصْبِحُ آمِنا
وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهْوَ لاَ يَدْرِي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> رأيت الدهر مختلفاً يدورُ
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ
رقم القصيدة : 15546
-----------------------------------
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ
فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصوراً
فلم تبق الملوك ولا القصور
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
رقم القصيدة : 15547
-----------------------------------
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ
وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي
وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ به جَدِيْرُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ
أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ
رقم القصيدة : 15548
-----------------------------------
أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ
وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا
تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ
وَأَسْكُتُ عَنْ أَشْيَاءَ لو شِئْتُ قُلْتُها
وليس علينا في المقال أمير
أُصَبِّرُ نَفْسِي بِاجْتِهَادِي وَطَاقَتِي
وإِني بِأَخْلاَقِ الجَمِيْعِ خَبِيْرُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ
سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ
رقم القصيدة : 15549
-----------------------------------(11/189)
سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ
كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً
ولم يأكلوا من خير رطب ويابس
أَلاَ خَبِّرُونِي أَيْنَ قَبْرُ ذَلِيلِكُمْ
وَقَبْرُ العَزِيْزِ البَاذِخِ المُتَنَافِسِ
شعراء العراق والشام >> علي جعفر العلاق >> وجه الثريا كتاب ..!
وجه الثريا كتاب ..!
رقم القصيدة : 1555
-----------------------------------
آه... هذي العشية،
تبتعد الأرض عني،
وتبدو العصافير غير العصافير
والريح ليست كتلك التي
كنت أعرف أسمائها،
ومواعيدها،
... حين تبتعد الأرض،
(كنت بلادا مبللة،
وسماء تدور عليّ بقهوتها،
وتغني:
الثريا رغيف
أبيض الوجه، سقف
يقي، الآن، عشاقه
رمل هذا الزمان المخيف...
ثم تكمل:
يا حزن هذا الجريح الذي
سوف تقتاده الريح،
يجتازه الظاعنون،
البلاد التي سيجت بالندى
والتي تركت
بين قمصانه
رملها الأسودا..)
ثم تبتعد، الآن، حتى العصافير
(كيف ابتعدت
لقد كان لي بين كفيك
متسع،
كان لي صبوة، تستريح
وتغني:
الثريا
بلاد مهاجرة
والفرات المطرز بالبدو ريح)
شربت أرضنا ماءها
وقوافلها، والسماء
تقاسم قهوتها الظاعنون،
ولم يتركوا
في دمائي سوى امرأة غضة،
خشنة،
كالحصيرة
أومأت صوب عشاقها:
لن أكون بلادا
يضئ على رملها العاشقون،
وتخضر فيها الغصون المقيمة،
بين الحصى والظهيرة...
زمن
للعناء المباغت
يرحل فيه المحبون عن ردهات الرضا
دون أن يتركوا فسحة
للعتاب
زمن حافل بالكآبة،
والفقراء، ولكن وجه "الثريا" كتاب
سيدثر نومي بالماء،
... تبتعد الأرض،
لا يشتهي وحشتي طائر،
أو رداء،
وأسحل خلفي أغنية
من حصى الذكريات الرتيبة:
إن هذا الجريح الذي
هجرته الظعون وغزلانها
ورق يتطاير،
أو صبوة
في الليالي الجديبة...
إن في رملة النوم قافلة
حملت من يديك النداوة والخبز،
وارتحلت،
في الضباب المطرز بالبدو:
وجه "الثريا" كتاب
سيدثر نومي بالماء،
يوقظ في جسدي
بلدة للتسكع،
مرسومة،
بالندى،
والتراب
آه...(11/190)
إذ يتسكع هذا الجريح،
بلا وطن
أو عصافير،
إذ يقترب من خوفه،
والندى بين قمصانه وحشة:
أمس غربت الريح،
والغيم لملم أطرافه،
أيكم قد رأى من أحب؟
وأي رأى
وردة الروح تذبل
مذ غادر الظعن مائي
وتناءت عصافيره
عن إنائي..؟
في فراشي الجريح، أرى وردة
تتساقط، والريح تخلف كل مواعيدها،
غير أن الندى في ثيابي:
سوف تقبل في أول البرد،
تقبل إذ يخلط العشب قمصانه
بالتراب...
ذاك ركن من الأرض ينأى
وتلك "الثريا" الحزينة تغري العصافير
بالهجر، لكن في تعبي وردة:
و"الثريا" سماء
لن تبدّد قهوتها،
أو تخلف قمصان عشاقها
في العراء
حين تبدو العصافير
غير العصافير، واليرح غير التي...
هل أظل وحيدا كعشب الخرائب؟
ما من سماء تدور عليّ بقهوتها،
وأعد الحصى:
كيف لي أن أظل بلا زمن يحتويني
وينشف جرحي، كيف يظل الجريح
بلا فرس،
أو رداء حزين؟
حين تقترب الأرض،
أدفن ثوبي في رملها،
وأغني:
"الثريا،
الثريا،
متى ستجئ
رغم هذي الليالي البطيئة
تحمل للرمل ماء،
وللأرض هذا البهاء المضئ؟
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> العلم زين فكن للعلم مكتسباً
العلم زين فكن للعلم مكتسباً
رقم القصيدة : 15550
-----------------------------------
العلم زين فكن للعلم مكتسباً
وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به
وكن حليماً رزين العقل محترسا
وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعا
للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا
فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها
رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا
سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا
رقم القصيدة : 15551
-----------------------------------
سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا
وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ
وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ(11/191)
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
رقم القصيدة : 15552
-----------------------------------
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
أتاك النجاحُ بها يركضُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لنا ما تدَّعونَ بغير حقٍ
لنا ما تدَّعونَ بغير حقٍ
رقم القصيدة : 15553
-----------------------------------
لنا ما تدَّعونَ بغير حقٍ
إذا عُرفَ الصِّحاحُ مِنَ المِرَاضِ
عرفتم حقنا فجحدتموهُ
كما عُرِفَ السَّوادُ مِنَ البَيَاضِ
كتابُ الله شاهدنا عليكم
و قاضينا الإله فنعمَ قاض
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ
اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ
رقم القصيدة : 15554
-----------------------------------
اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ
فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا في الدَّهْر مخطوطُ
ولا تقيمنَّ بدارٍ لا انتفاع بها
فالأرْضُ واسِعَة ٌ والرِّزْقُ مَبْسُوطُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الفضلُ من كرم الطبيعة
الفضلُ من كرم الطبيعة
رقم القصيدة : 15555
-----------------------------------
الفضلُ من كرم الطبيعة
وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُ الصَّنِيْعَه
و الخيرُ أمنع جانباً
مِنْ قِمَّة ِ الجَبَلِ المَنِيْعَه
و الشرُّ أسرع جرية
مِنْ جَرْيَة ِ الماء السَّريعه
تَرْكُ التَّعَاهُدِ للصَّدِيقِ
ق يكون داعية ً القطيعة
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا
دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا
رقم القصيدة : 15556
-----------------------------------
دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا
وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ
فلا تدري لمن تجمع
وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِكَ
ك أم في غيرها تصرع
فإنَّ الرزقَ مقسومٌ
وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ
فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ
غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ(11/192)
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> اصبرن يا بني فالصبر أحجى
اصبرن يا بني فالصبر أحجى
رقم القصيدة : 15557
-----------------------------------
اصبرن يا بني فالصبر أحجى
كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاءُ شديدٌ
لفداء النجيب وابن النجيب
النبيِّ الأغرِّ ذي الحَسبِ الثَّا
قبِ والباعِ والكريمِ النَّجيبِ
إن تصبك المنون فالنبل تبرى
فمصيب منها وغير مصيبِ
كل حي وإن تملأ عيشاً
آخذ من سهامها بنصيبِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه
رقم القصيدة : 15558
-----------------------------------
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه
ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ
وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع
مَلِيكي وَمَوْلاَيا وَرَبِّي وَحَافِظِي
وإني له عبدُ أقرُّ وأخضعُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لك الحمد يا ذا الجودِ والمجد والعلا
لك الحمد يا ذا الجودِ والمجد والعلا
رقم القصيدة : 15559
-----------------------------------
لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا
تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي
إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمَّت خطيئتي
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها
فها أنا في أرض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري و فاقتي
وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي أجرني من عذابك إنني
أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع
إلهي لئن عذبتني ألف حجة
فحبل رجائي منك لا يتقطّع
إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا
بنون ولا مال هنالك ينفع
إلهي لئن فرَّطت في طلب التقي فها
أنا إثر العفو أقفو و أتبع
إلهي لئن أخطأت جهلا فطالما
رجوتك حتى قيل ها هو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَتْ
وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبي أَجَلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ذنوبي جازت الطود و اعتلت
وصفحك عن ذنبي أجل و أرفع(11/193)
إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي
وذكر الخطايا العين مني تدمع
إلهي أَنِلْنِي مِنْكَ روحا وَرَحْمَة ً
فَلَسْتُ سوى أَبْوَابِ فَضْلِكَ أَقْرَعُ
إلهي أنلني منك روحا و رحمة
فلست سوى ابواب فضلك أقرع
إلهي لئن أقصيتني أو طردتني
فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع
إلهي حليف الحب بالليل ساهر
ينادي ويدعو والمغفل يهجع
وكلهم يرجو نوالك راجيا
لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع
إلهي يمنيني رجائي سلامة
وقبح خطيئاتي عليَّ يشيّع
إلهي فإن تعف فعفوك منقذي وإلا فبالذنب المدمر أصرع
إلهي بحق الهاشمي وآله
وحرمة ابراهيم خلك أضرع
إلهيَ فانْشُرْني على دِيْنِ أَحْمَدٍ
تقياً نقياً فانتاً لك أخشعُ
إلهي فانشرني على دين احمد
تقيا نفيا قانتا لك أخشع
ولا تحرمني ياإلهي وسيّدي
شفاعَتَكَ الكُبْرَى فذاك المُشَفِّعُ
ولا تحرمنّي يا إلهي و سيدي
شفاعته الكبرى فذاك المشفَّع
و صلّ عليه ما دعاك موحدٌ
وناجاك أَخْيارٌ بِبَابك رُكَّعُ
وصلِّ عليه ما دعاك موحّدٌ
وناجاك أخيار ببابك رُكّعُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> قال أبي
قال أبي
رقم القصيدة : 1556
-----------------------------------
قال أبي:
لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ
فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ
كلُّ أذنٍ
يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى
حتى تصلَ السلطانْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> قدم لنفسك في الحياة تزوداً
قدم لنفسك في الحياة تزوداً
رقم القصيدة : 15560
-----------------------------------
قدم لنفسك في الحياة تزوداً
فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ
انآى من السفر البعيد واشسع
واجعل تزودك المخافة والتقى
وكأن حتفك من مسائك أسرع
وَاقْنَعْ بِقُوتِكَ ، فالقَنَاعُ هو الغِنَى
والفَقْرُ مَقْرُوْنٌ بِمَنْ لا يَقْنَعُ
واحْذَرْ مُصَاحَبَة َ اللِّئَامِ فإِنَّهُمْ
مَنَعُوكَ صَفْوَ وِدَادِهِمْ وَتَصَنَّعُوا
لا تُفْشِ سِرّا ما اسْتَطَعْتَ إلى امرىء ٍ(11/194)
يفشي إليك سرائراً سيتودعُ
فكما تراه بسرِّ غيركَ صانعاً
فكذا بِسِرِّك لاَ مَحَالَة َ يَصْنَعُ
فالصمت يحسنُ كل ظن بالفتى
ولعله خرقٌ سفيهٌ أرقعُ
وَدَعِ المُزَاحَ فَرُبَّ لفظة ِ مازحٍ
جَلَبَتْ إليكَ مساوئا لا تُدْفعُ
وحِفَاظُ جارِك لا تُضِعْه فإِنَّه
لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ
الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها
واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تجزعنَّ من الحوادث إنما
خرقُ الرجال على الحوادث يجزعُ
وأطع أباك بكل ما أوصى به
إنَّ المطيع أباه لا يتضعضعُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يا حبذا مقامنا بالكوفة
يا حبذا مقامنا بالكوفة
رقم القصيدة : 15561
-----------------------------------
يا حبذا مقامنا بالكوفة
أرض سواء سهلة معروفة
نطرقها جمالنا المعلوفة
عمى صباحاً واسلمي مألوفة
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ألا صاحب الذنب لا تقنطن
ألا صاحب الذنب لا تقنطن
رقم القصيدة : 15562
-----------------------------------
ألا صاحب الذنب لا تقنطن
فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ رؤوفُ
ولا ترحلنَّ بلا عدة ٍ
فإِنَّ الطَّريقَ مخوفٌ مخوفُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ
جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ
رقم القصيدة : 15563
-----------------------------------
جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ
أبرُّ بنا من كل شيء وأرأف
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذى
وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ التي هِيَ أشرفُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها
أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها
رقم القصيدة : 15564
-----------------------------------
أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها
فإنها للحزنِ مخلوقة
همومها ما تنقضي ساعة
عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ(11/195)
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ
سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ
رقم القصيدة : 15565
-----------------------------------
سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ
وأنت بحمد الله غير موفق
كمطعمة الزهاد من كدِّ فرجها
لَكِ الوَيْلُ ، لا تَزْنِي ، ولا تَتَصَدَّقي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي
تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي
رقم القصيدة : 15566
-----------------------------------
تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي
من الناس هل من صديق صدوق
فقالوا: عَزيزان لا يوجَدان
صديقٌ صدوقٌ وبَيْضُ الأَنُوقِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
رقم القصيدة : 15567
-----------------------------------
العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الورى هِمَمٌ
عن دركها عجزت جنٌّ وأملاك
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> رضينا قسمة الجبار فينا
رضينا قسمة الجبار فينا
رقم القصيدة : 15568
-----------------------------------
رضينا قسمة الجبار فينا
لَنا عِلْمٌ ولِلْجُهَّالِ مَالُ
فإنَّ المَالَ يَفْنَى عَنْ قَرِيْبٍ
وإنَّ العلم باقٍ لا يزالُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِنَّ المَنِيَّة َ شَرْبَة ٌ مَوْرُوْدَة ٌ
إِنَّ المَنِيَّة َ شَرْبَة ٌ مَوْرُوْدَة ٌ
رقم القصيدة : 15569
-----------------------------------
إِنَّ المَنِيَّة َ شَرْبَة ٌ مَوْرُوْدَة ٌ
لا تجزعن وشد للترحيل
إنَّ ابنَ آمِنَة َ النبيَّ محمّدا
رجلٌ صدوقٌ قال عن جبريلِ
أَرخِ الزِّمَامَ ولا تخفْ من عائقٍ
فاللُه يُرْدِيهم عَنِ التنكيلِ
إني بربي واثق وبأحمد
وسبيله متلاحق بسبيلي(11/196)
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> أبواب
أبواب
رقم القصيدة : 1557
-----------------------------------
أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فاصْطَبِرْ
إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فاصْطَبِرْ
رقم القصيدة : 15570
-----------------------------------
إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فاصْطَبِرْ
فَإِنَّ اللَّيَالي بالخُطُوبِ حَوَامِلُ
وكل الذي يأتي به الدهر زائلٌ
سريعا فَلاَ تَجْزَعْ لِمَا هُوَ زائِلُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ
أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ
رقم القصيدة : 15571
-----------------------------------
أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ
وصاحبها حتى الممات عليلُ
وَللحَقّ أحْياناً، لَعَمري، مَرارَة ٌ،
وكل الذي دون الممات قليل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ
رقم القصيدة : 15572
-----------------------------------
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ
وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ
وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما
فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ
لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ
ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ
فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل
وأن العسر يتبعه يسارٌ
وقول الله أصدق كل قيل
فَلَو أَنَّ العُقُولَ تجرُّ رزقا
لكان الرِّزْقُ عِنْدَ ذَوي العُقول
وكم مِنْ مُؤْمِنٍ قَدْ جَاعَ يَوْما
سيروي من رحيق سلسبيل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ألم ترَ أن الله أبلى رسوله
ألم ترَ أن الله أبلى رسوله
رقم القصيدة : 15573
-----------------------------------(11/197)
ألم ترَ أن الله أبلى رسوله
بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة ٍ
فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِنْ قَتْلِ
وأمسى رسول الله قد عزَّ نصره
وكان رَسُولُ اللِه أُرْسِلَ بالعَدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ مِنَ اللَّهِ مُنْزَلٍ
مُبَيَّنَة ٌ آياتُهُ لِذَوِي العَقْلِ
فَآمَنَ أَقْوَامٌ بذاك وأَيقنوا
وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْلِ
وأنكر أقوامٌ فزاغت قلوبهم
فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَهُ
وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْلِ
بأيديهم بيضٌ خفاف قواطعٌ
وَقَدْ حَادَثُوها بِالجَلاَءِ وَبالصَّقْلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّة ٍ
صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْلِ
تَبِيْتُ عُيُونُ النَّائِحات عَلَيْهِمُ
تحود بأسباب الرشاش وبالويل
نوائح تنعى عتبة الغيِّ وابنه
وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل
وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ
مسلبة حرى مبينة الثكل
ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَدْرٍ عِصَابَة ٌ
ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ
دعا الغيَّ منهم من دعا فأجابه
وللغَيِّ أَسْبَابٌ مُقَطَّعَة ُ الوَصْلِ
فأضحوا لدى دار الجحيم بمنزلٍ
عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ
إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ
رقم القصيدة : 15574
-----------------------------------
إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ
أو كضيف بات ليلاً فارتحل
أو كطيف يراه نائمٌ
أو كبرق لاح في أفق الأمل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يُمَثِّلُ ذو العَقْلِ في نَفْسِهِ
يُمَثِّلُ ذو العَقْلِ في نَفْسِهِ
رقم القصيدة : 15575
-----------------------------------
يُمَثِّلُ ذو العَقْلِ في نَفْسِهِ
مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا
فإن نزلت بغتة ً لم يرعِ(11/198)
لِمَا كانَ في نِفْسِهِ مَثَّلا
رَأَى الأَمْرَ يُفْضِي إلى آخرٍ
فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوّلاَ
وَذُو الجَهْلِ يأْمَنُ أَيَّامَهُ
وَيَنْسى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا
فإن بدهته صروف الزمان
بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا
ولو قدم الحزم في نفسه
لعلمه الصبر عند البلا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَوْا عَلَيْنَا
رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَوْا عَلَيْنَا
رقم القصيدة : 15576
-----------------------------------
رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَوْا عَلَيْنَا
وَلَجُّوا فِي الغِوَايَة ِ والضَّلالِ
و قالوا نحن أكثر إذ نفرنا
غَدَاة َ الرَّوْعِ بالأَسَلِ الطِّوَالِ
فَإنْ يَبْغُوا وَيَفْتَخِرُوا عَلَيْنا
بحمزة وهو في الغرف العوالي
فقد أودي بعتبة يوم بدرٍ
وَقَدْ أَبْلَى وَجَاهَدَ غَيْرَ آلِ
وقد فللت خيلهم ببدر
واتبعت الهزيمة بالرجال
وَقَدْ غَادَرْتُ كَبْشَهُمُ جِهَارا
بحمد الله طلحة في الضلال
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ما أحسَنَ الدّنْيا وَإقبالَهَا،
ما أحسَنَ الدّنْيا وَإقبالَهَا،
رقم القصيدة : 15577
-----------------------------------
ما أحسَنَ الدّنْيا وَإقبالَهَا،
إذا أطاع الله من نالها
مَن لم يؤاسِ النّاسَ من فضْلِها،
عرّض للادبار إقبالها
كأنّنَا لم نَرَ أفْعَالَهَا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> صن النفس واحملها على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينها
رقم القصيدة : 15578
-----------------------------------
صن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك جميل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله
ويغنى غني المال وهو ذليل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله
ويغنى غني المال وهو ذليل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله
ويغنى غني المال وهو ذليل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً،
هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً،
رقم القصيدة : 15579(11/199)
-----------------------------------
هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً،
أليس مصير ذاك إلى الزوال
فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى ،
وشيكاً ما تغيّره الليالي
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> العراق
العراق
رقم القصيدة : 1558
-----------------------------------
العراقُ الذي يبتعدْ
كلما اتسعتْ في المنافي خطاهْ
والعراقُ الذي يتئدْ
كلما انفتحتْ نصفُ نافذةٍ ..
قلتُ : آهْ
والعراقُ الذي يرتعدْ
كلما مرَّ ظلٌ
تخيلتُ فوّهةً تترصدني،
أو متاهْ
والعراقُ الذي نفتقدْ
نصفُ تاريخه أغانٍ وكحلٌ ..
ونصفٌ طغاةْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِذا اجْتَمَعَ الاsفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها
إِذا اجْتَمَعَ الاsفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها
رقم القصيدة : 15580
-----------------------------------
إِذا اجْتَمَعَ الاsفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها
وشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً
ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ
وإنْ كُنْتَ ذا عَقْلٍ ولَمْ تَكُ عَالما
فأَنْتَ كَذِي رِجْلٍ وَلَيْسَ له نَعْلُ
أَلاَ إِنَّما الإنسانُ غِمْدٌ لِعَقْلِهِ
ولا خير في غمدٍ إذا لم يكن نصلُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ
يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ
رقم القصيدة : 15581
-----------------------------------
يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ
وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة ً
والقبر صندوق العمل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لنقلُ الصخر من قلل الجبال
لنقلُ الصخر من قلل الجبال
رقم القصيدة : 15582
-----------------------------------
لنقلُ الصخر من قلل الجبال
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ
فقلت العار في ذل السؤال
بَلَوْتُ النَّاسَ قرنا بَعْدَ قَرْنٍ
ولم أر مثل محتالٍ بمالِ
وَذُقْتُ مَرَارَة الأشياءِ طُرّا(11/200)
فَمَا طعْمٌ أَمَرُّ مِنَ السؤالِ
وَلَمْ أرَ في الخُطُوْبِ أشدَّ هولاً
وأصعب من مقالات الرجالِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة ً
فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة ً
رقم القصيدة : 15583
-----------------------------------
فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة ً
فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل
وَإنْ تَكُنِ الأَرْزاقُ حَظاً وقِسْمَة ً
فقلة حرص المرء في الكسب أجملِ
وإنْ تَكُنِ الأَمْوَالُ للتَّرْكِ جَمْعُها
فما بال متروكٍ به الحر يبخل
وإنْ تَكُنِ الأَبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ
فقتل امريء لله بالسيف أفضل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته
فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته
رقم القصيدة : 15584
-----------------------------------
فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته
وأدمن على الصمت المزيّن للعقل
يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَة ٍ بِلِسَانِهِ
وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ
ولا تكُ مبثاثاً لقولكَ مفشياً
فتستجلب البغضاءَ من زلة النعل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ
رقم القصيدة : 15585
-----------------------------------
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ
وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفا رَحَلْ
تولى الشباب كأن لم يكن
وحلَّ المشيب كأن لم يزل
فأما المشيب كصبح بدا
وَأَمَّا الشَّبابُ فَبَدْرٌ أَفَلْ
سقى الله ذاك وهذا معاً
فَنِعْمَ المُوَلِّي وَنِعْمَ البَدَلْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ
الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ
رقم القصيدة : 15586
-----------------------------------
الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ
المسبغ المولي العطاءُ المجزل
شُكْرا على تَمْكِيْنِهِ لِرَسُولِهِ
بالنَّصْرِ مِنْهُ على البُغَاة ِ الجُهَّلِ(11/201)
كم نعمة لا أستطيع بلوغها
جهداً ولو اعملت طاقة مقول
لِلَّهِ أَصْبَحَ فَضْلُهُ مُتَظاهِرا
مِنْهُ عَلَيَّ سَأَلْتُ أَمْ لَمْ أَسْأَلِ
قد عاين الأحزاب من تأييده
جُنْدَ النَّبِيِّ بِذِي البَيَانِ المُرْسَلِ
مَا فيهِ موعِظَة لِكُلِّ مُفَكِّرِ
إِنْ كانَ ذَا عَقْلٍ وَإِنْ لم يَعْقِلِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ
فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ
رقم القصيدة : 15587
-----------------------------------
فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ
وَزَادِي مُبَاحٌ لِمَنْ قَدْ أَكَلْ
أُقدِّمُ ما عِنْدَنا حاضِرا
وإن لم يكن غير خبز وخل
فأما الكريم فراضٍ به
وَأَمَّا اللَّئِيمُ فَمَا قَدْ أَبَلْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا قربت ساعة يالها
إذا قربت ساعة يالها
رقم القصيدة : 15588
-----------------------------------
إذا قربت ساعة يالها
وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها
تَسِيرُ الجبالُ على سُرْعَة ٍ
كَمَرِّ السِّحَابِ تَرَى حَالَها
وَتَنْفَطِرُ الأَرْضُ مِنْ نَفْحة ٍ
هنالك تخرج أثقالها
وَلا بُدَّ مِنْ سائلٍ قائِلٍ
من الناس يومئذ مالها
تحدث أخبارها ربها
وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوْحَى لها
وَيَصْدُرُ كُلٌّ إلى مَوْقِفٍ
يُقيمُ الكُهولَ وأَطْفَالَها
ترى النفس ما عملت محضراً
ولو ذَرَّة ً كان مِثْقَالَها
يحاسبها ملك قادر
فإِمّا عَلَيها وإمّا لها
ترى الناس سكرى بلا خمرة
ولكن ترى العين ماها لها
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى
لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى
رقم القصيدة : 15589
-----------------------------------
لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى
مَا كَان يَبْقَى في البَرِيَّة ِ جَاهِلُ
إِجْهَدْ ولا تَكْسَلْ وَلاَتَكُ غافِلاً
فَنَدَامَة ُ العُقْبَى لِمَنْ يَتَكاسَلُ(11/202)
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> حنين ..!
حنين ..!
رقم القصيدة : 1559
-----------------------------------
لي بظلِ النخيل بلادٌ مسوّرةٌ بالبنادق
كيف الوصولُ إليها
وقد بعد الدربُ ما بيننا والعتابْ
وكيف أرى الصحبَ
مَنْ غُيّبوا في الزنازين
أو كرّشوا في الموازين
أو سُلّموا للترابْ
انها محنةٌ - بعد عشرين -
أنْ تبصرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ
السماواتِ غيرَ السماواتِ
والناسَ مسكونةً بالغيابْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ
كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ
رقم القصيدة : 15590
-----------------------------------
كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ
غَداة َ الخَمِيْسِ بِبِيْضٍ صِقَالِ
تجيدُ الضراب وحزَّ الرقاب
أَمَامَ العِقَابِ غَداة َ النِّزالِ
تَكيدُ الكَذوب وتُخزي الهَيوبَ
وتروي الكعوب دماء القذال
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> صبر الفتى لفقره يجُّله
صبر الفتى لفقره يجُّله
رقم القصيدة : 15591
-----------------------------------
صبر الفتى لفقره يجُّله
وَبَذْلُهُ لِوَجْهِهِ يُذِلُّهُ
يكفي الفتي من عيشه أقله
الخُبْزُ لِلْجَائِعِ أُدْمٌ كُلُّهُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ
خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ
رقم القصيدة : 15592
-----------------------------------
خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ
تراجع المريخ في بيت الحمل
فقلت دعني من أكاذيب الحيل
المشتري عندي سواء وزحل
أدفع عن نفسي أفانين الدول
يخالقي ورازقي عزّ وجل
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما
أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما
رقم القصيدة : 15593
-----------------------------------
أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما
عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا
على سيّد البطحاء وابن رئيسها
وسيدة النسوان أول من صلى(11/203)
مهذبة ٌ قد طيّب الله خيمها
مُبَارَكَة ٌ واللُه سَاقَ لَهَا الفَضْلا
لقد نصرا في الله دين محمدٍ
على من بغى في الدين قد رعيا إلا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ
إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ
رقم القصيدة : 15594
-----------------------------------
إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ
حة فيما يسوءني لطويل
ظلماني ولم يكن علم اللـ
إلى الظُّلْمِ لي لِخَلْقٍ سَبِيْلُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ
أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ
رقم القصيدة : 15595
-----------------------------------
أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ
وَأَهْلَ الأَرَاجِيْفِ وَالبَاطِلِ
يقولون لي قد قلاك الرسول
فخلاك في الحالف لخاذل
وَمَا ذَاكَ إِلاّ لأنَّ النَّبِيَّ
جفاك وما كان بالفاعل
فسرت وسيفي على عاتقي
إلى الراحم الحاكم الفاصل
فلمّا رآني هَفا قَلْبُهُ
وقالَ مقال الأخ السائل
أممن أبنََّّ لي فأنبأته
بِإِرْجافِ ذي الحَسَدِ الداغِلِ
فقال أخي أنت من دونهم
كَهَارون موسى ولم يَأْتَلِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ
أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ
رقم القصيدة : 15596
-----------------------------------
أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ
عتاق الطير تنجدل انجدالا
وقاسيت الحروب أنا ابن سبع
فلما شبتُ أفنيت الرجالا
فَلَمْ تَدَعِ السُّيوفُ لنا عدوًّا
ولم يدع السخاء لديّ مالا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها
رقم القصيدة : 15597
-----------------------------------
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها
إذا قيل قدمها حضين تقدما
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَا(11/204)
حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَوْتَ والدِّما
تراه إذا ما كان يوم كريهة
أَبى فِيهِ إلاَّ عِزَّة ً وتَكَرُّما
وأَحْزَمَ صَبْرا حِيْنَ يُدعَى إلى الوَغَى
إِذَا كَانَ أَصْوَاتُ الكُماة ِ تَغَمْغُمَا
وَقَدْ صَبَرَتْ عُكُّ وَلَخْمٌ وحِمْيَرٌ
لِمِذْحَجِ حَتَّى أَوْرَثُوها التَّنَدُّما
وَنَادَتْ جِذَامٌ يا لَمِذْحِجَ وَيْلَكُم
جزي الله شراً أيّنا كان أظلما
أما تتقون الله في حرماتكم
وما قرب الرحمن منها وعظما
جَزَى اللُه قَوْما قاتلوا في لِقَائِهِمْ
لدي البأس خيراً ما أعف وأكرما
رَبيعَة َ أَعْنِي إِنَّهُمْ أَهْلُ نجْدَة ٍ
وبأس إذا لاقوا خميساً عرمرما
اذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا
بأسيافنا حتى تولى وأحجما
و حتى ينادي زبرقان بن أظلم
ونادى كلاعاً والكريب وانعما
وَعَمْرا وسُفْيَانا وَجَهْما ومَالِكا
وحوشب والغاوي شريحاً وأظلما
وكرزبن نبهان وعمر بن جحدر
وَصَبَّاحا القَيْنِيَّ يَدْعُو وَأَسْلَمَا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا
وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا
رقم القصيدة : 15598
-----------------------------------
وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا
فوارسها حمرُ العيون دوامي
وأقبل رهج في السماء كأنه
غَمَامَة ُ دَجْنٍ مُلْبَسٍ بِقَتَامِ
وَنَادَى ابْنُ هِنْدٍ ذا الكِلاعِ وَيَحْصُبا
وكندة في لخم وحي جذام
نيممت همدان الذين هُم هُم
إذا نَابَ أَمْرٌ جُنَّتِي وَحُسَامِي
وناديت فيهم دعوة فأجابني
فوارس من همدان غير لئام
فوارسٌ من همدان ليسوا بعزّل
غَدَاة َ الوَغَى مِنْ شَاكِرٍ وَشَبَامِ
ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا
وَرُهْمٍ وَأَحْيَاءِ السَّبِيْعِ وَيَامِ
ومن كل حي قد أتتني فوارس
ذَوُو نَجَداتٍ في اللِّقَاءِ كِرَامِ
بكل رديني وعصب تخاله
إذا اخْتَلَفَ الأَقْوَامُ شُعْلَ ضِرَامِ
يقودهم حامي الحقيقة منهم(11/205)
سَعيدُ بْنُ قَيْسٍ وَالكَرِيْمُ يُحامِي
فخاضوا لظاها واصطلوا بشرارها
وَكَانوا لَدَى الهَيْجَا كَشَْرِب مُدَامِ
جَزَى اللَّهُ هَمْدَانَ الجِنَانِ فَإِنَّهُمْ
سمام العدى في كل يوم خصام
لهمدان أخلاقٌ ودين يزينهم
وَلِيْنٌ إذا لاَقَوا وحُسْنُ كَلاَمِ
متى تأتهم في دارهم لظيافة
تَبِتْ عِنْدَهُمْ في غِبْطَة ٍ وَطَعَامِ
أَلاَ إِنَّ هَمْدانَ الكِرامَ أَعِزَّة ٌ
كَمَا عَزَّ رُكْنُ البَيْتِ عِنْدَ مُقامِ
أُنَاسٌ يُحِبُّونَ النَّبيَّ وَرَهْطَهُ
سراع إلى الهيجاء غير كهام
إذا كنت بواباً على باب جنة ٍ
أقول لهمدان ادخلوا بسلامِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
رقم القصيدة : 15599
-----------------------------------
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
فلست برعديد ولا بلئيم
أفاطم قد ابليت في نصر أحمدٍ
وَمَرْضَاة رَبٍّ بالعِبَادِ رَحِيْمِ
أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّهِ لا شَيْءَ غَيْرُهُ
ورضوانه في جنة ٍ ونعيم
وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ
وَقَامَتْ عَلَى سَاقٍ بِغَيْرِ مُلِيْمِ
أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ
بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظامَ صَمِيْمِ
فغادرته بالقاع فارفض جمعه
وأشفيت منهم صدر كل حليم
وَسَيْفِيَ يَكْفِي كالشِّهابِ أَهُزُّهُ
أَجُزُّ بِهِ مِنْ عائِقٍ وصَمِيْمِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> وش بيبقالي
وش بيبقالي
رقم القصيدة : 156
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
صوتك اللي بقالي من ليالينا
عاد لو غاب صوتك ويش يبقالي
صوتك الموج والمجداف والمينا
صوتك الناس لوني في خلا خالي
صوتك الذكريات اللي اتدفينا
كل ماهل شفت العيد يبدالي
صوتك بعيد مثل البعد يطوينا
صوتك اغليه ... صوتك يابعد حالي
من غروب الكلام لشرق اسامينا
ياحبيبه وصوتك عندي الغالي
سولفي ... لعنبو همٍ يبكينا(11/206)
انت اقصى مدى الهقوات والتالي
مالها حد شرهتنا وامانينا
والمسافات قشرى مالها والي
يقبل الليل لامرفأ ولامينا
عاد لو غاب صوتك ويش يبقالي
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> عابرة
عابرة
رقم القصيدة : 1560
-----------------------------------
أكونُ لكِ الجسرَ
هل كنتِ لي نزهةً في أقاصي القصيدة ...؟
أكنتِ ترين الأصابعَ - إذ تتشابكُ -
سلمَكِ الحجريَّ ... إلى المجدِ
أحني دمي، كي تمرَّ أغانيكِ، من ثقبِ قلبي
إلى مصعدِ الشقةِ الفارهةْ
وأختارُ لي ركنَ بارٍ
لأرقبَ في طفحِ الكأسِ ضحكتَكِ العسليةَ
في الحفلِ، ... في آخرِ الذكرياتِ
تسيلُ على الطاولاتِ
فتشربها الأعينُ القاحلةْ
فأقنعُ نفسي:
بأن المسافاتِ كذبُ خطى
والصداقاتِ كذبٌ أنيقٌ
والنساءَ الجميلاتِ ... تكرارُ آهْ
* * *
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا كنت في نعمة فارعها
إذا كنت في نعمة فارعها
رقم القصيدة : 15600
-----------------------------------
إذا كنت في نعمة فارعها
فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم
فإن تعط نفسك آمالها
فعند مناها يحلُّ الندم
فأين القرون ومن حولهم
تفانوا جميعاًوربي الحكم
محامد دنياك مذمومة ٌ
فلا تكسب الحمد إلا بذم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا
وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا
رقم القصيدة : 15601
-----------------------------------
وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا
لا بدَّ في الدني من الغم
دنياك بالأحزان مقرونة
لا تقطع الدنيا بلا هم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة ً
جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة ً
رقم القصيدة : 15602
-----------------------------------
جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة ً
صِبَاحَ الوُجُوهِ صُرِّعوا حَوْلَ هاشِمِ
شَقِيْقٌ وَعَبْدُ اللِه بِشْرٌ وَمَعْبَدٌ
وَسُفْيَانُ وَابْنا هاشِمٍ ذي المَكارِمِ(11/207)
وعروة لا ينأى فقد كان فارساً
إذا الحرب هاجت بالقنا والصوارم
إِذَا اخْتَلَف الأَبْطَالُ وَاشْتَبَكَ القَنا
وكان حديث القوم ضرب الجماجم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أبا طالب عصمة المستجير
أبا طالب عصمة المستجير
رقم القصيدة : 15603
-----------------------------------
أبا طالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أهل الحِفاظِ
فصل عليك وليُّ النّعم
ولقاكَ ربُّك رضوانه
فَقَدْ كُنْتَ للمُصْطفَى خَيْرَ عَمْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة ٍ
يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة ٍ
رقم القصيدة : 15604
-----------------------------------
يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة ٍ
عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقْدَامِ
مِنْ آلِ هاشِمَ مِنْ سَنَاءٍ باهِرٍ
وَمُهَذَّبِينَ مُتَوَّجين كِرَامِ
يدعو إلى دين الإله ونصره
وإلى الهدى وشرائع الإسلام
بمهنّدٍ عضب رقيق حدّه
ذي رونق يفري الفقار حسام
وَمُحَمَّدٌ فِينْا كَأَنَّ جَبِيْنَهُ
شَمْسٌ تَجَلَّتْ مِنْ خِلاَلِ غَمَامِ
ولله ناصر دينه ونبيه
وَمَعِيْنُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقْدامِ
شَهِدَتْ قُرَيْشٌ وَالبَرَاهِمُ كُلُّها
أَنْ لَيْسَ فيها مَنْ يَقُومُ مقامِي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ
اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ
رقم القصيدة : 15605
-----------------------------------
اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ
وَبنا أقام دَعَائِمَ الإِسْلاَمِ
وَبنَا أَعَزَّ نبيَّه وَكِتَابَه
وأَعَزَّنَا بالنَّصْرِ والإقْدَامِ
وَيَزُورُنا جِبْرِيْلُ في أَبْياتِنا
بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أول مستحل حله
وَمُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرَامِ
نحن الخيار من البرية كلها
وَنِظَامُها وَنِظَامُ كُلِّ زِمَامِ
الخائِضُونَ غِمَارَ كُلَّ كَرِيْهَة ٍ(11/208)
والضَّامِنُونَ حَوَادِثَ الأَيَّامِ
والمُبْرِمُونَ قِوَى الأُمُورِ بِعزَّة ٍ
والناقصون مرائرالإ برام
في كل معترك تطير سيوفنا
فيه الجماجم عن فراخ الهام
إنا لنمنع من أردنا منعه
ونجود بالمعروف للمعتام
وَتَرُدُّ عَادِيَة َ الخَمِيْسِ سُيُوفُنا
ونقيم رأس الأصيد القمقام
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فما نوب الحوادث باقيات
فما نوب الحوادث باقيات
رقم القصيدة : 15606
-----------------------------------
فما نوب الحوادث باقيات
ولا البؤس تدوم ولا النعيم
كما يَمْضي سُرورٌ وَهْوَ جَمٌّ
كذلك ما يَسُوْءُك لا يَدُومُ
فلا تهلك على ما فات وجداً
وَلاَ تُفْرِدْك بالأَسَفِ الهُمُومُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
رقم القصيدة : 15607
-----------------------------------
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده
وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
رقم القصيدة : 15608
-----------------------------------
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ
لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ
رقم القصيدة : 15609
-----------------------------------
لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ
والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ
قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> شاعر
شاعر
رقم القصيدة : 1561(11/209)
-----------------------------------
انزلقتْ حنجرةْ
في دهان الهجاء الفصيحْ
فظلتْ تصيحْ
عندما استيقظ الإمبراطور من حلمهِ ـ برماً ـ
صاح في جندهِ: كمموا الريحْ
غير أن الصدى
ظل يركضُ،
يركض
يركض
في جنبات الرواق الفسيحْ
.............
في الصباح
وجدوا جثةَ الشاعر المتطفل ... طافيةً
فوق زيت المديحْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> تنزه عن مجالسة اللئام
تنزه عن مجالسة اللئام
رقم القصيدة : 15610
-----------------------------------
تنزه عن مجالسة اللئام
وألمم بالكرام بني الكرام
وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما
فإن الدهر منحلّ النظام
ولا تحسد على المعروف قوماً
وَكُنْ مِنْهُمُ تَنَلْ دارَ السَّلامِ
وثق بالله ربك ذي المعالي
وذي الآلاء والنعم الجسام
وَكُنْ لِلْعِلْمِ ذا طَلَبٍ وَبَحْثٍ
وناقش في الحلال وفي الحرام
وبالعوراء لا تنطق ولكن
بما يرضي الإله من الكلام
وإنْ خَانَ الصَّديقُ فَلا تَخُنْهُ
وَدُمْ بالحِفْظِ مِنْهُ وبالذِّمامِ
ولا تحمل على الأخوان ضغناً
وخذ بالصفح تنج من الاثام
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ
كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ
رقم القصيدة : 15611
-----------------------------------
كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ
مستكمل العقل مقلٍ عديم
وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرٍ مالَهُ
ذَلِكَ تقدِيْرُ العَزِيزِ العَلِيمْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أتصبر للبلوى عزاء وحسبة
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة
رقم القصيدة : 15612
-----------------------------------
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة
فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ!
خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى
وتلك الغواني للبُكا والمآتم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> وإذا طلبت إلى كريم حاجة ً
وإذا طلبت إلى كريم حاجة ً
رقم القصيدة : 15613
-----------------------------------(11/210)
وإذا طلبت إلى كريم حاجة ً
فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وَإِذا رأك مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذي
حمّلته فكأنه مبرومُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
رقم القصيدة : 15614
-----------------------------------
أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ
ستنقطع اللذاذة عن أناس
من الدنيا وتنقطع الهمومُ
لأمرٍ ما تصرّفت الليالي
لأمرٍ ما تحركت النجوم
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> سلِ الأيام عن أمم تقضت
سلِ الأيام عن أمم تقضت
رقم القصيدة : 15615
-----------------------------------
سلِ الأيام عن أمم تقضت
ستخبرك المعالم والرسوم
تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا
فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ
تَنامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنايا
تنبّه للمنية يا نؤوم
لهوت عن الفناء وأنت تفني
فما شيء من الدنيا يدومُ
تموت غداً وأنت قرير عين
مِنَ العَضَلاتِ في لُجَجٍ تَعُومُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
رقم القصيدة : 15616
-----------------------------------
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته
فإنما الأمر بين الكاف والنون
إنّ الذي أنت ترجوه وتأمله
مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْنُ ابْنِ مِسْكِيْنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ
وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِنْ طِيْنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيا إذااجْتَمَعَا
لا بَارَكَ اللِه في دُنْيا بِلا دِيْنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْبُ غِنًى(11/211)
لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثْلَ قارُونِ
لكنما الرزق بالميزان من حكم
يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ
رقم القصيدة : 15617
-----------------------------------
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ
إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها
للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَهْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> قد عرف الحرب العوان أني
قد عرف الحرب العوان أني
رقم القصيدة : 15618
-----------------------------------
قد عرف الحرب العوان أني
بازلٌ عاملين حديث سنِّ
سنحنح الليل كأني جني
استقبل الحرب بكل فن
مَعِي سِلاَحِي وَمَعِي مِجَنِّي
وصارم يذهب كل ضغن
أُقْصِي بهِ كُلَّ العُداة ِ عَنِّي
لمثلِ هذا ولدتني أمي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> هذا زمان ليس إخوانه
هذا زمان ليس إخوانه
رقم القصيدة : 15619
-----------------------------------
هذا زمان ليس إخوانه
يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ
لهم لسانان ووجهان
يلقاك بالبشر وفي قلبه
داءٌ يُوارِيهِ بِكِتْمانِ
حَتَّى إِذا ما غِبْتَ عَنْ عَيْنِهِ
رَماكَ بالزُّور وبُهتانِ
هذا زمان هكذا أهله
بالودِّ لا يصدقك اثنان
ياأَيُّها المَرْءُ فَكُنْ مُفْرَدا
دَهْرَكَ لاَ تَأْنَسْ بِإِنْسانِ
وجِانِبِ النَّاسَ وَكُنْ حَافِظا
نَفْسَكَ في بَيْتٍ وَحِيطانِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> شيزوفرينيا
شيزوفرينيا
رقم القصيدة : 1562
-----------------------------------
في وطني
يجمعني الخوفُ ويقسمني:
رجلاً يكتبُ
والآخرَ خلفَ ستائرِ نافذتي،
يرقبني
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها
دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها
رقم القصيدة : 15620
-----------------------------------(11/212)
دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها
في كل يوم مرتين
فغدوّها لتجمُّعٍ
وَرَواحُها لِشَتَاتِ بَيْنِ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى
الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى
رقم القصيدة : 15621
-----------------------------------
الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى
وكل خير به يكون
فاصْبِرْ وَإِنْ طالَتِ اللَّيالي
فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة ٍ
هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة ٍ
رقم القصيدة : 15622
-----------------------------------
هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة ٍ
كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
ليس أمر المرء سهلا كله
إنما المرء سهولٌ وحزون
تَطْلُبُ الرَّاحَة َ في دارِ العنا
خاب من يطلب شيئاً لا يكون
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها
عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها
رقم القصيدة : 15623
-----------------------------------
عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها
وَتَوَقَّ الدُّنْيا وَلاَ تَأْمَنَنْها
إنما جئتها لتستقبل الموت
وأدخلتها لتخرُج عنها
سَوْفَ يَبْقَى الحَدِيثُ بَعْدَك فَانْظُرْ
أَيَّ أُحْدوثَة ٍ تُحِبَ فَكُنْها
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
رقم القصيدة : 15624
-----------------------------------
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي
وَمَا لي حَيلَة ٌ، إلاّ رَجائي،
بعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَا،
عضضت أناملي وقرعت سني
يظنُّ الناس بي خيراً وإني
لشر الخلق إن لم تعفو عني
وبين يدي محتبس طويل
إذا فَكّرْتُ في نَدَمي عَلَيها،(11/213)
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً
وأفني العمر منها بالتمني
فلو أني صدقتُ الزهد فيها
قلبت لها ظهر المجن
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ومن كرمت طبائعه تحلى
ومن كرمت طبائعه تحلى
رقم القصيدة : 15625
-----------------------------------
ومن كرمت طبائعه تحلى
بِآدابٍ مُفَضَّلَة ٍ حِسَانِ
ومن قلت مطامعه تغطّى
من الدنيا بأثواب الأمان
وما يَدْرِي الفَتَى ماذا يُلاَقِي
إِذا ما عَاشَ مِنْ حَدَثِ الزَّمانِ
فَإِنْ غَدَرَتْ بِكَ الأَيَّامُ فَاصْبِرْ
وكن بالله محمود المعاني
ولا تكُ ساكناً في دار ذلٍ
فإن الذلَّ يقرنَ بالهوان
وَإِنْ أَوْلاكَ ذو كَرَمٍ جَمِيْلاً
فكن بالشكر منطلق اللسان
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي
الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي
رقم القصيدة : 15626
-----------------------------------
الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي
والقوت أقنعني والصبر رباني
وأَحْكَمَتْنِي مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَة ٌ
حَتَّى نَهَيْتُ الَّذي قَدْ كانَ يَنْهانِي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ
إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ
رقم القصيدة : 15627
-----------------------------------
إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ
وإني ذو خطايا فاعف عني
وَظَنِّيَ فِيكَ يا رَبي جَمِيْلٌ
فَحَقِقْ يا إلَهِيَ حُسْنَ ظَنِّي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً
لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً
رقم القصيدة : 15628
-----------------------------------
لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً
ما في الرِّجالِ على النِّساءِ أَمِيْنُ
إِنَّ الأَمِيْنَ وإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ(11/214)
لا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَة ٍ سَيَخُونُ
القبر أوفي من وثقت بعهده
ما للنِّساءِ سِوَى القُبورِ حُصُونُ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> فلا تصحب أخا الجهل
فلا تصحب أخا الجهل
رقم القصيدة : 15629
-----------------------------------
فلا تصحب أخا الجهل
وإياك واياه
فكم من جاهل أردى
حليماً حين آخاه
يُقاسُ المَرْءُ بالمَرْءِ
إذا ما هُوَ ماشاهُ
وللقلب على القلبِ
دَلِيْلٌ حِيْنَ يَلْقَاهُ
إنما أنت طول عمرك ما عمـ
رت بالساعة التي أنت فيها
وللشيء من الشيء
مقاييسٌ وأشباه
وفي العين غنى للعين
أنْ تَنْطِقَ أَفْواهُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> رقعة وطن
رقعة وطن
رقم القصيدة : 1563
-----------------------------------
ارتبكَ الملكُ
وهو يرى جنودَهَ محاصرين
من كلِّ الجهاتِ
والمدافعَ الثقيلةَ تدّكُ قلاعَ القصرِ
صرخ:
- أين أفراسي؟
- فطستْ يا مولاي
- أين وزيرُ الدولة
- فرَّ مع زوجتكَ يا سيدي في أولِ المعركةِ
تنحنحَ الملكُ مُعدّلاً تاجهُ الذهبي
وعلى شفتيه ابتسامةٌ دبقةٌ:
- ولكن أين شعبي الطيب؟
لمْ أعدْ اسمعه منذ سنينٍ
فأنفجرَ الواقفون على جانبي الرقعةِ بالضحكِ
- لقد تأخرتَ يا سيدي في تذكّرنِا
ولم يبقَ لنا سوى أن نصفّقَ للمنتصرِ الجديد
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إن المكارم أخلاق مطهرة
إن المكارم أخلاق مطهرة
رقم القصيدة : 15630
-----------------------------------
إن المكارم أخلاق مطهرة
فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
رقم القصيدة : 15631
-----------------------------------(11/215)
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أَنَّ السَّلاَمَة َ فِيْها تَرْكُ ما فِيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْت بانِيها
فَإِنْ بَنَاها بِخَيْرٍ طابَ مَسْكِنُها
وَإِنْ بَنَاها بِشَرٍّ خابَ بانِيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سَقَاها بِكاسِ المَوْتِ سَاقِيها
أَمْوالُنا لِذَوِي المِيْراثِ نَجْمَعُها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مداين في الآفاق قد بنيت
أمست خراباً ودان الموت دانيها
لِكُلِّ نَفْسٍ وإنْ كانَتْ عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنِيَّة ِ آمالٌ تُقَوِّيها
فالمرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ
عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ
رقم القصيدة : 15632
-----------------------------------
عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ
وبلاء ذهبت من إليه
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فلمّا
صرت في غيره بكيت عليه
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> لا تعتبنَّ على العباد فإنما
لا تعتبنَّ على العباد فإنما
رقم القصيدة : 15633
-----------------------------------
لا تعتبنَّ على العباد فإنما
يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِيْنَ يُؤْذَنُ فيه
سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ
يَأْتِيكَ حِيْنَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ
فثق بمولاك الكريم فإنه
بالعبد أرأف على أبٍ ببنيه
وأَشِعْ غِناكَ وَكُنْ لِفَقْرِكَ صائِنا
يضني حشاك وأنت لا
فالحرُّ ينحل جسمه إعدامه
وكأنه من جسمه
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى
أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى
رقم القصيدة : 15634
-----------------------------------
أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى
وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي
وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم
وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى(11/216)
قَضَاءٌ لِخَلاَّقِ الخَلاَئِقِ سابقٌ
وليس على رد القضا أحدٌ يقوى
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ
ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ
رقم القصيدة : 15635
-----------------------------------
ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ
أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليَّ مصائبُ لو أنها
صبّت على الأيام عُدنّ لياليا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني
ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني
رقم القصيدة : 15636
-----------------------------------
ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني
وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى
أغير رسول الله أصبحت ناعيا
فوالله لا أنساك أحمد ما مشت
بِيَ العَيْشُ في أَرْضٍ وَجَاوَزْتُ وَادِيا
وكنت متى أهبط من الأرض تلعة
أجد أثراً منه جديداً وعافيا
جواد شظى الخيل عنه كأنما
يرين به ليثاً عليهنَّ ضاريا
من الأسد قد أحمى العرين مهابة
تَفادَى سِباعُ الأَرْضِ مِنْهُ تفاديا
شَدِيْدٌ جَرِيْءُ النَّفْسِ نَهْدٌ مُصَدَّرٌ
هُوَ المَوْتُ مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ وَعَادِيا
أَتَتْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَيْلٌ مُغِيَرة ٌ
تُثِيْرُ غُبارا كالضَّبابَة ِ كابيا
إليك رسول الله صف مقدم
إذا كان ضرب الهام نفقاً تفانيا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> إذا أظمأتك أكفُّ الرجال
إذا أظمأتك أكفُّ الرجال
رقم القصيدة : 15637
-----------------------------------
إذا أظمأتك أكفُّ الرجال
كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى
وهامة همّته في الثريا
أبياً لنائل ذي ثروة ٍ
تَراهُ لِمَا في يَدَيْهِ أَبيّا
فَإِنَّ إِراقَة َ ماءِ الحَياة ِ
دون إراقة ماء المحيا
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> وكم لله من لطفٍ خفيٍّ
وكم لله من لطفٍ خفيٍّ
رقم القصيدة : 15638(11/217)
-----------------------------------
وكم لله من لطفٍ خفيٍّ
يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
وكم أمرٍ تساءُ به صباحاً
وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً
فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
تَوَسَّلْ بالنَّبِيِّ فَكُلّ خَطْبٍ
يَهُونُ إِذا تُوُسِّلَ بالنَّبِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ
فكم للهِ من لُطفٍ خفي
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ومحترس من نفسه خوف ذلة
ومحترس من نفسه خوف ذلة
رقم القصيدة : 15639
-----------------------------------
ومحترس من نفسه خوف ذلة
تَكُوْنُ عَلَيْهِ حُجَّة ً هِيَ ما هِيا
فقلص برديه وأفضى بقلبه
إلى البر والتقوى فنال الأمانيا
وَجانَبَ أَسْبَابَ السَّفاهَة ِ والخنا
عَفافا وَتَنْزِيها فَأَصْبَحَ عالِيا
وَصَانَ عَنِ الفَحْشَاءِ نَفْسا كَرِيمَة ً
أَبَتْ هِمَّة ً إِلاّ العُلى وَالمَعالِيا
تراه إذا ما طاش ذو الجهل والصبى
حليماً وقوراً صائن النفس هاديا
لَهُ حِلْمُ كَهْلٍ في صَرامَة ِ حازِمٍ
وفي العين أن أبصرت أبصرت ساهيا
يروق صفاء الماء منه بوجهه
فأصبح منه الماء في الوجه صافيا
وَمِنْ فَضْلِهِ يَرْعَى ذِماما لجِارِهِ
ويحفظ منه العهد إذ ظل راعيا
صبوراً على صرف الليالي ودرئها
كَتُوما لأِسْرارِ الضَّمِيرِ مُداريا
له همّة ٌ تعلو كل همّة ٍ
كما قَدْ عَلاَ البَدْرُ النُّجومَ الدَّرارِيا
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> الحلاج
الحلاج
رقم القصيدة : 1564
-----------------------------------
أصعدني الحلاجُ إلى أعلى طابق
في بغداد
وأراني كلَّ مآذنها
ومعابدها
وكنائسها ذات الأجراسْ
وأشار إلي:
- أحصِ
كم دعوات حرّى تتصاعد يومياً من أعماقِ الناسْ
لكن لا أحداً
حاولَ أن يصعدَ
في معناهُ إلى رؤياهُ
كي يوقظَهُ
ويريهِ..
ما عاثَ طغاةُ الأرضِ(11/218)
وما اشتطَّ الفقهاءُ
وما فعلَ الحراسْ
العصر الإسلامي >> علي بن أبي طالب >> ولو أنا إذا متنا تُركنا
ولو أنا إذا متنا تُركنا
رقم القصيدة : 15640
-----------------------------------
ولو أنا إذا متنا تُركنا
لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ
ولكنا إذا متنا بُعثنا
ونُسأل بعد ذا عن كل شي
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
رقم القصيدة : 15641
-----------------------------------
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
ومُصارعَ الإدلاجِ والإسراءِ
أقري السلام مُعرَّفاً ومُحصَّباً
من خالد المعروفِ والهيجاءِ
سَيْلٌ طَمَا لَوْ لَمْ يَذُدْهُ ذَائِدٌ
لتبطَّحتْ أولاهُ بالبطحاءِ
وغدتْ بطون مِنى مُنى ً من سيبِه
وغدتْ حرى ً منهُ ظهورُ حراءِ
وَتَعَرَّفَتْ عَرَفاتُ زَاخَرهُ ولمْ
يُخْصَصْ كَداءٌ مِنْهُ بالإكداءِ
وَلَطَابَ مُرْتَبَعٌ بِطيبَة ٌ واكْتَسَتْ
بُرْدَيْن: بُرْدَ ثَرى ً وبُرْدَ ثَرَاءِ
لا يحرمِ الحرمانِ خيرا إنهمْ
حرموا بهِ نوءاً من الأنواءِ
يا سائلي عنْ خالدٍ وفعالهِ
رِدْ فاغترفْ علماً بغيرِ رشاءِ
انظرْ وإيَّاكَ الهوى لا تُمْكننْ
سلطانهُ من مُقْلَة ٍ شوْساءِ
تعلمْ من افترعتْ صدورُ رماحهِ
وسيوفه منْ بلدة ٍ عذراءِ
ودعا فأسمعَ بالأسنة ِ واللُّهى
صمَّ العِدَى في صخرة ٍ صمَّاءِ
بمجامع الثَّغرينِ ما ينفك من
جيش أزبَّ وغارة ٍ شعواءِ
منْ كلِّ فرْجٍ للعدوِّ كأنَّهُ
فرْجٌ حمى ً إلاَّ من الأكفاءِ
قدْ كان خطبُ عاثرُ فأقاله
رَأْيُ الْخَليفَة ِ كَوْكَبِ الْخُلَفَاءِ
فَخَرجْتَ مِنْهُ كالشهَاب ولم تَزَلْ
مُذْ كُنْتَ خَرّاجاً مِنَ الْغَمَّاءِ
مَا سَرَّني بِخِداجِهَا مِنْ حُجَّة
ما بينَ أنْدلُسِ إلى صنعاءِ
أجْرٌ ولكنْ قدْ نظرتُ فلمْ أجدْ
أجراً يفي بشماتة ِ الأعْداءِ
لوْ سرتَ لالتقت الضُّلوعُ على أسى ً
كلفٍ قليل السِّلمِ للأحْشاءِ(11/219)
وَلَجَفَّ نُوَّارُ الْكَلاَمِ وَقَلَّمَا
يُلْفَى بقاءُ الغرْس بعدَ الماءِ
فالجوُّ جوِّي إنْ أقمْتَ بغِبْطة ٍ
والأرض أرضي والسَّمَاءُ سَمَائِي
العصر العباسي >> أبو تمام >> فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
رقم القصيدة : 15642
-----------------------------------
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟
وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى ً
من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ
ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة ً
مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ
إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبر
فانظُرْعلى أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ
كأَنَّماجَادَمَغْناهُ، فَغَيَّرَه
دُمُوعُنا،يومَ بانُوا،وَهْيَ تَنْهَمِلُ
وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا
في مأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ
من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ
قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ
وقَدْطَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنابَقَرٌ
عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ
فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ
حران في بعضه عن بعضه شغلُ
يخزي ركام النقا ما في مآزرها
ويَفْضَحُ الكُحْلُ في أَجْفانِهاالكَحَلُ
تَكَادُ تَنتَقِلُ الأَرواحُ لُوتُرِكَتْ
من الجسومِ إليها حيث مكة ً الهملُ
هانتْ على كلِّ شيءٍ فهو يسفكها
حتى المنازلُ والأحداجُ والإبلُ
بالقائِمِ الثَّامِن المُسْتَخْلَفِ اطَّأدَتْ
قواعدُ الملكِ ممتداً لها الطولُ
بيُمْنِمُعْتَصِمٍ باللَّهِلاأَوَدٌ
بالمُلْكِ مُذْضَمَّ قُطْرَيْهِ ولاخَلَلُ
يَهْنِي الرَّعِيَّة َ أَنَّ اللَّهَ مُقْتَدِراً
أعطاهمُ بأبي إسحاقَ ما سألوا
لو كانَ في عاجلٍ من آجل بدلٌ
لَكانَ في وَعْدِهِ منْ رِفْدِهِ بَدَلُ
تغايرَ الشعرُ فيه إذ سهرتُ له
حتى ظننتُ قوافيهِ ستقتتلُ
لولا قبوليَ نصحَ العزمِ مرتحلاً
لَرَاكَضاني إليهِ الرَّحْلُ والجَملُ
لَهُ رِيَاضُ نَدى ً لم يُكْبِ زَهْرَتَهَا(11/220)
خلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ
مدى العفاة ِ فلم تحللْ بهِ قدمٌ
إِذَ اخلَعَ اللّيْلُ النَّهارَ رَأَيْتَها
ماإنْ يُبَالي إذا حَلَّى خَلائِقَهُ
بجُودِهِ أَيُّ قُطريْهِ حَوَى العَطَلُ
كأَنَّ أمْوَالَهُ والبَذْلُ يَمْحَقُها
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ
شَرسْتَ بَلْ لِنْتَ بَلْ قانَيْتَ ذَاكَ بِذا
فأَنتَ لاَشكَّ فيكَ أَنتَ السَّهْلُ والجَبَلُ
يدي لمنْ شاءَ رهنٌ لمْ يذُقْ جُرعاً
مِنْ راحَتَيْكَ دَرَى ماالصَّابُ والعَسَلُ
صَلَّى الإِلَهُ على العَبَّاسِ وانبجَسَتْ
على ثَرى ً حَلَّة ُ الوَكافَة ُ الهُطُلُ
ذَاكَ الذي كَانَ لَوْأنَّ الأنامَ لَهُ
نسلٌ لما راضهُم جبنٌ ولا بَخَلُ
أبو النجومِ التي ما ضنَّ ثاقبها
أَن ْلم يَكَنْ بُرْجهُ ثَوْرٌ ولاحَمَلُ
من كلِّ مشتهرٍ في كلِّ معتركٍ
لم يعرفِ المشتري فيه ولا زُحَلُ
يَحْمِيهِ لأَلاَؤُهُ أَولَوْذَعِيَّتُهُ
من أنْ يُذال بمنْ أو مِمَّن الرَّجلُ
وَمَشْهَدٍ بينَ حُكْم الذُّل مُنْقَطِعٌ
صاليهِ أو بحبالِ الموتِ متصلُ
ضَنْكٍ إِذاخَرِسَتْ أبطَالُه نَطَقَتْ
فِيه الصَّوارِمُ والْخَطّية ُ الذُّبُلُ
لايَطمَعُ المَرْءُأَنْ يَجْتَابَ غَمْرَتَه
بالقَوْلِ مَا لَمْ يَكُنْ جِسْراً له العمَلُ
جليتَ والموتُ مبدٍ حرَّ صفحتِهِ
وقدْ تفرعَنَ في أوصالِهِ الأجلُ
أبحْتُ أوعارَه بالضربِ وهو حمى ً
للحَرْب يَثْبُتُ فيهِ الرَّوْعُ والوَهَلُ
آلُ النبي إذا ما ظلمة ٌ طرقَتْ
كانُوا لنا سُرجاً أنتمْ لها شعلُ
يستعذبون مناياهم كأنَّهمُ
لا يبأسونَ من الدنيا إذا قُتلوا
قَوْمٌ إذَاوعدواأَوْ أَوْعَدُوا غَمرُوا
صدقاً ذوائبَ ما قالُوا بما فعلُوا
أسدُ العرينَ إذا ما الروعُ صبحَها
أوصَبَّحْتهُ، ولكِنْ غَابُها الاسَلُ
تَنَاوَلُ الفَوْتَ أَيدِي المَوْتِ قَادِرَة ً
إذا تناولَ سيفاً منهمُ بطلُ
ليسقمِ الدهرُ أو تصححْ مودتُهُ
فاليَوْمَ أَوَّلَ يَوْمٍ صَحَّ لي أَمَلُ(11/221)
أَدْنَيْتُ رَحْلي إلى مُدْنٍ مَكارِمَهُ
إليّ يهتبلُ اللذْ حيثُ أهتبلُ
يَحميهِ حَزْمٌ لِحَزْمِ البُخْلِ مُهْتَضِمٌ
جوداً وعرضٌ لعرض المالِ مبتذلُ
فِكْرٌ،إِذَا رَاضهُ رَاضَ الأُمورَ بهِ
رَأْيٌ تَفَنَّن فيهِ الرَّيْثُ والعَجَلُ
قَدْ جَاءَ مِنْ وَصفِكَ التَّفْسِيرُ مُعْتَذِراً
بالعجزِ، إنْ لم يغثني اللهُ والجُملُ
لقَد لَبِسْتَ أَمِيرَالمؤمنينَ بها
حَلْياً نِظَاماهُ بَيْتٌ سَارَ أَومثَلُ
غَريبة ٌ تُؤْنِسُ الآدَابُ وَحْشَتَها
فما تَحُلُّ على قومٍ، فترتحِلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
رقم القصيدة : 15643
-----------------------------------
ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
قَدْ أفنَتِ الحَجْرَة واللَّلأوَاءَ؟
فلَوْ عصَرْتَ الصَّخْرَ صارَ ماءَ
مِنْ لَيْلة ٍ بِتْنا بِها لَيْلاءَ
ان هي عادت ليلة ً عداءَ
أصبحَتِ الأرْضُ إِذَنْ سَماءَ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ
قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ
رقم القصيدة : 15644
-----------------------------------
قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ
كَمْ تَعْذِلُونَ وَأَنْتُمُ سُجَرَائِي
لا تسقني ماءَ الملامِ فإنَّني
صبٌّ قدِ استعذبتُ ماءَ بُكائي
ومُعرَّسٍ للغيثِ تخفقُ بينهُ
رَايَاتُ كل دُجُنَّة ٍ وَطْفَاءِ
نَشَرَتْ حَدَائِقَهُ فَصِرْنَ مَآلِفاً
لِطَرَائِفِ الأَنْوَاءِ والأَنْدَاءِ
فَسَقَاهُ مِسْكَ الطَّلَّ كَافُورُ الصَّبَا
وانْحَلَّ فيهِ خَيْطُ كُل سَماءِ
غُني الرَّبيعُ بروضهِ، فكأنَّما
أَهْدَى إِلَيْهِ الوَشْيَ مِنْ صَنْعَاءِ
صبَّحتُه بسُلاَفَة ٍ صَبَّحتُهَا
بِسُلاَفَة ِ الْخُلَطَاءِ والنُّدَمَاءِ
بمُدَامَة ٍ تَغْدُو المُنَى لِكُؤُوسِهَا
خَوَلاً عَلى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
راحٌ إذا ما الرَّاحُ كنَّ مطيَّها(11/222)
كَانَتْ مَطَايا الشَّوْقِ في الأَحْشَاءِ
عِنَبِيَّة ٌ ذَهَبِيَّة ٌ سكَبتْ لَهَا
ذهبَ المعاني صاغة ُ الشُّعراءِ
أكلَ الزَّمانُ لطولِ مكثِ بقائها
مَا كَانَ خَامَرَهَا مِنَ الأَقْذَاءِ
صَعُبَتْ وراضَ المزجُ سيِّءَ خُلقها
فتعَّلمتْ من حسنِ خلق الماءِ
خرقاءُ يلعبُ بالعقولِ حبابها
كتلعُّبِ الأفعالِ بالأسماءِ
وضعيفة ٌ فإذا أصابتْ فرصة ً
قَتَلَتْ، كذلِكَ قُدْرَة ُ الضُّعَفَاءِ
جَهْمِيَّة ُ الأَوْصَافِ إِلاَّ أنَّهُمْ
قد لقَّبوها جوهرَ الأشياءِ
وكأنَّ بهجتها وبهجة ََ كأسها
نَارٌ ونُورٌ قُيدَا بِوِعَاءِ
أَوْ دُرَّة ٌ بَيْضَاءُ بِكْرٌ أُطْبِقَتْ
حبلاً على ياقوتة ٍ حمراءِ
ومَسَافَة ٍ كَمَسَافَة ِ الهَجْرِ ارْتَقَى
في صدرِ باقي الحبِّ والبُرحاءِ
بيدُ لنسلِ العيدِ في أملودها
ما ارتيدَ من عيدٍ ومن عدواءِ
مزَّقتُ ثوبَ عكوبها بركوبها
والنَّارُ تَنْبُعُ مِنْ حَصَى المَعْزَاءِ
وإلى ابن حسَّان اعتدتْ بي همَّة ٌ
وقفتْ عليهِ خلّتي وإخائي
لمَّا رأيتُكَ قدْ غذوْت مودَّتي
بالبِشْرِ واسْتَحْسَنْتَ وَجْهَ ثَنَائِي
أَنْبَطْتُ في قَلْبِي لِوَأْيِكَ مَشْرَعاً
ظلَّتْ تحومُ عليهِ طيرُ رجائي
فثَوَيْتُ جَاراً لِلْحَضِيضِ وَهِمَّتِي
قَدْ طُوقَتْ بكَواكِبِ الجَوْزاءِ
إِيهِ فَدتْكَ مغَارِسي ومَنَابِتِي
إطرَحْ غَنَاءَكَ في بُحُورِ عَنَائِي
يسِّرْ لقولكَ مهرَ فعلكَ إنَّهُ
يَنْوِي افتضَاضَ صنِيعَة ٍ عَذرَاءِ
وإلى مُحَمّدٍ ابْتَعَثْتُ قَصَائِدِي
ورفعتُ للمستنشدين لوائي
وإذا تشاجرتِ الخطوبُ قريتها
جدلاً يقلُّ مضاربَ الأعداءِ
يا غاية الأدباءِ والظُّرفاءِ بلْ
يا سَيدَ الشُّعَرَاءِ والخُطَبَاء
يَحْيى بنَ ثَابِتْ الّذِي سَنَّ النَّدَى
وَحَوَى المكَارمَ مِنْ حَياً وحَياء
العصر العباسي >> أبو تمام >> أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
رقم القصيدة : 15645(11/223)
-----------------------------------
أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
لَقَدْ أَدرَكَتْ فيكَ النَّوَى ما تُحاوِلُه
وقَفْتُ وأحشَائي مَنَازلُ للأَسَى
بهِ،وَهْوَ قَفْرٌ قَدْ تَعَفَّتْ مَنازِلُهْ
أُسَائلُكُمْ مابَالُهُ حَكَمَ البِلَى
عليهِ، وإلا فاتركُوني أسائِلُهْ
لَقَد أحسَنَ الدَّمْعُ المُحَامَاة َ، بَعْدَما
أَسَاءَ الأسَى إِذْ جَاوَرَ القَلْبَ دَاخِلُهْ
دعا شوقُهُ يا ناصرَ الشوقِ دعوة ً
فلَبَّاهُ طَلُّ الدَّمْعِ يجْري ووَابِلُهْ
بيَوْمٍ تُريكَ المَوْتَ في صُورَة ِ النَّوَى
أَوَاخِرُهُ منْ حَسْرَة ٍ وأَوائِلُهْ
وقَفْنَا عَلَى جَمْرِ الوَدَاعِ، عَشِيَّة ً
ولا قلبَ، إلا وهوَ تغلي مراجلُهْ
وفي الكلة ِ الصفراءِ جؤذرُ رملة ٍ
غدا مستقلاً والفراقُ معادلهْ
تيقنتُ أن البينَ أولُ فاتكٍ
به مذ رأيتُ الهجرَ، وهوَ يغازلهْ
يُعَنفُني أنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بنَأْيهِ
ويَجْزَعُ أَن ضاقَتْ عليه خَلاخلُهْ
أَتَتْكَ أَمِيرَ المؤْمنينَ وقَدْ أتى
عليها المَلأ دْماثُهُ وجَرَاوِلُهْ
وصلنَ السرى بالوخْد في كلِّ صحصحٍ
وبالسُّهُد المَوْصُول والنَّوْمُ خَاذِلُهْ
رواحِلُنا الليلُ النهارَ رأيْتَها
بإِرقالها مِنْ كُل وَجْهٍ تُقابِلُهْ
إلى قطبِ الدُّنيا الذي لو بفضلهِ
مَدَحْتُ بَني الدُّنيا كَفَتْهُمْ فَضَائِلُهْ
من البأسُ والمعروفُ والجودُ والتقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائلُهْ
جلا ظلماتِ الظلمِ عن وجهِ أُمَّة
أَضَاءَ لَها منْ كَوْكب الْحَقِّ آفِلُهْ
ولاذَتْ بِحقْويْهِ الخِلافَة ُ والتَقَتْ
على خدرْها أرمَاحُهُ ومناصلُه
أتتهُ مغذا قدْ أتاها كأنَّها،
ولا شكَّ، كانت قبلَ ذاكَ تُراسلُهْ
بمُعْتَصِمٍ باللَّهِ قَدْ عُصِمَتْ بهِ
عرى الدين والتفتْ عليها وسائلُهْ
رعى اللهُ فيهِ للرعية ِ رأفة ً
تُزَايِلُه الدُّنْيَا ولَيْسَتْ تُزَايِلُهْ
فأضحوا، وقدْ فاضتْ إليهِ قلوبهمْ
ورحمتُه فيهمْ تفيضُ ونائلُه(11/224)
وقامَ، فقامَ العدلُ في كلِّ بلدة ٍ
خَطِيباً وأَضْحَى المُلْكُ قَدْ شَقَّ بازِلُهْ
وجَرَّدَ سَيْفَ الحق حتَّى كأنَّهُ
من السلِّ مسودٍ غمدُهُ وحمائلُه
رضينا على رغمِ الليالي بحُكمِهِ
وهَلْ دَافِعٌ أَمراً وذُو العَرْشِ قائِلُهْ!
لقدْ حانَ منْ يُهدي سويداءَ قلبهِ
لحدِّ سنانٍ في يدِ اللهِ عاملُه
وكَمْ نَاكِثٍ لِلعَهْدِ قَدْ نَكَثَتْ بهِ
أمانيهِ واستخذى لحقكَ باطلُهْ
فأمكنْتهُ من رمة ِ العفوِ رأفة ً
ومَغْفِرة ً إِذْ أَمكنَتْكَ مَقَاتِلُهْ
وحاط لهُ الإفرارُ بالذنبِ روحَه
وجُثْمانَه إِذْ لَمْ تَحُطْهُ قَبَائِلُهْ
إذا مارِقٌ بالغَدْرِ حَاوَلَ غَدْرَة ً
فذَاكَ حَرِيٌّ أنْ تَئِيمَ حَلائِلُهْ
فإنْ باشرَ الإصحارَ فالبيضُ والقَنا
قرَاهُ وأحواضُ المنايا مُناهِلُهْ
وإِنْ يَبْنِ حِيطَاناً عليْه، فإنّما
أُولئِكَ عُقَّالاتُهُ لا مَعَاقِلُهْ
وإلا فأعلمْهُ بأنك ساخِطٌ
ودَعْهُ فإِنَّ الْخَوْفَ لا شَكَّ قاتِلُهْ
بيمنِ أبي إسحاقَ طالتْ يدُ العُلى
وقامَتْ قَناة ُ الدينِ واشتدَّ كاهِلُهْ
هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ
فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنَّه
ثناها لقبضٍ لمْ تُجبهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِهِ غيرُ روحِهِ
لجادَ بها، فليتقِ اللهَ سائلُهْ
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ
لأصبَحَ مِنْ بَيْن الوَرَى وَهْوَ عَاذِلُهْ
إِذَا آمِلٌ سَاماهُ قَرْطَسَ في المُنَى
مواهبهُ حتى يؤملَ آمِلُهْ
لُهى ً تَسْتثيرُ القَلْبَ لَوْلاَ اتّصَالُها
بحسنِ دفاعِ اللهِ وسوسَ سائلُهْ
إمامَ الهُدَى وابنَ الهُدَى أَيُّ فَرْحَة ٍ
تَعجَّلَها فِيكَ القَرِيضُ وقَائِلُهْ!
رجاؤكَ للباغي الغنى عاجِلُ الغنى
وأَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ آجِلُهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
رقم القصيدة : 15646(11/225)
-----------------------------------
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً
لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً
عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ
إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً
مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه
لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ
وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ
منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا
فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ
ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ
شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا
مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً
منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ(11/226)
جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ
إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ
قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه
لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها
للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً
يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ
عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ
وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ
والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها
عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على
بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها
عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ
جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ
لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ
للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ
يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ
إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا
منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها
ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ(11/227)
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا
واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ
للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها
ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ
دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ
كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ
بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً
وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً
ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ
والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها
فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ
عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ
على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها
يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ
بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى
يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ
مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ
أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ
طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ
حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ(11/228)
تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها
إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً
تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ
أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ
جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها
تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ
موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا
وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ
صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً
بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً
رقم القصيدة : 15647
-----------------------------------
بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً
عِنْدي وأَعتَبَ بَعْدَ سَوءِ فِعَالِهِ
بمروقِ الأخلاق لوْ عاشرْتَهُ
لَرَأَيْتَ نُجْحَكَ مِنْ جَميعِ خِصالِهِ
منْ ودني بلسانِهِ وبقلبِهِ
وأنالني بيمينهِ وشمالِهِ
أَبَداً يُفيدُ غَرائباً مِنْ ظرْفِهِ
ورَغائباً مِنْ جُودِهِ ونَوالِهِ
وسألتَ عنْ أمري، فسلْ عنْ أمرِهِ
دوني فحالي قطعة ٌ من حالِهِ
لو كنتَ شاهدَ بذلِهِ لشهدتَ لي
بوراثة ٍ أو شركة ٍ في مالِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ
لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ
رقم القصيدة : 15648
-----------------------------------
لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ
أوْ كفَّ منْ شأويهِ طولُ عتابِ
لعذلتهُ في دمنتينِ بأمرة ٍ
مَمْحُوَّتَيْنِ لِزَيْنَبٍ ورَبَاب
ثِنْتَانِ كالْقَمَرَيْنِ حُفَّ سَنَاهُمَا
بِكَوَاعِبٍ مِثْلِ الدُّمَى أَتْرَابِ(11/229)
مِنْ كُل ريم لَمْ تَرُمْ سُوءاً ولَمْ
تَخْلِطْ صِبَى أيَّامِها بِتَصَابي
أذكتْ عليهِ شهابِ نارٍ في الحشا
بالعذل وهناً أختُ آل شهابِ
عذلاً شبيهاً بالجنون كأنما
قَرَأَتْ بِهِ الوَرْهَاءُ شَطْرَ كتاب
أو ما رأتْ بُرديَّ من نسجِ الصِّبى
ورأتْ خضابَ اللهِ، وهو خِضابِي؟
لاجُودَ في الأَقْوَامِ يُعْلَمُ َما خَلاَ
جُوداً حليفاً في بني عتَّابِ
مُتدفِّقاً صقلُوا بهٍ أحسابهُمْ
إنَّ السَّماحَة َ صَيْقَلُ الأَحْسَابِ
قوْمٌ إذا جلبُوا الجيادَ إلى الوغى
أيقنتَ أنَّ السُّوقَ سوقُ ضرابِ
يا مالكَ ابنَ المالكينَ ولمْ تزلْ
تُدْعَى لِيَوْمَيْ نائِلٍ وَعِقَابِ
لَمْ تَرْمِ ذَا رَحِمٍ ببَائقَة ولا
كَلَّمْتَ قَوْمَكَ مِن وَرَاءِ حِجَابِ
للجُودِ بابٌ في الأنام ولَمْ تَزَلْ
يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ البابِ
ورأيتَ قوْمَكَ، والإساءة ُ منهمُ
جَرْحى بِظُفْرٍ للزَّمانِ ونَابِ
هُمْ صَيَّروا تلكَ البُروقَ صَواعِقاً
فِيهمْ وذَاكَ العفوَ سَوْطَ عَذَابِ
قأقِلْ أسامة ََ جُرمها واصفحْ لها
عنْهُ وهَب ماكانَ لِلْوَهَّابِ
رَفَدُوكَ في يَوْمِ الكُلاَبِ وَشقَّقُوا
فِيهِ المَزَادَ بجَحْفلٍ غَلاَّبِ
وَهُمُ بَعَيْنِ أُبَاغَ رَاشُوا لِلوَغَى
سَهْمَيْكَ عِنْدَ الحارِثِ الحَرَّابِ
ولياليَ الحَشَّاك والثَّرثارِ قدْ
جَلَبوا الجيادَ لَواحِقَ الأَقْرَابِ
فمضتْ كُهُولهمُ ودبَّرَ أمْرَهُمْ
أحداثُهُمْ تدبيرَ غيْرِ صوابِ
لا رِقَّة ُ الحضرِ اللَّطيف غذتْهُمُ
وتَباعَدُوا عَنْ فِطْنَة ِ الأَعْرَابِ
فإذَا كَشَفْتَهُمُ وجَدْتَ لَدَيْهِمُ
كَرَمَ النُّفُوسِ وقِلَّة َ الآدَابِ
أَسْبِلْ عليهِمْ سِتَر عَفوِكَ مُفْضِلاً
وانفَحْ لَهُمْ مِنْ نائل بِذِنابِ
لَكَ في رَسُولِ اللَّهِ أعْظَمُ أُسْوَة
وأجلُّها في سُنَّة وكتابِ
أعْطَى المؤلَّفة ََ القُلُوبِ رضاهمُ
كَرَماً، ورَدَّ أَخايِذَ الأحزَابِ
والجعفريُّونَ استقلَّتْ ظُعنُهمْ(11/230)
عن قَوْمِهِمْ وهُمُ نُجُومُ كِلاَب
حَتَّى إذا أخذ الفِرَاقُ بِقِسْطِهِ
مِنْهُمْ وشَطَّ بِهمْ عَنِ الأَحْبَابِ
وَرَأَوْا بِلادَ اللَّهِ قدْ لَفَظَتْهُمُ
أَكْنَافُها رَجَعُوا إلى جَوَّابِ
فأَتَوْا كَرِيمَ الخِيمِ مِثْلَكَ صَافِحاً
عَنْ ذِكْرِ أَحْقَادٍ مَضَتْ وضِبَابِ
لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ
لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
قَدْ ذَلَّ شَيْطَانُ النفَاقِ وأَخْفَتَتْ
بيضُ السُّيوفِ زئيرَ أُسدِ الغابِ
فاضْمُمْ أَقاصِيَهُمْ إلَيْكَ، فإنَّهُ
لايَزْخَرُ الوَادِي بِغَيرِ شَعَابِ
والسُّهْمُ بالرِّيشِ اللُّوءامِ ولنْ ترى
بيتاً بلا عمدٍ ولا أطنابِ
مهلاً بني غنم بنِ تغلبَ إنكم
للصيدِ من عدنانَ والصُّبّابِ
لولا بنو جُشَمِ بن بكرٍ فيكُمُ
رُفعتْ خيامكمُ بغيْرِ قبابِ
يا مالكَ استودعتني لكَ منَّة ً
تَبْقَى ذَخَائِرُهَا على الأَحْقَابِ
يا خاطباً مدحي إليه بجودهِ
ولقدْ خطبتَ قليلة ََ الخُطَّابِ
خُذْهَا ابْنَة َ الفِكْرِ المُهَذَّبِ في الدُّجَى
واللَّيلُ أسودُ رُقْعة ِ الجلبابِ
بِكراً تُورِّثُ في الحياة ِ وتنثني
في السلْمِ وهِيَ كَثِيرَة ُ الأَسْلاَبِ
وَيزِيدُهَا مَرُّ اللَّيَالِي جدَّة ً
وتقادُمُ الأيَّامِ حُسْنَ شبابِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قُلْ لابنِ طَوْقٍ رَحَى سَعْدٍ إذا خَبَطَتْ
قُلْ لابنِ طَوْقٍ رَحَى سَعْدٍ إذا خَبَطَتْ
رقم القصيدة : 15649
-----------------------------------
قُلْ لابنِ طَوْقٍ رَحَى سَعْدٍ إذا خَبَطَتْ
نوائبُ الدهرِ أعلاها وأسفلها
أصبَحْتَ حاتِمَها جُوداً وأحنَفَها
حِلْماً وكيسَها عِلْماً ودَغْفَلها
مالي أرى الحُجرة َ الفيحاءَ مقفَلَة ً
عني وقدْ طالما استفتحتُ مُقفَلَها!
كأَنَّها جَنَّة ُ الفِرْدَوس مُعرِضَة ً
وليسَ لي عملٌ زاكٍ فأدخُلَها
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> العبور إلى المنفى
العبور إلى المنفى
رقم القصيدة : 1565(11/231)
-----------------------------------
أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
بنصفِ قلب
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
تسألني بألمٍ وذهول
لماذا أصابعي متهرئة
كخشب التوابيت المستهلكة
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
فأحدّثها عن الوطن
واللافتات
والاستعمار
وأمجاد الأمة
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
وفي الركنِ الآخرِ
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
المغطاة بالثلج ...
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
التي أوصلتني إلى هنا
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
وإنما تأريخ قهر
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
والخطابات ....
.. وسجائر اللف
حيث نقف أمام المشانق
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
ونصفقُ للحكّام
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
حيث الوطن
يبدأ من خطاب الرئيس
.. وينتهي بخطاب الرئيس
مروراً بشوارع الرئيس ، وأغاني الرئيس ، ومتاحف الرئيس ، ومكارم الرئيس ، وأشجار الرئيس ، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس ، وإسطبل الرئيس ، وغيوم الرئيس ، ومعسكرات الرئيس ، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس ، وأنواط الرئيس ، ومحظيات الرئيس، ومدارس الرئيس ، ومزارع الر
ستحدق طويلاً
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
وتسألني من أي بلادٍ أنا ...
* * *
العصر العباسي >> أبو تمام >> دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
رقم القصيدة : 15650
-----------------------------------
دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
ويَنْسَى سُرَاهُ مَن يُعافى ويُصْحَبُ
وأَيَّامُنا خُزْرُ العُيونِ عَوابِسٌ
اذا لم يحصها الحزمُ المتلببُ
ولابُدّ مِن فَرْوٍ إِذَا اجتَابَهُ امْرُؤٌ(11/232)
غدا وهو سامٍ في الصنابر اغلبُ
امين القوى لم تحصص الحرب رأسهُ
ولم يَنْضُ عُمْراً، وهو أَشْمَطُ أَشْيَبُ
يسرك بأساً وهو غير مغمرٍ
و يعند للأيام حين يجربُ
تظلُ البلادُ ترتمي بضريبها
وتُشمَل مِن أقطَارِهَا وهوَ يُجْنَبُ
اذا البدنُ المقرورُ ألبسهُ غداً
له راشحٌ من تحته بتصببُ
إِذَا عَدَّ ذَنْباً ثِقْلَهُ مِنْكِبُ امرِئٍ
يقُولُ الحَشَا: إحسَانُهُ حين يُذْنِبُ
اتيت اذا استعتبتَ مصقعة ً بهِ
تَملأَّتَ علْماً أَنَّها سَوْفَ تُعْتِبُ
يراهُ الشفيف المرتعنّ فينثني
حسيراً فتغشاه الصبا فتنكبُ
اذا ما اساءت بالثياب فقولهُ
لها كلما لاقتهُ أهلٌ ومرحبُ
إِذا اليَوْمُ أَمسَى وهْوَ غَضْبَانُ لم يَكُنْ
طَوِيلَ مُبَالاة ٍ بهِ حينَ يَغْضَبُ
كأَنَّ حَواشِيهِ العُلَى وخُصُورَهُ
وما انْحَطَّ منه جَمْرَة ٌ تَتَلهَّبُ
فَهلْ أَنتَ مُهْدِيهِ بِمثْلِ شَكِيرِه
مِنَ الشُّكْرِ يَعْلُو مُصْعِداً ويُصَوبُ؟
لَهُ زِئْبِرٌ يُدْفِي مِن الذم كلَّما
تجلببهث في محفل متجلببُ
فأنت العليم الطبُّ أيّ وصية ٍ
بها كان اوصى في الثياب المهلّبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
رقم القصيدة : 15651
-----------------------------------
أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
والعَيْشِ في أَظْلاَلِهِنَّ المُعْجِبِ
وَمصيفِهِنَّ المُسْتَظِل بظِلهِ
سِرْبُ المَهَا ورَبيعِهنَّ الصَّيبِ
أُصُلٌ كبُرْدِ العصْبِ نيطَ إلى ضُحى ً
عَبِقٍ بريحانِ الرِّياضِ مُطيَّبِ
وظِلالِهِنَّ المُشْرِقاتِ بِخُرَّدٍ
بِيضٍ كَواعِبَ غامِضَاتِ الأَكْعُبِ
وأغنَّ منْ دُعْجِ الظِّباءِ مُربَّبٍ
بُدلْنَ مِنْهُ أَغَنَّ غَيْرَ مُرَبَّبِ
للهِ ليلتُنا وكانتْ ليلة ً
ذُخِرَتْ لَنا بَيْنَ اللوى فَالشُّرْبُبِ
قَالَتْ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ كَفي كَفَّهَا:
حلاًّ، ومَا كلُّ الحلال بطيِّبِ
فنَعِمْتُ مِنْ شَمْس إِذَا حُجبَتْ بَدَتْ(11/233)
مِنْ نُورِهَا فكأنَّها لم تُحْجَبِ
وإذا رنتْ خلتَ الظِّباءَ ولَدْنَهَا
ربعيَّة ً واستُرضعتْ في الرَّبربِ
إنْسيَّة ٌ إنْ حُصِّلتْ أنْسابُها
جِنَّيَّة ُ الأَبَوَيْنِ مالَمْ تُنْسَبِ
قدْ قُلتُ للزَّبَّاء لمَّا أصبحتْ
في حدِّ نابٍ للزَّمانِ وَمخلبِ
لِمَدِيْنَة عَجْمَاءَ قَدْ أَمْسَى البِلَى
فيها خَطيباً بِاللسَانِ المُعْرِبِ
فكأنَّماَ سكنَ الفناءُ عِراصَها
أَوْ صَالَ فيها الدَّهْرُ صَوْلَة َ مُغْضِبِ
لَكِنْ بَنُو طَوْقٍ وطَوْقٌ قَبْلَهُمْ
شَادُوا المَعَالى بالثَّنَاءِ الأَغْلَبِ
فَسَتَخْرَبُ الدُّنْيَا وأَبْنِيَة ُ العُلَى
وقبابها جددٌ بها لمْ تخربِ
رُفعتْ بأيَّام الطِّعان وغُشِّيتْ
رقْرَاقَ لَوْنٍ لِلسَّمَاحَة ِ مُذْهَبِ
يا طالباً مسعاتهمْ لينالها
هَيْهَاتَ مِنْكَ غُبَارُ ذَاكَ المَوْكِبِ!
أَنْتَ المُعَنَّى بالغَوانِي تَبتَغي
أَقْصَى مَوَدَّتِها بِرأْسٍ أَشْيَبِ
وَطِئَ الخطوبَ وكفَّ منْ غُلَوَائها
عُمَرُ بنُ طوق، نجمُ أهل المغربِ
مُلْتَفٌّ أَعراقِ الوَشِيج، إِذَا انْتَمَى
يومَ الفَخارِ، ثريُّ تُرْبِ المنصبِ
في معدِن الشَّرفِ الذي من حليهِ
سُبكت مكارمُ تغلبَ ابنة ِ تغلبِ
قدْ قُلتُ في غلسِ الدُّجى لِعِصابة ٍ
طلبت أبا حفصٍ: مُناخَ الأركُبِ
الكوْكبُ الجُشميُّ نصبَ عُيُونكمْ
فاسْتَوْضِحُوا إيضاءَ ذَاكَ الكَوْكَبِ
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخَضِل النَّدى
عَفْواً ويَعْتَذِرُ اعْتَذَارَ المُذْنِبِ
ومُرَحبٍ بالزَّائِرينَ وبشْرُهُ
يُغْنيكَ عن أَهْلٍ لَدَيْه ومَرْحِبِ
يغدو مُؤمِّلُهُ إذا ما حطَّ في
أَكْنَافِهِ رَحْلَ المُكِل المُلْغِبِ
سلسَ اللُّبانة ِ والرجاءِ ببابهِ
كَتَبَ المُنَى مُمْتَدَّ ظل المَطْلَبِ
الجدُّ شيمته وفيه فكاهة ٌ
سُجُعٌ ولاجِدٌّ لمن لم يَلْعَبِ
شَرِسٌ، وَيُتْبِعُ ذَاكَ لِينَ خَلِيقَة ٍ
لا خيرَ في الصَّهباء ما لم تُقطبِ
صُلبٌ إذا اعوجَّ الزمانُ ولم يكنْ(11/234)
لِيُلِينَ صُلبَ الخطبِ من لم يصلُبِ
الودُّ للقربى ، ولكن عُرْفُهُ
للأَبْعَدِ الأَوْطَانِ دُونَ الأَقْرَبِ
وكذَاكَ عَتَّابُ بنُ سَعْدٍ أَصْبَحُوا
وهُمُ زِمَامُ زَمَانِنا المُتَقَلبِ
هُمْ رَهْطُ مَن أَمْسَى بَعيداً رَهْطُهُ
وبنو أبي رجُلٍ بغيرِ بني أبِ
ومُنافِسٍ عُمَرَ بنَ طوقٍ ما لهُ
مِن ضِغْنِهِ غَيْرُ الحَصَى والأَثْلَبِ
تَعِبُ الخلائق والنَّوالِ ولمْ يكنْ
بِالْمُسْتَرِيحِ العِرْضِ مَنْ لَمْ يَتْعَبِ
بِشحُوبِهِ في المَجْدِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ
لايَسْتَنِيرُ فَعَالَ مَنْ لَمْ يَشْحُبِ
بَحْرٌ يَطِمُّ على العُفاة ِ وإِنْ تَهِجْ
ريحُ السُّؤَالِ بِمَوْجِهِ يَغْلَوْلِبِ
والشَّوْلُ ما حُلِبَتْ تَدَفَّقَ رِسْلُهَا
وتجفُّ درَّتُها إذا لمْ تُحْلَبِ
يا عَقْبَ طَوقٍ أيُّ عَقْبِ عشيرة ٍ
أَنْتُمْ، ورُبَّتَ مُعْقِبٍ لَمْ يُعْقِبِ
قَيَّدْتُ مِنْ عُمرَ بنِ طَوْقٍ هِمَّتي
بالحُوَّلِ الثَّبتِ الجنان القُلَّبِ
نَفَقَ المَدِيحُ بِبَابِهِ فَكَسَوْتُهُ
عِقْداً مَنَ الياقُوِتِ غَيْرَ مُثَقَّبِ
أولى المديح بأنْ يكونَ مُهذَّباً
ماكانَ مِنْهُ في أَغرَّ مُهَذَّبِ
غَرُبَتْ خَلائِقُهُ وأغرَب شاعرٌ
فيه فأَحْسَنَ مُغْرِبٌ في مُغْرِبِ
لمَّا كَرُمْتَ نطَقْتُ فِيكَ بِمَنْطِقٍ
حقًّ فلم آثمْ ولم أتحوَّبِ
ومتى امتَدَحْتُ سِواكَ كنْتُ مَتَى يَضِقْ
عَنّي لَهُ صِدْقُ المقَالَة ِ أَكْذِبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ
بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ
رقم القصيدة : 15652
-----------------------------------
بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ
فرَتَعْتُ في إثر الغَمامِ المُسبَلِ
منْ مبلغٌ أفناءَ يَعْربَ كلَّها
إني ابتنيتُ الجار قبل المنزلِ
وأَخَذتُ بالطولِ الذي لم يَنْصَرِمْ
ثِنْيَاهُ والعَقْدِ الذي لَمْ يُحْلَلِ
هَتَك الظَلامَ أبو الوليدِ بغُرَّة ٍ
فتحتْ لنا بابَ الرجاء المقفلِ(11/235)
بأتمَّ من قمرِ السماءِ وإن بدا
بَدْراً وأحسنَ في العُيونِ وأَجمَلِ
وأجلَّ منْ قُسٍّ إذا استنطقتهُ
رَأْياً وأَلْطَفَ في الأُمُورِ وأَجْزَلِ
شَرْخٌ منِ الشَرَفِ المُنِيفِ يَهُزُّه
هزَّ الصفيحة ِ شرْخُ عمْرٍ مُقبلِ
فاسلَمْ لجدَّة ِ سؤْددٍ مُستقبلٍ
أنفٍ وبُردِ شبيبة ٍ مُستقبَلِ
كمْ أدَّتْ الأيامُ من حَدَثٍ كَفَتْ
أيامُهُ حدثَ الزمانِ المعضِلِ
لِلمَحمَلِ يَكْشِفُهُ ولَمْ يَبْعَلْ بِهِ
والثقلُ يحملُه وليس بمُثقلِ
والخَطْبُ أُمَّتْ منكَ أُمُّ دِماغِهِ
بالقُلَّبِ الماضي الجِنانِ الحُوَّل
ومَقامَة ٍ نَبْلُ الكَلامِ سِلاحُها
للقولِ فيها غمرة ٌ لا تنجلي
قَوْلٌ تَظِلُّ مُيُونُهُ مُنْهَلَّة ً
سَمَّيْنَ بينَ مُقْشَّبِ ومُثَمَّلِ
فرَّجْتَ ظلمتها بخطبة ِ فيصلٍ
مثلٌ لها في الروعِ طعنة ُ فيصلِ
جمعتْ لنا فرقُ الأماني منكمُ
بِأَبَرَّ مِنْ رُوحِ الحَياة ِ وأَوصَلِ
فَصَنِيعَة ٌ في يومها وصَنِيعَة ٌ
قدْ أحولَتْ وصنيعة ٌ لم تُحْولِ
كالمُزنِ منْ ماضي الربابِ ومُقبلٍ
مُنْتَظَّرٍ ومُخَيم مُتَهلِلِ
لي حرمة ٌ والتْ عليَّ سجالكُمْ
والماءُ رزقُ جمامِه للأولِ
إِنْ يَعْجُبِ الأَقْوامُ أَني عِندُكمْ
والمَاءُ دُونَ ذِي رَحِمٍ بها مُتَوَسلِ
فبنو أمية الفرزدقُ صنوهُم
نَسَباً وكانَ وِدَادهُم في الأَخطَلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ
لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ
رقم القصيدة : 15653
-----------------------------------
لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ
تواصلث الادلاجَ بالتأويبِ
أَبعَدَ مِنْ أَيْنٍ ومِنْ لَغوبٍ
منها غداة ُ الشارق المهضوبِ
تجائباً وليس من نجيبِ
شَبَّابة َ الأعناقَ بالعُجُوبِ
كاللَّيلِ أَوْ كاللُّوبِ أَوْ كالنُّوبِ
منقادةص لغادرٍ غربيبِ
كالشيعَة ِ التفَّتْ على النَّقِيبِ
آخذة ً بطاعة ِ الجنوبِ
ناقضة ً لمررِ الخطوبِ
تكفُّ غربَ الزمنِ العصيبِ
مَحَّاءَة ً لِلأزمة ِ اللَّزُوبِ(11/236)
محو استلامِ الركن ِ للذنوبِ
لما بدت للارضِ من قريبِ
تَشَوَّفَتْ لِوَيْلِها السَّكُوبِ
تَشَوُّفَ المَرِيضِ لِلطَّبِيبِ
وَطَرَبَ المُحِب لِلحَبِيبِ
وفَرْحَة َ الأدِيبِ بالأدِيبِ
وخيمت صادقة َ الشوبوبِ
فقام فيها الرعدُ كالخطيبِ
وحَنَّتِ الريحُ حَنِينَ النَّيبِ
والشمسُ ذَاتُ حاجِبٍ مَحْجُوبِ
قد غربت من غير ما غروبِ
والأرْضُ في رِدائِها القَشِيبِ
في زَاهِرٍ مِنْ نَبْتِها رَطيبِ
بعد اشتهابِ الثلجِ والصريبِ
كالكَهْلِ بعدَ السن والتَّحِنيبِ
تبدّلُ الشبابَ بالمشيبِ
كمْ آنستْ مِنْ جانبٍ غَرِيبِ
وغَلَبَتْ مِنَ الثَّرَى المَغْلُوبِ
و نفست عن بارضٍ مكروبِ
وسَكَّنَتْ مِنْ نافِرِ الجَنُوبِ
وأقنَعَتْ مِنْ بَلدٍ رَغيبِ
يَحفظُ عَهْدَ الغَيْثِ بالمَغِيبِ
لذيذة َ الريقِ مع الصبيبِ
كأنما تهمي على القلوبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الحسنُ بنُ وَهْبٍ
الحسنُ بنُ وَهْبٍ
رقم القصيدة : 15654
-----------------------------------
الحسنُ بنُ وَهْبٍ
كالغيثِ في انسكابهْ
في الشَّرْخِ من حِجَاهُ
والشّرْخِ منْ شبابهْ
والخِصْبِ منْ نَدَاهُ
والخِصْبِ من جَنَابهْ
ومنصب نماهُ
ووالدٍ سما بهْ
نُطْنِبُ كيْفَ شينَا
فيهِ ولم نُحَابِهْ
وحُلَّة ٍ كساها
كالحَلْي والتهَابِهْ
فاستَنْبطَتْ مَدِيحاً
كالأَرْي في لِصَابِهْ
فَراحَ في ثَنائِي
ورُحتُ في ثِيَابهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ
لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ
رقم القصيدة : 15655
-----------------------------------
لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ
ولايَكُنْ لِلعُلا في فَقْدِكَ الثُّكَلُ
لاتَعْتَلِلْ إِنَما بالمَكْرُمَاتِ إذا
أَنتَ اعتلَلْتَ تُرى الأوجَاعُ والعِلَلُ
تَضاءَلَ الجُودُ مُذْمُدَّتْ إليكَ يَدٌ
مِنْ بَعْضِ أَيدي الضَّنَى واستأسَدَ البَخَلُ
لم يَبْقَ في صَدْرِ رَاجِي حَاجَة ٍ أَمَلٌ
إِلا وقَدْ ذَابَ سُقْماً ذَلكَ الأملُ(11/237)
بينا كذلك والدنيا على خطرٍ
والعُرْفُ فِيكَ إلى الرَّحْمَنِ يَبْتَهِلُ
وأعيُنُ الخلقِ تعطي فوقَ ما سُئلت
عَليكَ والصَّبْرُ يُعْطي دونَ ما يُسَلَ
حبا بكَ اللهُ من لولاكَ لانبعثتْ
فيه اللَّيَالي ومنها الوَخْدُ والرَّمَلُ
سُقْمٌ أُتِيحَ لَهُ بُرْءٌ فَذّعْذَعهُ
والرُّمْحُ ينادُ حيناً ثمَّ يعتدلُ
وحَالَ لَونٌ فرَدَّ اللَّهُ نَضْرَتَهُ
والنجمُ يخمدُ شيئاً ثمَّ يشتعلُ
أَجْرٌ أتَاكَ وِلَمْ تَعْمَلْ له وبَلاً
فِكْرُ المُقيم على تَوْحِيدِه عَمَلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> اصبري ايتها النفسُ
اصبري ايتها النفسُ
رقم القصيدة : 15656
-----------------------------------
اصبري ايتها النفسُ
فان الصبرَ أحجى
نهنهي الحزنَ فانّ
الحُزْنَ إِنْ لم يُنْهِ لَجّا
والبَسِي اليأْسَ منَ النَّا
فانّ اليأسَ ملجا
رُبَّمَا خَابَ رَجَاءٌ
و أتى ما ليس يرجى
و كتابٍ كتبتهُ
لا ترى عينُ رقيبٍ
فيهِ للاقلامِ ثجا
لم يبح فيهِ بسرٍّ
لا ولا أُدرِجَ دَرْجا
فَأجَابَتْهُ دُمُوعٌ
جعلت للكأس مزجا
وسَقِيمِ الطَّرْفِ قَدْ
زارني والليلُ قد اق
بلَ نحوي يتدجى
حِينَ نالَ العِلْجَ في
طلعت شمسٌ علينا
ـوِ وإِنْ لم نَنْوِ حَجَّا!
لذّة ُ الطعمِ تمجُ المس
ك في الأقداح مجّا
كست الشيخَ شباباً
فاكتسى شكلاً وغنجا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ
أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ
رقم القصيدة : 15657
-----------------------------------
أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ
وآلَ ما كانَ منْ عُجبٍ إلى عَجَبِ
سِتٌّ وعِشْرُونَ تَدْعُوني فَأَتْبَعُهَا
إلى المشيبِ ولم تظلمْ ولم تَحُبِ
يومي من الدَّهرِ مثلُ الدَّهرِ مُشتهرٌ
عَزْماً وحَزْماً وَسَاعي منه كالحِقبِ
فأَصْغِري أَنَّ شَيْباً لاَحَ بِي حدَثاً
وأَكْبِرِي أَنَّني في المَهْدِ لم أَشِبِ
ولايُؤَرقْكِ أيماضُ القَتيرِ بِهِ(11/238)
فإنَّ ذاكَ ابتسامُ الرّأي والأدبِ
رأتْ تشنُّنهُ فاهتاجَ هائجها
وقال لاعِجُهَا لِلعَبْرة ِ: انْسكِبي
لا تُنكري منه تخديداً تجلِّلهُ
فالسَّيْفُ لا يُزْدَرَى إنْ كانَ ذَا شُطَبِ
لا يطردُ الهمَّ إلاَّ الهمُّ من رجلٍ
مُقَلْقِلٍ لِبَنَاتِ القَفْرَة ِ النُّعُبِ
ماضٍ، إذا الكُرَبُ التفتْ رأيتَ لهُ
بِوَخْدِهنَّ اسْتِطَالاتٍ على النُّوَبِ
سَتُصْبِحُ العِيسُ بي، واللَّيْلأُ عِنْدَ فَتًى
كثيرِ ذكْرِ الرضَا في ساعة ِ الغَضَبِ
صدفتُ عنهُ، فلم تصدفْ مودَّتهُ
عنِّي وعاودهُ ظنِّي، فلم يخِبِ
كالغَيْثِ إِنْ جِئَتَهُ وافَاكَ رَيقُهُ
وإنْ تحمَّلت عنهُ كان في الطِّلبِ
خَلاَئِقَ الحَسَنِ استَوْفِي البَقَاءَ، فَقَدْ
أصبحتِ قُرَّة َ عينِ المجدِ والحسبِ
كأَنَّماَ هُو مِنْ أَخْلاَقِهِ أَبداً
وإنْ ثوى وحدهُ في جحفلٍ لَجبِ
صِيغَتْ لهُ شيمة ٌ غرّاءُ من ذهبٍ
لكنَّها أَهْلَكُ الأَشياءِ للذَّهَبِ
لمَّا رَأَى أَدَباً في غَيْرِ ذي كَرَمٍ
قدْ ضاعَ أوْ كرماً في غير ذي أدبِ
سمَا إلى السُّورة ِ العلياءِ، فاجتمعا
في فِعْلِهِ كاجتماعِ النَّورِ والعُشُبِ
بَلَوْتُ مِنْكَ وأَيَّامِي مُذَمَّمَة ٌ
مَوَدَّة ً وُجِدَتْ أَحْلَى مِنَ النَّشَبِ
مِن غَيْرِ مَا سَبَبٍ مَاضٍ، كَفى سَبَباً
لِلحُر أَنْ يَعْتَفي حُرّاً بِلا سَبَبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى
أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى
رقم القصيدة : 15658
-----------------------------------
أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى
كلاً على نفحاتِه ونوالهِ
فَمتَى تُلِمَّ بهِ تؤَبْ مُستَيقِناً
أَنْ لَيسَ أَولَى مِنْ سِواهُ بِمالِهِ
كرمٌ يزيدُ على الكرامِ وتْحتهُ
أَدبٌ يفُكُّ القَلْبَ مِنْ أغْلالِهِ
أُبْلِيتُ مِنْهُ مَوَدَّة ً عَبْدِيَّة ً
راشَتْ ببَالي كُلَّها بِنبالِهِ
حتَّى لَو أَّنكَ تَسْتشِفُّ ضَمِيره(11/239)
لَوْ كانَ يُهدِي لاْمِرىء ٍ ما لا يُرَى
أو ما رأيتَ الوردَ أتحفنا بهِ
إتحافَ منْ خطرَ الصديقُ ببالِهِ؟
وَرْداً كتَوْريدِ الخُدُودِ تلَوَّنَتْ
خجلاً وأبيضَ في بياضِ فعالِهِ
والقهوة ُ الصهباءُ ظلَّتْ تستقى
مِنْ طَيَّباتِ المُجْتَنَى وحَلالِهِ
مشمولة ً تغني المقلَّ، وإنما
ذاك الغنى التزْبيدُ في إقلالِهِ
ومُلحباً لاقى المنية َ خاسراً
والموتُ أحمرُ واقفاً بحيالِهِ
فكبا كما يكبو الكميُّ تصرَّفت
أيامُه وانبتَّ مِن أبطالِهِ
فأَتَى وقَدْ عَرَّتْهُ مُرْهَفَة ُ المُدَى
من روحِهِ جمعاً ومِنْ سربالِهِ
لوٍ كانَ يُهْدى لامرئٍ مالا يُرى
يُهْدَى لِعُظْم فِرَاقِهِ وذِيَالِهِ
لَرَدَدْتُ تُحفَتَهُ عليهِ وإنْ عَلَتْ
عَنْ ذَاكَ واستَهْدَيتُ بعضِ خِصَالِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الغَيْمُ مِنْ بَيْنِ مَغْبوقٍ ومُصْطَبَحِ
الغَيْمُ مِنْ بَيْنِ مَغْبوقٍ ومُصْطَبَحِ
رقم القصيدة : 15659
-----------------------------------
الغَيْمُ مِنْ بَيْنِ مَغْبوقٍ ومُصْطَبَحِ
مِنْ رِيقِ مُكْتَفِلاتٍ بالثَّرَى دُلُحِ
دهمٌ اذا ضحكت في روضة ٍ طفقت
عُيونُ نُوَّارِها تَبكِي مِنَ الفَرَحِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> ريح
ريح
رقم القصيدة : 1566
-----------------------------------
للحزن نافذةٌ ، في القلب ، سيدتي
وللمساءات .. أشعارٌ ومصباحُ
معتّقٌ خمر أحزاني .... أيشربه
قلبي، وفي كل جرح منه أقداحُ
تسافر الريحُ ، ويلي ، في ضفائرها
ومن يطارد ريحاً كيف يرتاحُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ
أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ
رقم القصيدة : 15660
-----------------------------------
أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ
لَحَبَتْهُ الأيَّامُ في ملحُوبِ؟!
مَلَكَتْهُ الصَّبَا الوَلوع فَأَلْـ
فَتهُ قَعُودَ البِلَى وسُؤْرَ الخُطوبِ
نَدَّ عنْكَ العَزَاءُ فيهِ وقادَ الـ(11/240)
ـدَّمعَ منْ مُقلتيكَ قَوْدَ الجَنيبِ
صَحِبتْ وجدك المدامعُ فيه
بنجيعٍ بعبرة ٍ مصحوبِ
بِمُلثٍّ على الفِرَاقِ مُربٍّ
ولِشَأْوِ الهَوَى البَعِيدِ طَلُوبِ
أَخْلَبَتْ بَعْدَهُ بُرُوقٌ مِنَ اللَّهـ
ـو وجفَّتْ غُدْرٌ من التَّشبيبِ
رُبَّماَ قَدْ أَراهُ رَيَّانَ مَكْسُوَّ الـ
ـمَغَانِي مِنْ كل حُسْنٍ وطِيبِ
بِسَقيمِ الجُفُونِ غَيْرِ سَقِيمٍ
ومُريبِ الألحاظِ غيرِ مُريبِ
في أوانٍ منَ الرَّبيعِ كريمٍ
وزمَانٍ مِنَ الخَرِيفِ حَسِيبِ
فَعَلْيهِ السَّلاَمُ لاَ أُشْرِكُ الأَطْـ
ـلاَلَ في لَوْعَتي ولا في نَحيبي
فسواءٌ إجابتي غيرَ داعٍ
ودُعائي بالقفرِ غيرَ مُجيبِ
فسواءٌ خَفْضٍ تحتَ السُّرى وغَنَاءٍ
منْ عَناءٍ وَنَضرة ٍ منْ شُحُوبِ
فاسألِ العِيسَ ما لديها وألّفْ
بَيْنَ أَشْخَاصِهَا وَبَيْنَ السُّهُوبِ
لا تُذِيلنْ صغيرَ هَمِّكَ وانظُرْ
كمْ بذي الأثلِ دوحة ً من قضيبِ
ما عَلَى الوُسَّجِ الرَّواتِكِ من عَتْـ
ـبٍ، إذَا ما آتتْ أَبَا أَيُّوبِ
حُوَّلٌ، لا فَعالُهُ مَرْتَعُ الذَّ
مِّ ولا عِرضُهُ مُرَاحُ العُيُوبِ
سُرُحٌ قَوْلُهُ إِذَا ما استَمَرَّتْ
عُقْدَة ُ العِيّ في لسانِ الخَطيبِ
وُمصيبٌ شَوَاكِلَ الأَمْرِ فِيهِ
مُشكلاتٌ يَلُكنَ لُبَّ لبيبِ
لامُعَنَّى بِكُل شَيْءٍ ولا كُلُّ
م عَجِيبٍ في عَيْنِهِ بِعَجِيبِ
سَدِكُ الكفِّ بالنَّدى عائرُ السَّمـ
ـعِ إلى حَيْثُ صَرْخَة ُ المَكْرُوبِ
ليس يعرى من حُلَّة ٍ من طرازِ الـ
ـمدحِ منْ تاجرٍ بها مُستثيبِ
فإذا مرَّ لابسُ الحمدِ قال الـ
ـقومُ: مَنْ صاحبُ الرِّداءِ القشيبِ
وإذا كَفُّ راغبٍ سلبتهُ
راحَ طَلْقاً كالكَوْكَبِ المشْبُوبِ
ما مَهَاة ُ الحِجَالِ مسلوبة ً أظـ
ـرَفَ حُسْناً مِن مَاجدٍ مَسْلُوبِ
واجدٌ بالخليلِ منْ بُرَحَاءِ الشَّـ
ـوْقِ وِجْدَانَ غَيْرهِ بالحَبيبِ
آمنُ الجيبِ والضُّلوعِ، إذا ما
أصبحَ الغِشُّ وهو درعُ القلوبِ(11/241)
لا كَمُصْفِيهِمُ، إِذا حَضَرُوا الوُدَّ
م وَلاَحَ قُضْبَانَهمْ بِالمَغِيبِ
يتغطَّى عنهمْ ولكنَّه تنْـ
ـصُلُ أَخْلاَقُهُ نُصُولَ المَشيبِ
كلُّ شعْبٍ كنتُمْ بِهِ آلَ وَهْبٍ
فهوَ شِعبي وشِعبُ كلِّ أديب
لمْ أزلْ باردَ الجوانح مُذْ خَضْـ
ـخضتُ دَلْوي في ماءِ ذاكَ القليبِ
بِنْتُمُ بالمْكُرُوهِ دوني وأَصْبَحْـ
ـتُ الشَّريكَ المُخْتَارَ في المحْبُوبِ
ثُمَّ لمْ أُدعَ من بعيدٍ لدى الإذْ
نِ ولَمْ أُثْنَ عَنْكُمُ مِن قَرِيبِ
كلَّ يومٍ تُزخرفونَ فنائي
بِحِبِاءٍ فَرْدٍ وبِرٍّ غَرِيبِ
إِنَّ قَلْبي لَكُمْ لَكَالكَبِدِ الحَرَّ
ى وَقَلْبِي لِغَيْرِكم كالقُلُوبِ
لَسْتُ أُدْلِي بِحُرْمَة ٍ مُسْتَزِيداً
في ودادٍ منكمْ ولا في نصيبِ
لاتُصيبُ الصَّدِيقَ قارِعة ُ التأْ
نِيبِ، إلاَّ مِنَ الصَّدِيقِ الرَّغِيبِ
غيرَ أنَّ العليلَ ليسَ بمذمو
مٍ على شَرْحِ ما بهِ للطَّبِيبِ
لو رَأَيْنا التَّوكِيدَ خُطَّة َ عَجْزٍ
ما شَفعْنا الآذانَ بالتَّثْوِيبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> عجبٌ لعمري أنَّ وجهكَ مُعرِضٌ
عجبٌ لعمري أنَّ وجهكَ مُعرِضٌ
رقم القصيدة : 15661
-----------------------------------
عجبٌ لعمري أنَّ وجهكَ مُعرِضٌ
عني، وأنتَ بِوَجهِ نَفْعِكَ مقْبِلُ
برٌّ بدأتَ بهِ ودارٌ بابُها
للخلقِ مفتوحٌ ووجهُكَ مقفلُ
أولا ترى أنَّ الطلاقة َ جُنَّة ٌ
من سوءِ ما تجنى الظنونُ ومعقلُ ؟
حَلْيُ الصَّنِيعة ِ أَنْ يكونَ لِرَبها
لَفْظٌ يُحسنُها وطَرْفٌ قُلقُلُ
ومَوَدَّة ٌ مَطْويَّة ٌ مَنْشٌورَة ٌ
فيها إلى إنجاحِها متعللُ
إنْ تُعطِ وجهاً كاسفاً من تحته
كرمٌ وحلمُ خليقة ٍ لا تُجهَلُ
فَلَرُبَّ سَارِية ٍ عليكَ مَطِيرَة ٍ
قَدْ جادَ عارِضُها ومايَتَهلَّلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ
لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ
رقم القصيدة : 15662
-----------------------------------(11/242)
لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ
وأَمَرُّ في حَنَكِ الحَسُودِ وأَعْذَبُ
ولَهُ إِذَا خَلُقَ التَّخَلُّقُ أَو نَبَا
خُلُقٌ كروضِ الحزنِ أوْ هُوَ أخصبُ
ضَرَبَتْ بهِ أُفُقَ الثَّنَاءِ ضَرَائِبٌ
كالمسكِ يُقْتَقُ بالنَّدى ويُطَيَّبُ
يستنبطُ الرُّوحَ اللَّطيفَ نسيمُها
أَرَجاً وتُؤْكَلُ بالضَّمِيرِ وتُشْرَبُ
ذَهَبَتْ بِمَذْهَبِه السَّماحَة ُ، فالتَوَتْ
فيه الظُّنُونُ: أَمَذْهَبٌ أَمْ مُذْهَبُ
ورأيتُ غُرَّتهُ صَبيحة َ نكبة ٍ
جَلَلٍ فَقُلْتُ: أَبارِقٌ أَمْ كَوْكَبُ
متعتْ كما متعَ الضُّحى في حادثٍ
دَاجٍ كأَنَّ الصُّبْحَ فيهِ مَغْرِبُ
يَفْدِيه قَوْمٌ أَحْضَرَتْ أَعْرَاضُهُمْ
سُوءَ المعَايِبِ، والنَّوَالُ مُغَيَّبُ
مِن كُل مُهْرَاقِ الحَيَاءِ كأَنَّما
غَطَّى غَدِيرَيْ وَجْنَتَيْهِ الطُّحْلُبُ
مُتدسِّمُ الثَّوبينِ ينظرُ زادهُ
نظرٌ يُحدِّقهُ وخدٌّ صُلَّبُ
فإذا طلبتُ لديهمُ ما لمْ أنلْ
أَدْرَكْتُ مِنْ جَدْواهُ ما لا أَطْلُبُ
ضَمَّ الفتَاءَ إلى الفُتُوَّة ِ بُرْدُهُ
وَسَقَاهُ وَسْمِيُّ الشَّبَابِ الصَّيبُ
وَصَفَا كما يَصْفُو الشهَابُ، وإِنَّهُ
في ذاكَ من صِبغِ الحياءِ لمُشربُ
تَلْقَى السُّعُودَ بِوَجْهِهِ وتُحِبُّهُ
وعليكَ مسحة ُ بِغْضَة ٍ، فَتُحبَّبُ
إِنَّ الإِخَاءَ وِلادَة ٌ وأَنا امْرُؤٌ
مِمَّنْ أُوَاخِي حَيْثُ مِلْتُ، فَأُنْجِبُ
وإذا الرِّجالُ تساجلوا في مشهدٍ
فَمُريحُ رأيٍ منهمُ أوْ مُعزبُ
أَحرَزْتَ خَصْلَيْهِ إليْكَ وأَقْبَلَتْ
آراءُ قوْمٍ خَلْفَ رَأْيِكَ تُجْنَبُ
وإِذَا رأُيْتُكَ والكلامُ لآلئٌ
تُؤْمٌ فبِكْرٌ في النظَامِ وثَيبُ
فَكَأَنَّ قُسّاً في عُكاظٍ يَخْطُبُ
وكأَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة َ تَنْدُبُ
وكثيرَ عَزَّة َ يومَ بَيْنٍ يَنْسُبُ
وابْنَ المُقَفَّعِ في اليَتِيمة ِ يُسْهِبُ
تكسو الوقارَ وتستخفُّ موقَّراً
طَوراً وتُبكي سامعينَ وتُطربُ
قَدْ جَاءَنَا الرَّشَأُ الّذي أَهْدَيْتَه(11/243)
خرقاً ولوْ شئنا لقلنا المركبُ
لَدْنُ البنانِ لهُ لسانٌ أعجمٌ
خُرسٌ مَعانيهِ ووجهٌ مُعربُ
يَرْنُو فَيَثْلِمُ فِي القُلوب بطَرْفهِ
ويعنُّ للنَّظر الحرونِ فيُصحبُ
قدْ صرَّف الرَّانونَ خمرة َ خدِّهِ
وأَظنُّهَا بالريق مِنْهُ سَتُقْطَبُ
حَمْدٌ حُبِيتَ به وأَجْرٌ حَلَّقَتْ
مِنْ دُونِهِ عَنْقَاءُ لَيْل مُغْرِبُ
خُذْهُ، وإنْ لَمْ يَرْتَجعْ مَعْرُوفَهُ
مَحْضُ إِذا مُزِجَ الرجالُ مُهذَّبُ
وانفحْ لنا منْ طيبِ خِيمِكَ نفحة ً
إنْ كانتِ الأخلاقُ ممَّا تُوهبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ الأَميرَ بَلاكَ في أَحْوالِهِ
إنَّ الأَميرَ بَلاكَ في أَحْوالِهِ
رقم القصيدة : 15663
-----------------------------------
إنَّ الأَميرَ بَلاكَ في أَحْوالِهِ
فَرآكَ أهزَعَهُ غَدَاة َ نِضَالِهِ
آسيتهُ في المكرماتِ ولم تزَلْ
ركناً لمنْ هو ممسكٌ بحبالِهِ
فمتى النهوضُ بحقِّ شكركَ إنْ جنَتْ
بالغيبِ كفُّكَ لي ثمارَ فعالِهِ!
فلقيتُ بين يديكَ حلوَ عطائِهِ
ولقيتَ بين يديَّ مرَّ سؤالِهِ
وإذا امرؤٌ أسدى إليكَ صنيعة ٌ
مِنْ جَاهِهِ فَكأَنَّها مِنْ مَالِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا خيرَ في قربى بغيرِ مودّة ٍ
لا خيرَ في قربى بغيرِ مودّة ٍ
رقم القصيدة : 15664
-----------------------------------
لا خيرَ في قربى بغيرِ مودّة ٍ
ولَرُبَّ مُنتَفِعٍ بِوُد أباعِدِ
وإذا القَرابَة ُ أَقْبَلَتْ بِمَودًّة
فاشدد لها كفَّ القبولِ بساعدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أأيامنا ما كُنتِ إلاَّ مواهبا
أأيامنا ما كُنتِ إلاَّ مواهبا
رقم القصيدة : 15665
-----------------------------------
أأيامنا ما كُنتِ إلاَّ مواهبا
وكُنتِ يإسعافِ الحبيبِ حبائبا
سنُغربُ تجديداً لعهدكِ في البُكا
فَما كُنْتِ في الأَيَّامِ إلاَّ غَرائِبا
ومُعْتَرَكٍ للشَّوْقِ أَهْدَى بهِ الهَوى
إلى ذِي الهَوَى ، نُجْلَ العُيُون رَبائبا
كواعبُ زارتْ في ليالٍ قصيرة ٍ(11/244)
يُخيَّلنَ لي منْ حُسنهنَّ كواعبا
سَلَبْنَا غِطاءَ الحُسْن عن حُر أَوْجُهٍ
تظلُّ للبِّ السَّالبيها سوالبا
وجوه لو أنّ الأرض فيها كواكبٌ
توقّدُ للسَّاري لكنَّ كواكبا
سلي هلْ عمرتُ القفرَ، وهوَ سباسبٌ
وغادرتُ ربعي من ركابي سباسبا
وغرَّبتُ حتَّى لمْ أجدْ ذكرَ مشرقٍ
وشَرَّقْتُ حَتَّى قَدْ نَسِيتُ المَغارِبا
خُطُوبٌ إذا لاقيتُهنَّ رددنني
جَرِيحاً كأَني قَدْ لَقيتُ الكَتائبا
ومنْ لمْ يُسلِّمْ للنَّوائبِ أصبحتْ
خَلائقُهُ طُرّاً عليه نَوائِبا
وقد يكْهَمُ السّيفُ المسُمّى مَنِيَّة ً
وقد يرجعُ المرءُ المُظفَّرُ خائبا
فآفة ُ ذَا أَلاَّ يُصَادِفَ مِضْرَباً
وآفة ُ ذا ألاَّ يُصادفَ ضاربا
وَمَلآْنَ من ضِغْنٍ كوَاهُ تَوَقُّلِي
إلى الهمَّة العُلْيَا سَناماً وغارِبا
شَهدتُ جسيماتِ العُلَى وهْوَ غائبٌ
وَلْو كانَ أَيضاً شاهِداً كانَ غائبا
إلى الحَسَنِ اقتَدْنا رَكائبَ صَيَّرتْ
لها الحَزْنَ من أرضِ الفلاة ِ ركائبا
نَبَذْتُ إِلَيْه هِمَّتى فكأَنَّما
كَدَرْتُ بِه نَجْماً على الدَّهْرِ ثاقِبا
وكُنْتُ امْرءاً أَلقَى الزَّمانَ مُسَالِماً
فآليْتُ لا أَلقاهُ إِلاَّ مُحَارِبا
لَوِ اقتُسِمَتْ أَخلاقُه الغُرُّ لَمْ تَجدْ
مَعِيباً ولا خلقاً من النَّاس عائبا
إِذَا شِئْتَ أَنْ تُحْصِي فَواضِلَ كَفّه
فكُنْ كاتباً أَو فاتَّخِذْ لك كاتبا
عَطايا هِيَ الأَنْواءُ إلاَّ عَلاَمة ً
دَعَتْ تلكَ أَنواءً وتلك مَواهِبا
هوَ الغَيْثُ لَوْ أَفْرَطْتُ في الوَصْفِ عامِداً
لأَكْذِبَ في مَدْحِيهِ ماكنْتُ كاذِبا
ثَوَى مالُهُ نَهْبَ المعالي، فَأَوْجَبَتْ
عليه زكاة ُ الجُودِ ما ليس واجبا
تُحسَّنُ في عينيهِ إن كُنتَ زائراً
وتزدادُ حُسناً كُلَّما جئتَ طالبا
خدينُ العُلّى أبقى لهُ البذلُ والتُّقى
عَوَاقِبَ مِنْ عُرْفٍ كَفَتْهُ العَواقِبا
يَطُولُ استشاراتِ التَّجَارِبِ رَأْيُهُ
إذا ما ذوو الرأي استشاروا التَّجاربا(11/245)
برئتُ مِنَ الآمالِ وهيَ كثيرة ٌ
لَدَيْكَ وإنْ جاءتْك حُدْباً لواغِبا
وهَلْ كنتُ إِلاَّ مُذْنِباً يومَ أَنتَحي
سواكَ بآمالٍ فأَقبلتُ تائبا!؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا عصمتي ومعوَّلي وثمالي
يا عصمتي ومعوَّلي وثمالي
رقم القصيدة : 15666
-----------------------------------
يا عصمتي ومعوَّلي وثمالي
بَلْ يا جَنُوبي غَضَّة ً وَشَمالي
بَلْ لأَمَتي أَلْقَى بِها حَدَّ الوَغَى
بَلْ يا كوكَبِي أَسْرِي بهِ وهِلاَلي
شَكَلَتْ رَجَاءَ أَخِيكَ فُرقُتكَ التي
قدْ أمسكتْ بمخنقِ الآمالِ
فَوجَدْتَها في هِمَتي ورَأَيْتُها
في مطلبي وعرفْتُها في مالي
وغَدَوْتُ تَخطُوني العُيونُ ضُؤُولَة ً
من بعدِ أبهة ٍ لديكَ وخالِ
مِنْ شِدَّة ِ الشَّوقِ التي قَدْ أَفْرَطَتْ
فكأنَّها في العينْ شدَّة ُ حالي
فاجلُ القذى عن مُقلتيَّ بأسطرٍ
يَكْشِفْنَ مِنْ كُرُباتِ بَالٍ بَالي
سودٌ يبيضن الوجوهَ بمصطفى
تلك النوادرِ منكَ والأمثالِ
وآحْثُث أَنامِلكَ السَّوابِغَ بَيْنَها
حتى تجولَ هُناكَ كلَّ مجالِ
ما زلنَ أظآر البلاغة ِ كلها
وحواضنَ الإحسانِ والإجمالِ
في بطنِ قرطاسٍ رخيصٍ ضمنَتْ
أَحشَاؤه دُرَرَالكلامِ الغَالي
إني أعدُّكَ معقلاً ما مثلهُ
كَهْفٌ ولاجَبَلٌ مِنْ الأجبالِ
وأرى كِتابَكَ بالسَّلامَة ِ مُغْنِيَاً
عن كُتْبِ غَيرِكَ باللُّهَى والمَالِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> حَمَادِ مِنْ نَوْءٍ له حَمَادِ
حَمَادِ مِنْ نَوْءٍ له حَمَادِ
رقم القصيدة : 15667
-----------------------------------
حَمَادِ مِنْ نَوْءٍ له حَمَادِ
في ناجراتِ الشهر لا الدآدي
اطلقَ من صرٍّ ومن نوادي
فجاءَ يُحْدُوها فنعمَ الحَادِي
سارِيَة ً مَسْمِحَة َ القِيَادِ
سَهَّادَة ً نَوَّامَة ً بالوَادِي
أَظْفَرَتِ الثُّرَى بما يُغَادِي
نَزَّالَة ً عندَ رِضَا العِبَادِ
قَدْ جُعِلَتْ لِلْمَحْلِ بالمِرْصَادِ
سيقت ببرقٍ ضارمِ الزنادِ
كأنهُ ضمائرُ الاغمادِ(11/246)
ثُمَّ بِرَعْدٍ صَخِب الإِرْعَاد
يَسْلُقُها بأَلْسُنٍ حِدَادِ
لَمَّا سَرَتْ في حاجة ِ البِلادِ
و لحقَ الاعجازُ بالهوادي
فاختَلَطَ السَّوَادُ بالسَّوَادِ
اظفرت الثرى بمن تعادي
فرويت هاماتهُ الصوادي
كَمْ حَمَلَتْ لِمٌقْتِرٍ مِنْ زَادِ
ومن رواء سنة ٍ جمادِ
و حلبت من روقة ِ العتادِ
من القلاصِ الخورِ والجلادِ
و المقرباتِ الصفوة ِ الجيادِ
ومِنْ حَبيرِ اليُمْنَة ِ الأَبْرَادِ
مِنْ أَتحَمِيَّاتٍ ومِنْ وِرَادِ
هدية ٌ من صمدٍ جوادِ
ليس بمولودٍ ولا ولاّدِ
مَمَنُوعَة ً مِنْ حاضرٍ وَبَادِ
حتى تحلَّ في الصعيدِ الثادي
العصر العباسي >> أبو تمام >> تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي
تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي
رقم القصيدة : 15668
-----------------------------------
تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي
وليس جَنيبي، إِنْ عَذَلْتِ، بِمُصْحِبي
فلم تُوفدي سُخطاً إلى مُتنصِّلٍ
ولمْ تُنزلي عتباً بساحة ِ مُعتبِ
رَضِيتُ الهوى والشَّوْقَ خِدْناً وصاحِباً
فإِنْ أَنتِ لَمْ تَرْضَيْ بِذَلِكَ فاغْضَبي
تُصرِّفُ حالاتُ الفِراقِ مُصرَّفي
على صَعْبِ حَالاتِ الأَسَى ومُقَلَّبِي
ولي بدنٌ يأوي، إذا الحُبُّ ضافهُ
إلى كبدٍ حرَّى وقلبٍ مُعذَّبِ
وخُوطيَّة ٍ شَمْسِيَّة ٍ رَشَئِية ٍ
مُهَفْهَفَة ِ الأَعْلَى رَدَاحِ المُحَقَّبِ
تُصَدعُ شَمْلَ القَلْبِ مِن كل وِجْهَة ٍ
وتشعبُهُ بالبثِّ منْ كلِّ مشعبِ
بِمُخْتَبَلٍ سَاجٍ مِنَ الطَّرْفِ أحْوَرٍ
وَمُقْتَبِلٍ صَافٍ مِنَ الثَّغْرِ أَشْنَبِ
منَ المُعطياتِ الحُسنَ والمؤتياتهِ
مُجلببة ً أوْ فاضلاً لمْ تُجَلْبَبِ
لَو انَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ
لما قال مُرّا بي على أمِّ جُندُبِ
فتلكَ شُقُوري لا ارتيادُكِ بالأذى
مَحَليَ إِلاَّ تَبْكُرِي تَتَأَوَّبِي
أحاولتِ إرشادي؟ فعقلي مُرشدي
أَمِ استَمْتِ تَأَديبي فَدَهْرِي مُؤَدبي
هُمَا أَظْلَما حَالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَيا(11/247)
ظَلامَيْهما عن وَجْهِ أَمْرَدَ أَشْيَبِ
شجى ً في حُلوقِ الحادثاتِ، مُشرِّقٍ
بهِ عَزْمُهُ في التُّرَّهَاتِ مُغَربِ
كَأَنَّ لَهُ دَيْناً على كلّ مَشْرِقٍ
من الأرضِ أو ثأراً لدى كلّ مغربِ
رأيتُ لِعيَّاشٍ خلائقَ لمْ تكنْ
لتكْمُلَ إلاَّ في اللُّبابِ المُهذَّبِ
لَهُ كَرَمٌ لَوْ كَانَ في الماءِ لَمْ يَغِضْ
وفي البَرْقِ ماشَامَ امْرؤٌ بَرْقَ خُلَّبِ
أخُو أزماتٍ، بذله بذلُ مُحسنٍ
إلينا ولكنْ عُذرُهُ عُذْرُ مُذنبِ
إذا أمَّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ
مِلاءً وأَلفَوْا رَوْضَهُ غَيْرَ مَجْدِبِ
إِذَا قَالَ أَهْلاً مَرْحَباً نَبعَتْ لَهُمْ
مِياهُ النَّدَى مِن تَحْتِ أَهْل ومَرْحَبِ
يَهُولُكَ أَنْ تَلْقاهُ صَدْراً لِمَحْفِلٍ
ونَحْراً لأَعْدَاءٍ وقَلْباً لِمَوْكِبِ
مصادٌ تلاقتْ لُوَّذا بريودهِ
قبائلُ حيَّيْ حضرموتَ ليعربِ
بأروع مضَّاءٍ على كلّ أروعٍ
وأَغْلَبَ مِقْدَامٍ على كلّ أَغْلَبِ
كلوذهمُ فيما مضى منْ جدودهِ
بِذي العُرْفِ والإِحْمَادِ قَيْلٍ ومَرْحَبِ
ذَوونَ، قُيُولٌ لَمْ تَزَلْ كلُّ حَلْبَة ٍ
تمزّق منهمْ عن أغرَّ مُحنَّبِ
هُمَامٌ كنَصْلِ السَّيْفِ كَيْفَ هَزَزْتَهُ
وَجَدْتَ المَنايا مِنْهُ في كل مَضْرِبِ
تَرَكْتَ حُطاماً مَنكِبَ الدَّهْر إِذْ نَوَى
زِحَامِيَ لَمَّا أَنْ جَعَلْتُكَ مَنْكِبِي
وما ضيقُ أقطارِ البلادِ أضافني
إِلَيْكَ ولكِنْ مَذْهَبِي فِيكَ مَذْهَبِي
وأنتَ بمصرٍ غايتي وقرابتي
بها وبنو الآباءِ فيها بنو أبي
ولاغَرْوَ أَن وَطَّأْتَ أَكْنَافَ مرْتَعي
لِمُهْملِ أَخفاضِي ورَفَّهْتَ مَشْرَبي
فَقَوَّمْتَ لي مَا اعْوَجَّ مِنْ قَصْدِ هِمتَّي
وبيَّضتَ لي ما اسودَّ من وجهِ مطلبي
وهاتا ثيابُ المدحِ فاجرُرْ ذُيولها
عليكَ وهذا مركبُ الحمدِ فاركبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أنا بشرٍ قد استفتحت باباً
أنا بشرٍ قد استفتحت باباً
رقم القصيدة : 15669
-----------------------------------(11/248)
أنا بشرٍ قد استفتحت باباً
وقدْ أتممتَه إلا قليلا
فأصبحَ وهوَ جبارٌ وعهدي
به مُذْ أشهرٍ يدْعى فسيلا
فلا أدري من الأعلى فعالاً
ومَنْ يَبْني العُلى عَرضْاً وطولا
أَمُعْطِيَّ الجَزِيل بِلا امتنانٍ
بهِ، أمْ مَنْ أفَدْتُ بهِ الجَزيلا!
رَأيتُك تَعْرُكُ الْحَاجاتِ حتَّى
تُعِيدَ بِذاكَ أصعَبَها ذَلُولا
وتصرخُ من دعاكَ إلى المعالي
بيا عَبْدَ الحميدِ ويا بَجِيلا
هو الشكرُ الجسيمُ على الأعادي
إذا شكرُ الرجالِ غدا ضئيلا
فإِنَكَ لَوْ تَرَى المَعْرُوفَ وَجْهاً
إذاً لرأيتهُ حسناً جميلا
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> تكوينات
تكوينات
رقم القصيدة : 1567
-----------------------------------
اجلس أمام النافذة
أخيطُ شارعاً بشارع
وأقول متى أصلكِ
* * *
العصفور يصدح
داخل قفصه
أنا أرنو إليه
وكذلك قطة البيت
كلانا يفترسُ أيامه
* * *
كم عيناً فقأتَ
أيها المدفعي
لتضيء على كتفيك
كلُّ هذه النجوم
* * *
كرشه المتدلي
عربة يدفعها أمامه
مثقلة بأطعمة الآخرين
* * *
منطرحاً على السفح
يسألُ :
هل من شاغر في القمة ؟
* * *
كلما كتب رسالة
إلى الوطن
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأ في العنوان
* * *
للفارس في الحفل
وسام النصر
وللقتلى في الميدان
غبارُ التصفيق
وللفرس في الإسطبل
سطلٌ من شعير
* * *
لكثرة ما جاب منافي العالم
كان يمرّ منحنياً
كمن يتأبط وطناً
* * *
النصلُ الذي يلمع في العتمة
أضاء لي وجه قاتلي
* * *
حين طردوه من الحانة
بعد منتصف الليل
عاد إلى بيتهِ
أغلق الباب
لكنه نسي نفسه في الخارج
* * *
أكلُّ هذه الثورات
التي قام بها البحرُ
ولم يعتقله أحد
* * *
أعرف الحياةَ
من قفاها
لكثرة ما أدارت لي وجهها
* * *
كل زفيرٍ يذكرني
كم من الأشياء عليّ أن أطردها من حياتي
* * *
عندما لم يرني البحر
ترك لي عنوانه: زرقةَ عينيكِ
وغادرني
* * *
يلعقُ المطرُ جسدكِ
ياه ..
كيف لا يغار العاشق
* * *
تنطفيء الشمعةُ
واشتعلُ بجسدكِ(11/249)
ما من أحدٍ يحتفل بالظلام
* * *
تجلس في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأ .. ما بين السطور
* * *
بين أصابعنا المتشابكة
على الطاولة
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي
* * *
على جلد الجواد الرابح
ينحدر عرق الايام الخاسرة
* * *
هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
إنهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم !؟
* * *
لا تقطفِ الوردةَ
انظرْ ...
كمْ هي مزهوة بحياتها القصيرة
* * *
باستثناءِ شفتيكِ
لا أعرفُ
كيفَ أقطفُ الوردةَ
* * *
أصلُ أو لا أصلُ
ما الفرق
حين لا أجدكِ
* * *
تمارسُ المضاجعةَ
كما لو أنها تحفظها عن ظهرِ قلبٍ
* * *
سأقطفُ الوردةَ
سأقطفها
لكنْ لمنْ سأهديها
في هذا الغسقِ
من وحدتي
* * *
في بالِ النمرِ
فرائس كثيرة
خارجَ قضبانِ قفصهِ
يقتنصها بلعابِهِ
* * *
وأنتِ تمرينَ بخدكِ المشمشي
كمْ من الشفاهِ تلمظتْ بكِ
في الطريقِ إلي
* * *
بإبرتهِ المائيةِ
يخيطُ المطرُ
قميصَ الحقول
العصر العباسي >> أبو تمام >> يَدُ الشَّكوى أَتَتْك على البريدِ
يَدُ الشَّكوى أَتَتْك على البريدِ
رقم القصيدة : 15670
-----------------------------------
يَدُ الشَّكوى أَتَتْك على البريدِ
تمدُّ بها القصائدُ بالنشيدِ
تقلبُ بينها أملاً جديداً
تَدرَّعَ حُلَّتيْ طَمعٍ جَديدِ
شَكوتُ إلى الزَّمانِ نُحُولَ جِسْمي
فارشدني الى عبدِ الحميدِ
فجئْتُكَ راكباً أَملَ القوافِي
على ثقة ٍمن البلدِ البعيدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> منْ سجايا الطُّلولِ ألاَّ تُجيبا
منْ سجايا الطُّلولِ ألاَّ تُجيبا
رقم القصيدة : 15671
-----------------------------------
منْ سجايا الطُّلولِ ألاَّ تُجيبا
فصَوابٌ مِن مُقْلَة ٍ أَنْ تَصُوبَا
فاسألنها، واجعلْ بُكاكَ جواباً
تجد الشَّوقَ سائلاً ومُجيبا
قدْ عهدنا الرُّسومَ وهيَ عُكاظٌ
لِلصبَى تَزْدَهِيكَ حُسْناً وطِيبَا
أكْثَرَ الأَرضِ زَائراً وَمَزُوراً
وصعوداً من الهوى وصبُوبا
وكعاباً كأنَّما ألبستها(11/250)
غفلاتُ الشَّبابِ بُرداً قشيبا
بَيَّنَ البَيْنُ فَقْدَها قَلَّمَا تَعْـ
ـرِفُ فَقْداً للشَّمْسِ حَتَّى تَغِيبا
لعبَ الشَّيبُ بالمفارقِ بلْ جـ
ـدَّ فأَبْكَى تُماضِراً وَلَعُوبَا
خضبتْ خدَّها إلى لؤلؤ العقـ
ـدِ دماً أنْ رأتْ شواتي خضيبا
كلُّ داءٍ يُرجى الدَّواءُ لهُ إلا
الفظيعينِ: ميتة ً ومشيبا
يا نسيبَ الثَّغامِ ذنبك أبقى
حسناتي عند الحسانِ ذُنوبا
وَلئِنْ عِبْنَ مَا رَأيْنَ لَقَدْ أَنْـ
ـكرنَ مُستنكراً وعبنَ معيبا
أَو تَصَدَّعْنَ عَنْ قِلًى لَكَفَى بالشَّـ
ـيب بيني وبينهنَّ حسيبا
لَوْ رَأَى اللَّهُ أن لِلشَّيْبِ فَضْلاً
جاورتهُ الأبرارُ في الخُلدِ شيبا
كُلَّ يوم تُبدي صُرُوفُ اللَّيالي
خُلُقاً مِن أَبِي سَعِيدٍ رَغيبَا
طابَ فيهِ المَدِيحُ والتَذَّ حَتَّى
فاقَ وصفَ الدِّيارِ والتَّشبيبا
لو يُفاجا رُكنُ النَّسيب كثيرٌ
بِمَعَانِيهِ خَالَهُنَّ نَسِيبَا
غَرَّبَتْهُ العُلَى على كثرة ِ النَّا
سِ، فَأَضْحَى في الأَقْرَبينَ جَنِيبا
فليَطُلْ عُمْرُهُ، فَلَوْ مَاتَ في مَرْ
و مُقيماً بها لماتَ غريبا
سَبَقَ الدَّهْرَ بالتلاَدِ ولم يَنْـ
ـتَظِرِ النَّائِبَاتِ حَتَّى تَنُوبَا
فإِذَا مَا الخُطُوبُ أَعفَتْهُ كَانَتْ
راحتاهُ حوادثاً وخطوبا
وصليبُ القناة ِ والرأي والإسْـ
ـلاَمِ، سَائِلْ بِذَاكَ عَنْهُ الصَّلِيبَا
وَعَّرَ الدينَ بالجِلاَدِ وَلكِـ
ـنَّ وعُوُرَ العدوِّ صارتْ سُهوبا
فدروبُ الإشراكِ صارتْ فضاءً
وَفَضَاءُ الإسلاَمِ يُدْعَى دُرُوبا
قَدْ رَأوْهُ وهْوَ القَريْبُ بَعِيداً
ورَأوْهُ، وَهْوَ البَعِيدُ، قَريبَا
سكَّنَ الكيد فيهمُ إنَّ من أعـ
ـظَم إِرْبٍ أَلاَّ يُسَمَّى أَريبا
مكرُهُمْ عندهُ فصيحٌ وإنْ همْ
خاطبوا مكرهُ رأوهُ جليبا
ولعمرُ القنا الشَّوارع تمري
مِنْ تِلاَع الطُّلَى نَجيعاً صبيبَا
في مَكَرٍّ للرَّوْعِ كُنْتَ أَكيلاً
للمنايا في ظلِّه وشريبا
لَقَدِ انصَعْتَ والشتَاءُ لَهُ وَجْـ(11/251)
ـهٌ يراهُ الكُماة ُ جهماً قَطُوَبا
طَاعِناً مَنْحَرَ الشَّمَالِ مُتِيحاً
لِبلاَدِ العَدُو مَوْتاً جَنُوبَا
في لَيَالٍ تَكَادُ تُبْقِي بِخَد الشَّمْـ
ـسِ منْ ريحها البليلِ شُحوبا
سبراتٍ إذا الحروبُ أُبيختْ
هَاجَ صِنَّبْرُهَا فَكَانَتْ حُروبَا
فَضَربْتَ الشتَاءِ في أخدَعَيْهِ
ضرْبَة ً غَادَرَتْهُ عَوْداً رَكُوبَا
لوْ أصخنا من بعدها لسمعنا
لِقُلُوبِ الأيَّام مِنِك وَجيبَا
كُلُّ حِصْنٍ مِن ذِي الكَلاَعِ وَأَكْشو
ثَاءَ أَطلَقْتَ فيهِ يَوْماً عصيبَا
وصليلاً منَ السُّيوفِ مُرنّاً
وشهاباً منَ الحريق ذنوبا
وأرادوكَ بالبياتِ ومنْ هـ
ـذا يُرادي مُتالعاً وعسيبا
فَرَأوْا قَشْعَمَ السيَاسَة ِ قَد ثَقَّـ
ـفَ منْ جُندهِ الَقَنا والقلوبا
حَيَّة ُ اللَّيْلِ يُشْمِسُ الحَزْمُ مِنهُ
إِنْ أَرَادَتْ شَمْسُ النَّهارِ الغُروبَا
لوْ تقصَّوْا أمرَ الأزارقِ خالوا
قَطَرِياً سَمَا لَهُمْ أَوْ شَبِيبَا
ثُمَّ وَجَّهْتَ فَارِسَ الأَزْدِ وَالأَوْ
حَدَ في النُّصْحِ مَشْهَداً وَمَغِيبَا
فَتَصَلَّى محمدُ بن مَعَاذٍ
جمرة َ الحربِ وامترى الشُّؤبوبا
بالعَوالِي يَهتِكْنَ عَنْ كُل قَلْبٍ
صَدْرَهُ أَوْ حَجَابَهُ المَحْجُوبَا
طلبتْ أنفسَ الكُماة ِ فشقَّتْ
مِن وَراءِ الجُيُوبِ مِنهُمْ جُيُوبَا
غَزْوَة ٌ مُتْبعٌ ولَوْ كَانَ رَأْيٌ
لمْ تفزَّدْ بهِ لكانت سلوبا
يَوْمَ فَتْحٍ سَقَى أُسُودَ الضَّواحي
كُثَبَ المَوْتِ رَائِباً وحَليبا
فإِذَا مَا الأَيَّامُ أَصْبَحْنَ خُرْساً
كُظَّماً في الفخارِ قامَ خطيبا
كان داءَ الإشراكِ سيفكَ واشـ
ـتَدَّتْ شَكَاة ُ الهُدَى ، فَكنْتَ طَبِيبَا
أَنْضَرَتْ أَيْكَتِي عَطَايَاكَ حَتَّى
صار ساقاً عُودي وكانَ قضيبا
مُمطراً لي بالجاه والمالِ لا ألـ
ـقاك إلاَّ مُستوهباً أوْ وهوبا
فإِذَا ما أَرَدْتُ كُنْتَ رِشَاءً
وإِذَا ماأَرَدْتُ كُنْتَ قَلِيبَا
باسطاً بالنَّدى سحائبَ كفٍّ
بنداها أمسى حبيبٌ حبيبا(11/252)
فإذا نعمة ُ امرئِ فركتهُ
فاهتَصِرْها إِليْك ولْهَى عَرُوبا
وإِذَا الصُّنْعُ كانَ وَحْشاً فَمُلـ
ـيتَ برغمِ الزَّمانِ صُنعاً ربيبا
وَبقَاءً حَتى يَفُوتَ أَبو يَعـ
ـقُوبَ في سِنهِ أَبَا يَعقُوبَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
رقم القصيدة : 15672
-----------------------------------
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا
ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ
فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا
وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر
أمسى مصوناً للنوى مبذولا
إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها
سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا
لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي
تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا
مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا
من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ
رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا
لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ
في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا
الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ
يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا
للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ
لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا
بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ
في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا
أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً
تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا!
لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً
يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا
بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ
هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا(11/253)
لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً
للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا
يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ
ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا
ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ
لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا
ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً
ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا
كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ
غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً
تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا
فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى
نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا
لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى
في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا
أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى
حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا
أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً
تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا
ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ
يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا
العصر العباسي >> أبو تمام >> كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
رقم القصيدة : 15673
-----------------------------------
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
لم تكمدي فظننتِ ان لم يكمدِ
يكفيكه شوقٌ يطيلث ظماءهُ
و اذا سقاهُ سقاهُ سمَّ الأسودِ
عذلت غروبُ دموعهِ عذالهُ
بِسَواكِبٍ فَنَّدْنَ كُلَّ مُفَندِ
أَتَتِ النَّوَى دُونَ الهَوَى ، فأَتى الأَسَى
دون الاسى بحرارة ٍ لم تبردِ
جَارَى إِليْهِ البَيْنُ وَصْلَ خَرِيدَة ٍ
ماشَتْ إِليْهِ المَطْلَ مَشْيَ الأَكْبَدِ
عبث الفراقُ بدمعهِ بقلبهِ
عبثاً يروحُ الجدُّ فيهِ ويغتدي
يا يومَ شردَ يومَ لهوي لهوهُ
بصَبَابَتِي وأَذَلَّ عِزَّ تَجلُّدِي
ما كانَ أَحْسَنَ لو غَبَرْتَ فلَم نَقُلْ
ما كان أقبح يومَ برقة ِ منشدِ
يومٌ أفاضَ جوى اغاضَ تعزياً
خاضَ الهوى بحريْ حجاهُ المزيدُ
عطفوا الخدورَ على وشيَ الخدودِ صيانة ً(11/254)
وَشْيَ البُرُودِ بِمُسجَفٍ ومُمَهَّدِ
أهلاً وسهلاً بالإمام ومرحباً
سهلت حزونة ُ كل أمرٍ قرددِ
غلّ المروراة الصحاصح عزمهُ
بالعِيسِ إن قَصَدَتْ وإِن لم تَقْصِدِ
مُتَجَردٌ ثَبْتُ المَوَاطِىء حَزمُهُ
مُتَجَردٌ للحادِثِ المُتَجَردِ
فانتاشَ مصرَ من اللتيا والتي
بتجاوزٍ وتعطفٍ وتغمدِ
في دولة ٍ لحظَ الزمانُ شعاعها
فارْتَدَّ مُنْقَلِباً بعَيْنَيْ أَرْمَدِ
من كان مولدهُ تقدمَ قبلها
او بعدها فكأنهُ لم يولدِ
اللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ هَدْيكَ للرضَا
فينَا ويَلعَنُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَشْهَدِ
أَوَليَّ أمَّة ِ أَحْمَدٍ ما أَحْمَدٌ
بمضيعِ ما أوليتً امة َ أحمدِ
أما الهدى فقد اقتدحتَ بزندهِ
في العالمين فويلُ من لم يهتدِ
نحن الفداءُ من الردى لخليفة ٍ
برضاهُ من سخطِ الليالي نفتدي
مَلِكٌ إذا ما ذِيقَ مُرّ المُبْتَلى
عِندَ الكَرِيهَة ِ عَذْبُ مَاءِ المَحْتِذِ
هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَسَاعِيَ وابتَنَتْ
خططَ المكارمُ في عراض الفرقدِ
سَبقَتْ خُطَا الأَيَّامِ عُمْريَّاتُهَا
ومَضَت فصَارَت مُسْنَداً للمُسْنَدِ
ما زال يمتحنُ العلى ويروضها
حَتَّى اتَّقَتْهُ بكيمِيَاءِ السُّؤْدُدِ
فكأنما ظفرت يداهُ بالمنى
سَخِطَتْ لَهَاهُ على جَدَاهُ سَخطَة ً
فاسْتَرْفَدَتْ أَقصَى رِضَا المُسْتَرْفِدِ
صدمت مواهبهُ النوائبَ صدمة ً
شَغَبَتْ على شَغَبِ الزَّمانِ الأَنْكدِ
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها
فَجَرَتْ عُيُوناً في مُتُونِ الجَلْمَدِ
وأَرَى الأُمُورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَتْ
ظُلُماتُهَا عن رَأْيكَ المُتَوقدِ
عَنْ مثْل نَصْل السَّيْفِ إلا أَنَّهُ
مذ سلَّ اولَ سلة ٍ لم يغمدِ
فبَسَطْتَ أَزْهَرَهَا بوَجْهٍ أَزْهَرٍ
وقَبَضْتَ أرْبَدَهَا بوَجْهٍ أَرْبَدِ
للرَّاغِبينَ زَهَادَة ٌ في العَسْجَدِ
لو يعلمُ العافون كم لك في الندى
من فرحة ٍ وقريحة ٍ لم تخمدِ
و كأنما نافستَ قدرك حظهُ
و حسدتَ نفسكَ حينَ أن لم تحسدِ(11/255)
عصفت بهِ أرواحُ جودك في غدِ
فيها بشَأْوِ خَلائِق لم تُجْهِدِ
و حطمتَ بالانجاز ظهرَ الموعدِ
فاقام عنك وأنتَ سعدُ الاسعدِ
مرهاً وتربة ُ ارضهِ من إثمدِ
هذَا أَمِينَ اللَّهِ آخِرُ مَصْدَرٍ
شجيَ الظماءُ يه وأولُ موردِ
ووسيلتي فيها اليك طريفة ٌ
شامُ يدينُ بحبّ آل محمدِ
حتّى لقدْ ظَنَّ الغُوَاة ُ وباطِلٌ
أني تجسم فيَّ روحُ ال.....
و متى يخيّم في الفؤاد عناؤها
فغَنَاؤها يَطْوِي المَرَاحِلَ في اليَدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
رقم القصيدة : 15674
-----------------------------------
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
غَلَبَتْ هُمُومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ
وَطَلَبْتَ وُدي والتَّنائِفُ بَيْنَنَا
فَنَدَاكَ مَطْلُوبٌ ومَجْدُكَ طَالِبُ
فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْثُ كنتَ قَصَائِدٌ
فيها لأهلِ المكرماتِ مآربُ
فَكَأَنَّما هِيَ في السَّماعِ جَنَادِلٌ
وكأنَّما هيَ في العيونِ كواكبُ
وغرائبٌ تأتيكَ إلاَّ أنَّها
لصنيعكَ الحَسَنِ الجميلِ أقاربُ
نِعَمٌ إذا رُعيتْ بشكرٍ لم تزلْ
نِعْماً، وإِنْ لم تُرْعَ، فَهْيَ مَصَائِبُ
كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقد يُرى
بنداك، وهوَ إليَّ منها تائبُ
وتتابعتْ أيَّامه وشهورهُ
عُصَباً يُغِرْنَ كأَنَّهُنَّ مَقَانِبُ
منْ نكبة ٍ محفوفة ٍ بمصيبة ٍ
جذَّ السَّنامُ لها وجُذَّ الغاربُ
أوْ لوعة ٍ منتوجة ٍ منْ فرقة ٍ
حَقُّ الدُّمُوعِ عَلَيَّ فِيهَا وَاجِبُ
ووَلِهْتُ مُذْ زُمَّتْ رِكَابُكَ للنَّوَى
فكأنَّني مُذ غبتَ عنِّي غائبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
رقم القصيدة : 15675
-----------------------------------
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ
بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ(11/256)
ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ
تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى
عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ
بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى
فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ
ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ
تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ
أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ
وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ
محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ
عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ
وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى
ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ
بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى
فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ
تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ
لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ
أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى
شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ
أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا
صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ
فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له
وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ
وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه
على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ!
ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه
قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ
سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها
علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ
رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً
يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ
سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً
سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ
ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما
تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
رقم القصيدة : 15676
-----------------------------------
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ(11/257)
اقايضتِ حورَ العين بالعور ا......ِ
اذا شئن بالالوان كنَّ عصابة ً
من الهند والآذانِ كنَّ من الصغدِ
لَعُجْنا عَلَيْكِ العيسَ بَعْدَ مَعاجها
على البيضِ اتراباً على النؤي والودِّ
فلا دمعَ ما لم يجرِ في اثره دمٌ
ولا وجدَ ما لم تعي عن صفة ِ الوجدِ
ومَقدُودَة ٍ رُؤْدٍ تَكادُ تَقدُّها
اصابعها بالعينِ من حسن القدِّ
تُعَصْفِرُ خَدَّيْهَا العُيُونُ بِحُمْرَة
اذا وردت كانت وبالاً على الوردِ
اذا زهدتني في الهوى خيفة ُ الردى
جَلَتْ ليَ عَنْ وَجْهٍ يُزَهدُ في الزُّهْدِ
وَقفْتُ بِهَا اللَّذاتِ في مُتَنَفَّسٍ
مِنَ الغَيْثِ يَسْقِي رَوْضَة ً في ثَرًى جَعْدِ
و صفراءَ احدقنا بها في حدائقٍ
تجُود مِن الأثْمارِ بالثَّعْدِ والمَعْدِ
بِقاعِيَّة ٍ تَجْرِي عَليْنا كُؤوسُهَا
فتبدي الذي نخفي وتخفي الذي نبدي
بنصْرِ بن مَنْصُورِ بنِ بسَّامٍ انفَرى
لنا شظَفُ الأيَّامِ عن عِيشَة ٍ رَغدِ
ألاَ لاَ يَمُدَّ الدَّهْرُ كَفّاً بِسَيئٍ
إلى مجتدي نصرٍ فتقطعُ للزندِ
بسَيْبِ أبِي العَبَّاسِ بَدلَ أَزْلُنَا
بخفضٍ وصَرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَد
غنيتُ بهِ عمن سواهُ وحولت
عجافُ ركابي من سعيدٍ إلى سعدِ
لهُ خلقٌ سهلٌ ونفسٌ طباعها
ليانُ ولكن عزمهُ من صفا صلدِ
رَأَيْتُ اللَّيالي قَدْ تَغيَّرَ عَهْدُها
فلما تراءى لي رجهنَ الى العهدِ
أَسائِلَ نَصْرٍ لاتَسَلْهُ، فإنَّهُ
احنُّ الى الأرفاد منك إلى الرفدِ
فتى ً ما يبالي حينَ تجتمعُ العلى
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِ والبعدِ
فتى ً جودهُ طبعُ فليس بحافلٍ
أفي الجور كان الجودُ منهُ أو القصدِ
إِذَا طرقَتْهُ الْحَادِثَاتُ بنكبَة ٍ
مخضنَ سقاءً منه ليس بذي زبدِ
و نبهنََ مثلَ السيفِ لو لو تسلهُ
يدانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الغِمْدِ
سَأَحْمَدُ نَصْراً ماحَيِيتُ وإنَّني
لأعلمُ أن قد جلَّ نصرٌ عن الحمدِ
تَجلَّى بهِ رُشْدِي وأَثْرَتْ بِه يَدِي
و فاض يه ثمدي وأورى يهِ زندي(11/258)
فإن يَكُ أَرْبَى عَفْوُ شُكري عَلى نَدى
أُناس فقَدْ أَرْبَى نَدَاهُ على جُهْدِي
ومازَالَ مَنشوراً عَلَيَّ نَوَالهُ
وعِنْدِيَ حتَّى قد بَقِيتُ بلا "عِنْدي"
وَقصَّرَ قَوْلي مِنْ بَعْدِ ما أَرى
أقولُ فأشجي امة ً وانا وحدي
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ
فَلا يَبْغِ في شِعْرٍ لهُ أَحَدٌ بَعْدِي
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
رقم القصيدة : 15677
-----------------------------------
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
أُنْحْلُ المَغَانِي لِلْبِلَى هِيَ أَمْ نَهْبُ !
وعَهْدِي بِهَا إِذْ نَاقِضُ العَهْدِ بَدْرُهَا
مراحُ الهوى فيها ومسرحه الخصبُ
مُؤَزَّرَة ً مِنْ صَنْعَة ِ الوَبْل والنَّدَى
بوشيٍ زلت وشيٌ، وعصبٍ ولا عصبُ
تَحَيَّر في آرَامِها الحُسْنُ، فَاغَتْدَتْ
قَرَارَة َ مَنْ يُصْبي ونُجْعَة َ مَنْ يَصْبُو
سَواكِنُ في بِرٍّ كما سَكَنَ الدُّمَى
نَوافِرُ مِنْ سُوءٍ كما نَفَرَ السرْبُ
كواعبُ أترابٌ لغيداءَ أصبحتْ
وليسَ لَها في الحُسْنِ شكْلٌ ولاتِرْبُ
لها منظرٌ قيدُ النَّواظرِ لمْ يزلْ
يروحُ ويغدو في خُفارته الحُبُّ
يَظَلُّ سَرَاة ُ القَوْم مَثَنَى ومَوْحَداً
نشاوى بعينيها كأنَّهمُ شربُ
إلى خالدٍ راحتْ بنا أرحبيَّة ٌ
مَرَافِقُهَا مِن عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ
جَرَى النَّجَدُ الأَحْوَى عليها فأَصبَحَتْ
مِن السَّيْرِ وُرْقاً وهي في نَجْدِها صُهْبُ
إلى مَلِكٍ لَوْلاَ سِجَالُ نَوَالِهِ
لَما كانَ للمَعْرُوفِ نِقْيٌ ولاَ شُخْبُ
مِن البِيضِ مَحْجُوبٌ عَن السُّوءِ والخَنَا
ولا تحجبُ الأنواءَ من كفِّه الحُجبُ
مصونُ المعالي لا يزيدُ أذالهُ
ولامَزيدٌ ولاشريكٌ ولا الصُّلْبُ
ولا مُرَّتا ذُهل ولا الحصنُ غالهُ
ولاَ كفَّ شأويهِ عليٌّ ولاَ صعبُ
وأشباهُ بكرِ المجدِ بكرُ بنُ وائلٍ(11/259)
وقَاسِطُ عَدْنَانٍ وأَنْجَبَهُ هِنْبُ
مَضَوْا وهُمُ أَوْتَادُ نَجْدٍ وأَرْضِهَا
يُرَوْنَ عِظَاماً كُلَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ
وما كان بين الهضبِ فرقٌ وبينهمْ
سوى أنَّهم زالوا ولم يَزُلِ الهَضْبُ
لَهُمْ نَسَبٌ كالفَجْرِ مَا فِيهِ مَسْلَكٌ
خفيُّ ولا وادٍ عنودٌ ولا شعبُ
هو الإضحيانُ الطَّلقُ، رفَّتْ فروعه
وطابَ الثَّرَى مِن تَحْتِهِ وزكا التُّرْبُ
يَذُمُّ سنيدُ القومِ ضِيقَ محلِّهِ
على العلمِ منهُ أنَّهُ الواسع الرَّحْبُ
رأى شرفاً مِمَّن يُريدُ اختلاسه
بَعِيدَ المَدَى فيه على أَهْلِهِ قُرْبُ
فَيَا وَشَلَ الدُّنْيَا بِشَيْبَانَ لاتَغِضْ
ويا كوكبَ الدُّنيا بشيبانَ لا تخبُ
فما دبَّ إلاَّ في بيوتهم النَّدى
ولم تربُ إلاَّ في جحورهم الحربُ
أولاكَ بنو الأحسابِ لولاَ فَعَالهمْ
دَرَجْنَ، فلمْ يُوجَدْ لِمَكْرُمَة عَقْبُ
لهمْ يومُ ذي قار مضى وهوَ مُفردٌ
وَحِيْدٌ مِن الأَشْبَاهِ لَيْسَ لَهُ صَحْبُ
بهِ عَلمتْ صُهْبُ الأَعاجِم أَنَّهُ
بِهِ أَعربَتْ عن ذَاتِ أَنفُسِهَا العُرْبُ
هو المشهدُ الفصلُ الذي ما نجا به
لكسْرَى بنِ كِسْرى لا سَنَامٌ ولاصُلْبُ
أقولُ لأهلِ الثَّغرِ قدْ رُئبَ الثَّأى
وأُسْبغَتِ النَّعْمَاءُ والتَأَمَ الشَّعْبُ
فَسِيحُوا بأَطْرَافِ الفَضَاءِ وأَرْتِعُوا
قنا خَالِدٍ مِن دَرْبٍ لَكُمْ دَرْبُ
فتى ً عندهُ خيرُ الثَّوابِ وشرُّهُ
ومنهُ الإباءُ المَلحُ والكرمُ العذبُ
أشمُّ شريكيٌّ يسيرُ أمامهُ
مَسِيرَة َ شَهْر في كَتائِبه الرُّعْبُ
ولمَّا رَأَى تُوفِيلُ رَايَاتِك التي
إِذَا ما اتلأَبَّتْ لا يُقَاومُهَا الصُّلْبُ
تولَّى ولم يألُ الرَّدى في اتِّباعهِ
كأنَّ الرَّدى في قصدهِ هائمٌ صبُّ
كأنَّ بلادَ الرُّومِ عُمَّتْ بصيحة ٍ
فَضَمَّتْ حَشَاها أَو رَغَا وَسْطَهَا السَّقْبُ
بصَاغِرَة القُصْوَى وطِمَّيْنَ واقْتَرَى
بلاد قَرَنْطَاوُوسَ وَابِلُكَ السَّكْبُ(11/260)
غَدَا خَائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِناً
عليك فلا رسلٌ ثنتكَ ولا كتبُ
وما الأَسَدُ الضرْغَامُ يَوماً بِعَاكِس
صَرِيمَتَه إِنْ أَنَّ بَصْبَصَ الكَلْبُ
ومرَّ ونارُ الكربِ تلفحُ قلبهُ
وما الرَّوْحُ إلاَّ أَنْ يُخَامِرَهُ الكَرْبُ
مَضَى مُدْبِراً شَطْرَ الدَّبُور، ونَفْسُهُ
على نفسهِ من سُوءِ ظنَّ بها إلبُ
جفا الشَّرق حتَّى ظنَّ من كان جاهلاً
بدينِ النَّصَارَى أَنَّ قِبْلَتَهُ الغَرْبُ
رَدَدتَ أَدِيمَ الدّين أَمْلَسَ بعدَما
غدا ولياليهِ وأيَّامهُ جُربُ
بِكُلِّ فتى ً ضربٍ يُعرِّضُ للقنا
مُحَيّاً مُحَلّى ً حَلْيُهُ الطَّعْنُ والضَّرْبُ
كُماة ٌ، إذا تُدعى نزالِ لدى الوغى
رَأَيْتَهُمُ رَجْلَى ، كأَنَّهُمُ رَكْبُ
من المطريِّينَ الأولى ليس ينجلي
بِغَيْرِهِم للدَّهْرِ صَرْفٌ ولا لَزْبُ
وما اجتُلِيَتْ بِكْرٌ مِن الحَرْبِ نَاهِدٌ
ولاثَيبٌ إلا ومنهمْ لَهَا خِطْبُ
جُعلتَ نظامَ المكرماتِ، فلم تدرْ
رحا سُؤددٍ إلاَّ وأنت لها قُطبُ
إذا افتخرتْ يوماً ربيعة ُ أقبلتْ
مُجنِّبتي مجدٍ وأنتَ لها قلبُ
يَجِفُّ الثَّرَى مِنْهَا وتُرْبُكَ لَينٌ
وينبو بها ماءُ الغمامِ وما تنبو
بجُودِكَ تَبْيَضُّ الخُطُوبُ إِذَا دَجَتْ
وترجعُ في ألوانها الحجحُ الشُّهبُ
هو المركبُ المُدني إلى كُلِّ سُؤددٍ
وَعَلْيَاءَ إلاَّ أَنَّهُ المرْكَبُ الصَّعْبُ
إِذَا سَبَبٌ أَمْسى كَهَاماً لَدَى امرئٍ
أجابَ رجائي عندكَ السَّببُ العضبُ
وسيَّارة ٍ في الأرضِ ليسَ بنازحٍ
على وخدها حزنٌ سحيقٌ ولا سهبُ
تذرُّ ذرورَ الشَّمسِ في كلِّ بلدة ٍ
وَتَمْضي جَمُوحَاً مايُرَدُّ لها غَرْبُ
عَذَارَى قَوَافٍ كنتُ غَيْرَ مُدَافِعٍ
أبّا عُذرها لا ظُلمَ ذاك ولا غصبُ
إِذَا أُنْشِدَتْ في القَوْمِ ظَلّتْ كأَنَّهَا
مُسِرَّة ُ كِبْرٍ أَو تَدَاخَلَها عُجْبُ
مُفَصَّلَة ٌ باللُّؤْلُو المُنْتَقَى لهَا
من الشعْر إلا أَنَّهُ اللُّؤْلُؤُ الرطْبُ(11/261)
العصر العباسي >> أبو تمام >> كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
رقم القصيدة : 15678
-----------------------------------
كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
ليستْ هوادي عزمتي بتوالي
أنا ذُوعَرَفْتَ فَإنْ عَرَتْكَ جَهَالَة ً
فأَنا المُقيمُ قِيَامة َ العُذَّالِ
عطفتْ ملامتها على ابن ملمة ٍ
كالسيف جابِ الصبرِ شختِ الآلِ
عادتْ له أيامُه مسودَّة ً
حتى توهَّم أنهنَّ ليالي
لا تنكري عطلَ الكريمِ من الغنى
فالسَّيْلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي
وتَنَظَّرِي خَبَبَ الركاب يَنُصُّهَا
مُحْيِي القَريضِ إلى مُميتِ المَالِ
لمَّا بلغنا ساحة َ الحسنِ انقضى
عنا تعجرفُ دولة ٍ الإمحال
بسطَ الرجاءَ لنا برغمِ نوائبٍ
كَثُرَتْ بِهِنَّ مَصَارِعُ الآمَالِ
أَغْلَى عَذَارَى الشعْرِ إِنَّ مُهُورَها
عِنْدَ الكَريمِ وإِنْ رَخُصْن غَوالي
تَردُ الظُّنُونُ بهِ على تَصْدِيقها
ويحكمُ الآمالَ في الأموالِ
أَضحَى سَمِيُّ أَبيكَ فيكَ مُصَدَّقاً
بأجلِّ فائدة ٍ وأيمنِ فال
ورَأَيْتَني فَسَأَلْتَ نَفسكَ سَيْبَها
لي ثُمَّ جُدْتَ وما انتظرتَ سُؤَالي
كالغيثِ ليس لهُ، أريدَ غمامُه
أو لمْ يُردْ، بُدٌّ من التهطالِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
رقم القصيدة : 15679
-----------------------------------
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
وإِنْ هيَ لَمْ تَسمَعْ لِنشْدَانِ ناشِدِ
لَقَدْ أطرَقَ الرَّبْعُ المُحِيلُ لِفَقْدِهِمْ
و بينهمِ إطراقَ ثكلان فاقدِ
و ابقوا لضيفِ الحزن منيَ بعدهم
قِرى ً مِنْ جَوى ً سَارٍ وطَيْفٍ مُعَاودِ
سقتهُ ذعافاً عادة الدهر فيهم
و سمَّ الليالي فوق سمِّ الاساودِ
بهِ عِلَّة ٌ للبَيْنِ صَمَّاءُ لم تُصِخْ
لبرءِ ولم توجب عيادة عائدِ
و في الكلة الوردية ِ اللونِ جوذرٌ
من العينِ وردُ اللونِ ورد المجاسدِ(11/262)
رماني بخلفٍ بعد ما عاشَ حقبة ً
ولاسَمُرِي فيها لأوَّلِ عَاضِدِ
غدت مغتدى الغضبى وأوصت خيالها
بهجران نضو العيسِ نضوِ الخرائدِ
و قالت نكاحُ الحبِّ يفسدُ شكلهُ
و كم نكحوا حبا وليس بفاسدِ
سآوي بهذا القلبِ من لوعة ِ الهوى
إلى ثَغَبٍ مِنْ نطْفة ِ اليأْس بَاردِ
و أروعَ لا يلقي المقاليد لامرئٍ
و كلُّ امرئٍ يلقي لهُ بالمقالدِ
لَهُ كِبْريَاءُ الْمُشْتَرِي وسُعُودُهُ
وسَوْرَة ُ بَهْرامٍ وظَرْفُ عُطَارِدِ
أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ
وجَدْوَاهُ وَقْفٌ في سَبيلِ المَحَامِدِ
فتى ً لم يقم فرضاً بيوم كريهة ٍ
إلى كُل أُفْقٍ وَافِداً غَيْرَ وَافِدِ
و لااشتدت الأيامُ الاّ ألانها
اشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ
بلوناهُ فيها ماجداُ ذا حفيظة ٍ
و ما كان ريبُ الدهر فيهابماجدِ
غدا قاصداً للمجدِ حتى أصابهُ
وكَمْ مِنْ مُصِيبٍ قَصْدَهُ غَيْرُ قاصِدِ
همُ حسدوهُ لا ملومينَ مجدهُ
وماحاسِدٌ في المَكْرُمَاتِ بحَاسِدِ
قراني اللهى والودَّ حتى كأنما
أَفادَ الغِنَى مِن نائِلي وفَوَائِدِي
فأصْبَحَ يَلْقاني الزَّمانُ مِنَ اجْلِهِ
بإعْظَامِ مَوْلُودٍ ورَأْفَة ِ والِدِ
يصدُّ عن الدنيا اذا عنَّ سؤددٌ
و لو برزتْ في زيِّ عذراءَ ناهدِ
إذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَدْ وقَدْ صُبِغَتْ لَهُ
بعُصْفُرِها الدُّنيا فلَيْسَ بِزَاهِدِ
فَواكَبدِي الْحَرَّى ووَاكَبِدَ النَّدَى
لأيَّامِهِ لَوْ كُنَّ غَيْرَ بَوائِدِ
و هيهات ما ريبُ الزمان بمخلدٍ
غَرِيباً ولارَيْبُ الزَّمانِ بِخَالِدِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> درس في التاريخ
درس في التاريخ
رقم القصيدة : 1568
-----------------------------------
أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه
ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ
أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ
وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ(11/263)
العصر العباسي >> أبو تمام >> على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
رقم القصيدة : 15680
-----------------------------------
على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
أُذيلتْ مصوناتُ الدُّموعِ السَّواكبِ
أَقُولُ لِقُرْحَانٍ من البَيْنِ لَم يُضِفْ
رسيسَ الهوى تحتَ الحشا والتَّرائبِ
أَعِني أُفَرقْ شَمْلَ دَمْعي فإِنَّني
أرى الشَّملَ منهُمْ ليس بالمُتقاربِ
وما صارَ في ذا اليومِ عذلُكَ كلُّهُ
عدُوِّيَ حتَّى صار جهلكَ صاحبي
ومابِك إركابي مِن الرُّشْدِ مَرْكَباً
أَلا إِنَّما حَاوَلتَ رُشْدَ الرَّكائِبِ
فَكِلْنِي إلى شَوْقِي وسِرْ يَسِر الهَوَى
إلى حرُقاتي بالدُّموعِ السَّواربِ
أَمَيْدَانَ لَهْوِي مَنْ أَتاحَ لكَ البِلَى
فأصبحتَ ميدانَ الصَّبا والجنائبِ؟!
أصابتكَ أبكارُ الخُطوب فشتَّتتْ
هوايَ بأبكار الظَّباءِ الكواعبِ
وركبٍ يُساقونَ الرِّكابَ زُجاجة ً
مِن السَّيْرِ لم تَقصِدْ لها كَفُّ قاطِبِ
فقد أَكَلُوا مِنها الغَوارِبَ بالسُّرَى
فصارتْ لها أشباحهمْ كالغواربِ
يُصَرفُ مَسْرَاها جُذَيْلُ مَشَارِقٍ
إِذا آبَهُ هُمٌّ عُذَيْقُ مَغَارِبِ
يَرى بالكَعَابِ الرَّوْدِ طَلْعَة َ ثائِرٍ
وبالعِرمسِ الوجناءِ غُرَّة َ آيبِ
كأَنَّ بهِ ضِغْناً عَلى كُل جانبٍ
من الأرضِ أو شوقاً إلى كلِّ جانبِ
إِذَا العِيسُ لاَقتْ بِي أَبَا دُلَفٍ فقَد
تَقَطَّعَ مابَيْني وبينَ النَّوائِبِ
هُنالكَ تلقى الجُودَ حيثُ تقطَّعتْ
تمائمهُ والمجدَ مُرخى الذَّوائبِ
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جنونها
إِذَا لم يُعَوذها بِنَغْمَة ِ طالبِ
إذا حرَّكتهُ هِزَّة ُ المجدِ غيَّرتْ
عَطَاياهُ أَسماءَ الأَمَانِي الكَواذِبِ
تكاد مغانيهِ تهشُّ عِراصُها
فتركبُ من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ
إِذا ماغَدَا أَغدَى كَريمَة َ مالِهِ
هديّاً ولو زُفَّتْ لألأمِ خاطبِ
يرى أقبحَ الأشياءِ أوبة ََ آيبٍ
كَسَتْهُ يَدُ المأْمُول حُلَّة َ خَائِبِ(11/264)
وأحسنُ من نورٍ تُفتَّحهُ الصَّبا
بَيَاضُ العَطايا في سَوادِ المطالِبِ
إِذا أَلجَمَتْ يَوْماً لُجَيْمٌ وَحَوْلها
بنو الحِصْنِ نجلُ المُحصناتِ النَّجائبِ
فإنَّ المنايا والصَّوارمَ والقنا
أقاربُهُمْ في الرَّوع دونَ الأقاربِ
جحافلُ لا يترُكنَ ذا جبريَّة ٍ
سَلِيماً ولا يَحرُبْنَ مَن لم يُحَارِبِ
يَمُدُّونَ مِنْ أَيْدٍ عَوَاصٍ عَواصِمٍ
تصُولُ بأسيافٍ قواضٍ قواضبِ
إِذَا الخَيْلُ جابَتْ قَسْطَلَ الحَرْبِ صَدَّعُوا
صدورَ العوالي في صُدُور الكتائبِ
إذا افتخرتْ يوماً تميمٌ بقوسها
وزَادَتْ على ما وَطَّدَتْ مِن مَناقِبِ
فأنتمْ بذي قارٍ أمالتْ سُيُوفكمْ
عروشَ الذين استرهنوا قوسَ حاجبِ
محاسنُ من مجدٍ متى تقرنوا بها
مَحاسِنَ أقوامٍ تَكُنْ كالمعايِبِ
مَكارِمُ لَجَّتْ في عُلُوٍّ كأَنَّها
تُحاوِلُ ثَأْراً عند بَعْضِ الكَواكِبِ
وقَد عَلِمَ الأَفْشِينُ وهْو الذِي بهِ
يُصَانُ رِدَاءُ المُلْكِ عَنْ كل جاذِبِ
بأنَّكَ لمَّا اسحنكك الأمرُ واكتسى
أَهابِيَّ تَسْفِي فِي وُجُوهِ التَّجارِبِ
تجلَّلتهُ بالرأي حتَّى أريتهُ
بهِ ملءَ عينيهِ مكان العواقبِ
بأَرْشَقَ إِذْ سالَتْ عليهم غَمامَة ٌ
جرتْ بالعوالي والعِتاقِ الشَّوازبِ
نضوتَ لهُ رأيينِ سيفاً ومُنصُلاً
وكلٌّ كنجمٍ في الدُّجنَّة ِ ثاقبِ
وكنتَ متى تُهززْ لخطبٍ تُغشِّهِ
ضرائبَ أمضى من رقاق المضاربِ
فَذِكْرُكَ في قَلْبِ الخَلِيفَة ِ بَعْدَها
خَلِيفَتُكَ المُقْفَى بِأَعْلَى المَراتِبِ
فإن تنسَ يذكُرْ أو يقُلْ فيكَ حاسدٌ
يَفِلْ قَوْلُهُ أَو تَنْأَ دارٌ تُصاقِبِ
فأَنْت لدَيْهِ حاضِرٌ غيرُ حاضِر
جميعاً وعنهُ غائبٌ غيرُ غائبِ
إِلَيْك أَرَحْنا عازِبَ الشعْر بَعْدَمَا
تمهَّلَ في روضِ المعاني العجائبِ
غَرَائِبُ لاقَت في فِنائِك أُنْسَها
مِن المَجْدِ فهْيَ الآنَ غَيْرُ غَرائبِ
ولوْ كانَ يفنى الشِّعرُ أفناهُ ما قرتْ
حِياضُكَ منهُ في العصور الذَّواهبِ(11/265)
ولكنَّهُ صوبُ العقولِ إذا انجلتْ
سحائبُ منهُ أُعقبتْ بسحائبِ
أقولُ لأصحابي هو القاسمُ الذي
به شرحَ الجودُ التباسَ المذاهبِ
وإِني لأَرجُو أَنْ تَرُدَّ رَكائِبي
مواهبهُ بحراً تُرجَّى مواهبي
العصر العباسي >> أبو تمام >> غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
رقم القصيدة : 15681
-----------------------------------
غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
مُنَورَوحْفِ الرَّوْضِ عَذْبَ المَناهِلِ
بمُعْتَصِمٍ باللهِ أَصْبَحَ مَلْجَأً
ومُعْتَصَماً حِرْزاَ لِكُل مُوَائِلِ
لقد ألبسَ اللهُ الإمامَ فضائلاً
وتابعَ فيها باللُّهى والفواضلِ
فأضحتْ عطاياهُ نوازعَ شرَّداً
تسائلُ في الآفاقِ عنْ كلِّ سائلِ
مَواهِبُ جُدْنَ الأَرْضَ حتَّى كأَنَّما
أخذْنَ بآدَابِ السَّحابِ الهَوَاطِلِ
إذا كانَ فخراً للممدّحِ وصفُه
بِيَوْمِ عِقَابٍ أَوْ نَدى ً مِنْهُ هَاملِ
فكمْ لحظة ٍ أهديتها لابن نكبة ٍ
فأصبحَ منها ذا عقابٍ ونائلِ
شهدْتُ أميرَ المؤمنينَ شهادة ً
كَثَيرٌ ذَوُو تَصْدِيقها في المحافلِ
لَقد لَبِسَ الأَفْشينُ قَسْطَلَة َ الوَغَى
مِحَشّاً بنَصْلِ السَّيْفِ غَيَرَ مُوَاكِلِ
وسارَتْ بهِ بينَ القنابلِ والقنا
عَزائِمُ كانَتْ كالقَنَا والقَنابِلِ
وجرَّدَ منْ آرائهِ حينَ أضرمَتْ
به الْحَرْبُ حدّاً مِثْلَ حَد المَنَاصِلِ
رأى بابَكٌ منه التي لا شوى لها
فَتُرْجَى سِوَى نَزْعِ الشَّوَى والمَفَاصِلِ
تراه إلى الهيجاء أولَ راكبٍ
وتحتَ صَبير المَوْتِ أَوَّلَ نَازِلِ
تسربلَ سربالاً من الصبر وارتدى
عليه بغضبٍ في الكريهة ِ قاصلِ
وقَدْ ظُللَتْ عِقْبَانُ أعلامِهِ ضُحى ً
بعقبان طيرٍ في الدماءِ نواهلِ
أقَامَتْ مع الرَّاياتِ حتَّى كأَنَّها
مِنَ الجيْشِ إِلاَّ أَنَّها لَمْ تُقَاتِلِ
فَلمَّا رَآهُ الخُرَّمِيُّونَ والقنَا
بوبلٍ أغاليه مُغيثَ الأسافلِ
رأَوْا مِنه لَيْثَاً فابذَعَرَّتْ حُمَاتهُمْ(11/266)
وقدْ حكمَتْ فيهِ حُماة ُ العوامِلِ
عشية َ صدِّ البابكيُّ عن القنا
صدودَ المقالي لا صدود المجاملِ
تَحَدَّرَمِنْ لِهْبَيْهِ يَرْجُو غَنِيمَة ً
بساحة ِ لا الواني ولا المتخاذلِ
فكَانَ كشَاة ِ الرَّمْلِ قَيَّضَهُ الرَّدَى
لقانصه من قبلِ نصبِ الحبائلِ
وفي سنة ٍ قدْ أنفدَ الدَّهرُ عُظمها
فلمْ يُرْجَ مِنْها مُفْرَجٌ دُونَ قَابلِ
فكانتْ كنابٍ شارفِ السنِّ طرقتْ
بسَقْبٍ وكانَتْ في مَخِيلَة ِ حَائِلِ
وعاذَ بإطرافِ المعاقلِ مُعصماً
وأُنْسِيَ أَنَّ اللهَ فوقَ المعَاقِلِ
فوَلَّى وماأَبقَى الرَّدَى مِنْ حُماتِهِ
له غَيرَ أَسآرِ الرمَاح الذَّوابِلِ
أما وأبيهِ وهوَ مَنْ لا أبا لهُ
يُعدُّ لقدْ أمسى مضيءَ المقاتلِ
فتوحٍ أميرِ المؤمنينَ تفتَّحتْ
لهنَّ أزاهيرُ الرُّبا والخمائلِ
وعاداتُ نصرٍ لم تزلْ تستعيدها
عِصَابَة ُ حَقٍّ في عِصَابَة ِ بَاطِلِ
وما هوَ إلا الوحيُ أو حدُّ مرهفٍ
تُمِيلُ ظُباهُ أَخدَعَيْ كُل مَائِلِ
فهذا دواءُ الداءِ من كلِّ عالمٍ
وهَذا دَواءُ الدَّاءِ مِنْ كُل جَاهِلِ
فيا أيها النوامُ عن ريق الهدى
وقَدْ جَادَكُمْ مِنْ دِيْمَة ٍ بَعْدَ وَابِلِ
هُوَ الْحَقُّ إنْ تسْتَيْقِظُوا فيهِ تَغْنَمُوا
وإِنْ تَغْفُلُوا، فالسَّيْفُ لَيْسَ بغافِلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
رقم القصيدة : 15682
-----------------------------------
طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
وقد غابَ عني أَحمدُ ومُحَمَّدُ!
جَزَى اللّهُ أَيَّامَ الفِرَاقِ مَلامَة ً
كما ليسَ يَوْمٌ في التَّفَرُّق يُحْمَدُ
إِذَا ما انقَضَى يومٌ بِشَوْقٍ مُبَرحٍ
اتى باشتياقٍ فادحٍ بعدهُ غدُ
فلم يبقٍ مني طولُ شوقي اليهمِ
سوى حسراتٍ في الحشا تترددُ
خليليَّ ما أرتعتُ طرفي ببهجة ٍ
وما انبسَطتْ مني إِلى لذَّة ٍ يَدُ
و لا استحدثت نفسي خليلاً مجدداً
فيُذْهِلُنِي عنه الخَليلُ المُجَدَّدُ(11/267)
و لا حلتُ عن عهدي الذي قد عهدتما
فدوما على العهدِ الذي كنتُ اعهدُ
فإنْ تَخْتلُوا دُوني بِأُنْسٍ ولَذَّة ٍ
فإِني بِطُولِ البَث والشَّوْقِ مُفْرَدُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
رقم القصيدة : 15683
-----------------------------------
مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
لَمْ يَثْنِ كَيْدَ النَّوَى كَيدِي ولاحِيَلي
لا شيءَ إلا أباتتُهُ على وجلٍ
ولم تبتْ قطُّ من شيءٍ على وجلِ
قَدْ قَلْقَلَ الدَّمْعَ دَهْرٌ مِنْ خَلائِقِه
طولُ الفراقِ ولا طولٌ من الأجلِ
سَلْنِي عَن الدين والدُّنْيَا أُجِبْكَ، وعَنْ
أبي سعيد وفقديهِ فلا تسلِ
مَنْ كَانَ حَلْيَ الأمَاني قَبْلَ ظَعْنَتِه
فَصِرْتُ مُذْ سَارَ ذَا أُمْنِيَّة ٍ عُطُلِ
نأيُ الندى لا تنائي خلة ٍ وهوى ً
والفجْعُ بالمجدِ غيرُ الفجع بالغزلِ
لئنْ غدا شاحباً تخدي القلاصُ بهِ
لقدْ تخلفتُ عنهُ شاحبَ الأملِ
ملقى الرجاءِ ومُلقى الرحل في نفرٍ
الجودُ عندهمُ قولٌ بلا عملِ
أضحوا بمستنِّ سيلِ الذمّ وارتفعتْ
أموَالُهمْ في هِضَاب المَطلِ والعِلَلِ
مِنُ كُل أَظْمَى الثَّرَى والأرْضُ قَدْ نَهِلتْ
ومُقْشَعِر الرُّبَا والشَّمْسُ في الحَملِ!
وأخرسِ الجودِ تلقى الدهرَ سائلهَ
كأنَّهُ واقفٌ منه على طللِ!
قد كانَ وعدكَ لي بحراً فصيرني
يَوْمُ الزماعِ إلى الضَّحْضَاحِ والوشَلِ
وبينَ اللهُ هذا من بريته
في قوله " خُلقَ الإنسانُ من عجلِ "
للَّهِ وَخْدُ المَهَارِي أيَّ مُكْرُمَة ٍ
هَزَّت وأيَّ غَمامٍ قَلقَلَتْ خَضِلِ!
خَيْرُ الأخِلاَّءِ خَيرُ الأرْضِ هِمَّتُهُ
وأفضلُ الركبِ يقرو أفضلَ السبُلِ
حُطَّتْ إلى عُمْدَة ِ الإِسلامِ أرْحُلُه
والشمسُ قدْ نفضتْ ورساً على الأصلِ
مُلَبياً طالَما لَبَّى مُنادِيَهُ
إلى الوَغَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولاوَكَلِ
وَمُحْرِماً أحْرمَت أرْضُ العِرَاق لَهُ(11/268)
مِنَ النَّدَى واكتَسَتْ ثَوْباً مِنَ البَخَلِ
وسافِكاً لِدماء البُدْنِ قدْ سُفِكَتْ
بهِ دماءُ ذَوِي الإلْحَادِ والنحَلِ
ورامياً جمراتِ الحجِّ في سنة ٍ
رمى بها جمراتِ اليومِ ذي الشعلِ
يرْدِي ويُرْقِلُ نَحوَ المَرْوَتَيْن كَما
يَرْدِي ويُرقِلُ نحوَ الفَارسِ البَطلِ
تُقَبلُ الرُّكْنَ رُكْنُ البْيت نافِلَة ً
ظهرُ كفكَ معموٌ من القبلِ
لَمّا تَرَكْتَ بُيوت الكُفْر خاوية ً
بالغزو آثرتَ بيت اللهِ بالقفلِ
والحَجُّ والغَزوُ مَقْرونانِ في قَرَنٍ
فاذهبْ فأنتَ زعافُ الخيلِ والإبلِ
نفسي فداؤكَ إنْ كانت فداءَكَ منْ
صَرْفِ الحَوَادِثِ والأيَّامِ والدوَلِ
لامُلْبِسٌ مالَهُ مِنْ دُون سَائِلِه
ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ
لاشَمْسُهُ جَمْرة ٌ تُشْوَى الوُجُوهُ بِها
يوماً ولا ظله عنا بمنتقلِ
تحولُ أمواله عن عهدها أبداً
ولمْ يَزُلْ قَطُّ عن عَهْدٍ ولَمْ يَحُلِ
سَارِي الهُمُومِ طَمُوحُ العَزْمِ صَادِقُه
كأنَّ آراءهُ تنحطُّ منْ جبلِ
أبقى على جولة ِ الأيامِ من كنفي
رَضْوَى وأسْيَرُ في الآفاقِ مِنْ مَثَلِ
نَبَّهْتَ نَبْهَانَ بَعْدَ النَّوْم وانسكَبتْ
بك الحياة ُ على الأحياءِ من ثُعلِ
كَمْ قَدْ دَعَتْ لكَ بالإخلاص مِنْ مَرَة ٍ
فيهمْ وفَدَّاكَ بالآباءِ مِنْ رَجُلِ
إنْ حنَّ نجدُ وأهلوهُ إليكَ فقدْ
مَررْتَ فيهِ مُرُورَ العَارِض الهَطِلِ
وأيُّ أرضٍ بهِ لم تكسَ زهرتَها
وأَيُّ وَادٍ بهِ ظَمْآنُ لَمْ يَسِلِ !
ما زال للصارخِ المعلي عقيرته
غوثٌ من الغوثِ تحتَ الحادثِ الجللِ
منْ كلِّ أبيضَ يجلو منهُ سائلهُ
خداً أسيلاً بهِ خذُّ منَ الأسلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
رقم القصيدة : 15684
-----------------------------------
ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
باتَ على رَغْمِ الدُّجَى نَهَارا
حتى اذا ما انجدَ الأبصارا
وبلاً جهاراً أو ندى سرارا
آضَ لنا ماءَ وكان نارا(11/269)
أَرضى الثَّرَى وأَسخَطَ الغُبارا
العصر العباسي >> أبو تمام >> قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
رقم القصيدة : 15685
-----------------------------------
قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
وردَّ منْ سالفِ المعروفِ ما ذهبا
مَنْ نَالَ من سُؤدَدٍ زَاكٍ ومِن حَسَبٍ
ما حَسْبُ واصفه من وصفهِ حسبا
إِذَا المكَارِمُ عُقَّتْ واسْتُخِفَّ بها
أَضْحَى النَّدَى والسَّدَى أُمّاً له وأَبَا
تَرْضَى السُّيُوفُ بِهِ في الرَّوْعِ مُنْتَصِراً
ويغضبُ الدِّينُ والدُّنيا إذا غضبا
في مُصعبيِّينَ ما لاقوا مُريدَ ردى ً
لِلمُلْكِ إِلاَّ أَصَارُوا خَدَّه تَرِبَا
كأَنَّهُمْ وَقَلَنْسِي البيضِ فَوْقَهُمْ،
يَوْمَ الهِيَاج، بُدورٌ قُلْنِسَتْ شُهُبَا
فِداءُ نَعلكَ مُعطى ً حظَّ مكرمة ٍ
أَصغَى إِلى المَطْلِ حتَّى باعَ ما وَهَبَا
إِني وإِنْ كَانَ قَوْمٌ مالَهُمْ سَبَبٌ
إلا قَضاءٌ، كفاهمْ دونيَ السَّببا
وكُنْتَ أَعْلَمُ عِلْماً لاكِفَاءَ لَهُ
أَنْ لَيْسَ كُلُّ قِطارٍ يُنْبِتُ العُشُبَا
ورُبما عَدَلَتْ كَفُّ الكَريم عن الـ
ـقَوْمِ الحُضُورِ ونالَتْ مَعْشَراً غَيَبَا
لَمُضْمِرٌ غُلَّة ً تَخْبُو، فَيُضْرِمُهَا
إنِّي سبقتُ ويُعطي غيريَ القصبا
وَنادِبٌ رِفْعَة ً قَدْ كُنْتُ آمُلُها
لَدَيْكَ لا فِضَّة ً أبْكي ولاَ ذَهَبَا
أدعوكَ دعوة َ مظلومٍ وسيلتهُ
إن لم تكنْ بي رحيماً فارحمِ الأدبا
احفظ وسائلَ شعرٍ فيك ما ذهبتْ
خَواطِفُ البَرْق إلاَّ دُونَ ما ذَهَبَا
يغدونَ مُغترباتٍ في البلادِ فما
يزلنَ يؤنسنَ في الآفاقِ مُغتربا
ولا تُضعها، فما في الأرضِ أحسنُ منْ
نَظْمِ القَوَافي إِذا ماصَادَفَتْ حَسَبَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
رقم القصيدة : 15686
-----------------------------------
لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
ونَذكُرَ بعضَ الفَضْلِ عنكَ وتُفْضِلا(11/270)
أَبَا جَعْفرٍ أَجْرَيْتَ في كل تَلْعَة ٍ
لنا جعفراً من فيض كفيكَ سلسلا
فكَمْ قَدْ أثرنا مِنْ نَوالِكَ مَعْدِناً
وكمْ قدْ بنينا في ظلالكَ معقلا!
رجَعْتَ المنَى خُضَراً تُثَنَّى غُصُونُها
علينا وأطلقتَ الرجاء المكبلا
ومايَلْحَظُ العَافي جَدَاكَ مؤمّلاً
سَوَى لَحْظَة حَتَّى يؤوبَ مُؤَملا
لقدْ زدتَ أوضاحي امتداداً ولم أكنْ
بهيماً ولا أرضى من الأرضِ مجهلا
ولكن أيادٍ صادفتني جسامُهَا
أغرَّ فأوفَتْ بي أغَرَّ مُحَجَّلا
إذا أحسنَ الأقوامُ أن يتطاولوا
بلا نِعمَة ٍ أحسنْتَ أن تَتَطَوَّلا
تعظمتَ عن ذاكَ التعظُّمِ منهمُ
وأوْصَاكَ نُبْلُ القَدْر ألاَّ تَنَبَّلا
تَبيتُ بَعِيداً أنْ تُوجهَ حِيلَة ً
على نشبِ السلطان أو تتأولا
إذا ما أصابوا غرة ً فتمولوا
بها راحَ بيتُ المال منك ممولا
هَزَزْتَ أمِيرَ المؤمنينَ مُحَمَّداً
فكانَ رُدينيّاً وأبيضَ مُنْصُلا
فمَا إنْ تُبَالي أنْ تُجَهزَ رَأْيَهُ
إلى ناكِثٍ أَلاَّ تُجَهزَ جَحفَلا
ترى شخصَه وسطَ الخلاقة ِ هضبة ً
وخُطْبَتَه دُونَ الخِلافَة ِ فَيْصَلا
وأنَّكَ إذْ ألبَسْتَه العِزَّ مُنْعِماً
وسربلتَهُ تلك الخلافة ِ فيصلا
لتقضي به حقَّ الرعية ِ آخراً
وتَقْضي بهِ حَقَّ الخِلافة ِ أوَّلا
فما هضبتا رضوى ولا ركنُ معنقٍ
ولا الطودُ من قدسٍ ولا أنفُ يذبلا
بأثقلَ منهُ وطأة ً حينَ يغتدي
فَيُلْقي وَرَاءَ المُلْكِ نَحْراً وكَلْكَلا
منيعُ نواحي السرِّ فيهِ، حصينُها
إذَا صَارَتِ النَّجْوَى المُذَالَة ُ محفِلا
تَرَى الحَادِثَ المُسْتَعْجِمَ الخَطْب مُعْجَماً
لديْهِ ومشكُولاً إذا كانَ مُشكلا
وجَدْنَاكَ أنْدَى مِنْ رِجَالٍ انَامِلاً
وأحسنَ في الحاجات وجهاً وأجملا
تضيءُ إذا اسودَّ الزمانُ وبعضُهم
يَرَى الموتَ أنْ يَنهَلَّ أَوْ يَتَهلَّلا
وواللهِ ما آتيكَ إلا فريضة ً
وآتي جَميعَ النَّاس إلاَّ تَنَفُّلا
وليسَ امرؤ في الناس كنت سلاحَهُ
عشية َ يلقى الحادثاتِ بأعزَلا(11/271)
يَرَى دِرْعَهُ حَصْدَاءَ والسَّيْفَ قاضِياً
وزُجَّيْهِ مسْمُومَيْن والسّوْطَ مِغْوَلا
سأقطعُ أمطاءَ المطايا برحلة ٍ
إلى البلدِ الغربيِّ هجراً ومُوصلا
إلى الرحِم الدنيا التي قدْ أجفها
عُقُوقِي عَسَى أَسْبَابُها أن تَبَلَّلا!
قبيلٌ وأهلٌ لمْ ألاقِ مشوقهُمْ
لوشْكِ النَّوَى إلاَّ فُوَاقاً كلا وَلا
كأنَّهم كانُوا لخفة ِ وقفتي
مَعَارِفَ لي أو مَنْزلاً كانَ مَنْزلا
ولَوْ شِيتُ لَمَّا التَاثَ بِري عليهمِ
ولم يكُ إجمالاً لكانَ تجمُّلا
فلمْ أجدِ الأخلاقَ إلاَّ تَخَلُّفاً
ولم أجدش الأفضالَ إلاَّ تَفَضُّلا
وأصرفُ وجهي عن بلادٍ غدا بها
لساني مشكولاً وقلبيَ مُقفلا
وجَدَّ بها قَومٌ سِوَايَ، فصَادفُوا
بها الصنعَ أعشى والزمانَ مُغفلا
كلابٌ أغارَتْ في فَريسِة ضَيْغَمٍ
طروقاً وهامٌ أطعمتْ صيدَ أجدلا
وإنَّ صريحَ الرأي والحزم لامرئٍ
إذا بَلَغَتْهُ الشَّمسُ أنْ يَتَحوَّلا
وإلاَّ تَكُنْ تِلْكَ الأمَانيُّ غَضَّة ً
ترفُّ فحسبي أنْ تصادفَ ذبَّلا
فَلْيسَ الذي قَاسَى المَطَالِبَ غُدْوَة ً
هبيداً كمنْ قاسى المطالبَ حنظلا
لئن هممي أوجدنني في تقلبي
مآلاً، لقد أفقدنني منكَ موئلا
وإنْ رُمْتُ أَمْراً مُدْبِرَ الوَجْهِ إنَّني
سأتْركُ حَظّاً في فِنائِكَ مُقْبِلا
وإنْ كنتُ أخطو ساحة َ المَحْل إنَّني
لأتركُ رَوْضاً مِنْ جدَاكَ وجَدْولا
كذلكَ لا يُلْقِي المُسَافِرُ رَحْلَه
إلى منقلِ حتى يُخلفّ منقلا
ولا صاحبُ التطوافِ يعمرُ منهلاً
وربعاً إذا لم يخلِ ربعاً ومنهلا
ومنْ ذا يداني أو ينائي وهلْ فتى
يحلُّ عرى الترحالِ أو يترحلا!
فمرني بأمرٍ أحوذيٍّ فإنني
رَأَيْتُ العِدَا أثْروا وأصبحتُ مُرْمِلا
فَسِيَّانِ عِنْدي صَادفَوُا لي مَطْمَعاً
أُعَابُ بهِ أو صَادَفُوا لي مَقْتلا
ووالله لا أنفكُّ أهدي شوارداً
إليكَ يحملنَ الثناءَ المنخلا
تَخَالُ بهِ بُرْداً عليكَ مُحَبَّراً
وتَحْسَبُهُ عِقْداً عليكَ مُفَصَّلا(11/272)
ألذَّ منَ السلوى وأطيبَ نفحة ً
من المسكِ مفتوقاً وأيسرَ محملا
أخفَّ على قلبٍ وأثقلَ قيمة ً
وأقْصَرَ في سَمْع الجَليسِ وأطْوَلا
ويُزْهَى له قَوْمٌ ولَمْ يُمْدَحوا بهِ
إذَا مَثَلَ الرَّاوي بهِ أوْ تَمثَّلا
على أن إفراطَ الحياءِ استمالني
إليك ولمَ أعدِلْ بعرْضَيَ مَعْدِلا
فثَّقلتُ بالتخفيفِ عنكَ وبعضهمْ
يُخفِّفُ في الحاجاتِ حتى يُثقِّلا!
العصر العباسي >> أبو تمام >> إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
رقم القصيدة : 15687
-----------------------------------
إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
فيما يهمُّ بهِ اذا لم ينظرِ
فإذا كتابُكَ قَدْ تُخِيرَ لَفْظُهُ
و اذا كتابي ليس بالمتخيّرِ
و اذا رسومٌ في كتابك لم تدعْ
شكّاً لِنَظَّارٍ ولا مُتَفَكرِ
شَكْلٌ ونَقْطٌ لا يُخِيلُ كأَنَّهُ الـ
ـخِيلانُ لاحَتْ بينَ تلكَ الأَسطُرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
رقم القصيدة : 15688
-----------------------------------
قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
واسْتَحْقَبَتْ جدَّة ً مِن رَبْعِها الحِقَبُ
ألو بصبركَ إخلاقُ اللوى وهفا
بِلُبكَ الشَّوقُ لَمَّا أَقْفرَ اللَّبَبُ
خفّتْ دموعكَ في إثرِ الحبيبِ لدنْ
خفّتْ من الكثبش القضبانُ والكثبُ
منْ كلِّ ممكورة ٍ دابَ النعيمُ لها
أطَاعَها الحُسْنُ وانحَطَّ الشَّبَابُ على
فؤادها وجرتْ في روحها النسبُ
لم أنسها وروفُ البينِ تظلمها
ولامُعَوَّلَ إِلاَّ الوَاكِفُ السَّرِبُ
أَدنَتْ نِقاباً على الخدَّيْنِ وانَتَسَبَتْ
لِلْنَّاظِرينَ بقَدٍّ لَيْسَ يَنْتَسِبُ
ولو تبسمُ عجنا الطرفَ في بردٍ
وفي أَقاحٍ سَقَتْها الخَمْرُ والضَّرَبُ
مِنْ شِكْلِهِ الدُّرُّ في رَصْفِ النظام ومِنْ
صفاتهِ الفتنتانِ: الظلمُ والشنبُ
كانتْ لنا ملعباً نلهو بزخرفهِ
وقد ينفّسُ عن جدِّ الفتى اللعبُ(11/273)
وعاذلٍ هاجَ لي باللومِ مأربة ً
باتتْ عليها همومُ النّفسِ تصطخِبُ
لمّا أطالَ ارتجالَ العذلِ قلتُ لهُ:
الحَزْمُ يُثْني خُطُوبَ الدَّهْرِ لا الخُطَبُ
لَمْ يَجْتَمِعْ قَطُّ في مِصْرٍ ولاطَرَفٍ
مُحَمَّدُ بنُ أَبي مَرْوَانَ والنُّوَبُ
لي من أبي جعفرٍ آخية ٌ سببٌ
إِنْ تَبْقَ يُطْلَبْ إِلى مَعْرُوفيَ السَّبَبُ
صحّتْ، فما تمارى من تأملها
مِنْ نَحْوِ نائِله في أَنَّها نَسَبُ
أَمَّتْ نَدَاهُ، بِيَ العِيسُ التي شَهدَتْ
لها السُّرَى والفَيافِي أَنَّها نُجُبُ
هَمٌّ سَرَى ثُمَّ أَضحَى هِمَّة ً أمَماً
أضحتْ رجاءً وأمستْ وهي لي نشبُ
أَعْطَى ونُطْفَة ُ وَجْهي في قَرَارتها
تصونها الوجناتُ الغضة ُ القشبُ
لَنْ يَكْرُمَ الظَّفَرُ المُعْطَى وإِنْ أُخِذَتْ
بِهِ الرَّغَائِبُ حتَّى يَكْرُمَ الطَّلَبُ
إِذَا تَبَاعَدَتِ الدُّنيا فَمطلَبُها
إذا توردتهُ من شعبهِ كثبُ
ردءُ الخلافة ِ في الجلّى إذا نزلتْ
وقَيمُ المُلْكِ لا الواني ولا النَّصِبُ
جَفْنٌ يعافُ لَذيذَ النَّوْم ناظِرُهُ
شحاً عليها وقلبٌ حولها يحبُ
طليعة ٌ رأيهُ من دونِ بيضتها
كما انتَمَى رَابِئٌ في الغَزْو مُنْتَصِبُ
حتَّى إِذَا مَا انَتَضَى التَّدْبيرَ ثابَ لَهُ
جَيْشٌ يُصَارِعُ عَنْهُ ما لَهُ لَجَبُ
شعارها اسمكَ إنْ عدّتْ محاسنها
إذ اسمُ حاسدكَ الأدنى لها لقبُ
وَزيرُ حَقٍّ ووَالي شُرْطَة ٍ ورحَا
دِيوان ملْكٍ وشِيعِيٌّ ومُحْتَسِبُ
كالأرحبيِّ المذكي سيره المرطى
والوخدُ والملعُ والتقريبُ والخببُ
عودٌ تساجلهُ أيامهُ فبها
من مسهِ وبهِ من مسها جلبُ
ثبتُ الجنانِ إذا اصطكتْ بمظلمة ٍ
في رحلهِ ألسنُ الأقوامِ والركبُ
لا المنطقُ اللغوُ يزكو في مقاومهِ
يوماً ولا حجة ُ الملهوفِ تستلبُ
كأنما هوَ في نادي قبيلتهِ
لا القلبُ يهفو ولا الأحشاءُ تضطربُ
وتَحْتَ ذَاكَ قَضَاءٌ حَزُّ شَفْرَتِهِ
كما يَعَضُّ بأَعْلَى الغَارِبِ القَتَبُ(11/274)
لاَ سَوْرَة ٌ تُتَّقَى مِنْهُ ولابَلَهٌ
ولا يَحِيفُ رِضاً مِنْهُ ولاغَضَبُ
ألقى إليكَ عرى الأمرِ الإمامُ، فقدْ
شدَّ العناجُ من السلطانِ والكربُ
يَعْشُو إِليكَ وضَوْءُ الراي قائِدُهُ
خَلِيفَة ٌ إِنما آرَاؤُهُ شُهُبُ
إنْ تمتنعْ منهُ في الأوقات رؤيتهُ
فكُلُّ ليْثٍ هَصورٍ غِيلُهُ أَشِبُ
أوْ تلقَ من دونهِ حجبٌ مكرّمة ٌ
يوماً فقدْ ألقيتْ من دونكَ الحجبُ
والصبحُ تخلفُ نورَ الشمس غرتهُ
وقرنها من وراءِ الأفقِ محتجبُ
أَما القَوافي فقَدْ حَصَّنْتَ عُذْرتها
فما يُصَابُ دَمٌ مِنها ولا سَلَبُ
مَنَعْتَ إِلاَّ من الأكْفَاءِ نَاكِحَها
وكانَ منكَ عليها العطفُ والحدبُ
وَلَوْ عَضَلْتَ عن الأكْفَاءِ أَيَّمَها
وَلَم يَكُنْ لَكَ في أَطْهَارِهَا أَرَبُ
كانتْ بناتِ نصيبٍ حينَ ضنَّ بها
عَنِ المَوالِي، ولَمْ تَحْفِلْ بها العَرَبُ
أَمَّا وحَوْضُكَ مَمْلُوءٌ، فَلا سُقِيتْ
خَوامِسي إِنْ كَفَى أَرْسَالَها الغَرَبُ
لوْ أنَّ دجلة َ لم تحوجْ وصاحبها
أَرضَ العِرَاقَيْنِ لم تُحْفَرْ بها القُلُبُ
لم ينتَدِبْ عُمَرٌ للإِبْلِ يَجْعَلُ مِنْ
هذا اللُّجَين فدَارَتْ فيهُم العُلَبُ
إِنَّ الأَسِنَّة ِ والمَاذِيَّ مُذْ كَثُرا
فلا الصّياصي لها قدرٌ ولا اليلبُ
لا نجمَ من معشرٍ إلاّ وهمتهُ
عليكَ دائِرة ٌ يا أَيُّها القُطُبُ
وما ضميريَ في ذكراكَ مشتركٌ
ولا طريقي إلى جدواكَ منشعبُ
لي حرمة ٌ بكَ لولا ما رعيتَ وما
أوجبت من حفظها ما خلتها تجبُ
بَلَى لَقَدْ سَلَفَتْ في جَاهِليَّتِهمْ
للحقِّ ليسَ كحقي نصرة عجبُ
أَنْ تَعلَقَ الدلْوُ بالدَّلْوِ الغَرِيبَة ِ أَوْ
يُلابِسَ الطُّنُبَ المُسْتَحصِدَ الطُّنُبُ
إِنَّ الخَلِيفَة َ قَدْ عَزَّتْ بِدَوْلَتِهِ
دعائمُ الدين، فليعززْ بكَ الأدبُ
مالي أرى جلباً فعماً ولستُ أرى
سَوْقَاً ومَا لي أَرَى سَوْقاً ولاجَلَبُ !
أرضٌ بها عشبٌ جرفٌ وليسَ بها
مَاءٌ وأُخْرَى بها ماءٌ ولا عُشُبُ(11/275)
خُذها مُغَربَة ً في الأرْضِ آنِسَة ً
بِكُل فَهْمٍ غَرِيبٍ حِينَ تَغْتَربُ
منْ كلِّ قافية ٍ فيها إذا اجتنيت
منْ كلٍّ مايَجْتَنيهِ المُدْنَفُ الوَصِبُ
الجِدُّ والهَزْلُ في تَوْشيعِ لُحْمَتها
والنبلُ والسخفُ والأشجانُ والطربُ
لايُستَقى مِن جَفيرِ الكُتْبِ رَوْنَقُها
ولم تَزلْ تَسْتَقِي مِن بَحْرِها الكُتبُ
حسيبة ٌ في صميمِ المدحِ منصبها
إذْ أكثرُ الشعرِ ملقى ً ما لهُ حسبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
رقم القصيدة : 15689
-----------------------------------
متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
وَقَلْبُكَ مِنها مُدَّة َ الدَّهْرِ آهِلُ!
تُطِلُّ الطُّلُولُ الدَّمْعَ في كُل مَوْقِفٍ
وتمثُلُ بالصبرِ الدِّيارُ المواثِلُ
دوارسُ لمْ يجفُ الربيعُ ربوعَها
ولامَرَّ في أغفَالِها وهْوَ غَافِلُ
فَقَدْ سَحبَتْ فيها السَّحائِبُ ذَيلْهَا
وقَدْ أُخمِلَتْ بالنَّوْر فيها الْخَمَائِلُ
تعفينَ منْ زادِ العُفاة ِ إذا انتحى
على الحيِّ صرفُ الأزمة ِ المتماحلُ
لهمْ سلفٌ سمرُ العوالي وسامرٌ
وفيهم جمالٌ لا يغيضُ وجاملُ
لياليَ أضللتَ العزاءَ وجوَّلَتْ
بعَقْلِكَ آرَامُ الْخُدُور العَقَائِلُ
منَ الهيفِ لو أنَّ الخلاخلَ صيِّرتْ
لهَا وُشُماً جَالَتْ عليا الخَلاخِلُ
مها الوحشيِ إلا أن هاتا أوانسٌ
قَنَا الخط إلاَّ أَنَّ تِلْكَ ذَوَابلُ
هوى كان خلساً إنَّ منْ أحسنِ الهوى
هوى جُلتَ في أفنائهِ، وهو خاملُ
أَبَا جَعْفَرٍ إنَّ الجَهالَة َ أُمُّها
وَلُودٌ وأُمُّ العِلْمِ جَدَّاءُ حائِلُ
أَرَى الحَشوَ والدَّهْمَاءَ أضحَوْا كأَنَّهمْ
شُعُوبٌ تَلاقَتْ دُونَنَا وقَبَائِلُ
غَدَوْا وكأنَّ الجَهْلَ يَجْمَعُهُمْ بهِ
أبٌ وذوو الآدابِ فيهمْ نواقِلُ
فكنْ هضبة ً نأوي إليها وحرة ً
يُعَردُ عَنْها الأعوَجِيُّ المَناقِلُ
فإِنَّ الفَتَى في كُل ضَرْبٍ مُنَاسِبُ(11/276)
مَنَاسِبَ رُوحانِيّة ً مَنْ يُشَاكِلُ
ولمْ تنظمِ العقدَ الكعابُ لزينة ٍ
كما تنظمُ الشملَ الشتيتَ الشمائلُ
وأنتَ شهابٌ في الملماتِ ثاقبٌ
وسَيْفٌ إذا ما هزَّكَ الْحَقُّ قَاصِلُ
مِن البيضِ لَمْ تَنضُ الأَكُفُّ كنَصْلِهِ
ولا حملَتْ مثلاً إليهِ الحمائلُ
مُؤَرثُ نارٍ والإمَامُ يَشُبُّها
وقائل فصلٍ والخليفة ُ فاعلُ
وإنَّكَ إنْ صَدَّ الزَّمانُ بوَجْهِهَ
لطلقٌ ومن دون الخليفة ِ بباسلُ
لَئِن نقِمُوا حُوشِيَّة ً فيكَ دُونَها
لقَدْ عَلِمُوا عَنْ أَي عِلقٍ تُنَاضِلُ
هي الشيءُ، مولى المرءِ قرنٌ مباينٌ
له وابنه فيها عدُوٌّ مُقاتل
إذا فضلت عن رأي غيركَ أصبحت
ورأيُكَ عَنْ جِهَاتِها الست فاضِلُ
وخطْبٍ جليلٍ دُونَها قد شَغَلْتَهُ
وفي دُونِهِ شُغْلٌ لِغيركَ شَاغِلُ
رَدَدْتَ السَّنَا في شَمْسِهِ بَعْدَ كُلفَة ٍ
كأنَّ انتصَافَ اليَوْمِ فيها أَصائِلُ
تَرَى كُلَّ نَقْصٍ تَارِكَ العِرْضِ والتُّقَى
كمالاً إذا الملكُ اعتدى وهو كاملُ
جمعتَ عرى أعمالها بعدَ فُرقة ٍ
إليكَ كما ضمَّ الأنابيبَ عامِلُ
فأضحتْ وقدْ ضُمَّتْ إليكَ ولمْ تزلْ
تُضَمُّ إلى الْجَيْشِ الكَثِيفِ القَنَابِلُ
وما برحَتْ صوراً إليكَ نوازِعاً
أَعِنَّتُها مُذْ رَاسَلْتكَ الرَّسَائِلُ
لك القَلمُ الأعْلَى الذي بِشَبَاتِه
تُصَابُ مِنَ الأمْر الكُلَى والمَفَاصَلُ
لَهُ الخَلَواتُ اللاّءِ لولا نجيُّها
لما احتفَلَتْ للمُلْكِ تلك المحافِلُ
لُعابُ الأَفاعي القَاتِلاتِ لُعابُهُ
وأرْيُ الجْنَى َ اشتَارَتْهُ أَيْدٍ عواسِلُ
لهُ ريقَة ٌ طَلٌّ ولكنَّ وقْعَها
بآثارِه في الشَّرْقِ والغَرْبِ وَابِلُ
فصِيحٌ إذَا استْنطَقْتَهُ وَهْوَ رَاكِبٌ
وأعْجَمُ إِنْ خَاطَبْتَهُ وهْوَ راجلُ
إذا ما امتطى الخمسَ اللطافَ وأفرغتْ
عليهِ شِعابُ الفِكْرِ وهْيَ حوافِلُ
أَطاعَتْهُ أطرافُ القَنَا وتَقَوَّضَتْ
لنجواه تقويضَ الخيامِ الجحافِلُ(11/277)
إذَا استَغْزَرَ الذّهْنَ الذَّكِيَّ وأقبلتْ
أعاليهِ في القِرطَاسِ وهْيَ أسافِلُ
وقدْ رَفَدَتْه الْخَنْصران وشددَّتْ
ثَلاثَ نَواحيهِ الثَّلاثِ الأَنَامِلُ
رأيتَ جليلاً شأنُهُ وهو مُرهفٌ
ضنى ً وسميناً خطبهُ وهو ناحلُ
أرى ابن أبي مروانَ أما عطاؤهُ
فَطَامٍ وأمَّا حُكْمُه فَهْوَ عَادِلُ
هو المرءُ لا الشورى استبدت برأيهِ
ولا قبضتْ من راحتيه العواذلُ
مُعرَّسُ حَقٍّ مالُهُ ولَرُبَّما
تحيَّفَ منه الخطبُ والخطبُ باطلُ
لَقَاحٌ، فَلمْ تَخْدِجْهُ بالضّيْم مِنَّة
ولانَالَ أنْفاً مِنْهُ بالذُّل نَائِلُ
ترى حَبْلَهُ غرْثَانَ مِنْ كل غَدْرة ٍ
إِذَا نُصِبَتْ تَحْتَ الحِبَال الْحَبَائِلُ
فَتًى لا يرى أَنَّ الفَرِيصَة َ مقتَلٌ
ولكنْ يرى أن العيوبَا لمقاتلُ
ولا غمرٌ قد رقصَ الخفضُ قلبه
ولاطَارِفٌ في نِعْمَة ِ اللَّهِ جَاهِلُ
أَبا جَعْفَرٍ إِنَّ الْخليفة َ إِنْ يَكُنْ
لِوُرَّادِنا بحْراً فإِنَّكَ ساحِلُ
وما راغبٌ أسرى إليكَ براغبٍ
ولاسَائلٌ أَمَّ الْخَليفَة َ سَائِلُ
تقطَّعتِ الأسْبَابُ إِنْ لَمْ تُغِرْ لَها
قوى ويصلها من يمينك واصلُ
سَوَى مطْلبَ يُنْضِي الرَّجَاءَ بطُولِه
وتخلقُ إخلاقَ الجفون الوسائلُ
وقدْ تأْلَفُ العيْنُ الدُّجَى وهْوَ قَيْدُها
ويُرْجى شِفاءُ السَّم السُّمَّ قَاتلُ
ولي همة ٌ تمضي العصورُ وإنها
كعهدِك من أيامِ وعدِك حاملُ
سنونَ قطعناهنَّ حتى كأنما
قَطَعْنَا لِقُرْب العَهْدِ مِنْها مراحِلُ
وإِنَّ جَزيلاتِ الصَّنَائِعِ لامْرِئٍ
إذا ما الليالي ناكرتهُ معاقلُ
وإن المعالي يوم بناءها
وشيكاً كما قدْ تسترمُّ المنازلُ
ولو حاردتْ شولٌ عذرتُ لقاحها
ولكن حُرمتُ الدرَّ والضرعُ حافلُ
منحتكها تشفي الجوى ، وهو لاعجٌ
وتبْعَثُ أشجان الفَتَى ، وهْوَ ذَاهِلُ
تَرُدُّ قَوَافيها إذَا هِيَ أُرسلَتْ
هوامِلَ مَجْدِ القَوْمِ وهْيَ هَوَامِلُ
فكَيْفَ إذَا حَلَّيْتَها بحُلِيها(11/278)
تَكُونُ وهذا حُسْنُها وَهْيَ عَاطِلُ
أكابرَنا عطفاً علينا فإننا
بنا ظَمَأٌ مُرْدٍ وأنتُمْ مَنَاهِلُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> رسام
رسام
رقم القصيدة : 1569
-----------------------------------
قبل أن يكملَ رسمَ القفص
فرّ العصفور
من اللوحة
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ
أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ
رقم القصيدة : 15690
-----------------------------------
أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ
ومددتَ من ضبعي إليكَ ومنكبي
فلأعرضنَّ عنِ الخطوبِ وجورها
ولأَصْفَحَنَّ عَن الزَّمَانِ المُذْنِبِ
ولألبسنكَ كلَّ بيتٍ معلمٍ
يُسْدَى ويُلْحَمُ بالثَّناءِ المُعْجبِ
مِن بِزّة ِ المَدْحِ التي مَشْهُورُها
مُتَمَكنٌ في كُل قَلْب قُلَّبِ
نوارُ أهلِ المشرقِ الغضِّ الذي
يَجْنُونَه رَيْحَانُ أَهْلِ المَغْرِبِ
أبديتَ لي عنْ جلدة ِ الماءِ الذي
قدْ كنتُ أعهدهُ كثيرَ الطحلبِ
ووَرَدْتَ بِي بُحْبُوحَة َ الَوادِي ولوْ
خليتني لوقفتُ عندَ المذنبِ
وبرقت لي برقَ اليقينِ وطالما
أَمْسَيْتُ مُرْتَقِباً لبرْقِ الخُلَّبِ
وجَعَلْتَ لي منْدُوحَة ً مِن بَعْدِ مَا
أكدى عليّّ تصرفي وتقلبي
والحرُّ يسلبه جميلَ عزائهِ
ضيقُ المحلِّ فكيفَ ضيقُ المذهبِ؟
هيهاتَ يأبى أنْ يضلَّ بي السرى
في بلدة ٍ وسناكَ فيها كوكبي
ولقد خشيتُ بأنْ تكونَ غنيمتي
حرَّ الزمانِ بها وبردَالمطلبِ
أمّا وأنتَ وراءَ ظهري معقلٌ
فأنهضن بفقارِ صلبٍ صلّبِ
وكذلك كانوا لا يخشونَ الوغا
إلاَّ إِذَا عَرَفُوا طَرِيقَ المَهْرَبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
رقم القصيدة : 15691
-----------------------------------
آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
وأَقَرَّ بَعْدَ تَخَمُّطٍ وصِيَالِ
غضب الخليفة ُ للخلافة ِ غضبة ً
رَخُصَتْ لها المُهجَاتُ وهْيَ غَوالي(11/279)
لمّا انتضى جهلَ السيوفِ لبابكٍ
أغمدْنَ عَنْهُ جُهَالَة َ الجُهَّالِ
فلأذربيجانَ اختيالٌ بعدما
كانَتْ مُعَرَّسَ عَبْرَة ٍ وَنَكَالِ
سَمُجَتْ ونَبَّهَنا على اسْتِسْمَاجِها
مَا حَوْلَها مِنْ نَضْرَة ٍ وجَمالِ
وكَذَاكَ لم تُفْرِطْ كآبَة ُ عَاطِلٍ
حتى يجاورها الزمان بحالي
أطلَقْتَها مِنْ كَيْدِهِ وكأنَّما
كانت به معقولة ً بعقالِ
خُرُقٌ مِن الأيَّامِ مَدَّ بضَبْعِه
صعداً وأعطاهُ بغير سؤالِ
خافَ العَزيزُ بهِ الذَّلِيلَ وغُودِرَتْ
نبعاتُ نجدٍ سجداً للضالِ
قدْ أترعتْ منه الجوانحُ رهبة ً
بَطَلَتْ لدَيْها سَوْرَة ُ الأبطَالِ
لو لمْ يزاحفهم لزاحفهمْ لهُ
ما في صدورهمُ من الأوجالِ
بَحْرٌ مِنَ المكْرُوهِ عَبَّ عُبَابُه
ولقدْ بدا وشلاً من الأوشالِ
جفَّتْ به النعمُ النواعمُ وانثنتْ
سرجُ الهدى فيهِ بغير ذُبالِ
وأباحَ نصل السيفِ كلَّ مرشَّحٍ
لم يحمرِرْ دمُهُ منَ الأطفالِ
ما حلَّ في الدنيا فواقَ بكية ٍ
حتَّى دَعَاهُ السَّيْفُ بالتَّرْحَالِ
رُعْباً أَراهُ أَنَّه لَمْ يَقْتُلِ الآ
سَادَ مَنْ أبقَى على الأشبالِ
لو عاينَ الدجَّالُ بعض فعالهِ
لانهَلَّ دَمْعُ الأَعْوَرِ الدجَّالِ
أعطى أمير المؤمنين سيوفهُ
فيه الرضا وحكومة المقتالِ
مستيقناً أن سوف يمحو قتلُه
ماكانَ مِنْ سَهْوٍ ومنْ إغفَالِ
مِثلُ الصَّلاة ِ إذا أُقيمَتْ أَصلَحت
ماقَبْلَها مِنْ سَائرِ الأعمَالِ
فرماهُ بالأفشين بالنجم الذي
صدَعَ الدُّجَى صَدْعَ الردَاءِ البَالي
لاقاهُ بالكاوي العنيف بدائه
لمَّا رَآهُ لَمْ يُفِقْ بالطَّالي
يا يومَ أرشقَ كنتُ رشقَ منية ٍ
للخرمية ِ صائبِ الآجالِ
أَسْرى بنُو الإسلامِ فيه وأَدْلَجُوا
بقلوبِ أُسدٍ في صدورِ رجالِ
قَدْ شَمَّروا عَن سُوقِهِمْ في سَاعة ٍ
أمرَتْ إزارَ الحربِ بالإسبالِ
وكذَاكَ ما تَنْجَرُّ أذَيالُ الوَغَى
إلاَّ غَدَاة َ تَشَمُّرِ الأذَيالِ
لَمَّا رآهُمْ بَابَكٌ دُونَ المُنَى(11/280)
هجرَ الغواية بعدَ طول وصالِ
تخذَ الفرارَ أخاً وأيقن أنهُ
صِريُّ عَزْمٍ مِنْ أَبي سَمَّالِ
قدْ كان حزنُ الخطبِ في أحزانِه
فَدَعَاهُ دَاعي الْحَيْنِ للإسهَالِ
لبستْ لهُ خدعُ الحروبِ زخارفاً
فرقنَ بين الهضبِ والأوعالِ
وَوَرَدْنَ مُوقَاناً عليهِ شَوَازِباً
شُعْثاً بشُعْبٍ كالقَطَا الأرسَالِ
يَحْمِلْنَ كُلَّ مُدَجَّجٍ سُمْرُ القَنَا
بإهابهِ أولى من السربالِ
خَلَطَ الشَّجاعَة بالْحَيَاءِ فأصبحَا
كالْحُسْنِ شِيبَ لِمُغْرَمٍ بدَلالِ
فَنَجَا ولَوْ يَثْقَفْنَهُ لَتَرَكْنَه
بالقَاعِ غيْرَ مُوَصَّلِ الأوصَالِ
وانصَاع عَنْ مُوقَانَ وَهْيَ لِجُندِه
وَلَهُ أَبٌ بَرٌّ وأُمٌّ عِيَالِ
كم أرضعته الرسلَ لو أنَّ القنا
تَرَكَ الرضَاعَ لَهُ بغَيْر فِصَالِ!
هيْهَات رُوعَ رُوعُهُ بفَوارِسٍ
في الحرْبِ لا كُشُفٍ ولا أَمَيالِ
جعَلُوا القَنَا الدَّرجَاتِ للكَذجَاتِ ذا
تِ الغِيلِ والحَرَجاتِ والأدحَالِ
فَأُولاَكَ هُمْ قَدْ أصبَحُوا وشُرُوبُهُمْ
يتنادمُون كؤوسَ سوءِ الحالِ
ماطَالَ بَغيٌ قَطُّ إلاَّ غادَرَتْ
غلواؤه الأعمار غيرَ طوالِ
وبهَضْبَتَيْ أَبرَشْتَويمَ ودَرْوَذٍ
لقحتْ لقاحَ النصرِ بعد حيالِ
يومٌ أضاءَ به الزمانُ وفتحتْ
فيه الأسنة ُ زهرة َ الآمالِ
لَوْلا الظَّلامُ وقُلَّة ٌ عَلِقُوا بها
باتت رقابهم بغير قلالِ
فَلْيَشكُروا جُنْحَ الظَّلامِ وَدَرْوَذاً
فهمُ لدروذ الظلامِ موالي
وسروا بقارعة البياتِ فزحزحوا
بقراعِ لا صلفٍ ولا مختالِ
مهرَ البياتَ الصبرَ في متعطفٍ
الصَّبْرُ وَالٍ فيهِ فَوْقَ الوَالي
ماكانَ ذَاكَ الهَوْلُ أَجْمَعُ عِنْدَه
مَعَ عَزْمهِ إلاَّ طُرُوقَ خَيَالِ
وَعَشِيَّة ُ التَّل الّذي نَعَشَ الهُدَى
أصلٌ لها فخمٌ من الآصالِ
نَزَلَتْ مَلائِكَة ُ السَّماءِ عليْهمُ
لمَّا تَدَاعى المسلمونَ نَزَالِ
لم يُكْسَ شَخْصٌ فَيْئَهُ حتَّى رَمى
وَقْتُ الزَّوال نَعِيمَهمْ بزَوَالِ(11/281)
بَرزَتْ بهمْ هَفَواتُ عِلْجهمُ وقَدْ
يردي الجمالَ تعسفُ الجمالِ
فكأنَّما احتالتْ عليه نفسه
إِذْ لم تَنَلْهُ حيلَة ُ المُحْتَالِ
فالبذُّ أغبرُ دارسُ الأطلالِ
لِيَدِ الرَّدَى أُكُلٌ مِنَ الآكالِ
ألوتْ به، يومَ الخميس، كتائبٌ
أرسَلْنَه مَثَلاً مِنَ الأمثَالِ
مَحْوٌ مِنَ البيض الرقاق أَصابَهُ
فعفاهُ لا محوٌ من الأحوالِ
ريحانِ من صبرٍ ونصرٍ أبليا
ربعيهِ لا ريحا صباً وشمالِ
لفحتْ سمومُ المشرفية ِ وسطهُ
وهجاً وكنَّ سوابغَ الأظلالِ
كَمْ صَارمٍ غَصْبٍ أنافَ على فَتًى
مِنهمْ لأعْبَاءِ الوَغَى حَمَّالِ
سَبقَ المَشيبَ إليْهِ حتَّى ابتزَّهُ
وطنُ النهى من مفرقٍ وقذالِ
قد ماتَ صبراً ميتة َ الرئبالِ
أبنا بكلِّ خريدة ٍ قد أنجزَتْ
فيها عداتُ الدَّهرِ بعدَ مطالِ
خاضت محاسِنها مخاوفُ غادرتْ
ماءَ الصبا والحسنِ غير زلالِ
أُعْجلْنَ عَنْ شَد الإزَارِ ورُبَّما
عُودْنَ أَنْ يَمْشِينَ غيرَ عِجَالِ
مسترْ دفاتٍ فوقَ جُردٍ أوقرتْ
أكْفَالُهَا مِنْ رُجَّحِ الأَكَفَالِ
بُدَّلْنَ طُولَ إَذَالَة ٍ بَصِيَانَة ٍ
وكسورَ خيمٍ من كسورِ خجالِ
وَنَجَا ابنُ خائِنَة ِ البُعُولَة ِ لَوْ نَجا
بمُهَفْهَفٍ الكَشْحَيْن والآطَالِ
خلَّى الأحبة َ سالماً لا ناسياً
عُذْرُ النَّسي خِلافُ عُذْر السَّالي
هَتَكتْ عَجَاجَتَه القَنا عَنْ وَامِقٍ
أهدَى الطعَانُ له خَليقَه قَالِ
إنَّ الرماحَ إذا غرسنَ بمشهدٍ
فجنى العوالي في ذراهُ معالِ
لمَّا قضى رمضانُ منهُ قضاءهُ
شالتْ بهِ الأيامُ في شوالِ
مازالَ مغلولَ العزيمة ِ سادراً
حتى غدا في القيدِ والأغلالِ
مستسبلاً للبأسِ طوقاً من ذمٍ
لمّا اسْتَبانَ فَظَاظَة َ الخَلْخَالِ
ما نيلَ حتى طارَ من خوفِ الردى
كُلَّ المَطارِ وجالَ كُلَّ مَجَالِ
والنحرُ أصلحُ للشرودِ، وما شفى
منه كنحرٍ بعدَ طولِ كلالِ
لاقَى الحِمَامَ بِسُرَّ من رَاءَ التي
قطعتْ به أسبابُه لمَّا رمى
من عافَ متن الأسمرِ العسَّالِ(11/282)
لا كعبَ أسفلُ موضعاً من كعبه
مع أنَّهُ عنْ كلِّ كعبٍ عالِ
سامٍ كأنَّ العزَّ يجذبُ ضبعَهُ
وسموُّهُ منْ ذلة ٍ وسفالِ
مُتفرغٌ أَبداً وليسَ بفارغٍ
مَنْ لاسَبيلَ لَهُ إلى الأشغالِ
فاسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ
أَبدَلْتَها الإمرَاعَ بالإمحَالِ
أَمسَى بِكَ الإسلاَمُ بَدْراً بَعْدَ مَا
محقتْ بشاشته محاقَ هلالِ
أَكملْتَ مِنْه بَعْدَ نَقصٍ كلَّ ما
نقصتهُ أيدي الكفر بعدَ كمالِ
ألبستهُ أيامَكَ الغرَّ التي
أيامُ غيركَ عندهُنَّ ليالي
وعَزَائماً في الرَّوْعِ مُعتَصِميَّة ً
ميمونة َ الإدبارِ والإقبالِ
فتعمقُ الوزراءِ يطفوا فوقها
طفو القذى وتعقبُ العُذَّالِ
والسَّيْفُ مالَمْ يُلفَ فيهِ صَيْقَلٌ
من طبعهِ لم ينتفعْ بصقالِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
رقم القصيدة : 15692
-----------------------------------
إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
فشايعا مغرماً على طربهْ
ما سجسجُ الشوقِ مثلَ جاحمهِ
ولاصَرِيحُ الهَوَى كَمُؤْتَشِبِهْ
جيدت بذاني الأكنافِ ساحتها
نَائِي المَدَى واكِفِ الجَدَى سَرِبِهْ
مُزْنٌ إِذَا مَا استَطَارَ بَارقُهُ
أعطى البلادَ الأمانَ منْ كذبهْ
يرجعُ حرّى التلاعِ مترعة ً
رِيّاً وَيثْني الزَّمانَ عن نُوَبِهْ
مَتَى يَضِفْ بَلْدَة ً فقَدْ قُرِيَتْ
بِمُسْتَهِل الشُّؤْبُوبِ مُنْسَكِبِهْ
لا تسلبُ الأرضُ بعدَ فرقتهِ
عَهْدَ مَتَابِيعِه ولا سُلُبِهْ
مُزَمْجَرُ المِنْكبيْنِ صَهْصَلِقٌ
يُطْرِقُ أَزْلُ الزَّمانِ مِن صَخَبِهْ
عاذتْ صدوعُ الفلا به ولقدْ
صَحَّ أَديمُ الفَضَاءِ مِن جُلَبِهْ
قدْ سلبتهُ الجنوبُ والدينُ والدنْ
يا وصافي الحياة ِ في سلبهْ
وَحَرَّشَتْهُ الدَّبُورُ واجْتَنبتْ
ريحُ القَبُولِ الهُبوبَ مِن رَهَبِهْ
وغادرتْ وجههُ الشمالُ فقلْ
لا في نزور الندى ولا حقبهْ
دَعْ عَنْكَ دَعْ ذَا إِذَا انتقَلْتَ إلى(11/283)
المَدْحِ وَشُبْ سَهْلَة ُ بمُقْتَضَبِهْ
إِنّي لذو ميسَمٍ يَلوحُ على
صعودِ هذا الكلام أو صببهْ
لَسْتُ مِنَ العِيسِ أَو أُكَلفَهَا
وَخدْاً يُدَاوِي المرِيضَ مِن وَصَبِهْ
إلى المصفى مجداً أبي الحسنِ
انْصَعْنَ انصِيَاعَ الكُدْرِي في قَرَبِهْ
ترمي بأشباحنا إلى ملكٍ
نَأْخُذُ مِن مَالِهِ ومن أَدَبِهْ
نجمُ بني صالحٍ وهمْ أنجمُ العلا
لَم مِن عُجْمِهِ ومِنْ عَرَبِهْ
رهطُ الرسولِ الذي تقطعُ أس
بابُ البرايا غداً سوى سببهْ
مهذبٌ قدّتِ النبوة ُ والإس
ـلامُ قدَّ الشراكِ مِن نَسَبِهْ
لَهُ جَلاَلٌ إِذَا تسَرْبَلَهُ
أكسَبَهُ البأْوَ غَيْرَ مُكْتَسِبِهْ
والحظُّ يعطاهُ غيرُ طالبهِ
ويُحْرِزُ الدَّرَّ غيْرُ مُحْتَلِبهْ
كمْ أعطبتْ راحتاهُ من نشبٍ
سَلاَمَة ُ المُعْتَفِينَ في عَطَبِهْ
أَيُّ مُدَاوٍ للمَحْلِ نائِلُهُ
وهانىء ٍ للزمانِ من جربهْ!
مشمرٌ ما يكلُّ في طلبِ ال
ـعَلْيَاءِ والحَاسِدُونَ في طَلَبهْ
أعلاهمُ دونه وأسبقهمْ
إلى العُلَى وَاطِىء على عَقِبهْ
يُرِيْحُ قَوْمٌ والجُودُ والحَقُّ والـ
حاجاتُ مشدودة ٌ إلى طنبهْ
وهلْ يبالي إقضاضَ مضجعه
مَن رَاحَة ُ المَكْرُمَاتِ في تَعَبِهْ؟
تلكَ بناتُ المخاضِ راتعة ً
والعودُ في كورهِ وفي قتبهْ
منء ذا كعباسهِ إذا اصطكت ال
أحسابُ أمْ منْ كعبدِ مطلبهْ؟
هيهاتَ أبدى اليقينُ صفحتهُ
وبَانَ نَبْعُ الفَخَارِ مِن غَرَبِهْ
عبدُ المليكِ بنِ صالح بن عليِّ
مبنِ قسيمِ النَّبي في نَسَبِهْ
ألبسهُ المجدَ لا يريدُ بهِ
برداً وصاغَ السماحَ منهُ وبهْ
لُقمانُ صَمْتاً وحِكْمَة ً فإِذا
قالَ لقطنا المرجانَ منْ خطبهْ
إِنْ جَدَّ رَدَّ الخُطُوبَ تَدْمَى وإِنْ
يلعبْ فجدُّ العطاءِ في لعبهْ
يَتْلُو رِضَاهُ الغِنَى بِأَجْمعِهِ
وتحذرُ الحادثاتُ في غضبهْ
تزلُّ عنْ عرضهِ العيوبُ وقدْ
تَنْشَبُ كَفُّ الغَني في نَشَبهْ
تأتيهِ فراطنا فتحكمُ في
لجينهِ تارة ً وفي ذهبهْ
بأيِّ سهمٍ رميته في نصله ال(11/284)
ماضي وفي ريشهِ وفي عقبهْ؟!
لا يكمنُ الغدرَ للصديق ولا
يخطو اسمَ ذي ودهِ إلى لقبهْ
يأبرُ غرسَ الكلامِ فيكَ فخذْ
واجتنِ من زهوهِ ومن رطبهْ
أَمَا تَرى الشُّكْرَ مِن رَبَائِطهِ
جاءَ وسرحُ المديح من جلبهْ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
رقم القصيدة : 15693
-----------------------------------
جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
على الحزمِ في التدبير بل نستدلهُ
وليسَ امرؤٌ بهديكَ غيرَ مُذكرٍ
إلى كرمٍ إلا امرؤُ ضلَّ ضلُّهُ
ولكننا منْ يوسفَ بن محمدٍ
على أملٍ كالفجر لاحَ مطلهُ
هِلالٌ لَنا قَدْ كادَ يَخْمُدُ ضَوؤُهُ
وكنا نراهُ البدرَ إذ نستهلهُ
هو السيفُ عضباً قد أرثت جفونهُ
وضيعَ حتى كلُّ شيءٍ يفلهُ
فَصُنْهُ، فإنَّا نَرْتَجِي في غِرَاره
شفاءً من الأعداءِ يوم تسلهُ
لهُ خلقٌ رحبٌ ونفسٌ رأيتها
إذا رزحتْ نفسُ اللئيمِ تقلهُ
فَفِيمَ ولِمْ صَيَّرْتَ سمْعَكَ ضَيْعَة ً
ووقفاً على الساعي به يستغلهُ
قَرَارة ُ عَدْلٍ سَيْلُ كُل ثَنِيَّة ٍ
إلَيْهَا وشِعْبٌ كُلُّ زَوْرٍ يَحُلُّهُ
لِذَلِكَ ذَا المَوْلى المُهَانُ يَهِينُه
فيحْظَى وذَا العَبْدُ الذَّليل يُذِلُّهُ
أَتَغْدُو بهِ في الحَرْبَ قَبْلَ اتغَارهِ
وفي الخطبِ قعد أعيا الأولى مصمئلهُ
وتعقده حتى إذا استحصدتْ لهُ
مرائره أنشأتَ بعدُ تحلهُ!
هُوَ النَّفَلُ الْحُلْوُ الذي إنْ شَكَرْتَهُ
فقد ذابَ في أقصى لهاتِكَ حلهُ
وفيءُ فوقرهُ وإني لواثقٌ
بأنْ لا يراكَ اللهُ ممنْ يغلهُ
فلو كان فرعاً من فروعكَ لم يكنْ
لنَا منهمُ إلاَّ ذَرَاهُ وظِلُّهُ
فكيفَ وإنْ لم يرزقِ اللهُ إخوة ُ
لهُ، فهوَ بعد اليومِ فرعُكَ كلُّهُ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
رقم القصيدة : 15694
-----------------------------------(11/285)
شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
خَلائِقَ تَبْهَرُ الشَّرَفَ الطُّوَالاَ
أُتَعْتِعُ في الحَوَائجِ إن خِفافاً
غَدَوْتُ بها عليكَ وإنْ ثِقَالا
أَحِينَ رَفَعْتَ مِنْ شأَوِي وعادِتْ
حويلي من ندى كفيكَ حالا؟!
بِفَضْلِكَ صِرْتُ أكثَرَهُمْ عَطَاءً
وقبلكَ كنتُ أكثرهمْ سؤالا
فلا يَكْدُرْ قَلِيبُكَ لي، فإِني
أمدُّ إليكَ أسباباً طوالا
العصر العباسي >> أبو تمام >> هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
رقم القصيدة : 15695
-----------------------------------
هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
بِمُلْتَحَمٍ إلاَّ وأَنْتَ أَمِيرُها؟
بك اليمنُ استعلتْ على كلِّ موطنٍ
و صار لطي تاجها وسريرها
محرّمة ٌ أكفالُ خيلكَ في الوغى
ومَكْلُومَة ٌ لبَّاتُها ونُحُورُها
حرامٌ على ارماحنا طعنُ مدبرٍ
و تندقُّ في أعلى الصدورِ صدورها
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
رقم القصيدة : 15696
-----------------------------------
سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
على ابنِ الهيثمِ الملكِ اللبابُ
ذكرتكِ ذكرة ً جذبتْ ضلوعي
إليكِ كأنها ذكرى َ تصابي
فلا يغببْ محلكَ كلُ يومٍ
مِنَ الأَنْواءِ أَلطافُ السَّحَابِ
سقَتْ جُوداً نَوَالاً منكَ جَوْداً
وربعاً غيرَ مجتنبِ الجنابِ
فثمَ الجودُ مشدودَ الأواخي
وثمَّ المجدُ مضروبُ القبابِ
وأخلاقٌ كأنَ المسكَ فيها
بِصَفو الرَّاحِ والنُّطَفِ العِذَابِ
وكمْ أحييتَ من ظنَّ رفاتٍ
بها وعمرتَ من أملِ خرابِ
يَمِينُ مُحَمَّدٍ بَحْرٌ خِضَمٌّ
طَمُوحُ المَوْج، مَجْنُونُ العُبَابِ
تَفِيضُ سَماحة ً والمُزْنُ مُكْدٍ
وتَقطَعُ والحُسَامُ العَضْبُ نَابِ
فَدَاكَ أَبا الحُسيْنِ مِنَ الرَّزايا
ومِن دَاجي حَوادِثها الغِضَابِ
حسودٌ قصرتْ كفاهُ عنهُ
وكفكَ للنوالِ وللضرابِ(11/286)
ويَحْسُبُ ما يُفيدُ بلا نَوال
وَتُعْطي ماتُفيدُ بلا حِسَابِ
ويَغْدُو يسْتَثيبُ بِلا نَوَال
ونَيْلُكَ كُلُّهُ لا للثَّوَابِ
ذكرتُ صنيعة ً لكَ ألبستني
أثيث المالِ والنعمَ الرغابِ
تجددُ كلما لبستْ وتبقى
إذا ابتذلتْ وتخلقُ في الحجابِ
إِذَا ما أُبْرزَتْ زَادَتْ ضِياءً
وتشحبُ وجنتاها في النقابِ
وليست بالعوانِ العنسِ عندي
ولا هيَ منكَ بالبكرِ الكعابِ
فَلا يَبْعُدْ زَمَانٌ مِنكَ عشْنا
بِنَضْرَتِه ورَوْنَقهِ العُجَابِ
كأَنَّ العَنْبَرَ الهنْدِيَّ فيهِ
وفأرِ المسكِ مفضوضَ الرضابِ
لياليهِ ليالي الوصلِ تمتَ
بأَيَّام كأَيَّامِ الشَّبَابِ
أَقُولُ بِبعضِ ما أسدَيْتَ عندِي
وما أَطْلَبْتَني قَبْلَ الطلاَبِ
ولوْ أني استطعتُ لقامَ عني
بِشُكْرِكَ مَن مَشَى فَوْقَ التُّرَابِ
إذاً شكرتكَ مذحجُ حيثُ كانتْ
بَنُو دَيَّانِهَا وبَنُو الضبَابِ
وجِئْتُكَ في قُضَاعَة َ قد أَطافَتْ
بركني عامرِ وبني جنابِ
ولاستنجدتُ حنظلً وعمراً
ولم أَعِدْلْ بِسَعْدٍ والربابِ
ولاسترفدتُ من قيسِ ذراها
بني بدرٍ وصيدَ بني كلابِ
ولاحتَفلَتْ رَبيعَة ُ لي جَميعاً
بِأَيَّامِ كأَيَّامِ الكُلاَبِ
فأشفي من صميمِ الشكرِ نفسي
وتركُ الشكرِ أثقلُ للرقابِ
إِليْكَ أَثرتُ مِن تَحْتِ التَّرَاقي
قوافي تستدرُ بلا عصابِ
منَ القرطاتِ في الآذانِ تبقى
بقاءِ الوحي في الصمَّ الصلابِ
عِراضَ الجاهِ تجزَعُ كلَّ وادٍ
مُكَرَّمَة ً وتفتحُ كلَّ بابِ
مضمنً كلالَ الركبِ تغني
غناءً الزادِ عنهمْ والركابِ
إِذَا عارَضْتَها في يَوْم فَخْرٍ
مسحتَ خدودَ سابقة ً عرابِ
تَصِيرُ بِها وِهَادُ الأَرضِ هَضْباً
وأَعلاماً وتَثْلِمُ في الرَّوابي
كَتبْتُ ولو قَدَرْتُ جَوًى وشَوْقاً
إليكِ لكنتْ سطراً في كتابي
العصر العباسي >> أبو تمام >> دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ
دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ
رقم القصيدة : 15697
-----------------------------------
دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ(11/287)
كَمْ حَلَّ عقْدَة َ صَبْرِهِ الإِلْمَامُ
نُحِرَتْ رِكَابُ القَوْمِ حتَّى يَغْبُرُوا
رَجْلَى ، لقَدْ عَنُقُوا عليَّ ولامُور
عَشِقُوا، ولارُزِقُوا، أيُعذَلُ عاشِقٌ
رُزِقتْ هواهُ معالمٌ وخيامُ؟!
وقفوا عليَّ اللومَ حتى خيَّلُوا
أنَّ الوُقُوفَ على الديَارِ حَرَامُ!
ما مَرَّ يَوْمٌ واحِدٌ إلاَّ وفي
أحشَائِهِ لِمَحلَّتيْكِ غَمَامُ
حتى تعمَّمَ صُلْعُ هاماتِ الرُّبا
مِنْ نَوْرِهِ وتَأزَّرُ الأهْضَامُ
ولقدْ أراكِ، فهل أراكِ بغبطة ٍ
والعَيْشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلاَمُ؟!
أعوَامَ وَصْلٍ كانَ يُنْسِي طُولَها
ذكْرُ النَّوَى ، فكأنَّهَا أيَّامُ
ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْ
بِجَوى ً أَسى ً، فكأنَّها أعْوَامُ
ثمَّ انقضتْ تلك السنونُ وأهلُها
فكأنَّها وكأنَّهُمْ أحلامُ
أتصعصعت عبراتُ عينكَ أن دعتْ
ورقاءُ حين تصعصعَ الإظلامُ.؟!
لاتَنشِجَنَّ لَها فإنَّ بكَاءَها
ضَحِكٌ، وإنَّ بُكَاءَكَ استِغْرَامُ
هنَّ الحمامُ فإن كسرتَ عيافة ً
منْ حائهنَّ فإنَّهنَّ حمامُ
اللَّهُ أكْبَرُ جَاءَ أكبرُ مَنْ جَرَتْ
فَتَحَيَّرَتْ في كُنْهِهِ الأوهَامُ
من لا يحيطُ الواصفونَ بقدرهِ
حتى يقولوا قدره إلهامُ
مَنْ شَرَّدَ الإعدَامَ عَنْ أوطانِه
بالبَذْلِ حتَّى استُطْرِفَ الإِعدَامُ
وتَكَفَّلَ الأيتَامَ عَنْ آبَائِهِمْ
حتَّى وَدِدْنَا أَنَّنا أيْتَامُ
مُسْتَسْلِمٌ للَّهِ، سَائِسُ أُمَّة ٍ
لِذَوِي تَجَهْضَمِها لَهُ استِسْلاَمُ
يَتجَنَّبُ الآثَامَ ثُمَّ يَخَافُها
فكأنَّما حسناتُه آثامُ
يأَيُّها المَلِكُ الهُمَامُ وعَدْلُه
ملكٌ عليه في القضاءِ همامُ
ما زالَ حكمُ اللهِ يشرقُ وجهه
في الأرضِ مُذْ نِيطَتْ بكَ الأحكامُ
أسرتْ لكَ الآفاقَ عزمَهُ همة ٍ
جُبِلَتْ على أنَّ المَسِيرَ مُقَامُ
إلا تكنْ أرواحُها لكَ سُخِّرتْ
فالعَزْمُ طَوْعُ يَدَيْكَ والإِجذَامُ
الشَّرْقُ غَرْبٌ حِين تَلْحَظ قَصْدَه
ومخالفُ اليمنِ القصيّ شآمُ(11/288)
بالشدقمياتِ العتاق كأنَّما
أشباحُهَا بَيْنَ الإِكامِ إكامُ
والأعوجيات الجيادِ كأنَّها
تهوي وقد ونت الرياحُ سمامُ
لما رأيتَ الدينَ يخفقُ قلبُه
والكفرُ فيهِ تغطرسٌ وعرامُ
أوريتَ زندَ عزائمٍ تحت الدجى
أسرجنَ فكركَ والبلادُ ظلامُ
فنهضتَ تسحبُ ذيل جيشٍ ساقهُ
حُسْنُ اليَقِين وقَادَهُ الإِقدَامُ
مثعنجرٍ لجبٍ ترى سلافهُ
ولهم بمنخرقِ الفضاء زحامُ
مَلأَ المَلا عُصَبَاً فكادَ بأنْ يُرَى
لاخَلْفَ فيهِ ولا لَهُ قُدَّامُ
بِسَواهِمٍ لُحُقِ الأياطِل شُزَّبٍ
تَعلِيقُها الإسراجُ والإِلجَامُ
ومقاتلين إذا انتموا لم يُخزهمْ
في نصرِكَ الأخوالُ والأعمامُ
سفعَ الدؤوبُ وجوهَهُم فكأنَّهمْ
وأبوهُمُ سامٌ أبوهُمْ حامُ
تخذوا الحديد من الحديد معاقلاً
سكأنها الأرواحُ والأجسامُ
مسترسلين إلى الحتوفِ، كأنما
بينَ الْحُتُوفِ وبَيْنَهمْ أرحامُ
آسّادُ مَوْت مُخْدِراتٌ مَالَها
إلا الصوارمَ والقنا آجامُ
حتَّى نَقَضْتَ الرُّومَ مِنْكَ بوَقْعة
شَنعاءَ لَيْسَ لِنَقْضِها إبْرَامُ
في معركٍ أما الحِمامُ فمفطرٌ
في هَبْوَتَيْهِ والكُماة ُ صِيَامُ
والضَّرْبُ يُقْعِدُ قَرْمَ كل كَتِيبَة ٍ
شَرِسَ الضَّريبة ِ والْحُتُوفُ قِيامُ
فَفَصَمْتَ عُرْوَة َ جَمْعهم فيه وقَدْ
جَعَلَتْ تَفَصَّمُ عَنْ عُرَاها الهَامُ
ألقوا دلاءً في بحوركَ أسلمتْ
تَرَعاتِها الأكرَاُ والأوذَامُ
ما كانَ للإشراكِ فوزة ُ مشهدٍ
واللهُ فيهِ وأنتَ والإسلامُ
لما رأيتهُمُ تساقُ ملوكهمْ
حِزَقاً إليكَ كأنَّهُمْ أنعَامُ
جَرْحَى إلى جَرْحَى كأنَّ جُلُودَهُمْ
يطلى بها الشيانُ والعلامُ
مُتَسَاقِطي وَرَقِ الثيَابِ كأنَّهُمْ
دانوا فأحدثَ فيهم الإحرامُ
أكرَمْتَ سيفَكَ غَرْبَه وذُبَابَهُ
عنهمْ وحقَّ لسيفك الإكرامُ
فرددتَ حدَّ الموتِ وهوَ مركبٌ
في حدهِ فارتدَّ وهوَ زؤامُ
أيقظتَ هاجعهمْ وهلْ يغنيهمُ
سَهَرُ النَّواظِرِ والعُقُولِ نيامُ
جحدتكَ منهم ألسنٌ لجلاجة ٌ(11/289)
أقرَرْنَ أنَّكَ في القُلُوبِ إِمَامُ
إسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ
نتجتْ رجاءكَ والرجاءُ عقامُ
إنَّ المكارمَ للخليفة ِ لمْ تزلْ
واللهُ يعلمُ ذاك والأقوامُ
كُتِبَتْ لَهُ ولأوَّليهِ وراثَة ً
في اللَّوْحِ حتَّى جَفَّتِ الأقلامُ
مُتَوَطئُو عَقِبَيْكَ في طَلَبِ العُلاَ
والمَجْدُ ثُمَّتَ تَسْتَوي الأقْدَامُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
رقم القصيدة : 15698
-----------------------------------
ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
مستغيثُ بها الثرى المكروبُ
لو سعتْ بقعة ٌ لإعظامِ نعمى
لسعى نحوها المكانُ الجديبُ
لذَّ شؤبوبها وطابَ فلو تس
طيعَ قامتْ فعانقتها القلوبُ
فهيَ ماءٌ يجري وماءٌ يليهِ
وعَزَالٍ تهْمي وأُخْرى تَذُوبُ
كشفَ الرَّوضُ رأْسَه واستسَرَّ
المَحْلُ منها كمَا اسْتَسَرَّ المُريبُ
فإذا الرى ُّ، بعدَ محلٍ وجرجا
نُ لَدَيْها يَبْرِينُ أَو مَلْحُوبُ
أَيُّهَا الغَيْثُ حَي أَهْلاً بِمغْدَا
كَ وعندَ السرى َ وحينَ تؤوبُ
لأَبِي جَعْفَرٍ خلاَئِقُ تحْكيـ
ـهنَّ قَدْ يُشْبِهُ النَّجِيبَ النَّجِيبُ
أنتَ فينا في ذا الأوانِ غريبٌ
وهْوَ فِينَا في كُل وَقْتٍ غَريبُ
ضاحكٌ في وائبِ الدهرَ طلقٌ
وملوكٌ يبكينَ حينَ تنوبُ
فإذا الخطبُ راثَ نالَ الندى وال
بذلُ منهُ ما لا تنالُ الخطوبُ
خلقٌ مشرقُ ورأيُ حسامٌ
وَوِدادٌ عَذْبٌ وريحٌ جَنُوبُ
كلَّ يومٍ لهُ وكلَّ أوانٍ
خلقٌ ضاحكٌ ومالٌ كئيبُ
إِنْ تُقَارِبْهُ أَوْ تُبَاعِدْهُ مَا لَمْ
تأتِ فحشاءَ فهوَ منكَ قريبُ
ما التقى وفرهُ ونائلهُ مذ
كَانَ إلاَّ وَوَفْرُهُ المغْلُوبُ
فهْوَ مُدْنٍ للجُودِ وهو بَغِيضٌ
وهوَ مقص للمال وهوَ حبيبُ
يَأْخُذُ الزَّائِرينَ قَسْراً ولَوْ كَفَّ
م دعاهمْ إليهِ وادٍ خصيبُ
غيرَ أنَّ الرامي المسددَ يحتا
طُ مَعَ العِلْم أَنَّهُ سَيُصِيبُ(11/290)
العصر العباسي >> أبو تمام >> أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
رقم القصيدة : 15699
-----------------------------------
أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
لو استمتعتِ بالأنسِ القديمِ
أدَارَ البُؤْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابي
إليَّ فصرتِ جناتِ النعيمِ
لَئِنْ أصبحتِ مَيْدَانَ السَّوافِي
لقَدْ أصبَحتِ مَيْدَانَ الهُمُومِ
ومما ضرَّمَ البرحاءَ أني
شَكَوْتُ فما شَكَوْتُ إلى رَحِيمِ
أظُنُّ الدَّمْعَ في خَدي سَيَبْقَى
رسوماً من بكائي في الرسومِ
وليلِ بتُّ أكلؤه كأني
سَليمٌ أوْ سَهِرْتُ على سَليمِ
أراعي من كواكبه هجاناً
سواماً ما تريعُ إلى المسيمِ
فأقسمُ لو سألتِ دجاهُ عني
لقدْ أنباكِ عن وجدٍ عظيمِ
أنَخْنَا في ديَارِ بَني حَبيبٍ
بناتِ السيرِ تحت بني العزيمِ
وما إنْ زَالَ في جَرْمِ ابنِ عَمْروٍ
كريمٌ من بني عبد الكريمِ
يَكادُ نَدَاهُ يتركُهُ عَديماً
إذا هطلتْ يداه على عديمِ
تَرَاهُ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ المعَالي
فتَحْسِبُه يُدَافِعُ عَنْ حَرِيمِ
غريمٌ للملِّم به وحاشى
نداهُ منْ مماطلة الغريمِ
سفيهُ الرمح جاهلُهُ إذا ما
بدا فضلُ السفيه على الحليمِ
إذا ما قيلَ أرعفتِ العوالي
فليس المرعفاتُ سوى الكلومِ
إذا ما الضربُ حشَّ الحربَ أبدى
أغرَّ الرأي في الخطبِ البهيمِ
تُقفى الحربُ منهُ حينَ تغلي
مراجلها بشيطانٍ رجيمِ
فإن شهدَ المقامة َ يومَ فصلٍ
رأيتَ نظيرَ لقمانِ الحكيمِ
إذا نزلَ النزيعُ بهمْ قروهُ
رياضَ الريف من أنفٍ جميمِ
فَلَوْ شَاهَدْتَهُمْ والزَّائِريهِمْ
لَما مِزْتَ البَعِيدَ مِنَ الحَمِيمِ
أُولئِكَ قَدْ هُدُوا في كُل مَجْدٍ
إلى نَهْجِ الصرَاط المُسْتقِيمِ
أَحلَّهُمُ النَّدَى سِطَة َ المعالي
إذا نزلَ البخيلُ على التخومِ
فروعٌ لا ترفُّ عليك إلا
شَهِدْتَ لَها على طِيبِ الأرومِ
وفي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْقٍ
لِمُخْتَبِرٍ على الشَّرَفِ القَدِيم(11/291)
لهم غُرَرٌ تُخالُ إذا استنارَتْ
بواهرُها ضرائرَ للنجومِ
قرومٌ للمجيرِ بهم أسودٌ
نَكالٌ للأسودِ وللقرومِ
إذا نزلوا بمَحْلٍ روَّضوهُ
بآثارٍ كآثارِ الغيومِ
لكلٍّ مِن بني حَوَّاءَ عُذْرٌ
ولاعُذْرٌ لطائيٍّ لئيمِ
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم
يزل يأوي إلى أصلٍ كريمِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> عزة النفس
عزة النفس
رقم القصيدة : 157
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ينجرح قلب.. لكن ترتفع هامه
والله امي لاموت ولاانحني راسي
لو رماني زماني وسط..دوامه
العواصف شديده .. والجبل راسي
أنقل الحزن وامشي منتصب قامه
قاسي الوقت .. لكني بعد قاسي
واسمع الحلم يصرخ لحظه اعدامه
رابط الجاش ... ماهز الخبر باسي
عزتي غاليه ..والناس سوامه
قلت ماابيع حتى تقطع انفاسي
زانت ايام عمري .. شانت ايامه
مارجيت العزى من رحمة الناسي
من عجز لايدوس الهم باقدامه
لازم انه مع الايام ينداسي
يندمل جرح القلبٍ ..ماتت احلامه
بس ما اظن يبرى جرح الاحساسي
يوم صارت مابين القلب والهامه
وش ابي بالحياة الياانحنى راسي
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> .............
.............
رقم القصيدة : 1570
-----------------------------------
* * *
ـ حساب ـ
أيها الرب
إفرشْ دفاترك
وسأفرش أمعائي
وتعال نتحاسبْ
* * *
ـ سهم ـ
لحظة الانعتاق الخاطفة
بماذا يفكرُ السهم
بالفريسة
أم ...
بالحرية
* * *
ـ خطوط ـ
أنت تمضي أيها المستقيم
دون أن تلتفت
لجمال التعرجات على الورق
أنت تملك الوصول
وأنا أملك السعة
* * *
ـ شكوى ـ
نظر الأعرجُ إلى السماء
وهتف بغضب:
أيها الرب
إذا لم يكن لديك طينٌ كافٍ
فعلام استعجلتَ في تكويني
* * *
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ
لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ
رقم القصيدة : 15700
-----------------------------------
لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ(11/292)
فتنجلي بِكَ عَنْ خُلْصَانِكَ الكُرَبُ
لَعاً أَبَا جَعْفَرٍ واسْلَمْ فَقَدْ سَلِمَتْ
بكَ المروءَة وستعلى بكَ الحسبُ
إنا جهلنا فخلناكَ اعتللتَ ولا
واللهِ ما اعتلَّ إلاّ الملكُ والأدبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
رقم القصيدة : 15701
-----------------------------------
أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
أنَّ النوى أسأرتْ في قلبه لمما
أصمَّني سِرُّهُمْ أَيَّامَ فُرْقَتِهمْ
هَلْ كنتَ تَعْرف سِرّاً يورِثُ الصَّمَما
العصر العباسي >> أبو تمام >> كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
رقم القصيدة : 15702
-----------------------------------
كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
فأصبحَ اليأْسُ لها مَعْرِضا
اسخطني دهريَ بعد الرضا
وارتجَعَ العُرْفَ الذي قدْ مَضَى
لم يظلمِ الدهرُ ولكنّهُ
أقرَضَنِي الإِحْسَانَ ثُمَّ اقتَضَى !
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
رقم القصيدة : 15703
-----------------------------------
يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
ومنْ بهِ طالَ لسانُ الأدبْ
إنا عهدناكَ أخا علة ً
بالإمسِ نالتكَ ببعضِ الوصبْ
فَكَيْفَ أصبحْتَ ولا زِلْتَ في
عافيَ أذيالها تنسحبْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
رقم القصيدة : 15704
-----------------------------------
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
وأن ينظمَ الشملَ المشتتَ ناظمُ؟!
لَئِنْ أَرْقَأَ الدَّمْعَ الغَيُورُ وقَدْ جَرَى
لقدْ رويتْ منهُ خدودٌ نواعمُ
لقد كان ينسى عهدَ ظمياءَ باللوى
ولكن أملَّتْهُ عليه الحمائمُ
بعثنَ الهوى في قلبِ من ليسَ هائماً
فقل في فؤادٍ رعنهُ وهوَ هائمُ(11/293)
لها نغمٌ ليستْ دموعاً فإن علتْ
مَضَتْ حَيْثُ لاتمْضي الدُّمُوعُ السَّواجمُ
أما وأبيها لو رأتني لأيقنتْ
بطولِ جوى ينفض منه الحيازمُ
رأَتْ قَسَماتٍ قَدْ تَقسَّم نَضْرَها
سُرَى اللَّيْلِ والإسآدُ فَهْي سَوَاهِمُ
وتَلْويحَ أجسَامٍ تَصَدَّعُ تحتَها
قُلُوبٌ رِياحُ الشَّوْق فيها سَمَائِمُ
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ
ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا
هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ
جَزَى اللَّهُ كَفّاً مِلْؤها مِنْ سَعَادة ٍ
سعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائمُ
فلم يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ
ولا المَجْدُ في كَف امْرئٍ والدَّرَاهِمُ
ولَمْ أَرَ كالمَعْرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُه
مَغَارمَ في الأقَوام وَهْيَ مَغَانِمُ
ولا كالعُلَى مالَمْ يُرَ الشعْرُ بَيْنها
فكَالأرضِ غُفْلاً ليسَ فِيها مَعالِمُ
وما هو إلا القولُ يسري فتغتدي
لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُهٍ ومَوَاسِمُ
يُرى حِكْمَة ً مافيهِ وهْوَ فُكَاهَة ٌ
ويُقْضِي بما يَقْضِي بهِ، وهْوَ ظَالِمُ
إلى أحمدَ المحمودِ رامتْ بنا السرى
نواعِبُ في عَرْضِ الفلا ورَوَاسمُ
خَوَانِفُ يَظْلِمْنَ الظَّلِيم إذا عَدَا
وسيجَ أبيهِ وهوَ للبرقِ شائمُ
نجائبُ قدْ كانتْ نعائمَ مرة ً
مِنَ المَر أَوْ أُمَّاتُهُنَّ نَعَائِمُ
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ
وليسَ لهُ مالٌ على الجودِ سالمُ
جَديرٌ بأَنْ لا يُصْبِحَ المَالُ عِنْدَهُ
جَدِيراً بأن يَبْقَى وفي الأرض غَارمُ
ولَيْسَ ببَانٍ لِلعُلى خُلُقُ امرئ
وإنْ جلَّ إلاَّ وهْوَ لِلمَالِ هَادِمُ
لهُ من إيادٍ قمة ُ المجدِ حيثما
سَمتْ وَلها مِنْه البِنَا والدَّعَائِمُ
أناسٌ إذا راحوا إلى الروعِ لم تَرُح
مسالمة ً أسيافهمْ والجماجمُ
بَنُو كُل مشْبُوحِ الذرَاعِ إِذَ القَنَا
ثَنَت أَذْرُعَ الأبطال، وَهْيَ مَعَاصِمُ
إذا سيفهُ أضحى على الهامِ حاكماً(11/294)
غدا العفو منه وهو في السيفِ حاكمُ
أَخَذْت بأعضَادِ العُرَيْب وقَدْ خَوَتْ
عُيُونٌ كَلِيلاتٌ وذَلَّتْ جَمَاجِمُ
فأضحوا لوِ استطاعوا لفرطِ محبة ٍ
لقد علقتْ خوفاً عليكَ التمائمُ
ولو علم الشَّيْخَانِ أدٌّ ويعرُبٌ
لسرت إذنْ تلكَ العظامُ الرمائمُ
تلاقى بك الحيانِ في كلِّ محفلٍ
جليلٍ وعاشتْ في ذراكَ العماعمُ
فما بالُ وَجْهِ الشعرِ أغْبَرَ قاتماً
وأنفِ العُلى من عطلة ِ الشّعرِ راغمُ
تَدَاركْهُ إِنَّ المَكرُمَاتِ أصابعٌ
وإِنَّ حُلَى الأشعار فيها خَوَاتِمُ
إذا أنتَ لمْ تحفظْهُ لَمْ يَكُ بدْعَة ً
ولا عَجباً أن ضَيَّعَتْهُ الأعَاجمُ
فقدْ هزَّ عطفيهِ القريضُ توقعاً
لِعَدْلِكَ مُذْ صَارَتْ إليكَ المَظَالِمُ
ولولا خلالٌ سنها الشعرُ ما درى
بغاة ُ الندى من أين تؤتى المكارمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
رقم القصيدة : 15705
-----------------------------------
أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
تكن عوضاً إن عنفوك من النبلِ
وكأسٍ كمَعْسولِ الأَماني شَرِبْتُها
و لكنها اجلت وقد شربت عقلي
إذا عُوتِبَتْ بالماءِ كانَ اعِتذَارُها
لَهيباً كَوَقِعِ النَّارِ في الحَطَبِ الجَزْلِ
اذا هيت دبت في القتى خال جسمهُ
لما دبَّ فيهِ قرية ً من قرى النملِ
اذا ذاقها وهي الحياة ُ رأيتهُ
يعبّسَ تعبيسَ المقدمِ للقتلِ
إذا اليَدُ نالَتْها بِوِتْرٍ تَوَقَّرَتْ
على ضَعْفِها ثم استَقَادَتْ منَ الرجْلِ
و تصرعُ ساقيها بانصافِ شربها
وصَرعُهُمُ بالجَوْرِ في صُورة ِ العَدْلِ
سقى الرائحُ الغدي المهجرُ بلدة ً
سقتني أنفاسَ الصبابة ِ والخيلِ
سحابٌ اذا ألقت عل خلفهِ الصبا
يداً قالت الدنيا أتى قاتلُ المحلِ
اذا ما ارتدى بالبرقِ لم يزل الندى
لهُ تبعاُ أو يرتدي الروضُ بالبقلِ
إِذا انتشَرَتْ أَعلامُهُ حَوْلَه انطَوتْ
بطونُ الثرى منهُ وشيكاً على حملِ
ترى الأرضَ تهتزُّ ارتياحاً لوقعهِ(11/295)
كما ارتاحتِ البِكْرُ الهِدِيُّ إلى البَعْلِ
فجَادَ دِمَشْقاً كلَّها جُودَ أهْلِها
بأنْفُسِهِمْ عندَ الكَرِيهَة ِ والبَذْلِ
سَقاهُمْ كما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغَى
ببيضِ صفيحِ الهندِ والسمرِ الذبلِ
فلم يبقِ في أرضِ البقاعينِ بقعة
وجَادَ قُرَى الجَوْلانِ بالمُسْبِلِ الوَبْلِ
بنفسي أرضُ الشام لا أيمنُ الحمى
و لا أيسرث الدهنا ولا أوسطُ الرملِ
و لم أرَ مثليَ مستهاماً بمثلكم
و لا مثلَ قلبي فيهِ لا يغلي
عَدَتْنيَ عنكُمْ مُكْرَهاً غُرْبَة ُ النَّوَى
لها طَرْبَة ٌ في أَن تُمِرَّ ولا تُحْلي
اذا لحظت حبلاً من الحيّ محصداً
رمتهُ فلم تسلم بناقضة ِ الفتلِ
أتت بعد هجرٍ من حبيبٍ فحركت
صُبابَة َ ما أَبقَى الصُّدودُ مِنَ الوَصْلِ
أخمسة ُ أحوالٍ مضت لمغيبهِ
وشَهْرانِ بل يَوْمانِ نِكْلٌ مِنَ النكْلِ !
تَوَانَى وَشِيكُ النُّجْعِ عنه ووُكلَتْ
بِهِ عَزَماتٌ أَوْقَفَتْهُ على رِجْلِ
ويَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَبِيتَ زَماعُه
على عجلٍ ان القضاءَ على رسلِ
قضى الدهرُ مني نحبهُ يومَ فتلهِ
هوايَ بارقالِ الغريرية ِ الفتلِ
لقَد طَلَعَتْ في وَجْهِ مِصْرَ بِوَجْههِ
بلا طالعٍ سعدٍ ولا طائرٍ سهلِ
وسَاوِسُ آمالٍ ومَذْهَبُ هِمَّة ٍ
تَخيَّلُ لي بينَ المَطِيَّة ِ والرَّحْلِ
وَسَورَة ُ عِلْمٍ لم تُسَدَّدْ فأَصْبَحَتْ
وما يُتَمارَى أّنَّها سَوْرَة ُ الجَهلِ
نأيتُ فلا مالاً حويتُ ولم أقم
فَأَمتَعَ إِذْ فُجعْتُ بالمَالِ والأَهْلِ
بَخِلْتُ على عِرْضِي بما فيهِ صَوْنُه
رَجَاءَ اجتناءِ الجُودِ مِنْ شجَرِ البُخْلِ
عَصَيْتُ شَبَا عَزْمي لِطَاعَة ِ حَيْرَة
دعتني إلى أن افتحَ القفلَ بالقفلِ
و أبسطَ من وجهي الذي لو بذلتهُ
إِلى الأَرضِ مِن نَعْلي لَما نَقَبَتْ نَعْلي
عِداتٌ كَرَيْعانِ السَّرَابِ إِذا جَرَى
تُنَشرُ عَنْ مَنْعٍ وتُطْوَى على مَطْلِ
لئامٌ طَغَامٌ أَوْ كِرامٌ بِزَعْمِهِم
سَواسِيَة ٌ ما أشبَهَ الحَوْلَ بالقَبْلِ!(11/296)
فلَوْ شاءَ مَنْ لَوْ شَاءَ لم يَثْنِ أَمرَه
لصيّرتُ فضل المالِ عند ذوي الفضلِ
و لو أنني اعطيتُ بأسي نصيبهُ
إِذنْ لأخذتُ الحَزْمَ مِنْ مَأْخذ سَهْلِ
وكانَ ورائي مِنْ صرِيمَة ِ طَييءٍ
ومَعْنٍ ووَهْبٍ عَنْ أَماميَ ما يُسْلي
فَلَمْ يَكُ ما جَزَّعْتُ نَفْسي مِنَ الأَسى
ولم يَكُ ما جَرَّعْتُ قَوْمي مِنَ الثُّكْلِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
رقم القصيدة : 15706
-----------------------------------
أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
فملَ برواعيهِ عن الأملِ الجذبِ
فو اللهِ ما شيءٌ سوى الحبَّ وحدهُ
بأعلى محلاً منَ رجائكَ في قلبي
العصر العباسي >> أبو تمام >> سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
رقم القصيدة : 15707
-----------------------------------
سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
عليهِ وسمٌ من الأيامِ والقدمِ
ما دامَ عيشٌ لبسناهُ بساكنهِ
لدناً ولو أنَّ عيشاً دامَ لمْ يدمِ
يامَنْزِلاً أَعْنَقَتْ فيهِ الجَنُوبُ على
رَسْمٍ مُحِيلٍ وشِعْبٍ غير مُلْتَئمِ
هرمتَ بعديَ والربعُ الذي أفلتْ
منهُ بدورك معذورٌ على الهرمِ
عَهْدِي بمَغْنَاكَ حُسَّانَ المعَالِم مِنْ
حُسَّانَة ِ الوَرْدِ والبَرْدِي والعَنَمِ
بَيْضَاءُ كان لَها مِنْ غيْرِنا حَرَمٌ
فلمْ تكن نستحلُّ الصيدَ في الحرمِ
كانت لنا صنماً نحتو عليه، ولمْ
نَسْجُدْ كَما سَجدَ إِلافشينُ لِلصّنَمِ
زار الْخَيالُ لَها لابَلْ أزارَكَه
فِكْرٌ إذا نَامَ فِكرُ الْخَلق لَمْ يَنِم
ظبيٌ تقنصتهُ لمّا نصبتُ لهُ
في آخر الليلِ أشراكاً من الحلمِ
ثُمَّ اغتَدَى وبنا مِنْ ذكْرِ سَقَمٌ
باقٍ، وإن كانَ مشغولاً عن السقمِ
اليومَ يُسْليك عَنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وعَنْ
بلى الرسومِ بلاءُ الأينق الرسمِ(11/297)
من القلاصِ اللواتي في حقائبها
بضاعة ٌ غيرُ مزجاة ٍ من الكلمِ
إذَا بلَغنَ أَبا كلثُومٍ اتَّصَلتْ
تلك المنى وأخذنَا لحاجَ من أممِ
بنى بهِ اللهُ في بدوٍ وفي حضرٍ
لوائلٍ سورَ عزَّ غيرَ منهدم
رَأَتْهُ في المَهْدِ عَتَّابٌ، فقَالَ لها
ذَوُو الفِرَاسَة ِ: هذا صَفْوَة ُ الكَرَمِ
خذوا هنيئاً مرئياً يا بني جشمٍ
مِنْهُ أمانَيْنِ مِنْ خَوْفٍ ومنْ عَدَمِ
فجَاءَ وَالنَّسَبُ الوَضَّاحُ جاءَ بهِ
كأنَّهُ بُهْمَة ٌ فِيهمْ مِن البُهَمِ
طِعانُ عَمْرو بن كُلْثُومٍ ونَائِلُهُ
حَذْوَ السُّيُور التي قُدَّتْ مِنَ الأدَمِ
لو كان يملك عمروٌ مثلهُ شبهاً
مِنْ صُلْبه لَم يَجدْ لِلْمَوْتِ مِنْ أَلَمِ
بنانُه خلجٌ تجري وغيرتُه
سِتْرٌ مِنَ اللهِ مَمْدُودٌ على الحُرَمِ
نالَ الجزيرة َ إمحالٌ فقلتُ لهمْ
شِيمُوا نَدَاهُ إذا ما البَرْقُ لم يُشَمِ
فمَا الرَّبيعُ على أُنْسِ البلادِ بهِ
أشدَّ خضرة َ عودٍ منهُ في القُحم
ولا أرى ديمة ً أمحى لمسغبة ٍ
مِنْهُ على أَنَّ ذَكْراً طار لِلديَمِ
لِغلِبٍ سُؤْدَدٌ طابَتْ مَنَابتُه
في منتهى قللٍ منها وفي قممِ
مجدٌ رعى تلعاتِ الدهرِ وهوَ فتى
حتى غدا الدهرُ يمشي مشية َ الهرمِ
بناهُ جودٌ وبأسٌ صادقٌ ومتى
تُبْنَ العُلَى بِسَوَى هَذَيْن تَنْهَدِمِ
وَقْفٌ على آلِ سَعْدٍ إنَّ أَيْدِيَهُمْ
سمٌّ لمستكبرٍ شهدٌ لمؤتدمِ
لاجَارُهُمْ لِلرَّزَايَا في جَوَارِهِمِ
ولاعُهُودُهُمُ مَذمُومَة الذمَمِ
أصفَوْا مُلُوكَ بَني العبَّاس كلَّهُمُ
ذَخِيرة ً ذَخَرُوها عَنْ بَنِي الحَكَمِ
مَهْلاً بَني مالكٍ لاتَجْلُبُنَّ إلى
حيِّ الأراقمِ دؤلولَ ابنة ِ الرقمِ
فأي حقدٍ أثرتمْ من مكامنه
وأيَّ عَوْصَاءَ جَشَّمْتُمْ بَنِي جُشَمِ
لَمْ يَأْلُكُمْ مالِكٌ صَفْحاً ومَغْفرَة ً
لو كانَ ينفخُ قينُ الحيِّ في فحم
لا بالمُعَاوِدِ وَلْغاً في دِمَائكُمُ
ولا إلى لحمِ خلقٍ منكمُ قرمِ
أخْرَجْتُمُوهُ بِكُرْهٍ مِنْ شَجِيَّتِه(11/298)
والنارُ قد تنتضى من ناضرِ السلمِ
أوطأتموهُ على جمر العقوق ولوْ
لم يحرجِ الليثُ لم يبرحْ من الأجمِ
قذعتُمُ فمشيتمْ مشية ً أمماً
كذاكَ يحسنُ مشيُ الخيل في اللجمِ
إذْ لا معولَ إلا كلُّ معتدلٍ
أصَمَّ يُبْرِئُ أقوَاماً مِن الصَّمَمِ
منَ الردينية اللاتي إذا عسلتْ
تشمُّ بوَّ صغار الأنفِ ذا الشمم
إنْ أجرَمَتْ لَمْ تَنصَّلْ مِنْ جَرائمها
وإنْ أساءتْ إلى الأقوامِ لم تلمِ
كان الزمانُ بكمْ كلباً فادركمْ
بالسيفِ والدهرُ فيكمْ أشهرُ الحرمِ
أَمِنْ عَمًى نَزَلَ النَّاسُ الرُّبَا فنَجَوْا
وأنتمُ نصبُ سيل الفتنة ِ العرمِ؟!
أم ذَاكَ مِنْ هِمَمٍ جَاشَتْ، فكَمْ ضَعَة ٍ
أدى إليها علوُّ القومِ في الهممِ!
تنبونَ عنه وتعطونَ القيادَ إذا
كلبٌ عوى وسطكُمْ من أكلُبِ العجمِ!!
قد انثنى بالمنايا في أسنتهِ
وقَدْ أقَامَ حَيَارَاكُمْ على اللَّقَمِ!
جذلانَ منْ ظفرٍ حرَّانَ إنْ رجعتْ
مخضوبة ً منكمُ أظفارهُ بدمِ
دينٌ يُكَفْكِفُ مِنْهُ كُلَّ بَائِقَة ٍ
ورحمة ٌ رفرفتْ منهُ على الرحمِ !
لولا مناشدَة ُ القُربى لغادَرَكم
حصائدَ المرهفَيْنِ: السّيفِ والقلمِ
لأَصبَحَتْ كالأَثَافِي السُّفْعِ أو جُهُكُم
سوداً من العارِ لا سوداً من الحمم
لا تجعلوا البغيَ ظهراً إنه جملٌ
من القطيعة ِ يرعى وادي النقمِ
نظرتُ في السير الأولى خلتْ فإذا
أيامُهُ أكلتْ باكورة َ الأممِ
أفنَى جَدِيساً وَطَمْسماً كُلَّها وسَطَا
بأنجم الدهرِ من عادٍ ومن إرمِ
أردى كليباً وهماماً وهاج بهِ
يَوْمُ الذَّنائِبِ والتَّحْلاَق لِلمَمِ
سقى شرحبيل من سمّ الذعافِ على
أيدِيكُمُ غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولابَرمِ
بَزَّ التَّحِيَّة َ مِنْ لَخْمٍ فَلا مَلِكٌ
متوجٌ في عماماتٍ ولا عممِ
ياعَثْرَة ً ما وُقِيتُمْ شَرَّ مَصْرَعِها
وَذَلَّة ُ الرَّأْي تُنْسِي ذَلَّة َ القَدَمِ
حينَ استوى الملكُ واهتزتْ مضاربه
في دَوْلَة الأُسْدِ لافي دَوْلَة ِ الخَدَمِ(11/299)
أبناءَ دَلْفَاءَ مَهْلاً إنَّ أُمَّكُمُ
دافتْ لكمْ علقمَ الأخلاقِ والشيمِ
طائية ٌ لا أبوها كان مهتضماً
ولامَضَى بَعْلُها لَحْماً على وَضَمِ
لاتُوقِظُوا الشَّرَّ مِنْ قَوْمٍ فَقَدْ غَنِيَتْ
ديَارُكُمْ وَهْيَ تُدْعَى مَوْطِنَ النعَمِ
هذا ابن خالكمُ يهدي نصيحتَهُ
مَنْ يُتَّهمْ فَهْوَ فيكُمْ غيرُ مُتَّهَمِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
رقم القصيدة : 15708
-----------------------------------
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
و لا قشيبٌ فيستكسى ولا سملُ
عدلٌ من الدمعِ ان يبكي المصيفَ كما
يبكى الشبابُ ويبكى اللهوُ والغزلُ
يمنى الزمانِ طوت معروفها وغدت
يُسْراهُ وهْيَ لنا مِنْ بعدِها بَدَلُ
ما للشتاءِ ولا للصيفِ من مثلٍ
يَرْضَى به السَّمْعُ إلاَّ الجُودُ والبخلُ
أما ترى الأرضَ غضبي والحصى قلِقٌ
و الأفقَ بالحرجفِ النكباءِ يقتتلُ
من يزعم الصيفَ لم تذهب بشاشتهُ
فغيرُ ذلكَ أَمسَى يَزعمُ الجَبَلُ
غدا لهُ مغفرٌ في رأسهِ يققٌ
لا تهتك البيضُ فوديهِ ولا الأسلُ
اذا خراسانُ عن صنبيرها كشرت
كانت قياداً لنا أنيابهُ العضلُ
يُمْسِي ويَضحِي مٌقيماً في مَبَائِتِه
وَبَأسُهُ في كُلَى الأَقوامِ مُرْتَحِلُ
من كان يجهلُ منهُ جدَّ سورتهِ
في لاقريتين وأمرُ الحقِّ مكتهلُ
فما الضُّلوعُ ولا الأَحشَاءُ جاهِلَة ٌ
و لا الكلى أنهُ المقدامة ُ البطلُ
هذا ولم يَتَّزِر لِلحرْبِ دَيْدَنَهُ
و أيُّ قرنٍ تراهُ حين يشتملُ
إنْ يَسَّرَ اللَّه أَمراً أَثمَرتْ معه
من حيثُ أورقتِ الحاجاتُ والأملُ
فما صلائي ان كان الصلاءُ بها
جمرَ الغضا الجزلِ الا السيرُ والابلُ
المُرضِياتُك ما أَرغمتَ آنُفَها
و الهادياتك وهي الرشدُ والضللُ
تقرّبُ الشقة َ القصوى أذا أخذت
سِلاحَها وَهُو الإرقالُ والرَّمَلُ
إِذَا تَظَلَّمْتَ مِن أَرضٍ فُصِلْتَ بها(11/300)
كَانَتْ هي العِزُّ إِلاَّ اَنَّها ذُلُلُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
رقم القصيدة : 15709
-----------------------------------
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
وأيِّ ديارٍ أوطنتها وأيتِ
وماذا عليها لو أشارتْ فودعت
إلينا بأطرافِ البنانِ وأومتِ
وما كانَ إلاّ أنْ تولتْ بها النوى
فَوَلَّى عَزَاءُ القَلْبِ لَمَّا تَوَلَّتِ
فأما عيونٌ العاشقينَ فأسخنتْ
وأَمّا عيُونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ
ولما دعاني البينُ وليتٌ إذْ دعا
ولما دعاها طاوعتهُ ولبتِ
فلمْ أرَ مثلي كانَ أوفى بذمة ٍ
ولا مثلها لم ترعَ عهدي وذمتي
مَشُوقٌ رَمَتْهُ أَسْهُمُ البَيْن فانْثَنَى
صَريعاً لها لمَّا رَمَتْهُ فأَصْمَتِ
ولوْ أَنّها غَيْرُ النَّوَى فَوَّقَتْ لَهُ
بأسهمها لمْ تصمْ فيهِ واشوتِ
كأَنَّ عَليْها الدَّمْعَ ضَرْبة ُ لازِبٍ
إِذَا ما حَمَامُ الأَيْكِ في الأَيْكِ غَنَّتِ
لئنْ ظمئتْ أجفانُ عيني إلى البكا
لقَدْ شَرِبَتْ عَيْني دَماً فَتَروَّتِ
عليها سلامُ اللهِ أني استقلتِ
وأَنَّى اسْتَقَرَّتْ دَارُها واطْمَأَنَّتِ
ومجهولة ِ الأعلامِ طامسة ِ الصوى
إذا اعتسفتها العيسُ بالركبِ ضلتِ
إذا ما تنادى الركبُ في فلواتها
أجابتْ نداءَ الركبِ فيها فاصدتِ
تعسفتها والليلُ ملقٍ جرانهُ
وجوزاؤهُ في الأفقِ حينَ استقلتِ
بِمُفْعَمَة ِ الأَنْسَاعِ مُوجَدَة ِ القَرَا
أمون السرى تنجو إذا العيسُ كلتِ
طَمُوحٌ بِأَثْنَاءِ الزمامِ كَاَنَّمَا
تَخَالُ بِها مِن عَدْوها طَيْفُ جِنَّة ِ
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ
وخيرِ امرى ٍ شدتْ إليهِ وحطتِ
إلى خَيْرِ مَنْ سَاسَ الرّعيَّة َ عَدْلُهُ
وَوطَّدَ أَعْلاَمَ الهُدَى فاسْتَقَرَّتِ
حبيشَ حبيشُ بنُ المعافى الذي بهِ
أمرتْ حبالُ الدينِ حتى استمرتِ
ولَوْلا أَبُو اللَّيْثِ الهُمَامُ لأَخْلَقَتْ(11/301)
مِنَ الديْنِ أَسبَابُ الهُدَى وأَرَثَّتِ
أقرِّ عمودَ الدينِ في مستقرهِ
وقدْ نهلتْ منهُ الليالي وعلتِ
ونَادَى المعَالي فاسْتَجَابَتْ نِدَاءَهُ
ولوْ غيرهُ نادى المعالي لصمتِ
ونِيطَتْ بحَقْوَيْهِ الأُمُورُ فَأَصْبَحَتْ
بظل جَنَاحِيْهِ الأُمورُ اسْتَظَلَّتِ
وأحيا سبيلَ العدلِ بعدَ دثورهِ
وأنهجَ سبلَ الجودِ حينَ تعفتِ
وَيُلْوي بأَحْداثِ الزَّمَان انْتِقامُهُ
إِذَا مَا خُطوبُ الدَّهْرِ بالنَّاس أَلْوَتِ
ويَجزيكَ بالحُسْنَى إِذَا كنْتَ مُحْسِناً
وَيغتَفِرُ العُظْمَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ
يلمُّ اختلالَ المعتفينَ بجودهِ
إذا ما ملماتُ الأمورِ ألمتِ
هُمامٌ، وَرِيُّ الزَّنْدِ، مُسْتَحْصِدُ القُوَى
إذا ما الأمورُ المشكلاتُ أظلتِ
إِذَا ظُلُمَاتُ الرّأْي أُسْدِلَ ثَوْبُها
تَطلَّعَ فِيهَا فَجْرُهُ فَتَجَلَّتِ
به انكشفتْ عنا الغيابة ُ وانفرتْ
جلابيبً جورٍ عمنا فاضمحلتِ
أغرُّ ربيطُ الجأشِ، ماضٍ جنانهُ
إذا ما القلوبُ الماضياتُ ارجحنتِ
نَهُوضٌ بثِقْلِ العبءِ مُضْطَلِعٌ بهِ
وإِنْ عَظُمَتْ فِيه الخُطوبُ وجَلَّتِ
تطوعُ لهُ الأيامُ خوفاً ورهبًة
إذا امتنعتْ من غيره وتأبتِ
لهُ، كلَّ يومٍ، شملَ مجدٍ مؤلفٍ
وشملٌ ندى َ بينَ العفاة ِ مشتتِ
أبا الليثِ، لولا أنتَ لانصرمَ الندى
وأدركتَ الأحداثُ ما قدْ تمنتِ
أَخَافَ فُؤَادَ الدَّهْرِ بَطْشُكَ فانْطَوتْ
على رعبٍ أحشاؤهُ وأجنتِ
حَلَلْتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّة ً
أَقَامَتْ بِفَوْدَيْهَا العُلَى فأَبَنَّتِ
ليهنىء َ تنوخاً خيرُ أسرة ٍ
إذا أحصيتْ أولى البيوتِ وعدتَ
وأنكَ منها في اللبابِ الذي لهُ
تَطأَطَأَتِ الأَحْيَاءُ صُغْراً وذَلَّتِ
بنى لتنوخِ اللهِ عزاً مؤبداً
تزلُّ عليهِ وطأة َ المتثبتِ
إِذَا ماحُلُومُ النَّاس حِلْمَكَ وازَنَتْ
رَجَحْتَ بأَحْلامِ الرجَال وخَفَّتِ
إِذَا مَا يَدُ الأَيَّامِ مَدَّتْ بَنَانَها
إليكِ بخطبٍ لمْ تنلكَ وشلتِ(11/302)
وإنْ أزماتُ الدهرِ حلتْ بمعشرِ
أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ
إذا ما امتطينا العيسَِ نحوكِ لم نخفْ
عِثَاراً ولَمْ نَخْشَ اللَّتَيَّا ولاَ الَّتي
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> سذاجة
سذاجة
رقم القصيدة : 1571
-----------------------------------
كلما سقط دكتاتور
من عرش التاريخ ، المرصع بدموعنا
التهبت كفاي بالتصفيق
لكنني حالما اعود الى البيت
واضغط على زر التلفزيون
يندلق دكتاتور آخر
من افواه الجماهير الملتهبة بالصفير والهتافات
.. غارقاً في الضحكِ
من سذاجتي
التهبتْ عيناي بالدموع
العصر العباسي >> أبو تمام >> أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
رقم القصيدة : 15710
-----------------------------------
أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
منها التي رزقتْ وأخرى تُحرمُ
فإذا تَأمَّلتَ البلادَ رَأَيْتَها
تثري كما تُثري الرجالُ وتُعدمُ
حظٍّ تعاوره البقاعُ لوقته
وادٍ به صفرٌ ووادٍ مفعمُ!
لولاه لم تكن النبوة ُ ترتقي
شرف الحجاز ولا الرسالة تتهمُ
ولذاك أعرقت الخلافة ُ بعدما
عمرتْ عصوراً وهي علقٌ مشئمُ
وبهِ رأَيْنَا كَعْبَة َ اللهِ التي
هيَ كوكَبُ الدُّنيا تُحِلُّ وتُحْرِمُ
تلكَ الجَزيرة ُ مُذْ تَحَمَّلَ مالِكٌ
أمست وبابُ الغيث عنها مبهمُ
ولعتْ قراها غبرة ٌ ولقد تُرى
في ظلِّه وكأنما هيَ أنجمُ
غنيتْ زماناً جنة ً فكأنما
فتحتْ إليها منذُ سارَ جهنَّمُ
الجوُّ أكلفُ والجنابُ لفقدهِ
مَحْلٌ وَذَاكَ الشقُّ شِقٌّ مُظْلِمُ
أقَوَتْ فلمْ أذكُرْ بها لمَّا خَلتْ
إلا مني لمَّا تقضى الموسمُ
ولقد أراها وهيَ عرسٌ كاعبٌ
فاليَوْمَ أضحَتْ وهْيَ ثَكلى أَيمُ
إذْ في ديارِ ربيعة َ المطرُ الحيا
وعلى نَصيبينَ الطَّريقُ الأَعْظَمُ
ذلَّ الحمى مذْ أوطئتْ تلكَ الربا
والغابُ مذْ أخلاهُ ذاك الضيغمُ
إنَّ القِبَابَ المُسْتَقِلَّة َ بَيْنَها
ملكٌ يطيبُ به الزمان ويكرمُ
لا تألفُ الفحشاءُ برديهِ ولا(11/303)
يسري إليه مع الظلامِ المأثمُ
متبذلٌ في القومِ وهو مبجلٌ
متواضعٌ في الحيِّ وهوَ معظَّمُ
يعلو فيعلمُ أنَّ ذلك حقهُ
ويذيلُ فيهم نفسه فيكرَّمُ
مَهْلاً بَني عَمْرِو بن غَنم إنكم
هَدَفُ الأسِنَّة والقَنا يَتحَطَّمُ
المَجْدُ أعنَقُ والديَارُ فسيحَة ٌ
والعزُّ أقعسُ والعديدُ عرمرمُ
ما منكمُ إلا مردى بالحجا
أَو مُبْشَرٌ بالأحوَذِيَّة ِ مُؤْدَمُ
عَمْرَو بن كُلثُومِ بن مالكٍ بن عَتَّ
ابِ بن سَعْدٍ سَهْمُكُمْ لا يُسْهَمُ
خُلِقَتْ رَبيعة ُ مُذْ لَدُنْ خُلِقَتْ يَداً
جُشَمُ بنُ بَكرٍ كَفٌّها والمِعْصَمُ
تَغْزُو فتَغْلِبُ تغلبٌ مِثْلَ اسمها
وتَسِيحُ غَنْمٌ في البلا فَتَغْنَمُ
وستذكرونَ غداً صنائعَ مالكٍ
إِنْ جَلَّ خَطْبٌ أَوْ تُدُوفعَ مَغْرَمُ
فمَنِ النَّقِيُ مِنَ العُيُوب وقَدْ غدَا
عَنْ دارِكُمْ ومَن العَفِيفُ المُسْلِمُ
ما لي رَأَيْتُ تُرَابَكمْ يَبَسَاً لَهُ
مالي أرى أطوادَكُمْ تتهدَّمُ؟
ما هذهِ القربى التي لا تُصطفى
ما هذهِ الرحِمُ التي لا تُرحمُ؟!
حَسَدُ القَرَابَة ِ لِلقَرَابة ِ قَرْحَة ٌ
أعيَتْ عَوَانِدُها وجُرْحٌ أقْدَمُ
تِلْكُمْ قُرَيْشٌ لم تكُنْ آرَاؤَهَا
تهفو ولا أحلامُها تتقسَّمُ
حتى إذا بعثَ النبي محمدٌ
فيهم غدتْ شحناؤهُمْ تتضرَّمُ
عزبتْ عقولهُمُ وما من معشرٍ
إلا وهُمْ منهُ ألبُّ وأحزَمُ!
لما أقامَ الوحيُ بينَ ظهورهمْ
ورَأَوا رَسُولَ اللهِ أَحْمَدَ مِنْهُمُ
ومن الحزامة ِ لوْ تكونُ حزامة ٌ
أَلاَّ يُؤَخَّرَ مَنْ بهِ يُتقَدَّمُ
إِنْ تَذْهبُوا عِن مالِكٍ أَو تَجْهَلُوا
نُعْمَاهُ فالرَّحِمُ القَريبَة ُ تَعْلَمُ
هيَ تِلْكَ مُشْكَاة ٌ بِكُمْ لَوْ تِشْتَكِي
مَظْلُومَة ٌ لَوْ أَنَّها تَتَظلَّمُ
كانتْ لكُمْ أخلاقُهُ معسولة ً
فتركتموها وهيَ ملحٌ علقمُ
حَتَّى إذا أجنَتْ لكُمْ دَاوَتْكُمُ
منْ دائكُمْ إنَّ الثقافَ يقوِّمُ
فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً
فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ(11/304)
واخافَكُمْ كي تُغْمِدُوا أسيافَكُمْ
إنَّ الدمَ المغترَّ يحرسُهُ الدَّمُ
ولقدْ جهدتُمْ أن تزيلُوا عِزَّهُ
فإذا أَبانٌ قَدْ رَسَا ويَلَمْلَمُ
وطعنتمُ في مجدِهِ فثنتكُمُ
زُعْفٌ يُفَلُّ بها السنَانُ اللَّهْذَمُ
أعززْ عليهِ إذا ابتَأَسْتُمْ بَعْدَهُ
وتذُكّرتْ بالأمسِ تلكَ الأنعمُ
ووَجدْتُمُ قَيْظَ الأَذَى ورَمَيْتُمُ
بعيونكُمْ أينَ الربيعُ المرهمُ
وندمتمُ ولوِ استطاعَ على جوى
أحشَائكُمْ لَوَقَاكُمُ أَنْ تَنْدَمُوا
ولَو انَّها مِنْ هَضْبَة ٍ تَدْنُو لَهُ
لدنا لها أو كانَ عرقٌ يُحْسمُ
ما ذُغْذِغَتْ تلكَ السُّرُوبُ وأصبَحَتْ
فرقين في قرنين تلكَ الأسهمُ
ولقَدْ عَلِمْتُ لَدُنْ لَجَحْتُمِ أَنَّهُ
ما بَعْدَ ذَاكَ العُرْسِ إِلاَّ المأْتَمُ
علماً طلبتُ رسومهُ فوجدتُها
في الظنِّ، إنَّ الألمعيَّ مُنَجِّمُ
ما زلْتُ أعرِفُ وَبْلَهُ مِن عارِضٍ
لمَّا رأيتُسماءَهُ تتغيَّمُ
يا مالِ قدْ علمتْ نزارٌ كلها
ما كانَ مثلكَ في الأراقمِ أرقمُ
طَالَتْ يَدِي لَمَّا رَأيتُكَ سالِماً
وانحَتَّ عَنْ خَدَّيَّ ذَاكَ العِظْلِمُ
وشممتُ تربَ الرحبة ِ العبقِ الثرى
وسقى صدايَ البحرُ فيها الخضرمُ
كَمْ حَلَّ في أكنَافِها مِنْ مُعْدِمٍ
أمسى به يَأوِي إليهِ المُعْدِمُ
وصَنِيعَة ٍ لكَ قَدْ كَتَمْتَ جَزيلَها
فأبى تضوُّعها الذي لا يكتمُ
مجدٌ تلوحُ فضولهُ وفضيلة ٌ
لكَ سافِرٌ والحقُّ لا يَتَلَثُّمُ
تَتَكَلَّفُ الجُلَّى ومَنْ أضحَى له
بيتاكَ في جشمٍ فلا يتجشَّمُ
وتشرَّفُ العليا وهلْ بكَ مذهبٌ
عنها وأنتَ على المكارم قَيمُ؟!
أثنيتُ إِذْ كانَ الثَّنَاءُ حِبَالَة ً
شركاً يصادُ به الكريمُ المنعمُ
ووفيتُ إنَّ من الوفاء تجارة ً
وشكرتُ إنَّ الشكرَ حرتٌ مُطعمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
رقم القصيدة : 15711
-----------------------------------(11/305)
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
و موفٍ بالعهودِ على الرسوم
ووَاصِفُ ناقَة تَذَرُ المَهارَى
موكلة ً بوخدٍ أو رسيمِ
و قد أممتُ بيتَ الله نضواً
على عيرانة ٍ حرفٍ سعومِ
أتيتُ القادسية َ وهي ترنو
اليَّ بعينِ شيطانٍ رجيمِ
فما بلغتْ بنا عسفانَ حتى
رنت بلحاظِ لقمانَ الحكيمِ
و بدلها السى بالجهلِ حلماً
وقَدَّ أديمَها قَدَّ الأدِيمِ
أذابَ سَنامَها قَطْعُ الفَيافي
ومَزَّقَ جِلْدَها نَضْجُ العَصِيمِ
طَوَاها طَيُّها المُومَاة َ وَخْداً
الى أجبال مكّة َ والحطيمِ
رمَتْ خُطواتِها بِبَني خَطايَا
مواشكة ً إلى ربٍّ كريمِ
بِكُل بعيدَة ِ الأرجاءِ تِيهٍ
كأَنَّ أُوَارَها وَهْجُ الجَحيمِ
أقولُ بها وقَدْ أوحَتْ بعين
إليَّ تشكي الدنفِ السقيمِ
بكُورُكِ أشعَرُ الثَّقلَيْن طُرّاً
و أوفى الناس في حسب صميمِ
لمالَكِ تَشتكِينَ وأنتِ تَحْتي
وتحتَ محمّدٍ بَدْرِ النُّجومِ؟
متى أظمتك هاجرة ٌ فشيمي
أنامِلَه تُرَوكِ بالنَّسِيمِ
و إنغشيتكِ ظلماءُ فجلّي
بِغُرَّته دُجَى الليلِ البَهيمِ
فمَرَّتْ مِثْلما يَمشِي شَهيدٌ
سويّاً إلى صراطٍ مستقيمِ
ولولا اللَّه يومَ مِنى ً لأبدَتْ
هواها كلُّ ذاتِ حشا هضيمِ
رَميْنَ أخا اغترابٍ واكتئَابٍ
بَعِيْنَيْ جُؤْذَر وبجيدِ رِيمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
رقم القصيدة : 15712
-----------------------------------
أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
تعوذُ بجدوى مالكٍ وصلاتهِ
فتى ً جعلَ المعروفَ من دونِ عرضهِ
سَريعاً إلى المُمْتَاحِ قَبْلَ عِدَاتِهِ
ولوْ قصرتْ أموالهُ عنْ سماحهِ
لَقَاسَمَ مَنْ يَرْجُوهُ شَطْرَ حَياتِه
وإن لمْ يجدْ في قسمة ِ العمرِ حيلة ً
وجازَ لَهُ الإعْطَاءُ مِن حَسَناتِهِ
لجادَ بها غيرَ كفرٍ بربهِ
وآسَاهُمُ مِن صَوْمِهِ وصَلاَتِهِ(11/306)
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
رقم القصيدة : 15713
-----------------------------------
ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
والجفنُ ثاكلُ هجعة ٍ ومنامِ !
يا حُفرة َ المعصومِ تربكِ مودعٌ
ماءَ الحياة ِ وقاتلُ الإعدامِ
إنَّ الصفائح منكِ قد نضدتْ على
ملقى عظامٍ لوْ علمتِ عظامِ!
فَتَقَ المَدَامِعَ أَنَّ لَحْدَكِ حَلَّه
سكنُ الزمان وممسكُ الأيامِ
ومصرفُ الملكِ الجموح كأنهُ
قدْ زمَّ مصعبه لهُ بزمامِ
هَدَمَتْ صُرُوفُ المَوْتِ أرفَعَ حائطٍ
ضُربَتْ دَعَائِمُه على الإِسلامِ
دخَلَتْ على مَلِكِ المُلُوك رَوَاقَهُ
وتشزنتْ لمقومِ القوَّامِ
مفتاحُ كل مدينة ٍ قدْ أبهمتْ
غلقاً ومخلي كلِّ دارِ مُقامِ
ومُعرِّفُ الخلفاءِ أنَّ حظُوظها
في حَيز الإِسَراجِ والإِلجَامِ
أَخَذَ الخِلافَة َ عَنْ أسِنَّتِه التي
مَنَعَتْ حِمَى الآَباءِ والأعمَامِ
فلسورة ِ الأنفالِ في ميراثهِ
آثارُها ولسورة الأنعامِ
ما دامَ هارونُ الخليفة َ فالهدى
في غِبْطَة ٍ مَوْصَولة ٍ بدَاومِ
إنا رحلنا واثقين بواثقٍ
بالله شَمْسِ ضُحًى وَبَدْرِ تَمَامِ
للهِ أيُّ حياة ٍ انبعثتْ لنا
يَوْمَ الخَمِيس وبَعْدَ أي حِمَامِ!
أودى بخير إمامٍ اضطربتْ بهِ
شُعَبُ الرَّجَال وقَامَ خيْرُ إمامِ
تِلْكَ الرّزيَّة ُ لا رزيَّة َ مِثْلُها
والقِسْمُ ليسَ كسَائِر الأقسَامِ
أو يٌفتَقَدْ ذُو النُّون في الهيْجَا فقَدْ
دَفَعَ الإِلَهُ لنَا عَن الصَّمصَامِ
أو جبَّ منا غاربٌ غدواً فقدْ
رحنَا بأتمكِ ذروة ٍ وسنام
هَلْ غَيْرُ بُؤْسَى سَاعة ٍ ألبَسْتَها
بنداكَ ما لبستْ مِنَ الإنعامِ!
نَقْضٌ كَرَجْعِ الطَّرْفِ قَدْ أبرمْتَه
يا ابنَ الخَلائِفِ أيَّما إبْرَامِ
ما إن رأى الأقوامُ شمساً قبلَها
أفلَتْ فلمْ تُعقبهمُ بظلامِ
أكرمْ بيَوْمِهِمُ الذي مُلكْتَهُمْ
في صدرِهِ وبعامهمْ منْ عامِ
لو لمْ يكنْ بدعاً لقدْ نصبوا له(11/307)
سمة ً يبينُ بها منَ الأعوامِ
لغدوا وذاكَ الحولُ حولُ عبادة ٍ
فِيهِمْ وذَاكَ الشَّهْرُ شَهْرُ صِيَامِ
لما دعوتُهمُ لأخذِ عهودهِمْ
طارَ السرورُ بمعرقٍ وشآمِ
فكانَّ هذا قادِمٌ مِنْ غَيْبَة ٍ
وكأنَّ ذاكَ مبشرٌ بغلامِ
قسمتْ أميرَ المؤمنين قلوبُهُمْ
بَيْنَ المحبَّة ِ فيكَ والإِعظَامِ
شُرِحَتْ بِدَوْلَتِكَ الصُّدُورُ وأَصبَحَتْ
خشعُ العيونِ إليكَ وهيَ سوام
ما أَحسِبُ القَمَرَ المُنيرَ إذا بَدَا
بدراً بأضوأ منكَ في الأوهامِ
هِيَ بَيْعَة ُ الرضْوَانِ يُشْرَعُ وَسْطَها
بابُ السَّلامة ِ فادْخُلوا بِسَلامِ
والمركبُ المنجي فمنْ يعدلْ بهِ
يَرْكَبْ جَمُوحاً غَير ذَاتِ لجامِ
يتبعُ هواهُ ولا لقاح لرهطِهِ
بسلٌ وليستْ أرضُهُ بحرامِ
وعِبَادَة ُ الأهوَاءِ في تَطْويحِها
بالدين فوْقَ عِبَادَة ِ الأصنَامِ
إِنَّ الخِلاَفَة َ أَصَبَحَتْ حُجُرَاتُها
ضربَتْ على ضخم الهمومِ همامِ
ملكٌ يرى الدنيا بأيسرِ لحظة ٍ
ويرى التقى رحماً من الأرحامِ
لا قدحَ في عودِ الإمامة ِ بعدما
متَّتْ إليكَ بِحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ
هَيْهَاتَ تلكَ قلادة ُ اللَّهِ التي
ماكانَ يَتركُها بغيرِ نظَامِ
إرْثُ النَّبِي وجَمْرَة ُ المُلْكِ التي
لم تخلُ من لهبٍ بكمْ وضرامِ
مَذْخُورَة ٌ أحرَزْتَها بِحُكُومَة ٍ
للهِ تَعْلُو أَرْؤُسَ الحُكَّامِ
لَسْنَا مُريدِي حُجَّة ٍ نشفي بِهَا
من ريبة ٍ سقماً من الأسقامِ
والصَّبْرُ بالأرْوَاحِ يُعْرَفُ فَضْلُهُ
مِنْ غيرِهِ ابتُغِيَتْ ولا أعلاَمِ
فَأَقِمْ مُخَالِفَنَا بِكل مُقَوَّمٍ
واحسِمْ مُغانِدَنا بكل حُسَامِ
صبرُ الملوكِ وليسَ بالاجسامِ
لا تدهنوا في حكمِهِ فالبحرُ قدْ
تردي غوارِبهُ وليسَ بطامِ
يابنَ الكَوَاكِب من أئمَّة ِ هاشِمٍ
والرَّجَّحِ الأحسابِ والأحلامِ
أهدى إليكَ الشعْرَ كُلُّ مُفَهَّهٍ
خطلٍ وسدَّدَ فيكَ كلُّ عبامِ
غَرَضُ المدِيح تقَارَبَتْ آفاقُه
ورمى فقرطسَ فيه غيرُ الرامي(11/308)
العصر العباسي >> أبو تمام >> صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
رقم القصيدة : 15714
-----------------------------------
صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
بِنيسابُورَ ليسَ له حَمِيمُ
غَريبٌ ليسَ يُؤْنِسُه قَريبٌ
ولا يأْوِي لِغُرْبَتِهِ رَحيمُ
مقيمٌ في الديارِ نوى شطونٌ
يُشَافِهُه بِها كَمَدٌ مُقِيمُ
يمدُّ زمامهُ طمعٌ مقيمٌ
تَدَرَّعَ ثَوْبَه رَجلٌ عَدِيمُ
رَجاءٌ ما يُقابِلُه رَجاءٌ
هوَ اليأسُ الذي عُقْبَاه شَومُ
فلا عجبٌ وإن كانت ركابي
بأَرضٍ طارَ طائرُهَا المَشُومُ
فقَدْ فارَقْتُ بالغَرْبي دَاراً
بأرضِ الشّام حَفَّ بِها النعِيمُ
وكنتُ بها المُمَنَّعَ غَيرَ وَغْد
و لا نكدٍ اذا حلَّ العظيمُ
فإن أكُ حللتُ بدارِ هونٍ
صبوتُ بها فقد يصبو الحليمُ
ألومك لا ألومُ سؤاكَ دهراً
قَضَى لي بالذي يَقْضِي سَدُومُ
إذا أنا لم ألمْ عثراتِ دهرٍ
أصبتُ بها الغداة َ فمن ألومُ
و في الدنيا غنى ً لم أنبُ عنهُ
ولكنْ ليسَ في الدُّنيا كَرِيمُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
رقم القصيدة : 15715
-----------------------------------
قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
أمستْ حبالُ قطينهنَّ رثاثا
قسمَ الزمانُ ربوعها بينَ الصبا
وقبولها ودبورها أثلاثا
فتأبدتْ من كلَّ مخطفة ِ الحشا
غَيدَاءَ تُكسَى يَارَقاً ورعَاثا
كالظبية ِ الأدماءِ صافتْ فارتعتْ
زَهَرَ العَرَارِ الغَض والجَثْجَاثَا
حتى إذا ضربَ الخريفُ رواقهُ
سافتْ بريرَ أراكة ِ وكباثا
سَيَّافَة ُ اللَّحَظَاتِ يَغْدُو طَرْفُها
بالسحْرِ في عقَدِ في عقَدِ النُّهَى نَفَّاثَا
زالتْ بعينيكِ الحمولُ كأنها
نخلُ مواقرُ منْ نخيلِ جواثا
يَوْمَ الثُّلاَثا لَنْ أَزَالَ لِبَيْنِهمْ
كَدِرَ الفُؤَادِ لِكُل يَومِ ثُلاَثَا
إنَّ الهمومَ الطارقاتكَ موهناً
مَنعَتْ جُفونَكَ أَنْ تَذُوقَ حَثَاثَا(11/309)
ورأيتَ ضيفَ لهمَّ لا يرضى قرى ً
إلاَّ مداخلة َ الفقارِ دلاثا
شجعاءَ جرتها الذميلُ تلوكهُ
أصلاً إذا راحَ المطيِّ غراثا
أجداً إذا ونتَ المهارى أرقلتْ
رَقَلاً كتَحْرِيقِ الغَضَا حَثْحَاثَا
طلبتْ فتى جشمِ بن بكرٍ مالكاً
ضِرْغَامَهَا وهِزَبْرَها الدلْهَاثَا
ملكٌ إذا استسقيتَ مزنَ بنانهِ
قتلَ الصدى وإذا استغيثَ أغاثا
قَدْ جَرَبَتْهُ تَغْلِبُ ابْنَة ُ وَائِلٍ
لاخَاتِراً غُدَراً ولا نَكَّاثَا
مِثْلُ السَّبيكة ِ ليْسَ عَنْ أَعْراضِها
بالغيبِ لا ندساً ولا بحاثا
ضَرَحَ القَذَى عَنْها وشَذَّبَ سَيْفُهُ
عنْ عيصها الخرابُ والخباثا
ضاحي المحيا للهجير وللقنا
تَحْتَ العَجَاج تَخَالُهُ مِحْرَاثا
همْ مزقوا عنهُ سبائبَ حلمهِ
وإِذا أَبُو الأَشْبَالِ أُحرجَ عَاثَا
لَوْلاَ القَرَابَة ُ جَاسَهُمْ بِوَقائِعِ
تُنسي الْكُلاَبَ ومَلْهَماً وبُعاثا
بالخيلِ فوقَ متونهنَ فوارسٌ
مِثْلُ الصُّقُورِ إِذا لَقِينَ بُغَاثَا
لَكِنْ قَرَاكُمْ صَفْحَهُ مَنْ لَم يَزَلْ
وأبوهُ فيكمْ رحمة ً وغياثا
عَفُّ الإزارِ تَنَالُ جَارَة ُ بَيْتِهِ
أَرْفَادَهُ وتُجَنَّبُ الأَرْفَاثَا
عَمرُو بنُ كُلْثومِ بنِ مَالِكٍ الذي
تَرَكَ العُلَى لِبَني أَبيهِ تُرَاثَا
وزعوا الزمانَ وهمْ كهولٌ جلة ٌ
وَسَطَوا على أَحْداثِهِ أَحْدَاثَا
ألقى عليهِ نجارهُ فأتى بهِ
يَقْظَانَ لا وَرَعاً ولامُلْتَاثَا
تزكو مواعدهُ إذا وعدُ امرىء ٍ
أنسَاكَ أَحلاَمَ الكَرَى الأضْغَاثَا
وتَرَى تَسَحُّبَنَا عليه كأنَّما
جئناهُ نطلبُ عندهُ ميراثا
كَمْ مُسْهلٍ بِكَ لَو عَدَتْكَ قِلاَصُهُ
تَبغي سِوَاكَ لأَوْعَثَتْ إيعَاثَا
خَوَّلْتَهُ عَيْشاً أَغَنَّ وجَامِلاً
دثراً ومالاً صامتاً وأثاثا
يا مالكَ ابنَ المالكينَ أرى الذي
كنَّا نُؤَملُ مِنْ إِيَابكَ راثَا
لَولا اعْتِمادُكَ كُنْتُ ذا مَنْدُوحَة ٍ
عَنْ بَرْقَعِيدَ وأَرْض باعِينَاثَا
والكَامِخِيَّة ُ لمْ تَكُنْ لي مَنْزِلاً(11/310)
فمقَابِرُ اللَّذَّاتِ مِنْ قَبْرَاثَا
لمْ آتها من أيّ وجهِ جئتها
إلاَّ حسِبْتُ بيُوتَهَا أَجْدَاثَا
بَلَدُ الفِلاَحَة ِ لَوْ أَتاهَا جَرْوَلٌ
أَعْنِي الحُطَيْئَة َ لاعْتَدَى حَرَّاثَا
تَصْدا بِهَا الأَفْهَامُ بَعْدَ صِقَالِهَا
وَتَرُدُّ ذُكْرَانَ العُقُول إِنَاثَا
أرضٌُ خلعتُ اللهوَ خلعي خاتمي
فيها وطلقتُ السرورَ ثلاثا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
رقم القصيدة : 15716
-----------------------------------
أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
نَ السَّليمِ الهَوَى الرَّئيف المُهَامِ
نطتُ همي منهُ بهمة ِ قومٍ
ثَقَّلَتْ وَطْأتي على الأيَّامِ
بحسامِ اللسانِ والرأي أمضى
حين ينضى من الجرازِ الحسامِ
ماجدٌ أفرطتْ عنايتُه حتـ
ـتَى تَوهَّمْتُ أنَّها في المَنَامِ
ما تواجهت نحو أفق من الآ
فاقِ إلا وجدتُها من أمامي
كلَّ يومٍ ترى نوالَ أبي نصـ
لم أزلْ في دمامهِ المعظمِ المكـ
ـرمِ حتى ظننتهُ في ذمامي
يا سليمانُ ترَّفَ اللهُ أرضاً
أنتَ فيها بمستهلِّ الغمامِ
ولعمري لقدْ كُفيتُ لكَ الدَّعـ
ـوة َ إذْ كنتُ شاتياً بالشآمِ
أَنا ثَاوٍ بَحِمْصَ في كُل ضَرْبٍ
مَنْ ضُرُوبِ الإِكثَارِ والإِفحَامِ
كلُّ فدَّم أخافُ حينَ أراهُ
مقبلاً أن يشجني بالسلامِ
رَافِعاً كَفَّهُ لِبري فلا أَحْـ
ـسِبُه جاءَني لغَير اللطَامِ
فبحقي إلاَّ خَصَصْتَ أبا الطَّيْـ
يبِ عني بطيبٍ من سلامي
وثنَائي مِن قبلِ هذا ومِن بَعْـ
ـدُ وشُكْرِي غَضٌّ لعَبدِ السَّلاَمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
رقم القصيدة : 15717
-----------------------------------
يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
و تركتَ جسمي لا سقمتَ سقيما
ما للفراقِ تفرقت أعضاؤهُ
ما زَالَ يَعْصِفُ باللقِاءِ قَدِيما!
ما زِلْتُ بعدَكَ يا أَخي في حَسْرَة ٍ(11/311)
و تلددٍ حتى أراك سليما
اقْرَ السّلامَ عليكَ مِني كُلَّما
جرت الرياحُ فانشقتكَ نسيما
العصر العباسي >> أبو تمام >> صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
رقم القصيدة : 15718
-----------------------------------
صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
يَنْبِثُ مَا لَيْسَ بالنَّبيثِ
هبتْ لأحبابنا رياحٌ
غَيْرُ سَوَاهٍ ولاَ رُيُوثِ
بدورُ ليلِ التمامِ حسناً
عينُ حقوفٍ، ظباءُ ميثِ
بَيْنَ الخَلاخِيل والأَساويـ
ـرِ والدَّمَاليجِ والرُّعُوثِ
مِنْ كُل رُعْبُوبَة ٍ تَرَدَّى
بِثَوْبِ فَيْنانها الأثيثِ
كالرَّشإ العَوْهَجِ اطَّباهُ
روعٌ إلى مغزلٍ رغوثِ
رَعَتْ جَنَابَيْ عُوَيْرِضَاتٍ
مِنْ خَزَماتٍ ومنْ شُثُوثِ
ولاحبٍ مشكلِ النواحي
مُنْخَرِقِ السَّهْلِ والوُعُوثِ
لم تُزْجَرِ العِيسُ في قَراهُ
مذُ عصرِ نوحٍ وعصرِ شيثِ
كأَنَّ صَوْتَ النَّعَامِ فيه
إذا دعا صوتُ مستغيثُ
قلصتهُ بالقلاصِ تهوي
بالوخدِ منْ سيرها الحثيثُ
مِنْ كُل صُلْبِ القَرَا مَعُوجٍ
وكل عَيْرَانَة ٍ دَلُوثِ
ذِي مَيْعَة ٍ مَشْيُه الدفَقَّى
وذاتِ لوثٍ بها ملوثِ
يطلبنَ منْ عقدِ وعدِ موسى
غَيْرَ سَحيلٍ ولانَكِيثِ
بنانُ موسى إذا استهلت
للنَّاسِ نابَتْ عَنِ الغُيُوثِ
حَيْثُ النَّدَى والسَّدَى جَميعاً
وملجأُ الخائفِ الكريثِ
حيثُ لبونُ النوالِ تهمي
غَيْرَ شَطُور ولا ثَلُوثِ
والمَجْدُ مِن تَالِدٍ قَدِيمٍ
ثَمَّ ومنْ طَارِفٍ حَدِيثِ
إنْ تستبثهُ تجدْ عراماً
مِنْ مُسْتَبَاثٍ لِمُسْتَبيثِ
وحَيَّة ً أُفْعُوانَ لِصْبٍ
يعيثُ في مهجة ِ العيوثِ
تغدو المنايا مسخراتٍ
وَقْفاً على سَمهِ النَّفيثِ
وصارمَ الشفرتينِ عضباً
غَيْرَ دَدَانٍ ولا أنِيثِ
لَيْثاً ولكنَّهُ حِمَامٌ
صبً انتقاماً على الليوثِ
أَنْكِدْ بِأَرْي النَّوَالِ مَا لمْ
يحلُ منَ العشبِ والجثوثِ
ما الجودُ بالجودِ أوْ تراهُ
ليسَ بنزرٍ ولا لبيثِ
طالَ المدى فاعتراكَ عتبٌ(11/312)
منَ صادقِ الودَّ مستريثِ
خُذْها فَما نَالها بِنَقْصٍ
موتٌ جريرٍ ولا البعيثِ
وكُنْ كَرِيماً تَجِدْ كَرِيماً
في مَدْحِهِ يا أبا المُغِيثِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
رقم القصيدة : 15719
-----------------------------------
أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
والدَّمْعُ في دِمَنٍ عَفَتْ لا يَسْجُمُ !
يا موسمَ اللذاتِ غالتكَ النوى
بَعْدِي فرَبْعُكَ لِلصَّبَابَة ِ مَوْسِمُ!
ولقدْ أراكَ من الكواعب كاسياً
فاليومَ أنتَ مَنَ الكَواعِبُ مُحرِمُ
لَحَظَتْ بَشَاشَتَكَ الحَوادِثُ لحظَة ً
مازلتُ أحلمُ أنها لا تسلمُ
أين التي كانَتْ إذا شاءَتْ جرى
مِنْ مُقْلَتِي دَمْعٌ يُعَصْفِرُهُ دَمُ
بَيْضَاءُ تَسْرِي في الظَّلاَمِ فَيَكْتَسي
نُوراً وتَسْرُبُ في الضيَاءَ فيُظلِمُ
يستعذبُ المقدامُ فيها حتفهُ
فتَرَاهُ وهْوَ المُسْتَمِيتُ المُعْلمُ
مقسومة ٌ في الحسنِ بلْ هي غاية ٌ
فالحُسْنُ فيها والجَمَالُ مُقَسَّمُ
ملطومة ُ بالوردِ أطلقَ طرفُها
في الخَلْقِ فهْوَ مَعَ الْمَنُونِ مُحَكَّمُ
مَذِلَتْ ولمْ تكْتُمْ جفَاءَكَ تكْتَمُ
إِنَّ الّذِي يَمِقُ المَذُولَ لمُعْرَمُ
إنْ كانَ وَصْلُكِ آضَ وهْو مُحَرّمُ
منكِ الغداة َ فما السلوُّ محرَّمُ
عزمٌ يفلُّ الجيشَ وهوَ عرمرمٌ
ويردُّ ظفرَ الشوقِ وهوَ مقلمُ
وفَتًى إذا ظَلَمَ الزَّمانُ فمَا يُرَى
إلا إلى عزماتِهِ يتظلمُ!
لَوْلاَ ابنُ حَسَّانَ المُرَجَّى لمْ يَكُنْ
بالرقة ِ البيضاءِ لي متلومُ
شافهتُ أسبابَ الغنى بمحمدٍ
حتى ظننتُ بأنها تتكلمُ
قد تيمتْ منهُ القوافي بامرئٍ
مازَالَ بالمَعْرُوفِ وهْوَ مُتَيَّمُ
يحلو ويعذبُ إنْ زمانٌ نالهُ
بِغِنًى وتَلْتاثُ الخُطُوبُ فَيكْرُمُ
تلقاهُ إن طرقَ الزمانُ بمغرمٍ
شرهاً إليهِ كأنمَا هو مغنمُ
لا يحسبُ الإقلالَ عدماً بلْ يرى
أن المقلّ منَ المروءة ِ معدمُ(11/313)
مازَالَ وهْوَ إِذَا الرجالُ تَوَاضَحُوا
عندَ المُقَدَّمِ حَيْثُ كانَ يُقَدَّمُ
يَحتَلُّ في سَعدِ بنِ ضَبَّة َ في ذُرَا
عَادِيَّة ٍ قَدْ كَلَّلْتها الأنْجُمُ
قومٌ يمجُّ دماً على أرماحِهمْ
يَوْمَ الوَغَى المُسْتَبْسِلُ المُسْتَلْئِمُ
يعلونَ حتى ما يشكُّ عدوهم
أن المنايا الحمرَ حيٌّ منهمُ
لو كانَ في الدنيا قبيلٌ آخرٌ
بإزَائِهمْ ماكانَ فِيهمْ مُصْرِمُ
ولأنتَ أوضحُ فيهمُ من غرة ٍ
شدختْ وفازَ بها الجوادُ الأدهمُ
تَجْري على آثارِهِمْ في مَسْلَكٍ
ماإِنْ لَهُ إِلاَّ المَكَارمَ مَعْلَمُ
لَمْ يَنْا عَني مَطْلَبٌ ومُحَمَّدٌ
عونٌ عليه أو إليهِ سلَّمُ
لم يذعرَ الأيامَ عنكَ كمرتدٍ
بالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أخِيهِ ويُفْهِمُ
مِمَّنْ إِذا ما الشَّعْرُ صَافَح سَمْعَه
يَوْماً رَأيتَ ضَمِيرَهُ يَتبَسَّمُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> تنويعات
تنويعات
رقم القصيدة : 1572
-----------------------------------
حين لا ينحني الجسرُ
لن يمرَّ النهرُ
18/9/1993 عمان
منطرحاً
على السفحِ
يسألُ:
هل من شاغرٍ
في القمة؟
28/9/1993 عمان
كلما كتبَ رسالةً
إلى الوطنِ
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأٍ في العنوان
30/9/1993 عمان
للفارسِ في الحفلِ وسامُ النصر
وللقتلى في الميدانِ
غبارُ التصفيقِ
وللفرسِ في الإسطبلِ
سطلٌ من شعير
21/9/1993 عمان
كمْ من الهواء
لم يستنشقهُ بعدُ
هكذا فكرَّ بعمقٍ
داخلَ زنزانتهِ
فاختنقَ بالسعال
9/10/1993 عمان
خلف الخطى الصاعدة
إلى العرشِ
ثمة دم منحدر
على السلالم
24/9/1993 عمان
نقرُ أصابعكِ
على الطاولةِ
موسيقى طازجة
30/9/1993 عمان
وجدَ ظله نائماً
في الظلِ
أيقظهُ ..
واصطحبهُ معه إلى الضوء
30/9/1993 عمان
تجلسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ .. ما بين السطور
28/9/1993 عمان
يدها قطعةُ شكولاتا
وأنا جائعٌ
جائع
جائع
منذ آلافِ العصور
لا يكفيني سوى الخبز
29/6/1992 بغداد
مقعدهُ في الحافلةِ(11/314)
تابوتٌ مؤقتٌ
هكذا أسبلَ جفنيهِ
إلى آخرِ المحطةِ
دون أن يوقظَهُ صخبُ العالم
28/9/1993 عمان
كل عامٍ، في مخزنِ الشتاء
الطبيعةُ تجردُ موجوداتها
لاستقبال الربيع
وتنسى شجرةَ الحزنِ اليابسة
أمام نافذتي
28/9/1993 عمان
قالتْ له بغضبٍ:
ـ أيها المسمار المعوج
مَنْ دقّكَ على حائطي؟
وعلقَ مزيداً من المعاطف والأطفال
28/9/1993 عمان
رسائل البرقِ
مَنْ يمزقها
قبلَ أنْ تصلَ الأرض
29/11/1993 عمان
بين أصابعنا المتشابكةِ
على الطاولة
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي
1993 عمان
الأشجارُ كلامُ الأرضِ
في أذنِ الريحِ
غيرَ أن الحطابَ
كثيراً ما يقاطعهما
بفأسه
7/12/1993 عمان
كمْ علي أن أخسرَ
في هذا العالم
كي أربحكِ
1993 عمان
ينظرُ الشوكُ
بشماتةٍ
إلى عنقِ الوردةِ المقطوعة
14/12/1993 عمان
لمْ تتعلم السباحة
لكنكَ علمتها أيها البحرُ
أن تتموجَ على ذراعِ مَنْ تحب
دون أن تغرق
14/12/1993 عمان
طافَ أصقاعَ العالم
لكنه لمْ يصلْ
.. إلى نفسهِ
14/12/1993 عمان
في المرةِ الوحيدة
التي فكرتُ بتقبيلكِ
قالتْ لي شفتاكِ:
وداعاً
1993 عمان
كلما تعانقتْ كلمتان
صرخَ الشاعرُ
- على الورقةِ -
آه...
كم أنتَ وحيدٌ أيها القلب
14/12/1993 عمان
أحياناً تنسى الطيورُ أعشاشَها
وتحطُّ على بياضِ يديكِ
لذلك عندما تصافحيني
كثيراً ما أرى الزغبَ
يغطي أصابعي
فأحلّقُ بعيداً في سماءِ الورقة
4/6/1991 بغداد
من أين أستدينُ أياماً صالحة
أيها الشعرُ
لقد أفسدتَ علي حياتي تماماً
12/10/1993 عمان
أقفُ أمامَ المرآة
لكي أرى وحدتي
1993 عمان
الربّانُ المترددُ
يجدُ كلَّ الرياح
غيرَ مؤاتيةٍ ..
للإقلاع
11/1/1993 عمان
بسمِّهِ يموتُ
العقربُ الذي لا يلدغ أحداً
15/11/1993 عمان
لا تولدُ الفكرةُ
إلا عاريةً
فمَنْ يلبسها كلَّ هذه المعاطف
والـ ...
1993 عمان
أيها المخرجُ العجولُ
سرعان ما أنهيتَ حياةَ الجنودِ
على شاشة الحربِ العريضةِ
دون أن تتركَ للمتفرجين(11/315)
فرصةَ تكريز أسمائهم
4/6/1991 بغداد
قالوا لها دموعكِ كاللؤلؤ
حين حملتها إلى الصيرفي
فركها بأصابعه مندهشاً
لشدة بريقها
لكنه لم يدفع لها فلساً
إذْ سرعان ما جفّتْ بين يديه
4/10/1993 عمان
كلما حلَّ عقدةً
طال حبلُ المسافةِ بينهما
12/10/1993 عمان
أعلّمُ أصابعي أبجديةَ الفرحِ
كي اقرأَ جسدكِ
29/11/1993 عمان
الليالي ...
التي بلا أرقٍ
أنساها
على سريري
في الصباح
1991 بغداد
أفكرُ في شفتيكِ
فيسيلُ العسلُ
على زجاجِ ذاكرتي
ألعقهُ ...
دون أن تعلمين
قطرةً ..
قطرةً
ترى أتؤلمكِ شفتاكِ؟
1991 بغداد
وأنا أقدّمُ للناشر مخطوطةَ ديواني
أحصيتُ مسبقاً عددَ الأعذارِ المطبعيةِ
التي سيعلقها على شماعتي
وأحصى مسبقاً عددَ القراء الذين سيضيفهم
إلى رصيدهِ في البنك ..
لذلك لمْ نتفقْ ..
لملمتُ انكساري ...
ولملم أعذارَهُ ...
وافترقنا
4/6/1991 بغداد
هدّئي من رنينِ أجراسكِ النحاسيةِ
في صالةِ رأسي
- أيتها الكلمات .. -
كي لا يفسدَ هذا الضجيجُ هدوءَ القصيدةِ
فعما قليلٍ ستخرجُ إلى الغاباتِ
متأبطةً قلبي
21/10/1991 بغداد
لأنني لا أستطيعُ أن أميّزَ
بين الوردِ وشفتيكِ
كثيراً ما توخزني الأشواكُ
في مروجِ الأحلام
1991 بغداد
لا تتركي نهديكِ
يثرثران كثيراً على سرير اللغة
بلاغةُ جسدكِ في الإيجاز
17/3/1993 بغداد
مالي أراهم
ينثرون باقاتِ الزهورِ الندية
على سريري - شاهدتي البيضاء
دون أن أعترضَ
أو أصرخَ
أو أبكي ..
هل متُّ حقاً ..
ولا أدري
4/6/1991 بغداد
الأرقُ
نسي مفاتيحَ غرفتهِ
على طاولتي
ترى أين يبيتُ الليلة؟
1991 بغداد
تنطفئُ الشمعةُ
واشتعلُ بجسدكِ
ما من أحدٍ
يحتفلُ بالظلام
13/9/1993 عمان
كل زفيرٍ
يذكرني ..
كمْ من الأشياءِ عليّ أن أطردها
من حياتي
15/11/1993 عمان
النصلُ الذي يلمعُ
في العتمةِ
أضاءَ لي وجهَ قاتلي
4/3/1994 عمان
مَنْ قال أن الفرحَ طائرٌ قلقٌ
لا يستقر على غصنٍ
ها هو غصنُ حياتي
ممتلئٌ بالعصافير الميتة
6/12/1993 عمان(11/316)
على جلدِ الجوادِ الرابحِ
ينحدرُ ..
عرقُ الأيامِ الخاسرة
6/11/1993 عمان
الشعراءُ الأقصر قامة
كثيراً ما يضعون لقصائدهم
كعوباً عالية
1993 عمان
كثرةُ الطعناتِ
وراءَ ظهري
دفعتني كثيراً
.. إلى الأمام
5/11/1993 عمان
أيتها الوردةُ
في الذبولِ الأخيرِ
لمن تلوحين الآن؟
29/11/1993 عمان
العصر العباسي >> أبو تمام >> هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
رقم القصيدة : 15720
-----------------------------------
هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
ساقت إليك رجاءهُ هممهْ
غلَّ الزمانُ يدي عزيمتهِ
وهَوَتْ بِهِ مِنْ حالِقٍ قَدَمُهْ
و تواكلتهُ ذوو قرابتهِ
وطَواهُ عن أَكفائِهِ عَدَمُهْ
افضى إليك بسرهِ قلمٌ
لو كان يعقلهُ بكى قلمهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
رقم القصيدة : 15721
-----------------------------------
أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
على الثَّناء ولا شُكري بمخْتَرَمِ
لئنْ جحدتُكَ ما أوليتَ من حسنٍ
إِن لَفي اللُّؤْمِ أوْلى مِنْكَ في الكَرَمِ
أنسى ابتسامك والألوانُ كاسفة ً
تَبَسُّمَ الصُّبْحِ في دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
كذا أخوكَ الندى لو أنَّهُ بشرٌ
لمْ يُلفَ طرفة َ عينٍ غير مبتسمِ
رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهي في صَحِيفَتِهِ
ردَّ الصقالِ بماء الصارِمِ الخذمِ
وما أبالي وخيرُ القولِ أصدَقُهُ
حقنتَ لي ماءَ وجهي أو حقنتَ دمي
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
رقم القصيدة : 15722
-----------------------------------
قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
فُتَّ الثَّنَاءَ بِهَا ماهَبَّتِ الريحُ
يا مَانِحي الجَاهَ إِذْ ضَنَّ الجَوَادُ بهِ
شكريكَ ما عشتُ للأسماعِ ممنوحُ
لمْ يلبسِ اللهُ نوحاً فضلَ نعمتهِ
إلاَّ لِمَا بَثَّهِ مِنْ شُكْرِهِ نُوحُ
ذمتْ سماحتهُ الدنيا إليهِ، فما(11/317)
يُمْسِي ويُصْبِحُ إلاَّ وهْوَ مَمْدُوحُ
ولِلأُمُورِ إذَا الآراءُ ضِقْنَ بِهَا
يومَ التجادلِ منِ آرائهِ فيحُ
لَمْ يُغْلِقِ اللَّهُ بَابَ العُرْفِ عن أَحَدٍ
بابُ الأميرِ لهُ المألوفُ مفتوحُ
لنْ يَعْدَمَ المَجْدَ مَنْ كانَتْ أوائِلُهُ
منْ آلِ كسرى البهاليلُ المراجيحُ
مُوري الفُؤَادِ، فَلَوْ كانتْ بِعَزْمَتِهِ
تذكى المصابيحُ لم تخبُ المصابيحُ
كأنَّهُ لاجتِماعِ الرُّوحِ فيه لَهُ
منْ كلِّ جارحة ً في جسمهِ روحٌ
العصر العباسي >> أبو تمام >> متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
رقم القصيدة : 15723
-----------------------------------
متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
وكيف صغتْ للعاذلاتِ عزائمي؟!
إذا المرءُ أبقى بينَ رأييهِ ثلمة ً
تسدُّ بتعنيفٍ فليسَ بحازمِ
سأوطئُ أهلَ العسكر الآنَ عسكراً
مِنَ الذُّل مَحَّاءً لِتِلْكَ المَعَالِمِ
فإني ما حوزفتُ في طلبِ العلى
ولكنكُم حورفتمُ في المكارمِ
رويداً يقرُّ الأمرُ في مستقرهِ
فمَا المَجْدُ عَمَّا تَفْعَلُونَ بِنَائمِ
ومالِيَ من ذَنْبٍ إلى الرزْقِ خِلْتُهُ
سوى أملي إياكمُ للعظائمِ
بعَيْن العُلى أصْبَحْتُمُ بينَ هَادِمٍ
دعائمها الطولى وبانٍ كهادمِ
لعمرُ النوى لا زلتُ بعدَ محمدٍ
مسحاً عليهِ بالدموعِ السواجمِ
فَتًى فَيْصَليُّ العَزْمِ يَعْلَمُ أَنَّهُ
نشا رأيهُ بين السيوفِ الصوارمِ
إذا سارَ فيه الظنُّ كان بكلِّ ما
يُؤمَّلُ مِنْ جَدْوَاهُ أَوَّلِ قَادِمِ
أسأءتْ يداهُ عشرة المال بالندى
وأحسنتَا فينا خلافة َ حاتمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
رقم القصيدة : 15724
-----------------------------------
إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
أَنْ تَنَامَا عَنْ لَيْلَتِي أو تُنِيمَا
كنتُ أرعى البُدُورَ حتَّى إذَا ما
فارَقُوني أمسَيْتُ أرعَى النُّجُومَا(11/318)
قَدْ مَرَرْنا بالدَّارِ وهْيَ خَلاءٌ
وبكينا طلولها والرسوما
وسألنا ربوعَها فانصرفْنا
بسَقَامٍ وما سَأَلْنا حَكيمَا
أصبَحَتْ رَوْضَة ُ الشبَابِ هَشِيماً
وغدتْ ريحُهُ البليلُ سمومَا
شعلة ٌ في المفارقِ استودعتني
في صَمِيمِ الفُؤَادِ ثُكْلاً صَمِيما
تستثيرُ الهمومُ ما اكتنَّ منها
صعداً وهي تستثيرُ الهموما
غرُّة ٌ بُهمة ٌ ألا إنَّما كنْـ
تُ أَغَرًّا أَيَّامَ كنتُ بهيمَا
دِقَّة ٌ في الحَياة ِ تُدْعَى جَلاَلاً
مثلما سميَ اللديغُ سليما
حَلَّمَتْنِي زعَمتُمُ وأَرَانِي
قبلَ هذا التحليمِ كنتُ حليما
من رأى بارقاً سرى صامتياً
جادَ نجداً سهولَها والحزُومَا؟
يُوسُفِيّاً مُحَمَّدِيّاً حَفِيّاً
بذليلِ الثرى رؤوفاً رحيما
فسقى طيئاً وكلْباً ودودا
نَ وقيْساً ووائِلاً وتَمِيما
لنْ يَنَالَ العُلَى خُصُوصاً مِنَ الفِتْ
يَانِ مَنْ لم يَكُنْ نَدَاهُ عُمُومَا
نشأتْ من يمينه نفخاتٌ
ماعليها أَلاَّ تكونَ عُيُومَا
ألبستْ نجداً الصنائعَ لا شيـ
ـحاً ولا جنبة ً ولا قيصومَا
كَرُمَتْ رَاحَتَاهُ في أَزَمَاتٍ
كانَ صَوْبُ الغَمَامِ فيها لَئيما
لا رُزِيْنَاهُ ما أَلذَّ إذا هُزَّ
وأندى كفاً وأكرمَ خيما!
وَجَّهَ العِيسَ وهْيَ عِيسٌ إلى الله
فآلتْ مِثْلَ القِسِي حَطِيما
وأحقُّ الأقوامِ أن يقضي الديـ
ـنَ امرؤٌ كان للإلهِ غريمَا
في طريقٍ قد كانَ قبلُ شراكاً
ثم لمَّا علاهُ صارَ أديما
لمْ يحدِّثْ نفساً بمكة َ حتى
جازتِ الكهفَ خيلهُ والرقيما
حَرَمُ الدينِ زَارَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ
يُبْقِ للكُفْرِ والضَّلاَلِ حَريمَا
حِينَ عَفَّى مَقَامَ إِبليسَ سَامَى
بالمَطَايَا مَقَامَ إبراهيما
حَطَمَ الشرْكَ حَطْمَة ً ذَكَّرَتْهُ
في دُجَى الليل زَمْزَماً والْحَطيمَا
فاضَ فَيْضَ الآتي حتَّى غدَا المَوْ
سمُ من فضلِ سيبهِ موسوما
قد بلونا أبا سعيدٍ حديثاً
وبَلْونا أَبَا سعيدٍ قَديما
ووَرَدْناهُ سَاحِلاً وَقَلِيباً(11/319)
ورَعَيْنَاهُ بارضاً وجَميما
فَعَلِمْنا أَنْ لَيْسَ إِلاَّ بِشِق النَّـ
ـفس صار الكريمُ يدعى كريما
طلبُ المجدِ يورثُ المرءَ خبلاً
وهُمُوماً تُقَضْقِضُ الحَيْزُومَا
فتَرَاهُ وهْوَ الْخَلِيُّ شَجيّاً
وتراهُ وهوَ الصحيحُ سقيما
تجدُ المجدَ في البرية منثو
راً وتَلْقَاهُ عِنْدَهُ مَنْظُومَا
تيمته العلى فليسَ يعُدُّ الـ
بُؤْسَ بُؤْساً ولا النَّعِيمَ نَعِيمَا
وتؤامُ الندى يري الكرمَ الفا
ردَ في أكثر المواطنِ لومَا
كُلَّما زُرْتُهُ وجَدْتُ لَدَيْهِ
نَسَباً ظاعِناً ومجْداً مُقيما
أجدرُ الناس أن يُرى وهو مغبو
نٌ وهيهاتَ أن يُرى مظلوما
كلُّ حالٍ تَلْقَاهُ فيها ولكنْ
ليس يُلقى في حالة ٍ مذمُوما
وإذا كانَ عارضُ الموتِ سحاً
خَضِلاً بالرَّدَى أجَشَّ هَزِيمَا
في ضِرَامٍ مِنَ الوَغَى واشتِعَالٍ
تحسبُ الجوَّ منهما مهموما
واكتَسَتْ ضَمّرُ الجَيادِ المَذَاكي
من لباسِ الهيجا دماً وحميما
في مَكَرٍّ تَلُوكُها الحَرْبُ فيهِ
وهْيَ مُقْوَرَّة ٌ تَلُوكُ الشَّكيمَا
قمتَ فيها بحجة اللهِ لمَّا
أنْ جعلتَ السيوفَ عنكَ خصوما
فتحَ الله في اللواء لكَ الخا
فقِ يومَ الاثنين فتحاً عظيما
حوَّمَتْه ريحُ الجَنُوبِ ولَنْ يُحْـ
ـمدَ صيدُ الشاهين حتى يحوما
في غَدَاة ٍ مَهْضَوبَة ٍ كان فيها
ناضِرُ الرَّوضِ للسَّحَاب نَدِيمَا
لُينَتْ مُزْنُها فكانتْ رهاماً
وسجتْ ريحُها فكانت نسيما
نعمة ُ اللهِ فيكَ لا أسألُ اللـ
هَ إليْهَا نُعْمَى سِوَى أنْ تَدُومَا
ولو أني فعلتُ كنتُ كمنْ يسـ
ـألهُ وهو قائمٌ أن يقومَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
رقم القصيدة : 15725
-----------------------------------
أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
فَلِلْمَنَازِلِ سَهْمٌ في سَوَافِحَهَا
أشلى الزمانُ عليها كلَّ حادثة ٍ
وفرقة ٍ تظلمُ الدنيا لنازحها
حَلَفْتُ حَقّاً، لقَدْ قَلَّتْ مَلاَحتُهَا(11/320)
بمنْ تخرمُ عنها منْ ملائحها
إِنْ تبْرَحَا وتَبَاريحي على كَبدٍ
ما تستقرُّ، فدمعي غيرُ بارحها
دَارٌ أُجِلُّ الهَوَى عنْ أن أُلِمَّ بها
في الركبِ إلاَّ وعيني منْ منائحها
إذا وصفتُ لنفسي هجرها جمحتْ
ودائعُ الشوقِ في أقصى جوانحها
وإنْ خَطَبْتُ إِليْهَا صَبْرَها جعَلَتْ
جِرَاحَة ُ الوَجْدِ تَدْمى في جَوَارِحِهَا
ما للفيافي وتلكَ العيسُ قد خزمتْ
فلمْ تظلمْ إليها منْ صحاصحها؟
فُتْلٌ إِذا ابْتَكَرَ الغَادي على أَمَلٍ
خلفنهُ يزجرُ الحسرى برائحها
تُصْغي إلى الحَدْوِ إصْغَاءَ القِيان إلى
نَغْمٍ إِذَا استغْرَبَتْهُ مِنْ مُطَارِحِهَا
حتَّى تَؤُوبُ كأَنَّ الطَّلْحَ مُعْتَرِضٌ
بشوكهِ في المآقي من طلائحها
إلى الأكارمِ أفعالاً ومنتسباًَ
لمْ يَرْتَعِ الذَّمُّ، يَوْماً، في طَوائِحها
آسَاسُ مَكَّة َ والدُّنْيا بِعُذْرِتِها
لَمْ يَنزِلِ الشَّيْبُ في مَثْنَى مسَائِحِها
قومٌ همُ أمنوا قبلَ الحمام بها
من بينِ ساجعها الباكي ونائحها
كانُوا الجِبالَ لها قَبْلَ الجِبالِ وهُمْ
سالوا ولمْ يكُ سيلٌ في أباطحها
والفَضْلُ إِنْ شَمِل الإظلامُ سَاحَتَها
مصباحها المتجلي منْ مصابحها
منْ خيرها مغرساً فيها ووسعها
شِعْباً تُحَطُّ إليه عِيرُ مادِحِها
لا تَفْتَ تُزْجِي فَتِيَّ العِيسِ سَاهِمَة ً
إلى فَتَى سِنها مِنْهَا وقَارِحِها
حتى تناولَ تلكَ القوسَ باريها
حقّاً وتُلقي زِنَاداً عنْدَ قَادِحِها
كأنَّ صاعقة ً في جوفِ بارقة ٍ
زئيرهُ واغلاً في أذنِ نابحها
سِنَانُ مَوْتٍ ذُعَافٍ مِن أَسَنَّتها
صفيحٌ تتحامى من صفائحها
ذُر تُدْرَإِ وإِبَاءٍ في الأُمورِ وهَلْ
جَواهِرُ الطَّيْرِ إلاَّ في جَوارِحِهَا!
هشماً لأنفِ المسامي حينهُ فسما
لهاشمٍ، فضلها فيها ابنُ صالحها
ياحَاسِدَ الفَضْلِ لا أَعْرِفْكَ مُحْتَشِداً
لِغَمْرَة ٍ أَنْتَ عِنْدِي غَيْرُ سَابِحها
لكوكبٍ نازحٍ من كفٍّ لامسهِ
وصخرة ٍ وسمها في قرنِ ناطحها(11/321)
ولاتَقُلْ إنَّنَا مِن نَبْعَة ٍ فلقَدْ
بانَتْ نَجائِبُ إبْلٍ مِنْ نَواضِحِها
سَميْدَعٌ يَتَغَطَّى مِن صَنائِعِه
كما تَغَطّى رجالٌ مِن فَضَائِحها
وفارة ُ المسكِ لا يخفي تضوعها
طولُ الحجابِ ولا يزري بفائحها
للّه دَرُّكَ في الخَوْدِ الَّتي طَمَحَتْ
مَا كَانَ أرقَاكَ يا هَذَا لِطَامِحِها
نقية ُ الجيبِ لا ليلٌ بمدخلها
في بَابِ عَيْبٍ ولاصُبْحٌ بِفَاضِحِها
أخذتها لبوة َ العريس ملبدة ً
في الغَابِ والنَّجْمُ أَدْنَى مِنْ مَنَاكِحِهَا
لَوْ أَنَّ غَيْرَ أبِي الأَشْبَالِ صافَحَها
شَكَّتْ بِمَخْلَبها كَفَّيْ مُصافِحِها
جاءتْ بصقرينِ غطريفينِ لو وزنا
بهضبِ رضوى إذاً مالا براجحها
بِهَاشِميَّيْنِ بَدْريَّيْنِ إِن لَحَجَتْ
مغَالِقُ الدَّهْرِ كانا مِن مَفَاتِحِها
نصلانِ قدْ أثبتا في قلبِ شائنها
نارينِ أوقدتا في كشحِ كاشحها
وكذبَ اللهُ أقولاً قرنتَ بها
بِحُجَّة ٍ تُسْرَجُ الدُّنْيَا بِوَاضِحها
مُضِيئَة ٍ نَطَقتْ فينا كما نَطقَتْ
ذبيحة ُ المصطفى موسى لذابحها
لئنْ قلبيكَ جاشتْ بالسماحة ِ لي
لقَدْ وَصَلْتُ بِشُكْرِي حَبْلَ ماتِحِهَا
وقدْ رأتني قريشٌ ساحباً رسني
إليْكَ عَنْ طَلْقها وَجْهَاً وَكالحها
إِذَا القَصَائِدُ كانَتْ مِنْ مَدَائِحهمْ
فأَنت لاشَك عِنْدي مِنْ مَدَائِحِها
وإنْ غرائبها أجدبنَ منْ بلدٍ
كانَتْ عَطاياكَ أَنْدَى مِنْ مَسارِحِها
العصر العباسي >> أبو تمام >> عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
رقم القصيدة : 15726
-----------------------------------
عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
وأنْ تعتبَ الأيامُ فيهمْ فربَّما
لهمْ منزلٌ قد كان بالبيض كالمها
فَصِيحُ المَغَاني ثُمَّ أصبحَ أعجمَا
ورَدَّ عُيُونَ النَّاظِرينَ مُهَانَة ً
وقد كانَ مما يرجعُ الطرفُ مكرما
تبَدَّلَ غاشِيهِ بريمٍ مُسَلمٍ
تردى رداءَ الحسن طيفاً مسلِّما(11/322)
ومن وشي خد لم ينمنمْ فرندُه
معالمَ يذكرنَ الكتابَ المنمنا
وبالحلْي إِنْ قَامَتْ تَرَنَّمَ فَوْقَها
حَماماً إذا لاقى حَمَاماً تَرَنَّما
وبالخَدْلة ِ السَّاقِ المُخَدَّمة ِ الشَّوَى
قَلائِصَ يَتْبَعْنَ العَبنَّى المُخَدَّما
سَوَارٍ إذا قاتَلْنَ مُمْتَنِعَ الفَلا
جَعَلْنَ الشَّعَارَيْنِ الجَدِيلَ وشَدْقَما
إلى حائِطِ الثَّغْرِ الذي يُورِدُ القَنَا
من الثغرة ِ الريا القليبَ المهدَّما
بسابغ معروف الأمير محمدٍ
حدا هجماتِ المال منْ كانَ مصرِما
وحطَّ الندى في الصامتينَ رحلَه
وكانَ زَمَاناً في عَدِي بن أخْزَما
يرَى العَلْقَمَ المَأْدُومَ بالعِز أريَة ً
يمانِيَة ً والأريَ بالضَّيْم عَلقَمَا
إذا فرشوهُ النصفَ ماتتْ شذاتُه
وإن رتُعوا في ظُلْمِهِ كانَ أظلَما
لقَدْ أصبحَ الثُّغْرَان في الدَّينِ بَعْدَما
رأوا سرعان الذلِّ فذاً وتوءمَا
وكنتَ لِنَاشيهمْ أَباً ولِكَهْلِهِم
أخاً ولذي التقويس والكبرة آبنما
ومَنْ كان بالبيض الكواعِب مُغْرَماً
فمَا زلْتَ بالبيض القَواضِب مُغْرما
ومنْ تيمت سمرُ الحسان وأدمُها
فمَا زلْتَ بالسُّمْر العَوالي مُتَيَّمَا
جدعتَ لهمْ أنفَ الضلال بوقعة ٍ
تَخَرَّمتَ في غَمَّائِها مَنْ تَخرَّمَا
لئنْ كانَ أمسى في عقرقسَ أجدَعا
لمنْ قبلُ ما أمسى بميمذ أخرما
ثَلِمْتَهُمُ بالمشْرَفي وقلَّما
تثلَمَ عزُّ القومِ إلا تهدَّما
قطعتَ بنانَ الكفرِ منهمْ بميمذٍ
وأتبعتها بالرومِ كفاً ومعصما
وكم جَبلٍ بالبذ مِنْهُمْ هدَدْتَه
وغاوٍ غوى حلَّمْتَه لو تحلَّما!
ومُقْتَبَلٍ حَلَّتْ سُيُوفُكَ رَأْسَهُ
ثغاماً ولولا وقعُها كانَ عظلما
فلمَّا أَبَت أحكَامَه الشيْبَة ُ اغتَدَى
قناكَ لما قدْ ضيعَ الشيبُ محكما
إذا كنت للألوى الأصمِّ مُقوماً
فأوردْ وريديهِ الأصمَّ المقوَّما
ولما التقى البشرانِ أنقعَ بشرُنا
لِبشْرِهِمِ حَوْضاً مَنَ الصَّبْرِ مُفْعَما
وسَاعدَه تحتَ البَياتِ فَوارسٌ(11/323)
تخالُهمُ في فحمة ِ الليلِ أنجُما
وقد نثرتهُمْ روعة ٌ ثمَّ أحدقوا
به مثلما ألفتَ عقداً مُنظَّما
بسافِر حُر الوَجْهِ لَوْ رَامَ سوْءَة ً
لَكانَ بجلباتِ الدُّجَى مُتَلثَّما
مثلتَ له تحتَ الظلامِ بصورة ٍ
على البعدِ أقنتهُ الحياءَ فصمَّما
كَيُوسُفَ لَمَّا أَنْ رَأَى أَمْرَ رَبه
وقدْ همَّ أن يعروريَ الذنبَ أحجمَا
وقدْ قالَ إما أن أغادرَ بعدَها
عظيماً وإما أن أغادرَ أعظُما
ونعمَ الصريخُ المستجاشُ محمدٌ
إذا حَنَّ نَوْءٌ لِلمَنايا وأرزَما
أشاحَ بفتيان الصباحِ فأكرهُوا
صدورَ القنا الخطيِّ حتى تحطما
هو افترع الفتحَ الذي سارَ معرِقاً
وأنجَدَ في عُلو البلادِ وأتْهَمَا
لَهُ وقْعة ٌ كانتْ سَدى ً فأنَرْتَها
بأخرى وخيرُ النصرِ ما كانَ مُلحَمَا
هُما طرفَا الدهر الذي كان عهدُنا
باوَّلهِ غُفْلاً فَقد صَارَ مُعْلَما
لقَدْ أذكرَانا بأْسَ عَمْروٍ ومُسْهرٍ
وَما كانَ مِنْ إسْفِنْدِيَاذَ ورُسْتَما
رأَى الرُّومُ صُبْحاً أنَّها هيَ إذْ رَأَوْا
غَداة َ التَقَى الزَّحْفَانِ انَّهما هَما
هزبرا غريفٍ شدَّ منْ أبهريهما
ومتنيهما قربُ المزعفرِ منهما
فأُعطِيتَ يَوْماً لَو تَمَنَّيْتَ مِثْلَه
لأعجَزَ رَيْعَانَ المُنى والتَّوهُّما
لحقتهما في ساعة ٍ لو تأخرتْ
لقدْ زجرَ الإسلامُ طائرَ أشأما
فلَوْ صَحَّ قَوْلُ الجَعْفَريَّة ِ في الذي
تنصُّ من الإلهامِ خلناك مُلهما
فإِنْ يَكُ نْصرَانِيّاً النَّهْرُ آلِسٌ
فقَدْ وَجَدُوا وَادِي عَقَرْقُسَ مُسْلِما
به سبتوا في السبتِ بالبيض والقنا
سُبَاتاً ثَوَوْا مِنه إلى الْحَشْرِ نُوَّما
فلوْ لمْ يقصرْ بالعروبة ِ لم يزلْ
لنَا عُمُرَ الأيامِ عِيداً ومَوْسِما
وما ذكر الدهرُ العبوسُ بأنَّه
له ابنٌ كيومِ السبتِ إلا تبسما
ولَمْ يَبْقَ في أرضِ البقلاَّر طائرٌ
ولا سَبُعٌ إِلاَّ وقَدْ بَاتَ مُولِما
ولا رَفَعُوا في ذلكَ اليَوْم إِثْلباً
ولا حَجَراً إلاَّ رأَوْا تَحْتَه دمَا(11/324)
رُمُوا بابن حَرْب سَلَّ فيهمْ سُيُوفَه
فكانت لنا عرساً وللشركِ مأتما
أَفَظُّ بَني حَوّاءَ قَلْباً عليهمِ
ولم يقسُ منه القلبُ إلا ليرحما
إذا أجرموا قنا القنا من دمائهم
وإن لمْ يجدْ جُرما عليهم تجرَّما
هوَ الليثُ ليثُ الغابِ بأساً ونجدة ً
وإِنْ كان أحْيَا مِنْه وَجْهاً وأكرَمَا
أشدُّ ازدلافاً بينَ درعينِ مُقبلاً
وأحسنُ وجهاً بين بردينِ مُحرما
جَديرٌ إذا ما الْخَطْبُ طَالَ فلَمْ تُنَلْ
ذؤابته أنْ يجعل السيفَ سُلما
كَريمٌ إذا زُرْنَاهُ لَمْ يقتَصِرْ بنا
على الكرمِ المولودِ أو يتكرَّمَا
تَجَشَّمَ حَمْلَ الفَادِحَاتِ وقَلَّما
أقيمتْ صدور المجدِ إلا تجشما
وكنتُ أخَا الإعدَامِ لَسْنَا لِعَلَّة ٍ
فكم بكَ بعدَ العُدمِ أغنيتُ معدِما
وإذْ أَنَا مَمْنُونٌ عليَّ ومُنْعَمٌ
فأصبحتُ من خضراءِ نعماكَ منعما
ومنْ خدمَ الأقوامَ يرجُوا نوالهمْ
فإنِّي لمْ أخدمكَ إلا لأخدَما!
العصر العباسي >> أبو تمام >> سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
رقم القصيدة : 15727
-----------------------------------
سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
وإعْرَاضِه عني وطُولِ جَفَائِهِ
أبى اللهُ الاَّ أن كلفتُ بحبهِ
فأصبحتُ فيه راضياً بقضائِهِ
وأفرَدْتُ عَيْني بالدُّموعِ فأصبَحَتْ
وَقَدْ غَصَّ منها كلُّ جَفْنٍ بِمائِهِ
فإِنْ مِتُّ مِنْ وَجْدٍ بهِ وصَبابَة ٍ
فكم مِنْ مُحِبٍّ ماتَ قَبْلي بِدائِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
رقم القصيدة : 15728
-----------------------------------
سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
فهيَ طوعُ الإتهامِ والإنجادِ
فارَقتْنَا ولِلْمَدَامِعِ أَنْوَا
ءٌ سَوَارٍ عَلَى الخُدُودِ غَوَادِ
كُلَّ يَومٍ يَسْفَحْنَ دَمْعَاً طَريفاً
يُمْتَرَى مُزْنُهُ بشَوْقٍ تِلادِ
واقعاً بالخدودِ والحرِّ منهُ(11/325)
واقعٌ بالقلوبِ والأكبادِ
وعلى العيسِ خردٌ يتبسم
نَ عنِ الأشنبِ الشتيتِ البرادِ
كان شوكَ السيالِ حسناً فأمسى
دونهُ للفراقِ شوكُ القتادِ
شابَ رأسي ، وما رأيتُ مشيبَ الرأ
سِ إلاَّ منْ فضلِ شيبِ الفؤادِ
وكَذاكَ القُلُوبُ في كُل بُؤْسٍ
ونَعِيمٍ طَلائعُ الأجْسَادِ
طَالَ إنْكَارِيَ البَيَاضَ وإِنْ عُمرْ
تُ حيناً، أنكرتُ لونَ السوادِ
نَالَ رَأْسِي منْ ثُغْرَة ِ الهم مالَمْ
يَسْتَنِلْهُ مِنْ ثُغْرة ِ المِيلادِ
زارني شخصهُ بطلعة ضيمٍ
عمرتْ مجلسي من العوادِ
يَا أَبا عبد اللَّه أَوْرَيْتَ زَنْدَاً
في يدي كان دائمَ الإصلادِ
أنت جبتَ الظلامَ عن سبل الآ
لِ إذْ ضلَّ كلُّ هادٍ وحادِ
فكأنَّ المغذِّ فيها مقيمٌ
وكأَنَّ السّاري عَلَيْهِن غَادِ
وضياءُ الآمالِ أفسحُ في الطر
فِ وفي القلبِ منْ ضياءِ البلادِ
كان في الأَجْفَلَى وفي النَّقَرَى عُرْ
فُكَ نَضْرَ العُمومِ نَضْرَ الوِحَادِ
ومنَ الحظِّ في العلى خضرة ُ المعرو
ف في الجَمْعِ منْهُ والإِفْرَادِ
كُنْتُ عَنْ غَرْسِهِ بعيداً فأَدْنَتْـ
ـنِي إليه يَداكَ عنْدَ الجِدَادِ
سَاعَة ً لو تَشاءُ بالنصْف فيها
لمنعتَ البطاءَ خصلَ الجيادِ
لَزِمُوا مَرْكزَ النَّدَى وذَرَاهُ
وعدتنا عنْ مثل ذاكَ العوادي
غيرَ أنَّ الرب إلى سبلِ الأنوا
ءِ أدنى والحظُّ حظُّ الوهادِ
بعدما أصلت الوشاة ُ سيوفاً
قَطعَتْ فيَّ وهْيَ غَيْرُ حِدَادِ
من أَحَاديثَ حينَ دَوَّخْتَها بالرّأْ
ي كانتْ ضعيفة َ الإسنادِ
فنَفَى عنْكَ زُخْرُفَ القَوْلِ سَمْعٌ
لمْ يَكُنْ فُرْصَة ً لغَيْرِ السَّدَادِ
ضَرَبَ الحلْمُ والوقارُ عليْه
دُونَ عُورِ الكلاَمِ بالأَسْدَادِ
وحوانٍ أبتْ عليها المعالي
أَنْ تُسَمَّى مَطِيَّة َ الأَحْقَادِ
ولعمري أنْ لو أضحتَ لأقدم
تَ لحتفي ضغينة َ الحسادِ
حملَ العبءَ كاهلٌ لكَ أمسى
لخطوبِ الزمان بالمرصادِ
عَاتقٌ مُعْتَقٌ منَ الهُونِ إلاَّ
منْ مُقَاسَاة مَغْرَمٍ أَو نَجادِ(11/326)
للحمالات والحمائل فيه
كلحوب المواردِ الأعدادِ
مُلئَتْكَ الأَحْسَابُ أَيُّ حيَاءٍ
وحَيَا أَزْمَة ٍ وحَيَّة ٍ وَادِ!
لَوْ تَرَاخَتْ يَدَاكَ عَنْهَا فُوَاقاً
أكلتها الأيامُ أكلَ الجرادِ
أنتَ نَاضَلْتَ دُونَها بِعَطَايَا
رَائحاتٍ عَلَى العُفَاة غَوَادي
فإذا هلهلَ النوالُ أتتنا
ذاتَ نيرينِ مطبقاتُ الأيادي
كُلُّ شَيءٍ غَثٌّ إِذَا عَادَ والـ
معروفُ غثٌّ ما كانَ غيرَ معادِ
كَادَتِ المَكْرُمَاتُ تَنْهَدُّ لَوْلاَ
أنها أيدتْ بخيرِ إيادِ
عندهمْ فرجُ اللهيف وتص
ديقُ ظنونِ الزوارِ والروادِ
بِأَحَاظِي الجُدُود لا بلْ بِوْشكِ
الجد لا بلْ بسُؤْدَد الأجدَادِ
وكأنَّ الأعناقَ يومَ الوغى أوْ
لَى بِأَسْيَافهمْ منَ الأَغْمَادِ
فإذا ضلتِ السيوفُ غداة َ الرو
عِ كانتْ هوادياً للهوادي
قد بَثَثْتُمْ غَرْسَ المَودَّة والشَّحْـ
ـنَاءِ في قَلْب كل قَارٍ وَبادِ
أبغَضُوا عزَّكُمْ ووَدُّوا ندَاكُمْ
فقروكمْ من بغضة ٍ وودادِ
لاعَدَمْتُمْ غَريب مَجْدٍ رَبَقْتُمْ
في عُرَاهُ نَوافرَ الأَضْدَاد
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
رقم القصيدة : 15729
-----------------------------------
قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
والمَجْدِ زَادَ اللَّهُ في إكرامِهِ
يا وَاهِبَ العِيسِ الهَمُوس برَحْلِها
والأعوجيِّ بسرجِه ولجامِهِ
والحامِلَ الأقوامَ فوقَ سلاهبٍ
والحاكيَ الرئبالَ في إقدامِهِ
والواهِبَ الصَّمصامة َ السيفَ الذي
يجري زعافُ الموتِ في إسطامِهِ
أنتَ المُبَاري الريحَ في نَفَخاتها
والمستهينُ معَ الندى بملامِهِ
فمنَ أينَ أرْهَبُ أَنْ يَرَاني رَاجلاً
أحَدٌ وما أرجُو سِوَى أيَّامِهِ
أحملْ هداكَ اللهُ رجلي يا بنَ منْ
جادَتْ يداهُ بنهدِهٍ وغلامِهِ
قسمَ الحياءُ على الأنامِ جميعهمْ
فذهبتَ أنتَ فقدتَهُ بزمامِهِ
وتَقَسَّمَ النَّاسُ السَّخَاء مُجَزَّأً(11/327)
وذهَبْتَ أنتَ برَأْسِهِ وسَنَامِهِ
وتَركْتَ لِلنَّاسِ الإهَابَ ومابَقَى
منْ فرثِهِ وعروقهِ وعظامِهِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> سماء غريبة
سماء غريبة
رقم القصيدة : 1573
-----------------------------------
إن توزّعَ نفسكَ بَينَ فتاتين
بين بلادين
من حرسٍ وأناناس
بينهما ، أنتَ ملتصق بالزجاجة
في حانةٍ ، تتقافز فيها الصراصيرُ
كانتْ لك الكلمات الطريقَ إلى النخلِ ..
من أين جاءوا بأسوارهم
فانتحيتَ تراقبُ
ضوءَ الصواري البعيدةِ
يخبو ، ويصعدُ
بين الشهيق، وبين الزفير
معادلة مرة
أن تظلَّ كما أنتَ
ملقىً على الرمل
ترسم أفقاً ، وتمحوه
برقاً ، وتجلوه
إن السماءَ القريبةَ ، أشهى
السماء البعيدة .. أبهى
لكن أحذية الحرس الملكي
ستحجب عنك فضاء الحنين المعرّش
ما بين أزهار قلبك، والنافذة
معادلة صعبة
أن أبدل حلماً ، بوهمٍ
وأنثى ، .. بأخرى
ومنفى ، بمنفى
وأسألُ:
أين الطريق ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
رقم القصيدة : 15730
-----------------------------------
أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
وَصفاتِ ما ألْقَى مِنَ البَلوَى
قلبتُ آفاقض الكلامِ فما
أبصرتني أغفلتُ عن معنى
وَأعُدّ ما لا أشْتَكي غَبناً،
فأعُودُ فيهِ مَرّة ً أُخْرَى
فلو أنّ ما أشكو إلى بشرٍ
لأرَاحَني مِنْ ذِلّة ِ الشّكوَى
لكنما أشكو إلى حجرٍ
تنبو المعاولُ عنهُ أو أقسى
ظَبْيٌ بِمَبْكاهُ وَمَضْحَكِهِ
فينا تنيرُ وتظلمُ الدنيا
العصر العباسي >> أبو تمام >> سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
رقم القصيدة : 15731
-----------------------------------
سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
وروضَ حاضرٌ منهُ وبادِ
نزَحْتُ به رَكِيَّ العيْنِ لمَّا
رأيتُ الدمعَ منْ خير العتادِ
فَيا حُسْنَ الرُّسُومِ وما تَمَشَّى
إليْهَا الدَّهْرُ في صُوَرِ البعَادِ
وإِذْ طَيْرُ الحَوادث في رُباها(11/328)
سَواكنُ، وَهْيَ غَنَّاءُ المَرَادِ
مَذَاكي حَلْبَة ٍ وشُرُوبُ دَجْنٍ
وسَامرُ فتْيَة ٍ وقُدُورُ صَادِ
وأعينُ ربربٍ كحلتْ بسحرٍ
وأَجسادٌ تُضَمَّخُ بالجَسادِ
بزهرٍ والحذاقِ وآلِ بردٍ
وَرَتْ في كل صَالحَة ٍ زَنَادي
وإنْ يكُ منْ بني أددٍ جناحي
فإِنَّ أثيثَ رِيشي من إيَادِ
غَدَوْتُ بهِمْ أَمَدَّ ذَوِيَّ ظلاًّ
وأكثرَ منْ ورائي ماءَ وادِ
هُمُ عُظْمَى الأثَافي منْ نِزارٍ
وأَهْلُ الهَضْبِ منها والنجَادِ
مُعَرَّسُ كُل مُعضلَة ٍ وخَطْبٍ
ومَنْبِتُ كل مَكْرُمَة ٍ وَآدِ
إذا حدثُ القبائل ساجلوهمْ
فإِنَّهُمُ بَنُو الدَّهْرِ التلاَدِ
تُفرَّجُ عنهمُ الغَمَرات بيضٌ
جلادٌ تحتَ قسطلة الجلادِ
وحشْوُ حوادثِ الأَيَّامِ منهمْ
معاقلُ مُطْرَدٍ وَبنُو طِرَاد
لهم جهلُ السباعِ إذا المنايا
تَمَشَّتْ في القنَا وحُلُومُ عَادِ
لقدْ أنستْ مساوىء كلِّ دهرٍ
محاسنُ أَحمدَ بنِ أبي دُوَادِ
متى تَحْلُلْ به تَحلُلْ جَنَاباً
رضيعاً للسواري والغوادي
ترشحُ نعمة ُ الأيامِ فيهِ
وتُقْسَمُ فيه أرْزاقُ العبَاد
وما اشتبهتْ طريقُ المجد إلا
هداكَ لقبلة المعروف هاد
وما سافرتُ في الآفاقِ إلاَّ
ومن جدواكَ راحلتي وزادي
مقيمُ الظن عندكَ والأماني
وإنْ قلقتْ ركابي في البلادِ
معادُ البعث معروفٌ ولكنْ
ندى كفيكَ في الدنيا معادي
أَتاني عائِرُ الأَنْبَاءِ تَسْرِي
عقاربهُ بداهية ٍ نآد
يُجَرُّ بهِ على شَوِكِ القَتَادِ
كأَنَّ الشَّمْسَ جَلَّلها كُسُوفٌ
أو استترتْ برجل منْ جراد
بأني نلتُ من مضرٍ وخبتْ
إليْكَ شَكيَّتي خَبَبَ الجَواد
وما رَبْعُ القَطيعَة لي بِرَبْعٍ
ولانادي الأَذى مني بنَاد
وأَيْنَ يَجُورُ عنْ قَصْدٍ لسَاني
وقلبي رائحٌ برضاكَ غاد!
ومما كانت الحكماءُ قالتْ
لسانُ المرءِ منْ خدمِ الفؤاد
فقِدْماً كُنْتُ مَعْسُولَ الأماني
ومأدومَ القوافي بالسداد
لقَدْ جَازَيْتُ بالإحْسَانِ سُوءاً
إذاً وصبغتُ عرفكَ بالسواد(11/329)
وسرتُ أسوقُ عيرَ اللؤمِ حتى
أَنَخْتُ الكُفْرَ في دارِ الجهاد
فكيفَ وعتبُ يومٍ منكَ فذٍّ
أَشَدُّ عليَّ من حَرْب الفَسَاد !
وليستْ رغوتي من فوقِ مذقٍ
ولا جمري كمينٌ في الرمادِ
وكانَ الشُّكْرُ للكُرَمَاءِ خَصْلاً
ومَيْداناً كَميْدَان الجِيَاد
عَليْه عُقدَتْ عقدي ولاحَتْ
مواسمهُ على شيمي وعادي
وغيري يأكلُ المعروفَ سحتاً
وتشجبُ عندهُ بيضُ الأيادي
تثبتْ إنَّ قولاً كانَ زوراً
أتى النعمامَ قبلكَ عن زياد
وأرثَ بينَ حيِّ بني جلاحٍ
سنا حربٍ وحيِّ بني مصادِ
وغادَرَ في صُروف الدَّهْرِ قَتْلَى
بني بدر على ذات الإصاد
فما قدحاكَ للباري وليستْ
مُتونُ صَفاكَ من نُهَر المُرادي
ولوْ كشفتني لبلوتَ خرقاً
يُصَافي الأكْرَمينَ ولا يصَادي
إلى بعض الموارد وهو صادي
إليكَ بعثتُ ابكارَ المعاني
يليها سائقٌ عجلٌ وحادي
جَوائرَ عن ذُنابى القَوْمِ حَيْرَى
هواديَ للجَماجمِ والهَوَادي
يذللها بذكركَ قرنُ فكرٍ،
إذا حرنتْ، فتسلسُ في القيادِ
لهَا في الهَاجِسِ القِدْحُ المُعَلَّى
وفي نظم القوافي والعمادِ
منزهة ً عن السرق المورى
مُكَرَّمَة ً عن المَعْنى المُعاد
تنصّلَ ربها منْ غير جرمٍ
إليْكَ سوَى النَّصيحة والوِدَاد
ومنْ يأذنْ إلى الواشينَ تسلقْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
رقم القصيدة : 15732
-----------------------------------
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
فانت طَوْدٌ لنا مُنْجٍ ومُعْتَصَمُ
لا زالَ جودُكَ يخشى البخلُ صولتَه
وزالَ عودُكَ تسقي روضه الديمُ
أشرفْتُ منْكَ على بَحْر الغنَى ويَدِي
يجولُ في مستواها الفقرُ والعدمُ
فَسوْفَ يُثْبِتُ رُكْنَ المَدْحِ فِيكَ أَخٌ
لَوْلا رَجاؤُكَ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ قَدَمُ
أحرَمْتُ دُونكَ خَوْفَ النَّائباتِ فمَا
شككتُ إذْ قمتَ دوني أنَّكَ الحرَمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيسلبني ثراءَ المال ربي
أيسلبني ثراءَ المال ربي(11/330)
رقم القصيدة : 15733
-----------------------------------
أيسلبني ثراءَ المال ربي
وأَطلُبُ ذَاكَ من كَفٍّ جَمَادِ؟
زعمتُ إذاً بأنَّ الجودَ أمسى
له ربٌّ سوى ابنِ أبي داودِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
رقم القصيدة : 15734
-----------------------------------
نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
والدَّمْعُ يَحْمِلُ بَعْضَ ثِقْل المُغْرَمِ
وَصَلَتْ دُمُوعاً بالنَّجيعِ فخَدُّها
في مثل حاشية ِ الرداءِ المعلمِ
وَلِهَتْ فأَظْلَمَ كلُّ شَيءٍ دُونَها
وأنارَ مِنها كلُّ شَيءٍ مَظْلِمِ
وكأنَّ عَبْرَتَها عَشِيَّة وَدَّعَتْ
مهراقة ٌ منْ ماءِ وجهي أو دمي
ضعفتْ جوارحُ مَنْ أذاقتهُ النوى
طَعْمَ الفِراقِ فذَمَّ طَعْمَ العَلْقَمِ
هي ميتة ٌ إلا سلامة َ أهلهِا
مِنْ خَلَّتَيْن: مِنَ الثَّرَى والمَاتَمِ
إنْ شئتَ أنْ يسودَّ ظنُّكَ كلُّه
فأجلْهُ في هذا السوادِ الأعظمِ
ليسَ الصَّديقُ بمَنْ يُعِيرُكَ ظاهِراً
متبسماً عنْ باطنٍ متجهِّمِ
فليبلغِ الفتيانَ عني مالكا
إني متى يتثلموا أتهدمِ
ولتعلم الأيامُ أني فتُّها
بأبي الحسين محمدِ بن الهيثمِ
بأَغَرَّ لَيْسَ بتَوْأَمٍ ويَمينُه
تَغْدُو وَتَطْرُقُ بالنَّوال التَّوْأَمِ
قد قُلتُ للمغترِّ منهُ بصفحهِ
وأخُو الكَرَى لَو لَمْ يَنَمْ لم يَحْلمِ
لا يلحمنكَهُ تحلُّمُهُ فقدْ
يودي بكَ الوادي وليسَ بمفعمِ
حَدَتِ الوُفُودُ إلى الجَزيرة ِ عِيسَها
منْ منجدٍ بمحلهِ أو متهمِ
فكأَنَّما لَوْلا المَنَاسِكُ أُشركَتْ
ساحاتُها أو أوثرتْ بالموسمِ
وكأنَّهُ منْ مدحهمْ في روضة ٍ
وكأنَّهم من سيبهِ في مقسمِ
كَلِفٌ برَب المَجْدِ يَزعُمُ أَنَّه
لمْ يبتدأ عُرفٌ إذا لم يتممِ
نَظَمَتْ لَهُ خَرَزَ المَدِيحِ مَكَارمٌ
يَنْفثْنَ في عُقَدِ اللسَانِ المُفْحَمِ
في قلهِ كثرُ السماك وإنْ غدا
هطِلاً وعَفْوُ يَدَيْهِ جُهدُ المِرْزمِ(11/331)
خَدَمَ العُلى فخَدَمْنَه وهْيَ التي
لاتَخْدُمُ الأقوامَ مالَمْ تُخْدَمِ
وإذا انْتَمَى في قُلَّة ٍ مِنْ سُؤْدَدٍ
قالتْ له الأخرى بلغتَ تقدَّمِ
ما ضرَّ أروعَ يرتقي في همة ٍ
عَليَاءَ ألاَّ يَرْتَقي في سُلَّمِ
يأبى لعرضكَ أنْ يغادرَ عُرضة ً
ماحَوْلَه مِنْ مالِكِ المسْتَلْحَمِ
إِنَّ التَّلاَدَ على نَفَاسة ِ قَدْرِه
لا يرغمُ الأزماتِ ما لمْ يرغمِ
لا يُستطالُ على الخطوبِ ولا تُرى
أُكْرُومَة ٌ نِصْفاً إذا لَمْ يُظلَمِ
وصَنِيعة ٍ لَكَ ثَيبٍ أهدَيْتَها
وهْيَ الكَعَابُ لِعَائذٍ بكَ مُصْرمِ
حَلَّت مَحلَّ البكرِ مِنْ مُعْطى ً وقَدْ
زُقَّتْ مِنَ المُعطى زِفَافَ الأَيمِ
ليزدكَ وجداً بالسماحة ِ ما ترى
مِنْ كِيمَياءِ المَجْدِ تَغْنَ وتَغنَمِ
إِنَّ الثَّنَاءَ يَسِيرُ عَرْضاً في الوَرَى
ومَحَلُّهُ في الطُّولِ فَوقَ الأنْجُمِ
وإذا المواهبُ أظلمت ألبستها
بشراً كبارقة الحسامِ المخذمِ
أعطَيْتَ ما لَمْ تُعْطِهِ ولوِ انقَضَى
حُسْنُ اللقَاءِ حَرَمْتَ مالم تَحْرمِ
لَقُدِدْتَ مِنْ شِيَمٍ كأَنَّ سُيُورَها
يُقْدَدْنَ مِنْ شِيَمِ السحاب المُرْزِمِ
لو قلتُ حصلَ بعضها أو كلُّها
في حاتِمٍ لَدُعِيتُ دَافِعَ مَغرَمِ
شهرتْ فما تنفكُّ توقعُ باسمها
من قبلِ معناها بعدمِ المُعدمِ
إِنَّ القَصَائِدَ يَمَّمَتكَ شَوَارداً
فتحرَّمَتْ بنداكَ قبلَ تحرُّمي
ما عرَّستْ حتى أتاكَ بفارسٍ
ريعانُها والغزوُ قبلَ المغنمِ
فجَعلتُ قَيمَها الضَّمِيرَ ومُكنَت
منه فصارتْ قيماً للقيمِ
خُذْها فما زَالَتْ على استقلالِها
مشغولة ً بمثقفٍ ومقوِّمِ
تذرُ الفتيَّ من الرجاءِ وراءَها
وترودُ في كنف الرجاء القشعمِ
زهراءَ أحلى في الفؤادِ من المنى
وأَلذَّ مِنْ رِيقِ الأَحبَّة ِ في الفَمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
رقم القصيدة : 15735
-----------------------------------(11/332)
ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
توقدَ من نيرانِ ذكرك في قلبي
بَكيتُكِ لَمَّا مَثَّلَ النأْيُ بالهَوَى
كأَنْ لم يُمثلْ بي صُدودُكِ في القُرْبِ
وهَلْ كانَ لي في القُرْبِ عندك راحَة ٌ
ووصلكَ سهمُ البينِ في الشرقِ والغربِ
بَلَى كانَ لي في الصَّبْرِ عنك مُعَوَّلٌ
ومَنْدُوحَة ٌ لولا فُضُوليَ في الحُب
العصر العباسي >> أبو تمام >> أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
رقم القصيدة : 15736
-----------------------------------
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ!
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ
عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا
أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ
وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا
جبارُ قوم عندها بعنيدِ
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ
إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ
سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ
ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها
بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى
معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي
وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ
مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا
للطيرِ عيداً من بات العيدِ
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ
أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها
أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا
منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ
من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ!(11/333)
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني
بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه
وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً
كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ!
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها
وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى
زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ
نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ
شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما
خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا
في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ
لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما
قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ
آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله
كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي
زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ
قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ
والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي
لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا
قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ
وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا
ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ
عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة
لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ !
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف
ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ
تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي(11/334)
يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها
فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ
ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ
طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ
ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ
للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها
لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً
بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ
بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ
بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ
في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي
بردائها في المحفل المشهودِ
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ
بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما
نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود
العصر العباسي >> أبو تمام >> أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
رقم القصيدة : 15737
-----------------------------------
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ
أمالكُ إفراطُ الصبابة ِ تاركٌ
جناً واعوجاجاً في قناة ِ المكارمِ
تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً
إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ
مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً
تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ
وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ
يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ
بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ
وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ
شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ
وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ
فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا
أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ(11/335)
وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ
وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ
وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ
خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ
خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى
وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ
وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى
غدا في حفاراتِ الدموعِ السواجمِ
وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا
رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ!
ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ
خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ
رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً
وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ
فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ
بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ
فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ
خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرواغمِ
ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ
إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
رقم القصيدة : 15738
-----------------------------------
ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
بصيرٍ بأبوابِ التجرمِ والعتبِ
و لوعٍ بسوءِ الظنِّ لا يعرف الوفا
يبيتُ على سلمٍ ويغدو على حربِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
رقم القصيدة : 15739
-----------------------------------
أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
وإنَّ مصابَ المزن حيثُ تريدُ
فلا تبعدنَ مني قريباً فطالما
طلبتَ فلمْ تبعدْ وأنتَ بعيدُ
أصخْ تستمعْ حرَّ القوافي فإنها
كواكبُ إلاِّ أنهنَّ سعودُ
ولاتُمْكِن الإِخْلاَقَ منها فإنَّما
يَلَذُّ لبَاسُ البُرْد وهو جَديدُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> مشاكسة
مشاكسة
رقم القصيدة : 1574
-----------------------------------
لأنَّ الشمس
ظلتْ نائمةً إلى الضحى
في سرير الإمبراطورْ
لمْ تستيقظ المدينةُ - هذا الصباح -
غير أن السجينَ المشاكسَ(11/336)
مدَّ أظافره الطويلةَ الحادةَ
- عبرَ القضبانِ -
ووخزَ جسدها الأرجواني
فاندلقَ دمُها
فوقَ كوةِ زنزانتهِ
وأضاءَ العالم.
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
رقم القصيدة : 15740
-----------------------------------
يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
مُسْتَسْلِمٍ لجَوَى الفِرَاقِ سَقِيمِ
قَدْ كُنْتَ مَعْهُوداً بأَحْسَنِ سَاكنٍ
منَّا وأحسن دمنة ٍ ورسومِ
أَيَّامَ لِلأَيَّامِ فيكَ غَضَارَة ٌ
والدهرُ فيَّ وفيكَ غيرُ مُليمِ
وظباءُ أنسكَ لمْ تبدَّلْ منهمُ
بظِباء وَحْشِكَ ظاعِناً بِمُقيمِ
مِنْ كل ريمِ لَوْ تَبَدَّى قَطَّعَت
ألحاظُ مُقْلَتِه فُؤَادَ الريمِ
أما الهوى فهو العذابُ فإنْ جرتْ
فيهِ النَّوَى فَأَلِيمُ كُل أَلِيمِ
أمَرَ التَّجلُّدَ بالتَّلَدُّدِ حُرْقَة ٌ
أمرتْ جمودَ دموعهِ بسجومِ
ولا والطلولِ الدارساتِ ألية ً
من معرقٍ في العاشقين صميمِ
ما حَاوَلَتْ عَيْني تَأَخُرَ سَاعة ٍ
فالدَّمْعُ مُذْ صَارَ الفِراقُ غَريمي
لم يبرحِ البينُ المشتُّ جوانحي
حتَّى تَروَّت مِنْ هَوًى مَسْمُومِ
وإلى جَنَابِ أبي الحُسْينِ تَشَنَّعت
بزمامِها كالمصعبِ المخطومِ
جاءَتْكَ في مُعْجٍ خَوَائِفَ في البُرَى
وعَوَارِفٍ بالمَعْلَمِ المَأْمُومِ
مِنْ كُل ناجِيَة ٍ كأَنَّ أَدِيمَها
حِيصَتْ ظِهَارَتُه بِجلدِ أَطُومِ
تنئي ملاطيها إذا ما استكرهتْ
سَعْدَانَة ً كإدَارَة ِ الفُرْزُومِ
طلبتكَ من نسلِ الجديل وشدقمٍ
كومٍ عقائلُ من عقائلَ كومِ
ينسنَ أصواتَ الحداة ِ ونبرها
طَرَباً لأَصْوَاتِ الصَّدَى والبُومِ
فأَصَبْنَ بَحْرَ نَدَاكَ غيرَ مُصَرَّدٍ
ورداً وأمَّ نداكَ غيرَ عقيمِ
لَمَّا وَرَدْنَ حِيَاضَ سَيْبِكَ طُلَّحاً
خَيَّمنَ ثُمَّ شَرِبْنَ شُرْبَ الهِيمِ
إِنَّ الخَلِيفَة َ والخَليِفَة َ قَبْلَه
وجداكَ تربَ نصيحة ً وعزيمِ(11/337)
وجداكَ محموداً فلمَّا يألوا
لكَ في مُفَاوضَة ٍ ولا تَقْديمِ
ما زلتَ منْ هذا وذلكَ لابساً
حللاً من البتجيلِ والتعظيمِ
نفسي فداؤكَ والجبالُ وأهلُها
في طرمساءَ من الحروبِ بهيمِ
بالدَّاذَوَيْهِ وخَيْزَجٍ وذَوَاتِها
عَهْدٌ لسَيْفكِ لَمْ يَكُنْ بِذَمِيمِ
بالمُصْعَبيينَ الَّذِينَ كأنَّهُمْ
آسَادُ أغيالٍ وجِنُّ صَرِيمِ
مِثلُ البٌدُورِ تُضِيءُ إلاَّ أَنَّها
قد قُلْنِسَتْ مِنْ بَيْضَها بِنُجُومِ
وَلَّى بِها المَخذُولُ يَعْذِلُ نَفسَهُ
مُتَمَطراً في جَيْشِهِ المَهْزُومِ
رَامُوا اللَّتَيَّا والَّتي فاعتَاقُهْم
سَيْفُ الإمَام ودَعْوَة ُ المَظْلُومِ
ناشَدْتَهُمْ باللهِ يومَ لَقِيتَهُمْ
والخَيْلُ تحتَ عَجَاجَة ٍ كالنيمِ
وَمَنَحْتَهُمْ عِظَتَيْكَ مِنْ مُتَوَعرٍ
مُتَسَهلٍ قاسِي الفُؤَادِ رَحِيمِ
حتى إذا جمحوا هتكتَ بيوتهمْ
باللَّهِ ثُمَّ الثامِن المَعْصُومِ
فَتَجَرَّدَتْ بيضُ السٌّيُوفِ لِهَامِهمْ
وَتَجرَّدَ التَّوْحِيدُ لِلتَّخريمِ
غادَيْتَهُمْ بالمَشْرِقَيْن بوَقْعَة ٍ
صدعتْ صواعقُها جبالَ الرومِ
أخرَجْتَهُمْ بَلْ أَخرَجَتْهُمْ فِتنَة ٌ
سَلَبتهُمُ مِنْ نَضرَة ٍ ونَعِيمِ
نقلوا من الماءِ النمير وعيشة ٍ
رغدٍ إلى الغسلين والزقومِ
والْحَرْبُ تَعْلَمُ حينَ تَجْهَلُ غَارَة ٌ
تغلي على حطب القنا المحطومِ
أنَّ المنايا طوعُ بأسكَ والوغى
ممزوجُ كأسكِ من ردى وكلومِ
والحَرْبُ تَرِكَبُ رَأْسَها في مَشهدٍ
عدلَ السفيهُ بهِ بألفِ حليمِ
في ساعة ٍ لو أن لقماناً بها
وهْوَ الْحَكِيمُ لَصَارَ غيرَ حَكيمَ
جثمت طيورُ الموتِ في أوكارها
فتركنَ طيرَ العقل غير جثومِ
والسَّيفُ يَحْلِفُ أَنَّكَ السَّيْفُ الذي
ما اهتزَّ إلا اجتثَّ عرشَ عظيمِ
مشتِ الخطوبُ القهقرى لمَّا رأتْ
خَبَبي إليكَ مُؤَكداً برَسِيمِ
فزعتْ إلى التوديع غيرَ لوابثٍ
لمَّا فزعتُ إليكَ بالتسليمِ
والدَّهْرُ أَلاَمُ مَنْ شَرقْتَ بلَوْمِه(11/338)
إلاَّ إذَا أشرَقتَهُ بكريمِ
أهببتَ لي ريحَ الرجاء فأقدمتْ
هِمَمي بها حتَّى استَبَحْنَ هُمُومي
أيقظتَ للكرمِ الكرام بناطقٍ
لنداكَ أظهر كنزَ كلِّ قديمِ
ولقدْ نكونُ ولا كريمَ ننالُهُ
حتى تخوضَ إليه ألفَ لئيمِ
فسننتَ بالمعروفِ من أثر الندى
سنناً شفت من دهرنا المذمومِ
وسمَ الورى بخصاصة ٍ فوسمته
بسماحة ٍ لاحتْ على الخرطومِ
جليتَ فيهِ بمقلة ٍ لمْ يقذِها
بُخْلٌ ولم تُسْفَحْ على مَعْدُومِ
يقعُ أنبساطُ الرزق في لحظاتها
نَسَقاً إذا وَقَعَت على مَحْرُومِ
ويَدٍ يَظَلُّ المَالُ يسْقُطُ كَيْدُه
فيها سُقُوطَ الهَاءِ في التَّرْخيمِ
لا يأملُ المالُ النجاة َ إذا عدا
صَرْفُ الزَّمان مُجَاءَة ً بعَدِيمِ
قُلْ للخُطُوب إليكِ عني، إنَّني
العصر العباسي >> أبو تمام >> هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
رقم القصيدة : 15741
-----------------------------------
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه
فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ
دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي
سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ
لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما
أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا
نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا
عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا
أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ
للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ
أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ
منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ
أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً
لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ
صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً
سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ(11/339)
ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً
بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ
وَمَوَدَّة ً، لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ،
يوماً، ولا هي رغبتْ في زاهدِ
غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي
في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد
ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ
إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
رقم القصيدة : 15742
-----------------------------------
لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
سببَ العلى لا نحلَّ ثنيُ ذمامهِ
لَيْثٌ إذا الحاجَاتُ لُذْنَ بحِقْوِه
في كَرهِ منها وفي إقْدَامِه
أنظر إلى الآمالِ كيف رتوعُها
في فكرِهِ وقعودِهِ وقيامِهِ
كيفَ الشكاية ُ للزمانِ وصرفِهِ
ونَدَى الأَميرِ وأنتَ في أَيَّامِه
هذا سحابٌ أنتَ سقتَ غمامَهُ
وَعَلَيْكَ بَعْدَ اللَّهِ فَيْضُ غَمَامِه
إنَّ ابتداءَ العُرْفِ مَجدٌ باسِقٌ
والمَجْدُ كلُّ المَجْدِ في استِتْمامِه
هذا الهِلالُ يَرُوقُ أبصَارَ الوَرَى
حُسْناً ولَيْسَ كَحُسْنِه لِتَمامِه
العصر العباسي >> أبو تمام >> غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
رقم القصيدة : 15743
-----------------------------------
غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
سوى ذكركَ الذي لا يغيبُ
أنتَ دونَ الجلاّسِ أنيس أن
ـتَ بعيداً فالحُزْنُ فيكَ قَرِيبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
رقم القصيدة : 15744
-----------------------------------
طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
وكفى على رزئي بذاكَ شهيدا
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ أصْبَحَ طالباً
دمناً لدى آرامها وحقودا
قَرَّبْتَ نَازِحَة َ القُلُوب منَ الجَوَى
وتركتَ شأوَ الدمعِ فيكَ بعيدا
خَضِلاً، إذَا العَبَراتُ لم تَبْرَحْ لَها
وطناً سرى قلقَ المحلِّ طريدا(11/340)
أَمَواقِفَ الفِتْيَانِ تَطْوِي لَمْ تَزُرْ
مِنْ كل لَهْفَانَ زِدْتَ في أَوَدِ الـ
أذكرتنا الملكَ المضللَ في الهوى
والأعشيينِ وطرفة ً ولبيدا
حلوا بها عقدَ النسيبِ ونمنموا
منْ وَشيها حُلَلاً لها وقَصيدَا
راحَتْ غَوَاني الحَي عَنْكَ غَوانياً
يلبسنَ نأياً تارة ً وصدودا
منْ كُلّ سَابِغة الشَّباب إذَا بَدَتْ
تَرَكَتْ عَميدَ القَرْيَتيْن عَميدا
أُولِعْنَ بالمُرْدِ الغَطارِف بُدَّناً
غيداً ألفْنَهُمُ لدَاناً غيدَا
أحلى الرجالِ منَ النساءِ مواقعاً
منْ كانَ أشبههمْ بهنَّ خدودا
فاطْلُبْ هُدوءاً بالتَّقَلْقُلِ واسْتِثرْ
بالعيسِ منْ تَحْت السُّهَاد هُجُودَا
من كلِّ معطية على عللَ السرى
وَخْداً يَبيتُ النومُ منْهُ شَرِيدَا
تخدي بمنصلتٍ يظلًُّ إذا ونى
ضرباؤهُ حلساً لها وقتودا
جعلَ الدجى جملاً وودعَ راضياً
بالهُونِ يَتَّخذُ القُعُودَ قَعُودَا
طبلتْ ربيعَ ربيعة َ الممهي لها
فوردنَ ظلَّ ربيعة َ الممدودا
بَكْريَّهَا عَلَوِيَّها صَعْبِيَّهَا الـ
حصني شيبانها الصنديدا
ذهليها مريها مطريها
يمنى يديها خالدَ بنَ يزيداَ
نسبٌ كأنَّ عليهِ منْ شمسِ الضحى
نوراً ومنْ فَلَقِ الصَّباحِ عَمُودا
عريانٌ لا يكبو دليلٌ من عمى
فيه ولا يَبْغي عليْه شُهُودَا
شَرَفٌ على أُولَى الزَّمان وإنَّما
خَلَقُ المُناسب أَنْ يكونَ جَديدَا
لَوْ لَمْ تَكُنْ منْ نَبْعَة ٍ نَجْدِيَّة ٍ
علوية ٍ لظننتَ عودكَ عودا
مَطَرٌ أَبُوكَ أبو أهلَّة وَائل
مَلأَ البَسيطَة َ عُدَّة ً وعَدِيدَا
كُلُّ امْرِئٍ لاجِئٌ إلى سَنَدِهِ
وَلَدَ الحُتُوفُ أساوداً وأسودَا
ربداً ومأسدة ً على أكتادها
لبدٌ تخالُ فليلهنَّ لبودا
ورثوا الأبوة َ والحظوظُ فأصبحوا
جَمَعوا جُدُوداً في العُلَى وجُدُودا
وقرُ النفوس إذا كواكبُ قعضبِ
أردينَ عفريتَ الوغى المريدا
زهراً إذا طلعتْ عل حجبُ الكلى
نَحَسَتْ وإن غابتْ تَكونُ سُعُودَا
ما إنْ ترى إلاَّ رئيساً مقصداً(11/341)
تَحْتَ العَجاج وعاملاً مَقْصُودا
فزعوا إلى الحلقِ المضاعفِ وارتدوا
فيها حَديداً في الشُّؤونِ حَديدَا
مشياً يهدُّ الراسياتِ وئيدا
يَغشَوْنَ أَسْفَحَهُم مَذَانبَ طَعْنَة ٍ
سيحٍ وأشنعَ ضربة ٍ أخدودا
ما إن ترى الأحسابَ بيضاً وضحاً
إلاَّ بحيثُ ترى المنايا سودا
لَبِسَ الشَّجاعَة َ إنَّها كانَتْ لَهُ
قدماً نشوغاً في الصبا ولدودا
بَأْساً قَبِيليّاً وبأْسَ تَكرُّمٍ
وإذَا رأَيْتَ أبا يَزيدٍ في نَدًى
يَقْري مُرَجيه مُشاشَة َ ماله
وشبا الأسنة َ ثغرًة ووريدا
أيقنتَ أنَّ منَ السماحِ شجاعة ً
تدمي، وانَّ منَ الشجاعِة ِ جودا
وإذا سرحتَ الطرفَ حولَ قبابهِ
لمْ تَلْقَ إلاَّ نعْمَة ً وحَسُودَا
ومكارماً عتقَ النجارِ، تليدة ًَ
إنْ كانَ هَضْبُ عَمَايَتيْنِ تَليدَا
ومتَى حَللْتَ به أَنَالَكَ جُهْدَه
ووَجدْتَ بَعْدَ الجهد فيه مَزيدَا
مُتَوَقدٌ منْهُ الزَّمانُ ورُبَّما
كانَ الزمانُ بآخرينَ بليدا
أبقى يزيدُ ومزيدٌ وأبوهما
وأبوهُ ركنكَ في الفخارِ شديدا
سَلَفُوا يروْنَ الذكْرَ عَقْباً صالحاً
ومضوا يعدونَ الثناءَ خلودا
إنَّ القَوافِيَ والمساعِيَ لم تَزَلْ
مثْلَ النظام، إذَا أصابَ فَرِيدَا
هيَ جوهرَ نثرٌ، فإنْ ألفتهُ
بالشعرِ صارَ قلائداً وعقودا
في كلِّ معترك وكلِّ مقامة ً
يأْخُذْنَ منْهُ ذمَّة ً وعُهودَا
فإذَا القَصائِدُ لَمْ تَكُنْ خُفَراءَها
لَمْ تَرْضَ منها مَشْهداً مَشْهُودا
من أَجْلِ ذلكَ كانت العَرَبُ الأُلَى
يدعونَ هذا سؤدداً محدودا
وتندّ عندهمُ العلى َ إلاَّ على ً
جعلتْ لها مررُ القصيدِ قيودا
العصر العباسي >> أبو تمام >> بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
رقم القصيدة : 15745
-----------------------------------
بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
أبقى لكمْ اصرماً فأسعدكُمْ
أبقى لكمْ والداً يبركُمُ
أنجدكمْ في الوغى وأمجدَكمْ
فاتَّخِذُوه لِذَاك سَيدَكُمْ(11/342)
فَعُرْفُهُ في الأَنامِ سَوَّدَكُمْ
لو كان في يومِ بابكٍ لكمُ
لمْ تفقدوا في اللقاءِ سيدكمْ
الله أعطاكمُ برأفتهِ
أصرَمَ مَنّاً مِنْهُ لِيَبْلُوكُمْ
ألا اشكروا الله ذا الجلالِ فقدْ
بالصُّنْع في أَصْرَمٍ تَغَدَّكُمْ
مازالَ في قومكمْ لكمْ ملكٌ
يَرْاَبُ زَلاتِكُمْ وَيَكْلأُكُمْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
رقم القصيدة : 15746
-----------------------------------
أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
وحَلَلْتُني مِنْ عُرْوَ؟الحُب
ابرأتَ قرحة َ لوعة ٍ ثبتت
بين الشغافِ كقرحة ِ الجنبِ
ما الذنبُ يا كنزَ الذنوبِ معاً
لك في الهوى لكنّهُ ذنبي
فاسلَمْ ولا تَسلَمْ فلاعَجَبٌ
مَنْ لم يَقُلْ مِنْ هَجْرهِ حَسبْي؟
لم تَنْجُ لُؤْلُؤَة ٌ مِنَ الثَّقْبِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
رقم القصيدة : 15747
-----------------------------------
مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
مابَالُ جَرْعائِهِ إلى جَرَدِهْ !
ماخَطْبُهُ ما دَهاهُ ما غَالَهُ
ما نَالَهُ في الْحِسَانِ مِنْ خُرُدِه
السالباتِ امرءاً عزيمتهُ
بالسحْرِ والنَّافِثاتِ في عُقَدِهْ
لبسنَ ظلينَ ظلَّ أمنِ منَ الده
رِ وظلاً منْ لهوهِ وددهِ
فهنَّ يخبرنَ عن بلهنية َ ال
عيشِ ويسألنَ منهُ عنْ جحدهِ
وربَّ ألمى منهنِّ أشنبَ قدْ
رَشَفْتُ مالا يَذُوبُ مِنْ بَرَدِهْ
قلتاً منَ الريقِ ناقعِ الذوبِ
إلاَّ أَنَّ بَرْدَ الأَكْبَادِ في جَمَدِهْ
كالْخُوطِ في القَد والغَزَالَة ِ في الْبَهْـ
جة َ وابنِ الغزالِ في غيدهِ
وما حَكاهُ ولاَ نَعيمَ لَهُ
في جِيدِهِ بَلْ حَكَاهُ في جَيَدِهْ
فالربعُ قد عزني على جلدي
مامَحَّ مِن سَهْلِهِ ومِنْ جَلَدِهْ
لمْ يبقَ شرُّ الفراقِ منهُ سوى
شَرَّيْهِ مِنْ نُؤْيِهِ ومنْ وَتِدِهْ
سأخرقُ لخرقَ بابنِ خرقاءَ كال(11/343)
ـهَيْق إذَا ما اسْتَحَمَّ في نَجَدِهْ
مقابلٍ في الجديلِ صلبِ القرا
لُوحِكَ منْ عَجْبِهِ إلى كَتَدِهْ
تامكهِ نهدهِ مداخلهِ
مَلْمُومِهِ مُحْزَئِلهِ أَجُدِهْ
إلى المفدى أبي يزيدَ الذي
يضلُّ غمرُ الملوكِ في ثمدهْ
ظلُّ عفاة ٍ، يحبُّ زائرهُ
حُبَّ الكَبِيرِ الصَّغيرَ مِنْ وَلَدِه
إذا أناخوا ببابهِ أخذوا
حُكْمَيْهِمُ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهْ
ـأَمْوالِ حَتَّى أَقَمْتَ مِنْ أَوَدِهْ
مُسْتَمْطَرٌ حَلَّ مِن بني مَطَر
ووسمهمْ لائحٌ على تلدهْ
فهمْ يميسونَ البخترية َ في
بُرُودِهِ والأَنَامُ في بُرَدِهْ
لايَنْدُبونَ القَتيلَ أَوْ يَأْتِيَ الحَوْ
لُ لهمْ كاملاً على قودهْ
إنَاءُ مَجْدٍ مَلآنُ بُورِكَ في
صَرِيحهِ لِلعُلَى وفي زَبَدِهْ
وهَضْبُ عِزٍّ تَجْرِي السَّماحَة ُ في
حدورهِ والإباءُ في صعدهْ
يزيدُ والمزيدانَ في الحربِ ال
زائدتانِ الطودانِ منْ مصدهْ
نِعْمَ لِوَاءُ الخَمِيسِ أُبْتَ بهِ يَوْ
وَ خميسٍ عالي الضحى أفدهْ
خلتَ عقاباً بيضاءَ في حجراتِ ال
ملكِ طارتْ منهُ وفي سددهْ
فشاغبَ الجوَّ وهوَ مسكنهُ
وقاتلَ الرَّيحَ وهْيَ مِن مَدَدِهْ
ومَرَّ تَهْفُو ذُؤَابَتَاهُ على
أَسْمَرَ مَتْناً يَوْمَ الوَغَى جَسَدهْ
مَارِنِهِ لدْنِهِ مُثَقَّفِهِ
عَرَّاصِهِ في الأكُف مُطَّرِدِهْ
تخفقُ أفياؤهُ على ملكٍ
يرى َ طرادَ الأبطالِ منْ طردهْ
نَالَ بِعَاري القَنَا ولابِسِه
مجداًَ تبيتَ الجوزاءُ عنْ أمدهِ
يَعْلَمُ أنْ لَيْسَ للعُلَى لَقَمٌ
قصدٌ لمنْ لم يطأ على قصدهْ
يَا فَرْحَة َ الثَّغْرِ بالخَلِيفة ِ مِنْ
يزيدهِ المرتضى ومن أسدهْ
تضرمُ ناراهُ في قريِّ ووغى ً
منْ حدَّ أسيافهِ ومن زندهْ
مُمْتَلِئُ الصَّدْرِ والجَوانِح مِنْ
رحمة ِ مملوئهنَِ منْ حسدهْ
يَأًخُذُ مِن رَاحَة ٍ لِشُغْلٍ ويَسْـ
تبقي ليبسَ الزمانِ منْ لغدهِ
فَهْوَ لو اسْطَاعَ عِنْدَ أَسْعُدِهِ
لحزَّ عضواً منْ يومهِ لغدهْ(11/344)
إِذْ مِنْهُمُ مَنْ يَعُدُّ ساعتَه الطَّـ
لق عتاداً لهُ على أبدهْ
أَلْوَى كَثِيرَ الأسَى على سُؤدَدِ الـ
عيشِ قليلَ الأسى َ على رغدهْ
قريحة ٌ العقلِ منْ معاقلهِ
والصَّبْرُ في النَّائِباتِ مِن عُدَدِهْ
يا مضغناً خالداً لكَ الثكلُ إنْ
خَلَّدَ حِقْدَاً عليْكَ في خَلَدِهْ
إليْكَ عنْ سَيْلِ عارِضٍ خَضِل الشُّـ
ـؤْبُوبِ يَأْتِي الحِمَامُ مِنْ نَضَدِه
مُسِفَّهِ ثَرهِ مُسَحْسِحِهِ
وابلهِ مستهلهِ بردهْ
وهَلْ يُسَامِيكَ في العُلَى مَلِكٌ
صَدْرُكَ أَوْلَى بالرُّحْبِ مِن بَلَدهْ
أخلاقكَ الغرُّ دونَ رهطَك أثر
ـرَى مِنْه في رَهْطِهِ وفي عَدَدِهْ
ومَشْهدٍ صَيَّرَ الكُمَاة ُ بِهِ
خطبانهُ سلماً إلى شهدهْ
كأنَّما مُبْرَمُ القضاءِ بهِ
منْ رسلهِ والمنونُ منْ رصدهْ
أُرثَ مِن خَالد بمُنصَلِتِ الـ
إقدامِ يومَ الهياجِ منجردهْ
كالبدرْ حسناً وقدْ يعاودهُ
عُبُوسُ لَيْثِ العَرينِ في عَبَدِهْ
كالسيفِ يعطيكَ ملءَ عينيكَ منِ
فِرنْدِهِ تارَة ً ومِن رُبَدِهْ
تاللَّهِ أَنْسَى دِفَاعِهُ الزُّورَ مِنْ
عَوْرَاءِ ذِي نَيْرَبٍ ومِنْ فَنَدِهْ
ولا تناسى أحياءُ ذي يمنٍ
ماكانَ مِنْ نَصْرِهِ ومنْ حَشَدِهْ
جلَّة ُ أَنْمارِهِ وهَمْدَانِهِ والشُّـ
ـمُّ مِن أَزْدِهِ ومن أُدَدِهْ
آثرني إذْ جعلتهُ سنداً
كلُّ امرىء ٍ لاجىء ٌ إلى سندهِ
في غلة ً أوقدتْ على كبدِ ال
سائلِ ناراً تعيي على كبدهْ
إيثَارَ شَزْرِ القُوَى يَرَى جَسَدَ الـ
معروفِ أولى بالطبِّ منْ جسدهْ
وجِئْتُه زَائراً، فجاوَزَ بي الـ
أخلاقَ منْ مالهِ إلى جددهْ
فَرُحْتُ مِنْ عِنْده ولي رِفدٌ
يَنَالُهَا المُعْتَفُونَ مِنْ رِفَدِهْ
وهَلْ يَرَى العُسْرَ عِذْرَة ً رَجَلٌ
خالدٌ المزيدي منْ عددهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لامته لامَ عشيرها وحميمها
لامته لامَ عشيرها وحميمها
رقم القصيدة : 15748
-----------------------------------
لامته لامَ عشيرها وحميمها(11/345)
مِنْها خَلائقُ قَدْ ابَنَّ ذَمِيمُها
لم تدرِ كمْ من ليلة ً قد خاضها
ليلاءَ وهي تنامُها وتنيمها
نكرتْ فتى ً أذرى بنضرة ِ وجههِ
وبمائِهِ تكدُ الخطوبِ ولومُها
لا تنكري همي فإني زائدي
حزماً حضارُ النائباتِ وشومها
فَلَقَبْلُ أظهرَ صَقْلُ سَيْفٍ أَثْرَه
فبدا وهذَّبتِ القلوبِ همومُها
والحادثاتُ وإنْ أصابكَ بوسها
فهْوَ الذي أَنْبَاكَ كيفَ نَعيمُها
أو ما رأيتَ منازلَ ابنة ِ مالكٍ
رَسَمَتْ لهُ كيْفَ الزَّفِيْرُ رُسُومُها
أنْاؤُهَا وطُلُولُها وَنجَادُها
ووهادُها وحديثها وقديمها
تغدو الرياحُ سوافياً وعوافياً
فتضِيم مَغْناها وليسَ يضِيمُها
وكأنما ألقى عصاهُ بها النوى
مِنْ شقَّة ٍ قذَفٍ فليْسَ يَريمُها
إني كشفتُكِ أزمة ً بأعزة ٍ
غُرٍّ إذا عمرَ الأمورَ بهيمها
بثلاثة ٍ كثلاثة ِ الراحِ استَوَى
لكَ لَوْنها ومَذاقُها وشَمِيمُها
وثلاثة ِ الشجر الجنيِّ تكافأتْ
أفنانُها وثِمَارُها وأرُومُها
وثلاثة ِ الدلوِ أستجيدَ لماتحٍ
أعوَادُها ورِشَاؤُها وأديمُها
وثلاثة ِ القدر اللواتي أشكلت
أأخيرُها ذو العبءِ أمْ قيدُومُها
وإذا علوقُ الحاجِ يوماً سُكِّنَتْ
بهمُ فقدْ رئمتك حينَ ترومُها
عبدُ الحميدِ لها وللفضلِ الرُّبا
فيها ومِثْلُ السَّيْفِ إِبَراهِيمُها
جازوا خلائقَ قد تيقنتِ العلى
كلَّ التيقنِ أنهنَّ نجومُها
لو أنَّ باقلاً المفهَّه ينبري
في مَدْحِهَا سَهُلَتْ عليه خُزُومُهَا
ولَو انَّ سَحْبَانَ المُفَوَّة َ يَنْتَحي
في ذَمها لَمْ يَدْر كيفَ يَذِيمُها
إنَّا أتيناكُمْ نصونُ مآرباً
يَسْتَصغِرُ الحَدَثَ العظيم عَظِيمُها
بالعيس قاسَمْنا الفَلا أشلاءَها
والبيدُ لا يعطى السواءَ قسيمُها
فلنا أمينُ فصوصها وشخوصِها
ولَها وريُّ سَديفِها ولحُومُها
أخذتْ محالَتَها السهوبُ وبدءَها
فالبُعْدُ يَعْذِرها ونحنُ نَلُومُها
صُفُحٌ عن النَّبْآتِ ليسَ يؤودُها
جرسُ الدجى مكاؤها ونئيمها
ليلية ٌ قدْ وقرتْ هاماتِها(11/346)
مِنْ قَبلُ أصدَاءُ الفَلاة َ وبومُها
مهرية ٌ بلغَ الكراية َ ركبُها
مِنها وغابَ مُريحُها ومُسيمُها
فَعَنِيقُها يَعْضِيدُها ووَسيجُهَا
سَعْدَانُهَا وذَميلُها تَنَّومُها
ملكَ الكلالُ رقابها وأنوفَها
فُنُعوبُها دِينٌ- لَها وسُعُومُها
فكأنَّ مُهْمَلَها مُخَيَّسُ غَيْرها
وكأنَّما مَخْلُوعُها مَخْطُومُها
العصر العباسي >> أبو تمام >> مرببُ الحزنِ في القلوبِ
مرببُ الحزنِ في القلوبِ
رقم القصيدة : 15749
-----------------------------------
مرببُ الحزنِ في القلوبِ
وناصِرُ العَزْمِ في الذُّنُوبِ
ما شئتَ من منظرٍ عجيبٍ
فيهِ ومِنْ مَنْطِقٍ أرِيبِ
لما رأى رقبة َ الأعادي
على معنى ً بهِ كئيبِ
جردَ لي من هواهُ ودّاً
صار رقيباً على الرقيبِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> خرجت من الحرب سهواً ..!
خرجت من الحرب سهواً ..!
رقم القصيدة : 1575
-----------------------------------
أنا خارجٌ من زمانِ الخياناتِ
نحوَ البكاءِ النبيلِ على وطنٍ أخضرٍ
حرثتهُ الخنازيرُ والسرفاتُ
أنا داخلٌ في مدارِ القصيدةِ
نصفَ طليقٍ
ونصفَ مصفّدْ
فعليكمْ رثائي بما تملكون من النادباتِ
وليسَ عليّ سوى أن أشيرَ لكمْ
بأصابع " نائلة "
لقميصِ البلادِ المعلّقِ فوق رماحِ العشيرةِ
تنخبُهُ الطلقاتُ
فينسالُ نهرُ الفراتِ المضرّج بين أصابعكم
حينما تكتبون
- عبثٌ كلُّ ما يكتبُ الشعراءُ
فهذا الزمانُ يعلّمنا
أن نصفّقَ للقاتلين
حينما يعبرون الرصيفَ إلى دمنا
وهذا الزمانُ يعلّمنا
أن نقصّرَ قاماتنا
.... كي تمرَّ الرياحُ على رسلها
أن نماشي القطيعَ إلى الكلأ الموسميِّ
ولكنني
من خلال الحطامِ الذي خلفتهُ المدافعُ
أرفع كفي معفّرةً بالترابِ المدمّى
أمامَ عيونِ الزمانِ
أعلّمهُ كيفَ نحفرُ أسماءَنا بالأظافرِ
كي تتوهجَ: لا
نحنُ الذين خرجنا من الثكناتِ
نكشُّ ذبابَ العواصمِ عن جرحنا
أنخطيءُ - حين تمرُّ بنا الشاحناتُ الطويلةُ(11/347)
في عددِ الشهداءِ الذين مضوا في رحابِ القنابلْ
وفي عددِ الأصدقاءِ
الذين مضوا في الطوابيرِ
لكنني - والقصيدةُ لمْ ترها بعدُ عينُ الرقابةِ
لا أخطيءُ الوجعَ المرَّ
حين نمرُّ على وجلِ الأمهاتِ
تسمّرنَ فوقَ رصيفِ المحطاتِ
يسألنَ مَنْ يعبرون إلى الحربِ
أن يأخذوا ليلهنَّ الطويلَ
مناديلَ دمعٍ تضمّدُ جرحَ المسافةِ
بين الرصاصةِ والدعواتِ
يكابرنَ صبرَ السنينِ
أمامَ الأسرةِ فارغة
في مستشفياتِ الحروبِ [ يشرونَ فوقَ
حبالِ الرياحِ شراشفَ مَنْ رحلوا كي تجففها
للذين سيأتون عما قليلٍ]
إلى أين تمضي بأعمارنا - غضةً -
أيها الربُّ....
سأكتمُ هذا الصراخَ بحنجرتي
ريثما تفطرونَ على صحفِ اليومِ والشاي
أكتبُ عن قمرٍ سيجيءُ
وعن غيمةٍ عبرتْ قمحنا
لتحطّ على جرحنا
أربّتُ فوق مواجعكمْ
كي أمرَّ كخيطِ القصيدةِ
يلظمُ قلبي بالطرقات
أخيطُ قميصَ المنافي على قَدِّ أحزانكمْ
وأتركُ دمَّ قميصي الذي قُدَّ من قُبلٍ
شاهدي ودليلي
لدى كاتبِ العدلِ
لمْ أنهزمْ ....
أو أفرَّ كخيلِ بني العمِّ
من ساحةِ الحربِ
بيني وبين الرصاصِ مسافةُ صدقي
وهذه القصيدةُ مبحوحةُ الصوتِ
من فرطِ ما هرولتْ في الخنادقِ
تصرخُ من فزعٍ وذهولْ:
ـ أوقفوا قرعَ هذي الطبولْ
مَنْ يمسحُ الآنَ عن قبوِ ذاكرتي
صورَ الأصدقاءِ الذين مضوا في بريدِ المعارك
بلا زهرةٍ أو نعاسٍ
ولمْ يتركوا غيرَ عنوانِ قلبي
أصدقائي الذين أضاعوا الطريقَ
إلى دمعِهمْ والمنازلْ
أصدقاءَ القنابلْ
أنا شختُ قبلَ أواني
ألمْ تبصروا رئتي سودتها الشعاراتُ لا التبغُ
ألمْ تبصروا قامتي حدبتها خطى العابرين إلى
الأوسمةْ
آهِ... مما يكتّمُ قلبي ...
وما تعلنُ الصحفُ والفتياتُ
يراوغن نبضَ المحبِّ إلى مصعدِ الشقّةِ الفارهةْ
سلاماً بلادَ السنابلْ
سلاماً ... بلادَ الجداولْ
سلاماً بلادي التي كلما حاصرتها القنابلْ
حملتْ جرحَها رايةً لتقاتلْ
ومالتْ على جهةِ الرومِ
لا روم غير الذي تركَ الأهلُ في ظهرنا(11/348)
من طعانِ السنانِ المخاتلْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
رقم القصيدة : 15750
-----------------------------------
يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
عمارة َ رحلي من طريفٍ وتالدِ
أَصَادفْتَ كَنْزاً أَمْ صَبَحْتَ بِغَارَة ٍ
ذوي غرة ً حاميهمُ غيرُ شاهدِ
فقلْتُ لهُمْ لا ذَا ولا ذَاكَ دَيْدَني
ولكنَّني أقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ
جذبتُ نداهُ غدوَ السبتِ جذبة ً
فخَرَّ صَريعاً بيْنَ أيْدِي القَصَائِدِ
فأبتُ بنعمى منهُ بيضاءَ لدنة ً
كثيرة ِ قَرْحٍ في قُلوبِ الْحَواسِدِ
هيَ الناهدُ الريا إذا نعمة ُ امرىء
سواهُ غدتْ ممسوحة ً غيرَ ناهدِ
فرعتُ عقابَ الأرضِ والشعرِ مادحاً
لهُ فارْتَقَى بي في عِقَابِ المحامِدِ
فألبسني من أمهاتِ تلادهِ
وألبستهُ من أمهاتِ قلائدي
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
رقم القصيدة : 15751
-----------------------------------
سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
أبا بشرٍ أهاضيبُ الغمامِ
لَبِسْتُ بهِ الصَّبابَة َ غيرَ أني
سُررْتُ بهِ لِزَمْزَمَ والمَقَامِ
غداة َ غدتْ به أجدٌ حلالٌ
تشذّرُ تحت غطريفٍ حرامِ
ثوتْ لفراقه الآدابُ شعثاً
وجَفَّتْ بَعْدَهُ غُدُرُ الكَلاَمِ
أخُو ثِقَة ٍ نَأَى فبَقِيتُ لمَّا
نأى غرضاً لإخوان السلامِ
ذوي الهممِ الهوامدِ والأكفِّ الـ
ـجَوامِدِ والمُروَّاتِ النيَامِ
يَظَلُّ عليكَ أصفَحهمْ حَقُوداً
لِرُؤْيَا إنْ رَآها في المَنَامِ
ومِنْ شَر المِيَاهِ إذا اسُتُمِيحَتْ
أَوَاجنُها على طول المُقَامِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
رقم القصيدة : 15752
-----------------------------------
لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
شكراً يوافيكَ عني آخرَ الأبدِ
وإن توردتَ منِ بحرِ البحورِ ندى ً(11/349)
ولمْ أنلْ منهُ إلاَّ غرفة ً بيديَ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
رقم القصيدة : 15753
-----------------------------------
إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
ذا مهجة ٍ عن ملماتِ النوى حرمِ
سَلامَة ً لكَ لاتَهْتَاجُ نضْرَتُها
ودعدَعاً ولعاً في النعل والقدمِ
اللّهُ عافَاكَ مِنْها عِلَّة ً عَرَضاً
لَمْ تُنْحِ أظفارَها إلاَّ عَلَى الكَرَمِ
تكشفتْ هبواتُ الثغرِ مذْ كشفتْ
آلاءُ ربكَ ما استشعرت منْ سقمِ
فإن يَكُنْ وَصَبٌ عَايَنْتَ سَوْرَتَهُ
فالوِرْد حِلْفٌ لِلَيْثِ الغَابَة ِ الأضِمِ
إنَّ الرياحَ إذا ما أعصفتْ قصفتْ
عَيدانَ نَجْدٍ ولم يَعْبأْنَ بالرَّتَمِ
بناتُ نعشٍ ونعشٌ لا كسوفَ لها
والشمسُ والبدرُ منهُ الدهرَ في الرقمِ
والحادثاتُ عدوٌّ الأكرميين فما
تعتامُ إلا امرأً يشفى من القرمِ
فَلْيَهْنَكَ الأجْرُ والنُّعْمَى التي عَظُمَتْ
حتَّى جَلَتْ صَدَأَ الصَّمصامَة ِ الخَذِمِ
قدْ ينعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ
ويَبْتَلي اللَّه بعضَ القَوْم بالنعَمِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
رقم القصيدة : 15754
-----------------------------------
ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
يلبيك عندَ النائباتِ نجيبُ
أعِيناعلى ظَبْيٍّ جُعِلْتُ نَصِيبَهُ
ومالِيَ فيهِ ما حَييتُ نَصيبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
رقم القصيدة : 15755
-----------------------------------
أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
وَملأْتَ مِنْ جِزْعَيْكَ عَيْنَ الرَّائِدِ
ولقدْ أتيتكَ صادياً فكرعتُ في
شيمِ ألذَّ من الزلالِ الباردِ
مَهَّدْتُ لاسْمِكَ مَنْزِلاً ومَحِلَّة ً
في الشعْر بَيْنَ نَوادِرٍ وشَواهِدِ
فَهُوَ المُرَاحُ لِكُل مَعْنى ً عَازِبٍ(11/350)
وهوَ العقالُ لكلّ بيتٍ شاردِ
كمْ نعمة ٍ زينتني بسموطها
كالعِقْدِ في عُنُقِ الكعَابِ النَّاهِدِ
غادرتها كالسورِ عولي سمكهُ
مضروبة ً بيني وبينَ الحاسدِ
فاشددْ يديكَ على يدي وتلافني
منْ مطلبٍ كدرِ المواردَ راكدِ
أصبحتُ في طرقاتهِ ووجوههِ
أعمى وكنتَ نبيلُ القائدِ
تلكَ القليبُ مباحة ً أرجاؤها
والحوضُ منتظرُ ورودُ الواردِ
والدلوُ بالغة ٌ الرشاءِ مليئة ٌ
بالريّ إِنْ وُصِلَتْ بباعٍ واحِدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
رقم القصيدة : 15756
-----------------------------------
ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
خبراً يروي صادياتِ الهامِ
إنَّ الأَمِيرَ إذا الحَوَادِثُ أظلَمَت
نُورُ الزَّمان وحِلْيَة ُ الإسلامِ
واللهِ ما يدري بأية ِ حالة ٍ
يَبْأى مُجَاورُهُ على الأَيَّامِ
أبما يُجَامِعُه لَدَيْهِ مِنَ الغَنى
أم ما يفارقُه منَ الإعدامِ
وأرَى الصحِيفَة َ قَدْ عَلْتها فَتْرَة ٌ
فَتَرَتْ لها الأرواحُ في الأجسامِ
إن الجيادَ إذا علتها صنعة ٌ
رَاقَتْ ذَوي الأَلْبَاب والإفهامِ
لتزيدُ الأبصارُ فيها فسحة ً
وتأملاً بعناية ِ القوامِ
لَوْلا الأميرُ وأنَّ حاكِمَ رَأْيِهِ
في الشعْرِ أصبَحَ أعدَلَ الحُكَّامِ
لَثكِلْتُ آمَالي لدَيْهِ بأسرها
أَوْ كانَ إنشادِي خَفِيرَ كلامي
ولخفتُ في تفريقهِ ما بيننا
ما قِيلَ في عَمْروٍ وفي الصَّمْصَامِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
رقم القصيدة : 15757
-----------------------------------
تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
وقَبَّلْتُ يوماً ظِلَّهُ فتغضَّبا
وخُبرَأنّي قدمَررْتُ ببابِه
لأخلسً منهُ نظرة ً فتحجبا
و لو مرتِ الريحُ الصبا عند أذنهِ
بِذِكْرِي لَسَبَّ الريحَ أَوْ لَتَعَتَّبَا!
ولم تَجْرِ مني خَطْرَة ٌ بِضَميرِهِ
فتظهَرَ إلاّ كنتُ فيها مُسَبَّبا(11/351)
و ما زادهُ عندي قبيحُ فعالهِ
و لا الصدُّ والاعراضُ إلا تحببا
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
رقم القصيدة : 15758
-----------------------------------
يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
هيَ الصبابة ُ طولَ الدهرِ والسهدُ
قالُوا: الرَّحيلُ غداً لاشَكَّ، قُلْتُ لَهُمْ
اليوْمَ أيقَنْتُ أنَّ اسْمَ الْحِمامِ غَدُ
كَمْ مِن دَمٍ يُعْجِزُ الْجيْشَ اللُّهَامَ إِذَا
بانوا ستحكمُ فيهِ العرمسُ الاجدُ
ما لامرىء ٍ خاضَ في بحرِ الهوى عمرٌ
إلاَّ ولِلْبَيْنِ مِنْهُ السَّهْلُ والْجَلَدُ
كأنَّما البيْنُ مِنْ إِلْحَاحِهِ أَبَداً
على النُّفُوسِ أَخٌ لِلْموْتِ أَوْ وَلَدُ
تَدَاوَ مِنْ شَوْقِكَ الأَقْصَى بما فَعَلَتْ
خَيْلُ ابنِ يُوسُفَ والأبطالُ تَطَّردُ
ذاكَ السرورُ الذي آلتْ بشاشتهُ
أَلاَّ يجَاورَهَا في مُهْجَة ٍ كَمَدُ
لَقِيتَهُمْ والمَنَايَا غَيْرُ دَافِعَة ٍ
لما أمرتَ بهِ والملتقى كبدُ
في مَوْقِفٍ وَقَف الْمَوْتُ الزُّعَافُ بهِ
فالْمَوْتُ يُوجَدُ والأَرْوَاحُ تُفْتَقَدُ
في حَيْثُ لا مَرْتَعُ البِيضِ الرقاقِ إذا
أصلتنَ جدبٌ ولا وردُ القنا ثمدُ
مُسْتَصْحِباً نِيَّة ً قد طَالَ ما ضَمِنَتْ
لكَ الخطوبَ فأوفتْ بالذي تعدُ
ورُحْبَ صَدْرِ لَو أنَّ الأَرْضَ وَاسِعَة ٌ
كَوُسْعِهِ لم يَضِقْ عن أَهْلِهَا بَلَدُ
صدعتَ جريتهمْ في عصبة ٍ قللٍ
قدْ صَرَّحَ الماءُ عَنها وانجلى الزَّبَدُ
مِنْ كل أَرْوَعَ تَرْتَاعُ المنونُ لَهُ
إذا تجردَ لا نكسٌ ولا جحدُ
يكادُ حينَ يلاقي القرن منْ حنقٍ
قبْل السنَانِ عَلَى حَوبَائِهِ يَرِدُ
قَلُّوا، ولكنَّهْمْ طَابُوا، فأَنْجَدَهُمْ
جَيْشُ مِنَ الصَّبْرِ لا يُحصَى لَهُ عَدَدُ
إذا رأوا للمنايا عارضاً لبسوا
مِنَ الْيَقينِ دُرُوعاً مالَها زرَدُ
نأوا عن المصرخِ الأدنى ، فليسَ لهمْ
إلا السيوفَ على أعدائهمْ مددُ(11/352)
وَلَّى مُعَاوِيَة ٌ عَنْهمْ وقدْ حَكمت
فيه القَنَا، فأَبَى الْمِقْدَارُ والأَمَدُ
نَجَّاكَ في الرَّوْعِ مَا نَجَّى سَمِيَّكَ في
صِفينَ والْخَيْلُ بالْفُرْسَانِ تنجَرِدُ
إن تنفلتْ وأنوفُ الموتِ راغمة ً
فاذهبْ فأنتَ طليقُ الركضِ يا لبدُ
لاخَلْقَ أرْبَطُ جَأْشاً مِنْكَ يَوْم تَرى
أبا سعيدٍ ولم يبطش بكَ الزؤدُ
أمَا وقدْ عِشْتَ يَوْماً بَعْدَ رُؤْيَتِه
فافخَرْ فإنَّكَ أنت الفارِسُ النَّجُدُ
لوْ عاينَ الأسدُ الضرغامُ رؤيتهُ
ما ليمَ أن ظنَّ رعباً أنهُ الأسدُ
شتانَ بينهما في كلِّ نازلة ٍ
نَهْجُ القَضَاءِ مُبينٌ فيهما جَدَدُ
هَذَا عَلى كَتِفَيْهِ كُل نازِلَة ٍ
تُخشَى ، وذَاكَ على أَكْتَافِهِ اللبَدُ
أعيا عليَّ وما أعيا بمشكلة ٍ
بسندبايا ويومُ الروعِ محتشدُ
منْ كانَ أنكأَ حداً في كتائبهمْ
أأنتَ أمْ سيفكَ الماضي أم الأحدُ؟
لا يومَ أكثرُ منهُ منظراً حسناً
والْمَشرَفيَّة ُ في هَامَاتِهمْ تخِدُ
أنهَبْتَ أَرْواحَهُ الأرْمَاحَ إذْ شُرِعَتْ
فَما تُرَدُّ لِرَيْبِ الدَّهْرِ عَنْهُ يَدُ
كأنها وهيَ في الأوداجِ والغة ٌ
وفي الكلى تجدُ الغيظ الذي نجدُ
مِنْ كل أزرَقَ نَظَّارٍ بِلا نظرٍ
إلى المقاتل ما في متنهِ أودُ
كأنَّهُ كان تِرْبَ الْحُب مُذْ زَمَنٍ
فليسَ يعجزهُ قلبٌ ولا كبدُ
تركتَ منهم سبيلَ النارِ سابلة ً
في كل يومٍ إليها عصبة ٌ تفدُ
كأنَّ بابك بالبذينِ بعدهمُ
نُؤيٌ أقامَ خِلافَ الْحَي أوْ وَتِدُ
بكل مُنعَرَجٍ مِنْ فارِسٍ بَطَلس
لما غدا مظلمَ الأحشاءِ منْ أشرٍ
أسكَنت جانحَتَيْهِ كَوْكباً يَقِدُ
وهَارِبٍ ودخيلُ الروْعِ يَجْلُبُهُ
إلى المنونِ كما يستجلبُ النقدُ
كأنَّما نَفسُهُ مِن طولِ حَيْرَتِها
منها على نفسهِ يومَ الوغى رصدُ
تالله ندري : أألإسلامُ يشكرها
مِن وقعة ٍ أَمْ العبَّاس أَمْ أُدَدُ
يَوْمٌ به أخَذَ الإسلامُ زينَتَهُ
بِأَسْرِهَا واكتسَى فَخْراً به الأبَدُ
يومٌ يجيُ إذا قام الحسابُ ولمْ(11/353)
يذممهُ بدرٌ ولم يفضحْ به أحدُ
وأهلُ موقانَ إذْ ماقوا فلا وزرٌ
أنجاهمُ منكَ في الهيجا ولا سندُ
لمْ تبقَ مشركة ٌ إلاَّ وقدْ علمتْ
إن لم تتبْ أنهُ للسيف ما تلدُ
وَالبَبْرُ حِينَ اطْلَخَمَّ الأَمْرُ صبَّحهُمْ
قَطْرٌ مِنَ الْحَرْبِ لَمَّا جَاءَهُمْ خَمدُوا
كادَت تُحَلُّ طُلاَهُمْ مِنْ جَماجمهمْ
لوْ لمْ يحلوا ببذلِ الحكمِ ما عقدوا
لكن ندبتَ لهمْ رأيَ ابنِ محصنة ٍ
يخاله السيفُ سيفاً حين يجتهدُ
في كلِّ يومٍ فتوحٌ منكَ واردة ٌ
تَكادُ تَفهمُهَا مِن حُسْنها البُرُدُ
وَقَائِعٌ عَذُبَتْ أَنْبَاؤُهَا وحَلَتْ
حَتَّى لَقَدْ صارَ مَهْجُوراً لها الشُّهُدُ
إنَّ ابنَ يوسفَ نجى الثغرَ منْ سنة ٍ
أَعْوامُ يُوسُفَ عَيْشٌ عِنْدَها رَغَدُ
آثارُ أموالكَ الأدثارِ قد خلقتْ
وخَلَّفَتْ نِعماً آثارُها جُدُدُ
فافْخَر فَمَا من سَماءٍ للنَّدى رُفِعَتْ
إِلاَّ وأَفْعالُكَ الحُسْنَى لها عَمَدُ
واعْذِرْ حَسُودَكَ فيما قد خُصِصْتَ به
إِنَّ العُلَى حَسَنٌ في مِثْلِها الْحَسَدُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
رقم القصيدة : 15759
-----------------------------------
حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
ولمْ يزلْ نابياً عنْ صحبكَ العدمُ
يا بنَ المُسَيَّب قولاً غيرَ ماكَذِبٍ
لولاكَ لمْ يدرض ما المعروفُ والكرمُ
جَلَّلْتني نِعَماً جَلَّتْ وأَجْرِ بأَنْ
يجلَّ شكري إذْ جلتْ لي النعمُ
يا منْ إذا قعدتْ بالقومِ همتهمْ
عنِ اكتِسَابِ العُلَى قَامَتْ بهِ الهِمَمُ
رَأَيْتُ عُودَكَ مِنْ نَبْعٍ أرُومَتُهُ
ما في جوانبهِ لينٌ ولا وصمُ
أنتَ السليلُ فسلَّ السيفَ منتصراً
لِذِمَّة ِ الشعْرِ إذْ ضَاعَتْ لَهُ الذمَمُ
عَلَوْتَ مِنْ مَجْدِ قَيْسٍ في الوَرَى عَلماً
أعيا الورى وعلا مجداً بكَ العلمُ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> مرايا متعاكسة
مرايا متعاكسة(11/354)
رقم القصيدة : 1576
-----------------------------------
أحياناً
... يوقفني وجهي في المرآةْ
- أنتَ تغيرتَ ..
... تغيرتَ كثيراً
أتطلعُ مذعوراً
لا أبصرُ في عيني سوى شيخٍ
يتأبطُ عكازَ قصائدهِ
... متجهاً نحو البحرِ
يتمرآى في صفحتِهِ الزرقاء
فيرى في أعماقِ الموجِ
ولداً في العشرين
يتطلعُ مبهوراً
في وجهِ المرآة ...
لا يدري الآنْ
أيّهما كانْ !؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
رقم القصيدة : 15760
-----------------------------------
لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
صحتْ شهودُ تباريحي وتعذيبي
بِزَفْرَة ٍ بعد أُخْرَى طالَما شَهِدَتْ
بأنها انتزعت من صدر مكروبِ
لكنْ عدَوْتَ على جِسْمي فبِنْتَ بهِ
يامن رأى الظبيَ عداءَ على الديبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
رقم القصيدة : 15761
-----------------------------------
سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
وعَادَ قَتاداً عِنْدَها كُلُّ مَرْقدِ
وَأَنْقَذَها مِنْ غَمْرَة ِ الْمَوْتِ، أَنَّهُ
صدودُ فراقِ لا صدودُ تعمدِ
فأَجْرَى لَها الإشْفَاقُ دَمْعاً مُوَرَّداً
منَ الدمِ فوقَ خدٍ موردِ
هيَ البدرُ يغنيها توددُ وجهها
إلى كُل مَنْ لاقَتْ وإنْ لَمْ تَوَدَّدِ
ولكنني لمْ أحو وفراً مجمعاً
فَفُزْتُ بهِ إلاَّ بشَمْلٍ مُبَدَّدِ
ولمْ تعطني الأيامُ نوماً مسكناً
أَلَذُّ بهِ إلاَّ بنَوْمٍ مُشَرَّدِ
وطولُ مقامِ المرءِ في الحي مخلقُ
لديباجتيهِ فاغتربَ تتجددِ
فإني رأيْتُ الشَّمسَ زيدتْ مَحَبَّة ً
إلى النَّاس أَن ليْسَتْ عليهمْ بِسرْمَدِ
حلفتُ بربِ البيضِ تدمى متونها
ورَب القَنَا الْمُنْادِ والْمُتقصدِ
لقدْ كفَّ سيفُ الصامتي محمدِ
تباريحَ ثأرِ الصامتي محمدِ
رمى اللهُ منهُ بابكاً وولاتهُ
بقاصَمَة ِ الأَصْلاَبِ في كُل مَشهِدِ(11/355)
بأسْمَحَ مِنْ غُر الْغَمَامِ سمَاحَة ً
وأشجعَ منْ صرفِ الزمانِ وأنجدِ
إِذَا ما دَعَوْنَاهُ بأجْلَحَ أَيْمَنٍ
دَعاهُ، وَلَمْ يَظلِمْ بأصْلَعَ أَنكدِ
فَتًى يَوْمَ بَذ الْخُرَّمِيَّة ِ لَمْ يَكُنْ
بهيابٍ نكسٍ ولا بمعردِ
قفا سندبايا والرماحُ مشيحة
تهدى ّ إلى الروحِ الخفيَّ فتهتدي
عَدا اللَّيْلُ فيهَا عَنْ مُعَاويَة َ الرَّدَى
وما شكَّ ريبُ الدهرِ في أنهُ رديَ
لَعَمْرِي لقَدْ حَرَّرْتَ يَوْمَ لَقِيتَهُ
لوَ أنَّ القَضَاءَ وَحدَهُ لَمْ يُبَردِ
فإِنْ يَكُنِ الْمِقْدَارُ فيهِ مُفَنداً
فما هوَ في أشياعهِ بمفندِ
وفي أَرْشَق الْهَيْجَاءِ والْخَيْلُ تَرْتمي
بأبْطَالِهَا في جَاحِمٍ مُتَوقدِ
عَطَطْتَ على رغمِ العِدا عزْمَ بابَكٍ
بصبرِكَ عَطَّ الأتحمي المُعَضَّدِ
فَإلاَّ يَكُنْ وَلَّى بِشِلْوٍ مُقَدَّدٍ
هُناكَ فَقَدْ وَلَّى بِعَزْمٍ مُقَدَّدِ
وقدْ كانتِ الأرماحُ أبصرنَ قلبهُ
فأرمدها سترُ القضاءِ الممدد
وموقانَ كانتْ دارَ هجرتهِ فقدْ
توردتها بالخيلِ أيِّ توردِ
حَطَطْتَ بها، يَوْمَ العَرُوبَة ِ، عِزَّهُ
وكانَ مقيماً بينَ نسر وفرقدِ
رآكَ سَديدَ الرأْيِ والرُّمْحِ في الوَغَى
تَأَزَّرُ بالإقْدَامِ فيهِ وتَرْتَدي
ولَيْسَ يُجَلي الكَرْبَ رَأْيٌ مُسَدَّدٌ
إذا هوَ لمْ يؤنسْ برمحٍ مسددِ
فمرَّ مطيعاً للعوالي معوداً
منَ الخوفِ والإحجامِ ما لم يعودَّ
وكان هو الْجَلْدَ القُوَى ، فَسَلَبْتَهُ
بحسنِ الجلادِ المحضِ حسنَ التجلدِ
لَعَمْري لقَدْ غَادَرْتَ حِسْيَ فُؤادِهِ
قَريبَ رِشَاءٍ للقَنَا سَهْلَ مَوْرِدِ
وكانَ بعيدَ القعرِ منْ كلَّ ماتحٍ
فغادرتهُ يسقى ويشربُ باليدِ
وللكذجِ العليا سمتْ بكَ همٌة
طَمُوحٌ يَرُوحُ النَّصْرُ فيها ويَغْتَدِي
وقدْ خزمتَ بالذلِ انفَ ابن خازمِ
وَأَعْيَتْ صيَاصِيَها يَزيدَ بنَ مَزْيَدِ
لَما بَتُّ في الدُّنْيَا بنَوْمٍ مُسَهَّدِ
وَأَطْلَقْتَ فيهمْ كُلَّ حَتْفٍ مُقَيّدِ(11/356)
وبالهضبْ منْ أبرشتويمَ ودروذٍ
على كل نشزمتلئبٍّ وَفرفدِ
أفادَتْكَ فيها الْمُرْهَفَاتُ مآثراً
وليلة َ أبليتَ البياتَ بلاءهُ
منَ الصبرِ في وقتٍ من الصبرِ مجحدِ
فيا جَوْلَة ً لاتَجْحَدِيهِ وَقَارَهُ
ويا سيف لا تكفرْ ويا ظلمة ٌ أشهدي
ويالَيْلُ لَوْ أني مكانَكَ بَعْدَهَا
لما بثُّ في الدنيا بنومِ مسهدِ
وَقائعُ أَصْلُ النَّصْرِ فيهَا وَفَرْعُهُ
إذا عددَ الإحسانُ أو لمْ يعددِّ
فمَهْمَا تكُنْ مِنْ وَقْعَة ٍ بَعْدُ لا تَكُنْ
سوى حسنٍ مما فعلتَ مرددِ
مَحَاسِنُ أًصْنَافِ الْمُغَنينَ جَمَّة ٌ
وما قصباتُ السبقِ إلاَّ لمعبدِ
جَلَوْتَ الدُّجَى عَنْ أَذْرَبيجَانَ بَعْدَمَا
تَرَدَّتْ بِلَوْنٍ كالْغَمامَة ِ أَرْبَدِ
وكانتْ وليسَ الصبحُ فيها بأبيضِ
فأَمْسَتْ وَلَيْسَ اللَّيْلُ فيها بأَسْوَدِ
رأى بابكٌ منكَ التي طلعتْ لهُ
بنحسٍ وللدينِ الحنيفِ بأسعدِ
هَزَزْت لَهُ سَيْفاً مِنَ الكَيْدِ إنَّما
تُجَذُّ بهِ الأعْنَاقُ مالم يُجرّدِ
يَسُرُّ الذي يَسْطُو بهِ وهوَ مُغْمَدٌ
ويَفْضَحُ مَنْ يَسْطو بهِ غَيْرِ مُغْمَدِ
وإني لأرْجُو أَنْ تُقَلدَ جيدَه
قِلادَة َ مَصْقُول الذُّبابِ مُهَنَّدِ
منظمة ً بالموتِ يحظى بحليها
مُقَلدُها في النَّاس دُونَ الْمُقَلَّدِ
إليْكَ هَتَكْنا جُنْحَ ليْلٍ كأَنَّهُ
قد اكتحلتْ منهُ البلادٌ بإثمدِ
تقلبُ في الآفاقِ صلاً كأنما
يقلبُ في فكيهِ شقة َ مبردِ
تلافى جداكَ المجتدينَ فأصبحوا
ولَمْ يَبْقَ مَذْخُورٌ ولَمْ يَبْقَ مُجْتَدِ
إِذَا ما رَحى ً دَارَتْ أَدْرتَ سمَاحة ً
رحى َ كلَّ إنجازٍ على كلِّ موعدِ
أتيتكَ لم أفزعَ إلى غيرِ مفزعِ
ولمْ أنشدِ الحاجاتِ في غيرِ منشدِ
ومن يرجُ معروفُ البعيدِ فإنما
يديَ عولتْ في النائباتِ على يدي
العصر العباسي >> أبو تمام >> جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
رقم القصيدة : 15762(11/357)
-----------------------------------
جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
وزالَ عيشكَ موصولاً به النعمُ
أصبحتَ لا صقباً مني ولا أمماً
فالصبرُ لا صقبٌ مني ولا أممُ
وَلَّيْتَ عَني فدَمْعُ العَيْنِ مُنْسَجمٌ
يبكي التلاقي وماءُ القلب منسجمُ
إني لَمِنْ أنْ أُرَى حَيّاً وقد بَرحَتْ
بكَ النوى يا شقيق النفسِ محتشمُ
إنْ لَمْ أُقِمْ مَأْتَماً لِلبَيْن أُشْهِدُهُ
أهلَ الوفاءِ فودي فيك متَّهمُ
شِبْهاكَ في كل يَوْمٍ عَزَّ جانِبُه
لَيْثُ العَرينة ِ والصَّمْصَامة الْخَذِمُ
ما جادَ جودك إذْ تعطي بلا عدة ٍ
ما يُرتجى منكَ لا كعبٌ ولا هرِمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
رقم القصيدة : 15763
-----------------------------------
قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
فقلت لا تكثروا ما ذاك عائبهُ
لمَا استقَلَّ بأرْدَافٍ تُجاذِبُهُ
و اخضرَّ فوقَ جمانِ الدرِّ شاربهُ
و أقسمَ الوردُ أيماناً مغلظة ً
أن لا تفارقَ خديهِ عجائبهُ
و كلمتهُ جفونٌ غيرُ ناطقة ٍ
فكان من ردهِ ما قال حاجبهُ
الحُسْنُ مِنهُ على ما كنتُ أعهَدُهُ
والشَّعْرُحِرْزٌله مِمَّنْ يُطالِبُهُ
أحلى وأحسنُ ما كانت شمائلهُ
اذ لاح عارضهُ وأسودَّ شاربهُ
و صار من كان يلحي في مودتهِ
إن سيلَ عني وعنهُ قال صاحبهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
رقم القصيدة : 15764
-----------------------------------
أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
وهيَ سلكاهُ منَ نحرٍ وجيدِ
لها منْ لوعة ِ البينِ التدامٌ
يعيدُ بنفسجاً وردَ الخدودِ
حمتنا الطيفَ منْ أمِّ الوليدِ
خطوبٌ شيبتْ رأسَ الوليدِ
رآنا مشعري أرقٍ وحزٍن
وبغيته لدى الركبِ الهجودِ
سُهَادٌ يَرْجَحِنُّ الطَّرْفُ مِنْهُ
ويولعُ كلَّ طيفٍ بالصدودُِِ(11/358)
بِأَرْضِ البَذ في خَيْشُومِ حَرْبٍ
عقيمٍ منْ وشيكِ ردى ً ولودُ
تَرَى قَسمَاتِنا تَسْوَدُّ فيها
وما أَخْلاقُنا فيها بِسُودِ
تقاسمنا بها الجردُ المذاكي
سِجَالَ الكَر والدَّأبِ الْعَنِيدِ
فَتُمْسِي في سَوابغَ مُحْكمَاتٍ
وَتُمْسِي في السُّروجِ وفي اللًّبُودِ
حَذَوْنَاها الْوَجَى والأيْنَ حتَّى
تجاوَزَتِ الرُّكوعُ إلى السُّجودِ
إذا خرجتْ من الغمراتِ قلنا
خرجْتِ حبائساً إن لم تعودي
فكَمْ مِنْ سُؤْدُدٍ أمكَنْتِ مِنْهُ
برمتهِ على أنْ لم تسودي
أهانكَ للطرادِ لمْ تهوني
عليهِ وللقيادِ أبو سعيدِ
بلاكِ فكنتَ أرشية َ الأماني
وبردَ مسافة ٍ المجدِ البعيدِ
فتى ً هزَّ القنا فحوى سناءٍ
بها لا بالأحَاظي والْجُدُودِ
إِذا سَفكَ الحَياءَ الرَّوْعُ، يَوْماً
وقى دمَ وجههِ بدمِ الوريدِ
قَضَى مِنْ سَنْدَبَايَا كلَّ نَحْبٍ
وأرشقَ والسيوفُ منَ الشهودِ
وأرسلها على موقانِ رهواً
تُثِيرُ النَّقْعَ أكْدَرَ بالكَدِيدِ
رآهُ العلجُ مقتحماً عليهِ
كما اقتحمَ الفناءُ على الخلودِ
فمرَّ ولو يجاري الريحَ خيلتْ
لديهِ الريحُ ترسفُ في القيودِ
شَهدْتُ لَقَدْ أَوَى الإسْلاَمُ مِنْهُ
غدائتذٍ إلى ركنٍ شديدِ
وللكذجاتِ كنتَ لغيرِ بخلٍ
عقيمَ الوعدِ منتاجَ الوعيدش
غَدَت غِيرَانُهمْ لَهُمُ قبُوراً
كَفَتْ فِيهمْ مَؤُونَاتِ اللُّحُودِ
كأَنَّهُمُ مَعاشِرُ أُهْلكوا مِنْ
بَقَايَا قَوْمِ عَادٍ أو ثَمُودِ
وفي أَبْرِشْتَويمَ وَهَضْبَتَيْهَا
طلعتَ على الخلافة َ بالسعودِ
بضربٍ ترقصُ الأحشاءُ منهُ
وتَبْطُلُ مُهْجَة ُ البَطَلِ النَّجِيدِ
بيتَّ البياتَ بعقدِ جأشٍ
أَشدَّ قُوًى مِنَ الْحَجَرِ الصَّلُودِ
رَأَوْا لَيْثَ الغَريفة ِ وهْوَ مُلْقٍ
دراعيهِ جميعاً بالوصيدِ
عَلِيماً أَنْ سَيَرْفُلُ في المَعَالي
إذا ما باتَ يرفلُ في الحديدِ
وكم سَرَقَ الدُّجى من حُسْنِ صَبْرٍ
وغطّى من جِلادِ فتى ً جليدِ
ويَوْمَ التَّل تَل البَذ أُبْنَا(11/359)
ونحنُ قصارُ أعمارِ الحقودِ
قسمناهمْ فشطرٌ للعوالي
وآخرُ في لظى ً حرقِ الوقودِ
كأنَّ جهنمَ انضمتْ عليهمْ
كلاهَا غَيْرَ تَبْدِيلِ الجُلُودِ
ويَوْمَ انصَاعَ بَابَكُ مُسْتَمِرّاً
مُبَاحَ العُقْرِ مُجْتَاحَ العدِيدِ
تأملّ شخصَ دولتهِ
بِجِسْم لَيْسَ بالْجسْمِ المَدِيدِ
فأزمعَ نية ً هرباً فحامتْ
حُشَاشَتُهُ على أجَلٍ بَلِيدِ
تَقنَّصَهُ بَنُو سِنبَاطَ أَخذاً
بأشراكِ المواثقِ والعهودِ
ولولا أنَّ ريحكَ دربتهمْ
لأحْجَمَتِ الكِلاَبُ عن الأُسُودِ
وهرجاماً بطشتْ بهِ فقلنا
خيارٌ البزِّ كانَ على القعودِ
وقائِعُ قدْ سَكَبْتَ بها سَوَاداً
على ما احمَرَّ مِنْ ريشِ البَريدِ
لئنْ عمتْ بني حواءَ نفعاً
لَقَدْ خَصَّتْ بني عبْدِ الحَمِيدِ
أقولًُ لسائلي بأبي سعيدٍ
كأَنْ لم يَشْفِهِ خَبَرُ القَصِيدِ
أجلْ عينيكِ في ورقي مليا
فقدْ عاينتَ عامَ المحلِ عودي
لبستُ سواهُ أقواماً فكانوا
كما أغنى التيممُ بالصعيدِ
وَتَرْكِي سُرْعَة َ الصَّدَرِ اغْتِباطاً
يَدُلُّ على مُوافقَة ِ الوُرُودِ
فَتًى أَحْيَتْ يَدَاهُ بَعْدَ يأْسٍ
لنَا المَيْتَيْنِ مِنْ كَرَمٍ وجُودِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
رقم القصيدة : 15765
-----------------------------------
وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
فقُلْتُ لهَا حَجَّ غَيْثُ الأنَامِ
لقدْ حملَ الجملُ المستقلُّ
بعبدِ العزيز سجالَ الغمامِ
مطافٌ يطوفُ ببيتِ الحرامِ
وركنٌ حوى ركنه باستلامِ
مَضَى مُحْرِماً بحَلال الثَّرَاءِ
فأَرْضَى بهِ رَبَّ بَيْتِ الحَرَامِ
أقامَ طويلاً بدار المقامِ
فأمرَضَنا مِنْه طُولُ المُقَامِ
وآبَ مُعَرًّى مَنَ السَّيئا
ت يرفُلُ في الحسنات الجسامِ
مَنَاسِكُهُ فيهِ مَقبُولَة ٌ
وحجتُه برة ٌ بالتمامِ
وأبقى مآثرَ محمودة ً
مُعَمَّرَة ً عُمْرَ رُكْنَيْ شَمَامِ
فدُونَكَ تهنئة ً حرَّة ً
نظامَ امرئٍ حاذقٍ بالنظامِ(11/360)
العصر العباسي >> أبو تمام >> إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
رقم القصيدة : 15766
-----------------------------------
إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
كَيْ تَنالَ المكْرُوهَ والمَحْبُوبَا
اشركي بين دمعِ عيني ونومي
واجْعلي لي مِنَ الرُّقادِ نَصِيبا
كنتُ أهوى البيضَ الحسانَ فقد
ـحَ حُبي عن غيرِها مَحْجُوبا
قَرَّبَتْها المُنَى وباعَدَها النَّأْ
يُ فأضحَتْ مِني بَعيداً قَريبا
إِنْ تَكُنْ مُقْلَتي إذا غِبْتِ تَسْـ
لي عليها الدموع حتى تؤوبا
فلكم نظرة ٍ تسرُّ بها من
كِ لها روعة ٌ تشقّ القلوبا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
رقم القصيدة : 15767
-----------------------------------
أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
وغدتْ عليهمْ نضرة ً ونعيمُ
جادتْ معاهدهُمْ عهادُ سحابة ٍ
ما عهدهَا عندَ الديارِ ذميمُ
سَفِهَ الفِرَاقُ عليكَ يومَ رَحيلهمْ
وبما أراهُ وهوَ عنكَ حليمُ
ظلمتكَ ظالمة ُ البريء ظلومُ
والظلمُ من ذي قدرة ٍ مذمومُ
زعمتُ هواكَ عفا الغداة َ كما عفتْ
مِنْها طُلولٌ باللَّوَى ورُسُومُ
لا والذي هوَ عالمٌ أنَّ النوى
صَبِرٌ وأنَّ أَبَا الحُسَيْنِ كَرِيمُ
مازُلْتُ عَنْ سَنَنِ الوِدَادِ ولاغَدَتْ
نفسي على ألفٍ سواكَ تحومُ
لِمُحَمّدِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ شُبَانَة ٍ
مجدٌ إلى جنبِ السِّماكِ مقيمُ
مَلِكٌ إذا نُسِبَ النَّدَى مِنْ مُلْتَقَى
طرفيهِ فهوَ أخٌ له وحميمُ
كاللَّيْثِ لَيْثِ الغَابِ إلاَّ أنَّ ذا
في الروعِ بسَّامٌ وذاكَ شتيمُ
طَحْطحْتَ بالخَيْلِ الجِبَالَ مِنَ العِدَى
والكفرُ يقعدُ بالهدى ويقومُ
بالسَّفْحِ مِنْ هَمَذانَ إذْ سَفَحَتْ دَماً
رويتْ بجمته الرماحُ الهيمُ
يومٌ وسمتَ بهِ الزمانَ ووقعة ٌ
بردتْ على الإسلامِ وهيَ سمومُ
لَمَعَتْ أسِنَّتُه فَهُنَّ معَ الضُّحَى(11/361)
شَمْسٌ وهُنَّ معَ الظَّلامِ نُجُومُ
نضيتْ سيوفكَ للقراعِ فأغمدتْ
والخُرَّمِيَّة ُ كَيْدُهَا مَخْرُومُ
أبليْتَ فيهِ الدينَ يُمْنَ نَقِيبَة
تركتْ إمامَ الكفرِ وهوَ أميمُ
بَرَقتْ بَوَارِقُ مِنْ يَمِينكَ غادَرَتْ
وَضَحاً بِوَجْه الخَطْبِ وهْوَ بَهيمُ
ضَرَبَتْ أُنُوفَ المَحْلِ حتَّى أَقلَعَتْ
والعُدْمُ تحتَ غَمَامِها مَعْدُومُ
لِلَّنجم أَوْ للمِرْزَمَيْنِ نَدِيمُ
غَيْثٌ حَوَى كَرَمَ الطَّبَائعِ دَهرَهُ
والغَيْثُ يَكْرُمُ مَرَّة ً ويَلُومُ
ما زال يهذي بالمواهبِ دائباً
حتى ظننَّا أنَّهُ محمومُ
لِلجُودِ سَهْمٌ في المَكَارِمِ والتُّقَى
ما ربُّه المكدي ولا المسهومُ
وبيانُ ذلكَ أنَّ أولَ منْ حبا
وقرى خليلُ اللهِ إبراهيمُ
أعطَيْتَني دِيَة َ القَتِيلِ وليسَ لي
عَقْلٌ ولاحَقٌّ عليكَ قَديمُ
إلاَّ نَدًى كالدَّيْنِ حَلَّ قَضَاؤُهُ
إن الكريمَ لمعتفيهِ غريمُ
عُرفٌ غدا ضرباً نحيفاً عندَه
شكرُ الرجالِ وأنهُ لجسيمُ
أخفيتهُ فخفيتُهُ وطويتهُ
فنشرتُهُ والشخصُ منه عميمُ
جودٌ مشيتُ به الضراءَ تواضعاً
وعظمتَ عن ذكراهُ وهو عظيمُ
النَّارُ نارُ الشَّوْقِ في كَبِدِ الفَتَى
والبيْنُ يُوقِدُه هَوًى مَسْمُومُ
خيرٌ لهُ من أنْ يخامرَ صدرَهُ
وحَشَاهُ مَعْروفُ امْرِئٍ مَكْتُومُ
سَرَقٌ الصَّنِيعَة َ فاستَمرَّ بِلَعْنَة ٍ
يدعو عليهِ النائلُ المظلومُ
أأُقَنعُ المَعْرُوفَ وهْوَ كأنَّهُ
قمرُ الدجى إني إذنْ للئيمُ!
مثرٍ منَ المالِ الذي ملكتني
أعناقهُ ومنَ الوفاءِ عديمُ؟!
فأروحُ في بردينِ لمْ يسحبهُما
قَبْلِي فَتًى وهُمَا الغِنَى واللُّومُ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> قد قصرنا دونك الابصار
قد قصرنا دونك الابصار
رقم القصيدة : 15768
-----------------------------------
قد قصرنا دونك الابصار
خوفاً ان تذوبا
كُلَّمازِدْنَاكَ لحْظاً
زِدْتَنا حُسْناً وطيبا
مرّضتَ الحاظَ عين
فأمرَضْتَ القُلوبا!(11/362)
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
رقم القصيدة : 15769
-----------------------------------
سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
هِيَ الوُدُّ صَانَاهُ بِحُسْنِ صِيَانِهِ
عفاءٌ على دهياءَ كانا إزاءها
وَنِكْلٌ لِدَاجي الْخَطْبِ يَعْتَوِرَانِهِ
إلى خَيْفَيْ مِنًى فالمَوْقِفَيْنِ
تَدَفَّقْتُمَا مِنْ طَل مُزْنٍ ووَبْلِه
وَمِنْ شَرْخِ معْرُوفٍ وَمِنْ عُنْفُوَانِهِ
وهلْ لي غداة ً السبقِ عذرٌ وأنتما
بحيثُ ترى عينايَ يومَ رهانهِ !
رأَيْتُكما مِنْ ريْبِ دَهْرِيَ هَضْبَة ً
وَما زُلْتُمَا لازِلْتُما مِنْ رِعَانِهِ
فأصبحَ لي تحتَ الجران فريسة ً
ولَوْلاكما أصبَحْتُ تحتَ جِرَانِهِ
وَمَلَّكْتُماني صَعْبَة ً وَخِشَاشَها
وَأمكَنْتُما مِنْ طامحٍ وَعِنَانهِ
لَئنْ رُمْتُ أمراً غِبْتُما عندَ بِكْرِهِ
لَقَدْ سَرَّنِي فِعْلاكُما في عَوَانِهِ
وماخَيْرُ بَرْقٍ لاحَ في غيرِ وَقْتِهِ
ووَادٍ غَدَا مَلآنَ قبلَ أَوَانِهِ؟!
تلطفتما للدهرِ حتى أجابني
وقدْ أزمنَتْ رجلي هناتُ زمانِهِ
وما زِلْتُما مِنْ نَبْعِه إنْ عُجِمْتُما
لِضَيمٍ، وَعنْدَ الجُودِ منْ خَيْزُرَانِهِ
لعمري لقد أصْبَحْتُما العُرْفَ صاحباً
له مقولٌ نعماكما في ضمانِهِ
ويأخُذُ مِنْ أَيْدِيكُما وَهَواكُما
فَلا عَجَبٌ أنْ تأْخُذَا مِنْ لِسَانِهِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> الجنوب
الجنوب
رقم القصيدة : 1577
-----------------------------------
تنأى المنازلُ
تنأى الحقولُ اليبيسةُ
خلفَ زجاجِ قطارِ الحروبِ الأخيرِ
وتنأى المسافاتُ بين النوافذِ والقلبِ
حتى كأنَّ النجومَ أزاهيرُ ذابلةٌ
تتساقطُ من شرفاتِ العماراتِ
لكنكَ الآن لصقَ الزجاجةِ
ترقبُ موتَ الشوارعِ في فضلةِ الكأسِ
ترقبُ موتَكَ منحشراً - كاليتامى - بمظروفِ قنبلةٍ
تتراكضُ، حاسرةَ الرأسِ، شعثاءَ...(11/363)
تعثرُ بالطيِن والشهداءِ
وتقفزُ فوقَ الملاجيء، كي تسبقَ العجلاتِ إليكَ، ... فتجفلُ
يا أيها العاشرُ المرُّ
يا كأسُ ...
خذني إلى أيما جهةٍ
لا نرى موتَنا لصقنا
أيها الواحدُ المرُّ
يا قلبُ ..
يا صاحبي في التشتّتِ
بين المنافي: البلادُ على بُعْدِ 5 طوابع من غربتي
وضحكتها في شريطِ المسجّلِ
والياسمينُ المعرّشُ أسفلَ أحلامِنا يتفتحُ من مطرٍ أسود
ما الذي ترتجي؟
النوافذُ أوصدها البردُ والطائراتُ
وتلكَ التي رحلتْ في قطاراتِ الجنوبِ إلى زوجِها الفظِّ
قصَّ الرقيبُ ضفائرَها
فوقفتُ وحيداً، أمامَ مرايا دمي
ألملمُ أطرافَ خصلتِها
عن غيومي التي ثقّبتها الشظايا
تسيلُ على شرشفِ الطاولةْ
فيمسحها - عجلاً - نادلُ البارِ
وهو يعدُّ لزوجكِ كأساً مثلجةً
...... ولقلبي فاتورةَ الدمعِ
يا أخوتي في الجنونِ
ارحموا شاعراً، ضيّعتهُ أغانيه
يا أخوتي في الجنوبِ
ارحموا نخلتي
كان لي ظلها وطناً
كان لي تمرها خمرةً
كان لي شعرُها المتطاولُ حتى تخومِ القصيدةِ
منتجعاً للحنين
كان لي..
آهِ، ما كان لي أنْ أغادرَ مرجَ الطفولةِ
نحو المدينةِ
ما كان لي أنْ أبدّلَ زقزقتي برباطِ الوظيفةِ
ما كان لي ..
أنْ استعيضَ عن النهرِ
ما كان لي، ...
ولكنهم أوصلوني لهذا الخرابِ
وقالوا: اكتبِ الآنَ عن شعرِ سيدةٍ
يتناثرُ حتى تخومِ البنوكِ
اكتبِ الآنَ عن شقةٍ لستَ تملك إيجارها
ورصيفٍ تقاسمهُ أثرياءُ الحروبِ
لا
إنني أستميحكمُ - لحظةً -
أيها المحتفونَ أمامَ القصيدة
لأقيءَ على كلِّ هذا الذي [.. سمْهِ أنتَ ما شئتَ]
لكن لي وطناً من أغانٍ وقمحٍ
لنْ أبدّلَهُ بعمارتكمْ
أستميحُ الوطنْ
- لحظةً -
وهو يجلسُ - كالدمعةِ - القرفصاءَ
على عتبةِ العين
لألملم عن شرفةِ الذاكرة
حبالَ غسيلِ القنابلِ
تقطرُ بالدمِّ
نفتحُ قمصانَ أيامنا، هكذا، للرياحِ ... تجففها
ثم نمضي ...
نشقُ دروبَ المدينةِ بالثرثراتِ
وبالدهشةِ البكرِ
[تعلو ... العمارات، .. تعلو.. وتعلو ...(11/364)
- لا مباليةً - فوق أنقاضنا
ما الذي نفعلُ الآنَ،
أسفلَ جدرانها
هل نبيعُ السجائرَ ...
ما هكذا ...
يا مدينةُ ...
تنسينَ عمري الذي سرقتْ نصفَهُ الحربُ
ما هكذا، يا مدينةُ تنسيَن أحزانَنا
والوجوهَ التي غيبتها الخنادقُ
ما هكذا، يا مدينةُ ... نحن طعامَ المعارك
كمْ صدحتْ في الأناشيدِ أسماؤنا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
رقم القصيدة : 15770
-----------------------------------
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني
دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه
فصارَ أملكَ من روحي بجثماني
خَلِيفَة ُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ
في بلدة ٍ فظهورُ العيسِ أوطاني
بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا
بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني
وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ
حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ
خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً
قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ
غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ
يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ
أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما
أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني
وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه
حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ
إسَاءَة َ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً
فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ
أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً
كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ
إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه
لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ
لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ
في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّة ِ اثنَانِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
رقم القصيدة : 15771
-----------------------------------
تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
ودعْ حسيَ عينٍ يجتلبْ ماءها الوجدُ(11/365)
إذَا انصَرَفَ المَحزُونُ قدْ فَلَّ صَبْرَه
سؤالُ المغاني فالبكاءُ لهُ ردِ
بدتْ للنوى أشياءُ قدْ خلتُ أنها
سيبدؤني ريبُ الزمانِ إذا تبدو
نوى ً كانقضاضِ النجمِ كانتْ نتيجة ً
منَ الهزلِ يوماً إنَّ هزلَ الهوى جدُّ
فلا تحسبا هنداً لها الغدرُ وحدها
سجيً نفسٍ كلُّ غانية ٍ هندُ
وقَالُوا أُسى ً عَنْهَا وقدْ خَصَمَ الأُسَى
جَوَانِحُ مُشْتَاقٍ إذَا خاصمَتْ لُدُّ
وعينٌ إذا هيجتها عادتِ الكرى
ودَمْعٌ إَذَا استَنجدْتَ أسْرَابَهُ نَجْدُ
ومَا خَلفَ أجْفَانِي شُؤونٌ بَخِيلَة ٌ
ولا بَيْنَ أَضلاعي لها حجَرٌ صلْدُ
وكمْ تحتَ أرواقِ الصبابة ِ منْ فتى ً
منَ القَوْمِ حُرٍّ دَمعُهُ للهَوى عَبْدُ
ومَا أَحدٌ طَارَ الفِرَاقُ بقَلْبِهِ
بجْلَدٍ ولَكِنَّ الفِراقَ هوالجلْدُ
ومَنْ كانَ ذَا بَثٍّ على النَّأيَ طارِفٍ
فلِي أَبَداً من صَرْفِهِ حُرَقٌ تُلْدُ
فلا ملكٌ فردُ المواهبِ واللهى
يُجَاوِزُ بي عَنْهُ ولا رَشأٌ فَرْدُ
محمدُ يا بنَ الهيثمَ انقلبتْ بنا
نَوَى خَطَأٌ في عَقْبِها لَوعَة ٌ عَمْدُ
وحقدٌ منَ الأيامِ، وهيَ قديرة ٌ
وشرٌّ السجايا قدرة ٌ جارها حقدُ
إساءة َ دهرٍ أذكرتْ حسنَ فعلهِ
إليِّ ولولا الشري لم يعرفِ الشهدُ
أما وأبي أحداثهٌ إنَّ حادثاً
حدا بي عنكَ العيسِ للحادثُ الوغدُ
مِنَ النَّكَبات النَّاكباتِ عَن الهَوَى
فمحبوبها يحبوُ ومكروهها يعدوُ
ليالينا بالرقتينِ وأهلها
سق العهدَ منكِ العهدُ والعهدُ والعهدُ
سَحَابٌ متى يَسحَبْ على النَّبتِ ذَيْلَهُ
فلا رجلق ينبو عليهِ ولا جعدٌ
ضربتُ لها بطنَ الزمانِ وظهرهُ
فَلَمْ أَلقَ مِنْ أَيَّامِها عِوَضاً بَعْدُ
لدى ملكٍ منْ أيكة ِ الجودِ لمْ يزلْ
على كَبِدِ المَعْروفِ مِنْ فِعْلِهِ برْدُ
رَقِيقِ حَواشِي الْحِلْمِ لَو أَنَّ حِلْمَهُ
بكفيكَ ما ماريتَ في انهُ بردُ
وذو سورة ٍ تفري الفريَ شباتها
ولا يَقطَعٌ الصَّمصَامُ لَيْسَ لَهُ حَدَ(11/366)
ودَانِي الجَدَا تَأْتِي عَطايَاهُ مِنْ عَلٍ
ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ
فقدْ نزلَ المرتادُ منهُ بماجدِ
مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ
غَدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجْهِهِ
مطالٌ ولمْ يعقدْ بآمالهِ الردِّ
بأوفاهمُ برقاً إذا أخلفَ السنا
وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ
أَبَلهِمُ ريقاً وكَفّاً لِسَائلٍ
وأنضرهمْ وعداً، إذا صوحَ الوعدُ
كَريمٌ ، إذا ألقَى عَصاهُ مُخَيماً
بأرضٍ، فقدْ ألقى بها رحلهُ المجدُ
بهِ أَسْلَمَ المَعْروفُ بالشّامِ بَعْدَمَا
ثَوَى مُنذُ أَوْدَى خالِدٌ وهْو مُرْتَدُّ
فَتَى لا يَرَى بُدّاً مِنَ البَأْسِ والنَّدَى
ولا شيءٍ إلاَّ منهُ غيرهما بدُّ
حَبِيبٌ بَغِيضٌ عِنْدَ رَاميكَ عَنْ قِلَى
وسَيْفٌ على شَانِيك لَيْسَ لَهُ غِمْدٌ
وكمْ أمطرتهُ نكبة ٌ ثمَّ فرجتَ
وللهِ في تفريجها ولكَ الحمدُ
وكَمْ كانَ دَهْراً للحَوادِثِ مُضْغَة ً
فأضحتْ جميعاً وهيَ عنْ لحمهِ دردُ
تصارعهُ لولاكِ كلّ ملمة ً
ويعدو عليهِ الدهرُ منْ حيثِ لا يعدو
تَوَسَّطْتَ مِنْ أَبْنَاءِ سَاسَانَ هَضْبَة ً
لَهَا الكَنَفُ المَحْلُولُ والسَّنَدُ النَّهْدُ
بحيثُ انتمتْ زرقٌ الأجادلِ منهمُ
عُلوّاً وقَامَتْ عَنْ فَرائِسِها الأُسْدُ
ألمْ ترَ أنَّ الجفرَ جفركَ في العلى
قَريبُ الرشَاءِ لاَ جَرُورٌ ولا ثَمْدُ
إذَا صَدَرتْ عَنْهُ الأَعَاجِمُ كلُّهَا
فأَوَّلُ مَنْ يَرْوَى َ به بَعْدَها الأَزْدُ
لَهُمْ بِكَ فَخْرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ
بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ
عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ
يدٌ يستذلُ الدهرُ في نفحاتها
ويَخْضَرُّ مِنْ مَعْرُوفِها الأُفقُ الوَرْدُ
ومِثْلِكَ قَدْ خَوَّلْتُهُ المَدْحَ جَازِياً
وإنْ كنتَ لا مثلٌ إليكِ ولا ندُّ
نَظَمْتُ لَهُ عِقْداً مِنَ الشعْرِ تَنْضُبُ الْـ
بحارُ وما دناهُ منْ حليها عقدُ
تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ مُطَّرَفَاتُها(11/367)
وما السَّيْرُ مِنها لا العَنيقُ ولا الوَخْدُ
تروحُ وتغدو، بل يراحُ ويغتدي
بِها وهْيَ حَيْرَى لا تَرُوحُ ولا تَغدُو
تقطعُ آفاقَ البلادِ سوابقاً
وما ابتَلَّ مِنها لا عِذارٌ ولا خَدُّ
غَرَائِبُ ما تَنفَكُّ فِيهَا لُبَانَة ٌ
لِمُرتَجِزٍ يَحْدُو ومُرْتَجِلِ يَشدُو
إذا حضرتْ ساحَ الملوكِ تقبلتْ
عقائلُ منها غيرُ ملموسة ٍ ملدُ
أُهينَ لهَا ما في البُدُورِ وأُكْرِمَتْ
لديهمْ قوافيها كما يكرمُ الوفدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
رقم القصيدة : 15772
-----------------------------------
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ
تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني
مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ
مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ
حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ
بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً
حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ
لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت
مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ
لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي
وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني
وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى
فارقتُ بينهما همي وأحزاني
حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها
على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني
يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري
حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ
وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ
على سروري غمومي أيَّ رجحانِ
فاليوم سالمني دهري وذكرني
مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني!
ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها
واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ
سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ
يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ
تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ
بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني
يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ(11/368)
مني المنى وأرتني وجهَ خسراني
كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها
يداً تفحصُ عن سري وإعلاني
يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر
إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان
إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها
سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني!
العصر العباسي >> أبو تمام >> حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
رقم القصيدة : 15773
-----------------------------------
حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
فيك ياكنزَ كلِّ حسنٍ وطيبِ
لكَ قَدٌّ أدقُّ مِنْ أَنْ يُحَاكَى
بقَضيبٍ في الحُسْنِ أو بِكَثيبِ
أَيُّ شيءٍ يَكُونُ أحسَنَ مِنْ صَبٍّ
صبٍّ أديبٍ متيّمٍ بأديبِ
جاز حكمي في قالبهِ وهواهُ
بعد ما جاز حكمهُ في القلوبِ
كاد أن يكتبَ الهوى بين عين
يهِ كتاباً هذا حبيبُ حبيبِ
غيرَ أنّي لو كُنْتُ أعشَقُ نَفْسِي
لَتنغَّصْتُ عَيْشَها بالرَّقيبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
رقم القصيدة : 15774
-----------------------------------
جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
بعقبِ الهجرِ منهُ والبعادِ
لهُ لمٌ منَ الكتابِ بيضٌ
قضوا حقً الزيارة َ والودادِ
وأَحْسِبُ يَوْمَهُمْ إنْ لم تَجُدْهُمْ
مصادفَ دعوة ٍ منهمْ جمادِ
فكَمْ نَوْءٍ مِنَ الصًّهْبَاءِ سَارٍ
وآخرَ منكَ بالمعروفِ غادِ
فهذا يَسْتَهِلُّ على غَلِيلي
وهَذا يَسْتَهِلُّ على تِلادي
ويسقي ذا مذانبِ كلِّ عرقٍ
ويُتْرعُ ذّا قَرَارَة َ كُل وَادِ
دعوتهمُ عليكَ وكنتَ ممنْ
نعنيهِ على العقدِ الجيادِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
رقم القصيدة : 15775
-----------------------------------
أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
ما هتفَ الهاتفاتُ في الغصنِ
كَيْفَ وجَدْتَ الدَّوَاءَ أوجَدَكَ اللَّـ
ـه شفاءً به مدى الزمنِ ؟(11/369)
لانَزَعَ اللَّهُ مِنْكَ صَالِحَة ً
أَبْلَيْتَها مِنْ بَلاَئِكَ الحَسَنِ
لازِلْتَ تُزْهَى بكُل عافِيَة ٍ
تجتثُّها من معارضِ الفتنِ
لَوْ أَنَّ أعمَارَنا تُطَاوِعُنا
شَاطرَه العُمْرَ سَادَة ُ اليَمَنِ
إنَّ بقاءَ الجوادِ أحمدَ في
أعناقنا منة ٌ منَ المننِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نظري اليك يشير لي
نظري اليك يشير لي
رقم القصيدة : 15776
-----------------------------------
نظري اليك يشير لي
ـهَدُ لي بأَنَّكَ لي حَبيبُ
وتَبَاعُدِي حَذَرَالوُشَا
و أنت من قلبي قريبْ
فانظُرْإلى وَلعِي بذِكْـ
كلما غفلَ الرقيبْ
وانظْرْ إلى جِسْمِي فَفِيـ
ما حلَّ بي العجبُ العجيبْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
رقم القصيدة : 15777
-----------------------------------
أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
وقيتَ رزايا ما يروحُ وما يغدو
وطَابَتْ بلادٌ أَنْتَ فيها فأَصْبَحَتْ
ومربعها غورٌ ومصطافها نجدُ
فإنْ نَكُ قد نالَتْك أطرَافُ وَعْكَة ٍ
فَلا عَجَبٌ أَنْ يُوعَكَ الأسَدُ الوَرْدُ
سلمتَ وإنْ لكَ الدعوة ُ آسمها
وكانَ الذي يَحظَى بإنْجَاحِهَا السَّعْدُ
فقدْ أَصْبَحتْ مِنْ صُفْرة ٍ في وُجُوهِها
وراياتها سيانٍ غماً بكَ الأزدُ
بنَا لا بِكَ الشَّكْوَى فليْسَ بضائرٍ
إذا صَحَّ نَصْلُ السَّيفِ ما لَقِيَ الغِمْدُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
رقم القصيدة : 15778
-----------------------------------
بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
ما إِنْ بهِ إلاَّ الوُحُوشَ قطينُ
لم يُقرَ هذا السيفُ هذا الصبرَ في
هَيْجَاءَ إلاَّ عَزَّ هذا الدينُ!
قدْ كانَ عذرة َ مغربٍ فافتضها
بالسيفِ فحلُ المشرق الأفشينُ
فأعادها تعوي الثعالبُ وسطها
ولَقَدْ تُرَى بالأَمْسِ وَهْيَ عَرينُ(11/370)
جَادَتْ عليها مِنْ جَمَاجِمِ أهلها
ديمٌ أمارتُها طلى وشؤونُ
كانَتْ مِنَ الدَّمِ قبلَ ذَاكَ مَفَازَة ً
غوراً فأمستْ وهي منهُ معينُ
بحراً من الهيجاءِ يهفو مالهُ
إلاَّ الجَنَاجِنَ والضُّلُوعَ سَفِينُ
لاقاهمُ ملكٌ حياهُ بالعلى
جرسٌ وجانا خرَّة ُ الميمونُ
مَلِكٌ تُضِيءُ المَكْرُماتُ إذا بَدَا
لِلمُلْكِ مِنْهُ غُرَّة ٌ وجَبينُ
سَاسَ الجُيُوشَ سِياسَة َ ابنِ تَجَاربٍ
رمقتهُ عينُ الملكِ وهو جنينُ
لانتْ مهزَّتُه فعزَّ وإنما
يشتدُّ بأسُ الرمحِ حين يلينُ
وتَرَى الكَرِيمَ يَعِزُّ حينَ يَهُونُ
وتَرَى اللئيمَ يَهُونُ حينَ يَهُونُ
قاد المنايا والجيوشَ فأصبحتْ
وَلَها بِأرْشَقَ قَسْطَلٌ عُثْنونُ
فتركتَ أرشقَ وهيَ يُرقى باسمها
صمُّ الصفا فتفيض منهُ عيونُ
لَوْ تَستطيعُ الحَجَّ يَوْماً بَلْدَة ٌ
حَجَّتْ إليها كَعْبَة ٌ وحَجُونُ
لاقاك بابكُ وهو يزئرُ فانثني
وزئيره قدْ عادَ وهو أنينُ
لاقَى شَكائِمَ مِنْكَ مُعْتَصِمِيَّة ً
أهزلتَ جنب الكفرِ وهوَ سمينُ
لمَّا رأى علميكَ ولى هارباً
ولِكُفْرِهِ طَرْفٌ عليهِ سَخِينُ
وَلَّى وَلَمْ يَظلِمْ وهَلْ ظَلَمَ امرؤٌ
حَثَّ النَّجاءَ وخَلْفَهُ التنينُ!!
أوقعتَ في أبرشتويمَ وقائعاً
أضحكنَ سنَّ الدينِ وهوَ حزينُ
أوسعتهمْ ضرباً تهدُّ بهِ الكلى
وَيَخِفُّ مِنْهُ المَرْءُ وهْوَ رَكِينُ
ضَرْباً كأشْدَاقِ المَخَاضِ وتَحْتَهُ
طعنٌ كأنَّ وجاءَهُ طاعونُ
بَأْسٌ تُفَلُّ بهِ الصُّفُوفُ وتحتَه
رَأْيٌ تُفَلُّ بهِ العُقُولُ رَزِينُ
أخْلَى جِلادُكَ صَدْرَه ولقَدْ برى
وفُؤَادُه مِنْ نَجْدَة ٍ مَسْكُونُ
سَجنَتْ تَجَارِبُه فُضُولَ عُرَامِه
إِنَّ التَّجَارِبَ للعُقولِ سُجُونُ
وعشية َ التلِّ انصرفتَ وللهدى
شوقٌ إليكَ مداورٌ وحنينُ
عَبَأَ الكَمينَ لَهُ فَظَلَّ لِحَينِهِ
وكَمِينُه المُخْفَى عليهِ كَمِينُ!
يا وقعة ً ما كانَ أعتقَ يومَها
إذْ بَعْضُ أَيَّام الزَّمانِ هَجِينُ(11/371)
لو أنَّ هذا الفتحَ شكٌّ لاشتفتْ
مِنْهُ القُلُوبُ، فكيفَ وهْوَ يَقِينُ
وأخَذْتَ بابَكَ حائِراً دُونَ المُنَى
ومنى الضلالِ مياههُنَّ أجونُ
طَعَنَ التَّلَهُّفُ قَلْبَهُ فَفُؤادُهُ
مِنْ غَيْر طَعْنِة فارسٍ مَطْعُونُ!
ورجا بلادَ الروم فاستعصى بهِ
أَجَلٌ أَصَمُّ عن النَّجاءِ حَرُونُ
هيهاتَ لمْ يعلمْ بأنكَ لو ثوى
بالصينِ لَمْ تَبْعُدْ عليكَ الصينُ
مانَالَ ماقَدْ نَالَ فِرعَونٌ ولا
هامانُ في الدنيا ولا قارونُ
فسيَشْكُرُ الإسلامُ ما أَوْلَيْتَهُ
واللهُ عنهُ بالوفاءِ ضمينُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
رقم القصيدة : 15779
-----------------------------------
شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
أمرت عينها بسحرِ القلوبِ
لَوْ تَحُلُّ القِناعَ للشَّمسِ والبَدْ
درِ ضياءً تقنقا بغروبِ
أنا من لحظِ وجنتيهِ جريحٌ
أتداوى بعبرة ٍ ونحيبِ
حرقُ الشوقِ والهوى يتصا
رَخْنَ عليَّ مُشَقَّقاتِ الجُيُوبِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> رحيل
رحيل
رقم القصيدة : 1578
-----------------------------------
طرقتانِ على الباب
طرقتانِ على القلب
ينفتحُ البحرُ:
لا سفنٌ في دمي للرحيلِ
ولا وطنٌ للحنين
ولا ندمٌ يتفتقُ ....
من أيِّ نافذةٍ في مساء القصيدةِ،
يقتربُ العشبُ، محترساً، ....
في الممرِ المؤدي إلى مرجِ صدركِ
أصغي لنبضِ الغصونِ التي تتمايسُ.. أو
تتلامسُ...
تحتَ قميصكِ
منبهراً بالفراشاتِ ـ غيم الكلامِ الملوّنِ ـ
وهي تغطي المسافةَ بين أحبكِ ..
... والقبلاتِ التي انفطرتْ...
ينحسرُ الموجُ عن رملِ قلبي
يغطّيه بالزبدِ ـ الذكرياتِ
أخيطُ الليالي شراعاً
فتثقبهُ الريحُ ..
ـ مالكِ مسكونةً بالتعلّلِ ...!؟
ـ مالكَ منكسراً بالرحيلِ ...!؟
يباعدنا البحرُ
لا مطرٌ في الحديقةِ
لا وطنٌ في الحقيبةِ
لا ياسمين لكفيّكِ(11/372)
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
رقم القصيدة : 15780
-----------------------------------
يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
واهْتَزَّ رَوْضُكِ في الثَّرَى فَتَرَأَّدَا
وكسيتُ منْ خلعِ الحيا مستأسداً
أُنُفاً يُغَادِرُ وَحْشُهُ مُسْتَأْسِدا
طللٌ عكفتُ عليهِ أسألهُ إلى
أَنْ كادَ يُصْبِحُ رَبْعُهُ لِيَ مَسْجِدا
وظللتُ أنشدهُ وانشدُ أهلهُ
والحزنُ خدني ناشداً أو منشدا
سَقْياً لِمَعْهَدِكَ الَّذي لَو لَم يَكُنْ
ما كان قلبي للصبابة ِ معهدا
لمْ يُعْطِ نَازِلَة َ الْهَوَى حَق الْهَوَى
دَنِفٌ أَطَاف بهِ الْهَوَى فَتَجَلَّدا
صبٌّ تواعدتَ الهمومُ فؤادهُ
إنْ أَنتمُ أَخلَفتُمُوهُ مَوْعِدَا
لمْ تنكرينَ معَ الفراقِ تبلدي
وبَرَاعَة ُ الْمُشْتَاقِ أنْ يَتَبَلَّدَا
ياصَاحِبي بِدِمشقَ لَسْتَ بِصَاحِبي
إن لم تمهدْ للهمومِ ممهدا
أَدْنِ الْمُعَبَّدَة َ السنَادَ وأَنْئِها
بالسَّيْرِ ما دَامَ الطريقُ مُعَبَّدَا
وإلى بَنِي عَبدِ الكَريم تَوَاهَقت
رَتْكَ النَّعَامِ رَأى الظَّلاَمَ فخَوَّدَا
كمْ أنجموا قمراً حمى بفعالهِ
قَمَراً ومَكْرُمَة ً تُنَاغِي الفَرْقَدَا
متهللاً في الروعِ منهلاً إذا
ما زندَ اللحزُ الشحيحُ وصردا
منْ كانَ أحمدَ مرتعاً أو ذمة ً
فاللهِ أحمدُ ثمَّ أحمدُ أحمدا
أَضْحَى عَدُوّاً للصَّديقِ إذَا غَدَا
في الحمدِ يعذلهُ صديقاً للعدا
أفنيتُ منهُ الشعرَ في متمدحِ
قَدْ سَادَ حَتَّى كادَ يُفني السُّؤْدُدَا
عَضْبُ العَزِيمة ِ في المَكارِم لَمْ يَدَعْ
في يومهِ شرفاً يطالبهُ غدا
بَرَّزْتَ في طَلَبِ المَعَالي وَاحِداً
فيهَا تَسِيرُ مُغَوراً أَومُنْجِدَا
عجباً بأنكَ سالمٌ منْ وحشِة
في غَايَة ٍ ما زِلْتَ فيها مُفْردَا
وأنا الفِدَاءُ إذَا الرماحُ تَشَاجَرتْ
لكَ والرماحُ منَ الرماحِ لكَ الفدا
وَسَلِمْتَ، أنَّا لا تَزَالُ سِوالِماً(11/373)
آمَالُنَا بِكَ مَا سَلِمْتَ من الرَّدَى
كمْ جئتَ في الهيجا بيومٍ أبيضٍ
والحَرْبُ قد جَاءَتْ بِيَوْمٍ أَسْوَدَا
أقدمتْ، لمْ تركَ الحمية ِ مصدراً
عنها ولمْ يرَ فيكِ قرنكَ موردا
لم تغْمِدِ السَّيْف الّذي قُلدْتَهُ
حتى َّ تمنى َّ نصلهُ أنْ يغمدا
هيهاتَ لا ينأى الفخارُ وإنْ نأى
عَنْ طَالِب كانتْ مَطِيَّتُه النَّدَى
أَنَّى يَفُوتُكَ مَا طَلَبْتَ وإنَّما
وطَرَاكَ أن تُعْطِي الجَزِيلَ وتُحْمَدَا
لَمَّا زَهِدْتَ زَهِدْتَ في جَمْع الغِنَى
ولقَدْ رَغِبْتَ فكُنتَ فيه أَزْهَدَا
فالمالُ أن ملتَ ليسَ بسالمٍ
مِنْ بَطْشِ جُودِكَ مُصْلِحاً أَومُفْسِدَا
ولأنتَ أكرمُ منْ نوالكَ محتدا
ونداكَ أكرمُ منْ عدوكَ محتدا
لاتَعْدِمَنَّكَ طَيءٌ فَلَقَلَّمَا
عّدِمَتْ عَشِيرتُكَ الجَوَادَ السَّيدَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
رقم القصيدة : 15781
-----------------------------------
وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
وعلى العجومة ِ إنَّها لتبينُ
فاعقِلْ بِنضْوِ الدَّارِ نِضْوَكَ يقْتَسِمْ
فرطَ الصبابة ِ مسعدٌ وحزينُ
لاتَمْنَعَني وَقْفَة ً أشفي بها
داءَ الفريقِ فإنَّها ماعونُ
واسقِ الأثافي من شؤوني ريَّها
إنَّ الضنين بدمعهِ لضنينِ
والنُّؤْيُ أُهْمِدَ شَطْرُهُ فكأَنَّه
تحت الحوادثِ حاجبٌ مقرونُ
حزنٌ غداة َ الحزنِ هاجَ غليلَه
في أبرقِ الحنانِ منكَ حنينُ
سمة ُ الصبابة ِ زفرة ٌ أو عبرة ٌ
متكفَّلٌ بهما حشاً وشؤونُ
لولا التفجعُ لأدعى هضبُ الحمى
وصَفا المُشقَّرِ أَنَّهُ مَحْزُونُ
سيروا بني الحاجاتِ ينجحْ سعيكمْ
غَيْثٌ سَحَابُ الْجُودِ مِنْهُ هَتُونُ
فالحادثاتُ بوبله مصفودة ٌ
والمحلُ في شؤبوبهِ مسجونُ
حَملُوا ثَقِيلَ الهّم واستَنعى بهم
سفرٌ يهدُّ المتنَ وهو متينُ
حتَّى إذَا ألقَوْه عَنْ أكتافِهِمْ
بالعَزْمِ وهْوَ على النَّجاحِ ضَمِينُ(11/374)
وجَدُوا جَنَابَ المُلكِ أخْضَر واجتلَوْا
هارونَ فيهِ كأنَّهُ هارونُ
ألفوا أميرَ المؤمنينَ وجوده
خَضِلُ الغَمَامِ وظِلُّهُ مَسْكُونُ
فغدوا وقدْ ثقوا برأفة ِ واثقٍ
باللَّهِ طائرُهُ لَهُمْ مَيْمُونُ
قرَّتْ به تلكَ العيونُ بالملكِ وأشرقتْ
تلكَ الخُدُودُ وإنَّهُنَّ لجُونُ
مَلكُوا خِطَامَ العَيْشِ بالمَلِكِ الذي
أخلاقهُ للمكرماتِ حصونُ
مَلِكٌ إذا خاضَ المَسامِع ذِكْرُهُ
خَفَّ الرَّجَاءُ إليهِ وهْوَ رَكِينُ
لَيْثٌ إذا خَفَقَ اللوَاءُ رَأَيْتهُ
يعلو قرا الهيجاءِ وهي زبونُ
لِحِياضِها مُتَوَددٌ ولِخَطْبِها
متعمدٌ وبثديها ملبونُ
جعل الخلافة فيه ربُّ قولُه
سُبْحانهُ للشَيءِ كُنْ فيكُونُ
ولقَدْ رَأَيْنَاها لَهُ بِقُلُوبِنا
وظُهُورُ خِطْبٍ دُونَه وبُطُونُ
ولِذاكَ قِيلَ مِنَ الظُّنُونِ جَلِيَّة ٌ
صِدْقٌ وفي بعضِ القُلُوبِ عُيُونُ
ولقد عَلِمْنا مذْ تَرَعْرَعَ أَنَّه
لأِمينِ رَب العالمينَ أَمِينُ
يابنَ الْخَلائِفِ إنَّ بُرْدَكَ مِلْؤُهُ
كرمٌ يذوبُ المزنُ منهُ ولينُ
نورٌ من الماضي عليكَ كأنَّهُ
نورٌ عليهِ من النبيِّ مبينُ
يسمو بك السفاحُ والمنصورُ والـ
ـمهديُّ والمعصومُ والمأمونُ
مَنْ يَعْشُ ضَوْءَ الآل يَعْلَمْ أَنَّهمْ
ملأٌ لدى ملإِ السماءِ مكينُ
ظِلُّ الهُدَى ، غَابٌ لَها وعَرِينُ
قومٌ غدا الميراثُ مضروباً لهمْ
سورٌ عليه من القرانِ حصينُ
فيهمْ سكينة ُ ربهمْ وكتابهُ
وإمامَتَاهُ واسمُهُ المَحْزُونُ
وَادٍ مَنَ السُّلْطَانِ مُحْمًى لم يَكُنْ
لِيَضِيمَ فيهِ المُلْكَ إلاَّ الدينُ
في دولة ٍ بيضاءَ هارونية ٍ
متكنفاها النصرُ والتمكينُ
قدْ أصبح الإسلامُ في سلطانها
والهند بعضُ ثغورها والصينُ
يفدِي أَمينَ اللَّهِ كلُّ مُنَافِقٍ
شنآنُه بينَ الضلوعِ كمينُ
ممنْ يداهُ يسريانِ ولمْ تزلْ
فِينا وكِلتْا رَاحَتَيْكَ يَمِينُ
تُدْعَى بَطاعَتِكَ الوُحُوشُ فَترْعَوِي
والأسدُ في عريسها فتدينُ(11/375)
مافَوْقَ مَجْدِكَ مرْتَقَى مَجْدٍ ولا
كلُّ افتخارٍ دونَ فخرِكَ دونُ
جَاءَتْكَ مِنْ نَظْمِ اللسانِ قِلادَة ٌ
سمطانِ فيها اللؤلؤُ المكنونُ
حُذِيَتْ حِذَاءَ الحَضْرَمِيَّة ِ أُرهِفَت
وأجادها التخصيرُ والتلسينُ
إنسية ٌ وحشية ٌ كثرتْ بها
حركاتُ أهلِ الأرضِ وهيَ سكونُ
يَنبُوعُها خَضِلٌ وحَلْيُ قريضِها
حَلْيُ الهَدِي وَنَسْجُهَا مَوْضُونُ
أما المعاني فهيَ أبكارٌ إذا
نصتْ ولكنَّ القوافيَ عونُ
أحذَاكَها صَنَعُ اللسانِ يَمُدُّه
جفرٌ إذا نضبَ الكلامُ معينُ
ويُسِيءُ بالإحسَانِ ظَنّاً لاكَمَنْ
هوَ بابنة ِ وبشعرهِ مفتونُ
يرمي بهمته إليكَ وهمُّه
أَمَلٌ لهُ أَبَداً عليكَ حَرُونُ
فمناهُ في حيثُ الأماني رتعٌ
ورجاؤهُ حيثُ الرجاءُ كنينُ
ولعلَّ ما يرجوهُ مما لمْ يكنْ
بَكَ عاجِلاً أَوْ آجِلاً سَيَكُونُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
رقم القصيدة : 15782
-----------------------------------
زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
اسعدتها العبراتُ
و عويلٌ من غليلٍ
أضرَمَتْه الحَسرَاتُ
وَنَحِيبٌ ووَجيبٌ
و دموعٌ مسبلاتُ
وتبارِيحُ اشتِياقٍ
وهُمومٌ طارِقاتُ
و فؤادٌ مستهامٌ
جَنَّنتْه الوجَنَاتُ
وفتُونٌ مِنْ فُتور
أورَثَتْهُ اللحَظَاتُ
و حبيبٌ صدّ لما
كثرت فيه الوشاة ُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
رقم القصيدة : 15783
-----------------------------------
يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
إِنَّ فَتَى البَاسِ دَاود بنُ داوُدِ
فتى ً متى َ ما ينلكُ الدهرَ صالحة َ
يَقُلْ لأِمْثَالِها مِنْ فِعْلِهِ عُودِي
أصبَحَ في النَّاس مَحْمُوداً لِسُؤدُدِهِ
لازَالَ مُكْتَسِياً سِرْبَال مَحْسُودِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني(11/376)
رقم القصيدة : 15784
-----------------------------------
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
ومسترادُ أماني الموثقِ العاني
إذا ثوى جارُ قومٍ في بلادهمِ
فجَارُهُ نَازِلٌ في رَأْسِ غُمْدَانِ
كَمْ صَامِتٍ صَامِتي الضَّرْبِ فُزْتُ بهِ
مِنْهُ وحَلْيٍ مَنَ المَعْروفِ حلاَّني
يعطي فيكسبني حمداً بنائِله
وتَالِدي وافِرٌ باقٍ وقُنْيَاني
فمنْ رآني من الأقوامِ كلهمِ
فقد رأى محسناً من غير إحسانِ
جَاني نَخيلٍ سِوَاهُ كانَ ألَّفَها
غرساً، وساكنُ قصرٍ غيرهُ الباني
هل أنتَ صائنُ عرضي لي ومفلتي
بِمَاءِ وَجْهِي سَليماً مِنْ سُلَيمان
فتى فتاءٍ وفتيانية ٍ وأخو
نوائبٍ وملماتٍ وأزمانِ
مسنُّ فكرٍ إذا كلتْ مضارُبه
يوماً وصقيلُ ألبابٍ وأذهانِ
ذُو الوُد مِني وَذُو القُرْبى بِمَنْزِلَة ٍ
وإخوتي أسوة ٌ عندي وإخواني
لاتُخلِقَنْ خُلُقِي فيِهمْ وقَدْ سَطَعَتْ
ناري وجددَ من حالي الجديدانِ
في دَهْرِيَ الأوَّل المَذموم أعرِفُهمْ
فالآن أنكرهُم في دهري الثاني ؟!
لاقَى إذن غَرْسُهمْ أكدَى ثَرًى وجَرَت
مِني ظُنُونُهم في شَر مَيدانِ
عَصَابَة ٌ جَاورَتْ آدَابُهمْ أَدَبي
فهمْ وإن فرقوا في الأرضِ جيراني
أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ
أبداننا في شآمٍ أو خراسانِ
وربَّ نائي المغاني روجهُ أبداً
لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني
أفي أخٍ ليّ فردٍ لا قسيمَ لهُ
في خَالِصِ الوُد مِنْ سِرّي وإعلاني
تُرَدُّ عَنْ بَحْرِكَ المَوْرُودِ رَاجَعَة ً
بغيرِ حاجاتها دلوي وأشطاني؟!
مسلطٌ حيثُ لا سلطانَ لي ويدي
مغلولة ُ النفعِ والسلطانُ سلطاني
كالنَّارِ بَارِدَة ً في عُودِها ولَها
إن فارقَتْهُ اشتِعالٌ ليسَ بالوَاني
ما أنسَ لا أنسَ قولاً قالهُ رجلٌ
غضضتُ في عقبه طرفي وأجفاني
نَلِ الثُّرَيَّا أو الشعْرَى فليسَ فَتًى
لَمْ يُغنِ خمْسِينَ إنساناً بإنَسانِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> أنا ميتق ولئن مـ
أنا ميتق ولئن مـ
رقم القصيدة : 15785(11/377)
-----------------------------------
أنا ميتق ولئن مـ
فَمِن حُبي أمُوتُ
لغزالٍ من بني الأ
ـفَرِ فيه جَبَروتُ
عبدَ الخلقُ لهُ بيـ
ـنَ يَديهِ المَلكُوتُ
يمنعُ القبلة َمن يهـ
ـوَاهُ والتسليمُ قُوتُ
إن تضرعتُ بنطقٍ
فحماداهُ السكوتُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
رقم القصيدة : 15786
-----------------------------------
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
فكانَ جودكَ من روحٍ وريحانِ
فقدْ- لَعَمْري- فَتقتَ المَاءَ مِنْ حَجَرٍ
في هضبة ٍ وهصرتَ الغصنَ للجاني
فاسألْ سليماننا تفديهِ أنفسنا
يامَنْ سُلَيمانُه يَرْعَى سُلَيمانِي!
وحسبُه بكَ إلا أنَّ همتَه
أن يقتني معَ رضوى طودَ ثهلانِ
لَوْ كانَ وَصْماً لِرَاج أنْ يكونَ لهُ
ركنان ما هزَّ رمحٌ فيهِ نصلانِ
ولَمْ يُعَدَّ مِنَ الأَبطَالِ لَيْثُ وغًى
زرت عليهِ غداة َ الروعِ درعانِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
رقم القصيدة : 15787
-----------------------------------
قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
فَظَلِلْتُ أَرمُقُه بِعَينِ البَاهِتِ
ما زال يقصر كل حسنٍ دونه
حتَّى تفاوَتَ عَن صِفات النَّاعِتِ
سَجَدَ الجَمالُ لِوَجْهِهِ لمّارَأَى
دَهَشَ العُقُولِ لحُسنِهِ المُتفَاوتِ
إِني لأَرجُو أَنْ أنالَ وِصَالَه
بالعَطْفِ منه وَرَغْمَ أنْفِ الشَّامِتِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
رقم القصيدة : 15788
-----------------------------------
عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
لِكُل هَضِيم الكَشْحِ مَجْدُولَة ِ القَد
لسلمى سلامانٍ وعمرَ عامرٍ
وهِنْدِ بَنِي هِنْدٍ وسُعْدِي بني سَعْدِ
ديار هَراقتْ كُلَّ عَينٍ شَحيحَة ٍ
وأوطأتِ الأحزانَ كلَّ حشاً صلدِ(11/378)
فعُوجَا صُدُورَ الأرْحَبيَّ وأسْهِلا
بذاكَ الكثيبِ السهلِ والعلمِ الفردِ
ولاتَسْألاني عَنْ هوى ً قد طَعِمْتُما
جَوَاهُ فليسَ الوَجْدُ إلاَّ من الوَجْدِ
حطَطْتُ إلى أَرْضِ الجُدَيديّ أَرحُلي
بِمَهرِيَّة ٍ تَنْباعُ في السَّيْرِ أو تَخْدِي
تَؤُمُّ شِهابَ الْحَرْبِ حَفصاً ورَهْطُهُ
بنو الحربِ لا ينبو ثراهمْ ولا يكدي
ومنْ شكَّ أنَّ الجودَ والبأسَ فيهم
كمنْ شكَّ في أنَ الفصاحة َ في نجدِ
أنَخْتُ إلى سَاحَاتهِمْ وجَنَابِهِمْ
ركابي وأضْحَى في دِيَارِهِمِ وَفْدِي
إلى سيْفهِمْ حَفْصٍ ومازَال يُنْتَضَى
لهمْ مثلُ ذاكَ السيفِ منْ ذاكَ الغمدِ
فَلمْ أغْشَ بَاباً أنكَرتْني كلابُهُ
ولم أَتَشَبَّثْ بالوَسيلَة ِ من بُعْدِ
فأصبحتُ لا ذلُّ السؤالِ أصابني
ولا قدحتُ في خاطري روعة ُ الردِ
يَرَى الوَعْدَ أَخْزَى العَارِ إِنْ هو لم تكن
مواهبهُ تأتي مقدمة ً الوعدِ
فلوْ كانَ ما يعطيهِ غيثاً لأمطرتْ
سحائبهُ من غيرِ برقٍ ولا رعدِ
دَرِيَّة ُ خيْلٍ مايزالُ لدى الوَغى
لهُ مخلبٌ وردٌ منَ الأسدِ الوردِ
مِنَ القَوْمِ جَعْدٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ والنَّدَى
وليسَ بنانٌ يجتدى منهُ بالجعدِ
وأنتَ وقد مجتْ خراسانُ داءها
وقد نَغِلَتْ أطرافُهَا نَغَلَ الجِلْدِ
وأوْبَاشُها خُزْرٌ إلى العَرَب الأُلى
لِكيْما يكونَ الحُرُّ مِنْ خَوَلِ العَبْدِ
لَياليَ باتَ العِزُّ في غَيْرِ بَيْتِه
وعظمَ وغدُ القومِ في الزمنِ الوغدِ
وما قصدوا إذْ يسحبونَ على المنى
برُودَهُمُ إلاَّ إلى وَارِثِ البُرْدِ
وراموا دمَ الإسلامِ لا منْ جهالة ٍ
ولا خطإٍ بل حاوَلُوهُ على عَمْدِ
فمجوا بهِ سماً وصاباً ولو نأتْ
سيوفكَ عنهم كانَ أحلى منَ الشهدِ
ضممتَ إلى قحطانِ عدنانَ كلها
ولَمْ يجِدُوا إذْ ذاك مِنْ ذاكَ مِنْ بُد
فأَضْحَتْ بِكَ الأحْياءُ أَجْمَعُ أُلْفَة ً
كما أُحْكِمَتْ في النَّظم واسطة ُ العِقدِ
وكنتَ هناكَ الأحنفَ الطبَّ في بني(11/379)
تميمٍ جميعاً، والمُهلَّبَ في الأزْدِ
وكنتَ أبا غسانَ مالكَ وائلٍ
عَشِيَّة َ دَانَى حَلْفَه الحِلْف بالعقدِ
ولمَّا أماتَتْ أنجُمُ العَرَبِ الدُّجى
سرتْ وهيَ أتباعٌ لكوكبكِ السعدِ
وهلْ أسدُ العريسِ إلاَّ الذي له
فضيلتهُ في حيثُ مجتمعُ الأسدِ
فهمْ منكَ في جيشٍ قريبٍ قدومهُ
عليهمْ وهُمْ مِنْ يُمْنِ رأْيكَ في جُنْدِ
ووقرتَ يافوخَ الجبانِ على الردى
وزِدتَ غدَاة َ الرَّوْع في نجْدَة ِ النَّجْدِ
رأيتَ حروبُ الناسِ هزلاً وإن علا
سَناها وتلكَ الحرْبُ مُعْتَمدُ الجد
فيا طيبَ مجناها ويا بردَ وقعها
على الكبدِ الحرى وزادَ على البردِ
ورفَّعتَ طرفاً كان لوْلاكَ خاشعاً
وأوردتَ ذودَ العزَّ في أولِ الوردِ
فَتى بَرَّحتْ هَاماتُهُ وفعالُهُ
بهِ فهو في جهْدٍ وما هو في جَهْد
مَتَتُّ إليه بالقرابة ِ بَيْنَنا
وبالرَّحِم الدُّنيا فأغنتْ عنِ الوُد
رأى سالفَ الدنيا وشابكَ آلهُ
أحقَّ بأنَّ يرعاهُ في سالفِ العهدِ
فيا حُسنَ ذاكَ البِر إذْ أنا حاضر
وياطيبَ ذاكَ القَوْل والذكْر مِنْ بعدِي
وما كنتُ ذا فقْر إلى صُلبِ مالِهِ
ما كانَ حفصٌ بالفقيرِ إلى حمدي
ولكن رَأى شُكري قِلادَة سُؤْدُدٍ
فصَاغَ لها سِلكاً بَهيّاً مِنْ الرفْدِ
فمَا فاتَني ما عِندَه مِنْ حبائِهِ
ولا فاتهُ منْ فاخرِ الشعرِ ما عندي
وكَمْ مِنْ كَريمٍ قد تخضَّر قَلبُه
بذاكَ الثناءِ الغضِّ في طرقِ المجدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
رقم القصيدة : 15789
-----------------------------------
أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
وحملي الشوقَ منْ بادٍ ومكتمنِ
لا تكثرنَّ ملامي إنْ عكفتُ على
رَبْعِ الحَبيبِ فلَمْ أعكف على وَثَنِ
سلوتُ إنْ كنتُ أدري ما تقولُ إذنْ
مجَّتْ مقالتها في وجهها أذني
الحُّبُّ أَوْلى بِقَلْبي في تَصَرُّفِهِ
مَنْ أَن يُغادِرَني يَوْماً بلا شَجَنِ(11/380)
حَلَبْتُ صَرْفَ النَّوَى صَرْفَ الأسَى وحَداً
بالبَث في دَوْلة ِ الإغْرامِ والدَّدَنِ
مما وجَدْتُ على الأحشاءِ أوقدَ مِنْ
دَمْعٍ على وَطَنٍ لي في سِوَى وَطَني
صَيَّرْتُ لي مِنْ تَبَارِي عَبْرَتي سَكَناً
مذْ صرتُ فرداً بلا إلفٍ ولا سكنِ
مَنْ ذَا يُعظمُ مِقْدَارَ السُّرورِ بِمَنْ
يهوى إذا لم يعظم موضع الحزنِ ؟!
العيشُ والهمُّ والليلُ والتمامُ معاً
ثلاثة ٌ أبداً يُقرنَّ في قرنِ
أقُولُ للحُرَّة ِ الوَجْنَاءِ لاتَهِني
فقدْ خلقتِ لغير الحوضِ والعطنِ
ما يحسنُ الدهرُ أنْ يسطو على رجلٍ
إِذَا تَعلَّقَ حَبْلاً مِنْ أبي حَسَنِ
كَمْ حالَ فَيْضُ نَدَاهُ يَوْمَ مُعْضِلَة ٍ
وبَأْسُهُ بينَ مَنْ يَرْجُوهُ والمِحَنِ!
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ
عَضْباً أخّذْتُ بهِ سَيْفاً على الزَّمنِ
فَتًى تَريشُ جَنَاحَ الجُودِ رَاحَتُهُ
حتى يخالَ بأنَّ البخلَ لم يكنِ
وتشتري نفسُه المعروفَ بالثمنِ الـ
ـغالي ولوْ أنَّها كانتْ من الثمنِ
أَموَالُه وعِدَاهُ مِنْ مَوَاهِبهِ
وبَأْسه يَطْلُبونَ الدَّهْرَ بالإحَنِ
يُقَشعُ الفِتَنَ المُسْوَدَّ جَانِبُها
ومالُه من ندَاه الدهرَ في فتنِ
إذا بدا لكَ مرٌّ في كتائبهمْ
لم يحجبِ الموتُ عن روحٍ ولا بدنِ
كمْ في العلى لهمُ والمجدِ من بدعٍ
إذا تُصفَّحَتِ اختِيرَتْ على السُّنَنِ
قَوْمٌ إذَا هَطَلَتْ جُوداً أكفُّهُمُ
عَلِمْتَ أنَّ النَّدَى مُذْ كانَ في اليَمَنِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> مطر النساء
مطر النساء
رقم القصيدة : 1579
-----------------------------------
في انتظاركِ
كان النثيثُ الأخيرُ لغيمةِ قلبي
يبلّلُ أرصفةَ الحبِ والحافلاتِ
يمرُّ بي العاشقون، سراعاً
كفاً بكفٍ
وكفين ترتعشانِ على طاولهْ
وكفاً وحيدةْ
أنتَ يا أيها القلبُ مالكَ لا تستقرُّ على حجرٍ أو
رصيفْ
الشوارعُ بين يديكَ أغانٍ مهربةٌ ومطرْ
الشوارعُ بين يديكَ
لكنكَ لا تملكُ الانَ تذكرةَ الباصِ(11/381)
أو ثمناً لعشاءٍ بسيطْ
كانَّ المدينةَ منفىً وجوعْ
يبلّلُ وجهَكَ والشجرَ المتلاصقَ، هذا الرذاذُ
المسائي
فتجلسُ مرتعشاً، هكذا
تمرُّ بكَ العابراتُ
مظلاتهن وعطرُ المعاطفِ
مَنْ تتلفّتُ - لو لحظةً -
للقميصِ المبلّلِ بالبردِ والطرقاتْ
المظلاتُ واسعةٌ
ويداكِ تضيقانْ
والمطر...
حلمٌ راعشٌ
وخطاكِ رهانْ
والطريق ...
احتمالٌ أخيرْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
رقم القصيدة : 15790
-----------------------------------
لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
ليسَ سمْحاًولابَخِيلاً شَحيحا
كلما قلتُ قد رثى لسقامي
زَادَ قَلْبي بهجرِهِ تَبْريحا
إِنَّ في الصَّدْرِ والحَشا حُرُقَاتٍ
بِتَّ مِنها يا صاحبي مُسْتَرِيحا
فأثبني من القطيعة ِ بالوصلِ
و إلاَّ فاردد فؤادي صحيحا
العصر العباسي >> أبو تمام >> لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
رقم القصيدة : 15791
-----------------------------------
لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
وغَدَا عليَّ بسَيْلِ لَوْمِكَ غادِ
أنتَ الفتى كلُّ الفتى لو أنَ ما
تسديهِ في التأنيبِ في الإسعادِ
لا تنكرنَ أنَ يشتكي ثقلَ الهوى
بدني فما أنا منْ بقية ِ عادِ
كَمْ وَقعَة ٍ لي في الهوى مشْهُورَة ٍ
ما كنتُ فيها الحارِثَ بنَ عُبادِ
رَحَلَ العَزاءُ مع الرَّحيلِ، كأنّما
أخذتْ عهودها على ميعادِ
جَادَ الفِرَاقُ بِمَن أَضنُّ بِنأْيهِ
بمسَالِكِ الإتهامِ والإنجادِ
وكأنَّ أفئدة َ النوى مصدوعة ٌ
حتى ً تصدعُ بالفراقِ فؤادي
فإذا فضضتٌ منَ الليالي فرجًة
خالفنها فسددنها ببعادِ
بَلْ ذكْرِة ٌ طَرقَتْ فلمَّا لم أبِتْ
باتتْ تفكرُ في ضروبِ رقادي
أغرتْ همومي فاستلبنَ فضولها
نَوْمِي ونمْنَ على فُضُولِ وِسادي
وإلى جَنابِ أبي المُغيثِ تَواهقَتْ
خوصُ العيونِ موائرُ الأعضادِ
يلقينَ مكروهُ السرى بنظيرهُ
مِنْ جِدّهِ في النَّصّ والإسآدِ(11/382)
الآنَ جردتِ المدائحَ وانتهى
فيْضُ القَرِيضِ إلى عُبابِ الوَادِي
أضحتْ معاطنُ روضهِ ومياههِ
وَقفاً على الرُّوادِ والوُرَّادِ
عذنا بموسى منْ زمانٍ أنشرتْ
سطواتهِ فرعونَ ذا الأوتادِ
جَبَلٌ مِنْ المعروفِ مَعْروفٌ لَهُ
تقييدُ عادية َ الزمانِ العادي
ما لامرىء ٍ أسرَ القضاءُ رجاءهُ
إلاَّ رجَاؤُكَ أوعَطاؤُكَ فَادي
وإذا المنونُ تخطمتْ صولاتها
عسفاً بيومْ توافقِ وطرادِ
وضمائرُ الأبطالِ تقسمُ روعها
فيها ظُهورُ ضمائرِ الأغمادِ
والخًيلُ تَستَقي الرماحُ نُحورها
مستكرها كعصارة ِ الفرصادِ
أمتعْتَ سَيْفَكَ مِنْ يَدَيْكَ بضربة ٍ
لا تمتعُ الأرواحَ بالإجسادِ
مِنْ أَبْيضٍ لِبياض وَجهِكَ ضامِنٌ
حينَ الوجوهُ مشوبة ٌ بسوادِ
قَدْ كادَ مَضْربُهُ يُجَالِدُ جَفْنَهُ
لَو لَمْ تُسَكنْهُ بيَوْمِ جلادِ
والسَّيْفُ مُغفٍ غَيْر أَنَّ غِرَارَه
يَقِظٌ إذَا هَادٍ نحَاهُ لِهَادِ
أَحْيَيْتَ ثَغْرَ الجُودِ مِنْكَ بِنَائِلٍ
قدْ ماتَ منهُ ثغرٌ كلَ فسادِ
جَاهَدْتَ فيهِ المَالَ عَنْ حَوْبَائِهِ
والمَالُ لَيْسَ جهادُهُ كَجِهَادِ
مَا للخُطوبِ طَغَتْ عليَّ كأنَّها
جهلتْ بأنَّ نداكَ بالمرصادِ
ولقد تَراءَتْنِي بأمْنَعِ جُنَّة ٍ
لما برزتُ لها وأنتَ عتادي
مازلْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شِلوي ضَائعٌ
حتّى جعلْتُكَ مَوئلي ومَصَادِي
سَلْ مُخْبِراتِ الشَّعرِ عَنَّي هلْ بَلتْ
في قَدحِ نارِ المَجْدِ مِثْل زِنادي
لم أبقَ حلبة َ منطقِ إلا وقدْ
سَبقْت سَوابِقَها إليْكَ جِيَادِي
أبقينَ في أعناقِ جودكَ جوهراً
أبقى منَ الأطواقِ في الأجيادِ
وغَداً تَبيَّنُ كيفَ غبُ مدائِحي
إِنْ مِلْنَ بي هَمَمي إلى بَغدادِ
ومفاوزُ المالِ يبعدُ شأوها
إنْ لم تكنْ جدواكَ فيها زادي
ومِنَ العجائِبِ شاعرٌ قَعدتْ بهِ
هماتهٌ أوضاعُ عندَ جوادِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً
أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً(11/383)
رقم القصيدة : 15792
-----------------------------------
أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً
من المكارمِ صدقاً غير ما مينِ
ضِقْنا بِدَيْنِكَ فاحَتْجنا إلى الدَّينِ
مذْ غبتَ عنا بوجهٍ ساطعِ الزينِ
وكنتَ عوناً إذا دهرٌ تخوننا
عَيْناً علينا فأنتَ العَوْنُ بالعَيْنِ
إنَّ الجيادِ على علاتِها صبرٌ
ما إنْ تشكى الوجا في حالهِ الأينِ
والنَّصْلُ يَعْمَلُ إخلاصاً بجَوْهَره
لا باتكالٍ على شحذٍ من القينِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
رقم القصيدة : 15793
-----------------------------------
يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
ربهُ مخلصاً لهُ في قلُ اوحيْ
وشَبِيهَ الذي استَقلَّتْ به العِيـ
ـرُ عن الجُب خاضِعاً كالطَّلِيحِ
ومُكَنًّى تَتُوقُ نَفْسي إليهِ
بالرسولِ الكريمِ بعدَ المسيحِ
افصح اليومَ ناظراً مستهامِ
نطقاً عن ضميرِ قلبٍ قريحِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
رقم القصيدة : 15794
-----------------------------------
يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
بِنَا السُّرى وخُطا المَهْريَّة ِ القُودِ
أمطلعَ الشمسِ تنوي أنْ تؤمَ بنا
فقلتُ كلاَّ ولكن مَطْلِعَ الجُودِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
رقم القصيدة : 15795
-----------------------------------
ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
بما عوفيتَ عافية ٌ هنيهً
يَطُولُ لكَ البَقَاءُ قَريرَ عَيْنٍ
وتصرفُ عنكَ صائلة ٌ المنيهُ
أرى الآمالَ ضاحكة َ الثنايا
تَبَسَّمُ عَنْ عَطايَاكَ السَّنِيَّهْ
ونورُ الشمس ما طلعتْ تباهي
بنُور طُلُوعِ طَلْعَتِكَ البَهِيَّهْ
بنيتَ بنية ً في المجدِ طالتْ
وطُلْتَ بطُول مَجْدِكَ في البَنِيَّهْ
غنيتَ ببذل مالكَ في المعالي
فنَفْسُكَ مِنْ إفادَتِها غَنِيَّهْ(11/384)
جنى لي فيكَ من ثمراتِ مدحي
لسانُ الشكر أبياتاً جنيهْ
وقدْ أهديتُها لكَ وهي عندي
على الأَيَّامِ منْ أزكَى هَدِيَّهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أعطاك دمعك جهدهُ
أعطاك دمعك جهدهُ
رقم القصيدة : 15796
-----------------------------------
أعطاك دمعك جهدهُ
فَشَكَا فُؤَادُكَ وَجْدَهُ
حملتَ نفسك في الهوى
ما لا تطيقُ فهدهُ
يا شامِتا ًبِي إذْ رَأَى
هجرَ الحبيبِ وصدّهُ
لا تشْمَتَنَّ فإِنَّه
مولى ً يعذبث عبدهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
رقم القصيدة : 15797
-----------------------------------
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
وبالي الربعِ من إحدى بليِّ
وما للدارِ إلا كلُّ سمحٍ
بأدمعِهِ وأضلعهِ سخيِّ
سنَتْ عَبَراتُه الأطلالَ حتى
نَزَحْن غُرُوبَها نزْحَ الرَّكِي
سقى الشرطانِ جزعكِ والثريا
ثَرَاكِ بِمُسْبِلٍ خَضِلٍ رَوي
فكم لي منْ هواءٍ فيكِ صافٍ
غذيٍّ جوهُ وهوى وبيِّ!
ونَاضَرَة ِ الصباحِينَ اسبَكَرَّتْ
طِلاعَ المِرْطِ في الدرْعِ اليَدِي
تشكى الأينَ منْ نصف سريعٍ
إذَا قامَتْ ومِنْ نِصْفٍ بَطِي
تُعِيرُكَ مُقْلَة ً نَطِفَتْ ولكنْ
قُصَارَاها على قَلْبٍ بَري
سأشكرُ فَرْجَة َ اللَّبَبِ الرَّخِيَّ
ولينَ أخادعِ الدَّهْرِ الأبِي
وإنَّ لَدَيَّ للحَسَنِ بن وَهْبٍ
حباءً مثلَ شؤبوبِ الحبيِّ
أقولُ لعثرة ِ الأدبِ التي قدْ
أوتْ منهُ إلى فيحٍ دفيِّ
أميلوا العيسَ تنفحْ في براها
إلى قمر الندامى والنديِّ
فَقَدْ جعَلَ الإلَهُ لكمْ لِسَاناً
عَلِيّاً ذكْرُهُ بأبِي علي
أغرُّ إذا تمرغَ في نداهُ
تَمَرَّغنا على كَرَمٍ وَطي
لعمرُ بني أبي دينا وعمري
وعَمْرُ أبي وعَمْرُ بَني عَدِي
لَقدْ جَلَّى كِتَابُكَ كُلَّ بَثٍّ
جَوٍ وأصَابَ شَاكِلَة َ الرَّمِي
فَضَضْتُ خِتَامَهُ فَتَبلَّجَتْ لي
غَرَائِبُهُ عَن الْخَبَرِ الجَلي
وكانَ أغضَّ في عيني وأندى(11/385)
على كبدي من الزهرِ الجنيِّ
وأحسنَ موقعاً مني وعندي
مَنَ البُشرَى أَتَتْ بعدَ النَّعِي
وضُمنَ صَدْرُهُ مالمْ تُضَمَّنْ
صدورُ الغنياتِ من الحليِّ
فكَائِنْ فيه مِنْ مَغْنًى خَطِيرٍ
وكائنْ فيهِ من لفظٍ بهيِّ
وكمْ أفصحتَ عن برٍّ جليلٍ
بهِ ووَأَيْتَ مِنْ وَأَيٍ سَنِي
كَتَبْتَ بهِ بلا لَفْظ كَريهٍ
على أذُنٍ ولاخَطٍّ قَمِي
فأطلِقْ مِنْ عِقَالي في الأَمَاني
ومِنْ عُقُلِ القَوَافي والمَطِي
وفي رمضاءَ منْ رمضانَ تغلي
بهَامَة ِ لا الحَصُورِ ولا التَّقِي
فيَا ثَلَج الفُؤادِ وكانَ رضْفاً
ويا شبعي إذا يمضي وربيِّ
رسَالة َ مَنْ تَمَتَّعَ بعدَ حِينٍ
ومتَّعنا منَ الأدب الرضيِّ
لئن غربتها في الأرضِ بكراً
لَقَدْ جُليتْ على سَمْعٍ كَفِي
وإنْ تَكُ منْ هَدَايَاكَ الصَّفَايا
فَرُبَّ هَدِيَّة ٍ لكَ كالهَدِي
بَيَانٌ لم تَرِثْهُ تُراثَ دَعْوَى
ولم تنبطهُ من حسي بكيِّ
عَشَوْتُ على عِدَاتِكَ فيهِ حتَّى
خَطَوْتُ بهِ على أمَلٍ مُضِي
فَناهِضْ بي مِنَ الأسفَارِ وَجْهاً
مهاريه ضوامرُ كالحنيِّ
فلَسْتَ تَرَى أقَلَّ هوًى ونَفْساً
وألزمَ للدنوِّ من الدنيِّ
نَبَتُّ على خَلائِقَ منك بيضٍ
كما نبتَ الحليُّ على الوليِّ
فمنْ جودٍ تدفقَ سيلهُ لي
على مطرٍ ومنْ جودٍ أتيِّ
ومِنْ جُودٍ لهُ حَوْلي صَريفٌ
بنابيهِ ومنْ عرفٍ فتيِّ
ومَحْدُودِ الذَّريعَة ِ سَاءَ هُ ما
ترشحُ لي من السبب الحظيِّ
يدبُّ إليَّ في شخص ضئيلٍ
وينظرُ من شفا طرفٍ خفيِّ
ويَتْبعُ نِعْمتي بِكَ عَيْنَ ضِغْنٍ
كما نظرَ اليتيمُ إلى الوصيِّ
رَجَاءً أَنَّه يُورِي بزَنْدِي
إليكَ وأنَّه يَفْرِي فَريي
وذَاكَ لَهُ إذا العَنْقَاءُ صارَتْ
مرببة ً وشبَّ ابنُ الخصيِّ
أرَى الإخوانَ ماغُيبتَ عنهمْ
بمقسطِ ذلكَ الشعبِ القصيِّ
ومَرْدُودٌ صَفَاؤُهُمُ عليهمْ
كمَا رُدَّ النكاحُ بِلا وَلي
وهمْ ما دمتَ كوكبهمْ وساروا
بريحكَ في غدوٍّ أو عشيِّ
فحينئذٍ خلا بالقوسِ بارٍ(11/386)
وأُفْرغَتِ الأداة ُ على الكَمِي
وإنَّ لهمْ لإحساناً ولكنْ
جَرَى الوَادِي فَطَمَّ على القَري
وهَلْ مَنْ جَاءَ بعدَ الفَتْحِ يَسْعَى
كصاحبِ هجرتينِ مع النبي؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا ووردٍ بخدّهِ
لا ووردٍ بخدّهِ
رقم القصيدة : 15798
-----------------------------------
لا ووردٍ بخدّهِ
واعتِدَالٍ بِقَده
لا تعشقتث غيرهُ
لو براني بصدهِ
إِن يَكُنْ أسقَمَ الهَوَى
بعد تصحيح ودهِ
فعسَاهُ بعدَ التَّمَـ
يرثي لعبدهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
رقم القصيدة : 15799
-----------------------------------
داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
فأجابَ عزمٌ هاجدٌ في مرقدِ
نادَى وَقدْ نَشرَ الظَّلامُ سُدولهُ
والنَّومُ يحكمُ في عُيون الرُّقَّدِ
يا ذائدِ الهيمِ الخوامسِ وفها
عشراً وافِ بها حياضَ محمدِ
يمددنَ للشرفِ المنيفِ صوادياً
أعناقهنَ إلى حياضِ السؤددِ
وتَنبَّهتْ فِكرٌ فَبتنَ هَواجِساً
في قلبِ ذي سمرِ بها متهجدِ
لما رأيتكَ يا محمدُ تصطفي
صفوَ المحامدِ منْ ثناءِ المجتدي
سيرتُ فيكَ مدائحي فتركتها
غرراً تروحُ بها الرواة ُ وتغتدي
مالي إذا ما رضتُ فيكَ غربية ً
جاءَتْ مَجيءَ نَجيبة ٍ في مَقوَدِ !
ما ذاكَ إلاَّ أنَّ زندكَ لمْ يكنْ
في كفِّ قادحهِ بزندٍ مصلدِ
صدَّقْتَ مَدحي فيكَ حينَ رَعيتَني
لِتحرُّمي بالسَّيّدِ المُتَشَهدِ
ولجأْتُ مِنكَ إلى ابنِ مَلكٍ أَنبأَتْ
عنهُ خلائقهُ بطيب المحتدِ
ملكٌ يجودُ ولا يُؤامرُ آمِراً
فيهِ ويَحكمُ في جَداه المُجْتَدِي
ويقولُ والشرفُ المنيفُ يحفهُ
لا خيرَ في شرفٍ إذا لم أحمدِ
وأكون عندَ ظنونِ طلابِ الندى
وأذُبُّ عن شَرفي بما مَلكتْ يدِي
يأبى لعرضي أنْ يكونَ مشعثاً
جودٌ وقاهُ بطارفٍ وبمتلدِ
ولراحتيهِ دِيمتانِ : قَديمة ٌ
لي بالودادِ وديمة ٌ بالعسجدِ
كمْ منْ ضريكٍ قد بسطتَ يمينهُ
بَعدَ التَّحيُّنِ في ثَراءٍ سَرمدِ(11/387)
ولربَّ حَربٍ حائلٍ لقَّحتهَا
ونَتجتَها مِنْ قَبلِ حينِ المَولدِ
فإذا بَعثتَ لِناكثينَ عزيمة ً
عصفتْ رؤوسق منْ سيوفٍ ركدِ
إِنَّ الخلافة َ لوجَزتكَ بموقفٍ
جعلتْ مثالكَ قبلة ً للمسجدِ
وَسعتْ إليك جُنودها حتَّى إذا
وافتكَ خَرَّ لديكَ كلُّ مُقَلَّدِ
واللهُ يشكرُ والخليفة ُ موقفاً
لكَ شَائعاً بالبذ صَعْبَ المَشْهَد
في مأزقٍ ضنكِ المكرِّ مغصصٍ
أزَزِ المجَالِ مِنَ القَنا المُتقصدِ
نازلتَ فيهِ مفنداً في دينهِ
لا بأسهِ فرآكَ غيرَ مفندِ
فَعلوْتَ هامَتَهُ فطَارَ فراشُها
بشهابِ موتِ في اليدينِ مجردِ
يافارِسَ الإسْلامِ أنتً حَميْتَه
وكفَيتَهُ كلَبَ العَدو المعتدِي
ونصرْتهُ بكتائِب صَيَّرتَها
نصباً لعوراتِ العدوِّ بمرصدِ
أصبحتَ مفتاحَ الثغورِ وقفلها
وسداد ثلمتها التي لم تسدد
أدركت فيه دم الشَّهيد وثاره
وفلجتَ فيه بشكر كلِّ موحدِ
ضحكتْ لهُ أكبادُ مكة َ ضحكها
في يومِ بدرٍ والعتاة ِ الشهدِ
أحيَيْت للإسلامِ نَجدة َ خالِدٍ
وفَسَحْتَ فيهِ لِمُتْهمٍ ولمُنْجدِ
لوْ أنَّ هرثمة َ بنَ أعينَ في الورى
حَيٌّ وعايَنَ فضْلَهُ لم يَجْحَدِ
أو شَاهدَ الحَرْبَ المُمِرَّ مذَاقُهَا
لرآهُ أقمعَ للعتاة ِ العندِ
وأجرَّ للخَيلِ المُغيرة ِ في السُّرى
وأَذبَّ مِنهُ باللسَانِ وباليد
أما الجيادُ فقدْ جرت فسبقتها
وشربتَ صفو زلالها في الموردِ
غادرتَ طلحة َ في الغبارِ وحاتماً
وأبانَ حسرى عنْ مداكَ الأبعدِ
وطلعتَ في درج العلى حتى إذا
جئتَ النجومَ نزلتَ فوقَ الفرقدِ
فانعمْ فكنيتكَ التي كنيتها
فَأُلٌ جرَى لكَ بالسَّعادة ِ فاسْعدِ
ولقدْ وفدتَ إلى الخليفة ِ وفدة ً
كانت على قدرٍ بعد الأسْعُدِ
زرتَ الخليفة َ زورة ً ميمونة ً
مذكورَة ً قطَعتْ رَجاءَ الحُسَّدِ
يتنفسونَ فتنثني لهواتهمْ
من جمرة ِ الحسدِ التي لم تبردِ
نفسُوكَ فالتَمسوا نَداكَ فحاولوا
جَبلاً يَزِلُّ صفيحُهُ بالمَصعَدِ
دَرسَتْ صفائحُ كيدهم فكأنَّما(11/388)
أذكرنَ أطلالاً برقة ثمهدِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> كلك غلا ..!
كلك غلا ..!
رقم القصيدة : 158
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كلك تعالي غلا ... والاارجعي كلك
بعض الغلا منك مايستاهل الجيه
طالت وانا في رجا ليتك..وياعلك
أوراق بالذاكره ..واوراق منسيه
مابل ثوبك مطر شوقي ولابلك
لوعلتك من سحاب الروح وسميه
ليه امشي الدرب دامه مايوصل لك
تخاف رمضا الضياع اقدام رجليه
يابنت تو الهوى ماصرت انا خلك
للحين .. مازالت الصوره رماديه
ومازال بغض الغموض الشره يحتلك
وشلون انا اعشقك واحبك على النيه
اشوفك هناك قدامي .. ولاادلك
صعب الكتابه ليا صار الورق ميه
إن كان شمسك تساومني على ضلك
ماعاد ابي منك لا شمس .. ولافيه
اما تعالي لقلبٍ .. فز لك كلك
والا اتركيني ما ابي لك بالهوى جيه
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> صورة مرتبكة
صورة مرتبكة
رقم القصيدة : 1580
-----------------------------------
(1)
في الحديقةْ
ستجلسُ - كلَّ مساءٍ -
وفي كفِّها
زهرةٌ من حنين
تقطّعُ أوراقَها ..
دمعةً، دمعةً،
أو مللْ
حينما تنتهي...
ستلملمُ أوراقَ خيبتها
وتغادرُ بابَ الحديقةِ..
لا طيفَ...
لا زهرةً...
لا أملْ
(2)
في الحديقةِ
كرسيها فارغٌ
وعلى مصطبةْ
زهرةٌ من حنينٍ مقطّعةٍ
وقصاصاتُ قلب
في الممرِ المؤدي..
إلى دغلِ الحبِ
ظلان ملتصقان..
وفي البابِ...
ظلي وحيد
العصر العباسي >> أبو تمام >> نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
رقم القصيدة : 15800
-----------------------------------
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
فَتَى العَرَبِ احتَلَّ رَبْعَ الفَنَاءِ
أُصِبْنَا جَمِيعاً بسَهْمِ النضَالِ
فهَلاَّ أُصِبْنَا بِسَهْمِ الغِلاَءِ!!
ألا أيُّها المَوْتُ فَجَّعْتَنا
بِمَاءِ الحَيَاة ِ ومَاءِ الحَيَاءِ
فماذا حضرتَ بهِ حاضراً
وماذا خبأتَ لاهلِ الخباءِ !
نعاءِ نعاءِ شقيقَ الندى(11/389)
إليهِ نَعِيّاً قَلِيلَ الجَدَاءِ
وكانا جميعاً شريكيْ عنانٍ
رضيعيْ لبانٍ خليليْ صفاءِ
على خالدِ بن يزيدَ بن مزْ
يَدِ امْرِ دُمُوعاً نَجيعاً بِمَاءِ
ولا تَريَنَّ البُكَا سُبَّة ً
ألصقْ جوى ً بلهيبٍ رواءِ
فقدْ كثرَ الرزءُ قدرَ الدموعِ
وَقَدْ عَظّم الخَطْبُ شَأْنَ البُكَاءِ
فباطنه ملجأ للأسى
وظاهرهُ ميسمٌ للوفاءِ
مَضَى المَلِكُ الوَائِليُّ الذي
حَلَبْنا به العَيْشَ وُسْعَ الإنَاءِ
فأودى الندى ناضرَ العودِ والـ
ـفتوة ُ مغموسة ً في الفتاءِ
فأضحتْ عليهِ العلى خشعاً
وبَيْتُ السَّمَاحَة ِ مُلْقَى الكِفَاءِ
وقدْ كانَ مما يضيءُ السريرَ
والبَهْوَ يَمْلأَه بِالبَهَاءِ
المُلْكَ عَنْ خالدٍ والمُلُوكَ
بقمعِ العدى وبنفيِ العداءِ
أَلَمْ يَكُ أَقْتَلَهُمْ لِلأسُودِ
صبراً وأوهبهمْ للظباءِ ؟!
ألمْ يجلبِ الخيلَ من بابلٍ
شوازبَ مثلَ قداحِ السراءِ
فمدَّ على الثغرِ إعصارها
برأي حسامٍ ونفسٍ فضاءِ
فلما تراءتْ عفاريتُهُ
سنا كوكبٍ جاهليِّ السناءِ
وقَدْ سَدَّ مَنْدُوحَة َ القاصِعَاءِ
مِنهُمْ وأمسَكَ بالنافِقَاءِ
طَوَى أمرَهُمْ عَنْوَة ً في يَدَيْهِ
طَيَّ السجِلّ وَطَيَّ الردَاءِ
أقروا ـ لعمري ـ بحكمِ السيوفِ
وكانتْ أحقَّ بفضلِ القضاءِ
وما بالولاَية ِ إقرَارُهُمْ
ولكنْ أَقرُّوا لَهُ بالوَلاَءِ
أُصِبْنَا بِكَنْزِ الغِنَى والإمَامُ
أمسى مصاباً بكنزِ الغناءِ
وما إن أصيبَ براعي الرعية ِ
لاَ بَلْ أُصيبَ بِرَاعي الرعَاءِ
يَقُولُ النطَاسِيُّ إِذْ غُيبَتْ
عن الداءِ حيلتُه والدواءِ
ونُبُوُّ المَقيلِ بهِ والمَبيتِ
أقعصهُ واختلافُ الهواءِ
وقَدْ كانَ لَوْ رُدَّ غَرْبُ الحِمَامِ
شَدِيدَ تَوَقٍّ طَوِيلَ احتِمَاءِ
مُعَرَّسُهُ في ظِلال السُّيُوفِ
وَمَشْرَبُه مِنْ نَجِيعِ الدمَاءِ
ذُرَى المِنْبَرِ الصَّعْبِ منْ فُرْشِهِ
ونارُ الوغا نارُه للصلاءِ
ومَا مِن لَبُوسٍ سِوَى السَّابِغَاتِ
تَرقْرَقُ مِثْلَ مُتُونِ الإضَاءِ(11/390)
فهلْ كانَ مذْ كانَ حتى مضى
حَمِيداً لَهُ غيرُ هذا الغِذَاءِ
أذهلَ بنَ شيبانَ ذُهلَ الفخارِ
وذُهْلَ النَّوَالِ وذُهْلَ العَلاءِ
مضى خالدُ بن يزيدَ بن مزْ
يَدَ قَمَرُ اللَّيلِ شَمْسُ الضَّحاءِ
وخلَّى مساعيهُ بينكمْ
فإِيَّايَ فيها وَسَعْيَ البِطَاءِ
ردوا الموتَ مراً ورودَ الرجالِ
وبَكُّوا عليهِ بُكاءَ النساءِ
غَليلي علي خالدٍ خالدٌ
وضيفُ همومي طويلُ الثواءِ
فلَمْ يُخْزِني الصَّبْرُ عنه ولا
تَقَنَّعتُ عاراً بِلُؤمِ العَزَاءِ
تَذَّكرْتُ خَضْرَة َ ذَاكَ الزَّمَانِ
لديهِ وعمران ذاكَ الفناءِ
وزوارُه للعطايا حضورٌ
كأَنَّ حضُورَهُمُ للعطَاءِ
وإذْ علمُ مجلسِهِ موردٌ
زلالٌ لتلكَ العقولِ الظماءِ
تحولُ السكينة ُ دونَ الأذى
بهِ والمُرُوَّة ُ دُونَ المِرَاءِ
وإذْ هوَ مطلقٌ كبلِ المصيفِ
وإذْ هو مفتاحُ قيدِ الشتاءِ
لَقَدْ كانَ حَظي غيرَ الخَسِيسِ
مِنْ رَاحَتَيْهِ وغَيْرَ اللَّفَاءِ
وكنتُ أَرَاهُ بِعَيْنِ الرَّئيس
وكان يراني بعين الإخاءِ
ألهفي على خالد لهفة ً
تكونُ أمامي وأخرى ورائي
ألهفي إذا ما ردى للردى
ألهفي إذا ما احتبى للحباءِ
أَلَحْدٌ حَوَى حَيَّة َ المُلْحِدينَ
ولَدْنُ ثَرى حَالَ دُونَ الثَّرَاءِ؟!
جزتْ ملكاً فيه ريَّا الجنوبِ
ورائحة ُ المُزْنِ خَيْرَ الجَزَاءِ
فكَمْ غَيَّبَ التَّرْبُ مِنْ سُؤْدَد
وغَالَ البِلَى مِنْ جِمِيلِ البَلاَءِ!
أَبَا جَعْفَرٍ ليُعِرْكَ الزَّمانُ
عزاً ويكسبكَ طولَ البقاءِ
فما مزنُكَ المرتجى بالجهامِ
ولارِيحُنا مِنكَ بالجِرْبِيَاءِ
ولا رجعتْ فيكَ تلكَ الظنونُ
حيارى ولا انسدَّ شعبُ الرجاءِ
وقد نُكِسَ الثَّغْرُ فابعَثْ لَهُ
صدورَ القنا في ابتغاءِ الشفاءِ
فَقَدْ فاتَ جَدُّكَ جَدَّ المُلُوكِ
وعُمْرُ أَبِيكَ حَدِيثُ الضيَاءِ
ولَمْ يَرْضَ قَبْضَتَهُ لِلحُسَامِ
ولا حملَ عاتقِهِ للرداءِ
فما زالَ يفرعُ تلكَ العلى
مع النجمِ مرتدياً بالعماءِ
ويصعدُ حتى لظنَّ الجهولُ(11/391)
أنَّ لَهُ مَنْزِلاً في السَّماءِ
وقَدْ جَاءَنا أَنَّ تِلْكَ الحُرُوبَ
إذا حديتْ فالتوتْ بالحداءِ
وعاودَها جَرَبٌ لَمْ يَزَلْ
يعاوِدُ أسعافَها بالهناءِ
ويمتحُ سجلاً لها كالسجالِ
ودلواً إذا أفرغتْ كالدلاءِ
ومِثْلُ قُوَى حِبْلِ تلْكَ الذرَاعِ
كانَ لزازاً لذاكَ الرشاءِ
فلا تخزِ أيامَه الصالحاتِ
وما قدْ بنى من جليلِ البناءِ
فَقدْ علِمَ اللَّهُ أَنْ لَنْ تُحِبَّ
شيئاً كحبكَ كنزَ الثناءِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
رقم القصيدة : 15801
-----------------------------------
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
لم يحفظِ الميثاقَ والعهدا
ولا رَعى وُدي ولاحُرْمَتي
ولم أَزَلْ أرعى لهُ الوُدَّا
يا قاتلي ظلماً بسيفِ الهوى
إذ صرتُ عبداً فارحمِ العبدا
قَدْ والذي عَذَّبَ قَلْبي بِكمْ
قاسَيْتُ مُذْ فارَقْتني جَهْدا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
رقم القصيدة : 15802
-----------------------------------
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في(11/392)
وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
تعريسها خللَ السر تقريبها
حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
متعصباً بعصابة ِ التسويدِ(11/393)
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
رقم القصيدة : 15803
-----------------------------------
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
فيها وراءُ الحرِّ يوم ظمائِهِ
أنتَ الذي لا تُعذَلُ الدنيا إذا
ما النائباتُ صفحنَ عنْ حوبائهِ
لو كانَ يغنى حازمٌ عن واعظ
كنتَ الغنيَّ بخزمِهِ وذكائهِ
لستَ الفتى إنْ لم تعرِّ مدامعاً
من مائها والوجدُ بعدُ بمائِهِ
وإذَا رأَيتَ أَسى امرئٍ أوْ صَبْرَه
يوماً فقدْ عاينتَ صورة َ رائهِ
إني أرى تربَ المروءة ِ باكياً
فأكادُ أبكي معظماً لبكائهِ
حَقٌّ على أَهْلِ التَّيقُّظِ والحِجَى
وقَضَاءُ طَبٍّ عالمٍ بِقَضَائِهِ
أَلاَّ يُعزَّى جَاذِعٌ بِحَمِيمهِ
حتَّى يُعزَّى أوَّلاً بِعَزائِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
رقم القصيدة : 15804
-----------------------------------
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
لَيْسَ عِندي لِلَوْعة ٍ مِنْ مزيدِ
بأبي شادِنٌ تَنَسَّمْتُ مِنْ عَيْـ
ـنيهِ يَوْمَ الخميس ريحَ الصّدودِ
صار ذنبي كذنبِ آدمَ يا عمرُ
ـرُو، فأُخرجتُ من جنان الخلودِ
أَناأفدِي سَاجِي الجُفونِ يُسمَّى
ويُكَنَّى بِبَعضِ عَبْدِ الحميدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
رقم القصيدة : 15805
-----------------------------------
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
لما ترنمَ والغصونُ تميدُ
ساقٌ على ساقٍ دعا قمرية ً
فدعَتْ تُقاسِمُهُ الهَوَى وتَصيدُ(11/394)
إلفانِ في ظلِّ الغصونِ تألفا
والتَفَّ بَينَهُما هَوى مَعْقُودُ
يتطعمانِ بريقِ هذا هذهِ
مجعاً وذاكَ بريقِ تلكَ معيدُ
يا طائرانِ تمتعا هنيتما
وعِمَا الصَّباحَ فإنني مَجْهودُ
آهٍ لوَقعِ البيْيِ يابنَ مُحمَّدٍ
بَينُ المحب على المحب شديدُ
أَبْكي وقَدْ سَمَتِ البُروقَ مُضيئَة ً
مِنْ كل أقْطار السَّماءِ رُعودُ
واهتزَّ رَيْعانُ الشَّبَابِ فأشرقَت
لِتهلُّلِ الشَّجرِ القُرَى والبيدُ
وَمضَتْ طَواوِيسُ العِراقِ فأَشْرَقَتْ
أَذْنابُ مُشرقَة ٍ وهُنّ حُفودُ
يرفلنَ أمثالَ العذارى طوفاً
حولَ الدوارِ وقدْ تجانى العيدُ
إني سأنثرُ منْ لساني لؤلؤاً
يَرِدُ العِراقَ نِظَامُه مَعْقودُ
حتى يحلَّ منَ المهلبِ منزلاً
للمجدِ في غرفاتهِ تشييدُ
رَفعَ الخلافَة َ راية ً فتقاصَرتْ
عنها الرجالُ وحازها داودُ
السَّيدُ العَتَكيُّ غَيْرَ مُدافَعٍ
إِذْ ليْسَ سُؤدُدُ سيدٍ مَوْجُودُ
نقرتُ باسمكَ في الظلامِ مسدراً
داودُ إنك في الفعالِ حميدُ
قَدْ قِيلَ : أَيْنَ تُريدُ، قُلْتُ : أخا النَّدَى
وأبا سليمانُ الأغرُ أريدُ
فافْتَحْ بجُودِكَ قفْلَ دَهْري إنَّهُ
قُفْلٌ وجُودُ يَديْكَ لي إقليدُ
فالجودُ حيَّ ما حييتَ وإنْ تمتْ
غاضَتْ مَناهِلُه وماتَ الجُودُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> هوَ الدَّهرُ لا يُشْوي وهُنَّ المَصَائِبُ
هوَ الدَّهرُ لا يُشْوي وهُنَّ المَصَائِبُ
رقم القصيدة : 15806
-----------------------------------
هوَ الدَّهرُ لا يُشْوي وهُنَّ المَصَائِبُ
وأكثرُ آمالِ الرجالِ كَواذِبُ
فيا غالباً لاغَالِبٌ لِرَزِيَّة ٍ
بَلِ المَوْتُ لاشَكَّ الذي هوَ غَالِبُ
وقلتُ أخي، قالوا أخٌ ذو قرابة ٍ ؟
فقلتُ ولكنَّ الشُّكولَ أقارِبُ
نسيبي في عزمٍ ورأي ومذهبٍ
وإنْ باعدتْنا في الأصولِ المناسبُ
كأَنْ لَمْ يَقُلْ يَوْماً كأَنَّ فَتَنْثَنِي
إلى قولِهِ الأسماعُ وهي رواغبُ
ولم يصدعِ النادي بلفظة ِ فيصلٍ(11/395)
سِنَانَيّة ٍ في صَفْحَتَيْها التَّجارِبُ
ولَمْ أَتَسقَّطْ رَيْبَ دَهْرِي بِرَأيِهِ
فَلَمْ يَجتِمعْ لي رأيُهُ والنَّوائِبُ
مضى صاحبي واستخلفَ البثَّ والأسى
عبجتُ لصبري بعده وهوَ ميتٌ
وكُنْتُ امرءاً أبكي دَماً وهْوَ غائِبُ
على أنَّها الأيامُ قد صرنَ كلَّها
عجائبَ حتى ليسَ فيها عجائبُ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> و فاتن الألحاظِ والخدِّ
و فاتن الألحاظِ والخدِّ
رقم القصيدة : 15807
-----------------------------------
و فاتن الألحاظِ والخدِّ
مُعْتَدِل القَامة ِ والقَد
صَيّرَني عَبْداً له حُسْنُه
و الطرفث قد صيّرهُ عبدي
قالَ وعَيْني مِنْهُ في عَيْنه
راتِعَة ٌ في جَنَّة ِ الخُلْدِ
طرفك زانٍ قلتث دمعي اذاً
بَجلِدهُ أكثرَ مِنْ حَد
و احمرَّ حتى كدتُ أن لا أرى
و جنتهُ من كثرة ِ الوردِ
الحُسْنُ والطيْبُ إذا استُجمعا
عبدانِ عندي لأَبي عَبْدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> حلَّ الأميرُ محلَّ رفدِ الرافدِ
حلَّ الأميرُ محلَّ رفدِ الرافدِ
رقم القصيدة : 15808
-----------------------------------
حلَّ الأميرُ محلَّ رفدِ الرافدِ
ومبيحُ طارفِ مالهِ والتالدِ
للهِ دركَ منْ كريمٍ ماجدٍ
سهلَ الخليقة ِ في المكارمِ واحدِ
الدَّهْرُ يَسْمَحُ بالَّتي تَهبُ الغِنى
لمؤملٍ منْ صادرٍ أو واردِ
فَعَلامَ أُصبِحُ مِنْ ندَاكَ بمَعْزلٍ
وسوايَ تلحظهُ بعينِ الوالدِ
كَمْ لِلأميرِ مُحمَّدٍ مِنْ شاكرٍ
في العالمينَ وكمْ لهُ منْ حامدِ
اليأسُ ألزمني محلَّ القاعدِ
إذْ لَيسَ جَدي في الجُدُودِ بِصَاعِدِ
ما لي حُرمْتُ لَدَيْكَ حُظْوَة َ خَالِدٍ
أوز لستَ حرمة ً منْ خالدِ؟
عَوَزُ الرجالِ أَقَامَ مُنَّة َ خَالِدٍ
والصيفُ نفقَّ سوقَ بردِ الباردِ
شَخْصانِ أفَّاكانِ قيلُهُما الْخَنا
حلاَّ لديكَ محلَّ عمرو الزاهدِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> رَيْبُ دَهْرٍ أَصَمَّ دُونَ العِتَابِ
رَيْبُ دَهْرٍ أَصَمَّ دُونَ العِتَابِ(11/396)
رقم القصيدة : 15809
-----------------------------------
رَيْبُ دَهْرٍ أَصَمَّ دُونَ العِتَابِ
مرصدٌ بالأوجالِ والأوصابِ
جفَّ درُّ الدنيا فقدْ أصبحتْ تكـ
ـتَالُ أَروَاحَنَا بغيرِ حِسَابِ
لوْ بدتْ سافراً أهينتْ ولكنْ
شعفَ الخلقَ حسنُهَا في النقابِ
إنْ ريبَ الزمان يحسنُ أنْ يهـ
ـدي الرزايا إلى ذوي الأحسابِ
فلهذا يجفُّ بعدَ اخضرارٍ
قبلَ روضِ الوهادِ روضَ الروابي
لمْ تدُرْ عينه عن الحُمسِ حتى
ضعضعتْ ركنَ حميرَ الأربابِ
بطشتْ منهمْ بلؤلؤة ِ الغوا
صِ حُسْناً ودُمْيَة ِ المِحْرَابِ
بالصَّريحِ الصَّريحِ والأَرْوَعِ الأَرْ
وعِ منهمْ وباللبابِ اللبابِ
ذَهبَتْ مُحمَّدُ الغُرُّ مِنْ أَيّا
مِكَ الواضحاتِ أيَّ ذَهَابِ!
عبسَ اللهدُ والثرى منكَ وجهاً
غيرَ ما عابس ولا قطابِ
أطفَأَ اللَّحْدُ والثَّرَى لُبَّكَ المُسْـ
ـرجَ في وقتِ ظلمة َ الألبابِ
وتبدَّلتَ منزلاً ظاهرَ الجدْ
بِ يسمى مقطعَ الأسبابِ
مَنْزِلاً مُوحِشاً وإنْ كانَ مَعْـ
ـمُوراً بحِل الصَّدِيقِ والأحبابِ
يا شِهَاباً خَبا لآلِ عُبَيْدِ اللَّـ
ـهِ أعزِزْ بِفَقْدِ هذا الشهَابِ!
زَهْرَة ٌ غَضَّة ٌ تَفتَّقَ عَنها الـ
ـمَجْدُ في مَنْبِتٍ أَنِيقِ الجَنَابِ
خلقٌ كالمدام أو كرضابِ المسـ
ـكِ أوْ كالعَبِيرِ أَوْ كالمُلابِ
وحَياً ناهِيكَ في غيْرِ عِيٍّ
وصِباً مُشْرِقٌ بغيرِ تَصَابِ
أنزلتهُ الأيامُ عن ظهرها من
بعدِ إثباتِ رجلهِ في الركابِ
حِينَ سَامَى الشَّبَابَ واغتدَتِ الدُّنـ
ـيا عليهِ مَفْتُوحَة َ الأبوابِ
وحَكى الصَّارِمَ المُحَلَّى سِوى أَنَّ
حلاهُ جواهرُ الآدابِ
وهوَ غضُّ الآراءِ والحزمِ خرقٌ
ثمَّ غضُّ النوالِ غضُّ الشبابِ
قصدتْ نحوهُ المنية ُ حتى
وهَبتْ حُسنَ وجْهِهِ للتُّرابِ
شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> سماء في خوذة
سماء في خوذة
رقم القصيدة : 1581
-----------------------------------
أرتبكتُ أمام الرصاصةِ(11/397)
كنّا معاً في العراءِ المسجّى على وجههِ خائفين من
الموتِ
جمّعتُ عمري في جعبتي.. ثم قسّمتهُ
بين طفلي..
ومكتبي..
والخنادق
(للطفولة يتمي ..
ولا مرآتي الشعرُ والفقرُ..
للحربِ هذا النزيفُ الطويلُ...
وللذكرياتِ.. الرماد)
وماذا تبقى لكَ الآن من عمرٍ
كنتَ تحملهُ - قلقاً - وتهرولُ بين الملاجيءِ
والأمنياتِ
تخافُ عليه شظايا الزمانِ
قالَ العريفُ: هو الموتُ لا يقبلُ الطرحَ والجمعَ
فأخترْ لرأسكَ ثقباً بحجمِ أمانيكَ
هذا زمانُ الثقوبْ...
أو...
فأهربِ الآنَ من موتكَ المستحيلْ
( - لا مهربٌ...
هي الأرضُ أضيقُ مما تصورتُ
... أضيقُ من كفِّ كهلٍ بخيلٍ...
فمَنْ ذا يدلُّ اليتيمَ على موضعٍ آمنٍ
وقد أظلمَ الأفقُ..
وأسودَ وجهُ الصباحْ)
ولا بأسَ..
كوّمتُ ما قد تبقى من السنواتِ البخيلةِ
ثم اندفعتُ...
- إلى أينَ...؟!
بينكَ والموتِ فوهةٌ لا تُرى
وتساؤل طفلين: "- بابا متى ستعودُ..؟ "
انكفأتُ...
فصاحَ عريفي: هو الوطنُ الآنَ......
فأرتجفَ القلبُ من وهنٍ أبيضٍ
واختنقتُ بدمعةِ ذلي
يا سماءَ العراقِ.. أما من هواءٍ
تلفّتُ..
كانتْ سماءُ العراقِ مثقّبةً بالشظايا
وكانتْ......
تعثّرتُ في صخرةٍ
فرأيتُ حذائي الممزقَ يسخرُ مني...
(- لا بأسَ...
فليكتب المتخمون وراءَ مكاتبهم عن... لحومِ
الوطن)
في غرفةٍ، قبل عشرين
كانتْ ترتّقُ - في وجلٍ - بنطلوني العتيقَ
وتمسحُ ذلتها بالدموع
- أبي، أين يوميتي...؟!
الصحابُ مضوا لمدارسهم...
( الصحابُ مضوا للرصاص
والزمن أصم...)
الصحابُ...
الصحابُ...
الصـ...
سقطتُ...
فلملمني وطني...
وركضنا إلى الساتر الأول
نتحدى معا موتنا
- أيّنا سيخبّيءُ
- يا وطني -
رأسَهُ...؟
ولنا خوذةٌ...
واحدة
العصر العباسي >> أبو تمام >> رأيتُ في النَّوْمِ أَنَّ الصَلْحَ قدْ فَسدَا
رأيتُ في النَّوْمِ أَنَّ الصَلْحَ قدْ فَسدَا
رقم القصيدة : 15810
-----------------------------------(11/398)
رأيتُ في النَّوْمِ أَنَّ الصَلْحَ قدْ فَسدَا
أنّ مولايَ بعد القربِ قد بعدا
لِمْ لَمْ أَمُتْ حزَنَاً لِمْ لَمْ أمُتْ أَسَفَاً
لِمْ لَمْ أمُتْ جَزَعاً لِمْ لَمْ أمُت كَمدا!
قد كدتُ احلفُ لولا أنّ ذا سرفٌ
ألاَّ أَذُوقَ مَناماً بعدَها أَبَدَا
أصبحتُ من زفراتٍ لا أقومُ بها
أشكُوالرُّقادَ إذاغيري شَكاالسُّهُدا
العصر العباسي >> أبو تمام >> نوارٌ في صواحبها نوارُ
نوارٌ في صواحبها نوارُ
رقم القصيدة : 15811
-----------------------------------
نوارٌ في صواحبها نوارُ
كما فاجاكِ سربٌ أو صوارُ
تكَذَّبَ حاسِدٌ فنَأَتْ قُلُوبٌ
أطاعَتْ وَاشِياً وَنأَتْ دِيَارُ
قفا نعطِ المنازلِ منْ عيونٍ
لها في الشَّوْق أحسَاءٌ غِزَارُ
عفتْ آياتهنَ وأيِّ ربعٍ
يكون لَهُ على الزَّمنِ الْخِيارُ !
أثَافٍ كالْخُدودِ لُطِمْنَ حُزناً
ونؤيٌ مثلما انفصمَ السوارُ
وكانتْ لوعة ٌ ثمَّ اطمأنتْ
كذاكَ لكلِّ سائلِ قرارٌ
مَضَى الأملاكُ فانقرضُوا وأَمَسَتْ
سَرَاة ُ مُلوكِنا وهُمُ تِجَارُ
وقوفٌ في ظلالِ الذمّ تحمى
دراهمها لا يحمى الذمارُ
فلو ذهبتْ سناتُ الدهرِ عنه
وألقيَ عنِ مناكبهِ الدثارُ
لَعدَّلَ قِسْمة َ الأَرْزاقِ فينا
ولكنْ دَهْرُنا هذا حِمَارُ !
سيبتعثُ الركابَ وراكبيها
فَتى ً كالسَّيْفِ هَجْعَتُه غِرَارُ
أطلَّ على كلى الآفاق حتى
كأنَّ الأَرضَ في عَينَيْهِ دَارُ
يقُولُ الحَاسِدُونَ إذَا انصَرفْنَا
لقَدْ قَطَعوا طَرِيقاً أوأَغَارُوا
نؤمُّ أبا الحسينِ وكانَ قدماً
فَتى ً أَعْمَارُ مَوعِدِه قِصَارُ
لهُ خلقٌ نهى القرآنُ عنهُ
وذَاكَ عَطاؤُهُ السَّرَفُ البِدَارُ
ولَمْ يَكُ منْكَ إضْرَارٌ وَلكنْ
تمادتْ في سجتها البحارُ
يطيبُ لجودهِ ثمرُ الأماني
وتروى عندهُ الهممُ الحرارُ
رفعتُ كواعبَ الأشعارِ فيهِ
كما رُفعتْ لِناظرها المنارُ
حليمٌ والحفيظة ُ منه خيمٌ
وأيُّ النارِ ليسَ لها شرارُ؟
تحنُّ عداتهُ إثرَ التقاضي(11/399)
وتُنْتَجُ مِثْلمَا نتِجَ العِشَارُ
أَرَى الدَّالِيَّتَين على جَفاءٍ
لَدَيْكَ وكُلُّ واحدة ٍ نُضَارُ
إذا ما شعرُ قومٍ كانَ ليلاً
تَبلَّجَتا كَما انشَقَّ النَّهارُ
وإن كانَتْ قصَائِدُهُم جُدُوباً
تَلوَّنتَا كما ازدوَجَ البَهَارُ
أغرتهما وغيرهما محلى ً
بِجُودِكَ والقَوافي قَدْ تَغارُ
وغَيْرُكَ يَلبَسُ المعروفَ خُلْفاً
ويأخُذُ، منْ مَواعدِهِ الصُّفَارُ
رأيتُ صنائعاً معكتْ فأمستْ
ذبائحَ والمطالُ لها شفارُ
وكان المطلُ في بدءٍ وعودٍ
دُخاناً للضَّنيعة ِ وهي نَارُ
نسيبُ البخلِ مذ كانا وإلا
يَكُنْ نَسَبٌ فبْينهما جِوَارُ
لِذلِكَ قِيلَ بَعْضُ المَنْعِ أَدْنَى
إلى كرمٍ وبعضُ الجودِ عارُ
فَدَعْ ذِكْرَ الضيَاعِ فبي شِماسٌ
إذا ذُكِرَتْ وَبِي عنها نِفَارُ
ومالي ضَيْعَة ٌ إلاَّ المَطَايَا
وشعرٌ لا يباعُ ولا يعارُ
وما أنا والعَقَارَ ولَسْتُ منه
على ثقة ٍ وجودكَ لي عقارُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
رقم القصيدة : 15812
-----------------------------------
أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
وسؤددٍ لدنٍ ورأيٍ صليبِ!
ياابنَ أبي رِبْعِيٍّ اسْتُقْبِلَتْ
من يومكَ الدنيا بيومِ عصيبِ
شَقَّ جُيُوباً مِنْ رِجَالٍ لو
اسطاعوا لشقوا ما وراءَ الجيوبِ
كنتَ على البُعْدِ قَرِيباً فَقَدْ
صرتَ على قربكَ غيرَ القريبِ
رَاحَتْ وُفُودُ الأرضِ عن قَبْرِهِ
فارغة َ الأيدي ملاءَ القلوبِ
قد عَلِمَتْ مارُزِئتْ إنَّما
يُعْرَف فَقْدُ الشَّمسِ بعدَ الغُرُوبِ
إذا البَعِيدُ الوطنِ انتَابَه
حلَّ إلى نهي وجزعٍ خصيبِ
أدنَتْه أَيْدِي العِيسِ مِنْ سَاحة ٍ
كأنَّها مَسْقَطُ رَأْسِ الغَرِيبِ
أظلَمَتِ الآمالُ مِنْ بَعْدِهِ
وعُريِتْ مِنْ كل حُسْنٍ وطِيبِ
كانَتْ خُدُوداً صُقِلَتْ بُرْهَة ً
فاليومَ صارتْ مألفاً للشحوبِ
كَمْ حاجَة ٍ صارَتْ رَكُوبَاً بهِ(11/400)
ولم تَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ بالرَّكُوبِ!
حلَّ عقاليها كما أطلقتْ
مَنْ عُقَدِ المُزْنَة ِ ريحُ الجَنُوبِ
إذا تيممناه في مطلبٍ
كانَ قليباً أو رشاءَ القليبِ
ونعمة ٍ منهُ تسربلتها
كأنَّها طرة ُ ثوبٍ قشيبِ
مِن اللَّواتي إنْ وَنَى شاكِرٌ
قامَتْ لِمُسْديها مَقَامَ الخَطِيبِ
متى تنخْ ترحلْ بتفضيلهِ
أَوْ غَابَ يوماً حَضَرتْ بالمَغيبِ
فما لنا اليومَ ولا للعلى
مِنْ بَعْدِهِ غَيْرُ الأَسَى والنَّحيبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بَلَغْتَ بي فوقَ غاية ِ الكَمَدِ
بَلَغْتَ بي فوقَ غاية ِ الكَمَدِ
رقم القصيدة : 15813
-----------------------------------
بَلَغْتَ بي فوقَ غاية ِ الكَمَدِ
أَبكيتَ عَيْني آخرَ الأَبَدِ
واكَبِدي يُوشِكُ الرَّقيبُ بأنْ
يمنعني أن أقولَ واكبدي
لستُ ألومُ الحسادَ يا أحسنَ
سِ لإجماعِهمْ على حَسَدي
كيفَ ألومُ الحسودَ فيك وقد
رَأَى هِلالَ السَّمَاءِ طَوْعَ يَدي؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأميرِ الاريحيِّ الذي
قلْ للأميرِ الاريحيِّ الذي
رقم القصيدة : 15814
-----------------------------------
قلْ للأميرِ الاريحيِّ الذي
كفاهُ للبادي وللحاضرِ
لتجزكَ الأيامُ مندوحة ً
ونضرة ً منْ عوديَ الناضرِ
أشكرُ نُعمَى مِنكَ مشكورة ً
وكافِرُ النَّعْماءِ كالكافِرِ
مَوهباً لمْ تكُ إلاَّ لِمَنْ
نِصابُهُ في مَنصبٍ وافِرِ
لازلتَ منْ شكريَ في حلة ٍ
لابِسُها ذو سَلبٍ فاخِرِ
يقولُ منْ تقرعَ أسماعهُ
كمْ تَركَ الأوَّلُ للآخِرِ
لي صَاحِبٌ قد كانَ لي مُؤْنساً
ومألَفاً في الزَّمَنِ الغَابرِ
يحتَلِبُ الدَّهْرَ أفاوِيقَهُ
ويَخلِطُ الْحُلْوَ معَ الحازِرِ
حتَّى إذا رَوْضِي تَغَنَّى به
ذبانه في مونقٍ زاهرٍ
أَلْقَحَ بالعَزْمِ أَمانيَّهُ
بَعدَ اعتِناقِ الهِمَّة ِ العَاقِرِ
تَحمِلُ مِنْهُ العِيسُ أُعجُوبَة ً
تجددُ السخريَّ للساخرِ
ذا ثروة ٍ يطلبُ منْ سائلٍ
ومفحماً يأخذُ منْ شاعرِ!
فصادفتْ مالي بإقبالهِ(11/401)
مَنيَّة ٌ مِنْ أَملٍ عاثِرِ
فشاركِ المقمورَ فيهِ ولا
تكنْ شريكَ الرجل القامرِ
فَرفدُكَ الزَّائرِ مَجْدٌ ولا
كرفدكَ الزائرَ للزائرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> دأبُ عيني البكاءُ والحزنُ دابي
دأبُ عيني البكاءُ والحزنُ دابي
رقم القصيدة : 15815
-----------------------------------
دأبُ عيني البكاءُ والحزنُ دابي
فاتركيني ـ وقيت ما بي ـ لما بي
سَأُجَزي بَقَاءَ أَيَّامِ عُمْرِي
بين بثي وعبرتي واكتئابي
فيكَ يا أحمدَ بن هارونَ خصتْ
ثمَّ عمتْ رزيئتي ومصابي
فجعَتْني الأيَّامُ فيكَ فأُنْسِي
في اختلالي وعصمتي في اضطرابي
فَجعَتْني الأيَّامُ بالصَّادقِ النُّطْـ
ـق فتى المكرماتِ والآدابِ
بخليلٍ دونَ الأخلاءِ لا بلْ
صاحبي المصطفى على أصحابي
شمريٍّ يحتلُّ من سلفيْ مرْ
وَانَ في الأَكْرَمِينَ والصُّيَّابِ
أفلَمَّا تسربَلَ المَجْدَ واجْـ
ـتابَ منَ الحمدِ أيما مجتابِ
وتَراءَتْهُ أَعْيُنُ النَّاظِريهِ
قمراً باهراً ورئبالَ غابِ
وعلا عارضيه ماءُ الندى الجا
ري وماءُ الحجى وماءُ الشبابِ
أرسلتْ نحوهُ المنية ُ عيناً
قَطَعَتْ مِنه أوثَقَ الأسبابِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وفى البكا بالعهدِ اذ لم يكن
وفى البكا بالعهدِ اذ لم يكن
رقم القصيدة : 15816
-----------------------------------
وفى البكا بالعهدِ اذ لم يكن
للصّبْرِ ميثاقٌ ولا عَهْدُ
نُغصتُ حُسْنَ النَّرْجِسِ الغَض مُذْ
يجتمعُ النرجس والوردُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُحَمَّدُ إني بَعدَها لَمُذمَّمُ
مُحَمَّدُ إني بَعدَها لَمُذمَّمُ
رقم القصيدة : 15817
-----------------------------------
مُحَمَّدُ إني بَعدَها لَمُذمَّمُ
إذا ما لِساني خَانني فيكَ أوشُكرِي
لئنْ بقيتْ لي فيكَ آثارُ منطقٍ
لقدْ بقيتْ ثارُ كفيكَ في دهري
لقِيتَ صُروفَ الدَّهْرِ دُونيَ تابعاً
لأمرِ العلى فاخترتَ شكري على عذري
فأوْليتني في النَّائباتِ صَنائعاً(11/402)
كأنَّ أياديها فُجِرنَ مِنَ البَحرِ
خَلائقَ لوكانتْ مِنَ الشعْرِ سَمَّجتْ
بَدائِعُها ما استَحسَنَ النّاسُ من شِعْرِي
فعلَّمْتَنِي أنْ أُلْبِسَ الْحَمْدَ أَهْلَهُ
وذكرتني ما قد نسيتُ منَ الشكرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> جُفُوفَ البلَى أسرعْتِ في الغُصُنِ الرَّطْبِ
جُفُوفَ البلَى أسرعْتِ في الغُصُنِ الرَّطْبِ
رقم القصيدة : 15818
-----------------------------------
جُفُوفَ البلَى أسرعْتِ في الغُصُنِ الرَّطْبِ
وخَطْبَ الرَّدَى والمَوْتِ أبرحْتَ مِنْ خَطْبِ
لقدْ شرقتْ في الشرقِ بالموتِ غادة ٌ
تعوَّضْتْ منها غربة َ الدارِ في الغربِ
وألبسني ثَوْباً مَنَ الحُزْنِ والأَسَى
هلالٌ عليهِ نسجُ ثوبٍ من التربِ
أقُولُ وقد قالُوا استَراحَتْ بِمَوْتِها
من الكربِ روحُ الموتِ شرٌّ من الكربِ
لقدْ نزلتْ ضنكاً من اللحدِ والثرى
ولَوْ كانَ رَحْبَ الذَّرْع ماكانَ بالرَّحْبِ
وكُنْتُ أُرَجي القُرْبَ وهْيَ بَعيدة ٌ
فقدْ نقلتْ بعدي عن البعدِ والقربِ
لَها مَنْزِلٌ تحتَ الثَّرى وعَهِدْتُها
لها مَنْزِلٌ بينَ الجَوانِحِ والقَلْبِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> خَلَسَ البَيْنُ أحمدَ بنَ يزِيدِ
خَلَسَ البَيْنُ أحمدَ بنَ يزِيدِ
رقم القصيدة : 15819
-----------------------------------
خَلَسَ البَيْنُ أحمدَ بنَ يزِيدِ
ليسَ فِعْلُ الأَيَّامِ بالمَحمُودِ
و نأى الهجرُ بالذي لا أسمّي
فأَنا اليومَ في القَرِيب البَعِيدِ
فَفِرَاقٌ أصابَني مِن فِرَاقٍ
وفِراقٌ أصابني مِنْ صُدُودِ
ليس من كان غائباً فقدتهُ
العينُ غيباً الكشاهدِ المفقودِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> العرب اللاجئون
العرب اللاجئون
رقم القصيدة : 1582
-----------------------------------
يا مَنْ رأى أحفاد عدنانٍ على خشب الصليب مُسّمرينْ
النمل يأكل لحمهمْ
وطيور جارحة السنين.
يا مَنْ رآهم يشحذون
يا من رآهم يذرعون(11/403)
ليلَ المنافي في محطات القطار بلا عيون
يبكون تحت القُبعاتِ ،
ويذبلونَ ،
ويهرمونْ
يا مَنْ رأى "يافا" بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرينِ
يافا على صندوق ليمون معفرة الجبين
(2)
يا مَن يدق البابَ ،
نحن اللاجئين
مُتنا
وما "يافا" سوى إعلان ليمونٍ ،
فلا تُقلق عظام الميتين
(3)
"الآخرون هُمُ الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(4)
باعوا صلاح الدينِ ،
باعوا درعه وحصانه ،
باعوا قبور اللاجئين
(5)
من يشتري ؟ - الله يرحمكم
ويرحم أجمعين
آباءكم، يا محسنون -
اللاجئَ العربي والانسان والحرف المبين
برغيف خبزٍ
إن أعراقي تجف وتضحكون
السندباد أنا
كنوزي في قلوب صغاركم
السندباد بزي شحاذٍ حزين
اللاجئُ العربي شحاذ على أبوابكم
عارٍ طعين
النمل يأكل لحمه ،
وطيور جارحة السنين
من يشتري ؟ يا محسنون !
(6)
"الآخرون هم الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(7)
العار للجبناءِ ،
للمتفرجينْ
العار للخطباء من شرفاتهم ،
للزاعمين ...
للخادعين شعوبهم
للبائعين
فكلوا ، فهذا آخر الأعياد، لحمي
واشربوا ، يا خائنون !
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا أنتِ أنتِ ولا الديارُ ديارُ
لا أنتِ أنتِ ولا الديارُ ديارُ
رقم القصيدة : 15820
-----------------------------------
لا أنتِ أنتِ ولا الديارُ ديارُ
خفَّ الهوى وتولتِ الأوطارُ
كانَتْ مجاورة ُ الطُّلولِ وأَهلِها
زَمناً عِذابَ الوردِ فهي بِحارُ
أيَّامَ تُدْمِي عَينَه تِلكَ الدُّمى
فيها وتقمرُ لبهُ الأقمارُ
إذ لا صَدوفُ ولا كَنودُ اسماهُما
كالمعنيين ولا نوارُ نوارُ
بيضٌ فَهنَّ إذا رُمِقْنَ سَوافِراً
صورٌ وهنَّ إذا رمقنَ صوارُ
في حَيثُ يُمتهنُ الحَديثُ لِذي الصبا
وتُحصَّنُ الأسرَار والأَسرارُ
إذْ في القتادة ِ وهي أبخلُ أيكة ٍ
ثَمرٌ وإذ عُودُ الزَّمانِ نُضارُ
قَدْ صَرَّحتْ عنْ مَحضها الأخبارُ
واستبشرتْ بفتوحكَ الأمصارُ
خبرٌ جلا صدأَ القلوبِ ضياؤهُ
إذْ لاحَ أنَّ الصدقَ منهُ نهارُ
لولا جلادُ أبي سعيدٍ لم يزلْ(11/404)
للثغرِ صدرٌ ما عليه صدارُ
قدتَ الجيادَ كأنهنَّ أجادلٌ
بِقرَى دَرولِية ٍ لها أوْكارُ
حتَّى التَوى منْ نَقعِ قَسطَلها على
حِيطانِ قُسطنطينة َ الإعْصارُ
أوقدتَ من دُونِ الخليجِ لأهلها
ناراً لهَا خَلفَ الخليجِ شرارُ
إلا تكنْ حصرتْ فقدْ أضحى لها
منْ خوفِ قارعة ِ الحصارِ حصارُ
لوْ طاوعتكَ الخيلُ لم تقفلْ بها
والقُفْلُ فيه شَباً ولا مِسمارُ
لمَّا لَقوكَ تَواكلُوكَ وأعْذَرُوا
هَرباً، فلمْ ينفعهُمُ الإعذارُ
فهُناكَ ناُر وَغى ً تُشَبُّ وهَاهُنا
جَيشٌ له لَجبٌ وثَمَّ مُغارُ
خشعوا لصولتكَ التي هي عندهم
كالموتِ يأتي ليسَ فيهِ عارُ
لما فصلتَ منَ الدروبِ إليهمِ
بعرمرمٍ للأرضِ منهُ خوارُ
إنْ يبتكرْ ترشدهُ أعلامُ الصوى
أو يسرِ ليلاً فالنجومُ منارُ
فالحَمَّة ُ البَيْضاءُ مِيعادٌ لَهمْ
والقُفلُ حَتمٌ والخليجُ شِعارُ
علموا بأنَّ الغزوَ كانَ كمثلهِ
غَزواً وأنَّ الغَزو مِنكَ بَوارُ
فالمشيُ همسٌ والنداءُ إشارة ٌ
خَوفَ انتِقامِكَ والحَديثُ سِرارُ
إلا تنل منويلَ أطرافُ القنا
أو تُثنَ عَنهُ البيضُ وهيَ حِرارُ
فلقدْ تمنى أنَّ كلَّ مدينة ٍ
جَبلٌ أَصمُّ وكلُّ حِصْنٍ غَارُ
إلا تفرَّ فقدْ أقمتَ وقدْ رأتْ
عَينَاكَ قِدْرَ الحربِ كيف تُفارُ
في حَيْث تَستَمِعُ الهَريرِ إذا عَلا
وترى عَجاجَ الموتِ حينَ يُثارُ
فانْظُرْ بِعَيْنِ شَجَاعَة ٍ فَلتعْلَمَنْ
أنَّ المقامَ بحيثُ فرارُ
لَمَّا أَتتكَ فُلُولُهمْ أَمْدَدَتهُم
بِسَوابِقِ العَبرَاتِ وَهْي غِزَارُ
وضربتَ أمثالَ الذليلِ وقد ترى
أَنْ غَيْرُ ذَاكَ النَّقْصُ والإمْرَارُ
الصَّبْرُ أجمَلُ والقَضَاءُ مُسلَّطٌ
فارضوا بهِ والشرُّ فيه خيارُ
هَيْهَاتَ جاذَبكَ الأعِنَّة َ باسِلٌ
يعطي الأسنة َ كلَّ ما تختارُ
فمَضَى لَوَ أنَّ النَّارَ دُونَكَ خاضَها
بالسَّيْفِ إلاَّ أنْ تكونَ النَّارُ
حَتَّى يَؤُوبَ الحَقُّ وهْوَ المُشتَفِي
منكمْ وما للدينِ فيكمْ ثارُ(11/405)
للَّهِ دَرُّ أبي سَعِيدٍ إنَّهُ
لِلضَّيْفِ مَحْضٌ لَيْسَ فيهِ سَمَارُ
لَمَّا حَلَلْت الثَّغْرَ أصبَحَ عالِياً
للرُّومِ مِنْ ذَاكَ الْجِوارِ جُوَارُ
واستيقنوا إذْ جاشَ بَحرُكَ وارتَقى
ذاكَ الزئيرُ وعزَّ ذاكَ الزارُ
أنْ لَسْتَ نِعْمَ الجَارُ للسُّنَنِ الأُولَى
إلا إذا ما كنتَ بئسَ الجارُ
يقظٌ يخافُ المشركونَ شذاتهُ
متواضعٌ يعنو له الجبارُ
ذللٌ ركائبهُ إذا ما استأخرتْ
أسفارهُ فهمومهُ أسفارُ
يسري إذا سرتِ الهمومُ كأنهُ
نجمُ الدجى ويغيرُ حينَ يغارُ
سمقتْ بهِ أعراقه في معشرٍ
قَطْبُ الوَغَى نُصُبٌ لهُمْ ودَوَارُ
لا يأسفونَ إذا همُ سمنت لهمْ
أحسابهم أنْ تهزلَ الأعمارُ
مُتَبهمٌ في غَرْسِهِ أنصَارُه
عندَ النزالِ كأنهم أنصارُ
لُفُظٌ لأخْلاقِ التجارِ وإنَّهُمْ
لغداً بما ادخروا له لتجارُ
ومُجَربون سَقاهُمُ مِنْ بأْسِهِ
فإذا لُقُوا فكأنَّهُمْ أغْمارُ
عكفٌ بجذلٍ للطعانِ لقاؤهُ
خَطَرٌ إذا خطَرَ القَنَا الخَطَّارُ
والبيضُ تعلمُ أنَّ ديناً لم يضعْ
مذ سلهنَّ ولا أضيعُ ذمارُ
وَإذَا القِسِيُّ العُوجُ طَارَتْ نَبْلُها
سومَ الجرادِ يسيحُ حينَ يطارُ
ضمنتْ لهُ أعجاسها وتكفلتْ
أَوْتَارُها أنْ تُنْقَضَ الأوْتَارُ
فدعوا الطريقَ بني الطريقِ لعالمٍ
أنَّى يُقَادُ الجَحْفلُ الجَرَّارُ
لَوْ أنَّ أَيْدِيكُمْ طِوَالٌ قَصَّرتْ
عنهُ فكيفَ تكونُ وهيَ قصارٌ
هو كَوكَبُ الإسْلامِ أَيَّة َ ظُلْمَة ٍ
يخرقْ فمخُّ الكفرِ فيها رارُ
غادرتَ أرضهمُ بخيلكَ في الوغى
وكأنَّ أمنعها لها مضمارُ
وأقمتَ فيها وادعاً متمهلاً
حتى ظننا أنها لكَ دارُ
بالمُلْكِ عَنْكَ رِضاً وجابِرُ عظْمِهِ
أرض وبالدنيا عليكَ قرارُ
وأَرَى الرياضَ حَوامِلاً ومَطَافِلاً
مُذْ كنتَ فيها والسَّحابُ عِشَارُ
أيَّامُنا مَصْقُولَة ٌ أَطرَافُهَا
بكَ واللَّيالي كُلُّها أَسْحَارُ
تندى عفاتكَ للعفاة ِ وتغتدي
رُفَقاً إلى زُوَّارِكَ الزُّوَّارُ(11/406)
هِمَمِي مُعَلَّقَة ٌ عليكَ رِقابُها
مغلولة ٌ إنَّ الوفاءَ إسارُ
وَمَوَدَّتي لك لا تُعارُ بَلى إذا
ما كانَ تامورُ الفؤادِ يعارُ
والناسُ غيركَ ما تغيرُ حبوتي
لفِراقِهِمْ هَلْ أَنْجَدُوا أو غَارُوا
ولذاكَ شعري فيكَ قد سمعوا بهِ
سحرٌ وأشعاري لهمُ أشعارٌ
فاسْلَمْ ولا ينفَكُّ يَحظُوكَ الرَّدَى
فينا وتسقطُ دونكَ الأقدارُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي
أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي
رقم القصيدة : 15821
-----------------------------------
أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي
وزِيدي مِنْ بُكائِكِ ثُمَّ زِيدي
وقُومِي حاسِراً في حاسِرَات
خَوَامِشَ للنُّحورِ ولِلخُدُودِ
هُوَ الخَطْبُ الذي ابتَدَعَ الرَّزَايَا
وقالَ لأَعْيُنِ الثَّقَليْنِ جُودِي
ألا رزئتْ خراسانٌ فتاها
غداة َ ثوى عميرُ بن الوليدِ
ألا رزئتْ بمسؤول منيل
ألا رزئتْ بمتلاف مفيدِ
ألا إنَّ الندى والجودَ حلا
بِحيثُ حَلَلْتَ مِنْ حُفَرِ الصَّعِيدِ
بنفسي أنتَ منْ ملكٍ رمتْه
مَنيَّتُه بِسَهْمِ رَدَى سَدِيدِ
تجلَّتْ غمرة ُ الهيجاءِ عنْه
خضيبَ الوجهِ من دمهِ الجسيدِ
فيا بحرَ المنونِ ذهبتَ منه
بِبَحْرِ الجُودِ في السَّنة ِ الصَّلُودِ
ويا أسَدَ المَنُونِ فَرَسْتَ منه
غداة َ فرستَه أسدَ الأسودِ
أَبِالبَطَلِ النَّجِيدِ فَرَسْتَ منه
نَعمْ وبِقَاتِلِ البَطَلِ النَّجِيدِ
تَرَآى لِلطعانِ وقَدْ تَرَاءَتْ
وُجُوهُ المَوْتِ مِنْ حُمْرٍ وسُودِ
فلمْ يَكُنِ المُقَنَّعَ فيهِ رَأْساً
خَلا أَنْ قَدْ تَقَنَّعَ بالحَديدِ
فيا لك وقعة ً جللاً أعارتْ
أسى ً وصبابة ً جلدَ الجليدِ
ويا لك ساحة ً أهدتْ غليلاً
إلى أكبادِنا أبدَ الأبيدِ
وإنَّ أميرنا لم يألُ نصحاً
وعَدْلاً فيالرَّعَايا والجُنُودِ
أفاضَ نَوالُ راحتِه لَدَيهِمْ
وسَامَحَ بالطَّريفِ وبالتَّليدِ
وأصحَرَ دُونَهمْ لِلمَوْتِ حتَّى
سَقَاهُ المَوْتُ مِنْ مَقِرٍ هِبِيدِ(11/407)
وما ظَفِرُوا به حتى قَرَاهُمْ
قَشَاعِمَ أنْسُرٍ وضِباعَ بيدِ
بطعنٍ في نحورهمِ مريدٍ
وضَرْبٍ في رُؤُوسهِمِ عَنِيدِ
فيا يَوْمَ الثلَثاءِ اصطبَحْنا
غداة ً مِنكَ هائِلَة َ الوُرُودِ
ويايَوْمَ الثلَثاءِ اعتُمِدْنا
بِفَقْدٍ فيكَ للسَّندِ العَمِيدِ
فكمْ أسخنتَ منا منْ عيونٍ
وكمْ أعثرتَ فينا منْ جدودِ
فما زجرتْ طيوركَ عنْ سنيحٍ
ولا طلعتْ نجومُكَ بالسعودِ
ألا يا أَيُّها المَلِكُ المُرَدَّى
رداءَ الموتِ في جدثٍ خديدِ
حَضَرْتُ فِناءَ بابِكَ فاعتَرَاني
شجى بينَ المخنقِ والوريدِ
رأيتُ بهِ مطايا مهملاتٍ
وأفراساً صَوَافِنَ بالوَصِيدِ
وكُنَّ عَتَادَ إمَّا فَك عانٍ
وإما قتلِ طاغية ٍ عنودِ
رأيتُ مؤمليكَ غدتْ عليهمْ
عوادٍ أصعدتهمْ في كؤودِ
وأضحتْ عندَ غيركَ في هبوطٍ
حظوظٌ كنَّ عندكَ في صعودِ
وكلهمُ أعدَّ إلياسَ وقفاً
عليكَ ونصَّ راحلة َ القعودِ
واصبحتِ الوفودُ إليكَ وقفاً
على ألا مفادَ لمستفيدِ
لَقَدْ سَخَنَتْ عُيُونُ الجُود لمَّا
نويتَ وأقصدَتْ غررُ القصيدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا آكل التفاحَ دهري ولو
لا آكل التفاحَ دهري ولو
رقم القصيدة : 15822
-----------------------------------
لا آكل التفاحَ دهري ولو
جَنيْتَه لي مِنْ جِنانِ الخُلُودِ
و الله لا أتركهُ للقلى
لكنني أتركهُ للخدودْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يامَنْ بهِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ
يامَنْ بهِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ
رقم القصيدة : 15823
-----------------------------------
يامَنْ بهِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ
ومنْ بهِ يبتهجُ الشعرُ
ماطلَبِي للإذْنِ أَنْ شَاقَنِي
شَمْسٌ مِنَ الإنْسِ ولا بَدْرُ
بَلى كتابٌ أَخْرَسٌ ناطِقٌ
أَنْطَقَ مِنه طَيَّهُ النَّشْرُ
فانتشرتْ حينَ بدا طيهُ
سَرائِرٌ يَكتُمها الجَهْرُ
جاءَ نذيرُ الحزنِ في بطنهِ
بحادثٍ أظهرهُ الظهرُ
فانهلَّ في أسطرهِ أسطرٌ
للدمعِ سطرٌ فوقهُ سطرُ
فمنَّ بالإذنِ على نازحٍ
عن أهلهِ ساعتهُ دهرُ(11/408)
فَقدْ صَدقْتَ الظَنَّ في كل ما
رَجَوْتُه إِذْ كَذَبَ القَطْرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي
يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي
رقم القصيدة : 15824
-----------------------------------
يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي
وأراكَ عِشْرَ الظمْءِ مُرَّ المَوْرِدِ
ولقدْ أحيط بنا ولم نكُ صورة
بكَ واستُعِدَّ لنا ولمّا نُولَدِ
يادَهْرُ أَيَّة ُ زَهْرَة ٍ لِلمَجْدِ لم
تجففْ وأية ُ أيكة لمْ تخضُدِ !
أترعتَ للعنقاءِ في أشعافِها
كأساً تدفقُ بالذعافِ الأسودِ
قَدْ كانَ قَرْمٌ كاسمِهِ قَرْمَاً وما
ولَدَتْ نِسَاءُ بَنِي أبيهِ كأحمَدِ
نجما هدى ً هذاكَ نجمُ الجدي إنْ
حارَ الدليلُ وذاكَ نجمُ الفرقدِ
هذا سنانٌ زاغبيٌّ في الوغى
وكأنما هذا ذبابُ مهندِ
وجَبِينُ هذا كالشهَابِ جَلا الدُّجَى
عنه وهذا كالشهابِ المُوقَدِ
ولَنِعْمَ دِرْعا الحّي في يَوْمَيْهِما
كانا ونِعْمَ الذُّخْرِ كانا لِلغَدِ
لم يَشْهَدا نَجْوَى ولاحَشّا لَظَى
حَرْبٍ تُسَعَّرُ بالقَنا المُتَقَصدِ
إلاَّ رأَيْنا ذَا على تلك الرَّحا
قُطْباً وذَا مِصْبَاحَ ذَاكَ المَشْهَدِ
رُزِئَت بَنُو عَمْرو بنِ عامرٍ الذُّرَى
بِهما وصَوَّحَ نَبْتُ وَادِيها النَّدى
وكذا المنايا ما يطأنَ بمسيمٍ
إلا على أعناق أهلِ السؤددِ
ولَئِن أُصِيبُوا إِنَّ تِلكَ لَغَيْضَة ً
لم تخلُ من ليثٍ هنالكَ ملبدِ
ما دامَ ذاك المعدنُ الزاكي الثرى
في جزعِنا لم نلتفتْ للعسجدِ
تلكَ المصائبُ مشوياتٌ كلها
إلا مصيبة َ حجوة َ بنِ محمدِ
ولقَدْ أصابَ غَليلُها مَنْ لم يُصَبْ
ولَصُيرَتْ فقْداً لِمَنْ لم يَفْقِدِ
طامنْ حشاكَ أبا الحبابِ فإنها
نوبٌ تروحُ على الأنامِ وتغتدي
فلقدْ أفاقِ متممٌ عن مالكٍ
وسلا لبيدُ قبلهُ عنْ أربدِ
فَلَئِنْ صَبَرْتَ لأنتَ كوكبُ مَعْشَرٍ
صَبَروا وإنْ تَجْزَعْ فغَيْرُ مفَنَّدِ
هذي المعونة ُ باللسانِ ولو أرى(11/409)
عَيْن الحِمَامِ لَقَدْ أَعَنْتُكَ باليَدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> غَطّتْ يَداكَ عليَّ في لَحْدِي
غَطّتْ يَداكَ عليَّ في لَحْدِي
رقم القصيدة : 15825
-----------------------------------
غَطّتْ يَداكَ عليَّ في لَحْدِي
وبَقِيتَ ما مُدَّ المدَى بَعْدِي
ورُزِقْتُ منكَ العَطْفَ ما حَملَتْ
عَيْني الدُّموعَ ودَامَ لي وَجْدِي
نفسي بكتماني معلقة ٌ
بين النوى ومخافة ِ الصدِّ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا هذهِ أقصري ما هذهِ بشرٌ
يا هذهِ أقصري ما هذهِ بشرٌ
رقم القصيدة : 15826
-----------------------------------
يا هذهِ أقصري ما هذهِ بشرٌ
ولا الخَرائِدُ مِنْ أَتْرَابِها الأُخَرُ
خَرَجْنَ في خُضْرَة ٍ كالرَّوْضِ ليسَ لَها
إلاَّ الحُليَّ على أَعنَاقِها زَهَرُ
بِدُرَّة ٍ حَفَّها مِنْ حَوْلِها دُرَرٌ
أَرْضَى غَرامِيَ فيها دَمْعِيَ الدرَرُ
رِيَمٌ أَبَتْ أَنْ يَرِيمَ الْحُزنُ لي جَلَداً
والعينُ عينٌ بماءِ الشوقِ تبتدرُ
صَبَّ الشَّبَابُ عليها وهْوَ مُقَتَبلٌ
ماءً مِنَ الحُسْن ما في صَفْوِهِ كَدَرُ
لَوْلا العُيُونُ وتُفَّاحُ الْخُدُودِ إذاً
ما كانَ يَحسُدُ أَعمَى مَنْ له بَصَرُ
حُييتَ مِن طَلَلٍ لم تُبْقِ لي طَللاً
إلاَّ وفيهِ أَسى ً تَرشيحُهُ الذكَرُ
قَالُوا أَتَبكي على رَسْمٍ فقُلتُ لهم:
منْ فاتهُ العينُ هدى ً شوقهُ الأثرُ
إنَّ الكرامَ كثيرٌ في البلادِ وإنْ
قَلُّوا كمَا غَيْرُهم قُلٌّ وإنْ كَثُروا
لا يدهمنكَ منْ دهمائهمْ عددٌ
فإِنَّ جُلَّهُمُ بَل كُلّهُمْ بَقَرُ
وكُلّما أَمسَتِ الأَخطارُ بَيْنَهُمُ
هَلْكَى تَبيَّنَ مَنْ أَمسَى له خَطَرُ
لَوْ لَمْ تُصادِفُ شِيَاتُ البُهْم أكثرَ ما
في الخَيْلِ لم تُحْمَدِ الأَوضَاحُ والغُرَرُ
نِعْمَ الفَتى عُمَرٌ في كل نائِبَة ٍ
نابتْ وقلتْ لهُ "نعم الفتى عمرُ
يُعْطِي ويَحْمَدُ مَنْ يأْتِيهِ يَحْمَدُه
فشكرهُ عوضٌ ومالهُ هدرُ(11/410)
مُجَردٌ سَيْفَ رَأْيٍ مِنْ عَزِيمَتِه
للدهرِ صيقلهُ الإطراقُ والفكرُ
عَضباً إذا سَلَّه في وَجْهِ نائِبة ٍ
جاءَتْ إليْهِ بَناتُ الدَّهْرِ تعتَذِرُ
وَسَائِلٍ عَنْ أبي حَفْصٍ فَقُلْتُ له
أمسكُ عنانكَ عهُ إنهُ القدرُ
هُوَ الهُمامُ هُوَ الصَّابُ المُريحُ هو الْ
ـحَتْفُ الوَحِيُّ هو الصَّمصَامَة ُ الذَّكَرُ
فَتى ً تَراهُ فتنفي الْعُسْرَ غُرَّتُه
يمناً وينبعُ منْ أسرارها اليسرُ
فِدًى له مُقشعِرٌّ حِينَ تَسْأَلُهُ
خَوْفَ السُّؤَالِ كأَنْ في جِلدِه وَبَرُ
أنى ترى َ عاطلاً منْحلي مكرمٍة
وكلَّ يَوْمٍ تُرَى في مالِكَ الغِيَرُ !
للَّهِ دَرُّ بَنِي عبْدِ العَزِيزِ فكَمْ
أردوا عزيزِ عدى ِّ في خدهَّ صعر
حَتَّى لقد ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّها سُوَرُ
يا ليتَ شعري منْ هاتا مآثرهُ
ماذا الذي ببلوغِ النجمِ ينتظرُ
بالشعرِ طولٌ إذا اصطكتْ قصائدهُ
في مَعْشَرٍ وبهِ عَنْ مَعْشر قِصَرُ
سافرْ بطرفكَ في أقصى مكارمنا
إنْ لم يكنْ لكَ في تأْسِيسها سَفَرُ
هلْ أورقَ المجدُ إلاَّ في بني أددٍ
لوْلا أَحادِيثُ بَقَّتْها مآثِرُنا
مِنَ النَّدى والرَّدَى لم يُعْجِب السَّمرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا يشمتِ الأعداءُ بالموتِ إننا
لا يشمتِ الأعداءُ بالموتِ إننا
رقم القصيدة : 15827
-----------------------------------
لا يشمتِ الأعداءُ بالموتِ إننا
سنخلي لهمْ من عرضة ِ الموتِ مورداً
ولا تحسبنّ الموتَ عاراً فإننا
رَأَيْنا المَنايا قَدْ أصَبْنَ مُحمَّدا
ولا يحسبِ الأعداءُ أن مصيبتي
أكلتْ لهمْ مني لساناً ولا يدا
تتابعَ في عامٍ بنيَّ وإخوتي
فأصبَحْتُ إنْ لَم يُخْلِفِ اللَّهُ واحِدا
العصر العباسي >> أبو تمام >> رقتْ حواشي الدهرُ فهيَ تمرمرُ
رقتْ حواشي الدهرُ فهيَ تمرمرُ
رقم القصيدة : 15828
-----------------------------------
رقتْ حواشي الدهرُ فهيَ تمرمرُ
وغَدَا الثَّرَى في حَلْيِهِ يَتكسَّرُ(11/411)
نَزلَتْ مُقَدمَة ُ المَصِيفِ حَمِيدة ً
ويدُ الشتاءِ جديدة ُ لا تكفرُ
لولا الذي غرسَ الشتاءُ بكفهِ
لاَقَى المَصِيفُ هَشَائِماً لاتُثْمِرُ
كمْ ليلة ٍ آسى البلادَ بنفسهِ
فيها ويَوْمٍ وَبْلُهُ مُثْعَنْجِرُ
مَطَرٌ يَذُوبُ الصَّحْوُ منه وبَعْدَه
صَحْوٌ يَكادُ مِنَ الغَضَارة يُمْطِرُ
غَيْثَانِ فالأَنْوَاءُ غَيْثٌ ظاهِرٌ
لكَ وجههُ والصحوُ غيثٌ مضمرٌ
وندى ً إذا ادهنتْ بهِ لممُ الثرى
خِلْتَ السحابَ أتاهُ وهو مُعَذرُ
أربيعنا في تسعَ عشرة َ حجة ً
حَقّاً لَهِنَّكَ لَلرَّبيعُ الأزْهَرُ
ما كانتِ الأيامُ تسلبُ بهجة ً
لو أنَّ حسنَ الروضِ كانَ يعمرُ
أولا ترى الأشياءَ إنْ هيَ غيرتْ
سَمُجتْ وحُسْنُ الأرْضِ حِينَ تُغَيَّرُ
يا صاحِبَيَّ تَقصَّيا نَظرَيْكُمَا
تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تصورُ
تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ
زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ
دنيا معاشٌ للورى حتى إذا
جليَ الربيعُ فإنما هيَ منظرُ
أضحتْ تصوغُ بطونها لظهورها
نَوْراً تكادُ له القُلوبُ تُنَورُ
مِن كل زَاهِرَة ٍ تَرقْرَقُ بالنَّدَى
فكأنها عينٌ عليهِ تحدرُ
تَبْدُو وَيحجُبُها الجَمِيمُ كأنَّها
عَذْرَاءُ تَبْدُو تارَة ً وتَخَفَّرُ
حتَّى غَدَتْ وَهَدَاتُها ونِجَادُها
فِئتيْنِ في خِلَعِ الرَّبيع تَبَخْتَرُ
مُصْفَرَّة ً مُحْمَرَّة ً فكأنَّها
عُصَبٌ تَيَمَنُّ في الوَغَا وتَمَضَّرُ
منْ فاقعِ غضَّ النباتِ كأنهُ
دُرٌّ يُشَقَّقُ قَبْلُ ثُمَّ يُزَعْفَرُ
أو ساطعِ في حمرة ٍ فكأنَّ ما
يدنو إليهِ منَ الهواءِ معصفرُ
صنعُ الذي لولا بدائعٌ صنعهِ
ماعَادَ أصْفَرَ، بَعْدَ إِذْ هُوَ أَخْضَرُ
خلقٌ أطلَّ منَ الربيعِ كأنهُ
خلقٌ الإمامِ وهديهُ المتيسرِ
في الأَرْضِ مِنْ عَدْلِ الإمام وجُودِه
ومِنَ النّباتِ الغض سُرْجٌ تَزْهَرُ
تُنْسَى الرياض وما يُرَوّضُ فَعْلُه
أَبَداً على مَرّ اللَّيالي يُذْكَرُ
إنَّ الخَلِيفَة َ حينَ يُظلِمُ حادثٌ(11/412)
عينُ الهدى وله الخلافة ٌ محجرُ
كَثُرَتْ بهِ حَرَكاتُها ولقَدْ تُرَى
منْ فترة ٍ وكأنها تتفكرُ
ما زِلْتُ أَعْلَمُ أَنَّ عُقْدَة َ أَمْرِها
في كفهِ مذ خليتْ تتخيرُ
سكنَ الزمانُ فلا يدٌ مذمومة ً
للحادِثَاتِ ولا سَوَامٌ يُذْعَرُ
نَظَمَ البِلادَ فأَصبَحتْ وكأنَّها
عقدٌ كأنَّ العدلَ فيهِ جوهرُ
لم يبقَ مبدى موحشٌ إلاَّ ارتوى
مِنْ ذِكْرهِ فكأنَّما هُوَ مَحْضَرُ
ملكٌ يضلُّ الفخرُ في أيامهِ
ويقلُّ في نفحاتهِ ما يكثرُ
فَلَيَعْسُرَنَّ على اللَّيَالي بَعْدَهُ
أنْ يبتلى بصروفهنَ المعسرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
رقم القصيدة : 15829
-----------------------------------
أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
وناسٍ سِرَاجَ المَجْدِ نَجْمَ المَحامِدِ !
وقَدْ تُرِعتْ إثفِيَّة ُ العَرَبِ التي
بها صُدِعَتْ مابينَ تلكَ الجَلاَمِدِ
ألا غَرْبُ دَمْعٍ ناصِرٍ لي على الأسى
ألا حرُّ شعرٍ في الغليلِ مساعدي
فلمْ تكرمِ العينانِ إنْ لم تسامحا
ولاطابَ فَرْعُ الشعْرِ إنْ لم يُسَاعِدِ
لتبكِ القوافي شجوها بعد خالدٍ
بُكَاءَ مُضِلاَّتِ السَّماحِ نَوَاشِدِ
لَكانَتْ عَذَارَاها إذا هيَ أبرِزَتْ
لَدَى خالدٍ مِثْلَ العَذَارَى النَّواهِدِ
وكانَتْ لِصَيْدِ الوَحْشِ مِنها حَلاوَة ٌ
على قَلْبِهِ لَيسَتْ لِصَيْدِ الأوابِدِ
وكانَ يرى سمَّ الكلامِ كأنما
يُقَشَّبُ أحياناً بِسَم الأَسَاوِدِ
تقلصَ ظلُّ العرفِ في كلِّ بلدة
وأطفىء َ في الدنيا سراجُ القصائدِ
فَيا عِيَّ مَرْحُولٍ إليهِ ورَاحل
وخَجْلَة َ مَوْفُودٍ إليهِ ووافِدِ
وياماجداً أَوْفَى بهِ المَوْتُ نَذْرَهُ
فأشعرَ روعاً كلَّ أروعَ ماجدِ !
غَداً يَمْنعُ المَعْرُوفُ بعدَكَ دَرَّهُ
وتعذرُ غدرانُ الأكفِّ الروافدِ
ويا شائماً برقاً خدوعاً وسامعاً
لِرَاعِدَة ٍ دَجَّالَة ٍ في الرَّواعِدِ(11/413)
أقمْ ثمَّ حطَّ الرحلَ والظنَّ إنه
مَضَتْ قِبْلَة ُ الأسفَارِ مِنء بعد خالدِ
تكفأَ متنُ الأرضِ يومَ تعطلتْ
من الجبلِ المنهدِ تحتَ الفدافدِ
فللثغرِ لونٌ قاتمٌ بعد منظرٍ
أنيقٍ وجوٌّ سائلٌ غيرُ راكدِ
لأبرحتَ يا عامَ المصائبِ بعدما
دعتكَ بنو الآمالِ عامَ الفوائدِ!
لقدْ نهسَ الدهرُ القبائلَ بعدَه
بِنَابٍ حَديدٍ يَقْطُرُ السَّمَّ عانِدِ
فجَلَّلَ قَحْطاً آلَ قَحْطَانَ وانثنَتْ
نِزَارٌ بِمَنْزُورٍ منَ العَيْشِ جاحِدِ
على أي عِرْنِينٍ غُلِبْنا ومارِنٍ
وأية ُ كفِّ فارقتنا وساعدِ!
كأنا فقدنا ألفِ ألفِ مدجَّجٍ
على ألفِ ألفٍ مقربٍ لا مباعدِ
فيا وحشة َ الدنيا وكانتْ أنيسة ً
وَوَحدَة َ مَنْ فيها لَمَصْرعِ واحِدِ!
مضَتْ خُيَلاَءُ الخيْلِ وانصَرَفَ الرَّدَى
بأنفَسِ نَفْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَوَالِدِ
فأَيْنَ شِفَاءُ الثَّغْرِ أينَ إذا القَنَا
خطرنَ على عضوٍ من الملكِ فاسدِ؟
وأينَ الجِلادُ الهَبْرُ إذْ ليسَ سَيدٌ
يَقِي جِلْدَة َ الأحسَابِ إنْ لم يُجَالِدِ؟
ومَنْ يَجْعل السُّلطانَ حَبْلَ وَرِيدِهِ
ومنْ ينظمِ الأطرافَ نظمَ القلائدِ؟
ومنْ لم يكنْ ينفكُّ يغبقُ سيفَهُ
دماً عانداً من نحرِ ليثٍ معاندِ ؟
بِنَفسيَ مَنْ خَطّتء رَبيعة ُ لَحْدَه
ولا زال مهتزَّ الربي غيرَ هامِدِ
أقام به مِنْ حي بَكْرِ بنِ وائلٍ
هنيِّ الندى مخضرَّ إثرَ المواعدِ
فماذا حوتْ أكفانُه من شمائل
مناهلَ أعدادٍ عذابَ المواردِ!
خلاَئِقُ كانَتْ كالثُّغُورِ تُخرمَتْ
وكانَ عليها واقفاً كالمجاهدِ
فكَمْ غالَ ذَاكَ التُّرْبُ لي ولِمَعْشَرِي
وللناسِ طُرّاً مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ!
أشيْبَانُ لا ذَاكَ الهلالُ بِطالِعٍ
علينا ولا ذاكَ الغمامُ بعائدِ
أشَيْبَانُ ماجَدي ولاجَدُّ كَاشِحٍ
ولاجَدُّ شيءٍ يَوْمَ وَلَّى بصاعِدِ
أَشَيْبَانُ عَمَّتْ نارُها مِنْ مُصِيبة ٍ
فَما يُشتَكى وَجْدٌ إلى غيرِ وَاجِدِ
لإنْ أقرَحَتْ عَيْنَيْ صَدِيقٍ وصاحِب(11/414)
لقد زعزعتْ ركنيْ عدوٍّ وحاسدِ
لئنْ هي أهدَتْ للأقاربِ ترحة ً
لقَدْ جَلَّلَتْ تُرْباً خُدُودَ الأباعِدِ
فما جانِبُ الدُّنيا بِسَهلٍ ولا الضُّحَى
بطَلْقٍ ولاماءُ الحَيَاة ِ بِبارِدِ
بَلَى وأبِي إنَّ الأميرَ محمّداً
لقطبُ الرحى مصباحُ تلكَ المشاهدِ
حَمِدْتُ اللَّيالي إذ حَمَتْ سَرْحَنا بهِ
ولستُ لها في غير ذاك بحامدِ
عليه دليلٌ من يزيدَ وخالدٍ
ونورانِ لاحا من نجارٍ وشاهدِ
منَ المكرمينَ الخيلَ فيهمْ ولم يكنْ
لِيُكْرِمَها إلاَّ كِرَامُ المَحاتِدِ
أخو الحربِ يكسوها نجيعاً كأنما
مُتُونُ رُبَاها منهُ مِثْلُ المَجَاسِدِ
إذا شبَّ ناراً أقعدتْ كلَّ قائمٍ
وقامَ لها منْ خوفهِ كلُّ قاعدِ
فقلْ لملوك السيسجان ومنْ غدا
بأَرَّانَ أو جُرْزانَ غيرَ مُناشِدِ
ألا القُوا مَقالِيدَ البِلادِ وَهَلْ لها
رتاجٌ فيلقي أهلُها بالمقالدِ ؟!
ولا يغوكم شيطانُ حربٍ فإنه
مَعَ السَّيفِ يَدْمَى نَصْلُه غيرُ مَارِدِ
ولا تفترقْ أعناقُكم إنَّ حولها
رُدَينيَّة ً يَجَمَعْنَ هامَ الشَّوارِدِ
وما كثرتْ في بلدة ٍ قصدُ القنا
فتقلعَ إلا عنْ رقابٍ قواصدِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> الموت في غرناطة
الموت في غرناطة
رقم القصيدة : 1583
-----------------------------------
عائشةٌ تشقٌّ بطنَ الحوت
ترفع في الموج يديها
تفتح التابوت
تُزيح عن جبينها النقاب
تجتاز ألف باب
تنهض بعد الموت
عائدةً للبيت
ها أنذا أسمعها تقول لي لبَّيكْ
جاريةً أعود من مملكتي إليك
وعندما قبَّلتها بكيتْ
شعرت بالهزيمة
أمام هذي الزهرة اليتيمة
الحبُ, يا مليكتي, مغامرة
يخسر فيها رأسَهُ المهزوم
بكيتُ, فالنجومْ
غابتْ, وعدتُ خاسرًا مهزوم
أُسائلُ الأطلالَ والرسوم
عائشةٌ عادت, ولكني وُضعتُ, وأنا أموت
في ذلك التابوت
تَبادَلَ النهران
مجريهما, واحترقا تحت سماء الصيف في القيعان
وتركا جرحًا على شجيرة الرمان
وطائرًا ظمآن
ينوح في البستان
آه جناحي كسرته الريح(11/415)
وصاح في غرناطة
معلم الصبيان
لوركا يموتُ, ماتْ
أعدمه الفاشست في الليل على الفرات
ومزقوا جثته, وسملوا العينين
لوركا بلا يدين
يبثّ نجواه الى العنقاء
والنورِ والتراب والهواء
وقطراتِ الماء
أيتها العذراء
ها أنذا انتهيتْ
مقدَّسٌ, باسمك, هذا الموت
وصمت هذا البيت
ها أنذا صلَّيت
لعودة الغائب من منفاه
لنور هذا العالم الأبيض, للموت الذي أراه
يفتح قبر عائشة
يُزيح عن جبينها النقاب
يجتاز ألف باب
آه جناحي كسرته الريح
من قاع نهر الموت, يا مليكتي, أصيح
جَفّتْ جذوري, قَطَعَ الحطّاب
رأسي وما استجاب
لهذه الصلاة
أرضٌ تدور في الفراغ ودمٌ يُراقْ
وَيحْي على العراق
تحت سماء صيفه الحمراء
من قبل ألفِ سنةٍ يرتفع البكاء
حزنًا على شهيد كربلاء
ولم يزل على الفرات دمه المُراق
يصبغ وجهَ الماء والنخيل في المساء
آه جناحي كسرته الريح
من قاع نهر الموت, يا مليكتي, أصيح
من ظلمة الضريح
أمدُّ للنهر يدي, فَتُمسك السراب
يدي على التراب
يا عالمًا يحكمه الذئاب
ليس لنا فيه سوى حقّ عبور هذه الجسور
نأتي ونمضي حاملين الفقر للقبور
يا صرخات النور
ها أنذا محاصرٌ مهجور
ها أنذا أموت
في ظلمة التابوت
يأكل لحمي ثعلب المقابر
تطعنني الخناجر
من بلد لبلد مهاجر
على جناح طائر
- أيتها العذراء
والنور والتراب والهواء
وقطرات الماء
ها أنذا انتهيت
مقدّسٌ, باسمك, هذا الموت
العصر العباسي >> أبو تمام >> وَلي مِنَ الدُّنياهَوًى واحِدٌ
وَلي مِنَ الدُّنياهَوًى واحِدٌ
رقم القصيدة : 15830
-----------------------------------
وَلي مِنَ الدُّنياهَوًى واحِدٌ
يا رَبَّ فاصفَحْ ليَ عن الوَاحِدِ
لا تتركني فيهِ يا ذا العلى
احدوثة الصادرِ والواردِ
يا ربِّ إن فارقتهُ بعد ما
أصرعني للشامتِ الحاسدِ
فأَلحِق الرُّوحَ وجُثْمانهُ
بوهدة ِ المحتفرِ اللاحدِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الحقُّ أبلجُ والسيوفٌ عوارِ
الحقُّ أبلجُ والسيوفٌ عوارِ
رقم القصيدة : 15831(11/416)
-----------------------------------
الحقُّ أبلجُ والسيوفٌ عوارِ
فَحَذَارِ مِنْ أَسَدِ العَرِينِ حذَارِ
ملكٌ غدا جارَ الخلافة َ منكمُ
واللهُ قد أوصى بحفظِ الجارِ
يارُبَّ فِتْنَة ِ أُمَّة ٍ قَدْ بَزَّها
جبارها في طاعة ِ الجبارِ
جالتْ بخيذرِ جولة ِ المقدارِ
فأَحَلَّهُ الطُّغْيَانُ دَارَ بَوَارِ
كمْ نعمة ٍ للهِ كانتْ عندهُ
فكأنها في غربة ٍ وإسارِ
كسيتْ سبائبِ لومهِ فتضاءلتْ
كتضاؤلِ الحسناءِ في الأطمارِ
موتورة ٌ طلبَ الإلهُ بثأرها
وكفى بربِّ الثأرِ مدركَ ثارِِ
صَادَى أَمِير المُؤْمِنينَ بَزِبْرجٍ
في طَيهِ حُمَة ُ الشُّجاعِ الضَّارِي
مَكْراً بَنَى رُكْنَيْهِ، إلاَّ أَنَّهُ
وطدَ الأساسَ على شفيرٍ هارِ
حتَّى إذا ما اللَّهُ شَقَّ ضَمِيرَهُ
عَنْ مُسْتَكِن الكُفْرِ والإصْرَارِ
ونحا لهذا الدينِ شفرتهُ انثنى
والحَقُّ مِنْهُ قانئُ الأظفَارِ
هَذَا النَّبيُّ وكانَ صَفْوَة َ رَبهِ
منْ بينٍ بادٍ في الأنامِ وقارِ
قدْ خصَ منْ أهلِِ النفاقِ عصابة ً
وهمْ أشدُ أذى ً منَ الكفار
واختارَ منْ سعدٍ لعينِ بني أبي
سَرْحٍ لِوَحْي الله غَيْرَ خِيَارِ
حتى َّ استضاءَ بشعلة ٍ السورِ التي
رفعتْ لهُ سجفاً عنِ الأسرارِ
والهاشميونَ استقلتْ عيرهمُ
مِنْ كَرْبَلاَءَ بأَثْقَلِ الأَوْتارِ
فشفاهمُ المختارُ منهُ ولم يكنْ
في دينهِ المختارُ بالمختارِ
حتَّى إذا انكشفَتْ سَرائِرُه اغتَدَوْا
منهُ براءَ السمعِ والأبصارِ
ما كانَ لولا فحشُ غدرٌ خيذرَ
ليكونَ في الإسلام عامُ فجارِ
ما زالَ سرُّ الكفرِ بينَ ضلوعهِ
حتَّى اصطلَى سِرَّ الزنادِ الوَاري
ناراً يُساوِرُ جِسْمَهُ مِنْ حَرها
لهبٌ كما عصفرتَ شقَّ إزارِ
طارتْ لها شعلٌ يهدمُ لفحها
أرْكَانَهُ هَدْماً بغيْرِ غُبَارِ
مشبوبة ً رفعتْ لأعظمِ مشركِ
ما كانَ يَرفَعُ ضَوْءَها للسَّارِي
صلى لها حياً وكانَ وقودها
مَيْتاً ويَدخُلُها معَ الفُجَّارِ
فصلنَ منهُ كلِّ مجمعِ مفصلٍ(11/417)
وفعلَ فاقرة ً بكلِّ فقارِ
وكذَاكَ أَهْلُ النَّارِ في الدُّنيا هُمُ
يومَ القيامة ِ جلُّ أهل النارِ
يا مشهداً صدرتْ بفرحتهِ إلى
أَمْصَارِها القُصْوَى بَنُو الأمْصَارِ
رمقوا أعالي جذعهِ فكأنما
وجَدُوا الهلالَ عَشِيَّة َ الإفْطَارَ
واستنشأوا منهُ قتاراً نشرهُ
مِنْ عَنْبَرٍ ذَفِرٍ ومِسْكٍ دَارِي
وتحدثوا عنْ هلكهِ كحديثِ منْ
بالْبَدْوِ عن مُتتَابِعِ الأمطارِ
وتَبَاشَرُوا كتَباشُرِ الحَرَمْين في
قُحَمِ السنينِ بأَرْخَصٍ الأسْعَارِ
كانَتْ شَماتَة ُ شامتٍ عاراً فَقَدْ
صارتْ بهِ تنضو ثيابِ العارِ
قدْ كانَ بوأهُ الخليفة ُ جانباً
مِنْ قَلْبِهِ حَرَماً على الأَقْدَارِ
فَسَقَاهُ ماءَ الْخَفْضِ غَيْرَ مُصَرَّدِ
وأنامهُ في الأمْنِ غَيْرَ غِرَارِ
ورَأَى بهِ مالم يكُنْ يَوْماً رَأَى
عَمْرُو بنُ شَأْسٍ قَبْلَهُ بِعِرَارِ
فإذا ابنُ كافرة ٍ يسرُّ بكفرهِ
وجداً كوجدِ فرزدقٍ بنوارِ
وإذا تذكرهُ بكاهُ كما بكى
كعبٌ زمانُ رثى أبا المغوارِ
دلتْ زخارفهُ الخليفة َ أنهُ
ما كلُّ عودٍ ناضرِ بنضارِ
يا قابضاً يدَ آلِ عادلاً
أتبعْ يميناً منهمُ بيسارِ
أَلْحِقْ جَبيناً دَامِياً رَمَّلْتَهُ
بِقَفاً، وصَدْراً خائِناً بِصدارِ
واعلمْ بأنكَ إنما تلقيهمُ
في بعضِ ما حفروا منَ الآبارِ
لوْ لم يكدْ للسامري قبيلهُ
ما خَارَ عِجْلُهُمُ بِغَيْرِ خُوَارِ
وثَمُودُ لَوْ لَمْ يُدْهِنُوا في رَبَّهم
لم تَدْمَ ناقَتُه بِسَيْفِ قُدَارِ
ولقد شفى الأحشاءَ منْ برحائها
أَنْ صَارَ بَابَكُ جارَ مازَيَّارِ
ثانيهِ في كبدِ السماءِ ولم يكنْ
لاثنْينِ ثانٍ إذْ هُما في الغَارِ
وكأنما انتبذا لكيما يطويا
عنْ ناطسٍ خبراً منَ الأخبارِ
سودُ الثيابِ كأنما نسجتْ لهمْ
أَيْدِي السَّمُومِ مَدَارِعاً مِنْ قَارِ
بَكرُوا وأسْروْا في مُتُونِ ضَوَامِرٍ
قِيدَت لَهُمْ مِنْ مَرْبِطِ النَّجارِ
لا يبرحونَ ومن رآهم خالهمْ
أَبَداً على سَفَرٍ مِنَ الأسفارِ(11/418)
كادُوا النُّبُوَّة َ والهُدَى ، فتَقطَّعَتْ
أعناقهمْ في ذلكَ المضمارِ
جَهِلُوا، فلم يَسْتَكثِرُوا مِنْ طاعة ٍ
معروفة ٌ بعمارة ِ الأعمارِ
فاشددْ بهارونَ الخلافة َ إنهُ
سكنٌ لوحشتها ودارُ قرارِ
بفتى بني العباسِ والقمرِ الذي
حَفَّتْهُ أنْجُمُ يَعْرُبٍ ونِزَارِ
كَرَمُ العُمُومَة ِ والخؤولَة ِ مَجَّهُ
سَلَفا قُرَيْشٍ فيهِ والأنْصَارِ
هُوَ نَوْءُ يُمْنٍ فيهمُ وسَعَادة ٍ
وسراجُ ليلٍ فيهمُ ونهارِ
فاقْمَعْ شَياطينَ النفاقِ بِمُهْتَدٍ
تَرْضَى البَرِيَّة ُ هَدْيَهُ والبَاري
ليسيرَ في الآفاقِ سيرة َ رأفة ٍ
ويَسُوسَها بِسَكينة ٍ ووَقارٍ
فالصينُ منظومٌ بأندلسٍ إلى
حِيطانِ رُومية ٍ فَمُلْكِ ذَمَارِ
ولقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ ذلك مِعْصَمٌ
ما كنْتَ تَتْرُكُهُ بغَيْرِ سِوَارِ
فالأرض دارٌ أقْفَرت مالم يَكُنْ
مِنْ هَاشِمٍ رَبٌّ لتِلكَ الدَّارِ
سورُ القرانِ الغرُّ فيكمْ أنزلتْ
ولكمْ تصاغُ محاسنُ الأشعارِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَوْ صَحَّحَ الدَّمْعُ لي أوْ ناصَحَ الكَمَدُ
لَوْ صَحَّحَ الدَّمْعُ لي أوْ ناصَحَ الكَمَدُ
رقم القصيدة : 15832
-----------------------------------
لَوْ صَحَّحَ الدَّمْعُ لي أوْ ناصَحَ الكَمَدُ
لقلَّما صَحِباني الرُّوحُ والجَسَدُ
خانَ الصَّفَاءَ أَخٌ كانَ الزمانُ له
أخاً فلم يتخَوَّنْ جسمَه الكَمَدُ
تساقُطُ الدَّمعِ أدنَى مابُلِيتُ بهِ
في الحُب إذْ لم تَساقَط مُهجة ويَدُ
لا والذي ارتكتْ تطوي الفجاجَ له
سَفائِنُ البَر في خَد الثَّرَى تَخِدُ
لأنفدنَّ أسى إذْ لم أمتْ أسفاً
أو ينفَدُ العمرُ بي أو يَنفَدُ الأبَدُ
عني إليكِ فإني عنكِ في شغلٍ
لي منهُ يومٌ يبكي مهجتي وغدُ
وإنَّ بجرية ً نابتْ جأرتُ لها
إلى ذُرى جلَدِي فاستَوهلَ الجَلَدُ
هِيَ النَّوائِبُ فاشجَيْ أَوْ فَعِي عِظَة ً
فإِنَّها فُرَصٌ أثْمارُها رَشَدُ
هبي تريْ قلقاً من تحته أرقٌ
يحدوهما كمدٌ يحنو له الجسدُ(11/419)
صماءُ سمُّ العدى في جنبها ضربٌ
وشربُ كأسِ الردى في فمِّها شهدُ
هُناكَ أُمُّ النُّهَى لم تُودِ مِنْ حَزَنٍ
ولم تَجُدْ لبني الدُّنْيا بما تَجِدُ
لو يعلمُ الناسُ علمي بالزمانِ وما
عاثَتْ يَدَاه لما رَبُّوا ولا ولَدُوا
لايُبْعِد اللهُ مَلْحُوداً أقامَ بهِ
شَخْصُ الحِجَى وسَقاهُ الواحدُ الصَّمَدُ
ياصاحبَ القَبْرِ دَعْوَى غيرِ مُثَّئبٍ
إنْ قالَ أودى الندى والبدرُ والأسدُ
باتَ الثَّرَى بأخي جَذْلان مُبْتَهِجاً
وبتُّ يحكمُ في أجفانيَ السهدُ
لَهْفي عليكَ ومالَهْفي بمُجدية
مالم يَزُركَ بنفسي حَرُّ ما أَجِدُ
أنسَى أبا الفَضْلِ يَعْفُو التُّرْبُ أحسنَه
دوني ودلوُ الردى في مائِهِ يردُ؟!
ويلٌ لأمكَ أقصرْ إنَّه حدثٌ
لم يعتقدْ مثله قلبٌ ولا جلدُ
عاقَ الزمانُ رضيعَ الجودِ لم يقهِ
أهلٌ ولم يَفْدِهِ مالٌ ولاوَلَدُ
حينَ ارتوى الماءَ وافترتْ شبيبتُه
عن مُضحِكٍ للمعَالي ثَغْرُه بَرَدُ
وقِيلَ أحمدُها بَلْ قيلَ أمجدُها
بلْ قِيلَ أنجدُها إنْ فُرَّتِ النُّجُدُ
رُودُ الشَّبابِ كنَصْلِ السَّيفِ لاجَعَدٌ
في راحَتَيْهِ ولافي عُودِهِ أَوَدْ
سقى الحبيسَ ومحبوساً ببرزخهِ
منَ السميِّ كفيتُ الودقِ يطردُ
بحيثُ حلَّ أبو صقر فودَّعَه
صفو الحياة ِ ومنْ لذاتِها الرغدُ
بحيثُ حَلَّ فَقِيدُ المَجْدِ مُغتَرباً
ومُورِثاً حَسراتِ ليسَ تُفْتَقَدُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
رقم القصيدة : 15833
-----------------------------------
فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
بهِ استقلّت يدُ السرورِ
تجولُ في رونقي جمالٍ
مِنْ خدهِ مُقْلَة ُ البَصِيرِ
لم يعرفوا مثلهُ جمالاً
جلَّ عن المثلِ والنظيرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
رقم القصيدة : 15834
-----------------------------------
أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
هاتا مواردهُ فأينَ مصادرهُ؟(11/420)
نامتْ عيونُ الشامتينَ تيقناً
أنْ ليسَ يَهْجَعُ والهُمومُ تسامِرُهْ
أَسرَ الفِراقُ عَزاءَهُ وَنأى الّذي
قدْ كانَ يستحييهِ إذْ يستاسرهُ
لا شيءَ ضائرُ عاشقٍ، فإذا نأى
عَنْه الْحَبيبُ فَكُلُّ شيءٍ ضَائِرُهْ
يا أيهاذا السائلي أنا شارحٌ
لكَ غائبي حتى َّ كأنكَ حاضرهُ
إني ونصراً والرضا بجوارهِ
كالبَحْرِ لا يَبْغي سِوَاهُ مُجَاوِرُهْ
ما إنْ يَخافُ الخَذْلَ من أيَّامِهِ
أحدٌ تيقنَ أنَّ نصراً ناصرهُ
يَفْدِي أبَا العبّاسِ مَن لم يَفْدِهِ
مِنْ لائِميهِ جِذْمُهُ وعَنَاصِرُهْ
مسْتَنِفرٌ للمَادِحينَ، كأنَّما
آتيهِ يمدحهُ أتاهٌ يفاخرهُ
ماذا ترى فيمنْ رآكَ لمدحهِ
أهلاً وصارتْ في يديكِ مصايرهُ
قَدْ كابَرَ الأحْدَاثَ حتَّى كَذَّبَتْ
عَنْهُ ولكنَّ القَضَاءَ يُكابِرُهْ
مُرْ دَهْرَهُ بالكَف عَنْ جَنَبَاتِه
فالدَّهْرُ يَفْعَلُ صاغِراً ما تأمُرُهْ
لاتَنْسَ مَنْ لم يَنْسَ مدْحَك والمُنَى
تحتَ الدجى يزعمنَ أنكَ ذاكرهُ
أُبْكُرْ فَقَدْ بَكَرتْ عليْكَ بِمَدْحِهِ
غررُ القصائدِ خيرُ أمرٍ باكرهُ
لاقاكَ أولهُ بأولِ شعرهِ
فأهِبْ بأوَّلِهِ يَكُنْ لكَ آخِرُهْ
لاشَيءَ أَحْسَنُ مِنْ ثَنائيَ سَائراً
ونداكَ في أفقِ البلادِ يسايرهُ
وإذا الفتى المأْمُولُ أنجَحَ عَقْلَهُ
في نَفْسِهِ وَنَداهُ أنجَحَ شَاعِرُهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
رقم القصيدة : 15835
-----------------------------------
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد
وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ
وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفهِ
إذا ما استهلَّتْ أَنَّه خُلِقَ العُسْرُ
ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له
فِجَاجُ سَبِيلِ اللهِ وانثغَرَ الثَّغْرُ
فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ(11/421)
دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً
تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ
مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ
وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ
إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه
هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله
وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ
فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى
لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ
كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
يعزونَ عن ثاوٍ تُ عزى بهِ العلى
ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى
إلى الموتِ حتى استشهدوا هو والصبرُ!
فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ
ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها
وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى
بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً
يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها
ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ
لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ
لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ
لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً
يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ سخصه
وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً
بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ !
مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ(11/422)
غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى
ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني
رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ياعِلِيلاً حَشَا الجَوانِحَ نارَا
ياعِلِيلاً حَشَا الجَوانِحَ نارَا
رقم القصيدة : 15836
-----------------------------------
ياعِلِيلاً حَشَا الجَوانِحَ نارَا
كانَ لي فيكَ حافِظُ الجارِ جارَا
معدنُ الحسنِ والملاحة ِ قد
ـبحَ لِلسُّقْمِ مَعْدِناً وقَرارَا
إِنَّ وَجْهَ الحُمَّى لَوجهٌ صَفِيقٌ
حِينَ تَسطُو بهِ نَهاراً جَهارَا
لم تشن وجههُ المليحَ ولكن
جعلتْ وردَ وجنتيهِ بهارا
العصر العباسي >> أبو تمام >> شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ
شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ
رقم القصيدة : 15837
-----------------------------------
شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ
بهِ صمنَ آمالي وإني لمفطرُ
حَلَفْتُ بِمُسْتن المُنَى تَسْترِشُّهُ
سَحَابَة ُ كَفٍّ بالرَّغائِبِ تُمْطِرُ
إذا درجتَ فيهَِ الصبا كفكفتْ لها
وقامَ يباريها أبو الفضل جعفرُ
بسيبٍ كأنَّ السيفَ منْ ثرَّ نؤيهِ
وأندية ٍ منها ندى النوءِ يعصرُ
لقدْ زينتَ الدنيا بأيامِ ماجدٍ
بهِ الملكُ يبهى والمفاخرُ تفخرُ
فتى ً منْ يديهِ البأسُ يضحكُ والندى
وفي سرجهِ بدرٌ وليثٌ غضنفرُ
بهِ ائتلفتَ آمالُ وافدة ِ المنى
وقَامَتْ لَدَيْهِ جَمَّة ً تَتَشكَّرُ
أبا الفضلِ إني يومَ جئتكَ مادحاً
رَأَيْتُ وجُوهَ الجُودِ والنُّجْحِ تَزْهَرُ
وأيقنتُ أني فالجٌ غمرَ زاخرِ
تَثُوبُ إليهِ بالسَّماحَة ِ أبْحُرُ
فلا شيءَ أمضى منْ رجائكَ في الندى
ولا شيءَ أبقى منْ ثناءِ يحبرُ
وماتَنْصُرُ الأسْيَافُ نَصْرَ مَدِيحة ٍ
لهَا عِنْدَ أبوابِ الخلائِفِ مَحْضَرُ
إذا ما انطوى عنها اللئيمُ بسمعهِ
يَكُونُ لها عِنْدَ الأكارِمِ مُنْشَرُ(11/423)
لها بينَ أبوابِ الملوكِ مزامرٌ
مِنَ الذكرِ لم تُنفَخْ ولا تُتَزَمَّرُ
حَوَتْ راحَتاهُ البَاسَ والجُودَ والنَّدَى
ونالَ الحجا فالجهلُ حيرانٌ أزورُ
فَلا يَدَعُ الإِنجازَ يَمِلكُ أمْرَه
ويقْدمُهُ في الجُودِ مَطْلٌ مُؤَخَّرُ
إليكَ بها عذراءُ زفتْ كأنها
عروسٌ عليها حليها يتكسرُ
تُزَفُّ إليْكُمْ يابنَ نَصْرٍ كأنَّها
حليلة ُ كسرى يومَ آواهُ قيصرٌ
أبا الفضلِ إنَّ الشعرَ مما يميتهُ
إبَاءُ الفَتَى والمَجْدُ يَحْيَا ويُقبَرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> عَزَاءً فلَمْ يَخْلُدْ حُوَيٌّ ولاعَمْرُو
عَزَاءً فلَمْ يَخْلُدْ حُوَيٌّ ولاعَمْرُو
رقم القصيدة : 15838
-----------------------------------
عَزَاءً فلَمْ يَخْلُدْ حُوَيٌّ ولاعَمْرُو
وهلْ أحدٌ يبقى وإنْ بسطَ العمرُ ؟
سيأكلنا الدهرُ الذي غالَ من نرى
ولا تنقضي الأشياءُ أو يؤكلَ الدهرُ
وأكثَرُ حالاتِ ابنِ آدمَ خِلْقَة ٌ
يَضِلُّ إذا فَكَّرْتَ في كُنْهِها الفِكْرُ
فيفْرَحُ بالشَّيءِ المُعَارِ بَقَاؤُهُ
ويَحْزَنُ لَمَّا صَارَ وهْوَ لَهُ ذُخْرُ!
عليكَ بثوبِ الصبرِ إذْ فيهِ ملبسٌ
فإنَّ ابنكَ المحمودَ بعدَ ابنِكَ الصَّبْرُ
وما أوحشَ الرحمنُ ساحة َ عبدهِ
إذَا عايَنَ الجُلَّى ومُؤْنِسُهُ الأجْرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> و قهوة ٍ كوكبها يزهرُ
و قهوة ٍ كوكبها يزهرُ
رقم القصيدة : 15839
-----------------------------------
و قهوة ٍ كوكبها يزهرُ
يَسطَعُ مِنها المِسْكُ والعَنْبرُ
وردية ٍ يحثها شادنٌ
كأنَّها مِنْ خَدهِ تُعْصَرُ
ما زال قلبي مذ تعلقتهُ
أعمى من الهجرانِ ما يبصرُ
مُهَفْهَفٌ لم يَبْتَسِمْ ضاحِكاً
مذ كان الاكسدَ الجوهرُ
بحُبه يُقْبُرني قَابِري
مسدَ مَمَاتي وبهِ أُنشَرُ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> قمري الحزين
قمري الحزين
رقم القصيدة : 1584
-----------------------------------
قمري الحزينْ(11/424)
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى
المبحوح عاد
والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ
فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاءْ
والقُبَّرَاتْ
طارت ، فيا قمري الحزين
الكنز في المجرى دفين
في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ
لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد
والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات
أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟
ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟
أهكذا شمس النهار
تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟
-2-
مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ
ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام
وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون
ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون
وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ
وفي بطاقاتِ البريدْ
مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد
هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ
فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا
وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع
والليلُ ماتْ
والمركبات
عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع
وسائقوها ميتون
أهكذا تمضي السنون ؟
ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت
العصر العباسي >> أبو تمام >> أأحمدُ إنَّ الحاسدينَ كثيرُ
أأحمدُ إنَّ الحاسدينَ كثيرُ
رقم القصيدة : 15840
-----------------------------------
أأحمدُ إنَّ الحاسدينَ كثيرُ
ومَالَكَ إنْ عُدَّ الكرامُ نَظِيرُ
حللتَ محلاً فاضلاً متقدماً
مِنَ المَجْدِ والفَخْرُ القديمُ فَخورُ
فَكُلُّ قَوِيٍّ أو غَنِيٍّ فإنهُ
إليْكَ ولو نالَ السَّماءَ فَقِيرُ
إليكَ تناهى المجدُ منْ كلِّ وجهة ً
يصيرُ فما يعدوكَ حينَ تصيرُ(11/425)
وبَدْرُ إِيَادٍ أنتَ لا يُنكِرُونَه
كذاك إيَادٌ للأَنامِ بُدُورُ
فَما مِنْ نَدى ً إلاَّ إليْكَ مَحَلُّهُ
ولا رُفْقَة ٌ إلاَّ إليْكَ تَسِيرُ
تجنبتَ أنْ تدعى الأميرَ تواضعاً
وأنتَ لمنْ يدعى الأميرَ أميرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> كفاني منَ حوادثِ كلُّ دهرٍ
كفاني منَ حوادثِ كلُّ دهرٍ
رقم القصيدة : 15841
-----------------------------------
كفاني منَ حوادثِ كلُّ دهرٍ
بإسحقَ بنِ إبراهيمَ جَارَا
سيكفيني الحَوادِثَ مُصْعَبِيُّ
كأنَّ جبينهُ قمرٌ أنارا
على ثقة ٍ وأنتَ لذاكَ أهلٌ
أخذْتُ بِحَبْل ذِمَّتِكَ اختِيارا
بإسحقَ بنِ إبراهيمَ أضحَتْ
سماءُ الجودِ تنهمرُ انهمارا
فَتى ً بِنَوَالِهِ في كل قَوْمٍ
أقامَ لكلَّ مكرمة ٍ نجارا
عَقَدْتُ بِحَبْلِهِ حَبْلي فأضْحَتْ
قُواهُ لا أخافُ لها انْبتَارَا
لكُمْ نِعَمٌ غَوَادٍ سَارِيَاتٌ
عليَّ مَنَنْتُمُ فيها مِرَارَا
شكرتكمُ بها سراً وجهراً
وأنْجَدَ فيكُمُ مَدْحِي وغَارَا
نُفَضلُكُمْ على الأقْوامِ إنَّا
رَأَيْنا المُلْكَ حَلَّ بِكُمْ وَسَارَا
لقَدْ عَمَّتْ فُضُولُكُمُ وَخَصَّتْ
ذوي يمنٍ كما سلبتْ نزارا
تخيركَ الإمامُ على رجالٍ
لأمتهِ فما حرمَ الخيارا
وَلِيتَ المُسلمين فلم تُضيعْ
أمورهمُ الصغارَ ولا الكبارا
براكَ اللهُ منْ كرمٍ وجودٍ
وأَلبَسَكَ المَهَابَة َ والوَقَارَا
إذا ما كانَ جاركَ مصعبياً
فلا ضَيْراً تخَافُ ولا افْتِتَارَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَهِرْتُ فيكَ فلمْ أجحَدْ يَدَ السَّهَرِ
سَهِرْتُ فيكَ فلمْ أجحَدْ يَدَ السَّهَرِ
رقم القصيدة : 15842
-----------------------------------
سَهِرْتُ فيكَ فلمْ أجحَدْ يَدَ السَّهَرِ
وطالَ فِكْرِي ولاعَتْبٌ على الفِكَرِ
نادَمْتُ ذِكْركَ والظَّلْماءُ عاكِفَة ُ
فكان ياسيدي أحلى من السمرِ
فإن ترى عبرتي والشوقُ يسفحها
لَمَا التفَتَّ إلى شيءٍ مِنَ المَطَرِ
يا من إذا قلتُ يا من لا نظيرَ لهُ(11/426)
في حُسْنِهِ قيلَ لي يا أصدَقَ البَشَرِ
ما إِنْ أَرَى وَجْهَكَ المكنونَ جَوْهَرُه
ياأملَحَ الناَّس إلاّ نُسْخَة َ القَمَرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يَا وَارِثَ المُلْكِ إنَّ المُلْكَ مُحْتَبسٌ
يَا وَارِثَ المُلْكِ إنَّ المُلْكَ مُحْتَبسٌ
رقم القصيدة : 15843
-----------------------------------
يَا وَارِثَ المُلْكِ إنَّ المُلْكَ مُحْتَبسٌ
وَقْفٌ عَليْكَ إلى أَنْ تُنشَرَ الصُّوَرُ
لم يذكر الجودُ إلاَّ خضتَ واديهِ
ولا انتُضِي السَّيْفُ إلاَّ خافَكَ القَدَرُ
ما ضرَّ مَنْ أصْبَحَ المأْمُونُ سائِسَهُ
أَنْ لم يَسُسْهُ أبو بَكْر ولا عُمَرُ
وما على الأرضِ والمأمونُ يملكها
أنْ لا تضيءَ لنا شمسٌ ولا قمرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا سميَّ النبيِّ في سورة ِ الجـ
يا سميَّ النبيِّ في سورة ِ الجـ
رقم القصيدة : 15844
-----------------------------------
يا سميَّ النبيِّ في سورة ِ الجـ
نِّ ويا ثاني العزيزِ بمصرِ
تَركَتْ لَيْلة ُ الصَّرَاة ِ بِقَلْبِي
جمرَ شوقٍ احرَّ من كلِّ جمرِ
باشَرَ المَاءَ فَهْوَ في رِقَّة ِ الصَّنـ
ـعة ِ كالمَاءِ غَيرَ أَنْ ليسَ يَجري
خمشَ الماءُ جلدهُ الرطبَ حتى
خلتهُ لابساً غلالة َ خمرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَصَمَّ بكَ النَّاعِي وإِنْ كانَ أسمَعا
أَصَمَّ بكَ النَّاعِي وإِنْ كانَ أسمَعا
رقم القصيدة : 15845
-----------------------------------
أَصَمَّ بكَ النَّاعِي وإِنْ كانَ أسمَعا
وأصبحَ مغنى الجودِ بعدكَ بلقعا
لِلحْدِ أبي نَصْرٍ تَحِيَّة ُ مُزْنَة ٍ
إِذَا هيَ حَيَّتْ مُعْمِراً عَادَ مُمْرِعا
فلمْ ارَ يوماً كانَ أشبه ساعة ً
بِيَوْمي مِنَ اليومِ الذي فيهِ وَدَّعَا
مصيفٌ أفاضَ الحزنُ فيهِ جداولاً
من الدمعِ حتى خلتُه عادَ مربعا
وواللهِ لا تقضي العيونُ الذي لهُ
عليها ولَوْ صارَتْ معَ الدَّمْعِ أدْمُعا
فَتًى كانَ شَرْباً لِلعُفَاة ِ ومَرْتَعاً(11/427)
فأَصْبَحَ لِلهِنْدِيَّة ِ البِيضِ مَرْتَعا
فَتًى كُلَّما ارتادَ الشُّجَاعُ مِنَ الرَّدَى
مفراً غداة َ المأزقِ ارتادَ مصرعا
إذا ساء يومٌ في الكريهة ِ منظراً
تَصلاّهُ عِلْماً أَنْ سَيحسُنُ مَسْمَعا
فإنْ ترمَ عنْ عمرٍ تدانى به المدى
فخَانَكَ حتَّى لم يَجِدْ فيكَ مَنْزَعَا
فمَا كُنْتَ إلاّ السَّيفَ لاقَى ضَرِيبَة ً
فَقَطَّعَها ثُمَّ انثَنَى فتَقَطَّعَا!
العصر العباسي >> أبو تمام >> هَلْ أَثَرٌ مِنْ دِيارِهِمْ دَعْسُ
هَلْ أَثَرٌ مِنْ دِيارِهِمْ دَعْسُ
رقم القصيدة : 15846
-----------------------------------
هَلْ أَثَرٌ مِنْ دِيارِهِمْ دَعْسُ
حَيْثُ تَلاَقَى الأجْرَاعُ والوَعْسُ
مُخَبرُ السَّائِرِ الرَّذِيَّة َ في الْـ
أطلالِ أينَ الجآذرُ اللعسُ
لا تسألنها فليسَ يسمعُ جرسَ ال
قولِ إلاَّ شخصٌ لهُ جرسٌ
ولايُرَاخِي عَذْلَ المُعَنَّسَة ِ الْـ
خرقاءِ إلاَّ الشملة ُ العنسُ
وراكدُ الهمُ كالزمانة ِ وال
بيتُ إذا ما ألفتهُ رمسُ
نِعْمَ مَتاعُ الدُّنيا حَبَاكَ بهِ
أَرْوَعُ لا جَيْدَرٌ ولاجِبْسُ
أصْغَرُ مِنْها كأنَّهُ مُحَّة ُ الْـ
ـبَيْضَة ِ، صَافٍ كأنَّهُ عَجْسُ
هاديهِ جذعٌ منُ الأراكِ وما
خَلْفَ الصَّلا مِنْهُ صَخْرَة ٌ جَلْسُ
يَكادُ يَجْرِي الجَادِيُّ مِنْ ماءِ عِطْ
فَيْهِ ويُجْنَى مِنْ مَتْنِهِ الوَرْسُ
هذبَ في جنسهِ ونالَ المدى
بنفسهِ فهوَ وحدهُ جنسُ
أحزر آباؤهُ الفضيلة َ مذْ
تَفَرَّسَتْ في عُرُوقِها الفُرْسُ
ليسَ بديعاً منهُ ولا عجباً
أنْ يطرقَ الماءَ وردهُ خمسُ
يَتْرُكُ ما مَرَّ مُذْ قُبَيْلُ بهِ
كأنَّ أدنى عهدٍ بهِ الأمسُ
وهوَ إذا ما ناجاهُ فارسهُ
يفهمُ عنهُ ما يفهمُ الإنسُ
وَهْوَ ولمَّا تَهْبِطْ ثَنِيَّتُهُ
لا الربعُ في جريهِ ولا السدسٌ
وهوَ إذا ما رمى بمقلتهِ
كانَتْ سُخاماً كأنَّها نِقْسُ
وهوَ إذا ما أعرتْ غرتهُ
عينيكَ لاحتْ كأنها برسُ
ضمخَ منْ لونهِ فجاءَ كأنْ(11/428)
قد كُسِفَتْ في أديمِهِ الشَّمْسُ
كلُّ ثَمينٍ مِنَ الثَّوابِ بهِ
غَيْرُ ثَنائِي فإنَّه بَخْسُ
شذبَ همي بهِ صقيلٌ نَ ال
ـفتيانِ أقْطَارُ عِرْضِهِ مُلْسُ
سامي القذالينِ والجبينْ، إذا
نكسَ منْ لؤمِ فعلهِ النكسُ
أبو عليَّ أخلاقهُ زهرٌ
غِبَّ سَماءٍ ورُوحُه قُدْسُ
أبيضٌ قدتْ قدَّ الشراكِ شرا
كِ السبْتِ بَيْنِي وبَيْنَهُ النَّفْسُ
للمجدِ مستشرفٌ وللأدبِ ال
مجفوَّ تربٌ وللندى حلسُ
وَحَوْمَة ٍ للخِطَابِ فَرَّجَهَا والْـ
قومُ عجمٌ في مثلها خرسُ
شَكَّ حَشاها بخُطْبَة ٍ عَنَنٍ
كأنها منهُ طعنة ُ خلسُ
أَرْوَعُ لا مِنْ رِياحِهِ الحَرْجَفُ الـ
صرُّ ولا منْ نجومهِ النحسُ
يشتاقهُ منْ كمالهِ غدهُ
ويُكْثِرُ الوَجْدَ نَحْوَهُ الأمْسُ
رَدي لِطَرْفي عَنْ وجْهِهِ زَمَنٌ
وَسَاعَتِي مِنْ فِراقِهِ حَرْسُ
أَيَّامُنا في ظِلالِهِ أَبَداً
فصلُ ربيعٍ ودهرنا عرسُ
لا كأناسٍ قد أصبحوا صدأ ال
عيشِ كأنَّ الدنيا بهمْ حبسُ
القُرْبُ مِنْهمْ بُعْدٌ من الرُّوحِ والْـ
ـوَحْشَة ُ مِنْ مِثْلِهِمْ هي الأُنْسُ
تِلْكَ خِلالُ وقْفٌ عليْكَ ابنَ وهْـ
بِ بن سعيدٍ عتاقها حبسُ
آبِرُ حَمْدٍ يرَى الرجَالَ هُمُ
سرُّ الثرى والعلى هي الغرسُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
رقم القصيدة : 15847
-----------------------------------
بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
ثاوٍ عليهِ ثرى النباجِ مهيلُ
خذلته أسرتُه كأنَّ سراتهمْ
جَهلُوا بِأَنَّ الخاذِلَ المَخْذُولُ
أكالُ أشلاءِ الفوارسِ بالقنا
أضحَى بِهنَّ وشِلْوُهُ مَأْكُولُ!
كُفي فَقَتْلُ مُحمَّدٍ لي شاهِدٌ
أَنَّ العَزِيرَ معَ القَضَاءِ ذلِيلُ
إنْ يستضمْ بعدَ الإباءِ فإنَّه
قدْ يستضامُ المصعبُ المعقولُ
مستحسنٌ وجهَ الردى في معركٍ
وَجْهُ الحياة ِ بِحَوْمَتَيْهِ جَمِيلُ
أنسى أبا نصرٍ نسيتُ إذنْ يدي
في حَيْثُ يَنْتَصِرُ الفَتَى ويُنيلُ !(11/429)
هيهاتَ لا يأتي الزمانُ بمثلهِ
إنَّ الزمانَ بمثلهِ لبخيلُ !
ما أنتَ بالمَقْتُولِ صَبْراً إِنَّما
أملي غداة َ نعيكَ المقتولُ
للسيفِ بعدكَ حرقة ٌ وعويلُ
وعليكَ للمجدِ التليدِ غليلُ
إنْ طالَ يومكَ في الوغى فلقدْ ترى
فيهِ ويَوْمُ الهَامِ منكَ طَوِيلُ
فَستذكُرُ الخَيْلُ انصِلاتَكَ في السُّرَى
والقَفْرُ مَعْرُوفُ الرَّدَى مَجْهُولُ
وتُفَلَّلُ الأحسَابُ بَعدَكَ والنُّهَى
والبيضُ ملسٌ ما بهنَّ فلولُ
مَنْ ذا يُحَدثُ بالبَقَاءِ ضَمِيرَه
هَيْهَاتَ أنتَ على الفَناءِ دَلِيلُ!
يا ليتَ شعري بالمكارِمِ كلها
ماذا وقدْ فقدتْ نداكَ تقولُ ؟
كَمْ مَشْهَدٍ قَدْ جَدَّدَتْهُ لكَ العُلاَ
وكأنَّهُ بالأمسِ وهوَ محيلُ
وكَتِيبَة ٍ كُتِبَتْ لها أروَاحُها
واليومُ أحمرُ مِنْ دَمٍ مَصْقُولُ
ماشَكَّ أثبَتُهم يَقِيناً أنَّه
للموتِ في قبضِ النفوسِ رسولُ
يا يومَ قحطبة ٍ لقدْ أبقيتَ لي
حرقاً أرى أيامَها ستطولُ
لَيْثٌ لوَ أنَّ اللَّيثَ قامَ مقَامَه
لانصاعَ وهْوَ يَرَاعة ٌ إجْفيلُ
لمَّا رأى جمعاً قليلاً في الوغى
وأُولُو الحِفاظِ مِنَ القَلِيل قَلِيلُ
لاقَى الكَرِيهَة َ وهْوَ مُغْمِدُ رَوْعِه
فِيها ولكنْ سَيفُهُ مَسْلُولُ
ومَشَى إلى المَوْتِ الزُّوامِ كأنَّما
هُوَ في مَحبَّتِهِ إليهِ خَليلُ
لمْ يودِ منه واحدٌ لكنَّما
أودى بهِ من أسودانَ قبيلُ
أضحتْ عِراصُ محمدٍ ومحمدٍ
وأخيهما وكأنَّهنَّ طلولُ
أبَنِي حُمَيْدٍ ليسَ أوَّلَ ماعَفَا
بعدَ الأُسُودِ مِنَ الأسُودِ الغِيلُ
ما زالَ ذاكَ الصبرُ وهوَ عليكمُ
بالموتِ في ظلِّ السيوفِ كفيلُ
مُستَبْسِلُونَ كأنَّما مُهْجَاتُهمْ
ليستْ لهمْ إلا غداة َ تسيلُ
ألفوا المنايا فالقتيلُ لديهمِ
مَنْ لاتُجَلي الحَرْبُ وهْوَ قَتِيلُ
إِنْ كانَ رَيْبُ الدَّهْرِ أثكلَنِيهُمُ
فالدَّهْرُ أيضاً مَيتٌ مَثْكُولُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ثقيلُ ردفٍ دقيقُ خصرٍ
ثقيلُ ردفٍ دقيقُ خصرٍ(11/430)
رقم القصيدة : 15848
-----------------------------------
ثقيلُ ردفٍ دقيقُ خصرٍ
شقيقُ شمسٍ نتيجُ بدرِ
بديعُ حُسن رَشيقُ قَدٍّ
مليحُ خدٍّ نقيُّ ثغرِ
قَضيبُ بانٍ علْيهِ بَدْرٌ
مثالُ حسنٍ عروسُ خدرِ
ياخِصرُ قد كُنتَ دا استتارٍ
في الحُب حتى هَتكْتَ سِتري
نَمَّتْ دُمُوعي على عَذابِي
اذ غاب عني جميلُ صبري
العصر العباسي >> أبو تمام >> قَالتْ وعِيُّ النساءِ كالْخَرَسِ
قَالتْ وعِيُّ النساءِ كالْخَرَسِ
رقم القصيدة : 15849
-----------------------------------
قَالتْ وعِيُّ النساءِ كالْخَرَسِ
وقد يُصبْنَ الفُصوصَ في الخُلَسِ
هلْ يرجعنَ غيرَ جانبٍ فرساً
ذو سببٍ في ربيعة َ الفرسِ
كأنَّني قد ورَدْتُ سَاحتَها
بِمُسْمِحٍ في قِيادهِ سَلِسِ
أحمرَ منها مثلَ السبيكة َ أو
أحوى بهِ كاللمى أو اللعسِ
أو أَدْهَمٍ فيهِ كُمْتة ٌ أَمَمٌ
كأنهُ قطعة ٌ منَ الغلسِ
مبتلٌ متنٍ وصهوتينِ إلى
حوافرٍ صلبٍ لهُ ملسِ
فَهُوَ لَدَى الرَّوْعِ والحَلائِبِ ذُو
أعْلًى مُنَدَّى وأَسْفَلٍ يَبَسِ
يكبرُ أنْ يستحمَ في الحرَّ والقرَّ
م حميماً يزيدُ في النجسِ
مخلقٌ وجههُ على السبقِ تخلي
ـقَ عَروُسِ الأبناءِ للعُرُسِ
حُرٌّ له سَوْرَة ٌ لَدَى الزَّجْرِ والسَّوْ
طِ وَعَبْدُ العِنانِ والمَرسِ
فهوَ يسرُّ الرواضَ بالنزقِ السا
كِنِ منه واللينِ والشَّرَسِ
صَهْصَلِقٌ في الصَّهِيلِ تَحْسِبُه
أُشْرِجَ حُلْقَومُه على جَرَسِ
تَقْتُلُ عَشْراً مِن النعامِ به
بواحِدِ الشَّد واحدِ النَّفَسِ
حلفتُ بالبيتِ ذي الملبينَ في ال
إحرام والْحَل قَبْلُ والْحُمُسِ
أنَّ ابنَ طوقِ بنِ مالكٍ ملكٌ
مالكُ أمرِ المكارم الشمسِ
خَلائِقٌ فيهِ غَضَّة ٌ جُدُدٌ
ليْسَتْ بمنهُوكَة ٍ ولا لُبُسِ
لا بردَ أدنى ولا إزارَ على
مُخْزِيَة ٍ تُتَّقى ولا دَنَسِ
مفترسٌ مالهُ ولستَ ترى
فريسة ً عرضهُ لمفترسِ
كأنَّني قَدْ رأَيْتُ زُلْفَتَهُ
عند إمامٍ بِقُرْبِهِ أَنِسِ(11/431)
تبنى المعالي في ظلهِ ولهُ
حظٌّ من الملكِ غيرُ مختلسِ
فإنَّ موسى وصلى على روحهِ الربُّ
م صلاة ً كثيرة َ القدسِ
صَارَ نَبِيّاً وعُظْمُ بُغْيَتِهِ
في جذوة ٍ للصلاءِ أو قبسِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> إكتشاف
إكتشاف
رقم القصيدة : 1585
-----------------------------------
أكتشفُ الأنفاقَ الحجريةَ في روحي
والمنفى والنارْ
ومقابرَ بغداد.
أكتشفُ اللوحَ المحفوظْ
والمقبوسَ المسماريَّ النابضَ في جدل الروحْ.
أكتشفُ ، الآنَ ، لماذا كانتْ
أصوات الموتى ، تصعدُ من بئرِ شقائي
ولماذا كنتُ أخافْ
من بعضِ الأصوات الغامضةِ التعبى
تثقبُ صمتَ الأنفاقْ.
أكتشفُ ، الآنَ ، البعدَ الخامسَ في مرآة الأشياء
وفتوحاتِ الأسلاف الشعرية في نار الكلماتْ
لكني
وأنا أتماهى
في داخل روحي
أحترقُ الآنْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> جوى ً ساورَ الأحشاءَ والقلبَ واغلهْ
جوى ً ساورَ الأحشاءَ والقلبَ واغلهْ
رقم القصيدة : 15850
-----------------------------------
جوى ً ساورَ الأحشاءَ والقلبَ واغلهْ
ودمعٌ يضيمُ العينَ والجفنَ هاملُهْ
وفاجعٌ موتٍ لا عدواً يخافهُ
فيبقي ولا يبقي صديقاً يجاملهْ
وأيُّ أخي عزاءَ أو جبرية ٍ
يُنَابذُه أَوْ رَامٍ يُنَاضِلُهْ
إذا ما جرى مجرى دمِ المرءِ حكمُهُ
وبُثَّتْ على طُرْقِ النُّفُوسِ حَبَائِلُهْ
فَلَوْ شَاءَ هذا الدَّهْرُ أقصَرَ شَرُّهُ
كَما قَصُرَتْ عنَّا لُهَاهُ ونَائِلُهْ
سنشكوهِ إعلاناً وسراً ونية ً
شَكِيَّة مَنْ لا يَسْتطِيعُ يُقَاتِلُهْ
فمنْ مبلغٌ عني ربيعة َ أنَّه
تقشَّعَ طَلُّ الجُودِ مِنْها ووَابِلُهْ
وأنَّ الحجى منها استطارتْ صدوعُه
وأنَّ الندى منها أصيبتْ مقاتلُهْ ؟
مَضَى لِلزيَالِ القَاسِمُ الوَاهِبُ اللُّهَى
ولَوْ لمْ يُزَايِلْنا لَكُنَّا نُزَايِلُهْ
ولم يَعلَمُوا أَنَّ الزَّمانَ يُرِيدُه
بفجعٍ ولا أنَّ المنايا تراسلُهْ
فتى سيطَ حبُّ المكرماتِ بلحمهِ(11/432)
وخامرَه حقُّ السماح وباطلهْ
فتى لمْ يذقْ سكرَ الشبابِ ولم تكنْ
تَهُبُّ شَمالاً لِلصَّديقِ شَمائِلُهْ
فَتًى جَاءَهُ مِقدَارُهُ واثنَتا العُلا
يداهُ وعشرُ المكرماتِ أنامِلُهْ
فَتًى يَنْفَجُ الأقوامُ مِن طيبِ ذِكرِهِ
ثناءً كأنّ العنبر الوردَ شاملهْ
لقد فجعتْ عتابُهُ وزهيرهُ
وتغلبهُ أخرى الليالي ووائلهْ
وكانَ لهمْ غَيْثاً وعِلْماً فمُعْدِمٍ
فيسأله أوْ باحثٍ فيسائلهُ
ومُبْتَدرُ المَعْرُوفِ تَسْرِي هِبَاتُه
إليهمْ ولاتَسري إليهم غَوائِلُهْ
فتى لم تكنْ تغلي الحقودُ بصدرِهِ
وتغلي لأضيافِ الشتاء مراجلُهْ
مَلِيكٌ لأِمْلاَكٍ تُضيفُ ضُيُوفُه
ويُرْجَى مُرَجيه ويُسْأَلُ سَائِلُهْ
طَوَاهُ الرَّدَى طَيَّ الكِتابِ وغُيبَتْ
فضائلهُ عن قومِه وفواضلُهْ
طوَى شِيَماً كانَتْ تَرُوحُ وتَغتدِي
وسَائلَ مَنْ أعيَتْ عليهِ وسَائِلُهْ
فيا عارضاً للعرفِ أقلعَ مزنُه
ويا وادياً للجودِ جفَّتْ مسائلُهْ
أَلَمْ تَرَني أنزَفْتُ عَيْني على أبي
مُحَمّدٍ النَّجمِ المُشَرقِ آفِلُهْ
وأخْضَلْتُها فيهِ كما لَوْ أتَيْتُه
طريدَ الليالي أخضلتني نوافلهْ !
ولكنَّني أُطْري الحُسَامَ إِذَا مَضَى
وإِنْ كانَ يومَ الرَّوْعِ غيريَ حامِلُهْ!
وآسَى على جَيْحانَ إِذْ غاضَ مَاؤُه
وإنْ كانَ ذوداً غير ذودي ناهِلهْ
عليكَ أَبَا كُلْثُومٍ الصَّبْرَ إِنَّني
أرى الصبرَ أخراهُ تقى وأوائلهً
تَعَادَلَ وَزْناً كلُّ شيءٍ ولا أرى
سِوَى صِحَّة ِ التًّوْحِيدِ شيئاً يُعَادِلُهْ
فأنتَ سَنَامٌ للفخارِ وغارِبٌ
وصِنْوَاكَ مِنْهُ مِنْكَبَاهُ وكاهِلُهْ
وليستْ أثافي القدرِ إلا ثلاثُها
ولا الرَّمْحُ إلاّ لَهْذَمَاهُ وعامِلُهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ
ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ
رقم القصيدة : 15851
-----------------------------------
ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ
نَقْضِي ذِمامَ الأرْبُعِ الأدْرَاسِ(11/433)
فلعلَّ عينكَ أن تعينَ بمائها
والدَّمْعُ مِنْهُ خاذِلٌ ومُوَاسِ
لايُسْعِدُ المُشْتاقَ وَسْنَانُ الهَوَى
يبسُ المدامعِ باردُ الأنفاسِ
إنَّ المنازلَ ساورتها فرقة ٌ
أَخْلَتْ مِنَ الآرامِ كُلَّ كِنَاسِ
منْ كلِّ ضاحكة ِ الترائبِ أرهفت
إرْهَافَ خُوطِ البانَة ِ المَيَّاسِ
بدرٌ أطاعتْ فيكَ بادرة َ النوى
ولعاً وشمسُ أولعتْ بشماسِ
بكرٌ إذا ابتسمتْ أراكَ وميضها
نَوْرَ الأقاحي في ثَرًى مِيعاسِ
وإذا مَشَتْ تَرَكَتْ بِصَدْرِكَ ضِعْفَ ما
بحليها منْ كثرة ِ الوسواسِ
قالَتْ وقَدْ حُمَّ الفِراقُ فكأْسُه
قد خولطَ الساقي بها والحاسي
لاتَنْسَيَنْ تلكَ العُهُودَ فإنَّما
سُميتَ إنساناً لأنك ناسي
إنَّ الذي خلقَ الخلائقَ قاتها
أقواتَها لتَصرُّفِ الأحرَاسِ
فالأرضُ مَعْروفُ السَّماءِ قِرًى لها
وبنو الرجاء لهمْ بنو العباسِ
القَوْمُ ظِلُّ اللَّهِ أسكَنَ دِينَه
فِيهمْ وهُمْ جبَلُ المُلوكِ الرَّاسي
في كُل جَوْهَرة ٍ فِرنْدٌ مُشرِقٌ
وهُمُ الفِرنْدُ لهؤلاء النَّاسِ
هدأتْ عل تأميلِ أحمدَ همتي
وأطافَ تَقْليدي بهِ وقياسي
بالمجتبى والمصطفى والمسترى
للحمدِ والحالي بهِ والكاسي
والحمدُ بردُ جمالٍ اختالتْ بهِ
غررُ الفعالِ وليسَ بردَ لباسِ
فرعٌ نما من هاشمٍ في تربة ٍ
كانَ الكَفِيءَ لها مِنَ الأَغْرَاسِ
لا تهجرُ الأنواءُ منبتها ولا
قَلْبُ الثَّرَى القاسِي عليها قاسِي
وكأنَّ بينهما رضاعَ الثدي منْ
فرطِ التصافي أو رضاعَ الكاسِ
نَوْرُ العَرَارَة ِ نَوْرُهُ ونَسِيمُهُ
نَشْرُ الخُزَامَى في اخضِرارِ الآسِ
أَبْلَيْتَ هذا المَجْدَ أبْعَدَ غايَة ٍ
فيهِ وأكرمَ شيمة ٍ ونحاسِ
إقدامَ عمروٍ في سماحة ِ حاتمٍ
في حلمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ
لا تنكروا ضربي لهُ منْ دونهِ
مَثَلاً شَرُوداً في النَّدى والبَاسِ
فاللَّهُ قد ضَرَبَ الأقلَّ لِنُورِهِ
مَثَلاً مِنَ المِشْكَاة ِ والنبْرَاسِ
إنْ تَحْوِ خَصْلَ المَجْدِ في أَنْفِ الصبا(11/434)
يابْنَ الخَلِيفَة ِ يا أبا العبَّاسِ
فَلَرُبَّ نارٍ منكمُ قد أُنْتِجَتْ
في اللَّيْلِ مِنْ قَبَسٍ مِنَ الأَقْبَاسِ
ولربَّ كفلٍ في الخطوبِ تركتهُ
لصعابها حلساً منَ الأحلاسِ
أمْدَدْتَهُ في العُدْمِ والعُدْمُ الجَوَى
بالجُودِ والجُودُ الطَّبِيبُ الآسي
آنستهُ بالدهرِ حتى أنهُ
لَيظُنُّهُ عُرْساً مِنَ الأَعْرَاسِ
غَلَبَ السُّرورُ على هُمُومي بالذي
أظهرتَ منْ بري ومنْ إيناسي
عدلَ المشيبُ على الشبابِ ولم يكن
مِنْ كَبْرَة ٍ لكنَّهُ من يَاسِ
أثرُ المطالبِ في الفؤادِ وإنما
أثرُ السنينَ ووسمها في الراسِ
فالآنَ حِينَ غَرسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى
تلكَ المنى وبنيتُ فوقَ أساسِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا
مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا
رقم القصيدة : 15852
-----------------------------------
مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا
أَنْ سَوْفَ تَفْجَعُ مُسْهِلاً أَوْ عاقِلا
إِنَّ المَنُونَ إذا استمرَّ مَرِيرُهَا
كانتْ لها جننُ الأنامِ مقاتلا
في كلِّ يومٍ يعتبطنَ نفوسَنا
عبطَ المنحبِ جلة ً وأفائلا
ما إن ترى شيئاً لشيءٍ محيياً
حتَّى تُلاَقيَهُ لآخَرَ قاتِلا
من ذاكَ أجهدُ أنْ لا أراهُ فلا أرى
حَقّاً سِوَى الدُّنيا يُسَمَّى بَاطِلا
للهِ أية ُ لوعة ٍ ظلنا بها
تركتْ بكياتِ العيونِ هواملا!
مجدٌ تأوَّبَ طارقاً حتى إذا
قلنا أقامَ الدهرَ أصبحَ راحلا
نجمانِ شاءَ اللهُ ألا يطلعا
إلا ارتدادَ الطرفِ حتى يأفلا
إن الفجيعة َ بالرياضِ نواضراً
لأَجَلُّ مِنها بالرياضِ ذَوَابِلا
لو ينسآن لكانَ هذا غارباً
لِلمكرُماتِ وكانَ هذا كاهِلا
لهفي على تلك الشواهدِ فيهما
لَوْ أُمْهِلَتْ حتَّى تكونَ شَمائِلا
لغدا سكونهما حجى وصباهُما
حِلْماً وتلكَ الأريحيَّة ُ نائلا
ولأَعْقَبَ النَّجمُ المُرِذُّ بِدِيمَة ٍ
ولعادَ ذاكَ الطلُ جوداً وابلا
إنَّ الهلالَ إذا رأيتَ نموِّهُ
أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا(11/435)
قلْ للأميرِ وإنْ لقيتَ موقراً
منهُ بريبِ الحادثاتِ حلاحلا
إنْ تززّ في طرفيْ نهارٍ واحدٍ
رزئينِ هاجا لوعة ً وبلابلا
فالثقْلُ ليسَ مُضَاعَفاً لِمَطيَّة
إلا إذا ما كان وهماً بازلا
لاغَرْوَ إِنْ فَنَنانِ مِنْ عِيدانهِ
لقيا حماماً للبرية ِ آكلا
إِنَّ الأَشَاءَ إذا أصابَ مُشذبٌ
منه اتمَهَلَّ ذُرى ً وأَثَّ أسَافِلا
حقفانِ هالَهما القضاءُ وغادرا
قُلَلاً لنا دُونَ السَّماءِ قَوَاعِلا
رَضْوَى وقُدْسَ ويَذْبُلاً وعَمايَة ً
ويَرمْرَماً ومُتَالِعاً ومُوَاسِلا
الطاهرين وإخوة ً أنجبتهمْ
كالحَوْمِ وُجهَ صادِراً أَوْ نَاهِلا
شَمخَتْ خِلالُكَ أَنْ يُؤَسيكَ امرؤٌ
أوْ أنْ تذكرَ ناسياً أو غافلا
إلاَّ مَوَاعِظَ قَادَها لكَ سَمْحَة ً
إسجاحُ لبكَ سامعاً أو قائلا
هَلْ تَكلفُ الأَيْدِي بِهَز مُهَنَّدٍ
إلاّ إذا كانَ الحُسَامَ القاصِلا
العصر العباسي >> أبو تمام >> من أين لي صبرٌ على الهجرِ
من أين لي صبرٌ على الهجرِ
رقم القصيدة : 15853
-----------------------------------
من أين لي صبرٌ على الهجرِ
لو أن قَلبي كانَ مِنْ صَخرِ؟
ويلٌ لجسمي من دواعي الهوى
ويلَ معي يَدخُلُ في القبر
لو كُنتُ أرعى النَجم تَقوى لَقدْ
أدركَ طَرفي لَيْلة القَدْرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
رقم القصيدة : 15854
-----------------------------------
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا
سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ
واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا!
لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً
واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا
إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً
منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا
أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ
إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا
إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً
ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا(11/436)
قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ
عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا
لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها
وَقْفاً عليكِ- فدَتكَ النَّفْسُ- مَحْبُوسَا
كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ
واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى
للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ
يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا
ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً
ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا
فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ
نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا
يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال
آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا
فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً
أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا
لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ
لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا
أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ
تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا
نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ
مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا
تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ
نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ
لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ
إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا
مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ
عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا
الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً
ثباً ثباً وكراديساً كراديسا
والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ
مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا
نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه
أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا
وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً
وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا
أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ
كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا
شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو
أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ذكرتُ محمداً بقتلِ محمدٍ
ذكرتُ محمداً بقتلِ محمدٍ
رقم القصيدة : 15855
-----------------------------------
ذكرتُ محمداً بقتلِ محمدٍ(11/437)
وقَحطبَة ً ذِكْراً طَوِيلَ البَلابِلِ
وكانَ الأَسَى قَدْ آلَ فيه إلى الحَشَا
فلمّا استجَرَّاهُ جَرَى في المَفَاصِلِ
كَمَاءِ الغَديرِ امتَدَّ بعدَ وُقُوعِه
بما هَاجَ مِنْ فَيْضِ التلاعِ القَوَابِلِ
ثَوَوْا في الثَّرَى منْ بعدما سُرْبِلُوا العُلا
ومنْ بعدما سمُّوا نجومَ المحافلِ
مصارعُ لمْ تورثْ شناراً وإنها
ليرتَعُ فيها شامِتٌ عندَ جاهِلِ
لَعَمْرُكَ ماكانُوا ثَلاثَة َ أُخوَة
ولكنَّهمْ كانوا ثَلاثَ قَبَائِلِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُعتمداً كالغُصُن الناضِرِ
مُعتمداً كالغُصُن الناضِرِ
رقم القصيدة : 15856
-----------------------------------
مُعتمداً كالغُصُن الناضِرِ
ابلجُ مثلُ القمرِ الزاهر
جُفَونُه تَرْشقُ أهل الهوى
باسهمٍ من طرفهِ الفاترِ
قد قلتث لما لجَّ في صدّهِ
إعطفْ على عَبِدكَ يا قَابري
إن لم تُجدْ لي صحتُ بينَ الورى
وَيلاهُ مِنْ ظبي بَني عامرِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
رقم القصيدة : 15857
-----------------------------------
أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
وقرى ضيوفكَ لوعة ً ورسيسا
ولئِنْ حُبِسْتَ على البِلى لَقَدْ اغتَدَى
دمعي عليكَ إلى المماتِ حبيسا
فكأنَّ طَسماً قَبْلُ كانُوا جيرَة ً
بِكَ والعَماليقَ الأُلى وجَدِيسَا
وأرى ربعكَ موحشاتٌ بعدها
قَدْ كنتَ مأْلوفَ المَحَل أنِيسَا
وبلاقعاً حتّ كأنَّ قطينها
حَلَفوا يَمِيناً أَخْلَقَتْكَ غَمُوسَا
أَتُرَى الفِراقَ يَظُنُّ أني غافِلٌ
عَنْه وقد لمَستْ يَدَاه لِميسَا
رودٌ أصابتها النوى في خردٍ
كانتْ بدورِ دجنة ِ وشموسا
بيضٌ تَدُورُ عُيُونُهُنَّ إلى الصبَا
فكأنهنَّ بها يدرنَ كووسا
وكأنما أهدى شقائقهُ إلى
وجَنَاتِهِنَّ بها أبو قَابُوسَا
قدْ أوتيتَ منْ كلِ شيءٍ بهجة ٍ
ودداً وحسناً في الصبا مغموسا
لولا حداثتها وأني لا أرى(11/438)
عَرْشاً لها لَظَنَنْتُهَا بِلْقيسَا
إيهاً دِمشْقُ فقَدْ حَوَيْتِ مَكارِماً
بأبي المغيثِ وسؤدداً قدموسا
وأَرَى الزَّمانَ غَدا عليِكِ بِوجْهِهِ
جذلانَ بساماً وكانَ عبوسا
قدْ بوركتْ تلكَ البطونُ وقدستْ
تِلْكَ الظُّهُورُ بِقُرْبِهِ تَقْدِيسَا
فَصَنِيعَة ٌ تُسْدَى وخَطْبٌ يُعْتلى
وعظيمة ٌ تكفى وجرحٌ يوسى
الآن أمستْ للنفاقِ وأصبحتْ
عُوراً عُيونٌ كنَّ قَبْلَكَ شُوسَا
وتركتَ تلكَ الأرضَ ظلاً سجسجاً
مِنْ بَعْدِ ماكادَتْ تَكونُ وَطِيسَا
لم يَشْعُروا حتى طَلَعْتَ عليْهِمِ
بَدْراً يَشُقُّ الظُّلْمَة الْحِنْديسَا
ما في النجومِ سوى تعلة ً باطلٍ
قَدُمَتْ وأُسسَ إفْكُهَا تَأْسِيسَا
إنَّ الملوكَ همُ كواكبنا التي
تخفى وتطلعُ أسعداً ونحوسا
فَتنٌ جَلَوْتَ ظَلامَها مِنْ بَعْد ما
مَدُّوا عُيوناً نَحْوها وَرُؤُوسا
حَرْبٌ يَكونُ الجَيْشُ فَضْلَ صَبُوحِها
ويكونُ فضلُ عبوقها الكردوسا
غرمُ امرىء ٍ منْ روحهِ فيها إذا
ذُو السلْمِ أُغْرِمَ مَطْعماً ولَبُوسَا
كم بينَ قومٍ إنما نفقاتهم
مَالٌ وقَوْمٍ يُنفِقَونَ نفُوسَا!
سارَ ابنُ إبراهيم موسى سيرة ٌ
سكنَ الزمانُ لها وكانَ شموسا
فأقرَ واسطة َ الشآمِ وأنشرتْ
كفاهُ جوراً لم يزلْ مرموسا
كانتْ مَدِينَة ُ عَسْقَلانَ عَرُوسَها
فغَدَتْ بِسيرته دِمشْقُ عَرُوسَا
مِنْ بَعْد ما صَارت هُنَيْدة ُ صِرْمَة ً
والبَدْرَة ُ النَّجلاءُ صَارَتْ كِيسَا
فكأنهم بالعجلِ ضلوا حقبة ً
وكأنَّ موسى إذْ أتاهمُ موسى
وستشكرُ النعمى التي صنعتْ ولا
نِعَمٌ كنُعْمَى أنقذَتْ مِنْ بُوسَى
ألْوَى يُذِلُّ الصَّعْبَ إنْ هو سَاسَهُ
ويُلينُ جانِبَهُ إذا ما سيسَا
ولِذَاكَ كانُوا لا يُرأَّسُ منهُمُ
منْ لم يجربْ حزمهُ مرؤوسا
مَنْ لم يَقُدْ فَيطِيرَ في خَيْشُومِهِ
رهجٌ الخميسِ فلنْ يقودَ خميسا
أعطِ الرياسة َ منْ يديكَ فلم تزلْ
مِنْ قبْلِ أنْ تُدْعَى الرئيسَ رئيسَا
ماذا عسَيْتَ ومِنْ أمَامِكَ حَيَّة ٌ(11/439)
تَقِصُ الأُسُودَ ومِنْ وَرائِكَ عِيسَى
أسدانِ شدا منْ دمشقَ وذللاً
مِنْ حِمْصَ أَمْنَعَ بَلْدَة ٍ عِريسَا
تخذَ القنا خيساً فإن طاغٍ طغى
نَقَلا إلى مَغْناهُ ذَاكَ الْخِيسَا
أَسْقِ الرَّعيَّة َ مِنْ بَشَاشَتِكَ التي
لو أنها ماءٌ لكانَ مسوسا
إنَّ الطلاقة َ والندى خيرٌ لهمْ
مِنْ عِفَّة ٍ جَمَسَتْ عَلَيْكَ جُمُوسَا
لو أنَّ أَسْبَابَ العَفافِ بلا تُقى ً
نَفعَتْ لقد نَفَعتْ إذاً إبْليسَا
هذي القوافي قدْ أتينكَ نزعاً
تَتجسَّمُ التَّهْجيرَ والتَّغليسَا
مِنْ كُل شَارِدَة ٍ تُغادِرُ بَعْدها
حظَّ الرجالِ منَ القصيدِ خسيسا
وجَدِيدَة المَعْنَى إذا مَعْنَى التَّي
تَشْقَى بها الأسْماعُ كان لَبِيسَا
تلهو بعاجلِ حسنها وتعدها
عِلْقاً لأعجازِ الزَّمانِ نَفِيسَا
مِنْ دَوحة ِ الكَلمِ التي لم تَنْفَكِكْ
يمسي عليكَ رصينها محبوسا
كالنَّجْمِ إنْ سَافرْتَ كان مُوَاكِبا
وإذا حططتْ الرحلَ كانَ جليسا
إنَّا بَعَثْنَا الشعْرَ نَحْوَكَ مُفْردَاً
وإذا أَذِنْتَ لنا بَعْثنا العِيسَا
تَبْغي ذُراكَ إذا آسِنَّة ُ قَعْضَبٍ
أردينَ عريفَ الوغى المريسا
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
رقم القصيدة : 15858
-----------------------------------
لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
فلا شوى ً ما زريناهُ ولا جللُ
إحدَى المصَائِبِ حَلَّتْ في دِيارِ بَنِي
عمرانَ ليستْ لها أختٌ ولا مثلُ
ألوى بتيجانهمْ يومٌ أتيحَ لهُ
نَحْسٌ وأثقب فيهِ نارَهُ زُحَلُ
ألوَى بهِ وهْوَ مُلْوٍ بالقَنا لِتَوَا
ليها استِواءٌ وفي أعناقِها مَيَلُ
كانَ الذي ليسَ في معجومِهِ خورٌ
للعاجمينَ ولا في هديهِ خللُ
كانَ الذي يتقى ريبُ الزمانِ به
إذا الزمانُ بدتْ أنيابُه العصُلُ
أحَلَّنا الدَّهْرُ في بَطْحاءَ مسْهِلَة ٍ
لمَّا تقوضتَ عنها أيها الجبلُ
ماكان أحسَنَ حالاتِ الأشاعِرِ يا(11/440)
يَحْيَى بنَ عِمرانَ لَوْ أُنسِي لكَ الأجَلُ
أيُّ امرئ منكَ أثرى بينَ أعظمهِ
ثرى المقطمِ أو محلودهُ الرملُ
لايُتبعُ المَنَّ ماجَادَتْ يَداهُ بهِ
ولا تحكمُ في معروفهِ العللُ
ماقَالَ كانَ إذا ما القوْمُ أكذبَ ما
أطالَ منْ قولهمْ تقصيرُ ما فعلوا
يا موتُ حسبكَ إذْ أقصدت مهجته
أولا فدونكَ لا حسبٌ ولا بجلُ
ماحَالُنا يا أبا العبَّاس بَعْدَكَ هَلْ
تَنْمَى الفُروعُ ويُودِي أصلُها الأَصِلُ
يا موتُ لوْ في وغى عاينته خلدتْ
عليهِ عَوْضُ دُموعٌ مِنكَ تَنهِمِلُ
المشعلُ الحربض ناراً وهي خامدة ٌ
والمستبيحُ حماها وهي تشتعلُ
بكلِّ يومٍ وغى تصدى الكمأة ُ به
على يديهِ وتروى البيضُ والأسلُ
يَغْشَى الوَغَى بالقَنا والخَيْلُ عابِسَة ٌ
والخَيْلُ لاعاجِزٌ فيها ولاوَكِلُ
والكاشِفُ الكُرَبَ اللاَّتِي يَحُفُّ بها
إظلامُ أمرٍ على البُلْدَانِ يَنسَدِلُ
بِمشْهَدٍ ليسَ يَثِنيه بهِ زَلَلٌ
ومَنْطِقٍ ليسَ يَعرُوهُ بهِ خطَلُ
مستجمعٌ لا يحلُّ الريثُ عقدتَهَ
فيهِ ولا يَمْتَطِي إبلاغَه العَجَلُ
بحيثُ لا يَضَعُ الآراءَ مَوْضِعَها
إذَا الرجالُ رَأَوْهُ وهْوَ يَفعلُ ما
أعيَاهُمُ فِعْلُه قالوا كَذا الرَّجْلُ
إما يدلْ منكَ بالموتِ العدى فبما
دارتْ عليهم بلا موتٍ لكَ الدولُ
أيامَ سيفكَ مشهورٌ وبحرُك مسـ
ـجورٌ وقرنكَ مقصورٌ لهُ الطولُ
إذْ لابسُ الذلة ِ المقطوعُ ذو رحمٍ
قَطَعْتَه وإِذا المَوْصولُ مَنْ تَصِلُ
جرَّعكَ الدهرُ كاسَ الصبرِ في لججٍ
للموتِ يغرقُ في آذيَّها الجبلُ
موتاً وقتلاً كأنَّ الدهرُ يظمأ ما
عاشُوا ويَنقَعُ ما ماتُوا وماقُتِلُوا
ياشاغِلَ الدَّهْرِ عنّا ما لِصَوْلتِه
مذْ صالَ فيكَ الردى إلا بنا شغُلُ
يا حلية َ المجدِ إنَّ المجدَ عن عُفرٍ
بَدَا وحِلْيَتُه مِنْ بَعدَك العَطَلُ
يا موئلاً كانَ مأوى الآماتِ به
إذا ادلهمَّت بمكروهاتِها العضلُ
فأيُّ معتمدٍ يزكو بهِ عملٌ
وأَيّ مُنْتَظَرٍ يَحْيَا بهِ أَمَلُ(11/441)
لكنْ حسينٌ وأمثالُ الحسينِ إاذ
ما الناسُ يومَ حفاظِ حصَّلُوا قللُ
تنبي المواقفُ عنهُ أنَّه سندٌ
ويخبرُ الروعُ عنهُ أنَّه بطلُ
يعطي فيجزلُ أو يدعى فينزلُ أوْ
يؤتى لمحملِ أعباءٍ فيحتملُ
تَظُنُّهُ شَيْخَه لَوْلا شَبِيبَتُه
والزَّرْعُ يَنْبُت فَذّاً ثُمَّ يكتَهِلُ
أضحَى لنا بَدَلاً منه تَنُوءُ بهِ
والشبلُ منْ ليثهِ إما مضى بدلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبادرها بالشكرِ قبلَ وصالها
أبادرها بالشكرِ قبلَ وصالها
رقم القصيدة : 15859
-----------------------------------
أبادرها بالشكرِ قبلَ وصالها
و إن هجرتْ يوماً طلبتُ لهاعذرا
و أجعلها في الغدرِ عندي وفيّة ً
و إن زعمت أني لها مضمرٌ غدرا
أَتَاها بِطِيبٍ أهلُها فتضَاحَكتْ
وقالَتْ أَيبْغِي العِطْرُ ويْحَكُمُ العِطْرَا؟
أحَادِيثُها دُرُّ ودُرٌّ كَلامُهَا
ولم أَرَ دُرّاً قبلَه يَنظِمُ الدُّرَا
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> أولد وأحترق
أولد وأحترق
رقم القصيدة : 1586
-----------------------------------
( 1 )
تستيقظ (لارا) في ذاكرتي: قطًّا تتريًّا, يتربص بي, يتمطَّى, يتثاءب
يخدش وجهي المحموم ويحرمني النوم. أراها في قاع جحيم المدن
القطبية تشنقني بضفائرها وتعلقني مثل الأرنب فوق الحائط مشدودًا في خيط دموعي.
أصرخ: (لارا) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) أعدو خلف الريح وخلف
قطارات الليل وأسأل عاملة المقهى. لا يدري أحد. أمضى تحت الثلج
وحيدًا, أبكي حبي العاثر في كل مقاهي العالم والحانات.
( 2 )
في لوحات (اللوفر) والأيقوناتْ
في أحزان عيون الملكات
في سحر المعبودات
كانت (لارا) تثوي تحت قناع الموت الذهبي وتحت شعاع النور الغارق في اللوحات
تدعوني, فأقرب وجهي منها, محمومًا أبكي
لكن يدًا تمتد, فتمسح كل اللوحات وتخفي كل الأيقونات
تاركة فوق قناع الموت الذهبي بصيصًا من نورٍ لنهارٍ مات.
( 3 )
(لارا! رحلتْ)
(لارا! انتحرت)(11/442)
قال البوَّاب وقالت جارتها, وانخرطت ببكاءٍ حارْ
قالت أخرى: (لا يدري أحد, حتى الشيطان).
( 4 )
أرمي قنبلة تحت قطار الليل المشحون بأوراق خريف
في ذاكرتي, أزحف بين الموتى, أتلمس دربي في
أوحال حقولٍ لم تحرث, أستنجد بالحرس الليلى
لأوقف في ذاكرتي هذا الحب المفترس الأعمى, هذا
النور الأسود, محمومًا تحت المطر المتساقط
أطلق في الفجر على نفسي النارْ.
( 5 )
منفيًّا في ذاكرتي
محبوسًا في الكلماتْ
أشرد تحت الأمطارْ أصرخ: (لارا!)
أصرخ: (لارا!)
فتجيب الريح المذعورة: (لارا!).
( 6 )
في قصر الحمراء
في غرفات حريم الملك الشقراوات
أسمع عودًا شرقيًّا وبكاء غزال
أدنو مبهورًا من هالات الحرف العربي المضفور بآلاف الأزهار
أسمع آهات
كانت (لارا) تحت الأقمار السبعة والنور الوهاج
تدعوني فأقرب وجهي منها, محمومًا أبكي,
لكن يدًا تمتد, فتقذفني في بئر الظلماتْ
تاركة فوق السجادة قيثاري وبصيصًا من نور لنهارٍ ماتْ.
( 7 )
(لم تترك عنوانًا) قال مدير المسرح وهو يَمُطُّ الكلمات.
( 8 )
تسقط في غابات البحر الأسود أوراق الأشجارْ
تنطفئ الأضواء ويرتحل العشاق
وأظل أنا وحدي, أبحث عنها, محمومًا أبكي تحت الأمطار.
( 9 )
أصرخ: (لارا!) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) في كوخ الصياد.
( 10 )
أرسم صورتها فوق الثلج, فيشتعل اللون الأخضر في عينيها والعسليُّ
الداكن, يدنو فمها الكرزيُّ الدافئُ من وجهي, تلتحم الأيدي بعناق
أبدي, لكن يدًا تمتدُّ, فتمسح صورتها, تاركة فوق اللون المقتول
بصيصًا من نورٍ لنهارٍ ماتْ.
( 11 )
شمس حياتي غابت. لا يدري أحد. الحب وجود أعمى ووحيد ما من.
أحدٍ يعرف في هذا المنفى أحدًا. الكل وحيدٌ. قلب العالم من حجرٍ في هذا المنفى - الملكوتْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> جَرَّتْ لَهُ أسْماءُ حَبْلَ الشَّمُوسْ
جَرَّتْ لَهُ أسْماءُ حَبْلَ الشَّمُوسْ
رقم القصيدة : 15860
-----------------------------------(11/443)
جَرَّتْ لَهُ أسْماءُ حَبْلَ الشَّمُوسْ
والوصلُ والهجرُ نعيمٌ وبوسْ
ولم تَجُدْ بالريّ رَيّاً ولَمْ
تَلْمَسْ فُؤَاداً يَتَّمتْه لَمِيسْ
كواكبُ الدنيا السعودُ التي
بِدَلها دلَّتْ عليكَ النُّحوسْ
أبا عليِّ أنتَ وادي الندى ال
أحوى ومغنى المكرماتِ الأنيسْ
البيتُ حيثُ النجمُ والكفُّ حي
ثُ الغيثُ في الأزمة ِ والدارُ خيسُ
يا بنْ رجاءٍ أفدتْ نية ٌ
ركوبها منيّ خيمٌ وسوسْ
فامْدُدْ عِنَاني بِوَأى ً ضِلْعُه
تثبتُ والعذرة ُ منهُ تنوسْ
أقاتلُ الهمَّ بإيجافهِ
فإنَّ حَرْبَ الهَم حَرْبٌ ضَرُوسْ
إذا المذاكي خطبتْ نقعهُ
فَحظُّها مِنْهُ اللَّفاءُ الخَسِيسْ
موضحٌ ليسَ بذي رجلة ٍ
أشأمَ والأرجلُ منها بسوسُ
وكلُّ لونٍ فليكنْ ما خلا ال
أشْهَبَ فالشُّهبَة ُ لَوْنٌ لَبيسْ
ومُجْفَرٌ لم يُصْطَلَمْ كَشْحُهُ
فالضمرُ المفرطُ فيها رسيسْ
إنْ زارَ ميداناً سابقاً
أو نادِياً قامَ إليهِ الجُلُوسْ
ترى رزَانَ القَوْم قد أسمَحَتْ
أعينهم في حسنهِ وهيَ شوسْ
كأنَّما لاحَ لَهمْ بَارِقٌ
في المَحْل أو زُفَّتْ إليهم عَرُوسْ
سامٍ إذا اسعرضتهُ زانهُ
أَعْلى رَطِيبٌ وقَرارٌ يَبيسْ
فإِنْ خَدَا يَرتَجِلُ المَشْيَ فالْـ
موكبُ في إحسانهِ والخميسْ
كأنما خَامَرَهُ أَوْلَقٌ
أو غَازَلَتْ هامَتَه الخَنْدَرِيسْ
عَوَّذَهُ الْحَاسِدُ بُخْلاً بهِ
ورَفْرَفَتْ خَوْفاً عليهِ النُّفُوسْ
ومثلهُ ذو العنِ السبطْ قد
أمطيتهُ والكفلُ المرمريسْ
غادرتهُ وهوَ على سؤؤدٍ
وقفٌ وفي سبلِ المعالي حبيسُ
وحَادِثٍ أخْرَقَ دَاويتَه
رداعهُ ذا هيئة ٍ دردبيسُ
أخمدتهُ والدهرُ منْ خطبهِ
كأنما أضرمُ فيهِ الوطيسُ
حتى انثنى العسرُ إلى يسرهِ
وانحَتَّ عَنْ خَدَّيْهِ ذَاك العُبُوسْ
لا طالبو جدواكَ أكدوا ولا
عافيكَ منهمْ لليالي فريسُ
فاشددْ على الحمدِ يداً إنهُ
إذا استحسِ العلقُ علقٌ نفيسْ
واغْدُ على مُوْشِيهِ إنَّهُ
بُرْدٌ لعَمْرِي تصْطَفيهِ النُّفُوسْ(11/444)
العصر العباسي >> أبو تمام >> لنمنا وصرفُ الدهرِ ليسَ بنائمٍ
لنمنا وصرفُ الدهرِ ليسَ بنائمٍ
رقم القصيدة : 15861
-----------------------------------
لنمنا وصرفُ الدهرِ ليسَ بنائمٍ
خزمنا لهُ قسراً بغيرِ خزائمِ
ألَسْتَ تَرى سَاعَاتِهِ واقتِسَامَها
نفوسَ بني الدنيا اقتسامَ الغنائمِ ؟
لَيَالٍ إذا أنحَتْ عليكَ عُيونَها
أرتْكَ اعتباراً في عيونِ الأراقمِ
شرقنا بذمِّ الدهرِ يا سلمُ إنهُ
يسيء فما يألو وليس بظالمِ
إذا فقد المفقودُ من آل مالكٍ
تَقَطَّعَ قَلْبي رَحْمَة ً للمَكارِمِ
خليليَّ من بعد الأسى والجوى قفا
ولاتَقِفا فَيْضَ الدُّموعِ السَّواجِمِ
أَلِمَّا فهَذا مَصْرَعُ البأْسِ والنَّدَى
وحسبُ البكا إنْ قلتُ مصرعُ هاشمِ
ألمْ تريا الأيامَ كيفَ فجعننا
بهِ ثمَّ قدْ شاركننا في المآتم؟!
خَطَوْنَ إليهِ مِنْ نَدَاهُ وبأْسِهِ
خَلائِقَ أوْقَى مِنْ سُتُورِ التَّمائِمِ
خَلائِقَ كالزَّغْفِ المُضَاعَفِ لم تَكُنْ
لِتَنْفُذَها يَوْماً شَبَاهُ اللَّوائِمِ
ولو عاشَ فينا بعضَ عيشِ فعالهِ
لأخلقَ أعمارَ النسورِ القشاعمِ
رَأَى الدَّهْرُ مِنْهُ عَثْرَة ً ماأقالَها
وهَلْ حازِمٌ يَأْوِي لِعَثْرة ِ حَازِمِ
لَئِنْ كانَ سَيْفُ المَوْتِ أسودَ صارِماً
لقدْ فلَّ منهُ حدَّ أبيض صارمِ
أصابَ امرءاً كانتْ كرائمُ مالهِ
عليهِ إذا ما سيلَ غيرَ كرائمِ
جَرَى المَجْدُ مَجْرَى النَّوْمِ منه فلم يَكُنْ
بغيرِ طعانٍ أو سماحٍ بحالمِ
تبينُ في إشراقِهِ وهوَ نائمٌ
بأنَّ الندى في روحهِ غيرُ نائمِ
فإنَّ توهِ في الدنيا دعائمُ عمرِهِ
فما جُودُه فيها بِوَاهي الدَّعائِمِ
إذا المرءُ لم تهدمْ علاهُ حياتُهُ
فليسَ لها الموتُ الجليلُ بهادِمِ
أهاشمُ صارَ الدمعُ ضربة َ لازمٍ
وماكانَ لَوْلا أنتَ ضَرْبَة لازِمِ
أهاشمُ للحيينِ فيكَ مصائبٌ
دلوه جُمعتْ كانتْ لبعضِ المَواسمِ
مَسَاعٍ تَشَظَّتْ في المَواسِمِ كُلها
ولو جمعتْ كانتْ كبعضِ المواسمِ(11/445)
لَيَوْمُكَ عندَ الأَزْدِ يَوْمٌ تَخَزَّعَتْ
خُزَاعة ُ مِنها في بُطونِ التَّهَائمِ
وما يَوْمُ زُرْتَ اللَّحْدَ يَوْمُكَ وَحْدَه
علينا ولكنْ يومُ عمرٍو وحاتمِ
فكمْ ملحدٍ في يوم ذلك غانمٍ
وكم منبرٍ في يوم ذلك غارمِ !
لئن عمَّ ثكلاً كلَّ شيءٍ مصابُهُ
لَقَدْ خَصَّ أطرافَ السُّيوفِ الصَّوارِمِ
تسلبتِ الدنيا عليهِ فأصبحتْ
خَلائِقُها مِثلَ الفِجَاجِ القَواتِمِ
وما نَكْبَة ٌ فاتتْ بهِ بِعَظيمة ٍ
ولكنَّها مِنْ أُمَّهَاتِ العَظَائِمِ
بني مالكِ قدْ نبهتْ خاملَ الثرى
قُبُورٌ لكمْ مُستَشْرِفاتُ المَعَالِمِ
رَوَاكِدُ قِيسُ الكَف مِنْ مُتنَاوِلٍ
وفيها عُلًى لاتُرتَقَى بالسَّلالِمِ
قضيتم حقوقَ الأرضِ منكمْ بأعظمٍ
عظَامٍ قَضَتْ دَهْراً حُقُوقَ المَقَاوِمِ
خدعتُ لئن صدَّقتُ أنَّ غيابة ً
تكشفُ إلا عن وجوهِ الهيائمِ
رَأَيتُهمُ رِيشَ الجَنَاحِ إذا ذَوَتْ
قَوادِمُ منها أُيدَتْ بِقَوَادِمِ
إذَا اختَلَّ ثَغْرُ المَجْدِ أضحَى جِلادُهمْ
ونائلهمْ من حولهِ كالعواصمِ
فلا تطلبوا أسيافهُمْ في جفونِها
فقدْ أسكنتْ بينَ الطلى والجماجمِ
إذَا ما رِماحُ القَوْمِ في الرَّوْعِ أُكرِمَتْ
مشَارِبُهَا عاشُوا كِرَامَ المَطَاعِمِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قد صنّفَ الحسنُ في خدّيك جوهرهُ
قد صنّفَ الحسنُ في خدّيك جوهرهُ
رقم القصيدة : 15862
-----------------------------------
قد صنّفَ الحسنُ في خدّيك جوهرهُ
وفيهِ قد خَلَّفَ التُّفاحُ أحمَرَهُ
و كلُّ حسنٍ فمن عينيك أولهُ
مُذْ خَطَّ هارُوتُ في عَيْنَيْكَ عَسْكَرَهُ
و كان خدك دهراً مشرقاًيققاً
فمن تمكّن فيه للحظُ عصفرهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أقرمَ بكرٍ تباهي أيها الحفضُ
أقرمَ بكرٍ تباهي أيها الحفضُ
رقم القصيدة : 15863
-----------------------------------
أقرمَ بكرٍ تباهي أيها الحفضُ
ونجمها أيهذا الهالكُ الحرضُ
تُنْحِي على صَخْرة ٍ صَمَّاءَ تَحْسِبُها(11/446)
عضواً خلتَ بهِ تبري وتنتحضُ
في شامتينِ هوَ الشري الجني لهمْ
والصابُ والشرقُ المسمومِ والحرضُ
مُخامِرِي حَسَدٍ ما ضَرّ غَيْرَهُمُ
كأنما هوَ في أبدانهم مرضُ
لا يهنءِ العصبة َ المحمرّ أعينها
بِثَغْر أرَّانَ هذا الحادِثُ العَرَضُ
أضحى الشَّجَا مُسْتَطِيلاً في حُلُوقِهِمِ
مِنْ بَعْدِ ما جَاذَبُوهُ وهْوَ مُعْتَرضُ
سهمُ الخليفة ِ في الهيجا إذ سعرتْ
بالبيضِ والتَفَّتِ الأحقابُ والغُرُضُ
بذلكَ السهمُ ذي النصلينِ قد حفزا
بريشِ نسرينَ يرمى ذلك الغرضُ
ظلُّ منَ اللهِ أضحى أمسِ منبسطاً
به على الثَّغْرِ فهْوَ اليَوْم مُنْقَبِضُ
لخالدٍ عوضٌ في كلِّ ناحية ً
منه، وليسَ لهُ منْ خالِدٍ عِوَضُ
لم تَنتِقضْ عرْوَة ٌ منه ولا سَبَبٌ
لكنَّ أمرَ بني الآمالِ ينتقضُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مُحَمّدُ بنُ حُمَيْدٍ أخلِقَتْ رِممُهْ
مُحَمّدُ بنُ حُمَيْدٍ أخلِقَتْ رِممُهْ
رقم القصيدة : 15864
-----------------------------------
مُحَمّدُ بنُ حُمَيْدٍ أخلِقَتْ رِممُهْ
أُرِيقَ ماءُ المَعالي مُذْ أُرِيقَ دَمُهْ
تنبهتْ لبني نبهانَ يومَ ثوى
يَدُ الزَّمانِ فعَاثَتْ فِيهمُ وَفَمُهْ
رأيتُه بنجادِ السيفِ محتبياً
كالبدرِ حين جلتْ عنْ وجهه ظلمهْ
في رَوْضَة ٍ قد عَلا حَافاتِها زَهَرٌ
عَلِمْتُ عندَ انتِبَاهِي أَنَّها نِعَمُهْ
فقلتُ والدَمعُ من حزنٍ ومنْ فَرحٍ
يَجري ومد فلأ الخدينِ منسجمهْ
أَلَمْ تَمُتْ ياشَقِيقَ النَّفْسِ مُذْ زَمَنٍ؟
فقال لي : لم يمتْ منْ لم يمتْ كرَمُهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وثنايَاكِ إنَّها إغرِيضُ
وثنايَاكِ إنَّها إغرِيضُ
رقم القصيدة : 15865
-----------------------------------
وثنايَاكِ إنَّها إغرِيضُ
ولألٍ تومٌ وبرقٌ وميضٌ
وأقَاحٍ مُنَوَّرٌ في بِطاحٍ
هزهُ في الصباحِ روضٌ أريضٌ
وإرتكاضِ الكرى بعينيكِ في النوْ
مِ فُنوناً وما لعيني غُموضُ
لتكاءدتني غمارٌ من الأحد
اثِ لم أدرِ أيهنَّ أخوضُ(11/447)
أَتْأَرَتْنِي الأيَّامُ بالنَّظَرِ الشَّزْ
ر وكانتْ وطرفها لي غضيضٌ
كيفَ يضحي براسِ علياءَ مضحٍ
وجَنَاحُ السُّمُو مِنْهُ مَهِيضُ
هِمَّة ٌ تَنْطحُ النُّجُومَ وجَدٌّ
آلِفٌ لِلْحَضِيضِ فهْوَ حَضِيضُ
كمْ فتى ً ذلَّ للزمانِ وقدْ ال
قى مقاليدهُ إليهِ القبيضُ
لوذعي يهللُ المشرفي ال
عضبْ عنهُ والزاعبيُّ النحيضُ
وبِسَاطٍ كأنَّما الآلُ فيهِ
وعليهِ سحلُ الملاءِ الرخيضُ
يُصْبِحُ الدَّاعِريُّ ذُو المَيْعَة ِ المِرْ
جَمُ فيهِ كأنَّهُ مأْبُوضُ
قَدْ فَضَضْنا مِنْ بيدِهِ خاتَم الْخَوْ
فِ وما كُلُّ خَاتَمٍ مَفْضُوضُ
بالمهارى يجلنَ فيهِ وقدْ جا
لَتْ على مُسنَماتِهنَّ الغُروضُ
جازعاتٍ سودَ المروراة َ ته
ـديها وُجُوهٌ لِمَكْرُماتِكَ بيضُ
سعمٌ حثَّ ركبهنَّ أمانٍ
فيك تَتْرَى حَثَّ القِدَاحِ المُفيضُ
فاشمَعَلُّوا يُلَجْلِجُونَ دؤُوباً
مضغاً للكلالِ فيها أنيضُ
لَنْ يَهُزَّ التَّصْرِيحُ للمَجْدِ والسُّـ
ـؤْدَدِ مَنْ لم يَهُزَّهُ التَّعريضُ
كُلَّ يَوْمٍ يُقَضيهِ نَوْعٌ
وعروضٌ يتلوهُ فيكَ عروضُ
وقوافٍ قد ضجَّ منها لما استع
ملَ فيها المرفوعُ والمخفوضُ
المَدِيحُ الجَزِيلُ والشُّكْرُ والفِكـ
ـرُ ومُرُّ العِتابِ والتَّحرِيضُ
وحياة ٌ القريضِ إحياؤكَ الجو
دَ فإنْ ماتَ الجُودُ ماتَ القَريضُ
كُنْ طَويلَ النَّدى عَريضاً فقد ساد
ثنائي فيكَ الطويلُ العريضٌ
إنَّما صَادَت البُحورُ بُحُوراً
إنَّها كُلَّما استُفِيضَتْ تَفِيضُ
يامُحِبّ الإحسانِ في زَمَنٍ أصـ
بحَ فيهِ الإحسانُ وهوَ بغيضُ
قلْ لعاً لابنِ عشرة ٍ ما لهُ من
ها بشيءٍ سوى نداكَ نهوضُ
لاتكُنْ لي ولَنْ تكونَ كقَوْمٍ
عُودُهم حينَ يُعجَمُونَ رَفيضُ
عندهمْ محضرٌ من البشرِ مبسو
طٌ لِعَافٍ ونَائِلٌ مَقْبُوضُ
وأَقَلُّ الأشياء مَحْصُولَ نَفْعٍ
صحة ُ القولِ والفعالُ مريضُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> رحمَ الله جعفراً فلقد كا
رحمَ الله جعفراً فلقد كا(11/448)
رقم القصيدة : 15866
-----------------------------------
رحمَ الله جعفراً فلقد كا
نَ أبيّاً شَهْماً وكانَ رَحِيما
مُثلَ المَوْتُ بينَ عَيْنيهِ والذُّلُّم
فَكُلاًّ رَآهُ خَطْباً عَظِيما
ثُمَّ سَارَتْ بهِ الحَمِيَّة ُ قُدْماً
فأماتَ العدى وماتَ كريما
العصر العباسي >> أبو تمام >> هذا هواك وهذهِ آثارهُ
هذا هواك وهذهِ آثارهُ
رقم القصيدة : 15867
-----------------------------------
هذا هواك وهذهِ آثارهُ
أما الؤادُ فما يقرُّ قرارهُ
يصل الأنين بزفرة ِ موصولة ٍ
بِغَليلِ شَوْقٍ ليسَ تُطفَا نَارُهُ
و دعا الدموعَ فأقبلت منهلة ً
شَوْقاً وذَاكَ قُصَارُهاوقَصَارُهُ
من طرفِ ممتنعِ الرقادِ متيمٍ
أرقٍ سواءٌ ليلهُ ونهارهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
رقم القصيدة : 15868
-----------------------------------
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
وإِنْ مَحَضَ الإعراضَ لي منكِ ماحِضُ
رَعَتْ طَرْفَها في هَامَة ٍ قد تَنكَّرَتْ
وصوحَ منها نبتها وهوَ بارضُ
فصدتْ وعاضتهُ أسى ً وصبابة ٍ
وما عائِضُ منْها وإنْ جَلَّ عائِضُ
فما صقلَ السيفُ اليماني لمشهدٍ
كما صُقِلتْ بالأمسِ تلْكَ العَوارضُ
ولا كشفَ الليلَ النهارُ وقدْ بدا
كما كشفتْ تلكَ الشؤونَ الغوامضُ
ولاعمِلَتْ خَرْقَاءُ أوْهَتْ شَعِيبَها
كما عملتْ تلكَ الدموعُ الفوائضُ
وأُخْرَى لَحَتْني حينَ لم أمْنَعِ النَّوَى
قِيادِي ولم يَنقُضْ زَماعِيَ ناقِضُ
أرادَتْ بأنْ يَحْوِي الرَّغيباتِ وَادِع
وَهَل يَفْرُس اللَّيْثُ الطُّلَى وهْوَ رابِضُ
هيَ الْحُرَّة الوَجْنَاءُ وابنُ مُلَمَّة ٍ
وجأشُ على ما يحدثُ الدهرُ خافضٌ
إذا ما رأتهُ العيسُ ظلتْ كأنما
عليْها مِنَ الوِرْدِ اليَمامي نافِضُ
إليكَ سَرَى بالمَدْحِ قَوْمٌ كأنَّهُمْ
على المييسِ حياتُ اللصابِ النضانضُ
مُعِيدينَ وِرْدَ الْحَوْضِ قد هَدَّمَ البِلَى(11/449)
نَصائِبه وانَمَحَّ مِنْه المَراكِضُ
نَشيمُ بُرُوقاً مِنْ نَداك كأنَّها
وقَدْ لاَحَ أُولاها عُروقٌ نَوابِضُ
فَما زلْنَ يَسْتشْرينَ حتَّى كأنَّما
على أُفُقِ الدُّنيا سُيُوفٌ رَوَامِضُ
فلمْ تنصرمْ إلاَّ وفي كلِّ وهدة ٍ
ونشزٍ لها وادٍ منَ العرفِ فائضُ
أخا الحربِ كم ألحقتها وهي حائلٌ
وأخرتها عن وقتها وهيَ ماخضُ
إذا عرضٌ رعديدٍ تدنسَ في الوغى
فسَيْفُكَ في الهَيْجا لِعرْضِكَ رَاحِضُ
إذَا كانت الأنفاسُ جَمْراً لَدَى الوَغَى
وضَاقَتْ ثِيابُ القَوْمِ وهْيَ فَضافِضُ
بحيثُ القلوبُ الساكناتُ خوافقٌ
ومَاءُ الوُجُوهِ الأَرْيَحِيَّاتِ غائِضُ
فأنتَ الذي تستيقظُ الحربُ باسمهِ
إذَا جَاضَ عَنْ حد الأسِنَّة ِ جَائِضُ
إذَا قَبَضَ النَّقْعُ العُيونَ سما لَهُ
هُمامٌ على جَمْرِ الحَفيظة ِ قابِضُ
وقَدْ عَلِمَ الْحَزْمُ الَّذي أنتَ رَبُّهُ
بأنْ لا يعي العظمُ الذي أنتَ هائضُ
وقد عَلِمَ القِرْنُ المُسَاميكَ أنَّهُ
سَيَغْرَقُ في البَحْر الذي أنتَ خائِضُ
كما علمَ المستشعرونَ بأنهمْ
بطَاءٌ عن الشعْر الّذي أنا قارضُ
كأني دينارٌ ينادي ألا فتى
يُبَارزُ إذْ نادَيْتُ مَنْ ذَا يُعارِضُ
فلا تنكروا ذلَّ القوافي فقدْ رأى
محرمها أني لها الدهرَ رائضُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ
اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ
رقم القصيدة : 15869
-----------------------------------
اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ
وانحَلَّ مَعْقُودُ دَمْعِ الأعيُنِ الهُتُنِ
بَنِي حُمَيْدٍ لَو انَّ الدَّهْرَ مُتَّزِعٌ
لصدَّ من ذكركمْ عن جانبٍ خشنِ
إنْ ينتخلْ حدثانُ الدهرِ أنفسكمْ
ويسلمِ الناسُ بين الحوضِ والعطنِ
فالمَاءُ ليْسَ عِجِيباً أَنَّ أعذَبَه
يَفْنَى ويَمتَدُّ عُمرُ الآجِنِ الأَسِنِ
رُزْءٌ على طَيىء ألقَى كَلاكِلَه
لابَلْ على أُدَدٍ لابَلْ على اليَمَنِ(11/450)
لَمْ يُثْكَلوا لَيْثَ حَرْبٍ مِثْلَ قَحْطَبَة ٍ
مِنْ بَعدِ قَحْطَبَة ٍ في سالفِ الزَّمَنِ
إلا تكنْ صدرتْ عن منظرٍ حسنٍ
حَرْبٌ، فقد صَدَرتْ عَنْ مَسْمَعٍ حَسَنِ
نِعْمَ الفَتَى غَيْرُ نِكْسٍ في الجِلاد ولا
لدنِ الفؤادِ لدى وقعِ القنا اللدنِ
حَنَّ إلى المَوْتِ حَتَّى ظَنَّ جاهِلُه
بأنَّه حنَّ مشتاقاً إلى وطنِ
ولى الحماة ُ وأضحى عندَ سورتِهِ
مع الحمية ِ كالمشدودِ في قرنِ
رأى المنايا حبالاتِ النفوسِ فلمْ
يَسكُنْ سِوَى المِيتَة العُلْيَا إلى سَكَنِ
لَوْ لم يَمُتْ بينَ أطرافِ الرماحِ إذاً
لَمَاتَ إذْ لَم يَمُتْ مِنْ شِدَّة ِ الحزَنِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> صلوات
صلوات
رقم القصيدة : 1587
-----------------------------------
إنني أستنشق الهواء العذب الخارج من فمك
وأتأمل كل يوم في جمالك
وأمنيتي هي أن أسمع صوتك الحبيب
الذي يشبه حفيف ريح الشمال
إن الحب سيُعيد الشباب إلى أطرافي
أعطني يدك التي تمسك بروحك
وسوف أحتضنها وأعيش بها
نادني باسمي مرة أخرى وإلى الأبد
لن يصدر نداؤك أبدًا بلا إجابة عنه
وقال لي
إنك ستحترق بنار صوتك
وستغدو رمادًا
مثل كريم
الذي احترق بحبه.
العصر العباسي >> أبو تمام >> إِنَّ يومَ الفِرَاقِ يَوْمٌ عَبُوسُ
إِنَّ يومَ الفِرَاقِ يَوْمٌ عَبُوسُ
رقم القصيدة : 15870
-----------------------------------
إِنَّ يومَ الفِرَاقِ يَوْمٌ عَبُوسُ
أيَّ سيلٍ تسيلُ منهُ النفوسُ
لم أزل ابغضُ الخميسَ ولم
رِ لماذا حتَّى دَهاني الخَمِيسُ
بِأَبي مَنْ إِذا رَآها أَبُوها
شَغفاً قالَ ليتَ أَنَّا مَجُوسُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَهلُوكِ أَضْحَوْا شاخِصاً ومُقَوضَا
أَهلُوكِ أَضْحَوْا شاخِصاً ومُقَوضَا
رقم القصيدة : 15871
-----------------------------------
أَهلُوكِ أَضْحَوْا شاخِصاً ومُقَوضَا
ومُزَمماً يَصِفُ النَّوَى ومُغَرضَا
إنْ يدجُ ليلكَ أنهمْ أموا اللوى(11/451)
فلقدْ أضاءَ وهمْ على ذاتِ الأضا
بدلتَ منْ برقِ الثغورِ وبردها
بَرْقاً إِذَا ظَعَنَ الأحِبَّة ُ أَوْمَضَا
لَوْ كانَ أَبغضَ قَلْبَهُ فيما مَضَى
أَحَدٌ لَكُنْتُ إذاً لِقَلْبي مُبْغضا
قَلَّ الغَضَى لاشَكَّ في أوطانِه
مما حشدتَ إليهِ منْ جمرِ الغضى
ما أنصفَ الزمنُ الذي بعثَ الهوى
فقَضَى عليك بِلَوعة ثُمّ انقَضَى
عِنْدِي مِنَ الأيَّامِ ما لَوْ أَنَّهُ
أَضْحَى بِشَارِبِ مُرْقدٍ ما غَمَّضَا
لا تطلبنَ الرزقَ بعدَ شماسهِ
فتروضهُ سبعاً إذا ما غيضا
ما عوضَ الصبرَ امرؤٌ إلاَّ رأى
ما فاتَهُ دُونَ الَّذي قَدْ عُوضَا
يا أحمدَ ابنَ أبي داودٍ دعوة َ
ذَلَّتْ بِشُكْرِكَ لي وكانَتْ رَيّضَا
لما انتضيتكَ للخطوبِ كفيتها
والسَّيْفُ لا يَكْفِيكَ حتَّى يُنْتَضَى
ما زلتُ أرقبُ تحتَ أفياءِ المنى
يوماً بِوَجهٍ مِثْل وجْهِكَ أَبْيضا
كمْ محضرٍ لمَ مرتضى ً لم تدخر
محمودهُ عندَ الإمامِ المرتضى
لولاكَ عزَّ لقاؤهُ فيما بقي
أَضْعافَ ما قدْ عَزَّني فيما مَضَى
قدْ كانَ صوحَ نبتُ كلّ قرارة ٍ
حتَّى تَرَوَّحَ في نَداكَ فَرَوَّضَا
أَوْرَدْتَني العِدَّ الْخَسيفَ وقَدْ أَرَى
أتبرضُ الثمدَ البكيّ تبرضا
أَمَّا القَرِيضُ فقد جَذَبْتَ بِضِبْعِه
جذبَ الرشاءِ مصرحاً ومعرضا
أحببتهُ إذ كانَ فيكَ محبباً
وازددتَ حباً حينَ صارَ مبغضا
أحيَيْتَه وظَنَنْتُ أَني لاأَرَى
شَيْئاً يَعُودُ إلى الحَيَاة ِ وقدْ قَضَى
وحملتَ عبءِ المجدِ معتمداً على
قدمٍ وقاكَ أمينها أنْ تدحضا
ثِقْلاً لوَ أنَّ مُتالعاً حَمَلَ اسْمَهُ
لا جسْمَه لم يَسْتَطِعْ أَن يَنْهَضَا
قدْ كانت الحالُ اشتكتْ فأسوتها
أسواً أبى إمرارهُ أنْ ينقضا
ما عذرها ألاَّ تفيقُ ولم تزلْ
لمريضها بالمكرماتِ ممرضا
كنْ كيفَ شئتَ فإنْ فيكَ خلائفاً
أَمْسَى إليهنَّ الرَّجاءُ مُفَوَّضَا
فالمجدُ لا يرضى بأنْ ترضى بأنْ
يَرْضَى امْرؤٌ يَرْجُوكَ إلاَّ بالرضَا(11/452)
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَلَمْ تَرَني خَلَّيتُ نَفسِي وشانَها
أَلَمْ تَرَني خَلَّيتُ نَفسِي وشانَها
رقم القصيدة : 15872
-----------------------------------
أَلَمْ تَرَني خَلَّيتُ نَفسِي وشانَها
ولمْ أحفلِ الدنيا ولا حدثانها ؟
لَقَدْ خَوَّفَتْني النَّائِباتُ صُرُوفَها
ولوْ أمنتني ما قبلتُ أمانها
وكيفَ على نارِ الليالي معرسي
إذا كانَ شيبُ العارضينِ دخانها!
أصبتُ بخودٍ سوفَ أغبرُ بعدها
حَلِيفَ أسًى أبكى زَماناً زَمانَها
عنانٌ من اللذاتِ قدْ كانَ في يدي
فلمَّا مَضى الإلْفُ استَردَّتْ عِنانَها
مَنحْتُ الدُّمَى هَجْرِي فلا مُحْسِناتِها
أَوَدُّ ولا يَهْوَى فُؤَادِي حِسَانِها
يقولون هل يبكي الفتى لخريدة ٍ
مَتَى ما أرادَ اعتاضَ عَشْراً مَكانَها
وهَلْ يُستَعِيضُ المَرْءُ مِنْ خَمْسِ كَفه
ولَوْ صاغَ مِنْ حُر اللُّجَيْنِ بَنَانَها
العصر العباسي >> أبو تمام >> دعني وشربَ الهوى ياشارب الكاسِ
دعني وشربَ الهوى ياشارب الكاسِ
رقم القصيدة : 15873
-----------------------------------
دعني وشربَ الهوى ياشارب الكاسِ
فإنَّني للَّذي حُسيتُه حَاسِي
لا يوحشنّك ما استعجبتَ من سقمي
فان منزلهُ في أحسنِ الناسِ
مِنْ خَلْوتي فيهِ مَبْدَا كل جائحة
وفِكْرتي منه مَبْدَا كل وَسوَاسِ
مِنْ قَطْعِ ألفاظِهِ تَوْصِيلُ مَهْلكتي
ووصلِ ألفاظهش تقطيعُ أنفاسي
رزقتُ رقة َ قلبٍ منهُ نغصها
منغصٌ من رقيبٍ قلبهُ قاسي
متى أعيشُ بتأميلِ الرجاءِ اذا
م كان قطعُ رجائي من يديْ ياسي
العصر العباسي >> أبو تمام >> بدلتْ عبرة ً منَ الإيماضِ
بدلتْ عبرة ً منَ الإيماضِ
رقم القصيدة : 15874
-----------------------------------
بدلتْ عبرة ً منَ الإيماضِ
يومَ شدوا الرحالَ بالإغراضِ
أعرَضَتْ بُرْهَة ً فَلمَّا أَحَسَّتْ
بالنَّوى أعرَضَتْ عَنِ الإعْرَاضِ
غصبتها نحيبها عزماتٌ
غصبتني تصبري واغتماضي
نظرتْ فالتفتُّ منها إلى أح(11/453)
ـلى سَوَادٍ رَأَيتُه في بَيَاضِ
يومَ ولتْ مريضة َ اللحظِ والجف
ـنِ وَلَيْسَتْ دُمُوعُها بِمِرَاضِ
إنَّ خَيْراً مِمَّا رَأَيْتُ مِنَ الصَّفْـ
ـحِ عَنِ النائباتِ والإغماضِ
غُرْبَة ٌ تَقْتَدِي بِغُرْبَة ِ قَيْسِ بْـ
نِ زهيرٍ والحارثِ بنِ مضاضِ
غَرَضَا نَكْبَتَيْنِ مافَتلا رأْ
ياً فخَافَا عليهِ نَكْثَ انتِقَاضِ
مَنْ أَبَنَّ البُيوتَ أصبحَ في ثَوْ
بٍ مِنَ العَيْشِ ليسَ بالفَضْفَاضِ
والفتى منْ تعرقته الليالي
والفيافي كالحية ِ النضناضِ
صلتانِ أعداؤهُ حيثُ حلوا
في حَدِيثٍ مِنْ عَزْمِهِ مُسْتَفَاضِ
كلَّ يومٍ لهُ بصرفِ الليالي
فَتْكة ٌ مِثْلُ فَتكة ِ البَرَّاضِ
وإلى أحمدٍ نقضتُ عرا العج
زِ بوخذِ السواهمِ الأنقاضِ
فكأني لَمَّا حَطَطْتُ إليهِ الرَّ
حلَ أطلقتُ حاجتي منْ إباضِ
حَلَّ في البَيْتِ مِنْ إيادٍ إذا عُدَّ
تْ وفي المنصبِ الطوالِ الععراضِ
معشرٌ أصبحوا حصونَ المعالي
ودُرُوعَ الأحسَابِ والأَعْرَاضِ
بِكَ عَادَ النضَالُ دُونَ المَسَاعِي
واهتدينَ النبالُ للأغراضِ
وغدتْ أسهمُ القبائلِ أيقا
ظاً وكانَتْ قد نُومَتْ في الوِفَاضِ
عادتِ المكرماتُ بزلاً وكانتْ
أدخلتْ بينها بناتُ مخاضِ
كمْ ظلامٍ عنِ العلى قدْ تجلى
بِك والمكْرُمَاتُ عنك رَوَاضِ
أيُّ ذِي سودَدٍ يُناويكَ فيهِ
ظالمِاً والنَّدَى بِذلِكَ قَاضِ
كَمْ مَعَانٍ وشَّيْتُها فيكَ قد أَمْـ
ـستْ وأَصبَحَتْ ضَرائراً للرياضِ
بقواف هيَ البواقي على الده
ـرِ ولَكنْ أثْمانُهُنَّ مَوَاضِ
ما أبالي بعدَ انبساطكَ بالمع
روفِ منْ كانَ منهمُ ذا انقباضِ
أنتَ لي مَعْقِلٌ مِنَ الدَّهْرِ إنْ را
بَ بريبٍ أو حادثٍ مضاضِ
ماشَدَدْتُ الأَوْذَامَ في عُقَدِ الأَكْـ
ـرَابِ حتَّى ورَدْتُ مِلْءَ الْحِيَاضِ
أنتَ أمضى منْ أن تصدَّ عن الرم
ي إذا ما جددتَ في الإنباضِ
وإذا الْمَجْدُ كانَ عَوْني على المَرْ
ءِ تقاضيتهُ بتركِ التقاضي(11/454)
العصر العباسي >> أبو تمام >> كَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِكَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِ
كَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِكَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِ
رقم القصيدة : 15875
-----------------------------------
كَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِكَفُّ النَّدَى أضحَتْ بغيرِ بَنَانِ
وقناتُه أمستْ بغير سنانِ
جبَلُ الجبالِ غَدَتْ عليه مُلِمَّة ٌ
تركتهُ وهوَ مهدَّمُ الأركانِ
أنعَى عُمَيرَ بنَ الوليدِ لِغَارَة ٍ
بكْرٍ مِنَ الغَارَاتِ أَوْ لِعَوانِ
قولي وأنعى فارسَ الفرسانِ
عثرَ الزمانُ ونائباتُ صروفهِ
بمقيلنا عثراتِ كلِّ زمانِ
لَمْ يَتْرِكِ الحَدَثان يومَ سَطَا بهِ
أحداً نصولُ بهِ على الحدثانِ
قدْ كنتَ حشوَ الدرعِ ثمَّ أراكَ قدْ
أصبحتَ حِشْوَ اللَّحدِ والأكفانِ
شغلتْ قلوبُ الناسِ ثم عيونُهم
مُذْ مُتَّ بالخَفَقَانِ والهَمَلاَنِ
واسَتعْذَبُوا الأحزانَ حتَّى إنَّهم
يَتَحاسَدُونَ مَضَاضَة َ الأحزَانِ
مايَرْعَوي أَحَدٌ إلى أحَدٍ ولا
يشتاقُ إنسانُ إلى إنسانِ
أأصَابَ مِنْكَ المَوْتُ فُرْصَة َ ساعَة ٍ
فعَدَا عليكَ وأنتُما أخَوَانِ؟
فَمَنِ الذي أبقى لِيَوْمِ تَكَرُّمٍ
ومن الذي أبقى ليومِ طعانِ ؟
من يدفعُ الكربَ العظامَ إذا التفتْ
في مأزقٍ حلقاتُ كلِّ بطانِ ؟
حَمَّالُ مالَوْ حَلَّ أصغَرُهُ على
ثهلانَ لانهدَّتْ ذرى ثهلانِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ياشدناً صيغَ من الشمسِ
ياشدناً صيغَ من الشمسِ
رقم القصيدة : 15876
-----------------------------------
ياشدناً صيغَ من الشمسِ
تِهْ بالمَلاحاتِ على الإنْسِ
في كلِّ يومٍ انت في صورة ٍ
غيرِ التي كنتَ بها أَمْسِ
تَزْدادُ طِيباً كلَّ يومٍ كما
يَزدادُ غُصْنُ البانِ في الغَرْسِ
واللّهِ لَوْلا اللّهُ لا غَيرُهُ
وخَوْفيَ النَّارَ على نَفْسِي
صليتُ خمساً لك من هيبة ٍ
وازدَدْتُ ثِنْتَينِ على الخَمْسِ!(11/455)
العصر العباسي >> أبو تمام >> أقْلَقَ جَفْنَ العَيْنَيْنِ عَنْ غُمُضِهْ
أقْلَقَ جَفْنَ العَيْنَيْنِ عَنْ غُمُضِهْ
رقم القصيدة : 15877
-----------------------------------
أقْلَقَ جَفْنَ العَيْنَيْنِ عَنْ غُمُضِهْ
وشَدَّ هذَا الحَشَا على مَضَضِهْ
شَجاً بما عَنَّ للأميرِ أبي العَبَّا
سِ أَمْسَى نَصْباً لِمُعْتَرِضِهْ
لِبَاسِطِ البَاعِ رَحْبهِ وَاجِبِ الْحَقّ
م على العَالمِينَ مُفْتَرَضِهْ
مِنَ الأُلى نَسْتَجيرُ مِنْ شَرَقِ الدّهـ
رِ بهمْ إنْ ألمَّ أوْ جرضهْ
صَاغَهُمُ ذُو الجَلاَلِ مِنْ جوهرِ المجْـ
ـدِ وصَاغَ الأنَامَ مِنْ عَرَضِه
إذا رَمَوْا عُرْوَة ً إليْكَ فقَدْ
أتيتَ حوضَ الأنامِ منْ فرضهْ
سهمٌ منَ الملكِ لا يضيعهُ
بَادِيهِ حتَّى يَهتَزَّ في غَرَضِهْ
صحته صحة ُ الرجاءِ لنا
في حِينِ مُلْتَاثِهِ ومُنْتَقَضِهْ
وإنْ يَجِدْ عِلَّة ً نُعَمُّ بِها
حتى ترانا نعادُ منْ مرضهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إني أظنُّ البلى لو كانَ يفهمه
إني أظنُّ البلى لو كانَ يفهمه
رقم القصيدة : 15878
-----------------------------------
إني أظنُّ البلى لو كانَ يفهمه
صدَّ البلى عن بقايا وجههِ الحسنِ
يا مؤتة َ لم تدعْ ظرفاً ولا أدباً
إِلاَّ حَكَمْت بهِ لِلحَد والكَفَنِ
للهِ ألحافظُهُ والموتُ يكسرُها
كأنَّ أجفانَه سكرى من الوسنِ
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرْهاً وتَعْطِفُها
يَدُ المَنِيَّة ِ عَطْفَ الريحِ لِلغُصُنِ
يَا هَوْلَ ما أبصَرتْ عَيْني وما سَمِعَتْ
أُذني فلا بَقِيَتْ عَينْي ولا أُذُني
لم يبقَ من بدني جزءٌ علمتُ به
إِلاَّ وقد حَلَّهُ جُزْءٌ مِنَ الحُزُنِ
كانَ اللَّحاقُ بهِ أَوْلى وأَحسنَ بي
منْ أنْ أعيشَ سقيمَ الروحِ والبدنِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يامَنْ تَرَدَّى بِحُلَّة ِ الشَّمْسِ
يامَنْ تَرَدَّى بِحُلَّة ِ الشَّمْسِ
رقم القصيدة : 15879
-----------------------------------(11/456)
يامَنْ تَرَدَّى بِحُلَّة ِ الشَّمْسِ
ومَنْ رَماني بأسْهُمٍ خَمْسِ
بالطرفِ والثغرِ والسوالف والنـ
حرِ وشيئٍ يطيبث في اللمسِ
هاأناذابالذُّنُوبِ مُعْتَرِفٌ
فَهَبْ لِذُلي جِنَايَتَيْ أمْسِ
وجدْ لمستمطر الجفون دماً
شغلتهُ عن صلاتهِ الخمسِ
سألتث عن وصفيك الصفاتِ فما
نَطَقْنَ إلاَّ بألسُنٍ خُرْسِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> الموت والقنديل
الموت والقنديل
رقم القصيدة : 1588
-----------------------------------
( 1 )
صيحاتك كانت فأس الحطاب الموغل في
غابات اللغة العذراء, وكانت ملكًا أسطوريًّا
يحكم في مملكة العقل الباطن والأصقاع
الوثنية حيث الموسيقى والسحر الأسود
والجنس وحيث الثورة والموت . قناع الملك
الأسطوري الممتقع الوجه وراء زجاج نوافذ
قصر الصيف وكانت عربات الحرب
الآشورية تحت الأبراج المحروقة كانت
صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار
المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا
أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات .
وقاع الآبار المهجورة كانت صيحاتك
صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية
أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث
الموسيقى والثورة والحب وحيث الله.
( 2 )
لغة الأسطورةْ
تسكن في فأس الحطاب الموغل في غابات اللغة العذراء
فلماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطَّابْ?
( 3 )
مات مغني الأزهار البريةِ
مات مغني النار
مات مغني عربات الحرب الآشورية تحت الأسوار.
( 4 )
صيحاتك كانت صيحاتي
فلماذا نتبارى في هذا المضمار?
فسباق البشر الفانين, هنا, أتعبني
وصراع الأقدار.
( 5 )
كان الروم أمامي وسوى الروم ورائي,
وأنا كنتُ أميل على سيفي منتحرًا تحت الثلج,
وقبل أفول النجم القطبيِّ وراء الأبراجْ
فلماذا سيف الدولة ولَّى الأدبارْ?
( 6 )
ها أنذا عارٍ عُري سماء الصحراءِ
حزينٌ حزنَ حصانٍ غجريٍّ
مسكونٌ بالنارْ.
( 7 )
وطني المنفى
منفايَ الكلماتْ.
( 8 )
صار وجودي شكلاً
والشكل وجودًا في اللغة العذراءْ.
( 9 )(11/457)
لغتي صارت قنديلاً في باب الله.
( 10 )
أرحل تحت الثلج, أواصل موتي في الأصقاعْ.
( 11 )
أيتها الأشجار القطبية, يا صوت نبي يبكي, يا رعدًا
في الزمن الأرضيِّ المتفجر حبّا, يا نار الإبداع.
لماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطاب ليترك هذي
الغابات طعامًا للنار? لماذا ترك الشعراء
خنادقهم? ولماذا سيف الدولة ولَّى الأدبار? الروم
أمامي كانوا وسوى الروم ورائي وأنا كنت أميل
على سيفي منتحرًا تحت الثلج وقبل أفول النجمِ
القطبيِّ وراء الأبراج. صرختُ: تعالوا!
لغتي صارت قنديلاً في باب الله, حياتي
فرت من بين يدي, صارت شكلاً والشكلُ
وجودًا. فخذوا تاج الشوك وسيفي
وخذوا راحلتي
قطراتِ المطر العالق في شَعْرِي
زهرةَ عباد الشمس الواضعةَ الخد على خدي
تذكارات طفولة حبي
كتبي, موتي
فسيبقى صوتي
قنديلاً في باب الله
العصر العباسي >> أبو تمام >> أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
رقم القصيدة : 15880
-----------------------------------
أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
وربعٌ عفا منه مصيفٌ ومربعُ
لَرُدَّتْ على أعقَابِها أَرْيحيَّة ٌ
منَ الشوقِ واديها منَ الهمِّ مترعُ
لحقنا بأخراهم وقدْ حومَ الهوى
قُلُوباً عَهِدْنا طَيرَها وَهْيَ وُقَّعُ
فردتْ علينا الشمسُ والليلُ راغمٌ
بشمسٍ لهم منْ جانب الخدرِ تطلعُ
نضَا ضَوْءُ هَا صِبْغَ الدُّجنَّة ِ فانطَوَى
لبهجتها ثوبُ السماء المجزعُ
فواللهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ
أَلَمَّتْ بنا أَمْ كانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ
وعَهْدِي بها تُحْيِي الهَوَى وتُمِيتُه
وتشعبُ أعشارَ الفؤادِ وتصدعُ
وأقرَعُ بالْعُتْبَى حُميَّا عِتَابها
وقدْ تستقيدُ الراحَ حينَ تشعشعُ
وتَقْفُو إلى الجَدْوَى بجَدْوَى وإنَّما
يروقكَ بيتُ الشعرِ حينَ يصرعُ
أَلَمْ تَرَ آرَامَ الظبَاءِ كأنَّما
رأتْ بيَ سيدَ الرملِ والصبحُ أدرعُ
لئن جزعَ الوحشيُّ منها لرؤيتي
لإنْسِيُّها من شَيْبِ رَأْسِيَ أجْزَعُ(11/458)
غذا الهمُّ مختطاً بفودي خطة ً
طريقُ الردى منها إلى النفس مهيعُ
هو الزورُ يجفى ، والمعاشرُ يجتوى
وذُو الإلْفِ يُقْلى ، والجَديدُ يُرَقَّعُ
لَهُ مَنْظرٌ في العَيْنِ أبيضُ ناصعٌ
ولكنهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ
ونَحْنُ نُزَجَّيهِ على الكُرْهِ والرضَا
وأَنْفُ الفَتَى مِنْ وَجهِهِ وهْوَ أَجْدَعُ
لقَدْ سَاسَنا هذا الزَّمانُ سياسَة ً
سُدًى لم يَسُسْها قَطُّ عَبْدٌ مُجَدَّعُ
تروحُ علينا كلَّ يومٍ وتغتدي
خطوبٌ كأنَّ الدهرَ منهنَّ يصرعُ
حلتْ نظفٌ منها لنكسٍ وذو النهى
يدافُ له سمٌّ منَ العيش منقعث
فإنْ نكُ أهملنا فأضعفْ بسعينا
وإنْ نَكُ أُجْبِرْنا فَفيمَ نُتَعْتِع
لقد آسفَ الأعداءَ مجدُ ابن يوسفٍ
وذو النقصِ في الدنيا بذي الفضلِ مولعُ
أخذْت بحبلٍ مِنْه لمَّا لَوَيْتُه
عل مررِ الأيامِ ظلتْ تقطعُ
هو السيلُ إنْ واجهته انقدتَ طوعهُ
وتقتادهُ منْ جانبيهِ فيتبعُ
ولمْ أرَ نفعاً عندَ منْ ليسَ ضائراً
ولَمْ أَرَ ضَرّاً عنْدَ مَنْ ليسَ يَنْفَعُ
يَقُولُ فَيُسمِعُ ويمْشِي فيُسْرعُ
ويَضربُ في ذَاتِ الإلهِ فَيُوجعُ
ممرٌّ لهُ منْ نفسهِ بعضُ نفسهِ
وسائرها للحمدِ والأجرِ أجمعُ
رَأَى البُخْلَ مِنْ كُلٍّ فَظِيعاً فَعَافهُ
على أَنَّهُ مِنْه أَمَرُّ وأَفْظَعُ
وكلُّ كسوفٍ في الداراريَّ شنعة ٌ
ولكنهُ في الشمسِ والبدرِ أشنعُ
معادُ الورى بعدَ المماتِ وسيبهُ
معادٌ لنا قبلَ المماتِ ومرجعُ
لهُ تالدٌ قدْ وقؤَ الجودُ هامهُ
فقرتْ وكانتْ لاتزالُ تفزعُ
إذا كَانَتِ النُّعْمَى سَلُوباً مِن امْرئٍ
غدتْ منْ خليجيْ كفه، وهيَ متبعُ
وإنْ عثرتْ سودُ الليالي وبيضها
بوحْدَتِهِ أَلفيْتَها وَهْيَ مَجْمَعُ
وإِنْ خَفَرَتْ أَمْوَالَ قَوْمٍ أَكُفُّهُمْ
منَ النيلِ والجدوى فكفاهُ مقطعُ
ويَوْمٍ يَظَلُّ العِزُّ يُحْفَظُ وَسْطَهُ
بسمرِ العوالي والنفوسُ تضيعُ
مصيفٍ منَ الهيجا ومنْ حاجم الوغى
ولكنَّه مِنْ وابِلِ الدَّمِ مَرْبَعُ(11/459)
عَبُوسٍ كَسَا أَبْطَالَهُ كُلَّ قَوْنَسٍ
يُرَى المرْءُ مِنْهُ وهْوَ أَفرَعُ أَنْزَعُ
وأَسمَرَ مَحْمَر العَوَالي يَوُمُّهُ
سنانٌ بحبات القلوبِ ممتعُ
منَ اللاءِ يشربنَ النجيعَ من الكلى
غريضاً، ويَرْوَى غَيْرُهُنَّ فيَنْقَعُ
شققتَ إلى جبارهِ حومة َ الوغى
وقنعتهُ بالسيفِ وهو مقنعُ
لَدَى سندبايا والهضَابِ وأَرْشَقٍ
وموقانِ والسمرُ اللذانُ تزعزعُ
وأبرَشتويمٍ والكذاجِ وملتقى
سنابكها والخيلُ تردي وتمزعُ
غَدَتْ ظُلَّعاً حَسْرَى وغَادَرَ جَدُّها
جُدُودَ أُناسٍ وِهْي حَسْرَى وظَلَّعُ
هَوَ الصُّنْعُ إِنْ يَعْجَلْ فنَفْعٌ وإِنْ يَرِثْ
فللريثُ في بعضِ المواطنِ أسرعُ
أَظَلَّتكَ آمالي وفي الْبطْشِ قُوَّمٌ
وفي السَّهْمِ تَسْديدٌ وفي القَوْسِ مَنْزَعُ
وإنَّ الغنى لي إنْ لحظتُ مطالبي
مِنَ الشَّعْرِ، إلاّ في مَدِيحكَ، أَطْوَعُ
وإنكَ إنْ أهزلتَ في المحلِ لم تضعْ
ولم ترعَ إنْ أهزلت والروضُ ممرعُ
رأيتُ رجائي فيكَ وحدكَ همة ً
ولكنهُ في سائرِ الناسِ مطمعُ
وكمْ عاثرٍ منا أخذتَ بضبعهِ
فأضحى له في قلة ِ المجدِ مطلعُ
فصارَ اسمهُ في النائباتِ مدافعاً
وكانَ اسمُه مِنْ قبْلُ وهْوَ مُدَفَّعُ
وما السَّيْفُ إلاّ زُبْرَة ٌ لو تَرَكْتَهُ
على الخلقة ِ الأولى لما كانَ يقطعُ
فَدُونَكَها لَوْلا لَيَانُ نَسِيبِها
لَظَلَّتْ صِلابُ الصَّخْرِ مِنْهَا تَصدَّعُ
لها أخواتٌ قبلها قد سمعتها
وإنْ لم تَزعْ بي مُدَّة ً فسَتَسْمَعُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نفسي فداءُ محمدٍ ووقاؤهُ
نفسي فداءُ محمدٍ ووقاؤهُ
رقم القصيدة : 15881
-----------------------------------
نفسي فداءُ محمدٍ ووقاؤهُ
وكذبتُ ما في العالمينَ فداؤهُ
أزَعَمْتَ أَنَّ يَحكِي طَرْفَه
والقدُّ غصنٌ جالَ فيهِ ماؤه؟
أُسْكُتْ فأينَ ضياؤه وبَهاؤُهُ
وكمَالُه وذَكاؤُهُ وحَيَاؤُهُ
لاتُغْنِ أسماءُ المَلاحة ِ والحِجَى
فيمنْ سواهُ فإنها أسماؤهُ
عريَ المحبُّ من الضنا فقميصه(11/460)
طولُ التأوهِ والسقامُ رداؤهُ
لو قيلَ سلْ تعطَ المنى كانَ المنى
أَنْ لَوْ رَأَى مَوْلاهُ كيفَ بُكاؤُهُ
أحبَابَه لِمْ تَفعلُونَ بِقَلْبهِ
ماليسَ يَفعلُه بهِ أعداؤُهُ
مَطَرٌ مِنَ العَبَرات خَدي أرْضُه
حتَّى الصَّباح ومُقلَتايَ سمَاؤُهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يالابِساً ثَوْبَ المَلاحَة ِ أبْلهِ
يالابِساً ثَوْبَ المَلاحَة ِ أبْلهِ
رقم القصيدة : 15882
-----------------------------------
يالابِساً ثَوْبَ المَلاحَة ِ أبْلهِ
فلأنت أولى لابسيهِ بلبسهِ
لم يُعْطِكَ اللَّهُ الذي أعطَاكَه
حتَّى استَخَفَّ بِبَدْرِهِ وبِشَمْسِهِ
رَشَأ إذا مَاكادَ يُطلِقُ نَفْسَه
في فَتْكِه أَمَرَ الحَيَاءُ بِحَبْسِهِ
و أنا الذي اعطيتهُ محضَ الهوى
وصَمِيمَهُ وأخذْتُ عُذْرَة َ أُنْسِهِ
فَلَئِنْ جَنَيْتُ ثِمارَه وغَرَسْتُهُ
ما كنتَ أولَ من جنى من غرسهِ
مولاك يا مولايَ صاحبث لوعة ٍ
في يومهِ وصبابة ٍ في أمسهِ
دَنِفٌ يَجُودُ بِنَفْسِهِ حتى لقَدْ
أمسَى ضَعِيفاً أَنْ يَجُودَ بِنفسِهِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي
خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي
رقم القصيدة : 15883
-----------------------------------
خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي
وصُونِي ما أَزَلْتِ مِن القِناعِ
أقِلي قَدْ أضَاقَ بُكاكِ ذَرْعِي
وما ضَاقَتْ بنازِلة ٍ ذِرَاعي
أآلفة َ النحيبِ كم افتراقٍ
أَظَلَّ فكانَ داعِية َ اجْتماعِ!
وليستْ فرحة ُ الأوباتِ إلا
لَمَوْقُوفٍ على تَرَحِ الودَاعِ
تَوَجَّعُ أَنْ رَأَتْ جِسْمِي نَحِيفاً
كأنَّ المجدَ يدركُ بالصراعِ
فَتَى النَّكَبَاتِ مَنْ يَأوِي إذا ما
قطفنَ بهِ إلى خلقٍ وساعِ
يُثِيرُ عَجاجَة ً في كُل ثَغْرٍ
يَهيمُ بهِ عَدِيُّ بن الرقَاعِ
أبنَّ معَ السباعِ القفر حتى
لخالتهُ السباعُ منَ السباعِ
فَلَب الْحَزْمَ إِنْ حَاوَلْتَ يَوْماً
بأنْ تسطيعَ غيرَ المستطاعِ
فلَمْ تَرْحَلْ كناجِية المَهَارِي(11/461)
ولم تركبْ همومكَ كالزماعِ
بِمَهْدِي بنِ أَصْرَمَ عَادَ عُودي
إلى إِيراقِهِ وامتَدَّ بَاعِي
أطالَ يدي على الأيام حتى
جزيتُ صروفها صاعاً بصاعِ
إِذَا أَكْدَتْ سَوَامُ الشعْرِ أَضْحَتْ
عَطَايَاه وهُنَّ لَها مَرَاعي
رياضٌ لا يشذُّ العرفُ عنها
ولا تَخْلُو منَ الهِمَم الرتاعِ
سعى فاستنزلَ الشرفَ اقتداراً
ولَوْلاَ السَّعْيُ لم تَكُن المسَاعي
أمهدياً لحييتِ على نوالٍ
لقدْ حكتِ الملامَ لغيرِ واعِ
أَرَدْتِ بحَيْثُ لاتُعصَى المعَالي
بأَن يُعْصَى النَّدَى وبأَنْ تُطَاعِي
عَميدُ الغَوْثِ إِنْ نُوَبُ اللَّيَالي
سطتْ وقريعها عندَ القراعِ
كَثيراً ما تُشوقُه العَوالي
وهمتهُ إلى العلقِ المتاعِ
كأَنَّ به غَدَاة َ الروعِ وِرْداً
وقَدْ وُصِفَتْ له نَفْسُ الشَّجَاعِ
لَحُسْنُ الموتِ في كَرَمٍ وتَقْوَى
أَحَبُّ إليهِ مِنْ حُسْنِ الدفاعِ
ونَغْمَة ُ مُعْتَفٍ يَرْجُوه أَحْلى
على أُذْنَيْهِ مِنْ نَغَم السَّماعِ
جعَلْتَ الْجُودَ لأْلاءَ المسَاعي
وهلْ شمسٌ تكونَ بلا شعاعِ
وما في الأَرْضِ أعْصَى لامتناع
يَسُوقُ الذَّمَّ مِنْ جُودٍ مُطَاعِ
ولم يَحفَظْ مُضَاعَ المَجْدِ شيءٌ
منَ الأشياءَ كالمالِ المضاعِ
رَعاكَ اللَّه للمعْرُوف إني
أراكَ لسرحِ مالكَ غيرَ راعي
فما في الأرضِ مِنْ شَرَفٍ يَفاعٍ
سُبِقتَ بهِ ولا خُلُقٍ يَفاعِ
لعزمكَ مثلُ عزمِ السيلِ شدتْ
قُوَاهُ بالمذَانِبِ والتلاعِ
ورأْيُكَ مثْلُ رَأْيِ السَّيْفِ صَحَّتْ
مَشُورَة ُ حَدهِ عِنْدَ المِصَاعِ
فلو صَوَّرْتَ نَفْسَك لم تَزِدْها
على ما فيكَ من كرمِ الطباعِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بيتُ قلبي من هواكَ على الطوى
بيتُ قلبي من هواكَ على الطوى
رقم القصيدة : 15884
-----------------------------------
بيتُ قلبي من هواكَ على الطوى
ورحلتُ من بلدِ الصبابة ِ والجوى
لوْ لم يجرني الهجرُ منك بلطفهِ
واللهِ لاستأمنتُ فيكَ إلى النوى(11/462)
لم تَرْعَ لي حُرَقاً بِقَلْبِي قد مضَتْ
لوْ لم يذدها الدمعُ عنه لاشتوى
هيهاتَ كنتُ منَ الحداثة ِ والصبا
في غَفْلَة ٍ إِنَّ الهَوَى يُنْسِي الهَوَى
العصر العباسي >> أبو تمام >> بنفسي حبيبٌ سوف يثكلني نفسي
بنفسي حبيبٌ سوف يثكلني نفسي
رقم القصيدة : 15885
-----------------------------------
بنفسي حبيبٌ سوف يثكلني نفسي
ويَجْعَلُ جِسْمي تُحْفَة َ اللَّحدِ والرّمْسِ
جحدتُ الهوى ان كنتُ مذ جعل الهوى
محاسنهُ شمسي نظرتُ الى الشمسِ
لقد ضاقت الدنيا عليَّ بأسرها
بهجرانهِ حتى كأنيَ في حبس
أُسَكنُ قَلْباً هائماً فيهِ مَأْتَمٌ
من الشوق إلا أنَّ عينيَّ في عرسِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قد كسَانَا مِن كِسْوة ِ الصَّيفِ خِرقٌ
قد كسَانَا مِن كِسْوة ِ الصَّيفِ خِرقٌ
رقم القصيدة : 15886
-----------------------------------
قد كسَانَا مِن كِسْوة ِ الصَّيفِ خِرقٌ
مُكتَسٍ مِنْ مَكارِمٍ ومَسَاعِ
حُلَّة ً سابِريَّة ً ورِدَاءً
كَسَحَا القَيْضِ أَو رِدَاءِ الشُّجاعِ
كالسَّرَابِ الرَّقْرَاقِ في النَّعْتِ إلا
أَنَّهُ لَيْسَ مثْلَهُ في الخِدَاعِ
قصبياً تسترجفُ الريحُ متنيهِ
ـهِ بأَمْرٍ مِنَ الهُبوبِ مُطَاعِ
رجفاناً كأنهُ الدهرُ منهُ
كبدُ الصبِّ أو حشا المرتاعِ
لازماً ما يليهِ تحسبهُ جزْ
ءاً منَ المتنتينِ والأضلاعِ
يَطْرُدُ اليَوْمَ ذَا الهَجيرِ ولو شُبْـ
بهَ في حرهُ بيومِ الوداعِ
خلعة ً منْ أغرَّ أروعَ رحبِ الصـ
ـصَدْرِ رَحْبِ الفُؤَادِ رَحْبِ الذرَاعِ
سَوْفَ أكْسُوكَ ما يُعَفي عليها
منْ ثناءِ كالبردِ بردِ الصناعِ
حسنُ هاتيكَ في العيونِ وهذا
حسنهُ في القلوبِ والأسماعِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بتُّ سلمَ الجوى وحربَ النعاسِ
بتُّ سلمَ الجوى وحربَ النعاسِ
رقم القصيدة : 15887
-----------------------------------
بتُّ سلمَ الجوى وحربَ النعاسِ
عرضة ً للزفيرِ والأنفاسِ
دَائِباً لَيْلَتي أكُفُّ بكَفي(11/463)
كبداً حزها كحزِّ المواسي
فإذا حلت الهمومُ تأوهتُ
و ناديتُ يا أبا العباسِ
حزني منك لا أصابك معشارُ
الذي من هواك مرَّ برأسي
العصر العباسي >> أبو تمام >> أبو عليَّ وسميَّ منتجعهْ
أبو عليَّ وسميَّ منتجعهْ
رقم القصيدة : 15888
-----------------------------------
أبو عليَّ وسميَّ منتجعهْ
فاحْلِلْ بأعلى وَادِيهِ أَوْ جَرَعِهْ
واغْدُ قَرِيبَ الْخَيَالِ والحِس منْ
مَنْظَرِهِ تَارَة ً ومُسْتَمَعِهْ
وحاسدٍ لا يفيقُ قلتُ له
منْ صابَ قولٍ يدمي ومنْ سلعهْ
لا تجزرنْ عرضكَ الأساودَ واس
تخفِ بأنفِ بادٍ، لمجتدعهِ
لا يأمننْ أخدعاكَ بادرة ً
منْ قدعهِ إن أمنتَ منْ قدعهْ
إياكَ والغيلَ أنْ تطيفَ بهِ
إني أخشى عليكَ منْ سبعهْ
ترى الهمامَ المحجوبَ حاشية ً
لهُ وتلقى المتبوعُ منْ تبعهْ
يَنْزِلُ في الكَاهِلِ المُنيفِ من الأَمْـ
ـرِ وهُمْ تحتَ ذاكَ مِنْ زَمَعِهْ
يا ربَّ يومٍ تلوحُ غرتهُ
ساطِعِ صُبْحِ المَعْرُوفِ مُنْصَدِعِهْ
قَدْ ذَابَ لي في يَدَيْكَ ذَوْبَ السنا
مِ الْجَعْدِ حَكَّمْتَ الرَّضْفَ في قَمَعِهْ
ولمْ تغيرْ وجهي عنِ الصبغة ِ ال
أولى بمسفوعِ اللونِ ملتمعهْ
لا بَلْ هَنيءُ النَّدَى هَنِيءُ السَّدَى
لم يَتَلوّثْ رَاجِيكَ في طَمَعِهْ
وقدْ أتاني الرسولُ بالملبسِ الفخ
ـمِ لِصَيْفِ امْرىء ٍ ومُرْتَبَعِهْ
منْ شنعِ الخلعة ِ الغريبة َ إنّ
م المَجْدَ مَجْدُ الرياشِ في شُنُعهْ
لو أنها جللتْ أويساً لقدْ
أسرعتِ الكبرياءَ في ورعهْ
رائِقُ خَزٍّ يُلتَذُّ مُلْمَسُهُ
سَكْبٌ يَدِينُ الصَّبَا لِمُدَّرِعِهْ
وسرُّ وشيٍ كأنَّ شعري أح
ياناً نسيبُ العيون منْ بدعهْ
كأَنَّ غَضَّ الحُوذان والدَّمَ منْ
صَائكهِ جَاسِداً ومِنْ دُفَعِهْ
والنَّوْرَ نَوْرَ العَرَارِ أُجرِيَ في
تسهيمهِ المجتلى على ينعهْ
لا في ريامٍ ولا قراهُ ولا
زبيدهِ مثلهُ ولا رمعهْ
لايَتَخَطَّاهُ الطَّرْفُ مِنْ أَحَدٍ
ينصفُ إلاَّ صلى على صنعهْ(11/464)
تركتني سامي الجفونِ على
أزلَمِ دَهْرٍ بِحُسْنِها جَذَعِهْ
مُعاوِدَ الكبرِ والسُّمو على
أعيادهِ باذخاً على جمعهْ
وغابطٍ في نداكَ قلتُ لهُ
ورُبَّ قَوْل قَوَّمْتُ من ضَلَعِهْ:
نَعَتُّ سَيْفاً أغفَلْتُ قائِمَه
وظبيَ قفَّ سهوتُ عن تلعهْ
أنتَ أخونا وسيدٌ ملكٌ
نخلعُ ما نستزيدُ منْ خلعهْ
فالبسْ بهِ مثلها لمثلكِ منْ
فَضْفَاضِ ثَوْبِ القَريضِ متَّسِعِهْ
صَعْبِ القوَافي إلا لِفَارِسِه
أبيَّ نسجِ العروضِ ممتنعهْ
سَاحِرِ نَظْمٍ سِحْرَ البَياض مِنَ الـ
ألوانِ سائبهِ خبهِ خدعهْ
كسوة ُ ودَّ أصبحتَ دونَ الورى
نُجْعتَهُ لا نَقُولُ مِنْ نُجَعِهْ
سَبقْتَ حتَّى اقتطعتَ قَبْلَهُمُ
ما شئتَ منْ تمهِ ومنْ قطعهْ
والشَّعْرُ فَرْجٌ لَيْسَتْ خَصِيصَتُهُ
طولَ الليالي إلا لمفترعهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نأَتْ بهِ الدَّارُعَنْ أَقارِبهِ
نأَتْ بهِ الدَّارُعَنْ أَقارِبهِ
رقم القصيدة : 15889
-----------------------------------
نأَتْ بهِ الدَّارُعَنْ أَقارِبهِ
فَأُلْقِيَ الحَبْلُ فَوْقَ غارِبِهِ
عاشتْ لِمِحْبُوبهِ مُمَانَعة ٌ
ماتَ عليها رجاءُ طالبِهِ
اتفقَ الحسنُ فيهِ واختلفتْ
مَذَاهِبُ العَقْلِ في مَذَاهِبِهِ
لم أرَ بدراً سواكَ معتدلاً
بهِ افتقارُ إلى كواكبهِ
وَيْلُم صَبٍّ رَمَى صُعُوبَتكَم
الأولى فلانتْ بلينِ جانبهِ
أَلْقَاكَ في مُعْجِبٍ أِوائِلُهُ
فما تفكَّرتَ في عواقِبهِ
ومنْ يكنْ طيباً فلا عجبٌ
أَنْ يأْكُلَ النَّاسُ مِنْ أَطَايِبهِ!
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> افتح قلبي
افتح قلبي
رقم القصيدة : 1589
-----------------------------------
أِفتحْ قلْبي
قلبي مثلُ كتابٍ مهملْ
لا تقرأْ عن تاريخ ِالناس ِ. اِسمعْ نبضَهْ
لا تقرأْ عن خوفِ التاريخ ِ
وأنباءِ الثوراتِ
وأخطاءِ الثوارِ . اِسمعْ نبضَهْ
لا تقرأ عَن عمق حضارةِ تلكَ الأرض
وأحلام ِالشعراءِ .اسمعْ نبضْهْ
لاتقرأْ عن أرض ٍ,شمسُ سماها منها(11/465)
أرض ٍتغلي كليالي العشاق ِالقلقين
إسمع نبضَه
لاتقرأْ عن شعبٍ: يالهُ من مخلوقٍ مرٍّ
يعملُ محترقاً
يبني محترقاً
يغضبُ محترقاً
ويحاربُ محترقاً
يصعدُ محترقاً
يهبط ُمحترقاً
ويحبُ ويحزنُ محترقاً
ويموتُ بأيّ ِالموت ِحزيناً محترقاً .
اسمعْ نبضَهْ .
اسمعُ نبضَهْ
فأنا من شدّة ِخوفي / من فرطِ الحبْ
برمجتُ كيانَكَ كلَّ كيانِك ياوطني
في نبض القلب.
اعتقني فيك
اعتدتُ الحزنَ كأنّي الحزنُ
أراكَ تبرقُ سراً في الليل
إذا ما رقصَ السمّارُ
وصحتَ بهمْ : غنّوا
واذا ماانصرفَ الليلُ
يوزّع ُفي آخرة ِالوقتَ
نعاساً للمتأرق ِمن عشاق ٍجُنّوا
وأراكَ أراكَ
ياآخرَ قتلى التاريخ ِوأولهَم
يامختصرَ الكون ِ... رمادُك نحنُ
وأنتَ الأبقى . الأبقى
يتبددُ من بعدِك كلُّ طغاة ِالأرض ِ
يتبدّدُ من آذوكَ وآذوا باسمِكَ يا وطني
وتتمزقُ بعدَك اعلامُ الآثام
ونحنُ/ رمادُك نحن
واراكَ اراكَ
تولدُ يوماً وتلدْ
واراكَ اراكَ
كأنّكَ ساقُ الليمون ِ,يجدّدُك التجريحُ
وكالغيمة ِيُمطرُكَ الطعنُ
نحنُ رمادُك نحنُ .
ياوطني
خذّ كلَ بقاع ِالأرض ِوكلَّ الجدران
خذ ْساحاتِ الرفض ِوسبّوراتِ التعليم ِ
وكلَّ القاعاتِ وشتى الألوان
واتركْ زاويةً بمساحةِ قلبي
أكتبُ فيها بدمي : " يحيا الانسان "
يحيا الانسان
وأنامُ على ذكرِكْ
وأغارُ عليكَ
أغارُ عليكَ كأنّي وحدي أحببتُك يا وطني
متشحاً برداءِ الحزن
اعتبُ كلََّ الوقتِ عليك
اعتبُ اعتبُ ياوطني
ياأمي
كيف َيجيءُ زمانٌ ، فيه أخافُكَ يا وطني
العصر العباسي >> أبو تمام >> غداً يتناءى صاحبٌ كانَ لي انسا
غداً يتناءى صاحبٌ كانَ لي انسا
رقم القصيدة : 15890
-----------------------------------
غداً يتناءى صاحبٌ كانَ لي انسا
فلا مصبحٌ لي في السرورِ ولا ممسا
وتُصْبِحُ أحزَاني عليهِ كَثيرة ً
ويُصْبِحُ سَعْدِي مِنْ مَوَدَّتِهِ نَحْسَا
أَخٌ ليَ لَوْ أُعطَى المُنَى باسمِ فَقْدِهِ
بلا فقدهِ كانت بهِ ثمناً بخسا(11/466)
فلو أن نفسي الفُ نفسِ لما انثنت
يَدُ البَيْنِ أو تُودِي بآخرِها نَفَسا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
رقم القصيدة : 15891
-----------------------------------
ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
أقْوى وسُؤْرُ الزَّمن الفَاجعِ
دَارٌ سَقَاها بَعْدَ سُكَّانها
صَرْفُ النَّوَى منْ سَمَّه الناقِعِ
ولا تَلُوما ذَا الهَوَى إِنَّها
لَيْسَتْ بِبِدْعٍ حَنَّة ُ النَّازِعِ
لَوْ قيلَ ما كانَ مَزُوراً بها
إذاً لسرَّ الربعُ بالرابعِ
فاعتبرا واستعبرا ساعة َ
فالدَّمْعُ قِرْنٌ للجَوَى الرَّادِعِ
أخْلَتْ رُبَاها كُلُّ سَيْفَانَة ٍ
تَخْلَعُ قَلْبَ المَلِكِ الْخَالِعِ
يصبحُ في الحبَّ لها ضارعاً
مَنْ لَيْسَ عِنْدَ السيْفِ بالضَّارِعِ
رُودٌ إِذَا جَرَّدْتَ في حُسْنِها
فكركَ دلتكَ على الصانعِ
نوحٌ صفا مذْ عهدِ نوحٍ له
شِرْبُ العُلى في الحَسَبِ الفَارِعِ
مُطَّرِدُ الآباءِ في نِسْبَة ٍ
كالصُّبْحِ في إشراقِه السَّاطِعِ
مَناسِبٌ تُحسَبُ مِنْ ضَوْئِها
منازلاً للقمرِ الطالعِ
كالدلوِ والحوتِ وأشراطهِ
والبَطْنِ والنَّجْمِ إلى البَالِعِ
نوحٌ بنُ عمرو بنِ حويَّ بن عم
ـرِو بنِ حُوَي بن الفَتَى ماتِعِ
السكسكيّ المجدِ كنديهُ
وأدديُّ السؤددِ الناصعِ
للجدبْ في اموالهِ مرتعٌ
ومقنعٌ في الخصبِ للقانعِ
قدْ أَشْرَقَت في قَوْمِهِ مِنْهُمُ
ناصَيَة ٌ تَنْأَى عنِ السَّافِعِ
كم فَارسٍ فيهمْ إذا استُصرِخُوا
مِثْلِ سِنَانِ الصَّعْدَة ِ اللامِعِ
يُكْرِهُ صَدْرَ الرُّمْحِ أو يَنْثَنِي
وقدْ تروى منْ دمٍ مائعِ
بطعنة ٍ خرقاءَ تأتي على
حَزامَة ِ المُسْتلِئِم الدَّارِعِ
ينفذُ في الآجالِ أحكامهُ
أَمْرَ مُطاعِ الأَمْرِ في طائِعِ
يُخْلَى لهَا المأْزِقُ يَوْمَ الوَغَى
عنْ فرجة ٍ في الصفَّ كالشارعِ
إنَّ حوياً حاجتي فاقضها
ورُدَّ جَأْشَ المُشفِقِ الْجَازِعِ(11/467)
فَتًى يَمَانٍ كاليَمانِي الذي
يعرمُ حراهُ على الوازعِ
في حليهِ النابي وفي جفنهِ
وفي مَضَاءِ الصَّارِم القَاطِعِ
يُجاوِزُ الْخَفْضَ وأفْيَاءَهُ
إلى السرى والسفرِ الشاسعِ
أدلُّ بالقفرِ وأهدى له
منَ الدعيميصِ ومنْ رافعِ
يَعْلَمُ أَنَّ الدَّاءَ مُسْتَحْلِسٌ
تحتَ جَمَامِ الفَرَسِ الرَّائِعِ
والطائِرُ الطائِرُ في شَانِهِ
يلوي بخطِّ الطائرِ الواقعِ
أخفَقَ فاستَقْدَمَ في هِمَّة ٍ
وغادرَ الرتعة َ للراتعِ
ترمي العلى منهُ بمستيقظِ
لا فَاتِرِ الطَّرْفِ ولا خاشِعِ
وإنَّما الفَتْكُ لِذِي لأْمَة ٍ
شبعانَ أو ذي كرمٍ جائعِ
أُنْشُرْ له أُحْدُوثة ً غَضَّة ً
تُصْغِي إليها أْذُنُ السَّامِعِ
إنْ يرفعِ السجفُ لهَ اليومَ يرْ
فَعْهُ غداً في المشْهَدِ البَارعِ
فَرُبَّ مَشْفُوعٍ له لم يَرمْ
حتى غداً يشفعُ للشافعِ
إن أنتَ لم تنهضْ بهِ صاعداً
في مسترادِ الزاهرِ اليانعِ
حتّى يُرَى مُعتدلاً ظَنُّهُ
بعد التِياثِ الأَمَل الظَّالِعِ
أكدى الذي يعتدهُ عدة ً
وضاعَ منْ يرجوهُ للضائعِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> عَبْدُكَ يَدْعُو باسِطاً خَمْسَهُ
عَبْدُكَ يَدْعُو باسِطاً خَمْسَهُ
رقم القصيدة : 15892
-----------------------------------
عَبْدُكَ يَدْعُو باسِطاً خَمْسَهُ
مبتهلاً يدعو فلا تنسهُ
إن أنتَ لم تبكِ لهُ رحمة ً
فلا تَلُمْهُ إِنْ بَكَى نَفْسَهُ
كَمْ حَسْرَة ٍ لي في الفُؤَادِ الذي
أَطلتَ في سِجْنِ الهوَى حَبْسَهُ
عبدٌ اذا استوحشتهُ لم تجد
في الناسِ لو حَفُّوا بهِ أُنْسَهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أمَّا الرُّسُومُ فقد أذكَرْنَ ما سَلَفَا
أمَّا الرُّسُومُ فقد أذكَرْنَ ما سَلَفَا
رقم القصيدة : 15893
-----------------------------------
أمَّا الرُّسُومُ فقد أذكَرْنَ ما سَلَفَا
فَلا تَكُفَّنَّ عَنْ شَأْنَيْكَ أَوْ يَكِفَا
لا عذرَ للصبِّ أنْ يقنى الحياءَ ولا
للدمعِ بعدَ مضيِّ الحيِّ أنْ يقفا(11/468)
حَتَّى يَظَلَّ بماءٍ سافِحٍ ودمٍ
في الربعِ يحسبُ منْ عينيهِ قد رعفا
وفي الخدورِ مهاً لو أنها شعرتْ
إذاً ظغتْ فرحاً أو أبلستْ أسفا
لآلىء ُ كالنجومِ الزهرِ قد لبستْ
أَبشَارُها صَدَفَ الإحسان لا الصَّدفَا
منْ كلِّ خودٍ دعاها البينُ فابتكرتْ
بكراً ولكنْ غدا هجرانها نصفا
لا أَظْلِمُ النَّأْيَ قَدْ كانَتْ خلاَئِقُها
منْ، قبل وشكِ النوى عندي نوى ً قذفا
غَيْدَاءُ جَادَ وَلِيُّ الحُسْنِ سُنَّتَها
فصَاغَها بِيَدَيْهِ رَوْضَة ً أُنُفَا
مصقولة ٌ سترتْ عنا ترائبها
قَلْباً بَرئياً يُنَاغِي ناظِراً نَطِفَا
يُضْحِي العَذُولُ على تَأنِيِبه كَلِفاً
بعُذْرِ مَنْ كانَ مَشْغُوفاً بها كَلِفا
ودعْ فؤادكَ توديعَ الفراقِ فما
أَراهُ مِنْ سَفَرِ التَّوْدِيعِ مُنْصَرفا
يُجَاهِدُ الشَّوْقَ طَوْراً ثُمَّ يَجْذِبُه
جِهَادُه للقَوافِي في أَبِي دُلفَا
بِجُودِهِ انصاتَتِ الأَيَّامُ لابِسَة ً
شَرْخَ الشبابِ وكانت جِلَّة ً شُرُفا
حتَّى لوَ انَّ اللَّيالي صُورَتْ لَغَدَتْ
أَفْعالُه الغُرُّ في آذَانِها شُنُفَا
إِذَا عَلاَ طَوْدَ مَجْدٍ ظَلَّ في نَصَبٍ
أو يَعْتَلي مِنْ سِواه ذِروة ً شَعَفا
فلَوْ تَكَلَّمَ خَلْقٌ لا لِسَانَ لَهُ
لَقَدْ دعَتْهُ المعَالي مِلَّة ً طُرُفا
جَمُّ التَّواضُعِ والدُّنْيا بِسُؤْدَدِه
تَكَادُ تَهْتَزُّ مِنْ أَطْرَافِها صَلَفَا
قصدُ الخلائقِ إلا في وغى ً وندى ً
كِلاهُما سُبَّة ٌ ما لَمْ يَكُنْ سَرَفَا
تُدْعَى عَطَايَاهُ وَفْراً وَهْيَ إنْ شُهِرَتْ
كانتْ فخاراً لمنْ يعفوه مؤتنفا
ما زلتُ منتظراً أعجوبة ً عنناً
حتى رأيتُ شؤالاً يجتنى شرفا
يقولُ قولَ الذي ليسَ الوفاءُ له
عَزْماً ويُنْجزُ إنجازَ الذي حَلَفا
رأَى الِحِمَامَ شَقِيقَ الْخُلْفِ فاتَّفَقَا
في ناظريهِ وإنْ كانا قدِ اختلفا
كِلاَهُما رَائِحٌ غَادٍ يَذُلُّ على
معروفهِ وعلى حوبائهِ ائتلفا
ولو يقالُ اقرِ حدَّ السيفِ شرهما(11/469)
ما شام حديهِ حتى يقتل الخلفا
إِنَّ الخلِيفَة َ والأفشِينَ قد عَلِما
من اشتفى لهما منْ بابكٍ وشفى
في يومِ أرشقَ والهيجاءُ قدْ رشقتْ
مِنَ المنيَّة ِ رِشْقاً وابِلاً قَصِفَا
فكانَ شَخْصُكَ في أَغْفَالِها عَلَماً
وكانَ رَأْيُكَ في ظَلْمائِها سَدَفا
نضوتهُ دلفياً منْ كنانتهِ
فأصبحتْ فوزة ُ العقبى لهُ هدفا
بهِ بَسَطْتَ الخُطَا فاسْحَنْفَرتْ رَتَكاً
إلى الجلادِ وكانتْ قبلهُ قطفا
خطواً ترى الصارمَ الهنديَّ منتصراً
بهِ منَ المَارِنِ الخَطي مُنْتَصِفَا
ذمرتَ جمعَ الهدى فانقضَ منصلتاً
وكانَ في حلقاتِ الرعبِ قد رسفا
ومرّ بابكُ مرَّ العيشش منجذماً
مُحلَوْلياً دَمُهُ المَعْسُولُ لو رُشِفا
حَيرَانَ يَحسَبُ سَجْفَ النَّقْعِ مِنْ دَهَشٍ
طوداً يحاذرُ أنْ ينقضَّ أو جرفا
ظَلَّ القَنَا يَسْتَقي مِنْ صَفهِ مُهَجاً
إمَّا ثِماداً وإمَّا ثَرَّة ً خُسُفَا
منْ مشرقٍ دمهُ في وجههِ، بطلٍ،
وَوَاهلٍ دَمُهُ للرُّعْبِ قد نُزِفَا
فذاكَ قد سقيتْ منه القنا جرعاً
وذَاكَ قد سُقِيتْ مِنْه القَنَا نُطُفَا
مثقفاتٍ سلبنَ الرومَ زرقتها
والعُرْبَ سُمْرَتَها والعاشِقَ القَضَفا
ما إن رأيتُ سواماً قبلها هملاً
يرعى فيهدي إليه رعيهُ عجفا!
ورُبَّ يَوْمٍ كأيَّامٍ تَرَكْتَ بهِ
مَتْنَ القَناة ِ ومَتْنَ القِرْنِ مُنْقَصِفا
أزرتَ آبرشتويماً والقنا قصدٌ
غيابة َ الموتِ والمقورة َ الشسفا
لَمَّا رَأَوْكَ وإيَّاها مُلَمْلَمَة ً
يظلُّ منها جبينُ الدهر منكسفا
ولوا وأغشيتهمْ شماً غطارفة ً
لِغْمرَة ِ الموتِ كَشَّافِينَ لا كُشُفَا
قد نَبَذُوا الْحَجَفَ المحُبوكَ مِنْ زُؤُدٍ
وصيروا هامهمْ بل صيرتْ حجفا
أغشيتَ بارقة َ الأغمادِ أرؤسهمْ
ضَرْباً طِلَخْفاً يُنَسي الجانِفَ الجَنَفَا
بَرْقٌ إذا بَرْقُ غَيْثٍ بَاتَ مُخْتطِفاً
لِلطَّرْف أصبَحَ للأعناقِ مُخْتطِفَا
بالبيضِ قد أنفَتْ إنَّ الحُسَامَ إذا
هجيرة ٌ حرضته ساعة ً أنفا(11/470)
كَتَبْتَ أَوْجُهَهُمْ مشقاً ونَمْنمَة ً
ضَرْباً وطَعْناً يُقَات الهَامَ والصُّلُفَا
كتابة ً لا تني مقروءة ً أبداً
وما خططتَ بها لاماً ولا ألفا
فإنْ ألظوا بإنكارٍ فقدْ تركتْ
وُجُوهُهُمْ بالّذي أولَيْتَها صُحُفَا
وغيضة َ الموتِ أعني البذَّ قدتَ لها
عَرَمْرَماً لِحُزُونِ الأَرْضِ مُعْتَسِفَا
كانَتْ هيَ الوسَطَ الممنوعَ فاستَلبتْ
ما حَوْلَها الخيلُ حتى أصبحَتْ طَرَفَا
وظَلَّ بالظَّفَرِ الأَفشِينُ مُرْتَدِياً
وباتَ بابكها بالذلِّ ملتحفا
أعطى بكلتا يديهِ حينَ قيلَ له
هذا أبو دلفَ العجليُّ قدْ دلفا
تركتَ أجفانه مغضوضة ً أبداً
ذلاً تمكنَ منْ عينيهِ، لا وطفا
يا ربَّ مكرمة ٍ تجفى ، إذا نزلتْ
قدْ عرفتْ في ذراكَ البرَّ واللطفا
لَوْ لَمْ تَفُتَّ مُسِنَّ المَجْدِ مُذْ زَمَنٍ
بالجُودِ والبأْسِ كانَ المجدُ قد خَرِفَا
نامتْ هموميَ عني حينَ قلتُ لها
حسبي أبو دلفٍ، حسبي بهِ وكفى
العصر العباسي >> أبو تمام >> نفسٌ يحتثهُ نفسُ
نفسٌ يحتثهُ نفسُ
رقم القصيدة : 15894
-----------------------------------
نفسٌ يحتثهُ نفسُ
و دموعٌ ليس تحتبسُ
ومَغَانٍ لِلكَرَى دُثُرٌ
عطلٌ من عهده درسُ
شهرت ما كنتُ اكتمهُ
ناطِقاتٌ بالهَوَى خُرُسُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
رقم القصيدة : 15895
-----------------------------------
أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
واستبدلتْ وحشاً بهنَّ عكوفا
يا مَنْزِلاً أعْطَى الْحَوَادِثَ حُكْمَها
لا مَطّلَ في عِدة ٍ ولا تَسْويفَا
أَرْسَى بنَادِيك النَّدى وتَنَفَّسَتْ
نفساً بعقوتكَ الرياحُ ضعيفا
شعفَ الغمامُ بعرصتيكَ وربما
رَوَّتْ رُبَاكَ الهَائِمَ المَشْعُوفَا
ولَئِنْ ثَوَى بكَ مُلْقِياً أَجْرَامَهُ
ضيفُ الخطوبِ لقدْ أصابَ مضيفا
وهيَ الحوادثُ لم تزلْ نكباتها
يأْلَفْنَ رَبْعَ المَنْزِلِ المَأْلُوفَا
خَلَفتْ بِعَقْوَتِكَ السنونَ وطَالَما(11/471)
كانتْ بناتُ الدهرِ عنكَ خلوفا
أيامَ لا تسطو بأهلكَ نكبة ٌ
إِلاَّ تَرَاجَعَ صَرْفُها مَصْرُوفَا
وإذا رمتكَ الحادثاتُ بلحظة ٍ
رَدَّتْ ظِبَاؤُكَ طَرِفَها مطْرُوفَا
منْ كلِّ مطعمة ِ الهوى جعلتْ لها
مناً موداتُ القلوبِ وقوفا
ورفيقة ِ اللحظاتِ يعقبُ رفقها
بطشاً بمغترِّ القلوبِ عنيفا
جُزْنَ الصفَاتِ رَوَادِفاً وسَوَالِفاً
ومحاجراً ونواظراً وأنوفا
كنَّ البدورَ الطالعاتِ فأوسعتْ
عنا أفولاً للنوى وكسوفا
آرامُ حَيٍّ أَنْزَفَتْهم نِيَّة ٌ
تَرَكَتْكَ مِنْ خَمْرِ الفِرَاقِ نَزِيفَا
كَانُوا بُرُودَ زَمانِهمْ فَتَصَدَّعوا
فكأنَّما لبِسَ الزَّمانُ الصُّوفَا
خُلُقَ الزَّمانِ الْفَدْمِ عَادَ ظَريفَا
كانَ المُمَنَّعَ أخْدَعاً وصَلِيفَا
عاقدتُ جودَ أبي سعيدٍ إنه
بدنَ الرجاءُ بهِ وكانَ نحيفا
وعَزَزْتُ بالسَّبُعِ الذي بزئيرِه
أمستْ وأصبحت الضغورُ غريفا
قَطَبَ الخُشُونَة َ والليَانَ بِنَفْسِهِ
فغدا جليلاً في القلوبِ لطيفا
فإذا مشى يمشي الدفقى أو سرى
وصَلَ السُّرَى أو سارَ سَارَ وَجِيفَا
هَزَّتْه مُعضِلَة ُ الأُمور وهَزَّها
وأخيفَ في ذاتِ الإلهِ وخيفا
يَقْظَانُ أحصَدَتِ التَّجاربُ حَزْمَهُ
شَزْراً وثُقّفَ عَزْمُه تَثْقِيفَا
واستلَّ منْ آرائهِ الشعلَ التي
لو أنَّهُنَّ طُبعْنَ كُنَّ سُيُوفَا
كَهْلُ الأناة ِ فَتَى الشَّذَاة ِ إذَا غَدَا
لِلحَرْبِ كانَ القَشْعَمَ الغِطْريفَا
وأَخُو الفَعالِ إذا الفَتَى كلُّ الفَتَى
في الباسِ والمعروفِ كان خليفا
كمْ منْ وساعِ الجودِ عندي في الندى
لَمَّا جَرَى وجَريتَ كانَ قَطُوفا
أَحسَنْتُما صَفَدِي، وَلِكنْ كنتَ لي
مثلَ الربيعِ حياً وكانَ خريفا
وكلاكما اقتعدض العلى فركبتها
في الذرْوَة ِ العُلْيَا وجَاءَ رَدِيفَا
إنْ غاضَ ماءُ المزنِ فضت وإنْ قست
كبدُ الزمانِ عليَّ كنتَ رؤوفا
وإذا خلائقهم نبتْ أو أجدبتْ
أنشأتَ تمهدُ لي خلائقَ ريفا
ومواهباً مطلوبة ً ملحوقة ً(11/472)
تذرُ الشريفَ بفضلها مشروفا
تَكْفِي بها نَهَلَ البَلاءِ وَعَلَّهُ
عند السؤالِ مصارعاً وحتوفا
اسمَعْ، أقَامَتْ في دِياركَ نِعْمَة ٌ
خَضْرَاءُ ناضِرَة ٌ تَرفُّ رَفِيفَا
رَيَّا إِذَا النعَمُ انتَقَلْنَ تَخَيّمَتْ
وإذا نفرنَ غدتْ عليكَ ألوفا
أنا ذو كساكَ محبة ً لا خلة ً
حِبَرَ القَصائِدِ فوفَتْ تَفْويفَا
مُتَنَخلٌ حَلاَّكَ نَظْمَ بدائعٍ
صارتْ لآذانِ الملوكِ شنوفا
وافٍ إذا الإحسانُ قنعَ لم يزلْ
وَجْهُ الصنيعة ِ عنْدَه مَكشوفَا
وإِذَا غَدَا المعرُوفُ مَجْهُولاً غَدا
معروفُ كفكَ عندهث معروفا
هذا إلى قدمِ الذمامِ بكَ الذي
لَوْ أَنَّهُ وَلَدٌ لكَانَ وَصِيفَا
وَحِشاً تُحرقُه النَّصِيحَة ُ والهَوَى
لَوْ أَنَّه وَقْتٌ لكانَ مَصِيفَا
ومقيلُ صدرٍ فيكَ باق روعهُ
لو أنهُ ثغرٌ لكانَ مخوفا
ولئِنْ أَطَلْتُ مَدَائحي لَبِنَائِلٍ
لكَ لَيْسَ مَحْدُوداً ولا مَوْصُوفَا
خفضتَ عني الدهر بعد ملمة ٍ
تَرَكَتْ لِنَابيْهِ عَليَّ صَرِيفَا
جَدْوَى أصيلِ العِلْمِ أَنْ سَيُمِضُّه
عَمْرِيُّ عُظْمِ الدينِ جَهْمِيُّ النَّدَى
ينفي القوى ويثبتُ التكليفا
سأقولُ قولة َ ناصحٍ لكَ ينتحي
قلباً نقياً في رضاكَ نظيفا
لكَ هضبة ُ الحلمِ التي لوْ وازنتْ
أجأً إذاً ثقلتْ وكانَ خفيفاً
وحلاوة ُ الشيم التي لوْ مازجتْ
خلقض الزمانِ الفدمِ عادَ ظريفا
وأرَاكَ في أَرْضِ الأعادي غَازياً
ما تستفيقُ يبوسة ً وجفوفا
إنْ كانَ بالورعِ ابتنى القومُ العلى
أوْ بالتقى صارَ الشريفُ شريفا
فعلامَ قدمَ وهوَ زانٍ عامرٌ
وأميطَ علقمة ٌ وكان عفيفا؟!
وَبَنى المَكارِمَ حاتِمٌ في شِرْكِهِ
وسواهُ يهدمها وكانَ حنيفا؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> خالس طرفاً عل دهشِ
خالس طرفاً عل دهشِ
رقم القصيدة : 15896
-----------------------------------
خالس طرفاً عل دهشِ
ناظِرٌ مِنْ طرْف مُنْجمِشِ
قَدْ رَمَى قَلْبي بلحظَتِه
سهمُ عينيه فلم يطشِ
نقشتْ كفُّ الملاحة ِ في(11/473)
وجنتيهِ اظرفَ النقشِ
عَطَشِي يُرْوَى بِقُبلَتِهِ
فمتى رِيي مِنَ العَطَشِ؟!
العصر العباسي >> أبو تمام >> قولا لإبراهيم والفضل الذي
قولا لإبراهيم والفضل الذي
رقم القصيدة : 15897
-----------------------------------
قولا لإبراهيم والفضل الذي
سكنتْ مودتهُ جنوبَ شغافي
مَنَعَ الزيارة َ والوِصالَ سَحَائِبٌ
شُمُّ الغَوارِب جأبَة ُ الأكتَافِ
ظلمتْ بني الحاجِ المهمِّ وأنصفتْ
عَرْضَ البَسيطَة ِ أيَّما إنصَافِ
فأتتْ بمنفعة ِ الرياضِ وضرها
أهلَ المنازلِ ألسنُ الوصافِ
وعلمتُ ما لقيَ المزورَ إذا همتْ
منْ ممطرٍ ذفرٍ وطينِ خفافِ
فجفَوْتُكم وعَلمْتُ في أمْثَالِها
أنَّ الوصولُ هوَ القطوعُ الجافي
لمَّا استقلَّتْ ثَرَّة ً أخلافُها
ملمومة َ الأرجاءِ والأكنافِ
شَهدَتْ لهَا الأثْراءُ أَجْمَعُ إنها
مِنْ مُزنَة ٍ لَكَرِيمَة ُ الأطْرَافِ
ما ينقضي منها النتاجُ ببلدة ٍ
حَتَّى يُسرَ لهُ لَقَاحَ كِشَافِ
كمْ أهْدَتِ الخَضْرَاءُ في أَحمالِها
للأرْضِ مِنْ تُحَفٍ ومِنْ ألْطَافِ
فكأنني بالروضِ قدْ أجلى لها
عنْ حلة ٍ منْ وشيهِ أفوافِ
عن ثَامِرٍ ضافٍ وَ نَبْتِ قَرارة ٍ
وافٍ ونورٍ كالمراجلِ خافِ
و كأنَّني بالظَّاعِنينَ وطِيَّة ٍ
تبكي لها الألافُ للألافِ
و كأنَّني بالشَّدقَمِيَّة ِ وَسْطَه
خُضْرَ اللُّهَى والوُظفِ والأخفافِ
إن الشَّتَاءَ على جَهَامَة ِ وَجْهِهِ
لهوَ المفيدُ طلاقة ً المصطافِ
و كأنَّما آثارُها مِنْ مُزنة ٍ
بالميثِ والوهداتِ والأخيافِ
آثارُ أيدي آلِ مصعبٍ التي
بسطتْ بلا منَّ ولا إخلافِ
حَتْمٌ عليكَ إذَا حلَلْتَ معانَهُمْ
إلاَّ تَرَاهُ عافِياً من عَافِ
وكأنهمْ في برهمْ وحفائهمْ
بالمجتدي الأضيافُ للأضيافِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> صبرتُ عنكَ بصبرٍ غيرِ مغلوبِ
صبرتُ عنكَ بصبرٍ غيرِ مغلوبِ
رقم القصيدة : 15898
-----------------------------------
صبرتُ عنكَ بصبرٍ غيرِ مغلوبِ(11/474)
ودَمْعِ عَيْنٍ على الخَدّيْنِ مَسْكُوبِ
صَيَّرتني مُسْتَقرّاً لِلهَوَى وطَناً
لِلحُزْنِ يا مُستَقَرَّ الحُسْنِ والطيبِ
لَئِنْ جَحَدْتُكَ مالاقيتُ فيكَ فَقدْ
صحتْ شهودُ تباريحي وتعذيبي
العصر العباسي >> أبو تمام >> أما والذي أعطاك بطشاً وقوة ً
أما والذي أعطاك بطشاً وقوة ً
رقم القصيدة : 15899
-----------------------------------
أما والذي أعطاك بطشاً وقوة ً
عليَّ وأزرَى بي وَضَعَّفَ مِنْ بَطْشي
لقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الهَوَى لكَ خالِصاً
ومَكَّنَهُ في الصَّدْر مني بلا غِش
سلِ الليلَ عني هل أذوقُ رقادهُ
و هل لضلوعي مستقرٌّ على فرشي
عناءٌ بمن لو قال للشمس أاقبلي
للبَّتهُ أو جاءت على رغمها تمشي
قَضِيبٌ مِنَ الريْحانِ في غيرِ لوْنِهِ
و أمُّ رشاً في غير اكراعها الخمشِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> مرابع الصبا
مرابع الصبا
رقم القصيدة : 159
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تذكرين الغلا والصيف والسوده
!لمة البرق ..والخلان..والرعد
!تذكرين القصيد ..وسلهمة سوده
!!واحد كان مامثله ولاواحد
تذكري ..غيرته..ورضاه..وصدوده
!!تذكرين المطر ..والشعر .. ومساعد
عاشقك جا يقود الشمس وتقوده
دفتره ياسمين ..وغيمته ناهد
شاعر من عيونك يطلب الزوده
جا يجدد قديم الولف ويعاهد
سودة أبها يدين العذر ممدوده
حجتي ماتبي قاضي ولاشاهد
يوم فتك لصدر الغيم مشدوده
وردةٍ تستغيث وعطرها ساجد
خذت ضيم الضباب اللي ثني عوده
ماترك لي قليل ولاترك واجد
يكفي انك على ثنتين محسوده
!بنت عم السحاب ..وشاعرك خالد
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> تحية إلى الأقصى
تحية إلى الأقصى
رقم القصيدة : 1590
-----------------------------------
احييكِ هذا الصباحَ
ينظفُ الناس والأرض
َ بالركض ثانيةً والضبابْ
ويؤسفُني: أنّ وجهي بلا غبار
وليس على بدلتي بقعٌ من دمِ الضحايا
ولا عذرَ لي(11/475)
اِن رأيتُ على وجهِكِ مسحةً من عتابْ
ويؤسفُني أنّ قلبي يواصلُ نبضَهُ بانتظامٍ
بعيداً عن الخوفِ من صدفةِ الموت
يدخلُ نافذةً او يرابطُ عند بابْ
احييكِ هذا الصباحَ
العصر العباسي >> أبو تمام >> دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ
دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ
رقم القصيدة : 15900
-----------------------------------
دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ
لولا نَسِيمُ تُرَابهَا لَمْ يُعْرَفِ
طَابَت لأقدَامٍ وَطِئْنَ تُرابَها
فَنَفَحْنَ نَشْرَ لَطِيمَة ٍ مع قَرْقَفِ
أرَجٌ أَقَامَ مِنَ الأحِبَّة ِ في الثَّرى
وصرى ً أريقتْ بالدموعِ الذرفِ
أخَذَ البِلى آياتِها فَرَمى بها
بيَد البَوارِحِ في وُجوهِ الصَّفصَفِ
وحدي وقفتُ ولمْ أقل منْ عبرة ٍ
وقفتْ حشاي بها لحادينا قفِ
وحسدتُ ما غادرتْ فيها منْ بلى ً
و بَلَوْتُهَا بوَمِيضِ طَرْفٍ مُوسَفِ
و ظَلِلْتُ أُلحِفُ في السُّؤالِ رُسُومَهَا
والمَنْعُ مِنْ تُحَفِ السُّؤَالِ المُلْحِفِ
فلنؤيها في القلبِ نوي شفهُ
وَلَهٌ بِظاعِنها وبالمُتَخلفِ
وكأنما استسقى لهنَّ محمدٌ
فرُسُومُهنَّ من الحَيا في زُخرُفِ
سألَ السماكَ فجادها بحيائهِ
منهُ بوبلٍ ذي وميضٍ أوطفِ
متعانقِ الحوذانِ تنشرهُ الصبا
خَضِلاً وتَطْوِيهِ كطي الرَّفْرَفِ
وثوى الربيعُ بها فليسَ يقلهُ
عَنْها نَئيحُ سَمُومِ قَيْظٍ مُعصِفِ
حَمَلَتْ رَجَايَ إليكَ بِنْتُ حديقة ٍ
غَلْبَاءُ لَمْ تُلْقَحْ لِفحْلٍ مُقْرِفِ
نتجتْ وقدْ حوتِ الهنيدة َ وابتنتْ
في شَطْرِها وتَبوّعَتْ في النَّيفِ
فأتَتْ مَحلَّي وهْي حَملُ بَناتِها
تَسري بقَائمتيْ خَرِيقٍ حَرْجَفِ
فاعتامها ذو خبرة ٍ بفحولها
نَدَسٌ بجِبْلة ِ خَلْقِها مُتَلَطفِ
حتى إذا تمتْ فلم يعجزهُ من
أشلائها مذخورة َ المتلهفِ
صارتْ إليَّ بجؤجؤٍ ذي ميعة ٍ
قَدَمٍ تَدِفُّ به وعَجزٍ مِصرَفِ
تَنْسَلُّ في لُجَجٍ حَكَتْ أغْمَارُها
فِعْلَ المُحمَّدِ في الزَّمانِ المُجْحِفِ(11/476)
ثُمَّ اجتَنتْ شِلْوي فصِرتُ جَنينَها
مُتَمكَّناً بقَرارِ بَطْنٍ مُسْدِفِ
فَمَتَى تَعَثَّرَ بالرفَاقِ ذِكَرْتَهُ
فَيَمُرُّ تحتي قِطْعَ لَيْلٍ أَغْضَفِ
فأجاءها بعدَ المخاضِ طلوقها
بمراهقٍ السنينِ كهلٍ أهيفِ
عوجاءُ تستلبُ الزمامَ وتحتذي
عوجاً يجدنَ لها استلابَ النفنفِ
أشِرَتْ بِطَى الشي في أَثْبَاجِها
فهوتْ كثعبانِ الصفا المتخوفِ
أَمَّتكَ والشَّيْطَانُ يَزْهَبُ ظِلَّها
فأَتَتْكَ وَهْيَ تَفُوقُ حِلْمَ الأحنفِ
منْ كانَ يقصدُ في نصيحتهُ لها
فمحمدُ في النصحِ عينُ المسرفِ
أوريتَ زنديْ رأفة ٍ وتألقٍ
فتقصدا بالنازعِ المتعسفِ
نالَ الردى وحوى الغنى بمحمدٍ
عندَ الخليفة ِ مذنبونَ ومعتفِ
في اللَّهِ يُنجِزُ وَعْدَه ووَعيدَهُ
للمُعتفينَ وللعَنُودِ المُتْرَفِ
سكنتَ أحشاءَ الرعية ِ في حشا
قلبٍ ذكيِّ عنْ لسانٍ مرهفِ
لمْ يبلغ القلمَ الذي يجدي به
في اللهِ ألفا مرهفٍ ومثقفِ
بأكفِ أبدالٍ إذا أموا بها
مَلْمُومَة ً عَمِلوا بما في المُصحَفِ
تَسْتَلُّ خَائِنة َ العُيُونِ بمُقْلَة ٍ
تَحْوي ضَمائرَها ولَمَّا تَطِرفِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَبَّاكَ عبْدُكَ مُخْلِصَا
لَبَّاكَ عبْدُكَ مُخْلِصَا
رقم القصيدة : 15901
-----------------------------------
لَبَّاكَ عبْدُكَ مُخْلِصَا
وبَكَى دَماً عَددَ الحَصَى
عَبْداً أطاعَكَ قلْبُه
ليس المطيعُ كمن عصى
أغرَتْ مَحَاسِنُكَ السَّقَا
مَ بهِ فعَمَّ وخصَّصَا
رام التخلصَ من هو
اك فما أطاقَ تخلصا
العصر العباسي >> أبو تمام >> أغنيتَ عني غناءَ الماءِ في الشرقِ
أغنيتَ عني غناءَ الماءِ في الشرقِ
رقم القصيدة : 15902
-----------------------------------
أغنيتَ عني غناءَ الماءِ في الشرقِ
وكنتَ منشيءِ وبلِ العارضِ الغدقِ
جددتْ لي أملاً كانتْ رواتعهُ
عَواكفاً قَبْلَها في مَطْلَبٍ خَلَقِ
لو كانَ خيمُ أبي يعقُوبَ في حَجَرٍ
صلدٍ لفاضَ بماءِ منه منبعقِ(11/477)
ما منْ جميلٍ من الدنبا ولا حسن
إلا وأكثَرُه في ذلكَ الخُلُقِ
يا مِنَّة ً لك لَوْلا ما أُخَففُها
بهِ مِنَ الشُّكْر لم تُحْمَلْ ولم تُطَقِ
باللهِ أدفعُ عنيِّ حقَّ فادحها
فإنني خائفٌ منها على عُنُقِي
العصر العباسي >> أبو تمام >> لي لا كانَ من هواك خلاصُ
لي لا كانَ من هواك خلاصُ
رقم القصيدة : 15903
-----------------------------------
لي لا كانَ من هواك خلاصُ
و بجسمي ولا بك الانتقاصُ
دُونَكَ السُّوءَ بي وهذا فُؤَادِي
فأَذِبْهُ كما يُذَابُ الرَّصاصُ
لِمَ أعْرَضْتَ إِذْ تَقنَّصتُ لحظّا
منكَ سِرّاً وأنتَ لي قَنَّاصُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> قدْ شردَ الصبحُ هذا الليلَ عنْ أفقهِ
قدْ شردَ الصبحُ هذا الليلَ عنْ أفقهِ
رقم القصيدة : 15904
-----------------------------------
قدْ شردَ الصبحُ هذا الليلَ عنْ أفقهِ
وسَوَّغَ الدَّهْرُ ما قَدْ كانَ مِنْ شَرَقِهْ
سيقتْ إلى الخلقِ في النيروزِ عافية ٌ
بها شَفَاهُمْ جَدِيدٌ الدَّهْرِ مِنْ خَلَقهْ
يا ربِّ مصطبحٍ بالبثِّ مغتبقِ
صَحَا ومُشْتَجِرٍ لَيْلاً ومُرْتَفِقِهْ
لما اكتَسَى القاسِمُ البُرْدَ الأَنِيقَ غَدَا
إلى السرورِ فأعداهُ على حرقهْ
اللَّهُ عافَاهُ مِنْ كرْبٍ ومِنْ وصَبٍ
كادَ السماحُ يذوقُ الموتَ منْ فرقهْ
لم يبقَ ذو كرمٍ إلا وجامعة ٌ
ثقيلة ٌ قدْ حناها الدهرُ في عنقهْ
أَجْنَاكَ مِنْ ثَمَراتِ البر أيْنَعَها
ربُّ كساكَ الأثيثُ النضرَ منْ ورقهْ
حتى َّ يقالَ لقدْ أضحى أبو دلفٍ
وخَلْقُهُ قَدْ طَغَى حُسْناً على خُلقِهْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> سَالِبَ عَيْني لذَّة َ الغُمْضِ
سَالِبَ عَيْني لذَّة َ الغُمْضِ
رقم القصيدة : 15905
-----------------------------------
سَالِبَ عَيْني لذَّة َ الغُمْضِ
و مبكياً بعضي على بعضي
وقاتِلِي ظُلْماً بإعْراضِه
و لحظهِ بالنظرِ المغضي
إياك تستضعفُ ذا فاقة ٍ
جرتَ عليهِ بالذي تقضي(11/478)
مَنْ يَحْسُدُ الأرضَ لإشفاقِهِ
موطئ نعليك من الأرضِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> كانَتْ صُرُوفُ الزَّمانِ مِنْ فَرَقِكْ
كانَتْ صُرُوفُ الزَّمانِ مِنْ فَرَقِكْ
رقم القصيدة : 15906
-----------------------------------
كانَتْ صُرُوفُ الزَّمانِ مِنْ فَرَقِكْ
واكتَنَّ أهْلُ الإِعْدَامِ في وَرَقِكْ
ما السَّبْقُ إِلاَّ سَبْقٌ يُحَازُ على
جوادِ قومٍ لمْ يجر في طلقكْ
يَا دَهْرُ قَومْ أُخْدَعَيْكَ فَقَدْ
أَضجَجْتَ هذا الأنامَ مِنْ خُرُقِكْ
سائلْ لياليكَ فهيَ عالمة ٌ
أَيُّ كريم أَرْسَفْنَ في حلَقِكْ
اقبضْ يداً عنْ أبي الحسين تجدْ
جَديدَه عائِداً على خَلَقِكْ
كمْ لوعة ٍ للندى وكمْ قلق
للمجدِ والمكرماتُ في قلقكْ
ألبسكَ اللهُ ثوبَ عافية ٍ
في نَوْمِكَ المُعْترى وفي أَرَقِكْ
يخرجُ منْ جسمكَ السقامَ كما
أَخرَجَ ذَمَّ الفَعال مِنْ عُنُقِكْ
يَسُحُّ سَحّاً عليكَ حتَّى يُرَى
خلقكَ فيها أصحِّ منْ خلقكْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> و مضمخِ بالمسك في وجناته
و مضمخِ بالمسك في وجناته
رقم القصيدة : 15907
-----------------------------------
و مضمخِ بالمسك في وجناته
حسنِ الشمائلِ ساحر الألفاظِ
أبداً ترى الآثارَ في وجناتهِ
مما يجريها من الألحاظِ
وتَرَاهُ سائِرَ دَهْرِه متَبسماً
فإذا رآني مرّ كالمغتاظِ
في القلبِ مني والجوانحِ والحشا
مِن حُبهِ حَرٌّ كحر شَوَاظِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا برقُ طالعْ منزلاً بالأبرقِ
يا برقُ طالعْ منزلاً بالأبرقِ
رقم القصيدة : 15908
-----------------------------------
يا برقُ طالعْ منزلاً بالأبرقِ
واحدُ السحابَ لهُ حداءَ الأينقِ
دمنٌ لَوَتْ عَزْمَ الفُؤادِ ومَزَّقَتْ
فيها دُموعَ العَيْنِ كلَّ مُمَزَّقِ
لا شَوْقَ ما لَمْ تَصْلَ وَجْداً بالتي
تأبى وصالكَ كالآباءِ المحرقِ
يغلي إذا لم يضطرمْ ويرى إذا
لم يَحْتَدِمْ، ويُغِصُّ إنْ لمْ يُشْرِقِ
تأبى معَ التصريدِ إلا نائلاً(11/479)
إلاَّ يكنْ ماءً قراحاً يمذقُ
نَزْراً كما استَكْرَهْتَ عائِرَ نَفْحَة ٍ
منْ فارة ِ المسكِ التي لم تفتقِ
ما مقربٌ يختالُ في أشطانهِ
مَلآنُ مِنْ صَلَفٍ بهِ وتَلَهْوقِ
بحَوَافِرٍ حُفْرٍ وصُلْبٍ صُلَّبٍ
وأشاعرٍ شعرٍ وخلقٍ أخلقِ
وبشعلة ٍ نبذٍ كأنَّ قليلها
في صَهْوَتَيْهِ بَدْءُ شَيْبِ المَفْرِقِ
ذو أولقٍ تحتَ العجاجِ وإنما
منْ صحة ٍ إفراطُ ذاكَ الأولق
تُغرَى العُيونَ بهِ ويُفْلِقُ شَاعرٌ
في نعتهِ عفواً وليس بمفلقِ
بمصعدٍ منْ حسنهِ ومصوبٍ
ومُجمَّع في خَلْقِهِ ومُفَرَّقِ
صلتانُ يبسطُ إن ردى أو إن عدا
في الأرضِ باعاً مِنْه ليسَ بضَيقِ
وتطرقُ الغلواءُ منه إذا عدا
والكِبْريَاءُ له بغيرِ مُطَرقِ
أَهدَى كُنازٌ جَدَّه فيما مَضَى
للمثل واستصفى أباهُ ليلبقِ
مُسْوَدُّ شَطْرٍ مثلَ ما اسوَدَّ الدُّجَى
مُبْيَضُّ شَطْرٍ كابيضَاضِ المُهْرَقِ
قد سَالَت الأَوضَاحُ سَيْلَ قَرَارة ٍ
فيهِ فمُفْترِقٌ عليهِ ومُلْتَقي
وكأنَّ فارِسُهُ يُصرفُ إذْ بَدا
في منته إبنَ الصباحِ الأبلقِ
صَافِي الأَديمِ كأنَّما أَلبَسْتَهُ
مِنْ سُنْدُسٍ بُرْداً ومِنْ إستبرَقِ
إمليسهُ إمليدهُ لوْ علقتْ
في صَهْوَتَيْهِ العَيْنُ لم تَتَعلٌّقِ
يُرْقَى وما هو بالسَّليمِ ويَغْتَدِي
دونَ السلاحِ سلاحَ أروعَ مملقِ
في مطلبٍ أو مهربٍ أو رغبة ٍ
أو رَهْبَة ٍ أَو مَوْكِبٍ أَو فَيْلَقِ
أمطاكهُ الحسنُ بنُ وهبٍ إنهُ
داني ثرى اليدِ منْ رجاءِ المملقِ
يحصى معَ الأنواءِ فيضُ يمينهِ
ويعدُّ منْ حسناتِ أهلِ المشرقِ
يستنزل الأَمَلَ البَعِيدَ بِبشْرِهِ
بشرَ الخميلة ِ بالربيعِ المغذقِ
وكذا السحائبُ قلما تدعو إلى
معروفها الروادَ إنْ لمْ تبرقِ
مجلي قتامِ الوجه يذهلُ إنْ بدا
لكَ في النديِّ عنِ الشبابِ المونقِ
لوْ كانَ سيفاً ما استبتَ لنصلهِ
مَتْناً لِفَرْط فِرنْدِهِ والرُّوْنَقِ
ثبتَ البيان إذا تحيرَ قائلٌ
أضحى شكالاً للسان المطلق(11/480)
لم يتبعْ شنعَ اللغاتِ ولا مشى
رَسْفَ المُقَّيدِ في حُدُودِ المَنْطِقِ
في هذه قسم الكلامِ وهذهِ
كالسورِ مضروباً لهُ والخندقِ
يَجْنِي جَناة َ النَّحلِ مَنْ أَعْلَى الرُّبَا
زَهَراً ويَشْرَعُ في الغَديرِ المُتْأَقِ
أُنُفُ البَلاغة ِ لا كَمَنْ هُوَ حَائرٌ
متلددٌ في الموتعِ المتعرقِ
عِيرٌ تَفرَّق إنْ حَدَاها غَيْرُه
ومتى يسقها وادعاً تستوسقُ
تَنْشَقُّ في ظُلَمِ المَعاني إِنْ دَجَتْ
منه تباشيرُ الكلامِ المشرقِ
ألبسْ سليمانَ الغنى وافتحْ لهُ
باباً إزاء الخفضِ ليسَ بمغلقِ
واقربْ إليهِ فإنَّ أحرى المزنِ أنْ
يروي الثرى ما كانَ غيرَ محلقِ
عَتُقَتْ وَسِيلتُه وأَيَّة ُ قِيمَة ٍ
للتبعيِّ العضبِ إنْ لمْ يعتقِ
وتخطَّ بزته فربتْ خلة ٍ
في دَرْجِ ثَوْبِ اللاَّبِسِ المُتَنَوقِ
شَنْعَاءُ بَيْنَ المَرْكَبِ الهمْلاَجِ قَدْ
كَمَنَتْ وبينَ الطَّيْلَسانِ المُطْبَقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> بأبي وإنْ حسنتْ له بأبي
بأبي وإنْ حسنتْ له بأبي
رقم القصيدة : 15909
-----------------------------------
بأبي وإنْ حسنتْ له بأبي
مَنْ ليسَ يَعرفُ غيرَ ما أَرَبي
قرطستُ عشراً في مودتِهِ
في مثلها من سُرعة ِ الطلبِ
ولقدْ أراني لو وقفتُ يدي
شهرينِ أرمي الأرضَ لم أصبِ
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> تقول العراق
تقول العراق
رقم القصيدة : 1591
-----------------------------------
تقولٌ : " العراقْ "
أحسّ ُارتباكَ الحواسْ
دوارٌ وحمّى ونارْ
فمنْ أنتَ . ماذا دهاكْ؟
ومابي : ليختلطَ الحبُ بالحربِ
والخمرةُ بالدمّ
ان مرّ سمعي العراقْ؟
تقولُ : العراقْ
وتجهلُ أنّ الذي ينطقُ اسمَكْ
يسميّ مجازاً به كلَّ شيء
وأحسدُها
أن قلباً لها كالجليدْ
وعينين هادئتين
فماً رائجاً لم يجفْ حينَ قالتْ " العراق "
وأحسدُها
لم تطلْ وجنتيها المصائبُ
في الحربِ كانتْ تصفّفُ وردَ الحديقةْ
ْوتُطعمُ نصفَ الرغيفِ الذي قدْ تبقّى البلابلْ(11/481)
تنظّفُ واجهة َالبيت
وتمضي لعاداتِها كلَّ يومْ
تقولُ : " العراق "
وتجهلُ انّ المقابرَ تهتزُ للصوتِ
والشمسَ تفتحُ فردوسَها في السماءْ
وتنهضُ تلكَ الشوارعُ كلُ الشوارعِ
قائمةً تسألُ الصوتَ : مابه ؟؟
فتنهضُ هادئةً ... تفتحُ القلبَ
تُخْرِجُ من نبْضِِهِ كلّ تلكَ الرسائلْ
ملايينَ مكتوبة ًبالدماءْ
وتقرأُ واحدةً :
لتُحرِقَ تلكَ المحارقُ كلَّ الحقولْ
ويلعبَ ما يلعبُ الدّمُ في ساحِنا مايُريدْ
ويسودَّ وجهُ الخليقةْ
ويسقطَ نجمُ الخلودْ
وتنهشَ تلك الذئابُ الذي قد تساقط
وتعبثَ ماتعبثُ الريحُ بالأرض
وحدَك وحدَك
تعيدُ الطفولة َللخلق ِثانية،ً للسؤالْ .
ووحدَكَ وحدَكَ
أرضعتَ لصاً حليبَكْ
فاحرقَ ثدييكَ عندَ المساءْ
وارضعتنا وحدَك َالليلَ حتى فُطْرنا
على الركض ِوالحزن ِننزفُ ضوءاً وماءْ .
وتغلقُ تلكَ الرسالةْ
لتفتح َثانيةً
ثم تتلو وخافقُها لامعٌ كالضوءْ
ومازلتُ أحسدُها :
أنّ في سرِّها كلَ ذلكْ
وفي طبعِها كل هذا الهدوءْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إجعل لعيني في الكرى حظّا
إجعل لعيني في الكرى حظّا
رقم القصيدة : 15910
-----------------------------------
إجعل لعيني في الكرى حظّا
و لا تكن لي مالكاً فظّا
أمَا لِعَيْني بكَ مِنْ حُرْمَة ٍ
إذ أعملت في حسنك اللحظا
ألزمتني ذنباً فعاقبتني
مِنْ قَبلِ أنْ تسمعَ لي لَفْظا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي
ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي
رقم القصيدة : 15911
-----------------------------------
ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي
ومِنْ سَرَعانِ عَبْرتك المُرَاقِ
وتَخْويفي نَوى ً عَرُضَتْ وطَالَتْ
فبُعْدَ الغِاي مِنْ حَظ العِتَاقِ
وقَربْ أَنْتَ تِلْكَ، فإنَّ هَمّاً
عراني باشتجارٍ وارتفاقِ
قَلائِصَ ما يَقِيها حَدَّ هَمي
ولا سَيْفِي غَدَاة َ الهَم وَاقِ
متَى ما تَسْتَمْحِها السَّيْرَ تُتْرِعْ
لنا سَجْلَ الذّمِيلِ إِلَى العَرَاقِي(11/482)
تَهُونُ عَلَيَّ أَوْبَتُهَا عِجَافاً
إِذَا انْصَرَفَتْ بآمالٍ مَناقِ
سَلاَمٌ تَرْجُفُ الأَحْشَاءُ مِنْه
على الحسنِ بن وهبٍ والعراقِ
على البلدِ الحبيبِ إليَّ غوراً
ونَجْداً والفَتَى الحُلْوِ المَذَاقِ
نَمِيلُ إلى شَمائِلَ مِنْه مِيثٍ
قليلاتِ لأماعزِ والبراقِ
وهلْ لملمة ٍ دهياءَ خرتْ
على تلكَ الِخَلائِقِ مِنْ خَلاقِ
لياليَ نحنُ في وسناتِ عيشٍ
كأنَّ الدهرَ منها في وثاقِ
وأَيَّاماً لَنا ولَهُ لِدَاناً
عَرِيناً مِنْ حَوَاشِيها الرقَاقِ
نصبُّ على التقارب والتداني
ويسقينا بكاسِ الشوقِ ساقِ
كأَنَّ العَهْدَ عَنْ عُفْرٍ لَدَيْنا
وإِنْ كانَ التَّلاقِي عَنْ تَلاقِ
سأسقي الركبَ منْ ذكراهُ صرفاً
ومَمْزُوجاً مِنَ الكَلِم البَواقِي
شراباً عظمهُ للشربِ شربٌ
وسائرهُ ارتفاقُ للرفاقِ
وتبردُ بيننا أبداً قوافٍ
وشيكُ الفوتِ منها للحاقِ
إذا ما قيدتْ رتكتْ وليستْ
إذا ما أطلقتَ ذاتَ انطلاقِ
على أَقَرابِها وعلى ذُرَاها
لَطائِمُ مِنْ مَدِيحٍ واشتِيَاقِ
مُضَاعَفَة الصَّبابَة ِ مُستَبِينٌ
على صَفحاتِها أَثَرُ الفِراقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> و بديع الجمالِ يضحك عن اضوا
و بديع الجمالِ يضحك عن اضوا
رقم القصيدة : 15912
-----------------------------------
و بديع الجمالِ يضحك عن اضوا
ئهِ البدرُ عند بدءِ الطلوعِ
ما اجتلتهُ عينُ التجمُّلِ إلاّ
رجعتْ منهُ عن جمالٍ بديعِ
كُلُّ ما مَنْظَرٍ رأيتُ مِنَ الحُسْـ
ـن ففَيهِ منهُ جميعُ جَمِيعِ
غير أنَّ العيونَ تجني بايدي
اللحظِ من وجنتيهِ زهرَ الربيعِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ
ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ
رقم القصيدة : 15913
-----------------------------------
ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ
كَيْفَ والدَّمْعُ آيَة ُ المَعْشُوقِ
فأَقِلاَّ التَّعْنِيفَ إِنَّ غَرَاماً
أنْ يكونَ الرفيقُ غيرَ رفيقِ
واستمحيا الجفونَ درة ً دمعٍ(11/483)
في دُمُوع الفِرَاقِ غَيرِ لَصِيقِ
إِنَّ مَنْ عَقَّ والديْهِ لمَلْعُو
نٌ ومَنْ عَقَّ مَنْزِلاً بالعَقيقِ
فقفا العيسَ ملقياتِ المثاني
في مَحَل الأنِيق مُغْنَى الأَنيقِ
إنْ يكنْ رثِّ منَ أناسٍ بهمْ كا
ن يُدَاوَى شَوْقِي ويَسْلسُ رِيقِي
هم أماتوا صبري وهم فرقوا نفـ
إنَّ في خيمهمْ لمطعمة َ الحج
ـلَيْنِ والمَتْنُ مَتْنُ خُوطٍ وَرِيقِ
وَهْيَ لا عَقْدُ وُدها سَاعَة البَيْـ
ـنِ ولا عَقْدُ خَصْرها بِوَثِيقِ
وكأنَّ الجريالَ يجري بماءِ الدُّ
رَّ في خدها وماءِ العقيقِ
وهيَ كالطبية َ النوارِ ولكنْ
رُبَّما أَمْكَنتْ جَنَاة ُ السَّحُوقِ
رُمِيَتْ مِنْ أبي سَعِيدٍ صَفاة ُ الـ
باالأسيلِ الغطريفِ والذهبِ الإب
ريزِ فينا والأروعُ الغرنيقُ
في كُماة ٍ يُكْسَونَ نَسْجَ السَّلُوقي
وتَغْدُو بهمْ كِلابُ سَلُوقِ
يتساقونَ في الوغى كأسَ موتٍ
وَهْيَ مَوْصُولَة ٌ بِكَأْسِ رَحِيقِ
وطئتْ هامة َ الضواحي إلى أن
أخذتْ حقها منَ الفيدوقَ
ألْهَبتْها السيَاطُ حَتَّى إذا استَنَّـ
ـتْ بإطلاَقِها على النَّاطَلُوقِ
سنها شزباً فلما استباحتْ
بالقُبُلاَّتِ كُلَّ سَهْبٍ وَنيقِ
سارَ مستقدماً إلى البأسِ يزجي
رهجاً باسقاً إلى الإبسيقِ
ناصِحاً لِلمَليكِ والمَلِكِ القَا
ئمِ والملكِ غيرَ نصحْ مذيقِ
وقديماً ما استنبطتْ طاعة ُ الخا
لِقِ إلاَّ مِنْ طَاعَة ِ المَخْلُوقِ
ثُمَّ أَلْقَى على دَرَوْلِيَة َ البَرْ
كَ مُحِلاًّ باليُمْنِ والتَّوِفيقِ
فحَوَى سُوقَها وغَادَرَ فيها
سوقَ موتٍ طمتْ على كلِ سوقِ
فهمُ هاربونَ بينَ حريقِ الس
يفِ صلتاً وبينَ نارِ احريقِ
واجداً بالخليجِ ما لم يجدْ قطُّ
بما شَانَ لا ولا بالرَّزيقِ
لم يَعُقْهُ بَعْدَ المقَاديرِ عَنْه
غَيْرُ سِتْرٍ مِنَ البِلادِ رَقيقِ
ولو أنَّ الجيادَ لم تعصهِ كا
نَ لَدَيْهِ غَيْرَ البَعِيدِ السَّحيقِ
وقعة ٌ زعزعتْ مدينة َ قسطن
ـطينَ حَتَّى ارتَجَّت بِسُورِ فُروقِ(11/484)
وَوَحَق القَنَا عليهِ يَمِيناً
هيَ أمضى منَ الحسامِ الفتيقِ
أَنْ لَو أنَّ الذرَاعَ شَدَّتْ قَوَاهَا
عضدٌ أو أعينَ سهمٌ بفوقِ
ما رأى قُفْلَها كَما زَعَمُوا قُفْـ
ـلاً ولا البَحْرَ دُونَها بِعَمِيقِ
غَيْرُ ضَنْكِ الضُّلوعِ في سَاعَة ِ الرَّو
عِ وَلا ضَيقٌ غَدَاة َ المَضِيقِ
ذاهبُ الصوتِ ساعة ً الأمرِ والنه
يَ إذا قلَّ ثمَّ هدرُ الفنيقِ
كمْ أسيرٍ منْ سرهم وقتيلٍ
رادعِ الثوبِ منْ دمٍ كالخلوقِ
يستغيثُ البطريقَ جهلاً وهل تط
لُبُ إلاَّ مُبَطْرِقَ البِطْريقِ !
وأخيذٍ رأى المنية َ حتى
قَالَ بالصدْقِ وهْوَ غَيْرُ صَدُوقِ
قامَ بالحقَّ يخطبُ الخلقَ والأش
قى لعمري بالحقَّ غيرُ حقيقِ
نَاصِحٌ وهْوَ غَيْرُ جِد نَصِيحٍ
مشفقٍ وهوَ غيرُُ جدِّ شفيقِ
برَّ بالدينِ تحتَ ذاكَ العقوقِ
فَقَدَى نَفْسَه بِكُل شَوارٍ
وصهيلُ في أرضهِ وتهيقِ
منْ متاعِ الملكِ الذي يمتعُ العي
ـنَ بهِ ثُمّ مِنْ رَقيقِ الرَّقيقِ
لم تبعهم منهمْ كباراً ولا صدَ
عْتَ حَبَّ القُلُوبِ بالتَّفْرِيقِ
ثُمّ ناهَضْتَ في الغُلُولِ رِجَالاً
ورجالاً بالضربِ والتحريقِ
فرقُ ما بينهمْ وبينَ ذوي الإش
راكِ كالفرقِ بينَ نوكٍ وموقِ
أيُّ شيءٍ إلاَّ الأماني بينَ ال
ـكُفْرِ لَوْ فكَّرُوا وبَيْنَ الفُسُوقِ
وبوادي عقرقسٍ لمْ تعردْ
عنْ رسيمٍ إلى الوغى وعنيقِ
جَأَرَ الدّينُ واستَغَاثَ بكَ الإسْـ
ـلاَمُ للنَّصْرِ مُستغَاثَ الغَرِيقِ
يَوْمُ بَكْرِ بن وائِلٍ بقِضَاتٍ
دونَ يومِ المحمرِ الزنديقِ
يومُ حلقِ اللماتِ ذاكَ وهذا ال
ـيومُ في الرُّومِ يَوْمُ حَلْقِ الحُلوقِ
أطعَمَ السيفَ نِصْفَهُمْ ورَمى النصـ
فَ برأيٍ صافي النجارِ عريقِ
وأصاخوا كأنما كانَ يرمي
ـهمْ بذَاكَ التَّدبيرِ مِنْ مَنْجَنِيقِ
فوربَّ البيتِ العتيقِ لقد طح
ـطَحتَ منهمْ رُكْنَ الضَّلالِ العَتِيقِ
سَرَقُوهُمْ مِنَ السُّيوفِ ومِنْ سُمْـ
رِ العوالي ليالي الساروقِ(11/485)
كَرُمَتْ غَزْوتَاكَ بالأَمسِ والخَيْـ
لُ دِقاقٌ والخَطْبُ غَيْرُ دَقِيقِ
حينَ لا جلدة ُ السماءِ بخضرا
ءَ ولا وَجْهُ شَتْوَة ٍ بِطَليقِ
أَورَثَتْ "صاغِرَى " صغَاراً ورَغْماً
وقضتْ أو قضى قبيلُ الشروقِ
كمْ أفاءتْ منْ أرضِ قرَ منْ قر
ة ِ عينٍ وربربِ مرموقِ
ثمَّ أبتْ وأنتَ خوفَ الغمامِ ال
ـغَط ذُو فِكْرَة ٍ وقَلْبٍ خَفُوقِ
لا تُبَالي بَوَارِقَ البيضِ والسُّمْـ
تشنأَ الغيثَ وهوَ حقُّ حبيبٍ
ربَّ حزمٍ في بغضة ِ الموموقِ
لمْ تخوفْ ضرَّ العدوَّ ولا بغ
ياً ولكنْ تخافُ ضرَّ الصديقِ
إِنَّ أَيامَكَ الحِسَانَ مِنَ الرَّو
مِ لَحُمْرُ الصَّبُوحِ حُمْرُ الغَبُوقِ
معلماتٌ كأنها بالدمِ المه
فإليكمْ بني الضغائنِ عن سا
كِن بَيْنِ السماكِ والعَيُّوقِ
النقي الولادة ِ الطيبِ التر
بة ِ والمُسْتَنِيرِ مَسْرَى العُرُوقِ
لا يجوزُ الأمورَ صفحاً ولا ير
قلُ إلاّ على سواءِ الطريقِ
فتناهوا إنّ الخليقَ منَ القوْ
مِ لِذَاكَ الفَعَال غَيْرُ خَليقِ
مَلَكتْ مالَهُ المعَالي فمَا تَلْـ
قاهُ إلاَّ فريسة ٌ للحقوقِ
يَقِظٌ وهْوَ أكثَرُ النَّاسِ إغضَا
ءً على نائِلِ لَهُ مَسْرُوقِ
أَنا وَلْهَانُ في وِدَادِكَ ما عِشْ
تُ ونَشْوَانُ فيكَ غَيْرُ مُفيقِ
رَاحَتِي في الثَّناءِ ما بَقِيَتْ لي
فاغْنَ بالنعْمَة ِ التي هيَ كالحَوْ
رَاءِ لا فَارِكٍ ولا بِعَلُوقِ
بَعْلُها يأمَنُ النُّشُوزَ عليها
وهيَ في معقلٍ منَ التطليقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> حَسَرَاتٌ عَواطفُ
حَسَرَاتٌ عَواطفُ
رقم القصيدة : 15914
-----------------------------------
حَسَرَاتٌ عَواطفُ
وسَقَامٌ مَوالِفُ
وفُؤَادٌ مُعذَّبٌ
ودموعُ ذوارفُ
و قريبُ المزارِلكـ
نهُ لا يساعفُ
نَصْبُ عَيْني خَيالُ وجهـ
هك بالشوقِ واقفُ
أين ما كنتُ سيّدي
طافَ بي منكَ طائفُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيُّها البَرْقُ بِتْ بأَعْلَى البِرَاقِ
أَيُّها البَرْقُ بِتْ بأَعْلَى البِرَاقِ(11/486)
رقم القصيدة : 15915
-----------------------------------
أَيُّها البَرْقُ بِتْ بأَعْلَى البِرَاقِ
واغْدُ فِيها بِوَابِلٍ غَيْدَاقِ
وتعلمْ بأنهُ ما لأنوا
ئكَ إنْ لمْ تروها منْ خلاقِ
دِمَنٌ طَالَما التقَتْ أَدْمُعُ المُزْ
نث عليها وأدمعُ العشاقِ
شرقاتُ الأطلالِ بالماءِ منْ تلـ
ـكَ العَزَالِي مُلِثَّة ً والمَآقِي
حفظَ اللهُ حيثُ يممَ إسما
عِيلُ وَلْيَسْقِهِ مِنَ الغَيْثِ سَاقِ
قَدْ سَقَتْني الأَيَّامُ مِنْ يَدِها سُمـ
ماً لفقدي لهُ بكأسٍ دهاقِ
ولعلي أدالُ منها بلا عه
دٍ ولا ذِمَّة ٍ ولاَ مِيثَاقِ
فأُجَازِي يَوْمَ الرَّحيل ولا تُدْ
ركني رقة ٌ ليومِ الفراقِ
يا أَبا القاسمِ المُقسَّمَ ما بَيْـ
نَ شغافي مثاله والصفاقِ
لوْ تطلعتَ في ودادي إذاً فا
جاكَ بينَ الحشا وبينَ التراقي
وشجتْ بيننا الأخوة ُ إنَّ ال
ودَّ عرقٌ زاكٍ منَ الأعراقِ
ذاكَ خلٌّ جهدتُ جهدي فلم أح
صِ انتفاعي بفهمهِ وارتفاقي
لَوْ تَرَى ذَبَّهُ هُنَالِكَ دُوني
لَمْ تَلُمْني في حُب أَهلِ العِرَاقِ
ما تَملَّيْتُ مِثْلَ ذاك الْحِجَا المُعْـ
ـرِقِ في الْحِلمِ والسَّجايا العِتاقِ
معَ ما قَدْ طَوَيْتُ مِنْ سائِر النَّا
سِ وما قدْ نشرتُ في الآفاقِ
وعذابٌ لو أنها أطمعتْ زا
دتْ على الشهدِ بسطة ً في المذاقِ
ناعِماتُ الأَطْرافِ لَوْ أَنَّها تُلْـ
بسُ أغنتْ عن الملاءِ الرقاقِ
جددٌ كلما غدا يومَ فخرٍ
بعضهمْ في خلافة ِ الأخلاقِ
يهجرُ الهجرَ والمقابحَ علماً
أنَّ شتمَ الأعراضِ عارٌ باقِ
فإذا القومُ ألجئوهُ إلى ذا
لِك أَلَفوْا لِسَانَهُ في وَثاقِ
خالصُ الودِّ والهوى في زمانٍ
مدرَ الودّث فيهِ غيرَ النفاقِ
ووجَدْتُ الإخوانَ رزْقاً أغرَّ الوَجْـ
ـهِ مِنْ بَيْنِ هذِهِ الأرْزَاقِ
قَدْ دَنَتْ حَلْقَتا خِنَاقي فَراخَى
بِأَياديهِ عَقْدَ ذَاكَ الْخِنَاقِ
هُمْ شَليلٌ ونثرة ٌ حِينَ لُفَّتْ
في غَداة ِ الهَيَاج سَاقٌ بِسَاقِ(11/487)
لَوْ رَأَوْا كَوْكبَ المَنايا لَظلُّوا
نَحْوَها مُهْطِعِينَ بالأَعْنَاقِ
وتلادٌ ولم أرثهُ وكنزٌ
ليسَ منْ عسجدٍ ولا أوراقِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ
قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ
رقم القصيدة : 15916
-----------------------------------
قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ
والحاجة ُ العشراءُ بعدكَ فارقُ
إيهٍ أَبَا زَيْدٍ فذَرْعُكَ واسِعٌ
ونَدَاكَ فَيَّاحٌ ومجْدُكَ باسِقُ
قَدْ لاَنَ أكثَرُ ما تُريدُ وبَعْضُهُ
خشنٌ وإني بالنجاحِ لواثقُ
في الروضِ قراصٌ وفي سيلِ الربا
كدَرٌ وفي بَعْضِ الغُيُوثِ صَوَاعِقُ
زوجتُ أمري بالسعودِ فأصبحت
مِنْه النُّحُوسُ النُّكْدُ وَهْيَ طَوالِقُ
ومَغاربُ الإخفاقِ أضحَتْ بالذي
أَوْلَى مِنَ الإنجاح وهْيَ مَشَارِقُ
فأَتَتْهُ مَأْرُبَتِي فأَدْرَكَ شَأْوَها
قَرْمٌ بعَائِرَة ِ المَكارِم لاحِقٌ
ما أَوَّلُ السَّامِين بالعَالي ولا
كُلُّ الجيادِ دُفِعْنَ قَبْلُ سَوَابِقُ
فأتتْ عواناً ثيباً ما سرني
بمكانها مني الكعابُ العاتقُ
ومنَ الرزية ِ أنَّ شكري صامتٌ
عما فعلتَ وأنَّ بركَ ناطقُ
وأخفُّ ما جشمَ امرؤٌ وسعى لهُ
يَوْماً لِذِي النُّعْمَى الثَّنَاءُ الصَّادِقُ
أأرى الصنيعة َ منكَ ثمَّ أسرها
إني إذاً لِيَدِ الكِرامِ لَسَارِقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا قَضِيباً لا يُدَانِيه م
يا قَضِيباً لا يُدَانِيه م
رقم القصيدة : 15917
-----------------------------------
يا قَضِيباً لا يُدَانِيه م
من الإنسِ قضيبُ
فوقَهُ البانُ ومنْ تحْ
ـتِ تَثَنيهِ كَثِيبُ
وغزالاً كلَّما مرَّ
تمنتهُ القلوبُ
ذهبيٌّ الخدِّ يثْ
نيهِ من الريحِ الهبوبُ
ما لَمَسْناهُ ولكَنْ
كادَ مِنْ لَحْظ يَذوُبُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> لم أرَ شيئاً من الفراقِ اذا
لم أرَ شيئاً من الفراقِ اذا
رقم القصيدة : 15918
-----------------------------------
لم أرَ شيئاً من الفراقِ اذا(11/488)
كان أخو البين عاشقاً كلفا
أصعَبَ مِنْ وَقْفة ِ المُشَيع لِلحُبم
بِّ يريد الوداعَ منصرفا
ماأنفعَ القُرْبَ للمُحبَّ وإِنْ
أعرضَ عنهُ حبيبهُ وجفا
أيُّ مُحِبٍّ تمَّ السُّرورُ لَهُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنْ يكُنْ في الأرضِ شَيءٌ حَسَنٌ
إنْ يكُنْ في الأرضِ شَيءٌ حَسَنٌ
رقم القصيدة : 15919
-----------------------------------
إنْ يكُنْ في الأرضِ شَيءٌ حَسَنٌ
فهوَ في دور بني عبدِ الملكْ
ما يبالونَ إذا ما أفضلوا
ما بَقي مِنْ مالِهمْ أَوْ ما هَلكْ
عَقِلَتْ ألسُنُهمْ عَنْ قَوْلِ لا
فهيَ لا تعرف إلا هو لكَ
منْهُمُ مُوسى جَوادٌ ماجدٌ
لايَرَى مالَمْ يهَبْ ممَّا مَلَكْ
زينوا الأرضَ كما قدْ زينتْ
بنجومِ الليلِ آفاقُ الفلكْ
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> وبي محنتان
وبي محنتان
رقم القصيدة : 1592
-----------------------------------
وبيْ محنتانْ .... هما :
انّكِ بَعْدُ لمْ تُدركي حجمَ جرحي
وجرحي
وانك ِصائمة ٌ عن عنائي
وأني طريد ُالأماكن ِ
خوفي دليلي وأرضي ردائي
ولي قاتلان ِ, تآخا اليّ
الرحيلُ : لأتركَ ظلا كسيحاً لقلبي
وحزنا ًمنْ الصمتِ يقضمُ سراً لسانَه ْ,
نشيداً يموتْ .
وثانيهما في بقائي
الملِمُ نهراً تبدّى
وشعباً تشرّدْ
وموتاً تناثرَ بينَ البيوتْ
وبي محنتان
خراب ُالبلاد ِالذي ماعرفتِ
وانتِ
كأن ّالسيوفَ التي أقعدتهْا القرونْ
استفاقتْ تطاردٌ ظلا اذا طاردتْها
تطاردُ أصلَ الكلام ِوأصلَ التكوّن ِانْ طاردتْها
فما أنتِ من ذا الجنون
وما أنتِ من حرقةِ - القلب-
تلهينَ في زمن ِالموت ِكالأسئله ْ؟
وبي محنتان
أقولُ : العراقْ
وأخشى الصدى يتعقبُني في الأقاصي
أريكِ العراقَ فماذا أريكِ
وماذا عن الناس ِأخفي ؟
وأخفيك َ... أدري
بأنكَ نمرُ البراري
أصابتْه حمّى الزمانْ
وأنكَ تاجُ الجراح
ونزفٌ طويلٌ يُذِلُّ الطعانْ
وأنكَ واحة ُكلِ الجياع ْ
اذا الجوعُ والقحطُ حانْ
وأنكَ أبقى من الموتِ(11/489)
كيف ارتضيتَ التلكؤ
كيف َارتضيتَ الهوانْ
وكيفَ احتملتَ الدخانَ يرابطُ في رئتيكْ
وحمّّى المآتمِ قد عطّلت ساعديكْ
وأخفيكَ ... عذراً
فذي محنة ٌأشعلتني
وأخرى
اذا اطفا َ القلب َ نسيانُها
هاربا منك يشكو اليك
العصر العباسي >> أبو تمام >> قِعَقْلِيَ هذاصِرْتُ أُحْدُوثَة َ الرَّكْبِ
قِعَقْلِيَ هذاصِرْتُ أُحْدُوثَة َ الرَّكْبِ
رقم القصيدة : 15920
-----------------------------------
قِعَقْلِيَ هذاصِرْتُ أُحْدُوثَة َ الرَّكْبِ
وقدْ كنتُ في سلمٍ فأصبحتُ في حربِ
لعمروٌ مع الرمضاءِ والنارُ تلتظي
أَرَقُّ وأَحفَى منكَ في ساعة ِ الكَرْبِ
متَى أَتَبَغَّى النصْفَ مِنْ قَلْبِ صاحِبٍ
إذا لم يكنْ قلبي شفيقاً على قلبي ؟!
فمن ماتَ من حبٍّ فإنيَ ميتٌ
لَئِنْ دَامَ ذا مِنْ شِدَّة ِ البُغْضِ للحُب
العصر العباسي >> أبو تمام >> خمشتني بكفّها
خمشتني بكفّها
رقم القصيدة : 15921
-----------------------------------
خمشتني بكفّها
و أشارت بطرفها
فتأملتُ وجهها
فاتَّقَتْني بِكفها
ليت بصفي على الفـ
راشِ لحافاً لنصفها
فأنالُ الذي أُرِيـ
ـد على رَغْمِ أنفِها
العصر العباسي >> أبو تمام >> قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
رقم القصيدة : 15922
-----------------------------------
قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
وإنْ عاد صبحي بعدهمْ وهوَ حالكُ
وإنْ بَكَرَتْ في ظُعْنِهمْ وحُدُوجهِمْ
زَيانِبُ مِنْ أَحْبَابِنَا وعَوَاتِكُ
سَقَتْ رَبْعَهُم لا بَلْ سَقَتْ مُنْتَواهُمُ
منَ الأرضِ أخلافِ السحابِ الحواشكُ
وأَلْبَسَهُمْ عَصْبَ الرَّبيع ووَشْيَهُ
ويُمْنَتَهُ نَبْتُ النَّدَى المُتَلاحِكُ
إذا غازلَ الروضُ الغزالة َ نشرتْ
زرابيُّ في أكنافهمْ ودرانكُ
إذا الغَيْثُ سَدَّى نَسْجَهُ خِلْتَ أَنَّه
مَضَتْ حِقْبَة ٌ حَرْسٌ لَهُ وهْوَ حائِكُ
أَلِكْنِي إلى حَي الأَرَاقِم إِنَّه(11/490)
مِنَ الطائرِ الأحشَاءِ تُهْدَى المآلِكُ
كلوا الصبرَ غضاً واشربوهُ فإنكم
أثرتمُ بعيرِ الظلمِ والظلمُ باركُ
أَتاكُمْ سَليلُ الغَاب في صَدْرِ سَيْفِه
سناً لدجى الإظلامِ والظلمُ هاتكُ
إذا سيلَ سدَّ العذرُ عنْ صلبِ مالهِ
وإنْ همَّ لمْ تسدرْ عليهِ المسالكُ
ركوبٌ لأثباجِ المتالفِ عالمٌ
بأنَّ المعالي دونهنَّ المهالكُ
أَلَحَّ وماحَكْتُمْ وللقدَرِ الْتَقَى
غريمانِ في الهيجا ملحٌّ وماحكُ
هُوَ الحارِثُ النَّاعي بُجَيْرَاً وإنْ يُدَن
لهُ فهوَ إشفاقاً زهيرٌ ومالكُ
رَقَاحيُّ حَرْبٍ طالَما انقَلَبتْ له
قساطلُ يومِ الروعِ وهي سبائكُ
ومستنبطٌ في كلِّ يومٍ منَ الغنى
قليباً رشاآها القنا والسنابكُ
مطلٌّ على الآجالِ حتى كأنهُ
لصرفِ المنايا في النفوسِ مشاركُ
فما تتركُ الأيامُ منْ هوَ آخذٌ
ولا تَأْخُذُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ تَارِكُ
صفوحٌ إذا لمْ يثلمِ الصفحُ حزمهُ
وذو تدرإٍ بالفاتكِ الخرقِ فاتكُ
رَبيبُ مُلُوكٍ أَرْضَعَتْهُ ثُدِيَّها
وسِمْعٌ تَرَبَّتْه الرجَالُ الصَّعالِكُ
ولوْ لم يكفكفْ خيله عركتكمُ
بأثقالها عركَ الأديمِ المعاركُ
ولَوْلاَ تُقَاهُ عادَ قَيْضاً مُفَلَّقاً
بأدحيهِ بيضٌ الخدورِ الترائكُ
ولا صْطُفِيَتْ شَوْلٌ فَظلَّتْ شَوَارِداً
قرومُ عشارٍ ما لهنَّ مباركُ
إذَاً لَلَبِسْتُمْ عَارَ دَهْر كأَنَّما
لياليهِ منْ بينِ الليالي عواركُ
ولاجتُذِبَتْ فُرْشٌ مِنَ الأَمْنِ تَحْتَكُمْ
هيَ المثلُ في لينٍ بها والأرائكُ
ولَكنْ أبَى أنْ يُسْتَبَاحَ بِكَفّهِ
سنامكمُ في قومكمْ وهوَ تامكُ
وأنْ تصبحوا تحتَ الأظلِّ وأنتمُ
غَواربُ حَيَّيْ تَغْلِبٍ والحَوَارِكُ
فَتَنْجَذِمَ الأسْبابُ وهْيَ مُغَارَة ٌ
وتَنقطِعَ الأَرْحَامُ وَهْي شَوَابِكُ
فَلاَ تَكْفُرُنَّ الصَّامِتيَّ مُحَمَّداً
آياديَ شفعاً سيبها متادركُ
أهبَّ لكمْ ريحَ الصفاءِ جنائباً
رُخاءً وكانَتْ وهْيَ نُكْبٌ سَوَاهِكُ
فرد القنا ظمآن عنكمْ وأغمدتْ(11/491)
على حرها بيضُ السيوفِ البواتكُ
وآبَ على سَعدِ السُّعُودِ بِرَحْلِه
عتاقُ المذاكي والقلاصُ الرواتكُ
غدا وكأنَّ اليومَ منْ حسنِ وجههِ
وقَدْ لاحَ بَيْنَ البِيضِ والبَيْض ضاحِكُ
حَيَاتُكَ للدُّنيا حَياة ٌ ظَليلَة ٌ
وفَقْدُكَ للدُّنَيا فَنَاءٌ مُوَاشِكُ
متى يأتكَ المقدارُ ولا تدعَ هالكاً
ولكنْ زمانٌ غَالَ مِثْلكَ هالِكُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> تبدّلتُ الفاً إذ تبدلتَ لي ألفا
تبدّلتُ الفاً إذ تبدلتَ لي ألفا
رقم القصيدة : 15923
-----------------------------------
تبدّلتُ الفاً إذ تبدلتَ لي ألفا
و قد خانني فيك الزمانُ وما أوفى
و جرّعتُ نفسي من إخائك سلوة ً
على الرغمٍ مني جرعة ً مرة ً صرفا
مللتَ فما تعدو الملالَ شجية ٌ
تعوّدتها لا تستطيعُ لها صرفا
رَمَيْتُ بحَظي مِنكَ في أبعدِ المَدَى
و أسلمتهُ للريحِ تنسفهُ نسفا
وواللهِ مازَالَتْ لَوامِعُ بَارقٍ
من الغدرِ في أجفانِ عينيك لا تخفى
فأُقسِمُ لو أيقنْتُ أَنَّ مَلالة ً
لِعَينَّيَ تَسمُو لم أُدِرْ لهما طَرْفا
العصر العباسي >> أبو تمام >> هارونُ يا خيرَ منْ يرجى
هارونُ يا خيرَ منْ يرجى
رقم القصيدة : 15924
-----------------------------------
هارونُ يا خيرَ منْ يرجى
لمْ يطعْ اللهَ منْ عصاكا
لَوْ كانَ بَعْدَ النَّبيَّ وَحْيٌ
إلى وليٍّ لكنتَ ذاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> نَأْيٌ وَشِيكٌّ وانطِلاقُ
نَأْيٌ وَشِيكٌّ وانطِلاقُ
رقم القصيدة : 15925
-----------------------------------
نَأْيٌ وَشِيكٌّ وانطِلاقُ
وغَليلُ شَوْقٍ واحتِراقُ
بِأبي هَوًى وَدّعْتُه
تاهت بصحبتهِ الرفاقُ
بدرٌ يضيء لعاشقيهِ
ـهِ وما يَطِيفُ بهِ المحَاقُ
و تمرهت وتشعثت
جزعا لغيبتهِ العراق
الموت عندي والفراقُ
قُ كلاهُما ما لا يُطَاقُ
يتعاونان على النفوس
فذا الحمامُ وذا السياقُ
لو لم يكن هذا كذا
ما قِيلَ مَوْتٌ أوَ فِراقُ(11/492)
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَكَ عِلْمٌ بِعَبْرَتِي واشتِياقِي
لَكَ عِلْمٌ بِعَبْرَتِي واشتِياقِي
رقم القصيدة : 15926
-----------------------------------
لَكَ عِلْمٌ بِعَبْرَتِي واشتِياقِي
والذي بي مِنْ لَوْعة ٍ واحتراقِ
و لك الظرفُ والملاحة ُ والحسنُ
ـنُ وَطِيبُ الأرْدانِ والأخلاقِ
و قبيحٌ بان تعرضَ جسمي
ما أرى من مصارعِ العشاقِ
فعلامَ الصدودُ في غيرِ جرمٍ
و الصدودُ الفراقُ قبلَ الفراقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ماتَ ذَاكَ الجَوَى وذَاكَ الحَريقُ
ماتَ ذَاكَ الجَوَى وذَاكَ الحَريقُ
رقم القصيدة : 15927
-----------------------------------
ماتَ ذَاكَ الجَوَى وذَاكَ الحَريقُ
ورثى لي ظبيٌ عليّ شفيق
و جرى النومث من جفونيَ مجرى
الدمعِ واستأنس الفؤادُ المشوقُ
رفقَ الدهرُ لي بمولايَ والدهرُ
اذا شاءَ بالقلوبِ رفيقُ
فبحَقي وحُرْمَتِي لاتَسبُّوا الدَّهْـ
ـرَ ظُلْماً فإنَّه لي صَدِيقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يَصُدُّني عَنْ كَلامِكَ الشَّفَقُ
يَصُدُّني عَنْ كَلامِكَ الشَّفَقُ
رقم القصيدة : 15928
-----------------------------------
يَصُدُّني عَنْ كَلامِكَ الشَّفَقُ
فالرسلُ بيني وبينك الحدقُ
حَدِيثُنا في الضَّمِيرِ مُتَّفِقٌ
وأمرُنا في الجَمِيعِ مُفْتَرِقُ
تُوحِي بأسرَارِنا حَوَاجِبُنا
و أعينٌ بالوصالِ ترتشقُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> و لله لو تلقى الذي ألقى
و لله لو تلقى الذي ألقى
رقم القصيدة : 15929
-----------------------------------
و لله لو تلقى الذي ألقى
لَحَرَجْتَ أَنْ تَتجاوزَ الحَقّا
بي فوقَ ما تلقى بواحدها
أُمٌّ تَرَاهُ لجِنْبِها مُلْقَى
تبكي لنمهوش تنيبهُ
صِلٌّ فما يُرْجَى ولا يُرْقَى
فارحَمْ شَقِيّاً في هَواكَ فمَا
يبغي وإنْ أعتَقْتَه عِتْقَا
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> تحط المراكب عند العراق
تحط المراكب عند العراق
رقم القصيدة : 1593(11/493)
-----------------------------------
تحطّ المراكبٌ عندَ العراقْ
تعودٌ المراكبٌ
لاشيءَ
غيرٌ ازدحام ِالجراحْ
وأمواج ِدمع ٍجرى من عيون ِالعراقْ.
خرجتٌ الصباحَ
تركتٌكَ في النومِ طيراً
جناحاهٌ ضلاّ الطريقْ
أجوبٌ الشوارعَ أبكي
وأوصي عليكَ الحدودْ
وفوجئتٌ:انكَ تسبقٌني
هارباً دونَ مستمسكٍ للحدودْ
من الموتِ للموتِ تصحبٌنا ياعراقْ
رأيتٌكَ تبكي
تذكرتٌ أمي:
تخبئٌ تحتَ السجاجيدِ أعمارَنا ياعراق
تذكرتٌ تلكَ البيوتَ التي قالَ عنها الرمادٌ:
استراحتْ من الهدمِ
بعد أن دثرتْ ساكنيها
كما الأمِ خوفاً من القصفْ
وشيخاً بعمرِ الظلامْ
يدخنٌ سبابتهَْ ثم ماتْ
انتهى في ذبذباتِ الختامْ
تذكرت حتى نزفت الكلام
تذكرتٌ رعبَ المفارزِ والجوعَ والليلْ
تذكرتٌ شعباً
تحارٌ الشوارعٌ من ركضِهِ لاهثاً في الظلامْ
الظلامْ
طلا الليلٌ بالليلِ صبحَهْ
كأنّ الزوايا جميعَ الزوايا
تخبئٌ للفردِ ذبحَهْ
نعم ياعراقْ
خذلناكَ في غفلةِ الحبِ
كانوا يعدونَ في الليلِ تلكَ الوليمة
وكنا نياماً نخبئٌ أحلامَنا في السباتْ
ولم ندرِ أن الذي أطعموناهٌ لحمٌك
وأنّ المحبةَ والعفوَ اثمٌك
بكيناكَ في السرّ نحنٌ
ونحنٌ الذينَ احتفلْنا بقتلِك
وأطربَنا في فحيح ِالليالي غناءٌ الغرابْ
يجمّعٌ أسنانَنا في الظلامْ
ويبني لطعنِكَ نطعاً ونابْ
تركناكَ تتلو الى الغيبِ موتَكْ
تركناكَ دنّاً من الدمع ِوالدمِّ
حتى َصحَوْنا
صحونا وبابٌك في أولِ الخارجين
صحونا رئات تفتش في الريح عن حصة للتنفس0
صحونا.وعذراً لهذا التأخّرِ
انّا حمامٌ من الشمع ِ
في كلِ فجرٍ نذوبْ
وفي كلِ شمسٍ نسيلْ
وفي كلِ صبح ٍتجيئُك أرواحُنا
أثقلتْها الذنوبْ
ياعراقْ
تهمةٌ فيكَ ماءُ الفراتْ
تهمة ٌفي سماك َارتفاع ُالنخيلْ
تهمة ًكانَ فيكَ البقاءْ
تهمة ًكان عنكَ الرحيلْ
الغنا تهمة ٌوالبكاءْ
الثرى والسماءْ
تهمة ٌأنْ تُحِبْ
تهمة أن تُحَبْ
تهمة ٌأنْ تقفْ
تلتفتْ
أن تواصلَ جريَكَ كالنازفين
فمنْ أي ِأخطائنِا أنتَ(11/494)
أي ِانتكاساتِنا
وأيُّ الكواكبِ يسبحُ في الهذيان ِأنتْ
وأي َالقوانين ِكنتَ اكتشفتْ
فساقوك َللذبْح ِ,للموتِ
احرجتهَمُ ْوانفجرتْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> دَعا أبيُّ اللَّحْظِ خَدَّاكا
دَعا أبيُّ اللَّحْظِ خَدَّاكا
رقم القصيدة : 15930
-----------------------------------
دَعا أبيُّ اللَّحْظِ خَدَّاكا
وامترَتِ الأعْيُن عَيْناكا
ما زلتُ أرجوك كما لم تزل
يا سيدي مُذْ كنتُ أخشَاكا
واللّهِ لو أُعطَى المُنَى لم أُرِدْ
إلاّستلاماً بِفَمِي فَاكا
قَدْ بَعُدَتْ هِمَّة ُ مَنْ رَاحَ أَوْ
أصبحَ يَوْماً يَتمنَّاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> لهفَ نفسي عليّ لا بك عليكا
لهفَ نفسي عليّ لا بك عليكا
رقم القصيدة : 15931
-----------------------------------
لهفَ نفسي عليّ لا بك عليكا
أن تجولَ العيونُ في خديكا
وعَزِيْزٌ عليَّ أَنْ تَجْتَنِي الأبـ
ـصارُ زَهْرَ الرَّبيعِ مِنْ وَجْنَتيكا
أنتَ وَقْفٌ على القُلُوبِ بما أَصـ
ـبحتَ تُهْوَى وهُنَّ وَقْفٌ عَليْكا
لا قضى اللهُ لي وصالك إن كنـ
ـتُ أَراني أشتاقُ إلاَّ إليْكَا
جَرَحتْكَ العُيونُ باللَّحْظِ حتَّى
صرتُ أخشى عليك من عينيكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> إنّ حزني عليّ لا بل عليكا
إنّ حزني عليّ لا بل عليكا
رقم القصيدة : 15932
-----------------------------------
إنّ حزني عليّ لا بل عليكا
بل على مهجة ٍ تسيلُ لديكا
أنت تزهى بصورة ٍ غدت الأبصـ
ارُمن حسنها وراحت عليكا
لعن اللهُ مقلة ً جعِلَ
الأمرث إليها ففارقت وجنتيكا
بِأَبِي لَفْظُكَ المَلِيحُ الذي قَدْ
تَرَكَ السَّمعَ وهْوَ طَوْعُ يَدَيْكا
إِنَّ قلْبي عليكَ في كل وَصْل
وصُدودٍ أرَقُّ مِنْ خَدَّيكَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> نمْ فإن لم أنم كرايَ كراكا
نمْ فإن لم أنم كرايَ كراكا
رقم القصيدة : 15933
-----------------------------------
نمْ فإن لم أنم كرايَ كراكا
شاهِدٌ مِنْكَ أَنَّ ذَاكَ كَذَاكا(11/495)
طَالَ ضُري تَفْدِيكَ نَفْسِي-وقَلَّتْ
نَفْسُ مثْلِي عَنْ أَنْ تكونَ فِدَاكا!
في سَبِيلِ الهَوَى فُؤَادِي وما آ
ي عليهِ لكن على ذكراكا
ذَهبَتْ مُقْلَتايَ بالدَّمِ والدمْـ
ما فِراقُ الدُّنَيا أُبَالِي ولكنْ
لست ابكي ذهابَ عيني لعيني
غيرَ أنّي أَبكي لأَنْ لا أَرَاكَا
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا أبا جَعْفرٍ اقرَّ لكَ الحُسْـ
يا أبا جَعْفرٍ اقرَّ لكَ الحُسْـ
رقم القصيدة : 15934
-----------------------------------
يا أبا جَعْفرٍ اقرَّ لكَ الحُسْـ
و حلت جيوشهُ في ذراكا
ياأَباجَعْفَرخُلِقْتَ بَدِيعاً
فاق حسنَ الوجوهِ حسنُ قفاكا
ياأباجَعْفَرٍ هَل النَّأْيُ يُنْجِي
مِنْكَ هَيْهاتَ بلْ يَزِيدُ هَلاكا
ياأباجعفرٍ أنِلْني وصالاً
يُجزِكَ اللّهُ إِنْ فَعلتَ-جَزَاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> رَاحَتِي في البُكَاءِ حتَّى أَراكَا
رَاحَتِي في البُكَاءِ حتَّى أَراكَا
رقم القصيدة : 15935
-----------------------------------
رَاحَتِي في البُكَاءِ حتَّى أَراكَا
إنَّ لي منك شاغلاً عن سواكا
تعسَ الهجرُ والذي شأنهُ
ـرُ مِنَ النَّاسِ كُلهمْ حَاشَاكَا
أرشِدَني إلى رِضَاكَ فإني
لستُ أدرِي ما حيلتي في رِضَاكَا!
وإِذَا قِيلَ منْ تُحِبُّ تَخطَّا
لساني وأنت في القلب ذاكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> عريتُ من الهوى وبرئتُ منهُ
عريتُ من الهوى وبرئتُ منهُ
رقم القصيدة : 15936
-----------------------------------
عريتُ من الهوى وبرئتُ منهُ
لئن أنا لم أعاقبْ مقلتيكا
بَعثتُكَ رائِداً فَسَرَقْتَ منه
محاسنهُ بلحظة ِ ناظريكا
وجِئْتَ تَقُولُ لم أَره وهذِي
محاسنهُ تلوحُ بوجنتيكا
فإن تكُ يا رسول كتمتنيهِ
لقد ظهرت محاسنهُ عليكا
العصر العباسي >> أبو تمام >> ملكٌ جار إذ ملكْ
ملكٌ جار إذ ملكْ
رقم القصيدة : 15937
-----------------------------------
ملكٌ جار إذ ملكْ
ليسَ يَرثي لِمَنْ هَلَكْ
هَتكَتْ سِتْرَ سَلْوَتَي(11/496)
كَفُّ حُبيكَ فانهَتَك
يا مليكاً اذا بكى
عَبْدُه في الهَوَى ضَحِكْ!
لي من الحزنِ مثلُ ما
مِنْ بَدِيعِ الجَمال لَكْ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> آنسني منْ بعدِكَ الوجدُ
آنسني منْ بعدِكَ الوجدُ
رقم القصيدة : 15938
-----------------------------------
آنسني منْ بعدِكَ الوجدُ
وعبرة ٌ تطرقُ أوْ تغدو
بنْتَ فَطَرْفي مِنْهُ مُرْتَدُّ
لَمْ يُجْمعاقَطُّ لِعَيْني وقَدْ
يجتمعُ النرجسُ والوردُ ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> وجد الحاسدونَ فينا مقالا
وجد الحاسدونَ فينا مقالا
رقم القصيدة : 15939
-----------------------------------
وجد الحاسدونَ فينا مقالا
فوقوا أسهماً لنا ونبالا
عَجِبُوا أَنْ قانِصاً بَثَّ في الآ
فاقِ أشراكهُ فصاد غزالا
ملأَ عيني ملاحة ً وجمالاً
وفُؤَادِي مَهابَة ً وجَلالا
فاعذِلُوا فيهِ كيفَ شِئْتُمْ وقُولوا
قَدْ كَفَى اللّهُ المؤْمنينَ القِتَالا
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> كردستان ..
كردستان ..
رقم القصيدة : 1594
-----------------------------------
في ليلة ٍمرّ على ابوابها الاطفالْ
فانشدوا لها نشيدا ًهادئاً
وايقظوا الوديانَ والحارات ِوالجبالْ
في ليلةٍ... في ليلةٍ
مرّتْ على سمائِها بغدادْ
لتنثرَ الوردَ على جبينِها
تحكي لها عن محنةِ الجنوبْ
حتى تكادَ بالأسى
قبل جليدِها صخورُها تذوبْ
ياأرضَ كردستانْ ... ياغابة َالقلقْ
ياموطنَ الجمال ِوالجراح ِوالنواح ِوالأرقْ
يابيتَ كل ِعاشق ٍموشح ٍبالليل ِوالدماءْ
وكلّ ِنفس ٍجُرّحَتْ
تذوقتْ مرَّ شتاتٍ لم يُذقْ
وكل ِقبرٍ صامتٍ
يهتزُ كلُّ الكون ِلو يوماً نَطَقْ
تحارُ حتى الارض ُفي مدارهاِ
أشمسُها داميةٌ أم ذا غسق ؟
ياأرضَ كردستانْ
ياشاهداً مهدداً على انتكاسةِ الزمانْ
ياجارة َالسماءْ
يُرى الذي يمشي اليها طائراً
يشمّ ُعن قربٍ روائح َالجِنانْ
ان أطفأوا سماءَها
ان أقلقوا ورودَها
ان أوجعوا جبالَها(11/497)
صاح َالعراقُ وَيلَهم قد صدّعوا التيجان
ياأرضَ كردستان
ياابنةَهذا البلد ِالعجيبْ.
زجّوا بأفواج المقاصلِ ماأنحنتْ
شنّوا على وديانِها نيرانَهم
فازدادَ لونُ الوردِ في جبينِها
واعتذرتْ لحزنِها النيرانْ
مضى لها عبرَ المياهِ موتهَم
فجفَّ من هولِ الأسى " سيروان "
وهالَهم يازهرة َالجبال
أن يلمحوا عينيكِ من ورودِها
وانكِ والشمسَ في سمائِها شمسان
فسمّموا الترابَ والهواءْ
اين يفروا ياترى
حين يطاردُ التنفس ُالانسانْ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ظبيٌ بيتهُ بوردهِ في خدهِ
ظبيٌ بيتهُ بوردهِ في خدهِ
رقم القصيدة : 15940
-----------------------------------
ظبيٌ بيتهُ بوردهِ في خدهِ
خَدُّ عليهِ غَلائلٌ مِنْ وَرْدِهِ
ما كنتُ أَحسِبُ أَنَّ لي مُسْتَمْتعاً
في قُرْبِهِ حتى بُلِيتُ بِبُعْدِهِ
لاشيءَ أحسَنُ منه ليلة َ وَصْلِنا
وقد اتخَذْتُ مَخَدَّة ً مِنْ خَدهِ
وفمي على فمه يسامرُ ريقه
وَيَدي تَنزَّه في حَدَائِقِ جِلْدِهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> كَمْ يَتَمَادَى لَيْليَ الأطْوَلُ
كَمْ يَتَمَادَى لَيْليَ الأطْوَلُ
رقم القصيدة : 15941
-----------------------------------
كَمْ يَتَمَادَى لَيْليَ الأطْوَلُ
كم يَتبارَى دَمْعِيَ المُسْبَلُ!
يا طُولَ هَجْرٍ مالَه آخِرٌ
منك لعتبٍ ما لهُ أولُ
يا غافلاً عني ما لي أرى
طرفك عن قتلي لا يغفلُ
أراك لا تنفكُّ ذا فزعة ٍ
في النومِ من كثرة ِ ما نقتلُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> شدَّ ما استنزلتكَ من ربعكَ الأظـ
شدَّ ما استنزلتكَ من ربعكَ الأظـ
رقم القصيدة : 15942
-----------------------------------
شدَّ ما استنزلتكَ من ربعكَ الأظـ
عانُ حتى استهلَّ دمعُ الغزالِ
أيُّ حسنٍ في الذاهبينَ تولى
و جمالٍ على ظهورِ الجمالِ
و دلالٍ مخيمٍ في ذرى الخيمِ
و حجلٍ معذبٍ في الحجالِ
و مهاً من مها الخدورِ وأجالِ
ظباءِ يسرعنَ في الآجالِ
عادَكَ الزُّورُ ليلة َ الرَّمْل مِنْ(11/498)
رَمْلة َ بينَ الحِمى وبينَ المِطالِ
نم فما زارك الخيالُ ولكنك
ُرْتَ طَيْفَ الخَيالِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
رقم القصيدة : 15943
-----------------------------------
فردُ جمالٍ سليلُ نورِ
بهِ استقلتْ يدُ السرورِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> إستزارتهُ فكرتي في المنامِ
إستزارتهُ فكرتي في المنامِ
رقم القصيدة : 15944
-----------------------------------
إستزارتهُ فكرتي في المنامِ
فأتاني في خيفة ٍ واكتتامِ
اللَّيالي أحفَى بقلْبي إذا ما
جرعتهُ النوى منَ الأيامِ
يا لها ليلة ً تنزهتِ الأرواحُ
واحُ فيها سِرّاً مِنَ الأجسَامِ!
مجلسٌ لم يكن لنا فيهِ عيبٌ
غير أنّا في دعوة ِ الأحلامِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> شَبيهُ الخَد بالتُّفاَّ
شَبيهُ الخَد بالتُّفاَّ
رقم القصيدة : 15945
-----------------------------------
شَبيهُ الخَد بالتُّفاَّ
حِ والريقة ِ بالخمرِ
بَدِيعُ الحُسْنِ قَدْ أَلفَ
مِنْ شَمْسٍ ومِنْ بَدْرِ
لهُ وجهٌ إذا أبصرْ
تَهُ ناجَاكَ عَنْ عُذْرِ
تَعالى اللَّهُ ما تَقْدَ
حُهُ عَيْناهُ في صَدْرِي
العصر العباسي >> أبو تمام >> الهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ
الهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ
رقم القصيدة : 15946
-----------------------------------
الهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ
كيفَ يقوى عليكما المظلومُ
لِلهَوَى جُرْأَة ٌ ومِنْكَ صُدودٌ
ليس لي منكما محبٌّ رحيمُ
قَدْ بَرَاني الهَوَى ودَلَّه عَقْلي
حَلَّ بي منكما البَلاءُ العَظِيمُ
إنَّما يَعرِفُ السُّهَادَ وطُولَ اللَّيْـ
لِ من كان حبلهُ المصرومُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ظنّك فيما أسرٍّهُ حكمُ
ظنّك فيما أسرٍّهُ حكمُ
رقم القصيدة : 15947
-----------------------------------
ظنّك فيما أسرٍّهُ حكمُ
أرضَى بهِ لي وَطَرْفُكَ الفَهِمُ
كيف سُلُوي ولستَ تَرحَمُني
ليسَ بهذا تَجَاوَرُ النعَمُ(11/499)
أمنتُ قلبي على هواك فما
قلبي على ما ائتمنتُ متهّمُ
أظهرتُ من لوعة ِ الهوى جزعاً
والصَّبرُ إلاَّ عَنِ الهَوَى كَرَمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وافى الحبيبُ الزائرُ
وافى الحبيبُ الزائرُ
رقم القصيدة : 15948
-----------------------------------
وافى الحبيبُ الزائرُ
طلعَ الهلالُ الباهرُ
وغزيرُ دمعي مهتدٍ
فيهِ وَقلبِي حائِرُ
لي عَبْرَة ٌ في الخَد سَا
ئرة ٌ وبيتٌ سائرُ
فلو اكتَحلْتَ بِوجْهِهِ
والطرفُ منهُ فاترُ
وبوجنتيهِ بدائعٌ
لِلجلَّنَارِ ضَرَائِرُ
لرأيتَ حتفَ مواردٍ
ليستْ لهنَّ مصادرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ياسميَّ النبيِّ حينَ يسمّى
ياسميَّ النبيِّ حينَ يسمّى
رقم القصيدة : 15949
-----------------------------------
ياسميَّ النبيِّ حينَ يسمّى
والذي خُصَّ بالجَمالِ وعُمّا
والذي هَمَّ خَصْرُه بانبِتَاتٍ
فثناهُ الحشى فكادَ ولمّا
لست أنسى مقالة ً ليَ سرَّا
أحسنُ الحبِّ ما يكونُ معمى
حفظَ اللهُ لي صحيحَ هواهُ
وكَفاني مِنْ حُبهِ ما أَهَمَّا!
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> مسلم الفارس
مسلم الفارس
رقم القصيدة : 1595
-----------------------------------
(مسلم الفارس- فنان مسرحي عراقي وصديق من مدينة البصرة اختفى قبل الحرب(1991) في ظروف غامضة)
( يا مسلم الفارس )
لماذا عدوتَ قبلَ الأوانْ
ولم تُكملِ الخاتمةْ ؟
لماذا تركتَ البيوتَ التي ضيّفتْكَ
وبردَ الشوارعْ .
ونصفَ الحديثِ .
وأفئدة َاللاهثين الحفاةِ لمحرقةِ الأسئلةْ ؟
اترقبُ مايحدثُ الآنَ
من شرفة ِالموتِ
ترقبُنا ساخراً ثم تمضي
وتلكَ البيوتُ التي أسكرتْكَ
ونامتْ على صدركَ
احمّرَ تاريخُها في جبينِكْ .
تلمّعُ أحزانُها وجنتيك
أتدري بها :
لم تعدْ غيرَ ذكرى حريقْ
ونهرٍ تعثرَ بالهاربين ؟
لماذا عدوتَ قبلَ الاوانْ
سرقتَ العراقَ القديمْ
وابقيتَ مرمىً لرعبِ الخرائطْ
لماذا سرقتَ العراقَ القديمْ
سرقتَ المواعيدَ والنومْ
سرقتَ الليالي(11/500)
القصائدْ
سرقتَ الاغاني
وفي " البصرة ِ" الله ُ يحصي المآذنَ
الُله ُاكبر
مقابرُنا أُقفلت
وتزاوجَ امواتنا أملا بالرجوع
وتلك الطيورٌ تزاحمُ في سيرها الطائراتْ
وتسرعُ
كي تطعمَ العائدين من الموتِ للموتْ
فأينكَ تحصي البكاء
وأينك َ تنشيءُ محكمة للغياب .
وأينك كي تصرعَ الموت َالكأس
الله أكبر
نفتّش عنكَ الاحاجي
نفتّشُ بين الاساطير
بين الحكاياتِ
بينَ العيون لتي أمطرتْ حزنَها
والشوارع ْ
وتلك البيوتُ التي أغفلتها الحرائقْ
ألم ترَ تلكَ الحرئقْ
ألم تر ماذا فعلتَ
وأنت تغيبُ ترافقُ وهماً
وتتركُنا شاحبين
كأسئلةٍ في العيون؟
تلطخُنا الحربُ
بالفقرِ والموت ِ قبلَ الاوانْ
وتتركُنا نتوسلُ بالمعجزاتْ
عسى الطائرات التي تنزلُ الخبزَ
لاتُحرقُ الجائعين
عسى اللهَ يسعى الينا
كما نحنُ نسعىاليه .
فأينكَ... أينكَ
حتى شكَكنابأنك انت
الذي اختار هذا الغياب .
غياب عن الموت
أم ذا غياب اليه ؟
فأينك
أينك من الف عام
وتلك الحشود
حشودُ من الحزن تنتظرُ الخاتِمهْ.
العصر العباسي >> أبو تمام >> رُقادُكَ يا طَرْفي عليكَ حَرَامُ
رُقادُكَ يا طَرْفي عليكَ حَرَامُ
رقم القصيدة : 15950
-----------------------------------
رُقادُكَ يا طَرْفي عليكَ حَرَامُ
فَخَل دُموعاً فَيْضُهنَّ سِجَامُ
فَفِي الدَّمْعِ إطفاءٌ لنارِ صَبابَة ٍ
لها بينَ اثناءِ الضلوعِ ضرامُ
و يا كبدي الحرّى التي قد تصدعت
من الوجدِ ذوبي ما عليكِ ملامُ
قضيتُ ذماماً للهوى كان واجباً
عليَّ ولِي أيضاً عليهِ ذِمَامُ
و يا وجهَ من ذلت وجوهُ أعزة ٍ
لهُ وسطا عزّا فليس يرامُ
أجر مستجيراً في الهوى بك باسطاً
إليك يديهِ والعيونُ نيامُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا غزالاً قطافُ وجنتهِ الورْ
يا غزالاً قطافُ وجنتهِ الورْ
رقم القصيدة : 15951
-----------------------------------
يا غزالاً قطافُ وجنتهِ الورْ
دُ ودرٌ بفيه دُرُّ نَثيرُ
لا وقدٍّ يهتزُ كالغُصُن الغضِ(12/1)
إذا ارتجّ فيه ردفٌ وثيرُ
لا سألتُ الخلاصَ منكَ وإنْ كنْـ
ـتَ بلاءَ الهوى عليَّ تثيرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> حبُّك بينَ الحشا مقيمُ
حبُّك بينَ الحشا مقيمُ
رقم القصيدة : 15952
-----------------------------------
حبُّك بينَ الحشا مقيمُ
يا أيُّها الشَّادِنُ الرَّخِيمُ
أَمَا وخَدٍّ عَلاَهُ وَرْدٌ
أبدَعَ في طِيبهِ النَّعِيمُ
لقد تمكنتَ من فؤادٍ
اسقمهُ طرفك السقيمُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الدَّهْرُ يَومٌ ويَوْمُ
الدَّهْرُ يَومٌ ويَوْمُ
رقم القصيدة : 15953
-----------------------------------
الدَّهْرُ يَومٌ ويَوْمُ
والعَيْشُ عُذْرٌ ولَوْمُ
فاقصِرْ لِما تَشتهِيهِ
ولا يَكُنْ مِنكَ حَوْمُ
لا تُصْغِيَنْ لِقَبِيحٍ
يَقولُه فيكَ قَوْمُ
وأهْيَف كمُنَى النَّفْـ
ليس يغليهِ سومُ
و سنانَ في مقلتيهِ
نَوْمٌ وما ثَمَّ نَوْمُ
فطري عليهِ وقد كا
ن قبلهُ ليّ صومُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أصداغه ألفٌ ولامُ
أصداغه ألفٌ ولامُ
رقم القصيدة : 15954
-----------------------------------
أصداغه ألفٌ ولامُ
في طرفهِ سيفُ حسامُ
وكَلامُه دُرٌّ هَوَى
لَمَّا تَخوَّنَه النظامُ
لم يُنْتَقصْ في حُسْنِه
فلهُ الكمالة ُ والتمامُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لا تَصُدي فالصَّدُّ أمرٌ عَظيمُ
لا تَصُدي فالصَّدُّ أمرٌ عَظيمُ
رقم القصيدة : 15955
-----------------------------------
لا تَصُدي فالصَّدُّ أمرٌ عَظيمُ
و ارحمي فالالهُ برٌّ رحيمُ
أَمِنَ العَدْلِ أَنَّ قلبَكِ سَالٍ
و الهوى ثابتٌ بقبي مقيمُ
ثُمَّ ألحَقْتِ بي الإِساءَة َ والظلْـ
و غيري هو المسيْ الظلومُ
ما اجترمنا اليكِ جرماً ولكن
حُبُّ هذا الزَّمانِ ليسَ يَدُومُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر
أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر
رقم القصيدة : 15956
-----------------------------------
أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر(12/2)
فلقَدْ فَتَرْنَ مِنَ اللحَاظِ الفاَتِرِ
كَيْفَ اعتَدَلْتَ مَعَ اعتِدالِ الغُصْنِ في
حَرَكَاته وفعلْتَ فِعْلَ الجَائِرِ
وعلمتَ إثمَ السحرِ حينَ ذممته
وأرَاكَ مُتَّخِذاً أَدَاة َ السَّاحِرِ
يا شاعِراً في طَرْفِهِ وبَهائِهِ
وجمالهِ عذبتَ قلبَ الشاعرِ !
العصر العباسي >> أبو تمام >> عَنَّتْ له سَكَنٌ فهَامَ بِذكْرِها
عَنَّتْ له سَكَنٌ فهَامَ بِذكْرِها
رقم القصيدة : 15957
-----------------------------------
عَنَّتْ له سَكَنٌ فهَامَ بِذكْرِها
أيُّ الدموعِ وقد بدتْ لم يجرِها !
بيضاءُ يحسبُ شعرُها من وجهها
لما بدا أو وجهها من شعرِها
مُتفَننٌ في الظَّرْفِ باطِنُ صَدْرِها
مُتفننٌ في الحسْنِ ظاهِرُ صَدْرها
تعطيكَ منطقها فتعلمُ أنه
لجنى عذوبتهِ يمرُّ بثغرها
وأظُنُّ حَبْلَ وصالِها لِمُحِبها
أوهى وأضعفُ قوة ً منْ خصرِها
العصر العباسي >> أبو تمام >> أنت في حلٍّ فزدني سقما
أنت في حلٍّ فزدني سقما
رقم القصيدة : 15958
-----------------------------------
أنت في حلٍّ فزدني سقما
أفْنِ صَبْري واجعَلِ الدَّمعَ دَمَا
وارْضَ لي الموتَ بهَجْريكَ فَإنْ
لم أَمُتْ شَوْقَاً فَزِدْني أَلَما
محنة ُ العاشقِ ذلٌّ في الهوى
وإذا استُودِعَ سِرَّاً كَتَما
ليس منا من شكلى علتهُ
مَنْ شَكا ظُلْمَ حَبيبٍ ظَلَما!
العصر العباسي >> أبو تمام >> إذَا رَاحَ مَشْهُورُ المَحاسنِ أَو غَدَا
إذَا رَاحَ مَشْهُورُ المَحاسنِ أَو غَدَا
رقم القصيدة : 15959
-----------------------------------
إذَا رَاحَ مَشْهُورُ المَحاسنِ أَو غَدَا
بلينٍ على لحْظِ العُيونِ الغَوامِزِ
فَمَنْ لم تَفُزْ عَيْناه منه بِنظْرَة ٍ
فليسَ بخَيرٍ في الحَياة ِ بفَائِزِ
إذا ما انتضى سيفَ الملاحة ِ طرفُه
ونادى قلوبَ القومِ هلْ من مبارزِ
عَجَزْتُ فأَلقَى السلْمَ قَلْبي لِطَرْفِهِ
على أنَّه عنْ غيرِهِ غيرُ عاجزِ
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> شتاء
شتاء(12/3)
رقم القصيدة : 1596
-----------------------------------
في شتاء ٍ مُفتَرَضْ
أروّضُ موتي المرابطَ عندَ البابْ
وأدخلُ حاشيتي الى الضبابْ
وأتركُ سيرتي المرتبكة َتلهو أمامَ موقدِ الكلماتْ
هنا... تهطلُ أمطارٌ مكتوبةْ
تتلوّى ظلالٌ لأرصفةٍ
وحواملُ يهدّدنَ المنجمينْ
أقمتُ إمطاري وجذوري
وأوقفتُ الهواءَ عن الجريانْ
لآخذ َقسطاً من الموتْ
أمرّ على الكتابةِ مشياً
فيسيلُ دماغي ليعشبَ أريافاً
وحقائبَ ليستْ أشجاراً
أعلمّهُا الحلمَ في الممات ْ
وأستدينُ عزلةً لشتاءٍ مفترض ْ.
في شتاءٍ مفترض ْ
أبتكرُ لصوصاً أراقبُهم
وحرّاساً يلاحقونَ نشيدي
أقفلُ النوافذَ بالليلْ
وأحملُها الى يقيني .
في شتاءٍ مفترض ْ
أنظّفُ الغرفة َمن الفصول
وأجلدُ سلطاناً بالياً
أطعمُُه االقشّ .. وأنظّفه من الوهم .
أنا الساكتُ الخاسرْ
ليس لي نساءٌ غيرُ شتاءٍ مفترضْ
وليس لي من المدنْ غيرُ أناشيدَ باليةْ
وسلطاتٍ أفرّطُ بها كلَ نهار
لا ذبلَ مثلَ دليلٍ عاطلْ
ومسافةٍ مشتعلةٍ بالهاربينْ
فخذني الى صلاتِكَ أيّها الشتاءْ
خذ لهيبي وصمتي والتي قذفتْها الكارثة .
خذ قوائمي ووهمي وحدائقي المرّة
خذ بصري لأحلمْ
وطفولتي لأستعيدَ قواي
وجنوني لألهو
واتركِ الفراغ َمثلجاً ودمي وبراءتي
لأدعوكَ الى حفلةِ الألم
ترى مالا يرى :
النعوتُ فوضى
والشعرُ ممالكُ مباحةْ
واللغة ُبلا أفضية ٍوعشاقٍ وعناوينَ ودلالاتْ
الشعوب ُالتي صنّفتها المحاذير
مقلوبة مصغرة على موائد من ذهب .
في شتاءٍ مفترض
أضيءُ البردَ بارتجافي
وأتذكر البدوَ : تقاتلوا عند مولدي
فورّثني الزمانُ دمَه .
بقعاً علىتنفسي
بقعاً على الكتبِ والقصص ِوالأسئلة .
بقعاً على جباهِ النساءِ وأبوابِ المدن ِونوافذِ التأملات
بقعاً على وصيّة ِالأبْ وخَرَفِ المعرفةْ .
بقعاً على الكلامِ وااليقين ِوالنومِ والطفولةِ والبياضْ
ولست ُبعدَ ذلك غيرَ صدى
صدىً وسنارةٍ تحرضُ الأسماكَ على الهربْ .
في شتاءٍ مفترض(12/4)
ألمّك ياشعاعي المبعثرَ على الوجوه ْ
وأحقنُك بالندمْ
ياضميرا تأخر عن القافلة
العصر العباسي >> أبو تمام >> تناءِ بدؤهُ ذنبُ التداني
تناءِ بدؤهُ ذنبُ التداني
رقم القصيدة : 15960
-----------------------------------
تناءِ بدؤهُ ذنبُ التداني
من المسروقِ من حورِ الجنانِ
بخديهِ دقائقث لو تراها
إذاً لسألتَ عنها في المعاني
تَسَاكَتْنا وقَلْبانا جَمِيعاً
بألفاظِ الهوى يتكلمانِ
وحارَبَناغَلِيلُ الشَّوْقِ حتَّى
نَزَلنا صاغريْنَ على الأمانِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَوْ تَرَاهُ يا أبا الحَسَنِ
لَوْ تَرَاهُ يا أبا الحَسَنِ
رقم القصيدة : 15961
-----------------------------------
لَوْ تَرَاهُ يا أبا الحَسَنِ
قمراً أوفى على غصنِ
قَمراً ألقَتْ جَواهِرُهُ
في فُؤادِي جَوْهَرَ الحَزَنِ
كلُّ جُزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِهِ
فيهِ أجَزاءٌ مِنَ الفِتَنِ
لي في تركيبهِ بدعٌ
شغلت قلبي عن السننِ
بأبي الأنصارُ من نفرٍ
نَصرُوا سُقْمِي على بَدَنِي!
العصر العباسي >> أبو تمام >> يا جفوناً سواهراً اعدمتها
يا جفوناً سواهراً اعدمتها
رقم القصيدة : 15962
-----------------------------------
يا جفوناً سواهراً اعدمتها
لذة َ النومِ والرقادِ جفونُ
أين منكِ الدما فقد نفدِ الدمـ
عث الذي يمتريهِ منكِ الحزينُ
بَلِيَ الجِسْمُ لكِنِ الشَّوقُ حَيٌّ
ليسَ يَبْلَى وليسَ تَبْلَى الشُّجُونُ
إِنَّ للَّهِ في العِبادِ مَنايَا
سَلَّطتْها على القُلُوبِ العُيُونُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> ومُحْتكمٍ في الخُمْصِ طَوْرَاً وفي البُدَنِ
ومُحْتكمٍ في الخُمْصِ طَوْرَاً وفي البُدَنِ
رقم القصيدة : 15963
-----------------------------------
ومُحْتكمٍ في الخُمْصِ طَوْرَاً وفي البُدَنِ
فقد دقَّ في حقفٍ وقد جلَّ عن غصنِ
بتدّى فأبدى لي الجوى من صدودهِ
وأسْنَى عَطيَّاتِ الفُؤادِ مِنَ الحُزْنِ
و قد سوّدَ الديوانَ بعضُ ثيابهِ(12/5)
و أحسنُ ما تستوضحُ الشمسُ في الدجنِ
فلاقَتْهُ أبياتٌ تُنَاسِبُ وجهَه
ندبتُ لها فكري وأخدمتها ذهني
فأغضبته أن قلتُ يا أحسن الورى
و كاد بأن يفضي إلى الشتمِ واللعنِ
إذا غاظ وصفُ الناسِ بالحسنِ أهلهُ
فَلمْ لَمْ يُخَرقْ ثَوْبَه يوسُفُ الحُسْنِ؟
العصر العباسي >> أبو تمام >> لعمري لئن قرّت بقربكَ أعينٌ
لعمري لئن قرّت بقربكَ أعينٌ
رقم القصيدة : 15964
-----------------------------------
لعمري لئن قرّت بقربكَ أعينٌ
لَقَدْ سَخنَتْ بالبَيْنِ منكَ عُيُونُ
فَسرْأوأَقِمْ وَقْفٌ عليكَ مَحبَّتِي
مكانك من قلبي عليك مصونُ
وإِني لأخْشَى إِنْ تَرَاقَتْ أُمُورُه
رغماً ونطلبث صرفَ الدهر بالإحنِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> الحُسْنُ جِزْءٌ مِنْ وَجْهِكَ الحَسَنِ
الحُسْنُ جِزْءٌ مِنْ وَجْهِكَ الحَسَنِ
رقم القصيدة : 15965
-----------------------------------
الحُسْنُ جِزْءٌ مِنْ وَجْهِكَ الحَسَنِ
يا قَمراً مُوفِياً على غُصُنِ
إنْ كُنتَ في الحُسْنِ واحداً فأنا
يا واحِدَ الحُسْنِ واحِدُ الحَزَنِ
كُلُّ سَقَامٍ تراهُ في أحَدٍ
فذاك فرعٌ والأصلُ في بدني
كوائنُ الحبِّ قبلَ كونك في
أفئدَة ِ العَاشِقينَ لم تَكُنِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> فديتُ محمداً من كلِّ سوٍّ
فديتُ محمداً من كلِّ سوٍّ
رقم القصيدة : 15966
-----------------------------------
فديتُ محمداً من كلِّ سوٍّ
يُحاذَرُ في رَوَاحٍ أَوْ غُدو
أيا قمرَ السماءِ سفاتَ حتى
كأنَّكَ قَدْ ضَجِرْتَ مِنَ العُلو
رأيتك من محبّك ذا بعادٍ
وممَّنْ لا يُحِبُّكَ ذَا دُنُو
فلَوْ أنَّ الصَّبا حَمَلَتْكَ ما إِنْ
سيسبقني الغداة َ إلى السلوِّ
وحَسْبُكَ حَسْرَة ً لَكَ مِنْ صَدِيق
رأيتَ زمامهُ بيدي عدوِّ
العصر العباسي >> أبو تمام >> رقَّ لهُ إن كنتَ مولاهُ
رقَّ لهُ إن كنتَ مولاهُ
رقم القصيدة : 15967
-----------------------------------
رقَّ لهُ إن كنتَ مولاهُ(12/6)
و ارحم فقد أشمتَّ أعداهُ
ويلٌ لهُ إن دامَ هذا بهِ
من حرقٍ تفلقُ أحشاهُ
يا غصنَ بانٍ ناعماً قدّهُ
فوقَ نقاً يهتزُّ أعلاهُ
منعتَ عيني لذيذَ الكرى
أحسِنْ كما حَسَّنَكَ اللَّهُ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> لَها وأعارَنِي وَلَها
لَها وأعارَنِي وَلَها
رقم القصيدة : 15968
-----------------------------------
لَها وأعارَنِي وَلَها
وأَبْصَرَ ذِلَّتي فَزَها
لهث وجهٌ يعزُّ بهِ
و لي حرقٌ أذلُّ لها
دَقِيقُ مَحاسنٍ وُصِلَتْ
محاسنُ وجنتيهِ بها
ألاحظُ حسنَ وجنتيهِ
فتَجْرحُني وأجرَحُها!
العصر العباسي >> أبو تمام >> منحتكَ وداً كانَ طفلاً فقدْ نشا
منحتكَ وداً كانَ طفلاً فقدْ نشا
رقم القصيدة : 15969
-----------------------------------
منحتكَ وداً كانَ طفلاً فقدْ نشا
وأبديتَ لي جسماً من الودِّ موحشا
أَرَى ثمَرَ الحُسْنِ الذي قَدْ غَرَسْتُه
على سقفِ أعوادِ التجني معرشا
ولي يا خليَّ الصدرِ من لوعة ِ الهوى
حَشاً لستُ أَدري جَمْرَة ٌ هيَ أم حَشَا
فَدَاوِ سَقَاماً مِنْه في الجِسْم فاشِياً
كما الحسنُ في ساحاتِ وجهِكَ قد فشا
فأقسمُ لو تبدو لعينِ مرقش
لأذْهلْتَ عَنْ أَسماءَ حقّاً مُرَقشا
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> نهار الأسئلة
نهار الأسئلة
رقم القصيدة : 1597
-----------------------------------
النهار الذي يعرج الي
نسي الليلة الفائتة مفتوحة
وارتمى على البساط ينزف
يتلمّس كالأعمى خربة الظلام .
النهار الذي يعرج الي
محشواً بالصراخ والعطش
وذكرى حكمة تهاجر خارج السرب
حمل ضمادي الوحيد
وألقى عباءته الممزقه عليّ
وبكى, بكى كثيرا...
حتى تمزقت بطاقته الشخصية
ونفى أن يكون نائما في الليلة الفائتة .
النهار الذي يعرج الي
أحرج خزائني الفارغه
ومقترحات الرثاء التي افترضتها لأبي
والنوافذ التي زينتها بالموسيقى
وكأس الندم الذي نسيه اللصّ في المنزل
النهار الذي يعرج اليّ
أ شار الى عيني ... فنمت(12/7)
أشار الى منامي ... حلمت
أشار الى حلمي ... فتطاير المكان
مرّ بي على بقايا المدينة
أطلال وغرقى
توابيت معتقة
وخيول عمياء يلتهما الحريق .
النهار الذي يعرج الي
أدخل القمر الى غرفتي
وافتضّ سكوني
أراني البحار تتحطم
حين خلد الربّان الى النوم
أقلع بنا القاع
ونسينا تنفسنا على المراكب
نفتّش عن أدلائنا
ونمسح الخسارة بالسكوت .
النهار الذي يعرج الي
ياأيها النهار الذي تعرج الي
ليس في دفاتري سواي أبيض
مكوم كالرماد العربي
وليس في غرفتي غير فجر سري
أخبئه عن غيوم كاذبة تضحك
وسماء ملبدة بما لا يقال
وليس في دفاتري غير بيوت وأسفار مخططه على الورق
وعاصفة لم تنفجر بعد
وصفات ألعب بها واحياها واهذي بتاثيرها
وليس لدي سوى كون واحد
أشعل حرائقي فيه
وأتدفأ على الوهم
وأوقد تاريخي المبتلّ بين اسئلته .
وليس لي سوى حياة واحدة
لذا قطعت تذكرة الاياب فقط ,
فكيف لي- ايها النهار الذي يعرج الي -
أن أخبئك عن دم فاسد
وأصورك في هيئة حطام .
النهار الذي يعرج الي
تذوّق قلبي
واخرج من الجليد مراكبي وتوابيتي الناشفة
واشعل بيوتي وبحاري وامكنتي
ضخ الدم الى وريدي
شدّني الي اليقظة من ثوبي
فاشتعلت
أبحث في الأماكن كالحريق عن الأسئلة .
العصر العباسي >> أبو تمام >> حَمْرَاءُ في صُفْرَة ٍ
حَمْرَاءُ في صُفْرَة ٍ
رقم القصيدة : 15970
-----------------------------------
.................
أشهَى إليَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها
حَمْرَاءُ في صُفْرَة ٍ عُلَّتْ بغالية
كأنَّما قُطِفَتْ مِنْ خَد مُهْدِيها
جاءت بها قينة ٌ من عند غانية ٍ
نفسي من السقمِ والأحزانِ تفديها
لَوْ كنتُ مَيْتاً ونادَتْني بِنَغْمتِها
لكنتُ لِلشَّوْقِ مِنْ لَحْدِي أُلبيها
العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيَا مَنْ لا يَرِقُّ لِعاشِقيهِ
أَيَا مَنْ لا يَرِقُّ لِعاشِقيهِ
رقم القصيدة : 15971
-----------------------------------
أَيَا مَنْ لا يَرِقُّ لِعاشِقيهِ(12/8)
و من مزجَ الصدودَ لنا بتيهِ
و من سجدَ الجمالُ لهُ خضوعاً
وعمَّ الحُسنُ مِنهُ مَنْ يَليهِ
سَليلُ الشَّمسِ أنتَ فَدَتْكَ نَفْسِي
و هل لسليلِ شمسِ من شبيهِ
كَمُلْتَ ملاحة ُ وفَضُلْتَ ظَرْفاً
فأنت مهذّبٌ لا عيبَ فيهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> تَحمَّلَ مَنْ حَياتي في يَدَيْهِ
تَحمَّلَ مَنْ حَياتي في يَدَيْهِ
رقم القصيدة : 15972
-----------------------------------
تَحمَّلَ مَنْ حَياتي في يَدَيْهِ
فيا أسَفِي ويا شَوْقِي إليْهِ!
تَعالى اللَّه يا طُوبَى لِعَيْنٍ
تُمَتعُ طَرْفَها في وَجنَتَيْهِ
أَظَنُّ البيْنَ كانَ يُرِيدُ فَجْعي
بهِ إذْ صارَ يَحسُدني عليْهِ
سَأبْكي ما أطاعَ الدَّمْعُ عَيْني
محاسنهُ وفترة َ مقلتيهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> نشرتُ فيك رسيساً كنتُ أطويهِ
نشرتُ فيك رسيساً كنتُ أطويهِ
رقم القصيدة : 15973
-----------------------------------
نشرتُ فيك رسيساً كنتُ أطويهِ
وأظهَرتْ لَوْعَتي ما كنتُ أُخفِيهِ
إنْ كانَ وجْهُكَ لي تَتْرَى مَحَاسِنُه
فإنّ فعلك بي تترى مساويهِ
مُرتَجَّة ٌ في تَهادِيهِ أسافِلُه
مُهتَزَّة ٌ في تَثَنيهِ أعالِيهِ
تاهَتْ على صُورة ِ الأشياءِ صُورَتُه
حتى إذا كملت تاهت على التيهِ
ما استجمعتِ فرقُ الحسنِ التي افترقت
عن يوسفِ الحسن حتى استجمعت فيهِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> لو كنتَ عندي أمسِ وهو معانقي
لو كنتَ عندي أمسِ وهو معانقي
رقم القصيدة : 15974
-----------------------------------
لو كنتَ عندي أمسِ وهو معانقي
ومَدامِعي تَجري على خَدَّيهِ
قد ارتَوتْ مِنْ عَبرتي وَجَناتُه
و تنزهت شفتاي من شفتيهِ
لرأيتَ بكاءً يهونُ على الهوى
وَتَهونُ تَخْلِية ُ الدُّموعِ عليه
و رأيتَ أحسنَ من بكائي قولهُ
هذا الفَتى مُتَعَنتٌ عَيْنَيْهِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> برعتْ محاسنُهُ فجلَّ بها
برعتْ محاسنُهُ فجلَّ بها
رقم القصيدة : 15975(12/9)
-----------------------------------
برعتْ محاسنُهُ فجلَّ بها
مِنْ أنْ يَقُومَ بِوَصفِهِ لَفظُ
نطقَ الجمالُ بعذرِ عاشقِه
للعاذلاتِ فأخرسَ الوعظُ
لم تبتذلْ منهُ النفوسُ سوى
ما نالَ مِنْ وَجَناتِهِ اللَّحْظُ
ماضَرَّ مَنْ تَمَّتْ مَحاسِنُهُ
لوْ كان رَقَّ فُؤَادُهُ الفَظَّ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
رقم القصيدة : 15976
-----------------------------------
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
وأنهُ ليس يرعى حقَّ وديهِ
لم يلهني عنهُ ما ألهاهُ بل عذبت
عندي الصبابة ُ إذ جرعتها فيهِ
عفت محاسنهُ عندي إساءتهُ
حَتَّى لقَدْ حَسُنَتْ عَندي مَساويهِ
هذا محبُّك أدمى الشوقُ مهجتهُ
فكيفَ تُنْكِرُ أنْ تَدْمَى مآقيهِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
رقم القصيدة : 15977
-----------------------------------
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
يا هذه اعذري في هذه النكبِ
إليكِ ويلكِ عمن كان ممتلئاً
وَيْلاً عليكِ ووَيْحاً غيرَ مُنْقَضِبِ
في صدرهِ من همومٍ يعتلجن بهِ
وسَاوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
ردَّ اتدادُ الليالي غربَ أدمعهِ
فذابَ هما وجمدُ العينِ لم يذبِ
لا أَنَّ خَلْفَكِ لِلَّذَّاتِ مُطَّلَعاً
لكنَّ دونكِ موتَ اللهو والطربِ
وحادثاتِ أَعاجِيبٍ خَساً وَزَكاً
ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ
يغلبن قومَ الكماة ِ المعلمينَ بها
و يستقدنَ لفرسانٍ على القصبِ
فما عدمتُ بها لا جاحداً عدماً
صبراً يقومُ مقامَ الكشفِ للكربِ
ما يحسمُ العقلُ والدنيا تساسُ يهِ
مايحسم الصبرُ في الأحداثِ والنوبِ
الصَّبْرُ كاسٍ وَبَطْنُ الكَف عارِيَة ٌ
والعَقْلُ عارٍ إذا لم يُكْسَ بالنَّشَبِ
ما أَضيَعَ العَقْلَ إِنْ لم يَرْعَ ضَيْعَتَه
وفرٌ وايُّ رحى ً دارت بلا قطبِ(12/10)
نَشِبْتُ في لُجَجِ الدُّنيا فأَثْكَلَني
مالي وأبتُ بعرضٍ غيرِ مؤتشبِ
كَمْ ذُقْتُ في الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومِنْ يُسُرٍ
و في بني الدهرِ من رأسٍ ومن ذنبِ
أَغَضي إِذا صَرْفُهُ لم تُغْضِ أَعينُهُ
عَني وأَرضَى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
وإِنْ بُلِيْتُ بِجِدٍّ مِنْ حُزُونَتِه
سهلتهُ فكأني منهُ في لعبِ
مقصرٌ خطراتِ الهمِّ في بدني
عِلْماً بأَنيَ ما قَصَّرْتُ في الطَّلَبِ
بأيّ وخدِ قلاصٍ واجتيابِ فلاً
أدراكُ رزقٍ إذاما كان في الهربِ
ماذا عليّ إذا لم يَزُلْ وَتَرِي
في الرمي ان زلن أغراضي فلم أصبِ
في كلّ يومٍ أظافيري مفللة ٌ
تَسْتَنْبِطُ الصُّفْرَ لي مِنْ مَعْدِنِ الذَّهَبِ
ما كنتُ كالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُخْتَبِطاً
عَنْ لَيْلَة ِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أَوْ رَجَبِ
بل سافعٌ بنواصي الأمرِ مشتملٌ
على قَوَاصِيهِ في بَدْءٍ وفي عَقَبِ
ما زلتُ أرمي بآمالي مراميها
لم يُخْلِقِ العِرْضَ مني سُوءُ مُطَّلَبي
بغربة ٍ كاغترابِ الجودِ ان برقت
بأوبة ٍ ودقت بالخلف والكذبِ
إذا عنيتُ لشأوٍ قلتُ إني قد
أَدْركْتُهُ أَدرَكَتْني حِرْفَة ُ الأَدَبِ!
وخَيْبَة ٍ نَبَعتْ مِن غَيْبَة ٍ شَسَعَتْ
بأَنْحُسٍ طَلَعَتْ في كل مُضْطَرَبِ
ما آبَ مَنْ آبَ لم يَظْفَرْ بِبُغْيتِهِ
ولم يَغِبْ طالِبٌ للنُّجْحِ لم يَخِبِ!
العصر العباسي >> أبو تمام >> و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
رقم القصيدة : 15978
-----------------------------------
...............
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
و ما تبقى على إدمانِ هذا
ولا هَاتَا العُيُونُ ولا القُلُوبُ
على أنّ الغريبَ إذا استمرت
بهِ مررُ النوى آسى الغريبُ
ونَعْمَ مُسَكنُ البُرَجاءِ- حَلَّتْ
بِهِ فَأقَامَتِ- الدَّمْع السَّكُوبُ
وكمْ عَدَويَّة ٍ مِنْ سِر عمرٍو
لها حَسَبٌ إِذا انتَسَبَتْ حَسِيبُ
لها من طيءِ أمٌّ حصانٌ
نجيبة ُ معشرٍ وأبٌ نجيبُ
تنى أن يعودَ لها حبيبٌ(12/11)
منى ً شططاً وأين لها حبيبُ
و لو بصرت بهِ لرأت حريصاً
بماءِ الدَّهْرِ حِلْيَتُهُ الشُّحُوبُ
كَنَصْلِ السَّيْفِ عُري مِنْ كِسَاهُ
و فلت من مضاربهُ الخطوبُ
زعيمق بالغنى أو ندبُ نوحٍ
حَوَاقِلَة ٌ وَأَصْبِيَة ٌ تَرَامَتْ
فأَصْبَحَ حيثُ لا نَقعٌ لِصَادٍ
ولا نشبٌ يلوذ بهش حريبُ
بمصرَ وأيُّ مأربة ْ بمصرٍ
و قد شعبت كابرها شعوبُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
رقم القصيدة : 15979
-----------------------------------
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
أخرى فأصبحَ طالباً مطلوبا
هي عزمة ٌ للسيفِ إلاّ أنها
جعلت لاسبابِ الزمانِ قصوبا
خَطَبَتْ خُطُوبَ الدَّهْر منه خُطَّة ً
نتجت عليهِ تجارباً ونكوبا
صرمت حبالَ الدهرِ منهُ صريمة ٌ
تركت النائباتِ وجيبا
و لربما أشكتهُ نكبة ُ حادثٍ
نَكَأَتْ بباطِنِ صَفْحَتَيِهِ نُدُوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتْهُ أَسْبابُ الغِنَى
أو راح من سلبِ الزمانِ سليبا
لكنهُ عجبٌ وليس بمعجبٍ
أَنْ شامَ مِنْ حُكْمِ الزّمانِ عَجِيبا
يَوْماً بمُنْقَطِعِ الشَّرُوقِ مُقَامُه
وَيُقِيمُ يوماً بالغُروبِ غَريبَا
لا كانت الآمالُ يكفل نجحها
كرمٌ يريك تجهماً وقطوبا
شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> أفسرك الزمان
أفسرك الزمان
رقم القصيدة : 1598
-----------------------------------
ألاحقُك كالزّمانْ
داميا ً, مسحولا ً, اراهنُ على المللْ
مختوما ًمغمضَ العينينْ
افسرّكِ كما أشاء
فارتج ُكالموج ِواندفعُ مذهولاً مرغماً الىدم ِالخيال ِوالسحر ْ,
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني اليك
أفسرُكِ الماءْ : فأشعّ كالحريقْ أفرّ خارجَ المسافة
ظلامي رمادْ , مخيلّتي تعرج ُوبياضي يدلّ دمي الى سواي , وأدورُ بلاكِ
على مفاتيح َملساءَ لاتوصلني اليكْ
أفسرّكِ دمي : فأحملُ قلبي وأركضْ
أفتشّ في الموانيء البعيدة عن عناوينَ آمنه ,(12/12)
أحرضّها على غيابكْ
أفتشّ في وجوهٍ من شعوبٍ عديدة
عن بريق يكوّرني ويختصرُ دهشتي هو أنتِ
أفتشّ في الريح ِوالتعبِ والندّى على الشوارع
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرُكِ الرحيل : يتساقط ُالارتباكُ على بوصلتي وتشتبكُ المقاصدْ
أضعُ أرقاماَ لتلفتي وأقلبُ معادلة َالقلب ِفي الحبّ والموتِ والحربِ
والتحمّل
أفترضُ الايابَ وأنسى المدينة
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرك الألم : فأقفُ حداداً على عمانا الطويل ِحتى أجفْ واتصلبُّ
وأتكسرْ , فيرمّمُني نحاتون ثملون َبعجينة الليل لأهرع عارياً باتجاه
الظلام أسبحُ في بحر ِمن الشفرات , أسمع ُهديرَ دمي محدقا ًفي أصل
ِالهلاك ْأدورُ بلاكِ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ الندم : فأمرّ ُ على مامضى من السنواتْ
أمحو الحوادثَ بقلبٍ مطفأْ
مسرعاً كي لايلحقُ بي التذكر
أزنُ التفاصيلَ بتلال ٍعلى مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني إليك
أفسرُكِ الكتابة : تشتعلُ يدي ويسيلُ دماغي على الورقة
أفسرك ريفاً : أشمّ ُعيني على أعيادٍ داخلَ جمجمة
وقبّعاتْ ْكالأدمغة, وطيورٍ تولدُ من لقاح ِالضوءِ ملوحة الماء
أفسركِ الليلْ : أفتح ُعيني على حياتي
وأدورُ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ ...أنتِ : فينسدلُ السؤاالُ على الكلام
العصر العباسي >> أبو تمام >> لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
رقم القصيدة : 15980
-----------------------------------
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
و لم أجد من القيام بدا
لَبِسْتُ جِلْدَ نَمِرٍ مُعْتَدّا
وَجِلْدَ ضِرْغامٍ يُقَدُّ قَدّا
جَمَعْتُ جَمْعَ العَرَبِ الأشِدَّا
جَمْعاً يُلِدُّ الظالمَ الأَشَدَّا
يهدُّ أركانَ الجبالِ هدا
كان تَميمٌ لأَبينَا عَبْدَا
أسودَ نضاخَ المقدِّ جعدا
و نحنُ كنا للتبيّ جندا
يَوْمَ بُزَاخاتٍ وَرَدْنَ وِرْدا
وعُدَّ لي بَدْراً وعُدَّ أُحْدا
و طيءق قد ألبستني بردا(12/13)
حتى فَخَرْتُ فهزَمْتُ العَبْدا
العصر العباسي >> أبو تمام >> تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
رقم القصيدة : 15981
-----------------------------------
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
وقَدْ سَهَّلَ التَّوْدِيعُ ما وَعَّرَ الهَجْرُ
بَكَتْهُ بما أَبْكَتْهُ أيَّامُ صَدْرُها
خليءٌ وما يخلو لهُ من جوى صدرُ
وقالَتْ أَتَنْسى البَدْرَ، قلتُ تَجلُّداً
إذا الشمسُ لم تغرب فلا طلعَ البدرُ
فأبدت جماناً من دموعٍ نظامها
على الصَّدْرِ إِلاَّ أَنَّ صائِغَها الشَّفْرُ
وما الدمعُ ثانٍ عزمتي ولو أنها
سقى خدها من كلّ عينٍ لها نهرُ
جمعتُ شعاعَ الرأيِ ثمَّ وسمتهُ
بحزمٍ لهُ في كلِّ مظلمة ٍ فجرُ
وصارَعْتُ عَنْ مَصْرٍ رَجَائِي ولم يَكُنْ
لِيَصْرَعَ عَزْمي غيرَ ما صرعَتْ مَصْرُ
و طحطت سدّا سدُّ يأجوجَ دونهُ
من الهمِّ لم يفرغ على زبرهِ قطرُ
بِذِعْلِبَة ٍ ألوَى بِوَافِرِ نَحْضِها
فتى ً وافرُ الأخلاقِ ليس لهُ وفرُ
فكَمْ مَهْمَهٍ قَفْرٍ تَعشَّقْتُ مَتْنَهُ
على متنها والبرُّ من آلهِ بحرُ
وما القَقْرُ بالبِيدِ القَواءِ بَل التي
نَبَتْ بي وفيها ساكِنُوها هي القَفْرُ!
ومَنْ قامَرَ الأيَّامَ عَنْ ثَمَراِتها
فأحجِ بهِ أن ينجلي ولها القمرُ
فإنْ كانَ ذَنْبي أَنَّ أحسنَ مَطْلَبي
أَساءَ ففي سُوءِ القَضَاءِ ليَ الغُدْرُ
قضاءُ الذي ما زال في يدهِ الغنى
ثَنَى غَرْبَ آمالي وفي يَديَ الفَقْرُ
رضيتُ وهل أرضى إذا كان مسخطي
مِنَ الأمرِ ما فيهِ رِضا مَنْ له الأَمْرُ !
فأشجيتُ أيامي بصبرٍ حلونَ لي
عَواقِبَه والصَّبْرُ مِثْلُ اسمِهِ صَبْرُ
أبى لي بحرُ الغوثِ أن أرأمَ التي
أُسبُّ بها والنجرُ يشبههُ النجرُ
وهَلْ خابَ مَنْ جِذْماهُ في ضنءِ طَيىء ٍ
عديِّ العدّيين القلمسُ أو عمرو
لنا غُرَرٌ زَيدِيَّة ٌ أُدَدِيّة ٌ
إذا نجمت ذلّت لها الأنجمُ الزهرُ(12/14)
لنا جوهرٌ لو خالط الأرضَ أصبحت
و بطنانها منهُ وظهرانها تبرُ
جَدِيلَة َ والغَوْثَ اللَّذينِ إليهما
صَغَتْ أُذُنٌ لِلمَجْدِ ليسَ بَها وَقْرُ
مقاماتُنَا وَقْفٌ على الحِلْمِ والحِجَى
فأمْرَدُنا كَهْلٌ وأَشْيَبُنا حَبْرُ
أَلَّنا الأَكُفَّ بالعَطَاءِ فجَاوَزَتْ
مدى اللينِ الاّ أنَّ أعراضنا صخرُ
كأنَّ عَطَايانا يُناسِبْنَ مَنْ أَتَى
و لا نسبٌ يدنيهِ منا ولا صهرُ
اذا زينة ُ الدنيا من المالِ أعرضت
فأَزيَنُ مِنها عِندنا الحَمْدُ والشُّكْرُ
وُكُورُ اليَتَامَى في السنين فَمَنْ نَبا
بفرخٍ لهُ وكرٌ فنحنُ لهُ وكرُ
أَبَى قَدْرُنا في الجُودِ إلاَّ نَباهة ً
فليس لمالٍ عندنا أبداً قدرُ
ليسحج بجودٍ من أرادَ فإنهُ
عَوَانٌ لهذا النّاسِ وهْوَ لَنَا بِكْرُ
جَرَى حاتِمٌ في حَلْبَة ٍ منه لَوْ جَرَى
بها القَطْرُ شَأْواً قيلَ أيُّهُما القَطْر!
فتى ذخرَ الدنيا أناسٌ فلم يزل
لها باذلاً فانْظُرْ لِمَنْ بَقِيَ الذُّخرُ!
فمن شاءَ فليفخرَ بما شاءَ من ندى
فليس لحيِّ غيرنا ذلك الفخرُ
جمعنا العلى بالجودِ بعد افتراقها
إلينا كما الأيامُ يجمعها الشهرُ
بِنَجْدَتِنَا ألقَتْ بِنَجْدٍ بَعَاعَها
سحابُ المنايا وهي مظلمة ٌ كدرٌ
بكُل كَمِيٍّ نَحْرُهُ غَرَضُ القَنا
إذا اضطرمَ الأحشاءث وانتفخ السحرُ
يُشَيعُهُ أَبناءُ مَوْتٍ إلى الوَغَى
يُشَيعُهُم صَبْرٌ يُشَيعُهُ نَصْرُ
كماة ٌ إذا ظلَّ الكماة ُ بمعركٍ
و أرماحهم حمرٌ وألوانهم صفرُ
بِخَيلٍ لِزَيْد الخَيل فيها فَوارِسٌ
اذا نطقوا في مشهدٍ خرسَ الدهرُ
على كُل طِرْف يَحْسُرُ الطَّرْفَ سابحٍ
وَسَابِحَة ٍ لكنْ سِبَاحَتُها الحُضْرُ
طَوَى بَطْنَها الإِسآدُ حتَّى لو أنَّه
بدا لك ما شككتُ في أنهث ظهرُ
ضَبِيبِيّة ٌ ما إِنْ تُحَدثُ أنفُساً
بما خَلفَها مادامَ قُدَّامَها وِتْرُ
فإن ذمت الأعداءُ سوءَ صباحها
فليسَ يُؤَدي شُكْرَها الذئْبُ والنَّسْرُ
بِها عَرَفَتْ أَقَدَارَها بعدَ جَهْلِها(12/15)
بأَقْدارِها قَيْسُ بنُ عَيلاَنَ والفِزْرُ
و تغلبُ لاقت غالباً كلّ غالبٍ
و بكرٌ فألفت حربنا بازلا بكرُ
وأنتَ خَبِيرٌ كيفَ أبقَتْ أُسُودُنَا
بَنِي أَسَدٍ إنْ كان يَنْفَعُكَ الخُبْرُ
وقسمتنا الضيزى بنجدٍ وأهلها
لنا خطوة ٌ في أرضها ولهم فترُ
مساعٍ يضلُّ الشعرُ في كنهِ وصفها
فما يهتدي إلاّ لأصغرها الشعرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
رقم القصيدة : 15982
-----------------------------------
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ
هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ
لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ
ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ
عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ
كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها
حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ
ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها
إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ
فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ
و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع
كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ
و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ
لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ
لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ
أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى
عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ
أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ
و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ
و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ
لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ
أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى
لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ
اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ
تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ
و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ
تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ
لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها
قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع
ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن
عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ
سأبكي القوافي بالقوافي فإنها
عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ(12/16)
أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ
وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ !
وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه
له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ
ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت
بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ
أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم
و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ
سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ
وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ
و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ
و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ
نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ
غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ
مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ
فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن
جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ
همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا
فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ
بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ
لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ
إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ
حداها الندى واستنشقتها المطامعُ
رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى
ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ
إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها
فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ
هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ
تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ
أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً
نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ
بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ
و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ
اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ
أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ
فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا
أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ
همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا
بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ
يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً
وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ
إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم
و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ
إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ
تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ(12/17)
وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ
و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ
عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها
جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ
كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ
وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ
بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ
فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ
يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ
إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
رقم القصيدة : 15983
-----------------------------------
...............
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
تلقحْ آمالاً وترجو نتاجها
وعُمْرُكَ مِمّا قدْ تَرَجيْه أَقْصَرُ !
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه
و تقبلُ بالآمال فيهِ وتدبرُ
وهذا صَباحُ اليومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ
وَلَيْلَتُهُ تَنعاكَ إِنْ كنتَ تَشْعُرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ
و لا حولُ محتالٍ ولا وجهُ مذهبٍ
و لا قدرٌ مزجيهِ إلاّ المقدِّرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً
عن العدلِ بين الخلقِ فيما يقدّرُ
فلا تأمنِ الدنيا وإن هي أقبلت
عليك فما زالت تخونُ وتغدرُ
فما نمَّ فيها الصفوُ يوماً لأهلهِ
ولا الرفْقُ إِلاَّ رَيْثما يَتَغَيَّرُ
و ما لاح نجمٌ لا ولا ذرَّ شارقٌ
على الخَلْقِ إِلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقصُرُ
تَطَهَّرْ وأَلحِقْ ذَنْبَكَ اليومَ تَوْبَة ً
لَعَلَّكَ مِنه إِنْ تَطهَّرتَ تَطْهَرُ
وشَمرْ فقَدْ أَبدَى لكَ الموتُ وَجْهَهُ
وليسَ يَنالُ الفوزَ إِلاَّ المُشَمرُ
فهذِي الليَالي مُؤْذناتُكَ بالبِلَى
تروحُ وأيامٌ كذلكَ تبكرُ
و اخلص لدينِ اللهِ صدراً ونية ً
فإن الذي تخفيهِ يوماً سيظهرُ
و قد يسترُ الإنسانُ باللفظِ فعلهُ
فيظهرُ عنهُ الطرفُ ما كان يسترُ
تذكر وفكّر في الذي أنت صائرٌ
إليه غذاً إن كنتَ ممن يفكّرُ(12/18)
فلا بُدَّ يوماً أَنْ تَصيرَ لحِفْرَة ٍ
بأثنائها تطوى إلى يومَ تنشرُ
العصر العباسي >> أبو تمام >> أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
رقم القصيدة : 15984
-----------------------------------
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
بأَقلامِ شَيْب في مَهارِقِ أَنقاسِ
فإن تسأليني من يخطُّ حروفها
فكفُّ الليالي تستمدُّ بأنفاسي
جرت في قلوبِ الغانيات لشيبتي
قُشَعْرِيرَة ٌ مِنْ بعدِ لِينٍ وإِيناسِ
و قد أمسِ من وصلِ الكواعب آيساً
فآخرُ آمالِ العبادِ إلى اليأسِ
العصر العباسي >> أبو تمام >> ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
رقم القصيدة : 15985
-----------------------------------
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
و عزمي على ما فيهِ اصلاحُ حاليا
وَقَدْ نالَ مني الشَّيْبُ وابيضَّ مَفْرِقي
و غالت سوادي شهبة ٌ في قذاليا
وحالَتْ بيَ الحَالاتُ عَمّا عَهِدْتُها
بكرِّ الليالي والليالي ما هيا
أُصَوتُ بالدُّنيا وليسَتْ تُجِيبُني
أحاولث أن ابقى وكيفَ بقائيا
و ما تبرحُ الأيامُ تحذفُ مدتي
بعدِّ حسابٍ لا كعدِّ حسابيا
لتمحوَ آثاري وتخلقَ جدتي
و تخلي من ربعي بكرهٍ مكانيا
كما فَعَلَتْ قَبْلي بِطَسْمٍ وجُرْهُمٍ
و آلِ ثمودٍ بعد عادِ بنِ عاديا
و أبقى صريعاً بينَ أهلي جنازة ً
و يحوي ذوو الميراثِ خالص ماليا
أَقُولُ لِنَفْسي حينَ مالَتْ بِصَغْوها
إِلى خَطَرات قَدْ نَتَجْنَ أَمانِيَا
أَليسَ اللَّيالي غاصِباتي بِمُهجتي
كما غصبت قبلي القرونَ الخواليا
ومُسْكِنَتي لَحْداً لَدَى حُفْرة ٍ بها
يَطُولُ إِلى أُخْرى اللّيالي ثَوائِيَا؟
كما أسكنت حاماً وساماً ويافثا
و نوحاً ومن أمسى بمكة َ ثاويا
فقد أنست بالموتِ نفسي لأنني
رَأَيْتُ المَنايا يَخْتَرِمْنَ حَيَاتِيَا
فيا ليتني من بعد موتي ومبعثى
أكون رفاتاً لا عليَّ ولا ليا
أخافُ إلهي ثم أرجو نوالهُ
و لكنَّ خوفي قاهرٌ لرجائيا(12/19)