يَمانٍ، لَهُ التّاجُ مِنْ بَينهِمْ،
بمَا أورَثَ التُّبّعُونَ الأوَلْ
سنامٌ، منَ المجدِ، عالي الذّرَا،
يَظلّ العِدَا مِنهُ تَحتَ الأظلّ
تقيَّلَ، في المهدِ، ظلَّ اللّوَاء؛
وسيمَ النّهوضَ بهِ، فاسْتَقَلّ
وَنِيطَتْ حَمَائلُهُ الوَافِياتُ،
مكانَ تمائمِهِ، فاحْتَمَلْ
وَما بَلّتِ البُرْدَ تِلكَ الدّمُو
عُ، إلاّ وَفي البُرْدِ لَيْثٌ أبَلّ
عَهدْنَا المَكارِمَ فيهِ مَعاني،
تُبَشّرُنا فيهِ مِنْها الجُمَلْ
تُرَى ، بَعْدَ بِشْرٍ، يُرِيكَ الغَمامَ،
تهلّلَ بارِقُهُ، فاسْتَهلّ
يُصدِّقُ ما حَدّثَتْنا عَسى
بهِ عَنهُ، أو أنْبَأتْنا لَعلّ
فَما وعدَ الظّنُّ، إلاّ وَفَى ؛
وَلا قَالَتِ النّفْسُ، إلاّ فَعَلْ
فلقّى مناوئَهُ ما اتّقَى ؛
وأعطَى مؤمِّلَهُ مَا سألْ
غَمامٌ يُظِلّ، وشَمْسٌ تُنِيرُ،
فأقْبَلَ ينعِمُ منْ ذي قبلْ
وَبحرٌ يَفيضُ، وسَيفٌ يُسَلّ
قَسيمُ المُحَيّا، ضَحُوكُ السّماحِ،
لطيفُ الحوارِ، أديبُ الجدلْ
تُوَشّى ، البَلاغَة َ، أقْلامُهُ،
إذا ما الضّميرُ عليْهَا أمَلّ
بَيانٌ يُبَيّنُ، لِلسّامِعِيـ
ـنَ، أنّ منَ السّحرِ ما يستحلّ
ألا هَلْ سَبيلٌ إلى العَيْبِ فيهِ،
فكمْ عِينَ، مِنْ قَبلهِ، مَن كَمَلْ
لَئِنْ لَبِسَ المُلْكَ رَحْبَ المُلا
ء، فَاخْتَال مِنهُ بِذَيْلٍ رَفَلْ
فإنّ تزوُّدَهُ للمعالي؛
وإنّ تَأهّبَهُ للأجَلّ
فيَا خيرَ سوّاسِ هذي الأمورِ،
وَناسِكَ أرْبابِ هَذِي الدّوَلْ
وَلِيتَ الثّغُورَ، فَلَمْ تَعْدُ أنْ
رأبْتَ الثَّأى ، وسددْتَ الخللْ
سِوَاكَ، إذا قُلّدَ الأمْرَ، جاَرَ،
وَغَيرُكَ، إنْ مُلّكَ الفَيْءَ، غَلّ
حمى ً لا يزالُ، لمنْ حلَّهُ،
أمانَانِ: مِنْ عَدَمٍ، أوْ وَجَلْ
فَأنْجُمُ دَهْرِهِمُ سَعْدَة ٌ؛
وَشَمْسُ زَمانِهمُ في الحَمَلْ
أبَا بكرٍ ! اسمعْ أحاديثَ لوْ
تبثّ بسمعِ عليلٍ أبلّ
سأشكرُ أنّكَ أعليتَني
بِأحْظَى مَكانٍ، وأدّنَى مَحَلّ
وَأنّيَ إنْ زُرْتُ لمْ تَحْتَجِبْ؛(8/38)
وَإنْ طَالَ بي مَجْلِسٌ لَمْ تَمَلّ
تَبَسّمْتَ ثُمّ ثَنَيْتَ الوِسَادَ،
فحسبيَ منْ خطرٍ ما أجلّ
فَلوْ صَافَحَ التّبْرَ خَدّي لهَانَ؛
وَلَوْ كاثَر القَطْرَ شُكْرِي لقَلّ
بِأمْثالِهَا يُسْتَرَقّ الكَرِيمُ،
إذا مطمعٌ بسواهُ أخلّ
فَلا تَعْدَمَنْكَ المَساعي، التي
لأمّ المناويكَ فيهَا الهبلْ
فأنْتَ الجريءُ، إذا الشّبْلُ هابَ،
وأنتَ الدّليلُ، إذا النّجْمُ ضَلّ
وَمَا ابْنُكَ إلاّ جِلاءٌ العُيونِ،
إذا ناظِرٌ بِسواهُ، اكْتَحَلْ
رَبيبُ السّيادَة ِ، في حِجْرِهَا،
تدرّ لهُ ثدْيَهَا، إذْ حفلْ
تَمَكّنَ يَتْلُوكَ، في الصّالِحاتِ،
فلمّا تفتْهُ، ولمّا ينلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم
سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم
رقم القصيدة : 13678
-----------------------------------
سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم
عن القصدِ، إنْ أعياكَ منهُ مرامُ
أتوكَ كآسادِ الشّرَى فرددْتَهُمْ،
كما أجْفَلَتْ، وَسْطَ الفَلاة ِ، نَعامُ
مَضَوْا يَسألُونَ النّاسَ عَمّا وَراءَهمْ
فيُخبرُهُمْ، بالمُبكِياتِ، عِصَامُ
وَمَا ضَاقَ عَنهُمْ جانبُ العُذرِ، إنّهُمْ
كَمِثْلِ القَطا، لو يُترَكونَ لنَاموا
فداءٌ، لباديسَ، النّفوسُ، وجاده
من الشّكرِ، في أُفْقِ الوَفاء، غَمامُ
فما لحقَتْ، تلكَ العهودَ، ملامة ٌ؛
ولا ذُمّ، من ذاكَ الحِفَاظِ، ذِمامُ
ومِثلُكَ وَالى مِثلَهُ، فتصافَيا،
كمَا صافَتِ، الماءَ القراحَ، مدامُ
رسيلُكَ، في شأوِ المعالي، كلاكُما
بعيدُ المدى ، صعبُ الهمومِ، هُمامُ
لعمرِي! لقد أحْظَيتَهُ بوِفَادَة ٍ
لأسْنى كريمٍ، أنجبَتْهُ كرامُ
فما انفكّ إلاّ عدلَ نفسكَ إنْ يسِرْ
فللجسمِ لا للنّفسِ منكَ مقامُ
حُسامُكَ مَهْمَا تَخترِطْهُ لِمِثْلها،
فقلّ غناءُ السّيْفِ، حينَ يشامُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كمْ لريحِ الغربِ من عَرْفٍ نَديّ،
كمْ لريحِ الغربِ من عَرْفٍ نَديّ،(8/39)
رقم القصيدة : 13679
-----------------------------------
كمْ لريحِ الغربِ من عَرْفٍ نَديّ،
كالشّرابِ العذبِ في نفسِ الصّديّ
حَيثُ عَبّادٌ فَتى المَجْدِ، الّذِي
نصّتِ الدّنيَا بهِ نصَّ الهديّ
ملكٌ راحَتُهُ بحرُ النّدَى ،
مثلَمَا غرّتُهُ بدرُ النّديّ
أصبَحتْ دَوْلَتُهُ، في عَصْرِنَا،
كَفِرِنْدٍ عادَ في سَيْفٍ صَدِيّ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
رقم القصيدة : 13680
-----------------------------------
أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
أمْ نَسيمُ الرّوضِ تحتَ الحِندِسِ؟
أمْ نِظامٌ للآلٍ نسَقٍ،
جامِعٍ كُلَّ خَطِيرٍ مُنْفِسِ
أمْ قَرِيضٌ جَاءني عَنْ مَلِكٍ،
مَالِكٍ بالبِرّ رِقَّ الأنْفُسِ
دَلّهَتْ فِكْرِيَ، مِنْ إبْدَاعهِ،
حَيرَة ٌ في مَنطِقٍ ليَ مُخْرِسِ
بِتُّ مِنْهِ بينَ سَهْلٍ مُطْمِعٍ،
خادعٍ، يتلَى بحزنٍ مؤيسِ
يا نَدَى يمْنَى أبي القاسمِ غمْ؛
يا سنَا شمسِ المحيّا أشْمِسِ
يا بَهِيجَ الخُلُقِ العَذْبِ ابتَسِمْ؛
يا مهيجَ الأنفِ الصّعبِ اعبِسِ
يا جمالَ الموكبِ الغادي، إذا
سارَ فيهِ، يا بهاء المجلسِ
أنْتَ لمْ يُقْنِعْكَ أنْ ألبَسْتَني
نعمة ً، تذْكِرُ عهدَ السُّنْدُسِ
فتَلطّفُتَ لأنْ حَلّيْتَني،
مولياً طوْلَيْ محلّى ً ملبسِ
داكَ تنويهٌ ثناني فخرُهُ،
ساميَ اللّحظِ أشمَّ المعطِسِ
شَرّفتْ بِكْرَ المَعَالي خِطْبَة ٌ
منكَ، فانْعَمْ بسرورِ المعرَسِ
تمنحُ التّأبيدَ، يجلَى لكَ عنْ
ظفرٍ حلوٍ وعزٍّ أقعسِ
وارتَشِفْ مَعسُولَ نَصرٍ أشْنَبٍ،
تجتنيهِ منْ عجاجٍ ألعَسِ
وارتَفِقْ بالسّعْدِ في دَسْتِ المُنى ،
تصبحِ الصُّنْعَ دهاقَ الأكؤسِ
فاعتراضُ الدّهرِ، فيما شئْتَهُ،
مرتقى ً، في صدرِهِ، لمْ يهجِسِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
رقم القصيدة : 13681(8/40)
-----------------------------------
رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
وَقُرْبُكَ، من دونِ البَخورِ، مُعَطِّرُ
فَلو عَزّ حَمّامٌ لأدْفأنَا ذَرًى ،
يَفِيضُ بهِ ماءُ النّدى المُتَفَجّرُ
ولو لم يكنْ طيبٌ لأغنتْ حفاوة ٌ
تمسَّكُ منْهَا حالُنَا، وتعنبرُ
فَلا فارقَ الدّنيا سَناءٌ مُقَدَّسٌ
بعيشِكَ فيهَا، أوْ ثناءٌ مجمَّرُ
وَدُمْتَ مُلقًى ، كلَّ يَوْمٍ، صَبيحَة ً،
يُغاديكَ فيها، بالفُتوحِ، مُبَشِّرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ،
أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ،
رقم القصيدة : 13682
-----------------------------------
أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ،
وسُوّغْتَ دأباً نَساءَ الأجَلْ
وعُمّرْتَ، ما شِئْتَ، في دَوْلَة ٍ
تقصِّرُ عنْهَا طوالُ الدّولْ
فأنْتَ الّذِي غرُّ أفعالِهِ
تَحلّى بها الدّهرُ، بعدَ العَطَلْ
يُشَرِّفُ، مَمْلُوكَكَ المُسْتَرَقَّ،
نَظْمٌ مِنَ الكَلِمِ المُنْتَخَلْ
وراحٌ تعيدُ، إلى مَنْ أسنّ،
طيبَ زمانِ الصِّبَا المقتبلْ
فأخْجَلَني البِرُّ مِنْ فَرْطِهِ،
وإنّ الجوابَ ليبدِي الخجلْ
وقَدْ يَقْبَلُ، الدّهرَ، مَوْلى الأنا
مِ جهدَ العبيدِ، إذا ما أقلّ
سَعِدْتَ كَما سَعِدَ المُشْتَرِي؛
ونِلْتَ عُلاً لَمْ يَنَلْها زُحَلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
رقم القصيدة : 13683
-----------------------------------
أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
وَأقْبَسَ هَدْيُكَ نُورَ الهُدَى
وَردَّ، الشّبابَ، اعتِلافُكَ، بعَدَ
مُفَارَقَتي ظِلَّهُ الأبْرَدَا
وما زالَ رأيُكَ، فيّ، الجَميلَ،
يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا
وحسْبيَ منْ خالدِ الفخْرِ أنْ
رضيتَ قبوليَ، مستعبَدَا
وَيا فَرْطَ بأوِي، إذا ما طلَعْتَ،
فَقُمْتُ أُقَبّلُ تِلكَ اليَدا
ورَدّدْتُ لَحظِيَ في غُرَّة ٍ،
إذا اجْتُلِيَتْ شَفَتِ الأرْمدَا(8/41)
وطاعة ُ أمْرِكَ فرضٌ أرَا
هُ مِنْ كُلّ مُفْتَرَضٍ، أوكَدَا
هيَ الشّرْعُ أصبحَ دِينَ الضّميرِ،
فلوْ قَدْ عَصاكَ لقَدْ ألْحَدَا
وحاشاي منْ أنْ أضلّ الصّرَاطَ،
فَيَعْدُونيَ الكُفْرُ عَمّا بَدَا
وأخلِفَ موعدَ منْ لا أرَى
لدَهرِيَ، إلاّ بهِ، موعِدَا
أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ
هُ، في نشواتِ الكرَى ، أسهدَا
وَإنْ كانَ أعقبَهُ ما اقْتَضى
شفاءَ السّقامِ، ونقعَ الصّدَى
ثناءٌ ثنَى ، في سناء المحـ
ـلّ، زُهْرَ الكواكِبَ لي حُسَّدا
قريضٌ متى أبغِ للقرضِ منْهُ
أدَاءً أجِدْ شأوَهُ أبْعَدَا
لوِ الشّمسُ، من نَظمهِ، حُلّيتْ،
أوِ البدرُ قامَ لهُ منشِدَا
لضاعفَ، منْ شرفِ النّيِّرَيْـ
ـينِ، حَظّاً بهِ قارَنَ الأسْعَدُا
فديْتُكَ مولى ً: إذا ما عثرْتُ
أقالَ، ومَهْمَا أزِغْ أُرشَدَا
رَكنْتُ إلى كرمِ الصّفْحِ منهُ،
فآمَنَني ذَاكَ أنْ يَحْقِدَا
وآنسْتُ سُوقَ احْتِمالٍ أبَى
لمستبضعِ العذرِ أن يكسدَا
شَفيعي إلَيْهِ هَوَى مُخْلِصٍ،
كَما أخْلَصَ السّابِكُ العَسْجَدَا
ومنْ وصلي هجرة ٌ لا أعدُّ،
لحالي، سِوَى يَوْمِهَا مَوْلِدَا
وَنُعْمَى ، تَفَيّأتُهَا أيْكَة ً،
فشكْرِي حمامٌ بهَا غرّدَا
تباركَ منْ جمعَ الخيرَ فيكَ،
وأشعرَكَ الخلقَ الأمجدَا
مضاءُ الجنانِ، وظرفُ اللّسانِ،
وَجُودُ البَنَانِ بِسَكْبِ الجَدَا
رأى شيمتَيكَ لمَا تستحقّ،
وقفّى ، فأظفرَ إذْ أيّدَا
ليهنِكَ أنّكَ أزكَى الملوكِ
بفيءٍ، وأشرفُهُمْ سودَدَا
سوى ناجلٍ لكَ سامي الهمو
مِ، داني الفواضلِ، نائي المَدَى
همامٌ أغرُّ، رويْتَ الفخارَ
حديثاً، إلى سروِهِ مسندَا
سَلَكْتَ إلى المَجْدِ مِنْهاجَهُ،
فقدْ طابقَ الأطرَفُ الأتْلَدَا
هوَ اللّيْثُ قلّدَ منْكَ النِّجَادَ،
ليَوْمِ الوَغَى ، شِبْلَهُ الأنْجَدَا
يعدُّكَ صارمَ عزمٍ ورأيٍ،
فترضِيهِ جرّدَ أوْ أغمِدَا
وما استبهمَ القفلُ في الحادثَا
تِ، إلاّ رآكَ لَهُ مِقْلَدَا
فأمطاكَ منكبَ طرفِ النّجومِ؛(8/42)
وأوْطَأَ أخمصَكَ الفرْقَدَا
فلا زلتُمَا، يرفعُ الأوْلِيَا
ءَ ملكُكُمَا، ويحطّ العِدَا
وَنَفْسِي لِنَفْسَيْكُمَا البَرّتَيْـ
ـنِ، من كلّ ما يتوقّى ، الفدَا
فَمَنْ قال: أنْ لَسْتُمَا أوْحَدَيْـ
ـنِ في الصّالِحاتِ، فَما وَحّدَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛
أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛
رقم القصيدة : 13684
-----------------------------------
أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛
واجْتلِ التّأييدَ في أبهَى الصّوَرْ
وتفيّأ ظلّ سعدٍ، تجتَني
فيهِ، من غرْسِ المُنى ، أحلى الثّمَرْ
وَرِدِ الصّبْحَ، فَكَمْ مُسْتَوْحِشٍ،
غَرِضٍ مِنْكَ إلى أُنْسِ الصَّدَرْ
كان منْ قربِكَ في عيشٍ ندٍ،
عَطِرِ الآصالِ، وَضّاحِ البُكَرْ
كُلّما شاءَ تَأتّى أنْ يَرَى
خلقَ البرجيسِ، في خلقِ القمرْ
فَثَوى دُونَكَ مَثْوَى قَلِقٍ،
يشتكي منْ ليلِهِ مطلَ السّحَرْ
قلْ لساقينَا: يحزْ أكؤسَهُ؛
وَلِشادِينَا: يَصِلْ قَطْعَ الوَتَرْ
حَسْبُنَا سُكْرٌ جَنَتْهُ ذِكْرٌ،
دونَهُ السّكرُ الذي يجني السَّكرْ
لمْ يُغادِرْ لي سَقامي جَلَداً،
معَ أنّي لمْ أزلْ ثبتَ المررْ
أيّهَا المَاشِي البَرازَ، المُنْبَرِي
لزَماني، إنْ مَشَى نَحْوِي الخَمَرْ
والذّي إنْ سِيمَ ما فَوقَ الرّضى ،
وجدَ الألوَى البعيدَ المستمرّ
وإذا أعتبَ في معتبة ٍ،
لانَ مِنهُ جانبُ السّمحِ اليَسَرْ
نَظْمِيَ المُهْدَى إلى أبْرعِ مَنْ
نَظمَ السّحرَ بياناً، أو نَثرْ
ليَ فيهِ المَثلُ السّائِرُ عَنْ
جالبِ التّمرِ إلى أرضِ هجرْ
غيرَ أنّ العذرَ رسمٌ واضحٌ،
تنفَثُ الشّكوى إذا الشّوقُ صدرْ
ثُمّ قَد وُفّقَ عَبدٌ، عَظُمَتْ
نعمة ُ المولَى عليهِ، فشكرْ
لا عَدَا حَظَّكَ إقْبَالٌ تُرَى
قَاضِياً، أثْنَاءهُ، كُلَّ وَطَرْ
وَاصْطَبِحْ كأسَ الرّضى مِنْ مَلِكٍ
سرْتَ في إرضائهِ أزْكَى السّيرْ
حِينَ صَمّمْتَ إلى أعْدائِهِ،
فانتحتْهُمْ منْكَ صمّاءُ الغيرْ(8/43)
فَاضَ غَمْرٌ للنّدى مِنْ فَوْقِهِمْ،
كانَ يُرْوِي شُرْبَهُمْ مِنهُ الغُمَرْ
سَبقَ النّاسَ، فصَلّى مِنْكَ مَنْ
إنْ رَأى آثارَهُ الزُّهرَ اقْتَفَرْ
زِنْتُمَا الأيّامَ، إذْ مُلْكُكُمَا
سالَ، في أوْجُهِهَا، سَيْلَ الغُرَرْ
فابْقَيَا في دولة ٍ قادرة ٍ،
بعضُ حرّاسِ نواحيهَا القدرْ
مستذلَّيْ منْ طغَى ، مستأصِلَيْ
شَأفَة َ الباغي، مُقِيلَيْ مَنْ عَثَرْ
عَلَمَيْ مَنْ ضَلّ، مُزْنَيْ مَن شَكا
خَلّة َ الإمْحالِ، بَدْرَيْ مَنْ نَظَرْ
تَضْحَكُ الأزْمُنُ، عَن عَلْياكُمَا،
ضحكَ الرّوضة ِ عنْ ثغرِ الزَّهرْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هلْ يشكرَنّ أبو الوليدْ
هلْ يشكرَنّ أبو الوليدْ
رقم القصيدة : 13685
-----------------------------------
هلْ يشكرَنّ أبو الوليدْ
إدناءكَ الأملَ البعيدْ
أوْ أنْ تسوِّغَ نعمة ً
للدّهرِ، أسهَرَتِ الحسودْ
إنْ لَمْ يَدِنْ بنَصيحَة ٍ
تُرْضِيكَ، فهوَ مِنَ اليَهودْ
لا زِلْتَ رَافِعَ رَايَة ٍ،
تضحي السُّعُودَ لهَا جنودْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يقصِّرُ قربُكَ ليلي الطّويلا؛
يقصِّرُ قربُكَ ليلي الطّويلا؛
رقم القصيدة : 13686
-----------------------------------
يقصِّرُ قربُكَ ليلي الطّويلا؛
ويشفي وصالُكَ قلبي العليلا
وإنْ عَصَفَتْ مِنكَ رِيحُ الصّدُودِ،
فقدْتُ نسيمَ الحياة ِ البليلا
كمَا أنّني، إنْ أطلْتُ العثارَ،
ولمْ يُبدِ عُذْرِيَ وَجْهاً جَمِيلا
وَجَدْتُ أبا القَاسِمِ الظّافِرَ، الـ
ـمُؤيَّدَ باللهِ، مولى ً مقيلا
إذا ما نداهُ همَى والحيَا
شَآهُ، كَشأوِ الجَوادِ البَخِيلا
وأقْلامُهُ وَفْقُ أسْيافِهِ،
يَظَلّ الصّريرُ يُبارِي الصّلِيلا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ،
أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ،
رقم القصيدة : 13687
-----------------------------------
أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ،
ومثيرُ كامنة ِ الدّموعْ
يتمنّيانِ لو اعفيَا،(8/44)
مهما طلعْتَ، من الطّلوعْ
وَالظّافِرُ المَلِكُ المُؤَيَّـ
ـدُ واحدٌ، عدلُ الجموعْ
البَدرُ في سُحُبِ البُرُو
دِ، اللّيثُ في لبدِ الدّروعْ
عَنَتِ الأصُولُ لأصْلِهِ،
وتقاصرَتْ عنهُ الفروعْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أبا الوليدِ، وما شطتْ بنا الدارُ،
أبا الوليدِ، وما شطتْ بنا الدارُ،
رقم القصيدة : 13688
-----------------------------------
أبا الوليدِ، وما شطتْ بنا الدارُ،
وَقَلّ مِنّا وَمِنْكَ اليَوْمَ زُوّارُ
وَبَيْنَنا كُلُّ ما تَدْرِيهِ مِنْ ذِمَمٍ،
وللصبا ورق خضرٌ ونوارُ
وكلُّ عتبٍ وإعتابٍ جرى ، فله
مَوَاقِعُ حُلْوَة ٌ، عِندِي، وآثَارُ
فاذكر أخاكَ بخيرٍ، كلما لعبتْ
به الليالي، فإن الدهرَ دوارُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لوْ أنّني لكَ في الأهواء مختارُ،
لوْ أنّني لكَ في الأهواء مختارُ،
رقم القصيدة : 13689
-----------------------------------
لوْ أنّني لكَ في الأهواء مختارُ،
لَما جَرَتْ بالذي تَشكُوهُ أقدارُ
لكِنّها فِتَنٌ، في مِثْلِ غَيْهَبِهَا
تَعْمَى البَصائِرُ، إنْ لمْ تَعمَ أبصَارُ
فأحسنِ الظَّنّ، لا ترتبْ بعهد فتى ً،
تعفُو العهودُ وتبقى منْهُ آثارُ
لوْ كانَ يعطى المُنى في الأمرِ يمكنُه
لمَا أغبّكَ، يوماً، منهُ زوَارُ
فلا يريبنْكَ، في ذكرِ الصّديقِ بهِ،
مَنْ ليسَ يَجهلُ أنّ الدّهرَ دَوّارُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> تَباعَدْنَا، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ،
تَباعَدْنَا، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ،
رقم القصيدة : 13690
-----------------------------------
تَباعَدْنَا، عَلى قُرْبِ الجِوَارِ،
كأنا صدنا شحطُ المزارِ
تطَلّعَ لي هِلالُ الهَجْرِ بَدْراً،
وصارَ هلالُ وصلكَ في سرارِ
وشاعَ شَنِيعُ وَصْلِكَ لي وهَجرِي،
فَهلاّ كانَ ذَلِكَ في استِتَارِ؟
أيَجْمُلُ أنْ تُرَى عَني صَبُوراً،
وَأُصْبِحَ مُولَعاً دُونَ اصْطِبارِ
ولما أنْ هجرتَ، وطال غفري
عقرتُ همومَ نفسيَ بالعقارِ(8/45)
وَكُنْتُ أزِيدُ سَمْعَكَ مِنْ عِتابي،
ولكن عاقني قربُ الخمار
فراعِ مودتي، واحفظ جواري
فَإنْ اللَّهَ أوْصى بِالجِوارِ
وزرني منعماً، من غيرِ أمرٍ
وَآنِسْ مُوحِشاً مِنْ عُقْرِ دَارِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هوايَ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي،
هوايَ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي،
رقم القصيدة : 13691
-----------------------------------
هوايَ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي،
كمثلِ هوايَ في حالِ الجوارِ
مقيمٌ، لا تغيّرُهُ عوادٍ،
تباعدُ بينَ أحيانِ المزارِ
رَأيتُكَ قُلتَ: إنّ الوَصْلَ بَدْرٌ؛
متى خلَتِ البدورُ من السِّرارِ؟
ورَابَكَ أنّني جَلْدٌ صَبُورٌ؛
وكمْ صبرٍ يكونُ عنِ اصطبارِ
ولمْ أهجرْ لعتبٍ، غيرَ أنّي
أضرّتْ بي مُعاقرة ُ العُقار
وأنّا لخمرَ، ليس لها خمارٌ،
تبرّحُ بي، فكيفَ مع الخمارِ؟
وهَلْ أنْسَى لَدَيْكَ نَعِيمَ عَيْشٍ،
كَوَشْيِ الخَدّ، طُرّزَ بالعِذَارِ؟
وسَاعاتٍ يَجُولُ اللّهوُ فيها
مَجالَ الطّلّ في حَدَقِ البَهارِ؟
وإنْ يكُ قرّ عنْكَ اليومَ جسمي،
فدِيتُ، فما لقلبيَ منْ قرارِ!
وكنتَ على البعادِ أجلّ علقٍ
لَدَيّ، فكَيفَ إذْ أصبَحتَ جارِي؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> طابَتْ لَنا لَيْلَتُنا الخالِيَهْ؛
طابَتْ لَنا لَيْلَتُنا الخالِيَهْ؛
رقم القصيدة : 13692
-----------------------------------
طابَتْ لَنا لَيْلَتُنا الخالِيَهْ؛
فَلْتُنْسِناها هذهِ التّالِيهْ!
أبا المعالي ! نحنُ في راحة ٍ،
فَانْقُلْ إلَيْنَا القَدَمَ العَالِيَهْ
لَيلَتُنَا عَاطِلَة ٌ، إنْ تَغِبْ
عنّا، فزرْنَا كيْ ترَى حاليَهْ
أنْتَ الذي، لوْ تشترَى ساعة ٌ
منْهُ بدهرٍ، لم تكنْ غاليَهْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> بَنى جَهْوَرٍ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ
بَنى جَهْوَرٍ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ
رقم القصيدة : 13693
-----------------------------------
بَنى جَهْوَرٍ! أحْرَقْتُمُ بِجَفائِكُمْ
جناني، ولكنّ المدائحَ تعبقُ(8/46)
تعدّونَني كالعنبرِ الوردِ، إنّمَا
تطيبُ لكمْ أنفاسُهُ حينَ يحرقُ !
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قلْ للوزيرِ، وقدْ قطعْتُ بمدْحِهِ
قلْ للوزيرِ، وقدْ قطعْتُ بمدْحِهِ
رقم القصيدة : 13694
-----------------------------------
قلْ للوزيرِ، وقدْ قطعْتُ بمدْحِهِ
زَمني، فكانَ السّجنُ مِنهُ ثَوابي:
لا تَخْشَ في حَقّي بِمَا أمْضَيْتَهُ
منْ ذاكَ فيّ، ولا توقّ عتابي
لمْ تُخْطِ في أمْرِي الصّوابَ مُوَفّقاً
هذا جزاءُ الشّاعرِ الكذّابِ!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أصخْ لمقالَتي، واسمعْ؛
أصخْ لمقالَتي، واسمعْ؛
رقم القصيدة : 13695
-----------------------------------
أصخْ لمقالَتي، واسمعْ؛
وخذْ، فيما ترَى ، أوْ دعْ
وأقصِرْ، بعدَها، أو زدْ؛
وَطِرْ، في إثْرِهَا، أوْقَعْ
ألمْ تعلمْ بأنّ الدّهْـ
ـرَ يُعطي، بعدَما يَمْنعْ؟
وأنّ السّعيَ قدْ يكدي؛
وأنّ الظّنّ قدْ يخدَعْ؟
وكمْ ضرّ امرَأً أمرٌ،
تَوَهّمَ أنّهُ يَنْفَعْ؟
فإنْ يُجْدِبْ، مِنَ الدّنْيا،
جَنابٌ طَالَما أمْرَعْ
فَما إنْ غاضَ لي صَبْرٌ؛
وما إنْ فاضَ لي مَدْمَعْ
وكائنْ رامَتِ الأيّا
مُ تَرْوِيعي، فَلَمْ أرْتَعْ
إذا صابَتْنِي الجُلّى ،
تجلّتْ عنْ فتى ً أروعْ
على ما فاتَ لا يأسَى ؛
وممّا نابَ لا يجزعْ
تَدِبّ إليّ، ما تَألُو،
عقاربُ ما تني تلسعْ
كأنّا لمْ ؤُالِفْنَا
زمانٌ ليّنُ الأخدَعْ
إذِ الدّنْيَا، متى نقتَدْ
أبيَّ سرورِها يتبعْ
وإذْ للحظّ إقبالٌ؛
وإذْ في العيشِ مستمتعْ
وإذْ أوْتارُنَا تَهْفو؛
وإذْ أقداحُنَا تترَعْ
وأوطارُ المُنى تقضَى ؛
وأسْبابُ الهَوى تَشْفَعْ
فمنْ أدمانة ٍ تعطُو؛
ومنْ قمريّة ٍ تسجعْ
أعدْ نظراً، فإنّ البغْـ
ـيَ مِمّا لَمْ يَزَلْ يَصْرَعْ
وَلا تُطِعِ الّتي تُغْوِيـ
ـكَ، فَهْيَ لِغَيّهِمْ أطْوَعْ
تَقَبّلْ إنْ أتَى خَطْبٌ،
وَأنْفُ الفَحْلِ لا يُقْرَعْ
ولا تكُ منكَ تلكَ الدّا
رُ بِالمَرْأى ، وَلا المَسْمَعْ(8/47)
فإنّ قصارَكَ الدّهْليـ
ـزُ، حِينَ سِوَاكَ في المَضْجَعْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ولمّا التقينَا للوداعِ غديّة ً،
ولمّا التقينَا للوداعِ غديّة ً،
رقم القصيدة : 13696
-----------------------------------
ولمّا التقينَا للوداعِ غديّة ً،
وَقد خَفَفَتْ، في ساحة ِ القصرِ، رايَاتُ
وقرّنَتِ الجردُ العتاقُ، وصفّقَتْ
طبولٌ، ولاحتْ للفراقِ علاماتُ
بَكَيْنا دَماً، حتى كأنّ عُيونَنا،
لجَرْيِ الدّموعِ الحُمرِ، فيها جَراحاتُ
وكنّا نرجّي الأوْبَ، بعدَ ثلاثة ٍ؛
فكيفَ، وقد كانتْ عليهَا زياداتُ !
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،
أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،
رقم القصيدة : 13697
-----------------------------------
أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،
تُخالِطُ لَوْنَ المُحِبّ الوَجِلْ
ثمارٌ، تضمّنَ إدراكَهَا
هَواءٌ، أحاطَ بها مُعْتَدِلْ
تأتَّى لإلطافِ تدريجِهَا،
فمِنْ حَرّ شمْسٍ إلى بَرْدِ ظِلّ
إلى أنْ تَناهَتْ شِفاءَ العَلِيلِ،
وأنسَ المشوقِ، ولهوَ الغزلْ
فلوْ تَجْمُدُ الرّاحُ لم تَعْدُهَا؛
وإنْ هيَ ذابَتْ فخَمْرٌ تَحِلّ
لها منظرٌ حسنٌ في العيونِ،
كدُنْياكَ لَكِنّهُ مُنْتَقِلْ
وطعمٌ يلذّ لمنْ ذاقَهُ،
كلذّة ِ ذكرَاكَن لوْ لمْ يملّ
ورَيّا، إذا نَفَحَتْ خِلْتُها
تُمِلّ ثَناءَكَ، أوْ تَسْتَهِلّ
يمثِّلُ ملمَسُها، للأكُفّ،
لينَ زَمانِكَ أوْ يَمْتَثِلْ
صفوْتُ، فأدلَلتُ في عرضِها؛
ومنْ يصفُ منهُ الهوَى فليدِلّ
قَبُولُكَها نِعْمَة ٌ غَضّة ٌ،
وفضلٌ، بمَا قبلَهُ، متّصِلْ
ولوْ كنتُ أهدَيتُ نفسِي اختصرْ
تُ، على أنّها غاية ُ المحتفِلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> خنْتَ عهدِي، ولمْ أخُنْ؛
خنْتَ عهدِي، ولمْ أخُنْ؛
رقم القصيدة : 13698
-----------------------------------
خنْتَ عهدِي، ولمْ أخُنْ؛
بعتَ ودّي بلا ثمنْ
قائِلاً: هَلْ مُزايِدٌ
رَابِحَاً؟ ثُمّ مَنْ يَزِنْ؟(8/48)
عُدّتي كُنتَ للزّما
نِ، فقدْ حلْتَ والزّمَنْ
أرخصِ البيعَ كيفَ شئْـ
ـتَ، وذرْني لتنْدَمَنْ
سَوْفَ تُبْلَى بِغَيْرِنَا،
جَرّبِ النّاسَ وَامْتَحِنْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لا افْتِنانٌ كافْتِناني
لا افْتِنانٌ كافْتِناني
رقم القصيدة : 13699
-----------------------------------
لا افْتِنانٌ كافْتِناني
في حلَى الظّرْفِ الحسانِ
خصّني بالأدبِ اللهُ،
فأعْلَى فيهِ شاني
خاطِري أنفَدُ، مَهْمَا
قيسَ، منْ حدّ السّنانِ
أيّهضا المرسلُ أطيَا
رَ المعمّى لامتحاني
هاكَ، كَيْ تَزدادَ، في الآ
دابِ، عِلْماً بِمَكاني
قدْ أتتْنَا الطّيرُ تشدُو
بَعضَ أبْياتِ الأغاني
برطاناتٍ، قضتْنَا
مَا اقْتَضَتْنَا مِنْ بَيانِ
إنْ تغنّى البلبلُ اهْتَا
جَ غناءَ الورشانِ
فتأدّى منْهُ بيتَا
غَزَلٍ مُنْفَرِدانِ
لِمُحِبٍّ في حَبيبٍ،
عَنهُ ناءٍ مِنهُ دَانِّ
يا بعيدَ الدّارِ، موصُو
لاً بِقَلْبي وَلِساني
رُبّما باعَدَكَ الدّهْـ
ـرُ، فأدْنَتْكَ الأماني
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> فيتامين
فيتامين
رقم القصيدة : 137
-----------------------------------
...
و كرنة العصفور , صوتك لا يزال
في ليل ,باريس :يناديني !تعال
في ليل :باريس !تعال
حيث البغايا الشقر و العتمات و المتسولون
و ضريح ميرابو و روبيسبير و الفكر المهان
تحت النعال , و صوتها , في ليل باريس تعال ! :
و الثلج و العتمات و المتسولون
و سعال طفلتنا المريضة , و البواخر , و الزمان
و صليب ثورتنا القديم :
. حرية . عدل مساولة , يلوث في دماء الأبرياء
اخوتنا الشرفاء في الإبداع , و الغد , و المصير
و طلائع الثوار تقتحم الحصون
و أنا و أضواء الحرائق و الجنود
وراء خط النار , جرحى , يائسون
سوزان طفلتنا تموت
في ليل باريس , و أضواء الحرائق و الجنود
و الثائرون
بحرابهم , ابدا , برشاشاتهم , يتقدمون
و حنينهم , نحو اللظى , يتقدمون
المارد الجبار في أعماق آسيا يستفيق(8/49)
من حلمة القلق المميت
و على مياه الأنهر السوداء تطفو , و التلول
جثث الخيول
و طلائع الثوار تعدم برصاص الخائنين :
و حق اسماء الكلاب
لا مجد تحت الشمس
إلا مجد أبناء الحياة
و الخبز و الحرية الحمراء و الغد و المصير
باريس يا بلد الظلام
العاهر الملعون هتلر لا يزال
بحذائه القذر الثقيل
لا مجد الا مجد ابناء الحياة
و الخبز و الثوار , با بلد الظلام !
و أنا و اضواء الحرائق , و الجنود
و حصون لاؤوس المنيعة , و اللظى و الثائرون
بحرابهم , ابدا , برشاشاتهم , يتقدمون :
الموت للمستعمرين !
يا انت يا لاؤوس يا غاب العبير !
في قلب ماردنا الكبير
الموت للمستعمرين !
و انا , و صوتك لا يزال
في ليل باريس , يناديني : تعال !
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مَنْ تَزَيّنَتِ الرّيا
يا مَنْ تَزَيّنَتِ الرّيا
رقم القصيدة : 13700
-----------------------------------
يا مَنْ تَزَيّنَتِ الرّيا
سَة ُ حِينَ أُلْبِسَ ثَوْبَها
وَلَهُ يَدٌ يَئِسَ الغَمَا
مُ مِنْ أنْ يُعارِضَ صَوْبَها
جاءتْكَ جامِدَة ُ المُدا
مِ، فخذْ عليهَا ذوْبَهَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قدْ أحسنَ اللهُ في الّذي صنعَهْ،
قدْ أحسنَ اللهُ في الّذي صنعَهْ،
رقم القصيدة : 13701
-----------------------------------
قدْ أحسنَ اللهُ في الّذي صنعَهْ،
عارضُ كربٍ بلطفِهِ رفعَهْ
تَبارَكَ اللَّهِ! إنّ عادَة َ حُسْـ
ـنَاهُ، مَعَ الشّكْرِ، غَيرُ مُنْتَزَعهْ
يا سَيّدِي المُسْتَبِدَّ مِنْ مِقَتي،
بخطّة ٍ فاتَتِ الحسابَ سعَهْ
وافانيَ العقدُ، زينَ ناظِمُهُ،
والوشيُ لا راعَ حادثٌ صنعَهْ
بَثَثْتَ فيهِ البَدِيعَ مُنْتَقِياً،
كالرّوْضِ إذْ بَثّ، في الرُّبَى ، قِطَعَهْ
أزاحَ كربَ الدّواء مطلَعُهُ،
لمّا بدَا طالعُ السّرورِ معهْ
كمْ دعوة ٍ، قد حواهُ، صالحة ٍ،
منْ أمَلي أنْ تكونَ مستمَعَهْ
جُمْلَة ُ ما نَفسُكَ السّرِيّة ُ مِنْ حا
لي، إلى عِلْمِ كُنْهِهِ، طُلَعَهْ(8/50)
أنّ الدّواء التذّتْ عواقبَهُ
مِنّي نَفْسٌ، تَبَشّعَتْ جُرَعَهْ
فَالحَمْدُ للَّهِ، لا شَرِيكَ لَهُ،
إنْ بدأ الطَّوْلَ، منعِماً، شفعَهْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أخطُبْ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا؛
أخطُبْ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا؛
رقم القصيدة : 13702
-----------------------------------
أخطُبْ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا؛
وَاطُلُبْ، فسَعدُكَ يَضْمنُ الإدراكا
وَصِلِ النّجومَ بِحَظّ مَن لَوْ رامَها
هجرَتْ إليهِ زهرُهَا الأفلاكَا
وَاستَهْدِ، مَن أحمى مَراتِعَها، المَها،
فالصّعبُ يسمحُ في عنانِ هواكَا
يا أيّها المَلِكُ، الّذِي تَدْبِيرُهُ
أضحى ، لَمَلَكة ِ الزّمانِ، مِلاكا
هذِي اللّيالي بالأماني سمحة ٌ،
فمَتى تَقُلْ: هاتي! تَقَلْ لَك: هاكَا
فاعْقِلْ شَوَارِدَها، إزاءَ عَقِيلَة ٍ،
وَافَتْ مُبَشِّرَة ً بنَيْلِ مُنَاكَا
أهدَى الزّمانُ إلَيْكَ مِنها تُحْفَة ً،
لمْ تَعدُ أنّ قَرّتْ بِهَا عَيْناكَا
شَمْسٌ تَوَارَتْ، في ظَلامِ مَضِيعة ٍ،
ثمّ استطارَ لهَا السّنَا بسنَاكَا
قرنَتْ ببدرِ التِّمّ، كافلة ً لهُ
أنْ سَوفَ تُتْبِعُ فَرْقَدينِ سِماكا
هيَ والفقيدة ُ، كالأديمِ اخترتَهُ،
فقدَدْتَ إذْ خلقُ الشّراكُ شرَاكَا
فاصْفحْ عن الرُّزْء المعاوِدِ ذكرُهُ؛
واستأنِفِ النُّعْمَى فتلكَ بذاكَا
لمْ يَبقَ عُذْرٌ في تَقسُّمِ خاطِرٍ،
إلاّ الصُّبابة ُ، منْ دماء عداكَا
كُفّارُ أنْعُمِكَ، الأُلى حَلّيْتَهُمْ
أطْوَاقَهُمْ، سَيُطَوَّقُونَ ظُبَاكا
أعرِضْ عنِ الخَطَراتِ، إنّك إن تشأ
تكنِ النّجومُ أسنّة ً لقناكَا
هصرَ النّعيمُ بعطفِ دهرِكَ فانثنى ،
وجرَى الفرنْدُ بصفْحَتيْ دنْيَاكَا
وبَدَا زمَانُكَ لابِساً ديباجَة ً،
تَجْلُو، لعَيْنِ المُجْتَلي، سِيماكَا
دنْيا لزهرَتِهَا شعاعٌ مذهبٌ،
لَوْ كانَ وَصفاً كانَ بعضَ حُلاكَا
فَتَمَلَّ في فُرُشِ الكَرَامَة ِ ناعِماً؛
واعقدْ بمرتبة ِ السّرورِ حباكَا(8/51)
وأطلْ، إلى شدوِ القيانِ، إصاخة ً؛
وتَلَقّ مُتْرَعَة َ الكُؤوسِ دِرَاكَا
تَحْتَثُّهَا، مَثْنَى مَثاني غادَة ٍ،
شَفَعَتْ بِحَثّ غِنائِهَا الإمْساكَا
ما العَيشُ إلاّ في الصَّبُوحِ بسُحرَة ٍ،
قَدْ جاسَدَتْ أنْوَارُها الأحْلاكَا
لكَ أرْيَحِيّة ُ ماجِدٍ، إنْ تَعتَرِضْ
في لهوِ رَاحِكَ، تَسْتَهِلَّ لُهاكا
منْ كانَ يعلقُ، في خلالِ ندامه،
ذمٌّ ببعضِ خلالِهِ، فخلاكَا
أُسبُوعُ أُنْسٍ، مُحدِثٌ لي وَحْشَة ً،
عِلْماً بِأنّي فيهِ لستُ أرَاكَا
فأنَا المُعَذَّبُ، غَيرَ أنّي مُشْعَرٌ
ثِقَة ً بأنّكَ ناعِمٌ، فَهَناكا
إنّي أقُومُ بشُكْرِ طَوْلِكَ، بَعْدَما
ملأتْ منَ الدّنْيَا يديّ يداكَا
بردَتْ ظلالُ ذراكَ، واحلوْلى جنى
نعماكَ لي، وصفَتْ جمامُ نداكَا
وأمِنْتُ عَادِيَة َ العِدا الأقْتالِ مُذْ
أعْصَمْتُ في أعلى يَفَاعِ حِماكَا
جهدَ المقلّ نصيحة ً ممحوضة ً
أفْرَدْتَ مُهْدِيَها، فلا إشْرَاكا
وَثَناءَ مُحْتَفِلٍ، كأنّ ثَناءهُ
مِسْكٌ، بِأرْدانِ المَحافِلِ صَاكا
ولتدْعُني، وعدوَّكَ الشّاني، فإنْ
يَرُمِ القِراعَ يَجِدْ سِلاحيَ شاكا
لا تَعْدَمَنّ الحَظَّ غَرْساً، مُطْلِعاً
ثَمَرَ الفَوائِدِ، دَانِياً لِجَنَاكا
والنّصْرَ جاراً لا يُحاوِلُ نُقْلَة ً؛
والصُّنعَ رهنَاً، لا يريدُ فكَاكَا
وإذا غَمامُ السّعدِ أصْبَحَ صوْبُهُ
دركَ المطالبِ، فليصلْ سقياكَا
فالدّهْرُ مُعتَرِفٌ بأنّا لمْ نكُنْ
لِنُسَرّ مِنهُ، بساعَة ٍ، لَوْلاَكا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> وليلٍ أدَمْنَا فيهِ شربَ مدامة ٍ،
وليلٍ أدَمْنَا فيهِ شربَ مدامة ٍ،
رقم القصيدة : 13703
-----------------------------------
وليلٍ أدَمْنَا فيهِ شربَ مدامة ٍ،
إلى أنْ بَدَا للصّبْحِ، في اللّيلِ، تأثيرُ
وجاءتْ نجومُ الصّبحِ تضربُ في الدّجى
فوَلّتْ نجومُ اللّيلِ، وَالّليلُ مَقهورُ
فحُزْنا مِنَ اللّذَاتِ أطْيَبَ طِيبِها،
ولَمْ يَعُرْنا هَمٌّ، وَلا عاقَ تَكْدِيرُ(8/52)
خلا أنّهُ، لَوْ طالَ، دامتْ مسرّني،
ولَكِنْ ليالي الوَصْلِ، فِيهنّ تَقصِيرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لَسْتَ مِنْ بَابَة ِ المُلُوكِ أبَا الـ
لَسْتَ مِنْ بَابَة ِ المُلُوكِ أبَا الـ
رقم القصيدة : 13704
-----------------------------------
لَسْتَ مِنْ بَابَة ِ المُلُوكِ أبَا الـ
ـعَبّاسِ دَعْهُمْ فشأنُهُمْ غيرُ شانِكْ
مَا جَزاءُ الوَزِيرِ مِنكَ، إذا اخـ
ـتَصّكَ، أنْ تَستَمِرّ في إدْمانِكْ
أتُرَاهُ لا يَسْتَرِيبُ لإمْسَا
ككَ سردُ العراقِ تحتَ لسانِكْ
مُذْ نَهانَا، عَنِ المُدامِ، انتَهَينا،
معَ أنّا نعدُّ منْ صبيانِكْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> دُونَكَ الرّاحَ جامِدَهْ،
دُونَكَ الرّاحَ جامِدَهْ،
رقم القصيدة : 13705
-----------------------------------
دُونَكَ الرّاحَ جامِدَهْ،
وفدَتْ خيرَ وافدَهْ
وجدَتْ سوقَ ذوبِهَا،
عندَ تقواكَ، كاسدَهْ
فَاستَحالتْ إلى الجُمُو
دِ، وجَاءَتْ مُكَايِدَهْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،
جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،
رقم القصيدة : 13706
-----------------------------------
جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،
في المنظرِ الحسنِ، الجميلْ
لمْ تَحْظَ، ذائِبَة ً، لَدَيْـ
ـكَ، ولمْ تنلْ حظَّ القبولْ
فَتجامَدَتْ، مُحْتالَة ً،
والمَرْءُ يَعْجِزُ لا الحَوِيلْ
لولا انقلابُ العينِ سُـ
دّتْ، دونَ بغيتِها، السّبيلْ
لهَجرْتَهَا صَفْراءَ في
بيضاءَ، هاجرُها قليلْ
الكأسُ مِنْ رَأدِ الضّحَى ؛
والرّاحُ منْ طفلِ الأصيلْ
آثرْتَ عائدة َ التّقَى ،
ورَغِبْتَ في الأجْرِ الجَزِيلْ
يا أيّها المَلِكُ، الّذِي
ما في الملوكِ لهُ عديلْ
يا ماء مزنٍ، يا شها
بَ دجنة ٍ، يا ليثَ غيلْ
يَا مَنْ عَجِبْنَا أنْ يَجُو
دَ، بِمِثْلِهِ، الزّمَنُ البَخِيلْ
بشرَاكَ دنْيَا غضّة ٌ،
في ظِلّ إقْبالٍ ظَلِيلْ
رقّتْ، كمَا سالَ العِذَا
رُ بجانبِ الخدّ الأسيلْ(8/53)
وتأوّدَتْ، كالغصْنِ قا
بلَ عطفَه، نفَسُ القبولْ
يصبي مقبّلُهَا الشّهـ
ـيُّ ولحظُهَا السّاجي العليلْ
فَتَمَلُّهَا في العِزّة ِ الـ
ـقَعْساء، وَالعُمُرِ الطّوِيلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،
الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،
رقم القصيدة : 13707
-----------------------------------
الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،
يعطي اعتبارِي ما جهِلتُ، فأعلمُ
إنّ الذي قَدَرَ الحَوادِثَ قدْرَهَا،
ساوَى لَدَيْهِ الشّهْدَ مِنْها العَلْقَمُ
ولقد نظرْتُ، فلا اغترابٌ يقتضي
كدَرَ المآلِ، ولا تَوَقّ يَعْصِمُ
كم قاعدٍ يَحظى ، فتُعجِبُ حالُهُ،
من جاهدٍ يَصِلُ الدّؤوبَ، فيُحرَمُ
وأرَى المساعيَ كالسّيوفِ تبادَرَتْ
شأوَ المَضاء، فمُنْثَنٍ وَمُصَمِّمُ
ولكمْ تسامى ، بالرّفيعِ نصابُهُ،
خطرٌ، فناصبَهُ الوضيعُ الألأمُ
وأشدُّ فَاجِعَة ِ الدّواهِي مُحْسِنٌ
يسعى ، ليعلِقَهُ الجريمة َ مجرِمُ
تَلَقى الحسودَ أصمَّ عن جَرْسِ الوفا،
ولَقد يُصِيخُ، إلى الرُّقاة ِ، الأرْقَمُ
قُلْ للبُغاة ِ المُنْبضِينَ قِسِيَّهُمْ:
سَتَرَوْنَ مَنْ تُصْمِيهِ تلكَ الأسهُمُ
أسررْتُمُ، فرأى ، نجيَّ عيوبكُمْ،
شَيحانُ، مَدّلُولٌ عليها، مُلهَمُ
وعبَأتُمُ للفِسْقِ ظُفْرَ سِعايَة ٍ
لم يعدُكُمْ أنْ ردَ، وهوَ مقلَّمُ
ونبذْتُمُ التّقْوَى وراء ظهورِكُمْ،
فغدا، بغيضَكُمُ، التّقيُّ الأكرَمُ
ما كانَ حِلْمُ مُحمّدٍ لِيُحِيلَهُ
عن عهدِهِ دغِلَ الضّميرِ، مذمَّمُ
مَلِكٌ تَطَلّعَ للنّواظِرِ غُرَّة ً،
زهراءَ، يبديهَا الزّمانُ الأدْهَمُ
يَغْشَى النّواظِرَ من جَهِيرِ رُوائهِ،
خَلقٌ، يُرَى ملءَ الصّدورِ، مُطَهَّمُ
وسنَا جبينٍ يستطيرُ شعاعُهُ،
يُغني، عن القَمَرَينِ، مَن يَتَوَسّمُ
صلْتٌ،تودُّ الشّمسُ لوْ صيغتْ لهُ
تاجاً، ترصِّعُ جانبَيْهِ الأنْجُمُ
فضَحَتْ مَحاسِنُهُ الرّياضَ بكَى الحَيا(8/54)
وهناً عليهَا، فاغتدَتْ تتبسّمُ
بالقَدْرِ يَبْعُدُ، والتّواضُعِ يَدني،
وَالبِشْرِ يَشْمِسُ، وَالنّدى يَتَغَيّمُ
جذلانُ، في يومِ الوغَى ، متطلِّقٌ
وَجْهاً إلَيْهَا، والرّدَى مُتَجَهِّمُ
بأسٌ، كمَا صالَ الهِزَبْرُ، إزَاءَهُ
جودٌ، كما جاشَ الخضمُّ الخضرِمُ
نفسِي فداؤكَ، أيّها الملكُ، الذي
كلُّ المُلوكِ لَهُ، العَلاءَ، تُسَلِّمُ
سدتَ الجميعَ، فليسَ منهمْ منكرٌ،
أنْ صِرْتَ فَذَّهُمُ الذي لا يُتْأمُ
لا غَرْوَ، أُمُّ المَجدِ، في بِكْرِ الحِجى
من أن يُضافَ إلَيكَ صِنوٌ، أعقَمُ
فاحسِمْ دواعيَ كُلّ شَرّ دُونَهُ؛
فالدّاءُ يسرِي، إنْ عدا، لا يحسَمُ
كم سقطِ زندٍ قد نما، حتى غدا
بركانَ نارٍ، كلَّ شيءٍ تحطِمُ
وكذلكَ السّيلُ الجحافُ، فإنّما
أُولاهُ طَلٌّ، ثُمّ وَبْلٌ يَثْجُمُ
وَالمالُ يُخرِجُ أهْلَهُ عَنْ حَدّهمْ؛
وافهَمْ فإنّكَ بالبواطنِ أفهَمُ
واذكرْ صنيعَ أبيكَ، أوّلَ أمرِهِ،
في كلّ متّهمٍ، فإنّكَ تعلمُ
لم يبقِ منهُمْ منْ توقّعَ شرَّهُ،
فصفَتْ لهُ الدّنيا، ولذّ المطعمُ
فعلامَ تنكُلُ عنْ صنيعٍ مثلِهِ؛
ولأنتَ أمضَى في الخطوبِ، وأشهَمُ
وَجَنابُكَ الثَّبْتُ، الذي لا يَنْثَني؛
وحسامُكَ العضْبُ، الذي لا يكهمُ
والحالُ أوسعُ، والعوالي جمّة ٌ؛
وَالمَجدُ أشمَخُ، وَالصّرِيمَة ُ أصرَمُ
لا تتركَنْ للنّاسِ موضعَ شبهة ٍ،
وَاحْزُمْ، فمِثلُكَ في العَظائمِ أحزَمُ
قَدْ قالَ شاعرُ كِندَة ٍ، فِيما مَضى ،
بيتَاً على مرّ اللّيالي يعلَمُ:
لا يَسْلَمُ الشّرفُ الرّفيعُ منَ الأذَى
حتّى يراقَ على جوانبِهِ الدّمُ
فرقٌ عوَتْ، فزأرْتَ زأرَة َ زاجرٍ،
راعَ الكليبَ بها السَّبنتى الضّيغَمُ
يا ليتَ شعرِي ! هل يعودُ سفيهُهم،
أمْ قد حَماهُ النّبحَ، ذاك، المِكْعَمْ؟
لي منكَ، فليذُبِ الحسودُ تلظيّاً،
لطفُ المكانة ِ، والمحلُّ الأكرَمُ
وَشُفُوفُ حَظٍّ، لَيس يفْتأُ يُجْتَلى
غَضَّ الشّبابِ، وَكُلُّ حظٍّ يَهرَمُ(8/55)
لم تُلفَ صَاغِيتي، لدَيكَ، مُضاعَة ً،
كلاّ ولا خفيَ اصطناعي الأقدَمُ
بلْ أوْسَعَتْ حفظاً، وصدقَ رعاية ٍ،
ذِمَمٌ مُوَثَّقَة ُ العُرا، لا تُفْصَمْ
فليخرِقَنّ الأرضَ شكرٌ منجدٌ
مني، تَنَاقَلُهُ المَحافِلُ، مُتْهِمْ
عَطِرٌ، هوَ المِسكُ السَّطوعُ، يطيبُ في
شَمّ العُقُولِ أرِيجُهُ المُتَنَسَّمُ
وإذا غُصُونُ المَكْرُماتِ تَهَدّلَتْ،
كانَ، الثّناءَ، هَدِيلُهَا المُتَرنِّمُ
الفخرُ ثغرٌ، عن حفاظِكَ، باسمٌ؛
والمجدُ بُرْدٌ، من وَفائِكَ، مُعَلَمُ
فاسلَمْ مَدَى الدّنيا، فأنْتَ جَمالُها،
وَتَسوّغِ النُّعْمَى ، فإنّكَ مُنْعِمُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إنّ للأرضِ والسّماء وللما
إنّ للأرضِ والسّماء وللما
رقم القصيدة : 13708
-----------------------------------
إنّ للأرضِ والسّماء وللما
ءِ عَليْنَا أذِمْة ً لا تُذَمُّ
هيَ بَعضُ اسمِ مَنْ أُحِبُّ وَلاءً،
وَبِتَكْرِيرِ بَعْضِهَا يَسْتَتِمْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
رقم القصيدة : 13709
-----------------------------------
أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ
مِنْ لفْظَة ٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا،
قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ
أبْدَعَها خاطِرٌ، بَدائِعُهُ،
في النّظْمِ، حازَتْ جَلالَة َ الخطَرِ
العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ،
منْ نفسِ الرّوْضِ، رقّ في السّحرِ
يا رَاقِمَ الوَشْيِ، زَانَهُ ذَهَبٌ،
رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ
وناظِمَ العقدِ، نظمَ مقتدرٍ،
يفصِلُ، بينَ العيونِ، بالغُرَرِ
لي بالنّضالِ، الذي نشطَتْ لهُ،
عَهْدٌ قَدِيمٌ، مُعَجِّمُ الأثَرِ
هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ، وقد
تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ
ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ
غَرِيضَهُ النَّورِ، غَضَّهُ الثّمَرِ
تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ،(8/56)
مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ
إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ، سَوّغَهُ اللّـ
ـهُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ
الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ، إذا
قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَة ِ الخبَرِ
نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ
كَالحَجّ، تَتْلُوة ُ بَرّهُ العُمَرِ
شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ، بإخـ
ـلاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ
مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ
لمْ يَرْضَ، في العُذْرِ، مِشية َ الخَمَرِ
وقُلْتُ: مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ الـ
ـظُّلْمِ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ
وَلي مَعاذِيرُ، لَوْ تَطَلّعُ في
ليلِي سرارٍ، أغْنَتْ عنِ القمرِ
منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا الـ
ـجالِبَ، مَا قلتُهُ، إلى هجرِ
لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ
سَرْوُكَ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ
فاكتَفِ منْهُ بنظرة ٍ عننٍ،
لا حظّ فيه لكرّة ِ النّظَرِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا بَانِياً كُلَّ مَجْدِ؛
يا بَانِياً كُلَّ مَجْدِ؛
رقم القصيدة : 13710
-----------------------------------
يا بَانِياً كُلَّ مَجْدِ؛
وهَادِماً كُلَّ وَجْدِ
جسمُ السّرورِ سويٌّ،
مِنْ صَوْغِ نُعْمَاكَ، عندِي
فَهَبْ لَهُ رُوحَ رَاحٍ،
يَنْطِقْ بِأحْفَلِ حَمْدِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قد بَعَثْناهُ يَنفَعُ الأعضاءَ،
قد بَعَثْناهُ يَنفَعُ الأعضاءَ،
رقم القصيدة : 13711
-----------------------------------
قد بَعَثْناهُ يَنفَعُ الأعضاءَ،
حينَ يجلو، بلطفِهِ، السَّخْناءَ
جاءَ يزْهَى بمستشفٍّ رقيقٍ،
يخدَعُ العينَ رقّة ً وصفاء
تنفُذُ العينُ منهُ في ظرْفِ نورٍ،
ملأتْهُ أيْدي الشُّموسِ ضياء
أكْسَبَتْهُ الأيّامُ بَرْدَ هَوَاءٍ،
فهوَ جسمٌ قد صيغَ ناراً وماء
مَنظَرٌ يُبهِجُ القُلوبِ، وطَعَمٌ
تشكرُ النّفسُ عهدَهُ استمراء
لذّة ُ الوصلِ نالَهُ، بعد يأسٍ،
كلفٌ طالَما تشكَى الجفاء
يفضحُ الشّهدَ طعمُهُ، كلّما قيـ
ـسَ إليهِ، ويخجِلُ الصّهباء
فضلَ السّابقَ المقدَّمَ، في النّضْـ(8/57)
ـجِ، فأزْرَى بطعمِهِ إزْرَاء
غيرَ أنّي بَعَثْتُ هَذا غِذاءً،
يشتهِيهِ الفتى ، وذاكَ دوَاء
مُلْطِف يُبْرِدُ المِزَاجَ، إذا
جاشَ التهاباً، ويقمعُ الصّفراء
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قُلْ لأبي حَفصٍ، ولمْ تَكذِبِ،
قُلْ لأبي حَفصٍ، ولمْ تَكذِبِ،
رقم القصيدة : 13712
-----------------------------------
قُلْ لأبي حَفصٍ، ولمْ تَكذِبِ،
يا قمرَ الدّيوانِ والموْكبِ
ما لأبي صَفْوانَ، مألُوفِنَا،
أبْرَقَ في الأُلفَة ِ عَنْ خُلَّبِ؟
ولمْ يَعُدْ، إلاّ كما يَتّقي،
مسترقُ السّمعِ، من الكوكبِ؟
عنِّفْهُ، باللهِ، على فعلِهِ،
واشتِمْ، وإن لم يستقمْ، فاضرِبِ
وَعاطِهِ صَهْبَاءَ مَشْمولَة ً،
يرى لهَا المشرقَ في المغربِ
وليشرَبِ الأكثرَ منْ كأسِهِ،
واعمِدْ إلى فَضْلَتهِ فاشرَبِ
عُقُوبَة ٌ، أحْسِنْ بِها سُنَّة ً،
في مثلِهِ، منْ حسنٍ مذنبِ
وبَاكِرَا الطّيبَ، ورَوْحا لَهُ،
فأنتُما في زمنٍ طيّبِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،
أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،
رقم القصيدة : 13713
-----------------------------------
أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،
فمَا لقلبيَ عنْهُ منْ مذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثّغْرِ لَهُ نُقطَة ٌ
مِنْ عَنْبَرٍ في خَدِّهِ المُذْهَبِ
أنْسَانيَ التّوبَة َ مِنْ حُبّهِ
طلوعُهُ شمْساً منَ المغربِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
رقم القصيدة : 13714
-----------------------------------
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟
وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا
أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ
فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ
لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي
تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي
ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي(8/58)
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ
لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ
رقم القصيدة : 13715
-----------------------------------
لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ
مُحَيّاكِ من أجلِ النّوَى والتّفَرّقِ
وكيفَ يطيبُ العيشُ دونَ مسرّة ٍ
وأيّ سُرورٍ للكَئيبِ المُؤَرَّقِ؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا
قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا
رقم القصيدة : 13716
-----------------------------------
قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا
وصرَفْنَا إليهِ عنْكِ النّفوسَا
وَلَبِسْنَا الجَدِيدَ مِنْ خِلَعِ الحُـ
ـبّ ولمْ نألُ أنْ خلعْنَا اللّبيسَا
ليسَ منكِ الهوَى ولا أنْتِ منْهُ
اهبِطي مِصرَ أنتِ مِنْ قَومِ مُوسَى
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي
وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي
رقم القصيدة : 13717
-----------------------------------
وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي
قمرٌ لا ينالُ منهُ السِّرارُ
جالَ ماءُ النّعيمِ منْهُ بخدٍّ
فيهِ للمستشفّ نورٌ ونارُ
مُتَجَنٍّ يَحلُو تَجَنّيهِ عِنْدِي
فهوَ يجني ومنّيَ الإعتذارُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ
أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ
رقم القصيدة : 13718
-----------------------------------
أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ
أنَا مُستوْدَعٌ لِعِلْقٍ شريفِ
أنا كالصّدرِ في الإحاطة ِ بالرّا
حِ إذا الرّاحُ كالضّميرِ اللّطيفِ
سَلْ عنِ الطّيّباتِ فَهيَ فُنونٌ
أُلْفَتْ فيّ أحسَنَ التأليفِ
أيُّ حسنٍ يفي بحسنيَ محمُو
لا بِكفّيْ وصَفْيَة ٍ أوْ وَصِيفِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ
لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ
رقم القصيدة : 13719
-----------------------------------
لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ(8/59)
بِطاغِيَة ٍ قد حُمّ منهُ حِمَامُ
تجانبَ صوبُ المُزْنِ عن ذلكَ الصّدى
ومَرّ عليهِ الغَيْثُ وَهوَ جَهامُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ
وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ
رقم القصيدة : 13720
-----------------------------------
وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ
ولكنّمَا ولاّدَة ٌ تشتهي ضرْبي
فقامَتْ تجرّ الذّيْلَ عاثرة ً بهِ
وتمسحُ طلَّ الدّمعِ بالعنَمِ الرَّطبِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ
عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ
رقم القصيدة : 13721
-----------------------------------
عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ
مِنْ أُفْقِ مَن أنا في قَلبي أُشاطِرُهُ
أرَادَ تَجديدَ ذِكراهُ على شَحَطٍ
وما تَيَقّنَ أنّي الدّهرَ ذاكِرُهُ
نأى المزارُ بهِ والدّارُ دانية ٌ
يا حبّذا الفألُ الوْ صحّتْ زواجِرُهُ
خلّي أبَا الجيشِ هل يقضي اللّقاءُ لنا
فيَشْتَفي مِنكَ قَلبٌ أنتَ هاجِرهُ؟
قِصارُهُ قَيصَرٌ إنْ قامَ مُفْتَخِراً
للهِ أوّلُهُ مجداً وآخرُهُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ
كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ
رقم القصيدة : 13722
-----------------------------------
كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ
وقدْ زهرَتْ فيهِ الأزاهرُ كالزّهرِ
ترُشّ بماء الوردِ رشّاً وتنثني
لِتَغْلِيفِ أفْواهٍ بِطَيّبَة ِ الخَمْرِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
رقم القصيدة : 13723
-----------------------------------
أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
لوْ فَرَّقتْ بَينَ بَيْطارٍ وعَطّارِ
قالوا: أبُو عامِرٍ أضْحَى يُلِمُّ بها،
قلتُ: الفراشة ُ قد تدنو من النّارِ
عَيّرْتُمُونا بأنْ قَد صارَ يَخْلُفُنا(8/60)
فِيمَنْ نُحِبّ وما في ذاكَ مِنْ عارِ
أكلٌ شهيٌّ أصبْنَا منْ أطايبِهِ
بَعْضاً وبَعْضاً صَفَحْنَا عَنهُ للفَارِ
العصر العباسي >> البوصيري >> أزمعوا البين وشدوا الركابا
أزمعوا البين وشدوا الركابا
رقم القصيدة : 13724
-----------------------------------
أزمعوا البين وشدوا الركابا
فاطلبِ الصبرَ وخَلِّ العِتابا
ودنا التَّودِيع مِمَّنْ وَدِدْنا
أنَّهم داموا لدينا غِضابا
فاقْرِ ضَيْفَ البَيْنِ دمعاً مُذالاً
ياأخا الوجدة قلباً مذابا
فمَنِ اللائِمُ صبّاً مَشُوقاً
أَنْ بَكى أحْبابَهُ والشَّبابا
إنما أغرى بنا الوجد أنا
ما حسبنا لفراق حسابا
وَعُرِيْبٌ جَعَلُوا بالمَصَلَّى
كل قلب يوم ساروا نهابا
عَجَباً كيف رضُوا أنْ يَحلُّوا
مِنْ قلوبٍ أحرقوها قِبابا
أضْحَتِ الأرضُ التي جاوَرُوها
يَحْسُدُ العَنْبَرُ منها الترابا
لاتكذب خبراً أن سلمى
سَحَبَتْ بالتُّرْبِ ذَيْلاً فَطابا
وَكَسَتْهُ حُلَلَ الرَّوْضِ حتى
تَوَّجَتْ منها الرُّبَا وَالهِضابا
ابْتَسَمَتْ عَنْ مِثْلِ كأْسِ الحُمَيَّا
نَظَمَ الماءُ عليها حَبابا
سُمْتُها لَثْمَ الثنايا فقالتْ
إنَّ مِنْ دُونِكَ سُبْلاً صِعابا
حرست عقرب صدغي خدي
وَحَمَتْ حَيَّة ُ شَعْري الرُّضابا
وَيْحَ مَنْ يَطْلُبُ مِنْ وَجْنَتَيَّ الـ
ـوَرْد أوْ مِنْ شَفَتَيَّ الشَّرابا
حق من كان لهحب سلمى
شُغُلاً أنْ يَسْتَلِذَّ العذابا
ولمن يمدح خير البرايا
أَنْ يَرَى الفَقْرَ عَطءً حِسابا
وَكفاني باتِّباسثعِي طَرِيقاً
رغب المختار فيها رغابا
كلما أُوتِيتُ منها نَصِيباً
قُلْتُ إني قدْ مَلكْتُ النِّصابا
يا حَبيباً وَشَفِيعاً مُطاعاً
حَسْبُنَا أنَّ إليك الإيابا
لم نقل فيك مقال النصارى
إذ أضلوا في المسيح الصوابا
إنما أنت نذير مبين
أنزل الله عليك الكتابا
بلسان عربي بليغ
أفحم العرب فعيَّت جوابا
يطمع الأسماع فيه بياناً
وسنا طبه على العقل يابا
حَوَتِ الكُتْبُ لُبَاباً وَقِشْراً(8/61)
وهو حاو من اللباب لبابا
يَجْلِبُ الدُّرَّ إلى سامِعِيه
كلمٌ لم ير فيه اجتلابا
أشرقت أنواره فرأينا الرأ
سَ رَأْساً وَالذُّنابِي ذُنابا
وَرأَى الكُفَّارُ ظِلاَّ فَضَلُّوا
وَيْحَهُمْ ظَنُّوا السَّرابَ الشَّرابا
وإذا لم يصح باعلم ذوق
وجد الشهد من الجهل صابا
كيف يهدي الله منهم عنيداً
كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى
وَإذا جِئْتَ بآياتِ صدْقٍ
لم تَزِدْهم بِكَ إلاَّ ارْتيابا
أنتَ سِرُّ الله في الخَلْقِ وَالسِّـ
ـر على العمى أشد احتجابا
عاقب ماحٍ محا الله عنك
بك ما نحذر منه العقابا
خصه الله بخلق كريم
ودعا الفضل له فاستجابا
وله من قاب قوسين ما شر
ف قوسين بذكر وقابا
مِنْ دُنُوٍّ وَشُهُودٍ وَسِرٍّ
بانَ عنه كلُّ وَاشٍ وغابا
وَعلومٍ كَشَفَتْ كلَّ لَبْسٍ
وجلتْ عن كل شمسٍ ضبابا
لم ينلها باكتسابٍ وفضلُ اللـ
ـهِ ماليس ينالُ اكتسابا
وإذا زار حبيبٌ محباً
لاتسل عن زائر كيف آبا
كل من تابعه نال منه
نَسَباً مِنْ كلِّ فضل قِرابا
شرف الأنساب طوبى لأصلٍ
وَلِفَرْعٍ حازَ منه انتسابا
دِينه الحقُّ فدَعْ ما سِواه
وخذ الماء وخلِّ السرابا
جعل الزهد له والعطايا
والتقى والبأسَ والبرَّ دَابا
أنقذَ الهلكى وربى اليتامى
وفَدَى الأسرَى وفَكَّ الرِّقابا
بصر العمى فياليت عيني
مُلِئَتْ مِنْ أَخمَصيَه تُرابا
أَسْمَعَ الصُّمَّ فَمنْ لي بِسَمْعِي
لو تَلَقَّى لفْظَهُ المُستطابا
ودعا الهيجاء فارتاحت السـ
ـمر اهتزازاً والسيوف انتدابا
تطربُ الخيلُ برقع فتختا
لُ إلى الحربِ وتَعْدوا طِرابا
مِنْ عِتَاقٍ رَكِبَتْها كُماة ٌ
لم يخافوا للمنون ارتكابا
كلُّ نَدْبٍ لوْ حَكَى غَرْبَهُ السَّيْـ
ـفُ لَمَا اسْتصحبَ سَيْفٌ قِرَابا
قاطعَ الأهلِينَ في الله جَهْراً
لَمْ يَخَفْ لَوْماً ولم يَخْشَ عتابا
لم يبالِ حين يغدو مصيباً
في الوغى أو حِين يَغْدوا مُصابا
مِنْ حُمَاة ٍ نَصَروا الدِّينَ حتى
أصبح الإسلام أحمى جنابا(8/62)
رَفعُوا الإسلامَ مِنْ فوقِ خيْلٍ
أَرْكَبَتْ كلَّ عُقَابٍ عُقابا
خضبوا البيض من الهام حمراً
ما تَزالُ البِيضُ تَهْوَى الخِضابا
لم يريدوا بذكورٍ جلوها
لِلحُرُوبِ العُونِ إلاّ الضِّرَابا
أَرْغَمَ الهادي أُنُوفَ الأَعادي
برضاهم وأذلَّ الرقابا
فأطاعته الملوك اضطراراً
وأجابته الحصونُ اضطرابا
وصناديدُ قُرَيْش سَقاها
حَتْفَها سَقْيَ اللِّقاحِ السِّقابا
حَلَبُوا شَطْرَيْهِ في الجودِ والبَأْ
سِ فأَحْلَى وأَمَرَّ الحِلابا
وجَدُوا أخْلاَفَ أخْلاَقِهِ في الخِصْـ
ـبِ والجدبِ تعاف الخصابا
درُّها أطيبُ درٍّ فإن أمـ
ـكنك الحلبُ فراعِ العِطابا
جَيَّشَ الجَيْشَ وسرى السرايا
ودعا الخيلَ عقاقا عرابا
وهْوَ المَنْصُورُ بالرُّعْبِ لو شا
ءَ لأغنى الرعب عنها ونابا
لو تَرى الأَحزابَ طاروا فِراراً
خلتهم بين يديه ذبابا
أَوَلَم تَعجبْ له وهوَ بَحْرٌ
كيف يَسْتَسْقِي نَدَاهُ السَّحابا
كانتِ الأرض مواتاً فأحيا
بالحيا منها المواتَ انسكابا
نزعتْ عنها من المحلِ ثوباً
وكَستْها مِنْ رِياضٍ ثيابا
سَيِّدٌ كيفَ تأَمَّلْتَ معنا
هُ رَأتْ عَيْناكَ أَمراً عُجابا
من يزرهُ مثقلاً بالخطايا
عادَ مَغْفُورَ الخطايا مُثابا
ذكره في الناسِ ذكرٌ جميلٌ
قال للكونينِ طيبا فطابا
وسِعَ العَالمَ عِلْماً وجُوداً
فدعا كلاً وأرضى خطابا
فَتَحَلَّتْ منه قَوْمٌ عُقُوداً
وتحلَّت منه قومٌ سِخابا
ليتني كنتُ فيمن رآهُ
أتقى عنهالأذى والسِّبابا
يومَ نالتهُ بإفكٍ يهودٌ
مثلما استنبحَ بدرٌ كِلابا
فادْعُني حَسَّانَ مَدْحٍ وزِدْني
إنني أحسنت منه المنابا
يارسول الله عذراً إذا هِبْـ
ـتُ مقاماً حقه أن يهابا
إنني قُمْتُ خَطيباً بِمَدْحِيـ
ـك ومن يملك منه الخطابا
وتَرَامَيْتُ به في بِحارٍ
مُكْثراً أمواجَها والعُبابا
بقوافٍ شُرِعتْ لأعادي
وجَدُوها في نفوسٍ حِرَابا
هي أمضى من ظبي البيض حداً
في أعادِيكَ وأنْكَى ذُبابا
فارضه جهدَ محبٍ مقلٍّ(8/63)
صانهُ حبك من أن يُعابا
شابَ ففي الإسلام لكن له فيـ
ـكَ فؤادٌ حبه لن يُشابا
يَتهَنَّى بالأمانيِّ إنَّهُ
ـهُ قبلَ مماتٍ أنابا
كلما أوسعه الشيبُ وعظا
ضيَّقَ الخوفُ عليه الرحابا
ضَيَّعَ الحَزْمَ وفيه شباب
وأتى معتذرا حين شابا
وغدا من سوءِ ماقد جناهُ
نادِماً يَقْرَعُ سِنَّاً وَنابا
أفلا أرجو لذنبي شفيعاً
مارجاه قط راجٍ فخابا
أحمد الهادي الذي كلما جئـ
ـتُ إليه مُسْتَثِيباً أثابا
فاعذِروا في حُبِّ خيرِ البرايا
إن غبطنا أو حسدنا الصحابا
إن بدا شمساً وصاروا نجوماً
وطمى بحراً وفروا ثغابا
أقلَعَتْ سُحْبُ سُفْنِهِمْ سِجالا
من علوم ووردنا انصبابا
وَغَدَوْنا بينَ وَجْدٍ وَفَقْدٍ
يَعْظُم البُشْرَى به وَالمُصابا
وَتَبَارَأْنَا من النَّصْبِ وَالرَّفْـ
ـضِ وأوجبنا لكل جنابا
إن قوماً رضى الله عنهم
مالنا نلقى عليهم غضابا
إنني في حُبِّهم لا أُحابي
أحداً قط ومن ذا يُحابى
صلوات الله تَتْرَى عليه
وعليهم طيباتٌ عذابا
يفتحُ اللهُ علينا بها من
جودهِ والفضلِ بابا فبابا
ماانتضى الشرقُ من الصبحِ سيفاً
وَفَرَى مِنْ جُنْحِ لَيلٍ إهابا
العصر العباسي >> البوصيري >> بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
رقم القصيدة : 13725
-----------------------------------
بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً
وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
نبي كامل الأوصافِ تمت
محاسنه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا
إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً
إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ
عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً
فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً
يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ
وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ(8/64)
وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
تبوأ قاب قوسين اختصاصاً
ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
مناصبهُ السنيّة ليس فيها
لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما
تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
يجدد في قعودٍ أو قيامٍ
له شوقي المدرس والخطيبُ
على قدرٍ يمد الناس علماً
كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه
كما استهدى من البحر القليبُ
بدت للناس منه شموسُ علمٍ
طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
وألهمنا به التقوى فشقتْ
لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ
وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
مهذبة ٌ بنور الله ليست
كأخلاق يهذبها اللبيبُ
وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ
فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً
وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ
سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً
كغادية عزاليها تصوبُ
فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها
بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ
وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي
وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ
ولما صار ذاك الغيث سيلاً
علاهُ من الثرى الزبدُالغريبُ
فلاتنسبْ لقول الله ريباً
فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ
فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً
فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ
فَخالِفْ أُمَّتَيْ موسى وَعيسى
فما فيهم لخالقه منيبُ
فَقَوْمٌ منهم فُتِنُوا بِعِجْلٍ
وَقَوْماً منهمْ فَتَنَ الصَّليبُ
وَأحبارٌ تَقُولُ لَهُ شَبِيهٌ
وَرُهْبَانٌ تَقُولُ لَهُ ضَرِيبُ
وَإنَّ محمداً لرَسولُ حَقٍّ
حسيبٌ فينبوته نسيبُ
أمين صادقٌ برٌّ تقيٌّ
عليمٌ ماجِدٌ هادٍ وَهُوبُ
يريك على الرضا والسخط وجهاً
تَرُوقُ به البَشَاشَة ُ وَالقُطوبُ
يُضِيءُ بِوَجْهِهِ المِحْرابُ لَيْلاً
وَتُظْلِمُ في النهارِ به الحُروبُ
تقدمَ من تقدمَ من نببيٍّ
نماهُ وهكذا البطلُ النجيبُ
وصَدَّقَهُ وحَكَّمَهُ صَبِيّاً
من الكفار شبانٌ وشيبُ(8/65)
فلما جاءَهم بالحقِّ صَدُّوا
وصد أولئك العجب العجيبُ
شريعتُهُ صراطٌ مُستقيمٌ
فليس يمسنا فيها لغوبُ
عليك بها فإن لها كتاباً
عليه تحسد الحدق القلوبُ
ينوب لها عن الكتب المواضي
وليست عنه في حال تنوبُ
ألم تره ينادي بالتحدي
عن الحسن البديعِ به جيوبُ
وَدَانَ البَدْرُ مُنْشَقّاً إليه
وأفْصَحَ ناطِقاً عَيْرٌ وَذِيبُ
وجذع النخلِ حنَّ حنينَ ثكلى
لهُ فأَجابهُ نِعْمَ المُجِيبُ
وَقد سَجَدَتْ لهُ أغصانُ سَرْحٍ
فلِمَ لا يؤْمِنُ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ
وكم من دعوة في المحلِ منها
رَبَتْ وَاهْتَزَّتِ الأرضُ الجَدِيبُ
وَروَّى عَسْكراً بحلِيبِ شاة ٍ
فعاودهم به العيش الخصيبُ
ومخبولٌ أتاهُ فثاب عقلٌ
إليه ولم نخلهُ له يثوب
وما ماءٌ تلقى وهو ملحٌ
أُجاجٌ طَعْمُهُ إلاّ يَطِيبُ
وعينٌ فارقَتْ نظراً فعادت
كما كانت وردّ لها السليبُ
ومَيْتٌ مُؤذِنٌ بِفِراقِ رُوحٍ
أقام وسرِّيَتْ عنه شعوبُ
وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً
تُوفي وهو منضودٌ شنيب
ونخلٌ أثمرتْ في دون عامٍ
فغارَ بها على القنوِ العسيبُ
ووفى منه سلمانٌ ديوناً
عليه ما يوفيها جريب
وجردَ من جريدِ النخلِ سيفاً
فقيل بذاك للسيفِ القضيب
وهَزَّ ثَبِيرُ عِطْفَيْهِ سُروراً
به كالغصنِ هبتهُ الجنوبُ
ورَدَّ الفيلَ والأحزابَ طَيْرٌ
وريحٌ مايطاقُ لها هبوبُ
وفارسُ خانها ماءٌ ونارٌ
فغيِضَ الماءُ وانطفَأَ اللَّهيبُ
وَقد هَزَّ الحسامَ عليه عادٍ
بِيَومٍ نَوْمُه فيه هُبوبُ
فقام المصطفى بالسيفِ يسطو
على الساطي به وله وثوبُ
وريعَ له أبو جهلٍ بفحلٍ
ينوبُ عن الهزبرِله نيوبُ
وشهبٌ أرسلتْ حرساً فخطتْ
على طرسِ الظلامِ بها شطوبُ
ولم أرَ معجزاتٍ مثل ذكرٍ
إليه كلُّ ذِي لُبٍّ يُنِيبُ
وما آياته تحصى بعدٍّ
فَيُدْرِكَ شَأْوَها مني طَلوبُ
طفقتُ أ'دُّ منها موجَ بحرٍ
وَقَطْراً غَيْثُهُ أَبداً يَصُوبُ
يَجُودُ سَحابُهُنَّ وَلا انْقِشَاعٌ
وَيَزْخَرُ بَحْرُهُنَّ ولا نُضُوبُ(8/66)
فراقك من بوارقها وميضٌ
وشاقك من جواهرها رسوبُ
هدانا للإله بها نبيٌّ
فضائله إذا تحكى ضروبُ
وأَخبَرَ تابِعِيِه بِغائِباتٍ
وليس بكائن عنه مَغيبُ
ولا كتبَ الكتابَ ولا تلاه
فيلحدَ في رسالته المريبُ
وقد نالوا على الأمم المواضي
به شرفاً فكلهم حسيبُ
وما كأميرِنا فيهم أميرٌ
ولا كنقِيبنا لهمُ نقيبُ
كأن عليمنا لهم نبيٌّ
لدعوتِهِ الخلائقُ تستجيبُ
وقد كتبتْ علينا واجباتٌ
أشَدُّ عليهمُ منها النُّدوبُ
وما تتضاعفُ الأغلالُ إلاَّ
إذا قستِ الرقابُ أو القلوبُ
ولما قيلَ للكفارِ خُشْبٌ
تحكَّمَ فيهم السيفُ الخشيبُ
حَكَوْا في ضَرْبِ أمثلة ٍ حَمِيراً
فوَاحِدُنا لألْفِهِمُ ضَرُوبُ
وما علماؤنا إلا سيوفٌ
مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ
سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ
لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ
ولم يفتنهمُ ماءٌ نميرٌ
من الدنيا ولا مرعى ً خصيبُ
ولم تغمضْ لهم ليلاً جفونٌ
ولا ألفتْ مضاجعها جنوبُ
يشوقكَ منهم كل ابنِ هيجا
على اللأواء محبوبٌ مهيبُ
له مِنْ نَقْعِها طَرْفٌ كَحِيلٌ
ومِنْ دَمِ أُسْدِها كَفٌّ خَضِيبُ
وتنهالُ الكتائبُ حين يهوى
إليها مثلَ ما انهال الكثيبُ
على طرق القنا للموتِ منه
إلى مهجِ العدا أبداً دبيبُ
يُقَصِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي
فيَرْجِعُ وهْوَ مسلوبٌ سَلوبُ
ذوابلُ كالعقودِ لها اطرادٌ
فليس يشوقها إلا التريبُ
يخرُّ لرمحهِ الرُّوميُّ أني
تيقنَ أنه العودُ الصليبُ
ويَخْضِبُ سَيفَهُ بِدَمِ النَّواصي
مخافة َ أن يقالَ به مشيبُ
له في الليل دمعٌ ليس يرقا
وقلبٌ ما يَغِبُّ له وجِيبُ
رسول الله دعوة َ مستقيلٍ
من التقصيرِ خاطرهُ هبوبُ
تعذَّر في المشيبِ وكان عياً
وبُردُ شبابه ضافٍ قشيبُ
ولا عَتْب على مَنْ قامَ يَجْلو
محاسِنَ لا تُرَى معها عيوبُ
دعاك لكلِّ مُعْضِلة ٍ أَلَّمتْ
به ولكلِّ نائبة ٍ تَنُوبُ
وللذَّنْبِ الذي ضاقَتْ عليه
به الدنيا وجانبُها رَحيبُ
يراقبُ منه ما كسبت يداه
فيبكيه كما يبكي الرقوبُ(8/67)
وأني يهتدي للرشدِ عاصٍ
لغاربِ كل معصية ٍ ركوبُ
يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ
وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ
تقاضتهُ مواهبكَ امتداحاً
وَأوْلَى الناسِ بالمَدْحِ الوَهوبُ
وأغراني به داعي اقتراحٍ
عليَّ لأمرهِ أبداً وجوبُ
فقلتُ لِمَنْ يَحُضُّ عَلَى َّ فيه
لعلَّكَ في هواهُ لي نَسيبُ
دَلَلْتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمي
وَسَهْمُكَ في الهَوَى كلٌّ مُصيبُ
لجودِ المصطفى مُدَّت يدانا
وما مدتْ له أيدٍ تخيبُ
شفاعَتهُ لنا ولكلِّ عاصٍ
بقدرِ ذنوبه منها ذنوبُ
هُوَ الغَيْثُ السَّكُوبُ نَدًى وَعِلْماً
جَهِلْتُ وما هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ
صلاة ُ الله ما سارت سَحابٌ
عليه ومارسا وثوى عسيبُ
العصر العباسي >> البوصيري >> وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ
وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ
رقم القصيدة : 13726
-----------------------------------
وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ
خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ
لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه
ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ
لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه
ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ
لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ
إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ
يستغفرُ الله الذنوبَ وقلبه
شرهاً على أمثالها يتوثبُ
يُغْرِي جَوَارِحَهُ عَلَى شَهَوَاتِهِ
فكأَنَّه فيما استَبَاحَ مُكلِّبُ
أضْحَى بِمُعْتَرَكِ المَنايا لاهِياً
فكأَنَّ مُعْتَرَك المنايا مَلْعَبُ
ضاقت مذاهبه عليه فما له
إلاّ إلى حرم بطيبة َ مهربُ
مُتَقَطِّعُ الأسبابِ مِنْ أعمالِهِ
لكنه برجائه متسببُ
وقفت بجاه المصطفى آماله
فكأَنه بذُنوبه يَتَقَرَّبُ
وَبدا له أنَّ الوُقُوفَ بِبابِهِ
بابٌ لِغُفْرانِ الذُّنوبِ مُجَرَّبُ
صلَّى عليه الله إنَّ مَطامِعي
في جُودِهِ قد غارَ منها أشعَبُ
لمَ لا يغار وقد رآني دونه
أدركْتُ مِنْ خَيْرِ الوَرَى ما أَطلُبُ
ماذا أخافُ إذا وَقَفْتُ بِبابِهِ
وصَحائِفي سُودٌ ورَأْسيَ أشْيَبُ(8/68)
والمصطفى الماحي الذي يمحو الذي
يحصي الرقيبُ على المسيء ويكتبُ
بشرٌ سعيدٌ في النفوسِ معظمٌ
مِقْدارُه وإلى القلوبِ مُحبَّبُ
بجمالِ صُورَتِهِ تَمَدَّحَ آدَمٌ
وبيان ِمنطقهِ تشرّفَ يعربُ
مصباحُ كلِّ فضيلة ٍة إمامها
وَلِفَضْلِهِ فَضْلُ الخَلائِقِ يُنسَبُ
ردْ واقتبسْ من فضلهِ فبحارهُ
ما تَنْتَهي وشُموسُهُ ما تَغرُبُ
فلكلٍّ سارٍ مِنْ هُداهُ هِدَايَة ٌ
ولكا عافٍ من نداهُ مشربُ
وَلكلِّ عَيْنٍ منه بَدْرٌ طالعٌ
ولكلِّ قلبٍ منه لَيْثٌ أَغْلَبُ
مَلأَ العوالِمَ عِلْمُهُ وثَنَاءُهُ
فيه الوجودُ منوَّرٌ ومُطَيَّبُ
وهبَ الإلهُ لهُ الكمالَ وإنهُ
في غيرهِ من جنسِ مالا يوهبُ
كُشِفَ الغِطاءُ لهُ وقد أُسرِي به
فعُلومُهُ لا شيء عنها يَعْزُبُ
ولقاب قوسين انتهى فمحلهُ
من قاب قوسين المحل الأقربُ
ودَنَا دُنُوّاً لا يُزَاحِمُ مَنْكِباً
فيه كما زَعَمَ المكَيِّفُ مَنْكِبُ
فاتَ العبارَة َ والإشارَة َ فضلُهُ
فعليكَ منه بما يُقالُ ويُكْتَبُ
صَدِّقْ بما حُدِّثْتَ عنه فَفي الوَرَى
بالغيبِ عنه مصدقٌ ومكذبُ
واسمع مناقب للحبيبِفإنها
في الحسنِ من عنقاءَ مُغربَ أغرب
مُتَمَكِّنُ الأخلاقِ إلاَّ أنه
في الحكم يرضى للإله ويغضبُ
يشفي الصدورَ كلامهُ فداواؤهُ
طَوْراً يَمُرُّ لها وطَوراً يَعْذُبُ
فاطْرَبْ لتَسْبيحِ الحَصَى في كَفِّهِ
وَيَلَذُّ منْ كَرَمٍ لهم أن يَسْغَبُوا
والجِذْعُ حَنَّ لهُ وباتَ كمُغرَمٍ
قَلِقِ بِفَقَدِ حَبيبهِ يَتَكَرَّبُ
وسعتْ له الأحجارُ فهي لأمرهِ
تأتي إليه كما يشاءُ وتذهبُ
واهْتَزَّ مِنْ فَرَحٍ ثَبِيرٌ تَحْتَهُ
وَمِنَ الجِبالِ مُسَبِّحٌ ومُؤَوِّبُ
والنَّخْلُ أَثْمَر غَرْسهُ في عامِهِ
وَبَدا مُعَنْدَمُ زَهْوِهِ والمَذْهبُ
وَبَنانُهُ بالماءِ أَرْوَى عَسْكراً
فكأنه من ديمة ٍ يتصببُ
والشَّاة ُ إذْ عَطَشَ الرَّعِيلُ سَقَتْهُمُ
وهم ثلاثُ مئينَ مما يحلبُ
وشَفى جميعَ المُؤْلِمَات بِرِيقه(8/69)
يا طِيبَ ما يَرْقي به ويُطَيِّبُ
ومشى تظلله الغمامُ لظلها
ذَبْلٌ عليه في الهواجِر يُسْحبُ
وتَكَلَّم الأطفالُ والمَوْتى لَهُ
بعجائبٍ فليعجب المتعجبُ
والجَذْلُ مِنْ حَطَبٍ غَدا لِعُكاشَة ٍ
سيفا وليس السيف مما يُحطبُ
وعَسِيبُ نَخْلٍ صارَ عَضْباً صارِماً
يَومَ الوَغَى إذْ كل عَيْنٍ تُقلَبُ
وأضاءَ عُرْجُونٌ وسَوْطٌ في الدُّجى
عنْ أمرِهِ فكأَنَّ كُلاًّ كَوْكَبُ
وكأن دعوته طليعة قول كنْ
ما بَعْدَها إلا الإجابة َ مَوْكِبُ
تَحْظَى بها أبناءُ مَنْ يدعو لَهُ
فكأَنها وقْفٌ عَلَى مَنْ يُعْقِبُ
للناس فيها وابلٌ وصواعقٌ
نفسٌ بها تحيا ونفسٌ تعطبُ
والمحلُ إذْ عمَّ البلادَ بلاؤهُ
والريحُ يُشْمِلُ بالسَّمُومِ ويُجْنِبُ
واستسلمَ الوحشُ المروعُ لصيدهِ
جُوعاً وصَرَّ مِنَ الحَرورِ الجُنْدبُ
والذئبُ من طولِ الطوى يبكي على
رِمَمِ المَواشي وابنُ دايَة ينعَبُ
والناسُ قد ظنُّوا الظُّنونَ كأَنَّما
سَلَبَتْ قلوبَهم الرياحُ القُلَّبُ
لم تبكِ للأرضِ السماءُ ولا
رقتْ لشائمها البروق الخلبُ
فدعوك مخبوءاً لكل كريهة ٍ
جَلَّتْ كما يُخْبا الحُسامُ ويُنْدَبُ
فَرَفَعْتَ عَشْراً مِنْ أنامِلَ داعياً
فانهلَّ أسبوعاً سحابٌ صببُ
فطغى على بنيانِ مكة َ ماؤهُ
أو كادَ يَنْبُتُ في البيُوتِ الطُّحُلبُ
لولاَ سألتَ الله سُقيا رَحْمَة ٍ
ماتت به الأحياءُ ممايشربوا
فإذا البلاد وكل دارٍ روضة ٌ
فيما يَرُوقُ وكلُّ وادٍ مُعْشِبُ
قد جئتُ أستسقي مكارمكَ التي
يحيا بها القلب المواتُ ويخصبُ
يا مَنْ يُرَجَّى في القيامة ِ حيث لا
أمٌّ تُرَجَّى للنَّجاة ِ ولا أبُ
يا فارِجَ الكُرَبِ العِظامِ وَوَاهِبَ الـ
ـمِنَنِ الجِسام إليكَ منك المهرَبُ
هَبْ لي مِنَ الغُفْرانِ رَبِّ سعادة ً
ما تستعادُ ونعمة ً ماتسلبُ
أيَضيقُ بي أمرٌ وبابُ المصطفى
في الأرضِ أوسَعُ للعُفاة ِ وأرحَبُ
لاتقنطي يانفسُ إنَّ توسلي
بالمصطفى المختارِ ليسَ يُخيَّبُ(8/70)
أَنَّى يَخِيبُ وقد تَعَطَّرَ مَشْرِقٌ
بِمَدائِحِي خيرَ الأنامِ ومَغرِبُ
آلَ البيتِ ومن لهم بالمصطفى
مجدٌ على السبعِ الطباقِ مطنبُ
حزتمْ عظيماً من تراثِ نبوة ٍ
ما كان دونكُم لها مَنْ يَحجُبُ
الله حَسْبُكُمُ وَحَسْبي إنني
في كلِّ مُعْضِلَة ٍ بِكُم أتحَسَّبُ
ياسادتي حبي لكم ما تنقضي
أعماره وحبالهُ ما تقضبُ
مِنْ مَعْشَرٍ نَزَلوا الفَلا فُحصونُهُمْ
بيدٌ بأطرافِ الرماحِ تؤشَّبُ
ما فيهمُ لسنانِ عَيْبٍ مَطْعَنٌ
كلاَّ ولا لحسامٍ ريبٍ مضرب
وعلى الخصاصة ِ يؤثرونَ بزادهم
ويلذ من كرمٍ لهم أن يسبغوا
لا تَنْزع اللُّوَّامُ أثْوابَ النَّدى
عنهم ويُخْصِبُ جُودُهم أنْ يُجْدِبوا
جُبِلوا على سِحْرِ البَيان فجاءهم
حَقُّ البيانِ عَنِ الرِّسالة ِ يُعْرِبُ
فاستسلَموا للعَجْزِ عنه وذو النُّهَى
تأبى نهاه قتالَ من لا يغلبُ
جاءت عجائبهم أمامَ عجائبٍ
أمُّ الزَّمانِ بِهِنَّ حُبلَى مُقْرِبُ
مابال من غضبَ الإلهُ عليهم
حادوا عن الحق المبينِ ونكبوا
كَفَرَتْ عَلَى عِلمٍ بهم علماؤهم
جَرِبَ الصَّحيحُ ولَمْ يَصِحَّ الأجربُ
هَلاَّ تَمَنَّى المَوتَ منهمْ معشرٌ
جحدُوه فامتحنوا الدواء وجرَّبوا
أفيؤمنون به وممن جاءهم
بالبَيِّناتِ مُقَتَّلٌ ومُصلَّبُ
عَبَدوا وموسى فيهمُ العجلَ الذي
ذُبحوا به ذبحَ العجولِ وعُذِّبوا
وصبوا إلى الأوثانِ بعد وفاتهِ
والرُّسْلُ مِنْ أَسَفٍ عليهم تَنْدُبُ
وَإذا القلوبُ قَسَتْ فليس يُلينها
خلٌّ يلومُ ولا عدوٌ يعتبُ
وَأخو الضَّلالَة ِ قالَ عيسى ربُّه
وَنَبِيُّهُ فأخو الضَّلالِ مُذَبْذَبُ
ويقول خالقهُ أبوهُ وإنهُ
ربٌّ وإنسا،ٌ ألا فتعجبوا
أبِهَذه العَوراتِ جاءتْ كُتبُهُم
أم حرفوا منها الصوابَ ووربوا
فاعوجَّ منها مااستقامَ طلوعهُ
فكأنها بين النجومِ العقربُ
عجباً لهم ماباهلوه ولم أبتْ
أحْبارُ نَجرانَ الذينَ تَرَهَّبُوا
ولقد تَحَدَّى بالبيانِ لِقَومِهِ
وإليهمُ يُعزى البيانُ وينسبُ(8/71)
فتهيبوهُ وما أتوهُ بسورة ٍ
مِنْ مِثله وبيانُهُم يُتَهِيَّبُ
مَنْ لم يؤهلهُ الإلهُ لحالة ٍ
فاتَتْهُ وهوَ لِنَيْلِها مُتَأَهِّبُ
عجباً لهم شهدوا له بأمانة ٍ
حتى إذا أَدَّى الأمانة كذَّبوا
فَرْضٌ عَلَى كلِّ الأنامِ مُرَتَّبُ
بالصِّدْقِ عند المشركينَ يُلَقَّبُ
جحدوا النبي وقد أتاهم بالهدى
لَوْلا القضاءُ سأَلتَهُمْ ما المُوجَبُ
لله يومُ خروجِه من مكة ٍ
كخروجِ موسى خائفاً يترقبُ
والجنُّ تنشدُ وحشة ً لفراقهِ
شِعراً تَفِيضُ به الدُّموعُ وتُسْكَبُ
والغارُ قد شنَّتْ عليه غارة ً
أعْداؤُه حِرْصاً عليه وأجلبُوا
أرأَيتَ مَنْ يَجْفو عليه قَوْمُه
تحنو عليه العنكبوتُ وتحدبُ
إن يكفروا بكتابهِ فكتابهُ
فلكٌ يدورُ على الوجودِ مكوكبُ
قامت لنا وعليهمُ حُجَجٌ به
فبدا الصباحُ وجنَّ منه الغيهبُ
فتصادمَ الحقُّ المبينُ وإفكهمْ
فإذا النُّفُوسُ عَلَى الرَّدَى تتَشَعَّبُ
فدعوا نزالِ فأوقدتْ نيرانها
سمرُ القنا والعادياتُ الشرَّب
فإذا بِدِينِ الكُفْرِ يَنْدُبُ فَقْدهُ
ذُرِّيَّة تُسْبَى وَمالٌ يُنْهَبُ
أظفارها في كلِ صيدٍ تنشبُ
حتى بكى عَمْراً هِشامٌ في الثَّرَى
من ذلة ٍ ونعى حيياً أخطبُ
لاتنكروا بغضي عدو المصطفى
إني ببغضهم له أتحببُ
أبداً عَلَى أعدائه تَتَلَهَّبُ
هذا وَنُطْقِي دائماً بمدِيحِهِ
أذكى من الوردِ الجنيِّ وأطيبُ
أُهْدِي له طِيبَ الثَّناءِ وإنه
ليحبُّ أن يهدى إليه الطيبُ
أثني عليه تشوقاً وتعبداً
لاأنني لصفاته أستوعبُ
مُسْتَصْحِباً حُبِّي وإيماني لهُ
وكلاَهُما مِنْ خَيْرِ ما يُسْتَصْحَبُ
أشتاقُ للحرمِ الشريفِ بلوعة ٍ
في القلبِ تحدو بي إليه وتجذبُ
ما لي سِوَى ذِكْرِي لهُ في رِحْلَتي
زَادٌ وَلا غَيرُ اشتياقي مَرْكَبُ
وتحية ٍ مني إليهِ يردها
منه عليَّ مُسَلِّمٌ ومُرَحِّبُ
صلَّى عليه الله إنَّ صلاتَهُ
ما حنَّ مشتاقٌ إلى أوطانهِ
مثلي وراحَ بوصفها يتشببُ(8/72)
العصر العباسي >> البوصيري >> أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا
أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا
رقم القصيدة : 13727
-----------------------------------
أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا
فأصبح منها كل قطرٍ مطيبا
أم الرَّاحُ أهْدَتْ للرِّياحِ خُمارَها
فأشكرَ مسراها الوجودَ وطيبا
ألَمْ تَرَني هِزَّ التَّصابي مَعاطِفي
وراجَعَني ما راقَ مِنْ رَوْنَق الصِّبا
فمن مخبري ماذا السرور الذي سرى
فلا بد حتماً أن يكون له نبا
فقالوا: أَعاد الله للناسِ فَخْرَهُمْ
ولياً إلى كل القلوب محببا
فقلت: أَفَخْرُ الدينِ عثمانُ؟ قال لي:
بَلَى !؟ قُلْ له أهْلاً وَسَهْلاً ومَرْحبا
وقال الوَرى لله دَرُّكَ قادِماً
سُقينا به من رحمة الله صيبَّا
ونادى منادٍ بينهم بقدومه
فَرَهَّبَ منهم سامعين ورَغَّبا
فأوسعهم فضلاً فآمن خائفاً
وأنصفَ مظلوماً وأخصبَ مجدبا
وقد أخَذَتْ منه البسيطة ُ زِينَة ً
فَفَضَّضَ منها الزهرَ حَلْياً وذَهَّبا
فيا فرحَة َ الدُّنْيا وَفرحَة َ أهلها
بِيَومٍ له مِنْ وَجْهِ عثمانَ أعربا
وشاهد منهُ صُورة ً يُوسُفِيَّة ً
تباهَى بها في الحُسنِ وَالبَأْسِ مَوْكِبا
مفوضُ أمرِ العالمين لرأيه
فكان بهم أولى وأدرى وأذربا
أعيدوا على أسماعِنا طيبَ ذِكْرِهِ
لِيُطْفِيءَ وجْداً في القلوب تَلَهَّبا
ولا تحجبوا الأبصار عن حسن وجهه
فقد كان عنها بالبعاد محجبا
وَلِيٌّ إذا ضاقتْ يَدِي وَذكَرْتُه
مَلَكْتُ نِصَاباً أوْ تَوَلَّيْتُ مَنْصِبا
تَوَسَّلْ به في كلِّ ما أنتَ طالبٌ
فكم نلتُ منه بالتوسُّلِ مَطْلَبا
وعِشْ آمِناً في جاهِهِ إنَّ جاهَهُ
لقصَّاده راضَ الزمانَ وهذَّبا
تَغَرَّبْتُ يَوْماً عَنْ بِلادي وزُرْتُه
فنلت غنى ً ماناله من تغربا
على أنني ما زِلْتُ مِنْ بَرَكاتِه
غياً وفي نعممائه متقلبا
فلا بد أنْ يَرضى عليه وَيَغْضَبا
وكُنتُ لما لَمْ يَرْضَهُ مُتجنِّبا
ولا كان دِيناري مِنَ النُّصح بَهرَجاً(8/73)
لديه ولا برقى من الودِّ خلبا
أمولاي أنسيت الورى ذكرَمن مضى
وأغنى نداك المادحين وأتعبا
ولِي أدبٌ حُرٌّ أُحَرِّمُ بَيْعَه
وما كان بيع الحرِّ للحُرِّ مذهبا
وقد أهجرُ العذبَ الزلالَ على الصدى
إذَا كَدَّرَتْ لي السَّمْهَرِيّة ُ مَشْرَبا
وأنْصِبُ أحياناً شِباك قَناعَة ٍ
أصيدُ بها نوناً وضباً وجندبا
ومَهْما رآني شَاعِرٌ مُتَأَسِّدٌ
تَذأبَ منها خِيفَة ً وتَثَعْلَبا
أراقب من عاشرت منهم كأنني
أراقبُ كلباً أو أراقبُ عقربا
كأني إذَا أَهدِيهمُ عَنْ ضَلالِهِمْ
أُبِصِّرُ أعمًى أوْ أُقَوِّمُ أَحْدَبا
فلا بُورك المُسْتَخْدَمون عِصابَة ً
فكم ظالمٍ منهم عليَّ تعصبا
يَسُنُّ لَهُ ظُفْراً وناباً ومِخْلَبا
يغالِطُني بعضُ النَّصارى جَهالة ً
إذ أوجب الملغى وألغى الموجبا
ومَا كانَ مَنْ عَدَّ الثَّلاثَة وَاحداً
بأعلمَ مني بالحساب وأكتبا
وما الحقُّ في أفواهِ قومٍ كأنها
أوَانٍ حوَتْ ماءً خَبيثاً مُطَحْلَبا
مُفَلَّجَة ٍ أسنانُها فكأنها
أصاب بها الزنجار أحجارَ كهربا
كأن ثناياهم من الخبث الذي
تحَصْرَمَ في نِيَّاتِهِمْ وتَزَبَّبا
عجبتُ لأمرٍ آل بالشيخُ مخلصاً
إلى أن يُعرَّى كاللصوصِ ويُضربا
بَكَيْتُ لهُ لَمَّا كَشَفتُ ثيابَه
وَأبْصرتُ جسماً بالدِّماءِ مُخَضَّبا
وَحلَّفتُهُ بالله ما كانَ ذَنْبُه
فأقْسَمَ لي بالله ما كانَ مُذْنبا
ولكن حبيبٌ راح فيَّ مصدقاً
كلام عدوٍ مايزال مكذبا
فقلت: ومن كان الأميرُ حبيبَه
فلابد أ، يرضى عليه ويغضبا
فصبراً جميلاً فالمقدر كائنٌ
فقد كان أمراً لم تجد منه مهربا
فإبليسُ لَمَّا كانَ ضِدّاً لآِدمٍ
تَخَتَّلَ في عِصْيَانهِ وَتَسَبَّبا
وقد كانت العقبى لآدم دونه
فتاب عليه الله مِنْ بعدُ وَاجْتبى
وَمِنْ قبلِ ذَا قد كنتُ إذ كنتَ ذاكِراً
نَهَيْتُكَ أنْ تَلْقَى الأميرَ مُقَطِّبا
العصر العباسي >> البوصيري >> لاتظلموني وتظلموا الحسبه
لاتظلموني وتظلموا الحسبه
رقم القصيدة : 13728(8/74)
-----------------------------------
لاتظلموني وتظلموا الحسبه
فليس بيني وبينها نسبه
غيْريَ في البَيْعِ وَالشِّرَادَرِبٌ
وَليس في الحالتيْنِ لي دُرْبَهْ
فهو أبو حبة ٍ كما ذكروا
لا يَتغاضَى للناسِ في حَبهْ
وقام في قومهِ لينذرهم
فهْوَ بإِنذارِ قومِهِ أشْبَهْ
والناسُ كالزَّرْعِ في منابِتِهِ
هذا له تربة ٌ وذا تربه
تالله لا يَرْضَى فضلي وَلا أدَبي
وَلا طِباعِي في هذهِ السُّبَّهْ
أجلسُ والناسُ يهرعونِ إلى
فعلي في السوقِ عصبة ً عصبه
أُوجِعُ زيْداً ضَرْباً وَأُشْبِعُهُ
سَبًّا كَأني مُرَقِّصُ الدُّبَّهْ
ويُكسبُ الغيظُ مقلتيَّ وحدَّ
يَّ احمرارً كزامرِ القربه
وآمُرُ الناسَ بالصَّلاحِ ولاَ
أصلحُ نفسي ، حرمتها حسْبَه
لم أر في قبحِ فعلها حسناً
كالكلبِ في السوقِ يلقح الكلبه
وما كفاها حتى يخيل لي
أنَّ اتِّبَاعَ أهْوائها قُرْبَهْ
أ'وذ بالله أن أكون كمن
تغلبه في الرقاعة ِ الرغبه
يمشي بها والصغارُ تنشده:
أمِيرُنا زارَنا بِلا رِكْبَهْ
ومايزال الغلام يتبعه
بِدِرَّة ٍ مثْلَ رَأْسِهِ صُلْبَهْ
وَهْوَ يقولُ: افْسَحوا المُحْتَسِبِ
قد جاءكم مِنْ دِمَشْقَ في عُلْبَهْ
لاتنقفلْ يافلانُ في بلدٍ
لم تنقفلْمنك بينهم ضبه
فمن تباهى بأنه وتدٌ
فليحتمل دق كل مرزبه
ماباله خايل الزمان بها
كم كان لليل فيك من صبه
وقائلٍ لم يقل أتاه كذا
يسفه في قولهِ،ولايجبه
معناه مَنْ لَمْ يكنْ كَوالدِهِ
فَهْوَ لَقِيطٌ رَمَتْ به قَحْبَهْ
قلتُ لهم عند صاحبي حمقٌ
في كُلِّ حينٍ يُلْقِيهِ في نَكْبَه
حصَّلَ مالاً جماً وعدَّده
مِنْ أَصْلِ مَالِ الزَّكاة ِ والوَهْبَهْ
وَصارَ عَدْلاً وعاقِداً وَأَمِينَ الْـ
ـحُكْمِ منْ دون الْعدول في حِقْبَه
منبهٌ قومه على شغلٍ
وساعدَ الوقْتُ سَعْدَ مَنْ نَبَّه
وخفتُ من عتبهم عليَّ كما
خافَ العَتاهِي العَتْبَ مِنْ عُتْبَه
فطار ، برغوثهُ لخفتهِ
ورامَ يحكي الأسودَ في الوثبه
فلم يرمْ إذ رمته بفطنتهِ(8/75)
إلى وهودِ الخمولِ من هضبه
أَغْرَقَهُ جَهْلُهُ وَما سُتِرَتْ
قط له سُرَّة ٌ ولا رُكبَه
وَعادَ تَمْوِيهُهُ عليه وكَمْ
أخجلَ شيبُ الذقونِ من خضبه
وراحَ مثل النواتِ في سفنٍ
خيرٌ له من سلافة ٍ عطبه
وساءني ما جرى عليه من النسـ
ـوة ِ يوم الخميس في التربه
فلا تسلني فما حضرت لها
لكنْ سمعتُ الصياحَ والندبه
وقالتِ الناسُ عند ما وردتْ
لعزلهِ الكتبُ هانت الوجبه
فالحمدُ لله فاحْمِدُوهُ مَعِي
على خلاصي من هذه النسبه
اليوْمَ حَقَّقْتُ أنَّ أمْرَكَ بالحِسْـ
ـبَة ِ لِي ليسَ كان لِي لُعْبَهْ
ياماجداً مايزال ينقذُ من
رماه ريبُ الزمانِ في كربه
إني امرؤٌ حرفتي الحساب فلا
يدخل ريبٌ عليَّ في حسبَه
ولا تردُّ الكتابُ جائزة ً
على حسابِ مني ولا شطبه
يَشْرَقُ مني بِرِيقِهِ رَجُلٌ
يَشرَبُ مالَ العُمالِ في شَرْبَه
وَالشِّعْرُ مِيزَانُهُ أُقَوِّمُه
وليس تَنْقامُ منه لي حَدْبَه
فإِنني لا أرَى المدِيحَ به
للمال بل للوداد والصحبه
وَالشِّعْرُ عندي أَخُو العَدَالَة ِ لا أحـ
ـسِبُ أَقْوالَهُ ولا كَسْبَه
فَلَمْ أَكُنْ أتْبَعُ العَذُولَ إلَى
عَقْدٍ إذا ما دُعاؤُهُ خُطْبَه
مِنْ كلِّ مَنْ لا يخافُ عاقِبَة ً
كأنه في ذهابِه عُقْبَه
يذبحه ظلمهُ وينحرهُ الـ
ـجهل بلا شفرة ٍ ولا حربَه
كَمْ غَيَّة ٍ قدْ أتاكَ بها الشـ
ـاهِدُ في سَلَمٍ وَفي كِذبَه
يُنِيلُ نيْلَ الفُسوقِ مِنْ فمِهِ
لا باركَ الله فيهِ مِنْ جُعْبَه
فليسَ لي في الشُّهودِ مِنْ أرَبٍ
إذ وصفو كاليهودِبالأربه
فارْحَمْ لبيباً يَوْماً دَعاكَ وَقد
بَلَّغَتِ الجوعُ رُوحَهُ اللَّبَّه
لوْ عُمِّرَ ابنُ المِعمار خَوَّلهُ
نِيابَة َ الخِدْمَتَيْنِ والخُطْبَه
ولم يدعهُ كلاً على أحدٍ
بِغيْرِ نَفْعٍ كأنُه وَلْبَه
حاشاك يامن أبوابه وطني
تَخْتَارُ لِي أَنْ أَموتَ في الغُرْبَه
وَأَنَّ حالِي وَحالَ عائِلتي
لا يَحْمِلونَ النَّوَى ولا الغُرْبَه
إن كان أرضى الزمان فرقتنا(8/76)
فاغضَبْ على صَرْفِهِ لنا غَضْبَه
فأنت من معشرٍ تطيعهم الـ
أيام عن رغبة ٍ ولا رهبه
مِنْ مَلِيكٍ ما فَوْقَ رُتْبَتِه
على عظيم اتِّضاعِهِ رُتْبَه
ما ملكُ الرومِ في جلالتهِ
أحقَّ منه بالطيرِ والقبه
أَنْتَ الأميرُ المُعِيدُ أَلْسُنَنا
كالعُودِ منه بِذكْرِهِ رَطْبَه
والسابق الأولينَ في كرمِ
لَمَّا جَرَى والكِرامُ في حَلْبَه
والهازمُ الجيشَ والكتائبَ بالطعـ
ـنة ِ يوم الوغى وبالضربه
والطاهرُ الذَّيْلِ والطَّوِيَّة ِ أَوْ
يكفي السعيدَ الحراكَ والنصبه
مَنْ خُلْقُهُ كالنَّسِيمِ يَنْشُرُ إِنْ
هبَّ عليه من نشرهِ هبَّه
وَمنْ إذا ذَكَرْتَ سُؤْدُدَه
يهزني عند ذكره طربه
صلاحهُ استخدم الزمانَ لهُ
فصارَ يمشي قُدَّامَه حَجَبه
العصر العباسي >> البوصيري >> أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
رقم القصيدة : 13729
-----------------------------------
أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
لولاك ما غفرَ الذنوبَ مديحُ
حُدِّثْتُ أنَّ مَدَائِحي في المُصطفَى
كَفَّارة ٌ لِيَ وَالحَدِيثُ صَحِيحُ
أربحْ بمن أهدي إليه ثناؤه
إن الكريم لرابحٌ مربوحُ
يا نَفْسُ دُونَكِ مَدْح أحْمدَ إِنَّهُ
مسكٌ تمسكَ ريحه والروحُ
ونصيبكِ الأوفى من الذكرِ الذي
منه العَبيرُ لِسامِعِيهِ يَفوح
عَجَباً لهُمْ يُنْكِرُونَ نُبُوَّة ً
كرماً بكلِّ فضيلة ٍ ممنوحُ
الله فضلهُ ورجَّحَ قدرهُ
فَلْيَهْنِهِ التَّفضيلُ وَالتَّرْجِيح
إن جاء بعد المرسلينَ ففضلهُ
من بعده جاء المسيح ونوحُ
جاءوا بوحيهم وجاء بوحيه
فكأَنه بين الكواكِبِ يُوح
حارَتْ عقولُ الناسِ في أوْصافِه
وَتَبَلّدَتْ وَلها بها تَنْقِيحُ
أنَّى يُكَيِّفُها امرؤٌ وَيَحُدُّها
بالقولِ وهْيَ لِذَا الوُجُودِ الرُّوح
رَدتْ شهادَتَه أُناسٌ ما لهمْ
طَعْنٌ عليه بها ولا تَجْرِيحُ
ولقد أتى بالبيناتِ صحيحة
لو أن ناظر من عصاه صحيحُ
عَرَفوهُ مَعْرِفَة َ اليَقِينِ وأنْكَرُوا
إن الشقيَّ إلى الشقاء جموحُ(8/77)
فأَبادَ مَنْ أَبْدى مُخَالَفَة لهُ
لَمْ يُعْرَفِ التَّحْسِينُ وَالتَّقْبِيح
وجلا ظلامَ الظلمِ لما أومضتْ
وَمَضَتْ لديْه صحائفٌ وَصَفِيح
شيئانِ لا يَنْفِي الضَّلالَ سِواهُما
نورٌ مفاضٌ أو دمٌ مسفوحُ
عجباً لهم لم ينكرون نبوَّة
ثَبَتَتْ وَلم يُنْفَخْ بآدَمَ رُوح
مالي اشتغلتُ بزجرهمْ فكأنني
بين الطوائفِ طارقٌ منبوحُ
لاتتعبنَّ بذكرهم قلباً غدا
ولهُ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَرْوِيحُ
وانشرْ أحاديثَ النبيِّ فكلُّ ما
ترويهِ من خبرِ الحبيبِ مليحُ
واذكر مناقبهُ التي ألفاظها
ضاقَ الفضاءُ بذكرها وَاللُّوح
أعجبتَ أن غدت الغمامة ُ آية ً
يُوحُوا إليهم ما عسَى أَنْ يُوحوا
أو أن أتت سرحٌ إليه مطيعة ٌ
فكأنما أتتِ الرياضَ سروحُ
ولِمَنْبَعِ المَاءِ المَعِينِ براحَة ٍ
راح الحصى وله بها تسبيحُ
أوْ أن يَحِنَّ إليه جِذْعٌ يابِسٌ
شَوْقا وَيَشْكُو بَثَّهُ وَيَنُوح
حتى دَنا منه النبيُّ وَمَنْ دَنا
منه نأى عن قلبه التبريحُ
وَبأَنْ يُكَلِّمَهُ الذِّرَاعُ وكيفَ لا
يُفْضِي إِليه بِسِرِّهِ وَيَبوح
وَبِأَنْ يَرَى الأَعْمَى وَتَنْقَلِبَ العَصا
سيفاً ويحيا الميتُ وهو طريحُ
وَبأَنْ يُغاثَ الناسُ فيه وقد شكَوْا
محلاً لوجه الأرضِ منهُ كُلُوحُ
وَبأنْ يَفِيضَ لهُ وَيَعْذُبَ مَنْهَلٌ
قد كانَ مُرًّا ماؤُه المَنْزُوحُ
يابردَ أكبادٍ أصابَ عطاشها
ماءٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ مَجْدُوحُ
صَلّى عليه الله إنَّ صَلاَتَهُ
غَيْثٌ لِعِلاَّتِ الذُّنوبِ مُزِيحُ
أسرَى الإِله بِجِسْمِهِ فكأَنَّه
بَطلٌ على مَتن البُرَاق مُشِيحُ
وَدَنَا فلا يَدُ آمِلٍ مُمْتَدَّة ٌ
طَمَعاً وَلا طَرْفٌ إِليهِ طَموحُ
حتى إذا أوْحَى إليه الله ما
أوحى وحان إلى الرجوع جنوحُ
عاد البُراقُ به وثوبُ أديمهِ
ليلاً بماء حيائه منضوحُ
فَذَرُوا شَياطِينَ الأُلى كَفَرُوا به
يوموا إليهم ما عسى أن يوحوا
تالله ماالشبهات من أقوالهم
إلا كما يتحركُ المذبوح(8/78)
كم بين جسمٍ عدَّلَتْ حركاتِه
روحٌ وعودٍ ميَّلته الريحُ
وَلاَ النَّبيُّ مُحَمَّدٌ وَعُلُومُه
عَقَدَ الإلهُ به الأُمورَ فَلمْ يَكُنْ
لسِواهُ إمْساكٌ وَلا تَسريحُ
ضلَّ الذينَ تألهوا أحبارهم
ليَحَرَّموا ويحللُوا ويبيحوا
يا أُمَّة َ المُخْتَارِ قد عُوفِيتُمُ
مما ابْتُلُوا وَالمُبْتَلَى مَفضوح
فاسْتَبْشِرُوا بِشِرا الإِله وَبَيْعِكُمْ
منه فميزانُ الوفاء رجيحُ
وَتَعوَّضوا ثَمَنَ النُّفوسِ مِنَ الهُدَى
فمِنَ الهُدَى ثَمَنُ النُّفُوسِ رَبِيحُ
يامن خزائنُ جُودهِ مملوءة ٌ
كَرَماً وبابُ عطائِه مَفْتُوحُ
نَدْعُوكَ عَنْ فَقْرٍ إِليكَ وحاجَة ٍ
ومجالُ فضلكِ للعفاة ِ فسيحُ
فاصفح عن العبدِ المسيءِ تكرماً
إن الكريمَ عن المسيءِ صفوحُ
وَاقبلْ رسولَ الله عُذْرَ مُقَصِّرٍ
هُوَ إنْ قَبِلْتَ بِمَدْحِكَ المَمْدُوحُ
في كلِّ وَادٍ مِنْ صِفاتِكَ هائمٌ
وَبِكلِّ بَحْرٍ مِنْ نَدَاكَ سَبُوح
يَرْتاحُ إنْ ذُكِرَ الْحِمى وعَقِيقه
وأراكُه وثُمامُه والشِّيح
شوقاً إلى حرمٍ بطيبة َ آمنٍ
طابَتْ بذلكَ رَوْضَة ٌ وضرِيحُ
إِني لأرْجُو أنْ تَقَرَّ بِقُرْبِه
عيني ويؤسي قلبي المجروح
فاكحل بطيفٍ منه طرفاً جفنُه
بدموعهِ حتى يراهُ قريحُ
فلقد حباني الله فيك محبة ً
قلبي بها إلا عليك شحيحُ
دَامَتْ عَلَيْك صلاتُه وسلامُه
يَتْلُو غَبُوقَهُمَا لَدَيْك صَبُوحُ
ما افْتَرَّ ثغْرٌ للأزاهِرِ أَشْنَبُ
وانْهَلَّ دَمْعٌ للسَّحَابِ سَفُوحُ
العصر العباسي >> البوصيري >> جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
رقم القصيدة : 13730
-----------------------------------
جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
ولِلناسِ بالإحسَانِ منكِ عوائدُ
فَطُوبَى لِمَن يَسْعَى لِمَشْهَدِكِ الذي
تكَادُ إلى مَغْنَاهُ تَسْعَى المَشَاهِدُ
إِذَا يَمَّمَتْهُ القاصِدُونَ تَيَسَّرَتْ
عليهمْ وإنْ لم يسألوكِ المقَاصدُ(8/79)
تَحَقَّقَتِ البُشْرَى لِمَن هُوَ رَاكِع
يُرَجِّي به فضلاً وَمَنْ هُوَ ساجِدُ
فعفَّرَتِ الشبانُ والشيبُ أوجهاً
بهِ والعَذارَى حُسَّرٌ والقَواعِدُ
هُوَ المَنْهَلُ العَذْبُ الكَثِيرُ زِحَامُهُ
فرِدْهُ فما من دون وردكَ ذائدُ
أتيتُ إليه والرجاءُ مُحلأٌ
فما عدتُ إلاَّ والمحلاَّ واردُ
فيالك من يأس بلغتُ به المنى
وعُسْرٍ لأَقْفَالِ اليَسارِ مَقالِدُ
ألذُّ من الماءِ الزلالِ مواقعاً
عَلَى كَبِدِ الظَّمْآنِ وَالماءُ باردُ
سَلِيلَة َ خَيْرِ العالِمَينَ "نَفيسَة ٌ"
سَمَتْ بِكِ أعراقٌ وطابَتْ مَحاتِد
إذا جحدتْ شمس النهارِ ضياءها
فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدُهُ في الناسِ جاحِدُ
بآبائِكِ الأطهارِ زُيِّنَتِ العُلاَ
فحبَّاتُ عقدِ المجدِ منهم فرائدُ
ورثتِ صفاتِ المصطفى وعلومهُ
فَفضْلُكُمَا لولاَ النُّبُوَّة ُ وَاحِدُ
فلم ينبسط إلا بعلمك عالم
وَلمْ يَنْقَبِضْ إِلاَّ بِزُهْدِكِ زاهِدُ
مَعارِفُ ما يَنْفَكُّ يفضى بِسِرِّها
إلى ماجدٍ من آل أحمدَ ماجدُ
يُضيُ محياهُ كأنَّ ثناءه
إلى الصُّبْحِ سارٍ أوْ إِلى النَّجْم صاعدُ
إذا ما مضى منهم إمامُ هدى ً أتى
إمامُ هدى ً يدعو إلى الله راشدُ
تَبَلَّجَ مِنْ نورِ النُّبُوَّة ِ وَجْهُهُ
فمنه عليه للعُيُونِ شوَاهِدُ
وفاضَتْ بِحَارُ العِلْم مِنْ قَطْرِ سُحْبِها
عليه فطابَتْ لِلْوِرادِ المَوارِدُ
رأى زينة الدنيا غروراً فعافها
فليس له إلا على الفضل حاسدُ
كأنَّ المعالي الآهلات بِغيْرِهِ
ربوعٌ خلتْ من أهلها ومعاهدُ
إِذَا ذُكِرَت أَعمالُه وَعُلومُه
أقرَّ لها زيدٌ وبكرٌ وخالدُ
وما يستوي في الفضلِ حالٍ وعاطلٌ
وَلا قاعِدٌ يومَ الوغَى وَمجاهِدُ
فقل لبني الزهراء والقول قربة ٌ
يَكِلُّ لسانٌ فيهِمُ أوْ حصائدُ
أحَبَّكُمُ قلبي فأصبحَ مَنْطِقِي
يُجَادِلُ عنكم حِسْبَة ً ويُجالدُ
وَهل حُبُّكُمْ لِلنَّاسِ إلاَّ عَقِيدة ٌ
عَلَى أُسِّهَا في الله تُبْنَى القَواعِدُ(8/80)
وإِنَّ اعتقاداً خالياً منْ مَحَبَّة ٍ
وودٍ لكم آل النبي لفاسدُ
وإِني لأَرْجُو أن سَيُلْحِقُنِي بِكُمْ
وَلائي فيَدْنُو المَطْلَبُ المُتَبَاعِدُ
فإِنَّ سَرَاة َ القَوْمِ منهم عَبيدُهمْ
وإن حروف النطق منها الزوائد
فدتكم أناس نازعوكم سيادة ً
فلم أدْرِ ساداتٌ هُمُ أَمْ أسَاوِدُ
أرادوا بكم كيداً فكادوا نفوسهم
بكم وعَلَى الأَشْقَى تَعودُ المكايِدُ
فإنْ حِيزَتِ الدُّنيا إِليهم فإنَّ مَنْ
نَفَى زَيْفَهَا سَلْماً إِليهم لناقِدُ
ولو أَنكم أبناؤُها ما أبَتْكُمْ
وَما كانَ مَوْلُودٌ لِيَأْباهُ وَالِدُ
إذَا ما تَذَكَّرْتُ القضايا التي جرتْ
أُقِضَّتْ عَلى جَنْبَيَّ منها المَراقِدُ
وجَدَّدَتِ الذِّكْرَى عَلَّي بَلاَبِلاً
أكابد منها في الدجى ما أكابدُ
أفي مثلِ ذاك الخطب ما سُلَّ مغمدٌ
ولا قامَ في نَصْرِ القَرابَة ِ قاعَدُ
تعاظمَ رزءاً فالعيون شواخصٌ
له دهشة ً والثاكلات سوامدُ
وطُفِّفَ يومَ الطَّفِّ كَيْلُ دِمائكم
إذ الدم جار فيه والدمع جامدُ
فيا فِتْنَة ً بَعدَ النبيِّ بها غَدَا
يهدََّم إيمانٌ وتبنى مساجدُ
وما فتنتْ بعد ابن عمران قومهُ
بما عبدوا إلا ليهلكَ عابد
كذاكَ أَرادَ الله منكُمْ ومِنهمُ
وليس له فيما يريدُ معاندُ
ولو لم يكن في ذاك محض سعادة ٍ
لكم دونهم لم يغمدِ السيفَ غامدُ
وأنتم أناسٌ أذهبَ الرجسُ عنهمُ
فليسَ لهم خَطْبٌ وإِنْ جَلَّ جاهِدُ
إِذا ما رَضُوا الله أوْ غَضِبُوا لهُ
تساوى الأداني عندهم والأباعدُ
وسيَّانِ من جمرِ العدا متوقدٌ
عَلَى بَهْرَمَانِ الصِّدْقِ منكم وخَامِدُ
وقدت عليكم بالمديحِ وكلكم
عليه كتابُ الله بالمَدْحِ وَافِدُ
وقد بينت لي هل أتى كم أتى بها
مكارمُ أخْلاَق لكم وَمَحَامِدُ
فلَوْلا تَغاضِيكم لنا في مديحِكم
لَرُدَّتْ علينا بالعيوبِ القصائدُ
وَلَمْ أَرْتَزِقْ مِنْ غيركم بِتِجَارَة ٍ
بضائعها عند الأنام كواسدُ
عمدتُ لقومٍ منهم فكأنني(8/81)
عَلَى عَمَدٍ لا يرْجِعُ القَوْلَ عَامِدُ
أَأَطْلُبُ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ مُساعِداً
وقد صَدَّهم حِرْمانُهُم أنْ يُساعِدُوا
ومن وجدالزند الذي هو ثاقبٌ
فلنْ يَقْدَحَ الزَّنْدَ الذي هوَ صالِدُ
وحسبي إذا مدح ابنه الحسن التي
لها كرمٌ: مجدٌ طريفٌ وتالدٌ
وإني لمهد من ثنائي قلائداً
إِليها حلاَلٌ هَدْيُها والقلائدُ
هي العروة الوثقى عي الرتبُ العلا
هي الغاية القصوى لمن هو قاصدُ
كأني إذا أَنشدْتُ في الناسِ مَدْحَها
لما ضلَّ من ذكر المكارمِ ناشدُ
أَسَيِّدَتي ها قد رَجَوْتُكِ مُعْلِناً
بما أنا مندر المناقبِ ناضدُ
وأعينُ آمالي إليكِ نواظرٌ
لما أنا من عادات فضلك عائدُ
وما أجدبتْ قومٌ أتى من لدنهمُ
لمرعى الأماني من جنابكِ رائدُ
ولولا ندى كفيكِ مااخضر يابسٌ
ولا اهتز من أرض المكارمِ هامدُ
إِلَى الله أَشْكُو يابنَة َ الحَسَنِ الذي
لَقِيتُ وَإِني إنْ شكَوْتُ لَحامدُ
وَمَالِي لا أَشْكُو لآلِ مُحمَّدٍ
خطوباً بها ضاقت عليَّ المراصدُ
ومَنْ لصُرُوفِ الدَّهْرِ عَنِّيَ صارفٌ
ومن لهموم القلب عني طاردُ
تسلط شيطانٌ من النفسِ غالبٌ
عَلَيَّ وَشَيْطانٌ مِنَ البُؤْسِ مارِدُ
فيا وَيْحَ قَلْبٍ ما تَزَالُ سماؤُهُ
بهالِشَيَاطِينِ الخُطوبِ مَقاعِدُ
فيا سامعَ الشَّكْوَى وَيَا كاشفَ البَلا
إِذَا نَزَلَتْ في العالَمِينَ الشَّدَائدُ
ويامن هدى الطفل الرضيع ولم تؤب
إِليهِ قُوَى عَقْلٍ وَلا اشْتَدَّ ساعدُ
ويامن سقى الوحش الظماء وقد حمت
مَوَارِدَهَا مِنْ أَنْ تُنالَ المَصَايدُ
ويامن يُزجى الفلك في البحر لطفه
وهنَّ جِوَارٍ بَلْ وَهُنَّ رَوَاكِدُ
ويامن هو السبعَ الطوابقَ رافعُ
ومن هو للأرضِ البسيطة ِ ماهدُ
ويا مَنْ تُنَادينا خَزَائِنُ فضلِهِ
إلى رفدهِ إن أمسك الفضلَ رافدُ
فلا البَابُ من تِلْكَ الخزائن مُغْلَقٌ
ولاخيرَ من تلك الخزائنِ نافدُ
دعوناكَ من فقرٍ إليك وحاجة ٍ
وَكلٌّ بما يَلْقَاهُ لِلصَّبْرِ فاقِدُ(8/82)
وأفضت بمافيها إليك ضمائرٌ
وأنتَ على مافي الضمائرِ شاهدُ
دعوناكَمضطرينَ ياربِّ فاستجب
فإِنكَ لم تُخْلَفْ لَدَيْكَ المواعِدُ
فليس لنا غوثٌ سواكَ وملجأٌ
نُراجِعُهُ في كَرْبِنَا وَنُعاوِدُ
فقدر لنا الخيرَ الذي أنت أهلهُ
فما أحدٌ عما تُقَدِّرُ حائدُ
وَصفْحاً عنِ الذَّنبِ الذي هوَ سائقٌ
لِناركَ إِلاَّ إنْ عَفَوْتَ وَقائد
وَصِلْ حَبْلَنَا بالمصطفى إنَّ حَبْلَهُ
لنا صِلَة ٌ يَا رَبِّ منكَ وعَائدُ
عليه صلاة ُ الله ما أُحْمِدَ السُّرَى
إليه وذلت للمطي فدافدُ(8/83)
العصر العباسي >> البوصيري >> إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
رقم القصيدة : 13731
-----------------------------------
إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
فليس لما أوليت من نعمٍ حدُّ
لك الأمرُ من قبل الزمانِ وبعدهِ
ومالكَ قبلٌ كالزمانِ ولا بعدُ
وحُكْمكَ ماض في الخلائِق نَافذٌ
إِذا شئتَ أمراً ليس من كونِه بُدُّ
تُضلُّ وتهدي منْ تشَاءُ منَ الوَرَى
وما بِيد الإنْسَان غَيٌّ ولا رُشْدُ
دعوا معشر الضلال عنا حديثكم
فلا خطأٌ منه يجابُ ولا عمدُ
فلو أنكم خلقٌ كريمٌ مُسختمْ
بقَوْلِكُم لكن بمَنْ يُمْسَخُ القِرْدُ؟
أتانا حديثٌ ما كرهنا بمثلهِ
لكُمْ فِتْنَة ً فيها لمِثلِكُمُ حَصْدُ
غَنِيتُمُ عَنِ التأْويلِ فيه بظاهرٍ
وَمَن ترَكَ الصّمْصَامَ لم يُغَنِهِ الغِمْدُ
وَأَعْشى ضياءُ الحقِّ ضَعْفَ عُقُولِكمْ
وشمسُ الضُّحَى تَعْشَى بها الأَعيُنُ الرُّمْد
ولن تدركوا بالجهل رشداً وإنما
يُفرقُ بين الزيفِ والجيد النقدُ
وعظتم فزدتمْ بالمواعظِ نسوة ً
وليسَ يفيدُ القَدْحُ إن أَصْلَدَ الزَّنْد
وما لَيَّنتْ نار الحجازِ قلوبكمْ
وَقد ذابَ مِن حرِّ بها الحَجَرُ الصَّلْدُ
وَما هِيَ إلا عينُ نَارِ جَهنَّم
تَرَدَّدَ مِنْ أَنفاسِها الحرُّ وَالبَرْدُ
أتت بشواظٍ مُكفَهِرٍ نحاسهُ
فلوِّحَ منها للضحى والدجى جلد
فما اسودَّ من ليلٍ غدا وهو أبيضٌ
وَما ابيضَّ منْ صبْحٍ غَدا وَهْوَ مُسْوَدُّ
تُدَمِّرُ ما تأتي عليه كعاصفٍ
من الرِّيح ما إن يُستطاعُ لهُ رَدُّ
تَمُرُّ عَلَى الأرض الشديد اختلافُها
فَتُنْجِدُ غَوْراً أوْ يغورُ بها نَجْدُ
وَتَرْمِي إلى الجوِّ الصُّخورَ كأنما
بِباطِنهَا غيظٌ على الجَوِّ أوْ حِقْدُ
وتخشى بيوتُ النارِ حرَّ دُخانها
وَيَزْدَادُ طُغيانا بها الفُرسُ والهِنْدُ
فلو قَرُبَتْ مِنْ سَدِّ يأجُوجَ بَعْدَما
بَنَى منه ذُو القَرْنَيْنِ دُكَّ بها السَّدُّ(9/1)
وَلَمَّا أساء الناسُ جِيرة َ ربِّهِمْ
ولمْ يَرْعَها منهم رئيسٌ وَلا وَغْدُ
أَراهم مَقاماً ليسَ يُرْعَى لِجَارِهِ
ذمامٌ ولم يحفظ لساكنه عهدُ
مدينة نارٍ أحكمت شرفاتها
وأبراجها والسورُ إذ أبدع الوقدُ
وقد أبصرتها أهل بصرى كأنما
هي البصرة الجاري بها الجزر والمدُّ
أضاءت على بعد المزار لأهلها
من الإبلِ الأعناقُ والليلُ مربدُ
أشارت إلى أن المدينة قصدُها
وَلله سِرٌّ أنْ فَدَى ابنَ خَلِيلِهِ
يروحُ ويغدو كلُّ هولٍ وكربة ٍ
على الناس منها إذ تروح وإذ تغدو
فلمَّا التَجَوْا للمصطفى وتَحرَّمُوا
بساحتهِ والأمرُ بالناسِ مشتدُّ
أتوا بشفيعٍ لا يردُّ ولم يكنْ
بِخَلْقٍ سوَاهُ ذلك الهَوْلُ يَرْتَدُّ
فأُطْفِئَتِ النارُ التي وَقَفَ الوَرَى
حيارى لديها لم يعيدوا ولم يبدوا
فإنْ حَدَثَتْ مِنْ بَعْدِها نارُ فِريَة ٍ
فما ذلك الشيءُ الفَرِيُّ وَلا الإِدُّ
فللَّه سِرُّ الكائناتِ وجَهْرُها
فكمْ حِكم تَخْفَى وَكَمْ حِكَم تَبْدُو
وقدماً حمى من صاحب الفيلِ بيتهُ
ولمَّا أَتى الحَجَّاجُ أَمْكَنَهُ الهَدُّ
فلا تنكروا أن يحرمَ الحرمُ الغنى
وساكنه من فخره الفقر والزهدُ
وقد فديت من ماله خير أمة ٍ
وَلو خُيِّروا في ذلِكَ الأمرِ لَمْ يُفدُوا
فَواعَجَباً حتى البِقاعُ كَريمَة ٌ
لها مثلُ ما للساكِنِ الجاهُ وَالرِّفْدُ
فإِن يَتَضَوَّعْ منه طِيبٌ بِطَيْبة ٍ
فما هو إلاَّ المندلُ الرطبُ والندُّ
وإن ذهبت بالنار عنه زخارفٌ
فما ضَرَّهُ منها ذَهابٌ وَلا فَقْدُ
أَلاَ رُبما زادَ الحَبيبُ مَلاَحَة ً
إذا شُقَّ عنه الدرعُ وانتثرَ العقدُ
وكم سُتِرَتْ لِلْحُسْن بالحَلْي مِنْ حُلًى
وكم جَسَدٍ غَطَّى مَحَاسِنَهُ البُرْدُ
وأهيبُ ما يُلقى الحسامُ مجرَدَّاً
ورَوْنَقُهُ أنْ يَظْهَرَ الصَّفْحُ وَالحَدُّ
وما تلكَ للإسلامِ إلا بواعثٌ
على أَنْ يجِلَّ الشَّوْقُ أوْ يَعْظُمَ الوَجْدُ
إِلى تُرْبَة ٍ ضَمَّ الأَمانَة َ والتُّقَى(9/2)
بها والنَّدى والفضلَ من أحمدٍ لحدُ
إلى سَيِّدٍ لم تأْتِ أُنْثَى بِمِثْلِهِ
وَلاَ ضَمَّ حِجْرٌ مِثْلهُ لاَ وَلاَ مَهْدُ
ولم يمشِ في نعلٍ ولا وطىء َ الثرى
شبيهٌ له في العالمين ولا ندُّ
شَبوقد أُحْكِمَتْ آياتُهُ وتشابَهَتْ
فَلِلْمُبْتَدِي وِرْدٌ لِلمُنْتَهي وِرْد
وإن كان فيها كالنجوم تناسخٌ
فطالعُهَا سَعْدٌ وغاربُها سعْدُ
وإن قصرت عن شأوها كل فكرة ٍ
فليست يدٌ للأنجم الزهرِ تمتدُ
فلمَّا عَمُوا عنها وصَمُّوا أَراهمُ
سيوفاً لها برقٌ وخيلاً لها رعدُ
ومن لم يلن منه إلى الحق جانبٌ
بِقَولٍ أَلانَتْ جَانِبَيهِ القَنا المُلْد
وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء ٍ
ويشفيه من داء به الكي والفصدُ
فغالبهم قومٌ كأن سلاحهم
نيوبٌ وأظفارٌ لهم فهم أسدُ
ثقاتٌ من الإسلامِ إن يعدوا يفوا
وإن يسألوا يهدوا وإن يقصدوا يجدوا
وَأَمَّا مكانُ الصِّدقِ منهم فإِنه
مقالهُمُ وَالطّعْنُ والضَّرْبُ والوعْدُ
إِذا ادَّرَعُوا كانتْ عُيُونُ دُرُوعِهِمْ
قلوباً لها في الرَّوْحِ مِنْ بَأْسِهِم سَرْدُ
يشوقك منهم كل حلمٍ ونجدة ٍ
تَحَلَّتْ بِكلٍّ مِنْهما الشِّيبُ وَالمُرْدُ
بهاليلُ أما بذلهم في جهادهم
فأنفسهم والمالُ والنصحُ والحمدُ
فلله صديقُ النبيِّ الذي له
فضائلُ لم يدرك بعدٍّ لها حدُّ
وَمَنْ كانَ لِلْمُخْتَارِ في الغارِ ثانياً
وَجَادَ إلى أنْ صارَ ليسَ لهُ وَجْد
فإِنْ يَتَخَلَّلْ بالعباءَة ِ إنه
بذلك في خُلاَّتهِ العلمُ الفردُ
ومن لم يخف في الله لومة لائمٍ
وَلم يُعْيِهِ قِسْطٌ يُقامُ وَلا حَدُّ
ولا راعه في الله قتلُ شقيقهِ
ألا هكذا في الله فليكن الجَلدُ
ومنْ جَمَعَ القرآنَ فاجْتَمَعَتْ به
فضائلُ منه مثل ما اجتمعَ الزبدُ
وجهَّزَ جيشاً سار في وقت عسرة ٍ
تعذَّر من قوتٍ به الصاعُ والمدُّ
ومن لم يُعَفَّر كَرَّمَ الله وجهه
جبينٌ لغير الله منه ولا خدُّ
فَتَى الحَربِ شَيْخُ العِلْمِ والحِلْمَ والحِجَى(9/3)
عَلِيُّ الذي جَدُّ النَّبيِّ لَهُ جَدُّ
ومَن كانَ مِنْ خيرِ الأَنامِ بِفَضْلِهِ
كهارونَ مِن موسَى وذلكمُ الجَدُّ
تَوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْبَ ليس لهُ زَنْد
وإن عجمت أفواهها عودَ بأسهِ
أَفادَتْكَ عِلْماً أَنَّ أفواهَها دُرْدُ
يُوَرِّدُ خديهِ الجلادُ وسيفهُ
فذَاكَ إِذَا شَبَّهْتَهُ الأَسَدُ الوَرْدُ
وعندي لكم آل النبي مودة ٌ
سَلَبْتُمْ بها قلبي وصارَ له عِنْدُ
على أنَّ تذكاري لما قد أصابكم
يُجدِّدُ أشجاني وإن قدم العهدُ
فِدًى لكُمُ قَوْمٌ شقُوا وَسَعِدْتُمُ
فدارُهمُ الدنيا ودارُكمُ الخُلْدُ
أترجونَ من أبناء هندٍ مودة ً
وَقَدْ أرضَعَتْهُمْ دَرَّ بِغضَتِها هِنْدُ
فلاَ قَبِلَ الرَّحْمنُ عُذْرِي عُداتِكم
فإِنهم لا يَنْتَهُونَ وإِنْ رُدُّوا
إليك رسول الله عذري فإنني
بِحُبِّكَ في قَوْلِي ألِينُ وَأَشْتَدُّ
فإن ضاع قولي في سواك ضلالة ً
فما أنا بالماضي من القول معتدُّ
وما امتد لي طرفٌ ولا لان جانبٌ
لِغَيْرِكَ إلا ساءني اللِّينُ والمَدُّ
أأشْغَلُ عَنْ رَيْحَانَتَيْكَ قَريحَتِي
بشيحٍ ورندٍ لا نما الشيح والرَّندُ
وأَدْعُو سِفاهاً غيرَ آلِكَ سادتي
وهل أنا إنْ وُفقتُ إلا لهم عبدُ
فلاراح معنياً بمدحي حاتمٌ
ولا عُنِيَتْ هندٌ بِحبِّي ولا دَعْدُ
ولا هيَّجت شوقي ظباءٌ بوجرة ٍ
ولا بعثتْ وصفي نقانقها الربدُ
ويا طِيبَ تَشْبِيبي بِطَيْبَة َ لاثَنَى
عنان لساني عنك غورٌ ولا نجدُ
فَهَبْ لي رسولَ الله قُرْبَ مَوَدَّة ٍ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وتَرْوَى بِه كِبْد
وإني لأَرجو أنْ يُقَرِّبَنِي إِلَى
جَنابِكَ إِرْقالُ الرَّكائِبِ والوخْد
ولولا وثوقي منك بالفوزِ في غدٍ
لما لَذَّ لي يَوْماً شَرابٌ وَلاَ بَرْدُ
علَيْكَ صلاة ُ الله يُضْحِي بطيْبَة ٍ
لَدَيْكَ بها وفْدٌ ويُمْسِي بها وفْدُ
العصر العباسي >> البوصيري >> كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
رقم القصيدة : 13732(9/4)
-----------------------------------
كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ
خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها
وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ
ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها
دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ
ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ
لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ
ذهبَ الشبابُوسوفَ أذهبُ مثلما
ذهبَ الشبابُ وما امرؤٌ بمخلِّدِ
إنَّ الفَناءَ لكلِّ حَيٍّ غايَة ٌ
محتومة ٌ إن لم يكن فكأن قدِ
وارحمتا لمصورٍ متطورٍ
في كلِّ طَوْرٍ صورة َ المُتَرَدِّدِ
قذفتْ به أيدي النوى من حالقٍ
سامي المحلِّ إلى الحضيضِ الأوهدِ
مُستَوْحِشٍ في أُنْسِهِ مُتعاهِدٍ
بحنينهِ شوقاً لأولِ معهدِ
منعتهُ أسبابٌ لديهِ رجوعهُ
فاشتاق للأوطان شوقَ مقيدِّ
يا لَيْتَهُ لوْ دامَ نَسْياً مالَهُ
من ذاكرٍ أو أنه لم يولدُ
حَمَلَ الهَوَى جَهْلاً بأَثْقالِ الهَوَى
مُسْتَنْجِداً بعزيمة ٍ لم تُنْجِدِ
ما إنْ يَزالُ بما تكلَّفَ حَمْلَهُ
في خطتي خسفٍ يروحُ ويغتدي
غَرضاً لأمْرٍ لا تَطيشُ سِهامُه
ومعرَّضاً لمعنفٍ ومفندِ
وخليفة ٍ في الأرضِ إلا أنه
مُتَوَعِّدٌ فيها وعيد الهُدْهُدِ
وَجَبَ السُّجودُ لهُ فلما أنْ عصى
قالتِ خطيئته له اركع واسجدِ
ونبت به الأوطان فهو بغربة ٍ
ما بين أعداءٍ يسيرُ وحسَّدِ
أنفاسه تُحصَى عليه وعلم ما
يفضى إليه غداله حُكمُ الغدِ
أبداً تراهُ واجداً أو عادماً
في حَيْرَة ٍ لَقْطَاتُها لم تُنْشَد
يُمسِي ويُصْبِحُ مُتْهِماً أَوْ مُنجِداً
لمِعَادِهِ معَ مُتْهِمٍ أوْ مُنجِد
يرمي به سهلاً ووعراً زاجراً
بَطْنُ المِسَنِّ به كَظَهْرِ المِبْرَدِ
متخوفاً منه المصير لمنزلٍ
مُسْتَوبَلِ المَرْعَى وبيء المَوْرِدِ
ما إن رأى الجاني به أعماله
إلاّ تمنى أنه لم يولدِ
حسبي له حب النبي وآلهِ
عِنْدَ الإِله وسيلَة ً لَمْ تُرْدَدِ
فإذا أجَبْتَ سؤَالَهُ في آلِهِ
سلْ تعط واستمدد فلاحاً تمددِ(9/5)
وأْمَنْ إذا قامَ النبيُّ مَقَامَهُ الْـ
ـمحمود في الأمر المقيم المقعدِ
وتزوَّدِ التقوى فإن لم تستطعْ
فمِنَ الصلاة ِ على النبيِّ تَزَوَّدِ
صلَّى عليه الله إن صلاة َ مَنْ
إِلاَّ يَمُدُّ إليهِ راحَة َ مُجْتَدِي
واسمع مدائح آل بيت المصطفى
منى ودونكَ جمعها في المفردِ
صنو النبي أخو النبي وزيرهُ
ووليهُ في كل خطبٍ مؤيدِ
جَدُّ الإِمامِ الشَّاذِليِّ المُنْتَمي
شرفاً إليه لسيدٍ عن سيدِ
أسماؤهم عشرونَ دون ثلاثة ٍ
جاءت على نسقٍ كأحرفِ أبجدِ
لِعَلِيِّ الحَسَنُ انْتَمَى لِمُحَمَّد
عيسى وسرُّ محمدٍ في أحمدِ
واختار بطالٌ لوردٍ يوشعاً
وبيوسفٍ وافى قصيٌّ يقتدي
وبحاتمٍ فتحت سيادة ُ هرمزٍ
وغَدا تَمِيمٌ لِلْمَكَارِمِ يَهْتَدِي
وبِعبَدِ جَبَّارِ السمواتِ انْتَضَى
لِلْفَضْلِ عبدُ الله أيَّ مُهَنَّدِ
وأتى عليٌّ في العلا يتلوهم
فاختم به سور العلا والسؤودِ
أعْنِي أبا الحَسَنِ الإِمامَ المُجْتَبَى
مِنْ هَاشِمٍ والشَّاذِليَّ المَوْلِدِ
إن الإمامَ الشاذليَّ طريقهُ
في الفضلِ واضحة ٌ لعينِ المهتدي
فانقُلْ ولوْ قَدَماً عَلَى آثَارِهِ
فإذا فعلتَ فذاك آخذُ باليدِ
واسْلُكْ طرِيقَ مُحَمَّدِيِّ شرِيعَة ٍ
وَحَقِيقَة ٍ ومُحَمَّدِيِّ المَحْتِدِ
مِنْ كلِّ ناحِيَة ٍ سَنَاهُ يَلوحُ مِنْ
مصباحِ نورِ نبوة ٍ متوقدِ
فَتْحٌ أتى طُوفانُهُ بِمَعارِفٍ
تنُّورها جوديُّ كلِّ موحدِ
قد نالَ غَايَة َ ما يَرُومُ المُنْتَهِي
مِنْ رَبِّهِ ولهُ اجتهادُ المُبْتَدِي
مُتَمَكِّن في كلِّ مَشْهدِ دَهْشَة ٍ
أو وقفة ٍ مافوقها من مشهدِ
منْ لا مقام له فإن كمالهُ
لِلنَّاسِ يُرْجِعُه رُجُوعَ مُقَلِّدِ
قل للمحاولِ في الدنوِّ مقامهُ
ما العَبْدُ عندَ الله كالمُتَعَبِّدِ
وَالفضلُ ليسَ يَنالُهُ مُتَوَسِّلٌ
بتورعٍ حرجٍ ولا بتزهدِ
إن قال ذاك هو الدواءُ فقل له
كُحْلُ الصَّحِيحِ خِلاَفَ كُحْلِ الأرْمَدِ
يمَشي المُصَرِّفُ حيثُ شاء وغيْرُهُ(9/6)
يمشِي بحُكْمِ الحَجْرِ حُكْمِ مُصَفَّدِ
من كان منكَ بمنظرٍ وبمسمعٍ
أَيُحَالُ منه عَلَى حدِيثٍ مُسْندِ
لِكلَيْهِمَا الحُسْنَى وَإنْ لم يَسْتَوُوا
في رُتْبَة ٍ فقدْ اسْتَوَوْا في الموْعِدِ
كلٌّ لِما شاء الإِله مُيَسَّرٌ
والناسُ بين مقربٍ ومشردِ
وإذا تحققت العناية ُ فاسترح
وإذا تخلفتِ العناية فاجهدِ
أَفْدِي عَلِيًّا في الوجودِ وَكلُّنَا
بِوُجودِهِ مِنْ كلِّ سوءٍ نَفْتَدِي
قُطْبُ الزَّمانِ غَوْثُهُ وإِمامُهُ
عينُ الوجودِ لسانُ سرِّ الموجدِ
سادَ الرِّجالَ فَقَصَّرَتْ عَنْ شَأْوِهِ
هممُ المؤوبِ للعلا والمسئدِ
فتلق ما يلقى إليك فنطقهُ
نُطْقٌ بِرُوحِ القُدْسِ أيُّ مُؤَيِّدِ
إما مررتَ على مكان ضريحهِ
وشممتَ ريح الندِّ من ترب ِالندِ
ورأيت أرضاً في الفلا مخضرة ً
مخضلة ً منها بقاعُ الفدفدِ
والوحْشُ آمِنَة ٌ لَدَيهِ كأَنَّها
حُشِرَتْ إِلى حَرمٍ بأَوَّلِ مَسْجِد
ووجَدْتَ تَعْظِيماً بِقَلْبِكَ لَو سَرَى
في جلمدٍ سجدَ الورى للجلمدِ
فقل السلام عليك يا بحر الندى الطـ
ـامي ويا بحر العلوم المزبدِ
يا وارِثاً بالفَرْضِ عِلْمَ نَبِيِّهِ
شرفاً وبالتعصيبِ غير مفندِ
الْيَوْمَ أحْمَدُ مِنْ عَليٍّ وارِثٌ
حظي عليًّ من وراثة أحمدِ
يُعْزَى الإمامُ إلَى الإِمامِ وَيقْتدِي
للمُقْتدي بِهُدَاهُ فضلُ المُقْتدي
والمرء في ميراثهِ أتباعهُ
فاقْدِرْ إذَنْ فضلَ النبيِّ مُحَمَّدِ
صَدَعَ الأسَى قَلْباً بِسَجْعِ مُغَرِّدِ
وسرى السرور إلى القوب فهزها
مَسْرَى النَّسيمِ إِلَى القَضيبِ الأَمْلَدِ
شَوْقاً لِمُرْسيَة ٍ رَسَتْ آساسَها
بِعَلِي أَبي العَبَّاسِ فَوْقَ الفَرْقَدِ
اليَوْمَ قامَ فَتَى عَلِيٍّ بَعْدَهُ
كيما يبلغَ مرشداً عن مرشدِ
فكأنَّ يُوشَعَ بعدَ موسى قائمٌ
بطريقه المثلى قيامَ مؤكدِ
فليقصِدِ المُسْتَمْسِكونَ بِحَبْلِه
دار البقاء من الطريق الأقصدِ
فإذا عزمت على اتباع سبيله(9/7)
فَاسمَعْ كلامَ أخِي النَّصِيحَة ِ ترْشُدِ
فنظامُ أعمالِ التقى آدابها
فاصحب بها أهل التقى والسؤددِ
وتجنب التأويل في أقوال من
صاحبت من أهل السعادة تسعدِ
قد فرَّقَ التأوِيلُ بَيْنَ مُقَرَّبٍ
يَوْمَ السُّجُودِ لآدَمٍ ومُبَعَّدِ
وحذارِ أن يثقِ المريدُ بنفسهِ
وَاحْزِمْ فما الإِصلاحُ شَأْنُ المُفْسِدِ
فالوَصفُ يَبْقَى حُكْمُهُ مَعَ فَقْدِهِ
وَالمَرْءُ مَرْدُودٌ إِذَا لَمْ يُفْقَدِ
إن الضنينَ بنفسهِ في الأرضِ لا
يلوي على أحدٍ وليس بمصعدِ
ويظنُّ إِنْ رَكَدَتْ سفينَتُهُ عَلَى
أمْوَاجِها ورِياحها لَمْ تَرْكُدِ
فاصحب أبا العباسِ أحمد آخذاً
يَدَ عارِفِ بِهوَى النُّفُوسِ مُنَجِّدِ
فإذَا سقَطْتَ عَلَى الخَبيرِ بِدَائها
فَاصْبِرْ لِمُرِّ دَوَائِهِ وَتَجَلَّدِ
وإذَا بَلَغْتَ بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ مِنْ
عِلْمَيْهِ فانْقَعْ غُلَّة َ القَلْبِ الصَّدِي
فمَتى رأَى موسى الإِرادَة َ عِنْدَهُ
خِضْرُ الحقيقَة ِ نَالَ أقْصَى المَقْصِدِ
وإِذَا الفَتى خُرِقَتْ سَفِينَة ُ جِدَّهِ
لنجاتها وجدَ الأسى غيرَ الددِ
وتبدلت أبوا الغلام بقتلهِ
بأَبرَّ مِنْهُ لِوَالِدَيْهِ وأرْشَدِ
وَأُقِيمَ مُنْتَقَضُ الجِدَارِ وتَحْتَهُ
كَنْزُ الوُصُولِ إلى البقاءِ السَّرْمَدِي
فلْيَهْنِ جَمْعاً في الفِراقِ ووُصْلة ً
من قاطعٍ وترقياً من مخلدِ
مغرى ً بقتل النفسِ عمداً وهولا
يعطي إلى القودِ القيادِ ولا اليدِ
لله مقتولٌ بغير جناية ٍ
كَلِفٌ بِحُبِّ القاتِلِ المُتَعَمِّدِ
ما زالَ يَعْطِفُها عَلَى مَكْرُوهِها
حتَّى زَكَتْ وَصَفَتْ صعفاءَ العَسْجَدِ
وأحيبَ داعيها لردِّ مشردٍ
مِنْ أَمْرِها طَوعاً وَجمْعِ مُبَدَّدِ
لم تترك التقوى لها من عادة ٍ
ألفت ولا لمريضها من عوَّدِ
فليهنِ أحمدَ كيمياءُ سعادة ٍ
صحَّتْ فلا نارٌ عليه تغتدي
جعلتهُ لم يرَ للحقيقة ِ طالباً
إلا يمُّ إليه راحة َ مجتدي
ألفاظُهُ مَبْذُولة ٌ بَذْلَ الحَيَا(9/8)
ومَصونَة ٌ صَوْنَ العَذارَى الخُرَّدِ
كلُّ يَرُوحُ بِشُرْبِ راحِ عُلُومِهِ
طَرِباً كَغُصْنِ البانَة ِ المُتأَوِّدِ
ضمنَ الوقارَ لها اعتدالُ مزاجها
فشَرَابُها لا يَنْبَغي لِمُعَرْبدِ
فَضَحَتْ مَعَارِفُها مَعارِفَ غَيْرِها
والزيفُ مفضوحٌ بنقدِ الجيِّدِ
كشفتْ له الأسماعُ عن أسرارها
فإِذَا الوُجودُ لِمقْلَتَيْهِ بِمَرْصَدِ
وأرتهُ أسبابَ القضاء مبينة ً
للمستَقيمِ بِعِلْمِها وَالمُلْحِدِ
تأبى علومكَ يافتى ً غيرَ التي
هيَ فَتْحُ غَيْبٍ فَتْحُهُ لَمْ يُسْدَدِ
قل للذِين تَكَلَّفُوا زِيَّ التقَى
وتَخَيَّرُوا لِلدَّرْسِ ألفَ مُجَلَّدِ
لا تَحْبَوا كُحْلَ العُيُونِ بِحِيلة ٍ
إِنَّ المَهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِالإِثْمِدِ
ما النحلُ ذللتِ الهداية ُ سُبلها
مثل الحميرِ تقودها للموردِ
من أملتِ التقوى عليه وأنفقتْ
يَدُهُ مِنَ الأكوانِ لا مِنْ مِزْوَدِ
وأَبِيكَ ما جَمَعَ المَعالِيَ وادِعاً
جمع الألوف من الحسابِ على اليدِ
إلا أبو العباسِ أوحد عصرهِ
أكْرِمْ به في عَصرِهِ مِنْ أوْحَدِ
أفْنَتْهُ في التَّوْحِيدِ هِمَّة ُ ماجِدٍ
شذَّتْ مقاصدها عن المتشددِ
ساحتْ رجالٌ في القِفارِ وإنه
لَيَسِيحُ في مَلَكُوتِ طَرْفٍ مُسْهَدِ
ولهُ سرائرُ في العُلا خَطَّارَة ٌ
خطارها وركابها لم تشددِ
فالمستقيم أخو الكرامة عندهُ
لا كلُّ من ركب الأسود بأسودِ
وأجلُّ حالِ معاملٍ تبعية ٍ
أُخِذَتْ إلى أدَبِ المُرِيدِ بِمِقْوَدِ
فأَتى مِنَ الطُّرْقِ القَرِيبِ مَنَالُها
وأتى سواهُ من الطريق الأبعدِ
سيفٌ من الأنصارِ ماضٍ حدُّهُ
فاضرِبْ بهِ في النَّائِبَاتِ وهَدِّدِ
أُثْني عليه بِباطنٍ وبِظاهرٍ
لاسرَّ منه بمغمدِ ومجردِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَصَرُوا النبيَّ وسابَقوا
معه الرياح بكل نهدٍ أجردِ
وَثَنَوْا أَعِنَّتَهُمْ وقد تَرَكُوا العِدا
بالطعنِ بين مجدلٍ ومقددِ
من كل ذمرٍ كالصباحِ جبينهُ
ذربٌ بخوضِ المضلاتِ معوَّدِ(9/9)
وبِكُلِّ أسْمرَ أزْرقٍ فُولاذُهُ
وبِكُلِّ أبيضَ كالنَّجِيعِ مُوَرَّدِ
شهد النهار لفضلٍ بمسددٍ
مِنْ رأيهِ ولِطاعِنٍ بمُسَدَّدِ
وتمخضت ظلم الليالي منهم
عن ركعٍ لا يسأمون وسجدِ
خَافَ العَدُوُّ مَغِيبهُمْ لِشُهُودِهمْ
والموتُ يَكْمُنُ في الحُسامِ المُغْمَدِ
الساتر والعوراتِ من قتلى العدا
يَوْمَ الحَفيظَة ِ بالقَنا المُتَقَصِّدِ
والطَّاعِنُو النَّجْلاَءَ يُدْخِلُ كَفَّهُ
في إثْرِها الآسي مكانَ المِرْوَدِ
سَلْ مِنْ سَلِيلِهمُ سُلوكَ سَبِيلِهمْ
يُرْشِدْكَ أحمدُ للطَّرِيقِ الأحمِد
مستمطراً بركاتهِ من راحة ٍ
أندى من الغيثِ السكوبِ وأجودِ
فَمَواهِبُ الرَّحمنِ بين مُصَوَّبٍ
منها لراجي رحمة ٍ ومصعدِ
يامن أمُتُّ له بحفظ ذمامهِ
وبِحُسْنِ ظنِّي فيهِ لِي مُسْتَعْبِدِي
مَوْلاَيَ دُونَكَ ما شَرَحْتُ بِوَزْنِه
وَرَوِيِّهِ قَلْبَ الكئيبِ الأكْمَدِ
فاقبل شهابَ الدينِ عذر خريدة ٍ
عَذْراءَ تُزْرِي بالعَذَارَى النُّهَّد
معسولة ٍ ألفاظها من كاملٍ
أبردْ حشى من ريقها بمبردِ
طلَعَتْ مَجَرَّة ُ فضلِها بِكَواكِبٍ
دُرِّيَّة ٍ مَحْفُوفَة ٍ بالأَسْعدِ
رامَ استراق السمعِ منها ماردٌ
لَمَّا أتَتْكَ فَلمْ يَجِدْ مِن مَقْعَدِ
من منهلٍ عذبٍ صفا سلساله
لا مِنْ صَرًى يَشْوِي الوجُوهَ مُصَرَّد
بَعَثَتْ إِليكَ بها بواعِثُ خاطِرٍ
مُتَحَبِّبٍ لِجَنابكُمْ مُتَودِّد
صادَفْتُ دُرَّا مِنْ صِفاتِكَ مُثْمَناً
فأعرتهُ منِّي صفاتِ منضِّدِ
جاءت تسائلك الأمان لخائفٍ
مِنْ رِبْقَة ٍ بِذُنُوبِهِ مُتَوَعد
فاضمَنْ لها دَرْكَ المعادِ ضمانَها
بالفَوْزِ عنكَ لِسامِع ولِمُنْشِد
فإذا ضمنتَ له فليس بخائفٍ
من مبرقٍ يوماً ولا من مرعدِ
جاهُ النبيِّ لِكُلِّ عاصٍ واسِعٌ
والفضلُ أجدرُ باقتراحِ المُجْتَدِي
العصر العباسي >> البوصيري >> أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
رقم القصيدة : 13733(9/10)
-----------------------------------
أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
فأخو السيادة أحمدُ بن محمدِ
الصاحبُ ابن الصاحبِ ابن الصاحبِ الـ
ـحِبْرُ الْهُمَامُ السَّيِّدُ ابنُ السَّيِّدِ
لاتشركنَّ به امرأً في وصفهِ
فتكونَ قد خالفْتَ كلَّ مُوَحِّد
الشمس طالعة ٌ فهل من مبصرٍ
والحَقُّ مُتَّضِحٌ فهل من مُهتَدِي
إنَّ الفتى منْ سوَّدتهُ نفسهُ
بالفضلِ لامن سادَ غير مسوَّدِ
والناسُ مُخْتَلِفُوا المذاهِبِ في العُلا
والمذهبُ المختارُ مذهبُ أحمدِ
وفي علوم الأولين حقوقها
والآخرينَ وفاءَ من لم يجحدِ
فكأَنهُ فينا خليفة ُ آدمٍ
أوْ آدَمٌ لو أنهُ لم يولَدِ
أفضَى به علْمُ اليَقِين لعَيْنِه
ورآه حاسدهُ بعيني أرمدِ
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ فليسَ كحائرٍ
في دينهِ من أمرهِ مترددِ
قد كان يحكم في الأمور بعلمهِ
شهدَ المحقُّ لديهِ أم لم يشهدِ
لولا يخاطبنا بقدر عقولنا
جَاءتْ معارفْه بما لم نَعْهَدِ
ورِثَ النُّبُوَّة َ فَلْيَقُمْ كَقِيَامِهِ
مَنْ حَاوَلَ الميراثَ أو فَلْيَقْعُد
فلِسَانُهُ العَضْبُ الْحُسَامُ المُنْتَضَى
وبيانه بحرٌ خضمُّ المزبدِ
وبصيرة ٌ بالله يشرق نورها
ويُضِيءُ مثلَ الكَوْكَبِ المُتَوَقِّد
وخَلائِقٌ ما شابَها مَنْ شَانَها
فأَتتْ كماءِ المُزْنِ في قَلْبِ الصَّدِي
فَلِبَابِ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ فلْيَسِرْ
من كان بالأعذارِ غير مُقيَّدِ
هوَ كَعْبَة ُ الفضلِ الذي قُصَّادُهُ
قد حَقَّقُوا منه بُلوغَ المقصِد
لَمَّا ورَدْتُ عَلَى كَريمِ جَنَابِهِ
فوردتُ بحر الجودِ عذبَ الموردِ
لَمَّا وَرَأَيتُ وَجْهاً أَشْرَقَتْ أَنْوَارُه
فَأضاءَ مثلَ الكوكَبِ المُتَوَقِّد
أعْرَضْتُ عَنْ لهوِ الحَديثِ وَقُلْتُ يا
مَدْحَ الورَى عنِّي فمَا أَنَا مِنْ دَدِ
وعزمتُ في يومي على العملِ الذي
ألقاهُ لي نعْمَ الذخيرة ُ في غَدِ
مَدْحٌ إِذا أعمَلْتُ فيهِ مِقْوَلي
جَاهدْتُ عن دينِ الهُدَى بِمهَنَّدِ(9/11)
أبقى له الذكرَ المخلدَ علمهُ
أنْ ليس في الدُّنْيَا امرُؤٌ بِمُخَلَّدِ
فَاسْتُنْفِدَتْ بوجودِهِ آمالهُ
واختار عند الله مالم ينفدِ
شُغِفَتْ بِه الدُّنْيَا وَآثَرَ أُخْتَها
حُبَّا فَأَوْهَم رَغْبة ً بِتَزَهُّدِ
وأتى عليها جوده فكأنها
لهوانها في نفسهِ لم توجدِ
فإذا نظرتَ إلى مقاصدهِ بها
أبَدَتْ إِليكَ حَقيقة َ المُتَجَرِّدِ
كلِفٌ بِمَا يَعْنِيهِ مِنْ إِسعادِ ذِي الْـ
ــحاجات في الزمنِ القليلِ المسعدِ
يطوي من التقوى حشاهُ على الطوى
وَيَبِيتُ سَهْرَاناً مُقَضَّ المَرْقَد
ويغضُّ من مغسولتين بدمعهِ
مَكْحُولَتَيْنِ مِن الظَّلامِ بإِثْمِد
عوِّلْ عليه في الأمور فإنه
أهلُ الغَرِيبِ وبَيْتُ مالِ المُجْتَدِي
واستمطر البركات من دعواته
حيث استقل سحاب راحته الندي
واسمع لما يوحى من الذكر الذي
يُشْجِي القلوبَ لَوَ أنها مِنْ جَلْمَدِ
صَدَرَتْ جَواهِرُ لفظِهِ مِنْ باطِنٍ
صافِي التُّقَى مِثْلِ الحُسام المُغْمدِ
فأراكه سحرَ البيانِ منضداً
بِيَدِ البَلاغَة ِ وَهْوَ غيرُ مُنَضَّدِ
مُتَحَلِّياً بِجَوَامِعِ الكَلِمِ التي
يُعْنى بها حَدِبٌ عناءَ تَجَلُّدِ
فالقَصُّ منه إذا أتَاكَ تَعَدَّدَتْ
منه المعاني وَهْوَ غيرُ مُعَدَّدِ
قل للإمام المقتدي بعلومهِ
قد فازَ مِنْ أَضْحى بِرأْيِكَ يَقْتَدِي
يَا مَنْ يُرَاعِي للفضيلة ِ حَقَّهَا
لتلذذٍ بالفضلِ لا لتزيدِ
لم تصغ ِ للعلماء إلا مثلما
أصْغَى سُلَيْمانٌ لِقَوْلِ الهُدْهُدِ
عَجِبَتْ لِزُهْدِكَ في الوزارة ِ مَعْشَرٌ
فأَجَبْتُهُمْ عَجَباً إذَا لم يَزْهَدِ
ما ضرَّ حبراً قلدتهُ أئمة ٌ
أَنْ لم يكنْ لِمَنَاصِبٍ بِمُبلَّدِ
وإذا سما باسْمِ العلومِ فلا تَسَلْ
عن حطِ نفس بالحضيض الأوهدِ
ما المَجْدُ إِلاَّ حِكْمَة ٌ أُولِيتَهَا
ينحط عنها قدر كل ممجدِ
يارتبة ً لاترتقى بسلالمٍ
وسيادة ً ما تشترى بالعسجدِ
خيرُ المناصِبِ ما العيُونُ كَليلَة ٌ
عنه وما الأيدي له لمْ تُمْدَدِ(9/12)
مَوْلايَ دونَكَ مِنْ ثنائيَ حُلَّة ً
تُبْلِي مِنَ الأيام كلَّ مُجَدَّدِ
جَاءَتْ مُسارِعَة ً إليكَ بِساعَة ٍ
سَعِدَتْ مُطالِعة ً وإنْ لم تُرصَدِ
يَوْمُ اتِّصَالٍ بالأَحِبَّة ِ، حَبَّذا
يَوْمٌ به انقَطَعَتْ قلوبُ الحُسَّدِ
ما سُيِّرَتْ ما بَيْنَ يوسُفَ مِثْلَما
قد سُرَّ فيه أَحْمَدٌ بمُحَمَّدِ
ياحبذا مدحٌ لآلِ محمدٍ
دون التغزلِ في غزالٍ أغيدِ
إن الجلالة َ منذ رُمتُ مديحكم
لم تَرْضَ لي ذكْرَ الحِسانِ الخُرَّدِ
فالله يَجْمَعُ شَمْلَكُمْ ساداتِنا
جَمْعَ السلامَة ِ في نعيمٍ سَرْمَدِ
العصر العباسي >> البوصيري >> ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
رقم القصيدة : 13734
-----------------------------------
ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
وإنما الذنبُ لِلْيَهودِ
وكيفَ تَفْضِيلُهُمْ وفيهمْ
سرُّ الخنازيرِ والقرودِ
العصر العباسي >> البوصيري >> حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
رقم القصيدة : 13735
-----------------------------------
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
وتوجهْ تلقاءَ بئرِ عُمارهْ
فالبِتِيَّاتِ فالحِرازِ فَتُبْتيـ
ـــت فشبرا البيوم فالخمارهْ
وإذا جِئْتَ حَاجِراً بَيْنَ بَلْبَيْـ
ـس وقليوبَ من خرابِ فزارهْ
فارجِعِ السَّيْرَ بَيْنَ بِنْها وَأتْـ
ـرِيبَ وكلٌّ لِشاطِىء ِ البَحْر جَارَه
وإذا ما خطرتَ من جانبِ الرمـ
ـلِ بِفاقُوسَ فاقْصِدِ الخَطَّارَه
وشمنديلَ وهي منزلة ُ الجيـ
ـشِ وسعدانة ٍ محلِّ غراره
خَلِّني مِنْ هَوَى البَداوة ِ إني
لست أهوى إلا جالَ الحضاره
واقر تللك القرى السلام فإن أعـ
ـيَتْكَ منها عبارَة ٌ فإشارَه
إنَّ قَلْبي أضْحَى إلى ساكِنِيها
باشتياقٍ وَمُهْجَتي مُسْتَطاره
أذكرتنا عيشاً قديماً نزعنا
هُ لِبَاساً كالحُلَّة ِ المُسْتعَارَه
وزماناً في الحُسْنِ وجْهَ عَلِيٍّ
ذا بَهاءٍ وبَهْجَة ٍ ونَضَاره(9/13)
صاحبٌ لا يزالُ بالجُودِ والإفـ
ـضالِ طلق اليدينِ حلو العباره
كم هدانا من فضلهِ بكتابٍ
معجزٍ من علومهِ بآثاره
وجههُ مسْفِرٌ لعافيهِ ما نحـ
ـتاجُ في الجود عنده لسفاره
يدهُ رقعة ُ الصباحِ فما أغـ
ـربها من سلامة ٍ وطهاره
يَذْكُرُ الوعْدَ في أُمورٍ ولا يَذْ
كُرُ جَدْوى وَلو بكلِّ إمارَه
إنما يذكرُ العطيَّة َ من كا
نتْ عَطاياهُ تارة ً بعدَ تاره
سَيِّدي أنْتَ نُصرَتي كلما شَنَّ
عَلَيَّ الزَّمانُ بالفَقْرِ غارَه
شاب رأسي وما رأست كأني
زامِرُ الحَيِّ أوْ صغيرُ الحاره
وَابن عِمْرانَ وهْوَ شَرُّ مَتاع
للورى في بطانة ٍ وظهاره
حَسَّنَ القُرْبُ منكُم قُبحَ ذِكْرَا
هُ كتحسين المسك ذكراً لفاره
فهو في المدح قطرة ٌ من سحابي
وهو في الهجو من زنادي شراره
ما لهُ مِيَزَة ٌ عَلَيَّ سِوَى أنَّ
له بغلة ً ومالي حماره
وَعِياطٌ تُدْوَى الدَّوَاوينُ منه
لا بمعنًى كأنه طِنْجِهَاره
يَتَجنَّى بِسُوءِ خُلْقٍ عَلَى النا
سِ ونفسٍ ظلومة ٍ كفاره
لم تهذبهُ كل قاصرة ِ الطـ
ـرفِ أجادتْ بأخدعيهِ القصاره
وابن يغمورَ إذ كساهُ من الـ
ـدِّرَّة ِ دِرْعاً كأَنّه غَفَّارَه
طبعت رأسهُ دماً وبساطي
جلدة ً أو حسبته جلناره
وسليمانُ كلما قرع القرْ
عَة َ طَنَّتْ كأنها نُقَّارَه
وقعاتٌ تنسي المؤرخَ ما كا
نَ من سنبسٍ ومن زناره
إن جَهِلتُمْ ما حلَّ في ساحلِ الشَّيْخِ
ـخِ من الصفحِ فاسألوا البحاره
قالتِ البغلة ُ التي أوقعتهُ
أنا مالي على الغبونِ مراره
إنَّ هذا شيخٌ له بجواريـ
معَ الناس كلَّ يومٍ صِهَارَه
قُلْتُ لا تفتَري عَلَى الشاعرِ الفقِّـ
ـهِ ، قالت : سلِ الفقيه عُماره
لو أتاهُ في عرسهِ شطرُ فلسٍ
لرأى البيع رجلة َ وشطاره
قلتُ هذا شادُّ الدَّوَاوينِ، قالتْ
ما أُولِّي هذا علَى الخَرَّاره
قلتُ ذي غيرة ُ الأبيرة ِ ألاَّ
تشتهي أن تفارقَ الأباره
قالت أقْوَى وكيفَ أُغْيَرُ مِنّي
عند شيخٍ كلٍّ بغيرِ زباره
قلتُ: ما تَكْرَهينَ منه؟ فقالت(9/14)
أَيُّ بُخْلٍ فيه وأيُّ قَتارَه
أنا في البيتِ أشتهي كفَّ تبنٍ
ومنَ الفرطِ أشتهي نُوَّاره
وعَلِيقي عليه أرْخَصُ مِنْ ما
لِ المَوارِيثِ في شِرا ابنِ جُبَاره
سَرَق النِّصْفَ واشتَرى النِّصف بالنِّصْـ
فِ وَأفْتَى بأنَّ هذا تجارَه
لاتلوموا إذا وقعتُ من الجو
عِ فإني من الخوى خواره
ما كفاه من الطَّوافِ ببلبيـ
ـسَ إلى أن يطوفَ بي السياره
آه من ضيعتي وما ذاك إلا
أنَّ مالي عَلَى الغُبونِ مَرارَه
أُكْمِلَتْ خِلْقَتي وَشَيبي ومالي
في حجورٍ أختٌ ولافي مهاره
أيُّ شبرية ٍ ألذُّ وطاءً
من ركوبي وأيما شباره
عَيَّرَتْني بها بِغالُ الطواحِيـ
ـنِ، وقالتْ تَمَّتْ عليكِ العِيارَه
دُرْتُ حتى وَقَعْتُ عنْدَ المَناحِيـ
ـسِ فيا لَيتَ أنني دَوَّارَه
ولقد أنذرتهُ فرأيتهُ
جَاهِلِيّاً لمْ تُغْنِ فيهِ النِّذاره
وَقَوافيَّ ليسَ فيها صِقالٌ
من ندى لا وليس فيها زفاره
كلُّ عذراءَ ما تردُّ من الكُـ
ـفءِ بعيبٍ ولا زوال بكاره
سرن من حسنهنَّ في الشرقِ والغرْ
بِ فَكْنَّ الكَواكِبَ السَّيَّاره
لَنْ يَصِيدَهُنَّ النَّوال مِنْ بَحْرِ فكري
أو يصطاد الدُّرُّ بالسناره
غير أني أعددتها لخطايا
وَذُنُوبٍ أسْلَفْتُها كَفَّارَه
أَوَلَمْ تَدْرِ أنَّ مَدْحَ عَلِيٍّ
مثلُ حجٍّ وعمرة ٍ وزياره
أيها الصاحب المؤمل أدعو
كَ دُعاءَ استغاثَة ٍ واستجارَه
أَثْقَلَتْ ظَهريَ العِيالُ وقد كُنْـ
ـتُ زماناً بهم خفيفَ الكاره
ولو أني وحدي لكنت مريداً
في رِباطٍ أو عَابِداً في مَغارَه
أحسبُ الزهدَ هيناً وهو حربٌ
لستُ فيه ولا مِنْ النَّظَّارَه
لا تَكلْنِي إلى سِواكَ فَأخْيَا
رُ زماني لا يمنحونَ خياره
وَوُجُوهُ القُصَّادِ فيه حَدِيدٌ
وقلوبُ الأجواد فيه حجاره
فإذا فاز كف حرٍّ ببرٍّ
فهو إما بنقضة ٍ أو نشاره
إنَّ بيتي يقول قد طال عهدي
بدخولِ التَلِّليس لي والشكاره
وطعامٍ قد كان يعهده النا
سُ متاعاً لهم وللسياره
فالكوانينُ ما تعابُ من البر(9/15)
دِ بِطَبَّاخة ٍ وَلا شَكَّاره
لابساطٌ ولا حصيرٌ بدهليـ
ـزي ولا مجلسي ولا طياره
ليس ذا حالُ من يريدُ حياة ً
لِعيالٍ ولا لِبَيْتٍ عِمَارَه
قلتُ إنَّ الوَزيرَ أسْكَنَ غيْرِي
في مَكاني ولي عليه إجَاره
قيل إن الوزيرَ لن يقصد الفسـ
ـخَ، فَلِمَ لا رَاجعْتَ في الخَرَّاره
أسقَطَتْه مِنْ ظَهْرِنَا فأَرَتْنَا
جيبه لازماً لبطن المحاره
ثمَّ شَدُّوه بالإزارِ فخِلْنا
هُ الخياليَّ مِنْ ورَاءِ السِّتاره
لم يُفضِّل عليك غيركَ لكـ
عطاياهُ كَالكُؤُوسِ المُدارَه
فسأَغْدُو به سعيداً كأني
لاعْتِدالِ الرَّبيعِ للشمسِ دارَه
وَيَشُوقُ الأضْيافَ في بادَهَنْجٍ
مِنْ بعيدٍ قُرُونَهُ كالمَناره
إنَّ بتاً يغشاهُ كلُّ فقيرٍ
من عليٍّ في ذمة ٍ وخفاره
صَرَفَ الله السُّوءَ عنه وَآتا
هُ مِنَ المَجْدِ والعُلا ما اختَاره
العصر العباسي >> البوصيري >> قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
رقم القصيدة : 13736
-----------------------------------
قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
وطابَ منه ومنكَ الأصْلُ والثَّمَرُ
بحرانِ لو جادَبحرٌ مثل جودهما
بيعتْ بأرخصَ من أصدافها الدررُ
لله دَرُّكَ عِزَّ الدِّين لَيْثَ وَغًى
لهُ من البيضِ نابٌ والقنا ظفرُ
ألقى الإلهُ على الدنيا مهابتهُ
فالبِيضُ تَرْعُدُ خوفاً منه والسُّمُرُ
أريتنا فضل شمس الدين منتقلاً
إليكَ منه وصحَّ الخُبْرُ والخَبَرُ
إنْ تُحْي آثارَهُ مِنْ بعْدِ ما درسَتْ
فإنَّكَ النِّيلُ تُحْيِي الأرضَ والمَطرُ
وإنْ تَكُنْ أنتَ خيرَ الوارثينَ لهُ
فما يُنازِعْكَ في ميراثِهِ بَشَرُ
وإنْ تَكُنْ في العُلا والفَضْلِ تَخْلُفُهُ
فالشمسُ يَخْلُفُها إنْ غابَتِ القَمَرُ
أخجلتَ بالحلمِ ساداتِالزمانِ فلمْ
يَعْفُوا كَعَفْوِكَ عَنْ ذَنْبٍ إذا قَدرُوا
وَلمْ تَزَلْ تَسْتُرُ العَيْبَ الذي كَشَفُوا
ولم تَزَلْ تَجْبُرُ العَظْمَ الذي كَسَرُوا(9/16)
لوْ أنَّ ألْسِنَة َ الأيامِ ناطِقَة ٌ
أثْنَتْ علَى فَضْلِكَ الآصالُ والبُكَرُ
شَرَعْتَ للنَّاسِ طُرْقاً ما بها عَجَرٌ
يخافُ سالكها فيها ولا بُجَرُ
لو يستقيمُ عليها السالكون بها
كما أمرتَ مشتْ مشى المها الحمرُ
أكرمْ بأيدمرَ الشمسيِّ من بطلٍ
بِذِكْرِهِ في الوَغَى الأبطَالُ تَفْتَخِرُ
تخافُ منه وترجوهُ كما فعلتْ
في قلبِ سامعها الآياتُ والسُّوَرُ
مَعْنَى الوجودِ الذي قامَ الوجودُ به
وهلْ بِغَيرِ المَعاني قامتِ الصُّوَرُ؟
بنانهُ من نداهُ الغيثُ منسكبٌ
وسَيْفُهُ مِنْ سُطاهُ النارُ تسْتَعِرُ
نَهَتُه عَنْ لَذَّة ِ الدُّنْيا نَزَاهتُهُ
وَشَرَّدَ النَّوْمَ مِنْ أجفانِهِ السَّهَرُ
وليسَ يُضْجِرُهُ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ
وكيفَ يُدْرِكُ مَن لا يَتْعَبُ الضَّجَرُ
يُمْسِي ويُصْبِحُ في تَدْبيرِ مَمْلَكة ٍ
أعيا الخلائقَ فيها بعضُ مايزرُ
يكفيه حملُ الأماناتِ التي عرضتْ
على الجِبالِ فكادَتْ منه تَنْفَطِرُ
خافَ الإلهُ فخافَتْهُ رَعِيَّتُهُ
والمَرءُ يُجْزَى بما يأتي وما يَذَرُ
واخْتارَهُ مَلكُ الدُّنيا لِيَخْبُرَهُ
في ملكه وهو مختارٌ ومختبرُ
فَطَهِّرَ الأرضَ مِنْ أهْلِ الفسادِ فلا
عَيْنٌ لهُمْ بَقِيَتْ فيها ولا أثَرُ
ودَبَّر المُلْكَ تَدْبيراً يُقَصِّرُ عنْ
إدراكِ أيسرهِ الأفهامُ والفكرُ
وحينَ طارت إلى الأعداءِ سُمْعَتُه
ماتَ الفرنجُ بداء الخوف والترُ
فما يبالي بأعداءٍ قلوبهمُ
فيها تَمَكَّن منهُ الخوفُ والذُّعُرُ
وكل أرضٍ ذَكَرْناهُ بها غَنِيَتْ
عَنْ أنْ يُجَرَّدَ فيها الصارِمُ الذَّكَرُ
فلَوْ تُجَرَّدُ مِنْ مِصرٍ عَزائُمهُ
إلأى العدا بطلَ البيكارُ السفرُ
في كلِّ يومٍ ترى القتلى بصارمهِ
كأَنَّما نُحِرتْ في مَوسِمٍ جُزُرُ
كأنَّ صارمهُ في كلِّ معتركٍ
نذيرُ موتِ خلتْ من قبلهِ النُذُرُ
شكراً له من وليٍّ في ولا يتهِ
معنى كرامته للناس مشتهرُ
عَمَّ الرَّعِيَّة َ والأجْنادَ مَعْدَلَة ً(9/17)
فما شكا نفراً من عدلهِ نفرُ
وسرَّ أسماعهمْ منهُ وأعينهم
وَجْهٌ جَميلٌ وذِكْرٌ طَيِّبٌ عَطِرُ
تَأرَّجَتْ عَنْ نَظِيرِ المِسْكِ نَظْرَتُهُ
كما تأرجَ عن أكمامهِ الزهرُ
مِنْ مَعْشَرٍ في العُلا أوْفَوْا مُهُودَهُمُ
وليسَ مِنْ مَعْشَرٍ خانُوا ولا غَدَرُوا
تُرْكٌ تَزيَّنَتِ الدُّنيا بِذِكْرهِمُ
فهم لها الحلى ُ إن غابوا وإن حضروا
حَكَتْ ظواهرُهمْ حُسْناً بواطِنَهُمْ
فهُمْ سواءٌ أسَرُّوا القوْلَ أوْ جَهَروا
بِيضُ الوجوهِ يَجُنُّ اللَّيْلُ إنْ رَكِبُوا
إلى الوغَى ويُضِيءُ الصُّبْحُ إنْ سَفَرُوا
تَسْعَى لأبْوَابِهمْ قُصّادُ ما لهمْ
وجاههم زمراً في إثرها زمرُ
تسابقوا في العلا سبقَ الجيادِ لهم
من الثناء الحجول البيض والغررُ
وكل شيء سمعنا من مناقبهم
فمن مناقب عز الدين مختصرُ
مولى ً تلذ لنا أخبارُ سؤددهِ
كأنَّ أخبارهُ من حسنها سمرٌ
فلَوْ أدَارَتْ سُقاة ُ الرَّاحِ سِيرَتَهُ
عَلَى النَّدَامى وحَيَّوْهُمْ بها سكِرُوا
يا حُسْنَ ما يَجْمَعُ الدُّنيا ويُنْفِقُها
كالبَحْرِ يَحْسُنُ منه الوِرْدُ والصَّدَرُ
لكل شرطٍ جزاءٌ من مكارمهِ
وكلُّ مبتدأ منها له خبرُ
فما نَظَمْتُ مدِيحاً مُبْتَكَراً
إلا أتاني جودٌ منه مبتكرُ
صَدَقْتُ في مَدْحِهِ فازْدادَ رَوْنَقُهُ
فما على وجهه من ريبة ٍ قترُ
ومَنَ أعانَ أُولِي الطاعاتِ شَارَكَهُم
فسَلْهُمُ عنْهُ إنْ قَلُّوا وإنْ كثُرُوا
لِذاكَ أثْنَوا عليه بالذِي عَلِمُوا
خيراً فياحسنَ ما أثنوا وما شكروا
قالوا وجَدْناهُ مِثْلَ الكَرْمِ في كَرَمٍ
يَفِيءُ منه علينا الظِّلُّ والثّمَرُ
ومايزالُ يُعينُ الطائعينَ إذا
تطوعوا بجميلٍ ، أو إذا نذروا
ومن أعاَ أولي الطاعاتِ شاركهم
في أجْرِ ما حَصَرُوا منه وما تَجَرُوا
فما أتى الناسُ من فرضٍ ومن سننٍ
ففي صحيفتهِ الغَرَّاء مستطرُ
فحجَّ وهو مقيمٌ والحجازُ به
قومٌ يقيمونَ لاحجُّوا ولا اعتمروا
وجاهدتْ في سبيل اله طائفة ٌ(9/18)
وخَيْلُها منه والهِنْدِيّة ُ البُتُرُ
وأطعمَ الصائمين الجائعين ومن
فرطِ الخصاصة في أكبادهم سعرُ
ولم تفتهُ من الأوراد ناشئة ٌ
فيما يقولُ وَلا عِيٌّ وَلا حصَرُ
يَطْوِي النَّهارَ صِياماً وهْوَ مُضطَرِمٌ
وَاللَّيلَ يَطْوي قِياماً وهوَ مُعْتَكِرُ
ومالُهُ في زَكاة ٍ كلُّهُ نُصُبٌ
لا الخُمْسُ فيه لَهُ ذِكْرٌ ولا العُشْرُ
أعمالهُ كلها لله خالصة ٌ
ونُصْحُهُ لم يُخالِط صَفْوَهُ كَدَرُ
كم عادَ بغيٌ على قومٍ عليه بغوا
وحاقَ مَكْرٌ بأَقوامٍ به مَكَرُوا
لَمْ يَخْفَ عَنْ علْمِهِ في الأرضِ خافِيَة ٌ
كأنَّهُ لِلْوُجُودِ السَّمْعُ والبَصَرُ
فلا يظنُّ مريبٌ من جهالتهِ
بأنَّ في الأرضِ شيءٌ عنه يَسْتَتِرُ
عصتْ عليه أناسٌ لاخلاقَ لهم
الشُّؤمُ شِيَمَتُهُمْ واللُّؤمُ والدَّبَرُ
تلثموا ثم قالوا: إننا عربٌ
فقلتُ لاعربٌ أنتمولا حضرُ
ولا عُهُودَ لكُمْ تُرْعَى ولا ذِمَمٌ
ولا بُيُوتُكمُ شَعْرٌ ولا وَبَرُ
وَأيُّ بَرِّيَّة ٍ فيها بُيُوتُكمُ
وهل هي الشعرُ قولوا لي أم المدرُ؟
وَليسَ يُنْجِي امْرأ رامُوا أذِيَّتَهُ
منهمْ فِرارٌ فقُلْ كَلاَّ ولا وَزَرُ
يَشْكُو جميعُ بني الدُّنيا أذِيَّتَهُمْ
فهمْ بِطُرْقِهِم الأحجارُ والحُفَرُ
يَرَوْنَ كلَّ قَبِيحٍ منْهُمُ حَسَناً
ولم يبالوا ألام الناس أم عذروا؟
مِنْ لُؤمِ أحْسابِهِمْ إنْ شاتَمُوا رَبِحُوا
ومن حقارتهم إن قاتلوا خسروا
لَمَّا عَلِمْتَ بأَنَّ الرِّفْقَ أَبْطَرَهُم
والمفسدون إذا أكرمتهم بطروا
زجرتهم بعقوباتٍ منوعة ٍ
وفي العقوباتِ لِلطاغينَ مُزْدَجَرُ
كأَنهم أقْسَمُوا بالله أنهمُ
لا يَتْركونَ الأذى إذَا قُهِرُوا
فَمَعْشَرٌ رَكِبُوا الأوْتادَ فانقطعَتْ
أمعاؤهم فتمنوا أنهم نُحروا
ومعشرٌ قطعتْ أوصالهم قطعاً
فما يُلَفِّقُها خَيْطٌ ولا إبَرُ
ومعشرٌ بالظبا طارت رؤوسهم
عن الجسومِ فقلنا إنها أكرُ
ومعشرٌ وُسِّطوا مثل الدلاءِ ولم
تربط حبالٌ بها يوماً ولا بكرُ(9/19)
ومعشرٌ سُمِّروا فوق الجيادِ وقد
شدت جسومهم الألواح والدسرُ
وآخَرُونَ فَدَوْا بالمالِ أنْفُسَهُمْ
وقالتِ الناسُ خيرٌ من عمى ً عورُ
موتاتُ سوءٍ تلقوها بما صنعوا
ومن وراءِ تلقيهم لها سقرُ
وَقد تَأَدَّبَتِ المُسْتَخْدَمون بهم
والغافلون إذا ما ذُكِّروا ذَكروا
فَعَفَّ كلُّ ابنِ أنْثَى عَنْ خِيانتِه
فَلمْ يَخُنْ نفسَهُ أُنْثَى وَلا ذَكَرُ
إن كان قد صلحت من بعد مافسدت
أحوالهم بكَ إن الكسرَ ينجبرُ
لولاكَ ما عدلوا من بعدِ جورهمُ
على الرعايا ولا عفُّوُّا ولا انحصروا
ولا شكرتهم من بعد ذمهم
كأنهم آمَنُوا مِنْ بعْدِما كَفَرُوا
وكنتُ وصَّيتهمْ أن يحذروك كما
وصَّى الحكيمُ بَنيهِ وَهْوَ مُحْتَضَرُ
وقلتُ لا تَقْرَبوا مالاً حَوَتْ يَدُهُ
فالفَخُّ يَهْرُبُ منه الطائرُ الحَذِرُ
وحاذِرُوا معه أنْ تَرْكَبُوا غَرَراً
فليس يحمد من مركوبه الغررُ
ولا تصدوا لما لم يرضَ خاطرهُ
إنَّ التَّصَدِّي لما لمْ يَرْضَهُ خَطَرُ
فبان نصحي لهم إذ مات ناظرهم
وقد بدت للورى في موته عِبَرُ
مُقَدَّماتٌ: أماتاهُ وأقْبَرَهُ
مشاعليان ماأدوا ولا نصروا
وجرَّسوهُ على النعشِ الذي حملوا
مِنَ الفِراشِ إلى القَبْرِ الذي حَفَرُوا
ياسوءَ ماقرءوا من كلِّ مخزية ٍ
عَلَى جِنَازَتِهِ جَهْراً وما هَجَرُوا
وكبَّروا بعد تصغيرٍ جرائمهُ
وَقَبَّحُوا ما طَوَوْا منها وما نَشَروا
وكان جمَّع أموالاً وعدَّدها
كما يزول بحلق العانة الشعرُ
وراحَ من خدمة ٍ صفرَ اليدينِ فقلْ
للعاملين عليها بعدهُ عبروا
إذا تَفَكَّرْتَ في المُسْتخْدَمينَ بدَا
منهم لِعَيْنَيْكَ ما لم يُبْدِهِ النَّظَرُ
ظَنُّوهُمُ عَمَرُوا الدُّنيا بِبَذْلِهمُ
وإنما خرَّبوا الدنيا وماعمروا
فطهِّرِ الأرضَ منهمْ إنهمْ خَبَثٌ
لو يغسلونهم بالبحر ما طهروا
نِيرانُ شَرٍّ كَفانَا الله شرَّهمُ
لايرحمونَ ولا يبقون إن ظفروا
فاحْذَرْ كِبارَ بَنِيهمْ إنهمْ قُرُمٌ
وَاحْذَرْ صِغارَ بَنِيهمْ إنهم شَرَرُ(9/20)
فالفيلُ تَقْتُلُهُ الأفْعَى بِأصْغَرِها
فيها ولم تخشَهُ منْ سِنِّها الصِّغَرُ
واضربهم بقناً مثل الحديدِ بهم
فليسَ من غيرِ ضَرْبٍ يَنْفَعُ الزُّبُرُ
ولا تَثِقْ بِوَفاءٍ مِنْ أخِي حُمُقٍ
فالحمقُ داءٌ عياءٌ برؤه عسرُ
مِنْ كلِّ مَنْ قَدْرُهُ في نَفْسِهِ أبَداً
مُعَظَّمٌ وَهُوَ عند الناسِ مُحْتَقَرُ
يَصدُّ عنكَ إذا استغنى بجانبه
ولا يزوركَ إلا حين يفتقرُ
كأنه الدَّلْوُ يعلو حينَ تَمْلَؤُهُ
ماءً ويُفْرِغُ ما فيهِ فَيَنْحَدِرُ
وَالدَّهْرُ يَرْفَعُ أطْرَافاً كما رَفَعَتْ
أَذْنَابَها لِقَضاءِ الحاجَة البَقَرُ
حسبُ المحلة ِ لما زال ناظرها
أن زال مذ زال عنها البؤس والضررُ
وَأنَّ أعْمالَها لمَّا حَلْلتَ بها
تغارُ من طيبها الجناتُ والنهرُ
وأهلها في أمانٍ من مساكنها
من فوقهم غرفٌ من تحتهم سررُ
ملأتَ فيها بيوتَ المال من ذهبٍ
وَفِضَّة ٍ صُبَراً يَا حَبَّذا الصُّبَرُ
وَالمالُ يُجْنَى كما يُجْنَى الثمارُ بها
حتى كأنَّ بَنِي الدُّنيا لها شَجَرُ
وتابعت بعضها الغلات في سفرٍ
بعضاً إلى شُوَنٍ ضاقَتْ بها الخُدُرُ
وَسِقَتْ الخيْلُ لِلأبْوَابِ مُسْرَجَة ً
لَمْ تُحْص عَدّاً وتُحْصَى الأنجُمُ الزُّهُرُ
والهجنُ تحسبها سحباً مفوَّفة ً
في الحقِّ منها فضاءُ الجوِّ منحصرُ
وكلُّ مقترحٍ مادارَ في خلدٍ
يأتي إليكَ به في وقتهِ القدرُ
وما هممتَ بأمرٍ غير مطلبهِ
إلاَّ تيَّسرَ من أسبابهِ العسرُ
والعاملون على الأموال ما علموا
مِنْ أيِّ ما جهة ٍ يأْتي وما شعَرُوا
وما أرى بيت مالِ المسلمين درى
مِنْ أينَ تأتي لهُ الأكياسُ والبِدَرُ
هذا وما أحَدٌ كلَّفْتَهُ شَطَطاً
بما فعلتَ كأن الناسَ قد سُحروا
بلْ زَادَهمْ فيكَ حُبّاً ما فَعَلتَ بهِمْ
مِنَ الجمِيلِ وَذَنْبُ الحُبِّ مُغْتَفَرُ
فإنْ شَكَوْا بِغْضَة ً مِمَّنْ مَضَى سَلَفَتْ
فما لقلبٍ على البغضاءِ مصطبرُ
فالصبر من يدِ من أحببتهُ عسلٌ(9/21)
وَالشَّهْدُ مِنْ يَدِ مَنْ أبغَضْتَهُ صَبرُ
لقد جُبِلْتَ عَلَى عَدْلٍ وَمعْرِفَة ٍ
سارت بفضلهما الأمثال والسِّيَرُ
فما حَكَمْتَ بمَكْروهٍ عَلَى أحَدٍ
حُكماً يخالفهُ نصٌ ولا خبرُ
رزقتَ ذرية ً ضاهتكَ طيبة ً
مِنْ طِينَة ٍ غارَ منها العَنْبَرُ العَطِرُ
فليَنْهِكَ اليوَمَ منها الفضلُ حين غَدا
دين الإلهِ بسيف الدين منتصرُ
عَلَى صفاتِكَ دَلَّتْنا نَجابَتُهُ
وبان من أين ماء الوردِ يعتصرُ
ميزانهُ في التقى ميزانُ معدلة ٍ
وَحِكْمة ٍ لا صَغًى فيها وَلا صِغَرُ
مَشَى صِرَاطاً سَوِيّاً مِنْ دِيانَتِهِ
فما يزال بأمر الله يأتمرُ
تُرْضِيكَ في الله أعْمالٌ وَتُغْضِبُهُ
وما بدا لي أمرٌ منكما نكرُ
قالت لي الناسُ ماذا الخُلفُ؟ قلت لهم:
كما تَخَالَفَ موسى قَبْلُ والخَضِرُ
أما عصى أمرموسى عند سفك دمٍ
مافي شريعة ِ موسى أنه هدرُ
وقد تعاطى ابن عفانٍ لأسرتهِ
وما تعاطى أبو بكرٍ ولا عمرُ
ولَنْ يَضِيرَ أُولي التَّقْوَى اختلاَفُهُمْ
وهم على فِطْرة ِ الإسلامِ قد فُطِرُوا
مشمِّرٌ في مراعي الله مجتهدٌ
وبالعفافِ وتقوى الله مؤتزرُ
وقعتُ بين يديه من مهابتهِ
وقالتِ الناسُ ميتٌ مسَّهُ كبرُ
وَقَصَّرَتْ كلماتي عَنْ مَدَائحِه
وقد أتيتُ من الحالين أعتذرُ
فاقبل بفضلك مدحاً قد أتاك به
شيخٌ ضعيفٌ إلى تقصيره قصرُ
فما على القوسِ من عيبٍ تعابُ به
إنِ انْحَنَتْ واستقامَ السَّهْمُ والوتَرُ
وَالْبَسْ ثَنَاءَ أجَادَتْ نَسْجَهُ فِكَرٌ
يَغارُ في الحُسْنِ منه الوَشْيُ والحِبَرُ
مِنْ شاعرٍ صادقٍ ما شانهُ كَذبٌ
يَهيم في كلِّ وَادٍ منْ مدائِحِه
على معانٍ أضلت حسنها الفكرُ
لا يَنْظِمُ الشِّعْرَ إلاَّ في المَدِيحِ ومَا
غيرُ المديحِ له سؤالٌ ولا وطرُ
ماشاقهُ لغزالٍ في الظبا غزلٌ
ولا لغانية ٍ في طرفها حورُ
مديحهُ فيك حرٌّ ليس يملكهُ
منَ الجَوائزِ أثمَانٌ وَلا أُجَرُ
إنَّ الأديبَ إذا أهْدَى كَرَائِمَهُ
فقصدهُ شرفُ الأنسابِ لا المهرُ(9/22)
تَبّاً لِقَومٍ قد اسْتَغنَوْا بما نَظَمُوا
من امتداح نبي الدنيا ومانثروا
فلو قفوت بأخذ المالِ إثرهم
لَعَوَّقَتْني القَوافي فيكَ والفِقَرُ
خير من المالِ عندي مدحٌ ذي كرم
ذكري بمدحي له في الأرض ينتشرُ
فالصفرُ من ذهبٍ عندي وإن صفرتْ
يدي وإن غنيتْ سيانِ والصفرُ
بقيتَ ماشئتَ فيما شئتَ من رتبٍ
عليَّة ٍ عمرُ الدنيا بها عمروا
وَبَلَّغَتْكَ اللَّيالي ما تُؤَمِّلُهُ
ولا تعدت إلى أيامك الغيرُ
وَقد دَعتْ لكَ منّي كلُّ جَارِحَة ٍ
وبالإجابَة ِ فَضْلُ الله يُنْتَظَرُ
العصر العباسي >> البوصيري >> جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
رقم القصيدة : 13737
-----------------------------------
جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
وَبِشْرُكَ لِلرَّاجي نَدَاكَ بَشِيرُ
فضلتَ بني الدنيا ففضلك أوَّلُ
وَأوّلُ فضلِ الأوَّلِينَ أخِيرُ
وأنتَ هُمامٌ دبَّرَ الملك رأيهُ
خَبِيرٌ بأحْوالِ الزَّمانِ بَصِيرُ
إذَا المَلِكُ المَنْصُورُ حَاوَلَ نَصْرَهُ
كَفَى المَلِكَ المَنْصُورَ منك نَصِيرُ
فلا تنسهِ الأيامُ ذكركَ إنهُ
به فَرِحٌ بينَ الملوكِ فخُورُ
إذا مرَّ في أرضٍ بجيشٍ عرمرم
تكادُ لهُ أمُّ النجومِ تمورُ
وَتَحْسِبُهُ قد سارَ يَرْمِي بُرُوجَهَا
بخيلٍ عليها كالبروجِ يُغيرُ
وَمَا قلْبُها مِمَّا يَقَرُّ خُفُوقُهُ
ولا طرفها حتى يعودَ قريرُ
سواءٌ عليه خَيْلُه وَرِكابُهُ
وَسَرْجٌ إذا جابَ الفَلاة َ وَكُورُ
لقد جَهِلَتْ دَاوِيَّة ُ الكُفْرِ بَأْسَهُ
وَغَرّهمْ بالمسلمينَ غَرُورُ
فلا بُورِكُوا مِنْ إخْوَة ٍ إنَّ أُمَّهُمْ
وإن كُثرتْ منها البنونَ تزورُ
فَإنْ غَلُظَتْ مِنْهُمْ رِقَابٌ لِبُعْدِهِ
فما انحطَّ عنها للمذلة ِ نيرُ
ألم تعلموا أنَّا نواصلُ إن جفوا
وَأنَّا على بعد المزار نَزُورُ
يَظمُونَ خَيْلَ المُسلمينَ يَصُدُّها
عن العدوِ في أرض العدوِّ دُحورُ(9/23)
أما زُلْزِلَتْ بالعادِياتِ وجاءها
من التُّركِ جمٌّ لا يُعَدُّ غفيرُ
أتوا بطمراتٍ من الجُرْدِ سُيِّرتْ
وَرَجْلٍ لهُمْ مِثْلُ الجَرادِ طُمُورُ
فلم يرقبوا من صرحِ هامانَ مرقباً
بهامَتِهِ بَرْدُ السَّحابِ بَكُورُ
وصبَّ عليهم عارضٌ من حجارة ٍ
ونبلٍ وكلٌّ بالعذابِ مطيرُ
وساكموهُ خسفاً من نقوبٍ كأنها
أثافٍ لها تلكَ البُرُوجُ قُدُورُ
فَذَاقُوا به مُرَّ الحِصارِ فأصْبَحُوا
لهم ذلك الحصنُ الحصينُ حصيرُ
من الخيلِ سورٌ والصوارمِ سورُ
وليس لهم إلاَّ إلى الأسرِ ملجاٌُ
وَإلاَّ إلى ضَرْبِ الرِّقابِ مَصيرُ
فلما أحسُّوا بأسَ أغلبَ همَّة ً
غَدُوٌّ إليهم بالردى وبكورُ
دعوهُ وشملُ النصرِ منهم ممزقٌ
أماناً وجِلْبابُ الحياة ِ بَقِيرُ
أعارَهُمُ کفْرَنْسِيسُ تلكَ وَسِيلَة ٌ
رأى مُسْتَعيراً غِبَّها وسَعِيرُ
فَدَى نفسَهُ بالمالِ والآلِ وانْثَنَى
تَطيرُ به مِن حيثُ جاءَ طُيُورُ
فلا تذكروا ما كان بالأمسِ منهمُ
فذاكَ لأحقادِ السيوفِ مثيرُ
فلو شاءَ سُلْطانُ البَسِيطَة ِ ساقَهُمْ
لمِصْرٍ وتَحْتَ الفارِسَيْنِ بَعِيرُ
تُبَشَّرُ مِصر دائماً بِقُدُومِهِمْ
إذا فصلتْ منهم لغزَّة عيرُ
تسُرُّهمْ عند القفول بضاعة
وَتَحْفَظُ منهمْ إخْوة ً وَتَمِيرُ
ولو شاء مَدَّ النِّيلَ سَيْلُ دمائِهِمْ
وَرَقَّتْ نُحُورٌ ماءَهُ وسُحُورُ
بعيدٍ كعيدِ النحرِ ياحُسنَ ما يُرى
به مِنْ عُلوجٍ كالعُجُولِ جَزُورُ
وَلكنه مِنْ حِلْمِهِ وَاقْتِدارهِ
عَفُوٌّ عَنِ الذَّنْبِ العظيم غفورُ
ولم يبقهمْ إلا خميراً لمثلها
مَلِيكٌ يَجُبُّ الرَّأْيَ وَهْوَ خَبيرُ
يرى الرأيَ مُزَّ الرَّاحِ يُهوي عتيقهُ
ويكرهُ منه الحلوُ وهو عصيرُ
فَوَلَّوْا وَسوءُ الظَّنِّ يَلوِي وُجُوُهَهمْ
فتحسبُها صُوراً وماهيَ صورُ
وقد شغرتْ منهم حصونٌ أواهلٌ
وما راعها من قبلِ ذاك شغورُ
فللهِ سلطانُ البسيطة ِ إنهُ
مَليكٌ يَسيرُ النَّصْرُ حيثُ يسيرُ
ويغمدُ في هامِ الملوكِ حُسامَهُ(9/24)
ويَرْهَبُ منْ هامِ الملُوك غَفيرُ
وَيَجْمعُ مِنْ أشْلاَئهِمْ مُتَفَرِّقاً
بِصارِمِهِ جَمْعَ الهَشِيمَ حَظِيرُ
فأخلقْ بأن يبقى ويبقى لمُلكهِ
ثَناءٌ حَكاهُ عَنْبَرٌ وعَبيرُ
يؤَيَّدُ منها بالنفيرِ نفيرُ
وَيَحْمِلَ كلَّ المُلْكِ عنه وَإصْرَهُ
حَرِيٌّ بِتَدْبيرِ الأُمورِ جَدِيرُ
أخُو عَزَماتٍ فالبَعِيدُ منَ العُلا
لديهِ قريبٌ والعسيرُ يسيرُ
تَكادُ إذا ما أُبْرِمَتْ عَزَماتُهُ
لها الأرضُ تطوى والجبالُ تسيرُ
دعاني إلى مغناهُ داعٍ وليس لي
جنانٌ عليَّ ذاكَ الجنابِ جسورُ
فقلت له دَعْنِي وَسَيْرِي لِماجِدٍ
له الله في كلِّ الأمورِ يجيرُ
إذا جِئْتُهُ وَحْدي يقُومُ بِنُصْرَتي
قبائلُ من إقبالهِ وعشيرُ
فَتًى أبْدَتِ الدُّنيا عواقِبَها لَهُ
وأفضتْ بما فيها لديهِ صدورُ
فغفلتهُ من شدة ِ الحزمِ يقظة ٌ
وَغَيْبَتُه عَمَّا يُرِيدُ حُضورُ
وما كلُّ فضلٍ فيه إلاَّ سَجِيَّة ٌ
يُشاركُ فيها ظاهرٌ وضميرُ
فليس له عندَ النِّزالِ مُحَرِّضٌ
وليس له عند النوال سفيرُ
هو السيفُ فاحذرْ صفحة ً لغرارهِ
فَبَيْنَهُما لِلاَّمِسِينَ غُرورُ
مهيبٌ وهوبٌ للمحاولِ جودهُ
جوادٌ ولليثِ الهصورِ هصورُ
إشاراتهُ فيما يرومُ صوارمٌ
وساعاتُهُ عما يَسَعْنَ دُهُورُ
إذا هَجرَ الناسُ الهجيرَ لكَرْبِهِمْ
يلُّ له أنَّ الزمانَ هجيرُ
وهل يتَّقى حرَّ الزمانِ ابنُ غادة ٍ
جليلٌ على حرِّ الزمانِ صبورُ
يُحاذِرُهُ الموْتُ الزُّؤَامُ إذا سطا
ولكنه مِنْ أنْ يُلامَ حَذُورُ
وتستهونِ الأهوالَ في المجدِ نفسهُ
وتَسْتَحْقرُ المَوهُوبَ وهُوَ خَطيرُ
مَكارِمُهُ لَمْ تُبْقِ فَقراً ورَأْيُهُ
إلى بعضهِ أغنى الملوكِ فقيرُ
كَفَتْهُ سُطاهُ أنْ يُجَهِّزَ عَسْكراً
وآراؤُه أنْ يُسْتَشارَ وَزِيرُ
فواطَنَ أطْرافَ البَسِيطَة ِ ذِكْرُهُ
وصينتْ حصونٌ باسمهِ وثغورُ
مُحَيَّاهُ طَلْقٌ باسِمٌ رَوضُ كَفِّهِ
أرِيضٌ وَماءُ البشْرِ منه نميرُ(9/25)
حَكَى البحرَ وصفْاً مِنْ طهارَة ِ كَفِّه
فقيل له من أجلِ ذاك طهورُ
وما هو إلاَّ كيمياءُ سعادة ٍ
ووصفى لتلك الكيمياءِ شذورُ
بها قامَ شعري للخلاصِ فما أرى
لشعري امتحانَ الناقدين نصيرُ
وربَّ أديبٍ ذي لسان كمبردٍ
بَدَا مِنْ فَمٍ كالكِيرِ أوْ هوَ كِيرُ
أَرادَ امْتحاناً لي فَزَيَّفَ لَفْظَهُ
نتانٌ بدا من نظمهِ وخريرُ
إذا مارآني عافني واستقلني
كأَنِّي في قَعْرِ الزُّجَاجَة ِ سُورُ
ويعجبهُ أني نحيفٌ وأنهُ
سَمِينٌ يَسُرُّ الناظرِينَ طَرِيرُ
ولم يدرِ أن الدُّرَّ يصغرُ جرمهُ
وَمقدارُهُ عند الملوكِ خطيرُ
فقامَ بنصري دونهُ ذو نباهة ٍ
حليمٌ إذا خفَّ الحليمُ وقورُ
ولا جورَ في أحكامهِ غير أنه
على الخائنينَ الجائرينَ يجورُ
فلا تنظرالعُمَّالُ للمالِ إنَّهُ
عَلَى بَيْتِ مالِ المسلمينَ غَيُورُ
وأنَّ عذابَ المجرمينَ بعدلهِ
طويلٌ وعُمْرَ الخائنينَ قَصِيرُ
له فلمٌ بالبأسِ يجري وبالندى
ففِي جانِبَيْهِ جَنّة ٌ وَسَعِيرُ
تُحَلِّي الطَّرُوسَ العاطِلاتِ سطورُها
كما تتحلى بالعقودِ نُحور
أُجَلِّي لحَاظِي في خمائِلِ حُسْنِهِ
فَمِنْ حَيْرَة ٍ لَمْ تَدْرِ كيفَ تَحُورُ
حَكَى حَسناتٍ في صحائِفِ مُؤْمِنٍ
يُسَرُّ كبيريٌّ بها وصغيرُ
فكانت شكولاً منه زانتْ حروفهُ
حِساباً قَلَتْ منه الصِّحاحَ كُسورُ
فقلتُ وَقد راعَتْ بِفَضْلِ خِطابِهِ
وراقتْ عيونَ الناظرينَ سطورُ
لئنْ جاءهم كالغيثِ منهُ مبشراً
لقد جاءهم كالموتِ منه نَذِيرُ
فويلٌ لقومٍ منْ يراعٍ كأنهُ
خلالٌ يَرُوعُ الأُسْدَ منه صَريرُ
وَلِمَ لا وَآسادُ العرينِ لِداتُهُ
يَكُونُ له مثلُ الأُسودِ زَئيرُ
يَغُضُّ لديهِ مقلتيهِ ابنُ مقلة ٍ
كما غضَّ منْ في مقلتيهِ بثورُ
وأنَّى له لو نالهُ مِنْ تُرابِهِ
لِيكْحَلَ منه مُقْلَتَيْه ذَرُورُ
وَقد كَفَّ عنْ كوفيَّة ٍ كَفَّ عاجِزٍ
وفيه نظيمٌ دُرُّهُ ونثيرُ
وَوَدَّ العذارَى لوْ يُعَجِّلُ نِحْلَة ً(9/26)
إليهنَّ مِنْ تلكَ الحُروفِ مُهُورُ
رَأَى ما يَرُوقُ الطّرْفَ بلْ ما يَرُوعُهُ
فخارَ وذو القلبِ الضعيفِ يخورُ
بَني ما بَنَى كِسْرَى وعادٌ وَمُتَّبَعٌ
وليسَ سواء مُؤْمِنٌ وَكَفُورُ
ودلَّ على تقوى الإلهِ أساسهُ
كما دلَّ بالوادي المُقّدَّسِ طورُ
حجازيَّة ُ السُّحْبِ الثقالِ يسوقها
على عجلٍ سوقاً صباً ودبورُ
ومنها نجومٌ في بروجٍ مَجَرَّة ٍ
عَلَى الأرضِ تَبْدُو تارَة ً وتَغُورُ
تضيقُ بها السُّبْلُ الفجاجُ فلا يرى
بها للرياحِ العاصفاتِ مسيرُ
فكم صخرة ٍ عادية ٍ قذفتْ بها
إليهِ سهولٌ جمَّة ٌ ووعورُ
ومنْ عُمُدٍ في همَّة ِ الدَّهرِ قوَّة ٌ
وفي باعهِ من طولهنَّ قصورُ
أشارَ لها فانقادَ سهلاً عسيرها
إلأيهِ وما أمرٌ عليه عسيرُ
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ودونَ مَا
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ثَبِيرُ
وما كانَ لَولا مالَهُ مِنْ كَرَامة ٍ
لِيَأْتِيَنا بالمُعْجِزاتِ أميرُ
لمافيه من تقوى وعلمٍ وحكمة ٍ
بِحُرِّ مَبَانِيهِ الثَّلاَثُ تُشِيرُ
فَمِئْذَنَة ٌ في الجوِّ تُشْرِقُ في الدُّجَى
عليها هُدًى لِلْعَالمِينَ وَنُورُ
ومن حيثما وجَّهْتَ وجهكَ نحوها
تلقتكَ منها نضرة ٌ وسرورُ
يَمُدُّ إليها الحاسدُ الطرفَ حسرة ً
فَيَرْجِع عنها الطَّرْفُ وهْوَ حَسير
فكم حَسَدتها في العُلوِّ كواكبٌ
وغارَتْ عليها في الكمالِ بُدُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مُؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فللناسِ مِنْ تَذْكارِهِ وأذانه
فَطُورٌ عَلَى رَجْعِ الصَّدَى وَسَحُورُ
وقُبَّة ُ مارستانَ ليسَ لِعِلَّة ٍ
عليه وإن طالَ الزمانُ مرورُ
صحِيحُ هَواءٍ للنُّفوسِ بِنَشْرهِ
معادٌ وللعظمِ الرميمِ نشورُ
يَهُبُّ فيهدي كلَّ روحٍ بجسمهِ
كأن صباهُ حين ينفخُ صورُ
فلَوْ تَعْلمُ الأجسامُ أنَّ تُرابَهُ
مهادُ حياة ٍ للجسومِ وثيرُ
لَسارَتْ بِمَرْضاها إليه أسِرَّة ٌ
وصارتْ بموتاها إليه قُبُورُ
وما عادَ يُبْلِي بعدَ ذلك مَيِّتاً(9/27)
ضريحٌ ولا يشكوُ المريضَ سريرُ
بجنتهِ ورقٌ تُراسلُ ماءَهُ
يَشوقُ هديلٌ منهما وهديرُ
وَقد وَصَفَتْ لي الناس منها عَجائِباً
كأَوْجُهِ غِيدٍ ما لَهُنَّ سُفورُ
محاسنها استدعتْ نسيبي وما دعا
نسيبي غزالٌ قبلَ ذاكَ غريرُ
وباتَ بها قلبي يُمثِّلُ حسنها
لعيني ونومي بالسُّهادِ غزيرُ
وَلا وَصْفَ إلاّ أنْ يَكُونَ لِواصفٍ
ورودٌ على موصوفهِ وصدورُ
بَدَتْ فهْيَ عندَ الصَّالحِيَّة ِ جِلَّقٌ
وفي تلك جنَّاتٌ وتلك قبورُ
ولو فتحتْ أبوابها لتبادرتْ
منَ الدُّرِّ ولدانٌ إليهِ وحُورُ
ومدرسة ٌ ودَّ الخورنقُ أنه
لديها حظيرٌ والسديرُ غديرُ
مدينة ٌ علمٍ والمدارسُ حولها
قُرى ً أو نجومٌ بدرهنَّ منيرُ
تبدَّتْ فأخفى الظَّاهرية َ نورها
وليسَ بِظُهْرِ للنُّجُومِ ظُهُورُ
بِناءٌ كَأَنَّ النَّحْلَ هَنْدَسَ شَكْلهُ
وَلانَتْ لهُ كالشَّمْعِ منه صُخُورُ
بناها حكيمٌ ليس في عزماتهِ
فتورٌ ولا فيما بناهُ فتورُ
بناها شديد البأسِ أوحدُ عصرهِ
خلتْ حِقَبٌ من مثله وعصورُ
فما صنعتْ عادٌ مصانعَ مثلهُ
وَلا طاولَتهُ في البِناءِ قُصُورُ
ثَمانِيَة ٌ في الجوِّ يَحْمِلُ عَرْشَها
وبعضٌ لبعضٍ في البناء ظَهيرُ
يرى من يراها أ، رافعَ سَمكها
عَلَى فِعْلَ ما أعْيا المُلوكَ قَدِيرُ
وَأنَّ مَناراً قائماً بإزائها
بَنانٌ إلى فضلِ الأميرِ تُشِيرُ
كأَنَّ مَنارَ اسْكَنْدَرِيَّة َ عنده
نواة ٌ بدتْ والبابُ فيه نقيرُ
بناها سعيدٌ في بقاعٍ سعيدة ٍ
بها سَعِدَتْ قَبْلَ المَدارِسِ دُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فصارت بيوتُ الله آخرَ عمرها
قصورٌ خلتْ من سادة ٍ وخدورُ
ذَكَرْنا لَدَيْها قُبَّة َ النَّسْرِ مَرَّة ً
فما كادَ نسرٌ للحياءِ يطيرُ
فإنْ نسبتْ للنسرِفالطائرالذي
له في البروجِ الثابتات وكورُ
وإلاّ فكَمْ في الأرضِ قد مَال دونَها
إلى الأرضِ عِقْبانٌ هَوَتْ وَنُسُورُ
تبينتُ في محرابها وهي كالدُّمى(9/28)
قدُودَ غَوانٍ كُلُّهُنَّ خُصُورُ
وقد حُلِّيتْ منها صدورٌ بعسجدٍ
وَلُفَّتْ لَها تَحْتَ الحُلِيِّ شُعُورُ
بها عُمُدٌ كاثَرْنَ أيَّامَ عامِها
ومن عامها لم يمضِ بعدُ شهورُ
مَبانٍ أبانَتْ عَنْ كمالِ بِنائِها
وأعربَ عن وضعِ الأساسِ هتورُ
سماوية ٌ أرجاؤها فكأنها
عليها من الوَشْي البَديعِ سُتُورُ
تَوَهَّمَ طرْفِي أنَّ تَجْزِيعَ بُسْطِها
رُقومٌ وتلوينَ الرُّخامِ حريرُ
وكم جَاوَزَ الإبْدَاعُ في الحُسْنِ حَدَّهُ
فأَوْهَمَنا أنَّ الحقيقة َ زُورُ
فللَّه يَومٌ ضَمّ فيه أئمة ً
تَدَفَّقَ منهم لِلعلومِ بُحورُ
وشمسُ المَعالي مِنْ كِتابٍ وسُنَّة ٍ
على الناسِ من لفظِ الكلامِ تُديرُ
وقد أعْرَبَتْ للناسِ عَنْ خَيْرِ مَوْلِدِ
عَرُبٌ به والفضبُ فيه كثيرُ
فأكرمْ بيومٍ فيهِ أكرمُ مولدٍ
لأكْرَمِ مَوْلُودٍ نَمَتْهُ حُجورُ
يطالعهُ للمسلمينَ مسرة ٌ
ولكِنْ به للكافرِينَ ثبورُ
قَرَأْنا بها القرآنَ غيرَ مُبَدَّلٍ
فغارتْ أناجيلٌ وغارَ زبورُ
وَثَنَّتْ بأخْبارِ النبيِّ رُواتُها
وكلٌّ بأَخْبارِ النبيِّ خَبِيرُ
وثَلَّثَ يدعو الله فيها موَحِّـ
ـدٌ ذكورٌ لنعماءِ الإلهِ شكورُ
وما تلكَ للسلطانِ إلاَّ سعادة ٌ
يَدُومُ لهُ ذِكْرٌ بها وأُجُورُ
دَعاها إليه وافرُ الرَّأْي والحجَا
يزينُ الحجى والرَّأيُ منه وقورُ
فهل في ملوكِ الأرضِ أو خلفائها
له في الذي شادتْ يداه نظيرُ
على أنهم في جنبِ ما شاد من عُلاً
ولو كان كالسبعِ الطباقِ حصيرُ
العصر العباسي >> البوصيري >> ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
رقم القصيدة : 13738
-----------------------------------
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
بصَليلٍ عِداهُ أوْ بِصَريرِ
ما رَأَى الناسُ قَبْلَهُ مِنْ يَراعٍ
لوزيرٍ صريرهُ كالزئيرِ
فإذا سَطَّرَ الكتابَ أرانا
بَحْرَ فضلٍ أمواجُهُ مِنْ سُطورِ
وإذا استخرجوهُ يسْتَخْرجُ الدُّر(9/29)
رَ نَفِيساً مِنْ بَحْرِهِ المَسْجُورِ
نظرتْ مُقلتي إليه كأني
ناظِرٌ في بَدِيعِ زَهْرٍ نَضِيرِ
ثم شَرَّفْتُ مِسْمَعِي بِتُؤَامٍ
وَفُرادَى مِنْ دُرِّهِ المَنْثُورِ
لا تُطاوِلْهُ في الفخارِ فما غا
درَ في الفخرِ مُرتقى ً لفخورِ
ذِكرهُ لَذَّة ُ المسامعِ فاسْتمـ
ـتعْ به من لسانِ كلِّ ذكورِ
ثمَّ معنى ً وصورة ً فهوَ في الحا
لَيْنِ مِلءُ العيُونِ مِلءُ الصُّدورِ
زُرْتُ أبوابهُ التي أسعدَ اللـ
بها كلَّ زائرٍ ومَزُورِ
كلُّ من زارها يعودُ كما عُدْ
تُ بِفَضْلٍ مِنها وأجرٍ كثيرِ
وَكفانيَ سَعْيِي إليها لأُهْدَى
منه بالرشدِ في جميعِ الأمورِ
إنَّ مَنْ دَبَّرَ المَمالِكَ لا يَعْـ
ـزُبُ عنْ حُسنِ رأيهِ تدبيري
كان رزقي من جدهِ وأبيهِ
أيَّ رزقٍ ميَسّرٍ موفورِ
وإذا كان مثلُ ذاكَ على الوا
رِث إني عَبْدٌ لِعَبْدِ الشَّكُورِ
فارِسِ الخَيْلِ العالِمِ العامِلِ الـ
ـحَبرِ الهُمَام الحُلاحِلِ النَّحْرِيرِ
لم يزلْ من علومهِ وتقاهُ
بين تاجٍ من سؤددٍ وسريرِ
أبداً بالصوابِ ينظرُ في الملـ
ـك وفي بيت ماله المعمورِ
فغدا الجندُ والرَّعية ُ والما
لُ بخيرٍ من سعيهِ المشكورِ
فأَقَلُّ الأجْنادِ في مصرَ يُزْرِي
مِنْ بلادِ العِدا بأوْفَى أمِيرِ
قُلْ لِمَنْ خابَ قَصْدُهُ في جميع النَّـ
ـاسِ مِنْ آمرٍ وَمِنْ مَأْمُورِ
يَمِّمِ الصاحِبَ الذي يُتَرَجَّى
فتحُ ثغرٍ به وسدُّ ثغورِ
وبعيدُ الأمورِ مثلُ قريبٍ
عندهُ والعسيرُ مثلُ يسيرِ
آهِ مِمَّا لَقِيتُ مِنْ غَيْبَتي عنـ
ـه ومِنْ نِسْبَتِي إلى التَّقْصِيرِ
كَثُرَ الشَّاهِدُونَ لي أنَّني مُـ
ـتُّ وفي البعدِ عنه قلَّ عذيري
مَنْ لِشَيْخٍ ذي عِلَّة ٍ وعِيالٍ
ثَقَّلَتْ ظَهْرَهُ بِغَير ظَهيرِ
أثْقَلُوهُ وكَلَّفُوه مَسيراً
ومن المستحيلِ سيرُ ثبيرِ
فَهْوَ في قيْدِهِمْ يُذَادُ مِنَ السَّـ
ـعِي لتحصيلِ قُوتِهِمْ كالأسيرِ
وعَتَتْ أمهم عليَّّ ولَّجتْ
في عُتُوٍّ منْ كَبْرَتي ونُفورِ(9/30)
وَدَعَتْ دونَهُم هُنالِكَ بالوَيْـ
ـلِ لأمرٍ في نَفْسِها والثُبورِ
حَسِبَتْ عِلَّتِي تَزُولُ فقالتْ
ياكثيرَالنهوينِ والتهويرِ
كلُّ داءٍ لهُ دواءٌ فعجِّلْ
بمُداواة ِ داءِ عُضْوٍ خَطِيرِ
قُلتُ مَهْلاً فما بِمِلحِ السَّقَنْقُو
رِ أُداوي وَلا بِلَحْمِ الذُّرورِ
سَقَطَتْ قُوَّة ُ المَرِيضِ التي كا
نَتْ قديماً تُزادُ بالكافُورِ
وعصاني نظمُ القريضِ الذي جـ
ـرَّ ذُيُولاً عَلَى قَرِيضِ جَرِيرِ
وَازْدَرَتْنِي بعضُ الوُلاة ِ وقدْ أصْـ
ـبحَ شعري فيهم كخبز الشعيرِ
وغسلتُ الذي جمعتُ من الشعـ
ـرِ بفيضٍ عليه غسلَ صخورِ
وَنَهَتْني عَن المَسيرِ إليهم
شدة ُ البأسِ من سخاً في مسيرِ
وهَجَرْتُ الكِرامَ حتى شَكاني
منهمُ كلَّ عاشِقٍ مَهْجُورِ
وَكَزُغْبِ القطا وَرائي فِراخٌ
من إناثٍ أعولهم وذكورِ
يتعاوونَ كالذئابِ وينقضـ
ـونَ من فرطِ جوعهم كالنسورِ
وفتاة ٍ ما جُهِّزَتْ بجهازٍ
خُطِبَتْ لِلدُّخولِ بعدَ شُهورِ
وَاقْتَضَتْني الشِّوارَ بَغياً عَلَى مَنْ
عنك آياتُها قَعُودَ حَسِيرِ
أقعدتني بقرية ٍ أسلمتني
لِضَياعٍ مِنْ فاقَتِي وكُفُورِ
كلُّ يَومٍ مُنَغَّصٌ بِطَعامٍ
أوْ رَفِيقٍ مُنَغِّصٍ بِشُرُورِ
ورِفاقي في خِدْمَة ٍ طُولَ عُمْرِي
رفقتي في الحرانِ مثل الحميرِ
كلَّما رُمْتُ أُنْسَهُمْ ضَرَبُوا
من وحشة ٍ بينهم وبيني بسورِ
وأَبَوْا أنْ يُساعِدُوني عَلَى قُو
تِ عِيالي بُخْلاً بِكَيلِ بَعِيرِ
فَسَيُغْنِيني الإلهُ عنهمْ بِجَدْوى
خير مولى ً لنا وخير نصيرِ
صاحبٌ يبلغُ المؤملُ منه
كلَّ ما رامَهُ بِغَيرِ سَفِيرِ
من أناسٍ سادوا بني الدين والدنـ
ـيا فما في الورى لهم من نظيرِ
سَرَّتِ الناظِرِينَ منهم وجوهٌ
وُصِفَتْ بالجَمالِ وَصْفَ البُدُورِ
ورثوا الأرضَ مثل ما كتبَ اللـ
ـهُ تعالى في الذكرِ بعد الزبورِ
فهم القائمونَ في الزَّمنِ الأوَّ
لِ بالقسطِ والزَّمانِ الأخيرِ
وَهُمُ المُؤْمِنُونَ الوارِثُو الفِرْدَوْ(9/31)
سِ والمفلحون في التفسيرِ
عَبَدُوا الله مُخْلصينَ لهُ الدِّيـ
ـنَ لِما في قلوبِهِمْ مِنْ نُورِ
وأحبوا آل النبيِّ فكانوا
معهم في مغيبهم والحضورِ
في مَقامٍ مِنَ الصَّلاحِ وَأمْنٍ
وَمُقامٍ مِنَ النَّعِيمِ وَثِيرِ
أهلُ بيتٍ مطهرينَ من الرِّجـ
ـسِ وهم أغنيا عن التطهيرِ
حُجِبُوا بالأثاثِ عَنَّا وبالزَّيِّ
ـزيَّ وأخفوا جمالهم بالخدورِ
لبسوا الزيَّ بالقوبِ وأغنوا
صِدْقُهُمْ عَنْ لِباسِ ثَوْبَيْ زُورِ
وَأرَوْنا أهلَ التقَى في الزَّوايا
سَلَّمُوا في البَقا لأِهْلِ القُصُورِ
وأتَوْا كلُّهُمْ بِقَلْبٍ سَليمٍ
وأتى غيرهم بثوبٍ نقيرِ
وحَكَتْهُمْ ذُرِّيَّة ٌ كالذَّرارِي
من بطونٍ زكية ٍ وظهورِ
يُطْعِمُونَ الطَّعامَ لا لجَزَاءٍ
يَتَرَجَّوْنَهُ وَلا لِشُكُورِ
علمَ الله منهم ما جهلنا
وكَفَاهُمْ شُكْرُ العليم الخَبِيرِ
العصر العباسي >> البوصيري >> ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
رقم القصيدة : 13739
-----------------------------------
ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
ووجهكَ من شمسِ الأصائلِ أنورُ
وسعيكَ مقبولٌ وسعدكَ مقبلٌ
وكلُّ مرامٍ رُمتَ فهو ميسرُ
وجاءك ما تختارُ من كلِّ رفعة ٍ
كأنك في أمر المعالي مخيرُ
وَقَدْرُكَ أَعْلَى أنْ تُهَنَّى بِمَنْصِبِ
وَأنتَ مِنْ الدُّنْيا أجَلُّ وَأكْبَر
فيا لكَ شَمْساً تَمْلأُ الأرضَ رَحْمَة ً
وَيَمْلأَهَا شَوْقاً لهُ حِينَ يُذْكَرُ
لقدْ مُلِئَتْ حُبّاً وَرُعْباً قلوبُنا
بهِ فهوَ بالأمْرَينِ فيها مُصَوَّرُ
وَقد أَذْعَنَتْ حبّاً منه الجوارحُ طاعة ً
له إنَّ سلطان الجوارحِ سنقرُ
يروعُ العدا مثل البغايا إماتة ً
فلا تُدْنه منهم واحِداً منكَ ساعة ً
فيأَيُّها الشمسُ الذي في صِفاتِهِ
ويُجْرِي عَلَى وَفقِ المُرَادِ أُمُورَهُ
تعلَّمَ منك الناس ما مدحوا به
كأنك فيهم للفضائلِ عنصرُ
وأنتَ همامٌ قدَّمتهُ ثلاثة ٌ(9/32)
لها المُنْتَهَى قَوْلٌ وَفِعْلٌ ومَنْظَرُ
من التُّركِ في أخلاقهِ بدوية ٌ
لها يَعْتَزِي زَيْدٌ وعَمْرٌو وَعَنْتَرُ
وتَنْفَعِلُ الأشياءُ مِنْ غَيرِهِ فِكْرَة ٍ
وكان بها للناس بعثٌ ومحشرُ
فأخمدَ مابين الخليلِ برأيهِ
ونابُلُسَ النارَ التي تَتَسَعَّرُ
وقد زبرت زبراً وقبضاً وحارثاً
كِنانَة ُ مِثْلَ الكَرْمِ إبَّانَ يُزْبَرُ
وَقَد أخرَبَتْ ما ليسَ يَعْمُرُ عامِرٌ
وقد قَتَلَتْ ما ليسَ يَقْبُرُ مَقْبَرُ
ولولاه لم تخمدْ من القومِ فتنة ٌ
وَلَم يَنْعَقِد فيها عَلَى الصُّلْحِ مَشْوَرُ
إذا ما أراد الله إنفاذ أمرهِ
يُنطَقُ ذا رَأْي به ويُبَصِّرُ
فإن فوَّض السلطانُ أمر بلاده
إليه فما خَلْقٌ بهِ منه أجْدَرُ
وَأَمْس رَأى حالَ المَحَلَّة ِ حائِلاً
وأعمالها والجورَ ينهى ويأمرُ
فقالَ لأِهلِ الرَّأْي مَنْ يُرْتَضى لها
فقالوا لهُ اللَّيْثُ الهُمَامُ الغَضَنْفَرُ
وَيَجْمَعُ شِرَّ الماءِ والنارِ سيْفُهُ
سُطاهُ كما يحمي العريتة َ قسوَرُ
خبيرٌ بأَحوالِ الأنامِ كأَنَّهُ
بما في نفوسِ العالمين يخبَّرُ
ولاسترَ مابين الرعايا وبينه
ولكنه حلماً على الناسِ يسترُ
فلما رَأتْ أهلُ المَحَلَّة ِ قدْرَهُ
يعززُ مابين الورى ويوقَّرُ
تناجوا وقالوا : قام فينا خليفة ٌ
ولَكنْ لهُ مِنْ صَبْوَة ِ الظَّرْفِ مِنْبَرُ
هَلُمُّوا لهُ فَهْوَ الرَّشِيدُ بِرأْيهِ
وبين يديهِ جودُ كفيهِ جعفرُ
وصارمهُ للناسِ هادٍ ومنذرِ
فَقُلْ لِلرَّعايا لا تخافوا ظُلامَة ً
ولا تحزنوا من حُكمِ جورٍ وأبشروا
فقد جاءكم والٍ بروقُ سيوفهِ
إذا لَمَعَتْ لم يَبْقَ في الأرض مُنْكَرُ
فتى ً حَسُنتْ أخبارهُ واختيارهُ
وطابَ مَغِيبٌ مِنْ عُلاهُ ومَحْضَرُ
عجبتُ له يرضى الرَّعايا اتضاعهُ
ويعظمُ مابين الرعايا ويكبرُ
وَيَرْمي العدا مِنْ كَفِّهِ بِصَواَعقٍ
وَأنْمُلُها أنهارُ جُودٍ تَحَدَّرُ
فيبسطُ فيها مايشاء ويقدرُ
لهُ وقد اعْتاصَتْ عَلَى مَنْ يُفَكِّرُ(9/33)
ويستعظمُ الظلمَ الحقيرَ فلو بدا
كمِثْلِ القَدافِي العَيْنِ أوْ هُوَ أحْقَرُ
فَطَهَّرَ وَجْهَ الأرضِ مِنْ كلِّ فاسِدٍ
وما خلتهُ من قبلهِ يتطهرُ
ومَهَّدَهُ للسَّالِكِينَ مِنَ الأذَى
فليس به الأعمى إذا سار يعثرُ
فَشَرِّقْ وغَرِّبْ في البِلادِ فكَمْ لَهُ
بها عابِرٌ يُثْنِي عليه ويَعْبُرُ
وما كلُّ والٍ مِثلُهُ فيه يَقْظَة ٌ
ولا قلبهُ باللهِ قلبٌ منَوَّرُ
أنام َ الرَّعايا في أمانِ وطرفهُ
لمافيه إصلاحُ الرَّعيَّة ِ يسهرُ
فلاَ الخوفُ مِنْ خَوْفٍ ألمَّ بأَرضِهِ
ولا الشرُّ فيها بالخواطرِ يخطرُ
أتى الناسَ مثلَ الغيثِ في أرضِ جودهِ
يُرَوِّضُ ما يأتي عليه ويزهرُ
وكانت ولاة الحربِ فيها كعاصفٍ
مِنَ الرِّيحِ ما مَرتْ عليه تُدَمِّرُ
وكل امرىء ٍ ولَّيتهُ في رعيَّة ٍ
بمافيه من خيرٍ وشرٍ يؤثرُ
فَمَنْ حَسُنَتْ آثارُهُ فهُوَ مُقْبِلٌ
ومَنْ قَبُحَتْ آثارُهُ فهُوَ مُدْبِرُ
وكَمْ سِعدَتْ بالطالعِ السَّعْدِ أمَّة ٌ
وكم شقيت بالطالهِ النَّحسِ معشرُ
فما بَلَغَ القُصَّادُ غايَة َ سُؤْلِهِمْ
لقد خاب من يرجو سواه ويحذرُ
ومن حظهُ من حسن مدحي وافرٌ
وحظِّي مِنْ إحْسانِهِ بيَ أوْفَرُ
أمولاي عذراً في القريضِ وكلُّ من
شَكا العَجْزَ عَنْ إدراك وَصْفِكَ يُعْذَرُ
لكَ الهممُ العليا وكلُّ محاولٍ
مداها وكم بالمدحِ مثلي مُقّصِّرُ
تباشرتِ الأعمالُ لمَّارأيتها
بمرآكَ والوجه الجميلُ مُبَشِّرُ
عذَرتُ الورى لمَّا رأوكَ فهللوا
لِمَطْلَعِ شَمْسِ الفضلِ مِنْكَ وكَبَّروا
دعوكَ بها كسرى وكم لك نائبٌ
يُقِرُّ لهُ في العَدْلِ كِسْرَى وقَيْصَرُ
عمرت بها ماليس يخربُ بعدها
وقد أخربَ الماضونَ ما ليسَ يَعْمُرُ
وكلِّ امرىء ٍ غادٍ لملقاهُ مبكرُ
فيممتهُ مستبشراً بقدومهِ
وطائرُ حَظِّي منه بالسَّعْدِ يُزْجَرُ
وحققَ طرفي أن مرآك جنة ٌ
وبِشْرُكَ رِضْوانٌ وكَفُّكَ كَوْثَرُ
تسُرُّ عيونَ الناظرينَ وتبهرُ
وأقبلتَ تحيي الأرضَ من بعدِ موتها(9/34)
وفي الجُودِ ما يُحْي المَواتَ ويَنشُرُ
فأَخْرَجْتَ مَرْعاها وَأجْرَيْتَ ماءَها
غَداة َ بِحارُ الأرضِ أشْعَثُ أغْبُرُ
ولوْلاكَ ما راعَتْ بُحُوراً تُراعُها
ولاكان من جسر على الماء يجسرُ
فها هِيَ تَحْكِي جَنَّة َ الخُلْدِ نُزْهَة ً
ومِنْ تَحْتِها أنهارُها تَتَفَجَّرُ
وأعطيتَ سلطاناً على الماء عالياً
به يزخرُ البحرُ الخضمُّ ويسجرُ
فخُذْ آيَتيْ موسى وعيسى بِقُوَّة ٍ
وكلُّ النصارى واليهودِ تحَسَّروا
فيا صالحاً في قسمة ِ الماءِ بينهم
ولا ناقَة في أرْضِهِمْ لكَ تُعْقَرُ
فَفِي بَلَدٍ مِنْ حُكْمِكَ الماءُ راكِدٌ
وفي بلدٍ من حُكمهِ يتحدَّرُ
فهذا لهُ وقْتٌ وحْدٌّ مُعَيَّنٌ
وَهذا له حَدٌّ ووَقْتٌ مُقَدَّرُ
هنيئاً لإبنوطيرَ أنك زرتها
وشَرَّفَها مِنْ وَقْعِ خَيْلِكَ عَنْبَرُ
دَعَتْ لكَ سُكانٌ بها ومساكنٌ
ولم يدعُ إلاَّ عامرٌ ومعمِّرُ
وصلَّوا بها لله شُكراً وصدَّقوا
وحقَّ عليهم أن يُصَلوا وينحروا
فكلُّ مكانٍ منكَ بالعدلِ مخصبٌ
وبالحمدِ وَالذِّكْرِ الجميلِ مُعَطَّرُ
أتيتكَ بالمدحِ الذي جاءَمظهراً
إلى الناسِ مِنْ حُبِّيكَ ما أنا مُضمِرُ
فخّذهُ ثناءً يخجلُ الزهرَ نظمهُ
وَهَلْ تُنْظَمُ الأزهارُ نَظْمي وتُنْثَرُ
منَ الرأيِ أن يُهدى لمثلكَ مثلهُ
جَهِلْتُ وهَلْ يُهْدَى إلى البحرِ جَوهَرُ
فتنتُ بشعري وهو كالسحرِفتنة ً
وَقُلْتُ كَذَا كانَ کمْرؤُ القَيْسِ يَشْعُرُ
ومالي أُزَكِّي النفسَ فيما أقولهُ
وأتبعها فيما يذَمُ ويشكرُ
وها إنَّ شمسَ الدينِ للفضلِ باهرٌ
وليسَ بِخافٍ عنه للْفَضْلِ مَخْبرُ
إلى الله أشكو إنَّ صَفْوَ مَوَدَّتِي
على كدرِ الأيامِ لاتتكدرُ
وإنْ أَظْهَرَ الأصْحابُ ما ليسَ عِنْدَهم
فإني بما عِندي مِنَ الوُدِّ مُظْهِرُ
وإن غُرستْ في أرضِ قلبي محبة ٌ
فليسَ بِبُغْضٍ آخِرَ الدَّهْرِ تُثْمِرُ
وَيَمْلِكُني خُلْقٌ عَلَى السُّخْطِ والرِّضا
جَمِيلٌ كمِثْلِ البُرْدِ يُطْوَى ويُنْشَرُ(9/35)
وقَلْبٌ كمِثْلِ البحرِ يَعْلو عُبابهُ
ويَزْخَرُ مِنْ غَيْظٍ ولا يَتَغَيَّرُ
إذا سئلَ الإبريزَ جاشَ لعابهُ
ويصفو بما يطفو عليه ويظهرُ
وما خُلُقِي مَدْحُ اللَّئِيمِ وَإنْ عَلَتْ
بهِ رُتَبٌ لا أنَّني مُتَكَبرُ
ولا أبتغي الدنيا ولا عرضاً بها
بِمَدْحي فَإنِّي بالقَنَاعَة ِ مُكْثِرُ
ليعلم أغنى العالمين بأنه
إلى كَلِمِي مِنّي لِدُنياهُ أفْقَرُ
وأبسطُ وجهي حين يقطبُ وجههُ
أأنظمُ هذا الدُّرَّ في جيدِجاهلٍ
وأظلمهُ إني إذنْ لمبذِّرُ
وعندي كلامٌ واجبٌ أن أقولهُ
فلا تَسأَمُوا مِمَّا أقولُ وتَسخَروا
وَلَمْ تَرَني للْمالِ بالمَدْحِ مُؤثِراً
ولكنني للودِ بالمدحِ مؤثرُ
فيا مَصْدَر الفضلِ الذي الفضلُ دأْبُه
فما اشتُقَّ إلا منه للفضلِ مصدرُ
بَرِئْتُ مِنَ المُسْتَخدِمينَ فخَيْرُهم
لصاحِبِهِ أعْدَى وَأَدْهَى وأنْكَرُ
هَدَرْتُهُم مِثلَ الرُّماة ِ لِكِذْبِهِمْ
وَعنديَ أنَّ المرء بالكذْبِ يُهْدَرُ
وقد قيلَ كُتَّابُ النصارى مناسرٌ
فما مثلُ كُتَّابِ المحلة ِ منسرُ
فبرِّدْ فؤادي بانتقامكَ منهمُ
فقد كاد قلبي منهمُ يتفطرُ
مُنِعْتُ بهم حَظِّي شُهوراً وَلم أصِلْ
إلى حظِّهمْ حتى مضتْ لي أشهرُ
وحَسْبُكَ أنّي منهمُ مُتَضَوِّرٌ
وكلُّ امرىء ٍ منهم كذا يتضوَّرُ
فَواعجَباً مِنْ واقِفٍ منهمُ على
شَفا جُرُفٍ هارٍ مَعي يَتَهوَّرُ
يقولون لو شاء الأميرُ أزالهمْ
فقلتُ زوَالِ القَوْمِ لا يُتَصَوَّرُ
فقد قهرَ السلطانُ كلَّ معاندٍ
وما أَحَدٌ لِلْقِبْطِ في الأرضِ يَقْهَرُ
وما فيهمُ لاباركَ الله فيهمُ
أخو قَلَمٍ إلاَّ يَخُونُ ويَغْدِرُ
إن استضعفوا في الأرضِ كان أقلهمْ
عَلَى كلِّ سُوءٍ يُعْجِزُ الناس أقْدَرُ
كأَنَّهُمُ البُرْغُوثُ ضَعْفاً وجُرأة ً
وإن يشبع البرغوثُ لولا يُعَذّرُ
رِياستُهُمْ أنْ يُصْفَعُوا ويُجَرَّسوا
ودِينهُمْ أنْ يَصلُبُوا ويُسمِّروا
وما أحَدٌ منهم على الصَّرْفِ صابِرٌ
ولا أحَدٌ منهم على الذُّلِّ أصْبَرُ(9/36)
ومُذْ كَرِهَ السُّلطانُ خِدْمَتَهُمْ لهُ
تَمَنّى النَّصارَى أنهم لم يُنَصَّروا
إذ كانَ سُلطانُ البسيطة ِ منهمُ
يَغارُ على الإسلامِ فالله أغْيرُ
وَبالرَّغْمِ منهمْ أنْ يَرَوْا لكَ كاتباً
وما أحَدٌ في فَنِّهِ منهُ أَمْهَرُ
ويُعجبهمْ منجدُّ جدَّيهِ بُطرُسٌ
وَيَحْزُنُهُمْ مَنْ جَدُّ جَدَّيْهِ جَحْدَرُ
بأن النصارى يرغبون لبعضهم
ومن غيرهم كلٌّ يُراعُ ويزعرُ
عداوتهم للملكِ ماليسَ تنقضي
وَذَنْبُ أخي الإسلامِ ما ليسَ يُغْفَرُ
ومنهمْ أُناسٌ يُظْهِرونَ مَوَدَّتي
وبغضهملي من قفا نبكِ أشهرُ
وَكَمْ عمَّرَ الوالي بلاداً وأخْرَبُوا
وكَم آنَسَ الوالي قُلوباً ونفَّروا
وقالوا بأيَّامِي مَساقٌ مُحَرَّرٌ
وليس لهم فلسٌ مساقٌ محرَّرُ
وكَمْ زُورِ قَولٍ قُلْتُمُ أيُّ حُجَّة ٍ
وَكَمْ حُجَجٍ للْخائِنينَ تُزَوَّرُ
وإن تنصروني قُمتُ فيهم مجاهداً
فإنهم لله أَعْصَى وأكْفَرُ
وإلا فإني للأميرِمُذَكِّرٌ
بمافعلوه والأميرُ منظَّرُ
وكَمْ مُشْتَكٍ مِثْلي شَكا ليَ منهمُ
كما يشتكي في الليل أعمى وأعورُ
وكنتُ وما لي عندهم من طلابة ٍ
أزَوَّدُ من أموالهم وأسفَّرُ
وما ضَرَّني إلاّ معارِفُ منهمُ
ذُنُوبُ وِدادِي عندهمْ لا تُكَفَّرُ
ولولا حيائيأ أعاندَ ممسكاً
لحقِّي أتاني الحقُّ وهو مُعَبِّرُ
فإنْ شَمَّروا عَنْ ساقِ ظُلْمِي فإنني
لِذَمِّهِمُ عَنْ ساقِ جَدِّي مُشَمِّرْ
وإنْ حَمَلوا قلبي وساروا فمنْطِقِي
يُحَمَّلُ في آثارهم ويُسَيَّرُ
وإن يسبقوا للبابِ دوني فإنهم
بما صَنَعوا بالناس أحْرَى وأجْدَرُ
فإنْ أشْكُ ما بي للأمير فإنه
ليعلمُ منه ما أسرُّ وأجهرُ
فإنْ أشْكَتِ الأيامُ تُلْقِ قِيادَها
إليه وتجفُ منْ جفاهُ وتهجرُ
وتملي على أعدائهِ ما يسوءهم
وتوحي إلى أسماعهِ ما يُحَبِّرُ
العصر العباسي >> البوصيري >> يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
رقم القصيدة : 13740
-----------------------------------(9/37)
يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
أيَّامه طائعة ٌ أمرهْ
ومنْ لهُ منزلة ٌ في العلا
تَكِلُّ عَنْ أوْصافِها الفِكْرَه
أخلاقكَ الغرُّ دعتنا إلى الـ
ـإدلاءِ في القولِ على غرهْ
إذْ لمْ تَزَلْ تَصْفَحُ عَمَّنْ جَنى
وتُؤْثِرُ العَفْوَ مَعَ القُدْرَهْ
حتى لقد يَخْفَى على الناسِ ما
تُحبُّ مِنْ أمرٍ وما تَكْرَهْ
إليكَ نَشْكُو حالَنا إننا
عائلة ٌ في غاية ِ الكَثْرَهْ
أُحدِّثُ الموْلَي الحديثَ الذي
جَرَى عليهم بالخيطِ والإبرَه
صاموا مع الناس ولكنَّهمْ
كانوا لَمِنْ يبصرُهم عِبرَه
إن شَربوا فالبِئْرُ زِيرٌ لهُمْ
ما بَرِحَتْ والشَّرْبَة ُ الجَرَّه
لهم من الخبيزِ مسلوقة ٌ
في كل يومٍ تشبهُ النشرَه
أقولُ مهما اجتمعوا حولها
تنزَّهوا في الماءِ والخضره
وأقبلَ العيدُ وما عندهم
قمحٌ ولا خبزٌ ولا فطره
فارْحَمْهُم إنْ أبْصَرُوا كَعْكَة ً
في يدِ طفلٍ أو رأوا تَمْرَه
تشخصُ أبصارُهم نحوها
بشهقة ٍ تتبعُها زفرَه
فكم أقاسي منهمُ لوعة ً
وكم أقاسي منهمُ حسره
كم قائلٍ يا أبَتا منهمُ
قَطَعْتَ عَنَّا الخُبْزَ في كَرَّه
ما صِرْتَ تأتينا بفلس ولا
بِدِرْهَمٍ وَرِقٍ وَلا نُقْرَه
وَأنتَ في خِدْمَة ِ قَوْمٍ فَهَلْ
تخدمهمْ يا أبتا سُخرهْ
ياخيبة َ المسعى إذا لم يكن
يَجْري لنا أَجْرٌ وَلا أُجْرَه
لقد تعجبتُ لها فطنة ً
أتى بها الطِّفْلُ بلا جَرَّه
وَكيف يَخْلُوا الطَّفْلُ مِنْ فِطْنَة ٍ
وكلُّ مولودٍ عَلَى الفِطْرَه
ويومَ زارتْ أمهمْ أختها
والأختُ في الغيرة ِ كالضَّرَّهْ
وأقبلتْ تشكو لها حالها
وصبرها مني على العسره
قالت لها كيفَ تكونُ النسا
كذا معَ الأزواجِ يا غِرَّهْ
قُومِي اطْلبي حَقَّكِ منه بِلا
تَخَلفٍ منكِ ولا فَترَه
وإنْ تَأَبَّى فخُذي ذَقْنَهُ
ثمَّ انتفيها شعرة ً شعره
قالت لها ما عادتي هكذا
فإنَّ زوجي عنده ضجره
أخافُ إن كلمتهُ كلمة ً
طَلَّقَني قالتْ لها: بَعْرَه
فهونَتْ قدري في نفسها
فجاءت الزوجة ُ مُحْتَرَّه(9/38)
فاستقبلتني فتهددتها
فاستقبلتْ رأسي بآجرَّه
وباتت الفتنة ُ ما بيننا
مِنْ أوَّلِ اللَّيْلِ إلى بُكْرَه
وما رأى العبدُ له مخلصاً
إلاَّ وما في عَيْنِهِ قَطْرَه
فَحَقُّ مَنْ حالَتُهُ هذِهِ
أَنْ يَنْظُرَ المَوْلى لهُ نظْرَه
العصر العباسي >> البوصيري >> يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
رقم القصيدة : 13741
-----------------------------------
يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
أفضلُ عندي من النصارى
أما تَرَى البَغْلَ وهْوَ بَغْلٌ
في فضلهِ يفضلُ الحمارا
العصر العباسي >> البوصيري >> إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
رقم القصيدة : 13742
-----------------------------------
إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
فلطالما أنضتْ إليه العيسا
وَحَظيتُ بَعْدَ اليَأْسِ بالخِضْر الذي
ما زالَ يَرْقَى أوْ حَكَى إدْريسا
لولا وجودُ الصاحبينِ كليهما
صارتْ بيوتُ العالمينَ رُمُوسا
كم قلتُ لمَّا أنجبَ الأبُ ابنَهُ
لا غَرْوَ أنْ يَلِدَ النَّفِيسُ نَفِيسا
لله شمسُ الدين شمسٌ أطلعتْ
فينا بُدوراً للهدى وشموسا
رَدَّتْ لنا يدُهُ الغَضُوبَ وأسْكَنَتْ
بالعدلِ آرامَ الكناسِ الخيسا
أغنتْ مكارمهُ الفقيرَ وأطعمتْ
من كان من خير الزمانِ يئُوسا
حِبْرٌ تَصَدَّرَ لِلنَّوالِ فلَمْ يَزَلْ
يَتْلو عليه مِنَ المَدِيحِ دُرُوسا
دُعيَ ابن سينا بالرئيسِ ولو رأى
عيسى لسَمَّى نفسهُ المرؤوسا
وَحَسِبْتُهُ مِنْ يَأْسهِ وَذَكائِهِ
بَهْرامَ قارَنَ في العُلاَ بَرْجِيسا
منْ مَعْشَرٍ لَيُسَارِعونَ إلى الوَغَى
مُتنازِعِينَ مِنَ الحِمامِ كُؤُوسا
لهُ الخِصام إذا تَشاجَرَتِ القَنا
لمْ يَجْعَلوا لهُمُ الحَديدَ لَبُوسا
وأخُو البَسالَة ِ مَنْ غَدا بِذِراعِهِ
لادرعهِ يوم الوغى محروسا
يُوفُونَ ما وعَدُوا كأَنَّ وُعُودَهم
كانت يميناً بالوفاء غُموسا
يأَيُّها المَوْلى الوَزِيرُ ومَنْ لَهُ(9/39)
حِكَمٌ أغارَتْ منه رَسْطاليسا
هُنِّيتَ تقليداً أتاكَ مُجَدِّداً
لِلناسِ مِنْ سُلْطانِهِم ناموسا
أُرسلتَ منه للخلائقِ رحمة ً
عَمَّتْ قِياماً منهمُ وجلُوسا
وكأَنَّ قارِئَهُ بِيَومِ عَرُوبَة ٍ
لَكَ يُعرِبُ التَّسْبِيحَ والتقْديسا
ونَظّمْتَ شَمْلَ المُلْكِ بالقَلَم الذي
حَلَّيْتَ منه للسُّطورِ طُروسا
وبِسَتْرِكَ العَوْراتِ قد كَشفَ الورَى
لكَ بالدعاء المستجابِ رؤوسا
من كل مشدودِ الخناقِ بكربة ٍ
نفستَ عنه خناقهُ تنفسيا
أطْفأْتَ نِيرانَ العَداوة ِ بَعْدَما
أوطأتَ منها الموقدين وطيسا
وأرحتهمْ من فتنة ٍ تحيي لهم
في كلِّ يومٍ داحساً وبسوسا
هَلَكَتْ جَدِيسُ وطَسْمُ حِينَ تعادَتا
وكأَنَّ طَسْماً لمْ تكنْ وجدَيسا
يا بنَ الذي يَلْقَى الفَوارِسَ باسِماً
حاشاكَ أن تلقى الضيوفَ عبوسا
سَعِدَتْ بِكَ الجُلساء فاحْذَرْ بعضَهُمْ
فلَرُبَّما أعْدَى الجَليسُ جَليسا
بخسوا ضيوفَ اللهِ عندك حظهمْ
لا كان حظكَ عندهم مبخوسا
وأُعِيذُ مَجْدَكْ أنْ يكونَ بِطائِفٍ
مِنْ حاسِدٍ بِنَمِيمَة ٍ مَمْسوسا
فالله عَلّمَ كلَّ عِلْمٍ آدَماً
وأطاعَ آدمُ ناسِياً إبْلِيسا
إنَّ المُرَاحِلَ مَنْ أضاعَ أُجُوُرَهُ
واعْتاضَ عنها بالنفيسِ خسيسا
فارغبْ إلى حُسنِ الثناءِ فإنه
لا يستوي في الذِّكْرِ نِعْمَ وبيسا
مأنتَ ممنْ تستبيحُ صدورهم
حِقْداً ولا أعراضُهُمْ تَدْنِيسا
أدعوكَ للصفحِ الجميلِ فإن تُجبْ
أحكمَ بنياناً علا تأسيسا
ومن السياسة ِ أن تكون مُراعياً
للصالِحِينَ تَبَرُّهمْ وتَسوسا
قومٌ إذا انتدبوا ليومِ كريهة ٍ
ألْفَيتَ واحِدَهمْ يَرُدُّ خَمِيسا
تالله ماخابَ امرؤٌ متوسلٌ
بالقَوْمِ في النُّعْمَى ولا في البُوسَى
ولقد أتيتكَ باليقينِ فلا تخلْ
إنْ عادَ إسْحاقٌ إليها ثانياً
ورأيتُ منهمْ ما رأيتُ لغَيرِهم
وأقمتُ دهراً بينهم جاسوسا
من كان ملتبساً عليه حديثهم
أذْهَبْتُ عنه منهمُ التَّلْبِيسا
ما ضَرَّهُم قول المُعانِدِ إنهمْ(9/40)
بِفعالِهمْ أقوى الأنام نُفوسا
كَمْ ذَمَّهُمْ جَهْلاً وأنْكَر حالَهُمْ
قومٌ يلون الحكمَ والتدريسا
فرددتُ قولهمْ بقولي ضارباً
مَثَلاً على الخَضِر السَّلامُ وموسى
وعلى سليمان النبي فإنه
أغرى رحاليه على بلقيسا
وعلى فتى الحسنِ الذي سطواتهُ
مَرَّتْ على الأعداءِ مَرَّ المُوسى
يا رُبَّ ذِي عِلْمٍ رَأى نُصْحِي لَهُ
فأجابني أتُطِبُّ جالينوسا
لَمْ يَدْرِ أني كلما اسْتَعْطَفْتُهُ
كانَ الحَديدَ وكنتُ مِغْناطِيسا
لو كنْتُ أرْضَى الجاهليَّة َ مْثِلَهُ
أمْلَيْتُ مامَلأ القلوبَ نَسِيسا
ونفختُ نار عداوة ٍ لاتصطلى
بلْ لا يُطِيقُ لها العَدوُّ حَسيسا
لَمْ يُبْقِ لي خَوفُ المَعادِ مُعادِياً
فيهيجَ مني للهياجِ رسيسا
أوَ ما ترى حبُّ السلامة ِ جاعلي
أُلْقِي السَّلامَ مُسالِماً والكِيسا
أمكلفي نظمَ النسيبِ وقد رأى
عُودَ الشبابِ الرطبَ عادَ يبيسا
أمَّا النسيبُ فما يناسبُ قولهُ
شَيْخاً أبَدَّ معَمَّراً مَنْكوسا
ما هَمَّ يَخْضِبُ شَيْبَهُ مُتَشَوِّقاً
زَمَنَ الصِّبا إلاّ اتَّقَى التَّدْليسا
لما رأى زمن الشبيبة ِ مدبراً
نَزعَ السُّرَى وتَدَرَّعَ التعْريسا
مَضْتِ الأحِبَّة ُ والشبابُ وخَلَّفا
ليّ الادِّكارَ مسامراً وأنيسا
أذكرتني عهدَ الطعانِ فلم أجدْ
رُمحاً أصولُ به ولا دبُّوسا
أيَّام عزمي لاتفوتُ سهامهُ
غَرَضاً وسَهْمي جُرْحُهُ لا يُواسَى
ثَنَتِ السُّنُونَ سِنانَ صَعْدَتي التي
لم تَلْقَ رادِفَة ً ولا قَرْبُوسا
فقناة ُ حربي لاأردْ تقويمها
للطَّعْنِ إلاّ رَدَّها تَقويسا
ما حالُ مَنْ مُنِعَ الرُّكُوبَ وطَرْفُهُ
يَشْكُو إليه رَباطَهُ مَحْبُوسا
بالأمس كان له الشموسُ مذللاً
واليومَ صارَ لهُ الذَّلولُ شموسا
لادَرَّ درُّ الشيبِ إنّ نجومهُ
تذرُ السَّعيدَ من الرجالِ نحيسا
كيفَ الطريقُ إلى اجتماعٍ جاعلٍ
بيت الفراشِ بساكنٍ مأنوسا
لو كانَ لي في بَيْتِ خالي نُصْرَة ٌ
جمعتْ نقيَّ الخدِّ والإنكيسا(9/41)
ونصيحة ٍ أعربتُ عنها فانثنتْ
كالصُّبْح يَجْلو ضَوْءُهُ التغليسا
إنَّ النَّصارى بالمَحَلّة ِ وُدُّهُمْ
لو كانَ جَامِعُها يكونُ كَنِيسا
أتُرَى النصارَى يَحْكُمونَ بأنَّه
مَنْ باشَرَ الأحْباسَ صارَ حَبِيسا
ضَرَبُوا عَلى أبْوابها الناقُوسا
صَرَفَ الإلهُ السُّوءَ عنكَ بِصَرْفِهِ
فاصرفهُ عنَّا واصفعِ القسيسا
أفْدِي بهِ المُسْتَخْدَمينَ وإنَّما
أَفْدِي بِتَيْسٍ كاليَهود تُيوسا
لو كنتُ أمْلِكُ أمْرَهُمْ مِنْ غَيْرَتي
لم أبقِ للمستخدمينَ ضروسا
يرْعوْنَ أموالَ الرَّعيَّة ِ بالأذَى
لو يُحْلَبُونَ لأَشْبَهُوا الجاموسا
العصر العباسي >> البوصيري >> فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ
فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ
رقم القصيدة : 13743
-----------------------------------
فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ حتَّى حَكَوْا
عندَكَ فَوْزاً عندَ عَبَّاسِ
لا سِيَّما هذا الأَدِيبُ الذي
أتَى مِنَ النَّظْمِ بأَجْناسِ
النابِهُ المُفْلِقُ في مَدْحِهِ
وهَجْوِهِ الجارحُ الآسِي
لم أرَ من قبلِ وُقوفي على
ما قالَ نُشَّاباً بِقِرْطاسِ
ونخلة ٍ تشكرُ جدواكَ من
أصلٍ ومن فرعٍ ومن راسِ
شاهِقَة ٍ مِنْ دُونِ مِصْرٍ تُرَى
وهي حوالي دربِ دَوَّاسِ
وَرُقْعَة ُ الشِّطْرَنْج ثُمَّ انْتَهَى
ولم أكنْ للفضلِ بالناسي
حالية ٌ عامرة ٌ شُبِّهتْ
بيادقُ فيها بأفراسِ
فقلْ لنا من ذا الأديبُ الذي
زاد به حبي ووسواسي؟
إن كان مثلي مغربياً فما
في صحبة ِ الأجناسِ من باسِ
وَإنَّ مِثْلِي عندَه اليَوْمَ كالصَّـ
ـرة ِ عند الجبلِ الراسي
وبين دارينا كما بيننا
وإن يكذبْ نسبتي جئتهُ
بجبتي الصُّوفِ ودفاسي
وإنْ يَجد في لُغَتي رِيبَة ً
أكتم نبا نازَعْتُ إفْلاَسِي
العصر العباسي >> البوصيري >> ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
رقم القصيدة : 13744
-----------------------------------
ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
آهِ وابعدها علينا مسافه(9/42)
قالَ قَوْمٌ إنَّ العِمادَ كَرِيمٌ
قُلْتُ هذا عندي حَدِيثُ خُرافَهْ
أنا ضَيْفٌ لَهُ وَقَدْ مُتُّ جوعاً
لَيتَ شِعْرِي لِمْ لا تُعدُّ الضِّيافَهْ
وهْوَ إنْ يُطْعِمِ الطَّعامَ فما يُطْعِمُهُ
ـعمهُ إلاَّ بسمعة ٍ أو مخافهْ
وهوَ في الحَرِّ والخريفِ وفي الـ
ـبَيْتِ يَجْمُعُ الحُطَام كالجَرَّافهْ
فاعلموهُ عني ولا تعتبوني
إنَّ عنديَ في الصومِ بعضَ الحِرافهْ
فهو إنْ لمْ يُخرجْ قليلاً إلى الحا
ئط في ليلتي طلعتُ القرافهْ
العصر العباسي >> البوصيري >> أخبروني غضبة ً وصلفا
أخبروني غضبة ً وصلفا
رقم القصيدة : 13745
-----------------------------------
أخبروني غضبة ً وصلفا
أنكم رُحْتُمُ إليهِ مَرْصَفا
ثمَّ قالوا عَنْ ذُقون حُلِقَتْ
قُلْتُ لا بُدَّ لها أن تُخْلَفا
إنَّ حلقَ الذقنِ خيرٌ للفتى
يابني الأعمامِ منْ أنْ تنتفا
وَالذي حَلَقَ أنصافَ اللِّحى
كانَ في الأَحكامِ عَدْلا مُنصِفا
حلقَ النصفَ بذنبٍ حاضرٍ
وعفا بالنصفِ عمَّا سلفا
العصر العباسي >> البوصيري >> أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
رقم القصيدة : 13746
-----------------------------------
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
فأبى أقلُّ العالمين عُقُولا
قومٌ رأوا بشراً كريماً فادَّعوا
من جهلهمْ للهِ فيهِ حُلولا
وعصابة ٌ ماصدقتهُ وأكثرتْ
بالإفكِ والبهتانِ فيه القيلا
لَمْ يَأْتِ فيهِ مُفْرِطٌ ومُفَرِّطٌ
بالحَقِّ تَجْرِيحاً وَلا تَعْدِيلا
فكأنما جاء المسيحُ إليهمُ
لِيُكَذِّبُوا التَّوْراة َ والإنجيلا
فاعجبْ لأمتهِ التي قد صيَّرتْ
تنزيهها لإلهها التَّنكيلا
وإِذا أرادَ الله فِتْنَة َ مَعْشَرٍ
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
هُمْ بجَّلُوهُ بِباطِلٍ فابْتَزَّهُ
أعداؤُه بالباطلِ التَّبْجِيلا
ويَنَامُ مِنْ تَعَبٍ وَيَدْعُو رَبَّهُ
زُمراً ألم ترَ عِقدها محلولا
هُوَ آدَمٌ فِي الفَضلِ إلاَّ أنهُ(9/43)
لَمْ يُعْطَ حال النَّفخة ِ التَّكْمِيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
رقم القصيدة : 13747
-----------------------------------
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
يتناولُ المشروبَ والمأكولا
وينامُ من تعبٍ ويدعو ربَّهُ
ويرومُ من حرِّ الهجيرِ مقيلا
ويمسُّهُ الألمُ الذي لم يستطعْ
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا
ياليتَ شعري حين مات بزعمهم
منْ كان بالتدبير عنهُ كفيلا
هَلْ كانَ هَذا الكَوْنُ دَبَّرَ نَفْسَهُ
من بعدهِ أم آثرَ التعطيلا
اجزُوا اليَهُودَ بِصَلْبِهِ خَيراً ولا
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
زعموا الإلهَ فدى العبيدَ بنفسهِ
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
أيَكونُ قَوْمٌ في الجَحِيمِ ويَصْطَفِي
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
وإذا فَرَضْتُمْ أنَّ عيسى ربَّكُمْ
أَفَلَمْ يَكُنْ لِفِدائِكُمْ مَبْذُولا
وأُجِلُّ رُوحاً قامَتِ المَوْتى بهِ
عَنْ أَنْ يُرَى بِيَدِ اليَهودِ قَتِيلا
فدعوا حديثَ الصَّلبِ عنه ودونكمْ
مِنْ كُتْبِكُمْ ما وافَقَ التَّنْزِيلا
شهدَ الزبورُ بحفظهِ ونجاتهِ
أفتعجلون دليلهُ مدخولا
أيَكونُ قَوْمٌ في الجَحِيمِ ويَصْطَفِي
أو من أشيدَ بنصرهِ مخذولا؟
أيَجُوزُ قَوْلُ مُنَزِّهِ لإِلههِ
سبحانَ قاتِلِ نَفْسِهِ فأَقُولا؟
العصر العباسي >> البوصيري >> أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
رقم القصيدة : 13748
-----------------------------------
أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
شوكَ القتادِ لرأسهِ إكليلا
ومضى بحملِ صليبهِ مستسلماً
للموتِ مكتوفَ اليدينِ ذليلا
كم ذا أبكتكمْ ولمْ تستنكفوا
أنْ تَسْمَعُوا التَّبْكِيتَ والتَّخْجِيلا
ضلَّ النصارى في المسيحِ وأقسموا
لايهتدون إلى الرشادِ سبيلا
جَعَلوا الثَّلاثَة َ واحِداً وَلَو اهْتَدوا(9/44)
لَمْ يَجْعَلُوا العَدَدَ الكَثيرَ قليلا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
ذا صورة ٍ ضلوا بها وهيولى
العصر العباسي >> البوصيري >> ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
رقم القصيدة : 13749
-----------------------------------
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
بهِمِ عَلَى ُسُبل الهُدَى مَدْلُوُلا
والمدَّعو التثليثِ قومٌ سَوَّغوا
ما خالف المنقولَ والمَعْقولا
والعابدونَ العجلَ قد فُتنوُا به
ودُّوا اتخاذ المُرْسلينَ عجولا
فإِذا أتَتْ بُشْرَى إليهمْ كَذَّبُوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلُوا تقتيلا
وكفى اليهودَ بأنهم قد مَثَّلُوا
مَعْبُودَهُم بِعِبَادِهِ تَمثِيلاً
وبأَنَّ إسرائيلَ صارعَ رَبَّهُ
ورمى به شُكراً لإسرائيلا
وبأنَّهم رحَلُوا به في قُبَّة ٍ
إذْ أزمعوا نحوَ الشامِ رحيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
رقم القصيدة : 13750
-----------------------------------
وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
وسبيلهُمْ أنْ يسمعوُا المنقولا
وبأنهم ضَرَبُوا لِيَسْمَعَ رَبَّهُمْ
في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا
وبأنَّ رَبَّ العالَمينَ بدالَهُ
في خلقِ آدمَ يالهُ تجهيلا
وبدا لَهُ في قَوْمِ نوح وَانْثَنى
أسفاً يعضُّ بنانهُ مذهولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
رقم القصيدة : 13751
-----------------------------------
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
لهمُ رباً وخيانة ً وغلولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
رقم القصيدة : 13752
-----------------------------------
وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ(9/45)
فكأنهم حسِبوا الخُروجَ دُخولا
وحديثهمْ في الأنبياءِ فلا تسلْ
عنه وخَلِّ غِطاءهُ مَسْدُولا
لَمْ يَنتَهُوا عَنْ قَذْفِ دَاوُدَ وَلا
لوطٍ فكيفَ بقذفهم روبيلا
وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ
ذِكْراً مِنَ الفِعْلِ القَبيحِ مَهولا
وإلى المسيحِ وأمهِ وكفيّ بها
صِدِّيقَة ً حَمَلَتْ به وَبتُولا
وَلِمَنْ تَعَلَّقَ بالصَّلِيب بِزَعْمِهِم
لعناً يعودُ عليهم مكفولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
رقم القصيدة : 13753
-----------------------------------
وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
نسبوا لهُ تصويرهُ تضليلا
وَبأنَّ موسى صَوَّرَ الصُّوَرَ التي
ما حلَّ منها نهيهُ معقولا
ورضوا له غضبَ الإلهِ فلا عدا
غَضَبُ الإلهِ عَدُوَّهُ الضِّلِّيلا
وبأنَّ سِحْراً ما اسْتطاعَ لآيَة ٍ
منه وَلا استطاعتْ لهُ تَبْطِيلا
وبأَنَّ ما أبْدَى لهُمْ مِنْ آيَة ٍ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
لإلهِهِ بِبَعُوضَة ٍ مَخْذُولا
العصر العباسي >> البوصيري >> ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
رقم القصيدة : 13754
-----------------------------------
ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
ختمتْ وصيَّتُهُ لهنَّ فصولا
نقلوا فواحشَ عن كليمِ اللهِ لمْ
يَكُ مِثلُها عَنْ مِثْلِهِ مَنْقُولا
وَأَظُنُّهُمْ قد خالفوه فَعُجِّلَتْ
لهُمُ العُقُوبَة ُ بالخَنا تَعْجِيلا
وشكتْ رجالهمُ مصادرَ ذيلها
ونِساؤُهُمْ غيرَ البُعُولِ بُعولا
العصر العباسي >> البوصيري >> لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
رقم القصيدة : 13755
-----------------------------------
لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
وَالمؤْمِنِينَ بِهِ أضَلَّ سَبِيلا
أَبْناءُ حَيَّاتٍ ألَمْ تَرَ أنهمْ
يَجِدُونَ دِرْيَاقَ السُّمومِ قَتولا(9/46)
مذْ فارقوا العجلَ الذي فتنوا به
ودُّوا اتخاذ الأنبياء عجولا
فإذَا أَتَى بَشَرٌ إليهمْ كَذَّبوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلوا تقتيلا
أَخْلَوْا كِتَابَ الله مِنْ أحكامِهِ
عدواً وكان العامرَ المأهولا
جعلوا الحَرَامَ بهِ حَلالاَ وَالهُدَى
غياَ وموصولَ التقى مفصولا
وَدَعاهُم ما ضَيَّعُوا مِنْ فَضْلِهِ
إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
كَتَمُوا العِبادَة َ والمعادَ ومَا رَعَوْا
للحقِّ تعجيلاً ولا تأجيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
رقم القصيدة : 13756
-----------------------------------
عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
لمْ يلقَ منهُ المُشترونَ مقيلا
هَلاَّ عَصَوْا في السَّبْتِ يُوشَعَ إذْ غَدا
يدعو جنوداً للوغى وخيولا
أو خالفوا هارونَ في ذبحٍ وفي
عَجْنٍ له لَمْ يُبْدِ عنهُ نُكُولا
أو ألحقوا بهما المسيحَ وسَوَّغوا التَّحـ
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
وحَدِيثُهُمْ في الأنبياء فلا تَسَلْ
قد نُصَّ عنْ شَعْيا وعَنْ يُوئِيلا
أولمْ يروا حُكمَ العتيقة ِ ناسخاً
أحكامَ كتبِ المرسلينَ الأولى
العصر العباسي >> البوصيري >> أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
رقم القصيدة : 13757
-----------------------------------
أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
قولاً على خيرِ الورى منحولا
لادرَّ درهمُ فإنَّ كلامهم
يذرُ الثَّرى من أدمعي مبلولا
فكأنني ألفيتُ مقلة َ فاقدٍ
ثكلى وموجعة ٍ تصيبُ عويلا
ظَنُّوا بربِّهِمُ الظُّنُونَ وَرُسْلِهِ
أوْ خالَفُوا هارُونَ في ذَبْحٍ وَفي
إنْ يبخسوهُ بكيلِ زورٍ حقَّهُ
فلأوسعنهمُ الجزاءَ مكيلا
ومن الغبينة ِ أن يجازى إفكهم
صِدْقِي ولَسْنا في الكلاَمِ شُكُولا
العصر العباسي >> البوصيري >> لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
رقم القصيدة : 13758(9/47)
-----------------------------------
لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
أترى الطبيبَ غدا يزور عليلا
إنْ أنْكَرُوا فضلَ النبيِّ فإِنما
أَرْخَوْا عَلَى ضَوْء النّهارِ سُدُولا
الله أكبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
وكتابهُ أقوى وأقومُ قيلا
طلعتْ به شمسُ الهداية ِ للورى
وأبى لها وصفُ الكمالِ أُفولا
والحقُّ أبلجُ في شريعتهِ التي
جمعتْ فروعاً للورى وأصولا
لاتذكروا الكتبَ السَّوالفَ عندهُ
طلعَ النهارُ فأطفِئُوا القنديلا
دَرَسَتْ معالِمُها أَلاَ فاستَخبِرُوا
منها رُسوماً قد عَفَتْ وطُلُولا
تُخْبِرْكُمْ التَّوْراة ُ أنْ قد بَشَّرَتْ
قِدْماً بأحمدَ أَم بإسماعيلا
ودعتهُ وحشَ الناسِ كلُّ نديَّة ٍ
وعلى الجميعِ له الأيادي الطُّولى
تَجِدُوا الصحيحَ مِنَ السَّقِيم فطالما
صدقَ الحبيبُ هوى َ المحبِ نحولا
مَنْ مِثْلُ موسَى قد أُقِيمَ لأَهْلِهِ
من بين إخوتهمْ سواهُ رسولا
أوْ أنَّ إخوتهمْ بنو العيصِ الذي
نُقِلَتْ بَكارَتُهُ لإسْرائيلا
تاللهِ ما كانَ المُرادُ به فتى
موسى ولا عيسى ولا شموِيلا
إذْ لَنْ يَقومَ لَهُمْ نَبِيٌّ مِثْلُهُ
منهم ولو كان النبيُّ مثيلا
طوبى لِمُوسى حينَ بَشَّرَ باسمِهِ
ولِسامِعٍ مِنْ فَضْلِهِ ما قيلا
وَجِبالُ فارانَ الرَّواسِي إنها
نالتْ عَلَى الدُّنْيا به التَّفضيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
رقم القصيدة : 13759
-----------------------------------
واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
مِنْ لَفْظِه التَّحْرِيفَ والتَّبْدِيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
رقم القصيدة : 13760
-----------------------------------
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
فلقَدْ دَعاهُ قبلَ ذلكَ إيلا
ودَعاهُ رُوحَ الحَقِّ لِلْوَحْيِ الذي
يُتلى عليه بُكرة ً وأصيلا(9/48)
وَأَبى لَها وصْفُ الكمال أُفُولا
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
إنْ أنْطَلقْ عنكم يَكنْ خيرٌ لكم
ليجيئكمْ منْ ترتَضُوهُ بديلا
يأتي على اسم الله منه مباركٌ
ما كانَ مَوْعِدُ بَعْثِه مَمْطُولا
يَتْلُو كِتابَ البَّيِّناتِ كِتابهُ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
ودُّوا اتِّخاذ الأنبياءِ عُجُولا
وكَفَاهُمُ بِخَطِيئَة ِ تَخْجِيلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
بالإِفْكِ والبُهْتَانِ فيهِ القِيلا
وكما شَهِدْتُ لهُ سيَشْهَدُ لِي إذا
صار العليمُ بما أتيتُ جهولا
يُبْدِي الحوادِثَ والغُيوبَ حَدِيثُه
وَيسوسُكُمْ بالحَقِّ جِيلاً جِيلا
هوَ صخرة ٌ ما زوحمتْ صدمتْ فلا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
والآخرونَ الأَوَّلونَ فقومهُ
وَعَلَى الجَمِيع لَهُ الأَيادِي الطُّولَى
والمُنْحَمِنَّا لا تَشُكُّوا إنْ أتَى
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
رقم القصيدة : 13761
-----------------------------------
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
إذْ كانَ يَحيَى لِلْمَسِيحِ رَسيلا
وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ
فصلِ الخطابِ أوامراً وفصولا
فهوَ الذي نَعَتَ الزَّبورُ مُقَلَّداً
ذا شفرتينِ من السيوفِ صقيلا
قُرنتْ بهيبتهِ شريعة ُ دينهِ
فأراك أخذَ الكافرينَ وبيلا
فاضتْ على شفتيهِ رحمة ُ ربهِ
فاستشفِ من تلكَ الشفاهِ عليلا
وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
في أمة ٍ خُصَّتْ بكل كرامة ٍ
وتفيأتْ ظلَّ الصّلاحِ ظليلا
وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
كلٌّ يُسِرُّ وَيُعْلِنُ التَّهْلِيلا
رُهبانُ ليلٍ أسدُ حربٍ لم تلجْ
إلاَّ القنا يومَ الكريهة ِ غيلا
كم غادَروا الملك الجليلَ مُقَيَّداً(9/49)
والقَرْمَ مِنْ أشْرافِهمْ مَغْلولا
فالله مُنْتَقِمٌ بهمْ مِنْ كلِّ مَنْ
يَبْغي عَلَى الحَقِّ المُبينِ عُدُولاَ
أعجبتَ من ملكٍ رأيتَ مقيداً
وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
خَضَعَتْ مُلوكُ الأرضِ طائِعَة ً لَهُ
وغَدا به قرْبانُهُمْ مَقْبُولا
مازال للمستضعفينَ مؤازراً
وأُولِي الصَّلاَحِ وَلِلعُفاة ِ بَذُولا
لم يدعهُ ذو فاقة ٍ وضرورة ٍ
إلاَّ ونالَ بجودهِ المأمولا
ذاكَ الذِي لم يَدْعُهُ ذُو فاقَة ٍ
إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
تَبْقَى الصَّلاة ُ عليهِ دائِمَة ً فَخُذْ
وَصْفَ النبيِّ مِنَ الزَّبُورِ مَقُولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
رقم القصيدة : 13762
-----------------------------------
وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
فاسْمَعْهُ يفْرِحْ قَلْبَكَ المَتْبُولا
عَبْدِي الذي سُرَّتْ به نَفْسِي وَمَنْ
وحيي عليه مُنَّزَلٌ تنزيلا
لَمْ أُعْطِ ما أعْطَيْتُهُ أَحَداً مِنَ
ـفضلِ العظيمِ وحسبهُ تخويلا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
يكُ بالهَوى في حكمهِ ليميل
إنْ غضَّ منْ بصرٍ ومنْ صَوتٍ فما
غَضَّ التُّقَى والفَضْلُ مِنْهُ كلِيلا
فَتَحَ العُيُونَ العُورَ لكنَّ العِدا
عنْ فضلهِ صرفُوا العيونَ الُحولا
أحيا القلوبَ الغلفَ ، أسمعَ كل ذي
صَمَمٍ وَكَمْ داءٍ أزالَ دَخِيلا
يُوصي إلى الأُمَم الوصايا مِثْلَمَا
يُوصِي الأَبُ الْبَرُّ الرَّحِيمُ سَليلا
لا تُضْحِكُ الدُّنيا لهُ سِناً وَما
لمْ يؤتَ منها عدة ُ تنويلا
وهُوَ الذي مِنْ بعْدِ يَحيَى جاءهم.
حمداً جديداً بالمزيدِ كفيلا
وكتابهُ ماليسَ يطفأُ نوُره
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
فيها وفاضلتِ الوعورُ سهولا
فَزَهَتْ وَنَالَتْ حُسْنَ لُبْنانَ الذي
لولا كرامة ُ أحمدٍ ما نيلا(9/50)
لوطٍ فكيفَ بِقَذْفِهِمْ رُوبِيلا
عزَّا وطابتْ منزلاً ونزيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
رقم القصيدة : 13763
-----------------------------------
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
فالله يَجْزِي بالجَمِيلِ جَمِيلا
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
لا تَخْطُرُ الأَرْجاسُ فيهِ وَلا يُرَى
لُخطاهمُ في أرضهِ تنقيلا
كتفاثُ بينهما علامة ُ مُلكهِ
للهِ مُلكٌ لا يزالُ أثيلا
من كانَ من حِزبِ الإلهِ فلمْ يزلْ
منه بحسنِ عناية ٍ مشمولا
فاسْمَعْهُ يفْرِحْ قَلْبَكَ المَتْبُولا
أصْنَامُ بابِلَ قد أتاكَ دَليلا
العصر العباسي >> البوصيري >> وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
رقم القصيدة : 13764
-----------------------------------
وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
إنْ كنتَ تجهلهُ فسلْ حِزقيلا
غُرِستْ بأرضِ البدوِ منه دوحة ٌ
وَيُفَنِّدُ العُلَماءَ تَوْبِيخاً لَهُمْ
فأتتك فاضلة َ الغصونِ وأخرجتْ
إلاَّ القنَا يَوْمَ الكَرِيهَة ِ غِيلا
وَسَلوهُ كَمْ تَمْتَدُّ دَعْوَة ُ باطِلٍ
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
لكلامِ موسى قد أتى تَذْييلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
العصر العباسي >> البوصيري >> وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
رقم القصيدة : 13765
-----------------------------------
وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
وبوصفهِ وكفى به مسؤولا
إذا أوْصَلَ القَوْلَ الصَّريحَ بِذِكْرِهِ
للسَّامعينَ فأحسنَ التوصيلا
والأرضُ مِنْ تَحْمِيدِ أحمدَ أصْبَحَتْ
وبِنُورِهِ عَرْضاً تُضِيءُ وطُولا
روِيتْ سهامُ محمدٍ بقسيِّهِ
وغَدا بها مَنْ ناضَلَتْ مَنْضُولا(9/51)
العصر العباسي >> البوصيري >> واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
رقم القصيدة : 13766
-----------------------------------
واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
منْ دانيالَ لها إذنْ تأويلا
وَسَلوهُ كَمْ تَمْتَدُّ دَعْوَة ُ باطِلٍ
لِتُزيحَ علة َ مُبطلٍ وتُزيلا
العصر العباسي >> البوصيري >> وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
رقم القصيدة : 13767
-----------------------------------
وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
إِذْ كَفَّ نَبْلُ كِنانِهِ مَتْبُولا
إذ قال قدْ قدَّستهُ وعصمتْهُ
وجعلتُ للأجناسِ منهُ رسُولا
وجعلتُ تقديسي قبيلَ وجودهِ
وَعْداً عَلَيَّ كَبَعْثِهِ مَفْعُولا
وحديثُ مكة َ قد رواهُ مُطولاً
شَعْيا فُخذْهُ وَجَانِبِ التَّطْوِيلا
إذْ راحَ بالقَوْلِ الصَّرِيح مُبَشِّراً
بالنَّسْلِ منها عاقراً معْضولا
وتَشَرَّفَتْ باسمٍ جديدٍ فادعها
حَرَمَ الإِلهِ بَلَقْتَ منه السُّولا
فتنبهتْ بعد الخمولِ وكُلِّلَتْ
وَبِوَصْفِهِ وكَفَى به مَسْؤولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
رقم القصيدة : 13768
-----------------------------------
وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
لخضابهِ شيبُ الزمانِ نصولا
حَرَمٌ على حمل السلاحِ مُحَرَّمٌ
فكأَنما يَسْقِي السُّيُوفَ فلُولا
وَتَخالُ مِنْ تَحْرِيمِ حُرْمَتِهِ العِدا
عُزْلاً وإنْ لَبِسُوا السِّلاحَ ومِيلا
لم يتخذْ بيتٌ سواهُ قبلة ً
فازدد بذاكَ لما أقولُ قبولا
وبَنُو نَبايُتَ لَمْ تَزَلْ خُدَّامُها
لا تَبْتَغِي عنها لَهُمْ تَحْوِيلا
جُمْعَتْ له أغنامُ قيدارَ التي
قد كانَ منها ذبحُ إسْمَاعِيلا
فنمتْ وأمِّنَ خوفُها وعدوُّها
قد باتَ منها خائفاً مَهْزُولا
العصر العباسي >> البوصيري >> وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه(9/52)
وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
رقم القصيدة : 13769
-----------------------------------
وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
لكلامِ موسى قد أتى تذييِلا
وَجَمِيعُ كُتُبِهِمُ على عِلاَّتَها
نَطَقَتْ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَعْليلا
لم يجهلوه غيرَ أنَّ سيوفهُ
أبْقَتْ حُقُوداً عِندَهمْ وذُحُولا
فاسْمَعْ كلامَهُمُ ولا تَجْعَلْ عَلَى
ما حرَّفوا من كتبهمْ تعوِيلا
لولا اسْتِحَالتُهُمْ لَمَا ألْفَيْتَنِي
لكَ بالدليلِ على الغريم محِيلا
أوقدْ جهلتَ من الحديثِ رواية ً
أمْ قد نسيتَ مِنَ الكتابَ نُزُولا
فاترك جدالَ أخي الضلالِ ولا تكن
بمراء منْ لا يهتدي مشغُولا
مالي أُجَادِلُ فيهِ كلَّ أَخي عَمّى ً
كيما أقيمَ على النهارِ دليِلا
واصرفْ إلى مدحِ النبيِّ محمدٍ
قوْلاً غدا عن غيرهِ معدُولا
فإذا حصلتَ على الهدى بكتابهِ
لا تَبْغِ بَعْدُ لِغَيرِهِ تَحْصِيلا
ذِكْرٌ بِهِ تَرْقَى إلَى رُتُبِ العُلا
فَتخَالُ حامِلَ آيهِ مَحْمُولا
يذَرُ المُعارضَ ذا الفصاحة ِ ألكناً
في قولهِ وأخا الحجا مخبولا
لا تَنْصِبَنَّ لهُ حِبالَ مُعانِدٍ
فَتُرَى بِكَفَّة ِ آفة ٍ مَحْبُولا
إن كنتَ تنكرُ مُعجزاتِ محمدٍ
يوماً فكنْ عمَّا جهلتَ سئُولا
العصر العباسي >> البوصيري >> شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
رقم القصيدة : 13770
-----------------------------------
شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
من فاضلٍ يستشهدُ المفضولا
قارَنْتُ نُورَ النَّيِّرَيْنِ بِنُورِهِ
فرأيتُ نورَ النيرينِ ضئيلا
وَنَسَبْتُ فضلَ العالَمِينَ لفضلِهِ
فَنَسَبْتُ منهُ إلى الكَثِيرِ قليلا
وَأرانِيَ الزَّمَنِ الجَوادَ بِجودِهِ
لَمَا وَزَنْتُ بهِ الزَّمانَ بَخِيلا
ما زالَ يَرْقَى في مَواهِبِ رَبِّهِ
وينالُ فضلاً من لدنهِ جزيلا
حتى انثنى أغنى الورى وأعزهمْ
ينقادُ محتاجاً إليهِ ذليلا(9/53)
بَثَّ الفضائِلَ في الوجودِ فَمنْ يُرِدْ
فضلاً يَزِدْه÷ بفضلهِ تفصيلا
فالشمسُ لا تُغْني الكَواكِبُ جُمْلَة ً
في الفضلِ مغناها ولا تفضيلا
سَلْ عَالَمَ المَلْكُوتِ عنهُ فَخيرُ مَا
سأل الخبيرُ عن الجليلِ جليلا
فَمنِ المُخَبِّرُ عَنْ عُلاً مِنْ دونِها
ثَنَتِ البُراقَ وأخَّرَتْ جِبْرِيلا
فَلوِ اسْتَمدَّ العالَمونَ عُلومَه
مَدَّتْهُمُ القَطَراتُ منهُ سيُولا
فتَلَقَّ ما تسطيعُ من أنوارهِ
إِنْ كانَ رَأْيُكَ في الفَلاحِ أصِيلا
لوطٍ فكيفَ بِقَذْفِهِمْ رُوبِيلا
قَوْلاً مِنَ السِّرِّ المَصُونِ ثَقِيلا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
علماً وجرَّدَ صارماً مصقولا
أوَماترى الدِّينَ الحنيفَ بسيفهِ
جعلَ الطُّهورَ له دماً مطلولا
ورَمَى به شُكراً لإسرائيلاً
ألفَيْتَهُ بِدَمِ العِدَا مَغْسولا
داعٍ بأمر اللهِ أسمعَ صوتهُ الثَّقـ
ـقْلَينِ حتى ظُنَّ إسْرَافِيلا
لمْ يدعُهُمْ إلاَّ لما يحييهمُ
أبداً كما يَدْعُو الطَّبيبُ عَليلا
ويَنَامُ مِنْ تَعَبٍ وَيَدْعُو رَبَّهُ
تخذتْ عزئمهُ الفضاءَ سبيلا
يُهْدِى إلى دارالسلامِ من اتقى
فإذَا أَتَى بَشَرٌ إليهمْ كَذَّبوا
في خَلْقِ آدَمَ يَا لَهُ تَجْهِيلا
مِمَّن عَصَى بعدَ القتيلِ قتيلا
حتى يقولَ الناسُ أتعبَ مالكاً
بحُسامِهِ وأراحَ عزريلا
عَدْواً وَكانَ العامِرَ المَأْهُولا
مُذْ فارَقوا العِجْلَ الذي فُتِنوا به
مَنْ خُلْقُهُ القرآنُ جَلَّ ثناؤُهُ
عنْ أن يكونَ حديثهُ مملولا
وإذا أتَتْ آياتُهُ بِمَدِيحِهِ
رَتَّلْتُ منها ذِكْرَهُ تَرْتِيلا
وبأَنَّ ما أبْدَى لهُمْ مِنْ آيَة ٍ
متبتلٌ لإلههِ تبتيلا
وإِذا أرادَ الله فِتْنَة َ مَعْشَرٍ
والآخِرونَ الأوَّلونَ فَقوْمُه
وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ
فأَبَى أَقَلُّ العالَمِينَ عُقُولا
من لي بأني من بنانِ محمدٍ
باللثمِ نلتُ المنهلَ المعسولا
مِنْ راحَة ٍ هِيَ في السَّماحَة ِ كَوْثرٌ(9/54)
ناراً لِمَا غَرَسَ اليَهُودُ أَكُولا
سارتْ بطاعتها السَّحابُ كأنما
أمرتْ بما تختارُ ميكائيلا
أنَّى دعا وأشارَ مبتهلا بها
لمياهِ مُزنٍ مايزالُ هطولا
وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ
موسَى ولا عِيسَى وَلا شَمْوِيلا
وَكَمْ اشْتَكَتْ بَلَدٌ أذاهُ فأُلْبِسَتْ
بدعائهِ من صحوة ٍ إكليلا
يارحمة ً للعالمينَ ألم يكن
طفلاً لِضُرِّ العالمين مزيلا
إذ قامَ عَمُّكَرفي الورى مستسقياً
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
لَمْ يُؤْتَ منها عَدَّهُ تَنْوِيلا
ألفيتَ فيها التابعينَ الفيلا
في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا
جادتهمُ مطرَ الرَّدَى سِجِّيلا
فَفَدَوْكَ مَوْلوداً وَقَيْتَ نُفُوسَهُمْ
شِيباً وَشُبَّاناً مَعاً وَكُهُولا
حتى إذا ما قُمْتَ فيهمْ مُنْذِراً
أبْدُو إليكَ عَداوة وذُحولا
فلقيتهمْ فرداً بعزمٍ ماانثنى
يوماً وحسنِ تصبرٍ ماعيلا
وأراهُ لا بِتَكَلُّمٍ إلاَّ إذا
ثِقة ً بنَصْرِ مَنِ اتَّخَذْتَ وَكِيلا
وَأَطَلْتَ في مَرْضَاة ِ رَبِّكَ سُخْطَهُمْ
جُمِعَتْ لَهُ أغْنامُ قَيْدَارَ التي
وَطَفِقْتَ يَلْقاكَ الصَّدِيقُ مُعادِياً
والسِّلْمُ حرباً والنَّصيرُ خذولا
وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
وَهَزَزْتَ فيهمْ صارماً مَسْلولا
وأقمتَ ذاكَ العضبَ فيهم قاضياً
ونَصَبْتَ تلكَ البيِّناتِ عُدولا
فطفقتَ لاتنفكُّ تتلو آية ً
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
حتَّى قضَى بالنَّصْرِ دينُكَ دِينهُ
وغدا لدين الكافرين مُزيلا
وعَنَتْ لِسَطْوَتِكَ المُلوكُ وَلَمْ تَزَلْ
فصْلِ الخطاب أوامِراً وفصولا
فَتخَالُ حامِلَ آيهِ مَحْمُولا
ثَكْلى ومُوجَعَة ٍ تُصِيبُ عَوِيلا
الله أعطى المصطفى خُلقاً على
في قَولِهِ وأخا الحِجا مَخْبولا
غَمَرَ البَرِيَّة َ عَدْلُهُ فَصَدِيقُهُ
وعدوُّهُ لا يظلمونَ فتيلا
وَإذا أرادَ الله حِفْظَ وَلِيِّهِ
ويَرُومُ مِنْ حَرِّ الهَجِيرِ مَقِيلا
عُرِضَتْ عليهِ جبالُ مكة َ عسجداً(9/55)
فأبى لفاقتهِ وكان مُعيلا
ركبَ الحمارَ تواضعاً من بعدما
ركبَ البراقَ السابقَ الهذلولا
فَنَمَتْ وأُمِّنَ خَوْفُها وَعَدُوُّها
من عَدَّ موجَ البحرِ عدَّ طويلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
وأخذتُ منه لبابهُ المنخولا
واصْرِفْ إلى مَدْحِ النبيِّ مُحَمَّدٍ
فيهِ بِحَبْلِ موَدّة ٍ مَوْصولا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
سبقَ الجيادَ إلى المدى مشكُولا
وأضاءتِ الأيامُ مِنْ أنوارِهِ
فاستصحبتْ غُرَراً بها وحجولا
إني امرؤٌ قلبي يحبُّ محمداً
ويلومُ فيهِ لائماً وعَذُولا
الله أكبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
ليس المُحِبُّ لمن يحبُّ ملولا
وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
معهُ زماناً والكفاحَ طويلا
فأَقُومَ عنه بِمقْولٍ وبصارم
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
طوراً بقافية ٍ يُريكَ ثباتها
لَعْناً يَعُودُ عليهمُ مكفولا
وبضربة ٍ يَدَعُ المُدجَّجَ وِتْرُها
صَمَمٍ وَكَمْ داءٍ أزالَ دَخِيلا
وبطعنة ٍ جلَتَ السِّنانَ فمثلتْ
عَيْناً لِعَيْنِكَ في الكَمِيِّ كَحِيلا
في مَوقِفٍ غَشِيَ اللِّحاظَ فلا يَرى
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
فَرَشَفْتُ ثَغْرَ المَوتِ فيه أَشْنَبَا
وَلَثَمْتُ خَدّ المَشْرَفيِّ أَسِيلا
لَمْ يُتخذْ بَيْتٌ سِوَاهُ قِبْلَة ً
يَدْعُو جُنُوداً للوَغَى وخُيُولا
فاطْرَبْ إذا غَنَّى الحَديدُ فخْيرُ ما
سَمِعَ المَشُوقُ إلى النِّزالِ صَليلا
تالله يُثنى القلبُ عنه ما ثنى
موسَى ولا عِيسَى وَلا شَمْوِيلا
أسَفاً يَعَضُّ بنَانَهُ مَذْهُولا
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
فلأقطعنَّ حبالَ تسويفي التي
منعتْ سواي إلى حماهُ وصولا
ولأمنعنَّ العينَ فيه منامها
ولأَجْعَلَنَّ لها السُّهَادَ خَلِيلا
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
سبحانَ قاتِلِ نَفْسِهِ فأَقُولا؟
من كل دامية ِ الأياطلِ زدتُها
عنقاً إذا كلفتها التمهيلا
سارت تقيسُ ذراعها سقفَ الفلا
فكأَنما يَسْقِي السُّيُوفَ فلُولا(9/56)
يَذَرُ المُعارِضَ ذا الفَصاحَة ِ ألْكَنا
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
فَرِحَتْ بِهِ البَرِيَّة ُ القُصْوَى وَمنْ
من ميسمٍ فتكافئآ تقتيلا
قطعتْ حبالَ البعدِ لما أعملتْ
شَوْقاً لَطَيْبَة َ ساعِداً مَفْتُولا
لأتَى بِسَيْلٍ ما يُصِيبُ مَسِيلا
ولِسامِعٍ مِنْ فَضْلِهِ ما قيلا
وبأنَّ سِحْراً ما اسْتطاعَ لآيَة ٍ
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
قَوْلاً عَلَى خيرِ الوَرَى مَنْحُولا
حيناً بطولِ إساءتي مشكولا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
وكفى بفضلٍ منه لي تنويلا
وإذا تعسرتِ الأمورُ فإنني
راجٍ لها بمحمدٍ تسهيلا
ياربِّ هبنا للنبيِّ وهبْ لنا
ما سَوَّلَتهُ نُفوسُنا تَسْوِيلا
واسترْ علينا ما علمتَ فلمْ يُطقْ
مِنَّا امْرُؤٌ لِخَطِيئَة ٍ تَخْجِيلا
وَاعطِفْ عَلَى الخَلْقِ الضَّعِيفِ إِذا رَأى
هولَ المعادِ فأظهرَ التهويلا
يومٌ تضلُّ به العقولُ فتشخًصُ الـ
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
وَجِبالُ فارانَ الرَّواسِي إنها
حيناً وحيناً يُظهرونَ عويلا
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
لهُمُ رِباً وخيانَة ً وَغُلولا
لتنالَ من ظمأِ القيامة ِ نفسهُ
ورَضُوا لِمُوسى أنْ يقولَ فواحِشاً
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
فرطاً تبلِّغنا به المأمولا
واصرف به عنا عذابَ جهنمَ
كَرَماً وكُفَّ ضِرامَها المَشْغُولا
وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
خَتَمَتْ وصِيَّتُهُ لهنَّ فصُولا
ما هزَّتِ القُضْبَ النسيمُ ورجعتْ
ورقاءُ في فننِ الأراكِ هديلا
العصر العباسي >> البوصيري >> إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
رقم القصيدة : 13771
-----------------------------------
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
وَأنتَ عنْ كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسْؤُولُ
في كلِّ يومٍ تُرجى أن تتوبَ غداً
وَعَقْدُ عَزْمِكَ بالتَّسْوِيفِ مَحْلُولُ
أما يُرى لكَ فيما سَرَّ من عملٍ
يوماً نشاطٌ وعَّما ساء تكسيلُ(9/57)
فَجَرِّدِ العَزْمَ إنَّ الموتَ صارِمُهُ
مُجَرَّدٌ بِيَدِ الآمالِ مَسْلُولُ
واقطع حبالَ الأمانيِّ التي اتَّصَلتْ
فإنما حَبْلُها بالزُّورِ مَوْصولُ
أنفقتَ عُمركَ في مالٍ تُحَصِّلُهُ
وَمَا عَلَى غيرِ إثْمٍ منكَ تحصيلُ
ورُحْتَ تعمرُ داراً لابقاءَ لها
وأنْتَ عنها وإن عُمِّرْتَ مَنْقُولُ
جاءَ النَّذِيرُ فَشَمِّرْ لِلْمَسِيرِ بلا
مهلٍ فليس مع الإنذارِ تمهيلُ
وصُنْ مَشِيبَكَ عنْ فِعْلٍ تُشانُ به
فكلُّ ذي صبوة ٍ بالشيبِ معذولُ
لاتنكنهُ وفي القودينِ قد طلعتْ
منهُ الثُّريَّا وفوق الرَّأسِ إكليلُ
فإنَّ أَرْواحَنا مِثْلَ النُّجُومِ لها
مِنَ المَنِيَّة ِ تَسْيِيرٌ وَتَرْحِيلُ
وإنَّ طالِعَها مِنَّا وَغَارِبَها
جِيلٌ يَمُرُّ وَيَأْتي بَعْدَهُ جِيلُ
حتى إذا بعثَ الله العبادَ إلى
يَوْمِ بِهِ الحكمُ بينَ الخلْقِ مَفْصولٌ
تبينَ الربحُ والخسرانُ في أممٍ
تَخالفَتْ بيننا منها الأقاوِيلُ
فأخسرُ الناسِ من كانتْ عقيدتهُ
فِي طَيِّها لِنُشُورِ الخَلْقِ تَعْطِيلُ
وأمة ٌ تعبدُ الأوثانَ قد نصبتْ
لها التصاويرُ يوماً والتماثيلُ
وأمة ٌ ذهبتْ للعجلِ عابدة َ
فنالها مِنْ عَذابِ الله تَعْجِيل
وأمة ٌ زعمتْ أنَّ المسيحَ لها
ربٌ غدا وهو مصلوبٌ ومقتولُ
فثلثتْ واحداً فرداً نوَحِّدُهُ
وَلِلْبَصَائِرِ كالأَبصارِ تَخْيِيلُ
تبارَكَ الله عَمَّا قالَ جاحِدُه
وجاحِدُ الحَقِّ عِنْدَ النَّصْرِ مَخْذُول
والفوزُ في أمة ٍ ضوءُ الوضوءِ لها
قد زانها غُررٌ منه وتحجيلُ
تظلُّ تتلو كتاب اللهِ ليسَ بهِ
كسائِرِ الكُتْبِ تَحْرِيفٌ وتَبْدِيلُ
فالكتبُ والرُّسلُ من عند الإلهِ أتتْ
ومنهمُ فاضِلٌ حَقَّا ومفضولُ
والمصطفَى خيرُ خَلْقِ الله كلِّهِمِ
لهُ على الرسلِ ترجيحٌ وتفضيلُ
مُحَمَّدٌ حُجَّة ُ الله التي ظَهَرَتْ
بِسُنَّة ِ مالها في الخلقِ تحويلُ
نَجْلُ الأكارمِ والقومِ الذين لهم
عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ الطَّوْلُ والطُّولُ(9/58)
مَنْ كَمَّلَ الله معناهُ وصورتهُ
فلَمْ يَفُتْهُ عَلَى الحَالَيْنِ تَكْمِيلُ
وخَصَّهُ بوقارٍ قرَّ منه لهُ
في أنفسِ الخلقِ تعظيمٌ وتبجيلُ
بادِي السكينة ِ في سُخْطٍ لهُ وَرِضاً
فلم يزلْ وهو مرهوبٌ ومأمولُ
يُقابِلُ البِشْرَ منه بالنَّدَى خُلُقٌ
زاكٍ على العدلِ والإحسانِ مجبولُ
مِنْ آدمٍ ولحينِ الوضعِ جوهرهُ الـ
مكنونُ في أنفس الأصدافِ محمولُ
فلِلنُّبُوَّة ِ إتْمامٌ ومُبْتَدَأٌ
به وَللفَخْرِ تَعْجِيلٌ وَتأْجِيلُ
أتتْ إلى الناسِ من آياتهِ جُمَلٌ
أَعْيَتْ عَلَى الناسِ مِنْهُنَّ التَّفاصيلُ
أَنْبَا سَطِيحٌ وَشِقٌّ وَابْنُ ذِي يَزَنٍ
عنه وقُسٌّ وَأحبارٌ مَقاوِيل
وعنه أَنْبَأَ موسى وَالمسيحُ وقد
بأنه خاتمُ الرُّسلِ المباحِ له
مِنَ الغَنائِم تقسيمٌ وتَنْفِيلُ
وليسَ أَعْدَلَ منه الشاهِدُونَ لهُ
ولا بأعلمَ منهُ إنْ هُمُ سيلوا
وإنْ سألتهُمْ عنه فلا حرجٌ
إِنَّ المَحَكَّ عَنِ الدِّينارِ مَسْؤُولُ
كم آية ٍ ظَهَرَتْ في حينِ مَوْلِدِهِ
بهِ البشائرُ منها والتَّهاويل
علومُ غيبٍ فلا الأرصادُ حاكمة ٌ
وَلا التقاويمُ فيها وَالتَّحاويل
إذِ الهَواتِفُ والأنوارُ شاهِدُها
لَدَى المَسامِع وَالأبصارِ مَقْبُول
ونار فارسَ أضحتْ وهي خامدة ٌ
وَنَهْرُهُمْ جامِدٌ والصَّرْحُ مَثْلول
ومُذْ هدانا إلى الإسلامِ مَبْعَثُه
دهى الشياطينَ والأصنامَ تجديلُ
وانظر سماءً غدتْ مملوءة ً مرساً
كأنها البيتُ لما جاءهُ الفيلُ
فردَّتِ الجنَّ عنْ سمع ملائكة ٌ
إذْ رَدَّتِ البَشَرَ الطَّيْرُ الأَبابِيل
كلٌّ غَدا وله مِنْ جِنْسِهِ رَصَدٌ
لِلجنَّ شُهْبٌ وللإنسانِ سجِّيل
لَوْلا نبيُّ الهدَى ما كانَ في فَلَكٍ
على الشياطينِ للأَمْلاكِ تَوْكِيل
لَمَّا تَوَلَّتْ تَوَلّى كلُّ مُسْتَرِقٍ
عَنْ مَقْعَدِ السَّمْعِ منها وهْوَ مَعْزُول
إنْ رُمتَ أكبرَ آياتٍ وأكملها
يا خيرَ مَنْ رُوِيَتْ لِلناسِ مَكْرُمَة ٌ
وانظرْ فليس كمثلِ الله من أحدٍ(9/59)
ولا كقولٍ أتى من عندهِ قيلُ
لو يستطاعُ لهُ مثلٌ لجيءَ به
والمستطاعُ من الأعمالِ مفعولُ
لله كمْ أَفحَمَتْ أفْهامَنا حِكْمٌ
منه وكمْ أَعْجَزَ الألْبابَ تَأْويلُ
يَهْدِي إلى كُلِّ رُشْدٍ حِينَ يَبْعثُهُ
إلى المسامعِ تتيبٌ وترتيلُ
تَزْدادُ منه عَلى تَرْدادِهِ مِقَة ً
وكلُّ قولٍ على التردادِ مملولُ
ما بَعْدَ آياتِهِ حَقٌّ لِمُتَّبِعِ
والحَقُّ ما بَعْدَهُ إلاَّ الأَباطِيلُ
وما محمدٌ إلا رحمة ٌ بُعِثَتْ
للعالمينَ وفضلُ اللهِ مبذولُ
هو الشفيعُ إذا كان المعادُ غداً
واشتدَّ للحشرِ تخويفٌ وتهويلُ
فما على غيرهِ للناسِ معتمدٌ
ولا على غيرهِ للناسِ تعويلُ
إنَّ امْرأً شَمَلَتْهُ مِنْ شَفَاعَتِهِ
عِناية ٌ لامْرُؤٌ بالفَوْزِ مَشْمُول
نالَ المَقامَ الذي ما نالَهُ أحَدٌ
وطالما ميَّزَ المقدارَ تنويلُ
وأدركَ السؤلَ لمَّاقامَ مجتهداً
ومَا بِكلِّ اجتهادٍ يُدْرَكُ السُّولُ
لو أنَّ كُلَّ عُلاً بالسَعْيِ مُكْتَسَبٌ
ما جازَ حين نزولِ الوحيِ تزميلُ
أَعْلَى المَراتِبِ عند الله رُتبَتُهُ
فاعلم فما موضعُ المحبوبِ مجهولُ
من قاب قوسينِ أو أدنى له نزلٌ
وحُقَّ منه له مثوى ً وتحليلُ
سَرع إلى المسجِدِ الأقصَى وَعاد بِهِ
ليلاً بُراقٌ يبارى البرقَ هذلول
يا حبَّذا حالُ قُربِ لاأكيِّفُهُ
وحبَّذا حالُ وصْلٍ عنه مغفولُ
وَكَمْ مواهِبَ لم تَدْرِ العِبادُ بها
أتتْ إليه وسترُ الليلِ مسدولُ
هذا هو الفضلُ لا الدنيا وما رجحتْ
به الموازينُ منها والمكاييلُ
وكم أتتْ عنْ رسول اللهِ بيَّنَة ٌ
في فضلها وافقَ المنقولَ معقولُ
نورٌ فليسَ له ظلٌ يُرى ولهُ
مِنَ الغَمامَة ِ أَنَّى سَارَ تَظْليل
ولا يُرى في الثَّرى أثرٌ لأخمصهِ
إذا مشى وله في الصخرِ توحيلُ
دنا إليهِ حنينُ الجِذعِ من شغفٍ
إذْ نالهُ منه بَعْدَ القُرْبِ تَزْيِيلُ
فَلَيْتَ مِنْ وَجهِهِ حَظِّي مُقابَلَة ٌ
وَلَيْتَ حَظِّيَ منْ كَفَّيْهِ تَقْبِيلُ(9/60)
بيضٌ ميامينُ يستسقى الغمامُ بها
للشمسِ منها وللأنواءِ تخجيلُ
ما إنْ يَزالُ بها في كلِّ نازِلَة ٍ
للقُلِّ كثرٌ وللتصعيبِ تسهيلُ
فاعجبْ لأفعالها إن كنتَ مدركها
واطربْ إذا ذُكرتْ تلك الأفاعيلُ
كم عاود البرءُ من إعلالهِ جسداً
بلمسهِ واستبانَ العقلَ مخبولُ
وَرَدَّ ألفَيْنِ في رِيِّ وَفي شِبَعٍ
إذ ضاق باثنينِ مشروبٌ ومأكولُ
وردَّ ماءً ونوراً بعدَ ماذهبا
رِيقٌ لهُ بِكِلا العَيْنَيْنَ مَتْفُولُ
ومنبعُ الماء عذباً من أصابعهِ
وذاكَ صُنْعٌ به فينا جَرَى النيلُ
وكم دعا ومحيَّا الأرضِ مكتئبٌ
ثمَّ انثنى وله بِشرٌ وتهليلُ
فأصْبَحَ المَحْلُ فيها لا مَحَلَّ لَهُ
وغالَ ذكرَ الغلا من خصبها غولُ
فبالظِّرابِ ضُرُوبٌ لِلْغَمامِ كما
عَنِ البِناءِ عَزالِيها مَعازيلُ
وآضَ من روضها جيدُ الوجودِ به
مِنْ لُؤْلُؤِ النَّورِ تَرْصِيعٌ وتكليلُ
وَعَسْكَرٍ لَجبٍ قَدْ لَجَّ في طَلَبٍ
لغزوهِغَرَّهُ بأسٌ وترعيلُ
دعا نزالِ فولَّي والبوارُ به
من الصَّبا والحصى والرُّعبِ منزولُ
واغيرتا حين أضحى الغارُ وهو بهِ
كمثلِ قلبي معمورٌ ومأهولُ
كأَنَّمَا المُصطَفى فيهِ وصاحِبُه الصَّـ
ـديقُ ليثانٍ قد آواهما غيلُ
وَجلَّلَ الغارَ نَسْجُ العنكبوتِ عَلَى
وَهْنٍ فيا حَبَّذا نَسْجٌ وَتَجْلِيلُ
عناية ٌ ضلَّ كيدُ المشركينَ بها
وما مَكايِدُهمْ إلاَّ الأضاليلُ
إذْ يَنظُرُونَ وهمْ لا يُبْصِرُونَهُما
كأنَّ أبصارهم من زيغها حُولُ
إنْيقطع الله عنه أمة ً سفهتْ
نفوسها فلها بالكفرِ تعليلُ
فإنما الرُّسلُ والأملاكُ شافعها
لِوُصْلة ٍ منه تَسکلٌ وَتَطْفِيلُ
ماعُذْرُ من منعَ التصديقَ منطقهُ
وقد نبا منه محسوسٌ ومعقولُ
والذئبُ والعيرُ والمولودُ صدَّقَهُ
والظُّبْيُ أَفْصَحَ نُطْقاً وَهْوَ مَحْبُولُ
والبَدْرُ بادَرَ مُنْشَقًّا بِدَعْوَتِهِ
له كما شقَّ قلبٌ وهو متبولُ
وَالنَّخْلُ أثْمَرَ في عام وسُرَّ بِهِ
سلمانُ إذ بسقتْ منه العثاكيلُ(9/61)
إنْ أَنْكَرَتْهُ النَّصَارَى واليَهُودُ عَلَى
ما بيَّنتْ منه توراة ٌوإنجيلُ
فقد تكرَّرَ منهم في جحودهم
للكفرِ كفرٌ وللتجهيل تجهيلُ
قلْ للنصارى الألى ساءت مقالتهم
فما لها غير محضِ الجهلِ تعليلُ
مِنَ اليَهُودِ اسْتَفَدْتُمْ ذَا الجُحودَ كما
من الغرابِ استفادَ الدفنَ قابيلُ
فإنَّ عِنْدَكُمُ تَوْراتُهُمْ صَدَقَتْ
ولمْ تُصَدَّقْ لكمْ منهمْ أناجِيلُ
ظلمتونا فأضحوا ظالمينَ لكم
وذاكَ مِثْلُ قِصاصٍ فيهِ تَعْدِيلُ
منكمُ لنا ولكم من بعضكمْ شغلٌ
والناسُ بالناسِ في الدنيا مشاغيلُ
لقدْ عَلِمْتُمْ ولكِنْ صَدَّكُمْ حَسَدٌ
أنّا بما جاءنا قومٌ مقابيلُ
أما عرفتم نبي الله معرفة َ الأبـ
ـأَبْناء لكنكم قَوْمٌ مناكِيلُ
هذا الذي كنتم تستفتحون به
لولا اهتدى منكمُ للرشدِ ضِلِّيلُ
فَلا تُرَجُّوا جزِيلَ الأجْرِ مِنْ عَمَلٍ
إنَّ الرَّجاء مِنَ الكُفَّارِ مَخْذُولُ
تؤذنونَ بزقٍّ من جهالتكمْ
به انتفاخٌ وجسمٌ في ترهيلُ
موتوا بغيظٍ كماقد ماتَ قبلكمُ
قابيلُ إذ قرَّبَ القربانَ هابيلُ
ياخي من رويتْ للناسِ مكرمة ٌ
عنهُ وفُصِّلَ تَحْرِيمٌ وَتَحْلِيلُ
كَمْ قد أتتْ عنكَ أخبارٌ مُخَبِّرَة ٌ
في حُسْنِها أشْبَهَ التَّفْرِيعَ تَأْصِيلُ
تَسْرِي إلَى النَّفْسِ منها كلما ورَدَتْ
أنْفاسُ وَرْدٍ سَرَتْ وَالوَرْدُ مَطْلولُ
مِنْ كُلِّ لَفْظٍ بَلِيغٍ راقَ جَوْهَرُهُ
كأنُهُ السَّيْفُ ماضِ وَهْوَ مَصْقُولُ
لم تبقِ ذكراً لذي نُطقٍ فصاحتهُ
وهل تضيءُ مع الشمسِ القناديلُ؟
جاهَدْتَ في الله أبْطَالَ الضَّلالِ إلى
أن ظلَّ للشركِ بالتوحيدِ تبطيلُ
شَكا حُسامُكَ ما تَشْكو جُمُوعُهُمْ
ففيه منها وفيها منه تَفْلِيلُ
لله يَوْمُ حُنَيْنٍ حينَ كانَ بهِ
كساعة ِ البَعْثِ تَهْوِيلٌ وَتَطْوِيلُ
ويوم أقبلتِ الأحزابُ وانهزمتْ
وكمْ خبا لهبٌ بالشركِ مشعولُ
جاءوا بأسلحة ٍ لم تحمِ حاملها
إنَّ الكُماة َ إذا لم ينصروا ميلُ(9/62)
مِنْ بَعدِما زُلزلتْ بالشِّرْكِ أبْنِيَة ٌ
وانْبَتَّ حَبْلٌ بأيْدِي الرَّيْبِ مَفْتُولُ
وظنَّ كلُّ امرىء ٍ في قلبهِ مرضٌ
بأنَّ موعدهُ بانَّصرِ ممطولُ
فأنزَلَ الله أمْلاكاً مُسَوَّمَة
لبوسها من سكيناتٍ سرابيلُ
شاكى السلاح فما تشكو الكلالَ ومن
صنعِ الإلهِ لها نسجٌ وتأثيلُ
مِنْ كُلِّ مَوْضونَة ٍ حَصْداءَ سابِغَة ٍ
تَرُدُّ حَدَّ المَنايا وهْوَ مَفْلُولُ
وَكلِّ أَبْتَرَ لِلْحَقِّ المُبِينِ بهِ
وللضلالة ِ تعديلٌ وتمييلُ
لم تبقِ للشركِ من قلبٍ ولا سببٍ
إلاَّ غَدَا وَهْوَ مَتبُولٌ وَمَبْتُولُ
وَيَوْمُ بَدْرٍ إذِ الإسلامُ قد طَلَعَتْ
به بُدُوراً لها بالنصْرِ تَكميلُ
سيءتْ بما سرنا الكُفَّار منه وقد
أفنى سراتهمُ أسرٌ وتقتيلُ
كأنَّما هُوَ عُرْسٌ فيه قد جُلِيَتْ
على الظبا والقنا روسٌ مفاصيلُ
والخَيْلُ تَرْقُصُ زَهْواً بالكُماة ِ وما
غيرَ السيوفِ بأيديهمْ مناديلُ
ولا مُهُورَ سِوَى الأرْوَاحَ تَقْبَلُها الْبِيـ
ـضُ البهاتيرُ والسُّمْرُ العطابيلُ
فلوْ تَرَى كلَّ عُضْوٍ مِنْ كماتِهِمُ
مُفَصَّلاً وهْوَ مَكفُوفٌ ومَشْلولُ
وكلُّ بيْتٍ حَكى بَيْتَ العَرُوضِ لهُ
بالبِيضِ والسُّمْرِ تَقْطِيعٌ وتَفْصِيلُ
وداخلتْ بالردى أجزاءهم عللٌ
غدا المرفَّلُ منهاوهوَ مجزولُ
وَكلُّ ذِي تِرَة ٍ تَغْلِي مَراجلُهُ
غَدا يُقادُ ذَليلاً وهْوَ مَغلول
وكلُّ جرحٍ بجسمٍ يستهلُّ دماً
كأنهُ مبسمٌ بالرَّاحِ معلولُ
وعاطلٌ مِنْ سلاحٍ قد غدَا ولهُ
أساورُ من حديدٍ أو خلاخيلُ
والأرضُ مِنْ جُثَثِ القَتْلَى مُجَلَّلَة ٌ
والتُّرْبُ مِنْ أَدْمُعِ الأحياءِ مَبْلولُ
غَصَّتْ قلوبٌ كما غصَّ القليبُ بهم
فللأسى فيهمُ والنارِ تأكيلُ
فأصْبَحَ البِئْرُ إذْ أَهْلُ البَوارِ به
مِثْلُ الوَطيسِ بهِ جُزْرٌ رَعابيلُ
وأصبحتْ أِّيماتٍ محصناتُهُمُ
وأمهاتُهُمُ وهي المثاكيلُ
لاتمسكُ الدمعَ من حزنٍ عيونهمُ
إلاَّ كما يمسكُ الماءَ الغرابيلُ(9/63)
وصارَ فَقْرُهُم لِلمسلِمينَ غِنَى
وفي المَصائِبِ تَفْوِيتٌ وتَحْصِيلُ
ورَدَّ أَوْجُهَهُمْ سُوداً وأعْيُنَهُمْ
بِيضاً مِنَ الله تَنكيدٌ وتَنْكِيلُ
سالتْ وساءتْ عُيونٌ منهمُ مَثَلاً
كَأنَّما كلُّها بالشَّوْكِ مَسْمُولُ
أبْغِضْ بها مُقَلاً قد أشْبهَتْ لَبَناً
طفا الذبابُ عليهِ وهو ممقولُ
ويومَ عَمَّ قلوبَ المسلمينَ أسى ً
بِفَقْدِ عَمِّكَ والمَفْقُودُ مَجْذُولُ
ونال إحدى الثنايا الكَسْرُ في أحدٍ
وجاءَ يَجْبُرُ منها الكَسْرَ جِبْرِيلُ
وفي مواطنَ شتى كم أتاكَ بها
نَصْرٌ مِنَ الله مَضْمُونٌ ومَكْفُولُ
ومَلَّكَتْ يَدَاكَ الْيُمْنَى مَلائكَة ٌ
غُرٌ كرامٌ وأبطالٌ بهاليلُ
يُسارِعُونَ إذا نَادَيْتَهُمْ لِوَغَى
إنَّ الكرامَ إذا نودوا هذاليلُ
مِنْ كُلِّ نِضْوٍ نُحولٍ ما يزالُ به
إلى المكارمِ جدٌّ وهو مهزولُ
بنانهُ بدمِ الأبطالِ مختضبٌ
آلَ النبي بمنْ أو ما أشبهكم
لقد تعَذَّرَ تشبيهٌ وتمثيلُ
وهل سبيلٌ إلى مدحٍ يكون به
لأهْلِ بَيْتِ رَسولِ الله تَأْهِيلُ
يا قَوْمِ بايَعْتُكُمْ أَنْ لا شَبِيهَ لَكُمْ
مِنَ الوَرَى فاسْتقِيلوا البَيْعَ أوْ قِيلُوا
جاءت على تلو آياتِ النبي لهم
دلائلٌ هي للتاريخِ تذييلُ
مَعاشِرٌ ما رَضُوا إنِّي لَمُبْتَهِجٌ
بهِمْ وما سَخِطُوا إنِّي لمَثْكُولُ
وإنَّ من باع في الدنيا محبتهم
مبغضهُ اللهَ في الأخرى لمرذولُ
وحسبُ من نكلتْ عنهمْ خواطرهُ
إنْ ماتَ أو عاشَ تنكيلٌ وتثكيلُ
إنَّ المَوَدَّة َ في قُرْبَى النبيِّ غِنى ً
لا يَسْتَمِيلُ فُؤَادي عنهُ تَمْوِيلُ
وكَمْ لأصْحَابِهِ الغُرِّ الكِرامِ يَدٌ
عِنْدَ الإلهِ لها في الفضلِ تَخْوِيل
قومٌ لهمْ في الوغى من خوفِ ربهمُ
حسنُ ابتلاءٍ وفي الطاعاتِ تبتيلُ
كأنهمْ في محاريبِ ملائكة ٌ
وفي حُروبِ أعادِيهمْ رَآبِيلُ
حَكَى العَباءة َ قَلْبي حينَ كانَ بها
لِلآلِ تَغْطِيَة ٌ والصَّحْبِ تَخْليل
وَلِي فُؤَادٌ ونُطْقٌ بالوِدادِ لَهمْ(9/64)
وبالمَدائحِ مَشغوفٌ ومَشْغولُ
فإن ظننتُ بهم ختلاً لبعضهمُ
إني إذنْ بِغُرورِ النفْس مَخْتُول
أ~مة ُ الدينِ كلٌَ في محاولة ٍ
إلى صوابِ اجتهادٍ منه مَوْكُولُ
لِيَقْضيَ الله أَمْراً كانَ قَدَّرَهُ
وكُلُّ ما قَدَّرَ الرّحْمنُ مفعُولُ
حسبي إذا ما منحتُ المصطفى مدحي
في الحشرِ تزكية ٌ منهُ وتعديلُ
مَدْحٌ بهِ ثَقُلَتْ ميزانُ قائلِهِ
وخَفَّ عنهُ من الأوزارِ تثقيلُ
وكيفَ تَأْبَى جَنَى أَوْصافِهِ هِمَمٌ
يروقها من قطوفِ العزِّ تذليلُ
وليس يدركُ أدنى وصفهِ بشرٌ
أيقطعُ الأرضَ ساعٍ وهو مكبولُ
كُلُّ الفَصاحَة ِ عِيٌّ في مَناقِبِهِ
إذا تَفَكَّرْتَ والتَّكْثِيرُ تَقْلِيلُ
لو أجمعَ الخلقُ أن يحصوا محاسنهُ
أَعْيَتْهُمُ جُمْلَة ٌ منها وتَفْصِيلُ
عُذْراً إليك رسولَ الله مِنْ كَلِمي
إنَّ الكريمَ لديهِ العُذْرُ مقبولُ
إنْ لَمْ يكنْ مَنْطِقِي في طيبِهِ عَسَلاً
فإنه بمديحي فيكَ مَعْسُولُ
ها حُلَّة ً بخِلاَلٍ منكَ قد رُقِمَتْ
مافي محاسنها للعيبِ تخليلُ
جاءت بحبى وتصديقي إليكَ وما
حبيِّ مشوبٌ ولا التصديقُ مدخولُ
ألبستها منك حُسناً فازدهتْ شرفاً
بها الخواطرُ منا والمناويلُ
لم أنتحلها ولم أغصبْ معانيها
وَغيرُ مَدْحِكَ مَغصوبٌ ومَنْحُولٌ
ومَا على قَوْلِ كعْبٍ أَنْ تُوازِنَهُ
فَرُبَّمَا وَازَنَ الدُّرَّ المَثَاقيلُ
وهلْ تعادلهُ حُسناً ومنطقها
عن منطق العربِ العرباء معدولُ
وَحَيْثُ كُنَّا معاً نَرْمِي إلى غَرَضٍ
فحبذا ناضلٌ منا ومنضولُ
إن أقفُ آثارهُ إني الغداة َ بها
على طريق نجاحٍ منك مدلولُ
لمَّا غفرتَ له ذنباً وصنتُ دماً
لولا ذِمامُكَ أَضْحى وَهْوَ مَطْلولُ
رَجَوْتُ غُفْرانَ ذَنْبٍ مُوجِبٍ تَلَفِي
لهُ منَ النَّفْسِ إملاءُ وَتَسْوِيلُ
وليسَ غيرَكَ لِي مَوْلى ً أؤَمِّلُهُ
بَعْدَ الإلَهِ وَحَسْبِي مِنْكَ تَأْمِيلُ
ولي فُؤَادُ مُحِبِّ ليسَ يُقْنِعُهُ
غيرُ اللقاءِ ولا يشفيهِ تعليلُ(9/65)
يميلُ بي لك شوقاً أو يخيل لي
كأنما بيننا من شُقة ٍ ميلُ
يهمُّ بالسعيِّ والأقدارُ تمسكهُ
وكيفَ يعدوُ جوادٌ وهو مشكولُ
مَتَى تَجُوبُ رسولَ الله نَحْوَكَ بِي
تِلْكَ الجِبالَ نَجِيبَاتٌ مَراسِيلُ
فأَنْثنِي وَيَدي بالفَوْزِ ظافِرَة ٌ
وثوبُ ذنبي من الآثامِ مغسولُ
في مَعْشَرٍ أَخْلصوا لله دِينَهُمُ
وفَوَّضُوا إنْ هُمُ نالوا وإنْ نِيلُوا
شُعْثٍ لهُمْ مِنْ ثَرَى البَيْتِ الذي شَرُفَتْ
به النبيُّون تطييبٌ وتكحيلُ
مُحَلِّقي أَرْؤُسٍ زِيدَتْ وجُوهُهُمْ
حسناً بهِ فكأنَّ الحلقَ ترجيلُ
قد رَحب البيتُ شَوْقاً وَالمقَامُ بهمْ
والحِجْرُ والحَجَرُ الملْثُومُ والميلُ
نذرتُ إن جمعتْ شملي ببابكَ أوْ
شَفَتْ فُؤَادِي بِهِ قَوْداءُ شِمْلِيلُ
ألُّ من طيبة ٍ بالدمعِ طيبَ ثرى ً
لِغُلَّتي وغَلِيلي منه تَبْلِيل
دامَتْ عليكَ صلاة ُ الله يَكْفَلُها
مِنَ المهَيْمِن إبلاغٌ وتَوْصِيلُ
ما لاحَ ضوء صباحٍ فاشتسرّبه
من الكواكبِ قنديلٌ فقنديلُ
العصر العباسي >> البوصيري >> اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
رقم القصيدة : 13772
-----------------------------------
اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
وأراحَ قلبي من مكابدة الوَلَهْ
وتَبَدَّلتْ مني الصبابة ُ سلوة ً
صينتْ بها عبراتي المتبذلهْ
مالي وللعشاقِ أتبعُ منهمُ
أُمماً تَضِلُّ عن الرشادِ مضلَّلَهْ
مِنْ كُلِّ مَنْ يَشْكو جِنايَة َ نَفْسِهِ
ويرومُ من أحبابهِ ماليس لهْ
إني امرؤٌ أعطى السُّلُوَّ قيادهُ
وأراحَ مِنْ تعبِ الملامة ِ عُذَّلهْ
ودعا جميلُ ابن الزُّبيرِ مديحهُ
فأطاعهُ وعصى الهوى وتغزلهْ
مولى ً حظِّى بعدَ نقصانٍ فكمْ
من عائدٍ لي من نداهُ ومنْ صِلَهْ
وَجَبَتْ عليَّ لهُ حُقُوقٌ لَمْ أقُمْ
منها بماضِية ٍ ولا مُسْتَقْبَلَه
لاأستطيعُ جحودها ،وشهودها
عندي بما أولتْ يداهُ مُعَدَّلهْ(9/66)
ما طالَ صَمْتُ مَدائِحي عَنْ مَجْدِهِ
إلا لأنَّ صلاتهِ مسترسلهْ
فمتى هَمَمْتُ بشُكْرِ سالفِ نِعْمَة ٍ
ألفيتُ سالفتي بأخرى مثقلهْ
مَنْ مِثْلُ زَيْنِ الدِّينِ يَعْقُوبَ الذي
أضحتْ به رُتَبُ الفخارِ مؤثلهْ
عَمَّ الخَلائِقَ جُودُهُ فكأَنَّما
يدهُ بأرزاقِ الورى متكفِّلهْ
حكمتْ أناملها له بالرفعِ منْ
أفعالِهِ الحُسنى بِخَمْسَة ِ أَمْثِلَهْ
وأَحَلَّهُ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ ذَكَاؤُهُ
فرأيتُ منه عطارداً في السنبلهْ
سَلْ عنه وَاسْأَلْ عَنْ أبيهِ وجَدِّهِ
تَسْمَعْ أحاديثَ الكرام مُسَلْسَلَهْ
إنْ صالَ كانَ الليثُ منهُ شَعْرَة ً
أو جادَ كان البحرُ منه أنملهْ
كم أظهرتْ أقلامهُ من معجزٍ
لِلطِّرْسِ لَمَّا أنْ رَأَتْهُ مُرْسَلَهْ
ملأتْبإملاءِ الخواطرِ كتبهُ
حِكَماً عَلَى وفْقِ الصَّوابِ مُنَزَّلَهْ
وَبَدَتْ فَواصِلُهُ خِلالَ سُطُورِها
تُهدى لقارئها العقودَ مفصَّلهْ
ما صانها نقصُ الكمالِ ولم تَفتْ
في الحُسنِ بسملة ُ الكتابِ الحمد لهْ
قد أغْنَتِ الفُقرَاءَ وافْتَقَرَتْ لَهمْ
هممُ الملوكِ فما تزالُ مؤملهْ
مِنْ معشرٍ شرعوا المكارمَ والعُلى
وتبوءوا من كلِّ مجدٍ أوَّلهْ
آلُ الزُّبير المرتجى إسعادهمْ
في كُلَّ نائِبَة ٍ تَنُوبُ وَمُعْضِلَهْ
المكْثِرُونَ طَعامَهُمُ وَطِعانَهُمْ
يَوْمَ النِّزالِ وَفي السِّنِينَ المُمْحِلَهْ
قومٌ لكُلِّهمُ على كلِّ الورى
أَبَداً يَدٌ مَرْهُوبَة ٌ ومُنَوِّلَهْ
إن يسألوا كرماً وعلماً أعجزوا
ببديعِ أجوبة ٍ لتلك الأسئلهْ
أنفوا ذنوباً ودَّ كلُّ مُقبَّلٍ
لو أنها حسناتهُ المتقبلهْ
لولا مَناقِبُكُمْ لكانت هذه الدُّنـ
ـيا مِنَ الذِّكْرِ الجِميلِ مُعَطَّلَهْ
العصر العباسي >> البوصيري >> إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
رقم القصيدة : 13773
-----------------------------------
إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
مثلُ خُلقِ العُشَّاقِ والعُذَّالِ(9/67)
كلُّ عدلٍ مضايقٍ في وصولٍ
كَعَذُولٍ مُضايِقٍ في وِصالِ
لَسْتُ أَدْرِي معنَى التَّباغُضِ ما بَيْـ
ـنَ الفَرِيقَيْنِ غيرَ حُبِّ المالِ
فإذا زالتِ المطامِعُ منهمُ
أذَّنَ الخُلْفُ بينهمْ بالزوالِ
سالمتني المستخدمونَ وكانوا
قد أعدُّوا سلاحهمْ لقتالي
ورثى بعضهمْ لبعضٍ وقد با
نَ لَكَ الآنَ شِدَّة ُ الأهوالِ
ورَأى ابنُ الأَشَلِّ قد كانَ يبقى
كاتباً مثلَ جدهِ بالشمالِ
فالتَجا لِلْعَفافِ مَنْ كانَ يَوْماً
لا له يَخْطُرُ العَفافُ ببالِ
ولهم أعينٌ تغضُّ عن العيـ
ـنِ وَأيْدٍ تُمِدُّ عِنْدَ الغِلالِ
بأبي حزمكَ الذي طَرَّقَ الأنـ
ـذالَ منهمْ طَرائِقَ الأبْدالِ
لا تُوطِّنْ قلوبَهُمْ بِهِجاءٍ
إنها من سُطاكَ في بَلْبالِ
ما استَوَى السَّيْفُ وَاللِّسانُ مَضاءً
أَتُساوَى حَقِيقَة ٌ بمُحالِ
إنَّ قولي هزلاً وفعلكَ جداً
مِثْلُ نَبْلِ الحَصَى ورَشْقِ النِّبالِ
وللهفي ولعتُ بالضربِ في الرَّمْـ
ـلِ لأ حَظَى بأَسْعَدِ الأشْكالِ
فحمدتُ الطريقَ إذا أشهدتْ لي
حينَ عايَنْتُها بِحُسْنِ مآلِ
وَغَدا الاجتماعُ لِي عَنْـ
ـكَ بُلوغَ الرَّجاءِ وَالآمالِ
أنْبَتَ العِزُّ منكَ في بَيْتِ نَفْسِي
وَالغِنَى مِنْ يَدَيْكَ في بيتِ مالِي
وإذا كنتَ نُصرة ً ليَ فيما
أرتجيهِ فذاك عينُ سؤالي
العصر العباسي >> البوصيري >> إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
رقم القصيدة : 13774
-----------------------------------
إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
جُبِلوا على التَّحْرِيفِ والتبْدِيلِ
لوْ أنَّ فيهمْ عُوَّرٌ عَنْ باطِلٍ
أبقوا على التَّوراة ِ والإنجيلِ
العصر العباسي >> البوصيري >> يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
رقم القصيدة : 13775
-----------------------------------
يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
ألفاظهُ لي بأنهُ فاضلْ
حاشاكَ منْ أن أجوعَ في بلدٍ(9/68)
وأنتَ بالرزقِ فيهِ لي كافلْ
ألَمْ تَكُنْ قد أَخَذْتَ عارِيَة ً
مِنْ شَرْطِها أنْ تُرَدَّ في العاجِلْ
وَكانَ عَزْمِي عندَ الوصولِ بِكُمْ
أَجْمَلَ مِنْ أن أُسَاقَ لِلْحاصِلْ
ما كانَ مثلي يعيرهُ أحدٌ
قطُّ ولكنْ سيِّدي جاهلْ
لو جَرَّسُوهُ عليَّ مِنْ سَفَهٍ
لقلتُ غيظاً عليه يستاهلْ
طالَ بي شوقٌ إلى وطني
والشَّوْقُ داءٌ لا ذُقْتَهُ قاتِلْ
وبُغيتي أن أكونَ سائبة ً
مِنْ بَلدِي في جَوانِبِ السَّاحِلْ
لاتطمعوا أن أكونَ عندكمُ
فذاكَ مالا يرومهُ العاقلْ
وبعدَ هذا فما يحلُّ لكمْ
ملكي فإني من سيِّدي حاملْ
العصر العباسي >> البوصيري >> أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
رقم القصيدة : 13776
-----------------------------------
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَ ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ
عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ(9/69)
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنتُ أَعْلَمُ أنِّي ما أوَقِّرُهُ
كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ
من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ
وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع
فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ
مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً
فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً
ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى
أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى
تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ
إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ
ـينِ والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ(9/70)
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبَرَّ في قَوْلِ "لا" مِنْهُ وَلا "نَعَمِ"
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفاعَتُهُ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ
من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء ُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ
وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ
وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ
وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ
حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً
أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
حرصاً علينا فلم نرتبْ ولم نهمِ
أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى
في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ
صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أممٍ
وكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ
قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ
وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْلُ الكِرامُ بها
فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها
يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظُلَم
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ
بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ
والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ
في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفي حَشَمِ(9/71)
كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنونُ في صَدَفِ
من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ
طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَئِم
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ
يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهم ُ
قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ
كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
والنَّارُ خامِدَة ُ الأنفاس مِنْ أَسَفٍ
عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
وساء سلوة َ أن غاضتْ بحيرتها
ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ
حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعة ٌ
والحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِم
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ
تُسْمَعْ وَبارِقَة ُ الإِنْذارِ لَمْ تُشَم
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنُهُمْ
بأَنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ
منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ
من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَة ٍ
أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما
نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ
جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَة ً
تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ
كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ
فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة ٌ
تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم
وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما
وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ
ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على
خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم(9/72)
وقاية ُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ
من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُبهِ
إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ
إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ
قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ
وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ
فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ
وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ
وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ
وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ
حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها
سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ
ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ
وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى
ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثة ٌ
قَدِيمَة ٌ صِفَة ُ المَوْصوفِ بالقِدَم
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا
عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ
دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَة ٍ
مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ
لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ
أَعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها
ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ
وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها
ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له
لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى
أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجمِ(9/73)
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به
مِنَ العُصاة ِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ
وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً
فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ
لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها
تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ
سَعْياً وفَوْقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ
وَمَنْ هُوَ النِّعْمَة ُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً
من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها
والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ
في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ
من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ
نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ
عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ
وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ
وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا
من العناية ِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ
بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتهِ
كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ
ما زالَ يلقاهمُ في كلِّ معتركٍ
حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم
ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ
أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ
تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها
ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ(9/74)
بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَة ٍ
يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ
يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصطَلِم
حتَّى غَدَتْ مِلَّة ُ الإسلام وهْيَ بِهِمْ
مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَة َ الرَّحِم
مكفولة ً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ
ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَم
وسل حُنيناً وسل بدراً وسلْ أُحُداً
فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم
المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت
من العدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللممِ
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ
أقلامهمْ حرفَجسمٍ غبرَ منعجمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ
والوردُ يمتازُ بالسيمى عن السلمِ
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نشرهمُ
فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُباً
مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُزُم
طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقاً
فما تُفَرِّقُ بين البهمش والبُهمِ
ومن تكنْ برسول الله ونصرتُه
إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ
بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ
كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم
كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ
فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ
كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَة ً
في الجاهلية ِ والتأديبِ في اليتمِ
خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ
ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم
إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ
كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم
أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا
حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ
فياخسارة َ نفسٍ في تجارتها
لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ(9/75)
يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ
إن آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقضٍ
فإنَّ لي ذمة ً منهُ بتسميتي
مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ
إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي
فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّة َ القدمِ
حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ
أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ
وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ
إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَة َ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ
يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ
يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُوذُ به
سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي
إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ
فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها
ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ
يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظُمَتْ
إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ
لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها
تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ
ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ
لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ
والطفْبعبدكَ في الدارينِإنَّ لهُ
صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ
وائذنْ لِسُحْبِ صلاة ٍ منكَ دائمة ٍ
على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ
العصر العباسي >> البوصيري >> عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
رقم القصيدة : 13777
-----------------------------------
عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
وبحيرة ٍ فيها عليَّ كرامِ
نزلوا العقيقَ فأدمعيشوقاً إلى
تِلْكَ الرُّبَا مِثْلُ العَقِيقِ دوامِ
ما للديارِ وللمحبِّ كأنما
مُزِجَتْ حمائمها له بحمامِ
عَهْدِي بها وَكأنَّ مُنْهَلَّ الْحَيا
دمعي ومصْفَرَّ البهار سقامي
وشدا الحمامُ على الثُّمامِ وما لمنْ
مرِّ الصبا وحكتهُ عودُ ثُمامِ
وذُهِلْتُ لا أدْرِي بمَا أنا مائلٌ(9/76)
بِشَذا نَسِيمٍ أَوْ بِشَدْوِ حَمامِ
نمَّ الوشاة ُ بنا ألا إنَّ الهوى
لَمْ يَخْلُ مِنْ وَاشٍ ولا نَمَّامِ
وتحدَّثوا أني سلوتُ هواكمُ
كيفَ السُّلُوُّ من الزُّلالِ الطَّامي
وضربتمُ بيني وبين جمالكمْ
حجباً من الإجلالِ والإعظامِ
وقضتْ مهابتكمْ بتركِ زيارتي
مَنْ ذَا يَزُور الأُسْدَ في الآجامِ
ولو أنني حاولتُ نقضَ عهودكمْ
لأبى جمالكمْ وحفظُ ذمامي
ماضرَّكمْ جبرَ الكسيرِ وحسبهُ
مايلتقي في الجبرِ منْ آلامِ
ولقد خلوتُ بذكركمْ ولعبرتي
بتسهد في الجفنِ أي زحامِ
وقرأتُ سلوانَ السلامِ فليس من
رَوْمٍ لهُ مِنِّي وَلا إِشْمَامِ
قَسَماً بِحُسْنِكُمُ المَصُونِ وإنَّهُ
عندَ المُحِبِّ لأَكْبَرُ الأقسام
لأعفِّرنَّ بأرضكمْ خديَ منْ
ممشى المها ومراتعِ الآرامِ
وَلأَبْكِيَنَّ عَلَى زَمانٍ فاتَني
منكمْ بعينيْ عروة َ بن حزامِ
ولأهدينَّ إلى الوزيرِ وآلهِ
درَّ المدائحِ في أجلِّ نظامِ
هُدِيَ الأَنامُ بهِمْ إلى طُرُقِ العُلا
لمَّا غدوا في الفضلِ كالأعلامِ
صانَ النَّدى أعراضهم وزهتْ بهمْ
فكأنما الأزهارُ في الأكمامِ
وَتَأَثَّلَتْ لِلدِّينِ وَالدنيا بهمْ
عَلْيا تُخَلِّقُ جِدَّة َ الأَيَّامِ
وَحَمَى الوَزِيرُ الصاحِبُ بن مُحَمَّدٍ
جنباتها من رأيهِ بحسامِ
لمَّا أصابَ بها مقاتلَ للعدا
علموا بأنَّ القوسَ في يدِ رامِ
الله وفَّقهُ فوفقَ كلَّ ما
يَنْوِيهِ مِنْ نَقْضٍ وَمِنْ إِبْرَامِ
فكأنما الأقدارُ في تصريفها
منقادة ٌ لمرادهِ بزمامِ
وَصَلَ النَّهارَ بِلَيْلِهِ في طاعَة ٍ
وصلاتهُ موصولة ٌ بصيامِ
كُحِلَتْ بِتَقْوَى الله مُقْلَتُهُ التِي
لم تكتحلْ أجفانها بمنامِ
يُمْسِي وَيُصْبِحُ طاوِياً أحْشاءَهُ
كرماً على سغبٍ وحرِّ أوامِ
عجباً له يطوى حشاهُ على الطوى
وَتَحُضُّهُ التَّقْوَى على الإِطْعامِ
نزعتْ وماهَمَّتْ بهِ النفسُ التي
نزعتْ عن الشهواتِ نزع هُمامِ
فَتَنَعُّمُ الأَرواحِ ليسَ بمُدْرَكٍ(9/77)
إلاَّ بتَرْكِ تَنَعُّمِ الأجْسامِ
قَرَنَ الوزارة بالوِلاَيَة ِ فهْوَ فِي
حلِّ من التقوى ومن إحرامِ
فاقتْ مناقبهُ العُقُولَ فوَصفهُ
ما ليسَ يُدْرَكُ في قُوَى الأَفهامِ
فقرائحي فيما أتت من مدحهِ
كالنَّحْلِ يَأْتِي الزَّهْرَ بالإلهامِ
أو ماتراها ريقهُا يحلى الجنى
وبِناؤُها في غايَة ِ الإِحْكامِ
وإذا رَعَتْ كرم المكارمِ أخرجتْ
شهدَ المدائحِ فيهِ سُكْرَ مُدامِ
تكسو محاسنهُ المديحَ جلالة ً
فيجلُّ فيها قدرُ كلِّ كلامِ
يهتزُّ للمجدِ اهتزازَ مثقفٍ
كَرَماً وَيُنْتَدَبُ انْتِدابَ حُسامِ
كَلِفٌ بِإسْداءِ الصَّنائِعِ مُغْرَمٌ
لازالَ ذا كلفٍ بها وغرامِ
يَرْتاحُ إنْ سُئِلَ النَّوالَ كَأنما
وردتْ عليه بشارة ٌ بغلامِ
تَفْدِيهِ أقْوامٌ كَأنَّ وُجُوهَهُمْ
عند السؤالِ صحائفُ الآثامِ
كم بين ذكرِ الصاحبِ بن محمدٍ
فينا وذِكْرِ أولئكَ الأقوامِ
شَوْقاً لِما مَسَّتْ أنامِلُهُ فَيا
هَوْنَ النُّضارِ وَعِزَّة َ الأَقلامِ
أكرِمْ بأقلامٍ غدا قسمي بها
من كلِّ خيرٍ أوفرَ الأقسامِ
فكم ارتزقتُ بغيرها لضرورة ٍ
فكأنما عكفتْ على الأصنامِ
وَرَجَعتُ عنها آيِساً فكَأَنّما
رَجَعَ الرَّضِيعُ مُرَوَّعاً بِفِطامِ
زانَ الوجُودَ بخَمْسَة ٍ سَمَّاهُمُ
من أحمدٍ ومحمدٍ بأسامي
فتشابهتْ أسماؤهمْ وصفاتهمْ
وغنوا عن التعريف بالأعلامِ
فثناءُ واحدهمْ ثناءُ جميعهمْ
في الفضلِ للتفخيمِ والإدغامِ
مِثْلُ الثُّرَيَّا وَهْيَ عِدَّة ُ أَنْجُمٍ
يدعونها بالنَّجمِ للإعظامِ
أَبَنِي عَلِيَّ كلُّكُمْ حَسَنٌ أتى
في الفضلِ منسوبٌ لخير إمامِ
فتحتْ به سننُ العلا وفروضها
فكأَنهُ تكبِيرة ُ الإِحْرامِ
وكَأنَّكُمْ فِي فَضْلِكُمْ رَكَعاتُها
مَخْتُومَة ً بِتَحِيَّة ٍ وَسَلامِ
إنَّ العُلا لَمْ تَسْتَقِم إلاَّ بِكمْ
ياخمسة ً كدعائمِ الإسلامِ
أَنْتمْ أَنامِلُها وليسَ لها غِنى ً
عَنْ خِنْصِرٍ منكُمْ وَلاَ إبْهامِ
أنتم قوى الإدراكِ من إحساسها(9/78)
لَمْ تَفْتَقِرْ مَعَكُمْ إلى استفهام
ولكمْ بأصحابِ العباءة نسبة ٌ
تَبَعِيَّة ٌ بِتَناسُبِ الإقْدامِ
حامَيْتُمُ عنهمْ وَحَامَوْا عنكُمُ
إنَّ الكريمَ عن الكريمَ يحامِى
فاللهُ حسبكَ يامحمدُ صاحباً
وَمُؤَازِراً في رِحْلَة ٍ وَمُقامِ
يامن أعارَ البدرَ من أوصافهِ
حُسْنَ المُحَيَّا والمَحَلَّ السَّامِي
جعلَ الإلهُ بكَ الخميسَ مباركَ الـ
ـحَرَكاتِ في الإِنْجَادِ وَالإِتْهامِ
متنقلاً مثلَ البدورِ وسائرا
بنداكَ في الآفاقِ سيرَ غمامِ
جادَتْ عَلَى سُكانِ مِصْرَ غُيُومُهُ
وَدَهَتْ صَواعِقُهُ فَرَنْجَ الشَّامِ
صَدَقتْ سواحِلَهُمْ بُرُوقُ سُيُوفِهِمْ
وتعاهَدَتْ منها حِصادَ الهامِ
وعَقَدْتَ رَأيَكَ فيهِمُ فَلَقِيتَهُمْ
فَرْداً بِجَيْشٍ لاَ يُطاقُ لُهامِ
أَطْفَأْتَ نِيرانَ الوغَى بِدِمائِهِمْ
ولها بقرعِ النبعِ أيُّ ضِرامِ
وَأَذَقْتَ بالرُّمْحِ الصَّمِيمِ كمُاتَها
طَعْمَ الرَّدَى والصَّارِمِ الصَّمْصامِ
وَلبِسَتْ فيها سابِغات عَزائِم
تُغْنِي الكُماة َ عَنه ادِّراعِ الَّلامِ
فُتحتْ بهمتكَ القلاعُ وحُصِّنَتْ
فأبى تناولها على المُستامِ
للهِ أقلامُ الوزيرِ فإنها
نَظْمُ العُلا وَمَفاتِحُ الإظْلام
نسجتْ بُرودَ بلاغتيهِ وأبدتِ الـ
إِبْدَاعَ في الآسادِ والآجامِ
فالنظمُ مثلُ جواهرٍ بقلائدٍ
والنثرُ مثلُ أزاهرٍ بكمامِ
وإذا نظرتَ إلى مواقعِ نقشها
في الطرسِ قلتَ أخِلَّة ُ الرَّمامِ
ورثتْ مكارمهُ بنُوهُ فحبذا
كرمُ السَّجايا من تُراثِ كِرامِ
ما كانَ إلاالشَّمسَ فضلا أعقبتْ
من وارثيهِ بكلِّ بدرِ تمامِ
أَوَلَيْسَ أَحْمَدُ بَعْدَهُ ومُحَمَّدٌ
بَلَغَا مِنَ العَلْياءِ كلَّ مَرام
فَلْيَهْنِ هذا أَنَّ هذا صِنْوُهُ
وَكِلاهُما لأَبِيهِ حَدُّ حُسامِ
ضاهَتْكُما في المَكْرُماتِ بَنُوهُما
والشِّبلُ فيما قيلَ كالضرغامِ
بأبيه كُلٌّ يَقْتَدِي وَبِعَمِّهِ
مِنْ أكْرَمِ الآباءِ وَالأَعْمامِ(9/79)
مَوْلايَ زَيْنَ الدِّينِ يا مَنْ جُودُهُ
كَنْزُ العُفاة ِ ومُهْلِكُ الإعْدامِ
أَوَكُلَّ ما حَلِمَتْ به
فيما عَلِمْناهُ أجَلُّ مَقام
بم زاد عنكَ أبو يزيدَ وقد غدتْ
مِصْرٌ مُفَضَّلَة ً عَلَى بسْطامِ
لَمَّا عَمِلْتَ بما عَلِمْتَ مُراقِباً
لله في الإقدامِ والإحْجام
طوَّحتَ بالدنيا وقلتَ لها الحقي
بمعاشرِ الوزراءِ والحُكامِ
ونسيتَ مالم يُنسَ من لذاتها
وعددتها من جملة ِ الآثامِ
مَوْلايَ عُذْراً في القَرِيضِ فليسَ لي
في النَّظْمِ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ إلْمَام
لوْ لم أرُضْ عَقْلِي بِمَكْتَبِ صِبْيَة ٍ
حَميتْ عليَّ عوارضُ البرسامِ
مازلتُ أرغبُ أن أكون مُعلماً
فيكونَ فضلي مكملَ الإعلامِ
قدْ صارَ كُتَّابي وبَيْتِيَ مِنْ بَنِي
غَيْرِي وأبنائي كَبُرْجِ حَمامِ
أعْطَتُهُمْ عَقلي وآخُذُ عَقلَهُمْ
فأبيعُ نوري منهم بظلامِ
لوْ أَنَّ لِي عَنْ كلِّ طِفْلٍ مِنْهمُ
أو طفلة ٍ شاة ً من الأنعامِ
لضربنَ للأمثالِ لابن نفاية ٍ
وَبَلِيَّتِي عِرْسٌ بُلِيتُ بِمَقْتِها
والبَغْلُ مَمْقُوتٌ بغَيرِ قيامِ
جَعَلَتْ بإِفْلاسِي وَشَيْبِيَ حُجَّة
إذا صِرْتُ لاخلفي ولاقدامي
بلَغَتْ مِن الكِبَرِ العِتي ونُكِّسَتْ
فِي الخَلْقِ وَهْيَ صَبِيَّة ُ الأَرحامِ
إنْ زُرْتُها في العامِ يَوْماً أنْتَجَتْ
وَأتَتْ لِسِتَّة ِ أشْهُرٍ بِغُلامِ
أوهذه الأولادُِ جاءت كلها
مِنْ فِعْلِ شَيْخٍ ليسَ بالقَوَّامِ
وَأظُنُّ أنَّهُمُ لِعُظْمِ بَلِيَّتِي
حَمَلَتْ بِهِمْ لا شَكَّ في الأَحلامِ
أوَ كلَّ ما حلمتْ به حملتْ به
من لي بأنَّ الناسَ غيرُ نيامِ
يا لَيْتَها كانَتْ عَقِيماً آيِسا
أَوَلَيْتَنِي مِنْ جُمْلَة ِ الخُدَّامِ
أوَلَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ تَزْوِيجي بها
لو كنتُ بِعْتُ حَلالها بِحَرامِ
أولَيْتَنِي بعضُ الذينَ عَرَفْتُهُمْ
ممنْ يُحَصَّنُ دينهُ بِغُلامِ
كيفَ الخَلاصُ مِنَ البَنِين وَمِنْهُمُ
قومٌ وَرايَ وَآخَرُونَ أمامِي(9/80)
لَمْ يُرْزَقِ الرِّزْقَ المُقِيمُ بأَهْلِهِ
فشكوا عنا بُعدي وفقرَمقامي
فارَقْتُهُمْ طَلَباً لِرِزْقِهِمُ فلا
صرفى يسرُّهُمُ ولا استخدامي
مَنْ كانَ مِثْلِي لِلْعِيالِ فإِنَّهُ
بَعْلُ الأَرَامِلِ أَوْ أَبُو الأَيْتَامِ
أصبحتُ من حملي همومهمُ على
هرمي كأني حاملُ الأهرامِ
فإِنْ اعْتَذَرْتُ لَهُمْ عَنِ التَّقْصِيرِ في
مدحي الوزيرَ فحجة ُ الأقدامِ
كالشَّيْبِ يُغْدِقُ بالهُمُومِ ذَنُوبَهُ
والذَّنبُ فيه لكثرة الأعوامِ
لا بَلْ رَكِبْتُ لهمْ جَوادَ خلاعة ٍ
ما زالَ يَجْمَحُ بي بغَيْرِ لِجَامِ
إني امرؤٌ ما مدَّ عينَ خلاعتي
طَمَعٌ لدِينارٍ وَلا دِرْهامِ
وَإذا مَدَحْتُ الأكْرَمِينَ مَدَحْتُهُمْ
بِجَوائِزِ الإعْزَازِ وَالإكْرَامِ
فاصفحْ بحلمكَ عن قوافي التي
حظيتْ لديكَ بأوفر الأقسامِ
إنْ يُحْيِي جُودُكَ لِي أبا دُلَفِ غَدا
حَيَّا لَهُ فَضْلي أَبَا تَمَّامِ
العصر العباسي >> البوصيري >> أرى المستخدمينَ مشوا جميعاً
أرى المستخدمينَ مشوا جميعاً
رقم القصيدة : 13778
-----------------------------------
أرى المستخدمينَ مشوا جميعاً
على غير الصراطِ المستقيمِ
مَعَاشِرُ لو وَلُوا جَنَّاتِ عَدْنٍ
لَصَارَتْ منهمُ نارَ الجَحِيمِ
فما من بلدة ٍ إلاَّ ومنهمُ
عليها كلُّ شيطانٍ رجيمِ
فلوْ كانَ النُّجُومُ لها رُجوماً
إنْ خلتِ السماءُ من النجومِ
العصر العباسي >> البوصيري >> كُونُوا مَعِي عَوناً عَلَى الأيَّامِ
كُونُوا مَعِي عَوناً عَلَى الأيَّامِ
رقم القصيدة : 13779
-----------------------------------
كُونُوا مَعِي عَوناً عَلَى الأيَّامِ
لا تَخْذُلُوني يا بَني عرَّام
إنْ كانَ يُرْضِيكُمْ وحاشا فَضْلُكمْ
ضُري فحسبي زلقة ُ الحَمَّام
العصر العباسي >> البوصيري >> ما فِي الزَّمانِ جوَادٌ
ما فِي الزَّمانِ جوَادٌ
رقم القصيدة : 13780
-----------------------------------
ما فِي الزَّمانِ جوَادٌ(9/81)
يُرْجَى لِدَفْعِ العَظائمْ
وَلا لِنَيْلِ مُرادٍ
ولا لِبذْلِ المَكارِمْ
سِواكَ ياخيرَ والٍ
يُدْعَى ويا خَيْرَ حاكِمْ
انظرْ بحقكَ حالي
فأنتَ بالحالِ عالمْ
إنْ العِمادَ أرانا
بأنهُ اليومَ صائمْ
وليسَ يرجو ثواباً
وَلا يَخافُ مآثِمْ
وليسَ يخفى عليهِ
أن لاصيامَ لظالمْ
وصَوْمُنا في اتِّباعٍ
له صيامُ البهائمْ
فخذْ لنا اليومَ منهُ
غداءنا وهوَ راغمْ
العصر العباسي >> البوصيري >> سارتِ العِيسُ يُرجعْنَ الحنينا
سارتِ العِيسُ يُرجعْنَ الحنينا
رقم القصيدة : 13781
-----------------------------------
سارتِ العِيسُ يُرجعْنَ الحنينا
ويُجاذبنَ من الشوقِ البُرينا
دامِياتٍ مِنْ حَفى ً خفافُها
وَعَذابَ الْخِزْيِ في المُسْتَقْيِمِينا
وعلى طولِ طواها حُرمتْ
عُشْبَهَا المُخْضَرَّ والماءَ المَعِينا
كلما جدَّ بها الوجدُ إلى
غاية ٍ لمْ تدْرِها إلاَّ ظُنُونا
قلتُ للحادي أعذ أشواقها
بالسُّرَى إنَّ مِنَ الشَّوْقِ جُنُونا
آهِ من يومٍ بهِ أبكي دماً
إنَّ لِلْعِيسِ وَلِي فيهِ شُؤُونا
أسَرَتْ ألبابنا لمَّا سرتْ
تحملُ الحسنَ بدوراً وغصونا
كلُّ سَمْراءٍ وما أَنْصَفْتُها
أعْدَتِ القَلْبَ فُتُوراً وَضَنى ً
ليتها من وسنٍ تُعدى الجفونا
ثغرها الدُّرِّيُّ من أنفاسهِ
مسكُ دارينَ وخمرُ الأندرينا
أخذتْ قلبي وصبري والكرى
يَوْمَ بَيْعي النَّفْسَ منها أَرَبُونا
لاأقالَ اللهُ لي منْ حبِّها
بيعة ً يوماً ولا فكَّ رُهُونا
صاحبي قفْ بي فإني لم أجد
لي على الوجدِ ولا الصبرُ مُعِينا
وسلِ الرَّبعَ الذي سُكانُه
رحلوا عنه عساهُ أن يُبِينا
نَسَخَتْ آياته أيْدِي البِلَى
فأرتْ عينيَ منه الصَّادَ شِينا
وجنوبٌ وشمالٌ جعلا
تربهُ في جبهة ِ الدهرِ غضونا
فَثَراهُ وَحَصاهُ أَبَداً
يفضُلانِ المسكَ والدُّرَّ الثمينا
سَحَبَتْ فيهِ الصَّبا أَذْيالَها
بمديحي لإمامِ المرسلينا
أحمدَ الهادي الذي أمتُهُ
رَضِيَ الله لها الإسلامَ دينا(9/82)
كان سراً في ضميرِ الغيبِ منْ
قبلِ أنْ يُخلقَ كونٌ أو يكونا
تُشرقُ الأكوانُ من أنوارهِ
كلما أودعها الله جبينا
أسْجَدَ الله لهُ أمْلاَكهُ
يومَ خَرُّوا لأبيهِ ساجدينا
دَعْوَة ٌ قالَ لها الصِّدْقُ آمِينا
فتَلَّقى آدمُ من ربِّهِ
كلماتٍ هنَّ كنزُ المذنبينا
وَبِهِ جَنّاتُ عَدْنٍ رُفِعَتْ
عَلَماً أَبْوابُها لِلْمُسْلِمِينَا
ودُعُوا أنْ تلكمُ الدارُ لكم
فادْخَلواها بسَلامٍ آمِنينا
وَبِهِ نُوحٌ دَعا في فُلْكهِ
فأغاثَ اللهُ نوحاً والسفينا
وأغاثَ اللهُ ذا النونِ بهِ
بعد ما أعرى به في البحرِ نونا
وَشَفَى أيُّوبَ مِنْ ضُرَّكما
سَرَّ يَعقُوبَ وَقد كانَ حَزِينا
وخليلُ اللهِ همَّتْ قومهُ
أن يكيدوهُ فكانوا الأخسرينا
وَبِنُورِ المُصْطَفَى إطْفاءُ ما
أوقدوهُ وتولوا مدبرينا
وَجَدَتْهُ أنبياءُ الله في
كلِّ فضلٍ واجداً مايجدونا
مصدرُ الرحمة ِ للخلقِ فلا
عجبٌ أنْ بتولى الصَّالحينا
خَتَمَ الله النَّبِيِّينَ بِهِ
قبلَ أن يجبُلَ من آدمَ طينا
فهوَ في آبائهمْ خيرُ أبٍ
وهوَ في أبنائهم خيرُ البنينا
قد عَلاَ بالرُّوحِ والجِسْمِ عُلاً
رجعتْ من دونها الرُّوحُ الأمينا
ورأى من قاب قوسين الذي
رُدَّ موسى دونه من طور سينا
ووَجِيهاً كانَ مُوسَى عِنْدَهُ
مثلما قد كان جبريلُ مسكينا
صَلَواتُ الله ذِي الفَضْلِ عَلَى
رُسُلِ الله إلينا أجْمَعِينا
أكرمُ الخلقِ همُ الرُّسلُ لنا
وَأَبو القاسِمِ خيرُ الأَكْرَمينا
فتعالى منْ برا صورتهُ
مِنْ جَمَالٍ أُودِعَ الماءَ المِهَينا
وَاصْطَفَى مَحْتِدَهُ مِنْ دَوْحَة ٍ
أَنْبَتَتْ أفْنانُها عِلْماً ودِينا
مِنْ أنسٍ جانبتْ أحسابهمْ
طُرُقَ الذَّمِّ شمالاً ويمينا
ما رَأينا كَرَمَ الأخْلاَقِ في
غيرِ ما يأتونهُ أو يدَّعونا
يغضبُ الموتُ إذا ما غضبوا
وإذا ما غَضِبوا هم يغفرونا
معشرٌ صانهم اللهُ لأنْ
يودعوا من أحمدَ السرَّ المصونا
هذبَ السؤددُ أخلاقهمْ
فَلَهُمْ مِنْ شَرَفٍ ما يَدَّعُونا(9/83)
عجباً والمصطفى الشَّمسُ الذي
ظهرتْ أنوارهُ للمُبصِرينا
شهدَ الكفارُ بالغيبِ لهُ
وأتاهمْ فإذا همْ مُبلِسونا
أَغْلَقُوا بابَ الهُدَى مِنْ دُونِهِمْ
بعدَ ما كانوا به يستفتحونا
وَعَمُوا عنهُ فلا واللهِ ما
تَنْفَعُ الشَّمْسُ لَدَى القَوْمِ العَمِينا
وأتاهمْ بكتابٍ أُحكمتْ
منه آياتٌ لقَوْمٍ يَعْقِلُونا
سَمِعَتْهُ الإِنْسُ وَالجِنُّ فما
أنْكَروا مِنْ فَضْلِهِ الحقِّ المُبِينا
عَجَزُوا عَنْ سُورَة ٍ مِنْ مِثْلِهِ
فَهُمُ الْيَوْمَ له مُسْتَسْلمُونا
قال للكفَّارِ إذ أفحمهم
بالتَّحَدِّي مالكم لاتنطقونا
قصَّ مايأتي عليهم مثلما
قَصَّ أَخْبارَ القُرونِ الأَوَّلينا
وأتت أخبارهُ في حكمٍ
فتأملها ثماراً وفنونا
قسمَ الرَّحمة َ في قرائهِ
وعذابَ الخزي في المستقسمينا
ما لَهْ مِثْلٌ وَفي أَمْثالِهِ
أبداً موعظة ٌ للمتقينا
رحمَ اللهُ به الخلقَ وكمْ
أهلكَ اللهُ بآياتٍ قرونا
العصر العباسي >> البوصيري >> لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
رقم القصيدة : 13782
-----------------------------------
لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
دُونَ غَيْرِي والإلْفُ لِلرَّحْمنِ
أَتَرَاني لا أسْتَحِقُّ لِكَوني
جامِعاً شَمْلَ قارِئي القرآنِ
أَمْ لِكَوْني فِي إثْر كُلِّ صَلاة ٍ
بي يُدْعَى لدَوْلَة ِ السُّلْطانِ
وبِأَيِّ الأَسْبابِ يُعْطَى مَكانٌ
صدقاتِ السلطان دون مكانِ
حُملتْ من عطائهِ ألفُ دينا
رِ إلينا من بعدها ألفانِ
ماأتاني منها ولا الدرهم الفرْ
دُ وهذا حقيقة ُ العدوانِ
زَعَمَ ابنُ البَهاءِ إنَّ عطايا الْمَـ
ـلِكِ الصالحِ العَظيمِ الشَّانِ
ما كفتْ سائرُ المدارسِ أوْ ضُـ
ـمَّ إليها من مالها درهمانِ
ولعمري لقد توَفَّرَ نصفُ الـ
ـمالِ مِنها وَرَاحَ في النِّسْيانِ
إن أكنْ ماأقولهُ منه دعوى
فاطلُبُوني عليه بالبُرهانِ
أو ما كانَ عِدَّة َ الفُقها ألْـ
ـفُ فقيهٍ من بعدها مئتانِ(9/84)
"فاحْسبُوها بِمُقَتَضَى الصَّرْفِ دِينا
راً وَرُبْعاً لِلْجِلَّة ِ الأعْيانِ
تَجِدُوها ألْفاً وخَمْسَ مِئاتٍ
غيرَ ما خَصَّها من النقصانِ
والبِخاسِ الَّذي أُضِيفَ إلَى النَّـ
ـفقة ِ والبخس من يدِ الوَزَّانِ
أنا لا أنسبُ البهاءَ على ذا
لكَ إلاَّ لقلة ِ الإيمانِ
هُو وَلَّى أهْلَ الخِيَانَة ِ فيها
وتَوَلِّي الجَوادِ كالخَوَّانِ
كلما جاءتِ الدنانيرُ
ينقضُّ عليها البهاءُ كالشيطانِ
مَدَّ فيها يَدَ الخيانَة ِ فامْتَـ
ـدَّ إليه بالذَّمِّ كلُّ لسانِ
ولعمري لو اتقى الله في الـ
اتَّقَتْهُ الأَنامُ في الإعْلان
وعلى كلِّ حالة ٍ أحمدُ اللـ
الَّذِي مِنْ سُؤَالِهِ أعْفاني
فلقد حلَّ في المدارسِ في الأخـ
ـذِ كثرة ُ الأذى والهوانِ
وأزيلتْ بالسَّبِّ أعراضُ من فيـ
فما قامَ الرِّبْحُ بالخُسْرانِ
كيف أنسى قول الشهابِ جهاراً
قَبَّحَ الله كلَّ ذي طَيْلَسَانِ
خَدَعُونا والله مِمَّا يَمُدُّو
نَ أكُفَّا كَكِفَّة ِ المِيزان
آهِ واضيعة َ المساكينِ إن وُلّـ
أمْرَ الطَّعامِ في رَمَضانِ
العصر العباسي >> البوصيري >> انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
رقم القصيدة : 13783
-----------------------------------
انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
فالكلَُ قد غيروا وضع القوانينِ
لم يبقَ شيءٌ على ما كنتَ تعهدهُ
إلاَّ تغيَّرَ من عالٍ إلى دون
الكاتِبُونَ ولَيْسُوا بالكِرامِ فما
منهمْ على المالِ إنْسانٌ بِمَأْمُونِ
والكُّلُّ جمعاً ببذلِ المالِ قد خدموا
وما سَمِعْنا بهذا غيرَ ذا الحِينِ
فَهُمْ على الظَّنِّ لا التَّحْقِيقِ بَذْلُهُم
وما تَحَقُّقُ أمْرٍ مِثْلَ مَظْنُونِ
نالوا مناصبَ في الدنيا وأخرجهم
حُبُّ المنَاصِبِ في الدُّنيا على الدِّينِ
قد طالَ ما طُرِدوا عنها وما انْطَردُوا
إلاَّ وقَوْمٌ عليها كالذِّبابينِ
وطَالما قُطِّعَ أَذْنابُ الكِلابَ لَهُمْ
فاسْتُخدِمُوا بَعْدَ تَقْطِيع المَصارِينِ(9/85)
قد ينفعُ الناسَ حتى الحشُّ من غرضٍ
وغيرهُ من رياحينٍ وبشنينِ
ضُمَّانُ رِيحٍ بِطَيرٍ فَوْقَ طائِرِهمْ
يطيرُ والريحُ شُيَّاعٌ بمضمونِ
لَوْ أمْكَنَ الْقَوْمُ وَزْنُ المالِ لاتَّخَذُوا
له الموازينَ من بعدِ القبابينِ
وَمَسْحَهُمْ للسَّمواتِ العُلى افْتَعَلُوا
فيها كما يفعلُ المسَّاحُ للطينِ
ولم يبالوا برجمِ الغيبِم أحدٍ
كلَّا ولا برجومِ للشياطينِ
عزُّوا وأكرمهمْ قومٌ لحاجتهمْ
ما نَالَهُم بَعْدَ ذَاكَ العِزِّ مِنْ هُوْن
وطاعنوا الناسَ بالأقلامِ واستلبوا
مِنْهُمْ بِهَا كُلِّ مَعْلُومٍ ومَكْنُونِ
وَمِنْ مَواشٍ وَأَطْيارٍ وَآنِيَة ٍ
ومن زروعٍ وكيولٍ وموزونِ
لهم مواقفُ في حرب الشرورِ كما
حَرْبُ الْبَسُوسِ وَحَرْبٌ يَوْمَ صِفِّينِ
لايكتبون وصولاتٍ على جهة ٍ
مُفَصَّلاتٍ بأَسمَاءِ وَتَبْيِينِ
إلا يقولونَ فيما يكتبونَ لهُ
من الحقوقِ وماذا وقتُ تعيينِ
فَاسْمَعْ وَكاسِرْ وَحَسِّ الرِّيحَ يا فَطِناً
فلستَ أوَّلَ مقهورٍ ومغبونِ
همُ اللصوصُ ومن أقلامهم عُتُلٌ
بِهَا يَسَفُّونَ أَمْوَالَ السَّلاَطِينِ
وَكُلُّ ذَلِكَ مَصْرُوفٌ ومَصْرِفُهُمْ
لِلشَّيْخِ يُوسُف أبي هِبْصِ بْنِ لَطْمِينِ
وللشرابِوتبييتِ الخطاء بهِ
يجلو العُقارَ بأجناسِ الرياحينِ
وَلِلْعُلُوقِ وَأَنْواعِ الْفُسُوقِ مَعاً
وللخروقِ الكثيراتِ التلاوينِ
وَلِلبِغالِ الْوَطِيَّاتِ الرِّكابِ تَرَى
غلمانهمْ خلفهمْ فوقَ البراذينِ
وَلِلْمَنَادِيلِ فِي أَوْسَاطِ مَنْ مَلَكُوا
وَلِلْمَنَاطِقِ فيها وَالهَمايِينِ
وَلِلرِّيَاعِ العَوَالِي الارْتِفَاعِ بِناً
وَلِلْبَساتِين تُنْشَا وَالدَّكاكِينِ
وَلِلفَجَاجِ وَحُملاَنِ النِّعاجِ وَأطْـ
ـيارِ الدَّجاجِ وَأنْواعِ السَّمامِين
وللشَّباذي وللأنطاعِ تفرشُ في
تموزَ فوقَ رُخامٍ في الأواوينِ
وللمجالسِ في أوساطها خركٌ
وللطنافسِ في أيامِ كانونِ
ولستُ أحصرُ ألواناً لأطعمة ٍ(9/86)
تَفَنَّنَ القَوْمُ فيها كُلَّ تَفْنِينِ
وَلِلْمَلابِسِ كَمْ ثَوْبٍ مُلَوَّنَة ِ
فيها العراقي مع الهندي والبوني
وكمَ ذخائرَ ما عند الملوكِ لها
مِثْلٌ فَمِنْ مُودَعٍ سَقْفاً وَمَدْقُونِ
وَكَمْ مجالِسِ أُنْسٍ عُيِّنَتْ لَهُمْ
تُنسِي الهُمُومَ وتُسْلِي كُلَّ مَحْزُونِ
وَكَمْ حُلِيِّ نِساءِ لا يُثَمِّنُهُ
مُقَوِّمٌ قَطُّ في الدُّنْيا بِتَثْمِينِ
فَقُلْ لِسُلْطَانِ مِصْر وَالشام مَعاً
ياقاهراً غيرَ مخفيِّ البراهينِ
ومن يُخوِّفُ من سيفٍ براحتهِ
ذوي السيوفِ وأصحابِ السكاكين
اكشف بنفسكَ أسواناً ومن معها
من الصعيدِ بلا قومٍ مساكينِ
عُمَّالُها قَدْ سَبَوْهُمْ مِنْ تَطَلُّبِهِمْ
ما لا يَكُونُ بِمَفْرُوضٍ ومَسْنُونِ
كُلٌّ تَرَى كاتِباً لِلسُّوءِ يُنْظِرُهُ
لنهبهم كم كذا عامٍ وكم حينِ
سَبَوا الرَّعِيَّة َ لَمْ يُبْقُوا عَلَى أَحَدٍ
ولا أمانة َ للقبطِ الملاعينِ
لاتأمننَّ على الأموال سارقها
ولا تُقَرِّبْ عدُوَّ الله وَالدِّين
وخلِّ غزوَ هُلاكو والفرنسِ معاً
واغْرُنَّ عَامِلَ أسْوَان تنالُ بِهِ
جَنَّاتِ عَدْن بِإحْسانِ وَتَمْكِينِ
وكُلَّ أمْثالِهِ في الْقِبْطِ أغْزُهُمْ
فالغزو فيهم حلال الدهر والحينِ
وَاسْلُبْهُمْ نَعماً قَدْ شاطرُوكَ بِها
كما يشاطرُ فلاَّحُ الفدادينِ
فقد تواطوا على الأموالِ أجمعها
وَفِذْلكُوا كُلَّ تِسْعِينٍ بِعِشْرِينِ
وَصانَعُوا كُلَّ مُسْتَوْفٍ إذَا رَفَعُوا
لَهُ الْحِسابَ بِسُحْتٍ كالطَّوَاعِينِ
قَسُّ الْقُسُوسِ وَمُطرَانِ المَطارِينِ
إمَّا بِرَسْم مِدَادٍ أوْ لِصابُونِ
وَلِلزُّيُوتِ وَإيقَادِ الْكَنَائِسِ كَمْ
وللدقيقِ المهيَّا للقرابينِ
فذاكَ في الصدقاتِ الجارياتِ بهِ
يُسْحَبْ عَلَى الوَجْهِ أَوْ يُقْلَبْ بِسجِّينِ
وكيف يقبلُ برَّاً من مصانعة ٍ
من كلِّ مسكينة ٍ فيه ومسكينِ
كم هكذا سرقوا كم هكذا ظلموا
كم هكذا أخذوا مالَ السلاطينِ
أتُركُ ذنبٍ وسؤالٌ لمغفرة ٍ(9/87)
عِنْدَ الإلهِ لِقَوْمٍ كالمجانِينِ
وَقالَ قَوْمٌ لَقَدْ أَحْصَى مَنالَهُمْ
وقامَ فيها بمفروضٍ ومسنونِ
فَقُلْتُ وَالله مَا وَصْفِي لأنْشُرَها
فيما يقوم بهِ شرحي وتبييني
وإنما ذاك مجهودي ومقدرتي
وَطاقتِي في حِجاناتِ الثَّعابينِ
العصر العباسي >> البوصيري >> ثكلت طوائفَ المستخدمينا
ثكلت طوائفَ المستخدمينا
رقم القصيدة : 13784
-----------------------------------
ثكلت طوائفَ المستخدمينا
فلم أرَفيهمُ رجلاً أمينا
فَخُذْ أَخْبارَهُم مِنِّي شِفاهاً
وانظرني لأخبركَ اليقينا
فقد عاشرتهمْ ولبثتُ فيهمْ
مع التجريبِ من عمري سِنِينا
حَوَتْ بُلْبَيْسُ طائِفَة ً لُصُوصاً
عدلتُ بواحدٍ منهم مئينا
فُرَيجى والصفيَّ وصاحبيهِ
أبا يقطونَ والنشوَ السَّمينا
فكُتَّابُ الشَّالِ هم جميعاً
فلا صَحِبَتْ شِمالُهُمُ اليَمِينا
وَقَدْ سَرقُوا الْغِلالَ وما عَلِمْنا
كما سرقت بنوسيفِ الجرونا
وكيف يُلامُ فُسَّاقُ النصارى
إذا خانت عدولُ المسلمينا
وجُلُّ الناسِ خوانٌ ولكن
أُناسٌ مِنْهُمْ لا يَسْتُرُونا
ولولا ذاك مالبسوا حريراً
ولا شَرِبُوا خُمُورَ الأندَرِينا
ولا رَبَّوا من المردانِ قوماً
كَأَغْصانٍ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينا
وَقَدْ طَلَعَتْ لِبَعْضِهِمُ ذُقونٌ
ولكِنْ بَعْدَما نَتَفُوا ذُقونا
بأَيِّ أَمَانَة ٍ وبِأَيِّ ضَبْطٍ
أَرُدُّ عَنه الخِيَانَة ِ فاسقِينا
ولا كِيساً وَضَعْتُ عَلَيْهِ شَمْعاً
ولا بَيْتاً وضَعْتُ عَلَيْهِ طِينا
وَأَقْلاَمُ الجَماعَة ِ جائِلاتٌ
كأَسْيَافٍ بأَيْدِي لاعِبِينا
فإِنْ ساوقْتَهُمْ حَرْفاً بحَرْفٍ
فكلُّ سمٍ يحطوا منه سينا
ولا تحسبْ حسابهم صحيحاً
فإن بخصمهِ الداءَ الدفينا
ألم ترَ بعضهم قد خانَ بعضاً
وعَنْ فِعْلِ الصَّفا سَلَّ المَكِينا
ولم يتقاسموا الأسفالَ إلا
لأنَّ الشَّيْخَ مَا احْتَمَلَ الْغُبُونا
أقاموا في البلادِ لهم جباة ٌ
لقبضِ مغلها كالمقطعينا
وَإنْ كَتَبُوا لِجُنْدِيِّ وُصُولاً(9/88)
عَلَى بَلَدٍ أصابَ بِهِ كَمِينا
ومَا نَقْدِيَّة ُ السُّلْطانِ إلاَّ
مع المستخدمينَ مجردينا
فكم ركبوا لخدمتهم نهاراً
وليلاً يسألونَ ويضرعونا
وكم وقفوا بأبواب النصارى
عَلَى أَسْيافِهِمْ مُتَوَكِّئِينا
وكَأنُّهُمُ عَلَى مَالِ الرَّعايا
وما ازدادوا به إلا ديونا
كأنَّهُمُ نِساءٌ مَاتَ بَعْلٌ
لَهُ وَلَدٌ فَوُرِّثْنَ الثُّمَيْنا
وقد تعبتْ خيولُ القومِ مما
يَطُوفُونَ الْبلادَ وَيَرْجِعُونا
عذرتهمْ إذا باعوا حوالا
تهم بالربع للمستخدمينا
وأعطوهمْ بها عوضاً فكانوا
لنِصْفِ الرُّبْعِ فيهِ خاسِرِينا
أمولانا الوزير غفلتَ عما
يُهِمُّ مِنَ الكِلاَبِ الخَائِنينا
أتُطْلِقُ جامِكيَّاتٍ لِقَوْمٍ
وتُنْفِقُ فَيْءَ قَوْمٍ آخَرِينا
فلا تهملْ أمورَ الملكِ حتى
يذلَّ الجندُ للمتعممينا
فَهَلْ مَلَكُوا بأَقْلامٍ قِلاعاً
وهَلْ فَتَحُوا بأَوْرَاقٍ حُصُونا
ومن قتلَ الفرنجَ قتلٍ
ومن أسرَ الفرنسيسَ اللعينا
ومن خاضَ الهواجرَ وهو ظامٍ
إلَى أَنْ أَوْرَثَ التَّتَرَ المَنُونا
ولاقُوا المَوْتَ دُونَ حريمِ مِصْرٍ
وَصانُوا المَالَ مِنْهُمْ وَالْبَنِينا
ولم تؤخذْ كما أخذتْ دمشقٌ
ولا حُصِرَتْ كَميَّا فارِقِينا
وَمَا أحَدٌ أَحَقَّ بأَخْذِ مَالٍ
مِنَ الأَتْرَاكِ وَالمُتَجَنِّدِينا
ومن لم يدخر فرساً جواداً
لِوَاقَعَة ٍ وَلا سَيْفاً ثَمِيناً
فَبَعْدَ المَوْتِ قُلْ لِي أيُّ شَيءٍ
له في بيت مالِ المسلمينا
إذا أمناؤنا قبلوا الهدايا
وصاروا يتجرونَ ويزرعونا
فلِمْ لا شاطَرُوا فيما اسْتَفادوا
كما كان الصحابة ُ يفعلونا
وكلهمُ على مالِ الرعايا
ومَالِ رُعاتِهِمْ يَتَحَيَّلُونا
تحيَّلتِ القضاة ُ فخانَ كلٌّ
أمانتهُ وسموه الأمينا
وكَمْ جَعَلَ الْفقِيهُ الْعَدْلَ ظُلْماً
وَصَيَّرَ بَاطِلاً حَقَّاً مُبِينا
وما أَخْشَى عَلَى أَمْوَالِ مِصْرٍ
سوى من معشر يتأولونا
يَقُولُ المُسْلِمُونَ لنَا حُقُوقٌ
بها ولنحنُ أولى الآخذينا(9/89)
وَقالَ الْقِبْطُ إنَّهُمُ بِمِصْرَ الْـ
ـمُلُوكُ ومَنْ سوَاهُمْ غاصِبُونا
وَحَلَّلتِ الْيَهُودُ بِحِفْظِ سَبْتٍ
لهم مالَ الطوائفِ أجمعينا
فلا تقبلْ من النوابِ عذراً
ولا النُّظَّارِ فِيما يُهْمِلُونا
فلا تَسْتَأْصِلِ الأمْوَالَ حَتَّى
يَكُونُوا كلُّهُمْ مُتَواطِئِينَا
وَإلاَّ أيُّ مَنْفَعَة ٍ بِقَوْمٍ
إذا استحفظتهم لا يحفظونا
ألَيْسَ الآخِذُونَ بِغَيْرِ حَقٍّ
لمافوق الكفاية ِ خائنينا
وأنَّ الكانزين المال منهم
أولئكَ لم يكونوا مؤمنينا
تَوَرَّعَ مَعْشَرٌ مِنْهُمْ وَعُدُّوا
مِنَ الزُّهَّاد وَالمُتَوَرِّعِينَا
وَقِيلَ لَهُمْ دُعاءُ مُسْتَجَابٌ
وَقَدْ مَلَئُوا مِنَ السُّحْتِ البُطُونا
فلا تقبل عفافَ المرء حتى
ترى أتباعه متعففينا
ولا تُثْبِتْ لهُمْ عُسْراً إذَا مَا
غَدَتْ ألْزَامَهُ مُتَمَوِّلِينا
فإنَّ الأصْلَ يَعْرَى عَنْ ثِمَارٍ
وأوراقٍ ويكسوها الغصونا
فإنّ قطائعَ العُربانِ صارت
لِعُمَّالٍ لها ومُشارِفِينا
فَوُلِّيَ أمْرَها ابْنُ أبِي مُلَيْحٍ
فأَصْبَحَ لا هَزِيلَ وَلاَ سَمِينا
وناطحَ وهو أفرعُ كل كبشٍ
فكيفَ وقد أًاب له قرونا
وقد شهدتْ بذاهلبا سويدٍ
وَهُلْبا بعْجَة ٍ حَرْباً زَبُونا
وكم راعت لبغلتهِ شمالاً
وكم دراعت لبغلتهِ يمينا
ولولا ذاك ماولوا فراراً
من البحرِ الكبيرِ لطور سينا
إذَا نَثَرُوا الدَّرَاهِمَ في مَقامٍ
ظَنَنْتَ بِه الدَّرَاهِمَ ياسَمِينا
إذا جَيَّشْتَ جَيْشاً في غَزاة ٍ
تَرَى كُتَّابَهُمْ مُتَباشِرينا
وَإنْ رَجَعُوا لأرْضِهِمُ بخَيْرٍ
فَلَم تَرَ كاتِباً إلاّ حَزِينا
وَقَدْ ثَبَتَتْ عَداوَتُهُمْ فَمَيِّزْ
بِعَيْنكَ مَنْ يَكُونُ لهُ مُعينا
ولمَّا أنْ دُعُوا للْبَابِ قُلْنا
بأنَّ القومَ لا يتخلصونا
وكانُوا قدْ مَضَوْا وَهُمُ عُرَاة ٌ
فَجاءوا بَعْدَ ذَلكَ مُكْتَسِينا
وصاروا يشكرونَ السجنَّ حتى
تمنَّى النَّاسُ لوْ سكَنَوْا السُّجُونا
فقلتُ لعلكم فيه وجدتم(9/90)
بطولِ مقامكم مالاً دفينا
بأنْفُسِنا وَخالَفْنا الظُّنُونا
وَقُلْنا: المَوْتُ ما لا بُدَّ منه
فماذا بعد ذلك أن يكونا
فلم تتركم الأقوال شيئاً
وخاطَرْنا وّجئنا سَالِمِينا
نحِيلُ عَلَى البِلاد بِغَيْر حَقٍّ
أناساً يعسفون ويظلمونا
وإن منعوا تقولنا عليهم
بأنَّهُمُ عُصَاة ٌ مُفْسِدُونا
وجهَّزنا ولاة َ الحربِ ليلا
عَلَى أنْ يكْبِسُوهُمْ مُصْبِحينا
فَصَالُوا صَوْلة ً فِيمَنْ يَلِيهِمْ
وصلنا صولة ً فيمن يلينا
فَجِئنا بالنِّهابِ وبالسَّبايا
وجاءوا بالرِّجالِ مُصَفَّدينا
وجنُّ مشارفٍ بعثوا شهوداً
فإنَّ من الوثوقِ بهم جنونا
ومن ألفَ الخيانة َ كيف يرجى
له أن يحفظ اللصَّ الخئونا
وما ابنُ قُطَيَّة ٍ إلاّ شَرِيكٌ
لهُمْ في كُلِّ ما يتَخَطَّفُونا
أغَارَ عَلَى قُرَى فَاقوسَ مِنْهُ
بِجَوْرٍ يَمْنَعُ النَّوْمَ الجُفُونا
وَجاسَ خِلالها طُولاً وعَرْضاً
وغادَرَ عالِياً مِنْها حُزُونا
فسلْ أذنينَ والبيروق عنه
ومنزلَ حاتمٍ وسلِ العرينا
فقد نسفَ التلالَ الحُمرَ نسفاً
ولم يترك بعرصتها جرونا
وصَيَّرَ عَيْنَها حِمْلاً ولكِنْ
لِمَنْزِلهِ وغَلَّتَها خَزِينا
وأصبحَ شغلهُ تحصيلَ تبرْ
وكانَتْ رَاؤُهُ من قَبْلُ نُونا
وقدَّمهُ الذين لهم وصولٌ
فَتَمَّمَ نَقْصَهُ صِلَة ُ اللذينا
وفي دَارِ الوِلايَة ِ أيُّ نَهْبٍ
فَلَيْتَكَ لَوْ نَهَبْتَ النَّاهِبِينا
ومافرعونُ فيها غير موسى
يِسُومُ المُسْلِمِينَ أذًى وهُونا
إذَا ألْقَى بِها مُوسى عَصاهُ
تلقفتِ القوافلَ والسفينا
وَفيها عُصْبَة ٌ لا خَيْرَ فِيهمْ
على كلِّ الورى يتعصبونا
وشاهدهمْ إذا اتهموا يؤدي
عن الكلِّ الشهادة َ واليمينا
ومن يستعطِ بالأقلامِ رزقاً
تَجِدْهُ عَلَى أمانَتِه ضنينا
ولستُ مبرئاً كُتَّابَ درجٍ
إذااتهمتْ لدى الناسخونا
فهاك قصيدة ً في السرِّ مني
حَوَتْ مِنْ كلِّ وَاقِعَة ٍ فُنُونا
العصر العباسي >> البوصيري >> قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ(9/91)
قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ
رقم القصيدة : 13785
-----------------------------------
قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ
أخْذِي عَنِ المَذْكُورِ ما مَعْناهُ
لاتجعلوني في الحميرِ كناظمٍ
سَرَقَتْ يَدَاهُ فَقُطِّعَتْ أذُناهُ
العصر العباسي >> البوصيري >> غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
رقم القصيدة : 13786
-----------------------------------
غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
فللهِ كهفٌ للأئمة ِ جامعُ
لَقَدْ سَرَّنَا أنَّ الْقُضاة َ ثَلاثَة ٌ
وأنكَ تَاجَ الدِّينِ لِلْقَوْمِ رَابعُ
بهِمْ بِنْيَة ُ الإِسْلام صَحَّتْ وكيف لا
تَصِحُّ وهُمْ أرْكَانُها والطِّبائِعُ
فَهمْ رُخَصاً أَبْدَوْا لنا وَعَزائماً
هُدينا بها فهي النجومُ الطوالعُ
فلا تبتئس إنْ وسع الله في الهدى
مذاهبنا بالعلم والله واسعُ
تفرقتِ الآراءُ والدينُ واحدٌ
وكُلٌّ إلى رَأْيٍ مِنَ الحَقِّ رَاجِعُ
فهذا الختلافٌ جرَّ للخلقِ راحة ً
كما اخْتَلَفَتْ في الرَّاحَتَيْنِ الأصابعُ
العصر العباسي >> البوصيري >> يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ
رقم القصيدة : 13787
-----------------------------------
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ
وَالأنْبِيا وجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِروا
وصلِّ ربِّ على الهادي وشيعتهِ
وَصَحْبِهِ مَنْ لِطَيِّ الدِّين قد نَشَروا
وجاهدوا معهُ في الله واجتهدوا
وهاجِرُوا ولَهُ آوَوْا وقدْ نَصَروا
وبينوا الفرضَ والمسنونَ واعتصبوا
لله وَاعْتَصَمُوا بالله وانتَصَرُوا
أَزْكَى صَلاة وأنْماها وأَشْرَفَها
يُعَطِّرُ الكَوْنَ رَيَّا نَشْرِها العَطِرُ
مفتوقة ً بعبيرِ المسكطِ زاكية ً
مِنْ طِيبِهَا أَرَجُ الرِّضْوانِ يَنْتَشِرُ
عدَّ الحصى والثرى والرملِ يتبعها
نجمُ السماءِ ونبتُ الأرضِ والمدرُ(9/92)
وَعَدَّ ما حَوَتِ الأشْجَارُ مِنْ وَرَقٍ
وكلِّ حرفٍ غدا يتلى ويستطرُ
وعَدَّ وزنٍ مثاقيلِ الجبالِ كذا
يليهِ قطرُ جميع الماءِ والمطرِ
وَالطَّيْرِ وَالوَحْشِ والأسْماكِ مَعْ نَعَمٍ
يتلوهم الجنُّ والأملاكُ والبشرُ
والذرُّ والنملُّ مع جمع الحبوبِ كذا
والشَّعْرُ والصُّوفُ والأرْياشُ والوَبَرُ
وما أحاط بع العلمُ المحيطُ وما
جَرَى بِهِ القَلمُ المَأْمُونُ وَالقَدَرُ
وعَدَّ نَعْمائِكَ الَّلاتِي مَنَنْتَ بها
على الخلائقِ مذ كانوا ومذ حشروا
وعَدَّ مِقْدارِهِ السَّامي الذِي شَرُفَتْ
به النبييونَوالأملاكُ وافتخروا
وعَدَّ ما كانَ في الأكوانِ يا سَنَدي
وما يَكونُ إلى أنْ تُبعَثَ الصُّوَرُ
في كُلِّ طَرْفَة ِ عَيْنٍ يَطْرِفُونَ بها
أهْلُ السَّمَواتِ والأرضِينَ أوْ يَذَروا
ملء السموات والأرضين مع جبلٍ
والفَرْشِ والعَرْش والكُرسِي ومَا حَصَروا
ماأعدمَ اللهُ موجوداً وأوجد معـ
ـدُوماً صَلاة ً دَوَاماً ليْسَ تَنْحَصِرُ
تَسْتَغْرِقُ العدَّ مَعْ جَمْعِ الدُّهُورِ كما
يُحِيطُ بالحَدِّ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ
لا غاية ً وانتِهاءً يا عَظيمُ لهَا
ولا لها أمَدٌ يُقْضَى وَيُنْتَظرُ
مع السلامِ كما قد مرَّ من عدد
رَبَا وضاعَفَها والفَضْلُ مُنْتَشرُ
وَعَدَّ أضعَاف مَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ
مَعْ ضِعْفِ أضْعافِهِ يا مَنْ لَهُ القَدَرُ
كمَا تحبُّ وترضى سيِّدي وكَمَا
أمرتَنا أنْ نصلِّى أنْتَ مقتدِرُ
وَكُلُّ ذلكَ مَضْرُوبٌ بِحَقِّكَ في
أنْفَاسِ خَلْقِكَ إن قَلُّوا وَإن كَثُروا
ياربِّ واغفر لتاليها وسامعها
والمرسلينَ جميعاً أينما حضروا
ووالدينا وأهلينا وجيرتنا
وكُلُّنا سَيِّدي للْعَفْو مُفْتَقِرُ
وقدأتتْ بذنوبٍ لاعداد لها
لكِنَّ عَفْوَكَ لا يُبْقي وَلا يَذَرُ
والهمُّ عن كلِّ ماأبغيهِ أشغلني
وقَد أتَى خاضِعاً والقَلْبُ مُنْكَسِرُ
أرجوكَ ياربِّ في الدارينِ ترحمنا
بجاهِ من في يديهِ سبَّحَ الحجرُ(9/93)
ياربِّ أعظمْ لنا أجراً ومغفرة ً
لأن جودكَ بحرٌ ليس ينحصرُ
وكُنْ لَطيفاً بِنَا في كُلِّ نَازِلَة ٍ
لطفاً جميلاً به الأهوالُ تنحسرُ
بالمُصطفى المُجْتَبَى خَيْرِ الأنامِ ومَنْ
جلالة ً نزلتْ في مدحهِ السُّورُ
ثُمَّ الصَّلاة ُ عَلَى المُخْتارِ ما طَلَعَتْ
شمسُ النهارِ وما قد شعشعَ القمرُ
ثمَّ الرِّضَا عَنْ أبي بكْرٍ خَلِيفَتِهِ
مَنْ قامَ مِنْ بعْدِهِ لِلدِّينِ يَنْتَصِرُ
وعن أبي حفصٍ الفاروقِ صاحبهِ
مَنْ قَوْلُهُ الفَصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
وجُدْلعثمانَ ذي النورين من كملتْ
له المحاسنُ في الدارين والظفرُ
كذا عليٍّ مع ابنيهِ وأمهما
أهْلِ العَبَاءِ كما قدْ جَاءَنا الخَبَرُ
سَعْدٌ سعِيدُ بْنُ عَوفٍ طَلْحَة ٌ وأبُو
عُبَيْدة َ وزُبيْرٌ سادَة ٌ غُرَرُ
والآلِ والصحبِ والأتباعِ قاطبة ً
ما جَنَّ لَيْلُ الدَّياجي أوْ بَدَا السَّحَرُ
العصر العباسي >> البوصيري >> مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
رقم القصيدة : 13788
-----------------------------------
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
محمدٌ باسطُ المَعْرُوف جَامَعَة ً
محمدٌ صاحبُ الإحسانِ والكرمِ
محمدٌ تاجُ رُسْلِ الله قاطِبَة ً
محمدٌ صادقُ الأقوالِ والكلمِ
محمدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ
محمدٌ طيبُ الأخلاقِ والشيمِ
محمدٌ خبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ
محمدٌ لم يزل نوراً من القدمِ
محمدٌ حاكِمٌ بالْعَدْلِ ذُو شَرَفٍ
محمدٌ معدنُ الإنعامِ والحكمِ
محمدٌ خَيْرُ خَلْقِ الله مِنْ مُضَرٍ
محمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ الله كُلِّهِمِ
محمدٌ دِينُهُ حَقَّ النّذِيرُ بِهِ
محمدٌ مجملٌ حقاً على علمِ
محمدٌ ذكرهُ روحٌ لأنفسنا
محمدٌ شكرهُ فرضٌ على الأممِ
محمدٌ زينة ُ الدنيا وبهجتها
محمدٌ كاشفُ الغُمَّاتِ والظلمِ
محمدٌ سيدٌ طابتْ مناقبهُ
محمدٌ صاغهُ الرحمنُ بالنعمِ(9/94)
محمدٌ صفوة ُ الباري وخيرتهُ
محمد طاهرٌ ساترُ التهمِ
محمد ضاحكٌ للضيفِ مكرمة ً
محمَّدٌ جارُهُ والله لَمْ يُضَمِ
محمدٌ طابتِ الدنيا ببعثتهِ
محمَّدٌ جاء بالآياتِ والحِكَمِ
محمدٌ يومَ بعثِ الناسِ شافعنا
محمدٌ نورهُ الهادي من الظلمِ
محمدٌ قائمٌ للهِ ذو هممٍ
محمَّدٌ خاتِمٌ لِلرُّسُلِ كُلِّهمِ
العصر العباسي >> البوصيري >> الصُّبْحُ بدَا مِنْ طَلْعَتِهِ
الصُّبْحُ بدَا مِنْ طَلْعَتِهِ
رقم القصيدة : 13789
-----------------------------------
الصُّبْحُ بدَا مِنْ طَلْعَتِهِ
والليلُ دجا من وفرتهِ
فاقَ الرُّسلا فضلاً وعلا
أَهْدَى السُّبُلاَ لِدَلالَتِهِ
كَنْزُ الْكَرَمِ مُوْلِي النِّعَمِ
هادي الأممِ لشريعتهِ
أذكى النسبِ أعلى الحسبِ
كُلُّ العَرَبِ في خِدمَتِه
سَعَتِ الشَّجَرُ نَطَقَ الحَجَرُ
شُقّ القَمَرُ بِإِشَارتِهِ
جِبْرِيلُ أَتَى لَيْلَة َ أَسْرَى
والرَّبُ دعاهُ لحضرتهِ
نالَ الشَّرَفَا والله عَفَا
عما سلفا من أمتهِ
فمحمدنا هوَ سيدنا
فالعِزُّ لَنا لإِجَابتِهِ
العصر العباسي >> البوصيري >> سَمَّوْهُ عَمْراً فَصَحَّفْنَا اسْمهُ غَمَراً
سَمَّوْهُ عَمْراً فَصَحَّفْنَا اسْمهُ غَمَراً
رقم القصيدة : 13790
-----------------------------------
سَمَّوْهُ عَمْراً فَصَحَّفْنَا اسْمهُ غَمَراً
فَبَيَّنَ الدَّهْرُ مِنَّا مَوْضِعَ الغَلَطِ
فأصبحتْ عينهُ غيناً بنقطتها
وطالمَا ارْتَفَعَ التَّصْحِيفُ بالنُّقَطِ
العصر العباسي >> البوصيري >> أهوى والمشيبُ قد حال دونه
أهوى والمشيبُ قد حال دونه
رقم القصيدة : 13791
-----------------------------------
أهوى والمشيبُ قد حال دونه
والتَّصَابي بَعدَ المَشِيبِ رُعُونَهْ
أبَتِ النَّفْسُ أنْ تُطِيعَ وقالَتْ
إنَّ حبيَّ لا يدخل القنينهْ
كيف أعصي الهوى وطينة قلبي
بالهَوَى قَبْلَ آدمَ مَعْجُونَهْ
سَلَبَتْهُ الرُّقَادَ بَيْضة ُ خِدْرٍ
ذاتُ حُسْنٍ كالدُّرَّة ِ المَكْنُونَهْ(9/95)
سُمْتُها قُبْلَة ً تُسَرُّ بها النَّفْـ
ـسُ فقالت كذا أكونُ حزينهْ
قُلْتُ لا بُدَّ أنْ تسِيري إلى الدَّ
ارِ فقالتْ : عسى أنا مجنونهْ
قلتُ سيري فإنني لك خيرٌ
مِنْ أب رَاحمٍ وَأُمٍّ حَنُونَهْ
أنا نعم القرينُ إنْ كنتِ تبغيـ
ـينَ حلالاً وأنتِ نعمَ القرينهْ
قالتِ : اضربْ عن وصلِ مثلي صفحاً
واضرب الخلَّ أو يصيرَ طحينهْ
لاأرى أن تمسني يدُ شيخٍ
كيف أرضى به لطشتي مشينهْ
قُلْتُ: إني كَثيرُ مَالٍ فقالَتْ
هبكَ أنتَ المبارزُ القارونهْ
سَيِّدِي لا تَخَفْ عَلَيَّ خُرُوجاً
في عَرُوضِي فَفِطْنَتِي مَوْزُونَهْ
كلُّ بحرٍ إن شئتَ فيه اختبرني
لا تُكَذِّبُ فإنَّني يَقْطِينَهْ
العصر العباسي >> البوصيري >> قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
رقم القصيدة : 13792
-----------------------------------
قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
على حقوقِ الإخوانِ مؤتمنهْ
أخوكَ قدْ عُوِّدتْ طبيعتهُ
بشربة ٍ في الربيعِ كلَّ سنهْ
والآنَق عفنتْ عليهِ وقد
هَدَّتْ قُواهُ وَجَفَّفَتْ بَدَنهْ
وَعاوَدَتْ يَوْمَها زِيارَتَهُ
وما اعتراها من قبلِ ذاك سنهْ
وَعادَ عِنْد القِيَامِ يَحْمِلُها
بِرَاحَتَيْهِ كأَنَّها زَمِنَهْ
جئتُ بها للطبيبِ مشتكياً
وَدَمْعَتِي كالْعَوَارِضِ الهَتِنَهْ
فقالَ عُدْ لي إذا احْتَمَيْتُ وكُلْ
في كُلِّ يومٍ دجاجة ً دَهنَهْ
كَيْفَ وُصُولي إلى الدَّجَاجة ِ والـ
ـبَيْضَة ُ عِنْدي كأَنَّها بَدَنَهْ
جزاكَ ربِّي إذا انسهلتُ بما
شرِبتُ عن كلِّ خَرْيَة ٍ حَسَنهْ
العصر العباسي >> البوصيري >> انظرْ بحمد اللهِ في
انظرْ بحمد اللهِ في
رقم القصيدة : 13793
-----------------------------------
انظرْ بحمد اللهِ في
عينيهِ سراً أيَّ سرِ
طَمَسَ اليَمِينَ بِكَوكَبٍ
وسَيَطْمُسُ اليُسْرَى بِفَجْرِ
العصر العباسي >> البوصيري >> لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
رقم القصيدة : 13794(9/96)
-----------------------------------
لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
ومن عابَ أشعاري فلا بدَّ أن يهجا
وشعري بحرٌ لا يوافيهِ ضفدعٌ
وَلا يَقْطَعُ الرَّعَادُ يَوْمَا لَهُ لُجَّا
العصر العباسي >> البوصيري >> فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
رقم القصيدة : 13795
-----------------------------------
فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
عليَّل أبى إلاَّ امتناعا
فلا عندي له نعمٌ تجازى
وَلا لِي عِنْدَهُ ذِمَمٌ تُرَاعَى
أباسطهُ وأحذرهُ كأني
أُمَارِسُ مِنْ خلائِقِهِ السِّباعا
فلا أنا آمنٌ منه ضراراً
ولاَ هُوَ آمِلٌ مِنِّي انْتِفاعاً
فلستُ أوُدُّهُ إلاَّ رياءً
وليس يودُّني إلا خداعا
أَضَعْت حُقُوقَهُ وأَضَاعَ حَقِّي
فيا لَكِ صُحْبَة ً ذَهَبَتْ ضَيَاعَا
العصر العباسي >> البوصيري >> أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
رقم القصيدة : 13796
-----------------------------------
أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
فَتَنَعَّمِي يَا مُهْجَتِي بالبُوسِ
بذلَ المحِبُّ لمن أحبَّ دموعهُ
وطوى حشاهُ على أحرِّ رسيسِ
صَدِّقْ وَقُلْ مَنْ لَمْ يَقُمْ كَقِيَامِهِ
لَمْ يَنْتَفِعْ مِنْهُ امْرُؤٌ بِجُلُوسِ
قَبِلَ الإِلهُ تَقَرُّبِي بِمَدِيحِهِ
وتوَجُّهي لجنابهِ المحروسِ
رُمتُ المسيرَ إليهِ أعجزني السُّرَى
وأباحني مرآهُ غير يئوسِ
أكْرِم بِيَوْمِ الأَرْبَعَاءِ زِيَارَة ً
لكَ إنهُ عندي كألفِ خميسِ
كلُّ اتصالاتِ السعيدِ سعيدة ٌ
بمثابة ِ التثليثِ والتسديسِ
شرفاً لشاذلة ٍ ومرسية ٍسرتْ
لَهُما الرِّياسَة ُ مِنْ أجَلِّ رَئيس
ما إنْ نَسَبْتُ إلَيْهما شَيْخَيْهِما
إلاَّ جلوتهما جلاء عروسِ
العصر العباسي >> البوصيري >> تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ
تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ
رقم القصيدة : 13797
-----------------------------------
تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ(9/97)
تجنبهُ فيما يقولُ ويفعلُ
وكلُّ حسودٍ ما عدتهُ ملامة ٌ
وكلُّ لئيمٍ ما عليه معَوَّلُ
مَتَى قال عَنِّي السُّوءَ عِنْدَكَ إنَّهُ
كذاك يقولُ السوء عنك وينقلُ
العصر العباسي >> البوصيري >> بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
رقم القصيدة : 13798
-----------------------------------
بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
رَسَتْ مِنْ بِناءٍ مُحْكَمٍ فَوْقَ جُلْمُودِ
وَمُذْ غاضَ طُوفانُ العُلُومِ بِمَوْتِه اسْـ
ـتَوَى الفُلْكُ في ذَاكَ الضَّرِيحِ عَلَى الجُودِيِّ
العصر العباسي >> البوصيري >> قد أخذ المسلمون عكا
قد أخذ المسلمون عكا
رقم القصيدة : 13799
-----------------------------------
قد أخذ المسلمون عكا
وأشبعوا الكافرين صكا
وساقَ سلطاننا إليهمْ
خَيْلا تَدُكُّ الْجِبَالَ دَكَّا
وأقسم التركُ منذ سارتْ
لا تَرَكُوا لِلْفُرَنْجِ مُلْكاً
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> مذكرات رجل مجهول
مذكرات رجل مجهول
رقم القصيدة : 138
-----------------------------------
8 نيسان
أنا عامل , ادعى سعيد
من الجنوب
أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين
و كان عمري آنذاك
سنتين - ما اقسى الحياة
و أبشع الليل الطويل
و الموت في الريف العراقي الحزين -
و كان جدي لا يزال
كالكوكب الخاوي , على قيد الحياة
13
مارس
أعرف معنى أن تكون ؟
متسولا , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير !
و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟
أعرف معنى أن تكون ؟
لصاً تطارده الظلام
و الخوف عبر مقابر الريف الحزين !
16 حزيران
اني لأخجل أن أعري , هكذا بؤسي , أمام الآخرين
و أن أرى متسولاً , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير
و أن أمرغ ذكرياتي في التراب
فنحن , يا مولاي , قوم طيبون
بسطاء , يمنعنا الحياء من الوقوف
أبداً على أبواب قصرك , جائعين
13 تموز
و مات جدي , كالغراب , مع الخريف(9/98)
كالجرذ , كالصرصور , مات مع الخريف
فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة
فنحن , يا مولاي , نحن الكادحين
ننسى , كما تنسى , بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب
و هجرت قريتنا , و أمي الأرض تحلم بالربيع
و مدافع الحرب الأخير , لم تزل تعوى , هناك
ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع
و كان عمري آنذاك
عشرين عام
و مدافع الحرب الأخير لم تزل .. عشرين عام
مولاي ... ! تعوى في الصقيع
29 أيلول
ما زلت خادمك المطيع
لكنه علم الكتاب
و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب
و يقظة العملاق في جسدي الكئيب
و شعوري الطاغي , بأني في يديك ذبابة تدمى
و أنك عنكبوت
و عصرنا الذهبي , عصر الكادحين
عصر المصانع و الحقول
ما زال يغريني , بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1
مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون
لأنهم لا يعلمون
بأن أمثالي لهم حق الحياة
و حق تقرير المصير
و ان في أطراف كوكبنا الحزين
تسيل أنهار الدماء
من اجل انسان , الغد الآتي , السعيد
من اجلنا , مولاي انهار الدماء
تسيل من اطراف كوكبنا الحزين
19 شرين 2
الليل في بغداد , و الدم و الظلال
ابداً , تطاردني كأني لا ازال
ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان انسان الغد الآتي السعيد
انسان عالمنا الجديد
مولاي ! يولد في المصانع و الحقول
العصر العباسي >> البوصيري >> نَمْ هَنِيئاً مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ
نَمْ هَنِيئاً مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ
رقم القصيدة : 13800
-----------------------------------
نَمْ هَنِيئاً مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ
بجميلٍ قدَّمتَ بين يديكا
لم تزلْ عوننا على الدهرِ حتى
غَلَبَتْنَا يَدُ المَنُونِ عَلَيْكا
أنتَ أحسنتَ في الحياة ِ إلينا
أحسنَ اللهُ في الممات إليكا
العصر العباسي >> البوصيري >> عاشَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ البُوصِيرِيْ
عاشَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ البُوصِيرِيْ
رقم القصيدة : 13801
-----------------------------------(9/99)
عاشَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ البُوصِيرِيْ
وحياة ُ الكلابِ موتُ الحميرِ
عاشَ قَوْمٌ مُذْ قِيلَ إنِّي قدمتُّ
فماتوا قبلي بوخز الصدورِ
لَسْتُ مِمَّنْ يَمُوتُ أوْ يَقْدُمُوني
وأبكي عليهم في القبورِ
وصحيحٌ بأنني كنتُ قد متُّ
وأحياني جودُ هذا الوزير
العصر العباسي >> البوصيري >> أنشأتَ مدرسة ً ومارستانا
أنشأتَ مدرسة ً ومارستانا
رقم القصيدة : 13802
-----------------------------------
أنشأتَ مدرسة ً ومارستانا
لتصححَ الأجسامَ والأبدانا
العصر العباسي >> البوصيري >> كم قُلتُ للأكرمِ الحشاءِ أنصحهُ
كم قُلتُ للأكرمِ الحشاءِ أنصحهُ
رقم القصيدة : 13803
-----------------------------------
كم قُلتُ للأكرمِ الحشاءِ أنصحهُ
بأَنَّ عَبْدَكَ مُحْتاجٌ لِلَقَّانِ
فقالَ عَبْدِي عِفْريتٌ فَقُلْتُ لَهُ
إني أخافُ عليه من سُليمانِ
العصر العباسي >> البوصيري >> مسافرٌ سارت أحاديثه
مسافرٌ سارت أحاديثه
رقم القصيدة : 13804
-----------------------------------
مسافرٌ سارت أحاديثه
ما بَيْنَ كُلِّ العُرْبِ والعَجَمِ
سَرَى عَلَى النَجْم وَلا غَرْوَ فِي
مُسافرٍ يسرى على النجمِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
رقم القصيدة : 13882
-----------------------------------
كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ،
و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآنبِ
و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،
تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ
عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ
لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ
حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّة ٍ،
و لا علمَ ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ
لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ،
وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ
وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ،
لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ(9/100)
و ثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ
كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ
بنو عمه دنيا ، وعمرو بنُ عامرٍ ،
أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ
إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ
عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ
يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم
مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ
تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها،
جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ
جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ،
إذا ما التقى الجمعانِ ، أولُ غالبِ
لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها،
إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ
على عارفاتٍ للطعانِ ، عوابسٍ ،
بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ
إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،
إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ
فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ،
بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُ المضاربِ
يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ،
ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،
بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ
تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ ،
إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ
تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ،
وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،
و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ
لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ،
منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ
محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،
قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ
رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ،
يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
رقم القصيدة : 13883
-----------------------------------
إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ
بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ،
قاموا ، فقالوا : حمانا غيرُ مقروبٍ
ضلتْ حلومهمُ عنهم ، وغرهمُ
سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ(9/101)
قادَ الجيادَ منَ الجولانِ ، قائظة ً ،
منْ بينِ منعلة ٍ تزجى ، ومجنوبِ
حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ ، ما طمعتْ ،
في منزلٍ ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ
يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها
شدُّ الرواة ِ بماءٍ ، غيرِ مشروبِ
قُبُّ الأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها،
كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ
شُعْتٌ، عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ،
شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ
و ما بحصنٍ نعاسٌ ، إذ تؤرقهُ
أصْواتُ حَيٍّ، علي الأمرارِ، مَحرُوبِ
ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلة ٍ،
لدى صَليبٍ، على الزّوْراءِ، منصوبِ
فإذا وُقيتِ، بحمدِ اللَّهِ، شِرّتَها،
فانجي، فَزارَ، إلى الأطوادِ، فاللُّوبِ
ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ،
فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ
لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ،
ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ، مَسْلوبِ
أو حُرة ٍ كَمهَاة ِ الرّملِ قد كُبِلَتْ
فوقَ المعَاصِمِ منها، والعَراقيبِ
تدعو قعيناً وقد عضّ الحديدُ بها ،
عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الأنابيبِ
مُستَشعِرينَ قدَ الفَوا، في ديارِهِمُ،
دُعاءَ سُوعٍ، ودُعميٍّ، وأيّوبِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ،
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ،
رقم القصيدة : 13884
-----------------------------------
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني
و تلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ
فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي
هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ
حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،
لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب
مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،
أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،
فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني(9/102)
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟
فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ
وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،
فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،
رقم القصيدة : 13885
-----------------------------------
فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،
فإنّ مَظِنّة َ الجَهْلِ الشّبابُ
فكُنْ كأبيكَ، أو كأبي بَراءٍ،
توافقكَ الحكومة ُ والصوابُ
ولا تَذهَبْ. بحِلمِكَ، طامِياتٌ
منَ الخيلاءِ ، ليسَ لهنّ بابُ
فإنكَ سوفَ تحلمُ ، أو تناهى ،
إذا ما شبتَ ، أو شابَ الغرابُ
فإن تكُنِ الفَوارِسُ، يومَ حِسْيٍ،
أصابوا، مِنْ لِقائِكَ، ما أصابوا
فما إنْ كانَ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ،
ولكنْ أدرَكوكَ، وهُمْ غِضابُ
فوارسُ ، منْ منولة َ ، غيرُ ميلٍ ،
و مرة ً ، فوقَ جمعهمُ العقابُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،
مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،
رقم القصيدة : 13886
-----------------------------------
مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،
والدّهرُ بالوِترِ ناجٍ، غيرُ مطلوبِ
ما من أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمة ٍ ،
إلاّ يشدّ عليهم شدة َ الذيبِ
حتى يبيدَ ، على عمدٍ ، سراتهمُ ،
بالنافذاتِ منَ النبلِ المصاييبِ
إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَة ً
بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟
أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟
رقم القصيدة : 13887
-----------------------------------
أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟
عفتْ روضة ُ الأجداد منها ، فيثقبُ(9/103)
عفا آية ُ ريحُ الجنوبِ معَ الصبا ،
وأسحَم دانٍ، مزنُهُ متَصَوِّبُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها
كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها
رقم القصيدة : 13888
-----------------------------------
كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها
مصكٌّ ، يباري الجونَ ، جأبٌ معقربُ
رعى الروضَ حتى نشتِ الغدرُ والتوتْ
برِجْلاتِها، قِيعانُ شرجٍ وأيهَبُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،
حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،
رقم القصيدة : 13889
-----------------------------------
حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،
للماء ، في النحرِ منها ، نوطة ٌ عجبُ
تدعو القطا ، وبها تدعى ، إذا نسبتْ
يا حسنها ، حين تدعوها ، فتنتسبُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،
لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،
رقم القصيدة : 13890
-----------------------------------
لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،
تزورُ ببُصرى ، أو ببُرقة ِ هارِبِ
فتى ، لم تلدهُ بنتُ أمٍ قريبة ٍ ،
فيضوي ، وقد يضوى رديدُ الأقاربِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،
وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،
رقم القصيدة : 13891
-----------------------------------
وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،
يصولُ الوَرْدُ فيها والكُمَيتُ
إلى ذُبيانَ، حتى صبّحَتْهُمْ،
و دونهمُ الربائعُ والخبيتُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،
كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،
رقم القصيدة : 13892
-----------------------------------
كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،
سَفِينُ البَحرِ يَمّمْنَ القَراحاَ
قفا ، فتبينا أعريتناتٍ
يوخي الحيُّ ، أمْ أموا لباحا
كأنّ ، على الحدوجِ ، نعاجَ رملٍ ،
زهاها الذعرُ ، أو سمعتْ صياحاَ(9/104)
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن
و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن
رقم القصيدة : 13893
-----------------------------------
و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن
قتباً يعضّ بغاربٍ ، ملحاحا
فالرفقُ يمنٌ ، والأناة ُ سعادة ٌ ،
فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَ
واليأسُ ممّا فاتَ يُعقِبُ راحَة ً،
ولربّ مَطعَمة ٍ تَعودُ ذُباحا
يعدُ ابنَ جَفنَة َ وابن هاتكِ عَرشه،
و الحارثينِ ، بأن يزيدَ فلاحا
ولقد رأى أنّ الذين هوَ غالَهُمْ،
قد غالَ حميرَ قيلها الصباحاَ
والتَّبّعينِ، وذا نُؤاسٍ، غُدوَة ً
و علا أذينة َ ، سالبَ الأرواحا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛
يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛
رقم القصيدة : 13894
-----------------------------------
يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛
و كيفَ بحصنٍ ، والجبالُ جموحُ
ولم تَلفظِ الموتَى القُبورُ، ولم تَزلْ
نجومُ السماءِ، والأديمُ صَحيحُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، ( معلقة )
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، ( معلقة )
رقم القصيدة : 13895
-----------------------------------
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها،
عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ
إلاّ الأواريَّ لأياً ما أُبَيّنُهَا،
والنُّؤي كالحَوْضِ بالمظلومة ِ الجَلَدِ
رَدّت عليَهِ أقاصيهِ، ولبّدَهُ
ضَرْبُ الوليدة ِ بالمِسحاة ِ في الثَّأَدِ
خلتْ سبيلَ أتيٍ كانَ يحبسهُ ،
و رفعتهُ إلى السجفينِ ، فالنضدِ
أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا
أخننى عليها الذي أخنى على لبدِ
فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له،
و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ
مَقذوفة ٍ بدخيس النّحضِ، بازِلُها
له صريفٌ القعوِ بالمسدِ(9/105)
كأنّ رَحْلي، وقد زالَ النّهارُ بنا،
يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ
من وحشِ وجرة َ ، موشيٍّ أكارعهُ ،
طاوي المصيرِ، كسيفِ الصّيقل الفَرَدِ
سرتْ عليه ، من الجوزاءِ ، سارية ٌ ،
تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ
فارتاعَ من صوتِ كلابٍ ، فباتَ له
طوعَ الشّوامتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ
فبَثّهُنّ عليهِ، واستَمَرّ بِهِ
صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ
وكان ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُهُ،
طَعنَ المُعارِكِ عند المُحجَرِ النَّجُدِ
شكَّ الفَريصة َ بالمِدْرى ، فأنفَذَها،
طَعنَ المُبَيطِرِ، إذ يَشفي من العَضَدِ
كأنّه، خارجا من جنبِ صَفْحَتَهِ،
سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأدِ
فظَلّ يَعجَمُ أعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً،
في حالكِ اللونِ صدقٍ ، غير ذي أودِ
لما رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبهِ ،
ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ، ولا قَوَدِ
قالت له النفسُ : إني لا أرى طمعاً ،
و إنّ مولاكَ لم يسلمْ ، ولم يصدِ
فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ
فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ
و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ،
ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ
إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ :
قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ
يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،
كما أطاعكَ ، وادللهُ على الرشدِ
ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً
تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ
إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ
سبقَ الجواد ، إذا استولى على الأمدِ
أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها،
منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ
الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها
سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَدِ
و الأدمَ قد خيستْ ، فتلاً مرافقها
مَشدودَة ً برِحالِ الحيِرة ِ الجُدُدِ
و الراكضاتِ ذيولَ الريطِ ، فانقها
بردُ الهواجرِ ، كالغزلانِ بالجردِ(9/106)
والخَيلَ تَمزَغُ غرباً في أعِنّتها،
كالطيرِ تنجو من الشؤبوبِ ذي البردِ
احكمْ كحكم فتاة ِ الحيّ ، إذ نظرتْ
إلى حمامِ شراعٍ ، واردِ الثمدِ
يحفهُ جانبا نيقٍ ، وتتبعهُ
مثلَ الزجاجة ِ ، لم تكحلْ من الرمدِ
قالت: ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا
إلى حمامتنا ونصفهُ ، فقدِ
فحسبوهُ ، فألقوهُ ، كما حسبتْ ،
تِسعاً وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
فكملتْ مائة ً فيها حمامتها ،
و أسرعتْ حسبة ً في ذلكَ العددِ
فلا لعمرُ الذي مسحتُ كعبتهُ ،
و ما هريقَ ، على الأنصابِ ، من جسدِ
والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ، تمسَحُها
ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسعدِ
ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به ،
إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي
إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها ،
كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ
غذاً فعاقبني ربي معاقبة ً ،
قرتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفندِ
أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني،
و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ
مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ،
و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ
لا تقذفني بركنٍ لا كفاءَ له ،
وإنْ تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
فما الفُراتُ إذا هَبّ غواربه
تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ
يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ،
فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ
يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً
بالخيزرانة ِ ، بعدَ الأينِ والنجدِ
يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ،
ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً،
فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ
ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ نَفَعَتْ،
فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
رقم القصيدة : 13896
-----------------------------------
مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ(9/107)
أَفِدَ التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا
لما تزلْ برحالنا ، وكأنْ قدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
و بذاكَ خبرنا الغدافُ الأسودُ
لا مرحباً بغدٍ ، ولا أهلاً بهِ ،
إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ
حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،
والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي
في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها،
فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ
غنيتْ بذلك ، غذ همُ لكَ جيرة ٌ ،
منها بعَطْفِ رسالَة ٍ وتَوَدُّدِ
ولقد أصابَتْ قَلبَهُ مِنْ حُبّهَا،
عن ظَهْرِ مِرْنانٍ، بسَهمٍ مُصردِ
نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ
و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها ،
ذهبٌ توقَّدُ، كالشّهابِ المُوقَدِ
صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها
كالغُصنِ، في غُلَوائِهِ، المتأوِّدِ
والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ،
والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ
محطُوطَة ُ المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ٍ،
ريّا الرّوادِفِ، بَضّة ُ المتَجرَّدِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍ ،
كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ
أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة ٍ،
بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ،
فتناولتهُ ، واتقنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ
عنمٌ ، يكادُ من اللطافة ِ يعقدُ
نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها،
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ
تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍ،
برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ
كالأقحوانِ، غَداة َ غِبّ سَمائِه،
جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي
زَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،
عذبٌ مقبلهُ ، شهيُّ الموردِ
زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ
عذبٌ ، غذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِ
زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ
يشفى ، بريا ريقها ، العطشُ الصدي
أخذ العذارى عِقدَها، فنَظَمْنَهُ،(9/108)
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ
لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ ،
عبدَ الإلهِ ، صرورة ٍ ، متعبدِ
لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها ،
و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ
بتَكَلّمٍ، لو تَستَطيعُ سَماعَهُ،
لدنتْ لهُ أروى الهضابِ الصخدِ
و بفاحمٍ رجلٍ ، أثيثٍ نيتهُ ،
كالكرمِ مالَ على الدعامِ المسندِ
فإذا لَمستَ لمستَ أجخثَمَ جاثِماً،
متحيزاً بمكانهِ ، ملءَ اليدِ
و إذا طَعَنتَ طعنتَ في مستهدفٍ ،
رابي الَمجَسّة ِ، بالعَبيرِ مُقَرْمَدِ
و إذا نزعتَ نزعتَ عن مستحصفٍ
نَزّعَ الحَزَوَّرِ بالرّشاءِ المُحْصَدِ
و إذا يعضّ تشدهُ أعضاؤهُ ،
عضّ الكَبيرِ مِنَ الرّجالِ الأدردِ
ويكادُ ينزِعُ جِلدَ مَنْ يُصْلى به
بلوافحٍ، مثلِ السّعيرِ المُوقَدِ
لا واردٌ منها يحورُ لمصدرٍ
عنها ، ولا صدرٌ يحورُ لموردِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ
اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ
رقم القصيدة : 13897
-----------------------------------
اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ
بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأساوِدِ
تعاورها الأرواحُ ينسفنَ تربها ،
و كلُّ مثلثٍ ذي أهاضيبَ ، راعدِ
بها كلّ ذيالٍ وخنساءَ ترعوي
إلى كلّ رجافٍ ، من الرملِ ، فاردِ
عهدتُ بها سعدي غريرة ٌ
عَرُوبٌ، تَهادى في جَوارٍ خرائِدِ
لعمري ، لنعمَ الحيّ صبحَ سرْ بنا
و أبياتنا ، يوماً ، بذاتِ المراودِ
يقودهمُ النعمانُ منهُ بمصحفٍ ،
و كيدٍ يغمّ الخارجيَّ ، مناجدِ
و شيمة ِ لا وانٍ ، ولا واهنِ القوى ،
وَجَدٍّ، إذا خابَ المُفيدونَ، صاعدِ
فآبَ بأبكارٍ وعونٍ عقائلٍ ،
أوانِسَ يَحمْيها امْرُؤٌ غيرُ زاهِدِ
يُخَطّطْنَ بالعيدانِ في كلّ مَقْعَدٍ،
و يخبأنَ رمانَ الثديّ النواهدِ
ويضربْنَ بالأيْدي وراء بَراغِزٍ،
حِسانِ الوُجوه، كالظّباءِ العواقِدِ
غرائِرُ لم يَلْقَيْنَ بأساء قَبلَها،
لدى ابن الجلاحِ ، ما يثقنَ بوافدِ(9/109)
أصابَ بني غيظٍ ، فأصحوا عبادهُ ،
وجَلّلَها نُعْمَى على غيرِ واحِدِ
فلا بُدّ من عوجاءَ تَهْوي براكِبٍ،
إلى ابنِ الجُلاح، سيَرُها اللّيلَ قاصِدُ
تخبّ إلى النعمانِ ، حتى تنالهُ ،
فِدى ً لكَ من رَبٍّ طريفي، وتالِدي
فسكنتَ نفسي ، بعدما طارَ روحها ،
وألبَستَني نُعْمَى ، ولستُ بشاهِدِ
وكنتُ امرأً لا أمدَحُ الدّهرَ سُوقَة ً،
فلَسْتُ، على خَيرٍ أتاك، بحاسِدِ
سبَقْتَ الرّجالَ الباهِشيِنَ إلى العُلَى ،
كسبقِ الجوادِ اصطادَ قبل الطواردِ
علَوتَ مَعَدّاً نائِلاً ونِكايَة ً،
فأنتَ، لغَيثِ الحمدِ، أوّلُ رائِدِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،
أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،
رقم القصيدة : 13898
-----------------------------------
أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،
ومَحمَدة ً من باقياتِ المَحامِدِ
حباءُ شقيقٍ فوقَ أعظمِ قبره ،
و ما كان يحبى قبله قبرُ وافدِ
أتى أهلهُ منهُ حباءٌ ونعمة ٌ ؛
ورُبّ امرىء ٍ يَسعِى لآخرَ قاعدِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،
يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،
رقم القصيدة : 13899
-----------------------------------
يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،
بعدَ الذينَ تتَابَعوا بالمَرْصَدِ
لو عاينتكَ كماتنا بطوالة ٍ ،
بالحَزْوَريّة ، أو بلابة ِ ضرغدِ
لثويتَ في قدٍّ ، هنالك ، موثقاً
في القومِ، أو لَثَوَيْتَ غيرَ موَسَّدِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> إلى أرنست همنجواي
إلى أرنست همنجواي
رقم القصيدة : 139
-----------------------------------
في أسبانيا
الموت في مدريدْ
و الدم في الوريد
و الأقحوان تحت أقدامك و الجليد
أعيادُ اسبانيا بلا مواكبٍ
أحزان اسبانيا بلا حدود
لمن تُدق هذه الأجراس
لوركا صامتٌ
و الدم في آنية الورود
و ليل غرناطة تحت قبعات الحرس الأسود و الحديد
يموتُ , و الأطفال في المهود(9/110)
يبكونَ
لوركا صامتٌ
و أنت في مدريد
سلاحك الألمْ
و الكلمات و البراكين التي تقذف بالحمم
لمن تدق هذه الأجراس ؟
أنت صامتٌ , و الدّمْ
يخضب السرير و الغابات و القمم
(2)
حافة الموت
النار في الدخانْ
و الخمر في الجرّة و الورود في البستان
و الكلمات و العصافير و داء الحب و الزمان
صمتُ البحار أقلق الربان
و كان يا ما كان
كان صراعاً دامياً بين قوى الطلام و الإنسان
الساعة الثامنة , الليلة
في حديقة النسيان
سنلتقي !
و غاب في شوارع المدينة المجهولة المكان
و انتحبت صبيّةٌ
و اطبقت عينان
ضيعتُه
وجدتُه في كُتب الرحّالة الأسبان
كان يغني تحت رايات شعوبِ الأرضِ
تحت راية الإنسان
(3)
النهاية
الموت حتف الأنفِ
لوركا , قال لي
و قال لي القمرْ
ضيعتني
ضيعّك الوتر
موّتك الضجر
رحلت و الربيع في طريقنا
و ارتحل الغجر
و أحرقت خيامهم
و احترق الزهر
اغنيةٌ ينزفُ منها الدمُ
كانت
قال لي : نبوءة القدر
سألت عنك الشيخ محي الدين
قال في فمي حجر
رسالة العشق و معبودك تحت قدمي القمر
مذابح العالم في قلبك و الأطلال و الذِكر
قال صديقي الشيخ محي الدين
لا تسأل عن الخبر
فالناس يمضون و لا يأتونَ
و السر على شفاهنا انتحر
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
رقم القصيدة : 13900
-----------------------------------
عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟
أقوى ، وأقفَرَ من نُعمٍ، وغيّرهَ
هُوجُ الرّياحِ بها والتُّربِ، مَوّارِ
وقفتُ فيها، سراة َ اليومِ، أسألُها
عن آلِ نُعْمٍ، أمُوناً، عبرَ أسفارِ
فاستعجمتْ دارُ نعمٍ ، ما تكلمنا ،
و الدارُ ، لو كلمتنا ، ذاتُ أخبارِ
فما وجَدْتُ بها شيئاً ألوذُ به،
إلاّ الثُّمامَ وإلاّ مَوْقِدَ النّارِ
وقد أراني ونُعْماً لاهِييَنِ بها،
والدّهرُ والعيشُ لم يَهمُمْ بإمرارِ
أيّامَ تُخبْرُني نُعْمٌ وأُخبِرُها،(9/111)
ما أكتُمُ النّاسَ من حاجي وأسراري
لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ،
لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ
فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛
والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ
نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً ؛
سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري
رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ،
والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ
فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ
حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ
بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها،
لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ
تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ،
لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري
و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ،
في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ
تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ
عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ
كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها،
من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ
أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ
إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ
ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري،
أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟
بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ،
فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ
إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ،
يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ
نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ،
يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ
إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني،
وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ
و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ،
نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ
جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ
وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ
تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ
ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ
إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها،
تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ
كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ،
ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ
مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ،
من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ
مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له(9/112)
نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ
سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ،
و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ
باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ
بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ
وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ،
مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ
حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ،
و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ
أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ،
عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ
مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ،
ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ
يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ،
طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ
حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ،
أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ
فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما
كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ
فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ،
شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ
ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ
بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ
وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ،
من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ
وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به،
يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ
حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ،
وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ
انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ،
يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ
فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها
طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
رقم القصيدة : 13901
-----------------------------------
لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
وعنَ ترَبُّعِهِمْ في كلّ أصْفارِ
وقلتُ: يا قومُ، إن اللّيثَ مُنقَبِضٌ
على براثنهِ ، للوثبة ِ الضاري
لا أعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها،
كأنّ أبكارها نعاجُ دوارِ
ينْظرْنَ شزْراً إلى من جاء عن عُرُضٍ
بأوجهٍ منكراتِ الرقّ ، أحرارِ
خَلَفَ العضاريطِ لا يوقَينَ فاحشة ً،
مستمسكاتٍ بأقتابٍ وأكوارِ
يُذرينَ دمعاً، على الأشفار مُنحدراً،(9/113)
يأملنَ رحلة َ حصنٍ وابنِ سيارِ
إما عُصِيتُ، فإنّي غيرُ مُنفَلِتٍ
مني اللصابُ ، فجنبا حرة ِ النارِ
أو أضعُ البيتَ في سوداءِ مظلمة ٍ ،
تقيدُ العيرَ ، لا يسري بها الساري
تدافعُ الناسَ عنا ، حينَ نركبها ،
من المظالمِ تدعى أمّ صبارِ
ساق الرفيداتِ من جوش ومن عظمٍ
و ماشَ منْ رهطِ ربعيٍ وحجارِ
قَرْمَيْ قُضاعة َ حَلاً حَولَ حُجرته
مَدّا عليهِ بسُلاّفٍ أنْفارِ
حتى استقلّ بجمعٍ ، لا كفاءَ له ،
ينفي الوحوشَ عن الصحراءِ جرارِ
لا يَخفِضُ الرِّزّ عن أرضٍ ألَمّ بها؛
ولا يَضِلُّ على مصباحِهِ السّاري
وعَيّرَتْني بَنُو ذُبيانَ خَشْيَتَهُ،
وهل عليّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عَارِ؟
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
رقم القصيدة : 13902
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
وزبّانَ، الذي لم يَرْعَ صِهْرِي
فإيّاكُمْ وَعُوراً دامياتٍ،
كأن صِلاءَهُنّ صِلاءُ جَمْرِ
فإني قد أتاني ما صنعتمْ ،
و ما وشحتمُ من شعرِ بدرِ
فلم يكُ نولكمُ أن تشفذوني ،
و دوني عازبٌ وبلادُ حجرِ
فإنّ جوابها، في كلّ يومٍ،
ألَمّ بأنْفُسٍ منكمْ، وَوَفْرِ
ومَنْ يَتَرَبّصِ الحَدَثانَ تَنزِلْ
بمولاهُ عوانٌ ، غيرُ بكرِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،
نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،
رقم القصيدة : 13903
-----------------------------------
نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،
يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني
مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
أرأيتَ، يومَ عُكاظَ، حينَ لقِيتَني
تحتَ العَجاجِ، فما شَقَقتَ غُبارِي
إنّا اقتَسَمنْا خُطّتيَنْاَ بَيْنَنَا،
فحملتُ برة َ ، واحتملتَ فجارِ
فلتأتينكَ قصائدٌ ، وليدفعنْ
جيشٌ إليكَ قوادمَ الأكوارِ
رهطُ ابنِ كوزٍ أدراعهم ،(9/114)
فيهمْ، ورهطُ ربيعة َ بنِ حُذارِ
ولِرَهْطِ حَرّابٍ وقَدٍّ سُورَة ٌ
في المَجدِ، ليسَ غُرابُهُم بمُطارِ
وبنو قُعَينٍ، لا مَحَالَة َ أنّهُمْ
آتوكَ ، غيرَ مقلمي الأظفارِ
سَهِكِينَ مِن صَدإ الحديدِ كأنّهم،
تحتَ السنورِ ، جنة ُ البقارِ
وبنُو سُواءَة َ زائرُوكَ بوفِدِهِمْ
جيشاً، يَقودُهُمُ أبو المِظفارِ
وبنو جَذيمَة َ حَيّ صِدْقٍ، سادة ٌ،
غلبوا على خبتٍ إلى تعشارِ
متكنفي جنبيْ عكاظَ كليهما ،
وُفُراً، غَداة َ الرّوعِ والإنفار
و الغاضريونَ ، الذينَ تحملوا ،
بِلِوائِهِمْ، سَيراً لِدارِ قَرارِ
تَمشي بهمْ أُدْمٌ، كأنّ رِحالَها
عَلَقٌ هُرِيقَ على مُتُونِ صُوارِ
شُعَبُ العِلافيّاتِ بين فُرُوجِهِمْ،
و المحصناتُ عوازبُ الأطهارِ
بُرُزُ الأكفّ من الخِدامِ، خوارجٌ،
منْ فرجِ كلّ وصيلة ٍ وإزارِ
شُمُسٌ، مَوَانعٌ كلّ ليلة ِ حُرّة ٍ،
يُخْلِفْنَ ظَنّ الفاحِشِ المِغْيارِ
جَمْعاً، يَظَلّ به الفضاءُ مُعَضِّلاً،
يَدَعُ الإكامَ كأنّهنّ صَحاري
لم يحرموا حسنَ الغذاءِ ، وأمهمْ
طفحتْ عليكَ بناتقٍ مذكارِ
حَولي بَنُو دُودانَ لا يَعصُونَني،
وبنَو بَغيضٍ، كلّهُمْ أنصارِي
زيدُ بنُ زيدٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ،
و على كنيبٍ مالكُ بنُ حمارِ
و على الرميشة ِ ، من سكينٍ ، حاضرٌ ؛
و على الثينة ِ من بني سيارِ
فيهمْ بناتُ العسجديّ ولاحقٍ ،
ورقاً مراكلها منَ المضمارِ
يَتَحَلّبُ اليَعضيدُ مِنْ أشداقِها،
صُفراً مناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ
تشلى توابعها إلى ألافها ،
خَبَبَ السّباعِ الوُلّهِ، الأبكارِ
إتّ الرميشة َ مانعٌ أرماحنا
ما كانَ مِنْ سَحَمٍ بها، وصَفارِ
فأصَبْنَ أبْكاراً، وهُنّ بإمّة ٍ،
أعْجَلْنَهُنّ مَظِنّة َ الإعْذارِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،
كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،
رقم القصيدة : 13904
-----------------------------------
كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،(9/115)
وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا
أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها،
وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا
تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها،
و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟
ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ
على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا
و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ،
يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا
ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا،
و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا
لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً
و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا
وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ
جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا
رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ،
وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا
و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ،
ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا
فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً،
و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا
فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ
تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا
سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ،
وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا
و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ،
تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا
تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ،
وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا
حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي،
و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا
أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ
غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا :
ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ،
فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا
و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ،
على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا
و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ،
وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا
فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ،
وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ
لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ
رقم القصيدة : 13905
-----------------------------------(9/116)
لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ
يُريدُ بني حُنّ، ببُرقَة ِ صادِرِ
تجنبْ بني حنّ ، فإنّ لقاءهمْ
كريهٌ، وإنْ لم تَلقَ إلاّ بصابِرِ
عِظامُ اللُّهى َ، أوْلادُ عُذْرَة َ إنّهُمْ
لهاميمُ ، يستلهونها بالحناجرِ
و همْ منعوا وادي القرى من عدوهم
بجمعٍ مبيرٍ للعدوّ المكاثرِ
منَ الوارداتِ الماءِ بالقاعِ تستقي
بأعجازها ، قبلَ استقاءِ الخناجرِ
بُزاخِيّة ٍ ألْوَتْ بلِيفٍ، كأنّهُ
عفاءُ قلاصٍ ، طارَ عنها ، تواجرُ
صغارِ النوى مكنوزة ٍ ليسَ قشرها ،
إذا طارَ قِشرُ التَّمْرِ، عنها بطائِرِ
هُمُ طَرَدوا عَنها بَلِيّاً، فأصبْحتْ
بَلِيُّ بوادٍ، من تِهامة َ، غائِرِ
و هم منعوها من قضاعة َ كلها ،
و من مضرَ الحمراءِ ، عند التغاورِ
و هم قتلوا الطائيَّ بالحجر ، عنوة ً ،
أبا جابرٍ، واستَنكَحوا أُمَّ جابرِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،
ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،
رقم القصيدة : 13906
-----------------------------------
ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،
فقد أصبْحتْ، عن منَهجِ الحقّ، جائرهْ
أجِدَّكُمُ لن تَزْجُرُوا عن ظُلامَة ٍ
سفيهاً ، ولن ترعوا لذي الودّ آصرهْ
فلو شَهِدَتْ سهْمٌ وأبناءُ مالِكٍ،
فتعذرني منْ مرة َ المتناصرهْ
لجاؤوا بجمعٍ ، لم يرَ الناسُ مثله ،
تَضاءلُ منه، بالعَشِيّ، قصائرَهْ
ليهنئْ لكم أن قد نفيتمْ بيوتنا ،
مندى عبيدانَ المحلئِ باقرهْ
وإني لألْقَى من ذوي الضِّغْنِ منهمُ،
و ما أصبحتْ تشكو من الوجدِ ساهرهْ
كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛
وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ
فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،
و لا تغسيني منك بالظلمِ بادرهْ
فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،
و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ
تذكرَ أني يجعلُ اللهُ جنة ً ،
فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ
فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،
وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ(9/117)
أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،
مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ
فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،
ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه
فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛
وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا
على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ
فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني
رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ
أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،
و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،
ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،
رقم القصيدة : 13907
-----------------------------------
ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،
و ما وداعكَ منْ قفتْ به العيرُ
و ما رأيتكَ إلاّ نظرة ً عرضتْ ،
يوْمَ النِّمارة ِ، والمأمورُ مأمورُ
إنّ القُفولَ إلى حيَ، وإن بَعُدوا،
أمسَوْا، ودونَهُمُ ثَهْلانُ فالنِّيرُ
هل تبلغنيهمُ حرفٌ مصرمة ٌ ،
أجدُ الفقارِ ، وإدلاجٌ وتهجيرُ
قد عُرّيتْ نصْفَ حولٍ أشهراً جُدُداً
يسفي ، على رحلها ، بالحيرة ، المورُ
وقارَفَتْ، وَهْيَ لم تَجرَبْ، وباعَ لها
من الفصافصِ ، بالنميّ ، سفسيرُ
ليستْ ترى حَوْلَها إلْفاً، وراكِبُها
نشوانُ، في جَوّة ٍ الباغوثِ، مَخمورُ
تلقي الإوزينَ ، في أكنافِ دارتها ،
بَيْضاً، وبينَ يدَيها التّبنُ مَنشورُ
لولا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ،
لَقالَ راكِبُها في عُصْبَة ٍ: سيرُوا
كأنها خاضِبٌ أظْلافَهُ، لَهِقٌ،
قهدُ الإهابِ ، تربتهُ الزنابيرُ
أصاخَ مِنْ نَبَأة ٍ، أصغى لها أُذُناً،
صماخها ، بدخيسِ الروقِ ، مستورُ
من حسّ أطلسَ ، تسعى تحته شرعٌ
كأنّ أحناكها السفلى مآشيرُ
يقولُ راكِبُها الجِنّيّ، مُرْتَفِقاً:
هذا لكنّ ، لحمُ الشاة ِ محجورُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،
صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،
رقم القصيدة : 13908(9/118)
-----------------------------------
صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،
طويلة ُ الإطراقِ من غيرِ خفرْ
داهية ٌ قد صغرتْ من الكبرْ ،
كأنما قد ذهبتْ بها الفكرْ
مهروتة ُ الشدقينِ ، حولاءُ النظرْ ،
تفترّ عن عوجٍ حدادٍ ، كالإبرْ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،
يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،
رقم القصيدة : 13909
-----------------------------------
يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،
و عينُ باغٍ ، فكانَ الأمرُ ما ائتمرا
يا قومُ إنّ ابنَ هندٍ غيرُ تارِكِكُمْ؛
فلا تكونوا، لأدنَى وقعَة ٍ، جَزَرَا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،
أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،
رقم القصيدة : 13910
-----------------------------------
أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،
في البأسِ والجودِ بينَ العِلمِ والخبرِ
متوجٌ بالمعالي ، فوقَ مفرقهِ ،
وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صُورة ِ القمرِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى
بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى
رقم القصيدة : 13911
-----------------------------------
بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى
مَظِنّة ِ كلبٍ، أو مِياهِ المواطِرِ
ترى الرّاغبينَ العاكِفينَ ببابِهِ،
على كلّ شيِزى أُترِعتْ بالعُراعرِ
له بفناءِ البيتِ سوداءُ فخمة ٌ ،
تلقمُ أوصالَ الجزورِ العراعرِ
بقيّة ُ قَدْرٍ مِنْ قُدورٍ تُوُرّثَتْ
لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعدَ كابرِ
تظلّ الإماءُ يبتدرنَ قديمها ،
كما ابتَدَرَتْ سَعدٌ مياهَ قُراقِرِ
وهم ضرَبوا أنفَ الفَزاريّ، بعدما
أتاهم بمَعقُودٍ من الأمرِ، قاهرِ
اتطمعُ في وادي القرى وجنابه ،
و قد منعوا منهُ جميعَ المعاشرِ ؟
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،
من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،
رقم القصيدة : 13912(9/119)
-----------------------------------
من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،
ومنَ النَّصيحَة ِ كثرة ُ الإنذارِ
لاأعرِفَنّكَ عارِضاً لرِماحنِا،
في جفّ تغلب ، واديَ الامرارِ
يا لهفَ أمّي، بعدَ أسرَة ِ جَعوَلٍ،
ألاّ أُلاقيَهم ورهطَ عِرارِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،
فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،
رقم القصيدة : 13913
-----------------------------------
فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،
فإنّني منك لمّا أقضِ أوطاري
يدني عليهنّ دفاً ، ريشهُ هدمٌ ،
و جؤجؤاً ، عظمه ، من لحمه ، عارِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،
المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،
رقم القصيدة : 13914
-----------------------------------
المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،
و طولُ عيشٍ قد يضرهْ
تفنى بشاشتهُ ، ويبقى ،
بعدَ حلوِ العيشِ ، مرهْ
وتَخونُهُ الأيّامُ، حتَى
لا يَرَى شيئاً يَسُرّهْ
كَم شامتٍ بي، إن هلكتُ،
و قائلٍ : للهِ درهْ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،
عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،
رقم القصيدة : 13915
-----------------------------------
عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،
فجنبا أريكٍ ، فالتلاعُ الدوافعُ
فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها
مصايفُ مرتْ ، بعدنا ، ومرابعُ
توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها
لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ،
و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ
كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها ،
عليه ، حصيرٌ ، نمقتهُ الصوانعُ
على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها،
يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع
فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها
على النحرِ ، منها مستهلٌّ ودامعُ
على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا،
و قلتُ : ألما أصحُ والشيبُ وازعُ ؟
وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ(9/120)
مكان الشغافِ ، تبغيهِ الأصابعُ
وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ،
أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ
فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ٌ
من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها،
لحليِ النساءِ ، في يديهِ ، قعاقعُ
تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها،
تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ
أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،
و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ
لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،
لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ
أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها،
وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ
أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،
له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،
و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،
و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،
وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟
بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ ،
يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ
سماماً تباري الريحَ ، خوصاً عيونها ،
لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ
عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ،
فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ
لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،
كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ
فإن كنتُ ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ ،
و لا حلفي على البراءة ِ نافعُ
ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ،
و أنتَ بأمرٍ ، لا محالة َ ، واقعُ
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،
وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ٍ ،
تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ
أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ً ،
و تتركُ عبداً ظالماً ، وهوَ ظالعُ ؟
وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ،
وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ
أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ،
فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ(9/121)
و تسقى ، إذا ما شئتَ ، غيرَ مصردٍ ،
بزوراءَ ، في حافاتها المسكُ كانعُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ
ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ
رقم القصيدة : 13916
-----------------------------------
ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ
خلتْ لهمُ من كلّ مولى وتابعِ
سوى أسدٍ يحمونها كلّ شارقٍ ،
بألفَيْ كَمّيٍ ذي سِلاحٍ، ودارِعِ
قُعُوداً على آلِ الوجيهِ ولاحقٍ،
يقيمونَ حولياتها بالمقارعِ
يهزونَ أرماحاً طوالاً متونها ،
بأيْدٍ طوالٍ، عارياتِ الأشاجِعِ
فدَعْ عَنكَ قوْماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ،
هُمُ ألحَقُوا عَبسْاً بأرضِ القعاقِعِ
و قد عسرتْ ، من دونهمْ بأكفهمْ ،
بنو عامرٍ عسرَ المخاضِ الموانعِ
فما أنا في سهمٍ ، ولا نصرِ مالكٍ
و مولاهمُ عبدِ بنِ سعدٍ ، بطامعِ
إذا نزَلوا ذا ضَرْغَدٍ، فعُتائِداً،
يُغَنّيِهمُ فيها نَقيقُ الضفادِعِ
قُعُوداً لَدَى أبياتِهِمْ يَشْمِدونَها،
رمى اللهُ في تلكَ الأنوفِ الكوانعِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،
و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،
رقم القصيدة : 13917
-----------------------------------
و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،
ويأتِ مَعَدّاً مُلكُها وربيعُهَا
ويَرْجعِ إلى غسّانَ، مُلكٌ وسؤدُدٌ،
و تلكَ المنى ، لو أننا نستطيعها
وإنْ يَهْلِكِ النّعمانُ تُعرَ مَطَيّهُ،
و يلقَ ، إلى جنبِ الفناءِ ، قطوعها
و تنحطْ حصانٌ ، آخرَ الليل ، نحطة ً
تقضقضُ منها ، أو تكادُ ضلوعها
على إثرِ خيرِ الناس ، إن كانَ هالكاً ،
و إنْ كانَ في جنبِ الفتاة ِ ضجيعها
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،
تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،
رقم القصيدة : 13918
-----------------------------------
تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،
هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ(9/122)
لو كنتَ تَصدُقُ حبَّهُ لأطَعْتَهُ؛
إنّ المحبّ، لمن يُحبّ، مُطيعُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،
دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،
رقم القصيدة : 13919
-----------------------------------
دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،
وكيفَ تَصابي المرء، والشّيبُ شاملُ؟
وقفتُ بربعِ الدارِ ، قد غيرَ البلى
مَعارِفَها، والسّارِياتُ الهواطِلُ
أسائلُ عن سُعدى ، وقد مرّ بعدَنا،
على عَرَصاتِ الدّارِ، سبعٌ كوامِلُ
فسَلّيتُ ما عندي برَوحة ِ عِرْمِسٍ،
تخبّ برحلي ، تارة ً ، وتناقلُ
موثقة ِ الأنساءِ ، مضبورة ِ القرا ،
نعوبٍ ، إذا كلّ العتاقُ المراسلُ
كأني شَددَتُ الرّحلَ حينَ تشذّرَتْ،
على قارحٍ ، مما تضمنَ عاقلُ
أقَبَّ، كعَقدِ الأندَريّ، مُسَحَّجٍ،
حُزابِية ٍ، قد كَدمَتْهُ الَمساحِلُ
أضرّ بجرداءِ النسالة ِ ، سمحج ،
يقبلها ، إذْ أعوزتهُ الحلائلُ
إذا جاهدتهُ الشدّ جدّ ، وإنْ ونتْ
تَساقَطَ لا وانٍ، ولا مُتَخاذِلُ
و إنْ هبطا سهلاً أثارا عجابة ً ؛
وإنّ عَلَوَا حَزْناً تَشَظّتْ جَنادِلُ
ورَبِّ بني البَرْشاءِ: ذُهْلٍ وقَيسِها
و شيبانَ ، حيثُ استبهلتها المنازلُ
لقد عالني ما سرها ، وتقطعتْ ،
لروعاتها ، مني القوى والوسائلُ
فلا يَهنىء الأعداءَ مصرَعُ مَلْكِهِمْ،
و ما عشقتْ منهُ تميمٌ ووائلُ
و كانتْ لهمْ ربعية ٌ يحذرونها ،
إذا خضخضتْ ماءَ السماءِ القبائلُ
يسيرُ بها النعمانُ تغلي قدورهُ ،
تجيشُ بأسبابِ المنايا المراجلُ
يَحُثّ الحُداة َ، جالِزاً برِدائِهِ،
يَقي حاجِبَيْهِ ما تُثيرُ القنابلُ
يقولُ رجالٌ، يُنكِرونَ خليقَتي:
لعلّ زياداً ، لا أبا لكَ ، غافلُ
أبَى غَفْلتي أني، إذا ما ذكَرْتُهُ،
تَحَرّكَ داءٌ، في فؤاديَ، داخِلُ
و أنّ تلادي ، إنْ ذكرتُ ، وشكتي
ومُهري، وما ضَمّتْ لديّ الأنامِلُ
حباؤكَ ، وو العيسُ العتاقُ كأنها
هجانُ المها ، تحدى عليها الرحائلُ(9/123)
فإنْ تَكُ قد ودّعتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ،
أواسيَ ملكٌ تبتتها الأوائلُ
فلا تبعدنْ ، إنّ المنية َ موعدٌ ؛
و كلُّ امرئٍ ، يوماً ، به الحالُ زائلُ
فما كانَ بينَ الخيرِ لو جاء سالماً ،
أبو حجرٍ ، إلاّ ليالٍ قلائلُ
فإنْ تَحيَ لا أمْلَلْ حياتي، وإن تمتْ،
فما في حياتي، بعد موتِكَ، طائِلُ
فآبَ مصلوهُ بعينٍ جلية ٍ ،
وغُودِرَ الجَولانِ، حزْمٌ ونائِلُ
سقى الغيثُ قبراً بينَ بصرى وجاسمٍ ،
بغيثٍ ، من الوسمي ، قطرٌ ووابلْ
و لا زالَ ريحانٌ ومسكٌ وعنبرٌ
على مُنتَهاهُ، دِيمَة ٌ ثمّ هاطِلُ
و ينبتُ حوذاناً وعوفاً منوراً ،
سأُتبِعُهُ مِنْ خَيرِ ما قالَ قائِلُ
بكى حارِثُ الجَولانِ من فَقْدِ ربّه،
و حورانُ منه موحشٌ متضائلُ
قُعُودا له غَسّانُ يَرجونَ أوْبَهُ،
وتُرْكٌ، ورهطُ الأعجَمينَ وكابُلُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،
أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،
رقم القصيدة : 13920
-----------------------------------
أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،
بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأجاوِل
أربتْ بها الأرواحُ ، حتى كأنما
تَهادَينَ، أعلى تُربِها، بالمناخِلِ
وكلُّ مُلِثٍ، مُكْفَهِرٍ سَحابُهُ،
كَميشِ التّوالي، مُرْثَعِنّ الأسافلِ
إذا رَجَفَتْ فيهِ رَحى ً مُرْجَحِنّة ٌ،
تبعقَ ثجاجٌ ، غزيرُ الحوافلِ
عهدتُ بها حياً كراماً ، فبدلتْ
خناطيلَ آجالِ النعامِ الجوافلِ
ترى كلَّ ذيّالٍ يُعارِضُ رَبْرَباً،
على كلّ رَجّافٍ، من الرّمل، هائلِ
يُثِرْنَ الحَصَى ، حتى يُباشِرْنَ بردَهُ
غذا الشمسُ مجتْ ريقها بالكلاكلِ
وناجيَة ٍ عَدّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ،
كسَحْلِ اليَماني، قاصِدٍ للمَناهِلِ
لهُ خلجٌ تهوي فرادى ، وترعوي
إلى كلّ ذي نيرينِ ، بادي الشواكلِ
و إني عداني ، عن لقائكَ ، حادثٌ ،
و همٌّ ، أتى من دون همك ، شاغلُ
نصحتُ بني عوفٍ ، فلم يتقبلوا
وَصاتي؛ ولم تَنجَحْ لديهِمْ وسائلي(9/124)
فقلتُ لهُمْ: لا أعرِفَنّ عَقائلاً
رعابيبَ من جَنْبَيْ أريكٍ وعاقِلِ
ضواربَ بالأيدي ، وراء براغزٍ ،
حسانٍ ، كآرامِ الصريمِ الخواذلِ
خلالَ المطايا يتصلنَ ، وقد أتتْ
قنانُ أبيرٍ ، دونها ، والكواثلِ
وخَلَّوا له، بينَ الجِنابِ وعالِجٍ،
فراقَ الخليطِ ذي الذاة ِ ، المزايلِ
و لا أعرفني بعدما قد نهيتكمْ ،
أُجادِلُ يَوْماً في شويٍّ وجامِلِ
و بيضٍ غريراتٍ ، تفيضُ دموعها ،
بمُسْتَكْرَهٍ، يُذرِينَهُ بالأنامِلِ
وقد خِفتُ، حتى ما تزيدُ مخافتي
على وعلٍ ، في المطاوة ِ ، عاقلِ
مخافة َ عمرو أنْ تكونَ جيادهُ
يُقَدْنَ إلينا، بينَ حافٍ وناعِلِ
إذا استعجلوها عن سجية ِ مشيها ،
تَتَلَّعُ، في أعناقِها، بالجحافِلِ
شوازبَ ، كالأجلامِ ، قد آلَ رمها ،
سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وفائِلِ
ويَقْذِفْنَ بالأولادِ في كلّ مَنزِلٍ،
تشحطُ في أسلائها ، كالوصائلِ
ترى عافياتِ الطيرِ قد وثقتْ لها
بَشَبعٍ من السّخلِ العِتاقِ الأكائلِ
برى وقعُ الصوانِ حدَّ نسورها ،
فهُنّ لِطافٌ، كالصِّعادِ الذّوابِلِ
مُقَرَّنَة ً بالعِيسِ والأُدْمِ كالقَنا،
عليها الخُبُورُ مُحْقَبَاتُ المَراجِلِ
و كلُّ صموتٍ ، نثلة ٍ ، تبعية ٍ ،
ونَسْج سُلَيْمٍ كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ
علينَ بكديونٍ ، وأبطنَّ كرة ً ،
فهنّ وضاءٌ ، صافياتُ القلائلِ
عتادُ امرئٍ لا ينقضُ البعدُ همه ،
طلوبُ الأعادي ، واضحٌ ، غيرُ خاملِ
تحينُ بكفيهِ المنايا ، وتارة ً
تَسُحّانِ سَحّاً، من عَطاءٍ ونائِلِ
إذا حَلّ بالأرضِ البريّة ِ أصْبَحَتْ
كئيبة َ وجهٍ ، غبها غيرُ طائلِ
يَؤمّ برِبْعّيٍ، كأنّ زُهاءَهُ،
إذا هَبَطَ الصّحراءَ، حَرّة ُ راجلِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،
أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،
رقم القصيدة : 13921
-----------------------------------
أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،
بمرفضّ الحبيّ إلى وعالِ(9/125)
فأمواهِ الدنا ، فعويرضاتٍ ،
دوارسَ بعدَ أحياءٍ حلالِ
تَأبّدَ لا ترى إلاّ صُواراً
بمرقومٍ ، عليهِ العهدُ ، خالِ
تعاورها السواري والغوادي ،
وما تُذري الرّياحُ من الرّمالِ
أثيثٌ نبتهُ ، جعدٌ ثراهُ ،
بهِ عُوذُ المَطافِلِ والمتاليْ
يُكَشِّفْنَ الألاءَ، مُزَيَّناتٍ،
بغابِ ردينة َ السحمِ ، الطوالِ
كأنّ كشوحهنّ ، مبطناتٍ
إلى فوقِ الكُعُوبِ، بُرُودُ خالِ
فلما أنْ رأيتُ الدارَ قفراً ،
و خالفَ بالُ أهلِ الدارِ بالي
نهضتُ إلى عذافرة ٍ صموتٍ ،
مُذَكَّرَة ٍ، تَجِلّ عَنِ الكَلالِ
فداءٌ ، لامرئٍ سارتْ إليهِ
بِعذرَة ِ رَبّها، عمّي وخالي
ومَن يَغرِفْ، من النّعمانِ، سَجْلاً،
فليسَ كَمَنْ يُتَيَّهُ في الضّلالِ
فإنْ كنتَ امرأً قد سؤتَ ظناً
بعبدكَ ، والخطوبُ إلى تبالِ
فأرْسِلْ في بني ذبيانَ، فاسألْ،
ولا تَعْجَلْ إليّ عَنِ السّؤالِ
فلا عمرُ الذي أثني عليهِ ،
وما رفَعَ الحَجيجُ إلى إلالِ
لما أغفلتُ شكركَ ، فانتصحني ،
و كيفَ ، ومنْ عطاتكَ جلُّ مالي
و لو كفي اليمينُ بغتكَ خوناً ،
لأفْرَدْتُ اليَمِينَ مِنَ الشّمالِ
و لكنْ لا تخانُ ، الدهرَ ، عندي ،
و عندَ اللهِ تجزية ُ الرجالِ
له بحرٌ يقمصُ بالعدولي ،
وبالخُلُجِ المُحَمَّلَة ِ، الثّقالِ
مضرٌّ بالقصورِ ، يذودُ عنها
قراقيرَ النبيطِ إلى التلالِ
وَهُوبٌ للمُخَيَّسَة ِ النّواجي،
علَيها القانِئَاتُ مِنَ الرّحالِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،
تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،
رقم القصيدة : 13922
-----------------------------------
تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،
وتَبقَى ما بَقيتَ بها ثَقيلا
لأنكَ موضعُ القسطاسِ منها ،
فَتمنَعُ جانِبَيْها أنْ تَمِيلا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ
حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ
رقم القصيدة : 13923
-----------------------------------(9/126)
حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ
يمنعُ فقعاً ، بقرقرٍ ، أن يزولا
قَبّحَ اللَّهُ، ثمّ ثَنّى بلَعْنٍ،
وارثَ الجبانَ ، الجهولا
مَنْ يضرّ الأدنى ، ويَعجزُ عن ضرّ
الأقاصي، ومن يخونُ الخَليلا
يجمعُ الجيشَ ، ذا الألوفَ ، ويغزو
ثمّ لا يرزأُ العدوَّ فتيلا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،
ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،
رقم القصيدة : 13924
-----------------------------------
ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،
نَضناضَة ٍ بالرّذايا، صِلِّ أصلالِ
لا يهنئِ الناسَ ما يرعونَ من كلاءٍ ،
و ما يسوقونَ من أهلٍ ومنْ مالِ
بعدَ ابنِ عاتكة َ الثاوي على أبوى ،
أضحى ببلدة ٍ لا عَمٍّ ولا خالِ
سهلِ الخليفة ِ ، مشاءٍ بأقدمهِ ،
إلى ذواتِ الذّرى ، حمّالِ أثْقالِ
حسبُ الخليلينِ نأويُ الأرضِ بينهما ،
هذا عليها، وهذا تحتَها بالي
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،
بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،
رقم القصيدة : 13925
-----------------------------------
بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،
و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما
إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها،
إلاّ السفاهَ ، وإلاّ ذكرة ً حلما
ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ ،
و لا تبيعُ ، بجنبيْ نخلة ، البرما
غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم
حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا
قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ،
تغشى متالفَ ، لن ينظرنك الهرما
حياكِ ربي ، فإنا لا يحلْ لنا
لهوُ النساءِ ، وإنّ الدينَ قد عزما
مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ ،
نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا
هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي،
إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما
وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،
تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا
صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ(9/127)
يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا
يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم،
وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا
إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ
مثنى الأيادي ، وأكسو الجفنة َ الأدما
و اقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ ، قد جعلتْ ،
بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا
كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي
بذي المَجازِ، ولم تُحسِسْ به نَعَمَا
من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا:
هل في مخفيكمُ من يشتري أدما
قلتُ لها ، وهيَ تسعى تحتض لبتها :
لا تحطمنكِ ؛ إنّ البيعَ قد زرما
باتتْ ثلاثَ ليالٍ ، ثم واحدة ً ،
بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا
فانشقّ عنها عمودُ الصبح ، جافلة ً ،
عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما
تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ،
مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما
أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً ،
في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا
باتَ بحقفٍ من البقارِ ، يحفزهُ ،
إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا
مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ ،
كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا
حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً ،
يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،
قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،
رقم القصيدة : 13926
-----------------------------------
قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،
يا بؤسَ للجَهْلِ، ضَرّاراً لأقوامِ
يأبى البلاءُ ، فلا نبغي بهمْ بدلاً ،
و لا نريدُ خلاءً بعدَ إحكامِ
فصالِحُونا جَميعاً، إنْ بَدا لكُمُ،
و لا تقولوا لنا أمثالها ، عامِ
إني لأخشَى عليكمْ أن يكونَ لكُمْ،
من أجلِ بَغضائِهِمْ، يوْمٌ كأيّامِ
تَبدو كَواكِبُهُ، والشّمسُ طالعة ٌ،
لا النورُ نورٌ ، ولالإظلامُ إظلامُ
أو تَزْجُرُوا مُكْفَهِراً لا كِفاءَ له،
كاللّيْلِ يخلِطُ أصراماً بأصْرامِ
مستحقبي حلقِ الماذيّ ، يقدمهم
سشمُّ العرانينِ ، ضرابونَ للهامِ(9/128)
لهمْ لواءٌ بكفيْ ماجدٍ بطلٍ ،
لا يَقطَعُ الخَرْقَ إلاّ طَرْفُهُ سامِ
يَهدي كتائبَ خُضرا، ليس يَعصِمها
إلاّ ابتدارٌ ، إلى موتٍ ، بإللجامِ
كم غادرَتْ خَيلُنا منكم، بُمعتركٍ،
للخامعاتِ ، أكفاً بعدَ أقدامِ
يا ربّ ذاتِ خليلٍ قد فجعنَ بهِ ،
ومُؤتَمِينَ، وكانوا غَيرَ أيتْامِ
والخَيلُ تَعْلَمُ أنّا، في تجاوُلِها
عندَ الطعانِ ، أولو بؤسى وإنعامِ
و لوا ، وكبشهمُ يكبو لجبهتهِ ،
عندَ الكُماة ِ صَريعاً، جوفُهُ دامِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ
لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ
رقم القصيدة : 13927
-----------------------------------
لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ
مثلَ المَصابيحِ، تجلو لَيلة َ الظُّلَمِ
لا يبرمونَ ، إذا ما الأفقُ جللهُ
بردُ الشتاءِ ، منَ الإمحالِ ، كالأدم
همُ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ لهمْ
فضْلٌ على النّاسِ، في اللأواء والنِّعمِ
أحْلامُ عادٍ، وأجسادٌ مُطَهَّرَة ٌ
منَ المعقة ِ والآفاتِ والإثمِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني
جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني
رقم القصيدة : 13928
-----------------------------------
جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني
أعددتُ يربوعاً لكمْ وتميما
و لحقتُ بالنسبِ الذي عيرتني ،
و تركتَ أصلكَ ، يا يزيدُ ، ذميما
عَيّرْتَني نَسَبَ الكِرامِ، وإنّما
فَخْرُ المَفاخِرِ إنْ يُعَدّ كَريمَا
حدبتْ علّ بطونُ ضنة َ كلها ،
إنْ ظالِماً فيهِمُ، وإنْ مَظلُومَا
لولا بنو عوفِ بنِ بهثة َ أصبحتْ ،
بالنَّعْفِ، أُمُّ بَني أبيكَ عَقيمَا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ
أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ
رقم القصيدة : 13929
-----------------------------------
أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ
بعبسٍ إذا حلوا الدماخَ فأظلما(9/129)
بجمعٍ ، كلونِ الأعبلِ الجونِ لونهُ ،
ترى ، في نواحيه ، زهيراً وحذيما
همُ يردونَ الموتَ ، عند لقائهِ ،
إذا كانَ وِرْدُ المَوتِ، لا بُدّ، أكرَمَا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،
ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،
رقم القصيدة : 13930
-----------------------------------
ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،
أمحمولٌ ، على النعشِ ، الهمامُ
فإني لا ألامُ على دخولٍ ؛
و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ ؟
فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ
ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ
و نمسكُ ، بعدهُ ، بذنابِ عيشٍ
أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،
أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،
رقم القصيدة : 13931
-----------------------------------
أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،
وضِنّاً بالتّحِيّة ِ والكَلامِ
فإنْ كانَ الدّلالَ، فلا تَلَجّي؛
وإنْ كانَ الوَداعَ، فبالسّلامِ
فلو كانتْ ، غداة َ البينِ ، منتْ ،
وقد رَفَعُوا الخدُورَ على الخِيامِ
صفحتُ بنظرة ٍ ، فرأيتُ منها ،
تُحَيْتَ الخِدْرِ، واضِعَة َ القِرامِ
ترائبَ يستضيءُ الحليُ فيها ،
كجمرِ النارِ بذرَ بالظلامِ
كأنّ الشّذْرَ والياقوتَ، منها،
على جَيْداءَ فاتِرَة ِ البُغامِ
خلتْ بغزالها ، ودنا عليها
أراكُ الجزْعِ، أسْفَلَ مِن سَنامِ
تَسَفُّ بَريرَهُ، وتَرودُ فيهِ،
إلى دُبُرِ النّهارِ، مِنَ البَشَامِ
كأنّ مُشَعْشَعاً مِنْ بُصرَى ،
نَمَتْهُ البُخْتُ، مَشدودَ الختامِ
نَمَينَ قِلالَهُ مِنْ بَيتِ راسٍ
إلى لقمانَ ، في سوقٍ مقامِ
غذا فضتْ خواتمهُ علاهُ
يَبيسُ القُّمَّحانِ، منَ المُدامِ
على انيابها بغريضِ مزنٍ ،
تَقَبّلَهُ الجُباهُ مِنَ الغَمامِ
فأضحتْ في مداهنَ بارداتٍ ،
بمنطلقِ الجنوبِ ، على الجهامِ
تلذُّ لطعمهِ ، وتخالُ فيهِ ،
إذا نَبّهْتَها، بَعدَ المنَامِ
فدعها عنكَ ، إذْ شطتْ نواها ،(9/130)
ولَجّتْ، مِنْ بعادِكَ، في غرامِ
ولكنْ ما أتاكَ عن ابنِ هِنْدٍ،
منَ الحزمِ المبينِ ، والتمامِ
فداءٌ ، ما تقلّ النعلُ مني
إلى أعلى الذؤابة ِ ، للهمامِ
ومَغزاهُ قَبائِلَ غائِظاتٍ،
على الذِّهْيَوْطِ، في لَجِبٍ لهامِ
يُقَدْنَ مَعَ امرىء ٍ يَدَعُ الهُوَيْنا،
و يعمدُ للمهماتِ العظامِ
أعينِ على العدوّ ، بكلّ طرفٍ ،
وسَلْهَبَة ٍ تُجَلَّلُ في السِّمَامِ
وأسْمَرَ مارِنٍ، يَلتاحُ، فيه،
سِنانٌ، مثلُ نِبراسِ النِّهامِ
وأنْبَأهُ المُنَبّىء ُ أنّ حَيّاً
حُلُولاً مِنْ حَرامٍ، أو جُذامِ
و أنّ القومَ نصرهمُ جميعٌ ،
فِئَامٌ مُجْلِبُونَ إلى فِئَامِ
فأوردهنّ بطنَ الأتمِ ، شعثاً ،
يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّوَامِ
على إثرِ الأدلة ِ والبغايا ،
و خفقِ الناجياتِ منَ الشآمِ
فباتُوا ساكِنينَ، وباتَ يَسري،
يقربهمْ لهُ ليلُ التمامِ
فَصَبّحَهُمْ بها صَهْباءَ صِرْفاً،
كأنّ رؤوسهمْ بيضُ النعامِ
فذاقَ المَوْتَ مَنْ بَرَكَتْ عَلَيْهِ،
و بالناجينَ أظفارٌ دوامِ
وهُنّ، كأنّهُنّ نِعاجُ رَمْلٍ،
يسوينَ الذيولَ على الخدامِ
يُوَصّينَ الرّواة َ، إذا ألَمّوا،
بشُعْثٍ مُكْرَهِينَ على الفِطامِ
و أضحى ساطعاً بجبالِ حمسى ،
دُقاقُ التُّرْبِ، مُخْتَزِمُ القَتامِ
فهمّ الطالبونَ ليدركوهُ ،
وما رامُوا بذلكَ مِنْ مَرامِ
إلى صَعْبِ المقادَة ِ، ذي شَريسٍ،
نماهُ ، في فروعِ المجدِ ، نامِ
أبُوهُ قَبْلَهُ، وأبُو أبيهِ،
بَنَوا مَجدَ الحياة ِ على إمامِ
فدوختَ العراقَ ، فكلُّ قصرٍ
يجللُ خندقٌ منهُ ، وحامِ
وما تَنفَكّ مَحْلُولاً عُراها،
على متناذرِ الأكلاءِ ، طامِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ
طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ
رقم القصيدة : 13932
-----------------------------------
طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ
يومَ الأبيسِ ، إذ لقيتَ لئيما
قومٌ تدارك، بالعقيرة ، ركضُهُمْ(9/131)
أولادَ زردة ، إذ تركتَ ذميماَ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،
و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،
رقم القصيدة : 13933
-----------------------------------
و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،
حذارَ غدٍ ، لكلّ غدٍ طعامُ
تمحضتِ المنونُ لهُ بيومٍ
أتَى ، ولكلّ حاملة ٍ تمامُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،
هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،
رقم القصيدة : 13934
-----------------------------------
هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،
مستقبلُ الخيرِ ، سريعُ التمامْ
للحارِثِ الأكبر، والحارثِ
الأصغرِ، والأعرجِ خيرِ الأنامْ
ثمّ لهندٍ ، ولهندٍ ، وقد
أسرع ، في الخيراتِ ، منه إمامْ
خمسة ُ آبائِهِمُ، ما هُمُ؟
همْ خيرُ من يشربُ صوبَ الغمام
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛
ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛
رقم القصيدة : 13935
-----------------------------------
ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛
وعاقِبَة ُ المَلامة ِ للمُليمِ
فكيفَ ترى معاقبتي وسعيي
بأذوادِ القَيصمَة ِ، والقَصيمِ
فنمتُ الليلَ ، إذْ أوقعتُ فيكم ،
قبائلِ عامرٍ وبني تميمِ
وساغَ لي الشّاربُ، وكنتُ قَبْلاً،
أكادُ أغصّ بالماءِ الحميمِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،
نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،
رقم القصيدة : 13936
-----------------------------------
نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،
و علمتهُ الكرّ والإقداما
وصَيّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا،
حتى علا ، وجاوزَ الأقواما
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،
لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،
رقم القصيدة : 13937
-----------------------------------
لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،
مِنَ الفَخْرِ المُضَلّلِ، ما أتاني
كأنّ التّاجَ، مَعصُوباً عليهِ،(9/132)
لأذوادٍ أُصِبْنَ بذي أبَانِ
فحسبكَ أن تهاضَ بمحكماتٍ
يَمُرّ بها الرّوِيّ على لِساني
فقَبْلَكَ ما شُتِمْتُ وقاذَ عُوني،
فما نَزُرَ الكَلامُ ولا شَجاني
يصدّ الشاعرُ الثنيانُ عني ،
صدودَ البكرِ عن قرمٍ هجانِ
أثرتَ الغيّ ، ثمّ نزعتَ عنهُ ،
كمَا حادَ الأزَبُّ عن الظِّعانِ
فإنً يقدرً عليكَ أبو قبيسٍ ،
تمطَّ بكَ المعيشة ُ في هوانِ
و تخضبْ لحية ٌ ، غدرتْ وخانتْ ،
بأحمرَ ، من نجيعِ الجوفِ ، آني
وكنتَ أمِينَة ُ، لوْ لم تَخُنْهُ،
و لكنْ لا أمانة َ لليمانِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،
فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،
رقم القصيدة : 13938
-----------------------------------
فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،
تَجِدْني، عندَه، حَسَنَ المكانِ
تَجِدْني كنتُ خيراً منكَ غَيْباً،
و أمضى باللسانِ وبالسنانِ
و أيّ الناسِ أغدرُ منْ شآمٍ ،
لهُ صردانِ ، منطلقِ اللسانِ
فإنّ الغَدْرَ، قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ،
بناه ، في بني ذبيانَ ، باني
و إنّ الفحلَ تنزعُ خصيتاهُ ،
فيصبحُ جافراً قرحَ العجانِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،
غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،
رقم القصيدة : 13939
-----------------------------------
غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،
فأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ
تعاورهنّ صرفُ الدهرِ ، حتى
عَفَوْنَ، وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ
وقفتُ بها القلوضَ ، على اكتئابٍ ،
وذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي
أُسائِلُها، وقد سَفَحَتْ دُموعي،
كأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ
بُكاءَ حَمامَة ٍ، تَدعو هَديلاً،
مفجعة ٍ ، على فننٍ ، تغني
الكني يا عيينَ إليكَ قولاً
سأهديهِ إليكَ ، إليك عني
قوافيَ كالسلامِ ، إذا استمرتْ ،
فليسَ يردّ مذهبها التظني
بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذاني،
مداينة َ المداينِ ، فليدنيب
أتخذلُ ناصري وتعزّ عبساً ،
أيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ
كأنكَ منْ جمالِ بني أقيشٍ ،(9/133)
يقعقعُ ، خلفَ رجليهِ ، بشنّ
تكونُ نَعامة ً طَوراً، وطَوراً
هوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ
تمنَّ بعادهمْ ، واستبقِ منهمْ ،
فإنكَ سوفَ تتركُ والتمني
لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌ؛
و ليسَ بها الدليلُ بمطمئنّ
إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراً،
فإني لستُ منكَ ، ولستَ مني
فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيها،
إلى يومِ النسارِ ، وهمْ مجني
وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍ؛
و هم أصحابُ يومِ عكاظَ ، إني
شَهِدْتُ لهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ،
أتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي
وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍ،
وكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ
وهُمْ زَحَفوا، لغَسّانٍ، بزَحْفٍ
رحيبِ السَّربِ، أرعنَ، مُرْجحنّ
بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُو
على أوصالِ ذَيّالٍ، رِفَنّ
وضُمْرٍ كالقِداحِ، مُسَوَّماتٍ،
علَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ
غداة َ تعاورتهُ ، ثمّ ، بيضٌ ،
دفعنَ إليهِ في الرهجِ المكنّ
ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍ،
قَرَعْتُ نَدامَة ً، منْ ذاكَ، سِنّي
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،
وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،
رقم القصيدة : 13940
-----------------------------------
وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،
لِبَينِ الكَفرِ والبُرَقِ الدّواني
ألا زعمتْ بنو عبسٍ بأني ،
ألا كَذَبُوا، كبيرُ السنّ فانِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،
ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،
رقم القصيدة : 13941
-----------------------------------
ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،
فبانَتْ، والفؤادُ بها رَهينُ
و حلتْ في بني القينِ بن جسرٍ ،
فقد نبغتً لنا ، منهم ، شؤونُ
تأوّبني، بِعَمَّلَة َ، اللّواتي
مَنَعْنَ النّومَ، إذ هَدأت عيونُ
كأنّ الرحلَ شدّ بهِ خذوفٌ ،
من الجَوناتِ، هاديَة ٌ عَنونُ
منَ المستعرضاتِ بعينِ نخلٍ ،
كأنّ بَياضَ لَبّتِهِ سَدينُ
كقوسِ الماسخيّ ، أرنّ فيها ،(9/134)
منَ الشّرعيّ، مَربوعٌ مَتينُ
إلى ابنِ مُحَرِّقٍ أعمَلْتُ نَفسي،
و راحلتي ، وقد هدتِ العيونُ
اتيتكَ عارياً خلقاً ثيابي ،
على خوفٍ ، تظنّ بيَ الظنونُ
فألْفَيْتُ الأمانَة َ لم تَخُنْهَا؛
كذلك كانَ نُوحٌ لا يخونُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛
فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛
رقم القصيدة : 13942
-----------------------------------
فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛
على أنّ فيه ما يُسيءُ المُعادِيَا
فتًى ، كملَتْ أخلاقُهُ، غير أنّهُ
جوادٌ ، فما يبقي على المالِ باقيا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،
سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،
رقم القصيدة : 13943
-----------------------------------
سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،
أكلَ الدهرُ عليهمْ وشربْ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ ،
بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ ،
رقم القصيدة : 13944
-----------------------------------
بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ ،
يستنّ كالتيسِ في الحلبِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،
متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،
رقم القصيدة : 13945
-----------------------------------
متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،
تجدْ خيرَ نارٍ ، عندها خيرُ موقدِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ
فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ
رقم القصيدة : 13946
-----------------------------------
فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ
شطونٍ ، لا تعادُ ولا تعودُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،
حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،
رقم القصيدة : 13947
-----------------------------------
حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،
و ما كان يحبى ، قبله ، قبرُ وافدِ(9/135)
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،
بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،
رقم القصيدة : 13948
-----------------------------------
بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،
و مفصلٍ من لؤلؤٍ وزبرجدِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً ،
إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً ،
رقم القصيدة : 13949
-----------------------------------
إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً ،
ولا الجارَ محروماً، ولا الأمرَ ضائِعا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،
صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،
رقم القصيدة : 13950
-----------------------------------
صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،
حبتمْ بها فأناختكم بجعجاعِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،
يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،
رقم القصيدة : 13951
-----------------------------------
يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،
و حاملَ الإصرِ عنهم ، بعدما غرقوا
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها
إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها
رقم القصيدة : 13952
-----------------------------------
إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها
غَضُوبٌ، وإن نالتْ رِضًى لم تُزهزِقِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،
وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،
رقم القصيدة : 13953
-----------------------------------
وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،
كما عُرّيتْ، ممّا تُمرّ، المغازِلُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،
الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،
رقم القصيدة : 13954
-----------------------------------
الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،(9/136)
ينهلُ منها الأسلُ الناهلُ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،
جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،
رقم القصيدة : 13955
-----------------------------------
جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،
جزاءَ الكِلابِ العاوياتِ، وقد فعل
ظَلَلنْا ببَرقاءِ اللُّهيمِ، تلُفنّا
قَبولٌ نَكادُ مِن ظِلالَتِها نُمسي
إذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ ،
فإنّ عَدوّي لا يَضُرّهمُ بغضي
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،
خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،
رقم القصيدة : 13956
-----------------------------------
خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،
تحتَ العجاج، وأُخرى تعلُكُ اللُّجُما
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،
ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،
رقم القصيدة : 13957
-----------------------------------
ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،
بجانبِ السكرانِ ، فالأيهمِ
العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،
تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،
رقم القصيدة : 13958
-----------------------------------
تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،
و تتقي مربضَ المستنفرِ الحامي
فلن أذكرَ النعمانَ إلاّ بصالحٍ ،
فإنّ لهُ عندي يُدياً وأنعما
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> خُذْها إلَيْكَ، وإنّها لَنَضِيرَة ٌ،
خُذْها إلَيْكَ، وإنّها لَنَضِيرَة ٌ،
رقم القصيدة : 13959
-----------------------------------
خُذْها إلَيْكَ، وإنّها لَنَضِيرَة ٌ،
طَرَأتْ علَيْكَ قَلَيلَة َ النُّظرَاءِ
حملتْ وحسبكَ بهجة ٌ من نفحة ٍ
عبقَ العروسِ وخجلة َ العذراء
من كل وارِسة ِ القَمِيصِ، كأنّما
نشأت تعلّ بريقة ِ الصفراءِ
نجمتْ تروقُ تها نجومٌ حسبها
بالأيكة ِ الخضراءِ من خضراءِ
وأتَتْكَ تُسفِرُ عَنْ وُجُوهٍ طَلْقَة ٍ،
و تنوبُمن لطفٍ عن السفراءِ(9/137)
يَندَى بها وجهُ النَّديّ، وربّما
بسطتْ هناكَ أسرة َ السراءِ
فاستضحكتْ وجهَ الدجى مقطوعة ٌ
جمَلَتْ جَمَالَ الغُرّة ِ الغَرّاءِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومُرَقْرَقِ الإفْرِنْدِ أبرَقَ بَهجَة ً،
ومُرَقْرَقِ الإفْرِنْدِ أبرَقَ بَهجَة ً،
رقم القصيدة : 13960
-----------------------------------
ومُرَقْرَقِ الإفْرِنْدِ أبرَقَ بَهجَة ً،
و دجا فأطلعَ في الظلامِ ضياءَ
كسَفَتْ بهِ، للشّمسِ، حسناً، آيَة ٌ
تَستَوقِفُ الرّائي لها، حِربَاءَ
وتَخَتّمَتْ، مِن فَصّهِ بغَمامَة ٍ،
كَفٌّ تَكونُ على السّماحِ سماءَ
قد صيغَ صيغة َ حكمة ٍ أصتى لها
نفسَ الحكيمِ وضاجعَ العذراءَ
ما إنْ تَرِفّ لهَا بنَفْسَجَة ٌ بِهِ،
حتى يرقَّ لها فتجري ماءَ
و كأنما نظرتْ بهِ يومَ النوى
عن مُقلَة ٍ، بَهِتَتْ لها، كَحلاءَ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي،
ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي،
رقم القصيدة : 13961
-----------------------------------
ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي،
طيفٌ ألمّ لظبية ِ الوعساءِ
فجمعتُ بينَ رضابهِ وشرابهِ
وشربتُ من ريقٍ ومن صهباءِ
ولَثَمتُ، في ظَلماءِ لَيلَة ِ وَفْرَة ٍ،
شفقاً هناك لوجنة ٍ حمراءِ
واللّيلُ مُشمَطُّ الذّوائِبِ، كَبرَة ً،
خرفٌ يدبّ على عصا الجوزاءِ
ثمّ انثنى والسكرُ يسحبُ فرعهُ
ويَجُرّ، من طَرَبٍ، فُضُولَ رِدَاءِ
تندى بفيهِ أقحوانة ُ أجرعِ
قد غازلتها الشمسُ غبَّ سماءِ
و تميسُ في أثوابهِ ريحانة ٌ
كرعتْ على ظمإٍبجدولِ ماءِ
نفاحة ُ الأنفاسِ إلا أنها
حذَرَ النّوى ، خَفّاقَة ُ الأفياءِ
فلَوَيتُ مَعطِفهَا اعتِناقاً، حسبُها
فيهِ، بقَطرِ الدّمعِ، من أنواءِ
و الفجرُ ينظرُ من وراءِ غمامة ٍ
عن مُقلَة ٍ كُحِلَتْ بها زَرقاءِ
فرَغِبتُ عن نُورِ الصّباحِ لنَوْرَة ٍ،
أغرى لها ببنفسجِ الظلماءِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومَجَرِّ ذَيلِ غَمَامَة ٍ قد نَمّقَتْ،(9/138)
ومَجَرِّ ذَيلِ غَمَامَة ٍ قد نَمّقَتْ،
رقم القصيدة : 13962
-----------------------------------
ومَجَرِّ ذَيلِ غَمَامَة ٍ قد نَمّقَتْ،
وَشيَ الرّبيعِ به، يدُ الأنواءِ
ألقيتُ أرحُلَنا، هناكَ، بقُبّة ٍ
مضروبة ٍ من سرحة ٍ غناءِ
و قسمتُ طرفَ العينِبينَ رباوة ٍ
مخضرة ٍ وقرارة ٍ زرقاءِ
و شربتها عذراءَ تحسبُ أنها
مَعصورَة ٌ مِن وَجنَتَيْ عَذراءِ
حَمراءُ صافيَة ٌ، تَطيبُ بنَفْسِها
و غنائها وخلائقِ الندماءِ
خُذها، كما طَلَعتْ علَيكَ عَرارَة ٌ،
مفترة ٌ عن لؤلؤِ الأنداءِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
رقم القصيدة : 13963
-----------------------------------
ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
و خفّ لهُ الغصنُ حتى اضطربْ
فملْ طرباً بينَ ظلٍّ هفا
رطيبٍ وماءٍ هناكَ اانثعبْ
وجُلْ في الحَديقَة ِ، أختِ المُنَى ،
ودِنْ بالمُدامَة ِ، أمِّ الطّرَبْ
و حاملة ٍ من بناتِ القنا
أماليدَ تحملُ خضرَ العذبْ
تَنُوبُ، مورِقَة ً، عن عِذَارٍ،
وَتضحَكُ، زاهرَة ً، عن شَنَبْ
و تندى بها في مهبّ الصبا
زبرجدة ٌ أثمرتْ بالذهبْ
تَفَاوَحُ أنفاسُها تَارَة ً،
وطَوراً تُغازِلُها مِن كَثَبْ
فتبسمُ في حالة ٍ عن رضاً
و تنظرُ آونة ً عن غضبْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وَمعينُ ماءِ البِشرِ أبرَقَ هَشّة ً،
وَمعينُ ماءِ البِشرِ أبرَقَ هَشّة ً،
رقم القصيدة : 13964
-----------------------------------
وَمعينُ ماءِ البِشرِ أبرَقَ هَشّة ً،
فكرعتُ من صفحاتهِ في مشربِ
متهللٌ يندى حياءً وجهه
فتَراهُ بينَ مُفَضَّضٍ ومُذَهَّبِ
أضنى الحسامَ حسادة ً ففرندهُ
دمعٌ تَرَقرَقَ، فوقَهُ، لم يَسكُبِ
خَيّمتُ منهُ بينَ طَودٍ باذخٍ
نالَ السماكَ وبينَ وادٍ معشبِ
تهفو بهِ نارُ القرى فكأنها
مهما عشا ضيفٌ لسانُ المعربِ
حمراءُ نازعتِ الرياحَ رداءها
وَهناً، وزاحمَتِ السّماءَ بمنكِبِ(9/139)
ضربتْ سماءً من دخانٍ فوقها
لم يُدرَ فيها شُعلَة ٌ مِن كَوكَبِ
وتَنَفّسَتْ عن كلّ نفحَة ِ جَمرَة ِ،
باتَتْ لها رِيحُ الجَنُوبِ بِمَرْقَبِ
قد أهبت فتذهبت فكأنها
لسكونِ شرّ شرارها لم تلهبِ
تذكو وراءَ رمادها فكأنها
شَقراءُ، تَمرَحُ في عَجاجٍ أكهبِ
و الليلُ قد ولّى يقلّص بردهُ
كدّاً، ويَسحبُ ذيلَهُ في المغرِبِ
و كأنما نجمُ الثريا سحرة ً
كفّ تُمَسِّحُ عن مَعَاطِفِ أشهَبِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> لاعَبَ، تلكَ الرّيحَ، ذاكَ اللّهَبُ،
لاعَبَ، تلكَ الرّيحَ، ذاكَ اللّهَبُ،
رقم القصيدة : 13965
-----------------------------------
لاعَبَ، تلكَ الرّيحَ، ذاكَ اللّهَبُ،
فعادَ، عينَ الجِدّ، ذاكَ اللّعِبُ
وباتَ في مَسرَى الصَّبا يَتبَعُهُ،
فَهوَ لها مُضطَرِمٌ، مُضطَرِبُ
ساهَرتُهُ أحسِبُهُ مُنتَشِياً،
يهزّ عطفيهِ هناك الطربُ
لو جاءهُ منتقدٌ لما درى
ألَهَبٌ مُتّقِدٌ أمْ ذَهَبُ
تَلثُمُ منهُ الرّيحُ خَدّاً خَجِلاً،
حيثُ الشرارُ أعينٌ ترتقبُ
في مَوقِدٍ، قد رَقرَقَ الصّبحُ به
ماءً علَيْهِ من نُجُومٍ حَبَبُ
منقسمٌ بينَ رمادٍ أزرقٍ
و بينَ جمرٍ خلفهُ يلتهبُ
كأنّما خَرّتْ سَماءٌ فَوقَهُ،
و انكدرتْ ليلاً عليه شهبُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا رُبّ قَطرٍ جامِدٍ حَلّى بهِ،
يا رُبّ قَطرٍ جامِدٍ حَلّى بهِ،
رقم القصيدة : 13966
-----------------------------------
يا رُبّ قَطرٍ جامِدٍ حَلّى بهِ،
نَحرَ الثّرَى ، بَرَدٌ تَحدّرَ صائبُ
حصبَ الأباطحَ منهُ ماءٌ جامدٌ
غَشّى ، البلادَ بهِ، عَذابٌ ذائِبُ
فالأرضُ تَضحَكُ عن قلائدِ أنجمٍ،
نُثِرَتْ بها، والجَوُّ جَهْمٌ قاطِبُ
فكأنما زنتِ البسيطة ُ تحتهُ
فأكبّ يرجمها الغمامُ الحاصبُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وخِيرِيّة ٍ، بَينَ النّسيمِ وَبَينَها،
وخِيرِيّة ٍ، بَينَ النّسيمِ وَبَينَها،
رقم القصيدة : 13967
-----------------------------------(9/140)
وخِيرِيّة ٍ، بَينَ النّسيمِ وَبَينَها،
حديثٌ إذا جنَّ الظلامُ يطيبُ
لها نفسٌ يسري مع الليلٍ عاطرٌ
كأنّ له سِرّاً، هناكَ، يَريبُ
يدبّ معَ الإمساءِ حتى كأنما
له خلفَ أستارِ الظلامِ حبيبُ
ويَخفَى معَ الإصباحِ، حتى كأنّما
يَظَلّ علَيهِ، للصّباحِ، رَقيبُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ونَدِيِّ أُنْسٍ هَزّني
ونَدِيِّ أُنْسٍ هَزّني
رقم القصيدة : 13968
-----------------------------------
ونَدِيِّ أُنْسٍ هَزّني
هزَّ الشرابِ منَ الشبابِ
واللّيلُ وَضّاحُ الجَبينِ،
قصبرُ أذيالِ الثيابِ
فقنصتُ منهُ حمامة ً
بَيضاءَ، تَسنَحُ مِن غُرابِ
والنَّورُ مُبتَسِمٌ، وخَدُّ
الوردِ محطوطُ النقابِ
يَندَى بأخلاقِ الصّحابِ،
هناكَ، لا بِندَى السّحابِ
وكِلاهُما نَثْرٌ، كَما
نثروا القوافيَ بالخطابِ
فكأنّ كأسَ سُلافَة ٍ
ضحكتْ إليهم عن حبابْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و أغيدَ في صدر النديّ لحسنهِ
و أغيدَ في صدر النديّ لحسنهِ
رقم القصيدة : 13969
-----------------------------------
و أغيدَ في صدر النديّ لحسنهِ
حليّ وفي صدر القصيدِ سيبُ
منَ الهيفِ أما ردفهُ فمنعّمٌ
خَصيبٌ، وأمّا خَصرُهُ فجَديبُ
يرفّ بروضِ الحسنِ من نورِ وجهه
وقامتِهِ، نُوّارَة ٌ وقَضِيبُ
جلاها وقد غنى الحمامُ عسية ً
عَجُوزاً عَلَيها، للحبَابِ، مَشيبُ
وجاءَ بها حَمراءَ، أمّا زُجاجُها
فنَورٌ، وأمّا مَوجُها فكَثيبُ
تجافتْ بها عنّا الحوادثُ برهة ً
و قد ساعدتنا قهوة ٌ وحبيبُ
وغازَلَنا جَفنٌ، هناك، كنرجِسٍ،
ومُبتَسَمٌ، للأقحُوانِ، شَنِيبُ
فَلِلّهِ ذَيلٌ، للتّصابِي، سحَبْتُهُ،
وعيشٌ، بأطرافِ الشّبابِ، رَطيبُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا صمتِ الأجداثُ غنّي فلم تجبْ
ألا صمتِ الأجداثُ غنّي فلم تجبْ
رقم القصيدة : 13970
-----------------------------------
ألا صمتِ الأجداثُ غنّي فلم تجبْ
و لم يغني أني رفعتُ لها صوتي(9/141)
فَيا عَجَباً لي! كَيفَ آنَسُ بالمُنى ،
و غاية ُ ما أدركتُ منها إلى الفوتِ؟
وهل من سُرورٍ، أو أمانٍ لعاقِلٍ،
و مفضى عبورِ العابرينَ إلى الموتِ؟
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و عشيِّ أنسٍ أضجعني نشوة ٌ
و عشيِّ أنسٍ أضجعني نشوة ٌ
رقم القصيدة : 13971
-----------------------------------
و عشيِّ أنسٍ أضجعني نشوة ٌ
فيهِ تمهدُ مضجعي وتدمثُ
خلعتْ عليّ بهِ الأراكة ُ ظلّها
والغُصنُ يُصغي، والحَمامُ يُحدّثُ
و الشمسُ تجنحُ للغروبِ مريضة ً
والرّعدُ يَرقي، والغِمَامَة ُ تَنفُثُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> إنّ اللّيالي، لا دَهَتكَ، لَعائِثَهْ،
إنّ اللّيالي، لا دَهَتكَ، لَعائِثَهْ،
رقم القصيدة : 13972
-----------------------------------
إنّ اللّيالي، لا دَهَتكَ، لَعائِثَهْ،
فوقيتُ فيكَ يدَ الزمانِ العابثهْ
وسَلِمتُ من خِلٍّ يَعُودُ على النّوى ،
كرماً فتنفرجُ الخطوبُ الكارثة ْ
فأرى بهِ للقلبِ قلباً ثانياً
عزاً وللعينينِ عيناً ثالثة ْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> لعمريَ لو أوضعتُ في منهجِ التقى
لعمريَ لو أوضعتُ في منهجِ التقى
رقم القصيدة : 13973
-----------------------------------
لعمريَ لو أوضعتُ في منهجِ التقى
لكانَ لنا في كلّ صالحة ٍ نهجُ
فَما يَستَقيمُ الأمرُ، والمَلْكُ جائرٌ،
و هل سيتقيمُ الظلُّ والعودُ معوجُّ؟
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و مرتبعٍ حططتُ الرحلَ منهُ
و مرتبعٍ حططتُ الرحلَ منهُ
رقم القصيدة : 13974
-----------------------------------
و مرتبعٍ حططتُ الرحلَ منهُ
بحيثُ الظلُّ والماءُ القراحُ
يُحَرِّمُ، حُسنَ مَنظَرِهِ، مَليكٌ،
يُحَرِّمُ، مُلكَهُ، القَدَرُ المُتاحُ
فجريهُ ماءِ جدولهِ بكاءٌ
عليهِ وشدوُ طائرهِ نياحُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وأخطَلَ، لو تَعَاطَى سَبْقَ بَرْقٍ،
وأخطَلَ، لو تَعَاطَى سَبْقَ بَرْقٍ،
رقم القصيدة : 13975(9/142)
-----------------------------------
وأخطَلَ، لو تَعَاطَى سَبْقَ بَرْقٍ،
لَطارَ مِنَ الفِجاءِ بهِ جنَاحُ
يَسُوفُ الأرضَ، يَسألُ عَن بَنيها،
فتُخبِرُ، أنفَهُ عَنهُ، الرّياحُ
أقَبّ، إذا طَرَدتَ بهِ قَنيصاً،
تنكبَ قوسهُ الأجلُ المتاحُ
أطلّ برأسهِ ليلٌ بهيمٌ
فشَدّ، على مَخانِقِهِ، صَباحُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> تهاداني لذكركمُ ارتياحُ
تهاداني لذكركمُ ارتياحُ
رقم القصيدة : 13976
-----------------------------------
تهاداني لذكركمُ ارتياحُ
فبِتُّ، وكلُّ جانحَة ٍ جَناحُ
و دمعي جرية ً مطرٌ توالى
و جسمي هزة ً غصنٌ يراحُ
أإخواني، ولا إخوانَ صِدْقٍ،
أصافي بعدكمُ إلاّ الصّفاحُ
لحُسنِ الصّبرِ دونَكُمُ حِرانٌ،
وللعَبَراتِ بَعدَكُمُ جِماحُ
فديتكمُ بنفيس من كرمٍ
يَهُزّ بهم، مَعاطِفَهُ، السَّماحُ
أرى بِهِمِ النّجومَ، ولا ظَلامٌ،
وأوضاحَ النّهارِ، ولا صَباحُ
تخايلُ نخوة ٌ بهمِ المذاكي
وَتعسِلُ، هِزّة ً، لهمُ الرّماحُ
لهم هممٌ كما شمختْ جبالٌ
و أخلاقٌ كما دمثتْ بطاحُ
وجارِيَة ٍ رَكِبتُ بها ظَلاماً،
يطيرُ من الرياح بها جناحُ
إذا الماءُ اطمأنّ فرقّ خصراً
علا من موجه ردفٌ رداحُ
و قد فغرَ الحمامُ هناكَ فاهُ
وأتلَعَ، جيدَهُ، الأجَلُ المُتاحُ
فما أدري أموجٌ أم قلوبٌ
و أنفاسٌ تصعذُ أم رياحُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وأطلَسَ، ملءُ جانِحَتَيهِ خوفٌ،
وأطلَسَ، ملءُ جانِحَتَيهِ خوفٌ،
رقم القصيدة : 13977
-----------------------------------
وأطلَسَ، ملءُ جانِحَتَيهِ خوفٌ،
لأشوسَ ملءٌ شدقيهِ سلاحُ
يُجاهِرُنا، يَطيرُ حَذارَ طاوٍ،
لهُ رَكضٌ يَغَصّ بهِ البَراحُ
و أعجبُ أنْ تقلصَ ذيلُ ليلٍ
أحمَّ وقد أجدَ يه الرواحُ
يجولُ بحيثُ يكشرُ عن نصالٍ
مُؤلَّلَة ٍ، وتَحمِلُهُ رِماحُ
وطَوراً يَرتَقي حُدبَ الرّوابي،
و آونة ً تسيلُ يهِ البطاحُ
جَرَى شَدّاً، وللصّبحِ التِماعٌ،
بحيثُ جرى وللبرقِ التماحُ(9/143)
فخَلْخَلَهُ، وسَوّرَهُ وميضٌ
جرى معهُ وطوّقهُ صباحُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
رقم القصيدة : 13978
-----------------------------------
رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
و ستشعروا النصرَ العزيزَ سلاحا
واستَقبَلُوا أُفُقَ الشَّمالِ بجَحفَلٍ
نَشَرَ القَتامَ، على الشّمالِ، جَناحَا
قد ماسَ في أرجالهِ شجرُ القنا
وجَرَى بهِ ماءُ الحَديدِ، فَساحَا
مَطَرَ الأعاجِمَ منهُ عَارِضُ سَطوَة ٍ،
بَرَقَ الحَديدُ بجانِبَيهِ، فَلاحا
حتى إذا قضمَ المهنّدُ نبوة ً
واندقّ صدرُ السمهريّ فطاحا
وتَخَايَلَتْ بِهِمِ الجِيادُ، كأنّما
بسطتهمُ فوقَ البطاحِ بطاحا
قتلى بحيثُ ارفضّ دمعُ المزنِ لا
رحمى فأسعدهُ الحمامُ فناحا
قد تُرّبَتْ منهم صَحائِفُ أوجُهٍ،
جَعَلَتْ تُمزّقُها السّيوفُ جِراحا
فلَوِ اطّلَعتَ لَما اطّلَعتَ على سِوَى
سهمٍ تشلّمَ في قتيلٍ طاحا
فحمتْ حريمَ المسلمينَ مصارعٌ
تَركَتْ حَريمَ المُشرِكينَ مُباحَا
مُسوَّدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَة ً،
مملوءَ أفنية ِ الديار نياحا
تأتي صقورٌ منهمُ منقضة ٌ
قدراً على مهجِ العدوّ متاحا
مَلأوا ضُلُوعَ اللّيلِ زُرْقَ أسِنّة ٍ،
سَالَتْ على أعطافِهِ أوضاحَا
شربتْ معاطفَ كلِّ طرفٍ راحا
من كلّ منصورِ اللّواءِ اذا سرى
مثُلتْ له عقبى السرى فارتاحا
فانصاع يضحكُ وجههُ عن غرّة ٍ
سالَتْ، ويَلعَبُ في العِنانِ مِرَاحَا
يسري بأبلحَ ما ادلهمتْ روعة ً
إلاّ تلألأ وجههُ مصباحا
وأقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَة َ كِلّة ً،
و أدارَ بينهمُ الردى أقداحا
أيسارُ حربٍ كلما اشتجرَ القنا
لم يُعمِلُوا، إلاّ الرّماحَ، قِداحَا
طالوا العواليَ بسطة ً فكأنما
رَكَزَتْ يَدُ الهَيجا بهم أرماحَا
من كلّ هَضبَة ِ سُؤدَدٍ، هزّ النّدى
أعطافهُ طرباً فسالَ سماحا
أدمَى اللّقاءُ، مِنَ القَنا، ظفراً له(9/144)
ذرباً ومدّ منَ اللواءِ جناحا
فانجابَ لَيلُ الخَطبِ عن أُفقِ الهُدى ،
و تطلعَ الفتحُ المبينُ صباحا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي
يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي
رقم القصيدة : 13979
-----------------------------------
يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي
من كلّ غصنٍ خافقٍ بوشاحِ
مُهتَزّة ٍ، يَرتَجّ، مِن أعطافِها،
ما شئتَ من كفلٍ يموجُ رداحِ
نَفَضَتْ، ذوزائِبَها، الرّياحُ عَشيّة ً،
فتَمَلّكَتها هِزّة ُ المُرتاحِ
حَطّ الرّبيعُ قِناعَها عن مَفرِقٍ
شَمطٍ، كَمَا تَرتَدّ كاسُ الرّاحِ
لفاءُ حاكَ لها الغمامُ ملاءة ً
لَبِسَتْ بها، حُسناً، قَميصَ صَباحِ
نَضَحَ النّدَى نُوّارَها، فكأنّما
مسحت معاطفها يمينُ سماحِ
و لوى الخليجُ هناك صفحة َ معرضٍ
لثمت سوالفها ثغورُ أقاحِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
رقم القصيدة : 13980
-----------------------------------
بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
واستشرفَ الرّائدُ برقاً ألاحْ
وارتَجَزَ الرّعدُ يَمُجّ النّدَى
رَيّا، ويَحدُو بمَطايا الرّياحْ
فدنّر الزهرُ متونَ الربى
ودَرهَمَ القَطرُ بُطونَ البِطاحْ
هبّت رواحاً وهي نفّاحة ٌ
فطابَ ريحاً نشرُ ذاكَ الرواح
أفصحَ غرّيدٌ بهامطربٌ
نفّشَ، من طِرْسٍ، قُدَامى جَناحْ
فهل ترى أسمعَ غصنَ النقا
فهزّ من عطفيهِ هزَّ ارتياحْ؟
أم هل سرى ينعشُ ميتَ الربى
فمجّ ريق الطلّ ثغرُ الأقاحْ
عِزّ تَهادى بالقَنا هِزّة ً،
واختالَ بالجُردِ المَذاكي مِراحْ
فَطاوَلَ، النّجمَ، مَنارُ الهُدَى ،
وأحرَزَ الدّينُ مُعَلّى القِداحْ
والتأمَ الشِّعبُ، وما إنْ عَدا
رأيُ أمِيرِ المُؤمِنينَ الصَّلاحْ
خيرُ إمامٍ دامَ في عسكري
جَدٍّ وجِدٍ، ملءُ صَدرِ البَراحْ
يَعطِسُ عن أنفٍ حَميٍ لَهُ،
أضرَعَ، خَدّيْ كلّ حيٍّ، كفاحْ
أرعَدَ في تُدميرَ زَجراً لها،(9/145)
فما لعنزينِ هناكَ انتطاحْ
وغَضّ، من أصواتِها، صَوتُهُ،
إنّ زئيرَ الليثِ غيرُ النباحْ
و شدّ أزرَ ابنِ عصامٍ بما
حَبّرَ مِن ألفاظِ بِرٍ، فِصاحْ
في رقعة ٍ تحملُ من رفعة ٍ
لألاءَ أوضاحِ الوُجُوهِ الصِّباحْ
ميمونة ٍ لو لمستْ جلمداً
صلداً لسالَ الماءيُ عنه فساحْ
فالمجدُ ممطورُ جنابِ المنى
و الملكُ خفاقُ جناحِ النجاحْ
يسفرُ عن بيضِ وجوهِ الظبى
بأساً، ويَرنُو عن عيونِ الرّماحْ
أبيضُ وضاحُ جبينِ العلى
جذلانُ مبسوطُ يمينِ السماحْ
فقلْ لمن ساجلهُ ضلّة ً
ما سُدفَة ُ اللّيلِ وضَوءُ الصّباحْ
كيفَ يكافيهِ وهل تستوي
خشونة ُ الجدّ ولينُ المزاحْـ؟
تميّزتْ من شيمة ٍ شيمة ٌ
إنّ الأجاجَ الصِّرْفَ غَيرُ القَراحْ
جالدتهُ من حاسرٍ دارعاً
كفاهُ حملُ الرأي حملَ السّلاحْ
وأينَ مِن بَحرٍ، طَما، أخضَرٍ،
ما سالَ من أوشالِ بيضِ الصِّفاحْ
حمتْ ومن يقعدُ يهِ جدُّهُ
فكلّ زندٍ في يديهٍ شحاحْ
فلا تنم عننكَمن حاسدٍ
غضَّ حراناً من عنانِ الجماحْ
أمَضّهُ جُرحٌ دَخيلٌ بهِ،
إنّ الرزايا من أمضّ الجراحْ
فرقرقَ العبرة َ في خجلة ٍ
و ربما يمزجُ بالماءِ راحْ
ما صّ بالدمعة ِ إلاّ هفا
فانظرْ تَجِدْ ثَمّ السِّوارَ الوِشاحْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و مخطوطِ السوادِ كأنّ دمعاً
و مخطوطِ السوادِ كأنّ دمعاً
رقم القصيدة : 13981
-----------------------------------
و مخطوطِ السوادِ كأنّ دمعاً
جرى ودماً هناك على حدادِ
إذا التبستْ وجوهُ الحكمِ يوماً
قضَى ، فمَضَى على نَهجِ السَّدادِ
فأيّ بياضِ نعمى ليس يعزى
لمشتملٍ بسربالِ السوادِ
تَلَوّى ، فالتَمَحتُ بهِ ضَمِيراً
دخيلَ السّمّر ممذوقَ الودادِ
يُجِيبُ، وما سألتُ لهُ مُجيباً،
فَيا عَجَباً لإفصاحِ الجَمادِ!
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وصدرِ نادٍ نظمنا
وصدرِ نادٍ نظمنا
رقم القصيدة : 13982
-----------------------------------
وصدرِ نادٍ نظمنا
بهِ القوافيَ عقدا
في منزلٍ قد سحبنا(9/146)
بظِلّهِ، العِزَّ بُردَا
قد طَنّبَ المَجدُ بَيتاً،
فيهِ، وعَرّسَ وفدَا
تذكو به الشهبُ جمراً
ويَعبَقُ اللّيلُ نَدّا
وقَد تَأرّجَ نَوْرٌ
عضّ يخالطُ وردا
كما تبسّمَ ثغرٌ
عَذبٌ، يُقَبّلُ خَدّا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> رأيتُ بخالِه، في صَحنِ خَدِّهْ،
رأيتُ بخالِه، في صَحنِ خَدِّهْ،
رقم القصيدة : 13983
-----------------------------------
رأيتُ بخالِه، في صَحنِ خَدِّهْ،
فؤادَ محبهِ في نارِ صدّه
فخفتُ وقصرُ نفسي فيه
فأعطانيهِ مِيثاقاً بوُدّهْ
و مرّ يجدّ بي فيهِ هواهُ
و قد لعبَ الصِّبا بقضيبِ قدّه
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
رقم القصيدة : 13984
-----------------------------------
أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
ويَكحَلَ، أجفانَ المحبّ، سُهادُ
فبِتّ وَلي، من قانىء ِ الدّمعِ، قهوَة ٌ
تدارُ ومن إحدى يديّ وسادُ
تنوحُ لي الورقاءُ وهيَ خلية ٌ
ويَنهَلّ دَمعُ المُزنِ، وهوَ جَمادُ
وقد كانَ في خَدّيّ للشُّهبِ مَلعَبٌ،
فقَد صارَ فيهِ للورِادِ طِرادُ
و ليلٍ كما مدّ الغرابُ جناحَهُ
و سالَ على وجهِ السجِلّ مدادُ
به من وَميضِ البرقِ، واللّيلُ فَحمة ٌ،
شرارٌ ترامىو الغمامُ زنادُ
سريتُ بهِ أحييهِ لا حيّة ُ السُّرى
تموتُ ولا ميتُ الصباحِ يعادُ
يُقَلّبُ منّي العَزمُ إنسانَ مُقلَة ٍ،
لها الأفقُ جفنٌ والظلامُ سوادُ
بخرقٍ لقلبِ البرقِ خفقة ُ روعة ٍ
بهِ، ولجَفنِ النّجمِ فيهِ سُهادُ
سَحيقٍ، ولا غَيرَ الرّياحِ رَكائِبٌ،
هناكَ ولا غيرض الغمامِ مزادُ
كأني وأحشاءُ البلادِ تجنّني
سَريرَة ُ حُبٍ، والظّلامُ فؤادُ
أجوبُ جيوبَ البيدِ والصبحُ صارمٌ
لهُ الليلُ غمدٌ والمجرّ نجادُ
وفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كواكِبٍ،
علاها من الفجرِ المطلِّ رمادُ
ولمّا تفرّى ، من دُجى اللّيل، طِحلِبٌ،
و أعرضَ من ماءِ الصباحِ ثمادُ
حننتُ وقد ناحَ الحمامُ صبابة ً(9/147)
و شُقّ من الليلِ البهيمِ حدادُ
على حِينَ شَطّتْ، بالحبَائبِ، نيّة ٌ،
وحالَتْ فَيافٍ، بَينَنا، وبِلادُ
عشيّة َ لا مثلَ الجوادِ ذخيرة ٌ
و لا مثلَ رقراقِ الحديدِ عتادُ
إذا زارَ خَطْبٌ خَفّرَتني ثَلاثَة ٌ:
سنانٌ، وعضبٌ صارِمٌ، وجَوادُ
فبِتّ، ولا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ،
و لا غيرَ ظهرِ الأعوجيّ مهادُ
معانقَ خلٍّ لا يخلّ وإنما
مكانُ ذراعيهِ عليّ نجادُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> طرقُ الرجالِ إلى المعالي جمة ٌ
طرقُ الرجالِ إلى المعالي جمة ٌ
رقم القصيدة : 13985
-----------------------------------
طرقُ الرجالِ إلى المعالي جمة ٌ
شَتّى ، فَدانٍ قاصِدٌ، وبَعيدُ
و ابناكَ إن لم يمثلا في خلقة ٍ
فكلاهما في ما يرومُ سديدُ
كرماص فهذا في مفارقِ عصرهِ
تاجٌ وذاكَ بصفحتيهِ فريدُ
كالرّمحِ، والقَلَمِ القَصِيرِ لنِسبَة ٍ،
وكِلاهُما في ما يَنُوبُ حَميدُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ما إن درى ذاكَ الذميمُ وقد شكا
ما إن درى ذاكَ الذميمُ وقد شكا
رقم القصيدة : 13986
-----------------------------------
ما إن درى ذاكَ الذميمُ وقد شكا
من نَيلِ مُمتَدِحٍ، ورَمحِ جَوَادِ
هل يشتكي وجعاً بهِ في سرة ٍ
بالسينِ أم في صرّة ٍ بالصادِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ربّ ابنِ ليلٍ سقانا
ربّ ابنِ ليلٍ سقانا
رقم القصيدة : 13987
-----------------------------------
ربّ ابنِ ليلٍ سقانا
و الشمسُ تطلعُ غرّهْ
فَظَلّ يَسوَدّ لَوناً،
والكأسُ تَسطَعُ حُمرَهْ
كأنّهُ كيسُ فَحمٍ،
قد أوقدتْ فيهِ جمرهْ
و للمدامِ مديرٌ
يَشُبّ جَمرَة َ خَمرَهْ
تَضاحكَتْ عن حَبابٍ،
يقبِّلُ الماءُ ثغرهْ
فظلت آخذُ ياقوتة ً
و أصرفُ درّهْ
حتى تثنيتُ غصناً
واصفرّتِ الشّمسُ نُقرَهْ
وارتَدّ للشّمسِ طَرفٌ،
بهِ منَ السُّقمِ فترَهْ
يجولُ للغيمِ لحلٌ
فيهِ، وللقَطرِ عَبرَهْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومائِسَة ٍ تُزهَى ، وقد خَلَعَ الحَيا،(9/148)
ومائِسَة ٍ تُزهَى ، وقد خَلَعَ الحَيا،
رقم القصيدة : 13988
-----------------------------------
ومائِسَة ٍ تُزهَى ، وقد خَلَعَ الحَيا،
عليها، حُلًى حُمراً، وأردية ً خُضرَا
يذوبُ لها ريقُ الغمامة ِ فضّة ً
ويَجمُدُ، في أعطافِها، ذهَباً نَضرَا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ونَشوانَ غَنّتهُ حَمامَة ُ أيكَة ٍ،
ونَشوانَ غَنّتهُ حَمامَة ُ أيكَة ٍ،
رقم القصيدة : 13989
-----------------------------------
ونَشوانَ غَنّتهُ حَمامَة ُ أيكَة ٍ،
على حين طرْفُ النّجمِ قد همّ أن يكرَى
فهبّ، وريحُ الفَجرِ عاطرَة ُ الجَنى ،
لَطيفَة ُ مَسّ البَردِ، طَيّبَة ُ المَسرَى
و طافَ بها والليلُ قد رثّ بردهُ
و للصبحِ في أُخرى الدجى منكبٌ يعرى
و أصغى إلى لحنٍ فصيحٍ يهزهُ
كما هَزّ نَشرُ الرّيحِ رَيحانة ً سَكرَى
تهشّ إليهِ النّفسُ حتى كأنّهُ
على كبدٍ نعمى وفي أذنٍ بشرى
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و مفازة ٍ لا نجم في ظلمائها
و مفازة ٍ لا نجم في ظلمائها
رقم القصيدة : 13990
-----------------------------------
و مفازة ٍ لا نجم في ظلمائها
يَسرِي، ولا فَلَكٌ بها دَوّارُ
تَتَلَهّبُ الشِّعرَى بها، وكأنّها،
في كفّ زنجيّ الدجى دينارُ
ترمي يهِ الغيطانُ فيها والرّبى
دُوَلاً، كما يَتَمَوّجُ التّيّارُ
قد لفنني فيها الظلامُ وطافَ بي
ذئبٌ يلمّ مع الدجى زوّارُ
طَرّاقُ ساداتِ الدّيارِ، مُساوِرٌ،
خَتّالُ أبناءِ السُّرَى ، غَدّارُ
يَسرِي، وقد نضَحَ النّدى وجهَ الصَّبا،
في فَروَة ٍ قَد مَسّها اقشِعرارُه
فعشوتُ في ظلماءَ لم تقدح بها
إلاّ لمُقلَتِهِ وبأسي، نارُ
و رفلتُ في خلعٍ عليّ من الدجى
عقدتْ لها من أنجمٍ أزرارُ
واللّيلُ يَقصُرُ خَطوَهُ، ولربّما
طالَتْ ليَالي الرّكبِ، وهيَ قِصارُ
قد شابَ من طرفِ المجرة ِ مفرقٌ
فيها، ومن خَطّ الهِلالِ عِذارُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و ليلٍ طرقتُ المالكية َ تحتهُ(9/149)
و ليلٍ طرقتُ المالكية َ تحتهُ
رقم القصيدة : 13991
-----------------------------------
و ليلٍ طرقتُ المالكية َ تحتهُ
أجَدَّ، على حُكمِ الشّبابِ، مَزارَا
فَخالَطتُ أطرافَ الأسِنّة ِ أنجُماً،
ودُستُ لِهالاتِ البُدورِ دِيارَا
فلَمْ يَكُ إلاّ رَشفَة ٌ واعتِناقَة ٌ،
و يعجبني أنّي أعفّ إزارا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألَمّ يُسَقّيني سُلافَة َ ريقِهِ،
ألَمّ يُسَقّيني سُلافَة َ ريقِهِ،
رقم القصيدة : 13992
-----------------------------------
ألَمّ يُسَقّيني سُلافَة َ ريقِهِ،
وطَوراً يُحَيّيني بآسِ عِذارِ
فنلتُ مرادَ النفسِ من أقحوانة ٍ
شممتُ عليها نفحة ً لعرارِ
ووجهٍ تخالُ الخالَ في صحنِ خده
فُتاتَة مِسكٍ، فوقَ جُذوَة ِ نارِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا حَبّذا، والطّيفُ ضَيفٌ طارِقٌ،
يا حَبّذا، والطّيفُ ضَيفٌ طارِقٌ،
رقم القصيدة : 13993
-----------------------------------
يا حَبّذا، والطّيفُ ضَيفٌ طارِقٌ،
طَيفٌ على شَحطٍ أجَدّ مَزارا
تَلوي الشَّمالُ بهِ قَضِيباً، ربّما
عاطى بسوسانٍ هناكَ عرارا
فلَثَمتُ، فيما قد لَثَمتُ، عَلاَقة ً،
خداً يسيلُ معَ العُقارِ عقارا
ما إن دريتُ وقد نعمتُ بلثمهِ
ماذا رأيتُ أجَنّة ً أم نارَا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا بانَة ً، تَهتَز، فينانَة ً،
يا بانَة ً، تَهتَز، فينانَة ً،
رقم القصيدة : 13994
-----------------------------------
يا بانَة ً، تَهتَز، فينانَة ً،
وروضة ً تنفحُ معطارا
لله أعطافُكِ مِن خَوطَة ٍ،
وحَبّذا نَورُكِ نُوّارَا
علقتُ طرفاً فاتناً فاتراً
منكِ، وغِرّاً منكِ غَرّارَا
ونابِلاً، مُستَوطِناً بابِلاً،
نفاثَ لحظِ العينِ سحّارا
إذا رَنَا يَجرَحُني طَرفُهُ،
لَحَظتُهُ أجرَحُهُ ثَارَا
فيصبغُ الدّرُّ عقيقاً يهِ
وأصبُغُ النّوّارَ أزهارَا
وجهٌ بهِ مِن بِدَعِ الحُسنِ ما
يُقيمُ، للعُشّاقِ، أعذارَا
قد طَبَعَ الحُسنُ بهِ دِرهَماً،(9/150)
تسبكُمنهُ العينُ دينارا
مَن يَلقَ من لاعجِ وَجدٍ بهِ
رِيحاً، فقَد لاقَيتُ إعصارَا
تخفقُ أحشائي بهِ دوحة ً
وتَنثُرُ الأعيُنُ نُوّارَا
تدورُ بالأعينِ من وجهه
كعبة ُ حسنٍ حيثما دارا
فلي بهِ عينٌ مجوسيّة ٌ
تعبدُ من وجنتهِ نارا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> نَدّى النّسيمُ، فَما أرَقّ وأعطَرَا،
نَدّى النّسيمُ، فَما أرَقّ وأعطَرَا،
رقم القصيدة : 13995
-----------------------------------
نَدّى النّسيمُ، فَما أرَقّ وأعطَرَا،
وهَفا القَضِيبُ، فَما أغضَّ وأنضَرا
فزفضها بكراً إذا قبلتها
ألقَتْ، على وَجهي، قِناعاً أحمَرَا
و رفلتث بينَ قميصِ غيمٍ هلهلٍ
ورِداءِ شَمسٍ، قد تَمَزّقَ، أصفَرَا
والرّيحُ تَنخُلُ، مِن رَذاذٍ، لؤلؤاً
رطباًو تفتقُ من غمامٍ عنبرا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> إنما القيشُ مدامٌ أحمرُ
إنما القيشُ مدامٌ أحمرُ
رقم القصيدة : 13996
-----------------------------------
إنما القيشُ مدامٌ أحمرُ
قامَ يسقيهِ غلامٌ أحورُ
وعلى الأقداحِ والأدواحِ، مِنْ
حببٍ نورٌ وتبرٌ أصفرُ
فكأنّ الدوحَ كاسٌ أزبدتْ
وكأنّ الكاسَ دَوحٌ مُزهِرُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
رقم القصيدة : 13997
-----------------------------------
أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
تعزى إلى الروضِ النضيرِ
أهدَى الرّبيعُ صَغيرَة ً
منها، تَهَشّ إلى الكَبيرِ
فلَثَمتُها كَلَفاً بها،
و الشيخُ يكلفُ بالصغيرِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وصَهوَة ِ عزمٍ قد تمطّيتُ، والدّجَى
وصَهوَة ِ عزمٍ قد تمطّيتُ، والدّجَى
رقم القصيدة : 13998
-----------------------------------
وصَهوَة ِ عزمٍ قد تمطّيتُ، والدّجَى
مُكِبّ، كأنّ الصّبحَ، في صَدرهِ، سرُّ
وقد ألحَفَتني، شعَملَة َ الظلّ، شمألٌ،
يُقَلقِلُ أحشاءَ الأراكِ بها ذُعرُ
وأشرَفَ طَمّاحُ الذّؤابَة ِ، شامخٌ،
تنطّقَ بالجوزاءِ ليلاً له خصرُ(9/151)
وقُورٌ على مَرّ اللّيالي، كأنّما
يصيخُ إلى نجوى وفي أذنهِ وقرُ
تمهدَ منهُ كلُّ ركنٍ ركانة ً
فَقَطّبَ إطراقاً، وقد ضَحِكَ البَدرُ
ولاذَ بهِ نَسرُ السّماءِ، كأنّما
يَحِنّ ألى وَكرٍ بهِ ذلكَ النّسرُ
فلَم أدرِ مِن صَمتٍ لَهُ، وسكينَة ٍ،
أكبَرَة ُ سِنٍ وقّرَتْ منهُ أمْ كِبرُ؟
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومُهَفهفٍ طاوي الحَشا،
ومُهَفهفٍ طاوي الحَشا،
رقم القصيدة : 13999
-----------------------------------
ومُهَفهفٍ طاوي الحَشا،
خنثِ المعاطفِ والنظرْ
ملأ العُيُونَ بصُورَة ٍ،
تُلِيَتْ مَحاسِنُها سُوَرْ
فإذا رَنَا، وإذا مَشَى ،
وإذا شَدَا، وإذا سَفَرْ
فضَحَ الغَزَالَة َ، والغَمَامَة َ،
و الحمامة َ والقمرْ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> إلى لويس أرغون
إلى لويس أرغون
رقم القصيدة : 140
-----------------------------------
كلماتُكَ الخضراء في ليل انتظاري
نفذت بلحمي مثل نار
ثأرت لصمت البحار
عبرت صحاري
حلّت بداري
ضيفاً
و باتت في قراري
كلماتك الخضراء بعثرت الدراري
في ليل باريسَ الطويلِ
و باركت نوم الصغار
صبغت قصائد حبنا بدم الكنار
لا ! لن تمروا أيها الفاشستُ
!
في باريس تعلو كل دار
مكتوبة بدم و نار
و حمامة مصلوبة فوق الجدار
كلماتك الخضراء باتت , رغم أحزان النهارِ
خمراً و خبزاً في قراري
و غداً أطوف به على فقراء مكة في القفار
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا ليلَ وجدٍ بنجدٍ
يا ليلَ وجدٍ بنجدٍ
رقم القصيدة : 14000
-----------------------------------
يا ليلَ وجدٍ بنجدٍ
أمَا لطَيفِكَ مَسرَى ؟
وما لدَمعي طَليقاً،
وأنجُمُ اللّيلِ أسرَى ؟
وقد طَمَى بحرُ لَيلٍ،
لم يُعقِبِ المَدَّ جَزرَا
لا يَعبُرُ الطّرفُ، فيهِ،
غيرَ المجرة ِ جسرا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و أغيذٍ حلوِ اللمى أملدِ
و أغيذٍ حلوِ اللمى أملدِ
رقم القصيدة : 14001
-----------------------------------(9/152)
و أغيذٍ حلوِ اللمى أملدِ
يُذكَى على وَجنَتِهِ الجَمرُ
بِتُّ أُناجِيهِ، ولا رِيبَة ٌ
تَعلَقُ بي فيهِ، ولا وِزرُ
و الليلُ سترٌ دوننا مرسلٌ
قد طَرّزَتهُ أنجُمٌ حُمرُ
أبكي، ويَشجيني، ففي وجنتي
ماءٌ، وفي وَجنَتِهِ خَمرُ
وأقرأُ الحُسنَ بهِ سُورَة ً،
كانَ لها، مِن وَجهِهِ، عَشرُ
وباتَ يَسقينيَ، تحتَ الدّجَى ،
مشمولة ً يمزجها القطرُ
وابتَسَمَتْ، عَن وَجهِهِ، ليلة ٌ
كأنهُ في وجهها ثغرُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا أيّها الصَّبُّ المُعَنّى بهِ،
يا أيّها الصَّبُّ المُعَنّى بهِ،
رقم القصيدة : 14002
-----------------------------------
يا أيّها الصَّبُّ المُعَنّى بهِ،
ها هُوَ لا خَلّ، ولا خَمرُ
سوّدَ ما وردَ من خدهِ
فعَادَ، فَحماً، ذلكَ الجَمرُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> سرى يرتمي ركضاً به كلََّ موجة ٍ
سرى يرتمي ركضاً به كلََّ موجة ٍ
رقم القصيدة : 14003
-----------------------------------
سرى يرتمي ركضاً به كلََّ موجة ٍ
تَرامَى بها بحرٌ مِنَ اللَّيلِ أخضَرُ
و لا صاحبق إلا طريرُ مهندٍ
ومُعتَدِلٌ لَدْنُ المَهَزّة ِ أسمَرُ
وأطلَسُ زَوّارٌ معَ اللّيلِ، أغبَشٌ،
سَرَى خَلفَ أستارِ الدّجَى ، يَتَنَكّرُ
تثاءبَ من مسّ الطوى فهو يشتكي
فيعوي وقد لفّتهُ نكباءُ صرصرُ
ودونَ أمانِيهِ شَرارَة ُ لَهذَمٍ،
يقلّبث فيها مثلها حينَ ينظرُ
فمن جوعة ٍ بغريهِ بي فهو مدنٍ
و من روعة ٍ تثنيهِ عني فيقصرُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> بهرتِ جَمالاً، فرُعْتِ البَصَرْ،
بهرتِ جَمالاً، فرُعْتِ البَصَرْ،
رقم القصيدة : 14004
-----------------------------------
بهرتِ جَمالاً، فرُعْتِ البَصَرْ،
و ذبتث سقاماً ففتُّ النظرْ
فصرتُ، إذا أمكَنَتْ لُقيَة ٌ،
أُريكِ السُّهَى ، وتريني القَمَرْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أما واعتزازِ السيفِ والضيفِ والندى
أما واعتزازِ السيفِ والضيفِ والندى
رقم القصيدة : 14005(9/153)
-----------------------------------
أما واعتزازِ السيفِ والضيفِ والندى
بخيرِ مليكٍ هشّ في صدرِ مجلسِ
بَدا بَينَ كَفٍ للسَّماحِ مُغيمَة ٍ،
تصوبُ ووجهٍ للطلاقة ِ مشمسِ
لقد زفّ بنتاً للخميلة ِ طلقة ً
يَهُزّ إليها الدَّستُ أعطافَ مَغرِسِ
تَنُوبُ، عن الحَسناءِ والدّارِ، غُربَة ٌ،
فما شئتَ من لهوٍ بها وتأنسِ
تُشيرُ إليها كلُّ راحة ِ سُوسَنٍ،
و تشخصُ فيها كلُّ مقلة ِ نرجسِ
فحَفّتْ بها رِيحٌ بَليلٌ وربوَة ٌ،
بمَسرَى غَمامٍ، جادَها، متَبَجِّسِ
فجاءت تروقُ العينَ في ماء نضرة ٍ
تشنّ على أعطافها ثوبَ سندسٍ
وتَملأُ عَينَ الشّمسِ لألاءَ بَهجة ٍ
وحُسنٍ، وأنفَ الرّيحِ طِيبَ تَنَفّسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و معشوقة ِ الحسنِ ممشوقة ٍ
و معشوقة ِ الحسنِ ممشوقة ٍ
رقم القصيدة : 14006
-----------------------------------
و معشوقة ِ الحسنِ ممشوقة ٍ
يَهيمُ بها الطَّرفُ والمَعطِسُ
لها نضرة ٌ سمتها نظرة ً
وتَكلَفُ، بالأنفُسِ، الأنفُسُ
فمن ماءِ جفني لها مكرعٌ
فَسيحٌ، ومن راحتي مَغرِسُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و أشقرٍ تضرمُ منهُ الوغى
و أشقرٍ تضرمُ منهُ الوغى
رقم القصيدة : 14007
-----------------------------------
و أشقرٍ تضرمُ منهُ الوغى
بشُعلَة ٍ مِن شُعَلِ الباسِ
مِنْ جُلَّنارٍ ناضرٍ خَدُّهُ،
و أذنهُمن ورقِ الآسِ
تَطلُعُ للغُرّة ِ، في وَجهِهِ،
حبابة ٌ تضحكُ في كاسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وكأسِ أنسٍ قد جَلَتها المُنى ،
وكأسِ أنسٍ قد جَلَتها المُنى ،
رقم القصيدة : 14008
-----------------------------------
وكأسِ أنسٍ قد جَلَتها المُنى ،
فباتَتِ النّفسُ بها مُعرِسَهْ
طافَ بها أسوَدُ مُحدَودِبٌ،
يُطرِبُ مَن يَلهُو بهِ مَجلِسَهْ
فخلتهُ من سبجٍ ربوة ً
قد أنبتت من ذهبٍ نرجسهْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أما واهتِصارِ غُصونِ البَلَسْ،
أما واهتِصارِ غُصونِ البَلَسْ،(9/154)
رقم القصيدة : 14009
-----------------------------------
أما واهتِصارِ غُصونِ البَلَسْ،
وقد قلّصَ الصّبحُ ذَيلَ الغَلَسْ
ومالَ يَسيلُ جَنَى شَهْدِهِ،
كما سالَ رِيقُ حَبيبٍ نَعَسْ
لقد ساقَ، من رائقِ المُجتَلى ،
شهيَّ الجَنى ، مُستَطابَ النَّفَسْ
فهِمتُ لَهُ بِبَياضِ الثّغُورِ،
و أحببتُ فيهِ سوادَ اللعسْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
رقم القصيدة : 14010
-----------------------------------
أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
بفَقدِ خَليلٍ، يملأُ العَينَ، مؤنسِ
أبيتُ لَهُ تَندَى جُفُونيَ لَوعَة ً،
كما دمعتْ تحتَ الحيا عينُ نرجسِ
و حسبي إذا ما أوجعتني كربة ٌ
بمُؤنِسِ يَعقُوبٍ ومُنقِذِ يُونُسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> إنّ للجَنّة ِ، في الأندَلسِ،
إنّ للجَنّة ِ، في الأندَلسِ،
رقم القصيدة : 14011
-----------------------------------
إنّ للجَنّة ِ، في الأندَلسِ،
مجتلى حسنٍ وريّا نفسِ
فسنا صبحتها من شيبِ
و دُجى ظلمتها من لعسِ
فإذا ما هبّتِ الريحُ صباً
صحتُ : واشوقي إلى الأندلسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> جرّرْ ملاءة َ كلّ يومِ شامسِ
جرّرْ ملاءة َ كلّ يومِ شامسِ
رقم القصيدة : 14012
-----------------------------------
جرّرْ ملاءة َ كلّ يومِ شامسِ
واسحَبْ ذُؤابَة َ كلّ لَيلٍ دامِسِ
واطلُعْ بكلّ فَلاة ِ أرضٍ غُرّة ً،
غَرّاءَ، في وَجهِ الظّلامِ العابِسِ
وانزلْ بها ضيفاً لليثٍ خادرٍ
يَقريكَ، أو جاراً لظَبيٍ كانِسِ
وإذا طَعِمتَ فمن قَنيصٍ فِلذَة ً،
وإذا شَرِبتَ فمن غَمامٍ راجِسِ
والرّيحُ تَلْوي عِطفَ كلّ أراكَة ٍ،
ليَّ السرى وهناً لعطفِ الناعسِ
و سلِ الغنى من ظهرِ طرفٍ أشقرٍ
يطأُ القتيلَ وصدرِ رمحٍ داعسِ
و ارجمْ برأيكَ شدقَ ليثٍ ضاغمٍ
طَلَبَ الثَّراءَ، ونابَ صِلٍّ ناهِسِ
وارغَبْ بنَفسِكَ عن مَقامة ِ فاضِلٍ،(9/155)
قد قامَ يَمثُلُ في خَصاصَة ِ بائِسِ
فالحرّ مفتقرٌ إلى عزّ الغنى
فقرَ الحسامِ إلى يمينِ الفارسِ
و إذا عزمتَ فلا عثرتَ بحادثٍ
فركبتَ منهُ ظهرَ صعبٍ شامسِ
فافزَعْ إلى قاضي الجَماعَة ِ، رَهْبَة ً،
تضعِ العنانَ بخيرِ راحة ِ سائسِ
و استسقِ منهُ إن ظمئتَ غمامة ً
يَخضَرّ عَنها كلُّ عُودٍ يابِسِ
فإذا رَوِيتَ بماءِ ذاكَ المُجتَلى ،
فَحَذارِ من أُلهوبِ ذاكَ الهاجِسِ
من آل حمدينَ الألى حليتَ بهمْ
قدماً صدورُ كتائبٍ ومدارسِ
من أسرة ٍ نشأوا غمائمَ أزمة ٍ
و لربما طلعوا بدورَ حنادسِ
متطلعينَ إلى الحروبِ كأنما
يستطيعونَ بها وجوهَ عرائسِ
و جروا بميدانِ المكارمِ والعلى
وكأنّما رَكِبوا ظُهُورَ رَوامِسِ
و جنوا ثمارَ النصرِ من غرسِ القنا
بأكفهمْ ولنعمَ غرسُ الغارسِ
فهم لبابُ المجدِ نجدة َ أنفسٍ
وذَكاءَ ألبابٍ، وطِيبَ مَغارِسِ
وهُمُ رِياضُ الحَزْنِ نُضرَة َ أوجُهٍ،
وجَمالَ أردانٍ، وحُسنَ مَجالسِ
من كلّ أروَعَ راعَ كلَّ ضُبارِمٍ
بأساً، وذَلّلَ نَفسَ كلِّ مُنافِسِ
خلعَ الثناءُ عليهِ أكرمَ حلية ٍ
يُزهَى بها، في الدّستِ، عِطفُ اللاّبِسِ
سلسُ الكلامِ على السماعِ كأنه
سِنَة ٌ تَرَقرَقُ بَينَ جَفْنَيْ ناعِسِ
ما إن يُمازُ، من الشّهابِ، طَلاقَة ً،
حتى تمَدّ إليهِ كفُّ القابسِ
تَرَكَ الأعادي بينَ طَرْفٍ خاشِعٍ
لا يستقلّ وبينَ رأسٍ ناكسِ
وزَكا فلَم يُطرَفْ بنَظرَة ِ خائِنٍ،
يوماً، ولم يُعرَفْ بعَهدٍ خائِسِ
مُتَقَلِّبٌ ما بَينَ عَزمٍ غارِسٍ
للمكرُماتِ، وبَينَ حَزمٍ حارِسِ
وذكاءُ فَهْمٍ لو تَمَثّلَ صارِماً
لم يأتَمِنْ، ظُبَتَيهِ، عاتِقُ فارِسِ
ومَقامُ حُكمٍ عادِلٍ لا يَزدَري،
فيهِ، المُعَلّى خَطُوهُ بالنّافسِ
و مجالُ حربٍ جرّ فيهِ لامة ً
قد قامَ منها في غَديرٍ حامِسِ
يطأُ العِدى ما بينَ نصلٍ ضاحكٍ
تحتَ العَجاجِ، ووَجهِ طِرْفٍ عابسِ
في حَيثُ يَلعَبُ بالقَنَاة ِ، شهَامَة ً،
لعبَ النّعامى بالقضيبِ المائسِ(9/156)
أحسنْ بقرطبة ٍ وقد حملتْ بهِ
حُسنَ الفَتاة ِ ولُبسَ خُلقِ العانسِ
و تتوّجتْ بمنارِ علمٍ ساطعٍ
قد قامَ فوقَ قَرارِ دينٍ آنِسِ
وتَخايَلَتْ عِزّاً بهِ، في عِصمَة ٍ،
صحتْ بها من كلّ داءٍ ناخسِ
يُزهَى برَيطٍ، للصّبيحَة ِ، أبيَضٍ،
تندى وبُردٍ للعشية ِ وارسِ
فانهضْ أبا عبدِ الإلهِ بآملٍ
قد جابَ دونَكَ كلَّ خَرقٍ طامِسِ
عاجَ الرّجاءُ على عُلاكَ به، فلَمْ
يَعُجِ المَطيَّ برَسمِ رَبعٍ دارِسِ
فاشفَعْ لمُغتَرِبٍ رَجاكَ، على النّوَى ،
يمددْ إلى الحضراءِ راحة َ لامسِ
وامدُدْ إلَيهِ بكَفّ جَدٍ قائِمٍ،
تَجذِبْ بِه من ضَبْعٍ جَدٍّ جالسِ
فلَرُبّ يَومٍ قد رَفَعتَ بهِ المُنى ،
و محوتَ فيهِ سواد ظنّ البائسِ
وبَقيتَ تَجتَلِبُ النّفُوسَ نَفاسَة ً
وبَشاشَة ً، ووُقيتَ عَينَ النّافِسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا حبّذا نادي النِّدامِ ومجتلى
يا حبّذا نادي النِّدامِ ومجتلى
رقم القصيدة : 14013
-----------------------------------
يا حبّذا نادي النِّدامِ ومجتلى
سرّ السرورِ بهِ ومسلى الأنفسِ
و لئنْ كففتُ عن المُدامِ فإنّ لي
نفساً تهشّ بصدرِ ذاكَ المجلسِ
لولا الحياءُ من المشيبِ لقبّلتْ
ثغرَ الحبابِ بهِ وعينَ النرجسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> غَيرِيَ مَن يَعتَدّ، من أُنسِهِ،
غَيرِيَ مَن يَعتَدّ، من أُنسِهِ،
رقم القصيدة : 14014
-----------------------------------
غَيرِيَ مَن يَعتَدّ، من أُنسِهِ،
ما نالَ من ساقٍ ومن كأسِهِ
و شأنُ مثلي أنْ يُرى خالياً
بنفسهِ يبحثُ عن نفسهِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> درسوا العلومَ ليملكوا بجدالهمْ
درسوا العلومَ ليملكوا بجدالهمْ
رقم القصيدة : 14015
-----------------------------------
درسوا العلومَ ليملكوا بجدالهمْ
فيها، صُدورَ مَراتِبٍ ومَجَالِسِ
و تزهّدوا حتى أصابوا فرصة ً
في أخذِ مالِ مَساجِدٍ وكنَائِسِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ(9/157)
ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
رقم القصيدة : 14016
-----------------------------------
ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
ونَفضَة ُ حُمّى تَعتَرِيني فأرقُصُ
فَها أنا أمحُو ما جنَيَتُ بعَبْرَتِي،
و أنظرُ في ما قد عملتُ أمحّصُ
و ألمحُ أعقابَ الأمورِ فأرعوي
و يُعمى عليّ الأمرُ طوراُ فأفحصُ
ويا رُبّ ذَيلٍ للشّبابِ سَحَبتُهُ،
و ما كنتُ أدري أنهُ سيقلّصُ
و لمحة ِ عيشٍ بينَ كأسٍ رويّة ٍ
تدارُ وظبيٍ باللّوى يتقنّصُ
ألا بانَ عَيشٌ كانَ يَندَى غَضارَة ً،
فيا ليتَ ذاكَ العَيشَ لو كانَ يَنكصُ!
وعِزُّ شَبابٍ كان قد هانَ بُرهَة ً،
ألا إنها الأعلاقُ تغلو وترخصُ
فمن مبلغٌ تلكَ الليالي تحية ً
تُعَمّ بها طَوراً، وطوراً تُخَصَّصُ
على حِينَ لا ذاكَ الغَمامُ يُظِلّني،
و لا بردُ تلكَ الريحِ يسري ويخلصُ
وقد طَلَعَتْ، للشّيبِ، بِيضُ كَواكِبٍ،
أُقَلِّبُ فيها ناظري، أتَخَرّصُ
كأنْ لم أُقبّلْ صفحة َ الشمسِ ليلة ً
و لم ينتعل بي دونها الشمسَ أخمصُ
ولا بتُّ معشوقاً تطيرُ بأضلعي
قطاة ٌ لها بينَ الجوانحِ مفحصُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى ،
ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى ،
رقم القصيدة : 14017
-----------------------------------
ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى ،
وحَبّذا عَصرُ شَبابٍ مَضَى
بتُّ بهِ تحتَ ظلالِ المنى
مجتنياً منهُ ثمارَ الرّضا
ثمّ مضى أحسبهُ كوكباً
مُنكَدِراً، أو بارِقاً مُومِضَا
فَما تَصَدّى يَنتَحي مُقبِلاً،
حتى تولى ينثني معرضا
و مرّ لا يلوي وما ضرّمنْ
أعرضَ لوْ سلمَ أو عرّضا
و إنما ضاءَ بليلِ الصّبا
صُبحُ مَشيبٍ، ساءَني أنْ أضَا
لاحَ ففي عينيّ نورث الهدى
منهُ، وفي قَلبيَ نارُ الغَضَا
و ابيضّ من فودي بهِ أسودٌ
كنتُ أرى اللّيلَ بهِ أبْيَضا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
رقم القصيدة : 14018(9/158)
-----------------------------------
أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
تشظّتْ حصاة ُ القلبِ في حبّه صَدعَا
وما شاقَني إلاّ وميضُ غَمامَة ٍ،
تطَلّعَ من نجدٍ، فحَيّا اللِّوَى رَبْعَا
أشيمُ سناهُ والسماءُ مغيمة ٌ
كما اغرورقتْ عيني لرؤيته دمعا
فذَكّرَني، واللّيلُ يَندى جَناحُهُ،
بمعَطِفِهِ خَفقاً، ومَبسِمِهِ لَمعَا
ومَسحَبِ ذيلٍ للسّحابِ بذي الغَضا،
بَرُودِ رُضابِ الماءِ، أحوى لمى المرعَى
فقلْ في أتيٍّ قد تهادى كأنهُ
إذا ما ثنى أعطافهُ حيّة ٌ تسعى
و ماءِ مسيلِ سائلٍ لقرارة ٍ
فبَينا ترَى منهُ حُساماً ترَى دِرْعَا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
رقم القصيدة : 14019
-----------------------------------
أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
عشية َ غنّاني الحمامُ فرجعا
فقُلتُ، ولي دَمعٌ تَرَقرَقَ، فانهَمَى
يَسيلُ، وصَبرٌ قد وَهَى ، فتَضَعضَعَا:
ألا هل إلى أرضِ الجزيرة ِ أوبة ٌ
فأسكُنَ أنْفاساً وأهدأ مَضْجَعَا
و أغدو بواديها وقد نضحَ الندى
مَعاطِفَ هاتيكَ الرّبَى ، ثمّ أقشَعَا
أغزلُ فيه للغزالة ِ سنّة ً
تَحُطّ الصَّبا عَنها، من الغيمِ، بُرقُعَا
و قد فضّ عقدَ القطرِ في كلّ تلعة ٍ
نَسيمٌ تَمَشّى بينَها، فتَضَوّعَا
وباتَ سَقيطُ الطّلّ يَضرِبُ سَرحَة ً
ترفّ بواديها وينضحُ أجراعا
و أينَ فنا دارٍ إليّ حبيبة ٍ
وحَسبُكَ مُصطافاً، هناك، وَمربَعَا
لقد تركتني بينَ جفنٍ جفا الكرى
و جنبٍ تقلّى لا يلائمُ كضجعا
أُقَلّبُ طرفي في السماءِ لعلّني
أشيمُ سنا برقٍ هناك تطلعا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> مِن لَيلَة ٍ للرّعدِ فيها صَرخَة ٌ،
مِن لَيلَة ٍ للرّعدِ فيها صَرخَة ٌ،
رقم القصيدة : 14020
-----------------------------------
مِن لَيلَة ٍ للرّعدِ فيها صَرخَة ٌ،
لا تُستَطابُ، وللحَيا إيقاعُ
خلعَت عليّ بها رداءَ غمامة ٍ
ريحٌ تهلهلُهُ هناك صناعُ(9/159)
والصّبحُ قد صَدَعَ الظّلامَ، كأنّهُ
وجه وضيء شفّ عنهُ قناع
فَرَفَلتُ في سَمَلِ الدّجى ، وكأنّما
قزعُ السحابِ بجانبيهِ رقاعُ
و دفعتُ في صدر الدجى عن مطلبٍ
بيني وبينَ الدهرِ قراعُ
وقَبَضتُ ذَيلي رَغبَة ً عن مَعشَرٍ
عوج الطباعِ كأنهم أضلاعُ
جارِينَ في شَوطِ العِنادِ، كأنّهمُ
سَيلٌ، تَلاطَمَ مَوجُهُ، دَفّاعُ
يَرمُونَ أعطافي بنَظرَة ِ إحنَة ٍ
وقدتْ كما تذكي العيونَ سباعُ
أفرغتُ من كلمي على أكبادهمْ
قَطراً، لهُ أسماعُهُمْ أقماعُ
و وصلتُ ما بيني وبينَ محمدٍ
حتى كأنّا مِعصَمٌ وذِراعُ
فظفرتُ منهُ عىل المشيبِ بصاحبٍ
خَلَفِ الشّبابِ، فلي إلَيهِ نِزاعُ
قد كنتُ أغلي في ابتياعِ وداده
لو أنّ أعلاقَ الوَدادِ تُباعُ
و إليكها غراءَ لولا حسنها
لم تُفتَقِ الأبصارُ والأسماعُ
عبقتْ بها في كلّ كفٍّ زهرة ٌ
فتقتْ له من خمسها أقماعُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أيَجني، على مُهجتي، طَرفُهُ،
أيَجني، على مُهجتي، طَرفُهُ،
رقم القصيدة : 14021
-----------------------------------
أيَجني، على مُهجتي، طَرفُهُ،
ويُخضَبُ من دَمِها كَفُّهُ
و تلدغني تارةص حية ٌ
هناكَ يساورها ردفهُ
و يرشفُ دوني لثامٌ لهُ
نَدى أُقحُوانٍ، حَلا رَشفُهُ
فسائِلْ بِرامَة َ عن ريمِها،
و هل ضلّ عن سربها خشفهُ
وهل خاضَ جرعاءَ وادي الغَضا،
يلاعبُ أفنانها عطفهُ
فأعدى أراكتها هزة ً
و أرّجَ أنفاسها عرفهُ
أما وهَوَى مثلِهِ جُؤذُراً،
يطابقُ موصوفهُ وصفهُ
لهُ نَظَرٌ، فاتِنٌ، فاتِرٌ،
يحلّ قوى عزمتي ضعفهُ
لَئِنْ هَزّ، أعطافَنا، حُسنُهُ،
لقَد بَزّ، أنفُسنَا، ظَرْفُهُ
و أقبلَ بالحسنِ إدبارهُ
يلاعبُ خوطتهُ حقفهُ
وحَفّتْ بهِ الخَيلُ خَيّالَة ً،
فطارَ بهِ سرعة ً طرفهُ
وهَشّ، إلى رَكضِهِ، ظَهرُهُ،
وحَنّ، إلى كَفّهِ، عُرْفُهُ
و أقوم من رمحهِ قدّهُ
وأفتَكُ من نَصلِهِ طَرْفُهُ
وكلٌّ هُناكَ صَريعٌ بهِ،
يرى أنّ عيشتهُ حتفهُ
ألا شفّ صدريَ عن سرّهِ(9/160)
كما شفّ عن وجههِ سجفهُ
و خفّ بقلبيَ فيهِ الهوى
ولاعَبَ، قُرطانَهُ، شِنْفُهُ
فهَلْ من سَبيلٍ إلى زَورَة ٍ
يمنّ بها ليلة ً عطفهً
فيَلوي، من غُصنِهِ، هصْرُه،
ويُمكِنُ، من وردِهِ، قَطفُهُ
وقد كنتُ أزري، على عِفّة ٍ،
و يعجبني أنني عفّهُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و اغيدَ معسولِ اللّمى والمراشفِ
و اغيدَ معسولِ اللّمى والمراشفِ
رقم القصيدة : 14022
-----------------------------------
و اغيدَ معسولِ اللّمى والمراشفِ
صَقيلِ المُحَلّى والحِلى والسّوالِفِ
أنَخْتُ بهِ، والبَرقُ يَهفُو جَناحه،
وللدّيمَة ِ الهَطلاءِ حَنّة ُ عاطِفِ
فنادَ متُ حلوَ البرّ واللفظِ واللمى
جميلَ المحيا والحلى والعوارفِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
رقم القصيدة : 14023
-----------------------------------
أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
من الشَّعرِ، سطرٌ دَقيقُ الحروفِ
فقُلتُ أرى الشّمسَ مكسُوفَة ً،
فقُوموا نُصَلّي صَلاة َ الكُسُوفِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا ربّ يومٍ لي ببابِ الزخارفِ
ألا ربّ يومٍ لي ببابِ الزخارفِ
رقم القصيدة : 14024
-----------------------------------
ألا ربّ يومٍ لي ببابِ الزخارفِ
رَقيقِ حواشي الحسن، حُلوِ المراشِفِ
لهوتُ يهِ والدهرُ وسنانُ ذاهلٌ
و غصنُ الصبا ريّان لدنُ المعاطفِ
أُعَاطي تَحايا الكأس، والأنسُ فتيَة ٌ
تخايلُ سودَ العذرِ بيضَ السوالفِ
وذَيلُ رِداءِ الغَيمِ يَخفِقُ، والصَّبا
تحُثّ، ومَوجُ النّهرِ ضَخمُ الرّوادِف
يطيرُ بنا فيهِ شراعٌ كأنهُ
إذا ضربتهُ الريحُ أحشاءُ خائفِ
و قد بلّ أعطافَ الرّبى دمع مزنة ِ
تَحَيّرَ في جَفنٍ، من النَّورِ، طارِفِ
زمانٌ تَوَلّى بَينَ كأسٍ تَليدَة ٍ
تدارُ وعيشٍ للحداثة ِ طارفِ
وشَمسٍ كلألاءِ الزجاجَة ِ، طَلقَة ٍ،
وظِلٍ كَرَيعانِ الشّبيبَة ِ وارِفِ(9/161)
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومُشرِفِ الهادي، طويلِ السُّرَى ،
ومُشرِفِ الهادي، طويلِ السُّرَى ،
رقم القصيدة : 14025
-----------------------------------
ومُشرِفِ الهادي، طويلِ السُّرَى ،
ضافي سَبيبِ الذّيلِ والعُرفِ
يُصَرِّفُ الفارِسُ، في لِبدِهِ،
طِرْفاً بهِ أسرَعَ من طَرْفِ
مُؤدَّباً لو كانَ مُستَعبَداً،
لم يعبدِ اللهَ على حرفِ
من أنجمِ السعدِ ولكنّهُ
يومَ الوَغى ، من أنجُمِ القَذفِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و محمولة ٍ فوقَ المناكبِ عزة ً
و محمولة ٍ فوقَ المناكبِ عزة ً
رقم القصيدة : 14026
-----------------------------------
و محمولة ٍ فوقَ المناكبِ عزة ً
لها نسببٌ في روضة ِ الحزنِ معرقُ
رأيتُ بمَرآها المُنى كَيفَ تَلتَقي،
و شملَ رياحِ الطيبِ وهي تفرقُ
يضاحكها ثغرٌ من الشمس واضحٌ
ويَلحَظُها طَرفٌ، من الماءِ، أزرَقُ
و تجلى بها للماءِ والنارِ صورة ٌ
تَرُوقُ، فطَرْفي حَيثُ يَغرَقُ يُحرقُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> غازَلتُهُ من حَبيبٍ، وجهُهُ فَلَقُ،
غازَلتُهُ من حَبيبٍ، وجهُهُ فَلَقُ،
رقم القصيدة : 14027
-----------------------------------
غازَلتُهُ من حَبيبٍ، وجهُهُ فَلَقُ،
فَما عَدا أنْ بَدا في خَدّهِ شَفَقُ
وارتَجّ يَعثُرُ في أذيالِ خَجْلَتِهِ،
غصنٌ بعطفيهِ من إستبرقٍ ورقُ
تَخالُ خِيلانَهُ، في نورِ صَفحَتِهِ،
كواكباً في شعاعِ الشمسِ تحترقُ
عجبتُ والعينُ ماءٌ والحشا لهبٌ
كيفَ التَقَتْ بهما، في جنّة ، طُرُقُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا مُترَفاً يَمشِي الهُوَينا، غِرّة ً،
يا مُترَفاً يَمشِي الهُوَينا، غِرّة ً،
رقم القصيدة : 14028
-----------------------------------
يا مُترَفاً يَمشِي الهُوَينا، غِرّة ً،
و يهزّ أعطافَ القضيبِ المورقِ
جَمَعَتْ ذُؤابتُهُ ونُورُ جَبينِهِ
بَينَ الدُّجُنّة ِ والصّباحِ المُشرِقِ
هل كانَ عندك أنّ عندي لوعة ً(9/162)
يَنبُو لها طَرفُ السّنانِ الأزرَقِ؟
طالَتْ مُراقَبَة ُ الخَيالِ، ودونَهُ،
رَعيُ الدّجَى ، فمتى أنامُ فنَلتَقي
ما بَينَ نَحرٍ بالدُّموعِ مُقَلَّدٍ
فرحاً وجيدٍ بالعناقِ مطوّقِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ليهنكَ وافدُ أنسٍ سرى
ليهنكَ وافدُ أنسٍ سرى
رقم القصيدة : 14029
-----------------------------------
ليهنكَ وافدُ أنسٍ سرى
فسرّى وفصلُ سرورٍ طرقْ
فما شئتَ من ماءِ وردٍ بهِ
أراقَ، ومن ثَوبِ حُسنٍ أرَقّ
وسَوداءَ تَدمَى بهِ مَنْحَراً،
كما اعترضَ الليلُ تحتَ الشفقْ
و أقسمُ لو مثلتْ ليلة ً
لعِفتُ الكرَى واستطبتُ الأرَقْ
ستخلعُ من فروها ضحوة ً
سوادَ الدجى عن بياضِ الفلقْ
فَيا حُسنَ خَصرٍ لها أحمَرٍ،
ومِئزَرِ شَحمٍ علَيهِ يَقَقْ
وما رَفَلَتْ في قَميصِ الظّلام،
ولا اشتملتْ برداءِ الغسقْ
و لكنْتسيلُ عليها القلوبُ
هوًى ، وتذوبُ عَلَيها الحَدَقْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> قل للمقيمِ معَ النفوسِ علاقة ً
قل للمقيمِ معَ النفوسِ علاقة ً
رقم القصيدة : 14030
-----------------------------------
قل للمقيمِ معَ النفوسِ علاقة ً
يا راكِباً ظَهرَ المَطيّ بُراقَا
لِمْ صِرْتَ تَرغَبُ عَن سَجايا حُرّة ٍ،
قد كُنتَ مُقتَنياً لها أعلاقَا
أتمرّ لا تلوي على مثوى أخي
ثِقَة ٍ، ولا تَقِفُ الرّكابَ فُواقَا؟
أتُرَى الوِزارَة َ غَيّرَتكَ خَليقَة ً،
إنّ الوزارة َ تنقلُ الأخلاقا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
رقم القصيدة : 14031
-----------------------------------
قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
واخزُنْ لسانَكَ عن مَقالٍ يُوبِقُ
إنّ الصغيرة َ قد تجرّ عظيمة ً
و لربما أودى بشاهٍ بيدقُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ومُرَقرَقِ الإفرِندِ يَمضِي في العِدا،
ومُرَقرَقِ الإفرِندِ يَمضِي في العِدا،
رقم القصيدة : 14032
-----------------------------------(9/163)
ومُرَقرَقِ الإفرِندِ يَمضِي في العِدا،
أبداً، فيَفتُكُ ما أرادَ ويَنسُكُ
فكأنهُ والماءُ يضحكُ فوقهُ
جذلانُ يبكي للسرورِ ويضحكُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أوَجهُكَ بَسّامٌ وطَرفيَ باكي،
أوَجهُكَ بَسّامٌ وطَرفيَ باكي،
رقم القصيدة : 14033
-----------------------------------
أوَجهُكَ بَسّامٌ وطَرفيَ باكي،
وعَدلُكَ مَوجودٌ ومثليَ شاكي
وتأبَى اهتِضامي، في جَنابِكَ، همّة ٌ
تَهُزّكَ هَزَّ الرّيحِ فَرعَ أراكِ
و قد نامَ مني ظالمٌ لي ذاعرٌ
فيا هبة َ السيفِ الحسامِ دراكِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا مُنيَة َ النّفسِ حَسبي، من تَشكّيكِ،
يا مُنيَة َ النّفسِ حَسبي، من تَشكّيكِ،
رقم القصيدة : 14034
-----------------------------------
يا مُنيَة َ النّفسِ حَسبي، من تَشكّيكِ،
أنّي أُصابُ، وكفُّ الدّهرِ تَرميكِ
ولو تَسامَحَ خَطبٌ في فِدائِكِ بي،
لكنتُ مهما عرا خطبٌ أفديكِ
وكيفَ أُعفي بلَيلٍ تَسهَرينَ بهِ،
أو أستَسِيغُ شَراباً ليسَ يُروِيكِ؟
هنيدَ أوجعتِ قلباً قد أقمتِ يهِ
ما بالُ طَرفي، وما يُدريكِ، يَبكيكِ
فرُبّ لُؤلؤِ دَمعٍ كنتُ أذخَرُهُ
عِلقاً أُغالي بهِ، أرخَصتُهُ فيكِ
و إن نأى بكِ ربعٌ غيرُ مقتربٍ
أوِ احتَواكِ حِجابٌ فيهِ يُقصِيكِ
فإنّ كلّ نَسيمٍ، خاضَهُ أرَجٌ،
رسولُ شوقٍ أتى عني يحييكِ
ورُبّما شَفَعَتْ لي غَفوَة ٌ نَسَخَتْ
أخرى الظلامِ فباتَ الطيفُ يدنيكِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وأبيَض عَضبٍ حالَفَ النّصرَ صاحباً،
وأبيَض عَضبٍ حالَفَ النّصرَ صاحباً،
رقم القصيدة : 14035
-----------------------------------
وأبيَض عَضبٍ حالَفَ النّصرَ صاحباً،
يكادُ، ولم يُستَلَّ، يَمضِي فيَفتُكَ
يبشرهُ يالنصرِ إرهافُ نصلهِ
فيَهتَزّ في كفّ الكَميّ ويَضحَكُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> جَميلٌ يَميلُ إلى مِثلِهِ،
جَميلٌ يَميلُ إلى مِثلِهِ،
رقم القصيدة : 14036(9/164)
-----------------------------------
جَميلٌ يَميلُ إلى مِثلِهِ،
فيَشفَعُ مرآهُ في وَصلِه
رمى نابلٌ منهما نابلاً
يناغيهِو النبلُ من نبلهِ
و ينظرُ منهُ إلى جنبهِ
كما نظرَ الظبيُ من ظلهِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
رقم القصيدة : 14037
-----------------------------------
نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
وصَباً بَليلٌ، ذَيلُها مكسالُ
ومَهَبُّ نَفحَة ِ رَوضَة ٍ مَطلُولَة ٍ،
في جلهتيها للنسيمِ مجالُ
غازَلتُهُ،والأقحوانَة ُ مَبسِمٌ،
و الآسُ صدغٌ والبنفسجُ خالُ
و وراءَ خفاقِ النجادِ ضبارمٌ
يسري به خلفَ الظلامِ خيالُ
ألقى العصا في حيثُ يعثرُ بالحصى
نهر، وتَعبثُ بالغُصونِ شَمالُ
و كأنّ مابينَ الغصونِ تنازعٌ
فيهِ، وما بَينَ المِياهِ جِدالُ
و أربّ يبردُ من حشاه مكرعٌ
خَصِرٌ، يَسحّ، وتَلعة ٌ مِخضالُ
ما بينَ روضة ِ جدولينِ كأنما
بُسِطَتْ يَمينٌ منهما وشِمالُ
مثلُ الحبابِ بمنحناهُ ذؤابة ٌ
خَفّاقَة ٌ، حَيثُ الرّبَى أكفالُ
و انسابَ ثاني ممعطفيهِ كأنهُ
هيمانُ نشوانٌ هناكَ مذالُ
أو ظِلُّ أسمَرَ باللّوَى متأطِّرٌ،
عَطَفَتْ جَنوبٌ مَتنَهُ وشمالُ
لم أدرِ هل يزهى فيخطرُ نخوة ً
أم لاعبتْ أعطافهُ الجريالُ
فإذا استطارَ بهِ النجاءُ فنيزكٌ
وإذا تَهَادَى ، فالهِلالُ هِلالُ
زرّتْ عليهِ جبة ٌ موشية ٌ
بمقيلهِ أختٌ له أسمالُ
مِزَقٌ كما يَنقَدّ، في يومِ الوَغَى ،
عنلبتي مستلئمٍ سربالُ
ألقَى بهِ منها، هنالكَ، دِرعَهُ،
بطَلٌ، وجَرّدَ، وشيَهُ، مُختالُ
بيَد الهَجيرَة ِ منهُ سَوطٌ خافقٌ،
وبِساقِ لَيلَة ِ صَرْصَرٍ خَلخالُ
فدَلَفتُ يقدُمُ بي، هناك، ضُبارِمٌ،
ضارٍ، له، بعمَاية ٍ، أشبالُ
شَيحانَ، لا أرتابُ من هَلَعٍ، ولا
أغتابُ من طبعٍ، ولا أغتالُ
متخايلاً أمشي البَرازَ ودونهُ
من أرقمٍ سدرٌ ألفُّ وضالُ
فتوعدتني نظرة ٌ وقادة ٌ(9/165)
يُذكَى ، بها تحتَ الظّلامِ، ذُبالُ
وهوَى ، كما يَهوي أتيٌّ مُزبِدٌ،
رَجَمتْ به، بعضَ التِّلاعِ، تلالُ
يهفو الضراءَ أمامهُ ولربما
يذرُ الكثيبَ وراءهُ ينهالُ
فدرأتُ بادرة َ الشجاعِ بأخضرٍ
في رقشهِ هو للشجاعِ مثالُ
جمدَ الغديرُ بمتنهِ ولربما
أعشاكَ إفرندٌ لهُ سَيّالُ
و جمعتُبينَ المشرفيّ وبينهُ
فتَلاقَتِ الأشباهُ والأشكالُ
وتَسَاوَرَا يَتَكافَحَانِ، كما التَقَى
يوماً أبو إسحاقَ والريبالُ
وكلاهُما من أسوَدٍ ومُهَنَّدٍ،
في ضِمنِهِ الأوجالُ والآجالُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا بَكَى الدّرُّ فوقَ حالِيَة ٍ،
ألا بَكَى الدّرُّ فوقَ حالِيَة ٍ،
رقم القصيدة : 14038
-----------------------------------
ألا بَكَى الدّرُّ فوقَ حالِيَة ٍ،
حَلّى بها العِقدُ شرَّ ما حلّى
يرَى بها ما يمُرّ مِن حَلَقٍ،
مُخَبّأ تحتَ مَنظَرِ الجُلّى
قد راقَ مرأى وساءَ مختبراً
فهلْ ترى أثمرتْ بها دفلى ؟
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> تفوتَ نجلا أبي جعفرٍ
تفوتَ نجلا أبي جعفرٍ
رقم القصيدة : 14039
-----------------------------------
تفوتَ نجلا أبي جعفرٍ
فمن متعالٍ ومن منسفلْ
فهَذا يَمينٌ بها أكلُهُ،
وهذا شِمالٌ بها يَغتَسِلْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أنعم فقد هبّتِ النعامى
أنعم فقد هبّتِ النعامى
رقم القصيدة : 14040
-----------------------------------
أنعم فقد هبّتِ النعامى
ونبهتْ ريحها الخزامى
ومِلْ إلى أيكَة ٍ بلَيلٍ،
يهفو اهتزازاً بها قدامى
تَهُزّ أعطافَها القَوافي
لها، وأكوابُها النّدامَى
كأنّ أُمّاً بها رَؤوماً،
تَحضُنُ، من شَربِها، يَتامَى
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ربّما استَضحَكَ، الحَبابَ، حَبيبٌ
ربّما استَضحَكَ، الحَبابَ، حَبيبٌ
رقم القصيدة : 14041
-----------------------------------
ربّما استَضحَكَ، الحَبابَ، حَبيبٌ
نَفَضَتْ، ثوبَها، علَيهِ المُدامُ
كلّما مَرّ قاصراً من خُطاهُ،(9/166)
يتَهادَى كَما يَمُرّ الغَمامُ
سلمَ الغصنُ والكثيبُ علينا
فعلى الغصنِ والمثيبِ السلامُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> عاطِ أخلاءكَ المداما
عاطِ أخلاءكَ المداما
رقم القصيدة : 14042
-----------------------------------
عاطِ أخلاءكَ المداما
و استسقِ للأيكة ِ الغماما
و راقصِ الغصنَ وهو رطبٌ
يقطرُ أو طارحِ الحماما
وقد تَهادَى بها نَسيمٌ،
حَيّتْ سُلَيمَى بها سَلاَما
فتلكَ أفنانها نشاوى
تشربُ أكوابها قياما
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> ألا نسخَ الله القطارَ حجارة ً
ألا نسخَ الله القطارَ حجارة ً
رقم القصيدة : 14043
-----------------------------------
ألا نسخَ الله القطارَ حجارة ً
تصوبُ علينا والغمامَ غموما
وكانَتْ سَماءُ الله لا تُمطِرُ الحَصَى
لَياليَ كنّا لا نَطيشُ حُلوما
فلما تحولنا عفاريتَ شرة ٍ
تحولَ شؤبوبُ السماءِ رجوما
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> لكَ اللهُ من سارٍ إليّ مسلمٍ
لكَ اللهُ من سارٍ إليّ مسلمٍ
رقم القصيدة : 14044
-----------------------------------
لكَ اللهُ من سارٍ إليّ مسلمٍ
فنابَ وراءَ الليلِ عن أمّ سالمِ
يجولُ به ماءُ النضارة ِ والندى
كما جالَ ماءُ البِشرِ في وجهِ قادِمِ
تنَفّسَ يُهدي، عن حَبيبٍ، تحيّة ً،
هَزَزنا لها، زَهواً، فُضولَ العَمائمِ
يُذكّرُنا رَيّا الأحبّة ِ نَفحَة ً،
فنَذكُرُهُ بالدّمعِ سُقيا الغَمائِمِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا جامعاً بمساوية ِ وطلعتهِ
يا جامعاً بمساوية ِ وطلعتهِ
رقم القصيدة : 14045
-----------------------------------
يا جامعاً بمساوية ِ وطلعتهِ
بينَ السوادين: من ظلمٍ ومن ظلّمِ
أمثلُهُ جسداً في مثلهِ حسداً
لقد تألفَ بينَ النارِ والفحمِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وأغَرَّ يُسفِرُ، للعَوالي والعُلى ،
وأغَرَّ يُسفِرُ، للعَوالي والعُلى ،
رقم القصيدة : 14046
-----------------------------------(9/167)
وأغَرَّ يُسفِرُ، للعَوالي والعُلى ،
عن حرّ وجهٍ بالحياءِ ملثمِ
يسري فيمسحُ للدجى عن صفحة ٍ
غَرّاءَ، تَصدَعُ كلَّ لَيلٍ مُظلِمِ
جذلانَ تحسبُ وجههُ متهللاً
في هَبوَة ِ الهَيجاءِ، غُرّة َ أدهَمِ
زرّ الحديدُ عليهِ جيبَ حمامة ٍ
ورقاءَ في غبشِ العجاجِ الأقنمِ
فكأنّ جلدَة َ حَيّة ٍ خُلِعَتْ بهِ،
يومَ الكريهة ِ فوقَ عطفيْ ضيغمِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
رقم القصيدة : 14047
-----------------------------------
و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
أمسى هلالاً وهو بدرُ تمامِ
قبّلتُ منهُ أقحوانة َ مبسمٍ
رَقّتْ وَراءَ كُمامَة ٍ لِثُمامِ
ولَثَمتُ حُمرَة َ وجنَة ٍ تَندى حياً
فكرعتُ في بردٍ بها وسلامِ
وبكلّ مَرقَبَة ٍ مَناخُ غَمامَة ٍ،
مثلُ الضّريبِ بها لِحاحُ لُغامِ
رعدتْ فرجعتِ الرغاءَ مطية ٌ
لم تدرِ غيرَ البرقِ خفقَ زمامِ
أوحتْ هناك إلى الرُّبَى : أن بشّري
بالرّيّ فَرعَ أراكَة ٍ وبَشامِ
و كفى بلمحِ البرقِ غمزة َ حاجبٍ
و بصوتِ ذاكَ الرعدِ رجعَ كلامِ
في لَيلَة ٍ خصِرَتْ صَباها، فاصطلى
فيها أخو التقوى بنارِ مدامِ
و أحمّ مسودّ الأديمِ كأنّما
خلعتْ على عطفيه جلدة ُ حامْ
ذاكي لسانِ النّارِ، بَحسِبُ أنّهُ
بَرقٌ، تَمزَّق عنهُ جَيبُ غَمامِ
فكأنّ بَدءَ النّارِ، في أطرافِه،
شفقٌ لوى يدهُ بذيلِ ظلامِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> بما حُزتَهُ من شَرِيفِ النّظامِ،
بما حُزتَهُ من شَرِيفِ النّظامِ،
رقم القصيدة : 14048
-----------------------------------
بما حُزتَهُ من شَرِيفِ النّظامِ،
و أرهقتهُ من حواشي الكلامِ
تعالَ إلى الأنسِ في مجلسٍ
يهزّ به الشيخُ عطفيْ غلامِ
صَقيلٍ تَخَالُ بهِ بَيضَة ً،
تَروقُكَ تحتَ جَناحِ الظّلامِ
رطيبِ النسيمِ كأنّ الصبا
تجرِّرُ فيهِ ذيولَ الغمامِ
يكادُ سروراً بأضيافهِ
يهشّ فيلقاهمُ بالسلامِ
و عندي لمثلكَ من خاطبٍ(9/168)
بَناتُ الحَمامِ وأُمّ المُدامِ
بناتٌ تنافسُ فيها الملوكُ
وتَلهو العَذارَى بها في الخِيامِ
فقد كدنَ يلقطنَ حبَّ القلوبِ
ويَشرَبنَ ماءَ عيونِ الكِرامِ
و صفراءَ طلقتُ بنتاً لها
و ما للكريمِ ومأتى الحرامِ
أمُصّ مَراشِفَها لَوعَة ً،
وأذكُرُ ما بَينَنا من ذِمامِ
فعُجْ تَتَصَفّحْ بَديعَ البَديعِ،
وتَلمَحْ سَلامَة َ شِعرِ السَّلامي
وعِشْ تَتَثَنّى انثِناءَ القَضيبِ
سروراً، وتَسجَعُ سَجعَ الحمامِ
ويَحملُ ثوبُكَ خَطّيَّهُ،
و ينطقُ عنكَ لسانُ الحسامِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> قل للقبيحِ الفعالِ: يا حسنا
قل للقبيحِ الفعالِ: يا حسنا
رقم القصيدة : 14049
-----------------------------------
قل للقبيحِ الفعالِ: يا حسنا
ملأتَ جفنيّ ظلمة ً وسنا
قاسَمَني طَرْفُكَ الضَّنَى ، أفَلا
قاسَمَ، جَفنَيّ، ذلكَ الوَسَنَا؟
إنّي وإن كنتُ هَضبَة ً، جَلَداً،
أهتزّ للحسنِ لوعة ً غصنا
قَسَوتُ بأساً ولِنتُ مَكرُمَة ً،
لم ألتَزِمْ حالَة ً ولاَ سَنَنا
لَستُ أُحبّ الجمودَ في رَجُلٍ،
تحسبُهُ من جموده وثنا
لم يَكحَلِ السّهدُ جفنَهُ كَلَفاً،
ولا طوى جسمهُ الغرامُ ضنى
فمَن عَصَى داعيَ الهَوى فقَسَا،
و كانَ جلداً من الصفا خشنا
فإنّني، والعَفافُ من شيَمي،
آبَى الدّنايا وأعشَقُ الحَسَنَا
طوراً منيبُ وتارة ً غزلٌ
أبكي الخَطايا وأندُبُ الدِّمَنَا
إذا اعترتْ خشية ٌ شكا فبكى
أوِ انتَحَتْ راحَة ٌ دَنا فجَنَى
كأنّني غُصنُ بانَة ٍ خَضِلٌ،
تَثنيهِ رِيحُ الصَّبا هُنَا وهُنا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و ساقِ لخيلِ اللحظِ في شأوِ حسنه
و ساقِ لخيلِ اللحظِ في شأوِ حسنه
رقم القصيدة : 14050
-----------------------------------
و ساقِ لخيلِ اللحظِ في شأوِ حسنه
جماحٌ وللصبرِ الجميلِ جرانُ
تَرى للصِّبا ناراً بخَدَّيهِ لَمْ يَثُرْ
لها، من سَوادَيْ عارِضَيهِ، دُخانُ
سَقاها، وقد لاحَ الهِلالُ عَشيّة ً،(9/169)
كما اعوجّ في درعِ الكميّ سنانُ
عقاراً نماها الكرمُ فهيَ كريمة ٌ
ولم تَزنِ بابنِ المُزنِ، فَهْيَ حَصانُ
و ضمّخَ ردعُ الشمسِ نحرَ حديقة ٍ
عليهِ من الطّل السقيطِ جمانُ
و نمتْ بأسرارِ الرياضِ خميلة ٌ
لها النَّورُ ثَغرٌ والنّسيمُ لِسانُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> و أسودٍ يسبحُ في لجّة ٍ
و أسودٍ يسبحُ في لجّة ٍ
رقم القصيدة : 14051
-----------------------------------
و أسودٍ يسبحُ في لجّة ٍ
لا تكتمُ الحصباءَ غدرانها
كأنها في شكلها مقلة ٌ
وذلكَ الأسوَدُ إنسانُها
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> وخَميلَة ٍ قد أخمَلَتْ سِربالَها
وخَميلَة ٍ قد أخمَلَتْ سِربالَها
رقم القصيدة : 14052
-----------------------------------
وخَميلَة ٍ قد أخمَلَتْ سِربالَها
كفّا صَناعٍ، تَستَهِلّ، هَتُونِ
طَوَتِ السُّرَى ، والبَرقُ سوطٌ خافقٌ
بيَدِ الدُّجى ، والرّيحُ ظَهرُ أمُونِ
بُشرَى تهَادَى في وِشاحٍ مُذْهَبٍ،
قَلِقٍ، وتَسحَبُ من ذُيولٍ جُونِ
طبعتْ على النوارِ بيضَ دراهمٍ
مدّتْ إليكَ بها بَنانُ غُصُونِ
فَرَفَلتُ، حيثُ تَعَثّرَتْ بي نَشوَة ٌ،
في ثوبِ وَشيٍ، للرّبيعِ، مَصُونِ
والأرضُ تسفُرُ عن وُجوهِ محاسنٍ
بيضٍ، وتَنظُرُ عن عُيونٍ عِينِ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
رقم القصيدة : 14053
-----------------------------------
فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
و يا لقذى طرفٍ من الدمعِ ملآنِ
و نفسٍ إلى جوّ الكنيسة ِ صبة ٍ
و قلبٍ إلى أفقِ الجزيرة ِ حنّانِ
تعوضتُمن واهاً بآهٍ ومن هوى
بِهُونٍ، ومن إخوانِ صِدقٍ بخُوّانِ
و ما كلّ بيضاءٍ بروقٍ بشحمة ٍ
وما كلّ مَرعًى تَرتَعيهِ بسُعدانِ
فيا ليتَ شِعري! هل لدَهريَ عَطفة ٌ،
فتُجمَعَ أوطاري عليّ وأوطاني؟
مَيادينُ أوطاري ولذّة ُ لذّتي،
ومَنشأ تَهيامي ومَلعَبُ غزلاني(9/170)
كأنْ لم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ، يَقُومُ لي
لماهُ وصدغاهُ براحي وريحاني
فسقياً لواديهمْ وإن كنتُ إنما
أبِيتُ، لذكراهُ، بِغُلّة ِ ظَمآنِ
فكم يومِ لهوٍ قد أدرنا بأفقهِ
نُجومَ كؤوسٍ، بينَ أقمارِ نَدمانِ
و للقضبِ والأطيارِ ملهى ً بجرعة ٍ
فما شئتَ من رقصٍ على رجعِ ألحانِ
و بالحضرة ِ الغرّاءِ غرّ علقتهُ
فأحببتُ حبّاً فيه قضبانَ نعمانِ
رَقيقُ الحَواشي، في مَحاسِنِ وجههِ
ومَنطقِهِ مَسلى قُلوبٍ وآذانِ
أغارُ لخَدّيهِ على الوردِ كلّما
بَدا، ولعِطفَيهِ على أغصُنِ البانِ
و هبنيَ أجني وردَ خدٍّ بناظري
فمن أينَ لي منهُ بتُفّاحِ لُبنانِ؟
يُعَلّلُني منهُ، بمَوعِدِ رَشفَة ٍ،
خيالٌ لهُ يغري بمطلٍ وليانِ
حبيبٌ عليهِ لُجّة ٌ من صَوارِمٍ،
علاها حبابٌ من أسنة ِ مرّانِ
تراءى لنا في مثلِ صورة ِ يوسفٍ
تراءى لنا في مثلِ ملكِ سليمانِ
طَوى بُردُهُ منها صَحيفَة َ فِتنَة ٍ،
قَرأنا لها، من وَجهِه، سَطْرَ عُنوانِ
مَحَبّتُهُ ديني ومَثواهُ كَعبَتي،
ورؤيتهُ حجّتي وذكراهُ قرآني
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
رقم القصيدة : 14054
-----------------------------------
أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
وذِكرُكَ أمْ راحٌ تُدارُ، ورَيحانُ؟
وإلاّ فما بالي، وفَوديَ أشمَطٌ،
تَلَوّيتُ في بُردي، كأنّيَ نَشوانُ؟
و هل هي إلاّ جملة ٌ من محاسنٍ
تغايرُ أبصارُ عليها وآذانُ؟
بأمثالِها من حِكمَة ٍ، في بلاغَة ٍ،
تُحَلَّلُ أضغانٌ، وتُرحلُ أظعانُ
وتُنظَمُ، في نَحرِ المَعالي، قِلادَة ٌ،
وتُسحَبُ، في نادي المَفاخرِ، أردانُ
كلامٌ كما استشرفتَ جيدَ جداية ٍ
وفُصّلَ ياقُوتٌ، هناكَ، ومَرجانُ
تدَفّقَ ماءُ الطّبعِ فيهِ تَدَفّقاً،
فجاءَ كما يصفو على النارِ عقيانُ
أتاني يَرِفّ النَّورُ فيهِ نَضارَة ً،
ويَكرَعُ منهُ في الغَمامَة ِ ظَمآنُ
وتأخذُ عنهُ صَنعَة َ السّحرِ بابِلٌ،(9/171)
وتَلوي إليهِ أخدَعَ الصّبّ بَغْدانُ
و جدتُ بهِ ريحَ الشبابِ لدونة ً
ودونَ صِبا ريحِ الشّبيبَة ِ أزمانُ
و شاقَ إلى تفاحِ لبنانَ نفحهُ
و هيهاتِ من أرضِ الجزيرة ِ لبنانُ
فهل تردُ الأستاذَ مني تحيّة ٌ
تَسيرُ كما عاطَى ، الزّجاجَة َ، نَدمانُ
تهشّ إليها روضة ُ الحزنِ سحرة ً
و يثني إليها حملَ السريرة ِ سوسانُ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> دِنْ دِينَ مُعتَمِلٍ في الله مُبتَهِلٍ،
دِنْ دِينَ مُعتَمِلٍ في الله مُبتَهِلٍ،
رقم القصيدة : 14055
-----------------------------------
دِنْ دِينَ مُعتَمِلٍ في الله مُبتَهِلٍ،
وعَدِّ عن سرّ علمٍ، ثَمّ، مُختَزَنِ
ولا تَقِفْ بِطِوالِ الكُتبِ تَسألُها
فلَستَ تَحظَى بغَيرِ الهَمّ والحَزَنِ
وكُن، إذا التَقَتِ الأرماحُ، سافلَها
فربّما اندَقّ صدرُ العامِلِ اليَزَني
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> رَحَلتُ عَنكُم، ولي فؤادٌ،
رَحَلتُ عَنكُم، ولي فؤادٌ،
رقم القصيدة : 14056
-----------------------------------
رَحَلتُ عَنكُم، ولي فؤادٌ،
تَنفُضُ أضلاعُهُ حَنينا
أجودُ فيكم بعلقِ دمعٍ
كنتُ بهِ قَبلَكُم ضَنينَا
يثورُ في وجنتيّ جيشاً
و كانَ في جفنهِ كميناً
كأنّني، بعدَكُم، شِمالٌ،
قد فارَقتْ منكُمُ يَمِينا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> يا نزهة َ النفسِ يا مناها
يا نزهة َ النفسِ يا مناها
رقم القصيدة : 14057
-----------------------------------
يا نزهة َ النفسِ يا مناها
يا قُرّة َ العَينِ يا كَراها
أما ترى لي رضاكَ أهلاً
و هذه حالتي تراها
فاستَدرِكِ الفَضلَ، يا أباهُ،
في رمقِ النفسِ يا أخاها
قَسَوتَ قَلباً ولِنتَ عِطفاً،
وعِفتَ من تَمرَة ٍ نَواها
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أيّ عَيشٍ، أو غِذاءٍ، أو سِنَهْ،
أيّ عَيشٍ، أو غِذاءٍ، أو سِنَهْ،
رقم القصيدة : 14058
-----------------------------------
أيّ عَيشٍ، أو غِذاءٍ، أو سِنَهْ،
لابنِ إحدَى وثَمانينَ سَنَهْ(9/172)
قلصَ الشيبُ يهِ ظلَّ امرئٍ
طالما جرّ صباهث رسنه
تارة ً تسطو بهِ سيئة ٌ
تسخنُ العينَ أخرى حسنهْ
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أمَا لَدَيكَ حَلاوَهْ،
أمَا لَدَيكَ حَلاوَهْ،
رقم القصيدة : 14059
-----------------------------------
أمَا لَدَيكَ حَلاوَهْ،
أما عليكَ طلاوة ؟
طايِبْ وداعِبْ ولاعِبْ،
و دعْ سجايا البداوهْ
فإنّ أوحَشَ شَيءٍ
جساوة ٌ في غباوه
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> لقد زارَ من أهوى على غيرِ موعدٍ
لقد زارَ من أهوى على غيرِ موعدٍ
رقم القصيدة : 14060
-----------------------------------
لقد زارَ من أهوى على غيرِ موعدٍ
فعاينتُ بدرَ التمّ ذاكَ التلاقيا
و عاتبتهُ والعتبث يحلو حديثهُ
و قد بلغتْ روحي لديهِ التراقيا
فلما اجتمعنا قلتُ من فرحي بهِ
من الشّعرِ، بيتاً، والدّموعُ سَواقِيَا
و قد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما
يظنانِ كلّ الظنّ أن لا تلاقيا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> لله نُورِيّة ُ المُحَيّا،
لله نُورِيّة ُ المُحَيّا،
رقم القصيدة : 14061
-----------------------------------
لله نُورِيّة ُ المُحَيّا،
تَحمِلُ نارِيّة َ الحُمَيّا
والدّوحُ رَطبُ المَهَزّ لَدْنٌ،
قد رَقّ رَيّا وطابَ رَيّا
تَجَسّمَ النُّورُ فيهِ نَوراً،
فكلّ غصنٍ بهِ ثُرَيّا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أهزّكَ لا إني إخالكَ نابيا
أهزّكَ لا إني إخالكَ نابيا
رقم القصيدة : 14062
-----------------------------------
أهزّكَ لا إني إخالكَ نابيا
و إن كنتَ مطرورَ الغرارِ يمانيا
و لكنّ هزّ السيفِ والسوطِ شيمتي
وإنْ رُعتُ سَبّاقاً ونَبّهتُ ماضِيا
و ما هزّ أعطافَ الكريمِ إلى العلى
كأروعَ شيحانٍ يهزّ العواليا
إذا السيفُ لم يشربْ يهِ الدمّ قانئاً
عَبيطاً، أبَى أن يَشربَ الماءَ صادِيَا
وقد نُطْتُ آمالي بِأبلَجَ واضِحٍ،
يُجَشّمُها أمضَى من السّيفِ عارِيَا
وأكرمَ آثاراً من المزنِ غادياً(9/173)
وأشهَرَ أوضاحاً من البَدرِ سارِيَا
فما الغُصُنُ المَطلُولُ أشرَفَ باسِماً،
ومادَ، أُصَيلاناً، على الماءِ صافِيَا
بأليَنَ أعطافاً، وأحسَنَ هَشّة ً،
وأعطَرَ أخلاقاً، وأندى حَواشِيَا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> كفاني شكوى أن أرى المجدَ شاكيا
كفاني شكوى أن أرى المجدَ شاكيا
رقم القصيدة : 14063
-----------------------------------
كفاني شكوى أن أرى المجدَ شاكيا
وحَسبُ الرّزايا أن تَرانيَ باكيَا
أُداري فُؤَاداً، يَصدَعُ الصّدرَ زَفرَة ً،
ورَجعَ أنِينٍ، يَحلُبُ الدّمعَ ساجِيَا
و كيفَ أورى من أارٍ وجدتني
لهُ صادراًعن منهلِ الماءِ صاديا
و ها أنا تلقاني الليالي بملئها
خطوباً وألقى بالعويلِ اللياليا
و تطوي على وخزِ الأشافي جوانحي
تَوالي رَزايا لا تَرى الدّمعَ شافِيَا
ضَمانٌ علَيها أن تَرَى القلبَ خافِقاً،
طوالَ اللّيالي أو ترى الطرفَ داميا
و أنّ صفاءَ الودّ والعهدُ بيننا
ليَكرَهُ لي أن أشرَبَ الماءَ صافِيَا
وكم قد لحَتني العاذِلاتُ جَهالَة ً،
ويَأبَى المُعَنّى أنْ يُطيعَ اللّواحيَا
فقُلتُ لها: إنّ البُكاءَ لَراحَة ٌ،
بهِ يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا
ألا إنّ دهراً قد تقاضى شبيبتي
وصَحبي لدَهرٌ قد تَقَاضَى المَرازِيَا
وقد كنتُ أُهدي المَدحَ، والدّارُ غربة ٌ،
فكيفَ بإهدائي إليهِ المراثيا
أأحبابنَا بالعَدوَتَينِ صَمَمتُمُ،
بحُكمِ اللّيالي أن تُجِيبُوا المُنادِيَا
فقيّدتُ من شَكوى ، وأطلقتُ عَبرَتي،
و خفّضتُ من صوتي هنالك شاكيا
وأكبرتُ خَطباً أن أرَى الصّبرَ بالياً،
وراءَ ظلامِ اللّيلِ والنجمَ ثاويا
وإن عُطّلَ النّادي بهِ من حِلاكُمُ،
و كانَ على عهدِ التفاوضِ حاليا
وما كان أحلى مُقتَضى ذلكَ الجَنى ،
و أحسنَ هاتيكَ المرامي مراميا
و أندى محياً ذلكً العصرِ مطلعاً
وأكرَمَ نادي ذلك الصّحبِ نادِيَا
زَمانٌ تَوَلّى بالمَحاسِنِ عاطِرٌ،
تكادُ لياليهِ تسيلث غواليا
تقضى وألقى بينَ جنبيّ لوعة ً(9/174)
أُبَاكي بها، أُخرى اللّيالي، البواكِيَا
كأنّيَ لم أنس إلى اللّهو ليلة ً
ولم أتَصَفّحْ صَفحَة َ الدّهرِ راضِيَا
ولم أتَلَقّ الرّيحَ تَندَى على الحَشَى ،
شذاءً ولم أطربْ إلى الطيرِ شاديا
وكانَتْ تَحايانا، على القُربِ والنّوى ،
تطيبُ على مرّ اللّيالي تعاطيا
فهَلْ من لِقاءٍ مُعرِضٍ، أو تَحِيّة ٍ
معَ الرّكبِ يغشى أو مع الطيفِ ساريا
فها أنا والرزاءُ تقرعُ مروة ً
بصدري وقلباً بينَ جنبيّ حانيا
أحِنّ، إذا ما عَسعَسَ اللّيلُ، حنّة ً
تُذيبُ الحَوايا أو تَفُضّ التّراقِيَا
وأُرخِصُ أعلاقَ الدّموعِ صَبابة ً،
و عهدي بأعلاقِ الدموعِ غواليا
فما بنتُ أيكٍ بالعراءِ مرنّة ٌ
تنادي هديلاً قد أضلتهُ نائبا
و تندبُ عهداً قد تقضّى برامة ٍ
ووَكراً بأكنافِ المُشَقَّرِ خالِيَا
بأخفقَ أحشاءً وأنبا حشيّة ً
و أضرمَ أنفاساً وأندى مآقيا
فهل قائلٌ عنّي لوادٍ بذي الغضا
تأرّجْ معَ الأمساءِ حُيّيتَ وادِيَا
وعَلّلْ بِرَيّا الرَّنْدِ نَفساً عَليلَة ً،
معَ الصّبحِ يَندى ، أو معَ اللّيل هادِيَا
فكم شاقني من منظرٍ فيكَ رائقٍ
هَزَزتُ له من مِعطَفِ السّكرِ صاحيَا
و ضاحكني ثغرُ الأقاحِ ومبسمٌ
فلَمْ أدرِ أيّ بانَ ثمّ أقاحِيَا
ودونَ حِلى تلكَ الشّبيبَة ِ شَيبَة ٌ،
جَلَبتُ بها غَمّاً ولم أكُ خالِيَا
وإنّ أجَدّ الوَجدِ وجدٌ بأشمَطٍ،
تلددَ يستقري الرسومَ الخواليا
وتَهفُو صَبا نَجدٍ بهِ طِيبَ نَفحَة ٍ،
فيلقى صبا نجدٍ بما كانَ لاقيا
فَقُلْ للّيالي الخِيفِ: هل من مُعَرِّجٍ
علينا ولو طيفاً سقيتَ لياليا
ورَدّدْ بهاتِيكَ الأباطِحِ والرّبَى
تَحيّة َ صَبٍّ لَيسَ يَرجو التّلاقيَا
فما أستَسيغُ الماءَ، يَعذُبُ، ظامئاً،
ولا أستَطيبُ الظّلّ، يَبرُدُ، ضاحيَا
ولولا أمانٍ عَلّلَتني، على النّوَى ،
أخو المجدِ لم يعدل عن النجد نازلاً
بأرضٍ ولم يشمخْ معَ العزّ ثاويا
تَلُوذُ برُكْنَيْ خالِقٍ منهُ شاهِقٍ،
فتَغشَى كَريماً حامِلاً عَنَكَ حامِيَا(9/175)
يُساجِلُ طَورا كَفُّهُ الغَيثَ غادياً،
ويَحمِلُ طَوراً دِرعُهُ اللّيثَ عادِيَا
وتَبأى العُلى منهُ بأبيَضَ ماجِدٍ،
يُجَرِّدُ دونَ المَجدِ أبيضَ ماضِيَا
و يحطمهُ ما بينَ درعٍ ومغفرٍ
و إنْ كانَ عضبَ الشفرتينِ يمانيا
شَرِيفٌ لآباءٍ، نَمَتهُ، شَريفَة ٍ،
يَطُولُ العَوالي بَسطَة ً والمَعاليَا
يُسابِقُ أنفاسَ الرّياحِ سَماحَة ً،
ويَحمِلُ أوضاحَ الصّباحِ مَساعِيَا
إذا نحنُ أثنينا عليها وجدتنا
نحلّي صدوراً للعلى وهواديا
كفى قومهُ علياءَ أن كانَ غاية ً
لهم وكفاهُ أن يكونوا مباديا
تبوّأ من رسمِ الوزارة ِ رتبة ً
تمنّى ، مَراقيها، النّجومُ، مراقِيَا
وأحرَزَ في أُخرَى اللّيالي فَضائِلاً
تعدّ على حكمِ المعالي أواليا
تَنُوبُ، ونَستَسقي الغَمامَ غَوادِيَا
لقيتُ بهِ والليلُ رائشُ نبلهِ
وأروَعَ يَندَى للطّلاقَة ِ صَفحَة ً،
و يقدحُ زنداُ للنباهة واريا
فيجمعُ بينَ الماءِ أبيضَ سلسلاً
يَسُحّ، وبينَ الجَمرِ أحمرَ حامِيَا
أحِنّ إلَيهِ حَنّة َ النِّيبِ هَجّرَتْ،
وقد ذكَرَتْ ماءَ العُضاهِ صَوادِيَا
فيا أيها النائي معَ النجمِ همّة ً
ومَرقَى خِلالٍ في الوزارَة ِ سامِيَا
ترى فرقدَ الليلِ السرى منهُ ثالثاً
وتَرعَى بهِ بَدرَ الدُّجُنّة ِ ثانِيَا
حنايكَ في ناءٍ شكا مسّ لوعة ٍ
فسفّرَ، من شَوقٍ إليكَ، القَوافِيَا
وحَيّا بها أذكَى من الرّوضِ نفحَة ً،
و أرهفَ من لدنِ النسيمِ حواشيا
و قد ندبتْ من حيثُ لم أدرِ رقعة ً
و أنّكَ للعذبُ الفراتُ على الصدى
شقيقُ الندى وابنُ النهى وأبو العلا
وحَسبُكَ بَيتاً في المَكارِمِ عالِيَا
العصر الأندلسي >> ابن خفاجة >> أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
رقم القصيدة : 14064
-----------------------------------
أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
فَوَقَفتُ أندُبُ منهُ رَسماً عافِيَا
مثلَ العذارُ هناكَ نؤياً داثراً
و اسودّتِ الخيلانُ فيهِ أثافيا(9/176)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وقالوا لو تشاء سلوت عنها
وقالوا لو تشاء سلوت عنها
رقم القصيدة : 14065
-----------------------------------
وقالوا لو تشاء سلوت عنها
فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي
كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لها حب تنشأ في فؤادي
فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملاماً
وفي زجر العواذل لي بلاء
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
رقم القصيدة : 14066
-----------------------------------
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ
أحب هبوط الواديين وإنني
لمشتهر بالواديين غريب
أحقاًعباد الله أن لست وارداً
ولا صادراً إلا علي رقيب
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ
من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة
إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ
وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى
إلي وإن لم آته لحبيب
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر
حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
رقم القصيدة : 14067
-----------------------------------
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي
لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى
وإن بالدمع عين الروح تنسكب
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
رقم القصيدة : 14068
-----------------------------------
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ
لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له
حر الصبابة والأوجاع والوصب(9/177)
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت
ياللرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني
والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ
عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> فؤادي بين أضلاعي غريب
فؤادي بين أضلاعي غريب
رقم القصيدة : 14069
-----------------------------------
فؤادي بين أضلاعي غريب
يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم
تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي
فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي
فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت
رقم القصيدة : 14070
-----------------------------------
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت
وأهوى لنفسي أن تهب جنوب
فويلي على العذال ما يتركونني
بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى
فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ
دعاني الهوى والشوق لمل ترنمت
هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ
تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا
فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُ
فقلت حمام الأيك مالك باكياً
أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها
وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني أن الصبا لا تجيبني
وقد كان يدعوني الصبا فأجيب
سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَخلُّداً
غزال بأعلى الماتحين ربيب
فكلم غزال الماتحين فإنه
بِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ
فدومي على عهد فلست بزائل
عن العهد منكم ما أقام عسيب
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا
لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا
رقم القصيدة : 14071
-----------------------------------(9/178)
لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا
لهوت بليلى ما لهن رقيب
وإن حال يأس دون ليلى فربما
أتى اليأس دون الشيء وهو حبيب
وَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِي
عَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُ
صَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاة َ بِهَجْرِنَا
أثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُ
أُبَعِّدُ عَنْكِ الْنَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّة ٌ
بِذكْرِكِ وَالمَمْشَى إليْك قَرِيبُ
مخافة أن تسعى الوشاة مظنة
وأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُ
أما والذي يبلو السائر كلها
ويعلم ما تبدي به وتغيب
لقد كنت ممن تصطفي النفس حلة
لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُ
وَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنما
علي بظهر الغيب منك رقيب
تلجين حتى يذهب اليأس بالهوى
وَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُ
سأستعطف الأيام فيك لعلها
بِيَوْمِ سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
رقم القصيدة : 14072
-----------------------------------
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب
فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ
بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أتوب إليك يارحمن مما
عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هوى ليلى وتركي
زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
وكيف وعندها قلبي رهين
أتوب إليك منها أو أنيب
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى
أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى
رقم القصيدة : 14073
-----------------------------------
أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى
بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها
ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> إن الغواني قتلت عشاقها
إن الغواني قتلت عشاقها
رقم القصيدة : 14074
-----------------------------------(9/179)
إن الغواني قتلت عشاقها
ياليت من جهل الصبابة ذاقها
في صدغهن عقارب يلسعننا
ما من لسعن بواجد ترياقها
إن الشقاء عناق كل خريدة
كَالْخيْزُرَانة ِ لا نمَلُّ عِناقَهَا
بِيضٌ تُشبَّهُ بِالْحِقَاقِ ثُدِيُّهَا
من عاجة حكت الثدي حقاقها
يدمي الحرير جلودهن وإنما
يُكْسَيْنَ مِنْ حُللِ الْحرِيرِ رِقَاقَهَا
زَانَتْ رَوَادِفَهَا دِقاقُ خُصُورِهَا
إ ني أحب من الخصور دقاقها
إنَّ الَّتِي طَرَقَ الرِّجَالَ خَيَالُهَا
ما كنْتُ زائِرَهَا ولا طرَّاقَهَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> فو الله ثم الله إني لدائباً
فو الله ثم الله إني لدائباً
رقم القصيدة : 14075
-----------------------------------
فو الله ثم الله إني لدائباً
أفكر ما ذنبي إليك فأعجب
ووالله ماأدري علام هجرتني
وأي أمور فيك يا ليل اركب
أأقُطَعُ حَبْلَ الْوَصْل، فالموْتُ دُونَه
أمْ اشرَبُ كأْساً مِنْكُمُ ليس يُشْرَبُ
أم اهرب حتى لا أرى لي مجاوراً
أم افعل ماذا أم أبوح فأغلب
فأيهما يا ليل ما تفعلينه
فلو تلتقي أرواحنا بعد موتنا
ومِنْ دُونِ رَمْسَينا منَ الأْرضِ مَنْكِبُ
لظلَّ صدَى رَمْسِي وإنْ كُنْتُ رِمَّة ً
لصَوْتِ صَدَى لَيْلَى يَهَشُّ وَيَطربُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> عقرت على قبر الملوح ناقتي
عقرت على قبر الملوح ناقتي
رقم القصيدة : 14076
-----------------------------------
عقرت على قبر الملوح ناقتي
بِذي الرَّمْث لَمَّا أنْ جَفاهُ أقارِبُهْ
فَقُلْتُ لها كُونِي عَقيراً فإنَّني
غداة غد ماش وبالأمس راكبه
فلا يُبْعِدنْكَ اللّه يابْنَ مُزَاحمٍ
فكُلُّ امْرِىء ٍ لِلمَوْتِ لابُدّ َشاربُه
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> سأبكي على ما فات مني صبابة
سأبكي على ما فات مني صبابة
رقم القصيدة : 14077
-----------------------------------
سأبكي على ما فات مني صبابة
وأندب أيام السرور الذواهب(9/180)
وأمنع عيني أن تلذ بغيركم
وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ
وخير زمان كنت أرجو دنوه
رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
فأصبحت مرحوما ًوكنت محسداً
فصبراً على مكروهها والعواقب
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى
وعَهْدِي بها عَذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِبِ
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة
بَدَا حاجِبٌ مِنْها وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> شُغِفَ الفؤادُ بِجارة ِ الْجَنْبِ
شُغِفَ الفؤادُ بِجارة ِ الْجَنْبِ
رقم القصيدة : 14078
-----------------------------------
شُغِفَ الفؤادُ بِجارة ِ الْجَنْبِ
فَظَللْتُ ذا أسَفٍ وذا كَرْبٍ
يا جارتي أمسيت مالكة
روحي وغالبة على لبي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أحجاج بيت الله في أي هودج
أحجاج بيت الله في أي هودج
رقم القصيدة : 14079
-----------------------------------
أحجاج بيت الله في أي هودج
وفي أيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمُ قَلْبي
أأبْقى أسِيرَ الحُبِّ في أرضِ غُرْبة ٍ
وحادِيكُمُ يَحْدو بقلبي في الركْبِ
وَمُغْتَربٍ بِالمَرْجِ يَبْكِي بِشَجْوِهِ
وقد غاب عنه المسعدون على الحب
إذا مَا أتَاهُ الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ أرْضِهِ
تَنَفَّسَ يَسْتَشْفِي بِرَائِحة الرَّكْبِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
رقم القصيدة : 14080
-----------------------------------
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
فأصبح مذموماً به كل مذهب
خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً
يضاحكني من كان يهوى تجنبي
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ
روائع قلبي من هوى متشعب
وقالوا صحيح مابه طيف جنة
ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ
وَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَا
يَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبي(9/181)
وشاهد وجدي دمع عيني وحبها
برى اللحم عن أحناء عظمي ومنكبي
تجنبت ليلى أن يلج بي الهوى
وهيهات كان الحب قبل التجنب
فما مغزل أدماء بات غزالها
بِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِ
بِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَد
غَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
نَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى
بِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِ
إلى ظعن تحدى كأن زهاءها
نَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِ
وَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍ
بِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر
مَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّب
ألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَاأمَّ مَالِكٍ
وَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ به
حَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُ
عَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِ
وما يسلك الموماة من كل نقصة
طليح كجفن السيف تهدى لمركب
خَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِ
إلى البيت أو يطلعن من نجد كبكب
لقد عشت من ليلى زماناًأحبها
أرى الموت منها في مجيئي ومذهبي
ولما رأت أن التفرق فلتة
وأنا متى ما نفترق نتشعب
أشارت بموشوم كأن بنانه
من اللين هداب الدمقس المهذب
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> حبيبٌ نأى عنِّي الزَّمانُ بِقُرْبِهِ
حبيبٌ نأى عنِّي الزَّمانُ بِقُرْبِهِ
رقم القصيدة : 14081
-----------------------------------
حبيبٌ نأى عنِّي الزَّمانُ بِقُرْبِهِ
فَصَيَّرنِي فَرْداً بغيْرِ حَبيبِ
فلي قلب محزون وعقل مدله
وَوَحْشَة ُ مَهجُورٍ وَذُلُّ غَريبِ
فيا حقب الأيام هل فيك مطمع
لِرَدِّ حبيبٍ أوْ لِدَفْعِ كُرُوبِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
رقم القصيدة : 14082
-----------------------------------
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ(9/182)
ويَرْمِي بها مِنْ ذُرْوَة ِ الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غرو أن الحب للمرء قاتل
يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
فيسيقه كأس الموت قبل أوانه
ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
رقم القصيدة : 14083
-----------------------------------
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة
وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقولون تُبْ عن ذِكْرِ لَيْلى وحُبِّها
وما خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَى بِتائِبِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ يا نَسِيمَ الرِّيحِ حُكْمُكَ جائِرٌ
ألاَ يا نَسِيمَ الرِّيحِ حُكْمُكَ جائِرٌ
رقم القصيدة : 14084
-----------------------------------
ألاَ يا نَسِيمَ الرِّيحِ حُكْمُكَ جائِرٌ
عليَّ إذا أرْضَيْتَني وَرَضِيتُ
ألاَ يا نَسيمَ الرِّيحِ لو أَنَّ واحِداً
من الناس يبليه الهوى لبليت
فلو خلط السم الزعاف بريقها
تَمَصَّصتُ مِنْهُ نَهْلَة ً وَرَوِيتُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا
ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا
رقم القصيدة : 14085
-----------------------------------
ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا
إذا جَمَشَتْهُ الْعَيْنُ عاد بَنَفْسجَا
شَكَوْتُ إليها طُولَ لَيْلِي بِعِبْرة ٍ
فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا
فَقُلْتُ لها مُنِّي عَلَيَّ بِقُبْلَة ٍ
أداوي بها قلبي فقالت تغنجا
بُلِيتُ بِرِدْفٍ لَسْتُ أَسْطِيعُ حَمْلَهُ
يُجَاذِبُ أعْضَائِي إذا ما تَرَجْرَجَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> رُعَاة َ اللَّيْلِ ما فعلَ الصَّباحُ
رُعَاة َ اللَّيْلِ ما فعلَ الصَّباحُ
رقم القصيدة : 14086(9/183)
-----------------------------------
رُعَاة َ اللَّيْلِ ما فعلَ الصَّباحُ
وما فَعَلَتْ أوَائِلُهُ الْمِلاَحُ
وما بالُ الَّذِينَ سَبَوْا فُؤادي
أقاموا أم أجد بهم رواح
وما بَالُ النُّجُومِ معَلَّقَاتُ
بِقلْبِ الصَّبِّ ليس لها بَرَاحُ
لها فَرْخانِ قد تُرِكَا بِقَفْرٍ
وعشهما تصفقه الرياح
إذا سمعا هبوب الريح هبا
وقالا أُمّنا، تَأْتِي الرُّواحُ
فلا بالليل نالت ما ترجى
ولا في الصُّبحِ كان لها بَرَاحُ
رُعاة اللَّيْل كُونُوا كَيْفَ شِئْتُمْ
فقد أودي بي الحب المناح
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> خليلي هل قيظ بنعمان راجع
خليلي هل قيظ بنعمان راجع
رقم القصيدة : 14087
-----------------------------------
خليلي هل قيظ بنعمان راجع
لياليه , أو أيامهن الصوالح
ألا لاَ وَلا أيَّامُنَا بِمُتَالِعٍ
رواجع ما أورى بزندي قادح
إذِ الْعَيْشُ لَمْ يَكْدُرُ عليَّ ولَمْ يَمُتْ
يزيد وإذ لي ذو العقيدة ناصح
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
رقم القصيدة : 14088
-----------------------------------
أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
ببينونة الأحباب دمعك سافح
نعم جادت العينان مني بعبرة
كما سل من نظم اللآلي تطارح
ألا يا غراب البين لا صحت بعده
وَأمكَنَ مِنْ أوْداجِ حَلْقِكَ ذَابح
يروع قلوب العاشقين ذوى الهوى
إذا أمنوا الشحاج أنك صائح
وَعَدِّ سَواءَ الحُبِّ واتْركْهُ خَالِياً
وكن رجلاً واجمح كما هو جامح
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وأدنيتني حتى إذا ما فتنتني
وأدنيتني حتى إذا ما فتنتني
رقم القصيدة : 14089
-----------------------------------
وأدنيتني حتى إذا ما فتنتني
بِقَوْلٍ يَحِلُّ الْعُصْمَ سَهْلَ الأَبَاطِحِ
تجافيت عني حتى لا لي حيلة
وغادرت ما غادرت بين الجوانح(9/184)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا غراب البين هيجت لوعتي
ألا يا غراب البين هيجت لوعتي
رقم القصيدة : 14090
-----------------------------------
ألا يا غراب البين هيجت لوعتي
فَويْحَكَ خَبِّرْنِي بِمَا أنْتَ تَصْرُخُ
أبِالْبَيْنِ مِنْ لَيْلَى ؛ فإنْ كُنْتَ صَادِقاً
فَلا زَالَ عَظْمٌ مِنْ جَنَاحِكَ يُفْسَخُ
ولازال رام فيك فوق سهمه
فَلا أنْتَ في عُشٍّ وَلاَ أَنْتَ تُفْرِخُ
وَلاَ زِلْتَ عَنْ عَذْبِ الْمِيَاهِ مُنَفِّراً
وَوَكْرُكَ مَهْدُومَاً وبَيْضُكَ يُرْضَخُ
فإن طرت أردتك الحتوف وإن تقع
تقيض ثعبان بوجهك ينفخ
وعانيت قبل الموت لحمك مشدخا
عَلى حَرِّ جَمْرِ النَّارِ يُشْوَى وَيُطْبَخُ
وَلاَ زِلْتَ فِي شَرِّ الْعّذَابِ مُخَلِّدَاً
وريشك منتوف ولحمك يشرخ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا قاتل الله الهوى ما أشده
ألا قاتل الله الهوى ما أشده
رقم القصيدة : 14091
-----------------------------------
ألا قاتل الله الهوى ما أشده
و أسرعه للمرء وهو جليد
دعاني الهوى من نحوها فأجبته
فأصْبَحَ بِي يَسْتَنُّ حيث يُرِيدُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> حب إلينا بك يا جراد
حب إلينا بك يا جراد
رقم القصيدة : 14092
-----------------------------------
حب إلينا بك يا جراد
أرض وإن جاعت بك الأكباد
وَضَاقَتِ الأَصْدَارُ والأَوْرَادُ
وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُ لَنا عَتَادُ
ولا لأِبناء السَّبِيلِ زَادُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ذكرت عشية الصدفين ليلى
ذكرت عشية الصدفين ليلى
رقم القصيدة : 14093
-----------------------------------
ذكرت عشية الصدفين ليلى
وكل الدهر ذكراها جديد
إذا حَالَ الْغُرَابُ الْجَوْنُ دُونِي
فمنقلبي إلى ليلى بعيد
عَلَيَّ ألِيَّة ٌ إنْ كُنْتُ أدْرِي
أَيَنْقُصُ حُبُّ لَيْلَى أمْ يَزِيدُ
لها في طرفها لحظات حتف(9/185)
تميت بها وتحيي من تريد
وإن غضبت رأيت الناس هلكى
وأن رضيت فأرواح تعود
فَقُلْنَ لَقَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ كَلاّ
وهل يبكي من الطرب الجليد
وَلَكِنْ قدْ أصَابَ سَوَادَ عَيْنِي
عويد ندى له طرف حديد
فَقُلْنَ فَما لِدمْعِهِمَا سَوَاءٌ
أكلتا مقلتيك أصاب عود ؟
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أرقت وعادني هم جديد
أرقت وعادني هم جديد
رقم القصيدة : 14094
-----------------------------------
أرقت وعادني هم جديد
فجسمي للهوى نضو بليد
أراعي الفرقدين مع الثريا
كذاك الحُبُّ أهْوَنُهُ شَدِيدُ
علقت مليحة الخدين ورداُ
تُشابه حُسْنَ مَطْلَعِهَا السُّعُودُ
أهِيمُ بِذِكرِهَا وَأظَلُّ صَبّاً
وَعَيْنِي بِالدُّمُوعِ لها تجُودُ
ألاَ لَيْتَ لحْدَكِ كان لَحْدِي
إذَا ضَمَّتْ جَنَائزَنَا اللُّحودُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وَجَدْتُ الحبَّ نِيرَاناً تَلَظَّى
وَجَدْتُ الحبَّ نِيرَاناً تَلَظَّى
رقم القصيدة : 14095
-----------------------------------
وَجَدْتُ الحبَّ نِيرَاناً تَلَظَّى
قُلوبُ الْعَاشَقِينَ لَهَا وَقودُ
فلو كانت إذا احترقت تفانت
ولكن كلما احترقت تعود
كأهْل النَّار إذْ نضِجَتْ جُلُودٌ
أُعِيدَتْ-لِلشَّقَاءِ- لَهُمْ جُلُودُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً
فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً
رقم القصيدة : 14096
-----------------------------------
فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً
فإنَّ جَزُوعَ الْقَوْمِ لَيْسَ بِخَالِدِ
هَوِيتَ فَتَاة ً كَالْغَزالَة ِ وَجْهُهَا
وكَالشَّمسِ يَسْبِي دَلُّها كُلَّ عَابِدِ
وَلي كَبدٌ حَرّا وَقَلْبٌ مُعّذَّبٌ
ودَمْعٌ حَثِيثٌ في الهَوى غَيْرُ جامِدِ
وأية وجد الصب تهطال دمعه
ودَمْعُ الشَّجِيِّ الصَّبِّ أعْدَلُ شاهِدِ
على مَا انْطَوَى مِنْ وَجْدِهِ في ضَمِيره
على الآنسات الناعمات الخرائد(9/186)
فيا ليت أنَّ الدَّهْرَ جَادَ بِرجْعَة ٍ
وهَيْهَاتَ، إنَّ الدَّهرَ لَيْسَ بعَائِدِ
إلَيْكَ فَعَزِّ النَفْسَ واسْتَشْعِرِ الأَسَى
فحبك يمني زائداً غير بائد
وقد شسعت ليلى وشط مزارها
وغيرها عن عهدها قول حاسد
فَيَا أسَفا حَتَّامَ قَلْبِي مُعَذَّبٌ
إلى اللّه أشْكُو طُولَ هذِي الشَّدائِدِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> رَددْتُ قَلاَئِصَ الْقُرشِيِّ لَمَّا
رَددْتُ قَلاَئِصَ الْقُرشِيِّ لَمَّا
رقم القصيدة : 14097
-----------------------------------
رَددْتُ قَلاَئِصَ الْقُرشِيِّ لَمَّا
رَأيْتُ النَّقضَ مِنْهُ للْعُهُودِ
وراحوا مقصرين وخلفوني
إلى حزن أعالجه شديد
أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ كَلَفِي بِلَيْلَى
كَأنِّي يَوْمَ ذَاك مِنَ الْيَهُودِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> خليلي مرا بي على الأبرق الفرد
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد
رقم القصيدة : 14098
-----------------------------------
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد
وَعهدِي بلَيْلَى حَبَّذَا ذاكَ مِنْ عَهْدِ
ألايا صبا نجد متى هجت من نجد
فقد زادني مسراك وجداً على وجد
أَإنْ هَتَفَتْ وَرْقَاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى
على فنن غض البنات من الرند
بكيتُ كَمَا يَبْكِي الْوَليدُ ولَمْ أزلْ
جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
وَأصْبَحْتُ قد قَضَّيتُ كُلَّ لُبَانَة ٍ
تِهامِيَّة ٍ وَاشْتَاقَ قَلْبِي إلى نَجْدِ
إذا وعدت زاد الهوى لا نتظارها
وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وإنْ قَرُبَتْ دَاراً بكيتُ وَإنْ نَأتْ
كَلِفْتُ فلا لِلْقُرْبِ أسْلُو وَلاَ الْبُعدِ
وأرواحه إن كان نجد على العهد
ألاحبذا نجد وطيب ترابه
وأرواحه إن كان نجد على العهد
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يَملُّ وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ
بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا
على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ(9/187)
على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليسَ بِنافِعٍ
إذا كان مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> شَرَيْتُ بِشَاتِي شِبْهَ لَيْلَى وَلَو أبَوْا
شَرَيْتُ بِشَاتِي شِبْهَ لَيْلَى وَلَو أبَوْا
رقم القصيدة : 14099
-----------------------------------
شَرَيْتُ بِشَاتِي شِبْهَ لَيْلَى وَلَو أبَوْا
لأعطيت من مالي طريفي وتالدي
فَلَوْ كنْتُما حُرَّينِ ما بِعْتُمَا مَعاً
شبيهاً لِلَيْلَى بَيْعة َ المتزَايِدِ
وأعتقتماها رغبة في ثوابها
ولم ترغبا في ناقص غير زائد
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> شيء عن السعادة
شيء عن السعادة
رقم القصيدة : 141
-----------------------------------
كذبوا , ان السعادةْ
يا محمد
لا تباع
فالجرائد
كتبت : ان السماء
أمطرت في ليلة الأمس ضفاضع
يا صديقي , سرقوا منك السعادة
خدعوكَ
عذبوكَ
صلبوكَ
في حبال الكلمات
ليقولوا عنك : مت
ليبيعوك مكاناً في السماء
آه ما جدوى البكاء
أنا خجلانُ محمد
فالضفاضع
سرقت منا السعادةْ
و أنا رغم العذاب
في طريق الشمس سائرْ
زرعوا الليل خناجر
و كلاب
ان سقف الليل ينهار عليهم
! فتمرد
!يا محمد
! فتمرد
و حذارِ أن تخون
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أَحِنُّ إلَى نَجْدٍ وَإنِّي لآيسٌ
أَحِنُّ إلَى نَجْدٍ وَإنِّي لآيسٌ
رقم القصيدة : 14100
-----------------------------------
أَحِنُّ إلَى نَجْدٍ وَإنِّي لآيسٌ
طوال الليالي من قفول إلى نجد
وإن يك لا ليلى ولا نجد فاعترف
بهجر يوم القيامة والوعد
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> بَيْضَاءُ باكَرَهَا النَّعِيمُ كَأنَّهَا
بَيْضَاءُ باكَرَهَا النَّعِيمُ كَأنَّهَا
رقم القصيدة : 14101
-----------------------------------
بَيْضَاءُ باكَرَهَا النَّعِيمُ كَأنَّهَا
قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحُ لَيْلٍ أسْوَدِ
موسومة بالحسن ذات حواسد
إن الحسان مظنة للحسد(9/188)
وتَرى مَدَامِعَهَا تَرَقْرَقُ مُقْلَة ً
سَوْدَاءَ تَرْغَبُ عَنْ سَوَادِ الإِثمِدِ
خود إذا كثر الكلام تعوذت
بحمى الحياء وإن تكلم تقصد
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يَا مَنْ شَغَلْتُ بِهَجْرِهِ وَوِصَالِه
يَا مَنْ شَغَلْتُ بِهَجْرِهِ وَوِصَالِه
رقم القصيدة : 14102
-----------------------------------
يَا مَنْ شَغَلْتُ بِهَجْرِهِ وَوِصَالِه
همم المنى ونسيت يوم معادي
والله ما التقت الجفون بنظرة
إلا وذكرك خاطر بفؤادي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> إن الظباء التي في الدور تعجبني
إن الظباء التي في الدور تعجبني
رقم القصيدة : 14103
-----------------------------------
إن الظباء التي في الدور تعجبني
تلك الظِّباءُ الَّتِي لا تَأْكُلُ الشَّجَرَا
لهن أعناق غزلان وأعينها
وهن أحسن من أبدانها صوراً
وَلِي فُؤادٌ يَكَادُ الشَّوْقُ يَصْدَعُهُ
إذا تذكر من مكنونه الذكرا
كانت كدرة بحر غاص غائصها
فَأسْلَمَتْها يدَاهُ بَعْدَ مَا قَدَرَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أسِرْبَ القَطا هَل من مُعيرٍ
أسِرْبَ القَطا هَل من مُعيرٍ
رقم القصيدة : 14104
-----------------------------------
فقُلتُ ومثلي بالبُكاء جَديرُ:
أسِرْبَ القَطا هَل من مُعيرٍ جَناحَهُ
لعلّي إلى من قَد هَوِيتُ أطيرُ
وأي قطاة لم تعرني جناحها
فعاشَتْ بضَيرٍ والجَناحُ كَسِيرُ
وإلاّ فَمَنْ هذا يُؤدِّي تَحِيّة ً
فأشكره إن المحب شكور
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أجد بأحياء الجميع بكور
أجد بأحياء الجميع بكور
رقم القصيدة : 14105
-----------------------------------
أجد بأحياء الجميع بكور
وبان الأخلاء الذين تزور
وشق عصا الجيران يوم ترحلوا
نوى بالكليبيات عنك تجور
بَرَاعَة ُ مَكْرُوهٍ مِنَ الْبَيْنِ لَمْ يَكُنْ
لَهَا دوُنَ تَكْدِيرِ الصَّفَاء نكِيرُ(9/189)
مُحِبٌّ أتَاهَا أنّ مَا بَيْنَ بِيشَة ٍ
وَنَجْرَانَ مُخْضَرُّ الْجَنَابِ مَطِيرُ
أَيَذْهبُ عَقْلي بعد علمي وإنْ علا
عِذارِي مِنْ بَعْدِ المشيب قَتيرُ
ومستجهلي بعد التحلم نسوة
أشار بليلى نحوهن مشير
تعودن قتل المسلمين كأنما
لَهُنَّ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ طَهُورُ
وقلن تزوج ثم دع ما كان بيننا
أجَارَكَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ مُجيرُ
أ ردن بلائي ما قضين لبانة
فَقَدْ غَارَ أوْ كَادَ النُّجُوم تَغُور
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَها
أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَها
رقم القصيدة : 14106
-----------------------------------
أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَها
سِوَى لَيْلَة ٍ، إنِّي إذاً لَصَبُورُ!
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَى
أيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَى
رقم القصيدة : 14107
-----------------------------------
أيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَى
وَزِدْتَ عَلَى ما لَمْ يَكُنْ بَلَغَ الهَجْرُ
عَجِبْتُ لِسْعَي الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَها
فَلَمَّا انْقَضَى مَا بَيْننا سَكَنَ الدَّهْرُ
فَيَا حُبَّها زِدْنِي جَوى ً كُلَّ لَيْلَة ٍ
ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
وينبت في أطرافها الورق النضر
وَوَجْهٍ لَهُ دِيبَاجَة ٌ قُرشِيَّة ٌ
به تكشف البلوى ويستنزل القطر
ويهتز من تحت الثياب قوامها
كَما اهتزَّ غصنُ البانِ والفننُ النَّضْرُ
فيا حبَّذا الأحياءُ ما دمتِ فيهمِ
ويا حبذا الأموات إن ضمك القبر
وإني لتعروني لذكراك نفضة
كمَا انْتَفضَ الْعُصْفُرُ بلَّلَهُ الْقَطْرُ
عسى إن حججنا واعتمرناوحرمت
زِيارَة ُ لَيْلَى أنْ يَكُونَ لَنَا الأَجْرُ
فما هو إلا أن أراه افجاءة
فَأُبْهَتُ لاَ عُرْفٌ لَدَيَّ وَلاَ نكْرُ(9/190)
فلو أن ما بي بالحصا فلق الحصا
وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
ولو أن ما بي بالوحش لما رعت
وَلاَ سَاغَهَا المَاءُ النَّمِيرُ وَلا الزَّهْرُ
ولو أن ما بي بالبحار لما جرى
بِأمْوَاجِهَا بَحْرٌ إذا زَخَر الْبَحْرُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
رقم القصيدة : 14108
-----------------------------------
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
ففيك من الشمس المنيرة ضؤوها
وَلَيْس لهَا مِنْكِ التّبَسُّمُ وَالثَّغْرُ
بلى لَكِ نُورُ الشَّمْسِ والبَدْرُ كُلُّهُ
ولا حملت عينيك شمس ولا بدر
لَك الشَّرْقَة ُ الَّلأْلاءُ والبَدْرُ طَالِع
وليس لها مِنْكِ التَّرَائِب والنَّحْرُ
ومن أيْنَ لِلشَّمْسِ المُنِيرة ِ بالضُّحى
بِمَكْحُولَة ِ الْعَيْنَينْ في طرْفِهَا فَتْرُ
وأنى لها من دل ليلى إذا انثنت
بِعَيْنَي مَهاة ِ الرَّمْلِ قَدْ مَسَّهَا الذُّعرُ
تَبَسَّمُ لَيْلَى عَنْ ثَنَايا كأنَّها
اقاح بجرعاء المراضين أو در
منعمة لو باشر الذر جلدها
لأَثَّرَ مِنْهَا في مَدَارِجِها الذَّرُّ
إذا أقْبَلَتْ تَمْشِي تُقارِبُ خَطوَهَا
إلى الأقرب الأدنى تقسمها البهر
شعِمَرِيضَة ُ أَثْنَاء التَّعَطُّفِ إنَّها
تخاف على الأرداف يثلمها الخصر
فمَا أُمُّ خِشْفٍ بالْعَقِيقَيْنِ تَرْعَوِي
إلى رشأ طفل مفاصلها خدر
بِمُخْضَلَّة ٍ جادَ الرَّبِيعُ زُهَاءَهَا
رهائم وسمي سحائبه غزر
وَقَفْنا عَلَى أطْلاَلِ لَيْلَى عَشِيَّة ً
بأجرع حزوى وهي طامسة دثر
يُجَادُ بِها مُزْنَانِ: أسْحَمُ بَاكِرٌ
وآخر معهاد الرواح لها زجر
وأوفى على روض الخزامى نسيمها
وأنوارها واخضوضل الورق النضر
رواحا وقد حنت أوائل ليلها
روائح لأظلام ألوانها كدر
تقلب عيني خازل بين مرعو
وَآثار آياتٍ وَقَدْ رَاحَتِ العُفْرُ(9/191)
بِأحْسَنَ مِنْ لَيْلَى مِعُيدَة َ نَظْرة ٍ
إلي التفاتاً حين ولت بها السفر
محَاذِيَة ً عَيْني بِدَمْعٍ كَأنَّمَا
تَحَلَّبُ مِنْ أشْفَارِهَا دُرَرٌ غُزْرُ
فَلَمْ أرَ إلاَّ مُقْلَة ً لَمْ أكَدْ بِهَا
أشيم رسوم الدار ما فعل الذكر
رَفَعْنَ بِهَا خُوصَ الْعُيونِ وجوُهُهَا
ملفعة ترباً وأعينها غزر
وَمَازِلْتُ مَحْمُودَ التَّصَبُّرِ في الذِي
ينوب ولكن في الهوى ليس لي صبر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
رقم القصيدة : 14109
-----------------------------------
أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
خيام بنجد دونها الطرف يقصر
وما نظري من نحو نجد بنافعي
أجَلْ، لاَ، وَلكنِّي عَلَى ذاكَ أنْظُرُ
أفي كل يوم عبرة ثم نظرة
لَعَيْنِكَ يجْرِي مَاؤُهَا يَتَحدَّرُ
متى يستريح القلب ، إما مجاور
حزين وإما نازح يتذكر
يقولون كم تجري مدامعُ عينهِ
لها الدهر ، دمعٌ واكف يتحدر
وليس الذي يجري من العين ماؤها
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَذُوبُ وَتَقْطُرُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
رقم القصيدة : 14110
-----------------------------------
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
ونار الأسى ترمي فؤادي بالجمر
أبَى حَدَثانُ الدهر إلاَّ تشتُّتاً
وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَدَثِ الدهرِ
تعز فإن الدهر يجرح في الصفا
ويقدح بالعصرين في الجبل الوعر
وإني إذا ما أعوز الدمع أهله
فزعت إلى دلحاء دائمة القطر
فو الله ما أنساك ما هبت الصبا
وما ناحتِ الأطيارُ في وَضَح الفَجْرِ
وما نطقت بالليل سارية القطا
وما صدحت في الصبح غادية الكدر
وما لاح نجم في السماء وما بكت
مُطَوَّقة ٌ شَجْواً على فَنَنِ السِّدْرِ
وما طلعت شمس لدى كل شارق(9/192)
وما هطلت عين على واضح النحر
وما اغْطَوطَشَ الغِرْبيبُ واسْوَدَّ لونهُ
وما مر طول الدهر ذكرك في صدري
وما حَمَلَتْ أُنْثَى وما خَبَّ ذِعْلِبٌ
وما طفح الآذي في لجج البحر
وما زحفت تحت الرحال بركبها
قِلاصٌ تؤمّ البَيْتَ في البَلدِ القفْرِ
فلا تحْسَبي يا ليلَ أني نَسيتُكُمْ
وأنْ لَسْتِ مِنِّي حيثُ كنتِ على ذُكْرِ
أيبكي الحمامُ الوَرْقُ من فَقْدِ إلْفِه
وتَسْلو وما لي عَنْ أليفيَ مِنْ صَبْرِ
فأقسم لا أنساك ما ذر شارق
وما خب آل في معلمة فقر
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
أُناجيكُمُ حَتَّى أرى َ غُرَّة َ الفجْرِ
لقد حملت أيدي الزمان مطيتي
على مَرْكَبٍ مَسْتَعْطِل النَّاب والظُّفْرِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا شفاء النفس لو يسعف النوى
ألا يا شفاء النفس لو يسعف النوى
رقم القصيدة : 14111
-----------------------------------
ألا يا شفاء النفس لو يسعف النوى
ونجوى فؤادي لاتباح سرائره
أثيبي فتى حققت قول عدوه
عليه وقلت في الصديق معاذره
أُحِبُكِ يا لَيْلَى عَلَى غَيْرِ رِيبَة ٍ
وما خَيْرُ حُبًّ لا تَعِفُّ ضَمَائِرُهْ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
رقم القصيدة : 14112
-----------------------------------
بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
وَمَنْ أنَا فِي المَيسُورِ وَالْعُسْرِ ذَاكرُهْ
ومن قد رماه الناس بي فاتقاهم
بهجري إلا ما تجن ضمائره
فمنأ جلها ضاقت علي برحبها
بِلاَدِيَ إذْ لمْ أرْضَ عَمَّنْ أُجَاوِرُهْ
وَمِنْ أجْلِهَا أحْبَبْتُ مَنْ لاَ يُحِبُّنِي
وَباغَضْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ حِيناً أُعَاشرُهْ
أَتَهْجُرُ بَيْتاً لِلحَبِيب تَعَلَّقَتْ
بِه الْحِبُّ والأعداء أمْ أنْتَ زَائرُهْ
وكيف خلاصي من جوى الحب بعدما
يُسَرُّ بِهِ بَطْنُ الفُؤَادِ وَظَاهِرُهْ(9/193)
وقد مات قبلى أول الحب فانقضى
فإن مِتُّ أضْحَى الْحُبُّ قد مَاتَ آخِرُهْ
وقد كانَ قَلْبِي في حِجَابٍ يَكُنُّهُ
فحبك من دون الحجاب يباشره
أصد حياء أن يلج بي الهوى
وفيكِ المُنَى لولا عَدُوُّ أُحاوِرُهْ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> تَوَسَّدَ أحْجَارَ المَهَامِهِ وَالْقَفْرِ
تَوَسَّدَ أحْجَارَ المَهَامِهِ وَالْقَفْرِ
رقم القصيدة : 14113
-----------------------------------
تَوَسَّدَ أحْجَارَ المَهَامِهِ وَالْقَفْرِ
وَمَاتَ جَريحَ الْقَلْب مَنْدَمِلَ الصَّدْرِ
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أقُولُ لِقمَقامِ بْنِ زَيْدٍ ألاَ تَرَى
أقُولُ لِقمَقامِ بْنِ زَيْدٍ ألاَ تَرَى
رقم القصيدة : 14114
-----------------------------------
أقُولُ لِقمَقامِ بْنِ زَيْدٍ ألاَ تَرَى
سنا البرق يبدو للعيون النواظر
فَإنْ تَبْكِ لِلبَرْقِ الَّذي هّيَّجَ الْهَوَى
أُعِنْكَ وَإنْ تَصْبِرْ فَلَسْتُ بِصَابِر
سقى الله حياً بين ضارة والحمى
حمى الرشف صوب المدجنات المواطر
أمين بوادي الله من كان منهم
إلَيْهِمْ وَوَقَّاهُمْ صُرُوفَ المَقَادرِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يا موقد النار يذكيها ويخمدها
يا موقد النار يذكيها ويخمدها
رقم القصيدة : 14115
-----------------------------------
يا موقد النار يذكيها ويخمدها
قر الشتاء بأرياح وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرمة
فالَّوْقُ يُضْرِمُهَا يا مُوقِدَ النَّارِ
وأيا أخا الذود قد طال الظماء بها
لم تدر ما الري من جدب وإقتار
رد المطي على عيني ومحجرها
تروي المطي بدمع مسبل جار
يا مزمع البين إن جد الرحيل فلا
كان الرحيل فإني غير صبار
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أقول لأصحابي وقد طلبوا الصلا
أقول لأصحابي وقد طلبوا الصلا
رقم القصيدة : 14116(9/194)
-----------------------------------
أقول لأصحابي وقد طلبوا الصلا
تعالوا اصطلوا أن خفتم القر من صدري
فأن لهيب النار بين جوانحي
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أحَرُّ مِنَ الْجَمْرِ
فَقَالوا نُريدُ المَاءَ نَسْقِي وَنَسْتَقِي
فقلت تعالوا فأستقوا الماء من نهري
فَقَالوا وَأَيْنَ النَّهْرُ قُلْتُ مَدَامِعِي
سَيُغْنِيكُمُ دَمْعُ الْجُفُونِ عَنِ الْحَفْرِ
ففالوا ولم هذا فقلت من الهوى
فَقَالُوا لَحَاكَ اللّه، قُلتُ اسْمَعُوا عُذْرِي
ألم تعرفوا وجهاً لليلى شعاعه
إذا برزت يغني عن الشمس والبدر
يَمُرُّ بِوَهْمِي خَاطِرٌ فَيَؤُدُّهَا
ويجرحها دون العيان لها فكري
منعمة لو قابل البدر وجهها
لكان له فضل مبين على البدر
هِلاليَّة ُ الأَعْلَى مُطَلَّخة ُ الذُّرَى
مرجرجة السفلى مهفهفة الخصر
مبتلة هيفاء مهضومة الحشا
مُوَرَّدَة ُ الْخَدَّيْنِ وَاضِحَة ُ الثَّغْرِ
خَدَلَّجَة ُ السَّاقَيْنِ بضٌّ بَضِيضة ٌ
مُفَلَّجَة ُ الأَنْيَابِ مَصْقُولَة ُ العَمْرِ
فَقَالُوا أمَجْنُونٌ فَقُلْتَ مَوَسْوَسٌ
أطوفُ بِظَهْرِ البِيْدِ قَفْراً إلَى قَفْرِ
فلا ملك الموت المريح يريحني
ولا أنَا ذُو عَيْشِ ولا أنَا ذُو صَبْرِ
وصاحت بوشك البين منها حمامة
تَغَنَّتْ بِلَيْلٍ في ذُرَى نَاعمٍ نَضْرِ
على دَوْحَة ٍ يَسْتَنُّ تَحْتَ أُصُولَهَا
نواقع ماء مدة رضف الصخر
مَطَوَّقَة ٌ طَوْقاً تَرَى فِي خِطَامِهَا
أُصُولَ سوادٍ مُطْمَئنٍّ عَلَى النَّحْرِ
أَرَنَّتْ بِأَعْلَى الصَّوْتِ مِنْها فَهيَّجَتْ
فؤاداً معنى بالمليحة لوتدري
فَقُلْتُ لَهَا عُودِي فَلَمَّا تَرَنَّمَتْ
تَبَادَرَتِ الْعَيْنانِ سَحَّا عَلَى الصَّدْرِ
كَاَنَّ فُؤَادِي حِينَ جَدَّ مَسِيرُهَا
جَنَاحُ غُرَابٍ رَامَ نَهْضاً إلَى الْوَكْرِ
فودعتها والنار تقدح قي الحشا
وتوديعها عندي أمر من الصبر
ورحت كأني يوم راحت جمالهم
سقيت دم الحياة حين انقضى عمري(9/195)
أبِيتُ صَريعَ الْحُبِّ دَامٍ مِنَ الهَوَى
وأصبح منزوع الفؤاد من الصبر
رَمَتْنِي يَدُ الأَيَّامِ عَنْ قَوْسِ غِرَّة ٍ
بِسَهْمَيْن في أعْشَارِ قَلْبي وَفي سَحْرِي
بِسَهْمَيْنِ مَسْمُومَيْنِ مِنْ رأْس شَاهقٍ
فَغُودِرْتُ مُحْمَرَّ الترائِب وَ النَّحْرِ
مناي دعيني في الهوى متعلقاً
فَقَدْ مِتُّ إلاَّ أنَّني لَمْ يُزَرْ قبْرِي
فَلوْ كُنْتِ مَاءً كُنْتِ مَنْ مَاء مُزْنَة ٍ
وَلَو كُنْتِ نَوْمَاً كُنْتِ مِنْ غَفْوَة الفَجر
وَلَوْ كُنْتِ لَيْلاً كُنْتِ لَيْلَ تَوَاصُلٍ
وَلَوْ كُنْتِ نَجْماً كُنْتِ بَدْرَ الدُّجَى يَسْرِي
عليك سلام الله ياغاية المنى
وَقاتِلَتي حَتَّى الْقِيَامَة ِ وَالْحشْرِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أقول لصاحبي والعيس تهوي
أقول لصاحبي والعيس تهوي
رقم القصيدة : 14117
-----------------------------------
أقول لصاحبي والعيس تهوي
بنا بين المنيفة فالضمار
تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ
فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَرَارِ
ألا حبذا نفحات نجد
ورَيَّا رَوْضِهِ غِبَّ القِطَارِ
وَأهْلُكَ إذْ يَحلُّ الحَيُّ نَجْداً
وأنت على زمانك غير زار
شُهُورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا
بَأنْصَافٍ لَهُنَّ ولا سَرَارِ
فأما ليلهن فخير ليل
وأطول ما يكون من النهار
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا أيُّها القومُ الَّذِينَ وَشَوا بنا
ألا أيُّها القومُ الَّذِينَ وَشَوا بنا
رقم القصيدة : 14118
-----------------------------------
ألا أيُّها القومُ الَّذِينَ وَشَوا بنا
على غَيْرِ ما تَقْوَى الإله وَلا بِرِّ
ألا ينْهَكُمْ عنَّا تُقاكُمْ فَتَنْتَهُوا
أّمَ أنْتُمْ أُناسٌ قد جُبلتُم عَلَى الكُفْر
تعالوا نقف صفين منا ومنكم
وندعوا إله الناس في وضح الفجر
عَلَى مَنْ يَقُولُ الزُّورَ أوْ يَطْلُبُ الخَنَى
ومَنْ يَقْذِفُ الخَودَ الحَصَانَ ولا يَدْرِي(9/196)
حَلَفْتُ بِمَنْ صَلَّتْ قُرَيْشٌ وَجَمَّرَتْ
له بمنى يوم الإفاضة والنحر
ومَا حَلَقُوا مِنْ رَأْسِ كُلِّ مُلَبِّئٍ
صبيحة عشر قد مضين من الشهر
لَقَدْ أصْبَحَتْ مِنِّي حَصَاناً بَريئَة ً
مطهرة ليلى من الفحش والنكر
مِنَ الخَفِرَاتِ البِيضِ لم تَدْرِ ما الخَنَى
ولم تُلْفَ يوماً بَعْدَهَجْعَتِها تَسْرِي
ولا سمعوا من سائر الناس مثلها
ولا برزت في يوم أضحى ولا فطر
برهرهة كالشمس في يوم صحوها
منعمة لم تخط شبراً من الخدر
هي البدر حسناً والنساء كواكب
فَشَتَّانَ ما بِيْنَ الكَواكِب والبَدْرِ
يقولون مجنون يهيم بذكرها
و والله ما بي من جنون ولا سحر
إذا ما قرضت الشعر في غير ذكرها
أبى وأبيكم أن يطاوعني شعري
فلا سلام الله من ذي صبابة
وصب معنى بالوساوس والفكر
ليالي أعطيت البطالة مقودي
تمُرُّ اللَّيالي وَالسُنوُن وَلا أدرِيَ
مَضَى لَي زَمانٌ لو أُخَيَّرُ بَيْنَهُ
وبين خالداً أبد الدهر
لقلت ذروني ساعة وكلامها
على غفلة الواشين ثم اقطعوا عمري
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية
ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية
رقم القصيدة : 14119
-----------------------------------
ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية
سُقِيتِ الغَوَادِي من عُقَابٍ على وَكْرِ
أبِينِي لنا لا زّالَ رِيشُكِ نَاعِماً
ولا زِلْتِ في صَيْدٍ مُخَضَّبَّة َ الظُّفْرِ
أبيني لنا قد طَالَ ما قد تَرَكْتِنَا
بعمياء لا ندري أنصبح أم نسري
وقفت على مران أنشد ناقتي
وما هلكت لي من قلوص ولا بكر
وما أنشد البعران إلا صبابة
بواضحة الخدين طيبة النشر
مُفَلَّجَة ِ الأنْياب لَوْ أنَّ رِيقَهَا
يداوى به الموتى لقاموا من القبر
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أُسَرُّ بِذِكْرِهَا
كمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ مِنْ بَلَلِ القَطْرِ
فقالَ جميعُ النَّاس لَمَّا نَشَدْتُهَا
بَلَى ، وَفَريقٌ قَالَ: واللّهِ مَا نَدْرِي(9/197)
تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى
كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ
ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها
بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ
بقدرته تجري السفائن في البحر
بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ
وعظم أيام الذبيحة والنحر
لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما
على ألف شهر فضلت ليلة القدر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ لَيْتَنَا كُنَّا غَزَالَيْنِ نَرْتَعِي
ألاَ لَيْتَنَا كُنَّا غَزَالَيْنِ نَرْتَعِي
رقم القصيدة : 14120
-----------------------------------
ألاَ لَيْتَنَا كُنَّا غَزَالَيْنِ نَرْتَعِي
رياضاً الحوزان في بلد قفر
ألا ليتنا كَنَّا حَمَامَيْ مَفَازَة ٍ
نطِيرُ ونَأوِي بِالعَشيِّ إلى وَكْرِ
إلا ليتنا حُوتاَنِ في البَحْرِ نَرتَمِي
إذا نَحْنُ أمْسَيْنَا نُلَجِّجُ فِي الْبَحْرِ
ويا ليتنا نَحْيا جَمِيعاً وليتنا
نصير إذا متنا ضجيعين في قبر
ضجيعين في قبر عن الناس معزل
ونقرن يوم البعث والحشر والنشر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> طبيبان لو داويتمتاني أجرتما
طبيبان لو داويتمتاني أجرتما
رقم القصيدة : 14121
-----------------------------------
طبيبان لو داويتمتاني أجرتما
فما لَكُمَا تَسْتَغْنِيان عَن الأجْرِ
فقالا بحزن : ما لك اليوم عندنا
دواء فمت أو عز نفسك بالصبر
وقَالاَ دوَاءُ الْحُبِّ غَالٍ وَدَاؤُهُ
رخيص ولا ينبيك شيء كمن يدري
فما بَرِحَا حَتَّى كَتَبْتُ وَصِيَّتِي
ونشرت أكفاني وقلت احفروا قبري
فما خير عشق ليس يقتل أهله
كما قَتَلَ العُشَّاقَ في سَالِف الدَّهْر
ألا حبذا البيض الأوانس كالدمى
وإن كن يسكرن الفتى أيما سكر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ومما شجاني أنها يوم ودعت
ومما شجاني أنها يوم ودعت
رقم القصيدة : 14122(9/198)
-----------------------------------
ومما شجاني أنها يوم ودعت
تَقُولُ لَنَا أسْتَوْدعُ اللّه مَنْ أدْرِي
وَكَيفَ أُعَزِّي النَّفْسَ بعد فِراقِهَا
وقد ضاق بالكتمان من حبها صدري
فوالله والله العزيز مكانه
وقد كاد روحي أن يزول بلا أمر
خليلي مرا بعد موتي بتربتي
و قولا لليلى ذا قتيل من الهجر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
رقم القصيدة : 14123
-----------------------------------
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
فَهيَّجَ أحزانَ الفؤادِ وما يَدْرِي
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطارَ بليلى طائراً كانَ في صدرِي
دعا باسم ليلى أسخن الله عينه
وليلى بأرض الشام في بلد قفر
عرضت على قلبي فقال لي
مِنَ الآنَ فاجْزَعْ لاَ تملّ منَ الصَّبْرِ
إذا بانَ من تَهوَى وشَطَّ به النَّوى
فَفُرقَة ُ مَنْ تهوى أحرُّ منَ الجمر
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أما والذي أعطاك بطشاً وقوة
أما والذي أعطاك بطشاً وقوة
رقم القصيدة : 14124
-----------------------------------
أما والذي أعطاك بطشاً وقوة
وصبراً وأزرى بي ونقص من بطشي
لقد أمحض الله الهوى لي خالصاً
وركبه في القلب مني بلا غش
تبرأ من كل الجسوم وحل بي
فَإنْ متُّ يَوْماً فَاطْلُبُوهُ على نَعْشِي
سلي الليل عني هل أذوق رقاده
وهل لضلوعي مستقر على فرشي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وذكرني من لا أبوح بذكره
وذكرني من لا أبوح بذكره
رقم القصيدة : 14125
-----------------------------------
وذكرني من لا أبوح بذكره
محاجرُ خِشْفٍ في حبائل قانصِ
فقلتُ ودمعُ العَيْن يجري بحُرْقة ٍ
ولحظي إلى عينيه لحظة شاخص
ألا أيهذا القانص الخشف خله
وإنْ كُنْتَ تأْبَاه فخُذ بقلائِصِي
خف الله , لا تقتله أن شبيهه
حياتي وقد أرعدت مني فرائصي(9/199)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى
ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى
رقم القصيدة : 14126
-----------------------------------
ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى
شقيت ولا أدركت من عيشك الخفضا
شقيت كما أشقيتني وتركتني
أَهيمُ مع الهُلاَّك لا أُطْعَمُ الْغَمْضَا
أما والذي أبلى بليلى بليتي
وأصفى لليلى من مودتي المحضا
لأعطيت في ليلى الرضا من يبيعها
ولو أكثروا لومي ولو أكثروا القرضا
فكم ذاكر ليلى يعيش بكربة
فَيَنْفُضَ قَلْبِي حين يَذْكرُهَا نَفْضَا
وحق الهوى إني أحس من الهوى
على كبدي ناراً وفي أعظمي مرضا
كأنَّ فُؤادِي في مَخالِبِ طَائِرٍ
إذا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ شَدَّتْ بِه قَبْضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم
عليَّ فلا تَزْدَادُ طُولاً ولاَ عَرْضَا
وأُغْشَى فَيُحمى لي مِنَ الأرْضِ مَضْجَعِي
وَأصْرَعُ أحْيَاناً فَألْتَزمُ الأرْضَا
رَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّي
أرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَا
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَا
وكانت مني نفسي وكنت لها أرضى
وأن رمت صبراً أو سلواً بغيرها
رأيت جميع الناس من دونها بعضا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أنْفُسُ الْعَاشِقينَ لِلشَّوْقِ مَرْضَى
أنْفُسُ الْعَاشِقينَ لِلشَّوْقِ مَرْضَى
رقم القصيدة : 14127
-----------------------------------
أنْفُسُ الْعَاشِقينَ لِلشَّوْقِ مَرْضَى
وبلاء المحب لا يتقضى
عَبَرَات المُحِبِّ كيف تَرَاهَا
بعضها يستحث في الخد بعضا
ليس يَخْلُو أخو الهَوَى أنْ تَرَاهُ
كُلَّ يَوْمٍ يُلامُ أو يَتَرَضَّى
بَاكِياً سَاهِياً نحِيلاً ذَلِيلاً
ليس يهدا وليس يطعم غمضا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ
إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ
رقم القصيدة : 14128(9/200)
-----------------------------------
إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ
خلوت ببيتي حيث كنت من الأرض
فَأبْكِي لِنَفْسِي رَحْمَة ً مِنْ جَفَائِهَا
ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإني لأهواها مسيئاً ومحسناً
وأقْضِي على نَفْسِي لها بِالَّذِي تَقْضِي
فحتى متى روح الرضا لا ينالني
و حتى متى أيام سخطك لا تمضي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أمِنْ أجْلِ سارٍ في دُجَى اللَّيْلِ لاَمِعِ
أمِنْ أجْلِ سارٍ في دُجَى اللَّيْلِ لاَمِعِ
رقم القصيدة : 14129
-----------------------------------
أمِنْ أجْلِ سارٍ في دُجَى اللَّيْلِ لاَمِعِ
جَفَوْتَ حِذَارَ الْبَيْنِ لينَ المَضاجعِ
علام تخاف البين والبين نافع
إذا كان قرب الدار ليس بنافع
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا شبه ليلى لا تراعي
ألا يا شبه ليلى لا تراعي
رقم القصيدة : 14130
-----------------------------------
ألا يا شبه ليلى لا تراعي
ولا تنسل عن ورد التلاع
لقد أشبهتها إلا خِلالاً
نُشوزَ القَرْنِ أو خَمْشَ الكرَاعِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> بِلاَدي لو فَهِمْتِ بَسَطْتُ عُذرِي
بِلاَدي لو فَهِمْتِ بَسَطْتُ عُذرِي
رقم القصيدة : 14131
-----------------------------------
بِلاَدي لو فَهِمْتِ بَسَطْتُ عُذرِي
إذا ما القلب عاوده نزوع
بها الحسن المباح لمن بغاه
وجَزْعٌ-لِلْغرِيب به-مُريعُ
إلى أهْلِي الْكِرَامِ تُشَاقُ نَفْسِي
فهل يوماً إلى وطني أريع
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
رقم القصيدة : 14132
-----------------------------------
فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
و لكنني من وشك بينك أجزع
فصبراً لأمر الله إن حان يومنا
فليس لأمْرٍ حَمَّهُ اللّه مَدْفَعُ(9/201)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
رقم القصيدة : 14133
-----------------------------------
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها
فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه
لقد نفى الله عنه الهم والجزعا
بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني
إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني
حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها
أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ
ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ
أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا
إِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها
مني التحية إن الموت قد نزعا
أمات أم هو حي في البلاد فقد
قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أَإنْ سَجَعَتْ في بَطْنِ وَادٍ حَمَامَة ٌ
أَإنْ سَجَعَتْ في بَطْنِ وَادٍ حَمَامَة ٌ
رقم القصيدة : 14134
-----------------------------------
أَإنْ سَجَعَتْ في بَطْنِ وَادٍ حَمَامَة ٌ
تُجَاوِبُ أُخْرَى دَمْعُ عَيْنِكَ دَافِقُ
كأنَّك لم تَسْمَعْ بُكاء حَمَامَة ٍ
بليل ولم يحزنك إلف مفارق
ولم ترَ مَفْجُوعاً بِشَيْءٍ يُحِبُّهُ
سواك ولم يعشق كعشقك عاشق
بَلَى وَأفِقْ عن ذِكْرِ لَيْلَى فإنَّمَا
أخو الحب من ذاق الهوى وهوتائق
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا شبْهَ ليلى لا تُراعي فإنني
أيا شبْهَ ليلى لا تُراعي فإنني
رقم القصيدة : 14135
-----------------------------------
أيا شبْهَ ليلى لا تُراعي فإنني
لكَ اليومَ مِنْ بين الوحوشِ صديقُ
فأنت لليلى إن شكرت عتيق
فعيناكِ عيناها وجيدُك جيدُها
سوى أن عظم الساق منك دقيق(9/202)
وكادَتْ بلادُ اللّه يا أمّ مالكٍ
بما رَحُبَتْ مِنْكُمْ عليَّ تَضيقُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ
يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ
رقم القصيدة : 14137
-----------------------------------
يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ
فَمَا لَكَ لا تَضْنَى وأنْتَ صَديقُ
سقى الله مرضى بالعراق فإنني
على كل مرضى بالعراق شفيق
فإنْ تَكُ لَيْلَى بالْعِراقِ مَريضَة ً
فإني في بحر الحتوف غريق
أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا
ومالي إلى ليلى الغداة طريق
كأنَّ فُؤَادِي فِيهِ مُورٍ بِقادِحٍ
وفيه لهيب ساطع وبروق
إذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَتْ صَبابَة ً
لَها زَفْرَة ٌ قَتَّالة ٌ وَشَهِيقُ
سبتني شمس يخجل البدر نورها
ويكسف ضوء البرق وهو بروق
غُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَنا
وَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُ
وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً
كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُ
أظل رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَى
وللقلب مني أنة وخفوق
بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي
فلم يبق إلا أعظم وعروق
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا
عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ
وخطوة على قبري إذا مت واكتبوا
قَتِيلُ لِحاظٍ مَاتَ وَهوَ عَشِيقُ
إلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَى
بليلى ففي قلبي جوى وحريق
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أقول وقد صَاحَ ابْنُ دَأْيَة َ غُدْوَة ً
أقول وقد صَاحَ ابْنُ دَأْيَة َ غُدْوَة ً
رقم القصيدة : 14138
-----------------------------------
أقول وقد صَاحَ ابْنُ دَأْيَة َ غُدْوَة ً
بِبُعْدِ النَّوَى لا أَخْطأتْكَ الشَّبائِكُ
أفي كل يوم رائعي أنت روعة
ببينونة الأحباب إلفك فارك
ولا بضت في خضراء ما عشت بيضة
وضَاقَت بِرَحْبَيْها عليكَ المسالِكُ(9/203)
وَفارَقْتَ أُمَّ الأفرُخِ السَّوْءِ عَنْ قِلى
ونَاحَتْ على ابْنَيْكَ الضَّرُوسُ المُماحِكُ
وأصْبَحْتَ مِنْ بَيْنِ الأحِبَّة ِ هَالكاً
كما أنا مت بين الأحبة هالك
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أقول لظبي مر بي وهو راتع
أقول لظبي مر بي وهو راتع
رقم القصيدة : 14139
-----------------------------------
أقول لظبي مر بي وهو راتع
أأنت أخو ليلى فقال يقال
أيا شِبْهَ لَيْلَى إنَّ لَيْلَى مَرِيضَة ٌ
وأنت صحيح إن ذا لمحال
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة
ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة
رقم القصيدة : 14140
-----------------------------------
ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة
إلى قرقرى قبل الممات سبيل
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة
يداوى بها قبل الممات عليل
فيها أثلاث القاع قد مل صحبتي
مَسِيري فهل في ظِلِّكُنَّ مَقيلُ
ويا أَثَلاتِ القاعِ ظاهرُ ما بدا
بجسمي على ما في الفؤادِ دليلُ
ويا أثَلاَتِ القاعِ مِنْ بَيْنِ تُوضِحٍ
حَنِينِي إلى أفْيَائكُنَّ طَويلُ
ويا أَثَلاَتِ القاعِ قَلْبِي مُوَكَّلٌ
بكُنَّ وجَدْوَى خَيْرِكُنَّ قَلِيلُ
أرُومُ انْحِدَاراً نَحْوَهَا فَيَرُدُّنِي
ويَمْنَعُنِي دَيْنٌ عَلَيَّ ثَقيلُ
أحدث عنك النفس إذ لست راجعاً
إليكِ فَحُزْنِي في الفُؤَادِ دَخيلُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ليالي أصبو بالعشي وبالضحى
ليالي أصبو بالعشي وبالضحى
رقم القصيدة : 14141
-----------------------------------
ليالي أصبو بالعشي وبالضحى
إلى خُرَّدٍ ليست بِسُودٍ ولاعُصْلِ
منعمة الأطراف هيف بطونها
كواعب تمشي مشية الخيل في الوحل
و أعناقها أعناق غزلان رملة
وأعينها من أعين البقر النجل
وأثلاثُهَا السُّفلَى بُرَادِيُّ سَاحِلٍ
وأثْلاَثُها الْوُسْطَى كَثِيبٌ مِن الرَّمْل
وأثْلاَثُها الْعُلْيَا كأنَّ فُرُوعَهَا(9/204)
عَنَاقِيدُ تُغْذَى بِالدِّهَانِ وبِالغِسْلِ
وتَرمْي فَتَصْطادُ القُلُوبَ عُيُونُها
و أطرافها ما تحسن الرمي بالنبل
زرعن الهوى في القلب ثم سقينه
صبابات ماء الشوق بالأعين النجل
رعَابِيبُ أقْصدْنَ القُلُوبَ وإنَّما
هي النبل ريشت بالفتور وبالكحل
ففيم دماء العاشقين مطلة
بلا قود عند الحسان ولا عقل
ويقتلن أبناء الصبابة عنوة
أما في الهوى يا رب من حكم عدل
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يَجِيشونَ في لَيْلَى عَلَيَّ ولم أنَلْ
يَجِيشونَ في لَيْلَى عَلَيَّ ولم أنَلْ
رقم القصيدة : 14142
-----------------------------------
يَجِيشونَ في لَيْلَى عَلَيَّ ولم أنَلْ
مع الْعذْلِ من لَيْلَى حَرَاماً ولا حِلاَّ
سوى أن حباً لو يشاء أقلها
ولو تبتغي ظلاً لكان لها ظلا
ألا حبذا أطلال ليلى على البلا
وما بذلت لي من نوال وإن قلا
فما يتمادى العهد إلا تجددت
مَوَدَّتُّها عندي وإن زَعَمَتْ أنْ لاَ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> تروح سالماً يا شبه ليلى
تروح سالماً يا شبه ليلى
رقم القصيدة : 14143
-----------------------------------
تروح سالماً يا شبه ليلى
قرير العين واستطب البقولا
فليلى أنقذتك من المنايا
وفَكَّتْ عن قَوَائِمِكَ الكُبولاَ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا أيُّها القَلْبُ اللَّجوجُ المُعَذَّلُ
ألا أيُّها القَلْبُ اللَّجوجُ المُعَذَّلُ
رقم القصيدة : 14144
-----------------------------------
ألا أيُّها القَلْبُ اللَّجوجُ المُعَذَّلُ
أفق عن طلاب البيض إن كنت تعقل
سلا كل ذي ود عن الحب وارعوى
وأنت بليلى مستهام موكل
فؤادك ما يعيا به المتحمل
فقلت نعم حاشاك إن كنت تفعل
و قلت لها بالله يا ليل إنني
هبي أنني أذنبت ذنباً علمته
لأُوفي بعهدي في الجميل وأُفْضِلُ
فإن شئت هاتي نازعيني حكومة(9/205)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى
وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى
رقم القصيدة : 14145
-----------------------------------
وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى
ما كان مِنْك وحُبُّكُمْ شُغْلِي
وأديم نحو محدثي ليرى
أن قد فهمت وعندكم عقلي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة
أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة
رقم القصيدة : 14146
-----------------------------------
أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة
أما كان ينعاها إلي سواكما
ويا ناعيي ليلى بجانب هضبة
فمن بعد ليلى لا أمرت قواكما
ويا ناعيي ليلى لقد هجمتا لنا
تباريح نوح في الديار كلاكما
فلا عشتما إلا حليفي مصيبة
و لامتما حتى يطول بلاكما
وأسلمت الأيام فيها عجائباً
بِمَوْتِكُمَا إنِّي أُحِبُّ رَدَاكُمَا
أظنكما لا تعلمان مصيبتي
لقد حل بين الوصل فيما أراكما
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا غراب البين إن كنت هابطاً
ألا يا غراب البين إن كنت هابطاً
رقم القصيدة : 14147
-----------------------------------
ألا يا غراب البين إن كنت هابطاً
بِلاَداً لِلَيْلَى فَالْتَمِسْ أنْ تَكَلَّمَا
وَبَلِّغْ تَحِيَّاتِي إلَيْهَا وَصَبْوَتِي
وكن بعدها عن سائر الناس أعجما
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
رقم القصيدة : 14148
-----------------------------------
وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
حذاراً لما قد كان أو هو كائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي
بكفي إلا أن ما حان حائن
و قالوا غداً أو بعد ذاك بلية
فراق حبيب بان أو هو بائن
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> خليلي هذا الربع أعلم آية
خليلي هذا الربع أعلم آية
رقم القصيدة : 14149(9/206)
-----------------------------------
خليلي هذا الربع أعلم آية
فَباللّهِ عُوجَا ساعة ً ثمَّ سَلِّمَا
ألم تعلما أني بذلت مودتي
لليلى وأن الحبل منها تصرما
سَألْتكُمَا باللّهِ لمَّا قَضَيْتُمَا
بِعَدْلٍ فَقَدْ وُلِّيتمَا الْحكْمَ فاحْكُمَا
بِجُودِي عَلَى لَيْلَى بِوُدِّي وَبُخْلِها
علي , سلاها أينا كان أظلما
أحِنُّ إلَيها كُلَّمَا ذَرَّ شَارِقٌ
كحب النصارى قدس عيسى ابن مريما
فوالله ثم والله إني لصادق
غَدَوْتِ مَدَى قَلْبِي أَجلَّ وَأَعْظَمَا
كلامك أشهى فاعلمي لو أناله
إلى النَّفْسِ مِنْ بَرْدِ الشَّرَابِ عَلَى الظَّمَا
ووالله ما أحببت حبك فاعلمي
لنكر ولا أحببت حبك مأثما
لقد أكثر اللوام فيك ملامتي
وكانُوا لِمَا أبْدَوا مِن اللَّوْمِ ألْوَمَا
وقد أرْسَلَتْ ليْلَى إلَيَّ رَسُولَهَا
بِأنْ آتِنَا سِرّاً إذا اللَّيْل أظْلَمَا
فَجِئْتُ عَلَى خَوْفٍ وكُنْتُ مُعوِّذاً
أُحَاذِرُ أيْقَاظاً عُدَاة ً وَنُوَّمَا
فَبِتُّ وبَاتَتْ لم نَهُمَّ بِرِيبة ٍ
ولم نجْترحْ يا صَاحِ وَاللّهِ مَحْرَمَا
وكيف أُعزِّي القلْبَ عنها تَجَلُّداً
وقد أورثت في القلب داء مكتما
فلو أنها تدعو الحمام أجابها
و لو كلمت ميتاً إذاً لتكلما
ولو مسحت بالكف أعمى لأذهبت
عَمَاهُ وَشِيكاً ثُمَّ عَادَ بلا عَمَى
منعمة تسبي الحليم بوجهها
تزين منهاعفة وتكرما
فتلك التي من كان داء دواؤه
وَهارُوتُ كُلَّ السِّحْرِ مِنْهَا تعلَّمَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> تعود مريضاً أسقمته بهجرها
تعود مريضاً أسقمته بهجرها
رقم القصيدة : 14150
-----------------------------------
تعود مريضاً أسقمته بهجرها
ولو عادته عاد لا يعرف السقما
لقد أضرمت في القلب ناراً من الجوى
فما تَرَكَتْ عَظْماً ولا تَركتْ لَحْمَا
وإنِّي عَلَى هِجْرَانِهَا وَصُدودِهَا
وما حلَّ بي مِنْهَا أرَى حُبَّها حَتْمَا
خَليليَّ كُفَّا لا تَلُومَا مُتَيَّماً(9/207)
لا تَقْتلاَ صَبّاً بِلَوْمِكما ظُلْمَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وَإنِّي وإن لَمْ آتِ لَيْلَى وَأهْلَها
وَإنِّي وإن لَمْ آتِ لَيْلَى وَأهْلَها
رقم القصيدة : 14151
-----------------------------------
وَإنِّي وإن لَمْ آتِ لَيْلَى وَأهْلَها
لبَاكٍ بُكَا طِفْلٍ عليه التمائِمُ
بكاً ليس بالنزر القليل دائماً
كما الهَجْرُ من لَيْلَى على الدَّهْرِ دَائمُ
هَجرْتُكِ أيَّاماً بِذي الغَمرِ إنَّنِي
على هَجْرِ أيَّامٍ بِذِي الغَمْر نَادمُ
فَلمَّا مَضَتْ أيَّامُ ذِي الغَمْرِ وَارْتَمى
بِيَ الهَجْرُ لاَمتْني عَليْك اللَّوَائِمُ
وإنِّي وذَاكَ الهَجْرَ مَا تَعْلَمِينَهْ
كعازبة عن طفلها وهي رائم
ألم تعلمي أني أهيم بذكرها
عَلى حِينَ لاَ يَبْقَى على الْوَصْلِ هَائمُ
أظل أمني النفس إياك خالياً
كما يتمنى بارد الماء صائم
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> لقد هَتَفَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمَامَة ٌ
لقد هَتَفَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمَامَة ٌ
رقم القصيدة : 14152
-----------------------------------
لقد هَتَفَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمَامَة ٌ
على فنن وهناً وإني لنائم
فقلت اعتذاراً عند ذاك وإنني
لنفسي فيما قد أتيت للائم
أأزعم أني عاشق ذو صبابة
بليلى ولا أبكي وتبكي البهائم
كَذّبْتُ وبَيْتِ اللّهِ لو كُنْتُ عَاشقاً
لَمَا سَبَقَتْنِي بالْبُكَاءِ الْحَمَائِمُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> تعَلَّقتُ لَيْلَى وهْيَ غِرٌّ صَغِيرَة ٌ
تعَلَّقتُ لَيْلَى وهْيَ غِرٌّ صَغِيرَة ٌ
رقم القصيدة : 14153
-----------------------------------
تعَلَّقتُ لَيْلَى وهْيَ غِرٌّ صَغِيرَة ٌ
ولم يَبْدُ لِلأترابِ من ثَدْيها حَجْمُ
صَغِيرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يا لَيْتَ أنَّنَا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت(9/208)
أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت
رقم القصيدة : 14154
-----------------------------------
أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت
عَلَيْكَ نِساءٌ مِنْ فَصيحٍ ومِنْ عَجَمْ
ويا قبرَ ليلى أكْرِمَنَّ مَحَلَّهَا
يَكُنْ لكَ ما عِشْنَا عَلَيْنَا بها نِعَمْ
ويا قبرَ ليلى إنَّ لَيْلَى غريبَة ٌ
بأرضك لا خل لديها ولاابن عم
و يا قبر ليلى ما تضمنت قبلها
شَبِيهاً لِلَيْلَى ذا عَفافٍ وذا كَرَمْ
و يا قبر ليلى غابت اليوم أمها
وَخَالَتُهَا وَالْحَافِظُونَ لها الذِّمَمْ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا جبل الثلج الذي في ظلاله
أيا جبل الثلج الذي في ظلاله
رقم القصيدة : 14155
-----------------------------------
أيا جبل الثلج الذي في ظلاله
غزالان مكحولان مؤتلفان
غزالان شبا في نعيم وغبطة
وَرَغْدَة ِ عَيْشٍ نَاعمٍ عَطِرَانِ
أرَغْتُهمَا خَتْلاً فَلَمْ أسْتَطِعْهُما
فَفَرَّا وَشِيكاً بَعْدَ مَا قَتَلاني
خليلي أما أم عمرو فمنهما
وأمَّا عَنِ الأُخْرَى فَلاَ تَسلاَنِي
فما صاديات جمن يوماً وليلة
على الماء دون الورد هن حوان
يرين حباب الماء والموت دونه
وهن لأصوات السقاء دوان
بأكثر مني حسرة وصبابة
إليها ولكن الفراق عراني
خليلي أني ميت أم مكلم
لليلى بحاجي فامضيا وذراني
أقُلْ حَاجِتي وَحْدِي فيَا رُبَّ حَاجَة ٍ
قضيت على هول وخوف مكان
وإن أحق الناس مني تحية
وَشَوْقاً له مَنْ لوْ يَشَاءُ شَقَانِي
وَمَنْ قَادَنِي لِلْمَوْتِ حَتَّى إذا صَفَتْ
مَشَارِبُهُ سُمَّ الزُّعَافِ سَقَانِي
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أجَدَّكِ يَا حَمَاماتٍ بطَوْقٍ
أجَدَّكِ يَا حَمَاماتٍ بطَوْقٍ
رقم القصيدة : 14156
-----------------------------------
أجَدَّكِ يَا حَمَاماتٍ بطَوْقٍ
فقد هيجت مشغوفاً حزنيا
أغرَّكِ يَا حَمَاماتٍ بطوْقٍ
بأني لا أنام وتهجعينا
وأني قد براني الحب حتى
ضنيت وما أراك تغيرينا(9/209)
أرَادَ اللّه مَحْلَلكِ في السُّلاَمَى
إلى من بالحنين تشوقينا
ولست وإن حننت أشد وجدا
ولكني أسر وتعلنينا
وبِي مِثْلُ الَّذِي بِكِ غَيْرَ أنِّي
"أحلُّ عن الْعقَال وَتَعقِلِينَا
أما والله غير قلى وبغض
أُسِرُّ وَلَمْ أزلْ جَزِعاً حزينا
لقدْ جَعَلَتْ دَوَاوِينُ الْغَوانِي
سوى ديوان ليلى ممحلينا
فقِدْماً كنْتِ أرْجَى النَّاسِ عِنْدِي
وَأقْدَرَهُمْ عَلَى مَا تَطْلُبِينَا
ألاَ لا تَنْسِيَنْ رَوْعَاتِ قَلْبِي
وَعِصْيَانِي عَلَيْكِ العَاذِلينَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ً
ألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ً
رقم القصيدة : 14157
-----------------------------------
ألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ً
فأني إلى أصواتكن حنون
فعدن فلما عدن لشقوتي
وكِدْتُ بِأسْرارٍ لَهُنَّ أُبينُ
وَعُدْنَ بِقَرْقَارِ الهَدِيرِ كأنَّمَا
شربن مداماً أو بهن جنون
فَلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُنَّ حَمَائِماً
بَكَيْنَ فَلَمْ تَدْمَعْ لهُنَّ عُيُونُ
وكن حمامات جميعاً بعطيل
فأصبحن شتى ما لهن قرين
فأصبحن قد قرقرن إلا حمامة
لهَا، مِثْلُ نَوْحِ النائِحَاتِ، رَنِينُ
تذكرين ليلى على بعد دارها
رواجف قلب مات وهو حزين
إذا مَا خَلاَ لِلْنَّوْمِ أرَّقَ عَيْنَه
نوائح ورق فرشهن غصون
تداعين من البكاء تألفاً
فقلبن أرياشاً وهن سكون
فيا ليت ليلى بعضهن وليتني
أطير ودهري عندهن ركين
ألاَ إنَّمَا لَيْلَى عَصَا خَيْزُرَانَة ٍ
إذَا غَمَزُوهَا بِالأكُفِّ تَلِينُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أرى الناس أما من تجدد وصله
أرى الناس أما من تجدد وصله
رقم القصيدة : 14158
-----------------------------------
أرى الناس أما من تجدد وصله
فغث وأما من خلا فسمين
تُخّبِّرُنِي الأَحْلاَمُ أَنَّي أرَاكُمُ
فَيَا لَيْتَ أحْلاَمَ المَنَامِ يَقِينُ(9/210)
شهدت بأني لم أخنك مودة
وَأنِّي بِكُمْ حَتَّى المَمَاتِ ضَنِينُ
وأن فؤادي لا يلين إلى هوى
سواك وإن قالوا بلى سيلين
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> وأجْهَشْتُ لِلتَّوْبَادِ حِينَ رَأيْتُهُ
وأجْهَشْتُ لِلتَّوْبَادِ حِينَ رَأيْتُهُ
رقم القصيدة : 14159
-----------------------------------
وأجْهَشْتُ لِلتَّوْبَادِ حِينَ رَأيْتُهُ
وهلل للرحمن حين رآني
وأذْرَيْتُ دَمْعَ الْعَيْنِ لَمَّا رَأيْتُهُ
ونادَى بأعْلَى صَوْتِهِ ودَعَانِي
فَقُلْتُ له أين الَّذيِنَ عَهِدْتُهُمْ
حواليك في خصب وطيب زمان ؟
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى مع الحدثان
وأني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيان مؤتلفان
سِجَالاً وَتَهْتاناً ووَبْلاً ودِيمَة ً
وسَحّاً وتسْجَاماً إلى هَمَلاَنِ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> إزَارانِ من بُرْدٍ لها خَلَقَانِ
إزَارانِ من بُرْدٍ لها خَلَقَانِ
رقم القصيدة : 14160
-----------------------------------
إزَارانِ من بُرْدٍ لها خَلَقَانِ
وكيف إلى ليلى إذا رم أعظمي
وصار وسادي منكبي وبناني
و حلت بأعلى بيشتين فأصبحت
يمانِيَّة ً والرمْسُ غيرُ يَماني
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أليْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُنِي ولَيْلَى
أليْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُنِي ولَيْلَى
رقم القصيدة : 14161
-----------------------------------
أليْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُنِي ولَيْلَى
كَفَاكَ بِذَاكَ فِيهِ لَنَا تَدَاني
ترى وضح النهار كما أراه
و يعلوها النهار كما علاني
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا بائِعَيْ ليْلَى بِمَكَّة َ ضَلَّة ً
أيا بائِعَيْ ليْلَى بِمَكَّة َ ضَلَّة ً
رقم القصيدة : 14162
-----------------------------------
أيا بائِعَيْ ليْلَى بِمَكَّة َ ضَلَّة ً
تَبايَعْتما هَلْ يَسْتوِي الثَّمَنانِ(9/211)
فما غُبِنَ المُبْتاعُ لَيْلَى بِمالِهِ
بل البائعا ليلى هما غبنان
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يا رب إنك ذو من ومغفرة
يا رب إنك ذو من ومغفرة
رقم القصيدة : 14163
-----------------------------------
يا رب إنك ذو من ومغفرة
بيت بعافية ليل المحبينا
الذاكرينَ الهَوَى مِنْ بَعدِها رقدُوا
الساقطين على الأيدي المكبينا
يا رب لا تسْلُبَنِّي حُبَّها أبداً
وَيَرْحَمُ اللّه عَبْداً قال آمينا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
رقم القصيدة : 14164
-----------------------------------
أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
أصابك منْ وَجْدٍ عليَّ جنونُ
قتيل من الأشواقِ أمّا نهارُه
فباكٍ وأمّا ليلُه فأنينُ
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا مهد لي نعي الحبيب صبيحة
أيا مهد لي نعي الحبيب صبيحة
رقم القصيدة : 14165
-----------------------------------
أيا مهد لي نعي الحبيب صبيحة
بِمَنْ وإلى مَنْ جِئْتُمَا تشِيَانِ
بِمَنْ لَوْ أرَاهُ عَانِياً لَفَدَيْتُهُ
ومَنْ لوْ رَآنِي عَانِياً لَفَدَانِي
فمن مبلغ عني الحبيب رسالة
بِأنَّ فُؤادي دائمُ الخفقَانِ
وأني ممنوع من النوم مدنف
و عيناي من وجد الأسى يكفان
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا يا ركيات الرسيس على البلا
ألا يا ركيات الرسيس على البلا
رقم القصيدة : 14166
-----------------------------------
ألا يا ركيات الرسيس على البلا
سقيتن هل في ظلكن شجون
أضربكن العام نوء سحابة
وَمَحْلٌ فَمَا تَجْرِي لَكُنَّ عُيُونُ
أجنتن بعد الحي فانصاحت اللوى
وكنتن عهدي ما بكن أجون
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
رقم القصيدة : 14167
-----------------------------------(9/212)
أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
وأبكي إن سمعت لها حنينا
سقى الغيث المجيد بلاد قومي
وَإنْ خَلَتِ الدِّيَارُ وَإنْ بَلينَا
على نجد وساكن أرض نجد
تَحيَّاتٌ يَرُحْنَ وَيَغْتَدِينَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يقولون ليلى بالعراق مريضة
يقولون ليلى بالعراق مريضة
رقم القصيدة : 14168
-----------------------------------
يقولون ليلى بالعراق مريضة
فأقبلت من مصر إليها أعودها
فوالله ما أدري إذا أنا جئتها
أَأُبْرِئُهَا مِنْ دَائِهَا أمْ أزِيدُهَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألا حجبت ليلى وآلى أميرها
ألا حجبت ليلى وآلى أميرها
رقم القصيدة : 14169
-----------------------------------
ألا حجبت ليلى وآلى أميرها
علي يميناً جاهلاً لا أزورها
و أوعدني فيها رجال أبوهم
أبي وأبوها خُشِّنَتْ لي صُدورُها
على غير شيء غير أني أحبها
وأن فؤادي عند ليلى أسيرها
وإني إذا حنت إلى الإلف إلفها
هفا بفؤادي حيثُ حنَّت سُحُورُها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أمُوت إذا شطَّتْ وَأحيَا إذا دَنَتْ
أمُوت إذا شطَّتْ وَأحيَا إذا دَنَتْ
رقم القصيدة : 14170
-----------------------------------
أمُوت إذا شطَّتْ وَأحيَا إذا دَنَتْ
وَتَبْعَثُ أحْزَانِي الصَّبا ونَسيمُهَا
فمن أجل ليلى تولع العين بالبكا
وتأوي إلى نفس كثير همومها
كأنَّ الْحَشَا مِنْ تَحْتِهِ عَلِقَتْ به
يَدٌ ذاتُ أظْفَارٍ فَتَدْمى كلومُها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيا جبلى نعمان بالله خليا
أيا جبلى نعمان بالله خليا
رقم القصيدة : 14171
-----------------------------------
أيا جبلى نعمان بالله خليا
سَبِيلَ الصِّبا يَخْلُصْ إلَيَّ نَسِيمُها
أجد بردها أو يشف مني حرارة
على كبد لم يبق إلا صميمها
فَإنَّ الصَّبَا رِيحٌ إذا مَا تَنَسَّمَتْ
على نفس محزون تجلت همومها
ليالي أهلونا بنعمان جيرة(9/213)
وإذ نحن نرضيها بدار نقيمها
ألا إن أدوائي بليلى قد يمة
قَذَاها وقد يَأْتِي على الْعَيْنِ شُومُها
تَذَكَّرْتُ وَصْلَ النَّاعِجِيَّاتِ بِالضُّحَى
وَلذَّة َ عَيْشٍ قد تَوَلَّى نَعِيمُها
وأنت التي هيجت عيني بالبكا
فأسْجَمَ غَرْبَاهَا فَطَال سجومُها
وقد قَذِيَتْ عَيْنِي بِلَيْلَى وأتْبَعَتْ
قذاعاًوقد يأتي على العين شومها
خَليلَيَّ قُومَا بِالْعِصابَة ِ فاعْصِبَا
على كبد لم يبق إلا رميمها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يقول لي الواشون ليلى قصيرة
يقول لي الواشون ليلى قصيرة
رقم القصيدة : 14172
-----------------------------------
يقول لي الواشون ليلى قصيرة
فليت ذراعاًعرض ليلى وطولها
وإن بعينيها لعمرك شهلة
فَقُلْتُ كِرَامُ الطَّيْر شُهْلٌ عُيونُها
وجَاحِظَة ٌ فوْهاءُ، لاَبَأسَ إنَّها
منى كبدي بل كل نفسي وسولها
فَدُقَّ صِلاَبَ الصَّخْرِ رأسَكَ سَرْمَداً
فإني إلى حين الممات خليلها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا
يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا
رقم القصيدة : 14173
-----------------------------------
يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا
فِي الحَبْل شِبْهاً لِلَيْلَى ثُمَّ غَلاَّهَا
إني أرى اليوم قي اعطاف حبلكما
مَشابِهاً أَشْبَهَتْ لَيْلَى فَحُلاَّهَا
وأرشداها إلى خضراء معشبة
يوماً وأن طلبت إلفاً فدلاها
وأورداها غد يراًلا عدمتكما
من مَاءِ مُزْنٍ قَرِيبٍ عِنْدَ مَرْعَاهَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> لم تزل مقلتي تفيض بدمع
لم تزل مقلتي تفيض بدمع
رقم القصيدة : 14174
-----------------------------------
لم تزل مقلتي تفيض بدمع
يُشْبِهُ الغَيْثَ بَعْدَ أنْ فَقَدَتْها
مقلة دمعها حثيث وأخرى
كلما جف دمعها أسعد تها
ما جرت هذه على الخد حتى
لحقت تلك بالتي سبقتها
دَمْعَة ٌ بعد دمْعَة ٍ فإذا ما(9/214)
لحقت تلك هذه أحد رتها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> فيا ليت ليلى وافقت كل حجة
فيا ليت ليلى وافقت كل حجة
رقم القصيدة : 14175
-----------------------------------
فيا ليت ليلى وافقت كل حجة
قضاءً على ليْلَى وأنِّي رَفيقُهَا
فَتَجْمَعَنَا مِن نَخْلَتْينِ ثَنِيَّة ٌ
يغص بأعضادا لمطي طريقها
فألْقَاكِ عنْدَ الرُّكْنِ أوْ جَانبَ الصَّفَا
ويشغل عنا أهل مكة سوقها
فأنشدها أن تجزي الهون والهوى
وتمنح نفساً طال مطلاً حقوقها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ إنَّ ليْلَى الْعَامِريَّة َ أصْبَحَتْ
ألاَ إنَّ ليْلَى الْعَامِريَّة َ أصْبَحَتْ
رقم القصيدة : 14176
-----------------------------------
ألاَ إنَّ ليْلَى الْعَامِريَّة َ أصْبَحَتْ
تَقَطَّعُ إلاَّ مِنْ ثَقِيفٍ حِبَالُهَا
إذا التفتت والعيس صعر من البرى
بنحلة غشى عبرة العين حالها
فَهُمْ حَبَسُوهَا مَحْبَسَ الْبُدْنِ وابْتغَى
بهَا المَالَ أقْوَامٌ ألاَ قَلَّ مَالُهَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> دعا المحرمون الله يستغفرونه
دعا المحرمون الله يستغفرونه
رقم القصيدة : 14177
-----------------------------------
دعا المحرمون الله يستغفرونه
بمكة شعثاً كي تمحىذ نوبها
وناد يت يا رحمن ! أول سؤلتي
لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها
وإنْ أُعْطِ لَيْلَى فِي حَياتِي لَمْ يَتُبْ
إلى اللّه عَبدٌ تَوْبَة ً لاَ أَتوبُها
يقر لعيني قربها ويزيدني
بِها عَجَباً مَنْ كانَ عِندِي يَعيبُها
وكم قائل قد قال تب فعصيته
وَتِلْكَ لَعَمْري خَلَّة ٌ لا أُصِيبُها
وَمَا هَجرَتْكِ النَّفْسُ يا لَيْلَ أنَّها
قَلَتْكِ وَلَكِنْ قَلَّ مِنْكِ نَصِيبُها
فيا نفس صبراً لست والله فاعلمي
بِأوَّلِ نَفْسٍ غابَ عَنْها حَبِيبُها
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي(9/215)
ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي
رقم القصيدة : 14178
-----------------------------------
ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي
خُرُوجِي وتَرْكِي مَنْ أُحِبُّ وَرَائِيَا
ومَا لِيَ لاَ يَسْتَنْفِدُ الشَّوْقِ عَبْرَتِي
إذا كُنْتُ مِنْ دَارِ الأحِبَّة ِ نَائِيَا
إذا لم أجِدْ عُذْراً لِنفْسِي ولُمْتُها
حَمَلْتُ عَلَى الأَقْدَارِ ما كان جَارِيَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> أيها الطير المحلق غادياً
أيها الطير المحلق غادياً
رقم القصيدة : 14179
-----------------------------------
أيها الطير المحلق غادياً
تحمل سلامي لا تذرني مناديا
تَحَمَّلُ هّدَاكَ اللّه مِنِّي رِسَالة ً
إلى بلد إن كنت بالأرض هاديا
إلى قفرة من نحو ليلى مضلة
بها الْقَلْبُ مِنِّي مُوثَقٌ وفؤَادِيَا
ألاَ لَيْتَ يَوْمَاً حَلَّ بِي مِنْ فِرَاقِكُمْ
تَزَوَّدْتُ ذاك اليومَ آخِرَ زادِيَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> ألاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً
ألاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً
رقم القصيدة : 14180
-----------------------------------
ألاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً
وَلاَ البَرْقَ إلاَّ أنْ يَكُونَ يَمَانِيَا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
و إن كنت من ليلى على اليأس طاويا
إذا ما تمنى الناس روحاً وراحة
تمَنَّيْتُ أنْ ألقاكِ يَا لَيْلَ خالِيَا
أرى سقما في الجسم أصبح ثاوياً
وحزناً طويلاً رائحاً ثم غاديا
و نادى منادي الحب أين أسيرنا ؟
لَعلَّكَ مَا تَزْدَادُ إلاَّ تمَادِيَا
حملت فؤادي إن تعلق حبها
جعلت له زفرة الموت فاديا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَا
بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَا
رقم القصيدة : 14181
-----------------------------------
بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَا(9/216)
عِ سِرَاعاً وَالْعِيسُ تَهْوي هُوِيَّا
خطرت خطرة على القلب من ذك
راك وهناً فما استطعت مضيا
قُلْتُ لَبَّيْكِ إذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ
قُ ولِلْحَادِيَيْن كُرَّا المَطيَّا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا
دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا
رقم القصيدة : 14182
-----------------------------------
دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا
وأنضجتم جلدي بحر المكاويا
دعوني أمت غما وهماً وكربة
أيا ويحَ قلبِي مَنْ بِهِ مِثْلُ ما بيا
دعوني بغمي وانهدوا في كلاءة
مِنَ اللّهِ قد أيقنْتُ أنْ لسْتُ باقِيا
وراء كم إني لقيت من الهوى
تباريح أبلت جدتي وشبابيا
يراني الشوق لو برضوى لهده
ولو بثبير صار مساً وسافيا
سقى الله أطلالاً بناحية الحمى
وإن كن قد أبدين للناس ما بيا
مَنَازلُ لو مَرَّتْ عَلْيها جِنَازتِي
لقالَ الصَّدَى : يا حَامِلَيَّ انزِلا بيا
فأشهد الرحمن من كان مؤمناً
ومَنْ كَان يَرْجُو اللّه فهْو دَعَا لِيا
لحَى اللّهُ أقواماً يقولون إنَّنا
وجدنا الهوى في النأي للصب شافيا
فما بال قلبي هده الشوق والهوى
وأنضج حر البين مني فؤاديا
ألا ليت عيني قد رأت من رآكم
وهذا قميصِي من جَوَى البين بالِيا
فقلت نسيم الريح أد تحيتي
إليها وما قد حل بي ودهانيا
فأشكره إني إلى ذاك شائق
فيا ليت شِعري هل يكونُ تلاقيا
مُعَذِّبتي لولاكِ ما كنتُ هائماً
أبيتُ سَخينَ العين حَرَّانَ باكيا
معذبتي قد طال وجدي وشفَّنِي
هواك فيا للناس قل عزائيا
معذِّبتي أوردتِني مَنْهَلَ الردَى
و أخلفت ظني واحترمت وصاليا
خليلي إني قد أرقت ونمتما
لبرق يمان فاجلسا عللانيا
خليليَّ لو كنتُ الصحيحَ وكنتُما
سقيمين لم أفعل كفعلكما بيا
خليلي مدا لي فراشي وارفعا
وسادي لعل النوم يذهب ما بيا
خليليَّ قد حانت وفاتِيَ فاطلُبا
لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
وإن مِتُّ مِن داء الصبابة أبْلِغا(9/217)
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> بِيَ الْيَوْمَ مَا بِي مِنْ هيَام أصَابَنِي
بِيَ الْيَوْمَ مَا بِي مِنْ هيَام أصَابَنِي
رقم القصيدة : 14183
-----------------------------------
بِيَ الْيَوْمَ مَا بِي مِنْ هيَام أصَابَنِي
فإيَّاكَ عَنِّي لاَيِكنْ بِكَ مَا بِيَا
كأن دموع العين تسقى جفونها
غداة رأت أظعان ليلى غواديا
غُرُوبٌ أثَرَّتْها نَوَاصِحُ مُغْرَبٍ
معلقة تروي نحيلاً وصاديا
أمرت ففاضت من فروع حثيثة
على جدول يعلو منى متعاديا
و قد بعدوا واستطردوا الآل دونهم
بِدَيْمُومَة ٍ قَفْرٍ وَأنْزلْتُ جَادِيَا
العصر الإسلامي >> قيس بن الملوح (مجنون ليلى) >> تذكرتُ ليلى والسنين الخواليا ( المؤنسة )
تذكرتُ ليلى والسنين الخواليا ( المؤنسة )
رقم القصيدة : 14184
-----------------------------------
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصرت ظله
بليلى فلهاني وما كنت لاهيا
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي
بذات الغضى تزجي المطي النواجيا
فقال بصير القوم وألمحت كوكبا
بدا في سواد الليل فرداً يمانيا
فقلت له بل نار ليلى توقدت
بعليا تسامى ضوؤها فبدا ليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى
وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
فياليل كم من حاجةٍ لي مهممةٍ
إذا جئتكم بالليل لم أدر ماهيا
خليلي إن لا تبكياني ألتمس
خليلاً إذا أنزفت دمعي بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
لحى الله أقواماً يقولون إننا
وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
ولم ينسني ليلى أفتقار ولا غنى
ولا توبة حتى أحتضنت السواريا
ولا نسوة صبغن كيداء جلعداً
لتشبه ليلى ثم عرضناها ليا
خليلي لا والله لا أملك الذي
قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فهلاِِ بشئٍ غير ليلى ابتلانيا
وخبرتماني أن تيماء منزلاً
لليلى إذا ماالصيف ألقى المراسيا
فهذه شهور الصيف عنا قد انقضت(9/218)
فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فلو أن واشٍ باليمامة داره
وداري بأعلى حضرموت أهتدى ليا
وماذا لهم لا أحسن الله حالهم
من الحظ في تصريم ليلى حباليا
وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل
بي النقض والإبرام حتى علانيا
فيا رب سوِِ الحب بيني وبينها
يكون كفافاً لا عليا ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به
ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليا
ولا سرت ميلاً من دمشق ولا بدا
سهيلٍ لأهل الشام إلأ بدا ليا
ولا سُميت عندي لها من سميةٍ
من الناس إلا بل دمعي ردائيا
ولا هبت الريح الجنوب لأرضها
من الليل إلا بت للريحِ حانيا
فأن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
علي فلن تحمواعلي القوافيا
فأشهد عند الله أني أُحبهاُ
فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا
وبالشوق مني والغرامِ قضى ليا
وأن الذي أملتُ يأم مالك
أشاب فويدي واستهان فواديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهراً لا اعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها
بوجهي وأن كان المصلي ورائيا
ومابي إشراك ولكن حبها
وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا
احب من الأسماء ما وافق اسمها
أو أشبهه أو كان منه مدانيا
خليلي ليلى أكبر الحاجِ والمُنى
فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا
لعمري لقد أبكيتني ياحمامة
العقيق وأبكيت العيون البواكيا
لعمري لقد أبكيتني ياحمامة
العقيق وأبكيت العيون البواكيا
خليلي ما أرجوا من العيش بعدما
أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
فيا رب إذ صيرت ليلى هي المنى
فزني بعبينها كما زنتها ليا
وتُجرِم ليلى ثم تعزم أنني
سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا
و إلا فبغضها إلي وأهلها
فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
فلم أرى مثلينا خليلي صبابةً
أشد على رغم الأعادي تصافيا
خليلي أن ضنوا بليلى فقربا
لي النعس والأكفان واستغفرا ليا
خليلي أن ضنوا بليلى فقربا
لي النعس والأكفان واستغفرا ليا
خليلان لا نرجوا القاء ولا نرى(9/219)
خليلين لا يرجوان التلاقيا
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ ( معلقة )
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ ( معلقة )
رقم القصيدة : 14185
-----------------------------------
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ
رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَة ِ شَمّاءَ
فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
فالمحّياة ُ فالصِّفاحُ فأعنا
قُ فتاق ٍ فعاذبٌ فالوفاءُ
فرياضُ القطا فأودية ُ الشُّر
بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ
لا أرى من عهِدتُ فيها فأبكي الـ
يومَ دلْهاً وما يحيرُ البكاءُ
َوبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النا
رَ أخِيرا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ
فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعِيدٍ
بخَزازَى هيهاتَ منكَ الصِّلاءُ
أوقَدتْها بينَ العقيقِ فشخصيـ
ــن بعودٍ كما يلوحُ الضياءُ
غَيرَ أنّي قَد أسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ
إذَا خَفَّ بالثَّويِّ النَّجَاءُ
بِزَفوفٍ كأنَّها هِقْلَة ٌ أُمُّ
ــمٌ رئالٍ دّوّية ُ سقفاءُ
آنستْ نبأة ً وأفزَعها القُـ
عَصْرا وَقَدْ دَنَا الإمْساءُ
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْع وَالوَقْع
ــعِ منيناً كأنهُ إهباءُ
وَطِرَاقا مِنْ خَلفهِنَّ طِرَاقٌ
ساقطاتٌ ألوتْ بها الصحراءُ
أتلهّى بها الهواجرَ إذ كلُّ ابـ
ــنِ همٍّ بليّة ٌ عمياءُ
وأتانا منَ الحوادثِ والأنبا
ءِ خَطبٌ نُعْنَى بِهِ وَنسَاءُ
إِنَّ إخْوَانَنَا الأرَاقِمَ يَغلُو
نَ علينا في قيلهمْ إحفاءُ
يخلطونَ البريءَ منّا بذي الذَّنـ
وَلاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاءُ
زعموا أنّ كلَّ من ضربَ العيْـ
أجْمَعُوا أمْرهُمْ عِشَاءً فَلَمَّا
فآبتْ لِخَصْمِهَا الأجْلاَءُ
منْ منادٍ ومنْ مجيبٍ ومِنْ تصـ
تَصْهَالِ خَيْلٍ خِلاَلَ ذَاكَ رُغاءُ
أيُّها الناطقُ المرقِّشُ عنّا
عِنْدَ عَمْرو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ
لا تَخَلْنَا عَلى غَرَاتِكَ إنَّا
قبلُ ما قدْ وشى بنا الأعداءُ
فبقينا على الشناءة ِ تَنميـ(9/220)
ـنا حصونٌ وعزّة ٌ قعساءُ
قبلَ ما اليومِ بيَّضتْ بعيونِ النـ
ـاسِ فيها تغيُّظٌ وإباءُ
وَكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدي بِنَا أَرْ
عنَ جَوناً ينجابُ عنهُ العماءُ
مكفهّراً على الحوادثِ لا ترْ
تُوهُ للدَّهْرِ مُؤْيدٌ صَمَّاءُ
إرَميُّ بِمثْلِهِ جَالَتِ الجِنُ
ــلُ وتأبى لخصمها الإجلاءُ
مَلِكٌ مُقْسِطٌ وأفْضَلُ مَنْ يَمْشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ
أَيَّما خُطَّة ٍ أرَدتُمْ فَأدُّو
ها إلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ
إنْ نقشتمْ ما بينَ ملحة َ فالصّا
قبِ فيهِ الأمواتُ والأحياءُ
أوْ نَقَشْتمْ فالنَّقْشُ يَجْشَمُهُ النَّا
أوْ سكتّمْ عنّا فكنّا كمنْ أغْـ
ـمضَ عيناً في جفنِها الأقذاءُ
أو منعتمْ ما تسألونَ فمن حُدِّ
ثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنَا العَلاَءُ
هَلْ عَلِمْتُمْ أيّامَ يُنْتَهَبُ النَّا
سُ غِوَارا لِكُلِّ حَيٍّ عُوَاءُ
أَمْ عَلَيْنَا جَرَّى العِبَادِ كَمَا نِيطَ
يْنِ سَيْرا حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ
ثمّ ملنا على تميمٍ فأحرمْـ
وَفِينَا بَنَاتُ قَوْمٍ إمَاءُ
لا يقيمُ العزيزُ بالبلدِ السّهـ
ــلِ ولا ينفعُ الذليلَ النجاءُ
ليسَ ينجي الذي يوائلُ منّا
رأسُ طودٍ وحّرة ٌ رجلاءُ
ملكٌ أضرعَ البريّة َ لا يُو
جدُ فيها لما لديهِ كفاءُ
كتكاليفِ قومنا إذ غزا المُنْـ
ـذرُ هلْ نحنُ لابنِ هندٍ رعاءُ
مَا أصَابُوا مِنْ تَغْلَبِيِّ فَمَطْلُو
لٌ عَلَيْهِ إذا أُصِيبَ العَفاءُ
إذ أحلَّ العلياءَ قُبّة َ ميسو
نَ فأدنى ديارها العوصاءُ
فتأوّتْ له قراضبة ٌ منْ
كلّ حيٍّ كأنهمْ ألقاءُ
فهداهمْ بالأسودينِ وأمرُ اللّـ
بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأشْقِيَاءُ
إذْ تمنونهمْ غروراً فساقتـ
إلَيْكُمْ أُمْنِيَّة ٌ أشْرَاءُ
لم يَغرُّوكُمُ غُرُورا ولكِنْ
رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُمْ والضَّحاءُ
أيّها الناطقُ المبلِّغُ عنّا
عِندَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذَاكَ کنْتِهَاءُ
لَيْسَ يُنْجِي مُوَائلاً مِنْ جِذَارٍ
تٌ ثلاثٌ في كلِّهنّ القضاءُ(9/221)
آية ٌ شارقُ الشقيقة ِ إذْ جا
حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلئِمِينَ بِكَبْشٍ
قرظيٍّ كأنهُ عبلاءُ
وَصَتِيتٍ مِنَ العَوَاتِكِ لا تَنْهَا
ــهاهُ إلا مُبيضَّة ٌ رعلاءُ
فرددناهمُ بطعنٍ كما يخْـ
ـرُجُ مُنْ خُرْبَة ِ المَزَادِ الماءُ
وحملناهمُ على حزم ِ ثهْلا
نَ شلالاً ودُمّيَ الأنساءُ
وَجَبَهْنَاهُمُ بِطَعْنٍ كَمَاتُنْهَزُ
فِي جَمَّة ِ الطَّوِيِّ الدِّلاَءُ
وفعلنا بهمْ كما علمَ الله
وَمَا إنْ للحائِنِينَ دِمَاءُ
ثمّ حجراً أعني ابنَ أمّ قطام
وَلَهُ فَارِسِيَّة ٌ خَضْرَاءُ
أسدٌ في الّلقاءِ وردٌ هموسٌ
وَرَبِيعٌ إنْ شَمَّرَتْ غَبْرَاءُ
وَفَكَكْنَا غُلَّ کمْرِيءِ القَيْسِ عَنْهُ
ـهُ بعدما طالَ حبسهُ والعناءُ
ومعَ الجونِ جونِ آل بني الأو
سِ عنودٌ كأنها دفواءُ
مَا جَزِعْنَا تَحْتَ العَجاجَة ِ إذْ وَلَّوا
سِلالاً وَإذْ تَلَظَّى الصِّلاءُ
وَأقَدْنَاهُ رَبَّ غَسَّانَ بالمُنْذِرِ
ــذرِ كرهاً إذ لا تكال الدّماءُ
وَأَتَيْنَاهُمُ بِتِسْعَة ِ أمْلاَكٍ
كٍ كرامٍ أسلابهمْ أغلاءُ
وَوَلَدْنا عَمْرَو بْنَ أمِّ أُنَاسٍ
منْ قريبٍ لمّا أتانا الحباءُ
مِثْلُهَا يُخْرِجُ النَّصِيحَة للْقَوْ
مِ فَلاة ٌ مِنْ دُونِها أفْلاَءُ
فاتركوا الطَّيخَ والتعاشي وإمّا
تتعاشَوا ففي التعاشي الداءُ
وکذْكُرُوا حِلْفَ ذِي المَجَازِ وَمَا
مَ فيه العهودُ والكفلاءُ
حَذَرَ الجَوْرِ وَالتَّعَدِّي وَهَلْ
يَنْقُضُ مَا فِي المَهَارِقِ الأهْوَاءُ
وَکعْلَمْوا أنَّنَا وإيّاكُمُ فِيمَا
کشْتَرَطْنَا يَوْمَ کخْتَلَفْنَا سَوَاءُ
عنناً باطلاً وظلماً كما تعْ
عَنْ حُجْرَة ِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ
أعلينا جناحُ كندة َ أنْ يغْ
ــنَمَ غازيهمُ ومنّا الجزاءُ
أمْ عَلَيْنَا جَرَّى إيَادٍ كَمَا
ــطَ بجوزِ المحمَّل الأعباءُ
ليْسَ منا المضَّربونَ ولا قيـ
ــسٌ ولا جندلٌ ولا الحَذّاءُ
وثمانونَ منْ تميمٍ بأيديـ
يهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ القَضَاءُ(9/222)
تَرَكُوهُمْ مُلَحَّبِينَ وَآبُوا
بنهاب يصمّ منها الحُداءُ
أمْ عَلَيْنَا جَرَّى حَنِيفَة َ أوْ مَا
جمعت من محارب غبراء
أمْ عَلَيْنَا جرى َّ قُضَاعَة َ أمْ
ــسَ علينا فيما جَنوا أنداءُ
ثمّ جاؤوا يسترجعونَ فلمْ ترْ
جَعْ لَهُمْ شَامَة ٌ وَلاَ زَهْرَاءُ
لمْ يحلّوا بني رزاحٍ ببرقا
ءَ نطاع ٍ لهمْ عليهمْ دعاءُ
ثمّ فاؤوا منهمْ بقاصمة ِ الظُّهـ
الغلاّقِ لا رَأْفَة ٌ وَلاَ إِبْقَاءُ
وهوَ الّربّ والشّهيدُ على يو
مِ الحيارَيْنِ، والبَلاَءُ بَلاَءُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> فَمَلَكْنَا بذَلك النَّاسَ إذْ ما
فَمَلَكْنَا بذَلك النَّاسَ إذْ ما
رقم القصيدة : 14186
-----------------------------------
فَمَلَكْنَا بذَلك النَّاسَ إذْ ما
مَلكَ المُنْذرُ بنُ ماءِ السًّماءِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> يا للرِّجالِ ليومِ الأربعاءِ أما
يا للرِّجالِ ليومِ الأربعاءِ أما
رقم القصيدة : 14187
-----------------------------------
يا للرِّجالِ ليومِ الأربعاءِ أما
ينفكُّ يحدثُ لي بعدَ النُّهي طرَبا
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> أَلاَبَانَ بالرَّهْنِ الغَدَاة َ الحَبَائِبُ
أَلاَبَانَ بالرَّهْنِ الغَدَاة َ الحَبَائِبُ
رقم القصيدة : 14188
-----------------------------------
أَلاَبَانَ بالرَّهْنِ الغَدَاة َ الحَبَائِبُ
كَأَنَّكَ مَعْتُوبٌ عَلَيْكَ وَعَاتِبُ
لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْرِ لَوْ ذَا أَطَاعَنِي
لغُدِّيَ منهُ بالرَّحيلِ الرَّكائبُ
تَعَلَّمْ بأنَّ الحَيَّ بَكْرَ بْنَ وَائلٍ
هُمُ العِزُّ لا يَكْذِبْكَ عَنْ ذَاكَ كَاذِبُ
فَإِنَّكَ إنْ تَعْرِضْ لَهُمْ أو تَسُؤْهُمُ
تَعَرَّضْ لأِقْوَامٍ سِوَاكَ المذاهبُ
فنحنُ غداة َ العينِ يومَ دعوْتنَا
أتَيْناكَ إذ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلاَئِبُ
فَجِئْنَاهُمُ قَسْرا نَقُودُ سَرَاتَها
كما ذُبِّبتْ منَ الجمالِ المصاعبُ
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهَامَ عَن سَكَنَاتِها(9/223)
كما ذِيدَ عنْ ماءِ الحياضِ الغرائبُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> يا أيُّها المُزْمعُ ثُمَّ کنْثَنَى
يا أيُّها المُزْمعُ ثُمَّ کنْثَنَى
رقم القصيدة : 14189
-----------------------------------
يا أيُّها المُزْمعُ ثُمَّ کنْثَنَى
لا يَثْنِكَ الحَازِي وَلاَ الشّاحِجُ
ولا قَعيدٌ أعْضبٌ قرنُهُ
هَاجَ لَهُ مِنْ مَرْتَعٍ هَائِجُ
قُلْتُ لِعَمْرٍو حِينَ أرْسَلْتُهُ
وَقَدْ حَبَا مِنْ دُونِهِ عَالِجُ
لاَ تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبَارِهَا
إنكَ لاَ تَدْرِي مَنِ النَاتِجُ
قَدْ كُنْتَ يَوْما تَرْتَجِي رِسْلَهَا
فَأُطْرِدَ الحَائِلُ وَالدَّالِجُ
رُبَّ عِشَارٍ سَوْفَ يَغْتَالُهَا
لا مبطىء ُ السَّيرِ ولا عائجُ
يطيرها شلاً إلَى أهلِهِ
كما يُطيرُ البَكرة َ الفَالجُ
بينا الفتى يَسعى وَيُسْعَى لهُ
تيحَ لهُ منْ أمرهِ خالجُ
يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ
يعيثُ فيهِ همَجٌ هامجُ
فَکصْبُبْ لأَضْيَافِكَ ألْبَانها
فإنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الوَالِجُ
واعلمْ بأنَّ النَّفسَ إنْ عُمِّرتْ
يَوْماً لها مِنْ سَنَة ِ لاَعِجُ
كذاكَ للإنْسَان فِي عيشهِ
غالية ٌ قامَ لها ناشجُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> طَرقَ الخَيالِ ولا كليلة ِ مدلجِ
طَرقَ الخَيالِ ولا كليلة ِ مدلجِ
رقم القصيدة : 14190
-----------------------------------
طَرقَ الخَيالِ ولا كليلة ِ مدلجِ
سدكاً بأرْحُلنَا ولمْ يتعرِّجِ
أنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رجيلة ٍ
وَالقَوْم قَدْ قَطَعُوا مِتَانَ السَّجْسَجِ
وَالقَوْمُ قَدْ آنُوا وَكَلَّ مَطِيُّهُمْ
إلاّ مُوَشِّكَة َ النَّجَا بالهَوْدَجِ
وَمُدَامَة ٍ قَرَّعْتُهَا بِمُدَامَة ٍ
وظباءِ محنية ٍ ذعرتُ بسمحجِ
فكأنَّهنَّ لآلئٌ وكأنَّهُ
فَإِذَا أَصَابَ حَمَامَة ً لَمْ تَدْرجِ
صَقْرٌ يَصِيدُ بِظُفْرِهِ وَجَنَاجِهِ
وَلَئِنْ سَأَلْتِ إذا الكَتِيبَة ُ أحْجَمَتْ
وتبيَّنتْ رعبَ الجبانِ الأهوجِ(9/224)
وسمعتَ وقْعَ سيوفِنَا برؤُسِهمْ
وقعَ السحابة ِ بالطّرافِ المُسْرجِ
وإذا اللِّقاحُ تروَّحتْ بعشيَّة ٍ
رَتْكَ النَّعَامِ إلى كَنِيفِ العَوْسَجِ
أَلْفَيْتِنَا للضَّيْفِ خَيْرَ عِمَارَة ٍ
إنْ لَمْ يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ
صَقْرٌ يَلُوذُ حَمَامُهُ بالعَوْسجِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> ولوَ أنَّ ما يأوِي إلَيَّ م
ولوَ أنَّ ما يأوِي إلَيَّ م
رقم القصيدة : 14191
-----------------------------------
ولوَ أنَّ ما يأوِي إلَيَّ م
أصَابَ مِنْ ثَهْلاَنَ فِنْدَا
أو رأسَ رهوَة َ أو رُؤُو
سَ شوامخٍ لَهِدِدْنَ هدَّا
خَيْلِي وَفَارِسُها، لَعَمْرُ
ــرُ أبيكَ كانَ أجلَّ فَقدا
فَضَعِي قِنَاعَكِ إنَّ رَيْـ
ـبَ مُخبِّلٍ أفْنى مَعَدَّا
مَنْ حَاكِمٌ بَيْنِي وَبَيْـ
ـنَ الدَّهْرِ مَالَ عَلَيَّ عُمْدَا
أودى بسادتِنَا وقدْ
تَرَكُوا لَنَا حَلَقا وَجُرْدَاَ
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِرا
قدْ جمَّعوا مالاً وَوُلْدَا
وَهُمُ زَبابٌ حَائِرٌ
لا يَسْمَعُ الآذَان رَعْدَا
فانْعَمْ بجَدٍ لا يَضِرْ
كَ النُّوْكُ ما أُعْطِيتَ جَدّا
فالنُّوكُ خيرٌ في ظِلا
لِ العَيْشِ مِمَّنْ عَاشَ كَدَّا
هَلْ يُحْرَمُ المَرْءُ القَوِيُّ
وقدْ ترى للنُّوكِ رُشْدَا
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> لا أَعْرِفَنَّكَ إنْ أرْسَلْتَ قَافِيَة ً
لا أَعْرِفَنَّكَ إنْ أرْسَلْتَ قَافِيَة ً
رقم القصيدة : 14192
-----------------------------------
لا أَعْرِفَنَّكَ إنْ أرْسَلْتَ قَافِيَة ً
تُلقي المعاذيرَ إنْ لَمْ تنفَعِ العِذرُ
إنَّ السَّعِيدَ لَهُ في غَيْرِهِ عِظَة ٌ
وَفِي التَّجَارِبِ تَحْكِيمٌ وَمُعْتَبَرُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> نَحْنُ مِنْ عَامِرِ بْنِ ذُبْيَانَ وَالنَّا
نَحْنُ مِنْ عَامِرِ بْنِ ذُبْيَانَ وَالنَّا
رقم القصيدة : 14193
-----------------------------------
نَحْنُ مِنْ عَامِرِ بْنِ ذُبْيَانَ وَالنَّا(9/225)
سُ كَهَامٍ مَحَارُهُمْ لِلْقُبُوِرِ
إنَّما العَجْزُ أنْ تَهُمَّ وَلاَ تَفْـ
ـعَلَ والهَمُّ نَاشِبٌ فِي الضَّمِيرِ
أَرِقاً بِتُّ ما ألذُّ رُقاداً
تَعْتَرِيني مُبَرَّحَاتُ الأُمُورِ
وارداتٍ وضاجراتٍ إلى أنْ
حَسَرَ المُدْلَهِمُّ ضَوْءَ البَشِيرِ
قَذَفتكَ الأيَّامُ بالحدثِ الأكْـ
ـبَرِ منها وشابَ رأسُ الصَّغيرِ
وَتَفَانَى بَنُو أَبِيكَ فَأَصْبَحْـ
ـتَ عَقيراً للدَّهرِ أو كالعَقيرِ
ليسَ منْ حادثِ الزَّمانِ إذا حَ
ـلَّ على أهلِ غبطة ٍ مِن مُجيرِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> لِمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحَبسِ
لِمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحَبسِ
رقم القصيدة : 14194
-----------------------------------
لِمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحَبسِ
آياتُها كمهارقِ الفُرسِ
لا شيءَ فيها غيرُ أَصْورة ٍ
سُفْعِ الخُدودِ يَلحنَ في الشَّمسِ
وغيرُ آثَارِ الجيادِ بأعْـ
ــراضِ الِخيامِ وآية ِ الدَّعسِ
فحَبْستُ فيها الرَّكبَ أَحدِسُ في
جُلِّ الأمورِ وكنتُ ذا حَدسِ
حَتَّى إذا کلْتَفَعَ الظِّبَاءُ بِأطْـ
ـرَافِ الظّلاَلِ وَقِلْنَ فِي الكُنْسِ
وَيَئِسْتُ مِمَّا كَانَ يَشْعَفُني
فيها ولا يُسليكَ كاليأسِ
أنمِي إلى حرفٍ مُذَكَّرة ٍ
تهصُ الحَصا بمواقعٍ خُنسِ
خَذِمٍ نَقَائِلُهَا يَطِرْنَ كَأقْـ
ـطَاعِ الفِرَاءِ بِصَحْصَحٍ شَأْسِ
أفَلا نُعدّيها إلى مَلِكٍ
شهمِ الَمقَادة ِ حازمِ النَّفسِ
فَإِلى کبْنِ مَارِيَة َ الجَوَادِ وَهَلْ
شَرْوَى أبي حَسَّانَ في الإنْسِ
يحبُوكَ بالزَّغفِ الفيُوضِ على
هِميانِهَا والدُّهمِ كالغَرسِ
وَبالسَّبِيْكِ الصُّفْرِ يُعْقِبُهَا
بالآنِسَاتِ البِيضِ واللُّعْسِ
لا مُمْسِكٌ لِلْمَالِ يُهْلِكُهُ
طَلْقُ النُّجُومِ لَدَيْهِ كالنَّحْسِ
فَلَهُ هُنَالِكَ لا عَلَيْهِ إذا
رغمتْ أُنوفُ القومِ للتعسِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> أَهْلِي فِدَاءُ بَنِي شَبِيمٍ كُلَّهِمْ(9/226)
أَهْلِي فِدَاءُ بَنِي شَبِيمٍ كُلَّهِمْ
رقم القصيدة : 14195
-----------------------------------
أَهْلِي فِدَاءُ بَنِي شَبِيمٍ كُلَّهِمْ
وَبَنِي الحَرَامِ وَجَمْعِ آلِ مُطيّعِ
والعَامرينَ شبابِها وكُهولِها
وَبَنِي المسَيَّبِ يَوْمَ دَعْوَة ِ لَعْلَعِ
أمَّا بنو عمروٍ فإنَّ مقيلَهُم
منْ ذاتِ أصداءٍ كسيلِ الأدرعِ
وَبَنُو صُبَاحٍ أفْلَتُونَا عَنْوَة َّ
والكَيسُ أينَ ما تنلهُ ينفَعِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> لَمَّا جَفَانِي أخِلاَّئي وَأَسْلَمَنِي
لَمَّا جَفَانِي أخِلاَّئي وَأَسْلَمَنِي
رقم القصيدة : 14196
-----------------------------------
لَمَّا جَفَانِي أخِلاَّئي وَأَسْلَمَنِي
دَهْرِي وَلَحْمُ عِظَامِي اليَوْمَ يُعْتَرَقُ
أقْبَلْتُ نَحْوَأبي قَابُوسَ أمْدَحُهُ
إنَّ الثَّنَاءَ لَهُ وَالحَمْدُ يَتَّفقُ
سهلَ المبَاءة ِ محضراً محلُّهُ
مَا يُصْبحُ الدَّهْرُ إلا حَوْلَهُ حَلَقُ
للمنذرينَ وللمعصوبِ لمَّتُهُ
أنتَ الضِّياءُ الذي يُجلى به الأُفقُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> أَسَنَا ضَوْءِ نَارِ صُحْرَة َ بالقُفْـ
أَسَنَا ضَوْءِ نَارِ صُحْرَة َ بالقُفْـ
رقم القصيدة : 14197
-----------------------------------
أَسَنَا ضَوْءِ نَارِ صُحْرَة َ بالقُفْـ
ــرَة ِ أَبصرتَ أمْ تَنصَّبَ بَرقُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> وَتنوءُ تُثْقِلُهَا روادِفُهَا
وَتنوءُ تُثْقِلُهَا روادِفُهَا
رقم القصيدة : 14198
-----------------------------------
وَتنوءُ تُثْقِلُهَا روادِفُهَا
فِعْلَ الضَّعِيفِ يَنُوءُ بالوَسَقِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> يا آلَ زَيْدِ مَنَاة َ هَلْ مِنْ زَاجِرٍ
يا آلَ زَيْدِ مَنَاة َ هَلْ مِنْ زَاجِرٍ
رقم القصيدة : 14199
-----------------------------------
يا آلَ زَيْدِ مَنَاة َ هَلْ مِنْ زَاجِرٍ
لَكُمُ فَيَنْهَى الجَهْلَ عَنْ هَمَّامِ(9/227)
مَاإنْ يُسَافِهُنا أُنَاسٌ سُوقَة ٌ
إلاَّ سنشعَبُ هامَهُمْ في الهَامِ
مِنَّا سَلاَمَة ُ إذْ أَتَانَا ثَائِرا
يَعدو بأَبيضَ كالغديرِ حُسامِ
فَعَلاَ بِهِ شَعَرَ القَذَالِ وَيَدَّعي
فِعْلَ المُخَايِلِ مُقْعَدَ الإعْصَامِ
وثنى لهُ تحتَ الغُبارِ يجرُّهُ
جَرَّ المُفَاشِغِ هَمَّ بالإرْآمِ
وسَما فيمَّمَهَا المفازَة َ قائِظاً
يعلو المهامِهَ في سبيلٍ حامِ
شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> عن موت طائر البحر
عن موت طائر البحر
رقم القصيدة : 142
-----------------------------------
في زمن المنشورات السرية
في مدن الثورات المغدورة
جيفارا العاشق في صفحات الكتب المشبوهة
يثوي مغموراً بالثلج و بالأزهار الورقية
قالت و ارتشفت فنجان القهوة في نهم
سقط الفنجان لقاع البئر المهجور
رأيت نوارس بحر الروم تعود
لترحل نحو مدار السرطان
و نحو الأنهار الأبعد
في أعمدة الصحف الصفراء
يبيع الجزارون لحوم الشعراء المنفيين
العّرافة قالت هذا زمن سقطت فيه الكتب
المشبوهة
و الفلسفة الجوفاء
دكاكين الواقين
طيورٌ ميتة
فتعالي نمارس موت طيور البحر الأخرى
فوق سرير الحب الممنوع
إنتحب في صمت فالليل طويلٌ
في مدن الثورات المغدورة
و البحر الأبيض في قبضة بوليس الدول الكبرى
يبحث عن أسماء العشاق المشبوهين
رأيتك في روما في زمن المشورات السرية
بين ذراعي رجل آخر تمضين إليّ
بكيت , رآني البوليس وحيداً
خلف نوافذ ملهى القط الأسود أبكي مخموراً
وورائي خيط من نور يمتد لنافذة أخرى
أشبعني الضابط ضرباً
وجدوا في جيبي صورتها
للباس البحر الأزرق
ترنو للأفق المغسول بنور الغسق الباكي
و نار الليل القادم من مدريد
يبيع الجزارون لحوم الشعراء المنفيين
رأيتك في مبغى هذا العالم
في أحضان رجال و سماء تمضين الليل
بكيت , رآني البوليس وحيداً
في مدن الثورات المغدورة
مجنوناً أتحدث عنك
البوليس رآني(9/228)
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> أَعمرَو ابنَ فرَّاشة ِ الأشيمِ
أَعمرَو ابنَ فرَّاشة ِ الأشيمِ
رقم القصيدة : 14200
-----------------------------------
أَعمرَو ابنَ فرَّاشة ِ الأشيمِ
صرمتَ الحِبالَ ولَمْ تُصرمِ
وَأفْسَدْتَ قَوْمَكَ بَعْدَ الصَّلاَحِ
بَنِي يَشْكُرَ الصِّيدَ بالمَلهمِ
دَعَوْتَ أبَاك إلى غَيْرِهِ
وَذَاكَ العُقُوقُ من المَأْثَمِ
كفى شاهداً بمُباحِ الصَّفا
إلى مُلْتَقَى الحَجِّ بِالمَوْسِمِ
فَهَلاَّ سَعَيْتَ لِصُلْحِ الصَّدِيقِ
كَسَعْيِ کبْنِ مَارِيَة َ الأَقْصَمِ
وقيسٌ تداركَ بَكرَ العراقِ
وتَغْلِبَ منْ شرِّها الأعظمِ
وَأصْلَحَ مَا أَفْسَدُوا بَيْنَهُمْ
وذلكَ فِعْلُ الفتى الأكرمِ
وَبَيْتُ شَرَاحِيلَ مِنْ وَائِلٍ
مَكَانَ الثُّرَيّا مِنَ الأَنْجُمِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> إخْوَة ٌ قَرَّشُوا الذُنُوبَ عَلَيْنَا
إخْوَة ٌ قَرَّشُوا الذُنُوبَ عَلَيْنَا
رقم القصيدة : 14201
-----------------------------------
إخْوَة ٌ قَرَّشُوا الذُنُوبَ عَلَيْنَا
فِي حَدِيثٍ مِنْ دَهْرِنَا وَقَدَيمِ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> وَلَمَّا أنْ رَأيْتُ سَرَاة َ قَوْمِي
وَلَمَّا أنْ رَأيْتُ سَرَاة َ قَوْمِي
رقم القصيدة : 14202
-----------------------------------
وَلَمَّا أنْ رَأيْتُ سَرَاة َ قَوْمِي
مَسَاكَى لا يثوبُ لَهمْ زعيمُ
العصر الجاهلي >> الحارث بن حلزة >> فَمَا يُنْجيكُمُ منَّا شِبَامٌ
فَمَا يُنْجيكُمُ منَّا شِبَامٌ
رقم القصيدة : 14203
-----------------------------------
فَمَا يُنْجيكُمُ منَّا شِبَامٌ
ولا قَطَنٌ ولا أهلُ الحَجُونِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
رقم القصيدة : 14204
-----------------------------------
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ(9/229)
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فما يغني عن الموت الدواءُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
رقم القصيدة : 14205
-----------------------------------
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ
لها أمدُ وللأمدِ انقضاءُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
رقم القصيدة : 14206
-----------------------------------
أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ
ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً
وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً
رقم القصيدة : 14207
-----------------------------------
وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً
يَعِيشُها بعَد أَوِدَّائِه
عمرُ الفتى لو كان في كفِّه
رمى به بعد أحبَّائهِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا
أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا(9/230)
رقم القصيدة : 14208
-----------------------------------
أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا
حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم
في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركه
في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحه
لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تموتُ الأسدُ في الغابات جوعاً
تموتُ الأسدُ في الغابات جوعاً
رقم القصيدة : 14209
-----------------------------------
تموتُ الأسدُ في الغابات جوعاً
ولحمُ الضَّأنِ تأكلهُ الكلابُ
وذو (جهل) ينام على حرير
وذو (علم) مفارشه التراب
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي
خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي
رقم القصيدة : 14210
-----------------------------------
خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي
وأظلمَ ليلي إذ أضاءَ شهابها
أيا بومة ً قد عشَّشت فوقَ هامتي
على الرَّغم مني حين طارَ غرابها
رأيتِ خرابَ منِّي فزتني
وَأَدِّ زَكَاة َ الْجَاهِ واعْلَمْ بِأَنَّها
أأنعمُ عيشاً بعد ما حلَّ عارضي
تتغَّص من أيامه مستطابها
فَدَعْ عَنْكَ سَوءَاتِ الأُمُورِ فَإنَّها
حرامٌ على نفس التَّقي ارتكابها
فَعَمَّا قَلِيلٍ يَحْتَوِيكَ تُرابُهَا
كمثلِ زكاة ِ المالِ تمَّ نصابها
وأَحْسِنْ إلى الأحرارِ تملِكْ رِقَابَهُمْ
فَخَيْرُ تِجَارَاتِ الكِرَاءِ اكْتِسَابُهَا
وَلاَ تَمْشِينَ في مَنْكِبِ الأَرْضِ فَاخِراً
وَسِيقَ إلَيْنَا عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا
فلم أرها إلا غروراً وباطلاً
كما لاح في ظهرِ الفلاة ِ سرابها
وَمَا هِي إلاَّ جِيفَة ٌ مُسْتَحِيلَة ٌ
عليها كلابٌ همُّهنَّ اجتذابها
فإنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِلْماً لأَهْلها
وإن تَجْتَذِبْهَا نَازَعتْكَ كِلابُهَا(9/231)
فَطُوبَى لنَفْسٍ أُوْلِعَتْ قَعْرَ دَارِهَا
مغلَّقة َ الأبوابِ مرخى ً حجابها
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً
إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً
رقم القصيدة : 14211
-----------------------------------
إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً
وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببهْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَة ً
لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ
ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني
كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي
وعارٌ على الشبَّعانِ إن جاعَ صاحبه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
رقم القصيدة : 14212
-----------------------------------
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
رقم القصيدة : 14213
-----------------------------------
بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه
فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة ِ صَارِماً
قطعتُ رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ
وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ
غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم
وليس الغنى إلا عن الشيء لابه
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً
وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها
ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً
يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ
أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ(9/232)
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى
وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً
وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْ تُحِـ
وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْ تُحِـ
رقم القصيدة : 14214
-----------------------------------
وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْ تُحِـ
ـبَّ وَلاَ يُحِبُّكَ مَن تُحِبُّهْ
ويصدُّ عنك بوجههِ
وتلحُّ أنتَ فلا تغبُّه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> خبِّرا عني المنجِّمَ أني
خبِّرا عني المنجِّمَ أني
رقم القصيدة : 14215
-----------------------------------
خبِّرا عني المنجِّمَ أني
كافرٌ بالذي قضتهُ الكواكبْ
عَالِماً أنَّ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ
ن قضاءً من المهيمنِ واجبْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أنت حسبي، وفيك للقلب حسبُ
أنت حسبي، وفيك للقلب حسبُ
رقم القصيدة : 14216
-----------------------------------
أنت حسبي، وفيك للقلب حسبُ
ولحسبي إن صحَّ لي فيكَ حسبُ
لا أبالي متى ودادك لي صحَّ
مِنَ الدَّهْرِ مَا تَعَرَّضَ خَطْبُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
رقم القصيدة : 14217
-----------------------------------
إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ
فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى
يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أرى الغرَّ في الدنيا إذا كان فاضلاً
أرى الغرَّ في الدنيا إذا كان فاضلاً
رقم القصيدة : 14218
-----------------------------------
أرى الغرَّ في الدنيا إذا كان فاضلاً
تَرَقَّى عَلَى رُوس الرِّجَال وَيَخْطُبُ
وَإنْ كَانَ مِثْلي لا فَضِيلَة َ عِنْدَهُ
يُقَاسُ بِطِفْلٍ في الشَّوَارِع يَلْعَبُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ(9/233)
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
رقم القصيدة : 14219
-----------------------------------
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا
سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا
رقم القصيدة : 14220
-----------------------------------
سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا
أنالُ مرادي أو أموتُ غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درُّها
وَإنْ سَلِمَتْ كانَ الرُّجوعُ قَرِيباً
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
رقم القصيدة : 14221
-----------------------------------
ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابا
ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
رقم القصيدة : 14222
-----------------------------------
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ(9/234)
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يا لهْفَ نفسي على مالٍ أُفَرِّقُهُ
يا لهْفَ نفسي على مالٍ أُفَرِّقُهُ
رقم القصيدة : 14223
-----------------------------------
يا لهْفَ نفسي على مالٍ أُفَرِّقُهُ
عَلَى المُقِلِّين مِن أهلِ المروءَاتِ
إنَّ اعتذاري إلى من جاء يسألني
ما ليسَ عِندِي لَمِنْ إحْدى المصيباتِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> قُضَاة ُ الدهر قدْ ضَلُّوا
قُضَاة ُ الدهر قدْ ضَلُّوا
رقم القصيدة : 14224
-----------------------------------
قُضَاة ُ الدهر قدْ ضَلُّوا
فقد باتت خسارتهمْ
فباعوا الدين بالدنيا
فما رَبِحَتْ تجارتُهمْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
رقم القصيدة : 14225
-----------------------------------
وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
أناساً بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ
ولا عرفوا لمكرمة ٍ ثبوتا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> آلُ النبيِّ ذريعتي
آلُ النبيِّ ذريعتي
رقم القصيدة : 14226
-----------------------------------
آلُ النبيِّ ذريعتي
وهُمُو إليْهِ وَسِيلَتِي
أرْجُو بهمْ أُعْطَى غَداً
بيدي اليمين صحيفتي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
رقم القصيدة : 14227
-----------------------------------
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً
تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ
فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي
أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي(9/235)
رقم القصيدة : 14228
-----------------------------------
أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي
وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ
ويحفظي حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ
لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ
على كثرة ِ الإخوان أهلُ ثقاتي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
رقم القصيدة : 14229
-----------------------------------
ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه
أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل
ريَّاً لديهِ وقد طغت أمواجهُ
وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ
عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه
ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي
والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجة ُ
عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ
وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ
تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ
وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ
وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ
وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ
وَعَدَاوَة ُ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ
وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى
وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى
رقم القصيدة : 14230
-----------------------------------
وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى
ذرعاً، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها
فرجت، وكنتُ أظنُّهالا تفرجُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
رقم القصيدة : 14231
-----------------------------------
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا(9/236)
منْ صدق الله لم ينلهُ أذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
رقم القصيدة : 14232
-----------------------------------
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ
وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة ٌ؟
والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
رقم القصيدة : 14233
-----------------------------------
فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقى ْ
وهذا جهولٌ، كيف ذو الجهل يصلحُ؟
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي
محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي
رقم القصيدة : 14234
-----------------------------------
محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي
وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مَلَكَ الأَكَابِرَ فَاسْتَرقَّ رِقَابَهُمْ
وَتَرَاهُ رِقًّا في يَدِ الأَوْغَادِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> قالوا ترفضتَ قلتُ: كلا
قالوا ترفضتَ قلتُ: كلا
رقم القصيدة : 14235
-----------------------------------
قالوا ترفضتَ قلتُ: كلا
مَا الرَّفْضُ دِيني وَلاَ اعْتِقَادِي
لكنْ توليتُ غير شكَّ
خيرَ إمامٍ وخيرَ هادي
إنْ كانَ حُبُّ الْوَلِيِّ رَفْضاً
فإنَّ رفضي إلى العبادِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة ً
ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة ً
رقم القصيدة : 14236
-----------------------------------
ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة ً
وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا
إنّض الكلابَ لتهدي في مواطنها
تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا(9/237)
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْ أمُتْ
تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْ أمُتْ
رقم القصيدة : 14237
-----------------------------------
تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْ أمُتْ
فتلكَسبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقلْ للذِي يبغِي خلافَ الذِي مَضَى
تهيأ لأخرى مثلها فكأن قدِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ
وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ
رقم القصيدة : 14238
-----------------------------------
وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ
أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً
وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت
وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
رقم القصيدة : 14239
-----------------------------------
إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
وَكُنْت أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي
لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ
كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحدِ
إن غبتُ قشرُّ الناس يشتمني
وَإنْ مَرضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهم فرحي
وإن رأوني بشرَّ سرَّهم نكدي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
رقم القصيدة : 14240
-----------------------------------
ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ
وضاحك والمنايا فوقَ هامته
لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوة ٍ
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوة ٍ
رقم القصيدة : 14241(9/238)
-----------------------------------
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوة ٍ
خليلين كانا دائمين على الودِّ
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمة ٍ
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا
إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا
رقم القصيدة : 14242
-----------------------------------
إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا
وتخافُ في يومِ المعادِ وعيدا
فَلَقَدْ أَتَاكَ مِنَ الْمُهَيْمِنِ عَفْوُهُ
وأفاضَ من نعمٍ عليكَ مزيدا
لاَ تَيْأَسَنْ مِنْ لطفِ رَبِّكَ في الْحَشَا
في بطنِ أمكَ مضة ً ووايدا
لو شاءَ أن تصلى جهنم خالدا
ما كانَ أنهمَ قلبكَ التوحيدا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
رقم القصيدة : 14243
-----------------------------------
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ
وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَد بِبَالي
فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
أسلم إن أراد الله أمراً
فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا مَا أُريدُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَلَوْلا الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزُرِي
وَلَوْلا الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزُرِي
رقم القصيدة : 14244
-----------------------------------
وَلَوْلا الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزُرِي
لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ
وأشجعَ في الوغى من كلِّليثٍ
وآلِ مهلَّبٍ وبني يزيدِ
ولولا خشية ُ الرَّحمنِ ربِّي
حسبتُ الناسَ كلهمُ عبيدي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أرى راحة ً للحقِّ عند قضائهِ
أرى راحة ً للحقِّ عند قضائهِ
رقم القصيدة : 14245
-----------------------------------
أرى راحة ً للحقِّ عند قضائهِ
ويثقلُ يوماً إن تركتُ على عمدِ
وحسبُكَ حظّاً أَنْ تُرَى غيرَ كاذبٍ
وقولكَ لم أعلم وذاك من الجهدِ
ومن يقضِ حقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عَمه(9/239)
وصاحبهِ الأدنى على القربِ والبعدِ
يعشْ سَيِّداً يستعذبُ الناسُ ذكرَهُ
وإن نابهُ حقٌّ أتوهُ على قصدِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ
يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ
رقم القصيدة : 14246
-----------------------------------
يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ
وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا
يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي
وتقوى الله أفضلُ ما استفادا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا
يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا
رقم القصيدة : 14247
-----------------------------------
يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا
يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا
هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَة ً
حتى تعاتقَ في الفردوسِ أبكارا
إن كنت تبغي جنانَ الخلد تسكنها
فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ
أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ
رقم القصيدة : 14248
-----------------------------------
أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ
ـبَ وَفِيضي آبارَ تكرورَ تِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتاً
وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا
همتي همَّة ُ الملوكِ ونفسي
نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة َ كُفْرَا
وإذا ما قبعتُ بالقوتِ عمري
فَلِمَاذَا أزورُ زَيْداً وَعَمْرَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
رقم القصيدة : 14249
-----------------------------------
الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ
وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ(9/240)
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ
وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ
رقم القصيدة : 14250
-----------------------------------
وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ
إذَا لَمْ أجِدْ رِبحاً فَلَسْتُ بِخَاسِرِ
وَمَا الصَّمْتُ إلاَّ في الرِّجَالِ مَتَاجرٌ
وتاجرهُ يعلو على كل تاجرِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تاهَ الأعيرج واستعلى به الخطرُ
تاهَ الأعيرج واستعلى به الخطرُ
رقم القصيدة : 14251
-----------------------------------
تاهَ الأعيرج واستعلى به الخطرُ
فقل لهُ خيرُ ما استعملتهُ الحذرُ
أحسنتَ طنك بالأيامِ إذ حسنتُ
وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا تَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ
وسالمتكَ الليالي فاغتررت بها
وعندَ صفوِ الليالي يحدثُ الكدرُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> اقبل معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً
اقبل معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً
رقم القصيدة : 14252
-----------------------------------
اقبل معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً
إنْ يرَّ عندكَ فيما قال: أو فجرا
لقد أطاعكَ منْ يرضيك ظاهرة ً
وقد أجلَّكَ من يعصيكَ مستترا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ
إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ
رقم القصيدة : 14253
-----------------------------------
إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ
بما اختلف الأوائلُ والأواخر
فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ في سُكُونٍ
حليماً لا تلحُ ولا تكابر
يُفِيدُكَ مَا اسْتَفَادَ بِلا امْتِنانٍ
مِنَ النُّكَتِ اللَّطِيفَة ِ وَالنَّوَادِر
وإياكَ اللَّجوحَ ومنُ يرائي
بأني قد غلبتُ، ومن يفاخر
فَإنَّ الشرَّ في جَنَبَاتِ هَذَا
يمنِّي بالتقاطع والتدابر
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي(9/241)
إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
رقم القصيدة : 14254
-----------------------------------
إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألذُ وأشهى من غويَّ أعاشرهُ
وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً
أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ
كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ
رقم القصيدة : 14255
-----------------------------------
كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ
وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباً في ديْرِهِ
واغسل يديك من الزَّمانِ وأهلهِ
وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ
إني اطَّلعتُ فلم أجد لي صاحباً
أصحبهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ
فتركتُ أسفلهم لكثرة ِ شرهِ
وتركتُ أعلاهمُ لقلِّة خيره
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ
صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ
رقم القصيدة : 14256
-----------------------------------
صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ
قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ في الْقِيَاسِ
وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُ بِكُلِّ عَصْرٍ
ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدَّهرَ ملتمساً بجهدي
أخا ثقة ٍ فألهاني التماسي
تنكرتِ البلادُ ومن بجهدي
كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوا بِنَاس
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ
قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ
رقم القصيدة : 14257
-----------------------------------
قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ
في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِ والغلسِ
وما تقَّلبتُ من نومي وفي سنتي
إلا وذكركَ بين النَّفس والنَّفسِ
لقد مننتَ على قلبي بمعرفة ٍ
بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ
وقد أتيتُ ذنوباً أنت تعلمها
وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا
تجعل عليَّ إذا في الدِّين من لبسِ(9/242)
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي
ويوم حشري بما أنزلتَ في عبس
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يا وعظَ الناس عمَّا أنتَ قاعلهُ
يا وعظَ الناس عمَّا أنتَ قاعلهُ
رقم القصيدة : 14258
-----------------------------------
يا وعظَ الناس عمَّا أنتَ قاعلهُ
يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احفظ لشبيكَ من عيبٍ يدنسهُ
إنَّ البياض قليلُ الحملِ للدنسِ
كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها
وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ
تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
إنَّ السَّفِينَة َ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على
مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يومَ القيامة ِ لا مالٌ ولا ولدٌ
وضمَّة ُ القبرِ تنسي ليلة العُرسِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُ حَبْسِ
لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُ حَبْسِ
رقم القصيدة : 14259
-----------------------------------
لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُ حَبْسِ
ونزعُ نفسٍ وردُّ أمسِ
وَقَرُّ بَرْدٍ وَقَوْدُ فرْدِ
ودبغُ جلدٍ يغير شمسِ
وأكلُ ضبَّ وصيدُ ذبُّ
وصرفُ حبَّ بأرضِ خرسِ
ونفخُ نارٍ وحملَ عارٍ
وبيعُ دارٍ بريعِ فلس
وبيعُ خفَّ وعدمُ إلفِ
وضربُ إلفٍ بحبلِ قلسِ
أهونُ من وقفة الحرِّ
يرجو نوالاً ببابِ نحسِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> العلمُ مغرسُ كلِّ فخرٍ
العلمُ مغرسُ كلِّ فخرٍ
رقم القصيدة : 14260
-----------------------------------
العلمُ مغرسُ كلِّ فخرٍ
وَاحُذَرْ يَفُوتُك فَخْرُ ذَاكَ المغْرَسِ
واعلم بأنَّ العلم ينالهُ
مَنْ هَمُّهُ في مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ
إلاَّ أَخُو العِلمِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ
في حالتيه: عاريا أو مكتسي
فاجعل لنفسكَ منهُ حظاً وافراً
وَاهْجُرْ لَهُ طِيبَ الرُّقَادِ وَعَبسِ
فَلَعَلَّ يَوْماً إنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ
كنتَ الرئيس وفخرّ ذاك المجلسِ(9/243)
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> شهدتُ بأنَّ الله لا ربَّ غيرهُ
شهدتُ بأنَّ الله لا ربَّ غيرهُ
رقم القصيدة : 14261
-----------------------------------
شهدتُ بأنَّ الله لا ربَّ غيرهُ
وَأشْهَدُ أنَّ البَعْثَ حَقٌّ وَأخْلَصُ
وأنَّ عرى الإيمان قولٌ مبينٌ
وفعلٌ زكيِّ قد يزيدُ وينقص
وَأنَّ أبَا بَكْرٍ خَلِيفَة ُ رَبِّهِ
وكان أبو حفصٍ على الخير يحرصُ
وَأُشْهِدُ رَبِّي أنَّ عُثْمانَ فَاضِلٌ
وأنَّ عليا فضيلهُ متخصِّصُ
اتمهُ قومٍ يهتدى بهداهمُ
لَحَى اللَّهُ مَنْ إيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
رقم القصيدة : 14262
-----------------------------------
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ
ونورُ الله لا يهدى لعاصي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا لم تجودوا والأمورُ بكم تمضى
إذا لم تجودوا والأمورُ بكم تمضى
رقم القصيدة : 14263
-----------------------------------
إذا لم تجودوا والأمورُ بكم تمضى
وَقَدْ مَلَكَتْ أيْدِيكُمُ البَسْطَ والقَبْضَا
فَمَاذَا يُرَجَّى مِنْكُمُ إنْ عَزَلْتُمُ
وَعَضَّتْكُمُ الدُّنْيَا بِأنْيابِهَا عَضَّا
وَتَسْتَرْجِعُ الأَيَّامُ مَا وَهَبَتْكُمُ
ومن عادة ِ الأيام تسترجعُ القرضا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
رقم القصيدة : 14264
-----------------------------------
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
وجنِّني النصيحة َ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي
فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه(9/244)
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً
الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً
رقم القصيدة : 14265
-----------------------------------
الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً
أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ
كما العليلُ السقيمُ اشغلهُ
عن وجعِ الناسِ كلِّهم وجعِْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> حسبي بعلمِ أن نفعْ
حسبي بعلمِ أن نفعْ
رقم القصيدة : 14266
-----------------------------------
حسبي بعلمِ أن نفعْ
ما الذُّلُّ إلا في الطمعْ
مَن رَاقَبَ الله رَجَع
عن سوء ما كانَ صنعْ
مَا طَارَ طَير فَارتَفَع
إلا كما طارَ وقعْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ورب ظلوم كفيت بحربه
ورب ظلوم كفيت بحربه
رقم القصيدة : 14267
-----------------------------------
ورب ظلوم كفيت بحربه
فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ
فما كان لي الإسلام إلاتعبدا
وَأدْعِيَة ً لا تُتَّقَى بِدُرُوعِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفَهُ
سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيٍّ رُكُوعِ
مُرَيِّشَة ً بالْهُدْبِ مِنْ كُلِّ سَاهِر
منهلة أطرافها بدموع
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
رقم القصيدة : 14268
-----------------------------------
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ
إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ
العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ
رقم القصيدة : 14270
-----------------------------------
العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ
والحرُّ عبدٌ إن طبع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ
شيءٌ يشينُ سوى الطمع(9/245)
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكُّفاً
إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكُّفاً
رقم القصيدة : 14271
-----------------------------------
إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكُّلفاً
فدعهُ ولا تكثر عليه التَّأسفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا ** صديق صدوق صادق الود منصفا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لقد زان البلادَ ومن عليها
لقد زان البلادَ ومن عليها
رقم القصيدة : 14272
-----------------------------------
لقد زان البلادَ ومن عليها
إمَامُ المسْلِمينَ أبُو حَنِيفة
بأحكامِ وآثارِ وفقهٍ
كآيَاتِ الزَّبُورِ عَلَى الصَّحِيفَة
فما بالمشرقين له نظيرٌ
ولا بالمغربين ولا بكوفه
فَرَحْمَة ُ رَبِّنا أبداً عَليْهِ
مَدَى الأَيَّامِ مَا قُرِئَتْ صَحِيفة
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَ الفلا
أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَ الفلا
رقم القصيدة : 14273
-----------------------------------
أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَ الفلا
وجنى الذبابُ الشُّهدَ وهو ضعيفُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا
رقم القصيدة : 14274
-----------------------------------
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا
وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ
فاعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ(9/246)
وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي
سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي
رقم القصيدة : 14275
-----------------------------------
سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي
مِنْ وَصْلِ غَانِية ٍ وَطيبِ عِنَاقِ
وصريرُ أقلامي على صفحائها
أحلى منَ الدَّكاءِ والعشاقِ
وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا
نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي
وتمايلي طرباً لحلِّ عويصة ٍ
في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَة ِ سَاقِ
وأبيتُ سهرانَ الدُّجا ونبيتهُ
نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَحْدُودَاً حَوَى
فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَحْدُودَاً حَوَى
رقم القصيدة : 14276
-----------------------------------
فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَحْدُودَاً حَوَى
عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدِّقِ
وَإذا سَمِعْتَ بأنَّ مَحْرُوماً أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ
لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الغنى لوَجَدْتَنِي
بنجومِ أقطارِ السماءِ تعلقي
لكنَّ من رزقَ الحجا حرمَ الغني
ضِدَّانِ مُفْتَرقَانِ أيَّ تَفَرُّقِ
وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّ امرؤٌ
ذُو هِمَّة ً يُبْلَى بِرِزْقٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدليل عَلَى القَضَاءِ وحكْمِهِ
بؤسُ البيبِ وطيبُ عيشِ الأحمقِ
إنَّ الذي رزقَ اليسارَ فلم ينل
أجراً ولا حمداً لغيرُ موَّ فقِ
وَالجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمرٍ شَاسعٍ
والجَد يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغَلقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ
إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ
رقم القصيدة : 14277
-----------------------------------(9/247)
إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ
وَلاَمَ عَليهِ غَيْرَهُ فهو أَحْمَق
إذا ضاقَ المرءِ عن سيرِّ نفسهِ
فصدرُ الذي يستوعُ السرَّ أضيق
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إنَّ الغريبَ لهُ مخافة ُ سارقِ
إنَّ الغريبَ لهُ مخافة ُ سارقِ
رقم القصيدة : 14278
-----------------------------------
إنَّ الغريبَ لهُ مخافة ُ سارقِ
وَخُضُوعُ مَدْيونٍ وَذِلَّة ُ مُوثَقِ
فإذا تَذَكَّرَ أَهلَهُ وبِلاَدَهُ
ففؤادهُ كحباحِ طيرٍ خافقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
رقم القصيدة : 14279
-----------------------------------
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً
وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لَوْ كُنْتَ بالعَقْلِ تُعطَى ما تُريدُ إذَنْ
لَوْ كُنْتَ بالعَقْلِ تُعطَى ما تُريدُ إذَنْ
رقم القصيدة : 14280
-----------------------------------
لَوْ كُنْتَ بالعَقْلِ تُعطَى ما تُريدُ إذَنْ
لمَا ظَفرتَ مِنَ الدنيَا بِمرْزُوقِ
رزقتَ مالاً على جهلٍ فعشتَ بهِ
فلستَ أوَّلَ مجنونٍ ومرزوقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> عِلْمي مَعي حَيْثما يَمَّمْتُ فهو معي
عِلْمي مَعي حَيْثما يَمَّمْتُ فهو معي
رقم القصيدة : 14281
-----------------------------------
عِلْمي مَعي حَيْثما يَمَّمْتُ فهو معي
قلبي وعَاءٌ لَهُ كبَطْن صُنْدُوقِ
إنْ كُنْتُ فِي البَيْتِ كانَ العِلْمُ فِيهِ مَعي
أَوْ كُنْتُ في السُّوقِ كَانَ العِلْمُ في السُّوقِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ(9/248)
رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ
رقم القصيدة : 14282
-----------------------------------
رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ
وَمِنَ البرِّ مَا يَكُونُ عُقُوقَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ
ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ
رقم القصيدة : 14283
-----------------------------------
ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ
فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ
وإذا قصدْتَ لحاجَة ٍ
فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى
رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى
رقم القصيدة : 14284
-----------------------------------
رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى
فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ
فلا ذا يراني على بابهِ
وَلا ذا يَرَاني بهِ مُنْهمِكْ
فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم
أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَمِنَ الشَّقَاوَة ِ أن تُحِبَّ
وَمِنَ الشَّقَاوَة ِ أن تُحِبَّ
رقم القصيدة : 14285
-----------------------------------
وَمِنَ الشَّقَاوَة ِ أن تُحِبَّ
وَمَنْ تُحِبّ يُحِبُّ غَيْرَكْ
أو أن تريدَ الخيرَ للإنـ
ـسانِ وَهْوَ يُريدُ ضَيْرَكْ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُ بِفعْلِهِ
إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُ بِفعْلِهِ
رقم القصيدة : 14286
-----------------------------------
إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُ بِفعْلِهِ
لَيْسَ الفقِيهُ بِنُطْقِهِ وَمَقَالِهِ
وكذا الرَّءيسُ هو الرئَّيسُ بخلقهِ
ليسَ الرَّئِيسَ بِقَوْمِهِ وَرِجَالِهِ
وكذا الغنيُ هو الغنيُ بحالهِ
ليسَ الغنيُّ بِمُلْكِهِ وَبِمَالِهِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> صنِ النفسَ واحملها على مايزينها
صنِ النفسَ واحملها على مايزينها
رقم القصيدة : 14287
-----------------------------------
صنِ النفسَ واحملها على مايزينها(9/249)
تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَ جَمِيلُ
ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلاً
نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
و'ن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ
عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ
إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَ حيْثُ تَميلُ
ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> كلما أدبني الدهر
كلما أدبني الدهر
رقم القصيدة : 14288
-----------------------------------
كلما أدبني الدهر
زِّ أراني نقصَ عقلي
وإذا ما ازددت علماً
زادني علماً بجهلي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
رقم القصيدة : 14289
-----------------------------------
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ
صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً
كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ
لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ
رقم القصيدة : 14290
-----------------------------------
لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ
يكدحُ في مصلحة ِ الأهلِ
وَلاَ يَنالُ العِلْمَ إلاَّ فَتًى
خالٍ من الأفكارِ والشغلِ
لَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيم الذي
سارت به الرُّكبانُ بالفضلِ
بُلِي بِفقْرٍ وَعِيالٍ لمَا
فرَّقَ بَيْنَ التِّبنِ والبَقْلِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
رقم القصيدة : 14291
-----------------------------------
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً(9/250)
يغوص البحر من طلب اللآلي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا تحنُ فضلنا علياً فإنَّنا
إذا تحنُ فضلنا علياً فإنَّنا
رقم القصيدة : 14292
-----------------------------------
إذا تحنُ فضلنا علياً فإنَّنا
روافضُ بالتفصيلِ عندَ ذوي للفضلِ
وفَضْلُ أَبي بَكْرٍ إذَا مَا ذَكَرْتُهُ
رُمِيتُ بنصْب عِنْدَ ذِكريَ للفَضْلِ
فَلاَ زِلْتُ ذَا رَفْضٍ وَنَصْبٍ كِلاَهُمَا
بحبَّيهِما حَتَّى أُوسَّدَ فِي الرَّمْلِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبكمُ
يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبكمُ
رقم القصيدة : 14293
-----------------------------------
يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبكمُ
فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ في القُرآنِ أَنْزَلَهُ
يكفيكمُ منْ عظيمِ الفخرِ أتَّكمُ
مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لا صَلاة َ لَهُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
رقم القصيدة : 14294
-----------------------------------
وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
مدراتهُ عزَّت وعزَّ منالها
وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُ حَاسِدَ نِعْمَة ٍ
إذا كانَ لا يرضيه إلاَّ زوالها
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كَرِيم
رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كَرِيم
رقم القصيدة : 14295
-----------------------------------
رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كَرِيم
ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ
وليسَ يزالُ يرفعهُ إلى أن
يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعُونَهُ فِي طُلِّ حَالٍ
كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ
فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ
ولا عرفُ الحلالُ ولا الحرامُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَة ُ الأنامِ
ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَة ُ الأنامِ
رقم القصيدة : 14296
-----------------------------------(9/251)
ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَة ُ الأنامِ
وداعية ُ الصحيحِ إلى السِّقامِ
دَوامُ مُدَامَة ٍ وَدَوَامُ وطءٍ
وإدخالُ الطَّعامِ على الطعامِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أأنثرُ دراً بين سارحة ِ البهمَ
أأنثرُ دراً بين سارحة ِ البهمَ
رقم القصيدة : 14297
-----------------------------------
أأنثرُ دراً بين سارحة ِ البهمَ
وأنظمُ منثوراً لراعية الغنمْ؟
لعمري لئن ضيعتُ في شرِّ بلدة ٍ
فَلَسْتُ مُضَيعاً فيهمُ غرر الكلَمِ
لَئِنْ سَهَّل اللَّه العَزِيزُ بِلطفِهِ
وصادفتُ أهلاً للعلوم وللحكم
بَثَثْتُ مُفيداً واستَفَدْتُ وَدَادَهُمْ
وإلاّض فمكنونٌ لديَ ومكنتمْ
وَمَنْ مَنَحَ الجهّالَ عِلْماً أضَاعَهُ
وَمَنْ مَنَعَ المستوجِبين فقَدْ ظَلَم
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ
عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ
رقم القصيدة : 14298
-----------------------------------
عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ
وتجنبوا مالا يليقُ بمسلمِ
إنَّ الزنا دينٌ فإن أفرضتهُ
كَانَ الزِّنَا مِنْ أهلِ بَيْتِك فَاعْلَمِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أجودُ بموجودٍ ولو بتُ طاوياً
أجودُ بموجودٍ ولو بتُ طاوياً
رقم القصيدة : 14299
-----------------------------------
أجودُ بموجودٍ ولو بتُ طاوياً
عَلَى الجُوعِ كَشْحاً والحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظْهِرُ أسبَابَ الغنَى بَيْنَ رِفْقَتِي
ليَخْفَاهُمُ حَالِي وإنِّي لَمُعْدَمُ
وبيني وبينَ الله أشكو فاقتي
حقيقاً فإنَّ اللهَ بالحالِ أعلمُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ولقد بلوتكَ وابتليتَ خليقي
ولقد بلوتكَ وابتليتَ خليقي
رقم القصيدة : 14300
-----------------------------------
ولقد بلوتكَ وابتليتَ خليقي
وَلَقَدْ كَفَاكَ مُعَلَّمي تَعْلِيمي
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> بموقفِ ذلي دونَ عزتكَ العظمى
بموقفِ ذلي دونَ عزتكَ العظمى(9/252)
رقم القصيدة : 14301
-----------------------------------
بموقفِ ذلي دونَ عزتكَ العظمى
بِمَخفيِّ سِرٍّ لاَ أحِيطُ بِهِ عِلْمَا
بِإطْرَاقِ رَأْسي، باعتِرَافي بِذِلّتي
بمدِّ يدي، استمطرُ الجودَ والرُّحمى
بأسْمَائِكَ الحسنى التي بَعْضُ وصْفِهَا
لعزتها يستغرقُ النثرَ والنظما
بعهدٍ قديمٍ من" أستُ بربكم"؟
بِمَنْ كَانَ مَكْنوناً فَعُرِّف بالأَسْمَا
أَذِقْنَا شَرَابَ الأنْسِ يَا مَنْ إذَا سَقَى
مُحِبّاً شراباً لاَ يُضَامُ وَلاَ يَظْمَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إليك إلsه الخلق أرفع رغبتي
إليك إلsه الخلق أرفع رغبتي
رقم القصيدة : 14302
-----------------------------------
إليك إلsه الخلق أرفع رغبتي
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربي كانَ عقودكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ
أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ
ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ
على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّي غذيتني هديتني(9/253)
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزاري وما قد تقدما
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> العلمُ من فضلهِ، لمن خدمهُ
العلمُ من فضلهِ، لمن خدمهُ
رقم القصيدة : 14303
-----------------------------------
العلمُ من فضلهِ، لمن خدمهُ
أن يجعلَ النَّاسَ كلَّهم خدمهْ
فَوَاجِبٌ صَوْنُهُ عَلَيْهِ كَمَا
يَصُونُ فِي النَّاسِ عِرْضَهُ وَدَمَهُ
فَمَنْ حَوَى العِلْمَ ثُمَّ أَوْدَعَهُ
بجَهْلِهِ غيرَ أهلِهِ ظلَمه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> قنعتُ بالقوتِ من زماني
قنعتُ بالقوتِ من زماني
رقم القصيدة : 14304
-----------------------------------
قنعتُ بالقوتِ من زماني
وَصنتُ نَفسِي عَنِ الهَوانِ
خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْ يَقولُوا
فضْلُ فلانٍ عَلَى فلاَنِ
مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيّاً
فلا أبالي إذا جفاني
وَمَنْ رَآنِي بِعينِ تمٍّ
رأيتهُ كاملَ المعاني
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ
أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ
رقم القصيدة : 14305
-----------------------------------
أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ
لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ
كاتت تهابُ لقاءهُ الأقرانُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا
رقم القصيدة : 14306
-----------------------------------
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا
وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
وَنَهجُو ذَا الزَّمَانِ بِغيرِ ذَنْبٍ
وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانَا
وليسَ الذنبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
رقم القصيدة : 14307
-----------------------------------(9/254)
مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ
فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد
وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ،
وذاكَ أعنتَ، وذا لم تعن
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى
إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى
رقم القصيدة : 14308
-----------------------------------
إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى
وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ
فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُ بِسوأة ٍ
فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ أعْينُ
وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ، وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى
ودافعُ ولكن يالتي هي أحسنُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا
إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا
رقم القصيدة : 14309
-----------------------------------
إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا
تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحيٍّ وطنا
جعَلُوهَا لُجَّة ً وَاتَّخَذوا
صالحَ الأعمالِ فيها سفنا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> زن من وزنكَ، بما وز
زن من وزنكَ، بما وز
رقم القصيدة : 14310
-----------------------------------
زن من وزنكَ، بما وز
نك وماوزنكَ بهِ فزنهُ
من جا إليكَ فرح إلي
ـه وَمَنْ جَفَاكَ فَصُدَّ عَنْهُ
من ظنَّ أنَّك دونهُ
فاترك هواهُ إذن وهنهُ
وارجع إلى ربِّ العبا
دِ فكلُّ ما يأتيكَ منهُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ
سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ
رقم القصيدة : 14311
-----------------------------------
سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ
في أمورٍ تكونُ أو لاتكونُ
فَادْرَأ الهمَّ مَا استَطعْتَ عَنْ النَّفْـ
ــس فحملا نكَ الهمومَ جنونُ(9/255)
إن رَّباَّ كفاكَ بالأمسِ ما كا
نَ سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي
أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي
رقم القصيدة : 14312
-----------------------------------
أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي
فإنَّ النَّفسَ ما طيعت تهونُ
وَأَحْيَيْتُ القُنُوع وَكَانَ مَيْتاً
ففي إحيائهِ عرضٌ مصونُ
إذا طمعٌ يحلُ بقلبِ عبدٍ
عَلَتْهُ مَهَانَة ٌ وَعَلاَهُ هُونُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِ مِنَّة ٍ
رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِ مِنَّة ٍ
رقم القصيدة : 14313
-----------------------------------
رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِ مِنَّة ٍ
كَأنَّكَ كُنْتَ الأصلَ في يَوم تكْويني
فدعني منَ المنِّ الوخيم فلقمة ٌ
منَ العيش تكفيني إلى يومِ تكفيني
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لا تحملنَّ لمن يمنُّ
لا تحملنَّ لمن يمنُّ
رقم القصيدة : 14314
-----------------------------------
لا تحملنَّ لمن يمنُّ
مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا
واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلو
بِ أشدٌ من وقع الأسنه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقة ٍ
إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقة ٍ
رقم القصيدة : 14315
-----------------------------------
إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقة ٍ
مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّة ُ الدِّينِ
فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَ صاحِبِهِ
ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلى حَينِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَة ٌ
كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَة ٌ
رقم القصيدة : 14316
-----------------------------------
كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَة ٌ
إلاَّ الحَديث وَعِلْمِ الفِقْهِ في الدِّينِ
العلمُ ما كانَ فيه: قالَ، حدثنا(9/256)
وَمَا سِوى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
رقم القصيدة : 14317
-----------------------------------
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها
فلا تدري السكونُ متى يكونُ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> لن يبلُغَ العلمَ جميعاً أحدٌ
لن يبلُغَ العلمَ جميعاً أحدٌ
رقم القصيدة : 14318
-----------------------------------
لن يبلُغَ العلمَ جميعاً أحدٌ
لا ولَوْ حاوَلَهُ ألفَ سنَهْ
إنما العلْمُ عَمِيقٌ بحرُهُ
فخذوا من كل شيءٍ أحسنه
لا خَيرَ في حَشْوِ الكَلا
ابن عم ابن عم أخي عمِّ أبيهِ
صلر مالُ المتوفَّى كاملاً
باجتماعِ القولِ لا مرية َ فيهِ
فأزالَهُ عَنْ رُشْدِهِ،
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ
ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ
رقم القصيدة : 14319
-----------------------------------
ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ
كمنزلة ِ الفقيه من السفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِ هذا
وهذا فيهِ أزهدُ منه فيهِ
إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ
تنطَّعَ في مخالفة ِ الفقيهِ
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> إذا في مجلسٍ نذكرُ علياً
إذا في مجلسٍ نذكرُ علياً
رقم القصيدة : 14320
-----------------------------------
إذا في مجلسٍ نذكرُ علياً
وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَة َ الزَّكِيَّة
يقالُ تجاوزوا يا قومُ هذا
فَهَذَا مِنْ حَدِيثِ الرَّافِضيَّة
بَرَئْتُ إلَى المُهيمن مِنْ أنَاسٍ
يَرونَ الرَّفْضَ حُبَّ الفَاطِميَّة
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه
أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه
رقم القصيدة : 14321
-----------------------------------
أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه
فكلُّ ما قالَ فهو فيهِ(9/257)
ما ضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً
أن خاضَ بَعْضُ الكِلاب فيه
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
رقم القصيدة : 14322
-----------------------------------
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي
ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي
وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه
وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا
العصر العباسي >> الإمام الشافعي >> أرَى حُمُراً تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى
أرَى حُمُراً تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى
رقم القصيدة : 14323
-----------------------------------
أرَى حُمُراً تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى
وأسداً جياعاً تظمأُ الدَّهرَ لا تروى
وأشْرَافَ قَوْمٍ لاَ يَنَالُونَ قُوتَهُمُ
وَقَوْماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ والسَّلْوى
قَضَاءٌ لديَّانِ الخلاَئِقِ سَابِقٌ
وليسَ على مرِّ القضا أحدٌ يقوى
فمنْ عَرَفَ الدَّهْرَ الخُؤونَ وَصَرْفه
تصبرَ للبلوى ولم يظهرِ الشَّكوى
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة )
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة )
رقم القصيدة : 14324
-----------------------------------
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ
لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ
فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها
وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل(9/258)
ففاضتْ دُموعُ العين مني صبابة
نزُولَ اليماني ذي العيابِ المحمَّلِ
ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح
ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي
فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها
وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة
فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً
عقرت بعيري يامرأ القيس فانزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ
ولا تُبعديني من جناك المعللِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ
فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ
بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت
عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل
وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ
فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي
وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي
بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها
تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً
عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت
تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها
لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ
وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا
على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى
بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت
عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ
ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ
غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي(9/259)
بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش
إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
وفرعٍ يُغشي المتنَ أسودَ فاحم
أثيت كقنو النخلة ِ المتعثكلِ
غدائرهُ مستشزراتٌ إلى العلى
تضِل المداري في مُثنى ومُرسل
وكشح لطيف كالجديل مخصر
وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ
أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها
منارة ُ ممسى راهب متبتل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها
نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة
إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا
وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه
نصيح على تعذَاله غير مؤتل
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصُلْبِهِ
وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
كأن الثريا علِّقت في مصامها
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
وواد كجوف العير قفر قطعته
به الذئب يعوي كالخليع المعيّلِ
فقلت له له لما عوى إن شأننا
قليل الغنى لما تموّلِ
كلانا إذا مانال شيئاً أفاته
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ
مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً
كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
على الذَّبْلِ جَيّاشٍ كأنّ اهتزامَهُ
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونا
أثرنَ غباراً بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواته
ويلوي بأثواب العنيف المثقلِ
على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ
إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواته
وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ(9/260)
دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ
تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
كأن على الكتفين منه إذا انتحى
مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلاية َ حنظلِ
فَباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
وباتَ بعيني قائماً غير مرسل
فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ
دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره
عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
أحار ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ
أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة
وَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ
كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ً
من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
كأنّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيّة ً
بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ
وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
رقم القصيدة : 14325
-----------------------------------
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي(9/261)
وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني
كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
وأمنعُ عرسي أن يزنَّ بها الخالي
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
يُضيء الفراشَ وجهها لضجيعها
كَأنيَ لَمْ أرْكَبْ جَوَاداً لِلَذّة ٍ
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
صباً وشمال في منازلِ قفّال
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
بما احتسبا من لين مس وتسهال
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
أيَقْتُلُني وَالمَشْرَفيُّ مُضَاجِعِي
كُمَيتٍ كَأنّهَا هَرَاوَة ُ مِنْوَالِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> خليلّي مرّ بي على أم جندب
خليلّي مرّ بي على أم جندب
رقم القصيدة : 14326
-----------------------------------
خليلّي مرّ بي على أم جندب
نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفُؤادِ المُعذَّبِ
فَإنّكُمَا إنْ تَنْظُرَانيَ سَاعَة ً
من الدهرِ تَنفعْني لَدى أُمِّ جُندَبِ
ألم ترياني كلما جئتُ طارقاً
يُفَدّونَهُ بالأمّهَاتِ وبَالأبِ(9/262)
عَقيلَة ُ أتْرَابٍ لهِا، لا دَمِيمَة
وَلا ذَاتُ خَلقٍ إن تأمّلتَ جَأنّبِ
ألا ليتَ شعري كيف حادث وصلها
وكيْفَ تُرَاعي وُصْلَة َ المُتَغَيِّبِ
أقَامَتْ على مَا بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّة ٍ
أميمة أم صارت لقول المخببِ
فإن تنأ عنها لا تُلاقِها
فإنكَ مما أحدثت بالمجربِ
وقالت متى يبخل عليك ويعتلل
يسوكَ إن يكشف غرامكَ تدرب
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
سوالك نقباً بن حزمي شعبعب
علونَ بأنطاكية ٍ فوق عقمة
كجرمة نخل أو كجنة يثرب
ولله علينا من رأى من تفرق
أشت وأنأى من فراق المحصّب
فريقان منهم جازع بطنَ نخلة
وآخر منهم قاطعٌ نجد كبكب
فَعَيْنَاكَ غَرْباً جَدْوَلٍ في مُفَاضَة ٍ
كمَرّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ
وإنكَ لم يفخر عليكَ كفاخر
ضَعيفٍ وَلمْ يَغْلِبْكَ مثْلُ مُغَلَّبِ
وإنك لم تقطع لبانة عاشقِ
بمِثْلِ غُدُوّ أوْ رَوَاحٍ مُؤَوَّبِ
بأدماء حرجوج كأن قتودها
على أبلق الكشحين ليس بمغرب
يُغرد بالأسحار في كل سدفة
تَغَرُّدَ مَيّاحِ النّدَامى المُطَرِّبِ
يمج لعاع البقل في كل مشربِ
بمحنية قد آزر الضال نبتها
مَجَرَّ جُيُوشٍ غَانِمِينَ وَخُيّبِ
وقَد أغتَدى وَالطّيرُ في وُكُنّاتِهَا
وَماءُ الندى يجرِي على كلّ مِذْنَبِ
بمنجردِ قيدِ الأوابد لاحهُ
طِرَادُ الهَوَادِي كُلَّ شَاوٍ مُغرِّبِ
عَلى الأينِ جَيّاشٍ كَأنّ سَرَاتَهُ
على الضَّمرِ وَالتّعداءِ سَرْحة ُ مَرْقَبِ
يُبارِي الخَنوفَ المُسْتَقلَّ زِماعُهُ
ترى شخصه كأنه عود مشحب
له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وَصَهْوَة ُ عَيرٍ قائمٍ فَوْقَ مَرْقَبِ
وَيَخْطُو على صُمٍّ صِلابٍ كَأنّهَا
حجارة غيل وارساتٌ بطحلب
له كفلٌ كالدّعص لبدهُ الثدى
إلى حارِكٍ مِثْلِ الغَبيطِ المُذَأّبِ
وَعَينٌ كمِرْآة ِ الصَّنَاعِ تُدِيرُها
لمَحْجِرهَا مِنَ النّصيفِ المُنَقَّبِ
لَهُ أُذُنَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهِمَا
كسامعتي مذعورة وسطَ ربرب
ومستفلكُ الذفرى كأن عنانهُ(9/263)
ومَثْناتَهُ في في رأسِ جِذْعٍ مُشذَّبِ
وَاسْحَمُ رَيّانُ العَسيبِ كَأنّهُ
عَثاكيلُ قِنْوٍ من سُميحة ِ مُرْطِبِ
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه
تَقولُ هزِيزُ الرّيحِ مَرّتْ بأثْأبِ
يُدِيرُ قَطَاة ً كَالمَحَالَة ِ أشْرَفَتْ
إلى سند مثلُ الغبيطِ المذأبِ
وَيَخْضِدُ في الآرِيّ، حتى كأنّهُ
بهِ عُرّة ٌ من طائفٍ، غَيرَ مُعْقِبِ
رُدَيْنِيّة ٌ فيهَا أسِنّة ُ قَعْضَبِ
ويوماً على بيدانة أم تولب
فينا نعاجٌ يرتعينَ خميلة ً
كمَشْيِ العَذارَى في المُلاءِ المُهَدَّبِ
فكان تنادينا وعقد عذارهِ
وَقَالَ صِحَابي قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ
فلأياً بلأي ما حملنا غلامنا
على ظَهْرِ مَحْبوكِ السّرَاة ُ مُحنَّبِ
وولى كشؤبوب الغشي بوابل
ويخرجن من جعد ثراهُ منصبٍ
فللساق ألهوبٌ وللسوط درة ٌ
فَأدْرَكَ لمْ يَجْهَدْ وَلمْ يَثنِ شَأوَهُ
تر كخذروف الوليد المثقبِ
ترى الفار في مستنقع القاع لا حباً
على جدد الصحراء من شد ملهبِ
خفاهنَّ من أنفاقهن كأنما
خفاهن ودق من عشي مجلب
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعجَة ٍ
وَبينَ شَبوبٍ كَالقَضِيمَة ِ قَرْهَبِ
وظل لثيران الصريم غماغمُ
يداعسها بالسمهريِّ المعلب
فَكابٍ على حُرّ الجبينِ وَمُتّقِ
بمَدْرِيَة ٍ كَأنّهَا ذَلْقُ مِشْعَبِ
وقلنا لفتيان كرام ألا انزلوا
فَعَالُوا عَلَيْنَا فضْلَ ثوْبٍ مُطنَّبِ
وَأوْتادُهُ مَاذِيّة ٌ وَعِمَادُهُ
وَأَطْنَابُهُ أشطَانُ خوصٍ نَجائِبٍ
وصهوته من أتحميِّ مشرعب
فَلَمّا دَخَلْنَاهُ أصَغْنَا ظُهُورَنَا
إلى كلّ حاري جديد مشطب
كأنّ عُيونَ الوَحشِ حَوْلَ خِبائِنَا
وأرجلنا الجزع الذي لم يثقب
نمش بأعراف الجياد أكفنا
إذا نحن قمنا عن شواءٍ مضهب
ورحنا كأنا من جواثي عشية
نعالي النعاجَ بين عدل ومحقب
وراح كتيس الرّبل ينفض رأسهُ
أذَاة ً بهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ
كأنك دماءَ الهاديات بنحره
عُصَارَة حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُخَضَّبِ
وأنت إذا استدبرته سد فرجهُ(9/264)
بضاف فويقَ الأرض ليس بأصهب
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
رقم القصيدة : 14327
-----------------------------------
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا
كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا
وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا
لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا
حدائق دوم أو سفيناً مقيرا
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا
سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه
وعالين قنواناً من البسر أحمرا
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن
بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ
وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ
تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا
كأن دمى شغف على ظهر مرمر
كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَة ٍ
يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا
وريح سناً في حقه حميرية
تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا
وباناً وألوياً من الهند داكياً
وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا
غلقن برهن من حبيب به ادعت
سليمى فأمسى حبلها قد تبترا
وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّة ٌ
يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً رِيعَ قَلْبُهُ
كما ذرعت كأس الصبوح المخمر
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ قَذَفاته
تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا
سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ
على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها
نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا
تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى
عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا
بسير يضجّ العودُ منه يمنه(9/265)
أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا
ولَم يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ ظَعَائِناً
وخملا لها كالقرّ يوماً مخدراً
كأثل من الأعراض من دون بيشة
وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ عنكَ بجَسْرَة ٍ
ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ مُتُونَهَا
إذا أظهرت تُكسي ملاءً منشرا
بَعِيدَة ُ بَينَ المَنْكِبَينِ كَأنّمَا
ترى عند مجرى الظفر هراً مشجراً
تُطاير ظرَّانَ الحصى بمناسم
صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا وَأمامِهَا
إذا نجَلَته رِحلُها حَذْفُ أعسَرَا
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّهُ
صليل زيوفٍ ينقدنَ بعبقرا
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله
أبر بميثاق وأوفى وأصيرا
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من جَوّ ناعِطٍ
بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من أرض حِميَرٍ
ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا
بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه
وأيقنَ أنا لاحقانِ بقصيرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا
نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نُموتَ فَنُعْذَرَا
وإني زعيمٌ إن رجعتُ مملكاً
بسيرٍ ترى منه الفرانقَ أزورا
على لاحبٍ لا يهتدي بمنارهِ
إذا سافه العودُ النباطي جرجرا
على كل مقصوص الذنابي معاوِد
بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا
أقَبَّ كسِرْحان الغَضَا مُتَمَطِّرٍ
ترى الماءَ من أعطافهِ قد تحدرا
إذا زُعته من جانبيه كليهما
مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا أرَنّ فُرَانِقٌ
على جعلدٍ واهي الاباجل أبترا
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها
وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ أينَ مَصَابُهُ
ولا شيء يشفي منك يا ابنة َ عفزرا
من القاصراتِ الطرف لو دب محولٍ
وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في قَذَارَانَ ظَلْتُهُ
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
قريبٌ ولا البسباسة ُ ابنة يشكرا
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا(9/266)
بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا
إذا نحن سرنا خمسَ عشرة ليلة
وراء الحساءِ من مدافع قيصرا
من الناس إلا خانني وتغيرا
ورثنا الغنى والمجد أكبَر أكبرا
وما جبنت خيلي ولكن تذكرتْ
مرابطها في بربعيصَ وميسرا
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ
بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا
ولا مثلَ يوم فق قُدار ان ظللتهُ
كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا
نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ
أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ
رقم القصيدة : 14328
-----------------------------------
أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ
يُضيءُ حَبِيّاً في شَمارِيخَ بِيضِ
ويهدأ تاراتٍ وتارة ً
ينوءُ كتعتاب الكسير المهيض
وَتَخْرُجُ مِنْهُ لامِعَاتٌ كَأنّهَا
أكُفٌّ تَلَقّى الفَوْزَ عند المُفيضِ
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحُبَتي بَينَ ضَارجٍ
وبين تلاع يثلثَ فالعريض
أصَابَ قَطَاتَينِ فَسالَ لِوَاهُمَا
فوادي البديّ فانتحي للاريض
بِلادٌ عَرِيضَة ٌ وأرْضٌ أرِيضَة ٌ
مَدَافِعُ غَيْثٍ في فضاءٍ عَرِيضِ
فأضحى يسحّ الماء عن كل فيقة
يحوزُ الضبابَ في صفاصف بيضِ
فأُسْقي بهِ أُخْتي ضَعِيفَة َ إذْ نَأتْ
وَإذْ بَعُدَ المَزَارُ غَيرَ القَرِيضِ
وَمَرْقَبَة ٍ كالزُّجّ أشرَفْتُ فَوْقَهَا
أقلب طرفي في فضاءٍ عريض
فظَلْتُ وَظَلّ الجَوْنُ عندي بلِبدِهِ
كأني أُعَدّي عَنْ جَناحٍ مَهِيضِ
فلما أجنّ الشمسَ عني غيارُها
نزلت إليه قائماً بالحضيض
أُخَفّضُهُ بالنَّقْرِ لمّا عَلَوْتُهُ
ويرفع طرفاً غير جافٍ غضيض
وَقد أغتَدِي وَالطيّرُ في وُكُنَاتِهَا
بمنجردٍ عبل اليدين قبيض
لَهُ قُصْرَيَا غَيرٍ وَسَاقَا نَعَامَة ٍ
كَفَحلِ الهِجانِ يَنتَحي للعَضِيضِ
يجم على الساقين بعد كلاله
جُمومَ عُيونِ الحِسي بَعدَ المَخيضِ
ذعرتُ بها سرباً نقياً جلودهُ
كما ذعر السرحانُ جنب الربيض(9/267)
وَوَالَى ثَلاثاً واثْنَتَينِ وَأرْبَعاً
وغادر أخرى في قناة الرفيض
فآب إياباً غير نكد مواكلٍ
وأخلفَ ماءً بعد ماءٍ فضيض
وَسِنٌّ كَسُنَّيْقٍ سَنَاءً وَسُنَّماً
ذَعَرْتُ بمِدْلاجِ الهَجيرِ نَهُوضِ
أرى المرءَ ذا الاذواد يُصبح محرضاً
كإحرَاضِ بَكْرٍ في الدّيارِ مَرِيضِ
كأن الفتى لم يغنَ في الناس ساعة
إذا اختَلَفَ اللَّحيانِ عند الجَرِيضِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ
غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ
رقم القصيدة : 14329
-----------------------------------
غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ
فَعَارِمَة ٍ فَبُرْقَة ِ العِيَرَاتِ
فغُوْلٍ فحِلّيتٍ فأكنَافِ مُنْعِجٍ
إلى عاقل فالجبّ ذي الأمرات
ظَلِلْتُ، رِدائي فَوْقَ رَأسيَ، قاعداً
أعُدّ الحَصَى ما تَنقَضي عَبَرَاتي
أعِنّي على التَّهْمامِ وَالذِّكَرَاتِ
يبتنَ على ذي الهمِّ معتكراتِ
بليلِ التمام أو وصلنَ بمثله
مقايسة ً أيامها نكرات
كأني ورد في والقرابَ ونمرقي
على ظَهْرِ عَيْرٍ وَارِدِ الحَبِرَاتِ
أرن على حقب حيال طروقة ٍ
كذَوْدِ الأجيرِ الأرْبع الأشِرَاتِ
عَنيفٍ بتَجميعِ الضّرَائرِ فاحشٍ
شَتيمٍ كذَلْقِ الزُّجّ ذي ذَمَرَاتِ
ويأكلن بهمى جعدة ً حبشية ً
وَيَشرَبنَ برْدَ الماءِ في السَّبَرَاتِ
فأوردها ماءً قليلاً أنيسهُ
يُحاذِرْنَ عَمراً صَاحبَ القُتَرَاتِ
تَلِثُّ الحَصَى لَثّاً بسُمرٍ رَزِينَة ٍ
موازنَ لا كُزمٍ ولا معرات
ويَرْخينَ أذْناباً كَأنّ فُرُعَهَا
عُرَى خِلَلٍ مَشهورَة ٍ ضَفِرَاتِ
وعنسٍ كالواح الإرانِ نسأتُها
على لاحب كالبُرد ذي الحبرات
فغادَرْتُها من بَعدِ بُدْنِ رَزِيّة ٍ
تغالي على عُوج لها كدنات
وَأبيَضَ كالمِخرَاقِ بَلّيتُ خدَّهُ
وَهَبّتَهُ في السّاقِ وَالقَصَرَاتِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا إنّ قَوْماً كُنتمُ أمسِ دُونَهُمْ
ألا إنّ قَوْماً كُنتمُ أمسِ دُونَهُمْ
رقم القصيدة : 14330(9/268)
-----------------------------------
ألا إنّ قَوْماً كُنتمُ أمسِ دُونَهُمْ
همْ مَنعوا جاراً لكُمْ آلَ غُدْرَانِ
عويرٌ ومن مثلُ العويرِ ورهطه
وَأسْعَدَ في لَيْلِ البَلابلِ صَفْوَانُ
ثِيَابُ بَني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّة ٌ
وَأوْجُهُهُمْ عِنْدَ المَشَاهدِ غُرّانُ
هم أبلغوا الحي المضللَ أهلهم
وساروا بهم بين العراقِ ونجرانِ
فَقَدْ أصْبَحُوا، وَالله أصْفَاهُمُ بِهِ،
أبرّ بميثاق وأوفى بجيرانِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني
لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني
رقم القصيدة : 14331
-----------------------------------
لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني
كخط زبور في عسيب يمانِ
دِيَارٌ لهِنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَني
ليالينا بالنعفِ من بدلان
ليالي يدعوني الهوى فأجيبهُ
وأعينُ من أهوى إليّ رواني
فإن أمس مكروباً فيا ربّ بهمة
كشَفتُ إذا ما اسْوَدّ وَجْهُ الجَبانِ
وإن أمس مكروبا فيارُبّ قينة
منعمة أعملتُها بكران
لهَا مِزْهَرٌ يَعْلُو الخَمِيسَ بِصَوْتهِ
أجَشُّ إذَا مَا حَرّكَتْهُ اليَدَانِ
وان أمس مكروباً فيا ربُ غارة
شَهِدْتُ عَلى أقَبَّ رَخْوِ اللَّبَانِ
على ربذٍ يزدادُ عفواً إذا جرى
مسحٍّ حثيث الركض والزالان
ويخدي على صم صلاب ملاطس
شَدِيدَاتِ عَقْدٍ، لَيّنَاتٍ مِتَانِ
وغيث من الوسمي حو تلاعهُ
تبطنتهُ بشيظم صلتان
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً
كَتَيسِ ظِبَاءِ الحُلّبِ العَدَوَانِ
إذا ما جنبناهُ نأود متنُهُ
كعِرْقِ الرُّخامى اهْتَزّ في الهَطَلانِ
تَمَتّعْ مِنَ الدّنْيَا فَإنّكَ فَاني
مِنَ النَّشَوَاتِ وَالنّسَاءِ الحِسَانِ
مِنَ البِيضِ كالآرَامِ وَالأُدمِ كالدّمى
حواصنها والمبرقات الرواني
أمِنْ ذِكْرِ نَبْهَانِيّة ٍ حَلّ أهْلُهَا
بِجِزْعِ المَلا عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ
فَدَمْعُهُمَا سَكْبٌ وَسَحٌّ وَدِيمَة ٌ
وَرَشٌّ وَتَوْكَافٌ وَتَنْهَمِلانِ(9/269)
كَأنّهُمَا مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ
فريانِ لما تُسلقا بدهانِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
رقم القصيدة : 14332
-----------------------------------
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
وَرَسْمٍ عَفتْ آياتُه مُنذُ أزْمَانِ
أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحت
كخطٍّ زبور في مصاحف رهبان
ذكَرْتُ بها الحَيَّ الجَميعَ فَهَيّجَتْ
عقابيل سقم من ضمير وأشجان
فَسَحّتُ دُموعي في الرِّداءِ كأنّهَا
كُلى ً من شَعِيبٍ ذاتُ سَحٍّ وَتَهْتانِ
إذا المرءُ لم يخزن عليه لسانه
فَلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بخَزّانِ
فإما تريني في رحالة جابر
على حرج كالقرّ تخفقُ اكفاني
فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ
وعانٍ فككت الغلَّ عنه ففداني
وَفِتيانِ صِدْقٍ قد بَعَثْتُ بسُحرَة ٍ
فقاموا جَميعاً بَينَ عاثٍ وَنَشْوَانِ
وَخَرْقٍ بَعِيدٍ قد قَطَعْتُ نِيَاطَهُ
على ذاتِ لَوْتٍ سَهوَة ِ المشْيِ مِذعانِ
وغيث كألوان الفنا قد هبطتهُ
تعاونَ فيه كلّ أوطفَ حنانِ
على هَيكَلٍ يُعْطِيكَ قبلَ سُؤالِهِ
أفانينَ جري غير كزّ ولا وانِ
كتَيسِ الظِّباءِ الأعفَرِ انضَرَجَتْ له
عقابٌ تدلت من شماريخ ثهلان
وَخَرْقٍ كجَوْفِ العيرِ قَفرٍ مَضَلّة ٍ
قطعتُ بسام ساهِم الوجهُ حسان
يدافعُ أعطافَ المطايا بركنه
كما مال غصْنٌ ناعمٌ فوْق أغصَانِ
وَمَجْرٍ كَغُلاّنِ الأنَيْعِمِ بَالِغٍ
دِيَارَ العَدُوّ ذي زُهَاءٍ وَأرْكَانِ
وَحَتَّى تَرَى الجَونَ الَّذي كانَ بادِناً
عَلَيْهِ عَوَافٍ مِنْ نُسُورٍ وَعِقْبانِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> دَعْ عَنكَ نَهباً صِيحَ فيحَجَرَاتِهِ
دَعْ عَنكَ نَهباً صِيحَ فيحَجَرَاتِهِ
رقم القصيدة : 14333
-----------------------------------
دَعْ عَنكَ نَهباً صِيحَ فيحَجَرَاتِهِ
ولكن حديثاً ما حديثُ الرواحلِ
كأن دثاراً حلقت بلبونهِ
عقابُ تنوفى لا عقابُ القواعلِ(9/270)
تَلَعّبَ بَاعِثٌ بِذِمّة ِ خَالِدٍ
وأودى عصامٌ في الخطوبِ الأوائل
وَأعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّة ِ خَالِدٍ
كمَشْيِ أتَانٍ حُلِّئَتْ بِالمَنَاهِلِ
أبت أجأ أن تسلم العام جارها
فمن شاء فلينهض لها من مقاتِل
تَبِتْ لَبُوني بِالقُرَيّة ِ أُمّناً
واسرحنا غباً بأكناف حائل
بَنُو ثُعَلٍ جِيرَانُهَا وَحُمَاتُهَا
وتمنع من رماة ِ سعد ونائل
تلاعب أولاد الوعول رباعها
دوين السماء في رؤوسِ المجادل
مكللة ً حمراء ذات أسرة
لها حبكٌ كأنها من وصائل
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أرانا موضعين لأمر غيب
أرانا موضعين لأمر غيب
رقم القصيدة : 14334
-----------------------------------
أرانا موضعين لأمر غيب
وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ
عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ، وَدودٌ،
وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ
فبعضَ اللوم عاذلتي فإني
ستكفيني التجاربُ وانتسابي
إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي
وهذا الموت يسلبني شبابي
ونفسي،، سَوفَ يَسْلُبُها، وجِرْمي،
فيلحِقني وشكا بالتراب
ألم أنض المطي بكلِّ خرق
أمَقَ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ
وأركبُ في اللهام المجر حتى
أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ
وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ
إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى
رضيتُ من الغنيمة بالإياب
أبعد الحارث الملكِ ابن عمرو
وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ
أرجي من صروفِ الدهر ليناً
ولم تغفل عن الصم الهضاب
وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ،
سأنشبُ في شبا ظفر وناب
كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي
ولا أنسي قتيلاً بالكلاب
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هوى ً لكما ان الشباب يعاد
هوى ً لكما ان الشباب يعاد
رقم القصيدة : 10000
-----------------------------------
هوى ً لكما ان الشباب يعاد
وإنّ بَيَاضَ العَارِضَينِ سَوَادُ
وَإنّ اللّيَالي عُدْنَ، وَالحَيُّ جِيرَة ٌ
كما كن ام لا مالهن معاد
حننت اليكم حنة النيب اصبحت(9/271)
ثلوب على الماء الروى وتذاد
تَوَانٍ بِأعْنَاقِ الغَلِيلِ، وَقد حوَى
مشارعه عذب الجمام يراد
دع الوجد يبلغ ما ارادا فما الهوى
بِدانٍ، وَلا عَهْدُ الدّيَارِ مُعَادُ
وَإنّ بذاكَ الجِزْعِ وَحْشاً غَرِيرَة ً
تَصِيدُ، وَأعيَا النّاسَ كيفَ تُصَادُ
ضَلالاً، أبَيْنَ الزّاهِدِينَ أُزَادُ
فَظَلّ، وَلمْ يُمْلَكْ لَهُنّ قِيَادُ
غَداة َ وَقَفْنَا، وَالدّمُوعُ مُرِشّة ٌ
كَأنّ عُيُونَ الواقفين مزاد
أبا طول هم أن تكون مضاجعٌ
و غزر دموع ان يكن رقاد
فَتَمّوا عَلى عُنْفِ السّياقِ وَزَادُوا
و بين جفوني والمنام طراد
لهم كل يوم والنوى مطمثنة
سليم له يوم الفراق عداد
فيا بين لم تنفع اليك وسيلة
و يا وجد لم يسلم عليك فؤاد
حلفت بايديهن في كل مهمه
عَلَيهِنّ مِنْ بَاقي الظّلامِ سَوَادُ
كأيدي العذارَى الفاقِداتِ تَدارَعَتْ
للدم الطلا اطمارهن حداد
خَوَانِفُ، مَهْبُوطٌ بهِنّ عَشِيّة ً
قَرَارٌ، وَمَطْلُوعٌ بهِنّ نِجَادُ
تُقَصّ بِآثَارِ الدّمَاءِ، كَأنّها
مَساحِبُ جَرْحَى يَوْمَ طالَ طِرَادُ
يطيرن بالوقع الشرار كانما
مَنَاسِمُهَا تَحْتَ الظّلامِ زِنَادُ
كَأنّ الدّجَى وَالفَجرُ يَرْكَبُ عِقبَه
نزائع دهم خلفهن وراد
أزِيرُ سُرًى ما فيهِ للغَمضِ مَطمَعٌ
كان قتود اليعملات قتاد
رَوَامٍ إلى جَمْعٍ كَأنّ رُؤوسَهَا
قباب بنتها بالمراقب عاد
يُجَعجِعنَ أجْلاداً وَهَاماً رَوَاجِفاً
وَهُنّ عَلى مَا نَابَهُنّ جِلادُ
لحيّ على الجرعاء الام رحلة
إذا ظَعَنُوا سَاقُوا العُيُوبَ وَقَادُوا
اذا رحلوا عن خطة اللوم خالفوا
إلَيْهَا بِأعْنَاقِ المَطِيّ وَعَادُوا
لهم مجلس ما فيه للمجد مقعد
و مربط عار ما عليه جياد
بُيُوتُهُمُ سُودُ الذُّرَى ، وَلِنَارِهِمْ
مواقد بيض ما بهن رماد
لهم حسب اعمى اضل دليله
قلم يدر في الاحساب اين يقاد
تَحَيّرَ في الأحْيَاءِ ذُلاًّ مَتَى يَرُمْ
سَبيلَ العُلَى يُضْرَبْ عَلَيْهِ سِدادُ(9/272)
لَهُ عَنْ بُيُوتِ الأكْرَمينَ دَوَافعٌ
و عن هضبات الماجدين ذياد
قِبَابٌ يُطَاطي اللّؤمُ مِنْهَا كَأنّها
و لو رفعت فوق الجبال وهاد
و ايد جفوف لا تلين وانها
و لو مطرت فيها الغيوم جماد
لهنّ عَلى طَرْدِ الضّيُوفِ تَعاقُدٌ
هِرَاشُ كِلابٍ بَيْنَهُنّ عِقَادُ
تصان النصول النابيات وعندهم
نصول مواض ما لهن غماد
اما كان فيكم مجمل أو مجامل
إذا لم يكن فيكم اغر جواد
فلامر حبا بالبيت لا فيه مفزع
للاج ولا للمستجن عماد
فَلا تُرْهِبُوني بِالرّمَاحِ سَفَاهَة ً
فَعِيدانُ أوْطَاني قَناً وَصِعَادُ
وَلا تُوعِدُوني بِالصّوَارِمِ ضِلّة ً
فبيني وبين المشرفي ولاد
سامضغ بالاقوال اعراض قومكم
و للقول انياب لدي حداد
تَرَى للقَوَافي، وَالسّمَاءُ جَلِيّة ٌ
عليكم بروق جمة ورعاد
فحمد الآل الغوث إن أكفهم
سِبَاطُ الحَوَاشِي، وَاللِّمَامُ جِعَادُ
إذا وَقَفُوا في المَجدِ خافُوا نَقيضَهُ
فثموا على عنف السياق وزاد
أقاموا بأقطار العلى وتناقلوا
عَلَيها وَأبْدَوْا في العُلَى ، وَأعادُوا
إلى حسب منه على البدر عمة
وَفي عَاتِقِ الجَوْزَاءِ مِنْهُ نِجَادُ
بما تنزل الحاجات يا أم مالك
وأين رجال تعتفى وبلاد
حبَستُ مَقالي مَحبَسَ البُدنِ أبتَغى
بِهِ عِوَضاً جَمّاً، وَلَيسَ يُرَادُ
ارى زهد مستام وارجو زيادة
فَلا اخضَرّ وَادٍ أنتُمُ مِنْ حِلالِهِ
و لا جيد ما جاد البلاد عهاد
وَلا رُفِعَتْ نارٌ لكُمْ مِسْيَ لَيْلَة ٍ
ولا راج مال طارف وتلاد
فما للندى فيكم نصيب وسهمه
ولا للاماني مسرح ومراد
ألا إنّ مَرْعَى الطّالِبِينَ هَشَائِمٌ
لَدَيكُمْ، وَوِرْدَ الآمِلِينَ ثِمَادُ
لكم عقدة قبل النوال مريرة
وَداهِيَة ٌ بَعْدَ النّوَالِ نَآدُ
و زرعتم ولكن حال من دون زرعكم
جنود اذى منها دبى وجراد
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألما على الربع القديم بعسعسا
ألما على الربع القديم بعسعسا
رقم القصيدة : 14336
-----------------------------------(9/273)
ألما على الربع القديم بعسعسا
كأني أُنَادي أوْ أُكَلّمُ أخرْسَا
فلوْ أنّ أهلَ الدّارِ فيها كَعَهْدِنَا
وَجدتُ مَقيلاً عِندهمْ وَمْعرَّسَا
فلا تنكروني إنني أنا ذاكم
لَيَاليَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فَألعَسَا
فإما تريني لا أغمضُ ساعة
من الليل إلا أن أكبَّ فأنعسا
تَأوّبَني دَائي القَدِيمُ فَغَلَّسَا
أُحَاذِرْ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا
فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ
وطاعنتُ عنهُ الخيلَ حتى تنفسا
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَدْ أرُوحُ مُرَجَّلاً
حَبِيباً إلى البِيضِ الكَوَاعبِ أملَسَا
يرعنَ إلى صوتي إذا ما سمعنه
كمَا تَرْعوِي عِيطٌ إلى صَوْتِ أعيَسَا
أرَاهُنّ لا يُحْبِبنَ مَن قَلّ مَالُهُ
ولا من رأين الشيب فيه وقوّا
وما خفتُ تبريح الحياة كما أرى
تَضِيقُ ذِرِاعي أنْ أقومَ فألبَسَا
فلو أنها نفسٌ تموتُ جميعة
وَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا
وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة
فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤساً
لَقد طَمَحَ الطَّمّاحُ من بُعد أرْضِهِ
ليلبسني من دائه ما تلبسا
ألا إن بعد العُدم للمرء قنوة ً
وَبعدَ المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلَبَسَا
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ
لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ
رقم القصيدة : 14337
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ
ولا مقصر يوماً فيأتيني بقرّ
ألا إنّمَا الدّهرُ لَيَالٍ وَأعْصُرٌ
وليسَ على شيء قويم بمستمر
ليالٍ بذاتِ الطلحِ عند محجر
أحَبُّ إلَيْنَا من لَيَالٍ عَلى أُقُرْ
أغادي الصبوح عند هرٍّ وفرتني
وليداً وهل أفنى شبابي غير هر
إذا ذقتُ فاها قلت طعم مدامة ٍ
معتقة مما تجيءُ به التجر
هُمَا نَعجَتَانِ مِنْ نِعَاجِ تَبَالَة ٍ
لدى جُؤذَرَينِ أوْ كبعض دمى هَكِرْ
إذا قَامَتَا تَضَوّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا
نَيسمَ الصَّبَا جاءتْ برِيحٍ من القُطُرْ(9/274)
كأنّ التِّجَارَ أصْعَدوا بِسَبِيئَة ٍ
من الخَصّ حتى أنزَلوها على يُسُرْ
فلمّا استَطابوا صُبَّ في الصَّحن نصْفُهُ
وشجت بماء غير طرق ولا كدر
بمَاءِ سَحَابٍ زَلّ عَنْ مَتنِ صَخرَة ٍ
إلى بطن أخرى طيب ماؤها خصر
لَعَمْرُكَ ما إنْ ضرّني وَسْطَ حِميَرٍ
وأوقولها إلا المخيلة ُ والسكرْ
وغيرُ الشقاء المستبين فليتني
أجرّ لساني يومَ ذلكم مجر
لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بخُلّة ِ آثِمٍ
وَلا نَأنَإٍ يَوْمَ الحِفاظِ وَلا حَصِرْ
لَعَمرِي لَقَوْمٌ قد نَرَى أمسِ فيهِمَ
مرابط للامهار والعكر الدثرِ
أحَبُّ إلَيْنَا من أُنَاسٍ بِقُنّة ٍ
يَرُوحَ عَلى آثَارِ شَائِهِمُ النَّمِرْ
يُفاكهنا سعدٌ ويغدو لجمعنا
بمَثْنى الزِّقَاقِ المُتَرَعَاتِ وَبالجُزُرْ
لعمري لسعدٌ حيث حلت ديارهُ
أحبُّ الينا منكَ فافرسٍ حمر
وَتَعْرِفُ فِيهِ مِنْ أبِيهِ شَمَائِلاً
ومن خاله ومن يزيدَ ومن حُجر
سَمَاحَة َ ذَا وَوَفاءَ ذَا
ونائلَ ذا اذا صحا واذا سكر
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> لمن الديار غشيتها بسحام
لمن الديار غشيتها بسحام
رقم القصيدة : 14338
-----------------------------------
لمن الديار غشيتها بسحام
فَعَمَايَتَينِ فَهَضْبِ ذِي أقْدَامِ
فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضرٍ
تَمْشِي النّعَاجُ بِهَا مَعَ الآرَامِ
دَارٌ لِهنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَنى
ولميس قبل حوادث الأيام
عوجا على الطلل المحيل لأننا
نبكي الديار كما بكى ابن خذام
أو ما ترى أضغانهن بواكراً
كالنّخلِ من شَوْكانَ حينَ صِرَامِ
حوراً تعللُ بالعبير جلودها
وَأنَا المُعَالي صَفْحَة َ النُّوّامِ
فَظَلِلْتُ في دِمَنِ الدّيَارِ كَأنّني
نَشْوَانُ بَاكَرَهُ صَبُوحُ مُدَامِ
أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق
من خَمرِ عانَة َ أوْ كُرُومِ شَبَامِ
وكأن شاربها أصاب لسانهُ
مومٌ يخالطُ جسمه بسقام
ومجدة نسأتها فتكمشت
رنكَ النعامة في طريق حام
تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها
روعاء منسمها رثيم دام(9/275)
جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري
إني امرءٌ صرعي عليك حرام
فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ
وَرَجَعْتِ سَالِمَة َ القَرَا بِسَلامِ
وكأنما بدرٌ وصيلُ كتيفة ٍ
وَكَأنّمَا مِنْ عَاقِلٍ أرْمَامُ
أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة
إني كَهَمّكَ إنْ عَشَوْتُ أمَامي
أقْصِرْ إلَيْكَ مِنَ الوَعِيدِ فَأنّني
مِمّا أُلاقي لا أشُدّ حِزَامي
وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا
وأنا المعالنُ صفحة َ النوام
وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ
ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام
وَأُنَازِلُ البَطَلَ الكَرِية َ نِزَالُهُ
وإذا أناضلُ لا تطيشُ سهامي
خالي ابن كبشة قد علمت مكانهُ
وَأبُو يَزِيدَ وَرَهْطُهُ أعْمَامي
وَإذَا أذِيتُ بِبَلْدَة ٍ وَدّعْتُهَا
ولا أقيم بغير دار مقام
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> يَا دَارَ مَاوِيّة َ بِالحَائِلِ
يَا دَارَ مَاوِيّة َ بِالحَائِلِ
رقم القصيدة : 14339
-----------------------------------
يَا دَارَ مَاوِيّة َ بِالحَائِلِ
فَالسَّهْبِ فَالخَبْتَينِ من عاقِل
صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا
واسعجمت عن منطق السائل
قولا لدودانَ عبيد العصا
ما غركم بالاسد الباسل
قد قرتِ العينانِ من مالكٍ
ومن بني عمرو ومن كاهل
ومن بني غنم بن دودان إذ
نقذفُ أعلاهُم على السافل
نطعنهم سُلكى وملوجة ً
لفتكَ لأمينِ على نابل
إذْ هُنّ أقسَاطٌ كَرِجْلِ الدَّبى
أو كقطا كاظمة َ الناهلِ
حَتى تَرَكْنَاهُمْ لَدَى مَعْرَكٍ
أرْجُلُهْمْ كالخَشَبِ الشّائِلِ
حَلّتْ ليَ الخَمرُ وَكُنتُ أمْرَأً
عَنْ شُرْبهَا في شُغُلٍ شَاغِلِ
فَاليَوْمَ أُسْقَى غَيرَ مُسْتَحْقِبٍ
إثماً من الله ولا واغلِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ربَّ رامٍ من بني ثعلٍ
ربَّ رامٍ من بني ثعلٍ
رقم القصيدة : 14340
-----------------------------------
ربَّ رامٍ من بني ثعلٍ
متلج كفيهِ في قتره
عارض زوراء من نشم
غير باتاة ٍ على ترهْ
قد أتتهُ الوحشُ واردة ً
فَتَنَحّى النَّزْعَ في يَسَرِهْ(9/276)
فرماه في فرائصها
بإزَاءِ الحَوْضِ أوْ عُقَرهْ
برهيش من كنانته
كتلظّي الجمرِ في شرره
راشه من ريش ناهضة ٍ
ثُمّ أمْهَاهُ عَلى حَجَرِهْ
فَهْوَ لاَ تَنْمي رَمِيّتُهُ
مَا لَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرهْ
مُطْعَمٌ للصَّيْدِ لَيْسَ لَهُ
غيرها كسبٌ على كبره
وخليلٍ قد أقارقه
ثُمّ لاَ أبْكي عَلى أثَرِهْ
وَابنِ عَمٍّ قَدْ تَرَكْتُ لَهُ
صفو ماءٍ الحوض عن كدره
وَحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُناً
وحديثٌ ما على قصرِه
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أيا هِندُ، لا تَنْكِحي بوهَة ً،
أيا هِندُ، لا تَنْكِحي بوهَة ً،
رقم القصيدة : 14341
-----------------------------------
أيا هِندُ، لا تَنْكِحي بوهَة ً،
عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ، أحْسَبا
مُرَسَّعة ٌ بينَ أرْساغِهِ،
به عَسَمٌ، يَبْتَغي أرْنَبا
ليجعلَ في رجلهِ كعبها
حذارَ المنية ِ أن يعطبا
ولستُ بخذرافة في القعود
ولستُ بطياخة أخدبا
ولست بذي رثية إمر
إذا قيد مستكرهاً أصحبا
وقالت بنفسي شباب له
ولمته قبل أن يشجبا
وإذ هي سوداء مثل الفحيم
تغشى المطانَب والمنكبا
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا قبح الله البراجم كلها
ألا قبح الله البراجم كلها
رقم القصيدة : 14342
-----------------------------------
ألا قبح الله البراجم كلها
وجدع يربوعاً وعفر دارما
وَآثَرَ بِالمَلْحَاة ِ آلَ مُجَاشِعٍ
رقَابَ إمَاءٍ يَقْتَنينَ المَفَارِمَا
فما قاتلوا ربهم وربيبهم
ولا آذنوا جاراً فيظفرَ سالما
وَما فَعَلُوا فِعْلَ العُوَيْرِ بجَارِهِ
لدى بابِ هندٍ إذ تَجَرّد قائِما
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> إن بني عوف ابتنوا حسباً
إن بني عوف ابتنوا حسباً
رقم القصيدة : 14343
-----------------------------------
إن بني عوف ابتنوا حسباً
ضيعه الدخالون إذا غدروا
أدوا إلى جارهم خفارته
ولم يضع بالمغيب من نصروا
لم يفعلوا فعلِِ آل حنظلة ٍ
إنهم جير بئس ما ائتمروا
لا حِمْيَرِيٌّ وَفَى وَلا عَدَسٌ(9/277)
ولا است عيرٍ يحكها الثفرُ
لَكِنْ عُوَيْرٌ وَفَء بِذِمّتِهِ
لا عور شانهُ ولا قِصر
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا إلا تكن إبل فمعزى
ألا إلا تكن إبل فمعزى
رقم القصيدة : 14344
-----------------------------------
ألا إلا تكن إبل فمعزى
كَأنّ قُرُونَ جِلّتِهَا العِصِيُّ
وجادَ لها الربيعُ بواقصاتٍ
فآرام وجادَ لها الوليّ
إذا مشت حوالبها أرنت
كَأنّ الحَيَّ صَبّحَهُمْ نَعِيّ
تروح كأنها مما أصابت
معلقة ٌ بأحقيها الدليّ
فتوسعُ أهلها أقطاً وسمناً
وَحَسْبُكَ مِنْ غِنى ً شِبَعٌ وَرِيّ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا يا لهف هُنْدٍ إثْرَ قَوْمٍ
ألا يا لهف هُنْدٍ إثْرَ قَوْمٍ
رقم القصيدة : 14345
-----------------------------------
ألا يا لهف هُنْدٍ إثْرَ قَوْمٍ
هم كانوا الشفاء فلم يصابوا
وقاهم جدهم ببني أبيهم
وبالاشقين ما كان العقابُ
وأفلتهنَّ علباءٌ جريضاً
وَلَوْ أدْركْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> كَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى المُعَلّى
كَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى المُعَلّى
رقم القصيدة : 14346
-----------------------------------
كَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى المُعَلّى
نَزَلْتُ عَلى البَوَاذِخِ مِنْ شَمَامٍ
فما ملك العراق على المعلى
بمقتدر ولا ملك الشآم
أصد نشاص ذي القرنين حتى
تولى عارضُ الملك الهمام
أقَرَّ حَشا امرِىء القَيسِ بنِ حُجرٍ
بنُو تَيْمٍ مَصَابِيحُ الظّلامِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى ضَوْءِ نَارِهِ
لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى ضَوْءِ نَارِهِ
رقم القصيدة : 14347
-----------------------------------
لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى ضَوْءِ نَارِهِ
طريفُ بن مالٍ ليلة الجوع والخصر
إذا البَازِلُ الكَوْماءُ رَاحتْ عَشِيّة ً
تُلاوِذُ من صَوْتِ المُبِسِّينَ بالشجَرْ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ابعد الحارث الملك بن عمرو
ابعد الحارث الملك بن عمرو(9/278)
رقم القصيدة : 14348
-----------------------------------
ابعد الحارث الملك بن عمرو
له ملك العراق إلى عمان
مُجَاوِرَة ً بَني شَمَجَى بنِ جَرْمٍ
هَوانا ما أتيحَ من الهوانِ
وَيَمْنَعُهَا بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْمٍ
مَعِيزَهُمُ، حَنَانَكَ، ذَا الحَنَانِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ديمة ٌ هطلاءُ فيها وطفٌ
ديمة ٌ هطلاءُ فيها وطفٌ
رقم القصيدة : 14349
-----------------------------------
ديمة ٌ هطلاءُ فيها وطفٌ
طبقَ الأرض تجرَّى وتدرّ
تخرجُ الودّ إذا ما أشجذت
وتورايهِ إذا ما تشتكر
وَتَرَى الضَّبَّ خَفِيفاً مَاهِراً
ثانياً برثنهُ ما ينعفر
وَتَرَى الشَّجْرَاءَ في رَيِّقِهِ
كَرُؤوسٍ قُطِعَتْ فيها الخُمُرْ
سَاعَة ً ثُمّ انْتَحَاهَا وَابِلٌ
ساقط الأكناف واهٍ منهمر
رَاحَ تَمْرِيهِ الصَّبَا ثمّ انتَحَى
فيه شؤبوبُ جنوبٍ منفجر
ثَجّ حَتى ضَاقَ عَنْ آذِيّهِ
عرض خيمٍ فخفاءٍ فيسرُ
قد غدا يحملني في أنفه
لاحقُ الإطلين محبوكٌ ممر
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أحار عمرو كأني خمر
أحار عمرو كأني خمر
رقم القصيدة : 14350
-----------------------------------
أحار عمرو كأني خمر
ويعدو على المرء ما يأتمرْ
لا وأبيك ابنة َ العامر
يّ لا يدّعي القومُ أني أفرَ
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا
وكندة ُ حولي جميعاً صبر
إذا ركبوا الخيلَ واستلأموا
تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ
تروح من الحيّ أم تبتكر
وماذا عليك بأن تنتظر
أمرخٌ خيامهم أم عشر
أم القلبُ في إثرهم منحدر
وفيمن أقامَ عن الحي هر
أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ
وهر تصيدُ قلوب الرجالِ
وأفلتَ منها ابن عمرو حجر
رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ الفُؤادَ
غَدَاة َ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ
فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ الجُمَانِ
أو الدرّ رقراقِه المنحدر
وإذ هي تشمي كمشي النزيف
يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ
برهرهة ٌ رودة ٌ رخصة ٌ
كخرعوبة البانة المنفطرْ(9/279)
فتورُ القيام قطيعُ الكلا
تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ
كأن المدامَ وصوب الغمام
وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا
إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ
فبتّ أكابد ليل التما
وَالقَلْبُ من خَشْيَة ٍ مُقْشَعِرْ
فَلَمّا دَنِوْتُ تَسَدّيْتُهَا
فثوباً نسيتُ وثوباً أجرّ
وَلَمْ يَرَنَا كَالىء ٌ كَاشحٌ
ولم يفشُ منا لدى البيت سر
وقد رابني قولها يا هنا
وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ
وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي القَانِصَانِ
وَكُلٌّ بمَرْبَأة ٍ مُقْتَفِر
سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ
ألصّ الضروس حني الضلوع
تبوع طلوع نشيط أشر
فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في النَّسَا
فقلتُ هبلتَ ألا تنتصر!
فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ
كماخلّ ظهر اللسانِ المجرْ
فَظَلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ
كما يستدير الحمار النعر
وأركب في الروع خيفانة ٍ
كسا وجهها سعف منتشر
لها حافرٌ مثل قعب الوليـ
د ركبَ فيه وظيفٌ عجز
لها ثننٌ كخوافي العقا
بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ
وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أصْمَعَا
نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ
لها عجزٌ كصفاة المسيـ
ل أبرزَ عنها جحاف مضر
لهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ العَرُوسِ،
تسد به فرجها من دبرُ
لهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كمَا
أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ
لها عذر كقرون النسا
رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ
وسالفة كسحوقِ الليا
نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ
لها جبهة كسراة المجـ
حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ
لهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ
فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ
وَعَينٌ لهَا حَدْرَة ٌ بَدْرَة ٌ
وشقت مآقيها من أخر
إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَة ٌ
من الحضر مغموسة في الغدر
وإن أدبرت قلتُ أثفية
ململمة ليسَ فيها أثر
وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ: سُرْعرفَة ٌ
لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ
وللسوط فيها مجال كما
تنزل ذو بردٍ منهمر(9/280)
لهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ السَّحَابِ
فوادٍ خطاءٌ ووادٍ مطر
وتعدو كعدوِ نجاة الظبا
ء أخطأها الحاذف المقتدر
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
رقم القصيدة : 14351
-----------------------------------
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصْدقِ
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ بلَيْلٍ حُمولُهمْ
كنَحلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنَبِّقِ
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقْتَعَدنَ قَعَائِداً
وخففنَ من حوك العراقِ المنمقِ
وَفَوْقَ الحَوَايَا غِزْلَة ٌ وَجَآذِرٌ
تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيّ وَزَنبَقِ
فأتبعهم طرفي وقد حال دونهم
غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشبرق
على إثر حيّ عامدين لنية ٍ
فحلوا العقيق أو ثنية مطرِق
فعَزّيتُ نَفسي حِينَ بَانُوَا بجَسْرَة ٍ
أمونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتُهَا مُشْمَعِلّة ً
تنيفُ بعذقٍ من غروس ابن معنق
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَة ٍ
بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً تَجُرُّهُ
بكل طريق صادفته ومأزقِ
كأني ورحلي والقرابَ ونمرقي
على يرفئي ذي زوائدَ نقنق
تروح من أرضٍ لأرض نطية ٍ
لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ
يجول بآفاقِ البلاد مغرباً
وتسحقه ريح الصبا كل مسحقِ
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ
بعيدٍ من الآفات غير مروق
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا
تعفي بذيل الدرع إذا جئتُ مودقي
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا
ركودَ نوادي الربربِ المتورق
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ
شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ
بعثنا ربيئاً قبل ذاك محملاً
كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ
وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ
وجاء خفيفاً يسفنُ الأرض ببطنه
ترى التربَ منه لاصقاً كل ملصقِ(9/281)
وقال ألا هذا صوارٌ وعانة ٌ
وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد
إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا
عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ
عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ
رَأى أرْنَباً فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ
إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنّهُ
فيذرك من أعلى القطاة ِ فتنزلق
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ عِنَانِهِ
كغيثِ العشيّ الأقهبِ المتودّق
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله
لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ
وقام طوال الشخص إذا يخضبونه
قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ،
فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَة ٍ
يصفون غاراً باللكيكِ الموشق
ورحنا كأناً من جؤاثي عشية ٌ
نعالي النعاجَ بين عدلٍ ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
تصوبُ فيه العين طوراً ونرتقي
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا
كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
رقم القصيدة : 14352
-----------------------------------
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
فتقصر عنها خطوة َ وتبوصُ
وكم دونها من مهمة ومفازة ٍ
وكم أرضٍ جدب دونها ولصوص
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ
بأسود ملتف الغدائر واردٍ
وذي أشر تشوقه وتشوصُ(9/282)
مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ
كشوكِ السيال فهو عذب يفيص
فهل تسلين الهم عنك شملة ٌ
مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَة ٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ
أووب نعوبٌ لا يواكل نهزُها
إذا قيلَ سيرُ المدجلينَ نصيصُ
كأني ورحلي والقراب ونمرقي
إذا شبّ للمرو الصغار وبيصُ
عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ
بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ
إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا
تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ
أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً
حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ
طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ
معالى إلى المتنين فهو خميص
بحاجبه كدح من الضرب جالب
وحاركهُ من الكدامِ حصيصُ
كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّة َ ظَهْرِهِ
كنائنُ يرجي بينهنَ دليصُ
ويأكلن من قوّ لعاعاً وربة
تجبر بعد الأكل فهو نميص
تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ
سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ
تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لهَا
حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ
تغالبن في الجزء لولا هواجرٌ
جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ قَصِيصُ
أرن عليها قارباً وانتحت له
طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ
فأوردها من آخر الليل مشرباً
بلائق خضرا ماؤهنّ قليص
فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،
وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ
فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّة ً،
أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ
فجحش على أدبارهن مخلف
وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ
وَأصْدَرَها بادي النّواجِذِ، قارِحٌ،
اقب كسكر الأندريّ محيص
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> حي الحمولَ بجانب العزلِ
حي الحمولَ بجانب العزلِ
رقم القصيدة : 14353
-----------------------------------
حي الحمولَ بجانب العزلِ
إذ لا يلائمُ شكلها شكلي
ماذا يشكّ عليك من ظغن
إلا صباكَ وقلة ُ العقلِ(9/283)
مَنّيْتِنا بِغَدٍ، وَبَعْدَ غَدٍ،
حتى بخلت كأسوإ البخل
يا رُبَّ غانِيَة ٍ صَرَمْتُ حِبالَها
ومشيتُ متئداً على رسلي
لا أستقيدُ لمن دعا لصباً
قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ
وتنوفة ٍ حرداءَ مهلكة ٍ
جاورتها بنجائبٍ فتلِ
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها،
وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ
مُتَوَسِّداً عَضْباً، مَضَارِبُهُ،
في متنهِ كمدبة ِ النمل
يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ لَيْسَ لَهُ
عهدٌ بتمويه ولا صقل
عفتِ الديارُ فما بها أهلي
وَلَوتْ شَمُوسُ بَشاشَة َ البَذْلِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ جازِئَة ٍ،
حَوْرَاءَ، حانِيَة ٍ على طِفْلِ
فلها مقلدُها ومقتلها
ولها عليهِ سرواة ُ الفضل
أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً، وَرَاجَعَني
حلمي وسدد للتقى فعلي
وَالله أنْجَحُ ما طَلَبْتُ بِهِ،
والبرّ خير حقيبة ِ الرحل
وَمِنَ الطّرِيقَة ِ جائِرٌ، وَهُدًى
قصدُ السبيل ومنه ذو دخل
إني لأصرمُ من يصارمني
وأجد وصلَ من ابتغى وصلي
وَأخِي إخاءٍ، ذِي مُحافَظَة ٍ،
سهل الخليقة ِ ماجدِ الأصل
حلوٍ إذا ما جئتُ قال ألا
في الرحبِ أنتَ ومنزل السهل
نازعتهُ كأس الصبوحِ ولم
أجهل مجدة َ عذرة الرجلِ
إني بحبلك واصلٌ حبلي
وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى أثَرٍ،
يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي
وَشَمائِلي ما قَدْ عَلِمْتَ، وَما
نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي
العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
رقم القصيدة : 14354
-----------------------------------
جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
وَعزَّيْتُ قلْباً باكَوَاعِبِ مُولَعا
وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غَيْرَ أنّني
أراقب خلات من العيش أربعا
فَمِنْهُنَّ: قَوْلي للنَّدَامى تَرَفَّقُوا،
يداجون نشاجاً من الخمر مترعاً
وَمنهُنَّ: رَكْضُ الخَيْلِ تَرْجُمُ بِالقَنا
يُبادُرْنَ سِرْباً آمِناً أنْ يُفَزَّعا(9/284)
وَمنْهُنَّ: نَصُّ العِيسِ واللّيلُ شامِلٌ
تَيَممَّ مجْهُولاً مِنَ الأرْضِ بَلْقَعا
خَوَارِجُ مِنْ بَرِّيّة ٍ نَحْوَ قَرْيَة ٍ،
يجددن وصلاً أو يقربنَ مطمعا
وَمِنْهُنَّ: سوْقي الخَوْدَ قَد بَلّها النَّدى
تُرَاقِبُ مَنْظُومَ التَّمائِمِ، مُرْضَعا
تعز عليها ريبتي ويسوؤها
بكاهُ فتثني الجيدَ أن يتضوعا
بَعَثْتُ إلَيْها، وَالنُّجُومُ طَوَالعٌ،
حذاراً عليها أن تقوم فتسمعا
فجاءت قطوف المشي هيابة َ السّرى
يدافع رُكناها كواعَب أربعا
يُزَجِّينَها مَشْيَ النَّزِيفِ وَقدْ جَرَى
صبابُ الكرى في مخها فتقطعا
تَقُولُ وَقَدْ جَرَّدْتُها مِنْ ثِيابِها
كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أتْلعا:
وجدكَ لو شيءٌ أتانا رسوله
سواكَ ولكن لم نجد لك مدفعا
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْشُ عَنّا كَأنّنا
قتيلان لم يعلم لنا الناسُ مصرعا
تجافى عن المأثور بيني وبينها
وتدني علي السابريَّ المضلعا
إذا أخذتها هزة ُ الروع أمسكت
بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ علء الهَوْلِ أرْوَعا
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> وردتين حمر
وردتين حمر
رقم القصيدة : 144
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
جت في يدها وردتينٍ حمر
بل الشفق والشمس محمره
النق نافر والسوالف خمر
والموت بين العنق والغره
والريح تاخذ من شعرها غمر
تلعب معاه شوي وتثره
ذاك الثليل اللي جمرني جمر
اللي بغيت اموت من حمره
قلت انورت كل الدروب السمر
والعيد جا يمشي على الجره
برق السنين ومجهمات وقمر
جيتي وخفاقي نفض شره
الليله ليله من ليالي العمر
واحلى ليالي العمر بالمره
قالت غيابك وانتظارك جمر
وايطت تعاتبني وتتشره
قلت ابشري والرمش يا مر أمر
يالول وجداني ويادره
واللي جمعنا يا انتظار العمر
ما اعود هالفرقا ولامره
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
رقم القصيدة : 14446
-----------------------------------(9/285)
إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
وفارِسَهَا المَنْدوبَ في كلّ مَوكِبِ
فَما سَوّدَتْني عامٍرٌ عَنْقَرابَة ٍ
أبَى اللهُ أنْ أسْمُو بأُمّ ٍ ولا أبِ
وَلَكِنّني أحْمي حِمَاها وأتّقي
أذاها وأرْمي مَنْ رَماها بمَنْكِبِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
رقم القصيدة : 14447
-----------------------------------
إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
مِمّنْ يُقالُ لَهُ تَسَرْبَلْ فاركَبِ
لا ضَيرَ قّدْ حكّتْ بِمُرّة َ بَرْكَها
وتَرَكنَ أشجَعَ مثلَ خُشبِ الأثأبِ
لا يَخْطُبُونَ إلى الكِرامِ بَنَاتِهِمْ
وتَشيبُ أيّمُهُمْ ولَمّا تُخْطَبِ
أفَرِحْتَ أنْ غدَرَ الزّمانُ بفارِسٍ
قُلْحَ الكِلابِ وكنتُ غَيرَ مُغَلَّبِ
يا مُرَّ قّدْ كَلِبَ الزّمانُ عَلَيْكُمُ
ونَكَأتُ قَرْحَتَكُمْ ولمّا أُنكَبِ
وتَرَكْتُ جَمعَهُمُ بِلابَة ِ ضَرْغَدٍ
جَزَرَ السّباعِ وكلِّ نَسرِ أهْدَبِ
ولَقَد أبَلْتُ الخَيلَ في عَرَصاتِكُمْ
وَسْطَ الدّيارِ بكُلّ خِرْقٍ مِحرَبِ
وَشَفَيْتُ نَفسي مِنْ فَزارَة َ إنّهُمْ
أهْلُ الفَعالِ وأهْلُ عِزٍ أغْلَبِ
ولَقَدْ فَخَرْتَ بباطِلٍ عَدّدْتَهُ
فإذا أتَيْتَ بَيُوتَ قَوْمِكَ فاحسُبِ
فَلَتُخْبِرَنّكَ فَاقِدٌ عَنْ شَجْوِهَا
حَذِلٌ مَدامِعُها بدَمْعٍ سَيكَبِ
ولَقَدْ لَحِقْتَ بخَيْلِنا فَكَرِهْتَها
وصَددتَ عن خيَشومِها المُستكلِبِ
فبَني فضزارَة َ قَدْ عَلَوْنَ بكَلْكَلٍ
والحَيَّ أشْجَعَ قد رَمَينَ بمنَكِبِ
غادَرْنَ مِنْهُمْ تِسْعَة ً في مَعْرَكٍ
وثَلاثَة ٌ قَرّنّهُمْ في المِشْعَبِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
رقم القصيدة : 14448
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
غَداة َ القَاعِ إذ أزِفَ الضِّرابُ(9/286)
غَداة َ تَثُوبُ خَيلُ بَني كِلابٍ
على لَبّاتِها عَلَقٌ يُشابُ
فإن لنا حكومة كل يوم
يُبَيَّنُ في مَفاصِلِهِ الصّوابُ
وإني سوف أحكم غير عاد
ولا قذع إذا التمس الجواب
حُكومَة َ حَازِمٍ لا عَيْبَ فيها
إذا ما القوم كظهم الخطاب
فإنّ مَطِيّة َ الحِلْمِ التّأنّي
على مَهَلٍ وللجَهْلِ الشّبابُ
وليس الجهل عن سن ولكن
غَدَتْ بنَوافِذِ القوْلِ الرّكابُ
فإنّ بَني بَغيضٍ قَدْ أتاهُمْ
رسول الناصحين فما أجابوا
ولا ردوا محورة ذاك حتى
أتانا الحلم وانخرق الحجاب
فإن مقالتي ما قد علمتم
وَخَيْلي قَدْ يَحِلّ لها النّهابُ
إذا يَمّمْنَ خَيْلاً مُسْرِعاتٍ
جرَى بنُحوسِ طَيرِهمُ الغُرابُ
وإنْ مَرّتْ على قَوْم أعَادٍ
بساحتهم فقد خسروا وخابوا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
رقم القصيدة : 14449
-----------------------------------
ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
فإنّ مَظِنّة َ الجَهْلِ الشّبابُ
فإنّكَ سَوْفَ تَحْلُمُ أوْ تَنَاهى
إذا ما شِبْتَ أوْ شابَ الغُرابُ
فَكُنْ كأبيكَ أوْ كأبي بَراءٍ
تُوافِقْكَ الحُكومَة ُ والصّوابُ
ولا تَذْهَبْ بحِلْمِكَ هَافِياتٌ
مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنّ بابُ
فإنْ يَكُ رَبُّ أذْوادٍ بحِسْمى
أصابُوا في لِقائِكَ ما أصابُوا
فمَا إنْ كانَ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ
ولكِنْ أدرَكوكَ وهمْ غِضابُ
فَوارِسُ مِنْ مَنُولَة َ غَيرُ مِيلٍ
ومُرّة ُ فَوْقَ جَمعِهِمِ العُقابُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
رقم القصيدة : 14450
-----------------------------------
ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
وكُلُّ فَتًى بَعدَ السّلامة ِ شاجِبُ
ألا إنّ خَيرَ النّاسِ رِسْلاً ونَجْدَة ً
بهِرْجابَ لم تُحْبَسْ عَلَيْهِ الركائِبُ(9/287)
وهَوَّنَ وَجْدي أنّني لَوْ رَأيْتُهُ
يُساوِرُهُ ذو لِبْدَتَينِ مُكالِبُ
لمَارَسْتُ عَنْهُ الخَيْلَ غيرَ مُهَلِّلٍ
لَعَمْرُ أبي أوْ تَشْتَعِبْني الشّواعِبُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
رقم القصيدة : 14451
-----------------------------------
تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
أراكَ صَحيحاً كالسّليمِ المُعَذَّبِ
فقُلْتُ لهَا: هَمّي الذي تَعْلَمينَهُ
من الثّأرِ في حَيّيْ زُبَيْدٍ وأرْحَبِ
إنَ اغْزُ زُبَيْداً أغْزُ قَوْماً أعِزّة ً
مُرَكَّبُهُمْ في الحَيّ خَيرُ مُرَكَّبِ
وإنْ أغْزُ حَيّيْ خَثْعَمٍ فَدِماؤهمْ
شِفاءٌ وخَيرُ الثّأرِ للمُتَأوِّبِ
فَما أدْرَكَ الأوْتارَ مثلُ مُحَقِّقٍ
بأجْرَدَ طاوٍ كالعَسيبِ المُشَذَّبِ
وأسْمَرَ خَطّيٍّ وأبْيَضَ باتِرٍ
وزَعْفٍ دِلاصٍ كالغَديرِ المُثَوِّبِ
سِلاحُ امرىء ٍ قد يَعلَمُ النّاسُ أنّهُ
طَلُوبٌ لثأراتِ الرّجالِ مُطَلَّبِ
فإنّي وإنْ كنتُ ابنَ فارِسِ عامِرٍ
وفي السرّ منها والصّريحِ المُهَذَّبِ
فَما سَوَّدَتْني عامِرٌ وِراثَة ٍ
أبَى اللهُ أنْ أسْمُو بأُمٍّ ولا أبِ
ولَكِنّني أحْمي حِماها وأتّقي
أذاها وأرْمي مَنْ رَمَاها بمِقْنَب
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
رقم القصيدة : 14452
-----------------------------------
سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
صَدَرَتْ عَتُومَتُهُمْ ولمّا تُحلَبِ
صُلْعٌ صَلامِعَة ٌ كأنّ أُنُوفَهُمْ
بَعَرٌ يُنَظّمُهُ الوَليدُ بملْعَبِ
لا يَخْطُبونَ إلى الكِرامِ بَناتِهِمْ
وتشيبِ أيّمُهُمْ ولَمّا تُخْطَبِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
رقم القصيدة : 14453(9/288)
-----------------------------------
لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
نِعْمَ الضَّجوعُ بغارَة ٍ أسْرابِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
رقم القصيدة : 14454
-----------------------------------
نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
ها بِثَهْلانَ عَنْوَة ً فاسْتَقَرّتْ
وَزَجَرْتُ المَزْنُوقَ حتى رَمَى بي
وَسْطَ خَيْلٍ مَلْمُومَة ٍ فابذعرّتْ
وصَبَحْنا عَبْساً ومُرّة َ كأساً
في نَواحي دِيارِهِمْ فاسْبَطَرّتْ
وجِياداً لَنا نُعَوّدُها الإقْـ
ـدامَ إنْ غارَة ٌ بَدَتْ وازْبَأرّتْ
مُقْرَباتٍ كالهِيمِ شُعْثَ النّواصِي
قد رَفَعْنا مِنْ حُضْرِها فاستَدَرّتْ
بِشَبابٍ مِنْ عامِرٍ تَضرِبُ البَيْـ
ـضَ إذا الخَيلُ بالمَضيقِ اقشَعَرّتْ
بمَضيقٍ تَطيرُ فيهِ العَوالي
حينَ هَرّتْ كُماتُها واستَحَرّتْ
يضربونَ الكُماة َ في ثَوْرَة ِ النّقْ
ـعِ إذا حَرْبُهُمْ بدَتْ واسجهَرّتْ
وأثارَتْ عَجاجَة ً بَعْدَ نَقْعٍ
وصَهيلٍ مُسْتَرْعَدٍ فاكْفَهَرّتْ
بجِيادٍ غَدَتْ بِجَمْعٍ عَزيزٍ
وأصابَتْ عُداتَهَا فَأضَرّتْ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
رقم القصيدة : 14455
-----------------------------------
للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
وغارَة ٌ تَسْتَثِيرُ النّقْعَ في رَهَجِ
فَما يُفارِقُني المَزْنُوقُ مُحْتَمِلاً
رِحَالَة ً شَدَّهَا المِضْمارُ بالثّبَجِ
إذا نَعَى الحَرْبَ ناعُوها بَدَتْ لهُمُ
أبْناءُ عامِرَ تُزْجي كُلّ مُخترَجِ
عَلَيْهِمُ البَيضُ والأبدانُ سَابِغَة ً
يُقَحِّمُونَ كأنّ القَوْمَ في رَهَجِ
صَبَحْنَ عَبْساً غَداة َ الرَّوْعِ آوِنَة ً
وهُنّ عالَينَ بابنِ الجَوْنِ في دَرَجِ
وانقَضّتِ الخيلُ من وادي الذِّنابِ وقد(9/289)
أصْغَتْ أسِنّتَها حُمراً منَ الوَدَجِ
إنْ تَسألي الخَيلَ عَنّا في مَواقِفِها
يَوْمَ المُشَقَّرِ والأبْطالُ في زَعَجِ
تُخْبِرْكِ أنّي أُعِيدُ الكَرَّ بَيْنَهُمُ
إذا القَنَا حُطِمَتْ في يوْمِ مُعتَلَجِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
رقم القصيدة : 14456
-----------------------------------
وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
لأخرَى الخَيلِ تَصرَعُها الرّماحُ
فَلا وأبِيكَ لا أنْسَى خَليلي
بِبَدْوَة َ ما تَحَرّكّتِ الرّيَاحُ
وكُنتَ صَفيّ نَفسي دونَ قَوْمي
ووُدّي دونَ حامِلَة ِ السّلاحِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
رقم القصيدة : 14457
-----------------------------------
ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
أحَمُّ الشَّوَى والمُقْلَتَينِ سَبُوحُ
فَرُودٌ بِصَحْراءِ اليَفاعِ كأنّهُ
إذا ما مشَى خَلفَ الظّباءِ نَطيحُ
فَعايَنَهُ قُنّاصُ أرْضٍ فأرْسَلُوا
ضِراءً بكُلّ الطّارداتِ مُشيحُ
إذا خافَ منهُنّ اللّحاقَ ارْتَمَى بِهِ
عنِ الهوْلِ حَمْشاتُ القَوائمِ رُوحُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
رقم القصيدة : 14458
-----------------------------------
هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
بالقَاعِ يَوْمَ تَوَرّعَتْ نَهْدُ
والحَيُّ مِنْ كَلْبٍ وجَرْمٌ كُلّها
بالقَاعِ يَوْمَ يَحْثّها الجَلْدُ
بالكَوْرِ يَوْمَ ثوَى الحُصَينُ وقد رَأى
عَبْدُ المَدانِ خُيُولَها تَعْدُو
بالباسِلِينَ مِنَ الكُماة ِ عَلَيْهِمُ
حَلَقُ الحَديدِ يزينُها السّرْدُ
أيُّ الفَوارِسِ كانَ أنْهَكَ في الوَغى
للقَوْمِ لَمّا لاحَها الجَهْدُ
لَمّا رَأيتُ رَئيسَهُمْ فتَرَكْتُهُ
جَزَرَ السّباعِ كَأنّهُ لَهْدُ(9/290)
وَثَوَى رَبيعَة ُ في المَكَرّ مُجَدَّلاً
فَعَلا النّعِيُّ بِمَا جَدَا الجَدُّ
هَذا مَقامي قَدْ سَألْتِ ومَوْقِفي
وعَنِ المَسيرِ فَسَائِلي بَعْدُ
أسَألْتِ قَوْمي عَنْ زِيادٍ إذْ جَنى
فيهِ السّنانُ وإذْ جَنى عَبْدُ
والمَرْءَ زَيْداً قد تَرَكْتُ يَقُودُهُ
نَحْوَ الهِضابِ ودونَهَا القَصْدُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
رقم القصيدة : 14459
-----------------------------------
لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
إذا ابْتَدَرَ النّاسُ الفَعالَ أُسُودُهَا
على رَبِذٍ يَزْدادُ جَوْداً إذا جَرَى
وقد قَلِقَتْ تحتَ السّروجِ لُبودُهَا
وقد خُضِبَتْ بالماءِ حتى كَأنّمَا
تَشَبّهُ كُمْتَ الخَيلِ منهنّ سودُهَا
ونَحْنُ نَفَيْنا مَذْحِجاً عن بِلادِها
تُقَتَّلُ حتى عادَ فَلاًّ شَديدُهَا
فأمّا فَريقٌ بالمَصامَة ِ مِنْهُمُ
فَفَرّوا وأُخرَى قد أُبيرَتْ جُدودُهَا
إذا سَنَة ٌ عَزّتْ وطالَ طِوالُهَا
وأقْحَطَ عَنها القَطرُ واصفَرّ عُودُها
وُجِدْنا كِراماً لا يُحَوَّلُ ضَيفُنا
إذا جَفّ فَوْقَ المَنزِلاتِ جَليدُهَا
وقد أصبَحَتْ عِرْسي الغَداة َ تلومُني
على غَيرِ ذَنْبٍ هَجرُها وصُدودُها
فإنّي إذا ما قُلتُ قَوْليَ فانْقَضَى
أتَتْني بأُخرَى خُطّة ٌ لا أُريدُهَا
فَلا خَيرَ في ودّ إذا رَثّ حَبْلُهُ
وخَيرُ حِبالِ الوَاصِلينَ جَديدُهَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
رقم القصيدة : 14460
-----------------------------------
لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
نُصَحاءَها أطُرِدْتُ أم لم أُطْرَدِ
قالُوا لها: إنّا طَرَدْنَا خَيْلَهُ
قُلْحَ الكِلابِ وكنتُ غيرَ مُطرَّدِ
فَلأبْغِينّكُمُ المَلا وعُوارِضاً(9/291)
ولأورِدَنّ الخَيلَ لابَة َ ضَرْغَدِ
والخَيْلُ تَرْدي بالكُماة ِ كأنّها
حِدأٌ تَتابَعُ في الطّريقِ الأقصَدِ
فَلأثْأرَنّ بِمَالِكٍ وبِمالِكٍ
وأخي المَرَوْراة ِ الذي لم يُوسَدِ
وقَتيلِ مُرّة َ أثْأرَنّ فإنّهُ
فَرْعٌ وإنّ أخاهُمُ لم يُقْصَدِ
يا أسْمَ أُخْتَ بَني فَزارَة َ إنّني
غازٍ وإنّ المَرْءَ غيرُ مُخَلَّدِ
فِيئي إلَيْكِ فَلا هَوادَة َ بَيْنَنا
بعدَ الفَوارِسِ إذ ثَوَوْا بالمرْصَدِ
إلاّ بكُلّ أحَمّ نَهْدٍ سَابِحٍ
وعُلالَة ٍ مِن كلّ أسمَرَ مِذْوَدِ
وأنَا ابنُ حَرْبٍ لا أزالُ أشُبّهَا
سَعْراً وأُوقِدُها إذا لم تُوقَدِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
رقم القصيدة : 14461
-----------------------------------
سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
فَلاقَوْا بَعْدَ وَقْعَتِنا النّكِيرَا
أبَدْنَا حَيّ ذي البَزَرَى وكَعْباً
ومالِكَها وأهْلَكْنَا بَشِيرَا
وقَرّبْنا الرِّبابَة َ يَوْمَ فَجٍّ
إلى هُلْكٍ وأعْلَقْنا عَشِيرَا
وسَيّاراً فَتى سَعْدِ بنِ بَكْرٍ
وأقْعَصْنَا بِمَفْرُوقٍ بَحِيرَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
رقم القصيدة : 14462
-----------------------------------
لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
أنا الفارس الحامي حَقيقة َ جَعْفرِ
وقد عَلِمَ المزنُوقُ أنِّي أكِرُّهُ
عَشِيّة َ فَيْفِ الرّيحِ كَرَّ المُشَهَّرِ
إذا ازْوَرّ مِنْ وَقْعِ الرّماحِ زَجَرْتُهُ
وقُلتُ له ارجِعْ مُقبِلاً غيرَ مُدبِرِ
فأنبَاته أنَّ الفِرارَ خَزَايَة ٌ
على المرءِ ما لم يُبْلِ جُهْداً فيُعْذَرِ
ألستَ تَرَى أرماحَهم فيَّ شُرَّعاً
وأنتَ حِصانٌ ماجِدُ العِرْقِ فاصْبِرِ
أردتُ لكيلاَ يعلمَ الله أننِي
صَبَرتُ وأخْشَى مثلَ يوم المُشَقَّرِ
لَعَمري ومَا عَمْري عَليَّ بهَيِّنٍ(9/292)
لقد شَانَ حُرَّ الوجهِ طعنَة ُ مُسْهِرِ
فَبِئْسَالفتى إنْ كُنتُ أعوَرَ عاقِراً
جَبَاناً فَما عُذري لَدى كلِّ محْضَرِ
وقَدْ عضلِمُوا أنّي أكُرّ عَلَيْهِمِ
عَشِيّة َ فَيْفِ الرِّيحِ كَرَّ المُدَوَّرِ
وما رِمْتُ حَتَّى بَلَّ صَدْري وصَدْرَهُ
نَجيعٌ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِالمُسَيَّرِ
أقولُ لنفسٍ لا يُجادُ بمثلها
أقِلِّي المِرَاحَ إنني غيرُ مُقْصِرِ
فَلَوْ كانَ جَمْعاً مِثْلَنَا لم يَبُزّنَا
ولكنْ أتَتْنَا أسْرَة ٌ ذاتُ مَفْخَرِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
رقم القصيدة : 14463
-----------------------------------
تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
فَإنّ بِهَا عَامِراً حُضَّرُ
وإنّ رِمَاحَ بَني عَامِرٍ
يُقَطِّرْنَ مِلْ عَلَقِ الأحْمَرِ
هُمُ الجابِرونَ عِظامَ الكَسيرِ
إذا مَا الكَسائِرُ لَمْ تُجْبَرِ
وهُمْ يَضْرِبُونَ غَداة َ الصّبَا
حِ أنْفَ المُدَجَّجِ ذي المِغفَرِ
يُقيمُونَ للحَرْبِ أصْعارَهَا
إذا ثُوّرَ القَسطَلُ الأغْبَرُ
كُمَاة ٌ حُمَاة ٌ إذا مَا الشّفا
هُ يَعْجِزُ عَن ضَمّها الِمشْفَرُ
يُطيلُونَ للحَرْبِ تَكْرارَهَا
إذا ألْهَبَتْ لَهَباً تُسْعَرُ
وإنّ الذي قَدْ أتَيْتُمْ بِهِ
سَيَكْذِبُهُ عَنْكُمُ المُخْبَرُ
سَتَعْلَمُ إنْ رُمْتُمُوهُمْ إذا
تَلَقّى كَتَائِبُهَا الحُسَّرُ
تَبَيّنُ في شُبُهاتِ الأمُورِ
فَإنّ التّجارِبَ قَدْ تُؤثَرُ
لَقَدْ كانَ فِيمَا خَلا عِبْرَة ٌ
وبالعِلْمِ يَعْتَبِرُ الُمْبصِرُ
يُلامُ المُفَرّطُ في أمْرِهِ
إذا صَرّحَ الأمْرُ للمُعْذِرِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
رقم القصيدة : 14464
-----------------------------------
لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
عَلَينا فهلْ إنْ كان ذا مِرّة ٍ ضَرَرْ(9/293)
تُعَيّرُنَا يَوْمَ المَرَوْرَاة ِ سَادِراً
وعِنْدَكَ مِنْ أيّامِنا قَبلَها غِيَرْ
فَمَنْ مُبلِغٌ ذُبْيانَ عَني رِسالَة ً
مُغَلْغَلَة ً مني وَما تَنفَعُ العِذَرْ
وَقَدْ عَلِمَتْ عُلْيَا هَوازِنَ أنّنَا
بنو الحربِ لا نَعْيا بوِرْدٍ ولا صَدَرْ
نَشُدّ عِصابَ الحَرْبِ حتى نُدِرّها
إذا ما نُفوسُ القومِ طالَعَتِ الثُّغَرْ
تَرَى رائِداتِ الخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنا
أبَابيلَ تَرْدي بالعَشِيّ وبالبُكُرْ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
رقم القصيدة : 14465
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
بَنو جَعْفَرٍ ما هَيّجَ الضّغنُ جعفَرَا
إذا قُلتُ هذا حِينَ راجَعَ وُدُّهَا
أبَى حِقْدُها في الصّدرِ إلاّ تَذكُّرَا
لمَهْلَكِ أفْرَاسٍ أُصِبْنَ ورُبّمَا
أصابُوا بها أمْثالَها ثُمّ أكْثَرَا
منَ الأرْضِ أهْلاً بَعدَ مالٍ وَجيرَة ٍ
وَأبْقَتْ لَهُمْ مِنّي مَآتِمَ حُسَّرَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
رقم القصيدة : 14466
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
ولَوْ حَلّتْ بيُمْنٍ أوْ جُبَارِ
بأنّ حَليلَها دَرَهَتْ عَلَيْهِ
خُطوبٌ لا تُفَرَّجُ بالسِّرارِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
رقم القصيدة : 14467
-----------------------------------
قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
برُشْدٍ وفي بَعضِ الهَوَى ما يُحاذِرُ
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا الإلْفُ قادَني
إلى الجَوْرِ لا أنْقادُ والإلْفُ جائِرُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
رقم القصيدة : 14468(9/294)
-----------------------------------
ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
عَلَيْهِمْ كُلمَا أمْسَوْا دُوَارُ
بِبِرّ إلَهِهِمْ ويَكُونُ فيهِمْ
على العافِينَ أيّامٌ قِصارُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
رقم القصيدة : 14469
-----------------------------------
بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
عَمْداً نَشُدّ على المَقانِبِ غَارَا
ولَقَدْ وَرَدْنَ بِنَا المَدينَة َ شُزّباً
وَلَقَدْ قَتَلْنَا بِجَوّهَا الأنْصارَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
رقم القصيدة : 14470
-----------------------------------
هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
هَرَجَ الرّئَالِ ولَمْ تَبُلّ صِرارَا
إنّا لَنَعْجَلُ بالعَبيطِ لِضَيْفِنَا
قَبْلَ العِيَالِ ونَطْلُبُ الأوْتَارَا
ونَعُدّ أيّاماً لَنَا ومَآثِراً
قِدْماً نَبُذّ البَدْوَ والأمْصارَا
مِنْهَا خُوَيٌّ والذّهَابُ وبالصّفَا
يَوْمٌ تَمَهّدَ مَجْدُ ذاكَ فَسَارَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
رقم القصيدة : 14471
-----------------------------------
وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
يا حَبّذا هُوَ مُمْسِياً ونَهَارَا
لَقِيَ الخَميسَ أبُو أُبَيٍّ بارِزاً
ألْوائِليُّ وحَرّمَ الإدْبَارَا
يَحْمي إذا جَعَلَتْ سَلُولُ وعامرٌ
يَوْمَ الهِياجِ يُجَبّبُونَ فَزَارَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
رقم القصيدة : 14472
-----------------------------------(9/295)
وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
قَبائِلُ كانَ ألّبَهُمْ فَخَارَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
رقم القصيدة : 14473
-----------------------------------
رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
وعالَجتُ هُمّاً كنتُ بالهمّ أُولَعُ
وَليداً إلى أنْ خالَطَ الشّيبُ مَفرَقي
وَألبَسَني منْهُ الثَّغَامُ المُنَزَّعُ
دَعاني سُمَيْطٌ يوْمَ ذَلِكَ دَعْوَة ً
فَنَهْنَهْتُ عَنْهُ والأسِنّة ُ شُرَّعُ
ولَوْلا دِفاعي عَنْ سُمَيْطٍ وكَرّتي
لَعَالَجَ قِدّاً قَفْلُهُ يَتَقَعْقَعُ
وأقْسَمْتُ لا يَجْزِي سُمَيْطٌ بنعمة ٍ
وكَيفَ يُجازيكَ الحِمارُ المُجدَّعُ
وأمكَنَ منّي القَوْمَ يوْمَ لَقيتُهُمْ
نَوافِذُ قد خالَطْنَ جِسميَ أرْبَعُ
فَلَوْ شِئْتُ نَجّتْني سَبوحٌ طِمِرّة ٌ
تَحُكّ بخَدّيْهَا العِنَانَ وتَمزَعُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
رقم القصيدة : 14474
-----------------------------------
أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
لَعَلّ مَنَايا القَوْمِ مِمّا أُكَلَّفُ
فَإنْ تَكُ أفْرَاسٌ أُصِبْنَ وفِتْيَة ٌ
فَإنّي لَجَرّافٌ بهِنّ مُجَرَّفُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
رقم القصيدة : 14475
-----------------------------------
زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
ظَنّي وقَلّصَ خَيرُها المَوْعُودُ
صَدَقُوا وبَيّنَ لي شَواكِلُ أمْرِهَا
وجَرَى به حَرِقُ الجَنَاحِ قَعِيدُ
مُتَقَارِبُ الحَنَكَينِ شَحّاجُ الضّحَى
أرِنٌ كأنّ جَنَاحَهُ مَشْدودُ
فَزَجَرْتُهُ أنْ لا يُفَرِّجَ بَيْضُهُ(9/296)
ويُصيبَهُ صَدىء ُ الرِّصافِ سَديدُ
أفَرِحْتَ أنْ جُرْحٌ ألَمّ بفارِسٍ
لمْ يَبْقَ مِمّنْ سُدْتَ غَيرَ مَسُودِ
وَكَأنّ هادِيَهُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُ
جِذْعٌ تَحَسّرَ ليفُهُ مَجْرُودُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
رقم القصيدة : 14476
-----------------------------------
ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
بتَضرُوعَ يَمري باليَدينِ ويَعسِفُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
رقم القصيدة : 14477
-----------------------------------
وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
واقعَسَ مِنْ نَسلِ الإماءِ العَوارِكْ
تَبيعٍ لِقَوْمٍ لمْ يَكُنْ مِنْ صَميمِهمْ
ولَكِنّهُ مِنْ نَسْلِ آخَرَ هَالِكْ
أبُوكَ أبُو سَوْءٍ وخالُكَ مِثْلُهُ
وهَلْ تُشبِهَنْ إلاّ أباكَ وخالَكْ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
رقم القصيدة : 14478
-----------------------------------
تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
وتَهيمُ بَينَ شَقائِقٍ ورِمَالِ
يُعْطُونَ خُرْجَهُمُ بغَيرِ هَوَادَة ٍ
والدّهْرُ ذو غِيَرٍ وذو بَلْبالِ
نَحْنُ الكُماة ُ لِذي الوَغَى في هَوْله
والخَاضِبُونَ مُجَوَّبَ السّرْبالِ
وقَضَتْكُمُ بَكْرٌ قَضاءً واجِباً
وَبَنُو فَزارَة َ جُلْنَ حِينَ مَجَالِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
رقم القصيدة : 14479
-----------------------------------
جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
وأكْلُبِها مِيلادِ بَكْرِ بنِ وائِلِ
وَسَعّتْ شُيُوخُ الحَيّ بَينَ سُوَيْقَة ٍ
وبَينَ جَنُوبِ القَهْرِ مِيلَ الشّمائلِ(9/297)
فَلَوْ كانَ جَمْعٌ مِثْلُنا لم يَبُزّنَا
ولَكِنْ أتَانَا كُلُّ جِنٍّ وخابِلِ
فَبِتْنا ومَنْ يَنْزِلْ بِهِ مثلُ ضَيفِنا
يَبِتْ عَنْ قِرَى أضيافِهِ غيرَ غافِلِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
رقم القصيدة : 14480
-----------------------------------
يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
ضَخمِ الدّسيعة ِ رَأسِ حيٍّ جحفَلِ
وتَرَكْتُ نِسوَتَهُ لَهُنّ تَفَجّعٌ
يَنْدُبْنَهُ أُصُلاً بِنَوْحٍ مُعْوِلِ
مِنْ آلِ عَبْسٍ قد شَفَيْتُ حَرارَتي
وغَنِمْتُ كلّ غَنيمَة ٍ لمْ تَضْهَلِ
ونَجَا بعَنْتَرَة َ الأغَرُّ مِنَ الرّدَى
يَهوي على عَجَلٍ هُوِيَّ الأجدَلِ
وتَرَكْتَ عَبْلَة َ في السّواءِ لفِتْيَة ٍ
بَاتُوا على كُتُفِ الخُيولِ الجُوَّلِ
راحُوا بِهِنْدٍ والوَجيهَة ِ عَنْوَة ً
يَوْمَ الوِقَاعِ على نَجائِبَ ذُمَّلِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
رقم القصيدة : 14481
-----------------------------------
صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
بِكَأسٍ في جَوانِبِها الثّميلُ
وأبْقَيْنا لِمُرّة َ يَوْمَ نَحْسٍ
وإخوَتِهِمْ فَقَدْ ذَهَبَ الغَليلُ
تَرَكْنَا دُورَهُمْ فيهَا دِمَاءٌ
وأجْسادٌ فَقَدْ ظَهَرَ العَويلُ
فَذَلّ الأبْلَخُ المُخْتَالُ إنّا
نُخَيّسُهُ وعَزّ بِنَا الذّليلُ
قَتَلْنَا مالِكاً وأبَا رَزِينٍ
غَداة َ القاعِ إذ لَمَعَ الدَليلُ
لَنا في الرّوْعِ أبْطالٌ كِرامٌ
إذا ما الخَيلُ جَدّ بهَا الصَّهيلُ
على جُرْدٍ مُسَوَّمَة ٍ عِتَاقٍ
تَوَقَّصُ بالشّبابِ وبالكُهُولِ
إذا ما الرّكْضُ أسهَلَ جانِبَيها
وَجَدّ السّيرُ وانْقَطَعَ النّقيلُ
ويَوْمَ الشِّعْبِ غادَرْنَا لَقيطاً
بأبْيَضَ صارِمٍ عَضْبِ صَقيلِ
غَداة َ أرادَ أنْ يَسْمُو إلَيْنَا(9/298)
بأُسْرَتِهِ وأخْلَفَه القَبيلُ
فأُبْنَا غَانِمِينَ بِما اسْتَفَأنَا
نَسوقُ البِيضَ دَعْواها الأليلُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
رقم القصيدة : 14482
-----------------------------------
يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
وسَيْرِي في الهَواجِرِ ما أقِيلُ
فَإنّ الحَيّ خَثْعَمَ أحرَزَتْهُمْ
رِماحُهُمُ وتُنذِرُهُمْ سَلولُ
بمَخْرَجِنا فلا نَخْفَى عَلَيهِمْ
ويأتِيهِمْ بعَوْرَتِنا الدّليلُ
ولَوْ أنّي أُطِعْتُ لَكانَ مِنّي
لِمُدْرِكِ أكْلُبٍ يَوْمٌ طَوِيلُ
ولَكِنّي عُصِيتُ وكانَ جَهْلاً
بهِمْ ألاّ يُبالُوا ما أقُولُ
يَلُومُنيَ الّذينَ تَرَكْتُ خَلْفي
ويَعْصِيني الّذين بهِمْ أَصُولُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
رقم القصيدة : 14483
-----------------------------------
ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
لَهُنّ لَدَى مَزاحِفِهِ عَويلُ
جَمَعْتُ لهُ يدَيّ بذي كُعُوبٍ
يُقَدِّمُ نَصْلَهُ أظْمَى طَويلُ
شَكَكْتُ بهِ مَجامِعً رُحْبَيَيْهِ
فَصارَ رِداؤهُ مِنْهُ طَمِيلُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
رقم القصيدة : 14484
-----------------------------------
قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
ـمِ إذا سَفِهتْ حُلُومُ الرّجالِ
لَيسَ هذا القَتيلُ مِن سَلَفِ الحَـ
ـيّ كَلاعٍ ويَحْصُبٍ وكُلالِ
أوْ بَني آكِلِ المُرارِ ولا صِيـ
ـدِ بَني جَفنَة َ المُلوكِ الطّوالِ
وابنِ ماءِ السّماءِ قَدْ عَلِمَ النّا
سُ ولا خَيرَ في مَقالَة ِ غَالي
إنّ في قَتْلِ عامِرِ بنِ طُفَيْلٍ
لَبَوَاءً لِطَيّءِ الأجْبَالِ
إنّني والّذي يَحُجُّ لَهُ النّا
سُ قَليلٌ في عَامِرٍ أمْثالي
يَوْمَ لا مالَ للمُحارِبِ في الحَرْ(9/299)
بِ سِوَى نَصْلِ أسْمَرٍ عَسّالِ
ولِجَامٍ في رأسِ أجْرَدَ كالجِذْ
عِ طُوالٍ وأبْيَضٍ قَصّال
ودِلاصٍ كالنّهْيِ ذاتِ فُضُولٍ
ذاكَ في حَلْبَة ِ الحَوادِثِ مالي
ولِعَمّي فَضْلُ الرّئَاسَة ِ والسّـ
ـنّ وجَدٍّ على هَوازِنَ عَالي
غَيرَ أنّي أوْلى هوازِنَ في الحَرْ
بِ بضَرْبِ المُتَوَّجِ المُخْتالِ
وبطَعْنِ الكَميّ في حَمَسِ النّقْـ
ـعِ على مَتْنِ هَيْكَلٍ جَوّالِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
رقم القصيدة : 14485
-----------------------------------
قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
مَنِيّة ُ مَعبَدٍ فينَا هُزَالا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
رقم القصيدة : 14486
-----------------------------------
أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
أبِيني لَنا يا أسْمَ ما أنتِ فاعِلَهْ
فإنْ تَنْزِلي أنْزِلْ ولا آتِ مَوْسِماً
ولوْ رَحلَتْ للبَيعِ جَسْرٌ وباهِلَهْ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
رقم القصيدة : 14487
-----------------------------------
عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
لسَلْمَى أوْ عرَفتَ لهَا عَلامَا
لَيَاليَ تَسْتَبيكَ بذي غُرُوبٍ
ومُقْلَة ِ جُؤذَرٍ يَرْعَى بَشَامَا
وإذْ قَوْمي لأسْرَتِها عَدُوٌّ
فإنْ يَمْنَعْكِ قَوْمُكِ أنْ تَبيني
فَقَدْ نَغنى بعارِمَة ٍ سِلامَا
فلَوْ عَلِمَتْ سُلَيْمَى عِلْمَ مثلي
غَداة َ الرّوْعِ واصَلَتِ الكِرامَا
تَرَكْنا مَذْحِجاً كحديثِ أمسٍ
وأرْحَبَ إذْ تكفّنُهُمْ فِئَامَا
وبِعْنا شاكِراً بِتِلادِ عَكٍّ
ولاقَى مَنْسِرٌ مِنّا جُذامَا
وَطَحْطَحْنا شَنوءَة َ كلَّ أوْبٍ
ولاقَتْ حِمْيَرٌ مِنّا غَرامَا(9/300)
وهَمْدانٌ هُنالِكَ ما أُبَالي
أحَرْباً أصْبَحُوا لي أمْ سِلامَا
ولاقَيْنا بأبْطَحِ ذي زَرُودٍ
نِساءَهُمُ مُسَلِبَة ً أيَامَى
وَقَتّلْنَا سَرَاتَهُمُ جِهَاراً
وأشبعنا الضِّباعَ خُصًى عِظاماَ
وقَتّلْنَا حَنِيفَة َ في قُرَاهَا
وأفْنى غَزْوُنَا حَكَماً وحَامَا
قَتَلْنا كَبْشَهُمْ فنَجَوْا شِلالاً
كمَا نَفّرْتَ بالطّرْدِ النَّعَامَا
وحَيّاً مِن بَني أسَدٍ تَرَكْنَا
وأذْوادٍ فَكُنّ لَنَا طَعَامَا
وبَيّتنَا زُبَيْداً بَعْدَ هَدْءٍ
فَصَبّحَ دارَهُمْ لَجِباً لُهَامَا
وقَدْ نِلْنَا لعَبدِ القَيسِ سَبْياً
منَ البَحْرَينِ يُقْتَسَمُ اقتِسامَا
ولاقَيْنَا بِذي نَجَبٍ حُصَيْناً
فأهْلَكْنَا بمَقْلَتِنَا أُسَامَا
وأفْلَتَنَا على الحَوْمانِ قَيْسٌ
وأسْلَمَ عِرْسَهُ ثُمّ اسْتَقَامَا
وَلَوْ آسَى حَليلَتَهُ لَلاقَى
هُنَالِكَ مِنْ أسِنّتِنَا حِمَامَا
وآلُ الجَوْنِ قَدْ سارُوا إلَيْنَا
غَداة َ الشِّعبِ فاصْطُلموا اصْطلامَا
قَتَلْنَا مِنْهُمُ مائَة ً بِشَيْخٍ
وَصَفْدْناهُمُ عُصَباً قِيَامَا
ويَوْمَ الشِّعْبِ لاقَيْنَا لَقِيطاً
كَسَوْنَا رَأسَهُ عَضْباً حُسامَا
أسَرْنَا حاجِباً فَثَوَى أسِيراً
ولَمْ نَتْرُكْ لأسْرَتِهِ سَوَامَا
وجَمْع بَني تَميمٍ قَدْ تَرَكْنَا
نُبِينُ سَواعِداً مِنهُمْ وهَامَا
وكانَ لَهُمْ بهَا يَوْمٌ طَوِيلٌ
لتُبْليَ بَيْنَها سَجْلاً وخَامَا
بدارِهِمُ تَرَكْنَا يَوْمَ نَحْسٍ
لَدَى أوطانِهِمْ تُسْقَى السِّمامَا
فإنْ لا يُرْهِقِ الحَدَثانُ نَفْسِي
يُؤدّوا الخَرْجَ لي عاماً فَعَامَا
يُؤدّوهُ على رَغْمٍ صَغَاراً
ويُعْطُونَا المَقادَة َ والزّمَامَا
فأبْلِغْ إنْ عَرَضْتَ جميعَ سَعدٍ
فَبيتُوا لَنْ نَهيجَكُمُ نِيَامَا
نَصَحْتُمْ بالمَغيبِ ولَمْ تُعينُوا
عَلَيْنا إنّكُمْ كُنْتُمْ كِرامَا
فلوْ كُنتُمْ معَ ابنِ الجَوْنِ كنتُمْ
كَمَنْ أوْدى وأصْبحَ قد ألامَا(9/301)
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
رقم القصيدة : 14488
-----------------------------------
وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
غداة َ جَزَيْنا الجَوْنبالجَوْن صَيْلَمَا
ولمْ يَكْفِنَا قَوْمٌ مَقاماً ولمْ نَعُذْ
بغَيرِ القَنا في خَشْيَة ٍ أوْ تَجَرُّمَا
وَلَمْ أرَ قَوْماً يَرْفَعُونَ لِواءَهُمْ
لغايَتِنَا في المَجْدِ مِمّنْ تكَلّمَا
مِنَ النّاسِ إلاّ يَعْرِفُونَ عَلَيْهِمِ
لَنَا في جَسيمِ الأمْرِ أن نَتَكَرّمَا
ونَحْنُ الأُلى قُدْنا الجِيادَ على الوَجا
كمَا لَوّحَ القَوّاسُ نَبْعاً وسأسَمَا
ونحنُ صَبَحْنا حَيّ أسْماءَ بالقَنا
ونَحْنُ تَرَكْنَا حَيّ مُرّة َ مأتَمَا
بَقَرْنا الحَبالى من شَنُوءَة َ بَعْدَمَا
خضبَطنَ بفَيفِ الرّيحِ نَهداً وخثعَمَا
مُجَنَّبَة ً قد لاحَها الغَزْوُ بَعْدَمَا
تُبارِي مَراخيها الوَشيجَ المُقَوِّمَا
ونَحْنُ صَبَحْنَا حَيّ نَجْرانَ غارَة ً
تُبيلُ حَبالاهَا مَخافَتَنَا دَمَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
رقم القصيدة : 14489
-----------------------------------
لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
وأنّى الهُمامُ بِها المُعْلِمُ
وأنّي أحُلّ عَلى رَهْوَة ٍ
منَ المَجدِ في الشّرَفِ الأعظَمِ
وأَنّي أُشَمِّصُ بالدّارِعِيـ
ـنَ في ثَوْرَة ِ الرَّهَجِ الأقْتَمِ
وأَنّي أكُرّ إذا أحْجَمُوا
بأكْرَمَ مِنْ عَطْفَة ِ الضّيغَمِ
وأضرِبُ بالسّيفِ يَوْمَ الوَغَى
أقُدّ بهِ حَلَقَ المُبْرَمِ
فَهَذا عَتَادي لَوَ انّ الفَتَى
يُعَمَّرُ في غَيرِ ما مَهْرَمِ
وقَدْ عَلِمَ الحَيُّ مِنْ عامِرٍ
بأنّ لَنَا ذِرْوَة َ الأجْسَمِ
وأنّا المَصاليتُ يَوْمَ الوَغَى
إذا ما العَواويرُ لَمْ تُقْدِمِ(9/302)
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
رقم القصيدة : 14490
-----------------------------------
قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
على غَيرِ جُرْمٍ ولمْ نَظْلِمِ
بأعْوَى ويَوْمَ لَقينَاهُمُ
بأرْعَنَ ذي لَجَبٍ مُبْهِمِ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
رقم القصيدة : 14491
-----------------------------------
فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
وجَدِّكَلم أعْقِدْ عَلَيْكَ التّمَائِمَا
فَأنْزَلْتُهُ إنْزَالَ مِثْليَ مِثْلَهُ
بِنَجْلاءَ بَلّتْ ظَهْرَهُ والمَآكِمَا
وأدّيْتُ زَيْداً بَعْدَمَا كانَ ثَاوِياً
إلى أهْلِهِ يَوْمَ الثّنِيّة ِ سالِمَا
فأصْبَحْتُمُ لا في سَوَامِ فِدائِهِ
وأصْبَحَ في تَيْمانَ يَخْطِرُ نَاعِمَا
يُزَجّى جِيادَ الخَيلِ نحوَ دِيارِكُمْ
وقد كانَ في جِلْدٍ مِنَ القِدّ آزِمَا
فَلا تَعجَلَنْ وانْظُرْ بأرْضِكَ فارِساً
يَهُزّ رُدّيْنِيّاً وَأبْيَضَ صَارِمَا
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ غارَة ٌ عُرِفَتْ لَهُ
إذا قادَها للمَوْتِ جُرْداً سَواهِمَا
وعَبْدَ بَني بَرْشَا تَرَكْنَا مُجَدَّلاً
غَداة َ ثَوَى بَينَ الفَوارِسِ كازِمَا
تَنَاوَلْتُهُ فاخْتَلَّ سَيْفي ذُبَابُهُ
شَراسيفَهُ العُلْيَا وجَدّ المَعاصِمَا
وأنْتَ قَرِيبٌ قد رأيْتَ مَكانَهُ
تُنادي شَتِيراً يَوْمَ ذاكَ وعاصِمَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
رقم القصيدة : 14492
-----------------------------------
إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
خِذامَ بنَ زَيْدٍ إنْ أجَارَخِذامُ
دَعَوْتُ أبَا الجَبّارِ أخْتَصّ مالِكاً
ولمْ يَكُ قِدْماً مَن أجَرْتَ يُضامُ
فَقَامَ أبو الجَبّار ِيَهْتَزُ للنّدَى(9/303)
كمَا اهْتَزّ عَضْبُ الشّفرَتَينِ حُسامُ
وكُنْتُ سَنَاماً من فَزارَة َ تَامِكاً
وفي كُلّ قَوْمٍ ذِرْوَة ٌ وسَنَامُ
فنَكّبْتَ عَنّي الشّارِعِينَ ولم أكُنْ
مَخَافَة َ شَرّ الشّارِعِينَ أنَامُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
رقم القصيدة : 14493
-----------------------------------
ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
وَنخضِبُ يَوْمَ الرّوْعِ أسْيافَنا دَمَا
وَنَحْمي الذّمارَ حينَ يَشتَجرُ القَنَا
ونَثني عن السَّرْبِ الرّعيلَ المُسَوَّمَا
ونَسْتَلِبُ الحُوّ العَوَابِسَ كالقَنَا
سَوَاهِمَ يَحْمِلْنَ الوَشيجَ المُقَوَّمَا
ونَحْنُ صَبَحْنَا حَيّ أسمَاءَ غارَة ً
أبَالَتْ حَبَالى الحَيّ من وَقعِها دَمَا
وبالنّقْعِ مِنْ وادي أبِيدَة َ جاهَرَتْ
أُنَيْساً وقَدْ أرْدَينَ سَادَة َ خَثْعَمَا
وَيَوْمَ عُكَاظٍ أنْتُمُ تَعْلَمُونَهُ
شَهِدْنا فأقْدَمْنا بها الحَيّ مُقدَمَا
ونَحْنُ فَعَلْنَا بالحَليفَينِ فَعْلَة ً
نَفَتْ بَعدَها عنّا الظَّلومَ الغَشمشَما
وما بَرِحَتْ في الدّهْرِ مِنّ عِصابَة ٌ
يَذودونَ عن أحْسابِنا من تَعَرّمَا
يَقُودونَ جُرْداً كالسّراحِينِ تَستَمي
صُدورَ العَوالي من كُميتٍ وأدْهَمَا
ونَحْنُ أبَرْنَا حَيّ أشْجَعَ بالقَنَا
ونَحْنُ تَرَكْنَا حَيّ مُرّة َ مأتَمَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
رقم القصيدة : 14494
-----------------------------------
وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
تَعَوّجُكُمْ عَلَيّ وأسْتَقيمُ
رِقَابٌ كالمَواجِنِ خَاظِياتٌ
وأسْتَاهٌ على الأكْوارِ كُومُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
رقم القصيدة : 14495(9/304)
-----------------------------------
كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
وابنُ المُرارِ وَأمْلاكٌ على الشّامِ
حتى انتَهَى الُملْكُ من لخمٍ إلى مَلكٍ
بادي السّنانِ لمَنْ لم يَرْمِهِ رامي
أنْحَى عَلَيْنَا بأظْفارٍ فَطَوّقَنَا
طَوْقَ الحَمامِ بإتْعاسٍ وإرْغامِ
إْن يُمكِنِ اللهُ مِنْ دَهْرٍ تُساءُ بهِ
نَترُككَ وَحدكَ تَدعو رَهطَ بِسطامِ
فانظرْ إلى الصِّيدِ لم يحموكَ من مُضَرٍ
هل في ربيعَة َ إنْ لم تَدْعُنا حامي
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
رقم القصيدة : 14496
-----------------------------------
طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
حَليلُكِ إذْ لاقَى صُداءً وخَثعَمَا
أكُرّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً ولَبَانُهُ
إذا مااشتكَى وَقعَ الرّماحِ تحَمحَمَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
رقم القصيدة : 14497
-----------------------------------
وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
لهُم ساحَتاها سَهلُها وحُزُومُهَا
وقَدْ نالَ آفاقَ السّماواتِ مَجدُنَا
لَنَا الصّحْوُ من آفاقِها وغُيُومُهَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
رقم القصيدة : 14498
-----------------------------------
أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
بِبُرْقَة ِ حِليّتٍ وما كانَ خائِنَا
وأعْذِرُهُ أنّي خَرُقْتُ وإنّمَا
لَقيتُ أخا خِبَ وصُودِفتُ بادِنَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
رقم القصيدة : 14499
-----------------------------------
للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
مِنْهُ البِلادُ فَصارَ الأُفْقُ عُرْيانَا(9/305)
حتى صَبَبْنَا على هَمْدانَ صَيّقَة ً
سُؤرَ الكِلابِ وما كانوا لنا شَانَا
فَظَلّ بالقَاعِ يوْمٌ لمْ نَدَعْ كَتَداً
إلاّ ضَرَبْنَا ولا وَجْهاً ولا شَانَا
ثمّ نَزَعْنَا وما انْفَكّتْ شَقاوَتهُمْ
حَتى سَقَيْنَا أنَابِيباً وخِرْصَانَا
وما أرَدْناهُمُ عَنْ غَيرِ مَعْذِرَة ٍ
مِنّا ولَكِنّهُ قَدْ كانَ ما كانَا
سِرْنَا نُريدُ بَني نَهْدٍ وإخْوَتَهُمْ
جَرْماً ولكِنْ أرادَ اللهُ هَمْدانَا
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> رماد الشوق
رماد الشوق
رقم القصيدة : 145
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ولع رماد الشوق يامعذبي نار
!!من كان يحلم باشتعال الرمادي ؟
ماكنت احسب انه يكون اللقا حار
لين التقينا واشبكتنا الايادي
وقامت لنا الذكري تغني على الطار
تنساب باسماعي نغم حب هادي
حسيت شي لفني مثل الاعصار
واستيقظت نشوة غلاك بفؤادي
اخذت لي سجه وانا شبه منهار
بين الخيال وبين علمٍ وكادي
وفزيت يوم انى تنبهت وش صار
مثل الذى توه صحي من رقادي
تغير الموقف بلا سابق انذار
وغير المشاعر جت مشاعر جدادي
رديت لك عقب التجافي والانكار
وطويت صفحات الزعل والعنادي
وتبددت ذيك المبادي والافكار
ايه جنون افكار وايه مبادي
تراي انا مليتها لعبه النار
ما احد لعبها قبلنا واستفادي
من رد للجنه عقب صالى النار
حتى السموم يصير عنده برادي
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
رقم القصيدة : 14500
-----------------------------------
عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
وَلِمَا تَجيءُ بِهِ بَنو الدّيّانِ
فَخَرُوا عَلَيّ بِجِبْوَة ٍ لِمُحَرِّقٍ
وإتاوَة ٍ سِيقَتْ إلى النّعْمانِ
ما أْنَت وابنَ مُحَرِّقٍ وقَبيلَهُ
وإتَاوَة َ اللّخْمِيّ في عَيْلانِ
فاقصِدْ بذَرْعكَ قَصْدَ قوْمكَ نصرَهم
وَدَعِ القَبائِلَ مِنْ بَني قَحطانِ(9/306)
إنْ كانَ سالِفَة ُ الإتَاوَة ِ فيكُمُ
أوْلى فَفَخْرُكَ فَخْرُ كلّ يَمَاني
وافخَرْ برَهْطِ بَني الحِماسِ ومالكٍ
وبَني الضِّبابِ ورَعْبَلٍ وقِيَانِ
فأنَا المُعَظَّمُ وابنُ فارِسِ قُرْزُلٍ
وأبُو بَراءٍ زانَني ونَمَاني
وأبُو جَرِيٍّ ذو الفَعَالِ ومَالِكٌ
مَنَعَا الذّمارَ صَبَاحَ كُلّ طِعَانِ
وإذا تَعَاظَمَتِ الأمُورُ هَوازِناً
كُنْتُ المُنَوَّهَ باسْمِهِ والبَاني
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
رقم القصيدة : 14501
-----------------------------------
وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
غَداة قُراقِرٍ لَنَعِمْتِ عَيْنَا
وهُنّ خَوارِجٌ منْ حَيّ كَعْبٍ
وقَد شُفيَ الحَرارَة ُ واشْتَفَيْنَا
وقَد صَبّحْنَ يَوْمَ عُوَيْرِضاتٍ
قُبَيلَ الشّرْقِ باليَمَنِ الحُصَيْنَا
وبالمَرْداتِ قَدْ لاقَيْنَ غُنْماً
وَمِنْ أهْلِ اليَمامَة ِ ما بَغَيْنَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
رقم القصيدة : 14502
-----------------------------------
تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعارِضْنَ تَالِيَا
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
رقم القصيدة : 14503
-----------------------------------
ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
فَقَدْ فَعَلَتْ وآلَتْ لا تَعُودُ
كأنّكِ لم تَرَيْنَا يَوْمَ غَوْلٍ
ولمْ يُخبِرْكِ بالخَبَرِ الجُنُودُ
بِمَا لاقَتْ سَراة ُ بَني لُجَيْمٍ
تَعَضّ سَراتَهُمْ فِينا القُيُودُ
وعَبْدُ القَيسِ بالمَرْداءِ لاقَتْ
صَباحاً مِثلَ ما لَقِيَتْ ثَمُودُ
صَبَحْناهُمْ بكُلّ أقَبّ نَهْدٍ
ومُطّرِدٍ لَهُ يَقِدُ الحَديدُ
وأبيضَ يَخطَفُ القَصَراتِ عَضْبٍ(9/307)
رَقيقِ الحَدّ زَيّنَهُ غُمُودُ
وكلِّ طِمِرّة ٍ خَفِقٍ حَشَاهَا
مُلَمْلَمَة ٍ تَلاقيها بَعِيدُ
لَقينَا جَمْعَهُمْ صبحاً فكانُوا
كمِثْلِ الضّأنِ عاداهنّ سِيدُ
فَغُودِرَ مِنهُمُ عَمْروٌ وعَمْرٌو
وأسْوَدُ والكُماة ُ بها شُهُودُ
وعَبْدُ اللَّهِ غُودِرَ وابنُ بِشْرٍ
وعَتّابٌ ومُرّة ُ والوَليدُ
لَقيناهُمْ بِبيضٍ مُرْهَفَاتٍ
نُقَتّلُهُمْ بها حتى أُبِيدُوا
وأرْدَفْنَا نِساءَهُمُ وجِئْنَا
وقد دَمِيَتْ من الخمشِ الخُدودُ
العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
رقم القصيدة : 14504
-----------------------------------
بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
وهاتُوا فعُدّوا اليومَ فيكمْ مَشاهدي
ولا تَكْفُرُوا في النّائِباتِ بَلاءَنَا
إذا عَضّكُمْ خَطبٌ بإحدى الشّدائدِ
سَلوا تُخْبَروا عَنّا غَداة َ أُقَيصِرٍ
وأيّامَ حِسْمَى أو ضَوارِسَ حاشِدِ
وبالكَوْرِ إذْ ثابَتْ حَلائِبُ جعفرٍ
إلَيكُمْ وجاءَتْ خَثْعَمٌ للتّحاشُدِ
ليَنْتَزِعُوا عِلْقاتَنا ثُمّ يَرْتَعُوا
فأرْدَتْ قَناتي منهُمُ كُلَّ مَاجِدِ
فأنْفَذْتُ عَبدَاللهِ ثَمّ بضَرْبَة ٍ
وقَدْ خامَ عَنْها كلُّ حامٍ وذائِدِ
تَرَكْتُ صَريعاً بالعَراءِ مُجَدَّلاً
ضُبَيْعَة َ إذْ نَجّى شُتَيْرَ بن خالدِ
طِمِرٌّ وزَيْدُ الخَيْلِ قد نالَ طَعْنَة ً
إذِ المَرْءُ زَيْدٌ جائِرٌ غَيرُ قاصِدِ
فَذَلِكَ ما أعْدَدْتُ في كلّ مأقِطٍ
كَريهٍ وعَامٍ للعَشِيرَة ِ آئِدِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي
أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي
رقم القصيدة : 14505
-----------------------------------
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ
ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني،
عجلاً، واحداً، وذا أصحابِ
إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ،
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ
فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ،(9/308)
للخيل، جاهداً، والرّكاب
وثلاثٌ يردن تيماء زهواً،
وثلاث يغرون بالإعجابِ
فإذا ما مررت في مسيطر،
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
من سبيٍ مجموعة ، ونهابِ
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّة ً
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ
بيفاع، وذاك منها محلٌ،
فوق ملك، يدين بالأحسبِ
بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ ذُبابِ
حيثُ لا أرهب الخزاة ، وحولي
نصليوّن، كالليوث الغضابِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
رقم القصيدة : 14506
-----------------------------------
ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
أقلّب طرفي في فضاء سباسبِ
وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي،
طروقاً، أحييها كآخر جانبِ
ولوْ شَهِدَتْنا بالمُزاحِ لأيْقَنَتْ
على ضرنا، أنا كرام الضرائبِ
عشيّة َ قال ابن الذئيمة ، عارقٌ:
إخالُ رئيسَ القوْمِ ليسَ بآئِبِ
وما أنا بالساعي بفضل زمامها،
لتشرب ما في الحوض قبل الركائبِ
فما أنا بالطاوي حقيبة رحلها،
لأرْكَبَها خِفّاً، وأترُكَ صاحبي
إذا كنت رباً للقلوص، فلا تدعْ
رَفيقَكَ يَمشِي خَلفَها، غيرَ راكِبِ
أنِخْها، فأرْدِفْهُ، فإنْ حملَتكُما
فذاك، وإن كان العقاب فماقبِ
ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَة ً
بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ
إذا أوطن القوم البيوت وجدتهم
عماة عن الأخبار، خرق المكاسبِ
وشرٌ الصعاليكٍ، الذي هم نفسه
حديث الغواني واتباع المآربِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
رقم القصيدة : 14507
-----------------------------------
فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
بهِ جنبات اللوم، يجذبنه جذبا
ولكنّما يبغي به الله وحده،
فأعْطِ، فقد أرْبحتَ، في البيعة ، الكَسْبا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
رقم القصيدة : 14508(9/309)
-----------------------------------
كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ
إذا ما بتّ أشرب، فوق ري،
لسكر في الشراب، فلا رويتُ
إذا مابتُّ أختل عرس جاري،
ليختفي الظلام، فلا خفيتُ
أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟
معاذ الله أفعل ما حييتُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
رقم القصيدة : 14509
-----------------------------------
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
ضرَبْتُ بسَيفي ساقَ أفعَى فخَرّتِ
فقلتُ لأصباه صغّار ونسوة ،
بشهباء، من ليل الثلاثين قرّتِ
عليكمْ من الشّيطن كلّض ورية ،
إذا النارُ مَسّت جانِبَيها ارْمَعَلَّتِ
ولا ينزل المرء الكريمُ عيالهُ
وأضْيافَهُ، ما ساق مالاً، بضَرّتِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
رقم القصيدة : 14510
-----------------------------------
نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
بليل، إذا ما استشرفته النوابحُ
تقصّى إليَّ الحي، إما دلالة
عليّ، وإمّا قادَهُ ليَ ناصِحُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
رقم القصيدة : 14511
-----------------------------------
يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
يا مالِ! ما أنْتُمُ عنها بنُزّاحِ
يا مالِ! جاءت حياض الموت، واردة
من بين غمر، فخضناه، وضحضاحِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
رقم القصيدة : 14512
-----------------------------------
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ
يردُ علينا ليلة بعد يومها،
فلا نَحنُ ما نَبقى ، ولا الدّهرُ يَنفدُ
لنا أجلٌ، إما تناهى إمامه،
فنحن على آثاره نتوردُ(9/310)
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ
سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ
بدرئهم أغثى دروءَ معاشرِ،
ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ
فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي
فلا يأمرني، بالدنية ، أسودُ
على جبن، إذا كنت، واشتد جانبي
أسام التي أعييت، إذْ أنا أمردُ
فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها،
وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
ومتعسف بالرمح، دونَ صحابهِ،
تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد
فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ
إلى الموت، مطرور الوقيعة ، مذودُ
فما رمته حتى أزحت عويصه،
وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة ،
مدى الدهر، ما دام الحمام يغردُ
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ
ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ، أنكَدُ
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ
فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
ويُعْطَى ، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
إذا ما البجيل الخب أخمدَ ناره،
أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ أوقِدوا
توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا
وموقدها الباري أعف وأحمدُ
كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّة ً
وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ
فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ
ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ
وداع دعاني دعوة ، فأجبته،
وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
رقم القصيدة : 14513
-----------------------------------
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
تَعَسّفْتُهُ بالرّمحِ، والقوْمُ شُهّدي
فخَرّ على حْرّ الجَبينِ بضَرْبَة ٍ
تقط صفاقاً عن حشاً غير مسندِ
فما رمته، حتى تركت عويصه
بَقيّة َ عَرْفٍ، يحفِزُ التُّرْبَ، مِذوَدِ
وحتى ترَكْتُ العائداتِ يَعُدْنَهُ
ينادين لا تبعد، وقلت له: ابعدِ(9/311)
أطافوا بهِ طوفين، ثم مشوا بهِ
إلأى ذات إلجاف، بزخاءَ، وقردِ
ومَرْقَبَة ٍ، دونَ السّماءِ، طِمِرّة ٍ
سَبَقتُ طُلوعَ الشّمسِ منها بمَرْصَدِ
وسادي بها جفن السلاح، وتارة ،
على عدواءِ الجنب، غير موسَّدِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إلا أخلقتْ منك المواعد،
إلا أخلقتْ منك المواعد،
رقم القصيدة : 14514
-----------------------------------
إلا أخلقتْ منك المواعد،
ودونَ الذي أمّلْتَ منها الفَراقِدُ
تمنيننا غدواً، وغيمكم، غداً،
ضَبابٌ، فلا صَحوٌ، ولا الغيمُ جائِدُ
إذا أنتَ أعطيت الغني، ثم تجدْ
بفضل الغنى ، ألفيتَ مالك حامدُ
وماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وجَمعُهُ
إذا كانَ ميراثاً، وواراكَ لاحِدُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
رقم القصيدة : 14515
-----------------------------------
إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
فأقسمت لا أرسو ولا أتمعدُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
رقم القصيدة : 14516
-----------------------------------
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
فَما إنْ تَبينُ، لِصْبْحٍ، عَمودا
أبِيتُ كَئيباً أُراعي النّجومَ
وأرجع، من ساعدي، الحديدا
أرحي فواضلَ ذي بهجة ،
منالناس، يجمع حزماً وجودا
نَمَتْهُ إمامَة ُ والحارِثانِ
حتى تمهل سبقاً جديدا
كسبق الجواد غداة الرهان،
أربى على السن شأراً مديدا
فاجمعْ، فداءٌ لك الولدانِ،
لِما كنتَ فينا، بخَيرٍ، مُريدا
فتَجْمَعُ نُعْمَى على حاتِمٍ
وتُحضِرُها، من مَعَدٍّ، شُهودا
أم الهلك أدنى ، فما إن علمت
عليّ جناحاً، فأخشى الوعيدا
فأحسنْ فلا عار فيما صنعتَ،
تحيي جدوداً، وتبري جدودا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وعاذلة هبت بليل تلومني،
وعاذلة هبت بليل تلومني،
رقم القصيدة : 14517
-----------------------------------(9/312)
وعاذلة هبت بليل تلومني،
وقد غاب عيوق الثريا، فعردا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّة ً
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
أرى المال، عند الممسكين، معبَّدا
ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذل! لا آلوك إلا خليقني،
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّة ً
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تلحين، رأيك مسندا
ألم تعلمي، أني، إذا الضيف نابني،
وعزّ القِرَى ، أقري السديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة ، عارفاً،
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذوَدا
وألفى ، لأعراض العشيرة ، حافظاً
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد،
وما كنتُ، لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله، وأيسروا،
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً، وسابحاً،
وأسمرَ خطياً، وعضباً مهندا
وذالكَ يكفيني من المال كله،
مصوفاً، إذا ما كان عندي متلدا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
رقم القصيدة : 14518
-----------------------------------
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
عقرى ، وأن مجادهم لم يمجد
ها إنّما مُطِرَتْ سَماؤكُمُ دَماً
ورفعتَ رأسَكَ مثلَ رأسِ الأصْيَدِ
ليكون جيراني أكالاً بينكم،
بُخْلاً لِكِنْدِيٍّ، وسَبْيٍ مُزْنِدِ
وابنِ النُّجُودِ، وإنْ غَدا مُتَلاطِماً
وابنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأزْبَدِ
أبلغ بني ثعلٍ بأني لم أكن،
أبداً، لأفعَلَها، طِوالَ المُسْنَدِ
لا جِئْتُهُمْ فَلاًّ، وأتْرُكَ صُحْبَتي
نهباً، ولم تغدر بقائمه يدي
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،(9/313)
أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
رقم القصيدة : 14519
-----------------------------------
أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
وبا ابنة َ ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوردِ
إذا ما صنعت الزاد، فالتمسي لهُ
إكيلاً، فإني لست آكلهُ وحدي
أخا طارقاً، أو جار بيتٍ، فإنني
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً
وما فيّ، إلاّ تلكَ،من شيمة ِ العَبدِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
رقم القصيدة : 14520
-----------------------------------
وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
ونفسك، حتى ضر نفسك جودها
فقلتُ دَعيني، إنّما تِلكَ عادَتي
لكل كريمٍ عادة يستعدها
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
رقم القصيدة : 14521
-----------------------------------
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
بسيف اللوى بين عموران فالغمر
بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَة ٍ
إلى دارِ ذاتِ الهَضْبِ، فالبُرُفِ الحُمرِ
إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ، فثَرْمَدٍ
فبَلْدَة ِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِو
وما أهلُ طودٍ، مكفهرٍ حصونه،
منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ
وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ
وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر
تنوطُ لنا حب الحياة نفوسنا،
شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري
أماوي! إما مت، فاسعي بنطفة ٍ
من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي
فلو أن عين الخمر في رأس شارفٍ،
من الأسد، وردٍ، لأعتجلنا على الخمر
ولا آخذُ المولى لسوءٍ بلائه،
وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ
متى يأتِ، يوماً، وارثي يبتغي الغنى ،
يجد جمع كف، غير ملء، ولا صفر
يجدْ فرساً مثل العنان، وصارماً
حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالهَبرِ
وأسمر خطياً، كأن كعوبهُ(9/314)
نوى القسب، قدراً أرمى ذراعاً على العشر
وإنّي لأستَحيي منَ الأرْضِ أنْ أرَى
بها النّابَ تَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ
وعشتُ مع الأقوام بالفقر والغنى ،
سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
رقم القصيدة : 14522
-----------------------------------
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا
فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا
وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا
فيا راكبيْ عليا جديلة ، إنما
تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ
أراهُ، وقد أعطى الظُّلامة َ، أوجَرَا
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا
وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارة ٍ
بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا
حصانين سيالين جوذاً وأشقرا
لشعبٌ من الريان أملك بابه،
أنادي به آلَ الكبير وجعفرا
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ
إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً
أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا
تغيرت، إني غير آتٍ لريبة ٍ،
ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها،
ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها
تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي،
إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي
إذا ما المطيّ، بالفلاة ، تضورا
وإني لوهاب قطوعي وناقتي،
إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى
أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا
أخو الحرب، إن عضت به الحرب عضها(9/315)
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ
مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا
فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ
لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملة ٌ
وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
رقم القصيدة : 14523
-----------------------------------
ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
وما بي أنْ أزُنّكُمُ بغَدْرِ
فمَنْ لم يُوفِ بالجيرانِ، قِدْماً
فقد أوفت معاوية بن بكرِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أماوي! قد طال التجنب والهجر،
أماوي! قد طال التجنب والهجر،
رقم القصيدة : 14524
-----------------------------------
أماوي! قد طال التجنب والهجر،
وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح،
ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ،
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين،
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ،
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم،
لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم،
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني،
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني، رب واحد أمه
أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ،
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ(9/316)
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ،
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
رقم القصيدة : 14525
-----------------------------------
صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ
ووشتْ وشاة بيننا، وتقاذفت
نوى غربة ٍ، من بعد طول التجاورِ
وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى
على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِ
فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ
ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ
وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ
شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ
ليشقى به عرقوب كوماءؤَ جبلة ٍ
عَقيلَة ِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ
فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي
فريقان منهم:بين شاوٍ وقادرِ
شآمِيَة ٌ، لم يُتّخَذْ لَهُ حاسِرُ
الطبيخ، ولا ذمُّ الخليط المجاورِ
يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ
رؤوس القطا الكدر، الدقاق الحناجرِ
كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها
إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ
إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمة ً
ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ
كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ
رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ
ألاليت أن الموت كان حمامه،
لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ حابِرِ
ليالي يدعوني الهوى ،فاجيبه،
حثيثاً، ولا أرعي إلى قول زاجرِ
ودويَّة ٍ قفرٍ، تعاوى سباعها،
عواء اليتامى من حذار التراترِ(9/317)
قطعتُ بمرداة ٍ، كأن نسوعها،
تشدعلى قرمٍ، علندى ،مخاطرِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
رقم القصيدة : 14526
-----------------------------------
إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
هاتي، فحلي في بني بدرِ
جاورتهم زمن الفساد، فنعمَ
الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِ
فسقيتُ بالماء النمير، ولم
أترك أواطس حمأة الجفرِ
ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم
يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ
الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ
الطاعنين، وخيلهم تجري
والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ
وذوى الغني منهم بذي الفقرِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
رقم القصيدة : 14527
-----------------------------------
ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ
ولكنني، مما أصاب عشيرتي
وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ
ليالي نمسي بين جوٍ ومسطحٍ
نشاوى ، لنا من كل سائمة ٍ جزرْ
فيا لَيتَ خيرَ الناسِ، حيّاً ومَيّتاً
يقول لنا خيراً، ويمضي الذي إئتمرْ
فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا
على وقعات الدهر، من قبلها، صبرْ
سقى الله، رب الناس، سحاً وديمة ٍ
جَنُوبَ السَّراة ِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ
بلادَ امرىء ٍ، لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ
له المشرب الصافي، وليس له الكدرْ
تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادة ً
وجرأة معداه، إذا نازح بكرْ
فأبشرْ، وقرَّ العين منك، فإنني
أجيء كريماً، ولا ضعيفاً ولا حصرْ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
رقم القصيدة : 14528
-----------------------------------
أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
والصهو، زوجها عامرُ
وقد زوجوها، وقد عنستْ،
وقد أيْقَنُوا أنّها عاقِرُ
فإنْ يك أمر بأعجازها،
فإني، على صدورها، حاجرُ(9/318)
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
رقم القصيدة : 14529
-----------------------------------
أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
والرّيحَ، يا مُوقِدُ، رِيحٌ صِرُّ
عَسَى يَرَى نارَكَ مَنْ يَمُرُّ
إنْ جَلَبَتْ ضَيْفاً، فأنْتَ حُرُّ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
رقم القصيدة : 14530
-----------------------------------
ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
كما يعارض ماء الأبطح الجاري
ألا أُعانُ، على جودي، بمَيسَرَة ٍ
فلا يرد ندى كفيَّ إقتاري
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
رقم القصيدة : 14531
-----------------------------------
عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
فأحرزوهُ، بلا غُرْمٍ ولا عارِ
إنّ بني عبد ود كلما وقعت
إحْدَى الهَناتِ، أتَوْها غيرَ أغْمارِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
رقم القصيدة : 14532
-----------------------------------
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
فإنّكَ أنتَ المرْءُ بالخيرِ أجدَرُ
رَأيتُكَ أدْنَى النّاسِ منّا قَرابَة ً
وغيرَكَ منهُمْ كنتُ أحيُو وأنصُرُ
إذا ما أتَى يَوْمٌ يُفَرّقُ بَيْنَنا
بموت، فكن يا وهم ذو يتأخرُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
رقم القصيدة : 14533
-----------------------------------
ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
حذار غد، أحجى بأن لا يضيرها
إذا النّجم أضْحى ، مغربَ الشمس، مائلاً
ولم يك، بالآفاق، بون ينيرها
إذا ما السماء، لم تكن غير حلبة ،
كجِدّة ِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
إذا أعلمت، بعد السرار،امورها(9/319)
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ
وألوت، بأطناب البيوت، صدورها
وإنا نهين المال، في غير ظنة ،
وما يشتكينا، في السنين، ضريرها
إذا ما بخيل الناس هرت كلابه،
وشق، على الضيف الضعيف، عقورها
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
أجود، إذا مالالنفس شح ضميرها
وإن كلابي قد أهرت وعودت،
قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
وما تستكى قدري، إذا الناس امحلت
أوثقها طوراً، وطوراً اميرها
وأبرزُ قدري بالفضاء، قليلها
يرى غير مضمون به، وكثيرها
وإبلي رهن أن يكون كريمها
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
وليس على ناري حجاب يكنها
لمستوبص ليلاً، ولكن أنيرها
فلا، وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
وما تستكيني جارتي، غير أنها،
إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها
سيبلغها خيري، ويرجع بعلها
إليها، ولم يقصر، عليَّ ستورها
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
وغمرة ٍ وموت ليس فيها هوادة ،
يكون صدور المشرفي جسورها
صَبرْنا لها في نَهْكِها ومُصابِها
بأسيافنا، حتى يبوخ سعيرها
وعَرْجَلَة ٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
بنوا الجن، لم تطبخ، بقدر، جزورها
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَة ُ، انّنا
بنو الحرب نصلاها، إذا اشتد نورها
على مُهرَة ٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
أمين شظاها، مطمئن نسورها
وأقسمت، لاأعطي مليكاً ظلامة ،
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَة ٌ ثُعْلِيّة ٌ
كريم غناها، مستعفف فقيرها
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتية ٍ
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
رقم القصيدة : 14534
-----------------------------------
ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
ذُلاًّ، وقد علِمتْ، بذلك، سِنْبِسُ(9/320)
حاشا بني عمرو بن سنبس، إنهمْ
مَنَعُوا ذِمارَ أبيهِمِ، أنْ يَدْنَسوا
وتَواعَدوا وِرْدَ القُرَيّة ِ، غُدْوَة ً
وحَلَفْتُ باللَّهِ العَزيزِ لنُحْبَسُ
والله يعلم لو أنى بسلافهمْ
طَرْفُ الجريضِ، لظلّ يوْمٌ مُشكِسُ
كالنّارِ والشّمسِ التي قالَتْ لها:
بيَدِ اللُّوَيمِسِ، عالِماً ما يَلْمِسُ
لا تَطْعَمَنّ الماءَ إنْ أوْرَدْتَهُمْ
لتمام طميكم، ففوزوا واحبسوا
أو ذو الحصين، وفارس ذو مرة ،
بكَتيبَة ٍ، مَنْ يُدْرِكُوهُ يَغرِسُ
وموطأ الأكتاف، غير ملعن،
في الحي مشاءٌ إليه المجلسُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
رقم القصيدة : 14535
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
ذمار أبيهم، فيمن يضيعُ
بَنُوا جِنّيّة وَلَدَتْ سُيُوفاً
صوارم، كلها ذكر صنيعُ
وجارتهم حصان ما تزنى ،
وطاعمة الشتاء، فما تجوعُ
شرى وُدّي وتَكرِمَتي جَميعاً
لآخِرِ غالِبٍ، أبَداً، رَبيعُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
رقم القصيدة : 14536
-----------------------------------
وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
مكان يدي، في جانب الزاد، أقرعا
أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ
إذا نحن أهوينا، وحاجاتنا معا
وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ
وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا
أبِيتُ خَميصَ البطنِ، مُضْطمِرَ الحشَى
حياء، أخاف الذم أن أتضلعا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
رقم القصيدة : 14537
-----------------------------------
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ
إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ(9/321)
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
رقم القصيدة : 14538
-----------------------------------
أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
تسائله إذ ليس بالدار موقفُ
تَبَغّ ابنَ عَمِّ الصِّدقِ، حيثُ لقِيتَهُ
فإنّ ابنَ عَمّ السَّوءِ، إنْ سَرَّ يُخلفُ
إذا مات منا سيد قام بعدهُ
نظير له، يغني غناه ويخلفُ
وإني لأَقْري الضَّيفَ، قبلَ سؤالِهِ
وأطعن قدماً، والأسنة ترعفُ
وإني لأخزى أن ترى بي بطنة ،
وجارات بيتي طاويات، ونحفُ
وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي
إذا حرك الأطناب نكباء حرجفُ
وإني أرمي بالعداوة أهلها،
وإنّيَ بالأعداءِ لا أتَنَكّفُ
وإنّي لأُعْطي سائلي، ولَرُبّما
أُكلَّفُ ما لا أستَطيعُ، فأكلَفُ
وإنّي لمَذْمومٌ، إذا قيلَ حاتِمٌ
نبا نبوة ، إن الكريم يعنفُ
سآبى ، وتَأبَى بي أُصُولٌ كريمَة ٌ
وآباء صدق، بالمودة ، شرِّفوا
وأجعل مالي دون عرضي، إنني
كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وأُتْلِفُ
وأغْفِرُ، إنْ زَلّتْ بمَوْلايَ نَعْلَة ٌ
ولا خير في المولى ، وإذا كان يقرفُ
سأنصره، إن كان للحق نابعاً،
وإنْ جارَ لم يَكْثُرْ عليّ التّعَطّفُ
وإن ظلموه قمت بالسيف دونه
لأنصره، إن الضيف الضعيف يؤنَّفُ
وإنّي، وإنْ طالَ الثّواءُ، لَمَيّتٌ
ويَعْطِمُني، ماوِيَّ، بيتٌ مُسقَّفُ
وإنّي لَمَجْزِيٌّ بِما أنا كاسِبٌ
وكل امرئ رهن بما هو متلفُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
رقم القصيدة : 14539
-----------------------------------
قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
وما يَنْبَحُ الكَلْبُ أضْيافِيَهْ
وإنْ لم أجِدْ لِنَزيلي قِرًى
قَطَعْتُ لهُ بعضَ أطرافِيَهْ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
رقم القصيدة : 14540
-----------------------------------(9/322)
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
ولا تقولي، لشيء فات، ما فعلا؟
ولا تقولي لمال، كنت مهلكه،
مهلاً، وإن كنت أعطي الجن والخبلا
يرى البخيل سيل المال واحدة ،
إن الجواد يرى ، في ماله، سيلا
إن البخيلَ، إذا ما مات، يتبعه
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا
فاصدقْ حديثك، إن المرء يتبعه
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ
كما يراهم، فلا يقرى ، إذا نزلا
لا تعذليني على مال وصلت بهِ
رحماً، وخير سبيل المال ما وصلا
يَسعى الفتى ، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ
وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى ، الأجَلا
إني لأعلم أني سوف يدركني
يومي، أصبح، عن دنياي، مشتغلا
فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكة ٍ
لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا
أبلغْ بني ثعل عني مغلغلة ،
جهد الرسالة لا محكاً، ولا بطلا
أغزوا بني ثعل، فالغزو حظكم،
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا
ويهاً فداؤكم أمي وما ولدتْ،
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا
إذْ غاب مبن غاب عنهم من عشيرتنا،
وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَة ٍ
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَة ٍ
عَفَّ الخليقة ِ، لا نِكْساً ولا وكِلا
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
رقم القصيدة : 14541
-----------------------------------
وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وردك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله،
من الناس، إلا كلُّ ذي نيقة مثلي
ولي نيقة في المجد والبذل لم تكنْ
تألفها، فيما مضى ، أحدٌ قبلي
وأجعلُ مالي دون عرضي، جنة ً
لنفسي، فاستغني بما كان من فضلي
ولي، معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلة ٌ
إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل
وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ
وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي(9/323)
شيكفي ابنتاي المجد، سعد بن حشرج،
أحمل عنكم كل ما حل من أزلي
وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّة ً
فيذكرها، إستمال إلى البخل
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
رقم القصيدة : 14542
-----------------------------------
لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
من الليل، إلا بالهدية تحملُ
ولا يُلْطَمُ ابنُ العَمّ، وَسطَ بيوتِنا
ولا نتَصَبّى عِرْسَهُ، حين يَغْفُلُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
رقم القصيدة : 14543
-----------------------------------
أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
وغَدْراً بحَيٍّ ما يقولُ مُواسِلُ
هما سألاني ما فعلت، وإنني
كذلك، عما أحدثا، وأنا سائلُ
فقلتُ: ألا كَيفَ الزّمانُ علَيكُما؟
فقالا: بخير، كلُّ أرضك سائلُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
رقم القصيدة : 14544
-----------------------------------
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
تُدَقّ لك الأفحاءُ في كلّ منزِلِ
فإن نزيعَ الجفر يذهب عيمتي،
وأبلغ بالمخشوب، غير المفلفلِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
رقم القصيدة : 14545
-----------------------------------
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
كخطك، في رق، كتاباً منمنما
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها
شُهُوراً، وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما
دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه،
وغيرت الأيام ما كان معلما
وغيرها طول التقادم والبلى ،
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجة ٍ
وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما
ونحراً كفى نور الجبين، يزينه(9/324)
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا
كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة
من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَة ً
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّة ِ، مرّة ً
تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا
وعاذلتين هبتا، بعد هجعة ،
تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّة ً
فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما
ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ
ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ
عليك، فلن تلفي لك، الدهر، مكرما
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ
إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا
ولا تشقين فيه، فيسعد وارثٌ
بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَة ً
وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ
إذا ساق مما كنت تجمع مغنما
تحملْ عن الذنين، واستبق ودهمُ
ولن تستطع الحلم حتى تحلما
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَة ِ بالأنَا
وكفّ الأذى ، يُحسَم لك الداء مَحسما
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجة ٌ
إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا
إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا
وذو اللب والتقوى حقيق، إذا رأى
ذو طبع الأخلاق، أن يتكرَّما
فجاورْ كريماً، واقتدح من زنادهِ
وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا
وعوراء، قد أعرضت عنها، فلم يضرْ
وذي أودٍ قومته، فتقوما
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ
وأصفح من شتم اللئيم، تكرَّما
ولا أخذِلُ الموْلى ، وإن كان خاذِلاً
ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما(9/325)
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً
وإن كان ذا نقص من المال مصرما
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ
إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى
إذا هو لم يركب، من الأمر، معظما
يرى الخمص تعذيباً، وإن يلق شبعة ً
يبت قلبه، من قلة الهم، مبهما
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ
من العيش، أن يلقى لبوساً ومطعما
يَنامُ الضّحى ، حتى إذا ليلُهُ استوَى
تنبه مثلوج الفؤاد، مورَّما
مقيماً مع المشرين، ليس ببارحٍ،
إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا
ولله صعلوك يساور همُّه،
ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما
فتى طلباتٍ، لا يرى الخمص ترحة ً
ولا شَبعَة ً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ،
تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا
ترى رمحه، ونبله، ومجنه،
وذا شطب، عضب الضريبة ، مخذما
وأحناء سرج فاتر، ولجامهُ،
عتاد فتى هيجاً، وطرفاً مسوَّما
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
رقم القصيدة : 14546
-----------------------------------
وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
إذا أرْمَلُوا لم يُولَعُوا بالتّلاوُمِ
سريتْ بهم، حتى تكل مطيُّهمْ،
وحتى تَراهُمْ فَوْقَ أغْبَرَ طاسِمِ
وإنيّ أذين أن يقولوا: مزايل
بأي، يقول القوم، أصحاب حاتمِ
فإمّا تصيب النفس أكبر همهّا،
وإما أبشركمْ بأشعث غانمِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
رقم القصيدة : 14547
-----------------------------------
كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
دمَ الجوف، إذْ كلُّ الفصاد وخيمُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
رقم القصيدة : 14548
-----------------------------------
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
ويحيي العظام البيض، وهي رميمُ(9/326)
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى ،
مخافة ، يوماً، أن يقال لئيمُ
وما كان بي ما كان، والليل ملبسٌ،
رواق له، فوق الإكام، بهيمُ
ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتي
وقد آبَ نَجمٌ، واسْتَقَلّ نُجُومُ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
رقم القصيدة : 14549
-----------------------------------
تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
فلا تيأسنْ ذو قومه أن يغنَّما
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
رقم القصيدة : 14550
-----------------------------------
لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
عليّ، إذا ما تَطْبُخينَ، حَرامُ
ولكِنْ بهَذاكَ اليَفاعِ، فأوْقِدي
بجَزْلٍ، إذا أوْقَدْتِ، لا بضِرامِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
رقم القصيدة : 14551
-----------------------------------
وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
هَواءٌ، فما مَتّ المُخاطَ عن العَظمِ
ولكِنّما لاقاهُ سَيفُ ابنِ عَمّهِ
فأبَّ، ومر اليف منه على الخطمِ
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
رقم القصيدة : 14552
-----------------------------------
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
وما أنا مُخْلِفٌ مَنْ يَرْتَجيني
سأمْنَحُهُ على العِلاّتِ، حتى
أرى ، ماوِيّ، أن لا يَشتَكيني
وكامة ِ حاسد، من غير جرم،
سَمِعتُ، وقلتُ مرّي، فانقِذيني
وعابُوها عليّ، فلَمْ تَعِبْني
ولم يَعْرَقْ لها، يَوْماً، جَبيني
وذي وجهين، يلقاني طليقاً،
وليسَ، إذا تَغَيّبَ، يَأتَسيني
نظراتُ بعينه، فككففت عنهُ،
محافظة على حسبي وديني
فلُوميني، إذا لم أقْرِ ضَيْفاً
وأُكْرِمْ مُكْرِمي، وأُهِنْ مُهيني(9/327)
العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
رقم القصيدة : 14553
-----------------------------------
ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
ولا أداني له ماليس بالداني
لهُ المؤاساة عندي، إن تأوبني،
وكلُّ زادٍ، وإنْ أبْقَيْتُهُ، فاني
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> نشيد الجبار ( هكذا عنى بروميثيوس )
نشيد الجبار ( هكذا عنى بروميثيوس )
رقم القصيدة : 14554
-----------------------------------
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي
يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني
عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي
موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
"فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ
سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ"
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا،
وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
"ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً
بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ،
وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ
رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ"
"سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنِّما بغنائي"
"أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ
في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ"
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي
فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ"
"إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي
أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ"(9/328)
"وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ
إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ"
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى
عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي"
"وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي
قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ
عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ"
"لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ
وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا
هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً
فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما
وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ
وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي
والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
"فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا
يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي"
"وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى
بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ"
"ورأيتموني طائراً، مترنِّماً
فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
"فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا
خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ.."
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا
عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ"
"وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي
وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي"
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم
والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه
لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
رقم القصيدة : 14555
-----------------------------------
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي
وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي(9/329)
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي
وحياته ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي
في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ
ـطغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ
نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ
ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:
مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
رقم القصيدة : 14556
-----------------------------------
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
وما أ، تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها
وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها
بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ
وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ
وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟
وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ
وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا
شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه
وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا
فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ
ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ
وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ(9/330)
رقم القصيدة : 14557
-----------------------------------
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي
فَقَالَتْ: "تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ"
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:
"تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عغفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ
عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
رقم القصيدة : 14558
-----------------------------------
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى
والروضُ يسكنه بنو الأرباب
"والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي
لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ"
"وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ
ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ"
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!
حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!"
الكونُ مُصغٍ، ياكوكبُ، خاشعٌ
طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً
فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا
وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً
في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
رقم القصيدة : 14559
-----------------------------------
كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ
يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ
ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ
والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه
قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ
والكون من مظهرِ الحياة كأنما
هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ
والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً(9/331)
للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ
شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ
سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه
ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ
وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه
سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ
بُغتَ الشقيُّ، فصاح في هزل القضا
متلفِّتاً للصائل المُنتابِ
وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً:
"ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟"
لاشيءِ، وإلا أنني متعزلٌ
بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي
"أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً
وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي"
"أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!
أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟"
"لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا
رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!"
"وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ
عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!"
ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها
حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ
"أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ
والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي"
"لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى
وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب"
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ
وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:
"يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني
أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ التلاّبِ"
والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى
جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ
فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها
شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي"
أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى
ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي"
وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ
فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ"
"وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها
يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ"
"فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً،
قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ
أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي
فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي"
وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً
في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي
"وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي
وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟(9/332)
إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً
في روحي الباقي على الأحقابِ..
فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه
أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي"
فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى
والموتُ يخنقه: "إليكَ جوابي":
لا أرى للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ،
الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ
"فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها
وارحم جلالَكَ منت سماع خطابي"
وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً
عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
رقم القصيدة : 14560
-----------------------------------
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما
يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا
وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم
جَهلاً وعاشُوا عِشية َ الأَغرابِ
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا
وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى
وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ
مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها
وتحرَّوا كتحرُّكِ الأنصابِ
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا
إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً
يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ
بلْ في اليرابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى
تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ
ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى
نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه
هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ
قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره(9/333)
في فهمِ ألفاظٍ، ودرسٍ كيابٍ
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى
كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ
دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ
ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ!
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
رقم القصيدة : 14561
-----------------------------------
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ!
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ
بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ
حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي
بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،
من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ
في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ
في صدرك الرّكود، الرحيب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني
رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً،
تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ
فتبكي، بلوعوٍ ونحيبِ
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً
وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو
جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ
ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ
ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور
طفلاً، بصدركَ الغربيب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في
نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ
بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ!
ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ
وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ(9/334)
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ،
بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا
بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ
ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ
نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ
مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ
لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ!
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر
ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو
بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً
لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما
قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي
لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ
نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي
قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ
ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي...
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً
أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو
لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟
حلِ لُجِّ الأَسَى ،
ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ
قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو
دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ
ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا
نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ:
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ
مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى
في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا(9/335)
مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ
ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!"
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ
باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ
ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا
ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ
ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ
ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا
مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي
وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ
لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ
ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ
ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ
ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ..
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
رقم القصيدة : 14562
-----------------------------------
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ
عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى
ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها
وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ
على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
رقم القصيدة : 14563
-----------------------------------
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،(9/336)
أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ،
قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ،
مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسُ روحَهُ قميصَ اضطهادٍ
فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ
هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ
رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا
واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ
الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي
قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ
ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي
فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي
صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
رقم القصيدة : 14564
-----------------------------------
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ
كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ
بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،
فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا
من الورد غضّة ٍ أملُود
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ
في نشوة الشباب السعيدِ
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه
وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،
في ذلك القرارِ البعيدِ..؟(9/337)
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ
تشدوُ بساحر التغريدِ
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ
في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل
ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،
وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ
رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ
قاتل رغمَ حسنه المشهودِ
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ
وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ
سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،
ويشقي بعِيشة المنكودِ
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،
ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ
الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
رقم القصيدة : 14565
-----------------------------------
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ!
خلق البلبل الجميل ليشدوا
وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا
ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ
موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى
إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا
خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ
شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي
عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام
عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ
تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا
شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ
ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ(9/338)
فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ
عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،
وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب
ما بين غَامضٍ وَشَديدِ
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ
اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً
رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ
ويقضي على بهاءِ الوُجودِ
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،
مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
رقم القصيدة : 14566
-----------------------------------
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
نامَ، أو حامَ على هذا الوجود
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى
وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ
وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى
وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ،
وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ
وثلوجٍ، وضباب عابرٍ،
وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى
وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ
كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً
غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ
يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ
ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى
ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا
ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ
ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى
والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي
ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ
ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ
خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي
صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
رقم القصيدة : 14567
-----------------------------------
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي(9/339)
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ
بينَ الصنوبّر الميّادِ
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ
نفسي عن استماعِ فؤادي
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي
لحديثِ الآزال والآبادِ
وأغنيّ مع البلاد البلابل في الغابِ،
وأصغيِ إلى خرير الوادي
وَأُناجي النُّومَ والفجرَ، والأَطيارَ
والنّهرَ، والضّياءَ الهادي
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها
بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي
لا أغنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي
فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمالِ!
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي
من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس،
بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي
فهو من معدنِ السّخافة والإفك
ومن ذلك الهُراء العادي
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ
وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي
وأدعُو لمجدها وأنادي
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> صلوات في هيكل الحب
صلوات في هيكل الحب
رقم القصيدة : 14568
-----------------------------------
عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ
كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ
كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ
وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ
ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ
دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ "فينيسُ"
تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ
لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ
للْعالم التعيسِ العميدِ!
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر
ضِ ليُحييِ روحَ السَّلامِ العهيدِ!
أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ
عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجودِ
فيكِ ما فيه من غموضٍ وعُمقٍ
وجمالٍ مُقَدِّسٍ معبودِ
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ
تجلّى لقلبيَ المعمودِ
فأراه الحياة َ في مونِق الحسن(9/340)
وجلّى له خفايا الخلودِ
أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ
الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر،
ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ
كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين
بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ
رُ في حقل عمريَ المجرودِ
وأنتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ
وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد
ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ
وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
ما تلاشى في عهديَ المجدودِ
من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ،
إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ
والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي
بعد أن عانقتُ كآبة ُ أيَّامي
فؤادي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة ُ الأناشيد، غناكِ
إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ
وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ
وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً
قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ
وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ
الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ
فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ
عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيدِ:
خطواتٌ، سكرانة ُ بالأناشيد،
وصوتٌ، كرجْع ناي بعيدِ
وَقوامٌ، يَكَادُ يَنْطُقُ بالألحان
في كلِّ وقفة ٍ وقعودِ
كلُّ شيءٍ موقَعٌ فيكِ، حتّى
لَفْتَة ُ الجيد، واهتزازُ النهودِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في قدْسها
السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في رقَّة ِ
الفجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ً كلَّ أوانٍ
في رُواءِ من الشباب جديدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ فيكِ وفي عينَيْـ
وفي عيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدُودِ
أنتِ دنيا من الأناشيد والأحْلام
والسِّحْرِ والخيال المديدِ
أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ
وفوْقَ النُّهَى وفوقَ الحُدودِ
أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي،
وربيعي، ونَشْوَتِي، وَخُلودي
يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْدي
من رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ(9/341)
فدَعيني أعيشُ في ظِلّك العذْبِ
وفي قرْب حُسْنك المشهودِ
عيشة ً للجمال والفنّ والإلهام
والطُّهرْ، والسّنَى ، والسّجودِ
عيشة َ النَّاسِكِ البُتولِ يُنَاجي الرّ
بَّ في نشوَة ِ الذُّهول الشديدِ
وامنَحيني السّلامَ والفرحَ الرّو
حيَّ يا ضَوْءَ فجْريَ المنشودِ
وارحَميني، فقدْ تهدَّمتُ في كو
نٍ من اليأس والظلام مَشيدِ
أَنقذِيني من الأَسى ، فلقد أَمْسيـ
أَمْسَيتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
في شِعَابِ الزَّمان والموت أمشي
تحت عبءِ الحياة جَمَّ القيودِ
وأماشي الورَى ونفسيَ كالقبرِ،
ـرِ، وقلبي كالعالم المهدودِ
ظُلْمَة ٌ، ما لها ختامٌ، وهولٌ
شائعٌ في شكونا الممدودِ
وإذا ما اسْتخفّني عَبَثُ النَّاس
تبسَّمتُ في أسَى ً وجُمُودِ
بسمة ً مُرَّة ً، كأنِّيَ أستلُّ
من الشَّوْك ذابلاتِ الورودِ
وانْفخي في مَشَاعِري مَرَحَ الدُّنيا
وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحَرارَة ، عَلَّي
أتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
وأبثُّ الوُجودَ أنْغامَ قلبٍ
بُلْبُليٍّ، مُكَبَّلٍ بالحديدِ
فالصباحُ الجميلُ يُنعشُ بالدِّفءْ
حياة َ المحطَّمِ المكدودِ
أَنقذيني، فقد سئمتُ ظلامي!
أَنقذيني، فقد مللتُ ركودي
آهِ يا زَهرتي الجميلة ُ لو تَدْرِين
ما جَدَّ في فؤادي الوَحِيدِ
في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أكوانٌ
من السحر ذات حسن فريد
وشموسٌ وضَّاءة ٌ ونجومٌ
تَنْثُرُ النُّورَ في فَضَاءٍ مديدِ
وربيعٌ كأنّه حُلُمُ الشّاعرِ
في سَكرة الشّباب السعيدِ
ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي
ولا ثورة َ الخَريفِ العتيدِ
وَطُيورٌ سِحْرِيَّة ٌ تتناغَى
بأناشيدَ حلوة ِ التغريدِ
وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ
أو طلعة ُ الصباحِ الوليدِ
وغيومٌ رقيقة تَتَادَى
كأَباديدَ من نُثَارِ الورودِ
وحياة ٌ شعريَّة ٌ هي عندي
صورة ٌ من حياة ِ أهلِ الخلودِ
كلُّ هذا يشيدهُ سحرُ عينيكِ
وإلهامُ حسْنكِ المعبودِ
وحرامٌ عليكِ أن تَهْدمي ما(9/342)
شَادهُ الحُسْنُ في الفؤاد العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسْحَقي آمـ
ـالَ نفسٍ تصْبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَا
في حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ
فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ
إذا كانَ في جَلالِ السّجودِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
رقم القصيدة : 14569
-----------------------------------
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
فَرَقّتْ بينَ الصُّخُورِ بِجُهْدِ
وَتَغَشَّانيَ الضَّبَابُ..، فأورقتُ
وأزهرتُ للعواضف، وحْدي
وتمايلتُ في الظَّلام، وعطَّرتُ
فضاءَ الأَسى بأنفاس وردي
وبمجد الحياة ِ، والشوقِ غّنَّيْتُ..،
فلم تفهم الأعَاصيرُ قصدي
وَرَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ،
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدِي
ومَضتْ بالشَّذى فَقُلْتُ: "ستبني
في مروجِ السّماءِ بالعِطْر مَجْدي"
وَتَغَزَلْتُ بالرَّبيعِ، وبالفجرِ
فماذا ستفعلّ الرّيحُ بَعدِي؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
رقم القصيدة : 14570
-----------------------------------
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ
فافهمي النَاسَ..، إنما النّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ
وعِيشيي في ظهرك المحمودِ
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ،
كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ
كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ
وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ
صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ(9/343)
وبنو الأرض كالقرود،وما أضـ
أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ!
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِ
ي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ
ولكن لتُعبدي من بعيدِ...
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
رقم القصيدة : 14571
-----------------------------------
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
ويخبو توهُّجُ تلكَ الخدودْ
وتذوي وُرَيْداتُ تلك الشِّفاهِ؟
وتهوِي إلى التُّرْبِ تلكَ النُّهودْ؟
وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ
وينحلُّ صَدْرٌ، بديعٌ، وَجِيدْ
وتربدُّ تلكَ الوحوهُ الصًّباحُ
وكلٌّ ـ إذا ما سألنا الحياة ـ
ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ
أنيقُ الغدائر، جعدٌ، مديدْ
ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ
هباءً، حقيراً، وتُرْباً، زهيدْ
وينجابُ سِحْرُ الغَرامِ القويِّ
وسُكرُ الشَّبابِ، الغريرِ، السّعيدْ
أتُطوَى سماواتُ هذا الوجودِ؟
ويذهبُ هذا الفَضاءُ البعيدْ؟
وتَهلِكُ تلكَ النُّجومُ القُدامى ؟
ويهرمُ هذا الزّمانُ العَهيدْ؟
ويقضِي صَباحُ الحياة ِ البديعُ؟
وليلُ الوجودِ، الرّهيبُ، العَتيدْ؟
وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ؟
وبدرٌ يضيءُ، وغَيمٌ يجودْ؟
وضوءٌ، يُرَصِّع موجَ الغديرِ؟
وسِحْرٌ، يطرِّزُ تلكَ البُرودْ؟
جليلاً، رهيباً، غريباً، وَحيدْ
يضجُّ، ويدوي دويَّ الرّعودْ؟
وريحٌ، تمرُّ مرورَ المَلاكِ،
وتخطو إلى الغاب خَطَوَ الوليدْ؟
وعاصفة ٌ من بناتِ الجحيم،
كأنَّ صداها زئير الأسودْ
تَعجُّ، فَتَدْوِي حنايا الجبال
وتمشي، فتهوي صُخورُ النُّجودْ؟
وطيرٌ، تغنِّي خِلالَ الغُصونِ،
وتهتف ُللفجر بين الورود؟
وزهرٌ، ينمِّقُ تلك التلال
وَيَنْهَل من كلِّ ضَوءٍ جَدِيدْ؟
ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ
ونفحُ الشباب، الحَييّ، السعيد
أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفَناءِ
ليلهُو بها الموتُ خَلْفَ الوجودْ..
وَيَنْثُرَهَا في الفراغِ المُخِيفِ(9/344)
كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرود
فينضبُ يمُّ الحياة ِ، الخضيمُّ
ويَخمدُ روحُ الربيع، الولود
فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ
ولا تُنبِتُ الأرضُ غضَّ الورود
كبيرٌ على النَّفسِ هذا العَفَاءُ!
وصعبٌ على القلب هذا الهموذ!
وماذا على الَقدَر المستمرِّ
لو استمرَأَ الّناسُ طعمَ الخلود
ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط
ولم يفُجعَوا في الحبيبِ الودود
ولم يَسلكوا للخلمودِ المرجَّى
سبيلَ الرّدى ، وظَلامَ اللّحودْ
فَدَامَ الشَّبابُ، وَسِحْرُ الغرامِ،
وفنُّ الربيعِ، ولطفُ الورُودْ
وعاش الورى في سَلامٍ، أمينٍ
وعيشٍ، غضيرٍ، رخيٍّ، رَغيد؟
ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ
يَلَذُّ له نوْحُنا، كالنّشيد
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
رقم القصيدة : 14572
-----------------------------------
تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
ولو دُمْتَ حيَّا سَئمتَ الخلودْ
وَعِشْتَ على الأرضِ مثل الجبال
جليلاً، غريباً، وَحيد
فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة
ولم تصطبحْ منْ رحيقِ الوُجود
ولم تدرِ ما فتنة ُ الكائناتِ
وما سحْرُ ذاكَ الربيعِ الوَليد
وما نشوة ُ الحبّ عندَ المحبِّ
وما صرخة ُ القلبِ عندَ الصّدودْ
ولم تفتكرْ بالغدِ المسترابِ
ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ
وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ
من الكون-وهو المقيمُ العهيد-؟
وماذا يودُّ وماذا يخافُ
من الكونِ-وهو المقيمُ الأبيد-؟
تأمَّلْ..، فإنّ نِظامَ الحياة ِ
نظامُ، دقيقٌ، بديعٌ، فريد
فما حبَّبَ العيشَ إلاّ الفناءُ
ولا زانَهُ غيرُ خوْفِ اللحُود
ولولا شقاءُ الحياة ِ الأليمِ
لما أدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ
ومن لم يرُعْه قطوبُ الديَاجيرِ
لَمْ يغتبطْ بالصّباح الجديدْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
رقم القصيدة : 14573(9/345)
-----------------------------------
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ
فأيُّ غَناءٍ لهذي الحياة
وهذا الصراعِ، العنيفِ، الّشديد
وذاك الجمال الذي لا يُملُّ
وتلك الأغاني،وذاكَ الّنشيد
وهذا الظلامِ، وذاك الضياءِ
وتلكَ النّجومِ، وهذا الصَّعيد
لماذا نمرّ بوادِي الزمان
سِراعاً، ولكنّنا لا نَعُود؟
فنشرب من كلّ نبع شراباً
ومنهُ الرفيعُ، ومنه الزَّهيد؟
ومنه اللذيذُ، ومنه الكريهُ،
ومنه المُشيدُ، ومنه الُمبيد
وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود
ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
وفيها البَديعُ، وفيها الشنيعُ،
وفيها الوديعُ، وفيها العنيدْ
فيصبحُ منها الوليُّ، الحميمُ،
ويصبحُ منها العدوُّ، الحقُودْ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ
أتيناه من عالمٍ، لا نراه
فُرادى ، فما شأنُ هذي الحقُودْ؟
وما شأنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ؟
وما شأنُ هذا الإخاءِ الوَدودْ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
رقم القصيدة : 14574
-----------------------------------
خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
وَنُصبحَ أهلاً لمجدِ الخُلُودْ
وتطهرُ أرواحنا في الحياة
بنار الأسى ......
وَنَكْسَبَ من عَثَراتِ الطَّريقِ
قُوى ً، لا تُهُدُّ بدأبِ الصّعود
ومجداً، يكون لنا في الخلود
أكاليلَ من رائعاتِ الورود
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> "خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
"خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
رقم القصيدة : 14575
-----------------------------------
"خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
ونُصبحَ أهلاً لمجدِ الخلودْ"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ
ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ
رقم القصيدة : 14576
-----------------------------------
ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ(9/346)
وَنِلنا كمالَ النُّفوسِ البعيدْ
فهل لا نَمَلُّ دوامَ البقاء؟
وهل لا نَوَدُّ كمالا جديد
وكيف يكوننَّ هذا "الكمالُ":
ماذا تراه؟ وكيف الحدود
وإنّ جمالَ "الكمال" "الطُّموحُ"
وما دامَ "فكراً" يُرَى من بعيدْ
فما سِحْرُهُ إنْ غدا "واقعاً"
يُحَسُّ، وأصبحَ شيئاً شهيدْ؟
وهل ينطفي في النفوس الحنينُ
وتصبحُ أشواقُنا في خُمودْ
فلا تطمحُ النَّفْسُ فوقَ الكمالِ
إذا لم يَزُل شوْقُها في الخلودِ
فذاكَ لعمري شقاءُ الجدود
وحربٌ، ضروسٌ،_ كاقد عهدتُ_
وَنَصْرٌ، وكسرٌ وهمُّ مديدْ
وإن زال عنُها فذاك الفَناءُ
وإن كانَ في عَرَصات الخُلود
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
رقم القصيدة : 14577
-----------------------------------
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
تتغنَّى ، وقطعة ُ من وجودي
فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حَنينٍ
أبديِّ إلى صَميم الوجودِ
فيكَ مَا في خواطري من بكاءٍ
فيك ما في عواطفي مِنْ نَشيدِ
فيكَ ما في مَشَاعري مِنْ وُجومٍ
لا يغنِّي، ومن سرور عهيدِ
فيكَ ما في عَوَالمي مِنْ ظلامٍ
سرمديّ، ومن صباحٍ وليدِ
فيكَ ما في عَوَالمي من نجومٍ
ضاحكاتٍ خلف الغمام الشرودِ
فيكَ ما في عَوَالمي من ضَبَابِ
وسراب، ويقظة ، وهجودِ
فيكَ ما في طفولتي مِنْ سلامٍ،
وابتسامٍ، وغبطة ٍ، وَسُعودِ
فيكَ ما في شبيتي من حنينٍ،
وشجون، وبهجة ، وجمودِ
فيك- إن عانق الربيع فؤادي
تتثنَّى سَنَابلي وَوُرُودي
ويغنى الصّباحُ أنشودة َ الحب،
على مَسْمَعِ الشَّبابِ السَّعيدِ
ثم أجنى في صيْف أحلاميَ
الساحر ما لذَّ من ثمار الخلودِ
فيك يبدو خريفُ نفسي مَلُولاً،
شاحبَ اللون، عاريَ الأملود
حَلَّلْته الحَياة ُ بالحَزَنِ الدّا
هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ
فيك يمشي شتاءُ أيَّاميَ البا
كي، وتُرغي صَوَاعقي وَرُعُودي
وتجفُّ الزهورُ في قلبيَ الدا
جي، وَتَهْوي إلى قرارٍ بعيدِ.(9/347)
أنت يا شعرُ-قصة ٌ عن حَياتي
أنت يا شعرُ صورة ٌ من وجودي
أنت يا شعر-إن فرحتُ-أغاريدي
وإن غنَّت الكآبة -عودي
أنت ياشعرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ
أتلَّهى به خلال اللحودِ..
أتحسَّاهُ في الصَّباحِ، لأنسى
ما تقضَّى في أمسيَ المفقودِ
وأناجيه في المساءِ، لِيُلْهِيَني
أنتَ ما نِلْتُ من كهوفِ الليالي
وتصفَّحتُ من كتاب الخلودِ
فيك ما في الوجودِ مِنْ حَلَكٍ، دا
جٍ، وما فيه من ضياءٍ، بَعيدِ
فيك ما في الوجودِ من نَغَمٍ،
حُلْوٍ، وما فيه مِن ضَجيجٍ، شَديدِ
فيك ما في الوجودِ مِنْ جَبَلٍ،
وعْرٍ، وما فيه من حَضِيضٍ، وَهِيدِ
فيك ما في الوجودِ من حَسَكٍ،
يُدْمِي، وما فيه من غَضيضِ الورودِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
رقم القصيدة : 14578
-----------------------------------
يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
وصدَّ الخميسَ المَجْرَ، والأسَدَ الوَرْدَا
لِيُدْرِكَ أمجادَ الحُروبِ، وَلَوْ دَرى
حَقِيقَتَها مَا رام مِنْ بيْنها مَجْدا
فَما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأرضَ بالدِّما
وتركَبَ في هيجائها فرَساً نهْدَا
ولكنّه في أن تَصُدَّ بهمَّة ٍ
عن العالَمِ المرزوءِ، فيْضَ الأسى صدَّا
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
رقم القصيدة : 14579
-----------------------------------
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
فلا بدَّ أن يسجيبَ القدرْ
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
وفي ليلة ٍ من ليالي الخريفِ
ويدفنها السيّلُ، أنَّى عَبَرْ"
ومن لم يعانقه شوقُ الحياة
تبخَّرَ في جوِّها، واندثر
ْفويلٌ لمن لم تَشقُهُ الحياة ُ
منْ لعنة ِ العَدَمِ المنتصرْ!"
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ
وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:(9/348)
"إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية ٍ
ركبت المنى ، ونسيتُ الحذر
"وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ،
ولاكبة اللَّهَب المستعرْ
"وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ"
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..
"ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ، تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ"
"ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ، تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
رقم القصيدة : 14580
-----------------------------------
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟
ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ!
إذاً، فهل ترفضُ الدنيا، وتنتحرُ؟
وذا جنونٌ، لَعَمْري، كلُّه جَزَعٌ
باكٍ، ورأيٌ مريضٌ، كُلُّه خَوَرُ!
فإنما الموتُ ضَرْبٌ من حَبائِله
لا يُفلتُ الخلقُ ما عاشوا، فما النَّظرُ؟
هذا هو اللّغْزُ، عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقة ِ، وحْشٌ، فاتكٌ حذِرُ
قد كَبَّلَ القدرُ الضّاري فرائسَه
فما استطاعُو له دفْعاً، ولا حَزَروا
وخاطَ أعينَهم، كي لا تُشَاهِدَهُ
عينٌ، فتعلمَ ما يأتي وما يذرُ
وَحَاطَهُمْ بفنونٍ من حَبَائِلِهِ
فما لَهُمْ أبداً مِنْ بطشِه وَزرُ
لا الموتُ يُنقذُهم من هَوْل صولَتهِ
ولا الحياة ُ، تَسَاوَى النّاسُ والحَجَرُ!
حَارَ المساكينُ، وارتاعُوا، وأَعْجَزَهم
أن يحذروهُ، وهَلْ يُجْديهمُ الحذرُ
وَهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدة ٍ
منَ الخطوب، وكونٍ كلَّه خَطرُ؟
وكيف يحذرُ أعمَى ، مُدْلِجٌ، تَعِبٌ
هولَ الظَّلامِ، ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ؟
قد أيقنوا أنه لا شيءَ يُنقذهُم
فاستسلموا لِسُكُونِ الرُّعْبِ، وانتظروا..
ولو رأوه لسَارتْ كي تحارِبَه
مِنَ الورى زُمَرٌ، في إثرِهَا زُمَرُ
وثارت الجنّ، والأملاك ناقمة ً
والبحرُ، والبَرُّ، والأفلاكُ، والعُصُر(9/349)
لكنه قوَّة ٌ تُملي إرادتها
سِرَّا، فَنَعْنو لها قهراً، ونأتمرُ
حقيقة مُرَّة ، يا ليلُ، مُبْغَضَة ٌ
كالموت، لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ، حتَّى قلتُ: "قد نُثِرَتْ
تلك النجومُ، ومات الجنُّ والبشرُ
وَعَاد للصّمتِ..، يُصغي في كآبته
كالفيلسوف-إلى الدنيا، ويفتكرُ..
وقَهْقَهَ القَدرُ الجبّارُ، سخرية ً
بالكائنات. تَضَاحَكْ أيّها القدرُ!
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ، باكية ً
طوائفُ الخلق، والأشكالُ والصورُ
وأنتَ فوقَ الأسى والموت، مبتسمٌ
ترنو إلى الكون، يُبْنَى ، ثمّ يندَثِرُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
رقم القصيدة : 14581
-----------------------------------
يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً
وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ
غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ
تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ
غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة ٌ
لكن مودَّة طائر مأسورِ
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ
لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ...
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي
فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى
مشبوبة بعواطفي وشعوري
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ
كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها
روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري
يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه
مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ
ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري(9/350)
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ
غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي
ما بينهم كالبلبل المأسورِ
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري،
وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري
يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني
مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري!
ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ
متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ
وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره
ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ
لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي
ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكا
ـكاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ
حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ٌ
تختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة ٌ
بموَّار الدَّم المهْدورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ
لكل دعارة وفجورِ؟
يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!
قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها
رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ
واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي
ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير
وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً
في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ
ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً
ألاّقة ، في دوحة وزهورِ...
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
رقم القصيدة : 14582
-----------------------------------
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ(9/351)
شِيدَتْ على العطْفِ العميقِ، وإنّها
لتجفُّ لو شِيدتْ على التفكيرِ
وَتَظَلُّ جَامِدَة الجمالِ، كئيبة ً
كالهيكلِ، المتهدِّم، المهجورِ
وَتَظَلُّ قاسية َ الملامحِ، جهْمة ً
كالموتِ..، مُقْفِرة ً، بغير يرورِ
لا الحبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنّاسِ، بين جَداولٍ وزهورِ
مُتَوَرِّدَ الوَجناتِ سكرانَ الخطا
يهتزُّ من مَرَح، وفرْط حبورِ
متكلِّلاً بالورْدِ، ينثرُ للورى
أوراقَ وردِ "اللَّذة ِ" المنضورِ
كلاَّ! ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
في الكون تحتَ غمامة ٍ من نورِ
مَتَوشِّحاً بالسِّحر، ينفْخ نايَهُ
ـبوبَ بين خمائلٍ وغديرِ
أو يلمسُ العودَ المقدّسَ، واصفاً
للموت، للأيام، للديجورِ
ما في الحياة من المسرَّة ِ، والأسى
والسِّحْر، واللَّذاتِ، والتغريرِ
أبَداً ولا الأملُ المُجَنَّحُ مُنْشِداً
فيها بصوتِ الحالم، المَحْبُورِ
تلكَ الأناشيدُ التي تَهَبُ الورى
عزْمَ الشَّبابِ، وَغِبْطة العُصْفورِ
واجعلْ شُعورَكَ، في الطَّبيعة قَائداً
فهو الخبيرُ بتِيهما المسْحورِ
صَحِبَ الحياة َ صغيرة ً، ومشى بها
بين الجماجم، والدَّمِ المهدورِ
وعَدَا بهَا فوقَ الشَّواهِق، باسماً
متغنِّياً، مِنْ أعْصُرِ وَدُهورِ
والعقلُ، رغْمَ مشيبهِ ووقَاره،
ما زالَ في الأيّامِ جِدَّ صغيرِ
يمشي..، فتصرعه الرياحُ..، فَيَنْثَنِي
مُتوجِّعاً، كالطّائر المكسورِ
ويظلُّ يَسْألُ نفسه، متفلسفاً
متَنَطِّساً، في خفَّة ٍ وغُرورِ:
عمَّا تُحَجِّبُهُ الكواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ.. يا لهُ
من ساذجٍ متفلسفٍ، مغرور!
وافتحْ فؤادكَ للوجود، وخلَّه
لليمِّ للأمواج، للدّيجورِ
للثَّلج تنثُرُهُ الزوابعُ، للأسى
للهَوْلِ، للآلامِ، للمقدورِ
واتركْه يقتحِمُ العواصفَ..، هائماً
في أفقِها، المتلبّدِ، المقرورِ
ويخوضُ أحشاءَ الوجود..، مُغامِراً
في ليْلِها، المتَهَّيبِ، المحذورِ
حتَّى تعانقَه الحياة ُ، ويرتوي(9/352)
من ثغْرِها المتأجِّجِ، المسجورِ
فتعيشَ في الدنيا بقلبٍ زاجرٍ
يقظِ المشاعرِ، حالمٍ، مسحورِ
في نشوة ٍ، صُوفيَّة ٍ، قُدسية ٍ،
هيَ خيرُ ما في العالمِ المنظورِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
رقم القصيدة : 14583
-----------------------------------
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
وَقَصَمْت بالأرزَاءِ ظَهْرِي
ورميْتَني من حَالقٍ وسخرتَ منِّي أيَّ سُخْرِ
فَلَبِثْتُ مرضوضَ الفؤادِ أَجُرُّ أجنحتي بِذُعْرِ...
وَقَسَوْتَ إذ أبقيتني في الكَوْن أذْرَعُ كُلَّ وَعْرِ
وفجعتني فيمَن أحبُّ ومنْ إليه أبُثُّ سرّي
وَأَعُدُّهُ، فَجْرِي الجميلَ، إذا کدْلَهَمَّ عليَّ دَهْرِي
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
رقم القصيدة : 14584
-----------------------------------
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ
تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه
وتعودُ طاهرة ً هناكَ الأنفُسُ
حَرَمُ الحياة ِ بِطُهْرِها وَحَنَانِها
هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة ِ والصِّبا
كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
رقم القصيدة : 14585
-----------------------------------
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
والمُنَى بَيْنَ لَوْعة ٍ وَتَأَسِّ
هذه سُنَّة ُ الحياة ، ونفسي
لا تَوَدُّ الرَّحيقَ فِي كَأْسِ رِجْسِ
مُلِىء الدهر بالخداعِ، فكم قد
ضلَّلَ الناسَ من إمام وقَسِّ
كلَّما أَسْأَلُ الحياة َ عَنِ الحقِّ
تكُفُّ الحياة ُ عن كل هَمْسِ
لمْ أجِدْ في الحياة ِ لحناً بديعاً(9/353)
يَسْتَبِيني سِوى سَكِينَة ِ نَفْسي
فَسَئِمْتُ الحياة َ، إلا غِرَاراً
تتلاشى بِهِ أَناشِيدُ يَأْسِي
ناولتني الحياة ُ كأساً دِهاقاً
بالأماني، فما تناولْتُ كأسِي
وسقتْني من التعاسَة أكواباً
تجرعْتُها، فيأشدّ تُعْسي
إنّ في روضة ِ الحياة ِ لأشواكاً
بها مُزِّقتْ زَنابِقُ نفسي
ضَاعَ أمسي! وأينَ مِنِّي أَمْسِي؟
وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي
وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ
سَاعَة َ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ
لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمس
سِوَى لَوْعَة ٍ، تَهُبُّ وَتُرسي
تتهادى ما بين غصّات قلبي
بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي
كخيال من عالم الموْت، ينْساب
بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ
تلك أوجاعُ مهجة ٍ، عذَّبتْها
في جحيم الحياة أطيافُ نحسِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
رقم القصيدة : 14586
-----------------------------------
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
ونفسي لَمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي!
لم أُفِدْ مِنْ حَقائِقِ الكونِ إلاّ
أنني في الوجُود مُرْتَادُ رمسِ
كلُّ دهر يمُرُّ يفجعُ قلبي
ليتَ شعري أينَ الزَّمان المؤسي
في ظلام الكُهوفِ أشباحُ شؤمٍ
وبهذا الفَضَاءِ أطيافُ نَحْسِ
وَخِلالَ القُصور أنّاتُ حُزْنٍ
وَبتلكَ الأكواخ أَنْضَاءُ بؤسِ!
والقَضَاءُ الأَصَمُّ يَعْتَسِفُ ال
نّاس ويقضي ما بين سَيْفٍ وَقَوْسِ!
هذه صورة ُ الحياة ِ؛ وهذا
لونُها في الوجود، من أمسِ أمسِ
صُورة ٌ للشَّقَاءِ دَامِعَة ُ الطَّرْفِ
ولونٌ يَسُودُ في كلِّ طَرْسِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
رقم القصيدة : 14587
-----------------------------------
أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
فأهوي على الجذوعِ بفأسي!
ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا يالَتْ(9/354)
تهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ!
ليتَني كنتُ كالريّاح، فأطوي
ورودُ الرَّبيع مِنْ كلِّ قنْس
ليتني كنتُ كالسّتاء، أُغَشِّي
كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي!
ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي
فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّتْ
فأدعوكَ للحياة ِ بنبسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ..! لكْ
أنتَ حيٌّ، يقضي الحياة برمسِ..!
أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور،
وتقضي الدهور في ليل مَلْس...
أنتَ لا تدركُ الحقائقَ إن طافتْ
حواليكَ دون مسّ وجسِ...
في صباح الحياة ِ صَمَّخْتُ أكوابي
وأترعتُها بخمرة ِ نفسي...
ثُمَّ قدَمْتُها إليكَ، فأهرقْتَ
رحيقي، ودُستَ يا شعبُ كأسي!
فتألَّمت..، ثًمَّ أسكتُّ آلامي،
وكفكفتُ من شعوري وحسّي
ثُم نَضَّدْتُ من أزاهيرِ قلبي
باقة ً، لمْ يَمَسَّها أيُّ إِنْسِي...
ثم قدّمْتُها إليكَ، فَمزَّقْتَ
ورودي، ودُستَها أيَّ دوسِ
ثم ألبَسْتَني مِنَ الحُزْنِ ثوباً
وبشوْك الجِبال توَّجتَ رأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، ياشَعْبي
لأقضي الحياة َ، وحدي، بيأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، علَّي
في صميم الغابات أدفنُ بؤسي
ثُمَّ أنْسَاكَ ما استطعتُ، فما أنت
بأهْلِ لخمرتي ولكَأسي
سوف أتلو على الطُّيور أناشيدي،
وأُفضي لها بأشواق نَفْسي
فَهْي تدري معنى الحياة ، وتدري
أنّ مجدَ النُّفوسِ يَقْظَة ُ حِسِّ
ثم أقْضي هناك، في ظلمة الليل،
وأُلقي إلى الوجود بيأسي
ثم تَحْتَ الصَّنَوْبَر، النَّاضر، الحلو،
تَخُطُّ السُّيولُ حُفرة َ رمسي
وتظَلُّ الطيورُ تلغو على قبْرِي
ويشدو النَّسيمُ فوقي بهمس
وتظَلُّ الفصولُ تمْشي حواليَّ،
كما كُنَّ في غَضارَة أمْسي
أيّها الشّعبُ! أنتَ طفلٌ صغيرٌ،
لاعبٌ بالتُّرابِ والليلُ مُغْسِ..!
أنتَ في الكَوْنِ قوَّة ٌ، لم تَنسْسها
فكرة ٌ، عبقريَّة ٌ، ذاتُ بأسِ
أنتَ في الكَوْنِ قوة ٌ،كبَّلتْها
ظُلُمَاتُ العُصور، مِنْ أمس أمسِ..
والشقيُّ الشقيُّ من كان مثلي(9/355)
في حَسَاسِيَّتي، ورقَّة ِ نفسي
هكذا قال شاعرٌ، ناولَ النَّاسَ
رحيقَ الحياة ِ في خير كأسِ
فأشاحُوا عنْها، ومرُّوا غِضابا
واستخفُّوا به، وقالوا بيأس:
"قد أضاعَ الرشّادُ في ملعب الجِنّ
فيا بؤسهُ، أصيب بمسّ
طالما خاطبَ العواصفَ في الليلِ
ويَمْشي في نشوة ِ المُتَحَسِّي
طالما رافقَ الظلامَ إلى الغابِ
ونادى الأرواحَ مِن كلِّ جِنْس"
طالما حدَّثَ الشياطينَ في الوادي،
وغنّى مع الرِّياح بجَرسِ"
إنه ساحرٌ، تعلِّمُه السحرَ
الشياطينُ، كلَّ مطلع شمسْ
فکبعِدوا الكافرَ الخبيثَ عن الهيكلِ
إنّ الخَبيثَ منبعُ رِجْسِ"
"أطردوه، ولا تُصيخوا إليه
فهو روحٌ شريِّرة ٌ، ذات نحْسِ
هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ،
عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ
جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها
فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ
فَهْوَ في مَذهبِ الحياة ِ نبيٌّ
وَهْوَ في شعبهِ مُصَابٌ بمسِّ
هكذا قال، ثمّ سَار إلى الغابِ،
ليَحْيا حياة شعرٍ وقُدْسِ
وبعيداً، هناك..، في معبد الغاب
الذي لا يُظِلُّه أيُّ بُؤْسِ
في ظلال الصَّنوبرِ الحلوِ، والزّيتونِ
يقْضي الحياة َ: حرْساً بحرْسِ
في الصَّباح الجميل، يشدو مع الطّير،
ويمْشي في نشوة ِ المنحسِّي
نافخاً نايَه، حوالْيه تهتزُّ
ورودُ الرّبيع منْ كلِّ فنسِ
شَعْرُه مُرْسَلٌ- تداعُبه الرّيحُ
على منكبْيه مثلَ الدُّمُقْسِ
والطُّيورُ الطِّرابُ تشدو حواليه
وتلغو في الدَّوحِ، مِنْ كُلِّ جنسِ
وترا عند الأصيل، لدى الجدول،
يرنو للطَّائرِ المتحسِّي
أو يغنِّي بين الصَّنوبرِ، أو يرنو
إلى سُدْفَة الظَّلامِ الممسّي
فإذا أقْبَلَ الظلامُ، وأمستْ
ظلماتُ الوجودِ في الأرض تُغسي
كان في كوخه الجميل، مقيماً
يَسْألُ الكونَ في خشوعٍ وَهَمْسِ
عن مصبِّ الحياة ِ، أينَ مَدَاهُ؟
وصميمِ الوجودِ، أيَّان يُرسي؟
وأريجِ الوُرودِ في كلِّ وادٍ
ونَشيدِ الطُّيورِ، حين تمسِّي
وهزيمِ الرِّياح، في كلِّ فَجٍّ
وَرُسُومِ الحياة ِ من أمس أمسِ(9/356)
وأغاني الرعاة ِ أين يُواريها
سُكونُ الفَضا، وأيَّان تُمْسي؟؟
هكذا يَصْرِفُ الحياة َ، ويُفْني
حَلَقات السنين: حَرسْاً بحرْسِ
يا لها من معيشة ٍ في صميم الغابِ
تُضْحي بين الطيور وُتْمْسي!
يا لها مِنْ معيشة ٍ، لم تُدَنّسْهَا
نفوسُ الورى بخُبْثٍ ورِجْسِ!
يا لها من معيشة ٍ، هيَ في الكون
حياة ٌ غريبة ٌ، ذاتُ قُدسِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
رقم القصيدة : 14588
-----------------------------------
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
منَ السَّماءِ، فكانتْ ساطعَ الفَلَقِ
وَمَزّقتْ عَن جفونِ الدَّهْرِ أَغْشِيَة ً
وعن وجوه الليالي بُرقُعَ الغسقِ
الحبُّ رُوحُ إلهيٌّ، مجنّحة ٌ
أيامُه بضياء الفجر والشّفقِ
يطوفُ في هذهِ الدُّنيا، فَيَجْعَلُها
نجْماً، جميلاً، ضحوكاً، جِدَّ مؤتلقِ
لولاهُ ما سُمِعتْ في الكون أغنية ٌ
ولا تألف في الدنيا بَنْو أُفْقِ
الحبُّ جَدْولٌ خمرٍ، مَنْ تَذَوَّقَهُ
خاضَ الجحيمَ، ولم يُشْفِق من الحرقِ
الحبُّ غاية ُ آمالِ الحياة ِ، فما
خوْفِي إذا ضَمَّني قبرٌ؟ وما فَرَقِي؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
رقم القصيدة : 14589
-----------------------------------
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
تقْضِي الحياة ُ، بَنَاهُ اليأسُ والوجَلُ
وفِي العَزِيمَة ِ قُوَّاتٌ، مُسَخَّرَة ٌ
يخِرّ دونَ مَداها اليأسُ والوجَلُ
والنّاسُ شَخْصان: ذا يسْعى به قَدَمٌ
من القُنوطِ، وذا يسعَى به الأملُ
هذا إلى الموتِ، والأجداثُ ساخرة ٌ،
وَذَا إلى المَجْدِ، والدُّنْيَا لَهُ خَوَلُ
ما كلُّ فعل يُجِلُّ النَّاسُ فَاعلَه
مجداً، فإنَّ الورى في رأَيِهم خطَلُ
ففي التماجد تمويهٌ، وشعْوذَة ٌ،(9/357)
وَفِي الحَقِيقَة مَا لا يُدْرِكُ الدَّجِلُ
مَا المَجْدُ إلا ابتِسَامَاتٌ يَفِيضُ بها
فمُ الزمانْ، إذا ما انسدَّتِ الحِيَلُ
وليسَ بالمَجدْ ما تشْقى الحياة ُ به
فَيَحْسُدُ اليَوْمُ أمْساً، ضَمَّهُ الأَزَلُ
فما الحروبُ سوى وحْشيَّة ٍ، نهضَتْ
في أنفُسِ النّاسِ فانقادَتْ لها الدّولُ
وأيقظتْ في قلوبِ النّاسِ عاصفة ً
غامَ الوجودُ لها، واربْدَّت السُّبُلُ
فَالدَّهْرُ مُنْتَعِلٌ بالنَّارِ، مُلْتَحِفٌ
بالهوْلِ، والويْلِ، والأيامُ تَشْتَعِلُ
وَالأَرْضُ دَامية ٌ، بالإثْمِ طَامِيَة ٌ،
وَمَارِدُ الشَّرِّ في أَرْجَائِهَا ثَمِلُ
والموْتُ كالماردِ الجبَّارِ، منتصِبٌ
فِي الأرضِ، يَخْطُفُ مَنْ قَدْ خَانَهُ الأَجَلْ
وَفِي المَهَامِهِ أشلاءٌ، مُمَزَّقَة ٌ
تَتْلُو على القَفْرِ شِعْراً، لَيْسَ يُنْتَحَلُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
رقم القصيدة : 14590
-----------------------------------
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً
على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ
بديعٍ، على مُروج السُّهولِ
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ
والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ
والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ
وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب
ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار
والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ
فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ!
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان
في نشوة ِ الخيال الجليلِ
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ
وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ
بأرجاءِ قَلبي المبتولِ(9/358)
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر
يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ
في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا
ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ
وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان
حرّاً في مثل هذي الكبولِ
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو
دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ
وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي
في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ
كم في ظلامِه من قَتيلِ
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي
بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي
لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ
ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا
مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى
وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ
مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى
بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ!
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً
غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي!
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي
حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ!
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ،
إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ
آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
رقم القصيدة : 14591
-----------------------------------
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
ملَّ من ذلِّ الحياة ِ الأرْذلِ
كُلُّ شَعْبٍ قَدْ طَغَتْ فِيهِ الدِّمَا
دونَ أن يثْأَرَ للحقّ الجلي
خَلِّهِ لِلْمَوْتِ يَطْوِيهِ!.. فَمَا
حظُّه غيرُ الفَناء الأنكلِ(9/359)
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
رقم القصيدة : 14592
-----------------------------------
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
في أعيُنِ النّاسِ إلاّ أنّه حُلُمُ!
ولو مشى فيهم حيّاً لحطَّمه
قومٌ، وقالوا بخبثٍ: "إنّهُ صنَمُ"!
لا يعبدُ النَّاسُ إلا كلَّ منعدمٍ
مُمنَّعٍ، ولمنْ حابَاهُمُ العَدَمُ!
حتَّى العَبَاقرة ُ الأفذاذُ، حُبُّهُمُ
يلقى الشقاءَ وتَلقَى مجدَها الرِّمَمُ!
النَّاسُ لا يُنْصِفُونَ الحيّ بينهمُ
حتّى إذا ما توارى عنهمُ نَدِموا!
الويْل للنَّاسِ من أَهْوائهمْ أبداً
يمشي الزَّمانُ وريحُ الشَّرِّ تحتدمُ..
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
رقم القصيدة : 14593
-----------------------------------
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ
للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ
باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ
سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا
وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها
من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ
بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ،
وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ
سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت
حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى
وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها
في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً(9/360)
حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا
والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً
في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً
بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع
ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً
بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ،
والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ
للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ
هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً
كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها
فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ
وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً
في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ
فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ
.......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى
في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ
ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني
في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا
تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله
في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها
وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه
وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ
في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً
مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى
وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ(9/361)
متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً
أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها
فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا
الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه
ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ
ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت
وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ
بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ
في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري
منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى
والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ
والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها
فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ
فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه
حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري
ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ
سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه
وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً
كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً
وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً
نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا
يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
"فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ
والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ"
"وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً
مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً
كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا
وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ(9/362)
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى
......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى
ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً
من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ تدَفَّقِي
كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي"
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي
ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً
كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي"
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ
ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
"وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى
في معبد الحق الجليل السامي"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
رقم القصيدة : 14594
-----------------------------------
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً
ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ،
مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ
إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ
إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ
وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ
إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى
ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي
ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ
شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ
أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر إنّه
في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ
فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى(9/363)
ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها
ما كان يوماً صاحباً وحميمَا
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى
حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟
هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما
خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
رقم القصيدة : 14595
-----------------------------------
وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
فأرى الوجودَ يضيقُ عن أحلامي
إلاّ إذا قَطَّعتُ أسْبابي مَعَ الدُّ
نيا وَعِشْتُ لِوَحْدتي وَظَلامي
في الغابِ، في الجبلِ البعيدِ عن الورى
حيثُ الطبيعة ُ، والجمالُ السامي
وأعيشُ عيشة َ زاهدٍ مُتَنَسِّكٍ
ما إنْ تُدَنِّسه الحَياة ُ بِذَامِ
هجرَ الجماعة َ للجبا، تورُّعاً
عنها وعن بَطْشِ الحياة الدَّامي
تمشي حواليه الحياة ُ كأَنَّها
الحلمُ الجميل، خفيفة َ الأقدامِ
وتَخَرُّ أمواجُ الزَّمانِ بهَيْبة ٍ
قدسيَّة ٍ، في يميِّها المُترامي
فأعيش في غابِ حياة ً، كلّها
للفنِّ للأَحلامِ، للإلهامِ
لكِنَّني لا أستطيعُ، فإنَّ لي
أمَّا، يصدُّ حنانُها أوهامي
وصغارَ إخوانٍ، يرون سلامهمَ
في الكَائناتِ مُعَلَّقاً بسَلامي
فقدوا الأب الحاني، فكنتُ لضعفهم كهفاً،
يَصدُّ غوائلَ الأيامِ
وَيَقِيهمُ وَهَجَ الحياة ، وَلَفْحَها
ويذودُ عنهم شرّة َ الآلامِ
فأنا المكبَّلُ في سَلاسِلَ، حيَّة ٍ،
ضَحَّيْتُ مِنْ رَأَفي بها أحلامي
وأنا الذي سكنَ المدينة َ، مكرهاً
ومشى إلى الآتي بِقَلْبٍ دامِ
يُصْغي إلى الدُّنيا السَّخيفة ِ راغماً
ويعيشُ مثلَ النَّاسِ بالأَوهامِ
وأنا الذي يحيا يأرض، قفرة ً
مدحوَّة ً للشكِّ والآلامِ...
هَجَمَتْ بيَ الدُّنيا على أهوالها
وخِضمَّها الرَّحْبِ، العميقِ الطَّامي(9/364)
من غير إنذَارٍ فَأحْمِلَ عُدَتي
وأخوضَهُ كالسَّابحِ العَوَّامِ
فتحطّمتْ نفسي على شُطْآنهِ
وتأجّجتْ في جَوِّه آلامي
الويلُ للدّنيا التي في شرعها
فأسُ الطَّعام كريشة ِ الرّسّامِ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
رقم القصيدة : 14596
-----------------------------------
أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
ولا بدَّ أنْ يأتي على أُسِّهِ الهَدْمُ
فيصبحَ ما قد شيدَّ الله، والورى
خراباً، كأنَّ الكلُّ في أمسهِ وهمُ!
فقل لي: ما جّدوى َ الحياة ِ وكربِها،
وتلك التي تزوي، وتلك التي تنمو؟
"وفوْجٍ، تغذِّيه الحياة ُ لِبَانَها،
وفوجٍ، يُرى تَحْتَ التُّرابِ لَهُ رَدْمُ؟
وعقلٍ من الأضواء، في رأس نابغ
وعقلٍ من الظّلماء، يحملهُ فدمُ؟
وأفئدة حسرَ، تذوب كآبة
وأفئدة ٍ، سكرى ، يِرفُّ لها النّجمُ؟
لِتعْسِ الوَرى ، شاءَ الإلهُ وجودَهم
فكانَ لَهُمْ جهلٌ، وكانَ لَهُمْ فهمُ!!
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
رقم القصيدة : 14597
-----------------------------------
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا
ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ
ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد
إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ"
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟
أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟"
"بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ
جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
"أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ
ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:"
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا
بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
"فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ
ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ"
"والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما
ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ"(9/365)
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً
فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ"
"واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ
ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ"
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى
يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ"
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.،
فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ
وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ"
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ،
وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ،
فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ
مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً
فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ"
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ
ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
"هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا
بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
"تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ
ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه
ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ.."
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها
سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها
منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت
قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا
مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها
سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي
هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ
ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً
عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
رقم القصيدة : 14598
-----------------------------------
تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
بقومي، وديجورُ المصائبِ مُظْلِمُ"
"وَسَيْلُ الرَّزايا جَارفٌ، متدفّعٌ(9/366)
عضوبٌ، وجه الدّهر أربدُ، أقتمُ؟
سَكَتُّ، وقد كانت قناتيَ غضَّة ً
تصيحُ إلى همس النسَّيم، وتحلمُ
وقلتُ، وقد أصغتْ إلى الرّيحِ مرّة ً
فجاش بها إعصارهُ المتهزِّمُ
وقلتُ وقد جاش القَريضُ بخاطري
كما جاش صخَّابُ الأواذيِّ، أسْحَمُ:
أرى المجدَ معصوب الجبين مُجدَّلاًً
على حَسَكِ الآلم، يغمرهُ الدَّمُ
وقد كان وضَّاحَ الأساريرَ، باسماً
يهبُّ إلى الجلَّى ، ولا يَتَبَرّمُ"
فيا إيها الظلمُ المصَّعرُ حدَّه
يرويدكَ! إن الدّهر يبني ويهدمُ
سيثارُ للعز المحطَّم تاجه
رجالٌ، إذا جاش الرِّدى فهمُ هُمُ
رجالٌ يرون الذَُلَّ عاراً وسبَّة ً
ولا يرهبون الموت، والموتُ مقدمُ
وهل تعتلي إلا نفوسٌ أبيِّة ٌ
تصدَّع أغلالَ الهوانِ، وتَحطِمُ"
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
رقم القصيدة : 14599
-----------------------------------
إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
صغيراً، فلم يتعبْ، ولم يتجشَّم
ومَنْ كان جبَّارَ المطامِعِ لم يَزلْ
يلاقي من الدّنيا ضراوة َ قشعمِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> حمرة الشمس
حمرة الشمس
رقم القصيدة : 146
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هذا انت والا حمرت الشمس واليم
ريح المطر ولا نسايم حنينك
يومك ضحكت وبش باوجانك الدم
قبل الغياب وكلهم حاسدينك
كن النهار اللي رسم للشفق فم
ضحكه ثغرك اللي سماها جبينك
هذا انت ولا من يضم الحشا ضم
هذى يدين البرد والا يدينك
ثلجي نحرك ... أدفي من غفاية الهم
عن خاطر ٍ صحوات همه تدينك
بأعانق احدود الضما والغلاجم
وأبقي معك سيد هواك ورهينك
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
رقم القصيدة : 14600
-----------------------------------(9/367)
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها
وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ
ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ
ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ
لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ
فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ
كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً
في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ
وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً
غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ
وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلا مضضٍ
والجم شعورك فيها، إنها صنمُ
فمن تآلّم لن ترحم مضاضتهُ
وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً
ـ إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!
وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ
شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ
فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ
وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا
واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً
في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ
واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً
إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَقُولونَ: "صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
يَقُولونَ: "صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
رقم القصيدة : 14601
-----------------------------------
يَقُولونَ: "صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
وسمعَ طغاة الأرض "أطرشُ" أضخم
وفي صَيْحَة ِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ
تَخُرُّ لَهَا شُمُّ العُرُوشِ، وَتُهْدَمُ
ولعلة ُ الحقّ الغضوضِ لها صدى ً
وَدَمْدَمَة ُ الحَربِ الضَّروسِ لَهَا فمُ
إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ
يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ
لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ
إذا نهضَ المستضعفونَ، وصمّموا!
إذا حَطَّمَ المُسْتَعبِدُونَ قيودَهُمْ(9/368)
وصبُّوا حميمَ السُّخط أيَّان تعلمُ..!
أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى
وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ، مُظلمُ؟
ألاّ إنَّ أحلام البلادِ دفينة ٌ
تُجَمْجِمُ فِي أعْماقِهَا مَا تُجَمْجِمُ
ولكن سيأتي بعد لأي نشورها
وينبث اليومُ الذي يترنَّمُ
هُوَ الحقُّ يَغْفَى .. ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطاً
فيهدمُ ما شادَ الظلاّمُ، ويحطمُ
غدا الرّوعِ، إن هبَّ الضعيف ببأسه،
ستعلم من منّا سيجرفه الدمُّ
إلى حيث تجنى كفَّهُ بذرَ أمسهِ
وَمُزْدَرعُ الأَوْجَاع لا بُدَّ يَنْدَمُ
ستجرعُ أوصابَ الحياة ، وتنتشي
فَتُصْغِي إلى الحَقِّ الذي يَتَكَلَّمُ
إذا ما سقاك الدهرُ من كأسِهِ التي
قُرَارَتُها صَابٌ مَرِيرٌ، وَعَلْقَمُ
إذا صعق الجبّارُ تحتَ قيوده
يُصِيخُ لأوجاعِ الحَياة ِ وَيَفْهَمُ!!
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
رقم القصيدة : 14602
-----------------------------------
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
كأنَّها، حين يبدو فجرُها "إرَمُ"
يا قلبُ! كم فيكَ من كونٍ، قد اتقدَتْ
فيه الشُّموسُ وعاشتْ فَوقُه الأممُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من أفقٍ تُنَمِّقْهُ
كواكبٌ تتجلَّى ، ثُمَّ تَنعِدمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من قبرٍ، قد انطفَأَتْ
فيهالحياة ُ، وضجَّت تحتُه الرِّمَمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من كهفٍ قد انبَجَسَتْ
منه الجداولُ تجري مالها لُجُمُ
تمشي..، فتحملُ غُصناً مُزْهِراً نَضِراً
أو وَرْدَة ً لمْ تشَوِّهْ حُسنَها قَدَمُ
أو نَحْلة ً جرَّها التَّيارُ مُندَفِعاً
إلى البحارِ، تُغنّي فوقها الدِّيَمُ
أو طائراً ساحراً مَيتْاً قد انفجرتْ
في مُقْلَتَيْهِ جِراحٌ جَمَّة ٌ وَدَمُ
يا قلبُ! إنَّك كونٌ، مُدهِشٌ عَجَبٌ
إنْ يُسألِ الناسُ عن آفاقه يَجِمُوا
كأنَّكَ الأبدُ المجهولُ...، قد عَجَزَتْ
عنكَ النُّهَى ، واكْفَهَرَّتْ حَوْلَكَ الظُّلَمُ(9/369)
يا قلبُ! كمْ من مسرَّاتٍ وأخْيِلة ِ
ولذَّة ٍ، يَتَحَامَى ظِلَّها الألمُ
غَنَّتْ لفجرِكَ صوتاً حالماً، فَرِحاً
نَشْوَانَ ثم توارتْ، وانقضَى النَّغمْ
وكم رأي لَيْلُك الأشباحَ هائمة ً
مذعورة ً تتهاوى حولها الرُّجُمُ
ورَفْرَفَ الألمُ الدَّامِي، بأجنحة ٍ
مِنَ اللَّهيبِ، وأنَّ الحُزْنُ والنَّدَمُ
وكمْ مُشَتْ فوقكَ الدُّنيا بأجمعها
حتَّى توارتْ، وسار الموتُ والعدمُ
وشيَّدتْ حولك الأيامُ أبنية ً
مِنَ الأناشيدِ تُبْنَى ، ثُمّ تَنْهدمُ
تمضي الحياة ُ بما ضيها،وحاضِرها
وتذْهَبُ الشمسُ والشُّطآنُ والقممُ
وأنتَ، أنتَ الخِضمُّ الرَّحْبُ، لا فَرَحٌ
يَبْقَى على سطحكَ الطَّاغي، ولا ألمُ
يا قلبُ كم قد تملَّيتَ الحياة َ، وككمْ
رقَّيتَها مَرَحاً، ما مَسَّك السَأمُ
وكمْ توشَّحتَ منليلٍ، ومن شَفَقٍ
ومن صباحٍ تُوَشِّي ذَيْلَهُ السُّدُمُ
وكم نسجْتَ من الأحلام أردية ً
قد مزَّقّتْها الليالي، وهيَ تَبْتَسِمُ
وكم ضَفَرتَ أكاليلاً مُوَرَّدة ً
طارتْ بها زَعْزَعٌ تدوي وتَحْتَدِمُ
وَكَمْ رسمتَ رسوماً، لا تُشابِهُهَا
هذي العَوَالمُ، والأحلامُ، والنُّظُمُ
كأنها ظُلَلُ الفِردَوْسِ، حافِلة ً
بالحورِ، ثم تلاشَتْ، واختفى الحُلُمُ
تبلُو الحياة َ فتبلِيها وتخلَعُها
وتستجدُّ حياة ً، ما لها قِدمُ
وأنت أنتَ: شبابٌ خالدٌ، نضِرٌ
مِثلُ الطَّبيعة ِ: لا شَيْبٌ ولا هرَمُ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
رقم القصيدة : 14603
-----------------------------------
هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
والسِّنديانِ، والزْيتونِ
أنتِ أْشهى منَ الحياة ِ وأبْهى
من جمالِ الطَّبيعة ِ الميمونِ
ما أرقَّ الشّبابَ، في جسمكِ الغضِّ
وفي جيدكِ البَديعِ، الثَّمينِ!
وأدقّ الجمالَ في طرفِك السَّاهي،
وفي ثغرِكِ الجميلِ، الحَزين!
وألذَّ الحياة َ حينَ تغنّيـ(9/370)
ـن فَأُصْغِي لصوتِكِ المحزُونِ
وأرى رُوحَكِ الجميلة َ عِطْراً
ضايعاً في حلاوة التَّلحينِ!
قَدْ تَغَنَّيْتِ منذُ حينِ بصوتٍ
ناعمٍ، حالمٍ، شجيٍّ حنونِ
نَغَماً كالحَياة ِ عذباً عميقاً
في حنانٍ، ورقة ٍ وحنينِ
فإذا الكون قطعة ٌ من تشيد
علويِّ، منغّمٍ موزونِ
فَلِمَنْ كنتِ تُنشدين؟ فقالتْ:
"للضياءِ البَنفسجيِّ الحزينِ"
"للضّباب المورّد، المتلاشي
كخيالات حالمٍ، مفتونِ
"للمساءِ المطلِّ لشَّفَق السّا
لسحْرالأسى ، وسحْر السكونِ
للعبير الذي يرفرف في الأفقِ
ـقِ ويفنى ، مثلَ المنى ، في سكونِ"
للأَغاني التي يُردِّدُها الرّا
بمزماره الصّغيرِ، الأمينِ
وبنى اللَّيلُ والرّبيعُ حواليـ
نيا حَيَاة َ الهوى ، وروحَ الحنينِ
ويوشِّي الوجودَ بالسحر، والحلام
والزهر، والشَّذى ، واللُّحونِ
للحياة ِ التي تغنّي حوالَيَّ،
على السَّهْلِ، والرُّبى والحُزُونِ
للينابيعِ، للعصافير، للظلّ
لهذا الثّرى ، لتلكَ الغصونِ
"للنَّسيمِ الذي يضمِّخُ أحلا
بعطر الأقاح والليمونِ
"للجَمال الذي يفيضُ على الدُّ
لأشواق قلبيَ المَشحونِ
للزّمان الذي يوشِّح أيّامي
مي بِضَوءِ المنى وظلِّ الشُّجونِ
للشباب السكران، للأملِ المعبودِ،
لليأسِ، للأسى ، للمُنونِ
فَتَنهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: "وقلبي
مَنْ يغنّيه؟ مَنْ يُبيد شُجوني؟
قالت:الحُبُّ ثم غنّتْ لقلبي
قُبَلاً عبقرية َ التلحينِ
قبلاً، علَّمتْ فؤادي الأغاني،
وأنارتْ لهُ ظَلامَ السنينِ
قبلاً، تَرقصُ السعادة ُن والحبُّ
على لحنِها العَميقِ الرّصينِ
..وأفقنا، فقلتُ كالحالم المسحور:
ـحورِ: قولي، تَكَلَّمي، خَبِّريني
أيُّ دنيا مسحورة ، أي رؤيا
طالَعَتْني في ضوء هذي العُيونِ:"
زمرٌ من ملائكِ املأِ الأعلى
يغنّون في حُنُوِّ حَنونِ
"وصبايا رواقصٌ، يتراشقْـ
بزهر التُّفاحِ واليَاسمينِ
في فضاءٍ، مُوَرَّدٍ، حالمٍ ساهٍ
هٍ أطافتْ به عذارى الفُنونِ"
"وجحيمٍ تَؤُجُّ تَحْتَ فرادِيـ
كأحلامِ شاعرٍ مَجنونِ؟(9/371)
"أيُّ خمرٍ مؤجَّجٍ ولهيبٍ
مُسكرٍ؟ أيّ نشوة ، وجنونِ؟
أي خمرٍ رشفتُ، بل أيّ نارٍ
في شفاهٍ، بديعة ِ التَّكْوينِ"
"واسمعي الغابَ، فهو قيتارة ُ الكو
.......
أي إثمٍ مقدَّسٍ، قد لبسنا
بُرْدَهُ في مسائنا الميمونِ؟"
فبَدَا طيفُ بسمة ٍ، ساحرٌ عذبٌ، على ثَغرِها، قويُّ الفتونِ
.........
وأجابتْ- وكلّها فتنة ٌ تُغوي،
ـوي، وتُغري بالحبِّ، بلْ بالجنونِ ـ:
كلُّ زهرِ يَضُوعُ منه أريجٌ
من بخُورِ الرّبيعِ، جَمُّ الفُتونِ
ونجومُ السماء فيه شموعٌ
أَوْقَدَتْها للحُبِّ رُوحُ القرونِ
طهَّري يا شقيقة َ الروحِ ثَغْري
بلهيبِ الحياة ِ، بَلْ قبِّليني"
"قبِّليني، وَأَسْكِري ثغريَ الصَّا
وقلبي، وفِتنتي، وجنوني
علَّني أستطيعُ أَنْ أتغنّى
لجمال الدّجى بوَحي العُيونِ
"آه ما أجملَ الظَّلامَ! وأقوى
وحيه في فُؤادي المَفْتونِ!
أنظري الليلَ فهو في حلّة
ـلام يمشي على الذُّرى والحُزُونِ"
واسمعي الغاب،فهو قيثارة ُ الكونِ
نِ تغنّي لحبنا الميمونِ"
إن سِحْرَ الضَّباب، واللّيلِ، والغَا
بِ، بعيدُ المدى ، قويُّ الفُتونِ
وجمالُ الظّلام يعبقُ بالأحلامِ
والحبّ... فابسمي، والثميني...
آه: ما أعذَبَ الغرامَ! وأحلى
رَنَّة َ اللَثمِ في خشوع السَكونِ!
.. وَسَكِرْنا هناك.. في عالم الأحـ
تحتَ السَّماء، تحتَ الغُصونِ...
وتوارى الوجودُ عنّا بما فيـ
وغبْنا فيعالَم مَفْتونِ...
ونسينا الحياة ، والموتَ، والسُّكو
وما فيه مِنْ مُنّة ومَنونِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
رقم القصيدة : 14604
-----------------------------------
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
ومشاعري عمياء بأحزانِ-
أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي
مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ
وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ
للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ
ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى(9/372)
وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ
حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ
فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ
فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً
بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ
وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها
ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ
إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ
عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
رقم القصيدة : 14605
-----------------------------------
ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
فقد سئمت وجومَ الكَوْنِن من حينِ
إن اللَّيالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدي
بالسِّحْر أضْحتْ مع الأيَّامِ ترميني
ناخت بنفسي مآسيها، وما وجدتْ
قلباً عطوفاً يُسَلِّيها، فَعزِّيني
وَهَدّ مِنْ خَلَدِي نَوْحٌ، تُرَجِّعُه
بَلوى الحياة ِ، وأحزانُ المساكينِ
على الحياة أنا أبكي لشقوتِها
فَمَنْ إذا مُتُّ يبكيها ويبكيني؟
يا ربة السِّعرِ، غنِّني، فقد ضجرت
نفسي من النّاس أبناء الشياطين
تَبَرَّمَتْ بَيْنيَ الدُّنيا، وَأَعوزَهَا
في مِعزفِ الدَّهرِ غرِّيدُ الأَرانينِ
وَرَاحَة ُ اللَّيل ملأى مِنْ مَدَامِعِهِ
و غادة ُ الحُبّ ثكلى ، لا تغنِّنيني
فهل إذا لُذت بالظلماء منتحباً
أسلو؟ وما نفعُ محزونٍ لمَحزونِ؟
يا ربة َ الشعر! إن يبَائسٌ، تعسٌ
عَدِمْتُ ما أرتجي في العالَم الدُّونِ
وفي يديكِ مزاميرٌ يُخَالِجُها
وحي السَّما فهاتيها وغنّيني
ورتِّلي حولَ بيتِ الحُزْن أغْنِيَة ً
تجلُو عن النَّفسِ أحوانَ الأحايينِ
فإن قلبي قبرٌ، مظلمٌ،قُبرتْ
فيه الأمانِي، فما عادتْ تناغيني
لولاك في هذه الدنيا لما لمست
أوتارَ رُوحِيَ أَصْواتُ الأفَانينِ
ولا تغنَّيتُ مأخوذاً..، ولا عذُبتْ
لي الحياة ُ لدى غضِّ الرياحينِ
ولا ازدهى النَّفْسَ في أشْجَانَها شَفَقٌ
يُلوِّنُ الغيمَ لهواً أيَّ تلوينِ
ولا استخفَّ حياتي وهي هائمة ٌ(9/373)
فجرُ الهوى في جفون الخُرَّدِ العِينِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
رقم القصيدة : 14606
-----------------------------------
إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
وَأَهْلُ الحَيَاة ِ مِثْلُ اللُّحُونِ
نَغَمٌ يَسْتَبي المشاعر كالسحرِ،
وصوتٌ يُخلُّ بالتَّلحينِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ
كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ
رقم القصيدة : 14607
-----------------------------------
كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
رقم القصيدة : 14608
-----------------------------------
غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ،
يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون
جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ
وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه
آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه
أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها
زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها
أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها
بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ!
وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ!
ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ
فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه،
ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ
نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت
بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها
فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت
قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها(9/374)
تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها
كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً
ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً
أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه
وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ
منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ
وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه
وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ
ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ
واليومَ لقد غشَّاه الليلُ
غنَّاه الأمسُ وَأَطْرَبَهُ
وشجاه اليومُ، فما غدهُ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
رقم القصيدة : 14609
-----------------------------------
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً
إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا
أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
رقم القصيدة : 14610
-----------------------------------
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ
إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ
فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض
وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ
أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة
كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق
وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر
وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ
أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا
وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً(9/375)
فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ
وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي
بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي
وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي
وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً
سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا
وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!
أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي
وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ
وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ
تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ
أنَّة َ الأوتار..!
غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ
ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...
مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي
لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي
ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي
رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ
وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ
ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً
واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ
وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا
سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي
مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الأَلمِ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> شعري نُفَاثة صدري
شعري نُفَاثة صدري
رقم القصيدة : 14611
-----------------------------------
شعري نُفَاثة صدري
إنْ جَاشَ فِيه شُعوري
لولاه ما أنجاب عنّي
غَيْمُ الحياة ِ الخطيرِ
ولا وجدتَ أكتئابي
ولا وجدت سروري
بِهِ تَراني حزيناً
أبكي بدمعٍ غزيرِ
به تراني طروباً
أجرّ ذيلَ خُبوري
لا أنظمُ الشعرَ أرجو
به رضاءَ الأمير
بِمِدْحَة ٍ أو رثاءٍ
تُهْدَى لربّ السريرِ
حسْبي إذا قلتُ شعراً(9/376)
أن يرتضيهِ ضَميري
مالشعرُ إلا فضاءٌ
يَرفُّ فيه مَقالي
فيما يَسُرُّ بلادي
وما يسرُّ المعالي
وما يُثِيرُ شُعوري
من خافقاتِ خيالي
لا أقرضُ الشعرَ أبغي
به اقتناصَ نَوال
الشِّعرُ إنْ لمْ يكنْ في
جمالِهِ ذَا جَلالِ
فإنَّما هُوَ طيفٌ
يَسْعَى بوادي الظِّلال
يقضي الحياة َ طريداً
في ذِلّة ، واعتزال
يا شعرُ! أنت مِلاكي
وطارِفِي، وتِلادي
أنا إليكَ مُرادٌ
وأنتَ نِعْمَ مُرادي
قِف، لا تَدَعْني وحيداً
ولا أدعك تنادي
فَهَلْ وجدتَ حُساماً
يُناط دون نجادِ
كَمْ حَطَّمَ الدَّهْرُ
ذا هِمَّة ٍ كثيرَ الرّمادِ
ألقاه تَحْتَ نعالٍ
من ذِلَّة وحِدادِ
رِفقاً بأَهْلِ بلادي!
يا منجنون العَوادي!
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إنَّ الحياة َ صِراعٌ
إنَّ الحياة َ صِراعٌ
رقم القصيدة : 14612
-----------------------------------
إنَّ الحياة َ صِراعٌ
فيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيها
إلا شديدُ المراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ
فَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ
الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ
وضجّة ٌ واختلاسْ
السرور،
والابتئاسْ
بين النوائبِ بونٌ
للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا
البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها
سوى حقيرِ الرزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ
سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ
بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا...جميعاً
تفْنى ويحْيا السلامْ!
والذلُّ سبُّهُ عارٍ
لا يرتضيهِ الكِرامْ!
الفجر يسطع بعد الدّ
ُجى ، ويأتي الضِّياءْ
ويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْراً
على مِهَادِ العَفَاءْ
وللشّعوب حياة ٌ
حِينا وحِينا فَنَاءْ
واليأْسُ موتٌ ولكنْ
موتٌ يثيرُ الشّقاءْ
والجِدُّ للشَّعْبِ روحٌ
تُوحِي إليهِ الهَناءْ
فإن تولَّتْ تصدَّت
حَيَاتُهُ لِلبَلاءْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
رقم القصيدة : 14613(9/377)
-----------------------------------
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ
واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِ والنَّحْلِ
وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
مالنا والكؤوس، نطلبُ منها
نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌ وسُكْرُ!
خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لنا ساقٍ
وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي
وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ
وأحلامِ قلبها المسحورِ...
نحن نلهو تحتَ الظلالِ، كطفلينِ
سعيدين، في غُرورِ الطُّفولة ْ
وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي
وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
نحن نغدو بين المروج ونُمسى
ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون
ونُصغي لِقَلْبها المتغنّي
نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي على أرضٍ
مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ، والخَيالِ
فوقَها يرقصُ الغرامُ، ويلهو
ويغنّي، في نشوة ٍ ودلالِ
نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ
في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ، نتلو
سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
قد تركنا الوُجودَ للنَّاس،
ـضُوا عليه الحياة َ كيفَ أرادُوا
وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَ رُوحٌ
وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
قد سِكْرنا بحبّنا، واكتَفْينا
طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا يا سُقاة ُ
نحن نحيا فلا نريدُ مزيداً
حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا يا حَياة ُ
حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى
حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
إنَّ في ثغرِنا رحيقاً سماويَّا
وفي قلبنا ربيعاً مُفَوَّفْ
أيُّها الدَّهْرُ، أيُّها الزَّمَنُ الجاري
إلى غيرِ وُجهة ٍ وقرارِ!
أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُ الأَعمى !
قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أو فسيرُوا
وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لنا الأحْلامُ
والحبُّ، والوجودُ، الكبيرُ
وإذا ما أبَيْتُمُ، فاحْمِلُونا
ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ
وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا(9/378)
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في سكونِ الليل لما
في سكونِ الليل لما
رقم القصيدة : 14614
-----------------------------------
في سكونِ الليل لما
عانقَ الكونَ الخشُوع
وَاخْتَفَى صَوْتُ الأَمَانِي
خَلْفَ آفَاقِ الهُجُوعْ
رَتَّلَ الرَّعْدُ نَشِيداً
رَدَّدَتْهُ الكَائِنَاتْ
مِثْلَ صَوْتِ الحَقِّ إنْ صَا
حَ بأعماقِ الحيَاة
يتهَادى بضَجيجٍ
في خلاَيا الأودَيهْ
أَمْ هِيَ القُوَّة ُ تَسْعَى
بِاعْتِسَافٍ واصْطِخَابْ
صَوْتِهَا رُوحُ العَذَابْ؟"
مِثْلَ جَبَّارِ بَنِي الجِنِّ بأَقْصَى الهَاوِيَة ْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
رقم القصيدة : 14615
-----------------------------------
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف
َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ
وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ
فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي
لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ،
فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى
في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟(9/379)
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ
وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ
وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
رقم القصيدة : 14616
-----------------------------------
أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأملْ
وتنمو بصدرِي ورُودٌ، عِذابٌ
وتحنو على قلبيَ المشتعِلْ
ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحياة ِ
وذاك الشّبابُ، الوديعُ، الثَّمِلْ
ويفتنُني سِحْرُ تلك الشِّفاهِ
ترفرفُ منْ حولعنّ القُبَلْ
فأعبُدُ فيكِ جمالَ السّماء،
ورقَة َ وَرْدِ الرَّبيعِ، الخضِلْ
وطُهْرَ الثلوج، وسِحْرَ المروج
مُوَشَّحَة ً بشعاعِ الطَّفَلْ
أراكِ، فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً
كأنّيَ لم أَبْلُ حربَ الوجودْ
ولم أحتمِلْ فيه عِبثاً، ثقيلاً
من الذِّكْريَاتِ التي لا تَبيدْ
وأضغاثِ أيّاميَ، الغابراتِ
وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
ويْغْمُرُ روحِي ضياءٌ، رفيقٌ
تُكَلّلهُ رَائعاتُ الورودْ
وتُسْمُعُني هَاتِهِ الكَائِنَاتُ
رقيقَ الأغاني، وحُلْوَ النشيدْ
وترقصُ حولِي أمانٍ، طِرابٌ
وأفراحُ عُمْرِ خَلِيٍّ، سَعيدْ
كأنِّيَ أصبَحْتُ فوقَ البَشَرْ
وتهتزُّ مثْلَ اهتزازِ الوتَرْ
أناملَ، لُدْناً، كرَطْب الزَّهَرْ
فتخطو أناشيدُ قلبيَ، سكْرَى
تغرِّدُ، تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ
وتملأَني نَشْوة ٌ، لا تُحَدُّ
أوَدُّ بروحي عناقَ الوجودِ
بما فيه من أنفسٍ، أو شجرْ
وليلٍ يفرُّ، وفجرٍ يكرُّ
وغَيْمٍ، يُوَشِّي رداءَ السحرْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي
رقم القصيدة : 14617
-----------------------------------
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي(9/380)
أذريتها للريح، مثل الرمال
وقلتُ: "يا ريحُ، بها فاذهبي
وبدِّديها في سَحيقِ الجبالُ
"بل في فجاج الموت.. في عالَمٍ
لا يرقُصُ النُّورُ بِهِ والظِّلالْ..
لو كان هذا الكونُ في قبضتي
ألقيْتُه في النّار، نارِ الجحيمْ
ما هذا الدنيا، وهذا الورى
وذلكَ الأُفْقُ، وَتِلْكَ النُّجُومْ؟
النَّارُ أوْلى بعبيدِ الأسى ،
ومسرحِ الموتِ، وعشِّ الهمومْ
يا أيّها الماضِي الذي قد قَضَى
وضمَّهُ الموتُ، وليلُ الأَبَدْ
يا حاضِرَ النَّاس الذي لم يَزُل!
يا أيُّها الآتي الذي لم يَلِدْ
سَخَافة ٌ دنياكُمُ هذه
تائهة ٌ في ظلمة ِ لا تُحَدْ..
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
رقم القصيدة : 14618
-----------------------------------
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
وبحارٌ، لا تُغَشّيها الغيومْ
وأناشيدٌ، وأطيارٌ تَحُومْ
وَرَبيعٌ، مُشْرِقٌ، حُلْوٌ، جَميلْ
كانَ في قلبي صباحٌ، وإياهْ،
وابتِسَامَاتٌ ولكنْ... واأسَاهْ!
آه! ما أهولَ إعْصَارَ الحياة ْ!
آه! ما أشقى قُلُوبَ النّاسِ! آه!
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ،
فإذا الكلُّ ظلامٌ، وسديمْ..،
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ
يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباحْ؟
قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدْ
وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواحْ
وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيدْ
أين نايي؟ هل ترامتْه الرياحْ؟
أين غابي؟ أين محرابُ السُّجُودْ..؟
خبِّروا قلبي. فما أقسى الجراحْ!
كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميدْ!
يا بني أمِّي! تُرى أين الصَّباح؟
أوراءَ البحر؟ أم خلفَ الوُجود؟
يا بني أمي؟ ترى أينَ الصباح؟
ليت شعري! هل سَتُسَلِيني الغَداة ْ
وتعزِّيني عن الأمسِ الفَقِيدْ
وتُريني أن أفراحَ الحياة
زُمَرٌ تمضي، وأفواجٌ تعود
فإذا قلبي صياح، وإيّاه..،
وإذا أحلاميَ الأولى وَرُودْ..،
وإذا الشُّحْرورُ حُلْوُ النَّغماتْ..،
وإذا الغَابُ ضِيَاءٌ وَنَشِيدْ..؟(9/381)
أم ستنساني، وتُبْقيني وحيد؟
ليتَ شِعْري! هل تُعَزِّيني الغَدَاة ْ؟
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
رقم القصيدة : 14619
-----------------------------------
أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
أينَ الطُّموحُ، والأَحْلامُ؟
أين يا شعبُ، رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ
أينَ، الخيالُ والالهامُ؟
أين يا شعبُ، فنُّك السَّاحرُ الخلاّقُ؟
أينَ الرُّسومُ والأَنغامُ؟
إنَّ يمَّ الحياة ِ يَدوي حوالَيْكَ
فأينَ المُغامِرُ، المِقْدَامُ
أينَ عَزْمُ الحياة ِ؟ لا شيءَ إلاّ
الموتُ، والصَّمتُ، والأسى ، والظلامُ
عُمُرٌ مَيِّتٌ، وَقَلْبٌ خَواءٌ
ودمٌ، لا تثيره الآلامُ
وحياة ٌ، تنامُ في ظلمة ِ الوادي
وتنْمو من فوقِها الأوهام
أيُّ عيشٍ هذا، وأيُّ حياة ٍ؟!
رُبَّ عَيْشٍ أخَفُّ منه الحِمَام
قد مشتْ حولَك الفصولُ وغَنَّتْكَ
فلم تبتهِجْ، ولمْ تترنَّمْ
ودَوَتْ فوقَك العواصِفُ والأنواءُ
حَتَّ أَوشَكْتَ أن تتحطَّمْ
وأطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْك
فلم تضطرب، ولم تتألمْ
يا إلهي! أما تحسُّ؟ أَمَا تشدو؟
أما تشتكي؟ أما تتكلَّمْ؟
ملَّ نهرُ الزّمانِ أيَّامَكَ الموتَى
وأنقاضَ عُمرِكَ المتهدِّمْ
أنتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ، ولا حيٌّ
فيمشي، بل كائنٌ، ليس يُفْهَمْ
أبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ
جامدٍ، لا يرى العوالِمَ، مُظْلِمْ
أيُّ سِحْرٌ دهاكَ! هل أنتَ مسحورٌ
شقيٌّ؟ أو ماردٌ، يتهكَّمْ؟
آه! بل أنتَ في الشُّعوب عجوزٌ،
فيلسوفً، مُحطَّمٌ في إهابِهْ
ماتَ شوقُ الشبابِ في قلبِه الذاوي،
وعزمُ الحياة ِ في أعصابِهْ
فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ..، بعيداً..
وهناكَ.. اصطفى البقاءَ مع الأموات،
"في قبرِ أمسِهِ" غيرَ آبِهْ...
وارتضى القبرَ مسكناً، تتلاشى
فيه أيَّامُ عُمرِهِ المتشابِهْ
وتناسى الحياة َ، والزّمَنَ الدّاوي
وما كان منْ قديمِ رِغَابِهْ(9/382)
واعبدِ "الأمسَ" وادَّكِرْ صُوَرَ الماضِي
فدُنْيَا العجوزِ ذكري شبابِهْ...
وإذا مرَّتِ الحياة ُ حوالَيْكَ
جميلاً، كالزّهر غضَّا صِباها
تتغنّى الحياة بالشوق والعزم
فيحْي قلبَ الجمادِ غِنَاها
والربيعُ الجميلُ يرقصُ فوقَ
الوردِ، والعشبِ، مُنْشِداً، تيَّاهاً
ومشَى النّاسُ خلفَها، يتَمَلوْنَ
جمالَ الوجودِ في مرآها
فاحذرِ السِّحْرَ! أيُّها النَّاسكُ القِدِّيسُ
والربيعُ الفَنَّانُ شاعِرُها المفتونُ
يُغْرِي بحبِّها وهواها
وَتَمَلَّ الجمالَ في رِممِ الموتَى ..!
بعيداً عن سِحْرِهَا وَصَدَاها
وَتَغَزَّلْ بسِحْرِ أيَّامِكَ الأولى
وخَلِّ الحياة َ تخطو خطاها
وإذا هبَّت الطيورُ مع الفجر،
تُغنِّي بينَ المروجِ الجميلهْ
وتُحَيِّي الحياة َ، والعالَمَ الحيَّ،
بِصَوْتِ المحبَّة ِ المعسولهْ
والفَراشُ الجميلُ رَفْرَفَ في الرَّوْضِ،
يناجي زهورَهُ المطلولهْ
وأفاقَ الوجودُ للعمل المُجْدِي
ولِلسَّعي، والمعاني الجليلهْ
ومشى الناس في الشِّعاب، وفي الغاب،
وفوق المسَالكِ المجهولهْ
ينشدون الجمالَ، والنُّورَ، والأفراحَ
والمجدَ، والحياة َ النبيلهْ
فاغضُضِ الطَّرفَ في الظَّلامِ! وحاذِرْ
فِتْنَة َ النُّورِ..! فهيَ رُؤْيَا مَهولَة ...
وَصَبَاحُ الحياة ِ لا يُوقِظُ الموْتَى
ولا يَرْحَمُ الجفونَ الكليلهْ
كلُّ شيءٍ يُعَاطِفُ العالَم الحيَّ،
ويُذكِي حياتَه، ويُفيدُهْ
والذي لا يجاوِبُ الكونَ بالاحساسِ
عِبْءٌ على الوجودِ، وُجُودُهُ
كُلُّ شيءٍ يُسايرُ الزَّمنَ الماشي
بعزمٍ، حتى الترابُ، ودودُهُ
كلُّ شيءٍ ـ إلاَّكَ ـ حَيٌّ، عَطوفٌ
يُؤْنِسُ الكونَ شَوْقُه، ونَشيدُهُ
فلِماذا تعيشُ في الكون يا صَاحِ!
وما فيكَ من جنًى يستفيدُهْ
لستَ يا شيخُ للحياة ِ بأَهْلٍ
أنت داءٌ يُبِيدُها وتُبِيدُهْ
أنت قَفْرٌ، جهنَّميٌّ لَعِينٌ،
مُظْلِمٌ، قَاحلٌ، مريعٌ جمودُهْ
لا ترفُّ الحياة ُ فيه، فلا طيرَ
يغنّي ولا سَحَابَ يجودُهْ(9/383)
أنتَ يا كاهنَ الظلامِ ياة ٌ
تعبد الموتَ..! أنت روحٌ شقيٌّ
كافرٌ بالحياة ِ والنُّورِ..، لا يُصغي
إلى الكون قلبُه الحَجَرِيُّ
أنتَ قلبٌ، لا شوقَ فيه ولا عزمَ
وهذا داءٌ الحياة ِ الدَّوِيُّ
أنتَ دنيا، يُظِلُّها أُفُقُ الماضي
وليلُ الكآبة ِ الأَبديُّ
مات فيها الزّمانُ، والكونُ إِلاَّ
أمسُها الغابرُ، القديمُ، القَصِيُّ
والشقيُّ الشقيُّ في الأرض قلبٌ
يَوْمُهُ مَيِّتٌ، وما ضيه حيُّ
أنتَ لا شيءَ في الوجودِ، فغادِرْهُ
إلى الموت فَهْوَ عنك غَنِيُّ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
رقم القصيدة : 14620
-----------------------------------
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
زُمرة ُ الأحلامْ
فَوْقَ سِرْبٍ مِنْ غَمَامَاتِ الشُّجُونْ
مِلْؤُهَاالآلامْ
شَخَصَتْ، لَمَّا رَأَتْ، عَيْنُ النُّجُومْ
بَعْثَة َ العُشَّاقْ
وَرَمَتْهَا مِنْ سَمَاها بِرُجُومْ
تسكبُ الأحراق
كنت إذْ ذَاك على ثَوْبِ السكون
أنثرُ الأَحزانْ
وَالهَوى يَسْكُبُ أَصْدَاءَ المَنُونْ
في فؤادٍ فانْ
سَاكِتاً مِثْلَ جَميعِ الكَائِناتْ
راكدَ الألحانْ
هائمٌ قلبي بأعماقِ الحياة
تائهٌ، حيرانْ
إنَّ للحبِّ عَلى النَّاسِ يَدا
تقصفُ الأعمارْ
وَلَهُ فَجْرٌ على طُولِ المدى
سَاطِعُ الأَنْوَارْ
ثورة ُ الشّر، وأحلامُ السّلام،
وجمالُ النّور
وابتسامُ الفَجْرِ في حُزْنِ الظَّلامْ،
في العيونِ الحُورْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
رقم القصيدة : 14621
-----------------------------------
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي
وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي
خواطراً، كلّها ضرامْ(9/384)
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ
وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً
قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي
وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى
إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو
وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي
وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ
برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى
يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا
كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ
مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ
عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى
لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا
تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ
فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي
من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أُسْكُني يا جرَاحْ
أُسْكُني يا جرَاحْ
رقم القصيدة : 14622
-----------------------------------
أُسْكُني يا جرَاحْ
وأسكني يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ
وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ
مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى
قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ
لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة
مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه
في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى
في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ
واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ
والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ
والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ
وأسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواحْ
وزَمانُ الجنونْ
وَأَطَلَ الصَّباحْ
مِنْ وراءِ القُرونْ
في فؤادي الرحيبْ
مَعْبِدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْه الحياة ْ
بالرّؤى ، والخيال
فَتَلَوتُ الصَّلاة
في خشوع الظّلالْ...
وَحَرقْتُ البخور...
وأضأتُ الشُّموع
إن سِحْرَ الحياة ْ
خالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ(9/385)
مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَ يأتي الصبَّاح
وتمُرُّ الفصولْ..؟
سوف يأتي رَبِيعْ
إن تقضَّى رَبِيعْ
کسكُنِي يا جراحْ
وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواح
وَزَمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصَّباحْ
مِن وراءِ القُروُنْ
من وراءِ الظَّلامْ
وهديرِ المياهْ
قد دعاني الصَّباحْ
وَرَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءُ
هزّ قلبي صَداهْ
لَمْ يَعُد} لي بَقاء
فوق هذي البقاعْ
الودَاعَ! الودَاعَ!
يا جبالَ الهمومْ
يا ضَبابَ الأسى !
يا فِجَاجَ الجحيمْ
قد جرى زوْرَقِي
في الخضمِّ العظيمْ...
ونشرتُ القلاعْ...
فالوَداعَ! الوَداعْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
رقم القصيدة : 14623
-----------------------------------
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ
وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ
وتبدرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ
وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام
وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ
ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ
رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ
وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء
ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ
شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
رقم القصيدة : 14624
-----------------------------------
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب،
يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ
أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ(9/386)
نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ
ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً
رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ
فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم
فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ
نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي
شُواظاً من الحَزَن المشتعل
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة
رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها
كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
أصيخي! فما بين أعشار قلبي
يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
معيداً على مهجتي بحفيف
جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى
وشعشعها بلهيب الحياة
وجرّعني من ثُمالاتِه
مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
إليَّ! فقد وحّدت بيننا
قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ
كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ
اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ
ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ
إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ
تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
يردِّدُه حُزنُنا في سكون
على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ
جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> وشمولٍ أرّقها الدّهرُ حتى
وشمولٍ أرّقها الدّهرُ حتى
رقم القصيدة : 14625
-----------------------------------
وشمولٍ أرّقها الدّهرُ حتى
ما تَوارى قَذَاتُها بلبوس
وردة ُ اللونِ في خدودِ الندامى
وهي صفراءُ في خدودِ الكؤوسِ
وكأن الشعاعَ منها على الكفْـ
ـفِ جسادٌ على مداكِ عروسِ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> بأبي من زارني مُكتَتِماً
بأبي من زارني مُكتَتِماً
رقم القصيدة : 14626(9/387)
-----------------------------------
بأبي من زارني مُكتَتِماً
حَذِراً من كُلّ واشٍ جَزِعا
زائراً نمَّ عليهِ حسنهُ
كيف يُخْفي اللَّيْلُ بدراً طَلَعَا
رصدَ الغفلة َ حتى أمكنتْ
ورعى السّامِرَ حتّى هَجَعَا
على يَدَيكَ بِخيرٍ يا أَبا دُلَفِ
أغرى الفؤادَ بها ورقَّ العاذلُ
كابَدَ الأهوالَ في زَوْرَتِهِ
ثمَّ ما سلّمَ حتى ودّعا
ولنْ تُطيقَ بحولٍ أنْ تُزيلَ شجاً
أثبتّهُ منكَ في مستنزلِ الرّيقِ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> حَتَّى إّذا وقَفتْ أَعطَى ولم يَقفِ
حَتَّى إّذا وقَفتْ أَعطَى ولم يَقفِ
رقم القصيدة : 14627
-----------------------------------
حَتَّى إّذا وقَفتْ أَعطَى ولم يَقفِ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ
هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ
رقم القصيدة : 14628
-----------------------------------
هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ
أَو هَلْ لها بتكلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجديد جديدَ مَعْهدها
فكأنَّما هي رَيْطة ٌ جَرْدُ
من طُولِ ما يبكي الغَمام على
عرَصاتِها ويُقَهْقِه الرَّعْدُ
وتلثُّ سارية ٌ وغادية ٌ
ويكر نحسٌ خلفه سعدُ
تْلقى شآمية يمانية
لهما بموْر تُرابها سَرْدُ
فكستْ بواطنها ظواهرها
نَوْراً كأنَّ زهاءَهُ بُرْدُ
يغدو فيسرى نسجه حدبٌ
واهي العُرَى ووئيدِه عقدُ
فوقَفْتُ أسألها وليس بها
وَهْناً إليَّ وقادَهُ بَرْدُ
ومكدَّم في عانَة ٍ خَفرت
حتى يهيّج شأوها الوْردُ
فتبادرتْ دررُ الشؤونِ على
خدّي كما يتناثَرُ العِقْدُ
أو نَضْح عَزْلاء العَسِيب وقد
راح العسيف بمائها يعدو
لهفى على دعدٍ وما خلقتْ
إلا لِطُول بَليّتي دَعْدُ
بيضاء قد لَبسَ الأديمُ بها
ءَ الحسن فهولجلدها جلدُ
ويزين فوديها إذا حسرت
ضافي الغَدائر فاحِمٌ جَعْدُ
فالوجه مِثْل الصُّبْح مُنْبِلجٌ
والشَّعْر مثل الليل مُسْوَّدُ
ضدانِ لما استجمعا حسنا
والضدّ يُظْهِرُ حُسْنه الضِدُّ
وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها(9/388)
شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ مُمْتَدُّ
وكأنها وسنى إذا نظرتْ
أو مدْنَفٌ لما يُفِقْ بَعْدُ
بفتورِ عين ما بها رمدٌ
وبها تداوى الأعينُ الرمدُ
وتريكِ عرنيناً يزينه
شممٌ وخداً لونه الورد
وتجيل مِسْواك الأراك على
رتِلِ كأنَّ رُضَابه الشُّهْدُ
فَعْمٌ تلَتْه مَرافِقٌ دُرْدُ
والمعصمان فما يرى لهما
ولها بنان ٌ لو أردتَ له
عَقداً بكفِّك أمكن العَقْدُ
وكأنَّما سُقِيتْ تَرائِبُها
والنحر ماء الحسنِ إذ تبدو
وبصدرها حقانِ خلتهما
كافورتينِ علاهما ندّ
والبَطْن مطويٌّ كما طُوَيِتْ
بيض الرباطِ يصونها الملدُ
وبخصرها هيفٌ يزينه
فإذا تنوءُ يكاد ينقدُّ
ولهاهَنٌ رابٍ مجَسَّتُه
ضيق المسالك حرة وقد
فكأنه منْ كبرهِ قدحٌ
أكل العيال وكبه العبدُ
فإذا طعنتَ طعنتَ في لبدٍ
وإذا سَلَلْتَ يكاد يَنْسَدُّ
والتفَّ فخذاها وفوقهما
كفلٌ يجاذبُ خصرها نهدُ
فقيامُها مَثْنى إذا نَهَضَتْ
من ثقلة ٍ وقعودها فردُ
والساق خرعبة ٌ منعمة ٌ
عَبِلَتْ فطوْقُ الحِجْل مُنسَدٌّ
والكعب أدرمُ لا يبينُ له
حجْمٌ وليس لرأسه حَدٌّ
وَمَشَتْ على قَدَمَيْن خُصّرتا
ما شانها طولٌ ولا قصرٌ
في خَلْقها فَقَوامُها قَصْدُ
إنْ لم يكن وَصْلٌ لديكِ لنا
يشفى الصبابة َ فليكنْ وعدُ
قد كان أوْرَق وصْلكم زَمَناً
فذوى الوصال وأوراقَ الصدُّ
لله أشواقي إذا نَزَحتْ
دارُ بنا ونأى بكمْ بعد
إنْ تُتْهِمي، فَتَهامة ٌ وَطَني
أو تنجدى إن الهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا
وداً فهلا ينفعُ الودّ
وإذا المحبُّ شكا الصدود ولم
يُعْطَف عليه فقَتْله عَمْدُ
تختصّها بالود وهي على
ما لا تحبُّ فهكذا الوجدُ
أو ما تَرى ْ طِمْريَّ بينهما
رجلٌ ألحَّ بهزله ِ الجدُ
فالسيْفُ يقْطَع وهو ذو صَدَأ
والنَّصْل يعْلُو الهامَ لا الغِمْدُ
هل ينفعنَّ السيفَ حليتهُ
يومَ الجلاد، إذا نبا الحَدٌّ
ولقد عَلِمْتِ بأنني رَجُلٌ
فى الصالحات أرواحُ أو أغدوُ
سلم على الأدْنى ومَرْحمة ٌ
وعلى الحوادث هادىء جلدُ(9/389)
مُتَجلْبِبٌ ثوبَ العَفاف وقد
غفلِ الرقيبُ وأمكن الوردُ
ومجانبٌ فعلَ القبيحِ وقدْ
وَصلَ الحبيبُ، وساعَدَ السَّعْدُ
مَنَع المطامِعَ أنْ تُثِلّمني
أنى لمعولها صفاً صلدُ
فأروحُ حراً منْ مذلتها
والحرُّ ـ حين يُطيعها ـ عَبْدُ
آلْيتُ أمدح مُقرفاً أبَداً
يبقى المديحُ ويذهبُ الرَّفْدُ
هيهاتَ يأبى ذاك لى سلفٌ
خَمَدُوا، ولم يَخْمد لهم مَجْدُ
والجَدُّ كِنْدَة ُ والبَنُونُ هُمُ
فزكا البنونُ وأنجبَ الجدُّ
فَلِئَن قَفَوْت جميلَ فِعْلهمُ
بذميم فِعْلي إنَّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَب
فالجدُّ يغنى عنك لا الجدُّ
ليكُنْ لديك لسائلٍ فَرَجٌ
إنْ لم يكُنْ فليَحْسُنِ الرَّدُّ
أوسعتُ جهدَ بشاشة ٍ وقرى
وعلى الكريم لضيْفهِ الجُهْدُ
فتَصرَّم المشْتى ومَنْزلُه
رحبٌ لدى َّ وعيشهُ رغدُ
ثم اغتدى ورِداؤُهُ نَعَمٌ
يا ليتَ شعرى بعدَ ذلكمُ
ومصيرُ كلِّ مُؤَمّل لَحْدُ
أَصريعُ كَلْم أم صريعُ ضنى ً
أودى فليس منَ الردى بدُّ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> هَجَرْتُكَ لَمْ أَهْجُرْكَ مِن كُفرِ نِعْمَة ٍ
هَجَرْتُكَ لَمْ أَهْجُرْكَ مِن كُفرِ نِعْمَة ٍ
رقم القصيدة : 14629
-----------------------------------
هَجَرْتُكَ لَمْ أَهْجُرْكَ مِن كُفرِ نِعْمَة ٍ
وهل يرتجى نيلُ الزيادة ِ بالكفر؟
ولكنَّني لمّا أَتيتُكَ زائِراً
وأَفْرَطْتَ في بِرِّي عَجِزْتُ عَنِ
فَمِ الآنَ لا آتيكَ إِلاَّ مُسلِّماً
أزورك فى الشهرينِ يوماً أو الشهرِ
فإن زدتنى براً تزيدتُ جفوة ً
وَلم تَلْقَني طُولَ الحياة ِ إِلى الحشرِ
العصر العباسي >> علي بن جبلة >> عجبتُ لحرَّاقَة ِ بنِ الحُسَينِ
عجبتُ لحرَّاقَة ِ بنِ الحُسَينِ
رقم القصيدة : 14630
-----------------------------------
عجبتُ لحرَّاقَة ِ بنِ الحُسَينِ
كيف تعومُ ولا تَغْرَقُ
وَبَحْرَانِ، من تَحْتِها واحدٌ
وآخرُ من فوقها منْ مطبقُ
وأعجبُ منْ ذاكَ عيدانها
وقد مسَّها كيفَ لا تورقُ(9/390)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ
ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ
رقم القصيدة : 14631
-----------------------------------
ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ
وأترابِها، منهنّ بُرئي وأدوائي
ثنينَ الذيولَ وارتدين بسابغٍ
كحبّاتِ رَمل، وانتَقَبن بحنّاءِ
و ولينَ ما بالين من قد قتلنه ،
بلا تِرَة ٍ تُخشَى ولا قَتلِ أعدائي
رَددتُ سهامي عنك بيضاً وخُضّبت
سِهامُك في قلبٍ عميدٍ وأحشاءِ
فلم أرَ مثلَ المنعِ أغرى لحاجة ٍ ،
و لا مثلَ داءِ الحبَّ أبرح من داءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بادرتُ منه موعداً حاضراً
بادرتُ منه موعداً حاضراً
رقم القصيدة : 14632
-----------------------------------
بادرتُ منه موعداً حاضراً
وكان ذا عندي مِنَ الدّاء
فلم أنل منه سوى قُبلة ٍ،
و أرجفَ الناسُ بأشياءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبى الله ، ما للعاشقين عزاءُ ،
أبى الله ، ما للعاشقين عزاءُ ،
رقم القصيدة : 14633
-----------------------------------
أبى الله ، ما للعاشقين عزاءُ ،
وما للمِلاحِ الغانياتِ وَفاءُ
تركنَ نفوساً نحوَهنّ صَوادياً،
مسراتِ داءٍ ، ما لهنّ دواءُ
يردنَ حياضَ الماءِ لا يستعنها ،
و هنّ إلى بردِ الشرابِ ظماءُ
و جنت بأطلالِ الدجيلِ ومائهِ ،
و كم طللٍ من خلفهنّ وماء
إذا ما دنت من مشرع قعقعتْ لها
عِصِيٌّ، وقامتْ زأرَة ٌ وزُقاء
خليليّ ! بالله الذي أنتما له ،
فما الحبّ إلاّ أنة ٌ وبكاءُ
كما قد أرى ؛ قالا: كذاكَ، وربما،
يكونُ سرورٌ في الهوى وشقاءُ
لقد جحَدتَني حقّ دَيني مَواطلٌ،
وصلنَ عداة ً ما لهن أداءُ
يُعلّلُني بالوَعدِ أدنَينَ وقتَه،
و هيهاتَ نيلٌ بعده وعطاءُ
فدُمن على مَنعي، ودمتُ مطالباً،
و لا شيءَ إلاّ موعدٌ ورجاءُ
حلفتُ: لقد لاقيتُ في الحبّ منهمُ،
أخا الموتِ من داءٍ ، فأينَ دواءُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن به قد خسرتُ آخرتي،(9/391)
يا مَن به قد خسرتُ آخرتي،
رقم القصيدة : 14634
-----------------------------------
يا مَن به قد خسرتُ آخرتي،
لا تُفسِدَن بالصّدودِ دُنيائي
أهمُّ بالصبر، حين يُسرفُ في
هَجريَ، والصّبرُ نازحٌ، نائي
حتى إذا ما رأيتُ طَلعَتَه،
غيرني ما رأيتُ عن راءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قل لغصن البنِ الذي يتثنى ،
قل لغصن البنِ الذي يتثنى ،
رقم القصيدة : 14635
-----------------------------------
قل لغصن البنِ الذي يتثنى ،
تحتَ بدرِ الدّجى ، وفوْق النقاءْ
رُمتُ كِتمانَ ما بقلبي، فَنمّت
زَفَرَاتٌ تغشَى حديثَ الهَواءْ
و دموعٌ تقولُ في الخدّ : يا من
يتباكى ، كذا يكونُ البكاءْ
ليسَ للنّاسِ مَوضِعٌ في فُؤادي،
زادَ فيه هواك جَفني امتلاءْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ،
فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ،
رقم القصيدة : 14636
-----------------------------------
فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ،
فاعذريني، أو لا، فمُوتي بدائي
لو أطعنا للصبر عندَ الرّزايا ،
ما عرفناه شدة ً من رخاءِ
أسرع الشيبُ مغرياً لي بهم ،
كانَ يَدعوه من أحَبِّ الدّعاءِ
ما لهذا المساء لا يتجلى ،
أحياءً منه ، سراج السماء!
قرباه قربا عقال المطايا ،
واحللا غبها عقال الثواءِ
تُسعِدَنّ الأقدارُ جُهدي، وإلاّ
لم أمت في ذا الحيّ موت النساء
حُرّة ٌ قد يسترعِفُ المرءُ منها
مَنسِماً، أو مُستنعِلاً بالنّجاء
أُنفِذتْ في ليلِ التّمامِ، وحنّتْ
كحنينٍ للصّبِّ يومَ التّنائي
والدجى قد ينهضُ الصبحُ فيه ،
قائماً يَنشُرُ ثوبَ الضّياءِ
مَن لهمٍّ قد باتَ يُشجي فُؤادي،
ما له حالُ دمعتي من خفاءِ
إخوة ٌ لي قد فَرّقَتْهُمْ خطوبٌ،
عَلّمَتْ مُقلَتي طويلَ البُكاءِ
إن أهاجُوا بآلِ أحمدَ حرباً،
بينكم ! لا تحلبُوا في إنائي
وتحلوا عقدَ التملك منكم ،
بأكفٍ قد خضبت بالدماءِ
وخليلٍ قد كان مرعى الأماني ،
ورضى أنفسٍ وحسب الإخاءِ(9/392)
غرقتني في لجة البين عنه ،
فتعلقت في حبال الرجاءِ
غير أنا من النوى في افتراق ،
ولقاءٍ تذكرنا في البقاءِ
وفراقُ الخليلِ قَرحٌ مُمِضٌّ،
وبه يعرفون أهل الوفاء
حاذق الود لي بما سرّ نفسي ،
كان طَبّاً، وعالماً بالشّفاء
مرسل الجود منه في كل سؤلٍ
يكلأ المجدَ بين عينِ السخاءِ
يَعرِفنّ المعروفَ طَبعاً، ويُثني
بِيدِ الجُودِ في عِنانِ الثّناءِ
يخفرنْ عزمه بقلبٍ مصيبٍ
يَتلظّى من فيه نارُ الذّكاءِ
يكتمنّ الأسرارَ منه ، وفيه ،
ككمونٍ للعودِ تحت اللحاءِ
وتُفَلُّ الخطوبُ منه برأيٍ،
قد جلاهُ بالعزمِ أيَّ جلاءِ
إن يَحُلْ مِن بَيني وبينكَ بينٌ،
فلكم من نأيٍ سريعِ اللقاءِ
ردّ عني تفويقَ سهمك ، حسبي
فيك ، أقصر تفويقَ سهم الدعاء
فبها يستحثُّ درُّ الأماني ،
وبها يُطْلَقَنّ كَيدُ العَنَاءِ
ربَّ يومٍ بعامرِ الكأسِ ظَلنا،
نُفرغنّ المُدامَ فيه بماءِ
في دُجى ليلِنا وطيِّ الحَواشي،
مُدنَفُ الرّيحِ في قَصيرِ النّقاءِ
تسقطنّ الأمطار حتى تثنى الـ
ـنور ، وابتل في جناح الهواء
فترى للغُدرانِ في كلّ خَفضٍ
مستقراً كمزنة ٍ في سماء
زمنٌ مرّ قَد مضَى بنعيمٍ،
وصباحٌ أسرّنا في مَساءِ
واجتمعنا بعد التنائي ، ولكن
لا يُري العالَمينَ عَينَ الرّخاءِ
أنا مُذ غِبتَ قد أروحُ وأغْدُو
مِن سرورِ الدّنيا بوِدٍّ خَلاء
لا أرى في الأنام جمع وفيٍ
وغَرورٍ. مخاتلٍ في وَفاءِ
فَضَماني إليكَ ذِكرٌ وشُكرٌ،
وعلى ربّ العرشِ حسنُ الجزاءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بالله يابنَ عليٍّ فُضّ جمعَهمُ،
بالله يابنَ عليٍّ فُضّ جمعَهمُ،
رقم القصيدة : 14637
-----------------------------------
بالله يابنَ عليٍّ فُضّ جمعَهمُ،
و أعفِ نفسكَ من غيظٍ وضوضاءِ
لا تجعلونَ الثلاثا لاجتماعكمُ ،
إنّ الكتاتيب تخلو في الثّلاثاءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كايدَكم دهرُكم بزَامِرَة ٍ
كايدَكم دهرُكم بزَامِرَة ٍ
رقم القصيدة : 14638(9/393)
-----------------------------------
كايدَكم دهرُكم بزَامِرَة ٍ
تحدثُ غماً في كلّ سراءِ
فاربطوا شدقها ، إذا نفخت ،
فذاك أولَى بها من النّاءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
رقم القصيدة : 14639
-----------------------------------
أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
ما زادَهُ النّهيُ شيئاً غيرَ إغراءِ
أينَ التورعُ من قلبٍ يهيمُ إلى
حاناتِ لَهوٍ غَدا بالعُود والنّاءِ
و صوتِ فتانة ِ التغريدِ ، ناظرة ٍ
بعينِ ظَبْيٍ تُريدُ النّومَ، حوراءِ
جرتْ ذيولَ الثيابِ البيض حينَ مشتْ ،
كالشّمس مُسبِلَة ً أذيالَ لألاءِ
و قرعِ ناقوسِ ذيريٍ على شرفٍ
مُسبِّحٍ في سَوادِ اللّيلِ دَعّاءِ
وكأسِ حَبريّة ٍ شكّتْ بِمبزَلِها
أحشاءَ مُشعَلَة ٍ بالقارِ جَوْفاءِ
ترفو الظلالَ بأغصانٍ مهدلة ٍ
سودِ العناقيدِ في خضراءَ لفاءِ
أجرى الفراتُ إليها من سلاسلهِ
نهراً تمشّى على جرعاءَ مَيثاءِ
وطافَ يَكلأها من كلّ قاطفَة ٍ،
راعٍ بعينٍ وقلبٌ غيرُ نساءِ
موكلٌ بالمساحي في جداولها ،
حتى يدلّ عليها حية َ الماءِ
فآبَ في أبَ يجنيها لعاصرها ،
كأنّ كفيه قد علت بحناءِ
فَظَلّ يرْكُضُ فيها كلّ ذي أشَرٍ،
قاسٍ عَلى كبِدِ العُنقودِ وَطَّاءِ
ثمّ استقرتْ وعينُ الشمسِ تلحظها ،
في بطنِ مختومة ٍ بالطينِ كلفاءِ
حتى إذا بردَ الليلُ البهيمُ لها
وبلّها سحراً منه بأنْداءِ
صَبّ الخريفُ عليها ماءَ غادية ٍ
أقامها فوقَ طينٍ بعدَ رمضاءِ
يَسقِيكَها خَنِثُ الألحاظِ ذو هَيَفٍ،
كأنّ ألحاظَهُ أفرَقنَ من داءِ
سَبيكة ٍ من بناتِ التّبرِ صَفراءِ
يا صاحِ إن كنتَ لم تعلم، فقد طُرِحَت
شرارة ُ الحبّ في قلبي وأحشائي
أما تَرَى البَدْرَ قد قامَ المُحاقَ به
من بعدِ إشراقِ أنوارٍ وأضواءِ
و قد عست شعراتٌ في عوارضهِ ،
تُزْري عَلى عارِضَيْهِ أيَّ إزْراءِ
أعيَتْ مناقشة ً إلاّ عَلى ألمٍ،
وكلَّ يوم يُغاديها بإخفاءِ(9/394)
فانظُرْ زَبْرجدَ خدٍّ صارَ من سَبَجٍ،
و صبّ دمعاً عليه كلُّ بكاءِ
يا ليتَ إبليسَ خلاّني لنُدبتِه،
و لم يصوبْ لألحاظي بأشياءِ
ما لي رَأيتُ فِلاح النّاسِ قد كثُروا،
و لم يقدرْ بهم إبليسُ إغوائي
فكيفَ أُفلِحُ مع هذا وذاك وذا،
أم كيفَ يثبتُ لي في توبة ٍ رائي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> داو الهمومَ بقهوة ٍ صفراءِ ،
داو الهمومَ بقهوة ٍ صفراءِ ،
رقم القصيدة : 14640
-----------------------------------
داو الهمومَ بقهوة ٍ صفراءِ ،
وامزُج بنارِ الرّاح نورَ الماءِ
ما غركم منها تقادمُ عهدها
في الدّنّ غيرَ حُشاشة ٍ صَفراءِ
ما زالَ يصقُلُها الزّمانُ بكرّهِ،
ويَزيدُها من رِقّة ٍ وصفاءِ
حتّى إذا لم يبقَ إلاّ نُورُها
في الدّنّ واعتزلَت عن الأقذاءِ
و قوقدتْ في ليلة ٍ من قارها
كتوقّدِ المِرّيخِ في الظّلماءِ
نزَلت كمثلِ سَبيكة ٍ قد أُفرِغت،
أو حية ٍ وثبت منَ الرمضاءِ
و استبدلت من طينة ٍ مختومة ٍ
تُفّاحة ً في رأسِ كلّ إناءِ
لا تذكرني بالصبوحِ وعاطني
كأسَ المدامة عندَ كلّ مساء
كم ليلة ٍ شغل الرقادُ عذولها ،
عن عاشقَينِ تواعَدا لِلقاءِ
عَقَدا عِناقاً طول ليلهما معاً،
قد ألصقا الأحشاءَ بالأحْشَاءِ
حتى إذا طلعَ الصباحُ تفرقا
بتنفسٍ وتأسفٍ وبكاءِ
ما راعنا تحتَ الدجى شيء سوى
شبهِ النّجومِ بأعينِ الرّقَباءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فَتَنَتنَا السُّلافة ُ العَذراءُ،
فَتَنَتنَا السُّلافة ُ العَذراءُ،
رقم القصيدة : 14641
-----------------------------------
فَتَنَتنَا السُّلافة ُ العَذراءُ،
فلها ودُّ نفسه والصفاءُ
روحُ دنٍّ لها من الكأسِ جسمٌ ،
فهي فيه كالنار ، وهو هواءُ
وإذا مجّت الأبَارِيقُ بالمُز
نِ بها شائب، وشابَ الماءُ
و كأنّ الحبابَ ، إذ مزجوها ،
وردة ٌ ، فوقَ درة ٍ ، بيضاءُ
و كأنّ الذي يشمُّ ثراها
كوكباً ، كفه عليه سماءُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،(9/395)
وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،
رقم القصيدة : 14642
-----------------------------------
وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،
على قبلة ٍ ، أو موعدٍ بلقاءِ
أتت دونها الأيامُ حتى كأنها
تَساقُطُ نُورٍ من فُتوقِ سَماءِ
ترى كأسَها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً
عليك ولو غطيتها بغطاءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هَجَمَ الشّتاءُ، ونحنُ بالبَيداءِ،
هَجَمَ الشّتاءُ، ونحنُ بالبَيداءِ،
رقم القصيدة : 14643
-----------------------------------
هَجَمَ الشّتاءُ، ونحنُ بالبَيداءِ،
والقَطرُ بلّ الأرضَ بالأنواءِ
فاشرب على زهر الرياضِ يشوبهُ
زهرُ الخدودِ وزهرة ُ الصهباءِ
من قَهوة ٍ تُنسي الهمومَ وتَبعَثُ الـ
ـشّوقَ الذي قد ضلّ في الأحْشاءِ
تخفي الزجاجة ُ لونها ، وكأنها
في الكفّ قائمة ٌ بغَيرِ إناءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومُقَرطَقٍ يَسعَى إلى النّدماءِ،
ومُقَرطَقٍ يَسعَى إلى النّدماءِ،
رقم القصيدة : 14644
-----------------------------------
ومُقَرطَقٍ يَسعَى إلى النّدماءِ،
بعَقِيقَة ٍ في دُرّة ٍ بَيضاءِ
و البدرُ في أفقِ السماءِ كدرهمٍ
ملقى على ديباجة ٍ زرقاءِ
كم ليلة ٍ قد سرني بمبيتهِ
عندي ، بلا خوفٍ من الرقباءِ
ومُهفهفٍ عقَدَ الشّرابُ لسانَه،
فحديثُهُ بالرّمْزِ والإيماءِ
حَرّكتُه بيدي، وقلتُ له: انتبه،
يا فرحة َ الخُلطاءِ والنّدماءِ
فأجابني والسكرُ يخفضُ صوته ،
بتَلَجلُجٍ كتَلَجلُجِ الفأفاءِ
إني لأفهمُ ما تقولُ ، وإنما
غَلَبَتْ عليّ سُلافة ُ الصّهباءِ
دَعني أفيقُ من الخُمارِ إلى غَدٍ،
وافعَل بعبدِك ما تَشَا مولائي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
رقم القصيدة : 14645
-----------------------------------
لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
مثلَ ابتسامِ الشّفة ِ اللّمياءِ
و شمطت ذوائبُ الظلماءِ ،
وهَمّ نجمُ اللّيلِ بالإغفَاءِ(9/396)
قُدنا لِعِينِ الوحشِ والظّباءِ،
داهية ً محذورة َ اللقاءِ
شائلة ً كالعقربِ السمراءِ ،
مرهفة ً ، مطلقة َ الأحشاءِ
كمدة ٍ من قلمٍ سواء ،
أو هُدبَة ٍ من طَرَفِ الرّداءِ
تحمِلُها أجنِحة ُ الهواءِ،
تَستلِبُ الخطْوَ بِلا إبْطاءِ
و مخطفاً موثقَ الأعضاءِ ،
خالفها بجلدة ٍ بيضاءِ
كأثرِ الشهابِ في السماءِ ،
ويَعرِفُ الزّجرَ منَ الدّعاءِ
بأُذُنٍ ساقِطَة ِ الأرجاءِ،
كوردة ِ السّوسَنَة ِ الشّهلاءِ
ذا برثنٍ كمثقبِ الحذاءِ ،
و مقلة ٍ قليلة ِ الأقذاءِ
صافية ٍ كقطرة ٍ من ماءِ ،
تنسابُ بينَ أكمِ الصحراءِ
مثلَ انسيابِ حية ٍ رقطاءِ ،
آنسَ بينَ السفحِ والفضاءِ
سِربَ ظِباءٍ رُتّعِ الأطلاءِ،
في عازبٍ منورٍ خلاءِ
أحوى كبطنِ الحية ِ الخضراء ،
فيه كنَقْشِ الحيّة ِ الرّقشاءِ
كأنها ضفائرُ الشمطاءِ ،
يصطادُ قبلَ الأينِ والعَناءِ
خمسينَ لا تنقصُ في لإحصاء ،
وباعَنا اللّحومَ بالدّماءِ
يا ناصرَ اليأسِ على الرجاءِ،
رميتَ بالأرضِ إلى السّماءِ
ولم تُصِب شيئاً إلى الهواءِ،
فحسبنا من كثرة ِ العناءِ
هناكَ هذا الرميُ بابنِ الماءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و النجمُ في الليلِ البهيمِ تخالهُ
و النجمُ في الليلِ البهيمِ تخالهُ
رقم القصيدة : 14646
-----------------------------------
و النجمُ في الليلِ البهيمِ تخالهُ
عَيناً تُخالِسُ غَفلَة َ الرُّقَباءِ
والصّبحُ من تحتِ الظّلامِ كأنّهُ
شَيْبٌ بَدا في لِمّة ٍ سَوداءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ،
و لي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ،
رقم القصيدة : 14647
-----------------------------------
و لي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ،
فما يُنتَضَى إلاّ لسَفكِ دِمَاءِ
ترى فوقَ متنيه الفرندَ كأنهُ
بَقِيّة ُ غَيمٍ رقّ دُونَ سماءِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> للهِ ما يشاءُ ،
للهِ ما يشاءُ ،
رقم القصيدة : 14648
-----------------------------------(9/397)
للهِ ما يشاءُ ،
قد سَبَقَ القَضاءُ
معَ الترابِ حيٌّ ،
ليسَ لهُ بَقاءُ
تأكله الرزايا ،
والصّبْحُ والمساءُ
ضاقَ عليكَ حتماً ،
واتّسَعَ الفضَاءُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اصرِف شَرابي قد هجرتُ كؤوسَه،
اصرِف شَرابي قد هجرتُ كؤوسَه،
رقم القصيدة : 14649
-----------------------------------
اصرِف شَرابي قد هجرتُ كؤوسَه،
شهرَ الصيامِ ، واعفني من مائه
فأراقَ من إبريقهِ لي شربة ً ،
كالنّارِ تُشْرِقُ في دُجى ظَلمائِه
وهِلالُ شَوّالٍ يلوحُ ضِياؤه،
وبناتُ نَعْشٍ وقّفَت بإزائِه
كَبَنانِه من مُخلِصٍ لمّا بَدا
وجهُ الوَزيرِ دعا بِطولِ بقائِه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
رقم القصيدة : 14650
-----------------------------------
وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
جرَى دمعُها في خُدودِ الثّرى
سرتْ تقدحُ الصبحَ في ليلها ،
ببرقٍ كهندية ٍ تنتضى
فلمّا دنَتْ جَلجلت في السّما
ءِ رَعداً أجَشّ كجرّ الرّحَى
ضمانٌ عليها ارتداعُ اليَفا
عِ بأنوارِها، واعتجارُ الرُّبَى
فما زالَ مدمعها باكياً
على التُّربِ حتى اكتسى ما اكتسى
فأضحتْ سواءً وجوهُ البلادِ ،
وجُنّ النّباتُ بها، والتقى
وكأسٍ سبقتُ إلى شُربِها
عذولي ، كذوبِ عقيقٍ جرى
يسيرُ بها غصنٌ ناعمٌ ،
من البانِ مغرسهُ في نقا
إذا شِئتُ كلّمَني بالجفو
نِ من مقلة ٍ كحلتْ في الهوى
له شَعَرٌ مثلُ نَسجِ الدّروعِ،
وطَرفٌ سَقيمٌ، إذا ما رَنَا
ويَضْحَكُ عن أُقحُوانِ الرِّيا
ضِ، ويَغسِلُه بالعَشيّ النّدَى
و مصباحنا قمرٌ مشرقٌ ،
كترسِ اللجين يشقّ الدجى
سقى اللهُ أهلَ الحمى وابلاً
سَفوحاً، وقلّ لأهلِ الحِمى
لئنْ بانَ صرفُ زمانٍ بنا ،
لما زالَ يفعلُ ما قد تَرَى
ومُهلِكَة ٍ لامِعٍ آلُها،
قطعتُ بحرفٍ أمونِ الخطا
لها ذَنَبٌ مثْلُ خوصِ العَسيبِ،
وأربَعَة ٌ تَرتمي بالحَصَى
بناها الربيعُ بناءَ الكثيبِ
تسوقُ رِياحَ الهواء النّقا(9/398)
فما زالَ يدئبها ماجدٌ ،
علآ الأين حتى انطوت وانطوى
بأرضٍ تأوّلَ آياتِها
على الظعنِ يخبطُ فيها الهوى
صرعتُ المطيَّ لأرقى لها ،
فما اعتذرتْ بينها بالوجى
وذي كُرَبٍ، إذ دعاني أجبتُ،
فلبيتهُ مسرعاً ، إذ دعا
بطرفٍ أقبّ عريضِ اللبا
نِ، ضافي السّبيبِ سليمِ الشّظا
وفتيانِ حربٍ يُجِيبونَها
بزُرقِ الأسِنّة ِ فوقَ القَنا
كغابٍ تحرقُ أطرافه
على لجة ٍ / من حديدٍ جرى
فكنتُ لَهُ دونَ ما يَتّقي
مجناً ، ومزقتُ عنه العدا
أنا ابنُ الذي ساءهمْ في الحياة ِ
و سادهم بي تحتَ الثرى
وما لي في أحَدٍ مَرْغَبٌ،
بلَى ، فيّ يَرغَبُ كلُّ الوَرَى
و اسهرُ للمجدِ والمكرماتِ ،
إذا اكتحَلَتْ أعينٌ بالكَرَى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بني عمّنا الأدنَين مِن آلِ طالبٍ،
بني عمّنا الأدنَين مِن آلِ طالبٍ،
رقم القصيدة : 14651
-----------------------------------
بني عمّنا الأدنَين مِن آلِ طالبٍ،
تعالوا إلى الأدنى ، وعودوا إلى الحسنى
أليسَ بنو العبّاس صِنوَ أبيكُمُ،
و موضعَ نجواه ، وصاحبه الأدنى
وأعطاكم المأمونُ عهدَ خلافة ٍ،
لنا حقها لكنه جادَ بالدنيا
ليعلمكم أنّ التي قد حرصتمُ
عليها، وغُودرتُم عَلى أثرِها صَرعى
يسيرٌ عليه فقدها ، غيرُ مكثرٍ ،
كما ينْبَغي للصّالحينَ ذَوي التّقوى
فماتَ الرضى ، من بعد ما قد علمتمُ ،
ولاذَت بنا من بعدِه مَرة ً أُخرَى
و عادت إلينا ، مثلَ ما عادَ عاشقٌ
إلى وطنٍ ، فيه لهُ كلُّ ما يهوى
دعونا ودنيانا التي كلفتْ بنا ،
كما قد تركناكم، ودنياكم الأولى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن به صَمَمٌ عن الشّكوَى ،
يا مَن به صَمَمٌ عن الشّكوَى ،
رقم القصيدة : 14652
-----------------------------------
يا مَن به صَمَمٌ عن الشّكوَى ،
وتغافُلٌ عن صاحبِ البلوَى
إن بحتُ باسمك ، فهو يقتلني ،
و هناكَ تثكلُ منيَ الثكلى
سافرتُ بالآمالِ فيك ، فلم
تبلغُ وصالَك، وانثَنت حَسرَى
ويحَ القلوبِ من العيونِ ، لقدْ(9/399)
قامَت قيامتُهنّ في الدّنْيا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَصِيَت في شرٍّ، فما أنساها،
عَصِيَت في شرٍّ، فما أنساها،
رقم القصيدة : 14653
-----------------------------------
عَصِيَت في شرٍّ، فما أنساها،
و حجبتُ عني ، فما أراها
و فطنت أعينُ من يكلاها ،
وشَغَلَ العيونُ عنّي فاها
و طويت نفسي على جواها ،
و غصة ٌ يذبحني شجاها
فذاك من حالي ، وما أسلاها ،
ليست تَرى عن الهوى سِواها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بأبي مَنْ أنَالُه
بأبي مَنْ أنَالُه
رقم القصيدة : 14654
-----------------------------------
بأبي مَنْ أنَالُه
طالَ من حققَ المنى
ما رَنا طرفُ أحمدٍ
أمسِ ، لكنه زنى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تغضبُ من أهوى ، فما أسمحَ الدنيا ،
تغضبُ من أهوى ، فما أسمحَ الدنيا ،
رقم القصيدة : 14655
-----------------------------------
تغضبُ من أهوى ، فما أسمحَ الدنيا ،
و لستُ منَ الأمواتِ فيها ولا أحيا
ألا ليتَ فاها مشربٌ لي ، وليتني
أقيمُ عليه ، لا أنحى ، ولا أروى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قيّدَني الحبُّ، وخلاّها،
قيّدَني الحبُّ، وخلاّها،
رقم القصيدة : 14656
-----------------------------------
قيّدَني الحبُّ، وخلاّها،
ولَجَّ بي سُقْمٌ، وعافاها
كِدتُ أقولُ: البدرُ شِبهٌ لها،
أجعلُها كالبَدرِ؟ حاشاهَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهلاً وسهلاً ، بمن في النوم ألقاها ،
أهلاً وسهلاً ، بمن في النوم ألقاها ،
رقم القصيدة : 14657
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً ، بمن في النوم ألقاها ،
وحبّذا طيفُها، لو كان آتاها
يا حبذا شعثُ المسواكِ من فمها ،
إذا سَقَتْهُ عُقاراً من ثَناياها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ناظراً أودَعَ قلبي الهوَى ،
يا ناظراً أودَعَ قلبي الهوَى ،
رقم القصيدة : 14658
-----------------------------------
يا ناظراً أودَعَ قلبي الهوَى ،(9/400)
كَوَيتَ بالصّدّ الحَشا، فاكتَوَى
و يا قضيباً ناعماً في نقاً ،
أحس ريحاً ، فانثنى ، واستوى
إرحَمْ مُحِبّاً عادَ في غَيّه،
مِن بعدِ قِيلَ صَحا وارعوَى
قد كتبَ الدمعُ على خده :
هذا حبيسٌ في سبيلِ الهوى
ما نلتُ منه نائلاً ، غيرَ أن
وافق كمي كمه، فالتوى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،
أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،
رقم القصيدة : 14659
-----------------------------------
أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،أيا مَن حُسنُهُ عُذرُ اشتياقي،
ويَحسُنُ سُوءُ حالي هُداهُ
أعنّي بالوِصالِ، فدَتكَ نَفسِي،
فقد بلَغَ الهوَى بي مُنتَهاهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جفاني النميريُّ ، فيمن جفا ،
جفاني النميريُّ ، فيمن جفا ،
رقم القصيدة : 14660
-----------------------------------
جفاني النميريُّ ، فيمن جفا ،
وما كان إلاّ كمن قد سَرى
ويزعَمُ أنّي له حافظٌ،
و أينَ خليلٌ تراهُ وفى
وما ليَ منه، سِوى الاعتذا
رِ ، نصيبٌ وسائرهُ للعدا
و ما جمعَ اللهُ حبَّ امرئٍ
و حبك أعداءه في حشا
بأيَّ سلامٍ تلاقي العدوَّ ،
وسيفُكَ في كَفّه منتَضى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَن رامَ هجوَ عليٍّ،
مَن رامَ هجوَ عليٍّ،
رقم القصيدة : 14661
-----------------------------------
مَن رامَ هجوَ عليٍّ،
فشعرهُ قد هجاه
لو أنّه لأبيهِ
ما كانَ يهجو أباه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لنا إمامٌ ثقيلٌ،
لنا إمامٌ ثقيلٌ،
رقم القصيدة : 14662
-----------------------------------
لنا إمامٌ ثقيلٌ،
خفيفُ روحِ الصلاة ِ
يظلُّ يركضُ فيها
نقراً بغيرِ قراة ِ
كراكبٍ وتراه
مُستعجِلاً بِبُزَاة ِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قَطَعتَ عُرَى ودّي، وخُنتَ أمانتي،
قَطَعتَ عُرَى ودّي، وخُنتَ أمانتي،
رقم القصيدة : 14663
-----------------------------------(9/401)
قَطَعتَ عُرَى ودّي، وخُنتَ أمانتي،
و أبديتَ لي عتباً ، ولم تقبلِ العتبى
فيا رُبّ لَيلٍ لا يُرَجّى صَباحُه،
تحملتُ فيهِ ما كرهتُ ، كما تهوى
فيا حَسرَتي إن رَدّ كفّيَ مانعٌ،
فَقَصّرَها عمّا تحبُّ مِنَ الدّنْيا
وما بُغْيَتي في مِنّة ٍ لي أنَالُها،
وأبلُغُها إلاّ نظرتُ إلى أُخرى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مضَى من شبابِك ما قد مَضَى ،
مضَى من شبابِك ما قد مَضَى ،
رقم القصيدة : 14664
-----------------------------------
مضَى من شبابِك ما قد مَضَى ،
فلا تكثرنّ عليك البكا
و شعلَ شيبكَ مصباحهُ ،
ولستَ الرّشيدَ، أما قد تَرى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خلَّ الذنوبَ صغيرها
خلَّ الذنوبَ صغيرها
رقم القصيدة : 14665
-----------------------------------
خلَّ الذنوبَ صغيرها
و كبيرها ، فهوَ التقى
كنْ فوقَ ماشٍ فوقَ أر
ضِ الشوكِ يحذرُ ما يرى
لا تحفرنّ صغيرة ً ،
إنّ الجِبالَ مِن الحَصَى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا مَن لَعينٍ وتَسكابِها،
ألا مَن لَعينٍ وتَسكابِها،
رقم القصيدة : 14666
-----------------------------------
ألا مَن لَعينٍ وتَسكابِها،
تشكى القذى ، وبكاها بها
تمنتْ شريرَ على نأيها ،
و قد ساءها الدهرُ حتى بها
وأمسَتْ ببغْدادَ محجوبة ً
بردّ الأسودِ لطلابها
ترامَتْ بنا حادِثاتُ الزّمانِ،
ترامي القسيّ بنشابها
وظلّتْ بغيرِكَ مشغولَة ً،
فهيهاتَ ما بكَ ممّا بها
فما مغزلٌ بأقاصي البلادِ ،
تفزعُ من خوفِ كلابها
و قد أشبهتْ في ظلال الكنا
س حورية ً وسط محرابها
بأبعدَ مِنها، فخَلِّ المُنَى ،
وقَطِّعْ علائقَ أسْبابِها
ويا رُبَّ ألسِنَة ٍ كالسّيوفِ
تُقَطِّعُ أعنَاقَ أصحابها
و كم دهيَ المرءُ من نفسه ،
فَلا تأكُلَنّ بأنيابها
فإن فرصة ٌ أمكنتْ في العدُ
وَّ ، فلا نبدِ فعلك إلاّ بها
فإن لم تَلِجْ بابَها مُسرعاً،
أتاكَ عدوك من بابها
ومَا ينتقِصْ من شَبابِ الرّجالِ
يَزِد في نُهاها وألْبابها(9/402)
وقد أُرحِلُ العِيسَ في مَهمهٍ،
تغصُّ الرحالُ بأصلابها
كما قد غَدَوْتُ عَلى سابِحٍ
جوادِ المحثة ِ وثابها
تباريهِ جرداءُ خيفانة ٌ ،
إذا كادَ يَسبُقُ كدنا بِها
كأنّ عِذاريهِما واحِدٌ،
لجوجانِ تشقى ويشقى بها
كَحَدّينِ مِن جَلَمٍ مُعلَمٍ،
فلا تلكَ كَلّت، ولا ذا بها
وطارا معاً في عِنانِ السّواءِ،
كأنا بهِ ، وكأنا بها
تخالهما ، بعد ما قد ترى ،
نجيَّ أحاديثَ هما بها
فردَّا على الشَّكِّ لم يَسبُقا،
على دأبه وعلى دأبها
و قالَ أناسٌ : فهلاّ بهِ ؟
و قال أناسٌ : فهلا بها ؟
نصحتُ بني رحمي ، ولو وعوا ،
نصيحة َ برٍ بأنسابها
وقد رَكِبوا بَغيَهُم، وارتَقوا
بِزلاّءَ تُردي برُكّابِها
و راموا فرائسَ أسدِ الثرى ،
وقد نَشِبَتْ بين أنيابِها
دعوا الأسدَ تفرسُ ، ثمّ اشبعوا ،
بما تدعُ الأسدُ في غابها
قَتَلنَا أُمَيّة َ في دارِهَا،
ونحنُ أحقُّ بأسلابِها
وكم عُصبَة ٍ قد سقَت مِنكُم الـ
ـخلافة َ صاباً بأكوابها
إذا ما دنوتم تلقتكمُ
زنوباً ، وقرت بحلابها
و لما أبى اللهُ أن تملكوا ،
نهضنا إليها ، وقمنا بها
وما ردّ حُجّابُها وافِداً
لنا، إذ وقَفنا بأبوابِها
كقطبِ الرحى وافقت أختها ،
دعونا بها ، وغلبنا بها
ونحن وَرِثْنا ثِيابَ النّبيّ،
فلم تجذبون بأهدابها
لكم رحمٌ يا بني بنته ،
ولكن بنو العمّ أولى بها
بهِ غَسَلَ الله مَحْلَ الحِجازِ،
و أبرأها بعدَ أوصابها
و يومَ حنينٍ تداعيتمُ ،
و قد أبدتِ الحربُ عن نابها
و لما علا الحبرُ أكفانهُ ،
هوى ملكٌ بينَ أثوابها
فملاً بني عمنا إنها
عطية ُ ربٍ حبانا بها
وكانت تَزَلْزَلُ في العَالَمِينَ،
فشَدّتْ إلينا بأطنابها
وأُقسِمُ أنّكُمُ تَعلمون
بأنا لها خيرُ أربابها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ،
عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ،
رقم القصيدة : 14667
-----------------------------------
عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ،
غضبى ، مهاجرة ً بلا ذنبِ(9/403)
قالت: أما تَنفَكُّ ذا أمَلٍ،
متنقلاً ، شرهاً على الحبِ
كلاّ، وأيديهِنّ دامِيَة ٌ
في عقلها بمواقفِ الركبِ
ما كان في زعمٍ هواكِ، ولا
أضمرتُ غيرَ هواكِ في قلبي
قالت: عسى قولٌ يُمرِّضُه،
ما صحّ باطنه من العتبِ
إنّ الزمانَ رمت حوادثه
هَدَفَ الشّبابِ بأسْهُمٍ شُهْبِ
فبقيتُ مضنى في محبتها ،
مرَّ الوصالِ ، مكرهَ القربِ
من بعدِ ما قد كنتُ أيّ فتى ً،
كقضيبِ بانٍ ناعمٍ رطبِ
فإذا رأتني عينُ غانية ٍ ،
قالت لرائدِ لحظها : حسبي
يا صاحِ! إنّ الدّهرَ صيّرَني
ما قد تَرى قِشراً على عضَبِ
ما زالَ يُغري بي حوادثَه،
ويَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ
حتى لأبقاني كما ترني
صمصامَة ً مفلُولة َ الغَربِ
إني منَ القومِ الذينَ بهمْ
فخَرت قريشُ عَلى بَني كعبِ
صبرٌ، إذا ما الدَّهرُ عضّهمُ،
وأكفُّهم خُضرٌ لَدَى الجَدبِ
و لهم وراثة ُ كلّ مكرمة ٍ ،
وبهِم تُعَلّقُ دَعوة ُ الكَربِ
و إذا الوغى كانت ضراغمة ً ،
وعلَت عَجاجَة ُ موقِفٍ صَعبِ
لبسوا حصوناً من حديدهمُ ،
من ثارهمْ في موقفِ الحربِ
و عدتْ ، إذا بلغتْ حفيظته ،
حلوِ الرضا في سلمه عذبْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد عضّني صَرْفُ النّوائبْ،
قد عضّني صَرْفُ النّوائبْ،
رقم القصيدة : 14668
-----------------------------------
قد عضّني صَرْفُ النّوائبْ،
و رأيتُ آمالي كواذبْ
والمرءُ يَعشَقُ لَذّة َ الـ
ـدنيا ، فيغتفرُ المصائبْ
فإذا تفوقَ درها ،
زبنتهُ حينَ يلذُّ شارب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رعينَ كما شئنَ الربيعَ سوارحاً ،
رعينَ كما شئنَ الربيعَ سوارحاً ،
رقم القصيدة : 14669
-----------------------------------
رعينَ كما شئنَ الربيعَ سوارحاً ،
يَخُضْنَ كلُجِّ البحرِ بَقلاً وأعشابَا
إذا نَسَفَت أفواهُها النَّورَ خِلتَه
مواقعَ أجلامٍ على شعرٍ شابا
فأفنَينَ نَبتَ الحائِرَينِ وماءَه،
وأجراعَ وادي النخل أكلاً وتَشرابا
حواملُ شحٍّ جامدٍ فوق أظهُرٍ،(9/404)
و إنْ تستغثْ ضراتهنّ بهِ ذابا
بطانُ العوالي والسيوفِ بغرها ،
ويَكشِرنَ أضراساً حِداداً وأنْيابا
إذا ما رَعَتْ يوْماً حسِبتَ رُعاتَها
على كلّ حيٍّ يأكلُ الغَيثَ أربابا
فقد ثقلت ظهرَ البلاد نواهكاً ،
إذا ما رآها عينُ حاسدها عابا
وكان الثّرى فيها مَزاراً مُوَقَّراً،
تضمّنَ شَهداً بل حلا عنه أو طابا
إذا ما بِكاة ُ الدَّرِّ جادَتْ بمَبعَثٍ،
كما سلّ خيطٌ من سدى الثوب فانسابا
رأيتَ انهمارَ الدَّرِّ بينَ فُروجِها،
كما عصَرت أيدي الغواسل أثوابا
كأنّ على حلابهنّ سحائباً ،
تجود من الأخلافِ سحّاً وتَسكابا
خوازنُ نَحضٍ في الجُلودِ، كأنّما
تُحمَّلُ كُثباناً من الرّملِ أصْلابا
فتلكَ فداءُ العرضِ من كلّ ذيمة ٍ ،
و مفخرُ حمدٍ يبلغُ الفخرَ أعقابا
وليلة قُرٍّ قد أهنتُ كريمَها،
و لم يكُ بي شحٌّ على الجود غلابا
وقُمتُ إلى الكومِ الصّفايا بمُنصُلي،
فصَيّرتُها مَجْداً لقَوْمي وأحْسابا
فباتَت عَلى أحجارِنا حَبشيّة ٌ
تخاطبُ أمثالاً منَ السودِ أترابا
يكادُ يبُثُّ العظمَ ماردُ غَلِيها،
إذا لبستْ من يابسِ الجزل جلبابا
عجالاً على الطاهي بإنضاجِ لحمهِ ،
سراعاً بزاد الضيفِ تلهب إلهابا
وقد أَغتدي من شأنِ نفسي بسابحٍ،
جوادٍ كميتِ اللونِ يعجبُ إعجابا
فأتحَفَني ما ابتلّ خَطُّ عِذاره،
فإن شئتُ طيّاراً، وإن شئتُ وثّابا
فنلنا طريَّ اللحمِ ، والشمسُ غضة ٌ ،
كأنّ سناها صبّ في الأرض زريابا
فإن أمسِ مطروقَ الفؤادِ بسلوة ٍ ،
كأنّ على رأسي من الشيبِ أغرابا
و خلتُ نجومَ الليلِ في ظلم الدجى
خِصاصاً أرى منها النهار وأنقابا
و فجعني ريبُ الزمانِ بفتية ٍ ،
بهم كنتُ أكفى حادثَ الدهر إن رابا
و آبَ إليّ رائحُ الذكرِ والتقتْ
على القلبِ أحزانٌ ، فأصبحنَ أوصابا
فقد كان دأبي جنة َ اللهوِ والصبا ،
و ما زلتُ بالذاتِ والعيشِ لعابا
وليلة ِ حُبٍّ قد أطَعتُ غَوِيَّها،
وزُرتُ عَلى حَدٍّ من السيفِ أحبابا
فجِئتُ على خوْفٍ ورُقبة ِ غائرٍ،(9/405)
أُحاذِرُ حُرّاساً غِضاباً وحُجّابا
إلى ظبية ٍ باتتْ ترى في منامها
خيالي ، فأذناني ، وما كان كذابا
وكأسٍ تلقّيْتُ الصّباحَ بشُرْبِها،
وأسقيتُها شَرباً كِراماً وأصحابا
ثوت تحتَ ليلِ القارِ خمسينَ حجة ً ،
تردُّ مهوراً غالياتٍ وخطابا
وكنتُ كما شاءَ النّديمُ، ولم أكُنْ
عليها سفيهاً يفرسُ الناسَ صخابا
وغِرّيدِ جُلاّسٍ تَرى فيه حِذقَه،
إذا مسّ بالكفينِ عوداً ومضرابا
كأنّ يديه تلعبانِ بعودهِ ،
إذا ما تَغَنّى أنهضَ النّفسَ إطرابا
وقُمريّة ِ الأصواتِ حُمْرٍ ثيابُها،
تهينُ ثيابَ الوشي جراً وتسحابا
وتلقَطُ يُمناها، إذا ضربت به،
وتَنثُرُ يُسراها على العُودِ عُنّابا
و ديمومة ٍ أدرجتها بشملة ٍ ،
تشكى إليّ عضَّ نسعٍ وأقتابا
تَفِرُّ بكفّيْها، وتطلُبُ رحلَها،
و تلقي على الحادينَ ميسانَ ذبابا
كأنّي علَى طاوٍ من الوَحشِ ناهضٍ،
تَخالُ قُرُونَ الإجل من خلفِه غابا
غدا لثقاً بالماءِ من وبلِ ديمة ٍ ،
يقلبُ لحظاً ظاهرَ الخوفِ مرتابا
فأبصرَ لمّا كانَ يأمنُ قلبُه،
سلوقية ً شوساً تجاذبُ كلابا
وأطْلَقنَ أشْباحاً يُخَلْنَ عَقارِباً،
إذا رفعتْ عندَ الحفيظة ِ أذنابا
فطارت إليه فاغراتٍ كأنها
تُحاوِلُ سَبقاً، أو تُبادِرُ إنهابا
وماءٍ خَلاءٍ قد طرقتُ بسُدفة ٍ،
تخالُ به رِيشَ القَطا الكُدرِ نُشّابا
و قد طالما أجريتُ في زمن الصبا ،
وآمَنَ شَيطاني مِن الآن أو تابا
أرى المرءَ يدري للرزقِ ضامناً ،
و ليس يزالُ المرءُ ما عاشَ طلابا
و ما قاعدٌ إلاّ كآخرَ سائرٍ ،
و إن أدأبَ العيسَ المراسيلَ إدآبا
فيا نفسِ ! إنّ الرزقَ نحوكِ قاصدٌ ،
فلا تَتعَبي، حَسبي من الرّزق أتعابا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جارَ هذا الدّهرُ، أو آبا،
جارَ هذا الدّهرُ، أو آبا،
رقم القصيدة : 14670
-----------------------------------
جارَ هذا الدّهرُ، أو آبا،
و قراكَ الهمُّ أوصابا
و وفودُ النجم واقفة ٌ ،
لا ترى في الغربِ أبوابا(9/406)
وكأنّ الفجرَ، حينَ رأى
ليلة ً قاسية ً، هابا
غَضَبُ الإدلال مِن رشَإٍ،
لابسٍ للحُسنِ جِلبابا
سحرتْ عيني ، فلستُ أرى
غيرَه في النّاس أحبابا
و لحيني ، إذ بليتُ به ،
وأرى للحَين أسْبابا
غُصُنٌ يَهتَزُّ في قمرٍ،
راكضاً للوشيِ سحابا
أثمَرت أغصانُ راحتِه،
لجناة ِ الحسنِ عنابا
لامهُ فيالوشاة ُ ، وكم
ذامني منهم ، وكم عابا
عَذّبوا صَبّاً بعَذلِهمُ،
متعباً في الحبِّ إتعابا
فتبرا من محبتنا ،
وأُراه كان كَذّابا
لا ترى عيني له شبهاً ،
غَزِلٌ في الحبِّ ما حابَى
وحديثٍ قد جعلتُ له،
دونَ عِلمِ النّاس حُجّابا
لا يملُّ النثرَ لافظه ،
مفتنٌ يعجبُ إعجابا
قد أبحناهُ فطابَ لنا،
وحَوَيْنا منه إنهابا
و شبابٍ كان يعجبني ،
وبهِ قد كنْتُ لَعّابا
جاه حُسنٍ ما رُدِدْتُ به،
وشفيعٌ قطُّ ما خابا
ثمّ أدينا إلى شمطٍ ،
مُسبِلٍ في الرّأس أهدابا
فأمامي المرُّم عمري ،
وورائي منه ما طابا
خضبتْ رأسي ، فقلتُ لها :
اخضبي قلبي، فقد شابا
شرطُ دهري كلّه غِيَرٌ،
حبنَ عاديناهُ إسحابا
و لقد غاديتُ مترعة ً ،
لم تشم في خلقي عابا
و حلبتُ الدهرَ أشطره ،
و قضتهُ النفسُ أطرابا
و خميسُ الأرضِ مالكهُ ،
يملأ الأرضَ به غابا
مثلُ لُجِّ البحرِ مُصطخَباً،
يَزجُرُ الليلَ، إذا غابا
ولقد أغزو بسَلهَبة ٍ،
تُعطِبُ الأحقافَ إعطابا
قد حَذاها الدّهرُ جِلدتَه،
وكَساها اللّيلُ أثوابا
جاس فيها الشكُّ حينَ رأتْ
بجنوبِ الحزنِ أسرابا
فرجمناها بغرتها ،
فقَضت للحِرصِ آرابا
وَرَدَدنا الرّمحَ مُختضِباً،
لِدماءِ الوَحشِ شرّابا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا رأَونا في خميسٍ يلتهِبْ
لمّا رأَونا في خميسٍ يلتهِبْ
رقم القصيدة : 14671
-----------------------------------
لمّا رأَونا في خميسٍ يلتهِبْ
في شارقٍ يضحكُ من غير عجبْ
كأنه صبّ على الأرضِ ذهب
و قد بدتْ أسيافنا من القرب
حتّى تكونَ لمَناياهم سبَب
نَرْفُلُ في الحرير والأرضُ تُحبّ(9/407)
وحنّ شِريانٌ، ونبعٌ، وصَخَب،
تترسوا من القتالِ بالهرب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طوتكم يا بني الدنيا ركابي ،
طوتكم يا بني الدنيا ركابي ،
رقم القصيدة : 14672
-----------------------------------
طوتكم يا بني الدنيا ركابي ،
وحارَبكم رَجائي وارتعابي
حجبتُ بهمتي من أن تروني ،
أراقبُ منكمُ رفعَ الحجابِ
لئن عريتُ من دولٍ أراها
تجددُ كلَّ يومٍ للكلابِ
لقَد خَلّفتُها بعدَ ابتذالٍ
لها، ومَللتُها قبلَ الذّهابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَرّجْ عَلى الدّارِ التي كنّا بها،
عَرّجْ عَلى الدّارِ التي كنّا بها،
رقم القصيدة : 14673
-----------------------------------
عَرّجْ عَلى الدّارِ التي كنّا بها،
تغيرت من بعدِ عهدنا بها
غيرَ ثلاثٍ لم تزَل تَشقَى بها،
كنقطِ الثاءِ لدى كتابها
تنفستْ بعدَ الكَرى الصَّبا بها،
و انتقبَ المسفرُ من ترابها
واهتزّ فيها النَّورُ والنّقا بها،
حينَ تَرى الكمِيَّ إذ يُعنى بها
و الصدقُ لا يعرفُ من غرابها ،
كغادة ٍ عزت على طلابها
غالية ِ الوصلِ على أحبابها ،
ساخطة ٍ قد رَضيَ الهوى بها
تلتهِبُ البِيضُ على أبوابها،
و غمرة ٌ للموتِ تتقى بها
حضرتُها، وكنتُ من أصحابها،
فطارتِ الهاماتُ عن رقابها
و ناقة ٍ في مهمهٍ رمى بها
هَمٌّ، إذا نام الوَرَى سرى بها
فهي أمامَ الركبِ في ذهابها ،
كسَطرِ بِسمِ الله في كِتابِها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رأيتُ فيها برقَها لمّا وَثَبْ،
رأيتُ فيها برقَها لمّا وَثَبْ،
رقم القصيدة : 14674
-----------------------------------
رأيتُ فيها برقَها لمّا وَثَبْ،
كمثلِ طرفِ العينِ أو قلبٍ يجب
ثمّ حدتْ بها الصبا كأنها
فيها من البرقِ كأمثالِ الشهب
باكية ٌ يضحَكُ فيها برقُها،
موصلولة ٌ بالأرض مرماة ُ الطنب
كأنها ، ورعدها مستعبرٌ
لَجّ به على بُكاهُ، ذو صَخَب
جاءتْ بجَفنٍ أكحلٍ، وانصرفتْ
مرهاءَ من إسبال دمعٍ منسكب
إذا تَعرّى البرقُ فيها خِلتَه(9/408)
بطنَ شجاعٍ في كثيبٍ يضطرِب
وتَارة ً تُبْصِرُهُ كأَنَّهُ
أَبْلَقُ مَاَل جُلُّهُ حِيَنَ وَثَبْ
وتارَة ً تَخالُه، إذا بَدا
سلاسلاً مصقولة ً من الذّهب
و الليلُ قد رقّ وأصغى نجمهُ ،
واستوفزَ الصبحُ، ولمّا ينتقِب
معترضاً بفَجرِهِ في ليلة ٍ،
كَفَرَسٍ بيضاءَ دهماءَ اللَّبَب
حتّى ، إذا لَجّ الثّرى بمائِها،
وملّها صَدّتْ صُدودَ مَن غَضِب
كأنّها جمعُ خميسٍ حكَمت
عليه أبطالُ الرجال بالهرب
يومَ يخوضُ الحربَ مني عالمٌ ،
إنّ يدَ الحتف تصيبُ من طلب
كم غمرة ٍ للموتِ يُخشى خوضُها
جرَيتُ فيها جرْيَ سِلكٍ في ثَقَب
حتى إذا قيلَ خضيبٌ بدمٍ
نجمتُ فيها بحسامٍ مختضب
الموتُ أولى للفتى من أن يرى
ظالِعَ دَهرٍ كلّما شاء انقلَب
و صاحبٍ نبهني بكأسهِ ،
و الفجرُ قد لاحَ سناهُ وثقب
لا عذرَ لي في سمتي ولمتي ،
سيّان من شَيبٍ وشَعرٍ لم يَشِب
لأي غاياتي أجري بعدما
رأيتُ أترابي وقد صاروا ترب
لبستُ أطوارَ الزّمانِ كلَّها،
فأيّ عيشٍ أرتجي وأطلب
وسابحٍ مُسامحٍ ذي مَيعة ٍ،
كأنّهُ حريقُ نارٍ تلتهِب
تراهُ ، إن أبصرتهُ مستقبلاً
كأنما يعلو من الأرضِ حدب
عاري النَّسا يَنتهبُ التُّربَ له
حوافرٌ باذلة ٌ ما ينتهب
تصالحُ التربَ ، إذا ما ركضت ،
لكنها مع الصخورِ تصطخب
تحسبهُ يزهى على فارسهِ ،
وإنّما يُزهى به، إذا رُكِب
أسرعُ من لحظته ، إذا رنا ،
أطوعُ من عِنانه، إذا جُذِب
يبلُغُ ما تبلُغه الرّيحُ، ولا
تبلُغ ما يبلُغه، إذا طلَب
ذو غرة ٍ قد شدخت جبهته ،
و أذنٍ مثل السنانِ المنتصبِ
و ناظرٍ كأنهُ ذو روعة ٍ ،
و كفلٍ ململمٍ ضافي الذنب
و منخرٍ كالكيرِ لم تشقَ به
أنفاسُه، ولم يُخنها في تَعَب
يبعثها شمائلاً ، وينثني
جَنائِباً إلى فُؤادٍ يَضطرِب
قد خاض في يومْ الوغى في حلة ٍ
حمراءَ تَسديها العَوالي والقُضُب
في غمرة ٍ كانت رحى الموتِ بها
تدورُ، والصّبرُ لها منّي قُطُب
وليلة ٍ ضَمّ إليّ شطرَها
ضيفي ، ونادى باليفاع تلتهب(9/409)
حلّت به الأقدارُ نحوَ عاشقٍ
لحمدهِ صبٍّ بتفريقِ النشب
يرى ابتزالَ الوفرِ صونَ عرضهِ ،
ويجعلُ الذُّخَر له فيما يَهَب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،
قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،
رقم القصيدة : 14675
-----------------------------------
قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،
وقلبُ شجٍ، إن لم يمُتْ، فكئيبُ
خلا الرَّبعُ من غُمّاره، ولقد يُرى
جميلاً بهم ، والمستزارُ قريبُ
إذِ العيشُ حُلوٌ ليس فيه مَرارَة ٌ،
هنيٌّ ، وإذ عودُ الزمانِ رطيبُ
وفي كلّ تسليمٍ جوابُ تحِيّة ٍ،
و في كلّ لحظٍ للمحبْ حبيبُ
عفا، غيرَ سُفعٍ ماثلاتٍ، كأنّها
خدودُ عذارَى مسّهنّ شُحوبُ
و نؤيٍ ترامى فوقه الريحُ بالسفا ،
محته قطارٌ ، مرة ً ، وجنوبُ
كما يَتَرَامَى بالمَداري خَرائدٌ،
كواعبُ منها مخطئٌ ومصيبُ
فكم شاقني ، من نأيٍ وهجرة ٍ ،
خيالٌ لشرٍ بالدجيلِ غريبُ
فقَد عَزَلَتني الغانياتُ عن الصِّبا،
ومَزّقَ جِلبابَ الشّبابِ مَشيبُ
فأدبرنَ عن رثّ الحياة ِ ، كأنه
ردِيٌّ نَفاه الرّكبُ، وهو نَجيب
ويومٍ تظلُّ الشّمسُ توقدُ نارَه،
تكادُ حَصَى البيداءِ فيه تذوبُ
وصلتُ إلى آصالِهِ بِشِمِلّة ٍ،
تعرّقَها بعدَ الشّحوبِ سُهوبُ
تلاقى عليها السَّيبُ من كلّ جانبٍ،
و طاعَ لها غيثٌ أجمُّ عشيبُ
تَتَبّعُ أذْيالَ الحَيا، حيثُ يمّمتْ،
كما سارَ خلفَ الظّاعِنينَ جَنيبُ
إذا رُميَتْ باللّحظِ من كلّ مَرْبعٍ
تلقاه عاري عظمها ، فيصيبُ
وإنّي لَقذّافٌ بها وبمِثلِها،
رَحلنا المطايا، وهي ملأى جلودُها،
فأُبْنا بها حُدباً، بهنّ نُدوبُ
و رحنَ بأشخاصٍ كأشجارِ أيكة ٍ ،
عَواريَ لم يُورق لهنّ قَضِيب
و عارٍ بديمومٍ يجاذبُ جنة ً ،
طوته شعابٌ قفرة ٌ وشعوبُ
كمثلِ رشاءِ الغربِ مرتهنِ الطوى ،(9/410)
و طولِ السرى ، فالبطنُ منه قبيبُ
لهُ وفضة ٌ ضمّت نِصالاً سنيّة ً،
عواردَ ، تبدو تارة ً وتغيبُ
إذا بارَزَ الأقرانَ شدّد خامعاً،
فما هي إلاّ شدة ٌ ، فوثوبُ
و سمعٌ نقيٌّ ليسَ يغفرُ هبة ً ،
تبوعٌ لأجراسِ الأنام طلوبُ
وخَيطانِ ما خِيطَا معاً في كَراهة ٍ،
لهُ منهُما، حتى يَهُبّ، رَقيبُ
و لحيان كاللوحينِ ركبَ فيهما
مساميرُ أقيانٍ، لهنّ غُرُوبُ
ترَى بينها مَثَوى لسانٍ كأنّهُ
أسيرٌ تلقّتْه السّيوفُ، سَليبُ
وخَطمٌ كأنّ الرّيحَ شكّتهُ بالسَّفا،
طويلٌ، ونابٌ كالسّنانِ خَضِيبُ
إذا خافَ إقوَاءً بأرضٍ تفاضلَت
به عجلاتٌ ، سيرهنّ نصيبُ
إذا شدّ خلتَ الأرض ترمي بشخصه
إليها ، ويدعوها له ، فتجيبُ
معدٌّ لأخيارِ الرياحِ طليعة ً ،
يراقبُ زبانينِ حينَ يؤوبُ
أرقتُ لبرقٍ من تهامة َ ضاحكٍ ،
أهابَ به نحوَ العِراقِ مُهيبُ
توقدَ في جوّ السماءِ ، كأنما
تَشقّقُ عنه في الظّلام جُيوب
وجلجَلَ رَعدٌ من بعيدٍ، كأنّه
أميرٌ على رأس اليَفاعِ خطيب
و قامت ورائي هاشمٌ حذرَ العدى ،
وزادت بيَ الأحداثُ حينَ تنوبُ
وأُصمِتَ عنّي حاسدي بخَلائقٍ،
مهذبة ٍ ، ليست لهنّ عيوبُ
فمَن قال خيراً قيلَ: إنّك صادقٌ،
ومَن قال شرّاً قيل: أنتَ كَذوبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبى اللهُ ، إلاّ ما ترون ، فما لكم
أبى اللهُ ، إلاّ ما ترون ، فما لكم
رقم القصيدة : 14676
-----------------------------------
أبى اللهُ ، إلاّ ما ترون ، فما لكم
عتابٌ على الأقدارِ ، ويا آلَ طالبَ
تركناكمُ حيناً فهلاّ أختمُ
تراثَ النبيّ بالقنا والقواضب
زمانَ بني حَربٍ ومَروانَ مُمسِكُو
أعِنّة ِ مُلكٍ جائرِ الحكمِ غاصِبِ
ألا ربّ يومٍ قدْ كسوكمْ عمائماً
من الضّربِ في الهاماتِ حُمر الذوائبِ
فلما أراقوا بالسيوفِ دماءكم
أبينا ، ولم نملك حنينَ الأقاربِ
فحينَ أخذنا ثاركم من عدوكم
قَعَدتم لنا تُورُونَ نارَ الحُباحِبِ
و حزنا التي أعيتكمُ ، قد علمتمُ ،(9/411)
فما ذنبُنا؟ هل قاتلٌ مثلُ سالبِ
عطيّة ُ مَلْكٍ قد حَبانا بفضلِه،
وقَدّره ربٌّ جزيلُ المَواهبِ
و ليسَ يريد الناسُ أن تملكوهمُ ،
فلا تَثِبوا فيهم، وُثوبَ الجَنادِبِ
و إياكمُ إياكمُ ، وحذارِ من
ضراغمة ٍ في الغابِ حمرِ المخالبِ
ألا إنها الحربُ التي قد علمتمُ ،
و جربتمُ ، والعلمُ عندَ التجاربِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعاذلَ قد كبرتُ على العتابِ ،
أعاذلَ قد كبرتُ على العتابِ ،
رقم القصيدة : 14677
-----------------------------------
أعاذلَ قد كبرتُ على العتابِ ،
و قد ضحك المشيبُ على الشبابِ
رددتُ إلى التّقى نفسي، فقرّت،
كما ردّ الحسامُ إلى القرابِ
ومالٍ قد سخَوتُ به وجاهٍ
وجيهٍ لا يخافُ أذى الحجابِ
وكيفَ تُصانُ، عن أجرٍ وَحمدٍ،
وجوهٌ سوفَ تُبذَلُ للتّرابِ
و خصمٍ موقدٍ لشرار شرٍّ ،
أمامَ مَعاشِرٍ خُزرٍ غِضابِ
أتحتُ له ، فأيقنَ ، إذ رآني ،
بقانونِ الحكومَة ِ والخِطَابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حدّثيني يا همَّ سُؤلي ونَفسي،
حدّثيني يا همَّ سُؤلي ونَفسي،
رقم القصيدة : 14678
-----------------------------------
حدّثيني يا همَّ سُؤلي ونَفسي،
مَن دهاني في الحبّ أو مَن وَشَى بي
لا، ومَن قدّرَ الشّقاءَ على العُشّا
قِ ما خنتُ ساعَة ً في حِسابي
ليتَ أنّ الرّسولَ كانَ يُؤدّي
لَحظَ عَيني، كما يُؤدّي كتابي
فأرى شرّ كلّ يومٍ ، ويشفى
سُقمُ نفسي، وحسرَتي واكتئابي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ابلائي من محضري ومغيبي ،
و ابلائي من محضري ومغيبي ،
رقم القصيدة : 14679
-----------------------------------
و ابلائي من محضري ومغيبي ،
و حبيبي مني بعيدٌ قريبُ
لم تَرِدْ ماءَ وجهِهِ العَينُ، إلاّ
شرقتْ قبلَ ريها برقيبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> الموتُ من غادرٍ أعذبُ بهْ
الموتُ من غادرٍ أعذبُ بهْ
رقم القصيدة : 14680
-----------------------------------
الموتُ من غادرٍ أعذبُ بهْ(9/412)
يخدعني وعدهُ ، ومن ليَ بهْ
الهجرُ في فِعلِهِ ولحظتِهِ،
و الوصلُ في قوله وفي كتبهْ
متنقلٌ في الأنامِ يشركُ في الحـ
ـبّ أُلوفاً ولستُ أَشرِكُ بهْ
يا غافلاً عن جواي يقلقني ،
حَسبُ محبٍّ وأنتَ تَلعبُ بهْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> له مقلة ٌ ترمي القلوبَ ، ووجنة ٌ ،
له مقلة ٌ ترمي القلوبَ ، ووجنة ٌ ،
رقم القصيدة : 14681
-----------------------------------
له مقلة ٌ ترمي القلوبَ ، ووجنة ٌ ،
تفتحَ فيها الوردُ من كلّ جانبِ
وعُذّرَ خَدّاهُ بخَطّينِ قُوّمَا،
كما أثّرَ التّسطِيرُ في رَقّ كاتِبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا سدرَة الوادي على المشرعِ العَذبِ،
أيا سدرَة الوادي على المشرعِ العَذبِ،
رقم القصيدة : 14682
-----------------------------------
أيا سدرَة الوادي على المشرعِ العَذبِ،
سقاكِ حياً حيُّ الثرى ميتُ الجدبِ
كذَبتُ الهوَى ، إن لم أقِفْ أشتكي الهوَى
إليكِ، وإن طالَ الطّريقُ على صَحبي
و قفتُ بها ، والصبحُ ينتهبُ الدجى
بأضوائه، والنّجمُ يَركضُ في الغربِ
أصانعُ أطرافَ الدموعِ ، فمقلتي
مُوقَّرة ٌ بالدّمع غَرباً على غَرب
و هل هيَ إلا حاجة ٌ قضيت لنا ،
و لومٌ تحملناه في طاعة ِ الحبّ
تبدلتُ شيباً بالشبابِ ، فإن تطرِ
شياطينُ لذّاتي يَقَعنَ على قُربِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لاحَ له بارقٌ، فأرّقَه،
لاحَ له بارقٌ، فأرّقَه،
رقم القصيدة : 14683
-----------------------------------
لاحَ له بارقٌ، فأرّقَه،
فباتَ يرعى النجومَ مكتئباً
يُطيعُه الطَّرفُ عندَ دَمعتِه،
حتى إذا حاولَ الرّقادَ أبَى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يقولون لي ، والبعدُ بيني وبينها :
يقولون لي ، والبعدُ بيني وبينها :
رقم القصيدة : 14684
-----------------------------------
يقولون لي ، والبعدُ بيني وبينها :
نأت عنك شرٌّ، وانطوى سببُ القُربِ
فقلت لهم، والسّرُّ يُظهِره البُكا:(9/413)
لئن فارقت عيني ، لقد سكنت قلبي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد وجدنا لغفلة ٍ من رقيبِ ،
قد وجدنا لغفلة ٍ من رقيبِ ،
رقم القصيدة : 14685
-----------------------------------
قد وجدنا لغفلة ٍ من رقيبِ ،
وشَرِقنا لنظرة ٍ من حَبيبِ
ورأيناه تَمّ وجهاً مليحاً،
فَوَجَدناهُ حُجّة ً في الذّنوب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لما رأيتُ الدمعَ يفضحني ،
لما رأيتُ الدمعَ يفضحني ،
رقم القصيدة : 14686
-----------------------------------
لما رأيتُ الدمعَ يفضحني ،
و قضتْ عليه شواهدُ الصبّ
ألقيتُ غيرَك في ظُنونِهِمُ،
فسترتُ وجهَ الحُبّ بالحُبّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> زارَ الخيالُ، وصدَّ صاحبُه،
زارَ الخيالُ، وصدَّ صاحبُه،
رقم القصيدة : 14687
-----------------------------------
زارَ الخيالُ، وصدَّ صاحبُه،
و الحبُّ لا تقضى عجائبه
يا شرُّ ! قد أنكرتني ، فلكم
ليلٍ رأتكِ مَعي كواكِبُه
شابتْ نواصيهِ ، وعذبني ،
من طول أيامي أراقبهُ
حتى إذا الإمساءُ أوردَه
حوضَ الغروبِ ، فعبَّ شاربه
هامَ الهوى بمتيمٍ قلقٍ ،
في الصّبرِ قد سُدّت مَذاهِبُه
باتتْ تغلغلُ بينَ ثني دجى ،
حتى أتتكَ به ركائبه
بأبي حبيبٌ كنتُ أعهدهُ
لي واصلاً، فازوَرّ جانبُه
عبقُ الكلامِ بمسكة ٍ نفحت
من فيه ، ترضي من يعاتبه
نبّهْتُه، والحيُّ قد رَقَدُوا،
مُستبطِناً عَضباً مضاربُه
فكأنني روعتُ ظبيَ نقاً ،
في عَينه سِنة ٌ تُغالِبُه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد عرضتني بالمحول قينة ٌ ،
لقد عرضتني بالمحول قينة ٌ ،
رقم القصيدة : 14688
-----------------------------------
لقد عرضتني بالمحول قينة ٌ ،
أبى اللهُ إلاّ أن أكونَ بها صبا
فقم ، يا رسولي ، فالقها غيرَ خائفٍ ،
فإني قد اسمكنتُ من لحظها حبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا قادماً من سفرة ِ الهجرِ مرحبا ،
أيا قادماً من سفرة ِ الهجرِ مرحبا ،
رقم القصيدة : 14689(9/414)
-----------------------------------
أيا قادماً من سفرة ِ الهجرِ مرحبا ،
أنا ذاك ، ما أنساك ما هبت الصبا
رَجَعتَ إلى قلبي، كما قد تركتَه،
حبيساً على ذكراك بالشوقِ متعبا
فآهِ مِنَ الحُبّ المبرِّحِ والجَوى ،
لقد ذَلّ في الدّنيا المحبُّ، وعُذّبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كيفَ ابتليتَ بمطلهِ وبوعدهِ ،
كيفَ ابتليتَ بمطلهِ وبوعدهِ ،
رقم القصيدة : 14690
-----------------------------------
كيفَ ابتليتَ بمطلهِ وبوعدهِ ،
يا أيّها الرّجلُ الشقيُّ الخائبُ
وعساك لا تَشغَل مُناك بوعدِ مَن
مَن وعدُه خَلَقُ السّرابِ الكاذبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا
وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا
رقم القصيدة : 14691
-----------------------------------
وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا
منها صُدُودٌ ما كنْتُ أَحْسبُهُ
تقولُ: مَنْ ذَا فَلَسْتُ أَعْرِفُهُ!
يأْلُفُه القَلْبُ حَيْثُ أَطلبُهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمتني يا مسيءُ ، والذنبُ ذنبك ،
لمتني يا مسيءُ ، والذنبُ ذنبك ،
رقم القصيدة : 14692
-----------------------------------
لمتني يا مسيءُ ، والذنبُ ذنبك ،
ويحَ نفسي، حسيبُك الله ربُّك
لا تُحاول بحَبْسِ كُتبِك قَتلي،
قد تولى الفراقُ قتلي ، فحسبك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تعطل تصبحا لحبيبِ ،
لا تعطل تصبحا لحبيبِ ،
رقم القصيدة : 14693
-----------------------------------
لا تعطل تصبحا لحبيبِ ،
من صبوحٍ ، وحثّ سكرَ قريبِ
وإذا ما جلوتَها، فهنيئاً
لكما ، لا بليتما برقيبِ
بادرا بالوصالِ تعويقَ دهرٍ ،
لم يزل مجرماً كثيرَ الذنوبِ
الطريقَ الطريقَ يا كلَّ عيني ،
إنّ عيني تريدُ وجهَ الحبيبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و مصطبحٍ بتقبيلِ الحبيبِ ،
و مصطبحٍ بتقبيلِ الحبيبِ ،
رقم القصيدة : 14694
-----------------------------------
و مصطبحٍ بتقبيلِ الحبيبِ ،(9/415)
خَلا من كلّ واشٍ أو رقيبِ
فاكرع فاه في بردٍ وخمرٍ ،
فقلْ ما شئتَ في شربٍ وطيبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ليلتي بالكرخِ دومي هكذا ،
يا ليلتي بالكرخِ دومي هكذا ،
رقم القصيدة : 14695
-----------------------------------
يا ليلتي بالكرخِ دومي هكذا ،
يا ليلتي لا تذهبي لا تذهبي
جاءَ الرّسولُ مُبشِّراً بزيارة ٍ،
من بعدِ طولِ تهجرٍ ، وتغضبِ
وبكفّه تُفّاحة ٌ قد مُسّكَت
آثارُ عضتها ، كقرني عقربِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا وخدًّ من خضرة ِ الشعرِ جدبِ ،
لا وخدًّ من خضرة ِ الشعرِ جدبِ ،
رقم القصيدة : 14696
-----------------------------------
لا وخدًّ من خضرة ِ الشعرِ جدبِ ،
لامعٍ نورُه، كصَفحة ِ عَضبِ
وابتسامٍ من بعدِ تقطيبِ سُخطٍ،
و رضا لحظِ مقلة ٍ بعدَ عتبِ
ما تبداتُ ما حييتُ ، ولا حدّثـ
ـتُ نفسي مَن بعدَ حِبّي كحِبّي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم تَكُ قد منّيْتَني أيّها القَلبُ،
ألم تَكُ قد منّيْتَني أيّها القَلبُ،
رقم القصيدة : 14697
-----------------------------------
ألم تَكُ قد منّيْتَني أيّها القَلبُ،
إذا فارقت شرّ فإنّك لا تَصبو
فقالَ: ظَنَنْتُ الحبّ يغلِبُه الفَتى ،
هو الموتُ لكن قيل لي إنّه الحُبّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهدت إليّ صحيفة ً مكتوبة ً ،
أهدت إليّ صحيفة ً مكتوبة ً ،
رقم القصيدة : 14698
-----------------------------------
أهدت إليّ صحيفة ً مكتوبة ً ،
أرضتْ بها سخطَ الضميرِ العاتبِ
يا ليتَني ضُمّنتُ طيَّ جوابِها،
حتّى أُقبّلَ كفَّ ذاك الكاتِبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد بليتَ نفسي بمن لا يجبني ،
لقد بليتَ نفسي بمن لا يجبني ،
رقم القصيدة : 14699
-----------------------------------
لقد بليتَ نفسي بمن لا يجبني ،
وذاك عَذابٌ فوقَ كلّ عَذابِ
و قلتُ له : ردّ الجوابَ ، فقال لي :
جوابُك: لا، فاقطَع جوابَ جوابي(9/416)
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> صب لي شمس
صب لي شمس
رقم القصيدة : 147
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يانهار البشاير ... صب لى شمس
باتقهوى وانا والله ...حياوى
يكفي اني فداوى عندك امن امس
وانت تشره على ثقل الفداوى
احسب انك قبل لاتمد لي ... خمس
تحتضني ... وانا امد الرهاوى
لاتعجب ... تلمس خاطري لمس
لاتغرك من بعيد ...الكساوى
جايز اضحك لو انه خاطري عمس
نوب ضحكني مثل طبعي نحاوى
يمكن انى قريب ومبعد .. الرمس
كل لونٍ لبس جسمي سماوى
جيت اقص الزمان وجرته طمس
قلت ابا انشد ... قنب بالرجم عاوي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا أيّها المُتَتَايِهُ المتغاضِبُ،
يا أيّها المُتَتَايِهُ المتغاضِبُ،
رقم القصيدة : 14700
-----------------------------------
يا أيّها المُتَتَايِهُ المتغاضِبُ،
أبدِ الرّضا عنّي، فإنّي تائبُ
وغَضِبتَ لمّا قلتُ: هجرُك قاتلي،
إن عادَ وصلُك لي، فإنّي كاذبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يومُ سعيدٍ قد أطرقَ الدهرُ عنه ،
يومُ سعيدٍ قد أطرقَ الدهرُ عنه ،
رقم القصيدة : 14701
-----------------------------------
يومُ سعيدٍ قد أطرقَ الدهرُ عنه ،
خاسئُ الطرفِ لا تراه الخطوبُ
فيه ما تشتهي : نديمٌ وريحان
نٌ ، وروحٌ ، وقينة ٌ ، وحبيبُ
منعمٌ مسعدٌ بؤاتيهِ في الوصـ
ـلِ ، رقيبٌ على العيونِ رقيبُ
ورسولٌ يقولُ ما تَعجِزُ الألْفا
ظُ عنه ، حلوُ الحديثِ أديبُ
و لنا موعدٌ ، إذا النـ
ـوامُ ليلاً ، والليلُ منا قريبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عِدني بشرٍّ، ولا ألحاكَ في خُلُفٍ،
عِدني بشرٍّ، ولا ألحاكَ في خُلُفٍ،
رقم القصيدة : 14702
-----------------------------------
عِدني بشرٍّ، ولا ألحاكَ في خُلُفٍ،
فرُبّما نفَع التّعليلُ بالكَذِبِ
من لي بساكنة ِ الأصداف في لججٍ ،
يعومُ غواصها في غمرة العطبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> علّلِيني بموعدٍ،(9/417)
علّلِيني بموعدٍ،
رقم القصيدة : 14703
-----------------------------------
علّلِيني بموعدٍ،
و امطلي ما حييتُ به
فعسَى يَعثرُ الزّمَا
نُ ببختي ، فينتبه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شيئانِ لا يَجِدُ المُشتَمُّ بينَهُما
شيئانِ لا يَجِدُ المُشتَمُّ بينَهُما
رقم القصيدة : 14704
-----------------------------------
شيئانِ لا يَجِدُ المُشتَمُّ بينَهُما
فرقاً، وما بهِما فَقرٌ إلى طِيبِ
شَمُّ الحبيبِ، وريحُ الرّاحِ بعدُ، ولم
أحكم بذلك إلاّ بعدَ تجريب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها،
سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها،
رقم القصيدة : 14705
-----------------------------------
سقياً لمَنزلة ِ الحِمى وكَثيبِها،
إذ لا أرى زمناً كأزماني بها
ما أعرفُ اللذاتِ إلاّ ذاكراً ،
هيهاتَ قد خلفتُ لذاتي بها
و بكيتُ من جزعٍ لنوح حمامة ٍ ،
دَعَتِ الهديلَ، فظَلّ غيرَ مجيبها
نحنا ، وناحت ، غيرَ أنّ بكاءنا
بعيوننا ، وبكاءها بقلوبها
منَعَ الزّيارة َ من شُرَيرة َ خائفٌ،
لو يستطيعُ لباتَ بينَ جيوبها
ساءَت بك الدّنيا وسَرّتْ مرّة ً
فأراكَ من حسناتها وذنوبها
و يجرلاني بالمطلِ موعدُ حاجة ٍ ،
لو شئتُ قد بردَ الغليلُ بطيبها
محبوسة ٍ، في كفّ مَطلِك طالَما
عذبتني ، وشغلتَ آمالي بها
خلَّ العواذلَ ليلة ً قاسيتها ،
والنّاجياتُ بنَصّها ودُؤوبِها
يحمِلنَ وفدَ الشّكرِ فوقَ رِحالها،
و الشاكرُ النعماءِ كالجاري بها
بِيضاً ومسَّهمُ الهَجِيرُ بسُمرة ٍ،
مثلَ البدورِ سطَعنَ تحتَ سُحوبها
لما رأيتَ الملكَ شظى عوده ،
وهوَت كواكبُ سعدِها بغُروبها
حَرّكتَ تدبيراً عليه سَكِينة ً،
و خلطتَ ضحكة َ حازمٍ بقطوبها
و ذخرتَ للأعداءِ أسدَ وقائعٍ
صُبُراً على غُمّاتِها وكُروبِها
أسدٌ فرائسها الفوارسُ لا تطا
إلاّ على الأقرانِ يومَ حرُوبِها
كم فتنة ٍ لاقيتَ فيها فرصة ً
فخَتَمتَها، ووَثبتَ قبل وُثوبها(9/418)
راعيتَ جانبَها بلَحظٍ حازمٍ،
فطنِ بعقربِ علة ٍ ودبيبها
كم قائلٍ، والهامُ تُنظَمُ في القَنا:
لا يصلحُ الخرزاتِ غيرُ ثقوبها
قُطبٌ يُديرُ رَحى الحوادثِ حولَه،
مُتفرّدٌ بصُرُوفِها وخُطوبِها
وعُهودِ مِيثاقٍ أخذتَ وزِدتَها
شداً ، كما عقد القنا بكعوبها
وعَزائمٍ أعهدتَها في صَمتِه،
لا تكشِفُ الأوهامُ سِترَ غيوبِها
و البيضُ لا يهتكنَ ما لاقيته
إلاً بصوتِ متونها وركوبها
ولربّ أشرارٍ لنَفسٍ نالَها
أعداؤها من خِلّها وحَبيبها
وتنالُ ما فاتَ العجولَ تمهُّلاً،
و دوامُ حضرِ الخيل في تقريبها
كم دولة ٍ مرضتْ وأبرأها لنا ،
لولاه برّح سُقمُها بطبيبها
و لربّ سمعٍ قد قرعتَ بحجة ٍ ،
هذبتها من شكها وعيوبها
أثنى عليها بالصّوابِ حَسُودُها،
و قضى عليها خصمها بوجوبها
إعطاؤها التّوفيقَ من كلِماتِه،
بيضاءَ ساطعة ً لمن يَسري بها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربّ إخوانٍ صحبتهمُ ،
يا ربّ إخوانٍ صحبتهمُ ،
رقم القصيدة : 14706
-----------------------------------
يا ربّ إخوانٍ صحبتهمُ ،
لا يَملِكونَ لسَلوة ٍ قَلبا
لو تستطِيعُ نفوسُهم، فقدَت
أجسادَها وتعانَقَت حُبّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا إمامَ الهُدى ، ويا أحكَم النّا
يا إمامَ الهُدى ، ويا أحكَم النّا
رقم القصيدة : 14707
-----------------------------------
يا إمامَ الهُدى ، ويا أحكَم النّا
سِ بعَدلٍ في العَفوِ، أو في العقابِ
يا مُعِيداً للمُلْكِ، يا ملجأً للْـ
أسدِ حتى بصبصن بالأذنابِ
إنّ رأياً أراكَ تقديمَ بدرٍ
لَعَجِيبٌ مُوفَّقٌ للصَّوابِ
ما رأينا للمَلك أنصحَ منهُ،
أينَ ذا من أولئك الأصحابِ
تابعٌ ما نحبُّ في كلّ شيءٍ ،
و ما لا نحبهُ ذو اجتنابِ
مُؤنِسٌ يومَ لذّة ٍ، ونَديمٌ،
وهو في حَومة الوَغى ليثُ غاب
ما أتى ما كرهتَ قطُّ ، ولا أذ
نبَ ذَنباً مُستأهِلاً للعِقابِ
هو خُلقٌ كما أرَدتَ وحَظٌّ،
من عَطايا المُهيمِنِ الوَهّابِ(9/419)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و حلوُ الدلالِ ، مليحُ الغضبْ ،
و حلوُ الدلالِ ، مليحُ الغضبْ ،
رقم القصيدة : 14708
-----------------------------------
و حلوُ الدلالِ ، مليحُ الغضبْ ،
يشوبُ مواعيده بالكذبْ
قصيرُ الوفاءِ لأحبابهِ ،
فهمْ من تلونهِ في تعبْ
سَقاني، وقد سُلّ سيفُ الصّبا
حِ ، والليلُ من خوفه قد هرب
عقاراً ، إذا ما جلتها السقا
ة ُ، ألبَسَها الماءُ تاجَ الحَبب
فأصلحَ بَيني وبينَ الزّمانِ،
وأبدَلَني بالهُمومِ الطّرَب
و ما العيشُ إلاّ لمستهترٍ ،
تظلُّ عواذلهُ في شغب
يَهِيمُ إلى كلّ ما يشْتَهي،
وإن رَدّهُ العَذلُ لم يَنجذِب
ويَسخو بما قدْ حَوتْ كفُّه،
و لا يتبعُ المنَّ ما قدْ وهب
فكم فضّة ٍ فضّها في سرورِ
يومٍ ، وكم ذهبٍ قد ذهب
ولا صِيدَ إلاّ بِوَثّابَة ٍ
تَطِيرُ عَلى أربَعٍ كالعَذَب
وإن أطلقَتْ مِن قِلاداتِها،
وطارَ الغبارُ وجدّ الطّلَب
فَزَوْبَعَة ٌ من بناتِ الرّياحِ
تريكَ على الأرضِ شداً عجب
تَضُمُّ الطُّريدَ إلى نَحرِها،
كضَمّ المحِبّ لمَن قد أحبّ
ألا ربّ يومٍ لها لا يذمُّ ،
أراقَت دماً، وأغابَت سَغَب
لها مجلِسٌ في مَكانِ الرّديفِ،
كتركية ٍ قدْ سبتها العرب
ومُقلتُها سائِلٌ كُحلُها،
و قد جليتْ سبجاً من ذهب
فظلتْ لحومُ ظباءِ الفلاة ِ
على الجَمرِ مُعجَلة ً تُنتَهب
و طافتْ سقاتهمُ يمزجون
بماءِ الغَديرِ بناتِ العِنَب
و حثوا الندامى بمشمولة ٍ ،
إذا شاربٌ عبّ فيها قطَب
فراحُوا نَشاوَى بأيدي المُدامِ،
وقد نَشطوا عن عِقالِ التّعَب
إلى مجلسٍ أرضه نرجسٌ ،
وأوتارُ عِيدانِه تَصطخِبْ
و حيطانه خراطُ كافورة ٍ ،
وأعلاه من ذَهَبٍ يَلتهِب
فيا حسنه ، يا إمامَ الهدى ،
و خيرَ الخلائفِ نفساً واب
غذا ما تربعَ فوقَ السريرِ ،
و بالتاجِ مفرقهُ معتصب
له راحة ٌ ، يا لها راحة ً ،
ترَى جدّ نائِلِها كاللّعِب
و أهيبَ ما كان عندَ الرضى ،
و ارحمَ ما كان عندَ الغضب
وكم قد عَفا وأقرّ الحياة َ(9/420)
في آيسٍ قلبه يضطرب
على طرف العيسِ قد حدقت
إليه المنايا، وكادَت تَثِب
وما زالَ مُذْ كان في مَهدِهِ،
ملياً خليقاً بأعلى الرتب
كأنّا نَرَى الغيبَ في أمْرِهِ،
بأعينِ ظنًّ لنا لم تخب
ونَسترزِقُ الله تمليكَه،
ونَستعجِلُ الدّهرَ فيما نُحِب
ويَبدو لنا في المَنامِ الخَيالُ
بما نَشتهِيهِ، فتُنفَى الكُرَب
بشارة ُ ربٍّ لنا بُلّغَت،
وكانَت لتَعجِيلِ شُكرٍ سَبب
إلى أن دعتهُ إلى بيعة ٍ ،
فكم عتقِ رقًّ ، ونذرٍ وجب
وَرِثتَ الخلافة َ عن والدٍ،
فأحرزتَ ميراثهُ عن كثب
ولم تَحوِها دونَ مُستوجِبٍ،
و لا صادها لكَ سهمُ عزب
فلا زِلتَ تَبقَى وتُوقى لنَا،
خطوبَ الزمانِ ، وصرفَ النوب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بَلوتُ أخِلاّءَ هذا الزّمانِ،
بَلوتُ أخِلاّءَ هذا الزّمانِ،
رقم القصيدة : 14709
-----------------------------------
بَلوتُ أخِلاّءَ هذا الزّمانِ،
فأقلَلتُ بالهَجرِ منهُم نَصيبي
و كلهمُ إن تصفحتهم ،
صديقُ العيانِ عَدُوُّ المَغِيبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَثَيتُ الحَجيجَ، فقال العُداة ُ:
رَثَيتُ الحَجيجَ، فقال العُداة ُ:
رقم القصيدة : 14710
-----------------------------------
رَثَيتُ الحَجيجَ، فقال العُداة ُ:
سبَّ علياً وبيتَ النبي
أآكلُ لحمي ، وأحسو دمي !
فيا قومِ للعجبِ الأعجب!
عليٌّ يظنونَ بي بغضه ،
فهلاّ سِوى الكُفرِ ظَنّوه بي؟
إذاً لا سَقَتني غَداً كفُّه
من الحَوضِ والمَشرَبِ الأعذبِ
سببتُ ، فمن لا مني منهمُ ،
فلستُ بمرضٍ ولا معتبِ
مجلي الكروبِ ، وليثُ الحروبِ ،
في الرهجِ الساطعِ الأهيب
وبحرُ العُلومِ، وغيظُ الخُصومِ،
متى يَصطرِع وَهُمُ يَغلِبِ
يقلبُ في فمهِ مقولاً ،
كشقشقة ِ الجملِ المصعبِ
وأوّلُ مَن ظَلّ في مَوْقِفٍ،
يصلي مع الطاهرِ الطيبِ
و كانَ أخاً لنبيّ الهدى ،
و خصّ بذاكَ ، فلا تكذبِ
و كفؤاً لخيرِ نساءِ العبادِ
ما بينَ شرقٍ إلى مَغرِبِ
وأقضَى القُضاة ِ لفَصْل الخِطابِ(9/421)
والمنطِقِ الأعدَلِ الأصْوَبِ
وفي ليلة ِ الغار وقّى النبيَّ،
عِشاءً إلى الفَلَقِ الأشهَبِ
وباتَ ضجيعاً به في الفراشِ
مَوطِنَ نَفسٍ على الأصْعَبِ
و عمرو بنُ عبدٍ وأحزابه ،
سَقاهُمْ حَسا الموتِ في يَثرِب
وسَل عنه خَيبرَ ذاتَ الحصونِ
تُخَبّرْكَ عنهُ وعن مَرْحَبِ
وسِبطاهُ جَدُّهُما أحمدٌ،
فَبَخّ لِجَدّهِما والأبِ
ولا عَجَبٌ غيرَ قَتْلِ الحُسَيْنِ
ظَمْآنَ يُقْصَى عنِ المَشربِ
فيا أسَداً ظَلّ بينَ الكِلابِ
تَنْهَشُهُ دامِيَ المِخْلَبِ
لئن كان روعنا فقدهُ ،
و فاجأ من حيثُ لم يحسبِ
و كم قد بكينا عليه دماً
بسمرٍ مثقفة ِ الأكعبِ
و بيضٍ صوارمَ مصقولة ٍ ،
مَتَى يُمْتَحَنْ وَقعُها تَشرَبِ
و كم من شعارٍ لنا باسمه ،
يجددُ منها على المذنبِ
و كم من سوادٍ حددنا به ،
و تطويلِ شعرٍ على المنكبِ
و نوحٍ عليه لنا بالصهيلِ ،
و صلصلة ِ اللجمِ في منقبِ
وذاكَ قليلٌ له من بَني
أبيهِ ومَنصِبِهِ الأقْرَبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نفسِ كُوني ذاتَ خوفٍ،
نفسِ كُوني ذاتَ خوفٍ،
رقم القصيدة : 14711
-----------------------------------
نفسِ كُوني ذاتَ خوفٍ،
واتّقَاءٍ، واجتِنابِ
لا تظني الناسَ ناساً ،
أيُّ أسدٍ في الثيابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صاحبتُ من بعدكم معشراً ،
صاحبتُ من بعدكم معشراً ،
رقم القصيدة : 14712
-----------------------------------
صاحبتُ من بعدكم معشراً ،
و لم أكن في ذاك بالراغبِ
غِناؤهم شَتمٌ لجُلاّسِهم،
ورَقصُهُم في كَبدِ الصّاحبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غِناؤها يصلُحُ للتّوبه،
غِناؤها يصلُحُ للتّوبه،
رقم القصيدة : 14713
-----------------------------------
غِناؤها يصلُحُ للتّوبه،
و ريقها من زبدِ الحوبه
فعجِّلوا بالشُّربِ قد أمسكتْ،
من قبلِ أن تَلحقَها النّوبه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد رأينا خبرَ المجلِـ
قد رأينا خبرَ المجلِـ
رقم القصيدة : 14714(9/422)
-----------------------------------
قد رأينا خبرَ المجلِـ
سِ واليومِ العجيبِ
ورأَينا نِصْفَ بَغلٍ
فوقهُ نصفُ حبيب
أترى إبليسَ يرضى
ببنياتِ الذنوبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نطقَ اللّئامُ، فمَن يقولُ ومَن؟
نطقَ اللّئامُ، فمَن يقولُ ومَن؟
رقم القصيدة : 14715
-----------------------------------
نطقَ اللّئامُ، فمَن يقولُ ومَن؟
سبحانَكَ اللهمّ، يا ربِّ
حتّى ، وحتّى لستُ أذكرُهم،
إني لأكرمُ عنهمُ سبي
و ممزقٍ طاقينِ قد سمطا ،
يهوى غلاماً وارمَ الرأبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وصاحبِ سُوءٍ وجهُهُ ليَ أوجُهٌ،
وصاحبِ سُوءٍ وجهُهُ ليَ أوجُهٌ،
رقم القصيدة : 14716
-----------------------------------
وصاحبِ سُوءٍ وجهُهُ ليَ أوجُهٌ،
و في فمهِ طبلٌ لسريَ يضربُ
إذا ما قلى الإخوانَ كانَ مرارة ً ،
يُعَرّضُ في حَلقي مِراراً ويَنشَبُ
ولا بدّ لي منهُ، فحيناً يَعَضُّني،
ويَنساغُ لي حيناً ووَجهي مُقَطِّبُ
كماءِ طَريقِ الحَجّ في كلّ مَنهلٍ،
يذمُّ على ما كانَ منهُ ويشربُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتلفَ المالَ وما جمعته
أتلفَ المالَ وما جمعته
رقم القصيدة : 14717
-----------------------------------
أتلفَ المالَ وما جمعته
طلبُ اللذاتِ في ماءِ العنب
و اسقيا بالزقّ من حانوتها
شائلِ الرجلينِ معصوبِ الذنب
كلّما كُبّ لشُرْبٍ خِلتُه
حبشياً قطعت منه الركب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> معصفرَة ٌ أنخْتُ بها،
معصفرَة ٌ أنخْتُ بها،
رقم القصيدة : 14718
-----------------------------------
معصفرَة ٌ أنخْتُ بها،
و قرنُ الشمسِ لم يغبِ
وقد أرِقَتْ لفَقد الكر
مِ فيها أعينُ العنبِ
وجاشَ عُبابُ وادِيها،
بمُنْهَلٍّ ومُنسكِبِ
و ياقوتُ العصيرِ بها
يلاعبُ لؤلؤَ الحببِ
فيا عَجَبي لعاصرِها،
و ما يغني به عجبي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أما ترى يومنا قد جاءَ بالعجبِ ،
أما ترى يومنا قد جاءَ بالعجبِ ،(9/423)
رقم القصيدة : 14719
-----------------------------------
أما ترى يومنا قد جاءَ بالعجبِ ،
فلا يعطلُ من لهوٍ ومن طربِ
فقامَ مثلَ قضيبٍ حركته صباً ،
حلوُ الشمائلِ مطبوعٌ على الأدبِ
يزفُّ كأساً بمنديلٍ متوجة ً ،
و رأسهافضة ٌ ، والجسمُ من ذهب
لا تخلنا صحة ٌ من أن ننعمها ،
أو فاتقِ الله واعمل صالحاً وتب
من لي بساكنة الأصداف من لججٍ
يعومُ غواصها في غمرة ِ العطبِ
أستغفِرُ الله من لحظٍ أُردّدهُ
مُفرَّغٍ من جميع القَرفِ والرِّيَبِ
كما تحكمَ في العنوانِ قارئه ،
و لا يفضُّ خواتيماً عنِ الكتبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتيتكَ مشتاقاً وطابَ ليَ الشربُ ،
أتيتكَ مشتاقاً وطابَ ليَ الشربُ ،
رقم القصيدة : 14720
-----------------------------------
أتيتكَ مشتاقاً وطابَ ليَ الشربُ ،
و لاقت مناها عندك العينُ والقلبُ
فجارَت علينا الكأسُ حتى شَرِبتُها
ثلاثة َ أيامٍ ، كما استوجبَ الشرب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا بدّ للشيبِ أن يبدو ، وإن حجبا ،
لا بدّ للشيبِ أن يبدو ، وإن حجبا ،
رقم القصيدة : 14721
-----------------------------------
لا بدّ للشيبِ أن يبدو ، وإن حجبا ،
عُذراً برأسي، وذا شَيبي، وإن خُضِبا
مضَى الشّبابُ وإني كنتُ لاقيَه،
استخلفَ الله صَبراً منه إذ ذَهَبا
لولا المُدامة ُ والنّدمانُ في لَسَنٍ،
ودّعتُ من بعدِهِ اللذّاتِ مُحْتسِبا
لا تسقها الماءَ ، واتركها كما تركت ،
فحسبها منه ما قد أخرجت عنبا
عروسُ دسكرة ٍ ، تيجانها دررٌ ،
قد رَضّعتْ نفسَها في دنّها حِقَبا
زُرنا بقُطرَبُّلٍ إن كنتَ مُسعِدنا،
تنعمْ ولا تستمع عذلاً ولا صخبا
ولا تَزَالُ بكأسِ الشُّربِ دائرة ً
تبولُ همّاً، وتَحسُو اللّهوَ والطّرَبا
حتى تعودَ حبيباً بعدما سخطت
منك المفارقُ تهوى الغيَّ واللعبا
و كيفَ أنتَ ، إذا ما طافَ يحملها
ظبيٌ يُسقّيكَ فضلَ الكاسِ إن شرِبا
وقد تَرَدّتْ بمنديلٍ عَواتِقُه،
يقطبُ من تيهٍ ، وما غضبا(9/424)
و ناقلتْ تحتهُ الندمانُ صافية ٍ ،
كأنهُ ، إذ حساها ، نافخٌ لهبا
تراك تُعرِضُ عن هذا وتَهجرُه،
من قال: غيرُك مَن أهوَى ، فقد كذبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَبّهْتُ نَدماني، فَهبّا
نَبّهْتُ نَدماني، فَهبّا
رقم القصيدة : 14722
-----------------------------------
نَبّهْتُ نَدماني، فَهبّا
طرَباً إلى كاسي ولبّى
نَشْوانَ يَحْكي مَيْلُهُ
غصناً بأيدي الريحِ رطبا
ما زالَ يصرَعُه الكَرى ،
وأذُبُّ النّومَ عنه ذَبّا
وسقَيتُهُ كأساً عَلى
مرضِ الخمارِ ، فما تأبى
واللّيلُ مُسوَدُّ الذُّرى ،
و الصبحُ زادَ صباً وشبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن يُفنّدُني في اللّهوِ والطّرَبِ،
يا مَن يُفنّدُني في اللّهوِ والطّرَبِ،
رقم القصيدة : 14723
-----------------------------------
يا مَن يُفنّدُني في اللّهوِ والطّرَبِ،
دَعْ ما تراهُ وخُذْ رأيي فحسبُك بي
أفي المُدامة ِ تلحاني، وتَعذُلُني،
لقد جَذَبتَ جَموحاً غيرَ مُنجذِبِ
و ربّ مثلكَ قد ضاعتْ نصيحته ،
ولم يُطِق ودَّ ذي رأيٍ ولا أدَبِ
وقد يُباكرُني السّاقي، فأشرَبُها
راحاً تريحُ منَ الأحزانِ والكربِ
ما زالَ يقبضُ روحَ الدنّ مبزلهُ ،
حتى تغَلغَلَ سِلكُ الدُّرّ في الثُّقَبِ
و أمطرَ الكأسُ ماءً منْ أبارقهِ ،
فأنبتَ الدُّرَّ في أرضٍ مِنَ الذَّهَبِ
وسبّحَ القومُ لمّا أن رَأوا عجَباً،
نُوراً من الماءِ في نارٍ من العِنَبِ
بم يبقِ فيها البلى شيئاً سوى شبحٍ ،
يُقِيمُهُ الظّنُّ بين الصّدقِ والكذِبِ
سلافة ٌ ورثتها عادُ عن إرمٍ ،
كانَتْ ذخيرة َ كِسرَى عن أبٍ وأبِ
في جوفِ أكلَف قد طال الوقوفُ به،
لا يَشتكي السّاقَ من أينٍ ولا تَعَبِ
يتيمة ٌ بينَ أهلِ الدّهرِ قد رُزِقت
جِدّاً مُزاحاً، وجِدّ النّاس مِن لَعِبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دعوا مغرماً بالطرب ،
دعوا مغرماً بالطرب ،
رقم القصيدة : 14724
-----------------------------------(9/425)
دعوا مغرماً بالطرب ،
كما زالَ شيءٌ عَجَب
بلِ العيشُ إن طالَ بي ،
سوى ساعة ٍ يستلب
و كم فطنٍ قد ملأ
نَ مقلتيهِ بالريب
و بكرٍ مجوسية ٍ
عليها قناعُ الحبب
صفت عن قذاها ، كما
تعرى أديمُ الذهب
وطالَ زَمَاني بها،
وطالَتْ عليْهِ الحِقَب
يطوفُ بها شادنٌ،
مليحُ الرضا والغضب
كأنّ نَمِيراً بها،
و ماشٍ طعينٌ وثبْ
يُقطِّعُ في كَأسِها
رؤوسَ مداري ذهب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتانا بها صفراءَ يزعمُ أنها
أتانا بها صفراءَ يزعمُ أنها
رقم القصيدة : 14725
-----------------------------------
أتانا بها صفراءَ يزعمُ أنها
لتبرٌ ، فصدقناه ، وهو كذوبُ
وما هيَ إلاّ ليلة ٌ طابَ نجمُها،
أواقعُ فيها الذنبَ ، ثمّ أتوبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا رُبّما كأسٌ سَقاني سُلافَها
ألا رُبّما كأسٌ سَقاني سُلافَها
رقم القصيدة : 14726
-----------------------------------
ألا رُبّما كأسٌ سَقاني سُلافَها
رَهيفُ التثنّي، واضحُ الثغرِ أشنَبُ
إذا أخذت أطرافه من قنوئها ،
رأيتَ لجيناً بالمدامة ِ مذهبُ
كأنّ بخديهِ الذي جاءَ حاملاً
بكفّيهِ من ألوانِها حينَ يُقطبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> من كلّ جسمٍ كأنه عرضٌ ،
من كلّ جسمٍ كأنه عرضٌ ،
رقم القصيدة : 14727
-----------------------------------
من كلّ جسمٍ كأنه عرضٌ ،
يكادُ، لُطفاً، باللّحظِ يُنتهَبُ
نورٌ ، وإن لم يغبْ ، ووهمٌ إذا
صَحَّ، وماءٌ لو كانَ يَنسكِبُ
لا عيبَ فيهِ سوى إذاعته
سرَّ الذي في حشاهُ يحتجبُ
كأنهُ صاغهُ النفاقُ ، فما
يخلصُ منهُ صدقٌ ولا كذبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وساقٍ، إذا ما الخوْفُ أطلقَ لحظَه،
وساقٍ، إذا ما الخوْفُ أطلقَ لحظَه،
رقم القصيدة : 14728
-----------------------------------
وساقٍ، إذا ما الخوْفُ أطلقَ لحظَه،
فلا بدَّ أن يلقى بتسليمه صبا
يطوف بإبريقٍ علينا مذهبٍ ،
فيسكبُ في أقداحنا ذهباً رطبا(9/426)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسقِياني واعمَلا طرَبا،
أسقِياني واعمَلا طرَبا،
رقم القصيدة : 14729
-----------------------------------
أسقِياني واعمَلا طرَبا،
و أديرا الكأسَ وانتخبا
بنتُ كرمٍ شابَ مَفرِقُها،
و ثوتْ في دنها حقبا
واكتست من فِضّة ٍ زرَداً،
خلتها من تحتهِ ذهبا
وكأنّ الماءَ، إذ مُزِجَتْ،
ملعجٌ في كاسها لهبا
فأدارتْ في جوانبها
حبباً ، تغري به حببا
ككميتِ اللونش قلدها
فارسٌ من لؤلؤٍ لببا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا فاسقِنيها قد نعَى اللّيلَ ديكُه،
ألا فاسقِنيها قد نعَى اللّيلَ ديكُه،
رقم القصيدة : 14730
-----------------------------------
ألا فاسقِنيها قد نعَى اللّيلَ ديكُه،
وأغرَى بأُفقِ اللّيلِ، فهو سَليبُ
وقد لاحَ للسّاري سُهَيلٌ كأنّهُ
على كلَّ نجمٍ في السماءِ رقيبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طربتُ إلى قصفِ المجالسِ والشربِ ،
طربتُ إلى قصفِ المجالسِ والشربِ ،
رقم القصيدة : 14731
-----------------------------------
طربتُ إلى قصفِ المجالسِ والشربِ ،
و لحظة ِ ساقٍ خافَ عيناً من الضبّ
و راحٍ كأنّ الماءَ ألبسَ كأسها
أكاليلَ قد نظمنَ من لؤلؤٍ رطبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ربّ ليلٍ قد نعمتُ بهِ ،
ربّ ليلٍ قد نعمتُ بهِ ،
رقم القصيدة : 14732
-----------------------------------
ربّ ليلٍ قد نعمتُ بهِ ،
ونهارٍ ما عَلِمتُ بهِ
ظلتُ فيه ميتاً سكراً ،
ذاك سكرٌ قد ظفرتُ بهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا ربّ يومٍ لي قصيرٍ نهاره
ألا ربّ يومٍ لي قصيرٍ نهاره
رقم القصيدة : 14733
-----------------------------------
ألا ربّ يومٍ لي قصيرٍ نهاره
كسلة ِ سيفٍ أو كرجمة ِ كوكبِ
نعمتُ بهِ في فتية ٍ أيَّ فتية ٍ
سراعٍ إلى الداعي بأفديكَ بالأبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ
من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ
رقم القصيدة : 14734(9/427)
-----------------------------------
من يذودَ الهمومَ عن مكروبِ
مستكينٍ لحادثاتِ الخطوبِ
حوّلَته الدّنيا إلى طولِ حُزنٍ،
من سرورٍ وطيبِ عيشٍ خصيبِ
فهو في جفوة ِ المقاديرِ لا يأ
خذُ يوماً من دولة ٍ بنصيبِ
خادمٌ للمنى قد استعبدته
بمطالٍ، وخُلْفِ وَعدٍ كَذُوبِ
وجفاهُ الإخوانُ حتّى ، وحتّى
سمَّ من شئتَ من حبيبٍ قريبِ
شغلتهم دنياءُ تأكلُ من درَّ
تْ عليه بالحِرصِ والتّرغيبِ
وأرى وُدّهم كلَمعِ سَرابٍ،
غرّ قوماً عطشى بقاعٍ جدوبِ
طالما صعروا الخدودَ وهزوا الـ
أرضَ في يومِ محفلٍ وركوبِ
ثمّ أمسَوا وفدَ القُبورِ وسكّا
نَ الثّرَى تحتَ جَندلٍ منصوبِ
آهِ من ذِكرِ آخرينَ رماهم
قدرُ الموتِ من شبابٍ وشيبِ
بدعٌ من مكارمِ الفعلِ والقو
لِ وإخوانِ مَحضرٍ ومَغيبِ
لستُ من بعدِهم أرى صورَة الإنـ
ـسِ يَقِيناً إلاّ خلائِقَ ذِيبِ
صحبوا الودّ بالوفاءِ ، وصحوا
من نفاقٍ ، والبشرِ والتقريبِ
كم كريمٍ منهُم يرَى الوعدَ بخلاً
منه ، قلّ لكثرة ِ الموهوبِ
يَتَلقّى السّؤالَ منه بوجهٍ،
لم يخدد خدوده بالقطوبِ
فسَقاهم كجودهِم، أو كدَمعي،
صوبَ غيثٍ ذي هيدبٍ مسكوبِ
أُمَراءٌ قادُوا أعِنّة َ جَيشٍ،
يَترُكُ الصّخرَ خلفَه كالكَثِيبِ
يملأون السّماءَ من قَسطلِ الحرْ
بِ، وفي الأرْضِ من دمٍ مَصبوبِ
و يهزونَ كلَّ أخضرَ كالبقـ
ـلة ِ ماضٍ الفلولِ ، رسوبِ
لا ترى في قتيلهِ غيرَ جرحٍ ،
كفمِ العودِ ضجّ عندَ اللغوبِ
ضربة ٌ ما لها من الضّربِ جارٌ،
أخذت نفسه بلا تعذيبِ
فهوَ لو عاشَ لم يُطالِبْ بثأرٍ،
لا ولا عَدّ قتلَه في الذُّنوبِ
قلْ لدنيايَ قد تمكنتِ مني ،
فافعلي ما أردتِ أن تفعلي بي
واخرَقي كيفَ شئتِ خُرقَ جَهولٍ،
إنّ عندي لك اصطبارَ لبيبِ
ربَّ أعجوبة ٍ من الدهرِ بكرٍ ،
وعَوانٍ قد راضَها تَجريبي
ردّ عني كأسَ المدامِ خليلي ،
إنّ نفسي صارتْ عليّ حسيبي
وبدَت شَيبتي، وتمّ شَبابي،
وانتهَى عاذلي، ونامَ رَقيبي
و تنحيتُ عن طريقِ الغواني ،(9/428)
والتصابي، وقلتُ: يا نفسِ توبي
و لقد حثّ بالمدامة ِ كفي
شادنٌ، حاذقٌ بصَيدِ القُلوبِ
جاءنا مقبلاً ، فأيُّ قضيبٍ ،
ثمّ ولّى عنا، فأيُّ كَثِيبِ
ولقَد أغتدي عَلى طائرِ العَد
وجَوادٍ مُسوَّمٍ يَعْبُوب
فإذا سارَ دُكّتِ الأرضُ دَكّاً
بعدَ إذْ رامها بذيلِ عسيبِ
قارحٍ زانهُ خمارٌ من العر
فِ يُفادي بالسّبحِ والتّقريبِ
ـي خَنوفٍ، نجيبة ٍ لنجيبِ
ضربها زجرها إذا استعمل السو
طُ، وعَضَّ المطيَّ طولُ الدُّروب
إن تريني يا شرُّ ملقى على الفر
شِ، وقد مَلّ عائِدي وطبيبي
كنتُ رَيحانَة َ المجالسِ في السّلْـ
ـمِ، وحتْفَ الأبطالِ يومَ الحرُوبِ
وعِداً صَبّحْتُهُم بِرَحَى جَيْـ
ـشٍ ركامٍ مثلِ الدبى المجلوب
يلغُ الذئبُ منهمُ ، كلَّ يومٍ ،
في نحورٍ مَعطوطَة ٍ كالجُيوبِ
و لقد أكشفُ الخطوبَ برأيٍ ،
ليسَ عنه الصّوابُ بالمَحجوبِ
مُنضَجٍ غيرِ مُعجَلٍ، وهو إن أُمْـ
ـكنَ في فرصة ٍ ، سريعُ الوثوبِ
و أعافي العافينَ من سقمِ الجو
عِ ، وأسقي سيفي دمَ العرقوبِ
و لقد صرتُ ما ترينَ ، فإن كا
نَ حماماً ، يا شرُّ ، هذا الذي بي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي ، والليلُ في مآبه ،
قد أغتدي ، والليلُ في مآبه ،
رقم القصيدة : 14735
-----------------------------------
قد أغتدي ، والليلُ في مآبه ،
كالحبشيّ فرّ من أصحابِه
والصّبحُ قد كشّفَ عن أنْيابِه،
كأنهُ يضحكُ من ذهابه
و أزرفٍ ريانَ في شبابه ،
كلّ مديحٍ حسنٍ يعنى به
ذي مِخلبٍ مُكِّنَ من نِصَابه،
ما جفّ يومَ الصّيد من خِضابه
كأنّ سلخَ الأيمِ من أثوابه ،
ما دادَنَا البازي على حسابِه
و لا وددنا أنه لنا به ،
كأنما الوَشيُ الذي اكتَسى به
شكلٌ خلا القرْطاسُ من كتابه
ما طارَ إلاّ لدمٍ وفَى به
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي والصبحُ كالمشيبِ ،
قد أغتدي والصبحُ كالمشيبِ ،
رقم القصيدة : 14736
-----------------------------------
قد أغتدي والصبحُ كالمشيبِ ،(9/429)
بقارِحٍ مُسوَّمٍ يَعبوبِ
ذي أذنٍ كخوصة ِ العسيبِ ،
أو آسَة ٍ أوفَت عَلى قَضيبِ
وحافِرٍ كقَدحٍ مكبوبِ،
أكحلَ مثلِ القدحِ المكتوبِ
يسبقُ شأو النظرِ الرحيبِ ،
أسرعُ من ماءٍ إلى تصويبِ
و من نفوذِ الفكرِ في القلوبِ ،
ومن رجوعِ لحظَة ِ المُريبِ
نارُ لَظًى باقية ُ اللّهِيبِ،
و أجدلٌ للحكمِ بالتأديبِ
صبَّ بكفّ كلّ مستجيبِ
سَوطَ عَذابٍ واقعٍ مَجلوبِ
أسرعُ من لحظة ِ مستريبِ ،
يرَى بعيدَ الشيءِ كالقريبِ
يهوي هويَّ الماء في القليبِ ،
بناظِرٍ مُستَعجَمٍ مَقلوبِ
كناظرِ الأفيلِ ذي التقطيبِ ،
رأى خيالاً في ثرى رطيبِ
فطارَ كالمستوهلِ المرعوبِ ،
متَّبِعاً لطَمَعٍ قَريبِ
ما طارَ إلاّ لدمٍ مَصبوبِ،
ينفذُ في الشمالِ والجنوبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي ، والليلُ كالغرابِ ،
قد أغتدي ، والليلُ كالغرابِ ،
رقم القصيدة : 14737
-----------------------------------
قد أغتدي ، والليلُ كالغرابِ ،
راخي القناعِ حالكُ الإهابِ
ملقى السدولِ ، مغلقُ الأبوابِ ،
حتى بدا الصبحُ من الحجابِ
كغرة جلت عنِ الشبابِ ،
بكَلبة ٍ سريعة ِ الوِثابِ
تنسابُ مثلَ الأرقمِ المنسابِ ،
كأنما تنظرُ عن شهابِ
بمقلة ٍ وقفٍ على الصوابِ ،
فكَم وكَم من أجردٍ وثّاب
قد قصمتهُ بشبا الأنيابِ ،
و منعتهُ جولة َ الذهابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسرعَ البردُ هجوماً ،
أسرعَ البردُ هجوماً ،
رقم القصيدة : 14738
-----------------------------------
أسرعَ البردُ هجوماً ،
فأرانا عجبا
أخمدَ النارَ ، ولم تطْ
ـفأ، فصارَتْ ذَهبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غديرٌ يُرَجْرِجُ أمواجَه
غديرٌ يُرَجْرِجُ أمواجَه
رقم القصيدة : 14739
-----------------------------------
غديرٌ يُرَجْرِجُ أمواجَه
هبوبُ الرياحِ ومرُّ الصبا
غذا الشمسُ من فوقهِ أشرقت ،
تَوَهّمْتَهُ جَوشَناً مُذهَبا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا ما سقى اللهُ البساتينَ كلها ،(9/430)
إذا ما سقى اللهُ البساتينَ كلها ،
رقم القصيدة : 14740
-----------------------------------
إذا ما سقى اللهُ البساتينَ كلها ،
سجالَ سحابٍ دائمِ الوكفِ مُنسكِب
فأعطشَ بُستاني الإلهُ، ولا سقَى
له طاقة ً ما لاحَ نجمٌ ، وما غرب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أحرَقَنا أيلولُ في نارِهِ،
أحرَقَنا أيلولُ في نارِهِ،
رقم القصيدة : 14741
-----------------------------------
أحرَقَنا أيلولُ في نارِهِ،
فرحمة ُ الله عَلى آبِ
ما قرّ لي في ليلتي مضجعٌ ،
كأنّني في كفّ طَبطابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حَفَرتُها جَوفاءَ مُنقورة ً،
حَفَرتُها جَوفاءَ مُنقورة ً،
رقم القصيدة : 14742
-----------------------------------
حَفَرتُها جَوفاءَ مُنقورة ً،
في دَمِثٍ سهلٍ، وطيء التّرابْ
تَضمَنُ رَيَّ الجَيشِ للمُستَقي،
كأنّ دلويهِ جناحا عقابْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّما النّارنَجُ لمّا بَدَتْ
كأنّما النّارنَجُ لمّا بَدَتْ
رقم القصيدة : 14743
-----------------------------------
كأنّما النّارنَجُ لمّا بَدَتْ
صُفرَتُهُ في حُمرَة ٍ كاللّهيبْ
وجنة ُ معشوقٍ رأى عاشقاً ،
فاصفرّ ، ثمّ احمرّ خوفَ الرقيبْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا حبذا ليمونة ٌ
يا حبذا ليمونة ٌ
رقم القصيدة : 14744
-----------------------------------
يا حبذا ليمونة ٌ
تحدثُ للنفسِ الطرب
كأنّها كافورة ٌ
لها غِشاءٌ مِن ذهَب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عندَنا، سيّدي، نديمٌ ورَيحا
عندَنا، سيّدي، نديمٌ ورَيحا
رقم القصيدة : 14745
-----------------------------------
عندَنا، سيّدي، نديمٌ ورَيحا
نٌ، وكأسٌ، وقَينة ٌ، وحَبيب
و مغنٍّ يقولُ ما تعجزُ الـ
ألفاظُ عنه حلوُ الحديثِ أديبُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بكرتْ تعيرُ الأرضَ لونَ شبابها ،
بكرتْ تعيرُ الأرضَ لونَ شبابها ،
رقم القصيدة : 14746
-----------------------------------(9/431)
بكرتْ تعيرُ الأرضَ لونَ شبابها ،
رَحَبيَّة ٌ محمودة ُ التّسكابِ
نَشَرَتْ أوائلَها حَياً، فكأنّهُ
نُقَطٌ عَلى عَجَلٍ بِطينِ كِتابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> للهِ ما ضمنَ منكَ التربُ ،
للهِ ما ضمنَ منكَ التربُ ،
رقم القصيدة : 14747
-----------------------------------
للهِ ما ضمنَ منكَ التربُ ،
حلمٌ وعلمٌ بارعٌ ولبُّ
لم يبقَ لي بعدَك عيشٌ عَذبُ،
ما أعلمَ الموتَ بمن أحبّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فقُل للشّامِتينَ بهِ رُوَيْداً،
فقُل للشّامِتينَ بهِ رُوَيْداً،
رقم القصيدة : 14748
-----------------------------------
فقُل للشّامِتينَ بهِ رُوَيْداً،
أمامَكمُ النّوائبُ والخُطوبُ
هو الدّهرُ الذي لا بدّ مِن أن
يكونَ إليكمُ منهُ ذنوب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أخذتُ من المدامة ِ والتصابي ،
أخذتُ من المدامة ِ والتصابي ،
رقم القصيدة : 14749
-----------------------------------
أخذتُ من المدامة ِ والتصابي ،
وعَرّاني المَشيبُ منَ الشّبابِ
و قد كانَ الشبابُ سطورَ حسني ،
فمحيتُ السطورَ منَ الكتابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم تستحيِ من وجهِ المشيبِ ،
ألم تستحيِ من وجهِ المشيبِ ،
رقم القصيدة : 14750
-----------------------------------
ألم تستحيِ من وجهِ المشيبِ ،
و قد ناجاكبالوعظِ المشيبِ
أراكَ تُعِدُّ للآمالِ ذُخراً،
فما أعددتَ للأملِ القريبِ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ماتَ الهوى مني ، وضاعَ شبابي ،
ماتَ الهوى مني ، وضاعَ شبابي ،
رقم القصيدة : 14751
-----------------------------------
ماتَ الهوى مني ، وضاعَ شبابي ،
وقَضَيْتُ مِن لَذّاتِهِ آرابي
و إذا أردتُ تصابياً في مجلسٍ ،
فالشيبُ يضحكُ لي مع الأصحابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا نفسِ ! قد أثقلتني بذنوبِ ،
أيا نفسِ ! قد أثقلتني بذنوبِ ،
رقم القصيدة : 14752
-----------------------------------(9/432)
أيا نفسِ ! قد أثقلتني بذنوبِ ،
أيا نفسِ ! كفي عن هواكِ وتوبي
و كيفَ التصابي ، بعدما ذهبَ الصبا ،
و قد ملّ مقراضي عقابَ مشيبي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لحية ٍ كأنها غرابُ ،
و لحية ٍ كأنها غرابُ ،
رقم القصيدة : 14753
-----------------------------------
و لحية ٍ كأنها غرابُ ،
زورها التسويدُ والخضابُ
إذا تَبَدّتْ ضَحِكَ الشّبابُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> آهِ من سفرة ٍ بغيرِ إيابِ ،
آهِ من سفرة ٍ بغيرِ إيابِ ،
رقم القصيدة : 14754
-----------------------------------
آهِ من سفرة ٍ بغيرِ إيابِ ،
آهِ مِن حَسرَة ٍ عَلى الأحبابِ
آهِ من مضجعي فريداً وحيداً ،
فوقَ فرشٍ من الحصى والترابِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تولى العمرُ ، وانقطعَ العتابُ ،
تولى العمرُ ، وانقطعَ العتابُ ،
رقم القصيدة : 14755
-----------------------------------
تولى العمرُ ، وانقطعَ العتابُ ،
و لاحَ الشيبُ ، وافتضحَ الخضابُ
لقد أبغضتُ نفسي في مشيبي ،
فكيفَ تحبني الخودُ الكعابُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رأتْ طالعاً للشّيبِ أغفَلتُ أمرَه،
رأتْ طالعاً للشّيبِ أغفَلتُ أمرَه،
رقم القصيدة : 14756
-----------------------------------
رأتْ طالعاً للشّيبِ أغفَلتُ أمرَه،
و لم تتعهدهُ أكفُّ الخواضبِ
فقالت: أشيبٌ ما أرى ؟ قلتُ: شامة ٌ،
فقالت : لقد شانتك عندَ الحبائبِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جَدّ الزّمانُ، وأنتَ تلعَب،
جَدّ الزّمانُ، وأنتَ تلعَب،
رقم القصيدة : 14757
-----------------------------------
جَدّ الزّمانُ، وأنتَ تلعَب،
العمرُ في لا شيءَ يذهب
كم قد تقولُ غداً أتُو
بُ ، غداً غداً ، والموتُ أقرب
العصر العباسي >> ابن المعتز >> الا عللاني قبلَ أن يأتيَ الموتُ ،
الا عللاني قبلَ أن يأتيَ الموتُ ،
رقم القصيدة : 14758
-----------------------------------
الا عللاني قبلَ أن يأتيَ الموتُ ،(9/433)
ويُبْنى لجُثماني بدار البِلَى بيْتُ
ألا عَلّلاني كمْ حَبِيبٍ تَعَذّرَت
مَودّتُه، عن وَصلِه قد تسلّيتُ
ألا عَلّلاني ليسَ سَعيي بمُدرَكٍ،
ولا بوُقوفي بالّذي خُطّ لي فَوتُ
فأهلكَني ما أهلكَ النّاسَ كلَّهُم،
صروفُ المنى والحرصُ واللوُّ والليتُ
ألا رُبّ دَسّاسٍ إلى الكَيدِ حامِلٍ
ضِبابَ حُقودٍ قد عَرَفتُ ودارَيتُ
فعادَ صديقاً بعدَما كان شانِئاً،
بَعِيدَ الرّضى عنّي، فصافى وصافيتُ
وخِطّة ِ رِبحٍ في العُلى قد أجَبتُها،
وخطّة ِ خَسفٍ ذاتِ بَخس تأبّيتُ
وزادُ التّقى مثلُ الرّفيقِ مقدّماً،
تزَوّدَ قلبي سائغاً لي وأسريتُ
فلاقيتُهُ في منزِلٍ قد أعَدّ لي
محلاًّ كريماً لا يرومُ ، فأقريتُ
ومِن عَجَبِ الأيّامِ بغيُ مَعاشرٍ
غِضابٍ عَلى سَبقي، إذا أنا جارَيتُ
لهم رحمٌ دنيا همُ يعرفونها ،
إذا أنهَكُوهَا بالقَطِيعَة ِ أبقيْتُ
يَصُدّونَ عن شكري وتُهجَرُ سُنّتي
على قربِ عهدٍ مثلَ ما يهجرُ البيتُ
فذلك دأبُ البَرّ منّي ودأبُهم،
إذا قتلوا نُعمايَ بالكُفرِ أحيَيتُ
يغيظهمُ فضلي عليهم ، ونقصهم ،
كأنّيَ قسّمتُ الحظوظَ، فحابَيتُ
وكم كُرَبٍ أخّاذَة ٍ بحلُوقِهِمْ،
مصممة ِ البلوى ، كشفتُ وجليتُ
عرفتُ زماني بؤسهُ ورخاءهُ ،
ولاقيتُ مكرُوهَ الخُطوبِ، وعانَيتُ
و دهرٍ مؤاتٍ قد ملكتُ نعيمه ،
و أعطيتُ من حلواءِ عيشٍ وأعطيتُ
وآخرُ يُشجيني صَبَرتُ لمَضّهِ،
و كم من شجى تحتَ التصبرِ قاسيتُ
و خصمٍ يهدُّ القرمَ رجعُ جوابهِ ،
ملأتُ له صاعَ الخصامِ ، فوفيتُ
أصافي بني الشحناءِ ما جمجموا بها ،
لبُقيا، فإن أغرَوا بيَ الشّرّ أغرَيتُ
و أتبعُ مصباحَ اليقينِ ، فإنْ بدا
ليَ الشكُّ في شيءٍ يريبُ تناهيتُ
و يهماءَ ديمومٍ كسوتُ قفارها
مَناسِمَ حُرْجُوجٍ، وبهماءَ عَرّيتُ
شغلتُ همومَ النفسِ عني برحلة ٍ ،
فأصبحتُ منها فوقَ رحلي ، وامسيتُ
وماءِ خَلاءٍ قد طرَقتُ بسُدْفَة ٍ،
عليه القطا كأنّ آجنه الزيتُ
ومَرقَبَة ٍ مثلِ السّنانِ عَلَوتُها،(9/434)
كأني لأردافِ الكَواكبِ ناجيتُ
و أمنية ٍ لم أمنعِ النفسَ رومها ،
بلغتُ ، وأخرى بعدها قد تمنيتُ
و حربٍ عوانٍ يثقلُ الأرضَ حملها ،
ويلمَعُ في أطرافِ أرْماحِها الموتُ
شَهِدتُ بصَبْرٍ لا تُوَلّي جنودُه،
فحاسَيْتُ أكواسَ المنايَا، وساقَيتُ
و ضيفٍ رمتني ليلة ٌ بسوادهِ ،
فحيّاهُ بِشري، قبلَ زادي، وَحيّيتُ
و باتَ بممسى ليلة ٍ غابَ شرها ،
وقُمْتُ فأُطْعِمْتُ الثّناءَ، وَأُسقيتُ
ونُعمَى تَضِيقُ النّفسُ حينَ أرُدُّها،
شكرتُ عليها ذا البلادِ ، وكافيتُ
و داءٍ من الأعداءِ دبتْ سمومهُ ،
وأعيا رِفاءَ الشّرّ، بالسّيْفِ داوَيت
و عزمٍ كمتنِ السيفِ لي ولصاحبي ،
فما أظهَرتْهُ بَوحة ٌ، مُنذُ أخفَيتُ
و راحٍ كلونِ التبرِ يضحكُ كأسها ،
صبحتُ بها شرباً كراماً ، وغاديتُ
وبيضاءَ تُعطي العينَ حُسناًونَضرة ً،
شغلتُ بها عصرَ الشّبابِ، وأفنيتُ
سموتُ لها ، والليلُ قد لاحَ نجمه ،
فلاقيتُ بدراً في الدُّجى ، حين لاقيتُ
وكنتُ امرأً منّي التّصابي الذي ترَى ،
فقد بلَغتْ منّي النُّهى ، فتناهَيتُ
و قلتُ ألا يا نفسِ هل بعدَ شيبة ٍ
نذيرٌ ، فما عذري ، غذا ما تماديتُ
و قد أبصرتْ عيني المنية َ تنتضي
سيوفَ مشيبي فوق رأسي وأشفيتُ
فخلّيتُ سُلطانَ التّصابي لأهلِهِ،
و أدبرتُ عم شأنِ الغويّ ، ووليتُ
فما انا لولا الذكرُ ما قد علمتمُ ،
أطعتُ عَذولي، بعدما كنتُ عاصَيتُ
و قالوا : مشيبُ الرأس يحدو إلى الردى ،
فقلتُ: أراني قد قَرُبتُ، ودانيتُ
تبدّلَ قلبي ما تبدّلَ مَفرِقي،
بياضُ تُقاي، قد نزَعتُ وأبقيتُ
و قد طالَ ما أترعتُ كأسي من الصبا ،
زماناً، فقد عطّلتُ كأسي، وأفضَيتُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا ،
يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا ،
رقم القصيدة : 14759
-----------------------------------
يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا ،
لا كما بتُّ ليلة َ الهجرِ بتا
لم تدعني عيناكَ أنجو صحيحاً ،(9/435)
مِنكَ، حتى حُسِبتُ فيمَن قَتَلتا
يومَ يشكو طرفي إلى طرفك الحـ
ـبَّ، فأوحى إليه أن قد علِمتَا
ليتَ شعري، أما قضى الله أن تذ
كرَ في الذاكرين لي منك وقتا
قسمت في الهوى البخوتُ ، فيا بخـ
ـتيَ في حبها عدمتك بختا
لا تلمني ، يا صاح ، في حبّ مكتو
مة ِ نفسي ، لها الفداءُ ، وأنتا
كفّ عني ، فقد بليتُ وخلاّ
كَ بَلائي، يا عاذلي، فاستَرَحْتا
أنْتَ من حبّها مُعافًى ، ولو قا
سيتَ من حبها الهوى لعذرتا
فجزاك الإلهُ حقك عني ،
لم يُخفَّف عنّي بَلائي، وزِدتا
هاكَ قلبي! قطّعه لَوماً، فإن أنْـ
سيته حبها ، فقد أحسنتا
أيها القلبُ هل تُطيقُ اصطباراً،
طالما قد أطقتني ، فصبرتا
إنه من هويتهُ واسعَ الحـ
ـبّ، كثيرَ القِلى كما قد عَرَفنا
فاجتنِبه كما تَعُزُّ عليه،
كلّما زاد من لقائك هُنْتَا
أوَما كنتَ قد نَزَغتَ عن الغـ
ـيّ، وسافرتَ في التّقى وَرَجَعتا؟
وبمَن قد بُلِيتَ، ليتَك، يا مِسـ
ـكينُ، أحببتَ واصلاً، أو ترَكنا
و لقد بانَ أنهُ لكَ قالٍ ،
مخلفُ الوعدِ ، خائنٌ لو عقلتا
أبداً منعمٌ يعلقُ وعداً ،
فإذا قلتَ : هاتهِ قال : حتى
طالما كنتَ حائداً قبلَ هذا ،
عن حبالِ الهوى فكيفَ وقعتا
ما أرى ، في الهوى ، لإبليسَ ذنباً ،
إنّ عيني قادت ، وأنت اتبعتا
فَذُقِ الحبَّ قد نُهِيتَ، فخالَفـ
تَ ، ألستَ الذي عصيتَ ألستا
ظبية ٌ فرغتْ خيالكَ منها ،
لم يدم عهدها ، كما قد عهدتا
ولقد مَتّعَتكَ منْها بوصلٍ
زَمَناً ماضياً، وكانت، وكُنتا
فاسلُ عنها ، فالآن وقتُ التسلي ،
قَطَعَت منك حبلَها، فانبتّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ريمٌ يَتِيهُ بحُسنِ صُورَتِهِ،
ريمٌ يَتِيهُ بحُسنِ صُورَتِهِ،
رقم القصيدة : 14760
-----------------------------------
ريمٌ يَتِيهُ بحُسنِ صُورَتِهِ،
عبثَ الفتورُ بلحظِ مقلتهِ
وكأنّ عَقرَبَ صُدغِه وقفَت
لما دنت من نارِ وجنتهِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَطقَت مَناطِقُ خصرِه بصِفاتِه،(9/436)
نَطقَت مَناطِقُ خصرِه بصِفاتِه،
رقم القصيدة : 14761
-----------------------------------
نَطقَت مَناطِقُ خصرِه بصِفاتِه،
واهتزّ غصنُ البانِ من حركاتِه
و دهيتُ من خطّ العذارِ بخده ،
في صده ، ولموتُ في لحظاته
وكأنّ وجنَتَهُ تُفتّحُ وردة ً،
خجلاً ، إذا طالبته بعداته
و حياة ِ عاذلتي ، لقد صارمته ،
و كذبتُ ، بل واصلته وحياته
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما لِحبيبي كسلانَ في فِكَرٍ،
ما لِحبيبي كسلانَ في فِكَرٍ،
رقم القصيدة : 14762
-----------------------------------
ما لِحبيبي كسلانَ في فِكَرٍ،
و قد جفا حسنه وزينته
و الصدغُ قد صدّ عن محاسنه ،
كصَولجانٍ يَردُّ ضَربتَه
ترى هل اعتلّ ، من هواه لنا ،
و جسمه ، ربَّ فاشفِ علته
أساخطاً لا أُديمُ سُخطَتَه،
أو سائلاً لا أردُّ حاجته
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما باتَ صَبٌّ بمثلِ ما بِتّا،
ما باتَ صَبٌّ بمثلِ ما بِتّا،
رقم القصيدة : 14763
-----------------------------------
ما باتَ صَبٌّ بمثلِ ما بِتّا،
يا هجرَ شرٍّ ، لو شئتَ أقصرتا
روحتَ من حبها منافقه ،
وكلّما تُبتَ من هوًى عُدتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أترجة ٌ قد أتتك براً ،
أترجة ٌ قد أتتك براً ،
رقم القصيدة : 14764
-----------------------------------
أترجة ٌ قد أتتك براً ،
لا تَقبَلَنها، إذا بَرَرتا
لا تَقبَلَنْ بِرَّها، فإنّي
وجدتُ مَقلوبَها هَجَرتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كَذَبتَ يا مَن لَحاني في محبّتِه،
كَذَبتَ يا مَن لَحاني في محبّتِه،
رقم القصيدة : 14765
-----------------------------------
كَذَبتَ يا مَن لَحاني في محبّتِه،
ما صورة ُ البدرِ ، إلاّ مثلُ صورته
يا ربّ إن لم يكن في وصله طمعٌ ،
ولم يكُن فَرَجٌ من طُولِ هجرتِه
فاشفِ السّقامَ الذي في لحظِ مُقلتِهِ،
و استر ملاحة َ خديهِ بلحيته
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مُقلَة ً أُدنِفَتْ كما دَنِفتُ،(9/437)
يا مُقلَة ً أُدنِفَتْ كما دَنِفتُ،
رقم القصيدة : 14766
-----------------------------------
يا مُقلَة ً أُدنِفَتْ كما دَنِفتُ،
مرّت بنا سَنحة ً، وما وقفتُ
وجفنُها ساحرٌ ليقتلَني،
فتبتُ من توبتي ، التي سلفتُ
رثَى لعينٍ يَقوَى بلحظتِها،
كيدٌ لإبلِيسَ كلّما ضَعُفتُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ولستُ أنسَى في الخَدّ ما صَنعت
ولستُ أنسَى في الخَدّ ما صَنعت
رقم القصيدة : 14767
-----------------------------------
ولستُ أنسَى في الخَدّ ما صَنعت
نُوناتُ أصداغِه التي عُطِفَت
صَوّرهُ الله صُورَة ً عَجبَاً،
إن قيلَ كالغصن في النقا أنفت
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا عينِ قد أشقيتني ، وشقيتِ ،
أيا عينِ قد أشقيتني ، وشقيتِ ،
رقم القصيدة : 14768
-----------------------------------
أيا عينِ قد أشقيتني ، وشقيتِ ،
أحقاً رأيتِ الموتَ ثمّ بقيتِ
و يا نفسِ إن العذرَ ، لا شكّ ، ساعة ٌ ،
تَعيشِينها بعدَ الحبيبِ، فمُوتي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وشادنٍ أفسدَ قَلـ
وشادنٍ أفسدَ قَلـ
رقم القصيدة : 14769
-----------------------------------
وشادنٍ أفسدَ قَلـ
ـبي بعدَ حُسنِ توبتِهْ
و زارني من قبل إعـ
ـلامي بوقتِ زورته
جاء بجيشِ الحُسن في
عَديدِهِ وعُدّتِه
العيشُ والمماتُ في
وِصالِه وهِجرتِه
وقوسُه، وسهمُه،
وسيفُه في لحظتِه
قدامهُ سهامه
مبثوثة ٌ من نظرته
و علمه من علمٍ ،
أشرقَ فوقَ طرته
ونُونُ آذَريُونِه،
يَلُوحُ في مَيمنَتِه
وخالُ حُسنٍ حبشـ
شيُّ اللّونِ في مَيسَرتِه
و الموتُ في ساقيه قد
يمرهُ في مشيته
فلم يكُن للزّهدِ إلاّ
فِرَة ٌ مِن سَطوَتِه
و ماتتِ التوبة ُ لـ
ـمّا أن بَدا من هَيبَتِه
وجاء إبليسُ يُهَـ
ني نظري بطلعته
و قد علمتُ ما أشـ
كُّ أنّ ذا من بغيته
فلم يزل يذكرني
ربّي، وعفوَ قُدرتِه
و قال لي : ما قلته ،
و غيرهُ في رحمته(9/438)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مولايَ إن جفونَ العينِ قد قرحت ،
مولايَ إن جفونَ العينِ قد قرحت ،
رقم القصيدة : 14770
-----------------------------------
مولايَ إن جفونَ العينِ قد قرحت ،
من دمعة ٍ طالما جادتْ وما سفحت
فانظُر بعَينِ الرّضا منّي إلى بدَنٍ،
ما فيه جارحة ٌ إلاّ وقد جرحت
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ابنَ الوَزيرِ، والوَزيرُ أنْتا،
يا ابنَ الوَزيرِ، والوَزيرُ أنْتا،
رقم القصيدة : 14771
-----------------------------------
يا ابنَ الوَزيرِ، والوَزيرُ أنْتا،
لذا رجاؤك، فكيفَ كُنْتَا
أغراكَ بالجري ، فما وقفتا ،
و لا إلى غيرِ العلا التفتا
حَتّى بلغتَ الآنَ مَا بَلَغْتَا،
فراحَ فِينَا سالماً وَدُمتَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قلبِ ويحكَ خنتني وفعلتها ،
يا قلبِ ويحكَ خنتني وفعلتها ،
رقم القصيدة : 14772
-----------------------------------
يا قلبِ ويحكَ خنتني وفعلتها ،
وَحلَلتَ عُقدة َ تَوْبتي، ونَقضْتَها
يا عينِ منكِ بَليّتي شاهدتُها،
هَلاّ عن الوَجهِ الجميلِ ستَرتها
يا ثالثَ الوُزَرَاءِ كم من حَلقة ٍ
للكربِ والأحزانِ قد فرجتها
وخفِيّة ٍ بالفِكرِ قد ناجيتَها،
وعواقِبٍ بالرّأيِ قد أبصَرْتَها
ويدٍ بوجهٍ مطلقٍ شيعتها ،
كبرت على عافيك ، واستصغرتها
فنسيتها ، وأعدتها ، فنسيتها ،
حتى مدحتَ بذكرها فذكرتها
لمّا أمرْتَ بها تَشَبّهَ جَدُّهَا
بالهَزْلِ للرّاجينَ، إذ جَزّلتَها
واستَيقَظوا حقّاً بها، وكأنّهُم
حلموا بها في النومِ لما قلتها
وَلَرُبّ معنَى حِكمة ٍ أفرغتَهُ
في قالبٍ من لفظَة ٍ أوْجَزتَها
ووزارة ٍ كانَت عليكَ حريصَة ً
حتى أتتك ، فم تزدكَ وزدتها
مثلِ العروسِ تزفها لكَ نفسها
جاءتكَ مُسرِعة ً، وما أمهَرْتَها
صَدّقْتُ فيكَ فِراسة ً من والدٍ،
في المهدش ظنّ بكَ الذي بلغتها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،(9/439)
يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،
رقم القصيدة : 14773
-----------------------------------
يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،
في كلّ يومٍ تسيء مراتِ
يا دهرُ إنّ القومَ الأُلى شحَطَت
بهم نوًى أكثروا مُصيباتي
حَرّمتُ من بعدِهم مَسيرَ يدي
إلى فمي، شارباً بكاساتِ
وأن أُرى ضاحِكاً إلى أحدٍ،
إلاّ بقلبٍ جمَّ الكآباتِ
ما زالَ صرفُ الزمانِ يقسمنا
عَلى المسرّاتِ والمَسَاءاتِ
ما لي ، إذا قلتُ قد ظفرتُ بإخـ
وانٍ أرى فيهمُ محباتِ
شتتهم حادثٌ ، فأفردني
منهمُ ، وكان مشتاقَ لحظاتي
يا شَملَ قَلبي للّهوِ بعدَهُم،
حتّى أراهم، فذاك ميقاتي
عسى أرجي رجوعَ غايتهم ،
فكيفَ لا كيفَ بأمواتِ
قد كُنتُ أبكي أهلَ المودّاتِ،
فصِرتُ أبْكي أهلَ المُرُوءاتِ
خُلّفتُ في شَرّ عُصبة ٍ خُلِقَت
أثكَلَنِيها ربُّ السّماواتِ
كلابُ حيًّ ، إذا حضرتُ ، فإنْ
غِبْتُ فُواقاً فأُسدُ غاباتِ
إن أُودِعوا السّرّ ضَيعوه، ولا
يغضبون طرفاً عن الجناياتِ
و إن أردتَ انتهاكَ عرضك فار
ددهمُ يعذروا لحاجاتِ
يَلقَون ذا الفَقرِ بالقُطوبِ، وذا الوَ
فر بِلَبّيْكَ، والتّحِيّاتِ
فهم لها لا لدفعٍ نائبة ٍ ،
يومَ افتقارٍ إلى الموداتِ
كلٌّ على من يريدُ نفعهمُ ،
لكنّهم منه في جناياتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تضَمّنتَ ليَ الحا
تضَمّنتَ ليَ الحا
رقم القصيدة : 14774
-----------------------------------
تضَمّنتَ ليَ الحا
جة َ من قبلُ ، وسارعتا
وقد أعطيتَني عهداً،
فوَثّقتَ، وَوكّدتَا
وقَرَبّتَ ليَ الأمرَ،
بإطْماعٍ، وقصّرتَا
وموّتَّ ليَ الجَدَّ،
فأتقنتَ وأحكَمتا
وأطلَعتُ لكَ الودّ
بشيءٍ ، فتغضبتا
فقلتُ : الحظُّ في ذاك ،
وتُبتُ، فأنكرتا
فما ضَمّكَ مِضْمارٌ
إلى الجري فوقفتا
وقد كلّفكَ الشيءَ،
و قد كنتَ تعودتا
وما زِلتَ قديماً فـ
ـرَساً فيه، فَفَرْزَنتا
فأنتَ الآن تلقاني ،
بلا شيءٍ كما كنتا
فإن صادفتَ مني غفـ
ـلة ً عنك تغافلتا
و في الأيامِ إنْ سو(9/440)
يتَ ، زودتُ وزودتا
و قد كنتَ إذا جاءَ
رسولُ الشربِ بكرتا
فقد صِرتَ إذا ما جِئـ
تتُ في الأيامِ حجرتا
لتلقى عندي الجمعَ ،
إذا أنْتَ تأخّرتَا
فلا أسألُ عما قيـ
ـلَ في الأمرِ ، وما قلتا
وإن أومأتُ بالشيءِ،
وما يَخفَى تَكاتَمتَا
وجدّدتَ إليّ اللّحـ
ـظَ خوفاً وتَلفّتّا
فإن أيقنتَ بالشُّربِ،
وما يَحويهِ عَربَدتا
فهذا مِن خَطاياكَ،
وإن شئتَ لأحْسَنتا
ولو شِئتَ لقد صِرتا
إلى حظًّ ، وقصرتا
و قد كنتَ تحردتا ،
و لكنكَ برزنتا
كأني بكَ قد قلتا ،
و أطنبتَ ، وأكثرتا
و هونتَ وعظمتا ،
و أسرفتَ وأفرطتا
وقرّبتَ وبعّدتا،
و طولتَ وعرضتا
و وليتَ وأقبلتا ،
و قدمتَ وأخرتا
فدَع عقلَك في هذا،
فبِالعَقل تَبَرّعتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أخَفُّ مِن لا شيءَ في سَجدتِه،
أخَفُّ مِن لا شيءَ في سَجدتِه،
رقم القصيدة : 14775
-----------------------------------
أخَفُّ مِن لا شيءَ في سَجدتِه،
كأنهُ يلسعُ في جبهتهِ
و شيخُ سوءٍ ذاك علمي به ،
يمري على الإخوان من نكهته
و ديدبانٌ فوقَ ساباطه ،
والنّاسُ مُنغِضُونَ عن وَقفتِه
تصَدّرَ التّفّاحُ في خدّهِ،
و نورَ السوسنُ في لحيته
و قد أتانا ببراهينهِ ،
و ما نرى البرهانَ في حجته
وورِثَ الهاضومَ عن جَدّهِ،
و عن أبيهِ ، فهو في رتبته
ذاكَ دواءٌ جيدٌ نافعٌ ،
يصلحُ ما يشكوهُ من معدته
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما بالُ فروجينَ قد علقا
ما بالُ فروجينَ قد علقا
رقم القصيدة : 14776
-----------------------------------
ما بالُ فروجينَ قد علقا
تعليقَ هاروتٍ وماروتِ
عساهُما في الفَجرِ قد نَبّها
مُصطبِحاً قطُّ بتَصويتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بحَياتي يا حيَاتي،
بحَياتي يا حيَاتي،
رقم القصيدة : 14777
-----------------------------------
بحَياتي يا حيَاتي،
إشربي الكأسَ، وهاتي
قبلَ أن يفجعنا الدهـ
رُ بموتٍ وشتاتِ
لا تخونيني إذا مـ
ـتُ ، وقد ماتت نعاتي
إنما الوافي بعهدي(9/441)
مَن وفَى بعدَ وفاتي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اعاذلُ دع لومي وهاكَ وهاتِ ،
اعاذلُ دع لومي وهاكَ وهاتِ ،
رقم القصيدة : 14778
-----------------------------------
اعاذلُ دع لومي وهاكَ وهاتِ ،
هلِ العيشُ ، فاصدق ، غيرَ ذا ، بحياتي
تصدّق عَلى المِسكينِ مِنكَ بقُبلة ٍ،
فإني أراها أصدقَ الحسناتِ
بعاطيكَ خمراً من فمٍ قد شربتها ،
هي الخمرُ حقّاً لا ابنة ُ الكَرماتِ
أعاذلُ إني لا أعاجلُ توبة ً ،
ولستُ أُلاقي تَوبة ً بأناتي
و راحٍ تلقيتُ الصبوحَ بكأسها ،
و قد سارَ جيشُ الصبح في الظلماتِ
و ناديتُ يحيى ، فاستجابَ ، وطالما
كسا جسمَها من فضة ٍ حَلَقَاتِ
سُلافة ُ كرْمٍ فُجّرت، في عُروشها،
جداولُ ماءٍ من خليجِ فُراتِ
فلما تدلتْ كالثديّ وأصبحت
على القصبِ المعروشِ منبعثاتِ
أضيفتْ إلى قارية ٍ خزفية ٍ ،
مصبغة ٍ بالطين معتجراتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجهٍ
قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجهٍ
رقم القصيدة : 14779
-----------------------------------
قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجهٍ
من العاشقينَ منحوتِ
في عينِهِ مَرضَة ٌ، إذا نَظَرتْ،
قد كحلتهُ بسحرِ هاروتِ
يمجُّ إبريقهُ المزاجَ كما امـ
ـتدّ شهابٌ في غثرِ عفريتِ
عَلى عُقارٍ صفرَاءَ تَحسَبُها
شيبَت بمسكٍ في الدنّ مَفتوتِ
للماءِ فيها كتابة ٌ عجبٌ ،
كمثلِ نقشٍ في فصّ ياقوتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومُدامَة ٍ يكسو الزّجاجَ شُعاعُها،
ومُدامَة ٍ يكسو الزّجاجَ شُعاعُها،
رقم القصيدة : 14780
-----------------------------------
ومُدامَة ٍ يكسو الزّجاجَ شُعاعُها،
كالخيطِ من ذهبٍ ، إذا ما سلتِ
حُبِسَت ولم تَرَ غيرَها في دَنّها،
فتقصرت من نقشها وتخلتِ
قد حثني بكؤوسها ذو غنة ٍ ،
صامت له صومَ الملامِ وصلتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنزلتُ من ليلٍ كظلّ حصاة ِ ،
أنزلتُ من ليلٍ كظلّ حصاة ِ ،(9/442)
رقم القصيدة : 14781
-----------------------------------
أنزلتُ من ليلٍ كظلّ حصاة ِ ،
ليلاً كظلّ الرمحِ ، وهو مؤاتِ
وتُحارِبُ الانسانَ عِدّة ُ عَقلهِ،
لحوادثِ الدّهرِ الذي هوَ آتِ
ولقَد عَلِمتُ بأنّ شُربَ ثلاثة ٍ
درياقُ همٍّ مُسرعٍ بنَجاة ِ
فاشرب على قرنِ الزمانِ ، ولا تمت
أسفاً عليهِ ، دائمَ الحسراتِ
وانظُر إلى دُنْيا ربيعٍ أقبلَت
مثلَ النّساءِ، تبرّجت لزُناة ِ
و غذا تعرى الصبحُ من كافوره
نَطَقَت صُنوفُ طيُورِها بلُغاتِ
و الوردُ يضحكُ من نواظرِ نرجسٍ
فديت وآذنَ حبها بمماتِ
فتتوّجَ الزّرعُ السنيُّ بسُنبُلٍ،
غضِّ الكمَائمِ أخضرِ الشّعراتِ
و الكمأة ُ الصفراءُ بادٍ حجمها ،
فبكُلّ أرضٍ مَوسِمٌ لحيَاة ِ
فكأنّ أيديهم ، وقد بلغَ الدجى ،
يَفحَصن في المِيقاتِ عن هاماتِ
وتَظلُّ غِربانُ الفَلا، فيما ادّعت،
يأكُلنَ لحمَ الأرض مُبتدراتِ
والغيثُ يُهدي الدمعَ، كلَّ عشيّة ٍ،
لغيومِ يومٍ لم يحط بنباتِ
و ترى الرياحَ إذا مسحنَ غديره ،
صَقّلنَهُ، ونَفَينَ كلَّ قَذاة ِ
ما غنْ يزالُ عليهِ ظبيٌ كارعٌ ،
كتطلعِ الحسناءِ في المرآة ِ
و سوابحٌ يجذفنَ فيه بأرجلٍ
سكنت عليه بكثرة ِ الحركاتِ
فتخالُهُنّ كرَوضَة ٍ في لُجّة ٍ،
و كأنما يصفرنَ من قصباتِ
ويُغَرّدُ المُكّاءُ في صَحرائِهِ،
طرَباً لتَرنيحٍ مِنَ النّشَواتِ
يا صاحِ غادِ الخندريس ، فقد بدا
شِمرَاخُ صُبْحٍ لاحَ في الظلُماتِ
والرّيحُ قد باحتْ بأسرارِ النّدى ،
وتنفّسَ الرّيحانُ بالجَنّاتِ
شفعْ يد الساقي وطيبة َ مائهِ ،
في السكرِ كل عشية ٍ وغداة ِ
و معشقِ الحركاتِ يحلو ، كله
عذبٌ ، غذا ما ذيقَ في الخلواتِ
ما غن يزالُ ، غذا مشى متمنطقياً ،
بمنَاطِقٍ مِن فِضّة ٍ قَلِقاتِ
فكأنهُ مستصحباً صناجة ً ،
في حَضرة ٍ من كثرة ِ الجَلَباتِ
طالبته بمواعدٍ ، فوفى بها ،
في زورة ٍ كانت من الفلتاتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لقد غدوتُ على طمـ
و لقد غدوتُ على طمـ(9/443)
رقم القصيدة : 14782
-----------------------------------
و لقد غدوتُ على طمـ
رًّ مشرقِ الحجباتِ
طرفٌ صنعناه ، فتمّ ،
بأكملِ الصنعاتِ
نطقَت عليه كرامَة ٌ
مشهورة ُ الحسَناتِ
ويظَلُّ مُشترِكَ الضّميـ
ـرِ مخافة َ العثراتِ
وكأنّ في أخلاقِهِ،
خُلقاً مِنَ الكَرَماتِ
يرعى مساقطَ وابلٍ
بالدّيرِ والمَحَلاَتِ
زجرَ البقاعَ برعدهِ ،
فأجَبنَهُ بنَباتِ
ورعتْ بطونَ بلادهِ
لقحٌ منالبركاتِ
حتى إذا فرشَ الضيا
ءُ لأعيني فرشاتِ
ألبسنَ سمطاً من لآ
لي الوحشِ منتظماتِ
ويَكَدنَ يَخلَعنَ الجُلو
دَ لشدة ِ الروعاتِ
ولقَد أروحُ، وأغتدي
نَشوانَ ذا فتَكاتِ
وأُهينُ بالسُّحبِ المُلا
ءَ البيضَ والحبراتِ
إذ ليسَ لي عِلْمٌ مِنَ الـ
ـدّنيا بما هُوَ آتِ
ويَسِيرُ لَحظي والصّديـ
ـقَ، وليسَ ذا بَعَداتِ
و الدهرُ غرٌّ غافلٌ ،
من موتها لحياة ِ
ويَحُثُّني حَدَقُ المَها،
ولقد جَحَدنَ عِداتي
والشّيبُ أصبحَ ضاحِكاً
ملقى إلى الفتياتِ
و الشيخُ في لذاتهِ
مُستنكَرُ الحَرَكاتِ
لا يملأ الرزقُ المنى ،
فالحيُّ ذو حسراتِ
و الهرُ ، فهو كما ترى
قد لَجّ في العَشَراتِ
كم من خليلٍ فاتَني،
فعرفتُ مرّ وفاتي
وفقَدتُه، فتماسكَت
نفسي على زفراتِ
كانت به لي ضحكة ٌ ،
فبَكَيتُهِ بكَيَاتِ
وعزيمة ٍ أنضيتُها،
حزماً من العزماتِ
مثلِ الحسامِ بصيرة ً
بمواقعِ الفرصاتِ
والحِلمُ يذهبُ باطِلاً،
إلاّ لِذي سطَواتِ
يا قومِ، بل لا قومَ لي،
هبوا منَ الرقداتِ
إني أرى ريبَ الزما
نِ مُولّياً بشتَاتِ
ذُلٌّ عَلى مَلِكٍ يُجَـ
رعُ كأسهُ بقذاة ِ
لا تَرقُدوا، وجُفونُكم
مشحونَة ٌ بحُماة ِ
و الشرُّ بعدَ وقوعهِ ،
في النّاسِ، ذو وَثَبَاتِ
هبوا ، إفاقة َ حازمٍ ،
ثمّ اسكروا سكراتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما صائداتٌ ليسَ بارحاتِ،
ما صائداتٌ ليسَ بارحاتِ،
رقم القصيدة : 14783
-----------------------------------
ما صائداتٌ ليسَ بارحاتِ،
و راكباتٌ غيرُ سائراتِ(9/444)
و قد علونَ غيرَ مكرماتِ ،
منابراً، ولسنَ خاطِباتِ
و ما طعامٌ ظلّ بالفلاة ِ ،
يقربُ الموتَ منَ الحياة ِ
وبيتُ أُنسٍ صَخِبُ الأصْواتِ،
مُختلِفُ الأجناسِ واللّغاتِ
تظلُّ أسراهُ مكتفاتِ ،
وما رِماحٌ غيرُ جارِياتِ
وليسَ في الدّماءِ آلِفاتِ،
وليسَ في الطّرادِ والغاراتِ
يُخضَبنَ لا مِن عَلَقِ الكُماة ِ،
بريقِ حَتفٍ مُنجَزِ العِداة ِ
مُكتَّمٍ ليسَ بذي إفلاتِ،
ينشبُ في الصدورِ واللباتِ
قُفلُ إسارٍ عَلقُ الشّباة ِ،
على عواليها مركباتِ
أسِنّة ٌ غيرُ مُنكَّساتِ
من قصبِ الريشِ مجرداتِ
يُحْسَبنَ في القَنَاة ِ شائِلاتِ،
أذنابَ خِرفانٍ مركَّباتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا كفُّ ما حييتِ ، إذ غدوتِ
يا كفُّ ما حييتِ ، إذ غدوتِ
رقم القصيدة : 14784
-----------------------------------
يا كفُّ ما حييتِ ، إذ غدوتِ
بباشِقٍ يُعطيكِ ما ابتغيتِ
لا يتّقِيهِ هارِبٌ بفَوتِ
سهمٌ مصيبٌ كلما رميتِ
مَؤدَّبٌ يُسرِعَ إنْ دَعيتِ
لا عيبَ فيه غيرُ عشقِ الموتِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعددتُ للغاياتِ سابقاتِ
أعددتُ للغاياتِ سابقاتِ
رقم القصيدة : 14785
-----------------------------------
أعددتُ للغاياتِ سابقاتِ
مُقلَّماتٍ ومُحزَّماتِ
كرائمَ الأنسابِ مُعرِقاتِ،
وبينَ أفراخٍ مُزغَّباتِ
حتى إذا ما رُحن مُشرِكاتِ،
بإبَرِ الرّيشِ مُعَزَّزاتِ
سحَبنَ في الذكورِ، حائلاتِ،
خراطماً أودِ عن خرطباتِ
كأنها صرارُ لؤلؤاتِ ،
حتى إذا نَفَرنَ لاقِطاتِ
لاقينَ بالعشيّ ، والغداة ِ ،
حينَ يرمنَ ، الزقَّ صارعاتِ
صدًى من الآباءِ والأُمّاتِ،
ثمّ بُعِثنَ غيرَ مُبعَداتِ
من بعد ميقاتٍ إلى ميقاتِ ،
من حُلَلِ الرّيشِ محلِّقاتِ،
ثمّ تَبدّلنَ بأخرَياتِ
كخلعِ الوشي منشراتِ ،
أُرسِلنَ من بحرٍ ومن فلاة ِ
مقصصاتٍ ومرجلاتِ ،
كم رقدت من غيرِ أمهاتِ
في قلة ِ الطودِ وفي الرماة ِ ،
يحبلنَ بالأزواجِ والزوجاتِ
و بانتشارِ الحبّ والملقاتِ ،(9/445)
وتارة ً يَطرُقنَ بالرّوعاتِ
من ابن عِرسٍ عجِلِ الوَثباتِ
و هرة ٍ سريعة ِ الجرياتِ
طاغِية ٍ جائعة ِ البَناتِ،
وربّ يومٍ ظِلنَ خائفاتِ
طائرة َ القُلوبِ ضامراتِ
و القوسِ والبندقِ والرماة ِ
وإن سقَطنَ متردِّداتِ،
فمسرعاتٌ غيرُ لابثاتِ
لِبُلغَة ٍ ماسكة ِ الحياة ِ،
خوفَ خَيالاتٍ ومُزْرياتِ
فلم تَزَل كذاك دائِباتِ
طائرة َ القاوبِ ضامراتِ
حتى عرفنَ البرجَ بالآياتِ ،
تلوحُ للناظرِ من هيهاتِ
كما يلوحُ النَّجمُ للهُداة ِ
.........
العصر العباسي >> ابن المعتز >> للمكتفي دولة ٌ مباركة ٌ،
للمكتفي دولة ٌ مباركة ٌ،
رقم القصيدة : 14786
-----------------------------------
للمكتفي دولة ٌ مباركة ٌ،
عاشَ بها النّاسُ بعدَما ماتوا
يلوحُ من تحتِ تاجهِ قمرٌ،
وافى بهِ للسعودِ ميقاتُ
خليفة ٌ لا يَخِيبُ سائلُه،
سرت به الأرضُ والسمواتُ
ما ولدتْ هاشمٌ له شبهاً ،
من أين، من أينَ مثلُه، هاتوا!
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لي في التصابي واللهوِ حاجاتُ ،
لي في التصابي واللهوِ حاجاتُ ،
رقم القصيدة : 14787
-----------------------------------
لي في التصابي واللهوِ حاجاتُ ،
ليسَ لقلبي منهنّ إفلاتُ
كم توبة ٍ قد فضَضْتُ خاتمَها
عني ، وللتائبينَ رجعاتُ
فاشربْ غداة َ النيروزِ صافية ً ،
أيامها في السرورِ ساعاتُ
قد ظهرَ الجنُّ بالنهارِ لنا
منهم صُنوفٌ مُرْدٌ عَتِيّاتُ
تميلُ في رَقصِهمْ قُدودُهم،
كما تثنت في الريح سرواتُ
ورُكّبَ القُبحُ فوق حُسنهمُ،
ففي سَماجاتِهِمْ مَلاحاتُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،
ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،
رقم القصيدة : 14788
-----------------------------------
ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،ألم ترَني رُبِطتُ بشرّ أرضٍ،
فهل أنا واجدٌ منها انفلاتا
إذا ما المرءُ أصبحَ سائلوهُ ،
و قالواك كيفَ بتَّ ، وكيف باتا(9/446)
يُخلّيهِ المجاوزُ، وهو دانٍ،
ويأتيه، إذا ما اللّصُّ فاتَا
وتُمطِرُنا ليالِيها بَعوضاً
يذبُّ النومَ عنا والسباتا
وتَلقانا الذّئابُ، إذا غدَونا،
فتَفري الجَونَ وَثباً والتِفاتا
وتَسلُكُ في شوارعَ خالياتٍ،
أحلّ الله فيهنّ الشّتاتا
و حيطانٍ كشطرنجٍ صفوفٍ ،
فما تنفكُّ تضربُ شاهَ ماتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و بركة ٍ تزهو بنيلوفرٍ ،
و بركة ٍ تزهو بنيلوفرٍ ،
رقم القصيدة : 14789
-----------------------------------
و بركة ٍ تزهو بنيلوفرٍ ،
ألوانهُ بالحسنِ منعوته
نهارهُ ينظرُ منْ مقلة ٍ
شاخصة ِ الأجفانِ مبهوته
كأنّما كلُّ قضيبٍ لهُ
يحملُ في أعلاهُ ياقوته
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كذا تبغي المحامدَ والمعالي ،
كذا تبغي المحامدَ والمعالي ،
رقم القصيدة : 14790
-----------------------------------
كذا تبغي المحامدَ والمعالي ،
ألستَ تَراهمُ تُرباً صموتَا
أبا حسَنٍ قَراكَ الله حُسناً،
يعزُّ على المكارمِ أن تموتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دهرُ كم من جموعٍ
يا دهرُ كم من جموعٍ
رقم القصيدة : 14791
-----------------------------------
يا دهرُ كم من جموعٍ
صَيّرتَهُمْ أشتَاتَا
و ماتَ أيضاً عليٌّ ،
و جاورَ الأمواتا
هَيهاتَ أن يَلِدَ الدّهْـ
ـرُ مثله هيهاتا
ما أحسنَ الصّدقَ إلاّ
في قولنا عنهُ هاتا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ظلمتَ ، إذا طالبتَ شيئاً ، وقد فاتا ،
ظلمتَ ، إذا طالبتَ شيئاً ، وقد فاتا ،
رقم القصيدة : 14792
-----------------------------------
ظلمتَ ، إذا طالبتَ شيئاً ، وقد فاتا ،
تُقابِلُ شيباً بالخِضابِ، وهيهاتَا
وقالوا: امرُؤ قد شابَ وابيضّ رأسُه،
ولا بدّ يوماً أن يقولوا: امرؤ ماتَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سارَ الرفيقُ لقصدهِ وتلبثا ،
سارَ الرفيقُ لقصدهِ وتلبثا ،
رقم القصيدة : 14793
-----------------------------------
سارَ الرفيقُ لقصدهِ وتلبثا ،(9/447)
و شكان فما عذرَ الرفيقَ ، ولا رثى
ورأى الطّلولَ تُطيقُ دَفعاً للأسَى ،
و قضتْ عليه أن ينوحَ ويمكثا
لم يبقَ فيها غيرُ نُؤيٍ خاملٍ،
ومُسحَّجٍ رثِّ القِلادَة ِ أشعثا
عفى وغيرها زمانٌ غادرٌ ،
مُتقلّبٌ في شَرطِهِ أن ينكُثا
من بعدِ عهدكَ أن ترى في ربعها
رشأً كحيلَ المقلتينِ مرقشا
يرنو بناظرة ٍ تُذيبُ بلحظِها
مُهَجَ النّفوسِ تقتّلاً وتأنّثا
أيامَ يلقي الزهرُ في لذاتهِ
وسناً، وتبعثُني الحوادثُ مَبعَثَا
أوما عجبتَ لصاحبٍ ، لي شرهُ ،
لا يتّقي أن يَستَشيرَ ويَبحثا
أعيا التقاة َ ، فما تلينُ قناتهُ ،
وعَصَت أفاعيهِ الرُّقاة َ النُّفَّثا
ذهبَ القديمُ من المودة ِ خالصاً ،
و استبدلَ الإخوانُ وداً محدثا
يعلو عليّ ، إذا وصلتُ حبالهُ ،
فإذا قطعتُ الحبلَ منه تشبثا
إن يَحمِلِ الأخبارَ ينقُلْ نفسَه،
حتى يَظَلّ بسرّها متحدّثا
متهكمٌ بالسرّ ليسَ بعقلهِ
رتقٌ ، إذا غفلَ الرجالُ تنكثا
عريانُ من حللِ الجلالة ِ والتقى ،
لم يحوِ من كرمِ الخلائفِ مورثا
في مزحهِ جدٌّ يهيجُ لسمهِ
داءُ الصدورِ عليه حتى ينفثا
هل كانَ إلاّ بعضَ ميلِ كتائبٍ
أعيا عليّ تقصفاً وتشعثا
وجَبَت عليه كسرة ٌ، أو رميَة ٌ
أنفي بها عني الأقلّ الأخبثا
ورجَعتَ مُنتحِلَ الكِتابَة ِ لا تُرَى
في اللّيلِ إلاّ ماضياً متعبِّثا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا فتنة ً ما كنتُ منتظراً لها ،
أيا فتنة ً ما كنتُ منتظراً لها ،
رقم القصيدة : 14794
-----------------------------------
أيا فتنة ً ما كنتُ منتظراً لها ،
أما لقتيلِ الهجرِ بالوصلِ من بعثِ
طلائعُ شَوقي لا يَقَرُّ قَرارُها،
و مولايَ قاسٍ لا يرقُّ ولا يرثي
هلكتُ لأنْ دامَت عليّ يمينُه،
فيا ربّ أدركني ووفقه للحنثِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و فتية ٍ لا يخوضُ الشكُّ أنفسهم ،
و فتية ٍ لا يخوضُ الشكُّ أنفسهم ،
رقم القصيدة : 14795
-----------------------------------(9/448)
و فتية ٍ لا يخوضُ الشكُّ أنفسهم ،
مؤيدينَ لعزمٍ غيرِ منكوثِ
لما طفا النجمُ في بحرِ الدجى وصلوا
حبلَ السرى بذميلٍ غيرِ تلبيثِ
حتّى إذا هزَمَ الإصباحُ ليلَهمُ،
بعَسكرٍ من جنودِ النّورِ مَبثُوثِ
و صفقَ الديكُ من وجدٍ ومن أسفٍ ،
على الظلامِ ، وناداهم بتغويثِ
تميلُ مِن سكَراتِ النّومِ قامتُه،
كمثلِ ماشٍ على دفًّ بتحثيثِ
وفَضّ خاتَمَه عن رأسِ مُدّخَرٍ
من الدنانِ قديمِ العهدِ موروثِ
تحيي زجاجته هذا وتقتلُ ذا ،
فالنّاسُ ما بينَ مَقتولٍ ومَبعوثِ
أسترزقُ الله عطفَ الحبّ من رشإٍ
يشوبُ تذكيرَ عينيهِ بتأنيثِ
وقد بدا الحبُّ في دَمعي وفي نَظَري،
فلا تسل غيرَ ما بي من أحاديثِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا يكن للكأسِ في
لا يكن للكأسِ في
رقم القصيدة : 14796
-----------------------------------
لا يكن للكأسِ في
كفكَ يومَ الغيم لبثُ
أوما تعلمُ أنّ الـ
ـغَيم ساقٍ مستَحَثُّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قل لذاتِ اللحظة ِ المخنثه ،
قل لذاتِ اللحظة ِ المخنثه ،
رقم القصيدة : 14797
-----------------------------------
قل لذاتِ اللحظة ِ المخنثه ،
ولَئِنْ أمسَت بلَوني عَبِثَه
إنّما ماليَ ما أُنفِقُه،
والذي أترُكُهُ للوَرثه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه،
ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه،
رقم القصيدة : 14798
-----------------------------------
ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه،
ووجدٍ أطارَ النّومَ بالليلِ لاعِجُه
و داءٍ ثوى بينَ الجوانحِ والحشا ،
فهيهاتَ مِن إبرائهِ ما يُوالجُه
ألا إنّ دونَ الصبرِ ذكرَ مفارقٍ ،
سقى اللهُ أياماً تجلتْ هوادجهُ
غزالٌ صفا ماءُ الشبابِ بخده ،
فضاقتْ عليه سوره ودمالجه
ومنتصرٍ بالغُصنِ والحُسنِ والنّقا،
و صدغٍ أديرتْ فوقَ وردٍ صوالجه
تحكمَ فيه البينُ ، والدهرُ ينقضي ،
فللّهِ رَأيٌ ما أضلّت مناهجُه
و آخرُ حظي منه توديعُ ساعة ٍ ،(9/449)
وقد مزَجَ الإصباحَ باللّيلِ مازجُه
وغرّد حادي الرّكبِ وانشقّتِ العصا،
و صاحت بأخبار الفراق شواحجه
فكم دمعة ٍ تعصي الجفونَ غزيرة ٍ ،
و كم نفسٍ كالجمرِ تدمى مخارجه
وآخِرُ آثارِ المحبّة ِ ما ترى ،
طلولٌ ، وربعٌ قد تغير ناهجه
أضرّ به صوبٌ من المزنِ وابلٌ ،
و كشفُ رياحٍ ذاريارتٍ دوارجه
ألا إنّ بعدَ النّأي قُرباً وأوبَة ً،
وتحتَ غطاءِ الحُزنُ والهمّ فارجُه
ويومِ هجيرٍ لا يُجيرُ كِناسُه،
من الحرّ ، وحشيَّ المها ، وهو والجه
يَظلُّ سَرابُ البِيدِ فيهِ، كأنّهُ
حواشي رداءٍ نفضته نواسجه
نضيتُ له وجهي وعزماً مؤيداً ،
أرواحُه حِيناً، وحيناً أوالجُه
كأنّي عَلى حَقبا تَقدّمُ قارِحاً
كمثلِ شهابٍ طارَ في الجوّ مارجه
يُسوِّقُ أسنَاها لواقحَ قُربه،
فألقينَ حملاً أعجلته نواتجه
رمينَ على أفخاذِهِنّ أجِنّة ً،
كما أزلقتْ ولدانَ نسرٍ جآدجه
ويَرفعن نَقعاً كالمُلاءِ مُهَلْهَلاً،
تموجُ على ظهرِ البلادِ موائجه
ويا رُبّ مَطروقٍ قَمرْتُ غَيورَه،
و طاوعتُ فيه حبَّ نفسٍ أعالجه
فريدين لا نلقى بعلمٍ ، كأننا
نجيانِ من مكرٍ خفيًّ سوائجه
إلى أن تولّى النّجمُ وانخرقَ الدّجى
كأنّ ضِياءَ الفجْرِ بالأفقِ باعِجُه
وأُبتُ، وبي من ودّها مُضمَراتُه،
و داخله سرٌّ ، وللناسِ خارجه
ويا رُبَّ يومٍ قد سبقتُ صباحَه
بموكبِ فتيانٍ تسيلُ همالجه
و إبريقُ شربٍ قد أجبتُ دعاتهُ ،
كأنّ مُديرَ الرّاحِ في الكأسِ دارجُه
ويَنقضُّ بالأرواحِ روحُ مُدامَة ٍ،
يكونُ بأفواهِ الندامى معارجه
و قد عشتُ حتى ما لدى وجهِ منية ٍ
يعودُ إليها من فُؤاديَ عالجُه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بخيلٌ قد شقيتُ بهِ ،
بخيلٌ قد شقيتُ بهِ ،
رقم القصيدة : 14799
-----------------------------------
بخيلٌ قد شقيتُ بهِ ،
يكدُّ الوعدَ باللججِ
على بستانِ خديهِ ،
زرافين من السيجِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> الطريق المظلم المهجور
الطريق المظلم المهجور(9/450)
رقم القصيدة : 148
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تخوفني مشاوير الطريق المظلم المهجور
واليامني ذكرتك قلت طولي يامشاويري
عزاي انك رجاي العذب لو كل الدروب عثور
وصلت اوماوصلت اعرفك ما انته منتظر غيري
حبيبي ..وكل الله لاتحسب إني بليد شعور
لو انت المستحيل الصعب .. ماابدي لك معاذيري
احبك ..رغم تجريح الليال لقلبي المقهور
اشوف الجرح يكبر وانت تكبر وسط تفكيري
احبك .. لو يموت الحب وتصير القلوب قبور
احبك كلمة لو حرموها .. حل تفكيري
احبك من هنا حتى طلوع الفجر ..حد النور
صحيح انك قدر محتوم بس اجمل مقاديري
بعذر اللي يحبك لو يصير الشاعر المشهور
لأنك تنهمر حلو القصيده في تعابيري
احد ربي يحطك له حبيب ..ومايجيه غرور ؟
وانا مهما بغيت استوعبك ياقل تقديري
هلا بك من قدمك ... لغرتك لي شعرك المنثور
هلا في كل شيٍ فيك وانت اغلي مساييري
أثر صدق الغلا يجبر حطام الخاطر المكسور
وانا مهما منحتك من غلاي اشعر بتقصيري
ولو طالت مشاوير الطريق المظلم المهجور
انا لامن ذكرتك قلت..احبك يامشاويري
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تُتبِعِ النفسَ شيئاً فاتَ مَطلبُه،
لا تُتبِعِ النفسَ شيئاً فاتَ مَطلبُه،
رقم القصيدة : 14800
-----------------------------------
لا تُتبِعِ النفسَ شيئاً فاتَ مَطلبُه،
وَاشرَب ثلاثاً تَجِد من همّه فَرَجا
وسائلٍ لي عن العُذّالِ، قلتُ لهُ:
نجا فؤادي، ولا تَسأله كيفَ نجا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تقولُ لي، والدّموعُ وَاكِفَة ٌ،
تقولُ لي، والدّموعُ وَاكِفَة ٌ،
رقم القصيدة : 14801
-----------------------------------
تقولُ لي، والدّموعُ وَاكِفَة ٌ،
في خدها بالدماءِ تمتزجُ
حتى متى نلتقي على حذرٍ ؟
أما لنا من عذابنا فرجُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وَمُحَرَّقٍ طاقَينِ من سَبَجٍ،
وَمُحَرَّقٍ طاقَينِ من سَبَجٍ،
رقم القصيدة : 14802
-----------------------------------(9/451)
وَمُحَرَّقٍ طاقَينِ من سَبَجٍ،
في عاجِ وجهٍ لاحَ كالسرجِ
أجسامُنا بالسّقْمِ قدْ فَنِيَتْ،
فَسلُوا محاسِنَه عنِ المُهَجِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَفَعْتُ يدي أستوهِبُ الله صِحّة ً،
رَفَعْتُ يدي أستوهِبُ الله صِحّة ً،
رقم القصيدة : 14803
-----------------------------------
رَفَعْتُ يدي أستوهِبُ الله صِحّة ً،
لخيرِ إمامٍ سالِكٍ في التّقَى نَهجا
فقُلتُ، وقد طالتْ من الهمّ ليْلَتي،
وَإشفاقُ نَفسي في الأمَانيّ قد لَجّا:
تغافلْ لنا يا دهرُ عن نفسِ أحمدٍ ،
فما بعدَهُ للمُلكِ حِصْنٌ، وَلا مَلجا
ألا ربّ يومٍ قد سراهُ مجاهدٌ ،
فأغرى مطايا الفرشِ واستمهدَ السرجا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عجوزٌ تصابَى ، وهيَ بِكرٌ بزَعمِها،
عجوزٌ تصابَى ، وهيَ بِكرٌ بزَعمِها،
رقم القصيدة : 14804
-----------------------------------
عجوزٌ تصابَى ، وهيَ بِكرٌ بزَعمِها،
وَمُذ ألفِ عامٍ قد وَجى خدَّها الواجي
ترى مشيها تحتَ القناعِ كأنهُ
ضَفائِرُ لِيفٍ في هَديّة ِ حُجّاجِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و عروسٍ زفتْ على بطنِ كفًّ ،
و عروسٍ زفتْ على بطنِ كفًّ ،
رقم القصيدة : 14805
-----------------------------------
و عروسٍ زفتْ على بطنِ كفًّ ،
في قميصٍ منقشٍ بزجاجِ
فهي بعدَ المِزاج تَورِيدُ خدٍّ،
وهيَ مِثلُ الياقوتِ قَبلَ المِزاجِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
رقم القصيدة : 14806
-----------------------------------
حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
و سجالُ يومَ نأوا بكتمٍ ساجي
هلْ غَيرُ إمْساكٍ بأطْرافِ المُنى ،
فيها لطالِبِ خَلّة ٍ، أوْ راجي
أو وقفة ٍ في محضرٍ جرت به
عصفُ الرياحِ الهوجِ ذيلَ عجاجِ
حملت كواهلها روايا مزنة ٍ ،
كالبَحر ذي الآذيّ وَالأمْواجِ
مفتوقة ٍ بالبرقِ يضحكُ أفقها ،
في ليلة ٍ بَيضاءَ ذاتِ دَياجي(9/452)
فَتَحَلَّلَتْ عُقَدُ السّماءِ بوابلٍ
زاهي المهاءِ محللِ الأبراجِ
فلذاكَ أبلى الدهرُ منزلة َ الحمى ،
والدّهرُ ذو غِيَرٍ، ودو إزعاجِ
بلْ مهمة ٌ عافي المناهلِ قائمٌ ،
قطّعْتُه بمُواعسٍ معّاجِ
حنمٌ على الفلواتِ يطوي بعدها
بالنّصّ، والإرْمالِ، والإدلاجِ
مُمتَدُّ أُنْبُوبِ الجِرانِ كأنّهُ،
من تحتِ هَامَتِهِ، نَحِيتة ُ ساجِ
وإذا بَدا تحْتَ الرّحالِ حَسِبتَه
مُتَسَرْبِلاً ثَوباً منَ الدّيبَاجِ
صدقَ السرى ، حتى تعرف واضحٌ
كالقرنِ في خللِ الظلامِ الداجي
في ليلة ٍ أكلَ المحاقُ هِلالَها،
حتى تبدّى مثلَ وَقفِ العَاجِ
والصّبحُ يتلو المُشتري، فكأنّهُ
عريانُ يمشي في الدجى بسراجِ
حتى استغاثَ مع الشروقِ بمنهلٍ ،
فيه دواحٍ من قطا أفواجِ
وكأنّ رَحلي فوْقَ أحقَبَ لاحِبٍ،
لفحَ الهجيرُ بمشعلٍ أجاجِ
أكلَ الربيعَ ، ولم يدعْ من مائهِ ،
إلاّ بقية َ آسنٍ وأجاجِ
كالبرقِ يلتمُّ البلادَ مجاهراً ،
بالشدّ بينَ مفاوزٍ وفجاجِ
فَتَرَى السّماءَ إذا غَدَتْ مملوءَة ً
من نقعهِ ، والأرضَ ذاتَ شحاجِ
و كانّ إذْ ما رجعتْ نهقاته
وصهيله درجاً منَ الأدراجِ
و كأنّ آثارَ الكلومِ بكفهِ ،
حلقُ الحديدِ سمرنَ فوقَ رتاجِ
يحدو لواقحَ لا تملُّ طرادها ،
في كوكبٍ من قيظهِ وَهّاجِ
يوردنَ عيناً قد تفجرَ ماؤها ،
زوراءَ صافية ً كذوبِ زجاجِ
حتى إذا أخذَت جوانبَ غَمرِها،
و كرعنَ في خضراء ذاتِ فجاجِ
قامت بمسّ السهمِ تمسحُ ريشهُ ،
لَبّاتُها، وَمَنابِضُ الأودَاجِ
فتحتْ على طرفِ الهلال بأنفسٍ
أنصافُها صِرْفٌ بغَيرِ مِزَاجِ
وإذا المَنِية ُ أخّرَتْ أيّامَها،
فالحيُّ من كيدِ العداوة ِ ناجِ
وبدَت تطيرُ بأرجُلٍ مَمْقُورَة ٍ
بالرعبِ ، تنتهبُ البلادَ نواجِ
شداً يصيحُ الصخرُ من قرعاتهِ ،
يسمُ البلادَ بحافرٍ رواجِ
يا مَنْ يَدُسُّ ليَ العَداوَة َ صَنعة ً،
أسرَيتَ لي، فاصْبر على الإدلاجِ
فتَحَ العِدى بابَ المَكيدَة ِ وَالأذى ،(9/453)
فاعجب بهم ، واللهُ منهم ناجِ
أنا كالمنيّة ِ سُقمُها قُدَّامَها،
طَوراً، وطَوراً تبتدي، فتُفاجي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّهُ لمّا غدا،
كأنّهُ لمّا غدا،
رقم القصيدة : 14807
-----------------------------------
كأنّهُ لمّا غدا،
والصّبحُ لم يَنبلِجِ
قائدُ جيشٍ جحفلٍ،
سارَ لقبض المهجِ
فجسمهُ من فضة ٍ ،
ودِرعُه من سَبَجِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ذاتِ نايٍ مشرقٍ وجهها ،
و ذاتِ نايٍ مشرقٍ وجهها ،
رقم القصيدة : 14808
-----------------------------------
و ذاتِ نايٍ مشرقٍ وجهها ،
معشوقة ِ الألحاظِ والغنجِ
كأنما تلثمُ طفلاً لها
زَنَت به من وَلدِ الزِّنجِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وسوداءَ ذاتِ دلالٍ غَنِج،
وسوداءَ ذاتِ دلالٍ غَنِج،
رقم القصيدة : 14809
-----------------------------------
وسوداءَ ذاتِ دلالٍ غَنِج،
لها في الفُؤادِ هَوًى يَعتلِج
إذا أنتَ أبصرتها في النسا ،
تَرى لُعبة ً خُرِطَت من سبَج
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّ البِرْكَة َ الغَنّاءَ لمّا
كأنّ البِرْكَة َ الغَنّاءَ لمّا
رقم القصيدة : 14810
-----------------------------------
كأنّ البِرْكَة َ الغَنّاءَ لمّا
غَدَت بالماءِ مُفعَمة ً تمُوجُ
وقد لاحَ الدُّجى مرآة َ قَينٍ،
قد انصقلت ومقبضها الخليجُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا فاسْقِياني قَهْوَة ً ذَهَبِيّة ً،
ألا فاسْقِياني قَهْوَة ً ذَهَبِيّة ً،
رقم القصيدة : 14811
-----------------------------------
ألا فاسْقِياني قَهْوَة ً ذَهَبِيّة ً،
فقد ألبسَ الآفاقَ جنحُ الدُّجى دَعَج
كأنّ الثّريّا، والظّلامُ يَحُفُّهَا،
فُصوصُ لُجَينٍ قد أحاطَ به سبَج
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّ الثّريّا هَوْدَجٌ فوْقَ ناقة ٍ،
كأنّ الثّريّا هَوْدَجٌ فوْقَ ناقة ٍ،
رقم القصيدة : 14812
-----------------------------------
كأنّ الثّريّا هَوْدَجٌ فوْقَ ناقة ٍ،(9/454)
يحُثُّ بها حادٍ إلى الغَربِ مُزْعَجُ
و قدْ لمعت حتى كأنّ بريقها
قواريرُ فيها زئبقٌ يترجرجُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمن دارٌ، ورَبْعٌ قد تعفّى
لمن دارٌ، ورَبْعٌ قد تعفّى
رقم القصيدة : 14813
-----------------------------------
لمن دارٌ، ورَبْعٌ قد تعفّى
بنهرِ الكرخِ مهجورُ النواحي
إذا ما القطرُ حلاهُ تلاقتْ
على اطلاله هوجُ الرياحِ
محاهُ كلُّ هطالٍ ملحًّ ،
بوبلٍ مثلِ أفواهِ اللقاحِ
فباتَ بليلِ باكية ٍ ثكولٍ،
ضريرَ النجمِ ، متهمَ الصباحِ
وأسفرَ بعدَ ذلكَ عن سماءٍ،
كأنّ نجومها حدقُ الملاحِ
سقَى أرضاً تَحِلُّ بها سُلَيمى ،
و لا سقى العواذلَ واللواحي
مُهفهَفَة ٌ لها نَظَرٌ مَريضٌ،
و أحشاءٌ تضيعُ من الوشاحِ
وفِتيانٍ كهمّكَ من أُناسٍ،
خِفافٍ في الهُدُوّ وفي الرّواحِ
بَعثتهمُ على سفَرٍ مَهيبٍ،
فما ضربوا عليهم بالقداحِ
ولكن قَرّبوا قُلُصاً حِثاثاً،
عواصِفَ، قد حُنينَ مِنَ المِراحِ
و كلُّ مروعِ الحركاتِ ناجٍ ،
بأربعة ٍ تَطيرُ بهِ نِصاحِ
كأنا عندَ نهضتهِ رفعنا
خِباءً فوقَ أطرافِ الرّماحِ
وقادوا كلَّ سَلهَبَة ٍ سَبوحٍ،
كأنّ أديمها شرقٌ براحِ
تخلِّفُ في وجوهِ الأرْض رَسماً،
كأُفحوصِ القَطا أو كالأداحي
فكابَدْنا السُّرى ، حتى رأينا
غرابَ الليلِ مقصوصَ الجناحِ
وقد لاحَتْ لساريها الثّريّا،
كأنّ نجومها نورُ الأقاحِ
وأعداءٍ دلَفتُ لهم بجَمْعٍ
سريعِ الخطوِ في يومِ الصّياحِ
و كنا معشراً خلقوا كراماً ،
نرى بذلَ النفوس من السماحِ
دعونا ظالمينَ ، فما ثكلنا ،
وجِئنا، فاقترَعنا بالصّفاحِ
وغاديناهُمُ بالخَيل شُعثاً،
نثيرُ النقعَ بالبلدِ المراح
و بيضٍ تأكلُ الأعمارَ أكلاً ،
و تسقي الجانبينِ من الجماحِ
وفُرسانٍ يَرونَ القتلَ غُنماً،
فما لهمُ لدَيه من بَراحِ
رأونا آخذينَ بكلِّ فجٍّ،
بمُشعَلَة ٍ تَوقَّدُ بالرّماحِ
فعادوا بالغرارة ِ أسلَمَتهُم
جرائرُهم إلى الحَين المُتاحِ
قرينا بغيهم طعناً وجيعاً ،(9/455)
وضرباً مثلَ أفواهِ اللقاحِ
نهني الرحلَ بالخيل المذاكي ،
وعُزّابَ الفرائسِ بالنّكاحِ
وى خى النارَ والنيرانَ موتى
مُشهَّرَة ٌ، تُبشِّرُ بالنّجَاحِ
ولا أخشَى ، إذا أعطيتُ جُهدي،
و أحذرُ أن أكونَ من اشحاحِ
وأفرَدَني من الإخوانِ عِلمي
بهم ، فبقيتُ مهجورَ النواحي
عمرتُ منازلي منهم زماناً ،
فما أدنى الفسادَ من الصلاحِ
إذا ما قلّ مالي قلّ مدحي ،
وإن أثرَيتُ عادوا في امتداحي
و كم ذمَ لهم في جنبِ مدحٍ ،
وجِدٍّ بينَ أثناءِ المُزاحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وآثارِ وَصلٍ في هَوَاكِ حَفِظْتُها،
وآثارِ وَصلٍ في هَوَاكِ حَفِظْتُها،
رقم القصيدة : 14814
-----------------------------------
وآثارِ وَصلٍ في هَوَاكِ حَفِظْتُها،
تَحِيّاتِ رَيحَانٍ وَعَضّاتِ تُفّاحِ
وكتبٍ لطافٍ تُرْبُها المسكُ أُدرِجَت
على وصفِ أحزانٍ وتعذيبِ أرواحِ
يُخَلنَ تَعاوِيذاً بجَنبي، كأنّني
أُمَسُّ بخَبْلٍ في مسَايَ وَإصْباحي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما زِلتُ أطمَعُ حتّى قد تَبَيّنَ لي
ما زِلتُ أطمَعُ حتّى قد تَبَيّنَ لي
رقم القصيدة : 14815
-----------------------------------
ما زِلتُ أطمَعُ حتّى قد تَبَيّنَ لي
جدٌّ من الخلفِ في ميعادِ مزاحِ
ليلي ، كما شئتَ ، ليلٌ لا انقضاءَ له ،
بَخلتَ حتّى عَلى ليلي بإصْباح
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا شرّ ! هل للوعدِ من نجحِ ،
يا شرّ ! هل للوعدِ من نجحِ ،
رقم القصيدة : 14816
-----------------------------------
يا شرّ ! هل للوعدِ من نجحِ ،
أم للذّنوبِ لدَيكِ من صَفْحِ
ليستْ لها كبدٌ ترقُّ به ،
شهدت بذاك لطافة ُ الكشحِ
هامت ركائبنا إليكِ ، فما
يَخبِطنَ أهلَ النّارِ والنَّبْحِ
فكأنّ أيديهنّ لازمة ٌ ،
يَفحَصْنَ ليلَتَهُنّ عن صُبْحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذُعِرْتُ بقُمرِيٍّ أغَنّ يَنوحُ،
ذُعِرْتُ بقُمرِيٍّ أغَنّ يَنوحُ،
رقم القصيدة : 14817(9/456)
-----------------------------------
ذُعِرْتُ بقُمرِيٍّ أغَنّ يَنوحُ،
عشية َ رحنا والدموعُ سفوحُ
تفجعَ نحوي صوته ،
بدَمعي، وأنضَاءُ المَطيّ جُنوحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا،
عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا،
رقم القصيدة : 14818
-----------------------------------
عَرَفَ الدّارَ، فحيّا وَناحَا،
بعدما كان صحا واستراحا
ظَلّ يَلحاهُ العذولُ ويَأبَى
في عنانِ العذلِ إلاّ جماحا
علموني كيفَ أسلو ، وإلاّ ،
فخذوا عنْ مقلتيّ الملاحا
من رأى برقاً يضيءُ التماحا ،
ثَقَبَ اللّيلَ سَناه، فَلاحا
فكأنّ البرقَ مصحفُ قارٍ ،
فانْطِباقاً مَرّة ً، وانْفِتَاحا
في ركامٍ ضاقَ بالماءِ ذرعاً ،
حيثما مالت به الريحُ ساحا
لم يزلْ يلمعُ بالليلِ حتى
خلته نبه فيهِ صباحا
وكأنّ الرّعدَ فَحْلُ لِقاحٍ،
كلّما يُعجِبُه البرقُ صاحَا
لم يدع أرضاً من المحلِ إلاّ
جادَ، أو مَدّ عليها جَناحَا
و سقى أطلالَ هندٍ ، فأضحت
يَمْرَحُ القطرُ عَليها مِراحا
ديماً في كلّ يومٍ ووبلاً ،
واغتباقاً للنّدى ، واصطِباحَا
كلُّ مَن ينأى من الناسِ عنها،
فهوَ يرتاحُ إليها ارتياحا
لا أرى مثلكِ ما عشتُ داراً ،
ربوة ً مخضرة ً ، أو بطاحا
لوْ حَلَلنا وسطَ جنّة ِ عَدْنٍ،
لاقترحناكَ عليها اقتراحا
و إذا ما ذرتِ الشمسُ فيها ،
فتحت أعينَ روضٍ ملاحا
في ثرًى كالمِسكِ شِيبَ براحٍ،
كلّما أنبَتَهُ القطرُ لاحا
جُمِعَ الحقُّ لنا في إمامٍ،
قتلَ البخلَ ، وأحيا السماحا
ألِفَ الهيجاءَ طِفلاً وكَهْلاً،
تحسبُ السيفَ عليهِ وشاحا
و لهُ من رأيهِ عزماتٌ ،
وصلَ الله ضِمْنَهُنّ نَجَاحَا
يجعَلُ الجيشَ إذا صارَ ذَيْلاً،
جُرْأة ً فيه، وبَأساً صُرَاحَا
فرجُ الأعداءِ بالسلمِ منه ،
و هو في السلمِ يعدُّ السلاحا
فَرّقَتْ أيدِيهمُ المالَ كُرْهاً،
ولقَد كانوا عليها شِحاحا
خاطَ أفواههمْ ، وقديماً
مَزّقُوهَا ضَحِكاً ومُزَاحَا(9/457)
وَوَعَوا شُكري إليه، وكانوا
مَلأوا دُورَ المُلوكِ نُباحا
أيقنوا منه بحربٍ عوانٍ ،
ورجالٍ يَخْضِبونَ الرّمَاحَا
و بخيلٍ تأكلُ الأرض شداً ،
مُلجَماتٍ يَبتدِرْنَ الصّياحا
قاصِداتٍ كلَّ شرْقٍ وغربٍ،
ناطِقاتٍ بالصّهِيلِ فِصَاحَا
حَمَلَتْ أُسداً من الناس غُلباً،
و كباشاً لا تملُّ النطاحا
إن أغبْ عنك ، فما غابَ شكرٌ ،
دعوة ً جاهِدة ٌ وامتداحا
يا أمينَ اللهِ أيدتَ ملكاً ،
كانَ من قبلكَ نهباً مباحا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و أبقيتِ مني فتى مدنفاً ،
و أبقيتِ مني فتى مدنفاً ،
رقم القصيدة : 14819
-----------------------------------
و أبقيتِ مني فتى مدنفاً ،
لدمعتهِ أبداً سافحُ
يعاني الطبيب إلى نفسهِ ،
و قالَ لمن عاد : يا صالحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تركتُ أخلاءً كثيراً ذممتهمْ ،
تركتُ أخلاءً كثيراً ذممتهمْ ،
رقم القصيدة : 14820
-----------------------------------
تركتُ أخلاءً كثيراً ذممتهمْ ،
و لكن خليلي لا أذمّ ابنَ صالحِ
شققتُ له صدري من السرّ إنه
خِزانَة ُ سرٍّ أعجَزَت كلَّ فاتحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد شَدّ مُلكَ بني هاشمٍ،
لقد شَدّ مُلكَ بني هاشمٍ،
رقم القصيدة : 14821
-----------------------------------
لقد شَدّ مُلكَ بني هاشمٍ،
وَأبْدَلَهُ بالفَسادِ الصّلاحَا
إمامٌ أعادَ الهُدَى عَدلُهُ،
ولاقَى به المُرتَجون نَجاحَا
تحورُ على الدهرِ أحكامه ،
ويأخذُ ما شاءَ منه اقتراحا
وَرَدّ عَلِيّاً إلى قُربِهِ،
كما ردّ بازٍ إليه جناحا
و ما زالَ يسهرُ من جده ،
ويُتبعُه الحزْمَ، حتى استراحا
و يعفو ، ويصفحُ عن معشرٍ ،
ويَخضِبُ من آخَرِين السّلاحا
ويجْعلُ هَامَاتِ أعْدائِهِ،
قلانِسَ يُلْبِسُهُنّ الرّمَاحا
وكاللّيثِ شَدّ عَلى قِرْنِهِ،
وكالغَيثِ جادَ، وكالبَدرِ لاحا
فردّ على الملكِ أسلابهُ ،
وألبسَه تاجَه والوِشَاحَا
و أحسنَ في البذل والامتناعِ ،(9/458)
وراشَ قِداحاً وعَزّ اقتِداحَا
وكمْ جاوزَ الحقَّ في مُشرَفٍ،
فعُدّ شحيحاً، وبارى الرّياحا
و قدْ طالَ شوقي إلى وجههِ ،
وضَاقَ بِسرّيَ صَبري، فباحا
وإنّي لمُنْتَظِرٌ رأيَهُ،
كما انتظرَ العاشقون الصّباحا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إياكَ من ناسٍ وأمثالهِ ،
إياكَ من ناسٍ وأمثالهِ ،
رقم القصيدة : 14822
-----------------------------------
إياكَ من ناسٍ وأمثالهِ ،
فالعيشُ مع أمثالهِ يقبحُ
إذا تَغَنّى رافعاً صَوْتَه،
حَسِبْتَه سِنّورَة ً تُذْبَحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شربتها ، والديكُ لم ينتبه ،
شربتها ، والديكُ لم ينتبه ،
رقم القصيدة : 14823
-----------------------------------
شربتها ، والديكُ لم ينتبه ،
سكرانُ من نَوْمَتِهِ طافِحُ
و لاحتِ الشعرى وجوزاؤها ،
كمثلِ زجًّ جره رامحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عُودوا إلى الإصْباحِ،
عُودوا إلى الإصْباحِ،
رقم القصيدة : 14824
-----------------------------------
عُودوا إلى الإصْباحِ،
لا ماءَ إلاّ براحِ
واعدوا إلى السكرِ عدواً،
بالحَثّ بالأقْداحِ
ثم اسكتوا عن سوى الاسـ
تحسانِ والأفراحِ
فإنّ خَيرَ هُدَاهَا
الأسْماءُ للأرواحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لبِسنا إلى الخمّارِ، والنجمُ غائرُ،
لبِسنا إلى الخمّارِ، والنجمُ غائرُ،
رقم القصيدة : 14825
-----------------------------------
لبِسنا إلى الخمّارِ، والنجمُ غائرُ،
غلالة َ ليلٍ طرزتْ بصباحِ
وظَلّتْ تُديرُ الرّاحَ أيدي جآذرٍ،
عتاقِ دنانيرِ الوجوه ملاحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طافَتْ عَلينا بماءِ المُزْنِ والرّاحِ
طافَتْ عَلينا بماءِ المُزْنِ والرّاحِ
رقم القصيدة : 14826
-----------------------------------
طافَتْ عَلينا بماءِ المُزْنِ والرّاحِ
معشوقة ٌ مَزَجت راحاً بأرواحِ
مخلوقة بنعيمٍ كلها بدعٌ ،
كأنّ وجنتها باقاتُ تفاحِ(9/459)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خليليّ اتزكا قولَ النصوحِ ،
خليليّ اتزكا قولَ النصوحِ ،
رقم القصيدة : 14827
-----------------------------------
خليليّ اتزكا قولَ النصوحِ ،
وقُوما، فامزُجا راحاً بروحِ
فقد نشرَ الصباحُ رداءَ نورٍ ،
وهبّتْ بالنّدى أنفاسُ ريحِ
و حانَ ركوعُ أبريقٍ لكاسٍ ،
ونادى الدّيكُ حيَّ على الصَّبوح
وحنّ النّايُ من طرَبٍ وشوْقٍ،
إلى وتَرٍ يُجاوِبُه فَصيحِ
هل الدنيا سوى هذا وهذا ،
و ساقٍ لا يخالفنا مليحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ليلة ٍ أحييتها بالراحِ ،
و ليلة ٍ أحييتها بالراحِ ،
رقم القصيدة : 14828
-----------------------------------
و ليلة ٍ أحييتها بالراحِ ،
مُحسِنة ٍ مُسيئة ِ الصّباحِ
أهنتُ فيها سَخَطَ اللواحي،
أكابرُ الأصواتَ بالأقداحِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عناني صوتُ مسمعة ٍ وراحٍ ،
عناني صوتُ مسمعة ٍ وراحٍ ،
رقم القصيدة : 14829
-----------------------------------
عناني صوتُ مسمعة ٍ وراحٍ ،
فباكِرْني، إذا بَزَغَ الصّباحُ
و معشوقِ الشمائلِ عسكريًّ ،
له قَتلى ، وليْسَ لَهُ جِراحُ
كأنّ الكأسَ في يدهِ عروسٌ ،
لها من لؤلؤٍ رطبٍ وشاحُ
و قائلة ٍ : كتى يفنى هواهُ ؟
فقلت لهَا: إذا فَنِيَ المِلاحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> راحَ مَطوِيَّ الحشَا،
راحَ مَطوِيَّ الحشَا،
رقم القصيدة : 14830
-----------------------------------
راحَ مَطوِيَّ الحشَا،
غرَّ حياً قد فرحْ
مُغْمَداً في ليلَة ٍ
لا ترى فيها صبحْ
يسمُ الأرضَ لهُ
حَافِرٌ مِثلَ القدَح
تُنفَضُ الخيلُ به،
و غذا عاصت سفح
و تراهُ كلما
عرفتْ منهُ طفحْ
ليس يدري موْعدي،
أيَّ دارٍ قدْ فتحْ
لكَ منهُ صارمٌ،
كلّما خِفْتُ نصَحْ
و لها سهمٌ ، إذا
قرحَ الصرحَ قدح
و سنانٌ كلما
هُزّ في الرّوعِ ذبَحْ
فَتراهُ كُلّما
هَزّ نابَينِ كَلَحْ
ضاحكاً من الأسى ،
باكِياً مِنَ الفَرح(9/460)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد اغتدى في نفسِ الصباحِ ،
قد اغتدى في نفسِ الصباحِ ،
رقم القصيدة : 14831
-----------------------------------
قد اغتدى في نفسِ الصباحِ ،
يقومُ للصَّيدِ أخَا ارْتِياحِ
معلقَ الألحاظِ بالوشاحِ ،
يرْكُضُ في الهَواءِ بالجَناحِ
كركضِ طرفِ السبقِ في المراحِ ،
ذي جلجلٍ كالفرضِ في الصفاح
يستنُّ في الغدرانِ والضحضاحِ
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و جنودٍ رميتهمْ بحريقٍ
و جنودٍ رميتهمْ بحريقٍ
رقم القصيدة : 14832
-----------------------------------
و جنودٍ رميتهمْ بحريقٍ
يتلظّى ، إذا أحَسّ برِيحِ
قَرّتِ العَينُ، إذ رَأتهم سُقوطاً،
كيَسارٍ من الصّنيعِ المَليحِ
طالما قد حموا عليَّ دياري ،
ونَفَوني عن طِيبِ ريحِ السطوح
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأني حينَ ترتحلُ المطايا ،
كأني حينَ ترتحلُ المطايا ،
رقم القصيدة : 14833
-----------------------------------
كأني حينَ ترتحلُ المطايا ،
على فيحاءَ ناشرة ٍ جناحا
لبحرٍ تقصرُ الألحاظُ عنهُ ،
بعيد الماءِ يَبلِعُ الرّواحا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و موقرة ٍ بثقلِ الماءِ جاءت
و موقرة ٍ بثقلِ الماءِ جاءت
رقم القصيدة : 14834
-----------------------------------
و موقرة ٍ بثقلِ الماءِ جاءت
تَهادَى فوقَ أعناقِ الرّياحِ
فجاءتْ ليلها سحاً ووبلاً ،
وهَطْلاً مثلَ أفواهِ الجِراحِ
كأنّ سماءها لما تجلت
خِلالَ نجومِها عندَ الصَّباحِ
رياضُ بنفسجٍ خضلٍ نداهُ ،
تفتحَ بينه نورُ الأقاحي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بأبي ما يَجُنُّ مِنكَ الضّريحُ،
بأبي ما يَجُنُّ مِنكَ الضّريحُ،
رقم القصيدة : 14835
-----------------------------------
بأبي ما يَجُنُّ مِنكَ الضّريحُ،
طِبتَ ذِكراً وطابَ جِسْمٌ وَرِيحُ
كنتَ ما كنتَ لي فمتَّ برغمي ،
ليتني متُّ أنا ، وأنتَ صحيحُ
هَجَرتُ قبرَه، فقامَت مَواثيـ(9/461)
ـقُ العلى والنُّهى عليهِ تَنوحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،
لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،
رقم القصيدة : 14836
-----------------------------------
لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،
وهاجت لك الشوقَ الحُمولُ الرّوائحُ
حلَلنا الحِمى حتى انمحَت نَبهة ُ النّدى ،
و سارت بأخبارِ المصيف البوارحُ
رمَتني بلحظٍ فعلُه الموتُ، واصلٍ
إلى النّفسِ لا تنأى عليه المطارحُ
كلحظة ِ بازٍ صائدٍ، قبلَ كفّهِ،
بمقلتهِ ، والطيرُ عنه بوارحُ
لنا وَفْرَة ٌ ما وفّرَتها دماؤنا،
ولا ذَعَرَتها في الصّباحِ الصّوابِحُ
تقسّمهنّ الحربُ إلاّ بَقِيّة ً،
تردُّ علينا حينَ تُخشَى الجوائحُ
إذا غَدرت ألبانُها بضيوفنا،
وَفَتْ للقِرى جيرانُها والصّفايحُ
و قيدها بالنصلِ خرقٌ ، كأنه
إذ جدّ ، لولا ما جنى السيفُ ، مازحُ
كأنَّ أكفّ القومِ، في جَنَباتِه،
قطاً لم ينفرهُ عنِ الماءِ سارحُ
و قدمَ للأضيافِ فوهاءَ لم تزل
تُجاهِرُ غَيظاً كلّما راحَ رائحُ
كأنّ بناتِ الغَلْيِ في حَجَراتِها
إذا ما انجلتْ أفلاءُ خيلٍ روائحُ
وكم حضرَ الهيْجاءَ في ناصحِ الشّظا
تكامل في أسنانه ، فهو قارحُ
له عُنُقٌ يغتالُ طولَ عِنانِه،
و صدرٌ ، إذا أعطيته الجريَ ، سابحُ
إذا مالَ في أعطافِهِ قلتَ شاربٌ
عناهُ بتصريفِ المدامة ِ صابحْ
أبى الموتُ أن تُخشى شُرَيرَة ُ حلَّه،
لعلّ الّذي تَخشَى شُرَيرَة ُ صالح
فإن متُّ، فانعيني إلى المجدِ والتّقى ،
و لا تسكبي دمعاً ، إذا قام نائحُ
وقولي: هوَى عرشُ المكارِمِ والعُلى ،
و عطلَ ميزانٌ منَ العلم راجحُ
فما يخلقُ الثوبَ الجديدَ ابتذاله ،
كما يخلقُ المرءَ العيونَ اللوامح
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حِلية ُ الشَّيبِ في عِذاري تلوحُ،
حِلية ُ الشَّيبِ في عِذاري تلوحُ،
رقم القصيدة : 14837
-----------------------------------
حِلية ُ الشَّيبِ في عِذاري تلوحُ،(9/462)
وفُؤادي في الغَيّ بعدُ جَمُوحُ
قَبُحَت شِيَة ُ المَشيبِ كما أ
نّ الخِضَابَ الكُميتَ أيضاً قبيحُ
ذا شبابٌ ملفقٌ ليسَ يخفى ،
و مضى ذلكَ الشبابُ الصحيحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فتنتْ قلبكَ العيونُ الملاحُ ،
فتنتْ قلبكَ العيونُ الملاحُ ،
رقم القصيدة : 14838
-----------------------------------
فتنتْ قلبكَ العيونُ الملاحُ ،
واغتِباقٌ بقَهوَة ٍ واصْطِباحُ
و قدودٌ كأنهنّ غصونٌ ،
و خدودٌ كأنها التفاحُ
أنتَ في الأربعينَ مثلكَ في العشـ
ـرينَ، قلْ لي متى يكونُ الفَلاحُ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بانَ الشّبابُ، وفيه اللّهوُ والفَرَحُ،
بانَ الشّبابُ، وفيه اللّهوُ والفَرَحُ،
رقم القصيدة : 14839
-----------------------------------
بانَ الشّبابُ، وفيه اللّهوُ والفَرَحُ،
وَأقبلَ الشَّيبُ فيه الهمُّ والتّرَحُ
فعدِّ ذِكرَ الصِّبَا واهجُر لَذاذتَه،
و اسوءتا من بياضٍ فوقه قدحُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مُدخِلَ الصُّلعِ حمّاماً يَزيدُهمُ
يا مُدخِلَ الصُّلعِ حمّاماً يَزيدُهمُ
رقم القصيدة : 14840
-----------------------------------
يا مُدخِلَ الصُّلعِ حمّاماً يَزيدُهمُ
بطولِ مكثهم في جوفهِ وسخا
حتى إذا عرقوا من حرهِ شرعوا ،
و كلهم بخلوفٍ منه قد لطخا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تخالهم أسوارَ جيشٍ أبلخا ،
تخالهم أسوارَ جيشٍ أبلخا ،
رقم القصيدة : 14841
-----------------------------------
تخالهم أسوارَ جيشٍ أبلخا ،
أو معهم جودٌ يزينُ وسخا
تمّت بهِم حالٌ لهم مثلُ الرّخا،
أخافَ طيرَ أرضِه وَدَوّخا
يُعجِلُها في مائِها إن رسخا،
حكّم فيه مِنسراً مُضَمَّخَا
ومِخْلَباً بدمِها مُلَطَّخَا،
عوائذاً من خطفهِ وصرخا
كأنّهُ لمّا قطَعنا فَرسخَا،
مصحفُ وراقٍ أدقّ نسخا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طارَ نومي ، وعاودَ القلبَ عيدُ ،
طارَ نومي ، وعاودَ القلبَ عيدُ ،
رقم القصيدة : 14842(9/463)
-----------------------------------
طارَ نومي ، وعاودَ القلبَ عيدُ ،
و ابى لي الرقادَ حزنٌ شديدُ
جَلَّ ما بي، وقلّ صبري، ففي قلـ
ـبي جراحٌ، وحَشوُ جَفني السُّهودُ
سَهَرٌ يَفتُقُ الجُفونَ، ونيرا
نٌ تلَظّى ، قلبي لهُنّ وَقودُ
لامَني صاحبي، وقلبي عَمِيدُ،
أينَ مما يريده ما أريدُ
شَيّبَتني، وما يُشَيّبُني السّـ
نُّ ، همومٌ تترى ، ودهرٌ مريدُ
فتَراني مِثلَ الصّحيفَة ِ قد أخْـ
ـلصها عندَ صقلها ترديدُ
أينَ إخوانيَ الألى كنتُ أصفيـ
ـهم ودادى ، وكلهم لي ودودُ
شرّدَتْهُمْ كفُّ الحوادثِ والأيّـ
ـامُ مِنْ بَعدِ جمعِهم تَشريدُ
فلقد أصبحوا ، وأصبحتُ منهم
كَلِحاءٍ استُلّ منه العُودُ
هل لدُنْيا قد أقبلَت نحوَنا دهـ
ـراً فصدّت، ليسَ منّا صُدودُ
من معادٌ أم لا معادَ لدينا ،
فاسلُ عنها فكلُّ شيءٍ يبيدُ
ربّما طافَ بالمُدامِ علينا
عسكريٌ كغصنِ بانٍ يميدُ
أكرعُ الكرعة َ الروية َ في الكأ
سِ، وطَرفي بطرفِهِ مَعقودُ
أيها السائلي عن الحسبِ الأطـ
ـيبِ ما فَوقَه لخَلقٍ مَزيدُ
نحنُ آلُ الرسولِ ، والعترة ُ الحـ
ـقُّ وأهْلُ القُربى ، فماذا تريدُ
و لنا ما أضاءَ صبحٌ عليه ،
وأتَتْهُ آياتُ ليلٍ سُودُ
وملَكنا رِقَّ الإمامَة ِ مِيرا
ثاً ، فمن ذا عنا بفخرٍ يحيدُ
و أبونا حامي النبيّ ، وقدْ أد
برَ من تعلمونَ ، وهو يذودُ
ذاكَ يومَ استطارَ بالجمع رَدعٌ
في حنينٍ ، وللوطيسِ وقودُ
كان فيهم منا المكاتمُ إيما
ناً، وفرعونُ غافلٌ والجُنودُ
رُسُلُ القومِ حينَ لَدّوا جميعاً،
غيرَه، كيفَ فُضّلَ المَلدودُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
رقم القصيدة : 14843
-----------------------------------
سرى ليلة ً حتى أضاءَ عمودها ،
و اية ُ سوقٍ شوقها لا يعودها
و سارَ مسيرَ الشمسِ لم تبقَ بلدة ٌ
منَ الأرضِ إلا نحو أخرى يريدها
و شيعهُ قلبٌ جريٌ جنانهُ ،(9/464)
و نفسٌ كأنّ الحادثاتِ عبيدها
خليليّ ! هذي دارُ شرة َ ، فاسألا
مغَانِيَهَا، لو كان ذاك يُعيدُها
خلت وعفت إلاّ أثافٍ كأنها
عوائدُ ذي سقمٍ بطيءٌ قعودها
و حربٍ لو انّ الله يرمي بجمرها
شماريخَ رضوى زلزلتها جنودها
يُسعّرُها أبطالُها بصوارِمٍ،
ويَفلِقُ بيضاتِ الحديدِ حديدُها
ومصقولة ِ الأطرافِ حمرٍ كُعوبُها،
سريعٍ إلى نَفس الكَميّ وُرودُها
شَهِدتُ، فأوطأتُ الخُيولَ كأنّها
مُفلَّقَة ُ الهاماتِ، حمرٌ جُلودُها
بعسكر أبطالٍ تَبِيتُ كُماتُه،
وإن نزَحت عنه، قليلاً هُجُودُها
وليلٍ يَودُّ المُصطَلونَ بنارِهِ،
لو انهمُ حتى الصباحِ وقودها
يُقِيمُ بِبِيضِ المَشرَفيّاتِ والقَنَا
وِراثَة َ مَجدٍ قد حَمَتْها جُدُودُها
إذا لبسوا من ذا الحديدِ غلائلاً ،
وهَزّوا رِماحَ الخَطّ حمراً عُقودُها
هناكَ تُلاقي الصَّبرَ ضَنكاً طريقُهُ،
و جندَ المنايا شارعاتٍ بنودها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> راحَ فِراقٌ، أو غَدا،
راحَ فِراقٌ، أو غَدا،
رقم القصيدة : 14844
-----------------------------------
راحَ فِراقٌ، أو غَدا،
لستُ بِباقٍ أبَدا
كم لك مِن أحِبّة ٍ
ماتُوا فصارُوا بَدَدا
لا تُخدَعَنْ، فإنّما
كوالدٍ مَن وُلِدا
من سارَ كلَّ ساعة ٍ
أوشِكْ بهِ أن يَرِدا
يا باغيَ الشرّ لنا!
أُردُد عنِ الظّلمِ يدَا
لئنْ غلبنا عددا ،
لقد غَلَبنا عُدَدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وقد أُلاقي بأسَ العُداة ِ عَلى
وقد أُلاقي بأسَ العُداة ِ عَلى
رقم القصيدة : 14845
-----------------------------------
وقد أُلاقي بأسَ العُداة ِ عَلى
طِرفٍ بقُضْبٍ كالنّارِ تتّقِدُ
أو عاسلٍ كالشجاع هاجَ لي النفـ
سَ ، ودرعٍ كأنها الزبدُ
و نبعة ٍ لا يفوتُ هاربها ،
وقارحٍ بعدَ شِدّة ٍ يَعِدُ
تحثه نفسهُ إذا حثتِ الخيـ
ـلُ ، وطارت رجلٌ به ويدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَلّ سَقامي عُوّدُهْ،
مَلّ سَقامي عُوّدُهْ،
رقم القصيدة : 14846(9/465)
-----------------------------------
مَلّ سَقامي عُوّدُهْ،
و خانَ دمعي مسعدهْ
و ضاعَ من ليلي غده ،
طُوبَى لعينٍ تَجِدُه
غلتْ منَ الدهرِ يده ،
قتالة ٌ من تلده
يَفنَى ، فيبقى أبدُه،
و الموتُ ضارٍ أسده
يا مَنْ عَناني حُسّدُه،
يُقِيمُهُ، ويُقْعِدُه
فإنهُ في حلقهِ
طَعمُ شَجاً يُرَدّدُه
سهرتُ ليلاً أرقُدُه،
حظُّ الحسودِ كمده
قالوا: قليلاً عدَدُه،
من غشّ قلّ ولده
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
رقم القصيدة : 14847
-----------------------------------
لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
وَهَلكْتُ إن صَحّ التظنّنُ أو قدِ
ما زلتُ أرعى كلَّ نجمٍ غايرٍ ،
و كأنّ جنبي فوقَ جمرٍ موقدِ
و رنا إليّ الفرقدانِ كما رنتْ
زرقاءُ تنظرُ من نقابٍ أسودِ
والنّسرُ قد بسطَ الجَناحَ مُحوِّماً،
حتى القيامة ِ طالباً لم يَصْطَد
و ترى الثريا في السماءِ كأنها
بَيضٌ بأُدْحِيٍّ يَلوحُ بفَدفَدِ
سلَقَتهمُ زَفَراتُ قلبٍ مُحرَقٍ،
و سجالُ دمعٍ بالدماءِ موردِ
ما أسرعَ التفريقَ إن عزموا غداً ،
لا شكّ أنّ غداً قريبُ الموْعدِ
وجَرَتْ لنا سنحاً جآذرُ رَملة ٍ،
تَتلُو المَها، كاللؤلؤ المتَبدِّد
قد أطلعت إبرَ القرونِ كأنها
أخذُ المَرَاودِ من سَحيقِ الإثمدِ
رَخَصَاتُ أطرافٍ تظَلُّ لوَاعِباً،
لا تهتدي طوراً ، وطوراً تهتدي
أشباهُ آنِسَة ِ الحديثِ خَريدة ٍ،
كالشمس لاقَتها نجومُ الأسعُدِ
كم قد خلوتُ بها، وثالثُنا التّقى ،
يَحمي على العطشانِ بَردَ المَورِدِ
يا آلَ عبّاسٍ لعاً من عَثرة ٍ،
لا تركُنُنّ إلى الغُواة ِ الحُسّدِ
إياكمُ من بعدها إياكمُ ،
كونُوا لها كأراقمٍ في مَرصَدِ
وخُذُوا نَصَائِحَ حارِمٍ متعصّبٍ
بالشَّيبِ، مجتمِعِ النُّهَى ، متأسِّدِ
كالطودِ يعدي حلمة َ سفهاؤه ،
لا يَنطِقون سوَى الجواب، ويَبتدي
شُدّوا أكفَّكمُ على مِيراثِكم،
فَالحقُّ أعطاكُم خِلافة َ أحْمدِ(9/466)
و متى يرمها الرائمونَ فبادروا
هاماتهم حصداً بكلّ مهندِ
قُودوا لهُم قُودَ الجيادِ شَواذباً،
لا يهتدونَ إلى الطريقِ الأبعدِ
من كلّ أحوَى ، أو بهيمٍ مُصْمَتٍ،
ومشمِّرٍ عن كُلّ ساقٍ، أوْ يَدِ
طوراً مجاهرة ً ، وطوراً غيلة ً ،
كم قاتلٍ بغِرارِ كيدٍ مُغْمَدِ
هذا هو النصحُ ، وربما
مَحضَ النّصِيحة َ صاحبٌ لم يَجهَدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اشكو إلى اللهِ أنّ الدمعَ قد نفدا ،
اشكو إلى اللهِ أنّ الدمعَ قد نفدا ،
رقم القصيدة : 14848
-----------------------------------
اشكو إلى اللهِ أنّ الدمعَ قد نفدا ،
وأنّني هالكٌ من حبّكم كَمَدا
و أنّ عينيَ ، في ليلٍ ، مسهدة ٌ ،
فلستُ أرقدُ فيهِ مثلَ مَن رَقَدا
قالوا: الفِراقُ غداً لا شكّ، قلتُ لهم:
بل موتُ نفسيَ من قبلِ الفراقِ غدا
إنّي إذاً لَصَبورٌ، إن بقِيتُ، وقَد
قالوا: الرّحيلَ، وإنْ لمْ يرْحلوا أبداً
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أرُدُّ الطَّرْفَ مِن حَذَري عليْهِ،
أرُدُّ الطَّرْفَ مِن حَذَري عليْهِ،
رقم القصيدة : 14849
-----------------------------------
أرُدُّ الطَّرْفَ مِن حَذَري عليْهِ،
وَأمنَحُهُ التّجنّبَ، والصّدُودا
و أرصدُ غفلة َ الرقباءِ عنهُ ،
لتسرقَ مقلتي نظراً جديدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا صاحِبيّ عَصِيتُ ذا فَنَدِ،
يا صاحِبيّ عَصِيتُ ذا فَنَدِ،
رقم القصيدة : 14850
-----------------------------------
يا صاحِبيّ عَصِيتُ ذا فَنَدِ،
و أطعتُ كأسَ مدامتي بيدي
و لقيتُ عياراً ، فجرحني ،
وقعت خناجره على كبدي
و اللهِ ما أدري أواحدة ً
صليتُ أم ثنتينِ في العددِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ماتَ وِصَالٌ، وعاشَ صَدُّ،
ماتَ وِصَالٌ، وعاشَ صَدُّ،
رقم القصيدة : 14851
-----------------------------------
ماتَ وِصَالٌ، وعاشَ صَدُّ،
وذلّ مولى ، وعزّ عبدُ
يا أحسنَ العالمينَ وجهاً ،
ما لكَ من أن تُحِبّ بُدّ(9/467)
ما العيشُ إلاّ كأسٌ وساقٍ،
وكلُّ ما بعدَ ذَينِ فَقدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّ فُؤادي في مخالِيبِ طائِرٍ،
كأنّ فُؤادي في مخالِيبِ طائِرٍ،
رقم القصيدة : 14852
-----------------------------------
كأنّ فُؤادي في مخالِيبِ طائِرٍ،
غدا صُبحَ يوْمٍ ثم باتَ على فَقدِ
إذا ما أرادَ الصيدَ جلى لنهضة ٍ ،
وهَزّ جَناحَيه كحاشِيَتي بُردِ
فضَمّ مخالِيباً عليه كأنّها
شصوصُ حبالٍ قد جمعنَ إلى عقد
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و غزلانِ إنسٍ قد طرقتُ بسدفة ٍ ،
و غزلانِ إنسٍ قد طرقتُ بسدفة ٍ ،
رقم القصيدة : 14853
-----------------------------------
و غزلانِ إنسٍ قد طرقتُ بسدفة ٍ ،
فلم تكتحلْ أجفانهم برقادِ
يَقُلنَ لنا: يا ليتَ ذا الليلَ سَرمَداً
علينا ، ولا نخشى عيونَ أعادِ
فؤاديَ مشغوفٌ، وسيفيَ صارمٌ،
فهذا لإبعادي، وذا لسُعادِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أعلقُ قلبي بالأحاديثِ بعدكمْ ،
أعلقُ قلبي بالأحاديثِ بعدكمْ ،
رقم القصيدة : 14854
-----------------------------------
أعلقُ قلبي بالأحاديثِ بعدكمْ ،
و أصرفُ لحظي عن محدثه عمدا
وأسألُهُ ردَّ الأحاديثِ عَلّهُ
سؤالٌ ، وأخفي دمعة ً تفضحُ الوجدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا نسيمَ الرياحِ من بلدي ،
يا نسيمَ الرياحِ من بلدي ،
رقم القصيدة : 14855
-----------------------------------
يا نسيمَ الرياحِ من بلدي ،
إنْ لم تفرجْ همي ، فلا تردِ
أبيتُ ، والشوقُ في الفراش معي ،
يكحلُ عيني بمرود السهدِ
معترفاً بالشّوقِ مُكتئِباً،
أشكُو إلى الله لا إلى أحَدِ
صباً يرى آخرَ الحياة ِ ، ولا
يطمعُ في راحة ٍة لا خلدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أخطأتَ يا دهرُ في تَفَرّقِنا،
أخطأتَ يا دهرُ في تَفَرّقِنا،
رقم القصيدة : 14856
-----------------------------------
أخطأتَ يا دهرُ في تَفَرّقِنا،
ويحك تب بعدها ، ولا تعدِ
يا شرُّ باللهِ أخري أجلي ،(9/468)
لا تَقتُلِيني بالهمّ والكَمَدِ
ما لي أرى الليلَ لا صباحَ له ،
ما الهجرُ إلاّ ليلٌ بغيرِ غدِ
يا جامعَ الهجرِ والفراقِ ألا
تجمَعُ بينَ الفُؤادِ والجسَدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومن حَسرَة ِ الدّنْيا هوَاكَ لِبَاخِلٍ
ومن حَسرَة ِ الدّنْيا هوَاكَ لِبَاخِلٍ
رقم القصيدة : 14857
-----------------------------------
ومن حَسرَة ِ الدّنْيا هوَاكَ لِبَاخِلٍ
بعيدٍ منَ العتبى ضنينٍ بموعدِ
يَجيءُ مَجيءَ الفَيء، كلَّ عشيّة ٍ،
وَيَرْجِعُ لا يُعطي بقولٍ ولا يَدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ليتَ يَوْمي بِنهرِ فَرّوخَ عادا،
ليتَ يَوْمي بِنهرِ فَرّوخَ عادا،
رقم القصيدة : 14858
-----------------------------------
ليتَ يَوْمي بِنهرِ فَرّوخَ عادا،
فلقَد طابَ لي، وسَرّ، وزَادا
عفتِ الحادثاتُ عنه ، وأعطتـ
ـنا صُنُوفُ اللّذّاتِ فيهِ القِيادا
و عدونا على الجيادِ ، وما حو
بيتِ الخيلُ إذ تسمى جيادا
مُعطياتٍ رؤوسَهُنّ، إذا شِئْـ
ـنَ، وُقوفاً تَخالُها أوْتادا
وإذا حثها الركابُ ، أو السو
طُ أطارتْ أرواحها الأجسادا
ونخالُ الحَصَى ، إذا ما عَدَت، نحـ
ـلاً أُطِيرَت من تحتها أو جَرَادا
مرحاتٍ يحملنَ فتيانَ لهوِ ،
لا يُطيعُونَ، في الهوَى ، فَنّادا
حَذقوا لَذّة َ الحياة ِ، وأغرَى
جودهم دهرهم فصارَ جوادا
قل لشرًّ : باللهِ يا همّ نفسي
زوديني ، قبل الحوادثِ ، زادا
قد شكا الوَعدُ منكِ حَبساً طويلاً،
فاحللي عنه، يا شُرَير، الصّفَادا
أنتِ لا تُحسِنينَ وَعدَكِ هَذا،
كلُّ من شاءَ أخلفَ المِيعَادا
ليسَ كلُّ العشاقِ صباً ، ولكن
ذا حسامٌ يقطعُ الأكبادا
رُبّ يَوْمٍ أحْيَيْتُهُ بزَفِيرٍ،
وهُمومٍ تَكوي الحَشا والفُؤادا
باتَ طَرفي يُشيّعُ النجمَ فيهِ،
كلّما خِلتُهُ يَسِيرُ تَمادَى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما أقصرَ الليلَ على الراقدِ ،
ما أقصرَ الليلَ على الراقدِ ،
رقم القصيدة : 14859(9/469)
-----------------------------------
ما أقصرَ الليلَ على الراقدِ ،
و أهونَ السقمَ على العائدِ
يَفديكَ ما أبقيتَ من مُهجَتي،
لستُ لما أوليتَ بالجاحِدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا ترَى يا صاحِ ما حَلّ بي،
ألا ترَى يا صاحِ ما حَلّ بي،
رقم القصيدة : 14860
-----------------------------------
ألا ترَى يا صاحِ ما حَلّ بي،
من ظالمٍ في حُكمِهِ مُعْتَدِ
يقولُ للقلبِ ، غذا ما خلا :
يا قلبِ قمْ ، واطلبْ ، ولا تقعدِ
كم من فسوقٍ في كلامٍ له ،
و غمزة ٍ مكتومة ٍ باليدِ
و لحظة ٍ أسرعَ من تهمة ٍ ،
تخيبُ من يسألُ ، أو يبتدي
يا موسمَ العشاقِ قلْ لي متى
تَخلُو مِنَ الغَائِرِ والمُنجِدِ
يا مُقمراً في الشَّعرِ الأسودِ،
و ضاحكاً ، أو حلتَ عن موعدي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> جعلتُ عقلي لشَهوتي عبْدا،
جعلتُ عقلي لشَهوتي عبْدا،
رقم القصيدة : 14861
-----------------------------------
جعلتُ عقلي لشَهوتي عبْدا،
وصارَ غيّي عندَ الهوَى رُشْدا
وصادَني شادِنٌ كَلِفتُ بهِ،
فدتهُ نفسي ، ومثله يفدى
حينَ درَى ما الهوَى ، وأحسَنتِ الألـ
ـحاظُ منه الوَعيدَ والوَعدا
غدرتُ شوقي إليه حينَ بدا ،
ولُمْتُ حبّي إليه، إذ صَدّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا تلقَ إلا بليلٍ من تواصلهُ ،
لا تلقَ إلا بليلٍ من تواصلهُ ،
رقم القصيدة : 14862
-----------------------------------
لا تلقَ إلا بليلٍ من تواصلهُ ،
فَالشَّمْسُ نَمَّامَة ٌ، وَاللَّيْلُ قَوّادُ
كم عاشقٍ وظلامُ الليلِ يسترهُ ،
لاَقَى أَحِبَّتَه، وَالنَّاسُ رُقَّادُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بأبي هل ملأتَ عيناً بشيءٍ،
بأبي هل ملأتَ عيناً بشيءٍ،
رقم القصيدة : 14863
-----------------------------------
بأبي هل ملأتَ عيناً بشيءٍ،
هو أسلاكَ، يا حبيبيَ، بَعدي
طعمُ كأسي مُرٌّ، إذا لم تَزُرْني،
وهو يحلُو، إذا رأيتُك عندِي(9/470)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و مستنصرٍ يزهى بخضرة ِ شاربٍ ،
و مستنصرٍ يزهى بخضرة ِ شاربٍ ،
رقم القصيدة : 14864
-----------------------------------
و مستنصرٍ يزهى بخضرة ِ شاربٍ ،
و فترة ِ أجفانٍ ، وخدًّ موردِ
كأنّ عِذَارَيْهِ عَلى قَمَرٍ عَلى
قضيبٍ عَلى دعصٍ رطيبِ الثرى نَدي
تبَسّمَ، إذ مازحْتُه، فكأنّهُ
يُكشِّفُ عن دُرٍّ حجابَ زُمُرُّدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَنْ يَجودُ بمَوْعِدٍ من حَظّهِ،
يا مَنْ يَجودُ بمَوْعِدٍ من حَظّهِ،
رقم القصيدة : 14865
-----------------------------------
يا مَنْ يَجودُ بمَوْعِدٍ من حَظّهِ،
وَيصُدُّ، حينَ أقول: أين الموْعدُ؟
ويَظَلُّ صَبّاغُ الحياءِ بخَدّهِ،
تعباً ، يعصفرُ تارة ً ويوردُ
ماذا يضركَ لو رثيتَ لعاشقٍ ،
قَلِقٍ يقومُ به هَواكَ ويَقعُدُ
تجدُ العيونُ رقادها ، ورقاده ،
حتى الصّباحِ، مَسرّة ٌ لا تُوجدُ
وله، إذا ما قصّرَ الليلُ الكرَى ،
ليلٌ طويلُ العُمرِ ليسَ لهُ يدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كيفَ أمسيتَ من الهجرِ ، فإني
كيفَ أمسيتَ من الهجرِ ، فإني
رقم القصيدة : 14866
-----------------------------------
كيفَ أمسيتَ من الهجرِ ، فإني
منكَ قد أمسيتُ في جهدٍ جهيدِ
عُدْ إلى الوَصْلِ، فإنّي عَائِدٌ،
قد بدا لي قد بدا لي في الصّعودِ
أهلكت ديني بدورٌ طالعاتٌ
في دُجَى الشَّعرِ، وَوَردٌ في خُدودِ
و ارتواءٌ من مدامٍ في شفاهٍ ،
و اعتناقٌ لغصونٍ من قدودِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد حمَى غُصْن النَّقا أُسُدُهْ،
قد حمَى غُصْن النَّقا أُسُدُهْ،
رقم القصيدة : 14867
-----------------------------------
قد حمَى غُصْن النَّقا أُسُدُهْ،
ريقُه عذبٌ، ومَن يرِدُهْ
مَشْرَبٌ طابَتْ مشارعُهُ،
جامِداً في خمرَة ٍ بَرَدُهْ
هو سقمي حينَ أفقده ،
وشِفاءُ السّقمِ لو أجِدُهْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شَفاني الخيالُ، بِلا حَمدِه،(9/471)
شَفاني الخيالُ، بِلا حَمدِه،
رقم القصيدة : 14868
-----------------------------------
شَفاني الخيالُ، بِلا حَمدِه،
وَأبدَلَني الوصلَ مِن صَدّه
و كم نومة ٍ ليَ قوادة ٍ ،
أتتْ بالحبيبِ على بعده
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَضَيْتَ، فَكمْ دمعة ٍ لي عليـ
مَضَيْتَ، فَكمْ دمعة ٍ لي عليـ
رقم القصيدة : 14869
-----------------------------------
مَضَيْتَ، فَكمْ دمعة ٍ لي عليـ
ـكَ تجري ، وكم نفسٍ يصعدُ
وجِئتَ، فحُبّيَ ذاكَ الّذي
عَهِدتَ، كما هو لا ينفَدُ
فهل لك في أن تعيدَ الوصا
لَ ، فالعودُ أحمدُ ، يا أحمدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و فاحمٌ مالَ على الخدَّ ،
و فاحمٌ مالَ على الخدَّ ،
رقم القصيدة : 14870
-----------------------------------
و فاحمٌ مالَ على الخدَّ ،
مثلَ العناقيدِ على الوردِ
وصَولجانُ الصُّدغِ مستمكنٌ
للضّربِ من تفّاحة ِ الخَدّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا حياتي طوبى لمن يردك ،
أيا حياتي طوبى لمن يردك ،
رقم القصيدة : 14871
-----------------------------------
أيا حياتي طوبى لمن يردك ،
حَماك عنّي العِدا فما أجِدُك
قَدُّكِ غُصْنٌ لا شكّ فيه، كما
وجهك شمسٌ نهارها جسدك
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أينَ عنكَ الشّمسُ، يا ليلَ الصّدودِ،
أينَ عنكَ الشّمسُ، يا ليلَ الصّدودِ،
رقم القصيدة : 14872
-----------------------------------
أينَ عنكَ الشّمسُ، يا ليلَ الصّدودِ،
عنديَ الصبرُ ، فقل : هل من مزيدِ
ويحَ مَن يَهْوَى ، فقد عَذّبَهُ الـ
ـلهُ في الدنيا بتبعيدٍ شديدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا أيّها الرّاكِبُ المُستعجِلُ الغَادي،
يا أيّها الرّاكِبُ المُستعجِلُ الغَادي،
رقم القصيدة : 14873
-----------------------------------
يا أيّها الرّاكِبُ المُستعجِلُ الغَادي،
إقرَ السلامَ على يعقوبَ بالوادي
وقُل لهُ الحَقْه قد خلّفتَه دَنِفاً،
يمجُّ آخرَ عهدٍ بينَ عوادِ(9/472)
يا حبذا الدهرُ ، إذ نسقى مسرته
صِرفاً، ونَمزُجُ إنجازاً بمِيعَادِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لم تبلغنيَ السعادة َ ، بعدُ ،
لم تبلغنيَ السعادة َ ، بعدُ ،
رقم القصيدة : 14874
-----------------------------------
لم تبلغنيَ السعادة َ ، بعدُ ،
قبلة ٌ ، إنما وصاليَ وعدُ
مخلفٌ يخطفُ القلوبَ بطرفٍ
عازمٍ، ما لَه من الغَدرِ بُدُّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنا بينَ الهوَى وبينَ التّجنّي
أنا بينَ الهوَى وبينَ التّجنّي
رقم القصيدة : 14875
-----------------------------------
أنا بينَ الهوَى وبينَ التّجنّي
في شَقاءٍ، وفي عذابٍ شديدِ
لستُ أدعو عَلى عدوّيَ إلاّ
بفراقٍ ، من بعدِ ذا ، وصدود
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ليتَ شِعري! أفي المنامِ أرى ذا؛
ليتَ شِعري! أفي المنامِ أرى ذا؛
رقم القصيدة : 14876
-----------------------------------
ليتَ شِعري! أفي المنامِ أرى ذا؛
قَمَرٌ زَارَني على غَيرِ وَعدِ
صارَ تربُ الصراة ِ مسكاً ، وكافو
راً حَصاها، وماؤها ماءَ وردِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رأيْتُهُ يَتَمشّى مُتعَباً ضَجِراً،
رأيْتُهُ يَتَمشّى مُتعَباً ضَجِراً،
رقم القصيدة : 14877
-----------------------------------
رأيْتُهُ يَتَمشّى مُتعَباً ضَجِراً،
كمثلِ غصنِ نقاً في الروضِ أملودِ
ليتَ الغبارَ الذي يؤذيه لي كحلٌ ،
وليتَني جارُه في زَحمة ِ العيدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قليلٌ، على ظهرِ الفِرَاشِ، رُقادُهُ،
قليلٌ، على ظهرِ الفِرَاشِ، رُقادُهُ،
رقم القصيدة : 14878
-----------------------------------
قليلٌ، على ظهرِ الفِرَاشِ، رُقادُهُ،
إذا اكتحَلتْ أجفانُنا برُقادِ
و بيضاءَ من نعماكَ لما جحدتها ،
أبِيتُ بحمرَاءِ القميصِ تُنادي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سهلُ المواهبِ لا تقاتلُ نفسه
سهلُ المواهبِ لا تقاتلُ نفسه
رقم القصيدة : 14879
-----------------------------------(9/473)
سهلُ المواهبِ لا تقاتلُ نفسه
عن مالِهِ حتى يُقالَ جَوادُ
لكنهُ سمحُ الضمائرِ سابقٌ
بالزّادِ حينَ يُعَلّلُ الأزوَادُ
عذبُ الخلائقِ كلما جربته
فيما تحبُّ رأيتهُ يزدادُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عادَ السرورُ إليكَ في الأعيادِ ،
عادَ السرورُ إليكَ في الأعيادِ ،
رقم القصيدة : 14880
-----------------------------------
عادَ السرورُ إليكَ في الأعيادِ ،
و سعدتَ من دنياكَ بالإسعادِ
و قضاءُ شكرٍ ربما حملتهُ
رفقاً ، فقدْ أثقلته بأيادِ
قادَ النفوسَمهابة ٌ ومحبة ً ،
بَدرٌ بَدا مُتَعَمّماً بسَوَادِ
ما إن أرى شبَهاً لهُ، فيما أرى ،
أمُّ الكرامِ قليلة ُ الأولادِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
رقم القصيدة : 14881
-----------------------------------
يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
إنّي بمَن تَحدو بِهِ لكَميدُ
قامتْ تُودّعني، كغُصْنٍ ناعمٍ،
ضربتهُ كفُّ الريحِ ، فهو يميدُ
فوَضَعتُ وَجدي بالتنفّسِ والبُكا،
وَرَأيتُ ماءَ المُزْنِ كيفَ يَجودُ
بالمُكتفي كُفِيَ الأنامُ هُمومَهم،
وغَدا عليهمْ طالِعٌ مَسعودٌ
جاؤوكَ يحشرُهمْ إليكَ مَحَبّة ٌ،
طوْعاً، وسيفُكَ عنهمُ مَغمودُ
ولَطالَما ظَمِئتْ إليكَ نفوسُهم،
و طريقُ بابك عنهمُ مسدودُ
فالآن أعتبهم بملككَ دهرهمْ ،
و حلا ، ولانَ العيشُ ، وهو شدسدُ
يدُ حاتمٍ كبنانهِ لشمالهِ ،
ما حاتمٌ مع مثلِهِ مَعدُودُ
لو ظلّ يملكُ حاتماً أعطاكهُ ،
هبة ً ، ولم يرَ أنّ ذلكَ جودُ
في كلّ كفًّ منه خمسة ُ أبحرٍ ،
يَسقي الحوائمَ ماؤها الموْرُودُ
سرتْ بوطأتهِ المنابرُ ، إذ علا
دَرَجاتِها، واخضَرّ منها العُودُ
فكأنّهُ قَمَرٌ سرَى في لَيلَة ٍ،
فظلامها عن نورها مردودُ
ماضٍ على العَزماتِ ينصرُ رَأيَهُ،
من ربّهِ التّوفيقُ، والتّسديدُ
لمّا رَأوْا أسدَ الحرُوبِ، وفوْقَهم
شحجرُ القنا ، وثمارهنّ حديدُ(9/474)
وقد انتضَوْا هِنديّة ً مصقولَة ً
بِيضاً، وجوهُ الموتِ فيها سودُ
أخفوا ندامتهم ، وعجلَ حينهم
ضَربٌ وطعنٌ ليسَ عنه مَحِيدُ
فاشدد يديكَ على عنانِ خلافة ٍ ،
لك إرثها ، وبقاؤها الممدودُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا ورمانِ النهودِ ،
لا ورمانِ النهودِ ،
رقم القصيدة : 14882
-----------------------------------
لا ورمانِ النهودِ ،
فوقَ أغصانِ القدودِ
وعَناقِيدَ منَ الصُّد
غِ ، وردٍ من خدودِ
ووجوهٍ مِنْ بُدُورٍ
طالِعاتٍ مِن سُعودِ
ورسولٍ جاءَ بالمِيعا
دِ من بعدِ الوعيدِ
ونَعِيمٍ في وِصالٍ،
حلّ من طولِ الصدودِ
ما رَأتْ عَيْني كظَبيٍ،
زارني في يومِ عيدِ
في قَباءٍ فاختيّ اللّـ
ـونِ من لبسٍ جديدٍ
كلما قاتلَ جنـ
ـديٌّ بسيفٍ ، أو عمودِ
قاتلَ الناسَ بعينيـ
ـنِ، وخَدّيْنِ وَجِيدِ
قدْ سَقاني الرّاحَ مِن
فيهِ على رُغمِ الحَسودِ
وتَعَانَقْنَا، كأنّي
وهو في عِقْدٍ شديدِ
نقرعُ الثغرَ بثغرٍ
طيبٍ عندَ الورودِ
مثلَ ما عاجلَ بردٌ
قَطرَ مُزْنٍ بجُمودِ
ومضَى يَخْطِرُ في المَشْـ
ـيِ كجبارٍ عنيدِ
سحراً منْ قبلِ أن
تَرجِعَ أرواحُ الرُّقودِ
مرحباً بالملكِ الـ
ـقادمِ بالجدّ السعيدِ
عِش، ودُم في ظلّ عزٍّ،
خالدٍ ، باقٍ ، جديدِ
فلقد أصبحَ أعدا
ؤكَ كالزّرع الحَصِيدِ
ثُمّ قد صَارُوا حَديثاً،
مثلَ عادٍ في ثَمودِ
جاءهم بحرُ حديدٍ ،
تحتَ أظلالِ بنودِ
فيهِ عِقْبانُ خُيولٍ
فوقها أسدُ حديدِ
وردوا الحربَ ، فمدوا
كلَّ خطيًّ مديدِ
و حسامٌ سره الحـ
ـدُّ إلى قطعِ الوريدِ
ما لهذا الفتحِ يا
خيرَ إمامٍ من مزيدِ
فاحمدِ اللهَ ، فإنّ الـ
ـحمدَ مِفتَاحُ المَزيدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> للهِ درُّ معاشرٍ
للهِ درُّ معاشرٍ
رقم القصيدة : 14883
-----------------------------------
للهِ درُّ معاشرٍ
غلبوا العدوَّ كما أرادْ
نَصَرَتْهُمُ أيديهمُ،
والمَشرَفيّاتُ الحِدادْ
ما كان غيرُ وَعيدِهم،
فهزمتهُ ركضَ الجوادْ(9/475)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دعهُ وما قالَ ، فما
دعهُ وما قالَ ، فما
رقم القصيدة : 14884
-----------------------------------
دعهُ وما قالَ ، فما
يَزْرَعُ يوْماً يحصُدُهْ
غَداً ترَى فعلي بهِ،
إن شاءَ مَنْ لا يَعبُدُهْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كمْ تائهٍ بولاية ٍ ،
كمْ تائهٍ بولاية ٍ ،
رقم القصيدة : 14885
-----------------------------------
كمْ تائهٍ بولاية ٍ ،
و بعذلهِ يعدوُ البريدْ
سُكرُ الوِلاية ِ طَيّبٌ،
و خمارها صعبٌ شديدْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَنْ يُبَعِّدُ وَعْدي،
يا مَنْ يُبَعِّدُ وَعْدي،
رقم القصيدة : 14886
-----------------------------------
يا مَنْ يُبَعِّدُ وَعْدي،
أطلتَ مطلي وكدي
خُلِقتَ، لا شكّ عندي،
مِن فَضْلِ طِينة ِ قِرْدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و صاحبٍ يسخرُ في موعدهْ ،
و صاحبٍ يسخرُ في موعدهْ ،
رقم القصيدة : 14887
-----------------------------------
و صاحبٍ يسخرُ في موعدهْ ،
فأحمَدُ الله، ولا أحمَدُهْ
زرعُ المنى بقوله لفظة ٌ ،
ثمّ مطالٌ بعده يحصدهْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا خيرَ في العالمينَ كلهمُ ،
لا خيرَ في العالمينَ كلهمُ ،
رقم القصيدة : 14888
-----------------------------------
لا خيرَ في العالمينَ كلهمُ ،
و لا منَ العالمينَ منفردا
لا يَسلَمُ المرءُ حينَ يصلُح من
ذمّ حسودٍ ، فكيفَ إن فسدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومشمولة ٍ قد طال بالقَفص حَبسُها،
ومشمولة ٍ قد طال بالقَفص حَبسُها،
رقم القصيدة : 14889
-----------------------------------
ومشمولة ٍ قد طال بالقَفص حَبسُها،
حكَت نارَ إبراهيم في اللّونِ والبَردِ
حَطَطنا إلى خَمّارِها بعدَ هَجعة ٍ
رحالَ مطايا لم تزل يومها تخدي
مُلوكٌ لِلذّاتِ الشّبابِ تَوَاضَعُوا،
ولم يَحلِفوا فيها بذَمٍّ ولا حَمْدِ
فباتُوا لدَى الخمّارِ في بيتِ حانَة ٍ،(9/476)
وأخلَوا قصوراً بالرُّصافة ِ والحدّ
و دامَ عليهمْ بالمدامِ ممنطقٌ
بزنارهِ ، حلوُ الشمائلِ والقدّ
يمجُّ سلافَ الخمرِ في عسجدية ٍ ،
تَوَهّجُ في يمناه كالكوكبِ الفرْدِ
مُحَفَّرَة ٍ فيها تصاويرُ فارسٍ،
وكِسرَى غريقٌ حوله خِرَقُ الجُندِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُمْ يا نَديمي نَصطبحْ بسَوادِ،
قُمْ يا نَديمي نَصطبحْ بسَوادِ،
رقم القصيدة : 14890
-----------------------------------
قُمْ يا نَديمي نَصطبحْ بسَوادِ،
قد كادَ يبدو الصبحُ أو هُو بادِ
وأرى الثّريّا في السّماءِ كأنّها
قَدَمٌ تبدّتْ في ثيابِ حِدادِ
فأجابني بيمينها ، فملأتها
بزُجاجَة ٍ كالكوكبِ الوقّادِ
يا صاحِ لا يخدعكَ ساعة ُ غقفلة ٍ
عن لذة ٍ ، أو فكرة ٍ لمعادِ
واشرَب على طيبِ الزّمان فقد حَدا
بالصّيْفِ من أيلولَ أسرعُ حادِ
وأشَمّنا في الليلِ بَردَ نَسِيمِهِ،
وارْتاحتِ الأرواحُ في الأجْسادِ
وافاكَ بالأنداءِ قدامَ الحيا ،
فالأرْضُ للأمطارِ في استِعدادِ
كم في ضمائرِ تربها من روضة ٍ ،
بمسِيلِ ماءٍ، أو قَرَارَة ِ وادِ
تبدو، إذا جاءَ الزّمانُ بقَطرَة ٍ،
فكأنّما كانَا علَى مِيعَادِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و نارٍ قد حناها صباحاً بسحرة ٍ ،
و نارٍ قد حناها صباحاً بسحرة ٍ ،
رقم القصيدة : 14891
-----------------------------------
و نارٍ قد حناها صباحاً بسحرة ٍ ،
متى ما يرقْ ماءٌ عليها توقدِ
يجولُ حبابُ الماءِ في جنباتها ،
كما جالَ دَمعٌ فوْقَ خدٍّ مُورَّدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا ربّ يومٍ بالدويرة ِ صالحٍ ،
ألا ربّ يومٍ بالدويرة ِ صالحٍ ،
رقم القصيدة : 14892
-----------------------------------
ألا ربّ يومٍ بالدويرة ِ صالحٍ ،
فكيفَ بيومٍ بعده لي فاسدِ
ظَللتُ بها أُسْقى سُلافَة َ خَمرة ٍ
بكفّ غزالٍ ذي جفونٍ صوائدِ
على جدولٍ ريانَ لا يكتمُ القذى ،
كأنّ سواقيه متونُ المباردِ(9/477)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غدا بها صفراءَ كرخية ً ،
غدا بها صفراءَ كرخية ً ،
رقم القصيدة : 14893
-----------------------------------
غدا بها صفراءَ كرخية ً ،
كأنها في كأسها تتقدِ
و تحسبُ زجاجاً جرى ،
و تحسبُ الأقداحَ ماءً جمدْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُمْ يا نَديمي من منامِكَ واقْعُدِ،
قُمْ يا نَديمي من منامِكَ واقْعُدِ،
رقم القصيدة : 14894
-----------------------------------
قُمْ يا نَديمي من منامِكَ واقْعُدِ،
حانَ الصّباحُ ومُقلتي لم تَرْقُدِ
أمّا الظّلامُ، فحينَ رَقّ قَمِيصُهُ،
و أرى بياضَ الفجرِ كالسيفِ الصدى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هل لكَ في ليلة ٍ بَيضَاءَ مُقْمِرَة ٍ،
هل لكَ في ليلة ٍ بَيضَاءَ مُقْمِرَة ٍ،
رقم القصيدة : 14895
-----------------------------------
هل لكَ في ليلة ٍ بَيضَاءَ مُقْمِرَة ٍ،
كأنها فضة ٌ ذابتْ على البلدِ
و قهوة ٍ كشعاعِ الشمسِ صافية ٍ ،
كأنّ أقداحَها قد عُمنَ بالزَّبَدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ليلٍ قد سهرتُ ونامَ فيهِ
و ليلٍ قد سهرتُ ونامَ فيهِ
رقم القصيدة : 14896
-----------------------------------
و ليلٍ قد سهرتُ ونامَ فيهِ
ندامى صرعوا حولي رقودا
أسامرُ فيهِ قهقهة َ القناني ،
ومِزْمَاراً يُحَدّثُني وَعُودا
يكادُ الليلُ يرجمني بنجمٍ ،
و قال : أراهُ شيطاناً مريدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> خليليّ قد طابَ الشّرَابُ المُبَرَّدُ،
خليليّ قد طابَ الشّرَابُ المُبَرَّدُ،
رقم القصيدة : 14897
-----------------------------------
خليليّ قد طابَ الشّرَابُ المُبَرَّدُ،
و قد عدتُ بعد الشكّ والعودُ أحمدُ
فهاتا عقاراً في قميصِ زجاجة ٍ
كياقوتَة ٍ في دُرّة ٍ تَتَوَقّدُ
يصُوغُ عليها الماءُ شُبّاكَ فِضّة ٍ،
لها حَلَقٌ بِيضٌ تُحَلُّ وتُعقَدُ
وغنّى لنا في جوْفِها حبَشِيّة ٌ،
عليها سراويلٌ من الماءِ مجسدُ(9/478)
فظاهرها حلمٌ صبورٌ على الأذى ،
و باطنها جهلٌ يقومُ ويقعدُ
و لما جنيناها قطافاً روية ً
تذوبُ، إذا مسّت عناقِيدَها اليدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومقتولِ سُكرٍ عاش لي، إذ دَعوْتُه،
ومقتولِ سُكرٍ عاش لي، إذ دَعوْتُه،
رقم القصيدة : 14898
-----------------------------------
ومقتولِ سُكرٍ عاش لي، إذ دَعوْتُه،
و بادرَ مسروراً يرى غيهُ رشدا
وقامَ بكفّيْهِ بَقايا خُمارِهِ،
و عيناهُ من خديهِ قد جفتا قدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهلاً وسهلاً بالناي والعودِ ،
أهلاً وسهلاً بالناي والعودِ ،
رقم القصيدة : 14899
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً بالناي والعودِ ،
وكأسِ ساقٍ كالغُصْنِ مقدُودِ
قد انقضتْ دولة ُ الصيامِ ، وقد
بشرَ سقمُ الهلالِ بالعيدِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> الليالي تموت ببردها
الليالي تموت ببردها
رقم القصيدة : 149
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
في زمان كنه البرد .. شبيت القصيد
قلت ابدفا والليالي تموت ببردها
في طريق كنه الموت والحالي وحيد
قلت ابحيا والمنايا تبوح بسدها
أتقارب هقوة العمر لو كانت بعيد
واتغني بالمقابيل واخطب ودها
لاقديم الجرح يقوى ولاجرح الجديد
يخلف الناس العزيزه عن اللي ودها
والله اني ماتنازل .. لي رايٍ عنيد
لين أداعب غرة الشمس ..والثم خذها
وانزفي ياوردة الشعر .. من دم الوريد
لاتجفي في عروقٍ .. تراجف يدها
ياقصيدي كان الأشعار سادات وعبيد
والله انك من بحور ..غريبٍ جدها
ماتقاود مهرة الحرف للقلب البليد
ياقصيدي خذ رسنها ..وخلك قدها
في طريق كنه الخوف سليت القصيد
قلت ابحيا والليالي تموت ببردها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَلِّلاني بِصَوْتِ نايٍ وعُودِ،
عَلِّلاني بِصَوْتِ نايٍ وعُودِ،
رقم القصيدة : 14900
-----------------------------------
عَلِّلاني بِصَوْتِ نايٍ وعُودِ،
و اسقياني دمَ ابنة ِ العنقودِ(9/479)
أشرَبُ الرّاحَ وهيَ تشرَبُ عقلي،
و على ذاكَ كان قتلُ الوليدِ
رُبّ سُكرٍ جعلتُ مَوْعِدَه الصبـ
ـحَ ، وساقٍ حثثته بمزيدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي،
يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي،
رقم القصيدة : 14901
-----------------------------------
يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي،
قد تَخَلّفْتِ بلَيلاتٍ شِدادِ
نَبَأٌ خُبّرْتُه مِن مَعْشَرٍ،
أخْرَجَتْ أضغانُهُمْ حيّاتِ وادِ
إنني ذاكَ الذي جربتهم ،
لم يطلْ عهدي بإرغامِ الأعادي
فمِنَ الآن، فكُرّوا وارجعُوا،
فالّذي تَخْشَوْنَ أحلى في فؤادي
ولحَا الرّحمنُ منّا طالِبَ الـ
ـصلحِ والأطوعَ في حبلِ القيادِ
وعَلى الأظْلَمِ مِنّا سَخطَ اللّـ
ـهُ ، والأنكبِ عن سبلِ الرشادِ
أقدِموا قبلَ رِماحٍ أُشرِعَتْ،
و سيوفٍ ذاتِ عصًّ وصعادِ
ثمّ إيّايَ وأُخرَى مثلَها،
تَكحَلُ العَينَ بمَملولِ السّهادِ
وخُذُوا عَفوِيَ ما دُمْتُ لَكُمْ،
يد أخذٍ ، والحقوا بعضَ ودادي
لا تعودوا فيعدْ إسخاطهُ ،
واتْرُكُوا سيفِيَ في بَعضِ الغِمادِ
أو فإني مسرعٌ ، إن شئتمُ ،
بحسامٍ مشرفيًّ ، وجوادِ
و قناة ٍ فوقها كوكبها ،
و مجنًّ ، كلُّ هذا في بلادي
و غذا قلتُ اركبوا قد حضروا ،
جملة ُ النّاسِ بأسيافٍ حِدادِ
و لقد ضاعتْ أيادٍ عندكمْ ،
غُرِسَتْ في تُرَبٍ غيرِ جِيادِ
أُودِعَتْ قَمْحاً، فلمّا نُثِرَتْ
كلُّ أرْضٍ أنبَتَتْ شَوكَ القَتاد
فجزاها لعنة ً لصاحبٍ ،
ليسَ للزراعِ أصلاً من معادِ
حينَ وترتُ لكمْ أقواسكمْ ،
قمتمُ بالنبلِ ترمون سوادي
أيّها المَوعِدُ قد أسمعتَني،
ثمّ لم يثبتْ من الهمّ وسادي
سوفَ تَجني أنتَ ما تَغرِسُ لي،
و تمسُّ النارَ من قرعِ زنادي
ربّ من قد كادني في ليلة ٍ ،
وهو في يوم الوَغى باسمي يُنادي
حِينَ خَلّى رَسَني جاذبُهُ،
وامّحى قُرطاسُ شَيبي من مِدادي
ثمّ يغدو مرحاً إن سبني ،
و يرى لحميَ من أطيبِ زادِ
ويَظُنّ الدّهرَ نَقداً كلَّه،(9/480)
ثمّ يلقاني على طولِ البعادِ
كيفَ يَرجُون اهتضامي بعدَها،
طالَ باعي ، وردائي ونجادي
و لعذرٍ لهمُ لو قبلها
لَمْ يَروْا إلاَّ قدَاحِي وَ زنَادِي
إن يكونوا قد نسُوا تلك، فلي
عودة ٌ تذعرهم حرَّ جلادي
طالَ حِلمي عنهمُ، فاستحدَثوا
خُلُقاً مكروهة ً، عُريانَ بادي
خلقاً يخضِبُ أطرافَ القَنا،
و متونَ النبلِ والبيضَ الصوادي
بطعانٍ نافذٍ يفري الحشا ،
و بضربٍ مثلِ أفواهِ المزادِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما بالمنازلِ لو سألتَ أحدْ ،
ما بالمنازلِ لو سألتَ أحدْ ،
رقم القصيدة : 14902
-----------------------------------
ما بالمنازلِ لو سألتَ أحدْ ،
ولقَد يكونُ هَوي بهنّ وَوَدّ
أزمانَ أمرحُ في زَمَانِ صِباً،
أجري إلى اللهوِ ، ولستُ أردّ
و الدهرُ لا تمحى ملاحته
في أعصُرٍ أيّامُهنّ جُددْ
عزٌّ بفجعِ الدهرِ متبعٌ
للّهوِ، حتّى قامَ بي وقَعَدْ
في غفلة ٍ لا همَّ يَعْرِفُها،
فطفقتُ أهزل بالزمان وجدّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أرقتُ جميعَ الليلِ للبارقِ الذي
أرقتُ جميعَ الليلِ للبارقِ الذي
رقم القصيدة : 14903
-----------------------------------
أرقتُ جميعَ الليلِ للبارقِ الذي
ترفع مع نجدٍ ، فشاقَ إلى نجدِ
أحُلّ بدارِ اللّهوِ حيثُ لَقِيتُها،
وأهزِلُ باللذّاتِ، والدّهرُ في جِدّ
ألا إنّما الدّنْيا بَلاغٌ لغايَة ٍ،
فإما إلى غيًّ ، وإما إلى رشدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لما عدتْ خيلنا للطرادِ
و لما عدتْ خيلنا للطرادِ
رقم القصيدة : 14904
-----------------------------------
و لما عدتْ خيلنا للطرادِ
جَعَلنا إلى الدّيْرِ مِيعادَها
وقادَ مُكَلِّبُنا ضُمَّراً،
سلوقية ً طالما قادها
معلمة ً من بناتِ الريا
حِ، إذا سألت عدوَها زادها
وتُخرِجُ أفواهَها ألسُناً
كشقّ الخناجرِ أغمادها
فأمسَكن صَيداً، ولم تُدمِه،
كَضَمّ الكَواعِبِ أولادَها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وفِتيانٍ غدَوا، والليلُ داجٍ،(9/481)
وفِتيانٍ غدَوا، والليلُ داجٍ،
رقم القصيدة : 14905
-----------------------------------
وفِتيانٍ غدَوا، والليلُ داجٍ،
وضوءُ الصّبْحِ متّهَمُ الوُرُودِ
كأنّ بزاتهم أمراءُ جيشٍ
عَلى أكْتافِهِمْ صدأُ الحَدِيدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> غَدَوْتُ للصَّيد بغُضْفٍ كالقَتَدْ،
غَدَوْتُ للصَّيد بغُضْفٍ كالقَتَدْ،
رقم القصيدة : 14906
-----------------------------------
غَدَوْتُ للصَّيد بغُضْفٍ كالقَتَدْ،
و الليلُ قدْ رقّ على وجهِ البلدْ
وابتَلّ سِرْبالُ النّسِيمِ وبَرَد،
و الفجرُ في ليلِ الظلامِ يتقد
غَواضِفٍ مسهِّلاتٍ للأمَد،
لمّا عَدَونَ وَعَدَت خيلُ الطَّرَد
و تقتفى الأرجلُ الغمامِ ، وقعد ،
و طارَ نقعٌ في السماءِ وركد
مثلُ القريبِ عندها ما قد بعد
................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و صوتِ حمامة ٍ سجعتْ بليلٍ ،
و صوتِ حمامة ٍ سجعتْ بليلٍ ،
رقم القصيدة : 14907
-----------------------------------
و صوتِ حمامة ٍ سجعتْ بليلٍ ،
و قد حنتْ إلى إلفٍ بعيدِ
فما زِلنا نَقولُ لها: أعِيدي،
وللسّاقي: ألا هلْ مِن مَزِيدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> زارني ، والدجى أحمُّ الحواشي ،
زارني ، والدجى أحمُّ الحواشي ،
رقم القصيدة : 14908
-----------------------------------
زارني ، والدجى أحمُّ الحواشي ،
و الثريا في الغربِ كالعنقودِ
وهلالُ السّماءِ طَوْقُ عرُوسٍ،
باتَ يُجلَى على غَلائِلَ سُودِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شربنا عصيرَ الكرمِ تحتَ ظلالهِ ،
شربنا عصيرَ الكرمِ تحتَ ظلالهِ ،
رقم القصيدة : 14909
-----------------------------------
شربنا عصيرَ الكرمِ تحتَ ظلالهِ ،
على وجهِ معشوقِ الشمائلِ أغيدِ
كأنّ عَناقِيدَ الكُرُومِ وظِلَّها،
كواكبُ درًّ في سماءِ زبرجدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حمامنا كعجوزٍ
حمامنا كعجوزٍ
رقم القصيدة : 14910
-----------------------------------(9/482)
حمامنا كعجوزٍ
يشقى به الواردُ
فبيتٌ له مُنتِنٌ،
وبيْتٌ له بارِدُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَوِينَا، فما نَزْدادُ يا ربِّ مِن حياً،
رَوِينَا، فما نَزْدادُ يا ربِّ مِن حياً،
رقم القصيدة : 14911
-----------------------------------
رَوِينَا، فما نَزْدادُ يا ربِّ مِن حياً،
و أنتَ على ما في النفوسِ شهيدُ
سُقوفُ بُيوتي صِرْنَ أرْضاً أدوسُها،
و حيطانُ داري ركعٌ وسجودُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لم يَبقَ في العيش غيرُ البؤسِ والنَّكَدِ،
لم يَبقَ في العيش غيرُ البؤسِ والنَّكَدِ،
رقم القصيدة : 14912
-----------------------------------
لم يَبقَ في العيش غيرُ البؤسِ والنَّكَدِ،
فاهرُبْ إلى الموْتِ من هَمٍّ، ومن نَكَدِ
ملأتَ يا دهرُ عيني من مكارهها ،
يا دَهرُ حَسْبُكَ قد أسرَفتَ، فاقتصِدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألستَ تَرَى موتَ العُلى والمحامدِ،
ألستَ تَرَى موتَ العُلى والمحامدِ،
رقم القصيدة : 14913
-----------------------------------
ألستَ تَرَى موتَ العُلى والمحامدِ،
و كيفَ دفنا الخلقَ في قبرِ واحدِ
وللدّهرِ أيّامٌ تُسيءُ عَواقِباً،
وتُحسِنُ، إن أحسنّ، غيرَ عَوامِدِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فإنْ تسألاني فيمَ حزني ، فإنه
فإنْ تسألاني فيمَ حزني ، فإنه
رقم القصيدة : 14914
-----------------------------------
فإنْ تسألاني فيمَ حزني ، فإنه
لشخصٍ ثوى ، بينَ القبورِ ، فقيدِ
و ما كنتُ أخشى أن تحولَ نظرتي
إلى شامِتٍ من غَابِط وَحَسود
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا صاحِبي قد كفاكَ الدّهرُ تَفنيدي،
يا صاحِبي قد كفاكَ الدّهرُ تَفنيدي،
رقم القصيدة : 14915
-----------------------------------
يا صاحِبي قد كفاكَ الدّهرُ تَفنيدي،
جزعتَ من لحظاتِ الكاعبِ الرودِ
وأرسَلَ الشَّيبُ في رأسي ومَفرِقه،
بُزَاتَه البيضَ في غِربانِهِ السُّودِ(9/483)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هو الدّهرُ قد جَرّبْتَهُ وعرَفتَهُ،
هو الدّهرُ قد جَرّبْتَهُ وعرَفتَهُ،
رقم القصيدة : 14916
-----------------------------------
هو الدّهرُ قد جَرّبْتَهُ وعرَفتَهُ،
فصبراً على مكروههِ وتجلدا
وما النّاسُ إلاّ سابقٌ ثمّ لاحقٌ،
وآبِقُ مَوتٍ ثمّ يأخذُهُ غَدا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتاكَ الوَردُ مَحبُوباً مَصُوناً،
أتاكَ الوَردُ مَحبُوباً مَصُوناً،
رقم القصيدة : 14917
-----------------------------------
أتاكَ الوَردُ مَحبُوباً مَصُوناً،
كمَعشوقٍ تكَنّفَهُ الصّدودُ
كأنّ بوَجهِهِ، لمّا تَوافَتْ
نجُومٌ في مَطالِعِها سُعُودٌ
بَياضٌ في جَوانِبِهِ احمِرارٌ،
كما احمرّتْ من الخجلِ الخدودُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مرَّ عيشٌ عليّ قد كان لذا ،
مرَّ عيشٌ عليّ قد كان لذا ،
رقم القصيدة : 14918
-----------------------------------
مرَّ عيشٌ عليّ قد كان لذا ،
و دهتني الأيامُ فيها وحذا
وانثَنى عنّيَ الشّبابُ، وغُودِرْ
تُ فريداً من الأحبة ِ فذا
بضميرٍ لا لهوَ فِيهِ، وقلبٍ
و قذته قوارعُ الدهرِ وقذا
و خليلٍ صافٍ ، هنيًّ ، مريًّ ،
جبذته الأيامُ منيَ جبذا
بقعة ٌ من بِقاعِ قُرّة ِ عَيني،
هي أمرى بقاعِ ودي ، وأغذى
ليتَ شِعري أحالُه مثلُ حالي،
إذ صفا عيشُه له، والتذّا
سيفُ حكم في مفصلِ الحقّ ماضٍ ،
شَحَذتْهُ تجاربُ الدّهرِ شَحْذا
ما أراني وإن تحلى ليَ الإخـ
ـوانُ من بعده لهم مستلذا
قد رماني فيهِ الزّمانُ بسَهمٍ،
ينفذُ الجوفَ والتراقيَ نفذا
سرهُ اللهُ حيثُ كان ، فما كا
نَ أسرّ الدّنيا به، وألذّا
ولقَد أغتدي على طَرَفِ الصّبـ
ـح بطرفٍ ، إذا ونى الجريُ ، بذا
طاعِن في العِنانِ يستنكِرُ السّو
طَ مُدِلاًّ، ويأخذُ الأرْضَ أخْذا
و غذا ما عدا ، فنارٌ أذاعت
بدخانٍ تهذهُ الريحُ هذا
بحْرُ شَرٍّ يشاغِبُ الصخرَ قَرعاً
بصخورٍ وينبذُ التربَ نبذا(9/484)
يصرَعُ العِيرَ والشَّبوبَ، ولا أد
ري أهذا إليه أقربُ أم ذا؟
أن تَرَيْني، يا شرّ، خَلّفْتُ أيّا
مي صباً كانَ ناعمَ البالِ لذا
ومشَى الشّيبُ قبْلَ عَقدِ الثّلاثيـ
ـنَ فلما انتهى إليها أغذا
ونهَى عنّيَ العُيونَ المَريضا
تِ، وأنضَى ركبَ الهوَى ، فأرذّا
فبِحمدِ الإلهِ إنّ جَمِيعَ الخَلْـ
ـقِ ، قد كان بعضهُ قبلُ شذا
وأنا الواضِحُ الّذي إن تَبَدّى
يعرفوهُ ، ولا يقولون : من ذا ؟
و قويمٌ كالخطّ يزدادُ ليناً ،
بدماءِ الأحشاءِ والجَوْفِ يُغذى
ذاكَ عندي، وقد جمعتُ إليه
رُسلَ مَوتٍ صوائبَ الوَقع حَذّا
ودُرُوعاً كأنّها وَجهُ ماءٍ،
صافَحَتْهُ ريحٌ، وعضباً مِحَذّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنْعتُ أمثالاً قذَذتُ قذّا،
أنْعتُ أمثالاً قذَذتُ قذّا،
رقم القصيدة : 14919
-----------------------------------
أنْعتُ أمثالاً قذَذتُ قذّا،
يَشحذُها السّوطُ البطينُ شَحذا
تَوَارَيَا خَلْفَ الظّباءِ حَذّا،
كأنما يجبذهنّ جبذا
يَجُذّ غِيطانَ الفَلاة ِ جَذّا،
كالنَّبْلِ هذّتْها القِسيُّ هذّا
لم أدرِ ذا أسرعُ شدّاً أم ذا
..................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وباتَ كما سَرّ أعداءه،
وباتَ كما سَرّ أعداءه،
رقم القصيدة : 14920
-----------------------------------
وباتَ كما سَرّ أعداءه،
إذا رَامَ قوتاً من النومِ شَذّ
تُغَيّرُهُ نَزَوَاتُ البَعوضِ
في قمرٍ مثلِ ظهرِ الجرذْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سأُثني على عَهدِ المَطيرَة ِ والقَصرِ،
سأُثني على عَهدِ المَطيرَة ِ والقَصرِ،
رقم القصيدة : 14921
-----------------------------------
سأُثني على عَهدِ المَطيرَة ِ والقَصرِ،
وأدعو لها بالسّاكنينَ وبالقَطرِ
خليلينَ لي إنَّ الدما تريانهِ ،
فصبراً ، وإلاّ أيُّ شيءٍ سوى الصبرِ
عسى اللهُ أن يتاحَ لي منهُ فرجة ٌ ،
يجيءُ بها من حَيثُ أدري ولا أدري
سألتُكُما بالله ما تُعلِمانِني،(9/485)
و لا تكتما شيئاً ، فعندكما خبري
أأرفعُ نيرانَ القرى لعفاتها ،
و أضربُ يومَ الروعِ في ثعرة ِ الثغرِ
وأُسألُ نَيلاً لا يُجادُ بمِثلِهِ،
فيَفتَحُهُ بِشرِي، ويَختمُه عُذرِي
ويا رُبّ يَومٍ لا تُوَرّى نُجومُهُ،
مددتُ إلى المظلومِ فيه يدَ النصرِ
فسبحانَ ربي ما لقومٍ أرى لهم
كوامنَ أضغانٍ عَقارِبُها تَسرِي
إذا ما اجتَمَعنا في النّديّ تَضاءَلوا،
كما خفيتْ مرضى الكواكبِ في الفجرِ
بنو العَمّ لا بل هُم بنُو الغَمّ والأذى ،
وأعوانُ دَهري إن تظلّمتُ من دهرِي
وغاظَهُمُ المَجدُ الذي لا يَنالُهُ
لئيمٌ ولا وانٍ ضعيفٌ عن الوترِ
فدونكمُ الفعلَ الذي أنا فاعلٌ ،
فإنكمُ مثلي ، إذاً ، ولكم فخري
نَمَتني إلى عَمّ النّبيّ خَلائِقٌ،
علَوا فوقَ أفلاكِ الكَواكبِ والبَدرِ
بنو الحبرِ والسجادِ والكاملِ الذي
وفى الملكَ حتى قرّ عندَ ذوي الأمرِ
ونحنُ رَفَعنا سَيفَ مَروانَ عَنكُمُ،
فهل لكمُ ، يا آلَ أحمدَ ، في الشكرِ
أبو الفضلِ أولى الناسِ بالفضلِ كلهم ،
تعالوا نحاكمكمْ إلى البيتِ والحجرِ
و يومَ حنينٍ حينَ صاحَ وراءكم ،
فجِئتُمْ، وكانَ الموتُ أقرَبَ من شِبرِ
ويا مَعشَرَ الأنصارِ مَنْ كان عاقِداً
ببيعتكم ، والدينُ في قبضة ِ الكفرِ
و لولاهُ ما قرتْ بطيبة ْ هجرة ٌ ،
و لولاهُ لم تجرِ الجيادُ على بدرِ
أقامَ بدارِ الكفرِ عَيناً على العِدَى ،
ينبي نبيَّ اللهِ بالكبدِ والغدرِ
لذلكَ لم تَرقُد جفونُ مُحَمّدٍ
نبيِّ الهُدى حتى أُريحَ من الأسرِ
ورَدّ علَيهِ مالَهُ دونَ غيرِهِ،
فإن كنتَ ذا جهلٍ فسل كلَّ ذي خبرِ
ولَولا بلوغُ السّنّ منها، وكفُّها
سراجيه لما أتى آخرُ العمرِ
لأعطى أبا حفصٍ يديرُ عنانها ،
و ما شكّ فيهِ والأمورُ إلى قدرِ
ألمْ ترهُ من قبلُ ، حينَ أقامه
شَفيعاً لأصحابِ النّبيّ إلى القُطرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شجَتكَ لهِندٍ دِمنَة ٌ ودِيارُ،
شجَتكَ لهِندٍ دِمنَة ٌ ودِيارُ،
رقم القصيدة : 14922(9/486)
-----------------------------------
شجَتكَ لهِندٍ دِمنَة ٌ ودِيارُ،
خلاءٌ كما شاءَ الفراقُ قفارُ
سليني إذا ما الحربُ ثارتْ بأهلها ،
و لم يلكُ فيها للجبالِ قرارُ
ودارَتْ رُحيُّ الموتِ والصّبرُ قُطبُها،
و أكثرُ ما فيها دمٌ وغبارُ
و قامَ لها الأبطالُ بالبيضِ والقنا ،
وهَبّتْ رِياحُ الآخرينَ فَطارُوا
وقد علِمَ المَقتولُ بالشّامِ أنّني
أُريدُ بهِ مَن رامَني، وأغاروا
إذا شئتُ أوقَرتُ البلادَ حَوافراً،
و سارتْ ورائي هاشمٌ ونزارُ
وعَمَّ السّماءَ النّقعُ حتى كأنّه
دُخانٌ، وأطرافُ الرّماحِ شَرارُ
وبي كلُّ خَوّارِ العِنانِ كأنّه،
إذا لاحَ في نَقعِ الكَتيبَة ِ، نارُ
وقُمصُ حديدٍ ضافياتٌ ذُيولُها،
لها حَدَقٌ خُزرُ العُيونِ صِغارُ
و بيضٌ كأنصافِ البدورِ أبية ٌ ،
إذا امتَحَنَتهنّ السيوفُ، خِيارُ
و كم عاجمٍ عودي تكسرَ نابهُ ،
إذا لانَ عيدانُ اللئامِ وخاروا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وقَفتُ بالرّوضِ أبكي فَقدَ مُشبِههِ،
وقَفتُ بالرّوضِ أبكي فَقدَ مُشبِههِ،
رقم القصيدة : 14923
-----------------------------------
وقَفتُ بالرّوضِ أبكي فَقدَ مُشبِههِ،
حتى بكَتْ بدُموعي أعينُ الزَّهَرِ
لو لم تُعِرْها جُفُوني الدّمعَ تَسفَحُه
لرَحمَتي، لاستَعارَتهُ من المَطرِ
فمَنْ لباكيَة ِ الأجفانِ سائلة ٍ،
ظلتْ بلا فكرٍ تبكي بلا فكرِ
حتى إذا اللّيلُ أرخَى سِترَ ظُلمَتِهِ،
وساعَدَ اجفانَها على السّهرِ
لا تزدري يا ابنة َ جدة ُ ثوبيهِ ، فبينهما ،
سيفٌ يفرقُ بينَ الهامِ والقصرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> نَؤومٌ على غَيظِ الأعادي مُحَسَّدٌ،
نَؤومٌ على غَيظِ الأعادي مُحَسَّدٌ،
رقم القصيدة : 14924
-----------------------------------
نَؤومٌ على غَيظِ الأعادي مُحَسَّدٌ،
لأعلى مراقي العزّ تسمو خواطرهُ
إذا ما أرادَ الحاسدونَ من امرئٍ
يزينُهُم أخلاقُهُ ومآثِرُه
إذا ما هوَ استَغنى اهتدى لافتقارِهم،(9/487)
و لا يهتدي يوماً إليهِ مفاقرهُ
ويا عائبي، والعَيبُ حَشوُ فؤادِه،
تأملْ رويداً ، لستَ ممنْ أحاذرهُ
وكنتَ كَرامٍ كَوكَباً ببِصاقِهِ،
فردّ عليهِ وبله ومواطرهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيُّ رسمٍ لآلِ هندٍ ودارِ ،
أيُّ رسمٍ لآلِ هندٍ ودارِ ،
رقم القصيدة : 14925
-----------------------------------
أيُّ رسمٍ لآلِ هندٍ ودارِ ،
دَرَسَا غَيرَ مَلعَبٍ ومَنارِ
وأثافٍ بَقينَ، لا لاشتِياقٍ،
جالساتٍ على فريسة ِ نارِ
وعراصٍ جرَتْ عليها سَواري الـ
ـريحِ حتى غودرنَ كالأسطارِ
ومَغانٍ، كانتْ بها العِينُ ملأى ،
من غصونٍ تهتزُّ في أقمارِ
سحقتها الرياحُ في كلّ فنٍّ ،
ومحَتها بَواكِرُ الأمطارِ
أينَ أهلُ الديارِ عهدي بكم فيـ
ـها جَميعاً، لا أينَ أينُ الدّيارِ
و لقد أهتدي على طرقِ الليـ
ـلِ بذي ميعة ٍ ، كميتٍ مطارِ
بلَّلَ الرّكضُ جانبَيهِ، كما فا
ضَتْ بكَفّ النّديمِ كأسُ العُقارِ
لا تَشيمُ الروقَ عَيني ولا أجْـ
ـعلُ إلاّ إلى العدى أسفاري
لا ولا أرتَجي نَوالاً، وهل تَسـ
ـتمطرُ الناسُ ديمة َ الأمطارِ
هاشميٌّ ، إذا نسبتُ ، ومخصو
صٌ يَبيتُ من هاشمٍ غَير عارِ
أخزنُ الغيظَ في قلوبِ الأعادي ،
ووَحيدٌ في الجَحفَلِ الجَرّارِ
و لي الصافناتُ تردي إلى المو
تِ، ولا تَهتَدي سبيلَ الفِرارِ
و سيوفٌ كأنها حينَ هزتْ
وَرَقٌ هَزّها سُقوطُ القِطارِ
ودُروعٌ كأنّها شَمَطُ الجَعـ
ـدِ دهيناً ، تضلُّ فيها المداري
وسِهامٌ تُردي الوَرى من بَعيدٍ،
واقعاتٌ مواقعَ الأبصارِ
وقدورٌ كأنّهُنّ قُرُومٌ،
هُدِرَتْ بَينَ جِلّة ٍ وبِكارِ
فوقَ نار شبعى من الحطبِ الجز
لِ ، إذا ما التظتْ رمتْ بالشرارِ
فهيَ تَعلو اليَفاعَ كالرّاية ِ الحَمـ
ـراءِ تَفري الدُّجَى إلى كلّ سارِ
قد ترَدّيتُ بالمَكارِمِ دَهراً،
وكَفَتني نَفسي من الافتِخارِ
أنا جَيشٌ إذا غَدوتُ وَحيداً،
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا وَيحَهُ ما ذَنبُهُ إنْ تذكّرَا(9/488)
أيا وَيحَهُ ما ذَنبُهُ إنْ تذكّرَا
رقم القصيدة : 14926
-----------------------------------
أيا وَيحَهُ ما ذَنبُهُ إنْ تذكّرَا
سوالفَ أيامٍ سبقنَ وأخرا
وسكرَة َ عيَشٍ فارغٍ من هُمومِه،
و معروفَ حالٍ لم نخفْ أن ينكرا
وعصرَ شَبابٍ كانَ مَيعَة َ حُسنِه،
وظِلاًّ من الدّنيا علَيهِ مُنَشَّرَا
إذا كنا لا يرددنَ ما فاتَ من هوى ،
فلا تدعِ المخزونَ أن يتصبرا
و قالوا : كبرتَ فانتضيتَ من الصبا ،
فقلتُ لهم: ما عشتُ إلاّ لأكبَرَا
إذا لاحَ شَيبُ الرّأسِ يوماً ولَيلَة ً،
فما أجدرَ الإنسانَ أن يتغيرا
ولَبثي وإخلافي أُناساً فَقِدتُهُم،
و ما كنتُ أرجو بعدهم أن أعمرا
هُمُ طرَدوا عن مُقلتي رائدَ الكَرى ،
و شكوا سوادَ القلبِ حتى تفطرا
و أجلوا همومي من سواهم وأطبقوا
جفوني فما أهوَى من العيشِ مَنظرَا
وأصبَحتُ مُعتَلَّ الحَياة ِ كأنّني
أسِيرٌ رأى وَجهَ الأميرِ، ففَكّرَا
فإما تريني بالذي قد نكرته ،
فيا رُبّ يومٍ لم أكنْ فيه مُنكَرَا
أروحُ كغصنِ البانِ بيتهُ الندى ،
و هزّ بأنفاسٍ ضعافٍ وأمطرا
فمالَ على ميثاءَ ناعمة ِ الثرى ،
تغلغلَ فيها ماؤها وتحيرا
كأنّ الصَّبا تُهدي إلَيها إذا جرَتْ
على تُربِها، مِسكاً سَحيقاً وعَنبرَا
سقتهُ الغوادي والسواري قطارها ،
فجنّ كما شاءَ النباتُ ونورا
و حلتْ عليهِ ليلة ٌ أرحبية ٌ ،
غذا ما صفا فيها الغديرُ تكدرا
كأنّ الغواني بينَ بينَ رياضهِ ،
فغادرنَ فيهِ نشرَ وردٍ وعبهرا
طويلة َ ما بين البياضينِ ، لم يكدْ
يُصَدَّقُ فيها فجرُها حينَ بَشّرَا
إذا ما ألحتْ قشرَ الصخرَ وبلها ،
و همتْ غصونُ النبعِ أن تتكسرا
فباتتْ إذا ما البرقُ أوقدَ وسطَها
حَريقاً أهَلّ الرّعدُ فيهِ وكَبّرَا
كأنّ الربابَ الجونَ دونَ سحابهِ
خليعٌ من الفِتيانِ يَسحبُ مِئزَرَا
إذا لحقَتهُ رَوعَة ٌ من وَرائِهِ
تَلَفّتَ واستَلّ الحُسامَ المُذكَّرَا
فأصبحَ مستورَ الترابِ كأنما
نشرتَ عليهِ وشيَ بردٍ محبرا(9/489)
به كلُّ موشيّ القوائمِ ناشطٌ ،
و عينٌ تراعي فاترَ اللحظِ أحورا
تُطيفُ بذَيّالٍ كأنّ صُوارَهُ
غدائرُ ذي تاجٍ عتا وتجبرا
يحكُّ الغصونَ المورقاتِ بروقه
كخصفك بالإشفى نعالاً فخصرا
وذي عُنُقٍ مثلِ العصا شُقّ رأسها
وشُذّبَ عَنها جِلدُها فتَقَشّرَا
و ساقٍ كشطرِ الرمحِ صمّ كعوبه
تردى على ما فوقها وتأزرا
فبادرتهُ قبلَ الصباح بسابحٍ
جوادٍ ، كما شاءَ الحسودُ وأكثرا
إذا ما بدا أبصرتَ غرة َ وجهه
كعُنقودِ كَرمٍ بَينَ غُصنَينِ نوّرَا
و سالفتي ظبي من الوحشِ سانحٍ ،
غذا ما عراهُ خوفُ شيءٍ تبصرا
وَرِدْفاً كظَهرِ التُّرسِ أُسبِلَ خَلفَه
عَسيبٌ كفَيضِ الطَّودِ لمّا تحدّرَا
وأرسَلتُهُ مُستَطعِماً لعِنانِهِ،
أخا ثقة ٍ ما أنتَ إلاّ مبشرا
و همٌّ أتتني طارقاتُ ضيوفهِ
فما كانَ إلاّ اليعملاتِ له قرى
بوَحشيّة ٍ قَفرٍ تَخالُ سَرابَها
مهاً لامعاتٍ ، أو ملاءً منشرا
فلما تبدى الليلُ يحدو بنجمهِ ،
لبسنا ظلاماً لم يكدْ صبحهُ يرى
و طافَ الكرى بالقومِ حتى كأنهم
نشاوى شرابٍ دبّ فيهم وأسكرا
فمن كلّ هذا قد قضيتُ لبانتي ،
و ولى ، فلم أملكْ أسى ، وتذكرا
ويومٍ من الجَوزاءِ أصلَيتُ نارَه،
وقد سترَ الكنّاسُ إذ بانَ مُشترَى
وقد أكلَتْ شمسُ النّهارِ ظِلالَهُ،
وصارَتْ كحِرباءِ الهواجرِ معفَرَا
و كم من عدوٍ رامَ قصفَ قناتنا ،
فلاقَى بنا يوماً من الشرّ أحمَرَا
إذا أنتَ لم تَركَبْ أدانيَ حادِثٍ
من الأمرِ لاقَيتَ الأقاصيَ أوعَرَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هيَ الدّارُ إلاّ أنّها منهمُ قَفرُ،
هيَ الدّارُ إلاّ أنّها منهمُ قَفرُ،
رقم القصيدة : 14927
-----------------------------------
هيَ الدّارُ إلاّ أنّها منهمُ قَفرُ،
وإنّي بها ثاوٍ، وإنّهُم سَفرُ
حبَستُ بها لحظي، وأطلَقتُ عَبرَتي،
وما كان لي في الصّبرِ لو كان لي عُذرُ
كأني ، وأيامي التي طوتِ النوى ،
تجيانِ باتا دونَ لقياهما سترُ
تَوَهّمتُ فيها مَلعَباً ومَسارِحاً،(9/490)
و نؤياً ، كملقى الطوقِ ثلمه القطرُ
فدَعْ ذكرَ بُثنى قد مضَى ليسَ راجعاً،
فذلكَ دَهرٌ قد توَلّى ، وذا دَهرُ
مهَفهفَة ٌ صفرُ الوِشاحِ، كأنّها
مهاة ُ خلاءٍ ظلّ يكنفها الدُّرّ
لها وَجنَاتٌ يَضحَكُ الوَردُ فَوقَها،
وطَرْفٌ مَريضٌ حشوُ أجفانِه السّحرُ
فما روضة ُ الزهرِ التي تلفظُ الندى ،
ويُصبحُ فيما بَينَها للنّدى نَشرُ
بأطيَبَ من سَلمى ، ولا كلُّ طيّبٍ،
و لا مثلُ ما تحلو به يفعلُ البدرُ
و غيثٍ خصيبِ التربِ تندى بقاعه ،
بهيمِ الذرى ، أثوابُ قيعانه خضرُ
رَجيبٍ كَمَوْجِ الْبَحرِ يَلتَهمُ الرُّبى
ويَغْرقُ في آكلائِهِ النَّعَمُ الدَّثرُ
ألَحَتْ علَيهِ كلُّ طَخياءَ ديمَة ٍ،
إذا ما بكَتْ أجفانُها ضَحِكَ الزّهرُ
فَما طَلَعَتْ شمسُ النّهارِ ضُحيّة ٌ،
ولا أُصُلاً، إلاّ ومن دونِها خِدرُ
كأنّ عُيونَ العاشقينَ مَنوطَة ٌ
بأرجائِها، فما يَجِفُّ لها شَفرُ
كأنّ الربابَ الجونَ ، والفجرُ ساطعٌ ،
دُخانُ حَريقٍ لا يُضِيءُ لهُ جَمرُ
أمِنكِ سرَى يا شُرُّ بَرقٌ، كأنّهُ
جَناحُ فؤادٍ خافِقٍ ضَمّهُ صَدرُ
أرقتُ له ، والركبُ ميلٌ رؤوسهم ،
يَخوضونَ ضَحضاحَ الكَرى وبهم وقرُ
علاهم حليدُ الليلِ حتى كأنهمْ
بُزاة ٌ تَجَلّى في مَراقِبِها قُمرُ
إلى أن تَعَرّى النّجمُ من حُلّة ِ الدُّجى ،
وقالَ دليلُ القومِ: قد ثَقَبَ الفَجرُ
وقدّوا أديمَ القَومِ حينَ تَرَفّعَتْ
لهم ليلة ٌ أخرى كما حلقَ النسرُ
و جيشٍ كمثلِ الليلِ يسودُّ شمسهُ ،
ويَحمَرُّ من أعدائِهِ البَرُّ والبَحرُ
شَهِدتُ بِطِرْفٍ أعوَجيٍّ وطِرْفَة ٍ،
وعَضبِ حُسامِ الحَدّ في مَتنِهِ أَثرُ
و لما التقى الصفانِ فرقَ بيننا
بريقُ ضرابِ البِيضِ والأسلُ السُّمرُ
فوَلّوا، وقد ذاقوا التي يَعرِفُونَها،
فكانَ لَهم عُذرٌ، وكانَ لَنا فَخرُ
إذا ما رَكبتُ الجَونَ والسّيفُ مُنتضًى ،
فقلْ لبني حواءَ يجمعهم أمرُ
و كم من خليلٍ لم أمتعْ بعهدهِ ،
وفيتُ له بالودّ فاجتحهُ الغدرُ(9/491)
فقَدّمتُ صَفحاً عنهُ يُوجبُ شُكرَهُ،
وما كانَ لي منهُ جَزاءٌ، ولا شكرُ
وذلكَ حَظّي من رِجالٍ أعِزّة ٍ
عليّ، فإنْ أهجُرْهُمُ يَكثرِ الهَجرُ
لهم خيرُ مالي حينَ يعتلُّ مالهم ،
وسرعَة ُ نَصري حينَ يَعتَذِرُ النّصرُ
إذا جاءَنا العافي رأى في وُجوهِنا
طَلاقَة َ أيدينا، وبَشّرَهُ البِشرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقى الإلهُ سرَّ من را القطرا ،
سقى الإلهُ سرَّ من را القطرا ،
رقم القصيدة : 14928
-----------------------------------
سقى الإلهُ سرَّ من را القطرا ،
و الكرحَ والخمسَ القرى ، والجسرا
قد عجموا عودي ، وكنتُ مرا،
حُرّاً، إذا لم يَكُ حرٌّ حرّا
لا تأمنوا من بعدِ حلمٍ شرا ،
كَم غُصُنٍ أخضرَ صارَ جَمرَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا لم أجُدْ بالمالِ جادَ بهِ الدّهرُ،
إذا لم أجُدْ بالمالِ جادَ بهِ الدّهرُ،
رقم القصيدة : 14929
-----------------------------------
إذا لم أجُدْ بالمالِ جادَ بهِ الدّهرُ،
على وارِثي، والكفُّ في قبرِها صِفرُ
وكيفَ أخافُ الفَقرَ، والله ضامنٌ
لرزقي ، وهل في البخل من بعد ذا عذرُ
فخَلُّوا يَدي تُمطِرْ بوابلِ جُودِها
على الناسِ حتى يعجبَ الغيثُ والبحرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قفْ خليلي نسألْ لشرة َ دارا ،
قفْ خليلي نسألْ لشرة َ دارا ،
رقم القصيدة : 14930
-----------------------------------
قفْ خليلي نسألْ لشرة َ دارا ،
أو مَحَلاًّ منها خَلاءً قَفارَا
ألبستني سقماً أقامَ ، وسارتْ ،
و استجابتْ قلبي إليها ، فطارا
لي حبيبٌ مكذبٌ بالأماني ،
جعلَ الدهرَ موعداً وانتظارا
عَيَّرُوني بما يضَنُّ به عَـ
ـني ، فيا ليتهُ يحققُ عارا
قد شغلتِ الهوى بطولِ التجني ،
كلَّ يومٍ يؤمُّ قَلبي اعتِذارَا
ضاعَ شوقٌ إلَيكِ، لو تَعلمينَ،
باتَ بينَ الأحشاءِ يوقدُ نارا
و يناجي بناتِ نعشٍ بذكرا
كِ إذا اللّيلُ ألبَسَ الأرضَ قارَا
و سؤالي عن بلدة ٍ أنتِ فيها ،(9/492)
أتلقى من نحوكِ الأخبارا
وجهادي عَواذِلاً فيكِ لا يَبـ
ـرحنَ باللومِ غدوة ً وابتكارا
رُبّ صادٍ إلى حَديثِكِ خَلاّ
بٍ، وقد طافَ حولَ سرّي ودارَا
لو رأى مطلَعاً من الأرضِ سَهلاً
دَبّ في النّاسِ يَنفُثُ الأسرارَا
ما رأَينَا شبهاً لشُرّة َ في النّا
سِ ، فسقياً اشرة َ الأمطارا
أيّها الرّكبُ بَلّغوها سَلامي،
واتّقوا أخذَ طَرفِها السّحّارَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فكيفَ بها لا الدارُ عنها قريبة ٌ ،
فكيفَ بها لا الدارُ عنها قريبة ٌ ،
رقم القصيدة : 14931
-----------------------------------
فكيفَ بها لا الدارُ عنها قريبة ٌ ،
ولا أنتَ عَنها، آخرَ الدّهرِ، صابرُ
أبنْ لي فقد بانتْ بها مدة ُ النوى ،
أأنتَ على شيءٍ سوى الهمّ قادرُ
نعم أن يزولَ القلبُ عن مستقره
خُفوقاً، وتَنهلَّ الدّموعُ البَوادرُ
و أحيا حياة ً بعدَ سلمى مريضة ً ،
لها عاذلٌ في حبّ سلمى وعاذرُ
ألا يا عبادَ اللهِ ، هذا أخوكمُ
قَتيلٌ، فهل منكُمْ له اليومَ ثائرُ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبى القلبُ إلاّ حبَّ من هوَ هاجرُ ،
أبى القلبُ إلاّ حبَّ من هوَ هاجرُ ،
رقم القصيدة : 14932
-----------------------------------
أبى القلبُ إلاّ حبَّ من هوَ هاجرُ ،
و منْ هوَ ينساني ، ومن هوَ ذاكرُ
ومن هوَ عنّي كُلّما جئتُ مُعرِضٌ،
ومَن لا يُوافيني، ومن أنا عاذِرُ
فكيفَ بمعشوقٍ يحبُّ ويشتهى ،
أأكتُمُهُ وَجدي بهِ، أم أُهاجِرُ
وكيفَ يَراني، إن بَدا لي مَنعُهُ،
أأترُكُهُ زُهداً بهِ، أم أُكابِرُ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ظالمَ الفِعلِ، ومَظلومَ النّظرْ،
يا ظالمَ الفِعلِ، ومَظلومَ النّظرْ،
رقم القصيدة : 14933
-----------------------------------
يا ظالمَ الفِعلِ، ومَظلومَ النّظرْ،
و يا كثيباً وقضيباً وقمرْ
قُدّرْتَ لي، فحَبّذا هذا القَدَر،
و إنْ ملأتَ العينَ دمعاً وسهرْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لمّا عَلِمتَ بدأتَ بالهَجرِ،(9/493)
لمّا عَلِمتَ بدأتَ بالهَجرِ،
رقم القصيدة : 14934
-----------------------------------
لمّا عَلِمتَ بدأتَ بالهَجرِ،
و رميتني من حيثُ لا أدري
ما كنتَ تَدري كيفَ تَقتلُني،
فهجرتني ، وفطنتَ للهجرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد صادَ قَلبي قمَرُ،
قد صادَ قَلبي قمَرُ،
رقم القصيدة : 14935
-----------------------------------
قد صادَ قَلبي قمَرُ،
يَسحَرُ منهُ النّظَرُ
و قد فنيتُ بعدهُ ،
و ضاعَ ذاكَ الحذرُ
بوَجنَة ٍ، كأنّما
يَقدَحُ منها الشّرَرُ
وشارِبٍ قد هَمّ أوْ
نمّ عليهِ الشعرُ
ضعيفة ٌ أجفانهُ ،
والقَلبُ منهُ حجَرُ
كأنما ألحاظهُ
مِن فِعلِهِ تَعتَذِرُ
لم أرَ وجهاً مثلَ ذا
نَجَا علَيهِ بشَرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قالَ : أذنبتَ ، ولا أدري ،
قالَ : أذنبتَ ، ولا أدري ،
رقم القصيدة : 14936
-----------------------------------
قالَ : أذنبتَ ، ولا أدري ،
وروَى الأحزانَ في صَدرِي
لا أُطيقُ الهَجرَ أحمِلُهُ،
ضعفتْ نفسي عنِ الهجرِ
و تجنتْ بي لتغدرني ،
أنا أهواها على غَدرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بانَ الخَليطُ، ولم يُطِقْ صَبرَا،
بانَ الخَليطُ، ولم يُطِقْ صَبرَا،
رقم القصيدة : 14937
-----------------------------------
بانَ الخَليطُ، ولم يُطِقْ صَبرَا،
ووَجَدتُ طَعمَ فراقِهمْ مُرّا
و كأنما الأمطارُ بعدهمُ ،
كستِ الطلولُ غلائلاً خضرا
هل تذكرينَ ، وأنتِ ذاكرة ٌ ،
مشيَ الرسولِ إليكمُ سرا
إن يغفلوا يسرعْ لحاجتهِ ،
وإذا رأوهُ أحسنَ العُذرَا
فطنٌ يؤدي ما يقالُ لهُ ،
ويَزيدُ بعضَ حديثِنا سِحرَا
قالتْ لأترابٍ خَلَونَ بها،
و بكتْ ، فبللَ دمعها النحرا :
ما بالهُ قطعَ الوصالَ ، ولم
يسمحْ زيارة َ بيننا شهرا
يا لَيتَهُ في مَجلِسٍ معَنا،
نشكو إليهِ النأيَ والهجرا
حتى طَرَقتُ على مُخاطَرَة ٍ،
أطأُ الصوارمَ والقنا السمرا
يا ليلة ً ما كانَ أقصرها ،
لا زِلتُ أشكُرُ بعدَها الدّهرَا(9/494)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ظباءٍ غرائرِ
و ظباءٍ غرائرِ
رقم القصيدة : 14938
-----------------------------------
و ظباءٍ غرائرِ
مشبعاتِ المآزرِ
صرنَ نحوي بأعينٍ
ناعِساتِ الضّمائرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا لَيلَة ً بِتُّ فيها دائمَ السّهرِ،
يا لَيلَة ً بِتُّ فيها دائمَ السّهرِ،
رقم القصيدة : 14939
-----------------------------------
يا لَيلَة ً بِتُّ فيها دائمَ السّهرِ،
أرعَى النّجومَ، حَليفَ الهمّ والفِكَرِ
كأنّها، حينَ ذَرّ اللّيلُ ظُلمَتَهُ،
جمرٌ جلتهُ الصبا في مصطلى خضرِ
يا ويحَ قلبيَ من ريمٍ بليتُ بهِ ،
بالصّبحِ مُنتَقِبٍ، باللّيلِ مُعتَجِرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> فواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍفواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍ
فواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍفواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍ
رقم القصيدة : 14940
-----------------------------------
فواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍفواحَزَني على غفَلاتِ عيشٍ
وأيّامٍ سَلَفنَ لَنا قِصارِ
ودارٍ للمَليحَة ِ لمْ تُعَمَّرْ
لنا لذاتها بينَ الديارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إلى الله أشكو الشّوقَ، لا إن لَقيتُها
إلى الله أشكو الشّوقَ، لا إن لَقيتُها
رقم القصيدة : 14941
-----------------------------------
إلى الله أشكو الشّوقَ، لا إن لَقيتُها
يَقِلُّ، ولا إنْ بِنتُ يخُلِقُهُ الدّهرُ
مقيمٌ على الأحشاءِ قد قطعتْ بهِ ،
فساعتهُ يومٌ ، وليلتهُ شهرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما بالُ ليلي لا يرى فجرهُ ،
ما بالُ ليلي لا يرى فجرهُ ،
رقم القصيدة : 14942
-----------------------------------
ما بالُ ليلي لا يرى فجرهُ ،
وما لدَمعي دائِماً قَطرُهُ
أستَودِعُ الله حَبيباً نأى ،
ميعادُ دمعي أبداً ذكرهُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بقلبي لنارِ الهوى حجمرة ُ ،
بقلبي لنارِ الهوى حجمرة ُ ،
رقم القصيدة : 14943
-----------------------------------(9/495)
بقلبي لنارِ الهوى حجمرة ُ ،
و للشوقِ في مقلتي عبرة ُ
و أسخنَ عيني حبيبٌ نأى ،
و كانتْ لعيني بهِ قرة ُ
يقولون لي : خيرة ٌ في الفرا
قِ، فقلتُ لهم: خِيرَة ٌ مُرّة ُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربَّ ما ليَ صبرُ ،
يا ربَّ ما ليَ صبرُ ،
رقم القصيدة : 14944
-----------------------------------
يا ربَّ ما ليَ صبرُ ،
و لا لليليَ فجرُ
و حشوُ قلبيَ جمرُ ،
طالَ فَما يَقَرّ
أفسدَ دينيَ بدرُ ،
في الطرفِ منهُ سحرُ
والقَلبُ منهُ صَخرُ
كأنّ فاهُ الخمرُ
يَنبُتُ فيهِ الدُّرُّ،
وَوَعدُهُ يَغُرّ
حلوٌ، وخُلفٌ مُرُّ،
يا لَيلُ، بل يا دَهرُ
طُلتَ وطالَ الفجرُ
..............
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا هلالاً يدورُ في فلكِ الما
يا هلالاً يدورُ في فلكِ الما
رقم القصيدة : 14945
-----------------------------------
يا هلالاً يدورُ في فلكِ الما
وردِ! رِفقاً بأعيُنِ النّظّارَه
قِفْ لَنا في الطّريقِ، إن لم تزُرْنا،
وَقفَة ٌ في الطّريقِ نِصفُ الزّيارَه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا عاذلي في ليليهِ ونهاره ،
يا عاذلي في ليليهِ ونهاره ،
رقم القصيدة : 14946
-----------------------------------
يا عاذلي في ليليهِ ونهاره ،
خَلّ الهوى يَكوي المحبّ بنارِه
ويحَ المتيمِ ، ويحهُ ، ماذا على
عذالهِ من ذنبهِ ، أو عاره
يا حُسنَ أحمَدَ إذ غَدا مُتشمّراً
في قُرطَقٍ يَمشي بكأسِ عُقارِه
والغصنُ في أثوابِهِ، والدُّرُّ في
فمِه، وجِيدُ الظّبيِ في أزرارِه
لكنهُ قاسٍ كذوبٌ وعدهُ ،
نائي المَزارِ على دُنُوّ جِوارِه
ما كانَ أحذَقَني بهُجرَة ِ مِثلِهِ،
لولا مَلاحة ُ خَدّهِ وعِذارِه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> حاشا لشرة َ بل طوبى لعاشقها ،
حاشا لشرة َ بل طوبى لعاشقها ،
رقم القصيدة : 14947
-----------------------------------
حاشا لشرة َ بل طوبى لعاشقها ،
لو كانتِ الشّمسُ تحكيها أو القمرُ(9/496)
إذاً لكانَ يُرى في كلّ ما طَلَعَتْ
شِبهٌ لها، فيَقِلُّ الهَمُّ والفِكَرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أشكو غلى اللهِ هوى شادنٍ ،
أشكو غلى اللهِ هوى شادنٍ ،
رقم القصيدة : 14948
-----------------------------------
أشكو غلى اللهِ هوى شادنٍ ،
جاءَ صَباحاً زادَهُ نُورَا
إن جاءَ في الليلِ تجلى ، وإن
فكيفَ أحتالُ ، إذا زارني ،
حتى يكونَ الأمرُ مَستُورَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن يُسارِقُني النّظَرْ،
يا مَن يُسارِقُني النّظَرْ،
رقم القصيدة : 14949
-----------------------------------
يا مَن يُسارِقُني النّظَرْ،
و إذا نظرتُ إليهِ فرّ
ما لي أرى لحظاتِ عيـ
ـنكَ عندنا لا تستقرّ
إن كنتَ تبخلُ بالكلا
مِ، فلا أقَلّ من النّظَرْ
جِسمي يَقولُ بسُقمِهِ،
عندي من الحُبّ الخَبَرْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا وَجه شُرّة َ، يا أخا البَدرِ،
يا وَجه شُرّة َ، يا أخا البَدرِ،
رقم القصيدة : 14950
-----------------------------------
يا وَجه شُرّة َ، يا أخا البَدرِ،
أرَضيتَ بالإعراضِ والهَجرِ
وترَكتَني، وحجَجتَ مُعتمراً،
طُوبَى لرُكنِ البَيتِ والحَجَرِ!
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طالَ النهارُ ، فأينَ الليلُ والسهرُ ،
طالَ النهارُ ، فأينَ الليلُ والسهرُ ،
رقم القصيدة : 14951
-----------------------------------
طالَ النهارُ ، فأينَ الليلُ والسهرُ ،
إنّي لبَدري وبَدرِ اللّيلِ مُنتَظِرُ
يا طولَ شَوقي إلى نَومِ الرّقيبِ وقد
خَلا حَبيبيَ لي حتى بَدا السّحَرُ
يا قَلبِ صَبراً على يومِ الفِراقِ، فقَد
حَقّ الذي منهُ حقّاً كنتُ أنتَظِرُ
يا شوقُ خُذ من حَياتي واترُكَنّ زَما
نَ البَينِ، ما في حَياتي بعدَهم وَطَرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد سَقَتني خَمراً، ورِيقاً كخَمرِ،
قد سَقَتني خَمراً، ورِيقاً كخَمرِ،
رقم القصيدة : 14952
-----------------------------------(9/497)
قد سَقَتني خَمراً، ورِيقاً كخَمرِ،
بنتُ عشرٍ في كَفّها بنتُ عَشرِ
ذرّ في وجهها الملاحة َ ذراً ،
خالقٌ هزّ غصنها تحتَ بدرِ
مرحباً باختلاجِ جفنِ عيونٍ ،
بشرتْ عينها برؤية ِ شرّ
لكِ عندي عَتْقٌ من الدّمعِ إن صَـ
ـحّ الذي قلتهِ ، ولو بعدَ شهرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بالله! يا ذا المُقلَة ِ السّاهرَة ،
بالله! يا ذا المُقلَة ِ السّاهرَة ،
رقم القصيدة : 14953
-----------------------------------
بالله! يا ذا المُقلَة ِ السّاهرَة ،
إغفِرْ ذُنوبَ الدّمعَة ِ القاطِرَه
تهْ كيفما شئتَ علينا ، فقد
تاهتْ بك الدنيا على الآخره
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أصابتْ عينها عينٌ ، فزيدتْ
أصابتْ عينها عينٌ ، فزيدتْ
رقم القصيدة : 14954
-----------------------------------
أصابتْ عينها عينٌ ، فزيدتْ
فتوراً في الملاحة ِ وانكساراً
و صارَ لغمزها عددٌ ، إذا ما
أشارَ إليهِ لحظٌ ، أو أشارا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سلمتَ ، أميرَ المؤمنينَ ، على الدهرِ ،
سلمتَ ، أميرَ المؤمنينَ ، على الدهرِ ،
رقم القصيدة : 14955
-----------------------------------
سلمتَ ، أميرَ المؤمنينَ ، على الدهرِ ،
ولا زِلتَ فينا باقياً واسَع العُمرِ
حللتَ الثريا خيرَ دارٍ ومنزلٍ ،
فلا زالَ مَعموراً وبورِكَ من قَصرِ
فلَيسَ له، فيما بَنى النّاسُ، مُشبهٌ،
ولا ما بَناهُ الجِنُّ في سالِفِ الدّهرِ
و ما زالَ يرعاهُ الإمامُ برأيهِ ،
و بالعزّ ، والتقديم ، والنهيِ ، والأمرِ
فتمّ، فَما في الحُسنِ شيءٌ يُريدُه
لسانٌ ، ولا قلبٌ بقولٍ ولا فكرِ
سيثني عليهِ من محاسنِ قصرهِ ،
مَدائحَ لَيسَتْ من كلامٍ ولا شعرِ
يشيرُ إلى رأيٍ مصيبٍ وحكمة ٍ ،
و جودٍ لدى الإنفاقِ بالبيضِ والصفرِ
جنانٌ ، وأشجارٌ تلاقتْ غصونها
فأورقنَ بالأثمارِ والورقِ الخضرِ
ترَى الطّيرَ في أغصانهنّ هَواتِفاً،
تنقلُ من وكرٍ لهنّ إلى وكرِ
هجرتَ سواها كلَّ دارٍ عرفتها ،(9/498)
و حقّ لدارٍ غيرش داركَ بالهجرِ
وبنيانُ قَصرٍ قد علَتْ شَرَفاتُهُ،
كصَفّ نِساءٍ قد ترَبّعنَ في الأُزرِ
و أنهارُ ماءٍ كالسلاسلِ فجرتْ
لتُرضِعَ أولادَ الرّياحينِ والزَّهرِ
وميدانُ وحشٍ تركضُ الخيلُ وسطه
فيُؤخَذُ منها ما يَشاءُ على قَدرِ
إذا ما رأتْ ماءَ الثريا ونبتهُ
يَسيرُ وثوب الكَلبِ فيهنّ والصّقرِ
عَطايا إلَهٍ مُنعِمٍ كانَ عالِماً
بأنّكَ أوفَى النّاسِ فيهنّ بالشّكرِ
حكمتَ بعدلٍ لم يرَ الناسُ مثلهُ ،
وداوَيتَ بالرّفقِ الجُموحَ وبالقَهرِ
و لا بأسَ أنكى من تشبطِ حازمٍ ،
و لا درعَ أوقى للنفوسِ من العمرِ
وما زِلتَ حيَّ المُلكِ تُرجى وتُتّقى ،
وتَفترِسُ الأعداءَ بالبِيضِ والسُّمرِ
و ما ليثُ غابٍ يهدمُ الجيشَ خوفهُ ،
بمشيَة ِ وَثّابٍ على النّهيِ والزّجرِ
يَجُرُّ إلى أشبالهِ، كلَّ لَيلَة ٍ،
عقيرَة َ وحشٍ أو قَتيلاً من السَّفرِ
إذا ما رأوهُ طارَ جمعهمُ معاً ،
كما طَيّرَ النّفخُ التّرابَ عن الجَمرِ
جريٌّ أبيٌّ يحسبُ الألفَ واحداً ؛
بعيدٌ ، إذا ما كرّ يوماً ، من الفرّ
يزعزعُ أحشاءَ البلادِ زئيرهُ ،
ويُبطِلُ أبطالَ الرّجالِ من الذّعرِ
إذا ضَمّ قِرناً بَينَ كَفيهِ خِلتَهُ
يعاني عروساً في غلائلها الحمرِ
فحَرّمَ أرضَ الحائرينَ وماءَها،
فهيهاتَ من يغدو عليها ومن يَسرِي
بأجرأ منهُ حدَّ بأسٍ وعزمة ٍ ،
إذا ما نزا قلبُ الجبانِ إلى النحرِ
فكُلُّ أُناسٍ يُشهِرونَ أكُفَّهُم
دعاءً لهُ بالعزّ فيهِم وبالنّصرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عَليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنّهُ
عَليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنّهُ
رقم القصيدة : 14956
-----------------------------------
عَليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنّهُ
بمُختَلَساتِ الظنّ يَسمَعُ أو يَرَى
إذا أخذَ القرطاسَ خلتَ يمينه
تفتحُ نوراً ، أو تنظمُ جوهرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أيا موصلَ النعما ، على كلّ حالة ٍ ،
أيا موصلَ النعما ، على كلّ حالة ٍ ،
رقم القصيدة : 14957(9/499)
-----------------------------------
أيا موصلَ النعما ، على كلّ حالة ٍ ،
إليّ، قريباً كنتُ أو نازحَ الدّارِ
كمَا يَلحَقُ الغَيثُ البلادَ بسَيلِهِ،
وإنْ جادَ في أرضٍ سِواها بأمطارِ
ويا مُقبِلٌ، والدّهرُ عنّي بمعرضٍ،
يُقَسِّمُ لحمي بَينَ نابٍ وأظفارِ
و يا من يراني حيثث كنتُ بذكرهِ ،
و كم من اناسٍ لم يروني بأبصارِ
و كم نعمة ٍ للهِ في صرفِ نقمة ٍ ،
ترجى ، ومكروهٍ حلا بعدَ إمرارِ
وما كلُّ ما تَهوى النّفوسُ بنافعٍ،
وما كلُّ ما تَخشَى النّفوسُ بضرّارِ
لقَد عمَر الله الوزارَة َ باسمِهِ،
ورَدّ إلَيها أهلَها بَعدَ إقفارِ
وكانتْ زَماناً لا يَقَرُّ قَرارُها،
فلاقَتْ نِصاباً ثابِتاً غَيرَ خَوّارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
رقم القصيدة : 14958
-----------------------------------
طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
و قسا عليهِ ، فليسَ يرحمُ دهرهُ
و اللهِ ما خانتكَ سلوة ُ عينيهِ ،
وفؤادُهُ يَهوى سواكَ يَسُرُّهُ
عُذِرَ القَتيلُ بحُبّها، لكنّ مَن
قد عاشَ بعدَ فراقها ما عذره
و يقولُ لم أهجرْ ، بلى ، إذ بنتمُ ،
أوَلَيسَ يُشبِهُ بينَ صَبٍّ هجرُه
قد طالَ عَهدي بالإمامِ وأُخلِفَتْ
أسبابُ وعدٍ كادَ يدرسُ ذكره
ظلتْ تحاربني العوائقُ دونهُ ،
و تمدني ، أمدٌ طويلٌ صبره
والله يَقضِي ما يَشاءُ بخَيرِهِ،
من حيثُ لا تدري ويدري أمرهُ
ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لغرهِ ،
قسراً، وفاضَ على الجداولِ بحرُه
وكأنّما رُفعَ الحِجابُ لناظِرٍ،
عن صُبحِ ليلٍ قَد تَوَقّدَ فَجرُه
و تراهُ في ليلِ السرى وكأنه
نارٌ يقلبُ طرفهُ ويقره
و غذا بدا ملأ العيونَ مهابة ً ،
فتَظَلُّ تَسرِقُ لحظَها وتُسِرُّه
و كأنما يهتزُّ ، بينَ ثيابهِ ،
نصلٌ يلوحُ بصفحتيهِ أثره
و يجيشُ نارُ الحربِ تحتَ عقابها ،
و الموتُ في صرفِ الفوارسِ جمرهُ
و تراهُ يصغي في القناة ِ ، بكفهِ ،(9/500)
نجماً ، ونجماً في القناة ِ يجره
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تذكرَ لما ضاقَ بالهمّ صدرهُ ،
تذكرَ لما ضاقَ بالهمّ صدرهُ ،
رقم القصيدة : 14959
-----------------------------------
تذكرَ لما ضاقَ بالهمّ صدرهُ ،
و أدبرَ عنه كلُّ مولى وناصرِ
وخَلاّهُ خِلاّنُ الصّفاءِ، لما بهِ،
ولم يَرَ في البَلوى مَقاماً لصابرِ
أتاكَ امرؤٌ، فيهِ لنُعماكَ مَوضعٌ،
فعاجلهُ لا تغلبْ عليهِ ، وبادرِ
ولَستَ الفتى يَحتالُ شرُّ خِصالِه،
و تلقي لهُ آمالهُ بالمعاذرِ
لأنكَ مجبولٌ على الجودِ وحده ،
ولَستَ على بُخلٍ يُخافُ بقادِرِ
ودينُكَ أن لا تَتّقي سائِلاً بلا،
فإن قُلتَها لي فهيَ إحدى الكبائرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أميرَ المؤمنينَ، فدَتكَ نَفسي،
أميرَ المؤمنينَ، فدَتكَ نَفسي،
رقم القصيدة : 14960
-----------------------------------
أميرَ المؤمنينَ، فدَتكَ نَفسي،
لقيتَ سلامة ً ، وربحتَ أجرا
وكانتْ فُرصَة ٌ من رَيبِ دَهرٍ،
فلَم تَحفِلْ بها جَلَداً وصَبرَا
و لكني رعيتُ النجمَ خوفاً ،
وأحزاناً أُقاسيها وفِكرَا
فكادَ يَطيرُ للإشفاقِ قَلبي،
فضَمّ جَناحَهُ قَلبي وقَرّا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ذهبَ الشبابُ ، وكدرَ العمرُ ،
ذهبَ الشبابُ ، وكدرَ العمرُ ،
رقم القصيدة : 14961
-----------------------------------
ذهبَ الشبابُ ، وكدرَ العمرُ ،
في صبوة ٍ ، وعلا لكَ الأمرُ
حتى بلَغتَ السّؤالَ منهُ، فهَل
حانَ التّقى لك، وانجلى الشّكرُ
و لربما رواكَ من قبلٍ
ظبيٌ، مُجاجَة ُ رِيقِهِ خَمرُ
متلفتٌ حتى أتاكَ ، وقد
خافَ الرّقيبَ وهَزّهُ الذّعرُ
إسلمْ ، أميرَ المؤمنينَ ، ودمْ
في غِبطَة ٍ، وليَهْنِكَ النّصرُ
فلربّ حادِثَة ٍ نَهَضتَ بها،
متَقَدّماً، فتأخّرَ الدّهرُ
لَيثٌ، فَرائسُه الكُماة ُ، فما
يَبيَضُّ مِن دَمِها لهُ ظِفرُ
سحبَ الجيوشَ فكم بها فُتحَتْ
بَعدَ التّمَنّعِ بَلدَة ٌ بِكرُ
ما ردّ عن متحصنٍ يدهُ ،(10/1)
إلاّ وقَلعَتُهُ لهُ قَبرُ
مُستَأسدٌ في الحَربِ، هِمّتُهُ
قدامهُ ، والقتلُ والأسرُ
وعِقابُهُ عَدلٌ، وعَزمَتُهُ،
كالمشرفيّ ، ووعدهُ نذرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ألا أيّها الرَّبعُ الذي عَطّلَ الدّهرُ،
ألا أيّها الرَّبعُ الذي عَطّلَ الدّهرُ،
رقم القصيدة : 14962
-----------------------------------
ألا أيّها الرَّبعُ الذي عَطّلَ الدّهرُ،
عَفاكَ بُكائي فيك لم يعفُكَ القَطرُ
خليليّ إن لم تسعداني على البكا ،
فلا تكثرا لومي ، فكم يصبرُ الصبرُ
سقى اللهُ شمساً بالمخرمِ دارها ،
يَهونُ علَيها منّي العَتبُ والهَجرُ
جلتها علينا الريحُ بينَ كواعبٍ ،
و قد كتمتهنّ المقانعُ والأزرُ
فأبدتْ لنا كشحاً هضمياً ، على نقاً ،
و رمانض صدرٍ ما ليانعهِ هصرُ
أبى اللهُ إلاّ كلَّ ما سرّ أحمداً ،
وللحاسدينَ الرّغمُ والجَدعُ والعَثرُ
بهِ قرتِ الدنيا ، وفاضَ خراجها
على المَلكِ، فاستَغنى وأمكَنه القَهرُ
و لولاهُ درتْ ، بالسيوفِ وبالقنا ،
لقاحٌ معَ الهَيجاءِ، أطيارُها حُمرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أضافَ إليّ اللّيلُ طولَ تَفكُّرِ،
أضافَ إليّ اللّيلُ طولَ تَفكُّرِ،
رقم القصيدة : 14963
-----------------------------------
أضافَ إليّ اللّيلُ طولَ تَفكُّرِ،
وهَمّاً متى يُستَمطَرِ الدّمعُ يَقطرِ
وقالَ الغَواني: قد تنكّرتَ بعدَنا،
وهل دامَ ذو عَهدٍ، فلم يتَنكّرِ؟
تَعاوَدَت الأسقامُ جِسمي فلم تدعْ
لعُوّادِه غَيرِ القَميصِ المُزَرَّرِ
ألا رُبّ كأسٍ قد سَبَقتُ لشرْبِها
صَباحاً، كبازٍ همّ بالنّهضِ أقمَرِ
وقد صَغَتِ الجَوزاءُ حتى كأنّها
وراءَ نجومٍ هاوياتٍ وغورِ
صنوجٌ على رقاصة ٍ قد تمايلتْ
لتلهيَ شرباً بينَ دفٍّ ومزهرِ
وقلتُ لساقي الرّاحِ: لا تَعقِرنَّها
بماءٍ، وأحزاناً بصِرفكَ، فاعقِرِ
و لا تسقينها بنتَ عامٍ ، فإنها
كما هيَ في عُنقودِها لم تَغَيَّرِ
قريبَة ُ عَهدٍ بالغصونِ وبالثّرى ،(10/2)
و بالشربِ من ماءِ الفراتِ المفجرِ
و ليلٍ موشى بالنجومِ صدعتهُ
إلى صُبحِه صَدعَ الرّداءِ المحَبَّرِ
و يا حاسداً يكوي التهلفُ قلبهُ ،
إذا ما رآهُ عادياً وسطَ عسكرِ
تَصَفّحْ بني الدّنيا، فهل فيهمُ له
نظيرٌ تراهُ ، واجتهدِْ وتفكرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و يا حاسداً يكوي التلهفُ قلبهُ ،
و يا حاسداً يكوي التلهفُ قلبهُ ،
رقم القصيدة : 14964
-----------------------------------
و يا حاسداً يكوي التلهفُ قلبهُ ،
كما بُدِئتْ والأمرُ من بعدِه الأمرُ
خَفِ الله، إنّ الله لَيسَ بغافِلٍ،
ولا بُدّ مِنْ يُسرٍ إذا ما انتَهَى العسرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اقطَعْ وِصالي، فلَسْتَ مِنّي،
اقطَعْ وِصالي، فلَسْتَ مِنّي،
رقم القصيدة : 14965
-----------------------------------
اقطَعْ وِصالي، فلَسْتَ مِنّي،
ودُمْ على جَفوَتي، وهَجرِي
لا أشتَهي الخِلَّ عندَ عَيني،
صَديقُ وَفري عَدُوٌّ فَقرِي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> من ذممناهُ في المودة ِ أكثرْ ،
من ذممناهُ في المودة ِ أكثرْ ،
رقم القصيدة : 14966
-----------------------------------
من ذممناهُ في المودة ِ أكثرْ ،
أينَ، قل: أينَ، من جنى وتَغيّرْ
وكأنّيَ منهُ بألفِ كتابٍ
ورَسولٍ، وألفِ وعدٍ مُزَوَّرْ
و تجنى مكابراً يحسبُ الغضبا
نَ للعَفوِ كلَّ وقتٍ مُسَخَّرْ
سوفَ أُبدي لهُ وأُظهرُ تَصديـ
ـقاً ولكنني سوى ذاكَ أضمرْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أقولُ، وقد صَدّ عنّي امرُؤٌ،
أقولُ، وقد صَدّ عنّي امرُؤٌ،
رقم القصيدة : 14967
-----------------------------------
أقولُ، وقد صَدّ عنّي امرُؤٌ،
وما كنتُ بالصّدّ منهُ جَدير
كما لم أرَ النّفعَ في وَصلِهِ،
كذلكَ هجرانُهُ لا يَضِير
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و زائرٍ زارني ثقيلٍ ،
و زائرٍ زارني ثقيلٍ ،
رقم القصيدة : 14968
-----------------------------------
و زائرٍ زارني ثقيلٍ ،(10/3)
ينصرُ همي على سروري
أوجَعَ للقَلبِ من غَريمٍ
ظلَّ ملحاً على فقيرِ
بغيرِ زادٍ ولا شرابٍ ،
و لا حميمٍ ولا شعيرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> دِبسيّة ُ الاسمِ لكِـ
دِبسيّة ُ الاسمِ لكِـ
رقم القصيدة : 14969
-----------------------------------
دِبسيّة ُ الاسمِ لكِـ
ـنّ صوتها عيرِ
قَبّاضَة ٌ كلَّ أمرٍ،
كقَبضِ بازِ الطّيرِ
قالتْ لنا : كيفَ أنتم
عيني ، ونحنُ بخيرِ
أمرضتِ قلبي ، فما إن
يُطيقُ خِدمَة َ دَيرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا ما تخَلّفَ مَن قد دعَوتَ،
إذا ما تخَلّفَ مَن قد دعَوتَ،
رقم القصيدة : 14970
-----------------------------------
إذا ما تخَلّفَ مَن قد دعَوتَ،
فدعهُ وما اختارَ من أمره
و لا تشربنْ بادكارٍ له ،
ولكِنْ تَثاءَبْ على ذِكرِه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قومي إلى النّارِ لا تَعودي،
قومي إلى النّارِ لا تَعودي،
رقم القصيدة : 14971
-----------------------------------
قومي إلى النّارِ لا تَعودي،
قد فَرَّجَ الله في سُرورِي
اسمُكِ دِبسيّة ٌ، فيا ذي!
إن كنتِ دِبسيّة ً، فطيرِي
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ظَلَنا نُسقَّى سُكّراً حامضاً،
ظَلَنا نُسقَّى سُكّراً حامضاً،
رقم القصيدة : 14972
-----------------------------------
ظَلَنا نُسقَّى سُكّراً حامضاً،
غصباً على أنفسنا قسرا
و نقلنا من قصبٍ يابسٍ ،
كأننا نعملُ آجرا
وعندَنا مَن يَتَغَنّى لَنا،
كأنّهُ من فمِهِ يَخرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أرَدتُ الشُّربَ في القَمَرِ،
أرَدتُ الشُّربَ في القَمَرِ،
رقم القصيدة : 14973
-----------------------------------
أرَدتُ الشُّربَ في القَمَرِ،
وقَطعَ اللّيلِ بالسّهَرِ
و قد جمعتُ ما يلهي ،
فلَم أترُكْ ولم أذَرِ
فدَبّ الغَيمُ مُعتَمِداً،
فأخفاهُ عنِ النظرِ
فبتُّ أفورُ من غضبٍ ،
على الأحداثِ والغيرِ
وجاءَ إليّ شَيطاني،
يحرشني على القدرِ
و حاولَ كفرة ً مني ،(10/4)
و جرأني على سقرِ
فقامَ العقلُ يطفئُ عن
فؤادي جمرة َ الضجرِ
ووَلّى آيساً مِنّي،
وفُزتُ عليهِ بالظّفَرِ
ووكّلَ بي تَلامذَة ً،
فأسقَوني إلى السّحَرِ
وأبدَوا لي مَليحَ الوَجـ
ـهِ مَنقُوشاً من الشّرَرِ
تَمرّنَ في الهوَى ، وبَدا،
و حلّ مخانقَ الصورِ
فما يأتي على طلبٍ ،
و لا يعصي من الحصرِ
وأغرَوني فكانَ إلَيـ
ـهِ قد كانَ في سكري
فلما أصبحوا طاروا
إلى إبليسَ بالخَبرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مَن مُعيني على السّهَرْ،
مَن مُعيني على السّهَرْ،
رقم القصيدة : 14974
-----------------------------------
مَن مُعيني على السّهَرْ،
و على الغمّ والفكرْ
و ابلائي من شادنٍ
كبرَ الحبَّ إذ كبر
قامَ كالغُصنِ في النّقا،
يتبعُ الشمسَ بالقمرَ
غافلاً عَن بَلِيّتي،
قاتلاً لي ، وما شعر
شاطِرٌ لي مقَطِّبٌ،
فاسقُ الفعلِ والنظر
خنجريًّ اليمينِ إنْ
سِمتَهُ قُبلَة ً نَفَر
قد سَقاني المُدامَ وا
لليلُ بالصبحِ مؤتزر
و الثريا كنورِ غصـ
ـنٍ على الغربِ قد نثر
صاحِ إنْ أمكَنَتكَ
لذة ُ عيشٍ فلا تذر
و تقدمْ ، ولا تقفْ ،
فازَ بالحبّ مَن جَسَر
كم عذولٍ على الخطيـ
ـئَة ِ، والله قد غَفَر
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد حثني بالكأسِ ، أو في فجره ،
قد حثني بالكأسِ ، أو في فجره ،
رقم القصيدة : 14975
-----------------------------------
قد حثني بالكأسِ ، أو في فجره ،
ساقٍ علامة ُ دينهِ في خصره
و كأنّ حمرة َ خدهِ في لونها ،
وكأنّ طيبَ رياحِها من نَشرِه
حتى إذا صَبّ المِزاجَ تبَسّمتْ
عن ثَغرِها فحَسِبتُها عن ثَغرِه
يا ليلة ً شغلَ الرقادُ غيورها ،
عن عاشقٍ في الحبّ هتكة ُ سترِه
إنْ لم تعودي للمتيمِ مرة ً
أخرى ، فإنكِ غلطة ٌ من دهره
ما زالَ ينجزُ لي مواعدَ عينهِ ،
فمُه، وأحسَبُ ريقَه من خَمرِه
و إذا تحركَ ذعره في قلبهِ ،
قطَعَ الشّفاءَ على ضَنًى لم يُبرِه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و مختضبٍ بحثي للعقارِ ،(10/5)
و مختضبٍ بحثي للعقارِ ،
رقم القصيدة : 14976
-----------------------------------
و مختضبٍ بحثي للعقارِ ،
سقتني كفهُ ، والنجمُ سارِ
وفي يُمناهُ إبريقٌ وماءٌ،
وكأسُ الخَمرِ في يدِه اليَسارِ
فخلتُ يمينهُ لما ارقتْ
مِزاجَ الكأسِ مَمضغَة ً لضارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ربَّ يومِ سرورِ ،
يا ربَّ يومِ سرورِ ،
رقم القصيدة : 14977
-----------------------------------
يا ربَّ يومِ سرورِ ،
بالمهدِ ، زارَ قصيرِ
لو بعتهُ بسنينٍ ،
و أعمرٍ ودهورِ
و كلها في نعيمٍ ،
ما كنتُ بالمغدورِ
بَكّرْ عليَّ بكأسٍ،
فالعيشُ في التبكيرِ
أما تَرَى النّجمَ وَلّى ،
وهَمَّ بالتّغويرِ
البومَ قصفٌ وبسطٌ ،
فَسَقِّني بالكَبيرِ
من كفّ ظبيٍ مليحٍ ،
ساجي الجفونِ غريرِ
يزهو بوردة ِ خدٍّ ،
قد خدشتْ بعبيرِ
و شعرهُ من ظلامٍ ،
ووَجهُهُ من نُورِ
يُزَوِّرُ اللّحظَ في العَيْـ
ـنِ والهوى في الضميرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا أرضَ عمرٍو! جادَتكِ أمطارُ،
يا أرضَ عمرٍو! جادَتكِ أمطارُ،
رقم القصيدة : 14978
-----------------------------------
يا أرضَ عمرٍو! جادَتكِ أمطارُ،
فيكِ لقلبي ما عشتُ أوطارُ
يا طِيبَ رَيّاكِ حينَ يَبتَسِمُ الفَجْـ
ـرُ ، وفيها للروضِ أخبارُ
ومَجلِسٍ جَلّ أنْ نُشَبّهَه،
حيثُ بهِ مِزهرٌ ومِزمارُ
و زانهُ من بني العبادِ رشاً ،
بالجِيدِ، والمُقلَتَينِ سَحّارُ
ابنُ نَصارى يَدينُ دِينَهمُ،
حَدّثَ عَنهُ بذاكَ زُنّارُ
قد رَكّبَتْ كَفُّهُ مُشَعشَعَة ً،
إبريقها في الكؤوسِ هدارُ
يلمعُ فيها ، من كلّ ناحية ٍ ،
كوكبُ نورٍ إليكَ نظارُ
باكَرتُهُ، والنّجومُ غائرَة ٌ،
والصّبحُ قد حانَ منهُ إسفارُ
فظلتُ في يومِ لذة ٍ عجبٍ ،
وافى به للسعودِ مقدارُ
و قابلَ الشمسَ فيهِ بدرُ دجى ،
بأخذُ من نورها ويمتارُ
يا غصنَ بانٍ ضمتهُ منطقة ٌ ،
و جيدَ ظبيٍ حوتهث أزرارُ
تحسبُ قومي يضيعونَ دمي ،
ما ضاعَ قبلي لهاشمٍ ثارُ(10/6)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اما ترى الدهرَ لا تفنى عجائبهُ ،
اما ترى الدهرَ لا تفنى عجائبهُ ،
رقم القصيدة : 14979
-----------------------------------
اما ترى الدهرَ لا تفنى عجائبهُ ،
والدّهرُ يَمزُجُ مَعسُوراً بمَيسورِ
و ليسَ للهمّ إلاّ شربُ صافية ٍ ،
كأنّها دَمعة ٌ من عينِ مَهجورِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صبوتُ إلى الندامى والعقارِ ،
صبوتُ إلى الندامى والعقارِ ،
رقم القصيدة : 14980
-----------------------------------
صبوتُ إلى الندامى والعقارِ ،
و شربٍ بالصغارِ وبالكبارِ
و ساقي حانة ٍ يغدو علينا ،
بزنارٍ ، وأقبية ٍ صغارِ
أما وفُتورِ مُقلَة ِ بابليٍّ،
بَديعِ القَدّ ذي صُدغٍ مُدارِ
لقد فضحتْ دموعُ العينِ سري ،
وأحرَقَني هَواهُ بغَيرِ نارِ
و يخجلُ ، إذ يلاقيني ، كأني
أنقطُ خدهُ بالجلنارِ
وبَيضاءِ الخِمارِ، إذا اجتَلَتها
عيونُ الشربِ صفراءِ الإزارِ
جَموحٍ في عِنانِ الماءِ تَنزُو،
إذا ما راضَها، نَزوَ المَهاري
فضَضتُ خِتامَها عن رُوحِ راحٍ،
لها جسدانِ من خزفٍ وقارِ
تلقاها لكسرى ربُّ كرمٍ
يُعَدُّ من الفَلاسفَة ِ الكِبارِ
أقرَّ عروشها بثرى وطيءٍ ،
و أنهارٍ كحياتٍ سوارِ
وسَلّفَها العروشَ فحَمّلَتهُ
عَناقيداً كأشلاءِ الجوارِ
نَواعمَ لا تَذلُّ بوطءِ رِجلٍ،
وتَعصِرُ نَفسَها قبلَ اعتِصارِ
إذا أُلقينَ في الأطباقِ ذابَتْ،
فما ينقلنَ إلاّ بالجرارِ
فأودعها الدنانَ مصفياتٍ ،
وأسلَمَها إلى شَمسِ النّهارِ
وألبَسَها قَلانسَ مُعلَماتٍ،
و صاحبها بصبرٍ وانتظارِ
فلمّا جاوَزَتْ عشرينَ عاماً،
مُخَدَّرَة ً، وقرّتْ في قَرارِ
أُتيحَ لها من الفِتيانِ سَمحٌ،
جوادٌ لا يشحُّ على العقارِ
فأبرزها تحدثُ عن زمانٍ ،
كلمعِ الآلِ في البيدِ القفارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أسقِني الرّاحَ في شَبابِ النّهارِ،
أسقِني الرّاحَ في شَبابِ النّهارِ،
رقم القصيدة : 14981
-----------------------------------(10/7)
أسقِني الرّاحَ في شَبابِ النّهارِ،
وانفِ هَمّي بالخَندَريسِ العُقارِ
قد تولتْ زهرُ النجومِ وقد بـ
ـشّرَ بالصّبحِ طائرُ الأسحارِ
ما تَرى نِعمَة َ السّماءِ على الأر
ضِ، وشكرَ الرّياضِ للأمطارِ
و غناءَ الطيورِ ، كلَّ صباحٍ ،
و انفتاقَ الأسحارِ بالأنوارِ
فكأنّ الربيعَ يجلو عروساً ،
وكأنّا من قَطرِهِ في نِثارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومُستَبصرٍ في الغَدرِ مُستَعجِلِ القِلى ،
ومُستَبصرٍ في الغَدرِ مُستَعجِلِ القِلى ،
رقم القصيدة : 14982
-----------------------------------
ومُستَبصرٍ في الغَدرِ مُستَعجِلِ القِلى ،
بعيدٍ من العتبى قريبٍ من الهجرِ
لهُ شافعٌ في القَلبِ من كلّ زَلّة ٍ،
فليسَ بمحتاجِ الذنوبِ إلى العذرِ
تجاذبني الأطرافُ بالوصلِ والقلى ،
فتَختَصِمُ الآمالُ واليأسُ في الصَّدرِ
بنفسي سقامٌ لا يداوى مريضهُ ،
خفيٌّ على العوادِ ، باقٍ على الدهرِ
هوى باطنٌ فوقَ الهوى لجّ داؤه ،
وأعيَا على العُذّالِ في السّرّ والجَهرِ
بُليتُ بجَبّارٍ يُجَلُّ عَنِ المُنَى ،
على رأسهِ تاجٌ من التيهِ والكبرِ
قديرٌ على ما شاءَ مني مسلطٌ ،
جريٌّ على ظُلمي، أميرٌ على أمرِي
ألِفتُ الهوَى حتى قَلَتْ نَفسيَ القِلى ،
وطالَ الضّنى حتى صَبرتُ على الصّبرِ
و كرخية ِ الأنسابِ ، أو بابلية ٍ
ثوتْ حقباً في ظلمة ِ القارِ لا تسري
وكم لَيلَة ٍ للّهوِ قُصّرَ طولُها
بساقيَة ِ الكَفّينِ، والعَينُ للخَمرِ
وإنّي، وإن كان التّصابي يَحثُّني،
لأبلغُ حاجاتي ، وأجري على قدري
كريمُ ذنوبٍ إن يصبْ بعضَ لذة ٍ ،
يدَع بَعضَها فوقَ الأحاديثِ والوِزرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إذا كانَ يومي ليسَ يومَ مُدامَة ٍ،
إذا كانَ يومي ليسَ يومَ مُدامَة ٍ،
رقم القصيدة : 14983
-----------------------------------
إذا كانَ يومي ليسَ يومَ مُدامَة ٍ،
ولا يومَ فِتيانٍ، فما هوَ من عُمرِي
وإن كانَ مَعموراً بعُودٍ وقَهوَة ٍ،(10/8)
فذلكَ مسروقٌ لعمري من الدهرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إشربْ وأسقِ ابنَ بشرٍ من مشعشعة ٍ
إشربْ وأسقِ ابنَ بشرٍ من مشعشعة ٍ
رقم القصيدة : 14984
-----------------------------------
إشربْ وأسقِ ابنَ بشرٍ من مشعشعة ٍ
كأنّ في حانها نوراً بلا نارِ
دامَتْ ثَلاثينَ حولاً في معَاصرِها،
تُسامِرُ الدّهرَ في طِينٍ من القارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ولَيلَة ٍ من حَسَناتِ الدّهرِ،
ولَيلَة ٍ من حَسَناتِ الدّهرِ،
رقم القصيدة : 14985
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ من حَسَناتِ الدّهرِ،
ما ينمحي موضعها من ذكري
و ليسَ تسلوها بناتُ صدري ،
سريتُ فيها بخيولٍ شقرِ
سياطُها ماءُ السّحابِ الغُرّ،
كأنّهُ ذَوبُ لُجَينٍ يَجرِي
فلَم تَزَلْ تحتَ الظّلامِ تَسرِي،
محثوثة ً حتى بلغتُ سكري
في لَيلَة ٍ مُقمِرَة ٍ بالزّهرِ،
وشادِنٍ ضَعيفِ عَقدِ الخَصرِ
يمضي بموجٍ ويجي ببدرِ ،
يَفعَلُ باللّيلِ فِعالَ الفَجرِ
مَكحُولَة ٍ ألحاظُهُ بسِحرِ،
في خدهِ عقاربٌ لا تسري
في سُبَحٍ قد قُيّدَتْ بالقَطْرِ،
تلسعُ أحشائي وليسَ يدري
يا ليلة ً سرقتها من دهري ،
ما كنتِ إلاّ غرة ً في عمري
أما وريقٍ بارِدٍ في ثَغرِ،
شِيبا بطَعمِ عَسَلٍ وخَمرِ
ما الموتُ إلاّ الهجرُ ، أو كالهجرِ
...................
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ظللتُ بنعمى خيرِ يومٍ وليلة ٍ
ظللتُ بنعمى خيرِ يومٍ وليلة ٍ
رقم القصيدة : 14986
-----------------------------------
ظللتُ بنعمى خيرِ يومٍ وليلة ٍ
يدورُ علينا الكأسُ في فتيَة ٍ زُهرِ
يكفّ غزالٍ ذي عذارٍ وطرة ٍ ،
و صدغينِ كالقافينِ في طرفي سطرِ
لدى نرجسٍ غضٍ وسدرٍ كأنه
قدودُ جوارٍ ملنَ في ازرٍ خضرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اسكُبُوا الكأسَ إلى النّو
اسكُبُوا الكأسَ إلى النّو
رقم القصيدة : 14987
-----------------------------------
اسكُبُوا الكأسَ إلى النّو
مِ، وخَيلُ اللّهوِ تَجرِي(10/9)
إن يكن لا بدّ نَومٌ،
فاعذِروا النّومَ بسُكرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا رُبّ لَيلٍ قد نَعِمتُ به،
يا رُبّ لَيلٍ قد نَعِمتُ به،
رقم القصيدة : 14988
-----------------------------------
يا رُبّ لَيلٍ قد نَعِمتُ به،
يسعى عليّ بكأسهِ البدرُ
في نَرجسٍ غَضٍّ نَواظرُه،
بينَ الجفُونِ عُيونُها صُفرُ
فإذا النّميمة ُ للرّياحِ جرَتْ
ما بينهنَ وخانها الصبرُ
ظلتْ لمعتنقٍ ، ومفترقٍ ،
يدني الرضى ويساعدُ الهجرُ
ملأتَ مداهنها ثرى ، فترى
أعناقها من ثقلهِ صغرُ
أبدى الربيعُ لصوب وابلها ،
سرَّ البلادِ ، فبطنها ظهرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أتاك الرّبيعُ بصَوبِ البُكَرْ،
أتاك الرّبيعُ بصَوبِ البُكَرْ،
رقم القصيدة : 14989
-----------------------------------
أتاك الرّبيعُ بصَوبِ البُكَرْ،
و رفَّ على الجسرِ بردُ السحرْ
وجَفّتْ على المَرءِ أثوابُه،
إذا راحَ في حاجَة ٍ أو بَكَرْ
و نقرتِ الأرضُ عن جوهرٍ ،
فمنتظمٍ منهُ ، أو منتثرْ
و قد عدلَ الدهرُ ميزانهُ ،
فلا فيهِ حَرٌّ ولا فيهِ قُرّ
و شربٍ سبقهمُ ، والصبا
حُ في وكرهِ واقعٌ لم يطرْ
كأنّهُمُ نَثَروا بَينَهمْ
حريقاً، فأيديهِمُ تَستَعِرْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أفي رَدّ كأسِ الخمرِ عنّي، فلا خَمرَا
أفي رَدّ كأسِ الخمرِ عنّي، فلا خَمرَا
رقم القصيدة : 14990
-----------------------------------
أفي رَدّ كأسِ الخمرِ عنّي، فلا خَمرَا
عقاربها دبتْ عليّ ، ولا وزرا
و بدلتُ منها ، بعدَ بيضاءَ غضة ٍ ،
بأسودَ لونٍ كالحٍ حالكٍ مرا
كأنّ النّدامى حينَ كَظّوا بشُربِه،
مَحابرُ ورَّاقينَ قد مُلِئتْ حِبرَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ونَديمٍ قَمَرَتْهُ،
ونَديمٍ قَمَرَتْهُ،
رقم القصيدة : 14991
-----------------------------------
ونَديمٍ قَمَرَتْهُ،
غفلة ُ الكأسِ العقارْ
لم يزلْ ليلتهُ في
فَلَكِ السُّكرِ يُدارْ
قَهوَة ٌ سرُّ القَذى منْـ(10/10)
ـها لعَينيكَ جُبارْ
فترَى كاساتِها تَقـ
ـدَحُ فيهنّ الشَّرارْ
وكَساها الماءُ شَيباً،
لم يكنْ فيهِ وَقارْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> شربنا بالصغيرِ ، وبالكبيرِ ،
شربنا بالصغيرِ ، وبالكبيرِ ،
رقم القصيدة : 14992
-----------------------------------
شربنا بالصغيرِ ، وبالكبيرِ ،
ولم نَحفِلْ بأحداثِ الدّهورِ
وقد ركضَتْ بنا خَيلُ المَلاهي،
وقد طِرنا بأجنحَة ِ السّرورِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وفتيانِ لَهوٍ غَدَوا للصَّبو
وفتيانِ لَهوٍ غَدَوا للصَّبو
رقم القصيدة : 14993
-----------------------------------
وفتيانِ لَهوٍ غَدَوا للصَّبو
حِ ، وقد قدحَ الليلُ فجراً وأورى
ندامى ، فلا ذا يماري لذا ،
ولا ذاكَ يَجلِسُ عن ذاكَ دورَا
بدَيرِ المَطيرَة ِ نُقرَى المُدا
مَ لدى القَسّ لمّا أتَيناهُ زَورَا
كأنّ خَراطيمَها، في الزّجاجِ،
خراطيمُ فحلٍ ينقينض ثورا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ضحكَ الوردُ في قفا المنثورِ ،
ضحكَ الوردُ في قفا المنثورِ ،
رقم القصيدة : 14994
-----------------------------------
ضحكَ الوردُ في قفا المنثورِ ،
و استرحنا من رعدة ِ المقرورِ
و استطبنا المقيلَ في بردِ ظلٍّ ،
و شممنا الريحانَ بالكافورِ
فالرحيلَ الرحيلَ يا عسكرَ اللـ
ـذّاتِ في كلّ روضة ٍ وغَديرِ
وامزُجِ النّبتَ، وامزُجِ الرّاحَ بالثّلـ
ـجِ، وإطفىء بالماءِ نارَ الهَجيرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اذهبْ إلى بَيتِ عَذرَه،
اذهبْ إلى بَيتِ عَذرَه،
رقم القصيدة : 14995
-----------------------------------
اذهبْ إلى بَيتِ عَذرَه،
و متعِ النفسَ قطره
واصرِفْ من الهَمّ يوماً،
و اطفرْ إلى اللهوِ طفره
في مجلسٍ فوقَ نهرٍ ،
فيهِ لعَينَيكَ قُرّه
تخالُ كلَّ مليحٍ ،
قد صفّ في الوجهِ طره
مِمّنْ يُجيبُ بشَرطٍ،
أو من يجودُ بمره
وقد عَلا جانبَيهِ،
وقد تَجاوَزَ قَدرَه
و الهرُ يعملُ في كـ
ـلّ مَوضِعٍ فيهِ سِرّه(10/11)
يَسقي رياضَ جِنانٍ،
يَرنُو بأحداقِ زَهرَه
كأنّه رَقمُ وَشْيٍ
بصفرة ٍ وبحمره
كأنّها، حينَ مُجَّتْ
في الكأسِ، رِيقة ُ خَمرَه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سَقياً لدارٍ بنَهرِ الكَرخِ، من دارِ،
سَقياً لدارٍ بنَهرِ الكَرخِ، من دارِ،
رقم القصيدة : 14996
-----------------------------------
سَقياً لدارٍ بنَهرِ الكَرخِ، من دارِ،
ترَكتُ فيها لُباناتي وأوطارِي
مِن عَهدِ عامَينِ لم أُلْمِمْ بساحَتِها،
دارتْ عليها رحى الدنيا بأطوارِ
كم فيكِ يا دارُ من عصرٍ لهوتُ به ،
يا لَيتَهُ ليَ من عُمري بأعصارِ
يَرَونَ فيها الظّباءَ الأُدمَ سانحَة ً،
يشبهنَ شراً بأعناقٍ وأبصارِ
ثمّ التَفَتُّ إلى شَيبي، فذكّرَني
حلمي ، فأبتُ إلى يأسٍ وإقصارِ
كأنني ، وقتودي فوقَ ذي جددٍ ،
مُبَكِّرٌ بَينَ إظلامٍ وإسفارِ
فراعني صائحٌ يعدو بأكلبة ٍ
مطوقاتٍ بأسيارٍ وأوتارِ
من كلّ خالي النحضِ محتبلٍ ،
يطالبُ الشرَّ في أطواقه ، ضاري
كم سخطة ٍ بتُّ أخفيها عليهِ ، كما
تخفي الحجارة ُ فيها مسكنَ النارِ
ألا سبيلٌ إلى وافٍ أواصلهُ ،
فقد تَجَنّبَ وُدّي كلُّ غَدّارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا نَفسِ صَبراً صَبرَا،
يا نَفسِ صَبراً صَبرَا،
رقم القصيدة : 14997
-----------------------------------
يا نَفسِ صَبراً صَبرَا،
أما عرفتِ الدهرا
لله منّيَ قَلبٌ،
يَقري البَلايا شُكرَا
يا رُبّ لَيلٍ قاسٍ،
كأنّ عليَّ قرا
سريتهُ بعيني ،
حتى رأيتُ الفجرا
كأنّما سَناهُ
أطارَ عَنّيَ نَسرَا
واستَجمعَتْ هُمومي،
حتى ملأنَ الصدرا
ذاقَتْ من الأعادي
عينايَ لحظاً مرا
ضاعَ الوَفاءُ منهمْ،
وأضمَروا لي الغَدرَا
يا نَفسِ لي بقَومٍ
كانوا كراماً زهرا
مَضَوا بخَيرِ عُمري،
وتركوا لي الشّرّا
ولم أجِدْ إذْ ماتُوا،
لي في الحياة ِ عذرا
عاشُوا بخَيرِ عَصرٍ،
سَقياً لذاكَ عَصرَا
نبئتث أنّ قومي
قد دَفَنوا لي مَكرَا
فابتَلَعَ المَطايا،
فاستعجلوا بي القبرا(10/12)
ردوا ردائي لما
رأوا بقائي فخرا
كأنّهمْ بيَومي،
فلا تَحثّوا العُمرَا
هل للأغَرّ ذَنبٌ،
إن لم يَكونوا غُرّا
أغمَدتُ عَنكُمُ سَيفي،
وقد مَلَكتُ النّصرَا
صيانَة ً وعَطفاً،
لرحمي، وغَفرَا
و ليسَ كلُّ وقتٍ
يُطفىء ُ ماءٌ جَمرَا
أأنْ ألمّ دهرٌ ،
جاءَ بكم وسُرّا
كَفّرتمُ كريماً،
حنّ لكم ودرا
أتعبتمُ يديهِ ،
بالقَلَباتِ دَهرَا
و مهمهٍ رحيبٍ
ظمآنَ يُضني السَّفرَا
يَخطِرُ في فلاة ٍ،
موجُ السحابِ خطرا
خاضُوا الظّلامَ بَعدي،
معَ الحداة ِ شهرا
كم من عبيدِ دارٍ ،
ظعنتُ عنهمُ حرا
ذا خلقٍ كريمٍ ،
لم يُبقِ فيهم عَقرَا
ونَسَبٍ صَحيحٍ،
خاضوا الظلامض بعدي ،
و كنتُ فيهم فجرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سأرحلُ عنكم لا جواداً بعبرةس ،
سأرحلُ عنكم لا جواداً بعبرةس ،
رقم القصيدة : 14998
-----------------------------------
سأرحلُ عنكم لا جواداً بعبرةس ،
و أصبحُ عنكم سالياً فارغَ الذكرِ
و أركبُ ظهرَ الأرضِ أو بطنَ لجة ٍ
مهملجة ٍ لا تشتكي خببَ السفرِ
إذا اضطربتْ تحتَ الرياحِ رأيتها
كاحشاءِ منحوتِ الفؤادِ من الذعرِ
يريكَ بعذبِ الماءِ صفوَ ترابها ،
ويُعْطيكَ سِرَّ الأَرضِ والأرضُ لا تدري
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أغتدي عل الجيادِ الضمرِ ،
قد أغتدي عل الجيادِ الضمرِ ،
رقم القصيدة : 14999
-----------------------------------
قد أغتدي عل الجيادِ الضمرِ ،
و الصبحُ في طرة ِ ليلٍ مسفرِ
كأنهُ غرة ُ مهرٍ أشقرِ ،
والوَحشُ في أوطانِها لم تُعذَرِ
جلا لنا وجهَ الثرى عن منظرِ
كالعَصبِ أو كالوَشْيِ أو كالجَوهرِ
من أبيَضِ وأحمَرٍ وأصفَرِ،
و طارفٍ أجفانهُ لم ينظرِ
تخالهُ العينُ فماً لم يغفرِ ،
و فاتقٍ كادَ ولم ينورِ
كأنّهُ مُبتَسِمٌ لم يَكشِرِ،
و أدمعُ الغدرانِ لم تكدرِ
و الروضُ مغسولٌ بليلٍ ممطرِ ،
كأنّهُ دراهمٌ في مَنشَرِ
أو كتفسيرِ مصحفٍ مفسرِ ،
و الشمسُ في غصحاءِ جوٍ أخضرِ
كدَمعَة ٍ جارِية ٍ في مَحجِرِ،(10/13)
تسقى عقاراً كالسراجِ الأزهرِ
مدامة ً تعقرُ إنْ لم تعقرِ ،
تُديرُها كفُ غَزالٍ أحوَرِ
ذي طُرَّة ٍ عاطرَة ٍ كالعَنبَرِ،
تُخبِرُ عَيناهُ بعشقٍ مُضمَرِ
يعلمُ الفجورض من لم يفجرِ ،
و يذعرُ الصيدَ ببازٍ أقمرِ
كأنهُ في جوشنٍ مزررِ ،
ذي مُقلَة ٍ تَسرَحُ فوقَ المَحجِرِ
كأنّهُ رقٌ خَفيُّ الأسطُرِ،
وذَنَبٌ كالمُنصُلِ المُذَكَّرِ
شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> تبدين مثل المستحيل
تبدين مثل المستحيل
رقم القصيدة : 150
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
آخر عباراتي وداع ..وآخر مشاويري رحيل
جيتك وبي لفحة ضما واقفيت كبدي ناشفه
اصعب كلام أصعب خبر صرخه عقب صمت طويل
مثل الهدوء اللي سبق لحظة هبوب العاصفه
وأنتي بمتناول يدي ... تبدين مثل المستحيل
في عشرتك صوت العقل يقتل طموح العاصفه
الحب ماهو كل شي إليا وقف حظٍ بخيل
قلوبنا مثل العسل بس الظروف مخالفه
لاللندم ..لاللعتب .. أوشي من هذا القبيل
وانتي ماجا منك خطا حتى تقولي اسفه
من غير ليه .. استسلمي ..واستلهمي صبرٍجميل
ولاتسأليني وش جرى مالك بطول السالفه
قولي لهم ياعزوتي ماعابنا موت النخيل
اللي يوافيها الأجل وتموت لكن واقفه
آخر عباراتي وداع آخر مشاويري رحيل
جيتك وكبدي ناشفه واقفيت كبدي ناشفه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا صيدَ إلاّ بوترْ ،
لا صيدَ إلاّ بوترْ ،
رقم القصيدة : 15000
-----------------------------------
لا صيدَ إلاّ بوترْ ،
أصفَرَ مَجدولٍ، مُمَرّ
إنْ مَسّهُ الرّامي نَخَرْ،
ذي مُقلَة ٍ تَبكي مَدَرْ
صنعة ُ بارٍ مقتدرْ ،
دام علَيها فمَهَرْ
فجِئنَ أمثال الأُكَرْ،
لم يختلفنَ في الصورْ
بصغرٍ ، ولا كبرْ ،
أشبهِ طِينٍ بحَجَرْ
يودعنَ أمثالَ السررْ ،
ثمّ يطرنض كالشررْ
إلى القلوبِ والثغرْ ،
لما غدونَ بسحرْ
واللَّيلُ مُسْوَدُّ الطُّرَرْ،
يَأخُذُ أَرْضاً وَيَذَرْ
وَلاحَ صُبحٌ وَاشتَهَرْ،
جاءتْ صفوفاص وزمرْ(10/14)
سوانحاً بيضَ الغررْ ،
يطلبنض ما شاءَ القدرْ
روضاً جَديداً ونَهَرْ،
و هنّ يسألنَ النظرْ
مَا عِندَهُ مِنَ الخَبَرْ،
فقامَ رامٍ فابتدرْ
وترَ قوساً وحسرْ ،
إذا رَمَى الصّفَّ انتَشَرْ
هولض عوداً قد نخرْ ،
فبينَ هاوٍ منحدرْ
وصائحٍ على خَطَرْ،
وذي جَناحٍ منكَسِرْ
وارتاحَ مِنْ حُسنِ الظّفَرْ،
و مسهُ جنُّ الأشرْ
وقُلنَ إذ حقَّ الأثَرْ،
وجدّ رميٌ ، فاستمرّ
ما هكَذا رَميُ البَشَرْ،
صارَ حصى الأرضِ مدرْ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سقَى المَطيرَة َ ذاتَ الظّلّ والشَجَرِ
سقَى المَطيرَة َ ذاتَ الظّلّ والشَجَرِ
رقم القصيدة : 15001
-----------------------------------
سقَى المَطيرَة َ ذاتَ الظّلّ والشَجَرِ
و ديرض عبدونَ هطالٌ منَ المطرِ
فطالَمَا نبّهَتني للصَّبوحِ بها،
في غُرّة ِ الفَجرِ، والعصفورُ لم يَطِرِ
أصواتُ رُهبانِ ديرٍ في صَلاتِهِمُ،
سودِ المدارعِ نعرينَ في السحرِ
مُزَنَّرينَ على الأوساطِ قَد جَعَلوا
على الرّؤوسِ أكاليلاً من الشَّعَرِ
كم فيهمُ من مليحش الوجهِ مكتحلٍ
بالسّحرِ يُطبِقُ جَفنَيهِ على حَوَرِ
لاحظتهُ بالهوى حتى استقاد لهُ
طوعاً، وأسلَفَني الميعادَ بالنّظَرِ
و جاءني في قميصِ الليلِ مستتراً ،
يستعجلُ الخطوَ من خوفٍ ومن حذرِ
فقُمتُ أفرشُ خَدّي في الطّريقِ لهُ
ذُلاًّ، وأسحبُ أذيالي على الأثَرِ
ولاحَ ضَوءُ هِلالٍ، كادَ يَفضَحُنا،
مثلِ القلامة ِ قد قدتْ من الظفرِ
فكانَ ما كانَ مما لستُ أذكرهُ ،
فظنّ خيراً ولا تسألْ عن الخبرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مَن تَبَجّحَ في الدّنيا وزُخرُفِها،
يا مَن تَبَجّحَ في الدّنيا وزُخرُفِها،
رقم القصيدة : 15002
-----------------------------------
يا مَن تَبَجّحَ في الدّنيا وزُخرُفِها،
كنْ من صروفِ لياليها على حذرِ
و لا يغرنكَ عيشٌ إن صفا وعفا ،
فالمرءُ من غررِ الأيامِ في غررِ
إنّ الزمانَ ، إذا جربتَ خلقتهُ ،(10/15)
مقسمُ الأمرِ بينَ الصفوِ والكدرِ
كَم قد أغارَ قُوى حَبلٍ لغادِرِهِ،
لما أغارَ عليهِ ، واهيَ المررِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّما التّفاحُ لمّا بَدا،
كأنّما التّفاحُ لمّا بَدا،
رقم القصيدة : 15003
-----------------------------------
كأنّما التّفاحُ لمّا بَدا،
يرفلُ في أثوابهِ الحمرِ
شهدٌ بماءِ الوردِ مستودعٌ
في اكرٍ من جامدِ الخمرِ
كأنّنا حينَ نُحَيّا بهِ
نستنشقُ الندَّ من الخمرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنعمْ بتينٍ طابَ طعماً واكتسى
أنعمْ بتينٍ طابَ طعماً واكتسى
رقم القصيدة : 15004
-----------------------------------
أنعمْ بتينٍ طابَ طعماً واكتسى
حُسناً وزانَ مَخرجاً من مَنظَرِ
في بَردِ ثَلجٍ، في نقَا تِبرٍ ، وفي
ريحِ العَبيرِ وطيبِ طَعمِ السُكّرِ
يحكي، إذا ما صُبّ في أطباقِهِ،
خِيَماً ضُرِبْنَ مِنَ الحَريرِ الأحمَرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و لما دفنا جسمهُ في ترابه ،
و لما دفنا جسمهُ في ترابه ،
رقم القصيدة : 15005
-----------------------------------
و لما دفنا جسمهُ في ترابه ،
جعَلتُ صَميمَ القلبِ منّي له قَبرَا
و تربته سرَّ الفؤادِ ، وكلما
هممتُ بأنْ أنساهُ جدد لي ذكرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عليك بحسن الصبر في كل كوردٍ
عليك بحسن الصبر في كل كوردٍ
رقم القصيدة : 15006
-----------------------------------
عليك بحسن الصبر في كل كوردٍ
من الأكرم تحظى بحسن المصادر
ولا تَفزَعَنْ من كلّ شيءٍ مُفَزِّعٍ،
فما كلُّ تَربيعِ النّجومِ بضائِرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إن كُنتَ قد بُلّغتَ عنّي سُبّة ً،
إن كُنتَ قد بُلّغتَ عنّي سُبّة ً،
رقم القصيدة : 15007
-----------------------------------
إن كُنتَ قد بُلّغتَ عنّي سُبّة ً،
فالذّنبُ فيهِ للعَدوّ المُفترِي
أو خيلوا لكَ أنّ عهدي أبترٌ ،
فالحرُّ لا يرضى بعهدٍ أبترِ
طبعي كطبعِ المشتري ما فيهِ من(10/16)
شوبٍ ، فهل من مشترِ للمشتري
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومِنطَقَة ٍ شُدّتْ بخَصرِ مُعَذّبي،
ومِنطَقَة ٍ شُدّتْ بخَصرِ مُعَذّبي،
رقم القصيدة : 15008
-----------------------------------
ومِنطَقَة ٍ شُدّتْ بخَصرِ مُعَذّبي،
و قالتْ لهذا الشدّ : لستُ أحورُ
و قد ضاعَ مني الخصرُ من فوقِ ردفهِ ،
ولا عَجَبٌ أنّي عَليهِ أدُورُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و قالوا : لمْ بكيتَ دماً ودمعاً ،
و قالوا : لمْ بكيتَ دماً ودمعاً ،
رقم القصيدة : 15009
-----------------------------------
و قالوا : لمْ بكيتَ دماً ودمعاً ،
وقد لاقَيتَ بعد العُسرَ يُسرَا
فقلتُ : لفرحتي برضاهُ عني
بكيتُ عليهِ ياقوتاً ودرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لا غَروَ إن أصبَحتْ خِيلانُ وَجنته
لا غَروَ إن أصبَحتْ خِيلانُ وَجنته
رقم القصيدة : 15010
-----------------------------------
لا غَروَ إن أصبَحتْ خِيلانُ وَجنته
جمراً ، فقد مسها من خده نارُ
آياتُ حسنٍ بخديهِ مسطرة ٌ ،
لها من الخالِ أخماسٌ وأعشارُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عانيتُ حبة َ خالهِ ،
عانيتُ حبة َ خالهِ ،
رقم القصيدة : 15011
-----------------------------------
عانيتُ حبة َ خالهِ ،
في رَوضة ٍ مِن جُلَّنارِ
فغَدا فؤادي طائراً،
واصطادَهُ شَرَكُ العِذارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كأنّما اللّيمونُ لمّا بَدا
كأنّما اللّيمونُ لمّا بَدا
رقم القصيدة : 15012
-----------------------------------
كأنّما اللّيمونُ لمّا بَدا
للعَينِ في أوراقِهِ الخُضرِ
مداهنٌ من ذهبٍ أطبقتْ
على زكيّ المِسكِ والخمرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قُم نَصطَبحْ فلَيالي الوَصلِ مُقمِرة ٌ،
قُم نَصطَبحْ فلَيالي الوَصلِ مُقمِرة ٌ،
رقم القصيدة : 15013
-----------------------------------
قُم نَصطَبحْ فلَيالي الوَصلِ مُقمِرة ٌ،
كأنّها باجتماعِ الشّملِ أسحارُ(10/17)
و الهرُ في غفلة ٍ نامتْ حوادثهُ ،
و نبهتنا إلى اللذاتِ أوتارُ
أمَا تَرَى أربعاً للّهوِ قد جُمِعَتْ:
جُنكٌ، وعُودٌ، وقانونٌ، ومِزمارُ
فخُذْ بحَظّ من الدنيا، فلَذّتُها
تفنى ، ويبقى رواياتٌ وأخبارُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أهلاً بزائرِ عامٍ مرة ً أبداً ،
أهلاً بزائرِ عامٍ مرة ً أبداً ،
رقم القصيدة : 15014
-----------------------------------
أهلاً بزائرِ عامٍ مرة ً أبداً ،
لو كان من بَشَرٍ قد كانَ عَطّارَا
كأنما صبغتهُ وجنتا خجلٍ ،
قد حَلّ عَقدَ سراويلٍ وأزرارَا
فلو رآهُ حبيسٌ فوقَ صومعة ٍ ،
لقَال: في مثلِ هذا فادخلوا النّارَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و أشجارُ نارنجٍ كأنذ ثمارها
و أشجارُ نارنجٍ كأنذ ثمارها
رقم القصيدة : 15015
-----------------------------------
و أشجارُ نارنجٍ كأنذ ثمارها
حِقاقُ عَقيقٍ قد مُلِئنَ مِنَ الدُّرِّ
مطالعها بينَ الغصونِ كأنها
خخدودُ عذارى في ملاحفها الخضر
أتَتْ كلَّ مُشتاقٍ برَيّا حَبيبِهِ،
فهاجتْ له الأحزانَ من حيثُ لا يدري
العصر العباسي >> ابن المعتز >> من لامني اليومَ في سكرٍ فلا عذرا ،
من لامني اليومَ في سكرٍ فلا عذرا ،
رقم القصيدة : 15016
-----------------------------------
من لامني اليومَ في سكرٍ فلا عذرا ،
هاتِ الكبيرَ وغيري فاسقِ ما صغرا
غدتْ منكرة ً للمزنِ فاحتجبتْ
شمسُ النهارِ ولم نعرفْ لها خبرا
حتى اذا ثَقُلَتْ حَملاً، وما بقِيَتْ
أرضٌ ببغدادَ إلاّ ترتجي مطرا
واغرَورقَتْ لانسِكابِ الماء مُقلَتُها،
جاءَتْ بثَلجٍ كوَردٍ أبيضٍ نُثِرَا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> و ظاهرة ٍ في نصفِ شهرٍ لمن يرى ،
و ظاهرة ٍ في نصفِ شهرٍ لمن يرى ،
رقم القصيدة : 15017
-----------------------------------
و ظاهرة ٍ في نصفِ شهرٍ لمن يرى ،
ولكنّها مكتومة ٌ آخرَ الشّهرِ
تَداخَلُ في ليلِ المِحاقِ بِمِثلِهِ،
وتَضحَكُ عن دُرٍّ وتَسقيك من خمرِ(10/18)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا مسكة َ العطارِ ،
يا مسكة َ العطارِ ،
رقم القصيدة : 15018
-----------------------------------
يا مسكة َ العطارِ ،
و خالَ وجهِ النهارِ
و لعبة ً أحكمتها
عناية ُ النجارِ
من آبنوسٍ تسمى
باليمنِ بينَ الجواري
و أطيبَ الناسِ ريقاً
لمغتدٍ ، ولسارِ
وليسَ ذا بعَجيبٍ،
وليسَ في ذا تَمارِي
لا تشربِ الخمرَ إلاّ
مبزولة ً من قارِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> زُفّتْ إلى الرّوضِ، وهوَ يأمُلُها،
زُفّتْ إلى الرّوضِ، وهوَ يأمُلُها،
رقم القصيدة : 15019
-----------------------------------
زُفّتْ إلى الرّوضِ، وهوَ يأمُلُها،
و جنحُ ليلٍ كالقارِ معنكرِ
سحَابَة ٌ، والبروقُ تُحرِقُها،
كَشاطِرٍ بالسِّماطِ يَعتَوِرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> اما ترى النرجسَ المياسَ يلحظنا
اما ترى النرجسَ المياسَ يلحظنا
رقم القصيدة : 15020
-----------------------------------
اما ترى النرجسَ المياسَ يلحظنا
ألحاظَ ذي فَرَحٍ بالعَتب مَسرورَ
كأنّ أحداقها في حسنِ صورتها ،
مداهنُ التبرِ في أوراقِ كافورِ
كأن طَلّ النّدى فيهِ لمُبصِرِهِ
دَمعٌ تَرَقرَقَ من أجفانِ مَهجورِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> مقفرة الربع لجّ هاجرها
مقفرة الربع لجّ هاجرها
رقم القصيدة : 15021
-----------------------------------
مقفرة الربع لجّ هاجرها
عامرها موحش وغامرها
ينتحب القوم في منازلها
كأن أوطانها مَقابِرُها
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ما ذُقت طَعمَ النّوى لو تَدري،
ما ذُقت طَعمَ النّوى لو تَدري،
رقم القصيدة : 15022
-----------------------------------
ما ذُقت طَعمَ النّوى لو تَدري،
كأنّ جنبيَّ على جمرِ
في قمرٍ مشرقٍ نصفهُ ،
كأنّهُ مَحرَقَة ُ العِطرِ
فريسة ٌ للبقّ منهوشة ٌ ؛
قد ضعفتْ كفي عن النصرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> عيونٌ كسَاها الغيثُ ثوباً من الهَوَى ،
عيونٌ كسَاها الغيثُ ثوباً من الهَوَى ،(10/19)
رقم القصيدة : 15023
-----------------------------------
عيونٌ كسَاها الغيثُ ثوباً من الهَوَى ،
فأجغانها بيضٌ ، وأحداقها حمرُ
إذا شمها المشتاقُ خالَ نسيمها
سَحيقاً من الكافورِ شِيبَ بهِ الخَمرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> هذا الحمارُ من الحَميرِ حِمارُ،
هذا الحمارُ من الحَميرِ حِمارُ،
رقم القصيدة : 15024
-----------------------------------
هذا الحمارُ من الحَميرِ حِمارُ،
ناحتْ عليهِ حلية ٌ وعذارُ
فكانما الحركاتُ منهُ سواكنٌ ،
و كأنما إقبالهُ إدبارُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> رَعَى شَهرَينِ بالدّيرِ
رَعَى شَهرَينِ بالدّيرِ
رقم القصيدة : 15025
-----------------------------------
رَعَى شَهرَينِ بالدّيرِ
قباباً كالطواميرِ
يقبلنَ إلى الذعرِ
عيوناً كالقواريرِ
وآذانٌ سَميعاتٌ
كأصنافِ الكَواريرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا ليلة ً نسيَ الزمانُ بها
يا ليلة ً نسيَ الزمانُ بها
رقم القصيدة : 15026
-----------------------------------
يا ليلة ً نسيَ الزمانُ بها
أحداثهُ ، كوني بلا فجرِ
راحَ الزمانُ ببدرها ووشتْ
فيها الصبا بمواقعِ القطرِ
ثمّ انقضتْ ، والفجرُ يتبعها
في حيثُ ما سقَطتْ من الدّهرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> ومُزنَة ٍ جادَ من أجفانِها المَطرُ،
ومُزنَة ٍ جادَ من أجفانِها المَطرُ،
رقم القصيدة : 15027
-----------------------------------
ومُزنَة ٍ جادَ من أجفانِها المَطرُ،
فالروضُ منتظمٌ ، والقطرُ منتثرُ
ترى مواقعها في الأرضِ لائحة ً
مثلَ الدراهمِ تبدو ، ثمّ تستترُ
ما زالَ يلطمُ خدَّ الأرضِ وابلها ،
حتى رَقَتْ خدَّها الغُدرانُ والخُضَرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> كم قد قطعتُ إليكَ من ديمومة ٍ ،
كم قد قطعتُ إليكَ من ديمومة ٍ ،
رقم القصيدة : 15028
-----------------------------------
كم قد قطعتُ إليكَ من ديمومة ٍ ،
نطفُ المياهِ بها سوادُ الناظرِ(10/20)
في ليلة ٍ فيها السماءُ مُرِزَّة ٌ،
سوداءُ، مُظْلِمَة ٌ كقلبِ الكافِرِ
والبرقُ يَخطَفُ من خِلالِ سَحَابِها
خطفَ الفؤادِ لموعدٍ من زائرِ
والغَيثُ مُنَهلٌّ يَسُحُّ، كأنّهُ
دَمعُ المُودِّعِ إثرَ إلفٍ سائرٍ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أختانِ : إحداهما إذا انتحبتْ
أختانِ : إحداهما إذا انتحبتْ
رقم القصيدة : 15029
-----------------------------------
أختانِ : إحداهما إذا انتحبتْ
تبكي كباكٍ بدمعة ٍ حرى
وما بها صَبَوة ٌ ولا حَزَنٌ،
تضحكُ منها لدمعها الأخرى
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وأسوَدَ في كفِّ مَجدولة ٍ
وأسوَدَ في كفِّ مَجدولة ٍ
رقم القصيدة : 15030
-----------------------------------
وأسوَدَ في كفِّ مَجدولة ٍ
لَطيفٍ لهُ خِلقَة ٌ مُنكَرَه
إذا استَودَعَتْ سرَّها عندَه،
فأحسنُ ما فيهِ أن يظهره
العصر العباسي >> ابن المعتز >> لم تَمُتْ أنتَ إنّما ماتَ مَن لم
لم تَمُتْ أنتَ إنّما ماتَ مَن لم
رقم القصيدة : 15031
-----------------------------------
لم تَمُتْ أنتَ إنّما ماتَ مَن لم
يُبقِ في المَجَدِ والمحَامدِ ذِكرَا
لَستُ مُستَسقياً لقَبرِكَ غَيثاً،
كيفَ يظما وقد تضمنَ بحرا
العصر العباسي >> ابن المعتز >> وغرسٍ من الأحبابِ غَيّبتُ في الثّرى ،
وغرسٍ من الأحبابِ غَيّبتُ في الثّرى ،
رقم القصيدة : 15032
-----------------------------------
وغرسٍ من الأحبابِ غَيّبتُ في الثّرى ،
و سقتهُ أجفاني بسحٍ وقاطرِ
فأثمرَ هماً لا يبدُ وحسرة ً
لقلبيَ تجنيها بأيدي الخواطرِ
أيا شعبة َ النفسِ التي ليسَ غيرها ،
سقَطْتَ فقد أفرَدتَ عُودي لكاسِرِ
ويا دَهرُ هَذي فِعلَة ٌ قد فَعَلتَها،
على مثلها كانتْ تدورُ دوائري
العصر العباسي >> ابن المعتز >> قد أنكرتْ مشيباً
قد أنكرتْ مشيباً
رقم القصيدة : 15033
-----------------------------------
قد أنكرتْ مشيباً
عمرَ رأسي واستعرَ
يا هندُ ما شابَ قلبي،
و إنما شابَ الشعر(10/21)
العصر العباسي >> ابن المعتز >> صدتْ شريرُ وأزمعتْ هجري ،
صدتْ شريرُ وأزمعتْ هجري ،
رقم القصيدة : 15034
-----------------------------------
صدتْ شريرُ وأزمعتْ هجري ،
وصَغَتْ ضَمائرُها إلى الغَدرِ
قالَتْ: كَبرْتَ وشِبتَ، قلتُ لها:
هذا غُبارُ وقَائِعِ الدّهرِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سأكتمُ حاجاتي عن الناسِ كلهم ،
سأكتمُ حاجاتي عن الناسِ كلهم ،
رقم القصيدة : 15035
-----------------------------------
سأكتمُ حاجاتي عن الناسِ كلهم ،
ولكنَها لله تَبدو وتظهرُ
لمنْ لا يردُّ السائلينَ بخيبة ٍ ،
ويَدنُو من الدّاعي ويُعطي فيُكثرُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> إنْ حارَبَ الدّهرُ قَلبي،
إنْ حارَبَ الدّهرُ قَلبي،
رقم القصيدة : 15036
-----------------------------------
إنْ حارَبَ الدّهرُ قَلبي،
فقَد أُعِينَ بنَصرِ
يا دهرُ لو كنتَ حراً ،
لما أمنتَ لحرّ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> سكنتكِ يا دنيا برغمي مكرهاً ،
سكنتكِ يا دنيا برغمي مكرهاً ،
رقم القصيدة : 15037
-----------------------------------
سكنتكِ يا دنيا برغمي مكرهاً ،
وما كانَ لي في ذاكَ صُنعٌ ولا أمرُ
و جربتُ حتى قد قلبتكِ خبرة ً ،
فأنتِ وعاءٌ حشوهُ الهمُّ والوزرُ
فإن أرتَحِلْ يَوماً أدعْكِ ذَميمَة ً،
وما فِيكِ من دعوَى غِراسٍ ولا بَذر
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أبا حسَنٍ ثَبتَّ في الأمرِ وطأة ً،
أبا حسَنٍ ثَبتَّ في الأمرِ وطأة ً،
رقم القصيدة : 15038
-----------------------------------
أبا حسَنٍ ثَبتَّ في الأمرِ وطأة ً،
وأدرَكتَني في المُعضِلاتِ الهَزاهِزِ
و ألبستني درعاً عليّ حصينة ً ،
فناديتُ صرفَ الدهرِ : هل من مبارزِ ؟
العصر العباسي >> ابن المعتز >> أنتَ مِن مَعشَرٍ لهم قَدَمُ السّو
أنتَ مِن مَعشَرٍ لهم قَدَمُ السّو
رقم القصيدة : 15039
-----------------------------------
أنتَ مِن مَعشَرٍ لهم قَدَمُ السّو(10/22)
ءِ ، وذو السابقاتِ ، والتبريزُ
و طريقُ المجدِ الذي سارَ في النا
سِ ليَجبي أموالهم ويَحوزُ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> بُليتُ بعدَ شيبه،
بُليتُ بعدَ شيبه،
رقم القصيدة : 15040
-----------------------------------
بُليتُ بعدَ شيبه،
بضابطٍ عزيزِ
و خدهُ مشوكٌ ،
مزررُ التلويزِ
كأنهُ فرنية ٌ
كَثيرَة ُ الشُّونيزِ
للنَّتفِ فيهِ أثَرٌ
كأثرِ التخريزِ
وأنفُهُ كسُترَة ٍ
تُحشى من الإفريزِ
تحسنهُ ، إذا بدا ،
سَماجَة َ النّزيزِ
العصر العباسي >> ابن المعتز >> تشاغلَ عنا صديقٌ لنا ،
تشاغلَ عنا صديقٌ لنا ،
رقم القصيدة : 15041
-----------------------------------
تشاغلَ عنا صديقٌ لنا ،
وصارَتْ مَوَدّتُه كَزّهْ
وصارَ، إذا جاءَنا بالسّلا
مِ ، في مشيهِ عاجلَ القفزهَ
و كانتْ مودتهُ حلوة ً ،
فصارتْ مودتهُ مزه
و يسترُ من خجلٍ وجهه ،
و يمشي ، فيعثرُ في الرزه
العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا صاحِ يَشغَلُ سَمعي، عن عَواذله،
يا صاحِ يَشغَلُ سَمعي، عن عَواذله،
رقم القصيدة : 15042
-----------------------------------
يا صاحِ يَشغَلُ سَمعي، عن عَواذله،
قرعُ الكؤوسِ بأفواه القوازيزِ
أصغى بإبريقِهِ من تحتِ مِبزَلِها،
حتى تملأَ من أحشاءِ موخوزِ
يضاحكُ الأقحوانُ الغضُّ في فمهِ
تُفّاحَ خَدٍّ بخالِ المِسكِ مَغروزِ
كأنّ ديباجة ً في وجههِ نشرتْ
تطريزة ً حثها في حسنِ تطريزِ
فنَحنُ منهُ، وفي أيّامِهِ أبَداً
في مِهرَجانٍ نُغاديهِ ونَيرُوزِ
إذ لا يزالُ من الفتيانِ ذو طربٍ ،
يعبُّ من ذهبٍ قد ذابَ إبريزِ
دامَ عَليهِ هَجيرُ الشّمسِ يَسبكُه،
فمَيّزَ الصفّوَ منهُ أيّ تَمييزِ
تُنازعُ الماءَ في الأقداحِ، إذ مُزِجَتْ،
بصارِمٍ من سُيوفِ النّومِ مَهزُوزِ
متى يُريدُ جُموحاً، وهيَ تَجذِبُهُ،
هلْ يستطيعُ سلاحاً غيرَ تبريزِ
لا يُقعِدُ الشّكُّ عَزمي عندَ نَهضَتهِ،
وليس رأسيَ عن حَزمٍ بمحجُوزِ(10/23)