ويا حبذا دارٌ يغازلني بها
غزالٌ كحيلُ المقلتينِ رخيمُ
فيا رَبّ سَلّمْ قَدَّهُ من جُفُونِهِ
فيا طالما أعدى الصحيحَ سقيمُ
حبيبي قلْ لي ما الذي قد نويتهُ
فكمْ لكَ إحسانٌ عليّ عظيمُ
وما ليَ ذنبٌ في هواكَ أتيتهُ
وإنْ كانَ لي ذنبٌ فأنتَ حليمُ
تعالَ فعاهدني على ما تريدهُ
فإني مليءٌ بالوفاءِ زعيمُ
سأحفَظُ ما بَيني وَبَينَكَ في الهوَى
ولوْ أنني تحتَ الترابِ رميمُ
فكُلُّ ضَلالٍ في هَوَاكَ هِداية ٌ
وكلُّ شقاءٍ في رضاكَ نعيمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا في الحقيقة ِ أنتمُ
أنا في الحقيقة ِ أنتمُ
رقم القصيدة : 12433
-----------------------------------
أنا في الحقيقة ِ أنتمُ
هذا اعتِقادي فيكُمُ
فالحبّ مني فيّ والـ
ـإعرَاضُ منكُمْ عنكُمُ
ولقد كتَمتُ هَوَاكُمُ
لَوْ كانَ ممّا يُكتَمُ
هيهاتَ لا وحياتكمْ
حبّي أجَلُّ وَأعظَمُ
أبكيكُمُ وَيُحَقّ لي
ولوَ انّ ما أبكي دَمُ
أأصونُ دَمعي في الهَوَى
لأعزّ عندي منكمُ
أنتُمْ أعَزُّ النّاسِ كُلّـ
ـهِمُ عَليّ وَأكرَمُ
ما لي وفيتُ وخنتمُ
هذا وَأنْتُمْ أنتُمُ
لا عَتبَ بَعدَكمُ على الـ
ـقَوْمِ العِدى وَهُمُ هُمُ
حاشاكَ يا منْ لا أسمـ
ـيهِ تجورُ وتظلمُ
مَن لي سِواكَ إذا شكَوْ
تُ لهُ يرقّ ويرحمُ
ومنِ الذي يا قاتلي
يبكي عليّ ويندمُ
قد مُتُّ مِنْ شَوْقي إلَيْـ
ـكَ تعيشُ أنتَ وتسلمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مُعْرِضاً مُتَجَنّباً
يا مُعْرِضاً مُتَجَنّباً
رقم القصيدة : 12434
-----------------------------------
يا مُعْرِضاً مُتَجَنّباً
حاشاكَ من نقضِ الذمامِ
مَوْلايَ ما لكَ قد بخُلْـ
ـتَ عليّ حتى بالكَلامِ
هذا الذي ما كنتُ أحـ
ـسَبُ أنْ أراهُ في المَنَامِ
سَلّمْ عَليّ إذا مَرَرْ
تَ فَلا أقَلّ مِنَ السّلامِ
ما لي أظنّ بكَ الوفا
ءَ وأنتَ من بعضِ الأنامِ
الغَدْرُ في كلّ الطّبا
عِ فَلا أخُصّكَ بالمَلامِ
ما أكثرَ العذالَ في(6/36)
وَلهي عَلَيكَ وَفي غَرامي
هَبْني كَتَمْتُهُمُ هَوَا
كَ فكيفَ أكتمهم سقامي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مُوليَ النّعمَاءِ إنّيَ شاكِرٌ
يا مُوليَ النّعمَاءِ إنّيَ شاكِرٌ
رقم القصيدة : 12435
-----------------------------------
يا مُوليَ النّعمَاءِ إنّيَ شاكِرٌ
والشّكْرُ حَقٌّ وَاجبٌ للمُنعِمِ
فلَئِنْ تكُنْ ملأتْ عَوَارِفُهُ يَدي
فلأملأنّ بشكرها أبداً فمي
ولقد شكرتُ وإنما إحسانهُ
مُتَقَدّمٌ وَالفَضْلُ للمُتَقَدّمِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أيّها الباذِلُ مَجْهُودَهُ
يا أيّها الباذِلُ مَجْهُودَهُ
رقم القصيدة : 12436
-----------------------------------
يا أيّها الباذِلُ مَجْهُودَهُ
في خِدْمَة ٍ أُفٍّ لهَا خِدْمَهْ
إلى متى في تعبٍ ضائعٍ
بدونِ هَذَا تَأكُلُ اللّقْمَهْ
تَشْقَى وَمَنْ تَشْقَى لهُ غافلٌ
كأنّكَ الرّاقصُ في الظّلمَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كم أناسٍ أظهروا الزهدَ لنا
كم أناسٍ أظهروا الزهدَ لنا
رقم القصيدة : 12437
-----------------------------------
كم أناسٍ أظهروا الزهدَ لنا
فتَجافَوْا عَن حَلالٍ وَحَرَامٍ
قَلّلُوا الأكلَ وَأبدَوا وَرَعاً
واجتهاداً في صيام وقيامِ
ثمّ لما أمكنتهمْ فرصة ٌ
أكَلُوا أكلَ الحَزانَى في الظّلامِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بَرَحَ الخَفَاءُ وَقُلْتُها
بَرَحَ الخَفَاءُ وَقُلْتُها
رقم القصيدة : 12438
-----------------------------------
بَرَحَ الخَفَاءُ وَقُلْتُها
مني إليكَ بلا احتشامِ
لمْ يَبقَ فيكَ بَقِيّة ٌ
لا للحَلالِ وَلا الحَرامِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> على الطائرِ المَيمونِ يا خيرَ قادِمِ
على الطائرِ المَيمونِ يا خيرَ قادِمِ
رقم القصيدة : 12439
-----------------------------------
على الطائرِ المَيمونِ يا خيرَ قادِمِ
وأهلاً وَسَهلاً بالعُلى وَالمَكَارِمِ(6/37)
قَدِمتَ بحَمدِ الله أكرَمَ مَقدَمٍ
مدى الدهرِ يبقى ذكرهُ في المواسمِ
قدوماً به الدّنيا أضاءَتْ وَأشرَقَتْ
ببشرِ وجوهٍ أوْ بضوءِ مباسمِ
فلا خيبَ الرحمنُ سعيكَ إنهُ
لَكَالسعي للرّاجينَ حَطَّ المآثِمِ
فكمْ كربة ٍ فرجتها بمقالة ٍ
تُصدِّقُ تأثيرَ الرُّقَى وَالعزائِمِ
فيا حُسنَ رَكبٍ جئتَ فيهِ مُسلِّماً
وَيا طيبَ ما أهدته أيدي الرّواسِمِ
هو الركبُ لا ركبُ النميريّ سالفاً
وَلا الركبُ ما بَين النَّقا وَالأناعِمِ
أمولايَ سامحني فإنكَ أهلهُ
وَإن لم تُسامِحني فما أنتَ ظالمي
وددتُ بأني فزتُ منكَ بنظرة ٍ
تَبُلّ غَليلاً في الحَشَا وَالحَيازِمِ
ولكنْ عراني أن أراكَ ضرورة ٌ
إذا رمتَ أمراً فهي رأيي وحاكمي
وواللهِ ما حالتْ عهودُ مودتي
وتِلكَ يَمينٌ لَستُ فيها بآثِمِ
مقيمٌ وقلبي في رحالكَ سائرٌ
لَعَلّكَ تَرْضاهُ لبعضِ المَراسِمِ
وَلِيُّكَ إنْ يَمْثُلْ فأزْيَنُ ماثلٍ
لدَيكَ وَإنْ يَخدُم فأنصَحُ خادِم
وَلو كنتَ عنهُ سائِلاً لوَجَدْتَهُ
على بابكَ الميمونِ أولَ قادمِ
وإلاّ فسلْ عنهُ ركابكَ في الدجى
لقد بُريَتْ من لثمه للمَنَاسِمِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ردنا الدهرُ إليكمْ
ردنا الدهرُ إليكمْ
رقم القصيدة : 12440
-----------------------------------
ردنا الدهرُ إليكمْ
ورمانا في يديكمْ
وَرَجَعْنَا مِنْ قَريبٍ
نُكْثِرُ اللّعنَ عليكُمْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مماليكُ مولانا الأميرِ وخيلهُ
مماليكُ مولانا الأميرِ وخيلهُ
رقم القصيدة : 12441
-----------------------------------
مماليكُ مولانا الأميرِ وخيلهُ
كِلابٌ إذا شاهَدتَهُمْ وَعِظامُ
لقد ضاعَ فيهمْ مالهُ إذ شراهمُ
وليسَ عجيباً أن يضيعَ حرامُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرسلتْ لي تفاحة ً نقشتها
أرسلتْ لي تفاحة ً نقشتها
رقم القصيدة : 12442
-----------------------------------
أرسلتْ لي تفاحة ً نقشتها(6/38)
مِنْ فُؤادٍ بحُبّها مُستَهَامِ
وعليها كتابة ٌ منْ عبير:
يا حَبيبي مني عَلَيكَ سلامي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سطرتها بشرحِ أشـ
سطرتها بشرحِ أشـ
رقم القصيدة : 12443
-----------------------------------
سطرتها بشرحِ أشـ
ـواقٍ إلَيكَ جَمّهْ
حملتها مني إليـ
ـكَ ألفَ ألفِ خِدمهْ
يا وَاسِعَ الهِمّة ِ لا
عَدِمْتَ تلكَ الهِمّهْ
تركتني يا ألفَ مو
لايَ بألفِ نعمهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> فلانٌ وَهوَ مَعرُوفٌ لَدَيكم
فلانٌ وَهوَ مَعرُوفٌ لَدَيكم
رقم القصيدة : 12444
-----------------------------------
فلانٌ وَهوَ مَعرُوفٌ لَدَيكم
فلا يَحتاجُ يَوْماً أنْ يُسَمّى
بعيدٌ منكمُ ما قيلَ عنهُ
وَلي أُذُنٌ عن الفحشاءِ صَمّا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ورئيسٍ ذي خسة ٍ
ورئيسٍ ذي خسة ٍ
رقم القصيدة : 12445
-----------------------------------
ورئيسٍ ذي خسة ٍ
كلُّ مَنْ شِئْتَ لائِمُهْ
جَنَّنَتْهُ وِلايَة ٌ
قلّ فيها مسالمهْ
ما رَأى النّاسُ أنّهُ
قطّ دَرَّتْ مَكارِمُهْ
قلتُ إذ رَاحَ غارِقاً
في بحارٍ تُلاطِمُهْ
عَن قَرِيبٍ تَرَوْنَ حَا
سدهُ وهوَ راحمهْ
لعنَ اللهُ من يشا
ركهُ أوْ يزاحمهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وحقكمُ ما غيرَ البعدُ عهدكمْ
وحقكمُ ما غيرَ البعدُ عهدكمْ
رقم القصيدة : 12446
-----------------------------------
وحقكمُ ما غيرَ البعدُ عهدكمْ
وإنْ حالَ حالٌ أوْ تغيرَ شانُ
فلا تسمعوا فينا بحقكمُ الذي
يَقولُ فُلانٌ عندَكمْ وَفُلانُ
لَدَيّ لكُم ذاكَ الوَفاءُ بعَيْنِهِ
وعندي لكمْ ذاكَ الودادُ يصانُ
وما حَلّ عندي غيرُكم في محَلّكم
لكلّ حبيبٍ في الفؤادِ مكانُ
ومن شغفي فيكمْ ووجدي أنني
أهونُ ما ألقاهُ وهوَ هوانُ
هبوني أماناً من عتابكمُ عسى
تَقَرّ عُيُونٌ أوْ يَقَرّ جَنَانُ
ويحسنُ قبحُ الفعلِ إن جاءَ منكمُ
كما طابَ ريحُ العُودِ وهو دُخانُ(6/39)
رعى اللهُ قوماً شطّ عني مزارهم
وكنتُ لهمْ ذاكَ الوَفيَّ وَكانُوا
وكم عزْمَة ٍ لي عاقَها الدّهرُ عنهُمُ
وللدّهرِ في بعضِ الأمورِ حِرانُ
على أنّني أنْوي وَللمَرْءِ ما نوَى
إلى أنْ تُوافي قُدرَة ٌ وَزَمانُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خذْ فارغاً وهاتهِ ملآنا
خذْ فارغاً وهاتهِ ملآنا
رقم القصيدة : 12447
-----------------------------------
خذْ فارغاً وهاتهِ ملآنا
من قَهْوَة ٍ قد عُتّقَتْ أزْمَانَا
أقَلُّ ما مَلَكها مالِكُها
أنْ لحقَتْ عَهْدَ أنُو شَرْوَانَا
ذَخيرَة ُ الرّاهبِ كيْ يجعلَها
إذا أتَتْ أعيادُهُ قُرْبَانَا
مدامة ٌ ما ذكرتْ أوصافها
إلاّ انثَنَى سامِعُها سَكرانَا
تكادُ من لألائها إذا بدتْ
تهدي إلى مكانها العميانا
كالنّارِ إلاّ أنّها ما أُوقِدَتْ
في الكأسِ إلاّ أطفَأتْ نِيرانَا
ما الملكُ الأعظمُ في سلطانه
إلا الذي أضحى بها نشوانا
كم رفعتْ متضعاً وكرمتْ
مبخلاً وشجعتْ جبانا
تسعى بها جارية ٌ إذا انثَنَتْ
أخجل لينُ عطفها أغصانا
بِتُّ أُعاطيها فَتاة ً جَمَعَتْ
لعاشقيها الحسنَ والإحسانا
كاملة َ الحسنِ حكتْ غصنَ النقا
الرّيّانَ أوْ غَزالَهُ العَطشانَا
مخضوبة َ البنانِ في يمينها
كأسُ مُدامٍ تَخضِبُ البَنَانَا
وَلي نَديمٌ ماجِدٌ لا أرْتَضِي
عنهُ بديلاً كائناً منْ كانا
أخو فُكاهاتٍ متى حاضَرْتَهُ
في مجلسٍ وجدتهُ بستانا
حلوُ الحديثِ وإنْ غناكَ لم
تَجِدْهُ في ألحَانِهِ لحّانَا
لا يعرفُ الهمَّ فتى ً يعرفهُ
وَلا تَرَى نَديمَهُ نَدْمَانَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أشكُو إلَيكَ لأنّنَا أخَوَانِ
أشكُو إلَيكَ لأنّنَا أخَوَانِ
رقم القصيدة : 12448
-----------------------------------
أشكُو إلَيكَ لأنّنَا أخَوَانِ
سِيّانِ شانُكَ في الخُطوبِ وَشاني
سقطَ التكلفُ والتجملُ بيننا
وَالأهْلُ أهْلي وَالمكانُ مكاني
وَأخُوكَ مَنْ شَهِدَ الوَفاءُ بوِدّهِ
وشكا لما تشكو منَ الحدثانِ(6/40)
وأجابَ داعي الخطبِ عنك بمالهِ
والماضيينِ مهندٍ وسنانِ
وَلَكَمْ هزَزْتُكَ والزّمانُ مُحارِبي
فهَزَزْتُ مَشْحُوذَ الغِرارِ يَمَاني
هذا وَما بالعَهْدِ مِنْ قِدَمٍ وَما
عندي لما أوليتَ من كفرانِ
مننٌ أتتني وهي مسرعة ُ الخطى
سَبَقَتْ إليّ حَوَادِثَ الأزْمانِ
فلأشكرنّ عهودها وعهادها
بصفاءِ ودّ أوْ صفاء بيانِ
معَ أنني واللهُ أعلمُ أنني
ما لي بما أولتْ يداكَ يدانِ
لمْ يَبقَ لي إلاّكَ خِلٌّ مُحسِنٌ
وَعَسَاكَ أنْ تَبقى على الإحْسانِ
إني لأعجزُ أنْ أرى متحملاً
غدرينِ غدرَ أخٍ وغدرَ زمانِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكُمْ أينَما كُنتمْ مكانٌ وَإمكانُ
لكُمْ أينَما كُنتمْ مكانٌ وَإمكانُ
رقم القصيدة : 12449
-----------------------------------
لكُمْ أينَما كُنتمْ مكانٌ وَإمكانُ
ومَلْكٌ لهُ تَعنو المُلوكُ وسُلطانُ
ضربتمْ من العزّ المنيع سرادقاً
فأنتمْ به بين السماكين سكانُ
ولَيسَتْ نجُوماً ما تُرَى وسَحائِباً
ولكِنّها منكُمْ وُجُوهٌ وأيمَانُ
وفَوْقَ سَريرِ المُلْكِ أرْوَعُ قاهِرٌ
نبيهُ المعالي في الملماتِ نبهانُ
هوَ الملكُ المسعودُ رأياً وراية ً
له سطوَة ٌ ذلّتْ لها الإنسُ وَالجانُ
غدا ناهضاً بالملكِ يحملُ عبأه
وَأقرانُهُ مِلء المكاتِبِ وِلدانُ
وتهتزّ أعوادُ المنابرِ باسمهِ
فهَلْ ذكرَتْ أيّامَها وهيَ قُضْبانُ
وَإن نَفَثتْ في الطِّرْس منه يَرَاعُهُ
رأيتَ عصى موسى غدتْ وهي ثعبانُ
يروقكَ سحرُ القولِ عند خطابهِ
ويعجبُ من قرطاسه وهوَ بستانُ
وكمْ غاية ٍ من دونها الموْتُ حاسِراً
سما نحوها والموتُ ينظرُ خسرانُ
بحيثُ لسانُ السّيفِ بالضرْبِ ناطقٌ
فصيحٌ وطرْفُ الرّمح للطّعن يقظانُ
وَكمْ شاقَهُ خَدٌّ أسيلٌ مُوَرَّدٌ
وَما ذاكَ إلاّ مُرْهَفاتٌ ومُرّانُ
جزَى الله بالإحسانِ سُفْناً حمَلنَهُ
لقد حلّ معروفٌ لهنّ وإحسانُ
حوينَ جميعَ الحسنِ حتى كأنما
يَلوحُ بها في وَجنَة ِ اليَمّ خِيلانُ(6/41)
وَما هاجَ ذاكَ البحرُ لمّا سرَى بهِ
وَلكنْ غدا من خوْفه وَهوَ حَيرَانُ
لقد كانَ ذاكَ الموْجُ يرْعدُ خِيفة ً
ويَخْفُقُ قَلْبٌ منهُ بالرّعبِ مَلآنُ
أيا ملكاً عمّ الأنامَ مكارماً
فلَيسَ لهُ في غيرِ مكْرُمة ٍ شانُ
قدِمتَ قُدومَ اللّيثِ واللّيثُ باسلٌ
وَجئتَ مجيء الغَيثِ والغَيثُ هَتّانُ
وما برحتْ مصرٌ إليكَ مشوقة ً
وَمثلُكَ مَن يَشتاقُ لُقياهُ بُلدانُ
تحنّ فيذري نيلها لكَ دمعة ً
وَيُعوِلُ قُمرِيٌّ على الدّوْحِ مِرْنانُ
ولَمّا أتاهُ العِلْمُ أنّكَ قادِمٌ
تهللَ منهُ وجههُ وهوَ جذلانُ
ووافاكَ فيها العيدُ يشعرُ أنهُ
دَليلٌ على طولِ المسَرّة ِ بُرْهانُ
وها هيَ في بشرٍ بقربكَ شاملٍ
قد انتظمتْ دمياطُ منهُ وأسوانُ
تُصَفّقُ أوْراقٌ وتَشدو حَمائِمٌ
وترقصُ أغصانٌ وتفترّ غدرانُ
وقد فرشتْ أقطارها لكَ سندساً
له من فنونِ الزّهرِ والنَّورِ ألْوانُ
يُوافيكَ فيها أينَما كنتَ رَوْضَة ٌ
ويلقاكَ أنى كنتَ روحٌ وريحانُ
وَإنْ تكُ في سُلطانِها من مَحاسِنٍ
ستَزْدادُ حُسناً إنْ قدِمتَ ويزدانُ
فحسبكِ قد وافاكِ يا مصرُ يوسفٌ
وَحَسبُكَ قد وَافاكَ يا نيلُ طوفانُ
ويشرقُ وجهُ الأرضِ حينَ تحلها
كأنكَ توحيدٌ حوتهُ وإيمانُ
لأنكَ قدْ برئتَ منْ كلّ مأثمٍ
وأنكَ في الدينِ الحنيفي غيرانُ
فقُدْتَ إلَيهِ الخَيلَ بالخَيرِ كُلّهِ
وَطارَتْ بأُسْدِ الغابِ منهنّ عِقبانُ
بعزمٍ تخافُ الأرضُ شدة َ وقعهِ
ويَرْتاعُ ثَهْلانٌ لهُ وهوَ ثَهلانُ
وَتُمْلأ أحشاء البِلادِ مَخافَة ً
وترتجّ بغدادٌ لهُ وخراسانُ
فأمنتَ تلكَ الأرضَ من كل روعة ٍ
وقد عمها ظلمٌ كثيرٌ وطغيانُ
وكانَ بها من أهلِ شعبة َ شعبة ٌ
من الجَوْرِ والعُدوَانِ بَغيٌ وَعُدوَانُ
فسكنتها حتى متى هبتِ الصبا
بنعمانَ لم يهتزّ بالأيكِ نعمانُ
فلم يكُ فيها مُقلة ٌ تعرِفُ الكَرَى
فلو زارها طيفٌ مضى وهوَ غضبانُ
تَقَبّلَ فيكَ الله بالحَرَمَينِ مَا
دَعَا لكَ حُجّاجٌ هُناك وقُطّانُ(6/42)
أيُذكَرُ عَمروٌ إن سطَوْتَ وَعَنترٌ
وهيهاتَ من كسرى هناكَ وخاقانُ
وَهُمْ يَصِفونَ الرّمحَ أسْمَرَ ظامياً
فَها هُوَ مُحمَرٌّ لديكَ وَرَيّانُ
لقد كنتُ أرجو أن أزوركَ في الدجى
وَإنّي على ما فاتَني منكَ نَدمانُ
أعللُ نفسي بالمواعيدِ والمنى
وَقَدْ مَرّ أزْمانٌ لذاكَ وَأزْمانُ
أرى أنْ عزي من سواكَ مذلة ٌ
وَأنّ حَياتي مِنْ سِواكَ لحِرْمانُ
وقالتْ لي الآمالُ باليمنِ والمنى
وما بعدتْ أرضُ الكثيبِ وغمدانُ
وكنتُ أرَى البرْقَ اليَمانيَ مَوهِناً
فأهْتَزّ مِن شَوْقي كأنّيَ نَشْوَانُ
وَأستَنْشِقُ الرّيحَ الجَنُوبي وَأنْثَني
وَلي أنّة ٌ منها كَما أنّ وَلْهَانُ
وما فتنتْ قلبي البلادُ وإنما
نَدَى المَلِكِ المَسعودِ للنّاسِ فتّانُ
فتى ً مثلما يختارهُ الملكُ ماجدٌ
وَمَرْعًى كما يختارُهُ الفالُ سَعدانُ
وَلَيسَ غَريباً مَن إليكَ اغترابُهُ
لهُ منهُ أهلٌ حيثُ كانَ وَأوْطانُ
وَقد قَرّبَ الله المَسافة َ بَينَنا
فها أنا يحويني وإياهُ إيوانُ
أشكّ وقدْ عاينتهُ في قدومه
وَأمسَحُ عَنْ عَينيّ هلْ أنا وَسْنانُ
فهلْ قانعٌ مني البشيرُ بمهجتي
على ما بها من دائِها وَهيَ أشجانُ
سَأشكُرُ هذا الدّهرَ يَوْمَ لِقائِهِ
وَإن كانَ دَهراً لم يزَلْ وَهوَ خوّانُ
وحلبة ِ نصرٍ لا أرى فيه لاحقاً
وَقد سَبَقَتهمْ في الفَضائلِ فُرْسانُ
لقد عدمَ الغبراءُ فيها وداحسٌ
وَلم يَعدَمِ الأعداءُ عَبسٌ وَذُبيانُ
لَعَمْرُكَ ما في القوْمِ بَعدِيَ قائلٌ
فهَذا مَجَالٌ للجِيادِ ومَيدانُ
فدَعْ كلّ ماءٍ حينَ يُذكَرُ زَمْزَمٌ
ودعْ كلّ وادٍ حينَ يذكرُ نعمانُ
وما كلّ أرض مثلُ أرضٍ هي الحمى
وَما كلّ نَبتٍ مثلُ نَبتٍ هوَ البانُ
ومثلي وليٌّ هزّ عطفيكَ مدحهُ
وَإنْ شئتَ سلمانٌ وَإن شئتَ حسّانُ
ألا هكذا فليحسنِ القولَ قائلٌ
وَمثلُ صَلاحِ الدّين قد قلّ سلطانُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خليليّ منْ أشتاقُ في البعدِ منكما(6/43)
خليليّ منْ أشتاقُ في البعدِ منكما
رقم القصيدة : 12450
-----------------------------------
خليليّ منْ أشتاقُ في البعدِ منكما
فلوْ كانَ شوقاً واحداً لكفاني
خليليّ وجدي كالذي قد علمتما
فهَلْ مثلَ وَجدي أنتُما تجدانِ
خَليلَيّ قَدْ أبصَرْتُما وَسمِعتُما
فهَلْ ليَ في أهلِ المحبّة ِ من ثانِ
وَجَدّدْتُما لي صَبوَة ً قد نَسيتُها
وعهدَ غرامٍ كانَ منذُ زمانِ
كأنّ غُرابَ البَينِ يَوْمَ فِراقِنا
أعارَ فؤادي شدة َ الخفقانِ
على أنّني ذاكَ الوَفيُّ الذي لَهُ
عهودُ هوى ً تبقى على الحدثانِ
فَما فاضَ ماءُ النّيلِ إلاّ بمَدْمَعي
لَقَدْ مَرَجَ البَحْرَينِ يَلْتَقِيانِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أيّها القَمَرُ الذي
يا أيّها القَمَرُ الذي
رقم القصيدة : 12451
-----------------------------------
يا أيّها القَمَرُ الذي
قد عَمّ بالنّورِ المُبِينِ
الله أكْبَرُ لَيسَ يُحْـ
ـصى ما أبدنَ من القرونِ
كم قد رَأيْتَ منَ الوُجُو
هِ وكم رآكَ منَ العُيُونِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أخلِصْ لرَبّكَ فيما كانَ من عَمَلٍ
أخلِصْ لرَبّكَ فيما كانَ من عَمَلٍ
رقم القصيدة : 12452
-----------------------------------
أخلِصْ لرَبّكَ فيما كانَ من عَمَلٍ
وَلْيَتّفِقْ منكَ إسرارٌ وَإعلانُ
فكُلُّ فِكرٍ لغَيرِ الله وَسوَسَة ٌ
وكلُّ ذِكْرٍ لغَيرِ الله نِسيانُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سَمِعَ النّاسُ وَقُلنَا
سَمِعَ النّاسُ وَقُلنَا
رقم القصيدة : 12453
-----------------------------------
سَمِعَ النّاسُ وَقُلنَا
وَافتَضَحْنا وَاستَرَحْنَا
بتُّ والبدرُ نديمي
ففعلنا وتركنا
راحَ يَدْعونَا التّصابي
فسمعنا وأطعنا
وَجَعَلْنَاهُ يَقيناً
بعدما قدْ كانَ ظنا
شكرَ اللهُ لمنْ بشـ
ـرَ بالوَصْلِ وَهَنّا
لي حبيبٌ ليَ منهُ
كلُّ شيءٍ أتَمَنّى
فَهوَ بَدْرٌ يَتَجَلّى
وهوَ غصنٌ يتثنى
كانَ غَضباناً فَلَمّا(6/44)
أنْ تَلاقَينا اصطَلَحْنَا
يَتَجَنّى وَلَعَمْري
حقهُ أنْ يتجنى
جَمَعَ الحُسنَ وَفيهِ
غيرُ ذاكَ الحُسنِ مَعنَى
مَن لَهُ مثلُ حَبيبي
قد حوَى حُسناً وَحُسنَى
هاتِ حدثني وقلْ لي
ما على العاذِلِ مِنّا
نحنُ لا نَسألُ عَنْهُ
مَا لَهُ يَسألُ عَنّا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لي صاحبٌ غِبْتُ عَنْهُ
لي صاحبٌ غِبْتُ عَنْهُ
رقم القصيدة : 12454
-----------------------------------
لي صاحبٌ غِبْتُ عَنْهُ
ولستُ أذكرُ منْ هو
سَمِعْتُ عَنهُ حَديثاً
أعاذنا اللهُ منهُ
فكمْ أكابرُ عنهُ
والقولُ يكثرُ عنهُ
هذا ليعلمَ أني
في غيبهِ لم أخنهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا رسولَ الحبيبِ أهلاً وسهلاً
يا رسولَ الحبيبِ أهلاً وسهلاً
رقم القصيدة : 12455
-----------------------------------
يا رسولَ الحبيبِ أهلاً وسهلاً
بكَ يا مهديَ السرورِ إلينا
عَهدُكَ الآنَ بالحَبيبِ قَرِيبٌ
ولنا نحنُ مدة ً ما التقينا
فأعدْ ذكرَ منْ ذكرتَ وزدنا
من حديثٍ أقرّ قلباً وعينا
يا لها منْ رسالة ٍ جئتَ فيها
ولنعمَ الرسولُ أنتَ لدينا
غيرَ أنّ الزمانَ أصلحكَ الـ
ـلّهُ نَهَتْنَا صُرُوفُهُ فانْتَهَيْنَا
جئتَ في حاجة ٍ فعزتْ مراماً
ووددنا قضاءها واشتهينا
حاجة ٍ ما لنا إليها سبيلٌ
ولعمري لقدْ تعزُّ علينا
شَغَلَ الدّهْرُ عَنْ لِقاءِ حَبيبٍ
هاتِ قلْ لي متى وكيفَ وأينا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا قَضِيباً من لُجَيْنِ
يا قَضِيباً من لُجَيْنِ
رقم القصيدة : 12456
-----------------------------------
يا قَضِيباً من لُجَيْنِ
يا مليحَ المقلتينِ
كلُّ ما يُرْضيكَ عندي
فعلى رأسي وعيني
ما لقلبي منكَ يا بد
رُ سوى خفيْ حنينِ
ويرى الحسادُ أني
منكَ ملآنُ اليدينِ
يا مليحاً أنا منهُ
بَينَ هجرانٍ وَبَينِ
إنْ تَبَدّى أوْ تَوَلّى
يا لهَا مِنْ فِتْنَتَينِ
فهوَ منْ قبلُ ومن بعـ
ـدُ مليحُ الطلعتينِ
هوَ بدرٌ قد تجلى
نورهُ في المشرقينِ(6/45)
وكتابٌ سطرَ الحسـ
ـنُ بهِ في صَفْحَتَينِ
أينَ من يكسبُ أجراً
بَينَ مَنْ أهوَى وَبَيني
رَاحَ غَضْباناً فَما كَلّـ
ـمَني مُذْ لَيلَتَينِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سَمِعْتُ حَديثاً لَيْتَني لوْ حَضَرْتُهُ
سَمِعْتُ حَديثاً لَيْتَني لوْ حَضَرْتُهُ
رقم القصيدة : 12457
-----------------------------------
سَمِعْتُ حَديثاً لَيْتَني لوْ حَضَرْتُهُ
فتسعدَ عيني مثلما سعدتْ أذني
بما كانَ من ذكرٍ جميلٍ ذكرتهُ
وما كانَ من مَنٍّ عَليّ بلا مَنّ
فيا أيها المسرورُ بالأنسِ وحدهُ
حبيبُكَ في شَوْقٍ إليكَ وَفي حُزْنِ
فقمْ نصطلحْ لا يدخلِ الناسُ بيننا
ولا يبلغِ الواشين عنكَ ولا عني
كِلانَا مُسيءٌ في تَجَنّيهِ غالِطٌ
فما حَسَنٌ منكَ الصّدودُ وَلا منّي
فكيفَ جرَى هذا الجَفاءُ الذي أرَى
وَلم يَجرِ يَوْماً في اعتِقادي وَلا ظَنّي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَلَيْلَة ٍ قَد بِتُّها
وَلَيْلَة ٍ قَد بِتُّها
رقم القصيدة : 12458
-----------------------------------
وَلَيْلَة ٍ قَد بِتُّها
لم أدْرِ فيها ما السِّنَهْ
سيئة ٌ ما تركتْ
للدهرِ عندي حسنهْ
طالَتْ فكَمْ قد دارَ فيـ
ـها من فصولِ الأزمنهْ
قَدّرْتُهَا اليَوْمَ الذي
مِقدارُهُ ألْفُ سَنَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> منَ اليومِ تعارفنا
منَ اليومِ تعارفنا
رقم القصيدة : 12459
-----------------------------------
منَ اليومِ تعارفنا
وَنَطْوي ما جَرَى مِنّا
ولا كانَ ولا صارَ
ولا قلتمْ ولا قلنا
وَإنْ كانَ وَلا بُدٌّ
من العتبِ فبالحسنى
فقد قيلَ لنا عنكم
كمَا قيلَ لكُمْ عَنّا
كفى ما كانَ من هجرٍ
وقد ذُقتُمْ وَقد ذُقْنَا
وما أحْسَنَ أنْ نَرْ
جعَ للوصلِ كما كنا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَالله ما تَمّ سِوَى الله لِمَنْ
وَالله ما تَمّ سِوَى الله لِمَنْ
رقم القصيدة : 12460
-----------------------------------(6/46)
وَالله ما تَمّ سِوَى الله لِمَنْ
أصْبَحَ مَهْمُوماً بأحداثِ الزّمَنْ
فإنّهُ أكرَمُ مَنْ جادَ وَمَنْ
منّ عليكَ قلما يجدي الحزنْ
استغنِ عنْ زيدٍ وعن عمرو وعنْ
فارقْ بلاداً أنتَ فيها ممتهنْ
الشّامَ إنْ شِئتَ وَإنْ شئتَ اليَمَنْ
فأينَمَا جِئْتَ صَديقٌ وَسكَنْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنّ ذا يَوْمٌ سَعيدٌ
إنّ ذا يَوْمٌ سَعيدٌ
رقم القصيدة : 12461
-----------------------------------
إنّ ذا يَوْمٌ سَعيدٌ
بكَ يا قرة َ عيني
حيثُ أبصَرْتُكَ فيهِ
يا حَبيبي مَرّتَينِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّها المُعرِضُ عن أحبابِهِ
أيّها المُعرِضُ عن أحبابِهِ
رقم القصيدة : 12462
-----------------------------------
أيّها المُعرِضُ عن أحبابِهِ
ليسَ إعراضكَ شيئاً هينا
عدْ لما أعهدُ من ذاكَ الرضا
لا يراكَ اللهُ إلاّ محسنا
ليَ في قُرْبِكَ أوْفَى رَاحَة ٍ
فتَجَشّمْ ليَ في ذاكَ العَنَا
إنّ عيني تتمنى لوْ رأتْ
وجهكَ المشرقَ ذاكَ الحسنا
كنْ كما أطلبهُ في نعمة ٍ
وَالذي تَعْهَدُ باقٍ بَيْنَنا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وكم بائعٍ دِيناً بدُنْيا يَرُومُهَا
وكم بائعٍ دِيناً بدُنْيا يَرُومُهَا
رقم القصيدة : 12463
-----------------------------------
وكم بائعٍ دِيناً بدُنْيا يَرُومُهَا
فلمْ تحصَلِ الدّنْيا وَلم يَسلمِ الدينُ
ولوْ حصلتْ ما فازَ منها بطائلٍ
وأصبحَ مفتوناً بها وهوَ مغبونُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وذي خِسّة ٍ وَافَيتُهُ عندَ حاجَة ٍ
وذي خِسّة ٍ وَافَيتُهُ عندَ حاجَة ٍ
رقم القصيدة : 12464
-----------------------------------
وذي خِسّة ٍ وَافَيتُهُ عندَ حاجَة ٍ
سَمِعْتُ بهِ لَفظاً وَلم أرَهُ مَعنَى
فوجهٌ ولا بشرٌ ومالٌ ولا ندى
لقد خابَ لا حسناً حواهُ ولا حسنى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتقدحُ فيمنْ شرفَ اللهُ قدرهُ
أتقدحُ فيمنْ شرفَ اللهُ قدرهُ(6/47)
رقم القصيدة : 12465
-----------------------------------
أتقدحُ فيمنْ شرفَ اللهُ قدرهُ
وما زالَ مَخصوصاً به طيّبُ الثَّنَا
لعَمرُكَ ما أحسَنتَ فيما فَعَلتَهُ
وليسَ قَبيحُ القوْلِ في النّاسِ هيّنَا
فيا قائلاً قولاً يسوءُ سماعه
بحَقّك نزّهنا عن الفُحشِ وَالخَنَا
نطَقتَ فلم تُحسنْ وَلم تَبقَ ساكتاً
لقد فاتَكَ الأمرُ الذي كان أحسَنَا
دَعِ القوْمَ إنّ القَوْمَ عنكَ بمعزِلٍ
وإنكَ عن هذا الحديثِ لفي غنى
رجالٌ لهمْ سرٌّ معَ اللهِ خالصٌ
وَلا أنتَ من ذاكَ القَبيلِ وَلا أنَا
تكَلّفْتَ أمراً لم تكُنْ من رِجالِهِ
لكَ الوَيْلُ من هذا التكلّفِ وَالعَنَا
تَميلُ إلى الدّنْيا وَتُبدي تَزَهّداً
وَلا أنتَ مَعدودٌ هناكَ وَلا هُنَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنّ أمري لعجيبٌ
إنّ أمري لعجيبٌ
رقم القصيدة : 12466
-----------------------------------
إنّ أمري لعجيبٌ
لا يُرَى أعجَبُ منهُ
كلُّ أرْضٍ ليَ فيها
غائِبٌ أسألُ عَنْهُ
أينَ منْ يشكو من البيـ
ـنِ الذي أشكوهُ منْهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تلمني أوْ فلمني
لا تلمني أوْ فلمني
رقم القصيدة : 12467
-----------------------------------
لا تلمني أوْ فلمني
فيكَ ظُلْمٌ وَتَجَنّي
لا تُسابِقْني لعَتْبٍ
ما بِذا تَخلُصُ منّي
لا تغالطني وحق الـ
ـلّهِ ما يكذِبُ ظَنّي
لا تقلْ إني وإني
ليسَ هذا القولُ يغني
أيها العاتبُ ظلماً
يا حَبيبي لَكَ أعني
أنا لا أسْألُ عَمّنْ
لم يكنْ يسألُ عني
إنْ تزرني فبذا الشر
طِ وإلاّ لا تزرني
فاسْتَرِحْ بالله من هَـ
ـذا التجني وأرحني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سقى وادياً بينَ العريشِ وبرقة ٍ
سقى وادياً بينَ العريشِ وبرقة ٍ
رقم القصيدة : 12468
-----------------------------------
سقى وادياً بينَ العريشِ وبرقة ٍ
من الغَيثِ هطّالُ الشّآبيبِ هتّانُ
.. النّسيمُ الرّطْبُ عنّي إذا سرَى(6/48)
هنالكَ أوطاناً إذا قيلَ أوطانُ
بِلادٌ متى ما جِئْتَها جِئْتَ جَنّة ً
لعَينِكَ منها كلَّما شِئتَ رُضوانُ
تمثلُ لي الأشواقُ أنّ ترابها
وحصباءها مسكٌ يفوحُ وعقيانُ
فَيا ساكِني مِصْرٍ تُراكُمْ علِمتمُ
بأني ما لي عنكمُ الدهرَ سلوانُ
وما فؤادي موضعٌ لسواكمُ
فمن أينَ فيهِ وَهوَ بالشّوْقِ ملآن
عسى اللهُ يطوي شقة َ البعدِ بيننا
فتهدأ أحشاءٌ وترقأ أجفانُ
عليّ لذاكَ اليومِ صومٌ نذرتهُ
وعندي على رأي التصوفِ شكرانُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنتَ الحَبيبُ وَما لي عَنكَ سُلوانُ
أنتَ الحَبيبُ وَما لي عَنكَ سُلوانُ
رقم القصيدة : 12469
-----------------------------------
أنتَ الحَبيبُ وَما لي عَنكَ سُلوانُ
وفيكَ ضَجّ عليّ الإنْسُ وَالجَانُ
بيني وبينكَ أشياءٌ مؤكدة ٌ
كما علمتَ وإيمانٌ وأيمانُ
فليتَ شعري متى تخلو وَتُنصِبُ لي
حتى أقولَ فقلبي منكَ ملآنُ
وقد جعلتُ كتابَ العتبِ مختصراً
إذا التقينا لهُ شرحٌ وتبيانُ
إياكَ يدري حديثاً بيننا أحدٌ
فهمْ يقولونَ للحيطانِ آذانُ
مولايَ رِفقاً فَما أبقَيتَ لي جَلَداً
فإنّني أيّها الإنْسانُ إنْسانُ
عليلُ هجركَ في حمى صبابتهِ
لهُ من الدمعِ طولَ الليلِ بحرانُ
من لي بنوميَ أشكو ذا السهادَ لهُ
فهمْ يقولونَ إنّ النومَ سلطانُ
متى يَرَاكَ وَيُرْوي منكَ غُلّتَهُ
طَرْفٌ إلى وَجهِكَ المَيمونِ ظمآنُ
وَحاجتي فعَسَى مَوْلايَ يَذكُرُها
فإنّني في التّقاضِي منكَ خَجلانُ
قد قيلَ لي إنّ بَعضَ النّاس يَعتبني
عِرْضِي له دون كلّ النّاس مَجّانُ
ويرسلُ الطيفَ جاسوساً ليخبره
إن كان يُغمَضُ لي في اللّيلِ أجفانُ
فيا نسيمَ الصبا أنتَ الرسولُ لهُ
واللهُ يعلمُ أني منكَ غيرانُ
بلغْ سلامي إلى من لا أكلمهُ
إنّي على ذلكَ الغضبانِ غَضبانُ
لا يا رسوليَ لا تذكرْ لهُ غضبي
فذاكَ منيَ تمويهٌ وبهتانُ
وكيفَ أغضَبُ لا والله لا غَضَبٌ
إني لِما رامَ مِن قتلي لَفَرْحَانُ(6/49)
يلذُّ لي كلُّ شيءٍ منهُ يؤلمني
إنّ الإساءة َ عندي منهُ إحسانُ
فكُلَّ يَوْمٍ لنا رُسْلٌ مُرَدَّدَة ٌ
وكلَّ يَوْمٍ لنا في العَتْبِ ألوانُ
استَخدمُ الرّيحَ في حملِ السّلام لكم
كأنما أنا في عصري سليمانُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> علَيكَ سَلامُ الله يا قَبرَ عُثمانِ
علَيكَ سَلامُ الله يا قَبرَ عُثمانِ
رقم القصيدة : 12470
-----------------------------------
علَيكَ سَلامُ الله يا قَبرَ عُثمانِ
وحياكَ عني كلُّ روحٍ وريحانِ
ولا زالَ منهلاًّ على تربكَ الحيا
يُغاديكَ منهُ كلُّ أوْطَفَ هَتّانِ
لقد خُنتُهُ في الوُدّ إذْ عِشتُ بَعدَهُ
وما كنتُ في ودّ الصّديقِ بخَوّانِ
وَعَهدي بصَبري في الخُطوبِ يُطيعُني
فما لي أراهُ اليَوْمَ أظْهَرَ عِصياني
فَيَا ثاوِياً قد طَيّبَ الله ذِكْرَهُ
فأضحى وطيبُ الذكرِ عمرٌ له ثانِ
وَجَدْتَ الذي أسلاكَ عني وَإنّني
وحقكَ ما حدثتُ نفسي بسلوانِ
وعوضتَ عن دارٍ بأكنافِ جنة ٍ
وعوضتَ عن أهلٍ بحورٍ وولدانِ
فَدَيتُ الذي في حُبّهِ اتّفَقَ الوَرَى
فلوْ سئلوا لم يختلفْ منهمُ اثنانِ
لقد دَفَنَ الأقْوَامُ يَوْمَ وَفَاتِهِ
بَقِيّة َ مَعرُوفٍ وَخَيرٍ وَإحسانِ
وَوَارَوْهُ والذّكْرَى تُمَثّلُ شخصَه
كأنّهُمُ وَارَوْهُ ما بَينَ أجفاني
يُواجِهُني أينَ اتَّجهتُ خَيالُهُ
كما كنتُ ألقاهُ قديماً ويلقاني
وأقسمُ لوْ ناديتهُ وهوَ ميتٌ
لجاوبني تحتَ الترابِ ولباني
هنيئاً لهُ قد طابَ حياً وميتاً
فما كانَ محتاجاً لتطييبِ أكفانِ
صَديقي الذي مُذ ماتَ ماتَتْ مسَرّتي
فما ليَ لا أبكيهِ والرزءُ رزآنِ
وكانَ أنيسي مذْ بليتُ بغربة ٍ
وكنتُ كأنّي بينَ أهلي وَأوْطاني
وقد كانَ أسلاني عنِ الناسِ كلهمْ
ولا أحَدٌ عَنهُ منَ النّاسِ أسْلاني
كريمُ المُحَيّا باسِمٌ مُتَهَلّلٌ
متى جئتهُ لم تلقهُ غيرَ جذلانِ
يمنّ لمنْ يرجوهُ منْ غيرِ منة ٍ
فإنْ قُلتَ مَنّانٌ فقُلْ غَيرَ مَنّانِ(6/50)
فَقَدْتُ حَبيباً وَابْتُلِيتُ بغُرْبَة ٍ
وحَسبُكَ من هَذينِ أمْرانِ مُرّانِ
وما كنتُ عنهُ أملِكُ الصّبرَ ساعَة ً
فما كان أقساني عليهِ وأقصاني
هوَ المَوْتُ ما فيهِ وَفاءٌ لصاحِبٍ
وهَيهاتَ إنْسانٌ يَموتُ لإنسانِ
كذلكَ ما زالَ الزّمانُ وَأهْلُهُ
فمنْ قبلنا كم قد تفرقَ إلفانِ
وما الناسُ إلاّ راحلٌ بعدَ راحلٍ
إلى العالمِ الباقي مِنَ العالمِ الفَاني
وإلاّ فأينَ الناسُ من عهدِ آدمٍ
ومن عهدِ نوحٍ ثمّ منهُ إلى الآنِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رَأيتُكَ لا تَدومُ على وَدادٍ
رَأيتُكَ لا تَدومُ على وَدادٍ
رقم القصيدة : 12471
-----------------------------------
رَأيتُكَ لا تَدومُ على وَدادٍ
فتَصرِمُ حبلَ خِدنٍ بعد خِدْنِ
تجددُ صبوة ً في كلّ يومٍ
وتسكرُ سكرة ً منْ كلّ دنّ
أقولُ الحَقَّ ما لكَ من صَديقٍ
فلا تَعتُبْ عليّ وَلا تَلُمْني
وكنتُ أظُنّ أنّكَ لي حَبيبٌ
وَقد خَيّبتَ بالتّقبيحِ ظَنّي
فما استحييتَ إذْ نظرتكَ عيني
وَلا خفَّضْتَ إذْ سمِعتَكَ أُذْني
لقد نقلَ الوشاة ُ إليكَ زوراً
ونالُوا منكَ قصْدَهُمُ ومِنّي
نصَحتك لوْ صَحوْتَ قبلتَ نُصْحي
ولكنْ أنتَ في سكرِ التجني
ومَن سَمِعَ الغِناءَ بغَيرِ قَلبٍ
ولم يطربْ فلا يلمِ المغني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى كمْ ذا الدّلالُ وَذا التّجَنّي
إلى كمْ ذا الدّلالُ وَذا التّجَنّي
رقم القصيدة : 12472
-----------------------------------
إلى كمْ ذا الدّلالُ وَذا التّجَنّي
شَفَيتَ وحقِّكَ الحُسّادَ منّي
أُرَدّدُ فيكَ طولَ اللّيلِ فكري
فأبْني ثمّ أهدِمُ ثمّ أبْني
لعَلّي قد أسأتُ ولَستُ أدري
فقلْ لي ما الذي بلغتَ عني
مرادي لوْ خبأتكَ يا حبيبي
مكانَ النورِ من عيني وجفني
وفيكَ شرِبتُ كأسَ الحبّ صِرْفاً
فإنْ ترني سكرتُ فلا تلمني
تراني متُّ فيكَ هوى ووجداً
وتعلمُ بي وتعرضُ أيْ بأني
وَأعرِفُ فيكَ أعدائي يَقيناً(6/51)
وَأُظْهِرُ عَنهُمُ بَلَهاً كأنّي
وَلي في الحُبّ أخلاقٌ كِرامٌ
فسَلْ مَن شئتَ عني وَامتَحِنّي
وَحيثُ يكونُ في الدّنْيا وَفَاءٌ
هنالكَ إنْ تسلْ عني تجدني
حبيبي منْ أكونُ لهُ حبيباً
ويَجزيني الوَفَا وَزْناً بوَزْنِ
ولستُ أرى لمن هوَ لا يراني
هَواناً بالهَوَى كمْ ذا التّجَنّي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هَوَاناً بالهَوَى كمْ ذا التّجَنّي
هَوَاناً بالهَوَى كمْ ذا التّجَنّي
رقم القصيدة : 12473
-----------------------------------
هَوَاناً بالهَوَى كمْ ذا التّجَنّي
وكمْ هذا التعللُ والتمني
هَوًى وَصَبابَة ٌ وَقِلًى وَهَجرٌ
حبيبي بعضُ هذا كانَ يغني
فَيا مَنْ لا أُسَمّيهِ وَلَكِنْ
أعرضُ عنهُ للواشي وأكني
حبيبي كلُّ شيءٍ منكَ عندي
مليحٌ ما خلا الإعراضَ عني
كمَلْتَ مَلاحَة ً وَكمَلتَ ظَرْفاً
فلَيتَكَ لوْ سَلِمتَ منَ التّجَنّي
ظَنَنتُ بكَ الجَميلَ وَأنتَ أهلٌ
بحَقّكَ لا تُخَيّبْ فيكَ ظَنّي
رَأيتُكَ فُقتَ كلّ النّاسِ حُسناً
فكانَ بقدرِ حسنكَ فيكَ حزني
وما أنا في المحبة ِ مثلُ غيري
إلَيكَ أُشيرُ في قَوْلي وَأعْني
فقد أضحى الغرامُ حَليفَ قَلبي
كما أمسى السهادُ أليفَ جفني
فيا شوقي إلى ثغرٍ وقدّ
حلتْ منهُ الثنايا والتثني
أقولُ لصاحبٍ في الحبّ يلحى
كفاني ذا الغرامُ فلا تزدني
ترى في الحبّ رأياً غيرَ رأيي
وتَسلُكُ فيهِ فَنّاً غيرَ فَنّي
فإنْ وَافَقتَني أهْلاً وَسَهلاً
وَإلاّ لَستُ منكَ وَلَستَ منّي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كم ذا التجنبُ والتجني
كم ذا التجنبُ والتجني
رقم القصيدة : 12474
-----------------------------------
كم ذا التجنبُ والتجني
ما كانَ هذا فيكَ ظَنّي
أنتَ الحَبيبُ وَلا سِوا
كَ ولم أخنكَ فلا تخني
مَوْلايَ يَكفيني الذي
قاسَيتُ منكَ فلا تزِدْني
أسْقَيتَني صِرْفَ الهَوَى
فإذا سكِرْتُ فلا تَلُمْني
حاشاكَ توصفُ بالقبيـ
ـحِ وقد وصفتَ بكلّ حسنِ
لا لا وَحَقِّ الله مَا(6/52)
عودتني هذا التجني
غالَطْتَني وَزَعَمتَ أنّـ
ـكَ لم تخُنْ وَزَعمتَ أنّي
قلْ لي وحدثني فما
ذا موضعُ الكتمانِ مني
إنّ القَضِيّة َ ما تَغَطّـ
ـتْ عن سوايَ فكيفَ عَنّي
ولقد علِمتُ بما جَرَى
لكَ كُلّه حتى كأنّي
وَمتى جَهِلْتَ قضِيّة ً
وَأرَدْتَ تَعلَمُها فسَلني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كانَ البَياضُ يَرُوقُني
كانَ البَياضُ يَرُوقُني
رقم القصيدة : 12475
-----------------------------------
كانَ البَياضُ يَرُوقُني
حتى رأيتُ الشيبَ مني
فاليَوْمَ يا لَوْنَ البَيا
ضِ إليكَ ثمّ إليكَ عني
فلقد هجرتُ بكَ الصبا
ونسيتهُ حتى كأني
ويقالُ إنكَ قد كبر
تَ عَنِ الهَوَى فأقولُ إنّي
وأظلّ أقرعُ دائماً
سني إذا حققتُ سني
قد كنتُ أحْزَنُ للفِرَا
قِ وَللصّدودِ وَللتّجَنّي
حتى انقضى زمنُ الصبا
فخرَجتُ من حُزْنٍ لحُزْنِ
ولقد صحوتُ وتبتُ عنْ
خمرِ الهوَى وكسرْتُ دَنّي
ونَفَضْتُ في وَجهِ النّديـ
ـمِ وَقد أتَى بالكأسِ رُدْني
وَوَقَفْتُ في بابِ الكَريـ
ـمِ عساهُ يسمحُ لي بإذنِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خليليّ أما هذهِ فديارهمْ
خليليّ أما هذهِ فديارهمْ
رقم القصيدة : 12476
-----------------------------------
خليليّ أما هذهِ فديارهمْ
وَأمّا غَرَامي فَهوَ ما تَرَيَانِ
خليليّ إني لا أرى لي سواكما
فما تأمراني أيها الرجلانِ
خليليّ هذا موقفٌ يبعثُ البكا
فماذا الذي بالدمعِ تنتظرانِ
وإن كنتما لا تسعداني على الأسى
قفا ودعاني ساعة ً ودعاني
فإني على دارِ الحبيبِ لواقفٌ
وإن شفّ قلبي رسمها وشجاني
فلو كان ما ألقى من الحزنِ واحداً
بكيتُ بدمعٍ واحدٍ وكفاني
ولكِنّ أحزاناً عَرَتْني كَثيرَة ً
وما ليَ منها بالكَثيرِ يَدَانِ
فيا وَيْحَ قَلبي بالغرامِ أطَعْتُهُ
فَما لي أراهُ في السّلُوّ عَصَاني
وإنّي وَإيّاهُ كمَا قالَ قائِلٌ
رَفيقُكَ قَيسِيٌّ وَأنتَ يَمَاني(6/53)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكمُ الروحُ والبدنْ
لكمُ الروحُ والبدنْ
رقم القصيدة : 12477
-----------------------------------
لكمُ الروحُ والبدنْ
لكمُ السرّ والعلنْ
أنا كُلّي لكُمْ تُرَى
سادَتي أنتمُ لِمَنْ
أنَا عَبدٌ شَرَيْتُمُو
هُ ولكنْ بلا ثمنْ
لم يزلْ بي منَ القما
طِ هواكم إلى الكفنْ
ليسَ لي بَعدَ بُعدِكمْ
لا سكونٌ ولا سكنْ
فارْحَمُوا اليَوْمَ عاشقاً
في يَدِ البَينِ مُرْتَهَنْ
لا فروضاً أضاعها
في هواكم ولا سننْ
لي حبيبٌ عبدتهُ
وَيحَ مَن يَعبُدُ الوَثَنْ
وجههُ يجمعُ المسر
ة َ للقلبِ والحزنْ
هوَ للحسنِ مشرقٌ
فيهِ قد تَظهَرُ الفِتَنْ
يا حَبيبي لَقَدْ حَوَيْـ
ـتَ منَ الحسنِ كلَّ فنّ
أنتَ عيني وأنتَ أحـ
ـلى لعَيْني منَ الوَسَنْ
كَمْ أيادٍ أعُدّهَا
لكَ عندي وكمْ مننْ
وقبيحٌ وحقكَ الـ
ـصّبرُ عن وَجهِكَ الحسنْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أحبابَنَا وَحَياتِكُمْ
أحبابَنَا وَحَياتِكُمْ
رقم القصيدة : 12478
-----------------------------------
أحبابَنَا وَحَياتِكُمْ
سرُّ الهَوَى عندي مصُونُ
غَيرِي يَخُونُ حَبيبَهُ
وَأنَا الأمِينُ وَلا أمِينُ
وأنا الذي ألقى الإلـ
ـهَ بحبكمْ وبهِ أدينُ
لا أبتغي رخصَ الهوى
لي في الهوى دينٌ متينُ
وَلَقَدْ عرَضْتُ عليكُمُ
روحي وكنتُ لها أصونُ
فاخترتكمْ لمودتي
ولكَمْ لهَا عندي زَبُونُ
يا هاجرينَ وحقكمْ
هَوّنْتُمُ ما لا يَهُونُ
قُلتُمْ فُلانٌ قد سَلا
ما كانَ ذاكَ وَلا يكونُ
وحياتكمْ وهيَ التي
ما مِثلُها عِندي يَمِينُ
ما خنتُ عهدكمُ كما
زَعَمَ الوُشاة ُ وَلا أخُونُ
يا مَنْ يَظُنّ بأنّني
قد خنتهُ غيري الخؤونُ
لوْ صَحّ وُدُّكَ صَحّ ظَنُّـ
ـكَ بي وبانَ لكَ اليقينُ
يا قَلبَ بعضِ النّاسِ كمْ
تَقْسُو عليّ وَكَمْ ألِينُ
يا ويلتاهُ لمنْ يخا
طِبُ أوْ لمن يشكو الحزينُ
قد ذَلّ مَنْ كانَ المُعيـ
ـنَ لوجده الدمعُ المعينُ(6/54)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وثقيلٍ إذا بدا
وثقيلٍ إذا بدا
رقم القصيدة : 12479
-----------------------------------
وثقيلٍ إذا بدا
أكثرَ النّاسُ لَعْنَهُ
كلُّ رَمْلٍ بعالِجٍ
لا ترى فيهِ وزنهُ
ظنّ خيراً بغيرهِ
وَبهِ لا تَظُنّهُ
وَعلى نَحْسِهِ فَقَدْ
قيلَ عنهُ بأنهُ
ثمّ لا يتركُ الحما
قة َ حتى كأنهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> موْلايَ ما أخلَفتُ وَعْـ
موْلايَ ما أخلَفتُ وَعْـ
رقم القصيدة : 12480
-----------------------------------
موْلايَ ما أخلَفتُ وَعْـ
ـدَكَ باختيارٍ كانَ منّي
فَعَساكَ تَسمَحُ لي كَما
عودتني بالصفحِ عني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتَدفَعُ عَن فُلانٍ وَهوَ شَيخٌ
أتَدفَعُ عَن فُلانٍ وَهوَ شَيخٌ
رقم القصيدة : 12481
-----------------------------------
أتَدفَعُ عَن فُلانٍ وَهوَ شَيخٌ
لهُ عرضٌ ينالُ الناسُ منهُ
وتصدرُ عنهُ أفعالٌ قباحٌ
فصَدّقْ كلّ شيءٍ قيلَ عنْهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سقى اللهُ أرضاً لستُ أنسى عهودها
سقى اللهُ أرضاً لستُ أنسى عهودها
رقم القصيدة : 12482
-----------------------------------
سقى اللهُ أرضاً لستُ أنسى عهودها
ويا طولَ شَوْقي نحوَها وَحَنيني
بلادٌ إذا شارَفْتُ منها نُجُومَهَا
بَدا النّورُ في قَلبي وَفَوْقَ جَبيني
منازلُ كانتْ لي بهنّ منازلٌ
وَكانَ الصِّبَا إلْفي بها وَقَريني
تَذَكّرْتُ عَهداً بالمُحصَّبِ من مِنًى
وما دونهُ منْ أبطحٍ وحجونِ
وَأيّامَنا بَينَ المَقَامِ وَزَمْزَمٍ
وإخواننا من وافدٍ وقطينِ
ويا طِيبَ نادٍ في ذُرَى البيتِ بالضّحى
وظلَ يقومُ العودُ فيهِ بحينِ
وقد بكرتْ من نحوِ نعمانَ نسمة ٌ
تحدثُ عن أيكٍ به وغصونِ
زمانٌ عهدتُ الوقتَ لي فيهِ واسعاً
كما شئتُ من جدًّ بهِ ومجونِ
إذِ العَيشُ نَضْرٌ فيهِ للعَينِ مَنْظَرٌ
وإذ وجههُ غضٌّ بغيرِ غضونِ(6/55)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما العَقْلُ إلاّ زينَة ٌ
ما العَقْلُ إلاّ زينَة ٌ
رقم القصيدة : 12483
-----------------------------------
ما العَقْلُ إلاّ زينَة ٌ
سبحانَ مَن أخلاكَ منْهُ
قسمتْ على الناس العقو
لُ وكانَ أمراً غِبتَ عَنهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مَنْ تَجَنّنَ عامِداً
يا مَنْ تَجَنّنَ عامِداً
رقم القصيدة : 12484
-----------------------------------
يا مَنْ تَجَنّنَ عامِداً
وَأُريدُ أُذْهِبُ جَنّهُ
وعلمتُ ما قد قالهُ
عني وما قد ظنهُ
وسمعتُ عنهُ بأنهُ
يغتابني وبأنهُ
وكأنهُ كلبٌ عوى
لا بَلْ أقولُ بأنّهُ
فلأكوينّ جبينهُ
وَسْماً وَأقْطَع أُذْنَهُ
وأكونُ كلباً مثلهُ
إنْ لم أُصَدّقْ ظَنّهُ
لَوْ كانَ أهْلاً للجَميـ
ـلِ تركتهُ لكنهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني
لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني
رقم القصيدة : 12485
-----------------------------------
لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني
لقدْ نقلتْ سري وشاة ُ جفوني
وبالرّغمِ مني أنّ سرّاً أصونُهُ
يصيرُ بدمعي وهوَ غيرُ مصونِ
وقد رابني يا أهلَ ودي أنكمْ
مطلتمْ وأنتمْ قادرونَ ديوني
بروحيَ أنْتُمْ مَنْ رَسُولي إليكُمُ
ومنْ مسعدي في حبكم ومعيني
سَلُوا دَمعَ عَيني عن أحاديثِ لَوْعتي
لتُعرِبَ عن تِلكَ الشّؤونِ شُؤوني
فللدمعِ منْ عيني معينٌ يمدهُ
فإنْ تسألوهُ تسألوا ابنَ معينِ
على أنّ دمعي لا يزالُ يخونني
ومن ذا الذي يروي حديثَ خؤونِ
فلا تقبلوا للدمعِ عني رواية ً
فلَيسَ على سِرّ الهَوَى بأمِينِ
حلَفتُ لكم أن لا أخونَ عُهودَكمْ
وأعطيتكمْ عندَ اليمينِ يميني
وها أنا كالمجنونِ فيكمْ صبابة ً
وحاشاكمُ ترضونَ لي بجنوني
وَهَبتُكُمُ في الحُبّ عَقليَ راضِياً
ويا لَيتَكُمْ أبقَيتُمُ ليَ دِيني
أرى سقمَ جسمي قد حوتهُ جفونكم
فلا تأخُذوا يا ظالِمينَ جُفُوني(6/56)
أأحبابَنا إنّي ضَنِينٌ بوُدّكُمْ
وما كنتُ يوماً قبلهُ بضنينِ
فمن ذا الذي أعتاضُ عنكم من الوَرَى
يكونُ حبيبي مثلكمْ وخديني
ومن ذا الذي أرضى بهِ لمحبتي
فتَحسُنَ فيهِ لَوْعَتي وَحَنيني
أُحبّ مِنَ الأشياءِ ما كانَ فائِقاً
وما الدونُ إلاّ منْ يميلُ لدونِ
وأهجرُ شربَ الماءِ غيرَ مصفقٍ
زلالٍ وأكلَ اللحمِ غيرَ سمينِ
وإنْ قيلَ لي هذا رخيصٌ تركتهُ
ولا أرتضي إلاّ بكلّ ثمينِ
فإنّي رَأيتُ الشيءَ إنْ يَغلُ قيمَة ً
يكُنْ بمكانٍ في القُلوبِ مَكِينِ
حبيبيَ زدني منْ حديثٍ ذكرتهُ
ليسكنَ هذا القلبُ بعضَ سكونِ
وقُلْ لي وَلا تحْلِفْ فإنّكَ صادِقٌ
وقولكَ عندي مثلُ ألفِ يمينِ
فواللهِ لم أرتب بما قد ذكرتهُ
ولم تَختَلجْ بالشكّ فيكَ ظُنُوني
وإنّ حديثاً أنتَ راويهِ إنني
على ثقة ٍ منهُ وحسنِ يقينِ
كذلكَ تلقاني إذا ما اختبرتني
يسرّ حفاظي صاحبي وقريني
إذا قُلتُ قَوْلاً كنتُ للقَوْلِ فاعِلاً
وكانَ حيائي كافلي وضميني
تُبَشّرُ عَنّي بالوَفاءِ بَشاشَتي
وينطقُ نورُ الصدقِ فوقَ جبيني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سيداً بودادهِ
يا سيداً بودادهِ
رقم القصيدة : 12486
-----------------------------------
يا سيداً بودادهِ
ما زلتُ ملآنَ اليدينِ
إنْ غبتَ عني أوْ حضر
تَ فَيا لها من حُسنَيَينِ
إنّي بوُدّكَ لا عَدِمْـ
ـتكَ واثقٌ في الحالتينِ
وَافَتْنيَ الأبياتُ كالتِّبْـ
ـرِ المصفى واللجينِ
يَحكي بَياضُ التّرْسِ لي
منها بَياضَ الوَجْنَتَينِ
وأتى سوادُ مدادها
يَحكي سَوادَ المُقلَتَينِ
فلَثَمْتُها عَدَدَ الحُرُو
فِ وَما قَنِعتُ بمَرّتَينِ
كمْ راحة ٍ قَدْ نِلْتُهَا
من جودِ تلكَ الراحتينِ
آنستَ قلبي في البعا
دِ بقَدرِ ما أوْحشتَ عيني
فعَساكَ تَجمَعُ لَذّة َ الـ
ـإثنينِ لي في موضعينِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حتى متى وإلى متى
حتى متى وإلى متى
رقم القصيدة : 12487
-----------------------------------(6/57)
حتى متى وإلى متى
أنا بَينَ هجرانٍ وَبَينِ
أمّا الصّدودُ أوِ الفِرا
قُ فيا لها من محنتينِ
خَصمانِ لي أنَا مِنهُما
في شِدّة ٍ بَلْ شِدّتَينِ
لم أدرِ ما السّبَبُ الذي
قد كان بينهما وبيني
قد لازَماني مُذْ خُلِقْـ
ـتُ كمن يطالبني بدينِ
ثمّ استمرتْ حالتي
بدوامِ تلكَ الحالتينِ
وهلمّ جرّاً لم أزَلْ
قَلبي أسيرُهما وعَيني
والآدميُّ مروعٌ
أبداً بتلكَ الحسرتينِ
ما أكملَ الستينَ حـ
ـتى ذاقَ طعمَ الفُرْقتَينِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هاتِ يا صاحِ غنني
هاتِ يا صاحِ غنني
رقم القصيدة : 12488
-----------------------------------
هاتِ يا صاحِ غنني
واملإ الكأسَ واسقني
قمْ بنا يا نديمُ نسـ
ـبقْ أذانَ المؤذنِ
أصبحَ الجوُّ في ردا
ءٍ منَ الغيمِ أدكنِ
وتبدى الصباحُ كالـ
ـبشرِ في وجهِ محسنِ
صاحِ خذها وهاتها
وَاجلُهَا لي وَزَيِّنِ
متُّ وجداً ولوعة ً
فاسقنيها لعلني
مِنْ مُدامٍ كأنّما
كأسُها قَلبُ مُؤمِنِ
فهْيَ نُورٌ وَما عَدا الـ
ـنورَ منها فقد فني
قَهْوَة ٌ ذاتُ بَهجَة ٍ
في قلوبٍ وأعينِ
قد أقامَتْ وَعُدّ مَا
شئتَ في قَعْرِ مَخْزَنِ
فإذا ما أدَرْتَهَا
سمها لي وسمني
رافعَ السّترِ بَيْنَنَا
لا تُفَكّرْ بأنّني
خَلّني من تَصَنّعٍ
للورى أوْ تزينِ
فَلَعَمْري يُريبُني
فرطُ هذا التسننِ
سيّدي بَعدَ ذا وَذا
هاتِ قلْ لي وبينِ
لكَ ما شِئتَ مِنْ رِضًى
لَستَ عندي بهَيِّنِ
لي حبيبٌ فإنْ أكنْ
لا أُسَمّيهِ فافْطُنِ
إنّ يوماً يزورني
يَوْمُ عيدٍ مُزَيَّنِ
هو بدرٌ لمجتلٍ
هوَ غصنٌ لمجتني
عاذلي فيهِ لا تطلْ
أنا عن عاذلي غني
لستُ أصغي ولا أعي
خَلّني منكَ خَلّني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كم يذهبُ هذا العمر في خُسرانِ
كم يذهبُ هذا العمر في خُسرانِ
رقم القصيدة : 12489
-----------------------------------
كم يذهبُ هذا العمر في خُسرانِ
ما أغفلني عنهُ وما أنساني
إنْ لم يَكُنِ اليَوْمَ فَلاحي فمتى(6/58)
هل بعدَكَ يا عُمريَ عُمرٌ ثاني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خانَني مَنْ لم أخُنْهُ
خانَني مَنْ لم أخُنْهُ
رقم القصيدة : 12490
-----------------------------------
خانَني مَنْ لم أخُنْهُ
لا وَلا أذكُرُ مَنْ هُو
طالما غالطتُ فيهِ
طالما كذبتُ عنهُ
لَيتَهُ ماتَ وَلا كا
نَ الذي قَد كانَ مِنْهُ
خَلِّ مَن خَلاّكَ يا قَلْـ
ـبُ ومنْ خانكَ خنهُ
لا تَصُنْ بالله وُدّاً
لخؤونٍ لم يصنهُ
وكَما سامَكَ سُمْهُ
وكَما دانَكَ دِنْهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أما تقررَ أنا
أما تقررَ أنا
رقم القصيدة : 12491
-----------------------------------
أما تقررَ أنا
فلمْ تأخرتَ عنا
وَلم يكُنْ لكَ عُذْرٌ
ولوْ يكونُ علمنا
وما الذي كانَ حتى
حللتَ ما قد عقدنا
فَلا تَلُمْنَا فإنّا
قُلْنَا وَقُلْنَا وَقُلْنَا
وقد أتيناكَ زحفاً
وأنْتَ تَهرُبُ مِنّا
وانظرْ لنفسكَ فيما
قد كانَ منكَ وَدَعْنَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا ذا زهيركَ ليسَ
أنا ذا زهيركَ ليسَ
رقم القصيدة : 12492
-----------------------------------
أنا ذا زهيركَ ليسَ
إلاّجودُ كفك لي مزينهْ
أهوى جميلَ الذكرِ عنـ
ـكَ كأنما هوَ لي بثينهْ
فاسألْ ضميركَ عن ودا
دي إنّهُ فيهِ جُهَيْنَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما الذي تطلبُ مني
ما الذي تطلبُ مني
رقم القصيدة : 12493
-----------------------------------
ما الذي تطلبُ مني
خَلّني عَنْكَ وَدَعني
لا تزدني فوقَ ما قدْ
كانَ من ذاكَ التجني
كَذَبَ الواشُونَ فيمَا
نقلوا عنكَ وعني
بَلَغَ القَوْمُ وَنَالُوا
قصدهمْ منكَ ومني
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما مثلُ شوْقيَ شَوْقٌ
ما مثلُ شوْقيَ شَوْقٌ
رقم القصيدة : 12494
-----------------------------------
ما مثلُ شوْقيَ شَوْقٌ
حتى أقولَ كأنهْ
وإنهُ لشديدٌ
كما علمتَ وإنهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما قلتَ أنتَ ولا سمعتُ أنا(6/59)
ما قلتَ أنتَ ولا سمعتُ أنا
رقم القصيدة : 12495
-----------------------------------
ما قلتَ أنتَ ولا سمعتُ أنا
هذا حديثٌ لا يليقُ بنا
إنّ الكرامَ إذا صحبتهمُ
سَترُوا القَبيحَ وَأظهَرُوا الحَسَنَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لله غانِيَة ٌ يَوْماً خَلَوْتُ بهَا
لله غانِيَة ٌ يَوْماً خَلَوْتُ بهَا
رقم القصيدة : 12496
-----------------------------------
لله غانِيَة ٌ يَوْماً خَلَوْتُ بهَا
في مجلسٍ غابَ عنا فيهِ واشيها
كلٌّ له حاجة ٌ من وَصْلِ صاحبِه
لولا يسيرُ حياءٍ كادَ يقضيها
وللعُيُونِ رِسالاتٌ مُرَدَّدَة ٌ
تدري القلوبُ معانيها ونخفيها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد سرّني فيكَ يا مَن خابَ مَسعاهُ
قد سرّني فيكَ يا مَن خابَ مَسعاهُ
رقم القصيدة : 12497
-----------------------------------
قد سرّني فيكَ يا مَن خابَ مَسعاهُ
سَخيفُ رَأيِكَ هذا كانَ عُقباهُ
قصدتَ منْ لا يرى للقصد حرمتهُ
ضَيّعتَ قصْدَكَ فيمَن ليس يَرْعاهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَنا صَديقٌ وَلا نُسَمّيهِ
لَنا صَديقٌ وَلا نُسَمّيهِ
رقم القصيدة : 12498
-----------------------------------
لَنا صَديقٌ وَلا نُسَمّيهِ
نَعرِفُهُ كُلّنَا وَنَدريهِ
كلُّ اختلافٍ وكلُّ مخرقة ٍ
فيهِ فَيا لَيتَهُ بِلا فيهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مضَى الشّبابُ وَوَلّى ما انْتَفَعتُ به
مضَى الشّبابُ وَوَلّى ما انْتَفَعتُ به
رقم القصيدة : 12499
-----------------------------------
مضَى الشّبابُ وَوَلّى ما انْتَفَعتُ به
ولَيْتَهُ فارِطٌ يُرْجى تَلافيهِ
أوْ لَيتَ لي عَمَلاً فيهِ أُسَرّ بهِ
أوْ لَيتَني لا جرَى لي ما جرَى فيهِ
فاليَوْمَ أبكي على ما فاتَني أسَفاً
وهلْ يُفيدُ بُكائي حينَ أبكيهِ
واحَسرتَاهُ لعُمرٍ ضاعَ أكثرُهُ
وَالوَيلُ إنْ كنَ باقيهِ كَماضِيهِ(6/60)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إقرأ سلامي على منْ لا أسميهِ
إقرأ سلامي على منْ لا أسميهِ
رقم القصيدة : 12500
-----------------------------------
إقرأ سلامي على منْ لا أسميهِ
وَمَن بروحي منَ الأسواءِ أفديهِ
ومنْ أعرضُ عنهُ حينَ أذكرهُ
فإنْ ذكرتُ سواهُ كنتُ أعنيهِ
أشِرْ بذِكْريَ في ضِمنِ الحَديثِ له
إنّ الإشارة َ في معنايَ تكفيهِ
وأسألهُ إنْ كانَ يرضيهِ ضنى جسدي
فحبذا كلّ شيءٍ كانَ يرضيهِ
فليتَ عينَ حَبيبي في البُعادِ ترَى
حالي وما بيَ من ضُر أُقاسيهِ
هل كنتُ من قوْمِ موسَى في محبّتِهِ
حتى أطالَ عَذابي منهُ بالتّيهِ
أحببتُ كلّ سميّ في الأنامِ لهُ
وكلَّ مَن فيهِ مَعنًى مِنْ مَعانيهِ
يَغيبُ عني وَأفكاري تُمَثّلُهُ
حتى يخيلَ لي أني أناجيهِ
لا ضيمَ يخشاهُ قلبي والحبيبُ به
فإنّ ساكِنَ ذاكَ البَيتِ يَحميهِ
مَنْ مِثلُ قَلبيَ أوْ مَنْ مثلُ ساكنِه
الله يَحفَظُ قَلبي وَالذي فيهِ
يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوحُ به
يا مَنْ تَجَنّى وَما أحْلى تَجَنّيهِ
قد أتعسَ اللهُ عيناً صرتَ توحشها
وأسعَدَ الله قَلباً صرْتَ تأوِيهِ
مولايَ أصبحَ وجدي فيكَ مشتهراً
فكيفَ أسترهُ أمْ كيفَ أخفيهِ
وصارَ ذِكْريَ للواشي بهِ وَلَعٌ
لقد تكلفَ أمراً ليسَ يعنيهِ
فمنْ أذاعَ حديثاً كنتُ أكتمهُ
حتى وَجدتُ نَسيمَ الرّوْض يَرْويهِ
فيا رَسولي تَضَرّعْ في السّؤالِ لَهُ
عَسَاكَ تَعطِفُهُ نَحوي وتَثْنيهِ
إذا سألتَ فسلْ من فيهِ مكرمة ٌ
لا تَطلُبِ الماءَ إلاّ مِن مَجاريهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أفدي حَبيباً لِساني لَيسَ يَذكرُهُ
أفدي حَبيباً لِساني لَيسَ يَذكرُهُ
رقم القصيدة : 12501
-----------------------------------
أفدي حَبيباً لِساني لَيسَ يَذكرُهُ
خوْفَ الوُشاة ِ وَقَلبي ليسَ يَنساهُ
أهوى التهتكَ فيهِ ثمّ يمنعني
إنّ التّهَتّكَ فيهِ لَيسَ يَرضاهُ
والناسُ فينا ببعضِ القول قد لهجوا(6/61)
لوْ صَحّ ما ذكرُوا ما كنتُ آباهُ
يا منْ أكابدُ فيهِ ما أكابدهُ
مولايَ أصبرُ حتى يحكمَ اللهُ
سَمّيتُ غَيرَكَ مَحْبوبي مُغالَطة ً
لمَعشَرٍ فيكَ قد فاهوا بما فاهُوا
أقولُ زيدٌ وزيدٌ لستُ أعرفهُ
وإنما هوَ لفظٌ أنتَ معناهُ
وكم ذكرتُ مسمى ًّ لا اكتراثَ به
حتى يجرّ إلى ذكراكَ ذكراهُ
أتيهُ فيكَ على العُشّاقِ كُلّهِمِ
قد عزّ مَن أنتَ يا موْلايَ موْلاهُ
وصارَ لي فيكَ حسادٌ ولا بلغوا
كُلاًّ أرَى منهُمُ دعوايَ دَعواهُ
كادتْ عيونهُمُ بالبُغضِ تَنطِقُ لي
حتى كأنّ عيونَ القومِ أفواهُ
يا منْ أتى زائراً يوماً فشرفني
لا أصغَرَ الله مِنْ مَوْلايَ مَمشاهُ
عندي حديثٌ أريدُ اليومَ أذكرهُ
وَأنتَ تَعلَمُ دونَ النّاسِ فَحواهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تُرى كمْ قد بدت منكُمْ
تُرى كمْ قد بدت منكُمْ
رقم القصيدة : 12502
-----------------------------------
تُرى كمْ قد بدت منكُمْ
أمورٌ ما عهدناها
وعَرّضْتُمْ بأقْوالٍ
وما نجهلُ معناها
نبشتمْ بيننا أشيا
ءَ كنا قد دفناها
وطرقتمْ إلى الغدرِ
طريقاً ما سلكناها
وقَبّحْتُمْ بأسْماءٍ
وحَسّنتُمْ مُسَمّاهَا
وكم جاءَتْ لَنا عنكُمْ
أحاديثٌ رَدَدْناهَا
وأشياءٌ رَأيْنَاها
وقلنا ما رأيناها
فلا واللهِ ما يحـ
ـسُنُ بينَ النّاسِ ذكراهَا
قرَأنا سُورَة َ السُّلْوا
نِ عنكمْ بل حفظناها
وما زِلتُمْ بنا حتى
جسرنا وفعلناها
فرجلٌ تطلبُ المسعى
إليكمْ قدْ منعناها
وعينٌ تتمنى أنْ
تراكم قد غَضَضْناهَا
ونفسٌ كلما اشتاقتْ
للقياكمْ زجرناها
وكانَتْ بَيْنَنا طاقٌ
فَها نحنُ سَدَدْنَاهَا
ولوْ أنّكُمُ جَنّا
تُ عدنٍ ما دخلناها
وأمّا الحالَة ُ الأخرَى
فإنّا قد سَلَوْنَاهَا
وقد ماتتْ وصلينا
علَيْها وَدَفَنّاهَا
هَجرْنَا ذِكْرَها حتى
كأنّا ما عَرَفْنَاهَا
وها نحنُ وها أنتمْ
متى قَطُّ ذكَرْنَاهَا
وفي النّفسِ بَقايا مِنْ
أحاديثٍ خَبَأنَاهَا
فلَوْ أرْضَتكُمُ الأرْوَا
حُ منّا لبَذَلْنَاهَا(6/62)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دولة ٌ كم قَدْ سألنا
دولة ٌ كم قَدْ سألنا
رقم القصيدة : 12503
-----------------------------------
دولة ٌ كم قَدْ سألنا
ربنا التعويضَ عنها
وفَرِحْنا حينَ زالتْ
جاءنا أنحسُ منها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد أتى العيدُ وما عنـ
قد أتى العيدُ وما عنـ
رقم القصيدة : 12504
-----------------------------------
قد أتى العيدُ وما عنـ
ـدي لهُ ما يقتضيهِ
غابَ عنْ عينيَّ فيهِ
كلُّ شيءٍ أشْتَهيهِ
لَيتَ شِعري كيفَ أنْتُمْ
أيّهَا الأحْبابُ فيهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كتَبتُ إلَيكَ أشرَحُ في كتابي
كتَبتُ إلَيكَ أشرَحُ في كتابي
رقم القصيدة : 12505
-----------------------------------
كتَبتُ إلَيكَ أشرَحُ في كتابي
أموراً من فراقكَ أشتكيها
وعيشكَ إنّ لي مذْ غبتَ عني
لحالاً ما أظنّكَ تَرْتَضِيهَا
وفي سوقِ الغرامِ عرضتُ نفسي
رَخيصاً لم أجدْ من يَشتريهَا
ولم أرَ منْ لهُ حالٌ كحالي
فأعرِفَ في الصّبابَة ِ لي شَبِيهَا
فجدْ برضاكَ إنّ رضاكَ عني
لأعظمُ شهوة ٍ أنا أشتهيها
ولي وعدٌ إلى سنة ٍ فإنْ لمْ
يكنْ فيها يكُنْ فيما يَليهَا
وقد أنهيتُ من شوقي أموراً
لمَوْلانَا عُلُوُّ الرّأيِ فيهَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سُرُوري كان أنْ ألقاكَ يَوْماً
سُرُوري كان أنْ ألقاكَ يَوْماً
رقم القصيدة : 12506
-----------------------------------
سُرُوري كان أنْ ألقاكَ يَوْماً
لأجلِ مَحاسِنٍ لكَ أجتَليهَا
فلَمّا غابَ عن عَيني كَرَاهَا
خلتْ من ساكنٍ فسكنتَ فيها
سأكرمها لحرمة ِ منْ حوتهُ
وإكْرامُ الدّيارِ لساكِنِيهَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا منْ توهمَ أني لستُ أذكرهُ
يا منْ توهمَ أني لستُ أذكرهُ
رقم القصيدة : 12507
-----------------------------------
يا منْ توهمَ أني لستُ أذكرهُ
واللهُ يعلمُ أني لستُ أنساهُ
وظنّ أني لا أرعى مودتهُ(6/63)
حاشايَ من ظَنّهِ هذا وَحاشاهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلَيكَ عَنّي وَدَعْني
إلَيكَ عَنّي وَدَعْني
رقم القصيدة : 12508
-----------------------------------
إلَيكَ عَنّي وَدَعْني
الغَدْرُ لا أرْتَضيهِ
أرَدْتَ تَغْييرَ خُلْقي
أُفٍّ لِمَا سُمْتَنيهِ
فَلا جَزَى الله خَيراً
يوماً عرفناكَ فيهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ
نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ
رقم القصيدة : 12509
-----------------------------------
نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ
أدّرِعُ الصّبرَ عندَ لُقياهَا
وهيَ بجُنْدِ الهَوَى تُبارِزُني
وَأيّ صَبرٍ يُطيقُ هَيْجَاهَا
إنْ جَبُنَتْ في القِتالِ أنجَدَها
أوْ ضعفتْ في النزالِ قواها
أصرعها تارة ً وتصرعني
لكن لها السبقُ حينَ ألقاها
أحبها وهيَ لي معاندة ٌ
كأنّني لَستُ منْ أحِبّاهَا
عدوة ٌ لا أكادُ أبغضها
يا لَيتَني أستَطيعُ أنْسَاهَا
سابحة ٌ في بحارِ فتنتها
رافِلَة ٌ في ذُيُولِ ظَلماهَا
أحبها تأبى موافقتي
خاسرة ً دينها ودنياها
يا رَبِّ عَجّلْ لهَا بتَوْبَتِها
وَاغسِلْ بماءِ التّقَى خطاياهَا
إنْ تَكُ يا سَيّدي مُعَذّبَهَا
منْ ذا الذي يرتجى لرحماها
فالطفْ بها واغتفرْ لها كرماً
إنّكَ خَلاّقُهَا وَمَوْلاهَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خالفتني وفعلتها
خالفتني وفعلتها
رقم القصيدة : 12510
-----------------------------------
خالفتني وفعلتها
لكَ في الخلافِ المنتهى
ما كُنتَ تَعجَزُ في خِصا
لٍ غَيرَها فخَتَمْتَهَا
أبصرتَ نفسكَ أصبحتْ
مستورة ً فهتكتها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كَيفَ يَخفَى عَنْ حَبيبي
كَيفَ يَخفَى عَنْ حَبيبي
رقم القصيدة : 12511
-----------------------------------
كَيفَ يَخفَى عَنْ حَبيبي
كلُّ ما تمّ عليهِ
وَهوَ في قَلبي مُقيمٌ
أقرَبُ النّاسِ إلَيْهِ(6/64)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا كتاباً من حبيبٍ
يا كتاباً من حبيبٍ
رقم القصيدة : 12512
-----------------------------------
يا كتاباً من حبيبٍ
أنَا مُشتاقٌ إلَيْهِ
جاءني منهُ سلامٌ
سلمَ اللهُ عليهِ
كَمْ يَدٍ للدّهْرِ مُذْ أبْـ
ـصرتُ آثارَ يديهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا رَسولي قَبِّلِ الأرْ
يا رَسولي قَبِّلِ الأرْ
رقم القصيدة : 12513
-----------------------------------
يا رَسولي قَبِّلِ الأرْ
ضَ إذا جئتَ إليهِ
ثمّ عرفهُ بأني
كنتُ غَضباناً عَلَيْهِ
قربَ الواشينَ حتى
أكثروا القولَ لديهِ
كيفَ يرْضَى لي حَبيبٌ
ما جرَى بَينَ يدَيْهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّهَا الخَائِفُ مِن أمْـ
أيّهَا الخَائِفُ مِن أمْـ
رقم القصيدة : 12514
-----------------------------------
أيّهَا الخَائِفُ مِن أمْـ
ـرٍ عناهُ وعساهُ
لكَ رَبٌّ لمْ يَخِبْ قَـ
ـطُّ لَديهِ مَنْ رَجاهُ
فادْعُهُ فَهوَ بلا شَـ
كٍّ مُجيبٌ مَن دَعاهُ
وإذا كانَ لكَ اللـ
ـهُ فلا تسأل سواهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يعزّ عليّ فقدكَ يا عليُّ
يعزّ عليّ فقدكَ يا عليُّ
رقم القصيدة : 12515
-----------------------------------
يعزّ عليّ فقدكَ يا عليُّ
ألا للهِ ذا الأجلُ الوحيُّ
تكَدّرَ فيكَ صَافي العيشِ لمّا
عَدِمتُكَ أيّها الخِلُّ الصَّفيّ
لَئِنْ أخلَيْتُ منكَ مَحلّ أُنسِي
فما أنا فيكَ منْ أسفٍ خليّ
فبَعدَكَ لَيسَ يُفرِحُني بَشيرٌ
وبعدكَ ليسَ يحزنني نعيّ
ولو كانَ الرّدى بَشَراً سَوِيّاً
لهابكَ أيها البشرُ السويّ
عصَاني الصّبرُ بعدك وَهْوَ طوْعي
وطاوعَ بعدكَ الدمعُ العصيّ
وهلْ أبقتْ لي الأيامُ دمعاً
فيُسْعِدَني بهِ الجَفْنُ الشقيّ
فيا جَزَعي تَعَزَّ فليسَ صَبرٌ
ويا ظمإي تَسَلّ فلَيسَ رِيّ
أتمضي أنتَ منفرداً وأبقى
لقد غَدَرَتكَ نَفسُكَ يا وَفيّ
فهل حقٌّ حياتكَ يا زهيرٌ
وهَلْ حَقٌّ وَفاتُكَ يا عَليّ(6/65)
وَحَقّاً صارَ ذاكَ البَحرُ يُبْساً
وصوحَ ذلكَ الروضُ البهيّ
وَأقْلَعَ ذلكَ الغَيثُ المُرَجّى
فلا الوسميُّ منهُ ولا الوليُّ
لقد طَوَتِ الحَوادِثُ منهُ جسماً
وليسَ لذكرهِ في الناسِ طيّ
مَضَوْا بسَريرِهِ وَعَلَيْهِ نُورٌ
جليٌّ تحتهُ سرٌّ خفيّ
وفي أكْفانِهِ نَدْبٌ سَرِيٌّ
تَخَلّفَ بَعدَهُ ذِكْرٌ سَنيّ
على حينَ استَفاضَ الذّكرُ عنهُ
وحينَ أتى كما اندفعَ الأتيّ
وكمْ درتْ مكارمهُ لعافٍ
كما درتْ لأطفالٍ ثديّ
وكمْ أروى على ظمإٍ نداهُ
سَقاه هاطِلُ الغَيثِ الرّوِيُّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مليحاً لي منهُ
يا مليحاً لي منهُ
رقم القصيدة : 12516
-----------------------------------
يا مليحاً لي منهُ
شهرة ٌ بينَ البرايا
غِبْتَ عني وجَرَتْ بَعْـ
ـدكَ واللهِ قضايا
سَوْفَ تَلقَى لكَ في قَلْـ
ـبي إذا جئتَ حنايا
ولقد جرعتُ منْ بعـ
ـدِكَ كاساتِ المَنَايَا
ولئنْ متُّ ستبقى
لكَ في قَلبي بَقَايَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا في البستانِ وحدي
أنا في البستانِ وحدي
رقم القصيدة : 12517
-----------------------------------
أنا في البستانِ وحدي
في رِيَاضٍ سُندُسِيّهْ
ليسَ لي فيهِ أنِيسٌ
غيرَ كتبٍ أدبيهْ
وإذا دارتْ كؤوسي
فهْيَ منّي وَإلَيّهْ
فتَفَضّلْ يا حَبيبي
نِغتَنِمْ هَذي العَشيّهْ
ما تَرَى بالله ما أحْـ
سنَ هذي الذهبيهْ
لم تَغِبْ عَنْ مِثْلِ هذا الـ
ـيومِ إلاّ لبليهْ
مَنْ تُرَى غَيّرَ ما أعْـ
ـهَدُ مِن تِلكَ السّجيّهْ
أيّها المُعرِضُ عَنّي
لكَ واللهِ قضيهْ
كُلُّ ما يُرْضيكَ يا مَوْ
لايَ عندي وعليهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رَحَلَ الواشونَ عَنّا
رَحَلَ الواشونَ عَنّا
رقم القصيدة : 12518
-----------------------------------
رَحَلَ الواشونَ عَنّا
شكرَ اللهُ المطايا
فظفرنا بوصالٍ
غفلتْ عنه البرايا
خَرَجتْ تِلكَ الأحاديـ
ـثُ التي كانتْ خبايا
واسترحنا منْ عتابٍ(6/66)
في الخبايا والزوايا
وَأتَتْنَا رُسُلُ الأحْـ
ـبابِ منهُمْ بالهَدايَا
وعلى رغمِ الأعادي
فلقدْ تمتْ قضايا
بوصالٍ منْ حبيبٍ
كَرُمَتْ منهُ السّجَايَا
ومُدامٍ مِنْ رُضابٍ
وحبابٍ منْ ثنايا
كانَ ما كانَ وَمِنْهُ
بَعدُ في النّفسِ بَقَايَا(6/67)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قالوا كبِرْتَ عن الصِّبَا
قالوا كبِرْتَ عن الصِّبَا
رقم القصيدة : 12519
-----------------------------------
قالوا كبِرْتَ عن الصِّبَا
وَقَطَعْتَ تِلكَ النّاحيَهْ
فدَعِ الصِّبَا لرِجالِهِ
واخلعْ ثيابَ العاريهْ
ونعمْ كبرتُ وإنما
تِلكَ الشّمائِلُ باقيَهْ
ويفوحُ منْ عطفيّ أنـ
ـفاسُ الشبابِ كما هيهْ
ويميلُ بي نحوَ الصبا
قَلْبٌ رَقيقُ الحاشِيَهْ
فيهِ منَ الطّرَبِ القَديـ
ـمِ بَقِيّة ٌ في الزّاوِيَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> الشوقُ نارٌ حاميهْ
الشوقُ نارٌ حاميهْ
رقم القصيدة : 12520
-----------------------------------
الشوقُ نارٌ حاميهْ
وَلَقَدْ تَزَايَدَ ما بِيَهْ
يا قلبَ بعضِ النّاسِ هَلْ
للضّيْفِ عندَكَ زَاوِيَهْ
إني ببابكَ قد وقفـ
ـتُ عَسَى تَرُدّ جَوَابِيَهْ
يا مُلبِسِي ثَوْبَ الضَّنَا
يَهنيكَ ثَوْبُ العافيَهْ
لم يبقَ مني في القميـ
ـصِ سوَى رُسومٍ بالِيَهْ
وحُشاشَة ٍ ما أبْقَتِ الـ
ـأشواقُ منْها باقِيَهْ
أرخصتُ فيكَ مدامعاً
لولاكَ كانتْ غاليهْ
إنْ لمْ تجدْ لي بالرضا
وَاحَسرَتي وَشَقائِيَهْ
لكَ مهجتي ولوِ ارتضيـ
ـتَ المالَ قلتُ وماليهْ
يا مَن إلَيهِ المُشتَكَى
أنتَ العليمُ بحاليهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أعِدِ الرّسالَة َ ثانِيَهْ
أعِدِ الرّسالَة َ ثانِيَهْ
رقم القصيدة : 12521
-----------------------------------
أعِدِ الرّسالَة َ ثانِيَهْ
وخذِ الجوابَ علانيهْ
فعَسَى بتَكرارِ الحَديـ
ـثِ عليّ أنسى ما بيهْ
وَعَسَاكَ تُطفىء ُ من غَليـ
ـلِ الشّوْقِ ناراً حامِيَهْ
فإذا رَجَعْتَ مُسَلِّماً
فابدأ بردّ سلاميهْ
وقلِ السلامُ عليكمُ
أهلَ القُصورِ العالِيَهْ
وأعِدْ بحُسنِ تَلَطّفٍ
وكَما عَلِمْتَ جَوابِيَهْ
يا آخذي بلْ تاركي
في لَوْعَة ٍ هيَ ما هِيَهْ
ما بالُ كتبكَ عندَ غيـ
ـري دائماً متواليهْ
وإذا كتبتَ عساكَ تذ(7/1)
كرني ولوْ في الحاشيهْ
لا تَنسَ ما بَيْني وَبَيْـ
ـنكَ منْ عهودٍ باقيهْ
بالله مَنْ هذا الذي
تعطيهِ منكَ مكانيهْ
حاشاكَ ترضى أنْ أبيـ
ـتَ وَأنتَ عني ناحيَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ملكَ الغرامُ عنانيهْ
ملكَ الغرامُ عنانيهْ
رقم القصيدة : 12522
-----------------------------------
ملكَ الغرامُ عنانيهْ
فاليومَ طالَ عنائيهْ
منْ لي بقلبٍ أشتريـ
ـهِ منَ القُلوبِ القاسِيَهْ
وإليكَ يا ملكَ الملا
حِ وقفتُ أشكو حاليهْ
مولايَ يا قَلبي العَزيـ
ـزَ وَيا حَياتي الغالِيَهْ
إني لأطلبُ حاجة ً
ليستْ عليكَ بخافيهْ
أنعمْ عليّ بقبلة ٍ
هِبَة ً وَإلاّ عَارِيَهْ
وأُعيدُها لكَ لا عَدِمْـ
ـتَ بعَينِها وَكَما هِيَهْ
وَإذا أرَدْتَ زِيادَة ً
خُذْها وَنَفسي رَاضِيَهْ
فعَسَى يَجُودُ لَنا الزّما
نُ بخَلوَة ٍ في زاوِيَهْ
أوْ لَيتَني ألقاكَ وَحْـ
ـدَكَ في طَريقٍ خالِيَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عشقٌ تجددَ ثانيهْ
عشقٌ تجددَ ثانيهْ
رقم القصيدة : 12523
-----------------------------------
عشقٌ تجددَ ثانيهْ
وقوى الشبيبة واهيهْ
فعشقتُ لا أملاً بلغـ
ـتُ وَلا بَقيتُ بجاهِيَهْ
فإذا سَمِعْتَ بعاشِقٍ
فاسألْ دوامَ العافيهْ
إني لأقنعُ بالخلا
صِ فلا عليّ ولا ليهْ
هي غلطة ٌ كانتْ ولا
واللهِ ترجعُ ثانيهْ
حسبي الذي قد كانَ في
زَمَنِ الصِّبَا وَكَفَانِيَهْ
ذهبَ الشبابُ وإنما
حَسَرَاتُهُ هيَ باقِيَهْ
وبدَتْ عُيُوبي في الهوَى
من لي بعينٍ راضيهْ
يا قلبُ كم لكَ لفتة ٌ
هيَ للصبا متقاضيهْ
فالبسْ خليعكَ فهوَ خيـ
ـرٌ مِنْ جَديدِ العارِيَهْ
وقلِ السلامُ عليكمُ
يا أهلَ تلكَ الناحيهْ
وحياتكمْ وحياتكمْ
تلكَ المودة ُ باقيهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما للعذولِ وما ليهْ
ما للعذولِ وما ليهْ
رقم القصيدة : 12524
-----------------------------------
ما للعذولِ وما ليهْ
عذلُ المشيبِ كفانيهْ(7/2)
وَاحَسرَتي ذَهَبَ الشّبا
بُ وما بلغتُ مراديهْ
وزهدتُ في ولعِ الصبا
فاليومَ نهري ساقيهْ
فإليكَ عني يا غرا
مُ فقد عرَفتَ مكانِيَهْ
وكأنما أنا قد قعد
تُ على طريقِ القافيهْ
يا عاذلي برح الخفا
ءُ وَقدْ كَشَفتُ غِطائِيَهْ
سَلْني أُجِبْكَ بمَا يَسُرّ
كَ ذكرهُ منْ حاليهْ
وَلقد أرَحتُكَ فاستَرِحْ
كنْ لا عليّ ولا ليهْ
واعلمْ بأنّ اللهَ لا
تخفى عليهِ خافيهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنْ كنتَ تقبلُ مني
إنْ كنتَ تقبلُ مني
رقم القصيدة : 12525
-----------------------------------
إنْ كنتَ تقبلُ مني
فارْحَلْ وَفيكَ بَقِيّهْ
دعِ انتظاركَ قوماً
لهمْ أمورٌ بطيهْ
وَلا تُقِمْ في مَكانٍ
وكُنْ كأنّكَ حَيّهْ
ولا ترَ الناسَ إلاّ
عيناً ونفساً أبيهْ
وَاقنَعْ بكِسرَة ِ خُبْزٍ
وهمة ٍ كسرويهْ
ولا تكنْ كعجوزٍ
مقيمة ٍ في حنيهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أبا يحيى وما أعر
أبا يحيى وما أعر
رقم القصيدة : 12526
-----------------------------------
أبا يحيى وما أعر
فُ مَنْ أنْتَ أبَا يحيَى
فحَدّثني وَقلْ لي أيُّ
شيءٍ أنتَ في الدنيا
منَ الجِنّ منَ الإنْسِ
منَ المَوْتَى منَ الأحْيَا
بعيدٌ منكَ أنْ تفلـ
ـحَ في شيءٍ منَ الأشيا
فلا أهْلاً وَلا سَهْلاً
ولا سقياً ولا رعيا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَفَرَسٍ على المَسا
وَفَرَسٍ على المَسا
رقم القصيدة : 12527
-----------------------------------
وَفَرَسٍ على المَسا
وي كلها محتويهْ
فما مساويها لمنْ
عَدّدَهَا مُنْتَهِيَهْ
ولَيسَ فيها خَصْلَة ٌ
واحدة ٌ مستويهْ
يا قبحها مقبلة ً
وَقُبْحَهَا مُوَلّيَهْ
مالِكُها من خَجْلَة ٍ
كأنهُ في مخزيهْ
مستقبحٌ ركوبها
مثلُ ركوبِ المعصيهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مَلَكْتُمُوني رَخيصاً
مَلَكْتُمُوني رَخيصاً
رقم القصيدة : 12528
-----------------------------------
مَلَكْتُمُوني رَخيصاً
فانحطّ قدري لديكمْ(7/3)
فأغلقَ اللهُ باباً
منهُ دَخَلْتُ إلَيكُمْ
وحقكمْ ما عرفتمْ
قدرَ الذي في يديكمْ
حتى وَلا كَيفَ أنتُمْ
ولا السلامُ عليكمْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تزد في الهوى عليّ
لا تزد في الهوى عليّ
رقم القصيدة : 12529
-----------------------------------
لا تزد في الهوى عليّ
إنّ رشدَ المحبّ غيّ
كيفَ أخفي الهوى وقدْ
خَرَجَ الأمرُ مِنْ يَدَيّ
أنا في الحبّ ميتٌ
وَعَذولي يَقُولُ حَيّ
لي غرامٌ منَ الصبا
بَعدُ في النّفسِ منهُ شَيّ
وحبيبي فلا تسلْ
أيُّ تِيهٍ لَهُ وَأيّ
شَمسُ حُسنٍ لهُ منَ الـ
شعرِ ظلٌ لهُ وفيّ
ومسيءٍ كأنهُ
أبداً محسنٌ إليّ
لَيتَهُ كانَ راضِياً
بَعدَ هذا وَذا عَليّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لوْ تَراني وَحَبيبي عندَمَا
لوْ تَراني وَحَبيبي عندَمَا
رقم القصيدة : 12530
-----------------------------------
لوْ تَراني وَحَبيبي عندَمَا
فرّ مثلَ الظبيِ من بينِ يديّ
ومضَى يَعدو وَأعدو خَلْفَهُ
وَتَرانا قد طَوينا الأرْضَ طَيّ
قالَ ما ترجعُ عني قلتُ لا
قالَ ما تطلبُ مني قلتُ شيّ
فانْثَنى يحمرُّ منّي خَجَلاً
وثناه التِّيهُ عنّي لا إليّ
كِدتُ بَينَ النّاسِ أن ألثِمَهُ
آهِ لَوْ أفعَلُ ما كانَ عَليّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أعَزّ النّاسِ عندي وَعَليّ
يا أعَزّ النّاسِ عندي وَعَليّ
رقم القصيدة : 12531
-----------------------------------
يا أعَزّ النّاسِ عندي وَعَليّ
وحبيباً هوَ مني وإليّ
ليتَ مولايَ بحالي عالمٌ
وبما عنديَ منهُ ولديّ
ما لهُ أصبحَ عني معرضاً
تحتَ ذا الإعراضِ من موْلايَ شَيّ
يا حَبيبي أينَ ما أعْهَدُهُ
يا تُرَى مَن ذا الذي زادَ عَليّ
فاتني إذْ مرّ ما كلمتهُ
كِدتُ أن آكلَ من غيظي يديّ
أشرقتْ من وجهه شمسُ الضحى
لم تجِدْ من حَرّها العُشّاقُ فَيّ
وبَدَتْ في الخَدّ منهُ جَمرَة ٌ
ولعمري كوتِ الأكبادَ كيّ
أنا من قد متُّ في العشقِ بهِ(7/4)
هَنّئُوني مَيّتُ العُشّاقِ حَيّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هذهِ أولُ حاجاتي إليكْ
هذهِ أولُ حاجاتي إليكْ
رقم القصيدة : 12532
-----------------------------------
هذهِ أولُ حاجاتي إليكْ
وبها أعرفُ مقداري لديكْ
أرني ما لم أزلْ أسمعهُ
من أيادٍ رُوِيَتْ لي عن يَدَيْكْ
بَينَنا مِنْ أدَبٍ يُعزَى لَهُ
نَسَبٌ أوْجَبَ إدلالي عَلَيكْ
وسأجزيكَ ثناءً حسناً
أملأُ الأرضَ بهِ مني إليكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنّ الرضيّ الذي بليتُ بهِ
إنّ الرضيّ الذي بليتُ بهِ
رقم القصيدة : 12533
-----------------------------------
إنّ الرضيّ الذي بليتُ بهِ
أفعالُهُ الكُلُّ غَيرُ مَرْضيِّ
وكنتُ في شدة ٍ برؤيتهِ
كمسلمٍ في إسارِ ذميّ
وبَعْدَ جَهْدٍ خَلَصْتُ من يَدِه
خَلاصَ عَظْمٍ من كفّ تُركيّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لي صاحبٌ غابَ عنّي
لي صاحبٌ غابَ عنّي
رقم القصيدة : 12534
-----------------------------------
لي صاحبٌ غابَ عنّي
فقُلتُ أمْشي إلَيْهِ
فقيلَ إنّ فلاناً
ذاكَ المليحُ لديهِ
فما قطعتُ عليهِ
لكِنْ قُطِعْتُ عَلَيْهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّها الغائِبُ عني إنّني
أيّها الغائِبُ عني إنّني
رقم القصيدة : 12535
-----------------------------------
أيّها الغائِبُ عني إنّني
علمَ اللهُ لمشتاقٌ إليكْ
فإذا هبّ نسيمٌ طيبٌ
أنا ذاكَ الوقتَ سلمتُ عليكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَنَديمٍ بِتُّ مِنْهُ
وَنَديمٍ بِتُّ مِنْهُ
رقم القصيدة : 12536
-----------------------------------
وَنَديمٍ بِتُّ مِنْهُ
ناعمَ البالِ رضيا
جاءني يحملُ كأساً
قارَنَ البَدرُ الثُّرَيّا
قالَ خُذها قلتُ خُذْها
أنتَ وَاشرَبْها هَنيّا
لا تزدني فوقَ سكري
بالهَوَى سُكْرَ الحُمَيّا
عندَها أعرَضَ عنّي
مُطْرِقَ الرّأسِ حَيِيّا
قُلتُ لا وَالله إلاّ
هاتها كأساً رويا
لستُ أعصي لكَ أمراً(7/5)
لستُ أعصي لكَ نهيا
فَسَقانِيهَا عُقَاراً
تتركُ الشيخَ صبيا
وتريكَ الغيّ رشداً
وتريكَ الرشدَ غيا
لم يزلْ مني إليهِ الـ
ـكأسُ أوْ منهُ إليا
هكذا حتى بَدا الصّبْـ
ـحُ لنا طلقَ المحيا
يا لها ليلة َ وصلٍ
مثلُهَا لا يَتَهَيّا
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
رقم القصيدة : 12796
-----------------------------------
عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ،
تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ،
خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ،
يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ،
فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ،
يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ
منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ
إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً،
فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ
نُوَلّيَها المَلامَة َ، إنْ ألِمْنَا،
إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً،
وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا
تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُبَارِينَ الأعِنّة َ مُصْعِدَاتٍ،
عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ،
تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا،
وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ،
يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا،
وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً
يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ!
فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً،
همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ(7/6)
سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا،
ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني،
فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
وأن سيوفنا تركتك عبدا
وعبد الدار سادتها الإماء
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ،
تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ،
وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ،
فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً،
أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ،
ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي
لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ
جُذَيْمَة َ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ
أولئكَ معشرٌ نصروا علينا،
ففي أظفارنا منهمْ دماءُ
وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ،
وَحِلْفُ قُرَيْظَة ٍ مِنّا بَرَاءُ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ،
وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
رقم القصيدة : 12797
-----------------------------------
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
رقم القصيدة : 12798
-----------------------------------
هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ
ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ
بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ
فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة ٍ
بَيْضَاءَ، آنِسَة ِ الحدِيثِ، كَعَابِ
واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى
مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ
أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا
أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ(7/7)
جَيْشٌ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم،
متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ
حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة َ وارتَجَوْا
قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ
وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ،
ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ
بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ،
وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ
وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ
وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ
مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ
تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ
وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ،
وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ،
والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ
في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
رقم القصيدة : 12799
-----------------------------------
عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ
تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ
مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ
فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً، وأمْسَتْ
يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ
فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ،
وَرُدَّ حَرارة َ الصّدْرِ الكَئيبِ
وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ،
بصدقٍ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ
بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاة َ بَدْرٍ
لنا في المشركينَ منَ النصيبِ
غداة َ كأنّ جمعهمُ حراءٌ
بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ
كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ
عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ
وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها
بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً
وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ
ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما(7/8)
قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً،
وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا:
صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
رقم القصيدة : 12800
-----------------------------------
تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا
أبيتُ أراعيها كأنيموكلٌ
بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا
إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ
تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا
غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها
مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا
أخَافُ مُفَاجَاة َ الفِرَاقِ بِبَغْتَة ٍ،
وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا
وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ
بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا
وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَة ٍ،
وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا
وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ،
عَشِيّة َ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا
وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا،
وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا
وكِدتُ غَداة َ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى ،
أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا
وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما
تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا
وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ، واكْتَسَتْ
مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا
أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى
وصداً، إذا ما أسقبتْ، وتجنبا
إذا أنبتّ أسبابُ الهوى ، وتصدعتْ
عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا
وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا،
وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا
أطيلُ اجتناباً عنهمُ، غيرَ بغضة ٍ
وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَة ٍ وَتَصَحُّبَا
ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ
مطاعاً، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا(7/9)
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
رقم القصيدة : 12801
-----------------------------------
إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ، خَرِبُ
فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ
فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ
يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ،
لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ
إلا تنيبوا لأمرِ اللهِ تعترفوا
بغارة ٍ عصبٍ منْ خلفها عصبُ
فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربِ يقدمهمْ
مستلئماً قدْ بدا في وجههِ الغضبُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
رقم القصيدة : 12802
-----------------------------------
ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
وعبيدٍ، وإماءٍ، وذهبْ
قُلْتُمُ بَدّلْ، فَقَدْ بَدّلَكُمْ
سَنَة ً حَرّى ، وحَرْباً كاللّهبْ
فَفَريقٌ هَالِكٌ مِنْ عَجَفٍ،
وَفَرِيقٌ كان أوْدَى ، فَذَهَبْ
إذْ قتلتمْ ماجداً ذا مرة ٍ
وَاضِحَ السُّنّة ِ مَعْرُوفَ النّسَبْ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ
إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ
رقم القصيدة : 12803
-----------------------------------
إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا، كأنّهُمْ
جِدايَة ُ شِرْكٍ، مُعلَماتُ الحواجِبِ
أقَمْنَا لكُمْ طَعْناً مُبيراً، مُنَكِّلاً،
وحزناكمُ بالضربِ من كلّ جانبِ
ولولا لواءُ الحارثية ِ أصبحوا
يُباعونَ في الأسواقِ بَيْعَ الجَلائِبِ
يمصونَ أرصافَ السهامِ، كأنهمْ
إذا هَبَطُوا سَهْلاً وِبَارٌ شَوَازِبُ
نُفَجّيءُ عَنّا النُّاسَ حتّى كأنّما
يلفحهمْ جمرٌ من النارِ ثاقبُ(7/10)
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا
صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا
رقم القصيدة : 12804
-----------------------------------
صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا
يَوْمَ الرّجِيعِ، فأُكْرِمُوا وأُثِيبوا
رأسُ الكتيبة ِ مرثدٌ وأميرهمْ
زابنُ البكيرِ أمامهمْ وخبيبُ
وابنٌ لطارق، وابنُ دثنة فيهمِ
وافاهُ ثمّ حمامهُ المكتوبُ
مَنَعَ المَقَادَة َ أنْ ينَالوا ظَهْرَهُ
حتى يجالدَ، إنهُ لنجيبُ
والعاصمُ المقتولُ عندَ رجيعهمْ
كسبَ المعالي، إنهُ لكسوبُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ، إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ،
إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ، إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ،
رقم القصيدة : 12805
-----------------------------------
إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ، إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَة ٍ،
لَوْ كَانَ للحارِثِ الجَفْنيّ أصْحَابُ
مِن جِذمِ غَسّانَ مُسْتَرْخٍ حمائلُهُمْ،
لا يغبقونَ من المعزى ، إذا آبوا
وَلا يُذَادُونَ مُحْمَرَّاً عُيُونُهُمُ،
إذا تحضرَ عندَ الماجدِ البابُ
كانُوا إذا حضَرُوا شِيبَ العُقارُ لهمْ،
وَطِيفَ فِيهمْ بأكْوَاسٍ وأكْوَابِ
إذاً لآبُوا جميعاً، أوْ لكانَ لَهُمْ
أسْرَى منَ القَوْمِ أوْ قَتْلَى وأسلابُ
لجالدوا حيثُ كان الموتُ أدركهمْ
حتى يثوبوا لهم أسرى وأسلابُ
لكِنّه إنّما لاقَى بمأشَبَة ٍ
ليسَ لهمْ عنْدَ يوْم البأسِ أحْسابُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ
قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ
رقم القصيدة : 12806
-----------------------------------
قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ
نُفُجُ الحَقِيبَة ِ، غَادَة ُ الصُّلْبِ
أما الوسامة ُ والمروءة ُ، أوْ
رَأيُ الرّجالِ فقدْ بداء، حَسْبي
فوددتُ أنكَ لوْ تخبرنا
منْ والداكَ، ومنصبُ الشعبِ(7/11)
فَضَحِكْتُ ثمّ رَفَعْتُ مُتّصِلاً
صَوْتي أوَانَ المَنْطِقِ الشَّغْبِ
جَدّي أبُو لَيْلَى ، وَوَالِدُهُ
عَمْرُوٌ، وأخْوَالي بَنُو كَعْبِ
وأنا منَ القومِ الذينَ، إذا
أزَمَ الشّتاءُ مُحالِفَ الجَدْبِ
أعْطَى ذَوُو الأموَال مُعسِرَهُم،
والضَّارِبِينَ بمَوْطِنِ الرُّعْبِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
رقم القصيدة : 12807
-----------------------------------
قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
مَا بهِ بَادَ وَلا قَارِبُ
غَيّرَتْهُ الرّيحُ تَسْفي بِهِ،
وَهَزيمٌ رَعْدُهُ وَاصِبُ
وَلَقَدْ كانَتْ تَكُونُ بِهِ
طفلة ٌ،ممكورة ٌ، كاعبُ
وَكّلَتْ قَلبي بِذِكْرَتِهَا،
فالهوى لي فادحٌ، غالبُ
ليسَ لي منها مؤاسٍ، ولا
بُدَّ ممّا يَجْلُبُ الجالِبُ
وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا،
مِنْ حُمَيّا قَهْوَة ٍ شَارِبُ
أكَعَهْدي هَضْبُ ذي نَفَرٍ،
فَلِوَى الأعْرَافِ، فالضّارِبُ
فَلِوَى الخُرْبَة ِ، إذْ أهْلُنَا،
كلَّ ممسى ً، سامرٌ، لاعبُ
فابْكِ ما شِئْتَ على ما انْقَضَى ،
كلُّ وصلٍ منقضٍ ذاهبُ
لَوْ يَرُدّ الدّمْعُ شَيْئاً لَقَدُ
ردّ شيئاً دمعكَ الساكبُ
لم تكنْ سعدى لتنصفني
قلما ينصفني الصاحبُ
كأخٍ لي لا أعاتبهُ
وبما يستكثرُ العاتبُ
حَدّثَ الشّاهِدُ مِنْ قَوْلِهِ
بالذي يخفي لنا الغائبُ
وَبَدَتْ مِنْهُ مُزَمَّلَة ٌ،
حلمهُ في غيها ذاهبُ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
رقم القصيدة : 12808
-----------------------------------
إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
تُشِيبُ الطّفلَ مِنْ قبْل المَشيبِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
رقم القصيدة : 12809
-----------------------------------
وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ(7/12)
رؤوفٍ على الأدنى ، غليظٍ على العدا
أخي ثقة ٍ في النائباتِ، نجيبِ
متى ما يقلْ لا يكذبِ القولَ فعلهُ
سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكة ٍ
وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكة ٍ
رقم القصيدة : 12810
-----------------------------------
وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكة ٍ
رجالَ بني كعبٍ تحزُّ رقابها
بأيْدي رِجَالٍ لمْ يَسُلّوا سُيُوفَهُمْ
بِحَقٍّ، وقَتْلَى لمْ تُجَنّ ثِيَابُها
فيا ليتَ شِعْري! هلْ تَنالَنّ نُصْرَتي
سُهَيْلَ بن عَمْروٍ، وخزُها وعِقَابُها
وصفوانَ عوداً حزّ من شفرِ استهِ
فهذا أوانُ الحربِ شدّ عصابها
فلا تأمننا، يا ابنَ أمِّ مجالدٍ
إذا لَقِحَتْ حَربٌ وأعصَلَ نَابُها
وَلَوْ شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصَابَة ٌ
لهانَ علينا، يومَ ذاكَ، ضرابها
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يَا حَارِ، قَد عَوَّلْتَ، غيرَ مُعَوَّلٍ،
يَا حَارِ، قَد عَوَّلْتَ، غيرَ مُعَوَّلٍ،
رقم القصيدة : 12811
-----------------------------------
يَا حَارِ، قَد عَوَّلْتَ، غيرَ مُعَوَّلٍ،
عندَ الهياجِ وساعة ِ الأحسابِ
إذْ تمتطي سرجَ اليدينِ نجيبة ً
مرطى الجراءِ، خفيفة َ الأقرابِ
والقَوْمُ خَلْفَكَ قَدْ ترَكتَ قِتَالَهم،
تَرْجو النَّجاءَ، فليسَ حينَ ذَهَابِ
هَلاّ عَطَفْتَ على ابنِ أُمِّكَ إذ ثَوَى
قَعْصَ الأسِنّة ِ، ضَائِعَ الأسْلابِ
جَهْماً لَعَمْرُكَ لَوْ دُهِيتَ بِمثْلِها
لأتَاكَ أخْثَمُ شابِكُ الأنْيَابِ
عجلَ المليكُ لهُ، فأهلكَ جمعهُ
بشنارِ مخزية ٍ، وسوءِ عذابِ
لوْ كنتَ ضنءَ كريمة ٍ أبليتها
حسنى ، ولكنْ ضنءَ بنتِ عقابِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا نُسِبَتْ يَوماً قُرَيشٌ نَفَتكُمُ،
إذا نُسِبَتْ يَوماً قُرَيشٌ نَفَتكُمُ،
رقم القصيدة : 12812
-----------------------------------
إذا نُسِبَتْ يَوماً قُرَيشٌ نَفَتكُمُ،
وإنْ تنتسبُ شجعٌ فأنتَ نسيبها(7/13)
وإنّ التي ألقَتكَ من تَحتِ رِجلِها،
وليداً، لمهجانُ الغذاءِ خبوبها
وأمُّكَ مِن قَسرٍ، حُبَاشَة ُ أُمُّها،
لسَمراءِ فَهمٍ، آسِنُ البَولِ طِيبُها
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا حَارِ قدْ كنْتَ لْولا ما رُميتَ بِهِ،
يا حَارِ قدْ كنْتَ لْولا ما رُميتَ بِهِ،
رقم القصيدة : 12813
-----------------------------------
يا حَارِ قدْ كنْتَ لْولا ما رُميتَ بِهِ،
لله دَرُّكَ، في عِزٍّ وفي حَسَبِ
جَلّلْتَ قَوْمَكَ مَخْزَاة ً ومَنْقَصَة ً،
ما لم يُجَلَّلهُ حيٌّ مِنَ العَرَبِ
يا سالِبَ البيْتِ ذي الأرْكانِ حِليتَهُ
أدِّ الغَزَالَ، فَلَنْ يَخْفَى لمُسْتَلِبِ
سائلْ بني الحارثِ المزري بمعشرهِ:
أينَ الغزالُ عليهِ الدرُّ منْ ذهبِ؟
بئسَ البنونَ وبئسَ الشيخُ شيخهمُ
تَبّاً لِذلِكَ مِنْ شيخٍ ومِنْ عَقِبِ
العصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ،
يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ،
رقم القصيدة : 12814
-----------------------------------
يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ،
وابكي خبيباً معَ الغادينَ لم يؤبِ
صَقْراً تَوَسّطَ في الأنْصَارِ مَنْصِبُهُ،
حلوَ السجية ِ، محضاً غيرَ مؤتشبِ
قدْ هاجَ عينيْ على علاتِ عبرتها،
إذْ قِيلَ نُصّ على جِذْعٍ من الخشَبِ
يَا أيّها الرّاكِبُ الغَادي لِطِيّتِهِ،
أبْلِغْ لَدَيْكَ وَعيداً ليسَ بالكَذِبِ
بني فكيهة َ، إنّ الحربَ قدْ لقحتْ
مَحْلُوبُها الصّابُ، إذ تُمْرَى لمُحتلِبِ
فيها أسودُ بني النجارِ يقدمهمْ
شهبُ الأسنة ِ في معصوصبٍ لجبِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بنى اللؤمُ بيتاً على مذحجٍ،
بنى اللؤمُ بيتاً على مذحجٍ،
رقم القصيدة : 12815
-----------------------------------
بنى اللؤمُ بيتاً على مذحجٍ،
فَكَان عَلى مَذْحِجٍ تُرْتُبَا
ولوْ جمعتْ ما حوتْ مذحجٍ
مِنَ المَجْدِ ما أثْقَلَ الأرْنَبَا(7/14)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> منْ مبلغٌ صفوانَ أنّ عجوزهُ
منْ مبلغٌ صفوانَ أنّ عجوزهُ
رقم القصيدة : 12816
-----------------------------------
منْ مبلغٌ صفوانَ أنّ عجوزهُ
أمَة ٌ لِجارَة ِ مَعْمَرِ بنِ حَبِيبِ
أمَة ٌ يُقالُ مِنَ البَرَاجِمِ أصْلُها،
نسبٌ منَ الأنسابِ غيرُ قريبِ
لوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ،
لتركتها تحبو على العرقوبِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فلا واللهِ ما تدري هذيلٌ
فلا واللهِ ما تدري هذيلٌ
رقم القصيدة : 12817
-----------------------------------
فلا واللهِ ما تدري هذيلٌ
أمحضٌ ماءُ زمزمَ أمْ مشوبُ
وما لهمُ إذا اعتمروا وحجوا
مِنَ الحجَرَيْنِ والمَسْعى نَصِيبُ
ولكنّ الرجيعَ لهمْ محلٌّ،
بهِ اللؤمُ المبينُ والعيوبُ
هُمُ غَرُّوا بذِمّتِهِمْ خُبَيْباً،
قبئسَ لعهدُ عهدهمُ الكذوبُ
تحوزهمْ وتدفعهمْ عليّ،
فقدْ عاشوا وليسَ لهمْ قلوبُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مُزَيْنَة ُ لا يُرَى فيها خَطِيبُ،
مُزَيْنَة ُ لا يُرَى فيها خَطِيبُ،
رقم القصيدة : 12818
-----------------------------------
مُزَيْنَة ُ لا يُرَى فيها خَطِيبُ،
وَلا فَلْجٌ يُطافُ بِهِ خَصِيبُ
ولا من يملأ الشيزى ، ويحمي،
إذا ما الكلبُ أحجرهُ الضريبُ
رجالٌ تهلكث الحسناتُ فيهمْ
يَرَوْنَ التّيْسَ كالفَرَسِ النَّجيبِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> متى تنسبْ قريشٌ، أوْ تحصلْ،
متى تنسبْ قريشٌ، أوْ تحصلْ،
رقم القصيدة : 12819
-----------------------------------
متى تنسبْ قريشٌ، أوْ تحصلْ،
فَمَا لكَ في أرُومَتِهَا نِصَابُ
نفتكَ بنو هصيصٍ عنْ أبيها،
لشجعٍ حيثُ تسترقُ العيابُ
وأنتَ، ابنَ المغيرة ِ، عبدُ شولٍ
قدَ اندبَ حبلَ عاتقكَ الوطابُ
إذا عُدّ الأطَايِبُ مِنْ قُرَيْشٍ،
تلاقتْ دونَ نسبتكمْ كلابُ
وَعِمْرَانَ بنَ مَخْزُومٍ فَدعْها،
هُنَاكَ السَّرُّ والحَسَبُ اللُّبَابُ(7/15)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسولَ اللَّهِ فاحِشَة ً،
سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسولَ اللَّهِ فاحِشَة ً،
رقم القصيدة : 12820
-----------------------------------
سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسولَ اللَّهِ فاحِشَة ً،
ضلتْ هذيلٌ بما جاءتْ ولم تصبِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يَا حَارِ إن كُنْتَ أمْرأ مُتَوَسِّعاً
يَا حَارِ إن كُنْتَ أمْرأ مُتَوَسِّعاً
رقم القصيدة : 12821
-----------------------------------
يَا حَارِ إن كُنْتَ أمْرأ مُتَوَسِّعاً
فَافْدِ الأُلَى يُنْصِفْنَ آلَ جَنَابِ
أخواتُ أمكَ قدْ علمتَ مكانها،
والحَقُّ يَفْهَمُهُ ذَوُو الألْبَابِ
أنّ الفَرَافِصَة َ بْنَ الأحْوَص عِنْدَهُ
شجنٌ لأمكَ منْ بناتِ عقابِ
أجْمَعْتُ أنّكَ أنْتَ ألأمُ مَنْ مَشَى
في فُحْشِ مُومِسَة ٍ وَزَهوْ غُرَابِ
وَكَذَاكَ وَرّثَكَ الأوائِلُ أنّهُمْ
ذهبوا وصرتَ بخزية ٍ وعذابِ
فورثتَ والدكَ الخيانة َ والخنا،
واللّؤمَ عِنْدَ تَقَايُسِ الأحْسَابِ
وأبانَ لؤمكَ أنّ أمكَ لمْ تكنْ
إلاّ لِشَرّ مَقَارِفِ الأعْرَابِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبوكَ أبوكَ، وأنتَ ابنهُ
أبوكَ أبوكَ، وأنتَ ابنهُ
رقم القصيدة : 12822
-----------------------------------
أبوكَ أبوكَ، وأنتَ ابنهُ
فبئسَ البنيُّ وبئسَ الأبُ
وأُمُّكَ سَوْدَاءُ مَوْدُونَة ٌ
كَأنّ أنَامِلَهَا الحُنْظُبُ
يبيتُ أبوكَ بها معرساً،
كَما سَاوَرَ الهُوّة َ الثّعْلَبُ
فمَا مِنكَ أعجَبُ يا ابنَ اسْتِها،
ولكنني منْ أولى أعجبُ
إذا سمعوا الغيَّ آدوا لهُ،
تُيُوسٌ تَنِبُّ إذا تَضْرُِِ
تَرَى التّيْس عنْدهُمُ كالجَوَادِ،
بلِ التيسَ وسطهمُ أنجبُ
فلا تدعهمْ لقراعِ الكماة ِ،
وَنَادِ إلى سَوْءَة ٍ يَرْكَبُوا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فَخَرْتُمْ بِاللِّوَاء، وشَرُّ فَخْرٍ
فَخَرْتُمْ بِاللِّوَاء، وشَرُّ فَخْرٍ
رقم القصيدة : 12823(7/16)
-----------------------------------
فَخَرْتُمْ بِاللِّوَاء، وشَرُّ فَخْرٍ
لِوَاءٌ حِينَ رُدّ إلى صُوَابِ
جعلتمْ فخركمْ فيهِ لعبدٍ،
منَ الأُمِ مَنْ يَطَا عَفَرَ الترَابِ
حَسِبْتُمْ، والسّفِيهُ أخو ظُنونٍ،
وذلكَ ليسَ منْ أمرِ الصوابِ
بأنَّ لقاءنا إذ حانَ يومٌ
بمكة َ بيعكمْ حمرَ العيابِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سائلْ قريشاً وأحلافها
سائلْ قريشاً وأحلافها
رقم القصيدة : 12824
-----------------------------------
سائلْ قريشاً وأحلافها
مَتَى كان عوفٌ لها يُنْسَبُ
أفيما مضى نسبٌ ثابتٌ
فيعلمُ أمْ دعوة ٌ تكذبُ
فإنّ قريشاً ستنفيكمُ
إلى نَسَبٍ، غيرُهُ أثْقَبُ
إلى جِذْمِ قَيْنٍ لَئِيمِ العُرُو
قِ عُرْقُوبُ وَالِدِهِ أصْهَبُ
إلى تَغْلِبٍ إنّهُمْ شَرُّ جِيلٍ،
فليسَ لكمْ غيرهمْ مذهبُ
وَقَدْ كانَ عَهْدي بِهَا لم تَنَلْ
سنياً ولا شرفاً تغلبُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ،
ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ،
رقم القصيدة : 12825
-----------------------------------
ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ،
وَلَسْتَ لِزُورٍ قُلْتَهُ بُمُصِيبِ
أتَعْجَبُ أنْ أقصَدْتَ حَمزَة َ منهمُ،
نجيباً، وقدْ سميتهُ بنجيبِ
ألمْ يَقْتُلوا عَمْراً وعُتْبَة َ وَابْنَهُ
وشيبة َ والحجاجَ وابنَ حبيبِ
غداة َ دعا العاصي علياً، فراعهُ
بضربة ِ عضبٍ بلهُ بخضيبِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ
لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ
رقم القصيدة : 12826
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ لَعَمْرُكَ ما أوْصَى أُمَيَّة ُ بِكرَهُ
بوَصِيّة ٍ أوْصَى بها يعقُوبُ
أوْصَاهُمُ، لمّا تَوَلّى مُدبِراً،(7/17)
بخَطيئَة ٍ عندَ الإلَهِ وَحُوبِ
أبنيّ! إنْ حاولتمُ أن تسرقوا،
فخذوا معاولَ، كلها مثقوبُ
وأتُوا بُيوتَ النّاسِ مِن أدبارِها،
حتى تصيرَ وكلهنّ مجوبُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغا عني أسيداً رسالة ً،
ألا أبلغا عني أسيداً رسالة ً،
رقم القصيدة : 12827
-----------------------------------
ألا أبلغا عني أسيداً رسالة ً،
فَخالُكَ عَبدٌ بالشّرابِ مُجَرَّبُ
لعمروكَ ما أوفى أسيدٌ لجارهِ
ولا خالدٌ، وابنُ المُفاضة ِ زَينَبُ
وعتابُ عبدٌ غيرُ موفٍ بذمة ٍ،
كذوبُ شؤونِ الرّأسِ قرْدٌ مؤدَّبُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ، لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ،
لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ، لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ،
رقم القصيدة : 12828
-----------------------------------
لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ، لمّا رأتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَتْ،
قدْ بلعتْ بي ذرأة ٌ، فألحفتْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> منْ للقوافي بعدَ حسانَ وابنهِ،
منْ للقوافي بعدَ حسانَ وابنهِ،
رقم القصيدة : 12829
-----------------------------------
منْ للقوافي بعدَ حسانَ وابنهِ،
ومَنْ للمثّاني بعدَ زَيْدِ بنِ ثابِتِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ
نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ
رقم القصيدة : 12830
-----------------------------------
نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ
كَنَجَاءِ مُهْرٍ مِنْ بناتِ الأعْوَجِ
ألقى السلاحَ وفرّ عنها مهملاً
كالهِبْرِزِيّ يَزِلّ فَوْقَ المِنْسَجِ
لما رأى بدراً تسيلُ جلاهها
بِكَتَائِبٍ مِلأوْسِ أوْ مِلْخَزْرجِ
صُبْرٍ يُسَاقُونَ الكُمَاة َ حُتوفَهَا،
يمشُونَ مَهْيَعَة َ الطّريقِ المَنْهَجِ
كمْ فيهمِ منْ ماجدٍ ذي سورة ٍ،
بَطَلٍ بمَكْرَهَة المَكَانِ المُحْرِجِ
ومسودٍ يعطي الجزيلَ بكفهِ،(7/18)
حَمّالِ أثْقَالِ الدّياتِ، مُتوَّجِ
أوْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي مرة ٍ،
أوْ كلِّ مسترخي النجادِ مدججِ
ونجا ابنُ حمْرَاءِ العِجانِ حُوَيْرِثٌ،
يغلي الدماغُ بهِ كغليِ الزبرجِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> طويلُ النجادِ، رفيعُ العمادِ،
طويلُ النجادِ، رفيعُ العمادِ،
رقم القصيدة : 12831
-----------------------------------
طويلُ النجادِ، رفيعُ العمادِ،
مصاصُ النجارِ منَ الخزرجِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبلغْ ربيعة َ وابنَ أمهْ نوفلاً
أبلغْ ربيعة َ وابنَ أمهْ نوفلاً
رقم القصيدة : 12832
-----------------------------------
أبلغْ ربيعة َ وابنَ أمهْ نوفلاً
أنّي مُصِيبُ العَظْمِ، إن لم أصْفَحِ
وكأنّني رِئْبَالُ غَابٍ ضَيْغَمٌ،
يَقْرُو الأمَاعِزَ بالفِجَاجِ الأفْيَحِ
غَرِثَتْ حَلِيلَتُهُ، وَأرْمَلَ ليلة ً،
فَكأنّهُ غَضْبَانُ مَا لمْ يَجْرَحِ
فَتَخَالُهُ حَسّانَ، إذْ حَرّبْتَهُ،
فَدَعِ الفَضَاءَ إلى مَضِيقِكَ وافسَحِ
إنّ الخيانة َ، والمغالة َ، والخنا،
واللّؤمَ أصْبَحَ ثاوِياً بالأبْطَحِ
قَوْمٌ، إذا نَطَقَ الخَنَا نَادِيهمُ،
تبعَ الخنا، وأضيعَ أمرُ المصلحِ
واشتقّ عندَ الحجرِ كلُّ مزلجٍ،
إلا يصحْ عندَ المقالة ِ ينبحِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا دوسُ، إنّ أبا أزيهرَ أصبحتْ
يا دوسُ، إنّ أبا أزيهرَ أصبحتْ
رقم القصيدة : 12833
-----------------------------------
يا دوسُ، إنّ أبا أزيهرَ أصبحتْ
أصداؤهُ رهنَ المضيحِ، فاقدحي
حَرْباً يَشِيبُ لهَا الوَلِيدُ، وإنّمَا
يأتي الدنية َ كلُّ عبدٍ نحنجِ
فَابْكي أخاكِ بِكُلّ أسْمَرَ ذابِلٍ،
وَبكُلّ أبيضَ كالعقيقَة ِ، مُصْفَحِ
وَبكُلّ صَافِيَة ِ الأديمِ، كأنّها
فَتْخَاءُ كاسِرَة ٌ تَدُفُّ وتَطْمَحِ
وطمرة ٍ مرطى الجراءِ، كأنها
سِيدٌ، بمُقفِرة ٍ، وَسَهْبٍ أفْيَحِ
إنْ تَقْتُلُوا مِائَة ً بِهِ، فَدَنِيّة ٌ
بأبي أزيهرَ منْ رجالِ الأبطحِ(7/19)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> خَابَتْ بَنو أسَدٍ وآبَ عَزِيزُهُمْ،
خَابَتْ بَنو أسَدٍ وآبَ عَزِيزُهُمْ،
رقم القصيدة : 12834
-----------------------------------
خَابَتْ بَنو أسَدٍ وآبَ عَزِيزُهُمْ،
يومَ القليبِ، بسوءة ٍ وفضوحِ
منهمْ أبو العاصي تجدلَ، مقعصاً،
عن ظَهْرِ صادِقَة ِ النَّجاءِ سَبُوحِ
والمرءَ رمعة َ قد تركنَ ونحرهُ
يدمى بعاندِ معبطٍ مسفوحِ
وَنَجَا ابْنُ قَيْسٍ في بقِيّة ِ قَوْمِهِ،
قَدْ عُرّ مَارِنُ أنْفِهِ بِقُيُوحِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما سبني العوامُ إلا لأنهُ
ما سبني العوامُ إلا لأنهُ
رقم القصيدة : 12835
-----------------------------------
ما سبني العوامُ إلا لأنهُ
أخو سمَكٍ في البحر جارُ التّماسحِ
لئيمٌ دنيٌّ فاحشٌ وابنُ فاحشٍ،
لئيمُ العروقِ أصلهُ متنازحُ
لهُ خمرة ٌ في بيتهِ وجريرة ٌ
يُبَيِّعُ فيها فهوَ نَشوانُ سالحُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
رقم القصيدة : 12836
-----------------------------------
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ
منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ(7/20)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مُسْتَشْعِري حَلَقِ الماذِيّ يقدمُهُمْ
مُسْتَشْعِري حَلَقِ الماذِيّ يقدمُهُمْ
رقم القصيدة : 12837
-----------------------------------
مُسْتَشْعِري حَلَقِ الماذِيّ يقدمُهُمْ
جلدُ النحيزة ِ، ماضٍ، غيرُ رعديدِ
أعْني الرّسولَ، فإنّ الله فَضّلَهُ
على البرية ِ بالتقوى ، وبالجودِ
وقد زعمتمْ بأن تحموا ذماركمُ،
وَمَاءُ بَدْرٍ زَعَمْتُمْ غيرُ مَوْرُودِ
وَقَدْ وَرَدْنَا ولم نَسْمَعْ لِقَوْلِكُمْ
حتّى شرِبْنَا رَوَاءً، غَيرَ تَصْرِيدِ
مُسْتَعصِمينَ بحَبْلٍ غَيْرِ مُنْجَذِمٍ،
مستحمٍ منْ حبالِ اللهِ ممدودِ
فينا الرسولُ وفينا الحقُّ نتبعهُ
حتى المماتِ، ونصرٌ غيرُ محدودِ
ماضٍ على الهوْل، ركّابٌ لما قَطعوا،
إذا الكُمَاة ُ تَحَامَوْا في الصّنادِيدِ
وافٍ، وماضٍ، شهابٌ يستضاءُ بهِ،
بدرٌ أنارَ على كلّ الأماجيدِ
مُبَارَكٌ، كضِيَاءِ البَدْرِ صُورَتُهُ،
ما قَالَ كان قَضَاءً غيْرَ مَرْدُودٍ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> واللهِ ربي لا نفارقُ ماجداً،
واللهِ ربي لا نفارقُ ماجداً،
رقم القصيدة : 12838
-----------------------------------
واللهِ ربي لا نفارقُ ماجداً،
عَفَّ الخَلِيقَة ِ، ماجِدَ الأجدادِ
متكرماً يدعو إلى ربّ العلى ،
بذلَ النصيحة ِ رافعَ الأعمادِ
مِثلَ الهِلالِ مُبارَكاً، ذا رَحمة ٍ،
سَمْحَ الخَليقة ِ، طَيّبَ الأعْوَادِ
إنْ تَتْرُكوهُ، فإنّ رَبّي قادِرٌ،
أمسى يعودُ بفضلهِ العوادِ
واللهِ ربي لا نفارقُ أمرهُ،
ما كانَ عَيْشٌ يُرْتَجَى لمَعادِ
لا نبتغي رباً سواهُ ناصراً،
حتى نُوَافي ضَحْوَة َ المِيعَادِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقدْ خابَ قومٌ غابَ عنهمْ نبيهمْ،
لقدْ خابَ قومٌ غابَ عنهمْ نبيهمْ،
رقم القصيدة : 12839
-----------------------------------
لقدْ خابَ قومٌ غابَ عنهمْ نبيهمْ،
وقُدّس مَنْ يَسْري إليهِمْ ويَغْتَدي(7/21)
ترحلَ عن قومٍ فضلتْ عقولهم،
وَحَلَّ عَلى قَومٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هداهمْ بهِ بعدَ الضلالة ِ ربهم،
وأرشدهمْ، من يتبعِ الحقَّ يرشدِ
وهلْ يَستوي ضُلاّلُ قوْمٍ تَسَفّهوا
عمى ً، وهداة ٌ يهتدون بمهتدِ؟
لقدْ نزلتْ منهُ على اهلِ يثربٍ
رِكابُ هُدى ً، حلّتْ عليهِمْ بأسعُدِ
نبيٌّ يرى ما لا يرى الناسُ حولهُ،
ويتلو كتابَ الهِ في كلّ مسجدِ
وَإنْ قَالَ في يَوْمٍ مَقَالَة َ غَائِبٍ،
فتصديقُها في اليَوْمِ أوْ في ضُحى الغدِ
ليهنِ أبا بكرٍ سعادة ُ جدهِ
بصُحبَتِهِ، مَنْ يَسعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ ترَ أنّ الغدرَ واللؤمَ والخنا
ألمْ ترَ أنّ الغدرَ واللؤمَ والخنا
رقم القصيدة : 12840
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ الغدرَ واللؤمَ والخنا
بَنى مَسكناً بَينَ المَعينِ إلى عَرْدِ
فغزة َ، فالمروتِ، فالخبتِ، فالمنى ،
إلى بيتِ زماراءَ، تلداً على تلدِ
فقُلتُ ولم أملِكْ: أعَمْرَو بنَ عامِرٍ
لفَرْخ بني العَنقاءِ يُقتَلُ بالعَبْدِ
لقَد شابَ رأسي، أو دَنَا لمَشِيبِهِ،
وما عَتَقَتْ سعَدُ بنُ زرٍّ ولا هِنْدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
رقم القصيدة : 12841
-----------------------------------
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ
بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ،
وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها
أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ،
وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ
ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ
عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى(7/22)
لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ
مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ،
فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ
وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ،
وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها
على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ
بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً،
عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ
عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً،
عشية َ علوهُ الثرى ، لا يوسدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ،
وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ،
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ
رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ،
وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ
يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ،
وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً،
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ،
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ،
فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ
فَبَيْنَا هُمُ في نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ
دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى ،
حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ
إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا
إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً،
يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها،
لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها
فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ(7/23)
وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ،
خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ
دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ
فَبَكّي رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً
ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التي
على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ
فَجُودي عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلي
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِيوجدُ
وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ،
ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ،
وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ
وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ،
إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ
وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى ،
وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ في العلى
دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ
وأثْبَتَ فَرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً،
وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ
على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ،
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ
أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلي عَائِبٌ
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ
وَلَيْسَ هَوَائي نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ،
لَعَلّي بِهِ في جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ
معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ،
وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
رقم القصيدة : 12842
-----------------------------------
ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا
كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ
جزعاً على المهديّ، أصبحَ ثاوياً،
يا خيرَ من وطىء َ الحصى لا تبعدِ
جنبي يقيكَ التربَ لهفي ليتني
غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ
بأبي وأمي منْ شهدتُ وفاتهُ
في يومِ الاثنينِ النبيُّ المهتدي
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّداً،(7/24)
يالهْفَ نفسي لَيْتَني لم أُولَدِ
أأُقِيمُ بَعْدَكَ بالمَدينَة ِ بَيْنَهُمْ؟
يا لَيْتَني صُبّحْتُ سَمَّ الأسْوَدِ
أوْ حلّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً
في روحة ٍ منْ يومنا أوْ في غدِ
فتقومَ ساعتنا، فنلقى طيباً
مَحْضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ
يَا بِكْرَ آمِنَة َ المُبَارَكَ ذِكْرُهُ،
وَلدَتْكَ مُحْصَنة ً بِسعْدِ الأسعُدِ
نُوراً أضَاءَ على البَرِيّة ِ كُلّها،
مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ
يَا رَبّ! فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا،
في جَنّة ٍ تَثْني عُيُونَ الحُسّدِ
في جَنّة ِ الفِرْدَوْسِ واكتُبْها لَنَا
يا ذا الجلالِ وذا العلا والسؤددِ
واللَّهِ أسْمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ
إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ
يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ،
بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ
ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ
سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ
وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبْرُهُ،
وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ
وَاللَّهُ أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ
أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَة ِ مَشْهَدِ
صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ
والطيبونَ على المباركِ أحمدِ
فرِحتْ نصارى يَثربٍ ويهودُها
لمّا تَوَارَى في الضَريحِ المُلحَدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً،
آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً،
رقم القصيدة : 12843
-----------------------------------
آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً،
مني ألية َ برٍّ، غيرِ إفنادِ
تاللهِ ما حملتْ أنثى ، ولا وضعتْ
مِثْلَ النّبيّ، رسولِ الرّحمة ِ الهادي
ولا برا اللهُ خلقاً منْ بريتهِ
أوْفَى بِذِمّة ِ جَارٍ، أو بمِيعَادِ
منَ الذي كان نوراً يستضاءُ بهِ،
مُبَارَكَ الأمْرِ ذا عَدْلٍ وإرشادِ
مُصَدِّقاً للنَّبيّينَ الأُلى سَلَفُوا،
وأبذلَ الناسِ للمعروفِ للجادي
يا أفضَلَ الناس، إني كنتُ في نَهَرٍ(7/25)
أصبحتُ منهُ كمثلِ المفردِ الصادي
أمسى نساؤكَ عطلنَ البيوتَ، فما
يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرِ بأوْتَادِ
مثلُ الرواهبِ يلبسنَ المسوحَ، وقدْ
أيقنّ بالبؤسِ بعدَ النعمة ِ البادي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ
متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ
رقم القصيدة : 12844
-----------------------------------
متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينهُ
يَلُحْ مِثلَ مِصْباحِ الدُّجى المُتَوَقِّدِ
فمنْ كان أوْ منْ يكونُ كأحمدٍ
نظامٌ لحقٍّ، أوْ نكالٌ لملحدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ
ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ
رقم القصيدة : 12845
-----------------------------------
ألاَ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ في سَفَطٍ
مِنَ الأَلُوَّة ِ والكافورِ مَنْضُودِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ
أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ
رقم القصيدة : 12846
-----------------------------------
أتركتمُ غزوَ الدروبِ وجئتمُ
لقتالِ قومٍ عندَ قبرِ محمدِ
فَلَبِئْسَ هَدْيُ الصّالحينَ هَدَيتُمُ،
وَلَبِئْسَ فعْلُ الجاهِلِ المُتعمِّدِ
إن تُقبِلوا نجعَلْ قِرَى سَرَوَاتكم
حولَ المدينة ِ كلَّ لدنٍ مذودِ
أوْ تُدْبِروا، فَلَبِئْسَ ما سافَرْتُمُ،
ولمثلُ أمرِ إمامكمْ لمْ يهتدِ
وكأنّ أصحابَ النبيّ، عشية ً،
بدنٌ تنحرُ عندَ بابِ المسجدِ
فابكِ أبا عمروٍ لحسنِ بلائهِ،
أمسى مقيماً في بقيعِ الغرقدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ
ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ
رقم القصيدة : 12847
-----------------------------------
ماذا أرَدتُمْ من أخي الخَيرِ بارَكَتْ
يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُقَدَّدِ
قتَلْتُمْ وَليَّ اللَّهِ في جَوْفِ دارِهِ،(7/26)
وَجِئْتُمْ بأمْرٍ جَائرٍ غَيْرِ مُهْتَدي
فَهَلاّ رَعَيْتُمْ ذِمّة َ اللَّهِ وَسْطَكُمْ،
وأوفيتمُ بالعهدِ، عهدِ محمدِ
ألمْ يَكُ فيكُمْ ذا بَلاءٍ وَمَصْدَقٍ،
وأوفاكمُ عهداً لدى كلّ مشهدِ
فَلاَ ظَفِرَتْ أيْمَانُ قَوْمٍ تَظاهَرَتْ
على قتلِ عثمانَ الرشيدِ المسددِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا،
أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا،
رقم القصيدة : 12848
-----------------------------------
أمسَى الخلابيسُ قد عزّوا وقَد كَثُرُوا،
وَابْنُ الفُرَيْعَة ِ أمسَى بَيْضَة َ البَلَدِ
جاءَتْ مُزَينَة ُ مِنْ عَمقٍ لتُحرِجَني،
إخْسَيْ مُزَيْنَ، وفي أعناقكُمْ قِدَدي
يَمْشونَ بالقَوْلِ سِرَّاً في مُهَادَنَة ٍ،
يهددوني كأني لستُ منْ أحدِ
قدْثكلتْ أمهُ من كنتُ واجدهُ،
أوْ كانَ مُنتشِبَاً في بُرْثُنِ الأسَدِ
ما البَحرُ حينَ تَهُبُّ الرّيحُ شامِية ً،
فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمي العِبْرَ بالزَّبَدِ
يَوْماً بِأغْلَبَ مِنّي حِينَ تُبْصِرُني،
أفري من الغيظِ فريَ العارض البردِ
ما للقتيلِ الذي أسمو فآخذهُ
منْ دية ٍ فيهِ يعطاها ولا قودِ
أبلغْ عبيداً بأني قدْ تركتُ لهُ
منْ خيرِ ما يتركُ الآباءُ للولدِ
الدارُ واسعة ٌ، والنخلُ شارعة ٌ،
والبيضُ يرفلنَ في القسيّ كالبردِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً،
ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً،
رقم القصيدة : 12849
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبلِغٌ عنّي رَبِيعاً،
فما أحدثتَ في الحدثانِ بعدي
أبوكَ أبو الفعالِ، أبو براءٍ،
وخالكَ ماجدٌ حكمُ بنُ سعدِ
بَني أُمّ البَنِينَ! ألمْ يَرُعْكُمْ،
وأنتُمْ مِن ذَوَائِبِ أهلِ نَجْدِ
تهكمُ عامرٍ بأبي براءٍ،
لِيُخْفِرَهُ، وما خَطأٌ كَعَمْدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> هلْ سرّ أولادَ اللقيطة ِ أننا
هلْ سرّ أولادَ اللقيطة ِ أننا(7/27)
رقم القصيدة : 12850
-----------------------------------
هلْ سرّ أولادَ اللقيطة ِ أننا
سِلْمٌ غَدَاة َ فَوَارِسِ المِقْدَادِ
كنا ثمانية ً، وكانوا جحفلاً
لجباً، فشلوا بالرماحِ بدادِ
لولا الذي لاقتْ ومسَّ نسورها
بجنوب ساية َ أمسِ بالتقوادِ
أفْنى دَوَابِرَها وَلاحَ مُتُونَها،
يومٌ تقادُ بهِ ويومُ طرادِ
للقينكم يحملنَ كلَّ مدججٍ
حامي الحقيقَة ِ مَاجِدِ الأجْدَادِ
كُنّا مِنَ الرَّسْلِ الّذين يَلونَكُمْ،
إذْ تقذفونَ عنانَ كلّ جوادِ
كلا وربَّ الراقصاتِ إلى منى ً
وَالجَائِبِينَ مَخَارِمَ الأطْوَادِ
حتى نبيلَ الخيلِ في عرصاتكمْ،
ونؤوبَ بالملكاتِ والأولادِ
زَهْواً بِكُلّ مُقلِّصٍ وَطِمِرّة ٍ،
في كلّ معتركٍ عطفنَ ووادِ
كانُوا بِدَارٍ نَاعِمِينَ فبُدّلوا،
أيّام ذي قَرَدٍ، وُجُوهَ عِبَادِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ
انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ
رقم القصيدة : 12851
-----------------------------------
انظرْ خليلي ببطنِ جلقَ هلْ
تؤنِسُ، دُونَ البَلْقَاءِ، مِن أحَدِ
جِمالَ شَعْثَاءَ قَدْ هَبَطْنَ مِن الْـ
ـمَحْبَسِ بَينَ الكُثْبَانِ، فالسّنَدِ
يَحْمِلْنَ حُوّاً، حُورَ المَدَامِع في الرَّ
يطِ، وبيضَ الوجوهِ كالبردِ
مِنْ دونِ بُصْرَى ، وخلفَها جَبَلُ الثَّلْج
جِ عليهِ السحابُ كالقددِ
إنّي وَرَبِّ المُخَيَّسَاتِ، ومَا
يَقْطَعْنَ مِنْ كلّ سَرْبَخٍ جَدَدِ
والبدنِ، إذْ قربتْ لمنحرها،
حلفة َ برّ اليمينِ مجتهدِ
ما حلتُ عنْ خيرِ ما عهدتِ، ولا
أحببتُ حبي إياكِ منْ أحدِ
تقولُ شعثاءُ: لوْ تفيقُ منَ الكأ
سِ لأُلْفِيتَ مُثْرِيَ العَدَدِ
أهوى حديثَ الندمانِ في فلقِ الصب
حِ وصوتَ المسامرِ الغردِ
يأبى ليَ السيفُ واللسانُ وقو
مٌ لَمْ يُضَامُوا كلِبْدَة ِ الأسَدِ
لا أخْدِشُ الخَدْشَ بالنّديمِ، وَلا
يَخْشَى جَلِيسي إذا انتشَيْتُ يَدي
ولا نَديميَ العِضُّ البَخِيلُ، وَلا(7/28)
يخافُ جاري ما عشتُ من وبدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
رقم القصيدة : 12852
-----------------------------------
ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
تخفُّ لها شمطُ النساءِ القواعدُ
وظَنُّهُمُ بي أنّني لِعَشِيرَتي
علَى أيِّ حالٍ كانَ حامٍ وَذائِدُ
فإنْ لَمْ أُحَقِّقْ ظَنَّهُمْ بِتَيَقُّنٍ،
فلا سقتِ الأوصالَ مني الرواعدُ
ويعلمُ أكفائي من الناسِ أنني
أنا الفارِسُ الحَامي الذِّمارِ المُناجِدُ
وما وجدَ الأعداءُ فيّ غميزة ً،
وَلا طَافَ لي مِنهُمْ بوَحْشيَ صَائِدُ
وأن لم يَزَل لي منذُ أدرَكتُ كاشِحٌ،
عَدُوٌّ أُقَاسِيهِ، وآخَرُ حَاسِدُ
فَما مِنْهُمَا إلاّ وأنّي أكِيلُهُ
بمِثْلٍ لَهُ مِثْلَينِ، أوْ أنا زَائِدُ
فإنْ تسألي الأقوامَ عني، فإنني
إلى محتدٍ تنمي إليهِ المحاتدُ
أنا الزّائرُ الصّقرَ ابنَ سلْمى ، وَعِندَهُ
أُبَيٌّ، وَنُعْمَانٌ، وعَمْروٌ، وَوَافِدُ
فأورثني مجداً، ومن يجنِ مثلها
بِحَيثُ اجْتَنَاها يَنقلبْ وهْوَ حامِدُ
وَجَدّي خَطيبُ النّاس يَوْمَ سُميحة ٍ،
وعمي ابنُ هندٍ مطعمُ الطيرِ خالدُ
ومِنّا قتيلُ الشِّعبِ أوْسُ بنُ ثابِتٍ،
شَهيداً، وأسنى الذِّكرَ مِنهُ المَشاهِدُ
ومنْ جدهُ الأدنى أبي، وابنُ أمه
لأمّ أبي ذاكَ الشهيدُ المجاهدُ
وفي كلّ دارِ ربة ٍ خزرجية ٍ،
وَأوْسِيّة ٍ لي في ذُرَاهُنّ وَالِدُ
فما أحدٌ منا بمهدٍ لجارهِ
أذاة ً، ولا مُزْرٍ بهِ، وَهْوَ عَائِدُ
لأنّا نَرَى حَقَّ الجِوَارِ أمَانَة ً،
ويحفظهُ منا الكريمُ المعاهدُ
فَمَهْما أقُلْ مِمّا أُعَدِّدُ لمْ يَزَلْ
عَلى صدْقِه مِنْ كلّ قَوْميَ شَاهِدُ
لِكُلّ أُنَاسٍ مِيسَمٌ يَعْرِفُونَهُ،
ومِيسَمُنا فينا القَوافي الأوابِدُ
متى ما نسمْ لا ينكرِ الناسُ وسمنا،
ونعرفْ بهِ المجهولَ ممنْ نكايدُ
تلوحُ بهِ تعشو إليهِ وسومنا،
كما لاحَ في سمرِ المتانِ المواردُ(7/29)
فَيَشْفِينَ مَن لا يُسْتَطاعُ شِفاؤهُ،
ويبقينَ ما تبقى الجبالُ الخوالدُ
ويشقينَ منْ يغتالنا بعداوة ٍ،
وَيُسْعِدْنَ في الدّنيا بنا مَنْ نُساعد
إذا ما كَسَرْنا رُمحَ رَايَة ِ شَاعِرٍ،
يَجِيشُ بِنَا مَا عِنْدَنا فَتُعَاوِدُ
يكُونُ إذَ بَثّ الهِجَاءَ لِقَوْمِهِ
وَلاَحَ شِهابٌ مِن سَنَا الحَرْبِ وَاقِدُ
كأشْقَى ثمودٍ إذْ تَعَطّى لِحَيْنِهِ،
عضيلة َ أمّ السقبِ، والسقبُ واردُ
فوَلّى ، فأوْفى عاقِلاً رَأسَ صَخرَة ً
نمى فَرْعُها، واشتدّ منْها القوَاعِدُ
فقالَ: ألا فاستمتعوا في دياركمْ
فقدْ جاءكمْ ذكرٌ لكمْ ومواعدُ
ثلاثة َ أيامٍ منَ الدهرِ لمْ يكنْ
لهنّ بتصديقِ الذي قالَ رائدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
رقم القصيدة : 12853
-----------------------------------
تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ
تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ
وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ
توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها
توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ
لها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما
وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ
ترى اللابة َ السوداءَ يحمرُّ لونها،
لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ
وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة ٍ
تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ
تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي
منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ
أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة ً
معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ
وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي(7/30)
كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ
نشا غمراً، بوراً، شقياً، ملعناً،
ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
رقم القصيدة : 12854
-----------------------------------
لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
عليّ لساني، في الخطوبِ، ولا يدي
لِساني وَسَيفي صارِمانِ كِلاهُما،
ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مذودي
وإنْ أكُ ذا مالٍ قليلٍأجدْ به،
وإن يُهتصرْ عودي على الجُهد يُحمَدِ
فلا المالُ ينسيني حيائي وعفتي،
ولا واقعاتُ الدهرِ يفللنَ مبردي
أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيَالٍ سِوَاهُمُ،
وأطوي على الماءِ القراحِ المبردِ
وَإنّي لَمُعْطٍ ما وَجَدْتُ، وَقَائِلٌ،
لمُوقِدِ نَاري ليْلَة َ الرّيحِ: أوْقِدِ
وإنّي لَقَوّالٌ لذي البَثّ مَرْحباً،
وأهْلاً، إذا ما جاء منْ غيرِ مَرْصَدِ
وإني ليدعوني الندى ، فأجيبهُ،
وأضربُ بيضَ العارضِ المتوقدِ
وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ،
وإني لتراكٌ لما لمْ أعودِ
وَإنّي لَمِزْجاءُ المَطِيّ عَلى الوَجى ،
وإني لتراكُ الفراشِ الممهدِ
وأعملُ ذاتَ اللوثِ، حتى أردها،
إذا حُلّ عنها رَحْلُها لمْ تُقَيَّدِ
أُكَلّفُها أنْ تُدلِجَ الليْلَ كُلَّهُ
تَرُوحُ إلى بابِ ابنِ سلمى ، وَتغتدي
وألفيتهُ بحراً كثيراً فضولهُ،
جواداً متى يذكرْ لهُ الخيرُ يزددِ
فلا تَعْجَلَنْ يا قَيسُ وَارْبعْ، فإنّما
قُصَارَاكَ أنْ تُلْقَى بِكُلّ مُهنّدِ
حُسَامٍ، وَأرْماحٍ بأيْدي أعِزّة ٍ،
مَتى تَرَهُمْ يا بْنَ الخَطيمِ تَبلَّدِ
لُيُوثٍ لَها الأشْبَالُ تَحْمي عَرِينَها،
مَدَاعِيسُ بالخَطّيّ في كلّ مَشهدِ
فقد ذاقتِ الأوسُ القتالَ وطردتْ،
وأنتَ لدى الكناتِ في كلّ مطردِ
فَناغِ لدَى الأبْوَابِ حُوراً نَواعماً،
وكَحّلْ مآقِيكَ الحِسانَ بِإثْمِدِ(7/31)
نفتكمْ عنِ العلياءِ أمٌّ لئيمة ٌ،
وزندٌ متى تقدحْ بهِ النارُ يصلدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهية ٍ
ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهية ٍ
رقم القصيدة : 12855
-----------------------------------
ومنْ عاشَ منا عاشَ في عنجهية ٍ
عَلى شَظَفٍ مِنْ عَيْشِهِ المُتَنَكِّدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ،
لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ،
رقم القصيدة : 12856
-----------------------------------
لوْ كنتَ من هاشمٍ، أوْ من بني أسدٍ،
أوْ عبدِ شمْسٍ، أو أصْحابِ اللوَا الصيِّد
أوْ منْ بني نوفلٍ، أوْ رهطِ مطلبٍ
للهِ دركَ لمْ تهممْ بنهديدي
أوْ في الذّؤابة ِ من قَوْمٍ ذَوي حَسَبٍ،
لمْ تصبحِ اليومَ نكساً ثانيَ الجيدِ
أوْ من بني زهرة َ الأخيارِ قد علموا،
أوْ من بني جمحَ البيضِ المناجيدِ
أوْ في لذؤابة مِن تَيْمٍ، رَضِيتَ بهمْ،
أوْ من بني خلفِ الخضرِ الجلاعيدِ
يا آلَ تيمٍ ألا ينهى سفيهكمُ،
قبْلَ القِذَافِ بقوْلٍ كالجَلامِيدِ
لولا الرسولُ، فإني لستُ عاصيهُ،
حتى يغيبني في الرمسِ ملحودي
وَصَاحِبُ الغَارِ، إني سوْفَ أحفظُهُ،
وطلحة ُ بنُ عبيدِ اللهِ ذو الجودِ
لقدْ رميتُ بها شنعاءَ فاضحة ً،
يظلُّ منها صحيحُ القومِ كالمودي
لكنْ سأصرفها جهدي، وأعدلها
عنكمْ بقولٍ رصينٍ، غيرِ تهديدِ
إلى الزبعرى ، فإنّ اللؤمَ حالفهُ،
أوِ الأخابثِ منْ أولادِ عبودِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
رقم القصيدة : 12857
-----------------------------------
ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
وَجَرْيَ الدموعِ، وإنْفَادَهَا
تَذَكَّرُ شَعْثَاءَ، بعدَ الكرَى ،
وملقى عراصٍ، وأوتادها
إذا لجبٌ منْ سحابِ الربي
عِ مرّ بساحتها جادها
وَقَامَتْ تُرَائِيكَ مُغْدَوْدِناً،
إذا ما تنوءُ بهِ آدها(7/32)
ووجهاً كوجهِ الغزالِ الربي
بِ يقرو تلاعاً وأسنادها
فَأوّبَهُ اللَّيْلُ شَطْرَ العِضَاه،
يخافُ جهاماً وصرادها
فإمّا هَلَكتُ فَلا تَنْكِحي
خذولَ العشيرة ِ، حسادها
يرى مدحة ً شتمَ أعراضها،
سفاهاً، ويبغضُ منْ سادها
وإنْ عاتبوهُ على مرة ٍ،
ونابتْ مبيتة ٌ زادها
ومثلي أطاقَ، ولكنني
أُكلِّفُ نَفْسي الّذي آدَهَا
سأوتي العشيرة َ ما حاولتْ
إليّ، وأكذبُ إيعادها
وأحملُ إنْ مغرمٌ نابها،
وأضربُ بالسيفِ من كادها
ويثربُ تعلمُ أنا بها
أسودٌ تنفضُ ألبادها
نَهُزُّ القَنا في صُدُورِ الكُما
ة ِ، حتى نكسرَ أعوادها
إذا ما انتشوا وتصابى الحلو
مُ، واجتلبَ النّاسُ أحْشادَها
وقالَ الحَوَاصِنُ للصَّالحيـ
نَ: عادَ لهُ الشرُّ منْ عادها
جَعَلْنَا النّعيمَ وِقَاءَ البُؤوسِ،
وكنا لدى الجهدِ أعمادها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ،
فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ،
رقم القصيدة : 12858
-----------------------------------
فإنْ تصلحْ، فإنكَ عابديٌّ،
وَصُلْحُ العَابِدِيّ إلى فَسَادِ
وَإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ
بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ
وتَلْقاهُ عَلى ما كانَ فِيهِ
منَ الهفواتِ، أوْ نوكِ الفؤادِ
مُبِينَ الغَيّ لا يَعْيا عَليْهِ،
ويَعْيا بَعدُ عن سُبُلِ الرّشادِ
على ما قامَ يشتمني لئيمٌ،
كخنزيرٍ تمرغَ في رمادِ
فأشهدُ أنّ أمكَ ملبغايا،
وأنّ أباكَ مِنْ شرّ العِبادِ
فلنْ أنفكّ أهجو عابدياً،
طوالَ الدهرِ، ما نادى المنادي
وقدْ سارتْ قوافٍ باقياتٌ
تَنَاشَدَها الرّواة ُ بكلّ وَادي
فَقُبّحَ عَابِدٌ، وبَنُو أبِيهِ،
فَإنّ مَعَادَهُمْ شَرُّ المَعَادِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مهاجنة ٌ، إذا نسبوا عبيدٌ،
مهاجنة ٌ، إذا نسبوا عبيدٌ،
رقم القصيدة : 12859
-----------------------------------
مهاجنة ٌ، إذا نسبوا عبيدٌ،
عَضَارِيطٌ، مَغَالِثَة ُ الزّنَادِ(7/33)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردة ٍ،
ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردة ٍ،
رقم القصيدة : 12860
-----------------------------------
ولسنا بشربٍ فوقهم ظلُّ بردة ٍ،
يعدونَ للحانوتِ تيساً ومفصدا
ولكننا شربٌ كرامٌ، إذا انتشوا
أهانوا الصريحَ والسديفَ المسرهدا
وتَحْسَبُهُمْ ماتوا زُمَيْنَ حَلِيمَة ٍ،
وإنْ تأتِهِمْ تحْمَدْ نِدَامَتَهم غدا
وإن جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهمْ
منَ المسكِ والجادي فتيتاً مبددا
ترى فوقَ أثناءِ الزرابيّ ساطاً
نعالاً وقسوباً، وريطاً معضدا
وذا نطفٍ يسعى ، ملصقَ خدهِ
بِدِيبَاجَة ٍ، تَكفافُها قدْ تَقَدّدا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ:
والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ:
رقم القصيدة : 12861
-----------------------------------
والله مَا أدْري، وإنّي لَسَائِلٌ:
مُهانَة ُ، ذاتُ الخَيْفِ، ألأمُ، أمْ سَعْدُ
أعبدٌ هجينٌ أحمرُ اللونِ، فاقعٌ،
موترُ علباءِ القفا، قططٌ جعدُ
وكانَ أبو سرحٍ عقيماً فلمْ يكنْ
لَهُ وَلَدٌ حتى دُعِيتَ لهُ بَعْدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ
لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ
رقم القصيدة : 12862
-----------------------------------
لَقَدْ لَعَنَ الرّحمنُ جَمْعاً يقودُهُمْ
دعيُّ بني شجعٍ لحربِ محمدِ
مَشومٌ، لَعِينٌ، كان قِدْماً مُبَغَّضاً،
يُبَيِّنُ فِيهِ اللّؤمَ مَنْ كان يَهْتَدي
فَدَلاّهُمُ في الغَيّ، حتى تهافَتوا،
وكان مضلاً أمرهُ، غيرَ مرشدِ
فَأنْزَلَ رَبّي لِلنّبيّ جُنودَهُ،
وأيدهُ بالنصرِ في كلّ مشهدِ
وإنّ ثوابَ اللهِ كلَّ موحدٍ،
جنانٌ منَ الفردوسِ فيها يخلدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> زَعَمَ ابْنُ نَابِغَة َ اللّئِيمُ بِأنَّنَا
زَعَمَ ابْنُ نَابِغَة َ اللّئِيمُ بِأنَّنَا
رقم القصيدة : 12863(7/34)
-----------------------------------
زَعَمَ ابْنُ نَابِغَة َ اللّئِيمُ بِأنَّنَا
لا نجعلُ الأحسابَ دونَ محمدِ
أمْوَالُنَا وَنُفُوسُنَا مِنْ دُونِهِ،
مَنْ يَصْطَنِعِ خَيْراً يُثَبْ ويُحمَّدِ
فِتْيَانُ صِدْقٍ، كاللّيوثِ، مَسَاعِرٌ،
مَنْ يَلقَهُمْ يوْمَ الهِيَاجِ يُعَرِّدِ
قَوْمُ ابْنِ نَابِغَة َ اللّئَامُ أذِلّة ٌ،
لا يُقْبلونَ على صَفِيرِ المُرْعَدِ
وَبَنَى لَهُمْ بَيْتاً أبُوكَ مُقصِّراً
كُفْراً وَلؤماً، بِئسَ بَيْتُ المَحتِدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سألتُ قريشاً كلها، فشرارها
سألتُ قريشاً كلها، فشرارها
رقم القصيدة : 12864
-----------------------------------
سألتُ قريشاً كلها، فشرارها
بَنُو عَابِدٍ، شاهَ الوُجوهُ لِعَابِدِ
إذا قعدوا وسطَ النديّ تجاوبوا،
تَجَاوُبَ عِدّانِ الرّبِيعِ السّوَافِدِ
وما كانَ صيفيٌّ ليوفيَ ذمة ً،
قَفَا ثَعْلَبٍ أعْيا بِبَعْضِ الموارِدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا
إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا
رقم القصيدة : 12865
-----------------------------------
إذا أرَدْتَ السّيّدَ الأشَدّا
منَ الرجالِ فعليكَ سعدا
سَعدَ بنَ زَيدٍ، فاتّخِذه جُنْدا،
ليسَ بخوارٍ يهدُّ هدا
ليسَ يرى منْ ضربِ كبشٍ بدَّا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أنا ابنُ خلدة َ، والأغ
أنا ابنُ خلدة َ، والأغ
رقم القصيدة : 12866
-----------------------------------
أنا ابنُ خلدة َ، والأغ
ـرِّ، ومالِكَيْنِ وَساعِدَهْ
وسراة ِ قومكِ، إن بعث
تِ لأهْلِ يثْرِبَ نَاشِدَهْ
فسعيتِ في دورِ الظوا
هرِ والبواطنِ، جاهدهْ
فلتصبحنّ، وأنتِ ما
لِيَقِينِ عِلْمِكِ حَامِدَهْ
المطعمونَ، إذا سنو
نَ المحلِ تصبحُ راكدهْ
قمعَ التوامكِ في جفا
نِ الحُورِ، تُصْبحُ جامِدَهْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه
فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه(7/35)
رقم القصيدة : 12867
-----------------------------------
فمنْ يكُ منهمْ ذا خلاقٍ، فإنه
سَيَمْنَعُهُ من ظُلمِهِ ما تَوَكّدا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا
لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا
رقم القصيدة : 12868
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما تنفَكُّ عن طَلبِ الخَنا
بَنو زُهْرَة َ الأنْذَالُ ما عاشَ وَاحِدُ
لِئَامٌ مَسَاعِيهَا قِصارٌ جُدُودُها
عنِ الخيرِ للجارِ الغريبِ محاشدُ
وَمَا مِنْهُمُ عِنْدَ المَكارِمِ والعُلى
إذا حضرتْ يوماً من الدهر ماجدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً،
لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً،
رقم القصيدة : 12869
-----------------------------------
لَقَدْ كانَ قيْسٌ في اللّئامِ مُرَدَّداً،
عُصَارَة َ فَرْخٍ، معدِنَ اللّؤم، ماكِدِ
ولادة َ سوءٍ منْ سمية َ، إنها
أُمَيّة ُ سَوْءٍ مَجْدُها شَرُّ تالِدِ
سِفاحاً، جِهاراً مِنْ أُحَيْمقَ منهُمُ،
فقدْ سَبَقَتْهُمْ في جميعِ المَشاهدِ
فجاءتْ بقيسٍ ألأمَ الناسِ محتداً
إذا ذُكِرَتْ يَوْماً لِئامُ المَحاتِدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ
وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ
رقم القصيدة : 12870
-----------------------------------
وما طلعتْ شمسُ النهارِ ولا بدتْ
عليكَ، بمجدٍ، يا ابنَ مقطوعة َ اليدِ
أبُوكَ لَقِيطٌ، الأمُ الناسِ مَوْضِعاً،
تبنى عليكَ اللؤمَ في كلّ مشهدِ
إذا الدَّهْرُ عَفَّ في تَقَادُمِ عَهدِهِ،
على عارِ قومٍ، كانَ لؤمكَ في غدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا،
لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا،
رقم القصيدة : 12871
-----------------------------------
لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحا،
في التربِ ملقى ً، غيرَ ذي مهدِ
نجلتْ بهِ بيضاءُ آنسة ٌ،(7/36)
مِنْ عَبْدِ شمسٍ، صَلْتَة ُ الخَدّ
تَسْعَى إلى الصُّيَّاحِ مُعْوِلَة ً،
يَا هِنْدُ إنّكِ صُلْبَة ُ الحَرْدِ
فإذا تَشَاءُ دَعَتْ بِمقْطَرَة ٍ
تذكى لها بألوة ِ الهندِ
غَلَبَتْ على شَبَهِ الغُلامِ، وَقَدْ
بَانَ السّوَادُ لِحالِكٍ جَعْدِ
أشِرَتْ لَكاعِ، وكانَ عَادَتُهَا
دَقَّ المُشاشِ بِناجِذٍ جَلْدِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَة ٍ،
لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَة ٍ،
رقم القصيدة : 12872
-----------------------------------
لمَنْ سَوَاقِطُ صِبْيَانٍ مُنَبَّذَة ٍ،
باتتْ تفحصُ في بطحاءِ أجيادِ
باتتْ تمخضُ، ما كانتْ قوابلها
إلاَّ الوُحوشَ، وإلاّ جِنّة َ الوَادي
فيهمْ صبيٌّ لهُ أمٌّ لها نسبٌ،
في ذروة ٍ من ذرى الأحسابِ، أيادِ
تقولُ وَهْناً، وقدْ جَدّ المَخاضُ بها:
يا لَيْتَني كُنْتُ أرْعى الشَّوْلَ للغادي
قدْ غادروهُ لحرّ الوجهِ منعفراً،
وخالها وأبوها سيدُ النادي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ
لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ
رقم القصيدة : 12873
-----------------------------------
لقدْ علمَ الأقوامُ أنّ ابنَ هاشمٍ
هوَ الغُصْنَ ذو الأفنان لا الوَاحدُ الوَغْدُ
وما لكَ فيهمْ محتدٌ يعرفونهُ،
فدونكَ فالصق مثلَ ما لصقَ القردُ
وَإنّ سَنَامَ المَجْدِ مِن آلِ هاشِمٍ
بَنُو بنتِ مخزومٍ، وَوَالدُكَ العَبْدُ
وما ولدتْ أفناءُ زهرة َ منكمُ
كريماً، ولم يقربْ عجائزكَ المجدُ
وَلَسْتَ كَعَبّاسٍ، ولا كابْنِ أُمّه،
ولكنْ هجينٌ ليس يورى لهُ زندُ
وَأنْتَ زَنيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ،
كما نيطَ خلفَ الراكبِ القدحُ الفردُ
وإنّ أمْرَأَ كانَتْ سُمَيّة ُ أُمَّهُ
وَسَمْرَاءُ مَغْلُوبٌ إذا بُلِغَ الجَهدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ،
رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ،
رقم القصيدة : 12874(7/37)
-----------------------------------
رحمَ اللهُ نافعَ بنَ بديلٍ،
رحمة َ المشتهي ثوابَ الجهادِ
صَابِراً، صادقَ الحَديثِ، إذَا مَا
أكْثَرَ القوْمُ قالَ قَوْلَ السَّدَادِ
كنتُ قبلَ اللقاءِ منهُ بجهلٍ،
فقد أمسَيْتُ قد أصابَ فُؤادي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرة ٍ
غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرة ٍ
رقم القصيدة : 12875
-----------------------------------
غدا أهلُ حضنيْ ذي المجازِ بسحرة ٍ
وجارُ ابن حربٍ بالمحصبِ ما يغدو
كساكَ هشامُ بنُ الوليدِ ثيابهُ
فأبْلِ، وأخلِفْ مثْلَها جُدُداً بَعدُ
قَضَى وَطَراً مِنهُ، فأصْبَحَ غادِياً،
وأصبحْتَ رِخْواً ما تَخُبُّ وما تعدو
فَلو أنّ أشْياخاً بِبَدْرٍ شُهُودُه
لَبَلّ مُتونَ الخَيْلِ مُعْتَبَطٌ وَرْدُ
فما مَنَعَ العَيْرُ الضَّرُوطُ ذِمَارَهُ،
وَمَا مَنَعَتْ مَخْزَاة َ وَالِدِها هِنْدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
رقم القصيدة : 12876
-----------------------------------
شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نبيٌّ أتانا بعدَ يأسٍ وفترَة ٍ
من الرسلِ والأوثانُ في الأرضِ تعبدُ
فأمسَى سِراجاً مستَنيراً، وهادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصَّقِيلُ المُهَنّدُ
وأنذرنا ناراً وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهُ الحقّ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيتَ رَبَّ النّاسِ عن قَولِ من دعا
سِوَاكَ إلَهاً، أنتَ أعلى وأمجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَستَهدي، وإيّاكَ نَعبُدُ
لأنّ ثَوابَ الله كلَّ مُوَحِّدٍ
جنانٌ من الفردوسِ، فيها يخلدُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نبِّ المساكينَ أنّ الخيرَ فارقهمْ
نبِّ المساكينَ أنّ الخيرَ فارقهمْ
رقم القصيدة : 12877
-----------------------------------(7/38)
نبِّ المساكينَ أنّ الخيرَ فارقهمْ
معَ النبيّ تولى عنهمُ سحرا
من ذا الذي عندهُ رحلي، وراحلتي،
وَرِزقُ أهْلي، إذا لمْ يُؤنِسوا المَطَرَا
أمْ مَنْ نُعاتبُ لا نخشَى جَنادِعَهُ،
إذا اللّسانُ عَتا في القولِ، أوْ عَثَرَا
كانَ الضياءُ، وكان النورَ نتبعهُ،
بَعْدَ الإلهِ، وكان السّمْعَ والبَصَرَ
فَلَيْتَنا يوْمَ وَارَوْهُ بِمَلْحَدِهِ،
وغيبوهُ، وألقوا فوقهُ المدرا
لمْ يَتْرُكِ اللَّهُ مِنّا بَعْدَهُ أحَداً،
ولمْ يُعِشْ بعدَهُ أُنْثى ، ولا ذَكَرَا
ذَلّتْ رِقَابُ بَني النَّجّارِ كلّهِمُ،
وكان أمراً منَ امرِ اللهِ قد قدرا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> كنتَ السوادَ لناظري،
كنتَ السوادَ لناظري،
رقم القصيدة : 12878
-----------------------------------
كنتَ السوادَ لناظري،
فَعَمِي عَلَيْكَ النّاظِرُ
منْ شاء بعدكَ فليمتْ،
فعليكَ كنتُ أحاذرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إياكَ إني قدْ كبرتُ وغالني
إياكَ إني قدْ كبرتُ وغالني
رقم القصيدة : 12879
-----------------------------------
إياكَ إني قدْ كبرتُ وغالني
عَنكَ الغَوَائِلُ عِنْدَ شَيْبِ المَكبِرِ
فَجَعَلْتَني غَرَضَ اللّئامِ، فكُلُّهُمْ
يرمي بلؤمهِ بالغاً كمقصرِ
حتى تضبّ لثاتهمْ، فغدتْ بهمْ
سَوْداءَ، أصْلُ فُرُوعِها كالعُنْقُرِ
أجَزَرْتَهُمْ عِرْضي، تَهَكُّمَ سادرٍ؟
ثكلتكَ أمكَ، غيرَ عرضيَ أجزرِ
هَدَفٌ تَعَاوَرُهُ الرُّمَاة ُ، كأنّما
يَرْمُونَ جَنْدَلَة ً بِعُرْضِ المَشْعَرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّ النضيرة َ ربة َ الخدرِ
إنّ النضيرة َ ربة َ الخدرِ
رقم القصيدة : 12880
-----------------------------------
إنّ النضيرة َ ربة َ الخدرِ
أسرتْ إليكَ، ولم تكنْ تسري
فوقفتُ بالبيداءِ أسألها:
أنى اهتديتِ لمنزلِ السفرِ
والعيسُ قدْ رفضتْ أزمتها،
مما يرونَ بها منَ الفترِ
وَعَلَتْ مَسَاوِئُهَا مَحاسِنَها،(7/39)
مِمّا أضَرّ بِها مِنَ الضُّمْرِ
كنا إذا ركدَ النهارَ لنا،
نَغْتَالُهُ بِنَجَائِبٍ صُعْرِ
عوجٍ، نواجٍ، يعتلينَ بنا،
يُعْفِينَ دونَ النَّصّ، والزَّجْرِ
مستقبلاتٍ كلَّ هاجرة ٍ،
يَنْفَحْنَ في حَلَقٍ مِنَ الصُّفْرِ
ومناخها في كلّ منزلة ٍ،
كمبيتِ جونيّ القطا الكدرِ
وسما على عودٍ، فعارضنا
حِرْبَاؤها، أوْ هَمَّ بِالخَطْرِ
وَتَكَلُّفي اليَوْمَ الطّويلَ وقَدْ
صرتْ جنادبهُ منَ الظهرِ
والليلة َ الظلماءَ أدلجها
بالقَوْمِ في الدّيْمومَة ِ القَفْرِ
يَنْعى الصَّدَى فيها أخاهُ كما
يَنْعَى المُفجَّعُ صَاحِبَ القَبْرِ
وتحولُ دونَ لكفّ ظلمتها،
حتى تشقّ على الذي يسري
وَلَقَدْ أرَيْتُ الرَّكبَ أهْلَهُمُ،
وَهَدَيْتُهُمْ بمَهَامِهٍ غُبْرِ
وَبَذلْتُ ذا رَحْلي، وكنتُ بِهِ
سَمْحاً لَهُمْ في العُسْرِ واليُسْرِ
فإذا الحوادثُ ما تضعضعني،
وَلا يَضِيقُ بِحاجَتي صَدْري
يُعْيي سِقَاطي مَنْ يُوَازِنُني،
إنّي لَعَمْرُكَ لَسْتُ بالهَذْرِ
إنّي أُكارِمُ مَنْ يُكَارِمُني،
وَعلى المُكاشِحِ ينْتحي ظُفرِي
لا أسْرِقُ الشُّعَرَاءَ ما نَطَقُوا،
بَلْ لا يُوَافِقُ شِعْرَهُمْ شِعْري
إنّي أبَى لي ذَلِكُمْ حَسَبي،
ومقالة ٌ كمقاطعِ الصخرِ
وأخي منَ الجنّ البصيرُ، إذا
حاكَ الكَلامَ بأحْسَنِ الحِبْرِ
أنَضِيرَ مَا بَيْني وبَيْنَكُمُ
صرمٌ، وما أحدثتُ منْ هجرِ
جودي فإنّ الجودَ مكرمة ٌ،
واجزي الحسامَ ببعضِ ما يفري
وحَلَفْتُ لا أنْسَاكُمُ أبَداً،
ما ردّ طرفّ العينِ ذو شفرِ
وحَلَفْتُ لا أنْسَى حديثَكِ ما
ذَكَرَ الغَوِيُّ لَذَاذَة الخَمْرِ
ولأنتِ أحسنُ، إذْ برزتِ لنا،
يَوْمَ الخُرُوجِ بساحَة ِ القَصْرِ
منْ درة ٍ أغلى الملوكُ بها،
مِمّا تَرَبّبَ حَائِرُ البَحْرِ
ممكورة ُ الساقينِ، شبههما
بَرْدِيّتَا مُتَحَيِّرٍ غَمْرِ
تَنْمي كما تَنْمي أرُومَتُها،
بمحلّ أهلِ المجدِ والفخرِ
يعتادني شوقٌ، فأذكرها،
مِنْ غَيْرِ ما نَسَبٍ وَلا صِهْرِ(7/40)
كتذكرِ الصادي، وليسَ لهُ
مَاءٌ بِقُنّة ِ شاهقٍ وَعْرِ
وَلَقَدْ تُجالِسُني، فَيَمْنَعُني
ضيقُ الذراعِ، وعلة ُ الخفرِ
لوْ كنتِ لا تهوينَ لم تردي،
أو كُنْتِ، مَا تَلْوِينَ في وَكْرِ
لأتَيْتُهُ، لا بُدّ، طالِبَهُ،
فاقنيْ حياءكِ، واقبلي عذري
قلْ للنضيرة ِ إنْ عرضتَ لها:
لَيْسَ الجَوادُ بِصَاحِبِ النَّزْرِ
قَوْمي بَنُو النّجّارِ رِفْدُهُمُ
حسنٌ، وهمْ لي حاضرو النصرِ
الموتُ دوني لستُ مهتضماً،
وذوو المكارمِ منْ بني عمرو
جُرْثُومَة ٌ، عِزٌّ مَعَاقِلُها،
كانتْ لنا في سالفِ الدهرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
رقم القصيدة : 12881
-----------------------------------
تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
وَهَمٌّ، إذا ما نَوّمَ النّاسُ، مُسْهِرُ
لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيّجتْ ثمّ عَبْرَة ً
سَفُوحاً، وأسْبَابُ البُكاء التَّذكُّرُ
بلاءٌ، فقدانُ الحبيبِ بلية ٌ،
وكمْ منْ كريمٍ يُبْتَلى ، ثمّ يَصْبِر
رأيتُ خيارَ المؤمنينَ تواردوا
شَعُوبَ وقدْ خُلّفْتُ فيمن يُؤخَّرُ
فَلا يُبْعِدَنّ الله قَتْلَى تَتَابَعُوا
بؤتة َ، منهمْ ذو الجناحينِ جعفرُ
وَزَيْدٌ، وعبْدُ اللَّهِ، حِينَ تتابعوا
جميعاً، وأسبابُ المنية ِ تخطرُ
غداة َ غدوا بالمؤمنينَ يقودهمْ
إلى الموتِ ميمونُ النقيبة ِ أزهرُ
أغَرُّ كَلَوْنِ البَدرِ من آلِ هاشِمٍ،
أبيٌّ إذا سيمَ الظلامة َ مجسرُ
فطاعنَ حتى ماتَ غيرَ موسدٍ،
بمُعْتَرَكٍ، فِيهِ القَنَا يَتَكَسّرُ
فَصَارَ مَعَ المُسْتَشْهَدِينَ ثَوَابُهُ
جنانٌ، وملتفُّ الحدائقِ، أخضرُ
وكنا نرى في جعفرٍ من محمدٍ
وَفَاءً، وأمْراً حازِماً حينَ يأمُرُ
فما زالَ في الإسلامِ منْ آلِ هاشمٍ
دعائمُ عزٍّ لا ترامُ ومفخرُ
همُ جبلُ الإسلامِ، والناسُ حولهُ
رضامٌ إلى طودٍ يروقُ ويقهرُ
بهمْ تكشفُ اللأواءُ في كلّ مأزقٍ(7/41)
عماسٍ، إذا ما ضاقَ بالقوم مصدرُ
هُمُ أوْلِيَاءُ اللَّهِ أنْزَلَ حُكمَهُ
عليهم، وفيهمْ ذا الكِتَابُ المُطهَّرُ
بهالِيلُ منهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ
عَلِيٌّ، ومِنهُمْ أحْمَدُ المُتَخَيَّرُ
وَحَمزَة ُ، والعَبّاسُ مِنْهمْ، ومِنْهُمُ
عقيلٌ، وماءُ العودِ من حيثُ يعصرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نبئتُ أنّ أبا منذرٍ
نبئتُ أنّ أبا منذرٍ
رقم القصيدة : 12882
-----------------------------------
نبئتُ أنّ أبا منذرٍ
يساميكَ للحارثِ الأصغرِ
قفاكَ أحسنُ من وجههِ،
وَأُمُّكَ خَيْرٌ من المُنْذِرِ
ويُسرَى يَدَيكَ على عُسرِها
كَيُمْنَى يَدَيْهِ عَلى المُعسِرِ
وَشَتّانَ بَيْنَكُما في النّدى ،
وفي البأسِ، والخيرِ، والمنظرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> عينِ جودي بدمعكِ المنزورِ،
عينِ جودي بدمعكِ المنزورِ،
رقم القصيدة : 12883
-----------------------------------
عينِ جودي بدمعكِ المنزورِ،
وَاذْكُري في الرّخاء أهل القُبورِ
واذْكُري مُؤتَة ً، وَمَا كانَ فِيها،
يومَ ولوا في وقعة ِ التغويرِ
حين ولوا وغادروا ثمّ زيداً،
نِعْمَ مَأوَى الضَّرِيكِ والمأسُورِ
حبَّ خيرِ الأنامِ طراً جميعاً،
سَيّدِ النّاسِ، حُبُّهُ في الصّدورِ
ذاكُمُ أحْمَدُ الّذي لا سِوَاهُ،
ذاكَ حزني معاً لهُ وسروري
ثمّ جودي للخزرجيّ بدمعٍ،
سيداً كانَ ثمّ غيرَ نزورِ
قدْ أتانا منْ قتلهمْ ما كفانا،
فبحُزْنٍ نَبِيتُ غَيْرَ سُرُورِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها،
أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها،
رقم القصيدة : 12884
-----------------------------------
أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها،
وَتَلَوّثَتْ غَدْراً بَنو النّجّارِ
وتخاذلتْ يومَ الحفيظة ِ إنهمْ
لَيْسُوا هُنالِكُمُ منَ الأخْيَارِ
وَنَسُوٌ وَصَاة َ مُحَمّدٍ في صِهْرِهِ،
وتبدلوا بالعزّ دارَ بوارِ
أتركتموهُ مفرداً بمضيعة ٍ،(7/42)
تنتابهُ الغوغاءُ في الأمصارِ
لَهْفَانَ يَدْعُو غَائِباً أنْصَارَهُ،
يا ويحكمْ يا معشرَ الأنصارِ
هَلاّ وَفَيْتُمْ عِنْدَها بِعهودِكُمْ،
وَفَدَيْتُمُ بالسّمْعِ والأبْصَارِ
جيرانهُ الأنونَ حولَ بيوتهِ
غدروا، وربَّ البيتِ ذي الأستارِ
إنْ لمْ تروا مدداً لهُ وكتيبة ً
تهدي أوائلَ جحفلٍ جرارِ
فعدمتُ ما ولدَ ابنُ عمروٍ منذرٌ
حتّى يُنِيخَ جُموعُهُمْ بِصِرَارِ
واللهِ لا يوفونَ بعدَ إمامهمْ
أبداً ولو أمنوا بحلسِ حمارِ
أبلغْ بني بكرٍ، إذا ما جئتهمْ،
ذماً، فبئسَ مواضعُ الأصهارِ
غدروا بأبيضَ كالهلالِ مبرّإٍ،
خَلَصَتْ مَضَارِبُهُ بِزَندٍ وَارِ
من خيرِ خندفَ كلها، بعد الذي
نَصَرَ الإلَهُ بِهِ على الكُفّارِ
طاوَعْتُمُ فِيهِ العَدُوَّ، وكُنْتُمُ،
لو شئتمُ، في معزلٍ وقرارِ
لا يحسبنّ المرجفونَ بأنهمْ
لَنْ يُطْلَبُوا بِدِمَاء أهْلِ الدّارِ
حاشا بني عمرو بنِ عوفٍ إنهمْ
كُتِبَتْ مَضَاجِعُهُمْ معَ الأبْرَارِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ،
وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ،
رقم القصيدة : 12885
-----------------------------------
وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ،
يمجُّ دماً كالرعفِ مختضبَ النحرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ،
تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ،
رقم القصيدة : 12886
-----------------------------------
تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ،
لدى البأسِ، مغوارِ الصباحِ ، جسورِ
أخي ثقة ٍ يهتزُّ للعرفِ والندى ،
بَعِيدِ المَدَى ، في النّائِباتِ صَبُورِ
فَقُلْتُ لَها إنّ الشّهادَة َ رَاحة ٌ،
ورضوانُ ربٍّ، يأمامَ، غفورِ
فإنّ أباكِ الخَيْرَ حمْزَة َ، فاعْلمي،
وَزِيرُ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرُ وَزِيرِ
دَعاهُ إلهُ الخلْقِ ذو العَرش دعوَة ً
إلى جنّة ٍ يَرْضَى بها وَسُرُورِ
فذلكَ ما كنا نرجي ونرتجي،
لحمزة َ يومَ الحشرِ، خيرَ مصيرِ(7/43)
فواللهِ لا أنساكَ ما هبتِ الصبا،
ولأبْكِيَنْ في مَحْضَرِي ومَسِيرِي
عَلى أسَدَ الله الّذي كان مِدْرَهاً،
يذودُ عنِ الإسلامِ كلَّ كفورِ
ألا ليتَ شلوي، يوم ذاكَ، وأعظمي
إلأى أضبعٍ ينتبنني ونسورِ
أقُولُ، وَقَدْ أعلَى النَّعِيُّ بهُلكِهِ:
جَزَى اللَّهُ خَيْراً منْ أخٍ وَنَصِيرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا ليتَ شعري هل اتى أهلَ مكة ٍ
ألا ليتَ شعري هل اتى أهلَ مكة ٍ
رقم القصيدة : 12887
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هل اتى أهلَ مكة ٍ
إبَارَتُنَا الكُفّارَ في سَاعَة ِ العُسْرِ
قتلنا سراة َ القومِ، عندَ رحالهمْ،
فلمْ يَرْجِعُوا إلاّ بِقاصِمة ِ الظَهْرِ
قَتَلنا أبا جَهْلٍ وعُتْبَة َ قَبْلَهُ،
وشيبة َ يكبو لليدينِ وللنحرِ
وكمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كريمٍ مُرَزّإ،
لَهُ حَسَبٌ في قَوْمِهِ نَابِه الذّكْرِ
تَرَكْنَاهُمُ للخامعات تَنُوبُهُمْ،
ويصلونَ ناراً بعدُ حامية َ القعرِ
بكفرهمِ باللهِ، والدينُ قائمٌ،
وما طلبوا فينا بطائلة ِ الوترِ
لَعَمْرُكَ ما خَامَتْ فَوَارِسُ مالِكٍ
وَأشْيَاعُهُمْ يوْمَ التَقَيْنا على بَدْرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> على قتلى معونة َ، فاستهلي
على قتلى معونة َ، فاستهلي
رقم القصيدة : 12888
-----------------------------------
على قتلى معونة َ، فاستهلي
بِدَمْعِ العَيْنِ سَحّاً غيرَ نَزْرِ
عَلى خَيْلِ الرّسولِ، غَداة َ لاقَوْا
مناياهمْ، ولاقتهمْ بقدرِ
أصَابَهُمُ الفَنَاءُ، بحَبْلِ قَوْمٍ،
تخونَ عقدُ حبلهمِ بغدرِ
فيا لهفي لمنذرٍ إذْ تولى ،
وَأعْنَقَ في مَنِيّتِهِ بِصَبْرِ
فكائنْ قدْ أُصِيبَ غَدَاة َ ذاكُمْ،
من أبْيَضَ ماجِدٍ مِنْ سِرّ عَمرِو
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
رقم القصيدة : 12889
-----------------------------------(7/44)
أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
بجنوبِ سلعٍ، ثارهُ لمْ ينظرِ
ولقدْ وجدتَ سيوفنا مشهورة ً،
ولقدْ وجدتَ جيادنا لمْ تقصرِ
وَلَقَدْ لَقِيتَ غَداة َ بَدْرٍ عُصْبَة ً
ضَرَبوكَ ضَرْباً غيرَ ضَرْبِ الحُسَّرِ
أصبحتَ لا تدعى ليومِ عظيمة ٍ،
يا عَمْرُو، أوْ لجسِيمِ أمْرٍ مُنْكَرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ،
لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ،
رقم القصيدة : 12890
-----------------------------------
لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ،
إذا ما مطايا القومِ أصبحنَ ضمرا
فلولا أبُو وَهْبٍ لمَرّتْ قَصَائِدٌ،
على شرفِ البرقاءِ، يهوينَ حسرا
فإنا ومنْ يهدي القصائدَ نحونا،
كمستبضعٍ تمراً إلى أهلِ خيبرا
فلا تكن كالوسنان يحلمُ أنه
بقرية كِسْرى ، أو بقرية قيصر
ولا تكُ كالشاة ِ التي كانَ حتفها
بحفرِ ذراعيها، فلمْ ترضَ محفرا
ولا تكُ كالعاوي، فأقبلَ نحرهُ،
ولمْ يخشَهُ، سَهْماً من النَّبلِ مُضْمَرَا
أتَفْخَرُ بالكَتّانِ لمّا لَبِسْتَهُ،
وقَدْ يَلْبَسُ الأنْبَاطُ رَيْطاً مُقَصَّرا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ،
لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ،
رقم القصيدة : 12891
-----------------------------------
لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ،
ورماهُ بالفقرِ والإمعارِ
لستُ أعني كوثى العراقِ ولكنْ
شرة َ الدورِ، دارَ عبدِ الدارِ
حَوَتِ اللّؤمَ والسَّفاهَ جمِيعاً،
فاحتَوَتْ ذَاكَ كلَّهُ في قَرَارِ
وإذا ما سمتْ قريشٌ لمجدٍ،
خلفتها في دارها بصغارِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا،
سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا،
رقم القصيدة : 12892
-----------------------------------
سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا،
فَسَلْ وَحْوَحاً، وَأبَا عَامِرِ
مَا أصْلُ حَسّانَ في قَوْمِهِ،
وليسَ المسائلُ كالحابرِ
فَلَوْ يَصْدُقونَ لأنْبَوْكُمُ(7/45)
بِأنّا ذَوُو الحَسَبِ القَاهِرِ
وأنا مساعيرُ، عندَ الوغى ،
نَرُدُّ شَبَا الأبْلَخِ الفاجِرِ
ورثتُ الفعالَ، وبذلَ التِّلا
دِ، والمَجْدَ عنْ كابِرٍ كابِرِ
وَحَمْلَ الدِّيَاتِ، وَفَكَّ العُنَا
ة ِ، والعِزَّ في الحَسَبِ الفاخِرِ
بكُلّ مَتِينٍ أصَمِّ الكُعُوبِ،
وأبْيَضَ ذي رَوْنَقٍ بَاتِرِ
وَبَيْضاءَ كالنّهْرِ فَضْفاضَة ٍ،
تَثَنَّى بِطُولٍ على النّاشِرِ
بها نَخْتَلي مُهَجَ الدّارعينَ،
إذا نَوَّرَ الصُّبْحُ للنّاظِرِ
إذا استبقَ الناسُ غاياتهمْ
وَجَدْتُ الزِّبَعْرَى معَ الآخِرِ
وَمَا يَجْعَلُ العَيَّ وَسْطَ النّدِيّ
كالمحربِ المصقعِ الشاعرِ
وكيف يناصبني مفحمٌ،
يُنَصُّ إلى مُلْصَقٍ بَائِرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
رقم القصيدة : 12893
-----------------------------------
زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
سحاً إذا أغرقتهُ عبرة ٌ دررُ
وَجْداً بِشَعْثاءَ، إذ شَعْثَاءُ بَهْكَنَة ٌ
هَيْفاءُ، لا دَنَسٌ فِيها وَلا خَوَرُ
دَعْ عنْكَ شَعثاءَ، إذ كانتْ موَدّتُها
نَزْراً، وشرُّ وِصَالِ الوَاصِلِ النَّزَرُ
وأتِ الرسولَ فقلْ يا خيرَ مؤتمنٍ
لمؤمنينَ، إذا ما عدلَ البشرُ
علامَ تدعى سليمٌ، وهي نازحة ٌ،
أمامَ قوْمٍ هُمُ آوَوْا، وهُمْ نَصَرُوا
سماهمُ اللهُ أنصاراً لنصرهمِ
دِينَ الهُدى ، وَعَوَانُ الحرْبِ تَستعِرُ
وجاهدوا في سبيلِ اللهِ، واعترفوا
للنائباتِ فما خاموا ولا ضجروا
والناسُ ألبٌ علينا، ثمَ ليسَ لنا،
إلا السيوفَ وأطرافَ القنا، وزرُ
ولا يهرُّ جنابَ الحربِ مجلسنا،
ونحنُ حِينَ تَلظّى نارُها سُعُرُ
وَكَمْ رَدَدْنا بِبَدْرٍ، دونَ ما طَلَبُوا،
أهلَ النفاقِ، وفينا أنزلَ الظفرُ
وَنحنُ جُندُكَ يوْمَ النَّعْفِ من أُحُدٍ،
إذ حزبتْ بطراً أشياعها مضرُ
فما وَنَيْنَا، وما خِمْنا، وما خَبَرُوا
منا عثاراً، وجلُّ القومِ قد عثروا(7/46)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ:
على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ:
رقم القصيدة : 12894
-----------------------------------
على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ:
جَبُنْتَ وَلمْ تَشْهَدْ فَوَارِسَ خَيْبَرِ
وَأيْمَنُ لم يَجْبُنْ، ولكِنّ مُهْرَهُ
أضرّ بهِ شربُ المديدِ المخمرٍ
فَلَوْلا الذي قد كان من شَأنِ مُهْرِهِ،
لَقَاتَلَ فِيها فارِساً، غيرَ أعْسَرِ
ولكنهُ قدْ صدهُ فعلُ مهرهِ،
وما كان منه عندَه غيرُ أيْسَرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> كانتْ قريشٌ بيضة ً، فتفلقتْ،
كانتْ قريشٌ بيضة ً، فتفلقتْ،
رقم القصيدة : 12895
-----------------------------------
كانتْ قريشٌ بيضة ً، فتفلقتْ،
فالمحُّ خالصهُ لعبدِ الدارِ
ومناة ُ ربي خصهمْ بكرامة ٍ،
حجابُ بيتِ اللهِ ذي الأستارِ
أهلُ المكارمِ والعلاءِ وندوة ُ ال
نادي وأهلُ لطيمة ِ الجبارِ
وَلِوَا قُرَيْشٍ في المَشاهِدِ كلِّها،
وبنجدة ٍ عندَ القنا الخطارِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ،
إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ،
رقم القصيدة : 12896
-----------------------------------
إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ،
حُلْوٍ، يُمَدُّ إليْهِ السّمْعُ وَالبَصَرُ
لوْ تَسْمَعُ العُصْمُ، من صُمّ الجبالِ، بِهِ،
ظلتْ منَ الراسياتِ العصمُ تنحدرُ
كالخمرِ والشهدِ يجري فوْقَ ظاهِرِهِ،
وما لباطنهِ طعمٌ ولا خبرُ
وكالسّرَابِ شَبيهاً بالغَديرِ، وإنْ
تَبْغِ السّرابَ، فَلا عَيْنٌ وَلا أثْرُ
لا ينبتُ العُشْبُ عن بَرْقٍ وَرَاعِدَة ٍ
غَرّاءَ، ليسَ لها سَيْلٌ وَلا مَطَرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَة ً،
لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَة ً،
رقم القصيدة : 12897
-----------------------------------
لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَة ً،(7/47)
وطاشتْ بأحلامٍ كثيرٍ عثورها
لِئامٌ مساعيها، كَذوبٌ حَديثُها،
قَليلٌ غَناها حينَ يُنعَى صُقُورُها
لها عَقْلُ نِسوَانٍ، وشَرُّ شَرِيعَة ٍ،
نزورٌ نداها حينَ تبغى بحورها
إذا ضِفتَهمُ ألفَيْتَ حَوْلَ بيوتِهمْ
كلاباً لها في الدارِ، عالٍ هريرها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
رقم القصيدة : 12898
-----------------------------------
أجْمَعَتْ عَمْرَة ُ صَرْماً فابْتَكِرْ،
إنما يدهنُ للقلبِ الحصرْ
لا يكنْ حبكِ حباً ظاهراً،
لَيْسَ هذا مِنكِ يا عَمْرَ بِسِرّ
سألتْ حسانَ منْ أخوالهُ؟
إنما يسألُ بالشيء الغمرْ
قُلْتُ أخْوَالي بَنُو كَعْبٍ، إذَا
أسلمَ الأبطالُ عوراتِ الدبرْ
ربّ خالٍ لي لوْ أبصرتهِ
سبطِ الكفينِ في اليومِ الخصرْ
عِنْدَ هذا البابِ، إذْ ساكِنُهُ
كلُّ وجهٍ حسنِ النقبة ِ حرّ
يُوقِدُ النّارَ، إذا ما أُطْفِئَتْ،
يُعْمِلُ القِدْرَ بأثْبَاجِ الجُزُرْ
منْ يغرُّ الدهرُ، أوْ يأمنهُ،
من قبيلٍ بعد عمروٍ وحجرْ
ملكا منْ جبلِ الثلجِ إلى
جانِبَيْ أيْلَة َ، مِن عَبْدٍ وَحُرّ
ثمّ كانا خَيْرَ مَنْ نَالَ النّدَى ،
سبقا الناسَ بإقساطٍ وبرّ
فارسيْ خيلٍ، إذا ما أمسكتْ
رَبّة ُ الخِدْرِ بأطْرَافِ السِّتَرْ
أتيا فارسَ في دارهمِ،
فتناهوا بعدَ إعصامٍ بقرّ
ثمّ صَاحَا: يالَ غَسّانَ اصْبِرُوا،
إنّهُ يوْمُ مَصَالِيتَ صُبُرْ
اجْعَلُوا مَعْقِلَهَا أيْمَانَكُمْ،
بالصّفِيحِ المُصْطَفَى ، غيرِ الفُطُرْ
بضرابٍ تأذنُ الجنُّ لهُ،
وطعانٍ مثلِ أفواهِ الفقرْ
وَلَقَدْ يَعْلَمْ مَنْ حَارَبَنَا
أننا ننفعُ قدماً ونضرّ
صُبُرٌ لِلْموْتِ، إنْ حَلّ بِنا، م
صَادِقُو البأسِ، غَطارِيفُ فُخُرْ
وَأقَامَ العِزُّ فِينَا والغِنى ،
فلنا منهُ على الناسِ الكبرْ
منهمُ أصلي، فمنْ يفخرْ بهِ
يَعْرِفِ النّاسُ بِفَخْرِ المُفْتَخِرْ(7/48)
نحنُ أهلُ العزّ والمجدِ معاً،
غيرُ أنكاسٍ، ولا ميلٍ عسرْ
فَسَلُوا عَنّا، وَعَنْ أفْعَالِنَا،
كلُّ قومٍ عندهمْ علمُ الخبرْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
رقم القصيدة : 12899
-----------------------------------
قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
عَنها تَتَرُّعُ قَولٍ غَيَّرَ الشُّعَرَا
يا زيدُ، يا سيدَ النجارِ، إنّ لما
أحدَثَ قَومُكَ في عُثمانَ لي خَبَرَا
وإنّ لي حاجَة ً، يا زَيدُ، أذكُرُها،
لم أقضِ منها إلى ما قَومِنا وَطَرَا
إني أرى لهمُ زياً سيهلكهمْ،
وفتية ً لمْ يصيبوا فيهمِ البصرا
يا زيدُ! هل لكَ فيهمْ قبلَ موبقة ٍ
تُسَعِّرُ النّارَ في أفنائِهمْ سَعَرَا
يا زيدُ! أهدِ لهمْ رأياً يعاشُ بهِ؛
يا زيدُ زيدَ بني النجارِ، مقتصرا
يا زيدُ! أخرجْ بني النجارِ إذ عميتْ،
وارفضْ طَوائِفَ غَسّانَ لها الأخُرَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
رقم القصيدة : 12900
-----------------------------------
رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
تَخَلَّصُ مِنْ حَمّارَة ٍ وَأبَاعِرِ
ومرتْ على الأنصارِ وسطَ رحالهمْ،
فقُلْتُ لهُمْ مَن صادِرٌ مَعَ صَادِرِ
وَطَوَّفْتُ بالبَيْتِ العَتِيقِ، وسامحَتْ
طَريقَ كَدَاءٍ في لُحُوبٍ سَوَائِرِ
ذَكَرْتُ بها التّعريسَ لمّا بَدا لَنا
خيامٌ بها منْ بينِ بادٍ وحاضرِ
وأعرضَ ذو دورانَ، تحسبُ أنهُ
منَ الجدبِ أعناقُ النساء الحواسرِ
فَعَجّتْ وألْقَتْ للجَبَانِ رَجيلَة ً
لأنظرَ ما زادُ الكريمِ المسافرِ
إذا فضلة ٌ منْ بطنِ زقٍّ ونطفة ٌ
وقعبٌ صغيرٌ فوقَ عوجاءَ ضامرِ
فقمتُ بكأسٍ قهوة ٍ، فشننتها
يدي رونقٍ منْ ماء زمزمَ فاترِ
فلما هبطنا بطنَ مرٍّ تخزعتْ
خُزاعَة ُ عَنّا في حُلولٍ كَراكِرِ(7/49)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ
أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ
رقم القصيدة : 12901
-----------------------------------
أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ
بمكة َ منْ أولادِ عمرو بنِ عامرِ
أقاموا عمودَ الدينِ، حتى تمكنتْ
قواعدهُ، بالمرهفتِ البواترِ
وَكَمْ عَقَدُوا لله، ثمّ وَفَوْا بِهِ،
بمَا ضَاقَ عَنْهُ كلُّ بادٍ وَحَاضِرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى
ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى
رقم القصيدة : 12902
-----------------------------------
ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى
أنّ الفَصِيلَ عَليْهِ ليسَ بِعارِ
إنّا وَمَا حَجّ الحجِيجُ لبَيْتِهِ،
ركبانُ مكة َ معشرُ الأنصارِ
نفري جماجمكمْ بكلّ مهندٍ،
ضَرْبَ القُدارِ مَبادِيَ الأيْسَارِ
حَتّى تُكَنُّوهُ بِفَحْلِ هُنَيْدَة ٍ،
يَحْمي الطَّرُوقَة َ، بازِلٍ، هَدّارِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وَأمَانَة ُ المُرِّيِّ، حَيْثُ لَقِيتَهُ، يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّة ِ جَارِهِ
وَأمَانَة ُ المُرِّيِّ، حَيْثُ لَقِيتَهُ، يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّة ِ جَارِهِ
رقم القصيدة : 12903
-----------------------------------
وَأمَانَة ُ المُرِّيِّ، حَيْثُ لَقِيتَهُ، يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّة ِ جَارِهِ
منكمْ، فإنّ محمداً لمْ يغدرِ
إنْ تغدروا فالغدرُ منكم شيمة ٌ،
والغدرُ ينبتُ في أصولِ السخبرِ
وأمانة ُ المريّ، حيثُ لقيتهُ،
مثلُ الزجاجة ِ صدعها لمْ يجبرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ،
ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ،
رقم القصيدة : 12904
-----------------------------------
ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ،
وَلا هُصَيْصٌ، ولا تَيمٌ، ولا عُمَر
وَلا عَدِيُّ بنُ كَعْبٍ، إنّ صِيغَتَها
كالهندوانيّ، ولا رثٌّ، ولا دثرُ(7/50)
وأنتَ عبدٌ لقينٍ، لا فؤادَ لهُ،
من آل شجعٍ، هناكَ اللؤمُ والخورُ
وَقَد تَبَيَّنَ في شجْعٍ وِلادَتُكُم،
كما تبينَ أنى يطلعُ القمرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أظنّ عيينة ُ، إذْ زارها،
أظنّ عيينة ُ، إذْ زارها،
رقم القصيدة : 12905
-----------------------------------
أظنّ عيينة ُ، إذْ زارها،
بأنْ سَوْفَ يَهْدِمُ فيها قُصُورَا
وَمَنّيْتَ جَمْعَكَ ما لمْ يَكُنْ،
فَقُلْتَ سَنَغْنَمُ شَيئاً كَثِيرا
فعفتَ المدينة َ إذْ جئتها،
وألفيتَ للأسدِ فيها زئيرا
فَوَلّوْا سِرَاعاً كوَخْدِ النَّعا
مِ، لم يكشِفُوا عن مَلَطٍّ حَصِيرَا
أمِيرٌ عَلَيْنا، رَسولُ المَلِيـ
كِ، أحببْ بذاكَ إلينا أميرا
رسولٌ نصدقُ ما جاءهُ
مِنَ الوَحْيِ، كان سِرَاجاً مُنِيرَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ
حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ
رقم القصيدة : 12906
-----------------------------------
حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ
عنا، وأنتمْ من الجوفِ الجماخيرِ
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ،
جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
ذروا التخاجؤَ وامشوا مشية ً سجحاً،
إنّ الرّجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتذكِيرِ
كأنّكُمْ خُشُبٌ جُوفٌ أسَافِلُهُ
مثقبٌ فيهِ أرواحُ الأعاصيرِ
ألا طِعَانٌ، ألا فُرْسانُ عادِية ٌ،
إلاّ تَجَشُّوَكُمْ حَوْلَ التّنانِيرِ
لا ينفَعُ الطُّولُ من نُوكِ الرّجال، ولا
يَهْدي الإلهُ سَبِيلَ المَعْشَرِ البُورِ
إني سأقصرُ عرضي عنْ شراركمُ،
إنّ النّجاشي لَشَيءٌ غيْرُ مَذْكُورِ
ألفى أباهُ، وألفى جدهُ حبسا
بمَعْزِلٍ مِنْ مَعالي المَجْدُ والخِيرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
رقم القصيدة : 12907
-----------------------------------
لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
وبينَ نطاة َ، مسكنٌ ومحاضرُ(7/51)
لعمري لحيٌّ، بينَ دارِ مزاحمٍ،
وبَينَ الجُثى ، لا يجشَمُ السّيرَ، حاضِرُ
وَحَيٌّ حِلالٌ لا يُكَمَّشُ سَرْبُهُم،
لهمْ منْ وراء القاصياتِ زوافرُ
إذا قيلَ يوماً إظعنوا قدْ أتيتمُ،
أقاموا، ولمْ تجلبْ إليهمْ أباعرُ
أحقُّ بها منْ فتية ٍ وركائبٍ
يُقطِّعُ عَنْها اللَّيْلَ عُوجٌ ضَوَامِرُ
تقولُ وتُذْري الدّمْعَ عنْ حُرّ وَجهِها:
لَعلّكَ، نَفسي قَبْلَ نَفسِكَ، باكِرُ
أبَاحَ لَها بِطْرِيقُ غَسّانَ غائِطاً
لَهُ من ذُرَى الجوْلانِ بقلٌ وَزَاهِرُ
تربعَ في غسانَ أكفافَ محبلٍ
إلى حارِثِ الجَوْلانِ فالنِّيُّ ظَاهِرُ
فقربتها للرحلِ، وهيَ كأنها
ظَلِيمُ نَعَامٍ بالسّماوَة ِ نافِرُ
فأوردتها ماءً فما شربتْ بهِ،
سِوَى أنّها قَدْ بُلّ مِنها المَشافِرُ
فأصدَرْتُها عَنْ ماء ثَهْمَلَ غُدوَة ً،
منَ الغابِ ذو طمرينِ، فالبزُّ آطرُ
فَبَاتَتْ، وباتَ الماءُ تحتَ جِرَانِها
لدى نحرها منْ جمة ِ الماء عاذرُ
فدابتْ سراها ليلة ً ثمّ عرستْ
بيَثْرِبَ، والأعْرَابُ بادٍ وَحَاضِرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى ، وفي رُمَحٍ
صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى ، وفي رُمَحٍ
رقم القصيدة : 12908
-----------------------------------
صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى ، وفي رُمَحٍ
مِنْهُ دُخانُ حَرِيقٍ كالأعَاصِيرِ
أفْنَى بِذي بَعْلَ حتى بَادَ ساكِنُها،
وكلُّ قصرٍ منَ الخمانِ معمورِ
فأعجلَ القومَ عن حاجاتهمْ شغلٌ،
من وخزِ جنّ بأرضِ الروم مذكورِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سَلامَة ُ دُمْيَة ٌ في لَوْحِ بابٍ
سَلامَة ُ دُمْيَة ٌ في لَوْحِ بابٍ
رقم القصيدة : 12909
-----------------------------------
سَلامَة ُ دُمْيَة ٌ في لَوْحِ بابٍ
هُبِلْتَ ألا تُعِزُّ كما تُجِيرُ
ولا ينفكُّ ما عاشَ ابنُ روحٍ
جذاميٌّ بذمتهِ ختورُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا ابنيْ رفاعة َ، ما بالي وبالكما،(7/52)
يا ابنيْ رفاعة َ، ما بالي وبالكما،
رقم القصيدة : 12910
-----------------------------------
يا ابنيْ رفاعة َ، ما بالي وبالكما،
هَلْ تُقْصِرَانِ، ولم تمسَسكُما نَاري
مَا كانَ مُنْتَهِياً حَتى يُقاذِفَني
كَلْبٌ وَجَأتُ عَلى فِيهِ بِأحْجَارِ
يَكسو الثّلاثة نِصْفِ الثّوْبِ بينَهُمُ،
بمِئْزَرٍ، وَرِدَاءٍ غَيْرِ أطْهَارِ
قدْ خابَ قومٌ نيارٌ منْ سراتهمُ
رِجْلاً مُجَوَّعَة ٍ شُبّتْ بمِسْعَارِ
لوْلا ابنُ هَيْشَة َ، إنّ المرء ذو رَحِمٍ،
إذاً لأنْشَبْتُ بالبَزْوَاء أظْفاري
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً، أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً،
أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً، أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً،
رقم القصيدة : 12911
-----------------------------------
أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً، أبْلِغْ مُعاوِيَة َ بنَ حرْبٍ مألُكاً،
ولِكُلّ أمْرٍ يُسْتَرَادُ قَرَارُ
لا تَقْبَلَنّ دَنِيّة ً أُعطِيتَهَا
أبداً، ولما تألمِ الأنصارُ
حَتّى تُبَارَ قَبِيلة ٌ بِقَبِيلَة ٍ
قَوَداً وتُخْرَبَ بِالدّيَارِ دِيَارُ
وَتَجيءَ مِنْ نَقْبِ الحِجازِ كتيبة ٌ،
وتَسِيلَ بالمُستَلْئِمينَ صِرَارُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا
وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا
رقم القصيدة : 12912
-----------------------------------
وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا
بأجْوَافهِمْ، مما تُجِنُّ لنَا، الجَمْرُ
يَجِيشُ بما فِيهِ لَنَا الصّدْرُ مِثْلَ ما
تجيشُ بما فيها من اللهبِ القدرُ
تَصُدُّ، إذا ما وَاجهتْني، خُدودُهُم
لدى محفلٍ عني كأنهمُ صعرُ
تصيخُ إذا يثنى بخيرٍ لديهمِ،
رؤوسهمُ عني، وما بهمِ وقرُ
وإن سَمِعوا سوءاً بَدا في وجوههِمْ،
لما سمعوا، مما يقالُ لنا البشرُ
أجِدّيَ لا يَنفَكُّ غَسٌّ يَسُبُّني،(7/53)
فُجوراً بِظَهرِ الغيبِ أوْ مُلحِمٌ قَحْرُ
ولوْ سئلتْ بدرٌ بحسنِ بلائنا،
فأثنتْ بما فينا، إذاً حمدتْ بدرُ
حِفاظاً عَلَى أحْسابِنَا بنُفُوسِنَا،
إذا لمْ يكنْ غيرَ السيوفِ لنا سترُ
وأبْدَتْ مَعَارِيها النّساءُ، وأبرَزَتْ،
منَ الرَّوْع، كابٍ حُسنُ ألوانها، الزُّهرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَة ُ ما سَآهَا،
لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَة ُ ما سَآهَا،
رقم القصيدة : 12913
-----------------------------------
لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَة ُ ما سَآهَا،
وما وجدتْ لذلٍّ منْ نصيرِ
أصَابَهُمُ بَلاءٌ كانَ فِيهِمْ،
سِوَى ما قدْ أصابَ بَني النّضِيرِ
غداة َ أتاهمُ يهوي إليهمْ
رسولُ اللهِ كالقمرِ المنيرِ
لهُ خيلٌ مجنبة ٌ تعادى
بفرسانٍ عليها كالصقورِ
تَرَكْنَاهُمْ ومَا ظَفِرُوا بِشَيءٍ
دماؤهمُ عليهمْ كالعبيرِ
فَهُمْ صَرَعى تَحُومُ الطّيرُ فِيهمْ،
كذاكّ يدانُ ذو الفندِ الفخورُ
فأُرْدِفُ مِثْلَها نُصْحاً قُرَيْشاً،
منَ الرحمنِ، إنْ قبلتْ نذيري
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ
لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ
رقم القصيدة : 12914
-----------------------------------
لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ
سهمٌ، فأصبحَ منهُ حوضها صفرا
وَأوْرَدوا، وحِياضُ المَجْدِ طامِيَة ٌ،
فَدَلَّ حَوْضَهُمُ الوُرّادُ فانْهَدَرَا
واللَّهِ ما في قُرَيشٍ كُلّها نَفَرٌ
أكْثَرُ شَيْخاً جَبَاناً فَاحِشاً غُمُرا
أذَبَّ أصْلَعَ سِفْسِيراً لَهُ ذُأبٌ
كالقردِ يعجمُ وسطَ المجلسِ الحمرا
هذرٌ مشائيمُ محرومٌ ثويهمُ،
إذا تروحَ منهمْ زودَ القمرا
أما ابنُ نابغة َ العبدُ الهجينُ، فقدْ
أُنْحي عَلَيْهِ لِساناً صَارِماً ذَكَرَا
ما بالُ أُمّكَ زَاغَتْ عندَ ذي شَرَفٍ
إلى جَذِيمَة َ، لمّا عَفّتِ الأثَرَا
ظلّتْ ثلاثاً، وملحانٌ معانقها،
عِنْدَ الحَجونِ، فما مَلاّ وما فَتَرَا(7/54)
يا آل سهمٍ، فإنّي قدْ نَصَحتُ لكُم،
لا أبعثنّ على الأحياءِ منْ قبرا
ألا تَرَوْنَ بأنّي قدْ ظُلِمتُ، إذا
كانَ الزبعرى لنعليْ ثابتٍ خطرا
كمْ منْ كريمٍ يعضُّ الكلبُ مئزرهُ
ثمّ يفرُّ إذا ألقمتهُ الحجرا
قولي لكم، آلَ شجعٍ، سمُّ مطرقة ٍ
صماءَ تطحرُ عن أنيابها القذرا
لَوْلا النّبيُّ، وقوْلُ الحقّ مَغضَبَة ٌ،
لمَا تركتُ لكم أُنْثى وَلا ذَكَرَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ،
قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ،
رقم القصيدة : 12915
-----------------------------------
قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ،
كما تناثرَ، خلفَ الراكبِ، البعرُ
كأنّ ريحَهُمُ في النّاسِ، إذْ خرَجُوا،
رِيحُ الحِشَاشِ إذا ما بَلّها المَطَرُ
قدَ ابْرَزَ اللَّهُ قَوْلاً، فوْقَ قولهِمِ،
كما النجومُ تعالى فوقها القمرُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> اما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ،
اما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ،
رقم القصيدة : 12916
-----------------------------------
اما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ،
لا هم كرامٌ ولا عرضي لهمْ خطرُ
قومٌ لئامٌ أقلّ اللهُ عدتهمْ،
كما تساقَطَ حَوْلَ الفَقْحَة ِ البَعَرُ
كأنّ رِيْحَهُمُ، في النّاسِ إذْ بَرَزُوا،
ريحُ الكِلابِ إذا ما بَلّهَا المَطَرُ
أولادُ حامٍ، فلنْ تلقى لهمْ شبهاً
إلاّ التَيوسَ عَلى أكْتافِها الشّعَرُ
إنْ سابَقوا سُبِقوا، أو نافرُوا نُفِرُوا،
أوْ كاثَرُوا أحداً من غيرِهمْ كُثِرُوا
شِبْهُ الإماء، فلا دِينٌ ولا حَسَبٌ،
لوْ قامروا الزنجَ، عن أحسابهم، قمروا
تَلْقَى الحِماسيَّ لا يمنَعْكَ حُرْمَتَهُ،
شِبْهَ النّبيطِ إذا اسْتَعبدتَهُمْ صَبَرُوا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا
أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا
رقم القصيدة : 12917
-----------------------------------
أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا(7/55)
لؤمٌ إذا أشرتْ معَ الكفرِ
أخَرَجْتِ مُرْقِصَة ً إلى أُحُدٍ،
في القَوْمِ مُعْنِقَة ً عَلى بَكْرِ
بَكرٍ ثَفَالٍ، لا حَراكَ بِهِ،
لا عنْ معاتبة ٍ، ولا زجرِ
وعصاكِ إستكِ تتقينَ بهِ
دقَّ العجاية عارِيَ الفهرِ
قرحتْ عجيزتها ومشرجها
منْ نصها نصاً على القهرِ
ظلتْ تداويها زميلتها،
بالماءِ تنضحهُ وبالسدرِ
أقْبَلْتِ زَائرَة ً مُبادِرَة ً
بأبيكِ وابنِكِ يوْمَ ذي بَدْرِ
وبعمكِ المسلوبِ بزتهُ،
وأخيكِ منعفرينِ في الجفرِ
ونسيتِ فاحشة ً أتيتِ بها،
يا هِندُ، وَيْحَكِ سُبّة َ الدّهرِ
فرجعتِ صاغرة ً، بلا ترة ٍ
مما ظفرتِ بهِ، ولا وترِ
زَعَمَ الوَلائِدُ أنّها وَلَدَتْ
ولداً صغيراً، كانَ من عهرِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرة ً،
إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرة ً،
رقم القصيدة : 12918
-----------------------------------
إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرة ً،
وكانَ أبوكَ التيسُ شاة ً عزوزا
وكانَ ذليلاً من طريدٍ مُلَعَّنٍ،
فسموهُ من بعدِ الذليلِ عزيزا
بنو نوفلٍ أهلُ السماحة ِ والندى ،
فآوَوْكَ مِنْ فَقرٍ، وكَفُوا العَجوزَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظة ٍ،
لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظة ٍ،
رقم القصيدة : 12919
-----------------------------------
لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظة ٍ،
حَامي الحقيقة ِ ماضٍ، خالُهُ أنَسُ
إذاً حَللْتَ، خُبَيْبٌ، منزِلاً فُسُحاً،
ولم يشدّ عليكَ الكبلُ والحرسُ
ولم يسقكَ إلى التنعيمِ زعنفة ٌ
منَ المعاشرِ، ممن قدْ نفتْ عدسُ
صَبراً، خُبيبُ، فإنّ القتل مَكرُمَة ٌ،
إلى جِنَانِ نَعِيمٍ يَرْجِعُ النّفَسُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ،
يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ،
رقم القصيدة : 12920
-----------------------------------
يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ،(7/56)
عبدَ ابنِ رحضة َ عنزاً بينَ أتياسِ
يا ابنَ التي سَلَحَتْ في بيتِ جارَتِها،
فطارَ منهُ عصارٌ قاشبُ الناسِ
كأنّ أظفارَها شُقّقْنَ من حَجَرٍ،
فلَيسَ مِنهُنّ إلاّ وَارِمٌ قاسِي
مثلُ القرودِ، إذا ما جئتَ ناديهمْ،
ألفيتَ كلَّ دنيٍّ، عردهُ عاسي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
رقم القصيدة : 12921
-----------------------------------
لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ،
غَيرَ سُفْعٍ، رَواكِدٍ، كالغَطَاطِ
تِلْكَ دارُ الأَلوفِ أضْحَتْ خَلاءً،
بعدما قدْ تحلها في نشاطِ
دارُها، إذ تقولُ: ما لابْنِ عَمْروٍ
لجّ، منْ بعدِ قربهِ، في شطاطِ
بَلِّغَاهَا بأنّني خيْرُ رَاعٍ
لِلّذي حَمّلَتْ بِغَيْرِ افتِرَاطِ
ربّ لهوٍ شهدتهُ، أمَّ عمروٍ،
بينَ بيضٍ نواعمٍ في الرياطِ
مَعْ نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ، كِرَامٌ،
نُبّهُوا، بعْدَ خَفْقَة ِ الأشْرَاطِ
لكميتٍ كأنها دمُ جوفٍ،
عُتّقَتْ مِنْ سُلافَة ِ الأنْبَاطِ
فاحْتَوَاهَا فَتًى يُهِينُ لَها الما
لَ، ونادمتُ صالحَ بنَ علاطِ
ظلّ حولي قيانهُ عازفاتٍ،
مثلَ أدمٍ، كوانسٍ، وعواطِ
طفنَ بالكأسِ، بينَ شربٍ كرامٍ،
مهدوا حرَّ صالحِ الأنماطِ
ساعَة ً، ثُمّ قال هُنّ بَدادِ
بينكم، غيرَ سمعة ِ الإختلاطِ
ربّ خرقٍ أجزتُ ملعبة َ الج
نّ معي صارمُ الحديدِ، إباطي
فوقَ مستنزلِ الرديفِ، منيفٍ،
مِثْلِ سِرْحانِ غابَة ٍ، وَخّاطِ
بَيْنما نحْنُ نَشْتَوي مِن سَدِيفٍ،
رَاعَنَا صَوْتُ مِصْدَحٍ، نَشّاطِ
فأتينا بسابحٍ يعبوبٍ،
لمْ يذللْ بمعلفٍ ورباطِ
غيرَ مسحٍ وحشكِ كومٍ صفايا،
ومرافيدَ في الشتاء، بساطِ
فتنادوا، فألجموهُ، وقالوا
لِغُلامٍ مُعَاوِدِ الإعْتِبَاطِ
سكنتهُ، واكففْ إليكَ منَ الغر
بِ تجدْ مائحاً، قليلَ السقاطِ
فَتَوَلَّى الغُلامُ يَقْدَعُ مُهْراً،
تَئِقَ الغَرْبِ، مَانِعاً لِلسِّيَاطِ
وَتَوَلّيْنَ حِينَ أبْصَرْنَ شَخْصاً(7/57)
مُدْمَجاً مَتْنُهُ كمَتْنِ المِقَاطِ
فوقهُ مطعمُ الوحوشِ، رفيقٌ،
عَالِمٌ كَيْفَ فَوْزَة ُ الآباطِ
داجِنٌ بالطِّرَادِ، يَرِمي بِطَرْفٍ
في فضاءٍ، وفي صحارٍ بساطِ
ثمّ وَالَى بسَمْحَجٍ وَنَحُوصٍ،
وبعلجٍ، يكفهُ بعلاطِ
ثُمّ رُحْنا، وما يخافُ خليلي
من لساني خِيَانَة َ الإنْبِساطِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
رقم القصيدة : 12922
-----------------------------------
بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
يحنونَ شوقاً كلَّ يومٍ إلى القبطِ
إذا ذُكِرَتْ قَهْقَاءُ حَنُّوا لذِكرِها،
وللرَّمَثِ المقرُونِ، والسَّمَكِ الرُّقْطِ
وأعينهمْ مثلُ الزجاجِ، وصيغة ٌ
تُخالِفُ كَعْباً في لِحى ً لهُمُ ثُطِّ
تَرَى ذاكَ في الشُّبّانِ والمُرْدِ منهمُ،
مُبيناً، وفي الأطفالِ منهمْ وفي الشُّمْطِ
لَعَمْرُ أبي العَوّامِ، إنّ خَوَيْلِداً
غَدَاة تَبَنّاهُ لَيوثِقُ في الشَّرْطِ
وإنكَ إنْ تجررْ عليّ جريرة ً،
رَدَدْتُكَ عَبداً في المَهانَة ِ والعَفْطِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله: ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي
وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله: ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي
رقم القصيدة : 12923
-----------------------------------
وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله: ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي
مغلغلة ً تدبُّ إلى عكاظِ
ألَيْسَ أبوكَ فِينَا كانَ قيْناً،
لدى القيْناتِ، فَسْلاً في الحِفاظِ
يمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،
وينفُخُ دَائِباً لهَبَ الشوُّاظِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فأجابه حسان، رضي الله عنه:أتَاني عَنْ أُمَيّة َ زُروُ قَوْلٍ
فأجابه حسان، رضي الله عنه:أتَاني عَنْ أُمَيّة َ زُروُ قَوْلٍ
رقم القصيدة : 12924
-----------------------------------(7/58)
فأجابه حسان، رضي الله عنه:أتَاني عَنْ أُمَيّة َ زُروُ قَوْلٍ
وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفَاظِ
سأنشرُ إنْ بقيتُ لكم كلاماً،
ينشرُ في المجامعِ منْ عكاظِ
قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ
منَ الصمّ المعجرفة ِ الغلاظِ
تَزُورُكَ، إنْ شَتَوْتَ بكلّ أرْضٍ،
وَتَرْضَخُ في مَحَلّكَ بالمَقَاظِ
بنيتُ عليكَ أبياتاً صلاباً
كأسْرِ الوَسْقِ قُفِّصَ بالشِّظَاظِ
مجللة ً، تعممهُ شناراً،
مضرمة ً، تأججُ كالشواظِ
كهمزة ِ ضيغمٍ يحمي عريناً،
شَديِدِ مَغَارِزِ الأضْلاعِ خاظي
تغضُّ الطرفَ أنْ ألقاكَ دوني،
وَتَرْمي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا،
منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا،
رقم القصيدة : 12925
-----------------------------------
منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا،
على انفِ راضٍ منْ معدٍ وراغمِ
مَنَعْنَاهُ لمّا حَلّ وَسْطَ بُيُوتِنَا،
بأسيافنا منْ كلّ باغٍ وظالمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
رقم القصيدة : 12926
-----------------------------------
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ
يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ،
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ،
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ
عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهمُ،
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ
ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ،
وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ
لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ،
في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ
أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ،
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ(7/59)
كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ،
ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ،
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ،
أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا
ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ
أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ
خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا،
ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا
فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ،
شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ
نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها،
إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا
لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ،
وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ
كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ،
أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ
إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ،
كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ
أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ،
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ
أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ
فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ
فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ،
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ،
أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ،
رقم القصيدة : 12927
-----------------------------------
أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ،
ونحنُ نَشاوَى بينَ سَلْعٍ وَفَارِعِ
أرقتُ لهُ، حتى علمتُ مكانهُ،
بأكنافِ سلعٍ، والتلاعِ الدوافعِ
طَوَى أبرَقَ العَزّافِ يَرْعُدُ مَتنُهُ،
حَنينُ المَتالي، نحوَ صَوْتِ المُشايِعِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
رقم القصيدة : 12928
-----------------------------------
ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
وهلْ ما مضى من صالح العيش راجعُ
تذكّرْتُ عصْراً قد مَضَى ، فتهافَتَتْ
بناتُ الحشا، وانهلّ مني المدامعُ(7/60)
صَبَابَة ُ وَجْدٍ ذكّرَتني أحِبّة ً،
وقَتلى مَضَوْا فيهِمْ نُفَيْعٌ وَرَافِعُ
وسعدٌ فأضحوا في الجنانِ وأوحشتْ
منازِلُهُمْ والأرْضُ منهُمْ بَلاقِعُ
وَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ للرّسولِ، وفَوْقَهُمْ
ظِلالُ المَنَايَا والسّيوفُ اللّوَامِعُ
دعا فأجابوهُ بحقٍّ، وكلهمْ
مُطِيعٌ لهُ في كلّ أمْرٍ وسامِعُ
فَما بَدّلوا حتّى تَوَافَوْا جَماعَة ً،
ولا يَقْطَعُ الآجَالَ إلاّ المَصَارِعُ
لأنهمُ يرجونَ منهُ شفاعة ً،
إذا لمْ يكنْ إلا النبيينَ شافعُ
وذلكَ، يا خيرَ العبادِ، بلاؤنا
وَمَشْهَدُنا في اللَّهِ، والمَوْتُ ناقِعُ
لَنَا القَدَمُ الأولى إليكَ، وَخَلْفُنا،
لأوّلِنَا، في طَاعَة ِ اللَّهِ تَابِعُ
ونعلمُ أنّ الملكَ للهِ وحدهُ،
وَإنّ قَضَاءَ اللَّهِ لا بُدّ وَاقِعُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
رقم القصيدة : 12929
-----------------------------------
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ،
واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِ
وأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَة ً،
تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِ
كأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ
في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِ
هَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي،
أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعي
هل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ
مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِ
اللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ،
وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعي
أسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ
وَسْطَ العَشِيرَة ِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِ
ولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ،
ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِ
وقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني
منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِ
تَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ،
نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِ
إذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا(7/61)
مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِ
وقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً
بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِ
تَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغة ٌ،
فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِ
في فِتْيَة ٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ
نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
رقم القصيدة : 12930
-----------------------------------
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُ
عفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ
من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُ
فلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ
رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُ
فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها
نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُ
وقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ
سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُ
وقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ،
وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُ
وحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا،
وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُ
أمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ،
لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُ
وفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم،
ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُ
بأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ،
فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُ
كما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً،
وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُ
وَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجة ِ، مُسنَداً،
أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُ
بكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ
على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُ
أُولئكَ قوْمي سادَة ٌ من فُرُوعِهِمْ،
ومنْ كلّ قومٍ سادة ٌ وفروعُ
بهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا،
وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌ
فإنْ تذكروا قتلى ، وحمزة ُ فيهمُ
قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُ
فإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا،
وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُ(7/62)
وقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ
حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها،
أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها،
رقم القصيدة : 12931
-----------------------------------
أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها،
واقعدْ كأنكَ غافلٌ لا تسمعُ
ودعِ السؤالَ عن الأمورِ وبحثها،
فَلَرُبّ حافِرِ حُفرَة ٍ هُوَ يُصْرَعُ
والزمْ مجالسة َ الكرامِ وفعلهمْ،
وإذا اتّبَعْتَ فأبْصِرَنْ مَنْ تَتَبَعُ
لا تتبعنّ غواية ً لصبابة ٍ،
إنّ الغواية َ كلَّ شرٍّ تجمعُ
والقومُ إنْ نزروا فزدْ في نزرهمْ،
لا تقعدنّ خلالهمْ تتسمعُ
والشربَ لا تدمنْ، وخذْ معروفهُ،
تصبحُ صحيحَ الرأسِ لا تتصدعُ
واكْدَحْ بنفسِكَ لا تُكلِّفْ غَيْرَها،
فبدينها تجزى ، وعنها تدفعُ
والموتُ أعدادُ النفوسِ، ولا أرى
منهُ لذي هربٍ نجاة ً تنفعُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> زبانية ٌ حولَ أبياتهمْ،
زبانية ٌ حولَ أبياتهمْ،
رقم القصيدة : 12932
-----------------------------------
زبانية ٌ حولَ أبياتهمْ،
وَخُورٌ لدى الحرْبِ في المعمعَهْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم،
سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم،
رقم القصيدة : 12933
-----------------------------------
سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم،
ما كانَ أنباءُ بني واسعِ؟
إذْ تركوهُ، وهوَ يدعوهمُ،
بالنسبِ الأقصى ، وبالجامعِ
والليثُ يعلوهُ بأنيابهِ،
مُنْعَفِراً وَسْطَ دَمٍ نَاقِعِ
لا يرفعِ الرحمنُ مصروعهمْ،
وَلا يُوَهِّنْ قُوّة َ الصّارِعِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي،
نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي،
رقم القصيدة : 12934
-----------------------------------
نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي،
إذا لمْ يَجِدْ عانٍ لَهُ مَنْ يُوَارَعُهْ(7/63)
وارثَ عليهِ الوافدونَ، فما ترى
على النأيِ منهمْ ذا حفاظٍ يطالعهْ
وَسُدَّ عَلَيْهِ كُلُّ أمْرٍ يُرِيدُهُ،
وَزِيدَ وِثاقاً، فأقْفَعَلّتْ أصَابِعُهْ
إذا ذكرَ الحيَّ المقيمَ حلولهمْ،
وأبْصرَ ما يَلْقَى استهلّتْ مَدامعُهْ
ألسنا ننصُّ العيسَ فيهِ على الوجى ،
إذا نَامَ مَوْلاهُ، وَلذّتْ مَضَاجِعُهْ
ولا نَنْتَهي حَتّى نَفْكّ كُبولَهُ
بأمْوَالِنا، والخيْرُ يُحمَدُ صَانِعُهْ
وَأنشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أهلِه،
إذا ما شتاءُ المحلِ هبتْ زعازعهْ
إذا ما وَليدُ الحيّ لمْ يُسْقَ شَرْبَة ً،
وَضَنّ عَليْهِ بالصَّبُوحِ مَرَاضِعُهْ
وراحتْ جلادُ الشول حدباً ظهورها
إلى مَسْرَحٍ بالجَوّ جَدْبٍ مَرَاتِعُهْ
ألسنا نكبُّ الكومَ، وسطَ رحالنا،
ونَسْتَصْلِحُ المَوْلى ، إذا قلّ رَافِعُهْ
فإنْ نابهُ أمرٌ وقتهُ نفوسنا،
وما نالنا منْ صالحٍ، فهوَ واسعهْ
وأنشُدُكمْ، والبغيُ مُهلِكُ أهْلهِ،
إذا الكبشُ لم يوجدْ لهُ من يُقارِعُهْ
ألسنا نوازيهِ بجمعٍ كأنهُ
أتِيٌّ أبَدَّتْهُ بِلَيْلٍ دَوَافِعُهْ
فَنَكْثُرُكُمْ فِيهِ، ونَصْلى بحرّهِ،
ونمشي إلى أبطالهِ، فنماصعهْ
وأنْشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهلِكُ أهلهِ،
إذا الخصْمُ لم يوجَدْ لهُ مَنْ يُدافعُهْ
ألسنا نصاديهِ، ونعدلُ ميلهُ،
ولا نَنْتَهي أوْ يخلُصَ الحقُّ ناصِعُهْ
فَلا تَكْفُرُونَا مَا فَعَلْنَا إلَيْكُمْ،
وَأثْنُوا بهِ، والكُفرُ بُورٌ بَضَائعُهْ
كما لَوْ فَعَلْتُمْ مثلَ ذاكَ إليهِمِ،
لأثْنَوْا بِهِ، ما يأثُرُ القوْلَ سامعُهْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فلا واللهِ، ما تدري معيصٌ،
فلا واللهِ، ما تدري معيصٌ،
رقم القصيدة : 12935
-----------------------------------
فلا واللهِ، ما تدري معيصٌ،
أسهلٌ بطنُ مكة َ أمْ يفاعُ
وكلُّ محاربٍ، وبني نزارٍ،
تبينَ في مشافرهِ الرضاعُ
وما جمحٌ ولوْ ذكرتْ بشيء،
ولا تَيْمٌ، فَذلكُمُ الرَّعاعُ
لأنّ اللُّؤمَ فيهِمْ مُستَبِينٌ،(7/64)
إذا كان الوقائعُ، والمِصَاعُ
ومخزومٌ همُ وعديُّ كعبٍ،
لئامُ النّاس، ليس لهم دِفاعُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقَدْ أتى عن بَني الجَرْباء قولُهُمُ،
لقَدْ أتى عن بَني الجَرْباء قولُهُمُ،
رقم القصيدة : 12936
-----------------------------------
لقَدْ أتى عن بَني الجَرْباء قولُهُمُ،
ودونهمْ قفُّ جمدانٍ، فموضوعُ
قدْ علِمَتْ أسْلَمُ الأنْذَالُ أنّ لهَا
جاراً سيقتلهُ في دارهِ الجوعُ
وَأنْ سيمْنَعُهُمْ ممّا نَوَوْا حسَبٌ،
لَنْ يبلُغَ المجدَ والعَلياءَ مقْطُوعُ
قد رَغِبُوا، زعمواً، عني بأُخْتِهِمِ،
وفي الذرى نسبي، والمجدُ مرفوعُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> قدْ حانَ قولُ قصيدة ٍ مشهورة ٍ،
قدْ حانَ قولُ قصيدة ٍ مشهورة ٍ،
رقم القصيدة : 12937
-----------------------------------
قدْ حانَ قولُ قصيدة ٍ مشهورة ٍ،
شَنْعَاءَ أُرْصِدُها لِقوْمٍ رُضَّعِ
يغلي بها صدري وأحسنُ حوكها،
وإخالها ستقالُ إنْ لمْ تقطعِ
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بالعَلاء، وأنتمُ
تمشُونَ مَشْيَ المومساتِ الخُرَّعِ
فدعوا الخاجؤَ، وامنعوا أستاهكم،
وامشوا بمدرجة ِ الطريقِ المهيعِ
أنتمْ بقية ُ قومِ لوطٍ، فاعلموا،
وإلى خِنَاثُكُمُ يُشارُ بإصْبَعِ
وإذا قُرَيشٌ حُصّلتْ أنسابُها،
فبآلِ شجعٍ فافخروا في المجمعِ
خُرْقٌ مَعَازِيلٌ إذا جَدّ الوَغَى ،
بُطُنٌ إذا ما جارُهُمْ لم يَشبَعِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بني القينِ هلا إذْ فخرتمْ بربعكمْ
بني القينِ هلا إذْ فخرتمْ بربعكمْ
رقم القصيدة : 12938
-----------------------------------
بني القينِ هلا إذْ فخرتمْ بربعكمْ
فَخَرْتُمْ بكِيرٍ عندَ بابِ ابنِ جُندُعِ
بناهُ أبوكمْ، قبلَ بنيانِ دارهِ،
بحَرْسٍ، فأخفُوا ذِكرَ قَينٍ مُدَفَّعِ
وألقُوا رَمادَ الكِيرِ يُعرَفُ وسطَكمْ
لدى مجلسٍ منكمْ، لئيمٍ ومفجعِ(7/65)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وما سارقُ الدرعينِ، إن كنتَ ذاكراً،
وما سارقُ الدرعينِ، إن كنتَ ذاكراً،
رقم القصيدة : 12939
-----------------------------------
وما سارقُ الدرعينِ، إن كنتَ ذاكراً،
بذي كرمٍ منَ الرجالِ اوادعهْ
فقدْ أنزلتهُ بنتُ سعدٍ، فأصبحتْ
ينازعها جلدَ استها، وتنازعهء
فهلا أسيداً جئتَ جاركَ راغباً
إليهِ، ولمْ تعمدْ لهُ، فترافعهْ
ظنَنتمْ بأنْ يخفى الذي قد صنَعتُمُ،
وفينا نبيٌّ عندهُ الوحيُ واضعهْ
فلوْلا رِجالٌ منكُمُ أنْ يَسُوءَهُمْ
هِجائي، لقدْ حلّتْ عليكم طوَالِعُه
فإن تذكروا كعباً إذا ما نسيتمُ،
فهلْ من أديمٍ ليسَ فيهِ أكارِعُهْ
هُمُ الرّأسُ، والأذنابُ في النّاس أنتمُ،
فلمْ تكُ إلا في الرؤوسِ مسامعهْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> للَّهِ دَرُّ عِصَابَة ٍ لاقَيْتَهُمْ،
للَّهِ دَرُّ عِصَابَة ٍ لاقَيْتَهُمْ،
رقم القصيدة : 12940
-----------------------------------
للَّهِ دَرُّ عِصَابَة ٍ لاقَيْتَهُمْ،
يا ابنَ الحُقَيقِ، وأنتَ يا ابنَ الأشرَفِ
يسرونَ بالبيضِ الرقاقِ إليكمُ،
مرحاً، كأسدٍ في عرينٍ مغرفِ
حتى أتوكمْ في محلّ بلادكمْ،
فَسَقُوكُمُ حَتْفاً ببِيضٍ قَرْقَفِ
مُسْتَبْصِرين لِنَصْر دين نَبِيِّهِمْ،
مُسْتَصْغِرينَ لِكُلّ أمرٍ مُجْحِفِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنِ الدارُ، والرسومُ العوافي،
لمنِ الدارُ، والرسومُ العوافي،
رقم القصيدة : 12941
-----------------------------------
لمنِ الدارُ، والرسومُ العوافي،
بَيْنَ سَلْعٍ وأبْرَقِ العَزّافِ
دارُ خَوْدٍ تَشْفي الضّجيعَ بعذبِ الـ
ـطعْمِ مُزٍّ وَباردٍ كالسُّلافِ
ما تَرَاهَا عَلى التّعطُّلِ والبِذْ
لَة ِ إلاّ كَدُرّة ِ الأصْدافِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقد جُدّعتْ آذانُ كعْبٍ وعامرٍ
لقد جُدّعتْ آذانُ كعْبٍ وعامرٍ
رقم القصيدة : 12942
-----------------------------------(7/66)
لقد جُدّعتْ آذانُ كعْبٍ وعامرٍ
بقتلِ ابن كعبٍ ثمّ حزتْ أنوفها
فَوَلّتْ نَطِيحاً كبْشُها وَجُموعُها
ثباتٍ عزينَ ما تلامُ صفوفها
وحازَ ابنُ عبدٍ، إذ هوى في رماحنا،
كَذَاكَ المَنَايَا حَيْنُها وحُتُوفُها
أصيبتْ بهِ فهرٌ، فلا انجبرتْ لها
مَصَائِبُ، بَادٍ حَرُّهَا وَشَفِيفُها
وأخرى ببدرٍ خابَ فيها رجاؤهمْ،
فلمْ تغنِ عنها نبلها وسيوفها
وأُخْرَى وَشيكاً ليْسَ فيها تَحوُّلٌ،
يصمُّ المنادي جرسها وحفيفها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً
لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً
رقم القصيدة : 12943
-----------------------------------
لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً لَوَ أنّ اللّؤمَ يُنسَبُ كان عَبْداً
قَبِيحَ الوَجْهِ أعْوَرَ مِنْ ثَقِيفِ
تركتَ الدينَ والإيمانَ جهلاً،
غداة َ لقيتَ صاحبة َ النصيفِ
وَرَاجَعْتَ الصِّبَا، وذكرْتَ لهْواً
من الأحشاءِ، والخصْرِ اللطيفِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أظَنّتْ بَنو بَكْرٍ كِتَابَ محَمّدٍ
أظَنّتْ بَنو بَكْرٍ كِتَابَ محَمّدٍ
رقم القصيدة : 12944
-----------------------------------
أظَنّتْ بَنو بَكْرٍ كِتَابَ محَمّدٍ
كإرْمائِها منْ أوْفَضٍ وَرَصافِ
لأنْتُمْ بحَمْلِ المُخْزِيَاتِ وجمعِها
أحقُّ منَ ان تستجمعوا لعفافِ
فقالوا على خَطّ النبيّ، فأصْبحوا
أثامَى بِنَعْليْ بِغْضَة ٍ وَقِرَافِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
رقم القصيدة : 12945
-----------------------------------
يا مالِ والسّيّدُ المُعَمَّمُ قَدْ
يبطرهُ بعضُ رأيهِ السرفِ
نحنُ بما عندنا وأنتَ بما
عِنْدَكَ راضٍ، والرَّأيُ مختلِفُ
يا مالِ والحقُّ إنْ قَنِعْتَ بهِ
فالحقُّ فيهِ لأمْرِنا نَصَفُ(7/67)
خالفتَ في الرأيِ كلَّ ذي فجرٍ،
إنّ بجيراً مولى لقومكمُ،
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
رقم القصيدة : 12946
-----------------------------------
أبلغْ بني جحجبى وقومهمُ
خطمة َ أنا وراءهمْ أنفُ
وأنَّنَا دونَ ما يَسُومُهُمُ
أعدَاءُ من ضَيْمِ خُطَّة ٍ نُكُفُ
نفلي بحدّ الصفيحِ هامهمُ،
وفلينا هامهمْ بها جنفُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
رقم القصيدة : 12947
-----------------------------------
ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ،
مِن ذكْرِ خَوْدٍ شَطّتْ بها قَذَفُ
بَانَتْ بها غَرْبَة ٌ تَؤمُّ بهَا
أرْضاً سِوَانَا والشَّكْلُ مُختلِفُ
ما كنتُ أدري بوَشْكِ بينِهِمُ،
حتى رأيتُ الحدوجَ قد عزفوا
فغادروني، والنفسُ غالبها
ما شَفَّها، والهمومُ تَعتكِفُ
دعْ ذا وعدِّ القريضَ في نفرٍ
يدعونَ مجدي، ومدحتي شرفُ
إنْ تَدْعُ قوْمي للمجْدِ تُلفِهِمُ
أهلَ فعالٍ يبدو إذا وصفوا
بلغْ عني النبيتَ قافية ً،
تُذِلُّهُمْ إنّهُمْ لَنا حَلفُوا
باللَّهِ جَهْداً لَنَقْتُلَنّكُمُ،
قتلاً عنيفاً، والخيلُ تنكشفُ
أوْ نَدعُ في الأوْسِ دَعوَة ً هَرَباً،
وقد بدا في الكتيبة ِ النصفُ
كنتمْ عبيداً لنا نخولكمْ
منْ جاءنا، والعبيدُ تضطعفُ
كيْفَ تَعَاطَوْن مَجْدَنا سَفَهاً،
وأنتُمُ دِعْوَة ٌ لها وَكَفُ
شانكمُ جدكمْ، وأكرمنا
جدٌّ لنا في الفعالِ ينتصفُ
نجْعَلُ مَن كان المجدُ مَحتِدَه،
كأعْبُدِ الأوْسِ كلّما وُصِفُوا
هَلاّ غَضِبْتُمْ لأعْبُدٍ قُتِلُوا
يوْمَ بُعاثٍ، أظلَّهُمْ ظَلَفُ
نقتلهمْ، والسيوفُ تأخذهمْ،
أخذاً عنيفاً، وانتمُ كشفُ
وكمْ قتلنا من رائسٍ لكمُ،
في فيلقٍ يجتدي لهُ التلفُ
ومنْ لئيمٍ عبدٍ يحالفكمْ،
ليستْ لهُ دعوة ٌ، ولا شرفُ
إنّ سميراً عبدٌ طغى سفهاً،
ساعدهُ أعبدٌ لهمْ نطفُ(7/68)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ ترَنا أوْلادَ عَمْرو بنِ عامرٍ،
ألمْ ترَنا أوْلادَ عَمْرو بنِ عامرٍ،
رقم القصيدة : 12948
-----------------------------------
ألمْ ترَنا أوْلادَ عَمْرو بنِ عامرٍ،
لَنا شرَفٌ يَعْلو على كلّ مُرْتقي
رَسَا في قرارِ الأرْضِ ثمّ سمتْ لهُ
فُرُوعٌ تُسامي كلَّ نَجْمٍ مُحلِّقِ
مُلوكٌ وأبنَاءُ الملوكِ، كأنّنَا
سَوَاري نجُومٍ طالِعاتٍ بمَشرِقِ
إذا غابَ منها كوكبٌ لاحَ بعدهُ
شِهابٌ متى ما يبدُ للأرْض تُشْرِقِ
لِكُلّ نجِيبٍ مُنْجِبٍ زَخَرَتْ بِهِ
مهذبة ٌ أعراقها لمْ ترهقِ
كجفنة َ والقمقامِ عمرو بنِ عامرٍ،
وأولادِ ماءِ المزن وابنيْ محرقِ
وحارثة َ الغطريفِ، أوْ كابنِ منذرٍ،
ومثلِ أبي قابوسَ ربّ الخورنقِ
أولئكَ لا الأوغادُ في كلّ مأقطٍ،
يردونَ شأوَ العارضِ المتألقِ
بطعنٍ كإبزاغِ المخاضِ رشاشهُ،
وضرْبٍ يُزيلُ الهامَ من كلّ مفرِقِ
أتانا رسولُ اللهِ، لما تجهمتْ
لهُ الأرْضُ، يرْميهِ بها كلُّ مُوفِقِ
تطردهُ أفناءُ قيسٍ وخندفٍ،
كتائبُ إن لا تغدُ للروعِ تطرقِ
فكنا لهُ من سائرِ الناسِ معقلاً
أشَمَّ، مَنيعاً ذا شماريخَ شُهَّقِ
مكللة ٍ بالمشرفيّ وبالقنا،
بها كلُّ أظمى ذي غرارين، أزرقِ
تَذُودُ بها عن أرْضِها خزْرَجيّة ٌ،
كأُسْدِ كَراءٍ، أوْ كجِنّة ِ نَمْنَقِ
تؤازرها أوسية ٌ مالكية ٌ،
رقاقُ السيوفِ، كالعقائقِ، ذلقِ
نَفى الذّمَّ عنّا كلَّ يوْمِ كريهة ٍ،
طِعانٌ كتضْريم الأباءِ المُحرَّقِ
وإكرامُنا أضْيافَنا، ووفاؤنا
بما كانَ منْ إلٍّ علينا ومَوْثِقِ
فنحنُ وُلاة ُ الناس في كلّ موْطنٍ،
متى ما نقلْ في الناسِ قولاً نصدقِ
توفقُ في أحكامنا حكماؤنا،
إذا غَيْرُهُمْ، في مثلِها، لم يوَفَّقِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها،
ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها،
رقم القصيدة : 12949
-----------------------------------(7/69)
ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها،
سَحَّا على الصّدْرِ، مثلَ اللؤلؤ الفَلِقِ
على خبيبٍ، وفي الرحمنِ مصرعهُ،
لا فشلٍ حينَ تلقاهُ ولا نزقِ
فاذهبْ خبيبُ، جزاكَ اللهُ طيبة ً،
وجنة َ الخلدِ عندَ الحورِ في الرفقِ
ماذا تقولونَ، إنْ قالَ النبيُّ لكمْ،
حينَ الملائكة ُ الأبرارُ في الأفقِ
فِيما قَتَلْتُمْ شَهِيدَ اللَّهِ في رَجُلٍ
طاغٍ قد أوْعَثَ في البلدان والطّرُقِ
أبا إهابٍ فبينْ لي حديثكمُ:
أينَ الغزالُ محلى الدرّ والورقِ
لا تذكرنّ، إذا ما كنتَ مفتخراً،
أبا كُثَيْبَة َ! قد أسْرَفتَ في الحُمُقِ
ولا عزيزاً، فإنّ الغدرَ منقصة ٌ،
إنّ عَزيزاً دَقِيقُ النّفْسِ والخُلُقِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ، إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ،
إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ، إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ،
رقم القصيدة : 12950
-----------------------------------
إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ، إذا اللَّهُ حَيّا مَعْشَراً بِفَعالِهِمْ،
وَنَصْرِهِمِ الرّحمنَ رَبَّ المشارِقِ
فأخزاكَ ربي، يا عتيبَ بن مالكٍ،
ولقاكَ قبلَ الموتِ إحدى الصواعقِ
بَسَطْتَ يَميناً للنّبِيّ بِرَمْيَة ٍ،
فأميتَ فاهُ، قطعتْ بالبوارقِ
فَهَلاّ خَشِيتَ اللَّهَ والمُنزِلَ الذي
تَصِيرُ إلَيْهِ بعدَ إحْدى الصَّفائقِ
لَقدْ كان خِزْياً في الحياة ِ لقوْمهِ،
وفي البَعْثِ، بعد الموْتِ، إحدى العوالِقِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وإنما الشِّعْرُ لُبُّ المرْء يَعرِضُهُ
وإنما الشِّعْرُ لُبُّ المرْء يَعرِضُهُ
رقم القصيدة : 12951
-----------------------------------
وإنما الشِّعْرُ لُبُّ المرْء يَعرِضُهُ
على المجالس إن كَيساً وإن حُمُقا
وإنّ أشعرَ بيتٍ أنتَ قائلهُ
بَيْتٌ يُقالُ، إذا أنشدتَهُ، صَدَقا(7/70)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أقمنا على الرسّ النزيعِ ليالياً،
أقمنا على الرسّ النزيعِ ليالياً،
رقم القصيدة : 12952
-----------------------------------
أقمنا على الرسّ النزيعِ ليالياً،
بأرعنَ جرارٍ عريضِ المباركِ
بكلّ كميتٍ، جوزُهُ نِصْفُ خلْقهِ،
وَقُبٍّ طِوَالٍ، مُشْرِفاتِ الحوَارِكِ
تَرَى العَرْفَجَ العاميَّ تَذْري أُصُولَهُ
مَنَاسِمُ أخْفَافِ المَطّي الرّواتِكِ
إذا ارتحلوا من منزلٍ خلتَ أنهُ
مُدَمَّنُ أهْلِ الموْسِمِ المُتعارِكِ
نَسِيرُ، فلا تَنجو اليَعافيرُ وَسْطَنا،
ولَوْ وَألَتْ مِنّا بِشَدٍّ مُوَاشِكِ
ذروا فلجاتِ الشأمِ، قد حال دونها
ضرابٌ كأفواهِ المخاضِ الاواركِ
بأيْدي رِجالٍ هاجَرُوا نحوَ رَبّهمْ
وأنْصَارِهِ حقَّاً وأيْدي المَلائِكِ
إذا سلكت للغور من رَملِ عالجٍ،
فقولا لها: ليسَ الطريقُ هُنالِكِ
فإنْ نلقَ في تطوافنا والتماسنا
فراتَ بنَ حيانَ يكنْ وهنَ هالكِ
وإنْ نَلْقَ قَيْسَ بنَ امرِىء القيسِ بعدَه
نَزِدْ في سَوَادِ وجهِهِ لَوْنَ حالكِ
فأبْلِغْ أبا سُفْيانَ عنّي رِسَالَة ً،
فإنكَ منْ شرِّ الرجالِ الصعالكِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فإنْ تكُ عنّا، معَشرَ الأَسْدِ، سائلاً،
فإنْ تكُ عنّا، معَشرَ الأَسْدِ، سائلاً،
رقم القصيدة : 12953
-----------------------------------
فإنْ تكُ عنّا، معَشرَ الأَسْدِ، سائلاً،
فنحنُ بنو الغوثِ بنِ زيدِ بنِ مالكِ
لِزَيْدِ بْنِ كَهْلانَ الذي نَالَ عِزُّهُ
قَديماً درَارِيَّ النّجوم الشّوابِكِ
إذا القَوْمُ عَدّوا مجْدَهُمْ وَفَعالَهُمْ
وَأيّامَهُمْ، عِندَ الْتقاءِ المَنَاسِكِ
وَجَدْتَ لَنَا فَضْلاً يُقِرُّ لنَا بِهِ،
إذا ما فخرنا، كلُّ باقٍ وهالكِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> فَفِداً أُمّي لِعَوْفٍ كلِّها،
فَفِداً أُمّي لِعَوْفٍ كلِّها،
رقم القصيدة : 12954
-----------------------------------(7/71)
فَفِداً أُمّي لِعَوْفٍ كلِّها،
وبَني الأبْيضِ في يوْم الدَّرَكْ
مَنَعوا ضَيمي بضرْبٍ صائبٍ،
تحتَ أطرافِ السرابيلِ هتكْ
وبَنَانٍ نَادِرٍ أطْرَافُها،
وعَرَاقِيبَ تَفَسّا كالفِلَكْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا مَنْ مُبلِغٌ حسّانَ عَني
ألا مَنْ مُبلِغٌ حسّانَ عَني
رقم القصيدة : 12955
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبلِغٌ حسّانَ عَني
خلفْتُ أبي ولم تخلُفْ أباكا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لأنّ أبي خِلافَتُهُ شدِيدٌ،
لأنّ أبي خِلافَتُهُ شدِيدٌ،
رقم القصيدة : 12956
-----------------------------------
لأنّ أبي خِلافَتُهُ شدِيدٌ،
وإنّ أباكَ مثلُكَ ما عَداك
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ٍ،
إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ٍ،
رقم القصيدة : 12957
-----------------------------------
إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ٍ،
فاذكرْ أخاكَ أبا بكرٍ بما فعلا
التاليَ الثانيَ المحمودَ مشهدهُ،
وأولَ الناسِ طراً صدقَ الرسلا
والثانيَ اثنينِ في الغارِ المنيفِ، وقدْ
طافَ العَدُوُّ بهِ إذْ صَعَّدَ الجَبَلا
وكان حبَّ رسولِ اللهِ قد علموا،
من البَرِيّة ِ لمْ يعدِلْ بهِ رَجُلا
خَيْرُ البَرِيّة ِ أبْقاها وأرْأفُها،
بَعْدَ النبيّ، وأوْفاها بما حَمَلا
عاش حَمِيداً، لأمرِ اللَّهِ مُتَّبعاً،
بهَديِ صاحبِه الماضي، وما انْتَقلا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ
يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ
رقم القصيدة : 12958
-----------------------------------
يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ
إنما تنطقُ شيئاً قد فعلْ
إنّ للخَيرِ وللشّرّ مَدى ً،
وكلا ذلكَ وجهٌ وقبلْ
والعطياتُ خساسٌ بينهم،
وسواءٌ قبرُ مثرٍ ومقلّ
كلّ عيشٍ ونعيمٍ زائلٌ،
وبَنَاتُ الدّهْرِ يلعبْنَ بكُلّ
أبلغا حسانَ عني آية ً،
فقريضُ الشعرِ يشفي ذا الغللْ(7/72)
كم ترَى بالجَرِّ من جُمجمة ٍ،
وأكُفٍّ قدْ أُتِرَت وَرِجِلْ
وسرابيلَ حسانْ سريتْ
عن كماة ٍ أهلكوا في المنتزلْ
كمْ قتَلنا من كريمٍ سيّدٍ،
ماجدِ الجدّين مقدامٍ بطلْ
صادقِ النَّجدة ِ، قَرْمٍ بارعٍ،
غيرِ ملتاثٍ لدى وقع الأسلْ
ليْتَ أشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا
جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ
فاسألِ المهراسَ من ساكنهُ،
بعدَ أقحافٍ وهامٍ كالحجلْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها، ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها، ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
رقم القصيدة : 12959
-----------------------------------
نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها، ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَي وَقعة ٌ،
كانَ منا الفضلُ فيها لوْ عدلْ
ولقدْ نلتمْ ونلنا منكمُ،
وكَذَاكَ الحَرْبُ أحْياناً دُوَلْ
إذ شَدَدْنا شَدّة ً صادقَة ً،
فأجأناكمْ إلى سفحِ الجبلْ
إذْ تولونَ على أعقابكمْ
هَرَباً في الشِّعبِ، أشْباهَ الرَّسَلْ
نَضَعُ الخطّيَّ في أكْتافِكُمْ،
حيثُ نهوى عللاً بعدَ نهلْ
فَسَدَحْنا في مَقامٍ وَاحِدٍ،
منكمُ سبعينَ، غيرَ المنتحلْ
وأسرنا منكمُ أعدادهمْ،
فانصرَفْتُمْ مثلَ إفلاتِ الحجَلْ
تخرجُ الأضياحُ منْ أستاهكمْ
كسلاحِ النيبِ يأكلنَ العصلْ
لمْ يفوتونا بشيءٍ ساعة ً،
غيرَ أنْ ولوا بجهلٍ، وفشلْ
ضاقَ عنا الشعبُ، إذ نجزعهُ،
وَمَلأنَا الفُرْطَ منهُمْ والرِّجَلْ
بِرِجَالٍ لَسْتُمُ أمْثَالَهُمْ،
أيدوا جبريلَ نصراً، فنزلْ
وَعَلَوْنَا يَوْمَ بَدْرٍ بالتُّقَى ،
طاعَة َ اللَّهِ، وتصْديقَ الرُّسُلْ
بخناظيلَ كجنانِ الملا،
مَنْ يُلاقوهُ من النّاسِ يُهَلْ
وترَكْنا في قُرَيشٍ عَوْرَة ً،
يَوْمَ بَدْرٍ، وأحاديثَ مَثَلْ
وترَكْنا من قُرَيشٍ جمعَهُمْ،
مثلَ ما جمعَ في الخصبِ الهملْ
فقتلنا كلَّ رأسٍ منهمُ،
وقَتَلْنا كلَّ جَحْجاحٍ رَفِلْ
كم قتلنا من كريم سيد(7/73)
ماجدِ الجدينِ مقدامٍ بطلْ
وشريفٍ لشريفٍ ماجدٍ
لا نباليهِ لدى وقعِ الأسلْ
نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها،
نحن في البأسِ إذا البأسُ نَزَلْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> رقاقُ النعالِ طيبٌ حجزاتهمْ،
رقاقُ النعالِ طيبٌ حجزاتهمْ،
رقم القصيدة : 12960
-----------------------------------
رقاقُ النعالِ طيبٌ حجزاتهمْ،
تحييهمْ بيضُ الولائدِ بينهمْ،
وأكْسيَة ُ الاضريجِ فوقَ المشاجِبِ
يَصونونَ أجساداً، قديماً نَعيمُها،
بخالصة ِ الأردانِ، خضرِ المناكبِ
ولا يحسبونَ الخيرَ لا شرَّ بعدهُ،
ولا يحسبونَ الشرَّ ضربة َ لازبِ
حَبَوْتُ بها غسّانَ إذْ كنتُ لاحِقاً
بقَوْمي، وإذ أعيَتْ عليّ مذاهبي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
رقم القصيدة : 12961
-----------------------------------
أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ
فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ،
فَدِيَارِ سلْمى ، دُرَّساً لم تُحلَلِ
دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ،
والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ
دار لقوم قد أراهم مرة
فوقَ الأعزة ِ عزهمْ لمْ ينقلِ
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ،
يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ
يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها،
مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ
الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ،
ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ
والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ،
والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ
أوْلادُ جَفْنَة َ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ،
قبْرِ ابْنِ مارِيَة َ الكريمِ، المُفضِلِ
يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ،
لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ
يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ
بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ
يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ
تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ(7/74)
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ،
شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ
فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ،
ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ
إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ
شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ
ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني
في قَصْرِ دومَة َ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ
ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها،
ضهباءَ، صافية ً، كطعمِ الفلفلِ
يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ،
فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ
إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها
قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ
كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني
بِزُجاجَة ٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ
بِزُجاجَة ٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها،
رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ
نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي
تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي
وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَة ُ أمْرَها،
ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي
ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادة ً،
ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ
ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ
فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل
وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا،
ومتى نحكمْ في البرية ِ نعدلِ
وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ
من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ
باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها،
بِزُجاجَة ٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ،
أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ،
رقم القصيدة : 12962
-----------------------------------
أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ،
نعم قد عفاها كلُّ أسحَمَ هاطِلِ
وجرّتْ عليها الرّامساتُ ذُيولَها،
فلم يبقَ منها غيرُ أشعثَ ماثلِ
دِيَارُ الّتي رَاقَ الفؤادَ دلالُها،
وعزّ علينا أن تجودَ بنائلِ
لها عَينُ كحْلاءِ المدامع مُطْفِلٍ،
تُرَاعي نَعاماً يرْتعي بالخمائلِ
ديارُ التي كادَتْ، ونحنُ على مِنًى ،
تَحُلُّ بنا لوْلا نجاءُ الرّواحلِ(7/75)
ألا أيّها السّاعي ليُدرِكَ مجْدَنَا،
نأتكَ العُلى ، فارْبعْ عليك، فسائلِ
فهل يستوي ماءانِ أخضرُ زاخرٌ،
وحِسْيٌ ظَنونٌ، ماؤه غيرُ فاضِلِ
فمن يعدلُ الأذنابَ ويحكَ بالذرى ،
قدِ اختَلَفَا بِرٌّ يَحُقُّ بباطِلِ
تناوَلْ سُهيْلاً في السماءِ، فهاتِهِ،
ستدركنا إنْ نلتهُ بالأناملِ
ألَسْنَا بِحلاّليَن أرْضَ عَدُوّنَا،
تأرَّ قلِيلاً، سلْ بنا في القبائلِ
تجِدنا سبَقنا بالفَعال وبالنّدى ،
وأمرِ العوالي في الخطوبِ الأوائلِ
ونحن سبقنا الناسَ مجْداً وسودَداً
تليداً، وذكراً نامياً غيرَ خاملِ
لنا جبلٌ يعلو الجبالَ مشرفٌ،
فنحنُ بأعلى فرعهِ المتطاولِ
مساميحُ بالمعرُوفِ، وَسطَ رِحالِنا،
وشُبّانُنا بالفُحشِ أبخَلُ باخِلِ
وَمَنْ خَيْرُ حَيٍّ تعلمون لسائلٍ
عفافاً، وعانٍ موثَقٍ بالسلاسلِ
وَمَنْ خَيرُ حيٍّ تعلَمونَ لجارِهمْ،
إذا اختارَهمْ في الأمنِ أوْ في الزّلازِلِ
وفينا إذا ما شبتِ الحربُ سادة ً
كهولٌ وفتيانٌ طوالُ الحمائلِ
نَصَرْنا، وآوَينا النبيَّ، وَصَدّقتْ
أوَائِلُنا بالحَقّ، أوّلَ قائِلِ
وكُنّا مَتَى يَغْزُ النبيُّ قبيلَة ً،
نصلْ حافتيهِ بالقنا والقنابلِ
ويومَ قريشٍ إذْ أتونا بجمعهمْ،
وطئنا العدوَّ وطأة َ المتثاقلِ
وفي أُحْدٍ يوْمٌ لهمْ كان مخزياً،
نطاعنهمْ بالسمهريّ الذوابلِ
وَيَوْمَ ثَقيفٍ، إذْ أتيْنا ديارَهمْ،
كتائبَ نمشي حولها بالمناصلِ
ففَرّوا وَشدّ اللَّهُ رُكْنَ نَبيّهِ،
بكلّ فتى حامي الحقيقة باسلِ
ففرّوا إلى حصْنِ القُصُورِ وغلّقوا،
وكائنْ ترى من مشفقٍ غيرِ وائلِ
وَأعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وتابعوا،
فأوْلى لكم أوْلى ، حُداة ً الزّواملِ
وإني لسهلٌ للصديقِ، وإنني
لأعْدِلُ رأسَ الأصْعرِ المُتمايِلِ
وأجعلُ مالي دونَ عرضي وقاية ً،
وأحجبهُ كي لا يطيبَ لآكلِ
وأيُّ جديدٍ ليسَ يدركهُ البلى ،
وأيُّ نعيمٍ ليسَ يوماً بزائلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني،(7/76)
ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني،
رقم القصيدة : 12963
-----------------------------------
ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني،
وبعضُ القوْل ليس بذي حَوِيلِ
أما، وأبيكَ، لوْ لبثتَ شيئاً،
لألحَقَكَ الفَوَارِسُ بِالجَلِيلِ
ولكِنْ، قدْ بكَيْتَ، وأنتَ خِلوٌ،
بَعِيدُ الدّارِ من عَوْنِ القَتيلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا حارِ! في سِنَة ٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ،
يا حارِ! في سِنَة ٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ،
رقم القصيدة : 12964
-----------------------------------
يا حارِ! في سِنَة ٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ،
أمْ كنتَ ويحكَ مغتراً بجبريلِ
أم كنتَ، بابنِ زيادٍ، حين نقتلهُ،
بِغِرّة ٍ في فَضَاءِ الأرْضِ مجْهولِ
وقُلتُمُ لنْ نُرَى ، واللَّه مُبصِرُكُم،
وفيكمُ محكمُ الآياتِ والقيلِ
محمدٌ، والعزيزُ اللهُ يخبرهُ
بما تكنُّ سريراتُ الأقاويلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
رقم القصيدة : 12965
-----------------------------------
شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
رَسُولُ الذي فَوْقَ السماوات مِن عَلُ
وَأنّ أبا يَحْيَى ويَحْيَى كِليْهِما
لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ
وأنَّ التي بالجزعِ مِنْ بطْنِ نخْلَة ٍ،
ومَنْ دانَها فِلٌّ منَ الخَيرِ مَعزِلُ
وأنّ الذي عادى اليهودُ ابنَ مريمٍ،
رَسولٌ أتى من عندِ ذي العرْش مُرْسَلُ
وأنّ أخَا الأحْقَافِ، إذ يعْذُلُونَهُ،
يقومُ بدينِ اللهِ فيهمْ، فيعدلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا،
منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا،
رقم القصيدة : 12966
-----------------------------------
منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا،
بمرهفة ٍ كالملحِ مخلصة ِ الصقلِ
ضربناهمْ، حتى استباحتْ سيوفنا
حماهمْ، وراحوا موجعينَ من القتلِ
ورُدّ سَرَاة ُ الأوْس، إذ جاء جمعُهمْ،
بطعنٍ كأفواهِ المخيسة ِ الهدلِ(7/77)
وَذَلّ سُمَيْرٌ عَنْوَة ً جَارَ مالِكٍ
على رغمهِ بعدَ التخمطِ والجهلِ
وَجاءَ ابْنُ عَجْلانٍ بِعلْجٍ مَجدَّعٍ،
فأدْبَرَ مَنقوصَ المُروءَة ِ والعَقْلِ
وصارَ ابنُ عَجْلانٍ نَفيَّاً، كأنّهُ
عَسيفٌ على آثارِ أفْصِلَة ٍ هُمْلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،
رقم القصيدة : 12967
-----------------------------------
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،
وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً،
نبيِّ الهُدى ، والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ،
كرامِ المساعي، مجدها غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها،
وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ،
فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائطٍ
بها الدهرَ بل قولُ امرىء ٍ بيَ ماحلِ
فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي
لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ
لهُ رتبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ،
تقاصرُ عنهُ سورة ُ المتطاولِ
رأيتكِ، وليغفرِ لكِ اللهُ، حرة ً
مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ،
كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ،
رقم القصيدة : 12968
-----------------------------------
كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ،
كما تقادمَ عهدُ المهرقِ البالي
بالمُستوي دونَ نَعْفِ القَفْ من قَطَنٍ
فالدافعاتِ أولاتِ الطلحِ والضالِ
أمْسَتْ بَسابِسَ تَسْتَنُّ الرّياحُ بها،
قدْ أُشْعِلَتْ بحصَاها أيَّ إشْعالِ
ما يقسمِ اللهُ أقبلْ غيرَ مبتئسٍ
منهُ، وأقعدْ كريماً ناعمَ البالِ
ماذا يحاولُ أقوامٌ بفعلهمِ،
إذ لا يزالُ سفيهٌ همهُ حالي
لقَدْ علِمْتُ بأنّي غالِبي خُلُقي
على السماحة ِ، صعلوكاً وذا مالِ
والمَالُ يَغْشَى أُنَاساً لا طَبَاخَ لهُمْ،(7/78)
كالسيلِ يغشى أصولَ الدندنِ البالي
أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ،
لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ
أحتالُ للمالِ، إن أودى فأجمعهُ،
ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بمُحتالِ
والفَقْرُ يُزْري بأقوَامٍ ذَوي حسَبٍ،
ويقتدى بلئامِ الأصلِ أنذالِ
كم من أخي ثِقة ٍ، محْضٍ مضارِبُهُ،
فارَقْتُهُ غيْرَ مقْليٍّ ولا قالي
كالبدرِ كانَ على ثغرٍ يسدُّ بهِ،
فأصْبَحَ الثّغْرُ منهُ فرْجُهُ خَالي
ثمّ تَعَزّيْتُ عنْهُ، غَيْرَ مُختَشِعٍ
على الحوادثِ، في عرفٍ وإجمالِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ،
وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ،
رقم القصيدة : 12969
-----------------------------------
وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ،
فلما أتى الإسلامُ، كان لنا الفضْلُ
وأكْرَمَنا اللَّهُ الذي ليسَ غيرُهُ
إلهٌ، بأيّامٍ مَضَتْ ما لها شَكْلُ
بِنَصْرِ الإلهِ للنَّبيّ ودينِهِ،
وأكرَمَنا باسمٍ مَضَى ما لهُ مِثلُ
أُولئكَ قوْمي خيرُ قوْمٍ بأسرِهمْ،
وليسَ على معروفهمْ أبداً قفلُ
يَرُبّون بالمعرُوفُ معرُوفَ مَن مَضى
فما عدّ من خيرٍ، فقومي له أهلُ
إذا اختُبِطُوا لم يُفحشوا في نديّهم،
وليسَ على سؤالهمْ عندهمُ بخلُ
وحاملهم وافٍ بكلّ حمالة ٍ
تَحَمَّلَ، لا غُرْمٌ عليه، ولا خَذْلُ
وجارهمُ فيهكْ بعلياءَ بيتهُ،
له ما ثَوَى فينا الكرامة ُ والبَذلُ
وقائلهمْ بالحقّ أولُ قائلٍ،
فحكمهمُ عدلٌ، وقولهمُ فصلُ
إذا حارَبوا، أوْ سالموا لم يُشبَّهوا،
فحرْبهمُ خوْفٌ، وسلمهمُ سَهْلُ
ومنا أمينُ المسلمينَ حياتهُ،
ومنْ غسلتهُ من جنابتهِ الرسلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أتعرِفُ الدّارُ، عَفا رسْمُها،
أتعرِفُ الدّارُ، عَفا رسْمُها،
رقم القصيدة : 12970
-----------------------------------
أتعرِفُ الدّارُ، عَفا رسْمُها،
بعدَكَ، صَوْبَ المُسبل الهاطلِ
بينَ السراديحِ، فأدمانة ٍ،
فمدفعِ الروحاء في حائلِ(7/79)
ساءلتُها عن ذاك، فاستعجمتْ،
لم تدرِ ما مرجوعة ُ السائلِ
دعْ عنكَ داراً قد عفا رسمها،
وابكِ على حمزة َ ذي النائلِ
المالىء الشيزى ، إذا أعصفتْ
غبرَاءُ في ذي الشَّبَمِ الماحِلِ
التاركِ القرنِ لدى لبدهِ،
يَعْثُرُ في ذي الخُرُص الذابلِ
واللاّبسِ الخيلَ إذا أحجمَتْ،
كاللّيْثِ في غابتِهِ الباسلِ
أبيضَ في الذروة ِ من هاشمٍ،
لمْ يَمرِ دونَ الحقّ بالباطِلِ
ما لشهيدٍ بينَ أرماحكمْ،
شلتْ يدا وحشيِّ من قاتلِ
إنّ أمْرَأَ غُودِرَ في ألّة ٍ
مَطرُورَة ٍ، مارِنَة ِ العامِلِ
أظْلَمَتِ الأرْضُ لفِقْدَانِهِ،
واسودَّ نورُ القمرِ الناصلِ
صلّى عليكَ اللَّهُ في جنّة ٍ
عاليَة ٍ، مُكرَمَة ِ الدّاخِلِ
كُنّا نرَى حمزَة َ حِرْزاً لنا
مِنْ كلّ أمرٍ نابَنا نازِلِ
وكانَ في الإسلامِ ذا تدرإٍ،
لمْ يكُ بالوَاني، ولا الخاذلِ
لا تفرَحي يا هنْدُ، واستحلِبي
دمعاً، وأذري عبرَة َ الثاكلِ
وابكي على عتبة َ، إذْ قطهُ
بالسَّيْفِ تحتَ الرَّهَجِ الجائلِ
إذْ خَرّ في مَشْيخَة ٍ منكُمُ،
من كلّ عاتٍ قلبهُ، جاهلِ
أرْداهُمُ حمزَة ُ في أُسْرَة ٍ،
يمْشونَ تحتَ الحَلَقِ الذائلِ
غداة َ جبريلُ وزيرٌ لهُ،
نِعْمَ وَزيرُ الفارِس الحامِلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لقدْ لقِيَتْ قُرَيْظة ُ ما عظاها،
لقدْ لقِيَتْ قُرَيْظة ُ ما عظاها،
رقم القصيدة : 12971
-----------------------------------
لقدْ لقِيَتْ قُرَيْظة ُ ما عظاها،
وحلّ بحصنها ذلٌّ ذليلُ
وسعدٌ كان أنذرهمْ نصيحاً
بأنّ إلههُمْ رَبٌّ جلِيلُ
فمل برحوا بنقضِ العهدِ حتى
غزاهم في ديارهمِ الرسولُ
أحاطَ بحصنهمْ منا صفوفٌ،
لهُ من حَرّ وَقعتِها صَليلُ
فصارَ المؤمنونَ بدارِ خلدٍ،
أقامَ لها بها ظلٌّ ظليلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه، نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه،
نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه، نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه،(7/80)
رقم القصيدة : 12972
-----------------------------------
نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه، نَصَرُوا نَبيّهُمُ، وشدّوا أزْرَه،
بحُنَينَ، يوْمَ تَواكُلِ الأبْطَالِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يخافُ أُبَيٌّ جَنانَ العَدُوّ،
يخافُ أُبَيٌّ جَنانَ العَدُوّ،
رقم القصيدة : 12973
-----------------------------------
يخافُ أُبَيٌّ جَنانَ العَدُوّ،
ويعلمُ أني أنا المعقلُ
فلا وأخيكَ الكريمِ الذي
فَخَرْتَ بهِ لا تُرَى تَعتَلُ
فلا تقنعِ العامَ في دارهمْ،
ولا أُسْتَهَدُّ ولا أُنْكَلُ
أبا لكَ، لا مُستَجافُ الفُؤا
دِ، يوْمَ الهِياجِ، ولا أعزَلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> رضيتُ حكومة َ المرقالِ قيسٍ،
رضيتُ حكومة َ المرقالِ قيسٍ،
رقم القصيدة : 12974
-----------------------------------
رضيتُ حكومة َ المرقالِ قيسٍ،
وما أحسَسْتُ إذ حكَّمْتُ خالي
لهُ كفٌّ تفيضُ دماً، وكفٌّ
يُباري جُودُها سَحَّ الشَّمالِ
ونحنُ الحاكمونَ بكلّ أمرٍ
قَديماً، نبتَني شَرَفَ المَعالي
ولا ينفكُّ فينا ما بقينا
منيرُ الوجهِ، أبيضُ كالهلالِ
ألا يا مالِ لا تَزْدَدْ سَفاهاً،
قَضيّة َ ماجِدٍ، ثَبْتِ المَقالِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وقافية ٍ عجتْ بليلٍ، رزينة ٍ،
وقافية ٍ عجتْ بليلٍ، رزينة ٍ،
رقم القصيدة : 12975
-----------------------------------
وقافية ٍ عجتْ بليلٍ، رزينة ٍ،
تلقيتُ من جوّ السماءِ نزولها
يراها الذي لا ينطقُ الشعرَ عندهُ،
ويعجزُ عن أمثالها أن يقولها
متاريكُ أذنابِ الحقوقِ، إذا التوتْ
أخذْنا الفُرُوعَ، واجتَنَيْنا أُصُولها
مقاويلُ بالمعروفِ، خرسٌ عن الخنا
كِرَامٌ، مَعَاطٍ للعَشِيرَة ِ سُوْلَها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ولقدْ بكيتُ، وعزّ مهلكُ جعفرٍ،
ولقدْ بكيتُ، وعزّ مهلكُ جعفرٍ،
رقم القصيدة : 12976
-----------------------------------
ولقدْ بكيتُ، وعزّ مهلكُ جعفرٍ،(7/81)
حِبِّ النبيّ، على البريّة ِ كلّها
ولقد جزعتُ، وقلتُ حينَ نعيتَ لي:
منء للجلادِ لدى العقابِ وظلها
بالبِيضِ، حينَ تُسلُّ مِنْ أغمادِها،
يوماً، وإنهالِ الرماحِ وعلها
بعدَ ابنِ فاطمة َ المباركِ جعفرٍ،
خَيْرِ البَرِيّة ِ كُلِّها وأجَلّها
رُزءاً، وأكرَمِها جَميعاً مَحْتِداً،
وأعَزِّها مُتَظَلِّماً، وأذَلّها
للحقّ حينَ ينوبُ غيرَ تنحلٍ
كَذِبَاً، وأغمَرِها نَدى ً، وأقَلّها
فُحشاً، وأكثرِها، إذا ما تُجتدَى ،
فضلاً، وأبذلها ندى ، وأدلها
عَ الخَيرِ بَعدَ مُحَمّدٍ، لا شِبهُهُ
بَشَرٌ يُعَدُّ من البَرِيّة ِ جُلّها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أقامَ على عهدِ النبيّ وهديهِ،
أقامَ على عهدِ النبيّ وهديهِ،
رقم القصيدة : 12977
-----------------------------------
أقامَ على عهدِ النبيّ وهديهِ،
حواريهُ والقولُ بالفعلِ يعدلُ
أقامَ على منهاجهِ وطريقهِ،
يُوَالي وَليَّ الحقِّ، والحقُّ أعدَلُ
هُوَ الفارِسُ المشهورُ والبطلُ الذي
يَصُولُ، إذا ما كانَ يوْمٌ مُحَجَّلُ
إذا كشَفَتْ عن ساقِها الحرْبُ حشّها
بأبْيَضَ سبّاقٍ إلى المَوْتِ يُرْقِلُ
وإنّ امْرَأ كانَتْ صَفِيّة ُ أُمَّهُ،
ومنْ أسدٌ في بيتها لمرفلُ
لَهُ من رَسُولِ اللَّهِ قُرْبَى قَريبَة ٌ،
ومن نُصرَة ِ الإسلامِ مَجدٌ مؤثَلْ
فكمْ كربة ٍ ذبّ الزبيرُ بسيفهِ
عن المُصْطفى ، واللَّهُ يُعطي فيُجزلُ
فما مثلهُ فيهمْ، ولا كانَ قبلهُ،
وليْسَ يَكُونُ الدّهرَ ما دامَ يذْبُلُ
ثناؤكَ خيرٌ من فعالِ معاشرٍ،
وفعلكَ، يا ابن الهاشمية ِ، أفضلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ،
أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ،
رقم القصيدة : 12978
-----------------------------------
أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ،
وَلكنْ في البَلاءِ هُمُ قَلِيلُ
فلا يغرركَ خلة ُ من تؤاخي،
فما لك عندَ نائبَة ٍ خليلُ
وكُلُّ أخٍ يقولُ: أنا وَفيٌّ،
ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُولُ(7/82)
سوى خلٍّ لهُ حسبٌ ودينٌ،
فذاكَ لما يقولُ هو الفعولُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> عَلِمتُكِ، واللَّهُ الحَسيبُ، عَفيفَة ً
عَلِمتُكِ، واللَّهُ الحَسيبُ، عَفيفَة ً
رقم القصيدة : 12979
-----------------------------------
عَلِمتُكِ، واللَّهُ الحَسيبُ، عَفيفَة ً
منَ المؤمناتِ غيرَ ذاتِ غوائلِ
حَصاناً رَزَانَ الرّجلِ يَشبَعُ جارُها
وتُصبحُ غَرْثَى من لحومِ الغَوافِلِ
وما قُلتُ في مالٍ تُريدينَ أخذَهُ،
بنية مهلاً، إنني غيرُ فاعلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وقد نالتْ بنو النَجّارِ منكُمْ، لقد وَرِثَ الضّلالة َ عن أبيهِ،
وقد نالتْ بنو النَجّارِ منكُمْ، لقد وَرِثَ الضّلالة َ عن أبيهِ،
رقم القصيدة : 12980
-----------------------------------
وقد نالتْ بنو النَجّارِ منكُمْ، لقد وَرِثَ الضّلالة َ عن أبيهِ،
أُبَيٌّ، يوْمَ فَارَقَهُ الرّسُولُ
جئتَ محمداً عظماً رميماً،
لتكذبهُ، وأنتَ بهِ جهولُ
وقد نالتْ بنو النجارِ منكمْ،
أُميّة َ، إذْ يُغَوِّثُ يَا عَقِيلُ
وَتَبَّ ابْنا رَبِيعة َ، إذْ أطَاعَا
أبا جَهْلٍ، لأمّهما الهُبُولُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا الثقفيُّ فاخركمْ، فقولوا:
إذا الثقفيُّ فاخركمْ، فقولوا:
رقم القصيدة : 12981
-----------------------------------
إذا الثقفيُّ فاخركمْ، فقولوا:
هلمّ، فعدَّ شأنَ أبي رغالِ
أبوُكُمْ الأمُ الآباءِ قِدْماً،
وأنتُمْ مُشْبِهُوهُ على مِثَالِ
مثالِ اللؤمِ، قد علمتْ معدٌّ،
فليسوا بالصّريحِ ولا المَوالي
ثقيفٌ شرُّ من ركبَ المطايا،
وأشباهُ الهجارسِ في القتالِ
ولوْ نَطَقتْ رِحالُ المَيْسِ قالتْ:
ثقيفٌ شرُّ منْ فوقَ الرحالِ
عَبِيدُ الفِزْرِ أوْرَثَهُمْ بَنيهِ،
وآلى لا يَبيعُهُمُ بمَالِ
وما لكرامة ٍ حبسوا، ولكنْ
أرادَ هوانهمْ أخرى الليالي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> جاءتْ مُزَينَة ُ من عَمْقٍ لتنصَرَهمْ،(7/83)
جاءتْ مُزَينَة ُ من عَمْقٍ لتنصَرَهمْ،
رقم القصيدة : 12982
-----------------------------------
جاءتْ مُزَينَة ُ من عَمْقٍ لتنصَرَهمْ،
فِرّي، مُزَينَة ُ، في أسْتاهكِ الفُتُلُ
فكلُّ شيء، سوَى أن تذكرُوا شرَفاً،
أوْ تبلُغوا حسَباً منْ شأنكُمْ جلَلُ
قومٌ مدانيسُ لا يمشي بعقوتهمْ
جارٌ، وليسَ لهمْ في موْطنٍ بَطَلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبلغْ عبيداً بأنّ الفخرَ منقصة ٌ
أبلغْ عبيداً بأنّ الفخرَ منقصة ٌ
رقم القصيدة : 12983
-----------------------------------
أبلغْ عبيداً بأنّ الفخرَ منقصة ٌ
في الصّالحينَ، فلا يذهبْ بكَ الجذَلُ
لما رأيتَ بني عوفٍ وإخوتهمْ
عوفاً وَجمْعَ بني النجّارِ قد حفَلوا
قومٌ أباحوا حماكم بالسيوفِ، ولمْ
يفعَلْ بكمْ أحدٌ في الناس ما فعلوا
إذ أنتمُ لا تجيبونَ المضافَ، وإذْ
تُلقى خِلال الديار الكاعبُ الفُضُلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وما كثرتْ بنو أسدٍ فتخشى
وما كثرتْ بنو أسدٍ فتخشى
رقم القصيدة : 12984
-----------------------------------
وما كثرتْ بنو أسدٍ فتخشى
لكثرتها، ولا طابَ القليلُ
قبيلة ٌ تذبذبُ في معدٍّ،
أنوفهمُ أذلُّ من السبيلِ
تمنى أن تكونَ إلى قريشٍ
شَبيهَ البَغْلِ شَبَّهَ بالصّهيلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سماهُ معشرهُ أبا حكمٍ،
سماهُ معشرهُ أبا حكمٍ،
رقم القصيدة : 12985
-----------------------------------
سماهُ معشرهُ أبا حكمٍ،
واللهُ سماهُ أبا جهلِ
فما يجيءُ، الدهرَ، معتمراً
إلا ومرجلُ جهلهِ يغلي
وكأنهُ مما يجيشُ بهِ
مبدي الفجورِ وسورة ِ الجهلِ
يُغْرَى بهِ سُفْعٌ لَعامِظَة ٌ،
مثلُ السباع شرَعنَ في الضَّحْلِ
أبْقَتْ رِيَاسَتُهُ لمَعْشَرِهِ
غَضَبَ الإلهِ وَذِلّة َ الأصْلِ
إن ينتصرْ يدمى الجبينُ، وإنْ
يلبثْ قليلاً يودَ بالرحلِ
قدْ رامني الشعراءُ، فانقلبوا
مني بأفوقَ ساقطِ النصلِ
ويصدُّ عني المفحمونَ، كما(7/84)
صدّ البكارة ُ عن حرى الفحلِ
يخْشُونَ من حسّانَ ذا بَرَدٍ،
هزِمَ العشيّة ِ، صادقَ الوَبلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وإنّ ثقيفاً كانَ، فاعترفوا بهِ،
وإنّ ثقيفاً كانَ، فاعترفوا بهِ،
رقم القصيدة : 12986
-----------------------------------
وإنّ ثقيفاً كانَ، فاعترفوا بهِ،
لئيماً، إذا ما نصّ للمجدِ معقلُ
وَأغضُوا، فإنّ المجدَ عنكم وأهْلَهُ
على ما بِكمْ من لؤمكم مُتَعزِّلُ
وَخلُّوا مَعَدَّاً وانتساباً إليهِمِ،
بهمْ عنكمُ حقاً تناءٍ ومزحلُ
وقولَ السفاهِ، واقصدوا لأبيكمُ
ثقيفٍ، فإنّ القصد في ذاكَ أجملُ
فإنّكُمُ إن ترْغبوا لا يَكُنْ لَكُمْ
عنَ أصْلكُمُ في جِذم قيْس معوَّلُ
وما لكمُ في خندفٍ منْ ولادة ٍ،
ولا في قديم الخيرِ مجدٌ مُؤثَّلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ، ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ،
ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ، ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ،
رقم القصيدة : 12987
-----------------------------------
ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ، ويَوْمَ بدْرٍ، لقيناكمْ، لنا مدَدٌ،
فيرفعُ النصرَ ميكالٌ وجبريلُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> اللؤمُ خيرٌ من ثقيفٍ كلها
اللؤمُ خيرٌ من ثقيفٍ كلها
رقم القصيدة : 12988
-----------------------------------
اللؤمُ خيرٌ من ثقيفٍ كلها
حسباً، وما يفعلْ لئيمٌ تفعلِ
وَبَنَى المَليكُ من المخازي فوْقَهُمْ
بيتا، أقامَ عليهمِ لم ينقلِ
إنْ همْ أقاموا حلَّ فوقًَ رقابهمْ،
أبداً، وإنْ يتحولوا يتحولِ
قوْمٌ إذا ما صِيحَ في حُجُرَاتِهِمْ
لاقَوا بأنْذالٍ تَنابِلَ عُزّلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> بئسَ ما قاتلتْ خيابرُ عما
بئسَ ما قاتلتْ خيابرُ عما
رقم القصيدة : 12989
-----------------------------------
بئسَ ما قاتلتْ خيابرُ عما
جمعتْ من مزارعٍ ونخيلِ(7/85)
كرهوا الموتَ فاستبيحَ حماهمْ،
وأقاموا فِعْلَ اللّئيمِ الذّليلِ
أمنَ الموتِ ترهبونَ؟ فإنّ ال
موتَ موتَ الهزالِ غيرُ جميلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لسْتَ مِنَ المَعشَرِ الأكْرَميـ
لسْتَ مِنَ المَعشَرِ الأكْرَميـ
رقم القصيدة : 12990
-----------------------------------
لسْتَ مِنَ المَعشَرِ الأكْرَميـ
نَ لا عبدِ شمسٍ ولا نوفلِ
وليْسَ أبُوكَ بِساقي الحَجِيـ
جِ، فاقعدْ على الحسبِ الأرذلِ
ولكنْ هجينٌ منوطٌ بهمْ،
كما نوطتْ حلقة ُ المحملِ
تجيشُ من اللؤمِ أحسابكمْ
كجيشِ المشاشة ِ في المرجلِ
فلوْ كنتَ من هاشمٍ في الصّمِيـ
مِ لم تهجنا، وركيْ مصطلي
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
رقم القصيدة : 12991
-----------------------------------
لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
أُحبُّ من الأخلاقِ ما كان أجملا
ذَرِيني وَعلمي بالأمورِ وَشيمَتي،
فما طائري يوْماً عليكِ بأخْيَلا
فإن كنتِ لا مني، ولا من خليقتي،
فمنكِ الذي أمسى عن الخيرِ أعزلا
ألمْ تعلمي أني أرى البخلَ سبة ً،
وَأُبْغِضُ ذا اللّوْنينِ والمُتَنقِّلا
إذا انصرَفَتْ نفسي عن الشيء مرّة ً،
فلستُ إليهِ آخرَ الدهرِ مقبلا
وإني، إذا ما الهمُّ ضافَ قريتهُ
زَماعاً، ومِرْقالَ العشيّاتِ عيهَلا
ململمة ً، خطارة ً، لوْ حملتها
على السيْفِ لم تعدِل عن السيْفِ معدِلا
إذا انبعثتْ من مبركٍ غادرتْ بهِ
تَوَائِمَ أمْثَالَ الزّبائب ذُبَّلا
فإنْ بركتْ خوتْ على ثفناتها،
كأنّ على حيزومها حرفَ أعبلا
مروعة ً لوْ خلفها صرَّ جندبٌ،
رأيتَ لها من روعة ِ القلبِ أفكا
وإنا لقومٌ ما نسودُ غادراً،
ولا ناكِلاً عِندَ الحمالَة ِ زُمَّلا
ولا مانعاً للمالِ فيما ينوبهُ،
ولا عاجزاً في الحربِ جبساً مغفلا
نسودُ منا كلَّ أشيبَ بارعٍ،
أغرَّ، تراهُ بالجلالِ مكللا
إذا ما انتدى أجنى الندى ، وابتنى العلا،(7/86)
وَأُلفِيَ ذا طَوْلٍ على مَنْ تَطَوَّلا
فلستَ بلاقٍ ناشئاً من شبابنا،
وإن كانَ أندى من سَوانا، وأحوَلا
نُطِيعُ فِعَالَ الشيخِ منّا، إذا سما
لأمرٍ، ولا نعيا، إذا الأمرُ أعضلا
لَهُ أُرْبَة ٌ في حزْمهِ وفِعَالهِ،
وإن كانَ منّا حازِمَ الرّأي حُوَّلا
وما ذاكَ إلاّ أنّنا جَعَلَتْ لنَا
أكابرنا، في أولِ الخيرِ، أولا
فنحن الذرى من نسل آدمَ والعرى ،
تربعَ فينا المجدُ حتى تأثلا
بنى الزُّ بيتاً، فاستقرتْ عمادهُ
عَلينا، فأعْيا الناسَ أنْ يَتَحَوّلا
وإنكَ لن تلقى منَ الناسِ معشراً
أعَزَّ من الأنصَارِ عِزَّاً وأفضَلا
وأكثرَ أنْ تلقَى ، إذا ما أتيْتَهُمْ،
لهمْ سيداً ضخمَ الدسيعة ِ جحفلا
وأشيَبَ، ميمونَ النّقيبة ِ، يُبتَغى
بهِ الخَطَرُ الأعْلى ، وطفلاً مؤمَّلا
وأمردَ مرتاحاً، إذا ما ندبتهُ
تَحَمّلَ ما حَمّلْتَهُ، فَتَرَبّلا
وَعِدَّاً خَطيباً لا يُطاقُ جوَابُهُ،
وذا أُرْبَة ٍ في شِعْرِهِ مُتَنَخَّلا
وأصْيَدَ نهّاضاً إلى السّيْفِ، صَارِماً،
إذا ما دعا داعٍ إلى المَوْتِ أرْقلا
وأغيدَ مختالاً، يجرُّ إزارهُ،
كثيرَ النّدى ، طلْقَ اليدين مُعذَّلا
لنا حرة ٌ مأطورة ٌ بجبالها،
بنى المجدُ فيها بيتهُ، فتأهلا
بها النَّخْلُ والآطامُ تجري خِلالَها
جداوِلُ، قد تعلو رِقاقاً وجَرْوَلا
إذا جدولٌ منها تصرمَ ماؤه،
وصلنا إليهِ بالنواضحِ جدولا
على كل مفهاقٍ، خسيفٍ غروبها،
تُفرّغ في حوضٍ من الصخر انجلا
له غلل في ظلِّ كل حديقة
يُعَارضُ يَعْبُوباً منَ الماءِ سَلسَلا
إذا جئتَها ألفَيْتَ، في حَجَرَاتِها،
عناجيجَ قباً والسوامَ المؤبلا
جَعَلْنَا لَها أسْيَافَنا وَرِماحَنا،
من الجيش والأعرابِ، كهفاً ومعقِلا
إذ جمعوا جمعاً سمونا إليهمِ
بهندية ٍ تسقى الذعافَ المثملا
نَصَرْنَا بها خيْرَ البرِيَّة ِ كلِّها،
إماما، ووقّرْنا الكِتَابَ المُنزَّلا
نَصَرْنا، وآوَيْنا، وقوّمَ ضرْبُنا
لهُ بالسيوفِ مَيلَ مَن كان أميَلا(7/87)
وإنكَ لنْ تلقى لنا من معنفٍ،
وَلا عائِبٍ، إلاّ لئيماً مُضَلَّلا
وإلاّ أمْرأً قَدْ نالَهُ من سُيوفِنا
ذبابٌ، فأمسى مائلَ الشقّ أعزلا
فمَنْ يأتِنَا أوْ يَلْقَنا عنْ جِنايَة ٍ
يجدْ عندنا مثوى ً كريماً، وموئلا
نجيرُ، فلا يخشى البوادرَ جارنا،
ولاقَى الغِنى في دُورِنا، فتمَوّلا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ،
أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ،
رقم القصيدة : 12992
-----------------------------------
أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ،
وَدارِ ملوكٍ، فوْقَ ذاتِ السَّلاسلِ
تَجودُ الثُّرَيّا فوْقَها، وتضَمّنَتْ
برداً يذري أصولَ الأسافلِ
إذا عذراتُ الحيّ كان نتاجها
كروماً تدلى فوقَ أعرفَ ماثلِ
ديارٌ زَهاها اللَّهُ لم يعتلجْ بهَا
رِعاءُ الشَّوِيّ من وَرَاءِ السَّوَائِلِ
فمهما يكنْ مني، فلستُ بكاذبٍ،
ولستُ بخوانِ الأمينِ المجاملِ
وإني إذا ما قلتُ قولاً فعلتهُ،
وأعرضُ عما ليسَ قلبي بفاعلِ
ومن مكرهي إن شئتُ أن لا أقولهُ،
وفجعُ الأمينِ شيمة ٌ غيرُ طائلِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ،
أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ،
رقم القصيدة : 12993
-----------------------------------
أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ،
إنّ المُروءة َ في الحِماس قلِيلُ
يا ويلَ أمكمُ، وويلَ أبيكمُ،
وَيْلاً تَرَدّدَ فيكمُ وَعوِيلُ
هاجيتُمُ حسّانَ عندَ ذكائِهِ،
غَيٌّ لمَنْ وَلَدَ الحِماسُ طوِيلُ
إنّ الهجاءَ إليكمُ لبعلة ٍ،
فتحشحشوا إنّ الذليلَ ذَليلُ
لا تجزعوا أن تنسبوا لأبيكمُ،
فاللؤمُ يبقى ، والجبالُ تزولُ
فبنو زيادٍ لمْ تلدكَ فحولهمْ،
وَبَنو صَلاءَة َ فحلُهمْ مشغولُ
وسرى بكمْ تيسٌ أجمُّ، مجدرٌ،
ما للذمامة ِ عنكمُ تحويلُ
فاللؤمُ حلَّ على الحماسِ، فما لهمْ
كهلٌ يسودُ ولا فتى ً بهلولُ(7/88)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ، إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ،
إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ، إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ،
رقم القصيدة : 12994
-----------------------------------
إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ، إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ،
بمُلتَقَطاتٍ لا تَرَى بينَها فَصْلا
كفى وشفى ما في النفوسِ، فلم يدعْ
لِذي إرْبَة ٍ، في القوْلِ، جِدَّاً وَلا هزْلا
سموتَ إلى العليا بغيرِ مشقة ٍ،
فنلتَ ذراها لا دنياً، ولا وغلا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه
لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه
رقم القصيدة : 12995
-----------------------------------
لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه
نَجْرَانَ، في عيشٍ أحَذَّ لئيمِ
بليتْ قناتكَ في الحروِ فألفيتْ
خمّانَة ً جَوْفاءَ، ذاتَ وُصُومِ
غَضِبَ الإلهُ على الزِّبِعْرَى وابنِهِ،
وعذابِ سوءٍ في الحياة ِ مقيمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
رقم القصيدة : 12996
-----------------------------------
تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
تسقي الضجيعَ بباردٍ بسامِ
كالمسكِ تخلطهُ بماءِ سحابة ٍ،
أوْ عاتقٍ كدمِ الذبيحِ مُدامِ
نُفُجُ الحقيبة ِ بَوْصُها مُتَنَضِّدٌ،
بلهاءُ، غيرُ وشيكة ِ الأقْسامِ
بنيتْ على قطنٍ أجمَّ كأنهُ،
فُضُلاً إذا قعدَتْ، مَداكُ رُخامِ
وتكادُ تكسلُ أن تجيء فراشها،
في لينِ خرعبة ٍ، وحسنِ قوامِ
أما النهارُ، فلا أفترُ ذكرها،
والليلُ توزعني بها أحلامي
أقسمتُ أنساها، وأتركُ ذكرها،
حتى تُغيَّبَ في الضّريحِ عظامي(7/89)
يا من لعاذلة ٍ تلومُ سفاهة ً،
ولقد عصَيتُ، إلى الهَوى ، لُوّامي
بكرتْ إليّ بسحرة ٍ، بعدَ الكرى ،
وتقاربٍ منْ حادثِ الأيامِ
زعمتْ بأنّ المرءَ يكربُ يومه
عُدْمٌ لمُعتكِرٍ منَ الأصْرَامِ
إنْ كنتِ كاذبة َ الذي حدّثتِني،
فنجوتِ منجى الحارثِ بن هشامِ
تَرَكَ الأحِبّة َ أنْ يقاتلَ دونَهمْ،
وَنجا برَأس طِمِرَّة ٍ وَلِجامِ
جرواءَ، تمزعُ في الغبارِ كأنها
سرحانُ غابٍ في ظلالِ غمامِ
تذرُ العناجيجَ الجيادَ بقفرة ٍ،
مرَّ الدموكِ بمحصدٍ ورجامِ
ملأتْ به الفرجينِ، فارمدتْ بهِ،
وثوى أحبتهُ بشرّ مقامِ
وبنو أبيهِ ورهطهُ في معركٍ،
نَصَرَ الإلهُ بهِ ذوي الإسْلامِ
لولا الإلهُ وجريها لتركنهُ
جزرَ السباعِ، ودسنهُ بحوامي
طَحَنَتْهُمُ والله يَنْفُذُ أمرُهُ،
حَرْبٌ يُشَبُّ سَعِيرُها بِضِرَامِ
منْ كلّ مأسورٍ يُشَدُّ صفادُهُ،
صَقرٍ، إذا لاقَى الكتِيبَة َ حامي
ومُجَدَّلٍ لا يَستجيبُ لِدعوَة ٍ،
حتّى تَزُولَ شوَامخُ الأعلامِ
بالعارِ والذلّ المبينِ، إذ رأوا
بيضَ السيوفِ تسوقُ كلَّ همامِ
بيديْ أغرَّ، إذا انتمى لم يخزهِ
نسَبُ القِصارِ، سميذعٍ، مِقدامِ
بِيضٌ، إذا لاقتْ حديداً صمّمتْ
كالبرقِ تحت ظلالِ كلّ غمامِ
ليسوا كيعمر حين يشتجِرُ القَنا،
والخيلُ تَضْبُرُ تحت كلّ قَتامِ
فسلحتَ، إنك من معاشرِ خانة ٍ،
سلحٍ، إذا حضر القتالُ، لئامُ
فَدعِ المكارِمَ، إنّ قوْمَكَ أُسرة ٌ،
مِنْ وُلدِ شجْعٍ غيرُ جِدِّ كِرَامِ
من صُلبِ خِندِف ماجدٍ أعرَاقُهُ،
نجلتْ بهِ بيضاءُ ذاتُ تمامِ
ومرنحٍ فيهِ الأسنة ُ شرعاً،
كالجَفرِ غيرِ مُقابَلِ الأعْمَامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ،
لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ،
رقم القصيدة : 12997
-----------------------------------
لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ،
كإلّ السَّقْبِ مِنْ رَألِ النّعامِ
فإنّكَ. إن تَمُتَّ إلى قُرَيشٍ،
كذاتِ البوّ جائلة ِ المرامِ(7/90)
وأنتَ منوطٌ بهمِ هجينٌ،
كما نيطَ السرائحُ بالخدامِ
فلا تفخرْ بقومٍ لستَ منهمْ،
ولا تكُ كاللئامِ بني هشامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ؛
ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ؛
رقم القصيدة : 12998
-----------------------------------
ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ؛
وَلَيْتَ خُبَيباً كانَ بالقَومِ عالِمَا
شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأغَرّ وجامِعٌ،
وكانَا قَديماً يَركَبانِ المَحارِمَا
أجرتمْ، فلما أن أجرتم غدرتمُ
وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لَهاذِمَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ
إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ
رقم القصيدة : 12999
-----------------------------------
إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ
أُسَيِّدَينِ يَحلِفانِ بنُهَمْ
بَينَهُما أشلاءُ لحمٍ مُقتَسَمْ
من بطنِ عَمقٍ ذي الجَليلِ والسَّلَمْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
رقم القصيدة : 13000
-----------------------------------
ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقة ِ أظْلما
أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما،
وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما
بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ،
تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا
دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها،
لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما
وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي
بمندفعِ الوادي أراكاً منظما
أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها
نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما
وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ
من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما
تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ،
إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما
وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ
يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما
فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ،
تداعى ، وألقى بركهُ وتهزما
وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعة ٍ(7/91)
يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما
تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ،
وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما
عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ
حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما
فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها
بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما
تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ،
تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما
سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدة ً،
وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا
الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ
لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما
وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ،
إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما
وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي،
ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما
وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها،
سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما
إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ
كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما
حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا،
قنابلَ دُهماً، في المحلّة ِ، صُيَّما
يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما
يوافونَ بحراً، من سُميحة َ، مُفعَما
لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ
شماريخُ رضوى عزة ً، وتكرما
مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَة ٍ،
وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما
بكلّ فتى ً عاري الأشاجعِ، لاحهُ
قِرَاعُ الكماة ، يرْشحُ المِسكَ والدما
إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا،
كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما
وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ،
فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما
نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ
مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما
وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً،
من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما
ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ،
ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما
وكائنْ ترى من سيد ذي مهانة ٍ
أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ،
وأسيافنا يقطرنَ من نجدة ٍ دما
أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا،
وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما
أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا(7/92)
ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما
فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش،
فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
رقم القصيدة : 13001
-----------------------------------
أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
كرامٌ، إذا الضيفُ يوماً ألمّ
عِظامُ القُدُورِ لأيْسارِهمْ،
يكبونَ فيها المسنَّ، السنمْ
يُواسونَ مَوْلاهُمُ في الغِنى ،
ويَحْمونَ جارَهمُ إن ظُلِمْ
وكانوا مُلوكاً بأرْضِيهِمِ،
يُبادُونَ غَضْباً، بأمرٍ غَشِم
مُلوكاً على النّاس لم يُمْلَكوا
من الدّهرِ يوْماً، كحِلّ القَسَمْ
فأنْبَوْا بِعادٍ وأشياعِها،
ثمودَ، وبعضِ بَقايَا إرَمْ
بيَثْرِبَ قد شيّدُوا في النَّخيلِ
حصوناً، ودجنَ فيها النعمْ
نَوَاضِحَ قدْ عَلَّمتْها اليَهُودُ
عُلَّ إليكِ، وقوْلاً هَلُمّ
وفيما اشتهوْا من عصِيرِ القِطافِ،
وعيْشٍ رَخيٍّ على غيْرِهِمْ
فساروا إليهمْ بأثقالهمْ،
على كلّ فحلٍ هِجانٍ قَطِم
جيادُ الخيولِ بأجنابهمْ،
وقدْ جللوها ثخانَ الأدمْ
فلما أناخوا بجنبيْ صرارٍ،
وشَدّوا السُّرُوجَ بِلَيّ الحُزُمْ
فما رَاعَهُمْ غيرُ مَعْجِ الخيو
لِ، والزّحفُ من خلفهم قد دهِم
فطاروا شلالاً وقد أفزعوا،
وطرنا إليهمْ كأسدِ الأجمْ
على كلّ سَلْهَبَة ٍ في الصيّا
نِ، لا تستكينُ لطولِ السأمْ
وكلِّ كميتٍ، مطارِ الفؤادِ،
أمينِ الفصوصِ، كمثلِ الزلمْ
عليها فوارسُ قدْ عاودوا
قِرَاعَ الكُماة ، وَضرْبَ البُهَمْ
لُيوثٌ إذا غَضِبوا في الحُرُو
بِ، لا يَنكِلون، ولكن قُدُمْ
فَأُبْنا بِسادتِهِمْ والنّسَا
ءِ قَسْراً، وأموالِهِم تُقتَسمْ
ورثنا مساكنهمْ بعدهمْ،
وكنا ملوكاً بها لمْ نرمْ
فلمّا أتانا رَسُولُ المَلِيـ
ـكِ بالنُّورِ والحقّ بعد الظُّلَمْ
ركنا إليهِ، ولمْ نعصهِ،
غداة َ أتانا منَ ارضِ الحرمْ
وقلنا: صَدقتَ، رَسولَ المليك،
هلمّ إلينا، وفينا أقمْ
فنشهدْ أنكَ، عندَ الملي(7/93)
كِ، أرسلتَ حقاً بدينٍ قيمْ
فنادِ بما كنتَ أخفيتهُ،
نداءً جهاراً، ولا تكتتمْ
فإنا وأولادنا جنة ٌ،
نَقِيكَ وَفي مالِنا فاحتكِمْ
فنحْنُ وُلاتُكَ، إذ كذّبوكَ،
فنادِ نداءً، ولا تحتشمْ
فطارَ الغواة ُ بأشياعهمْ
إليهِ، يظنونَ أن يخترمْ
فقمنا بأسيافنا دونهُ،
نُجالِدُ عَنْهُ بُغاة َ الأُمَمْ
بكلّ صقيلٍ، لهُ ميعة ٌ،
رقيقِ الذبابِ، غموسٍ خذمْ
إذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظا
مِ لمْ يَنبُ عنها، ولمْ ينثلِمْ
فذلكَ ما أورثتنا القرو
مُ مجْداً تليداً، وعِزَّاً أشَمّ
إذا مرّ قرنٌ كفى نسلهُ،
وخلفَ إذا ما انقصمْ
فما إنْ من النّاسِ إلاّ لنا
عليه، وإن خاس، فضلُ النعمْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ،
مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ،
رقم القصيدة : 13002
-----------------------------------
مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ،
وَخيالٌ، إذا تغورُ النّجومُ
مِنْ حبِيبٍ أصابَ قلبَكَ مِنهُ
سَقَمٌ، فهوَ داخلٌ مَكتومُ
يا لَقَوْمٍ هلْ يقتُلُ المرْءَ مِثلي
وَاهنُ البَطشِ والعِظامِ، سَؤومُ
همُّها العِطرُ، والفِرَاشُ، وَيعْلُو
ها لُجَينٌ وَلُؤلُؤ مَنظُومُ
لوْ يَدِبُّ الحَوْليُّ مِنْ ولدِ الذّ
رِّ عليها، لأندبتها الكلومُ
لمْ تفقها شمسُ النهارِ بشيءِ،
غيرَ أنّ الشبابَ ليسَ يدومُ
إنّ خالي خطيبُ جابية ِ الجو
لانِ عندَ النُّعمانِ حينَ يقُومُ
وَأبي، في سُميحة َ، القائلُ الفا
صلُ، يومَ التقتْ عليه الخصومُ
وأنا الصقرُ عندَ بابِ ابنِ سلمى ،
يومَ نعمانُ في الكبولِ مقيمُ
وأبيٌّ، ووافدٌ أطلقا لي،
ثمّ رُحنا، وقُفلُهُمْ محْطومْ
وَرَهَنْتُ اليدَيْنِ عنهمْ جمِيعاً،
كلُّ كفٍّ فيها جزٌ مقسومُ
وَسَطَتْ نِسْبَتي الذّوائبَ منهمْ،
كلُّ دارٍ فيها أبٌ لي عظيمُ
ربّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ الما
لِ، وجهْلٍ غطّى عليه النَّعيمُ
ما أبالي أنبَّ بالحزنِ تيسٌ،
أم لَحَاني بِظَهْرِ غَيْبٍ لئيمُ(7/94)
تلكَ أفعالنا، وفعلُ الزبعرى
خامِلٌ في صَديقِهِ، مَذْمومُ
وليَ البأسَ منكمُ، إذ حضرتمْ،
أسرة ٌ منْ بني قصيٍّ، صميمُ
تِسعة ٌ تحمِلُ اللواءَ، وطارَتْ،
في رعاعٍ منَ القنا، مخزومُ
لمْ يولوا، حتى أبيدوا جميعاً،
في مَقامٍ، وكلُّهُمْ مَذْمومُ
بِدَمٍ عاتِكٍ، وكانَ حِفاظاً
أن يقيموا، إنّ الكريمَ كريمُ
وَأقاموا حتّى أُزِيرُوا شَعوباً،
والقنا، في نحورهمْ، محطومُ
وقريشٌ تلوذُ منا لواذاً،
لمْ يُقيموا، وخَفّ منها الحُلُومُ
لمْ تُطِقْ حملَهُ العَواتقُ منهم،
إنما يحملُ اللواءَ النجومُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
رقم القصيدة : 13003
-----------------------------------
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
ومظعنُ الحيّ، ومبنى الخيامْ
والنُّؤيُ، قدْ هَدّمَ أعْضَادَهُ
تَقادُمُ العَهدِ، بوَادٍ تهامْ
قدْ أدْرَكَ الوَاشونَ ما حَاوَلوا،
فالحبلُ من شعثاءَ رثُّ الرمامْ
جِنّيّة ٌ أرّقَني طَيْفُهَا،
تذْهَبُ صُبْحاً وَتُرَى في المنامْ
هَلْ هِيَ إلاّ ظَبْيَة ٌ مُطفِلٌ،
مألفها السدرُ بنعفيْ برامْ
تُزْجي غَزَالاً، فاتِراً طَرْفُهُ،
مقاربَ الخطوِ، ضعيفَ البغامْ
كأنّ فاها ثغبٌ باردٌ
في رصفٍ، تحتَ ظلالِ الغمامْ
شُجّتْ بِصَهْبَاءَ، لهَا سَوْرَة ٌ،
منْ بيتِ رأسٍ عتقتْ في الخيامْ
عَتّقَها الحانوتُ دَهْراً، فَقَدْ
مرّ عليها فرطُ عامٍ، فعامْ
نشربُها صِرْفاً وممزوجة ً،
ثم نُغَنّي في بُيوتِ الرَّخامْ
تَدِبُّ في الجسمِ دَبِيباً، كما
دَبَّ دَبًى ، وَسطَ رقَاقٍ هيَامْ
كأساً، إذا ما الشيخُ والى بها
خَمْساً، تَرَدّى بِرِدَاءِ الغُلامْ
منْ خمْرِ بَيْسانَ تَخَيّرْتُها،
ترياقة ً تورثُ فترَ العظامِ
يسعى بها أحمرُ، ذو برنسٍ،
مُختلَقُ الذِّفْرَى ، شديدُ الحِزَامْ
أرْوَعُ، للدّعوَة ِ مُستعجِلٌ،
لمْ يَثْنِهِ الشانُ، خفيفُ القِيامْ
دعْ ذكرها، وانمِ إلى جسرة ٍ،(7/95)
جلذية ٍ، ذاتِ مراحٍ عقامْ
دفقة ِ المشية ِ، زيافة ٍ،
تهوي خنوفاً في فضولِ الزمامْ
تحسبها مجنونة ً تغتلي،
إذْ لفعَ الآلُ رؤوسَ الإكامْ
قَوْمي بَنُو النَّجّارِ، إذْ أقْبلتْ
شهْباءُ تَرْمي أهْلَها بالقَتَامْ
لا نخذلُ الجارَ ولا نسلمُال
مولى ، ولا نخصمُ يومَ الخصامْ
منا الذي يحمدُ معروفهُ،
وَيَفْرُجُ اللَّزْبَة َ يوْمَ الزّحامْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> هل المجدُ إلا السُّوددُ العَوْدُ والندى ،
هل المجدُ إلا السُّوددُ العَوْدُ والندى ،
رقم القصيدة : 13004
-----------------------------------
هل المجدُ إلا السُّوددُ العَوْدُ والندى ،
وجاهُ الملوكِ، واحتمالُ العظائمِ
نَصَرْنا وآوَيْنا النّبيَّ مُحمّداً،
على أنفِ راضٍ من معدٍّ وراغمِ
بحي حَرِيدٍ أصْلُهُ، وَذِمارُهُ
بجابية ِ الجولانِ، وسطَ الأعاجمِ
نَصَرْناهُ لمّا حَلّ وَسْطَ رِحالِنا،
بأسيافنا منْ كلّ باغٍ وظالمِ
جَعَلْنا بَنِينَا دونَهُ، وَبناتِنا،
وطبنا لهُ نفساً بفيءِ المغانمِ
وَنحنُ ضرَبْنا الناسَ، حتى تتابَعوا،
على دِينِهِ، بالمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ
وَنحْنُ وَلَدْنا منْ قُرَيشٍ عَظيمَها،
وَلدْنَا نَبيِّ الخَيْرِ مِنْ آلِ هاشِمِ
لنا المُلكُ في الإشْرَاكِ، والسبقُ في الهدى
ونَصْرُ النّبيّ، وابتِنَاءُ المَكارِمِ
بَني دارِمٍ لا تَفخرُوا، إنّ فخرَكُمْ
يعودُ وبالاً عندَ ذكرِ المكارمِ
هبِلْتُمْ! عليْنا تفخرُونَ، وأنتمُ
لنا خولٌ منْ بينِ ظئرٍ وخادمِ
فإن كنتمُ جئتمْ لحقنِ دمائكمْ،
وأموالكمْ أن تقسموا في المقاسمِ
فَلا تَجْعَلوا لله نِدَّاً وأسْلِمُوا،
وَلا تلبَسوا زِيَّاً كزِيّ الأعَاجِمِ
وإلاّ أبَحْنَاكُمُ وسُقْنا نِساءكُمْ،
بِضُمِّ القَنا، والمُقْرَباتِ الصَّلادِمِ
وأفضلُ ما نلتمْ من المجدِ والعلى
رادفتنا، عندَ احتضارِ المواسمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إبكِ، بكتْ عيناكَ ثمّ تبادرتْ
إبكِ، بكتْ عيناكَ ثمّ تبادرتْ(7/96)
رقم القصيدة : 13005
-----------------------------------
إبكِ، بكتْ عيناكَ ثمّ تبادرتْ
بدمٍ يعلُّ غروبها، سجامِ
ماذا بكيتَ على الذينَ تتابعوا،
هَلاّ ذَكَرْتَ مَكارِمَ الأقْوَامِ
وذكرتَ منا ماجداً، ذا همة ٍ،
سمْحَ الخلائقِ، ماجِدَ الإقدامِ
أعْني النّبيَّ، أخا التكرُّمِ والندى ،
وأبرَّ من يولي على الأقسامِ
فلمثلهُ، ولمثلُ ما يدعو لهُ،
كانَ المُمَدَّحَ، ثَمّ، غيرَ كَهامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،
مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،
رقم القصيدة : 13006
-----------------------------------
مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،
ما إنْ تغمضُ، إلا مؤثمَ القسمِ
لم أحسبِ الشمسَ تبدو بالعِشاء، فَقدْ
لاقيْتَ شمساً تُجَلّي لَيْلَة َ الظُّلَمِ
فرعُ النساءِ، وفرعُ القوم والدها،
أهْلُ الجلالة ِ، والإيفاءِ بالذِّمَمِ
لقدْ حلفتَ، ولم تحلفْ على كذبٍ،
يابن الفُرَيعة ِ، ما كُلّفتَ من أَمَمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألينُ، إذا لانَ العشيرُ، فإن تكنْ
ألينُ، إذا لانَ العشيرُ، فإن تكنْ
رقم القصيدة : 13007
-----------------------------------
ألينُ، إذا لانَ العشيرُ، فإن تكنْ
بهِ جنة ٌ، فجنتي أنا أقدمُ
قَريبٌ، بَعيدٌ خيرُهُ، قبلَ شرّهِ،
إذا طلبوا مني الغرامة َ أغرمُ
إذا ماتَ منا سيدٌ سادَ مثلهُ،
رَحِيبُ الذّرَاعِ بالسيادة ِ، خِضرِمُ
يُجيبُ إلى الجُلّى ، وَيحتضِرُ الوَغَى ،
أخو ثِقَة ٍ يَزْدادُ خيراً ويُكرَمُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ
تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ
رقم القصيدة : 13008
-----------------------------------
تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ
قفافٌ منَ الصمانِ، فالمتثلمِ
ففجعني، لا وفقَ اللهُ أمرهُ،
بأبيَ، وهابٍ، قليلِ التجهمِ
لِتَعْفُ مِياهُ الحارِثَيْنِ، وقدْ عفَتْ(7/97)
مِياهُهُما منْ كلّ حيٍّ عَرَمْرَمِ
وأقْفَرَ منْ حُضّارِهِ وِرْدُ أهْلِهِ،
وكان يروي في قلالٍ، وحنتمِ
وقلتُ لعينٍ بالجوبة ِ يا اسلمي،
نعمْ ثمّ لمْ تنطقْ، ولم تتكلمِ
دِيارُ مُلُوكٍ قدْ أرَاهُمْ بِغِبْطَة ٍ،
زَمانَ عَمودُ المُلكِ لمْ يَتَهَدّمِ
لعمري لحرثٌ بينَ قفٍّ ورملة ٍ،
ببرثٍ علتْ أنهارهُ كلَّ مخرمِ
لدى كلّ بنيانٍ رفيعٍ، ومجلسٍ
نشاوى ، وكأسٍ أخلصتْ لم تصرمِ
أحَبُّ إلى حسّانَ، لوْ يَسْتَطِيعُهُ،
منَ المُرْقَصَاتِ، منْ غِفارٍ وأسلمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،
اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،
رقم القصيدة : 13009
-----------------------------------
اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،
بونا أقامَ دعائمَ الإسلامِ
وَبِنا أعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتَابَهُ،
وأعزَّنَا بالضّرْبِ والإقْدَامِ
في كلّ معتركٍ تطيرُ سيوفنا
فيه الجماجمَ عن فراخِ الهامِ
ينتابنا جبريلُ في أبياتنا،
بفرائضِ الإسلامِ، والأحكامِ
يتْلو علينا النُّورَ فيها مُحْكماً،
قسماً لعمركَ ليسَ كالأقسامِ
فنكونُ أولَ مستحلِّ حلالهِ،
وَمُحَرِّمٍ لله كُلَّ حَرَامِ
نحنُ الخيارُ منَ البرية ِ كلها،
وَنِظَامُها، وَزِمامُ كلّ زِمَامِ
الخائضُو غَمَرَاتِ كلّ مِنيّة ٍ،
وَالضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأيّامِ
والمُبْرِمونَ قوَى الأمورِ بعزْمهمْ،
والناقضونَ مرائرَ الأقوامِ
سائِلْ أبا كَرِبٍ، وَسائلْ تُبّعاً،
عنا، وأهلَ العترِ والأزلامِ
واسألْ ذَوي الألبابِ عن سَرَواتهم
يومَ العهينِ، فحاجرٍ، فرؤامِ
إنا لنمنعُ منْ أردنا منعهُ،
ونجودُ بالمعروفِ للمعتامِ
وَتَرُدُّ عَافِيَة َ الخَمِيسِ سيوفُنا،
ونقينُ رأسَ الأصيدِ القمقامِ
ما زَالَ وَقْعُ سيوفِنا وَرِماحِنا
في كلّ يومٍ تجالدٍ وترامِ
حتى تركنا الأرْضَ حَزْنُها،
منظومة ً منْ خيلنا بنظامِ
وَنجا أرَاهِطُ أبْعَطُوا، وَلَوَ أنّهم
ثَبَتُوا، لمَا رَجَعوا إذاً بسلامِ(7/98)
فَلَئِنْ فخَرْتُ بهمْ لَمِثْلُ قديمِهمْ
فَخَرَ اللّبيبُ بِهِ على الأقْوَامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
رقم القصيدة : 13010
-----------------------------------
إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
لم يَغْذُهُمْ آباؤهُمْ باللُّومِ
لمْ ينسني بالشامِ، إذْ هوَ رَبُّها،
كلا ولا منتصراً بالرومِ
يعطي الجزيلَ، ولا يراهُ عنده
إلا كبعضِ عطية ِ المذمومِ
وأتيْتُهُ يوْماً، فَقرّبَ مجْلِسي،
وَسَقى فَرَوّاني منَ الخُرْطُومِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
رقم القصيدة : 13011
-----------------------------------
لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
خياعيلُ ريطٍ سابريٍّ مرسمِ
خلاءُ المبادي ما بهِ غيرُ ركدٍ
ثَلاثٍ، كأمثالِ الحمائمِ جُثَّمِ
وغيرُ شَجِيجٍ ماثِلِ حالَفَ البِلى ،
وغيرُ بقايا كالسحيقِ المنمنمِ
تَعُلُّ رِياحُ الصَّيْفِ بالي هَشِيمهِ،
على ماثلٍ كالحوْضِ، عافٍ، مُثلَّمِ
كستهُ سرابيلَ البلى بعدَ عهدهِ،
وجونٌ سرى بالوابلِ المتهزمِ
وَقدْ كانَ ذا أهْلٍ كبيرٍ وَغِبْطَة ٍ،
إذا الحبلُ، حبلُ الوصلِ، لم يتصرمِ
وإذْ نحنُ جيرانٌ كثيرٌ بغبطة ٍ،
وإذْ مضى من عيشنا لم يصرمِ
وكلُّ حثيثِ الودقِ منبعقِ العرى ،
مَتى تُزْجِهِ الرّيحُ اللّوَاقِحُ يَسجُمِ
ضعيفِ العرى دانٍ منَ الأرضِ بركهُ
مُسِفٍّ كمِثلِ الطّوْدِ أكظَمَ أسْحَمِ
فإن تكُ لَيْلَى قد نأتْكَ ديارُها،
وَضَنّتْ بحاجاتِ الفؤادِ المُتيَّمِ
وهمتْ بصرم الحبلِ بعدَ وصالهِ،
وأصغتْ لقولِ الكاشحِ المتزعمِ
فما حبلُها بالرّثّ عندي، ولا الذي
يغيرهُ نأيٌ، وإنْ لمْ تكلمِ
وَما حُبُّها لوْ وكّلَتْني بِوَصْلِهِ،
ولوْ صرمَ الخلانُ، بالمتصرمِ
لَعَمْرُ أبيكِ الخيرِ ما ضاعَ سرُّكم(7/99)
لَدَيّ، فتجزِيني بِعاداً وتَصْرِمي
ولا ضِقتُ ذَرْعاً بالهَوى إذ ضَمنتُهُ،
ولا كظّ صدري بالحديثِ المكتمِ
ولا كانَ مما كانَ مما تقولوا
عَليّ، ونثّوا، غيرَ ظنٍّ مُرَجَّمِ
فإنْ كنتِ لما تخبرينَ، فسائلي
ذوي العلمِ عنا كيْ تنبيْ فتعلمي
مَتَى تَسْألي عنّا تُنَّبيْ بأنّنا
كِرَامٌ وأنّا أهْلُ عِزٍّ مُقَدَّمِ
وأنّا عَرَانِينُ صُقورٍ، مَصالِتٌ،
نَهُزُّ قَناة ً، متْنُها لمْ يُوَصَّمِ
لَعَمْرُكِ ما المُعتَرُّ يأتي بلادَنا
لنمنعهُ بالضائعِ المتهضمِ
وَما السيّدُ الجَبّارُ، حِينَ يُرِيدُنا
بِكَيْدٍ، عَلى أرْماحِنا بمُحرَّمِ
وَلا ضَيْفُنا عندَ القِرَى بمُدَّفعٍ،
وَما جارُنا في النائِباتِ بمُسْلَمِ
نبيحُ حمى ذي العزّ حينَ نكيدهُ،
وَنَحمي حِمَانَ بالوَشيجِ المُقوَّمِ
وَنحنُ إذا لمْ يُبرِمِ الناسُ أمرَهُمْ،
نكونُ على أمرٍ من الحقّ مبرمِ
ولوْ وزنتْ رضوى بحلمِ سراتنا
لمَالَ بِرَضْوَى حِلمُنا ويَلَمْلَمِ
وَنَحْنُ إذا ما الحرْبُ حُلّ صِرَارُها،
وَجادَتْ على الحُلاّبِ بالموْتِ والدمِ
ولمْ يُرْجَ إلاّ كُلُّ أرْوَعَ ماجِدٍ،
شَديدِ القُوى ، ذي عزّة ٍ وتكَرُّمِ
نكونُ زمامَ القائدينَ إلى الوغى ،
إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ لم يتقدّمِ
فنحنُ كذاكَ، الدهرَ، ما هبتِ الصبا
نعودُ على جهالهمْ بالتحلمِ
فلوْ فهِموا، أوْ وُفّقوا رُشدَ أمرِهمْ،
لَعُدنا عليهمْ بعدَ بُؤسَى بأنعُمِ
إنّا إذا ما الأفْقُ أمْسَى كأنّما
على حافَتَيْهِ مُمْسِياً لوْنُ عَنْدمِ
لَنُطعِمُ في المَشتى ، ونطعنُ بالقَنا،
إذا الحربُ عادتْ كالحريقِ المضرمِ
وتلقى لدى أبياتنا، حينَ نجتدى ،
مجالِسَ فِيها كُلُّ كهلٍ معمَّمِ
رَفِيعِ عِمادِ البيتِ، يستر عرضه،
من الذمّ، ميمونِ النقيبة ِ خضرمِ
جوادٍ على العلاتِ، رحبٍ فناؤهُ،
متى يُسألِ المعروفَ لا يتجهّمِ
ضَرُوبٍ بأعْجاز القِداحِ إذا شتا،
سَريعٍ إلى داعي الهِياجِ، مُصَمِّمِ
أشمَّ طويلِ الساعدينِ سميذعٍ،(7/100)
معيدِ قراعِ الدراعينَ، مكلمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أعينِ، ألا أبكي سيدَ الناسِ، واسفحي
أعينِ، ألا أبكي سيدَ الناسِ، واسفحي
رقم القصيدة : 13012
-----------------------------------
أعينِ، ألا أبكي سيدَ الناسِ، واسفحي
بدَمعٍ فإن أنزَفتِهِ فاسكُبي الدَّمَا
وبكي عظيمَ المشعرينِ وربها،
على الناسِ، معروفٌ لهُ ما تكلما
فلوْ كانَ مجدٌ يخلدُ اليومَ واحداً
من الناس، أبقى مجدهُ اليومَ مطعما
أجرتَ رسولَ اللهِ منهم، فأصبحوا
عِبادَكَ ما لَبّى مُلّبٍّ، وأحْرَمَا
فلوْ سئلتَ عنهُ معدٌّ بأسرها،
وقحطانُ، أو باقي بقيّة ِ جُرْهُما
لَقالوا: هو المُوفي بخُفرَة ِ جارِهِ،
وَذِمّتِهِ يَوْماً، إذا مَا تَذَمّمَا
فما تَطْلُعُ الشمسُ المُنيرَة ُ فوْقَهم،
على مثلهِ، منهمْ أعزَّ وأكرما
إبَاءً، إذا يأبَى ، وأكرَمَ شِيمَة ً،
وأنومَ عنْ جارٍ، إذا الليلُ أظلما
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّي، لَعَمْرُ أبيكَ، شرٌّ من أبي،
إنّي، لَعَمْرُ أبيكَ، شرٌّ من أبي،
رقم القصيدة : 13013
-----------------------------------
إنّي، لَعَمْرُ أبيكَ، شرٌّ من أبي،
ولأنتَ خيرٌ من أبيكَ وأكرمُ
وَبَنُوكَ نَوْكَى ، كلُّهم ذو علّة ٍ،
ولأنتَ شرٌّ من بنيكَ وألأمُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ
أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ
رقم القصيدة : 13014
-----------------------------------
أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ
شَرَاهُ امرُؤ، قد كان للشَّرّ لازِما
شَرَاهُ زُهيرُ بنُ الأغرّ وجامِعٌ،
وكانا قديماً يرْكبانِ المحارِما
أجرتمْ، فلما أن أجرتمْ غدرتمُ
وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لهَاذِمَا
فليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانة ٌ،
وليْتَ خُبَيباً كان بالقَوْمِ عالِما
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ
وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ
رقم القصيدة : 13015
-----------------------------------(7/101)
وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ
لئيمٌ، حلّ في شعبِ الأرومِ
وبطنَ حباشة َ السوداءِ عددْ،
وَسائلْ كلَّ ذي حسَبٍ كريمِ
تسمونَ المغيرة َ، وهوَ ظلمٌ،
وَيُنسَى دَيسَمُ الإسْمُ القديمُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى ، بكلبتهِ،
باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى ، بكلبتهِ،
رقم القصيدة : 13016
-----------------------------------
باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى ، بكلبتهِ،
قل لابن صَقْعَبَ: أخفِ الشخص واكتتمِ
قل للوليدِ: متى سميتَ باسمك ذا،
أمْ كانَ ديسمُ في الأسماءِ كالحلمِ
وإذْ حُبَاشة ُ أمٌّ لا تُسَرُّ بها،
لا ناكحٌ في الذرى زوجاً، ولمْ تئمِ
فالحقْ بِقَيْنِكَ، قَينِ السوءِ، إنّ لهُ
كِيراً بِبابِ عَجوزِ السوءِ، لمْ يَرِمِ
تلكمْ مصانعُكم في الدهرِ قد عُرِفتْ،
ضَرْبُ النّصَالِ، وَحسنُ الرَّقعِ للبُرَمِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي
لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي
رقم القصيدة : 13017
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي
أذودُ عن العشيرة ِ بالحسامِ
وقدْ أبقيتُ في سهمٍ علوباً
إلى يومِ التغابنِ والخصامِ
فلا تفخرْ فقدْ غلبتْ قديماً
عليكَ مشابهٌ من آلِ حامِ
فلستَ إلى الذوائبِ من قصيٍّ،
وَلا في عِزّ زُهرَة َ إذْ تُسامي
وَلا في الفَرْعِ من ابناءِ عَمْروٍ،
ولا في فَرْعِ مخزومِ الكرَامِ
فأقصرْ عن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ،
فقدْ جربتَ وقعَ بني حرامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ،
ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ،
رقم القصيدة : 13018
-----------------------------------
ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ،
على مَن لا يُناسبُهمْ، حَرَامُ
فإنّكَ وَادّعاءَ بَني قُصَيٍّ
لكالمجرى وليسَ لهُ لجامُ
فلا تفخرْ، فإنّ بني قصيٍّ
هُمُ الرّأسُ المُقدَّمُ، والسَّنامُ
وأهلُ الصّيتِ والسوْراتِ قِدْماً،(7/102)
مُقدَّمُها، إذا نُسِبَ الكِرَامُ
هُمُ أعْطوا منازِلَها قُرَيْشاً،
بمكة َ، وهيَ ليسَ لها نظامُ
فلا تفخر بقومٍ لستَ منهمْ،
فإنّ قبيلكَ الهجنُ اللئامُ
إذا عُدّ الأطايبُ من قُرَيشٍ
تقاعدكمْ إلى المخزاة ِ حامُ
قَسامة ُ أُمُّكُمْ، إن تنسِبوها
إلى نَسَبٍ فتأنفُهُ الكِرَامُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،
سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،
رقم القصيدة : 13019
-----------------------------------
سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،
وكلُّ قريشٍ بكمْ عالمُ
فقالتْ قريشٌ، ولم يكذبوا،
وقولُ قريشٍ لكمْ لازمُ
عبِيدٌ قُيونٌ، إذا حُصّلوا،
أبوكُمْ لَدَى كِيرِهِ جاثِمُ
فَسائلْ هِشاماً، إذا جِئتَهُ،
وخِرْقَة ُ، عيْبٌ لكُمْ دائِمُ
أطبخُ الإهالة ِ أمْ حقنها،
فأنفكَ منْ ريحها وارمُ
وجمرة ُ عارٌ لكمْ ثابتٌ،
فقلبكَ من ذكرها واجمُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ
نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ
رقم القصيدة : 13020
-----------------------------------
نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ
بَنو المُغيرَة ِ عن مجْدِ اللَّهامِيمِ
وافتخروا بأمورٍ، أهلها نفرٌ،
أحسابهمْ منْ قصيٍّ في الغلاصيمِ
بندوة ٍ منْ قصيٍّ كان ورثها،
وباللواء ، وحُجّاب فخاقيم
منْ جوهرٍ من قريشٍ فالتمسْ بدلاً
منهُمْ مَعانيقَ في الهيْجا، مَقاديمِ
وَاترُكْ مآثِرَ قوْمٍ في بُيوتِهِمِ،
وافخَرْ بمَكرُمَة ٍ في بيْتِ مخزُومِ
أوْ منْ بني شجعٍ إن كنتَ ذا نسبٍ
حرٍّ من القومِ، منسوبٍ، ومعلومِ
هَلاّ مَنَعْتُمْ من المَخْزَاة ِ أُمَّكُمُ،
عندَ الثنيّة ِ من عمْرِوْ بْنِ يَحمُومِ
بَنُو المُغِيرَة ِ فُحْشٌ في نديّهِمِ،
تَوَارَثُوا الجهلَ، بعد الكفرِ واللُّومِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لَعَمْرُ أبي سُمَيّة َ ما أُبَالي
لَعَمْرُ أبي سُمَيّة َ ما أُبَالي(7/103)
رقم القصيدة : 13021
-----------------------------------
لَعَمْرُ أبي سُمَيّة َ ما أُبَالي
أنَبَّ التَّيْسُ أم نطقتْ جُذَامُ
إذا ما شاتهمْ ولدتْ تادوا:
أجَدْيٌ، تحتَ شاتِكَ، أمْ غُلامُ؟
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ ترَ أنّ طلحة َ من قريشٍ
ألمْ ترَ أنّ طلحة َ من قريشٍ
رقم القصيدة : 13022
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ طلحة َ من قريشٍ
يعدُّ من القماقمة ِ الكرامِ
وكانَ أبوهُ، بالبلقاءِ، دهراً
يَسوقُ الشَّوْلَ في جِنحِ الظلامِ
هوَ الرجلُ الذي جلبَ ابنَ سعدٍ
وعثماناً منَ البلدِ الشآمِ
هوَ الرجلُ الذي حدثتَ عنهُ،
غرِيبٌ بينَ زَمزَمَ والمَقامِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي، إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي،
إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي، إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي،
رقم القصيدة : 13023
-----------------------------------
إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي، إذا ذُكرَتْ عُقَيْلة ُ بالمخازي،
تَقَنّعَ مِنْ مخازِيها اللّئامُ
أبو صَيْفي الذي قدْ كان منها،
ومخرمة ُ الدعيُّ المستهامُ
إذا شتموا بأمهمِ تولوا
سراعاً ما يبينُ لهمْ كلامُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً
أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً
رقم القصيدة : 13024
-----------------------------------
أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً
سيَعْلو بما أدّى ، وإْ كنتَ رَاغِما
وإنْ كنتَ قدْ كذبتهُ وخذلتهُ
وَحيداً، وَطاوَعْتَ الهجينَ الضُّراغما
ولوْ كنتَ حراً في أرومة ِ هاشمٍ،
وفي سرها منهمْ منعتَ المظالما
ولكنّ لحياناً أبوكَ ورثتهُ،
وَمَأوَى الخنا منهمْ، فدَعْ عنكَ هاشما
سَمَتْ هاشِمٌ للمكرُماتِ ولِلْعُلى ،
وَغُودِرْتَ في كأبٍ من اللؤم جاثِما
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ،(7/104)
مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ،
رقم القصيدة : 13025
-----------------------------------
مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ،
فلْيأتِ مأسَدة ً في دارِ عُثمانا
مستحقبي حلقِ الماذيّ، قد سعفتْ
فوْقَ المَخاطِمِ، بَيْضٌ زَانَ أبدانا
بلْ ليتَ شعري، وليتَ الطيرَ تخبرني
ما كانَ شأنُ عليٍّ وَابنِ عفّانا
ضحّوا بأشمطَ عنوانُ السجود بِهِ
يُقَطّع الليل تسبيحاً وقرآنا
لتسمعنّ وشيكاً في ديارهمِ،
اللَّهُ أكْبَرُ، يا ثَارَاتِ عُثْمانَا
وقَدْ رَضِيتُ بأهلِ الشّأمِ زَافِرَة ً،
وبِالأميرِ، وبالإخوانِ إخوَانَا
إنّي لمنهُمْ، وإن غابوُا، وإن شهِدوا،
حتى المماتِ، وما سميتُ حسانا
ويهاً فدى ً لكمُ أمي وما ولدتْ،
قدْ ينفعُ الصبرُ في المكروهِ أحيانا
شُدّوا السيوفَ بِثِنيٍ، في مناطِقكمْ،
حتى يحينَ بها في الموتِ من حانا
لعلّكُمْ أنْ تَرَوْا يَوْماً بمَغبطَة ٍ،
خَلِيفَة َ اللَّهِ فِيكُمْ كالّذي كانَا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ،
يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ،
رقم القصيدة : 13026
-----------------------------------
يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ،
إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ
إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً،
عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ
يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ
قتلُ الإمامِ الأمنِ المسلمِ الفطنِ
ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ،
إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ
إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعة ٍ
عَيني بدمْعٍ، على الخَدّينِ، مُحتتنِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ومسترقِ النخامة ِ مستكينٍ
ومسترقِ النخامة ِ مستكينٍ
رقم القصيدة : 13027
-----------------------------------
ومسترقِ النخامة ِ مستكينٍ
لوقعِ الكأسِ، مختلسِ البيانِ
حَلَفْتُ لَهُ بهَا حجّتْ قُرَيشٌ
وكلِّ مشعشعِ مِ الخمرِ آنِ
لتصطحبنْ، وإن أعرضتَ عنها،
ولوْ أني بحيبتهِ سقاني(7/105)
فطافتْ طوفتينِ، فقالَ: زدني،
وَدَبّتْ في الأخادِعِ والبَنَانِ
فلمْ أعْرِفْ أخي حتّى اصْطَبَحْنا
ثلاثاً، فانبرى خذمَ العنانِ
فَلاَنَ الصّوْتُ، فانبسَطتْ يداهُ،
وكان كأنهُ في الغلّ عانِ
وراحَ ثيابهُ الأولى سواها،
بلا بيعٍ، أميمَ، ولا مهانِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ،
وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ،
رقم القصيدة : 13028
-----------------------------------
وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ،
ناديتهُ وهوَ مغلوبٌ، ففداني
لما صحا وتراخى العيشُ قلتُ لهُ:
إنّ الحياة َ، وإنّ الموْتَ مِثلانِ
فاشربْ من الخمرِ ما آتاكَ مشربهُ،
واعلمْ بأنْ كلُّ عيشٍ صالحٍ فانِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ، إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ،
إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ، إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ،
رقم القصيدة : 13029
-----------------------------------
إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ، إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ،
الأزْدُ نِسْبتُنا، والماءُ غَسّانُ
شُمُّ الأنوفِ، لهمْ مجْدٌ ومَكْرُمَة ٌ،
كانتْ لهمْ كجبالِ الطودِ أركانُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ
إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ
رقم القصيدة : 13030
-----------------------------------
إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ
وَد ما لمْ يُعاصَ كان جُنونا
ما التصابي على المشيبِ وقدْ قل
ـبْتُ مِنْ ذاكَ أظهُرًا وبُطُونا
إن يكن غثّ من رَقاشِ حديثٌ،
فبِما نأكُلُ الحديثَ سمِينا
وانتصينا نواصيَ اللهوِ يوماً،
وَبَعَثْنَا جُنَاتَنا يَجْتَنُونَا
فجنونا جنى ً شهياً، حلياً،
وقضوا جوعهمْ، وما يأكلونا
وأمينٍ حدثتهُ سرَّ نفسي،
فرعاه حفظَ الأمينِ الأمينا
مخمرٍ سرهُ، إذا ما التقينا،
ثِلِجَتْ نَفْسُهُ بإنْ لا أخُونَا(7/106)
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
رقم القصيدة : 13031
-----------------------------------
وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
لذي جسمٍ يعدُّ وذي بيانِ
كأنّكَ، أيّها المُعطَى بَياناً
وجسماً، من بني عبدِ المدانِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ،
لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ،
رقم القصيدة : 13032
-----------------------------------
لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ،
بَينَ أعلى اليرْموكِ، فالخَمّانِ
فالقُرَيّاتِ مِنْ بِلاسَ فدارَ
يا، فسكاء، فالقصورِ الدواني
فقفا جاسمٍ، فأودية ِ الص
فرِ، مغنى قبائلٍ وهجانِ
تلكَ دارُ العزِيزِ، بعدَ أنيسٍ،
وحلولٍ عظيمة ِ الأركانِ
ثكلتْ أمهمْ، وقد ثكلتهمْ،
يومَ حلوا بحارثِ الجولانِ
قدْ دَنَا الفِصْحِ، فالوَلائدُ يَنظِمـ
ـنَ سِرَاعاً أكِلّة َ المَرْجانِ
يجتنينَ الجاديَّ في نقبِ الري
ـطِ، عليْها مجَاسِدُ الكَتّانِ
لمْ يُعلِّلْنَ بالمغافِرِ والصّمـ
غِ وا نقفِ حنظلِ الشريانِ
ذاك مغنًى من آل جفنة َ في الدَّهـ
رِ، وحقٌّ تعاقبُ الأزمانِ
قدْ أرَاني هُناك، حقَّ مَكينٍ،
عندَ ذي التاجِ مجلسي ومكاني
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ويثربُ تعلمُ أنا بها،
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
رقم القصيدة : 13033
-----------------------------------
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا التبسَ الامرُ، ميزانها
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا قَحَطَ القَطْرُ، نوءانُها
ويثربُ تعلمُ أنا بها،
إذا خافَتِ الأوْسَ، جِيرانُها
ويثربُ تعلمُ أنّ النبي،
ـتَ عندَ الهزَاهِزِ ذُلاّنُها
مَتى تَرَنا الأوْسُ في بيضنا،
نَهُزُّ القَنا، تَخْبُ نيرَانُها
وتُعطِ القِيادَ على رَغمِها،
وينْزِلْ من الهامِ عِصْيانُها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ،
إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ،
رقم القصيدة : 13034(7/107)
-----------------------------------
إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ،
فأتِ الرجيعَ، وسلْ عن دارِ لحيانِ
قوْمٌ تَوَاصَوْا بأكلِ الجارِ كلُّهُمُ،
فخيرهمْ، رجلاً، والتيسُ مثلانِ
لوْ ينطِقُ التيْسُ ذو الخَصْيينِ وَسطهمُ،
لَكانَ ذا شَرفٍ فيهِمْ وَذا شانِ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
رقم القصيدة : 13035
-----------------------------------
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
إذا ألقَى لها سَمعاً تُبِينُ
نسيتَ الجسرَ يومَ أبي عقيلٍ،
وَعندَكَ منْ وَقائِعِنا يَقِينُ
فلسْتُ لحاصِنٍ إنْ لم تزُرْكمْ
خلالَ الدورِ مشعلة ٌ طحونُ
يدينُ لها العزيزُ إذا رآها،
ويهربُ من مخافتها القطينُ
تَشِيبُ النّاهدُ العذراءُ فيها،
ويسقطُ منْ مخافتها الجنينُ
بعيْنَيكَ القوَاضِبُ حينَ تُعْلى
بها الأبطالُ والهامُ السكونُ
تجودُ بأنْفُسِ الأبْطالِ سُجْحاً،
وأنتَ بنفسكَ الخبُّ الضننُ
ولا وقْرٌ بسمعِكَ حِينَ تُدْعى
ضُحى ً إذ لا تُجِيبُ ولا تُعِينُ
ألمْ نتركْ مآتمَ معولاتٍ،
لهُنّ عَلى سَرَاتكُمُ رنِينُ
تُشيِّنُهمْ، زعمت، بغيرِ شيءٍ،
ونفسكَ لوْ علمتَ بهمْ تشينُ
قتلتُمْ واحِداً منَّ بألْفٍ،
هَلا لله ذا الظَّفَرُ المُبِينُ
وذلك أنّ ألفَكُمُ قَليلٌ
لواحدنا، أجلْ أيضاً ومينُ
فلا زلتمْ، كما كنتمْ قديماً،
ولا زِلْنا كما كُنّا نَكُونُ
يُطيفُ بكُم من النَّجّارِ قوْمٌ،
كأُسْدِ الغابِ، مَسكنُها العَرِينُ
كأنا، إذْ نساميكمْ رجالاً،
جِمالٌ حِينَ يَجْتلِدُونَ جُونُ
ولنْ ترضى بهذا فاعلموهُ،
معاشرَ أوسَ، ما سُمِعَ الحنينُ
وقد أكرَمتُكمْ وسكنتُ عنكم،
سَرَاة َ الأوْس، لوْ نَفَعَ السُّكونُ
حياءً أنْ أشاتمكمْ، وصوناً
لعرضي، إنهُ حسبٌ سمينُ
وأكرمتُ النساءَ، وقلتُ رهطي،
وهذا حينَ أنطقُ، أو أبينُ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ(7/108)
يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ
رقم القصيدة : 13036
-----------------------------------
يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ
عبدَ المدانِ، وجلَّ آلِ قيانِ
قد كنتُ أحسَبُ أنّ أصْلي أصلُكم،
حتى أمرتم عبدكمْ، فهجاني
فتوقعوا سبلَ العذابِ عليكمُ،
مما يُمرُّ على الروّي لساني
فلأذكرن بني رميمة َ كلهمْ
وبَني الحُصَينِ بخزْية ٍ وهوانِ
ولتعرفنّ قلائدي برقابكمْ،
كالوشمِ لا تبلى على الحدثانِ
أبني الحماسِ، فما أقولُ لثلة ٍ،
ترْعى البقاعَ، خبيثَة َ الأوْطانِ
أينَ المالُ، بني الحماسِ، إذا ذكتْ
بهجائكمْ، متشنعاً، نيراني
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغْ بني الديانِ عني
ألا أبلغْ بني الديانِ عني
رقم القصيدة : 13037
-----------------------------------
ألا أبلغْ بني الديانِ عني
مغلغلة ً، ورهطَ بني قيانِ
وأبلغْ كلَّ منتخبٍ هواءٍ،
رَحيبِ الجوْفِ، من عبدِ المَدانِ
مَيامِسُ غَزّة ٍ، وَرِماحُ غَابٍ،
خِفافٌ، لا تقومُ بهَا اليَدانِ
تفاقَدْتُمْ! علامَ هَجوْتُموني،
ولمْ أظلِمْ، ولم أُخْلَسْ بَياني
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام،
إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام،
رقم القصيدة : 13038
-----------------------------------
إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام،
فما إنْ يُقالُ لهُ مَنْ هُوَهْ
فقالت ثنه: فقال: إذا لمْ يسُدْ قبلَ شَدّ الإزار،
فذلكَ فينا الذي لا هوهْ
ولي صاحبٌ من بني الشيصبانِ،
فَطوْراً أقُولُ، وطوْراً هُوَهْ
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> سقتمْ كنانة َ جهلاً من عداوتكم،
سقتمْ كنانة َ جهلاً من عداوتكم،
رقم القصيدة : 13039
-----------------------------------
سقتمْ كنانة َ جهلاً من عداوتكم،
إلى الرسولِ، فجندُ اللهِ مخزيها
أوْرَدتُموها حِياضَ الموْتِ ضَاحِية ً،
فالنّارُ موْعدُها، والقتلُ لاقِيها
أنتم أحابيشُ، جُمّعتُمْ بلا نسَبٍ،(7/109)
أئِمّة ُ الكُفْرِ، غرّتكُمْ طوَاغِيها
هلا اعتبرتمْ بخيلِ اللهِ، إذْ لقيتْ
أهلَ القَليبِ، ومَنْ أرْدَينَه فِيها
كمْ من أسيرٍ فكَكْناهُ بِلا ثَمَنٍ،
وَجَزِّ ناصِيَة ٍ، كُنّا مَوالِيها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ،
لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ،
رقم القصيدة : 13040
-----------------------------------
لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ،
لكانَ خَيْرَ هُذَيلٍ حِينَ يأتِيها
ترى من اللؤمِ رقماً بينَ أعينهمْ،
كما كوى أذرعَ العاناتِ كاويها
تبكي القبورُ، إذا ما ماتَ ميتهمْ،
حتى يَصِيحَ بمنْ في الأرْضِ داعِيهَا
مثلُ القنافذِ تخزى أن تفاجئها،
شدَّ النهارِ، ويلقى الليلَ ساريها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها،
أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها،
رقم القصيدة : 13041
-----------------------------------
أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها،
أنْ لستُ هاجيَها، إلاّ بما فيها
قبيلة ٌ ألأمُ الأحياءِ أكرمها،
وأغدرُ الناس، بالجيرانِ، وافيها
وشرُّ مَن يحضرُ الأمصَارَ حاضرُها،
وشرُّ بادية ِ الأعرابِ باديها
تبْلى عظامُهُمُ إمّا همُ دُفنوا
تحتَ الترابِ، ولا تبلى مخازيها
كأنّ أسنانهمْ، من خبثِ طعمتهمْ،
أظفارُ خاتنة ٍ كلتْ مواسيها
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً،
ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً،
رقم القصيدة : 13042
-----------------------------------
ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً،
يُذكِّرُ، لو يَلْقى خليلاً مُؤاتِيا
وَيَعْرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَهُ،
فلمْ يرَ من يؤوي، ولمْ يرَ داعيا
فلمّا أتانا، واطمأنّتْ به النّوى ،
فأصبحَ مسروراً، بطيبة َ، راضيا
بذلنا لهُ الأموالَ من جلّ مالنا،
وأنفُسَنا، عندَ الوَغَى ، والتّآسِيا
نحاربُ من عادى من الناس كلهم،
جميعاً، وإن كان الحبيبَ المصافيا(7/110)
ونعلمُ أنّ اللهَ لا ربّ غيرهُ،
وإنّ كِتَابَ اللَّهِ أصْبَحَ هادِيا
ديوالعصر الإسلامي >> حسان بن ثابت >> أوصى أبونا مالكٌ بوصاية ٍ
أوصى أبونا مالكٌ بوصاية ٍ
رقم القصيدة : 13043
-----------------------------------
أوصى أبونا مالكٌ بوصاية ٍ
عمراً وعوفاً، إذ تجهزَ غاديا
بأنِ اجعَلوا أموالَكمْ وسيوفَكُمْ
لأعراضكمْ ما سلمَ اللهُ واقيا
فقُلنا لهُ إذ قالَ ما قال: مَرْحَباً،
أمرتَ بمعروفٍ وأوصيتَ كافيا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سمَا الخطيبانِ في المعالِي
سمَا الخطيبانِ في المعالِي
رقم القصيدة : 13044
-----------------------------------
سمَا الخطيبانِ في المعالِي
وجازَ شَأْواهُما السَّماكا
جالاَ فلمْ يترُكَا مجالاً
و اعْتَرَكَا بالنُّى عِراكَا
فلَستُ أدري على اختياري
منْ منهُمَا جَلَّ أَنْ يُحاكَى
فوحْيُ عقْلي يقولُ:هذَا
ووَحيُ قلبي يقولُ: ذاكا
وَدِدْتُ لوْ كلُّ ذِي غُرورٍ
أمسِى لنعليهِمَا شِراكَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ
حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ
رقم القصيدة : 13045
-----------------------------------
حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ
وطالَعَ اليُمنُ مَن بالشَّأمِ حَيّاني
أهلَ الشَّآمِ لقد طَوَّقتُمُ عُنُقي
بِمنَّة ٍ خرجتْ عن طَوْقِ تبيانِي
قُلْ للكريمِ الذي أَسْدَى إليَّ يدَّاً
أّنَى نَزَحْتَ فأنتَ النازِحَ الدَاني
ما إِنْ تَقَاضَيْتُ نَفْسِي ذِكْرَ عارِفَة ٍ
هل يَحدثُ الذِّكرُ إلاّ بَعدَ نِسيانِ
ولا عَتَبتُ على خِلٍّ يَضَنُّ بها
ما دام يَزْهَدُ في شُكْرِي وعِرفاني
أَقَرَّ عَيْنِيَ أنَّي قُمْتُ أنْشِدُكُمْ
في مَعهَدٍ بحُلى العِرفانِ مُزدانِ
وشاعَ فيَّ سُرورٌ لا يُعادِلُه
رَدُّ الشَّبابِ إلى شَعْرِي وجُثمانِي
لي مَوطِنٌ في رُبُوعِ النِّيلِ أعظِمُه
ولِي هُنا في حِماكُمْ مَوْطنٌ ثانِي(7/111)
إنِّي رأيتُ على أهْرامِها حُلَلاً
مِن الجَلالِ أراهَا فَوْقَ لبنانِ
لم يَمحُ منها ولا من حُسنِ جِدَّتها
على التَّعاقُبِ ما يَمحُو الجَديدانِ
حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بينكم فإذا
أهلي وصَحبي وأحبابي وجيراني
مِنْ كلِّ أَبْلَجَ سامِي الطَّرْفِ مُضطلِعٍ
بالخَطْبِ مُبْهَجٍ بالضَّيْفِ جَدْلانِ
يَمشي إلى المَجدِ مُختالاً ومُبتَسِماً
كأنّه حين يَبدُو عُودُ مُرّانِ
سكنتمْ جنة فيحاء ليس بها
عَيبٌ سوى أنّها في العالَمِ الفاني
إذا تَأمَّلتَ في صُنعِ الإِله بها
لَم تَلقَ في وَشْيهِ صُنعاً لإنسانِ
في سَهْلِها وأعاليهَا وسَلْسَلِها
بُرْءُ العليلِ وسَلْوَى العاشِقِ العانِي
وفي تَضَوُّعِ أنفاسِ الرِّياضِ بها
رَوْحٌ لكلِّ حَزِينِ القَلْبِ أَسْوانِ
اَنَّى تَخَيَّرْتَ مِنْ لبنان مَنْزِلَة ً
في كلِّ مَنزِلَة ٍ رَوضٌ وعَينانِ
يا لَيتَني كنتُ من دُنيايَ في دَعَة ٍ
قَلْبي جَميعٌ وأَمْرِي طَوْع وِجْدَانِي
أقضي المَصِيفَ بلُبنانٍ على شَرَفٍ
ولا أحُولُ عن المَشتى بحُلوانِ
يا وقفة ً في جبالِ الأرزِ أَنْشُدُها
بينَ الصنوبرِ والشربينِ والبانِ
تَستِهبِطُ الوَحْيَ نَفسي من سَماوَتها
ويَنثَني مَلَكاً في الشِّعرِ شَيطاني
عَلِّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقْتَدِياً
بشاعِرِ الأرزِ في صُنعٍ وإتْقانِ
لاَ بِدْعَ إنْ أخصبتْ فيها قرائحُكُمْ
فأعجزتْ وأعادتْ عهدَحسَّانِ
طيبُ الهَواءِ وطِيبُ الرَّوضِ قدْ صَقَلاَ
لَوحَ الخَيالِ فأغراكُم وأغراني
مَن رامَ أن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلة ً
فليَغشَ أحياءَكُم في شهرِ نَيسانِ
تاهتْ بقبرِصلاحِ الدِّيِنِتُرْبَتُهَا
وتاهَ أحياؤُها تِيهاً بمَطرانِ
يَبْنِي ويَهْدِمُ في الشَّعْرِ القدِيم وفي
الشِّعر الحدِيثِ فَنعْمَ الهَادِمُ الباني
إذا لَمَحْتُمْ بشِعْري وَمْضَ بَارِقَة ٍ
فَبَعْضُ إحْسانِه في القَوْلِ إحْسانِي
رَعياً لشاعِرِكُم، رَعياً لكاتِبِكُم
جَزاهُما اللهُ عَنِّي ما يَقُولانِ(7/112)
ارَى رِجالاً مِن الدُّنيا الجَدِيدَة ِ في
الدُّنيا القَدِيمَة ِ تَبْنِي خَيْرَ بُنْيانِ
قد شيَّدواآية ً بالشَّامِ خالِدَة ً
شَتَّى المَناهلِ تَروي كلَّ ظَمآنِ
لئِن هَدَوْكُم لقد كانت أوائِلُكُم
تَهْدِي أَوائلَهُمْ أَزمْانَ أَزْمانِ
لا غَرَو إنْ عَمَّروا في الأرضِ وابتَكَروا
فيها افَانِينَ إصْلاحٍ وعُمْرانِ
فتِلْكَ دُنْياهُمُ في الجَوِّ قد نَزَعَتْ
أعِنّة َ الرِّيحِ مِنْ دُنْيا سُلَيْمانِ
أَبَتْ أُمَيّة ُ أَنْ تَفْنَي محَامِدُها
على المَدى وأبى أبناءُ غَسّانِ
فمِن غَطارِفَة ٍ في جِلِّقٍ نُجُبٍ
ومِنْ غَطَارِفَة ٍ في أَرْضِحَوْرانِ
عافُوا المَذَلَّة َ في الدّنيا فعندهمُ
عِزُّ الحياة ِ وعِزُّ المَوْتَ سِيّانِ
لا يَصْبِرُونَ على ضَيْمٍ يُحاوِلُه
باغٍ مِنَ الإنسِ أو طاغٍ من الجانِ
شَقَقْتُ أسْواقَبَيرُوتٍفما أَخَذَتْ
عينايَ في ساحِهَا حانوتَ يونانِي
فقلتُ في غِبطَة ٍ: للهِ دَرُّهُمُ
وَلَّوْا سِراعاً وخَلَّوْا ذلك الواني
تَيَمَّمُوا أرضَ كُولُمبٍ فما شَعَرَت
منهم بَوطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ
سادُوا وشادُوا وأبلَوا في مَناكِبِها
بلاءَ مُضظَلِعٍ بالأمرِ مَعوانِ
إنْ ضاقَ ميدانُ سبقٍ منْ عزائمِهِمْ
صاحتْ بهمْ فأروهَا الفَ ميدانِ
لا يستشيرونَ إِن همّوا سوى همَهم
تأبَى المُقامَ على ذّلٍّ وإِذعانِ
ولا يُبالونَ إنْ كانت قُبُورُهُمْ
ذُرا الشَّوامِخ أو أجوافَ حِيتانِ
في الكونِ مورقهمْ في الشامِ مغرسهمْ
والغرسُ يزكو نقالاً بينَ بلدانِ
إنْ لم يَفُوزا بسلطانٍ يُقِرُّهُمُ
ففي المُهاجَرِقد عَزُّوا بسلطانِ
أو ضاقتِ الشأمُ عن برهانِ قدرتهَمْ
ففي المُهاجَرِ قد جاءُوا ببرهانِ
إنّا رأينا كراماً من رجالهمُ
كانوا عليهمْ لدينا خير عنوانِ
أنّى التقينا التقَى في كلِ مجتمعٍ
أهلٌ بأهلٍ وإخوانٌ باخوانِ
كمْ في نواحي ربوعِ النّيلِ من طرفٍ
لليازجيِّ وصروفٍ وزيدانِ
وكم لأحيائِهِم في الصُّحفِ من أثَرٍ(7/113)
له المقطّمُ والأهرامُ رنانِ
متى أرى الشّرقَ أدناهُ أبعده
عن مَطمَعِ الغَرب فيه غيرَ وَسْنانِ
تجري المودّة من أعراقه طلقاً
كجرية ِ الماءِ في أثناءِ أفنانِ
لافرقَ بين بوذيِّ يعيشُ به
ومسلمٍ ويهوديٍ ونصرانِي
مابالُ دُنياهُ لمّا فاءَ وارِفُها
عليه أدبرتْ من غيرِ إيذانِ
عهدُ الرشيدِ ببغدادَ عفا ومَضَى
وفي دِمَشق انطوى عهدُ ابنِ مروانِ
لاتسلْ بعده عن عهدِ قرطبة ٍ
كيف انمحى ْ بين أسيافٍ ونيرانِ
فعَلِّموا كلَّ حَيٍّ عندَ مَولِدِه
عليكَ للهِ والأوطانِ دينانِ
حَتمٌ قَضاؤُهُما حَتمٌ جَزاؤُهُما
فآربأ بنفسكَ أن تمنَى بخسرانِ
النَّيلُ وهو إلى الأُردُنِّ في شَغَفٍ
يُهدي إلى بَرَدى أشواقَ وَلهانِ
وفي العِراقِ به وَجدٌ بدِجلَتِه
وبالفراتِ وتحنانٌ لسيحانِ
إنْ دامَ مانحن فيه من مُدابَرَة ٍ
رأيتُ رأى َ المعرّي حين أرهقَه
ما حلّ بالناسِ من بغيٍ وعدوانِ
لا تظهرُ الأرضَ من رجسٍ ومن درنٍ
حتى يُعاوِدَها نُوحٌ بطُوفانِ
ولّى الشبابُ وجازتني فتوتُه
وهَدَّمَ السُّقمُ بعدَ السُّقمِ أركاني
أسوّفت أم أعدّت حرَّ أكفاني
شاهَدتُ مَصرَعَ أترابي فَبَشَّرَني
بضجعة ٍ عندها روحي وريحاني
كم منْ قريبٍ نأى عنّي فأوجَعَني
وكم عَزيزٍ مَضَى قبلي فأبكاني
من كانَ يسألُ عن قومي فإنّهمُ
إني مللّتُ وقوفي في كلِ آونة ٍ
أبكي وأنظِمُ أحزاناً بأحزانِ
إذا تَصَفَّحتَ ديواني لتَقَرأَني
وجدتَ شعرَ المراثي نصفَ ديواني
أتيتُ مستشفياً والشوقُ يدفعُ بي
إلى رُباكُم وعودِي غيرُ فينانِ
فأنزِلُوني مَكاناً أستَجِمُّ به
ويَنجلي عن فؤادي بَرحُ أحزاني
وجنبّوني على شكرٍ موائدكُم
بما حَوَتْ من أفاوِيهٍ وألوانِ
حسبي وحسبُ النُّهى ما نلتُ من كرمٍ
قد كدتُ أنسى به أَهلي وخُلاّني
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها
جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها
رقم القصيدة : 13046
-----------------------------------(7/114)
جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها
لغيرِ تَفريقٍ وتَضليلِ
يحلُو بهَا الكِذْبُ لأَرْبابِهَا
كأنَّها أوّل إبريلِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يا ساكِنَ البيتِ الزُّجا
يا ساكِنَ البيتِ الزُّجا
رقم القصيدة : 13047
-----------------------------------
يا ساكِنَ البيتِ الزُّجا
جِ هَبِلتَ، لا تَرمِ الحُصُونا
أرأيتَ قبلكَ عارياً
يَبغي نِزالَ الدَّارِعينا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به
لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به
رقم القصيدة : 13048
-----------------------------------
لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به
أيدي البِطانَة ِ وهو في تَضليلِ
إنِّي أراهُ كأنّه في رُقعَة الشِّـ
شِّطْرَنْجِ أو في قاعة ِ التَّمثيلِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ
عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ
رقم القصيدة : 13049
-----------------------------------
عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ
شَيئاً يَعوقُ مَسيرَها إِلاّكا
تَسري على وَجهِ البسيطة ِ لَحظَة ً
فتَجُوبُها وتَحارُ في أحشاكا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا
أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا
رقم القصيدة : 13050
-----------------------------------
أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا
و أفُضُّ الأَذْكارَ حتَّى يَغيبَا
هو ذِكري وقِبلَتي وإمامي
و طبيبِي اذَا دَعَوْتُ الطَّبيبَا
لو تَراني وقد تَعَمَّدتَ قَتلي
بالتَّنائي رأيتَ شيخاً حَريبَا
كانَ لا ينحنِي لغَيرِكَ إِجْلا
لاً ولا يَشتَهي سواكَ حَبيبا
لا تَعِيبَنَّ يا شكيبُ دبيبِي
إنّما الشيخُ مَن يَدِبُّ دَبيبا
كم شرِبتَ المُدامَ في حَضرَة ِ الشَّيْـ
خِ جِهاراً وكمْ سُقِيتَ الحَليبَا
وإذا أدنَفَ الشُّيوخُ غرامٌ
كنتُ في حَلبَة ِ الشُّيوخِ نَقيبا(7/115)
عُدْ إلينا فقد أطَلتَ التَّجافي
واركبِ البَرْقَ إنْ أَطقْتَ الرُّكُوبَا
وإذَا خِفْتَ ما يُخَاف مِن اليَمِّ
ـمِّ فَرَشنا لأخمَصَيكَ القُلوبا
وَدَعَونا بِساطَ صاحِبِ بِلقِيـ
ـسَ فلَبَّى دُعاءَنا مُستَجيبا
وأمَرنا الرِّياحَ تَجري بأمرٍ
منكَ حتى نَراكَ مِنّا قَريبا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَدِيمُ وجهِكَ يا زِنْدِيقُ لوْ جُعِلَتْ
أَدِيمُ وجهِكَ يا زِنْدِيقُ لوْ جُعِلَتْ
رقم القصيدة : 13051
-----------------------------------
أَدِيمُ وجهِكَ يا زِنْدِيقُ لوْ جُعِلَتْ
منه الوِقايَة ُ والتَّجليدُ للكُتُبِ
لم يَعلُها عَنكَبُوتٌ أينَما تُرِكتْ
و لاَ تُخافُ عليها سَطْوَة ُ اللَّهبِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> هنا يَستَغيثُ الطِّرسُ والنِّقسُ والذي
هنا يَستَغيثُ الطِّرسُ والنِّقسُ والذي
رقم القصيدة : 13052
-----------------------------------
هنا يَستَغيثُ الطِّرسُ والنِّقسُ والذي
يخُطُّ ومنْ يَتلوُ ومنْ يَتَسَمَّعُ
مخازٍ وما أدرى إذا ما ذَكَرتُها
إلى الحَمدِ أُدعى أو إلى اللَّومِ أدفَعُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
رقم القصيدة : 13053
-----------------------------------
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخيمِ
وأيّامٍ كَسَوناها جَمَالاً
وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعيمِ
مَلأناها بنا حُسناً فكانت
بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيمِ
وفِتيانٍ مَساميحٍ عليهم
جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّليمِ
لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمانِي
وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديمِ
كهمِّكَ في الخَلاعَة ِ والتَّصابِي
وإنْ كانوا على خُلُقٍ عَظيمِ
ودعوتهم إلى أنسٍ فوافَوا
موافاة َ الكريمِ إلَى الكريمِ
وَجَاءُوا كَالْقَطا وَرَدَتْ نَميراً
عَلى ظمَإٍ وهَبُّوا كالنَّسِيمِ
وكانَ اللَّيْلُ يمرحُ في شبابٍ(7/116)
ويَلهُو بالمَجَرَّة ِ والنُّجُومِ
فواصَلنا كُؤوسَ الرّاحِ حتى
بَدَتْ للعينِ أنوارُ الصَّريمِ
وأعملنَا بهَا رأيَابنِ هاني
فألحِقْنا بأصحابِ الرَّقيمِ
وظَبْيٍ مِنْ بنِي مِصْرٍ غَرِيرٍ
شَهِيَّ اللَّفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ
ولّحْظٍ بابليٍّ ذِي انكسارِ
كأنَّ بطرفهِ سيما اليتيمِ
سقانَا في مُنادَمَة ٍ حديثاً
نَسِينَا عِنْده بِنْتَ الكُرُومِ
سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصابي
عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَديمِ
أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ
كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ
كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَبٍّ
قدْ التهبتْ مِنَ الوجْدِ الأليمِ
كَأنَّ سَرَابَها إِذْ لاَحَ فِيها
خِداعٌ لاحَ في وجهِ اللَّئيمِ
تَضِلُّ بليلهِالِهْبٌفتَحْكِي
بوادي التِّيهِ أقوامَ الكَليمِ
وتَمشي السّافياتُ بها حَيارَى
إذا نُقِلَ الههجيرُ عن الجحيمِ
فمَن لي أنْ أرى تلك المَغاني
ومافيها من الحُسنِ القَديمِ
فما حَظُّ ابنِ داوُدٍ كحَظِّي
ولاَ أُوتيتُ مِنْ عِلْمِ العليمِ
ولا أنا مُطلَقٌ كالفِكرِ أسري
فاستَبِقُ الضَّواحِكَ في الغُيُومِ
ولكنّي مُقَيَّدَة ٌ رِحَالِي
بقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ
نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقي
وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ
وما غادَرتُ في السُودان قَفراً
ولم أصبُغ بتُربَتِه أديمي
وهأَنا بين أنيابِ المَنايا
وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ
ولولاَ سَوْرَة ٌ للمجدِ عِندي
قَنِعْتُ بعيشتِي قَنَعَ الظَّليمِ
أيابْنَ الأكرَمين أباً وجَدّاً
ويا بنَ عُضادَة ِ الدِّنِ القَويمِ
أقامَ لدِيننَا أَهلُوكَ رُكْناً
له نَسَبٌ إلى رُكنِ الحَطيمِ
فما طافَ العُفاة ُ به وعادُوا
بغيرِ العسجدية ِ واللطِيمِ
أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِي
ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديمِ
وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي
على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديمِ
فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِي
ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميمِ(7/117)
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ
أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ
رقم القصيدة : 13054
-----------------------------------
أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ
وداخَلَنِي بصُحبتِكَ ارتيابُ
رَجَوتُكَ مَرّة ً وعَتَبتُ أُخرى
فلاَ أجْدَى الرَّجاءُ ولا العِتابُ
نَبَذْتَ مَوَدّتي فاهْنَأْ ببُعدي
فآخِرُ عَهدِنَا هذَا الكتابُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ
سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ
رقم القصيدة : 13055
-----------------------------------
سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ
ودَّ لوْ يسرِي بهَا الرُّوحُ الأَمينْ
إنّني لا آمَنُ الرُّسلَ ولا
آمَنُ الكُتْبَ علَى ما تَحْتَوِينْ
مُستَهينٌ بالذي كابَدْتُهُ
وهو لا يدري بماذا يَستَهينْ
أنا في هَمٍّ ويَأْسٍ وأسى ً
حاضِرُ اللَّوعَة ِ مَوصُولُ الأنينْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يا سَيِّدي وإِمامي
يا سَيِّدي وإِمامي
رقم القصيدة : 13056
-----------------------------------
يا سَيِّدي وإِمامي
وياأديبَ الزَّمانِ
قد عاقنِي سُوءُ حظِّي
عنْ حفلة ِ المهرجانِ
وكنتُ أوّلَ ساعٍ
إلَى رِحابِ ابنِ هاني
لكنْ مرضتُ لنحْسِي
في يومِ ذاكَ القرانِ
وقد كفاني عِقاباً
ماكانَ من حِرماني
حُرِمتُ رُؤْيَة َ شوقي
ولَثمَ تلكَ البَنانِ
فاصفحْ فأنتَ خليقٌ
بالصَّفحِ عن كلِّ جاني
وعِشْ لعرشِ المعانِي
و دُمْ لتاجِ البيانِ
إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي
بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي
فاقبلهُ منِّي قضاءً
وكُن كَريمَ الجَنانِ
واللهُ يَقبَلُ مِنَّا الصَّـ
صَّلاة َ بعدَ الأوانِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً
لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً
رقم القصيدة : 13057
-----------------------------------
لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً
تَيَمُّناً بحافِظِ الشَّاعِرِ
كحافظِ ابراهيمَ لكنّه(7/118)
أجمَلُ خَلقاً منه في الظَّاهِرِ
فلَعنَة ُ اللهِ على حافِظٍ
إنْ لم يَكُنْ بالشّاعِرِ الماهِرِ
لَعَلَّ أرضَ الشامِ تُزهى به
على بلادِ الأدَبِ الزّاهِرِ
على بلادِ النِّيلِ تلك التي
تاهت باصحابِ الذكَا النادرِ
شوقيومطرانَوصبرِي ومنْ
سَمَّبتُه في مَطلَعي الباهِرِ
يُنسِي اباهُ حِكمة َ الناثرِ
شِعرٌ نظمناهُ ولولاَ الذي
رُزِقتُه ما مرَّ بالخاطرِ
وابدَأْ بهَجْوِ الوالِدِ الآمِرِ
فالذَّنبُ ذَنبي وأنا المُعتَدى
هلْ يسلمُ الشَّاعرُ منْ شاعرِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> :يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على
:يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على
رقم القصيدة : 13058
-----------------------------------
:يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على
عَهْدِ الوَفاءِوإنْ غِبْنامُقِيمِينَا
هَلاَّ بَعَثتُمْ لنا من ماءِ نَهرِكُمُ
شيئاً نَبُلُّ به أَحْشاءَ صادِينَا
كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَة ٌ
ما أَبْعَدَ النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
رقم القصيدة : 13059
-----------------------------------
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
مَا الذّي يَقْضِي الرَّئِيسُ
أَنْتَ فيْ الجِيزَة ِ خَافٍ
مِثْلَما تَخْفَى الشُّمُوسُ
قابعٌ في كِسرِ بَيتٍ
قَدْ أَظَلَّتْه الغُرُوسُ
زاهِدٌ في كلِّ شَيءٍ
مُطرِقٌ ساهٍ عَبُوسُ
أين شعرٌ منكَ نَضرٌ
فَلَنَا فيه مَسِيسُ
وحَدِيثٌ منكَ حُلْوٌ
يتَشَهّاه الجُلُوسُ
وفُكاهاتٌ عِذابٌ
تَتَمَنّاها النُّفُوسُ
قد جَفَوتَ الشِّعر حتى
حَدَّثَت عنك الطُّرُوسُ
وهَجَرْتَ الناسَ حتّى
ساءَلُوا أين الأنيسُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ
قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ
رقم القصيدة : 13060
-----------------------------------(7/119)
قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ
فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ
قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه
واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ
هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا
إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ
لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني
وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب
لا تَخشَ جائِزَة ً قد جِئتُ أطلُبُها
إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ
فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ
بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ
قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ
رقم القصيدة : 13061
-----------------------------------
قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ
بأنّ شاعِرَه بالبابِ مُنتَظِرُ
إنْ شاءَ حَدَّثَهُ أو شاءَ أطرَبَهُ
بكلِّ نادِرَة ٍ تُجْلَى بها الفِكرُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
رقم القصيدة : 13062
-----------------------------------
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها
من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها
واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه
حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه
مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ
إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ
لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً
تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه
يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ(7/120)
حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه
وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ
رقم القصيدة : 13063
-----------------------------------
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ
ودَمعُ العَيْنِ مِقياسُ الشُّعُورِ
لأوّلِ مَرّة ٍ قد ذاقَ جَفني
على ماذاقَه دَمعَ السُّرورِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
رقم القصيدة : 13064
-----------------------------------
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ
فقَرَأتُ فيِه رِسالة ً
مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ
أجريْتَ في أّثنائهَا
نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ
وفرطْتَ بين سُطورِها
مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ
وخَبَأْتَ في ألفاظِها
مِنْ كلِّ مَعْنى ً مُسْكِرِ
فتَرَى المَعاني الفارسيّـ
ـة َ في مَغاني الأسطُرِ
كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ
خَوفَ المُريبِ المُجتري
مَعنى ً أَلَذُّ مِن الشَّما
تَة ِ بالعَدُوِّ المُدْبرِ
أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْ
بُوبٍ وحِبٍّ مُعْذِرِ
أو فَتْرَة ٍ أضاعَها الْ
ـقامِرُ عند المَيسِرِ
أو مَجلسٍ للخَمرِ مَعْـ
ـقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ
تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها
فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي
والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ
في كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ
اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْ
ـتَ فقد أطَلتَ تَحَسُّري
أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقا
ءُ يكونُ يومَ المَحشِرِ
ما كان ظَنِّي أنْ تَعيـ
ـشَ أيا لَئِيمَ المَكسِرِ
ولقد قُذِفْتَ الى الجَحي
مِ وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ
تاللّه لو أَصْبَحْتَأَفْ
ـلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ
وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو
لُقمَانَ بين الحُضَّرِ
ما كنتَ إلاّ تافِهَ الْ
آدابِ عند المَعشَرِ
غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّـ
ـي مِن ظُلامَتِهِ بَري
سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ
وجاءَنا كالأَخْدَرِي(7/121)
وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُو
بِ وقامَة ٌ لم تُشبَرِ
ومِن العَجائِبِ أنَّ مثـ
لَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ
كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُو
ضَ وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي
فافعَل به اللهُمَّ كالنَّـ
ـمرُوذِ فهو بها حَري
وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ
أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ
فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا
وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ
وأقامَ دينَ عِبادَة ِ الدِّ
ينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ
ولقد عَجبتُ لبُخلِه
ولكَفِّهِ المستَحجِرِ
لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ إلاَّ
وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ
لو أنّ في إمكانِه
عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ
لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيـ
ـنِ وقال: يا جَيبُ احذَرِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
رقم القصيدة : 13065
-----------------------------------
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُ
وذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه
فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُ
هذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا
طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُ
هل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنٌلو أتيحَ لهُ
إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُ
أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي
هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ
فما مُطَوَّقَة ٌ قدْ نالهَا شَرَكَ
عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ
باتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَة ٌ
من النَّجاة ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ
وباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً
مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُ
يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ
إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُ
مِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي
هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُ
يا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل
لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُ
إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي
هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ(7/122)
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
رقم القصيدة : 13066
-----------------------------------
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
تَتْلُو بَنُو الشَّرقِ مَقاماتِهِ
سافرْ وعُدْ يحفظكَ رَبُّ الوَرَى
وابعَثْ لنا عيسى بآياتِهِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ
مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ
رقم القصيدة : 13067
-----------------------------------
مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ
وفاتَهُ ما فيِهِ مِنْ إبداعِ
فمَعرِضُ القَومِ بلا نِزاعِ
في نَفْثَة ٍ مِنْ ذلكَ اليَرَاعِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> تَناءَيْتُ عنكمْ فحُلَّتْ عُرَا
تَناءَيْتُ عنكمْ فحُلَّتْ عُرَا
رقم القصيدة : 13068
-----------------------------------
تَناءَيْتُ عنكمْ فحُلَّتْ عُرَا
وضاعتْ عُهودٌ علَى ما أَرَى
وأصبحَ حَبلُ اتِّصالي بكم
كخيطِ الغزالة ِ بعدَ النَّوَى
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ
رقم القصيدة : 13069
-----------------------------------
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ
أنا فيه أتيهُ مثلَ الكِسائي
حاكَهُ العِزُّ من خُيوطِ المَعالي
وسَقاهُ النَّعيمُ ماءَ الصَّفاءِ
وتَبَدّي في صِبْغَة ٍ مِنْ أَدِيم
اللَّيْلِ مَصْقولَة ٍ بحُسْنِ الطِّلاءِ
خاطَهُ رَبُّه بإبرة ِ يُمنٍ
أوجَرُوا سَمَّها خُيوطَ الهَناءِ
فكأنِّي- وقد أحاطَ بجِسمي-
في لِباسٍ من العُلا والبَهاءِ
تُكْبِرُ العَيْنُ رُؤيتَي وتَرانِي
في صُفوفِ الوُلاة ِ والأمَراءِ
ألِفَ الناسُ- حيث كنتُ- مَكاني
أُلفَة َ المُعدِمينَ شَمسَ الشِّتاء
يا رِدائِي وأنتَ خَيْرُ رِداءٍ
أَرْتَجِيهِ لزِينة ٍ وازدِهاءِ
لا أحالَتْ لكَ الحَوادِثُ لَوناً
وتعَدتك ناسِجاتَ الجِواءِ(7/123)
غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ
وتَخَطَّتْكَ إبْرَة ُ الرَّفّاءِ
صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً
بِدْلَة ٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ
نَسَبُوها لطَيْلَسانِ ابنِ حَرْبٍ
نِسبَة ً لَم تَكُنْ بذاتِ افتراءِ
كنتُ فيها إذا طَرَقتُ أُناساً
أنكَرُوني كطارق مِن وَباءِ
كَسَفَ الدهرُ لَونَها واستعارَتْ
لَوْنَ وَجْهِ الكَذُوبِ عند اللِّقاءِ
يا رِدائِي جَعَلْتَنِي عند قَوْمِي
فوقَ ما أَشْتَهِي وفوقَ الرَّجاءِ
إنّ قومِي تَرُوقُهُمْ جِدَّة ُ الثَّوْ
بِ ولا يَعشَقُون غيرَ الرُّواءِ
قيمة ُ المرءِ عندَهُم بين ثوبٍ
باهِرٍ لَوْنُه وبينَ حِذاءِ
قَعَدَ الفَضْلُ بي وقُمْتَ بِعِزِّي
بين صَحبي، جُزيتَ خيرَ الجَزاءِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي
هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي
رقم القصيدة : 13070
-----------------------------------
هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي
يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بالصَّهباءِ
بالكاسِ أو بالطّاسِ أو بآثْنَيْهِما
أو بالدِّنانِ فإنّ فيه شِفائي
مَشْمُولَة لولا التُّقَى لعَجِبْتُ مِنْ
تَحْرِيمِها والذَّنْبُ للقُدَماءِ
قَرِبُوا الصَّلاة َ وهُم سُكارى بعدَما
نَزَلَ الكِتابُ بحِكْمَة ٍ وجَلاءِ
يا زَوْجَة َ ابِن المُزْنِ يا أُخْتَ الهَنا
يا ضَرّة َ الأحزانِ في الأحشاءِ
يا طِبَّجالِينُوسَ في أَنْواعِه
مالي أراكِ كثيرة َ الأعداءِ
عَصَرُوكِ مِنْ خَدَّيْ سُهَيْلٍ خُلْسَة ً
ثم اختَبَأتِ بمُهجَة ِ الظَّلماءِ
فلَبِثتِ فيها قبلَ نُوحٍ حِقبَة ً
وتَداوَلَتْكِ أنامِلُ الآناءِ
حتَّى أَتاحَ اللهُ أنْ تَتَجَمّلي
بيَدِ الكريمِ وراحَة ِ الأُدباءِ
يا صاحبي كيفَ النُّزُوعُ عن الطِّلا
ولقد بُلِيتُ مِن الهُموِم بِداءِ
واللَّيْلُ أَرْشَدَهُ أَبُوهُ لِشَقْوَتِي
وكذا البَنُونَ على هَوَى الآباءِ
ألَّفتُ بين ابنِ السَّحابِ وبينَها
فرأيتُ صَحّة َ ما حَكاهُ الطّائي(7/124)
صَعُبَتْ وراضَ المَزْجُ سيءَ خُلْقِها
فتَعَلَّمَتْ مِنْ حُسْنِ خُلْقِ الماءِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي
أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي
رقم القصيدة : 13071
-----------------------------------
أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي
بين هَمٍّ وبين ظَنٍّ وحَدسِ
يا غلامُ، المُدامَ والكاسَ، والطّا
سَ، وهَيِّءْ لَنا مَكاناً كأَمْسِ
أطلِقْ الشمسَ من غَياهِبِ هذا الدَّ
نِّ وامَلأ من ذلك النُّورِ كأسي
وأذنِ الصُّبْحَ أنْ يَلُوحَ لعَيْنِي
من سَناها فذاكَ وَقتُ التَّحَسِّي
وادْعُ نَدمانَ خَلوتي وائتِناسي
وتَعَجَّلْ واسْبِلْ سُتُورَ الدِّمَقْسِ
واسقِنا يا غُلامُ حتّى تَرانا
لا نُطِيقُ الكَلامَ إلاّ بهَمْسِ
خَمرة ً قيلَ إنّهم عصَرُوها
من خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ
مُذْ رآها فَتَى العَزِيزِ مَناماً
وهو في السِّجْنِ بَيْنَ هَمٍّ ويَأْسِ
أعْقَبَتْهُ الخَلاصَ مِنْ بَعْدِ ضيقٍ
وحَبَتْهُ السُّعودَ من بَعدِ نَحسِ
يا نَديمِي باللهِ قُل لِي لِماذا
هَذه الخَنْدَرِيسُ تُدْعَى برِجْسِ؟
هيَ نَفْسٌ زَكيَّة ٌ وأَبُوها
غَرسُه في الجِنانِ أكرَمُ غَرسِ
هيَ نَفْسٌ تَعَلَّمَتْ حُسْنَ أخْلا
قِ المُولحِيِّ في صَفاءٍ وأُنسِ
خَصّه اللهُ حيثُ يُصْبِحُ بالإقْـ
ـبالِ، والعِزِّ والعُلا، حيثُ يُمسي
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> وفِتيانِ أُنسٍ أقسَمُوا أن يُبَدِّدُوا
وفِتيانِ أُنسٍ أقسَمُوا أن يُبَدِّدُوا
رقم القصيدة : 13072
-----------------------------------
وفِتيانِ أُنسٍ أقسَمُوا أن يُبَدِّدُوا
جُيوشَ الدُّجى مابينَ أنسٍ وأفراحِ
فهَبُّوا إلى خَمّارَة ٍ قيلَ إنّها
قَعيدَة ُ خَمرٍ تَمزُجُ الرُّوحَ بالرّاحِ
وقالوا لها : إنّا أتَيْنا على ظَماً
نُحاوِلُ وِردَ الرّاحِ رَغماً عن اللاّحي
فقامت وفي أَجْفانِها كَسَلُ الكَرَى(7/125)
وفي رِدْفِها واستَعْرَضَتْ جَيْشَ أقْداحِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي
رقم القصيدة : 13073
-----------------------------------
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي
إصباحَهاإِذْ آذَنَتْ برَواحِ
لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ
في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ
والزَّهْرُ يَحْتَثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه
ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ
أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها
وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ
وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ
فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي
أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني
أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ
خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ
رقم القصيدة : 13074
-----------------------------------
خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ
هكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ
أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ
ولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ
سألوا الكُهّانَ عن شارِبِها
وعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ؟
فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍ
من نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ
مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاً
مُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ
هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ً
وأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْفِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْفِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
رقم القصيدة : 13075
-----------------------------------
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْفِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
جَدِّدُوا باللّهِ عَهْدَ الغائِبِينْ
واذكُرُوني عند كاساتِ الطِّلا
إنّني كنتُ إمامَ المُدمِنينْ(7/126)
وإذا ما استَنْهَضَتْكُم ليلة ً
دَعَوة ُ الخَمرِ فَثُورُوا أجمَعينْ
رُبَّ لَيْلٍ قد تَعاهَدْنا عَلَى
ما تَعَاهَدْنَا وكُنّا فاعِلِينْ
فقَضَيْناهُ ولم نَحفِلْ بما
سَطَّرَتْ أيْدِي الكِرامِ الكاتِبِينْ
بين أقداحٍ ورَاحٍ عُتِّقَتْ
ورَياحينٍ ووِلدانٍ وعِينْ
وسُقاة ٍ صَفَّفَتْ أكوابَها
بَعْضُها البَلُّورُ والبَعْضُ لُجَيْنْ
آنَسَتْ مِنّا عِطاشاً كالقَطا
صادَفَتْ وِرداً به ماءٌ مَعينْ
فمَشَتْ بالكاسِ والطاسِ لَنا
مِشْية َ الأفراحِ للقَلْبِ الحَزِينْ
وتَواثَبنا إلى مَشمُولَة ٍ
ذاتِ ألوانٍ تَسُرّ الناظِرِينْ
عَمَدَ السّاقي لأنْ يَقتُلَها
وهيَ بِكرٌ أحصَنَتْ منذُ سِنِينْ
ثمَّ لمَّا أنْ رأَى عِفَّتَهَا
خافَ فيها الله رَبَّ العالَمينْ
وأجَلْنَا الكاسَ فيما بيننَا
و علَى الصَّهباءِ بتنَا عاكفينْ
وشَفَينا النَّفسَ من كلِّ رَشاً
نَطَقَتْ عَيناهُ بالسِّحرِ المُبينْ
وطوَى مَجْلِسنَا بعدَ الهَنا
وانشراحِ الصَّدْرِ تكبيرُ الأَذِينْ
هكذا كُنّا بأيّامِ الصَّفا
نَنْهَب اللذّاتِ في الوقتِ الثَّمينْ
ليتَ شِعري هل لنا بعدَ النَّوى
مِنْ سبيلٍ للقِّا أمْ لاتَ حِينْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى
يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى
رقم القصيدة : 13076
-----------------------------------
يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى
فإنْ في الحُبِّ حياة ِ النُّفوسْ
واسلُلْ حَياة ً من يَمينِ الرَّدى
أوشَكَ يَدعُونا ظَلامُ الرُّموسْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ
تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ
رقم القصيدة : 13077
-----------------------------------
تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ
يا جُولِيا أنكِرُ فيه الغَرامْ
أو فابعثِي قلْباً إلَى أضْلُعٍ
راحَ به الوجدُ وأودَى السَّقامْ(7/127)
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي
غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي
رقم القصيدة : 13078
-----------------------------------
غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي
متيماً يخشَى نِزَالَ الجُفُونْ
ولاَ تَصُولِي بالقوامِ الذَّي
تَميسُ فيه يا مُنايَ المَنُونْ
إنِّي لأدري منكِ مَعنى الهَوى
يا جُوليا والناسُ لا يَعرِفُونْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> ومِن عَجَبٍ قد قَلَّدُوكَ مُهَنَّداً
ومِن عَجَبٍ قد قَلَّدُوكَ مُهَنَّداً
رقم القصيدة : 13079
-----------------------------------
ومِن عَجَبٍ قد قَلَّدُوكَ مُهَنَّداً
وفي كلِّ لَحْظٍ منكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
إذَا أنتَ قدْ جَرَّدْتَهُ أوْ غَمَدْتَهُ
قَتَلتَ به واللَّحظُ لا يَتَعَمَّدُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري
أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري
رقم القصيدة : 13080
-----------------------------------
أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري
أعيذُكَ من وَجدٍ تَغَلْغَلَ في صَدري
خليليَ هذَا اللَّيلُ في زِيِّهِ أتَى
فقمْ ناتمسْ للسُّهدِ دِرْعاً مِنَ الصَّبرِ
وهذَا السُّرَى نحوَ الحِمَى يستفزُّنَا
فهَيَّا وإن كُنّا على مَركَبٍ وَعْرِ
خليليَ هذَا اللَّيلُ قدْ طالَ عُمْرُهُ
وليسَ لهُ غيرُ الأحاديثِ والذِّكْرِ
فهاتَ لنَا أذْكَى حَدِيثٍ وَعَيْتَهُ
أَلَذُّ به إنّ الأحاديث كالخَمرِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> قالتْ الجوزاءُ حينَ رأتْ
قالتْ الجوزاءُ حينَ رأتْ
رقم القصيدة : 13081
-----------------------------------
قالتْ الجوزاءُ حينَ رأتْ
جَفنَه قد واصَلَ السَّهَرا
ما لهذَا الصَّبِّ في وَلَهٍ
أتُراهُ يعشَق القَمَرا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا
ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا(7/128)
رقم القصيدة : 13082
-----------------------------------
ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا
إذا رأينا في الكَرَى طَيفَكا
وما الذي تَخشاهُ لو أنّهم
قالوا فُلانٌ قد غَدا عَبدَكا
قد حَرَّمُوا الرِّقَّ ولكنّهم
ما حَرَّمُوا رِقَّ الهَوَى عِنْدَكَا
وأصبَحَتْ مِصرُ مُراحاً لهم
وأنتَ في الأحشا مُراحٌ لكا
ما كان سهلاً أن يَرَوْا نِيلَها
لو أنّ في أسيافِنا لَحظَكا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سألتُه ما لهذا الخالِ مُنفَرِداً
سألتُه ما لهذا الخالِ مُنفَرِداً
رقم القصيدة : 13083
-----------------------------------
سألتُه ما لهذا الخالِ مُنفَرِداً
واختارَ غُرَّتَكَ الغَرَّا له سَكَنَا
أجابنِي:خافَ مِنْ سَهْمِ الجفُونِ ومِنْ
نارِ الخدود,لهذَا هاجَرَ الوَطَنَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
رقم القصيدة : 13084
-----------------------------------
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى
كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأ
مَّ وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا
كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ
يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى
رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم
فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا
ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها
ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا
أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي
هذِه النّارَ؟فهي تَشْكُو الأوَارا
أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِي فباتَتْ
تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا
غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِي يَميناً
ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجري يَسارا
فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ
ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا
أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ
لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا
أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً
حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا(7/129)
يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما
أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا
حُلَّة لا تَقيهِمُ البَردَ والحَـ
ـرَّ ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا
أيها الرَّافِلون في حُلَلِ الوَشْـ
ـي يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا
إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً
يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا
ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْـ
ـنُ كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا
مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها
وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى
قد شَهِدْنا بالأمسِ في مِصرَ عُرساً
مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا
سالَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا
أنّ ذاك الفِناءَ يجري نُضارا
باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ
أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى
يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً
في يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا
وسَمِعْنا في ميت غَمْرٍ صِياحاً
مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا
جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا
يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكي الدِّيارا
رُبَّ لَيْلٍ في الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً
وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ
أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ
رقم القصيدة : 13085
-----------------------------------
أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ
وأرَوْكِ العِداءَ بعد العِداءِ
فلَبِسْتِ النَّجِيعَ منْ عهدِ قابيـ
ـلَ وشاهَدتِ مَصرَعَ الأبرياءِ
فلكِ العُذرُ إن قَسَوتِ وإن خُنْـ
ـتِ وإن كنتِ مَصدراً للشَّقاءِ
غَلِطَ العُذْرُ،ما طَغَى جَبَلُ النَّا
رِ بإرْسالِ نَفْثَة ٍ في الهَواءِ
أحرَجُوا صَدرَ أُمِّهِ فأراهُمْ
بعضَ ما أَضْمرَتْ مِنَ الْبُرَحاءِ
اسْخَطُوهَا فصابَرَتْهُمْ زَماناً
ثمّ أنحَتْ عليهمُ بالجَزاءِ
أيّها الناسُ إنْ يكُنْ ذاكَ سُخْطُ الـ
أرْضِ ماذا يكونُ سُخْطُ السَّماءِ؟
إنّ في عُلْوِ مَسْرحاً للمقادِيـ
ـرِ وفي الأرضِ مَكْمَناً للقَضاءِ(7/130)
فاتّقوا الأَرْضَ والسَّماءَ سَواءً
واتّقوا النارَ في الثَّرى والفَضاءِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
رقم القصيدة : 13086
-----------------------------------
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً
يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ
إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ(7/131)
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي
حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي
رقم القصيدة : 13087
-----------------------------------
حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي
وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي
فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ
ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ
وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ
أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ
فلا تُعذُليني لهذا السكوت
فقد ضاقَ بي منكِ ما ضاقَ بي
أيُعجِبُني منكِ يومَ الوِفاق
سُكوتُ الجَمادِ ولِعْبُ الصَّبي
وكم غَضب الناسُ من قبلِنا
لسَلبِ الحُقوقِ ولمْ نغضَبِ
ويُهضَمُ فينا الإمامُ الحَكيم
إلا بجامعة ً موصولة َ السّبَبِ
إلى أَمينٍ فلمْ يُحجِمْ ولَمْ يهبِ
وبيِّنوا لرجالِ الغَربِ أنّكمُ
إذا طلبتُمْ بلغْتُمْ غاية ِ الطَّلبِ
وَثّابة ٍ لا تُبالِي همّة َ النُّوَبِ
ونحن على العيشِ لم نَدْأَبِ
لا نحنُ مَوْتى ولا الأحياءُ تُشْبِهنا
كأننا فيكِ لمْ نشهدْ ولمْ نَغِبِ
نبكِي على بلدٍ سال النضار بِه
وعَدُّوا عليه من السَّيِّئات
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
رقم القصيدة : 13088
-----------------------------------
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ
رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما
قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ
خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما
ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما
وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ(7/132)
أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما
في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ
ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما
تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ
باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ
وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ
أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ
لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما
تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ
بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه
يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ
فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ
وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ
نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ
من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ
في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ
تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ
لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً
من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ
كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ
على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ
يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه
ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ
يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً
وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ
بِأَرْضِكُولُمْبَأَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ
أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا
لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ
سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب
أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ
لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ
لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ
إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا
فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُذ كانت الشُّهُبُ
ولَمْ يَضِرْهُمْ سُرَاءَ في مَناكِبِها
فكلّ حَيِّ له في الكَوْنِ مُضْطَرَبُ
رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا
إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا(7/133)
أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ
مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا
سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ
أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ
فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها
عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ
هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم
فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ
فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على
رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ
لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا
إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ
فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا
حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا
رقم القصيدة : 13089
-----------------------------------
حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا
إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا
هذَا صبيٌّ هائِمٌ
تحتَ الظَّلامِ هُيامَ حائرْ
ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَة ٍ
تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا
تَبْنِي الرِّجالَ وتَبنِي كلَّ شاهِقَة ٍ
مِنَ المَعاِلي وتَبْنِي العِزَّ والغَلَبا
ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ
ضَعُوا النُّضارَ فإنِّي أَصْغِرُ الذَّهَبا
وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا
قيلَ العَدُوِّ فإنِّي أَعْرِفُ السَّببَا
لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه
ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا
إنِّي أعُدَُ ضُلُوعَه
-لولا عُيونُكِ- حُجّة ٌ لا تُفْحَمُ
وراقِبُوا يومَ لا تُغني حَصائِدُه
فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذي اكتَسَبا
أبصرتُ هيكلَ عظمهِ
تَأْسُو القُلوبَ فإنّ رَأيَكَ أَحْكَمُ
بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة ً
فابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا
وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه(7/134)
قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا
لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً
وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا
يَخُورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا
قالوا: حَكَمتَ بما لا تستطيعُ له
حَملاً نَكادُ نَرَى ما قُلتَه لَعِبا
دارُ الخلافة ِ والمليكُ الأعظمُ
ودَعَا لَكَ البَيْتُ الحرامُ فأَمَّنَتْ
بَطْحاءُ مَكَّة َ والحَطِيمُ وزَمْزَمُ
حُرِ مَنْ وَنَى لاَ شكَّ خاسرْ
وَهْمٌ أَغارَ على النُّهَى وأَضَلَّها
فَجَرى الغَبِيُّ وأَقْصَرَ المُتَعَلِّمُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَجادَ مَطْرانُ كعاداته
أَجادَ مَطْرانُ كعاداته
رقم القصيدة : 13090
-----------------------------------
أَجادَ مَطْرانُ كعاداته
وهكذا يُؤْثَرُ عَنْ قُسِّ
فإنْ أَقِفْ مِنْ بَعْدِه مُنْشِداً
فإنّما مِنْ طِرْسِه طِرْسي
رَثَى حَبِيباً وَرَثَى بَعْدَه
لذلِكَ المُوفي على الرَّمْسِ
كانَا إذا ما ظَهَرا مِنْبَراً
حَلاَّ مِنَ السّامِعِ في النَّفْسِ
فأَصْبَحَا هذا طَواهُ الرَّدَى
وذاكَ نَهْبٌ في يَدِ البُؤْسِ
لولا سَلِيمٌ لَم يَقُلْ قائِلٌ
ولَمْ يَجُدْ مَنْ جادَ بالأمْسِ
للهِ ما أَشْجَعَه إنّه
ذُو مِرَّة ٍ فِينَا وذُو بَأْسِ
يَقُومُ في مَشْرُوعِهِ نافِذاً
كأنّهعَنْتَرَة ُ العَبْسِي
تَلْقاهُ في الجِدِّ كما تَبْتَغِي
وتارَة ً تَلْقاهُ في الهَلْسِ
سَرْكِيسُ إنْ راقَكَ ما قُلْتُه
في مَعْرِضِ الهَزْلِ فَقُلْ مِرْسِيٌ
أقْسِمُ باللَّهِ وآلائِه
بعَرْشِه باللَّوْحِ بالكُرْسِي
بالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبْحِها
بالبَدْرِ في مَرْآهُ بالشَّمْسِ
بأنّ هذا عَمَلٌ صالحٌ
قامُ به هَذا الفَتَى القُدْسِي
ذَكَّرَنا والمَرْءُ مِنْ نَفْسِه
وعَيْشِه في شاغِلٍ يُنْسِي
بالواجِبِ الأَقْدَسِ في حَقِّ مَنْ
باعَتْه مِصْرٌ بَيْعَة َ الوَكْسِ
هذاأبُوا العَدْلِفمَنْ خالَه
حَياً فما خَالَ سِوَى العَكْسِ
كانت له في حَلْقِه ثَرْوَة ٌ(7/135)
مِنْ نَبْرَة ٍ تُشْجي ومِنْ جَرْسِ
فغالَها الدَّهْرُ كما غَالَه
حتّى غَدَا كالطَّلَلِ الدَّرْسِ
فاكتَسِبُوا الأَجْرَ ولا تَبْتَغُوا
شِراءَه بالثَمَنِ البَخْسِ
إنِّي أَرى التَّمْثِيلَ في غَمْرَة ٍ
غامِرَة ٍ تَدْعُو إلى اليَأُسِ
لَم يَرْمِه في شَرْخِه ما رَمى
لو كان مَبْنِياً على أُسٍّ
أَكُلَّما خَفَّتْ به صَحْوَة ٌ
مِنْ دائِه عُوجِلَ بالنَّكْسِ
إنْ تُغْفِلُوا دارِسَ آثارِه
عَفَّى عَليْها الدُّهْرُ بالطَّمْسِ
أَعْجَزَها النُّطْقُ فجاءَتْ بِنا
نَنُوبُ عنْ أَلْسُنِها الخُرْسِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لاَ أبالِي أَذَى العدوِّ فَحُطْنِي
لاَ أبالِي أَذَى العدوِّ فَحُطْنِي
رقم القصيدة : 13091
-----------------------------------
لاَ أبالِي أَذَى العدوِّ فَحُطْنِي
انتَ يا رَبِّ منْ ولاَءِ الصَّديِقِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا
أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا
رقم القصيدة : 13092
-----------------------------------
أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا
واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ
حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه
منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ
أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ
واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ
منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ
ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ
وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ
عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ
إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ
يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ
إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ
إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ
قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ
واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ
ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني
أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ
غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ
سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ(7/136)
اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ
خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ
كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا
بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ
أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي
وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ
وجُيُوشٌ بجيوشٍ تلتقِي
كسُيُولٍ دَفَقَتْ في مُنْحَدَرْ
ورجالٌ تتبارَى للرَّدَى
لا تُبالي غابَ عنها أمْ حَضَرْ
منْ رآهَا في وغَاهَا خالهَا
صِبْيَة ً خَفَّتْ إلَى لِعبِ الأُكَرْ
وحُرُوبٌ طاحِناتٌ كلَّما
أُطْفئتْ شَبَّ لَظاها واسْتَعَرْ
ضَجَّتِ الأَفْلاكُ مِنْ أَهْوالِها
واستعاذَ الشمسُ منهَا والقَمَرْ
في الثَّرَى في الجَوِّ في شُمِّ الذُّرَا
في عُبابِ البَحْرِ ، في مَجْرَى النَّهَرْ
أسرفتْ في الخلقِ حتَّى أوشكوُا
أنْ يبيدُوا قبلَ ميعادِ البَشَرْ
فاصْمِدوا ثمَّ احمدُوا اللَّه عَلَى
نِعْمَة الأَمْن وطِيبِ المُسْتَقَرّ
نعمة الأمنِ وما أدراكَ ما
نِعمة الأمن إذَا الخطبُ اكفهرْ
واشْكُروا سُلْطانَ مِصْرٍ واشكُرُوا
صاحبَ الدّولة محمودَ الأَثَرْ
نحن في عَيْشٍ تَمَنَّى دُونَه
أممٌ في الغربِ أشقاهَا القدَرْ
تَتَمَنَّى هَجْعَة ً في غِبْطَة ٍ
لمْ تُساوِرْهَا اللَّيالِي بالكَدَرْ
إنّ في الأَزْهَرِ قوماً نالَهُمْ
مِنْ لَظَى نِيرانِها بَعْض الشَّرَرْ
أَصْبَحُوا - لا قَدَّرَ اللهُ لنا-
في عناءٍ وشقاءٍ وضجرْ
نُزلاءٌ بيننَا إنْ يُرْهَقُوا
أوْ يُضامُوا إنّهَا إحدَى الكُبَرْ
فأعينُوهُمْ فهُمْ إخْوانُكُمْ
مُسَّهُمْ ضُرٌّ ونابَتْهُمْ غيَرْ
أَقْرِضُوا اللهَ يُضاعِفْ أَجْرَكُمْ
إنّ خَيْرَ الأَجْرِ أَجْرٌ مُدَّخَرْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي
قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي
رقم القصيدة : 13093
-----------------------------------
قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي
ما بينَ ذُلٍ واغترابْ
لَم يُغنِ عَنّي بَينَ مَشْـ
رِقِهَا ومغْرِبِهَا اضطرابْ
صَفِرَتْ يَدِي فحَوَى لها
رأسِي وجَوفِي والوِطابْ(7/137)
وأنا ابنُ عَشْرٍ ليس في
طَوقِي مُكافحة ُ الصِّعابْ
لمْ يبقَ منْ أهلِي سِوَى
ذِكْرٍ تَناساهُ الصِّحابْ
أَمْشي يُرَنِّحُني الأَسَى
والبؤسُ ترنيحَ الشَّرابْ
فلَكَمْ ظَلِلْتُ على طَوَى
يومِي وبِتُّ علّى تبابْ
والجُوعُ فَرَّاسٌ له
ظُفْرٌ يَصُولُ به ونَابْ
فكأنّه في مُهجتَي
نَصْلٌ تغلغلَ للنِّصابْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا
رقم القصيدة : 13094
-----------------------------------
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا
وذُودُوا عن تُراثِ المُسْلمِنَا
فمنْ يَعْنُو لغيرِ اللهِ فينا
ونحنُ بَنُو الغُزاة ِ الفاتحِينَا
مَلَكْنا الأمرَ فوق الأرضِ دَهْراً
وخَلَّدْنَا علَى الأيَّامِ ذِكْرَى
أنَّى عُمَرٌ فأنسَى عدلَ كِسْرَى
كذلك كانَ عَهدُ الرَّاشِدِينا
جَبَيْنا السُّحْبَ في عَهْدِ الرَّشيدِ
وباتَ الناسُ في عيشٍ رغيدِ
وطَوَّقت العَوارفُ كلَّ جِيدِ
وكان شِعارُنا رِفْقاً ولِينا
سَلُوا بغدادَ والإسلام دِين
أكانَ لها على الدُّنيا قَرينُ
رِجالٌ للحوادِثِ لاَ تَلينُ
وعِلْمٌ أيَّدَ الفَتْحَ المُبِينا
فلسنَا مِنهمُ والشَّرقُ عانَى
إذا لمْ نَكْفِه عَنَتَ الزَّمانِ
ونَرّفَعُه إلى أعْلَى مَكانِ
كما رَفَعُوه أو نَلقَى المَنُونا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ
رقم القصيدة : 13095
-----------------------------------
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ
شُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا
عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى
باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما
وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا
قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما
يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه
دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى
ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ(7/138)
صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما
أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْ
ضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا
أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْ
رُ وأحْيا بمَوتِها الآثاما
ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِـ
ـدُّ ولا أن تُواصلَ الإقْداما
تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً
وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما
ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْ
ضِ يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما
رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ ، فاتُوا
ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما
يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـ
شِ ويبرونَ للنضالِ السهامَا
وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى
يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما
أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً
في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا
إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّ
لَّ وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما
إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا
في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما
أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ
قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما
وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً
قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا
أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ
رِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا
فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا
قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما
ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا
إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا
قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا اللّـ
هُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ
أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ
رقم القصيدة : 13096
-----------------------------------
أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ
وبألفِ ألفٍ تُزْرَقُ الأمواتُ
منْ لي بحظِّ النائمين بِحُفرة ٍ
قامَتْ على أَحْجارِها الصَّلواتُ
يَسعَى الأنامُ لها ، ويَجري حَولَها
بَحْرُ النُّذُورِ وتُقرَأ الآياتُ(7/139)
ويقالُ:هذَا القُطْبُ بابُ المُصطَفَى
ووَسِيلَة ٌ تُقضَى بهَا الحاجاتُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا
رقم القصيدة : 13097
-----------------------------------
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا
طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ
وأظلُ بين صواحبِي
لعِقابِها أَتَوَقَّعُ
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا
طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ
وأَخافُ والِدَتي إذا
جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا
ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ
تمعُ الكَلامَ وأخضعُ
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ
وابِي فلاَ تتقطَّعُ
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ
فَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمْ
رَعُ في الهناءِ وأرتعُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً
جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً
رقم القصيدة : 13098
-----------------------------------
جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً
بباب أستاذِنا الشِّيمي ولا عَجَبا
فعادَ لي وهو مَمْلُوءٌ فقلتُ له:
مِمَّا؟ فقالَ مِنَ الحَسْراتِ واحَرَبَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً
سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً
رقم القصيدة : 13099
-----------------------------------
سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً
وكمْ خَطَّتْ أنامِلُنَا ضَريحَا
وكمْ أَزْرَتْ بِنَا الأيامُ حتَّى
فَدَتْ بالكبشِ إسحاقَ الذَّبيِحَا
وباعَتْ يُوسُفاً بَيْعَ المَوالي
وأَلْقَتْ في يَدِ القَومِ المَسيحَا
ويانُوحاً جَنَيْتَ علَى البرايَا
ولمْ تمنحهُمُ الوُدَّ الصَّحيحَا
عَلاَمَ حملتهُمْ في الفُلْكِ هَلاَّ
تَرَكْتَهُمُ فكُنْتَ لَهُمْ مُرِيحَا
أصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلَّى
وصادَفَ سَهْمِيَ القِدْحَ المَنِيحا
فلوْ ساقَ القضاءُ إليَّ نَفْعاً
لقامَ أَخُوهُ مُعترضاً شَحيحا(7/140)
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا
خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا
رقم القصيدة : 13100
-----------------------------------
خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا
للحُزْنِ والبَلْوَى وهذا الشَّقاءْ
فامنُنْ بنَفْسٍ لم يَشُبْها الأَسَى
لَعلَّهَا تَعرِفُ طَعمَ الهناءْ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما
سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما
رقم القصيدة : 13101
-----------------------------------
سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما
وعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا
لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي به
تَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَة َ بينهمْ
فلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما
سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
رَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما
أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختها
فإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما
فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئي
سِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا
فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِي
ولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما
فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَى
فإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا
ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعي
فلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا
ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّة ً
لذّي مِنَّة ٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا
فللهِ ما أحلاكِ في أنملِ البلَى
وإنْ كُنتِ أحلَى في الطُّرُوسِ وأكْرَما
ويا قدمِي ما سِرْتِ بي لمَذلَّة ٍ
ولمْ ترتقِي إلاَّ إلَى العِزِّ سُلَّمَا
فلاَ تُبطئِي سيراً إلَى الموتِ واعلمِي
بأنَّ كريمَ القومِ من ماتَ مُكْرمَا
ويا نفسُ كمْ جَشَّمُتكِ الصبرَ والرضا
وجشَّمتنِي أنْ أَلبَسَ المجدَ مُعلمَا
فما اسطعتِ أنْ تستمرئِي مُرَّ طعمَه
وما اسطعتُ بين القومِ أنْ أتقدَّمَا(7/141)
فهذَا فِراقٌ بيننَا فَتَجمَّلِي
فإنَّ الرَّدَى أحلَى مذاقَا ومطعمَا
ويا صدركمْ حَلَّت بذاتكَ ضِيقة ٌ
وكم جالَ في أَنْحائِكَ الهَمُّ وارتَمَى
فهَلا تَرَى في ضِيقَة ِ القَبْرِ فُسْحَة ً
تُنَفِّسُ عنكَ الكَرْبَ إنْ بِتَّ مُبْرَما
ويا قَبْرُ لا تَبْخَلْ بِرَدِّ تَحِيّة ٍ
على صاحبٍ أَوْفَى علينا وسَلَّما
وهيهاتَ يأتِي الحيُّ للميتِ زائراً
فإنِّي رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسْقِما
ويأيُّهَا النَّجمُ الذي طالَ سُهدُه
وقد أَخَذَتْ منه السُّرَى أين يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنْسَى عُهودَ مُنادِمٍ
تَعَلَّمَ منكَ السُّهدَ والأَينَ كُلَّمَا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ
رقم القصيدة : 13102
-----------------------------------
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ
وطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ؟
نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباً
ولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ
يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ لنا
ونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ
تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَا
في الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا
رقم القصيدة : 13103
-----------------------------------
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا
إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ
وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً
لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو
مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً
لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا(7/142)
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا
شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ
ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه
رقم القصيدة : 13104
-----------------------------------
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه
ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ
وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به
مِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ
أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي
مِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ
لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ٌ
والنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ
فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُه
ومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ
قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به
وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ
كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ
منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ
لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَه
فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ
قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ
حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ
فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه
ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ
بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه
وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ
أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا
أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ
رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ
رقم القصيدة : 13105
-----------------------------------
رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ
وما أَوْرَدْتُها غيرَ السَّرابِ
وما حَمَّلْتُها إلاّ شَقاءً
تُقاضِيني به يومَ الحِسابِ
جَنَيْتُ عليكِ يا نَفْسي وقَبْلي
عليكِ جَنَى أبي فدَعي عِتابي(7/143)
فلَولا أنّهم وأَدُوا بَياني
بَلَغتُ بك المُنى وشَفَيْتُ ما بي
وما أَعْذَرْتُ حتى كان نَعْلي
دَماً ووِسادَتي وَجْهَ التُّرَابِ
وحتى صَيَّرتْني الشمسُ عَبْداً
صَبِيغاً بَعدَ ما دَبَغَتْ إهابي
وحتى قَلَّمَ الإِمْلاقُ ظُفْري
وحتى حَطَّمَ المِقْدارُ نابي
مَتَى أنا بالِغٌ يا مِصْرُ أَرْضاً
أَشُّم بتُرْبِها رِيحَ المَلابِ
رأيتُ ابنَ البُخارِ على رُباها
يَمُرُّ كأنَّه شَرْخُ الشَّبابِ
كأنّ بجَوْفِه أحشاءَ صَبٍّ
يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإيابِ
إذا ما لاحَ ساءَلْنا الدَّياجي
أَبَرْقُ الأَرْضِ أمْ بَرْقُ السَّحابِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ
ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ
رقم القصيدة : 13106
-----------------------------------
ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ
قد سَها مِنْ شِدّة ِ السَّهَرِ؟
خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي
إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ
يا لِقَوْمي إنّني رَجُلٌ
أَفْنَت الأَيّامُ مُصْطَبَري
أَسْهَرَتْنِي الحادِثاتُ وقد
نامَ حتّى هاتِفُ الشَّجَرِ
والدُّجَى يَخْطُو على مَهَلٍ
خَطْوَ ذي عِزٍّ وذي خَفَرِ
فيه شَخْصُ اليَأسِ عانَقَنِي
كحَبِيبٍ آبَ مِن سَفَرِ
وأَثارَتْ بي فَوادِحُه
كامِناتِ الهَمِّ والكَدَرِ
وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا
يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري
أيُّها الزَّنْجيُّ ما لَكَ لَمْ
تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ؟
لِي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلهُ
صُورَة ٌ مِن أَبْدعِ الصُّورِ
أَتَلاشَى في مَحَبّتِه
كتَلاشِي الظِّلِّ في القَمَرِ
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا
لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا
رقم القصيدة : 13107
-----------------------------------
لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا
بجَوْرِ سَدُومٍ وهوَ مِنْ أَظلَمِ البَشَرْ
فلمّا بَدَتْ في الكَوْنِ آياتُ ظُلْمِهمْ(7/144)
إذا بسَدُومٍ في حُكومَتِه عُمَر
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ
رقم القصيدة : 13108
-----------------------------------
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ
ولا قِيلَ : أينَ الفَتَى الأَلْمَعي؟
ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ
ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ
سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت
وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي
فيا دَوْلَة ً آذَنَتْ بالزوال
رَجَعْنَا لعَهْدِ الهَوَى فارْجِعي
ولا تَحسِبِينا سَلَوْنا النَّسِيب
وبين الضُّلُوعِ فؤادٌ يَعي
ديوشعراء مصر والسودان >> حافظ إبراهيم >> نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني
نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني
رقم القصيدة : 13109
-----------------------------------
نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني
فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِي
خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ
فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِي
تَعَوَّدْنَ مِنِّي إباءَ الكَرِيم
وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِي
وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب
فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِي
إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب
أَهَبْنَ بعَزْمِي فَنَبَّهْنَنِي
فما زِلْتُ أَمْرَحُ في قِدِّهِنّ
ويَمْرَحْنَ مِنِّي برَوْضٍ جَنِي
إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب
وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَني
فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين
بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِني
فهذي الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس
وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِي
فلا تَسْأليني متى تَنْقَضي
لَيالي الإسارِ ؟ ولا تَحْزَني
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
رقم القصيدة : 13110
-----------------------------------
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً
خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ
فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم(7/145)
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها
متأرّجُ الأسحار والعتم
تجد الوحوشُ به كفايتَها
والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
فظباؤه تضحى بمنتطَح
وحمامُه تَضْحِي بمختصم
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ
ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ
هاتيك أو خيلانُ غالية ٍ
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه
فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ
هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ
صيف يكسعه لكالهرم
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى
نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة
آلاء ذى الجبروت والعظم
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها
ليُرين كيف عجائبُ الحكم
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى
وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
أعجب بها شعلا على فحم
لم تشتعل في ذلك الفحم
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى
ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً
نَهلت وعلّت من دموع دم
يا للشقائق إنها قِسَمٌ
تُزهى بها الأبصارُ في القسم
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً
إلا تطوّل بارئِ النسم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
رقم القصيدة : 13111
-----------------------------------
متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
في حجزتيْه وتستطير بروقُ
سَدّت أوائلُه سبيلَ أواخرٍ
لم يدر سائقهنَّ كيف يسوقُ
فسجا وأسعد حالبَيْه بدرة ٍ
منه سواعُد ثرة ٌ وعروق
وتنفَّستْ فيه الصَّبا فتبجستْ
منه الكُلى ، فأديمُهُ معقوق
حتى إذا قُضيتْ لقيعانِ الملاَ
عنه حقوقٌ بعدهن حقوق
طفقتْ رَوَايَاهُ تجرّ مزادَها
فوق الربى ومزادُها مشقوق
وتضاحك الروض الكئيبُ لصوبه
حتى تفتَّق نَوْره الْمَرتُوق
وتنسمّت نفحاتُه فكأنه
مِسكٌ تضوَّع فأره مفْتوقُ
وتغرَّد المُكَّاء فيه كأنه
طَرِبٌ تعلّل بالغناء مشوق
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
رقم القصيدة : 13112(7/146)
-----------------------------------
يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
لأنفِ مغبوقٍ ومصبوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ
رُكّب من رَوْحٍ ومن روح
يا حسنهُ العين يا حسنه!
من لامحٍ للشَّرْب ملموح
كأنَّمَا الطَّلُّ عَلى نَوْرِهِ
ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطْرُوحِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
رقم القصيدة : 13113
-----------------------------------
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأنّ الوجهَ منه محّممُ
أظلّ اذا كافحتُها وكأنني
بوّهاجها دون اللثام ملثّم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآل فيها يلطمُ الآل مائجاً
وبارُحها المسموم للوجه الطم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
رقم القصيدة : 13114
-----------------------------------
وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
فليس لنجم في غواشيهِ منْجَم
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيفُ الا أنه لا يثلم
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبة
من العيس في يهماء والليل أيهم
تريها الهُدى حدْساً وتنجو برحلهِ
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
ولكن مَخَبٌّ للركاب ومسعم
ينوح به بومٌ وتعزف جِنّة ٌ
فيعوى لها سيدٌ ويضبح سمسم
يُخال بها من رزّ هذا وهذه
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
تعسّفتُه إما لخفضٍ أنالُه
وإما سآمَ الخفض والخفض يُسأم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
رقم القصيدة : 13115
-----------------------------------(7/147)
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
الى ّ وأغراني برفض المطالب
فأصبحت في الاثراء أزهد زاهدٍ
وإن كنتُ في الاثراء أرغبُ راغب
حريصاً، جباناً، أشتهي ثم أنتهي
بلحظي جنابَ الرزق لحظ المراقب
ومن راح ذا حرص وجبن فإنه
فقير أتاه الفقر من كل جانبِ
تنازعني رَغْبٌ ورهب كلاهما
قويٌ وأعياني اطّلاع المغايب
فقدمتُ رجلاً رغبة ً في رغيبة ٍ
وأخّرت رجلاً رهبة للمعاطب
أخافُ على نفسي وأرجو مَفازَها
واستارُ غيب الله دون العواقب
الامن يريني غايتي قبل مذهبي
ومن أين والغاياتُ بعد المذاهبِ؟
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
رقم القصيدة : 13116
-----------------------------------
ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
رهبتُ اعتسافَ الأرض ذات المناكب
وصبري على الأقتار أيسرُمحملاً
عليَّ مِنَ التعرير بعد التجاربِ
لقِيتُ من البرّ التّباريحَ بعدما
لقيتُ من البحر ابيضاضَ الذوائبِ
سُقيتُ على ريٍّ به ألف مطرة ٍ
شُغفتُ لبغضِيها بحبّ المجَادِبِ
ولم أُسْقَها بل ساقها لمكيدتي
تَحامُق دهرٍ جَدّ بي كالمُلاعبِ
أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ
برحلي أتاها بالغُيوثِ السواكب
سقى الارض من أجلي فأضحت مزلة ً
تَمايل صاحيها تمايُلَ شاربِ
لتعويقِ سيري أو دحوضِ مَطيَّتي
وإخصاب مزورّ عن المجد ناكب
فملتُ الى خانٍ مرثٍ بناؤُه
مَميلَ غريق الثوب لهفان لاغب
فلم ألقَ فيه مٌستراحاً لمُتعَب
ولا نُزُلاً ايّان ذاك لساغب؟
فما زلتُ في خوفٍ وجوعٍ ووحشة ٍ
وفي سهرٍ يستغرق الليل واصب
يؤرِّقني سَقْفٌ كأَني تحته
من الوكفِ تحت المُدْجِنات الهواضبِ
تراه اذا ما الطين أثقل متنه
تصّر نواحيه صرير الجنادب
وكم خَانِ سَفْر خَانَ فانقضَّ فوقهم
كما انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق الأرانبِ
ولم أنسَ ما لاقيتُ أيامَ صحوِهِ
من الصّر فيه والثلوج الأشاهب
وما زال ضاحِي البَّرِ يضربُ أهلَهُ(7/148)
بسوطَيْ عذابٍ جامدٍ بعد ذائب
فإن فاته قَطْرٌ وثلج فإنه
رَهين بسافٍ تارة ً أو بحاصبِ
فذاك بلاءُ البرِّ عنديَ شاتياً
وكم لي من صيفٍ به ذي مثالبِ
ألا ربّ نارٍ بالفضاءِ اصطليتُها
من الضِّحِ يودي لَفْحُهَا بالحواجبِ
إذا ظلتِ البيداءُ تطفو إكامُها
وترسُبُ في غَمْرٍ من الآلِ ناضبِ
فدعْ عنك ذكرَ البَرِّ إني رأيتُهُ
لمن خاف هولَ البحر شَرَّ المَهاوبِ
كِلاَ نُزُلَيْهِ صيفُهُ وشتاؤُهُ
خلافٌ لما أهواه غيرُ مصاقب
لهاثٌ مميتٌ تحت بيضاء سخنة ٍ
وريٌّ مفيتٌ تحت أسحم صائب
يجفُّ إذا ما أصبح الرّيقُ عاصباً
ويُغدقُ لي والرّيق ليس بعاصبِ
فيمنع مني الماء واللوح جاهدٌ
إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
وما زالَ يبغيني الحتوفَ موارباً
يحوم على قتلي وغير موارب
فأعطيتَ ذا سلمٍ وحربٍ وَوُصلة ٍ
وطوراً يُمَسيني بورْدِ الشَّواربِ
فأفلتُّ من ذُؤبانهِ وأُسودِهِ
وحُرَّابِهِ إفلاتَ أَتوب تائبِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
رقم القصيدة : 13117
-----------------------------------
وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
فإنه طواني على روع مع الروح واقب
ولو ثاب عقلي لم أدعْ ذكرَ بعضهِ
ولكنه من هولِهِ غيرُ ثائب
وَلِمْ لا ولو أُلقيتُ فيه وصخرة ً
لوافيتُ منه القعرَ أولَ راسبِ
ولم أتعلم قط من ذي سباحة ٍ
سوى الغوص، والمضعوف غيرُ مغالِبِ
فأيسر إشفاقي من الماء أنني
أمرّ به في الكوز مرَّ المجانب
وأخشى الردى منه على كل شارب
فكيف بأمنيه على نفس راكب
أظلّ إذا هزته ريح ولألأت
له الشمسُ أمواجاً طِوالَ الغواربِ
كأني أرى فيهنّ فُرسانَ بُهمة ٍ
يليحون نحوي بالسيوف القواضب
فأن قلت لي قد يُركَب اليّمُ طامياً
ودجلة عند اليّم بعض المذانب
فلا عذرَ فيها لامرء هاب مثلها
وفي اللجة الخضراء عذرٌ لهائب
فإنّ احتجاجي عنك ليس بنائمٍ
وإن بياني ليس عني بعازبِ
لدجلة َ خَبٌّ ليس لليمِّ، إنها(7/149)
تَراءى بحلمٍ تحته جهْلُ واثب
تطامنُ حتى تطمئنَّ قلوبُنا
وتغضب من مزح الرياح الواعب
إلى أن يُوارَى فيه ـ رهن النوائبِ
وغَدْرٍ، ففيها كُلُّ عَيْبٍ لِعائبِ
يرانا إذا هاجت بها الريح هيجة َ
تزلزل في حوماتها بالقوارب
نُوائل من زلزالها نحو خسفها
فلا خير في أوساطها والجوانب
زلازل موج في غمار زواخرٍ
وهدَّاتُ خَسْفٍ في شطوطٍ خواربِ
يحوم على قتلي وغيرَ مُواربِ
وما فيه من آذيّة المتراكب
وإنْ خيفَ موجٌ عيذ منه بساحلٍ
خليٍ من الأجراف ذات الكباكب
ويلفظ ما فيه فليس معاجلاً
غريقاً بغتٍّ يُزهقُ النفسَ كاربِ
يعللُ غرقاهُ إلى أن يُغيثَهم
بصنعٍ لطيفٍ منه خيرِ مصاحَبِ
فتلقى الدلافين الكريمَ طباعُها
هناك رِعالاً عند نَكبِ النواكبِ
مراكبَ للقومِ الذين كبا بهم
فهم وسطه غرقى وهم في مراكب
وينقضُ ألواحَ السفينِ فكُلُّها
فمن ساد قوماً أوجب الطولَ أن يُرى
وما أنا بالراضي عما البحر مركبا
ولكنني عارضتُ شَغْبَ المشاغبِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
رقم القصيدة : 13118
-----------------------------------
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
ولو أوجست مغداي ما بتن هجّعا
بخلّين تمّا بي ثلاثة اخوة ٍ
جُسومُهمُ شتَّى وأرواحُهمْ معا
مطيعين أهواءً توافت على هوى ً
فلو أُرسِلتْ كالنبلِ لم تعدُ موقعا
إذا ما دعا منه خليلٌ خليله
بأفديك لبَّاه مجيباً فأسرعا
كأن له في كل عُضوٍ ومَفصِلٍ
وجارحة ٍ قلباً من الجمر أصمعا
فثاروا إلى آلاتهِمْ فتقلّدوا
خرايط حمراً تحمل السمّ منقعا
محمّلّة زاداً خفيفاً مناطُه
إلى موقف المَرْمى فأقبلْن نُزَّعا
وقد وقفوا للحائناتِ وشمَّروا
لهن إلى الأنصَاف ساقاً وأذرعا
وجدت قسى ّ القوم في الطير جدَّها
فظلت سجوداً للرماة وركّعا
مخافة َ أن يذهبن في الجوِّ ضُيَّعا
ولاحظتِ النُّوارَ وهي مريضة ٌ
طرائحَ من سُودٍ بيض نواصعٍ(7/150)
تخال أديم الأرض منهن أبقعا
نؤلف منها بين شتّى وإنما
نشتَّت من ألاّفها ما تجمعا
فكم ظاعنٍ منهن مزمع رحلة ٍ
قصرنا نواه دون ما كان أزمعا
وكم قادم منهن مرتاد منزل
أناخَ به مِنَّا مُنيخٌ فجعجعا
كأن بنات الماءِ في صرح مَتْنه
تقول إذا راع الرميِّ حفيفُها:
زرابى ّ كسرى بثها في صحانه
ليحضر وفداً أو ليجمع مجمعا
تُريك ربيعاً في خريفٍ وروضة ً
على لجة ٍ: بدعاً من الأمر مبدعا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
رقم القصيدة : 13119
-----------------------------------
ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
بناتُ المنايا والحنُّى الموترُ
لها ألسنٌ ما تستفيق لهاتُها
فلو أبصرتْ عيناك يوماً مُقامنا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
رقم القصيدة : 13120
-----------------------------------
خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
ذكَرٌ حدُّهُ،أَنيثُ المَهَزِّ
ما تأملته بعينيك إلا
أُرعِدتْ صفحتاهُ من غير هز
ليست من العبّس الاكف
ولا الفلح الشفاه ، الخبائث العرق
مثلُهُ أفزَع الشجاع إلى الدر
ع،فغالَى بها على كل بزِّ
ما يبالى أصممت شفرتاه
في مَحزٍّ أم جارتا عن محزِ
أسِيٌّ على تلك الشموس الدوالك
عجائبَ تُصبي كلَّ صابٍ وناسك
صبغة َ حَبَّ القلوب والحدق
يفترّ ذاك السواد عن يققٍ
من ثغرها كاللاليء النسق
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
رقم القصيدة : 13121
-----------------------------------
وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
ولاسر من حلّت حشاه مكتَّم
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
الذّ من البرء الجديد وأنعمُ
اذا نزلت بالهمّ في دار أهله
غدا الهمُّ وهو المرهَق المتهضَّم
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً(7/151)
وعشراً يُصَلَّى حولَها ويُزمزَم
سقتني بها بيضاءُ ، فوها وكأسها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
ترقرق دمعاً ، بل ثغور تبسَّم
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحِكٌ
مدامعه من واقع الطلّ سُجَّم
كمستعبرٍ مستبشرٍ بعد حزنه
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
اذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وأبريق لديَّ مفدَّم
ثلاثة أظبٍ نجرُها غير واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتَنَعَّم
غزال ، وأبريق رذومٌ ، وغادة
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
رقم القصيدة : 13122
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
ففؤادي بها معنَّى عميدُ
غادة ٌ زانها من الغصن قدٌّ
ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
وزهاها من فرعها ومن الخديـ
ن ذاك السواد والتوريد
أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ
فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ
وشجُوٍّ وما به تبليد
وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ
لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهو ماءٌ
وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ
ما لماءٍ تصطليه من وجنتَيْها
غيرُ ترشاف ريقها تبريد
مثلُ ذاك الرضاب أطفأ ذاك
الوجدَ لولا الإِباء والتصريد
وغَريرٍ بحسنها قال: صِفْها
قلت: أمْران: هَيِّنٌ وشديدُ
يسهل القول إنها أحسن الأشْـ
ـياءِ طُرّاً، ويعْسرُ التحديدُ
تتجلَّى للناظرين إليها
فشقى ّ بحسنها وسعيد
ظبية تسكن القلوب وترعا
ها، وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ
تتغنّى ، كأنها لاتغنّى
من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ
لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ
من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع
وسجوٍّ وما به تبليد
مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا
كأنفاس عاشقيها مديد
فتراه يموت طَوْراً ويحيا
مستلذٌّ بسيطُه والنشيد
ـمِ مَصوغٌ يخت
النغم مصوغٌ يختال فيه القصيد(7/152)
طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه
كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ
ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ
عنده يوجد السرورُ الفقيد
فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ
ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ
في هوى مثْلِها يَخفُّ حَليمٌ
راجحٌ حلْمُه، ويَغْوى رشيدُ
ماتُعاطى القلوب الا أصابت
بهواها منهُنَّ حيْثُ تُرِيدُ
والهوى لا يزال فيه ضعيفٌ
وَتَرَ الزَّحْف فِيهِ سهمٌ شَديدُ
وإذا أنْبَضَتْهُ للشَّرْبِ يوماً
أيقن القومُ أنها ستصيد
مَعْبَدٌ في الغناء، وابنُ سُرَيْجٍ
وهي في الضرب زلزلٌ وعقيد
عَيْبُها أنَّها إذا غنَّتِ الأحْـ
ـرَار ظلُّوا وهُمْ لديها عَبيدُ
واستزادت قلوبَهم من هواها
بِرُقاها، وما لَدَيْهِمْ مَزيدُ
وحسان عرضن لي ، قلت: مهلًا
عن وحيدٍ فحقُّها التوحيد
حسنُها في العيون حسنٌ وحيد
فلها في القلوب حبٌ وحيد
ونصيح يلومني في هواها
ضلّ عنه التوفيق والتسديد
لو رأى من يلُوم فيه لأضحى
وهو المستريثُ والمستزيد
ضلة للفؤاد يحنو عليها
وهي تَزْهُو حَياتَه وتَكيدُ
سحرته بمقلتيها فأضحت
عنده والذميمُ منها حميد
خُلِقَتْ فِتْنة ً: غِناءً وحُسْناً
مالها فيهما جميعاً نديد
فَهْيَ نُعْمَى يميدُ منها كَبيرٌ
وهيَ بلْوى يشيب منها وليدُ
عن يميني وعن شمالي وقُدّا
مي وخلفي، فأين عنه أحيدُ
لم تقتحمك العيونُ من صغرٍ
ولاقَلَتْكِ النفوسُ من كبرِ
سدَّ شيطانُ حبّها كلَّ فجٌ
إنَّ شيطان حبِّها لَمَرِيدُ
ليت شعري إذا أدام إليها
كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ
أهي شئٌ لاتسأم العين منه؟
أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ
بل هي العيش لا يزال متى استُعْـ
ـرِض يملي غرائباً ويُفِيدُ
مَنْظَرٌ، مَسْمَعٌ، مَعانٌ، من اللهـ
عتادٌ لما يُحَبّ عتيد
لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْـ
ـقِص من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ
حسنُها في العيون حسنٌ جديد
فلها في القلوب حبٌ جديد
أخذ الله يا وحيدُ لقلبي
منكِ ما يأخذ المديلُ المقيد
غير أني مُعَلِّلٌ منك نفسي
بعداتٍ خَلا لهنّ وعيد(7/153)
ما تزالينَ نظرة ٌ منك مَوْتٌ
لي مميتٌ ، ونظرة تخليد
ن نُحولاً، وأنت خُوطٌ يميدُ
بوصالٍ ، ولحظة تهديد
بين ألحاظِهِ
صريعٌ جليدُ
ضافَنِي حُبُّك الغريبُ فألوى
بالرقاد النسيب فهو طريد
عجباً لي ، إنَّ الغريبَ مقيمٌ
بين جنبى ّ ، والنسيب شريد
قد مللنا من ستر شيْ مليح
نشتهيه، فهلْ له تجريدُ
هو في القلب وهو أبعد من نجـ
نجم الثريا فهو القريب البعيد
سيشفع الحور فيك أنك منـ
وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
رقم القصيدة : 13123
-----------------------------------
ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
فأنها نعمة ٌ من النِعَمِ
يطولُ يومي إذا قُرِنْتُ به
كأنني صائمٌ ولم أصُم
إذا تغنَّى النديمُ ذكَّرهُ
أخْذَ السياق الحثيثِ بالكظمِ
يفتح فاه من الجهاد كما يفـ
يفْتَح فاهُ لأعظم اللُّقم
مجلسُه مأتمُ اللذاذات والقصـ
ـقَصْفِ، وعُرسُ الهموم والسَّدمِ
ينشدنا اللهو عند طلعته
من أوحشتْه البلاد لم يقم
كأنني طولَ ما أُشاهِدُهُ
أشربُ كأسي ممزوجة ً بدمي
تشهدُه فرْطَ ساعتين فيُنْـ
ـسِيكَ عهوداً لم تُؤْتَ من قِدم
يريك ما قد عهدتَ في أمسك الأ
ـأدنى كشيءٍ في سالِفِ الأُمَم
عشرتُه عشرة ٌ تبارك في الاعـ
ـمارِ لولا تعجُّلُ الهرمِ
إذا الندامى دعوْهُ آونة ً
تنادموا كأسَهم على ندم
نبردُ حتى يظلَّ يُنشِدنا
هل بالديار الغداة َ من صمم
يستطعم الشرْب أن يقال له
أحسنْتَ والقومُ منه في وَكم
وكيفَ للقوْم بالتَّصنُّع لا
، ولو صُورّوا من الكرم
تظهرُ في وجهه إساءتُه
كأنّها مَسْحة ٌ من الحُمَم
يسْوَدُّ من قُبْحِ مايجيء به
حتى كأن قد أسفّ بالفحم
نرتاح منه إلى الأذان كما
يرتاح ذو شُقة ٍ إلى علم
يشدو بصَوْتٍ يسوءُ سامِعَهُ
تبارك اللَّهُ بارىء النسمِ
أبحّ فيه شذور حشرجة ٍ
منظومة ٍ في مقاطع النغم
نَبْرتُهُ غُصَّة ٌ وهِزَّتُه
مثلُ نبيب التيوسِ في الغنم(7/154)
لو قُدّس الله ذو الجلال به
لم يرفعِ اللَّهُ طيِّب الكلِم
يُفزَّع الصبية ُ الصغارُ به
إذا بكى بعضهُم ولم ينم
يقسو له القلبُ حين يسمعُه
على أحِبَّائهِ بلا جُرَم
أحلفُ باللَّهِ لا شريكَ له
فأنها غاية في القسم
ما عرف الله قبلَه أحداً
ما فَضْلُ نعمائهِ على النقمِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
رقم القصيدة : 13124
-----------------------------------
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
كأنما يومُها يومان في يوم
تظلّ تلقى على من ضمّ مجلسُها
قولا ثقيلا على الأسماع كاللوم
لها غناءٌ يثيبُ اللَّهُ سامعَهُ
ضعفى ْ ثواب صلاة الليل والصوم
ظللتُ أشرب بالأرطال لا طرباً
عليه بل طلباً للسكر والنوم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
رقم القصيدة : 13125
-----------------------------------
نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
وأين ينجو منّيَ الهاربُ؟
أبعدَ إحرازِك أيمانَنَا
هاربتنا واعتذر الحاجب؟
يا عجباً إذ ذاك من حالة ٍ
دافِعُنا فيها هو الجاذب
حقّاً لقد أولَيتَنَا جَفوة ً
يُمحل منها البلد العاشب
انظر بعين العدل تبصر بها
أنك عن منهاجِه ناكبُ
لَهْفي وقد جاءَتْكَ جفَّالة ٌ
كُلٌّ مغذٌّ ساغبٌ لاغب
من كلِّ شَحْذانِ الْحشا فَهِمُ
فكّاه كالعصريْن من دهره
هذا على أنك ذو شيمة ٍ
ذي مِعْدة ٍ ثعلُبها لاحِس
وتارة ً أرنبها ضاغب
تعلوه حمّى شرهٍ نافضٍ
لكن حمّى هضمه صالب
كأنما الفرُّوج في كفَّهِ
فريسة ٌ ضرغامُها دارب
وإن غدا الشَّبّوط قرناً لهم
هِيبَتْ لقومٍ شرَّة ٌ فاحْتبُوا
أقسمتُ لو أنك لاقيتهم
نابك من أضراسهم نائب
فالشعر حُرٌّ ـ إن نَجَوْا ـ سائبُ
بالثار في أمثالها طالب
لا تحسَبنِّي عنك في غَفْلة ٍ
إلا وفيه راتعٌ جادبُ
سيصنعُ اللَّهُ لنا في غدٍ
إن كان اكدى يومُنا الخائب
كُرّوا على الشيخ بتطفيلة ٍ(7/155)
عن عزمة ٍ كوكبُها ثاقب
وإن زواه منكم جانبٌ
فلا يَفُتْكُمُ ذلك الجانبُ
جُوسُوا عليه الأرضَ واستَخْبروا
حتى يروح الخبرُ العازب
كأنَّ من عُولجَ من سِحرها
لا وهب المَنْجَى لها الواهب
لا تُفْلِتَنْ منكمُ شَبَابيطُهُ
لا أفلت الطافى ولا الراسب
جدّوا فقد جدّ بكم لاعباً
وقد يجدّ الرجل اللاعب
وليكن الكرُّ على غرّة ٍ
والصيد في مأمنه سارب
يا واقباً بالأمس في بيتهِ
أفْلَحَ هذا الغائب الآئبُ
فاعتزم القومُ على غارة ٍ
ساند فيها الراجلَ الراكب
يهدى أبو عثمان كردوسها
هَداك ذاك الطاعنُ الضاربُ
يُرْقِلُ والرَّايَة ُ في كفِّه
جاوَبها خِشْفٌ لها نازبُ
والقومُ لاقَوْكَ فاعدِدْ لهم
ما يرتضي الآكلُ والشارب
يسِّرْ فراريجَك مقرونة ً
بها شَبابيطُكَ ياكاتبُ
يا حبذا المُنهزمُ التائبُ
تلك التي منظرُها شاحبُ
واذكر بقلبٍ غير مستوهلٍ
يعروه من ذكرى القِرَى ناخب
أنَّك من جيران قُطْربُّلٍ
وعندك اللّقْحَة والحالب
فاسقِ حليب الكرم شُرَّابَه
أحضِرْهُمُ البكْرَ التي ما اصطلت
ناراً فكلٌّ خاطب راغب
إلا التي الشمسُ لها ناسِبُ
في الكأس إلا الذهبُ الذائبُ
أو أمُّها الكبرى التى لم يَزلْ
لليل من طلعتها جانب
حقَقها بالشمس أن ربيت
في حِجْرها والشبُه الغالب
أعجب بتلك البكر محجوبة ً
مكروبة ً يُجلَى بها الكارب
مغلوبة ً في الدنّ مسلوبة ً
يُنْصَرْ عليه إلبُكَ الآلب
بينا تُرًى في الزقّ مسحوبة ً
إذ حَكَمَتْ أن يُسْحَب الساحب
تَقتصُّ من واترها صرْعة ً
ليس لها باكٍ ولا نادبُ
إلاَّ حَمَامُ الأيَك في أيكِهِ
أو عازفٌ للشَّرب أو قاصبُ
ذات نسيم مسكهُ فائح
وذات لونٍ ورسُه خاضب
هاتيك هاتيك على مثلها
حامَ ولابَ الحائمُ اللائبُ
ما غرَّهم منا ونحن الأُولى
فلا يَعِبْ فقدَهما عائب
ولا تنمْ عن نرجس مؤنس
يضحكُ عنه الزَّمَنُ القاطبُ
ريحانُ روحٍ مُنْهِبٌ عطرَه
والروحُ إذ ذاك هو الناهب
لم يلفح الصيفُ له صفحة ً
ولا سقاه عوده الشاسب(7/156)
وزَخْرِفِ البيتَ كما زُخرفتْ
روضة ُ حَزْنٍ جادها هاضبُ
ليس له من غيره شائبُ
لكلِّ ما سرَهُمُ جالبُ
مُحسنة ً ليست بخطَّاءة
طائرُها الهادل لا الناعب
بيضاءَ خَوْداً رِدْفُها ناهدٌ
غيداءَ رُوداً ثديُها كاعبُ
مملوكة ً بالسيف مغصوبة ً
لها دلالٌ مالِكٌ غاصبُ
تَستوهِبُ الجيد إذا أَتلعتْ
من ظبية ٍ أَفْزَعها طالبُ
كأنها والبيت مستضحكٌ
والعودٌ في قبضتها صاخب
أدْمانة ٌ تَنْزِبُ في روضة ٍ
*** خشفٌ لها نازب
أصبُبْ عليهم تُحَفاً جمّة ً
يُحْمَى بهنَّ الموعدُ الكاذبُ
ما نقل الملاّحُ والقاربُ
وتبْ من الذنب الذي جئته
فقد يُقالُ المذنبُ التائبُ
كيما يقولوا حين ترضيهُم:
يا حبذا المنهزم الثائب
أعتِبْ بيومٍ صالحٍ فيهم
ليس على أمثاله عاتبُ
ولا يكن يوماً إذا ما انقضى
صِيحَ به: لا رَجَعَ الذاهبُ
عجلْ لهم ذاك ولا تهْجَهم
ولا يثب منك بهم واثب
فليس من يأدِبُ إخوانَهُ
مؤَدِّباً للقومِ بل آدبُ
ولا يكنْ فيما يُعانَى لهم
فلا تُصِبْنا ريحُك الحاصب
حاشاك أن يلقاك مستمطرٌ
منصورة ٍ ليس لها قالبُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
رقم القصيدة : 13126
-----------------------------------
لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
إذا بدا أعجبَ أو عجّبا
لم تُغلِق الشهوة ُ أبوابَها
إلا أبتْ زُلفاه أن يُحجبا
لو شاء أن يذهب في صخرة ٍ
لسهَّل الطِّيب لَهُ مذهبا
يدور بالنفخة ِ في جامِهِ
دوراً ترى الدهنَ له لولبا
عاونَ فيه منظرٌ مخبراً
مستحسَنٌ ساعد مستعذبَا
كالحَسَن المُحسِنِ في شَدوهِ
تَمَّ فاضحى مطربا مضربا
مستكثف الحشو ولكنه
أرق قشراً من نسيم الصبا
كأنما قُدّت جلابيبُه
من أعينِ القطرِ الذي قُبّبا
يخال من رقه خِرشائه
شاركَ في الأجنحة الجُنْدَبا
لو أنه صُوِّر من خبزه
ثغرٌ لكان الواضح الاشنبا
من كل بيضاء يحبّ الفتى
أن يجعل الكفَّ لها مركبا
مدهونة ٍ زرقاءَ مدفونة ٍ(7/157)
شهباءَ تحكي الأزرق الأشهبا
أنتم أناسٌ بأياديكُمُ
وطُيِّبتْ حتى صبا من صبا
وعزة ُ المعروف في ذُلِّه
يا رُبَّ جِدٍّ لكم في العلى
وانتقد السكَّرَ نقادُه
وشاوروا في نقده المذهبا
إني تأملتُ لَهُ كُنية ً
ولا إذا الضرس علاها نبا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
رقم القصيدة : 13127
-----------------------------------
فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
ظِهارتَه الحسنى ومن مُتجَرِّدِ
إذا نَشَّ في سفُّوده عند نُضْجِهِ
وأَخرج من سرباله المتوِّرد
فَتيٌّ رعى مَرْعى ً بدجلة مُخْصِباً
أبى أن يراه رائدٌ غيرَ مُحْمِدِ
إلى أن أصابته من الدهر نوبة ٌ
وقد صار أقصى مُنية َ المتجودِ
فأصدره الصيَّاد عن خير مَوْرِدِ
وأورده الشَّوَّاءُ أخبث مورِدِ
وجاء به الحمَّالُ أطيبَ مطعَمٍ
إلى الطيِّب المِنْفاق غيْرِ المصرِّدِ
ويا حبذا امعاننا فيهِ ناضجاً
كما جاء من تنّوره المتوقد
وإني لمشتاق إلى عَوْدِ مثله
وإن كنتُ أُبدي صفحة المتجلِّدِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
رقم القصيدة : 13128
-----------------------------------
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
ثمناً ولوناً زفها لك حَزْوَرُ
عظمتْ فكادت أن تكون إوزة ً
ونوتْ فكاد إهابُها يتفطّر
ظلنا نقشر لحَمها عن جلدها
وكأن تبرأ عن لجين يقشر
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
رقم القصيدة : 13129
-----------------------------------
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
من كل نوعٍ،ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاً لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملت
عليَّ هائلة ُ الجالَيْن غبراءُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> انه الفوز مثلَ ما فقده المو
انه الفوز مثلَ ما فقده المو
رقم القصيدة : 13130
-----------------------------------(7/158)
انه الفوز مثلَ ما فقده المو
تُ لقد بان فضلهُ لا خفاءَ
ورازقيًّ مَخْطَفِ الخُصورِ
كأنه مخازن البلور
ولهذا التأويل سماه موزاً
من أفاد المعاني الأسماء
رب فاجعله لي صَبوحا وقيلاً
وغبوقاً وما أسأتُ الغذاء
وأرَى -بل أبتُّ-أن جوابي:
"لا تغالط فقد سألتَ البقاء"
نكهة ٌ عذبة ٌ وطعمٌ لذيذٌ
ساعدا نعمة إلى نعماء
لو تكون القلوبُ مأوى طعام
نازعته قلوبنا الأحشاء
أنني للحقيق بالشبع السـ
ئغ من أكله وإن كان ماء
كأنه مخازن البلور
لم يُبق منه وهجُ الحرور
إلا ضياء في ظروف نور
له مذاق العسل المشور
من مليك،وشاكر آلاء
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
رقم القصيدة : 13131
-----------------------------------
أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
فيهنّ نوعان تفاح ورمّانُ
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ
سودٌ لهن من الظلماء ألوان
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به
أطرافهن قلوب القوم قنوان
غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ
وما الفواكه مما يحمل البان
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ
وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان
أُلفّن من كل شيء طيّبٍ حَسَنٍ
فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان
ثمارُ صدقٍ إذا عاينتَ ظاهرَها
لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان
بل حلوة ٌ مرة ٌ طوراً يقال لها
شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان
يا ليت شعري-وليتٌ غيرُ مجدية ٍ
ألا استراحة قلبٍ وهو أسوان-
يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ
تلك الفنون فضمتهنّ أفنان؟
تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ
لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران
تلك الغصون اللواتي في أكمّتها
نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان
بل قَوْلُ عائبهم إفكٌ وبُهتان
ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان
وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث
ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ
لكن ليثبت في الأعناق حجته
ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن
مناضلاتٌ بنبل لا تقوم له
كتائب الترك يزجيهنّ خاقان(7/159)
مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ به
قصيرُ عمروٍ ولا عمروٌ ووردان
من كل قاتلة قتلي وآسرة ٍ
أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ
يولين ما فيه إغرامٌ وآونة
يولين ما فيه للمشعوفِ سلوان
فادعُ القوافي ونُصَّ اليعْمُلات له
أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان
يميل طوراً بحملٍ ثم يعدمه
ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
رقم القصيدة : 13132
-----------------------------------
وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
فرعاً غذَتْه الغوادي فهو فَينان
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ
ليشفيه ما ترشف الشفتانِ
وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
رقم القصيدة : 13133
-----------------------------------
ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
مثل الغزال عنقا ومكتحَل
لم تكتحل مقلتها سوى الكحل
ولا تحلَّى جيدها سوى العطل
ما زلتُ منها في مطالٍ وعلل
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
فنلت مِنها نظرة على عجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنتها غيابات الكلل
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
رقم القصيدة : 13134
-----------------------------------
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
على ما مضى ؟أم حسرة ٌ تتجدد؟
خليليَّ ما بعد الشباب رزية
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطر عن عينٍ من الماء جلمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف؟وأنَّى ؟بعده يتجلَّدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ، يوجد طعْمُهُ
فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
رزئت شبابي عودة بعد بدأة ٍ
وهن الرزايا بادياتٌ وعوّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن، وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدّلتُ من ذاك البياض وحسنهِ(7/160)
بياضاً ذميما لا يزال يُسَوّدُ
لشتان ما بين البياضين:معجبٌ
أنيقٌ ومشنوء إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن: شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جلاءً للعيون من القذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعينُ النجلُ التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب، والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلت مرمى سواكَ تَعمَّدُ
تَشَكَّي إذا ما أقصدتكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلكَ النبلُ مَنْ وقعت به
ومن صُرفتْ عنه من القوم مُقصَدُ
إذا عدلتْ عنا وجدنا عدولَها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تنكّبُ عنا مرة ً فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حزناً أن الشباب معجلٌ
قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ
وجار على ليلِ الشباب فضامَه
نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا: نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد
أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبّ كلالٌ في عظامي أدبَّني
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
وبورك طرْفي فالشخوص حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ
وبُدِّل إعجاب الغواني تعجباً
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
اذا ابصر الدنيا استهل كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ(7/161)
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
رقم القصيدة : 13135
-----------------------------------
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
إلا اذا لم يبكها بدمِ
عيْبُ الشبية غَولُ سَكْرتِها
مقدارَ ما فيها من النِّعم
لسنا نراها حقَّ رُؤيتها
إلا زمان الشيب والهرم
كالشمسِ لاتبدو فَضِيلتُها
حتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلم
ولرب شئ لا يبيّنه
وجدانُه الاَّ مع العدم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيت سواد الرأس واللهو تحته
رأيت سواد الرأس واللهو تحته
رقم القصيدة : 13136
-----------------------------------
رأيت سواد الرأس واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يبق إلا عهده المتوهم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
رقم القصيدة : 13137
-----------------------------------
امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
طريقان شتى : مستقيم واعوجُ
ألا أيهذ االناسُ طال ضريرُكم
بآل رسول اللَّه فاخشوا أو ارْتجوا
أكل أوانٍ للنبي محمد
قتيلٌ زكيٌ بالدماء مُضرَّجُ
تبيعون فيه الدينَ شرَّائِمة ٍ
فلله دينُ اللَّه قد كاد يَمْرَجُ
بني المصطفى ! كم يأكل الناس شُلَوَكم؟
لِبَلْواكُم عما قليل مُفَرَّجُ
أما فيهم راعٍ لحق نبيّهِ؟
ولا خائفٌ من ربه يتحرجُ
لقد عَمَهُوا ما أنزل اللَّه فيكُم
كأنَّ كتاب الله فيهم مُمجمج
ألا خاب من أنساه منكم نصيبَه
متاعٌ من الدنيا قليلٌ وزبرج
أبعد المُكنّى بالحسين شهيدكم
تضيئ مصابيح السماء فتسرج
لنا وعلينا ولا عليه ولا له
تسحسح أسراب الدموع وتنشج(7/162)
وكيف نُبكِّي فائزاً عند ربه
له في جنان الخلد عيشٌ مُخرفجُ
وقد نال في الدنيا سناءً وصيتة ً
وقام مقاماً لم يقمه مزلجُ
فأنْ لا يكن حيا لدينا فأنه
وكنا نرجّيه لكشف عماية ٍ
بأمثاله أمثالُها تتبلَّجُ
فسَاهَمنَا ذو العرش في ابن نبيه
ففاز به والله أعلى وأفلجُ
أيحيى العلي لهفى لذكراك لهفة ً
يباشر مَكْواها الفؤادَ فيَنْضجُ
لمن تستجدُ الأرضَ بعدك زينة َ
فتصبح في أثوابها تتبرّجُ؟
سلامٌ وريحان وروح ورحمة
عليك وممدود من الظل سجسجُ
ولا برح القاع الذي انت جاره
يرفّ عليه الاقحوان المفلّجُ
ويا أسفي ألاَّ تَرُدَّ تحية ً
سوى أرج من طيب رمسك يأرجُ
ألا انما ناح الحمائم بعدما
ثَوَيْتَ، وكانت قبل ذلك تَهْزَجُ
ألا أيها المستبشرون بيومه
أظلت عليكم غُمة ٌ لا تفرَّجُ
أكلُّكُم أمسى اطمأن مِهادُه
فليس بها للصالحين مُعَرَّجُ
فلا تشمتوا وليخسأ المرء منكم
بوجهٍ كأَنَّ اللون منه اليَرَنْدَجُ
فلو شهد الهيجا بقلبِ أبيكُم
غداه التقى الجمعان والخيل تمعجُ
لأعطى يدَ العاني أو ارتدّ هارباً
كما ارْمَدَّ بالقاع الظليمُ المهيَّجُ
ولكنه ما زال يغشى بنحره
شَبا الحرب حتى قال ذو الجهل: أهوجُ
وحاش له من تلكم غير إنه
أبَى خطة َ الأمر التي هي أسمجُ
وأين به عن ذاك؟لاأين- إنه
إليه بِعِرْقَيْهِ الزَّكيين مُحْرَجُ
كأني به كالليث يحمي عرينه
وأشباله لا يزدهيه المهجهجُ
كأني أراه والرماح تَنوشُه
شوارع كالأشطان تدلى وتخلجُ
كأني أراه إذ هوى عن جواده
وعُفِّر بالتُّرْبِ الجبينُ المشجَّج
فحبِّ به جسماً الى الأرض إذ هوى
وحُبَّ به روحاً إلى اللَّه تعرجُ
أأرديتم يحيى ! ولم يطوأيطلٌ
طِراداً ولم يُدْبر من الخيل مَنْسِجُ
تأتتْ لكم فيه مُنى السوء هينة ً
وذاك لكم بالغي أغرى وألهجُ
وما بكُم أن تنصروا أوليائكم
ويُستدرج المغرور منكم فيدرجُ
أجنوا بني العباس من شنآنكم
وأوكوا على ما في العياب وأشرجوا
لأعنِقُ فيما ساءكم وأُهَمْلِجُ(7/163)
فأحر بهم أن يغرقوا حيث لججوا
نَظَارِ لكم أنْ يَرجع الحقَّ راجعٌ
إلى أهله يوماً فتشجُوا كما شجوا
على حين لا عُذْرَى لمُعتذريكُم
ولا لكم من حجة الله مخرجُ
لقد ألحجوكم في حبائل فتنة
وبينهم إن اللواقح تنتجُ
غررتم لأن صدقتم أن حالة
وناتجها لو كان للأمر مَنْتَجُ
لعل لهم في مُنْطوِي الغيب ثائراً
سيسمو لكم والصبح في الليل مولجُ
بمَجْرٍ تضيق الأرض من زفراته
له زَجَلٌ ينفي الوحوشَ، وهَزْمَجُ
إذا شيمَ بالأبصار أبرقَ بيضُه
بوارقَ لا يسطيعهنّ المحمَّجُ
تُوامضه شمسُ الضحى فكأنما
يُرى البحرُ في أعراضه يتموجُ
يؤيده ركنان ثبتان: رجلهٌ
وخيلٌ كأَرسال الجراد وأَوْثَجُ
عليها رجال كالليوث بسالة ً
بأمثالها يُثْنَى الأبيُّ فَيُعْنَجُ
تدانوا فما للنقع فيهم خصاصة ٌ
تُنَفِّسه عن خيلهم حين تُرْهجُ
كان الزجاج اللهذميات فيهم
فَتِيلٌ بأطراف الرُّدْيِنيِّ مُسْرجُ
يودُّ الذي لاقوة أن سلاحه
هنالك خلخال عليه ودُملجُ
فيدركُ ثأرَ الله أنصارُ دينه
ولله أوسٌ آخرون وخزرجُ
ويقضي إمام الحق فيكم قضاءَه
تماماً، وما كلُّ الحوامل تُخْدَجُ
وتظعن خوفَ السبي بعد إقامة
ظَعائنُ لم يُضرب عليهنَّ هودجُ
مَهٍ لا تعادَوا غِرة البغي بينكم
كما يتعادى شعلة َ النار عَرْفجُ
أفي الحق أن يمسوا خماصاً وأنتم
يكاد أخوكم بطنة ً يتبعّجُ
تَمشُون مختالين في حُجراتِكم
ثقالَ الخُطى أكفالكم تترجرجُ
وليدُهُم بادي الطَّوى ووليدكم
من الريف ريَّانُ العظام خَدَلَّجُ
بنفسي الألي كظتهم حسراتكم
فقد عَلِزُوا قبل الممات وحَشرجوا
وعيرتموهم بالسَّواد ولم يزل
من العرب الامحاض أخضر أدعجُ
ولكنكم زرقٌ يزين وجوهكم
بني الروم ألوانٌ من الروم نعّجُ
أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا
وأن يسبقوا بالصالحات وتُفْلَجُوا
وإن كنتم منهم وكان أبوكم
أباهم فان الصفو بالرنق يمزجُ
لعمري لقد أَغرى القلوبَ ابنُ طاهر
ببغضائكم ما دامت الريح تَنْأَجُ
سعى لكم مسعاة سوءِ ذميمة ٍ(7/164)
سعى مثلها مستكرَه الرجل أعرجُ
فلن تعدموا ما حنَّت النيِّبُ فتنة ً
تُحَشُّ كما حُشَّ الحريقُ المؤجَّجُ
وقد بدأت لو تُزْجَرُون بريحها
بوائجُها من كل أوب تبوَّجُ
دماءُ بني عباسكم وعلّيهم
لكم كدماء الترك والروم تُهْرَجُ
يلي سفكَها العورانُ والعرج منكم
وغوغاؤكم جهلاً بذلك تَبْهَجُ
ولكنْ هَناتٌ في القلوب تَنجنجُ
ولو أمكنتكم في الفريقين فرصة ٌ
لقد بينت أشياء تلوى وتحنجُ
إذن لاستقدتم منها وترَ فارسٍ
وإن ولياكم فالوشائج أوشجُ
أبَى أن تحبُّوهم يد الدهر ذكرُكم
لياليَ لا ينفكُّ منكم متوَّجُ
وأني على الاسلام منكم لخائفٌ
بوائقَ شتى بابُها الآن مُرتَجُ
وفي الحزم أن يستدرِك الناسُ أمركم
وحبلهم مستحكم العقد مدمجُ
نَظَارِ فإن اللَّه طالبُ وتره
بني مصعبٍ لن يسبق الله مدلجُ
لعل قلوبا قد أطلتم غليلها
ستظفر يوماً بالشفاء فتثلجُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
رقم القصيدة : 13138
-----------------------------------
يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
ـقَة والظَّرف والحجا والدهاءِ
أترى الضربة التي هي غيبُ
خلف خمسين ضربة ٍ في وحاء
ثاقب الرأي نافذ الفكر فيها
غير ذي فترة ولا إبطاءِ
وتلاقيك شيعة ٌ فيظلو
ـن على ظهر آلة حدباء
شاهدٌ،ما رأيت فعلك إلا
جات إلا ذو نية ومضاء
فترى أن بُلغة ً معها الرَّا
بدلاً باستفادة الأنباءِ
ورِضاهُم هناك بالنصف والربع
وأدنى رضاك في الأرباء
واحترسُ الدهاة ِ منك واعصا
فُك بالاقوياء والضعفاء
والذي أطلق اللسان فعاتبـ
هُنَّ أخفى من مُستسرِّ الهباءِ
بل من السرّ في ضمير محبٍ
أدبته عقوبة ُ الأفشاء
ـر يَحُلُّ الفتى ذُرا العلياءِ
م حروباً دوائر الارحاء
وأظُنُّ افتراسك القرن فالقر
ـقرن منايا وشيكة الأرداء
لاأجازيك من غروركَ إيا
أرضٌ علَلتها بدماء
غلط الناس لست تلعب بالشـ
ـرنج لكن بأنفس اللعباءِ
أنت جديُّها وغيرك من يلعبُ(7/165)
راحة النفس والصيانة والعفـ
وإذا ما بدا لك العُرُّ يوماً
من دبيب الغذاء في الأعضاء
أو دبيب الملال في مستهامين
الى غاية ٍ من البغضاء
غب إلا إلى مليك السماء
الى من يزيده بالتَوَاه
أو سرى الشيب تحت ليل شباب
مستحيرٍ في لمة سمحاء
دبَّ فيها لها،ومنها إليها
فاكتست لون رثة ٍ شمطاء
تقتُلُ الشَّاه حيث شئت من الرُّقـ
ـن ويأبى الإثمار كل الإباءِ
غير ماناظرٍ بعينيك في الدسـ
وأنا المرءُ لا أسومُ عتابي
بل تراها وأنت مستدبر الظـ
ـر بقلبٍ مُصوَّر من ذكاءِ
ما رأينا سواك قِرناً يُولِّي
وهو يُرْدي فوارس الْهجاءِ
ربّ قومٍ رأوك ريعوا فقالوا
ـنَّ وإلاَّ فأنت كالبُعَداء
والفؤاد الذكيّ للمطرق المعرض
ـرض عينٌ يرَى بهامن وراء
تقرأ الدست ظاهراً فتؤديه
ـه جميعاً كأحْفظ القُرّاء
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ربّ أكرومة له لم نخلها
ربّ أكرومة له لم نخلها
رقم القصيدة : 13139
-----------------------------------
ربّ أكرومة له لم نخلها
قبلَه في الطباع والتركيب
ألمَعِيٌّ يرى بأولِ ظنٍّ
آخر الأمر من وراء المغيب
لا يُرَوِّي ولا يُقَلِّبُ كفاً
وأكُفُّ الرجالِ في تقليب
ليِّنٌ عِطفُه، فإنْ رِيمَ منه
مكسرُ العود كان جدّ صليب
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
رقم القصيدة : 13140
-----------------------------------
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
تكونُ يداه يدَيْ حاتم
عجبْتُ لمن جودُهُ جودُهُ
تكونُ له عُقدة ُ الحارمِ
عجبتُ لِمَنْ حِلمُهُ حلمُهُ
تكونُ له صَوْلة ُ الصّارم
عجبت لمن حَدُّهُ حَدُّه
تكون له رأفة ُ الراحم
أرى كلَّ ضِدٍّ إلى ضِدِّهِ
من الخير في طبعه السالمِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قرأتُ في وجهك عنواناً
قرأتُ في وجهك عنواناً
رقم القصيدة : 13141
-----------------------------------
قرأتُ في وجهك عنواناً
آذَنني بالغَدْرِ إيذانا(7/166)
تالله أنْسَى ماذكرتُ الصِّبى
بل ما ذكرت الله لهفانا-
يومَ التقينا فتجهمتني
تجهُّم المديونِ دَيَّانا
وكيف أنسى ذاك مستيقظا
ولست أنسى ذاك وسنانا
طلعتُ من بُعد فأوهمتني
أنك قد عاينت شيطانا
لاقيتَني ساعة َ لاقيتني
أثقلَ خلق الله أجفانا
كأنما كنتَ تضمَّنت لي
ردَّ شبابي كالذي كانا
أو طمَّ بحر الصين في طرفة ٍ
أو كَسْحَ أروندَ وثهلانا
أو كلَّ ما لم يستطع فعلَه
عيسى ولا موسى بن عمرانا
ياحَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ
فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا
أنت ملولٌ حائل عهدُه
تصبغُك الساعات ألوانا
تصرم ذا الوصل وتضحي الى
من يجتوي وصلَك ظمآنا
حتى إذا واصلَ صارمْتَه
أوسُمتَه صدَّاً وهجرانا
وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنة ٍ
فظّاً وتستخسن من لانا
وتعقد الوعدَ فانجازُه
خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا
حتى إذا أنجزته مرة ً
مَنَنْتَهُ سرا وإعلانا
وماأحبُّ الواعدي مُخلفاً
كلا ولا الممتنَّ منانا
حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ
نفسي لاتألف إنسانا
أهنتني جداً فأعززتني
رُبَّ امرىء عَزَّ بأن هانا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
رقم القصيدة : 13142
-----------------------------------
تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
نبال العدى عنى فكنتم نصالها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خذلان اليمين شِمالها
فأن أنتم لم تحفظوا لمودتي
ذماما فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ
وخلّوا نبالي والعِدا ونبالها
هي النفس إما أن تعيش بغبطة
وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالها
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أأحييتني بالأمس ثم تميتني
أأحييتني بالأمس ثم تميتني
رقم القصيدة : 13143
-----------------------------------
أأحييتني بالأمس ثم تميتني
برفضي وإقصائي؟ وحقي أن أُدنى
ولو أنني أحييتُ ميتاً عشقته
لحسن الذي أثَّرتُ فيه من الحسنى
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خلياني عند اصطكاك الخصوم(7/167)
خلياني عند اصطكاك الخصوم
رقم القصيدة : 13144
-----------------------------------
خلياني عند اصطكاك الخصوم
وإزحما بي عند اعتراك القروم
وكلاني إلى بلائي وصِدْقي
تأمنا نبوة َ الكَهَام اللئيم
يا إبن بوران ما نجوت من الوأ
د لخير لكن لشرٍ عظيم
لو تبعتَ الأُلى مضوْا من شهيد
ووئيدٍ إلى جنان النعيم
كان خيراً من البقاء لحربي
بل أبى شؤمُ جَدِّك المشؤوم
وإذا لم تحن محاين قومٍ
ت وينغلُّ في مجاري السموم
شمل الناس عدل أمك حتى
سار فيها كسير جورٍ سدوم
لو رآك الرجالُ شيئاً نفيساً
كثرت فيك هنبثات الخصوم
كيف ندعوهم لآبائهم ربي
ومنهم أمثال هذا الزنيم
تطمِث الأرضُ من مواطىء بو
بفُجورٍ ولا زناً مَكْتومِ
أفحش القذف والهجاء لبورا
رانَ طهورٌ كالرجمِ للمرجوم
كيف لا تسقط السماء على الأر
ضِ ونُرمَى من أجلها بالرجومِ
كثرت موبقات بوران حتى
ضاق عنها عفوُ الغفور الرحيم
فإذا ليم في تغاضيه عنها
قال: مِنْ شأْنِيَ اطراحُ الهموم
ويميناً لألعبنَّ بأشلائك
بين الإشواء والإصماء
وإذا سُمِّيتْ دُوَيْهِيَّة ً أحـ
ك ملهى ً وعرضة َ استهزاء
بل بسحناءِ وجهِ سهلٍ طليقٍ
وبطيبٍ من نفس سمحٍ كريم
لو أطاعت كما عصت لاستحقت
وهْو أدنى لهُ إلى التَّضريم
ليس لي من هجاء بوران الا
نقل منثورة إلى المنظوم
لوذعياً كأن مابين عطفيـ
لا ابتداعٌ والعلمُ بالتعليم
هي تفري لي الفريَّ فأحذو
حذوها كالإمام والمأموم
ما أراني أسيَّر الشعر فيها
سيرَها في سهوله والخروم
هي أهدى من القوافي وأسرَى
في دُجَى الليلِ والفلا الدَّيْموم
حملاها النهارُ والليلُ دأْبا
يُعملان الرسيمَ بعدَ الرَّسيم
ليس يُخلي منها مكاناً مكانٌ
هي شئ خصوصُه كالعموم
هي بالليل كلُّ شخصٍ تراه
ماثلاً في الظلام كالجرثوم
ناقضت مريمَ العفافَ فلمّا
قاومتها بالغى ّ والتأثيم
صَمدَتْ في الزِّنا تُناسلُ حَوَّا
ما عهدناك قطُّ إلاَّ عَزوفاً
لاتبالي من ... أمَّك جهراً
رب رزء كالمغنم المغنوم(7/168)
في الذي بين ترْمَتَيْكَ وبيني
خلفٌ من وصالك المصروم
لا تخلنى قرعتُ سناً بظفرٍ
من ندام عليك أو تنديم
في سبيلِ الشيطان منك نصيبي
وعليكَ العفاء لؤمَ ابن لوم
يا ابن بوران قد أظلّكَ زجرٌ
كالدخان المذكور في حاميم
يا إبن بوران لا مفر من الله
ولا من قضائه المحتوم
صدمت مسمعيك شنع القوافي
صدمة ً غادرتك كالمأموم
ـلهُ فألقى مقالدَ التسليم
ـك فأشفي غيظي وأنفي همومي
ولعمري لقد عميت عن الرشد
ـد وقصدِ المحجَّة المستقيم
ما مضيض الكلوم معتبطات
كمضيض الكلوم فوق الكلوم
إنَّ شتْما ألمته يابنَ بورا
ن لأدهى من العذاب الأليم
غير أني أنضجت جلدَك كياً
فلعمْرِي لما أُتيتَ من الما
أنت عندي في حالة المرحوم
أن أدهى من أن ينام سليمي
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
رقم القصيدة : 13145
-----------------------------------
قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
فان شكى فيه جلُّ ايمانى :
ياباطلاً أوهمْتنيه مَخايلُه
بلا دليل ولاتثبيتِ بُرهانِ
ماأنتَ إلا خيالٌ طاف طائفة
وما هجائيك إلا هجْرُ وسْنان
قد كنتُ أحسبه شيئاً فأهجوه
حتى أزاح يقيني فيه حسباني
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
رقم القصيدة : 13146
-----------------------------------
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
خرَّ صريعاً بعد تحليقِِ
زُوّجت نُعمى لم تكن كفؤها
فصانها اللَّه بتطليق
وكلُّ نعمى غيرُ مشكورة ٍ
عن أمِّه ذاتِ البساتيق
لا قُدِّستْ نعمى تسربلتها
أرقه مدحُك لا مُجدياً
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
رقم القصيدة : 13147
-----------------------------------
عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
لِيَ بعد الإجارة الديوانا
ولعمري ما ذاك أعجبُ من أَنْ
كان عِلجاً فصار من شيبانا(7/169)
إن للجدَّ كيمياءً إذا ما
مسَّ كلباًأحاله إنسانا
يفعل الله مايشاء كما شا
ء متى شاء كائناً ما كانا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
رقم القصيدة : 13148
-----------------------------------
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
لبَّيْكَ لَبَّيْكَ من داع بتَبْيِينِ
نعيْتَ من جَمَدتْ غُزْرُ العيونِ له
فلم تفض عبرة ٌ من عين محزون
ومَنْ يَقِلُّ لَهُ الدَّاعِي بمغفرة ٍ
وينشد الناسُ فيه بيت يقطين
فإن تُصبْكَ من الأَيَّام جائحة ٌ
لم نبك منك على دنيا ولا دين
يا منكراً ونكيراً أوجعاه فقد
خلوتما بقليل الخير ملعون
بعداً وسحقاً له من هالكٍ نطفٍ
مُشوَّه الخلقِ من نسل الشياطين
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يامن قسا لمّا شكو
يامن قسا لمّا شكو
رقم القصيدة : 13149
-----------------------------------
يامن قسا لمّا شكو
تُ إلى تطوّله زماني
واعتدّنى - لما رخصتُ عليه من سَقط المعاني
ضَمن التنزُّه كفَّ غر
وأرى مَكاني إذ تعا
وأصون عرضَك عن لساني
وعليك ألفُ تحية ٍ
أَوْلَى لجهلي بعدَما
لا بل سأطَّرحُ الهجا
ءَ وإن رماني من رماني
أمنَ الخلائقُ كلهم
فليأخذوا منّي أماني
حلمي أعزّ على ّ من
غضبي إذا غضبي عراني
فلأصبرنّ وأكظمنَّ
نَ وإن لظى غيظي كواني
حتى تبين أنني
ـسي إذ قلاني من قلاني
وأريدها كُلَّ الإرا
دة َ إذ أباني من اباني
مه مَنْ تعامه عن مكاني
حتى يراني الله كيـ
ف صيانتي قَدْري وشاني
ويعولُني فعِيالتي
حقٌ عليه كما براني
ولتغْذُوَنّي بالكرا
مة ِ إنه قدْماً غَذاني
وسأستعين على الفرا
قِ والصبرَ إن شوقٌ دعاني
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> من كان يبكي الشباب من جزعٍ
من كان يبكي الشباب من جزعٍ
رقم القصيدة : 13150
-----------------------------------
من كان يبكي الشباب من جزعٍ
فلستُ أبكي عليه من جزعِ
لأن وجهي بقبح صورته(7/170)
مازال بي كالمشيب والصلعِ
أشبَّ ما كنتُ قط أهرمَ ما
ـتُ فسبحان خالق البدعِ
إذا أخذت المرآة سلمني
وجهي وما مُتُّ هول مطَّلعي
شعفتُ بالخرَّد الحسان وما
يصلح وجهي إلا لذي ورعِ
كي يعبدَ اللَّه في الفلاة ِ ولا
مستفعلنٌ فاعلن فعول
مستفعلنٌ فاعلنٌ فعول
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لنا صديقٌ كلا صديقٍ
لنا صديقٌ كلا صديقٍ
رقم القصيدة : 13151
-----------------------------------
لنا صديقٌ كلا صديقٍ
غثٌّ على أنه سَمِينُ
من أقبح الناس لا أُحاشِي
من كان منهم ومن يكون
إذا بدا وجهه لقومٍ
لاذت بأجفانها العيونُ
كأنه عندهم غريمٌ
حلَّتْ عليه لهم ديون
وهو على ما وصفتُ منه
متَّهمَ ودَّه ظنين
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> كان للأرض مرة ً ثقلانِ
كان للأرض مرة ً ثقلانِ
رقم القصيدة : 13152
-----------------------------------
كان للأرض مرة ً ثقلانِ
فلها اليومَ ثالثٌ بفُلانِ
اتقى غصة اسمه علم اللـ
هُ فأكنِي عن ذكره بالمعاني
يا ثقيلَ الثِّقالِ أقذيتَ عَيْني
ـني ليت اني كما أراك تراني
من يكن عانياً بحُبِّ حبيب
ففؤادي ببغضك اليوم عانى
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
رقم القصيدة : 13153
-----------------------------------
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
أرَصاصٌ كِيانُهُ أم حديدُ
أنت عندي كماء بئرِك في الصـ
ـيفِ ثقيل يعلوه بردٌ شديد
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وأخرق تضرمه نفخة
وأخرق تضرمه نفخة
رقم القصيدة : 13154
-----------------------------------
وأخرق تضرمه نفخة
سفاها وتطفئه تفْلهْ
فأخلاقه تارة وعرة
وأخلاقه تارة سهلة
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
رقم القصيدة : 13155
-----------------------------------
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
م عليَّ وما فيهمُ نافعُ
إذا أنا أدلجتُ في حاجة ٍ(7/171)
لها مطلبٌ نازح شاسعُ
فلا أبداً معهم وقفة ٌ
وتسليمة ٌ وقتُها ضائعُ
وفي موقف المرء عن حاجة ٍ
تيمَّمها شاغلٌ قاطِع
ترى كل غثٍّ كثير الفضو
ل مصحفهُ مصحفٌ جامع
يحدثني من أحاديثه
بما لا يلذَّ به السامع
أحاديث هنَّ كمثل الضَّريـ
ـع آكله أبداً جائعُ
أولئك لا حيُّهم مؤنِسٌ
صديقاً ولا مَيْتُهم فاجِع
غدوتُ وفي الوقت لي فسحة ٌ
أنه الدهرَ كامنُ الأدواء
إلى أن تقدَّمني التَّابع
ألا هكذا النكد البارع
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> واعلم بأن الناس من طينة ٍ
واعلم بأن الناس من طينة ٍ
رقم القصيدة : 13156
-----------------------------------
واعلم بأن الناس من طينة ٍ
يصدق في الثلب لها الثالبُ
لولا عِلاجُ الناسِ أخلاقَهُم
ما نفل الملاَّحُ والقاربُ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
رقم القصيدة : 13157
-----------------------------------
ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
من صحبة الأشرار والأخيار
أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم
إلا لفردوسٍ لديه ونار
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
رقم القصيدة : 13158
-----------------------------------
إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
ولم تخلُ من قوتٍ يَحِلُّ ويَعذبُ
فلا تَغْبِطنَّ المترفين فإنهم
على حسب ما يكسوهُم الدهرُ يَسلب
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
رقم القصيدة : 13159
-----------------------------------
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
رقم القصيدة : 13160
-----------------------------------(7/172)
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
كافأ النعمى باخلاص الوداد
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد
فلقد نَوَّل نيلاً من فؤاد
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أر شيئاً صادقاً نفعه
لم أر شيئاً صادقاً نفعه
رقم القصيدة : 13161
-----------------------------------
لم أر شيئاً صادقاً نفعه
للمرء كالدرهم والسيْفِ
يقضى له الدرهمُ حاجاتِه
والسيفُ يحميه من الحيْفِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
رقم القصيدة : 13162
-----------------------------------
وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
رمى باطلاً بالحق حين يخاصمُ
ولاواسمٌ عرضَ امرئٍ كان نالَه
بسوء وإنْ لامتْهُ فيه اللوائمُ
ولله في حاوي يديه وأرضِهِ
لفضلٌ ولكن للرجال شكائم
ولكنما الشريرُ مَنْ عمَّ شرُّهُ
وسُولم بدءا فأتلى لا يسالم
وعاذ باذعانٍ له وتوددٍ
أخوه فلم تنفعه تلك التمائم
وكافأ إحساناً بسوءٍ ولم يَزَلْ
يُراجِمُ بالمكروه من لا يراجم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
رقم القصيدة : 13163
-----------------------------------
لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
لمِ من ظُلمه على المظلومِ
صاحبُ الظلم إن تأملتَ كالرا
تع في المرتع الوبيل الوخيم
يجتلي أمرَه فيعلم أنه قد
ليلَ الكرى بليل السليم
فهو مِن لوم نفسه حين يخلو
في غرام وفي عذاب أليم
قد أمرَّت حياتَه وشَجَتْه
وأخو الإنتقام ناعمُ بالٍ
لو تجافى الخصيمُ عنه وأغضى
لكفاهُ بنفسه من خصيم
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
رقم القصيدة : 13164
-----------------------------------
لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
فكفاهمُ بالوجد والأشواق
إن البلاء يطاق غيرَ مضاعفٍ
فإذا تضاعف كان غير مُطاقِ
لاتُطفئن جوى ً بلومٍ إنه
كالريحِ تُغرِي النارَ بالإِحراق(7/173)
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
رقم القصيدة : 13165
-----------------------------------
أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
كفى شجواً لنفسي رزء نفسي
أَتهلعُ وحشة ً لفراقِ إلفٍ
وقد وطنتُها لحلول رَمْس؟
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
رقم القصيدة : 13166
-----------------------------------
أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ؟
هناك يحق الصبرُ والصبر واجب
وما كان منه كالضرورة أوجبُ
هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
مكارِهُ دهرٍ ليس منهن مَهْربُ
لَبوسُ جمالٍ جُنّة من شماتة ٍ
شفاءُ أسى ً يُثنى َ به ويثوَّب
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
رقم القصيدة : 13167
-----------------------------------
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
في ميادينِ باطِلي إذ تولّى
إنْ مَنْ ساءه الزمان بشيء
لأحق امرىء ٍ بأن يتسلى
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
رقم القصيدة : 13168
-----------------------------------
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
تقاضّتهُمُ أضعافها للمقابر
وفي ذاك ما ينهاهُمُ أن يشيّدوا
وأن يقتنوا إلا كزاد المسافر
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
رقم القصيدة : 13169
-----------------------------------
وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
قُواهُ إذا ما جاء حيٌّ يحاربُهْ
وما لطمُ بعضِ الموجِ في البحرِ بعضَهُ
بمانِعهِ تغريقَ من هو راكبُهْ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
رقم القصيدة : 13170(7/174)
-----------------------------------
قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
ـأخْفش ماقلته فماحَمدَهْ
قَصَّرْتَ بالشعر حين تعرضه
على مبين العمى إذا أنتقده
ماقال شعراً ولا رواه، فلا
ثعلبه كان لا ولا أسده
فإن يقلْ أنني رويتُ فكا
فْتَر جهلاً بكل ما اعتقدَهْ
أرُمْتَ زيني بأن تُعرِّضَني
لمدحه فالذليل من عَضَدَهْ
أم رمت شَيْني بأن تعرضني
لثلبه فالسَّليم من قصدَه
أنشدتَه منطقي ليشهده
فغاب عنه عَمى ً وما شهدَهْ
تالله ما يأمر السداد بأن
حُرَّ الكلام بجيشٍ غير ذي لجب
وقال قولاً بغير معرفة ٍ
أفكاً- فما حل أفكُه عُقَدَه
ما إن تزال تراه لابساً حللاً
شعري شعر إذا تأمله الإنـ
ـسان ذو الفهم والحجى عَبَده
شعر يغير عليه باسلاً بطلاً
وينشد الناسَ إياه على رَقب
لكنه ليس منطقاً بعث الـ
ـله به آية ً لمن جحدَهْ
يقول مستمعوه الجاهلون به:
ولا أنا المفهِم البهائم والـ
ـطَّيْرَ سليمانُ قاهر المردَهْ
مابلغتْ بي الخطوب رتبة ً من
تفهم عنه الكلاب والقرده
وحسب قردٍ أراه يحسدني
أن يُسْكنَ اللَّهُ قلبَه حسدَهْ
لاخفَّفَ اللَّهُ عنه من حسدي
وزاده اللَّه فوقه كمدَهْ
ولاتزل صورتي إذا طلعت
لناظريه قذاه بل رمدَهْ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
رقم القصيدة : 13171
-----------------------------------
في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
كيما يهاب وجاهل يتحلم
وكِلاهُما تَعِبٌ، يحاربُ شيمَة ً
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عدوك من صديقك مستفاد
عدوك من صديقك مستفاد
رقم القصيدة : 13172
-----------------------------------
عدوك من صديقك مستفاد
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ
يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ(7/175)
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس حمد الجفون فى مريها النـ
ليس حمد الجفون فى مريها النـ
رقم القصيدة : 13173
-----------------------------------
ليس حمد الجفون فى مريها النـ
ـوم ولا نفيها إذى الأقذاء
إنما حمدها إذا هى حالت
بين طرف العيون والبغضاء
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
رقم القصيدة : 13174
-----------------------------------
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
تَ فإنَّهن مَرَاوِحُ
لا تَيْأَسَنَّ فإنَّ رزْ
ق الله غادر رائح
ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ويح القوافي ما لها سفسفتْ
ويح القوافي ما لها سفسفتْ
رقم القصيدة : 13175
-----------------------------------
ويح القوافي ما لها سفسفتْ
حظى كأنى كنتُ سفسفتُها
ألمْ تكُن هوجاً فسدَّدْتُها
كانتْ أمامي ثم خلَّفْتُهَا
ففرحَة ُ الموهوب أعدِمتُها
وليس عن طير تَعَيَّفْتُهَا
ما أحْسَنَتْ إن كنتُ حَسَّنْتُهَا
ما ظَرَّفَتْ إن كنت ظرَّفْتُهَا
خابت رِكابي منذ أوجفتُهَا
شكراً لأنِّي كنتُ أرهَفْتُهَا
فَرقّقَتْهُ حين رقّقتها
جَوَّدتُها فيه وزيَّفتها
وناكدَ الجَدُّ فمنّيتُها
حتى كأني كنتُ كثّفتها
أحلِفُ باللَّه لقد أصْبحتْ
في الرزق آفتْنى وما إفْتُها
لمْ أُشْكِهَا قطّ بِتَقْصِيرَة ٍ
فيها ولا من حَيفة ٍ حفتها
حرمتُ فى سنّى ً وفى ميعتى
قراى من دنيا تضيفتها
لهفى على الدنيا وهل لهفة ٌ
تنصف منها إن تلهفتها
أجهلتها إذ هي موفورة ٌ
فيها، ومن أَفٍّ تأففتها
سَلَّيْتُ نفسي بأفاعِيله
فيها ولا حال تردّفتها
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )
رقم القصيدة : 13176
-----------------------------------(7/176)
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ
يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها
كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ
تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي
وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً
تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي
سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ
أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها
عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره،
بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها
على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها
سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت
وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي
حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي،
بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا
حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً
على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما
كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ،
وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كأنَّ كِناسَي ضالة يكنُفانها
وأَطْر قِسِيٍّ تحت صلب مؤيّدِ
فلو كان مَولايَ امرأً هو غيرَهُ
تَمُرّ بِسَلْمَيْ دالجٍ مُتَشَدّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها
لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا
بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ
لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ
لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها(7/177)
مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به
كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما
وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ
كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما
كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى
لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما،
كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ،
كمِرداة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ
مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها
وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي
ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ
مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني
عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ،
وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس
تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً
ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني
وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
متى تأتني أصبحتَ كأساً روية ً
وإنْ كنتَ عنها ذا غِنًى فاغنَ وازْدَد
وانْ يلتقِِ الحيُّ الجميع تلاقيني
إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
نداماي بيضٌ كالنجوم وقينة ٌ
تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ ومَجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ منها، رقيقَة ٌ(7/178)
بِجَسّ النّدامى ، بَضّة ُ المُتجرَّدِ
إذا نحنُ قُلنا: أسمِعِينا انبرَتْ لنا
على رِسلها مطروفة ً لم تشدَّد
إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها
تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَعٍ رَدي
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي
وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها،
وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني،
ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد
ألا أيُّهذا الزاجري أحضرَ الوغى
وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟
فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي
فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي
ولولا ثلاثٌ هُنّ مِنْ عِيشة ِ الفتى ،
وجدِّكَ لم أحفل متى قامُ عوَّدي
فمِنهُنّ سَبْقي العاذِلاتِ بشَرْبَة ٍ
كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تُزبِد
وكَرّي، إذا نادى المُضافُ، مُحَنَّباً
كسيد الغضا نبّهته المتورِّد
وتقْصيرُ يوم الدَّجن والدَّجنُ مُعجِبٌ
ببهكنة ٍ تحت الخباء المعَّمد
كأنّ البُرينَ والدّمالِيجَ عُلّقَتْ
على عُشَرٍ، أو خِروَعٍ لم يُخَضَّد
كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ،
ستعلم ان مُتنا غداً أيُّنا الصدي
أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ،
كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَة ِ مُفسِدِ
تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ، عَلَيهِما
صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي
عقيلة مال الفاحش المتشدِّد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة ٍ
وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ
لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى
لَكالطِّوَلِ المُرخى وثِنياهُ باليَدِ
فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكاً
فإنْ مُتُّ فانْعِيني بما أنا أهْلُهُ،
وأيأسني من كلِّ خيرٍ طلبتُه
كأنّا وضعناه إلى رمس مُلحَد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني
نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني
نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد(7/179)
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
وِإن أُدْعَ للجلَّى أكن من حُماتها
وإنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإن يَقذِفوا بالقَذع عِرْضَك أسقِهمْ
بشرْبِ حياض الموت قبل التهدُّد
بلا حَدَثٍ أحْدَثْتُهُ، وكَمُحْدِثٍ
هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
فلو كان مولاي امرءاً هو غيره
لَفَرّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنّ مولاي امرؤٌ هو خانفي
على الشكرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفتَد
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً
على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
فذرني وخُلْقي انني لكَ شاكرٌ
ولو حلّ بيتي نائياًعندَ ضرغد
فلو شاءَ رَبي كنتُ قَيْسَ بنَ خالِدٍ،
ولو شاءَ ربي كنتُ عَمْرَو بنَ مَرثَد
فأصبحتُ ذا مال كثيرٍ وزارني
بنونَ كرامٌ سادة ٌ لمسوّد
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ
خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحي بِطانَة ً
لعضْبٍ رقيق الشَّفرتين مهنَّد
حُسامٍ، إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً به
كَفَى العَودَ منه البدءُ، ليسَ بمِعضَد
أخي ثقة لا ينثَني عن ضريبة
إذا قيلَ:"مهلاً"قال حاجزه:"قَدي"
إذا ابتدرَ القومُ السلاح وجدتني
مَنِيعاً، إذا بَلّتْ بقائِمِهِ يدي
وبرْكٍ هُجود قد أثارت مخافتي
نواديها أمشي بعضب مجرَّد
عقيلة شيخ كالوبيل يَلنْدد
يقولُ، وقد تَرّ الوَظِيفُ وساقُها:
ألَسْتَ ترى أنْ قد أتَيْتَ بمُؤيِد؟
وقال:ألا ماذا ترون بشارب
شديدٍ علينا بَغْيُهُ، مُتَعَمِّدِ؟
وقالَ: ذَرُوهُ إنما نَفْعُها لهُ،
وإلاّ تَكُفّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظلَّ الإماء يمتللْن حوارَها
ويُسْعَى علينا بالسّدِيفِ المُسَرْهَدِ
فان مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ
وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة َ معْبد
ولا تَجْعَلِيني كامرىء ٍ ليسَ هَمُّهُ
كهمّي ولا يُغني غنائي ومشهدي
بطيءٍ عنِ الجُلّى ، سريعٍ إلى الخَنى ،
ذلول بأجماع الرجال ملهَّد
فلو كُنْتُ وَغْلاً في الرّجالِ لَضَرّني(7/180)
عداوة ُ ذي الأصحاب والمتوحِّد
ولكِنْ نَفى عنّي الرّجالَ جَراءتي
عليهِم وإقدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ
نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد
ويومَ حبستُ النفس عند عراكه
حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد
على مَوطِنٍ يخْشى الفتى عندَهُ الرّدى ،
متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائِصُ تُرْعَد
وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حواره
على النار واستودعتهُ كفَّ مجمد
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
رقم القصيدة : 13177
-----------------------------------
ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َ غُيّبُ
قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ،
حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ
والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ:
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ
قد يُوردُ الظُّلمُ المبَيِّنُ آجناً
مِلْحاً، يُخالَطُ بالذعافِ، ويُقشَبُ
وقِرافُ منْ لا يستفيقُ دعارة ً
يُعدي كما يُعدي الصّحيحَ الأجْربُ
والإثُم داءٌ ليسَ يُرجى بُرؤُهُ
والبُّر بُرءٌ ليسَ فيه مَعْطَبُ
والصّدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ
ولَقد بدا لي أَنَّه سيَغُولُني
ما غالَ"عاداً"والقُرونَ فاشعبَوا
أدُّوا الحُقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إِنّ الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
رقم القصيدة : 13178
-----------------------------------
فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
وأعمالُهُ عمّا قليلٍ تُحاسبُهْ
ألم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعتْ
عليه النّسورُ، ثمّ غابتْ كواكبه؟(7/181)
وللصعبِ أسبابٌ نجلُّ خطوبها،
أقامَ زماناً، ثمّ بانتْ مطالبهُ
إذا الصعبُ ذو القرنينِ أرخى لواءهُ
إلى مالكٍ ساماهُ، قامت نوادبه؟
يسيرُ بوجهِ الحتفِ والعيشُ جمعهُ
وتَمضي على وَجْهِ البِلادِ كَتائِبُه
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
رقم القصيدة : 13179
-----------------------------------
ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
ولَقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبِلاتِ
ربلاتِ جودٍ تحتَ قدٍّ بارعٍ
حلوِ الشمائلِ خيرة ِ الهلكاتِ
رَبِلاتِ خيلٍ ما تزالُ مغيرة ً
يُقطِرنَ من علقٍ على الثُّنَّاتِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
رقم القصيدة : 13180
-----------------------------------
أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
لِسَوْءة ٍ، حلّتْ بهمْ، فادحَهْ
كلُّ خليلٍ كنتُ خاللتُهُ
لا تركَ اللَّهُ له واضِحهْ
كلُّهُمُ اروَغُ من ثعلبٍ
ما أشبهَ اللّيْلَة َ بالبارحَهْ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
رقم القصيدة : 13181
-----------------------------------
مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
بِتُّ بِنَصْبٍ، فَفُؤادي قَريحْ
في سلفٍ أرعنَ مُنفجرٍ
يُقدِمُ أُولى ظُعُنٍ، كالطُّلوحْ
عالَينَ رَقماً، فاخراً لَونُهُ،
منْ عَبْقَرِيٍّ، كَنَجيعِ الذّبيح
وَجامِلٍ، خَوّعَ، من نِيبِهِ،
زجرُ المعلَّى أُصُلاً والسّفيح
موضوعُها زَولٌ ومرفوعُها
كمرِّ صوبٍ لَجِبٍ وسْطَ ريح
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
رقم القصيدة : 13182
-----------------------------------
أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
لؤماً وأبيضُهُمْ سِربالَ طَبّاخِ(7/182)
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
رقم القصيدة : 13183
-----------------------------------
خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
وإنْ ظهرَتْ منّي شمائلُ صاحِ
والاَّ فما بالي ولم أشهَد الوغى
أبِيتُ كأنّي مُثقَلٌ بِجِرَاحِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
رقم القصيدة : 13184
-----------------------------------
ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
قبلَ هذا الجيلِ من عهدٍ أبدْ
وَضِبابٍ، سَفَرَ الماءُ بها
غَرِقَتْ أولاجُها غَيرَ السُّدَدْ
فَهْيَ مَوتى ، لَعِبَ الماءُ بها،
في غُثاءٍ، ساقَهُ السّيلُ، عُدَد
قد تبطنْتُ بطرفٍ هيكلٍ
غيرِ مرباءٍ ولا جأبٍ مُكدّ
قَائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفُوا،
غيرَ أنكاسٍ ولا وغلٍ رفدْ
نبلاءِ السّعيِ من جرثومة ٍ
تتركُ الدّنيا وتنمي للبعدْ
يزعونَ الجهلَ في مجلسِهِمْ
وهمُ أنصارُ ذي الحلمِ الصَّمَد
حبُسٌ في المحلِ حتى يفسِحوا
لابتِغاءِ المجدِ، أو تَركِ الفَنَد
سُمَحاءُ الفَقرِ، أجوادُ الغِنى ،
سادة ُ الشِّيبِ، مَخارِيقُ المُرُد
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
رقم القصيدة : 13185
-----------------------------------
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
ومنْ يكُ في حبلِ المنيّة ِ ينقدِ
إذا أنْتَ لم تَنفَعْ بوِدّكَ قُرْبَة ً،
ولم تنْكِ بالبؤْسَى عدوَّكَ فابعدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ
وإنْ كان في الدنْيا عزيزاً بمقعَدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَهُ
ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التَّلَدُّد
لَعَمْرُكَ! ما الأيامُ إلاّ مُعارَة ٌ،
فما اسطعْتَ من معروفِها فتزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه،
فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي(7/183)
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
رقم القصيدة : 13186
-----------------------------------
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
والشّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
رقم القصيدة : 13187
-----------------------------------
يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
خلالكِ الجوّ فبيضي واصفِري
قد رُفِعَ الفَخُّ، فماذا تَحْذَري؟
ونقّري ما شِئتِ أن تُنقّري
قد ذَهَبَ الصّيّادُ عنكِ، فابشِري،
لا بدّ يوماً أن تُصادي فاصبري
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
رقم القصيدة : 13188
-----------------------------------
أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
لها سَبَبُ تَرعى به الماءَ والشّجَرْ؟
وكان لها جارانِ، قابوسُ منهُما
وعمروٌ ولم أستَرعها الشمسَ والقمرْ
رَأيتُ القَوافي يَتّلِجْنَ مَوالِجاً،
تَضَيَّقُ عنها أنْ تَوَلَّجَها الإبَرْ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
رقم القصيدة : 13189
-----------------------------------
فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
رغوثاً حولَ قبّتِنَا تخورُ
مِنَ الزَّمِرَاتِ، أسْبَلَ قادِماها،
وضَرّتُها مُرَكَّنَة ٌ دَرُورُ
يُشارِكُنا لنا رَخِلانِ فيها،
وتعلوها الكباشُ فما تنورُ
لعمركَ إنَّ قابوسَ بنَ هندٍ
لَيَخْلِطُ مُلْكَهُ نُوكٌ كثيرُ
قسمتَ الدّهرَ في زمنٍ رخيٍّ
كذاكَ الحُكْمُ يَقْصِدُ أوْ يَجورُ
لنا يومٌ وللكروانِ يومٌ
تَطِيرُ البائِساتُ ولا نَطِيرُ
فأمّا يَوْمُهُنّ، فيَوْمُ نَحْسٍ،
تُطَارِدُهُنّ بالحَدَبِ الصّقُورُ
وأمَّا يومُنا فنظلُّ ركباً(7/184)
وُقوفاً، ما نَحُلُّ وما نَسِيرُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
رقم القصيدة : 13190
-----------------------------------
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً
لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما
عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ
طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا
آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ،
في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
تَخْلِسُ الطَّرْفَ بعَيْنَيْ بَرغَزٍ،
وبخدَّي رشإٍ آدمَ غرّ
ولها كَشحَا مهاة ٍٍ مُطفلٍ
تَقْتَري، بالرّمْلِ، أفْنانَ الزّهَرْ
وعلى المَتْنَينِ مِنها واردٌ،
حَسَنُ النَّبْتِ، أثيتٌ، مُسبَطِرّ
جابَة ُ المِدرى ، لها ذُو جُدّة ٍ،
تَنْفُضُ الضّالَ وأفنانَ السَّمُرْ
بَينَ أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ،
مُخرِفٌ تحنو لِرَخصِ الظِّلفِ حُرّ
تحسبُ الطَّرفَ عليها نجدة ٌ
يا لَقَوْمي للشّبابِ المُسبَكِرّ!
حيثُ ما قاظُوا بنجدٍ وشتوْا
حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنْيَيْ وُقُرْ
فَلَهُ منها، على أحيانها،
صفوَة ُ الرّاحِ بملذوذٍ خصرْ
إنْ تنوِّلْهُ فقدْ تمنعُهُ
وتريهِ النجمَ يجري بالظُّهُر
ظلّ في عسكرة ٍ من حبّهَا
ونأتْ، شَحطَ مَزارِ المُدّكِر
فَلئِنْ شَطّتْ نَواهَا، مَرّة ً
لعلى عهدِ حبيبٍ معتكرْ
بادِنٌ، تَجلُو، إذا ما ابْتَسَمَتْ،
عَن شَتِيتٍ، كأقاحِ الرّمْلِ، غُرّ
بدّلتهُ الشّمسُ من منبتِهِ
برداً أبيضَ مصقولَ الأُشُرْ
وإذا تضحكُ تُبدي حبباً
كرضابٍ المسكِ بالماءِ الخصِرْ
صادَفَتْهُ حَرجَفٌ في تَلعَة ٍ،
فَسَجَا وَسطَ بَلاطٍ مُسبَطِرّ
وإذا قامَتْ تَداعَى قاصِفٌ،
مالَ مِنْ أعلى كثيبٍ مُنقَعِرْ
تطردُ القرَّ بحرٍّ صادقٍ
وعكيكَ القيظ إن جاءَ بقُرّ
لا تلُمْني!إنّها من نسوة ٍ(7/185)
رُقَّدِ الصّيْفِ، مَقالِيتٍ، نُزُرْ
كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأدنَ، كما
أنْبَتَ الصّيْفُ عَساليجَ الخُضَر
فَجَعوني، يوْمَ زمّوا عِيرَهُمْ،
برخيمِ الصَّوْتِ ملثومٍ عطِرْ
وإذا تَلْسُنُني ألسُنُهَا،
أنّني لستُ بموهونٍ فقِرْ
لا كبيٌر دالفٌ منْ هرمٍ
أرهبُ الليلَ ولا كَلَّ الظُّفُر
وبلادٍ زعلٍ ظلمانُها
كالمخاضِ الجربِ في اليومِ الخدِر
قد تبطنْتُ وتحتي جسرة ٌ
تَتّقي الأرضَ بمَلثومٍ مَعِرْ
فتَرى المَروَ، إذا ما هَجّرَتْ،
عن يدَيها، كالفَراشِ المُشفَتِرْ
ذاكَ عَصْرٌ، وعَداني أنّني
نابني العامَ خطوبٌ غيُر سرّ
منْ أمورٍ حدثَتْ أمثالُها
تَبتَري عُودَ القَويّ، المُستَمِرّ
وتَشَكّى النّفْسُ ما صابَ بها،
فاصبري إنَّك من قومٍ صُبُرْ
إنْ نصادفْ منفساًلاتلفنا
فُرُحَ الخيرِ ولا نكبو لضُرّ
أسدُ غابٍ فإذا ما فزعوا
غيرُ أنكاسٍ ولا هوجٍ هُذرْ
وليَ الأصلُ الذي في مثلِهِ
يصلحُ الآبرُ زرعَ المؤتبِرْ
طيِّبو الباءة ِ سهلٌ ولهُمْ
سبلٌ إنْ شئْتَ في وحشٍ وعرْ
وهمُ ما همْ إذا ما لبسُوا
نَسْجَ داوُدَ لِبأسٍ مُحتَضِرْ
وتَساقَى القَوْمُ كأساً مُرّة ً،
وعلا الخيلَ دماءٌ كالشَّقِر
ثمّ زادوا أنّهُمْ، في قوْمِهِمْ،
غُفُرٌ ذنَبهُمُ غيرُ فُخُرْ
لا تعزُّ الخمرُ إن طافوا بها
بِسِباءِ الشّوْلِ، والكُومِ البُكُرْ
فإذا ما شربوها وانتعشوا
وهبوا كلَّ أمونٍ وطِمِرْ
ثمّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بهِمْ،
يُلحِفونَ الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ
ورثوا السؤْدُدَ عن آبائِهِمْ
ثمّ سَادُوا سُؤدُداً، غَيرَ زَمِرْ
نحنُ في المَشتاة ِ ندعوا الجَفَلى ،
لا ترى الآدِبَ فينَا ينتقِرْ
حينَ قالَ النّاسُ في مجلسِهِمْ:
أقُتارٌ ذاكَ أمْ ريحٌ قُطُرْ
بجِفانٍ، تَعْتَري ناديَنا،
منْ سديفٍ حيَن هاجَ الصِّنَّبِرْ
كالجَوابي، لا تَني مُتْرَعَة ً
لقِرَى الأضيافِ أو للمتحضِر
ثمّ لا يحُزُن فينا لحمُها
إنّما يحزنُ لحمُ المدّخِرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا(7/186)
آفة ُ الجزرِ مساميحٌ يُسُرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا
واضحُوا الأوجُهِ في الأزمة ِ غُرّ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنا
فاضِلُوا الرّأي، وفي الرّوعِ وُقُر
ولَقَد تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا
صادقو البأسِ وفي المَحفِلِ غُرّ
يَكشِفونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرّهمْ،
ويُبِرّون على الآبي المُبِرّ
فُضُلٌ أحْلامُهُمْ عَنْ جَارِهِمْ،
رُحُب الأذرُعِ بالخيرِ أمرْ
ذُلُقٌ في غارَة ٍ مَسْفُوحَة ٍ،
ولدى البأسِ حماة ٌ ما نفرّ
نمسكُ الخيلَ على مكروهِها
حينَ لا يمسكهَا إلا الصُّبُرْ
حينَ نادى الحيُّ لمّا فزعوا
ودعا الدّاعي وقد لجّ الذُّعُرْ
أيْهَا الفِتْيَانُ في مجْلِسِنَا،
جرِّدوا منْها وِارداً وشُقُر
أعوجِيّاتٍ، طِوالاً، شُزَّباً،
دُوخِلَ الصّنْعَة ُ فيها والضُّمُر
مِن يَعابِيبَ ذُكورٍ، وُقُحٍ،
وهِضَبّاتٍ، إذا ابتَلّ العُذُرْ
جافلاتٍ فوقَ عوجٍ عجلٍ
ركّبَتْ فيها ملاطيسُ سُمُرْ
وَأنَافتْ بِهَوَادٍ تُلُعٍ،
كَجُذُوعٍ شُذّبَتْ عنها القِشَرْ
عَلَتِ الأيْدي بأجْوازٍ لهَا
رُحُبَ الأجوافِ ما إنْ تنبهرْ
فهي تَردي، فإذا ما ألهَبَتْ
طارَ من إِحمائِهَا شدُّ الأزُرْ
كائراتٍ وتراها تنتحِي
مسلحبّاتٍ إذا جدّ الحضُرْ
ذُلُقُ الغارَة ِ، في إفْزَاعِهِمْ،
كرعالِ الطَّيرِ أسراباًُتمرّ
نذرُ الأبطالَ صرعى بينها
ما يني منهُمْ كميُّ منعفِرْ
فَفِداءٌ، لِبَني قَيْسٍ، على
ما أصَابَ النّاسَ من سُرٍّ وضُرّ
خالَتي والنّفْسُ، قِدْماً، أنهم
نَعِمَ السّاعونَ في القَوْمِ الشُّطُرْ
وهمُ أيسارُ لقمانٍ إذا
أغلَتِ الشّتْوَة ُ أبداءَ الجُزُرْ
لا يلحُّونَ على غارمِهِمْ
وعلى الأيْسارِ تَيْسِيرُ العَسِرْ
كنْتُ فِيكُمْ كالمُغطّي رأسَهُ
فانجَلى اليَوْمَ قِناعي وَخُمُرْ
وَلَقَد كنتُ، عليكُمْ، عاتِباً،
فَعَقَبْتُمْ بِذَنُوبٍ غَيرِ مُرّ
سادِراً، أحسَبُ غيّي رَشَداً،
فتناهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرُ(7/187)
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
رقم القصيدة : 13191
-----------------------------------
مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
كثيرٍ ولا يُعْطونَ في حادِثٍ بَكْرا
همُ حرملٌ أعيَا على كلّ آكلٍ
مُبِيرٌ، ولو أمْسى سَوَامُهُمُ دَثْرَا
جمادٌ بها السباس ترهصُ معزُهَا
بناتِ الّلبونِ والسَّلاقمة َ الحُمرا
فما ذنبُنا في أنْ أداءَتْ خُصَاكُمُ،
وأن كنتُمُ في قومكمُ معشراً أدرَا
اذا جلسُوا خيّلتَ تحتَ ثيابِهِمْ
خرانقَ توفي بالضَّغيبِ لها نَذرا
أبا كَرِبٍ! أبْلِغْ لَدَيْكَ رِسالَتي
أبا جابِرٍ عَني، ولا تَدَعَنْ عَمْرا
هُمُ سَوّدوا رَهْواً تَزَوّدَ في اسْتِهِ،
منَ الماءِ خالَ الطَّيرَ واردة ً عشرا
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
رقم القصيدة : 13192
-----------------------------------
إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
أزِمَ الشّتَاءُ ودوخِلَتْ حُجَرُهْ
يوماً ودونيتِ البيوتُ له
فثنى قبيلَ ربيعِهمْ قررهْ
رَفَعُوا المَنِيحَ، وكانَ رِزْقَهُمُ
في المنقياتِ يقيمُهُ يسرُهْ
شَرْطاً قَويماً ليس يَحْبِسُهُ،
لمّا تَتَابَعَ وِجْهَة ً، عُسُرُه
تَلقى الجِفانَ بكُلّ صادِقَة ٍ،
ثُمّتْ تُرَدَّدُ بَيْنهُمْ حِيَرُهْ
وترى الجفانَ لدى مجالسِنا
متحيَّراتٍ بينهم سؤُرهْ
فكأنَّها عقْرى لدى قُلبٍ
بصفرُّ منْ اغرابِها صقرُه
إنَّا لنعلمُ أن سيدركُنَا
غَيْثٌ يُصِيبُ سَوامَنا مَطَرُه
وإذا المغيرة ُ للهياجِ غدتْ
بسُعارِ موتٍ، ظاهِرٍ ذُعُرُه
ولّوا وأعطَونا الذي سئلُوا
من بعدِ موتٍ ساقطٍ أزرُهُ
إنَّا لنكسوهُمْ وإنْ كرهُوا
ضرْباً، يَطيرُ، خِلالَهُ، شرَرُه
والمَجْدُ نَنْمِيه ونُتْلِدُه،
والحمدُ في الاكفاءِ ندَّخرُه
نَعْفو، كما تَعْفو الجِيادُ، على
العلَّاتِ والمخذولُ لانذرُه(7/188)
إِنْ غابَ عنهُ الأَقربونَ ولم
يصبحْ بريقِّ مائهِ شجرُه
إنّ التّباليَ في الحياة ، ولا
يُغْني نَوائِبَ ماجِدٍ عُذَرُه
كلُّ امرئ فبماالمَّ به
يَوْماً، يَبِينُ منَ الغِنى فُقُرُه
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
رقم القصيدة : 13193
-----------------------------------
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
لا تكُنْ كلباً، على الناس، تَهِرّ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
رقم القصيدة : 13194
-----------------------------------
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا
فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى
فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّهُ،
فإنَّ الوثيقة َ في نصِّهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ،
حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ،
فإن الوثيقة َ في نصهِ
ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ
حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ،
وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً
ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ
لبِسْتُ اللّيالي، فأفْنَيْنَني،
وسربلَني الدهرُ في قُمصهِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
رقم القصيدة : 13195
-----------------------------------
أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
ولم أُعطِكمْ بالطوْعِ مالي ولا عِرْضي
أبا منذرٍ أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا
حنانَيْكَ! بعضُ الشرّ أهوَن من بعضِ
فأقسمْتُ عند النُّصبِ: إني لهالكٌ
بمُلتَفّة ٍ، ليست بغَبْطٍ ولا خَفضِ
خُذوا حِذرَكمْ أهلَ المُشَقَّرِ والصّفا،
عبيدَ اسْبذٍ والقرْض يُجزى من القرض
ستَصْبَحُك الغَلْباءُ تَغْلِبُ، غارة ً،
هنالكَ لا يُنجيك عرضٌ من العرضِ(7/189)
وتُلبسُ قوماً بالمشقَّرِ والصَّفا
شآبيبَ موتٍ تستهلُّ ولاتُغضي
تَمِيلُ على العَبْديّ في جوّ دارِهِ
وعوفَ بنَ سعدٍ تخترِمه عن المحضِ
هُما أورداني الموت عمْداً وجَرّدا
على الغَدرِ خَيلاً ما تَمَلّ من الركض
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
رقم القصيدة : 13196
-----------------------------------
وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
سماحيقُ ثَرْبٍ وهي حمراء حَرجَفُ
وجاءتْ بصرّادٍ كأنّ صقيعهُ
خلالَ البيوتِ والمنازلِ كرسفُ
وجاءَ قَريعُ الشّوْلِ يَرقصُ قبلَهَا،
إلى الدّفءِ، والرّاعي لها مُتحرِّفُ
نَرُدّ العِشارَ، المُنْقِياتِ شَظِيُّها،
الى الحيّ حتى يمرعَ المتصيَّفُ
تَبِيتُ إمَاءُ الحيّ تَطْهى قُدورَنا،
ويأْوي إِلينا الأشعثُ المتجرِّفُ
ونحنُ، إذا ما الخيْلُ زَايَلَ بَيْنَها،
من الطّعنِ، نشّاجٌ مُخِلٌّ ومُزْعِفُ
وجالتْ عَذارى الحيّ شتّى ، كأنّها
تَوالي صُوارٍ، والأسِنّة ُ تَرْعَفُ
ولم يَحْمِ أهلَ الحيّ، إلاّ ابنُ حُرّة ٍ،
وعَمَّ الدّعاءَ المُرْهَقُ المُتلهِّفُ
ففئْنا غداة َ الغبّ كلَّ نقيذة ٍ
ومنَّا الكميُّ الصَّابرُ المتعرِّسُ
وكارِهَة ٍ، قد طَلّقَتْها رِماحُنا،
وأنْقَذْنَها، والعَينُ بالماءِ تَذرِفُ
تَرُدّ النّحِيبَ في حَيازيمِ غُصّة ٍ،
على بطلٍ غادرنَهُ وهوَ مزعفُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
رقم القصيدة : 13197
-----------------------------------
ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
عنها غَنِيتُ، وشرُّ الناسِ مَن سرَقا
وإنَّ أحسنَ بيتٍ أنتَ قائلُهُ
بَيْتٌ يُقالُ، إذا إنْشَدتَهُ، صَدَقا
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني
ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني
رقم القصيدة : 13198
-----------------------------------
ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني(7/190)
وداوِ الكُلومَ، ولا تُبرِقِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
رقم القصيدة : 13199
-----------------------------------
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
وعُوجي علَينا مِن صُدورِ جِمالِكِ
قفي لا يكنْ هذا تعلّة َ وصلِنا
لِبَينٍ، ولا ذا حَظّنا من نَوالِكِ
أخبّركِ أنّ الحيّ فرقَ بينَهم
نوَى غربة ٍ ضرَّارة ٍ لي كذلكِ
ولمْ يُنْسِني ما قدْ لَقِيتُ، وشفّني،
منَ الوجدِ أنّي غيرُ ناسٍ لقاءكِ
وما دونَهَا إلاثلاتٌ مآوبٌ
قُدرنَ لعيسٍ مسنفاتِ الحواركِ
ولاغروَ إلاجارَتي وسؤالُها:
ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
تُعيِّرُ سَيري في البلادِ ورِحلَتي،
ألا رُبّ دارٍ لي سوى حُرّ داركِ
ولَيسَ امرُؤ أفنى الشّبابَ مجاوراً
سوى حيِّهِ إلاكآخرَ هالكِ
ألا رُبَّ يومٍ لو سقمتُ لعادَني
نِساءٌ كِرَامٌ مِنْ حُيَيٍّ ومالِكِ
ظلِلتُ بِذي الأرطى فويقَ مثقَّبٍ
ببيئة ِ سوءٍ هالكاً أو كهالكِ
ومن عامرٍ بيضٌ كأنَّ وجوهَهَا
مَصابِيحُ لاحَتْ في دُجًى مُتحالك
تَرُدُّ عليّ الرّيحُ ثَوبيَ، قاعِداً
إلى صَدَفيٍّ، كالحَنِيّة ِ بارِكِ
رأيتُ سعوداً منْ شعوبٍ كثيرة ٍ
فلمْ تَرَ عَيني مِثلَ سَعدِ بنِ مالِكِ
أبَرَّ وأوفى ذِمّة ً يَعقِدونها،
وخيراً إذا ساوَى الذُّرى بالحوارِك
وأنمى إلى مَجدٍ تَليدٍ وسُورة ٍ،
تكونُ تُراثاً، عندَ حَيٍّ، لهالِكِ
أبي أنزلَ الجبَّارَ عاملُّ رمحِهِ
عن السرْج، حتى خرّ بين السّنابكِ
وسَيفي حُسامٌ، أختلي بذُبابهِ
قَوانِسَ بِيضِ الدّارِعينَ الدّواركِ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
رقم القصيدة : 13200
-----------------------------------
لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
وبالسّفْحِ مِنْ قَوٍّ مُقامٌ وَمُحتمَلْ
تربعُه ُمرباعُهَا ومصيفُها(7/191)
مِياهٌ، منَ الأشرافِ، يُرمى بها الحجلْ
فلا زالَ غَيثٌ مِن رَبيعٍ وصَيّفٍ
على دارِها، حيثُ استقرّتْ، له زَجَلْ
مرتْهُ الجنوبُ ثمَّ هبتْ له الصَّبا
إذا مسَّ منها مسكنناً عُدمُلٌ نزلْ
كأنّ الخلايا فيه ضلّتْ رباعُها
وعوذاً إذا ما هدَّهُ رعدُه احتفلْ
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرة ٍ
وكشحانِ لم ينقُض طوائهما الحبَلْ
إذا قلتُ: هل يَسلو اللُّبانَة َ عاشِقٌ،
تَمُرُّ شؤونُ الحبّ من خولَة َ الأوَل
وما زادكَ الشكْوى الى متنكِّرٍ
تظلُّ بهِ تبكي وليس به مظلّْ
متى تَرَ يوْماً عَرْصَة ً منْ دِيارِهَا،
ولوفرطَ حولٍ تسجُمُ العينُ أو تُهلّْ
فقُلْ لِخَيالِ الحنْظَلِيّة ِ يَنقَلِبْ
إليها، فإني واصِلٌ حبلَ مَن وَصَلْ
ألا إنما أبْكي ليومٍ لقِيتُهُ،
"بجرثُمَ" قاسٍ كلُّ ما بعدهُ جللْ
إذا جاء ما لا بُدّ منهُ، فَمَرْحَباً
به حينَ يَأتي لا كِذابٌ ولا عِلَل
ألا إنَّني شربتُ أسودَ حالكاً
ألا بَجَلي منَ الشّرَابِ ألا بَجَلْ
فلا أعرفنّي إنْ نشدتُكَ ذمّتي
كدَاع هذيلٍ لا يجابُ ولا يملُّ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
رقم القصيدة : 13201
-----------------------------------
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى ،
واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،
لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً،
كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله(7/192)
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
رقم القصيدة : 13202
-----------------------------------
لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
تَلوحُ، وأدنى عهدِهِنّ مُحِيلُ
وبالسّفْحِ آياتٌ، كأنّ رُسومَها
يَمان، وَشَتْهُ رَيدَة ٌ وسَحُولُ
أرَبَّتْ بهَا نآجَة ٌ تزدَهي الحَصى
وأسْحَمُ وكّافُ العَشيِّ هَطولُ
فَغَيّرْنَ آياتِ الدّيارِ، مع البِلى ،
وليسَ على ريبِ الزمانِ كفيلُ
بِما قد أَرى الحيَّ الجميعَ بغبطة ٍ
إذا الحَيُّ حيٌّ، والحُلولُ حُلولُ
ألا أبلغا عبدَ الضّلالِ رسالة ً
وقد يُبلِغُ الأنْباءَ عَنكَ رَسولُ(7/193)
دَبَبْتَ بِسرّي بعدَما قد عَلِمتَه،
وأنتَ بأسرارِ الكرامِ نسولُ
وكيفَ تَضِلُّ القَصْدَ والحَقُّ واضحٌ،
وللحقّ بينَ الصَّالحينَ سبيلُ
وفرّقَ عن بيتيْكَ سعدَ بنَ مالكٍ
وعوفاً وعمراً ما تشِي وتقولُ
فأنتَ، على الأدنى ، شَمالٌ عَرِيّة ٌ،
شَآميّة ٌ، تَزْوي الوُجوهَ، بَلِيلُ
وانتَ على الأقصى صَباً غيرُ قَرَّة ٍ
تَذاءَبَ منها مُرْزِغٌ ومُسيلُ
وأنتَ امرُؤ منّا، ولَستَ بخَيرِنا،
جواداً على الَأقصى وأنت بخيلُ
فأصبَحْتَ فَقْعاً نابتاً بقرارة ٍ
تصوحُ عنهُ والذَّليلُ ذليلْ
وأعلمُ علماً ليسَ بالظنِّ أنَّهُ
إذا ذلّ مولى المرءِ فهو ذليلُ
وإنّ لِسانَ المَرْء ما لم تَكُنْ لَهُ
حَصاة ٌ، على عَوْراتِهِ لَدَلِيلُ
وإنّ امرأً لم يعْفُ، يوْماً، فُكاهة ً،
لمنْ لمْ يردْ سوءاً بها لجهولُ
تَعَارَفُ أرواحُ الرّجالِ إذا التَقَوا،
فَمنْهُمْ عدُوٌّ يُتّقَى وخليلُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
رقم القصيدة : 13203
-----------------------------------
يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
لقد رامَ ظلمي عَبدُ عمرٍو فأنعما
ولا خيرَ فيه غيرَ أنّ لهُ غنى ً
وأنّ لهُ كَشحاً، إذا قامَ، أهضما
يظلُّ نساءُ الحيّ يعكُفنَ حولَه
يَقُلنَ: عَسيبٌ منْ سَرَارَة ِ مَلْهما
لَهُ شَرْبَتانِ بالنّهارِ، وأرْبَعٌ
منَ الليلِ حتى آضَ سخداً مورَّماً
ويَشرَبُ حتى يَغمُرَ المَحضُ قلبَهُ،
وإن أُعْطَهُ أترُكْ لِقَلبيَ مَجثَما
كأنّ السّلاحَ فوْقَ شُعبَة ِ بانَة ٍ،
ترى نفخاً وردَ الأسرة ِ أسحما
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
رقم القصيدة : 13204
-----------------------------------
وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
بغدٍ ولا ما بعدَهُ عِلْمُ
إنْ الثّرَاءَ هوَ الخُلودُ، وإنّ
المَرْءَ يُكرِبُ يَوْمَهُ العُدْمُ
ولَئِنْ بَنَيْتُ إلى المُشَقَّرِ في(7/194)
هضبٍ تقصِّر دونَهُ العُصْمُ
لَتُنَقّبَنْ عَنّي المَنِيّة ُ، إنّ
الَله ليسَ لحُكمِهِ حُكْمُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
رقم القصيدة : 13205
-----------------------------------
أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُهْ
كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَهُ،
فبالضّحَى ، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ
لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به
وجرى ، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ
جعلَتْهُ حَمَّ كلكلِهَا
لربيعٍ، دِيمَة ٌ تَثِمُهْ
فالكثيبٌ معشبٌ أنفٌ
فتناهِيِه فمرتكَمُهْ
حابسي رسمٌ وقفتُ به
لو أُطيعُ النّفس لم أرمُهْ
لا أرى إلّا النَّعامَ به
كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُه
تذكُرُونَ إذ نقاتلكُمْ
لا يضُرُّ مُعدماًُ عدمُهْ
أنتُمُ نَخْلٌ نُطيفُ به،
فإذا ما جُزّ نَصْطَرِمُه
وعذاريكُمْ مقلصة ٌ
في ذعاعِ النخلِ تجترمُهْ
عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُمُ
تصطلي نيرانهُ خدَمُه
خيرُ ما ترعونَ منْ شجرٍ
يابسُ الطحماءِ أو سحمُهْ
فسعَى " الغلّاقُ" بينهُمُ
سَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُه
أخذَ الأزلامَ، مُقْتَسِماً،
فأتى أغْوَاهُمَا زُلَمُهْ
والقرارُ بطنُهُ غدقٌ
زينَتْ جَلهَاتِهِ أكمُهْ
فغفعلْنا ذلكمْ زمناً
ثمّ دانى بينَنا حكمُهْ
إنْ تعيدُوها نُعِد لكُمُ
مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُهْ
وقِتَالٍ، لا يُغِبُّكُمُ،
في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُه
رزُّهُ:قدِّمْ وهبْ وهَلا
ذي زُهاءٍ جمَّة ٍ بهَمُهْ
يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُمُ،
كمَرَاغٍ، ساطِعٍ قَتَمُهْ
لا ترى إلا أخَاه رجلٍ
آخذاً قرْناً فملتزِمُهْ
فالهبيتُ لا فؤَادَ لهُ
والثبيتُ ثبتهُ فهَمُهْ
للفَتى عقْلٌ يَعِيشُ به
حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
رقم القصيدة : 13206
-----------------------------------
إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
عسلاً بماءٍ سحابة ٍ شتمي(7/195)
وأنا امرؤ أكوى من القَصَرِ الـ
ـبادي، وأغْشَى الدُّهْمَ بالدُّهْمِ
وَأُصِيبُ شاكِلَة َ الرّمِيّة ِ، إذ
صدّتْ بصفحتِها عنِ السَّهمِ
وأُجِرُّ ذا الكَفِلِ القَناة َ على
أنْسائِهِ، فَيَظَلُّ يَسْتَدمي
وتصدُّ عنك مخيلة َ الرّجل ال
ـعِرّيضِ مُوضِحَة ٌ عَنِ العَظْمِ
بحُسامِ سيفكَ أو لساِنكَ والـ
ـكَلِمُ الأصِيلُ كأرْغَبِ الكَلْمِ
أبلِغْ قَتَادَة َ، غيرَ سائِلِهِ،
منه الثوابَ وعاجِلَ الشَّكْمِ
أني حمدتُكَ للعشيرة ِ إذْ
جاءَتْ إليكَ مُرِقّة َ العَظْمِ
ألقَوا إليكَ بكلِّ أرملة ٍ
شَعْثَاءَ، تَحْمِلُ مَنْقَعَ البُرْمِ
ففتحْتَ بابَكَ للمكارِمِ حي
ـنَ تَوَاصَتِ الأبْوابُ بالأزْمِ
وأهنتَ إذ قَدِموا التّلادَ لهمَ
وكذاكَ يَفعَلُ مُبْتَني النِّعْمِ
فَسَقَى بلادَك، غَيرَ مُفْسِدِها،
صَوبُ الغمامِ وديمة ٌ تَهْمي
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
رقم القصيدة : 13207
-----------------------------------
إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
نْصَابِ يُسْفَحُ بَيْنَهُنَّ دَمُ
ولقد هممتُ بذاكَ إذ حُبستْ
وأمرّ دونَ عبيدة َ الوذَمُ
أخشى عقابكَ إن قدرتَ ولم
أغْدِرْ فيُؤثَرَ بيننا الكَلِمُ
ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
رقم القصيدة : 13208
-----------------------------------
ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
بقُوانا يومَ تحلاقِ الَّلممْ
يَومَ تُبدي البِيضُ عن أسْوُقِها،
وتَلُفُّ الخَيْلُ أعْرَاجَ النَّعَم
أجدَرُ النَّاسَ برأسٍ صلدمٍ
حازِمِ الأمرِ، شُجاعٍ في الوَغَم
كاملٍ يحملُ آلاءَ الفتى
نَبِهٍ، سَيّدِ ساداتٍ، خِضَمّ
خَيْرُ حَيٍّ مِنْ مَعَدٍّ، عُلِموا،
لِكَفِيٍّ، ولِجارٍ، وابنِ عَمّ
يَجْبُرُ المَحْرُوبَ فِينَا مالَه
ببِنَاءٍ، وسَوَامٍ، وخَدَمْ
نقلٌ للشّحْمِ في مشتاتِنا(7/196)
نُحُرٌ للنِّيبِ، طُرّادُ القَرَمْ
نَزَعُ الجاهِلَ في مَجْلِسِنَا،
فترى المجلِسَ فِينَا كالحَرَمْ
وتَفَرّعْنَا، من ابنَيْ وائِلٍ،
هامة َ العزِّ وخرطومَ الكرمْ
مِنْ بني بَكْرٍ، إذا مَا نُسِبُوا،
وبَني تغلِبَ ضَرّابي البُهَمْ
حينَ يحمي الناسُ نحْمي سرْبَنَا
واضِحي الأوجُهِ معروفي الكرَم
بحسامَاتٍ تراهَا رُسَّباً
في الضّريباتِ مترَّاتٍ العُصُمْ
وفُحُولٍ هيكلاتٍ وقحٍ
أعوَجِيّاتٍ، عَلى الشّأوِ أُزُمْ
وقناً جُرْدٍ وخيْلٍ ضُمْرٍ
شُزّبٍ، من طُولِ تَعْلاكِ اللُّجُمْ
أدَّتِ الصنعة ُ في أمتُنِها
فَهْيَ، من تحتُ، مُشيحاتُ الحُزُم
تَتّقي الأرْضَ بِرُحٍّ وُقُحٍ،
وُرُقٍ، يَقْعَرْنَ أنْبَاكَ الأكَمْ
وتَفَرّى اللحمُ مِنْ تَعْدائِها،
والتّغالي، فهيَ قُبٌّ كالعَجَمْ
خُلُجُ الشّدّ ملحَّاتٌ إذا
شالتِ الأيدِي عليها بالجِذَمْ
قُدُماً تنضُو إلى الدَّاعي إذا
خَلّلَ الدّاعي بدَعْوَى ، ثمّ عَمّ
بِشَبابٍ وكُهُولٍ نُهُدٍ،
كليوثٍ بينَ عرِّيسِ الأجَمْ
نمسِكُ الخيلَ على مكروهِهَا
حينَ لا يمسِكُ إلا ذو كَرَمْ
نذَرُ الأبطالَ صرعى بينَها
تعكُفُ العِقبانُ فيها والرَّخَمْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
رقم القصيدة : 13209
-----------------------------------
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي
هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً
ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء
وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ
منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ
أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به،
رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء
يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ
تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي
من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً
فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء
وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ
وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ
وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي(7/197)
حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها
هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ
وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ
مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ
إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ
مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له
مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء
كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ
غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ
ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
رقم القصيدة : 13210
-----------------------------------
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ
قضيتُ لظلَ الصبا بالزوال
لمّا تحوّلَ عنِّي وفاءَ
أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّا
ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ
أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ
فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء
وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب
إذا لم أجِدْ لشبابي وفاءَ
وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيمِ
أطّتْ بليلاً وهبّت رُخاء
سرت وحياها شقيق الحياة ِ
على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ
فمن صَوْتِ رَعْدٍ يسوق السحابَ
كما يسمعُ الفحلُ شولاً رغاء
وتُشْعلِ في جانبيها البروقُ
بريقِ السيوف تُهزّ انتضاء
فبتّ من الليل في ظلمة ٍ
فيا غُرّة َ الصبح هاتي الضياءَ
ويا ريحُ إمّا مريتِ الحيا
وروّيْتِ منه الربوعَ الظماءَ
فسوقِي إليّ جهامَ السحابِ
لأملاهنّ من الدمع ماء
ويسقي بكائي ربع الصبا
فما زالَ في المحل يسقى البكاء
ولا تُعطِشي طللاً بالحمى
تداني على مُزْنَة ٍ أو تناءى
وإن تَجْهَلِيه فَعِيدانُهُ
لبستُ النّعِيم بها لا الشقاءَ
يطيّب طيبُ ثراها الهواء
ولي بينها مهجة ٌ صبّة ٌ
تزودتُ في الجسم منها ذماءَ
ديارٌ تمشّتْ إليها الخطوبُ
كما تتمشى الذئابُ الضراء(7/198)
صحبتُ بها في الغياض الأسود
وزرتُ بها في الكناس الظباء
وراءك يا بحرُ لي جَنّة ٌ
ليس النّعيم بها لا الشقاء
إذا أنا حاولت منها صباحاً
تعرضتَ من دونها لي مساء
فلو أنّني كنتُ أعطي المنى
إذا مَنَعَ البحرُ منها اللِّقَاءَ
ركبتُ الهلالَ به زورقاً
إلى أن أعانقَ فيها ذُكاء
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
رقم القصيدة : 13211
-----------------------------------
اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
مُحْمرّة ِ النّوارِ خضراءِ
كأنما أزهارُها أخرجتْ
ألسنة ِ النارِ من الماءِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
رقم القصيدة : 13212
-----------------------------------
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
كظبية ٍ رُوّعت بذيبِ
كافورة ٌ في بياضِ لونٍ
ومسكة ٌ في ذكيِّ طيبِ
كادت تروِّي غليلَ صبٍّ
فؤاده منه في لهيب
من ثَغَبٍ باردٍ حصاه
منظم اللؤلؤ الشنيب
حتى إذا ما طمعتُ منه
بحَسْوة الطائر المُريب
ولّتْ فَقُلْ في طلوع شمس
قد أخذت عنه في الغروب
كان زمان اللقاء منها
أقصر من جلسة الخطيب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
رقم القصيدة : 13213
-----------------------------------
ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
مزّقتُ منها بالسرى جلبابا
زرتُ الحبائبَ، والأعادي دونها
كضراغمٍ تُذكِي العيونَ، غضابا
ووطئتُ دونَ الحيّ نارَ عداوة ٍ
لو كان واطئَها الحديدُ لذابا
بهوًى أشابَ مفارقِي ولو أنَّه
يُلْقى على شرخ الشبابِ لَشابا
في مَتْنِ ناهبَة ِ المدى يجري بها
عِرْقٌ تمكَّنَ في النَّجار وطابا
بزَبر جديَّاتٍ إذا عَلَّتِ الصَّفا
وَقَعَتْ بواطنها عليه صلابا
ونكادُ نشربُ من تسامي جيدها
ماءً تسوقُ بهِ الرِّياحُ سَحَابَا(7/199)
ذعرتْ غراب الليل بي فكأنني
لأصِيدَهُ منها ركبتُ عُقابا
ومصاحبي عضتٌ كأن فِرنْدَه
نملٌ مصاحبة ٌ عليه ذبابا
فكأنّ شمساً في تألُّقِ مائِهِ
مَجّتْ عليه مَعَ الشّعاعِ رُضابا
والصّبح قَدْ دَفَعَ النّجوم عُبَابه
كأنَّه سيلٌ يَسُوقُ حبابا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
رقم القصيدة : 13214
-----------------------------------
أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
عظيماً ليس يؤمن من خطوبهْ
تُسَيِّرُ فلْكه شَرْقاً وغَرْباً
وَتُدْفَعُ من صَبَاهُ إلى جنوبه
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي
أمورٌ ألجأتكَ إلى ركوبه
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
رقم القصيدة : 13215
-----------------------------------
فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
لا الجسمُ يحمله ولا القلبُ
قُتِلَ البعادُ فما أشيرَ به
حتّى تَمّزّقُ بيننا القرب
أمقيمة ٌ والرّكبُ مُرْتَحِلٌ
بالصّبْرِ عنك تَرَحَّلَ الركب
كم ذا يزور البحرَ بحرُ أسى
في العين منك جُمَانُهُ رطب
ما كان نأيي عن ذراك قلى ً
فيموتَ بعْدَ حياتِهِ الحبّ
إنى لأرْجُو السلمَ من زمنٍ
قامَتْ على ساقٍ له حَرْب
والدهر إن يُسْعِدْ فربَّتَمَا
صَلُحَ الجموح وذلّل الصعب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
رقم القصيدة : 13216
-----------------------------------
مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
وهي كَعابٌ عندها الشيبُ عابْ
تُسَوّدُ الحنّاء في كَفّها
عِشْقاً لمسودّ عِذارِ الشّباب
كفٌّ من الكافور هذي التي
أرى من المسك عليها خضاب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
رقم القصيدة : 13217
-----------------------------------(7/200)
وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
بهِ أرَدْتُ خمودَ الجَمْرِ فالتَهبَا
وما تَيَقّنْتُ أن الماءَ قبلهما
يكونُ للنَّار ما بيْنَ الحَشَا حطبا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
رقم القصيدة : 13218
-----------------------------------
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
يستعذبُ الآلام مِنْ تعذيبهِ
عمّى هواهُ عن الوشاة ِ مُكتماً
فجرَتْ مدامعُهُ بِشَرْحِ غريبه
كم لائمٍ والسمعُ يدفعُ لَوْمَهُ
والقلبُ يدْفعُ قلْيَهُ بوجيبه
ملكَ القلوب هوى الحسان فقل لنا
كيفَ انتفاعُ جسومنا بقلوبه
وبم السلوّ إذا بدا لي مثمراً
خوطٌ يميسُ على ارتجاج كثيبه
والشوقُ يَزْخَرُ بَحْرُهُ بِقَبولهِ
ودبوره وشماله وجنوبه
وبنفسي القمر الذي أحيا الهوى
وأماتَهُ بطلوعِهِ وغروبه
قرّنوا بورد الخد عقرب صُدغه
وذَرَوْا ترابَ المسك فوق تريبه
والعين حيرى من تألق نوره
والنفس سكرى من تضوعِ طيبه
في طرفه مرض، ملاحته التي
ألقَتْ عليّ أنينَهُ بكروبه
أعيا الطبيب علاجه، يا سحرهُ
ألَدَيْكَ صَرْفٌ عن علاجِ طبيبه
إني لأذكره إذا أنْسَى الوغى
قلبَ المحبِّ المحضِ ذكر حبيبه
والسيفُ في ضرب السيوف بسلّة ٍ
في ضحكِهِ، والموت في تقطيبه
وأقبَّ كاليعسوبِ تركبُ مَتْنَهُ
فركوب متن البحر دون ركوبه
متقمصٌ لوناً كأن سواده
غمس الغراب الجون في غربيبه
يرميك أول وهلة بنشاطه
كالماءِ فُضّ الختْمِ عن أنبوبه
بقديم سبقٍ يستقل ببعضه
وكريم عرْقٍ في المدى يجري به
وبأربعٍ جاءتك في تركيبها
بالطبْعِ مُفْرَغَة ً على تركيبه
فكأنَّ حِدَّة َ طَرْفِهِ وفؤادِهِ
من أذنه نقلت إلى عرقوبه
ألقى على الأرض العريضة أرضه
ثم اشتكى ضيفاً لها بوثوبه
وجزَى ففاتَ البَرْق سبقاً وانتهى
من قبلِ خطفته إلى مطلوبه
فلشبه دهمته بدهمة ٍ ليله
أمسى يفتشه بفرط لهيبه
ويرشّ سيفي بالنجيع مصارعاً
للأسْدِ يُسْكنُها بذيل عسيبه(7/201)
ومهند مثل الخليج تصفقت
طُرُقُ النسيمِ عليه من تَنْشِيطهِ
ربّتْهُ في النيرانِ كَفّا قَيْنِهِ
فهو الزِّنادُ لهنّ يوم حروبه
وكأنَّما في مائِهِ وسعِيرِهِ
نملٌ يسير بسحبه ودبيبه
وإذا أصابَ قذال ذِمْرٍ قَدّهُ
ومشَتْ يدي معه إلى مَرْغوبه
وكأنما اقتسم الكميَّ مع الردى
ليكونَ منه نصيبه كنصيبه
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طربتُ متى كنت غير الطروب؟
طربتُ متى كنت غير الطروب؟
رقم القصيدة : 13219
-----------------------------------
طربتُ متى كنت غير الطروب؟
فلم أُعْرِ طَرِفَ الصِّبَا من ركوبِ
فَيَوْماً إلى سَبْيِ زقّ رَويٍّ
ويوماً إلى صيد ظبي ربيب
ومهما كبا بي فمن نسوة
يوافِقُها بين كأسٍ وكوبِ
لياليَ بينَ المَهَا غَيْرَة ٌ
عليّ تخوض بها في حروب
ولو أنّ قِدْحَ شبابِي أُجِيلَ
على الشمس لأختارَها في نصيب
وتزحمني كل فتّانة ٍ
بتفّاحة ٍ غَلّفَتْهَا بِطِيبِ
ويطلقني من عقال العناق
صَباحٌ يُنبِّهُ عينَ الرَّقِيبِ
وفي كَبِدِي جُرْحُ لحظٍ عليلٍ
وفي عضدي عضّ ثغرٍ شنيب
وريحانة ٌ أمها كرمة
تَنَفّس في كفِّ غصن رطيبِ
معتقة ٍ في يدي راهب
على دنَّها ختْمُهُ بالصّلِيبِ
إذا أمْرَضَتْكَ وخفتَ الصّبُوحَ
فمُمْرِضها لك غير الطبيب
تباكرُ من صَرْفها شَرْبَة
فتاة َ الوثوب عجوزَ الدبيبِ
كأنّ الحبابَ لها جُمّة ٌ
معممة ٌ رأسَها بالمشيب
إذا صبّ ماءٌ على صرفها
رأيت لهُ غوصة ً في اللهيب
فتخرج من قعرها لؤلؤاً
يُنَظِّمُ للكأسِ فوقَ التريب
تناولْتُها ونسيمُ الرِّياضِ
ذكيّ النسيم عليلُ الهبوب
وغيدٍ لطائف ألحانها
تنغمها لسرور الكئيب
فكلّ مقمعة ٍ بالعقيق
من الدرِّ أغصانَ كفٍّ خصيب
تنبّه مطرقة ً في الحجور
تُغْرِي الأكفَّ بشقِّ الجيوب
إذا أسْمَعَتْ حسناتِ الغناءِ
شربنا عليها كؤوس الذنوب
وَسُودِ الذَوائبِ يَسْحَبْنَها
كَسَعْيِ الأساوِدِ فَوْقَ الكثيبِ
توافق بالرقص أقدامهن
يطأن بها نغمات الذنوب(7/202)
يُشِرْنَ إلى كلّ عَضْوٍ بما
يَحُلّ به في الهوى من كروب
بَسَطْنا لها وهي مثل الغصون
تميس بهبَهّ الصّبار والحبوب
على الأرض منا خدود الوجوه
وبينَ الضُّلوع خدودَ القلوبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
رقم القصيدة : 13220
-----------------------------------
ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
تخاطبه ولا يدري الخطابا
أتطمع أن يرد عليك إلفاً
ويُبقي ما حييت لك الشبابا
لم تَرَ صرفه يُبْلِي جديداً
ويتركُ کهلَ الدُّنْيا يَبابا
وإن كان الثواءُ عليك داءُ
فبرؤك في نوى ً تمطي الركابا
وهمّك همّ مرتقبٍ أموراً
تسيحُ على غرائبها اغترابا
وإن أخا الحزامة من كراه
كَحَسوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا
فتى ً يستطعمُ البيضَ المواضي
ويستسقي اللهاذم لا السحابا
فصرِّفْ في العُلَى الأفعالُ حزْماً
وعزماً إن نحوتَ بها الصوابا
وكن في جانبِ التحريضِ نارا
تزيدُ بنفحة ِ الرِّيحِ التهابا
فلم يمهِ الحسام القين إلاّ
ليصرفَ عند سلَّتهِ الرِّقابا
ولاترغبْ بنفسك عن فلاة
تخالُ سَرَابَ قَيْعَتها شَرَابا
فكم ملكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ
فلا يُبهِمْ عليك الخوْفُ بابا
وقفتُ من التناقضِ مُستريبا
وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
كأن الدهر محسنه مسيءٌ
فما يجزي على عمل ثوابا
ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ
لكان بطبعِهِ أمْرا عُجابا
يَجُرّ عليّ شُرْبُ الراحِ هَمّاً
ويورثُ قلبيَ الشدُوُ اكتئابا
وفي خُلُق الزّمان طباعُ خُلْفٍ
تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
وقد بدلت بعد سراة قومي
ذئاباً في الصحابة لا الصحابا
وألفيتُ الجليس على خلافي
فلسْتُ مجالِساً إلاَّ كِتابَا
وما العنقاء أعوزُ من صديق
إذا خبثُ الزمانُ عليك طابا
وما ضاقَتْ عليَّ الأرضُ إلاَّ
دَحَوْتُ مكانها خُلُقاً رحابا
سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاَتٍ
تجاوزنِي سباسِبَها انْتهابا
تخالُ حديث أيديها سراعاً(7/203)
حثيث أنامل لقطت حسابا
وتحسب خافق الهادي وجيفاً
يظن زمام مخمطه حبابا
وأسري تحتَ نَجمٍ من سناني
إذا نجمٌ عن الأبصار غابا
وإن المَيْتَ في سَفَرِ المعالِي
كمن نال المُنى منها وآبا
ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ
يذلل قرعه النوبَ الصعابا
يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً
به من عارض المهَجات صابا
كأن عليه نارَ القين تذكي
فلولا ماءُ رونَقِهِ لذابا
كأن شعاعَ عين الشمس فيه
وإن كان الفِرِنْدُ به ضبَابا
كأن الدهر شيبهُ قديماً
فما زال النجيع له خضابا
كأن ذبابهُ شادي صبوحٍ
يحرّك، إن ضربتُ به رقابا
وكنّا في مواطنِنِا كِراماً
تعافُ الضيم أنفسنا وتابى
ونطلع في مطالعنا نجوماً
تعدّ لكلّ شيطان شهابا
صبرنا للخطوب على صرُوفٍ
ولم تَسْلمْ لنا إلا نفوسٌ
وأحسابٌ نُكَرِّمها احتسابا
ولم تخْلُ الكواكب من سقوطٍ
ولكن لا يُبلّغها الترابا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
رقم القصيدة : 13221
-----------------------------------
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ
لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت
على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ
يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ
إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني
ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي
ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ
أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي
قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ
فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب
أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ
كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ
ما قرّ السير في سهل ولاجبل
إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب
ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلة ٍ
قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي
ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ
برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب
وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ(7/204)
وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
رقم القصيدة : 13222
-----------------------------------
أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
ولو بتَّ صبَّاً ما عنفتَ على صبِّ
وقاتلتي بينَ الغواني كَأنّهَا
مصورة ٌ بالعين في حبة ِ القلب
حياة ٌ، ولكنْ طَرْفُها ذو منيَّة ٍ
أما يتوقى الموت من طرفِ العضب
شكَوْتُ إليها لوعة َ الحبِّ فانْثَنَتْ
تقول لتربيها: ومالوعة الحبّ؟
فقيل: عذابٌ لو أحطت بعلمه
لجدتِ على الصّادِي بماءِ اللّمَى العذبِ
وقاكِ الهوى ، إذ لم تذوقيه، ضُرَّهُ
وهل تحدث الخمر الخمارَ بلا شرب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجسمٍ له من غيره روح لذة
وجسمٍ له من غيره روح لذة
رقم القصيدة : 13223
-----------------------------------
وجسمٍ له من غيره روح لذة
سليلٍ ضروعٍ أُرْضِعَتْ حَلَبَ السُّحبِ
إذا قبضَ الابرِيق منهُ سُلافة ٍ
تَقَسّمَها الشُّرَّابُ حوليْهِ بِالقعبِ
شربنا وللإصباح في الليل غرة
تزيدُ اندياحاً بينَ شَرْقٍ إلى غَرْبِ
على روْضَة ٍ تحيا بحيَّة ِ جَدْوَلِ
يفيء عليه ظلّ أجنحة القضب
بأزهر يجلو اللهو فيه عرائساً
كراسيها أيدي الكرام من الشرب
كأنّ لها في الخمْرِ حُمْرَ غلائلٍ
مزررة َ الأطواق باللؤلؤ الرطب
وكم من كميتِ اللونِ تحسب كأسها
لها شفة ٌ لعساء ذات لمى ً عذب
إذا مزجت لانت لنا وتحولت
بأخلاقها عن قسوة الجامح الصعب
جرى في عروق النارِ ماءٌ كأنما
رِضَى السلم منها يَتَّقِي غَضَبَ الحربِ
وإن نال منها ذو الكآبة شربة ً
تسربت الأرواح منها إلى القلب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
رقم القصيدة : 13224
-----------------------------------
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ(7/205)
والكأس تهدي إلى الفتى طرَبَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ
من خجلٍ بالشّقيق منتقبه
في حجره أجوفٌ له عنقٌ
نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَهْ
يمُدُّ كفاً إليهِ ضاربة ً
أعناق أحزاننا إذا ضربه
تحسب لفظاً بأختها نغماً
ويودعُ المِسْمَعِينَ ما حسَبَهْ
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ
جاءَ بِسِحْرٍ فَأنْطَقَ الخَشَبهْ
وقهوة ٍ في الزجاج تحسبها
شعلة َ برقٍ في الغيم ملتهبه
كأنّمَا الدهرُ من تَقَادمِها
أَوْدَعَ في طول عمرها حقِبَهْ
ماءُ عقِيقٍ إذا ارتدى زبدا
حسبتَ دُرا مجَوِّفاً حَبَبَهْ
يُسْكِرُ مَن شَمَّهُ بَسَوْرَتِهِ
فكيف بالمنتشي إذا شربه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا
إليه مُنقادة ٍ ومنجذبهْ
يفشيه ذو حكمة ٍ، أنامله
منغماتٌ بزمره ثقبه
يرسلُ عن منخريه من فمهِ
ريحاً لها نغمة ٌ من القصبَهْ
كأنّ ألحانَهُ الفصيحة َ منْ
صرِيرِ بابِ الجنَانِ مُكْتَسَبَهْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
رقم القصيدة : 13225
-----------------------------------
يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
بعروس راحٍ في عقود حباب
تسقيك شمس سلافة عنبية
طلعت على فلك من العناب
ومنبَّه في حجر من شدواتها
تَثْنِي الهمُومَ بها على الأعْقَابِ
وكأنما الأجسام من إحسانها
مُلِئَتْ بأرواحٍ من الإطرابِ
وكأنما يدها فمٌ متكلم
بالسحرِ فِيهِ مِقْوَلُ المضرَابِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
رقم القصيدة : 13226
-----------------------------------
لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
ببعضِ إشاراتِ تنِمّ على الصَّبِ
وقالوا اكشفوا بالبحثِ عن أصلِ وَجدِهِ
فعلا فَلَكٌ إلا يدور على قُطْبِ
سلوه وراعوا لفظة ً من خطابه
لتُعْلَمَ من نجواه ناجية ُ الحبِّ
أُناسٌ رأوْا منِّي مخادعة َ الهَوى(7/206)
أشدّ عليهم مِن مخادعَة ِ الحَرْبِ
جعلتُ وشاتي مثل صحبي مخافة ً
فلم يطلّع سري وشاتي ولا صحبي
يقرّ قرار السرّ عندي كأنه
غريبُ ديارٍ قال في وطنٍ: حسبِي
ألا بأبي من جُملة ِ الغيدِ واحدٌ
فهل علموا ذاك الغزال من السربِ
قُتِلتُ، ولا والله. أذكرُ قاتلِي
لأخذِ قصاصٍ منه بين يدي ربّي
إذا قيل لي: قل من هويت ومااسمه
وما سبب الشكوى وما علة ُ الكرب؟
ضربتُ لهم قوماً بقومٍ فصدّقوا
ولفظُ لساني غيرُ معناهُ من قلبي
وهل يطمع الواشونَ في سرِّ كاتمٍ
يريدُ السّهى إمَّا أشارَ إلى الترْبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عذّبت رقة قلبي
عذّبت رقة قلبي
رقم القصيدة : 13227
-----------------------------------
عذّبت رقة قلبي
ظلماً بقَسْوَة ِ قَلْبِكْ
وَسِمْتِ جسميَ سقماً
وما شفيت بطبك
أسخطْتُ كلّ عدُوٍّ
رضيته لمحبك
من لي بصبر جميل
على رياضة صعبك
فيا تشوق بعدي
إلى تَنَسّمِ قربكْ
أمَا ومُرْسِلِ وَحْفٍ
يُغْرِي بتقبيلِ كعبِكْ
ووجنة ٍ غمستها
في الوَرْد صبغة ربِّكْ
لَقَدْ جنحتُ لسلمي
كما جنحتِ لحربِكْ
فبالدّلالِ الذي زا
دّ في ملاحة عُجبك
فُكِّي من الأسْرِ قلباً
عليه طابعُ حُبِّكْ
ونَعّيِمني بعُتْبَى
فقد شفيتُ بِعُتْبِكْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
رقم القصيدة : 13228
-----------------------------------
وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
وقد خلتْ في الشمِّ من كل طيبْ
كمعشرٍ راقتك أثوابهم
وليسَ في جُمْلتهم من أديبْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
رقم القصيدة : 13229
-----------------------------------
قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
لها حَرْبَة ٌ طُبِعتْ من لهب
تُحْرِقُ بالنَّارِ أحشاءهَا
فتدمع مقلتها بالذهب
تَمَشّى لنا نُورُها في الدُّجى(7/207)
كما يتمشى الرضى في الغضب
عجبتُ لآكلة جسمها
بروحٍ تشاركها في العطبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
رقم القصيدة : 13230
-----------------------------------
ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
له انسياب حباب رقشهُ الحبب
إذا الصِّبا زلقت فيه سنابكها
حسبته مُنصُلاً في متنه شُطَبُ
وردتُهُ ونجوم الليل مائلة ٌ
كما تدَحْرَجَ دُرٌّ ما له ثُقَبُ
ومغربٍ طعنته غيرَ نابية ٍ
أسنَّة ٌ هي إن حققتها شهبُ
ومشرقٍ كيمياءُ الشمسِ في يدهِ
ففضة ُ الماءِ من إلقائها ذهبُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
رقم القصيدة : 13231
-----------------------------------
وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
ترى القطب منها ثابتاً وهي تضطرب
إذا أطعمت حبّاً من الُبرّ أطعمت
وقامتْ بأمرِ البِرِّ فهو كما يجبْ
وتحسبها تلقي لنا رَملَ فضة ٍ
إذا أدمن الالقاء فيها حصى ذهب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم يدر ما ألقى من الحبّ
لم يدر ما ألقى من الحبّ
رقم القصيدة : 13232
-----------------------------------
لم يدر ما ألقى من الحبّ
لاحٍ خليّ العين والقلبِ
شوقي وكربي ما درى بهما
فإليه يا شوقي ولا كربي
حتى تُقَلّبَ قَلْبَهُ حُرَقٌ
ويفرّ من جنبٍ إلى جنبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
رقم القصيدة : 13233
-----------------------------------
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
وكئيبٍ شجاه شَجْوُ كئيبَهْ
سُلّطت كربهُ التنائي علينا
فعسى فرْحة ُ التدانِي قريبهْ
فمتى نلتقي فتصبحَ منَّا
كلّ نفسٍ لكلّ نفس طبيبهْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كتابك راق الوشي من خط كاتبه
كتابك راق الوشي من خط كاتبه
رقم القصيدة : 13234(7/208)
-----------------------------------
كتابك راق الوشي من خط كاتبه
أم الرّوْض فيه راضياً عن سحائبهْ
أم الفلك الأعلى وفيه دليله
نقلتَ إلى الأسطارِ زُهرَ كواكبه
فإنِّي كَحَلْت العين منه بفرقد
توقّدَ نوراً وهو جار لصاحبه
طلعت على مصر ونورك ساطع
فقالوا: هلال طالع من مغاربه
وفي المغرب البحر المحيط وقد علا
على نيلِ مصرٍ منه مدّ غواربه
ولما انثنى بالجزر أبقى لديهم
أحادِيثَ تُرْوَى من صنوفِ عجائبه
فيا فارس الشعر الذي ماتَ قِرْنُه
بموت زهيرٍ في ارتجال غرائبه
لأصبحتَ مثل البحر يزخر وَحده
وإن كثر الأنهار من عن جوانبه
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
رقم القصيدة : 13235
-----------------------------------
تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
فإن لمْ تُسالمْ يا زمان فحاربِ
عجمتَ حصاة ً لا تلين لعاجمٍ
ورضت شموساً لا يذل لراكب
كأنَّك لم تقنع لنفسي بغربة ٍ
إذا لم أُنْقِّب فِي بِلاد المغَارب
بلاد جرى فوق البُلادة ماؤها
فأصبح منه ناهلاً كلُّ شارب
فطمت بها عن كل كأسٍ ولذة
وأنفقتُ كنزَ العمر في غير واجب
يبيت رئاس العضب في ثني ساعدي
مُعَاوَة ً من جِيد غَيْداءَ كاعب
وما ضاجعَ الهنديُّ إلا مثلّماً
مضاربه يوم الوغى في الضرّائب
إذا كان لي في السيف أنس ألفته
فلا وحشة عندي لفقد الحبائب
فكنت، وقدّي في الصبا مثل قدّه،
عهدت إليه أن منه مكاسبي
فإن تك لي في المشرفيّ مآربٌ
فكم في موسى له من مآرب
أتحسبني أنسى ، وما زلت ذاكراً،
خيانة َ دهري أو خيانة صاحبي
تَغَذَّى بأخْلاقِي صغيرا ولم تكنْ
ضرائبه إلاَّ خِلافَ ضرائبي
ويا ربّ نَبْتٍ تَعتريِهِ مرارَة ٌ
وقد كان يُسقى عذبَ ماء السحائب
علمتُ بتجريبي أمورا جهلتها
وقد تُجهَل الأشياء قبل التجارب
ومَنْ ظَنَّ أمْواه الخضارم عَذْبَة ً
قضى بخلاف الظنّ عند المشارب
ركبتُ النوى في رَحْلِ كلّ نجية ٍ(7/209)
تُوَاصِلُ أسبابي بقطع السباسب
قلاصٌ حناهنّ الهزال كأنَّها
حنيَّات نَبْعٍ في أكفٍّ جواذب
إذا وردت من زرقة الماء أعيناً
وقفنَ على أرجائها كالحواجب
بصادقِ عزْمِ في الأمانِي يُحِلَّنِي
على أملٍ من همة ِ النفس كاذب
ولا سكنٌ إلا مناجاة فكرة ٍ
كأني بها مستحضرٌ كلّ غائب
ولما رأيْت الناس يُرْهَب شرهم
تجنّبتهم، واخترت وحدة َ راهب
أحتى خيال كنت أحظى بزوره
له في الكرى عن مضجعي صدّ عاتب
فهل حال من شكلي عليه فلم يزر
قضافة ُ جسمي وابيضاضُ ذوائبي
إذا عدّ من غاب الشهور لِغربة ٍ
عددتُ لها الأحقابَ فوق الحقائب
وكم عزمات كالسيوف صوادق
تجرّدها أيدي الأماني الكواذب
ولي في سماء الشرق مطلع كوكب
جلا من طلوعي بين زهر الكواكب
ألفتُ اغترابي عنه حتى تكاثرت
له عقدُ الأيام في كفّ حاسب
متى تسمع الجوزاء في الجو منطقي
تصخْ في مقالِي لارتجال الغرائب
وكم لي به من صنو ودٍّ محافظ
لذي العيب من أعدائه غير غائب
أخي ثقة نادَمْتُهُ الراحَ، والصبا
له من يدِ الأيام غير سوالِب
معتقة ٌ دعْ ذكر أحقاب عمرها
فقد ملئتْ منها أنامل حاسب
إذا خاض منها الماءُ فِي مُضْمَر الحشا
بدا الدرّ منها بين طافٍ وراسب
لياليّ بالمهديتَّين كأنَّها اللآ
لىء مِنْ دُنْياك فوق ترائب
ليالي لم يذهبن إلاَّ لآلئاً
نظمنَ عقُودا للسنِّين الذواهب
إذا شئتُ أنْ أرْمِي الهِلاَلَ بلحظة ٍ
لمحتُ تميماً في سماءِ المناقب
ولو أنّ أرضي حُرّة ٌ لأتيتُها
بِعزْمٍ يعدّ السيرَ ضربة َ لازب
ولكنّ أرضي كيف لي بفكاكها
من الأسر في أيدي العلوج الغواصب
لئن ظفرت تلك الكلاب بأكلها
فبعد سكون للعروق الضوارب
أحينَ تفانَى أهلها طَوْعَ فتنة ٍ
يضرّم فيها نارَه كلُّ حاطب
وأضحت بها أهواؤهم وكأنَّما
مذاهبهم فيها اختلاف المذاهب
ولم يرحم الأرحامَ منهم أقاربٌ
تروي سيوفاً من نجيع أقارب
وكان لهم جَذْبُ الأصابع لم يكن
رواجبُ منها حانيات رواجب
حُماة ٌ إذا أبْصَرْتَهُمْ في كرِيهَة ٍ(7/210)
رضيتَ من الآساد عن كلّ غاضب
إذا ضاربوا في مأزق الضرب جرّدوا
صواعقَ من أيديهم في سحائب
لهم يومَ طعن السمرِ أيدٍ مبيحة ٌ
كُلَى الأَسْدِ في كرّاتهم للثعالب
تخبّ بهم قبٌ يطيل صهيلها
بأرْض أعاديهم نياحَ النَّوادب
مُؤَلَّلَة ُ الآذَان تَحْتَ إلالهمْ
كما حُرِّفَتْ بالبري أقلامُ كاتب
إذا ما أدارتَها على الهام خلتَها
تدور لسمع الذكر فوق الكواكب
إذا سكتوا في غمرة ِ المَوْتِ أنْطَقُوا
على البيض بيضَ المرهفات القواضب
ترى شعل النيران في خلج الظبا
تذيق المنايا من أكفِّ المواهب
أولئك قومٌ لا يُخاف انحرافُهُمْ
عن الموت إذا خامَتْ أسوَدُ الكتائب
إذا ضلَّ قومٌ عن سبيل الهدى اهتدوا
وأيّ ضَلالٍ للنُّجوم الثواقب
وكم منهمُ من صادق البأس مُفْكِرٍ
إذا كرّ في الإقدام لا في العواقب
له حملة ٌ عن فتكتين انفراجُها
كفتكِك من وجهين شاهَ الملاعب
إذا ما غزوا في الروم كان دخولهم
بطونَ الخلايا في متون السلاهب
يموتونَ موتَ العِزِّ في حَوْمة ِ الوغَى
إذا ماتَ أهلُ الجبنِ بين الكواعب
حَشْوامن عجاجاتِ الجهادِ وسائدا
تُعَدّْ لهم في الدفن تحت المناكب
فغاروا أفولَ الشهب في حُفرِ البلى
وأبْقَوْا على الدُّنْيَا سوادَ الغياهب
ألا في ضمان الله دار بنوطسٍ
وَدَرّتْ عليها مُعْصِراتُ الهواضب
أمثّلُها في خاطري كلّ ساعة ٍ
وأمْرِي لها قَطْرَ الدُّموع السواكبِ
أحنّ حنين النيبِ للموطنِ الَّذِي
مغَانِي غوانيه إليهِ جواذبِي
ومن سار عن أرضٍ ثوى قلبُهُ بها
تَمَنَّى له بالجسم أوبة َ آيبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
رقم القصيدة : 13236
-----------------------------------
خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
وَسَلْمُ المَنايا كالخَدِيعة ِ في الحربِ
تريد من الأيَّام كفَّ صُروفها
أمنتقلٌ طبْعُ الأفاعي عن اللسب
وتلقى المنايا وهي في عَرَض المنى
وكم أجلٍ للطير في ملقطِ الحبّ(7/211)
تناوم كلّ الناس عمّا يصيبهم
وهمْ من رزايا دهرهم سلمُ العصب
بكأسِ أبِينا آدمٍ شُرْبُنا الَّذِي
تَضَمَّنَ سُكَرَ المَوْتِ يا لك من شرْبِ
إذا ورث المولود عِلّة َ والدٍ
فعدِّ بهِ عَنْ حِيلَة ِ البرءِ والطبِّ
حُتُوفٌ على سَرْحِ النفوس مغيرة ٌ
فقلْ كيف تغدو وهي آمنة السرب
يَسُنّ عليه الذِّمْرُ عذراءَ نثرة ً
تخال بها التأنيث في الذكر العضب
على الجسم منها الذوب إن فاض سرْدها
كفيضِ أتِيٍّ والجمود على الكعب
ويُصميه سهمٌ مصردٌ ليس يتّقى
له في الحشا رامٍ تستر بالخلب
وليس بمعصومٍ من الموْتِ مُخْدَرٌ
له غَضَبٌ يبدو بحملاقة الغَضْبِ
كأنَّ سكاكيناً حدادا رؤوسها
مغززة في فيهِ في جانبي وقب
فكيف نردّ الموت عن مهجاتنا
إذا غلبت منه ضراغمة الغلب
وقاطعة ٌ طولَ السُّكاك وعرضه
تُحلِّق من بُعْدِ السماءِ على قربِ
إذا برق الإصباح هزّ انتفاضها
من الظلّ أشباه العوامل والقضب
مباكرة صَيْدَ الطيور فما تَرى
طريدتها إلا مخضخضة َ القعب
وعصمٌ إذا استعصمن في شاهق رَقَتْ
إليها بنات الدّهرِ في المُرْتَقَى الصّعب
على أنها تنقض من رأس نيقها
على كلّ رَوْقٍ عند قَرْع الصفا صلب
سينسف أمْرُ الله شمّ جِبالها
كما تنسف الأرواح منهالة َ الكثب
لكلٍّ حياة ٌ ثمّ موتٌ ومبعثٌ
إذا ما التقى الخصمان بين يدي ربي
وتستوقف الأفلاك عن حركاتها
ويسقط دري النجوم عن القطب
ألم تأتِ أهلَ الشرقِ صرخة ُ نائِحٍ
يُفِيض غروبَ الدمع من بلد الغرب
سقى الله قبراً ثائراً بسفاقسٍ
سواجم يرضى الترب فيها عن السحب
فقد عَمَّهُ الإعظامُ منْ قَبْرِ عَمَّة ٍ
أنوحُ عليها بالنحيب إلى النّحبِ
بدمع يمدّ البحرُ في السِّيفِ نحوه
إذا الحزن منه واصل السكبَ بالسكبِ
ولو آمنُ الإغراقَ أضْعَفْتُ سَحّهُ
ولكنّ قلبي الرطبَ رقّ على قلبي
برغمي نعتها ألسنُ الركب للعلى
فكيف أرُدّ النعيَ في ألسن الركب
غريبة ُ قبرٍ عن قبور بأرضها
مجاورة ٌ في خطّة الطعْنِ والضّرْبِ(7/212)
كريمة ُ تقوى في صلاة تقيمها
وصومٍ يَحُطّ الجسمُ منه على الجدب
زكتْ في فروع المكرمات فروعُها
وأنجبت الدنْيا بآبائها النُّجب
ولما عدمنا من بهاليل قومها
مآتم تبكيها بكينا مع الشهب
حمدنا بكاءَ الزُّهْرِ بنتَ محمَّد
وهل ندبت إلاَّ ابنة السيد الندب
مضَتْ ولها ذِكْرٌ من الدين والتّقى
تفسّره للعجم ألسنة العرب
أيصبحُ قلبي بالأسى غيرَ ذائبٍ
وقلبُ الثرى قاسٍ على قلبها الرطب
وكنتُ إذا ما ضاق صدري بحادثٍ
فزعتُ بنجواه إلى صدرها الرحب
وتُذهبُ عني همّ نفسي كأنها
شَفَتْ غُلَّة َ الظمآن بالبارد العذب
أهاتفة ً باسمي عليّ تَعَطّفاً
حنينَ عطوفٍ شقّ سامِعَتِي سَقْبِ
أبوكِ الذي من غرسه طالت العلى
وأُسْنِدَ عامُ المحلْ فِيهِ إلى الخصب
تَنَسّكَ فِي بِرٍّ ثمانين حِجَّة ً
فيا طول عُمرٍ فيه فرّ إلى الرب
ضممت إلى صدري بكفّي جسمه
وأسندتُ مخضرّ الجنابِ إلى الجنب
تبرّكتِ الأيدي بتسوية الثرَى
على جبلٍ راسي الأناة ِ على هضبِ
أغارَ لهم ماءُ الجموم بعبرة
أم أنبَتّ في أيديهمُ كَرَبُ الغُرْبِ؟
فيا ليتني شاهدتُ نعشكِ إذا مشى
حواليه: لا أهلي حفاة ً ولا صحبي
ودفنكِ بالأيدي الغريبة والتقت
مع الموت في إخفاء شخصك في حدب
فأبسط خدي فوق لحدك رحمة ً
وتُسفي عليه الترب عيناي بالهدب
أرى جسمك المرموسَ من روحه عفا
وأصبحَ معموراً به جدثُ الترب
فلو أن روحي كان كسبي وهبته
لجسمك، لكن ليس روحيَ من كسبي
ولَوْ تُنظم الأحساب يوْماً قَلائِدا
لقلد منها جَوْهَرُ الحسبِ اللّبِّ
أبا الحسن الأيامُ تَصرعُ بالغنى
وتُعقِبُ بالبلوى وتخدع بالحبّ
مصابك فيها من مصابي وجدته
وحزنك من حزني وكربك من كربي
فصبراً فليس الأجر إلا صابراً
على الدهر إن الدهر لم يخلُ من خطبِ
ألم ترَ أنا في نوًى مستمرة
نروح ونغدو كالمصر على الذنب
فلا وصل إلاّ بين أسمائنا التي
تسافرُ منَّا في مُعَنْونَة ِ الكتبِ
فدائمة السقيا سماءُ مدامعي
لخدي، وأرض الخدّ دائمة الشرب(7/213)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
رقم القصيدة : 13237
-----------------------------------
فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ
وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاة ِ إقامتِي
فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي
فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب
خذ العزم من برد السلو فإنما
هوى الغيد عندي للهوان نسيب
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها
لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب
فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لها
طلوعٌ على آفاتها وغروب
ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ
ترى النفس فيه سعيها فتطيب
وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدة ٍ
فكمْ بلدة ٍ فيها المجالُ رحيب
إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً
لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ
ومنكرة ٍ مني زماعاً عرفته
عدوك يا هذي إليّ حبيب
جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ
جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ
وقالت غرابيب درجنَ ببينه
سيستدرج الأعوام وهو غريب
فما كان إلا ما قضى بالُها به
فهل كان عنها الغيب ليس يغيب
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى
وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ
رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى
هي الكفّ ترمي أختها فتصيب
وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ
من الآل هزت جانبيه جنوب
ومستعطفات بالحداء على السرى
إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها
تبوّع منها في النجّاء ضروب
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ
مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب
ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندها
كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب
كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها
فأنت إلى الرحمن منه تتوب
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها
رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ
ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه
مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ
كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ
إذا لذع الأحشاء منه لهيب
وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه
من العرق الجاري عليه صبيبُ(7/214)
وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه
قطاة ٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه
ولا لاح للتلويح منه شحوبُ
له لولبٌ في العين ليس يديره
لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب
رقيبٌ على شمس النهار بفعله،
أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ
إذا نزل الركبان طابَ لنفسه
على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ
تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكة ٌ
من التبر ليست بالوقاد تذوب
خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه
على كلّ عُودٍ بالفلاة ِ صليبُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
رقم القصيدة : 13238
-----------------------------------
وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
وفقد شبيبتك الذاهبَهْ
وسبعينَ عاماً ترى شمسَها
بعينك طالعة ً غاربهْ
فوَيحك هل عبَرَتْ ساعة ٌ
ونفسُكَ عن زلة ٍ راغبه
فرغت لصنعك ما لا يقيك
كأنك عاملة ناصبه
وغرتّك دنياك إذ فوّضت
إليك أمانيَّها الكاذِبهْ
أصاحبة ً خلتها؟ إنَّها
باحداثها بئست الصاحبه
أما سلبتْ بُرْدَ الشباب؟
فهل يُستردّ من السالبه
وإنّ دقائق ساعاتها
لِعُمْرِكَ آكلة ٌ شاربه
وإنَّ المنية من نحوها
عليك بأظفارها واثبه
ألمْ ترها بحصاة الردى
لكلِ حميم لها حاصبه
كأنَّ لنفسك مغنيطساً
غَدَتْ للذنوبِ به جَاذِبهْ
فيا حاضرا أبدا ذنبُهُ
وتوبته أبداً غائبه
أذِبْ منك قلبا تُجاري به
سوابقَ عبرتك الساكبه
على كلّ ذنبٍ مضى في الصِّبَا
وأتعبَ إثباتُه كاتبهْ
عسى الله يدرأ عنك العقابَ
وإلاَّ فقد ذُمّت العاقِبهْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
رقم القصيدة : 13239
-----------------------------------
ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
فلا قِرْنَ إنْ نادتْهُ يَوْماً يُجبِيها
مُدَاخِلة ٌ في بعْضها خَلْقَ بَعضها
كجوش عظم ثلمته حروبها
تذيقُ خفيّ السمّ من وَخْزِ إبرة ٍ(7/215)
إذا لسبتْ ماذا يلاقي لسيبها
وتمهل بالراحات من لم يمت بها
إلى حين خاضت في حشاه كروبها
إذا لم يكن لونُ البهارة لونها
فمن يرقانٍ دبّ فيه شحوبها
لها سورة ٌ خصتْ بصورة ٍ ردة ٍ
تَرَى العين منها كل شيء يريبها
وقد نصلت للطعن مَحْنِيَّ صَعْدَة ٍ
بشوكة ِ عُنّابٍ قتيل زبيبها
ولم ترَ عينٌ قبلها سمهرية
منظمة ً نظم الفرند كعوبها
لها طعنة ٌ لا تستبين لناظرٍ
ولا يرسل المسبار فيها طبيبها
نسيتُ بها قيساً وذكرى طعينهِ
وقد دق معناها وجلَّت خطوبها
يحمل منها مائع السمّ بغتة ً
نجيع قلوب في الضلوع دبيبها
لها سقطة ٌ في الليل مؤذية ٌ بها
إذا وجبت راع القلوب وجيبها
ونقرٌ خفيّ في الشخوص كأنه
بكلِّ مكان ينتحيه رقيبها
ومن كلّ قطر يتقي شرها كما
تذاءب في جنح الدجنة ذيبها
تجيء كأم الشبل غضبي توقدت
وقد تَوَّجَ اليافوخَ منها عسيبها
بعينٍ ترى فيها بعينك زرقة ً
وإن قلّ منها في العيون نصيبها
حكى سَرطاناً خَلْقُهَا إذ تَقَدّمت
وقدّمَ قرنيها إليه دبيبها
وتالٍ من القرآن "قلْ لَنْ يُصِيبُنَا"
وقد حانَ من زُهْرِ النجوم غروبها
يقولُ وسقفُ البيت يحذفُهُ بها
حصاة ُ الردَّى يا ويح نفسٍ تصيبها
فصبّ عليها نعلهُ فتكسّرت
من اليبس تكسيرَ الزُّجاج جنوبها
عدوّ من الانسان يعمرُ بيته
فكيف يوالي رقدة يستطيبها
ولولا دفاع الله عنّا بلطفه
لَصَبَّتْ من الدُّنْيا علينا خطوبها
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كُنْ واثقاً بالله سبحانه
كُنْ واثقاً بالله سبحانه
رقم القصيدة : 13240
-----------------------------------
كُنْ واثقاً بالله سبحانه
فهو الذي يصرفُ عنك الخطوبْ
واصرفْ إليه الوَجْه عن معشرٍ
قد صرفوا عنك وجوهَ القلوب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
رقم القصيدة : 13241
-----------------------------------
أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أم سراجٌ نارهُ ماءُ العنب(7/216)
أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي
يجتليها اللهو في عقد الحبب
يا شقيق النفس، أنفاس الصَّبا
بردت، والصبح لاشكّ اقترب
قمْ أمتِّعك بعيشٍ لمْ تَقَعْ
في صفاءٍ منهُ أقذاءُ النوب
فلقد حان لضوء الفجر أنْ
يضربَ السرحانُ فيه بذنبْ
فأدِرْهَا تَحْتَ لَيْلٍ سَقْفُهُ
ظلمة ٌ فيها من النور ثقب
أو على برقِ سماءٍ ضاحكٍ
غيمُهُ بالدّمْع منه منسكِب
سَكِرَ الرّوْضُ وغنَّى طيرُهُ
أفلا ترقصُ قامات القضب
هات دراً فيه ياقوتٌ وخذ
جسمَ ماءٍ حاملاً روحَ لهب
قهْوَة ً لو سُقِيَتْها صخرة ٌ
أورقتْ باللّهو منها والطَّربْ
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها
ألطف الشيءين عندي ما انجذب
وُلِدْتْ بالشّيبِ في عنقودها
وهِيَ اليومَ عجوزٌ لم تشب
كلَّما مَوّجَهَا المزنُ أرَتْ
حبب الفضة في ماء الذهب
ما درى خمَّارُها عاصِرَها
فحدِيثُ الصدق فيها كالكذب
خندريس عتقت في أجوفٍ
من دم العنقود مملوء نخبْ
واضعٌ كفّيه في أخصاره
وقيامٌ في قعود قد وجب
دفنوا اللذّة فيها حية ً
وأتى الدهرُ عليها.. وذهب
ظَنَّهُ كنزا فلمَّا انْتسَبَتْ
منه للأنف درى ذاك النسب
قلتُ إذا أبرَزَها في قعبه:
أهيَ بنت الكرم أم أمّ الحقب
قتلتني وهي بي مقتولة ٌ
صولة ُ الميت على الحيّ عجب
كيفَ لا تصرعني صوّالة ٌ
وهي منِّي في عروقٍ وعصب
ومليح الدلّ إنْ علّ بها
قلتَ نجمٌ في فمِ البدر غرب
شعشع القهوة َ في صوب الحيا
وسقانِي فضلة ً مما شربْ
فتلاقى في فمي من كأسِهِ
ماءُ كَرْمِ وغمامٌ وَشَنَبْ
وشدا من مدح يحيى نغماً
هزَّ منه الملكُ عِطفيه طَرَبْ
من معزِّ الدين في الفخر له
خيرُ جَدٍّ، وتميمٌ خيرُ أبْ
مَنْ له وَجْهُ سمَاحٍ سافرا
أبداً للمجتدي لا ينتقب
ملكٌ عن ثغرة ِ الدين اتقى
ورمى الأعداءَ بالجيش اللجب
في سرير الملك منه قمرٌ
يُجتلى يومَ العطايا بالسحب
طاهرُ الأخلاق مألوفُ العلى
طيِّبُ الأعراق مصقول الحسب
عادلٌ تعكف بالحمد على
ذكره أفواهُ عُجمٍ وعرب
سالبٌ منه الندى ما سَلَبَتْ(7/217)
من أعاديه عواليه السُّلُبْ
في نصابٍ لم يزل من حمير
مُعْرِقاً في كلّ قَوْمٍ مُنْتَخَبْ
بُهْمٌ إنْ ذُكِرَ الجيشُ بِهِمْ
هالَ منه الرعبُ واشتدّ الرّهَب
والحديدُ الصلبُ لولا بأسُهُ
لم يخَفْ في الطعنِ من لين القصب
أثبت الإقدامُ في أنفسهِم
أنَّ مُرَّ الضّرْبِ حُلْوٌ كالضَّرْبِ
يتّقي فيضَ النّدى مَنْ كَفّهُ
عيل منه لدغ دهر يَنتهِب
وإذا ما ضحكت سنّ الرضى
منه لم يُخشَ عبوسٌ في الغضب
كلّ قطر منه يلقى مشرباً
من جداه ولقد كان سرب
يحسب الطودَ حصاة ً حِلْمُهُ
وتظنّ البحرَ نعماهُ ثُغَب
نال أهلُ الفضل منه فضلهم
ومن الشمس سنا نور الشّهب
تتّقِي الأعداءُ منه سطوة ً
وهو في ظلّ علاه مُحتجب
والهصور الوردُ يخشى وثبه
وهو في الغيل مقيمٌ لم يثب
كم فمٍ طاب لنا من ذكره
فهو كالمسكِ، وكم ثغر عَذُب
وكأنَّ الرَّوضَ في أوصافِهِ
تُغْمَسُ الأشْعار فيه والخطب
ثابتٌ كالطود في معترك
جائلِ الأبطال خفَّاقِ العَذَبْ
ورؤوس بالمواضي تُختلى
ونفوسٌ بالعوالي تُنتهب
كم شجاعٍ خاض في مهجته
بسنانٍ في الحيازيم رسب
قلمٌ يمشق في الطعن فقلْ
أمحا العيش أم الموت كتب
أيها الوصلُ من إحسانه
سبباً من كل منبٍ السبب
ربّ رأيٍ لك جهزتَ به
جحفلاً ذاقَ العدى منه الشجب
كنتَ يوم الحرب عنه غائباً
وظُبى نصركَ فيه لم تغب
كالذي يلعب في شطرنجه
رأيُهُ عنه تَخَطَّى في اللّعب
أنا من صاح به يوم النوى
عن مغانيه غرابٌ فاغترب
طفت في الآفاق حتى اكتهلت
غُرْبَتِي واحتنكتْ سنّ الأدب
ثمَّ أقبلتُ إلى المَلْكِ الَّذِي
مدّ بالطول على الدنيا طنب
مَنَح العلياء كَفَّيْ ناقِدٍ
فانتقى الدرّ وأبقى المخشلب
فَلَعَلِّي ببقايا عُمُري
منه أقضي البعضَ من حقٍّ وَجبْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
رقم القصيدة : 13242
-----------------------------------(7/218)
لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
سلمتُ من التعذيب لو لم أكن صبّا
رأى عاذلي جسمي حديثاً فرابه
ولم يدرِ أني قد رعيت به الحُبّا
وكيف ونفسي تؤثر الغصن والنقا
وتهوى الشقيقَ الغضّ والعَنَمَ الرطبا
وذاتِ دلالٍ أعْجَبَ الحسنَ خَلْقُهَا
فهزّ اختيالُ التّيه أعطافَها عُجبا
يكادُ وليدُ الذرِّ يجرحُ جسمَهَا
إذا صافحتْ منها أنامله الإتبا
فتاة ٌ إذ أحسنتُ في الحبِّ أذنَبَتْ
فمن أين لولا الجورُ تُلْزِمُنِي الذنبا
وإني لصعبٌ والهوى راضني لها
وغيرُ عجيبٍ أن يروضَ الهوى الصعبا
سريعة ُ غدرٍ سيفها في جفونها
وهل لك سلمٌ عند من خُلقتْ حربا
وروضة حسنٍ غردت فوقَ نحرها
عصافيرُ حَلْيٍ تلقطُ الدرَّ لا الحَبَّا
وألحقها بالسرب جيدٌ ومقلة ٌ
وإن لم يناسب درُّ مبسمها السربا
لها من فتون السحر عينٌ مريضة
تحلّبُ من أجفانها الدمع والكربا
شربتُ بلحظي سكرة ً من لحاظها
فلاقيت منها سَوْرَة ً تشربُ اللبَّا
وإني لصادٍ والزلالُ مبرَّدٌ
لدي، وإن أكثرت من صفوه شربا
فمن لي بودقٍ مُطفيءٍ حَرَّ غُلَّتِي
أباكرُ طلاًّ من أقاحِيّهِ عذبا
وقالوا أما يسلِيكَ عن شَغَفِ الهوَى
ومن ذا من السلوان يَسْلُكُ بي شعبا
وأنفاسها أذكي إذا انصرف الدجى
وريقتها أشهى ومقلتها أسبى
وحمراءَ تُلْقَى الماء في قيد سكرهِ
ويطلق من قيد الأسى شربها القلبا
َلَّدَ في ما بين ماءٍ ونارِها
مجوَّفُ درّ لا تطيق له ثقبا
قستْ ما قستْ ثم اقتضى المزجُ لينَها
فكم شررٍ في الكأس وشتْ به الشربا
وذي قتلة ٍ بالراح أحييتُ سمعه
بأجوفَ أحيته مُمِيتَتُهُ ضَرْبَا
فهَبَّ نزيفاً والنَّسيم معطَّرٌ
فما خلتهُ إلاّ النسيم الذي هبّا
شربنا على إيماض برقٍ كأنه
سنا قبس في فحمة الليل قد شبّا
سرَى رامحاً دُهْمَ الدياجِي كأبْلَقٍ
له وثبة ٌ في الشرق يأتي به الغربا
كأن سياط التبر منه تطايرت
لها قطعٌ مما يسوق بها السُحبا
إذ العيْش يجري في الحياة نعيمُهُ(7/219)
وذيلُ الشبابِ الغضّ أركضهُ سَحْبَا
ليالي يندى بالمنى لي أمانها
كأيَّامِ يحيى لا تخاف لها خَطْبَا
سليلُ تميم بن المعزّ الذي له
مطالعُ فخرٍ في العلى تطلعُ الشهبا
هو الملك الحامي الهدى بقواضب
قلوبُ العدى منها مقلَّبة ٌ رعبا
إذا ما الحيا روى ليسكب صوبهُ
رأيتَ ندى يمناه يبتدر السكبا
بنى من منار الجود ما جَدُّهُ بنى
وذبّ عن الإسلام بالسيف ما ذبّا
وجهز للأعداء كل عرمرم
يغادرُ بالأرماح أرواحهم نهبا
كتائب يعلوها مشار قتامها
كما نشرت أيدٍ مرسّلة كتبا
وتفشي سريراتِ النفوسِ حماتها
بجهد ضراب يصرع الأسر الغلبا
إذا ما بديع المدح ضاق مجاله
على مَادحٍ ألفاهُ في وصفه رَحْبا
ثناءٌ تخال الشمس ناراً له وما
على الأرض من نبتٍ له منزلاً رطبا
سميعُ سؤالِ المُجْتدِي غيرَ سامعٍ
على بذلِ مالٍ من معاتبه عتبا
ومن ذا يُردّ البحر عن فيض مدهِ
إذا عَبَّ منه بالجنائب ما عَبَّا
إذا ما أديرتْ بالسيول من الظُّبَى
رحى الحرب في الهيجاء كان لها قطبا
شجاعٌ له في القِرْن نجلاءُ ثَرَّة ٌ
يُجَرّرُ مِنْها وهو كالثّملِ القُضْبا
يطير فراش الرأس مضربُ سيفه
وعاملهُ في القلب يحترش الضبّا
يخوضُ دمَ الأبطال بالجرد في الوغى
فيصدرها ورداً إذا وردت شهبا
عليمٌ بأسرار الزَّمان فراسة ً
كأنَّ لها عيناً تريه بها العُقْبى
قريبٌ إذا ساماه ذو رفعة ٍ نأى
بعيدٌ إذا ناداه مستنصرٌ لبّى
يُشْرِّدُ من آلائِه الفقرَ بالغِنَى
لها وَرَقاً يَنْبَتن في الناء أو قُضبا
يطوّقُ ذا الجُرْم المخالِفِ مِنَّة ً
ولولا مكان الحلم طوقة ُ العضبا
يعدّ من الآباء كلّ متوّجٍ
نديم المعالي ملكَ المال والتربا
لهمْ كلّ مرتاعٍ به الروع معلمٌ
إذا الحرب بالأرماح ناجزت الحربا
مضِّرم هيجا، في طوية ِ غمده
من الفتك ما يرضي منيَّتها الغضبى
إذا حاولوا قَضْبَ الجماجم جرّدوا
وإن رُفعت فوق المفارق صَيّرَتْ
دبيب المنايا من مضاربها وثبا
لقد أصبحتْ ساحاتُ يحيى كأنَّما(7/220)
إليه نفوسُ الخلق منقادة ٌ جذْبا
ربوعٌ بعثت الطرفَ فيهنّ خاشعاً
وإن كان بُعْد العزّ يمتنح القربا
فلا همّة ٌ إلاَّ رأيتُ لها عُلًى
ولا أمة إلا لقيت لها ركبا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
رقم القصيدة : 13243
-----------------------------------
بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
وأوْجَفَ خيلاً في الهوَى وركابا
قطعتُ زماني بالشمول مسنة ً
وبالرّوْضِ كهلاً، والفتاة ُ كَعابا
فبتّ كسرٍ في حشا الليل داخلٍ
على حَبّة ِ القلبِ المصونِ حجابا
كأن الدجى من طوله كان جامداً
فلما تنارعنا التحية ذابا
فقلْ في ظلامٍ طال ثم بدا له
فقد أبصرتْ منهُ العيون عُجابا
فلم يألفوا إلاَّ السرورَ جَنابَا
غدا كعبهُ في كفّة الملك عالياً
إلى قمرٍ تسري إليه كأنَّما
ترى قلما منها يخطّ كتابا
ولو خضب الأيدي نداه رأيتم
ولم أرَ كالدّنيا خؤوناً لصاحبٍ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> من كان يعذب عندها تعذبني
من كان يعذب عندها تعذبني
رقم القصيدة : 13244
-----------------------------------
من كان يعذب عندها تعذبني
أنى ترقّ لعبرتي ونحيبي
من أين يعلم من ينام مسلَّماً
حُمة ً تؤرق مقلة الملسوب
أتدبّ في جفنيه طائفة الكرى
وعقاربُ الأصداغ ذاتُ دبيب
وتنام في ورد الخدود ولدغها
متسرّب من أعينٍ لقلوب
وكأنَّما سَمٌّ مُذِيبٌ مِسْكُهَا
أيذيبني والمسكُ غير مُذيب
كيف السبيل إلى لقاء غريرة
تلقى ابتسام الشيب بالتقطيب
من أين أرجو أن أفوز بسلمها
والحرب بين شبابها ومشيبي
ما حبَّ شمس عنك تغرب في الفلا
من أنجم طلعت بغير غروب
قالت لمنشدها نسيبي: ما له
ليس النسيب لمثله بنسيب
فإلام يُنشدني تغزّلَ شاعر
ما كان أولاه بوعظ خطيب
يا هذه أصدى دعوت مردداً
ليجيب منك فكان غير مجيب
ليتَ التفاتي في القريض أعرتِهِ
حُسنَ التفاتك رحمة ً لكئيب
وذكرتِ من ضرب المرفل صيغة ً(7/221)
بمرفل من ذلك المسحوب
وعسى وعيدُك لا يضيرُ فلم أجِدْ
في البحر ضرباً مؤلم المضروب
إنَّ الزمان أصابني بزمانة ٍ
أبلت بتجديد الحياة قشيبي
ففنيت إلاّ ما تطالع فكرتي
بالحذق من حِكَمي ومن تجريبي
ووجدتُ علم الشعر أخفى من هوًى
لم تفشهِ عينٌ لعين رقيب
ومدائحُ الحسنِ المبخَّرَة ُ الّتي
فغمت بطيب الفخر أنفَ الطيب
ذو همَّة ٍ لَذَلَ الندى وحمى الهدى
بمهنَّدٍ ذرِبٍ بكفِ ضروب
حامي الحقيقة ِ عادلٌ لا تَتَقِي
في أرضه شاة ٌ عداوة َ ذيب
ملكٌ غدا للعيد عيداً مبهجاً
يرعى الفللا بفمٍ وترعى نحضهُ
ورد المصلى في جلال معظَّمٍ
ووقارِ مخشع وسمت منيب
بعرمرم ركبت لإرجال العدى
عقبانُ جوٍّ فيه أُسْدَ حروب
عُقِدَ اللواءُ به على ذي هيبة ٍ
حالي المناسلب بالكرام حسيب
والبُزلُ تجنحُ بالقبابِ تهادياً
عومَ السفين بشمألٍ وجنوب
من كلّ رَهْوٍ في المقادة مَشْيُهُ
نَقَلَ الخطى منه على ترتيب
وكأنما تعلو غواربها ربُى
روضٍ بثجّاج الحيا مَهْضوب
ونجائبٍ مثلِ القسيّ ضوامرٍ
وصلت بقطع سباسب وسهوب
من كلّ مختصرِ الفلاة بِمَعْجلٍ
فكأنها إيجازُ لفظِ أديب
يرعى الفلا بفمٍ وترعى نحضه
من منسمٍ للمروِ ذي تشذيب
ومطلة في الخافقين خوافقٍ
كقلوب أعداء ذوات وجيب
من كل منشور على أفق الوغى
مسطُورُه كالمُهْرَقِ المكتوب
جاءت تتربه العتاق بنقعها
والريح تنفضه من التتريب
أو كلّ ثعبانٍ يُناطُ بقسورِ
بين البنودِ كَمُحَنَقٍ وَغَضُوب
صور خُلعنَ على الموات فخليت
فيها الحياة بسورة ووثوب
وفغرن أفواهاً رحاباً عطلت
أشداقها من ألسن ونيوب
من كلّ شخصٍ يحتسي من ريحه
روحاً يحرك جسمه بهبوب
وترى بها العنقاءَ تنفضُ سِقْطَها
في نَفْنَفٍ للحائمات رحيب
وصلْتُ ذُرى المهديّتين وهاجرتْ
وكراً لها بالهند غير قريب
وصواهلٍ مثل العواسل عدوها
أبدا لحرب عدوّك المحروب
مِنْ كلّ وَرْدٍ ما يشاكلُ لونَهُ
إلاّ تورّد وجنة ِ المحبوب
وكأنَّما كَنَزَتْ ذخيرة ُ عِتْقَه(7/222)
منه عبابَ البحر في يعبوب
أو أدهمٍ داجي الإهابِ كأنَّما
صَبَغَ الغرابَ بلونهِ الغربيب
أرساغهُ دُررٌ على فيروزجٍ
لان الصفا من وقعهِ لصليب
يعدو ولا ظلٌّ له فكأنَّهُ
برق فيا للبرق من مركوب
أو أشهبٍ مثل الشهاب ورجمهِ
شخصَ المريدِ بِمُحرقٍ مشبوب
لافرقَ ما بين الصباح وبينه
إلاَّ بعدوٍ منه أو تقريب
أو أصفرٍ مثل البهار مغيّر
بسواد عَرْفٍ عن سواد عسيب
أو أشعل للون فيه شعلة ٌ
تذكى بريحٍ منه ذات هبوب
وكأنه مِرداة صخرٍ حطّهُ
من علوَ سيلٌ ماجَ في تصويب
وكأنَّما سَكِرَ الكميتُ بلونه
فلهُ بمشيته اختيال طروب
وكأن حدة َ طرفه وفؤاده
من خَلْقِهِ في الأذن والعرقوب
وجلت سروج الحلي فوق متونها
سرجاً تألق، وهي ذات لهيب
صَدَرَتْ من الذهبِ الثقيل خفافُها
ونشاطها متخثرٌ بلغوب
وكأنَّما من كلّ شمسٍ حلية
صيغت لكلّ مسوَّمٍ مجنوب
صليت ثم قفوت ملة َ أحمدٍ
في نَحْرِ كلّ نجيبة ٍ ونجيب
من كلّ مرتفع السنام تحمَّلتْ
فيه المُدَى بالفرْيِ والتْرغيب
حيثُ الندى بعفاته متبرحٌ
تسديه كفّ متوَّج محجوب
يا من قوافينا مخافة َ نقده
خَلُصَتْ من التنقيح والتهذيب
لم يبقَ في الدنيا مكان غير ذا
يجري المديح به ذوو التأويب
خذها عروسَ محافل لا تجتلى
إلا بحلي علاك فوق تريب
لم يخرج الدرُّ الذي زينت به
إلاَّ بغوصٍ في البحور قريب
أما بناتي المفردات فإنها
في الحسن أشهر من بنات حبيب
لا ينكح العذراء إلا ماجدٌ
تبقى بعصمته بقاءَ عسيب
وأنا أبو الحسناءِ والغرّاءِ إنْ
أغربْ فما الإغرابُ لي بغريب
يدعو لك الحجّاج عند عجيجهم
وصِياحِهِمْ بالبيتِ في ترحيب
من كلّ أشعثَ مُحْرمٍ بلغ المُنَى
بِمِنى ً وأدركَ غاية َ المطلوب
يبكي بمكة والحجونِ مردداً
وبيثربٍ يدعو بلا تثريب
فبقيت في العليا لتدمير العدى
وغنى الفقير وفرجة ِ المكروب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ
غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ(7/223)
رقم القصيدة : 13245
-----------------------------------
غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ
ورمته كلُّ خود باجتناب
فغدا عند الغواني ساقطاً
كسقوط الصفر من عد الحساب
وتولى عنه شيطانُ الصبا
إذا رماه الشيبُ رجماً بشهاب
وكأنَّ الشَّعَرَ منه سَعَفٌ
يلتظي فيه شواظٌ ذو التهاب
أيها المُغْرِى بِتأنِيبِ شجٍ
سُلّطَ الوجد عليه، هل أناب؟
هامَ، لا همتَ، من الغيد بمن
حبّها عذبٌ، وإن كان عذاب
لمتَ، لا لمتَ، عميداً قلبهُ
عن سماعِ اللوم فيها ذو انقلاب
والهوى باقٍ مع المرء إذا
كان من عصرِ الصِّبا عنه ذهاب
بأبي من أقبلتْ في صورة ٍ
ليس للتّائب عنها مِنُ متاب
كُلُّ حُسْنٍ كامِلٍ في خَلقها
ليتها تنجو من العين بعاب
فالقوام الغصن، والردف النقا،
والأقاحُ الثَّغْرُ، والطَّلُّ الرُّضاب
ظبية ٌ في العقد إما التفتتْ
ومهاة حين ترنو في النقاب
ضاع قلبي فالتمسهُ عندها
تُلْفِهِ في النحر وُسْطَى بِسِخَاب
روضة ٌ تعبقُ نشرا ما لها
غُمست في ماءِ وردٍ وملاب
عنّفت رسلي، وردّت تحفي
وأتت تقرع سمعي بالعتاب
ومحتْ أسطر شوقٍ كُتبتْ
بدموع، نِقْسها قلبٌ مذاب
ثمّ غطت بنقاب خدّها
مَنْ رأى الشمس توارت بالحجاب
بكلامٍ يسْتبي أهلَ النَّهى
ويحطّ العصم من شمّ الهضاب
حيث أخلاقي رواضٍ خَضَعَتْ
في الهوى منها لأخلاقٍ صعاب
كيفَ لا أبكي بهذا كلّه
وأنا الفاقد ريعان الشباب
صدّت البيضُ عن البيضِ أما
كان ما بين الشبيهين انجذاب
أفلا أبكي شباباً فقدهُ
قلبَ الماء لظمآنٍ سراب
أخطأ الشيبُ ظباءً، والصِّبا
لو رماها خَذَفَاتٍ لأصاب
خُذ برأيٍ في زماع واصلٍ
طرفَيْهِ: بسفين وركان
واغتربْ وارجُ المنى كم من فتًى
معدمٍ نال المنى بعد اغتراب
إنَّ أتراحَ النوى يعقُبُها
بجزيلِ الحظِّ أفراحُ الإياب
وإذا نابك خطبٌ فاقرهِ
بمهيبٍ فهو للإسلام ناب
إنَّ للقائد عزا، جارُهُ
في جوار النجم محميّ الجناب
أسَدُ الروع الذي حملاقهُ
يُرْسِلُ اللحظَة َ موتاً فَيُهاب(7/224)
صارمٌ يُبْكي دُمَى الرومِ دَماً
إن تغنَّى منه في الهام ذُباب
في جهادٍ قَرَنَ الله به
عنده الزّلفى إلى حُسْن المآب
كم بأرضِ الشرك من معمورة ٍ
أصبحت في غَزْوِهِ وهي يَبَاب
في أساطيلَ ترى أحشاءها
لبنات الرومِ فيهنّ انتحاب
ككناسٍ بغمتْ غزلانهُ
من زئيرٍ راعها منْ أُسْدِ غاب
كلّ مسودّ قراهُ خلقة ً
لابساً من ذلك الليل إهاب
إنّ ثعبان سراه يقتدي
في نعيب منه بالبرّ غراب
شجراتٌ حَمْلُها البيضُ إذا
نوّرتْ بالمشرفيات العضاب
أثمرتْ بالعينِ في الماءِ وإن
ثوّرتْ منه عجاجات العباب
تقرأ الأعلاجُ منها للردى
فوْقَ طِرْسِ الماءِ أسطارَ كتاب
مَنْ صناديدهمُ إنْ ساوروا
أسُدَ البيد وحيّات الشعاب؟
لستُ أدري أقلوبٌ منهمُ
أمْ صخورٌ في الحيازيم صِلاب
بُهَمٌ إن ثَوّبَتْ حَرْبٌ بِهِمْ
أوجفوا البُزْلَ إليها والعِراب
أيها العزم الذي منه زكا
في المعالي عنصر المجد وطاب
هاكها بنتَ ضميرٍ أعْرَبَتْ
عن معاليك بألفاظٍ عِذاب
يا لها من حكمة ٍ بالغة ٍ
خاطبَ الفضلَ بها فصلُ الكتاب
وَصِلِ الغزوَ بتدميرِ العدى
واحيَ في العزِّ لتسهيل الصعاب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الصبح شرَّ بغيضِ
الصبح شرَّ بغيضِ
رقم القصيدة : 13246
-----------------------------------
الصبح شرَّ بغيضِ
والليل خير حبيب
فما أحدثُ إلا
عن ممرضي وطبيبي
فالصبح أبعدَ مني
قربَ الغزال الربيب
فلو قضيتَ لقلبي
لما شكا من وجيب
أمتَّ عينَّ صُباحي
يوماً وعينَ رقيبي
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
رقم القصيدة : 13247
-----------------------------------
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
لياليَ كنتُ في شرخ الشبابِ
فصرتُ إذا مرضت خشيت موتاً
وقلتُ: قد انقضى عدَدُ الحساب
فنفسُ الشيخ تضعف كلّ حينٍ
وقوّتُهُ على طرَفِ الذّهاب
ولستُ مصدقاً خدع الأماني
وهل تُوكى المَزَادُ على السَّرابِ(7/225)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نعوذ من الشيطان بالله إنه
نعوذ من الشيطان بالله إنه
رقم القصيدة : 13248
-----------------------------------
نعوذ من الشيطان بالله إنه
يوسوسُ بالعصيان في أُذُنِ القلبِ
عَدُوّ أبينا قبْلنا والذي له
جنودٌ مع الأيام دائمة ُ الحرب
ولو لمْ يكنْ أمرُ الشياطين يُتّقى
لما احترستْ منها الملائك بالشهب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
رقم القصيدة : 13249
-----------------------------------
رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
أما تخشين من كسب الذنوب
متى يجري طلوعك في جفوني
سنا شمسٍ مواصلة ِ الغروب
وكم تبلي الكروب عليك جسمي
ألا فَرَجٌ لديك من الكروب
وأنْتِ قدحتِ في أعشار قلبي
بسهميكِ: المُعلّى والرّقيب
ولم أسمع بأن عيون عينٍ
تُفِيضُ سهامَهُنّ على القلوب
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
رقم القصيدة : 13250
-----------------------------------
أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أم قِداحٌ مفوِّقات لضربي
صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ
ويحَ قلبي ماذا يُعدّ لقلبي
تلكم الأعينُ التي خذلتني
في التصابي بها خواذل سرب
رَبَة َ البُرْقُعِ التي فيه تحمي
وردة َ الخدّ عقربٌ ذات لسب
قد مَزَجْتِ العَذَابَ لي فهو عذبٌ
بزلالٍ من ماء ثغرِكِ عَذْبِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
رقم القصيدة : 13251
-----------------------------------
باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
وامزج بسمعك صِرْفَها بالنغمة ِ
وانظر إلى النارنج في الطبق الذي
أبدى تداني وجنة ٍ من وجنة ِ
ومن العجائب أن تضرّم بيننا
جمراتُ نار تُجْتَنى من جنة ِ(7/226)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
رقم القصيدة : 13252
-----------------------------------
ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
بعزائمٍ مثل الصوارم سلّتِ
وكأنَّ ليلة عزمهم زَنْجِية ٌ
زينتْ بحليِ نجومها فتحلّت
غمستهم في غمرة ٍ من هولها
صَبَرُوا لها بِسُرَاهم فتجلّتِ
وكأنَّما عُقَدُ الحنادِس بُوكِرَتْ
بيدٍ من الصبح المنير فحلّت
وكأن أنجمها على أعجازها
درقٌ على أكفال دهمٍ ولتِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
رقم القصيدة : 13253
-----------------------------------
ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
لأنْتِ صَفْوُ الحَياة ِ لو دُمْتِ
هزَمتُ فيك الهمومَ فانْهَزَمتْ
بكرّ شُقْرِ الكؤوس والكُمْت
وكادَ ليلي يكون من قصرٍ
غَيرَ زَمَانٍ مجدّد الوقت
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذي أربع كخوافي العُقاب
وذي أربع كخوافي العُقاب
رقم القصيدة : 13254
-----------------------------------
وذي أربع كخوافي العُقاب
يطير بها السبق عن حلبته
كأنَّ الصَّبَا قُيّدَتْ خَلْفَهُ
مقصِّرة ٌ عن مدى وثبته
ترى الليل يغمس في وجهه
ويبتَسمُ الصبحُ من غُرّتِهْ
يقدّمُهُ للوغى مِحْرَبٌ
كأن الغضنفر في نثلته
كأن المدى منه في قبضة
فإيَّاكَ، إيَّاكَ من قبضتهْ
بأزرق في أسمرٍ لم يزل
دم الذمر كالكحل في زرقته
وعضبٍ لأنْفُسُ أُسْدِ الكفاحِ
معاطبُ، تكمنُ في سلته
ترى خضرَة َ الماء مشبوبَة ً
بها حمرة النار في صفحته
وتحسبه وادياً مُفْعماً
سراباً تموّج في قفرتهْ
ينالُ به فُسْحَة ً في العلى
من ازدحم الهمُّ في همته
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الدمع ينطق واللسان صموت
الدمع ينطق واللسان صموت
رقم القصيدة : 13255
-----------------------------------
الدمع ينطق واللسان صموت(7/227)
فَانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يَظْهَرُ كلّ يومٍ بي ضَنى ً
فلذاك عن عين الحمام خفيت
صبٌّ يطالِبُ في صبابَة ِ نَفْسِهِ
جسداً بمدية ٍ سقمه منحوت
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوة ً
فاللّحظ منكَ لنارها كبريت
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ
لكنْ ذكرتُ هوى الدمى فنسيت
كيف التخلُّصُ من فواترِ أعينٍ
يُلْقِي حبائلَ سحرها هاروت
ومعذبي مَنْ يَسْتَلذّ تعذبّي
لا بات من بلواي كيف أبيت
وشأٌ أحن إلى هواه كأنه
وطنٌ، وُلدت بأرضه ونشيت
في ليل لمته ضللت عن الهوى
وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديت
ومنعَّمٌ جرح الشباب بخدِّه
لحظي فسالَ على المها الياقوت
وأنا الذي ذاقت حلاوة حسنه
عيني فساغَ لطرفها وشجيت
قال الكواعبُ؛ قد سعدتَ بوصلنا
فأجبتها: وبهجركنّ شقيت
كنتُ المحب كرامة ً لشبيبتي
حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيت
من أستعين به على فرط الأسى
فأنا الذي بجنايتي عوديت
كنت أمرأً لم ألق فيه رزية ً
حتى سُلِبْتُ شَبيبَتِي فَرُزِيت
تهدي لِيَ المرآة ُ سُخْطَ جنايَتي
فالله يَعلمُ كيف عنه رضيت
همي كسقط القبس لكن طعمه
عمرٌ إذا أفناه فيّ فنيت
وإذا المشيب بدا به كافوره
كَفَرتْ به فكأنَّه الطَّاغوت
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به
عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت
لَيْلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرة ٍ
وحجول أربعة ٍ بهنّ القوت
متفننٌ في الجري يتَّبعُ اسمَه
منه نعوتٌ بعدهنّ نعوت
أطلقَتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة
تبغي بلحظِكَ صيدها فتفوت
لقطتْ قوائمه الأوابد شُرَّداً
قد كانَ منهُ لجمعها تشتيت
فكأنما جمدَ الصُّوار لدوْمِهِ
تحتي فلي من صيدها ما شيت
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
رقم القصيدة : 13256
-----------------------------------
سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
قولِ الحكيم بارع الحكمة ِ
إن شئتَ أن تحيا فكنْ صادقاً
فإنما الكذاب كالميتِ(7/228)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
رقم القصيدة : 13257
-----------------------------------
ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
على أن دمع المقلتين أجاج
مرتها صباها حين درَّت فأرضعت
بسائط، من أخلاقها، وفجاج
تخرق فيها لمعُ برقٍ كأنما
يشبّ ويخبو من سناه سراج
علت خيلُنا منها جليدا فلم يُتَحْ
بنا للعدى من عدوهن عجاج
وكم حافرٍ في الرسغ منه زبرجدٌ
كسير به ممَّا علاه زجاج
بأُسدِ وغى ً كم قيل عوجوا، نُصرْتُمْ
على الموت من حرب العداة ، فعاجوا
غُنمَ إلاَّ كلّ رأسٍ كأنَّه
على الرمح من ضرب المهند تاج
وخمْصانة ٍ منقادة ٍ بذوائبٍ
لسائقِهَا خَلْفَ الجَوَادِ لجاج
كأن وراء الخيل منها جآذراً
تُرَوَّعُ أحضارٌ لهنّ دماج
فكان لنا في الرّومِ قتلٌ معجَّلٌ
وفينا لهم من الوشيج شجاجْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
رقم القصيدة : 13258
-----------------------------------
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
حده في طلا عداه ولوج
فرأينا في دسته بحر بأس
مُدّ منهُ إلى الضّرابِ خَلِيجُ
وحسبنا الفِرِندَ أرجلَ نملٍ
عبرت منه جدولاً لا يموج
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
رقم القصيدة : 13259
-----------------------------------
وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
يضاحكها في الغيم سِنّ من الضِّحَ
كأن صباها للعرانين فتّقت
نداها بندٍ فهي طيبة ٌ النفح
بأطيبَ من ريَّا لماها لراشفٍ
إذا انتبهتْ في الشرق ناظرة ُ الصبح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
رقم القصيدة : 13260
-----------------------------------
يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على(7/229)
صبٍ من الشوق دائم البرج
بحمرة ٍ في الجفون تحسبها
نَدَرْتُهَا في الفُؤَادِ عن جرح
هل جمد البحرُ من دجاك فما
ينتقل الحوت فيه بالسبح
أم حدثت حيرة ٌ مواصلة
في الجوّ بَيْنَ البُطَيْنِ والنَّطح
لو كنت ليل الشباب بتّ إلى الـ
ـصُّبْحِ من الشيب طائرَ الجُنح
لو كنت ليلَ الشباب فتّ ولم
تدّركِ الناظرين باللمح
متى أرى كلكلاً بركت به
يَطْعَنُ فيهِ السِّماكُ بالرّمح
وللثّريا جناحُ قاطِعة ٍ
بالخفق منه مسافة الجنح
وأشهبُ الصبح في إغارته
يستاقُ مَا للنّجومِ من سرح
فاطو رواقَ الظلام عن أفقٍ
تُنْشَرُ فيه مُلاءَة الصبح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
رقم القصيدة : 13261
-----------------------------------
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
كرهاً، وجُنحُ الليل مدّ جناها
جَمَعَ الشبابُ به بنيهِ، وبينهم
شيخٌ غدا شيبٌ عليه وراحا
وكأنه في كلّ داجي شعرة ٍ
في الرأسِ منهُ مُوقِدٌ مصباحا
أمسَيتُ مَفطوماً عن الكأسِ التي
يتراضعُ الندمَاءُ منها راحا
إلاّ شميماً كان همّاً سُكرهُ
وغناؤه في مسمعي نياحا
جُرنا على الصبا الزاهي الذي
عَزَلَ الهمومَ ومَلّكَ الأفراحا
أبناءُ عصرٍ فَتّقُوا من بَينهم
مِسْكَ الشَّبِيبة ِ بالمدامِ ففاحا
جعلوا حُداءَهُمُ السماعَ وأوجفوا
بدلَ القلائصِ بينهم أقداحا
وكأنما نبضتْ لهم أفواهم
بالشرب من أجسامها أرواحا
حتى إذا اصطحبوا فررتُ فلم يجدْ
للشيب بينهم الصباحُ صباحا
ما لي أكافحُ قِرنَ كأسٍ جالَ في
ميدان نشوته وجال كفاحا
ومجدَّلٌ شاكي السّلاحِ من الصِّبا
من لم يُبقّ له المشيب سلاحا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تقول وقد لاحت لها في مفارقي
تقول وقد لاحت لها في مفارقي
رقم القصيدة : 13262
-----------------------------------
تقول وقد لاحت لها في مفارقي
كواكبُ، يَخفى غيرها، وهي لائحهْ
أراكَ محباً لا محباً فعدّ عن(7/230)
مكابدة ٍ تشقى بها لا مسامحهْ
تروح وتغدو جانحاً عن محبّة ٍ
إليّ، ونفسي عن وصالك جانحه
إذا ما شبابي نالَ شيبكَ عطفه
فخاسرة ٌ نفسي، ونفسك رابحه
ولو عَلمتْ سني لما كان لومُها
عليّ سناناً جارحاً كلَّ جارحه
لشيَّبني في عنفوان شبيبتي
لقائي من الأيَّام دهياءَ فادِحَهْ
وقطعي غولَ القفر في متن سابحٍ
وخوضِيَ هَوْلَ البحر في بطن سابحهْ
وما ضرّها كافورُ شيبي وتحتهُ
لمسك شبابي كلُّ فعلٍ ورائحه
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
رقم القصيدة : 13263
-----------------------------------
طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
مرحباً بالشمس في غير صباحْ
سلّم الإيماء عنها خجلاً
أوَمَا كانَ لها النّطق مُباحْ
غادة ٌ تحملُ في أجفانها
سقماً فيه منيّاتُ الصحاح
بتُّ منها مُستَعيِدا قُبَلاً
كان منها على الدهر اقتراح
إلثم ال دّرَّ حصى ً ينبع لي
بزلالٍ ناقعاً فيه التياح
وأُرْوِي غُلَلَ الشّوْقِ بما
لم يَكُنْ في قُدْرَة ِ الماءِ القراح
باعتناقٍ، ما اعتَنَقنَاُ خَنى ً،
والتزامٍ، ما التزمناهُ سفاح
ما على من صادَ في النَّوم لَهُ
شركُ الحلم مهاة ً، من جناح
همتُ بالغيدِ فلو كنت الصِّبا
لم يكن منّي عنهنّ بَراح
ورددتُ الشيبَ عنها معرضاً
بكلامِ السّلمِ أو كلْم الكفاح
عَلِّلِ النَّفسِ بريحان وراحْ
وأطعْ ساقيها واعص اللّواح
وأدرْ حمراء يسري لطفاً
سُكْرُها مِنْ شَمّها في كلّ صَاح
لا يغرّنك منها خَجَلٌ
إنَّها تُبديهِ في خدٍّ وَقَاح
واعْلُهَا بالماءِ تَعْلَمْ منهما
أنّ بين الماء والنار اصطلاح
وإذا الخمرُ حَماها صِرفها
تَركَ المْزجُ حماها مُسْتبَاح
خلّني أُفنِ شبابي مَرَحاً
لا يُردّ المهر عن طبع المراح
إنما ينعَمُ في الدنيا فتى ً(7/231)
يدفع الجِدّ إليها في المزاح
فاسقني عن إذن سلطان الهوى
ليس يشفي الروح إلا كأس راح
وانتظر للحلم بعدي كرّة ً
كم فسادٍ كانَ عُقباهُ صلاح
فالقَضِيبُ اهتَزّ، والبَدرُ بدا،
والكثيب ارتج، والعنبر فاحْ
والثريا رجح الجو بها
كابن ماءٍ ضمَ للوكر جناح
وكأنَّ الغربَ منها ناشِقٌ
باقة ً من ياسمين أن أقاح
وكأنَّ الصبحَ ذا الأنوارَ من
ظٌلَمِ الليل على الظلماء صاحْ
فاشرب الراح ولا تخلِ يداً
من يد اللهو غُدواً ورواحْ
ثَقْلِ الرّاحة َ مِنْ كاساتِها
برداحٍ من يدِ الخودِ الرداح
في حديقٍ غَرَسَ الغَيْثُ بِهِ
عبقَ الأرواح موشيَّ البطاح
تعقل الطَّرف أزاهير به
ثمّ تعطيه أزاهيرَ صراح
أرضع الغيمُ لباناً بانه
فتربّت فيه قاماتُ الملاح
كلّ غصنٍ تعتري أعطافَهُ
رعدة ُ النشوان من كأس اصطباح
يكتسي صبغة َ وَرْسٍ كلما
ودَّعت في طرف اليوم براح
فكأن التربَ مسكٌ أذفرٌ
وكأنَّ الطلَّ كافورُ رباح
وكأنَّ الرّوْضَ رَشّتْ زَهْرَهُ
بمياهِ الورد أفواه الريّاح
أفلا تغنم عيشاً يقتضي
سيرُهُ عنكَ غدُواًّ ورواح
وإذا فارقَتَ ريعانَ الصِّبا
فاللّيالِي بأمانيكَ شِحاح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
رقم القصيدة : 13264
-----------------------------------
أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
وشغلُ كفَّيّ بكوبٍ وقَدَحْ
فلا تلمني إنَّني مُغْتَنِمٌ
من السرور في زماني ما منحْ
فإنَّهُ مُسْتَرْجَعٌ هِبَاتِهِ
وباخلٌ من الصِّبَا بما سَمَحَ
وسقني من قهوة كاساتها
تُسرج في الأيدي مصابيح الصبح
لو شمّها صاحٍ عَسيرٌ سُكرُهُ
تحتَ لثامٍ في فدامٍ لَطَفَحْ
ولا تسوّفني إلى ترويقها
لا يَشْتوي اللّيثُ إذا اللّيثُ ذَبَحْ
حتى أقول زاحفاً من نشوتي
يَحْسنُ بالتزحيف بيتُ المنسرح
ومالىء ٍ زقاً وكاه مردياً
سَمَ الأسَى مِنْهُ بدُرْياقِ الفَرَحْ(7/232)
وجاثمٍ بَينَ النَّدَامي تَرْتَوِي
أشباحُهُمْ منه بما يَرْوَى شَبَحْ
كأنَّما رَدّتْ عليه روحَهُ
سُلافه الراح فإن مُسّ رمحْ
غضّ الصِّبا كأنَّما حديثُهُ
يمازج النَّفسَ بأنفاسِ الملح
حلّ وكاءً شدّهُ عن مُدْمَجٍ
طَلّ دَمَ العنقودِ منه وسفح
حتى إذا ما صب منه رَيّقاً
سدّ على ذوبِ العقيقِ ما فتح
ترى نجيع الزقّ منه راشحاً
كأنَّهُ من وَدَجِ الليلِ رَشَح
مدامة ٌ للروح أختٌ برة ٌ
يَنْأى بها سرُورُنا عن التَرَحْ
قد عَلمَتْ مزاجَ فَشُرْبُها
يَجْرَحُهُ ثُمّتَ يَأسُو ما جَرَح
وتجعل القار الذي باشرها
في اللدن مسكاً للعرانين نفحْ
يحجب جسمُ الكاسِ من سعيرها
نفحاً عن الكاسِ ولولاه نفح
والشمسُ منها في نقاب غيمها
مخافة ً من نورها أن تفتضح
يومٌ كأنَّ القَطْرَ فيهِ لؤلؤٌ
يَنْظمِ للرّوْضِ عُقودا وَوُشَح
يَقدحُ نارا من زِنادِ بَرْقِهِ
ويطفىء الغيث سريعاً ما قدحْ
لمَّا جَرَتْ فيهِ الصِّبا عَليَلة ً
رقّ الهواءُ فيه للنفس وصحّ
كأنَّما الكافورُ نَثْرُ ثَلْجِنا
أو نَدَفَ البُرْسَ لنا قوسُ قزح
حتى علا الجوَّ دجى ً لم يغتبق
فيه الثرى من الحيا كما اصطبح
غرابُ ليل فوقنا محلّقٌ
يقبض عنّا ظلّهُ إذا جنح
وقد محا صبغَ الدّياجي قمرٌ
دينارهُ في كفّه الغربِ رجحْ
حتى إذا رَدَّ حُدا عَدوّهِمْ
من كان في وادي الرّقادِ قد سَرَح
نَبّهَ ذا هَذا وكلٌّ طَرْفُهُ
يلمحُ طرفَ الشكرِ من حيثُ لمح
يسألُ في تَقْوِيمٍ جيدٍ مائلٍ
لم يسامحْ في الحمْيّا لَسمَحَ
أضارِبٌ كفّيه يَشدو سَحَرا
أم نافضٌ سقطيه فيه قد صَدَح
نَبَّهَ للقهوَة ِ كلّ طافح
في مصرعِ السكر قتيلاً مطّرَح
من كل جذلان كأن رُوحَهُ
عن جسمه من شدة السكر نزح
إن الذي شحّ على إيقاظه
سامحَ في الشهبِ نداماه فشحْ
وجاءنا الساقي بصحنٍ مفعمٍ
لو شاء أنْ يَسْبحَ فيه لسَبَح
يا لائمي في الراح كم سيئة ٍ
تَجاوَزَ الغَفارُ عنها وصَفَح
ماذا تريد من سبوقٍ كلما
رُمتَ وقوفاً منه باللوم جَمَح(7/233)
أغشٌ خلقِ اللهِ عند ذي هوى
من عرض الرشد عليه ونصح
حتى إذا فكّر عَنْ بصيرة ٍ
ذمّ مِنَ الأفعالِ ما كان مَدَح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
رقم القصيدة : 13265
-----------------------------------
قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
فقد نعى الليل بشير الصباح
واحلل عُرى نومكَ عن مقلة ٍ
تمقلُ أحداقاً مِراضاً صحاح
خلِّ الكرى عنكَ وخذْ قهوة ً
تُهدى إلى الروح نسيم ارتياح
هذا صبوحٌ وصباحٌ فما
عُذركَ في ترك صبوح الصباح
باكر إلى اللذات واركب لها
سوابقَ اللهو ذوات المراح
من قبل أن تَرْشُفَ شمسُ الضحى
ريقَ الغوادي من ثُغُورِ الأقاح
أو يطويَ الظلُّ بساطاً إذا
ما بَرِحَ الطلّ له عَنْ بَرَاح
يا حبذا ما تبصر العين من
أنجمِ راح فوقَ أفلاك راح
في روضة ٍ غنّاءَ غَنَّتْ بها
في قُضُبِ الأوْراقِ وُرْقٌ فِصَاح
لا يعرفُ الناظر أغصانها
إذا تثنت من قدود الملاح
كأنَّ مفتوتَ عَبيرٍ بها
مُطَيَّبٌ منه هُبُوبُ الرِّياح
من كل مقصور على رنة ٍ
لو دمعت عينٌ له قلت: ناح
أو ساجعٍ تحسب ألحانه
من مكل ندمان عليه اقتراح
إنْ قيل بُدلتْ نغمة ٌ
منه كأن الجدّ منها مُزاح
يا صاحِ لا تصحُ فكم لذة ٍ
في السكر لم يدرِ بها عيش صاح
واركب زماناً لا جماحٌ له
من قَبْلِ أنْ يحدثَ فيه الجماح
قلتُ لحادينا وكأسُ السرى
دائِرة ٌ من كَفّ عَزْمٍ صُرَاح
والعيس في شرّة ِ إرقالها
تلطم بالأيدي خدودَ البطاح
لا تُطمعِ الأنضاء في راحة ٍ
وإن وصلنا بغدوٍّ رواح
من كلّ مثل الغَرْبِ مَمْلُوءَة ٍ
أيناً فما تنشطُ عند امتياح
فهي سخياتٌ وإن خلتها
بما أنالَتْ من ذميلٍ شحاح
تمتحُ بالأرَسانِ أرْمَاقَهَا
إلى الرشيد الملك المستماح
إنَّ عُبيدَ الله منه انتَضَت
يمانيَ البأسِ يمينُ السّماح
ملكٌ به تُختمُ أهلُ العلى
إذا بَدا فبأبيهِ افتتاح
وعمّ منهُ الذلُّ أهلَ الخنى(7/234)
وعمّ منهُ العزُّ أهلَ الصلاح
مستَهدِفُ المعروفِ سمحٌ، لهُ
عِرضٌ مصونٌ، وثناءٌ مباح
يخفض في المُلكِ جناحَ العُلى
لم يَرْفَعِ القَدْرَ كخفضِ الجَناح
تمهر أرواح العدى بيضُهُ
إذا أرادتْ من حروبٍ نكاح
فكلما غنّتهُ في هامهم
أبْقَتْ على إثْرِ الغناءِ النّياح
كمْ ليلة ٍ أشرقَ في جُنحها
بخضرم الجيش إلال الصباح
تسري بها عقبانُ راياتِهِ
مهتَدياتٍ بنُجومِ الرّماح
حوائِماً تحسبُ في أُفْقِهِ
مَجّرة َ الخَضْراءِ ماءً قراح
كأنها والريح تهفو بها
قلوبُ أعدائِكَ يومَ الكِفاح
كمْ مأزقٍ أصدرتْ عن أسدهِ
حُمراً خياشيم القنا والصفاح
يفتح في سَوسان لباتهم
بنفسج الزرق شقيق الجراح
كأنّ أطرافَ الظُّبَى بَينَهمْ
تفلقُ فوقَ الهامِ بيضَ الأداح
أقبلتَهُمْ كلّ وجيهيَّة ٍ
تضيق العُمرَ خطاها الفساح
كأنما ترشح أبصارها
بما اغتذته من ضرب اللقاح
لولاك يا ابن العزّ من يَعْرُبٍ
لم تلج الآمال باب النجاح
ولا تَلْقَى الفوزَ إذ سوهموا
بنو القوافي من مُعَلَّى القداح
فانعم بعيدٍ قد أتى ناظماً
كلُّ لسانٍ لك فيه امتداح
فقد أرتنا في ابتذال اللهى
كفُّكَ أفعالَ المدى في الأضاح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
رقم القصيدة : 13266
-----------------------------------
أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
بأنّ غرابَ البَينِ يَنعَبُ في الصّبحِ
فقلتُ أقيمي من عِقاصِكِ صبغَة ً
على الليل تهدي منه جنحاً إلى جنح
عسَى طوله يَثْنِي عن البَينِ عَزْمهُ
وتُفْضِي به حَرْبُ الفراقِ إلى الصّلح
وبين خلال الدُّرّ من ظبية اللوى
رضابٌ قراحٌ لا يُداوى به قرحي
منعَّمَة ٌ في الحي نيطت لصونها
جهارا بحد السّيفِ عالية ُ الرّمْحِ
فقف بحياة النفس عن مصرع الردى
فمن لا يدانِ النَّارَ ينجُ من اللّفح
فكمْ مُهجَة ٍ قد غَرّها الحبّ بالمُنى
فأسلفها الخسرانَ في طَلَبِ الرّبح(7/235)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يقولون لي: لا تجيد الهجاء
يقولون لي: لا تجيد الهجاء
رقم القصيدة : 13267
-----------------------------------
يقولون لي: لا تجيد الهجاء
فقلتُ: وما لي أُجيدُ المديحْ؟
فقالوا: لأنَّكَ تَرْجو الثّوابَ
وهذا القياسُ لعمري صحيح
فقلتُ: صفاتِي، فقالوا: حسانٌ
فقلتُ: نسيبي، فقالوا: مليح
فقلت: إليكم، فلي حُجَّة ٌ
وللحقّ فيها مجالٌ فسيح
عفافُ اللّسانِ مقالُ الجميل
وفُسْقُ اللّسانِ مقالُ القَبيح
ومالي وما لامرىء مسلمٍ
يَرُوحُ بِسَيفِ لساني جَرِيح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
رقم القصيدة : 13268
-----------------------------------
ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
في الطبع، نيرانٌ مُلئنَ رياحا
رُوحٌ إذا أخرَجْتَهُ من جسمه
دَخَلَ الجُسُومَ فأخْرَجَ الأرواحا
وكأنه قفرٌ لعينك موحشٌ
أبَدا تمُرُّ ببابِهِ ضحضاحا
وكأنَّما جنٌّ تُرِيكَ تخيّلا
فيه الحسان من الوجوه قباحا
وكأنَّ كلّ ذبابَة ٍ غرقَتْ به
رفَعَتْ مكانَ الأثْرِ منهُ جَنَاحا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لي سمعٌ عن قول اللواح
لي سمعٌ عن قول اللواح
رقم القصيدة : 13269
-----------------------------------
لي سمعٌ عن قول اللواح
وفؤادٌ هامَ بالغيدِ الملاحْ
أحْدَقَ الوَجْدُ بهِ مِنْ حَدَقٍ
كَحَلَتْ بالحسنِ مرضاها الصّحاح
ويحَ قلبٍ ضاقَ من أسهمها
عن جراحٍ وقعها فوق جراح
ما أرى دمعي إلاّ دمها
ربَّما أحمرَّ على خديَّ وساح
كم أسيرٍ من أسارى قيده
في وثاقِ الحبّ لا يرجو سراح
وعليلٌ لا يداوى قرحهُ
من جنيّ الرشف بالعذب الفراح
والغواني لا غنى ً عن وصلها
أبِغَيرِ الماء يَرْوَى ذو التياح
صَفِرَتْ كَفَّايَ من صِفْرِ الوشاح
وهفَا حلمي بهيفاء رداح
طفلة ٌ تسرح، في أعطافها
للأظانين وللدل مراح
لَوْ هَفَا من أُذْنِها القُرْطُ على(7/236)
حبلها من بُعدِ مهواه لطاح
تُوردُ المسواك عذباً خصراً
كمجاجِ النحل قد شيبَ براح
وَإذا ما لاثِمٌ قَبّلَها
شقّ باللّثمِ شقيقاً عن أقاح
طارَ قلبي نحوها، لما مشى
حسنها نحوي للقلب، جناح
ما رأتْ عَينٌ قطاة ً قبلها
تتهادى في قلوبٍ لا بطاح
لا و لا شمساً بَدَتْ في غُصْنٍ
وهو في حقف يُنَدّى ويَراح
وكأن الحسن متنها قائلٌ:
ما على من عَبَدَ الحُسْنَ جُنَاح
في اقتراب الدار أشكو بُعدها
واقترابُ الدّار بالهجر انتزاح
وكأني لِعبة ٌ في يَدها
ما لها تُتلف جدي بالمزاح
أوَهذا كلّه من لِمَّة ٍ
أبْصَرَتْ فيها بياضَ الشيبِ لاح
ما تريدُ الخود من شيخ غدا
في مدى السَّبْعِينَ بالعُمْرِ وراح
كان مِسْكُ الليل في مفرقه
فانجلى عنه بكافور الصّباح
يا بني الأمجاد هذا زمنٌ
رَفَعَ الآدابَ من بعدِ اطراح
فسحابُ الجودِ وكّافُ الحيا
ومراد العيش مخضرّ النواح
ويمين ابن تميم علّمتْ
صنعة َ المعروف أيمانَ الشحاح
ملكٌ في البهو منه أسدٌ
يضعُ التّاجَ على البدر اللّياح
حالفَ النصر من الله فإن
لقيَ الأعداء لاقاه النجاح
كلَّما هَمّ بأمْرٍ جَلَلٍ
أتعب الأيّام فيه، واسترح
يهب الآلاف، هذي هِمَّة ٌ
ضاقَ عنها دهرهُ وهي فياح
لستُ أدري نشوَة ً في عطفه
للقاءِ الوفد أم هزّ ارتياح
لو غدت جَدْوَى يديه قهوة ً
ما مشى من سكرها في الأرض صاح
من ملوكٍ شُنّفَتْ آذانهم
بأغاريد من المدح فِصَاح
تكحلُ الأبصارُ منهم بسنا
كَثرَ الخُلْفُ ومن دان به
قرّ طبعُ الجود في شيمته
ما لطبع المرءِ عنه من براح
بعضُ ما يسديه من إحسانه
جلّ عن كل تمنٍّ واقتراح
محربٌ يخرج من إغماده
خُلجاً توقد نيران الكفاح
يتحفُ الحربَ جناحيْ جَحْفَلٍ
يقذفُ الأعداءَ بالموتِ الذّباح
كُسيتْ قمصَ الأفاعي أسُدٌ
تُوِّجَتْ فيه ببيضات الأدَاح
تحسبُ الورد نثيراً حَولَهُ
وهو محْمَرّ مجاجاتِ الرماح
بَطَلٌ تَشْهَقُ مِنْ لهذمه
في جباهِ الروع أفواه الجراح
جاعلٌ للقِرْنِ إنْ عانقه(7/237)
سيفه طوقاً وكفيه وشاح
يا وهوبَ العيدِ في بعض الندى
والغنى والجودِ والكُومِ اللّقاح
إن بحريك على عظمهما
حَسَدا كفَّيْك في فيض السّماح
فإذا موّجَ هذا، وطما
برياحٍ، جاش هذا برياحِ
حكيا جُودَكَ جَهْلاً فهما
لا يزِيدانِ به إلاَّ افتضاح
وعلى فضلكَ للناس اصطلاح
وإذا الفخرُ تسمّى أهلُهُ
كنتَ منهم في فمِ الفخر افتتاحِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
رقم القصيدة : 13270
-----------------------------------
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
فلِيسْقِها خَمْرَ العيون الملاحْ
فإنَّها بالسْحرِ ممزوجَة ٌ
أمَا تَرَاهَا أسكَرَتْ كلّ صاح
فما ترى من شربها في الصّبا
في رِبْقَة السكرِ فهل من سَرَاح
يا من لموصول الشجا بالشجا
فليس للتبريج عنه براح
تُشْرِقُ حوليه الوجوهُ التي
للبدر والشمس بهنّ افتضاح
وارحمتا للصبّ من لوعة ٍ
بكلّ ريّا الحقف صِفرِ الوشاح
يمشي اختيالُ التيه في مشيها
فعدّ عن مشي قطاة البطاح
ألقى الهوى العذري في حجره
حرب الغواني والعدى واللّواح
لو حملت منه قلوبُ العدى
جراحُ قلبٍ ما حَمَلْنَ الجراح
وجدي غريبٌ ما أرى شرحه
يوجدُ في العين ولا في الصحاح
وإنَّما يُحْسِنُ تفسيرَهُ
دَمْعٌ حِمَى السرّ به مُسْتَباح
إنْ مسني الضرُّ بقرح الهوى
فبرءُ دائي في الشراب القراح
من ظبَية ٍ تنفرُ من ظِلّها
وإن غدا الظلّ عليها وراح
ففي ثناياها جَنَى ريقة ٍ
يا هل ترشفتَ الندى من أقاح
كم من يدٍ قد أطلعتْ في يدي
نجمَ اغتباقٍ بعد نجمِ اصطباح
من قهوة ٍ في الكأسِ لمَّاعة ٍ
كالبرق شُقّ الغيم عنه فلاح
سخيّة بالسكر مَرّتْ على
دنانها بالختم أيد شحاح
وهي جموحٌ كلّما ألجمت
بالماء كفّتْ من علو الجماح
كأنَّما الكأسُ طلا مُغْزِلٍ
مروية ٍ بالدرّ منه التياح
كأنَّما الإبريقُ في جسمها
ينفخُ للندمان روح ارتياح
في روضة ٍ نَفْحَتَهُا مِسْكَة ٌ
تُهدى إلينا في جيوب الرياح(7/238)
تميسُ سُكْرا فكأنَّ الحيا
باتَ يُحَيّيها بكاساتِ راح
كأنما أشجارها مندلٌ
إن لذعتهُ جمرة ُ الشمس فاح
كأنَّما القَطْرُ به لؤلؤٌ
لم يجرِ منه ثُقَبٌ في نِصَاح
كأنَّ خُرْسَ الطيرِ قد لُقّنَتْ
مَدْحَ عليٍّ فتغنّتْ فِصَاح
أرْوَعُ وَضَّاحُ المحيَّا كما
قابَلَتَ في الإشراقِ بشرَ الصّباح
مُعَظَّمُ الملك مُقِرُّ لَه
بالملك حتى كلّ حيٍّ لَقَاح
مجتمعُ الطعمين، في طبعة
توقَّد البأس وفيض السماح
يُضْحِكُ في الغرب ثغورَ الظُّبَا
وهنّ يبكين عيون الجراح
مهّد في المهديتين العلى
وعمّ منه العدل كل النواح
والمُلكُ إن قام به حازمٌ
أضحى حِمى ً، والجِدّ غيرُ المزاح
في سرجه اللّيثُ الذي لا يُرَى
مفترساً إلاّ ليوثَ الكفاح
كأنَّما سَلَّ على قِرْنِهِ
من غمده سيف القضاء المتاح
ذو هِمَّة ٍ شَطّتْ عُلاَهُ فما
تدرك بالأبصار إلاّ التماح
من حِمْيَرِ الأمْلاكِ في منصبٍ
ذو حسبٍ زاكٍ ومجدٍ صراح
أعاظمٌ لم يمحُ آثارَهُمْ
دهرٌ لما خطَّته يمناهُ ماح
هم اليعاسيب لدى طعنهم
إنْ شوّكواأيمانَهمْ بالرّماح
كم لهم في الأسد من ضربة ٍ
كما سجاياه قريع اللّقاح
إن ابن يحيى قد بني للعلى
بيتاً فأمسى وهو جار الضراح
وصال بالجد منوطاً به
جدٌ له الفوز بضرب القداح
والصارم الهندي يسقي الردى
فكيفَ إن سُقّيَ مَوتاً ذباح
آراؤه في الرّوع أعْدَى على
أعدائِهِ من مُرْهَفَاتِ السّلاح
وبطشه ما زال عن قُدرة ٍ
يغمد في الصفح شفار الصفاح
لا تصدرُ الأنفسُ عن حُبّهِ
فإنَّهُ للسيّئاتِ اجتراح
كم طامح الألحاظ نحوَ العلى
إذا رآه غضَّ لحظ الطماح
ورب ذئب ذي مراح فإن
عنّ له الضرغامُ خلّى المراح
يا طالب المعروف ألمم به
تَخْلَعْ على المطلوبِ منك النجاح
نداه يُغني لا ندى غيره
من للذُّناني بغناءِ الجناح
فخلِّ مَنْ شَحّ على وفره
لا تُقْدَحُ النَّارُّ بزِنْدٍ شحاح
فالربع رحب، والندى ساكب
والعيشُ رغدٌ، والأماني قماح(7/239)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
رقم القصيدة : 13271
-----------------------------------
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
أعليّ في حبّ الحسان جُناحُ
وبمهجتي عُرُبٌ كأنَّ قدودها
قُضُبٌ تقومُ بميلهنّ رياح
مهتزَّة ٌ بقواتلِ الثَّمَرِ التي
أسماؤها الرمان والتفاحُ
غيدٌ زَرَيْنَ على القطا في مشيها
فلهنَّ ساحاتُ القلوب بطاح
من كل مصبية ٍ حسنها:
فالفَزَعُ ليلٌ، والجبينُ صباح
تفتر عن بردٍ، فراشف درّه
يحلو له شهدٌ وتسكر راح
لا تقتبسْ من نور وجنتها سناً
إنّ الفراشة حتفها المصباح
نُجلُ العيونُ جراحها نجلٌ أما
تصفُ الأسنَّة في الطعين جراح
يا ويحَ قتلى العاشقين وإن همُ
شهدوا حروباً ما لهنّ جراح
أوّما علمتَ بأن فتّاكَ الهوى
حورٌ تكافح بالعيون ملاح
من كل خودٍ كالغزالة ، قرنها
أسَدٌ أُذِلّ، وإنَّها لَرَداح
فالرمح قدٌّ، والخداع تدلّلٌ
والسيفُ لحظ، والنجادُ وشاح
ودماء أهل العشق في وجَنَاتها
فكأنَّ قتلاهم عليها طاحوا
وسبية ٌ بصوارم من عسجدٍ
قد صافَحَتْ منها العلوجَ صفاح
حمراءَ يُسلى شربها، وبشربها
تُنْسَى الهموم وتُذْكَرُ الأفراح
رَجَحَتْ يدي منها بحَمْلِ زجاجة ٍ
خفّت بها خودٌ إلي رجاح
وكأنَّ لليَاقُوتِ ماءً مزبدا
فالدرُّ فيه بكأسها سباح
ومجوَّفٍ لم تحن أضلعهُ على
وكأنَّما حَبَّ القوب لرمحه
نبضتْ دقاق عروقه فكأنها
في النقر ألسنة ٌ عليه فصاح
مَسّتْهُ للإصلاحِ أنمُلُ قَيْنَة ٍ
فقضى بإفسادٍ له إصلاح
وفدَ السرور على النفوس بشدوها
وتمايلت طرباً بنا الأقداح
وكأنَّما ذِكْرُ ابن يحيى بيننا
مسكٌ تضوعَ عرفهُ النفّاح
ملكٌ رعى الدنيا رعاية حازمٍ
وأظلّ دينَ الله منه جناح
متأصل في الملك ذو فخر، له
حَسَبٌ زكا في الأكرمين صراح
وَسِعَ البسيطة َ عَدْلُهُ وتَضَاعفَتْ
عن طوله الآمال وهي فساح
ذو هِمَّة ٍ عُلْوِية ٍ عَلَوِية ٍ(7/240)
فلها على همم الملوك طماح
وإشارة باللحظ يخدم أمرها
زمنٌ له سلم به وكفاح
يَقِظٌ إذا التبستْ أمورُ زمانه
فلرأيه في لبسها إيضاح
فكأنَّما يبدو له متبرّجاً
ما يحجب الإمساء والإصباح
راضَ الزمان فلم يزل منه أخا
ذلَّ، وقدماً كان فيه جماح
ورمى العدى بضراغمٍ أظفارها
ونيوبُها الأسيافُ والأرماح
نصحتْ له الدنيا فلا غشٌّ لها
وَسَخَتْ به الأيامُ وهي شحاح
فتراه يورق في إرادته الصّفَا
صلداً، ويوري الزند وهو شحاح
من ذا يجاودُ منه كفاً كفُّهُ
والبحر في معروفه ضحضاح
زهد الغناة من الغنى في جوذه
ولراحتيه ببذله إلحاح
كم قيل برّح في العطاء بماله
فأجَبْتُ: هل للطبع عنه بَرَاح
ذمرٌ تروح شموسه وبدوره
وبروجها من معتفيه الراح
وإذا بنو الآمال أخْسَرَ وُسْعُهُمْ
أضحى لهمْ في القصد منه جناح
ولئن محا الاعدام صوبُ يمينه
فالجدب يمحوه الحيا السياح
شهمٌ إذا ما الحرب أضحت حائلاً
أمسى لها بذكوره إلقاح
تطوى على سودِ الحتوف بعزمه
ملمومة ٌ ملء الفضاء رداح
أفلا تبيد من العدى أرواحهم
ولها غدوٌ نحوهم ورواح
متناولٌ قُمُحَ الكماة بأسمرٍ
لدم الأسود سنانه سَفّاح
وكأنَّ طعنته وِجاَرٌ واسِعٌ
فلثعلبِ الخطِّيِّ فيه ضُبّاح
جِزْعٌ يُنَظَّمُ فيه وهو نِصَاح
في مأزق ضنك سماءُ عجاجه
تعلو، وأرضُ حمامه تنداح
أنتم من الأمْلاكِ أرواحُ العُلَى
شَرفاً، وغيركمُ لها أشباح
هذا عَليٌّ وهو بَدْرُ مهابة ٍ
كَلِفٌ به بَصرُ العُلى اللّماح
هذا الذي نصرَ الهدى بسيوفه
ورماحه فمحاه ليس يباح
هذا الذي فازتْ بما فوق المنى
من جوده للمعتفين قداح
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى
فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح
من صَوْنُهُ قُفْلٌ لكلّ مدينة
فإذا عصته فسيفه المفتاح
يا صارمَ الدِّين الذي في حَدِّهِ
موتٌ يبيد به عداه ذباح
طوَّقتني منناً فرحتُ كأنني
بالمدح قمريٌّ إفصاح
وسقَيَتنِي من صَوْبِ مزنك فوْق ما
يروي به قلب الثرى الملتاح
ففداك مَنْ للمالِ أسْرٌ عنده(7/241)
إذْ لم يَزَلْ للمال منك سراح
وبقيتَ للأعياد عيدا مبهجاً
ما لاحَ في الليل البهيم صباح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأشقر من خيل الدنان وكبته
وأشقر من خيل الدنان وكبته
رقم القصيدة : 13272
-----------------------------------
وأشقر من خيل الدنان وكبته
فأصبحَ في غاية ِ السكر يَجْمَحُ
فألجمتُهُ حتى وَجَدْتُهُ
بما شحّ من حسن الرياضة يسمح
فيا عجباً من روض نارٍ مكلل
بنوّار ماءٍ في الزجاجة يسبح
فحرّ لظاها يلذع الهمّ في الحشا
وطيب شذاها للعرانين يَنْفَح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
رقم القصيدة : 13273
-----------------------------------
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
بخضاب منه فينغر جرحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العمـ
ر فهيهات أنْ يُردّ بربح
عَيبُ شَيْبَ يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ
إن هذا كنكء قرحٍ بقرح
صبغة ُ الله لستُ أستر منها
بيدي في القذال قُبحاً بقبح
كم مُعنى ًّ منه وكم من غريبٍ
بالليالي ما بين قولٍ وشرح
وكأن الخضاب دهمة ُ ليلٍ
تحتها للمشيب غرة ُ صبح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبيع من الأيام عمري وأشتري
أبيع من الأيام عمري وأشتري
رقم القصيدة : 13274
-----------------------------------
أبيع من الأيام عمري وأشتري
ذنوباً كأني حين أخْسَرُ أربحُ
فهلاَّ أذبت القلب من حرق الأسى
وصَيّرْتُهُ دمعاً من العين يُسفح
وأنّي وفي عقبى الشباب عقوبة ٌ
أُسَرُّ بها ـ بئس السرورُ ـ وأفرح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مشطتُ بالصبح صبحاً
مشطتُ بالصبح صبحاً
رقم القصيدة : 13275
-----------------------------------
مشطتُ بالصبح صبحاً
فزدتُ في الشرح شرحا
وقد خسرتُ حياة ً
غدتْ من الربح ربحا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ(7/242)
لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ
رقم القصيدة : 13276
-----------------------------------
لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ
وذكرك في غريب المجد شرحُ
رأيتُ محمدً والناسَ طراً
شكا وشكوا، فلمَّا صحّ صحّوا
مُحِبّكَ في التقى بهدَاكَ يُهْدى
وينحو في العُلى ما أنْتَ تنحو
فَبُلّغْتَ المُنَى فيه وَمَرّتْ
به تلك الليالي وهي صلح
ونلتَ سعادة ً، ما اسودّ ليلٌ
وعينَ كراوَة ٍ، ما ابْيضّ صبح
فَرَفْعُ النجمِ في علياك خَفْضٌ
وَفَيْضُ البحر في نعماك رشح
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
رقم القصيدة : 13277
-----------------------------------
رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
كجري الندى في غض وردٍ مفتَّحِ
تثنت بعطفيها عن العطف وانثنت
كنشوانَ في بَرْدِ الصِبَا مُتَرَنّح
فتحسب منها الرجلَ جاذب أخمصاً
فليس بمعقول ولا بمسرحِ
فقلتُ لها: يا أملح العينِ مشية ً
أمزنة ُ جَوٍّ أنتِ أمْ سَيْلُ أبطح
لقد أسقتِ الأضدادُ منك ملاحة ً
فتى ، روحهُ في الحبّ غيرُ مروح
سخاءٌ بهجرٍ من سمينٍ مُدَمْلَجٍ
وشحٌّ بوصلٍ من هزيل موشَّحِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
رقم القصيدة : 13278
-----------------------------------
أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
ويا مُبْتَدي النّيْلِ الجميل إذا صحا
وفي كلّ أرضٍ من نداه حديقة ٌ
تضوعَ مسكاً نورها وتفتحا
عطاؤك يعفو المحلَ صوباً فعينهُ
تخطّ على آثاره كلّ ما محا
أأفرد بالحرمانِ من كلّ عاطلٍ
تطوّق من نعماك ثم توشّحا
أتَتْنِي على بُعْد النوى منك دعْوَة ٌ
قطعتُ لها بالعزم نَجْدا وصحصحا
ويحتال من أهل القريض مصرِّفٌ
يُهادِي القوافي في امتداحك قُرّحا
وكان عليه الحق ليلاً يجوبه
إليكَ فلما لاَحَ وَجْهُكَ أصبحا
رفعتُ وأصحابي إلى ما يَجِدّهُ(7/243)
علاك، فَوَقعْ مُمسكاً أو مُسرّحاً
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
رقم القصيدة : 13279
-----------------------------------
سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
وطالَ لفقد المالِ طولُ نياحِهِ
كذاك حَمَامُ البُرْجِ يُذْبَحُ فَرْخُهُ
فيسلو ويأسى عندَ قصّ جناحه
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
رقم القصيدة : 13280
-----------------------------------
ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
شوادٍ، بمسكٍ في العبير تَضَمّخُ
كما جَرّرَتْ أذيَالَها في هديلها
حمائمُ أيكٍ أو طواويسُ تبذخُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا جنة َ الوصل التي
يا جنة َ الوصل التي
رقم القصيدة : 13281
-----------------------------------
يا جنة َ الوصل التي
حفّتْ بها نارُ الصّدودِ
من لي بريَّاكِ التي
فتقتْ بريحان الخلود
ومجاجّة ٍ شهدية ٍ
تجنى من البرد البرود
وارحمتا، وأنا العبيـ
ـد، من الهوى لشجٍ عميد
يرمي ولكن لا يفي
برماية الغرض البعيد
من المقيم على الصعيـ
ـد إلى الغزالة ِ بالصعود
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
رقم القصيدة : 13282
-----------------------------------
هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
وماءُ الصِّبا مُورِقٌ منه عُودي
فطمتُ ولي ولعٌ بالعلى
أُجارِي الصِّبا في مداها المديد
وما زلْتُ وطأً فُوَيْقَ السِّماك
إلى قطبِها ناظراً في صعود
وما يُورِدُ الشيخَ إلاَّ الذِي
تلوحُ شمائلهُ في الوليد
حفظتُ الدُّمى لهوى دُمية ٍ
ويُحفظُ للبيتِ كلّ القصيد
ولكنْ رأيتُ العلى ضرَّة ً
تنافرُ كلّ فتاة ٍ خرود
فثرت وثارتْ معيْ هِمَّة ٌ
قيامي لَها فارغٌ مِنْ قعود(7/244)
وما نَوَّمَتْ عَزْمَتِي بلدة ٌ
تنبّهُ في الغمر عجزَ البليد
ولا طفلة ُ العيش وهنانة ٌ
أروجٌ بنفحة ِ مسكٍ وعودِ
تُوَدِّعُ للبينِ كفاً بكفٍّ
ونحراً بنحرٍ وجيداً بجيد
ومنْ يطلب المجدَ ينزلْ إلى
قَرا النّهد عن نَهدِ عذراء رود
ويَرْمِ على الخوفِ عَزْماً بعَزْمٍ
وليلاً بليلٍ وبيداً بيد
ولله أرضي التي لم تزل
كناس الظباء وغيل الأسود
فمن شادن بابلي الجفون
نفور الوصال أنيس الصدود
يديرُ الهوى منه طرفٌ كليلٌ
يَفُلّ ذلاقة َ طَرْفَي الحديد
ومن قسورٍ شائكِ البرثُنينِ
له لبدة ٌ سُردَتْ من حديد
يصولُ بمثلِ لسانِ الشُّواظِ
فيولِغُهُ في نجيع الوريد
زبانية ٌ خُلقوا للحروب
يشبّون نيرانها بالوقود
مشاعرهم مرهفاتٌ بنين
لهدّ الجماحم من عهد هود
همْ المخرجون خبايا الجسوم
إذا ضرَبُوا بخبايا الغمود
هم المائلون على الحاقدين
صدورَ رماحهم بالحقود
نجومٌ مطالعها في القَنَا
ولكنُ مغاربها في الكبود
تخطّ الحوافرُ من جُرْدِهِمْ
محارِيب مبثوثة ً في الصعيد
تخرّ رؤوس العدى في الوغى
لها سُجّدا، يا له من سجود
وبرقٍ تألقَ إيماضه
كخفقِ جناحِ فؤادٍ عميد
يريك التواء قسي الرماة
إذا ما جذين بنزع شديد
سقى الله منه الحمى عارضاً
يقهقه ضاحكه بالرعود
مُكَرَّ الطرادِ، وثَغْرَ الجهادِ،
ومُجْرَى الجيادِ، ومأوَى الطريد
بحيث تقابل شوساً بشوس
وغراًّ بغرٍّ وصيداً بصيدِ
وأجسامُ أحيائهمْ في النّعيمِ
وأرواح أمواتهم في الخلود
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
رقم القصيدة : 13283
-----------------------------------
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
منه على وقتٍ وحَدْ
فالنفس تهزل بالمأ
كلَّما سَمِنَ الجسدْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
رقم القصيدة : 13284
-----------------------------------(7/245)
نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
أي در لنحور لو جمد
لؤلؤٌ أصدافه السحب التي
أنجز البارق منها ما وعدْ
منحتهُ عارياً من نكدٍ
واكتساب الدُّرَّ بالغوص نكد
ولقد كادَتْ تَعاطَى لَقْطَهُ
رغبة ً فيه كريمات الخُردْ
وتحلّي منه أجياداً إذا
عَطِلتْ راقتكَ في حلي الغيدْ
ذَوّبَتْهُ من سماءٍ أدْمُعٌ
فوق أرضٍ تتلقاه بخد
فَجَرَتْ منهُ سيولٌ حولَنَا
كثعابين عجالٍ تطّرد
وترى كلَّ غدِيرٍ مُتأقٍ
سبحت فيه قوارير الزبد
من يعاليلَ كبيضٍ وُضِعَتْ
في اشتباك الماءِ من فوق زرد
أرّق الأجفان رعدٌ صوتهُ
كهديرِ القَرْمِ في الشّوْلِ حَفَد
باتَ يجتابُ بأبكارِ الحيا
بلدا يُرْوِيهِ مِنْ بَعْدِ بلَدْ
فهو كالحادي روايا إن وَنَتْ
في السرى صاح عليها وجلد
وكأن البرق فيها حاذفٌ
بضرام كلّما شبّ خمد
تارة ً يخفو ويخفى تارة ً
كحسامٍ كلَّما سُلّ غُمِدْ
يَذْعَرُ الأبْصارُ محمرّا كما
قلب الحملاق في الليل الأسد
وعليلِ النبت ظمآن الثرى
عرّج الرائد عنه فزهد
خلع الخصب عليه حُللاً
لبديع الرقمِ فيهنَّ جُدد
وسَقاهُ الريَّ من وكّافَة ٍ
فَتَحَ البرقُ بها اللّيلِ وسَدْ
ذاتِ قطْرٍ داخلٍ جَوْفَ الثرى
كحياة ِ الروح في موت الجسد
فتثنَّى الغصنُ سكرا بالنَّدى
وتغنّى ساجعُ الطير غرد
وكأنَّ الصبحَ كَفٌّ حَلَلَتْ
من ظلامِ اللّيلِ بالنورِ عُقَد
وكأنّ الشمس تجري ذهبا
طائراً في صيده من كل يد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
رقم القصيدة : 13285
-----------------------------------
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
صَدَعَ الزّمان به حصاة َ فؤادِي
ومصيبة ٌ حَرُّ المصائب عندها
بردٌ بحُرقتها على الأكباد
وكأنما الأحشاء من حسراتها
يُجْذَبْنَ بينَ براثِنِ الآسَاد
كُبَرُ الدّاوهي رحلت بحلولها
قَرْماً. لقد قَرَعَتْ قريعَ أعادِي
سكنتْ شقاشقهُ وكان هديره
يستك منه مسامعُ الحسّادِ(7/246)
وكأنَّما في الترب غيَّضَ غيضها
لحداه ورداً عن ورود صواد
نُحِرَتْ شؤوني بالبكاءِ عليه أمْ
عُصرت مدامعها من الفرصاد
لم أنتفع بالنفس عند عزائها
فكأنها عينٌ بغير سواد
هذا الزمان على خلائقه التي
طَوَتِ الخلائِقَ من ثمودَ وعاد
لم يبق منهم من يشبّ لِقَرِّهِ
بيديه سقطاً من قداح زناد
يَفْنَى ويُفْنِي دهرُنا وصروفه
من طارقٍ أو رائحٍ أو غاد
فكأنَّ عينك منه واقعة ٌ على
بطلٍ مُبِيدٍ في الحروب مُباد
والنَّاسُ كالأحلام عند نواظر
ترنو إليهمْ، هي دارُ سهاد
سَهَرٌ كرى مُقَلٍ تخافُ من الرّدَى
للخوف هجرُ الطير ماءَ ثماد
والعمرُ يُحفَزُ بين يومٍ سابقٍ
لا يستقر، وبين يومٍ حاد
دنيا إلى أُخْرى تُنَقِّلُ أهْلَها
هل تتْركُ الأرواح في الأجساد
وكأنَّهن صوارمٌ، ما فعلها
إلا من الأجسام في أغماد
حتى إذا فُجعتْ بها أشباحها
بقيتْ لفقد حياتها كجماد
والموتُ يُدرِكُ والفرار مُعقِّلٌ
من فرَّ عنه على سَرَاة جواد
وينالُ ما صدعَ الهواء بخافقٍ
موتٌ، ومن قطع الفلا بسهاد
ويسومُ ضيماً كلَّ أعصمَ شاهقٍ
ريبُ المنون، وكلّ حية ِ واد
وهزبرَ غابٍ يحتمي بمخالبٍ
يُرْهَفْنَ من غير الحديد، حداد
يسري إلى وجه الصباح، وإنما
مصباحهُ من طرفه الوقّاد
أو لا ولم يُبْلِ الحِمَامُ بشبله
وعنادُهُ بالدلّ غيرُ عناد
وأخو الهداية ِ راحلٌ جَعَلَ التقى
زاداً له فتقاه أفضل زاد
أنا يا ابن أختى لا أزالُ أخا أسى ً
حتى أوَسَّدَ في الضريح وسادي
إني امرؤ مما طُرقت مهيَّدٌ
بفراق أهلي وانتزاح بلادي
أودى الغريبُ بعلَّة ٍ تعتاده
بالكرب، وهي غريبة العوّاد
أمَلٌ وعدت به، وأوعدني الرّدى
فَبهِ يُجَذّ الوعدُ بالإيعاد
حيٌّ ومَيْتٌ بالخطوب تباعَدا
شتانَ بين بعاده وبعادي
نعيٌ دُهيتُ به فمتّ وإنْ أعِشْ
خَلْفَ المنون فلم أعش بمرادي
ما ثُلّمَ السيفُ الذي جَسَد الثرى
أمسى له جفناً بغير نجاد
عضبٌ يكون عتاد فارسه إذا
ما سلّهُ. والعضبُ غير عتاد(7/247)
قد كان في يُمنى أبيه مصمماً
يعتدهُ يومَ الوغى لجلاد
أعززْ عليّ برونقٍ يبكي دماً
بتواترِ الأزمان والآباد
وأقول بدرٌ دبّ فيه محاقُهُ
إنّ الكمال إليه غير معاد
إن غاب في جدثٍ أنار بنوره
فبفقدِ ذاك النور أظلمَ نادي
واستعذبته المعضلاتُ لأنَّها
مستهدفاتُ مقاتِلِ الأمجاد
لو أخرته منية ٌ لتقدمت
في الجود همّتُهُ على الأجواد
ولكان في دَرْسِ العلومِ وحفظها
بين الأفاضل مبدأ الأعداد
إنّ المفاخر والمحامد، سِرها
لذوي البصائر في المخايل باد
زينُ الحضور ذوي الفضائل غائبٌ
يا طولَ غيبة ِ مُعْرِضٍ مُتَمَاد
هلاِّ حَمَتْهُ عناصرُ المجد التي
طابتْ من الآباء والأجداد
ومكارمٌ بُذلت لصون نفوسهم
معدودة ٌ بالفضل في الأعداد
منقولة ٌ منهم إلى الأولاد
من معرقِ الطرفين، مركزُ فخره
بيتٌ، سماءُ عُلاهُ ذاتُ عماد
المنفقون بأرضهم أعمارهم
ما بين غزوٍ في العدى وجهاد
أذْمارُ حربٍ في سماءِ قتامِهِمْ
شهبٌ طوالع في القنا المياد
وبوارقٌ تنسل مِنْ أجفانها
ورق لزرعِ الهامِ ذاتُ حصاد
فزع الصريخُ إليهمُ مستنجداً
فبهم ومنهم شوكة الأنْجَاد
أُسْدٌ لَبُوسُهُمُ جلودُ أراقمٍ
بُهِتَتْ لرؤيتها عيونُ جَرَاد
يا عابد الرحمن حسبك رحمة ً
وفّى لها بالعهد صوب عهاد
بحلاوة اسمك للمنون مرارة
طُرِحَتْ بِعَذْبِ الوِرْدِ للورّاد
إني أنادي منكَ غيرَ مُجاوبٍ
ميتاً، وعن شوقٍ إليك أنادي
في جوف قبر مفرد من زائر:
قبرُ الغريب يُخَصّ بالإفراد
ما بين مَوْتى في صباح عَرَّسُوا
لإعادة ٍ بالبعث يومَ معاد
بين الألوف عفيَّة ً أرسامهم
ولرسمه قبر من الآحاد
أوّلم يكن بقراط دون أبيك في
داءٍ يُعَدُ لَهُ المريضُ عِداد
وأدقّ منه فكرة ً حسبيَّة ً
حكميَّة َ الإصدارِ والايراد
هلاَّ شَفى سَقَماً فوقَّفَ برؤهُ
موتاً تمشى منك في الأبراد
هيهات كان مماتُ نفسك مثبتاً
بيدِ القضاء عليك في الميلاد
قصَرَتكَ كالممدود قَصْرَ ضرورة ٍ
وعدتكَ عن مدّ الحياة عواد(7/248)
وشربتَ كأساً نحن في إيراقها
إذ أنت منها في طويل رقاد
وتركتَ عِرسك، وهي منك جنازة ٌ
ولباسَ عرسك، وهو ثوبُ حداد
أهْدِي إلَيك مكانَها حوريَة ً
مُهدٍ، وذاك الفضل فضلُ الهادي
عندي عليك من البكاء بحسرة ٍ
ماءٌ لنار الحزن ذو إيقاد
ونياحُ ذي كَمَدٍ يذوب به إذا
رفع الرثاء عقيرة الإنشاد
وتخيلٌ يحييك في فكري، فذا
مَسعاكَ في بِرِّي ومحض ودادي
قد كان عيدك، والحياة على شفا
من قطع عمرك، آخر الأعياد
أرثيك عن طبعٍ تَجَدْوَلَ بَحْرُهُ
بعدَ الغياب وكثرة الأولاد
أنا في الثمانين التي فشلت بها
قيدي الزمانة ، عند ذلّ قيادي
أمشي دبيباً كالكسير وأتقي
وثباً على من الحِمام العادي
ذبلت من الآداب روضيَ التي
جُليت نضارتها على الرواد
لو كنتَ بعدي لافتديت بأنْفُسٍ
وبما حوت من طارف وتلاد
فاصبر أبا الحسن احتسابَ مُسْلِّمٍ
لله أمرَ خواتم ومبادي
فلقد عهدتُك، والحوادث جَمَّة ٌ
وشدادهنَّ عليك غيرُ شداد
أوَليس إبراهيم، نجلُ محمدٍ،
بالدفن صار إلى بلى ونفاد
ردّ النبيُّ عليه تربة َ لحده
بيد النبوَّة ُ، وهي ذات أيادي
فتأسّ في ابنك بابنه، وخلاله،
تَسْلُكْ بِاأسوَتِه سبيلَ رَشاد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
رقم القصيدة : 13286
-----------------------------------
نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
ساحِلِيْ جَدْوَلٍ كَسِيفٍ مُجَرَّدْ
صَقَلَتْ مَتْنَهُ مداوسُ شمسٍ
من خلال الغصون صقلاً مجدَّد
ومدامٍ تطيرُ في الصحن سُكرا
فتُحلّ العقُودُ منها وتعقد
جسمها بالبقاءِ في الدنّ يبلى
وقُواها مع اللّيالي تَجَدَّدْ
وإذا الماءُ غاصَ في النار منها
أخرجَ الدُّرَّ من حباب منضد
يا لها من عصيرِ أوّلِ كَرمٍ
سكر الدّنُّ منه قدما وعربد
جنَة ٌ مَجّتِ الحيا إذا سقاها
مصلحٌ من غمامه غيرُ مفسد
قد لبسنا غلائلَ الظلّ فيها
معلمات من الشعاع بعسجد
ورأينا نارنجها في غصون(7/249)
هزّت الريح خضرها فهي ميّدْ
ككراتٍ محمّرة ٍ من عقيق
تدّريها صوالجٌ من زبرجد
وكأن الأنوار فيها ذُبالٌ
بسليط من الندى تتوقد
وكأنَّ النّسيم بالفرج يُفْشِي
بين روضاتها سرائرَ خُرّد
حيثُ نُسقى من السرور كؤوساً
ونغنّى من الطيور ونُنشدْ
ذو صفيرٍ مرجّع أو هديل
أسَمِعْتُمْ عن الغصن ومَعْبّد
شادياتٍ تمسي الغصونُ وتضحي
رُكّعاً للصِّبَا بهن وسجّد
كان ذا والزمان سمحُ السجايا
ببوادٍ من الأماني وعُوّد
والصِّبا في معاطفي، وكأني
غُصنٌ في يد الصِّبا يتأوّد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
رقم القصيدة : 13287
-----------------------------------
ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
عن ماءِ ياقوتٍ بدُرٍّ يُزْبِدُ
جامٌ يجمِّعُ شربُهُ لذّاتِنا
وعقولنا بالسكر منه تُبّدَّدُ
ويخفّ ملآنَاً ويثقُلُ فارغاً
كالجسم تُعدَمُ روحُهُ أو تُوجَدُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
رقم القصيدة : 13288
-----------------------------------
هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
من لوعة ٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ
أم أنتِ في الفَتَكَاتِ لا تخشينَ في
قتلِ العبادِ عقوبة َ المعبود
إن كان لا تنبو سيوفكِ عن حشا
صبٍّ فليس حدادها بحديد
قلْ كيف تعطفُ بالوصال لعاشق
من لا تجودُ له بِعَطْفَة ِ جيد
لو بتّ مغتبقاً مدامة َ ريقها
لخشيتُ صارمَ جفنها العربيد
إن شئتَ أن تطوي على ظمأٍ فَرِدْ
ماءَ المحاسن فوْقَ وَجنَة ِ رُود
غيداءُ يُسْقِمُ بالملاحة ِ دَلُّهَا
جسمَ العميد، كذاك دلّ الغيد
كَتَبَتْ لها وصلاً إشارة ُ ناظري
فمحاهُ ناظرُ طرفها بصدود
ولقد يَهيجُ لِيَ البكاءَ صبابة ً
شادٍ مطوَّقُ آلة ِ التّغرِيد
باتت سواري الطلّ تضرب ريشهُ
بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريد
غنى على عودٍ يميس به كما
غنى التقابل معبدٌ في العود
والليل قوّضَ رافعاً من شبهه(7/250)
بيضَ القباب على نجائب سود
والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ
ما كانَ في الآفاقِ ذا تبديد
زَهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فكأنَّها
سرجُ المشاكي عولجت بخمود
كأزاهر النوار تقطفها مهاً
من كلّ مخضرِّ البقاع مَجُود
كأسِنَّة ٍ طعَنَتْ بها فرسانُها
ثم امتسكن عن القنا بكبود
كعيون عُشَّاقٍ أباحَ لها الكرى
مَنْ كان عَذَّبَهُنّ بالتسهِيد
والصبحُ يبرقُ كرّة ً في كرّة ٍ
مثلَ استلالِ الصارِمِ المغمود
وتفرّقت تلك الغياهبُ عن سنا
فلقٍ يُفلّقُ هامها بعمود
إني خبرتُ الدهر خُبْرَ مُجَرِّبٍ
وكلمتُ غاربهُ بحملِ قتود
فالحظّ فيه طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ
بالجهل، من نور العلوم بليد
والحمدُ في الأقوام غير مُسلَّمٍ
إلاّ لأحمدَ ذي العلى والجود
من لا يجود على العفاة ِ بطارفٍ
حتى يجودَ عليهم بتليد
خرقَ العوائد منه خِرقٌ، سيبهُ
ثرُّ الغمائم مورقُ الجلمود
يأوي إلى شرفٍ تقادمَ بيته
أزمانَ عادٍ في العلى وثمود
مترددٌ في ساميات مراتبٍ
والبدرُ في الأبراج ذو تغريد
كالشمسِ يَبْعُدُ في السماء محلَّها
وشعاعها في الأرض غيرُ بعيد
يلقى وجوهَ المعتفين بغُرّة ٍ
بسَّامة ٍ ويدٍ تَسُح بجود
ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذَمّة ٍ
وعطاؤه بالمطل غيرُ شريد
في ربعه روضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ
أبداً مُصاقِبُ منهلٍ مورود
وكأنَّما لِلّيْلِ فيه مدارجٌ
عند التقاء وفودِهِ بوفود
سبقَ الكرامَ وأقبلوا في إثره
كسنان مُطّردِ الكعوب مديد
متصرّفُ الكفّيْنِ في شُغُلِ العُلى
لم يخلُ من بذلٍ ومن تشييد
والمجدُ لا تُعْلِي يَداك بنَاءَهُ
إلاَّ بمالٍ بالندى مهدود
يا ابن السيادة والرياسة والعلى
وعظيم آباءٍ، عظيم جدودِ
خُذْهَا كمنتظم الجمانِ غرائباً
تُروي قصيدتها بكلّ قصيد
نِيطَتْ عليك عقودهُما ولطالما
نُظِمَتْ لأجيَادِ الملوك عقودي
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
رقم القصيدة : 13289(7/251)
-----------------------------------
ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
نحولي وتبريحي من الحبّ ما عندي
خلعنا على الأجياد أطواق أذرعٍ
كأنَّ لنا روحين في جَسَدٍ فَرْد
كأنّ عناقَ الوصل لاحَمَ بينَنَا
بريحٍ ونارٍ من زفيري ومن وجدي
ولما أتاني الصُبحُ ذُبْتُ ولم تَذُبْ
فيا لك من شوقٍ خصصتُ به وحدي
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
رقم القصيدة : 13290
-----------------------------------
وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
تقيمُ به وزن الغناء على حدِّ
منغِّمة ٌ ألفاظها بترنمٍ
كسا معبداً من عزِّهِ ذلّة َ العبد
تدوسُ قلوبَ السامعين برَخْصَة ٍ
بها لقطت ما للُّحون من العدِّ
بقدٍّ يموت الغصنُ من حركاته
سكوناً، وأين الغُصْنُ من بَرَهِ القد
وتحسبها عمَّا تشير بأنملٍ
إلى ما يلاقي كلّ عضوٍ من الوجدِ
بنا لا بها ما تشتكي من جَوَى الهوى
وأدمع أشواقٍ مخدِّدة ِ الخدِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
رقم القصيدة : 13291
-----------------------------------
ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
فيزعج الروحَ تعذيباً من الجسدِ
يُغْشِي السوامَ مناقيرا فتحسبها
مباضعاً مدمياتٍ كلَّ مفتصد
يحكّ من دمها القاني يدا بيدٍ
حكّ الظريف بحنَّاءٍ بنانَ يد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
رقم القصيدة : 13292
-----------------------------------
تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
على بعدِ عهدٍ بالصبا والمعاهد
وعطفُ قلوبٍ من دُماها بمنطقٍ
كفيلٌ بتأنيسِ الظباءِ الشوارد
ذكرتُ الصبا والحانيات على الصبا
وهنّ لأجساد الصبا كالمجاسد
فبرّح بي شوقٌ إليها معاوِدٌ
وناهيك من تبريحِ شوقٍ معاود
على حينِ لم أركبْ عتاقَ صبابتِي(7/252)
ولا ذُعِرْتُ في سِربْهنّ طرائدي
متى تصدرُ الأحلامُ من غير فتنة
ومن غرضِ الأحداق بيض الخرائد
لقد رادني روضاً من الحسن ناظري
فلي محلُ جسمٍ جرهُ خِصبُ رائدي
وأصبحتُ من مسك الذوائب ذائباً
أما يقتلُ الآساد سمُّ الأساود
وإني لذو قلب أبيٍّ حملته
ليحمل عني مثقلات الشدائد
فلا غرو إن لانت لظبيٍ عريكتي
أنا صائدُ الضرغام والظبي صائدي
أيا هذه استبقي على الجسم، إنَّني
كثيرٌ سقامي حيث قلَّت عوائدي
مُسَاءٌ ببينٍ فرَّقتنا صروفه
عباديد إلاَّ في علوَّ المقاصد
ظلمنا المطايا ظلم أيامنا لنا
لكلّ على الساري به صدر حاقد
تكلفنا الهمَّات نيل مرادها
ومن للمطايا باتصال الفراقد
مقاودها تفني قواها كأنها
مكاحل يفنى كحلها بالمراود
وليلة أعطينا الحشاشات فضلة
من النوم صرعى بين غُبر الفدافد
وقد وردت ماءَ الصباح بأعينٍ
نوائم في رأي العيون، سواهد
فقلت لأصحابي ارفعوا من صدورها
فقد رفع الإصباح راية َ عاقد
إذا نظمت شمل المنى بمحمدٍ
نثرنا على علياه درّ المحامد
وأضحت لديه معتقاتٍ ومتعت
بخضر المراعي بين زرق الموارد
همامٌ يهز الملكُ عطفيه كلما
علا الناس منه كعبُ أروعَ ماجد
وأكبرُ يأوي من ذؤابة ِ يعربٍ
إلى ذروة البيت الرّفيع القواعد
تلاقى الملوك الغرّ حول سريره
فمن راكع مضغيْ الجفون وساجدِ
يكفُّون أبصاراً عن سميدع
تديمُ إليه الشمس نظرة حاسد
إذا اقتادَ جيشاً ساطعَ النقع أنذرتْ
طلائعُهُ جيشَ العدو المكابد
ومن يكُ بالنصرِ العزيزِ مؤيَّدا
مِنَ الله لا ينصبْ حبالَ المكايد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
رقم القصيدة : 13293
-----------------------------------
ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
إلى آجل الآساد قَيْدَ الأوابد
يختم يمناه قبيعة ُ صارم
لما قد طغى من سنبلِ الهام حاصد
يكر فكم جسمٍ على الأرض ساقطٍ
صريعٍ وكم روحٍ إلى الجوِّ صاعد(7/253)
وأسدٍ تصير الأسدُ كالبهمِ عندها
إذا ما الظبي خطَّت ربوعَ القلائد
أطلتَ، وقد حان الجلادُ، سكونها
بقولك للأبطال: هل من مجالد؟
وردتَ فكم حظٍّ من الفضل باهرٍ
لديك وكم خفضٍ من العيش بارد
ثناؤك في الآفاق أركبني المنى
وغرّبني عنْ موطني المتباعد
وقد قِسْتُ أعوامي التي سلفت فما
وَفينَ بيومٍ من لقائك واحد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
رقم القصيدة : 13294
-----------------------------------
أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
وهو من جنس عيونِ الخرد
وبكتْ فالدمعُ في وجنتها
كجمان الطلِّ في الورد الندي
ما الذي يُبكي بحزنٍ ظبية ً
فَتَكَتْ مقلتها بالأسد
والظباء الحور، إمَّا قَتَلَتْ
لحظاتُ العين منها، لا تَدِي
غادة ٌ إن نيط منها موعدٌ
بغدٍ فرَّ إلى بعد غد
هكذا عندي يجري مطلها
بخلاف عندها مطرد
وهي من عُجْبٍ ومن تيه لها
كبدٌ تُرحمُ منها كبدي
ذات عينٍ بالهوى نابعة ٌ
ضلّ في الحبِّ بها من يهتدي
وهي نجلاءُ حكاها سعة ً
رَبِيَتْ في حجره كالولد
لا يذوق الميلُ فيها إثمداً
ما لأحداق المها والإثمد
قذفتْ حبّة َ قلبي في يالهوى
هل رأيتَ الجمرَ في المفتأد
سحرها وحيٌ بنجوى ناظرٍ
ذو نُفاثٍ للنهى في عقد
ما لآسٍ في محبٍّ عَمَلٌ
غيرُ داءِ الروح داءُ الجسد
خفيَ البرُء على ألطافه
وهو في بعض ثنايا العوّد
إن في ظلمِ ظلومٍ لجنى
شُهُدٍ، واهاً لذاك الشُّهد
ذاب لي بالراحِ منها بَرَدٌ
هل يكون الراح ذوبَ البرد
هاتها صفراء ما اخترتُ لها
أُفُقَ الشمس على أُفُقِ يدي
خارجٌ في راحتي مقتنصٌ
كل همّ كامنٍ في خلدي
جَرّدَ المزجُ عليها صارماً
فاتَّقهُ بدموع الزبد
عُتِّقَتْ ما عتقت في خَزَفٍ
برداءِ القار فيه ترتدي
حيث أبلى جسمَها لا روحَها
مرُّ أيامِ الزمانِ الجدد
ما أطاقَ الدهرُ أنْ يسلبَها
أرَجَ المسك ولونَ العسجد
فاقْضِ أوطارَ اللذاذاتِ على(7/254)
نقرِ أوتارِ الغزال الغرد
فلحونُ العودِ والكاسُ لنا
والندى والبأس للمعتمد
مَلِكٌ إن بدأ الحمدُ به
خَتَمَ الفخرُ به ما يبتدي
معرقٌ في الملك موصولاً به
شرفُ المجد ومحضُ السؤدد
من غدا في كلّ فضلٍ أوحداً
ذلك الأوحدُ كلّ العَدَد
من حمى الإسلام من طاغية ٍ
كان منه في المقيم المقعد
وكستْ أسيافُه عارية ً
ذلّ أهلِ السبتِ أهلَ الأحد
ذو يدٍ حمراءَ من قتلهم
وهي عند الله بيضاء اليد
تقتدي الأملاكُ في العدل به
وهو فيه بأبيه يقتدي
كيفَ لا يُملي على الناس العُلى
مستمدٌّ من على المعتضد
عارضٌ ينهل بالوبل إذا
كان للعارضِ كفّ الجلمد
وهصورٌ يفرسُ القِرْنَ إذا
جَرّدَ المرهفَ فوق الأجرد
قَوّمَتْ عزمتهُ عن نيَّة ٍ
من منار الدين ميلَ العمد
لا تلمهُ في عطاياه التي
إن ترم منهنّ نقصاً تزدد
فنداهُ البحرُ، والبحر متى
تعصفِ الريحُ عليه يُزْبد
ومحالٌ نقلكَ الطبعَ الذي
كان منه في كريم المولد
كم لُهامٍ جَرَّ في أوّلِهِ
رمحه فهو له كالمقود
وليوث صال فيهم فانثنوا
وضواريهم له كالنّقَد
بحسام مطفىء ٍ أرواحهمْ
بشواظ البارق المتقد
لِغراريهِ على هاماتهم
من شرار القدح ما في الزنَد
كم تغنَّى بالمنايا في الطلا
ظبتاه، عن أغاني معبد
وسنان مشرعٌ في صَعْدة ٍ
كلسانٍ في فم الأيم الصدي
في سماء النقع منه كوكب
طالعٌ في يَزَنِيٍّ أملد
أبداً يدعو إلى مأدبة ٍ
حُوّمُ الوحش عليها تغتدي
يا بني البأس: مَنِ الذِّمْرُ الذي
جاءَ في كاهلِ عَزْم أيّد؟
شَيّبَ الحرب اقتحاماً بعدما
يرعفُ اللهذم في راحته
كلما شمَّ قلوبَ الأُسُد
سمهريّ أحرقتْ شعلتهُ
كلّ روحٍ في غدير الزّرَد
أنت ذاك الأسد الورد فهل
كانَ في رمحك سَمّ الأسْوَدِ
أعناقُ البهمِ استحسنته
وهو بَرْدٌ أم عِتاقُ الجُرُد
دمتَ في الملك لمعنى مادحٍ
ينظم الفخر، وجدوى مجتد
وبنات من فضيح مُفْلِقٍ
يَشهَدُ الفضلُ له في المشهد
فهو بالإحسانِ في ألفاظها
محسنٌ صَيْدَ المعاني الشّرّد(7/255)
في بيوتٍ أذنت فيها العلى
لك بالتقريظ في كلّ ند
قد تناهى في عروضٍ فهي لا
يعرض الهَدْمُ لها في المُسْنَد
فإذا أثنَتْ عليكم فتقت
لكمُ مِسْكَ الثّناءِ الأبدِي
وإذا استَحْيَتْ من المجدِ أتَى
مُعْرِباً عنها لسانُ المنشد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
رقم القصيدة : 13295
-----------------------------------
صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
فحسبت أنّ كسوفهُ مِنْ صَدّها
والبدر قد ذهبَ الخسوفُ بنوره
في ليلة ٍ حَسَرَتْ أواخر مدِّها
فكأنّه مرآة ُ قيْنٍ أحميتْ
فمشى احمرار النارِ في مُسْودّها
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
رقم القصيدة : 13296
-----------------------------------
قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
لا يستطيع لنارهِ إخمادا
وثنت مليحاتُ التلفّتِ سَلْوَة
عن شخصه الألحاظَ والأجيادا
ولربّما فَرَشَتْ لزائر لحظِهِ
وردَ الخدودِ مَحَبَّة ً وودادا
إن صادقَتْهُ زمانَ صادَقَهُ الصّبا
فهي التي عادَتْهُ لمَّا عادى
أترى بياض الشيبِ ماءً غاسلاً
في العارضين وللشباب سوادا
خانَتْ سعادُ، وقد وَفَى لك لونُها،
لو خان ما وفّى ملكتَ سعادا
أكثرتَ من ذكر الفتَاءِ وقلَّمَا
تُعطي لذي الذّكرِ الفتاة ُ قيادا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
رقم القصيدة : 13297
-----------------------------------
ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
فتحسبه يجري إلى الرهن مُفْردا
كأنَّ له في أُذْنِهِ مُقْلَة ً يَرَى
بها اليوم أشخاصاً تمرّ به غدا
تُقيَّدُ بالسبق الأوابد فَوْقَهُ
ولو مرّ في آثارهنّ مقَيَّدا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
رقم القصيدة : 13298(7/256)
-----------------------------------
تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
لقطافِ هام واختلاءِ هوادِ
إلاَّ على غزو يبيدُ به العدى
لله من غزو له وجهاد
وعزائمٍ ترميهمُ بضراغم
تستأصل الآلاف بالآحادِ
من كلّ ذِمْرٍ في الكريهة ِ مُقدمٍ
صالٍ لحرّ سعيرها الوقّادِ
كسنادِ مسمَرة ٍ وقسورِ غيضَة ٍ
وعُقَابِ مَرْقَبَة ٍ، وَحيَة ِ وادِ
وكأنهم في السابغاتِ صوارم
والسابغات لهم من الأغمادِ
أسد عليهم من جلود أراقمٍ
قُمُصٌ أزرّتها عيونُ جراد
ما صونُ دينِ محمدٍ من ضَيْمهِ
إلاّ بسيفكَ يومَ كلّ جلاد
وطلوعِ راياتٍ، وقودِ جحافلٍ
وقراع أبطالٍ، وكرّ جياد
ولديكَ هذا كلّهُ عن رائحٍ
من نصْرِ ربّكَ في الحروب، وغاد
إن اهتمامَكَ بالهدى عن همّة ٍ
علويّة الاصدارِ والايرادِ
وإقامة ُ الأسطولِ تؤذنُ بَغْتَة ً
بقيامة ِ الأعداءِ والحسَّادِ
والحربُ في حربيّة ٍ نيرانُها
تطأُ المياهَ بشدّة ِ الإيعاد
ترمي بنفط طيف يُبقي لفحُهُ
والشمّ منهُ مُحَرّقُ الأكباد
وكأنَّما فيها دخان صواعقٍ
مُلِئَتْ من الإبراقِ والإرعاد
لا تسكنُ الحركاتُ عنكَ إنها
لخواتم الأعمال خيرُ مبادي
وأشدّ مَنْ قَهَرَ الأعادي مِحْرَبٌ
في سلمه للحربِ ذو استعداد
سيثيرُ منكَ العزمُ بأساً مهلكاً
والنَّارُ تنبع عن قِدَاحِ زناد
وغرارُ سيفك ساهرٌ لم تكتحل
عينُ الردى في جفْنه برقاد
وزمانُك العاصي لغيركَ، طائعٌ
لك، طاعة َ المنقادِ للمقتادِ
ونرى يمينك، والمنى في لثمها
في كلّ أفقٍ بالجنود تُنادي
من كان عن سَنن الشجاعة والندى
بئس المضلّ فأنت نعم الهادي
هل تذكر الأعلاج سبيَ بناتها
بظُباً جُعِلنَ قلائدَ الأجياد
من كلّ بيضاء الترائب غادة ٍ
تمشي كغُصْنِ البانَة ِ المَياد
مجذوية ٍ بذوائبٍ كأساودٍ
عبثتْ بهنّ براثن الآساد
من كلّ ذي زَبَدٍ علته سُفْنُهُ
يخرجنَ من جسدٍ بغير فؤادِ
ثعبان بحرٍ، عضُّهُ بنواجذ
خُلِعَتْ عليه من الحديد، حِداد
يُبْدِي منه سقطَ حمامة ٍ
ببياضه في البحر جريُ سواد(7/257)
وكأنما الريحُ التي تجري به
روحٌ يحرّك منه جسمَ جماد
يا أيها الممضي قواهُ وحزمَهُ
ومحالفُ التأويب والإسآد
هذا ابنُ يحْيَى ذو السماح جنابُهُ
مُسْتَهدَفٌ بعزائم القصّاد
فرِّغْ من السْيْرِ الرذيَّة َ عنده
تملأ يديكَ بطارفٍ وتلاد
مَلِكٌ مَفَاخِرُهُ تَعَدّ مفاخرا
لمآثرِ الآباءِ والأجدادِ
ومراتعُ الروّاد بينَ رُبُوعِهِ
محفوفة ٌ بمناهِلِ الوُرّادِ
ثبتتْ قواعدُ مُلْكِهِ فكأنَّما
أرساه ربّ العرشِ بالأطواد
وطريدهُ، من حيثُ راحَ أو اغتدى
في قبضة ٍ منهُ بغيرِ طراد
والأرضُ في يُمناه حَلْقَة ُ خاتم
والبحرُ في جدواه رَشْحُ ثِماد
لا تسألنْ عمّا يصيبُ برأيه
وطعانه بمقوَّمٍ ميّاد
يضعُ الهِنَاءَ مواضعَ النُّقَبِ الذِي
يضعُ السّنانُ مواضعَ الأحقاد
كالبدرِ يومَ الطعن يُطفىء رمحه
روحَ الكميّ بكوكبٍ وقّاد
تبني سلاهبهُ سماءَ عجاجة
من ذُبّلِ الأرماح، ذاتَ عماد
وبردّ سُمرَ الطعن عن أرض العدى
وكأنَّها في صِبْغَة ِ الفرصاد
وسقوط هاماتٍ بضرب مناصل
وصعودُ أرواح بطعن صعاد
أمَّا شِدَادُ المجرمين فعزُّهُ
أبقاهُمُ بالذلّ غيرَ شِداد
والنَّارُ تأخذ في تضرمها الغَضَا
جُزْلاً، وتتركُهُ مَهيلَ رماد
يا من إليه بانتجاعِ مُؤمِّلٍ
مستمطرٌ منه سماءَ أيادِي
أُلْقِيتُ من نَيلِ المنى عن عاتِقٍ
فكأنني سيف بغيرِ نجاد
ما لي بأرضكَ يومَ جودكَ مُعربٌ
بلسانهِ عن خدمتي وودادي
إلاّ قصائدٌ بالمحامدِ صغتها
غُراًّ تهزّ محافل الإنشاد
خلعتْ معانيها على ألفاظها
ألحانَ أشعارٍ ونَقْرَ شَوَاد
رَجَحتْ بِقَسطاسِ البديع وإنَّها
لخفيفة ُ الأرواحِ والأجسادِ
تبقى كنقشِ الصخرِ وهي شواردٌ
مَثَلُ المقيمِ بها وحَدْوا الحادي
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
رقم القصيدة : 13299
-----------------------------------
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
وقد ملِئَتْ أنْفاسُهُ لِي بالوجدِ(7/258)
رماني بحرّ الشوق بردُ نسيمها
أحدثتَ عن حرّ مذيب من البردِ
وما طابَ عرفٌ من سراها وإنما
تطيبُ في جنح الدجى بِسُرَى هند
حدا بالأسى شوقي رواحل أدمعي
فكم خدّدَ الخد الذي فوقه تَخْدِي
ولي ذمّة ٌ مرعيّة ٌ عند عَبْرَة ٍ
تواصل ودي في فراق ذوي الود
أُحِبُّ حبيباً نَجْلَ أوْسٍ لِقَوْلِهِ:
"فيا دمعٌ أنجدني على ساكني نجد"
نوى أسلمتْ منا خلياً إلى شجى ً
ووصلاً إلى هجر، وقرباً إلى بعد
وأسدٍ على مثل السعالي عوابس
لها لَبَدٌ من صَنعة ِ الحَلَق السّرْد
كُفَاة ٌ وغيدٌ، أهدت الرّيحُ منهما
لنا سَهَكَ الماذيّ في أرَج الند
سروا بالمها وهناً ومن ورق الظّبا
كناسٌ عليها حُفّ بالقصب المُلدِ
ندير عيوناً شيبَ بالحسن حُسنها
فلله منها ما تُسر وما تبدي
وتحسبُ منها في البراقع نرجساً
تخطّ الأسى بالطلّ في صفحة ِ الخد
وكم غادة ٍ لا يعرفُ الرئمُ مثلها
رمتني بِسَهْمَيْ مقلتيها على عمد
فريدة ُ حسن، تخجل البدر بالسنا
ودعصَ النقا بالرّدف، والغصن بالقد
إذا عقدت، عَقْدَ الخيولِ، وشاحَها
على خصرها المجدول أوهت من العقد
مهاة ٌ تكاد العين من لين جسمها
ترى الورق المخضّر في الحجر الصلد
يَضِلّ سُرى المشط المسرح فرعها
إذا ما سرى في ليلِ فاحمه الجعد
وتندى بمفتوتٍ من المسكِ صائك
قديرٍ إلى عصر الشباب على رد
فلا تكُ منها ظالماً لِصِفاتِها
على الَثّغْرِ بالإغريضِ والرّيقِ بالشهدِ
إذا باتَ قلبي بالصبابة ِ عندها
ففي أي قلبٍ بات وجدي بما عندي
وليلٍ هوتْ فيه نجومٌ كأنها
يعاليلُ بحرٍ مُضمرِ الجزر في المد
كأنَّ الثريّا فيه باقة ُ نرجسٍ
من الشرق يُهديها إلى مَغْرِبٍ مُهْد
أردتُ به صَيْدَ الخيالِ ففاتَنِي
كما فرّ عن وصل المتيَّم ذو صد
فكيفَ يصيدُ الطيفَ في الحلم ساهرٌ
أقلّ كرى من حَسْوَة الطائرِ الفرد
أخو عَزَمَاتٍ باتَ يعتسِفُ الفلا
بعيرانة ٍ تردي وخيفانة تخدي
قفارٌ نجت منها الصبا إذ تعلقت
حُشَاشَتُهَا مني بحاشية البرد(7/259)
وقد شُقّ خيطُ الفجر في جنح ليلنا
كما شُقّ حد السيف في جانب الغمد
وأهدت لنا الأنوارُ في أرض حمة ٍ
من ابنِ عليٍّ غُرّة َ القمر السّعْد
هنالك ألقى المجتدون عصيّهم
بحيثُ استراحوا من مطاوعة الكد
لدى ملكٍ يُربي على الغيث جودهُ
وَيَغْرَقُ منه البحرُ في طَرَفٍ الثمد
مندّى الأماني في مراتع ربعه
ومستمطر الجدوى ، ومنتجع الوفد
ينير سريرُ الملك منه بأروع
سنا نورِهِ يجلو قذى الأعين الرمد
غنيّ، بلا فقر لذكرى قديمة ٍ
بمفخره عن مفخر الأب والجد
إذا السبعة ُ الشهبُ العليَّة ُ مثّلتْ
بمنظومٍ عِقْدٍ كان واسطة َ العقد
جوادٌ بما قد شئت من بذل نائلٍ
ومن كرمٍ محضٍ، ومن حسبٍ عدِّ
يجود ارتجالاً بالمنى لا رويَّة ً
فلا حُكْمَ تسويفٍ عليه ولا وعد
تعوّد ظهر الحُجرِ في الحجرِ مركباً
ومَهّدَتِ العليا له الملكَ في المهد
وقالت لقدّ السيف نبعهُ قَدِّهِ
ستعلمُ ما يلقاه حدّكَ من حدّي
ترى الملكَ يستخذي لشدّة بأسه
خضوع ابن آوى للغضنفرة الورد
تقوم على ساقٍ به الحربُ في العدى
ومجلسُهُ في صهوة الفرس النّهْد
ويمتحُ نفسَ القِرْنِ عاملُ رُمحهِ
كما يمتح الماءَ الرشاءُ من الجُد
إذا شرع الخطيَّ أغرى سنانه
من الذِّمر، معتاداً، بجارحة الحقد
سليلُ الملوك الغر يؤنسُهُ النّدى
إذا ما عُلاهُ أوحشته من النِّدّ
وما حِمْيَرٌ إلاَّ الغطارفة الألى
أياديهمُ تُسْدَى وأيديكُمُ تسدي
يصولون صولَ الذائدين عن الهدى
ويعفون عفو القائدين ذوي الرشد
وتسلب تيجان الملوك أكفُّهمُ
إذا طوقوا أيمانهمْ قضبَ الهند
وحربٍ كأن البأس ينقدُ جمعها
ليعلم فيهم من يُزيَّفُ بالنقد
ويقدح، قرعَ البيض في البيض، نارها
كما ينتضي القدحُ الشرارَ من الزند
ضحوكٌ عبوسٌ في مراحٍ، مُنَقَّلٌ
عن الهزل في قطف الرءوس إلى الجد
حشوها على الأعداء بالبيض والقنا
وبالزّرَدِ الموضون، والضُمّر الجُرْد
أقول لك القولَ الكريم الذي به
جرى قلم العلياء في صحف الحمد(7/260)
وإن كنتُ عن علياك فيه مقصِّرا
فعذر مقلّ جاءَ بين يدي جهدي
لك الفخر في جهر المقال كأنَّما
يُردّدُ في الأسماع صلصلة الرعد
تولّى عليٌّ عهدَ يحيى وبعده
توليتَ عهدَ الملك، قُدّسَ من عهد
وتوّجَ يحيى قبل ذاك بتاجه
تميمٌ، ومسعاه على سَنَنِ القصد
وقال معزّ اليدن ذو الفخر لابنه
تميمٍ: سريرُ الملك أنتَ له بعدي
ولو عَدّ ذو علمٍ جدودكَ لانتهى
إلى أوّلِ الدنيا به آخرُ العد
وأنت على أعمارهم سوف تعتلي
لعمرٍ مقيمٍ في السعادة ممتد
بكفّك سلّ الدِّين للضرب سيفه
وأضحى على أعدائه بك يستعدي
سددت بأقيال الأسود ثغورهُ
وحقّ بها فتح الثغور من السد
وجيشٍ عريضٍ بالشياح طريقه
يموج كسيلٍ فاض منخرقَ السد
كأنَّ المنايا في الكريهة ألفيت
على خلقها من خلقه صورُ الجند
وحربِيَة ٍ في طالع السعد أُنْشِيَتْ
فنيرانُها للحرب دائمة ُ الوَقْدِ
جبالٌ طفت فوق اليماه وغيضتْ
بسمر القنا والمرهفات على الأسد
ودُهمٌ بفرسان الكفاح سوابحٌ
تجافيفها في الروع منسدل اللبد
فمن كلّ ذي قوسين يرسل عنهما
سهامَ المنايا فهي مُصْمِية ٌ تُرْدِي
وترمي بنفطٍ نارُهُ في دخانه
به الموتُ محمرّ يؤوب بمسودّ
وتحسب فيه زفرة ً من جهنم
تَصَعّدُ عن فَتْلِ اللوالب بالشد
عرائسُ أغوالٍ تهادى وإنَّها
لَتُهْدِي، إذا صالت، من الموت ما تهدي
قلوبُ عداة ِ الله منها خوافقٌ
كما قلبت فيها الصَّبَا عَذَبَ البند
أبوك أصابَ الرشد فيها برأيه
وهدّ بها رُكْنَ العِدَى أيّمَا هَدّ
وأصبحتَ منه في سجايا مُعَظَّمٍ
وحدُّ معاليك التعاليك عن الخد
ولو كان يُستجدى الغمام بزعمهم
من البحر أضحى منك في المجد يستجدي
فلا زالت الأعيادُ تلفيك سيدا
ينهَّى الندى في صونه رمثَ المجد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
رقم القصيدة : 13300
-----------------------------------
أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
قتلوا نومي بإحياء الصدود(7/261)
وخليّ لم تبتْ أحشاؤه
آه من وصلٍ عن القرب يذودْ
وخليّ لمْ تبتْ أحشاؤه
وهي بالتبريح للنار وقودْ
قال: كم تظما من الظلمٍ إلى
مُوْرِدٍ لم تَرْوِ منه بورود
شَيِب بالمسك وبالشهد معاً
والمساويك على ذلك شهود
أو ترجِّي نيلَ صادٍ للمى
قلتُ: لولا الماء ما أوْرَقَ عود
قال: إن البيض لا تحظى بها
أو ترى بِيضَ ذؤاباتكَ سود
قلت: عندي يومَ اصطاد المنى
جذعٌ يُحكمُ تأنيسَ الشرود
كم مُليمٍ قد نَضَا ثَوْبَ الصّبا
عنه، ردّته إلى الصبوة ِ رود
بحديثٍ يُسحرُ السحر به
يتمناه معاداً أن يعود
تٌنزلُ الطيرُ من الجوّ به
وتُحَطّ العُصْمُ من شُمّ الرُّيُود
وَسَبَتْهُ قُضُبٌ في كُثُبٍ
مالت الأكفالُ منها بالقدود
وثمارٌ نطقت أوصافها
بإشاراتٍ إلى صغر النهود
عدَّ بي عن كل هذا إنني
لا أرى الدهر لإحساني كنود
لي هوًى آوي إليه مرحاً
غير أني بالنهى عنه حَيود
إنّ همي همة ٌ أسمرها
ولها قُمتُ فما لي والقعود
وفلاة ٍ أبداً ظامئة ٍ
مشفقٌ من قطعها العودُ عنود
حمل الماءَ ولا يَشْرَبهُ
فهو للمُرْوَى به عينُ الحسوُد
جبتُها في متن ريح تنبري
للسُّرى بين سيوعٍ وقتودا
في ظلامٍ طَنَّبَتْ أكنافُهُ
فوق أرجاءِ وهادٍ ونجود
وكأن البدر فيه ملك
والنجوم الزهرُ حوليه وفود
وكأنَّ الشُّهُبَ شُهْبٌ قَيّدَتْ
أيدياً منها على الجري قيود
ولقد قلتُ لحادي عيسنا
وهي بالبخل عن البخل تجود
أنجاءٌ تخرق الخرقَ به
كابدته منك أم مضغُ الكبود
فمتى يَفْلُقُ عن أبصارها
هامة َ الليل من الصبح عمود
وأرى ما اسودّ من قار الدجى
ذابَ منه بلظى الشمس جُمُود
جالياً أقذاءَ عين مَقَلَتْ
من محيّا حَسَنٍ بَدْرَ السعود
أروعٌ إن سَخُنَتْ عَيْنُ العلى
كَحَلَتْهَا مِنْ سناه ببرود
في رُواق المُلكِ منه مَلِكٌ
مُلْكُهُ من قبلِ عادٍ وثمود
بسطَ الكفّ بجودٍ غدقٍ
قُبضتْ عن بذله كفّ الصَّلود
كم سبيلٍ نحوه مسلوكة
فهي للقصّاد كالأم الولود
ذو سجايا في المعالي خُلِقَتْ(7/262)
للوغى والسلم من بأس وجودِ
وأناة ٍ أُرْسيَتْ في خُلُقٍ
كنظير الزهر في الرّوض المَجُود
ومصونُ العرض مبذولُ النّدى
مُعْرِقُ الآباء في مَحْضِ الجدود
ثابتٌ عند المعالي فضلهُ
هل يطيق الليل للصبح جحود
مُقْدِمٌ يصطادُ أبطالَ الوغى
إنَّ شبل الليث للوحشِ صَيُود
ذو ابتدارٍ في وقارٍ كامنٍ:
للظى الزّنْدِ وقودٌ من خمود
ألِفَتْ يمناه إسداء الغنى
والغنى تُسْدِيهِ يُمْنَى من يسود
كم عُفاة ٍ في بلادٍ نَزَحَتْ
فسبتْ منهم أياديه وفودِ
من ملوكٍ نظمتْ مدّاحهُمُ
فِقَرَ المدح لهم نظمَ العقودِ
في بيوت بُنِيَتْ شِعْرِية ٍ
لثناء المرءِ فيهنّ خلود
كل راسي الحلم حامٍ مُلكهُ
عادلِ السيرة ِ وافٍ بالعهود
أسدٍ تحسبُ في عامله
أسوداً ينهش أعضاءَ الحقودِ
نشأوا في منعة من عزمهم
للمعالي في حجور وبنود
بيتُ مجدٍ جاوزتْ أربعهُ
أربعَ الشهبِ حدوداً بحدود
يقذف الحربَ بجيشٍ لجبٍ
مُشْرَعِ الأرماح مقدامِ الجنود
ذي موازيبِ حديدٍ فَهَقَتْ
بصبيبِ الدم من طعن الكبود
ونسُورٍ تغتدي أحشاؤها
من بني الهيجاء للقتلى لحود
زاحفٌ كالبحر مداً بالصبا
بحرور الموت في ظل البنود
نَقْعُهُ كالغيمِ ملتفاً على
صعقاتٍ من بروق ورعودِ
وإذا ما ركعتْ أسيافه
فوق هاماتِ العدى خرّتْ سجود
للمنايا عندهُ ألسنة ٌ
قلّما تعمرُ أفواهَ الغمودِ
كلّ عضبٍ يحسبُ الناظرُ في
متنهِ للنار بالماءِ وقودِ
ونعوتُ البيض حُمْرٌ عنده
لِدَمٍ تُكساهُ من قتل الأسودِ
وكأن الأثر فيها نمشٌ كاد
أن يخفى بتوريد الخدودِ
وكأنَّ الفتكَ فيها أبدا
ذو حياة ٍ للعدا منه همود
دُمْ لنا يا ابن عليّ ملكاً
في عُلى ً ذاتِ سعود وصعودِ
ودنا منك بتقبيل الثرى
كلّ قرمٍ سيدٍ، وهو مسود
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
رقم القصيدة : 13301
-----------------------------------
صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
فلواحِظُها شَرَكُ الأُسُدِ(7/263)
من توحي السحر بناظرة ٍ
لا تُنْفَثُ منه في العُقَد
لمياءُ تضاحكُ عن دُررٍ
وبروقِ حياً، وحصى برد
يندى بالمسك لراشفه
وسلاف القهوة والشهد
وذماءُ الليل على طرفٍ
كترحّلِ روح عن جسدِ
وضابُ الماءِ بفيك جرى
في جوهره عَرَضُ الصَّرَد
وكأنَّ كليمَ الله بدا
منه في الأفق بياضُ يدِ
أسفي لفراقِ زمانِ صبا
وركوبي قيدَ مها الخرد
من كل مطابقة ٍ خُلقي
بوفاءِ سروري أو كمدي
هيفاءُ يُعَجّزُهَا كَفَلٌ
فتقوم وتقعدُ بالرفدِ
لونُ الياقوت، وقسوته
في الوجنة ِ منها، والكبد
ولها في جيدِ مروَّعة ٍ
حَلْيٌ صاغَتْهُ من الغَيْد
نَقَضَتْ وصلي بتتيُّعها
بالهجرِ، ونومي بالسّهد
وأصابَ السودَ سهامُ البيـ
ـضِ بِبَيْنِ البيض وبالنكد
عَجَبِي لإصابة ِ مُرْسَلِها
منْ جوفِ ضلوعي في الخلدِ
يا نارَ نشاطي أين سنا
كِ وأينَ لظاكِ بمفتأدي
زندي ولدتك، وقد عقمتْ
عن حمل السِّقْطِ، فلم تلد
أحييتِ بذكري مَيْتَ صباً
أبكيه مسايَرة الأبَدِ
وطلبتِ الضدّ لأوجِدَهُ
وجموحي في الصدّ فلم أجد
ولو أنَّ كريماً تَفْقَدُهُ
يُفدى بالنفس إذنْ لَفُدي
أذهبتُ الحزن بمُذهَبَة ٍ
وبها ذهبتُ لجينَ يدي
ولقد نادَمْتُ ندامى الرّا
ح بمطّرفي وبمتلدي
بمعتّقَة ٍ قَدُمَتْ فأتَتْ
للشربِ بلذّاتٍ جُددِ
سُبِيتْ بسيوفٍ من ذهب
من أهل السبت أو الأحد
وإذا ما عُدّ لها عٌمرٌ
ملأتْ كفيّكَ من العدد
يطفو في الكاس لها حَبَبٌ
كصغارِ مساميرِ السّرد
وإذا ما غاص الماءُ بها
في النّار تردّت بالزبد
ونفيتُ الهمَّ ببنت الكر
م ونقرِ العود، فلم يعدِ
ولبثتُ مُشَنَّفَة ً أذني
بترنم ذي النغمِ الغرد
فالآن صددتُ كذي حَذَرٍ
عن وردِ اللهو فلم أردِ
وطردتُ منامَ الغيِّ عن الـ
أجفان بإيقاظِ الرّشدِ
ونقضتُ عهود الشرب فلا
ودّ أصفيه لأهل ددِ
لا أشرب ما أنا واصفه
فكأني بينهم قعدي
ونقلتُ بعزمي من بلدٍ
قدمَ الإسراء إلى بلدِ
في بطنِ الفلك مصارعة ً
زَمَنِي، وعلى ظهْرِ الأُجُد
ووجدتُ الدِّينَ له حسناً(7/264)
سنداً فلجأت إلى السند
صَمَدَ اللاجونَ إلى مَلِكٍ
منصورٍ بالأحَدِ الصّمد
كالشمسِ سناها مُقْتَرِبٌ
وذراها منك على بُعُد
وإذا ما آنسَ منه سناً
مَنْ ضَلّ بجنح الليل هُدي
خُصّتْ بنوالٍ شيمتُهُ
عَجلٍ، وكلامٍ متئدِ
لا وعدَ له بالجود ومنْ
يبدأ بعطاءٍ لا يعدِ
وبِنِيّة ِ شهمٍ مُنْتَصِرٍ
لله جميلُ المُعْتَقَدِ
فيصونُ العِرْضَ بما بَذَلَتْ
للوفد يداه من الصّفدِ
ويسدّ الثغرَ، وسيرتُه
تجري في الملك على سَدَد
ويسلّ ظُباه بكلّ وغى ً
ويسيلُ نداهُ بكلّ يد
وتريك اليومَ بصيرته
ما يُخفى عنك ضميرُ غدِ
ولهُ هممٌ تبني رُتباً
خُصّتْ بعلاءٍ منفرد
إلهامَ الدين وحاميَهُ
قَوّمِ بُسطاك ذوي الأوَد
فُتّ السُّبَّاقَ بما كَحَلُوا
بغبارك عيناً في الأمدِ
والريحُ وراءَك عائرة ٌ
في الأيْنِ تُكَبّ وفي النُّجُد
نَصْرٌ أُيّدْتَ به ظَفَرا
والساعد ينجدُ بالعضد
يا غيثَ المحلِ بلا كذبٍ
وشجاعَ الحربِ بلا فَنَد
لحظاتُ أناتِكَ جانِبُهَا
أرْسَى في غيظك من أُحُد
ولواؤك تقدمُ هيبتهُ
بعديدٍ يُلبِكُ في العدد
وكأنَّ عَدُوّكَ، خافِقُهُ
بجناح فؤاد مرتعدِ
إن كنتُ قصَرْتُ مُحَبَّرة ً
تسهيم المحكم ذي الجُددِ
فالعذْبُ يَجِلّ بقلَّته
وعليه عماد المعتمدِ
وأجاجُ الماء بكثرته
لا ريّ به لغليل صد
والشِّعر أجدتُ بمعرفتي
تأنيسَ غرائبه الشُّرُد
لو شئتُ لقلتُ لقافية ٍ
في الوزن تخبّ إليك: خِدي
بصقيلِ اللفظِ مُنَقَّحِهِ
لا سمع يمرّ به بِصَدِ
لا زيف به فيريك قذى ً
في عَيْنِ بصيرة ِ منتقد
لا يسمعُ فيه مستمعٌ
زفرات أسى ً كالمفتقد
فصفيرُ البلبل مطّرحٌ
في الأيْكِ له صوتُ الصُّرَد
تستحسنُ عودة َ منشده
وتقولُ إذا ما زاد: زِدِ
فبغامُ الرئم حلاوته
وجزالتُه زَأرُ الأسد
وبذلة ِ أهلِ السبت قَضَى
ويذلّ له أهلُ الأحدِ
فانصرْ وافخرْ وأدِرْ وأشِرْ
وأبرْ وأجرْ وأغرْ وسُدِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا(7/265)
أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
رقم القصيدة : 13302
-----------------------------------
أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
أم الطوْدَ حطّوا في ثرى القبر إذ هُدّا
كسوفٌ وهدٌّ تحسب الدهرَ منهما
لعين وأذن: ظلمة ً مُلِئَتْ رعدا
تولّى عن الدنيا عليّ بن أحمدٍ
وأبقى لها من ذكره الفخر والحمدا
حملنا على التكذيبِ تصديقَ نَعْيِهِ
وَسُدّتْ له الأسماعُ وانصرفت صَدّا
وقال لمن أدّى المُصاب معنَّفٌ:
فظيعٌ من الأنباءِ جئتَ به إدّا
إلى أن نعاهُ الدهر ملءَ لسانهِ
ومن ذا الذي يُخفي من الرزء ما أبدى
هنالك خضنا في العويل ولم نَجِدْ
على الكره، من تصديق ما قاله بُدّا
وقال الورى ، والأرضُ مائدة ٌ بهم،
أمِنْ سيرها في الحشر قد ذكرت وعدا
أرى الشَرفَ الفهريّ يبكي ابنَ بيته
عليّا، أما يبكي فتى ً راضَعَ المجدا
فيا معشرا حَثّوا به نحو قبره
مطيَّة َ حَتْفٍ فوقَ أيديهُمُ تُحدى
حملتمْ على الأعواد من قدْ حملتمُ
فكلّ جلالٍ قد وجدتم له فقدا
لقد دفعتْ أيديكم منه للبلى
يداً بجديد العُرفِ كانت لكم تندى
تجمّعتِ الأحزانُ في عُقْرِ داره
وفرّقتِ الأزمان عن بابه الوفدا
وسُدّ عن العافين مَهْيَعُهُمْ إلى
مكارمَ كانت من أناملهِ تُسدى
فقلْ لبني أخفقَ سعيكم
فقد حَسَرَ البحرُ الذي لكمُ مَدّا
وكم من ظباءٍ بعدما غارَ عزّهُ
حوائمَ في الآفاقِ تلتقطُ الوردا
لتبكِ عليّاً همة ٌ كرمية ٌ
ثنى قاصدوا الركبان عن ربعها القصدا
وملتحفٌ بالأثْرِ أصبح عارياً
من الفخرِ يوم الضّربِ إذ لبس الغِمدا
وأسمرُ خطيّ أمامَ كعوبه
سنانٌ ذليقٌ ينفذُ الحلقَ السردا
وحصداءُ فولاذية ٌ النسجِ لم تزلْ
من اللهذمِ الوقّادِ مطفئة ً وقدا
وأجرَدُ يُبكي الجردَ يومَ صهيله
غدا مُرجلاً عنه فلم يَسدِ الجردا
وداعٍ دعا للمعضلات ابنَ أحمدٍ
فليّنَ في كفيه منهنّ ما اشتدا
وناهيكَ في الإعظامِ من ماجدٍ به
على الزمن العادي على الناس يُستعدى(7/266)
حياة ٌ تعمّ الأولياءَ هنيئة ً
وموتٌ زؤامٌ في مقارعة ِ الأعدا
وقسورة ُ الحربِ الذي يُرجعُ القنا
رواعف تكسو الأرض من علق وردا
وفيّ بنصح الملك ما ذُمَ رأيهُ
ولا حلّ ذو كيدٍ لإبرامه عقدا
وما يستطير الحلم في حلمه ولا
يجاوز هزلٌ في سجيته الجدّا
إذا عَلَمٌ بالنَّارِ أُعْلِمَ رأسُهُ
رأيتَ عليّاً منه في ليلة أهدى
ألا فُجِعَتْ أبناءُ فهر بأروع
إذا انتسبوا عدّوا له الحسب العدا
فلا قابلٌ هجرا، ولا مضمرٌ أذًى ،
ولا مخلفٌ وعداً، ولا مانعٌ رفدا
إذا ما عدا معْ قُرَّحِ السَّبقِ فاتها
وجاء بفضل الشَّدِّ ينتهب المعدى
وما قَصّرَ الله المدى إذ جرى به
ولا مدّ فيه للسوابق فامتدا
ولكنْ حدودُ العِتْقِ تجري بسابقٍ
فلا طَلَقٌ إلاَّ أعَدّ له حدّا
نماهُ من الأشراف أهلُ مفاخرٍ
يديرون في الأفواه ألسنة ً لُدّا
إذا وقف الأبطالُ عن غمرة الردى
مشى بأسهُمُ نحو الحتوفِ بهم أُسْدا
وتحسبهم قد سُرْبلوا من عِيابِهِمْ
سيوفاً، وسلّوا من سيوفهم الهندا
فما عُدّ أهلُ الرأي والبأس والندى
وإن كثُروا إلا ووفّى بهم عدّا
إذا جُمِعَتْ هذي السجايا لأوحدٍ
فما الحقُ إلا أن يراه الورى فردا
فما ظنكم في وصفنا بمملّك
يكونُ عليٌّ ذو المعالي له عبدا
عزيزٌ علينا أنْ بكته كرائمٌ
تذيبُ قلوباً في مدامعها وجدا
يَنُحْنَ مع الأشجارِ نَوْحَ حمائِمٍ
تهزّ بها الأحْزانُ أغصانَها المُلدَا
وكم في مديمات الأسى من خبيئة ٍ
مع الصّونِ أبقى الدّمعُ في خدّها خدّا
فلو رُدّ من كف المنية ِ هالكٌ
بنوحٍ بناتٍ كانَ أوّلَ مَنْ رُدّا
مضى بمضاءِ السيفِ جُربَ حدّه
فَأُبْفِي في أفعاله جاوَزَ الحدّا
وما مات مُبقي أحمدٍ ومحمدٍ
فإنَّهما سدّا المكانِ الذي سدّا
بنَى لهما مجدينِ يَحْيَى بِعزّة ٍ
وإن كان مجدٌ واحدٌ لهما هُدّا
بَدا منهما حزمٌ يسيرٌ تَمَامُهُ
وقد يثقب النار الذي يقدح الزندا
ومن لحظته عينُ يحيَى برفعة ٍ
فقد ركبَ الأيامَ واستخدمَ السعدا(7/267)
فيا ساكنَ القبرِ الذي ضَمّ تُرْبُهُ
شهيدا كأنَّ الموتَ كان له شهدا
لئن فاحَ طيبٌ من ثراه لناشقٍ
ففخرُكَ فيه فتّقَ المسكَ والنّدّا
وقيتَ جلال الخطب، ما جلّ خطبه،
وقمتَ كريم النّفسِ من دونه سدّا
ورحتَ ببعضِ الرّوح فيك مودّعاً
بمؤنسة العوّادِ زُرْتَ بها اللّحدا
رثيتك حزناً بالقوافي التي بها
مَدَحتُك وُدّا، فاعتقدت ليَ الودّا
وما المدحُ إلاَّ كالثويّ نسامعٍ
ولكن بذكر الموت عادَ له ضدّا
ودنياكَ كالحرباءِ ذاتُ تلوّنٍ
ومبيضّها في العين أصبحَ مسودا
أردنا لكَ الدنيا القليلَ بقاؤها
وربّكَ في الأخرى أرادَ لك الخلدّا
فلا بَرِحَتْ، من رحمة ِ الله دائباً
تزورُ ندى كفّيك، في قبرك الأندا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
رقم القصيدة : 13303
-----------------------------------
لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
واقصدْ بأمركَ في التدبير مقصدهُ
فالدِّمْنُ فيه لنبتِ الأرض مَصْلَحَة ٌ
ولو خلطتَ به الكافورَ أفْسَدَهُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
رقم القصيدة : 13304
-----------------------------------
إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
خدّي وألقاها بتقبيلِ اليد
وأضمّ أحنائي على أنفاسها
كيما تُبرّد حرّ قلبٍ مكمَد
مسحتْ كراقية ٍ عليّ بكفّها
ونقابُها ندٌّ من الزّهَرِ النّدِي
وعرفتُ في الأرواح مسراها كما
عَرَفَ المريضُ طبيبَهُ في العُوّد
ما لي أطيلُ عن الديار تغرباً
أفبالتغربِ كانَ طالعُ مولدي
أبداً أبدّدُ بالنوى عزمي إلى
أملٍ بأطرافِ البلاد مبَدِّدِ
كم من فَلاة ٍ جبتُها بنجيبة ٍ
عن منسمٍ دامٍ وخطمٍ مزبد
أبقى الجزيل لها جميل ثنائه
في العيس موصولاً بقطع الفدفد
ضربتْ مع الأعناق أعناقَ الفلا
بحسامِ ماءٍ في حشاها مغمدِ(7/268)
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
رقم القصيدة : 13305
-----------------------------------
وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
فيا ليتني لم أكُنْ فاقِدَهْ
فصرتِ أُحاوِلُ صيدَ الحسانِ
وأتعَبُ فيهِ بلا فائدهْ
وحالُ أثافِيكَ مُخْتَلّة ٌ
إذا ما عَدِمْتَ لها واحدهْ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
رقم القصيدة : 13306
-----------------------------------
جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
وقرّبَ الله من مرآكَ ما بَعُدا
وجاءَ يحملُ منكَ الطِّرْفُ أربَعَة ً:
البدرَ والطودَ والدّأماءَ والأسَدا
تكادُ تبذُلُ عَينُ المرءِ أسْوَدَها
في نظرة ٍ منك تنفي الهم والكمدا
كلٌّ مسرٌّ بوجه في أسرَّته
نورٌ إذا ما رماهُ أكبرٌ سجدا
ظباكَ بالرد عن دين الهُدى انفردت
وأنتَ ما زلتَ بالإنعامِ منفردا
ليثٌ تخالُ سيوفاً في براثنه
وتحسبُ الزعف منه الشعر واللبدا
كأن أجفانه في الحرب قد وردت
مع الدماء من الهندي ما وردا
لشدّة ِ البأسِ في يمناه، ضربته
إن أُسكِرَ السيفُ منها بالنجيع شدا
وللرديني يَوْمَ الطّعنِ عالية ٌ
تلوكُ بين حشا الضرغامة ِ الكبدا
فالدينُ معتمدٌ منه على ملك
يمسي ويضحي على الرّحمن معتمدا
كأن شهبَ رجومٍ في أسنته
يُردي بها من طغاة ِ الكفر من وردا
وكلَّما عَقد الرّاياتِ معتزماً
حَلجتْ أياديه من آرائه عُقَدا
شهمٌ صبورٌ إذا ما القرمُ زاحمه
مزاحماً في كفاحٍ ظنّهُ أُحُدا
وقُرحٍ بكماة ِ الرّوع مُقْدَمة ٍ
كأنهنّ سعالٍ تحملُ الأُسدا
إذا تبينُ سماءٌ عن عجاجتها
كانت لهم سهرياتُ القنا عمدا
من كل ذِمْرٍ من الفولاذ غاصَ به
يُجمدُ القرُّ منهُ فوقه زبدا
يَسْطو بعضبٍ إذا ما هَزّ مَضْرِبَهُ
يومَ الضّرابِ لعيني ساهِدٍ رَقَدا
لا يشرب الروحَ من جثمان ذي زردٍ(7/269)
حتى يرى الحدّ منه يأكلُ الزّردا
أسلتَ سيلَ نجيع من عداكَ بهم
في الأرض منهم فغادرت الثرى عَمِدا
يا مَنْ عليه مَدارُ المكرماتِ ومَنْ
بِعَدْلِهِ كلّ مضطرّ له سُنِدا
طارتْ إليكَ بنو الآمالِ وانتشقت
من ذكركَ الندَّ واستشفين منك يدا
فما انحرفت براجٍ عن بلوغ منى ً
ولا تركتَ لصادٍ بالعطاء صدا
لا نأي لي بتنائي السير عن بلدي
فقد رضيتُ بحمصٍ بعدهُ بلدا
بُدلتُ من معشري الأدنين معشرها
لا فرّقَ الله فيما بيننا أبدا
وكم حوى التُّرْبُ دوني من ذوي رحمي
وما مقَلْتُ لِبُعْدِي منهمْ أحدا
ولم يسرني من مثواك موتُ أبي
وقد يقلقل مَوْتُ الوالدِ الوَلَدا
وما سددت سبيلي عن لقائهمُ
لكنْ جعلت صفادي عنهم الصفدا
وحسنَ برٍّ إذا فاضتْ حلاوتُهُ
على فؤاديَ من حرّ الأسى بردا
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
رقم القصيدة : 13307
-----------------------------------
الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
وأُعِزّ دينُ مُحَمّدٍ بمحمّدِ
إن كانَ نَصْرُالله فَتَحَ بَابَهُ
فأبوكَ بادرَ قرعهُ بمهنّدِ
واقتادَ حِزْبَ الله نحوَ عدوّه
فالحربُ تجدعُ معطسَ المتمرد
في جحفلٍ يعلو عليه قتامهُ
كبخارِ أخْضَرَ بالعواصِفِ مُزْبَد
صُدِمَتْ جفونُ الفُنشِ منه بمفعمٍ
بالأسْدِ في غَيْلِ القنَا المتأوّد
وكأنما احتطب العلوج وساقهم
بحريقِ ضربٍ بالصوارمِ موقد
صدعتْ كتائبه الظبا حتى إذا
همّتْ به أعطى فذالَ معرِّدِ
في ليلة ٍ لَبِسَتْ لتسترَ شَخْصَهُ
عنا فلم تلحظه عينُ الفرقد
أمسى يكذّبُ مائنا في ظلمة ٍ
خفرتهُ فهي لديه بيضاء اليد
ولَى ، يُحاكي البرقَ لمعُ مُجَرَّدٍ
والرعدَ في حذَرٍ تحَمْحُمُ أجردَ
يعدو الجوادُ به على فرسانه
صرعى كأنهم نشاوى مُرقدِ
من كل ذي سكرين من خمر ومن
حدٍّ لذي فتكٍ عليه معربد
تُبنى الصوامع من رؤوسهم بها
كانت على هدم الصوامع تغتدي
والحربُ من بيضِ الذكور كأنَّما(7/270)
باضتْ بهنّ رقائدٌ في الفدفد
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
رقم القصيدة : 13308
-----------------------------------
بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
وناحتْ عليك الحَرْفُ والضمّر الجرد
وقد ندبتكَ البيضُ والسمرُ في الوغى
وعدّدكَ التأييد والحسبُ العدّ
وما فقدت إلاّ عظيماً وفقدُهُ
به بين أحشاءِ العلى يُوجَدُ الوجد
وكنتَ أمينَ المَلْكِ حقاً وسيفَهُ
ومن حَسَناتِ البرّ كان لك الغمد
وأنتَ ابن حمدون الذي كان حمده
يُعبّرُ عن ناديه في عرفه الندُّ
همامٌ إليه كان تقريبُ غربتي
ببزلٍ خفيفٍ بين أخفافِها الوخْدُ
بأرضٍ فلاة ٍ تُنكرُ الأسدُ وحشها
ويرتدّ في اللّحظِ العيونُ بها الرمد
وناجية ٍ تنجو بهمّ همومهم
تولّى بها جسمها اللحم والجلد
قتلت الأماني من عليٍّ ولم أزَلْ
مفدى لديه، حيث يعذبُ لي الورد
بكيتُ عليه والدموع سواكبٌ
تخددَ من طولِ البكاء بها الخد
وذاك قليلٌ قَدْرُهُ في مُعَظَّمٍ
له حَسَبٌ ما إن يُعَدّ له عَدّ
فلو صحّ في الدنيا الخلودُ لماجِدٍ
لأبقيَ فيها ثمّ صحّ له الخلد
ومختلف الطعمين من طبعِ عادلٍ
فطعمٌ له سمٌّ وطعمٌ له شهد
وقد كانَ في عليائه مترفّعاً
يلينُ به الدهر الذي كان يشتد
وكان أبياً ذا أيادٍ غمامنها
ندى ماجدٍ في قبره قبرَ المجد
وحلّ الردى من كفّه عقدَ راية ٍ
ومن كفّ ميمونٍ لها جُددَ العقد
وما هو إلاّ حازمٌ ذو كفاية
يناقض هزلَ الروعِ من بأسه الجدّ
تقدّمَ من صنهاجة ٍ كلَّ مُقدمٍ
فريستهُ من قِرنهِ أسدٌ ورد
بأيديهم نورُ البنفسج في ظباً
ينوّرُ من نارٍ، لها حطبَ الهند
وقد لبسوا من نسجِ داود أعيناً
مُداخَلَة ً خُوصاً هي الحَلَقُ السرْد
يسدّونَ خَلاّتِ الحروبِ إذا طَمَتْ
بشوكِ الردى حتى كأنهم السد
ويقتادهم منهُ شهامة ُ قائدٍ
به جملة الجيش العرمرم تعتد
جوادٌ عميم الجود، بيتُ عطائه
لقاصده بالنيل طَيَّبَه القصد(7/271)
له همّة ٌ في أفقها فرقدية
كواكبُها زُهْرٌ أحاطَ بها السّعد
وأثبتَ للعلياءِ منهم قواعدا
لأعدائِهِ منها قواعدُ تَنْهَد
أرى يمنَ ميمون تعاظم في العلى
بنيلِ معالٍ لا يحدّ لها حدُّ
وهمة ُ يحيى شرّفتهُ بخلّة ٍ
بها يُسْعَفُ المولى ويبتهجُ العبد
كأن نضاراً ذائباً عمّ جسمها
وإنْ رامَ حُسناً في العيون له حمد
وما مطرفٌ إلاّ أبي بحرمة ٍ
عُبَابُ خضمّ حُلّ عن حسره المد
إذا أعملَ الآراءَ عنّ لهُ الهدى
سدادٌ هو الفتحُ الذي ما له سد
يروح ويغدو في المنى ، وحسودهُ
بعيدُ رشادٍ، لا يروحُ ولا يغدو
ومن حيثُ ما ساورتهُ خفتَ بأسهُ
وللنَّارِ من حيث انثنيتَ لها وقد
وإن جادَ كانَ الجودُ منه مهنأً
كغيثِ همى ، ما فيهِ برقٌ ولا رعدُ
ولله في الإجلال ذكرُ محمدٍ
بكلّ لسانٍ في الثناءِ له حمد
هم السّادَة ُ الأمجادُ والقادَة ُ الألى
تُعَدّ المعالي منهمُ كلما عُدّوا
ويأمرهم بالصبرِ والحزمِ خاذلٌ
لهم صبر ..... ووجدانه فقدُ
وأيّ اصطبارٍ فيه للنفسِ رحمة ٌ
عن القائد الأعلى الذي ضمّهُ اللحدُ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
رقم القصيدة : 13309
-----------------------------------
بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
كالغصن، بين الحقف، والقمر
لمياءُ تنطق عن مؤشَّرة ٍ
خُتِمَ العقيق بها على الدّرر
كيف السلّو وسحرُ مُقْلَتِها
قَيْدُ الحياة وَمِقْوَدُ النظر
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
رقم القصيدة : 13310
-----------------------------------
كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
يصيدُ رئمٌ به قلبي سوى نظري
وكم يقولون: مجنونٌ، وما علموا
أنّ الجنون الذي بي من هوى بشر
لا عذّبَ الله من أجلي مُعذَّبَة ً
تُشَرّدُ النوم عن عيني بالسهر
يبيتُ في ثغرها بردُ الشباب كما(7/272)
بات الندى من أقاحي الروض في زهر
يا ليتني، والأماني ربما بُلِغَتْ
نقعتُ حرج غليلي منه في الخَصَر
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
رقم القصيدة : 13311
-----------------------------------
وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
وقد نامَ عنّا الليلُ وانتبهَ الفجرُ
بكرنا على أكتادها نَدَّري بها
طرائدَ معمورا بها البلدُ القفر
تسائل عنها السحب والترب جرأة
جوارحُ فوق الراح أعينها خُزْر
فوارس أفدٌ أقبلتْ في جواشنٍ
من الرقم، لم تخلق لها البيض والسمر
وَغُضْفٌ ترى آذانهن لواحظاً
بهنّ صرورٌ، وهي من هبوة غُبرُ
ومروٍ علا عند النتاج حديدة ٍ
نتائجها منه إذا وضعتْ شقرُ
هفا بيننا منها جناح بُوَيْزة ٍ
كقادمة العصفور طار بها الذعر
أقام عليها موقدٌ كيرَ سحرهُ
ليصلى لها حرّا، وقد ثلج الصدر
رددنا بها روحاً على شلو أورقٍ
يبلبله ريحٌ ويضربه قطرُ
أقامت أثافيه من الدهر برهة ً
عوارِيَ لم تركبْ رواحِلَها قِدر
ولما تلظّى جمرُها وتجدّلتْ
وَقُصّتْ بأيدينا ذوائبها الحمر
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شوقي إليك مُجَدَّدٌ
شوقي إليك مُجَدَّدٌ
رقم القصيدة : 13312
-----------------------------------
شوقي إليك مُجَدَّدٌ
يُبْلِي جديد تصبري
وجوانحي يجنحن مِنْ
حُرقِ الهوى المتعسرِ
نقلتْ من الدرر الدموعَ
إلى العقِيقِ الأحمر
ولبستُ فيه من الضنى
عَرضَاً يلازم جوهري
كَحَلَ الهوَى والسحرُ منـ
كَ جفونَ رئمٍ أحورِ
فجوارحي مجروحة ٌ
منها بسيفٍ مضمر
كم ذا يُغَيِّرنِي هوا
كَ بخلقك المتغيّر
نَقَضَتْ حلاوة َ موردي
منه مرارة ُ مصدري
ومنعتني من لثم فيك
جنى الرضاب المسكر
أبجنة ِ الفردوس أحرمُ
شُربَ ماءِ الكوثرِ
ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
رقم القصيدة : 13313(7/273)
-----------------------------------
وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
ترائبها بسحيق العبيرِ
تصون على القطف رُمانة ً
من النهد في غُصْنِ بانٍ نضِير
لها وجنة ٌ صُقِلَتْ بالنعيمِ
وناظرة ٌ كحلتْ بالفتورِ
وتبسمُ عن أقحوان تريكَ
على نَوْرِهِ الشمسُ إشراقَ نور
كأنَّ غدائرها المرسَلاتِ
أساودُ سابحة ٌ في غديرِ
فبتُّ ألاطفُ أخلاقها
كما رُمْتَ تَأنيسَ ظبيٍ نفور
وما قهوة ٌ صُفّقَتْ للصَّبوح
بمسكٍ ذكيٍّ وشَهْدٍ مَشور
بأطيبَ من فمها ريقة ً
إذا بردَ الدُّرُّ فوق النحورِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
رقم القصيدة : 13314
-----------------------------------
لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
بين الرياض مجالساً خضرا
شربوا بكاساتٍ معتَّقة ٍ
شربت عقولهم بها سكرا
وكأنما الأقمارُ تلثم من
أيدي السقاة ِ كواكباً زُهْرا
وكأنما صُوَرُ القِنانِ وقد
مُلِئَتْ إلى لهواتها خمرا
بيضُ الحسان وقفنَ في عُرسٍ
لمَّا لَبِسْنَ غلائلاً حمرا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
رقم القصيدة : 13315
-----------------------------------
قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
وأبلغها الشيبُ إنذارها
نَعَمْ وأُجِيلَتْ قِداحُ الهوَى
عليها فتقسّمنَ أعشارها
وما غرسَ الدهرُ في تربة ٍ
غراساً ولم يجنِ أثمارها
فأفنيتُ في الحرب آلاتها
وأعددت للسلم أوزارها
كميتاً لها مَرحٌ بالفتى
إذا حثّ باللهو أدوارها
تناولها الكوبُ من دنّها
فتحسبه كانَ مضمارها
وساقية ٍ زرّرت كفُّها
على عُنُقِ الظبي أزرارها
تدير بياقوتة ٍ دُرَّة ً
فتغمسُ في مائها نارها
وفتيانِ صدقٍ كَزُهْرِ النجوم
كرام النحائز أحرارها
يديرون راحاً تفيض الكؤوس
على ظُلَمِ الليلِ أنوارها
كأنَّ لها من نسيج الحَبَاب
شباكاً تُعقّلُ أطيارها
وراهبة ٍ أغلقتْ دَبْرَها(7/274)
فكنّا مع الليل زُوّارها
هدانا إليها شذا قهوة ٍ
تذيعُ لأنفك أسرارها
فما فاز بالمسك إلاَّ فتى ً
تَيَمّمَ دارِينَ أو دارها
كأنَّ نوافجَهُ عندها
دنانٌ مضمَّنَة ٌ قارها
طرحتُ بميزانها درهمي
فأجْرَتْ من الدنّ دينارها
خطبنا بناتٍ لها أربعاً
ليفترع اللهو أبكارها
من اللائي أعصارُ زُهر النجوم
تكادُ تُطاولُ أعمارها
تريك عرائسها أيدياً
طوالاً تصافح أخصارها
تفرّسَ في شَمِّهِ طيبَها
مجيدُ الفراسة فاختارها
فتى ً دارسَ الخمر حتى درى
عصيرَ الخمور وأعصارها
يَعدّ لما شئتَ من قهوة ٍ
سنيها ويعرفُ خمَّارها
وعدنا إلى هالة ٍ أطْلَعَتْ
على قُضُبِ البان أقمارَها
يرى مَلكُ اللهو فيها الهمومَ
تثورُ فيقتلُ ثوّارَهَا
وقد سكّنَتْ حركاتِ الأسى
قيانٌ تُحرّكُ أوتارها
فهذي تعانِقُ لي عودها
وتلك تقبّل مزمارها
وراقصة ٍ لقطتْ رِجلها
حسابَ يدٍ نَقَرَتْ طارَها
وقضبٍ من الشمع مصفَرة ٍ
تريك من النار نوارها
كأنَّ لها عمدا صُفّفَتْ
وقد وزن العدلُ أقطارها
تقلّ الدياجي على هامها
وتهتك بالنور أستارها
كأنَّا نُسلّطُ آجالها
عليها فتمحقُ أعمارها
ذكرتُ صقلية ً والأسى
يُهيّج للنفس تذكارها
ومنزلة ً للتصابي خلتْ
وكان بنو الظرف عُمَّارها
فإن كنتُ أخرجت من جنة ٍ
فإني أحدث أخبارها
ولولا ملوحة ُ ماء البكا
حَسِبْتُ دموعيَ أنهارها
ضحكتُ ابنَ عشرين من صبوة ٍ
بكيت ابنَ ستين أوزارها
فلا تعظمنّ لديك الذنوب
فما زال ربّك غفّارها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وصفراء كالشمس تبدو لنا
وصفراء كالشمس تبدو لنا
رقم القصيدة : 13316
-----------------------------------
وصفراء كالشمس تبدو لنا
من الكأس في هالة مستديره
يلاعبها الماء في مزجها
فيضحكها عن نُجُومٍ منيرهْ
إذا جار هَمُّ الفتى واعتدى
رأيتَ بها نفسه مستجيره
فتروي صداه، وتُدني مناه
وتُرْدِي أساه، وتُحِيِي سرورهْ
زجاجٌ وخمرٌ وماءٌ كما
تقولُ هَيْولى وَنَفْسٌ وصورهْ(7/275)
أطِرْ عنك نعوْمَكَ وانظُرْ إلى
نهارٍ أفاضَ على الليل نوره
كأن دجى الليل لما استرقّ
نَمُومٌ من الصبح يُفْشِي سريره
شربنا على وجه بدر السماء
وَنُسْقِي على وجه شَمْسِ الظهيرهْ
بفوّاحة ِ النّور، مكاؤها
يُرجّعُ في كل غصنٍ صفيره
مرت فوقها حلبَ المعصرات
رياحٌ لكلّ سحابٍ مثيره
كأن الفرزدق في طيرها
يجيبَ على كلّ شعرٍ جريرهْ
قصرنا بها طول ليلٍ التمامِ
بعيش هنيء عَدِمنا نظيره
كأن الكؤوس بأيدي السقاة
خيولٌ على الهمّ منّا مغيره
وطيبُ النعيم له ساعة ٌ
تعدُّ، وإن هي طالت، قصيرهْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
رقم القصيدة : 13317
-----------------------------------
غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
وَهْيَ مِنْ لَوعة ِ الهوى تَتَحَدّرْ
فانزوت بالشهيق خوفاً وظنّتْ
حَبَّ رمانِ صَدرِها قد تنثَّر
قلتُ عند اختبارها بيديها
ثمَرا صانَهُنَّ جَيْبٌ مُزَرَّر
لم يكن ما ظننتِ حقّاً ولكن
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
رقم القصيدة : 13318
-----------------------------------
وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
تفتّحَ فيما بينهنّ لهُ زَهرُ
كما اعترضت التّراس وبينها
عواملُ أرماحٍ أسنتُها حمر
هو ابْنُ بلادي كاغترابي اغترابُهُ
كلانا عنِ الأوْطانِ أزْعَجَه الدَّهْرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
رقم القصيدة : 13319
-----------------------------------
وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
صبا أعلنت للعين ما في ضميرهِ
جريحٌ بأطراف الحصى كلما جرى
عليها شكا أوجاعهُ بخريره
كأن حباباً ريع تحت حبابه
فأقبل يُلقي نفسه في غديره
شربنا على خافاتهِ دورَ سكرة
وأقْتَلُ سُكْرا منه لَحْظُ مديره(7/276)
كأن الدجى خطَّ المجرة بيننا
وقد كُلّلَتْ حافاتِهِ ببدوره
وقد لاح نجمُ الصبح حتى كأنَّه
مطرق جيش مؤدن بأميره
كلفتُ بكاساتِ الصبوح مبكّرا
وكم بركاتٍ للفتى في بكوره
هو العيشُ فاغنمْ من زمانك صَفْوَهُ
وَصِدْ قَنَصَ اللذاتِ قبل مُثِيره
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وزرقاء في لون السماء تنبّهت
وزرقاء في لون السماء تنبّهت
رقم القصيدة : 13320
-----------------------------------
وزرقاء في لون السماء تنبّهت
لتحبيكها ريحٌ تهبّ مع الفجرِ
يشقّ حشاها جدولٌ متكفلٌ
بسَقِي أُلْبِسَتْ حُلَلَ الزهر
كما طَعَنَ المقدامُ في الحرب دارعاً
بِغَضَبٍ فشقّ الخصرَ منه إلى الخصر
يريك رؤوساً منه في جسم حية ٍ
سَعَتْ من حياة ٍ في حدائقهِ الخضر
فلا روضة ٌ إلاَّ استعارت لشكره
لسانَ صباً تُسري مطّيَّبة َ النشر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
رقم القصيدة : 13321
-----------------------------------
وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
بَقِيّة ِ البَدْرِ في أُولَى بَشائِرِهِ
كأنما أدهمُ الظلماءِ حين نجا
من أشهبِ الصبح ألْقَى نَعْلَ حافِرهِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
رقم القصيدة : 13322
-----------------------------------
نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
جَرَى دَمْعُهُ منهنّ في أعين الزّهْرِ
فَلَمْ تَرَ عَيني بينهما كشقائقٍ
تبلبلها الأرواح في القضب الخضر
كما مشطتْ غيدُ القيان شعورها
وقامتْ لرقْصٍ في غلائلها الحُمْر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
رقم القصيدة : 13323
-----------------------------------
وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
كؤوساً من الصهباءِ طاغية َ السكر
يعوَّمُ فيها كلّ جامٍ كأنما(7/277)
تَضَمّنَ روح الشمس في جسد البدر
إذا قصدتْ منّا نديماً زجاجة
تناولها رفقاً بأنمله العشر
فيشربُ منها سكرة ً عِنبِيَّة ً
تنّومُ عينَ الصحو منه وما يدري
ويُرسلها في مائها فيُعيدها
إلى راحتي ساقٍ على حكمه تجري
جعلنا على شُرْبِ العُقَارِ سَمَاعَنَا
لحوناً تغنّيها الطيورُ بلا شعر
وساقينا ماءً ينيل بلا يدٍ
ومشروبَنَا نارا تضيء بلا جمر
سقانا مسراتٍ فكان جزاؤه
عليها لدينا أنْ سقيناه للبحر
كأنا على شطِ الخليج مدائن
تسافرُ فيما بيننا سُفُنُ الخمر
وما العيش إلاّ في تطرّفِ لذة ٍ
وخلعِ عذارٍ فيه مستحسنُ العذر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
رقم القصيدة : 13324
-----------------------------------
في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
فلذاك عنه النيرات تقصر
والواصفونَ عُلاَكَ مِنّا قَرّبوا
ما ترجموا للناس عنه وعبَّروا
ألقيتَ عزمكَ بين عَيْنِيْ ضَيْغَمٍ
وأباتَ طيفك كلّ شيءٍ يُذعر
ورحلتَ في جون القتام عرمرمٍ
وكأنه ليل بوجهك مقمر
ولئن قدمت وفي اعتقادك عودة ٌ
فالبحر من عظم يمدّ ويجزر
والفتحُ من فضلِ الإله، ويومهُ
متقدّمٌ بالنصر أو متأخر
لولا اقترابُ الوقت عن قدر لما
فتحتْ على حالٍ لأحمد خيبر
وفوارسٍ يَحْمرّ مِنْ ضرب الطلا
بأكفِّهم ورقُ الحديد الأخضر
لا غشَّ جبْنٍ فيهمُ فكأنَّهم
سُبكوا بنيران الحروب وسجّروا
ومن الرجال مُروَّعٌ ومشجع
ومن السيوف مؤنثٌ ومذكر
ألِفَتْ قلوبُهُمُ الخضوعَ لربهم
والأس في أسيافهم متكبر
يَرْمُونَ أغراضَ الحتوفِ بأنفسٍ
ووجوهها لعيونهم تتنمّر
وتغور في هام العلوج جداولٌ
للضرب من أغمادهم تتفجر
من كلّ وحشيِّ الطباع كأنَّه
بين القنا الخطّيِّ ليثٌ مُخْدَر
متقدمٌ من صبره، ولثامهُ
يوم القراع أضاتهُ والمغفر
صبحت جيوشهم جيوشاً يا لها
من أبْحُرٍ زَخَرَتْ عليها أبحر
ويلٌ لحصن ليبطَ من يومٍ على(7/278)
جنباتهِ يجري النجيع الأحمر
والروعُ تثقلُ بالردى ساعاتهُ
وتخفّ بالأبطال فيه الضمر
يثنى النهار به على أعقابه
حتى كأنَّ الشمس فيه تُكَوَّر
والنّقْعُ فيه دُجُنّة ٌ لا تنجلي
والصبحُ منه ملاءة ٌ لا تنشر
ولقد شددتَ على خناق علوجهم
وأدارَ رأيك فيهم مستبصر
واستعصموا بذرى أشمّ كأنَّهم
عصمٌ أتيحَ لها هزبر قسور
قَلّوا لَدَيْكَ غَنيمة ً فكأنَّما
أبقتهُمُ الأيامُ فيه ليكثروا
ولقلَّمَا يبقى رمادُهُمُ إذا
طارتُ به في الجو ريحٌ صرصرُ
قام الدليل، وما الدليل بكاذبٍ
أن النصارى يخذلون وتنصرُ
سكنتَ في الآفاقِ من حركاتهم
والنبض من خور الطبيعة يفترُ
هلاّ أطاق الكفرُ جرّ قناته
لما تركتَ كُعُوبَها تَتَكسر
يومَ العروبة ِ، والعرابُ لواعبٌ
تكبو على هامِ العلوج وتعثر
والفنش يحصب ناظريه وقلبهُ
بقوارع الأحزان يومٌ معورُ
ركبَ الغواية واستبد برأيه
جهلاً ليعبر خضرماً لا يعبر
خذ في عزائمك التي تركتهم
خبراً مع الأيام لا يتغير
بالخيل تحت الليل يُسرجُ حولها
في كلّ ذابلة ٍ سِنانٌ أزهر
وتلوكُ من فُقْدِ القضيم شكائماً
تُنْهَى بها أفْواهُهُنّ وَتُؤْمَر
عَرَكَتْ أديم الأرضِ تحت حوافرٍ
صخرُ البلاد بوطئهنّ مسخَّر
حتى تُغَنّيهِمْ ظُبَاكَ من الردى
نغماً، وتسقيهم كؤوساً تُسكر
جاهدتَ في الرحمن حقّ جهاده
وجرى الملوكُ كما جريت فقصَّروا
فيبيتُ ناجودٌ وعودٌ حولهم
ويبيتُ حولك شزَّبٌ وَسَنَوّر
وتفوح غالية ٌ بهم وذريرة ٌ
وهما دمٌ في برديتك وَعِثْيَر
أعطتك ريحانَ الثناء حديقة ٌ
ظمئتْ ولكن قلما تستمطر
وأنا العليم بأن طولكَ شاملٌ
وذراك رحراحٌ وَجُودَكَ كَوْثَرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
رقم القصيدة : 13325
-----------------------------------
حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
بعذارى من سُلافاتِ الخمورْ
عربدَ الصحو عليهمْ بالأسى
فاتَّقاه السُّكرُ عنهم بالسرور(7/279)
عَمَرُوا ربعَ الصِّبَا من قبلِ أنْ
يتمشّى فيه بالشيب دثور
إنّ للأعمار أعجازاً إذا
بُلِغَتْ لم تُثْنَ منهنّ صُدور
كلُّ نافي العمر، في شِرِتِّهِ
للصِّبَا نارٌ، وفي الوَجْنَة ِ نور
يقتنون العيشَ من قانية ٍ
ذاتِ عمر كثرت فيها الدهور
أطلع الساقي عشاءً منهمُ
أنجمُ الكاسات في أيدي البدور
عدَّ بالأكواب عنّي إنّ لي
في يد الآنسِ عنهنّ نُفور
غمرَ الشيبُ الدجى من لمتي
بنجوم طُلّعٍ ليستْ تغور
لا نشورٌ لشبابي بعد ما
مات من عمري إلى يوم النشور
وخضابُ الشيب لا أقبله
إنّه في شعري شاهدُ زور
أنا من وجدي بأيام الصبا
أذرف الدمع رواحاً وبكور
فكأني ذو غليلٍ تلتظي
لوعة ٌ منه إلى ماء الثغور
أصِفُ الراحَ ولا أشُرَبُهَا
وهي بالشّدْوِ على الشَّرْبِ تدور
كالذي يأمرُ بالكرِّ ولا
يَصْطلِي نارَ الوغى حيث تفور
فسواءٌ بين إخوان الصفا
وذوي اللهو، مغيبي والحضور
أنا من كسبِ ذنوبي وجلٌ
وإنِ استغفرتُ فالله غفور
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
رقم القصيدة : 13326
-----------------------------------
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
أنْت ضَيّعْتَهُ بكثرة غدرِكْ
أنا أشكو صَبَابة ً لَذَعَتْني
بردَ الله حرّ نحري بنحرك
وَجَنى لي، فإنّ قلبي عَليلٌ،
منا اشتهى من جَنِيِّ رمّان صدرك
وتداويتُ من خُماري بخمرٍ
نابعاتٌ بها جواهرُ ثغركْ
هذه كلها أماني وصالٍ
حيل بيني وبينهنّ بهجرك
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هنّ الحسانُ وحربها الهجر
هنّ الحسانُ وحربها الهجر
رقم القصيدة : 13327
-----------------------------------
هنّ الحسانُ وحربها الهجر
فلذاك يجبُنُ عندها الذِّمْرُ
أصليتَ تلك الحرب تجربة ً
أن أنْتَ عن فَتَكَاتِها غَمْرُ
من كل ناشئة ٍ، إذا اتّصلت
مِنْ عُمرها بالأربع العشرُ
وكم اشْتَهَى منها عليلُ هوًى
ثمراً بهنَّ تفلكَ الصدر
خُلُقِي مطيّة ُ وَهُمَا(7/280)
سهلٌ يدير عنانهُ وعرُ
يا ظبية ً إنْ مرّضتْ نظراً
فلكلّ قَسْوَرَة ٍ به قسر
كَرْبٌ هواك وما له فَرَجٌ
ومتى يفارق لذعهُ الجمرُ
حتَّى الأراكة ُ منك ظالمة ٌ
دُرّاً بفيك، أيظلمُ الدرّ؟
وكأن برقاً في تبسمه
وكأنَّما دَمْعِي له قطر
أشكو خُمارا ما شربتُ له
خمرا بفيك، فريقك الخمر
وَيَهيجُ بي وَجَعٌ وَعِلّتُهُ
سَقَمٌ بطرفك، إنّ ذا سحر
وأرى الذي تَجِدين فيك له
نَفْعاً فمنه مَسّني الضرّ
من وجهك الحسنُ اقتنى ملحاً
فكأنها في وجهه بشر
ليستْ تنالُ الشمسُ منزلة ً
منها، فكيف ينالها البدر؟
وأاركِ قد حاولتِ نَقْلَ خُطى ً
فَقَصَرِتْهَا وعلا بكِ البُهْر
وعذرت منك الخصرَ مرحمة ً
ولحملِ ردفكِ يُعذَرُ الخصر
عذلت على دنفٍ أخا مقة ٍ
لا يستقل ببعضها الصبر
فرثتْ لذلّتهِ وربّتما
لانَ الصفا وتواضعَ الكبر
بَعَثَتْ لواحظُهَا بعطفتها
سِرا إليه فليتها جهر
قتلتْهُ وهي تريدُ عِشَتَهُ
ذنبٌ، بعيشكِ، ذاك أمْ أجرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
رقم القصيدة : 13328
-----------------------------------
أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري
كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه
جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري
كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ
فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار
كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ
بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري
كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ
ترمي سواحل جفنيها بعّوار
تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ
لهجعَة ٍ منهما نارا على نار
كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها
ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ
إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ
لبانَ أسحم يغدوه بمقدار
في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً
يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار
كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً
في دفعه منهما الكافورَ بالقار
كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك(7/281)
على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ
كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى
في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار
يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ
كالضيم يقسمُ بين الجار والجار
فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ
وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ
كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ
فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
رقم القصيدة : 13329
-----------------------------------
وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
يغوصُ فيه على درِّ النهى النَّظَرُ
يكسو السطورَ ضياءً عند ظلمتها
كأن ينبوعَ نورٍ منهُ ينفجر
يشفّ للعين عن خطِّ الكتابِ كما
شفّ الهواءُ، ولكن جسمه حَجَرُ
يبدي الحُروفَ بجرح نالها عرق
فيه، وقرّ عليها جامدا نهرُ
كحلت عينيَ إذ كلّتْ بجوهره
أما يُحَدّ بكحلِ الجوهر البصرُ؟
كأنَّه ذهن ذي حذق يَفُكّ به
من المعمّى عويصاً فكّهُ عَسِرُ
نعم المعين لشيخ كَلّ ناظرُهُ
وصغّرَ الخطَّ في ألحاظه الكِبَر
يرى به صُوَرَ الأسطار قد عَظُمَتْ
كَعُنْصُلِ الماءِ فيه يَعظم الوبر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
رقم القصيدة : 13330
-----------------------------------
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
مثل ما يُوزَنُ النضارُ المُشَجَّرْ
وتكلّمْ بما يزينُكَ في الحفـ
ل وتقنى به عَلاءً ومفخرْ
إنّ حُسنَ الثناء بعدك يبقى
لك بالذكر منه عيشٌ مكرَّرْ
روحُ معناك جسمه منكَ لفظٌ
وعلى كلّ صورة يتصوّر
فإذا ما مقالُ غيركَ أضحى
عَرَضاً فَلْيَكنْ مَقَالُكَ جَوْهَر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ
لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ
رقم القصيدة : 13331
-----------------------------------
لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ(7/282)
لولا وصالُ ذوات الدلّ والخفر
السافراتُ شموساً كلما انتقبتْ
تبرّجتْ مشبهاتُ الأنجم الزُّهرِ
من كل حوراء لم تُخذلْ لواحظها
في الفتك مذ نصرتها فتكة النظر
أوْ كلّ لمياءَ لو جادتْ بريقِ فمٍ
نَقَعَتْ حَرّ غليلي منه في الخَصَر
محسودة ُ الحسن لا تنفكّ في شَغَفٍ
منها بصبحٍ صقيل الليل في الشعر
لا تأمننّ الردى من سيف مقلتها
فإنَّه عرضٌ في جوهر الحَوَرِ
إني امرؤ لا أرى خلعَ العذار على
من لا يقومُ عليه في الهوى عُذري
فما فُتنتُ بردفٍ غيرِ مُرْتَدَفٍ
ولا جننتُ بخصرٍ غير مختصرِ
وشربة ٍ من دم العنقود لو عُدمتْ
لم تُلْفِ عيشاً له صفوٌ بلا كدَر
إذا أدير سناها في الدجى غمستْ
دُهْمَ الحنادس في التحجيل والغررِ
تزداد ضِعْفاً قواها بَلَغَتْ
بها الليالي حدودَ الضَّعف والكبر
لا يسمعُ الأنفُ من نجْوَى تأرّجها
إلاَّ دعاويَ بين الطيب والزهر
إذا النديمُ حَساها خلَت جريتها
نجماً تصوّبَ حتى غار في قمرِ
تصافح الراحَ من كاساتها شُعَلٌ
ترمي مخافة لمسِ الماء بالشررِ
تعلو كراسيَّ أيدينا عرائسها
تُجْلَى عليهنّ بين الناي والوتر
حتى تَمَزَّقَ سترُ الليلِ عن فَلَقٍ
تقلَّص العرمضِ الطامي على النهر
والصبحُ يرفعُ كفاً من لاقطة ً
ما للدراري على الآفاق من دُرَرِ
عيشٌ خلعتُ على عمري تنعّمه
ليتَ الليالي لم تخلعه عن عمري
وَلّى وما كنتُ أدري ما حقيقتُه
كأنَّما كان ظلَّ طائر الحَذِر
بالله يا سَمُراتِ الحيِّ هل هَجَعَتْ
في ظلِّ أغصانك الغزْلانُ عن سهري
وهل يراجع وكراً فيك مغتربٌ
عزّتْ جناحيه أشراكٌ من القدر
ففيك قلبي ولو أسطيع من ولَهٍ
طارتْ إليكَ بجسمي لمحة ُ البصر
قولي لمنزلة ِ الشوق التي نقلتْ
عنها الليالي إلى دار النوى أثري
نِلْتُ المُنَى بابنِ عبادٍ فَقَيّدَنِي
عن البدورِ التي لي فيك بالبدر
حَطّتْ إليه حُداة ُ العيسِ أرْحُلنَا
فالعزم صِفْرٌ بمثواه من السفر
كان ابتدائي إليه عاطلاً فغدا
منه بحليِ الأماني حالي الخبرِ(7/283)
ممَلَّكٌ قصرُ أعمارِ العُداة به
وقعُ السيوف على الهامات والقصر
عدلُ السياسة لا يرضى له سيراً
إلا بما أنزل الرحمن في السور
يُسْدِي بِيُمْناهُ من معروفه مِنناً
تكسو الصنائع صنعانية الحبرِ
لو أضحت الأرضُ يوماً كفَّ سائلهُ
لم تفتقرْ بعد جواه إلى مطر
يأوي إلى عزة ٍ قعساءَ مُرغِمة ٍ
أنْفَ الزمانِ على ما فيه من أشَر
لا يُفْلتُ الجريُ من أيدي عزائمه
أو يجعل الهامَ أجفان الظبا البُتُر
جارٍ له شأوُ آباءٍ غطارفة ٍ
أسْدٍ على الخيل أقمار على السُّرر
لا تَسْتَلِينُ المنايَا عَجْمَ عودِهِمُ
والنبعُ ليس بمنسوبٍ إلى الخور
يقطّبُ الموتُ خوفاً من لقائهم
ويضحكُ الثغرُ منهم عن سنا ثُغَر
يا مرويَ الرمح والأرماح ظامئة ٌ
من الأسود الضواري بالدم الهدر
لولا تعشّقكَ الهيجاء ما ركبتْ
بك العزيمة ُ فيها صهوة الخطر
إذا التظتْ شعل الأرماح وانغمست
من الدروع على الأرواح في غدرِ
وفي اصطبارك فيها والردى جزع
ما دلّ أنَّك عنها غيرُ مُصْطَبر
ومأزقٍ مَزَّقَتْ بيضُ السيوفِ به
ما لا يُرقّعهُ الآسون بالإبر
من جَحْفَلٍ ضَمِنَ الفتحُ المبينُ له
ذُلَّ الأعادي بعزِّ النصر والظفر
تحدو عَذَابَك فيه للوغَى عَذَبٌ
تهفو كأيدي الثكالى طشنَ من حرر
جاءت صُدور العوالي فيه حاقدة ً
يفتر منها دخان النقع عن شرر
فكمْ قلوبٍ لها جاشَتْ مراجِلُها
لمّا تساقط جمرُ الطعنِ في النُّقر
كأنَّما كلّ أرضٍ من نجيعهمُ
رخو الأسنَّة منها ميِّت الشعر
وخائضٍ في عُبابِ الموتِ منصلتٍ
مقارعِ الأسد بين البيضِ والسمرِ
خَلَقْتَ بالضربِ منه في القذالِ فما
أنْطَقْتَ فيه لسان الصارم الذكر
يا معلياً بعلاهُ كل منْخَفِضٍ
ومغنياً بنداه كلّ مفتقر
هل كان جودكَ في الأموال مقتفياً
آثار بأسكَ في أسد الوغى الهُصُر
نادى نداكَ بني الآمالِ فازدحموا
بالواخداتِ على الرّوْحاتِ والبُكَر
كما دعا الروضُ إذ فاحتْ نواسمهُ
روّادَهُ بنسيم النور في السحر(7/284)
يهدي لك البحرُ مما فيه مُعْظَمَهُ
والبحرُ لا شك فيه معدن الدّرر
إنَّا لنخجل في الانشاد بين يدي
ربِّ القوافي التي حُلّينَ بالفقر
مَنْ ملّك اللهُ حُسنَ القول مقولهُ
فلو رآه ابنُ حُجْرٍ عادَ كالحجر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
رقم القصيدة : 13332
-----------------------------------
هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
ولقد يكونُ، زمانَ هجرِك، زائري
أسددتِ مسراه فلم يطقِ السُّرى
أمْ باتَ عندكِ نائماً عن ساهر
طُعمَتْ مصافحتي له إذ زرته
فقبضت من ظلّ الخيال النافر
إني اقتنعتُ بزورة ٍ زورية ٍ
ألفيتُ باطنها خلافَ الظاهر
وإذا أردتَ بأنْ تصورَ للمُنَى
صُوَرا فسلّمْها لفكرِة شاعر
يا منْ لها بالسحر طرفٌ قاتلٌ
أسَمِعْتِ بالفُتْيَا التي في الساحر
إني نظرتُ فلم أجد لك فتكة ً
إلاّ بحد حسام لحظٍ فاتر
أثْبَتِّ حُبّكِ في فؤادٍ خافقٍ
أوَما عجبت لواقعٍ في طائر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
رقم القصيدة : 13333
-----------------------------------
وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
يُنْمى إلى شُمّ الأنوفِ أكابِرِ
يردي المدجج، وهو غير مدججٍ
كم دارع أرداه رمحُ الحاسرِ
ويشبّ نيرانَ الحروب بمرهفٍ
كصبيب ماءٍ في الجماجم غائر
في جحفلٍ يغشى الوقائع زاحفاً
بسماءِ أجنحة وأرضِ حوافرِ
وعجاجة ٍ كسحابة ٍ ملتفة ٍ
فوقَ الرؤوس على بروق بواتر
ضحكتْ تقهقه والكماة عوابسٌ
بالضربِ فوق قوانسٍ ومغافر
وكأن جُرد الخيل تحت حماتها
عُقْبانُ جوٍّ جُنْحٍ بقساور
والسابغاتُ إلى الكماة حبائكٌ
كحباب ماء أو نثير غدائر
وكأن أطراف السيوف نواجذٌ
يحرقنَ في شدقِ الحمام الكاشر
ما قستُ نجدته بحدة ِ محربٍ
إلا قضيتُ له بفضل قاهر
إنَّ الشجاعة َ في الحُماة وإنَّها
لأشدّ منها في الأبيِّ الصابرِ
فتخافُ أذمار الكريهة ِ فتكهُ(7/285)
خوفَ البغاثِ من العقاب الكاسر
بسنان أسمرَ للحيازم ناظمٍ
وغرار أبيضَ للجماجم ناثرِ
تبدو من المنصور فيه شمائلٌ
تلك السجايا من سجايا الناصر
إن الفروع على الأصول شواهدٌ
تقضي بطيبِ مناقب وعناصرِ
من كلّ أروعَ من ذؤابِة ِ حِمْيَرٍ
ناهَ بألسِنَة ِ القواضِبِ آمر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
رقم القصيدة : 13334
-----------------------------------
أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
إذ أوحشتهُ معاليهِ من النُّظرا
مؤيد بمضاء الرأي يحمده
لا يُحمَدُ السيفُ إلا ماضياً ذكرا
يُمضي الأمورَ بآراءٍ مسدَّدة ٍ
كأنهنّ سهامٌ تقصد الثُّغرا
من العوارف آلافٌ مجدِّدَة ٌ
للناس في كلّ معلماً دثَرا
لو كان يُنظمُ حباً في مدائحه
حَبُّ القلوب نظمناها له فِقَرا
... رَدَّتْ زمانَ الجهل هِمَّتُهُ
وغيّرَتْ فيه من عاداتها الغِيرا
يا من أياديه في الأنعام -لاعُقلتْ
أطْلَقْنَ بالمدح فيه ألْسُنَ الشُّعَرا
دمْ في جلالة قدرٍ بالعلى قرنتْ
وَحالَفَ السّعْدُ فيما تأمُلُ القَدَرا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
رقم القصيدة : 13335
-----------------------------------
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
ويا تألف نظم الشمل من نثرك؟
ويا شؤوني، وشأني كله حزنٌ
فضّي يواقيت دمعي واحبسي دُرركْ
ما خلتُ قلبي وتبريحي يُقَلّبُهُ
إلا جناحَ قطاة ٍ في اعتقال شرَكْ
لا صبرَ عنكِ وكيف الصبر عنكِ وقد
طواكِ عن عينيَ الموجَ الذي نشركْ
هلاّ، وروضة ُ ذاك الحسنِ ناضرة ٌ،
لا تلحظُ العينُ فيها ذابلاً زَهَرك
أماتكِ البحرُ ذو التيار من حسدٍ
لمّا درى الدرُّ منه حاسداً ثغركْ
وقعتُ في الدمع إذ أغرقتِ في لُججٍ
قد كاد يغمرني منهُ الذي غمرك
أيّ الثلاثة أبكى فقدهُ بدمٍ(7/286)
عميمَ خُلقِكِ أم مَعناكِ أم صِغَركْ
من أين يقبحُ أن أفنى عليكِ أسى
والحسنُ في كلّ فنّ يقتفي أثركْ
كنتِ الشبيبة َ إذْ وَلتْ ولا عِوَضٌ
منها ولو ربحَ الدّنيا الذي خَسِرَكْ
ما كنتُ عنكِ مطيلاً بالهوى سَفرِي
وقد أطلتِ لحيني في البلى سفرك
هل واصلي منكِ إلا طيفُ مَيّتَة ٍ
تُهْدِي لعينيَ من ذاك السكون حَرك
أعانقُ القبر شوقاً وهو مشتملٌ
عليكِ لو كنتُ فيه عالماً خبركْ
وددتُ يا نور عيني لو وَقَى بصَري
جنادلاً وتراباً لاصَقاً بشرك
أقولُ للبحر إذ أغشيتُهُ نظري
ما كدرَ العيشَ إلا شُربُها كدركْ
هلاّ كففتَ أجاجاً منك عن أشرٍ
من ثغرِ لمياءَ لولا ضعفها أسركْ
هلاّ نظرتَ إلى تفتير مُقْلتِها
إني لأعجبُ منه كيف ما سحرك
يا وَجْهَ جوهرة َ المحجوبَ عن بصَري
من ذا يقيكَ كسوفاً قد علا قمرك
يا جسمها كيف أخلو من جوى حزني
وأنت خالٍ من الروح الذي عَمَرك
ليلي أطالكَ بالأحزان معقبة ً
عليّ مَنْ كانَ بالأفراحِ قد قصرك
ما أغفلَ النائم المرموس في جدثٍ
عما يُلاقِي من التبريح مَنْ سَهِرك
يا دولة َ الوصلِ إن ولّيت عن بصري
فالقلبُ يقرأ في صُحْفِ الأسى سمَرك
لئن وجدتكِ عني غيرَ نابية ٍ
فإنّ نفسي منها ربُّها فطرك
إن كان أسلمك المضطرُّ عن قدرٍ
فلم يخنْكِ على حالٍ ولا غَدَرَك
هل كان إلاّ غريقاً رافعاً يدهُ
نهاهُ عن شربِ كاسٍ من بها أمرك
وارحمتا لولوعٍ بالبكاء فما
ينسيه ذكر...............
أما عَداكِ حِمامٌ عن زيارته
فكيفَ أطْمَعَ فيك النفس وانتظرك
إن كان للدمع في أرجاء وجنته
تبرجٌ فهو يبكي بالأسى خفركْ
وما نجوتُ بنفسي عنكِ راغبة ً
وإنّما مدّ عُمري قاصرٌ عُمركْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ
تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ
رقم القصيدة : 13336
-----------------------------------
تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ(7/287)
ففجِّرْ ينابيع المدام مع الفجر
وخُذْ من فتاة الغيد راحاً سبيئة ً
لها قدمٌ في السبق من قدم العمر
ولا تشربنْ في كبوة ِ الكوب بالفتى
كذلك يجري في مَدَى السكر من يجري
وإن الندى ما زال يدعو رياضه
إليها الندامى وهي في حُلَلِ الزهر
فتجلوهُمُ أيدي السقاة عرائساً
ترى الدّرّ أزرارا لأثوابها الحمر
وتحسب إبريق الزجاجة مُغزلاً
يُشوَّفُ في الارضاع منه إلى غفرِ
ومشمولة ٍ في كأسها اشتملت على
نجومِ سرورٍ بين شُرّابِها تسري
تريكَ إذا ما الماءُ لاوَذَ صِرفَها
تَوَاثُبَ نَمْلٍ في زجاجاتها شُقْر
يفرّ الأسى عن كلّ عضو تحلّهُ
فرارَ الجبانِ القلب عن مركز الذمر
وأشمطَ خُضنَا نحوه الليل بالسرى
وقد خاطَ منه النومُ شفراً على شفر
له بيعة ٌ ما زال فيها محَلِّلاً
حرامَ الربا في بيعهِ التبرَ بالتبر
بسطنا له الآمال عند انقِباضِهِ
لأخذ عجوز من بُنيانهِ بكر
معتقة ٍ حمراءَ تنشرُ فضلها
لخطابها في اللون والطعم والنشر
إذا شمّها أعطاك جُملة َ وصفها
ففي أنفهِ عِلمُ الفراسة بالخمر
لها قسوة ٌ من قبله مستملة ٌ
لِعُنْفِ نَدَامَاها كذا قَسوة ُ الكفر
ولله ما ينساغُ منها لشربها
بتسهيل خُلقِ الماء من خُلقها الوعر
وقد عَقَدَتْ أيمانُهُ العُذْرَ دونها
فحلّ ندى أيماننا عُقدَ العذر
وأبرزَ منها في الزجاجة جوهراً
نُسَائلُهُ بالشّمّ عن عَرَضِ السُّكر
تَمَيّعَ منها كالنّضَارِ مُشَجَّرا
وإن كان في ريّاه كالعنبر الشِّحري
أدَرْنَا شُعَاعَ الشمس منها بأنْجُمٍ
نُبادرها مملوءة ً مِنْ يدِ البدر
على حينَ شابتْ لِمَّة ُ الليل بالسنا
ونفرَ عنا نومنا العودُ بالنقر
كأنَّ الثريَّا في انقضاض أفولها
وشاحٌ من الظلماء حُلّ عنِ الخصر
كأن انهزام الليل بعد اقتحامه
تموُّجُ بحرٍ ناقضَ المدَّ بالجزر
كأنَّ عَصَا موسى النبيّ بضربها
تُريكَ من الأظْلام منفلقَ البحرِ
كأنَّ عَمُودَ الصبح يُبْدِي ضياؤه
لعينيك ما في وَجْهِ يحيى من البشر(7/288)
رحيبُ ذُرَى المعروف مُستهدَفُ الندى
تندّى الأماني في حدائقه الخضر
تَحَلّبُ من يمناه ثُجَّاجَة ُ الندى
وَتَنْبُتُ من ذكراه ريحانة ُ الفخر
له سيرة ٌ في ملكه عُمْرِيّة ٌ
وكفٌّ من الإعدام جابرة ُ الكسر
بعيدٌ كذات الشمس دان كنورها
وإن لم تنلْ ما نال من شرفِ القدرِ
تكفكفُ عنه سورة َ اللحظ هيبة ٌ
فلله منها ما تصوّر في الفكرِ
كأنَّ الزمانَ الرحبَ من ذكره فمٌ
ونحنُ لسانٌ فيه ينطقُ بالشكر
تعودَ منه المالُ بالجود بذلة ً
لإيسارِ ذي عسر وإغناءِ ذي فقر
فإن أنت لم تنفقهُ أنْفَق نَفْسَهُ
وصار إلى ما كان تدري ولم تدر
كأنَّ عطاياه وهُنّ بداية ٌ
بحورٌ وإن كانت مكاثرة القطر
همامٌ إذا ما همّ أمضى عزائماً
بواترَ للأعْمار بالقُضُبِ البُتْر
وصَيّرَ في إقْحَامِهِ مُهَجَ العِدى
تسيل على مذلوقة ِ الأسل السُّمر
ينوبُ مناب السيف في الروع ذكره
فما ذكرٌ ماضٍ يسيلُ من الذكر
ويختط بالخطيِّ أرضَ كريهة ٍ
يجرّرُ فيها ذيلَ جحفَلِهِ المَجْر
ومُقْتَحِمُ الأبْطالِ يَبْرُقُ بالرّدى
وتخفق في آفاقه عذبُ النصر
محلّقَة ٌ في الجوِّ منه قشاعمٌ
كأن شراراً حشو أعينها الخزر
تروحُ بطاناً من لحومِ عداته
فما لقتيلٍ خرّ في الأرض من قبر
ويثني عن الضرب الوجيع سيوفهُ
من الدّم حُمراً في عجاجاته الكُدرِ
وكم ردّها مَفْلُولة ً حدُّ صبره
إذا جزعُ الهيجاء فلّ شبا الصبر
فلا تأمنِ الأعداء إملاءَ حِلمهِ
بتأخُيرِ نَزْعِ السهم يَصْدَعُ في الصخر
إذا لبد الليث الغضنفر فارتقب
له وثبة ً فراسة ً النابِ والظفر
وربَّ شرارٍ للعيون مواقعٍ
تَحرّك للإحراقِ عن ساكنِ الجمر
فيا ابن تميم والعلى مستجيبة ٌ
لكلّ امرىء ٍ ناداك يا ملكَ العصر
ومنْ مالهُ بالجود يسرحُ في الورى
طليقاً، وكم مالِ من البخل في أسر
حللنا بمغناك الذي يُنْبِتُ الغنى
ويُجْرِي حياة َ اليُسْرِ في ميّتِ العسر
وكم عَزْمة ٍ خضنا بها هَوْلَ لُجّة ٍ
كصارمك الماضي، ونائللك الغمر(7/289)
وجدنا المُنى والأمن بعد شدائد
تقلّبُ أفلاذَ القلوب من الذعر
فمدحك في الإحسان أطلقَ مقولي
وعندك أُفني ما تبقى من العمر
وجدنا المُنى والأمنَ بعدَ شدائدٍ
بأكبرَ لم تعلقْ به شيمة ُ الكبر
وفوزَ أُناسٍ، والمواهبُ قسمة ٌ،
بلثم سحابٍ من أناملك العشر
ورفعَ عقيرات المدائح والعُلى
تصيخُ إلى شعرٍ تكلّمَ بالسحر
بمختَلفِ الألفاظِ والقصدُ واحدٌ
كمختلفِ الأنفاسِ من أَرج الزهر
فمن تاركٍ وكراً إليكَ مهاجرٍ
ومن مستقرٍ من جانبكَ في وكرِ
وإن كنتُ عن مُجْرى السّوابقِ غائباً
فحاضرُ سبْقِي فيه مع قُرْحِ الخطر
ويهدي إليكَ البحرُ دُرَّ مغاصِهِ
وإنْ لم تَقِفْ منه على طرفِ العبر
حميتَ حمى العلياء في الملك ما سرى
إلى الحجرِ السّاري وخَيَّمَ بالحِجْر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
رقم القصيدة : 13337
-----------------------------------
مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
لم يُرْدِهِ جِنٌّ ولا بَشَرُ
وثَنَى الردى عنهُ الردى جَزَعاً
وَسَعَتْ على غيراتِهِ غِيَر
ورمى عِداه بكلّ داهية ٍ
دهياءَ لا تُبقي ولا تذرُ
لا عيبَ فيما كان من جللٍ
يجري بكلّ مقدَّرٍ قدر
إنَّ الملوكَ، وإنْ همُ عظموا،
تُغْرى العُداة ُ بهم، وإن حقروا
والغدرُ قد ملىء الزمان به
قِدْماً، وكم نَطَقَتْ به السير
وأولو المكايدِ إنْ رأوا فُرَصاً
ركبوا لها العَزماتِ وابتدروا
والمُصْطَفَى سَمّتْهُ كافِرة ٌ
لتضيرهُ، أو مَسّهُ الضّرَر
وعلا معاوية ً بذي شُطَبٍ
عندَ الصباحِ لشجهِ غُدر
وعصابة ٍ للحينِ قادَ بها
ظُلمُ النفوس وساقها الأشر
حتى إذا ظنوا بأنهم
ربحوا وأنْجَحَ سَعْيُهُمْ، خسروا
وردوا الحتوفَ وبئس ما وردوا
لكنَّهمْ وَرَدوا وما صدروا
مثلَ الفراش تقحمتْ سُعراً
فانْظُرْ إلى ما تصْنَعُ السُّعُر
خذلوا وما نصروا على ملكٍ،
ما زالَ بالّرحمن يَنْتَصِرُ
ردّوا المكايد في نحورهم(7/290)
عن عادلٍ بِسيوفِهِ نُحِروا
كان ابتداءُ فسادِهِمْ لَهُمُ
وعليهمُ بصلاحه الخبرُ
رفعوا عُيْونَهُمُ إلى قَمَرٍ
فرماهمُ برجومهِ القمر
صبّ الحديدَ عليهمُ ذَرِباً
فكأنهم من حولهِ جزرُ
عجباً لهم بُطنوا بعيشهمُ
وبقتلهمْ إذْ صُلّبُوا ظَهَروا
يبستْ جذوعهمُ وهمْ ثمرٌ
للضُّبْعِ أينعَ ذلك الثّمر
من كلّ رَابٍ سَلْهَبٍ رَسَخَتْ
منهُ القوائمُ ما له حُضُر
وكأنما الحرباءُ منهُ علا
عُوداً، ونارُ الشمسِ تستعر
أوَما رأوا يحيى ، سعادتهُ
وقفٌ عليها النَّصْرُ والظّفَر
إنّ الزمان خديمُ دولته
يُفْني أعاديها وإنْ كثروا
مَلكٌ على الإسلامِ ذمتهُ
سِتْرٌ مَديدٌ، ظِلّهُ خَصر
سَمْحٌ تَبَرّجَ جودُ راحتِهِ
لعُفاتِهِ، ولعرضه خَفر
ذو هيبَة ٍ كالشّمْسِ مُنْقَبِضٌ
عنها، إذا انبسطتْ، له النّظر
والعَدلُ فيها والتّقَى جُمِعَا
فكأنَّ ذا سمعٌ وذا بصر
خفض الجناح وخفضهُ شرفٌ
وعلى السمّاكِ علا له قدرُ
مُتَيَقّظُ العَزَمَاتِ تحسبُها
ينتابها من خوفِهِ السّهرُ
كالسيفِ هُزّ غِرارُهُ بيدٍ
للضربِ، وهو مصَمِّمٌ ذكر
وكأنّ طيب ثنائِهِ أرجٌ
عن روضه يتنفسُ السحرُ
تنْمِي على الأعداءِ عَزْمَتُهُ
والزند أوّلُ نارهِ شررُ
وكأن ركنَ أناتهِ سبلٌ
بمواردِ المعروفِ ينفجرُ
يا فاتِكاً بِعُداتِهِ أبدا
إنّ الذئاب تُبيدها الهُصُر
شكرا فإنَّ السّعْدَ متّصِلٌ
وُصِلَتْ بهِ أيَّامُكَ الغرر
واسْلَمْ فإنَّكَ في الندى مَطَرٌ
يمحو المحولَ، وللهدى وزرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
رقم القصيدة : 13338
-----------------------------------
ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
ولا اختفى قَمَرٌ حتى بدا قَمَرُ
قد مات يحيى فماتَ الناسُ كلهمُ
حتى إذا عليٌّ جاءهم نُشروا
إنْ يُبْعَثُوا بسُرورٍ مِنْ تملُّكه
فمنْ منية ِ يحيى بالأسى قُبروا
أوْفَى عليٌّ فَسِنّ الملكِ ضاحكة ٌ(7/291)
وعينُهُ من أبيه دمْعُها هَمِر
يا يَوْمَ وَلّى عن الدّنيا به طُمِسَتْ
بظلمة ِ الرزءِ من أنوارِكَ الغُرَر
ومادَتِ الأرضُ من فقدانها جبلاً
ينابعُ الجودِ من سفحَيه تنفجر
لم تُغْنِ عنه غياضٌ من قناً وظُباً
حمرُ الحماليق فيها أسدها الهصُرُ
يرونَ زُرْقَ ذئابٍ ما ثعالُبها
إلاَّ عواملُ في أيمانها سُمُر
ويتركونَ إذا جَيشا الوغَى انتظما
سلخاً كساه حديداً حيّة ٌ ذكر
وديعة ُ السيلِ في البطحاء غادرها
تقري الرماحَ بها الآصالُ والبكر
لم يُغنيا عنه: لا عزٌّ يدلُ بهِ
مَنْ كانَ بالكبر في عرنينه أشرُ
ولا مهابة محجوبٍ تبرجُها
كأنه عندَ أبصارِ الورى خفر
شُقّتْ جيوبُ المعالي بالأسى وبكَتْ
في الخافقين عليهِ الأنجمُ الزهرُ
إذ السماءُ بصوتِ الرعدِ صرختها
يكادُ منها فؤادُ الأرْضِ يَنْفَطِر
والجوّ مُتّقِدُ الأحشاءِ مُكْتَئِبٌ
كأنَّما البرقُ فيها للأسى سُعُر
وقل لابنِ تميمٍ حُزنُ مأتمها
فكلّ حزنٍ عظيمٍ فيه محتقرُ
قامَ الدليلُ ويحيى لا حياة َ لهُ
إنَّ المنِيَّة َ لا تُبْقِي ولا تذر
أمسى دفيناً ولم تُدْفَنْ مَفاخِرُهُ
كالمسكِ يُطوى ، ونشرٌ منه ينتشرُ
قد كنتُ أحسبُ أن أُعْطَى مُنايَ به
وأن يطولَ على عمري لهُ عمر
وها أنا اليومَ أرثيهِ وكنتُ لهُ
أنقّحُ المدحَ، والدنيا لها غيرُ
يا ويحَ طارقِ ليلٍ يستقل به
سامي التليلِ براه الأينُ والضُّمر
في سرجِهِ من طُيورِ الخيلِ مُبْتَدِرٌ
وما جناحاه إلاّ العنقُ والخصر
يَطوي الضميرَ على سرٍّ يُكِنّ به
بُشْرَى ونَعْيٍ، حَيَارَى منهما البشر
لولا حديثُ عليّ قلتُ من أسفٍ
بفيك -يا من نعى يحيى لنا- العفر
إنْ هُدّ طودٌ فذا طودٌ يُعادله
ظلٌّ تُؤمَّنُ في أفيائِهِ الجدر
أو غيضَ بحرٌ فذا بحرٌ بموضعهِ
لوارديه نميرٌ ماؤه خَصِرُ
يا واحدا جُمعَتْ فيه الكرامُ ومَنْ
بسيفهِ ملّة ُ التوحيد تنتصر
أوجَفْتَ طِرْفَكَ والإيجافُ عادتُهُ
والصبحُ محتَجَبٌ واللّيلُ معتكر(7/292)
لمَّا سَريتَ بجيشٍ كُنْتَ جُمْلَتَهُ
وما رفيقاكَ إلاَّ النصرُ والظفر
طوى له الله سهباً بتّ قاطِعَهُ
كأنما بُعْدُهُ بالقربِ يُختصرُ
وقصّرَ السعدُ ليلاً فالتقى عجلاً
منهُ العشاءُ على كفّيك والسحر
وفي ضلوعِكَ قلبٌ حشوه هِمَمٌ
وبين عينيكَ عزمٌ نَوْمُهُ سَهَر
حتى كسوتَ حياة ً جسمَ مملكة ٍ
بردّ روحٍ إليه منكَ ينتظرُ
هنئتَ بالملكِ إذْ عُزّيتَ في ملكٍ
لِمَوْتِهِ كانَ منكَ العيش يذّخر
جلست في الدست بالتوفيق وابتهجت
بكَ المنابرُ والتيجانُ والسُّررُ
أضحتْ عُلاكَ على التمكين ثابتة ً
فطيبُ ذكركَ في الدنيا له سَفَر
تناوَلَ القَوْسَ باريها، فأسْهُمُهُ
نوافدٌ في العدى ، أغراضُها الثُّغَر
وقامَ بالأمْرِ سَهْمٌ منكَ مُعْتَزِمٌ
يجري من الله في إسعادِهِ القَدر
وأصبَحَتْ هِمَمُ الآمالِ سانية ً
عن العطايا التي عُنوانها البدر
وأنتَ سمحٌ بطبعٍ غير منتقل
سِيّانَ في المحل منكَ الجُوْدُ والمطر
واسْلَمْ لعزّ بني الإسلامِ ما سَجَعَتْ
سوامرُ الطير وانآدت بها السَّمُرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
رقم القصيدة : 13339
-----------------------------------
كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
وَصُلْتَ على العادينَ بالعزّ والنصر
وأصبح قولُ المبطلين مكذَّباً
ومدّ لكَ الرحمنُ في أمدِ العُمرِ
وأينَ الذي حَدّ المنجِّمُ كَوْنَهُ
إذا مرّ للصوّامِ عشرٌ منَ الشهر
وما قرعَ الأسماعَ بالخبر الذي
أبى اللهُ إلا أنْ يكذَّبَ بالخبر
غدا الزّيجُ ريحاً في تناقضِ علمه
وتعديله عُرفاً أحالَ على نُكر
فهلاَّ رأى قَطْعاً عليهِ بِسَجْنِهِ
ومشياً بُدهْمٍ كانَ بالكبو والعثر
وانّ عليّاً ينتضي القضبَ التي
يَرُدّ بها مَدّ العُداة ِ إلى قَصْر
لقد ضلّ عبّاد النجوم وما اهتدوا
ببعثِ رسولٍ للأنامِ ولا ذكر
وكم مرّ في الدنيا لهم مِنْ مُمَخْرِقٍ
مِنَ الناس مطويّ الضلوع على غمر(7/293)
إذا جالَ في علم الغيوب حسبتهُ
مسيلمة َ الكذّابَ قامَ من القَبْر
أباطيلُ تجري بالحقائق بينهم
من الكذب منهم لا عن السبعة الزهر
وميلٌ إليها بالظنونِ وإنَّما
يُنَكِّبُ عنها كلُّ يقظانَ ذو حِجّر
وما الشّهْبُ إلاَّ كالمصابيحِ تلتَظي
مع اللّيلِ للساري وتخمدُ في الفجر
فيا أيها المغتر بالنجمِ قلْ لنا
أتعلمُ سّرا فيه من ربّه يَسْري
وبينكما بَوْنٌ بعيدٌ فما الذي
تَقَوّلَهُ الغفرُ اختلافاً عن الغفر
فيا أحْلَمَ الأمْلاكِ عن ذي حِبَالَة ٍ
وإنْ جاءَ في الأمرِ الذي جَدّ بالإمْر
تدارك جهولاً ضلّ أو زلّ أوْ به
جنونٌ فما يرتابُ للسيف في النحر
فصبرٌ جميلَ الصفحِ عنهُ عقابهُ
فقد جَلّ منكَ القدرُ عن ضَعة ِ القدر
سُعودكَ في نيلِ المنى لا توقّفت
من الله تجري، لا من الشمس والبدر
ملكتَ فمهّدتَ الأمورَ مُجَرَّدا
لتمهيدها رأي المجرِّبِ لا الغُمر
ونظمت حبّاتِ القلوب مَحَبّة ً.
عليك، وقد كانت مباينة َ النثر
لأمرٍ أدمتَ الحصر في حربِ جربة ٍ
وما حَرْبُها إلا مداوَمَة ُ الحصر
وتَرْكُكَ بالزّرْقِ اللّهاذِمِ أهْلَهَا
وبالبيض صرعى في الجزيرة كالجزر
وما ضُويقُوا من قبلِ هذا وإنّما
بقدرِ التهاب النار تغلية ُ القدر
بسير جيوشٍ في البحور إليهمُ
تُحيطُ بهم زحفاً مع المدّ والجزر
إذا انتقلت بالصيد قلتُ تعجباً
متى انتقل الآجام بالأسدِ الهصر
مجرِّدَة ً بيضَ الحتوفِ خوافقاً
بها العذباتُ الحمر في اللجج الخضر
وكلّ مديرٍ يتّقي بمجاذف
مشاكلة التشبيه في الأنمل العشر
ترى الشحمَ فوق القارِ منه مميَّعاً
فيا من رأى ليلاً تَسَرْوَلَ بالفجر
سوادُ غرابٍ في بياضِ حمامة ٍ
تطيرُ بهِ سبحاً على الماءِ أو تجري
قطعتَ بهم في العيش من كل جانبٍ
فقد أقصروا فيها عن النظم بالنثر
وكم طائرٍ منهم قصصتَ جناحهُ
فأصبحَ مسجوناً عن النهضِ في الوكر
لمَّا رأوا أن المخنَّق منهمُ
سددتَ به مجرى التنفسِ في الصدر
أنابوا وتابوا عن ذنوبٍ تقدّمت(7/294)
بزعمهمُ من قطعهم سُبُلَ البحر
فإن نشروا ما بينهم لك طاعة ً
وقد طُويت منهم صدورٌ على غمر
فعندك نارٌ تركبُ الماءَ نحوهم
لها زُنُدٌ يقدحن من زُنُدٍ بُتْرِ
ونبلٌ كنبل الأعين النجل أرسلت
تطيرُ بريشٍ مستعار من النسر
تنصَّلُ للأعداءِ في الحرب بالردى
إذا نُصِّلَتْ هاتيكَ في السلم بالسحر
ولن يخدعوا في الحرب، وهو مبيدهم،
فتى ً كان مولودا من الحرب في حِجْر
وأنت من الأعداءِ أدهى خديعة ً
إذا ما صدمتَ الجيش في الجيش بالمكر
وكنتَ عن التحريض بالحزم غانياً
وهل يَعْدَمُ الإحراقَ مُتّقِدُ الجمر
خُلقتَ لنا من جوهر الفضل سيداً
ويمناكَ من يُمْنٍ وَيسْراك من يُسْر
وعوّلَ في العسر الفقير على ندى
يديك، وهل يغنى الكسير عن الجبر
زمانك لا ينفكّ يفترس العدى
كذي لِبْدَة ٍ مُسْتَعْظَمِ الناب والظفر
وطعماكَ من شهد، وطاب لأهله،
وخُلقاكَ من سهل عليهم ومن وعر
حياة ابن يحيى للأعادي منيّة ٌ
وأعمارهم مبتورة ٌ منه بالعمر
لقد فخرت منه العلى بسميذعٍ
لإحسانه وجهٌ تبرقعَ بالبشر
بأكبر يستخذي له كلّ أكبرٍ
فُيطرقُ إطراق البغاثة ِ للصقرِ
إذا مُدِحَ الأملاك قام بمدحه
لهُ قَدِمُ الدنيا على قَدَمِ الفخر
إليك امتطينا كلّ راغٍ بموجه
كا جرجر القرمُ الحقودُ على المكري
إذا ما طما وامتدّ بالرّيح مدُّهُ
ذكرنا به فيَّاضَ نائلك الغمرِ
ولولاك لم نركب غواربَ زاخرٍ
مسنَّمة ً في اللحم منه إلى العمر
وإن فاتني إعذار شبليك بالغنى
فإنَّ بترك العزم متّضح العذرِ
ضعفتُ عن النهضِ القوي زمانة ً
ونُقلَ بعد الباع خطوي إلى شبر
وإني لأهدي في سلوك غرائبي
ومُعجز نظمي كلَّ جوهرة بكر
إذا ما بنى بيتاً من الشعر مقولي
ثنى نابياً عن هدْمِهِ معولَ الدهر
وما الشعرُ ما يخلو من الكَسْرِ وَزْنُهُ
ولكنَّه سحرٌ وبابلهُ فكري
وإني بما فوق المنى منك مُوقِنٌ
وكم شَرَقٍ لليث من وابل القطر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عجبي من سكينتي وَوَقَاري(7/295)
عجبي من سكينتي وَوَقَاري
رقم القصيدة : 13340
-----------------------------------
عجبي من سكينتي وَوَقَاري
بعد صَيْدِ المها وَخَلْعِ العِذار
واجتلائي من الشموس عروساً
نَقّطَتْ خَدّها بزُهْرِ الدراري
بنتُ ما شئتُ من زمانٍ قديمٍ
يَنْطوِي عُمْرُها على الأعصار
في صَمُوتٍ أقرّ بالنشر منها
وهو تحت الصعيد نائي القرار
فإذا فضّ خاتمٌ عنه أهدت
أرَجَ المسك وهي في ثوب نار
قهوة ٌ مَزّقَتْ بكفِّ سناها
بُرْقُعَ الليل عن مُحَيّا النهار
عدلتْ بعد سيرة الجور لمّا
نَرْجَسَ المزجُ لونَها الجُلّناري
وحلى نشرها النسيم ولكن
بعدما نامَ في حجور البهار
وهي ياقوتة ٌ تُبرقعُ خدّاً
من جُمانٍ منظَّمٍ بعجار
كلّما صافحتْ يداً من لجينٍ
منحتها أناملاً من نضار
جوهرٌ يَبْعَثُ المسَرّة َ منه
عرضٌ في لطائف الجسم سار
وكأنّ العيونَ تلحظُ منه
صورة ً روحها من الجسم عار
أنكحوا عند مزجها الماءَ نارا
فارتمت عند لمسه بالشرار
وانبزتْ منهما ولائدُ دُرٍّ
طائرِ الوثب عهما بالنفّار
في قميص الشراب منها شعاعٌ
يُبْرِدُ الهمَّ وهو عَيْنُ الأوار
في رياضٍ تَنَوَّعَ النَّوْرُ فيها
كاليواقيت في حِقاقِ التِّجار
فكأن البنفسج الغضّ منه
زرقة ُ العَضّ في نهود الجواري
وكأنّ الشقيقَ حُمْرُ خدودٍ
نقّطَ المسكُ فوقها بانتثار
مُطْرِبٌ عندها غناءُ الغواني
في سنا الصبح أو غناءُ القماري
كانَ ذا كلّه زمانَ شبابٍ
كنتُ فيه على الدُّمَى بالخيار
هل تردُّ الأيام حسني ومَنْ لي
بكمالِ الهلال بعد السرار
نحن قومٌ ما بيننا نتناجى
بالأحاديث في الملوك الكبار
ملكٌ في حماية المُلكِ منه
دَخَلَ الناس في حديث البحار
ووجدنا فخر ابن يحيى عريضاً
ظُنّ ما شئت غيرَ ضيق الفخار
ملك في حماية الملك منه
قَسْوَرٌ شائكُ البراثن ضار
عادلٌ يتقي الإله ويعفو
عن ذوي السيئات عَفْوَ اقتدار
أسكنَ الله رأفة ً منه قلباً
وَرَسَا طودُ حلمه فى الوقار
لا تزالُ الأبرارُ تأمنُ منه(7/296)
سطوة ً تُتقى على الفجّار
أريحيّ حُلْوُ الشمائل تجري
بين أخلاقِهِ شَمُول العقار
لا يُجَارَي لسبقه، فلهذا
لم يَجِدْ فى مَدَى العُلى من يجاري
كلّ فضلٍ مقسّمٍ في البرايا
منه، والشمس عنصرُ الأنوار
فالقٌ هامة َ الشجاع بعضبٍ
مطفىء ٌ روحهُ بإيقاد نار
وإذا الحرب أقبلت بالمنايا
كرّ، والذمرُ لائذٌ بالفرار
لم تنمْ عنده الظبا في جفونٍ
فالهدى بانتباهها ذو انتصار
وهو في حميرَ الملوكِ عريقٌ
في صميم العلى وَمَحْضِ النّجار
سادة ٌ يُطْلِعُ الدراريِّ منهم
فَلَكٌ في العلى قديم المدار
همْ أقاموا زَيْغَ العدى بذكورٍ
تكتسي بالدماء وهيَ عَوَار
حيث يلقونهم بوضع خدود
لهمُ في الثرى ورفع عَمَار
عدَّ عن غيرهم وعوّلْ عليهم
فهمُ في الوَغى حُمَاة ُ الذمار
وإذا ما قدحتَ نارك فاختر
زندَ مزحٍ لقَدْحها أو عفار
معلَّمٌ في الوغى إذا خاف غفلٌ
شهرة ً منه للإلالِ الحرار
واليعابيبُ حوله تتعادى
كالسراجين بالأسود الضواري
كل بحرٍ يسطو بجدول غمرٍ
جامد فيه وهو بالسيل جاري
والأساطيلُ في الزواخر يرمي
بلدَ الروم غَزْوُهَا بالدمار
يابساتُ العيدان تُثمرُ بالغيـ
دِ إذا أورقتْ ببيض الشفار
راعفاتُ القنا تَلَوّنُ فيها
عذباتٌ كمثل مُصحفِ قاري
محربٌ يقهر العداة ويُلقي
كلكلَ الحربِ منهمُ في الديار
والمنايا كالمُشْفِقَاتِ تُنَادِي
ببنيها حذارِ منه حذارِ
في خميس تُغمضُ الشمسُ عيناً
فوقه من مهيلِ نقعٍ مُثار
تحسب الطيرَ وهيَ وقفٌ عليه
رُقمتْ منه في مُلاء الغبار
عمَّنا في جواره خفض عيشٍ
فذكرنا بذاك حسن الجوار
ننتقي لفظَ وصفه ونروّي
مُدداً في خواطر الأفكار
ونداهُ كما تراه ارتجالٌ
جابرٌ في الفقيرٌ كَسْرَ الفقار
يا ابن يحيى الذي ينيل الغنى بيـ
ـنَ حياءٍ من رِفْده واعتذار
لكَ يدعو بمكة ٍ كلّ برٍّ
حول بيت الإله ذي الأستار
ومطلٌ على مِني بعد حجّ
لِبلوغ المُنى ورمي الجمار
والذي زارَ أرضَ طيبة يَغْشَى
خَدُّهُ قَبْرَ أحمدَ المختار(7/297)
فهنيئاً للعيد عزَّة ُ ملكٍ
باتَ يرمي العدى بذلّ الصَّغار
وابقَ في المُلكِ لابتناء المعالي
وَلِصَوْنِ الهدى وَبَذْلِ النَّضَارِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
رقم القصيدة : 13341
-----------------------------------
هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
صبٌّ يكابد دمعه المتحدرا
باتت له عين تفيض بِلُجّة ٍ
قذفَ السهادُ على سواحلها الكرى
ما بال سالي القلب عنّف من له
قلبٌ بتفتير اللحاظ نقطّرا
ورمى نصيحته إلى قنص الهوى
فإذا رَعَى حَوْلَ الحبائلِ نُفّرا
إن الغرامَ غرامُهُ ذو سَوْرَة ٍ
ومن العيونِ على القلوب تسوّرا
وإذا تعلّقَ بالعلاقة ِ مهتدٍ
ورنا إلى حور الظباء تحيّرا
ومن الفواتك بالورى لك غادة ٌ
كَحَلَتْ بمثل السحر طرفاً أحورا
ملآنُ منها حِقْفُها، وَوِشاحُهَا
صِفْرٌ تخالُ الخَصْرَ فيه خِنْصَرا
عادت سقيماً من سقام جفونها
خطرت عليه كرؤية فتخطّرا
شَرِقَ الظلامُ تألقاً بضيائها
فكأنما شَربَ الصباح المسفرا
سَحَبَتْ ذوائبَها فيا لأساودٍ
نَفثَتْ على القدمينِ مِسْكاً أذفرا
ومشتْ ترَنّحُ كالنزيف ومشيها
فَضَحَ القطاة َ بحسنه والجُؤذَرَا
فعجبتُ من غُصنٍ تُدافِعُهُ الصَّبا
بالنهد أثمر والثنايا نَوَرا
معشوقة ٌ حَيّتْ بودرة ِ وجنة ٍ
وَسَقَتْ بكاسِ فمٍ سُلافاً مُسْكرا
لا تعجبنْ مما أقول فمقولي
عن حُكمِ عيني بالبخيلة أخبرا
إني امرؤ كلّ الفكاهة حازها
والصيدُ كل الصيد في جوف الفرا
يا رُبّ ذي مدّ وجزرٍ ماؤه
للفلك هُلْكٌ قَطْعُهُ فتيسرا
نفخ الدجى لما رآه ميِّتاً
فيه مكانَ الروح ريحاً صرصرا
يُفْضي إلى حي العباب تخاله
لولا رُبى الآذيِّ قيعاً مقفرا
يخشى لوحشته السُّلَيْكَ سلوكَهُ
ويلوكُ فيه الرعبُ قلبَ الشنفرى
خضنا حشاه في حشى زنجية
كمسفّة ٍ شقّتْ سكاكاً أغبرا
تنجو أمامَ القدح وَخْدَ نجيبة َ
فكأنَّه فحلٌ عليها جرجرا(7/298)
بحرٌ حكى جود ابنِ يحيى فيضُهُ
وطما بسيفِ القصر منه فقصرا
أقرى الملوك يداً وأرفع ذمة ً
وأجلّ منقبة ً وأكرمُ عنصرا
لا تحسبِ الهمّاتِ شيئاً واحدا
شتان ما بين الثريا والثرى
بدرِ المهابة يجتبي في دَسْتِهِ
مَلِكٌ إذا مَلْكٌ رآه كبّرا
نجلُ الأعاظم من ذؤابة حميرٍ
صَقَلَ الزمانُ به مفاخرَ حميرا
يزدانُ في العياءِ منه سريرُهُ
بمملَّكٍ في المهد كان مؤمَّرا
لَبِسَ التذلَّلَ والخشوعَ لعزِّهِ
كلّ امرىء ٍ لبس الخنى وتحيرا
وكأنَّما في كلّ مِقْوَلِ ناطقٍ
من ذكره خَوفٌ يُسَلّ مُذكَّرا
وكأنه في الدهر خُيّرَ فانتقى
أيامه من حُسنها وتخيّرا
طلْقُ المحيَّا لا بُسَورَ له إذا
بسرَ الحمامُ بمأزق وتمعرا
أخدوده في الرأس ضربة ُ أبيضٍ
وقلبيه في القلب طعنة أسمرا
وإذا تعرى للشجاع حسامهُ
بكريهة ٍ قتل الشجاعة بالعرا
كم مِنْ صريعٍ عاطلٍ من رأسه
بالضربِ طَوّقَهُ حساماً مبترا
متيقظٌ ملأ الزمانَ لأهله
أمْناً أنامَ به وخوفاً أسهرا
عصفتْ لتدركه الصبا فكأنما
جمدتْ وقرّت خلفه لما جرى
أحبِبْ بذاك السبق إذ هو في مدى
شرفٍ يثيرُ به العلى لا العثيرا
يُسْدِي المكارم من أناملِ مُفْضِلٍ
أغنى الزمان بنيلها مَنْ أفقرا
أحيا به المعروف بين عباده
ربٌّ بسيرته أماتَ المنكرا
وكتيبة ٍ كَتَبَتْ صدورُ رماحها
للموت في صحفِ الحيازم أسطرا
مُلِئَتْ بها الحربُ العَوَانُ ضراغماً
وصلادماً وقشاعماً وسنورا
جاءت لفيفاً في رواق عجاجة ٍ
سوداءَ درْهَمها اللميعُ ودنّرا
وبدا عليٌّ في سماءِ قتامها
قمرا وصالَ على الفوارس قَسْوَرا
بخطيبِ موتٍ في الوقائع جاعلٍ
لغراره رأسَ المدجج منبرا
بحرٌ إذا ما القرنُ رام عبوره
لم يلقَ فيه إلى السلامة معبرا
عَطَبَتْ به مُهَجُ الجبابرة َ الألى
بصروا بكسرى في الزمان وقيصرا
رسبت بلجتّه النفوسُ ولو طفتْ
لحسبتهُ قبلَ القيامة محشرا
وردَ النجيع وسوسنٌ جنباته
ثم استقلّ بهنّ ورداً أحمرا
وكأنما نارٌ تُشَبّ بمتنه(7/299)
أبداً تُحرقُ فيه روضاً أخضرا
فَتَقَ الرياح بفخره فكأنَّما
خُضْنا إليه بالمعاطِس عنبرا
رفع القريض به عقائر مدحهِ
فاهتزّ في يده النّدى وتفجّرا
وأتى العطاء مفضضاً ومذهباً
وأتى الثناء مسهماً ومحيرا
فكأنما زخرت غواربُ دجلة ٍ
وكأنما نُشرتْ وشائع عبقرا
يا من إذا بصرٌ رآه فقد رأى
في بردتيه الأكرمين من الورى
وبدا له أنّا بألْسِنَة ِ العلى
في جوهر الأملاك ننظم جوهرا
من نُور بشرك أشرقَ النور الذي
بتكاثر الأعياد عندك بَشّرا
واسلمْ لملكِكَ في تَقَاعُسِ عِزَّة ٍ
وَأبِدْ بسيفكَ من عدا واستكبرا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
رقم القصيدة : 13342
-----------------------------------
نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
عروساً في خلائقها نفارُ
فإن مزجت وجدتَ لها انقيادا
كما تنقاد بالهخدع النّوار
رأيتُ الراح للأفراح قطباً
عليه من الصبوح لها مدار
إذا ضحكت لمبصرها رياضٌ
بواكٍ فوقها سحبٌ غزار
كأن فروعها أيدٍ أشارتْ
بأطرافٍ خواتمها قصار
ولم أرَ قبل رؤيتها سيوفاً
لجوهرهنّ بالهزّ انتثار
ولا زندا له في الجو قَدْحٌ
مكانَ شرارها همتِ القطار
وقائدة ٍ إليك من القناني
كميتاً جُلّها في الدنّ قارُ
تروحُ لسكرها بك في عثارٍ
إذا مزجتْ لتعدل في الندامى
تطاير عن جوانبها الشرار
وقلتُ وقد نظرتُ إلى عُجابٍ
أثغرُ الماء تضحك عنه نار
تلق مهاه عيشك من مهاة ٍ
وزينتها القلادة ُ والسّوار
تُمَرّضُ مُقّلَة ً ليصحّ وَجَدٌ
تَوَارَى في الضلوع له أُوَار
ويفتنُ شَخْصَكَ المرميَّ منها
فتورٌ بالملاحة ِ واحورار
وخذ ماءً من الياقوت يطفو
له دُرَرٌ مجوَّفة ٌ صغار
يريك حديقة ً من ياسمينٍ
تفتح وسطها له جلّنارُ
إذا فتحَ المزاجُ اللونَ منها
مضى وردٌ لها وأتى بَهَار
فقد طرد الكرى عنَّا خطيبٌ
رفيعُ الصوتِ منبره الجدار
ورقّ ذَمَاءُ نَفْسِ الليل لمَّا(7/300)
تَنَفَّسَ في جوانبه النهار
أدِرْ ذَهَبَ العقار لِنَفْيِ همٍّ
ولا تحزنْ إذا ذهبَ العقار
فللمعروف في يُمْنى عليّ
غِنى ً لا يُتقى معهُ افتقار
هو الملكُ الذي اضطربت إليه
بِقَصْدِهِ الخضارمُ والقفار
ترفّعَ من معاليه محلاَّ
له في سمكهِ الدريُّ جار
وأعْرَقَ في نجارٍ حميريٍّ
فطابَ الفرعُ منه والنجار
وما زالوا بأنْواع العطايا
له يمنى تجاودها يسار
تعمّ الوفدَ من يده أيادٍ
كأنَّ البحرَ من يده اختصار
ويسمحُ زنده بجذى تلظّى
إذا زندٌ خبا ووهى العفار
وإن وهبتْ الألوف وهنَّ كثْرٌ
تقدمَ قبلهنَّ الإعتذار
عظيمُ الجدّ يضرب من ظباه
ويطعن من أسنته البوار
يسيرُ وخلفه أبطالُ حربٍ
على حوض المنون لهم تَبَار
إذا أضحى شعارُ الأسدِ شعراً
فمن زردِ الدروع لهم أشعار
وقد وَسِعَتْهُمُ الحَلَقاتُ منها
وأحمتهنّ للهيجاء نار
يخوضُ حشى الكريهة منه جيشٌ
نجومُ سمائه الأسَلُ الحرار
بحيث تغور من قمم الأعادي
جداولُ بالأكفِّ لها انفجار
إذا لبست سماءٌ منه أرضاً
دجاها فوقه نقع مثار
تريك قشاعماً في الجوِّ منها
حوائمَ كلما ارتكم الغبار
حسامُك نورُ ذهنك فيه صَقْلٌ
وعزمكَ في المضاء له غرار
لقد أضحى على دين النصارى
لدين المسلمين بك انتصار
حميتَ ذمارهُ برّاً وبحراً
بمرهفة ٍ بها يُحمى الذمار
أراكَ الله في الأعلاج رأياً
لهم منه المذلة والصغار
رأوا حربية ً ترمي بنفطٍ
لإخمادِ النفوس له استعار
كأنَّ المُهْلِ في الأنبوب منه
إلى شيِّ الوجوه له ابتدار
إذا ما شُكّ نحرُ العلجَ منه
تعالى بالحِمام له خُوَار
كأنَّ منافسَ البركان فيها
لأهوالِ الجحيم بها اعتبار
نحاسٌ ينبري منه شواظٌ
لأرواح العلوج به بَوَار
وما للماءِ بالإطفاءِ حكمٌ
عليه لدى الوقود ولا اقتدار
فردّ الله بأسهمُ عليهمْ
فربحهُمُ بصفقتهم خسار
وخافوا من مناياهُمْ وَفَرّوا
فدافَعَ عن نفوسهم الفِرار
وقد جعلوا لهم شُرعَ الشواني
مع الأرواحِ أجنحة ً وطاروا
وهل يلقى مصادمة ً حصادهم(7/301)
جبالاً سحقها لهمُ دمار
ليهنكَ أنّ ممتنعَ الأماني
لكفّكَ في تناولها اختيار
لك الفُلْكُ التي تجري بسَعْدٍ
يدورُ به لكَ الفَلَكُ المُدَار
تهبّ له الرياح مُسَخَّراتٍ
وتسكنُ في تحركها البحار
ومتا حملته من أنواع طيبٍ
فمدحٌ عرفهُ لك وافتخار
أمولانا الذي ما زال سمحاً
إليه بكلّ مكرمة ٍ يُشار
أرى رسمي غدا بيدي كرسم
عفا وعفَتْ له بالمحل دار
وكانتْ لي شموسٌ ثم أضحت
بدوراً والبدور لها سرار
وبين سناهما بونٌ بعيدٌ
وذا ما لا يُرادُ به اختيار
وجدتُ جناحَ عصفورٍ جناحي
فأصبح للعُقابِ به احتقار
فلي نهضٌ يجاذبني ضعيفٌ
أتنهضُ بي قوادمه القصار
فرُدّ عليّ موفوراً جناحي
وإلا لا جَنَاحَ ولا مَطَارُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
رقم القصيدة : 13343
-----------------------------------
خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
فعينيَ ملأى بالهوى ويدي صِفْرُ
سرى والدجى الغربيبُ يخفي مكانه
فنمّ عليه من تضوّعها نشرُ
وقد صَوّبَ النسرُ المحلّقُ تالياً
أخاهُ ومات الليل إذْ وُلِدَ الفجر
ألمّ بصبٍّ ليس يدري أمِرْجَلٌ
يفور بنيران الأسى منه أو صدر
غريبٌ جنى أرْيَ الحياة وشَرْيَها
ويجني الفتى بالعيش ما يغرس الدهر
أنازحة َ الدار التي لا أزورها
إذا لم يُشَقَّ البحرُ أو يُقْطَعِ القفر
إذا بَعُدَتْ دارُ الأحبَّة بالنوى
فذاك لهم هجرٌ وإنْ يكن هجر
رحلت ولم يَرْحَلْ عشيَّة َ بيننا
معي برحيل الجسم قلبٌ ولا صبر
وداءُ خُمار الشُّربِ سوفَ يُذيبني
فقد نزحت في فيك غزر به الخمر
وما زال ماءُ العين في الخد مُعْطِشي
إلى ماءِ وجهٍ في لقائي له بِشْر
عسى البعدُ ينفي موجبُ القربِ حكمه
فعند انقباض العسر ينبسط اليسر
عسى بيننا يبقي المودَّة بيننا
ولا ينتهي منّا إلى أجلٍ عمر
فقلْ لأناسٍ عرّسوا بسفاقسٍ
لطائرِ قلبي في مُعَرَّسكم وَكْر
وفرخٍ صغيرٍ لا نهوضَ لمثله(7/302)
يُراطنُ أشكالاً مَلاقِطُها صُفْر
إذا ما رأى في الجوّ ظلّ محلّقٍ
ترنّمَ واهتزت قوادمه العشر
يظنّ أباه واقعاً فإذا أبى
وقوعاً عليه شُبّ في قلبه الحجر
يلذّ بعيني أن تري عينه وأن
يُلفّ بنحري في التلاقي له نحرُ
أحنّ إلى أوطانكم وكأنَّما
ألاقي بها عصر الصبا، سُقيَ العصر
ولم أرَ أرضاً مثلَ أرضكُم التي
يُقبِّلُ ذيلَ القصرِ في شطها البحر
يمدّ كجيشٍ زاحفٍ فإذا رأى
عطاءَ عليّ كان من مدّهِ جزر
أما يخجلُ البحرُ الأجاجُ حلوله
ببحرٍ فراتٍ ما للجَّتهِ عبر
جوادٌ إذا أسدى الغنى من يمينه
تحوّلَ عن أيمانِ قصّادهِ الفقر
حمى ثغره بالسيف والرمح مقدماً
ويحمي عرينَ القَسْورِ النَّابُ والظفر
إذا ما كسونا المدحَ أوصافَهُ ازدهى
فَطيّبَ أفواه القوافي له ذكر
يصولُ بعضبٍ في الكفاح كأنَّه
لسانُ شواظ منه يضطرم الذعر
وتحسبُ منه الريح تغدو بضيغم
على جسمه نِهيٌ وفي يده نهرُ
ومعتذرٌ عما تنيلُ يمينه
وكلّ المنى في البعض منه فما العذر
بصيرٌ بمردي الطعن يُغري سنانه
بجارحة ٍ في طيِّها الوِردُ والغَمر
يجولُ فيلقي طعنة ً فوق طعنة ٍ
فأولاهما كَلْمٌ وأخراهما سَبْر
إذا رفع المغرور للحين رأسه
يُعَجِّلُهُ من مَدّ عامله قَصْر
وهيجاء لا يُفْشِي بها الموتُ سرّهُ
إذا لم يكن بالضرب من بيضها جهرُ
تهادى بها جُرْدٌ كأن قتامها
ظلامٌ وأطرافَ القنا أنجمٌ زهر
إذا قَدّتِ البيضُ الدروعَ حسبتها
جداولَ في الأيمان شُقّتْ بها غُدر
فكم صافحت منها الحروب صفائحٌ
وفتْ بحصادِ الهام أوراقها الخضر
ليهْنِ الرعايا منك عدلُ سياسة ٍ
ودفعُ خطوبٍ لليالي بها غدر
ويسرٌ حَسَمْتَ العُسْرَ عنهم بصنعه
كما حَسَمَ الإسلامُ ما صَنَعَ الكفر
فلا زلتَ تجني بالظبا قِمَمَ العِدى
وتثمرُ في الأيدي بها الأسَل السمر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
رقم القصيدة : 13344(7/303)
-----------------------------------
ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
تدور إذا حركتها في حشا كُرهْ
فلا فَلكٌ إلاَّ يُخَصّ بدورة ٍ
موافقة ٍ منها الخلافَ مقَرَّره
وللفلك النَّاريَّ منهنَّ كفَّة ٌ
ترى النارَ فيها للبخور مُسعّره
تمرّ على فرش الحرير وغيرها
وراء حجاب وهي غيرُ مؤثره
وتبدي دخاناً صاعداً من منافسٍ
مصندلة ٍ أنفاسهُ ومعنبره
ولم أرَ ناراً تطعم الندّ قبلها
لها فَلَكٌ في الأرض في جوف مجمره
تلطّفُ أجساماً كثافاً بلدغها
فتصعدُ أرواحاً لطافاً مُعَطَّرَة ْ
وتغشى عليّاً نَفحة ٌ كثنائه
مُرَدّدَة ٌ في مدحه ومكرره
همامٌ إذا سلّ المهنّد في الوغى
وأغمده في الهام بالضرب حمّره
رزينُ حصاة ِ الحلم شهمٌ مهذبٌ
ترى منه بدراً في السرير وقسوره
بنى سعدُه قصراً على البحر سامياً
فتحسبه من جوهر الحسن صوّره
ينيرُ على البعْدِ ائتلاقاً كأنَّما
على الشطِّ لقى لجُّهُ منه جوهره
أبَرّ على إيوان كسرى فلو رأى
مراتبهُ في الملك منه لأكبره
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
رقم القصيدة : 13345
-----------------------------------
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
ما كذا تسنحُ المهاة ُ النفورُ
من لها أنْ تعيرها منكِ مشياً
قَدَمٌ رَخْصَة ٌ وخطوٌ قصير
أنت تسبين ذا العفاف بدلّ
يستخفّ الحليمَ وهو وقور
وهي لا تستبي بلفظ رخيم
يُنزِلُ العُصْمَ وهي في الطود فور
وحديثٍ كأنَّهُ قِطَعُ الرّوْ
ضِ إذا اخضلّ من نداه البكور
فثناني من روض حسنك عنها
نرجسٌ ذابلٌ ووردٌ نضير
وشقيقٌ يُشقّ عن أقحوانٍ
لنقاب النقا عليه خفير
وأريجٌ على النوى منك يسري
ويجيب النسيم منه عبير
وثنايا يضاحكُ الشمسَ منها
في مُحْيّاكِ كوكبٌ يستنير
ريقها في بقيّة ِ الليل مسكٌ
شِيبَ بالرّاحِ منه شهدٌ مشور
لسكونِ الغرامِ منه حراكٌ
ولميتِ السقام فيه نشور
ألبسَ الله صورة ً منكَ حسناً
وعيونُ الحسانِ نحوكِ صور(7/304)
لكِ عينٌ إنْ ينبعِ السحرُ منها
فهو بالخَبْلِ في العقول يغور
وجفونٌ تشير بالحبّ، منها
عن فؤادٍ إلى فؤادٍ سفيرُ
وقعتْ لحظة ٌ على القلب منها
أفلا يترك الحشا ويطير
يطبعُ الوشي فوق حسنك لمساً
منه أمثال ما له تصوير
فإذا ما نمى الحديث إليها
قيل هل ينقشُ الحريرَ حرير
أنت لا ترحمين منك، فَيُفْدَى ،
مِعْصَماً في السوار منه أسير
فمتى يَرْحَمُ الصَّبَا منك صَبّا
فَاضَ مستولياً عليه القتير
ودعيني فقد تَعَرّضَ بَيْنٌ
بوشيكِ النوى إليَّ يشيرُ
وغلى بالفراق مِرجلُ حزني
فهو بالدّمْعِ من جُفُونِي يَفُورُ
قالت: اللهم لا أراهُ حَلالاً
بيننا، والعناقُ حظٌّ كبير
قلت: هذا علمتُهُ غيرَ أنِّي
أسالُ اليومَ منك ما لا يضير
فاجعلي اللحظَ زادَ جسمٍ سيبقى
روحهُ في يديك ثم يسير
فَلِي الشوقِ خاذلٌ عن سُلُوّي
ولدينِ الهدى عليّ نصير
ملكٌ تتقي الملوكُ سناه
أوَمَا يَفْرِسُ الذئابَ الهَصُور
وهو ضارٌ آجامهُ ذُبّل الخطّ
على مقتضى العلى وقصور
حازمٌ للطعان أشْرعَ سمرا
حُطمتْ في الصدور منها صدور
وحَمَى سَيْفُهُ الثغورَ فما تَقْـ
ـرّبْ رَشْفَ العُدَاة ِ منها ثغور
ذو عطاءٍ لو أنهُ كان غيثاً
أوْرَقَتْ في المحول منه الصخور
تحسبُ البحرَ بعضَ جدواه لولا
أنَّه في الورود عذب نمير
من تراهُ يحدّ فَضْلَ عليّ
وهو مستصعبُ المرام عسيرُ
فبمعروفه، الخضمّ غنيّ،
وإلى بأسه الحديدُ فقيرُ
كم له من خميسِ حربٍ رحاها
بسيولٍ من الغُمود تدور
أرضهُ من سنابكٍ قادحات
شَرر النّقْعِ، والسماءُ نسور
واجدات القِرى بقتلى الأعادي،
من حشاها لدى النشور نشور
جحفلٌ صُبْحُهُ من النقع ليلٌ
يضحكُ الموتُ فيه وهو بسور
تضع البيضُ منه سودَ المنايا
بنكاح الحروب وهي ذكور
وكأنَّ القتامِ فيها غمامٌ
بنجيعٍ من البروق مطير
وكأن الجوادَ والسيفَ واللأ
مَة َ بحرٌ وجدولٌ وغدير
وإذا ما استطالَ جبّارُ حربٍ
يجزعُ الموتُ منه وهو صبور
والتظى في اليمين منه يمانٍ(7/305)
كاد للأثر منه نَمْلٌ يثور
ودعا وهو كالعُقاب كماة ً
لهمُ كالبُغاثِ عنه قصور
جدلته يدا عليّ بعضبٍ
لِرُبُوعِ الحياة ِ منه دُثُور
فغدا عاطلاً من الرأس لمّا
كان طوْقاً له الحسام البتور
لحظَ الرومَ منه ناظرُ جَفْنٍ
للرّدَى فيه ظُلْمَة ٌ وهو نور
رَمِدتْ للمنون فيه عيونٌ
فكأن الفرندَ فيه ذرور
يا ابن يحيى الذي بكلّ مكانٍ
بالمعالي لهُ لسانٌ شَكُور
لكَ من هيبة ِ العلى في الأعادي
خيلُ رُعْبٍ على القلوب تغير
وسيوفٌ مقيلها في الهوادي
كلما شبّ للقراع هجير
ودروعٌ قد ضوعف النسجُ منها
وتناهَى في سردها التقدير
كصغارِ الهاءاتِ شُقّتْ فأبْدَتْ
شكلَها من صفُوفِ جيشٍ سطور
أنتَ شَجّعْتَ نفسَ كلّ جبانٍ
فاقترابُ الأسود منه غرور
فهو كالماءِ أحرقَ الجسمَ لمَّا
أحدث اللذع في قواه السعير
خيرُ عامٍ أتاكَ في خيرِ وقتٍ
لوجوه الرّبيع فيه سفور
زارَ مثواك وهو صبٌّ مشوقٌ
بمعاليكَ، والمشوقُ يزور
فبدا منك في الجلال إليه
مَلِكٌ كابرٌ ومُلْكٌ كبير
ورأى في فناءِ قصركَ حفلاً
ما له في فِناءِ قَصْرٍ نظير
تشتري فيه بالمكارم حَمْدا
لك منه تجارة ٌ لا تبور
فكأن المُدّاحَ فيه قرومٌ
ملأ الخافقين منه الهدير
بقوافٍ هدوا إليهنّ سُبلاً
ضلّ عنهنّ جرولٌ وجريرُ
إنّ أيَّامَكَ الحسانَ لَغُرٌّ
فكأنَّ الوجوهَ منها بُدور
واصَل العزَّ في مغانيكَ عِزٌّ
دائمُ الملك، والسرورَ سرور
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
رقم القصيدة : 13346
-----------------------------------
هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
يُحْكَى فَيُصْغِي إليْهِ الشُّهْبُ والبَشَرُ
كأنهُ وهو من متنِ الصبا مثلٌ
من كل قُطرٍ منَ الدنيا له خبرُ
ما استحسن الدهر حتى زانه حسن
وأشرقت في الورى أيامُهُ الغرر
شهمٌ له حين يرمي في مناضلة ٍ
سهمٌ مواقعه الأحداقُ والثغر
لو خصّ عصر شباب من سعادته
بلحظة ٍ لم ينله الشيب والكبر(7/306)
ملكٌ جديد المعالي في حمى ملك
ماضٍ كما طُبع الصمصامة الذكر
لقد نهضتَ بعبءِ الملكِ مضطلعاً
به ظهيراك فيه السعد والقدرُ
فإن نصرت على طاغٍ ظفرتَ به
فما حليفاك إلاَّ النصر والظفر
وإن خَفَضْتَ عُداة َ الله أو خُذلوا
فأنت بالله تستعلي وتنتصرُ
أصبحت أكبر تعطي كل مرتبة
حقّاً وسنّكَ مقرُونٌ بها الصغر
يُخْشَى حُسامَك مغْمُودا فكيف إذا
ما سُلْ للضربِ وانْهَدّتْ بهِ القَصَر
وليس يعجبُ من بأس مخايله
من مقلتيكَ عليها يشهد النظر
والشبل فيه طباع الليث كامنة ٌ
وإنَّما ينتضيها النَّاب والظفر
إنّ البلاد إذا ما الخوفُ أمرضها
ففي أمانك من أمراضها نُشر
وما سفاقس إلا بلدة ٌ بعثتْ
إليك عنها لسانَ الصدق تعتذر
وأهلها أهلُ طوعٍ لا ذنوب لهم
إني لأقسم ما خانوا وما غدروا
وإنما دافعوا عن حتف أنفسهم
إذ خَذّمَتْهُمْ به الهندية ُ البتر
ضرورة ٌ كان منهم ما به قُرفوا
وبالضرورة عنهم نكبَ الضررُ
وقد جرى في الذي جاءوا به قدرٌ
ولا مَرَدّ لما يجري به القَدَر
وما على الناس في إحسان مملكة ٍ
إذا تشاجرَ فيه المدّ والحَسَر
كلٌّ لعلياكَ قد كانت حميّتُهُ
مؤكّدا كلّ ما يأتي وما يذر
وهم عبيدُكَ فاصفحْ عن جميعهُمُ
فالذنْبُ عند كريم الصفح مُغْتَفِرُ
بَكَوْا أباك بأجفانٍ مؤرَّقة
أمْوَاهَهُنّ من النّيران تنفجر
ورحمة ُ الله تترى منهم أبداً
عليه ما كرّت الآصال والبكر
حتى إذا قيلَ قد حاز العلى حسنٌ
مَدّوا إلى أحْمَدَ الألحَاظَ وانتظروا
وقبّلوا من مذاكي خيله فرحاً
حوافراً قد علا أرساغها العفرُ
مالوا عليها ازدحاماً وهي تَرْمَحُهُمْ
فكمْ بها من كسيرٍ ليس ينجبرُ
شوقاً إليهم ومحضاً ممن وفائهمُ
لم يَجْرِ في الصّفْوِ من أخلاقه كدر
أبوك مَدّتْ عليهم كفُّ رأفته
منها جناحاً مديدا ظلَّه خَصِر
حَدتْ لهم في قوام الأمر طاعتُهُ
حدّاً فما وَرَدُوا عنه ولا صدروا
وألفَ اللهُ في الأوطانِ شملهمُ
فنُظّموا في المغاني بعدما نثروا(7/307)
وأنتَ عدلٌ فسرْ فيهم بسيرته
فالعَدْلُ في المُلْكِ عنه تُحْمد السير
أنتمْ مُلوكُ بني الدّنْيا الذين بهمْ
تَرْضٍى المنابِرُ والتيجانُ والسرر
أعاظمٌ من قديم الدهر مُلْكُهُمُ
ترى المفاخرَ تستخذي إذا افتخروا
من كل مقتحمٍ في الحرب معتزمٌ
ذمرٌ له في ضمير الغمدِ ذو شطبٍ
كأنه بارقٌ يسطو به قمرُ
"شمسُ العداوة حتى يُستقاد لهم
وأعظم الناسِ أحلاماً إذا قد رأوا"
إليك طَيّبَ روضُ المدح نَفْحَتَهُ
لمّا تفتّح فيه بالندى زهرُ
يجوبُ منه ذكي المسك كلّ فلاً
طيباً ويعبرُ منه العنبرُ الذفر
كأنَّ زُهْرُ الدراري فيه قد نُظِمَتْ
كما تنظّمُ في أسلاكها الدررُ
يا من تضاعفَ فيضُ الجودِ من يدهِ
كأنَّما البحرُ من جَدْوَاهُ مختصر
إني نأيتُ وحظي حطَّ منزلة ً
كأنما طول باعي عاقهُ قصرُ
وقد نُسيتُ وذكري لا خفاءَ به
والمسكُ يُطوى ونشرٌ منه ينتشرُ
وقد بعثتُ رثاءً في أبيك، ولي
حزنٌ عليه فؤادي منه ينفطر
وما بدا لي من جودٍ أمرتَ به
عينٌ، تفوز به عيني، ولا أثر
وكفّكَ المزنُ تسْقِي من دَنَا ونأى
وليس من غيرِ مُزْنٍ يرتجى المطر
بقيت للدين والدنيا وأهلهِما
وَمُدّ في رتب العليا لك العمر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
رقم القصيدة : 13347
-----------------------------------
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
وأن يهدم الإيمان ما شاده الكفرُ
وأن يُرْجعَ الأعلاجَ بعد عِلاجها
خزايا على آثارها الذلّ والقهرُ
ليهنك فتحٌ أولغ السيف فيهمُ
ولاح بوجه الدين من ذكره بشرُ
بِسَعْدٍ كساكَ الله منه مهابة ً
وإشراقَ نور منه تقتبسُ الزُّهر
ودون مرامِ الروم فيما سموْا له
قلائدُ أعناقٍ هي القضبُ البتر
وخطية ٌ تختطّ منهم حيازماً
وأحداقها زرقٌ وأجسادها حمرُ
إذا أُشْرِعَتْ للطّعنِ سَرَتْ كأنَّما
كأن حبياً ساكباً فيضَ ودقه
أشبّهها بالقطر يبدي تألقاً(7/308)
بأطرافِ أغصان يحاصرها غُدْرُ
وَسُحْبٌ بأجوافِ الكنائن أودعت
شآبيبها نبلٌ من الزنج لا قطر
وخيلٌ ترى خيلَ العلوج، مضافة ً
إليها، حميرا لا التي نتج القَفْرُ
كأنّ على العقبان منها ضراغماً
فأنيابها عصلٌ وأبصارها جمرُ
وحمرُ دماءٍ كالخمور التي سقوا
تحمّرَ منها في الظبا ورقٌ خضرُ
بنو الأصفرِ اصفرّت حذاراً وجوههم
فأيديهمُ من كل ما طلبوا صفرُ
تنادوا كأسراب القطا في بلادهم
وكان لهم في كلّ قاصية ٍ نَفْرُ
ولمّا تناهى جمعهمْ ركبوا به
تولْتْ جنودُ الله بالّريح حَرْبَهُمْ
وليس لمخلوقٍ على حربها صبر
فكم من فريقٍ منهمُ إذ تفرقوا
له غَرقٌ في زخرة ِ الموج أو أسر
وظلّت سباغُ الماءِ وهي تنوشُهُمْ
فلا شلو منهم في ضريحٍ ولا قبرُ
فإن سَلِمَ الشطرُ الذي لا سلامة ٌ
له من ظُبا الهيجا فقد عَطِبَ الشطر
أتوْا بأساطِيلٍ تمرّ كأنَّها
وخيلٍ حَشَوا منها السفينَ ولم يكنْ
لها في مجال الحرب كرّ ولا فرّ
وقد ركبتْ فرسانُها صَهَواتِها
سلاهبُ أهدوْها إليك ولم يكنْ
جزاءٌ لذاكَ من علاك ولا شكر
فسلْ عنهم الديماسَ تسمعْ حديثهم
فهم بالمواضي في جزيرته جَزْر
وما غنموا إلاّ مُنى ً كذبتْ لهم
وكان لهم بالقصْرِ عن نيلها قصر
شَرَوْهُ فباعوا بالرّدى فيه أنفساً
أربحٌ لهم في ذلك البيع أم خُسْر
وقد طمعوا في الزعم أن يثبتوا له
جناحين يُضْحي منهما وهوَ النّسْر
وراموا به صيدَ البلاد وغنمها
فأضحى وقد قصّت خوافقه العشرُ
أُذيقوا به حصراً أذلّ عرامهم
كما ضاق عند الموت عن نفسٍ صدر
وجرّ إليهم في جبال من القنا
مناياهم بالقتل جحفلكَ المجرُ
وقائِدكَ الشهمُ الذي كان بينهمْ
صبيحة لاقاهم على يده النصرُ
رأوا بأبي إسحق سحقاً لجمعهم
فإبْرامُهُمْ نَقْضٌ ونظمهمُ نثر
ولو لبثوا في ضِيقِ حصرهمُ ولمْ
يَطِرْ منهمُ شوقاً إلى أجلٍ عُمْر
لقامَ عليهم منجنيقٌ يُظلّهمْ
بِصمّ مرادٍ ما لما كَسَرَتْ جبر
إذا وُزنَ الموتُ الزؤامُ عليهمُ
بكفّة وزّانٍ مثاقيله الصخرُ(7/309)
فكم جهدوا أن يفتدوا من حِمامهم
بأوزانهم تبراً فما قُبِلَ التبر
هناكَ شَفى الإسلامُ منهم غليلَهُ
بطعن له بترٌ وضربٍ له هبرُ
وكانوا رأوا مَهْدِيَّتَيْكَ وفيهما
لعزِّ الهدى أمرٌ فهالهمُ الأمرُ
كأن بروجَ الجوّ منكَ رمتهمُ
بشهبٍ لها نارٌ وليس لها جمرُ
فما للعلوج امتدّ في الغيّ جهلهم
أما كان فيهم مِنْ لبيبٍ له حجرُ
فكم قَسَموا في الظنّ أميالَ أرضنا
ولم يطأوا منها مكاناً هو الشبرُ
ولا وردوا من مائها حسوَ طائرٍ
يُبلّ به منه، إذا يبس، السحرُ
أما فتحتْ منهم بلاداً بلادنا
بزعمهم كفرا على إثره كفر
وكانت مفاتيح البلاد سيوفنا
وأقْفالها إذا فتحْهنّ له عُسْر
وآذى زجارَ فَتْح رَيّو وقُطْرُها
يهدّ قواه من صقلّية قطرُ
ألم يَسْبِ جيشُ الغزو منهم نواعِماً
فمن تيّب تقتادُ في إثرها بكرُ
وَقَوْصَرّة ٍ فيها رؤوس جدودهم
إلى اليوم ملآن بأفلاقها العفرُ
فلو تسألُ الريحُ المعاطسَ منهمُ
لأخبرها عنّ كل شلو بها دفرُ
وما قتلوا من شدة البأس أهلها
ولكنّهم قُلٌّ أحاطَ بهم كثر
أتعجمُ نبع العرب عجمٌ ولا يُرَى
لما اشتدّ منها في نواجذها كسر
توالت عليها منهم كلُّ صيحة ٍ
كما رَوّعَ الأعيارَ من أسَدٍ زأر
فجاءت رياحٌ والرياح جيادها
فَشُدّ من الدين القويم بها أزر
فأوّلُ إنصافٍ تولوه كفّهُمْ
أذى كلّ فظٍّ في سجيته غدرُ
وبادرتِ الإقدام منهم بمقدم
فكم خَبَرٍ عنها يصدِّقه الخُبْر
ودهم بني دهمان فاض على الوغى
بكلّ فتى أحلى بسالته مُرُّ
وشاهت من الضلالِ بالعزّ أوجهٌ
عليها بُسُورٌ إذ تَصَدّى لها بتر
وكرّت بنو زيدٍ على كلّ شيظم
وسرّ المواضي في أكفهمُ جهرُ
وجاء ابنُ زيّادٍ بصخر فكافحت
عن الثغر أنيابٌ فلم يلثم الثغر
هزبرٌ على بحرٍ من الحرب مفعمٌ
على جسمه نهيٌ وفي يده نهر
وقد حال بين الرّوم والبحر فالتجوْا
إلى القصر حتى جاءهم بالردى القصرُ
أعاربُ جدّوا في جهاد أعاجمٍ
خنازيرَ شبّتْ حربها أسدٌ هصرُ
إذا قيل يا أهل الحفائظ أقبلتْ(7/310)
مُلَبيّة ً فيها غطارفة ٌ غُرّ
عليهم من الماذيّ كل مفاضة ٍ
مُكَحّلَة ٍ بالنّقعِ أعْيُنُها الخزر
كتائب من كلّ القبائل أقبلتْ
لِفَرْضِ جهادٍ ما لتاركه عذر
أعزّ بهم ذو العرش دينَ محمدٍ
وَضُمّ عليه من كفالته حجر
وفي كلّ سيفٍ سايرت منهم العدى
قبائلُ منهم أشبع السهل والوعرُ
إذا ماج بحرٌ في شوانيهمُ بهم
أتى مَدَدٌ منَّا فماجَ به البَرّ
حمى ابنُ عليّ حَوْزَة َ الدين فاحتمى
كمفترسِ الكفين يدمي له ظفر
مليكٌ له في الملك سيرة ُ أكبرٍ
أبى الله أنْ يختال في عطفه الكبرُ
أبيٌّ كحدّ السيفِ من غير نبوة ٍ
إذا ما مضاءُ الذمر قلّ به الذَّمر
هو النّجْدُ يقري الرمح والسيف كفه
بعضوين يُلفى فيهما العمر والذكر
وما حَسَنٌ إلاّ مليكٌ مُتَوَّجٌ
أفاضَ الغنى من راحتيه فلا فقر
كأن حبياً ساكناً فيضَ ودقه
وقد يحتبي منه لقصّاده البدرُ
إذا ما جرى في محفلٍ حُسنُ ذكره
تَعَلَّقَ تشريفاً بأذْيالِهِ الفخر
فلا زال والتوحيدُ مُعْتَصِمٌ به
تُزانُ به الدنيا ويخدمه الدهرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
رقم القصيدة : 13348
-----------------------------------
بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
فهفا له حلمٌ وطاشَ وقارُ
وأظنّهُ مترنّحاً من نَشْوَة ٍ
كاساتها بهوى العيون تُدارُ
يا لُوّمي، ومتى بُليت بلوّم
إلا وهمْ بيليّتي أغمارُ
فُكوا الغضنفر من إشار غزالة ٍ
قَيْداهُ خَلْخَالٌ لها وسوار
ما أحْرَقَتْ خَدّي سواكبُ أدمعي
إلاّ بماءٍ في حشاه نارُ
والماءُ منفجرٌ من النار التي
في القلب منها يستطير شرار
عجبي لأضدادٍ عليّ تناصَرتْ
جوراً عليّ وليس لي أنصار
فخذوا الهوى عني بنقل ملاحة ٍ
عن أعينٍ يرنو بهنّ صُوَار
ومباسماً تجلو شقائقَ روضة ٍ
للأقْحُوانة ِ بينها نوّار
إن المها تُمْهي سيوفَ جفونها
فَحَذارِ منها لو يُطاقُ حِذار
من كل مشربة ٍ بجريال الصبا(7/311)
لوناً كما لمسَ اللجين نضارُ
في خلقها الإنسيّ من وحشية
كُحْلٌ وحُسْنُ تلفّتٍ وَنِفار
طرفي برجعته إليّ أذاقتي
منها الردى لا طرفها السحّارُ
غَرَضاً له، فالجُرْحُ من جبار
طَرَقَتْ تَهادى في اختياله شبيبة ٍ
تٌخطي مطيلَ الوجد وهي قصار
سفرتْ فما درتِ الظنون ضميرها
أسفورها من صبحها إسفار
حَتَّى إذا خافتْ مُراقِبَها، عَلا
منها على الوجه المنير عِجَار
وكأنَّما زُهْرُ النجوم حمائمٌ
بيضٌ، مغاربها لها أوكار
وكأنما تذكي ذُكاءُ توهجاً
فيه يذوب من الدجنة قار
يا هذه لا تسألي عن عبرتي
عيني على عيني عليك تغار
هل كان نهدكِ صنو قلبكِ تتقي
عن لمسه في صدرك الأزرار
ما كنتُ أحسبُ غصنَ بانٍ في نقا
تشكو أليمَ القطفِ منه ثمارُ
نصَّلتِ سهمي مقلتيك ليصميا
بنصالِ سحرِ الطرف فهي حرار
وهما المعلّى والرقيبُ وإنَّما
فربُوعهُ بالمعتقين أوَاهِلٌ
لا ثأر يدركَ منك في المهج التي
أرديتها أوَ منكَ يُدرك ثارُ
هلاَّ التفتِّ كما تلفّتُ مغزلٌ
لترى مكان الخشفِ وهي نوار
وبَرَدْتِ حرّ الشّوْقِ بالبرد الذي
شهدٌ ومسكٌ دونه وعقار
إني دفعتُ إلى هواك وغربة ٍ
هَتَفَتْ بها العَزَمَاتُ والأسفار
وغرستُ عمري في الزَّماع فمرّرتْ
لفمي جنّاه نجائب وقفار
وجعلتُ داري في النوى فمؤانسي
وحشُ الفلا ومَجَالسي الأكوار
لولا ذُرَى الحسن الهمامِ وَفَضْلُهُ
ما قرّ بي في الخافقين قرار
هذا الذي بذلتْ أنامله الندى
وهُدِيْ الكرامُ إليه لمَّا حاروا
هذا الذي سلّ السيوف مجاهداً
فبِضَرْبِها للمُشْرِكِينَ دَمَار
هذا الذي جرّ الرماح لحربهم
سَعْي الأساود، جيشُهُ الجرّار
قَهَرَتْ ظُبَا توحيده تثليثَهمْ
وقضى بذاك الواحد القهار
غَضَباً على الأعلاج منه فَرَبّهُ
يَرْضَى به ونَبِيّهُ المختار
فلوجهه البادي عليه سنا الهدى
ضربتْ وجوهَ عداته الأقدار
أمّا عُلا حسنٍ فبين مصامها
شَرَفاً وبين الفرقدين جوار
خَلُصَتْ خلائقه ولم يَعْلَقْ بها
جَبْرِيّة ٌ لم يَرْضَها الجبّار(7/312)
وسما له حلمٌ وجلّ تنفضلٌ
وزكا له فَرْعٌ وطابَ نجار
يَنْدى بلا وَعْدٍ وكم من عارضٍ
من غير بَرْقٍ صوبه مدرار
وبَنَاتُهُ بالمَكرُمات بحار
وإذا عفا صفحاً عفا عن قُدرة ٍ
والحلمُ في الملك القدير فخار
سُلّتْ صوارمه الحداد ففلّقتْ
هاماً عليها للجياد عثار
في جحفلٍ كالبحر ماج بضمرٍ
فَتَكَتْ على صَهوَاتِها الأذْمار
لا يجزعونَ من المنون كأنما
آجالهمْ لنفوسهمْ أعمار
فصعيدُ وجهِ الأرض منه مبعثرٌ
وذَرُورُ عين الشمس منه غبار
إنّ الحروب وأنتم آسادها
فتكاتكم في عُربها أبكار
أضحتْ لصونكم الثغور كأعين
وشفاركمْ من حولها أشفار
زانت سيادتكم كرامة َ برِّكم
خيرُ الملوكُ السادة ُ الأبرار
يا من عِتَاقُ الخَيْلِ تُوسَمُ باسمِهِ
والدرهمُ المضروب والدينار
وبكلّ أرضٍ تَستنيرُ بذكره
خطَبٌ من الفصحاءِ أو أشعار
خدمتْ رئاستَكَ السعودُ وأصْبَحتْ
للفضل تَحْسُدُ عصرَكَ الأعصار
ورجالُ دولتكَ الذين لقدرهم
بك في الورى الإجلال والإكبار
فمن المقدّم والزمام كفاية ٌ
نُجْحٌ بها الإيراد والإصدار
فهما وزيراك اللذان عليهما
لنفوذ أمركَف السداد مدار
جبلان يقترنانِ للرأي الذي
لِعِداكَ منه مذلّة ٌ وصَغار
فالملك بينهما حديثٌ حُسْنُهُ
قَطَعَتْ لياليَها به السُّمّار
وكأن ذا سمعٌ وذا بصرٌ له
حَسَدتْهُما الأسْماعُ والأبصار
والليثُ إبراهيمُ قائدُك الّذي
تدمى بصولته له أظفار
يرمي شداد المعضلات بنفسه
بَطَلُ الكفاحِ وذِمْرُها المغوار
وإذا تفجّرَ جدولٌ من غمده
شرقتْ بماءِ غمامهِ الفجّارُ
وعبيدكَ الغلمان إن ناديتهم
نهضوا، مواثبة َ الأسود، وثاروا
وَمَشَوْا مع التّأييدِ قاماتٍ إلى
هيجاءَ مَشْيُ حُماتِهَا أشبار
سبحوا إلى الأعلاج إذ لم ينزلوا
من فلكهم فحجالها تيار
وَرَمَوْهُمُ بجنادلٍ فكأنّها
لأجورها عند الإله جمار
وبكلّ سهمٍ واقعٍ لكنه
بثلاثِ أجنحة ٍ له طيّار
وحموا حمى الأسوار وهي وراءهم
حتى كأنهم لها الأسوار
وكأنّما حَرّ المنايا عندهم(7/313)
بردٌ إذا ما اشتدّ منه أوارُ
لا يتقي في الضرب سَيْفُكَ مِغْفَراً
فله من القَدَرِ المُطاعِ غِرَار
لو أن أعْرَاضاً تُجَوْهَرُ أصْبَحَتْ
في كفّكَ العزماتُ وهي شفار
أو أنّ للأرض الجماد تنقلاً
حَجّتْ إلى أمْصارِكَ الأمْصار
فليهنِك الشهرُ المعظَّمُ إنّهُ
ضيفٌ قراه البرّ والإيثارُ
أصبحتَ فيه لوجهِ ربّك صائماً
لكن لكفكَ بالندى إفطار
ضيفٌ أتاك به لتعرف حقّهُ
فَلَكٌ بقدرة ِ ربّهِ دَوّار
لا زالتِ الأيامُ وافدة ٍ على
ما تشتهي منها وما تختارُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجفنين أوفى بالمنية فيهما
وجفنين أوفى بالمنية فيهما
رقم القصيدة : 13349
-----------------------------------
وجفنين أوفى بالمنية فيهما
عليكَ من الغزلان وَسْنانُ أحْوَرُ
فجفنٌ له عَضْبٌ من اللحظِ مُرْهَفٌ
وَجَفْنٌ به ماضٍ من الهند مُبْتِرُ
وأمضاهما حدّاً فلا تغتررْ به
غِرارُ الذي فيه من السحر جوهر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
رقم القصيدة : 13350
-----------------------------------
حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
عيونَ المها في وجوه البدور
طوالُ الفروع قصارُ الخطا
ثقالُ الروادِفِ هِيفُ الخصور
تطيبُ أفواههنّ الحديثَ
بحمرِ الشفاه وبيضِ الثغور
كما مرّ بالوردِ والأقحوانِ
نسيمٌ مشوبٌ بريّا العبير
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
رقم القصيدة : 13351
-----------------------------------
إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إلى السماءِ فكلّ الخوفِ في النظر
فإنَّهُمْ يَتّقونَ البَطْشَ مِنْ مَلِكٍ
منفّذٍ أمرهُ كاللمح بالبصر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
رقم القصيدة : 13352
-----------------------------------(7/314)
خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
وماتت لياليها من العُمر فانشرها
وهذا لَعَمْرِي كلّهُ غيرُ كائنٍ
فأُخْرَاكَ وَاصِلْها ودنياك
أرى لك نفساً في هواكَ مقيمة ً
وقد طالَ ذا منها، لكَ الويل، فاقصرها
وكم سيّئاتٍ أُحْصِيتْ فَنسيتَها
وأنْتَ متى تقرأ كتابَكَ تذْكرها
فيا ربّ إني في الخضوع لقائلٌ:
ذنوبي عيُوبي يَوْمَ ألقاك فاسترها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
رقم القصيدة : 13353
-----------------------------------
يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
بانَ عُذْرِي فَكيف يُقْبَلُ عذري
كلما تبتُ ساعة ً عُدتُ أخرى
لضروبٍ من سوء فعلي وهُجري
تقُلتْ خطواتي وفودي تفرّى
غيهب الليل فيه عن نور فجر
دبَّ مَوْتَ السّكونِ في حركاتِي
وخَبَا في رمادِهِ حُمْرُ جمري
وأنا حيثُ سرْتُ آكلُ رزقي
غير أنّ الزمان يأكل عمري
كلَّما مرّ منه وقتٌ بربحٍ
من حياتي وجدتُ في الريح خسري
يا رفيقاً بعبده ومحيطاً
علمهُ باختلافِ سري وجهري
مِلْ بقلبي إلى صَلاَحِ فسادي
منه واجبرْ برأفة ٍ منك كسري
وأجِرْني ممَّا جَناهُ لساني
وتَناجتْ به وساوس فكري
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
رقم القصيدة : 13354
-----------------------------------
أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
مشيباً أفاضَ عليه النهارا
وضعفاً يَهُدّ قُوَى جِسْمِهِ
وينقل منه خطاه قصارا
فكيف يُجشّمها طفلة ً
يطيرُ بها القلب عنه نفارا
وعارٌ على الشيخ تقريبهُ
فتاة ً ترى قُرْبَة ً منه عارا
وقد جُبِلَ الغانياتُ. الصّغارُ
على بُغْضِهِنّ الشيوخَ الكبارا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
رقم القصيدة : 13355
-----------------------------------
غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
سيبكي عليه منبر وسريرُ(7/315)
إذا زال لم يسمع بطيب ذكره
ولم ير ذاك اللهو منه منير
وتندبه البيض الصوارم والقنا
وينهلُّ دمع بينهنَّ غزير
سيبكيه في زاهيه والزاهر الندى
وطلابه والعرف ثم نكير
إذا قيل في أغمات قد مات جوده
فما يرتجى بعد الممات نشور
مضى زمن والملك مستأنس به
وأصبح عنه اليوم وهو نفور
أذلّ بني ماء السماء زمانُهم
وذلَّ بني ماء الزمان كثير
برأي من الدهر المضلل فاسد
متى صلحت للصالحين دهور
فما ماؤها إلا بكاء عليهمُ
يفيض على الأكباد منه بحور
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة
أمامي وخلفي روضة وغدير
بمنبتة الزيتون مورثة العلى
تغني حمام أو ترنُّ طيور
بزاهرها السامي الذي جا/ه الحيا
تشير الثريا نحونا ونشير
ويلحظنا الزّاهي وسعد سعوده
غيورين والصب المحب غيور
تراه عسيراً لا يسيراً مناله
ألا كلّ ما شاء الإله يسير
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
رقم القصيدة : 13356
-----------------------------------
حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
فأصغِ فدتك النفس سمعاً إلى عذري
فما صار إخلال المكارم لي هوى ً
ولا دار إخجالٌ لمثلكَ في صدري
ولكنه لمّا أحالتْ محاسني
يدُ الدهر شُلّتْ عنك دأباً يد الدهر
عَدِمْتُ من الخُدّام كلّ مُهَذَّبٍ
أشيرُ إليهِ بالخفيِّ من الأمْرِ
ولم يبقَ إلا كلّ أدكنَ ألكنٍ
فلا آذنٌ في الإذن يبرأ من عسر
حمارٌ إذا يمشي ونسرٌ محلق
إذا طارَ، بُعْدا للحِمَارِ وللنسر
وليس بمحتاجٍ أتانا حمارهم
ولا نسرهم مما يحنّ إلى وكر
وهل كنتَ إلا الباردَ العذبَ إنَّما
به يشتفي الظمآن من غلّة الصدر
ولو كنتُ ممن يشربُ الخمرَ كُنْتَها
إذا نزعت نفسي إلى لذة الخمر
وأنت ابن حمديس الذي كنتَ مهدياً
لنا السحرَ، إذ لم يأتِ في زمن السحر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
رقم القصيدة : 13357(7/316)
-----------------------------------
وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
كأن للسمع منه رؤية البصرِ
فلم يزل في وجوه الحُسنِ مقتبلاً
بالوصف في صورٍ منها إلى صورِ
وكيف يَخْفَى عليه ما كَلِفْتُ به
إذا الدّلائلُ دَلّتْهُ على القمر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
رقم القصيدة : 13358
-----------------------------------
إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
محيطاً بما يجرِيهِ فينا التنفّسُ
وربّتما كان الغذاءُ مَضَرُّة ً
يذمّ به العقبى جهولٌ وكيّسُ
وأمراضنا أسبابُهنّ كثيرة ٌ
تحلّ بأجسامٍ فتهلِكُ أنْفُسُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قل للأساة أسأتم في علاجكم
قل للأساة أسأتم في علاجكم
رقم القصيدة : 13359
-----------------------------------
قل للأساة أسأتم في علاجكم
فممرضي من ضنى جسمي هو الآسي
.....................
شمساً من النّار لم تطلع على الناس
ولو وَجَدتُ مَزَاجَ القلب معتدلاً
ببردِ أنفاسها في حرّ أنفاسي
لله ما رُضتُ منها بالخضوع وما
ألامنيه لقلبي إلاّ قلبيَ القاسي
خدعتُ قرنَ الهوى حتى فتكت به
بالله قل هل بخدع القِرْنِ من باس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
رقم القصيدة : 13360
-----------------------------------
لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
وتطوي بنا أخفاقهنّ البسابسا
وتذعرُ بالبيداء عيناً شوارداً
تذكّرُ بالأحداق عيناً أوانسا
عذارَى تَرَى الحسنَ البديعَ مُطابِقاً
لأنواعها في خلقِهِ ومجانسا
أعاذلُ دعني أطلقِ العبرة التي
عَدِمْتُ لها من أجمل الصَبْرِ حابسا
فإني امرؤ آوى إلى الشجنِ الذي
وجدتُ له في حَبّة ِ القلب ناخسا
لقدّرت أرضي أن تعود لقومها
فساءَتْ ظُنُونِي ثم أصبحتُ يائسا
وعَزّيْتُ فيها النّفْسَ لمَّا رأيْتُها(7/317)
تكابدُ داءً قاتل السمّ ناحسا
وكيف وقد سيمتْ هواناً وصيّرتْ
مساجدَها أيدي النّصارى كنائسا
إذا شاءَتِ الرّهْبانُ بالضَرْبِ أنْطَقَتْ:
مع الصبح والإمساءِ فيهعا النواقسا
لئن كان أعيا كلَّ طبٍّ علاجها
فكم جَرَبٍ في السيفِ أعيا المَداوِسا
فك صقيلة ٌ كادَ الزمانُ بلادها
وكانت على أهلِ الزّمانِ محارسا
فكم أعينٍ بالخوف أمستْ سواهراً
وكانت بطيبِ الأمنِ منهم نواعسا
أرى بَلَدِي قد سامَهُ الرومُ ذلّة ً
وكان بقومي عزّه متقاعسا
وكانت بلادُ الكفر تلْبَسُ خَوْفَهُ
فأضحى لذاك الخوف منهنّ لابسا
عدمتُ أُسودا منهمُ عَرَبِيَة ً
ترى بين أيديها العلوجَ فرائسا
فلم تَرَ عَيْني مثْلَهُمْ في كتيبة ٍ
مضاربَ أبطالِ الحروبِ مَدَاعسا
ويا ربّ برّاقِ النضالِ تخالُهُ
من النقع ليلاً مُشْرِقَ الشهب دامِسا
خلوا بين أطراف القنا بكماتِهِ
لطعنٍ من الفرسانِ يخلي القوانسا
وما خلتُ أنَّ النار يبردُ حرها
على سعفٍ لاقته في القيظ يابسا
أما مُلِئَتْ غزوا قَلَوْرِيَّة ٌ بِهِمْ
وأرادوا بطاريقاً بها وأشاوسا
همُ فتحوا أغلاقَها بسيوفهمْ
وهمْ تركوا الأنوارَ فيها حنادسا
وساقوا بأيدي السبي بيضاً حواسراً
تَخَالُ عليهنّ الشعورَ برانِسا
يخوضونَ بحرا كلّ حين إليهمُ
بِبَحْرٍ يكونُ الموجُ فيه فوارسا
وحربيّة ٍ ترمي بِمُحْرقِ نِفْطِهَا
فَيَغْشَى سَعُوطُ الموتِ فيها المعاطسا
تراهُنّ في حُمْرِ اللّبودِ وصُفْرِها
كمثل بناتِ الزّنج زُفّتْ عَرائِسَا
إذا عَثّنَتْ فيها التنانيرُ خلتَها
تُفتِّحُ للبركان عنها منافسا
أفي قَصْرينِّي رُقْعَة ٌ يَعْمُرُونها
وَرَسْمٌ من الإسلامِ أصبح دارسا
ومن عجبٍ أنّ الشياطين صيّرت
بروجَ النجومِ المحرقاتِ مجالسا
وأضحت لهم سرقوسة ٌ دارَ منعة ٍ
يزورون بالديرين فيا النواوسا
مَشَوْا في بلادٍ أهْلُهَا تَحْتَ أرْضِهَا
وما مارسوا منهم أبياً ممارسا
ولو شُقّقَتْ تلكَ القبوُر لأنهَضَتْ
إليهم من الأجداثِ أُسْدا عوابِسا(7/318)
ولكن رأيتُ الغيل إن غابَ ليثُهُ
تبختر في أرجائه الذئب مائسا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
رقم القصيدة : 13361
-----------------------------------
وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
فأبدتْ نجوماً في شعاع من الشمس
نفيتُ همومَ النفس منها بشربة ٍ
دبيبُ حميّاها يرقّ عن الحسِ
كأن يدي من فضة ٍ فإذا حوتْ
زجاجتها عادت مذهبة َ الخمسِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
رقم القصيدة : 13362
-----------------------------------
ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
وقد تلفتْ بالشوق فيهنّ أنفسُ
جينا، ولم تُنْسَبْ إلينا جناية ٌ،
ثمارَ نعيمٍ تُجتنى حين تُغرسُ
ولمّا استقل النجم يرفعُ راية ً
يحلّ بها نُورٌ ويرحلُ حِنْدِس
تنهدتُ مرتاعَ الفؤادِ وإنَّما
تنهدتُ للصبح الَّذي يتنفّس
فيا صبح لا تُقبل فإنكَ موحشٌ
ويا ليلُ لا تُدْبِرْفإنَّكَ مؤنس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
رقم القصيدة : 13363
-----------------------------------
شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
فلبينَ في القضبِ المُيسِ
تُرِيقُ المدامِعَ كالساقياتِ
من السكر يعشرنَ بالأكؤس
طوالعُ نحو غروبٍ تُريكَ
جُسُوَم الديارِ بلا أنْفُس
تُزَرِّرُ صوناً عليها الخدورَ
فتبكي عيونَ المها الكُنّس
وقد زار عذبَ اللمى في الأقلح
أُجاجُ الدموع من النّرجس
وقَامتْ على قَدِمٍ فِرْقَة ٌ
إذا وَقَفَ العَزْمُ لم تَجْلِس
ولم يبقَ إلاَّ انصرافُ الدجى
بزهر كواكبه الخنّسِ
ومحوُ النهار بكافورة
من النور عنبرة الحندس
ألا غَفَلة ٌ من رَقِيبٍ عَتِيدٍ
يُلاحظنا نظرة َ الأشوسِ
فنُهدي على عجلٍ قُبلة ً
إلى شَفَة ِ الرّشَإ في الألْقسِ(7/319)
غداً يتقطّعُ أقرانهمُ
ويَتّصِلُ السيرُ في البسبس
ويكلأ ذمرٌ على ضامرٍ
خبِيئَة َ خِدْرٍ على عِرْمِس
ويصبحُ من وَصْلِ سلمى الغنيّ
يُقَلّبُ منه يَدَيْ مُفْلِس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
رقم القصيدة : 13364
-----------------------------------
وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
ترى الجُرْدَ فيها بالكماة تَكَدَّسُ
زبونٌ ربا سمّ بأطراف سمرها
كأن ثعابيناً بها تتنفسُ
تروقُكَ كالحسناءِ يضحك سِنَّها
وترتاع منها وهي كالغول تعبسُ
وتقلعُ أرواحَ العداة ِ أسنة ٌ
تراهنّ منهمْ في الحيازيم تُغْرس
فكم طعنة ٍ نجلاءَ تحسبها فماً
له هَرَتٌ في الذمر بالدمِ تَقْلِس
صببنا عليها ضربنا من صوارمٍ
فغاصت بها من أسرها القلب أنفسُ
ونحن بني الثغر الذين نفوسهم
ذكورٌ بأبكار المنايا تعرّسُ
فمن عزْمنا هندية ُ الضّرْبِ تُنْتضى
ومن زندنا نارية ُ البأس تقبَسُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
رقم القصيدة : 13365
-----------------------------------
وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
غداة قراع الهام درعٌ ولا ترسُ
يمجّ سريعاً في فم الجرح حَدُّهُ
من السمّ ما سقته من ملكها الفرس
إذا ما بدا من غمده قلت: رفّعتْ
بخاراً لطيفاً فوق جدوله الشمسُ
يُفرّقُ بين الرأس والجسم حدُّهُ
وإن كان لم تشعر بضربته النفسُ
فمضربهُ في هامة ِ القرن مأتمٌ
ومَضْرِبُهُ في كَفِّ صاحبِهِ عُرْس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
رقم القصيدة : 13366
-----------------------------------
حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
وَسِرْتُ ولم أُعْمِلْ جوادي ولا عَنْسي
مراحلُ دنيانا مراحلنا التي
ترانا عليها نقطعُ العيش بالخمس
ونحن بدارٍ يعقبُ الخوفُ أمنها(7/320)
وتذهبُ فيها وحشة ُ الأمْنِ بالأنْس
ليالٍ وأيامٌ بساعاتها سعتْ
لتفريقِها ما بين جِسْمِكَ والنّفْس
وإنِّي وإنّ أصبحتُ منها مُسَلَّماً
لأكْثِرُ قوْلِي: ليتَ شعريَ هل أُمْسي
ومن حل في سبعين عاماً كأنه
عِلاجُ عليلٍ في مُواصَلَة ِ النُّكْس
فما فهم الأشياءَ بالدَرْسِ وَحْدَهُ
ولكنه بدءُ التفهّم والدّرْس
وكم حِكَمٍ في خطِّ قوْمٍ كثيرة ٍ
وأفضلُ منها لمعة ٌ من سنا الحسِّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
رقم القصيدة : 13367
-----------------------------------
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
ولم أتقِ الإغراقَ منها على نفسي
وقد شملتني شيبة ٌ لم أبتْ بها
فما لي في ليلي وقد طلعتْ شمسي
غرست بكفّيَّ المعاصيَ جاهِدا
ولاشكّ أني أجتني ثمرَ الغرسِ
إلى الله أشكو جُمْلة ً أرتدي بها
وأصبحُ منها في الذنوب كما أمسي
فيا وحشي من سوء ما قدّمتْ يدي
إذا لم يكنْ في القبر من رحمة ٍ أنسْي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
رقم القصيدة : 13368
-----------------------------------
وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
لها نفسٌ يُحيي بنفحته النفسا
إذا أقْبَلتْ كانتْ بتقوِيمِ خَلْقِهَا
ومشيتها بالشمس تستوقف الشمسا
فتاة ٌ إذا استعطفت باللين قلبها
على الصّبّ أضحى وهو من حجرٍ أقسى
ولا شكّ أنَّ الماء رطبٌ وكلما
شقيتَ حديداً فيه زاد به يُبسا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
رقم القصيدة : 13369
-----------------------------------
كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
ووقعتُ في مرضٍ له نكسُ
وَوُجِدْتُ بالأضدادِ في جَسَدِي
غُصْنٌ يلينُ وقامة ٌ تَقْسُو
وتموتُ فيها الجنّ والإنْس
لحظَ الهصورَ جآذَرٌ خُنْسُ(7/321)
وابيضّ من فوديّ من شَعَري
وَحْفٌ كأنَّ سوادَهُ النِّقْس
والعمر يذبل في منابته
غَرْسٌ، ويلبسُ نضرة ً غرس
أصغيتُ للأيام إذ نَطَقَتْ
بالوعظ فهي نواطقٌ خرسُ
وفهمتُ بعد اللبس ما شرحتْ
والشرحُ يذهبُ عنده اللبس
أضحى بوحشتي المشيب، ولي
بعد الشباب بذكرهِ أنسِ
ومُسايرا زمنين في عمري
مصباحُ ذا قمرٌ، وذا شمسُ
دُنْيا الفتَى تفْنَى لذا خُلِقَتْ
وتموتُ فيهتا الجنّ والإنسُ
إنَّا لأدمَ كلّنا ولدٌ
وَحِمامُنَا بحمامه جِنْس
وأقلّ ما يبقى الجدار إذا
ما انهدّ تحت بنائه الأسُ
يا ربّ إنّ النار عاتية ٌ
وبكلّ سامعة ٍ لها حَسّ
لا تجعلنْ جسدي لها حطباً
فيه تُحَرَّقُ منّيَ النفس
وارْفقْ بعيدٍ، لحظُهُ جَزِعٌ
يَوْمَ الحساب، ونُطْقُهُ همس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
رقم القصيدة : 13370
-----------------------------------
حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
مقابل الجود بالعلياء في الباس
يرعى الرعايا بعينٍ من حفيظته
ويبسطُ العدلَ منه ليّنٌ قاس
كأن سورة َ كسرى عند سورته
سكونُ صورة ِ كسرى وهو في الكاس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
رقم القصيدة : 13371
-----------------------------------
لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
ما بتّ أوحشُ من جورِ المها الأنسِ
من كلّ روضة ِ حُسْنٍ زَهْرُهَا أرِجٌ
تُهْدِي الهوى ليَ في لحظٍ وفي أنس
لمّا تظلّمَ من أطرافها عنمٌ
فاسحلِ أقحوان الظَّلْمِ واللَعْس
تديرُ بالسْحْرِ عَيْنَي أمّ شَادِنَة ٍ
بفاتِرِ اللحظ للألبابِ مُخْتَلِسِ
وما رأيت مهاة ً قبلها وُصِفتْ
في السرب بالشمم المعشوق لا الخنس
لها محاسنُ، من غبنِ الشباب غدت
محاسِنُ الغيدِ منها وهي كالدَلس
تُصبي الحليمَ وتَسْبيهِ فَمُبْصِرها
كمنتشٍ في خَبَالِ السّكْرِ مُنْغَمِس(7/322)
شمس شموسَ عن الشيب الذي جمحتْ
عنه، وذاتُ عنانٍ للصبا سِلَس
إني لأعجبُ، والآرام مجْبَنة ٌ،
من رِئمِ خِدْرٍ لليثِ الغيل مفترس
لاح القتيرُ فأقمارُ البراقعِ لم
تَطْلُعْ عليّ وقُضْبُ البانِ لم تمس
حتى كأنَّ بَياضَ الشيب منتقلٌ
إلى سوادِ عُيُونِ الخُرّدِ الأنس
إن فاتني قَنَصُ الغزلان نافرة ً
فقد ترى من خيول الهمِّ ما فرسي
كم أشهبٍ صادَ غزلان الصوار فما
لأشهبي راسخُ الأرساغ في دهسِ
ستّ وستونَ عاماً كيف تُدرك بي
من عمرها ينتهي منها إلى السدس
لله دَرّ شبابٍ لستُ ناسِيَهُ
لو أنَّهُ كان إنساناً لقلتُ نَسي
يَسْقِي محاسنَ ذاتِ الربعِ مُعْطِشُها
سَحّاً بكلّ ضَحُوكِ البرق منبجس
وداخلاتٍ على الظلماءِ سبسبها
بكلِ خرقٍ عريقٍ في العلى ندسِ
كأنها وهي ترمي المقفرات بهم
من الوجيفِ نبالٌ، والهزالِ قِسي
مثلُ الحواجب لاذتْ وهي ظامئة ٌ
بأعينٍ بالفلا مطموسة ٍ درُسِ
لا يُحبسَنُ الماءُ إلاّ في ثمائلها
تيهاً فتحرس نقطاً بالكبود حسي
من كل دامية ِ الأخفافِ مرقلة
ترتاع من صوت حادٍ خلفها شرسِ
مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤْنِسه
من جوعٍ من ذئاب المهمه الطُّلُس
ماذا تقول ولجّ البحر يسحبه
إنَّ السفينة لا تجري على اليبس
قفْ بالتفكير يا هذا على زمنٍ
جمّ الخطوبِ ومَثّلْ صَرْفَه وَقِسِ
ولا تكن عنده للسلم ملتمساً
فالأريُ في فم صل غيرُ مُلْتمَس
إنّ الفتى في يديه المالُ عارية ٌ
كالثوب عُرّي منه غيرهُ وكُسي
وإنّه ليُنمِّيه ويُودِعُهُ
من الصبابة بين الحرصِ والحرسِ
إن الهوا لمحيطٌ بالنفوس فقل
هل حظّها منه غير الفوتِ بالنفسِ
إني امرؤ وطباع الحق تعضدني
مطهَّرُ العِرضِ لا أدنو من الدّنسِ
ألِفَتْ حُسْنُ سكژت لا أُعَابُ بهِ
ولي بيانُ مقالٍ غير ملتبسِ
فما أحرّكُ في فكي عن غضَبٍ
لسانَ منتهشِ الأعراض منتهسِ
قد يعقِلٌ العاقلُ النحرير منطقهُ
وربّ نطقٍ غداف الغي كالخرس
والجهل في شيمة الإنسان أقتلُ من(7/323)
تخلخل النّبْضِ في بُحْرانِ مُنْتَقِس
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
رقم القصيدة : 13372
-----------------------------------
فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
توّليت عن ظلٍ برغمي إلى الشمس
وقطعي بعيشٍ بعد ستّين حجة ً
أرى فيه لَبْساً والتخوّفُ في اللبس
ذنوبيَ تنمي كلّ يومٍ تكسّباً
فيوْمِي بها في اليَوْم أثقل من أمسي
ألا آمنَ الرحمن خوفي بعفوه
فإني من نفسي أخافُ على نفسي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسلمني الدّهرُ للرزايا
أسلمني الدّهرُ للرزايا
رقم القصيدة : 13373
-----------------------------------
أسلمني الدّهرُ للرزايا
وغيرَ الحادثاتُ قفشي
وكنْتْ أمْشي ولستُ أعْيَا
فصرتُ أعيا ولستُ أمشي
كأنَّني إذْ كبرتُ نسْرٌ
يُطْعِمُهُ فَرْخُهُ بِعُشّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
رقم القصيدة : 13374
-----------------------------------
أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
فرأيْتُ بدرَ التمّ عَنْهُ ناقِصا
أرُضَابُ فيكِ سلافة ٌ نَشَوَاتُها
يمشين من طربٍ بقدّكِ راقصاً
بحرٌ بعيني لم يزلْ إنسانها
فيه على دُرِّ المدامِعِ عائصاً
كم أحورٍ لمّا رآكِ رأيته
يَرْنُو إلى تفْتِيرِ طرفِكِ شاخصا
هل ظنَّ ثَغْرَكِ أقحواناً ناضرا
ترعاهُ غزلانُ الفلاة ِ خمائصا
حتى إذ لاح ابتسامك يجتلي
دُرّاً على عينيه ولّى ناكصا
لا تقنصيه كما قضتِ متيَّماً
فالرئمُ لا يغدو لرِئمٍ قانصا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
رقم القصيدة : 13375
-----------------------------------
نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
والليلُ فيه زيادة ٌ لا تنقصُ
من عادياتٍ كالذئاب تذاءبتْ(7/324)
وَسَرَتْ على عَجَلٍ فما تَتَربّصُ
جَعَلتْ دمي خمرا تُداوِمُ شُرْبَها
مسترخِصاتٍ منه ما لا يُرخصُ
فترى البعوضَ مغنيّاً بربَابِهِ
والبقُّ تشربُ والبراغثُ ترقص
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
رقم القصيدة : 13376
-----------------------------------
بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
فيغلو غُلواً في يديك به رخصُ
وكم من عدوٍ كامنٍ في مصادقٍ
وَموضِعِ أمْنٍ فيه يحترسُ اللص
وكم فرس في الحسن أكمل خلقه
فلما عدا في الشأو أدركهُ النقص
وكم منظرٍ في البُزلِ قُدّم في السرى
فلما استمرّ النصُّ أخّرَهُ النص
كذاكَ خليلُ المرءِ يدعو اختبارُهُ
إلى ما يكون الزهدُ فيه أو الحرصُ
ولا خيرَ في خلقٍ يُذمّ لجهله
وَيُحْمَدُ منه قبلَ خبرته الشخص
وما المالُ إلا كالجناحِ لناهضٍ
وقد يعْتَريهِ عن حوائجِهِ القَصّ
وكم فاضلٍ ملبوسُهُ دونَ قَدْرِهِ
وِعَا الجوهرِ الأجسام لا الدرّ والفص
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
رقم القصيدة : 13377
-----------------------------------
خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
ولا تمِلْ بك في أهوائك الرُّخَصُ
ولا تكنْ كبني الدنيا، رأيتهم
إن أدْبَرَتْ زَهِدُوا أو أقبلَتْ حَرَصوا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وزاهدٍ في المال لا ينثني
وزاهدٍ في المال لا ينثني
رقم القصيدة : 13378
-----------------------------------
وزاهدٍ في المال لا ينثني
في قممِ العلياءِ عن حرصهِ
ليستْ ترى عيناهُ شِبْهاً له
مبرَّاً في الفضل من نقصهِ
كأنَّما العالمُ مرآتُهُ
فما يرى فيها سوى شخصهِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
رقم القصيدة : 13379
-----------------------------------
صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
ودهرنا مبرمٌ ونقّاضُ(7/325)
وِللّيالي في صَرْفِها عِبَرٌ
فهيَ سهامٌ ونحنُ أغراضُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
رقم القصيدة : 13380
-----------------------------------
ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
على الأرضِ منه جملة ً تتبعضُ
إذا ما جرى واهتزّ للعين مزبداً
حسبتَ به فرواً من النسر يُنفضُ
وتنساب منه حية ٌ غير أنها
تطولُ على قدرِ المساب وتعرضُ
وتحسبه إن حبكتْ متنهُ الصبا
عموداً علاه النقشُ وهو مفضَّضُ
لهُ رِعْدَة ٌ تعتادُهُ في انحداره
كما تبسطُ الكف العنان وتقبضُ
كأنَّ له في الجسم روحاً إذا جرى
به نهضة ٌ والجسمُ بالروح ينهضُ
وما هوَ إلا دمعُ عينٍ كأنها
لطولِ بكاءٍ دهرها لا تغمّضُ
إذا سَرَحَتْ للسقي من كلّ جانبٍ
رأيتَ بقاعَ الأرض منها تُروِّض
يقيمُ عليها الأنسُ، والصبحُ مقبلٌ
ويرحلُ عنها الوحشُ، والليل معرض
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
رقم القصيدة : 13381
-----------------------------------
ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
من الآلِ بَحْرا إذا ما اعْتَرَضْ
لها شرة ٌ لا تبالي بها
أطالَ لها سبسبٌ أم عرضُ
إذا خَفَقَ البَرْدُ بي خلْتَني
على كورها طائراً ينتفض
وإنْ يعرض البعض من سيرها
تَرَ العِيسَ من خلفها تنقرض
فلو عُوّضَ المرءُ منها الصِّبا
لما رَضِيتْ نَفْسهُ بالعِوَض
هي القوسُ، إني لسهمٌ لها
أصيبُ بكلّ فلاة ٍ غرضْ
إذا انبسطتْ للسرى أيأستْ
سنا البرق مني أو تنقبضْ
وعذبُ الدموع دليلٌ على
بُكاءِ تَبَسُّمِ بَرْقٍ ومَضَ
كأني من البعد إذ شِمتُهُ
جستُ بعرقي عِرفاً نبضْ
ترفعَ نحوَ ربوع الحمى
وحلّ عزاليهُ وانخفضْ
وجادَ على التُرْبِ من صَوْبِهِ
بريِّ الصدى وشفاءِ المرضْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
أيا خلجَ المدامع لا تغيضي(7/326)
رقم القصيدة : 13382
-----------------------------------
أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
وذوبي غيرَ جامدة ٍ وفيضي
فقد قُلبَ التأسي بالرزايا
أسى ً ملأ التراقي بالجريض
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ
فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريض
فدع أشرَ الجموح وكنْ ذليلاً
لعزِّ الله كالعودِ المروضِ
فلستَ مُنَعَّماً بيدَيْ حبيبٍ
ولا بِمُعذَّبٍ بيدي بغيض
وأشقى الناس في الأخرى ابن دنيا
يقول لنفسه في الغيِّ خوضي
أما شَرَحَتْ له عِبَرُ الليالي
معانيَ بعدَ مُلتبسِ الغموض
وناحتْ هذه الدّنْيا عليه
فظنّ نياحها شدوَ القريض
فلا يغترّ بالحدثانِ غمرٌ
لذيذُ النوم في طرفٍ غضيضِ
فقد يُصْمي الرّدى في الوكر فرخاً
فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريض
وَيُبْلِي غَيْرَ مُسْتَبُقٍ حَيَاة ً
لقشعمِ شاهقٍ ميتِ النهوضِ
ويُلحِمهُ ابنهُ ما اختار نهساً
بمنسرهِ المدمى من أنيضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ
ترحِّلُ سودَ لمتهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في محياهُ موتاً
جُفوفَ الزّهْرِ في الروض الأريض
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى
كما يخفينَ في تربِ الحضيض
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيْدا
بها بين القشاعم والبَعوض
رأيتُ الخلقَ مرضى لا يُداوى
لهم كلبٌ من الزمن العضوضِ
ولا آسٍ لهم إلاّ مريضٌ
فهل يُجْدِي المريضُ على المريض
يواصلُ فيهم فتكُ ابن آوى
وهم في غفلة ِ البهمِ الربيضِ
وما ينجو امرؤ من قبضتيه
يُدِلّ يسبق مُنجَرِدٍ قبيض
وقالوا الزكرميّ أُذيقَ كأساً
يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ
فقدتمْ في المعلى كبرَ حظٍّ
له بالفائزين نَدَى مُفِيض
يطيرُ به جناحُ الطبع سبقاً
من الإحسان في جوٍّ عريض
ولو مُزجتْ حلاوتهُ بنفطٍ
لَسَاغَ وَجَلّ عن خَصَرِ الفضيض
لقد عَدِمَ المعمّى منه فكّاً
ومات لموته عِلمُ العروضِ
أبا حفصٍ تركت بكلّ حَزْنٍ
عليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ
يُروي الله ترباً نمتَ فيه
فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميض
فقد أبقيتَ ألسنة َ البرايا
بفخركَ في حديثٍ مستفيضِ(7/327)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
رقم القصيدة : 13383
-----------------------------------
وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
فَيَسُرّ مَوْلِدُهُ بني الأرضِ
فكأنَّه في أُفْقِهِ ضِلَعٌ
نَحِلَتْ وقد عَريتْ من النحضِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
رقم القصيدة : 13384
-----------------------------------
ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
مِنِّي سِرْبَ المها وَفَضّهْ
كأنَّما المشطُ في يميني
تجرّ منه خيوطَ فِضهْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
رقم القصيدة : 13385
-----------------------------------
ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
فصارَ خطاها عن مشيبي والوخط
عسى للرّضى في بعض خلقك رقية ٌ
مجرَّبة ٌ يُرْقَى بها خُلُق السخط
عقيلهُ حيٍّ لا ترى ذاتَ بينهم
تُراعُ ببينٍ من نَوَاهُمْ ولا شحط
ترى ما ترى من بأسهم في عداتهم
بأطرافِ بيض الهند والأسلَ الخطي
أخاديدَ ضربٍ يحقر الشكل شكلها
وآثارَ طعن يزدرين على السقط
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
رقم القصيدة : 13386
-----------------------------------
وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
أصبتُ رشادي في هواها ولم أخطي
إذا مشطت فرعاً تفرّعَ ليلهُ
وطالَ من القيناتِ فيه سُرى المشط
تقومُ فيغشاها له بحرُ ظلمة ٍ
ترى قُدماً منها تقبل بالشط
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
رقم القصيدة : 13387
-----------------------------------
إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
فكل فراقٍ موجِعٌ في انقطاعها
وإن كانت الأيَّام مطبوعة على(7/328)
خِلافي فقلْ مَنْ لي بنقل طباعها
فلا تقطعوا عنّا سطورَ رسالة ٍ
تُمثِّلُ لي أشخاصكم في سماعها
فلي كبدٌ بالبين منكم تصدّعتْ
وطولُ اغترابي زائدٌ في انصداعها
لأصْبَحْتُ في الدّنْيا حريصاً عليكمُ
ألا إنّ مثلي زاهدٌ في متاعها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
رقم القصيدة : 13388
-----------------------------------
حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
لَوْماً، فما أمرّه في مسمعي
ويحكَ لو كنتَ وفياً لم تقلْ:
"ويحكَ لا تبكِ برسمٍ بلقعِ"
وهو الحمى سَقْياً لأيّامِ الحِمَى
فإنها ولّتْ ولمّا ترجعِ
مالك لا تبكي بكاءً بالأسى
بين رسومٍ وبَوَالي أربعُ
بأدمعٍ بين الجفونِ حوّمٍ
وأدمعٍ على الخدمد وقّعِ
وزفرة ٍ موصولة ٍ بزفرة ٍ
تَصْعَدُ عن نارِ حشى ً مُلَذَّع
وقفتَ في الدار بعينٍ لا تَرَى
تغيُّرَ الربعِ وأذنٍ لا تعي
ولوعة ٍ بالشوق غيرِ لوعتي
وأضلعٍ في الوجد غيرِ أضلعي
وإنَّما يبكي بكائي شجناً
ووجعٌ يعرفُ فيه وجعي
لو أنطقَ المربعَ وهو أخرسٌ
تضرُّعٌ، أنطقهُ تضرعي
ووقعة ٍ ردّتْ قيانِ وُرقهِ
نوائحاً بالحزن يبكين معي
كأنها وما لها من أدمعٍ
أعارها القطرُ سجالَ أدمعي
يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البُلى
نشرَ يمانٍ خلقٍ لم يُرقعِ
بالله خبرني أأنت رَبْعُهُمْ
أم أنْتَ مَرْعى ً للظباءِ الرّتّع
فقال: بل ربعُهُمُ وإنَّما
تحمّلتْ عني شموسُ مطلعي
أدرئة الغوط سترن ظبية
تدير عَيْنَيْ فتنة ٍ في البُرقع
سيفٌ وسهمٌ لحظها ولهذمٌ
يا عجبا لفتكها المُنَوَّع
كأنما تبسمُ إن مازحتها
عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّع
كأُقْحوانِ روضَة ٍ يَصْقُلهُ
مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّع
كأن في فيها سلافَ قهوة ٍ
صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَع
إذا رضيع الكاس أصغى سحراً
إلى صفيرِ الطّائِرِ المُرَجِّع
خُصّتْ من الصوتِ بمعنى مؤيسٍ
من لغة الوصل ولفظ مُطْمع
ومهمهٍ متصلٍ بمهمة ٍ(7/329)
مَرْتٍ بموّاج السراب مُتْرع
كأنَّ منشورَ المُلاء فوقه
متى تملْ ذكاء عنها تُرفعِ
كأنَّما جُنْدُبُه مُرَجِّعٌ
نغمة َ شادٍ ذي لحون مسمع
يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ
يقبضُ فيه روحَ كلّ زعزع
لكلّ غارٍ فيها ماء، وشوى
فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدع
لا نارَ تُذكى في الدجى لسفرهِ
إلا بريقَ مقلة السمعمعِ
تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا
مثل اضطراب السمهريِّ المشرع
يقفو راذيا جُنّحاً في السير لا
لا تُوضَعُ عنهنّ سياطُ المُزْمع
يصكّ منها دَأياتٍ دملت
فهي بشمّ الأنفِ فيها ترتعي
وذاتِ أخفافٍ سَرَتْ أربعها
منتعلاتٍ بالرياحِ الأربع
كأنها وللنجاة ما نجت
منهوشة ٌ بين أفاعٍ لُسّع
تُحْدَى بسحرِ ساهر في نِغْضَة ٍ
شهمِ الجنانِ لوذعيّ ألمعي
والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرْسِلَتْ
لمغربٍ فيه أفولُ المطلعِ
كأنها واضعة ٌ خدودها
لهجعة ٍ فيه وإنْ لم تَهْجَعْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
رقم القصيدة : 13389
-----------------------------------
ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
لها في عميم الخلقِ حسنٌ منوّعٌ
إذا انْعَطَفَتْ فالحوط بالبدر ينثني
وإن نظرتْ فالعينُ بالسحر تنبع
ولما تلاقينا تَكَلّمَ مِقْوَلٌ
بسرِّ الهوى منها، ومني مدمع
بدرينِ مستورين فالدرّ منهما
يُرَى جارباً بالشوق واللفظُ يسمع
شكوتُ ونطقٌ بيننا فلأيّنا
ببرح الجوى في مذهب الحكم يقطع
ومالتْ إلى تأنيسنا بعد وحشة ٍ
بأجوفَ لم تُخْلَقْ لجنبيه أضْلع
تمدّ إلى تنغيمه سبطَ أنملٍ
كأقلام دُرٍّ بالعقيق تقمع
إذا وَتَرٌ هِزَتْهُ بالنقْر خِلْتَهُ
يئنُ من الآلام أو يتضرّعُ
وينبض كالشريان إن عبثتْ به
وَجَسّتْهُ منها باللطافة إصبع
عوامل سحرٍ في عوامل أنملٍ
بها يُخْفَضُ القلبُ الطروبُ وَيُرفَعُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً(7/330)
ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً
رقم القصيدة : 13390
-----------------------------------
ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً
وقد همّ بالتوديع كلّ مودع
شكتْ ما شكا المحزون من عزْمة النوى
فأبكتْ لها عينيْ غَزَالٍ مُرَوَّع
ولم أرَ في خدٍّ يُزَرَّرُ قبلها
من الغيد شهباً في غمامة برقع
وقد سفرت عن صفرة ٍ عَبّرَ الأسى
لعيني بها عن وَجْد قلبٍ مفجع
وأقبلَ درّ النحر فوق تريبها
يصافِحُه من خدّها دُرّ أدْمُع
فيا ربّ إنّ البينَ أضحتْ صروفه
عليّ وما لي من معينٍ فكنْ معي
على قربِ عذّالي وبُعدِ حبائبي
وأمواه أجفاني ونيران أضلعي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
رقم القصيدة : 13391
-----------------------------------
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
بفراقٍ من الزمان متنوَّعْ
فانقطاع الوصال كم يتمادى
وحصاة ُ الفؤاد كم تتصدَّعْ
ليت شعري هل أرتدي بظلامٍ
لا يراني الضياءُ فيه مروّعْ
بحداءٍ من واصفِ البين غادٍ
وَنَعيبَ من حالكِ اللّون أبقع
فبنارِ الأسى يُحرّق قلبُ
وبماءِ الهوى يُغرقُ مدمعْ
هذه عادة ُ الليالي فلمها
وهي لا تسمعُ الملامة ، أو دعْ
تطعنُ الحيّ فالجسوم بواقٍ
في يدِ السّقْمِ والنفوسُ تُشَيَّع
وكأن الحسان زُودنَ صبري
فهو بالبين بينه نيوزع
كلّ نمامة ِ الرياح تلاقي
منه أنفاسَ روضة ٍ تتضوّع
يلمعُ الماءُ في سنا الخدّ منها
فكأن الرحيقَ منه يشعشع
تنتحي بالأراك ثغرَ أقاحٍ
للندى فيه ريقة ٌ تتميّع
نصّلتْ في القوام باللحظ منها
صعدة ً في يدِ الملاحة تُشرعْ
تجرحُ القلبَ، والأديمُ صحيحٌ
فعن السحر منه حدثتُ فاسمع
قفْ وقوفَ الحيا بدمنَة ِ ربعٍ
ضَيّعَ الدمعَ فيه رسمٌ مُضَيّع
دارسٌ لا تزالُ غُبْرُ السّوافي
تَفْرِقُ التربَ فيه ثُمّتَ تجمع
كم به من سوانح في المغاني
آمناتٍ من نبأة الخوف ترتعْ
وظباءٍ كأنهنَّ دُماهُ،
حينَ تَرْنُو، لو أنَّها تَتَبَرْقَعْ(7/331)
وحبيسٍ على الفلا زمخريٍ
خاضبٍ أفتخِ الجناحين أقزعْ
رافِعٍ في الهواءِ طُولى عليها
عنقٌ كاللّواءِ في الجيش يُرْفَعْ
تحسب العين رجله نصب رحل
أصلمٌ ليتَ أنّه كان أجدعْ
إنّ ثوبَ الصبا يمزّق مني
ما الذي بالخضاب منه يُرقَّعْ
فعصتني الفناة ُ كيداً وكانتْ
في الهوى من يدي إلى الفم أطوعْ
أنْبَتَ الدهر في المفارقِ شيباً
بهموم في مُضْمَرِ القلب يُزْرع
وابتدا والنوى بيمناه تبدي
صورة الماء في السراب، فتخدع
بشمالٍ تثني عليها جنوباً
بهبوبٍ، يقلقلُ الكورَ زعزع
كلما أمرعت ببقلٍ جُفالٍ
قلتُ بالحمر من حمى القيظ تُلذعْ
حيثُ أذكتْ ذكاءُ فيها أوارا
يلفحُ الوجهَ في اللثام فيسفعْ
وإذا ما لَمَسْتَ جَدْوَلَ ماءٍ
خلتهُ حية ً من الحر تلسعْ
أنا نبعٌ لا خروعٌ عند عمري
وأرى العود منه نبعٌ وخروع
لستُ أُثْنِي عن السُّرى في طريقٍ
خَيّمَ الليلُ فوقه وهو خيدع
فكأني خُلقتُ جوّابَ أرضٍ
أصلُ العزم حشوها وهي تقطعْ
وكأنَّي في مِقْوَلٍ من زماني
مَثَلٌ وافدٌ على كلّ مسمع
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
رقم القصيدة : 13392
-----------------------------------
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ
وعاوَدَنِي فيها رِداعي ولم أشِمْ
ترائب عُوّادٍ يضمّخُها الردعُ
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلة ٍ
تذوبُ بنارٍ في الضلوع لها لذْعْ
مطلاً مطيل النوح لو أنّ دمنة ً
لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ
طلولٌ عقت آياتها فكأنما
غرابيبها جزعٌ وأدمانها ودعُ
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ
كلاميَ حتى قيل هل يَمْزَحُ الربع
تخط مع المحل الجنوب بمحوها
سطورَ البلى فيها وتعجبها المسعُ
ولم يبقَ إلاَّ ملعبٌ يبعث الأسى
ويدعو الفتى منه إلى الشوق ما يدعو
ومجموعة ٌ جمع الثلاث ولم تزدْ
عليه صوالي النار أوجهها سفع
لبسنَ حداد الثكل وهي مقيمة ٌ(7/332)
على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْع
ومضروبة ٌ بين الرسوم وما جنتْ
عقاب النوى من هامها الضرب والقلعُ
ومحلولكٌ ما فكَّ زيجاً ولا له
بسرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعٌ
أبان لنا عن بيننا فلسانه
علينا له قطعٌ أتيح له القطع
إذا لم تكن للحي داراً فما لها
إذا وقفَ المشتاق فيها جرى الدمع
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا
وإذ أنا إلفٌ للجآذر لا سِمْع
وينبو عن اللوم المعنّفِ مسمعي
بمنْ حُسنها بين الحسان له سمعُ
فتاة ٌ لها في النفسِ أصلٌ من الهوى
وكلّ هوًى في النفس من غيرها بدع
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى
بلذّتها ما ليس يبلغه البِتْع
يصدّ الهوى عن قطفِ رمان صدرها
وإن راقَ في خوط القوام له ينع
وكم من قطوفٍ دانياتٍ ودونها
تعرض أشراع من الرمح أو شرع
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبة ً
وخَلْقاً عميماً في الشباب له جمع
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ
فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لمع
وبيدٍ أبادتْ عيسَنَا بيبابها
فهن غراث في عجافٍ لها رَتْع
إذا سمع الحادي بها السمعُ ظنهُ
كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَة ٍ يدعو
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلة ٍ
ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكلَ السّبع
فإن يهلك الإيحاف حرفاً بمهمه
فإنهما السيفُ المُجرّدُ والنّطعُ
نحوتٌ عليها كلّ حرفٍ بعاملٍ
من العزّم مخصوص به الخفضُ والرّفع
وعاركتُ دهري في عريكة بازلٍ
ينوء به هادٍ كما انتصبَ الجذع
وما خار عُودي عند غمز مُلمّة ٍ
وهل خار عند الغمز في يدك النبع
وملتحفٍ بالصقل من لمع بارقٍ
يُطير فراشَ الهام من حدّه القرعُ
أقام مع الأحقاب حتى كأنما
لحديه عنه من حوادثها دفعُ
وتحسبُ أهوال الحروب لشيبهِ
وكلّ خضابٍ في ذوائبه ردْعُ
إذا سُلّ واهتزت مضاربه حكى
أخا السلّ هزته بأفكلها الرّبعُ
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به
فما صارمٌ في الأرض من غمده سقع
أأذكى عليه القينُ بالرّيح نارَهُ
وأمكنه في الطبع بينهما طَبْع
أصاعقة ٌ منقضّة ٌ من غراره
يهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ(7/333)
وجامدة ٍ فاضت فقلنا تعجباً
أنهرٌ تمشّت فوقه الرّيح أو درع
وأحكمها داودُ عن وَحْيِ ربِّهِ
بلطفِ يدٍ، قاسي الحديد لها شَمعُ
ترى الحلقاتِ الجُعْدَ منها حبائِكاً
مسمَّرة ً فيها مساميرها القرع
سرابية ُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها
على الذِّمْرِ طعنٌ يتقيه ولا مصع
وعذراء يغشاها ذكورٌ أسنة ٍ
وتُثْنَى لجمعٍ كلّما افترقَ الجمع
ومنجردٍ كالسيد يُعمل أرضهُ
فيبني سماءً فوقه سمكها النقع
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى
ففي يده بذلٌ من الجري لا منع
له بصرٌ مستخرجٌ خبءَ ليلة ٍ
إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمع
ويمرقُ بي في السبق في كلّ حلبة ٍ
فتحسبهُ سهماً يطيرُ به النزع
برأيي وعزمي أكملَ الله صِبْغَتي
ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرع
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
رقم القصيدة : 13393
-----------------------------------
ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
تذوب بها ذَوْبَ النّضارِ المميَّع
تنوبُ منابَ الشمسِ بعد غروبها
إذا بزغت كالشمس في رأس مطلع
تُكتّمُ ما تلقاه إلاَّ شكية ً
تُعبّرُ عنها في إشارة إصبع
وتحسبها تُلقي ضروباً من الجوى
تحكمَ فيها من غرامي المنوّع
كسقمي وإيراقي وصبري وموقفي
وصمتي وإطراقي ولوني وأدمعي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
رقم القصيدة : 13394
-----------------------------------
وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
وما تفارق منه روعة ٌ رُوعي
رغا وأزبدَ والنكباءُ تغضبهُ
كما تَعَبّثَ شيطانٌ بمصرُوعِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
رقم القصيدة : 13395
-----------------------------------
سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
عُسْرا فقد يجدُ الدرياقَ مَنْ لُسِعا(7/334)
وربّما ضاقَ رزقُ المرء في بلدٍ
حتى إذا سارَ عَنْهُ دَرّ واتّسعا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
رقم القصيدة : 13396
-----------------------------------
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
فقف صابراً تُسعدْ على الحزن جازعا
فمن مُبلغُ الغادين عنّا بأننا
وقفنا واجرينا بهنّ المدامعا
معالمُ أضحتْ من دُماها عواطلاً
فقلْ في نفوسٍ قد هجرنَ المطامعا
وفينا بمثياقِ العهود لربعها
كأنَّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا
فمن دمنة ٍ تحت القطوب كمينة ٍ
بها وثلاثٌ راكدات سوافعا
ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنما
أمَرّ البلى محوا عليها الأصابِعا
تأوهَ منه شيّقُ الركبِ نائحاً
فَطَرّبَ فيه مُلغِطُ الطّيْرِ ساجعا
وما زلتُ أجري الدمعَ من حُرق الأسى
وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا
وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرْضِهم
كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعا
كأنَّ حصاة َ القلب كانت زجاجة ً
مقارعة ً من لاعجِ الشوقِ صادعا
أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها
فأبصرتُ منها الآهلات بلاقعا
كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها
وقد سُقِيَتْ سَمّاً من البين ناقعا
أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً
فمن لي بأن ألقى الصبا فيك راجعا
أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به
ومن كان أهلي بودّي مُرَاضِعا
لقد دخلتْ بي منكِ في الحزنِ لوعة ٌ
حُرِمْتُ بها من ذِمّة ِ الصبر راجعا
أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي
حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا
ذويني أكنْ للعزم والليل والسرى
وللحرب والبيداء والنجم سابعا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
رقم القصيدة : 13397
-----------------------------------
بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
أوَكلّ شيءٍ من هواكَ يروعه
فإذا وصلتَ خشيتُ منك قطيعة ً
فالعيش أنت وصوله وقطوعهُ
لا تتهمني في الوفاء فإنني
كتمتُ سرّكَ والدموع تذيعهُ(7/335)
نَقَلَ الهوى قلبي إلى عيني التي
منها تَفَجّرَ بالبكا يَنْبُوعه
أبّكَيْتَني فأذَعتْ سِرّك مُكْرَهاً
فعلامَ تعذلُني وأنتَ تُذيعهُ
قال العذول: لقد خضغتَ لحُبّه
فأحْبَبْتُهُ. عِزّ المحبِّ خُضُوعهُ
أقْصِرْ فما يجتثّ أصْلَ علاقة ٍ
جذبتْ بأطراف الملام فروعه
وكأنَّ لَوْمَكَ رافضيّ مَيّتٌ
وكأن سمعي إذ نعاه بقيعهُ
يا من لذي أرقٍ يطولُ نزاعهُ
شوقاً إلى من طال عنه نُزوعهُ
باتت جحيمُ القلب تلفحُ قلبهُ
فتَفيضُ، من قلبٍ يغيضُ، دموعه
عَقَدَ الجفونَ ببارقٍ نَقَبَ الدجى
وخفا، كما اطّرد الشجاعُ، لميعهُ
وكأنه بالغيثِ باتَ محدثاً
للطرف بالخضراء وهو سميعه
خدعَ الظلامَ وكان من لمعانه
مِسْبَارُه وحُسَامُهُ ونجيعه
وَمُجَلْجِلٍ دَرّتْ بأنْفَاسٍ الصّبا
وهنأ لقضباءِ النباتِ ضروعه
خَضَعَتْ له عُنْقٌ لها وتحمّلَتْ
من ثقلهِ فوق الذي تسطيعهُ
وجرت به أثر السماء من الثرى
ميتاً فَعَاشَتْ بالرّبيع ربوعه
نَفَضَتْ له لِمَماً فطارَ هجوعه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
رقم القصيدة : 13398
-----------------------------------
أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
ما هكذا يُتألّفُ الأُلاّفُ
يا كيف باتَ عليّ قلبكِ جامداً
يَقْسو فلَيْسَ يُلينُه استعطافُ
وجمانُ ثغركِ رفّ من لمعانهِ
وعقيقُ خدّكِ رائقٌ شفّافُ
لم تنصفيني في معاملة الهوى
وأعزّ شيءٍ في الدمى الإنصاف
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
رقم القصيدة : 13399
-----------------------------------
يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
أذابَ قلبي عليكِ الحُزْنُ والأسفُ
ألم تكوني لتاجِ الحُسْنِ جوهرة ً
لمّا غرقتِ، فهلاّ صانكِ الصدّفُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها
دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها(7/336)
رقم القصيدة : 13400
-----------------------------------
دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها
فلن تصرفوا تَوْكافَهُنّ عن الوكفِ
ويحملُ دمعُ العين عن قلبيَ الأسى
ولكنه يبدي هوايَ الذي أُخْفِي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
رقم القصيدة : 13401
-----------------------------------
صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
وجادَ زماني بالأماني فانصفا
وشنّفتُ أذني بالهوى حُسنُ منطقٍ
بنجواه غازلتُ الغزال المشنّفا
لياليَ كانتْ بالسرورِ منيرة ٍ
وكان قناعي حالكاً لا مفوّفا
وشربي من نسلِ الغمام سلالة ً
تعودُ من العنقود في الدنّ قرقفا
معتّقة ً حمراءَ ينساغ صِرفها
إذا الماء فيها بالمزاج تصرّفا
كماءِ عقيقٍ في الزّجاجِ مُنَظّمٍ
عليه من الإزباد دّراً مجوفا
توقّدَ في كفِّ المنادم نورها
ولكنه بالشرب في فمه انطفا
تطوفُ بها ممشوقة ُ القدّ زرفنتْ
من المسك في الكافور صُدغاً مُعطفا
إذا أعرضتْ في الدلّ ذلّ أخو الهوى
وصاغَ لها لفظَ الخضوع المُلطّفا
هنالك خفّتْ بي إلى اللهو صبوة ٌ
وثقّلتِ الكاساتُ كفّي بما كفى
كأنِّيَ لم أقنصْ نَوَارا من المها
ولم أجنِ عذبَ الرشفِ من مُرّة الجفا
ذكرتُ الحمى والساكنيه ودونه
خِضَمّ عليه تنبري الرّيحُ حرجفا
ولما أقلوا يوم بينهمُ على
هلال السُّرى للشمس خدراً مسجفا
وألْقَتْ حُلاها من يديها وعَطّلَت
من الحلي فيد جيدَ رئم تشوّفا
سقى الأقحوان الطلُّ .... عفّة
وعضّتْ من الحُزْنِ البنانَ المُطَرّفا
ولما جرى الدرّ الرطيبُ بخدها
وسال إلى الدر النظيم توقّفا
وأين تراهُ ذاهبا عن جنى فمٍ
كأنَّ رضابَ الكأس منـ ترشّفا
أما وشبابٍ بالمشيب أعتبرتُهُ
فأشرقتُ عيني بالدموع تأسفا
لقد سرتُ في سهب المديح هداية ً
ومثلي فيه لا يسيرُ تعسفا
ولو كنتُ من دُرّ الدّراري نظمته
لكانَ عليّ منه أعلى وأشرفا
همامٌ من الأملاك هزّ لواءَه(7/337)
وأوضحَ حوليه الجيادَ وأوجفا
شجى ً ذكره للروم كالموت إن جرى
أخافَ، وإن أوفى على النفس أتلفا
ذَبوبٌ عن الإسلام مَدّ لجيشِهِ
جناجاً عليه بالأسِنَّة ِ رفرفا
يردّ عن الضرب الحديد مثلَّماً
ويثني عن الطعن الوشيجَ مقصَّفا
إذا ظَلَلّتْهُ الطيرُ كانت أجورها
جسوماً ثَنى عن طَعنها الزُّرْقَ رُعّفَا
نسورٌ وعقبانٌ إذا هي أقبلتْ
محلقة ً سَدّتْ من الجوِّ نَفْنَفَا
وتحسبها في نقعهِ رقمَ بُرقعٍ
يجولُ على وجهٍ من الشمس مُسدفا
حمى ما حمى من بيضة ِ الدّين سيفهُ
وأشفق في ذات الإله وعنّفا
ومن عَدَمٍ أغنى ، ومن حيرة ٍ هدَى
ومن ظمإٍ أروى ، ومن مرض شفى
كريمُ السجايا لوذعيّ زمانه
تَهَذّبَ من أخلاقه وتظرّفا
إذا عنَّ رأيٌ كالسُّها في ضيائه
ولم يكف أذكى رأيه الشمس فاكتفى
سما في العلا قدرا فأدرك ما سما
إليه، وأصمى سَهْمُهُ ما تهدفا
سكوبُ حيا الكفين لا ناضبُ النّدى
ولا مخلفٌ وعداً إذا الغيث أخلفا
تريه خفيّات الأمور بصيرة ٌ
كأن حجابَ الغيب عنها تكشّفا
بذكْرِ ابن يحيَى عَطّرَ الدهرَ مَدْحُنَا
وخَلّدَ فيه ذكرنا وتشرّفا
جوادُ بنانِ البذل منه غمائمٌ
تصوبُ على أيدي بني الدهر وُكفّا
عليم بسرّ الحرب من قبل جهرها
وقرع الصفا بين الفريقين بالصفا
يقارع منهم حاسرا كل مُعْلَمٍ
أفاضَ عليه الفارسيَّ المضعفا
عصاهُ لتأدِيب العُصاة ِ إذا بَغَوْا
غِرارُ حسامٍ يقرعُ الهامَ مرهفا
على أنّه راسي الأناة مخدَّعٌ
إذا زاغَ حلم عن ذوي الحزم أو هفا
بنو الحرب أنتم أرضعتكم ثديّها
فمفترق الأقدام فيكم تألّفا
لكم قُلُبٌ بالذابلات وبالظبا
أخاديد في ............
إذا ما بدا طعنُ الكماة وضربهم
كنقطٍ وشكلٍ منه أعجمت أحرفا
فدع عنك ما حظته ........
........................
لك الخيلُ تسري الليلَ من كل سلهبٍ
ترى بطنه من شدة الركض مُخْطَفا
إذا وطئت شمَّ الجبال نَسَفْنَها
بنصرك للتوقيع في الجيش حُرِّفا
إذا وطئت شمَّ الجبال نسفتها(7/338)
وغادرْنها قاعاً لعينيك صفصفا
فيه ملكَ العصر الذي ظلّ عدله
على الدين والدنيا صفا منه ما صفا
نداك بطبعٍ للعفاة ارتجلتهُ
وغيرك رَوّى في نداه تَكَلُّفَا
وكم من فقير بائس قد وصلته
فأضحى غنياً يسحب الذيل مترفا
لمدحك أضحت كلّ فكرة ِ شاعرٍ
مصنفة ً منه غريباً مصنفا
وإنَّ كنتُ عن حَفْلِ العُلى غائباً فلي
ثناءٌ كعرفِ المسك بالفضل عرّفا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
رقم القصيدة : 13402
-----------------------------------
وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
تجري بريح متى تسْكُنْ لها تقفِ
لها شراعٌ ترى الملاَّحَ يلحَظُهُ
ككاهنٍ يقسمُ الألحاظ في كتِفِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
رقم القصيدة : 13403
-----------------------------------
أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
ثلاثون يمشي المرءُ فيها إلى خلفِ
ولو صحّ مشيٌ نحوه لا بتدرته
فجئتُ الصِّبا أحبو على العينِ والأنْفِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
رقم القصيدة : 13404
-----------------------------------
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
وهو من رقة ِ النسيمِ أرقُّ
كهصورٍ في كفّه الظُّفْرُ عَضْبٌ
وغريرٍ في صدره النهدُ حُقّ
عزمتي كوكبٌ وطرفي ريحٌ
وأضاتي غيمٌ، وسيفيَ برْق
ضربتي في مفارقِ الذِّمرِ جيبٌ
بين كفيّ عند غيطٍ يُشقّ
حشُوها من فُلولِ عَضْبِي شَظَايا
كنيوبٍ عَنْهُنَّ قَلّصَ شِدْقُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
رقم القصيدة : 13405
-----------------------------------
وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
تعذِّبُ أنفسَ عُشاقِها
بعينٍ إذا سَحَرَتْ بالفتور(7/339)
بدا للمها بعض أحداقها
وقدٍّ يميتُ حياة الغصون
فتذوي نضارة ُ أوراقها
وشدوٍ يقوم لفرط السّرُور
بنفس الحزين على ساقها
تهيمُ به الهيمُ عن شربها
زُلالاً لإحياء أرماقها
وتخلعُ إن سمعتهُ الحمامُ
عليها قلائدَ أطواقها
فمن لشجٍ سَهْلُ أخلاقِهِ
يُعَذّبُهُ وَعْرُ أخلاقها
ترى صدَّها عاقلاً رُوحه
فيا وَصْلَها جُدْ بإطْلاَقِها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولمّا تنازعن معنى الحديث
ولمّا تنازعن معنى الحديث
رقم القصيدة : 13406
-----------------------------------
ولمّا تنازعن معنى الحديث
بمختلف اللفظ أو متّفِقْ
لوينَ الحواجبَ نزعَ القسيّ
وأرسلنَ عنهنّ نيلَ الحدقْ
فلم يُصبِ القلبَ من قبلها
سهامٌ مُنَصّلَة ٌ بالحَدَقْ
فكان علينا الهوى لا لنا
وعنَّ الفراق ومنه الفرق
فيا لو رأيتَ ارتعادَ الجسومِ
لقلتّ الرياح تهزّ الورق
وأبصرتَ حُمْرَ دموعِ الجفونِ
لقلتَ تعلّق منها العلقْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
رقم القصيدة : 13407
-----------------------------------
أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
له على لثم دُرٍّ في اللمى يَقَقٍ
وما علمتُ بجهلٍ أنّ ريقتها
تُعطي السلامة ريَّ المندل العبق
لا عدتُ أُحْرِقُ عودا من سواكِ فمٍ
يزيدُ إحراقهُ في شِدّة ِ الحُرَقِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
رقم القصيدة : 13408
-----------------------------------
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
تُشِيرُ كفّاه تعويذا من الغَرَق
يدعو ولم يكُ مضطراً: خذوا بيدي
وعنده الفرْق بين الأمْنِ والفَرَق
فإن بكيتُ فإني قد ذَكَرْتُ به
من جُرّعتْ منه كأس الموت بالشرَق
رُدْتْ على البحر من كفّي جوهرَة ٌ
ثم انقلبتُ بقلبٍ دائمِ الحرقِ(7/340)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
رقم القصيدة : 13409
-----------------------------------
أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
كالورد لوناً ونشرها عبقُ
كأنَّما كوكبٌ يصافحني
مجوَّفُ الجسم روحهُ شفقُ
حمراءُ مشمولة ٌ لها عمرٌ
في طرفٍ منه دهرها غَرقُ
أسالها حُمرة َ العقيق فلي
من لؤلؤٍ، بعد شربها عرق
راحٌ أضافتْ إلى دمي دمها:
طبائعٌ في المزاج تَتَفِق
وللثّرَيا يدٌ مُخَتَّمَة ٌ
منها بناناً خضابُها الغَسَقُ
كأنها والصباح يقطفها
عنقودُ نَوْرٍ له الدّجَى ورق
وفحمة الليل كلما اعترضتْ
ألْهَبَ فيها اتّقادَهُ الفلق
عجبتُ من مُحرقٍ ومحترقٍ
لا فحمة ٌ منهما ولا حرق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
رقم القصيدة : 13410
-----------------------------------
يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
هلاّ اتقيتَ السمَّ بالدرياقِ
وتناوَلتْ يُمْناكَ نارا لم تَخَفْ
في لمسها لَذَعاً من الإحراق
حمراءَ تشربُ بالأنوف سُلافها
لُطفاً وبالأسماعِ والأحداقِ
بزُجاجة ٍ صُوَر الفوارِسِ نَقْشُها
فَتَرى لها حَرباً بكفِّ السّاقي
وكأنَّما سَفَكَتْ صوارمُها
لَبِسْتْ به غَرَقاً إلى الأعْناق
وكأنَّ للكاساتِ حُمْرَ غلائلٍ
أزرارها دُررٌ على الأطواقِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
رقم القصيدة : 13411
-----------------------------------
وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
كعطفة ِ رأس السنان الذّليق
له مقلة ٌ كُحلتْ بالنجيع
تُصرفُ إيماض لحظٍ صدوق
كأن بجؤجؤه مهرقاً
موشى ً بأحرفِ خطٍّ دقيقِ
يصيدُ بكٍّ خطاطيفها
مركبة ٌ في وظيفٍ وثيق
يباكر بالصيد سربَ القطا
وبينهما كلّ فجٍّ عميقِ
ويُصْبحُ سربَ الحَمامِ الحِمام
ويَجنحُ مثل الجناح الخفوق
كأنَّ عقاباً على أفقه(7/341)
ترود الوغى يوم ريح خريق
ولمّا انجلى الليل واستوضحت
له غُرَّة ُ الصبح في رأس نيق
فباتَ ولا خوفَ في نفسه
بهمّته حازَ بيضَ الأنوقِ
وقَلّبَ، والفتكُ في نَفسه،
حماليق مثلَ ائتلاق البروق
وقد نَفَضَ الطلَّ عن منكبيه
بمثل انتفاضِ الطمرِّ العتيق
ترى ريشهُ فوقَ أرجائه
طِراقاً كمثل حباب الرّحيق
رأى ما رأى وبريق الشعاع
يكحلُ أجفانه بالشروق
وأيقنَ بالسوءِ من صيده
فدل على سبجٍ بالعقيق
وحلّق وانقضّ من جَوِّه
كما صُوَّبَتْ حجرُ المنجنيق
فتحسبه عند إقعاصها
يشقّ حيازيمها عن شقيق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
رقم القصيدة : 13412
-----------------------------------
وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
من نكبة ٍ هوجاءَ حُلّ وثاقها
وكأنَّما رأت الحِقاقَ فعجعجت
فيها القرومُ وأزبدت أشداقها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
رقم القصيدة : 13413
-----------------------------------
وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
حَمَلَ الزبرجَدَ منه جسمُ عقيق
يجري ولمعُ البرق في آثاره
من كثرة ِ الكبوات غيرَ مفيق
ويكادُ يخرج سرعة ً من ظِلِّهِ
لو كان يرغبُ في فراق رفيق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
رقم القصيدة : 13414
-----------------------------------
وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
وقد لبستْ للعين من فَرسٍ خَلْقا
إذا شئت ألقتْ بي على الغرب رجلُها
ونالتْ يدٌ منها بوثبتها الشرقا
لحوقٌ كأنِّي جاعلٌ من عدائها
لرسغِ الفرا عقلاً وجيد المها ربقْا
كريحٍ تَرَى من نقعها سُحُباً لها
ومن رشحها قطرا ومن لحظها برقا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ(7/342)
جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
رقم القصيدة : 13415
-----------------------------------
جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
فأرتكَ في الخلقِ ابتداعَ الخالقِ
نينانٌ أمواهٍ، وفتخُ سباسبٍ
وظباءُ آجامٍ، وعُصمُ شواهقِ
بمؤلَّلاتٍ تستديرُ كَأنَّها
أقلامُ مبتدعِ الكتابة ِ ماشقِ
قد وَقّعتْ لك بالسعود وما جَرَتْ
بسوادِ نِقْسٍ في بياض مَهارِق
غُرٌّ محجَّلة ٌ تكاملَ خلقها
بمجانسٍ من حسنها ومطابق
وكأنَّما حَيّثْ عُلاكَ وجوهها
فأسأل فيها الصبح بيضَ طرائق
كرّت ذخائر عربها في عتقها
وشأت بفضله عدوها المتلاحقِ
وإذا الجلال تجرّدت عن جردها
لبست غلالة َ كلّ لونٍ رائقِ
من كلّ طرفٍ يستطير كطرفهِ
جَرْياً فوثبته غِلابُ السابق
وَرْدٌ تميَّعَ فيه عَنْدَمُ حُمْرَة ٍ
كالورد أُهدي في الربيع لناشقِ
وكأنَّه وكأنَّ غرة وجهه
شفقٌ تألّقَ فيه مطلع شارقِ
وكأنَّ صبحاً خصَّ فاه بقبلة ٍ
فابيضّ موضعها لِعَيْنِ الرامق
متصيد برياضة ٍ وطلاقة ٍ
في تيه معشوقٍ وطاعة عاشق
وإذا تغنى بالصهيل مطرباً
أنسى أغاني معبدٍ ومخارقِ
ومزعفرٍ لونَ القميص بِشُقْرَة ٍ
كالرّيح تعصفُ في التهاب البارق
وتراه يدبر كالظليم بردفه
عُجباً، ويُقبلُ كانتصاب الباشقِ
وإذا طرقت به انتهي بك غاية
أبدا تشقّ على الخيال الطارق
كاد الكميتُ ينوبُ عن لعس اللمى
ويسوغُ كالخمر الكُمَيْتِ لذائق
ويمدّ فوق البحر عند عبوره
جسراً بهادٍ للسماءِ معانقِ
خيلٌ كأنَّ الرّكض من خيلائها
في قلب كلّ معاندٍ ومنافقِ
وكأنما اقتسمت عيونَ أجادلٍ
وشدوقَ غربان، وسوق نقانِقِ
قُدها تخبّ بكلّ ذمرٍ أبلهٍ
بخداعِ أبطال الوقائع حاذقِ
وإذا أثَرْنَ بنقعهنّ سحائباً
صبتْ على الأعداء صوبَ صواعقِ
أصبحتَ في السادات ناصرَ دَوْلَة ٍ
تصفُ العُلى عدل مناطق
بطلاً يطول بذكره في سلمه
كصياله بحسامه في المأزق
مترحلاً نحو المعالي ساكناً
بالجيش في ظلّ اللواء الخافق
شدّتْ عزائمه مهالكهُ كما
شُدّتْ فزازينٌ بعقد بيادقِ(7/343)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
رقم القصيدة : 13416
-----------------------------------
ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
لابسٍ نضرة َ النّعيم وريقِ
فيه رمانة ٌ تُطاعنُ صدري
فهي أمضى من السنان الذليقِ
أسأل الورد منه عن أُقْحوانٍ
مجتنى الشهد منه في طلّ ريقِ
فشققتْ الشقيق من شفتيه
عن حبابٍ محدِّثٍ عن رحيقِ
واكتستْ زرقة ُ السماءِ سحاباً
مُسمعاً رعدهُ هديرَ الفنيقِ
وحَمَى من وشاتنا كلُّ وبلٍ
بأفاعي السيول كلَّ طريق
وكأنَّ الظلامَ يحرقُ قارا
منه في الخافقين نفطُ البروقِ
رقّ صبري وصبرها بنسيمٍ
واصفٍ صُبْحَهُ بمعنى رقيق
وشوادٍ شدت فلولا اشتهاري
نُحْتُ من شدوها بكلّ شهيق
أضحك الله من بكى بجمانٍ
رحمة ً للذي بكى بعقيقِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
رقم القصيدة : 13417
-----------------------------------
خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
ومثلي لا يناطُ به العقوقُ
أأقدر أنْ يُقَدَّرَ لي زمانٌ
له خلقٌ بألفتنا خليقُ
فيقبض بُعْدنَا ليلٌ عدوٌ
ويبسط قربَنا يومٌ صديق
لقد حنّتْ إلى مثواك نفسي
كمرزِمة ٍ إلى وطنٍ تتوقُ
تحمّلَ بالنوى عني التأسي
وحمّلني الأسى ما لا أطيقُ
وَحَمّرَ دمعيَ المبيصِّ حُزْنٌ
يذوب بحرّه قلبي المشوقُ
كأنَّ العينَ تُسقِطَ منه عيناً
فلؤلؤه، إذا ذرفت، عقيق
وهبني قد قدحتُ زنادَ عزمٍ
تضرّمَ في الأناة ِ له حريقُ
أليسَ الله ينفذ منه حكما
فيعقلني به، وأنا الطّليق؟
فرغتُ من الشباب فلستُ أرنو
إلى لهوٍ، فيشغلني الرّحيقُ
ولا أنا في صقلّية ٍ غلاماً
فتلزمني لكلّ هوى حقوق
لياليَ تُعْمِلُ الأفراحُ كأسي
فما لي غير ريقِ الكأسِ ريقُ
تجنّبتُ الغواية عن رشادٍ
كما يَتَجَنَّبُ الكَذِبَ الصّدوق
وإن كانت صبابات التصابي
تلوحُ لها على كلمي بروقُ
كتبتُ إليك في ستين عاماً
فساحاً في خطايَ بهنّ ضيق(7/344)
ومن يرحلْ إلى السبعين عاماً
فمعتَرك المنون له طريق
أبا الحسن انتشقْ من سلاماً
كأن نسيمه مسكٌ فتيقُ
وقلّ لدي عليلٍ عند كربٍ
تناولُ راحة ٍ فيها يفيق
أرى القدرَ المُتاحَ إذا رآني
جريتُ جَرَى فكان هو السّبوق
فلا تيأس فللرحمن لُطفٌ
يُحَلّ بِيُسْرِهِ العَقْدُ الوثيق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
رقم القصيدة : 13418
-----------------------------------
يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
فقد نفى النومَ عن عينيّ إيراقُ
عساكر البقّ نحوي فيك زاحفة
كأنما بُثّ وسطَ البيت سمّاق
من كل طاعنة ِ الخرطوم سارية ٍ
كأن لسعتها بالنار إحراق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
رقم القصيدة : 13419
-----------------------------------
وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
في قطعهِ الليل إلى مشرق
كأنما تنبعُ من سحبه
شعلة نفط للدجى مُحرِّق
لو كان يبقى نوره في الدجى
كان كحطِّ التبر في الميلق
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
رقم القصيدة : 13420
-----------------------------------
ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
أما علا النورُ من إسرائها الغسقا
أما تضوّع من أردانِها أرجٌ
كأنَّما مسكُ دارينٍ به فُتِقا
أما تألق من سمطيْ تبسمها
برقٌ إذا ما رآهُ ناظرٌ برقا
هيفاءُ يَقْلَقُ في الخصر الوشاحُ لها
كأنَّ قلبيَ منه عُلّم القلقا
كأنَّما مالَ خُوطٌ في مُلاءتها
بالشمس واهتزّ منها في كثيب نقا
باتت على عُقبِ الشكوى تملّقني
وكلّ دمية حسنٍ تُحسنُ الملقا
واستوثقت من نقاب فوق وجنتها
وإنَّما أشْفَقَتْ أنْ ألثُمَ الشَفقا
يا هذه تدّعينَ الوجدَ عارية ً
من الضنى فدعي الشكوى لمن عشقا
وأجملي قتل نفس لا يُتاركها
بَرْحُ الغرامِ وإلاَّ رَمّقي الرمقا(7/345)
ما أحْسَنَ العطف من تأنيس نافرة ٍ
كأنَّما رُضْتَ منها شادِناً خَرِقا
فبتّ أحمي بأنفاسي حصى دررٍ
ببردها في التراقي تعرف الفلقا
وأجتني مستطيباً ما حواهُ فمٌ
من ماء ظَلْمٍ بَرُودٍ يُطفىء الحرقا
وللوشاة ِ عيونٌ غير واقعة ٍ
على ضجيعين من في الكرى اعتنقا
من زار في سنة الأجفان في خَفَرٍ
لم يخش غيرانَ مرهوبَ الشذا حَنِقا
قنعتُ بالطيف لمّا صدّ صاحبهُ
والطيبُ إن غابَ أبقى عندك العبقا
لولا هلالٌ أعير الطرف زورقه
في خوضه لجة الظلماء ما طرقا
من أين لي في الهوى نومٌ فيطرقني
خيالٌ مَنْ نومها يُغري بي الأرقا
وإنَّما الفكرُ في الأجفان مثّلها
فما كذبتُ على جفني ولا صدقا
ألله أعطى لقومٍ في تعشّقهم
سعادة ً، ولقومٍ آخرين شقا
والله أحيا بيحيى كلّ مكرمة ٍ
للمعتفين، وأجرى نائلاً غدقا
مَلْكٌ تناول أسبابَ العلا بيدٍ
قد أودعَ الله فيها رزق من خلقا
سميذع تبسط الآمالَ همتُهُ
ويقبضُ الحلمُ منه الغيظ والحنقا
أعلى الملوكِ منارا في ذرى شَرَفٍ
لا يرتقي كوكبٌ في الجوّ حيث رقا
وأثبتُ الأُسُدِ في جوفِ العدى قدماً
إذا جناحُ لواءٍ فوقه خَفَقا
إن ضنّ بالجود مقبوضُ اليدين سخا
وإن عتا ظالمٌ في ملكه رفقا
كم من عدوين في دينٍ قد اختلفا
حتى إذا أخذا في فضله اتّفقا
وكم نديمين لولا لذّة ٌ لهما
في ذكرِ سيرته الحسناءِ لافترقا
كأنَّما النَّاس من أطواق أنعمه
حمائم تتغنى مدحَهُ حزقا
كأنّما يعتري أمواله ولهٌ
فما لهما غير أصواتِ العُفَاة ِ رُقَى
تجاوِدُ الكفَّ منه الكفُّ مغنية ً
فقلما تبقيان العينَ والورقا
من أوْهنَ الله كيدَ الناكثين به
إذا قذفتَ بحقٍّ باطلاً زهقا
من لا يصول الهدى حتى يطول به:
لا يضرب السيف، لولا الضّاربُ، العنقا
تكبو السوابقُ عن أدنى مداه فلو
يسابقُ الريح في أفق العلا سبقا
ذِمرٌ إذا عَلقَتْ بالحرب عزمتُهُ
روَّى القواضب فيه والقنا علقا
كأنَّما العَضْبُ في يُمْناهُ صَاعِقَة ٌ
إذا علا رأسَ جبَّارٍ به صَعَقا(7/346)
يكادُ لولا تلظّي الروع ذابلُهُ
في كفّه من نداه يكتسي ورقا
كأنّما يُودعُ اليمنى له قلماً
يخطّ خطّ المنايا كلما مشقا
وما رأى ناظرٌ من قبله أسداً
قد أكملَ الله فيه الخَلْقَ والخُلُقا
ويومِ حربٍ ترى الأبطال مورِدة ً
فيها حياضَ المنايا شُزُّباً عُتُقا
تروقُ ذا الجهل زيناً ثم تَذْعَرُهُ
خوفاً إذا شامَ من أنيابها روقا
ترى السوابغَ عن أذمار مأزقها
تُواقعُ الأرضَ من وقع الظبا فرقا
إذا انتحتك مدمّاة لها حلقٌ
خلتَ اليعاقيب فيها فتّحتْ حدقا
شكّ القلوبَ بصدقِ الطعن لهذمُهُ
وغادرَ الهامَ فيها سيفُهُ فِلقَا
إليك يا ابن تميمٍ أُعملتْ قُلُصٌ
تحت الرحائل تبري الوخد والعنقا
كأنّ مثواك لليت العتيق أخٌ
واليعملاتُ إليه تملأ الطّرُقا
وكيف تُعْقلُ أيدي العيس عن ملكٍ
بكفِّ نعماه معقولُ الندى انطلقا
تُقَبّلُ السحبُ منه للسماحِ يدا
لوْ ألقِيَ البحرُ في معروفها غَرِقا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
رقم القصيدة : 13421
-----------------------------------
بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
بشيبي فالقذال به يُنقّى
فشعري لا يُكفَّنُ في خضابٍ
ولا ينفكّ للأنظار مُلقْى
وتركُكَ مَنْ شجاك الموتُ منه
بلا كفنٍ لحزنٍ فيك أبقى
فلا تخضبْ مشيبك للغواني
فتغنى عنه ناعمة ً وتشقى
فشاهدُ زورِ خضبك ليس يُعطى
بباطله من الغادات حقا
فلا تهو الفتاة َ وأنتَ شيخٌ
فأبعدُ وَصْلِها مِنْ صَيْدِ عَنْقا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
رقم القصيدة : 13422
-----------------------------------
أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ
وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني
حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه
وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي
ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه(7/347)
دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ
إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ
وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ
فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه
كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ
وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه
فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه
فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه
مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ
وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه
برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ،
أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ
وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ
رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما
تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه
كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ
وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه
فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا
يغايره في حسنها ويماحكه
على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه
إذا ما مضى عني من العمر هاتكه
شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى
وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه
كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ
مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه
غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي
له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه
وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ
بعارضها والغيث درّتْ حواشكه
وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ
إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه
ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً
حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه
على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى
ملوكاً على الأجسام منهم درانكه
وبات لجينُ الماء بالقر جامدا
لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه
أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ
يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه
وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ
مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه
مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً
وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه
بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ
بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه
ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ
صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه
أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً
فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه
تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ
وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه(7/348)
إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ
فما بال جدوى راحتي لا تُداركه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومالئة ٍ من سناها العيونَ
ومالئة ٍ من سناها العيونَ
رقم القصيدة : 13423
-----------------------------------
ومالئة ٍ من سناها العيونَ
أأبصرتَ شمسَ الضحى هِيْ كذاكْ
تسوك حَصَى برد في عقيق
فيا لهما ظُلما بالسّواك
وما قهوة ٌ مُيّعَتْ مسكة
فبينهما للأريج اشتراك
بأطيبَ منها جَنى ريقة ٍ
إذا نحرَ الليل رمحُ السماكْ
وما ذقتُ فاها ولكنّني
نَقَلْتُ شهادَة َ عُودِ الأراك
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هات كأس الراح أو خذها إليكْ
هات كأس الراح أو خذها إليكْ
رقم القصيدة : 13424
-----------------------------------
هات كأس الراح أو خذها إليكْ
يَنْزِلِ اللهوُ بها بين يديْك
ريقة ُ العيش بها، فاخلع على
شفتيها كلّ حينٍ شفتيك
وأطع فيها نديميك بما
حكما واعصِ عليها عاذليك
وإذا سَقّيْتَ منها شَفقاً
طلعتْ حُمرتهُ في وجنيتكْ
وتناولْ نشوة ً من روضة ٍ
طلعت كالشمس بالنجم عليكْ
تتغنّى بنسيبٍ قُلتهُ
فهواها راجعٌ منك إليك
فاوُضَتْ في الوصل عيني عينها
فازدهتْ عجباً وقالت: ما لديك؟
أعليلٌ أنتَ، ماذا تشتهي؟
قلت: قطفي بَيَدِيْ رمّانتيَك
فانثنتْ كبرا وقالتْ: ويلتا
أوَهَذا كُلّهُ تطلبُ وَيْكَ؟
أنا شمسٌ وبعيد فلكي
وضيائي نافرٌ من راحيتكْ
لو بدا أمرُكَ لي من قبلِ ذا
ما رأتْ ناظرتي ناظرتيك
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
رقم القصيدة : 13425
-----------------------------------
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
وهي من طيبها غزالة ُ مِسْكِ
أنتِ في العين واللسانِ وفي القلـ
ـبِ فأين استقرّ قدريَ منك
إن نقضتِ الوفاءَ بالغدر ظُلماً
فبهذا أشارَ طرفك عنكِ
لكِ قلبي صَفَا فلا غشّ فيه
وهو للهجر منكِ في نارِ سبْكِ
أضحكَ الشامتين صدُّكِ عني(7/349)
بدموعي، فأدمعَ القلب تبكي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
رقم القصيدة : 13426
-----------------------------------
الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
والوصل بينهما على هُلك
يا جنّتي ما كنتُ أحسبُ أنْ
أصلى جحيم قطيعة ٍ منكْ
لله عينٌ منك مخبرة ٌ
عنّي بكلّ سريرة عنكْ
عَجَبي للفظٍ منك ذي نُسُكٍ
هذا وَلحظُكِ حاضرُ الفتك
وسلبتِ قلبي من حشاي فهلْ
لكِ في القلوبِ صناعة ُ الدكّ
أغزالة َ الفلك التي عقبتْ
مِسكاً فقلتُ: غزالة ُ المسك
إن دام هَجْرُكِ لي بلا سببٍ
فلأنت قاتلتي بلا شكّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
رقم القصيدة : 13427
-----------------------------------
أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
أن ناضرُ الورد على وجنتيك
لا تنكري أنّكِ حورية ٌ
فنفحة ُ الجنة نَمّتْ عليك
وعقربا صدغيكِ من عنبرٍ
سَمُّهُما ويلاهُ من عقربيكْ
وردفكِ المرتجّ في غُصْنِهِ
ميّاسٌ آهتزّ برمانتيك
ويحُ وشاحيك فمتا أصبحا
صِفْرَينِ إلاَّ حَسَدا دُمْلجيك
أفي نطاقيك تثَنَّيْتِ أمْ
دفعتِ خصريك إلى خاتميك
بالله من صيّر من ناظريك
سهميكِ أم رُمحيكِ أم صارميك
فحيثما كنتِ خشيتُ الرّدى
منكِ، أكلّ القتل في ناظريك؟
لو شئتِ حييتِ نشاوى الهوى
من لون خدّيك بتفاحتيك
وإن تَغَنّيْتِ لنا لم نَزَلْ
نخلعُ أفواهاً على أخمصيك
لا صبرَ لي عنك وإن كان لي
على جناياتك، صبرٌ عليك
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
رقم القصيدة : 13428
-----------------------------------
ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
قُدّرَ الموتُ بلا شكّ عليكْ
أذنوباً كاثرت عِدّ الحصى
بئس ما استكثرت من كسبِ يديكْ
بئس ما يُسمع من تعظيمها
مَلَكا القبر به من ملكيك
أيّ خطبٍ فادحٍ في رقدة ٍ
يوقظ الحشرُ إليها مقلتيك(7/350)
وصراطٍ لستَ بالنّاجي إذا
وطئتهُ زلة ٌ من قدميكْ
فلك الويلُ من النّارِ إذا
مقلة ُ الرحمنِ لم تنظرْ إليكْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
رقم القصيدة : 13429
-----------------------------------
لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
وصالَ به الإسلام فاهتضم الشركا
تقيكَ آباءً ملوكاً كأنما
يُفَتَّقُ للأسماعِ فخرهمُ مسكا
وكلّ عريقٍ في الشجاعة مقدمٌ
له الضربة ُ الفرغاءُ والطعنة ُ السُّلكى
إذا ما رمى أرَض العدى بعَرمرَمٍ
عليه سماءُ النّقع غادرها دَكّا
ومن عَرَضِ الجبنِ المنُوطِ بِغُمرِهِمْ
صفا جوهرٌ منهم بنارِ الوغى سبكا
بنيتَ بهدم المال كعبة َ ماجدٍ
إلى حجها نُزجي القلائص والفلكا
فيا ابن تميم ذا الفخار الذي له
منارٌ ترى فوقَ السماكِ له سمْكا
تُحدّثُنا عنهُ العلى وبمثل ما
تُحدّثُنا عنه، تحدّثنا عنكا
تناولتَ إصلاحَ الزّمان فقلْ لنا
أعدلٌ يسوسُ المُلكَ أم ملكٌ منكا
فجدّدتَ ما أبلى ، وأثبتّ ما نفى
وأدنيتَ من أقصى ، وأضحكت من أبكى
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
رقم القصيدة : 13430
-----------------------------------
إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
شيبٌ ويعقبها من بَعْدِهِ هُلُكُ
فشيبُ ليلك من إصباحِهِ يَقَقٌ
وشيبُ يومك من إمسائه حلكُ
والعيشُ والموتُ بين الخلق في شغُلٍ
حتى يُسكَّنَ من تحريكه الفلك
ويبعثَ الله من جَوْفِ الثرى أُمَماً
كانتْ عظامهُمُ تبلى وتنتهك
في موقفٍ ما لخلق عنه من حِوَلٍ
ولا يحقّر فيه سوقة ً ملكُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
رقم القصيدة : 13431
-----------------------------------
بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
وفي الضريح مَضْجَعُكْ
عَرْتْكَ دنياكَ الّتي
لها شرابٌ يخدعكْ(7/351)
هِمْتَ بجبِّ فاركٍ
وقلّما تُمَتّعُكْ
يَضُرّكَ الحرصُ بها
والزهدُ فيها ينفعكْ
لا تأمننْ منيّة ً
إنّ عَصَاها تَقْرَعُكْ
مغربكَ القبر الذي
يكونُ منه مطْلَعُكْ
إنْ فَرّقَتْكَ تُرْبَة ٌ
فالله سوف يجمعكْ
وللحساب موقفٌ
أهوالُهُ تروّعك
كم جرّ ما أشفقتَ منْ
لمسِكَ منهُ إصبعكْ
فكيف بالنار التي
منْ كلّ وجهٍ تَلْذَعُكْ
يراك ذو العرش إذا
ناديتهُ ويسمعك
فثقْ به ولا يكنْ
لغيرِهِ تَضَرُّعُك
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
رقم القصيدة : 13432
-----------------------------------
أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
فجرّدْ عن حقائقكَ الشكوكا
ولا تسألْ مِنَ المملوكِ شيئاً
فترجعَ خائباً وسلِ المليكا
فلستَ تنالُ رزقاً لم تَنَلْهُ
ولو أبصرته مما يليكا
فكم خيرٍ به نضيجاً
وكنتَ حُرمتَ رؤيتهُ فريكا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
رقم القصيدة : 13433
-----------------------------------
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
آة إذ لا تريك منها اختلالا
فتريكَ اليمينَ منك يميناً
بالمحاذاة والشمالِ شمالا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
رقم القصيدة : 13434
-----------------------------------
وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
لها مَثَلٌ في الحسن جلّ عن المثلِ
تمجّ فتيتْ المسك منه أساودٌ
مُعَقْرَبة ٌ أذنابهنّ على النعل
تديرُ الهوى من مُقْلة ٍ بابليّة
لها نجلٌ يغني الجفون عن الكحل
وتمكثُ بين اللحظ واللفظ فتنة ٌ
تحلّ عُقالاً لتصابي عن العَقْل
وما روضة ٌ يُهدي النسيمُ أريجها
محا عن ثراها القطرُ سيئة المحل
بأطيبَ من فيها محادثة ً إذا
حلا النوم عند الفجر في الأعين النجل(7/352)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
رقم القصيدة : 13435
-----------------------------------
عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
عنه الخمولُ، وموصولٌ به الأمَلُ
لو لم تُسَلّ سيوفُ الهندِ ما ضُرِبَتْ
يومَ القراعِ بها الأجيادُ والقُللُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
رقم القصيدة : 13436
-----------------------------------
وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
إذا لم أُلاطفْ عِزَّهَا بتذَلّلِ
لها حمرة ُ الياقوتِ في خدّ مخْجَلٍ
وقسوته منها بقلب مُدَلّلِ
كأنِّي أرى هاروتَ منها مُصَوَّرا
على صورتي في كل طرفٍ مكحّل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
رقم القصيدة : 13437
-----------------------------------
وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
لها خُلُقٌ وَعْرٌ على خُلُقِيْ السّهْلِ
لها بقضيبِ البان نهضٌ يَزينُها
مُعَينٌ. ونهضٌ خاذلٌ بِنقا الرّمل
إذا ما تمادتْ في الصدود ولم تملْ
إلى الوصل إشفاقاً تَماديتُ في الوصل
وقلتُ لعلّ الهجر يُعقِبُ عطفة ً
فيا رُبّ خصبٍ جاء في عَقبِ المحل
أمَنْ حرّمتْ نومي ومن سفكتْ دمي
ومن صرمتْ حبلي ومن حللّتْ قتلي
بمقلتكِ النجلاء عمداً قتلتني
ولا قَوَدٌ في القتل بالأعينِ النجل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
رقم القصيدة : 13438
-----------------------------------
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
متيَّمٌ ذو تباريحٍ تُبلبِلُهُ
ما ظنّ من قبلِ تعذيبِ الهوى أسَدٌ
أنّ التدللَ من رئمٍ يُذَلّلهُ
ولا درى أن سهمَ الخيف يقصِدُهُ
حتى رأى ساحرَ الألحاظ يُرسلهُ
مضنى ً رماهُ بكربٍ كلُّ ذي فَرَحٍ
كأنَّما ناقلٌ عنه يُنقّله(7/353)
فالطبّ يُسقِمُهُ، والماء يُعطشُهُ
والقربُ يبعدهُ، والصّونُ يبذلُهُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
رقم القصيدة : 13439
-----------------------------------
ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
زهراً في الرياض ندّاهُ طلُّ
لا يُملّ الحديث منها معاداً
كانتشاقِ الهواء ليس يُمَلّ
ينطوي جَفْنَها على سيفِ لحظٍ
تُغْمَدُ المرهفات حين يُسَلّ
كل عتبٍ سمعتَ منها ومنّي
فهو منها دلٌ ومني ذُلّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
رقم القصيدة : 13440
-----------------------------------
أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
تفاءلتُ باسمٍ لا يصحّ به الفالُ
وحلّيتُ نفسي بالأباطيلِ في الهوى
ونفسٌ تُحلّى بالأباطيل مِعطالُ
وكنتُ كصادٍ خالَ رَيّاً بقفرة ٍ
وقد غيضَ فيها الماءُ واطّردَ الآلُ
أيشكو بحرّ الشوق منك الصدى فمٌ
وماءُ المآقي فوق خدّك هطّال
وتَغْرِسُ منك العينُ في القلب فتنة ً
ووجدٌ جناها بالضمير وبلبالُ
ولا بدّ من أمنية ٍ تخدعُ الهوَى
لِتُدْرَكَ منها بالتعلّلِ آمال
فمثّلْ لعينيكَ الكرى فعسى الكرى
يزورُكَ فيه من حبيبك تمثال
وسلْ أرجَ الريحَ القبولَ لعلّهُ
لمعرضة ٍ عَطْفٌ عليك وإقبال
وإن لم تَفُزْ فَوْزَ المحبّين بالهوى
فقد نلتَ من برحِ الصبابة ِ ما نالوا
وليلٍ حكى للناظرين ظَلامُهُ
ظَليماً له من رَوْعَة ِ الصبح إجفال
كأنَّ له ثوباً على الأفْق جيبه
وقد سُحِبَتْ منه على الأرضِ أذيال
عجبتُ لطودٍ من دُجَاهُ تهيله
لطائفُ أنفاسِ الصباحِ فينهال
وقد نَشَرَتْ في جانبيه ليَ النّوَى
قفارا طواها بي طمّر وشملال
ودون مصوناتِ المها بذلُ أنفس
تريك ولوعَ البيضِ فيهنّ أبطال
وفي مُضّمَرِ الظلماءِ كالىء ُ ظبية ٍ
بثعلبة ٍ يُسْقَى بها الموت رئبال
فصيحٌ بأسماءِ الكماة ِ مبارزا(7/354)
لِتُعْمَلَ فيها بالمهنَّد أفْعال
فيا بُعدَ قُربٍ لم يبتْ فيه نافعاً
بسيرك بالبزلِ الرواسمِ إيغال
سقامَ جفونٍ ما لها من إبلال
لدى الغِيد غَرْثانان: قلبٌ وخلخال
فتاة ٌ تداوي كلّ حين بصحتّي
سقام جفونٍ ما لها منه إبلالُ
منعَّمة ٌ سكرى بصهباء ريقة ٍ
لها في اللمى طعمٌ، وفي الخدّ جريال
نظرتُ إليها نظرة ً عَرَفَتْ بها
إشارة َ لحظٍ، بالصبابة ، عُذالُ
فقالوا: لأدْمَى خدَّها وَحْيُ طَرْفِهِ
فقلتُ: لعمري فتّحَ الورد إخجالُ
فلجّوا وقالو: جنّة كَذّبَتْ بها
ظنونٌ ظنَنّاها، ويا صِدْقَ ما قالوا
أبنتَ كريمِ الحيّ هل من كرامة ٍ
تُرفَّعُ مخفوضاً به عندك الحالُ
نهضتِ إلى هجرِ الوصالِ نشيطة ً
وأنتِ أناة ٌ في النواعم مكسال
أرى العينَ من عينيك جانسن خِلقه
فمن أجلها حوليك ترتعُ آجال
فما لكِ عنَّا تنفرين نِفارَها
أفي الخَلْقِ منّا عند شكلِك إشكال
متى نتلقّى منكِ إنجازَ موعدٍ
وفعلُكِ ذو بخلٍ وقولكِ مفضالُ
وفيكِ على الرُّوَّاضِ إدلالُ صعبة ٍ
ينالُ بها عزَّ امرىء القيس إذلال
ويُقْسِمُ للتقبيل فوكِ مُصَدَّقاً
بأن التي تحوي القسيمة متفالُ
ولو سُلّ روحي من عروقي لردّهُ
إليّ رضابٌ من ثناياكِ سلسال
أرى الوَقْفَ أضحى منك في الزند ثابتاً
ولكنْ وشاحٌ منك في الخصرِ جوّال
وأنتِ مكذبِ الماءِ يُحْيَي وربَّما
غدا شَرَقٌ من شربه وهو قَتّال
أيُؤمَن منك الحتف والكيدُ في الهوى
وطرفُكِ مُغْتالٌ وعِطْفُكَ مُخْتال
حبيسٌ عليكِ العُجبُ إذْ ما لبسته
من الحسنِ نعلاً عند غيركِ سربال
ولابسة ٍ ظلَّيْ دُجاها وأيكهِا
وللسجع منها في القلائد إعمال
تَكَفّلَ في الوادي لها بنعيمها
رياضٌ كوشيِ العبقري وأوشالُ
شدَتْ فانثنى رقصاً بكلّ سميعة ٍ
من الطير مهتزّ من القُضْبِ ميّالُ
فهل علماءٌ في الشوادي مصيخة ٌ
إليهنّ خْرْسٌ بالترنّم جُهّال
فورقاءُ لم تأرقْ بحزنٍ جفونُها
وبلبلة ٌ لم يدرِ منها الأسى بالُ
وأذكرتِني عَصْرَ الشبابِ الذي مضى(7/355)
لبُرديَ فيه بالتنعّمِ إسبالُ
ونضرة َ عيشٍ كان عمّيَ جامداً
به حيث تِبْري في الزجاجة سيّال
ودارٍ غدونا عن حماها ولم نَرُحْ
ونحن إليها بالعزائم قُفّال
بها كنت طفلاً في ترعرع شِرّتي
أُلاعبُ أيّام الصّبا وهي أطفال
كستني الخطوبُ السودُ بيضَ ذوائب
ففي خلّتي منها لدى البيض إخلال
أبعد أنيسات الهوى أقطعُ الفلا
ويسنح لي من وحشها الجأب والرّالُ
ومن بعد وردٍ في مقيلي وسوسنٍ
أقيلُ ومشمومي بها الطّلْحُ والضال
أحالفُ كورَ الحرفِ من كل مهمهٍ
تَوارَدَ فيه الماءَ أطْلَسُ عَسّال
له في حِجاجِ العين نارية ٌ، لها
إذا طُفئتْ نارية ُ الشمسِ، إشعال
ويهديه هادٍ من دلالة ِ معطسٍ
إلى ما عليه من ظلام الفلا خال
إذا جاء في جنح الدجى نحو غيله
تصدّى له في القوس أسمرُ مُغتالُ
تطيرُ مع الفولاذ والعُودِ نحوه
من الموْت في الريش الخفائفِ أثْقال
ولي عزمة ٌ لا يطبعُ القينُ مثلها
ولو أنَّهُ في الغمد للهامِ فَصّال
وحزمٌ يبيتُ العجز عنه بمعزلٍ
ورأيٌ به اللبس يُرفعُ إشكال
أصيرُ أخفاف النجيب مفاتحاً
لهمّ عليه للتنائف أقْفال
واركبُ إذ لا أرض إلا غُطامطٌ
مطيَّة َ ماءٍ سَبْحُها فيه إرقال
حمامة َ أيْكٍ ما لها فوق غُصْنها
غِناءٌ له عند المعرّيْ إعوال
وأقسمُ ما هوّمتُ إلاّ وزارني
على بُعْده الوادي الذي عنده الآل
بأرضٍ نباتُ العزِّ فيها فوارسٌ
تصولُ المنايا في الحروب إذا صالوا
تظلّلهم، والروع يشوي أوارُهُ،
ذوابل فيها للأسنة ذُبَال
إذا أطفأ الدجنُ الكواكبَ أسرجوا
وجوهاً بها تُهدى المسالكَ ضُلاّلُ
فمن كلّ قرمٍ في الندي هديرهُ
إذا ما احتبى قيلٌ من المجد أو قال
شُجاعٌ يصيدُ القِرْنَ حتى كأنَّهُ
إذا ما كساهُ الرمحُ أحقبُ ذَيّالُ
وموسومة بالبِيض والسمر هُلْهِلَتْ
عليهنّ من نسجِ العجاجاتِ أجلالُ
فقرّحها يومَ الوغى ومهارُها
فوارسها منهم ليوثٌ وأشبالُ
ألا حبّذا تلك الديارُ أواهلاً
ويا حبّذا منها رسومٌ وأطلالُ(7/356)
ويا حبذا منها تنسمُ نفحة ٍ
تؤدّيه أسحارٌ إلينا وآصالُ
ويا حبّذا الأحياء منهم وحبّذا
مفاصلُ منهم في القبور وأوْصَال
ويا حبّذا ما بينهم طولُ نومة ٍ
تُنَبّهُني منها إلى الحشر أهوالُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
رقم القصيدة : 13441
-----------------------------------
ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
إلا لأزدادَ في الهوى وَلَها
رئمٌ إذا ماتعزّزتْ أسدٌ
عاجَلَهَا دَلُّهُ فذلّلهَا
راشَ بسحرٍ سهامَ مُقلتيه
وبالحِمامِ المريجِ نَصّلَها
كأنَّما جَنَّة ٌ بوجنته
وبالعذار يكونُ جدولها
كأنَّما قدّ هُدْبَ مُقْلَتِهِ
صوناً لها ظلُّهُ فظللّها
كأنما انسابَ من ذوائبه
سودُ أفاعٍ عليّ أرسلها
أو دبّ بالحسنِ فوق عارضهِ
نملٌ أصابَ المدادُ أرجلها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
رقم القصيدة : 13442
-----------------------------------
وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
حريقَ ذُبالٍ أوْ بريقَ نصال
أشيمُ الثريا فيه طالعة ً كما
ثنيتَ نظاماً فيه سبعُ لآل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
رقم القصيدة : 13443
-----------------------------------
وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
كحُسْنِ خريرٍ من تَكّسَرِ جَدْوَلِ
مُغردة ٍ في القضبِ تحسبُ جيدها
مقلَّدَ طوْقٍ بالجمانِ المُفَصّل
إذا ما امّحى كُحلُ الدجى من جفونها
دَعَتْكَ إلى كأسِ الغزال المكحل
ملأتُ لها كفّ الصبوح زجاجة ً
مُذَهَّبَة ً بالرّاح فضّة َ أنمل
كأنَّ بياضَ الصّبْحِ حُجّة ُ مؤمنٍ
عَلَتْ من سَوادِ الليل حُجّة َ مبطل
كأنَ شعاع الشمس في الأفق إذا جلتْ
به صدأ الإظلام مِدْوَسُ صيقَلِ
أدِمْ لذّة ً ما مَتّعَتكَ بساعة ٍ
وما دمتَ عن عرق بغير ترحّلِ
فما عيشة الانسان صفوٌ جميعها(7/357)
ولا آخرٌ من عمره ندّ أوّلِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
رقم القصيدة : 13444
-----------------------------------
وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
إذا ضحكت عن ثغور الأسلْ
لبستُ الغمامَ لها نَثْرَة ً
وجرّدْتَ بارقها المشتعِل
قددتُ بها الدرعَ فوق الكميّ
كما شُقّ متنُ غديرٍ غَلَل
بأدْهَمَ يَسْقُطُ من ذِمْرِهِ
على عُمْرِ كلّ شجاعٍ أجل
يطير به حافرٌ، رثُهُ
شأى البَرْقَ في خَطْفَة ٍ عن عجل
فمبيض عضبي بمسودّه
وأحمرُه بنجيع القُللْ
ولو غُمستْ فيه زُرقُ العيون
لَعُوّضَ من زَرَقٍ بالكَحَل
ولي عزمة لم تبعْ في السُّرى
نشاط السّهادِ بنومِ الكسلْ
إذا ما قذفْتُ ظلاماً بها
تَفَرّتْ جوانبُهُ عن شُعَلْ
ويفتكُ بالمالِ للمعتفينَ
عطاءُ يميني فتكَ البطلْ
وأسبقُ صوْبَ الحيا بالنّدى
بكفّيْ جوادٍ، وخدَّيْ خَجِلْ
إذا شمل القولُ حسنَ البديع
فأين المروّي من المرتجِلْ؟
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
رقم القصيدة : 13445
-----------------------------------
ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
رقّي بحسنِ مقالها، ويلي
غيداءُ تُسحبُ كلما انعطَفَتْ
مِنْ فرْعها ذيلاً على الذيلِ
وكأنَّها شمسٌ على غُصْنٍ
مترنّحِ التقويمِ والميل
قالتْ، وقد عانقْتها سَحَرا،
لِمَ زُرتنا في آخر الليلِ؟
فأجبتُها، وغمرتُها قبُلاً:
هذا أوانُ إغارة ِ الخيلِ
حتى إذا بَزَغتْ شبيهتُها
كالتاج فوقَ مفارق القيْلِ
نزعَتْ كنزع الروح من جسدي
عني قلادة ساعدٍ غَيْل
فنهضتُ أشرّقُ بالدموع كما
شَرِقَ الفضاء بكثرة السيلِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَلّني من لا أمَلّهْ
مَلّني من لا أمَلّهْ
رقم القصيدة : 13446
-----------------------------------
مَلّني من لا أمَلّهْ
وأذاب القلبَ دَلُّهْ
رشأ ينفرُ خوفاً
كلّما مَاشاهُ ظِلُّه(7/358)
يا عليلَ الطرفِ، جسمي
نظرة منك تُعِلّه
نيطَ في خصركَ ردفٌ
عَجَبِي كيفَ تُقِلّهْ
يا غزالاً حرّم اللـ
ـهُ دمي، وهو يُحلّه
إنَّما الحسنُ مَحَلٌّ
لك أو أنت مَحلّهْ
بعضهُ في أوجهِ النا
سِ وفي وجهِكَ كلّه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
رقم القصيدة : 13447
-----------------------------------
نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
ونُغْذى بمُرّ الصّاب منها فنستحلي
وقد فرغتْ للقوم في غفلاتهم
حتوفٌ بهم تُمسي وتُصبحُ في شُغْل
أرى العالم العلويّ يفنى جميعهُ
إذا خَلتِ الدّنْيا من العالم السفلي
ويبقى على ما كان من قبل خلقِهِ
إلهٌ هَدَى أهلَ الضّلالة ِ بالرّسل
ويبعثُ مَنْ تحتَ التراب وفوقه
نشورا، إليه الفضل، يا لك من فضل
أرى الموت في عيني تخّيلَ شخصُهُ
ولي عُمُرٌ في مثلهِ يتقي مثلي
وكادتْ يدٌ منه تشدّ على يدي
ورجلٌ له بالقُرْبِ تمْشي على رجلي
وفي مدّ أنفاسي لديّ وجزرها
بقاءٌ لنفسٍ غير مُتصل الحبل
ثمانون عاماً عِشتُها ووجدتها
تهدمُ ما تبني وتخفض من تُعلي
وإني لَحَيّ القولِ في الأملِ الذي
إذا رُمْتُهُ ألفيتُهُ مَيّتَ الفعْل
إذا الله لم يمنحكَ خيرا، مُنِعْتَهُ
على ما تعانيه من الحِذْقِ والنُّبل
فيا سائلي عن أهل ذا العصر دعْهمُ
فبالفَرْع منهم يُسْتَدَلّ على الأصّلِ
إذا خَلَلٌ في الحالِ منك وَجَدْتَهُ
فإيّاكَ والتعويلَ منهم على خِلّ
تأملتُ في عقلي وضعفي فقل إذا
سئلتَ: رأيتُ الشيخ في عُمر الطفل
وهمٌ لهه حِمْلٌ على الهمِّ ثِقْلُهُ
فيا ليتَهُ مِنْهُ على كاهلِ الكَهْلِ
رجعْتُ إلى ذكر الحِمام فإنَّه
له زَمَنٌ ملآنٌ بالغدْرِ والخَتْل
وكم لقوة ٍ من قُلّة ِ النيق حطّها
إلى حيث تفنيها الذبابة بالأكلِ
وقسورة ٍ أفضى إلى نزع روحه
وشقّ إليها بين أنيابه العُصْل
فما للردى من منهلٍ لا نُسيغُهُ(7/359)
وواردُهُ يَغْنَى عن العَلّ بالنّهل
فيا غرسة ً للأجرِ كنتُ نقلتُها
إلى كَنَفيْ صَوْني وألحفتُها ظلي
وأنكحتها من بعد صدقٍ حَمِدتُهُ
كريماً فلم تَذَمُمْ مُعاشَرَة َ البعل
أتاني نعيٌ عنكِ أذكى جوى الأسى
عليّ: اشتعالَ النارِ في الحطب الجزل
وجاءكَ عنّي نعيُ حيّ فلم يُجِزْ
لك الكُحْلُ فيه ما لبستِ من الكحل
على أنّ أسماعَ البلاد تسامعتْ
به وهو يجْري بين ألْسِنَة السُّبْلِ
فنُحْتِ على حيٍّ أماتَ شبابَهُ
زمانُ مشيبٍ لا يُجدّدُ ما يبلي
فمتّ بما شاء الإلهُ ولم أمتْ
لِيَكْتُبَ عمري من حياتي الذي يملي
وفارقت روحاً كان منكِ انْتزاعُهُ
أدقّ دبيباً في الجسومِ من النملِ
أراني غريباً قد بكيتُ غريبة ً
كلانا مشوقٌ للمواطنِ والأهل
بكتني وظنّتْ أنّني مت قبلها
فعشتُ وماتتْ -وهي محزونة -قبلي
أقامتْ على موتي، الذي قيل، مأتماً
وأبكتْ عيونَ الناس بالطّلّ والوبْلِ
وكلٌّ على مِقدار حَسْرته بَكَى
عليّ ولاقَى ما اقتضاه من الشكل
أساكنة َ القبرِ الذي ضُمّ قُطرُهُ
على البرّ منها والديانة والفضلِ
أصابِكِ حزنٌ من مُصَابِيَ قاتلٌ
فهل أجلٌ لا قاك قد كان من أجلي؟
وخلّفْتِ في حِجْرِ الكآبة ِ للبكا
بناتٍ لأمّ في مفارقة الشّمْلِ
يُرينَ كأفراخِ الحمامة ِ صادها
أبُو ملحمٍ في وكرِهِ كأبي الشّبْل
بكتكِ قوافي الشعرِ من غزر أدْمُعٍ
بكاءَ الحَمامِ الوُرْقِ في قُضُبِ الأثْل
وكلّ مهاة ٍ حَوْلَ قبركِ بالفلا
لما بين عينيها وعينيكِ من شكل
فَرَوّى ضريحاً من كفاحٍ عن الثرى
له وابلٌ بالخصبِ ما خُطّ بالمحلِ
أيا ربِّ إن الخَلْقَ لا أرتجيهمُ
فكلْ ضعيف لا يُمِرّ ولا يُحلي
بحلمكَ تعفو عن تعاظمِ زلتي
وفضلك عن نقصي، وحلمك عن جهلي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله
بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله
رقم القصيدة : 13448
-----------------------------------
بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله(7/360)
وأرْقصَ قاماتِ القَنَا في قَنَايِلِهْ
فلا عصفت ريحُ الفراقِ التي جرت
بها في خضم الجيش سُفنُ رواحله
ودونَ مهاة ِ الخدر إقدامُ خادرٍ
مبيد الشذا أظفارُهُ من معاقله
حماليقُهُ حُمْرٌ كأنَّ جُفونُها
حُشِينَ بكحلٍ من نجيعِ عوَامِلِهِ
يقلّبُ أجفاناً وِراداً كأنما
تَوارَدَ يومَ الطعن مُشْرَعُ عامله
وقالوا: قفوا كيْ تسمعوا عيسهم
بعاجلِ ما يُرْدي النفوسَ وآجله
وَقَفْنَا نُرَامي بالهَوى مَقْتَلَ الهوَى
ونقرأ في الألحاظ وحيَ رسائله
ونرقب سِرْباً في الخدور، عقولُنا
مبددة ٌ للبين بين عقائله
أنيسُ الهوى للموتِ حوْلَيْه وَحشة ٌ
فأُسْدُ الشّرَى مخذولة ٌ عن خواذله
ويومَ صلِينا فيه نارَ صبابة ٍ
فلا لفَحَتْ إلا وجوه أصائله
عشيَّة َ أبكى البين من رحمة ٍ لنا
بكاءَ قتيل الشوق في إثر قاتله
وفي صدفِ الأحداجِ مكنونُ لؤلؤٍ
تُكفّ بأطرافِ الظُّبا كفّ باذله
طَمَى بالمنايا الحُمْرِ لجُّ سرابِهِ
فكم غائصٍ لهفان من دونِ ساحله
فمَن لقتيلٍ بالقَتولِ وقد غدتْ
وسائلُهُ مصرومة ً من وَسَائلِه
ووقفة ِ رودٍ بضّة ِ الجسم غَضّة ٍ
لتوديع صَبٍّ شاحبِ الجسمِ ناحله
شجٍ كانَ من قبل التفرّق يشتكي
نميمة َ واشيه وتأنيبَ عاذله
وفي بُرقعِ الحسناء مقلة ُ جؤذَرٍ
بها رُدّ كيدُ السحرِ في نحر بابله
ولو شامَ هاروتٌ وماروتُ طَرْفَهُ
لما أصبحا إلاّ قنيصيْ حبائله
جنى غيرَ مستبقٍ ثمارَ قلوبنا
فعنّابهن الرطب ملءُ أنامله
وأغلبُ ظنّي أنَّ ما في وشاحهِ
كساه نحولاً حبُّ ما في خلاخله
طوى ما طوى ذاك النجاءُ من الهوى
فيا مَنْ لقلبٍ من نجيِّ بلابله
فجاد عليهم كلُّ باكٍ ربابُه
ضحوكُ المغاني عن أقاحي خمائله
إذا انهلّ فيه الوَدقُ عاينت منهما
عطاءَ ابن عبّاد وراحة َ سائله
همامٌ يموجُ البرّ كالبحر حوله
إذا رفعَ الراياتِ فوقَ جحافله
وقَلّبَ فيها الموْتُ في لَحْظِهِ العدى
عيونَ ذبالٍ في لدان ذوابله
تحملقُ أبصارُ الوَرَى عن ذكرِهِ(7/361)
لكيما تَرَى بدر العُلى في منازله
إذا جارَ دهرٌ كان منه ملاذُنا
بُحِقْويْ أبيّ قيّمِ الملكِ عادله
يصونُ الهدى منه إذا خاف ضَيْمَهُ
بحاميه من كيدِ الضّلالِ وكافله
أخو عَزَماتٍ للهجوع مهاجرٌ
إذا هجَعَتْ عينُ العُلى عن مواصله
رقيقُ الحواشي أقعسُ العزّ ماجدٌ
كأن شمولاً رقرقت في شمائله
شديدُ عراكِ البأس يَعْقِرُ قِرْنَهُ
إذا استطعم السرحانُ ما في جمائله
وفي غيضة ِ الخطيّ ليثٌ كأنما
عليه من الماذيّ لينُ غلائله
تورّدُ في الأجياد صفحة ُ سيفه
وتنهشُ في الأكباد حيّة ُ عامله
مقيمٌ بأرضِ الروعِ حيثُ سماؤها
تمور عليه من مثار قساطله
كأنَّ مقامَ الحربِ أشهى ربوعه
إليه، وبيضُ الهند أدنى قبائله
ومخضلّ أوراقِ الصفائح ضُرّجتْ
بكلّ دمٍ أندى نباتِ غوائله
لُهامٌ عليه للعجاج غلائلٌ
لها طرازٌ من بارقات مناصله
وتحسبه بحراً تلفّ عواصفاً
أواخرَه، أرواحُهُ، بأوائله
يظلّلُهُ سِرْبٌ من الطير ملحمٌ
يروحُ بأرواحِ العدى في حواصله
إذا ما رمى قُطْرا به عَزْمُهُ اغْتدَتْ
أعاليهِ بالتدمير تحت أسافله
إليك زجرنا الفلكَ في كلّ زاخرٍ
معالمنا مفقودة ٌ في مجاهله
مدافعة ُ الأهوالِ مدفوعة ٌ إلى
جنائبه تجري بها أو شمائله
إلى مَلِكٍ في سَيفِهِ وَبَنَانِهِ
جهنّمُ شانيه، وجنّة ُ آملِهِ
ومعجزِ آيات الندى ذي سماحة ٍ
مجانسِ نظم المكرمات مقابله
كريمٌ إذا هبّت رياحُ ارتياحه
جرتْ سفنُ الآمال في بحر سائله
رفعْنا عقيراتِ القوافي بِمَدْحِهِ
فأطْرَبْنَ أسْماعَ العُلى في محافله
سلوني عنه، واسمعوا الصدق، إنني
أحدّثُ عن همّاتهِ وفواضله
ولا تسألوني عن فرائض طَوْله
إذا غَمَرَ الدنيا ببعضِ نوافله
فأنْدِي بني ماءِ السماءِ محمّدٌ
وهل طلُّ معروفِ السماء كوابله
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
رقم القصيدة : 13449
-----------------------------------(7/362)
وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
عدلا بسامعتي عَنِ العذلِ
ومواردُ الرّشفاتِ مُرويتي
حيثُ المياهُ مثيرة ٌ غُلَلي
خذلتْكَ باللحظاتِ خاذلة ٌ
في الإجل ترْسل أسهم الأجَل
مِنْ مُقْلَة ٍ نَقَلَتْكَ قهوتها
بالسُّكْرِ من خَبَلٍ إلى خَبَل
ولَقَلّما يصحوامرؤ حَكَمَتْ
فيه كؤوسُ الأعينِ النُّجُل
إني امرؤ ما زلتُ أنظمُ في
جيدِ الغزال قلائدَ الغزلِ
وجنيّة ٍ ضَنّتْ على نظري
بجنيّ وردِ الوجنة ِ الخضلِ
صبغتْ غلالة َ خدّها بدمي
إن لم يكن فبعندمِ الخجل
تعلو بعود أراكة ٍ برداً
غَسَلَتْ حَصَاهُ مدامعُ السَّبل
وتكفّ عن فَلَقٍ دُجَى غَسَقٍ
بمضرَّجاتٍ من دمِ البطلِ
وكأنَّما خاضتْ ذوائبُها
من جفنها في صِبْغة ِ الكحل
يا هذه استبقي على رَجُلٍ
أفحمتهِ بالفاحمِ الرّجلِ
لا تسأليه عن الهوى وسلي
عنه إشارة َ دمعهِ الهَطلِ
عطفتْ وقالتْ: رُبّ ذي أملٍ
ظفرتْ يداهُ بطائل الأملِ
قِبَلي ديونٌ ما اعترفتُ بها
إلاّ لأمنحَ مُجتنى قُبلي
واهاً لأيّامٍ سُقيتُ بها
كأسَ النعيم براحة ِ الجذلِ
لم يبقَ لي من طيبهنّ سوى
ما أبقتِ الأحلامُ في المقلِ
ثم اعتبرتُ، هداية ً، زمني
فإذا تَصَرّفُهُ عليّ ولي
يا لائمي نَقّلْ ملامَكَ عنْ
نَدْبٍ وصيّرهُ إلى وَكِل
أعلى الزّماعِ تلومُ مغترباً
يقري الرّحال غواربَ الإبل
إني أُقيمُ صدورَها لسُرى ً
يهدي كلاكِلهَا إلى الكَلَل
وأروحُ عن وطني إذا دمِيتْ
بعدي مدامعُ دُمْية ِ الكِلَل
والسيفُ لا يَفْري ضريبتَهُ
حتى تُجرّدهُ من الخللِ
سأثيرُها مِنْ كلّ طاعِنَة ٍ
صَدْرَ الفلاة ِ بأذْرُعِ فُتُل
فإذا بَلَغْنَ محمّدا أمِنَتْ
غلسَ البكور وروحة الأصُلِ
وإلى ابن عبّادٍ تعبّدها
رملاً قطعنَ مداة ُ بالرّملِ
ترعَى الرسيمَ إلى الوجيفِ بنا
بدلاً من الحودانِ والنّفلِ
صُوْر العيونِ إلى سَنَا مَلِكٍ
حيِّ السماحة مَيّتِ البَخَل
مَلِكٌ تقابلُ منه أُبّهة ً
تُغضي العيونُ بها إلى القبلِ
فتُزرّ لأمتُهُ على أسَدٍ(7/363)
وتلاتُ حبوتهُ على جبلِ
لو لم يزر مغناه ذو عدمٍ
ألقى نداهُ له على السّبُل
أو زاره في الحشر آثره
كرماً عليه بصالح العمل
أحسبتَ أن يمينهُ فرغَتْ؟
هي للندى والبأس في شغلِ
أسدٌ على الفرسان يَفرسها
عند انقراض الأمنِ بالوجلِ
وكتيبة ٍ شهباءَ رانية ٍ
تحتَ العجاج بأعْيُنِ الأسَل
جاءت بها الآسادُ تزأر في
غيل الصّوارِمِ والقنا الذّبُل
والطعنُ يلحقُ من سوابغهم
حَدَقَ الجرادِ بأعين الحجل
وكأن سُمرَ الخطّ في شرقٍ
بالعلّ من دمهمْ وبالنّهل
وكأنما يلحسنَ في غُدُرٍ
مُهَجَ الكماة ِ بألسنِ الشُّعَل
خطبتْ سيوفُك من سراتهم
لِعُلاَكَ فوق منابِر القُلَل
يا ماتحاً برشاء صعدتهِ
بين الأسنة ِ مهجة َ البطلِ
رمحٌ يروقُ الطرف معتقلاً
في كفّ غيرك غيرَ معتقلِ
أيّ الملوك لك الفداء، وقد
صَيّرْتَ جِلتَها من الخول
دامتْ لك الدنّيا ودُمْت لها
وأقامَ سيْفُكَ كلّ ذي مَيَل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
رقم القصيدة : 13450
-----------------------------------
أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
قتلتُ الهوى علماً، أتقتلني جهلا
أظنّك لم تُفتحْ عليك نواظرٌ
إذا هي أعْطَتْ صبوة ً أخذَتْ عقلا
ولا عرضتْ من بيضهنّ سوافرٌ
عليكَ الخدودَ الحُمرَ والأعينَ النُّجلا
لم يصبِ منكَ القلبَ مَشّيُ جآذرٍ
يُنَزِّعُ فيه التّيهَ أقدامَها نَقْلا
ولم ترَ سحراً كالعيون تخالُنا
بِزَعْمِكَ أحياءً ونحنُ بها قتْلى
ومن أعجبِ الأشياءِ أنّ سيوفها
تعودُ رماحاً، حيثُ تلحظُ، أو نبلا
خرجتُ على حدّ القياس مع الهوى
فقلْ مَنْ أمرّ الكأس من بعد ما أحلى
ولما كتبتُ الحبّ في القلب وارتقى
إلى الطَرْفِ ماءُ الشوقِ أنكرَ ما أملى
وبي كلّ غيداءِ القَوامِ كأنَّما
يُطاولُ منها قدُّها شعراً جثلاً
لها بله بالحبّ تحسبُ جِدّهُ
إذا هزّ أعطافي بنشوته هزلا(7/364)
إذا غرسَتْ في مسمعِ الصّبِّ مَوْعِدا
جنى بيد التسويف من غرسها مطلا
وإن هي زارَتْ خلتَها مستعيرة ً
لها من خطيب الحفل جلسته العَجْلى
أرى البيضَ مثل البيض تقطعُ وصْل من
يُقْطعُ في كفّيه من غيره وصلا
فلا تأمننْ منهنّ إن كنتَ حازماً
ولا من هواها المرءَ خبلاً ولا ختلا
وساقٍ، على ساقٍ، يُصرِّفُ بيننا
بكأسٍ نَظَمْنا للسرور بها شَملا
كلؤلؤة ٍ بيضاءَ في الكفِّ أقبلتْ
بياقونة ٍ حمراءَ مظهرة ً حَمْلا
كأنّ وثوبَ السُّكرِ فيها مُساورٌ
يدبّبُ منه في مفاصلها نملا
ترَكْنا لها من جَوْرِها ما يُسِيئُنا
فمن مزجها بالماء قارنتْ العدلا
وعذراء كانت وردة ً قبل مزجها
ومن بعده عنّتْ لمبصرها شعلا
إذا واجهتْ كاساتُها الليلَ خلتَها
تهتّكُ من ظلمائه حُجُباً كُحلا
وتحسبُها تجلو علينا عرائساً
وشاربُها يفتضّ منهنّ ما يُجْلى
وجدنا "نعم" في الناس يُهجَرُ قوْلُهَا
كأن على الأفواه من لفظها ثِقلا
ولما احتواها كل حيٍّ تعلّقت
بلفظ ابن عبادٍ فكان لها أهلا
جوادٌ بما فوق الغنى لك والمُنى
فهّمْتُكَ العُلْيا لهمتّه سفلى
ترى الناس يستصحون من جود كفّه
إذا الوبلُ منه أنهلّ واتّبعَ الوبلا
هزبرٌ الوغى بالسيف والرمح مقدمٌ
له الضربة ُ الفرغاءُ والطعنة ُ النجلا
تنوءُ به غِرّا حفيظة ُ عَزْمِهِ
وترجحُ أسبابُ الأناة ِ به كهلا
وحربٍ أذيقتْ في بنيها ببأسه
مرارة َ كأسِ الثكل لا عَدِمَتْ ثكلا
وكانتْ عيونُ الماءِ زُرْقاً فأصبحتْ
بما مازَجَتْهُ من دمائهمُ شُهْلا
وما ولدتْ سودُ المنايا وحُمرها
على الكره حتى كان صارمُكَ الفحلا
أقائدها قبَّ الأياطلِ لم تلدعْ
له عند أعداءٍ إغارتُها ذَحْلا
حميتَ حمى الاسلام إذ ذدتَ دونه
هزبراً ورشّحتَ الرشيدَ له شبلا
لئن قلتُ فيه صحّ تأليفُ سُؤدَدٍ
فبارعُ نَقْلٍ من شمائلكَ استملى
ألا حبذا العيدُ الذي عكفت به
على كفّك الأمواه تُمطرها قُبلا
ويا حبذا دارٌ يدُ الله مسحتْ
عليها بتجديدِ البقاءِ فما تبلى(7/365)
مُقَدَّسَة ٌ لو أنَّ موسى كليمَهُ
مَشَى قَدماً في أرضها خَلَعَ النعلا
وما هي إلاَّ حطة ُ الملِكِ الذي
يحطّ لديه كل ذي أملٍ رَحلا
إذا فتحت أبوابها خلتَ أنها
تقولُ بترحيبٍ لداخلها: أهلا
وقد نقلتْ صُنّاعُها من صفائه
إليها أفانينا فأحسنتِ النقلا
فمن صدره رحباً ومن وجهه سناً
ومن صيتِه فرعا، ومن حمله أصلا
وأعلتْ بها في رتبة ِ الملك ناديا
وقلّ له فوْق السماكين أن يُعْلى
نسيتُ به إيوانَ كسرى لأنَّه
أراني له مَوْلى من الفضلِ لا مثلا
كأن سليمان بنّ داودَ لم تُبحْ
مخافتهُ للجنّ في شيْدهِ مَهلا
كأنَّ عيونَ السحر نافذة ٌ له
على كلّ بانٍ غاية ٍ منه أو فضلا
فجاء مكانَ القول نبعثُ وصفهُ
رقيقاً، وأذنُ الدهر تسمعه جذلى
تجوزُ له الأمواهُ بركة َ جدولٍ
تخالُ الصَّبا منه مشَطِّبَة ً نصلا
إذا اتخذتها الشمسُ مرآة وجهها
أحالتْ عليها من مداوسِها صقلا
ترى الشمسَ فيه ليقة ً تستمدّها
أكفٌّ أقامتْ من تصاويرها شكلا
لها حركاتٌ أُودِعَتْ في سُكونِها
فما تبعَتْ في نقلهنّ يدٌ رِجلا
***وقد توّج البهو البهيّ بقيّة ٍ
فقلْ في عروسٍ في جلابيبها تُجلى
تجمعت الأضدادُ فيها مصانعاً
ولم أرَ خَلْقاً قبلها جَمَعَ الشّمْلا***
***وأغربُ ما أبصرتُ بعد مليكها
بها مُتْرعٌ يعدي الشجاعة َ والبذلا***
تنادمُ في غنّاءَ غنّتْ حَمَامُها
فوارسَ أغصانٍ ترجّحها حَملا
إذا شَربتْ وُدّ المؤيد صيّرتْ
خلائقَهُ راحاً ورؤيتَهُ نُقْلا
كأنَّ مها الأحْداج حلّتْ سماءَها
وإن لم تكن إلاَّ حنياته بُزْلا
كأن سهماً أُرسلتْ عن قسيّها
فما عَدمتْ عينُ الحسود بها سَملا
وما شئتُ ممات لو عُنيتُ بوَصْفِهِ
سلكتُ إليه كلّ قافية ٍ سبيلا
فتحسبُ ما في الأرض من حيوانها
رقى شرفاً فيه إلى الفلك الأعلى
ولمّا عشينا من توقّد نورها
تخذْنا سناه من نواظرنا كُحلا
فيا دارُ أغضى الدهرُ عنكِ وأكثرتْ
أسودُكِ نسلاً فيه يختتل النسلا(7/366)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
رقم القصيدة : 13451
-----------------------------------
ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
متى ما تَرَقّ العينُ فيها تَسَهّلِ
إذا ما اسمُها ألقاهُ في السمع ذاكرٌ
رأى الطرفُ منه ما عناه بمقول
لها فخذا قَرْمٍ وأظلافُ قَرْهبٍ
وناظرِتا رئمٍ، وهامة ُ ايّلِ
مُبَطَّنَة ُ الأخلاقِ كبراً وعزّة ً
فمهما تَجُدْ بالمشي في المشي تبخل
وكم حوْلَها من سائسٍ حافظٍ لها
يُكرّمُها عن خُطّة ِ المتبذّلِ
ترى ظلفَ رِجلٍ يلتقي إن تنقّلَتْ
بظلفِ يدٍ منها عزيزِ التنقّل
كأنَّ الخطوطَ البيضَ والصّفْرَ أشبَهتْ
على جسمها ترصيع عاجٍ بصندلِ
ودائمة ُ الإقعاءِ في اصلِ خَلقها
إذا قابلتْ أدبارها عين مقْبلِ
تَلفّتُ أحياناً بعينٍ كحيلة ٍ
وجيدٍ على طول اللواءِ مظلّلِ
وعرفٍ دقيقِ الشعرِ تحسبُ نبتهُ
إذا الرّيحُ هَزّتْهُ ذوائِبَ سُنْبُل
تَنَفّسُ كبرا من يراعٍ مُثَقَّبٍ
فتعطي جنوباً منه عن أخذِ شمألِ
وتنفضُ رأساً في الزّمام كأنَّما
تريك له في الجوّ نفضة َ أجدلِ
إذا طلع النطحُ استجادتْ نطاحه
برأسٍ له هادٍ على السُّحبِ معتلِ
وقرنين أوْفَتْ منهما كلّ عقدة
كرمّانتيْ بابِ الخباءِ المُقْفَّلِ
إذا قُمعا بالتبر زادتْ تعززاً
على كلّ خودٍ ذاتِ تاجٍ مُكلَّل
وتحسبها من نفسها إن تبخترتْ
تزَفّ إلى بعلٍ عروساً وتَنجلي
وكم منشدٍ قولَ امرىء القيس حولها
"أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ"
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
رقم القصيدة : 13452
-----------------------------------
ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
تُسقى نجيعَ جماجمٍ وكواهلُ
ومن البروقِ على الرؤوس لوقْعها
وعدٌ يصوبُ من الدماء بوابلِ
وكأن أجنحة َ الفراشِ تقطّعتْ
منثورة ً منهنّ فوق جداولِ
من كلّ أبيضَ راكضٍ في غِمدهِ(7/367)
لجّ المنية مُعطبٌ بالساحلِ
يفري الضرائبَ في حبائكِ سرْدها
بمضاربٍ شهِدتْ وقائعَ وائلِ
وكأنَّما قفْرٌ يطولُ بمتنِهِ
في رمله للنمل أثر أنامل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
رقم القصيدة : 13453
-----------------------------------
وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
عروسُ المنايا فيه للعين تُجتلى
صموتٍ عن النطقِ المبين لسانُهُ
فإن قرعَ البيضَ اليماني ولولا
جرى والتظى سلاًّ فقلتُ تعجباً:
متى فَجّرَتْ كفٌّ من النار جدولا
لهامِ العدى منه سجودٌ على الثرى
إذا ما اغتدى منه ركوعٌ على الطلا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
رقم القصيدة : 13454
-----------------------------------
وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
يثيرُ هباءً على جدول
إذا دُعيَ الموتُ بالهزّ منه
أجابَ بصلصلة الجلجلِ
وما سُلّ للضَرْبِ إلاَّ أسالَ
على خدّه أدمعَ المقتل
ترى فيه عينُك غَوْلَ الحِمَامِ
يهمّ بأكلِ يدِ الصيقلِ
وماءً به شرقاتُ الردى
تمَيّعَ في قَبَسٍ مُشْعَل
تقلّدني إذ تقلّدته
ألا إنني منصلُ المنصلِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
رقم القصيدة : 13455
-----------------------------------
مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
نمش الفرند عليه صنع الصيقلِ
ورياسة ٌ عُلْوية ٌ ترنو إلى
زُهْرِ الكواكبِ إذ تَراءَتْ من عَلِ
وسعادة ٌ لو أنَّها جُعِلَتْ على
هَرمٍ لعادَ إلى الشباب الأولِ
هاتِ الحديث عن الزمانِ وحُسنهِ
وخُذِ الحديث من المُحدِّث عن علي
من ألحفَ الدنْيا جَناحيْ عدْلِهِ
وأجارَ من صرفِ الخطوبِ المعضلِ
من مهّدَ الملكَ العظيم وناهضاً
للمكرمات بكلّ عبءٍ مثقل
ملك تفُلّ عداتَهُ عزماتُهُ
بصوارم قَدَرِيّة ٍ لم تُفْلَل
برٌّ إذا عَمَلٌ خلا من نُصْحِهِ(7/368)
ورجا التقيُّ قبوله لم يُعْمَلِ
شربتْ قلوبُ الناس منه محبة ً
كرعَ الصوادي في عذوبة ِ منهل
وقضى له بالنجْحِ مبدأ أمردِ
ويدلّكَ الماضي على المستقبل
وسما يحلّقُ في العلى بعداته
مثل البغاثِ خشَيْنَ وَقْعَ الأجدل
إياك أن يختال منهم جاهلٌ
فحسامهُ للجيدِ منه يختلي
إن الشريعة َ منه تُشْرِعُ عاملاً
من كلّ باغٍ عاملاً في المقتل
ورثَ الممالكَ من أبيه فحازَهَا
وتراثَ مجدٍ في الصميم مُؤثَّل
حسمَ المظالمَ عادلاً فكأنهُ
من سيرة العُمرين جدّدَ ما بلي
كم قال من حيّ لميْتٍ: قُمْ ترى
ما نحنُ فيه من التنعّم مُذْ ولي
إن ابن يحيى في المفاخر، ذكرهُ
مُتَضَوّعٌ منه فمُ المتمثّل
ملكٌ إذا خفقتْ عليه بنودُهُ
فالخافقانِ له جناحا جحفلِ
يقتادُ كلَّ عرمرمٍ متموجٍ
كالبحر تركلُهُ نَؤوجُ الشّمأل
وتريك في أفقِ العجاج رماحهُ
شَرَر الأسِنَّة ِ في رمادِ القسطل
في كلّ سابغة ٍ كأنَّ قتيرَها
حَدَقُ الجنادبِ في سرابِ المجْهَل
ماذية ٌ يشكو لكثرة لحمها
ضُراً بلا نفعٍ لسانُ المُنْصُلِ
كغمامة ٍ يجلو عليك بريُقها
في السرد لمعَ البارقِ المتهَلّلِ
يفترّ عن ثغرِ الرئاسة ، والردى
جَهْمٌ يلذّ بعضّ نابٍ أعصل
إن كرّ في ضربِ الكماة ِ بمرهفَ
قدّ الحديدَ على الكمي بجدولِ
وتخالُ يومَ الطعْنِ مهجة َ قِرْنِهِ
تُجري السليط على السنانِ المُشعلِ
لا تسألنْ عن بأسه واقرأه في
صفة ِ الحديد من الكتاب المنزلِ
صلتُ الجبين، على أسِرّة ِ وجهه
نورٌ يشيرُ إلى الظلام فينجلي
ثبتَتْ رصانة ُ حُلمِهِ فكأنَّما
أرساهُ خالقهُ بهضة ِ يذْبُلِ
ما زلتَ في رتبِ العلا متنقلاً
وكذا انتقال البدر في الفلك العلي
وموفّقُ الأعمالِ تحسبُ رأيهُ
صُبحاً يقدّ أديمَ ليلٍ أليلِ
وتكادُ تُردي، في الغمود، سيوفه
وتبيدُ أسهمهُ، وإن لم تُرسلِ
دُمْ للمعالي أيها الملك الذي
أسْدَى الأماني من يمينَيْ مفضل
نِعَمٌ تُنَوِّرُ في الأكفّ كما سقى
عينَ الرياض حَيَا السحابِ المُسْبَل(7/369)
وفدَتْ عليك سعودُ عامٍ مُقبلٍ
فتلقّهُ بسعودِ عزٍّ مقبلِ
أهْدَى التحية َ واسْتعَار لنُطْقِهِ
من كلّ ممتدح فصاحة َ مِقولِ
وسعى بأرضكَ واضعاً فَمَهُ على
تربٍ بأفواه الملوك مُقَبَّلِ
وكأنه بك للأنامِ مهنىء ٌ
ومبشرٌ لك في علوّ المنزل
بمراتبٍ تُبنى وبأسٍ يُتّقى
وسعادة ٍ تَنْمي، وكعبٍ يعتلي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
رقم القصيدة : 13456
-----------------------------------
نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
فكأنَّما ملأتْ يديه وصالا
أتظنّها رَحِمَتْهُ من ألمِ الجوى
بمخللٍ يسترحمُ الخلخالا
ظمآنُ يستقي أُجاجَ دموعِهِ
من عارضِ البردِ الشنيبِ زلالا
حتى إذ لَذَعَ الغرامُ فؤادَهُ
شربَ الغليلَ وأُشرِبَ البلبالا
مُضْنى ً أزارتْهُ خيالاً عائدا
فكأنما زارَ الخيالُ خيالا
لا يستجيب لسائلٍ فكأنهُ
طللٌ، وهل طلل يجيب سؤالا؟
كم سامعٍ بالعين من آلامهِ
قيلاً بأفواه الدموعِ وقالا
إني طُرِفْتُ بأعينٍ في طرْفِهَا
سحرٌ يَحُلّ من العقول عقالا
وفحصتُ عن سببٍ عصيتُ به النهى
فوجدتُهُ ذُلاًّ يُطيعُ دلالا
وأنا الذي صيّرتُ عِلقَ صبابتي
بصبابتي للغانيات مُذالا
فتصيّدتْني ظبية ٌ إنسيَّة ً
وأنا الذي أتصيّدُ الرئبالا
تُجري الأراك على الأقاح وظلمُها
ريقٌ، أذُقْتَ الشهد والجريالا؟
وتريكَ ليلاً في الذوائب يجتلي
نورا عليك ظلامُهُ وصقالا
وإذا تداولتِ الولائدُ مشطهُ
عَرُضَ السُّرى بالمشط فيه وطالا
وتنفّستْ بالنّد فيه فخيّمتْ
نارٌ مواصلة ٌ به الإشعال
يا هذه لقدِ انفردت بصورة ٍ
للحسنِ صُوّرَ خلقها تمثالا
أمّا الجفون فقد خلقنَ مقاتلاً
مني، فكيف خلقنَ منكِ نبالا؟
هل تطلعينَ عليّ بدرا عن رضى ً
فأراكِ عن غضبٍ طلعتِ هلالا
ألفيتُ برقكِ في المخيلة ِ خُلباً
ويمين عَهدكِ في الوفاء شمالا
ما هذه الفتكات في مهجاتنا
هل كان عندك قتلهنّ حلالا؟(7/370)
لم لا ترقُّ لنا بقلبك قسوة
اخُلِقَتِ إلا غادة مكسالا؟
وظُباكِ تصرعُ دائباً أهلَ الهوى
وَظُبا عليّ تصرعُ الأبطالا
ملكٌ لنصر الله سلّ مجاهدا
عَضْباً تَوَقّدَ بالمتونِ وسالا
وإذا شدا في الهام خلتَ صليلَهُ
عملاً وهزّ غِرارهِ استهلالا
وكأنهُ من كلّ درع قدّها
يُغْرِي بأحداقِ الجرادِ نمالا
ملكٌ إذا نظَمَ المكارمَ مَثّلَتْ
يدهُ بها التتميمَ والإيغالا
فدعِ الهباتِ إذا ذكرْتَ هباتِهِ:
تُنْسي البحورُ ذكرها الأوشالا
ماضٍ على هَوْلِ الوقائع مُقْدِمٌ
كالسيف صمّمَ، والغضنفر صالا
يرمي بثالثة ِ الأثافي قِرنَهُ
فالأرضُ منها تشْتكي الزلزالا
فبأي شيءٍ تتقي من بأسه
ما لو رَمى جبلاً به لانهالا
يصلى حرورَ الموت من مدّتْ له
يمناهُ من ورقِ الحديد ظلالا
هَدّ الضّلالَ فلم تقُمْ عُمُدٌ له
وأقامَ من عمد الهدى ما مالا
من سادة ٍ أهلاقهمْ وحلومهمْ
تتعرضانِ بسائطاً وجبالا
أقْيالُ حِمْيَرَ لا يَرُدّ زمانُهُمْ
لهمْ، بما أمُروا به، أقْوالا
وإذا الكريهة بالحتوف تسعّرَتْ
وغدتْ نواجذُها قناً ونصالا
واستحضرَ الليلُ النّهارُ بظلمة ٍ
طلعتْ بها زُهرُ النجومِ إلالا
نبذوا الدّرُوع وقاربت أعمارهم
نيل اللّهاذم، والظُّبا الآجالا
حتى كأنهم بهجرِ حياتهم
يجدونَ منها بالحِمامِ وصالا
فهمُ همُ أُسْدُ الأسود براثناً
وأرقّ أبناءِ الملوكِ نِعالا
يا منْ تضَمّنَ فضلهُ إفضالهُ
والفضلُ ما يَتَضَمّنُ الإفضالا
عَيّدْتَ بالإسْلامِ مُهْتبِلاً لهُ
في زينة ٍ خلعتْ عليه جمالا
ولبستَ فيه على شعارِكَ بالتّقى
من ربّكَ الإعظام والإجْلالا
قدّمْتَ عدّ بنيك فيه لمن يَرى
ليثَ الكفاح يُرَشّحُ الأشبالا
في جحفلٍ ملأ الهواء خوافقاً
والسمعَ رِكزاً، والفضاءَ رعالا
وكأن أطراف الذوابل فوقه
تُذكي لإطفاء النفوس ذُبّالا
بالخيل جُرداً، والسيوف قواضباً
والبُزْلُ قُودا، والرماح طوالا
وبعارضِ الموتِ الذي في طبّه
وَبْلٌ يصبّ على عِداكَ وبالا(7/371)
تركتْ ثعابين القفارِ شعابها
وأُسُودُها الآجام والأغيالا
وأتت معوّلة ً على جيفِ العدى
وحسبنَ سلمكَ بالعجاج قتالا
خَفَقَتْ بنودٌ ظللت عَذَباتها
بُهْماً تبيدُ سيوفُها الضُّلاّلا
من كلّ جسمٍ يحتسي من ريحه
روحاً يقيم بخلقهِ أشكالا
وكأن أجياداً حباك جياده
فكسوتهنّ من الجلالِ جُلالا
من كلّ وَرْدٍ رائقٍ كسميّهِ
فتخالُ من شَفَقٍ له سربالا
أو أشقرٍ كالصبح يعقلُ رادعاً
هَيْقَ الفلاة ِ وجأبها الذيّالا
أو أشعلٍ كالسيد عرّضَ سابحاً
فحسبته بالأيطلين غزالا
أو مُشْبِهٍ لَعَسَ الشفاهِ فكلما
رَشَفَتْهُ بالنّظَرِ العيونُ أحالا
أو لابسٍ ثوباً عليه مرَيَّشاً
وصلتْ قوائمه به أذيالا
أو أدهمٍ كالليل، أمّا لونه
فلكم تمنّى الحسنُ منه خيالا
يطأ الصفا بالجزع منه زبرجدٌ
فيثيرهُ في جوّه قَسْطالا
والبُزْلُ تجنحُ بالقِبابِ كأنَّها
سُفُنٌ مدافعة ٌ صَباً وشمالا
وكأنَّما حملت رُبى قد نوّرَتْ
وَسُقَينَ من صَوْبِ الربيع سجالا
وكأنَّما زُفّتْ لهنّ عرائساً
لتحلّ مَغْنَى عزّكَ المحلالا
بكرت تعالى للهلال وما انثنتْ
حتى رأيت ها الهلال تعالى
صلّيتَ ثم نحرتَ في سُننِ الهدى
بُدناً كنحركَ في الوغى الأقتالا
وتبعتَ سنَّة َ أحمدٍ وأريتنا
مِنْ فِعْلِهِ في الفعلِ منك مثالا
ثمّ انصرفتَ إلى قصورك تبتني
مجداً وتهدمُ بالمكارم مالا
وتؤكد الأسماءَ في ما تشتهي
من همة ، وتصرّفُ الأفعالا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
رقم القصيدة : 13457
-----------------------------------
ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
تلاعبتْ بك حورُ الأعينِ النُّجلِ
فخذْ من الرمح في حرب المها عِوضاً
فالطعنُ بالسُّمر غير الطعن بالمقلِ
كم للعلاقة من هيجا رأيتَ بها
ضراغمُ الغيل قتلى من مها الكلل
وكم غزالة ِ إنْسٍ أنْحَلتْ جسدي
بالهجرِ حتى حكى ما رقّ من غزل
ممشوقة ً مِلْتُ عن حِلمي إلى سَفهي(7/372)
منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَل
تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى
عينٍ تكحّل فيها السحر بالكحل
خداعة ُ الصبّ بالآمال مرسلة ٌ
إليّ بالعضّ في التفاح والقبلِ
وناطقُ الوجدِ مني لا يكلّمه
منها إذا ما التقينا ساكتُ الملل
يا هذه، وندائي دُمية ً طمعٌ
في نطقها، من فقيد اللبِّ مختبلِ
أرى سهامَ لحاظٍ منكَ ترشُقني
أفي جُفونِكِ رامٍ من بني ثُعَل؟
بل ضَعفُ طرفك في سفكِ الدماء له
أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسْلِ
إني امرؤ في ودادي ذو محافظة ٍ
فما يرىف وفائي الخلُّ من خللِ
وعارضٍ مدّ عرضَ الجو وانسبلتْ
في وجنة الأرض منه أدمعُ السَّبلِ
ثَرِّ الشّآبيب، أصواتُ الرعود به
كأنهنّ هدير الجلّة ِ البُزلِ
كأنَّما الأرضُ تجلو من حدائقها
عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحلل
أحيا الإلهُ بها التربَ المواتَ كما
أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي
كفؤ كفى الله في الدهرِ الغشيم به
خطباً يخاطبُ منه ألسنَ العُضَلِ
أقرّ فيها أناساً في مواطنهم
لمّا تنادوا لتوديعٍ ومرتحلِ
وأثبتَ الله أمْناً في قلوبهم
بعد التقلّب في الأحشاء من وجل
بيُمْنِ أكبرِ لا عابٌ يُناطُ به
يُمناه منشأ صوبَ العارضِ الهطلِ
قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ
بالرّفقِ والعدل لا بالجور والعذلِ
من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً
والقولُ يورقُ والإثمار للعملِ
له رجاجة ُ حِلمٍ عند قُدرتهِ
أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من ف
في دولة ٍ في مقرِّ العزّ ثابتة ٍ
تُمْلِي العلى من سجاياهُ على الدول
أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ
أظفاره حُمرُ أطرافِ القنا الذبلِ
بادي التبسم والهيجاءُ كالحة ٌ
لا يتقي العضّ من أنيابها العصل
ترى السلاهبَ من حوليه ساحبة ً
ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلل
من كل ذي ميعة ٍ كالبحرِ تحسبُ منْ
أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيّة ُ البطلِ
تنضو به ملة الإسلام مرهفة ً
بضربهنّ الطلى تعلو على المللِ
قديمة ٌ طَبَعَتْهُنّ القيونُ على
ماضي العزائم من آبائه الأولِ(7/373)
من كلّ أبيضَ في يمناه، سلّتُهُ
كالبرقِ، يخطفُ عُمرَ القرن بالأجل
جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ
ماءَ الطلى عن تباريجٍ من الغُللِ
ندبٌ تُداوي من الأقوامِ شيمتهُ،
بالبأس والجود، داءَ الجُبْنِ والبَخَل
مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ
في البحرِ بالفُلكِ أو في البرّ بالإبلِ
مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ
إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل
أطاعني زمني لما اعتصمتُ به
حتى حسبتُ زماني عاد مِنْ خولي
وما تَيَقّنْتُ أنِّي قبل رؤيَتِهِ
ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجل
يا صاحبَ الحلم والسيف الذي خمدتْ
نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزلل
لو أنَّ عزمك حدٌّ في الكهَام لما
قدّ الضرائبَ إلا وهو في الخلل
كأنّ ذكركَ والدنيا به عبقتْ
في البأس والجود مخلوعٌ عن المثل
فاسلمْ لمدحكَ واقنَ العزّ ما سجعتْ
سواجعُ الطير بالأسحار والأصلِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
رقم القصيدة : 13458
-----------------------------------
حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
كلُّ حالٍ مع الليالي تَحُولُ
لا يصحّ البقاءُ في دار دنيا
ومتى صحّ في النّهَى المستحيل؟
والبرايا أغراضُ نبلِ المنايا
وهي أسدٌ، لها من الدهر غيلُ
كيف لا تسلبُ النفوسَ وتُردي
ولها في الحياة مرعى ً وبيلُ
ماتَ من قبلِ ذا أبوكَ بداءٍ
أنت من أجْلِهِ الصحيحُ العليل
وإذا اجتُثّ أصلُ فرعٍ تَبَقّى
فيه ماءٌ من الحياة قليلُ
ما لنا نتبعُ الأمانيّ هلاّ
عَقَلَتْنَا عن الأماني العقول
كم جريحٍ تعلّقَ الروحُ منه
بالتمني والجسمُ منه قتيلُ
وبطيءُ الآمال يسعى بحرصٍ
خطفَ العيش منه حتفٌ عجولُ
عَميَ الخلقُ عن تعادي خيولٍ
ما لها في الهواءِ نقعٌ مهيلُ
تنقلُ الناسَ من حياة ٍ إلى مو
تٍ، على ذاكَ مرّ جيلٌ فجيلُ
وبدهمٍ تمرّ منها وشهبٍ
أمِنَ الليلِ والنهارِ خيول؟
سهّلوا من نفوسهم كلّ صعبٍ
فالردى لا يُقبلُ مَنْ يستقيلُ(7/374)
واستدلّوا على النفادِ بعاد:
يُذْهبُ الشكَّ باليقين الدّليلُ
أيّ رزءٍ حكاهُ مقولُ ناعٍ
صَمّ هذا الزمانُ عمّا يقولُ
فلقد فتّتَ القلوبَ وكادتْ
راسياتُ الجبالِ منه تزولُ
لم يمتْ أحمد أخو البأسِ حتّى
ماتَ ما بيننا العزاء الجميل
يومَ قامتْ بفقْدِهِ نائحاتٌ
في لَبُوسٍ من حزنِهنّ يهولُ
غُمستْ في السواد بيضُ وجوهٍ
فكأن الطلوعَ فيه أفولُ
وعلى مجلسِ التنعّمِ بُؤسٌ
فبديلُ السماعِ فيه العويل
وتولّتْ عند التناهي افتراقاً
ومضى ربّهُ الوفيّ الوصول
أسمعَ الرعدُ فيه صرخة َ حُزْنٍ
ملءُ ليل الحزين فيه أليل
ودموع السماء في كل أرضٍ
فوق خدّ الثرى عليه تَجُولُ
وحشا الجوِّ حَشْوَهُ نارُ برقٍ
إنّ في ضلوعه لغليلُ
أترى الغيثَ باتَ يبكي أخاه
فبكاءُ العُلى عليه طويلُ
قائدَ الخيلِ بالكماة ِ سِراعَاً
والضحى من قَتَامِهِنّ أصيل
أيّ فضلٍ نبكيه منكَ بدمعٍ
ساكبٍ، فيه كلّ نفسٍ تسيلُ
أعفافاً أم نجدة ً كنت فيها
قَسْوَرَ الغيل والكريهة ُ غول
أم شباباً كأنَّما كان روضاً
ناضرا فاغتدى عليه الذبول
واكتسَى في ثرى ً تغيّبَ فيه
صدأً ذلكَ الجبينُ الصقيلُ
كنت كالسيد للعدى ، والمنايا
مقبلاتٌ كأنهنّ سيول
ولِصَوْبِ السهامِ حَوْلَيكَ وَبْلٌ
لاخضرار الحياة منه ذُبول
طارَ صرفُ الردى إليك برشقٍ
خفّ، والخطبُ في شَبَاهُ ثقيلُ
سهمُ غربٍ أصابَ ضيغم حربٍ
خاضَ في العيش منه نصلٌ قتولُ
هابكَ الموت إذ رآكَ مسحاً
بطلاً، لا يصولُ حيت تصول
لو بدا صورة ً إليك لأضحى
في ثَرَى القبرِ وهو منكَ بديل
فَرَمَى عن دُجُنّة ِ النقعِ نحرا
منكَ، والجوّ بالظّلامِ كحيل
وإذا خاف من شجاع جبانٌ
غالهُ منه جاهداً ما يغولُ
كنتَ سهمَ البلاءِ يرْفع سهمٌ
فيه للنفسِ بالحمام رسول
كم جوادٍ بكاكَ غيرَ صبورٍ
فنياحٌ عليكَ منه الصّهيل
وحسامٍ أطالَ في الجفنِ نوماً
لم يُنَبّهْهُ بالقِرَاعِ الصّلِيل
أيّها القائدُ الأبيّ عزاءً
فثواءُ المقيم منّا رحيلُ(7/375)
وجليلٌ مُصَابُ أحمدَ لكنْ
يُصبرُ النفسَ للجليلِ الجليلُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
رقم القصيدة : 13459
-----------------------------------
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
وقلْ من الشعرِ سحرا أو فلا تقُلِ
فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرهُ
حتى يُصَيَّرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجُل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومديدِ الخطى كأنكَ منه
ومديدِ الخطى كأنكَ منه
رقم القصيدة : 13460
-----------------------------------
ومديدِ الخطى كأنكَ منه
تضعُ اللبدَ فوق تيّارِ سيْلِ
قيدُ وحشٍ، ملاذُ خائرِ وهنٍ
وقرى معقلٍ، وحارسُ ليلِ
أسِبْقُ الريحَ فوقه فإذا ما
فتّها أمسكتْ بفضلة ِ ذيلي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
رقم القصيدة : 13461
-----------------------------------
أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
وأعننت للأخطئات الأملْ؟
وربّتما سالَ بعضُ النفوس
وبعضٌ لها بالمُنَى مُشْتَغَل
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
رقم القصيدة : 13462
-----------------------------------
أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
رجاكَ وإن كان العفافُ به أولى
مقيمٌ على فعلِ المعاصي مخالفٌ
توالى عليه الغيّ .... فاستولى
سألتُكَ يا مولى المَوالي ضرَاعَة ً
وقد يَضْرَعُ العبدُ الذليلُ إلى المولى
لتصلحَ لي قلباً، وتغفرَ زلّة ً
وتقبل لي توباً، وتسمعَ لي فِعْلا
ولا عَجَبٌ فيما تمنّيْتُ، إنَّني
طويل الأماني عند مَن يحسن الطولا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
رقم القصيدة : 13463
-----------------------------------
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول(7/376)
وسُراها من رسومي وطلولي
وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ
لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ
نشرتْ عندي أسرارَ هوى
كنتُ أطويهنّ عن كل خليلِ
وأشارت بالرضى ، رُبّ رضى ً
عنك يبدو في شهادات الرسولِ
عجبي كيف اهتدتْ مُهْدِيَة ٌ
خَصَرَ الرِيِّ إلى حرج الغليل
ما درت مضجَعَ نومي إنَّما
دلّها ليلي عليه بأليلي
لستُ أبغي لسقامي آسياً
فَبُلولي منه بالريح البَليل
طرفهُ أشعثُ كالسيفِ سرى
حدّهُ بين مضاءٍ ونحول
عبرتْ بحراً إليه واتّقتْ
حوله بحرا من الدمع الهمول
يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ
صدأً عن صفحة الماءِ الصقيلِ
عاوِدِي منكِ هُبُوباً فيه لي
وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعليلِ
كرياحٍ عَلّلَتْنِي بِمنى ً
كِدْنَ يُثْبِتْنَ جوازَ المستحيل
أصباً هبّتْ بريحانِ الصِّبا
أو شمال أسْكَرَتْنِي بالشِّمول
حيثُ غَنّتني شوادي روضة ٍ
مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيل
في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ
دِقّة ً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليل
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ
وله علمٌ بِموسيقى الهَديل
والدّجى يرنو إلى إصباحهِ
بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ
خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً
فتولّى عنه مبلول الذيول
زرعَ الشيبُ بفوديّ الأسى
فنما منه كثيرٌ من قليلِ
فحسبتُ البيضَ منه أنجماً
عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفول
كلّ منْ ينظُرُ مِنْ عِطْفِ الصِّبا
نظرَ المُعجَبِ بالخلقِ الجميلِ
فجوازي باضطرارٍ عندها
كجوازِ الفتح في الحرف الدخيلِ
كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ
برّحتني محْنَة ُ السّخْطِ القَتول
غادة ٌ يأخذُ منها بابلٌ
طَرف السحرِ عن الطرْفِ الكحيل
فإذا قابلَ منها لحظَها
فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
رقم القصيدة : 13464
-----------------------------------
أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
حرباً وكانت قبل ذا سَلْمى
كانت بهجري غيرَ عالمة ٍ
فَهَدَيْتِها منه إلى علمِ
هذا وفاقٌ عن مخَالفَة ٍ(7/377)
كالزيرِ تُصْلِحُهُ على البمّ
خودٌ تلقّنُ تِرْبَها حُججاً
كالبنتِ مُصْغِيَة ً إلى الأمِ
والغادتانِ تفيضُ بينهما
خُدعُ الهوى وقطيعة ُ الحلمِ
إنّ النواعمَ في العتاب لها
غَرَضٌ إليه جميعها ترْمي
لو قدْ وقفتِ على ضنى جسدي
لوقفتِ باكية ً على رسمِ
ورأيتِ أضداداً أذوبُ بها:
حُرقاً تُشبّ، وأدمعاً تهمي
وبنفسيَ الخودُ التي برئَتْ
في قتلها نفسي من الاثم
لمياءُ تبسمُ عن مؤشَّرَة ٍ
تجلو الظلامَ ببارقِ الظَّلمِ
وتخوضُ من سَفَهِ الصِّبا مُلَحاً
فتحلّ منك معاقدَ الحِلْم
مرّتْ تميس فقلتُ: هل سكرَتْ
من ريقها بسُلافة ِ الكرْم
كَمُنَعَّمِ الأطرافِ، بَلّلَهُ
شرقُ النسيم بريقهِ الوسمي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
رقم القصيدة : 13465
-----------------------------------
وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
إلى أن طفا للصبح في أفقهِ نجمُ
كأنَّ الثريَّا فيه سَبْعُ جواهرٍ
فواصلُها جَزْعٌ به فُصّلَ النظم
وتحسبها من عسكر الشهب سُرْبة ً
عمائمهمْ بيضٌ، وخيلهمُ دُهمُ
كأنَّ السُّها مصنى ً أتاه بنعشِهِ
بنوه وظنوا أن موْتَتَهُ حَتْمُ
كأنَّ انصداعَ الفجر نارٌ يُرَى لها
وراء حجابٍ حالكٍ نفسٌ يسمو
وتحسبهُ طفلاً من الرّومِ طَرّقَتْ
به من بناتِ الزنج قائمة ً أُمّ
أأُعْلِمَ في أحشائها أنَّ عُمْرَهُ
لدى وضعهِ يومٌ، فشيّبه الوهمِ؟
وذَرّتْ لنا شمسُ النّهارِ مذيبة ً
على الأرض روحاً في السماءِ له جسم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
رقم القصيدة : 13466
-----------------------------------
أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
وَعْدا به أُبرىء أسقامي
فعاد عنه للحشا جارحاً
كَرَجْعة ِ السهمِ إلى الرّامي
فقاتلي طرفيَ لا طرفُهَا
والجفنُ من جرحِ الحشا دامِ(7/378)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
رقم القصيدة : 13467
-----------------------------------
وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
ومَنْ واصلته جنّة َ المتنعمِ
تفتّحَ وردُ الخدّ في غصن قدّها
ونورَ فيه أقحوان التبسمِ
كأن استماع اللفظ منها تَعَلُّلٌ
بلذّة راحٍ واقتراحِ ترنّم
تُحدّثُني بالسرِ في ثِنْيِ ساعدي
فيسمعُ نجوى السرّ من فمها فمي
إذا ما الثريا رَحّلَ الليلُ شمله
لها في يدِ الإصباحِ باقة ُ أنجمِ
وجدتَ ثناياها العِذابَ كأنما
تُعلّ بمسكٍ في رحيقٍ مُختَّم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
رقم القصيدة : 13468
-----------------------------------
بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
يُحرّمُ أوطاناً علينا فَتَحْرُمُ
لقد أركبتني غربة ُ البين غربة ً
إلى اليوم عن رسم الحمى بي تَرسمُ
إذا كلّ عني من سنا الصبح أشهبٌ
تناول حَمْلي من دُجَى الليل أدهم
وتحسبُهُ يرتاضُ في غَرْسِ حمله
وَيُسْرَجُ فيه للركوب ويُلجَم
لكلّ زمانٍ واعظٌ، وعظُهُ كما
يَخُطّ كلاماً بالإشارة أبكم
وحادٍ رَمى بالعيسِ كلّ مُضِلّة ٍ
كأن عليه مَجْهَلَ الفيح مَعْلَم
وقد نحرتْ في كلّ شرق ومغرب
عليها نُحور البيد في العزم أسْهَمُ
وأوجفَ حوليها الكماة ُ ضوامرا
فلا سُنْبٌكٌ إلا يساويه مِنْسَم
فمن راكبٍ يأتي به الخصب بازلٌ
ومن فارسٍ يَصْلَى به الحربَ شيظم
فإن تسرِ في ليلٍ وجيشٍ فإنها
سفائنُ برٍّ بين بحرين عُوّم
وصيدٍ يصيدون الفوارسَ بالقنا
إذا نكلَ الأبطالُ في الروعِ أقدموا
ويستطعمون السّمر والبيضَ إنها
نيوبٌ وأظفار بها الأسد تطْعَمُ
دعتهمْ بروقٌ بالأكفّ مشيرة ً
إليهم، وعينٌ عَرْفُهَا يتنسّم
عصَا شملهم شُقّتْ فشرّق مُنجدٌ
إلى طيّة ٍ منهم، وغرّبَ مُتْهِم
وما قَدَّ قَدَّ السير بالطول سَيرَهم(7/379)
ولكنما المنقدّ قلبي المتيم
طَوَى البعدُ عنا، فانطوينا على الجوى
نواعمَ تشقي بالنعيم، وتنعم
دعونا نساير حادياً قادَ نحوها
مسامعَنا منه الحداءُ المُنَغَّم
فما هذه الأحداجُ إلاّ قلوبُنا
حبائبنا فيها سرائر تُكْتَمُ
بنفسيَ من حورِ المها غادة ٌ لها
فمٌ عن شديدِ الخوف بالصمتِ مُلجَم
ينمّ عليها طيبُ ريَّا كلامِها
فيدري غيور أنصها تتكلّم
أُرَجِّعُ بالشوقِ الحنينَ وإنَّما
يهيجُ حنيني عَوْدها حين يُرْزِمُ
قد سَفَرَتْ في تُوضَحٍ فَتَوَضّحَتْ
مسالكهُ للسفر، والليلُ مظلمُ
ومرّت على سِقْطِ اللوى فتساقطتْ
دموعٌ عليها، دُرَّها لا ينظَّم
وقد ضرّجتْ ثوبي لدى عينِ ضارجٍ
عليّ جفونٌ، ماؤها بالأسى دمُ
معاهدُ مازال امرؤ القيس بينها
يُعبّرُ عن عهدِ الهوى ويترجمُ
تَوَهّمْتِها حُلْماً بها فذكرتُها
وقد يذكرُ الإنسانُ ما يَتَوَهّمُ
وإني لآوي من زمانٍ لبستهُ
إلى ذِكَرٍ تأسو فؤادى وَتَكْلُم
لياليَ تسبي اللبّ منه سبيئة ٌ
تناولها من كافرِ القلبِ مُسلم
سلافة كرمٍ ليس يسخو بمثلها
لغيرِ فتى تَحْظَى لديه وَتُكْرم
يُطافُ بها في حُمْرّة ِ الوردِ جوهراً
له عرضٌ وهو السرورُ المُحرَّمُ
يسيغُ فمي في شِدّة ِ السكر صِرْفَها
وما فرحة ٌ في السمع إلا الترنّمُ
فلله عمرٌ مرّ بي فكأنني
به في جنانِ الخُلدِ قد كنتُ أحلمُ
لياليَ روضُ العيشِ غضّ وماؤهُ
نميرٌ، ومنقوضُ الشبيبة ِ مُبْرَم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
رقم القصيدة : 13469
-----------------------------------
يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
ما همّ فيك الحُزْنُ بالمستهامْ
همودُ رسمٍ منكِ تحتَ البلى
محركٌ منّي سكونَ الغرامْ
لمّتُ عليكِ الدهرَ في صَرْفِهِ
وقلتُ للأحداث صَمِّي صمامْ
وقامَ في الخُبْرِ لمستخبرٍ
سكوتُ مغناكِ مقامَ الكلام
يا بارقَ الجوّ تَبسّمْ بها
وابكِ عليها بدموعِ الغمامْ(7/380)
وَحَلّها بالنور من روضة ٍ
تَفُضّ عن فأرة ِ مسكٍ ختامْ
حتى أرى عنها ظباءَ الفلا
مُرَحَّلاتٍ بظباءِ الخيام
من كلّ هيفاءَ غُلاَمية ٍ
مُلْتَبِسٌ بالغُصْنِ منها القوام
تديرُ عيني رشإٍ فيهما
من فترة ِ الطرفِ شبيه السقام
تروحُ والعنبرُ والعودُ في
ليلٍ من الفرع صقيلِ الظلام
تمنعُ أُختَ الشمسِ منها فماً
فيه أخو الدّرّ وأختُ المُدام
لو أنَّ لي حكماً بربع الحمى
أعطيتُهُ من كلّ خطبٍ ذمام
حتى أرى بالوصْلِ حَبْلَ الهَوى
لا يُتّقَى بالبينِ منه انصرام
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
رقم القصيدة : 13470
-----------------------------------
رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
بهم ورقاً عن زهره الروضُ يبسمُ
جبابرة ٌ في الروع تعدو جيادهم
بهمْ فوق ما سحّ الوشيج المقوَّمُ
تنوءُ بهم في ذُبّلِ الخطِّ أنْجُمٌ
سحائبها نقعٌ، وأمطارها دم
ترحّلُ من آجامها الأسدُ خيفة ً
إذا نَزَلوا للرّعِي فيها وخَيّموا
ترى كلّ جوّ من قناهم ونَقَعِهِمْ
يُكَوْكَبُ إن ساروا بهم وَيُعتّمُ
فِصاحٌ غداة الروع عزّ سكوتهم
وألسنة الأغماد عنهم تُتَرجِمُ
كأن بأيديهم إذا ضربوا الطلى
عزائمَهُمْ، لو أنَّها تتجسّمُ
إذا ما استوَى فِعْلُ المنايا وفعلُهُمْ
بأرواح أبطالِ الوغى فهمُ همُ
أعاريبُ ألقى في نتيجات حَيّهِمْ
لهم أعوجٌ ما يوجفون وشَدْقَم
صحبتهم في موحشِ الأرضِ مُقفرٍ
به الذئبُ يعوي والغزالة ُ تَبْغم
سقى الله عيناً عذبة الدمع أن بكتْ
حظاراً بها للجسم قلبٌ متيم
بلادٌ تلاقيني الدّراريّ كلّما
طلعنَ عليها وهي عنهنّ نَوّم
بأرضٍ يُميتُ الهمَّ عنك سرورها
ويمحو ذنوبَ البؤس فيها التنعّمُ
وكم لي بها من خلّ صدقٍ مساعدٍ
مُهينِ العطايا، وهو للعِرْضِ مكرم
يَفَيضُ على أيدي العفاة ِ سماحة ً
على أنَّهُ من نَجْدَة ٍ يَتَضَرّمُ
إذا فرّتِ الأبطال كرّ، وسيفه(7/381)
يُحِلّ بيمناه دمَ العلج، محرم
يموجُ به بحره كأنَّ حبابَهُ
عليه دلاصٌ سردها منه يحكم
ونحن بنو الثغر الذين ثُغُوُرُهُمْ
إذا عبَسَتْ حربٌ لهم تَتَبَسّمُ
ومن حَلَبِ الأوداج يُغْذى فطينا
بِحَجْرٍ من الهيجاءِ ساعة َ يُفْطمُ
لنا عَجُزُ الجيشِ اللّهامِ وَصَدْرُهُ
بحيثُ صدورُ السّمْرِ فينا تُحَطَّمُ
يضاعفُ إن عُدّ الفوارسُ عَدُّنا
كأنَّ الشجاعَ الفردَ فينا عرَمرَم
نؤخرُ للإقدامِ في كل ساقة ٍ:
تأخرُ ما يلقى الحتوفَ تَقَدُّم
فإن كان للحرب العوان مُعوَّلٌ
علينا فما كلّ الكواكب تَرْجم
وتنسجُ يوم الرّوعِ من نسج جردنا
علينا ملاءً بالقشاعم ترقم
فمن كلّ مقدامٍ على أعوجية ٍ
بكراتها طيرُ الملاحم تلحم
وطائرة ٍ بالذّمْرِ ملء عنانها
لها الفضلُ في شأو البروق مُسلَّم
رمينا عداة َ الله في عُقْرِ دارهم
بعادية في غمرة الموت تُقْحَمُ
تعومُ بها من بين العُلُوجِ مُظِلّة ً
كما حلّقَتْ فُتْخٌ على الجوّ حُوّم
فمن حاملٍ من غير فحلٍ يُنيخُها
إذا وضعتْ في ساحل الروم صيْلَمُ
ومنسوبة ٍ للحرب مُنْشأة ٍ لها
طوائرُ بالآسادِ في الماءِ عُوّم
كأنَّ قسيّاً في مواخرها الّتي
يُفَرَّقُ منها في المقادم أسهمُ
وترسلُ نِفْطاً يركبُ الماءَ مُحْرِقاً
كُمهلٍ به تشوى الوجوه جهنم
مدائنُ تغزو للعلوجِ مدائناً
فتفتحُ قسرا بالسيوف وتَغْنَمُ
ومتّخذي قُمْصِ الحديد ملابساً
إذا نكلَ الأبطال في الحرب أقدموا
كأنهم خاضوا سراباً بقيعة ٍ
ترى للدّبا فيها عيوناً عليهمُ
صَبَرْنَا لهمْ صَبْرَ الكرام ولم يَسُغْ
لنا الشهد إلاَّ بعدما ساغَ علقم
فغادَر أفواهاً بهم هبرُ ضربنا
نواجذُها من مرهفاتٍ تُثَلَّم
وإنَّ بأيدينا الحديدَ لناطقٌ
إذا ما غدا في غيرها، وهو أبكم
وأجنحة ُ الراياتِ فينا خوافقٌ
كأنَ دمَ الأبطال فيهنّ عدمُ
أمِنْ أبرقٍ بالدرار أوْمَضَ بارقٌ
كطائِشِ كفّ بالبنان يُسَلّم
مَرَى من عيونٍ ساهرات مدامعاً
وكحّلَها بالنُّورِ والليلُ مظلم(7/382)
فيا عجَبَا من زورة ٍ زارَ طيفُها
جفُوناً من التهويمِ فيها تَوَهّم
ألمّ بساقي عبرة ٍ حدَّ قفرة
بِمِنْسَمِ حرفٍ كلما بُلَ يُلْطَم
وأهدى أريجاً من شذاها ودونها
لمقتحمِ الأهوال سهبٌ وخضرم
وللصبح نورٌ في الظلامِ كما اكتسى
حميماً بطولِ الركضِ في الصدرِ أدهم
أحنّ إلى أرضي التي في تُرابِها
مفاصلُ من أهْلي بَلينَ وأعظمُ
كما حنّ في قَيْدِ الدجى بمُضِلة ٍ
إلى وطنٍ عودٌ من الشوق يُرْزِم
وقد صَفِرَتْ كَفّايَ من رَيّقِ الصبا
ومني ملآن بذكرِ الصبا فم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
رقم القصيدة : 13471
-----------------------------------
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
إذ لم أصلُ بالعربِ منكم على العُجمِ
دعوا النومَ إني خائفٌ أن تدوسَكمْ
دَواهٍ، وأنتم في الأماني مع الْحُلمِ
وكأسٍ بأمِّ الموتِ يَسعى مُديرُها
إلى أهل كأسٍ حثّها بابنة الكرم
فرُدوا وجوهَ الخيلِ نحو كريهة ٍ
مُصَرِّحة ٍ في الرُّوم بالثُّكْلِ واليُتْمِ
تُهيلُ من النقع المحلّق بالضحى
على الشَّمسِ ما هالَتْه ليلاً على النَّجمِ
وصولوا ببيضٍ في العجاجِ كأنَّها
بروقٌ بضربِ الهامِ محمرّة ُ السّجْم
ولا عَدِمَتْ في سَلِّها من غُمودِها
ظهوراً فقد تخفى الجداول بالرُّجم
وقرعُ الحسامِ الرأس من كلّ كافرٍ
أحبُّ إلى سَمْعي من النَّقر في البمِّ
ولله منكم كلّ ماضٍ كعضبهِ
يَسيلُ إلى الْهَيْجاء متَّقِدَ العَزْمِ
يُحَدِّثُ بالإقدام نَفْساً كأنَّما
يطيرُ إلى الحرب اشتياقاً عن السلم
ويَسطو بمحجوبِ الظُّباتِ إذا بَدا
جلا ما جلا الإصباحُ من ظلمة الظلم
له دخلة ٌ في الجسم تُخرجُ نفسهُ
قبيلَ خروج الحدّ منهُ عن الجسم
ثَبوتٌ إذا ما أقْبَلَ الموتُ فاغِراً
يُردّد في الأسماعِ جرجرة َ القرمِ
له عَينُ ضِرْغام هَصورٍ، فقلبُهُ
بتصريف فعلِ الجهل منه على علسم(7/383)
ولله أرضٌ إن عدمتم هواءها
فأهواؤكم في الأرض مَنثورة النَّظْمِ
وعزّكم يفضي إلى الذلّ والنوى
من البَيْنِ ترمي الشَّمْلَ منكم بما تَرْمي
فإنَّ بلادَ النَّاسِ ليستْ بلادَكمْ
ولا جارُها والخلِمُ كالجارِ والخِلْمِ
أعَنْ أرضكم يغنيكم أرضُ غيركم
وكَمْ خالة ٍ جَداء لم تُغْنِ عن أُمِّ
أخلّي الذي وُدّي بِوُدٍّ وصَلْتَهُ
لديَّ كما نيطَ الولِيُّ إلى الوسمي
تقيّدْ من القطر العزيز بموطنٍ
ومتْ عند رَبْعٍ من ربوعكَ أو رسمِ
وإيّاك يوماً أن تُجرّبَ غُربة ً
فَلَنْ يستجيزَ العقلُ تجربة َ السُّمِّ!
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
رقم القصيدة : 13472
-----------------------------------
دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
به تُخْضبُ الكف والمِعْصمُ
أصفراءُ يَبْيَضّ منها الحباب
أمِ الشمسُ عن أنجمٍ تبسِم
وتلك شقيقة ُ روحِ الفتى
إذا وُجِدتْ فالأسَى يُعْدمُ
تُلامُ على شُرْبِ مشمولة ٍ
ولم يدرِ ما سرّها اللوم
خبيثة ُ دنّ سناها المنيرُ
محيطٌ به قارها المظلم
وقد كثر القول في عمرها
ولم يُدرَ عاصرها الأزلمُ
يقهقه في الصبّ إبريقها
كما هَدرَ البازلُ المُقْرَم
إذا انبعثتْ منه قال النيدم:
أينسابُ من فمه أرقم
يبيتُ لها سهرٌ في العروقِ
وأعينُ شُرّابها نُوّمُ
كأنَّ لها في خفيّ الدّبيبِ
نمالاً مساكنها الأعظمُ
يطوفُ بها رشأ أحورٌ
لمقلته الليثَ مستسلمُ
وتلحظُ بالسحرِ منه الجفونُ
ويلفظُ بالدرّ منه الفمُ
بفوّاحة ِ الزّهرِ مخْضَلة ٍ
تُجادُ معَ الصبحِ أوْ تُرْهمُ
تنظِّمُ فيها أكفُّ الغمام
جُماناً بكفّيكَ لا يُنْظم
كأنَّ لها في طِباقِ الثْرى
بأيدي الحيا حُللاً تُرْقَم
على شدوات طيورٍ فصاحٍ
على أن أفصحها أعجَم
لهنّ أعاريض عند الخليل
مهمَلة ُ الوزن لا تُعْلَم
ترجِّعُ فيها ضروبَ اللحونِ
فَتُطْرِبْنا، وَهْيَ لا تفهم(7/384)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
رقم القصيدة : 13473
-----------------------------------
هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
وأقبَلَ الصّبْحُ رافعاً عَلَمَهْ
كزاحِفٍ أقبلتْ كتائبُهُ
هازمة ً في اتّباع منهزِمه
كأنّ في كفّه حسامَ سناً
ما مسّ من خندس به حَسَمَه
كأنَّما للمُنَى بها شَفَة ٌ
فهو من الغرب داخلٌ أجمه
ونفخة ُ الزّهر شمُّها عبقٌ
وريقة ُ الماء بالصبا شَبِمَه
ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلُها
مرجعٌ في غصينه نغمه
كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ
عن غُرّة ِ الصبح راحة ٌ غُمَمَه
كأنّما الشمسُ جمرة ٌ جَعَلَتْ
تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه
خذوا من الكرمِ شربة ً وصفتْ
للشربِ ريّا، نسميها كتمهْ
كأنَّما الدّهرُ في تصرفهِ
تريكَ ياقوتة ً منعَّمَة ً
عن لؤلؤٍ في الزجاج مبتسمه
فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثِمَهْ
فالعيش في شربها معَتَّقة ً
بسكرها في العقول محتكمهْ
على غناءٍ بعودِ غانية ٍ
يُجْرِي عليها بنانُها عَنَمَهْ
لسانُ مضرابها، ترى يدها
له فماً، ليتني لثمتُ فمهْ
وشادنٍ في جفونه سَقَمٌ
كأنَّني عنه حاملٌ ألَمهْ
ودّعنا في سلامهِ عَجِلاً
ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمَهْ
كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ
كواضعٍ فوق جمرة ٍ قدمهْ
كأنَّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ
في فلقِ الصبحِ أدغمَ العتمهْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
رقم القصيدة : 13474
-----------------------------------
وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
باتت تديمُ إلى الإصباحِ لثمَ فمهْ
تخف ملأى وتعطي الثقل فارغة ً
كالجسم عند وجود الروح أو عَدَمِهْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ
وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ
رقم القصيدة : 13475
-----------------------------------
وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ(7/385)
مُساعدٍ في كلّ أمرٍ لا يُذمْ
يقولُ في لا: لا، وفي نعم: نعم
لا ناكبٌ عن فتية ولا برِمْ
مقلّب القلب لهمّ في الهمَمْ
يحلّ عنك بالغنى عن العدمْ
يحرمُ بالسيف الخطوبَ لا تُلمْ
مجوهرٌ سيفُ عُلاهُ بالكرمْ
مهذّبٌ في كلّ علم للأمم
كأنّما شيمتهُ خمر الشيم
يحيي السرورَ ويميتُ كلّ همْ
نادمتُ منه سيّدا بلا نَدَمْ
من عنب ... سقانيه عتم
مدامة ً زادتْ على عُمْرِ القدمْ
يحملُ من موجودها الكأسُ عَدَمْ
زجاجها الصافي عليها لا يَنِمْ
إلاَّ بوصفٍ أو بذوقٍ أو بشمْ
في ليلة ٍ مَرّتْ كَزَوْرَة ِ الحلم
كأنَّما الأنجمُ منها في الظُّلَمْ
أوجهُ رومٍ يسبحونَ في خِضَمْ
حتى إذا ما عُمُرُ الليلِ اْنصرَم
وفّر من نور الصباح وانهزمْ
كعابسٍ في حنقٍ من مبتسم
قمت لصيد الطير في قرا أحمْ
كالليلِ إلاَّ قبلة الصبح بفم
بحرٌ عليه بالعنان قد ختم
بباشِقٍ متّقِدِ العينِ قَرِمْ
ذي مخلبٍ مُعَوّجٍ لم يستقم
مثلِ هلالٍ طالعٍ مع العَتَمْ
عند انعطافٍ، لا اسودادٍ مدلهمْ
أقنى مُعَرًّى أنفُهُ من الشّمَم
مصَمِّمٌ على الطيور مقتحمْ
والطيرُ منها جبناءٌ وبُهَم
حتى إذا قلّبَ عيناً كالضّرَمْ
صادقة ً طرفتُها لا تُتّهَمْ
وأبصر الفُرْجة َ همَّ فاعتزم
كالليثِ قد أوفى على سرب النَّعَمْ
في روضة ٍ أطيارها ذاتُ نغم
كما تغنّتْ فِرَقٌ من العجم
قامَ الربيع عندها على قدم
فاتحة ً أعينَ زهرٍ لم تنم
تجول فيها كمدامع الرِّهَمْ
ففارقَ الكفَّ إلى الصيد، فَشِمْ
خاطفَ برقٍ في غمامٍ مرتكم
ما فاتكٌ غادرَهَا في المُقْتَحَمْ
فوارساً تلا.........أيدي الخدمْ
وعاود الكفَّ وفيَّاً بالذمم
بمنسرٍ يمسح عنه فضلَ دمْ
مسْحَكَ ميَّاعَ المِدادِ بالقَلَمْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
رقم القصيدة : 13476
-----------------------------------
قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
يشبه الصبّ من نحافة جسمهْ(7/386)
من يكن صائماً فذا رمضانٌ
خطّ بالنّور للورَى أوّلَ اسمِه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
رقم القصيدة : 13477
-----------------------------------
وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
ويجري به كلّ عِرْقٍ كريم
بعيني عقابٍ وشِدْقيْ غرابٍ
وأرساغ جأبٍ، وساقَيْ ظليم
كأنَّ البروقَ على جِسْمِه
مداوس تصقل منه أديمْ
وتحسبُ غرّة َ صبحٍ منيرٍ
بدتْ منه في وجهِ ليلٍ بهيم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبا هاشم هشمتني الشفار
أبا هاشم هشمتني الشفار
رقم القصيدة : 13478
-----------------------------------
أبا هاشم هشمتني الشفار
فلله صبري لذاك الأوار
ذكرت شخيصك ما بينها
فلم يدعني حبّه للفرار
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
رقم القصيدة : 13479
-----------------------------------
يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
بحديثين من شفائي وسقمي
بلغِ الشمسَ أنني لا أراها
يومَ صحوٍ حتى أرى وجهَ نُعمِ
قالت الشمس: صفْ لنا خلق شمس
هِمْتَ وجداً بها، فضُوعِفَ همي
قلتُ: والله فيه أحسنُ تقويـ
ـمٍ، فهذا في الوصفِ مبلغُ علمي
غادة ٌ أكثرت خلافي فكانتْ
نارَ حربٍ وكنتُ جنَّة َ سلم
وهي لمياءُ تمنعُ الريقَ صوناً
وتروّي السواكَ منه برغمي
أيّ درٍ من العقيق عليه
خاتمٌ لا يُفكّ عنه بلثم
أكسبتني جفونُها من سقامٍ
عَرضاً ضاق عنه جَوْهَرُ جسمي
يا قتولاً أرى لها في نضالي
حدّ سهمٍ مثلّماً حَدّ سَهْمِي
أدْرَكَ النارَ ناظرٌ لكِ مُرْدٍ
من له ناظرٌ لخدك مُدْمي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
رقم القصيدة : 13480
-----------------------------------
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أشامَكَ من أشْبَهْتَ حُسْنُ ابتسامه
وهلْ بِتْ منْعِ مُسْتعيرا أناملاً(7/387)
تشيرُ إلينا حُمْرها بسلامه
وكيفَ يشيمُ البرقَ مَنْ باتَ جَفْنُهُ
إلى الصبح مكحولاً بطولِ منامه
أمنْ بردتْأنفاسه من سُلوّهِ
كمن حميت أحشاؤه من غرامه
غزالٌ سقيم الطرفِ أفنيتُ صحتي
ولم تغنِ شيئاً في علاجِ سقامه
وغصنٌ، ذبولي في الهوى باخضراره
وبدرٌ، مُحاقي بالضنا من تمامه
ولوْ شئتُ عَقْدَ الخصرِ منه لحضْني
عليه تثني خيزران قوامه
يصدّ بوردٍ فوقَ خدّ كأنهُ
يقبّلهُ صدغٌ بِعَطْفهِ لامه
وَمُسْتَوْطَنٍ كُورَ النّجيبِ بِعَزْمِهِ
وطارَ له في القفْرِ وَحْيُ زِمَامِهِ
تزاحمُ هماتُ العلا في فؤاده
وغُرّ المعاني في فصيح كلامه
وفي المَيْسِ مَيّاسٌ بإيجافِ سَيْرِهِ
رجومٌ بأجواز الفلا بلغامه
إذا ثار صكّ الصدر بالخف شِرّة ً
فما زال سهبُ الأرض قوتاً لأرضه
ولا انفكّ قوتُ الرحل شحمَ سنامه
وأعملتهُ بدراً ولكنُ رددته
هلالاً، مشى فيه مُحاقُ المهامهِ
وَمَرّتٍ يَطولُ سَفْرَهُ بِنَفاذِهِ
أُتيحَ له مُسْتَنّجِدٌ باعْتزامِهِ
إذا صرصرُ الأرواحِ أغشتهُ صرَّها
شوى الوجهَ منها حرُّهُ باحتدامه
يبلّ صَدَى الأرْماق في القيظ رَكبُهُ
بِمُلْتَقَطٍ يثْنِي القَطَا عن جمانِهِ
تمزَّقُ عنه الكفُّ جلبابَ عرمضٍ
فيبدو كنورِ الصّبْح تحتَ ظلامِهِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
رقم القصيدة : 13481
-----------------------------------
ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
أكلتُمْ عليها، طولَ ليلكمُ، لحمي
بلى لو قَدَرْتُمْ لاتَّخذتُمْ شرابَكمْ
دمي في كؤوسٍ وهي تنحتُ من عظمي
سلامٌ عليمك أوقدوا نارَ حَربكم
فإني مفيضٌ ماءَ سلمي من حلمي
فللحم عندي إن أكلتم عواقبٌ
تُقصّرُ عنهنّ العواقب للظلم
وَلي مِقْوَلٌ قد أطْلَقَتْهُ سَجيّتي
عن الحمد لما عقّلتْهُ عن الذمِّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ(7/388)
وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ
رقم القصيدة : 13482
-----------------------------------
وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ
أسُلّ لحربه ظُبَة َ الحُمامِ
ولي كلمٌ كأن اللفظ منها
يَرُشّ السمعَ منه بالسّهامِ
ولكني أكفكفها بحلمٍ
يُلاثُ البُرْدُ منه على شمام
ولستُ أُعيدُ من حَنَقٍ عليه
مخاطبة ً لتجديد الخصام
ويقصرُ في الحقيقة كلُّ شيءٍ
ثَنَيْتَ جمِيعَهُ غَيْرَ الكَلام
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
رقم القصيدة : 13483
-----------------------------------
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
وَجَرَّدْتُ من عزْمي شقيقَ حُسامي
وقمتُ نهوضَ العَوْدِ حُلّ عِقالُهُ
فأقْعَدَنِي المقدورُ عند قيامي
إذا صاحَ بي أمرٌ من الله صيحة ً
رجعتُ ورائي، والحبيبُ أمامي
وكيْفَ أرى لي قصْد وجهي إليكُمُ
إذا كان في كفّ القضاءِ زمامي
وما هي إلاَّ غربة ٌ مُسْتمرة ٌ
أرى الشيخ فيها بعدَ سِنّ غلام
كأنَّ قَذالي بالقتير مُعَوَّضُ
قبيلة َ سامٍ من قبيلة حام
وماشيّبَ الإنسان مثلُ تغربٍ
يَمُرّ عليه اليومَ منه كَعَام
وهل رحتُ إلاّ طالباً بالنوى عُلى ً
كأني منها للنجومِ مُسامِ
وإني لسهمٌ في نفاذي وليتني
يهدّبُ بي دار الأحبة رامِ
أبا الحسن اسمعْ عذرة ً قد بعثتها
ـ فلا زلتَ في عزّ قرينَ دوام ـ
إذا لم تُطقْ عن أرض قومٍ ترحّلاً
فزرتك ما استوعبته بمقامِ
وأعربتَ عن نفسٍ إليّ مشوقة ٍ
كأنَّ كلاماً منك طيَ كلام
أتاني كتابٌ منك نَمّقْتَ خطّهُ
كما دبّجَ الروضَ انسجامٌ غمامِ
تناولتُهُ من كفّ مُهْدٍ كأنَّما
بردتُ بعذبِ الماء حرَّ أوامِ
مَشَى في ضميري بالسرور كما مشَى
صلاحٌ شفاءٍ في فساد سقام
كأنّ كتابي باليمين أخذته
وقيل ليَ: ادخلْ جنّة ً بسلام
فلا تحسبوني قدْ تَسَلّيتُ عنكم
بطيبِ سماعٍ أو بكأس مُدامِ
ولاضحكتْ سي، وهل ضحكتْ وما
وضعتُ على فَضّ الدموعِ ختامي(7/389)
متى كنتُ مختارا على الوَصْل فُرْقة ً
تُطيلُ إلى وِرْدِ اللقاءِ هيامي
ولا تحسبوني خائفاً قطعَ مهمة ٍ
يدومُ، وأخفافُ المطيّ دوام
تَنَفّسَ منه الحرُّ في حُرّ وجنتي
تَنَفُّسَ قَيْنٍ في صقيل حسام
ولا ساكناً في ليْلَة ٍ مُدْلَهِمَّة ٍ
سَرَى رَكبُها فيها اصطلاءَ ظلام
إذا ما رغا في الجوّ فحلُ سحابها
حَكى الثلجُ من شدقيه جَعْدَ لغام
ألمْ أركبِ النفسَ اشتياقاً إليكم
غواربَ مخضّر الغواربِ طام
ألم أكُ في الغرقى مشيراً براحتي
فلم أنْجُ إلا من لِقَاءِ حِمامي
ألم أفقد الشمسَ التي كان ضوءها
يُجلي عن الأجفان كلّ ظلامِ
طعمتُ بهذا كله في لقائكم
لِتَغْرَمَ نَفْسٌ أُتْلِفَتْ بغرام
بقيَة َ أحبابي الذين حَوَتْهُمُ
مضاجعُ لم يُضْجَعْ بها لمنام
أخذتُ ذمامي مِنْ زماني عليكم
فما كان إلا غادراً بذمامي
تفرّقتمُ في البين، في كلّ وُجهة ٍ
نثير جُمانٍ، في انقطاع نظامِ
فحزبٌ يكفّ الدهرُ عنه عزيمتي
وحزبٌ تردّ الرومُ عنه مرامي
سأُعْطِي بشيرا قال لي: قد تجمَّعوا
ثوابَ صلاتي طائعاً وصيامي
وأرقُبُ يَوْماً فيه بالوَصْلِ تَلتقي
سجامُ دموعٍ بيننا بسِجام
متى آتكم يُنْشَرْ لكمْ من ضريحه
دفينُ اغترابٍ لا دفينُ رغامِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
رقم القصيدة : 13484
-----------------------------------
خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
محاسنَ ما خلعنَ على الرسومِ
أخذتُ بمذهب الحكمي فيها
وكيفَ أميلُ عن غرض الحكيمِ
وما فضلُ الطلول على شَمُولٍ
تمجّ المسك في نفَس النسيمِ
يُجدَّدُ حبّها في كلّ قلبٍ
إذا صقلتهُ من صدأ الهمومِ
وكنتُ على قديم الدهر أصبو
إلى اللذّاتِ بالقصر القديم
تُردّ إذا ظمئت عليّ كأسي
كما رُدّ اللبان على الفطيم
وما استنطقتُ من طللٍ صموتٍ
كأنَّ له إشاراتِ الكليم
بل استنطقْتُ بالنّغماتِ عودا
تنبّهَ مُطرباً في حجْر ريمِ
وربّ منيمة ِ الندماءِ سُكراً(7/390)
نفيتُ بها المنامَ عن النديم
فقامَ ومُقْلَة ُ الإصباحِ فيها
بقية ُ إثمدِ الليلِ البهيم
كأنَّ الصبحَ معترضاً دجاهُ
خصيمٌ يستطيل على خصيمِ
كأن الشرق في هذا وهذا
مَصَفٌّ فيه زنجيّ ورومي
وليلٍ شُقّ فيه ضياءُ صبحٍ
كأدهمَ، في إغارته، لطيمِ
قطعنا تحت غيهبه عَراءً
بعارية ِ العظامِ من اللحوم
وداميَة ٍ مناسِمُها رَسَمْنَا
لها قطعَ المهامهِ بالرسيمِ
وَطُفْنَا في البلاد طوافَ قَوْمٍ
يريح نفوسَهمْ تَعَبُ الجسوم
وفي مغنى ابن عباد حلَلنا
وقد نِلنا المنى عند العَزيم
بحيثُ يَغُضّ أبصارا ملوكٌ
تُعظِّمُ هيبة َ الملك العظيم
تُنَظَّمُ في مراتبه المعالي
فتحسبها نجوماً للنجومِ
وتهمي من أناملِهِ العَطايا
فتحسبها غيوماً للغيوم
وتصدرُ عن ندى يده الأماني،
إذا وردته هيماً، غير هيمِ
إذا نسيَ الكرامُ أنابَ ذكرا
يسافرُ في فمِ الزمن المقيمِ
تناجيه فراسة ُ ناظريه
بما في مُضمرِ القلبِ الكتومِ
فيا ابنَ الصيد من لحمٍ، ولحمٌ
بدورُ مطالع الحسب الصميم
إذا جادوا فأنواءُ العطايا
وإن حلموا فأطوادُ الحلوم
وأحرَمَ في يمينك مَشْرَفيّ
أدَمْتَ ببذلِهِ صَوْنَ الحريم
ومُعْتركٍ تَلَقّى الفنشُ فيه
غريماً مهلكاً نفْسَ الغريمِ
تَسَتّرَ بالظلامِ وفرّ خوفاً
بروعٍ شقّ سامعتي ظليمِ
وذاقَ بيوسفٍ ذي البأس بؤساً
فمرّرَ عنده حلوَ النّعيم
وقد نهشتهُ حيّاتُ العوالي
سلو الليلَ السليمَ عن السليم
ثنى توحِيدُكَ التثليثَ منه
يَعَضّ على يَدَيْ فَزِعٍ كظيم
رآك وأنتَ مبتسمٌ كضارٍ
تثاءبَ عن نواجذه شتيمِ
غداة أتى بصلبانٍ أضلّتْ
علوجاً أبْرَمُوا كَيْدَ البريم
كأنّهم شياطينٌ ولكنْ
رميتَهُمْ بمحرقة ِ النجوم
علوجٌ قُمْصُ حَرْبهمُ حَدِيدٌ
يُعبِّرُ عنهمُ سهكُ النسيم
يقودهم لحينهم ظلومٌ
لأنفسهم، فويلٌ للظلوم
رعى نَبْتَ الوشيج بهمْ فمادوا
وتلك عواقبُ المرعى الوخيم
وأوردهمْ حياضاً في المواضي
بماءِ الموت ساقٍ من جموم
ولما أنْ أتاكَ بقومِ عادٍ(7/391)
أتيتَ بصرصرِ الريح العقيمِ
وقد ضرَّمتَ نارَ الحرب حتى
حَكَتْ زفراتُها قِطعَ الجحيم
وثارَ بركضِ شُزَّبِها قتامٌ
خلعنَ به الصريمَ على الصريمِ
فثوبُ الجوّ مغبرّ الحواشي
ووجهُ الأرض محمرّ الأديمِ
وقد سَكِرَتْ صِعادُ الخطّ حتى
تأودّ كلّ لدنٍ مستقيمِ
وما شربتْ سوى خمر التراقي
ولا انتشقت سِوَى وَرْدِ الكلوم
فصلّ لربك المعبود وانحرْ
قروماً منهمُ بعدَ القروم
وَعَيّدْ بالهدى وأعِدْ عليهمْ
عذابَ الحرب بالألم الأليم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
رقم القصيدة : 13485
-----------------------------------
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا
أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ
أم على الكافور بالمسك خُتِم
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى
حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ
غُرّة ُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ
أمِراة ٌ أم غديرٌ دائمٌ
مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما
رفعتْ عنه يداً حتى انفصم
كلّ ذا يدعو إلى مشمولة ٍ
فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ
فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ
واشكلِ الأوتار عن نغمتها
لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا
سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى
نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ
خالفتْ أفعالها أعمارها
فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها
لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا
ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها
تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها
غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها
من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا
جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا(7/392)
ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ
بُدىء َ المجدُ به ثمّ خُتِم
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ
وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم
يتركُ النقمة َ في جانبهِ
وإذا عاقبَ في الله انتقمْ
وإذا قال: نعم، وهي له
عادة ٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ
كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا
وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ
تنتحي السادات عزّاً فإذا
قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ
منه في تسليمها أمْ مستلمْ
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى
شَفَة ٍ يمشي إليه لا قدم
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا
مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم
كلما أوطأ حرباً سبكاً
حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ
وإذا حاول في طعن الكُلى
صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم
يطأُ الهامَ التي فلقها
بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا
ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ
فضياءُ الشهب في قسطلهِ
ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ
من قناها ساكناتٍ في أجَم
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا
مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم
يستظلّون بأوراق الظبا
وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم
وعروسٍ لك قد أهديْتُها
تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا
حاولوا تحصيلها فهيَ حكم
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ
أممٌ في المدح منْ بعد أممْ
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا
أبداً بُنيانهُ لا ينهدم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خليفة ُ الملك ترى عنده
خليفة ُ الملك ترى عنده
رقم القصيدة : 13486
-----------------------------------
خليفة ُ الملك ترى عنده
خليفة َ الشمس تجلّي الظُّلَمْ
ذابلة ٌ، في الصُّفْرِ مركوزة ٌ
لها من النَّار سِنانٌ خذِم
تبدي من الشمع قراً مدمجاً
لولا نُخاعُ القُطْنِ لم يَسْتَقمْ
فجسمها من ذهبٍ جامدٍ
يُذِيبُهُ روحٌ له مُضْطَرِم
تَقْطفُ من هامتها فَضْلَة ً
قطفكَ بالمقراض رأسَ القلمْ(7/393)
فنورُها من ذاك مُسْتأنَفٌ
كأنَّهُ الصحّة ُ بعْدَ السّقم
يأكلُها وهيَ غذاءٌ له،
منها لسانٌ وهوَ في غير فمْ
كأنّها راقصة ٌ بيننا
لم تنتقلْ في الرَّقْص منها قدم
قائمة ٌ في مَلَبسٍ أصْفَرٍ
قد حرّكتْ منه لنا فَرْدَ كُمْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
رقم القصيدة : 13487
-----------------------------------
عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
فتبردَ حرّاً من صبابة ِ هائمْ
ربوعٌ ربعتُ اللهو والكاس والصِّبا
بها مُكْرَماً بالوصْلِ عند الكرائم
لياليَ تعذيبي من الوجد مقلقي
ورشفي اللمى من عذبة الرِّيق غارمي
وقد كان في مَحْلِ الهوى وانتجاعِهِ
مُنَدّاي في وَرْد الخدود النّواعم
فيا ريحُ إنَّ الرّوحَ فيكِ فعلّلي
به ساهراً، وقفاً على ذِكرِ نائمْ
تطيّبتِ بالأرضِ التي طابَ تُربها
ومجّ نداها الندَّ في أنف لاثمْ
وأذكرْتِني عَصْرَ الصبا فكأنَّما
تَحدّثُ منه العين عن طيف حالمْ
أعيدي حديثاً عنده مَوْردٌ، لنا
وُقوعٌ عليه، بالقلوب الحوائم
وهاتي جهامَ السُّحبِ أملؤها حياً
بدمعي لسقيا أرْبُعي ومعالمي
سرتْ موهناً تمشي على الماء بالهوى
وبِالمسكِ من أنفاسِها في النّمائمْ
وليس حديثُ الريح إلا تبسّماً
يفتّ حصاة َ القلب بين الحيازم
وكم من بِلى صبرٍ تهبّ به أسى ً
وتجدِيدِ شوقٍ من هوًى متقادم
وأسطارِ حزن يملأ الخدَّ خطُّها
جراحاً، بأقلام الدموع السواجم
فمَنْ لغريبٍ مذْهبٍ شَطْرَ عُمْرِهِ
طِلابُ المعالي وارتكابُ العزائم
ذوى عُودُهُ وانحطّ في العمرِ إذا رَقَى
إلى سنِّ مَنْ أفنى ثلاثَ عمائم
لقد صرمتْ حبلي ظباء الصرائم
وجازَتْ مَوَدّات الهوى بالسخائم
وأعرضَ عن ذكري الحسان وطالما
نقشنَ كلامي في فصوصِ الخواتم
مغيرا، فتغدو غُرّها من غنائمي
كأنِّيَ لم أُشْغَفْ بِزَهْرِ بَرَاقِعٍ
يقصّرُ عن ريّاهُ زَهْرُ الكمائم(7/394)
ترى نرجس الأجفان منه كلاثمٍ
يشير إلى ما في أقاحِ المباسمِ
لياليَ يشدوني على كأسِ قهوة ٍ
قيانُ العذارى أو قيانُ الحمائم
وصفراء في جسم الزجاج تميّعتْ
تألقَ برقٍ في الغمام لشائم
ترى الشمسَ منها وَسْطَ هالة ِ أنْجُمٍ
ولا فلكٌ إلاَّ بَنَانُ المُنَادم
وكم غادة ٍ زارَتْ على خوفِ رِقْبَة ٍ
ولم يثنِها عن زورتي لومُ لائم
فباتَ يشبّ النارَ في القلب حُبُّها
على أنها كالماء في فم صائم
وبيدٍ تَرَى ذاتَ السنابك في السّرَى
مسلِّمَة ً فيها لذات المناسم
بها من قبيلِ الإنس جنّانُ مَهْمَة ٍ
صعاليكُ إلا من قنا وصوارم
وكلِّ أضاة ٍ لا مغاصَ للهذمٍ
إذا طَلَعَتْ زُهْرُ النجوم العوائم
وكلّ عُقابٍ جانحٍ بقوادمٍ
مُعقٍ بطرف، سابحٍ بقوائم
كأنّ الرياحَ الهوجَ راضوا شدادها
أما ركبوها وهي لِينُ الشكائم
إذا ما انتضوا للحرب ما في غمودهم
رعوا بوجيع الضرب ما في العمائم
وتعجبُ منهم من فصاحة ألسنٍ
وما صَحبوا في القفرِ غيرَ البهائم
وخضرٍ خلاياهُنّ تجري كما ارتَمَتْ
بقاعِ سرابٍ مُجْفَلاتُ النّعائم
كأنّ جبالاً بالعواصف فوقها
مُسَيَّرَة ٌ من موجها المتلاطم
كأنَّ مغاصَ الدّرّ في قعرها بَدَتْ
فرائدهُ أو منثراً للدراهم
كأنّ على الأفلاك مسبحَ فلكها
إذا طلعتْ زُهرُ النجوك العوائم
إلى ابنِ تميم أسْنَدَتْ كلّ مَنْكِبٍ
إلى منكبِ الجوزاءِ غيرَ مزاحم
وجدنا جميع الأرض في أرضِ حمّة ٍ
وفي قَصْدِنا يحيى جميعَ المكارم
همامٌ صريحُ العزم سلّ سيوفَهُ
فذبّتْ ضراباً عن جذور المحارم
بأروعَ عن ثغرِ الرئاسة ِ باسم
تحلّ بنو الآمالِ منه بساحة ٍ
بها يَقِفُ الجبُّارُ وِقْفَة َ واجم
وتمشي بذي الإكبار جَبْهَة ُ ساجدٍ
إليهو فوق التراب أو فم لاثم
حمى مُلكهُ يحيى ولولاه ما احتمى
وهل يحتمي غيلٌ بغير ضبارِم
وحَكّمَ في الجودِ العُفاة َ، وهكذا
يُحَكّمُ أطرافَ الظّبا في الجماجم
تشيمُ به صبحاً من العدل مُشْرِقاً
إذا كنتَ في ليلٍ من الجور فاحم(7/395)
ويجري لك المعروفُ من كفّ واهبٍ
إذا جَمَدَ المعروفُ من كفّ حارم
إذا رحلته همة ٌ أدْرَكَ العُلَى
وحطّ رحالَ العزّ فوقَ النعائم
ولا عَجَبٌ أن عَلّمَ الجودَ باخلاً:
يَضِلّ أخو جَهْلٍ، ويُهدى بعالم
يسوسُ الوَرَى من بين بَرٍّ وفاجرٍ
بلطفِ صفوحٍ منه، أو عفوِ ناقم
وتطوي سراياه السّرى وهبانهُ
فأيّ انتباهٍ للعيونِ النّوائم
ومن يُمض أمرَ المُلك بالبأس والندى
يَجُزْ حُكْمُهُ في الأرض طيبة حاتم
فما راحة ٌ ولا راحة ٌ للندى بها
ومالٌ عليه البذلُ ضَرْبَة َ لازم
له في مَكَرِّ قَسْوَة ُ قاهِرٍ
وعند مَجَرّ الذيل رأفَة ُ راحم
وَعِفّة ُ سيفٍ، ليس يبْرُقُ بالرّدى
إذا سلّهُ، إلاّ على رأس ظالم
يفضّ ختامَ الهامِ قطفاً عن الطلى
بيسرى إذ اليمنى قبيعة ُ صارم
نَمَتْهُ من الأملاكِ صيدٌ تَقَدّمَتْ
لهم قَدَمُ الإعظام عِند الأعاظم
بهاليلُ من حيٍّ لَقاحٍ سَمَوْا على
أعاربَ من أهلِ العُلى وأعاجم
مجالِسُهُمْ في الحرب والسلم لم تَزَلْ
دسوتَ المعالي أو سرُوجَ الصلادم
بنو الحرب تُخشى صولة ُ البأس منهم
وحربُ القنا في نافذات اللهاذم
لهم كلّ مولودٍ على فطرة ِ الوغى
تُرَاعُ به شبلاً أُسودُ الملاحم
وتحسبُهُ سيفاً على عاتِقِ العلى
ولا حلية ٌ إلا منوطُ التمائم
ولم يدرِ من قبلُ السيوفَ وإنّما
حكى القينُ فيها ما لهم من عزائم
فيا جاعلاً من عَفْوِهِ وانتقامِهِ
جنى النحل طعميه وسمْ الأراقم
لأذكيتَ نارَ العِزّ وهي التي بها
وَضَعْتَ سماتِ الذلّ فوْقَ المَخاطم
سيوفك أبقتْ في الأعادي أبدْتَهُمْ
مآتمَ أحزانٍ بغير مآثم
كأنَّ حروفَ اللينِ كانتْ رؤوسَهُمْ
فلاقَيْنِ حَذْفاً من وقوع الجوازم
وجيشك هنديّ الخوافي، بِهَزّهِ
جناحيْ عُقَابٍ، سمهريُّ القوادم
وزرق ذبابٍ في الثعالب أجدبتْ
وما انتجعتْ إلاّ نجيعَ الضراغم
فيا دولة ً قعساءَ درتْ فأرضعتْ
ثُديَ المنايا أو ثُديّ المكارم
حَلُمَتْ فما تُثْني على حلم أحنفٍ
وجدتَ فما تُصغي إلى جود حاتم(7/396)
فهنّئْتَ عيدا يقتضي كلّ عودة ٍ
إليكَ، بعزٍّ ثابتِ الملكِ دائم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
رقم القصيدة : 13488
-----------------------------------
أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أم أياة ُ الشمس في كأس النديم
فتلقّ الرَّوحَ من ريحانة ٍ
حَيّتِ الشَّربَ بها راحة ُ ريم
عُصرتْ والدهرُ يومٌ مفردٌ
كقسيمٍ لم تجزهُ بقسيم
جُنِيَتْ أعْنابُها مِنْ جَنَّة ٍ
نُقلتْ منها إلى حرّ الجحيم
فلبُوسُ النارِ فيها سكة ٌ
حَكمتْ للشَّربِ منها بالنعيم
كفَّ حكمُ الماءِ منها سورة ً
تُسكرُ الصاحيَ منها بالشّميم
وكأنَّ الكأسَ تاجٌ كُلّلَتْ
جنباتٌ منه بالدّرّ النظيم
وقواريرُ حبابٍ سبحتْ
من سُلافِ الكرم في ماءٍ كريم
فَهِيَ الدّرْياقُ مِنْ سَمّ الأسى
حيثُ لا يشفيكَ درياق الحكيم
أقْبِلَتْ تَسعَى بها خُمْصَانَة ٌ
عمّ منها حُسنها خلقاً عميم
كلما قامت تثنى خلعَتْ
ميلَ التيه على خوطٍ قويم
سِحرُ هاروتٍ وماروتٍ بها
في فُتُورِ اللحظِ واللفظِ الرّخيم
تودعُ الكفّ شهاباً محرقاً
كلّ شيطانٍ من الهمّ رجيم
في ظلام بَرَقَ الصبحُ له
فتولّى عنه إجفالَ الظليم
وحَكَتْ جَوْزاؤهُ ساقِيَة ً
بنطاقٍ شُدّ في خَصْرِ هضيم
وكأنَّ الشّهْبَ كاساتٌ لها
شاربٌ في الغرب للشّرْبِ مديم
وكأنَّ الصبحَ كفّ أُخْرِجَتْ
لك من جَيْبِ ابنِ عمرانَ الكليم
وكأنَّ الشرقَ فيه رافعٌ
حُجباً عن وجه يحيى بن تميم
مَلكٌ في الملك يبدي فَخرهُ
جَوْهَرا في حَسَب المجدِ الصّمِيم
ذائدٌ بالسيف عن دينِ الهدى
سالكٌ فيه سراطاً مستقيم
أحلَمُ الأملاكِ عن ذي زَلّة ِ
سَبَقَ، السَيفَ له عَذْلُ الحليم
وسليمُ العرضِ تلقى مالهُ
أبداً من بذلهِ غيرَ سليم
ذو إباءٍ من عذاه ناقمٌ
ورؤوفٌ برعاياه رحيمْ
من أزاح الفقر إذ أسدى الغنى
وأباحَ الوفرَ إذ صانَ الحريم
من له طيبُ ثناءٍ أرِجٌ
راحلٌ في مِقْولِ الدّهْرِ مقيم(7/397)
مَنْ له القِدحُ المُعَلّى في العلى
فائزٌ في الملكِ بالحظّ العظيم
مُنْعِمٌ، نبتُ مغانيه الغنى
أفلا يعدم فيهنّ العديم
لم تزلْ تُرضِعُ أخلافَ الندى
يدهُ العافين مذْ كان فطيم
ماءُ نعماهُ نميرٌ لا صَرى ً
ومُنَدّاهُ خصيبٌ لا وخيم
لا جمودُ القَطْرِ في المحل ولا
خُلّبُ البرق بِعَيْنِيْ مَنْ يَشيم
كم له من حجة ٍ بالغة ٍ
في لسانِ السيفِ تودي بالخصيم
يَعْمُرُ الحرْبَ بجيشٍ أرضُهُ
من دمِ الأعداءِ حمراءُ الأديم
روحهُ، فالذِّمْرِ للذِّمرِ غريم
وكأنَّ الشمسَ من قَسْطَلِهِ
فوقهُ تنظرُ من طرفٍ سقيم
دُقّ فيه السّمْرَ طعناً وَثَنى
ورقَ الفولاذِ بالضرب هشيم
كيفَ لا يُفنى عِداهُ في الوغى
ملكٌ يغدو له الموتُ خديم
كم فلاة ٍ دونه يدفعها
سُنْبُكُ العدو إلى خفّ الرسيم
لابن آوى وَسْطَها وَعْوَعَة ٌ
تُوحِشُ الإنسَ، وللبومِ نئيم
وعظيم الهولِ لولا آية ٌ
لم يكُنْ راكبُهُ إلاَّ أثيم
لم تزل عيني أو أذني به
تُؤذنُ القلب بخوفٍ لا ينيمْ
قد جمعتُ العزمَ ما بينهما
بالسّرَى والنجم بالليل البهيم
ووردتُ النِّيلَ من نَيْلِ يدٍ
تَرْتَوي الآمالُ منها وهي هيم
يا أبا الطاهر جَدَّدْتَ على
ثني أزمانِ العلى المُلْكَ القديم
لستَ كالبحرِ فمِلْحٌ ماؤهُ
لا ولا كالليثِ، فالليثُ شتيم
بل حباكَ الله بأساً وندى ً
خُلُقاً منك على أكْرم خِيمْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
رقم القصيدة : 13489
-----------------------------------
رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
فحلّلَ من وصلِ سلمى حراما
تَحَمَّلَ منها بريّا العبير
ومنْ أرضها بأريج الخزامى
تَعَرّضُهُ سُورُ قَصْرٍ فَطارَ
وَساوَرَهُ مَوْجُ بَحْرٍ فعاما
مَشَى بالتواصلِ بَيْنَ الجفُونِ
وَدَاوَى السليمَ، وأهدى السلاما
وَمَثّلَ للصّبّ في نومِهِ
ضجيعاً، إذا أرّقَ الصَبَّ ناما
ومن صُوَرِ الفكر محبوبة ً(7/398)
يعودُ عليلاً بها مستهاما
لها عَنَمٌ في غُصُونِ البنان
يَعُلّ ندى أُقحوانٍ بشاما
ترى نضرة َ الحُسنِ في خدّها
تَمَيّعُ ماءً وتُذّكَى ضِراماً
ترنّحُ بالبدرِ غُصناً رطيباً
وترتجّ في السير دِعصاً ركاما
فأمسيتُ منها بماءِ اللمى
أروّي أواماً، وأشفي سقاما
حلا لي وأسكرني ريقها
فهل خامرَ الأري منهُ المداما
تلاقتْ صواعدُ أنفاسها
فمازجَ منها السلوُّ الغراما
ولا عَجَبٌّ أنَّ ضَمَّاتنا
جَبَرْنَ القلوبَ وَهِضْنَ العظاما
بأرضٍ دحاها الكرى بيننا
ننالُ الأمانيّ فيها احتكاما
فلا بَسَطَ الصبحُ فيها الضّياءَ
ولا قَبَضَ الليلُ عنها الظلاما
فلو عاينَ الأمرَ حلَّ الجوادَ
وشدّ الحزامَ وسلّ الحساما
وأقبلَ بالريحِ نحوَ السحابِ
يظنّ سنا البرق منها ابتساما
ولما أتانا من الإنتباهِ
دخلنا له بالوصال المناما
جعلنا تزاوُرَنا في الكرَى
فما نَتّقِي من مَلومٍ مَلاما
ومرّتْ لطائفُ أرواحنا
بلغوِ الهوى حيثُ مرَتْ كراما
وطامٍ كجيشِ الوغى لا تخوضُ
به غمرة ُ الموتِ إلاَّ اقتحاما
تُباري عليه الدَّبورُ الصَّبا،
مُنَاقَضَة ً، والشمالُ النعامى
إذا ما ارتمى فيه قَرْمُ الرّدى
ركبنا له وهو يرغُو سناما
وردنا فُراتاً يُنيلُ الحياة
ومن كفّ يحيى انتجعنا الغماما
لدى ملكٍ جادَ بالمكرمات
تلاقيه في كلّ فَضْلٍ إماما
أشمُّ قديمُ تراثِ العُلى
يُراجِح بالحلم منه شَماما
إذا قرّ في دستهِ جالساً
رأيتَ الملوكَ لديه قياما
بنادٍ ترى فيه سمتَ الوقارِ
يزينُ عظيماً أبيّاً هُماما
يقلل في الجفن عن اللحاظَ
ويبعث بالوزن فيه الكلاما
تعلّمَ عِفّتهُ سيفهُ
فليس يُريقُ نجيعاً حراما
وما زالَ دينُ الهدى في الخطوبِ
يشدّ عليه يديه اعتصاما
ولا عَجَبٌ أنَّ صَرْفَ الزّمان
تُصرفُ يُسراهُ منه زماما
أما مَهّدَ الملكَ يحيى ، أما
أراكَ لكلّ اعوجاج قواما
أما نشأتْ منه سُحبُ النّدى
سواكبَ تهمي، وكانت جهاما؟
أما ذِكْرُهُ ذِكْرُ من يُتّقى
يداً، ويكون كلامٌ كِلاما؟(7/399)
يبيد العدا بِلُهامٍ يريك
رداءً على منكبيه القتاما
بعزمٍ يُجرّدُ منه السيوفَ
ورأيٍ يفوّقُ منه السهاما
يعدّ من الصِّيد آبائهِ
كُفاة ً حُفاة ً وغُرّاً كراما
مجالسُهُمْ في الحروبِ السروجُ
إذا قعدَ الموتُ فيها وقاما
تُحمّرُ حِميَرُ ارضَ الوغى
وَتَفْلُقُ بالبِيضِ بَيْضاً وهاما
تَكَهّلَ مُكُهُمُ والزمان
يُصَرَّفُ بين يديه غلاما
وجيشٍ يجيش بأبطاله
كما ماجَ موجُ العباب التطاما
بنقعٍ يُريكَ نجومَ السماء
إذا الجوّ منه على الشمسِ غاما
إذا همّ بالفتكِ فيه الشجاعُ
وحامَ على نفسه الموتُ خاما
غدا ابن تميم به قسوراً
وقد لبِسَ البدْرُ منه التماما
فيا مَنْ تسامى بهمّاتِهِ
فنالَ بها للثريَّا مَصَاما
ملأتَ الزمانَ على وُسعِهِ
أناة ً وبطشاً، فراضاً الأناما
وحلماً مفيدا، وروعاً مبيدا،
وعيشاً هنيئاً، وموتاً زؤاما
وقُضباً بضربِ الطّلى مقطرات
وَقُبّاً على الهامِ تعدو هياما
جعلتَ لكلّ مقالٍ فعالاً
ولم تَحْتَقِبْ في صنيعٍ أثاما
ليهنك عودة ُ عيدٍ مشى
إليك على جَمْرَة ِ الشوقِ عاما
وأوْدَعَ في كلّ لحظٍ رنا
إليك، وفي كلّ لفظٍ سلاما
وحجّ بربعك بيتَ العلى
وطافَ به لا يملّ الزحاما
ومن لَثْمِ يمناك، لولا النّدى
رأى حجرَ الركن يُغشى استلاما
حميتَ حمى المُلكِ بالمرهفاتِ
وَدُمْتَ له في المعالي دواما
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
رقم القصيدة : 13490
-----------------------------------
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها
عصرُ الشبابِ لما أفضى إلى الهرمِ
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفهِ
على مُرادك منه غيرَ مُتّهم
فما هممتَ بأمرٍ أو اشرتَ به
إلاَّ وقامتْ له الدنيا على قدم
إنَّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها
قد اتَّقى منك حدّ السيفِ بالقلم
وخافَ قَدْحَ زناد أمره عجب(7/400)
يرميه في الماءِ ذي التيار بالضرمِ
ورامَ حقنَ دماءِ الرّومِ معتمداً
على وفاءِ وفيّ منك بالذمم
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ
مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقم
وأقبلتْ مع رسلٍ منه مألكة ٌ
تأسو كلومك في الأعلاج بالكلم
رآك بالقلب لا بالعين من جزَعٍ
في دَسْتِ مُلْكٍ عليه هَيْبَة ُ العِظَمِ
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنيا مُوَاصِلُهُ
كأنما عرفُهُ مسكٌ بكلّ فم
مشى إليك بتدريج على شفة ٍ
من لثم أرضِ عظيم الملك ذي همم
مقدِّماً كلّ عالقٍ من هديّته
كروضة ٍ فوّفتها راحة ُ الدّيم
في زاخرٍ من بحورِ الروم، عادتُهُ
ألا يزال مشوباً منهمُ بدم
لولا النواتي وأثقالٌ لها، حُمِلَتْ
من البطاريق، إجلالاً، على القمم
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها
دُهمٌ بأرجلها تغنى عن اللجم
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ
جرين في زاخرٍ بالموتِ ملتطم
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسة ً
فيه، تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَم
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريك بها
مشيَ العقارب في ألوانها السخم
من كلّ مدَّرعٍ بالحزم ذي جَلَدٍ
لا يشتكي في أليم الضرب من ألم
وما رأيتُ أسوداً قبلهم فتَحَتْ
مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُم
سُدتم وجدتم فأوطان النجوم لكم
مراتبٌ من علّو القدر والهمم
وأرضُ بُنصُرَ قد أهدى غرائبها
لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدم
قل للعفاة أديموا قصد ساحته
إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينم
لولا مكارمُ يحيى والحياة ُ بها
مارُدّ روحُ الغنىف ميّتِ العدم
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده
فمسقَطُ القطر منه منبتُ النعم
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها
ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهم
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها
خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ
من المفاخر عنه ألسنُ الأمم
هديتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرمٍ
بما تجاوزَ قدرَ النار والعلم
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به
والجودُ والبأس مولودان في الشيم
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى(7/401)
لسانهُ في كريمِ المدحِ عن هرم
فاشرب خبيئة َ دنْ أظهرتْ حبباً
للثم منه ...........ثغر مبتسم
لها تألقُ برقٍ، كيف قيّدهُ
في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَم
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها
صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصمم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
رقم القصيدة : 13491
-----------------------------------
قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
حجاهُ كهلٌ وهواهُ غُلامْ
لعلّهُ صَادَ، ولم يعلموا،
رئماً، حلالٌ صيدهُ لا حرام
أو زاره طيفٌ خفيّ الهوى
يَطْرُقُهُ في الوهم لا في المنام
كأنّ تمثال سليمى اجتلى
عليه منها خَفرا واحتشام
وربّما هاجَ اشتياق الفتى
تألّقُ البرقِ وسجعُ الحمام
أو نفحة ٌ تعبقُ من روضة ٍ
تُحيي من الصبّ رَميمَ العظام
غزالة ُ السرب التي جسمها
معانُ مسكٍ ما علاه ختام
لله ما صورَ في فكرتي
بردُ المنى منها وحرّ الغرام
تمشي، وسكر التيه في عطفها
يُميلُ منها باعتدال القوام
يا من رأى في غُصنٍ روضة
يسمعُ منها للأقاحي كلام
يخبرُ من فاز بتقبيلها
عن بَرَدٍ تنبعُ منه مُدام
أذكى من المندلِ في ناره
ما ساكتِ الدّرَّ به من بشام
كأن في فيها عبيراً إذا
تفجّرَ النورُ وغار الظلام
جسمُ لجينٍ ناعمٌ لَمْسُهُ
لصفرة ِ العسجد فيه اتّهام
قد حازها البعدُ فَمِن دونها
ركوبُ طامٍ موجهُ ذو سنام
تسافرُ الأرواحُ ما بيننا
والسرّ فيما بيننا ذو اكتتام
كأنما تحملُ أنفاسها
لطائماً ضُمّنّ مسكَ السّلام
وهي من العفة لم تَدْرِ مَنْ
جُنّ بها دونَ الغواني وهام
فتّاكة ٌ باللّحْظِ وارحمتا
منها لقلبِ الدّنِفِ المستهام
كأنما علّمَهُ فتْكَهُ
سيفُ عليّ يومَ تفليقِ هام
مُمَلَّكٌ في ملك آبائه
أيُّ كريمٍ أنجبته كرام
ذو ميبة ٍ تَحْسَبُ في دَسْتِهِ
قَسْوَرَة َ الغيلِ وَبَدْرَ التمام
مترجمٌ عنه لسانُ العُلى
فيما عَنَاهُ أو لسانُ الحسام
وكلّ جبّارٍ أتى أرضهُ(7/402)
مقبل بالرغمِ منه الرّغام
يُقَدِمُ ما بين العوالي إذا
ما نكلَ المقدامُ عنه وخام
يملأ جنب القرنِ من طعنة ٍ
نجلاءَ يرغو شِدقُها وهو دام
مؤيَّدٌ بالله ذو عِصمة ٍ
للدين تأييدٌ به واعتصام
أسنَّة ُ الأعداءِ في حربه
أطعنُ منها إبرٌ في ثمام
ذا كعبة ُ الجودِ الذي كفُّهُ
ركنٌ، لنا لثمٌ به واستلام
لا تحسبوها حجراً إنّها
من ساكبِ المعروف أختُ الغمام
يَمُدّهُ المَدْحُ لِبذلِ النّدى
كمدّهِ المرهفَ يوم اقتحام
وتقبض الحرمانَ منه يدٌ
تَبْسُطُ للوفدِ العطايا الجسام
للبحر بالريح عُبابٌ كذا
جدواه إن أسمِعَ فيها الملام
إن سابقَ القُرّحَ أبْصَرْتهُ
أمامها سَبْقاً يثيرُ القتام
إنَّ الأنابيب لمأمومة ٌ
في الرمح، واللهذمُ فيها إمام
لا يغتررْ بالعفو من سلمه
أعداؤه، فالحربُ دار انْتقام
أخافُ، والموتُ بهم واقعٌ،
أنْ يُفطرَ الصمصامُ بعد الصيام
يُمْلِي لمن يُغْرَى به نقمَة ً:
بالبطءِ في النزعِ نفوذِ السهام
إذا نحيّرنا فقولوا لنا:
أكان رضوى حِلمُهُ أم شَمام
لو رَكَنَ الباغي إلى عزِّهِ
ما قعدَ الذلّ عليه وقام
منفردٌ بالبأس في نفسه
سكونُهُ فيه حَرَاكّ اعتزام
كأنَّه جيشٌ لهامٌ حدا
من أُسُدِ الأبطال جيشاً لهام
أثوابهمْ فيه وتيجانُهُمْ
قُمصُ الأفاعي وتريكُ النعام
من كلّ فتّاكٍ بأقرانه
له حياة ٌ تَغْتَذي بالحِمام
فَصَيْحَة ُ الرّوْعِ وطعمُ الرّدى
لديه كالشّدو على شربِ جام
إنّ ابن يحيى من وكوف الحيا
في زمنِ المحل ليهمي انسجام
فمن حياءٍ لا تَرى وَجْهَهُ
إلا وللغيم عليه لثام
لئن تزاحمنا بساحاته
"فالمَوْردُ العذبُ كثير الزحام"
نطولُ من ساعات أفراحِهِ
بالسّعْدِ ما يقصرُ عنه الأنام
أقسمتُ ما بهجة أيّامه
في عَبْسَة ِ الأيام إلا ابتسام
يا منْ إذا مالَ زمانٌ بنا
عن حكمنا قوّمه فاستقام
لك المذاكي والمواضي التي
تَمَيّعَ الماءُ بها في الضرام
من كلّ يعبوبٍ كريح الصَّبا
يطير جرياً ما أراد اللجام
وكلّ ماضي الحدّ في جفنه(7/403)
عينُ الردى ساهرة ٌ لا تنام
انصفتَ همّاتِكَ، أعْظِمْ بها
لم يُنْصِفِ الهمّاتِ مثلُ الهمام
قابلكَ العامُ الذي تشتهي
فابقَ لنا من بعدهِ ألفَ عام
إنَّ المنى في سلكه نُظّمَتْ
وإنّه أوّلُ درِّ النظام
فقارنِ السعدَ على أفقهِ
وأنْتَ في العمرِ فرينُ الدوام
موشحٌ شبليك في عزّة ٍ
قعساءَ مرماها بعيدُ المرام
والجودُ في يمناك منه حيا
واليُمْنُ في يُسْراكَ منه زمام
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
رقم القصيدة : 13492
-----------------------------------
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
ويستقلّ برضوى همَّكَ الجَمَمُ
لو شئتَ أغناكَ جدّ عن محجَّلة ٍ
شعارُ فرسانها الإقدام والقحمُ
تحطَّمُ السمرَ في الأبطال إن طَعَنَتْ
وساقَها للمنايا سائقٌ حُطمُ
لكنّ عزمك عن حزم يثُور به:
بالقَدْحِ يَظْهَرُ ما في الزندِ ينْكتِم
وليس يدرك نفساً منك صابرة ً
فيما يسوم العدا منه الرّدى سأم
وإن أرضكَ لو ألقى تعزّزها
منها رغاما على أرض العدا رغمُوا
هذا الأجمّ رَمَتْهُ حَمَّة ٌ بشبا
عزمٍ أباحَ حِماهُ فهو مُهتضَمُ
ووجهتْ نحوه بالنصرِ جيشَ وغى
ببحره ظلّ وجهُ الأرض يلتطم
طِرفٌ جموحٌ على الرُّواض من قِدَمٍ
فلا الشكائمُ راضتهُ ولا الخُزُم
أضحتْ سيوفك في تجريدها عوضاً
عليه، من حكماتٍ فيه تحتكمُ
أجدتَ بالقهر عن علمٍ رياضتهُ
ففعلهُ ما تُريكَ الكفُّ والقدم
أحلّ منك ركوباً ذلُّ شِرّتِهِ
وكلُّ مَلْكٍ عليه ظهرُهُ حَرَم
حصنٌ بَنَتهُ لِصَونِ الملك كاهنة ٌ
وأُفْرِغَتْ فيه من تدبيرها الحِكَمُ
على الحُصون مُطِلّ في مهابته
تلك البغاثُ وهذا الأجدل القرم
كأنَّهُ من بروجِ الجوّ منفرِدٌ
فنظرة ٌ منه فوق الأرض تغتَنَمُ
وأعينُ الخلقِ منه كلمت نظرتْ
على العجائب بالألحاظ تزدحمُ
كالأبلقِ الفردِ لم يَركنْ إلى طمعٍ،
لفتحه قبلها، عُربٌ ولا عجمُ(7/404)
أو ماردٍ في غرامٍ من تمرّدهِ
بمثلِهِ العُصْمُ في الأطواد تعتصم
يشمّ زَهْرَ الدراري الزُّهرِ من كَثَبٍ
بين البروج بعرنينٍ له شمم
وهو الأجمَّ، ولكن لو يُناطِحُهُ
طودٌ، لنكّبَ عنه، وهو منثلم
كانت مغانية في صَدْرِ الزمان لكمْ
وللأسود الضواري ترجعُ الأجم
زَارَتْ روادة فيه كلُّ داهية ٍ
بمثلها من عُداة ِ الحقّ تنتقم
ذاقوا به كلّ ضيقٍ لا انفساحَ له
تصافنوا فيه طرقَ الماء واقتسموا
جهّزتَ حزماً إليهم كلَّ ذي لجبٍ
تُحمّ بالضرب هنديّاتُهُ الخذم
عَرَمْرَمٌ مُقْدم الفرسانِ تَحْسَبُهُ
سَيْلاً يُحَدثُ عمَّا فَجّرَ العَرِم
تعلو الأسودُ رياحاً يطّردنَ به
تنهى وتؤمر في أفواهها اللجم
والحربُ تحرق حوليه نواجذها
ناشتهُ بالعضّ حتى كاد يُلتهم
من كلّ ماضي شبا الكفّينِ قسورة ٍ
بالعيشِ في لهواتِ الموت يقتحم
ما جاء في درعه يعدو بحدّته
إلا وأشْبَهَ منه لبدة ً غمم
ولا مجانيقَ إلا ضُمرٌ جُعلتْ
صخورها حولها الأبطال والبهم
ترمي قلوبهم بالرعب رؤيتها
كما يروعُ نياماً بالردى الحلم
كأنَّما الحصنُ من خوفٍ أحَاطَ بهم
عليهم، وهو المبنيّ، مُنْهَدِم
ومعلماتِ طَلُوعِ النّبْعِ حيثُ لها
في نَزْعِهِنّ بألحانِ الردى نَغَم
كأنما تسمُ الأعداءَ أسهمها
من الردى بسماتٍ، ويحَ من تَسم
تطيرُ بالرّيش والفولاذ واردة ً
من النحور حياضاً ماؤهنّ دم
فإن خَشوا غَرَقاً عُنْوانُهُ بَلَلٌ
هلاّ خشوا را جمات حَشْوُها ديم
من كل عارض نبلٍ غير منقشعٍ
في القطر منه شرارُ الموت يضطرم
حتى إذا أصبحوا جرْحى وقد طمعتْ
في أكلِ قتلاهمُ العقبانُ والرخمُ
نادَوْا بعفوك عنهم فاستجابَ لهمْ
على إساءتِهم من فعلكَ الكرم
أفضْتَ طولاً عليهم بالندى نِعَماً
من بعد ما واقعَتْهُمْ بالرّدى نقم
ولو تَمادَوْا على الرأي الذميمِ ولم
يُسلّموا لك أمرَ الحصن ما سلموا
إنّ الصوارم في فتح الحصون لها
ضربٌ به تُختَلى الأجياد والقمم
إنّ ابن يحيى عليّاً بدرُ مملكة ٍ(7/405)
لِصيدِ آبائهِ الإقدامُ والقدم
ساسَ الأمورَ فشِعبُ الكفرِ مفترقٌ
بالبأس منه، وشِعبُ الدينِ ملتئم
محاولٌ في كميّ الروع طعنته
نجلاء يشهق منها بالحمام فم
معظَّمُ الجود في الأمْلاكِ، لَذَّتُهُ
في بذل مالٍ لهم من بذله ألم
لا يتقّي العُدْمَ في وِرْدٍ ولاَ صَدرٍ
مَنْ صافحت كفَّه من كفّه ذِمَم
وليس يشكو حَرُورا لَذْعُهُ وَهَجٌ
مَنْ مَدّ ظلاًّ عليه باردا، عَلَم
وما وجدتُ عليلاً عنده أملي
فهو الكريمُ، على العلاَّتِ، لا هرم
قد أشْرَبَ الله في قلبي محبّتهُ
فشبّ في مدحه طبعي وبي هَرَم
يا واحدَ الجود والبأس الذي اتفقتْ
بلا اختلافٍ على تفضيله الأمم
زدْ زادك الله في صون الهدى نظراً
إنّ الصليب ليشقى منك والصنم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
رقم القصيدة : 13493
-----------------------------------
صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
مُفْطِرِ الكفّ بالعطايا الجسامِ
أطلعَ الله للصيام هلالاً
ولنا من علاكَ بدرَ تمامِ
وشفاكَ الإلهُ من كلِ داءٍ
صحّ منه الجلالُ بعد السقام
كان يومَ السرور منك ركوبٌ
أرحلَ الهمّ عن قلوب الأنامِ
إذ شكا من شَكاتِكَ الناسُ والبا
سُ وطعنُ القنا وضرب الحسام
ثم ضجّوا لما رَأوكَ صحيحاً
والعُلى منك ثَغْرُهُ ذو ابتسام
مرضٌ منك قبّلَ الكفّ شوقاً
ثمّ ولّى بخجلة ٍ واحتشام
حجبَ الغيمُ منه في الأفق بدراً
وانجلى عنه ضيائه بسلام
واقتضى الشهرُ من معاليك صنعاً
معْلياً منه همّة ً باهتمام:
قَطْعُ ضوءِ النهار صوماً وبرّا
ودجى الليل بالسُّرى والقيامِ
وسجودٌ من نور وجهكَ طوعاً
ما أطالَ السجودَ وجهُ الظلام
وخشوعٌ يعلوه منك وقارٌ
مُعْرِبٌ عن رَجَاحة ٍ من شَمام
طابَ بينَ الملوك ذكرُكَ كالمسْـ
ـكِ إذ فُضّ عنه طيبُ الختام
فهو ما بينهمْ به سَمَرُ الليْـ
ـل وشَدْوٌ على كؤوس المدام
فلك الله من كريم السجايا(7/406)
معرِقِ المجدِ في الملوكِ الكرام
ذِمرُ حربٍ، له اقتحامُ هزبرٍ،
وجوادٌ، له يمينُ غَمَام
بائنٌ الخطتين، نخشى ونرجو
رَيْثَ غَفْرٍ له، وبطشَ انتقام
قام الله ذو انتصارٍ لدينٍ
رامت الروم منه كلّ مرام
ورمى ثغرة َ العدوّ بسهمٍ
وثنى سَهْمَهُ عن الإسلام
باعتزامٍ ككوكبِ الجوّ يرْمي
منهمُ كلَّ مارِدٍ بضرام
وَبِحَرْبِية ٍ لها نِفْطُ حَرْبٍ
يحرقُ الماءَ تارة ً باضطرامِ
ترتمي في مُلوَنَّاتِ لُبُودٍ
كرياضٍ نَوّرْنَ فوق إكام
فهي تجلو عرائسَ الموت سودا
هوّلَتْ في عباب أخضرَ طامِ
يا لها من جحافلٍ زاحفاتٍ
بضواري الأسود في الآجام
وذبالٍ على القنا مُشعَلاتٍ
مطفئات الأرواح في الأجسام
وندى فاضَ من بنانِ كريمٍ
غيرِ مُصغٍ في بذلهِ للملامِ
ليس يُفني بيوتَ مال عليّ
طولُ إنفاقها بكرّ الدوام
كيف يُفني الشموس ما اقتبستهُ
من سنا نورها عيونُ الأنام
مَلكٌ قد علا مصامَ الثريّا
ليس فوق الثرى لهُ من مُسام
من ملوكٍ لهم سحائبُ أيدٍ
بالندى والردى هوامٍ دوامِ
إن دعاهُمْ مُثَوِّبُ المَوْتِ خاضوا
في حشا الحرب بالخميس اللهام
أو رماهمْ إقدامُهُمْ بكلومٍ
قَطَرَتْ منهم على الأقدام
وإذا جَرّدوا السيوفَ لِضَرْبٍ
وَلَغَتْ في الدماء، لا من أُوام
لَبِسَ البشرُ منهمُ قَسماتٍ
مائعٌ فوقهنّ ماءُ القَسَام
يا ابن يحيى الذي أبى عزُّهُ أنْ
يقعدَ العزمُ عنده عَنْ قيامِ
أنا أُثْني عليك جَهْدي وعند اللـ
ـهِ يُثني عليك شَهْرُ الصيام
لي إلى الغيثِ من نداك انتجاعٌ
في خضمّ آذيُّة ُ في التطام
تحسبُ الريحَ جنة ً تعتريه
فهو كالقَرْمِ شِدْقُهُ ذو لغام
في حشا رادة كأمَّ رئالٍ
ما لها في نفارها من مُقام
بنتُ بَرٍّ في البحر تركبُ منها
كلكلاً يا لموجه من سنام
ذاتُ وصلٍ تجرّها جرّ ذيلٍ
وهي تقتادُنا كوحي زمام
تتقي من جنوبها وقع سوط
فهي كالسهم طارَ عن قوس رامِ
وحديثُ السّماع عنك عريضٌ
ضاقَ عن بعضه فسيحُ الكلام
لو لمست الجهامَ بالكفّ أضحى(7/407)
عند ريّ العطاشِ غيرَ جهامِ
أو منحتَ الكهام منك مضاءً
فَلقَ الهامَ وهو غيرُ كهام
أو جعلتَ الحِمامَ قِرْنَكَ في الحر
بِ لجرّعتهُ مذاقَ الحِمامِ
فابقَ في خُطّة ِ العُلى ما تغنى
في غُصونِ الأراكِ وُرْقُ الحَمام
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
رقم القصيدة : 13494
-----------------------------------
أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
لم يبكِ حتى رأى شيباً له ابتسما
لله بالعيد بيضُ الغيدِ نافرة ٌ
أهيَ الحمائم شامتْ أشبهاً قَرماً
لا تعجبنّ لدمعٍ بلّ وَجْنَتُهُ
لابدّ للقطرِ من أرضٍ إذا انسجما
صدّتْ سليمى فما تأتي معاتبة ً
ولا عتابَ إذا حبلُ الهوى انصرما
وأورثَ الموتَ سرُّ البين حين فشا
عندي وعند حبيبٍ أورَثَ الصمما
ريحانة ٌ في لطيفِ الروح قد غُرستْ
لها النسيمُ الذي تُحيي به النّسما
كطينة ِ المسك لا تخليكَ من أرجٍ
إذا تنسّمَ ريّاها امرؤ فغما
لها نظيرُ أقاحٍ ما به صدأ
بإسحلٍ زار من أطرافها عنما
لا تنكرِ الظُّلمَ من خودٍ مدلَّلَة ٍ
في ظَلمها الدرُّ بالمسواكِ قد ظُلما
يَسمو بها عن صفاتِ العين أنّ لها
عيناً يُسفِّهُ منّا سحُرها الحُلما
وهل لعينٍ مهاة ِ الرملِ من سقمٍ
يُهْدِي لكلّ صحيح في الهوى سقما
يا هذه، إنْ أراكِ الدهرُ فيّ بلى ً
فجدّة ُ الثوبِ تبْلى كلما قدما
إن الشبيبة َ في كفَّيكِ عارية ٌ
فإن وجدت لها رَدّا فلا جَرَما
أصابَ فودي بسهمٍ يا له عجباً
رمى المشيبَ، ومن جُول الطويّ رمى
فشيبُ رأسيَ من قلبي الذي ازدحمتْ
فيه صروف همومٍ تُعثرُ الهمما
كأنَّ سِقْطَ زنادٍ كان أوّلُهُ
لمَا تغذى بِعمري في الوقود نما
وبلدة ٍ لطمتْ أيدي القلاصِ بنا
منها وجوهَ قفارٍ بُرْقِعتْ ظُلَما
إذا رميتُ بلحظ العين ساريَها
حسبتُهُ بين أجفانِ الدّجى حُلُما
ساريتُ فيها هداة ً خلتُهُمْ ركبوا
رُبدَ النقانقِ فيها أينُقاً رُسما(7/408)
شقّوا بها جُنحَ ليلٍ أليلٍ رحلوا
عن غُرة ِ الصبح من ديجوره غُمما
حادتْ بهم عن بقاع المحل جامحة ٌ
ومن بنانِ عليّ زارتِ الدّيما
مملَّكٌ في رُواقِ الملك محتجبٌ
له تبرّجُ نُعمى تغمر الأمما
ترعى سجاياهُ من قُصّاده ذِمماً
وليس يرعى لمالٍ بذلهُ ذِمما
لئن تأخر عنه كلُّ ذي هممٍ
فالله قَدّمَ منه في العلى قدما
تُكاثر القطرَ في الجدوى مكارمه
وهي البحور، فمن ذا يشتكي العدما
إنّ الذي بذلَ الأموالَ ذو هِمَمٍ
سلّ الذكور فصانَ الدينَ والحُرما
ومدّ ظلاً على دينِ الهدى خصراً
لمّا تلظّى حرورُ الكفر واحتدما
لا يقدحُ العفُو في تمكين قدرته
ولا يواقعُ ذنباً كلّما انتقما
ما زال يهشمُ من أسيافه وَرَقاً
من عهد حمير خضرا تحصدُ القِمما
من كلّ برقٍ له بالقَرْعِ صاعقة ٌ
على الأعادي بِضَرْبِ القَطْرِ منه رمى
ماءٌ ونارٌ منايا الأُسْدِ بينهما
ما سُلّ للضرب إلاَّ سالَ واضطرما
في كلّ جيشٍ تثير النقعَ ضُمّرُهُ
يا جُنحَ ليلٍ بهيمٍ ظَلّلَ البُهما
من كلّ مُقتحمِ الهيجاء يوقدها
كمسعرِ النار أنّى همّ واعتزما
إن ضاقَ خطوُ عبوس الأسد من جزع
مَشَى إليه فسيحَ الخطو مبتسما
ما الليثُ يرتد للخطيّ في أجَمٍ
إلا كظبي كناسٍ عنده بغما
يا ابن الملوك ذوي الفخر الألى ملكوا
رقّ الزمان وسادوا العُرب والعجما
كم من عُداة ٍ وسمتمْ لهمْ
يوماً فشيبَ من ولدانهم لِمما
أصبحتَ في الملك ذا قدرٍ إذا طمحتْ
عينُ المُسامي إليه فاتَها وَسَمَا
إنَّا أُناسٌ بما نُثني عليك به
نُهدي إليك رياضاً نَوّرْتْ كَلِما
من كلّ ناظمِ بيْتٍ لا شبيهَ له
فليس يُنثرُ منه الدهرَ ما نظما
مستغرق الذوق للأسماع يحسبه
من قالبِ السحر منه أُفْرِغَ الحكما
فانعمْ بعيدٍ سعيدٍ قد بسطت له
للمعتقين يميناً تَبْسُطُ النعما
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
رقم القصيدة : 13495
-----------------------------------(7/409)
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمَ
من غادة ٍ في وصل هجرانها
يَقْنَعُ منها بوصالِ الحُلُم
صوّرَ منها شوقهُ صورة ً
في فكرة ٍ ساهرة ٍ لم تنم
قالقلبُ يُذكي جذوة ً تلتظي
والعينُ تُدري عبرة ً تنسجم
غيداءُ تاجُ الحسنِ من غيرها
يُضحِي لديها وهو نَعْلُ القدم
أثمرَ بالرّمان من قَدّها
غُصْنٌ ومن أطرَافها بالعَنَم
لمياءُ تبدي الدرّ من أشنبٍ
يحرق بالأنوار جُنحَ الظُّلم
يُبرِدُ حرّ الشّوق ترشافُهُ
عنكَ بمعسولِ الثنايا شَبم
كأنما برقٌ ومسكٌ به
إليه يدعوك بشَيمٍ وشمّ
والصبحُ في مشرقه هازمٌ
والليلُ في مغربه منهزم
أرى اختلافَ الناس دانوا به
في صِيدِ عُرْبٍ منهم أو عجم
وابنُ عليّ حسنٌ سيّدٌ
بلا خلافٍ في جميع الأمم
مُملَّكٌ في كفّه صارم
عزّ به دين الهدى واعتصم
مُبَدِّدُ المعروف من كفّه
وللعلى شملٌ به منتظم
منفّذُ الأمرِ كريمٌ إذا
قالَ: نعم فابْشِرْ بنيلِ النّعم
ومُرهفٍ الحدّ إذا سَلّهُ
سال إلى ضرب الطلى واضطرام
يخطفُ رأسَ الذِّمْرِ قطفاً به
كَحذفِ حرف اللين جزماً بلم
يصرّفُ الرمحَ على طوله
كأنما صُرّفَ منه قلم
لئن همى من راحتيه الحيا
فالبدرُ منه يحتبي بالديم
يُهْدِى به مَنْ ضَلّ في ليله
توقُّدَ النارِ برأسِ العلم
تُقبِّلُ الآمالُ منه يدا
فهي لأفواه الورى مُستلم
منتصرٌ بالله في حربه
لله من أعدائه منتقم
في رَبْعِهِ الرحبِ سماءُ العلى
طالعٌ فيها نجومُ الهمم
كم ضربة ٍ أوسعها سيفهُ
فهو لسانٌ ناطقٌ وهي فم
تعدو سراحينُ الوغى حوله
مجلِّحاتٍ بأسودِ الأجم
يا من وجدنا الجودَ من بذله
ملءَ الأماني، وعدمنا العدم
بقيتَ في الملك لِصونِ العلى
ونضرة ِ الدين، ورَعي الذمم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
رقم القصيدة : 13496
-----------------------------------
وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
لِعُلى يديكَ ونُصرَة ِ الإسلامِ(7/410)
وبطول عمرٍ يعمرُ الرّتب التي
يختطها الخطّيّ وهي سوام
عامٌ أتاك مُبَشرا برياسة ٍ
أبديّة ِ الإجلال والإعظام
لك في ابتداء العمر عزمُ مؤيّدٍ
وأناة ُ مقتدرٍ، وعدلُ إمام
صدقُ المخايلِ في حداثة ِ سنّهِ
والشبلُ فيه طبيعة ُ الضرغام
كم قائلٍ لنموّ قدرك في العلى
هذا الهلالُ ينير بَدْرَ نمام
تُردي عُداة َ الله منك إشارة ٌ
والسّقْطُ يحرقُ كثرَة َ الآجام
وكأنما الإيمان في حرب العدا
بيمينه منك انتضاءُ حسام
حَسُنَتْ بسعدك للخلائقِ كلهمْ
لمَّا وليتَ خلائقُ الأيام
فانصبّتِ الأرزاقُ بعد جُمودها
وأضاءَتِ الآفاقُ بعدَ ظلام
وتنفّستْ من رَوْض خلقك نفحَة ٌ
صحّتْ بها الآمال بعد سقام
كم قال من حيٍّ لميتٍ قُمْ ترَى
فرحَ الورى بالأمنِ والإنعام
هذا هو الحسنُ الذي حسناته
قعدت لدى الكرماءِ بعد قيامِ
أنظرْ إلى القمر الذي في دسْتِهِ
فيمينهُ تندى بصوبِ غمام
متختّمٌ لعُفاتهِ وعُداتهِ
بالجود أو بقبيعة الصمصام
خلع اللواءُ عليك عزّ مُمَلَّكٍ
تَخْشَى سُطاهُ أجِنَّة ُ الأرحام
تخذ الجنودَ من الأسود فوارساً
مِنْ ضاربٍ أو طاعنٍ أو رام
في كلّ خضراءِ الحبائكِ فاضة ٍ
فاضتْ على قدمٍ من الأقدام
وكأن أحداقَ الجرادِ تبرّقت
منها لِعَيْنيكَ في سَراب موامي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
رقم القصيدة : 13497
-----------------------------------
لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
ومولى ً عليه جائرٌ إنْ تكلّما
فلا تُطْلقنْه واجعل الصمتَ قيدَهُ
وصيّرْ إذا قيّدتهُ سجَنهُ الفما
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
رقم القصيدة : 13498
-----------------------------------
أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي
يسرعُ الحيّ في الحياة ببرءٍ
ثم يُفضي إلى المماتِ بسقم
فهو كالبدرِ ينقصُ النورُ منه(7/411)
بمحاقٍ وكانَ من قبلُ يَنمي
كلّ نفسٍ رَمِيّة ٌ لزَمانٍ
قدر سهم له، فَقل: كيف يرمي
بيضُ أيّامها وسودُ لياليـ
ـها كشهبٍ تكرّ في إِثْر دُهْمِ
وهي في كرّها عساكرُ حربٍ
غُرَّ مَنْ ظنها عساكرَ سلمِ
بَدَرَ الموْتُ كلَّ طائرِ جَوٍّ
في مَفازٍ وكلَّ سابحِ يمّ
رِبّ طوْدٍ يريك غيرَ بعيدٍ
منه شَمّ السماءِ أنْفُ أشَمَ
جَمَعَ المَوْتُ بالمصارع منه
بين فُتخٍ محلّقاتٍ وعُصمِ
كم رأينا وكم سمعنا المنايا
غيرَ أنّ الهوى يُصم ويعمي
أين من عمّرَ اليبابَ، وجيلٌ
لبسَ الدهرَ من جديسٍ وطسم
وملوكٌ من حِميرٍ ملأوا الأرْ
ضَ، وكانتْ من حكمهم تحتَ خَتْم
وجيوشٌ يُظلّ غابُ قناها
أسُداً من حُماة ِ عُربٍ وعجم
كَشّرَ الدهر عن حِدَادِ نُيوبٍ
أكلتهم بكلّ قضْمٍ وخضمِ
وَمُح-ُوا من صحيفة الدهر طُرّاً
مَحَوَ هُوجِ الرياحِ آياتِ رسْم
أفلا يُتّقى تغيّرُ حالٍ
فَيَدُ الدهرِ في بناءٍ وهدم
والرزايا في وعظهنّ البرايا
في الأحايين ناطقاتٌ كبكم
والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ
فقدُ روحٍ به وَوِجدانُ جسمِ
لو بكى ناظري بصوتِ دماءٍ
ما وفَى في الأسى بحسرة ِ أمِّي
مَنْ توسّدتُ في حشاها
وارتدى اللحمَ فيه والجلدَ عظمي
وضعتْني كَرْهاً كما حملتني
وجرى ثديُها بشر بي وطَعمي
شرح الله صدرها لي فأشهى
ما إليها إحضانُ جسمي وضمي
بحنانٍ كأنها في رضاعي
أمّ سقْبٍ درّتْ عليه بشمِّ
يا ابن أمي إني بحكمك أبكي
فقدَ أمي الغداة َ فابكِ بحُكمي
قُسمَ الحُزنُ بيننا فثبيرٌ
لك قسم، وَيَذُبُلٌ منه قسمي
لم أقُلْ والأسى يُصَدّقُ قولي
جمدت عبرتي فلذت بحلمي
ولو أني كففتُ دمعي عليها
عقّني برّها فأصبحَ خصمي
أُمّتا هل سمعتني من قريبٍ
حيثُ لي في النياح صرخة ُ قرم
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه
لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
كم خيالٍ يبيتُ يمسح عطفي
لكِ يا أمتّا ويهتفُ باسمي
وبناتٌ عليك منتحباتٌ
بخدودٍ مخّدرات بلطمِ
بتنَ يمسحنَ منكِ وجهاً كريماً
بوجوهٍ من المصيبة ِ قُتْمِ(7/412)
وينادينَ بالتفجّعِ أمّاً
يا فداءً لها إجابة ُ غتم
بأبي منك رأفة ٌ أسندوها
في ضريحٍ إلى جنادلَ صُمّ
وعفافٌ لو كان في الأرض عادتْ
كلَّ عظم من الدفين ولحم
وصيامٌ بكلّ مطلَع شمسٍ
قيامٌ بكلّ مطلع نجم
ولسانٌ دعاؤهُ مُسْتجابٌ
ليَ أودعتُهُ الرغامَ برغمي
وحفير من الصبابة ِ فيه
في حجاب التقى سريرة كتم
كم تكفّلتِ من كبيرة سنّ
وتبنّيْتِ من صغيرة يُتمِ
فأضاقتْ يداك من صَدَقاتٍ
كان يُحيا بهنّ ميّتُ عُدْم
كان بين الأناس عُمْرُكِ حمدا
قد تبرّأتِ فيه من كلّ ذمّ
أنتِ في جنة ٍ وروضِ نعيمٍ
لم يَسِمْ أرْضَها السحابُ بوسم
يا أبا بكر: المصابُ عظيمٌ
فهو يُبكي بكلّ سحٍّ وسَجْمِ
أنتَ في الودّ لي شقيقُ وفاءٍ
ومصابي إلى مصابك ينمي
أنت من صفوة ِ الأفاضل نَدْبٌ
في نِصابٍ كريمِ خالٍ وعمِّ
باتَ من طبعك المفجعِ طبعي
ربّ سهم أُعِيرَ صارم شهم
تركت بيت يوسفٍ للمعالي
أسفاً ينحر العيون فيدمي
دوحة ُ المجد بالفخار جناها
يافعٌ فهي في البلى تحت ردم
فسقى التربة َ التي هي فيها
عارضٌ منه رحمة اللهِ تَهمي
ولبستَ العزاءَ يا خير فرْعٍ
قد بكى حسرة ً على خير جِذْم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
رقم القصيدة : 13499
-----------------------------------
يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
ليُعلمَ أنّ الجودَ منه على عِلْمِ
ويسلمَ في الإنعامِ من قول قائلٍ
تكرّم لما خامرتْهُ ابنة ُ الكرْم
فقد حضّهُ سكرُ المدام على النّدى
ولكنه حضٌ بريّ من الذم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أكْرِمْ صديقك عن سؤا
أكْرِمْ صديقك عن سؤا
رقم القصيدة : 13500
-----------------------------------
أكْرِمْ صديقك عن سؤا
لك عنه واحفظ منه ذِمّهْ
فلربما استخبرت عنـ
ـهُ عَدُوَّهُ فسمعتَ ذَمَّه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها(7/413)
ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها
رقم القصيدة : 13501
-----------------------------------
ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها
بها أُقدّمُ في تأخيرِها قدمي
كأنها وهي في كفّي أهشّ بها
على الثمانين عاماً لا على غنمي
كأنّني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ
أرمي عليها رميَّ الشيب والهرم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
رقم القصيدة : 13502
-----------------------------------
رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
وقال لحسن الصبر: بين الحشا دُمّ
على القائد الأعلى الذي فُلّ عزمه
كما فُلّ عن ضرب الطلى حّدُّ مخذم
أرى زمنَ الدنيا يُنقِّلُ أهلها
إلى دار أخرى ، من غنّي ومعدم
وخانَ أمينَ الملك فيما انطوى له
على حفظِ أسرار الجلال المكتّم
وصادره الحتفُ الذي حطّهُ إلى
حشا القبر، عن صدرِ الخميس العرمرمِ
وما شاءَهُ ذو العرْشِ جلّ جلالُهُ
يدقّ ويَخْفَى عن خفّي التَوهّم
فما دَفعتْ عنه جنودُ جنودهِ
على أنها في القرب كاليد للفم
ولم يُغْنِ عنها الضرْبُ من كلّ مرْهَفٍ
ولا نافذاتُ الطعنِ من كلّ لهذم
بأيدي كماة ٍ منهمُ كلُّ مُقْدِمٍ
بإقْدامِهِ يحمي حِماهُ ويحتمي
ويُقبلُ في فضفاضة ٍ فارسية ٍ
تحدّثُ عن أبطالِ عادٍ وجُرْهُمِ
عليّ بن حمدونَ الذي كان حَمْدُهُ
تُرفَّعُ منه هِمّة ُ المتكلمِ
خلتْ منه يوم الروع كلّ كتيبة ٍ
وكم عَمِرَتْ من بأسِهِ بالتقدّم
كأنَّ عَلَيها للعجاج مُلاءة ً
مُطَيّرة ً في الجوّ من كلّ قشعم
متى تعبسِ الهيجا لهُ في لِقائِهِ
رأتْ منه في الإقحامُ سِنَّ تبسم
تنقّلَ من سرجِ الكميّ بحتفهِ
إلى حفرة ٍ في جوفِ لحدٍ مُسَنَّمِ
وكم مُكْرَمٍ بالعزِّ فَوْقَ أريكة ٍ
يصيرُ إلى بيتِ العلى المتهدمِ
وكم كرمٍ تنهلّ جدوى يمينه
لأيدي عفاة ٍ من مُحِلّ ومحرم
كأنَّ صفاءَ الجوّ يَوْمَ عَطائِهِ
مشوبٌ بشؤبوب الغمام المديّم
فَظُلّلْتُ منه في تَوَحّشِ غُرْبَة ٍ(7/414)
بظلّ جناح بين غبراءَ مظلم
وأرضعني ثديَ المنى فكأنني
وليدٌ أتى عمرانَ شيخ التقدّم
وما أبتُ عن جدواهُ إلا مُشيّعاً
بإفْضالِ ذي فَضْلٍ وإنْعام منعم
فيا سيداً زُرناهُ حيّاً وميّتاً
فما زال في هذا الجناب المعظمِ
نردّد تسليماً عليك محبّة ً
وإن كنتَ لم تَردُدْ سلامَ المسلّم
وذي خفقات بالقرى تسحق الحصى
لهنَّ اجتراء من حديد التحدّم
وراجي النّدى من غيره كمعوَّضٍ
من الماءِ، إذ صلى ، ترابَ التيممِ
ويبدي علاهُ من أسرّهِ وجهه
سناءَ نسيم الخير للمتوسّم
وقد كان ذاك البشرُ منه مُبَشرا
بأكبرِ مأمولٍ وأوفرِ مغنمِ
وما زال ميّالاً ءلى البرّ والتقى
تقي نقيّ القلب من كلّ مأثمِ
تنقّلَ والإكرامُ من ربّه له
إلى جنّة ٍ فيها له دار مكرم
له كلّ نادٍ بالوقار مكرَّمٌ
بغير وقورٍ منه مِقْوَلُ أبكم
وَصَفْحٌ عن الجاني بشيمة صَفْحِهِ
وَحِلْمٌ حكى في الغيظ هضبَ يلملمِ
ومدرسة ٌ أبناؤها فقهاؤها
فَمِنْ عالِمٍ منهمْ وَمِنْ متعلّم
ضراغم في الجيش اللهام وإنّما
فوارسهمْ في الحربِ من كل ضيغمِ
وقد كان في نصر الشريعة مشْرعاً
عن الحق ما يشفي به كلَّ مُسلمِ
أرَى قائدَ القوّادِ أعطى مَقَادَهُ
لحكم قضاءٍ في البرايا محكَّمِ
وأسلمَ للحتفِ المقدَّرِ نفسهُ
وقد كان لا يرْقى إليه بِسُلَّم
إذا المَلْكُ ناجاه بوَحْيِ إشارة
رأيتَ له نهضَ العقابِ المحرّم
فتستهدفُ الأغراضَ آراؤه كما
تُقَرْطِسُ أغراضاً صوائبُ أسهم
وتهدي له كفٌّ تصولُ على العدا
إلى كفّ ميمون المضاء المصممِ
أأبناؤهُ أنْتم سراة أكابرٍ
فكلكمُ من مكْرَمٍ وابن مكرم
وأنتم سيوفٌ للسيوف مواضياً
وأيمانكم فيها ذوات تختّمِ
عزاءٌ جميل في المصاب فإنَّكم
جبالٌ حلومٍ بل طوالع أنجمِ
فدامَ لكمْ في العزّ شملٌ منظَّمٌ
وشملُ الأعادي منه غير منظَّمِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
رقم القصيدة : 13503(7/415)
-----------------------------------
يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
مثلكم في لقاءِ صرْفِ المنونِ
أنتمُ بالكفاح صرعى العوالي
وهمُ بالملاحِ صَرُعَى العيون
فسيوفُ القيون، أقطعُ منها
بين أهل الهوى ، سيوفُ الجفون
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
رقم القصيدة : 13504
-----------------------------------
أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
حبلُ الديانة منك غيرَ متين
والعزّ أبقى ما تراه لمكرم
إكرامه لمروءة ٍ أو دينِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
رقم القصيدة : 13505
-----------------------------------
وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
كأنَّما السحرُ فيها همَّ بالوسَنَ
لها سنانٌ من الألحاظِ صعْدَتهُ
غُصْنٌ يميسُ برمّانٍ من الفتن
حُسّانة ُ الجيدِ في خَلْقٍ تَقومُ به
فتعجَبُ الشمس من تقويمه الحسن
هَنَّتْ بلحظٍ ولفظٍ فالهوى بهما
يخوض قلبيَ من عيني ومن تيّاه
تيّاهة ُ الدلّ لا تنفكّ في فرحٍ
إذا رأتني من الهجرانِ في حزنِ
تحركي وسكوني عن إرادتها
كأنَّ روحَ هواها مالكٌ بدني
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
رقم القصيدة : 13506
-----------------------------------
رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
وحقّقتُْ شكّهُمُ باليقينْ
وقلتُ: سيغفرُ ربّ العبادِ
ذنوباً تُعدّ على المذنبين
فكلّلْتُ رَوْضَ الشّبابِ الأنيق
بروضٍ نضيرٍ وماءٍ مَعين
وراحٍ ترى نارها في المزاج
تصوغُ في الماء صُغرى البرين
لياليَ تمرح في دُهْمِها
مراحَ السوابق بالموجفين
وداجية ٍ خلتُها كحّلتْ
بِكُحْلِ الدجى أعينَ الناظرين
طما بحرها فركبتُ الكؤوس
إلى ساحلِ البحرِ منها سفين
وتحسبُ ظلمة َ أحشائها
تُجن من النور عنّا جنين(7/416)
كأنّ نجومَ دياجيرها
أقاحي رياضٍ على الأفقِ غين
كَأنَّ لها أسدا مخرجاً
لعينيك جبهته من عرين
وحمراءَ تنشرُ ريّا العبير
وفي طَيّهِ فَرَجٌ للحزين
معتَّقة ٌ شُقّ عنها الثرى
وحيّ السرور بها في دفين
تربّتْ مع الشمس في عمرها
مُنَقَّلة ً في حُجُورِ السّنين
ركضتُ بها الليلَ في نشوة ٍ
أصلّي لها بسجودِ الجبين
هناك ظفرتُ بلا ريبة ٍ
بصيديَ حوراءن سَرْبِ عين
تَنَفّسْتُ في نحرِ كافورَة ٍ
تضمّخُ بالطيّبِ في كلّ حين
وقَبّلْتُ خَدّا تَرى ورده
نضيراً يُشقّ عن الياسمين
ولما وَشَتْ بحِمَامِ الدّجَى
حمائمُ يَنْدُبْنَهُ بالرّنين
تَحَيَرْتُ والصّبّ ذو حيرة ٍ
إلى أن حسبت شمالي اليمين
وخاضَ بيَ الحُزْنُ بحرَ الدّموع
فأرخّضتُ درّ المآقي الثمين
وقد عجبَ الليلُ من مُغْرَمٍ
بكى من تبَسّمِ صُبحٍ مُبين
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
رقم القصيدة : 13507
-----------------------------------
وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
بَلَغْتُ بها المُنى وَهْيَ التّمَنّي
منَعَّمة ٌ لها إعزازُ نفس
يُصرَّفُ دلُّها في كلّ فنّ
شموسٌ من ملوك الروم قامت
تدافعُ فاتكاً عن فتحِ حِصنِ
بخدّ لاحَ فيه الوردُ غَضّاً
وغصنٍ ماس بالرّمان لدن
فطالَتْ بيننا حَرْبٌ زَبُونٌ
بلا سيفٍ هناك ولا مجن
وفاضت نفسها الحمراء منها
وسالتْ نفسي البيضاء مني
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
رقم القصيدة : 13508
-----------------------------------
كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
وقد بدا للعينِ فوقَ البنانْ
مداهنُ الياقوتِ محمرّة ً
قد ضُمنتْ شَعْراً من الزعفرانْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
رقم القصيدة : 13509
-----------------------------------(7/417)
ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
هَزّتْ من البِيضِ الصفاحِ متونا
وسرتْ بها الرِّيحُ الشمالُ فكم يدٍ
كانتْ لها عند الرّياض يمينا
صرختْ بصوتِ الرّعد صرخة حامل
ملأت بها الليلَ البهيم أنينا
حتى إذا ضاقتْ بمضمر حملها
ألْقَتْ بحجرِ الأرضِ منه جنينا
قطرا تَنَاثَرَ حَبُّهُ أنّهُ
دُرٌّ تنظّمه لكان ثمينا
وكأنما عُمّي الرياضِ بدمعه
كُسيِتْ من الزهرِ الأنيق عيونا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
رقم القصيدة : 13510
-----------------------------------
ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
مُضَاحِكَة ٍ عن الدّرّ المصونِ
كأنَّ السحرَ جيءَ به طبيباً
ليبرئهنّ مِنْ سقم العيون
فلمّا لم يجدْ فيها علاجاً
أقامَ محيَّراً بين الجفون
ولم أرَ قبلها مُقَلاً مِراضاً
محَرَّكَة َ الملاحة ِ بالسكونِ
تُنفَّذُ في القلوب لها سهامٌ
مُنَصَّلة ٌ بفولاذِ المَنُونِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عَذبتني بالعنصرين
عَذبتني بالعنصرين
رقم القصيدة : 13511
-----------------------------------
عَذبتني بالعنصرين
بلظى حشاي وماءِ عيني
ألبستني سقماً أرا
كِ لبستِهِ في الناظرين
جسمي هو الطّيفُ الّذي
يُدنيهِ منكِ طِلابُ ديني
ولقد خفيتُ من الضنا
وأمِنْتُ لَحْظَ الكاشحين
ولئن سلمتُ من الرّدى
فلأنهُ لم يدر أيْني
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
رقم القصيدة : 13512
-----------------------------------
لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
فالذّنْبُ منه وضِدّهُ منِّي
قمرٌ، ملاحاتُ الورى جُمِعَتْ
في خَلقِهِ فنّاً إلى فنِ
قد كان يبلغُ من مواصلتي
ظنّي وفوقَ نهاية ِ الظنّ
ويضيفُ ريقَتَهُ بقبلتِهِ
كَإضافة ِ السلوى إلى المنّ
فاليَوْمَ ينفرُ من ملاحظتي
كنفارِ إنسيٍّ من الجنِّ(7/418)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
رقم القصيدة : 13513
-----------------------------------
ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
كبيرٌ هواها وهيَ في صِغَرِ السنّ
تُرَاعي بعينٍ تغمزُ الناسَ في الهوَى
وتقرأُ منها السحرَ في مَرَض الجفْنِ
كأنكَ منها ناظر إن تبسّمتْ
إلى بَرَدٍ تجلوه بارقة ُ الدّجْنِ
ترى قَدّها في نشوة ٍ من رَشَاقَة ٍ
فهلْ خَلَعتْ منه على الغُصُن اللدن؟
بنفسيَ من جسْمي حديثٌ بحبّها
وطَرفيَ منها رائدٌ روضة الحسن
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
رقم القصيدة : 13514
-----------------------------------
يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
بالشمس في خوط من البان
ما بالُ بلقيسيّ حُسْنِكِ لا
يحنو على وَجدي السُّليماني
لمّا وجدتُ هَواكِ خَامَرَني
أيقنتُ أنّ هواكِ روحاني
لا تنكري داءً نحلتُ به
فبِسُقْم طُرْفِك سُقْم جثماني
يا كيفَ أكتُمُ حبّ فاتكة ٍ
يبديه إسراري وإعلاني
إنْسّية ٌ ذكرى محبّتها
جنيّة ٌ بالشّوقِ تَغْشاني
ولقد يخامرُني بها شَغَفٌ
لايُفْتَدَى منه بسلواني
يا من يجازيني بسيّئة ٍ
أكذا يكون جزاءُ إحساني
وأبي هواكِ وما حلفتُ به
إلاَّ وكانَ الصّدقُ من شاني
لا طاب لي طيبُ الحياة ولا
خَطَرَ الكرى بضميرِ أجفاني
حتى أرى ، والوَصْلُ يجمعنا،
إنْسانَ عينك نُصْبَ إنْساني
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
رقم القصيدة : 13515
-----------------------------------
أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
قصراً بناهُ من السعادة بانِ
فَضَحَ الخوَرنَقَ والسديرَ بحسنه
وسما بقمّتهِ على الإيوان
فإذا نظرتَ إلى مراتبِ مُلكهِ
وبدتْ إليك شواهدُ البرهان
أوْجَبَبْتَ للمنصور سابقة َ العُلَى(7/419)
وعَدَلْتَ عن كسرَى أنوشروان
قصرٌ يقصِّرُ، وهو عير مقصِّر،
عن وصفه في الحسن والإحسانِ
وكأنهُ من دُرّة ٍ شفافة ٍ
تُعْشي العيونَ بشدّة اللمعان
لا يرتقي الراقي إلى شُرفاتِهِ
إلا بمعراج من اللحظان
عرّجْ بأرض الناصرية كي ترى
شرفَ المكان وقُدرة َ الإمكانِ
في جنَّة ٍ غَنَّاءَ فِرْدَوْسِية ٍ
مخفوقة ٍ بالرَّوْح والرّيحان
وتوقدتْ بالجمر من نارنجها
فكأنما خُلقتْ من النيران
وكأنَّهنّ كراتُ تبرٍ أحمرٍ
جُعِلَتْ صوالجها من القضبان
إن فاخر الأترجُّ قال له: ازدجر
حتى تحوزَ طبائع الايمانِ
لي نفحة ُ المحبوب حين يَشمني
طيباً، ولونُ الصبّ حين يراني
مني المصبَّغ حين يبسط كفّه
فبنانُ كلّ خريدة كبناني
والماءُ منه سبائكٌ فضيّة ٌ
ذابتْ على درجاتِ شاذروان
وكأنَّما سيفٌ هنام مُشَطَّبٌ
ألْقَتْهُ يوم الحرب كفّ جبان
كم شاخصٍ فيه يطيلُ تَعَجّباً
من دوحَة ٍ نَبَتَتْ من العقيان
عجباً لها تسقي الرياض ينابعاً
نبعتْ من الثمراتِ والأغصانِ
خصّتْ بطائرة ٍ على فَنَنٍ لها
حَسُنَتْ فَأُفْرِدَ حُسْنُها من ثان
قُسّ الطيورِ الخاشعاتِ بلاغة ً
وفصاحة َ من منطقٍ وبيان
فإذا أُتِيحَ لها الكلامَ تَكَلّمَتْ
بخرير ماءٍ دائمِ الهملان
وكأنَّ صانِعَها استبدّ بصنعة ٍ
فخرَ الجمادُ بها على الحيوان
أوفتْ على حوضٍ لها فكأنها
منها إلى العجبِ العُجابِ رواني
فكأنها ظنّتْ حلاوة َ مائها
شهداً فذاقتهُ بكلّ لسان
وزرافة ٍ في الجوْفِ من أنبوبها
ماءٌ يريكَ الجري في الطيران
مركوزة كالرمح حيثُ ترى له
من طعنه الحلق انعطاف سنان
وكأنها تَرْمي السماء ببندق
مستنبَطٍ من لؤلؤ وحجان
لو عاد ذاك الماءُ نفطاً أحرقت
في الجوّ منه قميصَ كلّ عنان
في بركة ٍ قامتْ على حافاتها
أسدٌ تذلُّ لعزّة السلطان
نَزَعتْ إلى ظلم النفوس نفوسها
فلذلك انتزعت من الأبدان
وكأن بَردَ الماءِ منها مُطفىء ٌ
نارا مُضَرّمَة ً من العدوان
وكأنما الحيّات من أفواهها
يطرحن أنفسهن في الغدارن(7/420)
وكأنما الحيتان إذ لم تخشها
أخذت من المنصور عقد أمان
كم مجلسٍ يجري السرور مسابقاً
منه خيولَ اللهو في ميدان
يجول دماه على الخدود ملاحة ً
فكأنَّهُ المحراب من غمدان
فسماؤه في سمكها علويَّة ٌ
وقبابهُ فَلَكيّة ُ البنيان
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
رقم القصيدة : 13516
-----------------------------------
أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
شَعَراتٌ منيرة ٌ للعيون
كالّذي يخضب المشيبَ ويبقي
شاهدات بهنّ نفي الظنون
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
رقم القصيدة : 13517
-----------------------------------
لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
كَحَلَ الظلامُ بنورها أجفاني
جادَ الزنَّادُ بِعُشْوَة ٍ فتَخيّرتْ
قَصَرَ الجفيفة ِ بعد طول زمان
شعواءُ باتتْ ترمحُ الريح التي
أمستْ تجاذبها شليل دخان
وكأنَّما في الجوّ منهما راية ٌ
حمراءُ تخفق، أو فؤاد جبان
أقبلتها من وجه أدهم غُرَّة ً
فأرتك كيف تقابلَ القمران
في ظلّ منسدل الدجى جارتْ به
عيني التي هُدِيتْ بأذن حصاني
لله واصفة ٌ مَعَرَّسَ سادة ٍ
وهناً لعينك باضطراب لسانِ
نزلوا بأوطان الوحوش وما نبا
بهمُ زمانهمُ عن الأوطانِ
خطّافة الحركات ذات مساعرٍ
حملت جفونَ مراجلٍ وجفان
كالبحر أعلاها اللهيبُ وقعرها
جمرٌ كمثل سبائك العقيان
تَشوي اللطاة َ على سواحل لجها
للطارقين شواءة اللحمان
من كلّ منسكب السماحة يلتظي
في كفّه اليمنى شواظُ يماني
وإذا ابن آوى مدّ ذات رُنُوِّهِ
كَحَلَتْهُ بابنِ حَنِيَّة ٍ مرنان
متوسّدين بها عبابَ دروعهم
إنّ الدروع وسائدُ الشجعان
يتنازعون حديثَ كلّ كريهة ٍ
بكرٍ تصالوا حرّها وعوانِ
صرعوا الأوابدَ في الفدافد بالقنا
وخواضب الظلمان في الغيظان
من كلّ وحشيّ يُسابقُ ظِلّهُ
حتى أتاه مسابقُ اللحظانِ
صِيدٌ إذا شهدوا النديّ همى الندى(7/421)
فيه ونيط الحسن بالإحسان
من كلّ صَبِّ بالحرُوبِ حياتُهُ
مشغوفة ٌ بمنيّة ِ الأقران
في متن كلّ أقبّ تحسبُ أنه
برقٌ يصرِّفه بوَحْي عنان
وإذا تضرّمتِ الكريهة واتقى
لفحاتها الفرسان بالفرسان
وثنى الجريحُ عنانه فكأنَّما
خُلعتْ عليه معاطف النشوان
وعلى الجماجم في الأكفّ صوارمٌ
ففراشها بالضرب ذو طيران
قدّوا الدروعَ بقضبهم فكأنما
صبّوا بها خُلُجاً على غدران
وَأرَوْكَ أنَّ من المياه مَناصِلاً
طُبعَتْ مضاربها من النيران
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
رقم القصيدة : 13518
-----------------------------------
أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
وَدَدْتُ أهليها إلى الأطانِ
أطلقتَ بالكرم الصريح سراحَهُمْ
فرعوا بقاعَ العزّ بعد هوانِ
وعطفتَ عطفة َ قادمٍ أسيافهُ
غُمِدَتْ على الجانين في الغفران
كم من مسيءٍ تحتَ حكمك منهم
قلّدتهُ منناً من الإحسان
ومروَّعٍ وقع الردى في رُوعه
أطفأتَ جَمْرَة َ جَوْفِهِ بأمان
كان الزّمانُ عدّوهم فثنيتهُ
وهو الصّديقُ لهم بلا عُدوان
أمسى وأصبح طيبُ ذكركَ فيهم
بأريجهِ يتأرجح الملوان
ولقد يكون من الضلوع حديثُهُم
في مُعْضِلاتِ تَوَقّعِ الحدثان
يا يومَ ردّهمُ إلى أوطانهم
لرددتَ أرواحاً إلى أبدان
نزلتْ بك الأفراحُ في عَرَصَاتهمْ
وبها يكونُ تَرَحّلُ الأحزان
فِلَذُ القلوب إلى القلوب تراجعت
في مُلتقى الآباء بالولدان
والأمّهاتُ على البناتِ عَواطِفٌ
والمشفقاتُ على اللّداتِ حوانِ
سُرَّ القرابة ُ بالقرابة ِ منهمُ
وتأنسَ الجيران بالجيران
وتَزَاوَرَ الأحبابُ بعد قطيعة ٍ
دخلتْ بذكر الودّ في النّسْيان
في كلّ بيتٍ نعمة ٌ ومسرة ٌ
شربوا سُلافتها بلا كيزان
ودُعاؤهم لك في السماء مُحلّقٌ
حتى لضاقَ بعرضه الأفقان
كحجيج مكة في ارْتفاع عجيجهم
وطوافهم بالبيتِ ذي الأركان
صَيّرْتَ في الدّنْيا حديثك فيهمُ
مثلاً يمرّ بأهل كلّ زمان(7/422)
فخرٌ يقيمُ إلى القيامة ذكرهُ
مثلَ الشنوفِ تُناط بالآذان
لك يا ابن يحيى في علائك مرتقى
لم تَرْقَهُ من أكبرٍ قدمان
إن كنتَ في الأيمان أشرعتَ القنا
فبها أقمتَ شرائع الإيمان
أو كان فضْلُكَ ليس يُجحَد حقُّه
فعليه مُتّفِقٌ ذوو الأديان
أو كنتَ مرهوبَ الأناة ِ فكامنٌ
فيها وثوبُ الضيغم الغضبان
لا يأمن الأعداء وقعَ صورام
نامتْ مناياهنّ في الأجفان
فلها انتباهٌ في يديكَ وإنَّها
لقطوف هامات الجُناة ِ جوان
كم للعدى في الروع من خَرَسٍ إذا
نطقَ الردى لهمُ من الخرصان
لله دركَ من هُمامٍ حازمٍ
يَرْضى ويغضَبُ في رضى الرحمان
لله منك جميلُ صنعٍ سائحٌ
في الأرضِ منْه حديثُ كل لسان
سرّحتْ مالكِ من يمين سميحة ٍ
والمال في المينى السميحة عان
إني امرؤ أبني القريض ولا أرى
زَمناً يحاولُ هدْمَ ما أنا باني
صنعٌ بتحبير الثناء وَحَوْكِهِ
فكأنما صنعاءُ تحت لساني
وأفيدُ نوّارَ البديع تضوّعاً
مُتَنَسّماً بدقائقِ الأذهان
والشعرُ يسري في النفوس ولا كما
يَسْرِي مع الصّهباءِ والألحان
ولقد شأوتُ الريح فيه مُسابقاً
من بعد ما أمسكتُ فضْل عِناني
وطعنتُ في سنّ الكبير وما نبا
عن طَعْنِ شاكلة البديع سناني
ولو أنني أصْفيْتُ منه لولّدتْ
علياك في فكري ضروبَ معاني
فافْخَرْ فإنَّكَ من ملُوكٍ لم يَزَلْ
لهمُ قديمُ مَفاخِرِ الأزمان
ولقد عكفتَ على مواصلَة ِ النّدى
فكأنَّهُ حُبٌّ بلا سلوان
وغمرتَ بالطَّولِ الزّمانَ فقل لنا
أهُوَ الهواءُ يعمّ كلّ مكان
نُفني مدائحنا عليكَ لأنها
سُقيتْ ظماءً منك ماءَ بنانِ
والرّوضُ إن رَوّى الغمامُ بقاعهُ
أثْنَى عليه تَنَفّسُ الريحان
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
رقم القصيدة : 13519
-----------------------------------
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
ظبية ٌ تبسم عن سِمطي جُمانْ
وكأنَّ العَيْنَ منها تجتلي(7/423)
بَرداً، للبرق فيه لَمعانْ
بنتِ سبعٍ وثمانٍ وَجَدَتْ
عُمُرِي ضَرْبَكَ سبعاً في ثمان
في شبابٍ بهِجٍ وفّى لها
وثنى ريعانَهُ عنّي فخان
يستبي النَّاسكَ منها ناظرٌ
ساحرُ الطّرفِ عليلُ اللّحظان
وأثيثٌ ذو عقاصٍ غيّمَتْ
فيه للمندل أنفاسُ دخان
يا لها من جنّة ٍ رمّانُها
ما دَرَتْ ما لمسهُ راحة ُ جانْ
يا عليلَ القلب كم ذا تشتهي
سوسنَ النحرِ وعُنّابَ البنان
وأوانُ الهجرِ لا يُجْنَى بهِ
ثَمَرٌ كان لها الوَصْلُ أوان
إذ شَبابي غَضة ٌ أوراقُهُ
وحديثي تُحَفٌ بين الحسان
وقطوفُ اللهو من قاطفها
دانياتٌ ببنيّاتِ الدّنان
كلّ عذراء عجوز قد علا
رأسَها في الدنّ شيبُ القُمُّحان
وكأنَّ الكفّ من حُمرَتِها
غُمستْ أنملها في الأرجوان
صَرْفُها يقسو فيبدي غضباً
فإذا أرْضَيْتَهُ بالمزْجِ لان
رَبّة َ القُرْطِ الذي أحسبه
راشَ للقلب جناحَ الخفقان
إنْ يكن سحركِ قد خُصّ به
لحظُ طرفٍ منك أو لفظُ لسان
فعليٌّ بأسهُ خُصّ بهِ
حدُّ سيفٍ منه أو حدُّ سنان
منعم تهوى القوافي مدحهُ
أوَمَا ناظِمُ مَعناها مُعان
معرقٌ في المجد من آبائه
أسُدِ الرّوع وأملاكِ الزمان
جلّ مِنْ شبلٍ أبوه قَسْوَر،
بَطَلُ الحرْبِ بكفّيهِ جبان
إنْ تلا يحيى عليٌّ في العلى
فبِما دانَ من الإحسان دان
كلَّ يومٍ في المعاني قدرهُ
بسماءِ الملك ينمي للعيانْ
وهلالٌ أوّلُ البدرِ الّذِي
يَرْتَدي بالنور منه الأفقان
كم طريدٍ مُستقرٍ عنده
من حرورِ الخوفِ في ظلّ أمانْ
وفقيرٍ مُعْسِرٍ قد صانَهُ
من مهين الفقر بالمال المهان
كان في غير حماه غرضاً
لِسِهامٍ فُوّقَتْ بالحدثان
في جفافِ العُدمِ حتى غرفَتْ
من يديه في الغنى منه يدان
يشتري بالحمد فقراً كيف لا
يُشترى باقٍ مع الدّهرِ بفان
جادَ حتى قيل هلْ أمواله
عند أهل القصد في صَوْن اختزان
وإذا الهيجاءُ شبّتْ نارُها
بالرقاق البيض والسُّمر اللدان
وأثارتْ شُزَّبُ الجُرْدِ بها
عِثْيراً يسودّ منه الخافقان
فكأنّ الليلَ مما أظلمتْ(7/424)
جُنّ أو ألقى على الأرض جِران
صادَ بالبأس عليٌّ صِيدَهَا
وثنى منها عن النصر عِنان
بيمينٍ صَيّرَتْ خاتمها
تاجُ عَضبٍ يقطفُ الهامَ يمانْ
وكأنَّ اللّيثُ من صَعْدَتِهِ
بفؤادِ الذِّمْرِ يعني أفعوان
يسرق المهجة َ من عاملهِ
في أضاة ِ الدرع للنار لسان
لست أدري أدَمٌ في رمحه
مِنْ جنان الدهر أم ورد الجنان
يا ابن يحيى أنتَ ذو الطَّوْل الذي
أوّلٌ نائله، والبحر ثانْ
فابقَ للمعروف في العزِّ وَدُمْ
من علوّ القدر في أعلى مكان
وعلى وجهك للبِشرِ سنا
وعلى قَصدكَ للنجمِ ضمان
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
رقم القصيدة : 13520
-----------------------------------
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
تَصدّعتْ منك حصاة ُ الجَنَانْ
وأذكرَتْهُ من زمانِ الصّبا
طيبَ المغاني والغواني الحسان
كيفَ رَمَتْ بالنّارِ أحشاءَهُ
ذاتُ هديلٍ في رياضِ الجِنانْ
يُرنّحُ الغصنَ نسيمٌ بها
معانقٌ بين الغصون اللدان
ومقلتاها لو بكتْ عنهما
فاللؤلؤ الرّطبُ له مقلتان
ما ذاك إلاّ لنوى غربة ٍ
قسا عليها الدهرُ فيها ولانْ
حمامة َ الأيك أبيني لنا
من أين للعجماء نُطقُ البيان
هل خانكِ المخزونُ من دمعة ٍ
بكى بها عنك فمن خان هان
يا ليلة ً عنّتْ لعيني شجٍ
للدمع ما بينهما لجّتانْ
سوداءُ تْخفي بين أحْشائِهَا
من فَلَقِ الإصباح طفلاً هِجان
كأنما قرطُ الثريا لَهُ
في أُذْنِها خَفَقُ فؤادِ الجبان
كأنما فوقَ قذالِ الدجى
لجامُ طرفٍ ما له من عنان
كأنَّما الإظلام بحرٌ طما
والشرقُ والغربُ له ساحلان
كأنَّما الخضراءُ من زُهْرِها
روضة خرقٍ نورها أقحوان
كأنَّما النَّسران قد حَلّقَا
كي يُبْصِرَا حَرباً تُثِيرُ العُثَان
كأنما انقضّا وقد آنسا
مصارعَ القتلى التي ينعيانْ
كأنَّما الجوزاءُ مختالة ٌ
تسحبُ فضلاً من رداء العنان
كأنها راقصة ٌ صوّبَتْ
وزاحمَ الغربَ بها منكبان(7/425)
كأنَّما شُدّتْ نطاقاً فما
تبدو لها تحتَ ثيابٍ يدان
كأنَّما الشهبُ الّتي غَرّبَتْ
شهبُ خيولٍ في استباقِ الرّهان
كأنَّما الصّبحُ لهُ راحة ٌ
تلقط في الآفاق منها جمان
نَكّبْتُ عن ذِكْرِ الهوى والمها
ونفيها للشيخِ غير الهوان
واهاً لأيّام الشباب الذي
ظلّ به يحلم حتى اللسان
سلني عن الدّنْيا فعندي لها
في كلّ فنّ خبرٌ أو عيانْ
فما على الأرض عليمٌ بما
تجتمع الشهبُ له في القران
ولا مكانٌ تتجارى به
خيلُ القوافي غيرُ هذا المكان
ولا ندى فيه ضروبُ الغنى
إلاَّ ندى هذا، مليكِ الزّمان
هذا عليٌّ نجل يحيى الّذي
في قَصْدِهِ نيلُ المنى والأمان
هذا الذي في الملك أضحى له
عرضٌ مصونٌ، ونوالٌ مُهانْ
هذا الذي شامَ لنصرِ الهُدى
منْ غيرِ شمّ كلَّ عَضْبٍ يمان
مَنْ بشرُهُ تَرْجَمَ عن جوده
والجود في البشر له ترجمان
من تلزمُ الناسَ له طاعة ٌ
قد أمرَ اللهُ بها في القُرآنْ
فمشرقا الأرضِ على فضله
لمغربيها أبداً حاسدان
القاتلُ الفقرَ بسيفِ الغنى
بحيثُ حدّاهُ له راحتان
والثابتُ الحلمِ إذا ما هفتْ
له من الحلم هضابُ الرّعان
لا يَعْرِضُ المطلُ لانجازه
ولا يشين المنّ منه امتنان
تمنّ ما شئتَ على فضله
من الأماني وعليه الضمان
مُملَّكٌ تخفقُ راياته
فيتّقيهِ مَنْ حوَى الخافقان
لقاؤه مُرْدٍ لأقرانه
إذا تلاقتْ حلقات البطان
يبني بركضِ الجرد من أرضه
سماءَ نقع يومَ حربٍ عوان
يكرّ كاللّيْثِ مُبيدا إذا
ما عرّدَ النكسُ وخامَ الهدان
ضرْباً وطعناً بشبا مُنصُلٍ
كأنَّه لفظٌ له معنيان
نورُ هُدى ً في الصدر من دسته
ونارُ بأسٍ فوقَ ظهر الحصان
لا تخشَ من كيد عدوّ الهدى
إنّ عليّاً لعليهِ مُعانْ
عانى خداعَ الحربِ طفلاً فما
يُقعْقعُ القِرْنُ له بالشنان
حمى حِمى الإسلام من ضَيمهِ
واستنصرَ الحقَّ به واستعان
يقدّمُ الأبطال في جحفلٍ
والطيرُ والوحش له جحفلان
معتادة ً أكْلَ لحوم العدى
عذت خماصا ثم راحت بطان
من كلّ ذئبٍ أو عُقابٍ له(7/426)
كلَّ مكرٍ، فيه شلوٌ خِوانْ
من كلّ مرهوب الشّذا مُقدمٍ
بَرْدٌ عليه حرُّ لذْعِ الطّعان
يِغْشَى بهِ الطِّرْفُ صدورَ القنا
فهو سليمُ الرّدْفِ دامي اللبان
إذا التقى الجمعان في مأزقٍ
وفلّ بالطعن سنانٌ سنانْ
يامن يُفيضُ العرفَ من راحة ٍ
مفاتحُ الأرزاقِ منها بنان
بقيتَ للجود حليفَ العُلى
فأنتَ والجودُ رضيعاً لبانْ
وإن تلاكَ العيدُ في بهجة ٍ
فأنْتَ عيدٌ أوّلٌ، وهو ثان
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
رقم القصيدة : 13521
-----------------------------------
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
وصنيعَ البين بهمْ وبنا
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا
بكؤوسِ نوًى مُلِئَتْ شجنا
ومهاً نظرتْ ونواظرها
وَصَلَتْ دمناً، وجفت دمنا
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ
من حرّ ضلوعك ما كمنا
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ
لججاً وركائبَهمْ سُفُنا
ومهاً نظرتْ ونواظرها
خُلقتْ لنواظرنا فتنا
من كلّ مُودِّعَة ٍ نَطَقَتْ
بالسّرِّ مدامعُهَا عَلَنا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحى ً
وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنَا
ورَمَتْكَ بمقلة ِ خاذلة ٍ
هَجَرتْكَ وعاوَدتِ الوَسَنا
وترى للسحر بها حركاً
فيه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي
فظهرتُ أسى ً وخفيتُ ضنى
يا وجدي كيف وجدت به
روحي وغدوت له بدنا
دعْ ذكرَ نزوحٍ عنك نأى
وتبدّلْ من سَكَنٍ سكنا
ونزولَ هواكَ بمنزلة ٍ
كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا
واخضبْ يمناك بِقانيَة
فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا
وتريك نجوماً في شفقٍ
يجلو الظلماءَ لهنّ سنَا
من كفِّ مطرِّفة ٍ عنماً
كالبدر بَدا والرئمِ رنا
لا ينكثُ فيها ذو شغفٍ
بالعذلِ، وإن خلعَ الرّسنا
إني استوليتُ على أمدي
ووطئت بفطني الفطنا
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني
في مدح عُلى الحسنِ الحسنا
ملكٌ في الملك له هِممٌ
نالَتْ بيمينيه المنَنَا
قُرنَتْ باليَمْنِ نقيبَتُهُ
والعفوُ بقدرته قُرنا
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها
بُعداً وسناها منه دنا(7/427)
من صانَ الدينَ بِصولتِهِ
وأذلّ بعزتهِ الوثنا
من يَحْدِرُ فقرا عنك إذا
فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى
ورأى مَنْ ضنّ فضائله
فسخا، وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا
وإذا ما أمَّ له حَرَماً
مَنْ خافَ مِنَ الدنيا أمِنا
ولئن هدمَ الأموال فقدْ
شادَ العلياءَ بها وبنى
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمَهُ
فقذال الوفر قد امتهنا
وكأن الحجّ لساحته
في يوم نداه يومُ مِنى
ولنا من فضلِ مذاهبه
آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى
وصوارمٌ للأقدار فلا
تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا
تشدوهُ إذا سكرتْ بدمٍ
في ضرب جماجمهم غننا
يتَنَبّعُ ماءُ تألُّقها
فيقالُ: أفي سَكَنٍ، سكنا
لا روضَ ذوى منها قِدماً
بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا
وتسيلُ سيولُ جحافله
فحقائقها تنفي الظِّنَنَا
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ
تجدُ العقبانُ بها وُكُنا
إنّ ابن عليّ حازَ عُلي
فالفعلُ له والقولُ لنا
قَمرٌ تُسْتَمطَرُ مِنْهُ يدٌ
فتجودُ أناملُه مُزُنا
ينحو الآراءَ بفكرته
فيُصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا
من غُلبِ أسودٍ ما عَمَروا
إلاّ آجامَ ظباً وقنا
وكأن الحربَ إذا فتحتْ
تبدي لهمُ مرأى ً حسنا
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا
بسلوقَ وقد سلّوا اليمنا
وكأنّ سوابغهم حببٌ
وقد جاشَ بهم ماءٌ أجِنَا
يغشى الإظلامَ بها الضرغا
مُ فتجعلُ مُقلتهُ أُذنا
ولهم بإزاءِ قرابتهم
أسماءٌ نعظمها وكنى
شجرٌ بالبرّ مورّقة ٌ
نتابُ لها ظلاٍّ وَجَنى
وإذا مَتَحَتْ مُهْجاً يدُهُ
جعل الخطيّ لها شطنا
وكفاهُ الرمحُ فَعالَ السيف
فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا
يا من أحيا بالفخر له
بمكارمه أدباً دُفِنا
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه
وأصابَ بمنطقِهِ اللّسَنَا
أشبهتَ أباكَ وكنت بما
أشبهتَ مَعاليه قمنا
وحصاة ُ أناتك لو وُزِنتْ
أنْسَتْ برجاحتها حَضَنا
أنشأتَ شواني طائرة ً
وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا
ببروجٍ قتالٍ تحسبها
في شُمّ شواهقها قُنَنَا
ترمي ببروجٍ، إنْ ظهرتْ
لعدوٌّ محرقة ، بَطَنَا
وبنفطٍ أبيضَ تحسَبُهُ
ماءً وبه تذكي السّكنَا(7/428)
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظفراً
من هُلكِ عداتك ما ضمنا
أنا مَنْ أهدى لك مُمْتَدحاً
دُرَرا أغليتُ لها ثمنا
وقديم الوردِ جديدُ الحمدِ
هناك أفوهُ به وهنا
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك
وها أنذا شيخاً يَفَنَا
وتخذتُ تَجِنَّة َ لي وطناً
وهجرتُ صقلِّيَة ً وطنا
لَقِيَتْكَ عُداتُكَ صاغرَة ً
ترجو من نوءيْكَ الهُدنا
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً
وسماءُ ظباكَ هَمَتْ مَحَنا
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة
وسلكتَ لكلّ عُلى ً سُفُنا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
رقم القصيدة : 13522
-----------------------------------
لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
بالبحرِ والطّوْدِ والضّرْغامِ من حَسَنِ
والبدرِ إذ في يديه للنّدى سُحُبٌ
سواكبٌ عَشْرُها تنهلّ بالمِنَن
ونفسِ مَلْكٍ عظيم قدرُها، رجحتْ
بأنفسِ الخلقِ من قيسٍ ومن يمن
وكيف يحمل هذا كلَّهُ فَرَسٌ
لو أنَّه ما رَسَا من هضبتي حضن
لعلّهُ في سجودٍ يومَ كبوتِهِ
لديه لمّا علاه سيدُ الزمنِ
يا مُسدياُ من نداهُ كلّ مكرمة ٍ
ومجرياً في مداه شُزّبَ الحُصُن
كأنَّ رُمْحَكَ في تصريفه قَلمٌ
مجاولاً بطويل الذابل اليَزَن
تقتادُ جيشَكَ للهيجاءِ معتزِماً
والعزّ منك ونصر الله في قرن
وتلقطُ الرمحَ من أرضِ الوَغى بيدٍ
والطِّرْفُ يجري كلمح البرق في الحَزَنِ
ويلتقي طرفاهُ إن هَزَزْتهما
كأنما طرفاهُ منه في غصنِ
لمّا سلمتَ طَفِقنا في تضرّعنا
ندعُو لكَ الله في سرٍّ وفي عَلن
وأنتَ للخلقِ رأسٌ قد سلمت لهم
فليس يشكون من سُقمٍ على بدنِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
رقم القصيدة : 13523
-----------------------------------
وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
على أنّ بعضَ الناسِ أصبحَ يهجوني
أُسالِمُ من ألفيتُ قدري كقدرهِ(7/429)
وأعظمُ مَن فوقي وأحقرُ مَن دوني
ولوْ شئتُ يوْماً لانتصرْتُ بِمِقْولٍ
يُحِيلُ على الأعراض حدّ السكاكين
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
رقم القصيدة : 13524
-----------------------------------
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
أجفانُهُ عن سهاد أجفاني
للسحرِ عينٌ، سبحان خالِقِها
وأنتَ من خَلْقِهِ بها رانِ
يا ثانيَ البَدْرِ في تكامُلِهِ
ها أنا في القَسْمِ للسُّها ثانِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
رقم القصيدة : 13525
-----------------------------------
سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
أنَّ ما قدْ قضى به سيكونُ
وإذا صحّ ذاكَ عندك فافْهمْ
أنّ شُغْلَ الضمير منك جنونُ
هل نقيضُ السكون إلاَّ حَرَاكٌ
ونقيضُ الحراكِ إلاّ السّكونُ
هكذا ينْقَضِي الزّمانُ إلى أنْ
تشملَ العالمين فيه المنون
وتَقومَ الموتى النيامُ إلى ما
كُحِلَتْ بالحياة منه العيون
بجنانٍ يُقيمُ فيها مُقيمٌ
أو بنارٍ فيها عذابٌ مهينُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
رقم القصيدة : 13526
-----------------------------------
يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
فأيّ حيّ مُخَلَّدٌ فيها
وإن تردّتْ من قبلنا أممٌ
فهي نفوسٌ رُدّتْ عواريها
أما تَراها كأنَّها أجَمٌ
أسْوَدُها بيننا دواهيها
إنْ سالَمَتْ وهي لا تسالمنا
أيّامُنَا، حارَبَتْ لياليها
وَاوَحْشَتَا من فِراقِ مُؤنِسَة ٍ
يميتني ذكْرُها ويحييها
أذكرها والدموع تسبقني
كأنَّني للأسى أجاريها
يا بحرُ أرخصتَ غير مكترثٍ
مَنْ كنتُ لا للبياع أغليها
جوهرة ٌ كان خاطري صَدَفاً
لها أقيها به وأحميها
أبَتّها في حشاك مُغْرَقَة ً
وبتُّ في ساحليك أبكيها
ونفحة ُ الطيبِ في ذوائبها
وصبغة ُ الكحل في مآقيها(7/430)
عانقها الموجُ ثمّ فارقها
عن ضَمة ٍ فاضَ روحها فيها
ويلي من الماءِ والتراب ومن
أحكام ضِدين حُكّمَا فيها
أماتها ذا وذاكَ غيرها
كَيْفَ من العُنْصُرَيْن أفديها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
رقم القصيدة : 13527
-----------------------------------
تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
لكيما أُوطّىء َ نَفْسي عليها
ومن لي بإدراك عُمرٍ قضى
إذا أحوجتني الليالي إليها
إذا ماتتِ النفس بعد الحياة
فماذا ترى حاصلاً في يديها
تسلّ بدنياكَ وانظرْ إلى
نفوذِ المقادير في عالميها
وإنَّ لديها متاعاً قليلاً
فكنْ زاهدَ النفس فيما لديها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
رقم القصيدة : 13528
-----------------------------------
بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
بدمعِ القلوبِ فما أنْصَفوه
وإنّي عَلَيْهِ لَمُسْتَدركٌ
من البثّ والحزنِ ما أهملوهُ
لعمرُكَ ما الشيبُ إمّا بدا
بفوديك إلاّ الرّدى أو أبوهُ
ألم ترَ أنّكَ بين الشبابِ
كمن ماتَ أو غابَ من شببوه
وإن أبصرتك الدّمى أنْكَرَتْ
معارفَ وَجْهِكَ منها الوجوهُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إني امرؤ لا ترى لساني
إني امرؤ لا ترى لساني
رقم القصيدة : 13529
-----------------------------------
إني امرؤ لا ترى لساني
منظَّماً، ما حييتُ، هَجْوا
كم شاتمٍ لي عَفَوْتُ عَنهُ
مصَمِّماً في اللسان نَهوا
وابتداهَ الهُجرَ فيّ ظلماً
حتى إذا لم أُجِبْهُ رَوّى
لَفْظَتُهُ زَلّة ٌ تُلاقي
مِنْ لَفَظَتِي في الخطابِ عَفَوا
كم قائلٍ إذ تركْتُ عنه
بَحري بترك الجوابِ رَهْوا
وَعوعَ سيدٌ على هزبرٍ
فما رآهُ الهزبرُ كُفْوا
ولو سطا قادراً عليه(7/431)
لم يُبْقِ للطيرِ فيه شِلوا
إنّ مطايا القريض نُجْبٌ
أجِيدُ سَوقاً لها وحَدوا
بمثل زأر الهصورِ جَزْلاً
أو كَبَغُامِ الغزال حُلوا
لوْ شِئتُ صيّرت بالقوافي
غارة هجوي عليه شعوا
ومَزّقَ القولُ منه عِرْضاً
لا يجدُ المدحُ فيه رفْوا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
رقم القصيدة : 13530
-----------------------------------
وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
إذا لُبِسَتْ فاضتْ على بطلٍ كُفوِ
لها لينُ لمسٍ لا يخافُ خشونة ً
تشافهها من حدّ ذي شُطَبٍ مُهْو
على أنها من نسجِ داود نثرَة ٌ
أدقّ على الأبصار من أثر الرفو
تروقكَ منها زُرْقَة ٌ فكأنَّها
سماءٌ بدتْ للعين في رونقِ الصحو
تردّ الردى عن ذِمرها فكأنها
تذرّعُ من سخطِ الأسنة ِ بالعفو
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
رقم القصيدة : 13531
-----------------------------------
يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
ودُنْياكَ مُفْنِيَة ً فانيَهْ
وربّكَ وارثُ أربابها
ومحيي عظامهم الباليهْ
رأيتُ الحِمامَ يبيدُ الأنام
وَلَدْغَتُهُ ما لها راقيه
وأرواحنا ثمراتٌ له
يمدّ إليها يداً جانيهْ
وكل امرىء ٍ قد رأى سمْعُهُ
ذهاباً منَ الأمَمِ الماضيه
وعارية ٌ في الفتى روحُهُ
ولا بدّ من رَدّه العاريه
سقى الله قبر أبي رحمة ً
فسقياهُ رائحة ٌ غاديهْ
وسيّرُ عن جسمه روحه
إلى الرَّوْحِ والعيشة الرّاضيهْ
فكم فيه من خُلُقٍ طاهرٍ
ومن همّة ٍ في العُلى ساميَه
ومن كَرَمٍ في العُلى أوّل
وشمسُ النّهارِ لهُ ثانيَهْ
ولوْ أنّ أخلاقهُ للزمانِ
لكانتْ موارِدُهُ صافيه
أتاني بدارِ النوى نعيُهُ
فيا روعة َ السمع بالداهيه
فحمّرَ ما ابيضّ من عبرتي
وبيضَ لِمّتي الداجيهْ
بدارِ اغترابٍ كأنَّ الحياة َ
لذكر الغريب بها ناسيه
فمثّلتُ في خلدي شَخْصَهُ
وقَرّبْتُ تربته القاصيه(7/432)
ونحتُ كثكلى على ماجدٍ
ولا مُسْعِدٌ لي سوى القافيه
قديمُ تراثِ العلى سَيّدٌ
على النجمِ خُطّتُهُ ساميه
مضى بالرجاحة ِ من حلمهِ
فما سيّرَ الهضبة َ الراسيهْ؟
وما أنْسَ لا أنْسَ يوْم الفراق
وأسرارُ أعيننا فاشيهْ
ومرّتْ لتوديعنا ساعة ٌ
بلؤلؤ أدمُعِنا حاليهْ
ولي بالوقوف على جمرها
وإنْضاجِهِ قَدَمٌ حافيه
ورحتُ إلى غربة ٍ مُرّة ٍ
وراحَ إلى غُرْبَة ٍ ساجيَه
وقدْ أودعتني آراؤه
نجوماً طوالعُها هاديه
سمعتُ مقالَة شيخي النّصيحِ
وأرْضيَ عَنْ أرضِهِ نائيه
كأنّ بأذني لها صرخة ً
أرادَ بها عُمَرٌ ساريه
مضى سالكاً سُبلَ أبائه
وأجدادهِ الغُررِ الماضيهْ
كرامٌ تولوا بريب المنون
وأبقوْا مفاخرهُمْ باقيَه
مَضَى وهو منّي أخو حَسَرة ٍ
تُمازجُ أنفاسهُ الرّاقيهْ
تجودُ بدفع الأسى والرّدى
على خدّه عينهُ الباكيهْ
وإني لذو حزنٍ بعده
شؤونُ الدمعِ لهُ داميَه
بكيتُ أبي حقبة ً والأسى
عليّ شَواهدُهُ باديه
وما خمدتْ لوعة ٌ تلتظي
ولا جمدتْ عبرة ٌ جاريهْ
ونفسي وإن مُدّ في عُمرِها
لما لقيتْ نفسُهُ لاقيه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
رقم القصيدة : 13532
-----------------------------------
شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
بريقتها أحْيَا وإلا فلا مَحْيا
وكيفَ وريّا لا تجودُ بريقة ٍ
إذا لم أجِدْ في الماءِ من ظمإ رِيّا
فتاة ٌ تديرُ السحرَ من لحظ مُقْلة ٍ
.......................
وتعرضُ إعراض المنى في صدودها
ولوْ أقبلتْ بالوصلِ أقبلتْ الدّنيا
وما بالها لم تُعْطِ مِنْ سيف جفنها
أماناً وقد أعطاه من سيفه يحيى
حمى ابنُ تميم بالظبا ملّة َ الهدى
وأضحى زمامُ الملك في يده العليا
وإنْ أجْدَبَتْ آمالُنَا فهباتُهُ
حدائقُ لم تعدمْ لأنملهِ سُقيا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ
هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ(7/433)
رقم القصيدة : 13533
-----------------------------------
هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ
أم عدا سهمهُ فؤاد رَميِّ
هلْ أدامَ الزّمانُ وَصْلَ خليلٍ
فوفَى ، والزّمانُ غيرُ وفيّ
وهو كالفكر بين غشّ عَدُوٍّ
لبنيه، وبين نُصحِ وليّ
قد رأينا حالاً نؤولُ إليها
ووعظنا بحالنا الأوليّ
غير أنّا نرنو بأعينِ رشدٍ
كُحِلَتْ من هوَى النفوس بغيّ
أين ما كان خلقه من ترابٍ
لم يكنْ بدءُ خلقه من منيّ
واغتذى عند مولد الروح فيه
من ثُديّ الحياة ِ أوّلَ شيّ
قد دُفِعْنَا إلى حياة ٍ وموْتٍ
ونشورٍ إلى الإلهِ العَليّ
ودوام البقاءِ في دار أخرى
ومجازاة ُ فاجرٍ وتقيّ
كم مليكٍ وسوقٍ وشُجاعٍ
وجبانٍ وطائغٍ وَعَصِيِّ
نشرَتْهُمْ حياتهمْ أيّ نشرٍ
وطواهُمْ حِمامُهُمْ أيّ طيّ
فهمُ في حشا الضريح سواءٌ
ولقد كان ذا لذا غَيْرَ سِيِّ
لك يا من يموتُ شخصٌ وفيءٌ
ثم شخصٌ في القبر من غير فَيّ
أيُّ فْيء لم يصيرُ تراباً
مُحِيَتْ مِنْهُ صورَة ُ البَشَريّ
كيفَ تنجو على مَطِيَّة ِ دُنْيا
وهي تَشّحُو بالجانِبِ الوحْشِي
تطرحُ الراكب الشديد شموساً
وركوبُ الشموس فعل غبيّ
غُرّ مَنْ ظنّ أن يصافي دهراً
وهو للأصفياءِ غيرُ صفيّ
كلّ لاهٍ عمّا يطيل شجاه
يملأ العينَ من رقادِ خليّ
والرّدى يشملُ الأنامَ ومنه
عرضيّ يجيءُ من جَوْهريّ
ومميتُ الحراكِ من سكونٌ
مظهرٌ فعلهُ بسرٍّ خفيّ
وهو يرمي قوائمَ الأعصم الضِّر
بِ ويلوي قوادمَ المضرَحيِّ
لا يهابُ الحِمامُ مَلكاً عظيماً
يجتبي يوم جوده بالحبيّ
ينطقُ الموتُ من ظباه فَيَمْضِي
خيرُ وسميّ رحمة ٍ وَوَليّ
لا ولا مُرْهَفَ المُدى بين فَكّيْ
باطشِ البرثَنيْنِ وَرْدٍ جَريّ
ومتى هابَ موقداً نارَ حربٍ
فارساً في المُضاعَفِ الفارسيّ
للرّدينيّ منه ريٌّ مُعَادٌ
من نجيع العدا كحرف الدّويّ
أيّ رزءٍ جارتْ به الريحُ في الما
ءِ وأفشتهُ من لسانِ النعيّ
ومصابٍ أصابَ كلّ فؤادٍ
في ابن عيد العزيز عبد الغني(7/434)
قائدٌ قادَهُ إلى الموْتِ عِزّ
باقتحامٍ كهلٍ وعزمٍ فتيّ
فارسُ الماءِ والثرى والفتى المحـ
ـضُ والمروءة الأريحيّ
ورثَ العزّ من أبيه كشبلٍ
أخذَ الفتكَ عن أبيه الأبيّ
جمرة ُ البأس أخمدت عن وقود
بنفوس العداة من كلّ حيّ
وحسامُ الجِلاد فُلّ شباه
بشبا الموت عن قراع الكميّ
حاسرٌ درعه، تضَرُّمَ قلبٍ
خافقٍ في حشا فتًى شَمّريّ
يتقّي حدّ سيفه كلّ علج
يجيبكِ الماذيّ في الآذيّ
مقبلاً لا مولياً بالأماني
عن كفاحِ العِدا وبالسمهريّ
وكأنّ الإتاءَ مال عَلَيه
يوم مَدّوا إليه سُمَر القنيّ
سلبُوا سَيْفَهُ وفيه نجيعٌ
منهمُ كالشقيق فوق الأتيّ
ورأوْا كل مُهْجَة ٍ منهمُ سا
لتْ على صَدْرِ رُمْحِهِ الزاعبيّ
زُوّدوا كل ضربة ٍ منه كالأخدو
دِ تُردي وطعنة ٍ كالطويّ
كلّ نارٍ كانتْ من الغزو تذكى
خمِدتْ في حسامِه المَشّرَفي
صافحَ الموتَ والصفائحُ غَضْبَى
وَلَغَتْ منه في دماءِ رَضيّ
مُشْعراً بالسيوف كالهدي تُهدى
كلّ حورية ٍ إليه هَديّ
فهو نعم العروسُ حشوَ ثيابٍ
قانئاتٍ من كلّ عِرقٍ ضَريّ
طيبُهُ من نجيعه، وهو مسكٌ
في عِذارِيْ مُهَذَّبٍ لَوْذَعِيّ
يا شهيدا في مشهد الحرب مُلقى
وسعيداً بكلّ علجٍ شقيّ
وَسخياً بنَفسِهِ للعوالي
في رضى الله فعلُ ذاكَ السخيّ
كمْ ضروبٍ ضاربته وجليدٍ
وقريبٍ طاعنتهُ وقصيّ
وأخي وفضة ٍ كأمٍ ولودٍ
ما أصابتكَ من بنات القسيّ
كَمْ صَديقٍ بكاكَ مثلي بدَمعٍ
طائعٍ من شؤونه لا عصي
تذرف العينُ منه جرية َ ماءِ
تطأُ الخدّ وهي جمرة ُ كيّ
وثكالى يندبنَ منكَ بحزنٍ
خيرَ ندبٍ مُهذَّبٍ ألمعيّ
حاسراتٍ ينُحنَ في كلّ صُبحٍ
بلّه دمعها وكلّ عشيّ
ليس يدري امرؤ أجَزّ نواصٍ
كانَ منهنّ أم حصادُ نصيّ
سُوّدتْ بالمداد بيضُ وجوه
فهي في كلّ برقعٍ حبشيّ
ولبسنَ المسوحَ بعد حريرٍ
شرّ زيٍّ أرتكَ من خيرِ زِيّ
كلّ نواحة ٍ عليكَ حشاها
حَشْوُهُ منك كلّ داءٍ دَويّ
يتلقّى بنفسجُ اللطمِ منها
ذابلَ الوَرد فوْق وردٍ جنيّ(7/435)
يا خليلاً أخلّ بي فيه دهرٌ
لوفاءِ الأحرار غير وفيّ
أنْتَ بالموْت غائبٌ، ومثالٌ
في ضمير الفُؤادِ منك نجييّ
وإن أرضاً غودرتَ فيها لتهدي
ريحها منك عَرفَ مسكٍ ذكيّ
فسقى شلوك الممزقَ فيها
خبرُ وسميّ رحمة ٍ وَوَليّ
لم أكنْ إذ نَظَمْتُ تأبينَ مَيْتٍ
لكَ أختارُهُ على مَدْحِ حَيِّ
أنا أبكي عليكَ ما طال عمري
شَرِقَ العين من دموع بريّ
وستبكيكَ بعد موتي القوافي
في نياح من لفظها معنويّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
رقم القصيدة : 13534
-----------------------------------
غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
ففرّ إلى طَرفِ الناحيه
فعاجَلتهُ ثمّ بالمهلكات
كما يُقْتَلُ الشاهُ في الزاويه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
رقم القصيدة : 13535
-----------------------------------
كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
وأرى فعلك فعلَ شَقِيّ
فاسألِ الرحمة َ ربّاً عظيماً
وَسِعَتْ رحمتُه كلّ شيّ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
رقم القصيدة : 13536
-----------------------------------
أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
وأنتَ مقيمٌ في قيودكَ عانيا
وإنْ لمْ أُبارِ المُزْنِ قطرا بأدمعٍ
عليكَ فلا سُقيتُ منها الغواديا
تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً
فما ألْبَسُ الأجْفانَ إلا بواكيا
وما فرحي يومَ المسرّة ِ طائعاً
ولا حَزَني يوْمَ المساءَة ِ عاصيا
وهل أنا إلاّ سائلٌ عنك سامعٌ
أحاديثَ تبْكي بالنّجِيع المعاليا
قيُودُكَ صيغتْ من حديدٍ ولم تكنْ
لأهلِ الخطايا منك إلا أياديا
تعينك من غير اقتراحك نعمة ٌ
فتقطعُ بالابراقِ فينا اللياليا
كشفتَ لها ساقاً وكنتَ لكشفها
تحزّ الهوادي أو تجزّ النواصيا
وقفنَ ثقالاً لم تُتِحْ لط مشية ً(7/436)
كأنَّك لم تُجْرِ الجفاف المذاكيا
قعاقع دُهمٍ أسهرتكَ وطالما
أنامتْكَ بِيضٌ أسْمرَتْكَ الأغانيا
و ماكنتُ أخشى أن يقال: محمدٌ
يميلُ عليه صائب الدهر قاسيا
حسامُ كفاحٍ باتَ في السجن مغمدا
وأصبحَ من حليِ الرياسة ِ عاريا
وليث حروب فيه أعدوا برقِّه
وقد كان مقداماً على الليث عاديا
فيا جَبَلاً هَدّ الزمانُ هضابَهُ
أما كنتَ بالتمكين في العزّ راسيا
قُصِرَتَ ولمّا تقضِ حاجتِكَ التي
جرى الدهر فيها راجلاً لك حافيا
وقد يعقلُ الأبطالَ خَوْفُ صيالها
ويُحكمُ تثقيف الأسودِ ضواريا
أقولُ وإني مُهْطِعٌ خوفَ صيحة ٍ
يُجيبُ بها كلٌّ إلى الله داعيا
أسَيْرَ جبالٍ وانْتشارَ كواكبٍ
دنا من شروط الحشر ما كان آتيا
كأنَّكَ لم تجعل قناك مَراودا
تَشُقُّ من الليل البهيم مآقيا
ولم تزد الإظلام بالنقع ظلمة ً
إذا بَيّضَ الإصباحُ منه حواشيا
ولم تثن ماء البيض بالضرب آجناً
إذا صُبّ في الهيجا على الهام صافيا
ولم تُصْدِرِ الإلالَ نواهلاً
إذا ورَدَتْ ماءَ النحور صوافيا
وخيلٍ عليها كلّ رامٍ بنفسه
رضاكَ إذا ما كنتَ بالموت راضيا
وقد لبسوا الغدْرانَ وهي تموجّتْ
دروعاً وسلُّوا المرهفات سواقيا
وكم من طغاة ٍ قد أخذتَ نفوسهمْ
وأبقيتَ منهم في الصدور العواليا
بمعترك بالضرب والطَّعن جُرْدهُ
تمرّ على صرْعى العوادي عواديا
مضى ذاك أيام السرور وأقبلتْ
مناقِضَة ً من بعده هي ما هيا
إذِ المُلْكُ يمضي فيه أمرك بالهدى
كما أعلمت يمناك في الضرب ماضيا
وإذ أنْتَ محجوبُ السرادق لم يكن
له كلماتُ الدهر إلاّ تهانيا
أمرٌ بأبوابِ القصور وأغتدي
لمن بانَ عنها في الضمير مناجيا
وأنشد لا ما كنت فيهنّ منشدا
"ألا حيّ بالزُّرْق الرسوم الخواليا"
وأدعو بينها سيّدا بعد سيّدٍ
ومن بعدهم أصبحتُ همّاً مواليا
وأحداث آثار إذا ما غشيتُها
فَجَرتُ عليها أدمعي والقوافيا
مضيتَ حميدا كالغمامة ِ أقشعَتْ
وقد ألْبَسَتْ وشْيَ الربيع المغانيا
سأدمي جفوني بالسهاد عقوبة ً(7/437)
إذا وقفت عنك الدموعَ الجواريا
وأمنعُ نفسي من حياة ٍ هنيئة ٍ
لأنّكَ حيٌّ تستحقُّ المراثيا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا أركبُ البحرَ خوفاً
لا أركبُ البحرَ خوفاً
رقم القصيدة : 13537
-----------------------------------
لا أركبُ البحرَ خوفاً
عليّ منه المعاطب
طينٌ أنا وهو ماءٌ
والطينُ في الماء ذائب
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
رقم القصيدة : 13538
-----------------------------------
يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
ألبستني للحزنِ ثوبَ سمائهِ
أضرَمْتَ قلبي فارتمى بشرارة ٍ
وقعتْ بخدّكَ فانطَفَتْ من مائه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
رقم القصيدة : 13539
-----------------------------------
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها
عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ
شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً
فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب
والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً
فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ
طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ
بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي
لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة
أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب
من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ
فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ
فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ
فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ
فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ
ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ
والليثُ يأنف عن جواب الثعلب
لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً(7/438)
إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ
أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ
طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ
مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها
عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها
ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها
فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ
نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي
فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ
لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا
غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي
رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً
لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
رقم القصيدة : 13540
-----------------------------------
ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
ورضابُهُ نقلٌ على ما أشربُ
حتى انجلى الإصباحُ عن إظلامه
كالستر يُرفع عن مليكٍ يحجب
والشهبُ في غربِ السماءِ سواقطٌ
كبناتِ ماءٍ في غديرٍ تَرْسُبُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
رقم القصيدة : 13541
-----------------------------------
مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
تسْتعذِبُ العيشَ معْ تَعَذّبِها
تطعنُ صدرَ الدجى بعالية ٍ
صنوبريّ لسانُ كوكبها
إن تَلفتْ روحُ هذه اقتسمتْ
من هذه فضلة ً تعيشُ بها
كحيّة ٍ باللّسانِ لاحسة ٍ
ما أدركتْ من سوادِ غيهبها
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
رقم القصيدة : 13542
-----------------------------------
قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
ينشقّ منه عن الصباح الغيهبُ
وأريجُ مسكٍ فاحَ عن نفَحاتها
فذوائبُ الظلماءِ منه تطيّبُ
قالوا: الصبوحُ، فقلتُ: قَرِّبْ كأسَهُ
إنّي لِمُهديها بها أتَقَرّبُ(7/439)
لا تسقني اللبنَ الحليبَ فإنّ لي
في كلّ داليَة ٍ ضروعاً تحلب
وذَخيرة ٍ للعيشِ مَرّ لعمرها
عَدَدٌ يشقّ على يَدَيْ من يحسب
دبّابة ٌ في الرأسِ يصعدُ سُكرها
فتجدّ منا بالعقولِ وتلعب
دارَتْ بعقلي سَورة ٌ من كأسها
حتى كأنَّ الأرضَ تحتي لولب
باكرتها والليل فيه حُشاشة ٌ
يستلّها بالرفقِ منه المغرب
والجوّ أقبلَ في تراكبِ مُزنهِ
قُزحٌ بعطفهِ قوسهِ يتنكّبُ
صابتْ فأضْحَكَتِ النديمِ بأكّؤسٍ
عَهدي به من نقطهنّ يُقَطب
والبشرُ في شربِ المدامة ِ فارتقبْ
منها سرورَ النفسِ ساعة َ تَعْذُب
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
رقم القصيدة : 13543
-----------------------------------
تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
فركبٌ إلى شرق وركبٌ إلى غربِ
وما قُدّ قَدّ السيرِ بالسيرِ بينهم
ولكنَّما المنقدّ بينهُم قلبي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> انظرهما في الظلام قد نجما
انظرهما في الظلام قد نجما
رقم القصيدة : 13544
-----------------------------------
انظرهما في الظلام قد نجما
فقلت: كما رنا في الدجنة الأسد
فقال: يفتح عينيه ثم يطبقهما
فقلت: فعل امرىء في جفونه رمد
فقال: فابتزه الدهر نور واحدة
فقلت: وهل نجا من صروفه أحد
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
رقم القصيدة : 13545
-----------------------------------
وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
وكأنَّما شَجَرُ البسيطة ِ عُودُهُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
رقم القصيدة : 13546
-----------------------------------
وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
ميمٌ لطولِ نحولها بالفدفدِ
كحلتْ جفونَ الصبح منها بالسرى
وتكحلتْ منه بلوْنِ الإثْمدِ
فلجسمها والصبحُ يتبع نورَهُ(7/440)
من جفنِ ليلتها انسلالُ المرود
يا ليتَها كانتْ سفينة َ زاجرٍ
فتخوضَ بي مدّ العبابِ المزبدِ
فأرى ابن حمدانٍ ونورَ جبينهِ
يجلو سناهُ قذى جفون الأرمدِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
رقم القصيدة : 13547
-----------------------------------
جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
فَرَوْضِيَ مطلولٌ فما ليَ لا أشْدو
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
رقم القصيدة : 13548
-----------------------------------
وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
فراحتْ وقلبي في ترائبها نَهْدُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
رقم القصيدة : 13549
-----------------------------------
واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
أضحى بمجدك بيته معمورا
قصرٌ لو أنَّك قد كحلتَ بنوره
أعمى لعادَ إلى المقام بصيرا
واشتقّ من معنى الحياة نسميه
فيكادُ يُحْدِثُ للعظام نُشورا
نُسيَ الصبيحُ مع المليح بذكره
وسما ففاقَ خورنقاً وسديرا
ولو أنَّ بالألوان قوبلَ حسنُهُ
ما كان شيءٌ عنده مذكورا
أعيت مصانعه على الفُرْسِ الألى
رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا
ومضَتْ على الرّوم الدهورُ وما بنوْا
لملوكهم شَبَهاً له ونظيرا
أذكرتنا الفردوس حينَ أريتنا
غُرَفاً رفعتَ بناءَها وقصورا
فالمحسنون تزيّدوا أعمالهم
وَرَجَوْا بذلك جَنَّة ً وحريرا
والمذنبون هُدوا الصراطَ وكفّرتْ
حسناتهمْ لذنوبهم تكفيرا
فلكٌ من الأفلاكِ إلاّ أنّه
حَقَرَ البدورَ فأطلع المنصورا
أبصرتُهُ فرأيتُ أبدعَ منظرٍ
ثم انثنيتُ بناظري محسورا
وظننتُ أني حالمٌ في جنّة ٍ
لمّا رأيتُ الملكَ فيه كبيرا
وإذا الولائد فتّحتْ أبوابه
جَعَلَتْ تَرَحّبُ بالعُفاة ِ صريرا(7/441)
عَضّتْ على حلقاتهنّ ضراغمٌ
فغرَتْ بها أفواهها تكسيرا
فكأنَّها لَبَدَتْ لتهصرَ عندها
من لم يكنْ بدخوله مأمورا
تجري الخواطر مطلقات أعنة ٍ
فيه فتكبو عن مداه قصورا
بمرخَّم الساحاتِ تحسبُ أنّهُ
فُرِشَ المهَا وتَوَشّحَ الكافورا
ومحصَّبٍ بالدرّ تحسبُ تربَهُ
مسكاً تَضَوّعَ نشره وعبيرا
يستخلفُ الإصباح منه إذا انقضى
صبحاً على غسقِ الظلام منيرا
وضراغمٌ سكنتْ عرينَ رئاسة ٍ
تركتْ خريرَ الماء فيه زئيرا
فكأنَّما غَشّى النّضارُ جُسومَهَا
وأذابَ في أفواهِها البلّورا
أسدٌ كأنّ سكونها متحركٌ
في النفس لو وجدتْ هناك مثيرا
وتذكّرتْ فتكاتها فكأنما
أقعتْ على أدبارها لتثورا
وتخالُها، والشمسُ تجلو لونَها
نارا وألسُنَها اللواحسَ نورا
فكأنما سُلّتْ سيوفُ جداولٍ
ذابتْ بلا نارٍ فعُدنَ غديرا
وكأنما نسجَ النسيم لمائه
درعاً فقدّرَ سردها تقديرا
وبديعة ِ الثمرات تعبرُ نحوها
عيناي بحرَ عجائبٍ مسجورا
شجرية ٍ ذهبية ٍ نزعتْ إلى
سحر يؤثّر في النهى تأثيرا
قد صَوْلجتْ أغصانها فكأنما
قنصَتْ لهنّ من الفضاء طيورا
وكأنَّما تأبى لواقع طيرها
أن تستقلّ بنهضها وتطيرا
من كلّ واقعة ٍ تَرَ منقارها
ماءً كسلسال اللجين نميرا
خُرسٌ تُعدّ من الفصاح فإن شدّتْ
جعلتْ تغرّدُ بالمياه صفيرا
وكأنَّما في كلّ غصنٍ فضة ٌ
لانتْ فأرسلَ خيطها مجرورا
وتريكَ في الصهريج موقعَ قطرها
فوقَ الزبرجدِ لؤلؤاً منثورا
ضحكتْ محاسنهُ إليك كأنما
جُعلتْ لها زهرُ النجوم ثغورا
ومَصفَّحِ الأبوابِ تبرا نَظّروا
بالنقش بين شكوله تنظيرا
تبدو مساميرُ النضارِ كما عَلَت
فلك النهود من الحسان صدورا
خلعتْ عليه غلائلاً ورسيَّة ً
شمسٌ تردّ الطرفَ عنه حسيرا
وإذا نظرتَ إلى غرائب سقفه
أبصرت روضا في السماء نضيرا
وعجبتَ من خُطّافِ عسجده التي
حامت لتبني في ذراه وكورا
وضعتْ به صناعُهُ أقلامَها
فأرتكَ كلّ طريدة ٍ تصويرا
وكأنَّما للشمس فيه ليقة ٌ
مشقوا بها التزْويقَ والتشجيرا(7/442)
وكَأنَّما للازَوَرْد مُخَرَّمٌ
بالخطّ في ورقِ السماءِ سطورا
وكأنما وَشّوا عليه ملاءة ً
تركوا وشاحِها مقصورا
يا مالكَ الأرضِ الذي أضحى له
مَلِكُ السماءِ على العداة نصيرا
كم من قصورٍ للملوك تقدّمتْ
واستوجَبَتْ لقصورك التأخيرا
فعمرتها ومَلَكتَ كلّ رئاسة ٍ
منها ودمّرْتَ العدا تدميرا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
رقم القصيدة : 13550
-----------------------------------
وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
أميرٍ على الوَحشِ المقيمة ِ في القَفْرِ
يُوَسِّدُ شبليه لحومَ فَوارِسٍ
ويقطعُ كاللصّ السبيل على السَّفر
هزبرٌ له في فيه نارٌ وشفرَة ٌ
فما يشتوي لحمَ القتيلِ على الجمرِ
سراجاه عيناه إذا أظلم الدجى
فإن بات يسري باتت الوحش لا تسري
له جبهة ٌ مثل المجنّ ومعطسٌ
كأنّ على أرجاله صبغة َ الحبر
يصلصلُ رعدٌ من عظيم زئيره
ويلمع برقٌ من حماليقهِ الحمر
له ذنبٌ مستنبطٌ منه سَوْطُهُ
ترى الأرض منه وهي مضروبة الظهر
ويضربْ جنبيه به فكَأنَّما
له فيها طَبْلٌ يَخْصّ على الكرّ
ويُضْحِك في التعبيس فكّيه عن مدى
نيوبٍ صلابٍ ليس تُهتمُ بالفهر
يصولُ بكفّ عرْض شبرين عرْضُها
خناجرها أمضى من القُضُبِ البتر
يجرّدُ منها كلّ ظُفْرٍ كأنَّهُ
هلالٌ بدا للعين في أوّلِ الشهر
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
رقم القصيدة : 13551
-----------------------------------
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
إذا غابَ لم يبعد على عين مُبصرِ
وبينَ رحيلي والايابِ لحاجها
من الدهر ما يُبْلِي رَتيمَة َ خنصر
ولا بُدّ من حملي على النفس خُطّة ً
تُعلّقُ وردي في اغترابي بمصدري
وتطرحني بالعزم من عير فترة ٍ
سفائنُ بيدٍ في سفائن أبحُرِ
وما هيَ إلا النفسُ تفني حياتَهَا
مُصَرَّفة ً في كلّ سعيٍ مُقَدَّر(7/443)
أغرَّكِ تلويحٌ بجسمي وإنَّني
لكالسيف يعلو متنه غين جوهر
وما هيَ إلا لفحة ٌ من هواجرٍ
تخلّصَتْ منها كالنّضار المسجَّر
وأنكرتِ إلمام المشيب بلمتي
وأيّ صباحٍ في دجى غير مسفر
وما كان ذا حذرٍ غرابُ شبيبتي
فلمْ طار عن شخصي لشخص مُنفِّر
وأبقتْ صروفُ الدهرِ منّي بقيّة ً
مذكرة ً مثلَ الحسام المذكر
وما ضعضعتني للحوادثِ نكبة ٌ
ولا لان في أيدي الحوادث عُنصري
وحمراءَ لم تسمحْ بها نفس بائعٍ
لسومٍ ولم تظفرْ بها يد مشْتري
أقامتْ مع الأحقابِ حتى كأنَّها
خبيئة ُ كسرى أو دفينة ُ قيصر
فلم يبقَ منها غيرُ جزءٍ كأنهُ
تَوَهُّمُ معنى ً دقّ عن ذهن مُفكرِ
إذا قهقه الإبريق للكأس خِلتهُ
يرجّعُ صوتاً من عُقابٍ مُصرصرِ
وطاف بها غمرُ الوشاح كأنما
يقلّبُ في أجفانه طرفَ جؤذر
قصرتُ بكلٍّ كلَّ يومٍ لهوتُهُ
ومهما يطبْ يومٌ من العيش يقصرُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
رقم القصيدة : 13552
-----------------------------------
أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
وليالٍ دجتْ لنا أم شعورُ
وغصُونٌ تأوّدَتْ أم قدودٌ
حاملاتٌ رمّانهنّ الصدّور
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
رقم القصيدة : 13553
-----------------------------------
سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
قالتْ: أصمّ دعوه يعذرْ
حديثُها سكرٌ شهيّ
وأطيبُ السكرِ المُكَرَّرْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
رقم القصيدة : 13554
-----------------------------------
ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
مدادي، ومن جلدي إلى مجده طِرْسي
وخاطبتَ بالعلياءِ لفظا منقَّحا
وخطّطْت بالظلماءِ أجنحة َ الشمس
لكان حقيرا في عظيمِ الذي له
من الحق في نفس الجلال فدع نفسي
ومالكة ٍ نفسي ملكتُ بها المنى(7/444)
وقد شرّدتْ عني التوحش بالأنس
وقابلتُ منها كلّ معنى ً بِعدّهِ
يلوّحُ نفسَ الوهم في دُهمة ِ النْقْسِ
كأنيَ في روضٍ أُنَزّهُ ناظري
جليلُ معانيه يدقّ عن الحسّ
مقلتُ بعيني منه خطّ ابن مقلة ٍ
وَفَضّ على سمعي الفصَاحَة َ من قُس
وخفتُ عليه عينَ سحرٍ تُصيبهُ
فَصَيّرْتُ تعويذي له آيَة َ الكرسي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
رقم القصيدة : 13555
-----------------------------------
بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
وكساهُ حُلّة َ ريشِهِ الطّاووس
وكأنَّ هاتيكَ الشقائقَ قَهْوة ٌ
وكأنّ ساحاتِ الديار كؤوسُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
رقم القصيدة : 13556
-----------------------------------
أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
يَهْتِكُ من أنوارهِ الحندسا
كمِنْجَلٍ قد صِيغَ من عَسْجَدٍ
يحصدُ من زهرِ الرّبى نَرْجِسَا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
رقم القصيدة : 13557
-----------------------------------
ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
إذا ما بدا في الكأسِ درٌّ مجوَّفُ
لها من شقيقِ الرّوْضِ لونٌ كأنَّما
إذا ما بدا في الكأس منه مُطَرّفُ
سَرَيْتُ على برقٍ كأنّ ظلامَهُ
إذا احمرّ ليلٌ أسوَدَ باتَ يرعف
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
رقم القصيدة : 13558
-----------------------------------
لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
فرأيتِ بي ما يصنعُ التفريقُ
وَلْحالَ من دمعي وحرّ تنفسي
بيني وبينكِ لجة ٌ وحريقُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
رقم القصيدة : 13559
-----------------------------------(7/445)
نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
والموتُ للخلق ناصبٌ شركهْ
تبرمُ أجسامنا وتنقضها
طبائعٌ في المزاج مشتركه
لولا انتشاقُ الهوا لمتّ كما
تموتُ مع فَقْدِ مائها السمكه
نُنْشأْ بالبعثِ بعد ميتتنا
أما يُعيدُ الزجاج مَنْ سبكه
ما أغفلَ الفيلسوف عن طُرُقٍ
ليستْ لأهل العقول منسلكه
مَن سَلّمَ الأمرَ للإله نجا
ومن عدا القصد واقَعَ الهلكه
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
رقم القصيدة : 13560
-----------------------------------
يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
نفحاتُ كافورٍ ومسكِ
وكأنَّ قَطْرَ سمائِهِ
دُرُّ هوى من نظم سِلكِ
مُتَغَيّرٌ غيناً وصَحْـ
ـوا مثل ما حدّثَتْ عنكِ
كالطفلِ يُمنَحُ ثمّ يُمْـ
ـنَعُ ثم يضْحَكُ ثم يبكي
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
رقم القصيدة : 13561
-----------------------------------
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
بالخلقِ جذلانَ إن تشكُ الهوى ضحكا
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
رقم القصيدة : 13562
-----------------------------------
سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
زادَهُ فيه سكوناً حَرَكُهْ
فهو كالمركزِ يبْقَى ثابتاً
كلّما دارَ عَلَيْه فَلَكُهْ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
رقم القصيدة : 13563
-----------------------------------
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
قلبي لَسَبْتِ فأين من يرقيكِ
وحلَلَتِ في القَمَر المنيرِ فكيف ذا
وحلولُهُ أبداً أراهُ فيكِ
لا تحسبيني أشْتَكي لِعَواذلي
آلامَ قلبي منكِ، لا وأبيكِ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى
لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى(7/446)
رقم القصيدة : 13564
-----------------------------------
لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى
ولى نَظَرة ٌ نحوَ القَتول هي القتلُ
تُرَدَّد بالتكريهِ رُسْلُ نواظري
ومن شيم الإنصافِ أن تكرّم الرّسل
ركبتُ نوى ً جوّابة َ الأرضِ لم يعشْ
لراكبها عيسٌ تخبّ ولا رجل
أسائلُ عن دارِ السماح وأهْلِهِ
ولا دارَ فيها للسماح ولا أهل
ولولا ذُرى ابن القاسمِ الواهبِ الغنى
لما حُطّ منها عند ذي كرَم رحل
تُخَفَّضُ أقدارُ اللئامِ بلؤمهم
وَقَدْرُ عليّ من مكارِمِهِ يعلو
فتى لم يُفَارِقْ كفَّهُ عَقْدُ مِنّة ٍ
ولا عِرضهُ صونٌ ولا مالهُ بذلُ
له نِعَمٌ تخضَرّ منها مَوَاقِعٌ
ولا سِيمَا إن غَيّرَ الأفقَ المحل
ورحبَ جَنَابٍ حين ينزلُ للقِرى
وفصلُ خطابٍ حين يجتمع الحفل
ووجهٌ جميلُ الوجه تحسبُ حرّهُ
حساماً له من لحظ سائله صقل
مُروَّعَة أموالهُ بعطائهِ
كأن جنوناً مسّها مِنهُ أو خَبْل
وأيّ أمانٍ أو قرارٍ لخائف
على رأسه من كفّ قاتله نصل
لقد بَهَرتْ شهبَ الدراري منيرة ً
مآثرُ منكمْ لا يكاثِرُها الرّمْلُ
ورثتمْ تراثَ المجدِ من كلّ سيّدٍ
على منكبيه من حقوقِ العلا ثقل
فمنْ قمرٍ يُبقي على الأفق بَعْدَهُ
هلالاً ومن ليث خليفته شبل
وأصبحَ منكمْ في سلا الجور أخرسا
وقام خطيباً بالذي فيكمُ العدل
ملكتُ القوافي إذ توخيتُ مدحكمْ
ويا رُبّ أذوادٍ تَمَلّكها فَحْلُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
رقم القصيدة : 13565
-----------------------------------
زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
ويسمُّ نَصْلُ السّهْمِ وهو قَتول
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
رقم القصيدة : 13566
-----------------------------------
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
حتى كأنَّ الشمسَ تذكي المَندلا(7/447)
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
رقم القصيدة : 13567
-----------------------------------
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
تشدوهمُ في الهوادي كلما اقتحموا
بيضٌ تصفّ المنايا السودَ صارخة ً
وهي الذكور التي انقضتْ بها القمم
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
رقم القصيدة : 13568
-----------------------------------
وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
قليلِ المياه كثيرِ الزّحامِ
فما للقيام قعودٌ به
ولا للقعود به مِنْ قيامِ
حنيّاتُهُ قانصاتٌ لنفسي
وَقَطَراتُهُ صائباتُ السهام
ذكرْتُ به النّارَ حتى لقد
تخيلتُ إيقادَها في عظامي
فيا رَبّ عَفْوَكَ عن مُذنبٍ
يخافُ لقاءكَ بَعْد الحِمام
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
رقم القصيدة : 13569
-----------------------------------
ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
أساءَ إليه ظالمٌ وهو محْسِنُ
كذي غَرَقٍ مَدّ الذراعين سابحاً
من الجوّ بحرا عَوْمُهُ ليس يُمْكنُ
وتحسبُهُ من جَنّة ِ الخلد دانياً
يعانقُ حُوراً لا تراهنّ أعْيُنُ
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
رقم القصيدة : 13570
-----------------------------------
طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
إذ لا تَزُفّهما حتى تَرقاها
كَأنَّما البَحرُ عَيْنٌ وَهِيَ أسوَدِها
فَسَبْحُها فيه، وَالعَبْرَانِ جفناها
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
رقم القصيدة : 13571
-----------------------------------
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،(7/448)
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا(7/449)
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛
وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا(7/450)
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
رقم القصيدة : 13573
-----------------------------------
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ
كيمَا أنالَ بقرضٍ
مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
رقم القصيدة : 13574
-----------------------------------
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
فديْتُكَ، واعتززْتُ على ذليلِ؟
وَفِيمَ أنِفْتَ مِنْ تَعْلِيلٍ صَبٍّ،
صَحيحِ الوُدّ، ذي جسْمٍ عَلِيلِ؟
فَهَلاّ عُدْتَني، إذْ لَمْ تُعَوَّدْ
بشَخصِكَ، بالكتابِ أوِ الرّسُولِ؟
لقدْ أعيَا تلوّنُكَ احتيَالي،
وَهَلْ يُعني احْتِيالٌ في مَلُولِ؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
رقم القصيدة : 13575
-----------------------------------
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ
تْهُمُ منهُ الظّنونُ(7/451)
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛
وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
وتمنّوءا أنْ يخونَ الـ
ـعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ،
وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي،
وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
يا جَوَاداً بيَ! إنّي
بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
أرخصَ الحبُّ فؤادي
لكَ، والعلقُ ثمينُ
يا هلالاً! تترَا
ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو
مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ
ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،
حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،
وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا غزالاً ! أصَارني
يا غزالاً ! أصَارني
رقم القصيدة : 13576
-----------------------------------
يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة ٌ
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
فكما شئتَ لي فكُنْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
رقم القصيدة : 13577
-----------------------------------
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟
لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل
أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا
وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي
دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا
وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً،
لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا
وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ،
فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا
كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ
نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا
وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى(7/452)
سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا
وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ،
فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا
وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ،
مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا
لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته،
قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً،
أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا
ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ
تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا
مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا،
فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا
يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً،
فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا
محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ
إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى
هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها
ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا
تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها،
صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا
ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها
تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا
أجلْ! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ،
لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
رقم القصيدة : 13578
-----------------------------------
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ
يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،
أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ
تضحكُ في الحبّ، وأبكي أنَا،
أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ
أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى
قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ:
يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ،
هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
رقم القصيدة : 13579
-----------------------------------
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛(7/453)
وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي
وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،
وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،
كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،
تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي
مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
رقم القصيدة : 13580
-----------------------------------
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا
يَفديكَ مي مُحِبٌّ، شأنُهُ عَجَبٌ،
ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا
لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ؛
هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا
ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنة ً قدرَتْ؛
هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
رقم القصيدة : 13581
-----------------------------------
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي؟
وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني،
فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي
لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي؛
وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ
ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي
فديْتُكَ، مِنْ مكارهِهِ، بنَفسي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
رقم القصيدة : 13582
-----------------------------------
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟
قَدْ مِتُّ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ
أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني
مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه،
إلاّ اعتيادُ أسى ً، في القلبِ، مسجونِ(7/454)
صبراً ! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني،
بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!
كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي
قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟
شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه،
شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ
لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ
قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني، فَيُرْوِيني!
وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَة ٍ،
فكمْ أرَاهُ يغنّيني، فيُشجيني !
وإنْ بعدْتُ، وأضنتني الهمومُ، لقد
عَهِدْتُهُ، وَهْوَ يِدْنيني، فيُسْليني
أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ، فلكمْ
حللتُ، عن خصرِهِ، عقدَ الثّمانينِ
يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ
كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ
واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ؛
وَإنْمَا الدّهْرُ، بالمَكْرُوهِ، يَرْمِيني
وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ،
إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني
أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً
لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ، يَفْدِيني
يا رَبِّ قَرّبْ، على خَيرٍ، تَلاقِينَا،
بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
رقم القصيدة : 13583
-----------------------------------
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
لا تَخشَ منيَ نِسياناً، وَلا بَدَلاً
وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحياة ِ، وَلا بالبِعدِ عنك سَلا؟
أتلفْتَني كلفاً، أبْليتَني أسفاً،
قَطّعتَني شَغَفاً، أوْرَثْتَني عِلَلا
إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ، فلا
بلغتُ يا أملي، من قرْبكَ، الأمَلا
واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ؛
وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
رقم القصيدة : 13584
-----------------------------------(7/455)
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
مضمَّخة ُ الأنفاسِ، طيّبة ُ النّشْرِ
أشارَ بها نحوِي بنانٌ منعَّمٌ،
لأغْيَدَ مَكْحُولِ المَدامعِ بالسّحْرِ
سرَتْ نضرة ٌ، من عهدها، في غصُونها،
وَعُلّتْ بمِسكٍ، من شَمائِلِه الزُّهْرِ
إذا هوَ أهدَى الياسمينَ بكفّهِ،
أخَذْتُ النّجومَ الزُّهرَ من راحة البدرِ
له خلقٌ عذبٌ وخلقٌ محسَّنٌ،
وظرفٌ كعرفِ الطّيبِ أوْ نشوة ِ الخمرِ
يُعَلّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذّهُ،
كمثلِ المُنى وَالوَصْلِ في عُقُب الهجر
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
رقم القصيدة : 13585
-----------------------------------
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ،
فأعْطَيْتِهِ، جَهْرَة ً، مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛
وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ
وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ؛
وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ
فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ
أبقّيهِ، حفظاً، كمَا لم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا؛
فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟
وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟
ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛
وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ،
عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء،
بِيَ الفِعْلَ، حُسْنُكِ، حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ
ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّي، وَفيٌّ أبيٌّ
لعلْقِ العلاقة ِ أنْ يبتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا،
وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛
ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ،(7/456)
ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ،
وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ،
وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ؛
وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ،
وداعِ هوى ً ماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ،
ولكنّني: مكرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ،
إلى أنْ رأى سيرة ً، فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ،
أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى ؛
ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
رقم القصيدة : 13586
-----------------------------------
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
فالقَلبُ مِنهُنّ، وَالأحداقُ والكَبِدُ
حبّي لكِ، الناسُ طرّاً يشهدون به؛
وأنتِ شاهدة ٌ إنْ يثنِهِمْ حسدُ
لَمْ يَعْزُبِ الوَصْلُ فِيما بَينَنا أبَداً،
لَوْ كِنتِ وَاجِدَة ً مِثْلَ الذي أجِدُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
رقم القصيدة : 13587
-----------------------------------
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
لأنْتَ الذي نَفْسِي عَلَيْهِ تَذُوبُ
فَلا تَحسَبوا أنّي تَبدّلتُ غيركم،
ولا أنّ قلبي، منْ هواكَ، يتوبُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
رقم القصيدة : 13588
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
لَديكِ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ؟
رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي،
وأجفانُ عيني، بالدّموعِ، شواهدُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،(7/457)
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
رقم القصيدة : 13589
-----------------------------------
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،
كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،
كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،
بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ
جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،
بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،
فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،
وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ،
لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى
نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،
ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،
سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
رقم القصيدة : 13590
-----------------------------------
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
أنْسَتكَ دُنياكَ عَبداً، أنتَ مولاهُ
ألْهَتْكَ عَنْهُ فُكَاهاتٌ، تَلَذُّ بها،
فليسَ يجري، ببالٍ منكَ، ذكرَاهُ
عَلّ اللّياليَ تُبْقِيني إلى أمَلٍ
الدّهْرُ يَعْلَمُ وَالأيّامُ مَعْنَاهُ(7/458)
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
رقم القصيدة : 13591
-----------------------------------
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي
وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ،
وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي
فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي،
لدى عطشِي، على الماء القراحِ
وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا،
لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ
وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ،
رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !
وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً،
أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ
رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ،
وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ
فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً،
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟
عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛
وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ
وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني
بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ
فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ،
وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ
وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً،
ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مَتى أبُثّكِ مَا بي،
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
رقم القصيدة : 13592
-----------------------------------
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
يا راحَتي وعذابي؟
مَتَى يَنُوبُ لِسَاني،
في شَرْحِه، عن كتابي؟
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي
أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بي
فلا يطيبُ طعامي؛
وَلا يَسُوغُ شَرَابي
يا فِتْنَة َ المُتَقَرّي،
وحجّة َ المتصابي
الشّمسُ أنتِ، توارَتْ،
عن ناظرِي، بالحجابِ
ما البَدْرُ، شَفّ سَنَاهُ
عَلى رَقِيقِ السّحَابِ،
إلاّ كوجْهِكِ، لمّا
أضاء تحتَ النّقابِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
رقم القصيدة : 13593
-----------------------------------
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
يا سوء ما لقيَ الفؤادُ(7/459)
أصفي الودادَي مدلَّلاً،
لْمْ يَصْفُ لي مِنْهُ الوِدَادُ
يقضي عليّ دلالُهُ،
في كُلّ حِينٍ، أوْ يَكادُ
كيفَ السّلوّ عنِ الّذي
مثوُاهُ من قلبي السّوادُ؟
ملكَ القلوبَ بحسنِهِ،
فَلَها، إذا أمَرَ، انْقِيادُ
يا هاجرِي كمْ أستفيدُ
الصّبرَ عَنْكَ، فَلا أْفَادُ
ألاّ رثيْتَ لمنْ يبيتُ،
وحشوُ مقلتِهِ السّهادُ؟
إنْ أجْنِ ذَنْباً في الهَوَى ،
خطأً، فقد يَكبو الجوادُ
كانَ الرّضَى ، وأعيذُهُ
أنْ يعقبَ الكونَ الفسادُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
رقم القصيدة : 13594
-----------------------------------
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
مَحضاً، وَلامَ به الوَاشِي، فلم أُطِعِ
إلفٌ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي
عَنْهِ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ
تجلو المُنى شخصَهُ لي، وهو محتجبٌ
عني، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ
يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكة ٍ،
فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ
أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ، مُضْمِرَة ً،
لقتلِ نفسي عمداً، أشنعَ البدعِ
تاللَّهِ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ،
منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ
ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحة ٌ
عَنْهُ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
رقم القصيدة : 13595
-----------------------------------
يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
قد ضاقَ بي، في حبّكَ، المذهبُ
أعتبُ، من ظلمِكَ لي جاهداً،
ويغلبُ الشّوقُ، فأستعتِبُ
ألزمتَني الذّنْبَ الذي جئتَهُ،
صَدَقْتَ، فاصْفَحْ أيّها المُذنِبُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
رقم القصيدة : 13596
-----------------------------------
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،(7/460)
ومستغشّاً لناصحِيهِ
ومَنْ أطاعَ الوشاة َ فينَا،
حتى أطَعْنَا السّلُوّ فِيهِ
الحَمْدُ للَّهِ، إذْ أرَاني
تَكذيبَ ما كُنتَ تَدّعِيهِ
مِن قبلِ أن يُهزَمَ التّسَلّي؛
ويغلبَ الشّوقُ ما يليهِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
رقم القصيدة : 13597
-----------------------------------
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
وَأُعزَلُ، عَنْ رِضَاكِ، وَقد وَليتُ؟
وكيفَ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً،
لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ!
أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ،
وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ
وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ، إلاّ:
رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
رقم القصيدة : 13598
-----------------------------------
قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
قُلتُ: أنتَ العَليلُ وَيْحَكَ لا هُو
ما الذي أنكرُوهُ منْ بثراتٍ،
ضَاعَفَتْ حُسْنَهُ وَزَادَتْ حُلاهُ
جِسْمُهُ، في الصّفاء وَالرّقّة ِ، الماء،
فلا غروَ أنْ حبابٌ علاهُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
رقم القصيدة : 13599
-----------------------------------
أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ
وقدْ رأتْكَ الأماني
رِضى ً، فَلَمْ تَتَعَدّكْ
يا ليتَ ما لكَ عنْدي
منَ الهوى ، ليَ عندَكْ
فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي،
كطولِ ليْليَ بعدَكْ
سَلْني حَيَاتي أهَبْها،
فلسْتُ أملكُ ردّكْ
الدّهْرُ عَبْدِيَ، لَمّا
أصْبَحتُ، في الحبّ، عَبدَكْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
رقم القصيدة : 13600
-----------------------------------
عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
وَاستحدثَ القَلبُ شَوْقاً بعد سُلْوَانِ(7/461)
مِنْ حُبّ جارِيَة ٍ، يَبْدو بها صَنَمٌ
مِنْ اللُّجَينِ، عَلَيْهِ تاجِ عِقْيَانِ
غَرِيرَة ٌ، لَمْ تُفَارِقْها تَمَائِمُها،
تسبي العقولَ بساجي الطّرْفِ وسنانِ
لأسْتَجِدّنُ، في عِشقي لها، زَمَناً
يُنسي سوالفَ أيّامي وأزماني
حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَة ً،
نَسَختُ، في حُبّها، كُفراً بإيمانِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
رقم القصيدة : 13601
-----------------------------------
إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
وَأصابَتْكِ بِمَا لَمْ أُرِدِ
فلقدْ كنتُ، لعمرِي، فادياً
لكِ بالمالِ وبعضِ الولدِ
فثقي منّي بعهدٍ ثابتٍ،
وَضَمِيرٍ خَالِصِ المُعْتَقَدِ
وَلَئِنْ سَاءَكِ يَوْمٌ، فَاعْلَمي
أنْ سيتْلُوهُ سرورٌ بغدِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
رقم القصيدة : 13602
-----------------------------------
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
وَاختْيارِي إنْ أُخَيَّرْ
كَمْ لامَني فِيكَ الحَسُودُ،
وفنّدَ الواشي، فأكثرْد
قالوا: تغيّرَ بالسّلوّ،
وَبِالمَلاَمَة ِ قَدْ تَعَيَّرْ
وتوهّموكَ جنيْتَ ذنْباً
بالتّجنّي، ليسَ يغفرْ
وَبِزَعْمِهِمْ أنْ لَيسَ مِثلي،
في الرّضَى بالدُّونِ، يعْذَرْ
لَمْ يَعْلَمُوا أنّ الهَوَى
رقٌّ، وأنّ الحسنَ أحمرْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
رقم القصيدة : 13603
-----------------------------------
لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
لقد فقتَ، في الحسنِ، بدرَ الكمالِ
أمَا والّذي نكّدَ الحظَّ فيّ،
دُنُوُّ المَكَانِ بِبُعْدِ المَنَالِ
لقدْ بلّغتني دواعي هواكَ
إلى غايَة ٍ، مَا جَرَتْ لي بِبَالِ
فَقُل للهَوَى : يَجْرِ مِلءَ العِنَانِ،
فَمَيْدَانُ قَلْبي رَحيبُ المَجَالِ(7/462)
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيّها البَدرُ الّذِي
أيّها البَدرُ الّذِي
رقم القصيدة : 13604
-----------------------------------
أيّها البَدرُ الّذِي
يَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ
حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ الـ
ـتّجَنّي، فَتَحَمّلْ
لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ،
غيرَ أنّي أتجمّلْ
ثمّ لا يأسَ، فكمْ قدْ
نيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
رقم القصيدة : 13605
-----------------------------------
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ
أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ،
وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ
فديتُكَ، ما للماء، عذباً على الصّدى ،
وَإنْ سُمتَني خَسفاً، مَحَلُّكَ من قلبي
وَلَوْلاَكَ، ما ضَاقتْ حشايَ، صَبابة ً،
جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
رقم القصيدة : 13606
-----------------------------------
باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
زهدتِ فيمَنْ ليسَ فيكِ بزاهدِ
وَسَقَيْتِني، من ماء هَجْرِكِ، ما لَهُ
أصْبَحْتُ أشْرَقِ بالزُّلالِ البَارِدِ
هَلاّ جَعَلتِ، فدَتْكِ نَفسي، غاية ً
للعتْبِ، أبلغُها بجهدِ الجاهدِ
لا تُفْسِدَنْ، ما قَدْ تأكّدَ بَينَا
من صالحٍ، خطراتُ ظنٍّ فاسدِ
حاشاكِ من تضييعِ ألفِ وسيلة ٍ،
شجيَ العدوُّ لهَا، بذنبٍ واحدِ
إنْ أجْنِهِ خَطَأً، فقد عاقَبتِني،
ظُلماً، بأبْلَغَ مِنْ عِقابِ العَامِدِ
عُودي لِما أصْفَيْتِنِيهِ مِنَ الهَوَى
بدءاً، فلستُ لِما كرهتِ بعائدِ
وضعي قناعَ السّخطِ عن وجهِ الرّضَا
كيْما أخرّ إليهِ أوّلَ ساجدِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي(7/463)
رقم القصيدة : 13607
-----------------------------------
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي
وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً
بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي
وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي،
فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟
تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي،
فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي
ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا،
ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
رقم القصيدة : 13608
-----------------------------------
أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
وسبيلُ الهوى ، وقصدُ الولوعِ
أنْتِ وَالشّمسُ ضُرّتَانِ، وَلَكِنْ
لكِ، عندَ الغُروبِ، فَضْلُ الطُّلوعِ
ليسَ بالمؤيسي تكلّفُكِ العتْبَ،
دَلالاً، منَ الرّضَى المطبوعِ
إنّما أنتِ، والحسودُ معنّى ،
كوكبٌ يستقيمُ بعدَ الرّجوعِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
رقم القصيدة : 13609
-----------------------------------
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً
عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ
يا كوكباً، بارَى سناه سناءه،
تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ
قرّتْ وفازَتْ، بالخطيرِ من المُنى ،
عينٌ تقلِّبُ لحظَها، فترَاكِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
رقم القصيدة : 13610
-----------------------------------
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا
لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ، في الذي
أبديْتِهِ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا
ولقد شكوتُكِ، بالضّميرِ، إلى الهوَى ،
وَدَعَوْتُ، مِنْ حَنَقٍ، عليكِ فأمّنا(7/464)
مَنّيتُ نَفسي، من وَفائِكِ، ضَلّة ً،
وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَة ُ المُنَى
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
رقم القصيدة : 13611
-----------------------------------
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي
أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى
حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟
ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ
جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟
صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني
حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
رقم القصيدة : 13612
-----------------------------------
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
يا مَنْ يُصِحّ، بمُقْلَتَيهِ، وَيُسقِمُ
أصْبحتَ تُسخِطُني، فأمنحُكَ الرّضَى
مَحْضَاً، وَتَظلِمُني، فَلا أتَظَلَّمُ
يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ،
فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ، مُظْلِمُ
قد كان، في شكوى الصّبابة ِ، راحة ٌ،
لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
رقم القصيدة : 13613
-----------------------------------
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
ثمّ امتَزَجتِ امتِزاجِ الرّوحِ بالجسدِ
ساء الوُشاة َ مكاني منكِ، وَاتّقدَتْ،
في صدرِ كلّ عدوٍّ، جمرة ُ الحسدِ
فليسخطِ الناسُ، لا أهدِ الرّضَى لهمُ،
وَلا يَضِعْ لَكِ عَهدٌ، آخرَ الأبَدِ
لوِ استطعتُ، إذا ما كنتِ غائبة ً،
غضضْتُ طرفي، فلم أنظرْ إلى أحدِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
رقم القصيدة : 13614
-----------------------------------
يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
إلاّ بِوَصْلٍ، قِصَرَكْ(7/465)
لوْ باتَ عندي قمرِي،
ما بتُّ أرعَى قمرَكْ
يا ليلُ خبّرْ: أنّني
ألْتذُّ عنْهُ خبرَكْ
بِاللَّهِ قُلْ لي: هَلْ وَفَى ؟
فَقالَ: لا، بَل غَدَرَكْ!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
رقم القصيدة : 13615
-----------------------------------
لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
لأكْتَفِيَنْ بِسَماعِ الحَبَرْ
وَإنْ عَرَضَتْ غَفْلَة ٌ للرّقيبِ،
فحسبيَ تسليمة ٌ تختصرْ
أُحَاذِرُ أنْ تَتَظَنّى الوُشَاة ُ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ
وَأصْبِرُ مُسْتَيْقِناً أنّهُ
سيحظَى ، بنيلِ المُنى ، من صبرْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
رقم القصيدة : 13616
-----------------------------------
سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
وأرضَى بتسليمكِ المختصرْ
وَلا أتَخَطّى التِمَاسَ المُنى ،
وَلا أتَعَدّى اخْتِلاسَ النّظَرْ
أصونكِ من لحظاتِ الظّنونِ،
وأعليكِ عن خطراتِ الفكرْ
وأحذرُ منْ لحظاتِ الرّقيبِ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
رقم القصيدة : 13617
-----------------------------------
هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
أمْ لشاكيكَ طَبيبُ؟
يا قَرِيباً، حِينَ يَنْأى ،
حاضِراً، حِينَ يَغِيبُ!
كَيْفَ يَسْلُوكَ مُحِبٌّ،
زَانَهُ مِنْكَ حَبيبِ!
إنّمَا أنتَ نسيمٌ،
تَتَلَقّاهُ القُلُوبُ
قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ،
هِوَ، لا شَكّ، مُصِيبُ
أنّ سِرّ الحُسْنِ مِمّا
أضمرَتْ تلكَ الجيوبُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
رقم القصيدة : 13618
-----------------------------------
يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
ذِكْرُكَ منيَ، بالأنفاسِ، مَوْصُولُ
وقاطعاً صلتي، من غيرِ ما سببٍ،(7/466)
تاللَّهِ! إنّكَ، عن رُوحي، لَمسؤولُ
ما شئتَ فاصنَعهُ، كلٌّ منكَ مُحْتَمَلٌ،
والذّنبُ مغتفرٌ، والعذرُ مقبولُ
لو كنتَ حظّيَ، لم أطلبْ بهِ بدلاً،
أوْ نِلْتُ منكَ الرّضَا، لم يبقَ مأمُولِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
رقم القصيدة : 13619
-----------------------------------
أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
وحططتني، ولطالمَا أعليْتنِي
بادرتِني بالعزلِ عن خططِ الرّضَى ،
وَلَقد مَحضْتِ النّصْحَ، إذْ وَلّيْتِني
هَلاّ، وَقَدْ أعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى
عَلّلْتِني بِالوَصْلِ، أوْ سَلّيْتِني؟
الصّبرُ شَهْدٌ، عِنْدَمَا جَرّعْتِني،
وَالنّارُ بَرْدٌ، عِنْدَمَا أصْلَيْتِني
كنتِ المُنى ، فأذقتنِي غصصَ الأذى ،
يا لَيْتَنِي ما فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتَني
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا قاطعاً حبلَ ودّي،
يا قاطعاً حبلَ ودّي،
رقم القصيدة : 13620
-----------------------------------
يا قاطعاً حبلَ ودّي،
وَوَاصِلاً حَبْلَ صَدّي
وَسَالِياً، لَيْسَ يَدرِي
بطولِ بثّي ووجدِي
لوْ كانَ، عندكَ، مني
مثلُ الذي منكَ عندي
لبتَّ، بعديَ، مثلي،
وبتُّ مثلَكَ بعدِي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا،
جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا،
رقم القصيدة : 13621
-----------------------------------
جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا،
وَعَنْ تَمادي الأسَى وَالشّوْقِ سُلوَانَا
باللَّهِ هَل كانَ قَتلي في الهَوَى خطأً،
أم جئتَهُ عامِداً ظلماً وعدوَانَا؟
عهدي كعهدكَ، ما الدّنيا تغيّرُهُ،
وَإنْ تَغَيّرَ مِنْكَ العَهْدُ ألْوَانَا
ما صحّ ودّي، إلاّ اعتلّ ودُّكَ لي،
وَلا أطَعْتُكَ، إلاّ زِدتَ عِصْيَانَا
يا ألْيَنَ النّاسِ أعْطافَاً، وَأفْتَنَهُمْ
لَحظاً، وَأعْطَرَ أنْفَاساً وَأرْدَانا
حَسُنْتَ خَلقاً فأحسنْ لا تَسؤ خُلُقاً،(7/467)
ما خيرُ ذي الحسنِ إنْ لم يولِ إحسانَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
رقم القصيدة : 13622
-----------------------------------
لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
وَقَضَيْنَا الذي عَلَيْنَا، وَزِدْنَا
غيرَ أنّ الهوى استطارَ حديثاً،
فانتحتْنَا العيونُ لمّا حسدْنَا
فَلَوَ أنّ النّفُوسَ تُقْبلُ مِنّا،
لَسَمَحْنَا بِهَا، فِداءً، وَجُدْنَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
رقم القصيدة : 13623
-----------------------------------
أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
وَبَلَغْتِ، مِنْ ظُلْمي، المَدَى
لوْ كانَ يملكُ فدية ً،
مِنْ حُبّكِ، القَلْبُ افْتَدَى
كنتِ الحياة َ لعاشقٍ،
مُذْ حُلْتِ، أيْقَنَ بِالرّدَى
لَمْ يَسْلُ عَنْكِ، وَلَوْ سَلا
لَعَذَرْتُهُ، فَبِكِ افْتَدى
ضَيّعْتِ عَهْدَ مَحَبّة ٍ،
كالوردِ سامرَهُ النّدَى
أينَ ادّعاؤكِ للوفاء،
وَمَا عَدّا مِمّا بَدَا؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
رقم القصيدة : 13624
-----------------------------------
بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
سرٌّ، إذا ذاعتِ الأسرَارُ، لم يَذعِ
يا بائعاً حَظَّهُ مِنّي، وَلَوْ بُذِلَتْ
ليَ الحياة ُ، بحظّي منهُ، لم أبعِ
يكفيكَ أنّك، إنْ حمّلتَ قلبي ما
لم تستطِعْهُ قلوبُ الناسِ يستطعِ
تهْ أحتملْ واستطلْ أصبرْ وعزَّ أهنْ
وَوَلّ أُقْبِلْ وَقُلْ أسمَعْ وَمُرْ أطعِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لوْ كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ لا،
لوْ كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ لا،
رقم القصيدة : 13625
-----------------------------------
لوْ كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ لا،
يا جائرَ الحكْمِ، أفْديهِ بمَنْ عَدّلا
أبديتَ لي، من أفانينِ القِلى ، عبراً(7/468)
أرسلتَني، في أحاديث الهوى ، مثَلا
لم تبقِ جارحة ً بالهجرِ من جسدي،
إلاّ خَلَعتَ عَلَيها، بالضّنى ، حُلَلا
فَليُغنِ كفَّكَ أنّي بعضُ من ملكتُ،
وليكفِ طرفَكَ أني بعضُ من قتلا
ولتقضِ ما شئتَ من هجرٍ ومن صلة ٍ
لا أقضِ ما عشتُ سلواناً، ولا مللا
سَقْياً لعَهْدِكَ، وَالأيَّامُ تُقْبِلُني
وَجهَ السّرُورِ بهِ، جَذلانَ، مُقتَبِلا
إذِ الزّمانُ بليغٌ في مساعدتي،
يُهْدِي إليّ، تَفَارِيقَ المُنَى ، جُمَلا
إنْ كانَ لي أملٌ، إلاّ رضاكَ، فلا
بلّغْتُ، يا أملي، من دَهرِيَ الأمَلا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا
منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا
رقم القصيدة : 13626
-----------------------------------
منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا
في مطلعِ الحسن، والغصنَ الذي اعتدلا
أنّ الزّمانَ، الذي أهدَى مودّتَهُ
إليّ، مرتهنٌ شكرِي بما فعَلا
أمّا الحبيبُ الذي أبدى الجفاءَ لنَا،
فَمَا رَأَيْنَا قِلاهُ حَادِثاً جَلَلا
ولمْ نزدْ أنْ ظفرْنَا ملءَ أعينِنَا
بالمُشْتَرِي، فَتَجَنّبْنَا لَهُ زُحَلا
أنتَ الحَبيبُ، الذي ما زِلتُ أُلحِفُهُ
ظِلَّ الهَوَى ، وَأُسْقيهِ الرّضا عَلَلا
هَذي الحَقيقة ِ، لا قَوْلي مُخَادَعَة ً،
لو كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ: لا!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ،
قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ،
رقم القصيدة : 13627
-----------------------------------
قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ،
يا مَنْ تناهيتُ في إلطافِهِ، فجفَا
عَلّلْتَني بالمُنى ، حَتّى إذا عَلِقَتْ
بالنّفْسِ لم أُعْطَ مِنْ أسبابها طَرَفَا
غيّرْتَ عن خلقٍ، قد لانَ لي زمناً
لِينَ النّسيمِ، فَلَمّا لَذّ لي عَصَفَا
لا يحبطنْ عملٌ، أرضاكَ صالحُهُ،
فَفي سَبِيلكَ أنْفَقْتُ الهَوَى سَرَفَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،(7/469)
على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،
رقم القصيدة : 13628
-----------------------------------
على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،
زكَتْ، وعلى وادي العقيقِ سلامُ
ولا زالَ نورٌ في الرُّصافة ِ، ضاحكٌ
بِأرْجائِها، يَبْكي عَلَيْهِ غَمَامُ
مَعَاهِدُ لَهْوٍ لَمْ تَزَلْ في ظِلالِهَا
تُدارُ عَلَيْنَا، للمُجونِ، مُدامُ
زَمَانَ، رِياضُ العيشِ خُضْرٌ نَواصِرٌ
ترفّ، وأمواهُ السّرورِ جمامُ
فإنْ بانَ مني عهدُها، فبلوعَة ٍ
يشبّ لها، بينَ الضّلُوعِ، ضرامُ
تَذَكّرْتُ أيّامي بها، فَتَبَادَرَتْ
دُمُوعٌ، كَما خانَ الفَرِيدَ نِظَامُ
وَصُحْبَة َ قَوْمٍ كالمَصَابِيحِ، كُلّهمْ
إذ هُزّ، للخَطْبِ المُلِمّ، حُسَامُ
إذا طافَ بالرّاحِ المُديرُ عَلَيْهِمُ،
أطافَ بهِ بِيضُ الوُجُوهِ، كِرَامُ
وأحورُ ساجي الطَّرْفِ حشوُ جفونِهِ
سقامٌ، برَى ، الأجسامَ، منهُ سقامُ
تخالُ قضيبَ البانِ في طيّ بردِهِ،
إذا اهْتَزّ مِنْهُ مَعْطِفٌ وَقَوامُ
يُدِيرُ على رَغْمِ العِدا، مِنْ وِدَادِهِ
سُلافاً، كأنّ المسكَ منهُ خِتَامُ
فمنْ أجلهِ أدعُو لقرطبَة ِ المُنى
بسُقيا ضَعيفِ الطَّلّ، وَهوَ رِهامُ
محلٌّ غنينَا بالتّصابي خلالَهُ،
فأسْعَدَنَا، وَالحَادِثَاتُ نِيَامُ
فمَا لحقَتْ تلكَ اللّيالي ملامة ٌ،
وَلا ذُمّ، من ذاكَ الحَبيبِ، ذِمَامُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ،
لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ،
رقم القصيدة : 13629
-----------------------------------
لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ،
لا وَلا ذاكَ التّجَنّي مَلَلا
سرّهُ شكرِيَ، إذْ عافَى ، ولمْ
يَدْرِ ما غايَة ُ صَبريِ فابْتَلَى
أنَا راضٍ بالّذي يرضَى بهِ
ليَ منْ لوْ قال: متْ، ما قلتُ: لا
مَثَلٌ في كلّ حُسْنٍ، مثْلَ مَا
صارَ ذلّي، في هواهُ، مثَلا
يا فَتيتَ المسكِ، يا شمسَ الضّحى ،
يا قَضِيبَ اللّبانِ، يا رِيمَ الفلاّ
إنْ يكُنْ لي أمَلٌ، غَيرَ الرّضا،(7/470)
منكَ، لا بُلّغتُ ذاكَ الأمَلا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
رقم القصيدة : 13630
-----------------------------------
أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ
حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ،
مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ
جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ،
عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ
تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً
بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ
وَما كنتِ، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً
بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ
فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني
مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟
ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ
جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ
ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي،
وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا غزالاً جمعَتْ فيهِ،
يا غزالاً جمعَتْ فيهِ،
رقم القصيدة : 13631
-----------------------------------
يا غزالاً جمعَتْ فيهِ،
منَ الحسنِ، فنونُ
أنتَ في القربِ، وفي البعدِ،
مِنَ النّفسِ، مَكِينُ
بهَوَاكَ، الدّهْرَ، ألْهُو،
وَبحُبّيكَ أدِينُ
مُنْيَة َ الصّبّ أغِثْني،
قَدْ دَنَتْ مِنّي المَنُونُ
وَاحْفِظِ العَهْدَ، فإنّي
لستُ، واللهِ، أخونُ
وارحمَنْ صبّاً شجيّاً،
قَدْ أذَابَتْهُ الشّجُون
لَيْلُهُ هَمٌّ وَغَمٌّ،
وَسَقَامٌ، وَأنِينُ
شفَّهُ الحبُّ، فأمسَى ،
سَقَماً، لا يَسْتَبِينُ
صارَ، للأشواقِ، نهباً،
فَنَبَتْ عَنْهُ العُيُونُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ،
يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ،
رقم القصيدة : 13632
-----------------------------------
يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ،
هل منك لي غُلّة ٌ إن صِحتُ: وَاعطشِي
كسوتَني، من ثيابِ السّقم، أسبغَها(7/471)
ظلماً وصيَّرْتَ من لحفِ الضّنى فرُشِي
إني بَصرْتُ الهوَى ، عن مُقلَة ٍ كُحلتْ
بالسّحرِ منك، وَخَدٍّ بالجمالِ وُشِي
لمّا بدا الصّدغُ مسودّاً بأحمرِهِ
أرَى التّسالُمَ بَينَ الرّوم وَالحَبَشِ
أوفَى إلى الخدّ، ثمّ انصاعَ منعطفاً
كالعُقْرُبانِ انثنَى من خوْفِ محْترِشِ
لو شئتَ زرتَ وسلكُ النّجم منتظم،
والأفقُ يختالُ في ثوبٍ من الغبشِ
صبّاً، إذا التذّتِ الأجفانُ طعم كرى ً،
جفا المنامَ، وصاحَ اللّيلَ: يا قرَشي
هذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفسي فلا عَجَبٌ،
قد كان موْتيَ من تلك الجفونِ خُشِي
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
رقم القصيدة : 13633
-----------------------------------
أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
وَمَا في الحَقّ غَصْبي وَاجتِنَابي
أيَجْمُلِ أنْ أُبِيحَكَ مَحضٍ وُدّي
وأنتَ تسومُني سوءَ العذابِ
فديتُكَ، كم تغضّ الطّرفَ دوني؛
وكمْ أدعوكَ من خلفِ الحجابِ
وَكَمْ لي مِنْ فُؤادِكَ، بَعدَ قُرْبٍ،
مكانَ الشّيْبِ في نفسِ الكعابِ
أعدْ، في عبدِكَ المظلومِ، رأياً
تنالُ بهِ الجزيلَ منَ الثّوابِ
وَإنْ تَبْخَلْ عَلَيْهِ، فَرُبّ دَهْرٍ
وَهَبْتَ لَهُ رِضَاكَ بِلا حِسَابٍ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
رقم القصيدة : 13634
-----------------------------------
أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا
إذْ نحنُ في روضة ٍ، للوصلِ، نعّمَها،
منَ السّرورِ، غمامٌ، فوقَها صابا
إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني،
فكلّما قيلَ فيهِ: قَد قضَى ، ثَابَا
كمْ نظرة ٍ لكَ في عيني علمتَ بها،
يَوْمَ الزّيارَة ِ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا
قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ،
فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوة ً يَابَى
ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ،(7/472)
لا عَذّبَ اللَّه، إلاّ عَاشِقاً تَابَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
رقم القصيدة : 13635
-----------------------------------
أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
لوْ كان سامحَني، في وصْله، الزّمَنُ
تبكي فراقَكَ عينٌ، أنتَ ناظرُها،
قد لَجّ في هَجرِها عن هجرِكَ الوَسنُ
إنّ الزّمانَ الذي عهدي بهِ حسنٌ،
قد حالَ مذ غابَ عني وجهُكَ الحسنُ
أنتَ الحَياة ُ، فإنْ يُقْدَرْ فِرَاقُكَ لي،
فليُحفَرِ القبرُ، أوْ فليُحضَرِ الكفنُ
واللهِ ما ساءني أنّي جفيتُ ضنى ً،
بلْ ساءني أنّ سرّي، بالضّنى ، عَلَنُ
لوْ كانَ أمرِيَ، في كَتْمِ الهَوَى ، بيدي
ما كانَ يَعلمُ، ما في قلبيَ، البَدَنُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سرّي وجهرِي أنّني هائمُ،
سرّي وجهرِي أنّني هائمُ،
رقم القصيدة : 13636
-----------------------------------
سرّي وجهرِي أنّني هائمُ،
قامَ بكَ العذرُ، فلا لائمُ
لا ينمِ الواشي، الذي غرّني،
ها أنَا، في ظِلّ الرّضى ، نَائِمُ
عدْتَ إلى الوصلِ كما أشتَهي،
فالهجرُ باكٍ، والرّضَى باسِمُ
حسبي، أنا المظلومُ، فيما جرَى ،
وإنْ تشأ قلتَ: أنا الظّالمُ!
يا سائلاً عمّا بنفسي لَهُ،
تَجَنّباً، وَهْوَ بِهِ عَالِمُ
مَعنى الهَوَى أنْتَ وَشَخصُ المُنى ،
دعنيَ ممّا يزعُمُ الزّاعمُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ،
عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ،
رقم القصيدة : 13637
-----------------------------------
عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ،
يميلُ، مع الزّمانِ، كمَا يميلُ
ويرضَى أن تضيعَ سدى ً حقوقي،
وَبَاعي، في الهَوَى ، باعٌ طَوِيلُ
أشمْساً أشرقَتْ من عبدِ شمسٍ!
أما لكَ، في سوى قلبي، أفولُ؟
أمَا يمحَى عتابُكَ كلَّ يومٍ؟
أمَا يرجَى ، إلى وصلٍ، وصولُ؟
وَلَوْ أجِدُ السّبيلَ لَطِرْتُ وَجْداً،(7/473)
وَلَكِنْ مَا إلى هَذا سَبِيلُ
كِتابي، عَنْ وِدادِكَ، لا يَزُولُ،
وَعَهدِي، مِثْلَ عَهدِكَ، لا يَحولُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> شكوى وعتاب مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
شكوى وعتاب مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
رقم القصيدة : 13638
-----------------------------------
شكوى وعتابمَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُو
رُبّما أشْرَفَ بِالمَرْ
ء، عَلَى الآمَالِ، يَاسُ
وَلَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَا
لٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ
والمحاذيرُ سهامٌ؛
والمقاديرُ قياسُ
ولكمْ أجدَى قعودٌ؛
ولكمْ أكدى التماسُ
وَكذَا الدّهْرُ إذَا مَا
عزّ ناسٌ، ذَلّ ناسُ
وبنُو الأيّامِ أخْيَا
فٌ: سَرَاة ٌ وَخِسَاسُ
نَلْبَسُ الدّنْيَا، وَلَكِنْ
متعة ٌ ذاكَ اللّباسُ
يا أبا حَفْصٍ، وَمَا ساوَاك،
في فهمٍ، إيَاسُ
مِنْ سَنَا رَأْيِكَ لي، في
غَسَقِ الحَطَبِ، اقتباسُ
وَوِدادي لَكَ نَصٌّ،
لمْ يخالِفْهُ قياسُ
أنَا حَيْرَانُ، وَلِلأمْرِ
وُضُوحٌ وَالتِبَاسُ
مَا تَرَى في مَعْشَرٍ حالوا
عنِ العهدِ، وخاسُوا
وَرَأوْني سَامِرِيّاً
يُتّقَى مِنْهُ المَسَاسُ
أذْؤبٌ هامَتْ بلَحْمي،
فانْتِهَاشٌ وَانْتِهَاسُ
كلّهمْ يسألُ عن حالي
وَلِلذّئْبِ اعْتِسَاسُ
إنْ قسَا الدّهرُ فلِلْمَاء
منَ الصّخْرِ انبجاسُ
وَلَئنْ أمْسَيْتُ مَحبُوساً،
فَلِلْغَيْثِ احْتِبَاسُ
يلبُدُ الورْدُ السَّبَنْتَى ،
وَلَهُ بَعْدُ افْتِرَاسُ
فتأمّلْ ! كيفَ يغشَى
مقلة َ المجدِ النّعاسُ؟
ويفتّ المسكُ في التُّربِ،
فَيُوطَا وَيُدَاسُ؟
لا يكنْ عهْدُكَي ورداً!
إنّ عهدِي لكَ آسُ
وأدرْ ذكرِيَ كأساً،
ما امتطَتْ كفَّك كاسُ
وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللّيَالي؛
إنّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ
وَعَسَى أنْ يَسمحَ الدّهرُ،
فقدْ طالَ الشِّماسُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ،
شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ،
رقم القصيدة : 13639(7/474)
-----------------------------------
شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ،
وشطّ بمنْ نهوَى المزارُ وما شطّوا
أأحبابَنا! ألْوَتْ بِحادِثِ عَهْدِنَا
حوادثُ، لا عقدٌ عليها ولا شرطُ
لعمركُمُ إنّ الزّمانَ، الذي قضَى
بِشَتّ جَميعِ الشّملِ منّا، لمُشتَطّ
وَأمّا الكَرَى مُذْ لم أزُرْكُمْ، فهاجرٌ،
زِيارَتُه غِبٌّ، وَإلْمَامُه فَرْط
وما شوقُ مقتولِ الجوانحِ بالصّدى
إلى نُطْفَة ٍ زَرْقاء، أضْمَرَها وَقْط
بأبرَحَ مِنْ شَوْقي إليكمْ، وَدونَ ما
أديرُ المُنى عنهُ القتادة ُ والخرْط
وفي الرَّبْرَبِ الإنْسيّ أحوَى ، كناسُه
نواحي ضميرِي لا الكثيبُ ولا السِّقط
غَرِيبُ فُنونِ الحُسنِ، يَرْتاحُ دِرْعُهُ
متى ضاقَ ذرْعاً بالذي حازَه المِرْط
كأنّ فُؤادي، يَوْمَ أهوَى مُوَدِّعاً،
هوَى خافقاً منه بحيث هوَى القرْط
إذا ما كتابُ الوَجدِ أشكَلَ سَطْرُهُ،
فمنْ زفرَتي شكلٌ ومن عبرَتي نقط
ألا هلْ أتَى الفتيانَ أنّ فتاهُمُ
فريسة ُ من يعدو، ونهزَة ُ من يسطوْ
وأنّ الجوادَ الفائتَ الشّأوِ صافنٌ،
تخوّنَهُ شكلٌ، وأزْرَى به ربْطُ
وأنّ الحسامَ العضْبَ ثاوٍ بجفْنِهِ،
ومَا ذمّ منْ غربَيْهِ قدٌّ ولا قطّ
عَليكَ أبا بَكْرٍ بَكَرْتُ بهِمّة ٍ،
لها الخطرُ العالي، وإنْ نالَها حطّ
أبي، بعدَما هيلَ التّرابُ على أبي،
وَرَهطي فَذّاً، حينَ لم يَبقَ لي رَهْطُ
لكَ النّعمة ُ الخضراء، تندى ظلالُها
عليّ، وَلا جَحدٌ لدَيّ، وَلا غَمْطُ
وَلوْلاكَ لم تثْقُبْ زِنادُ قَرِيحَتي،
فيَنْتَهِبُ الظّلْماءَ من نارِها سِقْطُ
ولا ألّفَتْ أيدي الرّبيعِ بدائعي،
فَمِنْ خَاطِري نَثْرٌ وَمن زَهرِهِ لَقطُ
هرمْتُ، وما للشّيبِ وخطٌ بمفرَقي،
وكائنْ لشيبِ الهمّ في كبدي وخطُ
وطاولَ سوءُ الحالِ نفسي، فأذكرَتْ
من الرّوْضَة ِ الغَنّاء، طاوَلَها القَحطُ
مئونَ منَ الأيّامِ خمسٌ قطعْتُها
أسِيراً، وَإنْ لم يَبدُ شَدٌّ وَلا قَمطُ(7/475)
أتتْ بي، كما ميصَ الإناءُ من الأذى ،
وأذهبَ ما بالثّوبِ منِ درنٍ مسطُ
أتَدْنُو قُطُوفُ الجَنّتَينِ لمعْشَرٍ،
وغايتيَ السِّدرُ القليلُ أوِ الخمطُ
وما كانَ ظنّي أنْ تغرّنيَ المُنى ،
وَللعِزّ في العَشوَاءِ مِنْ ظَنّهِ خَبْطُ
أما، وأرتْني النّجمَ موطئَ أخمَصي،
لقد أوْطَأتْ خَدّي لأخمص من يخطو
ومُسْتَبطَإِ العُتْبَى ، إذا قلتُ قد أنَى
رضاه، تمادى العتبُ واتّصلَ السّخط
ومَا زالَ يدنيني وينئي قبولَه
هوى ً سرفٌ منه، وصاغية ٌ فرط
وَنَظْمُ ثَنَاءٍ في نِظَامِ وَلايَة ٍ،
تَحَلّتْ بِهِ الدّنْيَا، لآلِئهُ وَسْط
على خصرِها منْه وشاحٌ مفصَّلٌ؛
وفي رأسها تاجٌ؛ وفي جيدِها سِمط
عدا سمعَه عني، وأصغى إلى عدى ً
لهم في أديمي كُلّما استَمكنوا عَطّ
بَلَغتُ المَدى ، إذ قَصّروا، فقلوبهمْ
مكامِنُ أضغانٍ أساوِدُهَا رُقط
يولّونَني عرضَ الكراهة ِ والقِلى ،
وما دهرُهمْ إلاّ النّفاسة ُ والغمْطُ
وَقَدْ وَسَمُوني بالّتي لَستُ أهْلَها،
ولمْ يمنَ أمثالي بأمثالِها قطّ
فَرَرْتُ، فإنْ قالوا الفِرارُ إرَابَة ٌ،
فَقَد فَرّ مُوسَى حينَ هَمّ بِه القِبْطُ
وإنّي لراجٍ أنْ تعودَ، كبدئِها،
ليَ الشّيمة ُ الزّهراءُ والحلقُ السبطُ
وَحِلمُ امرِىء تَعفُو الذّنوبُ لَعفوِهِ
وتُمحَى الخطايا مثلمَا محيَ الخطّ
فمَا لَكَ لا تَخْتَضّني بِشَفَاعَة ٍ،
يَلُوحُ عَلى دَهْرِي لمِيسَمِها عَلْطُ
يفي بنسيمِ العنبرِ الوردِ نفحُها،
إذا شعشعَ المِسكَ الأحمَّ به خلْطُ
فإنْ يُسعِفِ المَوْلى فنُعمَى هَنِيئة ٌ،
تُنَفِّسُ عَنْ نَفْسٍ ألَظّ بها ضَغْطُ
وإنْ يأبَ إلاّ قبضَ مبسوطِ فضله،
ففي يدِ مولًى فَوُقَه القَبضُ وَالبَسطُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
رقم القصيدة : 13640
-----------------------------------
بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
وَأمْرَضْتَ حسّادي وَحاشاك أن تُبرِي(7/476)
أرى نبوة ًُ، لم أدرِ سرّ اعتراضِها؛
وقد كان يجلو عارضَ الهمِّ أن أدري
جفاءٌ، هوَ اللّيلُ ادلهمّ ظلامُه،
فلا كوكبٌ للعذرِ في أفقهِ يسري
هَبِ العَزْلَ أضْحَى للوِلاَية ِ غايَة ً؛
فَما غاية ُ المُوفي منَ الظّلّ أن يُكرِي
ففيمَ أرَى ردّ السّلامِ إشارة ً،
تسوّغُ بي ازراءَ منْ شاء أن يزرِي
أُنَاسٌ هُمُ أخْشَى للَذْعَة ِ مِقْوَلي،
إذا لم يكنْ ممّا فعلْتَ لهمْ مضرِ
فإنْ عاقتِ الأقدارُ، فالنّفسُ حرّة ٌ؛
وَإنْ تَكُنِ العُتْبَى ، فأحرِ بها أحرِ!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
رقم القصيدة : 13641
-----------------------------------
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ
وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً،
إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ
حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ،
إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ،
ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ
وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛
وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ
إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ،
مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ
وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ،
يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً،
فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ
أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ،
يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي،
إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ
فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي،
وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ،
فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ
أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ،
إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ
مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟
تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛
وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ !
أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً،
بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟(7/477)
ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً،
حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟
ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً
إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟
ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ
لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ
ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛
وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ
يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً،
إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ
عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ،
تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ
أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟
أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟
لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ
وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ
وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ،
هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ
وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ،
سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ
تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ
فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ:
هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ،
وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ
ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ
بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ
أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ،
لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ
وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛
وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ
وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ،
مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ
وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ
بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ
كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛
جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ
يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ،
وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ
وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛
وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ
فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛
وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ
وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ
لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ
وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى
لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ
وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي،
غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ،
ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ،(7/478)
رقم القصيدة : 13642
-----------------------------------
ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ،
ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ
يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ
زَادَ في تِلْكَ الحُطَا، إذْ شَيّعَكْ
يا أخا البدرِ سناءً وسناً؛
حفظَ اللهُ زماناً أطلعَكْ
إنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، لَيلي، فلَكَمْ
بِتُّ أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ!
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
رقم القصيدة : 13643
-----------------------------------
ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ؟
هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها
ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ؟
بلْ ما عليكِ، وقد محضْتُ لكِ الهوى ،
في أنْ أفوزَ بحظوة ِ المسواكِ؟
ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَرْ بيَ الصّدَى
بَرْحاً، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ
واهاً لعطفِكِ، والزّمانُ كأنّما
صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ
وَاللّيلُ، مَهْمَا طالَ، قَصّرَ طُولَهُ
هاتي، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ، وَهاكِ
وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ، فَخِلتُهُ
شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ
إنْ تَألَفي سِنَة َ النّؤومِ خَلِيّة ً،
فلطالمَا نافَرْتِ فيّ كراكِ
أوْ تَحْتَبي بالهَجْرِ في نادي القِلى ،
فَلَكمْ حَلَلْتُ إلى الوِصَالِ حُبَاكِ
أمّا مُنى نَفْسِي، فَأنْتِ جَمِيَعُهَا؛
يا لَيْتَني أصْبحْتُ بَعْضَ مُنَاكِ
يدنُو بوصلِكِ، حينَ شطّ مزارُهُ،
وهمٌ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ
وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرة ٍ
لمْ يهوِ بي، في الغيّ، غيرُ هواكِ
للجَهْوَرِيّ، أبي الوَليدِ، خَلائِقٌ
كالرّوْضِ، أضْحَكَهُ الغَمَامُ الباكي
ملكٌ يسوسُ الدّهرَ منهُ مهذَّبٌ،
تَدْبِيُرهُ للمُلْكِ خَيْرٌ مِلاكِ
جَارَى أبَاهُ، بَعدَ ما فَاتَ المَدَى ،
فَتَلاهُ بَينَ الفَوْتِ وَالإدْرَاكِ
شمسُ النّهارِ وبدرُهُ ونجومُهُ
أبناؤهُ، منْ فرقدٍ وسماكِ(7/479)
يَسْتَوضحُ السّارُونَ زُهْرَ كَواكِبٍ
مِنْهُمْ تُنِيرُ غَيَاهِبَ الأحْلاكِ
بشراكِ يا دنْيَا، وبشرانَا معاً،
هَذا الوَزِيرُ أبُو الوَلِيدِ فَتَاكِ
تْلْفَى السّيادة ُ ثَمّ إنْ أضْلَلْتِها،
وَمَتى فَقَدْتِ السّرْوَ، فهوَ هُنَاكِ
وَإذا سَمِعْتِ بِوَاحِدٍ جُمِعَتْ لَهُ
فِرَقُ المَحَاسِنِ في الأنَامِ، فَذَاكِ
صَمْصَامُ بادِرَة ٍ، وَطَوْدِ سكينَة ٍ،
وَجَوَادُ غَايَاتٍ، وَجِذْلِ حِكاكِ
طَلْقٌ يُفَنَّدُ في السّماحِ، وَجاهِلٌ
منْ يستشفّ النّارَ بالمحراكِ
صنعُ الضّميرِ، إذا أجالَ بمهرَقٍ
يمناهُ، في مهلٍ، وفي إيشاكِ
نظمَ البلاغة َ، في خلال سطورِهِ،
نَظْمَ الّلآلي التُّومِ في الأسْلاكِ
نَادَى مَساعِيَهُ الزّمَانُ مُنَافِساً؛
أحْرَزْتِ كُلّ فَضِيلَة ٍ، فَكَفَاكِ
ما الوردُ، في مجناهُ، سامرَهُ الندى
مِتَحَلّياً، إلاّ بِبَعْضِ حُلاكِ
كلاّ ولا المسكُ، النَّمومُ أريجُهُ،
متعطّراً، إلاّ بوسمِ ثناكِ
اللّهوُ ذكرُكِ، لا غناءُ مرجِّعٍ،
يفتنّ في الإطلاقِ والإمساكِ
طارتْ إليكِ بأوْليائِكِ هزّة ٌ،
تهفو لها أسفاً قلوبُ عداكِ
يا أيّهَا القَمَرُ، الّذِي لِسَنَائِهِ
وَسَنَاهُ تَعْنُو السَّبْعُ في الأفْلاكِ
فرحُ الرّياسة ِ، إذْ ملكتَ عنانها،
فرحُ العروسِ بصحّة ِ الإملاكِ
من قالَ إنّكَ لستَ أوحدَ في النُّهَى
والصّالحاتِ، فدانَ بالإشراكِ
قلِّدْنيَ الرّأيَ الجميلَ، فإنّهُ
حسبي ليومَيْ زينة ٍ وعراكِ
وغذا تحدّثَتِ الحوادثُ بالرَّنَا
شَزْراً إليّ، فَقُلْ لَها: إيّاكِ
هوَ في ضَمانِ العَزْمِ، يَعبِسُ وَجهُهُ
للخطْبِ، والخلقِ النّدي الضّحَاكِ
وَأحَمَّ دارِيٍّ، تَضَاعَفَ عِزُّهُ،
لمّا أهينَ بمسحَقٍ ومداكِ
والدَّجنُ، للشّمسِ المنيرة ِ، حاجبٌ،
والجفنُ مثوَى الصّارمِ الفتّاكِ
هَنَأتْكَ صِحّتُكَ، التي، لَوْ أنّها
شَخْصٌ أُحَاوِرُهُ، لَقُلْتُ هَنَاكِ
دامَتْ حَيَاتُكَ ما استُدمتَ فلم تزَلْ(7/480)
تَحْيَا بكَ الأخْطارُ بَعدَ هَلاكِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
رقم القصيدة : 13644
-----------------------------------
أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
لنا هل لذاتِ الوَقفِ بالجِزْعِ مَوْقِفُ
فنَقضِيَ أوْطَارَ المُنى مِنْ زِيَارة ٍ،
لنَا كلفٌ منها بما نتكلّفُ
ضَمَانٌ عَلَيْنَا أنْ تُزَارَ، وَدُونَها
رقاقُ الظُّبَى والسّمهرِيُّ المثقَّفُ
غيارى يعدّونَ الغرامَ جريرة ً
بها، والهوى ظلماً يغيظُ ويؤسفُ
يَوَدّونَ لَوْ يَثْنِي الوَعيدُ زَمَاعَنا؛
وهيهاتَ ريحُ الشّوقِ من ذاكَ أعصفُ
يسيرٌ لدى المشتاقِ، في جانبِ الهوى ،
نوى غربة ٍ أو مجهلٌ متعسَّفُ
هلِ الرَّوعُ إلاّ غمرة ٌ ثمّ تنجلي؛
أمِ الهولُ إلاّ غمّة ٌ ثمّ تكشفُ ؟
وَفي السِّيَرَاء الرّقْمِ، وَسطَ قِبَابِهمْ،
بعيدُ مناطِ القرطِ أحورُ أوطفُ
تَبَايَنَ خَلْقاهُ، فَعَبْلٌ مِنَعَّمٌ،
تأوّدَ، في أعلاهُ، لدنٌ مهفهفُ
فللعانكِ المرتجّ ما حازَ مئزرٌ؛
وَللغُصُنِ المِهْتَزّ ما ضَمّ مِطْرَفُ
حَبِيبٌ إلَيْهِ أنْ نُسَرّ بِوَصْلِهِ،
إذا نحنُ زرنَاهُ، ونهْنا ونسعَفُ
وَلَيْلَة َ وَافَيْنَا الكَثيبَ لِمَوْعِدٍ،
سُرَى الأيمِ لمْ يُعْلَمْ لمَسرَاهُ مُزْحَفُ
تَهَادى أناة َ الحَطْوِ، مُرْتَاعَة َ الحَشا،
كمَا رِيعَ يَعْفُورُ الفَلا المُتَشَوِّفُ
فَما الشّمسُ رَقّ الغَيمُ دون إياتها،
سوَى ما أرَى ذاكَ الجَبِينُ المُنْصَّفُ
فديتُكِ ! أنّى زرتِ نورُكِ واضحٌ،
وعطرُكِ نمّامٌ وحليُكِ مرجفُ
هبيكِ اعتررْتِ الحيّ، واشيكِ هاجعٌ،
وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ أغضفُ
فأنّى اعتسفَت الهولَ خطوُكِ مدمجٌ
وَرِدْفِكِ رَجرَاجٌ وَخَصرُكِ مُخطَفُ
لجاجٌ، تمادي الحبّ في المعشرِ العِدا،
وَأَمٌّ الهَوَى الأفقَ الذي فيه نُشْنَفُ
وَأنْ نَتَلَقّى السّخْطَ عانينَ بالرّضَى
لغيرَانَ أجْفَى ما يُرَى حينَ يَلطُفُ(7/481)
سَجايا، لمَنْ وَالاهُ، كالأرْى تُجنى ،
فَيُومىء طَرْفٌ، أوْ بَنَانٌ مُطَرَّفُ
خليليّ ! مهلاً لا تلومَا، فإنّني،
فؤادي أليفُ البثّ، والجسمُ مدنفُ
فأعْنَفُ ما يَلقَى المُحبُّ لحَاجَة ً
على نفسهِ في الحبّ، حينَ يعنَّفُ
وإنّي ليستهوينيَ البرقُ صبوة ً،
إلى برقِ ثغرٍ إنْ بدَا كاد يخطفُ
وما ولعي بالرّاحِ إلاّ توهّمٌ
لظَلْمٍ، بهِ كالرّاحِ، لوْ يُترَشّفِ
وتذْكرُني العقدَ، المرنَّ جمانُهُ،
مُرِنّاتُ وُرْقٍ في ذُرَى الأيك تهتِفُ
فما قيلَ من أهوَى طوى البدرَ هودجٌ
ولا صانَ ريمَ القفرِ خدرٌ مسجَّفُ
ولا قبلَ عبّادٍ حوى البحرَ مجلسٌ،
ولا حملَ الطّودَ المعظَّمَ رفرَفُ
هوَ الملكُ الجعدُ، الذي في ظلالِهِ
تكفّ صروفُ الحادثاتِ وتصرفُ
هُمَامٌ يَزِينُ الدّهْرَ مِنْهُ وَأهلَهُ؛
مليكٌ فقيهٌ، كاتبٌ متفلْسفُ
يَتِيهُ بِمَرْقَاهُ سَرِيرٌ وَمِنْبَرٌ،
وَيَحْمَدُ مَسْعَاهُ حُسامٌ وَمُصْحَفُ
رويتُهُ في الحادثِ الإدّ لحظة ٌ؛
يذلّ لهُ الجبّارُ، خيفة َ بأسِهِ،
ويعنو إليهِ الأبلجُ المتغطرِفُ
حذارَكَ، إذْ تبغي عليهِ، من الرّدى ،
وَدُونَك فاستَوْفِ المُنى حينَ تُنصِفُ
ستعتامُهمْ في البرّ والبحرِ، بالتّوَى ،
كتائبُ تزجى ، أو سفائنُ تجدَفُ
أغرُّ، متى نَدرُسْ دَوَاوِينَ مَجدِهِ
يَرْقْنَا غَرِيبٌ مُجمَلٌ أوْ مُصَنَّفُ
إذا نحنُ قرّطناهُ قصّرَ مطنبٌ،
ولمْ يتجاوزْ غاية َ القصدِ مسرفُ
وأروَعُ؛ لا الباغي أخاهُ مبلَّغٌ
مناهُ، ولا الرّاجي نداهُ مسوَّفُ
ممرُّ القوَى ، لا يملأ الخطبُ صدرَه،
وليسَ لأمرٍ فائتٍ يتلهّفُ
لهُ ظلُّ نعمَى ، يذكرُ الهمُّ عندهُ
ظِلالَ الصِّبا، بل ذاكَ أندى وَأوْرَفُ
جحيمٌ لعاصيهِ، يشبّ وقودُه،
وجنّة ُ عدنٍ للمطيعينَ تزلفُ
مَحاسِنُ، غَرْبُ الذّمّ عَنها مُفَلَّلٌ
كَهامٌ، وَشَملُ المَجدِ فيها مؤلَّفُ
تَنَاهَتْ، فعِقدُ المَجدِ مِنها مُفصَّلٌ
سَنَاءً، وَبُرْدُ الفَخرِ منها مُفَوَّفُ(7/482)
طَلاقَة ُ وَجْهٍ، في مَضَاءٍ، كمِثلِ ما
يروقُ فرندُ السيفِ والحدُّ مرهفُ
على السّيفِ مِن تِلكَ الشّهامة ِ مِيسَمٌ،
وَفي الرّوْضِ من تلكَ الطّلاقَة ِ زُخرُفُ
تعودُ لمنْ عاداهُ كالشرْيِ ينقفُ
يراقبُ منهُ اللهَ معتضدٌ، بهِ
يَدَ الدّهْرِ، يَقسو في رِضَاه وَيَرْأفُ
فقُل للمُلوكِ الحاسِديهِ: متى ادّعى
سِباقَ العَتِيقِ الفائِتِ الشأوِ مُقِرفُ
ألَيْسَ بَنُو عَبّادٍ القِبْلَة َ الّتي
عليها لآمالِ البريّة ِ معكفُ؟
مُلوكٌ يُرَى أحيائهم فَخَرَ دَهرِهمْ،
وَيَخْلُفُ مَوْتَاهُمْ ثَنَاءٌ مُخَلَّفُ
بِهمْ باهَتِ الأرْضُ السّماءَ فأوْجُهٌ
شموسٌ، وأيدٍ من حيا المزن أوكفُ
أشارحَ معنى المجدِ وهو معمَّسٌ
وَمُجْزِلَ حظّ الحمد وَهوَ مُسفَسِفُ
لعمرُ العدا المستدرجيكَ بزعمهمْ
إلى غِرَّة ٍ كادَتْ لها الشمسُ تُكسَفُ
لَكالُوكَ صَاعَ الغَدرِ، لُؤمَ سجيّة ٍ،
وكيلَ لهمْ صَاعُ الجزَاء المُطَفَّفُ
لقد حاولوا العظمى التي لا شوَى لها،
فأعجلهُمْ عقدٌ من الهمّ محصفُ
وَلَمّا رَأيتَ الغَدْرَ هَبّ نَسِيمُهُ،
تلقّاهُ إعصارٌ لبطشِكَ حرجَفُ
أظَنّ الأعادي أنّ حَزْمَكَ نَائِمٌ؟
لقد تعدُ الفسلَ الظُّنونُ فتخلفُ
دواعي نفاقٍ أنذرتْكَ بأنّهُ
سيشرَى ويذوِي العضوُ من حيثُ يشأفُ
تحمّلتَ عبءْ الدّهرِ عنهم، وكلّهمْ
بنعماكَ موصولُ التّنعّمِ، مترفُ
فإنْ يكفُرُوا النّعْمَى فتِلكَ دِيَارُهمْ
بسيفِكَ قاعٌ صفصَفُ الرّسْمِ تنسفُ
وطيَّ الثّرَى مثوى ً يكون قصارهُمْ،
وَإنْ طالَ منهُمْ في الأداهمِ مَرْسَفُ
وَبُشرَاكَ عِيدٌ بالسّرُورِ مُظَلَّلٌ،
وبالحظّ، في نيلِ المُنى ، متكنَّفُ
بَشِيرٌ بِأعْيَادٍ تُوَافِيكَ بَعْدَهُ،
كما يَنسُفُ النّظمَ المُوالي، وَيَرْصُفُ
تُجَرِّدُ فِيهِ سَيْفَ دَوْلَتِكَ، الّذي
دماءُ العِدَى دأباً بغربَيْهِ تظلَفُ
هُوَ الصّارِمُ العَضْبُ الذي العَزْمُ حدُّه،
وحليتُهُ بذلُ النّدى والتعفّفُ(7/483)
همامٌ سمَا للملْكِ، إذْ هوَ يافعٌ،
وتمّتْ لهُ آياتُهُ، هوَ مخلِفُ
كرِيمٌ، يَعُدّ الحَمدَ أنْفَسَ قِينَة ٍ،
فيُولَعُ بالفِعلِ الجَميلِ، وَيُشغَفُ
غدَا بخميسٍ، يقسِمُ الغيمُ أنّهُ
لأحفَلُ منها، مكفهرّاً، وأكثفُ
هوَ الغَيمُ من زُرْقِ الأسِنّة ِ بَرْقُهُ،
وللطّبْلِ رعدٌ، في نواحيهِ، يقصِفُ
فَلَمّا قَضَيْنَا مَا عَنَانَا أدَاؤهُ،
وَكلٌّ بما يُرْضِيكَ داعٍ، فَمُلْحِفُ
قَرَنَا بحَمْدِ اللَّهِ حَمْدَكَ، إنّهُ
لأوْكَدُ ما يُحْظى لدَيْهِ، وَيُزْلَفُ
وَعُدْنَا إلى القَصْرِ، الذي هوَ كَعبة ٌ،
يُغادِيهِ مِنّا نَاظِرٌ، أوْ مُطَرَّفُ
فإذْ نَحنُ طالَعْنَاهُ، وَالأفقُ لابِسٌ
عجاجتَهُ، والأرضُب بالخيلِ ترجُفُ
رَأيْناكَ في أعْلى المُصَلّى ، كَأنّمَا
تَطَلّعَ، من محْرَابِ داودَ، يُوسُفُ
ولمّا حضرْنا الإذْنَ، والدّهرُ خادمٌ،
تُشِيرُ فيُمضِي، وَالقَضَاءُ مُصَرِّفُ
وصلْنا فقبّلْنا النّدى منكَ في يدٍ،
بها يُتْلَفُ المَالُ الجسيمُ، ويُخلَفُ
لقد جُدتَ حتى ما بنَفسٍ خَصَاصَة ٌ،
وأمّنْتَ حَتى ما بِقَلْبٍ تَخَوُّفُ
وَلَوْلاَكَ لم يَسهُلْ من الدُّهرِ جانبٌ؛
وَلا ذَلّ مُقْتَادٌ، وَلا لانَ مَعطِفُ
لكَ الخيرُ، أنّى لي بشكركَ نهضة ٌ؟
وَكيفَ أُودّي فرْضَ ما أنتَ مُسلِفُ؟
أفَدْتَ بَهِيمَ الحالِ مِنّيَ غُرَّة ً،
يُقَابِلُها طَرْفُ الجَمُوحِ فيُطرَفُ
وبوّأتَهُ دنيْاكَ دارَ مقامة ٍ،
بحَيْثُ دَنا ظِلٌّ وَذُلّلَ مَقْطِفُ
وكمْ نعمة ٍ، ألبستُها، سندسيّة ٍ،
أُسَرْبَلُها في كلّ حِينٍ وأُلْحَفُ
مَوَاهِبُ فَيّاضِ اليَدَيْنِ، كَأنّمَا
من المُزْنِ تُمرَى أوْ من البحرِ تُغزَفُ
فإنْ أكُ عبداً قد تملّكْتَ رقَّهُ،
فأرفَعُ أحوالي، وأسْنى وأشرفُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> رَاحَتْ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ،
رَاحَتْ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ،
رقم القصيدة : 13645
-----------------------------------
رَاحَتْ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ،(7/484)
ريحٌ معطَّرة ُ النّسيمْ
مقبولَة ٌ هبّتْ قبولاً،
فَهْيَ تَعْبَقُ في الشَّمِيمْ
أفَضيضُ مِسْكٍ أمْ بَلَنْسِيَة ٌ
لريّاهَا نميمْ
بَلَدٌ، حَبِيبٌ أُفْقُهُ،
لفتى ً يحلّ بهِ كريمْ
أيّهَا أبَا عَبْدِ الإلَه،
دُعاءُ مَغْلُوبِ العَرِيمْ
إنْ عيلًَ صبرِي منْ فراقِكَ
فَالعَذَابُ بِهِ ألِيمْ
أوْ أتْبَعَتْكَ حَنِينَهَا
نفسِي، فأنْتَ لهَا قسيمْ
ذكرى لعهدِكَ كالسّهادِ
سَرَى ، فَبَرّحَ بِالسّلِيمْ
مهمَا ذمَمْتُ، فما زمَاني
في ذِمَامِكَ بِالذّمِيمْ
زَمَنٌ، كمألُوفِ الرَّضَاعِ،
يشوقُ ذكرَاهُ الفطيمْ
أيّامض أعقدُ ناظريّ
بذلِكَ المرْأى الوسيمْ
فأرَى الفتوّة َ غضّة ً
في ثَوْبِ أوّاهٍ حَلِيمْ
أللهُ يعلمُ أنّ حبّـ
ـكَ منْ فؤادي بالصّميمْ
وَلَئِنْ تَحَمّلَ عَنْكَ لي
جسمٌ، فعنْ قلبٍ مقيمْ
قُلْ لي: بأيّ خِلالِ سَرْوِكَ،
قبلُ، أفْتَنُ أوْ أهيمْ؟
أبِمَجْدِكَ العَمَمِ، الّذي
نَسَقَ الحَدِيثَ مَعَ القَدِيمْ؟
أمْ ظرفِكَ الحلوِ الجنَى ؛
أمْ عرضِكَ الصّافي الأديمْ؟
أمْ برِّكَ العذبِ الجمامِ،
وَبِشْرِكَ الغَضّ الجَمِيمْ؟
أمْ بالبدائعِ كاللآلئ،
مِنْ نَثِيرٍ أوْ نَظِيمْ؟
وبلاغة ٍ، إنْ عدّ أهلُوهَا،
فأنْتَ لهمْ زعيمْ
فقرٌ تسوغُ بهَا المدامُ،
إذا تَكَرّرَهَا النّدِيمْ
إنْ أشْمَسَتْ تِلكَ الطّلاقَة ُ،
فالنّدَى منهَا مقيمْ
إنّ الّذِي قَسَمَ الخُظُوظَ،
حَبَاكَ بِالخُلُقِ العَظِيمْ
لا أستزيدُ اللهَ نعمَى
فيكَ، لا بلْ أستديمْ
فلقدْ أقرَّ العينَ أنّكَ
غُرَّة ُ الزّمَنِ البَهِيمْ
حسبي الثّناءُ لحسنِ برّ
كَ مَا بَدَا بَرْقٌ فَشِيمْ
ثمّ الدّعاءُ بأنْ تَهَنّأ،
طُولَ عَيْشِكَ، في نَعِيمْ
ثمّ السّلامُ تُبَلَّغَنْهُ،
فَغَيْبُ مُهْدِيهِ سَلِيمْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،
أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،
رقم القصيدة : 13646
-----------------------------------
أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،(7/485)
فَيَقْصُرَ عَنْ لَوْمِ المُحبّ عِتَابُ؟
علامَ الصِّبا غضٌّ، يرفّ رواؤهُ،
إذا عنّ من وصلِ الحسانِ ذهابُ؟
وَفيمَ الهَوَى مَحضٌ يَشِفّ صَفاؤهُ
إذا لم يكنْ منهنّ عنهُ ثوابُي؟
وَمُسْعِفَة ٍ بالوَصْلِ، إذ مَرْبَعُ الحمى
لها، كلّما قظنا الجنابَ، جنابُ
تَظُنّ النّوَى تَعدو الهَوَى عن مَزَارِها؛
وداعي الهوَى نحوَ البعيدِ مجابُ
وَقَلّ لها نِضْوٌ بَرَى نَحْضَهُ السُّرَى ،
وَبَهْمَاءُ غُفلُ الصَّحصَحَانِ، تُجابُ
إذا ما أحَبّ الرّكْبُ وَجهاً مَضَوْا لهُ
فَهانَ عَلَيْهِمْ أنْ تَخُبّ رِكَابُ
عَرُوبٌ ألاحَتْ من أعارِيبٍ حِلّة ٍ،
تَجَاوَبُ فِيهَا بِالصّهيلِ عِرَابُ
غيارَى من الطّيفِ المعاودِ في الكرَى ،
مشيحونَ من رجمِ الظُّنونِ غضابُ
وماذا عليهَا أنْ يسنّيَ وصلَهَا
طَعانٌ، فإنْ لمْ يُغْنِينَا، فَضِرابُ
ألَمْ تَدْرِ أنّا لا نَرَاحُ لِرَبيبَة ٍ،
إذا لَمْ يُلَمَّعْ بالنّجِيع خِضَابُ
وَلاَ نَنْشَقُ العِطْرَ النَّمُومَ أرِيجُهُ،
إذا لمْ يِشَعْشَعْ بالعَجاجِ مَلابُ
وكمْ راسلَ الغيرانُ يهدي وعيدَه،
فَمَا رَاعَهُ إلاّ الطُّرُوقَ جَوَابُ
ولمْ يثنِنَا أنّ الرّبابَ عقيلة ٌ،
تَسَانَدُ سَعْدٌ دُونَهَا وَرِبَابُ
وأنْ ركزَتْ حولَ الخدورِ أسنّة ٌ،
وَحَفّتْ بِقُبّ السُابِحاتِ قِبَابُ
وَلَوْ نَذَرَ الحَيّانِ، غِبَّ السُّرَى ، بنا
لَكَرّتْ عُظالى ، أوْ لَعَادَ كُلابُ
وَلَيْلَة َ وَافَتْنَا تَهَادَى فَنَمْتَرِي،
أيسمُو حبابٌ، أو يسيبُ حبابُ؟
يُعَذّبُها عَضّ السّوَارِ بِمِعْصَمٍ،
أبانَ لهَا أنّ النّعيمَ عذابُ
لأبرَحْتُ من شيحانَ، حطّ لثامُهُ،
إلى خَفَرٍ مَا حُطّ عَنْهُ نِقَابُ
ثَوَى مِنْهُمَا ثِنَى النّجادِ مِشَيَّعٌ،
نجيدٌ، وميلاءُ الوشاحِ كعابُ
يُعَلَّلُ مِنْ إغْرِيضِ ثَغْرٍ، يَعُلهُ
غَرِيضٌ كمَاء المُزْنِ، وَهوَ رُضَابُ
إلى أن بَدَتْ في دُهْمَة ِ الأفقِ غُرَّة ٌ،
ونفّرَ، من جنحِ الظّلامِ، غرابُ(7/486)
وقد كادتِ الجوزاءُ تهوي فخلتُها
ثنَاهَا، من الشِّعرَى العبورِ، جنابُ
كأنّ الثّرَيّا رَاية ٌ مُشْرِعٌ لَهَا
جبانٌ، يريدُ الطّعنَ، ثمّ يهابُ
كأنّ سهيلاً، في رباوة ِ أفقهِ،
مُسِيمُ نُجُوم، حَانَ مِنْهُ إيَابُ
كأنّ السُّهَا فَاني الحُشَاشَة ِ، شَفَّهُ
ضنى ً، فخفاتٌ مرّة ً ومثابُ
كأنّ الصباحَ استقبسَ الشّمسَ نَارَها،
فجاء لهُ، من مشترِيهِ، شهابُ
كأنّ إياة َ الشّمسِ بشرِ بنِ جهورٍ،
إذا بذَلَ الأموَالَ، وهيَ رغابُ
هوَ البشرُ، شمنا منهُ برقَ غمامة ٍ
لَها باللُّهَا، في المُعْتَفِينَ، مَصَابُ
جوادٌ متى استعجلْتَ أولى هباتِهِ
كَفَاكَ مِنَ البَحْرِ الخِضَمِّ عُبَابُ
غَنيٌّ، عَنِ الإبْساسِ، دَرُّ نَوَالِه،
إذا استَنزَلَ الدَّرَّ البَكيءَ عِصَابُ
إذا حسبَ النَّيلَ الزّهيدَ منيلُهُ،
فمَا لعطايَاهُ الحسابِ حسابُ
عَطَايَا، يُصِيبُ الحاسِدونَ بحَمْدِه
عَلَيْها، وَلَمْ يُحْبِوْا بها فَيُحَابُوا
موطَّأُ أكنافِ السّماحِ، دنَتْ بهِ
خَلائِقُ زُهْرٌ، إذْ أنَافَ نِصَابُ
فزُرْهُ تزُرْ أكْنافَ غنّاءَ طلّة ٍ،
أربّتْ بهَا للمكرمَاتِ ربَابُ
زعيمُ المساعي أنْ تلينَ شدائدٌ
يُمَارِسُها، أوْ أنْ تَلِينَ صِعَابُ
مَهِيبٌ يِغَضّ الطَّرْفُ مِنْهُ لآذِنٍ،
مهابَتُهُ دونَ الحجابِ حجابُ
لأبلَجَ موفورِ الجلالِ، إذا احتَبَى ،
علا نظرٌ منهُ وعزّ خطابُ
وَذِي تُدَرإ، يَعدُو العِدا عن قِرَعِهِ،
غلابٌ، فمهمَا عزّهُ، فخلابُ
إذا هوَ أمضَى العزمَ لم يكُ هفوة ً،
يُؤثِّرُ عَنْها، في الأنَامِلِ، نَابُ
عَزَائِمُ يَنْصَاعُ العِدَا عَنْ مُمَرّهَا،
كمَا رُهِبْتَ يَوْمَ النّضَالِ رِهَابُ
صَوَائِبُ، رِيشُ النّصْرِ في جَنَبَاتِها
لؤامٌ، وريشُ الطائشاتِ لغابُ
حليمٌ، تلافَى الجاهلِينَ أناتُهُ،
إذِ الحلمُ عن بعضِ الذّنوبِ عقابُ
إذا عَثَرَ الجاني عَفَا عَفْوَ حَافِظٍ،
بنعمى لهَا في المذنبِينَ ذنابُ
شَهَامَة ُ نَفْسٍ في سَلامة ِ مَذْهَبٍ،(7/487)
كما الماءُ للرّاحِ الشُّمولِ قطابُ
بَني جَهوَرٍ! مهما فخَرْتُمْ بِأوّلٍ،
فسرٌّ منَ المجدِ التّليدِ لباب
حَطَطتم بحيثُ اسلَنطحتْ ساحة ُ العلا،
وأوْفَتْ لأخطارِ السّناء هضابُ
بكمْ باهَتِ الأرضُ السّماءَ، فأوجُهٌ
شموسٌ، وأيدٍ، في المحولِ، سحابُ
أشارِحَ معنى المجدِ وهوَ معمَّسٌ،
وعامرَ مغنى الحمدِ وهوَ خرابُ
مُحَيّاكَ بَدْرٌ، وَالبُدُورُ أهلَّة ٌ،
ويُمْنَاكَ بَحْرٌ، وَالبُحورُ ثِعابُ
رَأيْتُكَ جارَاكَ الوَرَى ، فغلَبَتْهُمْ،
لِذَلِكَ جَرْيُ المُذْكِياتِ غِلابُ
فقرّتْ بهَا، من أوليائكَ، أعينٌ
وَذَلْتْ لَها، مِنْ حاسِديكَ، رِقابُ
فتحْتَ المُنى ، منْ بعدِ إلهامنا بها،
وَقَدْ ضَاعَ إقْلِيدٌ وَأُبْهِمَ بَابُ
مددتَ ظلالَ الأمنِ، تخضرّ تحتَها،
من العيشِ في أعْذى البقاعِن شعابُ
حمى ً، سالَمتْ فيه البغاثَ جوارحٌ،
وَكَفّتْ، عَنِ البَهمِ الرِّتاعِ، ذئابُ
فلا زِلتَ تَسعى سَعيَ مَن حَظُّ سَعيهِ
نَجاحٌ، وحظُّ الشّانِئِيهِ تَبَابُ
فَإنّكَ للدِّينِ الشَّعِيبِ لَمِلأمٌ؛
وإنّكَ للملكِ الثَّئي لرئابُ
إذا معشرٌ ألهاهُمُ جلساؤهُمْ،
فَلَهْوُكَ ذِكْرٌ، وَالجَلِيسُ كتابُ
نِعَزّيكَ عن شهرِ الصّيامِ الذي انقضى ،
فإنّكَ مَفْجُوعٌ بِهِ فَمُصَابُ
هوَ الزَّوْرُ لوْ تعطى المُنى وضعَ العصَا
ليزدادَ، منْ حسنِ الثّوابِ، مثابُ
شَهِدْتُ، لأدّى منكَ وَاجِبٌ فَرْضِهِ
عَلِيمٌ بِما يُرْضِي الإلَهَ، نِقَابُ
وجاوَرْتَ بيتَ اللهِ أنساً بمعشرٍ،
خشوهُ، فخرّوا ركّعاً وأنابوُا
لَقَدْ جَدّ إخْبَاتٌ، وَحَقَّ تَبَتّلٌ،
وبالغَ إخلاصٌ، وصحّ متابُ
سيخلدُ في الدّنْيَا بهِ لكَ مفخرٌ،
وَيَحْسُنُ في دارِ الخُلُودِ مَآبُ
وَبُشْرَاكَ أعيادٌ، سَيَنْمي اطّرَادُهَا،
كما اطّردَتْ في السّمهرِيّ كعابُ
ترى منكَ سروَ الملكِ في قشفِ التّقى
فيبرُقُها مرأى هنكَ عجابُ
فأبْلِ وَأخْلِف، إنّمَا أنْتَ لابِسٌ
لهذي اللّيالي الغرّ، وهيَ ثيابُ(7/488)
فديتُكَ كمْ ألقَى الفواغرَ من عداً،
قراهُمْ، لنيرانِ الفسادِ، ثقابُ
عَفَا عنهُم قَدرِي الرّفيعُ، فأهْجَرُوا،
وَبَايَنَهُمْ خُلقي الجَميلُ، فَعَابُوا
وقد تسمعُ اللّيثَ اجحاشُ نهيقَها،
وتعلي إلى البدْرِ النّباحَ كلابُ
إذا رَاقَ حُسنُ الرّوْضِ أوْ فاحَ طيبُهُ
فَما ضَرّهُ أنْ طَنّ فِيهِ ذُبَابُ
فَلا بَرِحَتْ تِلْكَ الضّغائِنُ، إنّها
أفاعٍ، لها، بينَ الضّلوعِ، لصابُ
يَقُولُونَ شَرِّقْ، أوْ فَغَرّبْ صَرِيمة ً
إلى حيثُ آمالُ النّفوسِ نهابُ
فأنْتَ الحسامُ العضْبُ أصدئ متنُهُ
وعطّلَ منْهُ مضربٌ وذبابُ
وَمَا السّيفُ مِمّا يُستبَانُ مَضاؤهُ،
إذا حازَ جَفْنٌ حَدَّهُ، وَقِرابُ
وإنّ الذي أمَّلتُ كدّرَ صفْوُهُ،
فأضْحَى الرّضَا بالسّخطِ منهُ يشابُ
وَقَدْ أخْلَفَتْ ممّا ظَنَنتُ مَخايِلٌ؛
وَقَدْ صَفِرَتْ مِمّا رَجَوْتُ وِطَابُ
فَمَنْ لي بسُلْطانٍ مُبِينٍ عَلَيْهِمُ،
إذا لجّ بالخصْمِ الألدّ شغابُ
ليُخْزِهِمْ إنْ لَمْ تَرِدْنيَ نَبْوَة ٌ،
يُساء الفَتى مِنْ مِثْلِها وَيُرَابُ
فَقَدْ تَتَغَشّى صَفحة َ الماء كُدْرَة ٌ،
ويغطُو على ضوء النَّهارِ ضبابُ
سرورُ الغِنى ، ما لم يكن منك، حسرة ٌ،
وَأرْيُ المُنى ، ما لم تُنَلْ بك، صَابُ
وإنْ يكُ في أهلِ الزّمانِ مؤمَّلٌ،
فأنْتَ الشَّرابُ العذبُ، وهوَ سرابُ
أيُعْوِرُ، من جارِ السِّماكَينِ، جانِبٌ،
وَيُمْعِزُ، في ظلّ الرّبيعِ، جَنَابُ؟
فأينَ ثَنَاءٌ يَهْرَمُ الدّهْرُ كِبْرَة ً،
وحليتُهُ، في الغابرينَ، شبابُ؟
سأبكي على حظّي لَدَيكَ، كَما بَكَى
رَبِيعَة ُ لمّا ضَلّ عَنهُ دُؤابُ
وَأشكُو نُبوّ الجَنبِ عن كلّ مَضْجَعٍ،
كمَا يَتَجَافَى بِالأسيرِ ظِرَابُ
فثقْ بهزبرِ الشّعرِ واصفح عن الورَى ،
فَإنّهُمُ، إلاّ الأقَلَّ، ذُبَابُ
ولا تعدلِ المثنينَبي، فأنا الّذي
إذا حضرَ العقمُ الشّواردُ غابُوا
ينوبُ عنِ المدّاحِ منّيَ واحدٌ،
جَميعُ الخِصَالِ، ليسَ عنهُ مَنابُ(7/489)
وردْتُ معينَ الطّبعِ، إذ ذيدَ دونَهُ
أُناسٌ، لهُمْ في حَجْرَتَيهِ لُوَابُ
وَنَجّدَني عِلْمٌ تَوَالَتْ فُنُونُهُ،
كمَا يتوَالى في النّظامِ سخابُ
فعُدْ بِيَدٍ بَيْضاء يَصْدَعُ صِدْقِها،
فإنّ أرَاجِيفَ العُداة ِ كِذَابُ
وحاشاكَ منْ أنْ تستمرّ مريرة ٌ،
لعَهْدِكَ، أوْ يَخفَى عَليك صَوَابُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
رقم القصيدة : 13647
-----------------------------------
الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
وَالمُنَى في هُبُوبِ ذاكَ النّسِيمِ
سرّنَا عيشُنَا الرّقيقُ الحواشِي،
لَوْ يَدومُ السّرُورُ للمُسْتَدِيمِ
وطرٌ ما انقضَى إلى أنْ تقضّى
زَمَنٌ، مَا ذِمَامُهُ بِالذّمِيمِ
إذْ خِتَامُ الرّضَا المُسَوَّغِ مِسْكٌ؛
ومزاجُ الوصالِ منْ تسنيمِ
وَغَرِيضُ الّلالِ غَضٌّ، جنى الصّبْوَة ِ،
نَشْوَانُ مِنْ سُلافِ النّعِيمِ
طالمَا نافرَ الهوَى منهُ غرٌّ،
لمْ يطلْ عهدُ جيدِهِ بالتّميمِ
أيّهَا المُؤذِني بِظُلْمِ اللّيالي،
ليسَ يومي بواحدٍ من ظلومِ
قمرُ الأفقِ، إنْ تأمّلتَ، والشّمسُ
هُمَا يُكْسَفَانِ دُونَ النّجُومِ
أيّهَا ذا الوَزِيرُ! هَا أنّا أشْكُو،
بِالمُصَابِ العَظِيمِ نَحْوَ العَظِيمِ
بوّأ اللهُ جهوراً شرفَ السّؤدَدِ،
في السّروِ، واللُّبَابِ الصّميمِ
واحدٌ، سلّمَ الجميعُ لهُ الأمرَ،
فكانَ الخصوصُ وفقَ العمومِ
قلّدَ الغمرُ ذا التّجاربِ فيهِ؛
وَاكْتَفَى جاهِلٌ بِعِلْمِ العَلِيمِ
خطرٌ يقتضي الكمالَ بنوعَيْ
خُلُقٍ بَارِعٍ، وَخَلْقٍ وَسِيمِ
أيّهَا الوزيرُ ! ها أنّا أشكُو،
والعَصَا بدءُ قرعِهَا للحليمِ
مَا عَنَانَا أنْ يَأنَفَ السّابِقُ المَرْبطَ
في العتقِ منهُ والتّطهيمِ
وَبَقَاءُ الحُسَامِ في الجَفنِ يَثْني
مِنْهُ بَعدَ المَضَاء، وَالتّصْمِيمِ
أفصبرٌ مئينَ خمساً منَ الأيّامِ،
نَاهِيكَ مِنْ عَذَابٍ ألِيمِ!(7/490)
وَمُعَنًّى مِنَ الضّنَى بِهَنَاتٍ،
نَكَأتْ بِالكُلُومِ قَرْحَ الكُلومِ
سَقَمٌ لا أُعَادِ فيهِ وَفي العَائِدِ
أنسٌ يفي ببرء السّقيمِ
نَارُ بَغْيٍ سَرَى إلى جَنّة ِ الأمْنِ
لَظَاها، فَأصْبَحَتْ كَالصّرِيمِ
بأبي أنتَ، إنْ تشأ، تكُ برداً
وسلاماً، كنارِ إبراهيمِ
للشّفيعِ الثّناءُ، والحمدُ في صوبِ
الحَيَا للرّياحِ، لا لِلْغُيومِ
وزعيمٌ، بأنْ يذلِّلَ لي الصّعبَ،
مثابي إلى الهمامِ الزّعيمِ
وَوِدَادٌ، يُغَيِّرُ الدهْرُ مَا شَاء
ويبقَى بقاءَ عهدِ الكريمِ
وَثَنَاءٌ، أرْسَلْتُهُ سَلْوَة َ الظّاعِنِ
عَنْ شَوْقِهِ، وَلَهْوَ المُقِيمِ
فهوَ ريحانَة ُ الجليسِ، ولا فخرَ،
وفيهِ مزاجُ كأسِ النّديمِ
لمْ يزَلْ مغضياً على هفوة ِ الجاني،
مصيخاً إلى اعْتذارِ الكريمِ
ومتى يبدإ الصّنيعة َ يولعْكَ
تَمَامُ الخِصَالِ بِالتّتْمِيمِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
رقم القصيدة : 13648
-----------------------------------
هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
أمْ شَهِدْنَا البَدْرَ يَجتابُ الحُلَلْ
أمْ قَضِيبُ البَانِ، يَعْنِيهِ الهَوَى ،
أمْ غَزَالُ الفَقْرِ، يُصبْهِ الغَزَلْ؟
خرقَ العاداتِ مبدي صورة ٍ،
حَشَدَ الحُسْنُ عَلَيها، فاحتَفَلْ
مُشْرَبُ الصّفْحَة ِ مِنْ مَاء الصِّبَا؛
مشبعُ الوجنة ِ منْ صبغِ الخجلْ
منْ عذيري منهُ، إنْ أغببْتُهُ
نسيَ العهدَ، وإنْ عاودْتُ ملّ
قاتلٌ لي بالتّجنّي، ما لهُ،
لَيْتَ شِعري، أحَلالٌ ما استَحَلّ؟
أيّهَا المُخْتَالُ في زِينَتِهِ!
أنْتَ أولى النّاسِ بالخالِ، فخلْ
لكَ، إنْ أدلَلْتَ، عذرٌ واضحٌ؛
كلُّ مَنْ سَاعَفَهُ الحُسنُ أدلّ
سببُ السُّقمِ، الّذي برّحَ بي،
صحّة ٌ كالسُّقْمِ في تلكَ المقلْ
إنّ مَنْ أضْحَى أبَاهُ جَهْوَرٌ،
قالتِ الآمالُ عنهُ، ففعَلْ
مَلِكٌ لَذّ جَنَى العَيْشِ بِهِ،(7/491)
حيثُ وردُ الأمنِ للصّادي عللْ
أحسنَ المحسنُ منّا فجزَى ،
مثلمَا لجّ مسيءٌ، فاحتملْ
سَعْيُهُ في كلّ بِرٍّ مَثَلٌ،
إذْ مَسَاعي مَنْ يُنَاوِيهِ مُثُلْ
لا يَزَلْ مِنْ حَاسِدِيهِ مُكْثِرٌ،
أوْ مقلٌّ، سبقَ السّيفُ العذلْ
يا بني جهورٍ الدنيَا بكُمْ
حَلِيَتْ أيّامُهَا، بَعْدَ العَطَلْ
إنّمَا دولتُكُمْ واسطة ٌ،
أهدتِ الحسنَ إلى عقدِ الدّولْ
نَحْنِ مِنْ نَعْمَائِكُمْ في زَهْرَة ٍ،
جدّدتْ عهدَ الرّبيعِ المقتبلْ
طَابَ كانُونٌ لَنَا أثْنَاءهَا؛
فكأنّ اللشّمسَ حلّتْ بالحَمَلْ
زَهَرَتْ أخْلاقُكُمْ، فابْتَسَمَتْ
كابتسامِ الوردِ عنْ لؤلؤِ طلّ
أيّهَا البَحْرُ، الّذِي مَهْمَا تَفِض
بالنّدى يمناهُ، فالبحرُ وشلْ
مَنْ لَنَا فِيكَ بِعَيْبٍ وَاحِدٍ،
تُحْذَرُ العَينُ، إذا الفَضْلُ كَمُلْ
شَرَفٌ تَغْنى عَنِ المَدْحِ بِهِ،
مِثْلَمَا يَغنى عنِ الكُحْلِ الكَحَلْ
أَنا غرسٌ في ثرى العليَاءِ، لوْ
أبطأتْ سقياكَ عنهُ لذبُلْ
ليَ ذِكْرٌ، بِالّذِي أسْدَيْتَهُ،
نابِهٌ، ودَّ حسودٌ لوْ خملْ
فليمُتْ بالدّاء منْ حالِ فتى ً
أدّبتْهُ سيرُ النّاسِ الأولْ
فَوَعَى الحِكْمَة َ عَنْ قَائِلِهمْ:
الْزَمِ الصّحّة َ يَلْزَمْكَ العَمَلْ
أقْبَلَتْ نُعْمَاكَ تُهْدِي نَفْسَها،
لمْ أرغْ حظّيَ منهَا بالحيَلْ
فَقَبِلْتُ اليَدَ مِنْ بَطْنِ يَدٍ
ظهرُها، الدّهرَ، محلٌّ للقبلْ
كُلُّنَا بُلّغَ مَا أمّلَهُ
فَابْلُغِ الغَايَة َ مِنْ كُلّ أمَلْ
وإذا ما رامَكَ الدّهرُ، ففُتْ؛
وإذا رمتَ الأمانيّ، فنلْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
رقم القصيدة : 13649
-----------------------------------
هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
فَصلِي بِفَرْعِكَ لَيْلَكِ الغِرْبِيبَا
ولدَيْكِ، أمثالَ النّجومِ، قلائدٌ،
ألِفَتْ سَمَاءكِ لَبّة ً وَتَرِيبَا
لِيَنُبْ عَنِ الجَوْزَاء قُرْطُكِ كْلّما(7/492)
جَنَحَت، تُحَثّ جَنَاحَها تَغْرِيبَا
وإذا الوشاحُ تعرّضتْ أثناؤهُ،
طلعَتْ ثريّا لمْ تكنْ لتغيبَا
وَلَطَالَمَا أبْدَيْتِ، إذْ حَيّيْتِنَا،
كفّاً، هيَ الكفّ الخضيبُ، خضيبَا
أظنينَة ً ! دعوَى البراءة ِ شأنُهَا،
أنتِ العدوّ، فلمْ دعيتِ حبيبَا؟
ما بَالُ خَدّكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً
بدمٍ، ولحظُكِ لا يزالُ مريبَا؟
لوْ شئتِ، ما عذّبتِ مهجة َ عاشقٍ
مُسْتَعْذِبٍ، في حُبّكِ، التّعْذِيبَا
وَلَزْرْتِهِ، بَلْ عُدْتِهِ، إنّ الهَوى
مرضٌ، يكونُ لهُ الوصالُ طبيبَا
مَا الهجرُ إلاّ البينُ، لولا أنّهُ
لَمْ يَشْحُ فَاهُ بِهِ الغُرَابُ نَعِيبَا
ولقدْ قضى فيكِ التّجلّدُ نحبَهُ،
فَثَوَى وَأعْقَبَ زَفْرَة ً وَنَحِيبَا
وأرى دموعَ العينِ ليسَ لفيضِهَا
غَيْضٌ، إذا ما القَلبُ كانَ قَلِيبَا
مَا لي وللأيّامِ، لجّ معَ الصِّبَا
عدوانُهَا، فكَسَا العذارَ مشيبَا
محقتْ هلالَ السّنّ، قبلَ تمامِهِ؛
وذوَى بهَا غصنُ الشّبابِ رطيبَا
لألمّ بي مَا لوْ ألَمّ بشاهقٍ،
لانْهَالَ جَانِبُهُ، فَصَارَ كَثِيبَا
فَلَئِنْ تَسُمْني الحَادِثَاتُ، فقد أرَى
للجفنِ، في العضبِ الطّريرِ، ندوبَا
وَلَئِنْ عَجِبْتُ لأنْ أُضَامَ، وَجَهوَرٌ
نِعْمَ النّصِيرُ، لَقَدْ رَأيتُ عَجيبَا
مَنْ لا تُعَدّي النّائِبَاتُ لجَارِهِ
زَحْفَاً، وَلا تَمْشِي الضَّرَاء دَبِيبَا
ملكٌ أطاعَ اللهَ منهُ موفَّقٌ؛
مَا زَالَ أوّاباً إلَيْهِ مُنِيبَا
يأتي رضاهُ معادياً وموالياً،
ويكونُ فيهِ معاقباً ومثيبَا
مُتَمَرِّسٌ بالدّهْرِ، يَقْعُدُ صَرْفُهُ
إنْ قامَ، في نادي الخطوبِ، خطيبَا
لا يوسمُ الرّأيُ الفطيرُ بهِ، وَلا
يعتادُ إرسالَ الكلامِ قضيبَا
تأبَى ضرائبُهُ الضُّروبَ نفاسة ً
منْ انْ تقيسَ بهِ النّفوسُ ضريبَا
بَسّامُ ثَغرِ البِشْرِ، إنْ عَقَدَ الحُبَا،
فرأيْتَ وضّاحاً، هناكَ، مهيبَا
مَلأ النّواظِرَ صَامِتاً، وَلَرُبَّمَا
ملأ المَسَامِعَ سَائلاً ومُجِيبَا(7/493)
عِقْدٌ، تألّفَ في نِظَامِ رِيَاسة ٍ،
نَسَقَ اللآلىء َ مُنْجِباً وَنَجِيبَا
يَغْشَى التّجارِبَ كَهلُهُمْ، مُستغنياً
بقَرِيحَة ٍ، هِيَ حَسْبُهُ تَجْرِيبَا
وإذا دعوْتَ وليدَهُمْ لعظيمة ٍ،
لَبّاكَ رَقْراقَ السّمَاحِ، أدِيبَا
هممٌ تنافسُها النّجومُ، وقد تلا،
في سؤدَدٍ منْهَا، العقيبُ عقيبَا
ومحاسنٌ تندى رقائقُ ذكرِها،
فتكادُ توهِمُكَ المديحَ نسيبَا
كالآسِ أخضرَ نضرة ً، والوردِ أحمرَ
بهجة ً، والمِسْكِ أذفرَ طيبَا
وإذا تفنّنَ، في اللّسانِ، ثناؤُهُ،
فَافْتَنّ، لَمْ يَكُنِ المُرَادُ غَرِيبَا
غَالى بمَا فيهِ، فغيرُ مواقعٍ
سَرَفاً، وَلا مُتَوقِّعٍ تَكْذِيبَا
كان الوُشَاة ُ، وَقَد مُنيتُ بإفْكِهِمْ،
أسباطَ يعقوبٍ، وكنتُ الذّيبَا
وإذا المُنى ، بقبولِكَ الغضّ الجنى ،
هُزّتْ ذَوَائِبُهَا، فَلا تَثْرِيْبَا
أنا سيفك الصّدىء الذي مهما تشأ
تُعِدِ الصّقَالَ إليه والتّذْ رِيبَا
كمْ ضاقَ بي من مذهبٍ في مطلبٍ،
فثنيْتَهُ فسحَ المجالِ، رحيبَا
وزهَا جنابُ الشّكرِ حينَ مطرْتَهُ
بِسَحَائِبِ النُّعْمَى ، فَرُدّ خَصِيبَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ،
سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ،
رقم القصيدة : 13650
-----------------------------------
سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ،
فَاقْنَ شُكْراً وَعَزَاءَ
كمْ أفادَ الصّبرُ أجراً،
وَاقْتَضَى الشّكْرُ نَمَاء
أنْتَ إنْ تَأسَ عَلى
المَفْقُودِ إلْفَاً، وَاجتِبَاء
فاسْلُ عنهُ غيرة ً،
واحتملِ الرُّزء إبَاء
أيّهَا المُعْتَضِدُ، المَنصُورُ،
ملّيتَ البقاء
وتزيّدْتَ معَ الأيّامِ
عزّاً، وعلاء
إنّمَا يكسبُنَا الحزنُ
عناءً، لا غناء
أنْتَ طَبٌّ أنّ داء المَوْ
تِ قَدْ أعْيَا الدّوَاء
فتأسّ ! إنّ ذاكَ
الخَطْبَ غَالَ الأنْبِياء
وَسَيَفْنَى المَلأُ الأعْـ
ـلى إذَا مَا اللَّهُ شَاء
حَبّذَا هَدْيُ عَرُوسٍ،
دفنهَا كانَ الهداء
عمّرتْ حيناً، وماءَ الـ
ـمُزْنِ شَكْلَينِ سَوَاء(7/494)
ثُمّ وَلّتْ، فَوَجَدْنَا
أرَجَ المِسْكِ ثَنَاء
جَمَعَتْ تَقَوْى وَإخْبَا
تاً وَفَضْلاً وَذَكاء
سَتُوفّى ، مِنْ جِمَامِ الكَوْ
ثَرِ العَذْبِ، رَوَاء
حَيْثُ تَلقّى الأتقِياء، السّـ
ـعَدَاء، الشّهَدَاء
هانَ ما لاقَتْ عليهَا،
أنْ غَدَتْ مِنْكَ فِداء
غُنْمُ أحْبَابِكَ أنْ تَبْـ
ـقَى ، وإنْ عمّوا فناء
فالبَسِ الصّنعَ ملاءً؛
وَاسْحَبِ السّعْدَ رِدَاء
وَرِثِ الأعْدَاء أعْمَا
رَهُمُ، وَالأوْلِيَاء
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،
أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،
رقم القصيدة : 13651
-----------------------------------
أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،
وَنِلْتَ عَافِيَة َ الشّفَاءِ
وَخَرَجْتَ مِنْهُ مِثْلَمَا
خَرَجَ الحُسَامُ مِنَ الجِلاء
وَبَقِيتَ الدُّنْيَا، فَأنْـ
ـتَ دواؤهَا منْ كلّ داء
وَوَرِثْتَ أعْمَارَ العِدَى ،
وقسمْتَهَا في الأولياء
يا خيرَ منْ ركبَ الجيَا
د، وسَارَ في ظِلّ اللّواء
واجتالَ يومَ الحربِ قدْ
ماً، وَاحْتَبَى يَوْمَ الحِبَاء
بشرَاكَ عقبَى صحّة ٍ،
تجرِي إلى غيرِ انتهاء
في دولة ٍ تبقى بقا
ء الدّهرِ، آمنة َ الفناء
وَمَسَرّة ِ يُفْضِي بِهَا
زَمَنٌ، كَحاشِيَة ِ الرّداء
وَاشْرَبْ فَقَدْ لَذّ النّسيمُ،
وَرَقّ سِرْبَالُ الهَوَاء
لَنَرى بِكَ البَهْوَ المُطِلّ،
يَمِيسُ في حُلَلِ البَهَاء
وَبَقِيتَ مَفْدِيَاً بِنّا؛
إنْ نحنُ جزْنا في الفداء
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبة َ الفصدِ؛
ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبة َ الفصدِ؛
رقم القصيدة : 13652
-----------------------------------
ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبة َ الفصدِ؛
فللّهِ منّا أجملُ الشّكرِ والحمدِ
ويَا عَجَبا مِنْ أنّ مِبضَعَ فَاصِدٍ
تلقّيتَهُ، لمْ ينصرِفْ نابيَ الحدّ
ومنْ متولّي فصْدِ يمناكَ، كيفَ لم
يهلْهُ عبابُ البحرِ في معظمِ المدّ
ولمْ تغشَهُ الشّمسُ المنيرُ شعاعُها،(7/495)
فيخطئَ فيما رامَهُ سننَ القصدِ
سرّى دمُك المُهراق في الأرْض فاكتستْ
أفانينَ روضٍ مثلَ حاشية ِ البردِ
فصادٌ أطابَ الدّهرَ كالقطرِ في الثّرَى
كمَا طابَ ماءُ الوَرْدِ في العَنْبرِ الوَرْدِ
لَقَدْ أوْفَتِ الدّنْيَا بعَهْدِك نُصْرَة ً؛
كأنّكَ قَدْ عَلّمتَها كَرَمَ العَهْدِ
لَدَى زَمَنٍ غَضٍّ، أنيقٍ فرِنْدُهُ،
كمثلِ فرندِ الوردِ في خجلة ِ الخدّ
تسوِّغُ منْهُ العيشَ في ظلّ دولة ٍ
مقابلة ِ الأرجاء بالكوكبِ السّعدِ
فَهُبّ إلى اللّذّاتِ، مُؤثِرَ رَاحَة ٍ،
تُجِمّ النّفْسَ النّفِيسَة َ للكَد
ووالِ بهَا في لؤلؤٍ، منْ حبابِها،
كجيدِ الفتاة ِ الرُّودِ في لؤلؤ العقدِ
وإنْ تدعُنا للأنسِ، عنْ أريحية ٍ،
فقد يأنَسُ المَوْلى ، إذا ارتاحَ، بالعَبدِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛
أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛
رقم القصيدة : 13653
-----------------------------------
أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛
وَقَدْ آنَ أنْ تُتْرَع الأكْؤسُ
ولا بأسَ، إنْ كانَ ولّى الرّبيعُ،
إذا لمْ تجدْ فقدَهُ الأنْفُسُ
فَإنّ خِلالَ أبي عَامِرٍ،
بِهَا يَحْضُرُ الوَرْدُ وَالنَّرْجِسُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛
مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛
رقم القصيدة : 13654
-----------------------------------
مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛
ذهبَ الفؤادُ، فليسَ فيه براجعِ
فنْدّتِ حِينَ طَمِعْتِ في سُلوَانِهِ؛
هيهاتَ لا ظفرٌ هناكَ لطامعِ
فدعيهِ، حيثُ يطولُ ميدانُ الصِّبا،
كيمَا يجرّ بهِ عنانَ الخالعِ
ماذا يريبُكِ منْ فتى ً، عزّ الهوَى
فعنَا لِنَخْوَتِهِ بِذِلّة ِ خاضِعِ
هَلْ غَيرَ أنْ مَحضَ الوَفَاءِ لغَادِرٍ؛
أو غيرَ أنْ صدقَ الوصالَ لقاطعِ؟
لمْ يهوَ منْ لمْ يمسِ قرّة ِ عينِهِ
سَهَرُ الصّبَابَة ِ، في خَليٍّ هاجِعِ(7/496)
واهاً لأيّامٍ خلَتْ، ما عهدُهَا،
في حينَ ضَيّعَتِ العُهُودَ، بِضَائِعِ
زَمَنٌ كما رَاقَ السّقِيطُ من النّدَى ،
يستنّ في صفحاتِ وردٍ يانعِ
أيّامَ إنْ عَتَبَ الحَبيبُ، لَهَفْوَة ٍ،
شَفَعَ الشّبابُ، فكانَ أكرَمَ شافِعِ
ما لي وللدّنْيَا، غرِرْتُ، منَ المُنى
فِيها، بِبَارِقَة ٍ السّرابِ الخادِعِ
مَا إنْ أزالُ أرومُ شُهْدَة َ عاسِلٍ،
أُحْمَى مُجاجَتَهَا بإبْرَة َ لاسِعِ
منْ مبلغٌ عني البلادَ، إذا نبتْ،
أنْ لَستُ للنّفسِ الألُوفِ بِناخِعِ
أمّا الهوانُ، فصنْتُ عنهُ صفحة ً
أغشَى بهَا حدّ الزّمانِ الشّارعِ
فَلْيُرْغِمِ الحَظَّ المُوَلّيَ أنّهُ
وَلّى ، فَلَمْ أُتْبِعْهُ خُطْوَة َ تابِعِ
إنّ الغني لهوَ القناعة ُ، لا الّذي
يشتفّ نطفة َ ماء وجْهِ القانعِ
أللهُ جارُ الجهوريّ، فطالمَا
مُنِيتْ صَفاة ُ الدّهرِ مِنْهُ بِقَارِعِ
ملكٌ درَى أنّ المساعيَ سمعة ٌ،
فسعَى ، فطابَ حديثُهُ للسّامعِ
شِيَمٌ هيَ الزّهْرُ الجَنيّ، تَبَسّمَتْ
عَنْهُ الكَمَائِمُ، في الضَّحاء الماتعِ
أغرَى منافسَهُ ليدرِكَ شأوَهُ،
فشآهُ بالباعِ الطّويلِ الواسعِ
ثَبْتُ السّكِينَة ِ في النّدِيّ، كأنّمَا
تِلْكَ الحُبا لِيثَتْ بهَضْبِ مَتالِعِ
عذبُ الجَنى للأولياء، فإنْ يهجْ
فَالسّمُّ يَأبَى أنْ يَسُوغَ لِجّارِعِ
يا أيّهَا المَلِكُ الّذي حاطَ الهُدَى ،
لولاكَ كانَ حمى ً قليلَ المانعِ
أنِسَ الأنَامُ إلَيْكَ فيهِ، فهُمْ بهِ
منْ قائمٍ، أوْ ساجدٍ، أو راكعِ
مُتَبَوّئونَ جَنَابَ عَيْشٍ مُونِقٍ؛
مُتَفَيّئُونَ ظِلالَ أمْنٍ شَائِعِ
فلتضرِبَنْ معهمْ بأوفرِ شركَة ٍ
في أجرِهِمْ، مِنْ مُوتِرٍ أوْ شافِعِ
خَيرُ الشّهُورِ اختَرْتَ، عند طُلُوعه،
خَيرَ البِقَاعِ لَهُ بِأسْعَدِ طالِعِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ،
غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ،
رقم القصيدة : 13655
-----------------------------------(7/497)
غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ،
نَشَبٌ وَافِرٌ وَجَاهُ عَرِيضُ
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدُّ مِنْكَ اهْتِبَالٌ،
عَهدُ شُكرِي علَيه غَضٌّ غَرِيضُ
بوّأتني نعمَاكَ جنّة َ عدنٍ،
جالَ في وصفِها، فضلّ القريضُ
مجتنى ً مدّنٍ، وظلٌّ برودٌ،
ونسيمٌ، يشفي النّفوسَ، مريضُ
وَمِيَاهٌ، قَدْ أخْجَلَ الوَرْدَ أنْ عا
رضَ تذهيبَهُ لهَا تفضيضُ
كلّمَا غنّتِ الحمائمُ قلْنَا:
مَعْبَدٌ، إذْ شَدَا، أجَابَ الغَرِيضُ
جاوَرَتْ حَمّة ً، مُشَيَّدَة َ المَبْـ
ـنَى لبرقِ الرّخامِ فيهِ وميضُ
مَرْمَرٌ، أوْقَدَ الفِرِنْدَ عَلَيْهِ
سلسلٌ، بحرُهُ الزّلالُ يفيضُ
وَسْطَها دُمْيَة ٌ يَرُوقُ اجْتِلاءُ الْـ
ـكُلّ مِنْهَا، وَيَفْتِنُ التّبْعِيضُ
بشرٌ ناصعٌ، وخدٌّ أسيلٌ،
ومحيّاً طلقٌ، وطرفٌ غضيضُ
وَقَوامٌ كمَا اسْتَقَامَ قَضِيبُ الْـ
ـبانِ، إذْ علّهُ ثراهُ الأريضُ
وَابْتِسَامٌ، لَوْ أنّها اسْتَغْرَبَتْ فِيـ
ـهِ أرَاكَ اتّسَاقَهُ الإغْرِيضُ
وَالتِفَاتٌ، كَأنّمَا هُوَ بِالإيـ
ـحَاء، مِنْ فَرْطِ لُطْفِهِ، تَعرِيضُ
لُمَعٌ طَلّة ٌ مِنَ العَيْشِ مَا إنْ
للهَوَى ، عَنْ مَحَلِّهَا تَعويضُ
سَوّ غَتْني نَعِيْمَها نَفَحَاتٌ،
للمُنى ، منْ سحابِهَا، ترويضُ
تابعَتْهَا يدُ الهمامِ، أبي عمْـ
ـرٍو، فمَا غمْرُها لديّ مغيضُ
ملكٌ ذادَ عن حمى الدّينِ منْهُ
منْ إليهِ، في نصرِهِ، التّفويضُ
وسمَا ناظرٌ منَ المجدِ، في دنيا
هُ، قدْ كانَ كفَّهُ التّغْميضُ
إنْ أساءَ الزّمَانُ أحْسَنَ دَأبَا،
مثلمَا بايَنَ النّقيضَ النّقيضُ
يا مُعِزّ الهُدَى ، الّذِي مَا لِمَسْعَا
هُ، إلى غَيرِ سَمْتِهِ، تَغْرِيضُ
يا مُحلِّي يَفَاعَ حَالٍ، مَكَانُ النّـ
ـجْمِ، مَهما يُقَسْ إلَيهِ، حَضِيضُ
إنْ أنَلْ أيْسَرَ الرّغَائِبِ فِيهِ،
يَرْضَ فَوْزَ القِدَاحِ مِني مُفِيضُ
لو يفاعُ المجرّة ِ اعتضْتَ منْهُ،
رَاحَ يَدّعُو ثُبُورَهُ المُسْتَعِيضُ
حظُّ سنّ امرىء ٍ نأى منكَ قرعٌ؛(7/498)
وَقُصَارَى بَنَاتِهِ تَعْضِيضُ
حسبيَ النُّصْحُ والودادُ وشكرٌ،
عَطّرَ الدّهرَ مِنْهُ، مِسكٌ فَضِيضُ
دمْ موقَّى ً وليُّكَ، الدّهرَ، مجبو
رٌ مساعيكَ، والعدوُّ مهيضُ
فاعترافُ الملوكِ أنّكَ مولا
همْ حديثٌ، ما بينهمْ، مستفيضُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،
أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،
رقم القصيدة : 13656
-----------------------------------
أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،
تُصْبي، وَأعطافٍ نَشاوَى ، صَوَاحْ
لفاتنٍ بالحسنِ، في خدّهِ
وردٌ، وأثناءَ ثناياهُ راحْ
لمْ أنسَ، إذْ باتَتْ يدِي، ليلة ً،
وشاحَهُ اللاّصقَ دونَ الوشاحْ
ألممْتُ بالألطفِ منهُ، ولمْ
أجنحْ إلى ما فيه بعضُ الجناحْ
لأُصْفِيَنّ المُصطَفَى ، جَهْوَراً،
عهداً، لروضِ الحسنِ عنه انتضاحْ
جَزَاءَ مَا رَفّهَ شُرْبَ المُنَى ؛
وأذّنَ السّعْيُ بوشْكِ النّجَاحْ
يَسّرَتُ آمَالي بِتَأمِيلهِ،
فَمَا عَدَانِيَ مِنْهُ فَوْزُ القِدَاحْ
لَمْ أشِمِ البَرْقَ جَهَاماً، وَلَمْ
أقتدحِ الصُّمَّ ببيضِ الصِّفَاحْ
مَنْ مِثْلُهُ، لا مِثْلَ يُلْفَى لَهُ،
إنّ فَسَدَتْ حَالٌ، فَعَزّ الصَّلاحْ
يا مرشِدي، جهلاً، إلى غيرِهِ،
أغنى ، عنِ المصباحِ، ضوءُ الصّباحْ
يَهْفِو بِهِ، نَحْوَ الثّنا، ارْتِيَاحْ
يهفُو بهِ، نحوَ الثّناء، ارتياحْ
ذِو بَاطِنٍ أُقْبِسَ نُورَ التّقَى ؛
وَظاهِرٍ أُشْرِبَ مَاءَ السَّمَاحْ
انظرُ ترَ البدرَ سناً، واختبِرْ
تَجِدْهُ كَالمِسْكِ، إذا مِيثَ فاحْ
إيهِ أبَا الحَزْمِ! اهْتَبِلْ غِرّة ً،
ألسنة ُ الشّكرِ عليهَا فصاحْ
لا طارَ بي حظٌّ إلى غاية ٍ،
إنْ لمْ أكُنْ مِنْكَ مَرِيشَ الجَنَاحْ
عتباكَ، بعدَ العتبِ، أمنيّة ٌ
مَا لي، على الدّهْرِ، سوَاها اقترَاحْ
لمْ يَثْنِي، عَنْ أمَلٍ، مَا جَرَى ،
قدْ يرقَعُ الخرقُ وتؤسَى الجراحْ
فاشحذْ، بحسنِ الرّأيِ، عزمي يرَعْ
مني العِدَا، أليسَ شاكي السّلاحْ؟(7/499)
وَاشْفَعْ، فَلِلشّافِعِ نُعْمَى بِمَا
سَنَاهُ مِنْ عَقْدٍ، وَثِيقِ النَّوَاحْ
إنّ سَحابَ الأفقِ مِنْها الحَيَا؛
والحمدُ في تأليفِهَا للرّيَاحْ
وقاكَ، ما تخشَى منَ الدّهرِ، منْ
تعبْتَ، في تأمينِهِ، واستراحْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ،
ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ،
رقم القصيدة : 13657
-----------------------------------
ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ،
إلاَّ ذَكَرْتُكِ ذِكْرَ العَيْنِ بِالأَثَرِ
ولا استطلْتُ ذماء اللّيلِ من أسفٍ
إِلاَّ عَلى لَيْلَة ٍ سَرَّتْ مَعَ القِصَرِ
ناهيكَ مِنْ سَهَرٍ بَرْحٍ تَأَلَّفَهُ
شوقٌ إلى ما انقضَى من ذلك السَّمرِ
فليْتَ ذاكَ السّوادَ الجونَ متَّصلٌ،
لو استعارَ سوادَ القلبِ والبصرِ
أَمَّا الضَّنَى فَجَنَتْهُ لَحْظَة ٌ عَنَنٌ
كأنّها والرّدَى جاءا على قدرِ
فَهِمْتُ مَعْنَى الْهَوى مِنْ وَحْيِ طَرْفِكِ لي
إِنَّ الحِوَارَ لَمَفْهُومٌ مِنَ الْحَوَرِ
والصّدرُ، مذْ وردَتْ رفْهاً نواحيَهُ،
تُومُ القَلائِدِ لَمْ تَجْنَحْ إِلَى صَدَرِ
حسنٌ أفانينُ، لمْ تستوْفِ أعيُنُنا
غاياتِهِ بأفانينٍ من النّظرِ
واهاً لثغرِكِ ثغراً باتَ يكلؤهُ
غيرانُ، تسرِي عوالِيهِ إلى الثُّغَرِ
يَقْظَانُ لَمْ يَكْتَحِلْ غَمْضاً مُراقَبَة ً
لِرابِطِ الجَأْشِ مِقْدامٍ عَلَى الغَرَرِ
لا لَهْوُ أَيَّامِهِ الخالِي بِمُرْتَجَعٍ
ولا نعيمُ ليالِيهِ بمنتظرِ
إذْ لا التّحيّة ُ إيماءٌ مخالسة ً؛
وَلا الزِّيارَة ُ إِلْمامُ عَلَى خَطَرِ
منى ً، كأنْ لم يكنْ إلاّ تذكّرُها؛
إِنَّ الغَرَامَ لَمُعْتَادٌ مَعَ الذِّكَرِ
من يسألِ النّاسَ عن حالي فشاهدُها
مَحْضُ العِيَانِ الَّذِي يُغْنِي عَنِ الْخَبَرِ
لَمْ تَطْوِ بُرْدَ شَبَابي كَبْرَة ٌ وأرى
بَرْقَ الِمَشِيبِ اعْتَلَى في عارِضِ الشَّعَرِ
قَبْلَ الثَّلاثِينَ إذْ عَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ
وللشّبيبة ِ غصنٌ غيرُ مهتصرِ(7/500)
ها إِنَّها لَوْعة ٌ في الصَّدْرِ قادِحَة ٌ
نارَ الأسَى ، ومشيبي طائرُ الشّررِ
لا يهنىء ِ الشّامتَ، المرتاحَ خاطرُهُ،
أَنِّي مُعَنَّى الأماني ضائِعُ الْخَطَرِ
هلِ الرّياحُ بنجمِ الأرضِ عاصفة ٌ؟
أمِ الكسوفُ لغيرِ الشّمسِ والقمرِ؟
إنْ طالَ في السّجنِ إيداعي فلا عجبٌ!
قد يودَعُ الجفنَ حدُّ الصّارمِ الذكرِ
وَإِنْ يُثَبِّتْ أَبا الْحَزْمِ الرِّضا قَدَرٌ
عَنْ كَشْفِ ضُرِّي فَلا عَتْبٌ عَلى القَدَرِ
ما للذّنوبِ، التي جاني كبائرِهَا
غَيْرِي يُحَمِّلُني أَوْزارَها وَزَري
منْ لمْ أزلْ، من تأنّيهِ، عى ثقة ٍ؛
وَلَمْ أَزَلْ مِنْ تَجَنِّيه عَلَى حَذَرِ
ذُو الشِّيمَة ِ الرَّسْلِ إِنْ هِيجَتْ حَفِيظَتُهُ
وَالجانِبِ السَّهْلِ والْمُسْتَعْتَبِ اليَسَرِ
من فيه للمجتَلي والمبتَلي، نسقاً،
جَمالُ مَرأى ً عَلَيْه سَرْوُ مُخْتَبَرِ
مُذَلِّلٌ لِلْمَساعِي حُكْمُهَا شَطَطٌ
عَليهِ، وَهْوَ العَزِيزُ النَّفْسِ والنَّفَرِ
وَزيرُ سِلْمٍ كَفاهُ يُمْنُ طائِرِهِ
شُؤْمَ الْحُروب، ورأْيٌ مُحْصَدُ المِرَرِ
أغنَتْ قريحتُهُ مغنَى تجاربِهِ؛
ونابَتِ اللّمحة ُ العجلى عن الفكرِ
كمِ اشترَى ، بكرَى عينيهِ، من سهرٍ؛
هُدوءُ عَيْنِ الْهُدَى في ذَلكَ السَّهَرِ
في حَضْرَة ٍ غابَ صَرْفُ الدَّهْرِ -خَشْيَتَهُ-
عنها، ونامَ القَطا فيها، فلم يثُرِ
مُمَتَّعٍ بالرَّبيعِ الطَّلْق نَازِلُها
يلهيهِ عن طيبِ آصالٍ ندى بكرِ
ما إِنْ يَزالُ يَبُثُّ النَّبْتَ في جَلَدٍ
مذْ ساسَها، ويفيضُ الماءَ من حجرِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسبُنِي وَالنَّجْمَ فِي قَرَنٍ
ففيمَ أصبحتُ منحطّاً إلى العفرِ؟
أَحينَ رَفَّ عَلَى الآفاقِ مِنْ أَدَبِي
غَرْسٌ لَهُ مِنْ جَنَاهُ يَانِعُ الثَّمَرِ
وَسِيلة ٌ سَبَباً إِنْ لم تكنْ نَسَباً
فَهْوَ الودادُ صَفَا مِنْ غَيْرِ ما كَدَرِ
وبائنٍ منْ ثناءٍ، حسنُهُ مثلٌ
وَشْيُ الْمَحَاسِنِ مِنْهُ مُعْلَمُ الطُّرَرِ(8/1)
يُسْتَوْدَعُ الصُّحْفَ لا تَخْفَى نَوافِحُهُ
إِلاَّ خَفَاءَ نَسِيمِ المِسْكِ في الصُّرَرِ
مِنْ كُلِّ مُخْتَالَة ٍ بِالحِبْرِ رَافِلَة ٍ
فِيهِ اخْتِيالَ الكَعابِ الرُّؤْدِ بِالحِبَرِ
تجفى لها الرّوضَة ُ الغنّاءُ، أضحَكَها
مَجالُ دَمْعِ النَّدَى في أَعْيُنِ الزَّهَرِ
يا بهجة َ الدّهرِ حيّاً وهوَ إن فنيَتْ
حَيَاتُهُ زِينَة ُ الآثارِ وَالسَّيَرِ
لي في اعتمادِكَ، بالتأميلِ، سابقة ٌ
وهجرة ٌ في الهوَى ، أوْلى منَ الهجرِ
ففيمَ غضّتْ همومي من عُلا همَمي،
وحاصَ بي مطلَبي عن وجهة ِ الظَّفَرِ
هل من سبيلٍ، فماءُ العتبِ لي أسنٌ،
إلى العُذُوبَة ِ مِنْ عُتْباكَ والْخَصَرِ
نذرْتُ شكرَكَ، لا أنسَى الوفاءَ بهِ،
إنْ اسفرَتْ ليَ عنها أوجُهُ البشرِ
لا تلْهُ عني، فلمْ أسألْكَ، معتسِفاً،
ردَّ الصِّبا، بعدَ إيفاءٍ على الكبرِ
وَاسْتَوْفِرِ الْحَظَّ مِنْ نُصْحٍ وَصاغِيَة ٍ
كِلاهُما العِلْقُ لَمْ يُوهَبْ وَلَمْ يُعَرِ
هَبْنِي جَهِلْتُ فَكانَ الْجَهْلُ سَيِّئَة ً
لا عذرَ منها سوى أنّي من البشرِ
إِنَّ السِّيادَة َ بِالإِغْضَاءِ لابِسَة ٌ
بهاءَها، وبَهَاءُ الْحُسْنِ في الْخَفَرِ
لَكَ الشَّفاعَة ُ لا تُثْنى أَعِنَّتُها
دُونَ القَبُول بِمَقْبُول مِنَ العُذُرِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا أيّهَا المَلِكُ الجَلِيـ
يا أيّهَا المَلِكُ الجَلِيـ
رقم القصيدة : 13658
-----------------------------------
يا أيّهَا المَلِكُ الجَلِيـ
ـلُ، يُكِلُّ ألسنَنا جلالِكْ
انْظُرْ إلى مُحْتَلَنَا،
قد زانَ ساحتَهُ احتلالُكْ
نَهْرٌ وَرَوْضٌ، نحْنُ بَيْنَهُـ
ـمَا تفيّئنَا ظلالُكْ
قَدْ فَاضَ في هذَا نَدَا
كَ، ونعّمتْ هذا خلالُكْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ؛
مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ؛
رقم القصيدة : 13659
-----------------------------------
مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ؛(8/2)
وَمَوْرِدُهُمْ حيثُ الدّماءُ مَناهِلُ
وَدُونَ المُنى فِيهمْ جِيادٌ صَوَافِنٌ،
ومأثورَة ٌ بيضٌ وسمرٌ عواملُ
لِكلِّ نَجِيدٍ في النّجَادِ، كَأنّمَا
تناطُ، بمتنِ الرّمحِ، منهُ، الحمائلُ
طَوِيلٌ عَلَينا لَيْلُهُ، مِنْ حَفِيظَة ٍ،
كأنّ صباباتِ النّفوسِ طوائلُ
كناسٌ دنَا منهُ الشَّرَى ، في محلّة ٍ
بهَا للّيثُ يَعدو، وَالغَزالُ يُغَازِلُ
لعَمرُ القِبابِ الحُمْرِ، وَسطَ عَرِينهمْ
لقَدْ قُصِرَتْ فيها السُّرُوبُ العَقائلُ
أمحجوبة ٌ ليلى ، ولم تخضبِ القنَا؛
وَلا حجبتْ شمسَ الضَّحا القَساطلُ
أنَاة ٌ، عَليها من سنَا البَدرِ مِيسَمٌ،
وَفيها منَ الغُصْنِ النُّضيرِ شَمائِلُ
يجولُ وشاحَاهَا على خيزُرَانَة ٍ؛
وتشرقُ تحتَ البردتَينِ الخلاخِلُ
وَلَيلَة َ وَافَتْنَا الكَثِيبَ لمَوْعِدٍ؛
كمَا رِيعَ وَسْنَانُ العَشِيّاتِ خاذِلُ
تَهادَى انْسِيابِ الأيمِ، يَعفو إثارَها،
من الوَشْي، مَرْقومُ العِطعافَينِ ذائلُ
قَعيدَكِ أنَّى زُرْتِ، ضَوْءُكِ ساطعٌ،
وَطِيبُكِ نِفّاحٌ، وَحَلْيُكِ هادِلُ
هبيكِ اغتررْتِ الحيّ واشيكِ هاجعٌ،
وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ لائلُ
فأنّى اعتسفْتِ الهولَ خطوُكِ مدمجٌ
وَرِدْفُكِ رَجْرَاجٌ وَعطفُكِ مائِلُ
خليليّ ! ما لي كلّمَا رمتُ سلوَة ً،
تَعَرّضَ شَوْقٌ، دونَ ذلك حائِلُ؟
أرَاحُ إذا راحَ النّسِيمُ شَآمِياً؛
كأنّ شمولاً ما تديرُ الشّمائلُ
ضَلالاً، تمادى الحُبُّ في المَعشرِ العِدا؛
ولَجَّ الهوى في حيثُ تُخشى الغَوائلُ
كأنْ ليسَ، في نُعمى الهُمَامِ مَحمّدٍ،
مسلٍّ، وفي مثنى أياديهِ شاغلُ
أغرُّ، إذا شمْنا سحائبَ جودِهِ،
تهلّلَ وجهٌ، واستهلّتْ أنامِلُ
يبشِّرُنَا بالنّائلِ الغمرِ وجهُهُ؛
وَقَبْلَ الحَيّا ما تَستَطيرُ المَخايلُ
لديْهِ رياضٌ، للسّجايَا، أنيقة ٌ،
تغلْغلُ فيها، للعطايَا، جداولُ
أتيٌّ، فما تِلكَ السّماحَة ُ نُهْزَة ٌ؛
وفيٌّن فما تلكَ الحبالُ حبائلُ(8/3)
زعيمُ الدّهاء أنْ تصيبَ، من العِدا،
مكايدُهُ ما لا تصيبُ الجحافلُ
فما سيفُ ذاكَ العزمِ فيهمْ بمعضدٍ؛
وَلا سَهْمُ ذاكَ الرّأيِ أفْوَقُ ناصِلُ
بَنى جَهْوَرٍ عِشْتُمْ بأوْفَرِ غِبْطَة ٍ؛
فلولاكمُ ما كانَ في العيشِ طائلُ
تفاضلَ في السَّرْوِ المُلوكُ، فخِلتُهم
أنابيبَ رمحٍ، أنتمُ فيهِ عاملُ
لئنْ قلّ في أهلِ الزّمانِ عديدُكمْ
فإنّ دَرارِيّ، النّجُومِ قَلائِلُ
فداؤكُمُ منْ، إنْ تعدْهُ ظنونُهُ
لحاقَكُمُ في المجدِ، فالدّهرُ ماطِلُ
مَناكيدُ، فِعْلُ الخيرِ منهم تكَلُّفٌ،
إذِ الشّرُّ طبعٌ، ما لهم عنهُ ناقلُ
فإنْ سُتِرَتْ أخلاقُهُمْ بِتَخَلُّقٍ،
فكلُّ خضيبٍ لا محالة َ ناصلُ
لكَ الخيرُ، إنّي قائلٌ غيرُ مقصرٍ؛
فَمَنْ ليَ باسْتيفاءِ ما أنتَ فاعِلُ
لعمرُ سراة ِ الثّغرِ، وافاكَ وفدُهم،
لمَا ذمّ منهُمْ ذلكَ النُّزلَ نازلُ
لأعذرْتَ، لمّا لمْ يملَّكَ مكثهمْ،
إذا عذرَ المستثقِلَ المتثاقِلُ
نَضَدْتَ رَيَاحِينَ الطّلاقَة ِ غِضّة ً؛
ورَقْرَقْتَ ماءَ البِرّ، وَهوَ سلاسِلُ
فمَا مِنْهُمُ إلاّ شديدٌ نِزاعُهُ،
إليكَ، مقيمُ القلبِ والجسمُ راحلُ
ضَمانٌ عَليهِمْ أنّ سَيُؤثَرُ عَنهُمُ
عَلَيكَ ثَناءٌ، في المَحافِلِ، حافِلُ
مساعٍ، هيَ العقدُ انتظامَ محاسنٍ،
تحلّى بهَا جِيدٌ مِنَ الدّهرِ عاطِلُ
تنيرُ بها الآمالُ، والّليلُ واقبٌ؛
وتخصبُ منها الأرضُ والأفقُ ماحلُ
هنيئاً لك العيدُ، الذي بكَ أصبَحتْ
تَرُوقُ الضّحى منه، وتَنَدى الأصائِلُ
تَلَقّاكَ بالبُشْرَى ، وَحَيّاكَ بالمُنَى ؛
فبُشرَاكَ ألْفٌ، بعدَ عامِكَ، قابِلُ
لئنْ ينصرِمْ شهرُ الصّيام لبعدَهُ،
نَثَا صَالحِ الأعْمالِ ما أنتَ عاملُ
رأيتَ أداءَ الفرضِ ضربة َ لازمٍ،
فلم تَرْضَ حتى شَيّعَتْهُ النّوَافِلُ
سدنتَ، ببيتِ اللهِ، حبَّ جوارِهِ،
لكَ اللهُ بالأجرِ المضاعفِ كافلُ
هَجَرْتَ لَهُ الدّارَ، التي أنتَ آلِفٌ
ليَعتادَهُ مَحضُ الهَوى منكَ وَاصِلُ(8/4)
فإنْ تَتَناقَلْكَ الدّيَارُ فَطَالَمَا
تناقلَتِ البدرَ المنيرَ المنازلُ
ألا كُلُّ رَجْوَى ، في سِوَاكَ، عُلالة ٌ،
وكلُّ مديحٍ، لم يكنْ فيكَ، باطلُ
فما لعمادِ الدّينِ، حاشاكَ، رافعٌ؛
ولا للواء الملكِ، غيرَكَ، حاملُ
لأمّنتني الخطبَ الذي أنا خائفٌ؛
وَبَلّغْتَنِي الحَظّ الّذِي أنَا آمِلُ
أرى خاطري كالصّارِمِ العَضْبِ لم يَزَلْ
له شاحذٌ، من حُسن رأيك، صَاقِلُ
وَمَا الشِّعْرُ مِمّا أدّعيهِ فَضِيلَة ً
تزينُ، ولكنْ أنطقَتني الفواضلُ
بقِيتَ كما تبقَى معالِيكَ، إنّهَا
خَوَالِدُ، حِينَ العَيشُ كالظلّ زَائلُ
فمَا نَسْتَزِيدُ اللَّهَ، بَعْدَ نِهَايَة ٍ،
لنفسِكَ غيرَ الخلدِ، إذْ أنتَ كاملُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عُمِّرَ، مَنْ يَعْمُرُ ذا المَجلِسا،
عُمِّرَ، مَنْ يَعْمُرُ ذا المَجلِسا،
رقم القصيدة : 13660
-----------------------------------
عُمِّرَ، مَنْ يَعْمُرُ ذا المَجلِسا،
أطْوَلَ عُمْرٍ، يُبْهِجُ الأنْفُسَا
وَبَعْدَ ذا عُوّضَ عَنْ دارِهِ
عَدْناً، وَمِنْ دِيباجِهِ السُّنْدُسَا
ووفّيَ الفوزَ بها والرّضَى ؛
ووُقّيَ الأسْوَاء وَالأبْؤسا
ودامَ عبّادٌ لعهدِ الهدى ،
يحرسُ حتى يفنيَ الأحرُسَا
معتضدٌ بالله، إحسانُهُ
جمٌّ، إذا ما الدّهرُ يوماً أسَا
المَلِكُ الغَمْرُ النّدَى ، المُقْتَنى ،
من كلّ حمدٍ، علقَهُ الأنفسَا
إنْ رامَ يوماً، وصفَ عليَائِهِ،
مفوَّهٌ مقتدرٌ أخرِسَا
لا زالَ بدراً طالعاً، نيّراً،
يَكْشِفُ مِنْ آمَالِنَا الحِنْدِسَا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
رقم القصيدة : 13661
-----------------------------------
ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
ويطلبَ ثأرِي البرقُ منصلتَ النصلِ
وَهَلاّ أقَامَتْ أنْجُمُ اللّيلِ مَأتماً،
لتندبَ في الآفاقِ ما ضاعَ من نثلي
ولَوْ أنصَفتَني، وهيَ أشكالُ همّتي،(8/5)
لألقَتْ بأيدي الذّلّ لمّا رأتْ ذلّي
ولافترقَتْ سبعُ الثّريّا، وغاضَها،
بمطلعِها، ما فرّقَ الدّهرُ من شملي
لعمرُ اللّيالي ! إنْ يكنْ طال نزْعُها
لقد قرطَستْ بالنَّبلِ في موضعِ النُّبلِ
تَحَلّتْ بآدابي، وإنّ مآرِبي
لسانحة ٌ في عرضِ أمنيّة ٍ عطلِ
أُخَصُّ لفَهمي بالقِلى ، وكأنّما
يبيتُ، لذي الفهمِ، الزّمانُ على ذحلِ
وأجفَى ، على نظمي لكلّ قلادة ٍ،
مُفَصَّلَة ِ السِّمطَينِ، بالمَنطقِ الفصْلِ
ولوْ أنّني أسطيعُ، كيْ أرضِيَ العدا،
شَريْتُ ببعضِ الحلمِ حظّاً من الجهلِ
أمَقْتُولَة َ الأجفْانِ! مَا لكَ وَالهاً؟
ألمْ تُرِكِ الأيّامُ نجْماً هوَى قَبْلي؟
أقِلّي بُكاءً، لستِ أوّلَ حُرّة ٍ
طوتْ بالأسَى كشحاً على مضض الثّكلِ
وَفي أُمّ مُوسى عِبْرَة ٌ أنْ رَمَتْ بهِ
إلى اليَمّ، في التّابوتِ، فاعتَرِي وَاسلى
لعلّ المليكَ المجملَ الصُّنعِ قادراً
له بعد يأسٍ، سوفَ يجملُ صنعاً لي
وللهِ فينا علمُ غيبٍ، وحسبُنا
به، عند جوْرِ الدّهرِ، من حَكَمٍ عَدْلِ
هُمَامٌ عَريقٌ في الكِرَامِ، وقَلّما
ترَى الفرعَ إلاّ مستمدّاً من الأصلِ
نَهُوضٌ بِأعْباء المُرُوءة ِ وَالتّقَى ؛
سحوبٌ لأذيالِ السّيادة ِ والفضْلِ
إذا أشْكَلَ الخَطْبُ المُلِمُّ، فءنّهُ،
وَآراءهُ، كالخَطّ يُوضَحُ بالشّكلِ
وذو تدرإٍ للعزمِ، تحتَ أناتِهِ،
كمُونُ الرّدى في فَترة ِ الأعينِ النُّجلِ
يرفُّ، على التّأميلِ، لألاءُ بشرِهِ،
كما رَفّ لألاءُ الحُسامِ على الصّقْلِ
محاسنُ، ما للحسنِ في البدرِ علة ٌ،
سِوى أنّها باتَتْ تُمِلّ فيَسْتَملي
تغِصُّ ثنائي، مثَلما غصّ، جاهداً،
سِوارُ الفتاة ِ الرّادِ بالمِعصمِ الخَدلِ
وتغنى عنِ المدحِ، اكتفاءً بسروِها،
غنى المقلة ِ الكحلاء عن زينة ِ الكحلِ
أبَا الحزمِ ! إنّي، في عتابِكَ، مائلٌ
على جانبٍ، تأوِي إليهِ العُلا سهلِ
حمائمُ شكوى صبّحتكَ، هوادِلاً،
تنادِيكَ منْ أفنانِ آدابيَ الهدْلِ(8/6)
جوادٌ، إذا استنّ الجيادُ إلى مدى ً
تمطّرَ فاستولى على أمدِ الخصلِ
ثَوَى صَافِناً في مَرْبطِ الهُونِ يشتكي،
بتصهالِهِ، ما نالَهُ من أذى الشّكْلِ
أفي العَدْلِ أنْ وافَتكَ تَتْرَى رَسائلي
فلمْ تتركَنْ وضعاً لها في يديْ عدلِ؟
أعِدُّكَ للجلّى ، وآملُ أنْ أرَى ،
بنعماكَ، موسوماً، وما أنا بالغفْلِ
وما زالَ وَعدُ النّفسِ لي منكَ بالمُنى ،
كأنّي به قد شمتُ بارقة َ المحلِ
أأنْ زعمَ الواشونَ ما ليسَ مزعماً
تعذِّرُ في نصرِي وتعذرُ في خذلي؟
وأصدى إلى إسعافكَ السّائغِ الجَنى ؛
وأضحى إلى إنصافِكَ السّابغِ الظلّ
ولو أنّني واقعتُ عمداً خطيئة ً،
لما كانَ بدعاً من سجاياكَ أن تُملي
فلمْ أستَترْ حَرْبَ الفِجارِ، ولم أُطعْ
مُسَيلمة ً، إذ قالَ: إنّي منَ الرُّسْلِ
ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوة ُ الصِّبَا؛
وَمثلُكَ قد يعفو، وما لكَ من مثلِ
وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي
أشادَ بها الواشي، ويعقلُني عقلي
أأنكُثُ فيكَ المدحَ، من بعدِ قوّة ٍ،
ولا أقتدي إلاّ بناقضة ِ الغزْلِ !
ذمَمْتُ إذاً عهدَ الحياة ِ، ولم يزَلْ
مُمِرّاً، على الأيّامِ، طَعمُهَا المحَلي
وما كنتُ بالمُهدي إلى السّودَدِ الحَنَا
ولا بالمُسيء القولِ في الحسنِ الفعلِ
ما ليَ لا أُثني بِآلاء مُنْعِمٍ،
إذا الرّوْضُ أثنى ، بالنّسيمِ، على الطّلّ
هيَ النّعلُ زلّتْ بي، فهل أنتَ مكذبٌ
لقيلِ الأعادي إنّها زَلّة ُ الحِسْلِ؟
وهلْ لكَ في أن تشفعَ الطَّولَ شافعاً
فتُنجحَ مَيمونَ النّقِيبة ِ، أوْ تُتْلي؟
أجرِ أعدْ آمِن أحسنِ ابدأ عُدِ اكفِ
حُط تحفّ ابسطِ استألِفْ صُن احم اصْطنع أعلِ
منى ً، لوْ تسنّى عقدُها بيدِ الرّضَا
تيسّرَ منها كلُّ مستصعبِ الحلّ
ألا إنّ ظَني، بَينَ فِعلَيكَ، وَاقِفٌ
وُقوفَ الهوَى بينَ القَطيعة ِ وَالوَصْلِ
فإنْ تمنَ لي منكَ الأماني، فشيمة ٌ
لذَاكَ الفَعالِ القَصْدِ والخُلقِ الرَّسلِ
وإلاّ جنيتُ الأنسَ من وحشة ِ النّوَى(8/7)
وَهَولِ السُّرَى بينَ المَطيّة ِ والرّحلِ
سيُعْنَى بِمَا ضَيّعتَ مِنّي حافِظٌ؛
ويلفى لما أرْخَصْتَ من خطرِي مغْلي
وأينَ جوابٌ عنكَ ترضَى به العُلا،
إذا سألَتْني بعدُ ألسنة ُ الحفلِ؟
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ،
لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ،
رقم القصيدة : 13662
-----------------------------------
لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ،
بِعَقْلِيَ، مُذْ بِنّ عَني، لَمَمْ
ففَي نَاظِرِي، عَنْ رَشادٍ، عَمًى ؛
وَفي أُذُني، عَنْ مَلامٍ، صَمَمْ
قَضَتْ بِشِماسي، على العَاذِلِينَ،
شموسٌ مكلَّلَة ٌ بالظُّلَمْ
فَمَا سَقِمَتْ لَحَظاتُ العُيُو
نِ، إلاّ لِتُغْرِيَني بِالسِّقَمْ
يَلُومُ الخَليُّ عَلى أنْ أُجَنّ،
وَقَدْ مَزَجَ الشّوْقُ دَمْعي بِدَمْ
وما ذو التّذكّرِ ممّنْ يلامُ؛
ولا كرمُ العهدِ ممّا يذمّ
وإنّي أراحُِ، إذا مَا الجَنو
بُ رَاحَتْ بِرَيّا جَنُوبِ العَلَمْ
وَأصْبُو لِعِرْفَانِ عَرْفَ الصَّبَا؛
وَأُهْدِي السّلامَ إلى ذِي سَلَمْ
وَمِنْ طَرَبٍ عادَ نَحوَ البُرُو
قِ، أجهشْتُ للبرْقِ حينَ ابتسمْ
أمَا وزَمَانٍ، مَضَى عَهْدُهُ
حَمِيداً، لَقَدْ جارَ لمّا حكَمْ
قضَى بالصّبابة ِ، ثمّ انقَضى ؛
وَمَا اتْصَلَ الأنْسُ حَتى انْصَرَمْ
لياليَ نامَتْ عيونُ الوشا
ة ِ عنّا، وعينُ الرّضَى لم تنَمْ
ومَالَتْ علينا غصونُ الهوى ،
فأجنَتْ ثمارَ المُنى منْ أممْ
وَأيّامُنَا مُذْهَبَاتُ البُرودِ،
رقاقُ الحواشي، صوافي الأدَمْ
كأنّ أبَا بكرٍ الأسلميَّ
أجرَى عليهَا فرندَ الكرَمْ
ووشّحَ زهرة َ ذاكَ الزّمانِ،
بِمَا حازَ مِنْ زُهْرِ تِلْكَ الشّيَمْ
هُوَ الحاجِبُ المُعْتَلي، لِلْعُلا،
شماريخَ كلّ منيفٍ أشمّ
مليكٌ، غذا سابقَتْهُ الملوكُ،
حَوَى الخَصْلَ، أوْ ساهمتَهُ سَهَمْ
فأطْوَلُهُمْ، بِالأيَادِي، يَداً،
وَأثْبَتُهُمْ، في المَعالي، قَدَمْ(8/8)
وأروعُ، لا معتفِي رفدِهِ
يَخِيبُ، وَلا جارُهُ يِهْتَضَمْ
ذلوُلُ الدَّماثة ِ، صعبُ الإباء،
ثقيفُ العزيمِ، إذا ما اعتزَمْ
سمَا للمجرّة ِ في أفقِهَا،
فجرّ عليهَا ذيولَ الهمَمْ
وَنَاصَتْ مَسَاعِيهِ زُهْرَ النّجُومِ،
وبارَتْ عطايَاهُ وطفَ الدِّيَمْ
نَهِيكٌ، إذا جَنّ لَيْلُ العَجَاجِ،
سرَى منهُ، في جنحِهِ، بدرُ تمّ
فشامَ السّيوفَ بهامِ الكماة ِ؛
وَرَوّى القَنَا في نُحُورِ البُهَمْ
جوادٌ، ذراهُ مطافُ العفاة ِ؛
وَيُمْنَاهُ رُكْنُ النّدَى المُسْتَلَم
يهيجُ النّزالُ بهِ والسّؤا
لُ ليْثاً هصُوراً، وبحْراً خضمّ
شهدْنَا، لأوتيَ فصلَ الخطابِ،
وخصّ بفضلِ النُّهَى والحكمْ
وَهَلْ فَاتَ شَيْءٌ مِنَ المَكْرُمَاتِ؟
جَرَى سيْفُ يَطْلُبُهُ، وَالقَلَمْ
ومستحمَدٍ بكريمِ الفعا
لِ، عَفْواً، إذا ما اللّئيمُ استَذَمّ
شمائلُ، تهجرُ عنْها الشَّمولُ؛
وتجفَى لها مشجياتُ النّغمْ
على الرّوضِ منها رواءٌ يروقُ؛
وَفي المِسْكِ طِيبُ أرِيجٍ يُشَمّ
أبُوهُ الّذِي فَلّ غَرْبَ الضّلالِ،
ولاءمَ شعبَ الهدَى ، فالتأمْ
وَلاذَ بهِ الدّينُ مُسْتَعصِياً
بذمّة ِ أبلَجَ، وافي الذّممْ
وجاهدَ، في اللهِ، حقَّ الجهَا
دِ مَنْ دَان، مِنْ دونِه، بالصّنم
فلا ساميَ الطّرفِ، إلاّ أذلّ؛
وَلا شَامِخَ الأنْفِ، إلاّ رَغَمْ
تقيّلَ في العزّ، منْ حميرٍ،
مقاولَ عزّوا جميعَ الأمَمْ
هُمُ نَعَشُوا المُلْكَ، حتى استَقَلّ؛
وهمْ أظلموا الخطبَ، حتى اظّلَمْ
نجومُ هدى ً، والمعالي بروجٌ؛
وأسدُ وغى ً، والعوالي أجمْ
أبا بكرٍ ! اسلَمْ على الحادِثاتِ؛
وَلا زِلْتَ مِنْ رَيْبِهَا في حَرَمْ
أنادِيكَ، عنْ مقة ٍ، عهدُهَا،
كَما وَشَتِ الرّوْضَ أيْدِي الرِّهَمْ
وإنْ يعدُني عنكَ شحطُ النّوَى ،
فحَظّي أخَسَّ وَنَفْسِي ظَلَمْ
وَإنّي لأُصْفِيكَ مَحْضَ الهَوَى ؛
وأخفي، لبعْدِكَ، برحَ الألَمْ
وَغيرُكَ أخْفَرَ عَهْدَ الذّمَامِ،
إذا حسنُ ظنّي عليْهِ أذمّ(8/9)
ومستشفعٍ بيَ بشّرْتَهُ،
على ثقة ٍ، بالنّجاحِ الأتمّ
وقدْماً أقلْتَ المسيءَ العثارَ؛
وأحسنْتَ بالصّفحِ عمّا اجترَمْ
وعنْدِي، لشكْرِكَ، نظمُ العقودِ
تَنَاسَقُ فِيهَ اللآلي التُّؤَمْ
تُجِدّ لِفَخْرِكَ بُرْدَ الشّبَابِ،
إذا لبسَ الدّهرُ بردَ الهرمْ
فعشْ معصَماً، بيفاعِ السّعودِ؛
ودمْ ناعماً في ظلالِ النِّعمْ
ولا يزلِ الدّهرُ، أيّامُهُ
لكمْ حشمٌ، واللّيالي خدمْ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هل النّداءُ، الذي أعلنتُ، مُستَمَعُ؛
هل النّداءُ، الذي أعلنتُ، مُستَمَعُ؛
رقم القصيدة : 13663
-----------------------------------
هل النّداءُ، الذي أعلنتُ، مُستَمَعُ؛
أمْ في المِئاتِ، التي قدَّمتُ، مُنتَفَعُ؟
إنّي لأعجبُ منْ حظٍّ يسوِّفُ بي،
كاليأسِ من نيلِه، أن يجذبَ الطمعُ
تأبَى السّكونَ إلى تَعلِيلِ دهرِيَ لي،
نفسٌ إذا خودعتْ لم ترضِها الخدَعُ
ليسَ الرّكونُ إلى الدّنيا دَليلَ حِجًى ،
فإنّها دُوَلٌ، أيّامُهَا مُتَعُ
تأتي الرّزايا نظاماً من حوادِثِهَا،
إذِ الفَوائِدُ، في أثْنَائِهَا، لُمَعُ
أهلُ النّباهة ِ أمثالي لدهرِهمُ،
بقَصرِهمْ، دون غاياتِ المُنى ، وَلَعُ
لولا بنو جهورٍ ما أشرقَتْ همَمي،
كمِثْلِ بِيضِ اللّيالي، دُونَها الدُّرَعُ
همُ الملوكُ، ملوكُ الأرضِ دونهمُ،
غِيدُ السّوالِفِ، في أجيادِها تَلَعُ
من الوَرَى ، إنْ يَفوقوهمْ، فلا عجبٌ،
كذلكَ الشّهرُ، منْ أيّامِهِ، الجمعُ
قومٌ، متى تحتفلْ في وصفِ سؤدَدِهم
لا يأخذِ الوصفُ إلاّ بعضَ ما يدَعُ
تَجَهَّم الدّهرُ، فانصَاتَتْ لهُمْ غُرَرٌ،
ماءُ الطّلاقة ِ، في أسرارِها، دفعُ
باهتْ وجوهُهُمُ الأعراضَ من كرمٍ؛
فكلّما راقَ مرأى ً طابَ مستمعُ
سروٌ، تزاحمُ، في نظمِ المديح لهُ،
محاسِنُ الشِّعرِ، حتى بَينها قُرَعُ
أبو الوليدِ قدِ استوفَى مناقبِهُمْ،
فللتّفاريقِ منْهَا فيهِ مجتمعُ
هوَ الكريمُ، الذي سنّ الكرامُ لهُ(8/10)
زُهْرَ المَساعي، فلَمْ تَستهوِه البِدَعُ
من عترة ٍ أوهمَتْهُ، في تعاقُبِها،
أنّ المكارمَ، إيصاءً بها، شرعُ
مهذَّبٌ أخلصَتْهُ أوّليّتُهُ،
كالسّيفِ بالغَ في إخلاصِهِ الصَّنَعُ
إنّ السّيوفَ، إذا ما طابَ جَوْهرُها،
في أوِّل الطّبعِ، لم يعلَقْ بها طبعُ
جذلانُ يستضْحكُ الأيّامَ عن شيمٍ،
كالرّوْضِ تَضْحَكُ منه في الرُّبى قِطَعُ
كالبارِدِ العَذْبِ، لذّتْ، من مَوارِدِه
لشاربٍ غبَّ تبريحِ الصّدى ، جرعُ
قلْ للوزيرِ، الذي تأميلُهُ وزرِي،
إنْ ضاقَ مضطربٌ، أوْ هالَ مطّلعُ
أصخْ لهمسِ عتابٍ، تحتَهُ مقة ٌ،
وَكلّفِ النّفْسَ منها فوقَ ما تَسَعُ
ما للمتَابِ، الذي أحصفتَ عقدَتَهُ،
قد خامرَ القلبَ، من تضْييعه، جزعُ؟
لي، في الموالاة ِ، أتباعٌ يسرّهُمُ
أنى لهُمْ، في الذي نِجزَى به، تَبَعُ
ألستُ أهلَ اختصاصٍ منكَ، يلبسُني
جَمالَ سِيماهُ؟ أمْ ما فيّ مُصْطَنَعُ؟
لم أوتِ في الحالِ، من سعيي لديك، ونى ً
بلْ بالجدودِ تطيرُ الحالُ أوْ تَقعُ
لا تستجِزْ وَضْعَ قدرِي بعد رَفْعِكَهُ،
فاللَّهُ لا يَرْفَعُ القَدر الذي تَضَعُ!
تقدّمَتْ لكَ نعمى ، رادَها أملي،
في جانِبٍ، هوَ للإنْسانِ مُنتَجَعُ
ما زالَ يونقُ شكرِي في مواقِعِها
كالمُزْنِ تونِقُ، في آثارِهِ، التُّرَعُ
شكرٌ، يروقُ ويرضي طيبُ طعمته،
في طَيّهِ نَفَحاتٌ، بَينَها خِلَعُ
ظنّ العِدا، إذْ أغبّتْ، أنّها انقطعتْ؛
هَيهاتَ ليسَ لِمدّ البَحرِ مُنقطَعُ
لا بأسَ بالأمرِ، إنْ ساءتْ مبادئُهُ
نفسَ الشّفيقِن إذا ما سرّتِ الرُّجَعُ
إنّ الأُلَى كنتُ، من قبل افتضاحِهمِ،
مثلَ الشّجا في لهاهُم، ليس يُنتَزَعُ
لم أحظَ، إذْ همْ عِداً، بادٍ نِفاقُهمُ،
إلاّ كما كنتُ أحظَى ، إذْ همُ شيعُ
ما غاظهمْ غيرُ ما سيّرْتُ من مدَحٍ،
في صَائِكِ المِسكِ من أنفاسِها فَنَعُ
كَمْ غُرَّة ٍ لي تَلَقّتْها قُلُوبُهُمُ؛
كمَا تلقّى شهابَ الموقِدِ الشّمَعُ
إذا تأمّلتَ حُبْي، غِبَّ غَشّهِمِ،(8/11)
لم يَخفَ من فَلَقِ الإصْباحِ مُنصَدِعُ
تلكَ العرانينُ، لم يصلُحْ لها شممٌ،
فكانَ أهونَ ما نِيلَتْ بهِ الجدَعُ
أوْدَعتَ نُعماكَ منهمْ شرَّ مُغتَرَسٍ،
لَن يَكرُمَ الغَرْسُ حتى تكرُم البُقعُ
لقد جَزَتهُمْ جَوازِي الدّهرِ عن مِننٍ
عفَتْ، فلم يثنهمْ، عن غمطها، ورعُ
لا زالَ جدُّكَ بالأعداءِ يصرعُهُمْ؛
إنْ كانَ بينَ جدودِ النّاسِ مصطرعُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ،
هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ،
رقم القصيدة : 13664
-----------------------------------
هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ،
فمن شيمِ الأبرارِ، في مثلها، الصّبرُ
ستصبرِ صَبرَ اليأسِ أو صبرَ حِسبَة ٍ،
فلا تؤثرِ الوجْهَ الذي معهُ الوزرُ
حذارَكَ منْ أنْ يعقبَ الرُّزْءُ فتنة ً
يضيقُ لها، عن مثل إيمانِك، العذْرُ
إذا آسَفَ الثُّكْلُ اللّبيبَ، فشَفّهُ،
رأى أفدحَ الثّكلينِ أنْ يهلكَ الأجرُ
مُصَابُ الذي يأسَى بمَيْتِ ثَوابِهِ،
هوَ البرحُ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ
حياة ُ الوَرعى نَهجٌ، إلى المَوْتِ، مِهيعٌ،
لهُمْ فيهِ إيضَاعٌ، كمَا يوضعُ السَّفرُ
فيَا هادِيَ المنهاجِ جرْتَ، فإنّمَا
هو الفجرُ يهديكَ الصّراطَ أوِ البَحرُ
غذا الموتُ أضْحى قصرَ كلّ معمّرٍ،
فإنّ سَواءً طالَ أو قَصُرَ العُمْرُ
ألمْ ترَ أنّ الدّينَ ضيمَ ذمارُهُ،
فلَمْ يُغْنِ أنْصارٌ عَديدُهمُ دَثْرُ
بحيْثُ استقَلّ الملْكُ ثانيَ عِطْفِهِ،
وجرّرَ، من أذيالِهِ، العسكرُ المجرُ
هوَ الضّيمُ، لَوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ،
ثناهُ المرامُ الصّعبُ والمسلكُ الوعرُ
إذا عَثَرَتْ جُرْدُ العَناجيجِ في القَنا،
بليلٍ عجاجٍ، ليسَ يصدعه فجرُ
أأنفسَ نفسٍ، في الورَى ، أقصد الرّدى ؛
وَأخضرَ عِلقٍ، للهُدى ، أفقدَ الدُّهرُ؟
أعبّادُ! يا أوْفَى الملوكِن لقد عَدا
عَليكَ زَمانٌ، من سجِيّته الغَدْرُ
فَهَلاّ عَداهُ أنّ عَلْيَاكَ حَلْيُهُ؛(8/12)
وذكرَك، في أردانِ أيّامِهِ، عطرُ؟
غشيتَ فلمْ تغشَ الطّرادَ سوابحٌ؛
وَلا جُرّدَتْ بِيضٌ، وَلا أُشرِعتْ سُمرُ
وَلا ثَنَتِ المَحذورَ عَنْكَ جَلالَة ٌ؛
وَلا غُرَرٌ ثَبْتٌ وَلا نائلٌ غَمْرُ
لئنْ كانَ بطنُ الأرضِ هيّءَ أنسُه
بأنّك ثَاويهِ، لقَدْ أوحَشَ الظّهرُ
لَعَمْرُ البُرُودِ البِيضِ في ذلك الثّرى ،
لقد أُدرِجتْ، أثناءها، النِّعَمُ الخُضرُ
عَلَيكَ، منَ اللَّهِ، السّلامُ تَحيّة ً،
ينسّمُكَ الغفْرانَ ريْحانُها النّضْرُ
وَعاهدَ ذاكَ اللّحدَ عهدُ سَحائبٍ،
إذا استعبرَتْ، في تربِه، ابتسمَ الزّهرُ
ففيهِ علاءٌ لا يُسامَى يَفاعُهُ،
وقَدْرُ شَبَابٍ ليس يَعْدِلُهُ قَدْرُ
وَأبْيَضَ في طَيّ الصّفيحِ، كأنّهُ
صفيحة ُ مأثورٍ طلاقتُهُ الأثْرُ
كأنْ لم تسرْ حمرُ المنايا، تظِلّها،
إلى مهجِ الأقيالِ، راياتُهُ الحمرُ
ولَم يَحمِ، من أنْ يُستَباحَ، حمى الهدى
فلمْ يرضِهِ إلاّ أنِ ارتجعَ الثّغرُ
ولمْ ينتجعْهُ المعتفونَ، فأقبلَتْ
عطايا، كما والى شآبِيبَهُ القَطْرُ
وَلمْ تكتَنِفْ آراءهُ ألمَعِيّة ٌ،
كأنّ نجيّ الغيبِ، في رأيهَا، جهرُ
ولمْ يتشذّرْ للأمورِ، مجلّياً
إليها، كما جَلّى من المَرْقَبِ الصّقرُ
كِلا لَقَبَيْ سُلْطانِه صَحّ فأْلُه،
فبَاكَرَهُ عَضْدٌ وَرَواحَهُ نَصْرِ
إلى أنْ دعاهُ يومُهُ، فأجابَهُ،
وقَد قدَمَ المعروفُ وَاستَمجد الذّخرُ
فأمسَى ثَبِيرٌ، قد تصَدّى لحَمْلهِ
سريرٌ، فلم يَبهَضْهُ من هَضْبه إصرِ
ألا أيّها المَوْلى الوَصولُ عَبيدَهُ،
لقد رابَنا أنْ يَتلُوَ الصّلة َ الهجرُ
نُغاديكَ، داعِينا السّلامُ، كعَهدِنا،
فما يُسمَعُ الدّاعي، وَلا يُرْفعُ السِّترُ
أعتبٌ علينا ذادَ عنْ ذلكَ الرّضَى
فنعتَبَ، أمْ بالمسمَعِ المعتَلي وقرُ؟
أمَا إنّهُ شغْلٌ فراغُكَ بعدَهُ
سينصاتُ إلاّ أنّ موعدَهُ الحشرُ
أأنْساكَ، لمّا ينْأ عهدٌ، ولوْ نأى
سجيسَ اللّيالي لم يرِمْ نفسيَ الذّكرُ
وكيفَ بنسْيانٍ، وقد ملأتْ يدي(8/13)
جسامُ أيادٍ منكَ، أيْسَرُها الوفْرُ؟
لَئِنْ كنتُ لم أشكرُ لكَ المِنَنَ، التي
تَمَلّيْتُها تَترى ، لأوْبَقَني الكُفْرُ
فَهلْ عَلِمَ الشِّلْوُ المُقَدَّسُ أنني
مُسَوِّغُ حالٍ، ضَلّ في كُنهها الفكْرُ
وَأنّ مَتَابي لمُ يُضِعْهُ مُحمّدٌ،
خَليفتك، العدلُ الرّضَى ، وابنُكَ البَرُّ
هُوَ الظّافِرُ الأعْلَى ، المُؤَيَّدُ، بالذي
له، في الذي ولاّهُ، من صنعِهِ، سرّ
رأى في اختصَاصِي ما رأيتَ، وزادَني
مزِيّة َ زُلْفَى مِنْ نتائِجِها الفخرُ
وأرْغَمَ، في بِرّي، أُنوفَ عِصَابَة ٍ
لِقاؤهُمُ جَهْمٌ، وَلحظُهُمُ شَزْرُ
إذا ما استوى ، في الدَّستِ، عاقدَ حَبوَة ٍ
وقامَ سماطَا حفلِهِ، فليَ الصّدرُ
وفي نفسِهِ العلياء لي متبوّأ،
ينافسُني فيهِ السِّماكانِ والنّسرُ
يُطيلُ العِدا فيّ التّناجيَ خُفْيَة ً،
يقولون: لا تستَفتِ، قد قضيَ الأمرُ
مضَى نَفثُهُمْ، في عُقْدة ِ السّعيِ، ضَلّة ً
فعادَ عَليهِمْ غُمّة ً ذلِكَ السّحرُ
يشبّ مكاني عن توقّي مكانهمْ،
كما شبّ قبلَ اليومِ عن طوْقه عمرُو
لكَ الخيرُ، إنّ الرُّزْء كانَ غيابة ً،
طَلَعْتَ لنا فيها، كما طلعَ البدرُ
فقرّتْ عيونٌ كانَ أسخنَها البُكا؛
وَقَرّتْ قُلوبٌ كانَ زلزَلها الذّعرُ
وَلوْلاكَ أعْيَا رَأبُنَا ذَلِكَ الثّأى ،
وعزّ، فلمّا ينتعِشْ ذلكَ العثْرُ
ولمّا قدمتَ الجيشَ، بالأمس، أشرَقتْ
إليكَ، منَ الآمالِ، آفاقُها الغبرُ
فقضيتَ مِنْ فرضِ الصّلاة ِ لُبَانَة ً،
مُشَيِّعُها نُسْكٌ، وفارِطُها طُهْرُ
ومن قبلُ ما قدّمتَ مثنى نوافلٍ،
يلاقي بها من صامَ، من عوزٍ، فطرُ
ورُحتَ إلى القَصْرِ، الذي غضّ طرْفَه
بُعيْدَ التّسامي، أنْ غَدا غيرَه القصرُ
فَداما مَعاً في خَيرِ دَهْرٍ، صُرُوفُهُ
حرامٌ عليها أنْ يطورَهُما هجرُ
وَأجْمِلْ، عن الثّاوِي، الغرّاء، فإن ثَوَى
فإنّكَ لا الوَاني وَلا الضَّرعُ الغُمرُ
وما أعطتِ السّبعونَ قبلُ أولي الحِجى
من الإربِ ما أعطَتك عشروكَ والعشرُ(8/14)
ألستَ الذي، إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ،
تَبَلّجَ منهُ الوَجهُ، واتّسعَ الصّدْرُ
فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَهُ،
فمنكَ، لمنْ هاضَتْ نوائبُها، جبرُ
ا زِلْتَ مَوْفورَ العديدِ بِقُرْة ٍ
لَعيْنيكَ، مَشدوداً بهمْ ذلك الأزْرُ
فإنّكَ شمسٌ، في سماء رياسَة ٍ،
تطَلّعُ منهمْ، حَولها، أنجمٌ زُهرُ
شكَكْنا فلمْ نثبِتْ، أأيّامُ دهرِنا
بها وسنٌ، أمْ هزّ أعطافَها سكرُ؟
وما إنْ تغشّتْها مغازَلَة ُ الكرى ؛
وما إنْ تمشّتْ، في مفاصِلِها، خمرُ
سوى نشواتٍ، منْ سجايا مملَّك،
يصدِّقُ، في عليائِها، الخبرَ الخبرُ
أرَى الدّهرَ، إنْ يَبطِشْ فأنتِ يمينُه،
وإنْ تضحكِ الدّنيا، فأنْتَ لهَا ثغرُ
وكمْ سائِلٍ، بالغَيبِ عنك، أجَبتُه:
هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّؤدَدُ الوِترُ
هُناكَ التُّقى وَالعِلمُ والحِلمُ والنُّهَى
وبَذْلُ اللُّها والبأسُ والنّظمُ والنّثرُ
همامٌ، إذا لاقَى المناجزَ ردَّهُ،
وإقْبالُهُ خَطْوٌ، وَإدْبارُهُ حُضْرُ
محاسنُ، ما للرّوضِ، خامرَهُ النّدى ،
رواءٌ، إذا نصّتْ حلاها، ولا نشرُ
متى انتشقتْ لمْ تطرِ دارينُ مسكَها
حياءً، ولمْ يفخَرْ بعنبرِهِ الشِّحْرُ
عطاءٌ ولا منٌّ، وحكمٌ ولا هوى ً،
وحلمٌ ولا عجزٌ، وعزٌّ ولا كبرُ
قدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكَ تمامَها
علينا، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكْرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> فُزْ بالنَّجاحِ، وأحْرِزِ الإقبالا،
فُزْ بالنَّجاحِ، وأحْرِزِ الإقبالا،
رقم القصيدة : 13665
-----------------------------------
فُزْ بالنَّجاحِ، وأحْرِزِ الإقبالا،
وحُزِ المُنى وَتنَجّزِ الآمالا
وليهْنِكَ التّأبيدُ والظّفرُ اللّذا
صدَقاكَن في السّمة ِ العليّة ِ، فَالا
يا أيّها المَلِكُ، الّذِي لوْلاَ لَمْ
تجدِ العقولُ النّاشداتُ كمالا
أمّا الثّريّا فالثّريّا نصبة ً
وَإفادَة ً وإنافَة ً وجَمالا
قدْ شاقَها الإغبابُ، حتى إنّها
لوْ تستَطيعُ سَرَتْ إلَيْكَ خَيالا(8/15)
رفِّهْ ورودَكَها لتغْنَم راحة ً؛
وأطِلْ مَزارَكَها لِتَنْعَم بَالا
وتمثّلِ القصرَ المبارك وجنة ً،
قَدْ وسّطَتْ فِيها الثّرَيّا خَالا
وأدِرْ هُناكَ مِن المُدامِ أتَمّهَا
أرجاً زَكَا، وأشَفّها جِرْيالا
قصرٌ، يقرّ العينَ منهُ مصنعٌ
بهجُ الجوانبِ، لوْ مشى لاختالا
لا زِلْتَ تَفتَرِشُ السّرور حَدائِقاً
فيهِ، وتلتحفُ النّعيمَ ظلالا
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
رقم القصيدة : 13666
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
وأنْ قَد كفانا، فقدنَا القمرَ، البَدرُ
وأنّ الحيَا، إنْ كان أقلع صوبُهُ،
فَقَدْ فاض للآمالِ في إثْرهِ البحرُ
إساءة ُ دَهْرٍ أحسنَ الفِعلَ بَعدَها،
وَذنْبُ زمانٍ جاء يَتْبَعُهُ العُذْرِ
فلا يَتَهنّ الكَاشِحونَ، فما دَجا
لنَا اللّيلُ، إلاّ رَيْثما طلعَ الفجرُ
وإنْ يكُ ولّى جهورٌ، فمحمّدٌ
لعمرِي لنعمَ العلقُ أتلفَهُ الرّدى
فبانَ، ونعمَ العلقُ أخلفَهُ الدّهرُ
هَزَزْنَا بهِ الصّمصامَ، فالعزْمُ حَدُّهُ،
وحليتُهُ العليا، وإفرنْدُهُ البشرُ
فَتًى يَجْمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ،
وينظَمُ، في أخلاقه، السّودَدُ النّثرُ
أهابَتْ إلَيهِ بالقُلوبِ مَحبّة ٌ،
هيَ السِّحرُ للأهوَاء، بل دونها السّحرُ
سرتْ حيثُ لا تسرِي من الأنفسِ المُنى
ودَبّتْ دَبِيباً لَيسَ يُحسِنهُ الخَمرُ
لبسنا لدَيْهِ الأمنَ، تندى ظلالُهُ،
وزهرة َ عيشٍ مثلَما أينعَ الزّهرُ
وعَادَتْ لَنا عاداتُ دُنيا، كأنّها
بها وسنٌ، أوْ هزّ أعطافَها سكرُ
مَلِيكٌ، لَهُ منّا النّصيحة ُ والهَوى ؛
ومنهُ الأيادي البيضُ والنِّعمُ الخضرُ
نُسِرّ وَفاءً، حِينَ نُعلِنُ طاعَة ً،
فَما خانَهُ سِرٌّ، ولا رابَهُ جَهْرُ
فقُلْ للحَيارى : قد بدا علَمُ الهُدى ؛
وللطّامعِ المغرورِ: قد قضيَ الأمرُ
أبا الحزمِ! قد ذابَتْ عليكَ من الأسَى(8/16)
قلوبٌ مُناها الصّبرُ، لو ساعدَ الصّبرُ
دَعِ الدّهرُ يَفجعْ بالذّخائرِ أهلَهُ،
فما لنفيسٍ، مذ طواكَ الرّدى ، قدرُ
تَهُونُ الرّزَايا بعَدُ، وهيَ جَلِيلَة ٌ؛
ويُعرَفُ، مُذْ فارَقْتَنَا، الحادثُ النُّكرُ
فقدْ ناكَ فِقْدانَ السّحابَة ، لم يَزلْ
لها أثرٌ يثني بهِ السّهلُ والوعرُ
مساعيكَ حليٌ لليّالي مرصَّعٌ؛
وذكْرُكَ، في أردانِ أيّامها، عطرُ
فلا تبعدَنْ ! إنّ المنيّة َ غاية ٌ،
إلَيها التّناهي طالَ، أوْ قَصُرَ، العُمْرُ
عَزَاءً، فدَتْكَ النّفسُ عنه، فءن ثوَى
فإنّك لا الواني، ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ
ومَا الرّزْءُ في أن يودَع التُّرابَ هالكٌ،
بلِا لرّزْء كلّ الرّزْء أن يهلكَ الأجرُ
أمامَك، من حِفْظِ الإلَهِ، طَليعَة ٌ؛
وَحَوْلَكَ، من آلائِه، عَسكرٌ مَجرُ
ومَا بِكَ مِنْ فَقْرٍ إلى نَصْرِ نَاصرٍ،
كفَتكَ، مِنَ اللَّهِ، الكلاءة ُ وَالنّصرُ
لكَ الخيرُ، إنّي واثقٌ بكَ شاكرٌ
لمَثنى أياديكَ، التي كفرُها الكفرُ
تَحامَى العِدا، لمّا اعتَلَقْتُكَ، جانبي،
وقَالَ المُناوِي: شبّ عن طوْقه عَمرُو
يلينُ كلامٌ، كان يخشنُ منهمُ،
ويفتُرُ نحوِي ذلكَ النّظرُ الشّزرُ
فصَدّقُ طُنوناً لي وَفيّ، فإنّني
لأهْلُ اليَدِ البَيضاء مِنكَ، ولا فخرُ
ومنْ يكُ، للدّنيا وللوفْرِ، سعيُهُ،
فتقريبُكَ الدّنيا، وإقبالُكَ الوفْرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛
اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛
رقم القصيدة : 13667
-----------------------------------
اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛
وَلِدَوْلَة ِ العَلْيَاء كَيْفَ تُدَالُ
لا تَفْسَحَنْ للنّفْسِ في شأوِ المُنى ،
إنّ اغتراركَ، بالمُنى ، لضلالُ
ما أمْتعَ الآمالِ، لَوْلاَ أنّهَا
تعتاقُ، دونَ بلوغِها، الآجالُ
مَنْ سُرّ، لمّا عاشَ، قَلّ مَتاعُهُ،
فالعيشُ نومٌ، والسّرورُ خيالُ
في كلّ يومٍ ننتحَى برزيّة ٍ،
للأرْضِ، مِنْ بُرَحائِها، زِلزالُ(8/17)
إنْ ينكدرْ، بالأمسِ، نجمٌ ثاقبٌ؛
فاليَوْمَ أقْلَعَ عارِضٌ هَطّالُ
إنّ النّعيّ لجهورٍ ومحمّدٍ
أبكى الغَمامَ، فَدَمْعُهِ مُنْثالُ
شَكْلانِ إنْ حُمّ الحِمَامُ تجاذَبَا؛
لا غَرْوَ أنْ تَتجاذَبَ الأشكالُ
ولَّى أبو بكرٍ، فراعَ لهُ الورَى
هولٌ، تقاصرُ، دونَهُ، الأهوالُ
قَمَرٌ هَوَى في التُّرْبِ، تُحثى فَوْقَهُ؛
للهِ ما حازَ الثّرَى المنهالُ
قدْ قلتُ، إذْ قيلَ السّريرُ يقلّهُ:
هَلْ للسْرِيرِ بِقَدْرِهِ اسْتِقلالُ؟
الآنَ بيّنَ، للعقولِ، زوالُهُ،
أنّ الجبالَ، قصارهنَّ زوالُ
ما أقبح الدّنيا ! خلافَ مودَّعٍ،
غنيَتْ بهِ في حسنِها تختالُ
يا قَبْرهُ العَطِرَ الثرى إلا يَبْعَدَنْ
حُلْوٌ، من الفِتْيَانِ، فيك حلالُ
ما أنْتَ إلاّ الجَفْنُ، أصْبحَ طَيَّهُ
نصلٌ عليهِ، من الشّبابِ، صقالُ
فَهُناكَ نَفّاحُ الشّمائِلِ، مِثْلَمَا
طَرَقَتْ بأنْفاسِ الرّياضِ شَمَالُ
دانٍ مِن الخُلُقِ المُزَيِّنِ، نازِحٌ
عنْ كلّ ما فيهٍِ عليهِ مقالُ
شِيَمٌ يُنافِسُ حُسْنَها إحْسانُها،
كالرّاحِ نافسَ طعمَها الجريالُ
يا مَنْ شأى الأمثالَ، مِنْهُ واحِدٌ،
ضُرِبَتْ بهِ في السّودَدِ الأمْثالُ
نقصتْ حياتُك، حين فضلُك كاملٌ،
هلاّ استُضيف، إلى الكمالِ، كمالُ !
وُدّعتَ عَنْ عُمُرٍ، عَمَرْتَ قَصِيرَة
بمكارمٍ، أعمارُهنّ طوالُ
منْ للنّديِّ، إذا تنازعَ أهلُهُ،
فاستَجهلَتْ، حُلْماءَهُ، الجُهّالُ؟
لوْ كنتَ شاهدَهُمْ لقلّ مراؤهُمْ
لأغرّ فيهِ، مع الفتاء، جلالُ
من للعلومِ؟ فقد هوى العلمُ الذي
وُسِمْتَ بهِ أنْواعُهَا الأغْفالُ
منْ للقضاءِ يعزّ، في أثنائِهِ،
إيضاحُ مُظْلِمِة ً، لَها إشْكَالُ؟
منْ لليتيمِ، تتابعَتْ أرزاؤهُ؟
هلكَ الأبُ الحاني، وضاعَ المالُ
أعزِزْ بأنْ ينعاكَ، نعيَ شماتَة ٍ،
للأوْلياء، المَعشرُ الأقْتالُ
فُجِعَتْ رحى الإسلامِ منك بقُطْبِها؛
لَيْتَ الحَسودَ فِداكَ، فهوَ ثِفَالُ
زُرْنَاكَ لم تأذَنْ، كأنّك غافِلٌ؛(8/18)
ما كان مِنكَ لِواجِبٍ إغْفالُ
أينَ الحفاوة ُ، روضُها غضُّ الجَنى ؛
أينَ الطّلاقة ُ، بِشرُها سَلْسَالُ
أيّامَ مَنْ يَعرِضْ عليكَ وِدادَهُ
يَكُنْ القَبولُ، بَشيرُهُ الإقْبالُ
مهما نغبّكَ لا نربْكَ، وإنْ نزُرْ
رفْهاً، فَما لزيارة ٍ إملالُ
هيهاتَ لا عهدٌ، كعهدِكَ، عائدٌ،
إذْ أنْتَ في وجهِ الزّمانِ جمالُ!
فاذهبْ ذهابَ البُرْء أعقبَهُ الضّنى ،
والأمنِ وافَتْ بَعدَهُ الآجالُ
لكَ صالِحُ الأعمالِ، إذّ شَيّعتَها
بالبِرّ، ساعة َ تُعْرَضُ الأعمالُ
حيّا الحيا مثواكَ، وامتدّتْ على
ضاحي ثَراكَ، من النّعيمِ، ظِلالُ
وإذا النّسيمُ اعتلَ، فاعتامَتْ بهِ،
ساحاتِكَ، الغدواتُ والآصالُ
ولَئِنْ أذالَكَ، بَعدَ طُولِ صِيانَة ٍ،
قَدَرٌ، فكُلّ مَصُونِهِ سيُذالِ
سيحوطُ، منْ خلّفتَهُ، مستبصرٌ
في حِفظِ ما استَحْفَظتُه، لا يَالُو
كفلَ الوزيرُ، أبو الوليد، بجبرِهمْ؛
إنّ الوزيرَ، لِمثْلِها، فَعّالُ
ملكٌ سجيّتُهُ الوفاءُ، فما لهُ
بِالعهْدِ، في ذي خُلّة ٍ، إخْلالُ
حَتَمٌ عليهِ لَعاً لعَشرَة ِ حالِهمْ،
قَدْ تَعثُرُ الحالاتُ، ثمّ تُقالُ
إيهاً، نبي ذكوانَ، إنْ غَلَبَ الأسى ،
فَلَكُمْ، إلى الصّبرِ الجَميلِ، مآلُ
إنْ كانَ غابَ البَدرُ عَنْ ساهُورِه
منْكُمْ، وفارَقَ غابَهُ الرّئبالُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
رقم القصيدة : 13668
-----------------------------------
أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
فهزّ، منَ الهوى ، عطفَ ارتياحي
وذكرُكِ ما تعرّضَ أمْ عذابٌ؟
غصصتُ عليهِ بالعذبِ القراحِ
وهَلْ أنا مِنْكَ في نَشَواتِ شوْقٍ،
هفَتْ بالعَقْلِ، أو نشَواتِ راحِ؟
لعمرُ هواكِ! ما وريَتْ زنادٌ،
لوَصْلٍ مِنكِ، طالَ لها اقتداحي
وكمْ أسقمْتِ، منْ قلبٍ صحيحٍ،
بِسُقمِ جُفُونِكِ المَرْضَى الصّحاحِ
متَى أخْفِ الغَرامَ يَصِفْهُ جِسمي
بألسنة ِ الضّنى الخرسِ، الفصاحِ(8/19)
فَلَوْ أنّ الثّيابَ فُحِصْنَ عَنّي
خَفِيتُ خَفاءَ خَصْرِكِ في الوِشاحِ
للقِّينَا من الواشين، حتى
رضينَا الرُّسلَ أنفاسَ الرّياحِ
وربّ ظلامِ ليلٍ جنّ فوقي،
فَنُبْتِ، عَنِ الصّباحِ، إلى الصّباحِ
فَهلْ عَدَتِ العَفافَ هُنَاكَ نَفسي،
فديتُكِ، أو جنحتُ إلى الجناحِ؟
وكيفَ ألِجّ، لا يثْني عناني
رَشَادُ العَزْمِ عَنْ غَيّ الجِماحِ؟
ومنْ سرِّ ابنِ عبّادٍ دليلٌ،
بهِ بَانَ الفَسادُ مِنَ الصّلاحِ
هوَ الملكُ، الذي برّتْ، فسرّتْ
خِلالٌ مِنْهُ طاهِرَة ُ النّواحي
همامٌ خطّن بالهمَمِ السّوامي،
مِنَ العَلْياء في الخِططِ الفِسَاحِ
أغرُّ، إذا تجهَّمَ وجهُ دهرٍ،
تَبَلّجَ فِيهِ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ
سَميعُ النّصْرِ لاسْتِعْداء جَارٍ؛
أصمُّ الجودِ عنْ تفنيدِ لاحِ
ضرائبُ جهمة ٌ، في العتبِ تتْلى
بأخلاقٍ، لدَى العتبَى ، ملاحِ
إذا أرِجَ الثّناءُ الرَّوْعُ مِنْهَا،
فكمْ للمسكِ عنهُ منِ افتضاحِ
هوَ المبقي ملوكَ الأرضِ تدْمَى
قلوبُهُمُ، كأفواهِ الجراحِ
رآهُ اللهُ أجودَ بالعطايا؛
وأطعنَ بالمكايدِ والرّماحِ
وَأفْرَسَ للمَنَابِرِ وَالمَذَاكِي؛
وأبْهَى في البُرُودِ وفي السّلاحِ
وأمنعَهُمْ حمى عرضٍ مصونٍ؛
وَأوْسَعَهُمْ ذُرَا مَالٍ مُباحٍ
فَراضَ لهُ الوَرى ، حتى تأدّتْ
إليهِ إتاوة ُ الحيّ اللَّقاحِ
لِمُعْتَضِدٍ بهِ أرْضاهُ سَعْياً،
فأقبلَ وجهَهُ وجهَ الفلاحِ
فَمَنْ قَاسَ المُلُوكَ إلَيهِ جَهْلاً،
كمنْ قاسَ النّجومَ إلى براحِ
وَمُعْتَقِدُ الرّياسَة ِ في سِوَاهُ،
كمعتقدِ النّبوّة ِ في سجاحِ
أبحرَ الجودِ، في يومِ العطايا،
وليثَ البأسِ، في يومِ الكفاحِ
لقَدْ سَفَرتْ، بعِلّتِك، اللّيالي
لَنَا عَنْ وَجْهِ حادِثَة ٍ وَقَاحِ
ألَسْتَ مُصِحّهَا مِنْ كُلّ داءٍ
وَمُبدِيَ حُسْنِ أوجُهِها الصِّباحِ؟
ولو كشَفتْ عنِ الصّفحاتِ، شامتْ
بروقَ الموتِ منْ بيضِ الصِّفَاحِ
وقاكَ اللهُ ما تخشَىن ووَالى
عليكَ بصنعِهِ المغْدَى المراحِ(8/20)
فَلَوْ أنّ السّعادَة َ سوّغَتْنَا
تجارَتَها، الملثّة َ بالرَّباحِ
تجافَيْنَا عبيدَكَ عنْ نفوسٍ،
عَليكَ منَ الضّنى ، حَرّى شِحاحِ
تُهَنّأُ فِيكَ بِالبُرْء المُوَفّى ؛
وتبهجُ منكَ بالألمِ المزاحِ
فدَيْتُكَ كمْ لعيني منْ سموٍّ،
لَدَيْكَ، وكَمْ لنَفسِي من طَماحِ
ألا هلْ جاء، منْ فارَقْتُ، أنّي
بساحاتِ المُنى رفلُ المراحِ؟
وأنّي، منْ ظلالِكَ، في زمانٍ
ندي الآصالِ، رقراقِ الضّواحي
تحيّيني بريحانِ التّحفّي؛
وَتُصْبِحُني مُعَتَّقَهِ السّمَاحِ
فهَا أنَا قدْ ثملْتُ منَ الأيادي،
إذا اتّصلَ اغْتِبَاقي في اصْطِباحي
فإنْ أعجزْ، فإنّ النُّصحَ ثقفٌ،
وإنْ أشكرْ، فإنّ الشّكْرَ صاحِ
لمَا أكسَبتَ قدرِي منْ سناءٍ؛
وَما لَقيْتَ سَعْيي مِنْ نَجَاحِ
لقدْ أنفذْتَ، في الآمالِ، حكمي؛
وَأجْرَيْتَ الزّمانَ علَى اقْتِراحي
وهلْ أخشَى وقوعاً، دونَ حظٍّ،
إذا ما أثَّ رِيشُكَ مِنْ جَنَاحي؟
فما استسقيْتُ منْ غيمٍ جهامٍ؛
ولا استورَيْتُ من زندٍ شحاحِ
وَواصَلَني جَمِيلُكَ، في مَغِيبي،
وَطالَعَني نَدَاكَ مَعَ انْتِزاحي
ولمْ أنفكّ، إذْ عدَتِ العوادي،
إليكَ رهينَ شوقٍ والتياحِ
فحسبي أنتَ، منْ مسدٍ لنعمَى ؛
وَحَسْبُكَ بي بِشُكْرٍ وَامْتِداحِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لستُ بالجاحدِ آلاءَ العللْ،
لستُ بالجاحدِ آلاءَ العللْ،
رقم القصيدة : 13669
-----------------------------------
لستُ بالجاحدِ آلاءَ العللْ،
كَمْ لهَا مِنْ ألمٍ يُدْني الأمَلْ
أجْتَلي، منْ أجلِها، بدرَ العلا،
مُشرِقاً في مَنزلي، حينَ كَمَلْ
حُلّة ٌ، ألْبَسَ عَيْنَي فَخْرَهَا،
فاغْتَدَتْ ترفُلُ في أبْهَى الحلَلْ
رَفّ بِشْرُ الأُفْقِ في عَيْني لَها،
لا لأِنّ الشّمسَ حَلّتْ في الحَمَلْ
ما أبالي منْ زماني بعدَهَا،
إذْ أصحَّ النّفسَ، إنْ جسمي أعلّ
أيّهَا المَوْلى ! لَقَد حُمِّلْتُ ما
لم يدعْ، في وسعِ عبدٍ، محتملْ
وضحَ الطَّوْقُ، الذي حلّيْتَني،(8/21)
فَتَراءَتْهُ نُفُوسٌ لا مُقَلْ
أنَا لو طوِّقْتُ، منهُ بدلاً،
أنجمَ الجوزاء، لم أرضَ البدلْ
كم مرادٍ ليَ، من نعمائِكُم،
وَارِفِ الظّلّ، وَكَم وِردٍ عَلَل
لا تزلْ دولتكُم مبسوطة ً،
بسطة ً، في طيّها، قبضُ الدّول
ورَأى المِعْتَضِدُ المنصورُ مَا
أنْبأتْهُ فِيكَ لَيْتَ أو لَعَلّ
فستَلْقَاهُ اللّيالي، طَلْقَة ً،
بِتَفارِيقٍ أمَانِيهِ جُمَل
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
رقم القصيدة : 13670
-----------------------------------
أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
واطْلُعْ، كما طَلعَ الصّباحُ الزّاهِرُ
قسماً، لقد وفّى المُنى ، ونفى الأسَى ،
مَنْ أقْدَمَ البُشرَى بِأنّكَ صَادِرُ
ليُسَرّ مُكْتَئِبٌ، وَيُغْفَى ساهِرٌ،
ويراحَ مرتقبٌ، ويوفيَ ناذرُ
قَفَلٌ وإبْلالٌ، عَقِيبَ مُطِيفَة ٍ
غشيَتْ، كمَا غشيَ السّبيلَ العابرُ
إنْ أعنَتَ الجسمَ المكرَّمَ وعكُها؛
فلَرُبّما وُعِكَ الهِزَبْرُ الخَادِرُ
ما كانَ إلاّ كانجلاء غيابة ٍ،
لبِسَ، الفِرِنْدَ بها، الحُسامُ الباترُ
فلتغْدُ ألسنة ُ الأنامِ، ودأبُهَا
شكرٌ، يجاذبُهُ الخطيبَ الشّاعرُ
إن كان أسعدَ، من وصولكَ، طالعٌ،
فكذاكَ أيمنَ، من قُفُولِكَ، طائرُ
أضْحَى الزّمانُ، نَهارُهُ كَافُورَة ٌ،
وَاللّيلُ مِسْكٌ، منْ خِلالِكَ، عاطرُ
قَد كانَ هجري الشّعرَ، قبلُ، صَريمة ً،
حَذَرِي، لذلكَ النّقدِ فيها، عاذِرُ
حتى إذا آنسْتُ أوْبَكَ بارئاً،
صفَتِ القريحة ُ واستنارَ الخاطرُ
عيٌّ، قلبْتَ إلى البلاغة ِ عيَّهُ؛
لولا تقاكَ لقلتُ: إنّكَ ساحرُ
لقّحتَ ذهني، فاجنِ غضّ ثمارِه؛
فالنّخلُ يحرزُ مجتناهُ الآبرُ
كم قد شكرْتُك، غبّ ذكرِك، فانتشَى
متذكّرٌ مني، وغرّدَ شاكرُ
يَا أيّهَا المَلِكُ، الّذِي عَلْياؤهُ
مثلٌ، تناقَلُهُ اللّيالي، سائرُ
يا منْ لبرْقِ البشرِ منهُ تهلّلٌ،(8/22)
ما شِيمَ إلاّ انْهَلّ جُودٌ هَامِرُ
أنتَ ابنُ مَن مجدَ المُلوكَ، فإن يكُنْ
للمجْدِ عينٌ، فهوَ منْها ناظرُ
ملكٌ أغرُّ، ازدانَتِ الدّنيا بهِ،
أبْنَاكَ في ثبجِ المجرّة ِ قبّة ً؛
فَهَنَاكَ أنّكَ للنّجُومِ مُخاصِرُ
وَتَلَقّ، من سِيمَتك، صِدْقَ تَفاؤلي،
فهمَا المؤيَّدُ بالإلهِ الظّافرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سأهدي النّفسَ، في نفسِ الشَّمال؛
سأهدي النّفسَ، في نفسِ الشَّمال؛
رقم القصيدة : 13671
-----------------------------------
سأهدي النّفسَ، في نفسِ الشَّمال؛
فقَد لَقِحَ التّشَوّقُ عَنْ حِيَالِ
إلى الشَّثنِ العزائمِ، إنْ أثيرَتْ
حفيظَتُهُ، إلى اللَّدْنِ الخلالِ
إلى الوَضّاحِ آثَارَ المَساعي؛
إلى النّفّاحِ أخْبَارَ المَعالي
إلى مَلِكٍ، هُوَ المَعْنى المُجَلّى
بهِ الإشكالُ، منْ لفظِ الكمالِ
إلى منْ لا مثيلَ لهُ، إذا مَا
بَدا في السّرجِ، أوْ فوقَ المثالِ
هديّة ُ منْ، لوَ انّ الدّهرَ سنّى
مناهُ، هدى إليكَ سرَى الخيالِ
فكمْ بوّأتني ساحاتِ نعمَى ،
عِذابِ الوِرْدِ، وَارِفَة ِ الظّلالِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عذرِي، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي
عذرِي، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي
رقم القصيدة : 13672
-----------------------------------
عذرِي، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي
غصنٌ أثمرَتْ ذرَاهُ ببدرِ
هَزّ مِنْهُ الصَّبَا، فَقَوّم شَطْراً،
وَتَجافَى ، عَنِ الوِشاحِ، بشَطْرِ
رشأٌ، أقصَدَ الجوانحَ، قصداً،
عن جفونٍ كحلنَ، عمداً، بسحرِ
كسيَ الحسنَ، فهوَ يفتنَّ فيهِ،
ساحباً ذيلَ بردِهِ المسبكرّ
تَحتَ ظِلٍّ، مِنَ الغَرَارَة ِ، فَيْنَا
نَ، وورقٍ، منَ الشّبيبة ِ، نضرِ
أبرزَ الجيدَ في غلائلَ بيضٍ؛
وجلا الخدَّ في مجاسدَ حمرِ
وَتَثَنّتْ بِعطفِهِ، إذْ تَهادَى ،
خَطْرَة ٌ تَمْزُجُ الدّلالَ بِكِبْرِ
زارني، بعدَ هجعة ٍ، والثُّرَيّا
راحة ٌ، تقدرُ الظّلامَ بشبرِ
والدّجى ، منْ نجومِهِ، في عقودٍ(8/23)
يَتلألأن مِنْ سِمَاكٍ وَنَسْرِ
تحسبُ الأفقَ بينَها لا زورْداً،
نثرَتْ، فوقَهُ، دنانيرُ تبرِ
فَرَشَفْتُ الرُّضَابَ أعذَبَ رَشْفٍ،
وَهَصَرْتُ القَضِيبَ ألْطَفَ هَصْرِ
للتّصافي، وقرْعِ ثغرٍ بثغرِ
يا لها ليلة ً ! تجلّى دجاها،
مِنْ سَنا وَجْنَتَيْهِ، عَنْ ضَوء فجرِ
قَصّرَ الوَصْلُ عُمرَها؛ وَبِوُدّي
أنْ يطولَ القصيرُ منْها بعمرِي
من عذيرِي من ريبِ دهرٍ خؤونٍ،
كلَّ يومٍ، أراعُ منهُ بغدرِ
كلّمَا قلتُ: حاكَ فيهِ ملامي،
نِهسَتْني مِنْهِ عَقارِبُ تَسْرِي
وترتْني خطوبُهُ في صفيٍّ
فاضِلٍ، نابِهٍ، من الدّهرِ، وِتْرِ
بانَ عَنّي، وكانَ رَوْضَة َ عَيْني،
فغدا اليومَ، وهوَ روضة ُ فكْرِي
فكِهٌ، يبهجُ الخليلَ بوجهٍ،
تَرِدُ العَينُ مِنْهُ يَنْبُوعَ بِشْرِ
لوذَعيٌّ، إنْ يبلُهُ الخبرُ يوْماً،
أخجلَ الوردَ عنْ خلائقِ زهرِ
وإذا غازلَتْهُ مقلة ُ طرفٍ
كادَ، مِنْ رِقّة ٍ، يَذُوبُ فيَجري
يا أبَا القَاسِمِ الّذِي كانَ رِدئي،
وَظَهِيري، على الزّمانِ، وَذُخْرِي
يا أحقّ الورَى بممحوضِ إخْلا
صِي، وأوْلاهُمُ بغاية ِ شكرِي
طرقَ الدّهرُ ساحَتي، منْ تنائيـ
ـكَ، بجَهْمٍ مِنَ الحَوادِثِ، نُكْرِ
لَيتَ شِعرِي! والنّفسُ تَعلمُ أن لَيْـ
ـسَ بمُجْدٍ على الفَتى : لَيتَ شعرِي
هَلْ لخالي زَمانِنا مِنْ رِجوعٍ،
أمْ لماضي زمانِنا مِنْ مَكَرِّ؟
أينَ أيّامُنَا؛ وأينَ ليالٍ،
كَرِياضٍ لَبِسْنَ أفْوافَ زَهْرِ
وزَمانٌ، كأنّما دَبّ فيهِ
وسنٌ، أوْ هفَا بهِ فرطُ سكرِ
حينَ نغدو إلى جداولَ زرقٍ،
يتغلغلْنَ في حدائقَ خضرِ
في هضابٍ، مجلوّة ِ الحسنِ، حمرٍ،
وبوادٍ، مصقولة ِ النّبْتِ، عفْرِ
نَتَعاطى الشَّمُولَ، مُذْهَبَة َ السّرْ
بَالِ، وَالجَوُّ في مَطارِفُ غُبْرِ
في فُتُوٍ، تَوَشّحُوا بِالمَعالي،
وَتَرَدّوا، بِكُل مَجْدٍ وَفَخْرِ
وضَّحٍ، تنجلي الغياهِبُ منهمْ
عنْ وجوهٍ، مثلِ المصابيحِ، غرّ
كلُّ خرقٍ، يكادُ ينهلّ ظرْفاً،(8/24)
زَانَ مَرْأى بهِ بأكْرَمِ خُبْرِ
وسجايَا، كأنّهنّ كؤوسٌ؛
أو رياضٌ قدْ جادَها صوبُ قطرِ
يَتَلَقّى القَبُولَ مِنّي قُبولٌ،
كُلّما رَاحَ نَفْحُها ارْتاحَ صَدْرِي
فهوَ يسرِي محمَّلاًن منْ سجايا
كَ، نَسيماً يُزْهَى بِأفْوَحِ عِطْرِ
يا خَليلي وواحِدي والمُعلّى
منْ قداحي، والمستبدّ ببرّي
لا يضعْن ودّيَ، الصّريحُ، الذي أرْ
ضاكَ منهُ استواءُ سرّي وجهْري
وتوالي أذمّة ٍ، نظمتْنَا
نَظْمَ عِقدِ الجُمانِ في نحرِ بِكْرِ
لا يكنْ قصرُكَ الجفاءَ، فإنّ الودّ،
إنْ ساعَدَتْ حَياتيَ. قَصْرِي
وَأعِدْ، بالجَوابِ، دَوْلة َ أُنْسٍ،
قد تَقَضّتْ، إلاّ عُلالَة َ ذِكْرِ
وَاكسُ مَتنَ القِرْطَاسِ ديباجَ لَفْظِ
يبهرُ الفكرَ منْ نظيمٍ ونثرِ
غررٌ، من بدائعٍ، لا يشكّ الدّهْـ
ـرُ في أنّها قلائدُ درّ
تتوالى على النّفوسِ، دراكاً،
عن فتى ً موسرٍ، من الطّبعِ، مثرِ
شدّ في حلبة ِ البلاغة ِ، حتى
بانَ فيها عنْ شأوِ سهلٍ وعمرِو
وإذا أنْتَ لمْ تعجِّلْ جوابي،
كانَ هذا الكِتابُ بَيْضَة َ عُقْرِ
فابْقَ في ذمّة ِ السّلامة ِ، ما انْجا
بَ، عنِ الأفقِ، عارضٌ متسرّ
وَعليكَ السّلامُ ما غَنّتِ الوُرْ
قُ، ومَالَتْ بهَا ذَوائِبُ سِدْرِ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هوَ الدّهرُ الذي أحدَثَ الدّهرُ،
هوَ الدّهرُ الذي أحدَثَ الدّهرُ،
رقم القصيدة : 13673
-----------------------------------
هوَ الدّهرُ الذي أحدَثَ الدّهرُ،
فمنْ شيمِ الأبرارِ، في مثلها، الصّبرُ
سَتْصبرُ صَبرَ اليأسِ، أوْ صَبَر حِسبة ٍ،
فلا تَرْضَ بالصّبرِ، الذي معهُ وِزْرُ
حذارَكَ منْ أن يعقبَ الرّزْءُ فتنة ً،
يضيقُ لها، عن مثل أخلاقك، العذرُ
إذا أسِفَ الثّكلُ اللّبيبَ، فشَفَّهُ،
رأى أبرَحَ الثّكلَينِ أن يحبطَ الأجرُ
مُصابُ الذي يأسَى بِمَيْتِ ثَوابِه،
هو البرحُ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ
حَياة ُ الوَرَى نَهجٌ، إلى الموْتِ، مَهيَعٌ،(8/25)
لهُمْ فيه إيضَاعٌ، كمَا يُوضِعُ السَّفرُ
فيَا هاديَ المنهاجِ جرْتَ، فإنّما
هوَ الفجُ يَهديكَ الصّراطَ أوِ البَجرُ
لنَا، في سوانَا، عبرة ٌ غيرَ أنّنَا
نُغَرّ بِأطْماعِ الأماني، فَنغْتَرّ
إذا الموْتِ أضحى قَصْرَ كلّ مُعَمَّرٍ،
فإنّ سَوَاءً طالَ أوْ قَصُرَ العُمْرْ
ألمْ ترَ أنَ الدّينَ ريعَِ ذمارُهُ،
فَلَمَ يُغْنِ أنصارٌ عَديدٌ ولا وَفْرُ
بحيثُ استقَلّ المُلْكُ ثانيَ عِطْفهِ،
وجرّرَ، منْ أذْيالِهِ، العسكرُ المجرُ
هوَ الضّيمُ، لوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ،
شآهُ المَرَامُ الصّعبُ وَالمسلَكُ الوَعرُ
إذا عَثَرَتْ جُرْدَ السّوابِحِ في القَنَا
بليلِ عجاجٍ، ليس يصدعه فجرُ
لقدْ بكرَ النّاعي عليْنَا بدعوة ٍ
عَوانٍ، أمَضّتْنَا لها لَوْعَة ٌ بِكْرُ
أأنفَس نفسٍ في الورَى أقصدَ الرّدى ؟
وأخطر عِلقٍ، للهُدى ، أهلكَ الدّهرُ؟
هينئاً، لبطنِ الأرضِ، أنسٌ مجدَّدٌ
بثاوِيَة ٍ حَلّتْهُ، فاستَوْحشَ الظّهرُ
بطاهرة ِ الأثوابِ، فاتنة ِ الضّحى ،
مُسَبِّحَة ِ الآنَاء، مِحرَابُها الخِدْرُ
فإنْ أُنْئِيَتْ فالنّفسُ أنأى نَفيسَة ٍ،
إذِ الجسمُ لا يسمو لتذكيرِهِ ذكرُ
حَصَانٌ إنِ التّقوى استَبَدّتْ بسرّها،
فمن صالحِ الأعمالِ يَسْتَوْضَحُ الجهرُ
يطأطأُ سترُ الصّونِ دون حجابها،
فيرفعُ، عن مثنى نوافلِها، السّترُ
لَعَمرُ البُرودِ البِيضِ في ذلكَ الثّرَى ،
لقد أُدرِجتْ، أثناءها، النّعمُ الخُضْرُ
عليها سلامُ اللهِ تترَى ، تحيّة ً،
ينسّمُها الغفرانَ، ريحانُها النّضْرُ
وَعاهدَ تِلكَ الأرضَ عَهدُ غَمامة ٍ،
إذا استعبرَتْ في تربِها ابتسمَ الزّهرُ
فديناكَ، إنّ الرّزْء كانَ غمامة ً،
طَلَعْتَ لَنا فيها، كمَا يَطلُعُ البَدْرُ
ألسْتَ الذي إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ
تَبَلّجَ مِنْهُ الوَجْهُ واتّسَعَ الصّدرُ؟
تعزّ بحوّاء، التي الخلقُ نسلُها،
فمَنْ دونَها في العَصرِ يتبعُه العصرُ
نِساءُ النّبيّ المُصْطَفى ، أمّهاتُنَا،(8/26)
ثَوَينَ فمَعناهُنّ، مُذْ حُقْبٍ، قَفْرُ
وجَازَيْتَها الحُسنى ، فأُمٌّ شَفِيقَة ٌ،
تحَفّى بهَا ابنٌ، كُلُّ أفْعالِهِ بِرّ
تمنّتْ وفاة ً، في حياتِكَ، بعدَما
توالَتْ، كنظمِ العقدِ، آمالُها النّثرُ
كأنّ الرّدى نذرٌ عليها مؤكَّدٌ،
فإنْ أُسْعِفَتْ بالحظّ فيكَ وفي النّذْرُ
توَلّتْ فأبقَتْ، من مُجابِ دُعائِها،
نفائسِ ذخرٍ ما يقاسُ بهِ ذخرُ
تَتِمّ بهِ النُّعْمَى ، وَتَتّسِقُ المُنى ،
وَتُسْتَدْفَعُ البَلْوَى ، ويُستَقبل الصّبرُ
فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَها،
فمنْكَ، لمنْ هاضتْ نوائبُها، جبرُ
ا زِلْتَ مَوْفُورَ العَديدِ بِقُرّة ٍ
لعَيْنيَكَ، مشدُودٍ بهِمْ ذلك الأزْرُ
بَنى جَهْوَرٍ! أنْتُمْ سَماءُ رِياسَة ٍ
لعافيكُمُ، في أفقِها، أنجمٌ زهرُ
تَرَى الدّهرَ، إن يَبطشْ فمنكم يمينُه،
وإنْ تضحكِ الدّنيا، فأنتمْ لها ثغرُ
لكُمْ كلُّ رَقْرَاقِ السّماحِ، كأنّهُ
حُسامٌ عَلَيْهِ، مِنْ طَلاقَتِه، أثْرُ
سحائبُ نعمَى أبرَقتْ وتدفّقتْ،
فَصَيّبُها الجَدْوَى ، وبَارِقُها البِشْرُ
إذا ما ذكرْتمْ واستشفّتُ خلالُكمْ
تضوّعَتِ الأخبارُ، واستمجدَ الخبرُ
طريقتُكمْ مثلى ، وهديُكُمْ رضى ً،
ونائِلُكُمْْ غمرٌ، ومذهبُكُمْ قصرُ
وَكم سائلٍ، بالغَيبِ عنكمْ، أجبتُهُ:
هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّوددُ الوِترُ
عطاءٌ ولا منٌّ، وحكمٌ ولا هوى ً،
وحلمٌ ولا عجزٌ، وعزٌّ ولا كبرُ
قَدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكُمْ تَمامَها
علينا، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكرُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أجلْ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ،
أجلْ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ،
رقم القصيدة : 13674
-----------------------------------
أجلْ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ،
مهاة ٌ حمتها، في مراتعِها، أسدُ
يَمانِيَة ٌ تَدْنُو ويَنْأى مَزَارُهَا؛
فسِيّانِ منها في الهوَى القُرْبُ والبُعْدُ
إذا نحنُ زرنَاها تمرّدَ ماردٌ،
وعزّ فلم نظفرْ به، الأبلقُ الفردُ(8/27)
تحولُ رماحُ الخطّ دونَ اعتيادِها،
وخَيْلٌ، تَمَطّى نحوَ غاياتِها، جُرْدُ
لحيٍّ لقاحٍ، تأنفُ الضّيمَ منهمُ
جحاجحة ٌ شيبٌ، وصيّابة ٌ مردُ
أبٌ ذو اعتزامٍ، أوْ أخٌ ذو تسرّعٍ؛
فشَيخانُ ماضي الهَمّ، أوْ فاتكٌ جَلدُ
فما شيمَ، من ذي الهبّة الصّارم، الشَّبا؛
ولا حُطّ، عن ذي المَيعة السابح، اللِّبْدُ
وفي الكلّة ِ الحمراء، وسطَ قبابهمْ،
فَتاة ٌ، كَمِثلِ البَدرِ، قابَلهُ السّعدُ
عقيلة ُ سربٍ، لا الأراكُ مرادُهُ؛
ولا قمنٌ منهُ البريرُ ولا المردُ
تَهادى ، فيُضْنيها الوِشاحُ، غَرِيرَة ٌ،
تأوّهُ مهما ناسَ، في جيدها، العقدُ
إذا استحفِظتْ سرَّ السُّرَى جنحَ ليلها
تَناسَى النّمومانِ: الأُلُوّة ِ، والنَّدّ
لها عدة ٌ بالوصلِ، يوعدُ غبَّها
مصاليتُ، ينسَى ، في وعيدهم، الوعدُ
عَزِيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ يَعُودَ خَيالُها،
فيُسعِفَ منها نائِلٌ، في الكَرى ، ثَمْدُ
كفَى لوعة ً أنّ الوصالَ نسيئة ٌ،
يُطيلُ عَناءً المُقْتَضِي، والهَوَى نَقدُ
ستبلغُها عنّا الشَّمالُ تحيّة ً،
نَوافِحُ أنْفاسِ الجَنُوبِ لها رَدّ
فَما نُسِيَ الإلْفُ، الذي كانَ بيننا،
لطولِ تنائينَا، ولا ضيّعَ العهدُ
لئن قيلَ: في الجدّ النّجاحُ الطالبٍ؛
لقَلّ غَنَاءُ الجِدّ ما لمْ يكُنْ جَدّ
ينالُ الأماني، بالحظيرة ِ، وادعٌ،
كما أنّه يُكدي، الذي شأنُهُ الكَدّ
هوَ الدّهرُ، مهما أحسنَ الفعلَ مَرَّة ً،
فعنْ خطإٍ، لكنْ إساءتُهُ عمدُ
حذارَكَ أنْ تغترّ منهُ بجانبٍ،
ففي كلّ وادٍ، من نوائبِهِ، سعدُ
ولَوْلا السَّراة ُ الصِّيدُ من آلِ جَهوَرٍ
لأعوزَ منْ يعدى عليه، متى يعدُو
مُلوكٌ لَبِسْنَا الدّهرَ في جَنَباتهمْ،
رقيقَ الحواشي، مثلما فوّفَ البردُ
بحَيثُ مَقِيلُ الأمنِ، ضَافٍ ظِلالُه؛
وفي منهلِ العيشِ العذوبة ُ والبردُ
همُ النّفرُ البيضُ، الذينَ وجوهُهمْ
تَروقُ فتَستشفي بها الأعينُ الرُّمْدُ
كِرَامٌ يَمُدّ الرّاغِبُونَ أكْفّهُمْ(8/28)
إلى أبْحُرٍ مِنْهُمْ، لها باللُّهَامَدّ
فلا يُنْعَ مِنْهُم هالِكٌ، فَهوَ خالِدٌ
بِآثارِهِ؛ إنّ الثّناءَ هُوَ الخُلْدُ
أقِلّوا عَلَيْهِمْ، لا أبَا لأبِيكُمُ،
من اللّوم، أوْ سدّوا المكان الذي سدّوا
أُولئكَ، إنْ نِمْنَا سَرى ، في صَلاحِنا،
سِجاعٌ عَلَينا، كُحلُ أجفانهمْ سُهدُ
أليسَ أبو الحَزْمِ، الذي غِبَّ سَعيهِ،
تبصّرَ غاوينَا، فبانَ لهُ الرُّشدُ
أغرُّ تمهّدْنا بهِ الحفضَن بعدما
أقضّ عَلَينا مَضْجَعٌ، وَنَبا مَهْدُ
لَشَمّرَ حتى انْجابَ عارِضُ فِتنَة ٍ،
تألّقَ منها البرقُ، واصطخبَ الرّعدُ
فسالمَ من كانتْ لهُ الحربُ عادة ً؛
ووافقَ منْ لا شكّ في أنّهُ ضدّ
هوَ الأثرُ المحمودُ، إنْ عادَ ذكرُهُ
تَطَلّعَتِ العَلياءُ، وَاستَشرَفَ المَجدُ
تولّى ، فلولا أنْ تلاهُ محمّدٌ،
لأوْطَأ، خَدَّ الحُرّ أخمَصَه، العَبْدُ
مَلِيكٌ يَسُوسُ المُلكَ منه مُقَلِّدٌ،
رَوَى عَنْ أبيهِ فِيه مَا سَنّهُ الجَدّ
سجيّتُهُ الحُسنى ، وشيمَتُهُ الرّضَى ،
وسيرتُهُ المثلى ، ومذهبُهُ القصدُ
همامٌ، إذا زانَ النّديَّ بحبوة ٍ
تَرَجّحَ، في أثْنائِها، الحَسَبُ العِدُّ
زعيمٌ، لأبناء السّيادة ِ، بارعٌ،
عليهمْ به تثنى الخناصرُ، إنْ عدّوا
بعيدُ منالِ الحالِ، داني جنى النّدى ،
إذا ذُكِرَتْ أخلاقُهُ خَجِلَ الوَرْدُ
تهلّلَ، فانهلّتْ سماءُ يمينِهِ
عَطايا، ثَرى الآمال، من صوْبَها، جَعْدُ
ممرٌّ، لمنْ عاداهُ، إذْ أولياؤُهُ
يلذُّ لهمْ كالماء، شيبَ بهِ الشّهدُ
إذا اعترفَ الجاني عفَا عفوَ قادرٍ،
عَلا قَدْرُهُ عَنْ أنْ يَلجّ بهِ حِقْدُ
ومتّئدٌ لوْ زاحمَ الطّودَ حلمُهُ
لحاجَزَهُ رُكنٌ، من الطّوْدِ، مُنَهَدّ
لهُ عزمة ٌ مطويّة ٌ، في سكينة ٍ،
كما لانَ متنُ السّيفِ، واخشوشن الحدّ
يوكِّلُ بالتّدبيرِ خاطرَ فكرة ٍ،
إنِ اقتدحتْ، في خاطرٍ، أثقبَ الزَّنْدُ
ذِرَاعٌ لِمَا يأتي بهِ الدّهرُ، وَاسِعٌ؛
وباعٌ، إلى ما يحرزُ الفخرَ ممتدّ(8/29)
إذا أسْهَبَ المُثْنُونَ فيهِ، شأتْهُمُ
مراتبُ عليا، كلَّ عن عفوِها الجهدُ
هوَ الملكُ المشفوعُ، بالنّسكِ، ملكُه،
فيا فَضْلَ ما يَخفي ويا سَرْوَ ما يَبدُو
إلى اللَّهِ أوّابٌ، وللَّهِ خائفٌ،
وبِاللَّهِ مُعْتَدٌّ، وَفي اللَّهِ مُشتدّ
لقد أوْسعَ الإسلامَ، بالأمسِ، حِسبة ً،
نحَتْ غَرضَ الأجرِ الجَزِيل، فلم تَعْدُ
أبَاحَ حِمَى الخَمْرِ الخَبِيثَة ِ، حائِطاً
حمَى الدّينِ، من أنْ يستباحَ لهُ حدّ
فَطَوّقَ بِاستِئْصالِها المِصْرَ مِنّة ً،
يكادُ يُؤدّي، شكرَها، الحجرُ الصَّلدُ
هيَ الرِّجسُ، إنْ يُذهبه عنه، فمِحسنٌ
شَهِيرُ الأيادي، ما لآلائهِ جَحْدُ
مَظِنَّة ُ آثَامٍ، وَأُمُّ كَبائِرٍ،
يُقَصِّرُ، عَن أدنَى مَايِبها، العَدّ
رَأى نَقصَ ما يَجبيهِ منها زِيادَة ً،
إذِ العِوَضُ المَرْضِيّ، إلاّ يَرُحْ يَغْدو
غنيٌّ، فَحُسْنُ الظنّ بِاللَّهِ مالُهُ؛
عَزِيزٌ، فصُنعُ اللَّهِ، من حوْله، جُنْدُ
لَنِعْمَ حَديثُ البِرّ تُودِعُهُ الصَّبا،
تبثّ نثاهُ، حيثُ لا توضعُ البردُ
تغلغلَ في سمعِ الرَّبابِ، وطالعتْ
له صورة ً، لم يعمَ، عن حسنها، الخلدُ
مَساعٍ أجَدّتْ زِينة َ الأرضِ، فالحَصى
لآلىء ُ نَثْرٌ، وَالثّرَى عَنْبرٌ وَرْدُ
لدى زَهَراتِ الرّوْضِ عنها بِشارَة ٌ؛
وفي نفحاتِ المسكِ، من طيبها، وفدُ
فديتُكَ، إنّي قائلٌ، فمعرِّضٌ
بأوطارِ نفسٍ، منك، لم تقضِها بعدُ
منى ً كالشَّجا دونَ اللّهاة ِ تعرّضتْ،
فلمْ يكُ للمَصْدُودِ، من نَفثِها، بُدّ
أمثليَ غفلٌ، خاملُ الذّكرِ ضائعٌ،
ضَياعَ الحُسامِ العَضْبِ، أصْدأه الغِمدُ
أبَى ذاكَ أنّ الدّهرَ قَدْ ذَلّ صَعْبُهُ
فسنّيَ منْهُ، بالذي نشتَهي، العقدُ
أنا السّيفُ لا يَنْبو معَ الهَزّ غَرْبُهُ،
إذا ما نبا السّيفُ، الذي تطبعُ الهندُ
بَدَأتَ بنُعْمَى غَضّة ٍ، إنْ تُوَالِها،
فحسنُ الألى ، في أنْ يواليَها سردُ
لَعَمْركَ! ما للمَالِ أسعى ، فإنّما(8/30)
يَرى المالَ أسنى حظّهِ، الطَّبِعُ الوَغْدُ
ولكنْ لحالٍ، إنْ لبستُ جمالَها،
كسوْتُكَ ثوبَ النُّصحِ، أعلامه الحمدُ
أتَتكَ القَوَافي، شاهِداتٍ بما صَفَا
من الغَيبِ، فاقبلَها فمَا غرّكَ الشّهدُ
ليحظى وليٌّ، سرُّهُ وفقُ جهرِهِ،
فظاهرُهُ شكرٌ، وباطنُهُ ودّ
يُمَيّزُهُ، مِمّنْ سِوَاهُ، وَفاؤهُ
وإخلاصُهُ، إذْ كلُّ غانية ٍ هندُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ،
للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ،
رقم القصيدة : 13675
-----------------------------------
للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ،
لوْ ساعفَ الكلفَ المشوقَ مرادُ
ليغُرْ هواكَ، فقدْ أجدَّ حماية ً
لفتاة ِ نجدٍ، فتية ٌ أنجادُ
كمْ ذا التّجلّدُ؟ لن يساعفَك الهوَى
بالوصلِ، إلاّ أنْ يطولَ نجادُ
أعقيلَة َ السّرْبِ ! المباحَ لوردِها
صفوُ الهوَى ، إذْ حلّئ الورّادُ
ما للمصايدِ لمْ تنلْكِ بحيلة ٍ؟
إنّ الظّباء لتدرّى ، فتصادُ
إنْ يعْدُ عن سَمْراتِ جَزْعك سامرٌ
في كلّ مطّلعٍ لهمْ إرعادُ
فَبِمَا تَرَقْرَقَ للمُتَيَّمِ بَينَها
غللٌ، شفَى حرَّ الغليلِ، برادُ
أنا حِينَ أُطْرِقُ لَيسَ يَفْتأُ طارِقي
شَوْقٌ، كَما طَرَقَ السّليمَ عِدادُ
ينهَى جفاؤكِن عن زيارَتيَ، الكرَى ،
كيْلا يزورَ خيالُكِ المعتادِ
لا تقطَعي صلة َ الخيالِ تجنّباً،
إذْ فيهِ منْ عوزِ الوصالِ سدادُ
ما ضرّ أنّكِ بالسّلامِ ضنينة ٌ،
أيّامَ طيفُكِ، بالعناقِ، جوادُ
هَلاَّ حَمَلْتِ السُّقمَ عن جِسْمٍ لَهُ،
في كلّة ٍ زرّتْ عليكِ، فؤادُ
أوْ عُدْتِ من سَقَمِ الهوَى ؛ إنّ الهوَى
مِمّا يُطِيلُ ضَنى الفتى ، فيُعادُ
إيهاً! فَلَوْلا أنْ أُروعَكِ بالسَّرَى
لدَنَا وسادٌ، أوْ لطالَ سوادُ
لغشِيتُ سجفَكِ في ملاءة ِ نثرة ٍ،
فضلٍ، سوَى أنّ العطافَ نجادُ
لأميلَ في سُكرِ اللَّمى فيَبيتَ لي،
ممّا حوَى ذاكَ السّوارُ، وسادُ
فعدي المُنى ، فوعيدُ قومكِ لم يكُنْ(8/31)
ليعوقَ عنْ أنْ يقتضَى الميعادُ
أصْبُو إلى وَرْدِ الخُدودِ، إذا عَدَتْ
جُرْدٌ، تُبَلّغِني جَناهُ، وِرَادُ
وأراحُ للعطرِ، السَّطوعِ أريجُهُ،
إنْ شِيبَ بالجَسدِ العَطيرِ جِسادُ
عَزْمٌ إذا قَصَدَ الحِمَى لمْ يَثْنِه
أنّ القَنَا، مِنْ دُونِها، أقْصَادُ
منْ كانَ يجهلُ ما البليدُ، فإنّهُ
مَن تَطّبيهِ، عَنِ الحُظوظِ، بِلادُ
وَفَتى الشّهامَة ِ مَنْ، إذا أمَلٌ سَمَا،
نَفَذَتْ به شُورَى ، أوِ اسْتِبْدادُ
منْ مبلغٌ عنّي الأحبّة َ، إذْ أبَتْ
ذِكْرَاهُمُ أنْ يَطْمَئِنّ مِهادُ
لا يأسَ؛ ربّ دنوّ دارٍ جامعٍ
للشّملِ، قدْ أدّى إليهِ بعادُ
إنْ أغترِبْ فمواقِعَ الكرمِ، الّذي
في الغَرْبِ شِمْتُ بُرُوقَهُ، أرْتَادُ
أو أنأَ، عنْ صيدِ الملوكِ بجانبي،
فهمُ العبيدُ مليكُهُمْ عبّادُ
المَجدُ عُذْرٌ في الفِرَاقِ لمَنْ نَأى ،
ليَرَى المَصانِعَ مِنْهُ كَيفَ تُشادُ
يا هلْ أتَى منْ ظنّ بي، فظنونُهُ
شَتّى تَرَجَّحُ بَيْنَها الأضْدَادُ
أنّي رَأيْتُ المُنْذِريْنِ، كِلَيْهِما،
في كونِ ملكٍ لم يحلْهُ فسادُ
وبصُرْتُ بالبردَينِ إرثِ محرِّقٍ،
لمْ تخلُقَا، إذْ تخلُقُ الأبرادُ
وعرفْتُ من ذي الطّوْقِ عمرٍو ثأرَهُ
لجَذِيمَة َ الوَضّاحِ، حينَ يُكادُ
وأتَى بيَ النّعمانَ يومَ نعيمِهِ،
نجمٌ تلقّى سعدَهُ الميلادُ
قَد أُلّفَتْ أشْتاتُهُمْ في وَاحِدٍ،
إلاّ يكنْهُمْ أمّة ً، فيكَادُ
فكأنّني طالعْتُهُمْ بوفادة ٍ،
لمْ يستطِعْهَا عروة ُ الوفّادُ
في قَصْرِ مَلْكٍ كالسّدِيرِ، أوِ الذي
ناطَتْ بهِ شُرُفاتِهَا سِنْدادُ
تتوهّمُ الشّهْبَاءَ فيهِ كتيبة ً
بِفِنَاءٍ، اليَحْمُومُ فيهِ جَوادُ
يَختالُ، مِنْ سَيرِ الأشاهِبِ وَسطَه،
بِيضٌ، كمُرْهَفَة ِ السّيوفِ، جِعادُ
في آلِ عبّادٍ حططْتُ، فأعصَمتْ
هِمَمي، بحَيْثُ أنافَتِ الأطْوَادُ
أهلُ المناذرَة ِ، الذينَ همُ الرُّبَى
فَوْقَ المُلُوكِ، إذِ المُلُوكُ وِهادُ(8/32)
قَوْمٌ إذا عَدّتْ مَعَدٌّ عَقِيلَة ً،
ماءَ السّماء، فهمْ لهَا أوْلادُ
بيتٌ تودّ الشُّهْبُ، في أفلاكِها،
لوْ أنّهَا، لبنائِهِ، أوْتَادُ
مَمْدُودَة ٌ، بلُهَى النّدى ، أطنابهُ،
مَرْفُوعة ٌ، بالبِيضِ، منهُ عِمادُ
مُتَقادِمٌ إلاّ تكُنْ شَمْسُ الضّحَى
لِدَة ً لَهُ، فَنُجومُها أرْآدُ
نِيطَتْ بِعَبّادٍ لآلىء ُ مَجْدِهِمْ،
فَتلألأتْ، في تُومِها، الأفْرادُ
ملكٌ إذا افتنّتْ صفاتُ جلالِهِ،
فتَقاصرَتْ عَنْ بَعضِها الأعْدادُ
نَسِيَتْ زَبِيدٌ عَمْرَها، بل أعرَضَتْ
عنْ وصفِ كعبٍ بالسّماحِ إيادُ
فضحَ الدُّهاة َ، فَلَوْ تَقَدّمَ عَهْدُهُ
لعنَا المغيرَة ُ، أوْ أقرّ زيادُ
لا يأمنُ الأعداءُ رجمَ ظنونهِ؛
إنّ الغيوبَ وراءهَا إمدادُ
مَلِكٌ، إذا ما اخْتالَ غُرّة ُ فَيْلَقٍ،
قدْ أمطيَتْ، عقبانَهُ، الآسادُ
أسدٌ، فرائسُها الفوارسُ في الوغَى ،
لكِنْ بَرَاثِنُها، هُناكَ، صِعادُ
خِلْتُ اللّواء غَمامَة ً في ظِلّها
قَمَرٌ، بِغُرّتِهِ السّنَا الوَقَادُ
شَيْحانُ مُنْغَمِسُ السّنانِ من العِدا
في النّقعِ، حيثُ تغلغلُ الأحقادُ
تشكو إليهِ الشّمسُ نقعَ كتيبة ٍ،
ما زالَ مِنْهُ، لِعَيْنِها، إرْمادُ
جيشٌ، إذا ما الأفْقُ سافَرَ طيرُهُ
معهُ، ففي ذممِ الصّوارِم زادُ
مُستطرِفٌ للمَجدِ، لم يَكُ حَسبُهُ
مَجْدٌ، يَدورُ مَعَ الزّمانِ، تِلادُ
ما كانَ مِنهُ إلى رَفاهَة ِ راحة ٍ،
حتى يخلِّدَ، مثلَهُ، إخلادُ
أرِجُ النّدِيّ، مَتى تَفُزْ بِجَوارِهِ،
يطبِ الحديثُ ويعبقِ الإنشادُ
لوْ أنّ خاطرَهُ الجميعَ مفرَّقٌ
في الخَلْقِ، أوشَكَ أن يُحسّ جمادُ
نفْسِي فداؤكَ، أيّهَا الملكُ الذي
زُهْرُ النّجُومِ، لوَجْهِهِ، حُسّادُ
تَبدُو عَليكَ، من الوَسامَة ِ، حُلَّة ٌ
يهفُو إليهَا، بالنّفوسِ، ودادُ
لمْ يَشْفِ مِنكَ العَينَ أوّلُ نظرَة ٍ
لوْلا المَهابَة ُ رَاجَعَتْ تَزْدادُ
ما كانَ مِنْ خَلَلٍ، فأنتَ سِدادُهُ
في الدّهرِ، أوْ أوَدٍ، فأنْتَ سَدادُ(8/33)
الدّينُ وَجْهٌ، أنتَ فيهِ غُرَّة ٌ،
والملكُ جفنٌ، أنْتَ فيهِ سوادُ
لله منكَ يدٌ علَتْ، تولي بِهَا
صَفداً فيُحْمَدُ، أو يُفَكّ صِفادُ
لَوْ أنّ أفْواهَ المُلُوكِ تَوافَقَتْ
فِيهَا، لَوافَقَ حَظَّهَا الإسْعادُ
نَفعَ العُداة َ اليأسُ مِنْكَ، لأنّهُ
بردَتْ عليهِ منهُمُ الأكبادُ
ينصاعُ من جارَاكَ مقبوضَ الخُطا
فكأنّمَا عضّتْ بهِ الأقيادُ
قدْ قلْتُ للتّالي ثناءكَ سورَة ً،
ما للوَرى ، في نَصّهَا، إلْحادُ
أعِدِ الحَدِيثَ عَنِ السّيَادَة ِ، إنّهُ
لَيْسَ الحديثُ يُمَلّ حِينَ يُعادُ
كَرَمٌ، كماء المُزْنِ رَاقَ، خِلالَهُ،
أدبٌ، كروضِ الحزنِ باتَ يجادُ
ومحاسنٌ، زهرَ الزّمانُ بزهرِهَا،
فكأنّما أيّامُهُ أعْيَادُ
يا أيّهَا المَلِكُ الّذِي، في ظِلّهِ،
ريضَ الزّمانُ، فذلّ منْهُ قيادُ
يا خيرَ معتضدٍ بمنْ أقدارُهُ،
في كُلّ مُعْضِلَة ٍ، لَهُ أعْضَادُ
لَما وَرَدْتُ، بِوِرْدِ حَضرَتكَ، المُنى ،
فهقَتْ لديّ جمامُهَا الأعدَادُ
فاستقبلَتْني الشّمْسُ تبسُطُ راحة ً
للبحرِ، منْ نفحاتِها، استمدادُ
فَلِئنْ فَخَرْتُ، بما بَلَغتُ، لقَلّ لي
ألاّ يكونَ مِنْ النّجُومِ عَتادُ
مهما امتدحتُ سواكَ، قبلُ، فإنّما
مدحي، إلى مدْحي، لكَ استطرادُ
يَغشَى المَيادِينَ الفَوارِسُ، حِقْبَة ً،
كيما يعلّمَها، النّزالَ، طرادُ
فلأسحبَنْ ذيلَ المُنى في ساحة ٍ،
إلاّ أُوَفَّ بِها المُنى ، فأُزادُ
وليستفيدَنّ السّناءَ، معَ الغِنى ،
عَبْدٌ يُفيدِ النُّصْحَ، حينَ يُفَادُ
ولأنْتَ أنفسُ شيمَة ً من أنْ يُرَى ،
لنفيسِ أعْلاقي لديْكَ، كسادُ
هيهاتَ قد ضمِنَ الصّباحُ لمنْ سرَى
أنْ يَسْتَتِبّ، لسعَيهِ، الإحْمادُ
لا تَعْدَمَنّ، من الحُظُوظِ، ذخيرَة ً
تَبْقَى ، فلا يَتْلُو البَقَاءَ نَفَادُ
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ليهْنِ الهُدى إنجاحُ سعيكَ في العدا،
ليهْنِ الهُدى إنجاحُ سعيكَ في العدا،
رقم القصيدة : 13676(8/34)
-----------------------------------
ليهْنِ الهُدى إنجاحُ سعيكَ في العدا،
وأنْ راحَ صنعُ اللهِ نحوَكَ، واغتدَى
ونهْجُكَ سُبل الرّشدِ في قَمعِ من غوَى
وعدلُكَ في استئصَالِ من جارَ واعتَدى
وأنْ باتَ مَن والاكَ في نَشوة ِ الغِنى ؛
وأصبحَ من عاداكَ في غمرة ِ الرّدَى
وَبُشراكَ دُنيا غَضّة ُ العَهدِ طَلقَة ٌ،
كما ابتسمَ النُّوارُ عن أدْمُعِ النّدَى
وَدَوْلَة ُ سَعْدٍ لا انْتِهاءَ لِحَدّهِ،
إذا قيلَ فيهِ قدْ تناهَى تولّدا
دَعَوْتَ، فقالَ النّصرُ: لَبّيكَ ماثلاً،
وَلم تَكُ كالدّاعي يُجاوِبُهُ الصّدى
وأحْمَدْتَ عُقْبَى الصّبرِ في درَكِ المُنى
كما بلغَ السّاري الصّباحَ فأحمدا
أعبّادُ، يا أوفى الملوكِ بذمّة ٍ،
وأرْعاهُمُ عَهداً وأطولَهُمُ يَدا
تَبايَنتَ في حالَيكَ: غُرْتَ تَواضُعاً
لتستوفيَ العليا، وأنجدتَ سودَدا
ولمّا اعتضدْتَ اللهَ كنتَ مؤهَّلاً
لدَيه لأن تحمى وتُكفى وتعضَدَا
وجدْناكَ إنْ ألْقَحتَ سَعياً نَتجته،
وغَيرُكَ شاوٍ، حِينَ أنْضَجَ رَمَدا
وكَمْ سَاعَدَ الأعْدَاءُ أوّلَ مُطْمَعٍ
رَأوْكَ بِعُقْباهُ أحَقَّ وأسْعَدا
فلا ظافِرٌ إلاّ، إلى سَعدَكَ، اعتَزَى ،
ولاَ سَائِسٌ إلاّ بِتَدبيرِكَ اقتدَى
ضلالاً لمفتُونٍ سموْتَ بحالِهِ،
إلى أنْ بَدتْ، بينَ الفَراقِدِ، فَرْقدا
رأى حطَّهَا أوْلَى بهِ، فأحلَّهَا
حَضِيضاً، بكفرَانِ الصّنيعة ِ، أوْهدَا
وما زادَ، لمّا لجّ في البغْيِ، أنّهُ
سعَى للّذي أصلحْتَ منها فأفسدَا
فزلّ وقد أمطيتَهُ ثبجَ السُّهَا؛
وضلّ وقدْ لقّيتَهُ قبسَ الهدَى
طوِيلُ عِثارِ الجُرْمِ، قلتَ لهُ: لَعاً
بحلمٍ، تلقّى جهلَهُ، فتغمّدا
تجنَّى فأهْدَيْتَ النّصيحة َ محضة ً؛
وَلَجّ فَوالَيْتَ العِقابَ مُرَدَّدا
ولمْ تألُهُ، بقيَا عليهِ، تنظُّرَاً
لفيئة ِ منْ أكرَمْتَهُ، فتمرّدَا
فما آثرَ الأولى ، ولا قَلّدَ الحِجى ،
ولا شكرَ النُّعْمَى ، ولا حفظَ اليَدا(8/35)
كأنّكَ أهدَيْتَ السّوابِحَ ضُمَّراً
ليرْكضَها، فيما كَرِهتَ، فيُجْهِدا
وأجْرَرْتَهُ ذَيلَ الحَبِيرِ تألّفاً،
ليَخلُقَ، فيما جَرّ، حِقداً مُجدَّدا
سلِ الحائنَ المعترَّ: كيفَ احتقابُه،
معَ الدّهرِ، عاراً بالعرارِ مخلَّدَا؟
رأى أنّه أضْحَى هِزِبْراً مُصَمَّماً،
فلمْ يَعدُ أنْ أمسى ظَلِيماً مُشَرَّدا
دَهاهُ، إذا ما جَنّهُ اللّيلُ، أنّهُ
أقامَ عليهِ، آخرَ الدّهرِ، سرمدَا
يُحاذِرُ أنْ يُلفَى قَتيلاً مُعَفَّراً،
إذا الصّبْحُ وافَى ، أوْ أسيراً مقيَّدَا
لَبِئسَ الوَفَاءُ اسْتَنّ في ابنِ عَقِيدَة ٍ
عشيّة َ لمْ يصدِرْهُ من حيثُ أوْرَدَا
قرينٌ لهُ أغواهُ، حتى إذا هوَى ،
تبرّأ يعتدّ البراءة َ أرْشَدَا
فأصبحَ يبكيهِ المصابُ بثكلِهِ
بُكاءً لَبيدٍ حِينَ فارقَ أرْبَدَا
فداءٌ لإسماعيلَ كلُّ مرشَّحٍ،
إذا جشّمَ الأمرَ الجسيمَ تبلّدَا
أفادَ مِنَ الأملاكِ حِدْثانَ فشْلِهمْ
مَوَاليَ، لم يشكُ الصّدى منهمْ الصّدَى
أعادَ الصّباحَ الطّلقَ ليلاً عَليهِمُ،
فجاء وأثنى ناظِرَ الشّمسِ أرْمَدا
فحلّ هلالاً، في ظلامِ عجاجَة ٍ،
تلاحظُهُ الأقمارُ، في الأفقِ، حسّدَا
يُراجِمُ مِنْ صِنهاجة ٍ وَزَناتَة ٍ،
بمثلِ نجومِ القَذْفِ، مَثنًى ومَوْحَدَا
همُ الأولياءُ المانحوكَ صفاءهُمْ،
إذا امتازَ مُصْفى الوُدّ مِمّنْ تَوَدّدا
لهمْ كلُّ ميمونِ النّقيبة ِ بازلٍ،
كَفيلٍ بأنْ يستَهزِمَ الجَمعَ مُفردَا
يسرّكَ، في الهيجا، إذا جرّ لامة ً؛
ويرضيك، في النّادي، إذا اعتمَ وارْتدى
كرهتَ، لسيفِ الملكِ، ألفة َ غمده،
وقلَّ غناءُ السيّيفِ ما كانَ مغمَدَا
وَلَمْ تَرَ للشّبلِ الإقامَة َ في الشّرى ،
فجدّ افتراساً حينَ أصحرَ للعدَا
همامٌ، إذا حاربتَ، فارفَعْ لواءهُ،
فمَا زالَ منصورَ اللّواء، مؤيَّدَا
ويأنَفُ منْ لينِ المهادِ، تعوُّضاً
بصَهْوَة ِ طَيّارٍ، إلى الرّوْعِ أجْرَدَا
وقدْماً شكَا حملَ التَّمائمِ يافعاً،(8/36)
ليحملَ رقراقَ الفرندِ، مهنَّدَا
ولَمْ نَرَ سَيْفاً، باتِكَ الحَدّ قَبْلَهُ،
تَناوَل سَيْفاً، دُوَنهُ، فتَقَلّدا
لئنْ أنجزَتْ منهُ الشّمائلُ آخراً،
لقد قدّمَتْ منهُ المخايلُ موعِدَا
قرَرْتَ بهِ عيْناً، فكمْ سادَ عترة ً؛
وكم ساسَ سُلطاناً، وكم زانَ مشهدا
وأعطيتُما، فيما تريغانِهِ، الرّضَى ؛
وبُلّغْتُما، ممّا تُرِيدانِه، المَدَى
العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هيَ الشّمسُ، مغرِبُها في الكللْ؛
هيَ الشّمسُ، مغرِبُها في الكللْ؛
رقم القصيدة : 13677
-----------------------------------
هيَ الشّمسُ، مغرِبُها في الكللْ؛
وَمَطْلَعُهَا مِنْ جُيُوبِ الحُلَلْ
وغصنٌ، ترشّفَ ماء الشّبابِ،
ثَراهُ الهَوى ، وجَناهُ الأمَلْ
تَهادى ، لَطِيفة َ طَيّ الوِشاحِ؛
وترنُو، ضعيفة َ كرّ المقلْ
وتبرُزُ خلفَ حجابِ العفافِ؛
وتسفرُي تحتَ نقابِ الخجَلْ
بَدَتْ في لداتٍ، كزُهْرِ النُّجومِ،
حِسانِ التّحلّي مِلاحِ العَطَلْ
مَشَينَ، يُهادِينَ رَوْضَ الرُّبَى ،
بِيانِعِ رَوْضِ الصِّبَا المُقْتَبَلْ
فمِنْ قضبٍ تتثنَّى بريحٍ؛
ومنْ قضبٍ تتثنّى بدلّ
ومنْ زهراتٍ تندّى بمسكٍ؛
ومنْ زهراتٍ تندّى بطلّ
تَعاهَدَ صَوْبُ العِهادِ الحِمى ،
ولا زالَ مربعُها في مللْ
مرادٌ، منَ الحبّ، غضُّ الجَنى ،
لديْهِ، منَ الوصلِ، وردٌ عللْ
لياليَ ما انْفَكّ يهدي السّرورَ
حَبيبٌ سَرى ، ورَقِيبٌ غَفلْ
زمانٌ، كأنّ الفتى المسلميّ
تكنّفَهُ عدْلُهُ، فاعْتَدَلْ
تَداركَ، مِنْ حُكمهِ، أنْ يُعيدَ
بهِ عِزة َ الدّينِ، أيّامَ ذَلّ
ويوضحَ رسمَ التّقَى ، إذْ عفَا؛
ويطلعَ نجمَ الهدَى ، إذْ أفلْ
حَمِدْنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى
لِمَنْصُورِنا سِيرَة ً، فَامْتَثَلْ
مليكٌ، تجلّى لهُ غرّة ً،
تَأمّلهَا غِرّة ً تُهُتَبَلْ
أشفُّ الورَى ، في النُّهَى ، رتبة ً؛
وَأشْهَرُهُمْ، في المَعالي، مَثَلْ
وأحْرَى الأنامِ بِأمْرٍ ونَهْيٍ؛
وَأدْرَى المُلُوكِ بِعَقْدٍ وحَلّ(8/37)