رقم القصيدة : 11183
-----------------------------------
الأمرُ لله والمأمورُ في عدمٍ
فإن أضيف له التكوين يكذبه
بل كن لربك والتكوين ليس له
وإنما هو للمأمورِ يصحبه
كذا أتاك به نص الكتابِ وما
أتى له ناسخٌ في الحال يعقبه
سبحانه من غنيّ لا افتقارَ له
لعالمِ الكونِ والأسماءِ تطلبهْ
وهو المسمى بها والعينُواحدة ٌ
ولو يصحُّ افتقارُ صحَّ مطلبه
ما عند ربك عينٌ غير واحدة ٍ
وليس تدركه إذ عزَّ مطلبه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جلَّ الإله فما تحصى معارفه
جلَّ الإله فما تحصى معارفه
رقم القصيدة : 11184
-----------------------------------
جلَّ الإله فما تحصى معارفه
ولا عوارفُه ولا مواهبهْ
ولن يصاحبه من خلقه أحد
لكنه الله في المشروعِ صاحبهُ
ومن يكون بهذا الوصف فارضَ بهِ
رباً فإنكَ بالبرهانِ كاسبهُ
واعلمْ بأنك مجبورٌ على خطرٍ
في خرجِ ما أنتَ بالرحمنِ واهبهُ
فمن يوافقكم فأنت شاكره
ومن يخالفكم فما تطالبه
لعلمكمْ إنه ماعنده خبرٌ
فالله طالبهُ ما أنتَ طالبه
لولا الوجودُ ولولا سرُّ حكمته
ماكانَ لي أملٌ فيمنْ أصاحبهُ
إني خصيص لما أوليه من كرم
إني خسيسٌ لجانٍ إذ أعاقبه
العفو أولى بنا إن كنتَ ذا كرمٍ
فإنني عارفٌ بمن أراقبه
الخلقُ منْ خلقٍ أشفتْ مكانتهُ
ولا يجانبني إذا أجانبهُ
لعلة ٍ ولجهلٍ قامَ بي فأنا
للجهلِ في المنع أنسى إذ أعاتبه
فالله يغفر لي ما قد جنته يدي
مما يكون له مما أقاربه
فالجهلُ غالبتهُ والجهلُ من شيمي
وما يغالبني إذا أغالبهُ
إني عجبتُ لمن قد قال من عجبٍ
الله من كثرتْ فينا أعاجبهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ تطلبُ ما تركبُ
إذا كنتَ تطلبُ ما تركبُ
رقم القصيدة : 11185
-----------------------------------
إذا كنتَ تطلبُ ما تركبُ
وكان لكم كونه المذهبُ
وقمتَ به حين قامت بكم
صفاتٌ تُعار ولا تكسبُ
فمنه إليه يكون الذي
تسمونه الملجأ المهرب
أتاكمْ بجبريله منزلاً(4/56)
بوحي على قلبكم يكتب
وما هو جبريل إرساله
ولكنه مَثَلٌ يضرب
فلستُ نبياً ولا مرسلاً
وإني له وارثٌ أحجبُ
وإن جمعتْ بيننا حضرة ٌ
فإني أنا الحاجبُ الأقربُ
لأني خديمٌ له تابعٌ
أوامره سيِّدٌ مُنجب
يقول لي الله من عرشه:
وليّ أنا ذلك المطلب
ظهرتُ بصورة ِ أرسالِنا
إليكم وإياكم أطلبُ
فأنت الوليُّ لنا المجتبى
لك الوهب والأخذ والمنصب
نصبتَ من أسمائنا سلماً
لكم فاعرجوا فيه لا ترهبوا
ولا ترغبوا عن وجودي إذا
وصلتم وفيه ألا فارغبوا
وكم قلتُ فيكم ولم تسمعوا
قواكم أنا فافرحوا واطربوا
إذا ما سعيتَ لأمرٍ أنا
لك الرِّجلُ في سعيها فاعجبوا
تعاليت عن ذا وعن ذا فما
أنا مثلكم فكلوا واشربوا
هنيئاً مريئاً ولكنْ بنا
فنحن لك المأكلُ المشربُ
فإني القويُّ وعينُ القويِّ
وإني المقوّى الذي يطلب
فجولوا بميدان أسمائنا
فميدان أسمائنا ملعب
أفسر قولي بما أشتهي
لتضمينه كل ما يرغب
فسبحانَ من كلنا عينه
ولسنا وليس وما نكذبُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليسَ لعينِ الحقِّ في خلقهِ
ليسَ لعينِ الحقِّ في خلقهِ
رقم القصيدة : 11186
-----------------------------------
ليسَ لعينِ الحقِّ في خلقهِ
إذا بدا بي مثلٌ يضربُ
فإنَّ بالغيرِ يكونُ الذي
يضربه الأقرب فالأقربُ
والغيرُ ما ثمَّ فلا تضربنْ
فإنهُ الضاربُ والمضربُ
وقدْ أتى عنهُ الذي قالهُ الـ
أمثال لله فلا تضربوا
فإنه يعلم والخلق لا
تعلمُ ما ثمَّ وذا أعجبُ
لو أنه يدركه خلقُه
لم يك بالربِّ الذي يطلب
إذا علمتم أنه هكذا
فقصِّروا في ذاك أو طنِّبوا
ما عندنا منه سوى ذاتنا
وذاتنا تكفي فلا ترغبوا
عنها وجولوا في ميادينها
فإنها الميدانُ والملعب
مأدبة ُ الحقِّ لنا كوننا
فكوننا المأكلُ والمشربُ
كما هو الطالبُ والمطلَبُ
كذا هوّ الذاهبُ والمذهبُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولولا وجودُ الربِّ لمْ تكنْ عيننا
ولولا وجودُ الربِّ لمْ تكنْ عيننا
رقم القصيدة : 11187(4/57)
-----------------------------------
ولولا وجودُ الربِّ لمْ تكنْ عيننا
ولولا وجودُ العبدِ ما عرفَ الربُ
فوقتا يكون الجسم والقلبُ انتم
ووقتاً يكونُ الجسمُ والسيدُ القلبُ
فمجموعنا شخصٌ لذاكَ أتى بهِ
وسمَّاه شخصاً مرسَلا من له القرب
أنا صورة ٌ من صورة ٍ لم تقم بنا
ولو أنها قامتْ لأدركني العجبُ
أنا سرُّه الفاني وسرُّ بقائه
كما هو لي تاجٌ وفي ساعدي قلبُ
كلفتُ بمن يدريه إذ كان عاشقي
وأظهر عشقي شهرة َ الحبِّ لا الحب
كذا قالَ شيخي لي شفاهاً وزادني
بأني بها المقتولُ والواله الصَّبُّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الكسبُ منهُ ما أنا كاسبٌ
الكسبُ منهُ ما أنا كاسبٌ
رقم القصيدة : 11188
-----------------------------------
الكسبُ منهُ ما أنا كاسبٌ
فرهن نفسي ما الذي أوجبه
ما أعجبَ الأمرَ الذي قلتهُ
على صحيح العلم ما أعجبه
وقد يقول الحقُّ من عنده
من أقدر الخلقِ ومن أكسبه
إلا أنا فالفعل مني به
فلا تقل في العبدِ ما أكذبهْ
يصدقُ في الفعلِ إذا قالَ لي
برهاننا الكاتبُ ما أكتبهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن سيرتْ صمّ الجبالِ سراباً
إن سيرتْ صمّ الجبالِ سراباً
رقم القصيدة : 11189
-----------------------------------
إن سيرتْ صمّ الجبالِ سراباً
وتفتحت أفلاكها أبوابا
يبدو لنا من لم تزل سبحاته
تفني الحجابَ وتحرقُ الحجابا
فعرفتهُ بالنفي لمْ أعرفهُ بالإ
ثْباتِ ما إنْ لمْ أكنْ مرتابا
فأذاقني من حيرة قامتْ بنا
لشهودِه في الأكثرين عَذابا
فلبثت في نار الطبيعة عنده
من أجل هذا مدّة ً أحقابا
لما خصصتُ الأكثرينَ ولمْ أقلْ
عم الوجودَ مظاهر أكبابا
إني طعمت من الشهودِ مطاعما
وشربتُ ماءَ المعصراتِ شرابا
وشهدته في غيرِ صورة ِ عقدنا
في غيبِه أو لا أزالُ تُرابا
فوددتُ أني لمْ أزلْ في غيبة ٍ
في غيبة ٍ أو لا أزالُ ترابا
فدعا بديوانِ الوجودِ ورأسهِ
عند التقى وأرادَ منه حسابا
فأجابه لما دعاه ملبِّياً(4/58)
سَمعاً وطوعاً ثم قال صَوابا
أوحى إليه أنْ اتخذْ دارَ الشقا
للمسرفينَ المجرمين مآبا
جلَّ الإلهُ الحقُّ في إجلالهِ
قدساً وتعظيماً وعزَّ جَنابا
فإذا أتته من المهيمنِ تحفة ٌ
قطع الثيابَ وقطعَ الأسبابا
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> مهرجان الشوق
مهرجان الشوق
رقم القصيدة : 1119
-----------------------------------
أطيرُ إليكَ وبي لهفةٌ
ولي من صريحِ الهوى جانحانْ
أزفُّ إليكَ رحالَ المُنى
وفي القلبِ من شوقِهِ مِهْرجانْ
قطعْتُ الطريقَ وأهوالَها
ولكنني ما بلغتُ المكانْ
وخضتُ المحيطَ، فما لاحَ لي
ضياءٌ، أليسَ لهُ شاطئانْ؟
رأيتُ حِصانَ الهوى جامحاً
فأسرجتُ للعقلِ ألفَ حِصان
وسافرتُ نحوك ِ ، كلُّ الرُّؤى
أفاقتْ ، ودروبُ الوفاءِ استبيانْ
وقد يرسمُ المرءُ في ذهنِهِ
خيالاً ، فتُخْلِفُهُ المقلتانْ
أقولُ: لقد صارَ رأيُ الفتى
حصييفاً ، فكيفَ تقولينَ: كانْ ؟
وما كلُّ قولٍ لهُ رنَّةٌ
بشِعْرٍ ، ولا كلَّ أنثى حَصَانْ!
ألائمتي ،والأسى عاصفٌ
بقلبي ، ودمعتي لهُ مجْرَيانْ
تقولينَ: دعْ عندَ هذا الأسى
فكيفَ ، ومالي بذاكَ يدانْ ؟
أصدُّ عن النفس ِ أوهامَها
فكيفَ أصد صروفَ الزمانْ ؟
علامَ تلومينَ مَنْ يشتكي
فراقَ الحبيبِ وفقدَ الحنانْ ؟
علامَ تلومينِ طفلاً لهُ
فؤادٌ ، وليسَ لهُ ساعدانْ ؟
يحبُّ , ولكنَّهُ لا يرى
من الحبِّ إلا الأسى والهوانْ !
ألائمتي ، قد يطولُ المدى
وقد يعشقُ السيفُ كفَّ الجبان
وقد يرتمي في الطريقِ الرَّدى
يلفُّ الخُطا ، ويهزُّ الكيانْ
ولكنَّنا لو سَمَوْنَا على
رغائبنا ، لكسبْنا الرِّهانْ
فإنَّ الظلامَ يلُفُّ الرُّبا
ولكنْ .. يمزَّقُهُ شَمعدانْ !ْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طلبتْ ذلولُ عزيزها لتزيلهُ
طلبتْ ذلولُ عزيزها لتزيلهُ
رقم القصيدة : 11190
-----------------------------------
طلبتْ ذلولُ عزيزها لتزيلهُ
عن ظهرها كرماً به فأجابا
عنِ إذنِ خالقها دعته لنفسها(4/59)
فلذاكَ لبى طائعاً وأنابا
قد ألبسته من الترابِ لغيرة
قامتْ بها حباً لهُ جلبابا
مما تحب مقامه في بطنها
ألقتْ عليه جنادلاً وترابا
حتى يقيمَ بها إلى اليوم الذي
يُدعى ليحضر موقفاً وحسابا
فيفوزَ بالخيرَ الأعمِّ ويعتلي
نحوَ الكثيبِ ليبصرا الأحبابا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبت لمن دعا ولمن أجابا
عجبت لمن دعا ولمن أجابا
رقم القصيدة : 11191
-----------------------------------
عجبت لمن دعا ولمن أجابا
وماعلمَ الدعاءَ ولا الجوابا
فلما أنْ تحققَ منْ دعاهُ
وحققَ ما دعاه بهِ أنابا
ولكن بالإباية ِ عن قبولٍ
لدعوته فأخطأ ما أصابا
وأما العارفون به فقاموا
عن الكشفِ الذي يهدي الصوابا
وقرر شرعَه تقرير حبر
وأنزلهُ على شخصِ كتابا
وفازَ المؤمنون به ونالوا
من الله السعادة َ والثوابا
ونالَ المذنبونَ كثيرَ عفوٍ
وفي الدنيا فما أمنوا العقابا
إقامة ُ حدهِ المشروعِ فيهمْ
يقامُ به وقدْ قبلَ المتابا
ولا ينجيهِ منه قبولُ توبٍ
إذا علم الإمامُ وقد أنابا
ويدنيه الإمام ويصطفيه
ويوليهِ العقوبة َ والعقابا
وما حكمُ القيامة فيه هذا
وإنْ وفاه خالقهُ الحسابا
يراهُ الأشعريُّ بغيرِ حدٍّ
ويثبتُ منكرهُ لهُ الحجابا
ومنْ شهدَ الأمورَ بلا غطاءٍ
تراه وما تراه إذا يحابى
ويشهدُهُ العليمُ بكلِّ وجهٍ
ويعلمُ أنه إنْ غابَ غابا
ولولا كونه ما كانَ كونٌ
وبالإتيان أشهدنا السحابا
أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا
ويفتحُ ظلة ً فيهِ وبابا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحان من صار لنا مطلباً
سبحان من صار لنا مطلباً
رقم القصيدة : 11192
-----------------------------------
سبحان من صار لنا مطلباً
أطلبه شرقَ أمْ غربا
فباطني صيرهُ مشرقاً
وظاهري صيرهُ مغربا
وقالَ ليَ الكلّ أنا فاطلبوا
على الذي صيّره مطلبا
فاهتم قلبي للذي قال لي
فأنشأ الحقُّ لنا مركبا
ركبتُ فيهِ هرباً أبتغي
نجاتَنا فلم أجد مَهربا
أطلبهُ بالكشفِ منْ ذاتنا(4/60)
وذاتنا أطلبها مطنبا
فكشفنا قوض بنيانهُ
والفكر في أنفسنا طنبا
أخبرني أحمدُ عنْ كشفهِ
في أولِ الحالِ زمانَ الصبى
بأنهُ أبصرَ في نومهِ
أملاكَ عيسى مثلَ رجلِ الدبى
يومَ خروجي طالباً مكة ً
ويثرباً ومسجداً في قبا
قالوا نزلنا رسلا حفظا
ختم النبي المصطفى المجتبى
محمدٍ فليقصدْ واقصدْهُ
فسيفه في صدقهِ ما نبا
وسهمه فيما رمى نافذ
وطرفه في شأوهِ ما كبا
قدْ عرضَ الحقَّ عليهِ الذي
في ملكهِ ولا ية ً فأبى
إلا خمول الذكر حتى يرى
كأنه المختار في المحتبى
ونحن أنصار له إن بدا
يحاربُ الأقرب فالأقربا
كذلك الريحُ لهُ سخرتْ
ريحَ جنوبٍ بعدَ ريح الصبا
وراثة علوية نالها
منْ أحمدٍ خيرِ الورى منصبا
وهذه البشرى أتانا بها
مجربٌ في الصدقِ لن يكذبا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
رقم القصيدة : 11193
-----------------------------------
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
نارا وما أحرقت نبتاً وما التهبا
فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع
يريكَ مضطجعاً من كانَ منتصبا
لقدْ تحرَّكَ للرائينَ في صورٍ
شتى وما صدق الرائي وما كذبا
كقولهِ ما رمى منْ قدْ رمى ومضى
في أفقه طالعاً لقطاً وما غربا
وظلَّ يطلبُه في كلِّ شارقة ٍ
بيضاءَ من حرقٍ عليهِ ملتهبا
ليسَ التعجبُ من خيرٍ نعمتَ بهِ
لكنه من عذابٍ فيه قد عذبا
إنَّ المعارفَ أنوارٌ مخبرَة ٌ
من عنده تُخرقُ الأستارُ والحُجُبا
إنَّ اللبيبَ كذي القرنين شيمتُهُ
ما ينقضي سببٌ إلا ابتغى سببا
إذا انتهى حكمُهُ في نفسِ صاحبِهِ
يريكَ في كونِهِ من أمرهِ عجبا
فتبصرُ الفضة َ البيضاءَ خالصة ً
عادتْ بصنعتهِ المثلى لنا ذهبا
كما يصيرُ عينَ الشمسِ في نظري
من أيمن الطورِ في وادٍ به لهبا
لقدْ تحوَّلَ لي منْ عينِ صورتِهِ
بغيرِ صورتِهِ فيما بهِ ذهبا
فكنتُ أطلبُهُ والعينُ تشهدُهُ
ولستُ أعرفه لما به احتجبا
فقلتُ هذا أنا فقالَ ها أنا ذا(4/61)
فقلتُ منْ قالَ لي لا تتركِ الطَّبا
والله لو نظرتْ عيناك من نظرتْ
لما رأتْ غيرنا فلتلزمِ الأدبا
ولستَ تنظره إلا بنا فعسى
تقولُ حالَ عليهِ النومُ قدْ غلبا
حديثُ نفسي بنفسي والحديث أنا
كالفردِ يضربهُ فيهِ الذي ضربا
فلا تضاعفهُ ولا تعدِّدهُ
لأنه عينُه أكرم به نسبا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حقيقتي أن أكون عبداً
حقيقتي أن أكون عبداً
رقم القصيدة : 11194
-----------------------------------
حقيقتي أن أكون عبداً
وحقُّه أن يكونَ ربَّا
إنْ كانَ لي في الشهودِ مثلاً
كنتُ لهُ في المثالِ قلبا
ما زال إذ زدت منه بعدا
بالوجدِ يوليني منه قربا
أو كنت ذا لوعة معنى
يكون لي الصادق المحبا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل كيف يسكن قلب لا يحيط به
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به
رقم القصيدة : 11195
-----------------------------------
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به
وقد تيقن هذا في تقلبه
من يطمئن إلى تحصيل فائتة
فإن ما فاته أعلى لمنتبه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تعترضْ فعلهُ إن كنتَ ذا أدبٍ
لا تعترضْ فعلهُ إن كنتَ ذا أدبٍ
رقم القصيدة : 11196
-----------------------------------
لا تعترضْ فعلهُ إن كنتَ ذا أدبٍ
واضمم إليك جناحَ السلم من رهبِ
وسلِّم الأمر ما لم تبد فاحشة
فإنْ بدتْ فاحذرِ التدريجَ في الهربِ
ولا يغرَّنكَ أرواحٌ مخبرة ٌ
من عند ربك إن السلم كالحربِ
إنّ الذي قال إن الفعل مصدرُه
من قدْ درى منهُ كالشركِ والكذبِ
فاهرب إلى فعله من فعله فإذا
ما غبتَ عنْ فعلهِ فاحذر من السببِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خلعتُ عليكَ أثوابي
خلعتُ عليكَ أثوابي
رقم القصيدة : 11197
-----------------------------------
خلعتُ عليكَ أثوابي
وكان التَّرك أَوْلى بي
لأنَّ القومَ ما قاموا
من أجلِ الله بالبابِ
ولكن قد أبتْ نفسي
سوى كرمي وأحسابي
فما سيفي لهُ نابي
ولا طرفي لهُ كابي(4/62)
سأركضُه وأنكُصُه
وأحمي البابَ بالبابِ
سوى هذا فلا أرجو
شفاءً منهُ مما بي
على هذا مضى الأسلا
فُ مني ثمَّ أحبابي
فدأبُ القومِ إشراكٌ
كما توحيدُه دابي
فربٌّ واحدٌ خيرٌ
من أملاكٍ واربابِ
جعلتُ منزلي قبي
وأكفاني من أثوابي
وأغلقتُ من أجل الله
دونَ القومِ أبوابي
فما أنا منهمُ حزبٌ
ولا القومُ من أحزابي
ولولا صبية ٌ يُتَّمٌ
لما فارقتُ محرابي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ بنتَ زكيٍّ الدين خرقتنا
ألبستُ بنتَ زكيٍّ الدين خرقتنا
رقم القصيدة : 11198
-----------------------------------
ألبستُ بنتَ زكيٍّ الدين خرقتنا
منْ بعدِ صحبتها إيايَّ بالأدبِ
تخلقتْ فصفتْ منها مواردها
وقُدّستْ ذاتها عن أكثر الريبِ
لمّا حويتُ علوماً أنتَ أكثرُها
أخذتُها عن مربٍّ صادقٍ وأبِ
فلتُلبسِ البنتُ من شاءته خرقَتنا
بعد التحققِ بالأسماء والنسبِ
لكل إنس وجنٍّ بعد صحبتهم
على الشروطِ التي أودعتها كتبي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ بنتي سفري
ألبستُ بنتي سفري
رقم القصيدة : 11199
-----------------------------------
ألبستُ بنتي سفري
خرقة َ أهلِ الأدبِ
ألبستُها ثوبَ تقى
من كلِّ خلقٍ معجبِ
وقلتُ يا بنت اسلكي
طريقتي ومذهبي
فمذهبي شرعُ النبي
الهاشميِّ العربي
فهكذا ألبستُها
من كلِّ شيخٍ مُنجبِ
أقولُ هذا وأنا
محمد بن العربي
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> وشم على ذراع الذكرى
وشم على ذراع الذكرى
رقم القصيدة : 1120
-----------------------------------
أتغافى ومقلتي لا تُطيع
كيفَ يغفو مَنْ بلّلتهُ الدموعُ ؟
كنتُ قبل الفراقِ أحسبُ أني
سوفَ أسلو حتى يحينَ الرجوعُ
فإذا بي، وقد بَلَوتُ فؤادي
لفراقِ الأحبابِ لا أستطيعُ
أنعشتني ذكراكِ في ليلِ بؤسي
مثلما أنعشَ الزهورَ الربيعُ
بعضُ آياتِ لوعتي واشتياقي
سَهَرُ الليلِ والأنامُ هجوعُ(4/63)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
رقم القصيدة : 11200
-----------------------------------
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
قصداً ليلحقني بدارِ تبابِ
فيحلُّ تركيبي ويفسدُ صورتي
بالفعلِ تحت جنادل وتراب
فاعجبْ لبعدٍ فيهِ قربُ مسافة ٍ
قدْ حالَ ما بيني وبينَ صحابي
إني أقمتُ حبيسَ بيتٍ مُوحشٍ
في غاية ِ الشوقِ إلى الأحبابِ
مستنظراً متهيئاً للقاءِ من
يؤتى إليَّ بهِ منَ الغيابِ
لكن على كرهٍ يكون مجيئهم
فهوَ همُ في رؤيتي بأيابِ
إني لأسمعهم وإنْ خفتوا بما
نَطَقوا وما أسطيع ردَّ جوابِ
ويكون ما كتبتْ يداي وما به
نطقُ اللسانِ مقيداً بكتاب
حتى تجازى كلُّ نفسٍ سعيها
يومَ الوقوفِ عليه يومَ حسابِ
فيُجاز ذو الإحسانُ حسناً والذي
هو سيءٌ يعفو وينظرُ ما بي
ظني به ظنٌ جميلٌ ما أنا
في الظنِّّ بالرحمنِ بالمرتابِ
إني رضيعٌ ما فطمتُ لجودِهِ
كيفَ الفطامُ وما وقفتُ ببابِ
الجودُ أمي والرضاعة مسكني
وجميع ما عندي من الوهاب
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ
إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ
رقم القصيدة : 11201
-----------------------------------
إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ
وقد راضني إذ كنتُ حشواها بهِ
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه
فإنّ الذي تبغيهِ من خلفِ بابهِ
وهذا خلافُ العرفِ في كلِّ قارعٍ
وما كان هذا الأمر إلا لما به
من الشوقِ للمطلوبِ إذْ جاءَ خارجاً
وسرَّ وجودُ البابِ عينَ حجابهِ
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد
يردونَه عن وجههِ وذهابِهِ
إليهِ على كرهٍ وإنْ كان عالماً
بخيرٍ يراهُ منهُ عندَ إبابهِ
ووقعَ في توقيعهم كلَّ ما لهم
من الخيرِ إن غادوا بنصِّ كتابِهِ
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله
وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه
لقد أخطأوا نهجَ السلامة ِ لو بقوا
على سيرهِم لولا رجيمُ شهابِهِ
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم(4/64)
فحادوا إلى ما قاله في خطابه
وقدْ علموا أنّ السلامة َ في الذي
دعاهم إليه من أليم عقابه
وإنَّ لهم منْ كلِّ خيرٍ أتمَّهُ
وأعظمُهُ فيهم جزيلُ ثوابِهِ
إذا خلَّق البازي يروِّع آمناً
يروعُه بالفعلِ صوتُ عقابِهِ
فيأخذ سَفلاً لا يريد فرية ً
ويذهلُ عن مطوبهِ وصحابهِ
ويأخذُه الفكرُ الصحيحُ منبهاً
على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله عبد مشى المختص في طلبه
لله عبد مشى المختص في طلبه
رقم القصيدة : 11202
-----------------------------------
لله عبد مشى المختص في طلبه
وقد أقام له البرهانُ في طلبه
لقدْ تزكى بما زكاهُ خالقُهُ
لكن تصح له دعواه في نسبه
وأنصفَ الخيرُ بالإقرارِ معترفاً
بما درى منه من علمٍ ومن نسبه
أعدَّ ألفاً ولم يحصل فأعلم أن
النقصَ نعتٌ لهُ منهُ ومنْ تعبهْ
أينَ الثلاثة ُ من ألفٍ أعدَّ لهُ
فلا تقفْ عندما يدريه منْ سببه
فكل شخصٍ على علم ويجهله
الغير منه وذاك العلمُ في كتبه
ومَن تحقق بالآدابِ أجمعها
فكلُّ علمٍ يرى منه فمن أدبه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ أفضلُ ما يقنى ويكتسبُ
العلمُ أفضلُ ما يقنى ويكتسبُ
رقم القصيدة : 11203
-----------------------------------
العلمُ أفضلُ ما يقنى ويكتسبُ
والعلمُ أزيَن ما على النفوس به
بالعلمِ يَطبعُ ربُّ العالمين على
قلبِ العبيد فلا كبرٌ يحلُّ بهِ
لأنَّهُ يجدُ الأبوابَ مغلقة ً
بفِطرة ٍ هو فيها أو بمكسبه
قلْ كيف شئتَ فإنَّ الأمر يقلبه
ولا تخفْ من غويٍّ في تطلُّبه
وكيفَ يدخل كبرٌ من حقيقته
فقرٌ وعجزٌ وموتٌ عند منتبهِ
شخص يرى قرصة َ البرغوثِ تؤلمه
إلى مكارهَ يلقى في تقلبه
فالحسُّ يعلمُ هذا من يقوم به
لدى إقامتِهِ أو حالَ مذهبهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تتابعتِ الأرسالُ منْ كلِّ جانبٍ
تتابعتِ الأرسالُ منْ كلِّ جانبٍ
رقم القصيدة : 11204
-----------------------------------(4/65)
تتابعتِ الأرسالُ منْ كلِّ جانبٍ
فضاقتْ بما جاءتْ عليَّ مذاهبي
سررتُ بها لما علمت وجودها
من الله ذي العَرشِ المجيد المطالبِ
بما كلف الإنسان مما أتت به
شرائعُه والحقُّ عينُ المخاطبِ
سمعنا أجبنا طاعة ً لإلهنا
وما الشان إلا في صَدوقٍ وكاذبِ
إذا جاءتِ الأملاك تحملُ عرشَه
وتعضدها أمثالها في السحائبِ
وتأتي بما يقضيه بين عبادِه
لينتصفَ المظلومُ من ظلم غاصبِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني لأعلمَ أنَّ شيئاً ما هُنا
إني لأعلمَ أنَّ شيئاً ما هُنا
رقم القصيدة : 11205
-----------------------------------
إني لأعلمَ أنَّ شيئاً ما هُنا
ويقالُ لي ما أنتَ عنهُ بغائبِ
وتحقق الأمرين عبدٌ مؤمنٌ
بمغيبه عنا وقولُ الصاحبِ
فتراه في هذا وذاك مقلِّداً
والقولُ بالحكمينِ ضربة ُ لازبِ
كالنفي في الرمي الذي شهدوا له
ثبتاً من الرامي الإمام النائب
لا يمترونَ ولا يشكُّ بأنَّهُ
لم يرمِ إلا الحق في يد حاجب
فالحكم في هذا وذاك كمثله
في قصة المغصوب مع يد غاصب
دورٌ غريبٌ ليسَ يعرف سرَّه
إلا الذي يأتي بصورة ذاهب
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فلا تتعبْ ولا تتعبْ
فلا تتعبْ ولا تتعبْ
رقم القصيدة : 11206
-----------------------------------
فلا تتعبْ ولا تتعبْ
وكُنْ كالحوّل القلبِ
إذا ما لم تكن هذا
فلمْ تعثرْ على المطلبِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تضلعتُ من شربِ رويٍّ بلا شُربِ
تضلعتُ من شربِ رويٍّ بلا شُربِ
رقم القصيدة : 11207
-----------------------------------
تضلعتُ من شربِ رويٍّ بلا شُربِ
كما أنني أشهى إلى القلبِ من قلبي
فإنَّ لمقلوبي جمالاً يخصه
أهيم به وجداً على البعد والقربِ
أبيتُ أناجيه بنومي ممثلاً
وإني إذا استيقظتُ عدتُ إلى صحبي
فإنْ كان عن بَيْنٍ فشوقٌ مجدَّدٌ
وإنْ كانَ عنْ وصلٍ فحسبي إذاً حسبي
فإنْ جادَ بالتمثيلِ في حالِ يقظتي
فذلك أحلى لي من الموردِ العذبِ(4/66)
إذا ما رأيتُ الدارَ أهوى دخولَها
ولكنْ على الأبوابِ أردية ٌ الحجبِ
ومن خلفها البوّابُ يسمع وطأتي
فيغفلُ عني للذي بي منْ عجبِ
كعتبة يزهو بالعبودة عندما
تحققَ فيها منْ مساكنة ِ القربِ
هيَ الأمُّ سماها ذلولاً لخلقِهِ
وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنب
حياءً وأعطتنا مناكبَ نظمِها
فنمشي بها عنْ أمرِ خالقها الربُّ
إذا كان حالُ الأمِّ هذا فإنني
لأولى به منها إلى انقضا نحبي
تمنيتُ منه أنْ أكونَ بحالها
مع الله في عيشٍ هنيء بلا كَرْب
فياتي وجودي للدعاوى بصورة ٍ
تنزله مني كمنزلة ِ الربِّ
وهيهاتِ أينَ الحقُّ من حالِ خلقه
بذا جاءَتِ الأرسالُ منهُ معَ الكتبِ
لقد أوردتْ نفسي حديثاً مُعنعناً
عن الرُّوحِ عن سري عنِ الله عنِ قلبي
بأنَّ وجودي عينه وهويتي
هويته فاركبْ على مركبٍ صَعب
فلمْ يبقَ فينا مفصلٌ فيه قوة ٌ
أشاهدها إلا وعينها ربي
فكيف لنا منهُ وقد صحَّ مخلصٌ
ويعتبني وقتاً فأعجبُ من عتبي
وإنَّ لهُ إنْ حدَّثَ المرءُ نفسه
دليلاً له فيما ذكرتُ من العُتْبِ
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه
قضى بالذي قدْ قلتُه في الهوى حبي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالذي قلت إنه عين ما بي
بالذي قلت إنه عين ما بي
رقم القصيدة : 11208
-----------------------------------
بالذي قلت إنه عين ما بي
منْ سؤالٍ ومنطقٍ وجوابِ
بردّ اليومَ عنْ فؤادي غليلاً
فقبولي عليه عينُ انقلابي
بوجودي عرفته وبنفسي
فهوَ منها بنا كحشوِ إهابِ
بانَ عني فقلتُ بان حبيبي
فأراني في البعدِ عينَ اقترابي
بنتم قال لا ولكن جهلنا
فلذا ما يقولُ ما بي وما بي
بالهوى فزتمُ وشاركتموني
في اسم حبيّ والشوقُ للغيابِ
بعتمُ الرشدَ بالغواية َ فينا
وهوَ رشدُ الهداة ِ والأحبابِ
بدرة أنت بالكمال فما لي
قلتُ بالنقصِ إنني في حجابِ
بحجابي علمت أني لما
جئتكمْ جئتكمْ بأمرٍ عُجابِ
بينوا أمرنا لكل لبيبٍ
في كلامٍ إنْ شئتمُ أو كتابِ(4/67)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أيا خيرَ مصحوبٍ ويا خيرَ صاحبٍ
أيا خيرَ مصحوبٍ ويا خيرَ صاحبٍ
رقم القصيدة : 11209
-----------------------------------
أيا خيرَ مصحوبٍ ويا خيرَ صاحبٍ
عليكَ اتكالي في جميعِ مطالبي
عليكَ اتكالي ثمَّ أنتَ وسيلتي
إليك فحُل بيني وبين مطالبي
وكن عند ظني لا تخيبه إنه
من أكرمِ مطلوبٍ وأفقر طالبِ
لقدْ ترجمَ الإيمانُ عنكم بأنكُم
ضمنتم لأمثالي جميع المطالب
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الشيءُ مختلفُ الأحكامِ والنسبِ
الشيءُ مختلفُ الأحكامِ والنسبِ
رقم القصيدة : 11210
-----------------------------------
الشيءُ مختلفُ الأحكامِ والنسبِ
والعينُ واحدة ٌ فانظر إلى السببِ
واحكمْ عليهِ بهِ إنْ كنتَ ذا نصفٍ
فإنما العلمُ والتحقيقُ في النسبِ
ألا ترى الله لا شيء يماثله
وقد تنزل للمخلوق بالنسب
فقالَ إنْ لهُ في خلقهِ نسباً
وهو التقي فأنا في الكدِّ والنَّصَب
عسى أفوزُ بهِ حتى يورثني
أسماءَه كلَّها الحسنى بلا تعبِ
فلا يرى الحقَّ عيناً في مشاهدة ٍ
مَنْ لا يرى الحقَّ في الأزلامِ والنصبِ
فما رأيت مسمى في الوجودِ سوى
ربِّ البرية ِ بالحاجاتِ والطلب
وكلما قلت خلق قال خالقه
ما ثَمَّ إلا أنا فاحذر من الرَّهَب
الخلقُ حقٌّ وعينُ الخلقِ خالقُهُ
فاثبت ولا تهرب إنَّ الجهلَ في الهرب
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أقمت لدينِ الله أنصره
إني أقمت لدينِ الله أنصره
رقم القصيدة : 11211
-----------------------------------
إني أقمت لدينِ الله أنصره
والنصرُ منه كما قد جاء في الكتبِ
لأنني حاتميُّ الأصلِ ذو كرمٍ
من طيء عربيٍّ عن أبِ فأبِ
ورتبتي في الإلاهيات يعلمها
ما نالها أحدٌ قبلي من العربِ
إلا النبيُّ رسولُ الله سيدُنا
وراثة للذي عندي من الأدب
وإنني خاتم الأتباعِ أجمعهم
أتباعه رتبة تسمو على الرتب
من جملة القومِ عيسى وهوَ خاتمُ من
قد كان من قبله حياً بلا كذب(4/68)
وفي شريعتنا كانت ولا يته
دونَ الرسالة ِ لمّا جاءَ في العقبِ
فنحن من كونه في الأمر تابعه
بمنزل العالمِ العلوي كالشهبِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحبُّ إذا أحببتَ من يدري ما
أحبُّ إذا أحببتَ من يدري ما
رقم القصيدة : 11212
-----------------------------------
أحبُّ إذا أحببتَ من يدري ما
جئتُ بهِ منْ شرفِ الحبِّ
ولا تضيع حقه إنه
في غاية البعد مع القربِ
وأحنُ عليهِ كالضلوعِ التي
قد انحنتْ خوفاً على القلبِ
عاصمته من كلِّ سوءٍ كما
قد عصم الساعدُ بالقلب
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اعجبوا منَ الهنا
اعجبوا منَ الهنا
رقم القصيدة : 11213
-----------------------------------
اعجبوا منَ الهنا
مثلاً جئتكم به
ما لمن أوجد الورى
في وجودي منْ مشبهِ
إنه ثابت بنا
وأنا زائل به
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قدْ كنتُ عبداً والهوى حاكمي
قدْ كنتُ عبداً والهوى حاكمي
رقم القصيدة : 11214
-----------------------------------
قدْ كنتُ عبداً والهوى حاكمي
فاليومَ أولى أن أسمى به
لأنني عبدٌ لربٍّ يرى
وما له في الخلق من مشبه
أصبحتُ منهُ فلكاً حاوياً
يدورُ بالحكمِ على قطبه
لأنه قال لنا مخبراً
بأنه في العبد في قلبه
فمنْ يردْ يشهدْ خلاقهُ
شهوده المربوب من ربه
فليقلب العين الذي قد بدا
فإنهُ المشهودُ في قلبهِ
سبحانه عزَّ وعزتْ به
أنفسنا والكلُّ منه به
هوَ الذي يعبدُ في عرشِهِ
كمثلِ ما يعبدُ في تُربِهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أغار على المولى وصاحبه
إني أغار على المولى وصاحبه
رقم القصيدة : 11215
-----------------------------------
إني أغار على المولى وصاحبه
من الحديثِ بشيءٍ لا أسرُّ هِ
وما يليقُ بحرٍّ أنْ يبلغه
فإنَّ تبليغه يزري بمنصبه
ونائبُ اللهِ يرمي بالسهامِ فلا
يقف له غرضٌ في صدرِ مذهبِهِ
وليسَ يدري الذي بالقلبِ منْ صورٍ
إلا لبيبٌ يراه في تقلبه(4/69)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لكلِّ شخصٍ منزلٌ يمتازُ بهِ
لكلِّ شخصٍ منزلٌ يمتازُ بهِ
رقم القصيدة : 11216
-----------------------------------
لكلِّ شخصٍ منزلٌ يمتازُ بهِ
فلا تبالِ فالأمورُ تشتبهْ
أنت بما ترمى به نفوسَنا
منَ الذي تدري بهِ يصابُ بهْ
فإنَّه لا فعلَ للعبدِ الذي
أثبتهْ عينُ الوجودِ المشتبهْ
وليسَ يدري علمَ ما جئتَ بهِ
إلا خبير ذو مذاقٍ منتبه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فكمْ دعوتُكَ يا عيني ولمْ تُجبْ
فكمْ دعوتُكَ يا عيني ولمْ تُجبْ
رقم القصيدة : 11217
-----------------------------------
فكمْ دعوتُكَ يا عيني ولمْ تُجبْ
خابتْ سهامُ دعائي فيك لم تصبِ
شغلتَ عني بأمرٍ أنتَ تعرفُهُ
ولا تظنَّ بنا شيئاً من الريب
رميت حب قبول في حبالتكم
فصدتَ والله يا عيني ولم تخبِ
فاهنأ فديتُكَ صياداً ظفرتَ بما
تريده من فتى من سادة ٍ نجبِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليس في الوجودِ
ليس في الوجودِ
رقم القصيدة : 11218
-----------------------------------
ليس في الوجودِ
منْ يقولُ ربي
غيرهُ تعالى
إذ أقولُ ربي
ما أرى محباً
في هوى محب
إنَّما هواهُ
أنْ يكونَ حبي
في هواهُ يجري
إذ دعا يلبي
ما أرى حبيباً
من أحب حبي
إنَّما حبيبي
من أحب حبي
في هوى حبيبي
قدْ قضيتُ نحبي
ليس لي حبيبٌ
يرتضيه قلبي
كيفَ يرتضيه
منْ يقولُ حسبي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في النفس من كلّ ما تعطى
في النفس من كلّ ما تعطى
رقم القصيدة : 11219
-----------------------------------
.............
في النفس من كلّ ما تعطى حقيقته
فما من اسمٍ لهُ إلا ويأخذُه
منه ولكنْ بما تعطي سليقته
ما يمتري في الذي جئنا بهِ بشرٌ
إلاّ الذي عندنا اختلَّت طريقته
قدْ يحكمُ الشخصُ أمراً ثم يخطئهُ
وقدْ تعودُ على الداهي فليقتهُ
كما يطالبُ شخصٌ عنْ عقيقتهِ
كذاك تطلبه عقلاً عقيقته(4/70)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لم يأتِ غيري بمثل قولي
لم يأتِ غيري بمثل قولي
رقم القصيدة : 11220
-----------------------------------
لم يأتِ غيري بمثل قولي
فكلُّ ما قلتُ عنهُ قلتهْ
لا بل هو العينُ من وجودي
فحيثُ ما كانَ ثم كنتهْ
حقاً فما في الوجود غير
تراه عيني إذا شهدته
والله لولا وجود لولا
ما جهل الخلق ما أردته
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأمرُ أسماءٌ لهُ ونعوتُ
الأمرُ أسماءٌ لهُ ونعوتُ
رقم القصيدة : 11221
-----------------------------------
الأمرُ أسماءٌ لهُ ونعوتُ
وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ
ظهرتْ بآثارٍ لها في خلقهِ
وعلى التحقيقِ أنَّهُنَّ نعوتُ
وردتْ بها الآياتُ في تنزيلهِ
فنعيش في وقت بها ونموتُ
حتى يقولَ بأنَّهُ عينُ الأنا
ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت
إني لأطلبُ رزقهُ في أرضِهِ
لما علمتُ بأنه سيفوت
ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه
معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت
والله ما نطقتْ به آياتُه
إلا بجمعٍ ما لهُ تشتيتُ
ما أثبتَ التشريكَ في اسمائِهِ
إلا جهولٌ بالأمورِ مقيتُ
جلَّ الإلهُ الحقُّ عنْ إدراكِ منْ
قامَ الدليلُ بأنهُ مبهوتُ
فتراه مشغولاً به عن نفسه
وهو الذي هو عندهم ممقوت
ومنِ ادعى أنَّ الإلهَ جليهُ
بالذكر فهو لديهم المبخوت
ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه
إلا رأيتُ بأنه منحوتُ
واللهُ قدْ ذمَّ الذي نحتَ الذي
هو عابدٌ إياهُ وهو صموتُ
عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به
إلا عبيدٌ ما لهُ تثبيتُ
فأنا به المنعوتُ بين عبادِه
وهو الذي بعباده منعوتُ
لمْ أنسَ يوماً إذْ تكلمَ ناطقٌ
في مجلسٍ حاوٍ ونحنُ سكوتُ
فأفادَنا ما لمْ يكنْ نعتاً لنا
فلذاكَ أصبحنا ونحنُ خفوتُ
نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا
ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ
فإذا نقولُ نقولُ منهُ بقولهِ
وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت
عنهُ بأنَّا قدْ عجزنا وانقضتْ
آياتُهُ وأنابهُ الكبريتُ
ولنا به الذكر الجميلُ ونورُه
ولنا به العلياءُ ثم الصيت(4/71)
وسكنتي في القلبِ عندَ ذوي الحجى
لمْ يحوها صورٌ ولا تابوتُ
قد أخليتُ لقدوم من يدري به
لما اتاني أربعٌ وبيوت
لما تحقق وصلُه قلنا لمن
لمْ يعرفِ الأمرَ هوَ اللاهوتُ
وبهِ إذا اتحدتْ حقيقة ُ ذاتِهِ
وبدت عليه تدرَّع الناسوت
لمَّا تغيرَ بالعطاسِ جمالُهُ
شرعاً له التحميدُ والتشميت
منْ أرضِ بابلَ قد أتاكَ معلماً
سحراً بسحرِ كلامِهَ هاروتُ
إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيدهٍ
لنجيهِ طولُ المدى والحوتُ
وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي
ما فيهِ تحديدٌ ولا توقيتُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله قومٌ بقعر البحرِ منزلُهم
لله قومٌ بقعر البحرِ منزلُهم
رقم القصيدة : 11222
-----------------------------------
لله قومٌ بقعر البحرِ منزلُهم
فمنْ يراهمْ يقولَ الشخصُ مكبوتُ
وإنَّهُ في نعيمٍ لا يزايلهْ
لأنه عابدٌ بالأصل مسبوتُ
رأهُ شيخٌ صدوقٌ منْ مشايخنا
فقال مسكنكُمْ فقالَ تكريتُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نطحَ النثر غفرَهُ
نطحَ النثر غفرَهُ
رقم القصيدة : 11223
-----------------------------------
نطحَ النثر غفرَهُ
فانظرِ الأمر يا فتى
بطن الطرف في الزبا
ني فقلنا إلى متى
والثريا بزبرة ٍ
كَللتْ وجه من أتى
دبران بصرفة
قلبه منه قد عَتا
هقعة ٌ قد عوتْ لها
شولة ٌ جسمُها نتا
هَنعة في سِماكها
والنعائمُ صوّتا
ذرعَ الغفرُ بلدَة ً
إذ رأى الصيفَ مُصلتا
نثرتْ في زبانِهِ
ذبحُها فاستوى الشتا
طرف إكليل بالع
ما أراهُ معنتا
جبهة ُ القلب في السعو
دِ تراه مسمتا
زبرة ٌ عندَ شولة ٍ
في خِباءٍ قد أفلتا
صرفة في نعائم
مقدم الفرغ عنتا
وعوتْ بلدة ٌ على
مؤخّر الفرغِ يا فتى
وسماكَ بذابحٍ
في رشاءٍ قد أسمتا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعالى اللهُ لمْ يدركهُ عقلٌ
تعالى اللهُ لمْ يدركهُ عقلٌ
رقم القصيدة : 11224
-----------------------------------
تعالى اللهُ لمْ يدركهُ عقلٌ
ولمْ تدركْ سواهُ إذا شهدتا(4/72)
فإنْ تطلبْ على ما قلتَ فيهِ
إذا أنصفتني فيه وجدتا
جماع الأمرِ إنّ الأمرَ فردٌ
إذا ركبتَ فيه عليك جُدتا
وأدركتَ المعارفَ موضحاتٍ
ونالَ بهِ دليلكَ ما أردتا
وساويتَ المنيب بكلِّ وجهٍ
رآه دليلُه وعليهِ زدتا
أقمتَ بهِ وجودَكَ مستفيداً
فلمَّا أنْ حببتَ بهِ أفدتا
وكنتَ به إماماً ذا نوالٍ
يجود به نداك إذا قصدتا
ومهما كانَ نجدُ اللومِ تبدو
معالمُه لعينكَ عنهُ حدتا
فأوفى بالعهودِ إليهِ حتى
يكون لك الإله كما عهدتا
ولازم بابه بالباء واعبد
بحرفِ اللام يوماً إن عبدتا
ولا تنسى نصيبكَ منْ وجودٍ
تحققهُ لديكض إذا عبدتا
وحاذر سطوة المغرور يوماً
بقلبك في السجود إذا سجدتا
نديتَ لغاية ٍ سبقتْ إليها
جيادُ العزمِ ثمَّ لها أعدتا
إذا ما راية نشرتْ لمجدِ
يمينك نحوها شوقاً مددتا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا قلت: يا الله قال: أنا انتا
إذا قلت: يا الله قال: أنا انتا
رقم القصيدة : 11225
-----------------------------------
إذا قلت: يا الله قال: أنا انتا
فلا تدعني إلا بما منكَ عينتا
وخصصْ بأسماء لنا ما تريدهُ
بحالكَ أو باللفظِ إن أنتَ مكَّنتا
فإنْ كان عن حال أجاب ملبياً
وإن كان بالألفاظ أنت إذا أنتا
ولكن بشرط الامتثال لأمرنا
وإنْ لمْ يكنْ هذا فما كنتَ إذْ كنتا
أسرّ إذا أسررتَ والقولُ قولنا
وأعلنهُ أيضاً إذا أنتَ أعلنتا
ذكرتُكَ في جمعٍ كرامٍ أئمة ٍ
ملائكة إذ كنتَ بالذكر أضننتا
وهانَ على الأكوانِ أمرُ وجودِكُمْ
لجهلهمُ بلْ هانوا عندي وما هنتا
فلا تدعني إلا إذا كنتَ قاطعاً
فإني مجيبٌ ما دعوتَ وإنْ خنتا
تكلفني وقتاً جزاء لما أتى
إليكَ من التكليفَ مني وإنْ بنتا
رأيتك تعصيني وعيني عينُكم
فيأتي منكم من يعينني عنتا
أقوم لكم فيما تقومون لي به
فدنا بما قدْ كنتَ أنتَ بهِ دنا
ألنت لكم ما اشتدّ من ركنِ قوّتي
لأنكّ في وقتِ التكاليفِ لي لنتا
أصونُ لكمْ عرضي وأحفظُ ذاتكُمْ
فإنك لما أن سبيت بكم صنتا(4/73)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمْ ينلْ منْ وجودِنا
لمْ ينلْ منْ وجودِنا
رقم القصيدة : 11226
-----------------------------------
لمْ ينلْ منْ وجودِنا
الذي أنتَ نلتهُ
غاية ُ الأمرِ أنْ يكو
ن الذي أنت كنته
فإذا ما رأيته
مقبلاً قلتَ أنتَ هو
وإذا ما رأيتَهُ
مدبراً قلتَ لستَ هو
إنّ فيكمْ علامة ً
من تفته قد فته
ما لمجنون عامر
غيرُ ما قدْ سمعتَهُ
من هوى بنت عمه
وهي من قد علمته
لم يكن غير سيِّدي
في شخيصٍ نصبته
فبهِ قدْ أبنتهُ
وبه قد سترته
فإذا ما جهلته
فاعلم أنْ قدْ علمتَهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ المسيحَ وكنتَ عبداً
إذا كنتَ المسيحَ وكنتَ عبداً
رقم القصيدة : 11227
-----------------------------------
إذا كنتَ المسيحَ وكنتَ عبداً
إليَّ بقولِ خالقنا رفعتا
وإنْ كنتَ المسيحَ وكنتَ تحيي
مواتا قد بلين لهم رفعتا
إذا ما كنت للرحمن جاراً
وفتَّ العالمينَ ندى ً دفعتا
فلا تغترْ بالتقريبِ منهُ
فإنَّ الله ينظر ما صنعتا
ويقسمه على قسمين علما
لينظر في الذي فيه ابتدعتا
فيفصله لتعرفَ منهُ حالاً
يعرفكم بما فيه اتبعتا
لتبصرَ ما فضلتَ بهِ اتباعاً
على الأمر الذي فيه اخترعتا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أعرض عن الخير ما استطعتا
أعرض عن الخير ما استطعتا
رقم القصيدة : 11228
-----------------------------------
أعرض عن الخير ما استطعتا
فالخيرُ يأتيكَ إن أطعتا
لبَّاكَ ربُّ العبادِ لما
دعوتَ بالصدقِ لو سمعتا
وقال يا عبدُ كُنْ حفيظاً
لكلِّ ما أنت قد جمعتا
واصدعْ بأمرِ الإلهِ تبصرْ
نتيجة الصدقِ إنْ صدعتا
وانزعْ لهُ رتبة َ المعالي
يحمَدْ مسعاكَ إنْ نزعتا
واكرع إذا ما وردتَ حوضا
فالريُّ مضمونٌ إنْ كرعتا
لا تطمعنْ إنْ رأيتَ ربحاً
فالخسرُ يأتيكَ إنْ طمعتا
إنْ قلت في حكمة بأمر
مستحسنٍ أنتَ قدْ شرعتا
فلا تكن ذا هوى ورأي
ولا تقس جهد ما استطعتا
ولا تقلِّد ولا تعلل(4/74)
إنْ أنت من أرسل ابتعتا
إنْ كنتَ عيسى وكنت تشفى
إليه من فوركم رفعتا
أو كنتَ عيسى وكنتَ تحيي
ميتَ أجداثِه وضعتا
أو كنتَ عيناً لكلِّ كونٍ
وفته رحمته برعتا
قد كنتَ للطبعِ في سفال
تحصد فيه الذي زرعتا
حتى إذا ما انتهيتَ فيه
رفعك الله فارتفعتا
تحشر في عينِ كلِّ كونٍ
تنظرُ فيهِ الذي صنعتا
منْ كلِّ خيرٍ وكلِّ شرٍّ
علمت فيه لما جمعتا
لله حبلٌ فصِلْه تصعدْ
فإنْ تكنْ حبلهُ قطعتا
شقيتَ فانظرْ بأيِّ أرضٍ
يكون مثواكَ إنْ وقعتا
إنَّ لكَ الخيرَ منهُ حتماً
إنْ أنتَ في حقهِ انتجعتا
أو كنت ذا فتنة ٍ بولدٍ
أصبحت فيه وقد فجعتا
بالصوم أو كنت فيه جعتا
أصبتَ خيراً بكلِّ وجهٍ
وتهتَ تيهاً بهِ وضعتا
ما كلُّ وقتٍ يكون فرداً
يخلعُ عنكَ الذي خلعتا
أو يمنعُ الله عنكَ أمرا
قد كنتَ من قبله منعتا
ما الشان أن تشتري نفوسَ
بيعَ فضولٍ فما انتزعتا
منْ ملكهِ ما شريتُ منهُ
حتى اشتراه وما ارتجعتا
ضاقتْ سماءُ الإلهِ عنهُ
وأنت ربُّ العلى وسعتا
من غير كيفٍ ولا احتيالٍ
لوْ لمْ يرَ ذاكَ ما استعتا
وسعتنا رحمة ً وعلماً
إذ لكَ يا ربنا اصطنعتا
يستفهمُ اللهُ كلَّ عبدٍ
في علمهِ منهُ هل شبعتا ؟
فقلْ لهُ : ربِّ إنَّ جوعي
ما ينقضي للذي شرعتا
من كنت فيه أو كنت منه
أو كنته عنك ما رجعتا
فلا تقلْ للذي أتاني
من عندكم رحمة قنعتا
إنْ غبتَ في الغربِ عنهُ شمساً
عليه من شرقه طلعتا
إنْ أنتَ جاهدتَ لا تبالي
بأيّ جنبٍ فيه صرعتا
قد كنتَ عبداً فصرتَ ملكاً
لذاكَ واللهِ ما انتفعتا
إنْ كان هو أنت لا تكنه
واحذر من القرعِ إنْ قرعتا
فإن دعاك الرسولُ يوماً
فافزع إليه إذا فزعتا
وحاذر الأمر من قريبٍ
تسعد فيه إذا جزعتا
يعلو بكَ النهرُ في انحدارٍ
لو جرعة منه قد جرعتا
وإنْ دعا للوصالِ يوماً
فأنتَ واللهِ ما انقطعتا
المكر من شيمة ِ الموالي
لا تنخدع فيه إن خدعتا
تقبضْ عندَ الرحيلِ حتماً
على الذي فيه قد طبعتا
من أعجبِ الأمرِ أنَّ قولا
تجابُ فيهِ وما سمعتا(4/75)
لأنه لم يكن كلامٌ
عنكَ ولا عنهمُ انقطعتا
انظر إلى قوله تعالى
في أ÷لِ كهفِ لو اطلعتا
ملئت رعباً فازددت بُعداً
ومع هذا فما اندفعتا
يا أشجعَ الناسِ في نزالٍ
أنتَ بتثبيته شجعتا
قد جعلَ الله يا حبيبي
بيدكَ الخيرَ إنْ قنعتا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنض الركاب إلى ربِّ السموات
أنض الركاب إلى ربِّ السموات
رقم القصيدة : 11229
-----------------------------------
أنض الركاب إلى ربِّ السموات
وانبذ عن القلبِ أطوارَ الكراماتِ
واعكفْ بشاطئ وادي القدسِ مرتقياً
واخلعْ نعالكَ تحظى بالمناجاتِ
وغبْ عنِ الكونِ بالأسماءِ يا سندي
حتى تغيب عن الأسماء بالذات
ولُذ بجانب فرد لا شبيه له
ولا تعرِّج على أهلِ البطالاتِ
بلْ صمْ وصلِّ وفكرْ وافتقرْ أبداً
تنلْ معالمَ من علمِ الخفياتِ
فقدْ قضى الله بالميراثِ سيدُنا
لكلِّ عبدٍ صدوق ذي تقياتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فلو أرآني إذا أتاني
فلو أرآني إذا أتاني
رقم القصيدة : 11230
-----------------------------------
فلو أرآني إذا أتاني
سرَّاً وجهراً أنا بذاتي
وقلتُ أنعمْ فقلتُ طوعاً
وكانَ مني ليَ التفاتي
فنيت عني بعين أني
وعن عداتي وعن ثقاتي
وعنْ وعيدي وعنْ مزيدي
وعن نعيمي وعن عِداتي
وعن شهيدي وعن شهودي
وكنتَ لي بي نِعْمَ المواتي
فيا أنا ردّني بعيني
إليَّ حتى أرى ثباتي
فردني بي إلي مني
فلم يقم بي سوى صفاتي
فصال كفي على عصاي
وصالَ عُودي على صفاتي
فسالَ نهرُ البروجِ منها
عشرَ أو ثنتينِ معلماتِ
فقلتُ لي يا أنا وزدني
مني ثَباتاً على ثباتي
هذي علومُ الحياة ِ لاحتْ
على وجودي من النباتِ
فأين سرِّي اللطيفِ مني
ما أودع الله في الذوات
فزدتَني ما طلبت مني
فدام شوقي إلى مماتي
فصرت أشكو الغرام مني
إليَّ كيما تبدو سماتي
إلى جُفوني من عين كوني
فزاد جمعي على شتاتي
وصلت ذاتي وحدا بذاتي
من أجل ذاتي مدى حياتي
ولم أعرِّج على جفائي
وطولِ هجري وسيئاتي(4/76)
أنا حبيبي أنا محبي
أنا فتايَ أنا فتاتي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الصومُ ميِّز ذاتَ الحقِّ مِنْ ذاتي
الصومُ ميِّز ذاتَ الحقِّ مِنْ ذاتي
رقم القصيدة : 11231
-----------------------------------
الصومُ ميِّز ذاتَ الحقِّ مِنْ ذاتي
لأنه بين آلامٍ ولذَّاتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سألتْنا زُمرُّذُ
سألتْنا زُمرُّذُ
رقم القصيدة : 11232
-----------------------------------
سألتْنا زُمرُّذُ
تلبسُ الخِرقة التي
ثمَّ لما أجبتها
لبستها وولتِ
نحوَ مصرَ ببنتها
تبتغي سدَّ خَلَّة
عندما تمَّ ما نَوَتْ
تركتها وانسلتِ
تبتغي أرضَ جلَّق
بانكسارٍ وذلة ِ
لبناتٍ لها بها
حينَ ملَّتْ وملّتِ
وأتتْ عندما أتتْ
شانَها سوءُ فعلة
وتعالتْ لأنها
بهواها استقلَّت
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ
إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ
رقم القصيدة : 11233
-----------------------------------
إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ
تحققُّ آلامي ولذَّاتي
وحكمها صور بالذاتِ ظاهرة ٌ
للعين في الحالِ لا ماضٍ ولا آتي
نقولُ ذا فلكٌ نقولُ ذا ملك
في أيِّ كونٍ من أرضٍ أو سموات
فالصورُ مختلفٌ والعينُ واحدة ٌ
وإنّ فيه لما يدري لآيات
وهو الذي ينتفي إنْ كنت تعقله
وحكم أعياننا عينُ الدلالات
فما ترى صوراً في العين قائمة
إلاّ بوجهين من نفيٍ وإثباتِ
إنّ الامورَ لتجري نحو غايتها
وعزة ِ الحقِّ ما أدري بغايات
الأمرُ كالدورِ أو كالخطِّ ليسَ لهُ
في الامتداد انتهاء كالكميات
بالفرضِ كانتْ لهُ الغاياتُ إنْ نظرتْ
عقولنا ليس هذا فيه بالذات
إنَّ الوجودَ لدارٌ أنتَ ساكنها
بالوهمِ في عينِ ما يحويَ منْ أبياتِ
وما هنالكَ أبياتٌ لذي نظرٍ
وإنَّها صورُ أولادِ علاتِ
إنَّ الذي أوجدَ الأعيانَ في نظري
لصانعٌ صنعُه بغيرِ آلات
لو لمْ يكنْ صنعهُ لمْ يدرِ ذو نظرٍ
بأنه صانعٌ جميعَ ما يأتي(4/77)
وإنها صورٌ للحسِّ ظاهرة ٌ
لكنها بين أحياءٍ وأمواتِ
والكلُّ حيٌّ فإنَّ الكلَّ سبحهُ
بذاك أعلمني قرآنه فاتِ
بمثله إن تكن دعواك صادقة ٌ
وإن عجزتُ ذاكَ العجزُ من ذاتي
لولا معارضة ٌ قامتْ بأنفسهم
له فأعجزهم برهانُ إثبات
الصدقُ أصلك في الإعجاز أعلمني
بذاكَ في مشهدِ ربِّ البرياتِ
فاصدقْ ترى عجباً فيما تفوهُ بهِ
للسامعينَ لهُ من الخفياتِ
ذاك الهدى للذي قدْ باتَ يطلبُه
وليسَ يدري بهِ أهلَ الضلالاتِ
فاعكف بشاطىء واديه عساك ترى
ولا تقل إنه من المحالات
وانهض به طالباً ما شئت من حكم
ولا تعرجْ على أهلِ البطالاتِ
وقم به علماً في رأسِ مَرقبة ٍ
فإنَّ فيه لمنْ يدري علاماتِ
واحذرْ جهالة َ قومٍ إن همُ غضبوا
فالله يهلكُ أصحابَ الحميَّات
يا طالبَ الحقِّ والتحقيقِ من كلمي
أودعت ما تبتغيه طيَّ أبياتي
صغر وكبرٌ وقل ما شئتَ من لقبٍ
مثل اللتيا إذا صغرتَ واللاتي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مقامُ العارفين لمن يراهم
مقامُ العارفين لمن يراهم
رقم القصيدة : 11234
-----------------------------------
مقامُ العارفين لمن يراهم
على كشفٍ كبيتِ العنكبوتِ
ضعيفٌ ما لهم سنداً سواهم
لذا اشتقوا البيوتَ من المبيتِ
ولولا الليلُ ما علموا مبيتاً
تنبهَ كالقوي منْ كلِّ قوتِ
هنا سمي ضراحهمُ بييتٍ
وليس هناك أسماءُ البيوت
كما أنَّ البيوتَ لهمْ محال ٌ
على حالٍ لنقصٍ في الثُّبوت
وفي تقليبهمْ عينَ البيوتِ
على التقليبِ في الأمر الشتيتِ
وما قوتُ النفوسِ سوى قواها
وإنّ العينَ عينُ كلِّ قوتِ
وسهلٌ ما له قوتٌ سواه
وأين الحقُّ من خبزٍ وحوت
جميعُ الخلق في الأقواتِ تاهوا
وسهلٌ ما يراه سوى المقيت
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الربُّ يعرفُ مطلقاً ومقيداً
الربُّ يعرفُ مطلقاً ومقيداً
رقم القصيدة : 11235
-----------------------------------
الربُّ يعرفُ مطلقاً ومقيداً
من حيثُ أسماءٌ لهُ وصفاتِ
ولو انتفى التقييد كان مُقيداً(4/78)
بحقيقة ِ الإطلاق في الإثباتْ
فالربُّ ربُّ الاعتقادِ لديهمُ
وهو الذي قد جاء في الآيات
فلكل عقد في الإله علامة
وبها تحلي نفسهُ إذ يأتي
حتى يقولوا إنَّ هذا ربُّنا
جلَّ الإلهُ عنْ الحلولِ بذاتِ
فله من الوجه القريبِ تعلقٌّ
ولهُ الغنى عنْ كونِنا بالذاتِ
ولذا أتى حكم التضايفِ بيننا
ما بينَ جمعِ كائنٍ وشتاتِ
فرأيتُ موجوداً بنعتِ وجودِنا
وعرفتُ موجوداً بغيرِ سماتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> توليتُ عنها طاعة ً حيثُ ملَّت
توليتُ عنها طاعة ً حيثُ ملَّت
رقم القصيدة : 11236
-----------------------------------
توليتُ عنها طاعة ً حيثُ ملَّت
فيا ليتَ شعري بعدنا هل تولّتْ
تأملتُ خلفي هلْ أرى رسمَ دارِها
فقالتْ ظنوني : لا تخفْ ما تخلَّتِ
تمتْ إلينا وهي تهجر ذاتنا
فأفنى وجودي عينها فاستقلَّت
تغافلتُ عنها مذُ علمتُ بأنَّها
إذا بنتُ عنها أنها وجه قبلتي
تعجبتُ مني ثم منها لعلمها
وجهلي لمَّا أنْ ضللتُ وضلَّتِ
ترى ليت شعري هل ترى العلم حيرة
وبالجهلِ عزَّتْ ثمَّ بالعلمِ ذلَّتِ
تخاطبُها مني سرائرُ ذاتها
فما أنا منها غيرها حيثُ حلِّتِ
تولت وما بانت وبانت وما مشت
لأني معلولٌ لها وهيَ علتي
توهمت فيها حين قلتُ بأنها
هي الشرط في كوني وكان لغفلتي
تعاليتِ يا ذاتي فما ثَمَّ غيرنا
وما هيَ عيني فاعلموا أصلَ حيرتي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما رأى القلب بنور الهدى
لما رأى القلب بنور الهدى
رقم القصيدة : 11237
-----------------------------------
لما رأى القلب بنور الهدى
ما صنعَ الرحمنُ في نشأتِهْ
من حكمة ٍ أعطاه ترتيبها
علمَ الذي رُتبَ في هيئتهِ
من فلك دارَ بأحكامه
ليبرزَ الأعيانَ في فيئتهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني العماءُ ولا عماءّ لذاتي
إني العماءُ ولا عماءّ لذاتي
رقم القصيدة : 11238
-----------------------------------
إني العماءُ ولا عماءّ لذاتي(4/79)
وأنا الذي أتى ولستُ بآتي
إن كانَ منْ نبغيه عينَ وجودِنا
فلمن أنا أو من يكون الآتي
ما في الوجودِ سوى الوجودِ وإنه
عينٌ ترى في النفيِ والإثباتِ
ما تبصرُ الأشياءَ إلا عينها
فبها راها وهيّ عينُ الذاتِ
عينُ الجهولِ هو العليم وإنَّ ذا
علمٌ قريبٌ عندَ كلِّ مواتِ
عين التولُّدِ النكاحِ محقَّقٌ
فالأمرُ بين أبوة ٍ وبناتِ
والأمر كالأعدادِ ينشىء عينها
الواحد المعقولُ في الآيات
تعطيهِ ألقاباً ويعطيها بهِ
أكوانها بشهادة الاثبات
هو واحد ما لم يحدّ بسيره
فإذا يسافر فهو في الأموات
لولا التنقلُ لم نكنْ ندري بهِ
ألقاب أعداد وعين ثبات
هوَ عينها لا غيرها فتكثرتْ
بوجودهِ فيها وذكر سمات
البنتُ يغشاها أبوها وهيَ قدْ
ولدته ذا من أعجبِ الآياتِ
سندُ الوجودِ معنعنٌ ما فيهِ منْ
خرمٍ ولا قطع ولا آفاتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنّ الوجودَ وجودُ ربِّكَ لا تقلْ
إنّ الوجودَ وجودُ ربِّكَ لا تقلْ
رقم القصيدة : 11239
-----------------------------------
إنّ الوجودَ وجودُ ربِّكَ لا تقلْ
فيما تراهُ منَ الوجودِ برمتهْ
خلقاً فذاكَ الخلقُ في أعيانِها
واقسمهُ فالعلمُ الصحيحُ بقسمتِهْ
هبتْ عليكَ إذا قسمتَ وجودَه
قسماً صحيحاً نفحة ً منْ قسمتهْ
أنا لا فضل أمّة خرجتْ لنا
من أجل شخصٍ إنني من أمَّته
لنا تقسمتِ المراتبُ كلها
أبدى لكَ التحقيقُ صحة َ قسمتهْ
سلخَ النهارُ لعينِ كلِّ محققٍ
سلخاً يشعشعُ نورهُ منْ ظلمتهْ
أبداه للأبصارِ بعدَ حجابهِ
والليلُ مستورٌ بخالصِ حكمته
من ضمه أعطاه كلَّ مكتم
من علمه كشفاً له في ضمته
ظنَّ اللعينُ فصدقوا ما ظنَّهُ
فيهمْ فقابلهُ الرحيمُ برحمتهِ
إلا القليلُ فإنهُمْ عصموا بما
شكروا لما أولاهمُ منْ نعمتِهْ
فلذاكَ زادهمُ الإلهُ أيادياً
واختص من كفرِ النعيم بنقمته
فإذا وفي العبد المطيع بعهده
لله قامَ له الإله بحرمته
لولا الكذوب لما علمت محققاً
شرفَ الذي خصَّ الإله بعصمتهْ(4/80)
كالأنبياءِ ومن جرى مجراهمُ
من وارثٍ أمنوا بها من فصمتِهْ
يغتمّ من يدري الذي قد قلته
لمقالتي ونجاتِه في غمتَّهْ
ويهمّ بي فيردُّه تنينهُ
عني فيرجع همه عن همته
الكونُ كورُ عمامة ٍ عمتْ بهِ
رأس الوجودٍ ونحنُ داخلِ عمَّتهْ
فانظر تر ما نحن فيه فإنه
علم يعزُّ فحصلّوه لبهمته
نهمٌ يحصلهُ ويعلمُ أنهُ
معْ أنهُ قدْ حازهُ في نهمتهْ
لا يرتوي ظمآنٌ فاهُ فاغرِ
ريانُ لا يشكو الجوادُ لحشمتهْ
إنّ الوجودَ لمنْ تحققَ علمهُ
ذوقٌ ترى أشياخُه في علمتهْ
صحَّ المزاجُ فصحَّ منه قبولهم
علماً بقدرِ إمامِه وبقميتهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحجابَ علينا عينُ صورتنا
إنَّ الحجابَ علينا عينُ صورتنا
رقم القصيدة : 11240
-----------------------------------
إنَّ الحجابَ علينا عينُ صورتنا
فإذ ولا بدَّ فاحجبني بصورتهْ
ولا تنزلنَّ فيما لا أسرُّ به
من بعد ما نلتُ منه عينَ سُورته
إنْ كنتَ مجتمعاً بالحقِّ في بصرٍ
فالعبد يمتاز عنه في بصيرته
لوْ كانَ يحجبهُ كما تشاءُ بهِ
فالحقُّ يطلبه بحُسنِ سيرته
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول وقد بانت شواهد علتي
أقول وقد بانت شواهد علتي
رقم القصيدة : 11241
-----------------------------------
أقول وقد بانت شواهد علتي
بأني محبوبٌ لموجدِ علتي
فمن هو نفسي أو مغاير عينها
ومن هو اجزائي ومن هو جملتي
إذا عاينتْ عيني سبيلَ وجودها
بفكري وذاتا لم تكن غير نشأتي
أقول لها من أنت قالت مكلمي
فقلت أرى ثنتين من خلف كلتي
فقالتْ وكثرْ ما تشاءُ فإنني
وإنْ كنتُ فداً أنتمُ أصلُ كثرتي
فيا منْ هوَ المقصودُ في كلِّ وجهة ٍ
بوجهي إذا ما كنت لي عين قبلتي
فما عاينتْ عيناي فرداً مقسما
إلى عددٍ إلا الذي هوَ علَّتي
هوَ الكلّ والأجزاءُ عينُ وجودِه
فيا مثبتي بي لست غير مثبتي
لقدْ حرتُ في أمرٍ تقسَّمَ واحداً
فأين وجودي قل لي أم أينَ وحدتي
فيا مَنْ يرى عقدي وحيرة َ خاطري(4/81)
ويسرع بالتقريب في حَلِّ عقدتي
علمتُ بأني عبده وهو سيدي
وسلم لي علمي وأنشأ حيرتي
وأعلم أني حائر وهو فارغ
كما هو في شغل فيا حسرتي التي
تباعدني في عين قربي شهودها
فما حسن أفعالي وما سوء فعلتي
لقد علمتْ نفسي وجوداً محققاً
وغابتْ بهِ عني فلمْ تدرِ حكمتي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أرى إبلاً يقتادُها رجلٌ
إني أرى إبلاً يقتادُها رجلٌ
رقم القصيدة : 11242
-----------------------------------
إني أرى إبلاً يقتادُها رجلٌ
من أمر خالقه يعتاده ذاتي
أسماؤه ظهرتْ منْ سيدٍ عُصمتْ
أقواله قد أتت نحوي بإثبات
لقد رآني وجودُ الحقِّ من قبلي
وقالَ لي إن ذا منَ الكراماتِ
كأنَّه هوَ في المعنى وصرتِهِ
ولمْ أجدْ فارقاً بينَ العاملاتِ
فعينَ الله لي من جودِه كرما
روحاً تنزَّه عن علمِ الإشارات
أفادني منه أسراراً مخبأة
معصومة الحال من علم الخفيات
فعندَما حصلتْ في القلبِ عشتُ بها
وصرتُ حياً ولكن بين أموات
فلم أجدْ كرسولِ الله من بشر
أو وارثيهِ وهمْ أهل الحمياتِ
لهمْ خبالاتُ صيدٍ من ذواتهمُ
وهم ظهور فمن أهلِ الخيالات
والطيرُ صيدٌ ولكن أين قانصه
صيد يصيد قويٌّ في الدلالات
منْ فازَ بالنظرِ العلويِّ فازَ بما
في الغيب من فرحٍ فيه ولذات
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقتلوني يا عداتي
أقتلوني يا عداتي
رقم القصيدة : 11243
-----------------------------------
أقتلوني يا عداتي
بوفائي بعداتي
إنني أحيى بهذا
فحياتي في مَماتي
ينقل الشخصُ اختصاصا
من هنا لا عنْ مماتِ
ويراهُ الحسُّ في صو
رة ِ أقوامٍ مواتِ
وبعينِ الكشفِ يعلمُ
أنَّ ذا غيرُ مواتي
بل حياة ٌ استمرت
في فتى ً أو فتيات
أنا أبصرتُ علوما
كالجورِ الزاخرات
في فؤادي وعيوناً
من سحابٍ معصراتِ
ينتهي من غيرِ حدٍّ
نظرٌ لا بأداتِ
فأنا فردٌ وحيدٌ
وأنا الكلُّ بذاتي
عين إفرادي صحيح
إنَّه عينُ ثباتي
كمْ دعوتُ الله فيهمْ
بزوالٍ في ثباتِ
ما أرى غيرَ وجودي(4/82)
في اجتماعي وشتاتي
كلما قلتُ أتاني
قيلَ لي اسكنْ فسيأتي
كمَّلَ الله وجودي
بأبٍ ثم بناتِ
فأنا ابن ٌوأنا أيْ
ـضاً أبٌ في المحدثاتِ
ما لنا منهُ سوى ما
قد علمتم من سِمات
ونعوتٍ أظهرتْها
محدثاتٌ وصفاتِ
لم أجد عين غناه
دون ذكري حين ياتي
فغناه عن وجودي
وأنا فيه بذاتي
ليتَ شعري كيفَ هذا
وبقائي في وفاتي
وأنا غير فقيد
ناظرا حال حياتي
قد تحيّرتُ وما لي
مخرجٌ من غمراتي
إنني عبدٌ ذليلٌ
لرفيعِ الدرجاتِ
أرى كثراً في وحيدٍ
يا لها منْ خطراتِ
كلما رُمتُ انفكاكا
لمْ أزلْ في عثراتي
فتراني الدهر أبكي
لدوامِ الحسراتِ
ثم ناجاني بأمرٍ
فيهِ ذكرُ الحسناتِ
إنْ سمعنا وأطعنْا
ثمَّ ذكرُ السيئاتِ
إنْ سمعنا وعصينا
ما أتى في الكلماتِ
بين إلقاءٍ صريح
بيّن أو نفثات
ثمَّ ما لي غيرُ سكنى
درج أو دركات
في شهودٍ أو حجابٍ
عنْ نعيمٍ اللحظاتِ(4/83)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
رقم القصيدة : 11244
-----------------------------------
ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
فالسلبُ للعقل والإثباتُ للذاتِ
كآية الشورى سلب وهي مثبتة
ما قدْ نفته منْ إدراكٍ لآلاتِ
إني عملتُ على تحصيلِ شاهدِه
حتى شهدت لما أضمرت آياتي
فلم أعرِّج على أهلٍ ولا ولد
ولا على أحدٍ منْ البرياتِ
إلا به فرأيت الكل صورته
فكنتُ حياً بهِ ما بينَ أمواتِ
وعندما شهدت عيني منائحه
ذوقاً علمتُ بهِ ما بينَ أمواتِ
ذوقاً علمتُ بهِ علمَ الخفياتِ
فكنتُ أشهدُهً في كلِّ حادثة ٍ
شهود من قد رآه في الحميات
فسلم الأمر في بعد وفي كثب
وجاد جُوداً بإيجادٍ على آلات
بقاب قوسين أو أدنى علمت به
علمي بهِ في الثرى والسمهرياتِ
إنَّ الخلافَ وفاق ليس يعلمه
إلا الذي ذاقه عند الزيارات
كمثلِ أسمائه الحسنى لمعتبر
والعينُ واحدة ٌ والكلُّ للذاتِ
مع الخلافِ الذي فيها لناظرها
عند التقابل من أقوى الدلالات
على الذي قلته إنْ كنتَ ذا نظر
وكنتَ فيهِ منْ أربابِ الكراماتِ
الحقُّ يعلمُ ما وهم ٌبصورُهُ
فإنه الحقُّ في درك النبوّات
منْ قالَ إنَّ وجودَ الحقِّ في صورٍ
ورآها فهوَ جهلٌ بالمقاماتِ
لو قالَ مع قالَ علماً لا خفاءَ بهِ
والنقضُ يصحبهُ مع العلاماتِ
لنْ قالَ معْ كانَ أولى وهوَ مجهلة ٌ
أيضا ولو قال إنَّ العين في اللاتي
أصابَ في كلِّ وجهٍ من مقالِتهِ
شرعا وعقلاً وفيه نفيُ آفاتِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خليلي لا تعجلا واكتما
خليلي لا تعجلا واكتما
رقم القصيدة : 11245
-----------------------------------
خليلي لا تعجلا واكتما
حديثي حذاراً على مهجتي
فإني اتحدتُ بمن قامَ لي
إذا ما توجَّهتُ في قِبلتي
ففي كلِّ شيء لهُ صورة ٌ
إذا ما بدتْ فلها وجهتي
وذاك الذي كنتُ أملته
فما كانَ بعضي سوى جملتي
تملكني وتملكته
فلي عزه وله ذلتي(5/1)
وإنْ أنتَ تعكسُ ما قلتهُ
يصحُّ فجمعي في وحدتي
وفي حال حبي أنا كاره
له ولحبي فيا حيرتي
أتاني ليلا على غفلة
فثبت إتيانه حجتي
لو أنَّ الذي همت فيه هوى
يكونُ على ديني أوْ ملَّتي
لما كنت أشكو الجوى والنوى
ولكنَّهُ ليسَ من عترتي
يخالفني ووفاقي لهُ
لذاك توقفت في وقفتي
هويت السمان ومن لي بهم
وحبي لعينهمُ نحلتي
وما سمن القوم إلا الذي
يبلغني منهمُ منيتي
يقيني بهمْ مشحمٌ ملحمٌ
يقيني منَ الأخذِ في عثرتي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله يعلمُ نفسي
الله يعلمُ نفسي
رقم القصيدة : 11246
-----------------------------------
الله يعلمُ نفسي
وما عليه أجنَّتْ
فحكمة ُ الله لما
طلبتُها ما تجنتْ
فكم تمنت نفوسٌ
إدراكها واطمأنَّتْ
ولو دَرتْ أن هذا
يضرّها ما استكنت
لذاكَ خابتْ فذابتْ
ولمْ تنلْ ما تمنَّتْ
ولو تمتْ عقولٌ
إليه بالشوقِ حنَّتْ
نالته عِلماً ولكن
ضلَّتْ بهِ حينَ ظنتْ
لقد منحت مقاماً
له الخلائق أنّت
كما خصصتْ بأمرٍ
عنه الملائك جنّت
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
رقم القصيدة : 11247
-----------------------------------
ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
على ما تراه العينُ شكلُ مثلَّثْ
ثوى في جِنانٍ راحلاً ومودِّعاً
لأمرٍ منَ الغيبِ الإلهيّ يحدثُ
ثنيتُ عنانَ الفكر فيه فلم أصب
إلى أنْ أتاني الروحُ في الروعِ ينفثُ
ثبت له حتى إذا ما انقضى الذي
أتاني بهِ عيناً فقمتُ أحدِّثُ
ثناءً على اللهِ الذي خصَّه بما
جرى عندَ نسيانٍ فلمْ يكُ ينكثُ
ثمال لأسماء إلهية بدتْ
بسلطانها فهو الإمام المحدِّث
ثقلت بهذا الجسم عن نيلِ مطلبي
مدى هذهِ الدنيا إلى حينِ أبعثُ
ثناني عليهِ فارحاً لا مجاهداً
لذا أنا مسموعٌ إذا ما يحدث
ثقيلٌ على الأسماعِ ما جئتها بهِ
وفي الأرضِ والأفلاكِ والكلُّ محدثُ
ثمانية ٌ حمالة ُ عرشِ ذاته
أنا وصفاتي بل أنا العرش فابحثوا(5/2)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
رقم القصيدة : 11248
-----------------------------------
نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
قديماً ولكني رأيتُ حديثا
أظنّ الذي قد كان بيني وبينه
بياناً يسمى للحجابِ كلوثا
فشبهتُ نفسي في طلابِ حقيقتي
بليلٍ أتى يبغي النهارَ حثيثا
ليأخذ منه تارة فيردُّه
إلى الغيبِ حتى لا يُرى مبثوثا
وهل يعدمُ العلاتِ إلا قديمها
ولكنْ نراهُ في العيانِ حدوثا
فمدَّ بنا حبلاً من العلوِّ نازلاً
ولم يك في نعتِ الحبالِ رثيثا
له قوّة ٌ تغشى النعاسَ عيوننا
لها ألسنٌ فينا وكمْ وكميثا
ويعطى قليلاً من وجودي لأنني
قليلٌ ويعطينا الوجودَ أثيثا
أُضاحِكُ في يوم السرورِ كرائماً
وأقبلُ في اليومِ العبوسِ ليوثا
سمعنا حديثاً بالرصافة طيِّباً
وعند مسيئي لو سمع خبيثا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
رقم القصيدة : 11249
-----------------------------------
ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
لا يكادونَ يفقهونَ حديثا
هم بعينِ القديمِ في كلِّ حالٍ
يطلبونَ الوجودَ منهُ حثيثا
فيبثُّون علمَه لشخوصٍ
ما لديهم علمٌ بذاك نثيثا
قلتُ للعيسوي فيكَ انتباهق
للذي قلته فقال كميثا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
رقم القصيدة : 11250
-----------------------------------
الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
يبينُ للمنكر المحجوبِ في الجدثِ
فاصبر عليه ولا تحفلْ بصولَتِه
ما دامَ في عالمِ التقييدِ بالخبثِ
الدهرُ ينقله لو كان يعقلُه
لي اسم شيخٍ من اسم الكهلِ والحَدَث
هذي شبيبتهُ هذي كهولته
هذا هوَ الهرمُ ما ينفكُّ عن حدثِ
فما ترى طيباً يلذُّ مطعمه
ألا ترى ضدَّه المنعوتَ بالخبثِ
أينَ الحبائبُ من جمعِ الإناثِ من الذُّ(5/3)
كران إذ جمعوا لحناً على خبث
فليسَ ثمَّ سوى فرقٍ يبينهُ
ما قلتهُ فاسترحْ فيهِ أو اكترثِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
رقم القصيدة : 11251
-----------------------------------
كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
غيرَ محبوبهِ القديمِ ويرجو
كلُّ قلبٍ قدْ داخلتهُ حظوظٌ
من كيانِ العلى فذا القلبُ ينجو
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
رقم القصيدة : 11252
-----------------------------------
يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
عليكَ فيما لبستَه حرجُ
إنْ كنتَ منْ عصبة ٍ منزهة ٍ
قد عرفوا ذاتَهم وما مرجُوا
قامُوا على عفة ٍ ومسغبة ٍ
تهلكُ حتى أتاهمُ الفرجُ
تحصَّنوا بالعليِّ حين علوا
وخصهمُ بالشهودُ إذْ عرجوا
فانظر إلى حالهم وحليتهم
وحصنِ تقديسهِ الذي ولجوا
وادخلْ منَ الموضع الذي دخلوا
تخرجْ بالحلية ِ التي خرجوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
رقم القصيدة : 11253
-----------------------------------
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
نصبرُ فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ
بذاك خالقنا الرحمنُ عودنا
في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج
ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت
كما السماءُ لها في ذاتِها فرجُ
والكونُ علوٌ وسفلُ ليسَ غيرهُما
والأمر بينهما بالنص مندرج
وكلُّ شيءٍ منَ الأكوانِ نعلمُهُ
موحدا هو في القرآن مزدوجُ
حتى الوجودُ الذي إليهِ مرجعنا
بما له من صفاتِ الكون يزدوج
فليس يوجد فرد ليس يشفعه
شيءٌ سوى منْ لهُ التقسيمُ والدرجُ
ذاك الإله الذي لا شيء يشبهه
من خلقه فبه الإصباح تتبلج
وهوَ العزيزُ فلا مثلٌ يعادلُهُ
وإنما بمتابِ العبدِ يبتهج
فكيفَ منْ هوَ محتاجٌ ومفتقرٌ
إلى أمورٍ بنا إنْ لمْ يكنْ حرجُ
فلا يصحُّ على الإطلاقِ أنَّ لنا(5/4)
حكمَ الغنى ولهذا فيهِ يندرجُ
الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا
إذا الخلائق فيما قلته مرجوا
همُ المصابيحُ في الظلماءِ إنْ ولجوا
كما هم العمى إنْ زالوا وإنْ خرجوا
سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به
علماً عقولٌ لمَّا في ذاتهِ دلجُوا
أما تراها على الأعقابِ ناكصة
لما رأت فنيتْ في ذلك المهج
فليسَ يدركُ مجهولٌ حقيقتهُ
وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج
لو أنهم نظروا في حسنِ صورته
قالوا بهِ قرنٌ قالوا بهِ فلجُ
قالوا بعينيهِ في إبصارِهِ وطفٌ
قالوا بهِ كحلٌ قالوا بهِ دعجُ
فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا
عليه في علمهم فيه وما درجوا
هذا معَ الخلقِ كيفَ الحق فاعتبروا
ما في بيوتِهمُ منْ نورِهِ سرجُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
رقم القصيدة : 11254
-----------------------------------
تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
ولاحَ صبحُ الهدَى للعبد وابتلجا
وأسرجَ اللهُ منْ أنوارِ حكمتهِ
ومنْ معارفهِ في قلبهِ سرجا
فظلَّ يفتحُ من أبوابِ رحمته
على خليقتهِ ما كانَ قدْ رتجا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
رقم القصيدة : 11255
-----------------------------------
إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
فإنَّ لي شرعة ٌ منهُ ومنهاجا
على لسانِ رسولٍ منهُ ألبسني
بهِ المهيمنُ في إسرائِهِ تاجا
إذا رأيتَ وفودَ اللهِ قدْ وصلوا
يأتونَ دينَ الإلهِ الحقِّ أفواجا
فاستغفر الله واطلبْ عفوهُ كرماً
وكن فقيراً إلى الرحمن محتاجا
معاشر الناس إنَّ الله أنبتكم
من أرضهِ نطفاً في النشء أمشاجا
وثمُّ أولجكُم لمَّا أماتكُمْ
فيها لأمرٍ أرادَ الحقَّ إيلاجا
وقد علمت بأنَّ الله يخرجكم
بعد المماتِ من الأجداثِ إخراجا
من بعدِ إنزالهِ من أجلِ نشأتكمْ
ماء كمثلِ منيّ الناسِ ثجّاجا
وصيَّر الناسَ أقساما منوَّعة(5/5)
ثلاثة في كتابِ الله أزواجا
لو أنَّ ما عندنا من علمِ صانعنا
يكونُ في رهجِ الاسواقِ ما راجا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني نذرتُ وما في النذرِ من حرجٍ
إني نذرتُ وما في النذرِ من حرجٍ
رقم القصيدة : 11256
-----------------------------------
إني نذرتُ وما في النذرِ من حرجٍ
بذلُ الذي ملكتْ كفِّي من المهَجِ
لوجه ربي إنْ جاد الإله على
قلبي بمعرفة ِ الأوزانِ والدرجِ
في العلمِ بالله إلا بالغير انّ لنا
نفساً قدِ اعتادتِ التنزيهَ في الفرجِ
ما بينَ أطباقِ أفلاكٍ مزينة ٍ
بزينة ِ اللهِ في التأديبِ والدلجِ
إني أسيرُ إليهِ وهوَ يطلبني
في كلِّ حالٍ بسرٍّ غيرِ منزعج
وذاك أني في سيري أشاهدُهُ
يسيرُ بي نحو ذاتي سيرض مبتهجِ
في كلِّ حالٍ فيفنيني مشاهدة
عني وما عندنا في ذاكَ منْ حرجِ
لم يبقَ عقلٌ ولا حسٌّ أحسُّ به
فيرحم الغصنَ ما في اللدنِ من عوجِ
أومت إليَّ وقد ظلتْ محفتها
بكفها والذي في الطرفِ من غنجِ
لا تركبنَّ بحاراً لستَ تعرفها
فقدْ تلاطمتِ الأمواجُ في اللججِ
واثبت على السيفِ إن السيفَ مرحمة ٌ
ولا تَوسَّط فإنَّ الهلكَ في الثبج
قدْ ضفتُ ذرعاً بما تأتي شكايتُهُ
فهل لديكمْ بما يشكوهُ منْ فرجِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
رقم القصيدة : 11257
-----------------------------------
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
لقدْ حارَ فيهِ صاحبُ الفكرِ والحججْ
جنيتُ بمصحوبٍ على كل حالة ٍ
تحيره الأمواجُ في هذه اللججْ
جرى معه الفكرُ الصحيحُ إلى مدى
فما غابَ عنْ ثفٍّ ولا بلغَ البثجْ
جميع النهى غرقى شهودٌ أو فكرة
ففي عينهِ نفيُ العقولِ معَ المهجْ
جمعتُ لهُ ذاتي فلمْ تكُ غيرهُ
فحِرت فما أدري ثوى فيّ أم خرج
جزى القدَرُ المحتوم في كلِّ كائنٍ
بما هوَ فيهِ ما عليهِ به حرجْ
جزى الله عنا من يجازي مسيئنا
على سوءِهِ حسناً فأصبحَ يبتهجْ(5/6)
جزاءً وِفاقاً لا اتفاقاً وإنهم
يقولون بالتوحيدِ والأمر مزدوج
جنينا عليه بالقبول فأمرنا
مَريجٌ فعينُ الكون تبدو إذا مَرَج
جماعٌ بأثنى قيلَ فيها طبيعة ٌ
تولَّد منه كل ما دبَّ أو درج
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> البرقُ يلمعُ والرعودُ تسبحُ
البرقُ يلمعُ والرعودُ تسبحُ
رقم القصيدة : 11258
-----------------------------------
البرقُ يلمعُ والرعودُ تسبحُ
والغيثُ ينزل والمنازلُ تصبحُ
مخضرة ٌ هاماتها وبقاعُها
والزهرُ في روضاتِها يتفتحُ
فترى جنانَ الخلد أنشاها لنا
بصدورٍ أعلامٍ إذا هي تشرحُ
وقطوفها تدنو فتطعمُ منْ لهُ
ذوقٌ إا هيَ بالعبارة تفصحُ
فالخلقُ منهُ إذا نظرتَ مهللٌ
ومكبِّر ومعظِّمٌ ومُسَبِّح
والكلُّ مثنٍ بالذي هوَ أهلهُ
فالله يُعطي مَن يشاء ويمنحُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالعصرِ أقسمَ أن الخير يلزم مَن
بالعصرِ أقسمَ أن الخير يلزم مَن
رقم القصيدة : 11259
-----------------------------------
بالعصرِ أقسمَ أن الخير يلزم مَن
في الوزنِ يخسر ميزاناً ويرجحه
حتى إذا جاءَ يومَ الحشرِ موقفنا
الخوفُ يبهمهُ والوزنُ يوضحهُ
وليسَ بابٌ منَ الأبوابِ يغلقهُ
إلا وفعلكَ يأتيهِ فيفتحهُ
فالجودُ يمنحه والعدلُ يصلحُهُ
والعلمُ يوضحه والوزنُ يفضحه
إنْ كان شراً فشراً أنت كاسبه
أو كان خيراً فخيراً أنت تمنحه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> المرجفانِ هما الإبريقُ والطاسُ
المرجفانِ هما الإبريقُ والطاسُ
رقم القصيدة : 11260
-----------------------------------
المرجفانِ هما الإبريقُ والطاسُ
والأحمرانِ كذاكَ اللحمُ والراحُ
والشحمُ ثمَّ الشبابُ الأبيضانِ إلى
شهود هذين نفسُ القوم ترتاحُ
والتمرُ والماءُ عندي الأسودانِ يُرى
كأنَّه في ظلامِ الليلِ مصباحُ
الجاه والذهبُ المسكوكُ نعتهما
الأصفران ووجه التبر وَضَّاح
إذا تجلى لك المطلوبُ فيه بدتْ
لناظرِ القلبِ في الأشباح أرواح(5/7)
هي المعاني قدْ راحتْ وما برحتْ
قد قيدتها عن التسريح أشباح
لو أنها سألتْ عنهمْ جماعتهم
لقال قائلهم راحوا وما راحوا
في فقدِ ما قلتهُ الآلامُ أجمعُها
كما بوجدٍ إنَّها للنفس أفراحِ
إني نصحتكمُ لمَّا رحمتكُمُ
وذا الوجودُ قليلٌ فيه نصَّاح
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> باب المعارفِ مفتوحٌ لقارعِه
باب المعارفِ مفتوحٌ لقارعِه
رقم القصيدة : 11261
-----------------------------------
باب المعارفِ مفتوحٌ لقارعِه
وكيفَ يقرعُ بابٌ وهوَ مفتوحُ
ما ذاك إلا لما في الدار من حرم
والشخصُ ذو بصرٍ والصدرُ مشروحُ
وصاحبُ الدارِ غيران وذو مقة
في أهلهِ والهوى رمزٌ وتشريحُ
وليس يقرع هذا البابَ غيرُ فتى
له قليبٌ به وجدٌ وتبريحُ
له قليبٌ مع أهلِ الدارِ حيره
هوى ً له فيهِ تطفيفٌ وترجيحُ
ما الحبُّ إلا لأهلِ الدار ليسَ لها
وقد يكون لها وفيه تلويح
لأنهمْ عينها إنْ كنتَ ذا نظرٍ
ولا تقل هي دارٌ إنه ريح
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي فرضَ القرآنَ يرجعكُمْ
إنَّ الذي فرضَ القرآنَ يرجعكُمْ
رقم القصيدة : 11262
-----------------------------------
إنَّ الذي فرضَ القرآنَ يرجعكُمْ
إلى معاد وفيه العيشُ والفرحُ
يأتي إليكَ بهِ منْ كلِّ ناحية ٍ
عوارفُ الخيرِ والآلاء والمنح
وحارَ منها رجالٌ سادة ٌ صبروا
عن بابه الدهرَ ما زالوا وما برحوا
إنَّ الذين بسهم الحبِّ قد قتلوا
وددتُ لوْ أنهمْ ماتوا وما جرحوا
لله قومٌ إذا ما أصلحوا فسدوا
وثم قوم إذا ما أفسدوا صلحوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمداً الإلهِ يقدسُ الأرواحا
حمداً الإلهِ يقدسُ الأرواحا
رقم القصيدة : 11263
-----------------------------------
حمداً الإلهِ يقدسُ الأرواحا
باللامِ لا بالباءِ والأشباحا
حمد سرى نحو المهيمنِ سرُّه
ليشاهدَ الأقلامَ والألواحا
حياه عند نزوله في لا ولا
من شرَّفَ المشكاة َ والمصباحا
حتى يراقبَ نشأة ً ممزوجة ً(5/8)
ويواصل الإمساءَ والإصباحا
حرٌّ عن الأغيارِ عبدٌ للذي
جلى إليه وجهه الوضَّاحا
حاذر غوائلَ مكرهِ في بسطِهِ
لا تأمنِ الرزاقَ والفتَّاحا
حنتْ إليهِ ركائبٌ منْ شوقهِ
منحتهُ فتحَ البابِ والمفتاحا
حاميم يتلوها طواسمُ رمزِه
ليسخرَ الأفلاكَ والأرواحا
حاربتُ منْ أهواهُ فيه بأمرهِ
لأحصلَ الأكسابَ والأرباحا
حتى أوافي الضدَّ صحبة َ عاشقٍ
وأجانبَ العدَّالَ والمنصاحا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولستُ لمنْ أجالدُه بغيرٍ
ولستُ لمنْ أجالدُه بغيرٍ
رقم القصيدة : 11264
-----------------------------------
ولستُ لمنْ أجالدُه بغيرٍ
جزاء إذ أجالده كفاحا
ولكني أجالدُ فيهِ نفسي
وأبغي الفوز فيه والنجاحا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
رقم القصيدة : 11265
-----------------------------------
صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
يا نظيرَ النورِ بدرَ الصباحِ
يا حبيبي وهل عليّ إذا ما
جئتكم عنْ حقيقة ٍ منْ جناحِ
أين سرُّ الوصالِ بالله قل لي
منكما في الطلاقِ أو في النكاحِ
عملٌ هلْ يصحُّ فيهِ ازدواجٌ
أي وتهيامُ بالوجوهِ الصباحِ
نكح المغرب الصباحَ فأبدى
ربُّنا عندَ ذاكَ نورَ الصلاحِ
فأنارت أرض الوجودِ وأبدت
كلَّ شيء مخبأ في البطاح
ثمَّ غابا عنٍ الوجودِ زماناً
حين حلّت عساكرُ الاقتراح
وأقاما بربوة ِ المحو حتى
ما أهَّلتْ أهلَّة ُ الافتتاحِ
قيل يا كوكبان هُبّا بخير
كمهبِّ الجنوبِ بين الرياحِ
وانعما بالشهودِ حالاً وعلماً
واسعيا للصلاة ِ عند الرواحِ
ثمَّ لما منَّ الكريمُ عليهم
باتصالِ الذواتِ بعد انتزاحِ
قلت: ليت الإله يشرح صدري
لعلومٍ تنالُ دونَ تلاحي
جاءني الكوكبُ العليُّ رسولاً
من حكيمٍ مهيمنٍ فتَّاح
قالَ يا سائلَ الكريمِ علوماً
ما على عالمٍ بها من جُناح
إن تكن تحسن استماعَ خطابي
خذْ حباكَ الإلهُ بالانشراحِ
فعلُ أشباحنا على الروح يبدو(5/9)
وكذا فعلهُ على الأشباحِ
حكمة ٌ مهدَ الحكيمُ ثراها
وبَنا سقْفَها لأمرٍ مُتاح
يا أخي قمْ ترَ حبيبكَ عيناً
فاعلاً في الجسومِ والأرواحِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ ستَّ العيشِ مثلَ الذي
ألبستُ ستَّ العيشِ مثلَ الذي
رقم القصيدة : 11266
-----------------------------------
ألبستُ ستَّ العيشِ مثلَ الذي
ألبسني أهلُ التقى والسماحِ
خرقة َ أهلِ اللهِ فخراً وما
على الذي يلبسها من جُناحِ
وشرطها أن تلبيها على الشر
طِ الذي يلبس أهل الصلاح
مقامها الفوزُ غداً والنجاحِ
في كلِّ ما تطلبهُ والفلاحِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شرع القتلُ للرجوع سريعاً
شرع القتلُ للرجوع سريعاً
رقم القصيدة : 11267
-----------------------------------
شرع القتلُ للرجوع سريعاً
للذي جئت منه عند الكفاحِ
دونَ موتٍ وإنَّ عيني تراهُ
ميتاً قد علمت معنى السراحِ
جعلَ اللهُ في الشهادة ِ رزقاً
للذي نالها بغيرِ انتزاح
فهوَ إنْ كانَ في العيانِ فساداً
فهوَ عند الإله عين الصلاحِ
كلُّ ما كانَ أو يكونُ وما لا
إنما كونه بأمر متاح
ما يريد العبيد منه تعالى
غير درك المنى وخفض الجناح
ما على من يريد ردّاً إليه
في الذي قد أتى به من جناح
ما يريد العصاة منه تعالى
غير عفو عن الذنوبِ القباح
ما يريد الفقير منه تعالى
غيرَ بذلِ الندى وجودِ السماحِ
هوَ ليلي إذا أتيتُ أناجي
ونهاري عند المسا والصباحِ
لو تراني إذا وصلتُ إليه
منْ وجودي في بسطة ٍ وانشراحِ
لستُ أبغي سواه في كلِّ حالٍ
أنا فيه من ضيقٍ أو انفساح
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فهو القوي إذا قضى
فهو القوي إذا قضى
رقم القصيدة : 11268
-----------------------------------
فهو القوي إذا قضى
وهوَ القويُّ إذا منحْ
فالحمدُ لله الذي
بهما على قلبي فتح
إني رأيتُ الحقَّ والْ
ـميزانَ في يدهِ رجحْ
فسألته ما يبتغي
فأجابَ ما يدري فصحْ
قولُ الخلائقِ كلهم(5/10)
إنّ الكريمَ لهُ المنحْ
ما زلت أعبده له
والمؤمنين ومن صلح
من ليس يعبده كذا
بين الخلائق يفتضح
وإذا فهمت مقالتي
زندُ المشاهدِ ينقدحْ
فترى الذي قد قلته
من نور زندك قد وضح
فاقدح زنادَ وجوده
فالكشفُ فيهِ لمنْ قدَحْ
إني نصحتكمُ وقدْ
أدى الأمانة َ منْ نصحْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ فعلٍ كانَ مني حكمُهُ
كلُّ فعلٍ كانَ مني حكمُهُ
رقم القصيدة : 11269
-----------------------------------
كلُّ فعلٍ كانَ مني حكمُهُ
بين ندبٍ ووجوبٍ ومباحِ
ثمَّ مكروهُ وحظرٌ فانظروا
كلَّ هذا عينهُ عينُ الصلاحْ
علمُ ذاتٍ نعت تنزيهٌ لها
ثمَّ أسماءُ معانٍ تستباحْ
وصفاتُ الفعل فرضٌ فعلها
ثم إدراكٌ به كان الفلاح
فانظروا ما قلتُ في خالقنا
والزموا البابَ وقولوا لا براحْ
فجميعُ الناسِ قد أسعدهم
بينَ تقييدٍ وقولٍ بالسراحْ
فالذي أطلق منهم علمه
ربَّ جودٍ ووفاءٍ وسماحْ
ربُّ حربٍ ونزاعٍ وكفاحْ
إنما العلمُ الذي أطلبه
بإلهي هو بالشرعِ الصراح
مسكنُ الشخصِ الذي يحظى بهِ
بيته المعلومُ فينا بالضُّراح
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
رقم القصيدة : 11270
-----------------------------------
خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
علي من التفريغ من كرم السخِّ
خفى بما أبداه من نورِ ذاته
عن العقلِ والأبصارِ في عالمِ السلخِ
خبرتُ وجودَ الكونِ في كلِّ حالة ٍ
فعاينتهُ قدْ حازَ مرتبة َ المسخِ
خؤوناً أميناً صادقاً كاذباً وما
تقابلتِ الأحوالُ إلاَّ من الطبخ
خلقتُ لأمر لا أقوم بحقه
وذلكَ لاستعدادنا حالة َ النفخِ
خُصصنا بأسماءِ الإله عناية ً
وبالصورة ِ المثلى وأكرمتُ بالنسخِ
خصوصية ً جاءتْ من اللهِ تبتغي
كرامة َ شيخٍ نالها زمنَ الشرخِ
خصيصُ به ذاكَ المقامُ لأنهُ
تولّد ما بين العفارِ إلى المرخ
خفيفٌ معَ الطبعِ الثقيلِ إذا مشى
يحوز طريقَ الشاة ِ والفيلِ والرُّخِ(5/11)
خبيئة صافٍ كرَّم الله ذاتَه
بها فلهُ من نورِها سورة ُ الدَّخِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> البدرُ في المحو لا يُجارى
البدرُ في المحو لا يُجارى
رقم القصيدة : 11271
-----------------------------------
البدرُ في المحو لا يُجارى
وفي تناهيهِ لا يُحَدُ
صحّ له النورُ بعد محو
ثم إليه يعود بعدُ
سرائر سرِّها ثلاث
ربٌّ مليكٌ واللهُ فردٌ
في المحو صحّت له فأثنتْ
عليه لما أتاه يعدو
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
رقم القصيدة : 11272
-----------------------------------
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
وأنا الذي لا حكمَ لي مفقودُ
عنقاءُ مغربٍ قدْ تعورفَ ذكرها
عُرفاً وبابُ وجودها مسدودُ
ما صيَّرَ الرحمنُ ذكريَ باطلاً
لكنْ لمعنى سرُّهُ مقصودُ
هو أنني وهابه أسرارهم
عرفانها فصِراطُنا ممدود
والسالكونَ على مراتبِ نورهم
فأجلُهم منْ نورهِ التجريدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
رقم القصيدة : 11273
-----------------------------------
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
أني إمامُ العالمينَ محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه
فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا المحي لا أكنى ولا أتبلد
أنا المحي لا أكنى ولا أتبلد
رقم القصيدة : 11274
-----------------------------------
أنا المحي لا أكنى ولا أتبلد
أنا العربيُّ الحاتميّ محمدُ
لكلِّ زمانٍ واحدٌ همْ عينهُ
وإني ذاكَ الشخصُ في العصرِ أوحدُ
وما الناسُ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ
حرامٌ على الأدوارِ شخصانِ يوجدُ
أقابلُ عضاتِ الزمانِ بهمة ٍ
تذلُّ لها السبعُ الشدادُ وتخمدُ
مويدُنا فيهِ على كلِّ حالة ٍ
إلهُ السما وهوَ النصيرُ المؤيدُ
وما ذاك عن حقٍّ ولكن عناية
اتتني وحُسَّادي ترومُ وتجهد(5/12)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يومُ المعارجِ يومٌ لا انقضاء له
يومُ المعارجِ يومٌ لا انقضاء له
رقم القصيدة : 11275
-----------------------------------
يومُ المعارجِ يومٌ لا انقضاء له
دنيا وآخرة ً لا ينقضي أمدُهْ
وكلُّ ما ينقضي منهُ لحادثة ٍ
تكون فيه وفيها ينتهي أبده
ولوْ يعدُّ الذي يكونُ من حدثٍ
في يومهِ ما انتهى في يومهِ عددُهْ
لو كان لي سند ما كنت مستنداً
إليهِ والعلمُ يقضي أنني سندُهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
رقم القصيدة : 11276
-----------------------------------
الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
في الحقِّ لكنَّها ما لوهمٍ تبعدُهْ
العقلُ يحكم والأوهام تحكمه
فيه فتضبطه ولا تحدِّدهْ
وكيفَ يحكُمْ عقلَ قاصرٍ حدّثٌ
على مكونهِ والعجزُ مشهدُهْ
تنوَّعَ الذاتُ بالأفكارِ إنَّ لها
مثل الهيولى ولكن لا تعدّده
يرمي الإلهُ بها منْ كانَ عنهُ بهِ
وليسَ يرمي بهِ إلا ويقصدُهْ
العقلُ بالنظر الفكريّ يمسكه
والكشفُ يرسلُه ولا يقيدهْ
لو كان للعقلِ حكمٌ في مكوّنه
لما أتى شرعه وقتاً يفنده
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
رقم القصيدة : 11277
-----------------------------------
تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
وكان له القربُ المعين والبعدُ
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ قدْ وعدَ الذي
أتاه به صدقاً وقد صدق الوعد
فمنْ كانَ ذا عهدٍ ولياً بعهدهِ
يوفي له بالشرعِ ما قرّر العهد
فسلم إليه الأمر في كلِّ حالة
فللهِ هذا منْ قبلُ منْ بعدُ
أنا المؤمن السّجاد أبغي بسجدتي
شهودَ إلهٍ قيلَ فيهِ هوَ الفردُ
وما هو إلا الواحدُ الأحدُ الذي
يقرُّ بهِ عقدٌ ويجحدهُ عقدُ
فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فقدْ عرفَ المعنى وقدْ حققَا لقصدُ(5/13)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
رقم القصيدة : 11278
-----------------------------------
أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
ألا ليتَ شعري منْ هوَ الربُّ والعبدُ
تسترت عني بي فقلت بأني
ظهرتُ فلمْ تخفَ خفيتَ فلمْ أبدُ
طلبتكمُ مني فلمْ أرَ غيركمْ
فهل حكمُ القبلِ المحكمُ والبعدُ
قعدتُ بكمْ عنكمْ لكوني كونكُم
فلما قعدنا قمتَ أنت بنا تعدو
إليكمْ عسى يبدو وجودي إليكمُ
فألقيته في إسمٍ يقال لهُ الفردُ
فأسماؤك الحسنى يكثر كونها
وجودي ولولا ذاكَ لمْ يكنِ البعدُ
فمنْ يحصها حالاً يكونُ بجنة ٍ
ومن يحصها عدّاً يكون له الحدّ
لي البعدُ والتداني من اسمكمْ
فبعدي لكم قربٌ وقربي بكمْ بعدُ
إذا أنتَ أعطيتَ النعيمَ وجدتني
شكوراً وإن لم تعطني فلك الحمد
مركبنا يبغيه برهانُ وجدكم
وأفراده بالذاتِ يطلبها الحدّ
فمنْ قامَ في الأفرادِ فالحدُّ آجلٌ
ومن قام في التركيب برهانه النقد
فكم بين موضوع حماه محرَّم
وكمْ بينَ محمولٍ يساعِدهُ الجدُّ
إذا غطني ملقى الحديثِ بباطني
ففي حلِّ تركيبي يكونُ له قصد
فيفصم عني وهوَ للذاتِ قاهرٌ
إذا بلغ المقصودُ من غطى الجهد
أسايرُهُ حتى إذا ينقضيَ الذي
أتاني بهِ ألوي على عقبي أعدُو
يزملني منْ كان عندي حاضراً
لما هدَّ مني ما تضمنَّه العهدُ
ولستُ بما قدْ قلتهُ بمشرِّعٍ
لقومي ولكني ورثتُ فلمْ أعدُ
بما أنا مأمورٌ به أنا آمرٌ
وما لي مهما جاني منهما بدُّ
لعبت بشطرنجِ العقولِ مدبراً
ولي في الذي يبدو القبولُ أو الردّ
وبالنردِ يلهو صاحبُ الشرعِ والحجى
وقد عرفَ المطلوبَ من لهوِهِ النردُ
وبينهما شطرنجُ نردٍ لمنْ يرى
ويقضي عليه ما يقابله العقد
تولّى على الأسرارِ سلطانُ ودِّه
وأفلحَ شرٌّ كانَ سلطانَهُ الودُّ
له حرمات في شهور تعينت
فواحدهم فردٌ وباقيهمُ سرد
إذا أنتَ شاهدتَ الوجودَ وجودُهُ
بذلكَ ما يعطيهِ من قدحِهِ الزندُ(5/14)
ولكنه بالريح روحٌ بقائه
يقال لهُ في عرفنا النفخُ والوقدُ
فيفعلُ فعلَ النورِ والنارِ وسمُهُ
كما لهما الإطفاء والذم والحمد
فخضَّ بفتحِ النونِ إذْ عمَّ نفعهُ
ورحمتُهُ والضمُّ من شأنهِ السدُ
فتطمع فيه الكاعبات لنفعه
وترهبُ منهُ في أماكنها الأسدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
رقم القصيدة : 11279
-----------------------------------
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به
فذلك العجزُ أيضاً فيه تقييد
فليسَ يخرجُ في ظني ومعرفتي
شيءٌ عن القيدِ لا شركٌ وتوحيدُ
تنزيهكَ الحقَ حدٌّ أنتَ تعلمُهُ
إن النزيه بنفي الحدّ محدود
إن قلت ليس كذا أثبته بكذا
وذا لباسٌ نزيهٌ فيهِ تجريدُ
سلبُ التحيرِ عنهُ لا يشرفُهُ
وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ
لوْ لمْ يكنْ في كذا لزالَ عنهُ كذا
وزالَ عنهُ بهِ حمدٌ وتمجيدُ
أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها
فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ
لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ
آثارها فلنا منْ ذلكَ الجودُ
إنّ الوجودَ الذي أثبتهُ نسبٌ
فلا وجودَ فما في العينِ موجودُ
بذا المحالُ الذي ترمي بهِ فطرٌ
وكيفَ يقبلُهُ والكونُ مشهودُ
أثبت عينك عند النفي نافية
فمنْ نفيتَ وبابُ النفيِ مسدودُ
وكيفَ تنفي وجوداً أنتَ تثبتهُ
عقلاً وعيناً وحوض العقل مورود
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
رقم القصيدة : 11280
-----------------------------------
واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
من المعارفِ والزُّلفى ولا لبدُ
ولا تعينُ في شيءٍ يكونُ لنا
ولو يعيشُ الذي قدْ عاشَهُ لبدُ
لله قومٌ لهم علمٌ ومعرفة ٌ
وهم عليه إذا يدعوهمُ لبد
عميٌ وأبصارهم بالنور ناظرة ٌ(5/15)
لو يشهدونَ الذي شهدْتُهُ شهدوا
لا يشهدونَ وإنْ قامتْ حقائقهمْ
بهم معاينة من ربهم شهدوا
إنَّ العبيدَ الذينَ الحقُّ عينهم
لنفسهِ واصطفاهمْ كلهم عبدوا
جلالهُ واستمروا في عبادتِهِ
ولو تجلى لهمْ في عينهم عبدوا
ولا ترددُ فيهِ من ترددهُ
إلا رجال به من نفسهم عبدوا
من أجله قام بي ما يشهدون به
المسكُ والندُّ والتخليقُ والجسدُ
وإنني لتجليهِ إذا نظرتْ
عين المحققِ في ذاتي له جسد
لما تعينَ مني ما اتصفتُ بهِ
لذاكَ قامَ بمنْ يدري بهِ حسدُ
دنوا من الحضرة ِ العلياء حين بدتْ
أعلامُ صدقِهِمُ منهمْ وما بعدوا
إن أسدلتْ حجب الأغيارِ ودونهمُ
أبقاهمُ وبرفعِ الستر قد بعدوا
لله قومِ غزاة ٌ ما لهم عددٌ
وإنَّ أسماءَه الحسنى هيَ العددُ
مقدَّم العسكر الجرّارِ سيدهم
وهمْ كثيرونَ لا يحصى لهمْ عددُ
إن ينصروا اللهَ ينصرهمْ بهمتهِ
ومن خواطرهم يأتيهم المدد
تاهَ الزمانُ فلمْ يظفرَ بحصرهمُ
وما حواهم فلم تقطعهم المدد
لمَّا تعرضَ لي منْ كنتَ أحسبهُ
معي ومستندي لم يبق لي سند
منْ كانَ أسماؤه الحسنى له سنداً
معنعناً في ترقيه علا السند
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
رقم القصيدة : 11281
-----------------------------------
بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
والشرعُ أولى بما أولي وأقصدهُ
الأينُ والكيفُ والأعضاءُ أجمعها
مع القوى وبها أثني وأحمدُهُ
له كما جاءَ في الشرعِ المطهرِ منْ
زيغِ العقولِ ومن وهمٍ يحدده
لذاكَ جاءَ بإيمانٍ يصدقهُ
وحرم الفكر في ذاتٍ يعبده
أهلُ العقولِ عصوه فهي زيِّهمُ
بما تولدهُ والكشفُ يفسدُهُ
فظنها أنَّها في كلِّ ما نظرتْ
أصابتِ الحقَّ والبرهانُ يعضدُهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ
إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ
رقم القصيدة : 11282
-----------------------------------
إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ(5/16)
كالذي نعلمُ أو نعتقدهْ
هو مني وأنا منه به
ولذا في كلِّ حالٍ أجدهْ
كلُّ من نال الذي قد نلته
من وجودٍ قدْ تعالى مشهدُهْ
إن أستاذي الذي أدّبني
هو شخصٌ في وجودي يشهدُهْ
هو مني والدٌ معتبرٌ
وأنا منه كهو أو ولده
لا أسميه لأني عالم
أنه يكره ذا بلْ يعبده
ولذا قلتُ بشخصٍ للذي
قد روى منْ قدْ تعالى سندُهْ
ما قصدنا لنوالٍ غيرهُ
هو رِفدي فأنا أسترفدُهْ
إنه النائب عن خالقنا
برضانا ولذا نعتمدهْ
من يكن يعرفه جهلاً به
أنْ يرى في كل حالٍ نعبده
وبهذا الأمرِ قد كلفنا
وعلمنا أنَّ هذا مقصدُهْ
فليكن عندك من ذا خبرٌ
منصفٌ تعرفه لا تجحده
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
رقم القصيدة : 11283
-----------------------------------
إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
أقبلتُ أعدو إليه وهو بي يعدو
فقالَ لي وهوَ من ذاتي يخاطبني
إنَّ الوجودَ الذي رأيتهُ فقدُ
فقلتُ: أنتَ معي فقال: أنت معي
كالفردِ يضربُ فيه عندنا الفردُ
لما رأيتُ وجودي لا يزايلني
علمتُ أنَّ وجودَ السيِّد العبد
بذا أتتْ في كتابِ الله صورته
الأمرُ للهِ منْ قبلُ ومنْ بعدُ
الحقُّ عندي معي بي وهوَ معتمدي
في كلِّ حالٍ إذا أروحُ أو أغدو
الجودُ يبغي وجودي فهوَ لي سندٌ
وما لنا منه في أعياننا بدّ
كمثلِ أسمائه الحسنى التي ثبتتْ
بالنصِّ يطلبها التقييدُ والعدُّ
إن العقولَ لتحصيها مفصلة
فيها الخلافُ وفيها المثلُ والضدُّ
كذلكَ الحكمُ في كوني فأما أنا
أثبتها فلها الإثباتُ والوجدُ
والحلم فينا الذي يعطي حقائقنا
الحلُّ والعقدُ والتليين والشدُّ
هوَ الذي لمْ يزلْ يخفي حقيقتهُ
بما هيّ اليومَ في أبصارِنا تبدُو
منهُ الأمورُ التي تشقى وتسعدُنا
أخرى ويشهدُ ذا الغيُّ والرشدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
رقم القصيدة : 11284(5/17)
-----------------------------------
علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي ذاقه من خلقه أحد
وهم رجالٌ ذوو علمٍ ومعرفة ٍ
لأنهمْ وجدوا عينَ الذي أجدُ
مضى بكلِّ الذي في النفسِ منْ جلدٍ
لم يبقَ لي سَبَد منه ولا لَبَدُ
وليسَ علمي بشيءٍ غابَ عنْ بصري
لأنني عينه والأمرُ متَّحدُ
فلست أجهلني ولا أكيفه
لو أنني عشتُ ما قدْ عاشَه لبدُ
ما زال يطلبني من كنتُ أطلبه
وليس يثبت من قولي هنا عدد
لانها نسب والعين واحدة
ما بيننا وبهذا العلم ينفرد
إني رويتُ علوماً عن مهيمنها
وما لنا غيرُ أسماء لها سَنَد
هم الشيوخَ لنا إنْ كنت تعرف ما
ذكرته وهم السادات والعدد
بهم يدافعهم وليس غيرهمُ
هناك فاعلم بأنَّ الساكن البلد
لولا تحكمهمْ لمْ ندرِ أنهمُ
همُ وعينُ حجاب الناظرِ الجسدُ
لذاك يحسدنا منْ ليسَ يعرفُنا
وليس ثَم فلا عينٌ ولا حسد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
رقم القصيدة : 11285
-----------------------------------
حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
أنا الفقير وأنت السيد الصمدُ
أنت الذي بجمالِ الكون ينفرد
وأنتَ أيضاً بذاتِ العينِ تتحدُ
فليسَ يبقى لعينِ الاتحادِ بنا
في كوننا كثرة ٌ تبدو ولا عددُ
العلمُ يشهدُ أنَّ الأمرَ واحدة ٌ
كما أتتك به الآياتُ فاتئدوا
لو كلف الخلقُ ما عاشوا عبادته
من غير حدّ لما ملوا وما عبدوا
تغلي من أجلي أجفاني لنارِ هوى
بالقلبِ من داخل الأحشاء تتقدُ
لله قومٌ بتركِ الاقتداء شقوا
وآخرون بترك الاقتدا سعدوا
الحقُّ أبلجُ ما يخفى على أحدٍ
وقد تنازع فيه النسر والأسد
عليهِ أجمعَ أهلُ الأرضِ كلهمْ
عقلاً وشرعاً فما يرمى به أحد
من أعجب الأمر فيهم ما أفوه به
همُ المقرونَ بالأمرِ الذي جحدوا
وإنما اختلفت فيه مقاصدهم
فنعمَ ما قصدوا وبئسَ ما وجدوا
إلا إمامٌ بعينِ الشرعِ أدركهُ
له الإصابة ُ نعمَ الركنُ والسند
هوَ الكريمُ فما تُحصى مواهبهُ(5/18)
من العطايا ومنه الجودُ والرفد
لما توهمَ أن الأمر مغلطة ٌ
عقلُ المنازعُ تاهَ العقلُ فاستندوا
إلى الشريعة ِ لا تلوي على نظرٍ
منَ العيونِ التي أصابها الرمدُ
لو أنها شفيتْ مما بها نظرتْ
يعطي العلومَ بسيرِ الكوكبِ الرصدُ
وإنَّ ربك بالمرصادِ فازدجروا
يدري بذلك سبَّاقٌ ومقتصد
ترنو إليك عيونٌ ما لها بصر
لما تمكَّنَ منها الغلُّ والحسدُ
وذاك حين رأت كشفاً قد اختلفت
عليه عند ذوي ألبابه الجدد
فقال شخص بما الثاني يقابله
وكلهمْ ناظرٌ في اللهِ مجتهدُ
منوَّع في التجلي حكمه أبدا
ما ثم روحٌ تراه ما له جسد
فلو تجلى إلى الاسرار كان له
حكم يخالف هذا ما له أمد
وإنما يتجلى في بصائرنا
فيحكمُ الوهمُ فيه بالذي يجدُ
وقتاً ينزهه وقتاً يشبهه
وقتا يمثله جسما ويعتقد
إنَّ الحديثَ على ما قدْ تخيلهُ
وقد تحكم فيه الغيُّ والرشد
سبحانه وتعالى أنْ تراه على
ما قد رأى نفسه فإنه الأحد
والواحد الحقُّ لا غير يشفعه
والغيرُ ما ثمَّ فاسترهُ إذا يردُ
لو كان لي نظر في ما نظرت
عيني إليه به ما ضمني البلد
هوَ الأمينُ الذي آلى بهِ قسماً
في حقِّ منْ لمْ يكنْ لكونهِ أمدُ
لو انتفى الأزل المعلومُ عنه كما
عنه انتفى إذ نفاه الحال والبلد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
رقم القصيدة : 11286
-----------------------------------
هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
نعم ولا سَبَدٌ يبقى ولا لَبَدُ
وليسَ ينفعني إذا وردتُ على
ربِّ السمواتِ إلا الواحدُ الصمدُ
سبحانه وتعالى أن يكيفه
عقلٌ وأن يمتري في كونه أحد
هو المهيمن فوق العرش أعمده
بنصبه ما له في فعله مرد
المالُ عندي وحالُ الفقرِ يحجبني
عنه فعينُ افتقاري ذلكَ السندُ
إلى غنيّ مليّ لا افتقارَ له
إلى الأمورِ التي إليه تستندُ
إذا يحكمني فيما يملكني
في الحال أحجره فكيف اعتمد
عليه فيه وعندي الضعف يمنعني
عن التصرُّف فيه هكذا أجد(5/19)
وقوّة الحال عين العلم أذهبها
بالأصل صبراً ولا صبر ولا جلد
لو كنتُ أصبر أو أقوى على جلد
ما ضمني للذي قدْ عالني بلدُ
وما أنا الغوثُ أحمي الخلقَ منهُ ولا
أنا لهُ بدلٌ ولا أنا وتدُ
لكنني خاتمٌ بالعلمِ منفردٌ
للهِ مرتقبٌ بالسرِّ متحدُ
لا يعتريني لما قد قلت عني أذى
ولا ينهنهني عنْ بغيتي الأسدُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
رقم القصيدة : 11287
-----------------------------------
سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
إذا قيلَ أنتَ الربُّ قالَ أنا العبدُ
على الكلِّ عهدٌ قدْ عرفتَ مقامَهُ
فمن لا يفي بالعهد ليس له عهد
كذا نصهُ في الوحيِ عبدٌ مقربٌ
محمد المختارُ والعَلَمُ الفرد
وجاءَ به نصُّ الكتابِ مؤيداً
كلامُ رسولٍ صادقٍ وعده الوعدُ
فللهِ ما يخفى وللهِ ما يبدو
وللهِ فيهِ الأمرْ قبلُ ومنْ بعدُ
ولمْ يدرِ هذا الأمرَ إلا أولوا النهى
منَ السادة ٍ الغرِّ الذينَ همُ قصدُ
قويمٌ إذا حادتْ مقاصدُ مثلهِ
عن المرتبة ِ العليا فخانهم الحدّ
أقاموا براهينَ العدالة ِ عندهُ
فقولهمُ قول وحدهمُ حدُّ
وحال لهم في كل غيبٍ ومشهدِ
مذاق عزيز طعمه العسلُ الشهد
وذلك عن وحي من الله واصلٌ
إلى النحلِ فانظر فيه يا أيها العبد
فإن كان إلهاما من الله إنه
هو الغاية القصوى إلى نيلها تعدو
فما فيه من تركِ استناد معنعنٍ
ومن كان هذا علمه جاءه السعد
فليسَ لهُ إلا الغيوبَ شهادة ٌ
ومن كان هذا حاله ما له حد
تجنبْ براهينَ النهى إنها عمى
إلى جنب ما قلنا فقربكمُ البعد
لو أنَّ الذي قلناه يقدر قدره
لنوديتُ بينَ الناسِ يا سعدُ يا سعدُ
كما جاءَ منْ أسرى إليه بهِ على
بُراقِ الهدى نحوَ الذي قلتُ يشتدُّ
ومنهُ أخذنا علمَهُ بشهادة ٍ
من الذوقِ ذقناها وشاهدنا الوجدُ
إلى كلِّ خيرٍ سابقاً ومسارحاً
وقد جاء في القرآن أنوارها تبدو
أروحُ عليها بكرة ً وعشية ُ(5/20)
بشوقٍ إلى تحصيلها وكذا أغدو
ألا إنَّ بذلَ الوسعِ في اللهِ واجبٌ
ودار الذي ما من صداقته بدّ
وليس سوى النفسِ التي عابد لها
وكانتْ من الأعداءِ لمنْ حالُه الرشدُ
تعبدتَ يا هذا بكلِّ فضيلة ٍ
وأنتَ لها أهلٌ إذا حصلَ الجهدُ
وساعدك التقوى فنلت بها المنى
ولكنْ إذا أعطاكَ من ذاتهِ الجدُّ
إذا جاءك الوفد الكريم مغلسا
وساعده من عند مرسله الرفد
فذلك بشرى منه إنك مجتبى
وإن لك الزُّلفى كما أخبر الوفد
وما الوفدُ إلا رسلهُ وكتابهُ
وليس لما جاءت به رسله ضدّ
يقاومهُ فاعلمْ بأنكَ واصلٌ
إليهِ ولا هجرٌ هناكَ ولا صدُّ
فواصِلْ ذوي الأرحام مما منحته
وإنْ أنتَ لمْ تفعلْ فذالكمُ الطردُ
وحاذِرْ من الجودِ الإلهيّ إنه
لهُ المكرُ في تلكَ المنائحِ والردُّ
فلوْ كانَ عن ربٍّ لكانَ مخلصاً
كما يحلمُ الشطرنجُ أن يحكمَ النردُ
ألا إنَها الأفلاكُ في حكمها بها
قدْ أودعَ فيها اللهُ منْ علمهِ تعدو
على كلِّ مخلوقٍ وإنَّ قضاءَه
عليه بهِ فاحمدْ فمنْ شانكَ الحمدُ
فحقق تنقل إن كنت بالحقِّ حقه
ولا تعتمد إلا على من له المجد
وذلكَ منْ يدري إذا كنتَ عالماً
وقدْ أثبتَ التحقيقُ من حالهِ الجحدُ
ولا تجحدن إلا كفوراً لعلمه
لذلك لم يخلد وإن ذكر الخلد
فما الخلدُ إلا للذي ظلَّ مشركاً
يروحُ ويغدو دائماً فيهِ ولا يعدو
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
رقم القصيدة : 11288
-----------------------------------
إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
وهيَ الأصولُ لمنْ أيضاً تولدهُ
الحقُّ أصلُ وجودي ثمَّ معرفتي
أصلٌ لعلمي بهِ إنْ كنتَ تشهدُهُ
بهِ أتانا رسولُ اللهِ في خبرٍ
عكسَ الذي قالَ منْ بالفكرِ يجحدهُ
الله أنزه أن تُدرى حقيقته
وأنْ يولدّهْ من كانَ يعبدُهُ
وإنما قلتَ ذا مما لنا وردتْ
بهِ النصوصُ التي للشرعِ تعضدُهُ
إنْ تنصروا الله ينصركمْ ويشهدُكمْ
إصلاح من أنت تبغيه فتفسده(5/21)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من اتقى الله فذاك الذي
من اتقى الله فذاك الذي
رقم القصيدة : 11289
-----------------------------------
من اتقى الله فذاك الذي
أساء ظناً بالذي أوجده
فمنْ يشاهدُ ما رمزنا لهُ
فليتق الله الذي أشهدَه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
رقم القصيدة : 11290
-----------------------------------
وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
هلا اتخذتَ عليكَ فيهِ شهودا
عدلاً منَ الأكوانَ منْ ساداتهِ
المصطفينَ معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم
ليبايعونَ الحاضرَ المفقودا
فإذا مضى زمنٌ مضى لمرورهِ
عقدٌ فجدَّدَ للإمامِ عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته
وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمامَ هوّ الذي شهدتْ لهُ
صمُّ الجبالِ بكونِهِ معبودا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما راينا من غاية ٍ
ما راينا من غاية ٍ
رقم القصيدة : 11291
-----------------------------------
ما راينا من غاية ٍ
إلا كانتْ لنا ابتدا
ثمّ عدْ لي إذا أضيـ
ـفَ إلينا كان اعتدا
الوليُّ الذي إذا
بلغَ الغاية َ ابتدا
والحكيم الذي إذا
بلغ المقصدَ اهتدى
إنْ تجلَّى له الذي
كانَ مطلوبُه اقتدى
ثم إنْ زادَ علمه
ضلَّ فيهِ وما اهتدى
لمْ يقلْ عالمٌ إذا
نسخ الحكم بالبدا
مثلَ ما قيلَ في ذُكا
رجعتْ وهي في المدى
الإمامُ الذي إذا
أبصرَ العينَ أسندا
اقتداء بمن إذا
أصلحَ الأمرَ أفسدا
بفسادهم الصلاحُ
لمنْ ظلَّ مرشدا
لمْ يدعْ ربنا الذي
لم يزلُ مصطفى سدى
إنما قال إنه
علمٌ بل هم الهدى
لا تقل غيرَ ذا فمنْ
ضلَّ في القولِ ما هدى
وتحفظ من عصبة ٍ
لم يكونوا ذوي ندى
إنما الشُّحُّ مهلكٌ
وهوَ من أعظم العدى
لا يغرنَّكَ كونُهُ
مانعاً منعه جدى
إنما الشحُّ للنفو
س التي تقبل الردى
فإذا أنا تخلصتُ(5/22)
فهيَ للحقِّ كالردا
فاحمدِ اللهَ يا أخي
على ما به هدى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
رقم القصيدة : 11292
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
ونادى بهِ حتى إذا بلغَ المدى
تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً
فكان له روحاً كريماً مؤيدا
وأعطاه ما أبقى عليه مهابة ً
فأورثهُ علماً وحلماً وسؤددا
وأعلى بهِ الدين الحنفيَّ والهدى
وصيرهُ يومَ القيامة ِ سيدا
وهيأ يومَ الفصلِ عندّ ورودهِ
لهُ فوقَ أدنى في التقربِ مقعدا
وعين يوم الزور في كلِّ حضرة ٍ
له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا
فيا خيرَ خلقِ اللهِ بلْ خيرَ مرسلٍ
لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا
تحليتَ للإرسالِ في كلِّ شرعة ً
يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا
ففي قولكُم لمّا دعيتُ مذمماً
وقد كان سمّاكَ الإله محمدا
لقدْ عضمَ الرحمنُ بالرحمة ِ اسمنا
كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا
علومٌ وأسرارٌ لمن كان ذا حجى
تدل على خُلق كريمٍ من العِدى
فيا خيرَ مبعوثٍ إلى خيرِ أمة ٍ
لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا
ولمَّا دعوتُ الله غيرة َ مؤمنٍ
على من تعدَّى في الشريعة واعتدى
أتاكَ عتابُ اللهِ فيهِ ولم تكنْ
أردت به إلا التعصبُ للهدى
بأنكَ قدْ أرسلتَ للخلقِ رحمة ً
ومن كان هذا أصله طاب مولدا
مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف
وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا
وها أنا أتلو في مديحك السنا
تعزُّ على منْ كانَ في العلمِ قدْ شدا
ولم أغل بل قلت الذي قال ربنا
وجئت به فضلاً مبيناً لأرشدا
مدحتك بالأسماء أسماء ربنا
ولمْ ألتفت عقلاً ورأياً مسدَّدا
بأنكَ عبدُ اللهِ بلْ أنتَ كونهُ
وأنت مضاف الكافِ شَرعاً وما عدا
فعينك عين السِّرِّ والسمعُ سمعُه
وأنت الكبير الكل للعين إنْ بدا
وأنت الذي أكني إذا قلت كنية
وأنت الذي أعني إذا ما تمجدا
لقد خصك الرحمن بالصورة ِ التي
روينا ولم ينزل لنا ذكرها سدى(5/23)
وأنت مقالُ العبد عند قيامه
من الركعة الزلفى ليهوي فيسجدا
وأنتَ وجودُ الهاءِ مهما تعبدتْ
وأنتَ وجودُ الواوِ مهما تعبدا
فقلْ إنه هوَ أو فقلُ ليسَ هو بهوٌ
وإياكَ أن تبغي لنفسكَ موعدا
ولا تأخذ إلا لقاءً زوراً فإنه
حقيقتكم إن راح عنكم وإن غدا
ولمَّا اصطفاكَ اللهُ عبداً مقرباً
أراك الذي أعطى عليك وأشهدا
فمنْ كانَ يدريهِ يكونُ موحداً
ومن كان لا يدري يكون موحدا
إذا ما مدحت العبد فامدحه هكذا
وكن في الذي تلقيه عبداً موحدا
فإنك لم تمدحه إلا به فكن
لمن جاء يستفتيك ركناً ومقصدا
فواللهِ لولا اللهُ ما كنتُ مصلحاً
ووالله لولا الكونُ ما كنتُ مُفسدا
فمنْ كانَ مشهوداً به كانَ مؤمناً
ومن كان معلوماً له كان ملحدا
فكنْ منْ علا في الأمرِ بالأمرِ نفسهِ
ولا تكُ ممن قالَ قولاً فأخلدا
فهذا مديح الاختصاصِ مبينٌ
جمعتُ لكمْ بين الندا فيه والندى
وأجريتُ فيه الخمر نهر الشارب
إذا ما تحسَّى جرعة منه عربدا
ألا إنني أرجو منَ اللهِ أنْ أرى
بمشهده الأعلى عبيداً مؤيدا
بأسمائه الحسنى وأنفاسِ جودِه
أكونُ بها بينَ الأنامِ مسوَّدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
رقم القصيدة : 11293
-----------------------------------
يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه
وبذاكَ أضحى في القيامة ِ سيدا
صلَّى عليه الله من رحموته
ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ
عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلمِ التي أسماؤها
في آدمَ هي للمقربِ أحمدا
جمعَ الإناثَ إلى الذكورِ كلامُه
بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثة َ عارضٌ متحققٌ
مثل الذكورِ لا تكنْ مترددا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني
هنَّ الشقائقُ لا تجبْ من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه
قدْ كانَ عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشكُّ بكونِهِ(5/24)
روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته
والوسط الأفضل في المعتقد
مثلٌ أتاكَ ولا أسميهِ لما
قدْ جاءَ في نصِّ الشريعة ِ مسندا
أدباً معَ اللهِ العظيمِ جلالهُ
فالدهر للذاتِ النزيهة ِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها
وتكونُ زائدة ً إذا أمرٌ بدا
مثلّ الذي قدْ جاءَ ليسَ كمثلهِ
في سورة الشورى وخابَ من اعتدى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
رقم القصيدة : 11294
-----------------------------------
ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
وكيف ينكر ما في الكون قد وجدا
وقدْ أتاكَ بهِ القرآنُ في سورٍ
يدري بها عندما تتلى الذي جحدا
لذاكَ قيدتْهُ بذي الشهودِ فلا
تزد عليه ولا تشركْ به أحدا
فمنْ أجوزُ وما في العلمِ من أحدٍ
سوى الإله الذي في خلقه شهِدا
الصورُ صورهمُ والخلقُ عينهمُ
نعم وصورتهم حقاً كما وردا
لأنه سمعنا بل كان نشأتنا
روحاً وصورة ً جسمٍ لا تقلّ جسدا
فما يخاطبه إلا حقيقتهُ
مقصودة ٌ عينهُ وهوّ الذي قصدا
ما ثَم غير فتفنيه هويته
لذاكَ جاءَ بأنَّ الحقَ ما ولدا
ولا تولد عن شيءٍ تقدّمه
فبالوجودِ القديمِ الحادث انفردا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
رقم القصيدة : 11295
-----------------------------------
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
ذاكَ الوحيدُ فلا تشركْ بهِ أحدا
كما أتاك بآي الكهفِ آخرها
وقدْ أضافَ إليه ذاكَ فاستندا
ذا الفعلُ كلفَ والأفعالُ أجمعها
للهِ ليسَ لكونِ فعلهِ أبدا
وقدْ أضيفَ إليهِ وهوَ فاعلهُ
لكي يميز من أقرَّ أو جحدا
إنَّ الحقائقَ لمْ تتركْ لنا سبداً
بما أتينا به فيه ولا لبَدا
فكل فعل فإن الله خالقه(5/25)
وقدْ جعلتْ لهُ من دونهِ سندا
لكي يصيب فلا تحظى إضافته
إذا أضافَ إليهِ فعلُ ما شهدا
ولا يحاسبُ إلا منْ عقيدتهِ
هذا الذي قلتهُ عدلاً كما وردا
إلا الذي قالها في الله من أدبٍ
لا باعتقادٍ فيجزيه بما قصدا
وتلك مسألة ٌ حار الأنام لها
وليس يعرفها إلا الذي شهدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
رقم القصيدة : 11296
-----------------------------------
إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
دُجى الجسمِ لو عند الصباحِ إذا بدا
صباحُ الذي يحيى به الجسم عندما
هوَ الروحُ لكنْ بالمزاجِ تبلدا
فلا يأخذُ الأشياءَ منْ غيرِ نفسهِ
ولكن بآلاتٍ بها سرُّه اهتدى
فأمسى فقيراً بعد أن كان ذا غنى
وأصبحَ عبداً بعدَ أنْ كان سيدا
لقد خلته رُوحاً كريماً منزهاً
فأصبح ريحاً عنصرياً مُجسَّدا
وكانَ جليساً للخضارمة ِ العلى
بمقعدِ صدقٍ للنفوسِ مؤيدا
لقد كان فيهم ذا وقار وهيبة ٍ
فلما ارتدى الجسمَ الترابيَّ ألحدا
وأجرى له نهراً من الخمر سائغاً
فلمَّا تحسى شربة ً منهُ عربدا
وكان له فوق السموات مشهدٌ
فلمَّا رأى الأرضَ الأريضة أخلدا
وكان لما يلقاه بالذاتِ قائلاً
وكانَ إذا ما جاءَه الوحيُ أسجدا
وقدْ كانَ موصوفاً فأصبحَ واصفاً
كما كانّ ذا قصدٍ فأصبحَ مقصدا
كما كانَ فيما نالَ منهُ موحداً
فأصبح فيما نيل منه موحدا
وفي عالمِ البعدِ الذي قدْ رأيتهُ
رأيتُ لهُ في حضرة ِ القربِ مقعدا
ولما تجلّى مَن تجلى بنعتهم
رأيتهمُ خرّوا بكياً وسجّدا
وأصعقهمْ وحيٌ من اللهِ جاءهمْ
فلمَّا أفاقوا قلتُ : ماذا فقال: دا
أصابهمُ في حالِ نشأة ِ ذاتهم
ولن يصلحَ العطارُ ما الدهر أفسدا
فقلت: وهل ميزتني في رعيلهم
فقالَ : وهل عبدٌ يصيرُ مسودا
جعلتكمُ في أرضِ كوني خليفة ً
وأبلستُ منْ ناداكَ فيها وفندا
وأسجدتُ أملاكي وكانوا أئمة
لرتبتك العليا فأمسيت معبدا
نهيتك عن أمر فقاربته ولم(5/26)
نجد لك عزماً إذ نرى منك ما بدا
وقمت لكم فيه بعذر مُبين
بوّئت داراً خالداً ومخلدا
كما قال من أغواكمُ غير عالم
بما قالهُ إذْ قالَ قولاً مسددا
وحار بخسران إلى أصل خلقه
كنورِ سِراجٍ في ظلام توقَّدا
يضيء لإبصارٍ ويحرقُ ذاته
عن أمر إلهي أتاه فما اعتدى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأ
يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأ
رقم القصيدة : 11297
-----------------------------------
يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأموالِ والأولادِ وعدهم}.فيا ليتَ شعري هل يرى الناس ما أرى
من العلم في القرآن والنورِ والهدى
لقد جمعَ الله الكريمُ بفضلِه
ورحمتهِ بينَ الأوداءِ والعدى
وما كلُّ قربٍ كائنٌ عن قرابة ٍ
كمثلي وإنَّ الحقَّ بالكاملِ ارتدى
وكان كمالي فيه بالصورة التي
خُصصت بها فانظره في باطن الردا
وفي سورة ِ الشورى إبانَ وجودِها
بديّ لمن قد فاز فيها إذا ابتدا
وأنزلنا في عالمِ الخلقِ قدوة ً
أئمتها وأسوة ً لمن اقتدى
فللهِ ما يبقي وللهِ ما مضى
فلمْ يوجدِ الأشياءَ خلاقها سدى
وإني لعلاّم بما جئتكم به
وما أنا ممنْ حارَ فيهِ وقلَّدا
وإنَّ لنا في كلِّ حالٍ مواقفاً
ومقعدَ صدقٍ في الغيوبِ ومشهدا
وإني ممن أسلم الأمرَ فيكمُ
إليهِ وممنْ بالإمامة ِ قلَّدا
أنا خاتمٌ للأولياء كما أتى
بأنَّ ختام الأنبياءِ محمدا
ختامَ خصوصٍ لا ختامَ ولا ية
تعم فإنّ الختمَ عيسى المؤيَّدا
لقد منح الله العبيدَ قصيدة ً
يقوم بها يومَ القيامة ِ مُنشدا
على رأسِ مبعوثٍ إلى خيرِ أمة ٍ
لقد طاب أصلاها شمياً ومولدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً(5/27)
رقم القصيدة : 11298
-----------------------------------
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
على شدنية ٍ سبتاً ووجدا
وفيك تركت ما لا كنت فيه
أصرِّفه وأحباباً وولدا
تميزتِ الأمورُ إذا أبينتْ
لذي عينينِ برهانا وحدّا
إذا ما البعدُ آلَ إلى اقترابٍ
فبُعد الحدِّ ما ينفك بُعدا
نظمتُ قوافي الألفاظ لما
أردت مديحكم عقداً فعقدا
فقامتْ نشأة ٌ حسناً لعينٍ
وزهراً في الرياضِ شذاً وملدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
رقم القصيدة : 11299
-----------------------------------
الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
إذ لم يجد أحدٌ سواه ملتحدا
لمْ يتخذْ كفؤاً منْ خلقهِ سنداً
ولمْ يلدهُ أبٌ حقاً ولا ولدا
جلَّ الإله فما تحصى عوارفُهُ
الواهب الأكرم المِحسان والصمدا
الحقُّ مفتقرٌ إليهِ أنَّ لهُ
نعت الغنى وبهذا كله انفردا
والعبدُ مفتقر إليه متكل
عليهِ مستندٌ لذاتهِ أبدا
إن افتقاري ذاتٌ لي إلى عدمٍ
وليس يعرفه إلا الذي وردا
من عنده بالذي أعطاه من حكم
بأنَّ معبوده منْ ذاتِهِ عبدا
وإنَّ أعمالنا عن أمره ظهرت
وإنَّ عابده جبرٍ ولا كرهٍ وما عبدا
بلْ كان متصفا بالعجز معترفاً
بأنه ربه حقّاً وما عَبَدا
بلْ كان مفتخراً إليه مفتقراً
لذاته وبهذا الأمر قد سعدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما رأينا من عنايته
ما رأينا من عنايته
رقم القصيدة : 11300
-----------------------------------
ما رأينا من عنايته
يأخذ الأموالَ والولدا
غير ربٍّ لم يزل أبدا
بكمالِ الوصفِ منفردا
أبصرَ المغرورُ جنته
ثمَّ لمْ يدرِ الذي شهدا
قالَ ما أظنُّ في خلدي
أنْ تبيد هذه أبدّا
لمْ تكنْ كما تخيلهُ
أنها تبقى لهُ أمدا
وهيَ عندَ اللهِ باقية ٌ
للذي قد كان معتقدا
قأراهُ الظنُّ خيبتهُ
وأرى العلمَ الذي انتقدا
فأراهُ ما توعدهُ
وأراه ما به وعَدا
لمْ يزلْ في قدسٍ جنتهِ
طالع العلى منتقدا(5/28)
حامداً لله خالقِه
حيثُ لم يتركُ له سندا
كلُّ من طابت سريرتُه
بالذي في سرِّه اتحدا
لم يجد من دون خالقه
أحداً يكونُ ملتحدا
إنَّ لي مولى ً أسرُّ بهِ
ما يرى شيئاً يكون سدى
عينُ كونِ الشيء حكمتُه
ما لها حكمٌ عليهِ بدا
الذي ترجى عوارِفهُ
كان لي رُكنا ومستندا
عز لم يعرف وما عرفوا
غيرَ منْ أضلهمْ بهدى
فهو المعلوم عندهمُ
والذي لا يعلمن أبدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حدّث الشيخُ أبونا
حدّث الشيخُ أبونا
رقم القصيدة : 11301
-----------------------------------
حدّث الشيخُ أبونا
عن أبيه عن قتادَهْ
عنْ عطاءٍ بن يسارٍ
عن سعيدِ بن عبادهْ
إنَّ مَنْ مات محبّاً
فله أجر الشهاده
ثم قد جاء بأخرى
مثل هذا وزياده
عنْ فضيلِ بن عياضِ
وهوَ من أهلِ الزيادهْ
إن من مات خليّا
كانتْ النارُ مهادهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
رقم القصيدة : 11302
-----------------------------------
لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
ليسلكَ فيهِ مسلكهُ البعيدا
فما وفى بذاك فحاد عنه
إلى علمٍ يورثهُ السفودا
عنِ الكشفِ الأتمِّ فكانَ فيهِ
إذا أنصفته فرداً وحيدا
فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتمْ
طهوراً للصلاة ِ تكنْ سعيدا
فإنَّ اسمَ الصعيد يريك علوًّا
لهذا الحقِّ أودعكَ اللحودا
ويمم ترب من جعلت ذلولا
تحزْ خيراً تكونُ بهِ رشيدا
وتعطيك الأمانة مستواها
وتحذوكَ المشاهدَ والشهودا
وتحميكَ العناية ُ في حماها
وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا
وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ
على ترتيبها بيضاً وسُودا
فتأكلها بهِ لحماً طرياً
إذا ما المدعي أكلَ القديدا
إذا ما خضت في الآيات تشقى
وتحرمُ أنْ تكونَ لها شهيدا
إذا جدَّ العليُّ اسمي اعتلاً
على العظماءِ أورثهمْ حدودا
سمعتُ له وقد أصغى إليه
لما قالوهُ بينهمُ فديدا
رأيتهمُ وقد خرُّوا إليه
وبينَ يديهِ من أدبٍ سجودا
ولنتُ لصونهِ المخزونَ لمَّا(5/29)
ألانَ بهِ الجلامدَ والحديدا
وقدْ وافى على قومٍ قيامٌ
فصيَّرهُم بهمته قُعودا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
رقم القصيدة : 11303
-----------------------------------
لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
ـوَ اللهِ الذي يأتيهِ معتقدا
وكلُّ ذنبٍ بجنبِ العفو محتقرٌ
عفو الإله ولا يخصصُ به أحدا
ورحمة ُ اللهِ خلقٌ وهيَ قدْ وسعتْ
من أوجد الله من خلقٍ وإنْ جحدا
وكيفَ لا تسعُ الأكوانُ رحمتهُ
وهوَ الذي وسعَ الأكوانَ وانفردا
عنِ الكيانِ بهِ فلمْ يجدْ أحدٌ
من دون خالقه مولى وملتحدا
هو الوجودُ الذي بالجودِ تعرفه
نفوسنا ولهذا الأمرِ قدْ عبدا
فلو عرضت على من كان يجهله
عبادة الله في الأشياء ما عبدا
كما هو الأمر لكنَّ فيه ملحمة ً
بين العقولِ فكُن بالشرعِ مُتحدا
قدْ أخبرَ اللهُ عنْ سلطانِ رحمتهِ
بأنه مثلُ علمِ الله واعتقدا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
رقم القصيدة : 11304
-----------------------------------
ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
وفاز من يتخذ ربَّ الورى سندا
هو المهيمن فوقَ العرشِ مسكنه
كما يليقُ به ديناً ومعتقدا
يأتي وينزلُ والألبابُ تطلبه
كما روينا على المعنى الذي قَصَدا
ومنْ يكونَ على ما قلتُ فيهِ فقدْ
وفى بما كلفَ الإنسانُ واقتصدا
ودعْ مقالة َ قومٍ قالَ عالمهمْ
بأنهُ بالإلهِ الواحدِ اتحدا
الإتحادُ مُحال لا يقولُ بهِ
إلا جهولٌ بهِ عنْ عقلهِ شردا
وعن حقيقتِه وعن شريعته
فاعبدْ إلهكَ لا تشركْ بهِ أحدا
وانهض إلى واهب الأسرار تحظ به
ولتتخذْ عندُه قبلَ القدومِ يدا
عليه من دارك الدنيا ومن فكر
تظلُّ منْ أجلها في حيرة ٍ أبدا
وكن إماما ولا تسعى لمفسدة
بكل وجهٍ وكنْ في الحكمِ مجتهدا
ولا تغالطْ بتعليلٍ وأقيسة ٍ
وكنْ عن الرأي والتقليد مُنفردا(5/30)
إني نصحتكَ والرحمنُ يشهدُ لي
كما أمرتُ وهذا كلهُ وردا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
رقم القصيدة : 11305
-----------------------------------
إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
لم ينالوا الصعودَ إلا سعودا
لم يزالوا ببابِ منْ كانْ منهمْ
عينهم عاكفين فيه قعودا
يطلبونَ الوصالَ منهُ ابتداءَ
منة ً ثمَّ يطلبونَ الصدودا
ليروا حكمة َ التقابلِ منه
فيهمُ ثمَّ يطلبونَ الشهودا
ما سمعنا منهم حنين اشتياقٍ
حين حلُّوا ولا سمعنا فديدا
ليتَ شعري كيفَ الوصولُ إليهمْ
حين خَرُّوا عند التجلِّي سجودا
بعدوا بالسجود عنه اقترابا
لا اغترابا إذ كان عنهم بغيدا
إنَّ تسبيحهم يدُلُّ عليهِ
ولذا يسألون منه حدودا
طلبوا منه ما يعود عليهم
حكمه فاستفاد وأمنه الحدودا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
رقم القصيدة : 11306
-----------------------------------
يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
كَفيتَ فاشكر ضُرّ الأعادي
قد جاءك النور فاقتبسه
ولا تعرِّج على السوادِ
فمنْ أتاهُ النضارُ يوماً
يزهدُ في الخطِّ بالمدادِ
فقم بوصف الإله وانظر
إليهِ فرداً على انفرادِ
وحصنِ السمعَ إذ تنادي
وخلصَ القولَ إذ تنادي
والبس لمولاك ثوبَ فقرٍ
كي تحظى بالواهب الجوادِ
وقلْ إذا جئته فقيراً
يا سيّداً ودّه اعتمادي
اسقِ شرابَ الوصالِ صباً
ما زال يشكو صدى البعاد
تاه زماناً بغير قوتٍ
إذ لم يشاهد سوى العباد
فكنْ لهُ القوتَ ما استمرتْ
أيامُه الغرُّ باقتصادِ
حتى يموت العذول صبراً
وتنطفي جمرة ُ البعادِ
ويعجبَ الناسُ منْ شخيصٍ
يكونُ بعدَ الضلالِ هادي
منْ كانَ ميتاً فصارَ حياً
فقد تعالى عن النفاد
ما خلعَ النعلَ غيرُ موسى
بشرطِها عندَ بطنِ وادِ
من خلعتَ نعله تناهت
رتبة ُ أقوالهِ السدادِ
فإن تكنْ هاشميَّ ورثٍ
فاسلكْ بها منهج السدادِ
والبس نعاليك إن من لم(5/31)
يلبسْ نعالهِ في وهادِ
فهلْ يساوي المحيطُ حالاً
منْ لمْ يرَ العينَ في الرمادِ
فميز الحال إذ تراه
في مركب القدس في الغوادي
ورتب العلم إذ يناجي
سّرك بالسرِّ في الهوادي
وارقبهُ في وهمٍ كلِّ سيرٍّ
في ساترٍ إن أتى وبادي
ولا تشتتْ ولا تفرقْ
عبديه من حاضر وبادي
فإنْ وهبتَ الرجوعَ فرقْ
بين الحواضرِ والبوادي
واحذر بأنْ تركبَ المهارى
إذ تقرنُ العيرَ بالجوادِ
لا يحجبنكَ الشخوصُ واصبر
على مَهماته الشدادِ
وانظر إلى واهبِ المعاني
وقارنِ العينَ بالفؤاد
وأسند الأمر في التلقي
لهُ تكنْ صاحبَ استنادِ
ولا يغرنكَ قولُ عبدي
فالحقُّ في الجمعِ لا ينادي
وإنَّ هذا المقامُ أخفى
من عدمِ المثلِ للجوادِ
فكنهُ علماً وكنهُ حالاً
مع رائح إن أتى وغادي
وكنهُ نعتاً ولا تكنهُ
ذاتاً فعين المحال بادي
ولا تكنْ ذا هوى ً وحبٍّ
فيه فقلب المحب صادي
من بات ذا لوعة ٍ محباً
شكا له حرقة َ الجواد
وانظرْ بعينِ الفراقِ أيضاً
فيه ترى حكمة َ العِناد
وحكمة ُ الحزمِ والتواني
وحكمة السِّلم والجِلاد
فحكمة ُ الصدِّ لا يراها
سوى حكيمٍ لها وسادي
وانظر إلى ضاربٍ بعود
صفاة يبس فانساب وادي
واعجبْ لهُ واتخذُه حالاً
تجده كالنارِ في الزناد
فالماءُ للروحِ قوتُ علم
والجسمُ للنارِ كالمزادِ
فإن مضى الماء لم تجده
بدارٍ دنياكَ في المعادِ
وإن خبَت ناره عشاءً
فسوّ من مات في المهاد
أوضحتُ سراً إنْ كنتُ حراً
كنتُ به واري الزناد
من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ
لمْ يقرنِ الغيَّ بالرشادِ
فمنْ أتاه الحبيبُ كشفاً
لمْ يدرِ ما لذَّة ُ الرقادِ
مثلَ رسول الإله إذْ لمْ
يسكن له النومُ في فؤاد
لوْ بلغَ الزرعُ منتهاهُ
اشتغلَ القومُ بالحصادِ
أو نازلَ الحصنَ قومُ حربٍ
لبادر الناسُ للجهادِ
ناشدتك الله يا خليلي
هلْ فرشُ الخزِّ كالقتادِ
لا والذي أمرنا إليهِ
ما عندهُ الخيرُ كالفسادِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه(5/32)
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه
رقم القصيدة : 11307
-----------------------------------
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه
كان الوجودُ على ساقٍ واحدِ
فإنْ انتفى عينُ التواصلِ منهما
نقصَ الوجودُ عن الوجودِ الراشدِ
فانظر بقلبك أين حظك منهما
في الرزقِ أو في العالمِ المتباعدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النار تضرم في قلبي وفي كبدي
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
رقم القصيدة : 11308
-----------------------------------
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
شوقاً إلى نورِ ذاتِ الواحدِ الصمدِ
فجد عليّ بنورِ الذاتِ منفرداً
حتى أغيبَ عن التوحيد بالأحد
جاد الإله به في الحال فارتسمت
حقيقة ٌ غيبتْ قلبي عنِ الجسدِ
فصرتُ أشهدُه في كلِّ نازلة
عناية منه في الأدنا وفي البعد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
رقم القصيدة : 11309
-----------------------------------
فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه
من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبيينُ الحقائقِ في ذراها
وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ
لجاءَ اللصُّ يفتكُ بالوليدِ
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من
حمى بيتَ الولاية ِ من بعيدِ
فلولا ما تكوَّنَ من أبينا
لما أمرتْ ملائكة ُ السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي
يُسمّى وهو حيٌّ بالشهيد
وحيدُ الوقتُ ليس له نظيرٌ
فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ
لقدْ أبصرتهُ حتماً كريماً
بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه
مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه
على الجسمِ المغيبِ في اللحود
لأصبح عالماً حيّاً كليماً
طليقَ الوجهِ يرفلُ في البرودِ
فمن فهم الإشارة فليصنها
وإلا سوفَ يحلقُ بالصعيدِ
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ
على الأفلاكِ من سَعْد السُّعودِ
رأيتُ الأمرَ ليسَ بهِ توانٍ(5/33)
سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا
وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ
دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي
ولكنْ كانَ في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى
إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهلْ يخشى الذئابَ عليهِ من قدْ
مشى في القفرِ من خفَر الأسُوْدِ
وخاطبتُ النفيسة َ من وجودي
على الكشفِ المحققِ والوجودِ
أبعدَ الكشفِ عنهُ لكلِّ عينٍ
جحدتْ وكيفُ ينفعني جحودي
فردّتْ في الجوابَ عليَّ صدقاً
تضرعَ للمهيمنِ والشهيدِ
وسَلْه الحفظَ ما دامَ التلقِّي
وسَلْه العيشَ للزَّمنِ السَّعيد
سألتكَ يا عليمَ السرِّ مني
عصا ما في المودَّة ِ بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداءَ جسمي
بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني
كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً
كستركَ نورَ ذاتكَ في العبيدِ
وأنْ تبدي عليَّ شهودَ عجزي
بتوفيتي مواثيقَ العهودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تجردتُ عنْ وجودي
إذا تجردتُ عنْ وجودي
رقم القصيدة : 11310
-----------------------------------
إذا تجردتُ عنْ وجودي
كنتُ أنا الهوُ على الشهودِ
وكان كوني لأنَّ عيني
عينُ شهودي بلا مزيدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
رقم القصيدة : 11311
-----------------------------------
يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
وحبذا الروضة َ من مشهدِ
وحبذا طيبة من بلدة ٍ
فها ضريحُ المصطفى أحمدِ
صلى عليه الله من سيِّدٍ
لولاهُ لمْ نعلم ولمْ نهتدِ
قدْ قرنَ اللهُ بهش ذكرهُ
في كلِّ يومٍ فاعتبرْ ترشدِ
عشرٌ خفياتٌ وعشرٌ إذا
أُعلنَّ بالتأذينِ في المسجدِ
فهذه عشرون مقرونة ٌ
بأفضل الذكر إلى الموعد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
رقم القصيدة : 11312(5/34)
-----------------------------------
إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
لمْ يبدِ للأبصارِ غيرَ وجودِهِ
والحكم للأعيان ليس لذاته
إلا القبولُ لهُ بحكمِ شهودِهِ
هوَ مظهرُ أحكامِهمْ في عينهِ
لمَّا تعينَ مظهراً لعبيدهِ
لا وجهَ أعظمُ منْ غنى في نعتهِ
بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل
سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه
حالٌ بنا وحليهُ من جودِهِ
إنا جعلنا ما علينا زينة ً
لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيتهُ ألزمتهُ
ذاكَ الوفاءَ بعينهِ لعهودهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
رقم القصيدة : 11313
-----------------------------------
أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
كمسيحِ النصارى بين اليهودِ
فإذا ما رأيتكم نُصْبَ عيني
أنا واللهِ في جنانِ الخلودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
رقم القصيدة : 11314
-----------------------------------
ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أسبِّح الله بأسمائه
أسبِّح الله بأسمائه
رقم القصيدة : 11315
-----------------------------------
أسبِّح الله بأسمائه
من كلِّ مذمومٍ ومحمود
إنْ نطقتْ بحمدهِ ألسنٌ
فبينَ مفقودٍ وموجود
فحامدٌ يجري بإطلاقهِ
وحامدٌ يجري بتقييدِ
وكلهمْ في حمدهِ محسنٌ
وإن أتوا فيه بتحديد
وليس في الوسع سوى ما بدا
فإنهُ جمعٌ بتبديدِ
لوْ كانَ في الوسعِ لقنا بهِ
ولمْ نقل فيهِ بتجريدِ
واللهِ إني عابدٌ للهوى
ليس له فأين توحيدي
حكمُ الهوى صيرني عابداً
لربه فذاك معبودي
إني لما جئتُ به منصفٍ
لستُ كمن قد ضلَّ في البيد
ولم أقل عجّل لنا قطناً
سخرية يا خيرَ مشهودِ
لا بدَّ منْ يومٍ لنا جامعٍ
ما بين منحوسٍ ومسعودِ(5/35)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تولدتَ عني وعن واحدٍ
تولدتَ عني وعن واحدٍ
رقم القصيدة : 11316
-----------------------------------
تولدتَ عني وعن واحدٍ
فسميتَ بالغائبِ الشاهدِ
فلولا قبولي وأسماؤهُ
لما كنت عني وعن واحد
فيا منْ هوَ النعتُ في عينهِ
ومَن نعتُه ليس بالزائدِ
لقدْ رُمتُ أمراً فلمْ أستطع
كما رامَه الصيدُ بالصائدِ
تراوغُ عنْ سهمهِ قاصداً
وأين الفِرارُ من القاصدِ
ومنْ أعجبِ الأمرِ أني بهِ
صدرت ولم يك عن واردِ
وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ
سوى مقبلٍ عنه أو شارد
تعاليتُ لما تعاليتم
وما أنت بالواحد الواجد
أنا واحدٌ واجدٌ كونكمْ
ولستُ لعيني بالفاقد
أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت
كما أنا عن موجدٍ ماجدِ
فإنّ غناه وإنَّ افتقاري
دليلٌ لذي النظر الفاسد
وكيفَ الغنى والذي عندنا
منْ أسمائِهِ بالغنى شاهدي
فإن غناه بأعياننا
محالٌ عليهِ لدى الناشدِ
ولكنه مثلُ ما قاله
غنيٌّ عن العالم الراصد
وذاك الغنيُّ بلا مِرية
وإياكَ من نفثة ِ العاقدِ
تعالى عن الفقر في ذاته
علوّ الحفيظِ على الراقد
تعوذتُ منهُ بهِ مثلَ ما
تعوذتُ منْ غاسقٍ حاسدِ
فنعتي الإقامة ُ في موطني
كما نعته عنهُ بالوافدِ
فينزلُ ربي إلى خلقِه
ولا وَصْفٌ للخلقِ بالصَّاعد
إليهِ ولكنْ لآياتِهِ
كما جاءَ في المحكمِ النافدِ
يقرّ ويجحَدُ إقرارُه
وأينَ المقرُّ منَ الجاحدِ
أزينهُ وهوَ ليْ زينة ٌ
كما زيّن القلبُ بالساعدِ
طردتَ الذي لم تُرد قربَه
وسميتَ عبدَك بالطاردِ
إذا امتحن الله عبّادَه
نفوزُ بمعرفة ِ العابدِ
كما الأمُّ تضربُ أولادها
لتظهر مرتبة ُ الوالدِ
دعاني إلى رفدهِ جودهُ
وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ
فسيري به مثلَ سيري له
فأنعتُ بالسائقِ القائد
أذودُ الردى عنْ جنابِ الهدى
لا علمَ في الناسِ بالذائدِ
وما ذدته عنه إلاّ به
فيا خيبة َ العالمِ الحائدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي(5/36)
أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
رقم القصيدة : 11317
-----------------------------------
أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
هيَ الكثيرة ُ بالأوتارِ والعددِ
وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ
عن العقولِ سوى حقيقة ِ الأحدِ
وإنَّ أسماءَه الحسنى التي بقيتْ
لنا وإن جهلت من أعظم العدد
ولاظهورٌ لها فإنها نسبٌ
فكيفَ أجعلها في الدفعِ معتمدي
والناسُ في غفلة ٍ عمَّا ذكرتُ لهمْ
فيها وعنْ سبلِ التحقيقِ في حيدِ
فليسَ يفقدها وليسَ يوجدُها
والفقد والوجد في سلم وفي لدد
فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها
هل يبقى للكون من خُلدٍ ومن أبد
وكيفَ يبقى ولا دورٌ يعدُّ بهِ
والدهر يعرف بالأدوار والمدَد
وما تسمى بهِ الحقُّ العليمُ سدى ً
إلا من أجلِ الذي يعطيهِ من مددِ
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها
معَ الزمانِ ولكنْ لا إلى أمدِ
لا بل إلى أبد الآباد جريتها
هلْ في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ
والله لو علمتْ نفسي بما سمحت
من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد
بذاتها وهيَ لمْ تشعرْ بما وهبتْ
من العطايا لماتت وهي لم تجد
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا
إن العطايا لمن لو شاء لم تفد
هذا من الجهة ِ المقصودِ جانبها
كما الوفودُ لمن لو شاء لم يفد
إنَّ الورودَ الذي في الكونِ صورتُهُ
من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد
هذا هوَ الأدبُ المشروعُ ليسَ لهُ
إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد
قدْ قلتُ فيهِ مقالاً لستُ أنكرهُ
إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد
إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها
هي العلومُ التي تهدي إلى الرشدِ
رشد المعارفِ لا رشد السعادة ِ و
الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصورِ والجسدِ
فاحمدْ إلهكَ لا تحمدْ سواهُ فما
يعطي السعادة َ إلا حمدُهُ وقدِ
لا تنكروا الطبعَ إنَّ الطبعَ يغلبني
والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَنَد
دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا
وهوَ الظهورُ بهِ في كلِّ معتقدِ
به أدين فإنَّ الله رجحه
على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ(5/37)
في كلِّ طالعة ٍ عُليا ونازلة ٍ
سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد
سكنْ إلهي روعاتي فإنَّ لها
ميلاً شديداً إلى ما ليسَ مستندي
إنّ الركونَ إلى الأدنى منَ السببِ
الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد
ولا أخص به أنثى ولا ذكراً
ولا جهولاً ولا منْ قالَ بالرصدِ
بل حكمُهُ لم يزلْ في كلِّ طائفة ٍ
من كلِّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد
لولا مسامحة ُ الرحمنِ فيك لما
رأيتُ شخصاً سعيداً آخرَ الأبدِ
هوَ الإلهُ الذي عمَّتْ عوارِفهُ
لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد
ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم
يظهر به أحد فضلاً على أحد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
رقم القصيدة : 11318
-----------------------------------
ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
منْ إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألفِ لام ميمْ بحيٍّ ليسَ يفنى
لما يعطى الفناء من الجحودِ
ألفِ لامْ ميمْ بصادٍ عند صادٍ
لواردٌ علمهُ عندَ الشهودِ
ألفِ لامْ را لسابقة ٍ أتثنا
بصدقِ الوعدِ لا صدقِ الوعيدِ
ألفِ لامْ را لقدْ عظمتَ أمراً
يشيبُ لهولهِ رأسُ الوليدِ
ألفِ لامْ را مبشرة ٌ تجلتْ
طلبتُ وجودَه من غير حدٍّ
ألفِ لامْ ميم ورا لوميضِ برقٍ
يبشرني بإقبالِ الرعودِ
ألفِ لامْ را أنستُ بهِ خليلاً
إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألفِ لامْ را بميزانٍ صدوقٍ
فصلتُ بهِ المرادُ من المريدِ
وكاف ها يا يربُعهن عين
إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظيراً
إذا حضرَ المشاهدُ بالشهيدِ
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ
وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاءَ مقتبساً لنارٍ
وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلتْ بهِ قتيلاً
لينقله إلى ضيقِ اللحود
ألفِ لامْ ميمْ لأوهنَ بيتِ شخصٍ
تولعَ بالذبابِ من الصيودِ
ألفِ لامْ ميمْ غلبتُ الرومُ فيه
ليغلبني بآياتٍ المزيدِ
ألفِ لامْ ميمْ ليحفظَ بي وصايا
سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسودِ(5/38)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
رقم القصيدة : 11319
-----------------------------------
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
فأعجبْ إذْ دعاني للسجودِ
فذلكَ لي فإنَّ اللهَ أعلى
وأعظمُ أنْ يضافَ إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً
وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبني إنْ نظرتُ وبينَ ربي
كما بينَ الشهادة ِ والشهيدِ
علا منْ قدْ علا والخلقُ حقٌّ
وأينَ على السماءِ منَ الصعيدِ
وقيدَهُ لنا الإطلاقُ فيهِ
ونقصه لنا طلبُ المزيدِ
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ
فيظهرُ في القريبِ وفي البعيدِ
فنحنُ بهِ فأثبتني فقيراً
ونحنُ لهُ فأينَ وجودُ جودي
تنزهُ لي فلمْ أقدرْ عليهِ
فلما أنْ تحصَّلَ في القيودِ
ظفرتُ بهِ فلمْ أرَ غيرَ ذاتي
فقلتُ أنا فقال أبى وجودي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
رقم القصيدة : 11320
-----------------------------------
الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
والخلقُ ما بينَ مفقودٍ وموجودِ
إن قلت هذا هو المخلوق قيل أنا
الحقُّ باطنهُ منْ غيرِ تقييدِ
أو قلتُ هذا هوَ الحقُّ الذي شهدتْ
لهُ دلالتهُ في عينِ توحيدِ
يقال لي بلْ هوَ الحقُّ الذي عرفوا
وجودَه أنَّهُ منْ حضرة ٍ الجودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد أقسم الله لي في سورة البلد
قد أقسم الله لي في سورة البلد
رقم القصيدة : 11321
-----------------------------------
قد أقسم الله لي في سورة البلد
بأنه خَلَقَ الإنسانَ في كَبَدِ
وما أراد بهذا الخلقِ من أحد
من نشأتي سوى روحي معَ الجسدِ
وإنَّها حضرة ُ الأسماءِ حضرتُهُ
تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزد
وإنها درجاتٌ في الجنانِ على
أعدادها نزلت بحكمها وقد
وما لنا سند في ذاك أسردُه
للسامعينَ وإن الأمرَ في سندِ(5/39)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
رقم القصيدة : 11322
-----------------------------------
ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
النورَ بالروحِ والإظلامَ بالجسدِ
ولا أزال كذا ما دام مسكننا
فلو ترحلت عن أهلٍ وعن بلد
وجدتُ فيه ضياءً لا ظلامَ بهِ
يغني عن الأهل والأموالِ والولدِ
لكنَّ لهُ الظلُّ ذاكَ الظلُّ راحتنا
في صورة ِ الجسمِ لا في صورة ِ الجسد
منزه العينِ من تأثير ما ظهرتْ
بهِ الطبيعة ُ في الأركانِ منْ مددِ
لي التقاءُ بها ما دمتُ أسكنها
واللبثُ لا ينتهي فيها إلى أَمَد
لوْ لمْ يكنْ فيهِ منْ خيرٍ ومنْ دعة ٍ
إلا تخلصنا من باعثِ الحَسَدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
رقم القصيدة : 11323
-----------------------------------
فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
والآخرُ الحقُّ بالشهودِ
إليهِ عادتْ أمورُ كوني
فإنما الربُّ بالعبيدِ
فكلُّ ما أنت فيه حقٌّ
ولم تزل فيه في مزيد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود
رقم القصيدة : 11324
-----------------------------------
إذا أشهدت أنك في شهود
خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه
به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً
فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ
يقاومُ من مرادٍ أو مريدِ
إذا ما الحقُّ جلاهُ إلينا
تعيَّنَ في السيادة ِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي
سوى منْ عينهُ حبلُ الوريدِ
فيظهرني فأظهرهُ فيخفى
فأخفيهِ بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ
فأكرمْ بالسلامِ وبالشهودِ
رفعتُ بهِ فلمْ أرَ غيرَ ذاتي
تصرفٌ في القيامِ وفي القعودِ
ليشهد في جميع الأمر منه
وفيه فينطفي غيظاً حسودي(5/40)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ سري هوَ قولي
إنَّ سري هوَ قولي
رقم القصيدة : 11325
-----------------------------------
إنَّ سري هوَ قولي
إنني عينُ وجودِهْ
وإذا أبصر عيني
أنني عينُ شهودِهْ
وبذا يكونُ شُكري
إنْ شكرتُ من مزيده
أقربُ الأمر لكوني
منْ يكنْ حبلُ وريدِهْ
فأنا بين مُرادٍ
لحبيبي ومريدِهْ
عدمٌ لستُ وجوداً
معَ كوني من عبيدهْ
بوجودي أثبت النا
ظر عندي عينَ جوده
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
رقم القصيدة : 11326
-----------------------------------
دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
فلما التقينا لم أجد غيرَ واحدِ
دواماً مع الدنيا على كل حالة ٍ
وفي الساحة الأخرى بأعدلِ شاهد
دعوت به حتى إذا ما استجاب لي
رأيتُ الصدى يجري فكنتُ كفاقدِ
دووا بي عليهِ كيْ أرى غيرَ موجدي
لذاك أرى بين السُّهى والفراقدِ
دعاني إليهِ بالسجودِ فعندما
سجدتُ له خابت لديه مقاصدي
ولا لكَ يا هذا حجابكَ فلتقمُ
بعزة ِ معبودٍ وذلة ِ عابدِ
دعيتُ فلمَّا جئتُ أكرمَ مجلسي
وقالَ لنا أهلاً بأكرمِ واردِ
ومشيت لما قد جاءني من خطابه
وأطعمي ذوقاً لذيذَ المواعدِ
دوامُ شهودِ الذاتِ فيه لمن درى
إذا ما ابتلاهُ اللهُ سمَّ الأساودِ
دعِ الأمر يجري منه لا منك واتئد
تكنْ في عدادِ المحصناتِ الفرائدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
رقم القصيدة : 11327
-----------------------------------
غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
فقبلني ودّاً فتم مرادي
له زينة ُ الأسماءِ أسماءِ خالقي
عليهِ من الأثوابِ ثوبُ حدادِ
من أجل الذي قد بات فيه مهيماً
ضَحوكاً للقياه صحيح وداد
تراه مع الأنفاس يتلو كتابه
بعبرة ِ محزونٍ حليفِ سهادِ
يقوم بأمرِ اللهِ إذا قالَ قمْ بهِ
بطاعة ِ مهديٍّ وسنة هادي(5/41)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
رقم القصيدة : 11328
-----------------------------------
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
نزيهاً عن الفصلِ المقوم والحدّ
تعالى فلا كونٌ يقاوم كونه
يعبرُ عنهُ الكشفُ بالعلمِ الفردِ
تميزَ في خلقٍ جديدٍ مميزٍ
بأسمائه الحسنى وبالأخذ للعهد
فقلت له من أنت يا من جهلته
فقال المنادي ذو الثناء وذو المجد
كمثلِ الصدى كان الحديث فمن يقل
خلاف الذي قدْ قلتهُ خابَ في القصدِ
فمنْ يدرِ سرَّ الفردِ لمْ يجهلِ الذي
يجىء به الفرد الوحيدُ من العدّ
وليس سواه والعيون كثيرة ٌ
وتخلتفُ الألقابُ فيهِ مع الفقدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
رقم القصيدة : 11329
-----------------------------------
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
شرقاً وغرباً وإني بيضة ُ البلدِ
وما أنفذُ أمراً في الوجودِ فما
يبدو مقامي فما يدريه من أحد
وما أُغالط نفسي حين أسمع ما
أدعى بهِ منْ أمامِ سيدٍ سندِ
أتابعُ الحقَّ فيما شاءه وقضى
قبلَ الوقوعِ عن اذن السيِّد الصمد
فينفذُ الأمرُ بي في كلِّ آونة ٍ
ولا ترى الخَلق إلا صورة َ الجسد
عجزاً وفقراً وكتماً لا يزايلني
وإنني أحديّ الذات بالأحد
وعينُ ذكرِ مقامي سترهُ ولذا
صرحتُ إذْ قبلَ الأقوامُ مستندي
فقال قائلهم دعواه قد عريتْ
عن الدليلِ وهذا عينُ معتقدي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
رقم القصيدة : 11330
-----------------------------------
لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
وبه مننت عليِّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي
يدري بها من كان أصل وجودي
وربها تميزُ منْ كتابي كونهُ
ولمَّا قضى في علمهِ بمزيدِ
وهوَ الغنيُّ ولستُ أعرفُ ذاتَهُ
إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه(5/42)
بالافتراقِ خرجتُ عنْ توحيدي
الله يعلمُ أنني ما كنته
أو كانني إلا بخطِّ جدودي
جردتُ عنْ أسمائهِ وصفاتِهِ
ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي
ما قلتُ بالتثليثِ والتفريدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
رقم القصيدة : 11331
-----------------------------------
إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
عنه ويحصره ذكراه في خلدي
الذكرُ باللفظِ عينُ الذكرِ منهُ بنا
فنحن نذكره في حالة الرصدِ
لولا تحولهُ في العينِ في صورٍ
ما صحَّ ذكرٌ على الوجهينِ منْ أحدِ
والذكرُ بالقلبِ ذكرٌ لا حروفَ لهُ
لأنُّه واحدٌ من ساكني البلدِ
إني أرى نشأة َ الديهورِ قائمة ً
وهيَ التي خلقتْ بالطبعِ في كبدِ
هو النزيه الذي لا شيء يشبهه
وإن تقيّد لي بالجسمِ والجسد
هوَ المقيدُ في الإطلاقِ صورتَهُ
فهو الكثير بكثر ليس عن عدد
لكنها نسبٌ والعينُ واحدة ٌ
هوية دُعيتْ بالواحد الصمد
ألفيتُ أسماءَه الحسنى بحضرتنا
تسعاً وتسعين لم تنقصْ ولم تزد
فكمُلتْ مائة ً فيها حقائقنا
وغبتُ فيهِ مغيبَ الشفعِ في الأحدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
رقم القصيدة : 11332
-----------------------------------
الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
وما خَلَتْ وهي عندي عينُ مستندي
دارُ الوجودِ تسمى وهوَ مظهرها
وما الوجودُ سواها عندَها وقدِ
ما إنْ ذكرتُكَ باسمٍ لستُ أعرِفهُ
إلا ويوجدُ لي معناهُ في خلدي
وكانَ فيَّ ولمْ أشعرْ بموضعهِ
كموضعِ الروح لا يدري به جسدي
شواهدُ الحالِ في الاشياءِ تعلمني
بها فأصبح في معلومة ٍ جددِ
يمسي عليها رجالٌ ما لهمْ عدد ٌ
يغني الأمان الذي فيها عن العدد
هي السبيلُ إليها فهي غايتها
مثل الترادفِ في الأسماء بالعدد
علمتُ منها علوماً لم يكن أحدٌ
يدري بها غير أهلِ العلم بالرصدِ
لهمْ رقيتٌ عليهمْ منْ نفوسهمُ(5/43)
لا يعلمونَ بهِ يهدي إلى الرشدِ
ضخم الدسيعة ِ وهَّابٌ أخو كرمٍ
ربُّ الجزورِ وربُّ الوهبِ والرفدِ
إذا تحركهُ الأنواءُ تحسبهُ
كأنه البحر يرمي السيفَ بالزبد
إن كانَ ينصره من كان يخذله
فلا تناقضَ بينَ الفردِ والأحدِ
أنهى إليكم كتاباً فيه ذكركمُ
لتعقلوا عنه ما يلقى بلا سَنَد
منَ الأقاولِ منْ فقرٍ ومنْ بخلٍ
من أجل قرض وإمساك عن المدد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
رقم القصيدة : 11333
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
تحميدُ حمدٍ ولا تحميدُ حمادِ
لا حَمدَ يعلو كحمدِ الحمدِ فاحظ به
إنْ كنتَ تحمدُهُ قصدقهُ بادِ
فهوَ الثناءُ الذي لا مينَ يصحبهُ
ولا يجوزُ عليهِ خرقُ معتادِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
رقم القصيدة : 11334
-----------------------------------
إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
بمتا تلقاهُ منْ غطِّ الشهودِ
إذا نزلَ الأمينُ عليهِ يلقي
إليه الوحي من عين المزيد
فيفنيهِ الفناءُ عنِ الوجودِ
وما يفنيهِ إلا بالوجودِ
ففيه به فناء العين منه
وإن يقصد يستر بالجحود
رأيتُ أهلهُ طلعتْ بدوراً
مكمَّلة ً بمنزلة ِ السعودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
رقم القصيدة : 11335
-----------------------------------
إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
بالنفسِ والمالِ والأهلين والولدِ
قل المساعد إذ عزَّتْ مطالبكم
على الشهودِ وما بالربع من أحد
سواك فانظر فما أبصرتُ من أحد
إلا وأنت له ظلٌّ بلا جدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي(5/44)
رقم القصيدة : 11336
-----------------------------------
ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
وإنْ كانَ قرآناً فذاكَ شهودي
زبورٌ وتوراة ٌ وإنجيلُ مهتدٍ
مسيحٌ وقرآنٌ صريحٌ وجودي
تعاليتَ أنت الله في كل صورة ٍ
تجلتْ بلا سترٍ لعينِ مريدِ
وقدْ شهدتْ عندي بذاكَ مسامعي
من ألفاظِ معصوم بحبل وريدِ
فما العالم المنعوتُ بالنقصِ كائنٌ
ولكنه نقصٌ بغير مزيد
فما نظرت عيني مليكاً مسوَّداً
تجلى لمملوك بنعتِ مسود
سواه ولكن فيه للقلبِ نظرة
إذا هوَ حلاَّه بنعتٍ عبيدِ
فأخبرت عن قرب بما أنا شاهد
وإنْ كنتُ فيما قلتهُ ببعيدِ
فبعدي بهِ قربٌ إليهِ وقربنا
هوَ البعدُ إذ كانَ الوجودُ شهيدي
وما أنا معصوم ولست بعاصمٍ
إذا طلعتْ شمسي بنجمِ سعودي
ولو كنتُ معصوماً لما كنت عارفاً
وإني لعلاَّم به وبجودي
كما جاءنا نصُّ الكتابِ مخبراً
بغفرانِ ذنبِ المصطفى بقيودِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
رقم القصيدة : 11337
-----------------------------------
يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
ولوْ كنتَ حقاً لمْ يكنْ ببعيدِ
فإني مشهودٌ وحكمي قاصرٌ
وإنْ كان عينُ الحقِّ عينَ وجودي
وحكمي عليه نافذٌ غير قاصرٍ
وعينُ وجودِ الحقِّ عينُ شهودي
ولستُ بخلاقٍ ولستُ بفاجرٍ
إذا كانَ لي كنْ واستمرَّ قصودي
ومهما يفو سمعي فإني سامعٌ
لما أوردوهُ فالورودُ ورودي
وما أنا علامٌ ولستُ بجاهلٍ
إذا كان مشهودي بحيث شهودي
وما أنا حيٌّ ولا أنا ميتٌ
وإنْ ألحقوني عندهمْ بلحودي
ولستُ بأعمى لا ولا أنا مبصرٌ
إذا كانَ قربي منهُ قربَ وريدي
ولستُ بذي نطقٍ وإنْ كنتُ مفصحاً
بأخبارٍ ما عاينتُ دونَ مزيدِ
فذاتي ذاتُ الحقِ إذ هي عينُنا
كما جاءَ في الشرعِ المبينِ فعودي
إلى الحقِّ يا نفسي ولا تجزعي لما
أتيتُ بما أودعْتُهُ بقصيدي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ(5/45)
ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ
رقم القصيدة : 11338
-----------------------------------
ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ
إلا وقامت به حقيقة الأحدِ
عينٌ توحدُ والأسماءُ تكثرها
والكثرُ لا ينتهي فيها إلى أمدِ
لما علمت بهذا واتصفت به
علمت أن وجودَ الفرد في العدد
فخبروني عن أمر لا شبيه له
وما هو الله ذو الآلاءِ والرفد
إنَّ الغنيَّ الذي غناهُ عنْ عرضٍ
هو الفقير إلى الآلاتِ والعدد
وليس في الكون إلا من تكون له
هذي الصفات فما في الكون من أحد
يقالُ فيه غنيٌّ لا افتقارَ لهُ
وذلك الحكم في الأدنى وفي البعد
وذلك الحكم ساري إن علمتَ به
في كل ذي روح أو في كل ذي جسد
إنَّ الوجودَ الذي تدري بهِ بلدٌ
وإنه واحد من ساكني البلد
أقولُ فيه مقالاً لا لا أقولُ بهِ
حتى أعاينه في كلِّ مستند
هو الوجود الذي الأعيان صورته
وإنَّ صاحبه مشاركث النكدِ
لولا الوجودُ ولولا حسنُ صورتِه
ما كانَ لي أملٌ في كلِّ ذي حيدِ
عنْ منْ لي منْ وفي منْ فاستعدَّ لهُ
إنَّ الإمامَ الذي يهدي إلى الرشدِ
إنَّ الإلهَ دعانا أنْ نلاقيهُ
بالموتِ عندَ فراقِ الروحِ للجسدِ
لذاك أسرعتِ الأرواح طائرة
ولمْ تعرجْ على أهلٍ ولا ولدِ
ليسَ التعجبُ منْ تعجيلِ رحلتها
إن التعجبَ من نوحٍ ومن لُبد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا شهودي ما عرفت وجودي
لولا شهودي ما عرفت وجودي
رقم القصيدة : 11339
-----------------------------------
لولا شهودي ما عرفت وجودي
فامنن عليّ به فأنتَ شهيدي
وعلامتي اني جهلت وجودَكم
منْ حيثُ ما هوَ هوَ بغيرِ مزيدِ
ودليلُ ما قدْ قلتهُ منْ جهلنا
منْ ذاتكمْ أني جهلتُ وجودي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
رقم القصيدة : 11340
-----------------------------------
إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزدِ
بأنْ يكونَ لنا في كلِّ حادثة ٍ(5/46)
عينُ استناد وأنتم خير مستندي
جاء الجوابُ لنا من فوق أرقعة
سبعُ من الدُّخ قامَتْ لا على عمدِ
يرونها وأنا عينُ العمادِ لها
لذا تزول إذا زلنا من البلد
فإنَّها لي ولوا عبني ما بينتْ
والحقُّ يبعد عن مراتب العدد
لذا يكفرُ بالتثليثِ قائلهُ
أينَ الثلاثُ من المنعوتِ بالأحدِ
اللهُ أعظمُ أنْ يلقاهُ منْ أحدٍ
في عينِ كثرته فاعمل به وقد
ينجو إذا صاحبُ الأعدادِ يهلكُ في
تعداده وهو الحيرانُ في كبد
وكلُّ عينٍ من الأعدادِ تطلبُه
ولا سبيل إلى فوزٍ بِلا سندِ
قل للذي رام أنْ يحظى بموجده
هيهاتِ هيهاتِ لا تعدلْ عن الرشدِ
فليسَ يحظى بهِ منْ ليسَ يشبههُ
وليس يشبهه في العين من أحدِ
إذا تجلَّى لكمْ في عينِ وحدتِهِ
لنْ تدركوهُ لأنَّ الروحَ ذو جسدِ
والعينُ ذو جسدٍ فأينَ وحدتُهُ
فارجع وراك ولا تكرع ولا ترد
إنَّ المهيمنَ بالأسماءِ نعرفه
والاسمُ يظهرهُ لصاحبِ الرصدِ
لذاكَ قالَ لهم سموهمُ فإذا
سموهمُ بان من أسمائهم رَشَدي
فواحد العينِ مجهولٌ بلا صفة ٍ
فاعملِ عليهِ فإنَّ الناسَ في حيدِ
عن الذي رمتُ منه إن تحصله
لوْ لمْ يكنْ فيهِ إلا الوصفُ بالجسدِ
لذاكَ يطلبهُ حتى يكونَ كهوَ
ولا يكن فاقتصر عليك لا تزد
لو أنَّ إبليسَ علامٌ بخالقه
كان الإله له من أعظم العدد
لو أنَّ آدمَ لم يخذلْ طبيعته
ما كان في الملأ الذريّ من لدد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
رقم القصيدة : 11341
-----------------------------------
مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
بقبة أجياد ومهبطِ وادِ
أزاحمُ فيهِ كلَّ ملكٍ متوجِ
وأنفق فيه طارفي وتِلادِي
وأظهرُ فيه كلَّ يومٍ بصورة
إلى أنْ نزلتُ الأرضَ أرضَ إيادِ
فعاينتُ قساً في عكاظٍ وعندَهُ
بمجلسهِ المهديُّ وهو ينادي
أظلكمُ وقتٌ عليه مهابة ٌ
بإظهار مهدي شريعة ِ هاد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً(5/47)
لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً
رقم القصيدة : 11342
-----------------------------------
لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً
ولمْ أزلْ في عمى ً منه إلى الأبدِ
إذا يحددني في كلِّ آونة
فلا أزالُ مع الأنفاسِ في كبدِ
كذا أتتنا به الآياتُ ناطقة
بقافٍ وأنزلها في سورة البلد
من فوق سبعِ سمواتٍ منزلة ٍ
على حقيقة ِ ذي روحٍ وذي جسدِ
أتى بها تبلغ الأسماعَ دعوته
عن اذن منزلها ألواحد الصمد
فعندما سمعتْ أذني تلاوتَهُ
بالوهمِ في قبة ٍ قامتْ على عمدِ
مربعُ الشكلِ والأملاكُ تحرسهُ
من كلِّ ذي حسدٍ والكلُّ ذو حسدِ
من جنسهِ فجميعُ الخلقِ تحسدُهُ
من الملائكة ِ العالين بالسَّند
إنَّ الذي تحتَ أرضَ الأرضِ منزلهُ
لمحرقون بنور النجم للرصد
لأنهُ نسخة ٌ من كلهمْ فلهُ
هذا السفوفُ فقلْ خيراً ولا تزدِ
لما رأيتُ لهُ حكماً على جسدي
علمت منه الذي ألقاه في خلدي
لولا تطابقُ ألفاظِ الكتابِ على
عين المعاني لكان الخلقُ في حَيَد
فليس إعجازه إلا نزاهته
عن الأباطل هذا سرُّه وقد
وما سواه فأقوال مزخرفة
ليستْ من الخلاقِ في شيءٍ فلا تعدِ
إن القرآن لنور يُستضاء به
يهدي مع السنة المثلى إلى الرشد
فخذ به صعداً إنْ كنتَ في سفل
وخذْ بهِ سفلاً إنْ كنتَ في صعدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لحدتُ بنتي بيدي
لحدتُ بنتي بيدي
رقم القصيدة : 11343
-----------------------------------
لحدتُ بنتي بيدي
لأنها ذو جسدي
أنا على حكم النوى
فليس شيءٌ بيدي
مقيد في وقتنا
ما بينَ أمسٍ وغدِ
جسمي لُجين خالصٌ
حقيقتي من عسْجدِ
كالقوسِ نشئي ولذا
عينُ قوامي حيدي
يقول ربي إنه
خلقني في كبدِ
فكيف أرجو راحة
ما دمت في ذا البلد
لولاهُ ما كنتُ أنا
ذا والدٍ وولدِ
ولم يكن لي كفؤاً
كخالقي من أحدِ
فالنعتُ نعتٌ واحدٌ
في عينِ ذاتِ العدد
فحلَّ إلهي بيننا
في الكونِ لا المتعقدِ
بنشأة ٍ ثابتة
يصحُّ منها سندي
في أنني مثلكمُ
وأنتَ لي مستندي
بالفرضِ لا إني أنا(5/48)
مثلٌ وهذا رشدي
نفيت عني المثل في
مثلٌ وهذا رشدي
وجنتي عالية ٌ
مع الحسانِ الخردِ
وإنما قالَ بهِ
كما لنا في المقصد
طبيعة ُ الكون له
أهل وعينُ الأحد
بعلٌ لها فاجتمعا
على وجودي وقدِ
ما قلتُ ذا عنْ نظرٍ
قد قام بي في خَلَدي
وإنَّما قرَّرَهُ
عندي رسولُ الصمدِ
فكانَ يملي وأنا
أكتب عنه بيدي
وهكذا الأمرُ ولا
يعرفهُ منْ أحدِ
غيرُ إمامٍ سابق
بالخيرِ أوْ مقتصدِ
والغيرُ لا يعرفُهُ
في الحال بل في الأبد
وكلُّ فرعٍ راجعٌ
لأصله لم يزد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول بأني واحد بوجودي
أقول بأني واحد بوجودي
رقم القصيدة : 11344
-----------------------------------
أقول بأني واحد بوجودي
وإني كثيرٌ في الوجودِ بجودِي
لنا ألسن بالجود والكرم الذي
ورثناهُ منْ آبائنا وجدودي
تميَّزَ ربي عنْ وجودي بحدِّنا
وجد إلهي إنْ نظرتَ جدودي
ولا حدّ لله العظيم فإنه
نزيه وتنزيه الإله حدودي
وإني في خلق جديد بصورتي
ولستُ بخلقٍ للحديثِ جديدِ
تفكرت في قولٍ جديد فلم أجد
سواه وإنَّ الله غيرُ جديدِ
وأعلم أني في مزيد بجودِه
لأني شكورٌ لا بشكرٍ مزيدِ
ولولا امتثالُ الأمر ما قلت هكذا
فعينُ دعائي للوفا بعهودي
عقدتُ معَ اللهِ الكريمِ بأنَّهُ
هوَ الربُّ لي في غيبتي وشهودي
وما زال هذا حالتي وعقيدتي
فميزني فيمن وفى بعهودي
لساني كلامُ الحقِّ فالقولُ قولُهُ
أنوب به عن أمره وشهيدي
عليه كلام جاء من عنده بنا
أنا قائم في قومتي وسجودي
تنزَّهتُ منْ ربي وجوداً مكملاً
فقال: وجود الكون عين وجودي
أقسم ما بين المراد حقيقته
لمنْ ليسَ يدريها وبينَ مريدِ
وما وقعَ التقسيمُ فيها وإنه
لمعنى ً يراه الناظرونَ سديدِ
كما قسّم الله الصلاة َ بحكمة
لنا بينَ ساداتٍ وبينَ عبيدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
رقم القصيدة : 11345
-----------------------------------(5/49)
وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
على ما دلَّ كلّي من وجودهْ
فيشهدني وأشهده بنفسي
فأفنى عن وجودي من شهودهْ
ولولا أن يقال صبا لأمر
لقلتُ صدورنا منْ عينِ جودهْ
يراهُ العارفُ الخريتُ ليلاً
بأجواز المفازة ِ عين بيذه
يراه النائمُ اليقظانُ كشفاً
كرؤية ذي التهجد في هجوده
يراه الحائرونَ بلا دليلٍ
كرؤية ذي المقاصد في قصوده
يراهُ ناظمُ المرجانِ فيهِ
من أسماءٍ لهُ سلكاً بجيدهْ
يراهُ ناظمُ الألفاظِ بيتاً
هوَ الروحُ المؤيدُ في قصيدهْ
يراه ناظم الأحجار عقدا
وذاك العقد من اسنى عقوده
قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ
بهِ أخذَ الشهادة َ في عقودِهْ
له التسبيحُ والفرقان فيه
يميزه ركوعك مع سجودِه
وحاذرْ أنْ تمازجَ بين ربٍّ
وبين من اصطفاهم من عبيده
يراهُ مطلقاً من كانَ أعمى
كرؤية ذي البصيرة في قيوده
فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ
وهذا الأشعريُّ على حدودِهْ
وكلهمُ رهينُ الحبسِ فيهِ
بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده
على الإنصافِ آمنهُمْ شخيصٌ
طليقٌ ليسَ يرسفُ في قيودِهْ
وهمْ أجنادُه وظهورُ ملكٍ
مطاعٍ إنَّما هوَ منْ جنودِهْ
بذا سعدوا وحازوا الأمنَ منهُ
وإنْ تعبوا المآلُ إلى سعودِهْ
لذا سبقتْ إلى الغايات رحمتيّ
وحازتْها بمنزلتي سعودِهْ
فحلتِ في الجنانِ وفي جحيمٍ
وإن كانا لنا داري خلوده
فاخبئه ليستر في جحيمٍ
من الآلام أنسى من جحوده
فلوْ لزموا الحقائقَ لمْ يكونوا
كمنكرٍ ما رآه لذي ورودِهْ
تجلّى للبصائر من بعيد
تجليه كمن هو في وريده
وأطلعه على ما كان منه
من الشكر العميم على مزيده
تراه عند وصل العين منه
بذاكَ مثلَ فصلكَ في شرودِهْ
فلا تطلب منَ الرحمنِ عهداً
فيسألكَ المهيمنُ عن عهودِهْ
وسالمهُ تكنْ عبداً سؤوماً
وتظفرْ بالزيادة ِ في شهودِهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ
رقم القصيدة : 11346
-----------------------------------
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ(5/50)
ولا تطلقنَّ النعتَ إن كنتَ تهتدي
إذا أنتَ أرسلتَ النعوتَ ولمْ تكنْ
تقيدها فيهِ فما أنتَ مهتدي
إذا كنتَ علاماً بما أنتَ ظاهرٌ
علمتَ بأنّ السرَّ بالعبد مرتدي
وإنْ كنتَ لا تدري ولستَ بطالبٍ
ولا باحثٍ فاعلمْ بأنكَ معتدي
إذا لمْ يقعْ نفعٌ لنفسكَ ههنا
فأنتَ إذا بعثرتَ أخسرُ في غدِ
لو أنك مطلوبٌ بكل جريمة ٍ
ومُتُّ على التوحيدِ علماً كانَ كانَ قدِ
ولستَ بأهلٍ للخلود بنارِه
ولستَ بمحرومٍ ولستَ بمفسدِ
كذا أنتَ عندَ اللهِ في عينِ علمِهِ
بقبضة اليمنى تروحُ وتعتدي
دليلي عليه ذو السجلاتِ فاعلموا
وذلك عينُ الحكم في غير مَشْهد
وإنْ كنتَ سبَّاقاً لكل فضيلة ٍ
تفوزُ إذا جاؤوا بأصدقِ مقعدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
رقم القصيدة : 11347
-----------------------------------
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ منْ أنا ذاتُهُ
فرأيتُهُ مني كحبلِ وريدي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
رقم القصيدة : 11348
-----------------------------------
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
ويشهدُ لي بالنقصِ عينُ مزيدي
فما أدري ما هذا ولستُ بجاهلٍ
وقدْ عرفتني بالأمورِ حدودي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
رقم القصيدة : 11349
-----------------------------------
ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
ولولا حدودي ما عرفتُ حدودي
لقدْ عشتُ أياماً بغيرِ منازعٍ
ولم أك محسوداً لغير حسود
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> قراءة في وجة امرأة شو هاء..!
قراءة في وجة امرأة شو هاء..!
رقم القصيدة : 1135
-----------------------------------
بدت بوجهٍ قبيح اللّونِ محروق ِ
وقد علتْ فيه أصواتُ المساحيقِ(5/51)
وقد جرتْ فيه للأصباغ معركةٌ
عنيفةٌ واعتلى صَوتُ البطاريقِ
لها فمٌ واسعُ الشّدقين تملؤه ُ
أسنانُ غُولٍ فلا تسأل عن الرّيقِ
ولا تسلْ عن جبين ٍ بارزٍ رسَمَتْ
فية الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ
ولا تسلْ عن لسانٍ ساءَ منطقهُ
إذا تحدّث ألغى صَرْحَهَ البوقِ
لصوتها غنة شوهاء مؤذية
كأنما قد أصيبت بالخوانيق
رنَتَ بعينين كالثقبينِ قد مُلئا
غَدراً ، وقد عانتا من شدةِّ ِ الضّيق ِ
كأنما رُبطتْ أطرافُها ، فبدتْ
كعين إبليسَ في جَفْن ٍ وفي مُوْق ِ
أهدابُها كغصون ِ الشّوك ِ أظهرها
فَصْل ُ الخريف ِ بلا زَيْف ٍ وتزويق
ِ
بيضاءُ لكنّها سوداءُ قاتمة ٌ
لمن يراها بعين ٍ ذات ِ تدقيق ِ
تمشي فتحسب أنّ الخُبْثَ في جسد ٍ
يمشي أمامك مفتوحَ المغاليق ِ
حديثُها كذبٌ مَحضٌ ، حقيقتُه
مأخوذة ٌ من أباطيل الغرانيق ِ
تُباع في كلّ سوقٍ للضلالِ ، فلا
تسأل عن التاجر الكذّاب والسوق
ولا تَسَل عن دنانيرٍ مزوّرة ٍ
وعن عُقودٍ جرتْ من غير توثيق ِ
وعن سماسرة ٍ باعوا ضمائرهم
وذوّبوا العقل في نار الأباريق ِ
خبيرة في ادّعاء ِ العدل جاهدة ٌ
في وَصْفِ آثارِه من غير تطبيق ِ
تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً ً
وفي مشاعرها إحساسُ زنديق ِ
سمعتُ عنها حديثَ المُعجبين بها
ومَنْ يُلاقون دَعواها بتصفيق ِ
سمعتُ عنها حديث َ العاشقين لها
فَاستْفَْت ِ عن عاشقٍ لاه ٍ ومعشوق ِ
أتيتُها وظلام الليل يلعنها
مما يشاهد من فسق ٍ وتَلفيق ِ
أتيتها فإذا همّي يحاصرني
كأنني طائرٌ في بطن صندوق
ِ
يا هَمُّ قاسمتَني ليلي سلكتَ إلى
أعماق نفسي طريقاً غيرَ مطروق ِ
مَنْ دلّ ركبكَ ، من أعطاكَ تذكرةً
على " خطوطِ " لأسى القاسي لتطويقي ؟
مَنْ هذه المرأةُ الشّوهاءُ ، أحسبُها
وقد تراءت أمامي ، شّر مخلوقِ ؟
بدتْ أمامي بسمْتٍ لا نظيرَ له
الوجه مُستْحدَثٌ والعقلُ إغريقي
أجابني ساخراً مني : أتجهلُها
هذي العظيمةُ ذاتُ الخيل والنّوق ِ
هذي التي تتغنّى بالسّلام ولا(5/52)
يهزّها أنْ ترى مليونَ مَسْحوق ِ
وتدعّي أنّها ترعى العبادَ ، وكم
مُجنْدلٍ بين رجليها ومخنوق ِ
هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها
فَثوبُها أبيض الأكمام والزّيقِ
لها جواسيسُها في كلّ ناحية ٍ
فلا تسلْ عن إشاراتٍ وتحديق ِ
ولا تسلْ عن سؤالات ٍ موجّهةٍ
إلى الضّحايا وأوراقٍ وتَحقيق ِ
تغزو الفضاءَ غروراً، لا تريد به
إلا التسابقَ في مَلِْ الصناديق ِ
هذي العظيمة ُ - ياهذا - فألجمنَي
صمتي ، لما أدركته ريقي
ِ
بَرئْتُ منها ( ولن ترضى *) تؤكدُ لي
أن البراءةَ منها فِعلُ صدّيق ِ
--------------------
(*) انظر سورة البقرة آية : 120
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
رقم القصيدة : 11350
-----------------------------------
ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
فإنْ كنتَ ذا علمٍ بما قلتَ فاهتدي
تخيل لي السلطان ان كنتُ حاكماً
بصورة مهديّ وسنة مهتدي
فإنَّ بالاستحقاقِ قدْ نالَ ملكهُ
ويغفلُ عمَّا في الرداءِ لمرتدِ
وليسَ بالاستحقاقِ ما نالَ آية ً
ليسألَ عنهُ في القيامة ِ في غدِ
يقابل من يلقى بدرعٍ حصينة
ويقتلُ أعداءً بكلِّ مهندِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمداً
الحمدُ للهِ حمداً
رقم القصيدة : 11351
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمداً
يربى على كل حمد
بأنه يتعالى
حالَ النزولِ لوعدِ
نزولُ ربي علوٌّ
منه إلى كلِّ عبد
وإنما جاء عندي
لمَّا تقدَّمَ عهدي
وفيتُ للهِ عهداً
لذاكَ وفي بعهدي
حدُّ الإلهِ تعالى
مجداً على كلِّ حدِّ
وكلُّ حدٍّ فمنهُ
فلستُ في ذاك وحدي
لما أتيت إليه
سعيا لصدرٍ ووردِ
أتى بضعفِ مجيئي
إليه من غير حدّ
سبحانه وتعالى
عنْ كلِّ معنى ً مؤدي
إلى حدوثٍ وحدٍّ
وذاك علمي وعقدي
إنَّ الحدودَ التي في
كلامِهِ المتعدي
بكلِّ نفعٍ إلينا
فإنَّ ذلكَ عندي(5/53)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حقَّ حمدِهْ
الحمدُ للهِ حقَّ حمدِهْ
رقم القصيدة : 11352
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حقَّ حمدِهْ
حمداً يوافيه دون وعدهْ
عينا فلا يعتريه نقصٌ
يجيئه من وراء حدِّهْ
الحد أمر يعم حتى
يسالُ فيهِ عنْ حدِ عدِّهْ
ولم أقل فيه ذاك إلا
من أجل من لم ينل بضده
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
رقم القصيدة : 11353
-----------------------------------
وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي
بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكرتَ فيهِ
على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد
تعالى عن مصاحبة ِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني
فإنَّ الأصلَ فيّ من الصعيد
صعدتُ بهِ إلى شرفِ المعالي
فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي
ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي
فالحقني بمنزلة ِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا
ونزههُ عنْ المثلِ الوجودي
وأيُّ فضيلة ٍ أسنى وأعلى
يقاومُها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباءِ حقاً
يقيناً صادقاً وعلى الجدودِ
وأعلمني المهيمنُ أنَّ جدي
من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جدّ الإلهِ فقدْ تعالى
عنِ الكفوءِ المصاحبِ والوليدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
رقم القصيدة : 11354
-----------------------------------
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
والعلمُ بالله لا يجري إلى الأمد
في كلِّ حينٍ يزيد المرء معرفة ً
بربهِ وبأحوالٍ إلى الأبدِ
فما يمرّ عليه اليومَ من نفسٍ(5/54)
إلا ويأتي بعلمٍ لمْ يزل يردِ
فإذْ ولا بد من علمٍ فأحسنُه
العلمُ باللهِ لا بالكونِ فاستزدِ
كما أتاك به أمر المهيمن في
طهَ وفي خبرٍ فاعمل بهِ تزدِ
العلمُ باللهِ في علمي بأنفسنا
ذا أحالَ عليهِ المصطفى وقدِ
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا
علم بنا فاعتبر ما قلته تجد
العجز غايتنا فيه فحاصله
لا علمِ بي وبهِ يدورُ في خلدي
فراقبِ اللهُ يا هذا على حذرٍ
والعلمُ بالله عينُ العلمِ بالرصَد
في سورة ِ الفجرِ قال الله يعلمنا
بأنَّ ربَّك بالمرصاد فاعتمد
عليه إنَّ له علماً يجدِّده
فإنهُ لكثيرُ الخيرِ والرفدِ
يعطي العطاءَ وما يعطيه عن كرمٍ
لو كان ذا كرمٍ لكانَ علته
لو} كانّ ضا كرمٍ لكانَ علتهُ
وليس ذا علة تهدي إلى الرشَد
لمّا انفردتُ مع الملعومِ في خلدي
سألتُ من ذا فقالوا بيضة ُ البلدِ
فقلت لما رأيت الأمر فيّ كما
ذكرت بالحكم في الأدنى وفي البعد
وقالَ لي خاطري ما أنتَ واحدُهُ
الكلُّ مثلكَ فاسمعْ هدى منتقدِ
إني حكمت له فيما نطقتُ به
منَ المعارِفِ فيهِ حكمُ مجتهدِ
فإنْ أصبتُ قذاكَ الظنُّ بي وبهِ
أو لم أصب فهو مني لا من الأحد
ولم أقل ذاك عن سوءٍ يخالجني
بل قلته أدبا مع سيِّدٍ صمد
ظننتُ باللهِ خيراً إذْ حكمتُ بهِ
منْ ظنَّ باللهِ سوءاً كانَ في حيدِ
عن الصوابِ الذي ما زال يطلبه
مني فإنْ لمْ يكنْ أصبحتُ ذا فندِ
أخذتُ عنْ واحدٍ جلَّتْ عوارفهُ
هذي المعارفُ لمْ آخذْ عنْ العددِ
حصلتُ عنهُ علوماً في مشاهدة ٍ
ما لا يحصلهُ النظارُ في مددِ
بل لا تحصله النظار عن مدد
أخرى الليالي ولا منْ قالَ بالسندِ
العلمُ ذوقٌ ضروريٌّ لذائقهِ
فاعمل عليه فما في الربعِ منِ أحدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك الله لا أبغي به بدلا
تبارك الله لا أبغي به بدلا
رقم القصيدة : 11355
-----------------------------------
تبارك الله لا أبغي به بدلا
ولا أراهُ سوى في الأهلِ والولدِ
عجبتُ منْ غفلتي بهِ وأنا(5/55)
منهُ كما قدْ علمتمْ بيضة ُ البلدِ
اعلم بأنَّ الذي بالعقل أطلبه
لو فات عن بصري ما فات عن خلدي
قد صحَّ بالنقل أنَّ العينَ واحدة ٌ
مني ومنهُ فلا يحجبكَ بالجسدِ
فإنَّهُ عينُ كلي هكذا وردتْ
ظهراً وبطناً وما بالربعِ من أحد
غيري وصورته في الحس صورتنا
بكلِّ وجهٍ وإنَّ الأمرَ في حيدِ
قد قال عني أموراً لست أعرفها
فيه فما جاء من غيٍّ ومن رَشَد
وقتا يميزني عنه ويجمعني
وقتاً عليه به لا بدَّ من عدد
قد حرت فيه فلا أدري أيثبت لي
عين افتقاري أو استغناي في الأبد
من أعجب الأمر أني حادث وأنا
عين القديم بما قد جاء بالسند
بأنه فيّ عين السمعِ والبصرِ
وأنَّهُ عينُ ما أسعى بهِ ويدي
لأنه صح أنَّ العينَ حادثة ٌ
مني وكيفَ يكونُ الأمرُ يا سندي
تقابل الأمر فينا والوجود لنا
حقاً يقيناً بلا ريبٍ ولا فَندِ
إنْ كنته فلماذا قلتَ فيهِ بأنَّ
الحقَّ سبحانهُ ركني ومعتمدي
لولا أنا لم بليس النفي تتبعه
ولا بنفي أب عنه ولا ولد
والكاف عيني بلا شك وزائدة
في قولِ أكثرهمْ فاقرأ ولا تزدِ
في اللحنِ يثبتُ ما قلناهُ من شبهٍ
ولم يكن كفؤ الله من أحد
لذا أتت سورة ُ الإخلاص عن سبب
من يهتدي فيه بالهدي الصحيح هدي
إني أنزهك عن تنزيه أكثرهم
بما أتت فيه أرسالٌ لكم وقد
كما فديتكَ من تقديسِ عالمهمْ
في زعمهِ وهوَ في التقديسِ ذو عندِ
كيفَ الفداءُ وما شيءٌ يعادِلهُ
لو افتدى أحد بما فديت فدي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
رقم القصيدة : 11356
-----------------------------------
صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
فوجودُ الحقِّ في نفيِ العددِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لنا في سبأ آية ً
إنَّ لنا في سبأ آية ً
رقم القصيدة : 11357
-----------------------------------
إنَّ لنا في سبأ آية ً
يعرفها السابقُ والمقتصدْ
إذ تصعقُ الأرواحُ من وحيه
ولم تجد شيئاً له يستندْ(5/56)
حتى إذا فزَّعَ عنْ قلبهمْ
فقيلَ ماذا قيلَ قالوا الأحدْ
فابحثْ على حكمتها جاهداً
بالذكر لا بالفكر حتى تجد
منِ الذي أجلى إليكَ الذي
أصعقَ منك الروحَ قبلَ الجسد
كمثلِ موسى حينَ أبدى لهُ
في ذاتهِ الربُّ الذي لمْ يلدْ
لذاك لمْ ينتجْ لهُ قصدُهُ
فابحثْ على حكمتهِ واتئدْ
ولا تكنْ فيما ترى طالباً
بعقلكم دون الهُدى تستند
فإنما الشرعَ سبيلُ الهدى
عليه عوِّل غيره لا ترِد
من يعرف المعنى الذي صُغته
من نظمنا هذا هوَ المقصدْ
فإنه الأفضل في حكمنا
يجري على حكمتهِ لمْ يزدْ
يدور بالحكمة دولابه
فماؤه يسقي جميعَ البلد
لذا أتى في وسط ذكره
والوسط الأفضلُ في المتعقدْ
بهِ أتى القرآنُ في فضلنا
وهوَ لمنْ يطلبُ أقوى سندْ
فمنْ يقلْ سكنَ لنا صادَهُ
أقل له هذا وهذا ورد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
رقم القصيدة : 11358
-----------------------------------
الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
فما له في وجودِ العلمِ مُستندْ
جاء الحديثُ فما تُدرى حقيقته
ولا يعينها فكرٌ ولا سندْ
والكشفُ ليسَ لهث فيها مداخلة ٌ
لأنه بوجودِ الصور ينفرد
أمر الإله كما قد جاء واحدة
والعبد من سرِّه بالحقِّ متحد
فما ترى جسداً إلا ويعقبه
إذا مضى عليهِ منْ حينهِ جسدْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا في الأمرِ مثلكمْ
أنا في الأمرِ مثلكمْ
رقم القصيدة : 11359
-----------------------------------
أنا في الأمرِ مثلكمْ
ترجمان على الولدْ
فليكن خيراً ملجإٍ
إنكمْ خيرُ مستندْ
إن خيرَ الأنام من
عجل الخيرَ إنْ قصدْ
فإنا منكمُ كما
أنتمُ بيضة ُ البلدْ
أنت عزٌّ لدينِ مَن
شرع الخير واجتهد
النبيُّ الذي بهمـ
ـتهِ حلتِ العقدْ
كيفَ تحصى مآثرٌ
ما لها عندنا عددْ
فاحمدِ الله يا أخي
فالسعيد الذي حمد
فبهِ دهرهُ نجا
وبهِ اليومَ قدْ سعدْ(5/57)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
رقم القصيدة : 11360
-----------------------------------
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
إذا كان إثباتا ولستُ بمنتقد
فمنْ كانَ ينوي الخيرَ فالخيرُ حاصلٌ
ومن كان ينوي الشرَّ فالشرُّ قد فقد
ولو كان عقد الأمر عقداً معينا
لضاقٌ نطاقُ الأمرِ فاقدَحْ عسى تقدْ
فقد وسم الحق اعتقاداتِ خلقه
وحسبك ما قد قلت في حقه وقد
ويأبى جنابُ الحقِّ إلا اتساعه
لتشهده الأبصارُ في كلِّ معتقدْ
وما تدرك الأبصار منه سوى الذي
تراه وما يخفى عن العينِ يعتقد
وإنَّ اللبيبَ الحبر يصمتُ عندما
يرى شاهدَ التحويلِ في الحقِّ قد وجدْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
رقم القصيدة : 11361
-----------------------------------
وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
ولسوفَ يعطيك ربك فترضى محمد
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا منْ إذا أبصرتُهُ
يا منْ إذا أبصرتُهُ
رقم القصيدة : 11362
-----------------------------------
يا منْ إذا أبصرتُهُ
أبصرتُ نفسي وإذا
أبصرني أبصرَ أيـ
ـضاً نفسَه مُعوّذا
منهُ بهِ فليتني
لم أكُ إذ كنتُ كذا
فكلُّ ما أسأله
فيهِ يقولُ حبذا
هذا هوَ الجودُ الذي
صيَّر قلبي جِهبِذا
لذا تراني كلما
أذكُرهُ منبذا
فالحمدُ لله الذي
أقامني في ذا وذا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
رقم القصيدة : 11363
-----------------------------------
ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
حتى تصيرَ نشأتيكَ جذاذا
ذنباً عظيماً قد أتى وكبيرة
من يتخذ غير الإله ملاذا
ذنب ولا تعد التأخر واتضع
إنَّ المذنبَ يثبتُ الأستاذا
ذابتْ حشاشته وعمَّ بلاؤه
لمَّا سقاه وابلاً ورذاذا
ذهبتْ به أيّامه في غفلة ٍ(5/58)
إذ لم تكن عينُ الثبوتِ معاذا
ذهبَ الذين يشاهدونَ ذواتهُم
وتسللوا منه إليه لواذا
ذبوا إلى العلمِ الغريبِ بظاهرٍ
لمْ يبرحوا في ذاتهم أفذاذا
ذكرهمُ بوجودهمْ في بهتهمْ
حتى يروه ملجأً وعِياذا
ذاك الإمام وما سواه فسُوقة ٌ
فإذا رأوهُ فيهِ قالوا ماذا
ذهلوا بمجلاه ولمْ يكُ غيرهمْ
ليس القديمُ مع الحديثِ يُحاذى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
رقم القصيدة : 11364
-----------------------------------
أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
بما حملته من سرورٍ ومن أذى
إذا ما رأيتُ اللهَ أنشأَ خلقه
من أعماله فرّقت ما بين ذا وذا
وتعلمُ عندَ الفقءِ أنكَ واحدٌ
ولا تعتبر من قال فشرا ومن هذى
وكنْ بكتابِ اللهِ معتصماً ولا
تحرِّف كلامَ الله عن نصِّه إذا
أتتك به الأرسال تترى وكن به
على كلِّ حالٍ تتقيهِ معوذا
تكنْ عندَ أهلِ العلمِ شخصاً مقدساً
وعندَ أولي الألبابِ حبراً وجهبذا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
رقم القصيدة : 11365
-----------------------------------
القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
بيتاً يكونُ بهِ جوداً وما نبذَهْ
وكيفَ ينبذه والحق يسكنُه
إذا قلوبٌ لأهلِ الزورِ منتبذَهْ
إنَّ القلوبَ التي بالعلمِ زينها
هيَ القلوبُ التي للحقِّ متخذَهْ
فكلُّ قلبٍ تعالى عن أكنته
وقفله فهو قلبٌ للهوى اتخذه
قد اصطفاه لما قلناه عامره
وعنْ سواهُ منْ أحوالِ العمى انتبذهْ
فلوْ رماه بسهمٍ منْ رمايتهِ
رامَ العمى وأصابَ العينَ ما نقذَهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من قالتِ الأملاك فيه ماذا
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
رقم القصيدة : 11366
-----------------------------------
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
الحكمُ فيهِ أنْ يكونَ ملاذا
لا بل يكون لمن تعوَّذ باسمه
من كلِّ ما تخشى النفوسُ معاذا(5/59)
أقوى الورى واشدّهم في عقده
من صيَّر الأصنامَ فيه جُذاذا
لمْ يتخذْ غيرَ الإله مهيمناً
إذ قيل أنت فقال: لا بل هذا
منْ غرة ٍ قامتْ بهِ في ربهِ
فأتته سحاً انعمٍ ورَذاذا
فلذاكَ ولاهُ الأمانة َ ربُّهُ
وأقامه في خلقه أستاذا
يدعو إلى الإسلامِ لا يلوي على
من قال فيمن قد دعاه ماذا
هجرَ الورى متفرداً معْ ربهِ
لمْ يتخذْ إلا الإلهِ عياذا
فأتوا زرافاتٍ إليه إجابة
لمّا دعاهمْ ما أتوا أقذاذا
فتنزل الخيرُ الكثير عناية ٌ
من ربِّهم بقلوبهم أفلاذا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنهمْ كانوا إذا
إنهمْ كانوا إذا
رقم القصيدة : 11367
-----------------------------------
إنهمْ كانوا إذا
قيلَ لهمْ قولوا كذا
منْ أمورٍ ليسَ في
قولها شرعاً أذى
بادروا من فورهم:
أمرُ من قال بذا
ولقدر نتجوا
للمعالي ولذا
أصغر القوم الذي
عن هواه انتبذا
فتراه عَلَماً
ذا علومٍ جهبذا
لهداهُ صاحباً
للهوى منتبذا
كلُّ منْ ساعدهُ السَّ
ـعْدُ فيهِ اتخذا
عزمَهُ ناصرَهُ
وعليهِ استحوذا
ما يصيخون لمن
قال فشرا وهذى
وبذا قدْ عرفوا
فاستخصوا وبذا
وكبيرُ القومِ في
حظرِهِ قدْ أخذا
فلذا تبصره
أبداً متخذا
هكذا شأنُ الذي
عينوه هكذا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد طهر الله الإمام الرضى
قد طهر الله الإمام الرضى
رقم القصيدة : 11368
-----------------------------------
قد طهر الله الإمام الرضى
من كلِّ سوء يقتضيه الأذى
فإنهُ سبحانهُ قدْ قضى
أنْ لا يكونَ الأمرُ إلا كذا
ولمْ يؤاخذْهُ بما قدْ مضى
إذا يتوب العبد عنه إذا
وجاء بالفعل الذي يرتضى
ومثلُ هذا العبدِ لنْ ينبذا
ووجهه من نورِه ما أضا
لأنه حذوَ الإله حذا
ليس تراه عينُ من غمضا
عينا إذا أنزله بالحذا
فأشبهتْ صورتُهُ فالقضا
مطلوبُهُ فلمْ يكنْ غيرَ ذا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
رقم القصيدة : 11369(5/60)
-----------------------------------
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
وثناؤه أيضا على أستاذِهْ
أستاذُه الحقُّ المبينُ لأنه
عينُ التجاءِ عبيدِه وملاذُهْ
يأتيه منه عوارفُ معروفة ٌ
ما بينَ هطالٍ وبينَ رذاذهْ
متقلباً في كلِّ خيرٍ شاملٍ
منَ الإلهِ عليهِ في إنقاذِهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا المقام وهذه أسرارُه
هذا المقام وهذه أسرارُه
رقم القصيدة : 11370
-----------------------------------
هذا المقام وهذه أسرارُه
رُفع الحجاب فأشرقت أنوارُه
وبدا هلالُ التمّ يسطعُ نورُه
للناظرين وزالَ عنه سرارُه
فأنار روضَ القلبِ في ملكوته
وأتتْ بكلِّ حقيقة ٍ أشجارُهُ
عند التنزُّلِ صحَّ ما يختارُه
قلبٌ أحاطت بالردى أستارُه
وبدا النسيمُ ملاعباً أغصانَهُ
فهفتْ بأسرارِ العلى أطيارُهُ
جادتْ على أهل الروائح مِنّة
منهُ برياً طيبها أزهارهُ
هامَ الفؤاد بحبهِ فتقدستْ
أوصافه وتنزَّهَت أفكارُه
وتنزلَ الروح الأمينُ لقلبهِ
يومَ العروبة فانقضتْ أوطارُهُ
إنَّ الفؤادَ معَ التنزلِ واقفٌ
ما لم يصح إلى النزيل مطارُه
منْ كانَ يشغله التكاثرُ لمْ يكنْ
بعثته يومَ ورودِه اكثاره
منْ فتيء لحقيقة ٍ يصبرْ على
من يدعي أنَّ الحبيبَ أنيسهُ
في حالهِ فدليلهُ استبشارُهُ
من يدعي حكمَ الكيانِ فإنَّه
قدْ تيمتهُ بحبها أغيارُهُ
منْ كانَ يزعمُ أنَّه من آله
سبحانه فشهوده أذكاره
شهداء منْ نالَ الوجودُ شعارهُ
أمر يعرّف شرعه ودثاره
وأنينهُ مما يجنُّ وصمتهُ
عنه وعبرة وجده وأواره
ما نال من جعل الشريعة َ جانباً
شيا وَلو بلغ السماء منارُه
الحالُ إما شاهدُ أو واردُ
تجري على حكم الهوى آثارُه
والناسُ إما مؤمن أو جاحدٌ
أو مدَّعٍ ثوبُ النفاقِ شعارُه
المنزلُ العالي المنيفُ بناؤه
واهٍ متى ما لم تقم عماره
لأوائها حتى يرى مقداره
فلك على نيل المقامِ مداره
لو كان تسعده النفوسُ وإنما
حجبتهُ عنْ نيلِ العلى أوزارهُ
فإذا أتته عناية من ربِّه(5/61)
في الحال حِفَّ ببابه زوّارُه
ورأيته لما تخلص روحه
من سجنهِ أسرى بهِ جبارُهُ
وقد امتطى رحبَ اللبانِ مدبراً
يدعى الباقَ قما يشقُّ غبارُهُ
تهوى به الهُوج الشِّداد فيرتمي
نحوَ الطباقِ وشهبهنَّ شفارُهُ
ما زالَ ينزلُ كلِّ نورٍ لائحٍ
من جانبيه فما يقرّ قرارُه
حتى بدت شمسُ الوجود لقلبه
وبدا لعينِ فؤادِهِ إضمارُهُ
وتلاقتِ الأرواحُ في ملكوتهِ
فتواصلتْ ببحارهِ أنهارُهُ
مدَّ اليمينَ لبيعة ِ مخصوصة ً
أبدى لها وجهَ الرضى مختارُهُ
لمَّا بدا حسنُ المقامِ لعينهِ
عقدتْ عليهِ خلاقة ً أزرارهُ
ثم التوى يطوي الطريق لجسمه
ليلاً حذارِ أنْ يبوحَ نهارُهُ
وأتتْ ركائبهُ لحضرة ِ ملكهِ
بودائع يعتادها أبرارُه
وتوجهتْ سفراؤه بقضائِهِ
في كلِّ قلبٍ لمْ يزلْ يختارُهُ
وحمت جوانبه سيوفَ عزائم
منه وطاف ببابه سُمَّارُه
أين الذين تحققوا بصفاته
هذه العداة َ فأينَ همْ أنصارُهُ
منْ يدعي حبَّ الإمام فإنَّما
قذفتْ بهِ نحوَ المنونِ بحارُهُ
وسطا على جيش الكيانِ بصارمٍ
غضبِ المضاربِ لا يفلُّ غرارُهُ
مَنْ يهتدي أهلُ النهى بمناره
ذاك الخليفة تُقتفى أثارُه
إنّ الذين يبايعونكَ إنهم
ليبايعونَ منْ اعتلتْ أسرارُهُ
فيمينكَ الحجرُ المكرمُ فيهمِ
يا نصبة خضعتْ له أخياره
يا بيعة الرضوان دمت سعيدة
حتى تعطل للإمامِ عشارُهُ
إنَّ الديارَ بلاقعٌ ما لمْ يكنْ
صفواً للجينِ نزيلها ونضارهُ
المالُ يصلح كل شيءٍ فاسدٍ
وبه يزول عنِ الجوادِ عثارُهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
رقم القصيدة : 11371
-----------------------------------
منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
قولٌ فجهلٌ حائلٌ وتعذَّرُ
إنَّ السبيلَ إلى الإلهِ عناية ٌ
منهُ بمنْ قد شاءَه وتعزُّرُ
لا يرتضي لحقيقة ٍ وعزة ٍ
إلا إذا ضمَّ السنابلَ بيدرُ
الحالُ يطلبهُ بشرطِ مقامهِ
فإذا ادعاهُ فحالهُ لكَ يُشهرُ(5/62)
يتخيلُ المسكينُ أنّ علومها
ما بينَ أوراقِ الكتابِ تسطرُ
هيهاتِ بل ما أودعوا في كتبهم
إلا يسيراً منْ أمورٍ تعسرُ
لا يقرأ الأقوامُ غيرَ نفوسِهم
في حالهمْ معْ ربهم هلْ يحصرُ
فترى الدخيلَ يقيس فيه برأيه
ليقال هذا منهم فيكبر
وتناقضت أقواله إن لم يكن
عنْ حالهِ فيما تقدَّمَ يخبرُ
علمُ الطريقة ِ لا ينالُ براحة ٍ
ومقايس فاجهد لعلك تظفر
غرَّت علومُ القومِ عن إدراك من
لا يعتريه صبابة ٌ وتحيُّر
وتنفَّسٌ مما يَجنُّ وأنة
وجوى يزيد وعَبرة لا تفتر
وتذللْ وتولهْ في غيبة ٍ
وتلذَّذٌ بمشاهد لا تظهر
وتقبضْ عندَ الشهودِ وغيرة ٍ
إنْ قامَ شخصٌ بالشريعة ِ يسخرُ
وتخشعْ وتفجعْ وتشرعْ
بتشرعٍ للهِ لا يتيغيرُ
هذا مقامُ القومِ في أحوالهمْ
ليسوا كمن قال الشريعة ُ مزجر
ثم ادّعى أنّ الحقيقة خالفتْ
ما الشرعُ جاء به ولكن تستّر
تبّاً لها من قالة مِنْ جاحد
ويلٌ لهُ يومَ الجحيمِ يسعرُ
أوْ منْ يشاهدُ في المشاهد مطرقاً
ليقال هذا عابدٌ متفكِّر
هذا مرائي لا يلذُّ براحة ٍ
في نفسهِ إلا سويعة َ يتطرُ
لكنه من ذاك أسعد حالة
ولهُ النعيمُ إذا الجهولُ يفطرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ
عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ
رقم القصيدة : 11372
-----------------------------------
عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ
وساحلٍ ليسَ له بحرُ
وضحوة ٍ ليسَ لها ظلمة ٌ
وليلة ٍ ليس لها فجرُ
وكرة ٍ ليسَ لها موضعٌ
يعرفها الجاهلُ والحبر
وقبة ٍ خضراءَ منصوبة ٍ
جارية ٍ نقطتُها القهرُ
وعَمَدٍ ليس لها قُبة ٌ
ولا مكانٌ خفيّ السرُّ
خطبتُ سرّاً لم يغيره كن
فقيلَ هلْ هيمكَ الفكرُ
فقلتُ ما لي قدرة ٌ فارفقوا
عليه في الكونِ ولا صبر
فإنَّ بالفكرِ إذا ما استوى
في خلدي يتقدُ الجمرُ
فيصبحُ الكلُّ حريقاً فلا
شفعٌ يرى فيهِ ولا وترُ
فقيلَ لي ما يجتنى زهرهُ
من قال رفقاً إنني حرّ
من خطب الخنساءَ في خِدرهها
متيماً له يغلهِ المهرُ
أعطيتها المهر وأنكحتها(5/63)
في ليلتي حتى بدا الفجرُ
فلم أجد غيري فمن ذا الذي
أنكحته فلينظر الأمر
فالشمسُ قد أدرج في ضوئها
القمرُ الساطعُ والزهرُ
كالدهرِ مذمومٌ وقدْ قالَ منْ
صلى عليه ربُّك الدهر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قدْ تاهَ غلمانُنا علينا
قدْ تاهَ غلمانُنا علينا
رقم القصيدة : 11373
-----------------------------------
قدْ تاهَ غلمانُنا علينا
فما لنا في الوجودِ قدرُ
أذنابُنا صُيرت رؤوساً
ما لي على ما أراه صبرُ
قدْ أوذي اللهَ مثلُ هذا
فالوقتُ حلو وقتاً ومرّ
هذا هوَ الدهرُ يا خليلي
فمنْ يقاسيه فهوَ دهرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألم تدر أني واحد وكثير
ألم تدر أني واحد وكثير
رقم القصيدة : 11374
-----------------------------------
ألم تدر أني واحد وكثير
وإني بما أدري به لبصير
وإني شكورٌ بالذي أنا أهله
وأني كما قالَ الإلهُ كفورُ
ولكن لما عندي من العلم بالذي
إذا أنا لمْ أذكرهُ قيلَ غيورُ
تسترتُ عن دهري بدهري فلم يكن
ليَ الدهرُ إلا صاحبٌ ووزيرُ
كذا جاءَ في القرآنِ لإياكَ نستعينُ
ولمْ يأتِ إلا والمقامُ حظيرُ
روائحُ دعوى ً واشتراكٌ فكيفَ بي
بتوحيدِ فعلٍ والسميعُ بصيرُ
بما قاله والأمرُ فيهِ محققٌ
كما قاله وإنه لعسير
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مالي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرُ
مالي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرُ
رقم القصيدة : 11375
-----------------------------------
مالي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرُ
إلا إليَّ وإني العينُ والخبرُ
لي التحكمُ في عيني يحققهُ
علمي وكشفي فمني النفع والضرر
لولايَ ما كانَ للأسماءِ من أثرٍ
أنا المسمى فلي الأسماءُ والأثرُ
انظرْ إليهِ بنا تجدهُ عينٌ أنا
فالناظرُ الحقُّ والمنظورُ والنظرُ
ولا تفرِّق فإن الفرقَ مجهلة ٌ
فلا يفرِّق إلا الحقُّ والصور
ألا ترى ليديه إذ توجهتا
على خميرة ِ منْ تدعونَهُ بشرُ
قد فرَّق الله أعياناً فقال لنا(5/64)
هذا المقامُ وهذا الركنُ والحجر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لمنْ أبصرني
ما لمنْ أبصرني
رقم القصيدة : 11376
-----------------------------------
ما لمنْ أبصرني
غيرُ ما أبصرهْ
فله مني الذي
بعدَ ذا أذكرهْ
شجيٌّ قامَ بهِ
وأنا أسترُه
بل هو المعنى الذي
لمْ أزلْ أظهرهْ
وبدا منه لهم
خبرٌ أكبرهْ
وأبى العقلُ الذي
ما إلي مخبره
وإن إيمانَ الورى
في الورى معبَرُهْ
فبهِ أسمعُهُ
وبهِ أبصرُهْ
قدمي ساعية ٌ
وهي بي تظهره
ويدي باطشة
فأنا مصدرُه
فأكتمُ الأمرَ الذي
قلتُ لا تشهره
طابَ ذَوقاً عندنا
جملة مخبرِه
مثلَ ما طابَ لنا
خبراً أكبرُهْ
أنه ليس بهو
والهوَ لا يحصرهْ
فإذا قلتُ أنا
فأنا أشعُرُهْ
أنني لستُ أنا
وأنا مظهرهْ
إنّ ذا الهو المقا
مُ الذي يبهرهْ
إن تجلى بأنا
فأنا أفقرهْ
أو تجليتُ به
وهو لا ينكره
قامَ بي نعتُ الغنى
وأنا أنكره
ثمَّ عنْ هذا أو ذا
علمنا يكبرهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
رقم القصيدة : 11377
-----------------------------------
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
عليه في كلِّ حالٍ إنكم صبرُ
ولا يزالُ وجودُ الحقِّ الحقَّ عينكمُ
في هذهِ الدارِ حتى ينقضي العمرُ
إذا نقلتمْ إلى الآخرى فإنَّ لكمْ
فيها شؤوناً يراها من له نظر
هناكَ والمؤمنونَ العالمونَ بها
يرونها بعيون ما لها بصر
فيها الكمالُ الذي بالنشء أطلبهُ
فيها المنافعُ ما فيها لنا ضررُ
قدزء خصَّ َبالضرِّ أقوامٌ ذووا عمهٍ
في دار خزي لهم فيها بما كفروا
جاءتْ سعادتهم تمشي على قدمٍ
فيما اتبلاهمْ بهِ لو أنهم صبروا
أعماهم الله عن أمر له خلفوا
حتى يكون الذي يأتي به القدر
أشقاهم الله في أشياء تسرّهمُ
قد زينت لهمُ فيهم وما شحروا
لو أنهم صبروا ما كان حالهمُ
إلا السعادة ُ والإسعادُ والظفرُ(5/65)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا غارَ عبدٌ للإلهِ وقدْ رأى
إذا غارَ عبدٌ للإلهِ وقدْ رأى
رقم القصيدة : 11378
-----------------------------------
إذا غارَ عبدٌ للإلهِ وقدْ رأى
من الله انعاماً لمن هو كافرُ
على رغمهِ واللهُ يعلمُ أمرهُ
وما الله فيما يقصدُ العبدُ جائر
وتحجبه العاداتُ إذ كان حكمها
على بابهِ يجري وما الحقُّ ظاهرُ
يعاقبه بالقبر في أرضِ غُربة
نهاراً وليلاً والمهيمنُ ساترُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هنيتُ بالشهرِ بلْ هني بيَ الشهرُ
هنيتُ بالشهرِ بلْ هني بيَ الشهرُ
رقم القصيدة : 11379
-----------------------------------
هنيتُ بالشهرِ بلْ هني بيَ الشهرُ
وما له بالذي يجري به أمرُ
له التصرف في الأركان أجمعها
والحكم في يده والنفعُ والضرُّ
وما له خبر بما يكوّنه
عنه الإله العليمِ الواحد البرُّ
لو أنَّ يونس والحيتان تطلبه
يكونُ من مكة لم يدر ما البحر
لعلمنا بالذي أعطتْ معالمُها
منَ الذي أخبرتُ بكونِهِ الزهرُ
فإنَّ ربَّكَ أوحى أمرها بكذا
فيها وما عندها ذوق ولا خبر
مسخراتٌ بأمرِ اللهِ ليسَ لها
إلا الشهادة ُ والتسبيحُ والذكرُ
بألسنٍ ما لنا فقهٌ بما نطقتْ
لأنَّ حاجبها ألحكمُ والفقرُ
تثني عليه بطبعٍ فيه قد جُبلت
وما لها في الذي تثني به فكر
بالله عالمة ٌ لله قائمة ٌ
في الله جاهدة ٌ في أمرهِ الأمرُ
قالَ الخليلُ بها ستراً لحكمتهْ
وحجة ً للذي أودى بهِ الفكرُ
وقد أتاها رسولُ اللهِ وهوَ بها
أدرى وأعلم فهو العالم البحر
وما له في الذي يدريه من حكم
مثلٌ يعادلهُ عبدٌ ولا حرُّ
القِل دان له والكثر دان له
فليسَ يعجزه قلٌّ ولا كثرُ
اللهُ أعظمُ أنْ يحظى بهِ أحدٌ
وكيفَ يحظى بمن رداوهُ الكبرُ
الكبرياءُ وما تحصى عوارفهُ
وليسَ يدري لها بجهلهمْ قدرُ
إنَّ العوارفَ أستارُ المعارفِ لا
يدخلك في ذاك إشكال ولا نكر
فعندها العجزُ عنْ إحصائها عدداً
وعندها أنها النائل النَّزرُ(5/66)
خزائنُ الجودِ ما انسدَّت مغالقُها
لو انتهت لانتهى في العالم الفقر
وفقرهُ دائمٌ لا ينتهي أبداً
كذاكَ نائلهُ لا ينقضي عمرُ
الفقرُ بالذاتِ ذاتيٌّ لصاحبهِ
ولوْ يدومُ لهُ منْ ربهِ اليسرُ
ما قلتُ إلا الذي قالَ الإلهُ لنا
فينا ففي كلِّ يسرٍ مدرجٍ عسرُ
إنَّ الإلهَ بلا حدٍّ يحددنا
معَ الزمانِ لذا كانَ اسمهُ الدهرُ
لله قومٌ ذوو أعلم مقامهمُ
الشمسُ والتينُ والأحقافُ والفجرُ
همُ النجوم التي الأفلاكُ مركبها
لا بل أقول هم الأحجارُ والتِّبر
حازوا الكمالَ فلم يظفر بهم أحد
غيري لأنهم الأشفاعُ والوتر
سكرى حيارى تراهم في محاربهم
وما لهمْ في سوى مطلوبهم فكرُ
قد استوى عندهم من ليس يعرفهم
مع العليم بهم والسرُّ والجهر
همُ الوجودُ ولكن لا وجودَ لهمْ
فليسَ يحجبهمْ نفعٌ ولا ضرُّ
لهمْ منَ الفلكِ العلوي صورتهُ
ومنْ ثرى الأرضِ ما يأتي به الزهرُ
منَ المطاعمِ والأنهارِ شربهمُ
الماءُ والعسلُ النحليُّ والخمرُ
وشربهم لبنٌ يأتي بهِ بقرٌ
هذا شرابهمُ مما لهُ درُّ
ويأكلونَ طعاماً ما لهُ صفة ٌ
منزَّهُ الطعمِ لا حُلْوٌ ولا مُرُّ
مقامهمْ ما همْ فيهِ وحالهمُ
ما يشتهون فهم بهالِلُ غرّ
لا يجهلونَ ولا تدري مقاصدهمُ
سكناهمُ المجلسُ المعمورُ والقبرُ
خرسٌ إذا نطقوا عميٌ إذا نظروا
صمٌ إذا سمعوا إيمانُهم كفرُ
لا يهتدونَ ولا يهدونَ صاحبهم
عمارُ أندية ٍ كثبانها حمرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ وجودَ الدورِ يعطي الدوائر
رأيتُ وجودَ الدورِ يعطي الدوائر
رقم القصيدة : 11380
-----------------------------------
رأيتُ وجودَ الدورِ يعطي الدوائر
ويعطي وجودَ الدورِ فيهِ الدوائرُ
رميت بأمر لم ير العقلُ مثلَه
بما أنا علاَّمٌ به أنا حائر
رمى بي وجوهَ القومِ ثمَّ يقولُ لي
رميتَ وجوهَ القومِ هل أنتَ ناظر
رأى نظري بالحق ما لم يكن يرى
إلاَّ أنه الرائي لما هو ساتر
رعى اللهُ منْ يرعاهُ في كلِّ حالة ٍ(5/67)
وإنْ لمْ يكنْ ما قلتهُ فهوَ خاسرُ
رقيتُ بهِ حتى ظهرتُ لمستوى
وجودي فقالَ الكشفُ ما هوَ حاضرُ
ربابة ُ سهمِ الذمِّ صير ذاتنا
ونحن إشاراتُ السِّهامِ الغوائر
ربا بفؤادي عينُ إيمانِهِ بنا
وذلكَ كفرُ ما هوَ كافرُ
رأى الأمر من قبل الوقوع لأنه
يرى في ثبوتِ العينِ ما هوَ ظاهرُ
رقيباً عليهِ غائباً ثمَّ شاهداً
فما أنا مقهورٌ ولا السرُ قاهرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أرى صوراً فيما يرى البصرُ
إني أرى صوراً فيما يرى البصرُ
رقم القصيدة : 11381
-----------------------------------
إني أرى صوراً فيما يرى البصرُ
في كلِّ جسمٍ صقيلٍ ما به صورُ
ولستُ أنكر ما أبصرتُ من صور
والجسم خالٍ كذا أعطاني النظر
فما محلُّ الذي أدركتُ من صور ٍ
إلا الخيال ومن أزماننا السحر
وانظرْ بخاتمة ِ الحشرِ التي وردتْ
أسماؤه فزهتْ بذكرِها السورُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كبرْ إلهكَ فالإله كبيرُ
كبرْ إلهكَ فالإله كبيرُ
رقم القصيدة : 11382
-----------------------------------
كبرْ إلهكَ فالإله كبيرُ
والخلق إن حقرته فكبيرُ
ولذاكَ جاءَ بوزن أفعلَ فاعتبرْ
في لفظِ أكبرَ فالمقامُ خطيرُ
لا تحقرنَّ الخلقَ إنّ مقامَه التـ
ـعظيمُ والتعزيزُ والتوقيرُ
فهوَ الدليلُ على مكونَ ذاتِهِ
فلهُ التصورُ ما لهُّ التصويرُ
فإذا ذكرتَ اللهَ وحدْ ذاتَهُ
فمقامها التوحيد لا التكثير
ولتكثيرِ النسبِ التي ثبتتْ لهُ
فهو الوحيد وإنه لكثير
فهو المريد وجودنا من عينه
وإذا أراد وجودنا فقدير
وهو المكلم والمناجي عبدَه
بالطورِ في النيرانِ وهوُ النورُ
وهوَ السميعُ هوَ البصيرُ بخلقِهِ
وهوَ العليمُ بما علمتَ خبيرُ
إني رأيتُ قصيدتي ديباجة ً
فيها نضارٌ رقمها وحريرُ
أوّلتها أسماءه ونعوته
فلها على كلِّ الوجوهِ ظهورُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد جرى في مثلنا مثلَ
قد جرى في مثلنا مثلَ
رقم القصيدة : 11383(5/68)
-----------------------------------
قد جرى في مثلنا مثلَ
علمٌ في رأسهِ نارُ
بيننا وبين كن نسب
فلنا في الكونِ آثارُ
إنَّهُ لمنْ تحققهِ
نقصُ حظِّ فيهِ أضرارُ
فردَدْناهُ لصاحبهِ
ما أنا في الردِّ مختار
إنما الدنيا له ولنا
في التي تليها أخبارُ
إنَّما يدري بصحة ذا
من له في العلم مقدار
والذي يلهو بعبرته
ما له في القلب أبصار
هذه الدنيا لهمْ تعبٌ
ولنا عونٌ وأنصارُ
للذي أرجوه من منح
جلها أني لها جار
هكذا قال الجليل لنا
وأتى في ذاكَ أخبارُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
رقم القصيدة : 11384
-----------------------------------
إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
نعتٌ ولا هو محدود فينحصرُ
في الحدِّ وهو الذي في الحدِّ يعرفه
وما له في الذي يدري به خبرُ
تنزهتْ ذاتُ منْ قدْ حارَ طالبُها
سبحانه جل أنْ تحظى به الفكر
أقامني مثلاً مثلاً ونزهني
عنْ كلِّ شيءٍ فلمْ يظفرْ بيَ النظرُ
هو الوجودُ الذي في كونه سندٌ
لخلقهِ ولهُ سمعٌ هوَ البصرُ
إني لعبد لمن كانت هويته
عيني وما أنا عينُ الحقِّ فاعتبروا
لو كنته لم أكن بالعجز متَّصفاً
عنْ كونِ ما تظهرُ الأسبابُ والقدرُ
ولم يكن حاكماً على تصرّفنا
سرٌّ يقال له في علمنا القدر
إني عُبيدٌ فقيرٌ في تقلبه
هذي نعوتي وأما اسمي هو البشر
ووالدي آدمُ والكحلُّ متصفٌ
بعجزِهِ للذي إليهِ يفتقرُ
فغايتي الفقرُ والتنزيهُ غايتهُ
عنْ غايتي والغني عني هوَ الوزرُ
أعطيته الوصفَ من ذاتي فلي شرفٌ
بهِ تنزلتِ الآياتُ والسورُ
لولايَ ما ظهرتْ في الصورِ نفختهُ
فالروحُ منْ نفسِ الرحمنِ فادكروا
هذا الذي قلتهُ الوحيُ يعضدنِ
فيه فقد جاءكم ما فيه معتبر
لوْ كنتُ ذا بصرٍ لكنتُ معتبراً
كذا يقولُ الإلهُ الحقُّ فافتكروا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
رقم القصيدة : 11385(5/69)
-----------------------------------
إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
فما هوَ مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاكَ أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكرٍ
إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً
بوجهٍ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكنْ واحداً منْ كلِّ وجهٍ تفزْ بهِ
وتجلهكَ الأعدادُ واللثرُ حاضرِ
فمنْ شاءَ فليثبتْ ومنْ شاءَ فليزلْ
فهذا الذي ساقتْ إليهِ المقادرُ
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائلٌ
بهِ في جنابِ الحقِّ ما أنتَ تاجرُ
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن
عليهِ لما دارتْ عليكَ الدوائرُ
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ
وريحكَ لمْ يحصلْ وحدكَ غامرِ
خليلي ما للريح يأتي جنوبها
قبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهلِ البيتِ ما أنا بائنٌ
ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت
عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه
سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تباركَ منْ شخصٍ عنِ الحقِّ ثابتٍ
وما لكَ من أيدٍ وما لكَ ناصرُ
وما علمتْ منكَ الأقاربُ والعدى
إذا كنتَ صباراً بمن أنتَ صابرُ
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ
وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاكَ من جدى ً
ولولاهُ ما جاءَتْكَ سحبٌ مواطرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لي منَ العلمِ إلا ما نطقتُ بهِ
ما لي منَ العلمِ إلا ما نطقتُ بهِ
رقم القصيدة : 11386
-----------------------------------
ما لي منَ العلمِ إلا ما نطقتُ بهِ
وهوَ الصحيحُ الذي لا شرعَ ينكرُهُ
يقولُ منْ ليسَ يدريهِ استترُ
وكيف أستره والحق يظهره
اللهُ ما زالَ للأسماعِ يسمعُهُ
بما يقررهُ شرعاً ويذكرهُ
وليسَ شخصٌ منْ أهلِ العلمِ ينكرُهُ
إلا تراه لدى الإنصاف يضمره
الفكرُ ينفيهِ والإيمانُ يثبتهُ
وكم شخيص قد أرداه تفكره
إنَّ السعادة َ بالإيمانِ قدْ قرنتْ
والسعدُ يسعدُ ما وهمي يصوِّره
والله أقربُ من حبلِ الوريدِ وما
تراهُ حساً ولا الأعيانُ تبصرهْ(5/70)
يكفيكَ منهُ الذي الرحمنُ صورَهُ
النصُّ عزَّ لأنَّ اللهَ ذو كرمٍ
بخلقه فلهذا لا يصدِّره
لو جاءَ بالنصِّ لمْ يقبله ذو نظرٍ
إلا بإيمانه لذاك يستره
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حكمُ الطبيعة ِ في الأجسامِ معتبرُ
حكمُ الطبيعة ِ في الأجسامِ معتبرُ
رقم القصيدة : 11387
-----------------------------------
حكمُ الطبيعة ِ في الأجسامِ معتبرُ
لأنها أصلها والأصل يعتبرُ
فانظر إليها إذا طال الزمانُ بها
تبددُ الشملَ لا تبقي ولا تذرُ
في النارِ ينضجها وفي الجنانِ لها
حكم علينا كما تدرون فادّكروا
إن العذابَ لها مثلُ النعيمِ بها
وذنبها عند أهلِ الكشفِ مغتفرُ
الله حكّمها فينا وأحكمها
فما لها عنْ نفوذِ حكمهِ وزرُ
بها يعذبنا بها ينعمنا
وليسَ يخلصُ منْ أحكامِها بشرُ
سبحان من أوسع الأشياء رحمته
في الخير والشر علما هكذا الخبر
جلَّ الإلهُ فما تحصى عوارفهُ
فالكلُّ منهُ كما قدْ شاءَهُ القدرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أصبحتُ مثلَ بني يعقوبَ إذ دخلوا
أصبحتُ مثلَ بني يعقوبَ إذ دخلوا
رقم القصيدة : 11388
-----------------------------------
أصبحتُ مثلَ بني يعقوبَ إذ دخلوا
على العزيزِ فقالوا مسنَّا الضررُ
وأهلنا معنا قدْ مسَّ أكثرهم
مثلُ الذي مسنا منهُ ولا وزرُ
إنَّ الذي بجميلِ الصنعِ عودنا
هوَ الإلهُ الذي تعنو لهُ البشرُ
إنَّ الخلائقَ إنْ عزُّوا وإنْ كثرتْ
أموالهم هم على الحاجات قد فُطروا
فلا غنى ّ سوى الرحمنِ فارضَ به
رباً كريماً هوَ المقصودُ فادكروا
إنا جمعنا على توحيدٍ رازقنا
بلا خلافٍ على ما أعطتِ الفكر
وجاءَ في الوحيِ منهُ ما يصدقُنا
فصحَّ في العقلِ ما قدْ صححَ الخبرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شمِّر فإن صفاتِ القومِ تشميرٌ
شمِّر فإن صفاتِ القومِ تشميرٌ
رقم القصيدة : 11389
-----------------------------------
شمِّر فإن صفاتِ القومِ تشميرٌ
ولا لقولٍ على ما فيهِ تشطيرُ(5/71)
ولتأتِ بالكلِّ إنّ الكلَّ مطلبُ منْ
أوحى إليكَ بهِ فالأمرُ تشميرُ
منْ يأتِ بالنصِّ والإجمالِ يطلبهُ
قدْ جاءَ بالنصِّ لكنْ فيه تقصيرُ
إذا أتيتمُ بما يرضي نفوسكمُ
دونَ الإلهِ بهِ فأنتَ مغرورُ
ما بين عدلٍ وفصلٍ حُكمُ خالقنا
فينا وللفصلِ دون العدلِ تقدير
كذا أتتنا نصوصُ العدلِ مخبرة
منَ الإلهِ بما فيهِ التباشيرُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنّ الذي بوجودي اليومَ أعرفهُ
إنّ الذي بوجودي اليومَ أعرفهُ
رقم القصيدة : 11390
-----------------------------------
إنّ الذي بوجودي اليومَ أعرفهُ
هوَ الذي في غدٍ بذاكَ أنكرُهُ
إنْ كانَ أخفاه في عيني تقلبهُ
فإنَّ قلبي في التقليبِ يبصرُهُ
من أعجب الأمر أني حين أذكره
أغيبُ عنهُ ويدنيني تذكرُهُ
رأيتهُ ذاكراً لي حينَ أذكرُهُ
في كلِّ حالٍ وتخفيني فأظهره
إيّاه أسأل عنه حين يسألني
عني وينسى إذا أنسى فأذكرُهُ
لوْ أنهُ في وجودي حينَ يشهدني
ما كنتُ أشهدُهُ ما كنتُ أبصرُهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلبُ المحققِ مرآة ٌ فمنْ نظرا
قلبُ المحققِ مرآة ٌ فمنْ نظرا
رقم القصيدة : 11391
-----------------------------------
قلبُ المحققِ مرآة ٌ فمنْ نظرا
يرى الذي أوجدَ الأوراحَ والصورا
إذا أزال صدى الأكوان واتّحدتْ
صفاتهُ بصفاتِ الحقِّ فاعتبرا
من شاهد الملأَ الأعلى فغايته
النورُ وهوَ مقامُ القلبِ إنْ شكرا
ومنْ يشاهدْ صفاتِ الحقِّ فاعلة ً
لكلِّ شيء يكنْ في الوقتِ مفتكرا
ومنْ يشاهدْ مقامَ الذاتِ يحظَ بها
في الوقت من سلب الأوصافِ مفتقرا
فكلُّ قلبٍ تعالى عن أكنَّتِه
لم يدرِ في الملأ الأعلى ولا ذكرا
وكيف يدرك قلبٌ بات محتجباً
عنِ الوجودِ فما صلَّى ولا اعتمرا
ما يعرف العينَ إلا العينُ فاستمعوا
ما قلبُ عينٍ كقلبٍ قلدَ الخبرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عمل الهمة ِ اعتلى
عمل الهمة ِ اعتلى
رقم القصيدة : 11392(5/72)
-----------------------------------
عمل الهمة ِ اعتلى
فوقَ رسمِ المزبره
وكذا الرسم غاية ٌ
للبرودِ المدبرَهْ
غاية ُ الرسمِ همة ٌ
مصطفاة مطهره
ولها غاية ٌ علتْ
بالوجودِ المنظرهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
رقم القصيدة : 11393
-----------------------------------
خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
فلم ألفِ إلا بهتة وتحيُّرا
فعدتُ إلى الأكوانِ أبغي شهودَه
فلمْ أرَ في الأكوانِ علماً مقررا
فيا مدّعي علم الأكاسيرِ ليته
تقرر في الأوزانِ وزْناً مُحرَّرا
يوافق أوزانَ الطبيعة ِ كونُه
على الفعل لا يلقى عن الأمر مَخبرا
فيقلب عينَ البدرِ شمساً منيرة ً
وينشءُ بهراماً شموساً وأقمرا
فقالَ له الميزانُ لستَ بحاصلٍ
لمنْ ظلَّ طولَ الدهرِ فيّ مفكرا
ولكنَّ حصولي اتفاقاً فإنني
عزيزٌ عن الإدراكِ غيباً ومحضراً
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
رقم القصيدة : 11394
-----------------------------------
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
واللهُ يظهرُه في العينِ أنوارا
لا بدَّ منه لهُ حفظاً لشرعتنا
ولو تسرَّبَ أنفاقاً وأغواراً
يشوِّه الوجهَ منهُ عندَ رؤيتهِ
وثم يخطَفُ أسماعاً وأبصارا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
رقم القصيدة : 11395
-----------------------------------
إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
جزاءً لتقواه وعفواً وتكفيرا
فما بعدَ ذا من غاية يطلبونها
سوى قربه الأعلى وجوباً وتقريرا
ففي جنة ِ المأوى وُجوداً محققاً
وفي جنته المعنى جلالاً وتوقيرا
لأنّ اقترابَ الذاتِ قربَ مسافة
محالٌ عليها فالتزمْ ذاكَ تعزيرا
تباركتَ أنت الله في كلِّ صورة
كذا جاءَ في القرآنِ كبرهُ تكبيرا
وأنتَ شرعتَ اللهَ أكبرَ من كذا(5/73)
فحيرَ أهلَ الفكرِ قولكَ تحييرا
لذاك ترى أهل الحقائق شمَّروا
ذيولهم عن أخذهم فيه تشميرا
وأوّله أهلُ العقولِ بفكرهم
ولوْ سلموه مثلنا كانَ توفيرا
لقدْ أطلقَ اللهُ العليمُ مقالة ً
بزهراتِهِ فيها تدمرُهُ تدميرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
رقم القصيدة : 11396
-----------------------------------
تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
لذا جئتُ شيئاً خارقاً عندكم أمرا
فيا ليتَ شِعري من يسير سيرنا
إلى حضرة ٍ ذوقية ٍ شربها أمرا
إذا رويتْ أكبادنا من شَرابها
وأحدثَ في الأكوانِ من شربها أمرا
وصحتْ لنا في العالمين خلافة
خلعتُ بها عن ذاتِهِ النهيَ والأمرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن قلبي وخاطري
إن قلبي وخاطري
رقم القصيدة : 11397
-----------------------------------
إن قلبي وخاطري
صيّراني كما ترى
أقطعُ الليلَ ساهراً
أهجرُ النومَ والكرى
وأنيسي مَن يعمر السـ
ـبيدَ لا يعمرُ القرى
مذ تجلى لناظري
في سماءٍ وفي الثرى
ما أرى غيرَ سيدي
دونَ شكٍّ ولا أمترا
أعظم الناسِ فِرية ً
مَن على ربهِ افترى
أحضروه في كلِّ ما
يعلمُ الخلقُ أو يرى
واحذروه فإنه
عينُ مَن عينَه يرى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي صيرا
الحمدُ للهِ الذي صيرا
رقم القصيدة : 11398
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي صيرا
وجودَنا لفعله مظهرا
لوْ أننا نعلمُ أرواحنا
بالوجهِ في الصبحِ إذا أسفرا
كما علمنا بالجسومِ التي
عينها الليلُ إذا أدبرا
كنَّا بهِ نعلم أعياننا
لكنْ جهلناها لأمرٍ طرا
من ظلمة ِ الطبع وأخلاطِه
فاعتمَ الليلُ وما أقمرا
حينَ رَمَتْ بالرجمِ أرواحَ مَنْ
يسترقِ السمعَ كما أخبرا
انظر إلى الأرضِ وخيراتها
وما بها الرحمن قد أظهرا
لا بدَّ أنْ يصبح عمرانُها
كمثلِ ما أصبحَ وادي القرى
عروشُها خاوية ٌ حينَ لمْ(5/74)
يغيرِ الناسُ بها المنكرا
عمَّ بلاءُ الله سكَّانَها
فأهلكَ المقبلَ والمُدبرا
بذا أتانا النصُّ من عنده
في محكم الذكر كذا سطرا
فقال فيه واتّقوا فتنة
وتممَ القولَ بهِ منظرا
سبحان مَنْ أخبرنا أنه
كان على الأخذ بنا أقدرا
هذا الذي جئتَ بهِ واضحٌ
في سورة ِ الأنفالِ قدْ حررا
وبعد ذا ترجع أفكارها
إلى أمامٍ ما لهُ منْ ورا
لا فعلَ في العالمِ إلا لهُ
فإنَّ ما سميتَه مُنكرا
فحكمُه ذلكَ لا عينهُ
فلتعتبرْ قولي حتى ترى
به وإن شئت بأعياننا
لتشهدَ الأسماءَ والمحضرا
يبدو إليكَ الأمرُ من فصهِ
كما بدا لمنْ به أخبرا
مثلَ رسولِ اللهِ في وقتهِ
والوارثِ المختار بين الورى
فالحمد لله الذي قد وقى
من شرِّ ما يمكن أن يُحذرا
لولا كتابٌ سابقٌ فيكمُ
نتبذتمُ لفعلكمْ بالعرا
لما رأى عسكرها شمّرا
إلا لكي تعصمَكم كالعُرى
لأنها أعصم ما يُتقى
لمَّا بدا الرحمنُ قدْ قدرا
تعوذوا منهُ بهِ أسوة ً
بسيدٍ يعلمُ ما قررا
من يعرفِ الحقَّ وأسرارَه
يكن لما أذكره منكِرا
العمى لا تدركُ أبصارنا
إلا ظلاماً وهي شيءٌ يرى
وليسَ يدري بالذي قلتهُ
إلا الذي في غيبه أحضرا
فالغيبُ لا يدركهُ غائبٌ
أوضحتُ أمراً ليس يدري بهِ
إلا الذي في شأنه قد جرى
أو سيِّد خص بأسراره
مثل إمام نفسُه قد درى
يسري بهِ قدماً إلى ذاتهِ
لا يعرف الخلفَ ولا القَهقَرى
ما هو كالخنس في سيرها
بل هو كالبدرِ الذي أزهرا
أظهرَ عينَ الشمسِ في ذاتِهِ
وهوَ على ما هو لمن أبصرَا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
رقم القصيدة : 11399
-----------------------------------
إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
وثمَّ حقُّ رسولِ اللهِ إيثارا
والعارفونَ يرونَ الحقَّ عينهمُ
ولا يرونَ بعينِ الحقِّ أغيارا
فهمْ يغارونَ أنْ يلقى بساحتهمْ
خيانة ٌ منْ نفوٍ كنَّ أغوارا
فهمُ مع اللهِ لا في حقِّ أنفسهم
لذا أقاموا من التنزيه أسوارا(5/75)
تنزيهِ تشبيهٍ لا تنزيهٍ ليسَ كذا
بما أتاهم من الرحمن أخبارا
يحكون ما قاله عن نفسِه فإذا
حكوه كانوا له جنداً وأنصارا
لا يعرفونَ سوى الرحمنِ منْ أحدٍ
لم يألفوا فيه لا داراً ولا جارا
لو أنهم وجدوا أمراً ينازعهم
فيه لأدخلهم نزاعهم نارا
ولمْ يكنْ مادحٌ منهم لهُ أبداً
بكل فنٍّ من الأمداحِ مِكثارا
همُ الأقلونَ إنْ قلوا وإنْ كثروا
حلاهمُ الحقُّ أسراراً وأسرارا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
رقم القصيدة : 11400
-----------------------------------
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
فدارِهِ ثم لا تُظهر له خَبَرا
وادفعْ أذاه بما توليه من حُسنٍ
وامننْ عليهِ ولا تعلمْ بهِ بشرا
فإنَّ ذلكَ إكسيرٌ وقوتهُ
إنَّ تقلبَ العين والأجساد والصورا
يرجعْ عدوُّكَ صديقاً فتأمنهُ
ولا تخف منه إضراراً ولا ضررا
وما يلقاها إلا صابرٌ وله
حظٌّ من العلمِ لمَّا أمعنَ النظرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
رقم القصيدة : 11401
-----------------------------------
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا
ولا تعترض فيه عليه لأنه
سيحدثُ في معناهُ منهُ لكمْ ذكرا
ولا تكُ فيه موسوياً فإنهُ
مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا
تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا
بأعينهمْ منْ غيرهمْ أحدثُوا أمرا
فينكرهم في الحين ديناً وغيرة
فيرهقها المتبوعُ من أمرها عسرا
فإنْ عادَ بالإعراضِ عنهمُ لنكرهمْ
تقيم لهُ مما أتتهُ بهِ عذرا
كذا سنة ُ الرحمنِ في كلِّ تابعٍ
ومتبوعهِ فاحذرْ من العالمِ المكرا
فمنْ يتقِ الله العليمَ بحالهِ
سيجعلُ لهُ الرحمنُ من أمرهِ يسرا
ومن يتوكل في الأمور على الذي
يكونَ بها أولى كما أنَّهُ يدرى
وقدْ جعلَ اللهُ العليمُ بأمرهِ
لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا(5/76)
لقدْ جئتكمْ بالأمرِ منْ عندِ ربكمْ
كما جاءتْ الأرسالُ منْ عندهِ تترى
وإني لهمْ في كلِّ ما قلتُ وارثٌ
ولمْ ألتمسْ منكمْ ثناءً ولا أجرا
وأجري على الله الكريم جعلته
لديهِ إلى يومِ الورودِ لنا ذخرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
رقم القصيدة : 11402
-----------------------------------
إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
ما زاد حكماً على الأمر الذي ظهرا
هو الجليُّ الخفيُّ في تصرُّفه
فليسَ يظهرُ منهُ غيرُ ما ظهرا
مُقدَّس الذاتِ عن إدراكِ ما ظهرا
لكنه يهبُ الأرواح والصورا
فكلُّ صورة روحٍ عينُ صورتِه
وهوَ الذي عين الأفلاكَ والبشرا
منْ آدمَ خمرتْ يداهُ طينتهُ
بذاكَ سمي فيَ ما قدْ روى بشرا
لما أتى من وراء السّتر كلمني
وما رأيتُ لهُ عيناً ولا خبرا
علمت أنَّ حجابي لم يكن أحداً
غيري فلم أتعب الألبابَ والفكرا
فما رأيتَ وجودَ الحقِّ في أحد
إلا رأيت له في كونِه أثرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
رقم القصيدة : 11403
-----------------------------------
منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
ـمجهولِ تغييرهُ في سمعنا ظهرا
تبدو لإشباعها في لفظِ مُشبعِها
حروفُ علتها بها الكلامُ جرى
ضَمٌّ وفتحٌ وكسرٌ للبناءِ أتتْ
أسماؤها وبهذا الحكمُ قدْ شهرا
وثمَّ رفعٌ ونصبٌ جاءَ بعدهما
خفضٌ لإعرابٍ ما في لفظه ذُكرا
والجزمُ يذهبها مع السكونِ فلا
تسمعْ لها منذ لفظٍ واردٍ خبرا
وما تولد عنها حين تشبعها
لكي يقضي منها اللافظُ الوَطَرا
كواو أو ياء أو ما جاء من ألف
حروفُ مدٍّ ولينٍ تشبهُ القدرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
رقم القصيدة : 11404
-----------------------------------(5/77)
الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
وليسَ ينكرُ ذا إلا الذي كفرا
لمْ يبقَ منهُ سوى الشخصُ يدركهُ
في نومه أو بكشفٍ هكذا ظهرا
وليسَ يدركهُ منْ غيرِ صورتهِ
إلا هنا ولهذا حاز مَنْ عَبَرا
علماً صحيحاً من الرحمنِ بشرهُ
بهِ المهيمنُ في رؤياه إنْ شكرا
وفيهِ مزجٌ رقيقٌ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي يعرف الآياتِ والسورا
فينزلُ الشيءَ في رؤياه منزلة ً
بآية فهي قرآنٌ لمن نظرا
في جمعها والذي تحويه منْ عبرٍ
وحياً صحيحاً لنا بهِ القضاءُ جرى
فاسلكْ طريقتنا إنْ كنتَ ذا نظرٍ
ولاتعرجْ بنا إنْ كنتَ معتبرا
قدْ يخطيءُ العابرُ الرؤيا يعبرها
وقد يصيبُ كما رويته خبرا
عن النبي رسولِ الله سيِّدِنا
فيما تأوله الصديقُ لو عثرا
أصابَ بعضاً وأخطى بعضَها وبذا
أتى الحديثُ الذي رويتُهُ أثرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
رقم القصيدة : 11405
-----------------------------------
العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
والكثرُ ما قامَ إلا بالذي أمرا
والواحدُ الفردُ قد قامت به نسب
فصار من قيل فرد فيه قد كبرا
لمَّا تعددتِ الأسماء قيلَ لنا
أينَ التوحدُ والتكثير قدْ شهرا
وهذهِ نسبٌ ولا وجودَ لها
والحكم ليس لمعدومٍ وقد ظهرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
رقم القصيدة : 11406
-----------------------------------
إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
لها معانٍ وأسرارٌ لمن نظرا
فأولُ الأمر في مرقومنا ألفٌ
واللفظ ينكره حرفاً على ما ترى
قالَ ابن حبانَ فيهِ في طريقتهِ
بأنه نصفُ حرفٍ هكذا ذكرا
ونصفهُ همزة ٌ في عينِ كاتبها
كذا رأيتُ لهُ نصاً وأينَ يرى
كمثلهِ في علومِ أصلِ مأذخذها
من جعفر وبهذا الفن قد شهرا
واللفظ ينكر ما قد قال في ألف
وما ابتغى جدلاً ولا رآه مرا
وإنَّهُ مذهبي إنْ كنتَ تبتغي(5/78)
لكنَّهُ ثبتها في الاعتبارِ قرا
فيهَ جميعُ الذي قدْ صادَ صائدُكمْ
من الحروفِ لمنْ أعلمتَهُ قدرا
فهمزة ٌ تقطعُ العشّاق إنْ هُجرت
وإنَّ في وصلِ من تهوى لها خبرا
والباءُ تعملُ في عقدِ النكاحِ إذا
خطت على صفة ٍ قد ألبست حبرا
والتاءُ تجمع شملاً بالحبيبِ إذا
محبوبه بانَ عنه أو نوى سفرا
والثاءُ تثبتُ أحوالَ الرقيب إذا
جاء الحبيبُ إليه بعد ما هجرا
والجيم تعملُ في أحوالِ منشئه
حتماً فتفرده إذا القضاءُ جرى
والحاءُ تطلب بالتنزيهِ كاتبها
يوماً إذا صار تشبيه به وطرا
جاءت إليك بأعيانِ الورى زمرا
حتى يقضي منها الكاتبُ الوطرا
والدالُ في كلِّ ما ينويهِ فاعلة ٌ
لهُ المضاءُ وجلَّ الأمرُ أو صغرا
والذالُ في حضرة ِ الزلفى لهُ قدمٌ
فكلما رامَ تقديماً يرى لورا
والراءُ توصلهُ وقتاً وتفرحهُ
بكل ما يبتغي فزاحم القدرا
وإنَّ لاماً إذا ما جاورت ألفاً
كذا رأيناهُ في أعمالنا ظهرا
والطاء تطلبُ تنفيذ الأمور له
فانظر ترى عجباً إنْ كنتَ معتبرا
والظاء تعطى حصول العبد في رتب
تعنو الوجوه له والشمسُ والقمرا
والكاف فيه لمهمومٍ إذا كتبت
تفريجُ كربٍ لهُ في كلِّ ما أمرا
واللامُ درعٌ له فيه يحصنه
من كلِّ سوءٍ ومكروهٌ من الأمرا
والميم يروى به من كان ذا عطشٍ
من العلومِ بهذا القدر قد فخرا
والنون تجري مع الأفلاك صورتُه
لنيلِ صورة أنثى تَشتهي ذكرا
والصادُ نورٌ قويٌّ في تشعشعهِ
بما له منه في أحواله السرا
والضادُ كالصادِ إلا أنَّ منزله
أدنى فتلحقه برتبة الوزرا
والعينُ كالجيمِ إلا أنَّ صورتهُ
في الفعل أقوى ظهوراً هكذا اعتبرا
والغين كالعينِ إلا أنْ يقومَ بهِ
عينُ السحاب الذي لا يحمل المطرا
والفاءُ كالباءِ في التصريفِ وهيَ بهِ
أتمُّ فعلاً فقدْ جلتْ عنِ النظرا
والقافُ تعملُ في الضدينِ إنْ كتبتْ
غرباً وشرقاً فكن للحالِ مدَّكرا
والسين تعصمُ من سوء تخيُّله
نفسُ الضعيفِ إذا شخصٌ بذاكَ زرى(5/79)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما نظرتْ عيني إلى
ما نظرتْ عيني إلى
رقم القصيدة : 11407
-----------------------------------
ما نظرتْ عيني إلى
شيءٍ تراهُ فأرى
إلا الذي قال لنا
بأنَّهُ الخلقُ برى
قلتُ فمن قيل لنا
من المياه والثرى
فليس في الكون الذي
تراه من غير يرى
سواهُ فانظرْ عجباً
يدري به من قد درى
إنَّ الوجودَ واحدٌ
في عينه دون امترا
وكلُّ من قال به
في حقهِ فما افترى
فنحنُ فيهِ كلنا
كأصيَد في جوفِ الفرا
والجوفُ منه فارغٌ
والحقُّ ما فيه مِرا
قد قلن ما ذا بشراً
بلْ ملكاً فيما نرى
ولم يكن بملك
ما كانَ إلا بشرا
فهكذا أمرَ الإلـ
ـهُ في الوجودِ والورى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شغلي بمن شرَّع لي الشـ
شغلي بمن شرَّع لي الشـ
رقم القصيدة : 11408
-----------------------------------
شغلي بمن شرَّع لي الشـ
ـغلَ بهِ فحيرا
خاطبني بأنني
عبدٌ له وما نرى
لعينه من شاهد
إلا العمى والأثرا
وقالَ لي إنّ الذي
تراه قد ظهرا
ولولاكَ يا ربَّ الورى
ما كنتُ إلا الورى
مثلُ الذي قالَ لنا
منْ صحة ٍ قدْ انبرى
ميراثنا منْ أحمدٍ
خير الأنام والورى
خيرِ إمامٍ طاهرٍ
سليل أعراف الثرى
صلى عليه الله من
خليفة ٍ قد ظهرا
بكلِّ ما أمله
من ربه ما افتخرا
لأنه عبدٌ وما
للعبدِ أنْ يفتخرا
إلا بمن كوّنه
عبداً لهُ فاشتهرا
أنا الذي قلتُ أنا
لذا يقينا خبرا
لو أنني قلتُ أنا
به رأينا عبرا
فاحمدْ وزدْ في شكرهِ
يزدكمُ ما ذكرا
في محكمِ الذكر لنا
لشاكرٍ إنْ شكرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
رقم القصيدة : 11409
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
يجدِ جزاءً ولا شكورا
وإنما العبد قيل له قل
فقالَ ما قالهُ خبيرا
بانه فيه عبد قَنٍ
ممتثلا امره الكثيرا
لمْ يتخذْ دونهُ ولياً
في حمدهِ لا ولا نصيرا
من علم الحقَّ علمَ ذوقٍ(5/80)
يعلمُهُ ناقداً بصيرا
من حكم العلم في هواه
كان على نفسه قديرا
يعرفهُ كلُّ منْ رآهُ
بنعته سيِّداً حصورا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حسنتُ ظني بربي
حسنتُ ظني بربي
رقم القصيدة : 11410
-----------------------------------
حسنتُ ظني بربي
فاعقب الظنَّ خيرا
أعطاني الظنُّ فيهِ
خيراً كثيراً وميرا
بهِ تعودتُ شرعاً
منْ رده الكورَ حورا
فأسرع الخيرُ نحوي
سيرا حثيثا فسيرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
رقم القصيدة : 11411
-----------------------------------
هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
الله جاء به في الذكر مسطورا
على لسانِ رسولٍ سيدٍ ندسٍ
إذْ طهرَ اللهُ أهلَ البيتِ تطهيرا
فلمْ ينلهمْ لذا في عرضهم دنسٌ
إذ شمروا ذيلهم للنصر تشميرا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
رقم القصيدة : 11412
-----------------------------------
السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
في المشتري وهمِّ المدلجِ الساري
لم لا يقول وقد أودعت سرّهما
أنا المعلمُ للأرواحِ أسراري
أنا المكلّم من نارٍ حجبتُ بها
نوراً فخاطبتُ ذاتَ النور في النارِ
أنا الذي أوجد الأكوان مظلمة ً
ولو أشاءُ لكانتْ ذاتَ أنوار
أنا الذي أوجد الأسرار في شجِ
مجموعة ً لمْ ينلها بوسُ أغيارِ
يا ضارباً بعصاه صلد رابية
شمس وبدر وأرض ذات أحجار
فاعجبْ إلى شجرٍ قاصٍ على حجرٍ
وانظر إلى ضاربٍ من خلف أستار
لقدْ ظهرتَ فما تخفى على أحدٍ
إلا على أحدٍ لا يعرفُ الباري
قطعتُ شرقاً وغرباً كيْ أنالهمُ
على نجائبَ في ليلٍ وأسحارِ
فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبراً
وكيف تسمع أذن خلف أسوار
أمْ كيفَ أدركُ منْ لا شيءَ يدركهُ
لقد جهلتك إذ جاوزتُ مقداري
حجبتَ نفسكَ في إيجادِ آنية
فأنت كالسرّ في روح ابنة القاري
أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به(5/81)
أنت المنزه عن كون وأقطار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
رقم القصيدة : 11413
-----------------------------------
يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
فلقد أنتْ نزهة الأبصارِ
أنتَ محوٌ وأنتَ في العينِ بدرٌ
بتجليكَ في الضياءِ المحارِ
فإذا ما بدا هلالُ المعاني
طالعاً من حديقة ِ الأبصار
قل له بالتواضع المتعالي
لا بنفسِ الدعاءِ والإنكارِ
يا هلالٌ بين الجوانحِ سارَ
لا تفارق حنادسَ الأغيار
كنْ عبيداً بقصرها ومليكاً
بعدَ محوينا لكمْ في السرارِ
حكمة قد تحيرُ الخلقَ فيها
وسراجان أسرجا بنهارِ
عجباً في سناهما كيف لاحا
وسناء الشمس مذهبُ الأنوار
كلُّ نورٍ في كلِّ قلبٍ محارٌ
ما عدا قلتَ وارثِ المختارِ
فاشكرِ الله يا أخيّ على ما
وهبته نتائجُ الأذكارِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
رقم القصيدة : 11414
-----------------------------------
هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
فأتى الليلُ طالباً للنهارِ
فمضى هارباً فرارَ خداعِ
والتوى راجعاً على الأسحارِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
رقم القصيدة : 11415
-----------------------------------
إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
بما قدْ أودعهُ الرحمنُ منْ دررِ
فيرتدي الصدق أحياناً على حذر
ويرتدي المين أحياناً على خطرِ
كلاهما علم في رأسه لهب
لا يعقلُ الحكمَ فيهِ غيرُ معتبرِ
وانظر إلى صادقٍ طابت مواردُه
وكاذبٍ رائحٍ غادٍ على سفر
معَ اتحادهما والكيفُ مجهلة ٌ
من سائلٍ كيفَ حكمُ الحقِّ في البشرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ
كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ
رقم القصيدة : 11416
-----------------------------------
كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ(5/82)
تميزوا في العلى عن البشر
فهم ذوو رحمة ٍ ذوو نظر
مسددٍ في تخالفِ الصورِ
ونعمة ٍ لا تزالُ تصحبهمْ
ليسوا ذوي مِرية ٍ ولا ضرر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
رقم القصيدة : 11417
-----------------------------------
إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
ولذاكَ أضحى أقربَ الأستارِ
منه تفجرتِ العلومُ على النهى
وبهِ يكون الكشفُ للأبصارِ
فيهِ البروقُ وليسَ يذهبُ ضوؤها
أبصارَنا لتقدسَ الأبصار
فيه الرعودُ وليسَ يذهبُ صوتُها
أسماعَنا لتنزُّهِ الأسرارِ
فيه الصواعقُ ليس يذهبُ رسمنا
إحراقها لعناية ِ الآثار
فيه الغيوم وليس يهلك سيلها
أشجارنا لتحققِ الإيثارِ
ما بعدَه شيء سوى مطلوبِنا
ربُّ الأنامِ معَ اسمِهِ الغفارِ
فإذا انجلى ذاك الغمام فذاته
تبدو إلى الأنوار في الأنوار
والنورُ يدرج مثله في ضوئه
كالشمسِ لا تُفني ضياءَ النار
فترى البصائرُ والعيونُ جلاله
وجماله في الشمسِ والأقمارِ
فافهم إشارتنا تفز بحقائق
تخفى على العقلاءِ والنظارِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
رقم القصيدة : 11418
-----------------------------------
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
فيها بحكم تصرُّف الأقدار
دارتْ بهِ الأفلاكُ في فسحاتها
والكونُ في الأدوار بالأكوارِ
فإذا تحل بمنزل تهفو له
شوقاً إليه مطارحُ الأنوار
فيمدّها بالفيض في غَسَقِ الدُّجى
حتى يشمِّر عسكرُ الأسحارِ
للانتقالِ من البسيطة ِ قاصداً
جهة اليمينِ ومغربَ الأسرارِ
ويحلّ إرديسُ العليُّ بوحهِ
في أثر ذاك العسكرِ الجرارِ
يخفى على عينِ المشاهد نوره
كالشمسِ تنفي سطوة َ الأقمارِ
فالزمهريرُ معَ الأثيرِ تحكما
بالبردِ والتسخين في الأطوار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
رقم القصيدة : 11419(5/83)
-----------------------------------
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
على شخوصٍ مزجة ِ الأطوارِ
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار
والمارِ والهواءِ ثمَّ النارِ
بالإستحالاتِ وبالتكوينِ
وبتناهي مدة ِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي
أمر الإله الواحدِ القهَّارِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
رقم القصيدة : 11420
-----------------------------------
يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
لكنهُ خارجٌ عنِ البشرِ
كأنهُ في طوافهِ جملٌ
يخبط لا يلتوي على الحجر
مثلُ حنين وقدْ رآهُ فتى ً
من أعلمِ الناسِ من بني عمر
فقال هذا الذي أقول به
في حقِّ هذا الأنيسِ فازدجرِ
لكنني قد وجدت معذرة
كان عليها في سالف العمر
كان له مقطع يطوف به
ومن أتى عادة فلم يمر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
رقم القصيدة : 11421
-----------------------------------
ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
ما بينَ زمزمَ والركنين والحجرِ
على التزيُّن بالمرضيِّ من صفة ٍ
محمودة ٍ بينَ أهلِ الشرعِ والنظرِ
ولا تزال مع الأنفاسِ قائمة ً
به إلى منتهى الأوقاتِ والعُمرِ
وما تحللها من سيءٍ فلنا
عليه شرط صحيح جاء في الخبر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
رقم القصيدة : 11422
-----------------------------------
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
وأحسنَ الناسِ في المعنى وفي الصورِ
وكانَ قدْ ملكتْ قلبي محاسنها
خبراً محققهُ يربى على الخبرِ
ألبستُها من سنى الأثوابِ ثوبَ تقى ً
فخراً على جنسها منْ خرقة ِ الخضرِ
وهيَ التأدبُ بالآدابِ أجمعِها
معَ التخلقِ بالآياتِ والسورِ
والعهدُ ما بيننا أنْ لا تبوحَ بها
ولا تعرفُها شخصاً من البشرِ
لكيْ تكونَ من الإخلاصَ نشأتها(5/84)
فليسَ يلحقُها شيءٌ من الغيرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
رقم القصيدة : 11423
-----------------------------------
ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
في النومِ ما بينَ بابِ البيتِ والحجرِ
وقبّلتْه فقبّلنا مقبّلهَا
وغبتُ فيهِ عن الإحساسِ بالبشرِ
واستصرختْ في نيات الطوافِ وفدْ
حسرنَ عن أوجهٍ من أحسنِ الصُّورِ
هذا إمامٌ نبيلٌ بينَ أظهرنا
هذا قتيلُ الهوى واللثمِ والنظرِ
قالتْ لها قبليهِ الأمُّ ثانية ً
عساه يحيى كمثلِ النفخِ في الصور
فالنفخُ يخرجُ أرواحَ الورى وبهِ
يحيى إذا دُعيت للنشر من حفر
فعاودتُ فأزالتْ حكم غاشيتي
وأدبرتْ وأنا منها على الأثرِ
أُقبلُ الأرض إجلالاً لوطأتها
حبالَه وأنا منه على حذرِ
من أجل تقييدِه بصورة ِ امرأة ٍ
عند التجلِّي فقلتُ النقصُ من بصري
ونسوة ٍ كنجومٍ في مطالعِها
وأنتَ منهنَّ عينَ الشمسِ والقمرِ
يا حسنها غادة ً كالشمسِ طالعة ً
تسبي العقولَ بذاكَ الغنجِ والحورِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
رقم القصيدة : 11424
-----------------------------------
لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
عين الذي كنت أبغيه بلا صورِ
علمتُ أن الذي أبغيه يطلبني
بالعلم بي لا به فانهض على أثري
ترى الذي قد رأينا من منازله
في كلِّ آية ٍ تنزيهٌ من السورِ
وكلُّ آية ٍ تشبيهٌ ومحكمة ٌ
تُتلى علينا من المكتوبِ في الزبر
ومَطلبُ الحقِّ منا أن نوحِّدَه
رباً كما هوَ في القرآنِ والنظرِ
ما مطلبُ الحقِّ منا أنْ نكيفهُ
حتى نراه بمجلى الشمسِ والقمرِ
ولا تفكرتُ فيه ما بقيتُ ولا
يزال من فكرهِ عقلي على غررِ
في آلِ عمرانِ جاءَ النصُّ يطلبني
بما لديه من التخويفِ والخدر
وذاك عن رأفة ٍ منه بنا ولذا
يتلى علينا معَ الآصالِ والبكرِ
الليلُ للهِ لا لي والنهارُ معاً(5/85)
لأنه الدهر فانظر فيه واعتبر
لا تعتبرْ نفسهُ إنْ كنتَ ذا نظرٍ
مسددٍ ولتكنْ تمشي على قدرِ
إنَّ المعارجَ والإسرا إليه بهِ
على البراقِ الذي أنشأتُ من فكري
حتى انتهيتُ إلى ماشاءه وقضى
تركتهُ وامتطينا رفرفَ الدررِ
عند التفاتي به إذ كان ينزل بي
إلى السماءِ يناجيني إلى السحرِ
ودَّعته ثم سرنا حيث قال لنا
إذا به عن يميني طالباً أثري
لما تأمّلته لم أدر صورته
وعلمنا أنهُ هوَ غاية ُ الخطرِ
غفلتُ عنهُ لهُ إذ كانَ مقصدُهُ
مني التغافلَ بالتحويلِ في الصورِ
لأنه عالم أني أميّزه
لمَّا تكفلني منْ حالة ِ الصغرِ
له ولدتُ لهذا ما برحتُ له
مشاهداً ناظراً فيهِ إلى كبري
لذاك أخبرنا بأنه معنا
على مكانتنا في بدوٍ أوْ حضرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
رقم القصيدة : 11425
-----------------------------------
رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
بسقفِ بيتي على قُرب من السحرِ
علمتها عينَ منْ أهوى تعرفني
بما أنا منهُ في وردٍ وفي صدرِ
وكنتُ في حاضرِ الأبصارِ أرقُبه
لحادثٍ كان لي فيهم من الخبر
على لسانِ الذي ظني بهِ حسنٌ
يحيا الفؤادُ بذاكرهُ وبالنظرِ
عن الرسولِ رسولِ الله سيدنا
المصطفى المجتبى المختارِ منْ مضرِ
فقلت أعرفكم حالاً وأشهدكم
عيناً وأظهرَكمْ لأعينِ البشرِ
لأنُهم جهلوا ما نحنُ نعلمهُ
منَ التجلي الذي للهِ في الصورِ
ما قلتُ فيكم ولا فهنا بذكركمْ
إلا بما جاءَ في الآياتِ والسورِ
أتلو وأسردُ آياتٍ علمتُ بها
في شأنكمْ عنكمْ ما قلتُ عنْ نظرِ
ما لي التحكمُ في نفسي فكيفَ لنا
فيه التحكمُ والرامي على خطرِ
من أن يصيبَ به من لا يجوز له
فيهِ التصرفُ إلا حالة َ الضررِ
مثل النبي الذي يوحى إليه به
لكي يبلغه للسمع والبصرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
رقم القصيدة : 11426(5/86)
-----------------------------------
بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
ما ليس يدركه غيري من النظرِ
ولستُ منهُ بلا شكٍّ على خطرٍ
مثل المقلّد للمعصومِ في الخبرِ
من حاله الشمّ أعلى منه منزلة
أعني المقلد لا الإدراك بالنظر
للذوقِ أخذ شريف لا يكيفه
في فعلهِ غيرُ أهلِ الضربِ والبصرِ
وليس يعرفُ من ذوق بجارحة ٍ
مذاق جارحة أخرى أبو البشر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
رقم القصيدة : 11427
-----------------------------------
استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
فإنَّ قائله منهمْ على خطرِ
وهوَ الصحيحُ الذي لا شكَّ يدخلني
فيه ولكنني منه على حذر
وقدْ أتيتُ بهِ لحكمة ٍ حكمتْ
عليّ فيه على ما جاء في القدر
من العلوم التي قد عزَّ طالبها
ولم ينلها لما في الأمر عن غَرَرِ
لولا وراثتنا خيرَ الأنامِ لما
حصلتها السيدَ المختارَ منْ مضرِ
وهوَ العليمُ بها منْ ضربة ٍ حصلتْ
لهُ منَ اللهِ ذي الآلاءِ في السمرِ
فاسمع فديتك إني قد عزمت على
إبراز ما كان في الأصدافِ من درر
إنْ قيلَ ما سببُ التكبيرِ والغيرِ
فقلْ لهُ ذاكَ مجلى الحقِّ في الصورِ
فما ترى العينُ إلاَّ واحداً أبداً
والكِبرُ جاء من الإحكام في النظرِ
إنَّ الوجودَ على الإيهامِ نشأتهُ
مثل الشهادة ِ حال الذرِّ في الفطرِ
والحكمُ مني بهذا القولِ صورته
ما قلُته وكذا المشهودِ بالبصرِ
الغيبُ لله لا الأبصارُ تدركه
وما ترى العينُ يكنى عنه بالبشرِ
من كلِّ نجمٍ وأفلاكٍ يدور بها
وما يولده من هذه الأكْر
إنْ لمْ تحققهُ برهاناً ومعرفة ً
كما هو الأمر فاقنع فيه بالخبر
من ذائقٍ لمْ يقلْ ما قالَ عن نظرٍ
ولا قياسٍ ولا حدسٍ ولا ضَرر
إنّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليسَ لهُ
فيهِ شريكٌ كما قدْ جاءَ في الأثرِ
وأين مثلُ رسولِ الله سيِّدِنا
فيما يُقال ففكِّر فيه واعتبر
فيما يقولُ لبيدٌ في جهالتِهِ(5/87)
وليسَ يدري الذي قدْ قال فادكرِ
فإنّ ذا فطنة ٍ مثلي مخلفة ٍ
ترى الحقائقَ تأتيها على قدر
ولا تقل إن ذا وهم وسفسطة
القولُ ما قلته فانهض على أثَري
والله لولا شهودُ الحقِّ ما نظرت
عيني إلى أحد من عالم الغير
إني يتمية ُ دهري ما لها شبهٌ
من الفرائدِ في نجْر ولا بحر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيها المشغوفُ بالذكر
يا أيها المشغوفُ بالذكر
رقم القصيدة : 11428
-----------------------------------
يا أيها المشغوفُ بالذكر
في حالة ِ الإشفاعِ والوترِ
لو كنتَ لي في عالمِ الخلقِ
لكنتَ لي في عالمِ الأمرِ
إنْ ضاقَ ظرفُ الدهرِ عنْ عينكم
فلمْ يضقْ عن عينكم صدري
ما أوسع القلبَ إذ آمنت
جوارحي بكلِّ ما يجري
لم أدرِ أنَّ للقلب ظرف لكم
لولا الذي أخبرني سري
عندَ تجليهِ لنا طالباً
في ليلة ٍ يعطى إلى الفجرِ
أنتَ الذي أخبرتني بالذي
فهمت به في السِّرِّ والجهر
على لسانِ السيدِ المصطفى
الطيبِ الأسلافِ من فهرِ
ما جئتكمْ بالأمرِ منْ خارجٍ
بلْ جئتكمْ بالأمرِ منْ بحرِ
تلتطمُ الأمواج فيه كما
تأتي بهِ الأنفاسُ في الذكرِ
فإنْ ذكرتم فاذكروه بما
تلاه في القرآنِ ذي الذكر
لا تذكروهُ بالذي تنظروا
فالفرعُ يُعطى قوّة َ النجر
ذكرته يوماً على غَفلة ٍ
بغيرِ ما قلبٍ منَ الأمرِ
فلم أجدْ عند مذاقِ الجنى
طعمَ الذي أعلم بالخبر
وجدته كالمنِّ في طعمه
والفارقُ الواضحِ بالسكرِ
بالصحو يأتي ذكره دائماً
والقبضُ والبردُ معَ الوفرِ
والذكرُ من عندي على ضدِّه
يأتيك بالسكر وبالحرِّ
فذكره ما بين أذكارنا
بين الليالي ليلة َ القدرِ
سبحانَ من صيَّرني عالماً
من بعد ما قد كنتُ كالغمر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> توهمت من أهواه خارجَ صورتي
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
رقم القصيدة : 11429
-----------------------------------
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
فقدرتُهُ في القربِ بالباعِ والشبرِ
فيحيي فؤادي بالوصالِ وباللقا(5/88)
ويقتلني بالصدِّ منهُ وبالهجرِ
يجرِّد عن غصنٍ قويمٍ وعن نقا
ويبسمُ عن درٍّ ويُسفر عن بدرِ
ويُجري لنا نهراً من الضَّرْعِ طيباً
ومن عسلٍ أصفى وماءٍ ومن خمرِ
يمدُّ بهِ كوني لأني من أربعٍ
خلقتُ بها في النشأتين بلا أمر
معَ الأمرِ بالتكوينِ في كلِّ حالة ٍ
ولا أدرِ معناهُ ولا أدرِ أدري
أتيتُ إليهِ منْ طريقٍ ذلولة ٍ
مسهَّلة لكن على مَركبٍ وَعر
بنقرٍ بأوتارٍ بأيدي كواعبٍ
يملن علينا من هوى لا من السُّكر
فلما تأملنا وجدنا وجودَنا
بأسمائه الحسنى فقمتُ بها أجري
إلى عالمِ الأكوانِ أخبرهُمْ بها
كما أخبر الرحمن في محكم الذكر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
رقم القصيدة : 11430
-----------------------------------
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
إليكَ مرجعهُ فانهضْ على قدرِ
واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه
مصدِّق في الذي قد جاء من خبر
وخذْ بهِ خلفَهُ في الحالِ مقتدياً
واركنْ إليهِ ولا تركنْ إلى النظرِ
واعلمْ بأنَّ ذوي الأفكارِ في عمهٍ
فكنْ من الفكرِ يا هذا على حذرِ
والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ
صفاتُهُ ولهُ في التحكيمِ في العبرِ
وما له ذلك التحكيم في عِبَرٍ
إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر
وليس يعرف سرَّ الله في القدر
إلاّ الذي علم الأعيانَ بالأثرِ
وما رأى أثرَ الأسماءِ في أحدٍ
فقال في قبتيها هم على خطر
لا نعتَ أشرفُ من علمٍ يفوزُ به
يقولُ من فاتهُ يا خيبة َ العمرِ
يمشي بهِ آمناً فالعلمُ محفظة ٌ
لمنْ يحصله منْ وقعة ِ الغررِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
رقم القصيدة : 11431
-----------------------------------
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ
فإن كان عسر أطلقَ العبد حمده
على كلِّ حالٍ منهُ في نفعٍ أو ضرِّ
وإن كان يسر قيد العبد حمدُه(5/89)
كما جاءَ في الأنعامِ والفضلِ في اليسرِ
بذا جاءتِ الأخبارُ في حمدِ سيدٍ
رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ
معلمِ أسبابِ السعادة ِ كلها
لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ
أنا أسوة فيه كما قال ربنا
تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر
وفي غيرها فاعلمْ بأنكَ مقتدٍ
به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري
نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة
فقومي له فيها على قدم الشكر
فإنَّ الذي يدعى عنِ الخلقِ في غنى
ونحن على ما نحن من حالة ِ الفقر
ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرة ٌ
إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي سترِ
فأصبحوا إذا عمَّ التجلي وجودَهُ
وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
يخاطبني من كل ذاتِ عناية
بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
فنثري الذي يدريه ما هو من نثري
وشعري الذي أبديهِ ما هوَ من شعري
هويته من كل شيء وجوده
وصحت به الآثار فانهض على أثري
ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل
إذا ما رأيتَ الحقَّ إني في خسرِ
فما الناسُ إلا بينَ هادٍ ومهتدٍ
فمنهم إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ
وهذي إشاراتٌ لمنْ كانَ عالماً
بما قلته في السرِّ كانَ أوْ الجهرِ
إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي
شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر
فما عندكمْ إلا وجودٌ محققٌ
وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر
لقد قررَ الإيمانُ عندي حقائقاً
تنافي براهينَ النهيِ من ذوي الفكرِ
فحزت به كشفاً فعادت معارفاً
مطالعها في القلبِ كالأنجمِ الزهرِ
فلا ريب عندي في الذي قد طعمته
من العلم بالله المقرَّر في صدري
حييت به علماً وعقداً وحالة
هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر
لقيتُ بهٍ رباً كريماً بحضرة ٍ
منزهة علياء ماطرة النثر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
رقم القصيدة : 11432
-----------------------------------
رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ
فخاطبتْ ذكرانا لأني رأيتهمُ
رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ
وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً(5/90)
من الروح القاءً لسورة غافر
وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرتُهُ
وأنهمُ ما بينَ ناهٍ وآمرٍ
هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل
بأنَّ الذي قدْ جاءَ ليسَ بخابرِ
وما خصَّ نوعاً دونَ نوعٍ لأنهُ
رأى الأمر يسري في صغير وكابر
ولا تمترِ فيما أقول فإنني
وقفتُ على علمٍ منَ البحرِ زاخرِ
تحسينهُ ماءً فراتاً وإنَّه
لمِلحٌ أُجاجٌ في السنين المواطرِ
فمنْ كانّ ذا فكرٍ تراه محيراً
ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر
تمنيت أن أحظى برؤية ِ مؤمنٍ
صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ
وذاك الذي يأتي بصورة تاجر
مليّ من الأرباحِ ليس بخاسر
فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ
ولم أر لابساً زيّ شاطر
تنوعتِ الأشياءُ والأمرُ واحدٌ
وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر
إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر
يشاهده قلبي وعقلي وناظري
تناولتُه منه على حين غفلة ٍ
من الكونِ لمْ يشعرْ بهِ غيرُ شاعرِ
فنظمتهُ فيهِ مديحاً منزهاً
ونَثراً علا قدراً على كلِّ ناثر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
رقم القصيدة : 11433
-----------------------------------
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
تساوى الدنيُّ الأصلِ والطيبُ النجرِ
لقدْ ضربوه قاطعينَ بأنَّهُ
إذا ضربوه لا يقوم من القر
فأنطقه للقوم ثم أعاده
إلى الحالة الأولى إلى مطلعِ الفجر
كما سبَّح الحصباءُ في كفِّ سيِّدٍ
وأصحابه الأعلام كالأنجمِ الزهر
فما كانتِ الآياتُ إلا سماعهُم
وهذا الذي قدْ جاءَ ضربٌ منَ النثرِ
وكلٌّ لهُ حالٌ ووقتٌ معينٌ
فحالٌ إلى كَشفٍ ووقتٌ إلى ستر
فما كانَ منْ شامٍ يراهُ ممثلاً
فيبصره حياً إذا كان منْ مصرِ
وجاء الذي مثلي غريباً مقرّراً
يقول الذي قالاه ما فيه من نُكْرِ
فمنْ شاءَ فليكفرْ ومن شاءَ فليقلْ
بأني على حق يقينٍ من الأمر
لقوّة ِ إيماني بما قال خالقي
وصدقي الذي قد قرّر الله في صدري(5/91)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
رقم القصيدة : 11434
-----------------------------------
شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
له الملكُ بعدَ الغوثِ والغوثُ لا يدري
بما هوَ غوثٌ ثمّ إنْ كانَ عالماً
به فاختصاص جاء في ليله يسري
تباركَ ملكُ الملكِ جلَّ جلالهُ
وعزَّ فلمْ يدرك بفكرٍ ولا ذكرِ
تعالى عن الأمثالِ علو مكانة ٍ
تبارك حتى ضمه القلبُ في صدري
ولمْ أدرِ ما هذا ولا ينجلي لنا
مقالته فيه وبالشفع والوترِ
عرفناه لما أن تلونا كتابه
فللجهرِ ذاكَ الوترُ والشفعُ للسرِّ
وما عجبي من ماءِ مُزن وإنما
عجبتُ لماءٍ سال من يابس الصخر
كضربة ِ موسى بالعصا الحجر الذي
تفجَّرَ ماءً في أناسٍ لهُ تجري
وكلُّ أناسٍ شربُه عالم به
يميزه ذوقاً وإنْ حلَّ في النهر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
رقم القصيدة : 11435
-----------------------------------
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حينيني إلى الشمسِ المنيرة ِ والفجرِ
فإني أحظى في النهارِ بشفعهِ
وأحظى إذا ما جاءَ في الليلِ بالوترِ
لقدْ أقسمَ الحقُّ العليُّ بليلهِ
وبالفجرِ والإتباعِ فيهِ لذي حجرِ
بأنَّ الذي قدْ جاءَ في الذكرِ ذكرهُ
مضافاً إلينا ما له الأنس بالأجر
إذا كنتُ في قومٍ ولمْ أكُ عينهُم
وسرهمُ سري وجهرهمُ جهري
فما أنا فيهم ذو وفاءٍ وإنني
إذا حقق الأقوام شاني لفي خسر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
رقم القصيدة : 11436
-----------------------------------
أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
عياناً في الورودِ وفي الصدورِ
وليس له امتنان فيه أني
أرى أثرَ الأمورِ منَ الأمورِ
فإنَّ الحكمَ للمعلومِ عقلاً
وكشفاً في الجنانِ وفي السعيرِ
فحكمُ الشيءِ مقصورٌ عليه(5/92)
وما أدَّاه ذاك إلى القصورِ
ولكنَّ الأديبَ إذا رآهُ
يقولُ بذاكَ من خلفِ الستورِ
ويدخلْ محرماً بلداً حراماً
ويلبس للملابسِ ثوبَ زور
فيأخذه العليم بما ذكرنا
ويوصلهُ إلى دهرِ الدهورِ
لقد دلَّتْ شواهده عليه
بما دارت عليه رَحى السرورِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
رقم القصيدة : 11437
-----------------------------------
أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
ترفعُ مني في الشهودِ ومنْ قدري
وذلك شطر الدهرِ عندي لأنها
تكون بما فيها إلى مطلعِ الفجر
ترحلُ عني تبتغي عينَ موجدي
وقد سترت أمري وقد شرحتْ صدري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
رقم القصيدة : 11438
-----------------------------------
إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
أكور بها حقاً إذا هو لم يكر
بكوني إذا ما كنت خلعاً فإنه
نزيه عن أحكامٍ تكون عن الأكر
إذا كانَ قدْ جاءَ الحديثُ بأنَّهُ
لأجل اختلافِ الاعتقاداتِ ذو غير
ولكنه بالذاتِ عند أولي النُّهى
غنيٌّ بنصِّ الذكرِ في محكمِ السورِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
رقم القصيدة : 11439
-----------------------------------
إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
وإنَّ فيه مجالَ الفكرِ والعبر
وقلْ به إنه على تحكمه
لا حكمَ فيه على الأرواحِ والصورِ
إلا بأعيانها فاعلم طريقة َ
الحكمِ فيها لها إنْ كنتَ ذا نظرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
رقم القصيدة : 11440
-----------------------------------(5/93)
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
وجودٌ يسمى عالمَ الخلقِ والأمرِ
أهيم به دهري لصورة ِ خالقي
ولولا وجودُ الدهرِ لمْ أفنَ في الدهرِ
أذوبُ وأفنى رقة ً وصبابة ً
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
وفي صورة ِ الأكوان أبصرتُ صاحبي
لذا كثرتْ أسماءُ حبي في شعري
فإن قلتُ شعراً في شخيصٍ معينٍ
فما هوَ إلا ما تضمنَّهُ صدري
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق
تقومُ به من عقلٍ أو حسٍّ أو فكر
يناجيه في سرّي ضميري وشاهدي
بأسمائه في الشفع كان أو الوتر
أقولُ لهُ حبي فأسمعُ ردَّه
بما قلته مثلّ الصدى حكمُه يجري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
رقم القصيدة : 11442
-----------------------------------
روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
فكل عينٍ فمن أنثى ومن ذَكَرِ
هذا فراش وذا سقف يظلله
والأمر بينهما يجري على قدر
لله حكم اقتدارٍ لا يزايله
كما القبولُ لنا فاسلكْ على أثري
والكونُ عنْ أصلِ شفعِ لا وجودَ لهُ
في الوترِ فاعلم وكنْ منهُ على حذرِ
والرابطُ الفردُ لا ينفكُّ بينهما
لولاهُ ما كانَ ما شاهدتَ من صورِ
عقلاً وشرعاً وتنزيهاً لمعرفة ٍ
وليس في العلم إنْ أنصفتَ من خطر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا النظر الفكريّ كان سميري
إذا النظر الفكريّ كان سميري
رقم القصيدة : 11443
-----------------------------------
إذا النظر الفكريّ كان سميري
وكان وجودُ الحقِّ فيه سجيري
وعزَّ لوجدانِ الحقيقة ِ مطلبي
وكان ورودي في عمى وصدور
تيقنتُ أني إنْ تأملتُ خاطري
وجدت الذي أبغيه عين ضميري
دعاني إليهِ الشوقُ من كلِّ جانبٍ
فكانَ بشيري بالهوى ونذيري
نفوسٌ عفيفاتٌ أتينَ يعدنني
وقدْ ضربوا ما بينهنَّ بسورِ
شهدنَ علينا إذ شهدنَ بما لنا
وحرمة حبي ما شهدنَ بزورِ
لقد ذهبتْ في حسنِ ذاتي طوائف
ذهاب خبير بالأمور بصير
أضلوا على علمٍ فضلُّوا وضللوا(5/94)
فيا ليتَ شعري من يكون عذيري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا مَنزلاً ما له نظير
يا مَنزلاً ما له نظير
رقم القصيدة : 11444
-----------------------------------
يا مَنزلاً ما له نظير
لمْ يبقَ سكناكَ في الصدورِ
هما فتسمو بذاكَ قدراً
على المقاصير والقصورِ
ولم يزل من تكون مأوى
لهُ على أكملِ السرورِ
في غبطة وانتظامِ أمرٍ
فيكَ إلى آخرِ الدهورِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
رقم القصيدة : 11445
-----------------------------------
إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
والكلُّ جارٌ لربِّ الناسِ والدارِ
فإنْ تعدى عليهِ جارُه فلهُ
العفوُ والأخذُ آثاراً بآثارِ
إنْ شاءَ عاقبه أو يعف عن كرمٍ
والعفوُ شيمة ُ من يصغي إلى القاري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
رقم القصيدة : 11446
-----------------------------------
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
ليذكرني ربي بما كان من ذكري
لأنا نقلناه حديثاً معنعناً
وما زال ذاك النقلُ عنه على ذكري
فمنْ كونهِ كوني ومنْ عينهِ عيني
ومن سرِّه سرّي ومن جهره جهري
ولستُ بغيرِ لا ولا أنا عينهُ
فمنْ أنا عرفني فإني لا أدري
فلو كنته عيناً لما كنت جاهلاً
ولو لم أكنه لم يكن أمره أمري
فميزه عني الذي فيه من غنى
وميزني عنه الذي بي من الفقر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
رقم القصيدة : 11447
-----------------------------------
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
حسناءَ ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ
ترنو إليّ بعينٍ كلها حَوَر
فمتُّ وجداً بها من ذلكَ الحورِ
لمَّا نظرتُ إليها وهيَ تنظرني
فنيت حبالها من لذة ِ النظرِ
وقلتُ للنفسِ يا نفسُ انظري عجباً(5/95)
هذا الخيالُ فكيف الحس يا بصري
انظر إلى لطفهِ وحسنِ صورتِه
بالفاء لأبالي منْ حضرة ِ الفكرِ
ولتعتبرهْ وجوداً لمْ يقم عدمٌ
به ولا ندمٌ من صورة ِ البشر
فإنها جنّة ُ المأوى لساكنها
وجنة ُ الخلدِ لا منْ جنة ِ النظرِ
وتلكَ جنة ُ عدنٍ والكثيبُ بها
معَ الذي يحتوي عليهِ منْ صورِ
هذي المعالي التي الأفكارُ تطلبها
وهيَ التي نالَ أهلُ الكشفِ بالنظرِ
فأين غايتهم فيما ذكرت لكم
هذي الروائح من مسك لهم عطر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
رقم القصيدة : 11448
-----------------------------------
لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
في ذاتِ أكملِ مخلوقٍ منَ البشرِ
يخصه اسم وما الأسماء تحصره
وليسَ شيئاً لهُ نعتٌ بمنحصرِ
لأنه قائمٌ بكلِّ ما وصفتْ
به الذواتُ من التنزيه والغير
سبحانَ من أوجد الأشياء من عدمٍ
ومنْ ثبوتِ وجودٍ غيرِ مختصرِ
في عينه أو عيونِ الخلقِ يظهره
أحكامُها بالذي فثيها منَ الصورِ
وكلهُ خارجٌ عنْ عينِ صورتِهِ
بما له في وجودِ العينِ من سور
الحقُّ أوجدَه والكونُ عينهُ
بما لديه من الآياتِ والسور
في كلِّ آية ِ تنزيهِ لهُ علمٌ
بهِ يشبههُ منْ كانَ ذا نظرِ
فالحكم يشفعه والعينُ توتره
والعقلُ ينكر ما يتلوه من خبر
جلّ الإلهُ فما تحصى مشاهدهُ
قدْ حارَ فيهِ وجودُ العقلِ والبصرِ
لأنَّهُ يتعالى في نزاهتهِ
عنِ العقولِ وعمَّا كانَ في الفطرِ
لذا يقولُ رسولُ اللهِ نحنُ بهِ
كما يكون له فانهض على قدر
لو كان لي ما له لكنته وأنا
إنْ كنتهُ فأنا منهُ على خطرِ
لكنْ أقولُ أنا إنْ قلتهُ بأنا
عينُ الوجودِ الذي في الحقِّ من سيرِ
فالصورُ ليسَ لهُ والعينُ ليسَ لنا
وباجتماعهما لي ينقضي وطري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
رقم القصيدة : 11449
-----------------------------------(5/96)
أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
من كانَ في بدوه أو كان في حضرِهْ
الشمسُ منْ نورِهِ فالقلبُ منزلهُ
والمسكُ في ريحهِ والشهدُ منْ أثرهْ
إذا أعاينهُ تسري الحياة ُ بهِ
في خدهِ فيذوبُ القلبُ منْ خفرِهْ
لمَّا بحثتُ عليهِ لا أراهُ سوى
ما قام بالنفس منه فهو من أثره
فما يهيمُ قلباً في الهوى أبداً
إلا تخيله لا غير من نظره
فبالخيالِ نعيمُ الناسِ أجمعُهم
كما بهِ الألمُ الآتي على قدرِهْ
إذا علمت بهذا قد نعمت بما
تشكو نواهُ إذا ما غابَ في سفرِهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنازعني الأقدار فيما أرومه
تنازعني الأقدار فيما أرومه
رقم القصيدة : 11450
-----------------------------------
تنازعني الأقدار فيما أرومه
وإنَّ نزاعي فيه أيضاً من القدرِ
فحكمي عليها إنْ تأملتُهُ بها
فمنها أمانُ الخائفين مع الحذرِ
تقابلتِ الأضداد منها كمثل ما
تقابلتِ الأسماء بالنفع والضرر
فكل الذي في الكون من متقابلٍ
من العلمِ بالله العظيمِ لمن نظر
فسلِّم وفوِّضْ واتَّكلْ واعتمدْ فقد
يجيئك ما ترضاه يمشي على قدر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
رقم القصيدة : 11451
-----------------------------------
توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
وتعلمْ بأنَّ الحكمَ منا ولا تدري
وما قلت إلا ما تحققه به
كذا قرّر الله المهيمن في صَدري
أنا في عباد الله روح مقدّس
كمثل الليالي روحها ليلة القدر
تقدّست عن وتر بشفع لأنني
غريبٌ بما عندي عن الشفعِ والوتر
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مبشّراً
بأني ختام الأمر في غرَّة الشهر
وقال لمنْ قدْ كانَ في الوقتِ حاضراً
منَ الملإِ الأعلى ومنْ عالمِ الأمرِ
ألا فانظروا فيه فإنّ علامتي
على ختمهِ في موضعِ الضربِ في الظهرِ
وأخفيتهُ عن أعينِ الخلقِ رحمة ً
بهم للذي يعطى الجحود من الكفر
عرضتُ عليهِ الملكَ عرضاً محققاً(5/97)
فقالَ ليَ الأمرُ المعظمُ في السترِ
لأنكَ غيبٌ والسعيدُ من اقتدى
بسيدِهِ في حالة ِ العسرِ واليسرِ
فنحمدُ في السراءِ حمداً مخصصاً
ونحمد حمداً سارياً حالة الضرّ
ظهوركَ في الأخرى فثمَّ ظهورنا لذا
جئتني في العربِ إذْ جئتَب بالشكرِ
فإنَّ وجود الشكرِ يبغي زيادة
من الله في النعماء فانهض على اثري
لو أنك يا مسكين تعرف سرَّه
لكنت بما تدري به أوحد العصر
غريباً وحيداً حائراً ومحيراً
وكنتَ على علمٍ تصانُ عنِ الذكرِ
خفيٌّ على الألبابِ منْ أجلِ فكرها
وإن كان أعلى في الوضوحِ من البدر
أنا وارثٌ لا شكَّ علمَ محمدٍ
وما الفخر إلا في الجسومِ وكونها
ولستُ بمعصومٍ ولكنَّ شهودَنا
هو العصمة الغرَّاء في الأنجمِ الزهر
ولستُ بمخلوقٍ لعصمة ِ خالقي
منَ الناسِ فيما شاءَ منهُ على غمرِ
علمت الذي قلنا ببلدة تونس
بأمر إلهي أتاني في الذكر
أتاني بهِ في عامِ تسعينَ شربنا
بمنزلِ تقديسٍ منَ الوهمِ والفكرِ
ولمْ أدرِ أني خاتمٌ ومعينٌ
إلى أربعٍ منها بفاسٍ وفي بدرِ
أقامَ لي الحقُّ المبينُ يمينهُ
بركبتهِ والساقُ منْ حضرة ِ الأمرِ
وبايعته عند اليمين بمكة
وكانَ معي قومٌ وليسوا على ذكري
وأَقسمَ بالحجرِ المعظمِ قدرهُ
وفي ذلكَ الإيلاء يمينٌ لذي حجرِ
مولدة الأرواح ناهيك من فخر
لقد جاء بالميراثِ في طيء نشري
وأينَ بلالٌ منْ أبي طالبٍ لقدْ
تشرفَ بالتقوى المحقرُ في القدرِ
سألتكَ ربي أنْ تجودَ لعبدكمْ
بأنْ يكُ مستوراً إلى آخرِ الدهرِ
كمثل ابن جعدون وقد كان سيِّداً
إماماً فلم يبرح من الله في ستر
سألتكَ ربي عصمة َ السترِ إنهُ
على سنة الحناوي سنتنا تجري
لقدْ عاينتْ عيني رجالاً تبرزوا
خضامة ً علياً وما عندهمُ سري
وأقسمتُ بالشمسِ المنيرة ِ والضحى
وزمزم والأركانِ والبيتِ والحجر
لئن كان عبدُ الله يملك أمره
فما مثلهُ عبدُ السميع أو البرِّ
فإنَّ لكلِّ اسم تعيَّن ذكرُه
سوى الذات مدلولاً له حكمة الظهر
فمنْ يشتهي الياقوتَ منْ كسبِ كدِّهِ(5/98)
يقاسي الذي يلقاه من غمة البحر
وإن ذكروا روحي حننت إلى مصر
أتاني بهِ الفاروقُ عندَ أبي بكرِ
فلم أستطع عني دفاعاً ولم أكن
بما جاءني فيهِ مبشرهُ أدري
بحجرته الغرّا بمسجد يثرب
بحضرة ِ عبد الله ذي النائلِ الغمرِ
وما زلت من وقتِ الغروبِ بمشهد
فملت إليه في رجالٍ ذوي نهى
ومصباحُ مشكاة ِ المشيئة ِ في يدي
أنوّر بيت الله عن وارد الأمر
لأسرحَ منهُ والصلاة ُ تلزني
على ما أراه ما يزيد على العشر
لباسي الذي قد كان في اللون أخضرا
وإني منْ ذاكَ اللباسِ لفي أمرِ
غنيتُ بتصديقي رسالة َ أحمدٍ
عنِ الكشفِ والذوقِ والمحققِ والخبرِ
وهذا عزيز في الوجودِ مناله
ولوْ لمْ يكنْ هذا لأصبحتُ في خسرِ
ولي في كتاب الله من كل سورة
نصيبٌ وجلُّ الخيرِ منْ سورة ِ العصرِ
تواصوا بحقِّ اللهِ في كلِّ حالة ٍ
كما أنهم أيضاً تواصوا على الصبر
أحبُّ بقائي ها هنا لزيادة ٍ
وأفزع إيماناً إلى سورة النصر
إذا لم أكن موسى وعيسى ومثلهم
فلست أبالي أنني جامع الأمر
فإني ختم الأولياء محمد
ختامُ اختصاص في البداوة ِ والحضر
شهدتُ له بالملك قبلَ وجودِنا
شهودَ اختصاصٍ أعقلُ الآن كونهُ
ولم أك في حال الشهادة في ذعر
لقدْ كنتُ مبسوطاً طليقاً مسرحاً
ولم أك كالمحبوس في قبضة الأسر
ظهرتُ إلى ذاتي بذاتي فلمْ أجدْ
سواي فقال الكل أنت ولا تدري
فإن أشركت نفسي فلم يك غيرها
وإنْ وحدتْ كانت على مركبٍ وعر
إذا قلتُ بالتوحيد فاعلم طريقه
فما ثمَّ توحيدٌ سوى واحدِ الكثرِ
ولا بد أن تمتازَ فالوتر حاصلٌ
ولكن في الايجاد لا بد من نزر
لقد حارتِ الحيراتُ في كلِّ حائرٍ
وحاصلُ هذا الأمرِ في القولِ بالنكرِ
فإنْ شهدتْ ألفاظنا بوجودِنا
تقولُ المعاني إنني منكَ في خسرِ
إذا ذكروا جسمي حننتُ لشامِنا
وإنْ ذكروا روحي حننتُ من فخرِ
ألا إن طيب الفرع من طيب أصله
وكيفَ يطيبُ الفرعُ من خبثِ النجرِ
يعزُّ علينا أنْ تردَّ سيوفنا
مفللة ً من ضربِ هام ومن كسر
صريراً من أقلامٍ سمعتُ أصمني(5/99)
وما علمتْ نفسي بصمٍّ منَ الصرِّ
حياة فؤادي من علومِ طبيعتي
كإحياء ماء قد تفجر من صخر
بلاداً مواتاً لا نبات بأرضها
فأضحتْ لمحياها تبسمُ بالزهرِ
تتيهُ بهَ عجباً وزهواً ونحوهُ
حدائقَ أزهارٍ معطرة ِ النشرِ
نراها مع الأرواح تثنى غصونها
حنواً على العشاقِ دائمة َ البشرِ
فيا حسنه علماً يقوم بذاتنا
جمعنا بهِ بينَ الذراعِ معَ الشبرِ
وما بينَ سعيِ الساعِ والباعِ والذي
يهرول بالتقسيم فيه وبالشبر
فيحظى بمجلاه وبالصورة التي
لها سورة ٌ فوقَ الطبيعة ِ والفقرِ
سريتُ إليهِ صحبة َ الروحِ قاصداً
إلى بيتهِ المعمورِ في رفرفِ الدرِّ
فكن في عداد القوم واصحب خيارهم
ولا تكُ في قومٍ أسافلة ٍ غمرِ
ولا تتركنهم وانظر الحق فيهمُ
ولا تتخذ نجماً دليلاً عليهمُ
فسكناهمُ المعروفُ بالبلدِ القفرِ
وعاشر إذا عاشرت قوماً تبرقعوا
أشدّاء مأمونين من عالم القهر
علومُ عبادِ اللهِ في كلِّ موقفٍ
وغير عباد الله في موقف النشر
ترى عابدَ الرحمنِ في كلِّ حالة ٍ
تميل به الأرواح كالغصن النضر
بقاء وجودي في الوجود منعماً
بما أنعمَ اللهُ عليَّ منَ السحرِ
يسوق لي الأرواح من كل جانب
فما معجراتٌ بالخيالِ ولا السحرِ
كما جاد لي بالحل من كل حرمة
صبيحة َ يومِ الرميِ منْ ليلة ِ النحرِ
ويممَ لي المطلوب من كل منسكٍ
تجلى لنا فيه إلى حالة النفر
سباني وأبلاني بكلِّ مقرطقٍ
وما نظمَ الرحمنُ منْ لولؤ الثعرِ
نزين به إكليل تاجٍ وساعد
لقدْ أنشأَ اللهُ العلومَ لناظري
على صورٍ شتى منَ البيضِ والسمرِ
ترفلنَ في أثوابِ حسنٍ مهيمٍ
منوّعة الألوان من حمر أو صفر
وبيضٍ كريماتٍ عقائلَ خردٍ
يجرّرن أذايلَ البها أيما جرّ
لقد جمع الله الجمالَ لأحمد
وغير رسول الله منه على الشطر
فمنْ كانَ يدري ما أقولُ ويرتقي
إلى عرشِهِ العلويِّ من شاطئ النهرِ
فذاك الذي حاز الكمال وجوده
وزاد على الأملاك علماً بما يجري
إذا جاء خير الله يصبح نادماً
بما فرطِ المسكينُ في زمنِ البذرِ(5/100)
علومٌ أتتْ نصاً جلياً تقدَّستْ
عن الظنِّ والتخمين والحدس والحزرِ
تجيءُ وما ينفكُّ عنها مجيئها
ولكنها تأتيكَ بالمدِّ والجزرِ
ألا كلُّ خُلقٍ كان مني تخلقاً
بخلقٍ إلهيٍّ كريمٍ سوى النذر
فيا شؤمهُ خلقاً فإنَّ أداءَهُ
كمثلِ أداء الفرض في القسر والجبر
لقد طلعتْ يوماً عليَّ غمامة ٌ
تكون لما فيها من الصون كالخدر
فقلتُ تجلى في غمامِ علمتهُ
أتاني بهِ الرحمنُ في محكمِ الذكرِ
فجادت على أركان كوني بأربع
علومٌ يقومُ الحبرُ منا بفضلها
فما هي من زيد يمرّ على عمر
تعالتْ فلا شخصٌ يفوزُ بنيلها
ولا سيما إنْ كان في ظلمة الحشر
بها ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ
غداة َ غدٍ في موقفِ البعثِ والنشرِ
كما ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ
إذا دفنوا في الأرضِ من ضغطة ِ القبرِ
فضمٌ لتعذيبٍ وضمُ تعشق
فلا بد منه فاعلموا ذاك من شعري
قد اشتركا في الضم من كان ذا وفا
لما كان في عهدٍ ومن كان ذا غدر
يجيءُ بأعذارٍ ليقبلَ عذرهُ
وليسَ لهُ يومَ القيامة ِ منْ عذرِ
ويقبلُ منهُ صدقهُ في حديثهِ
ولو جاء يومُ العرضِ بالعمل النزر
لقد عمّ بالطبع العزيز قلوبنا
فلا يدخلن القلبَ شيءٌ من النكر
جهلت علوماً في حداثة سننا
وما نلتَ هذا العلمِ إلا على كبر
وما خفتُ منْ شيءٍ أتاني بغتة ً
كخوفي إذا خفنا منَ النظرِ الشزرِ
جرينا به في حلبة الكشفِ والحجى
على الصافناتِ الغر والسبق الضمر
فلما أتينا الصورَ قالَ لنا فتى ً
ألا إنَّهُ الناقورُ فافزعْ إلى النقرِ
فلمتُ إليهِ في رجالٍ ذوي نهى ً
بمحوٍ وإثباتٍ من الصحوِ والسكرِ
أهدى كما قال الجُنيد بحامل
فقلت له: أين القعود من البكر
فأنزلني منه بأكرم منزل
علوت به فوق السماكين والنّسرِ
وفرقَ حالي بينَ هذا وهذهِ
وأينَ زمانَ الرطبِ منْ زمنِ البسرِ
إذا كانَ لي كنتُ الغنيَّ بكونِهِ
وأصبحت ذا جاه وأمسيتُ ذا وفر
دعاني إلهي للحديثِ مسامراً
ولي أذن صماءُ من كثرة الوقر
وحملني ما لا أطيقُ احتمالهُ(5/101)
وأطّت ضلوعي من ملابسة الوقر
وخفتُ على نفسي كما خافَ صالحٌ
على قومه خوفَ المقيمين في الحجر
إذا قلت يا الله لبى لدعوتي
ولمْ يقصيني عنهُ الذي كانَ منْ وزري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
رقم القصيدة : 11452
-----------------------------------
شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
فعلى الدموعِ معولي ومشاري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
رقم القصيدة : 11453
-----------------------------------
قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
فقرُ الكلامِ ونشأة ُ الأشعارِ
فلذا جعلتُ رويَّهُ الراءَ التي
هي من حروفِ الردِّ والتكرارِ
فأقولُ مبتدئاً لطاعة أحمد
في مدح قومٍ سادة ٍ أخيار
إني امرؤٌ منْ جملة ِ الأنصارِ
فإذا مدحتهمُ مدحتُ نجاري
لسيوفهمْ قامَ الهدى وعلتْ بهمْ
أنواره في رأس كلِّ منارِ
قاموا بنصرِ الهاشميَّ محمدٍ
المصطفى المختارِ منْ مختارِ
صحبوا النبيَّ بنية ٍ وعزائمِ
فازوا بهنَّ حميدة َ الآثارِ
باعوا نفوسهمُ لنصرة ِ دينه
ولذاك ما صحبوه بالإيثار
لهمُ كنى المختارُ بالنفسِ الذي
يأتيه من يمن مع الأقدار
سعد سليل عبادة فخرتْ به
يومَ السقيفة ِ جملة ُ الأنصار
لله آسادٌ لكلِّ كريهة ٍ
نزلتْ بدينِ اللهِ والأبرارِ
عزوا بدين الله في إعزازهم
دين الهدى بالعسكر الجرّار
فيهم علا يومَ القيامة ِ مشهدي
وبهم يرى عند الورود فخاري
لوْ أنني صغتُ الكلامَ قلائداً
في مدحهم ما كنت بالمكثار
كرشَ النبيُّ وعيبة ٌ لرسولهِ
لحقتْ بهِ أعداؤُهُ بتبارِ
رهبانُ ليلٍ يقروونَ كلامهُ
آسادُ غابٍ في الوغَى بنهار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي هيمني حسنه
إنَّ الذي هيمني حسنه
رقم القصيدة : 11454
-----------------------------------
إنَّ الذي هيمني حسنه
منَ الذي هامَ ولا تدري
في سورة ِ الأعلى وأمثالها(5/102)
كالفجرِ والليلِ إذا يسري
سبحانَ من جل فما مثله
من أحد إلا الذي أدرى
في سورة ِ الشورى أتى ذكرُهُ
وإنَّه الآنَ على ذكري
قدْ جاءَ حقاً بالصفاتِ التي
تزيد في العدّ عن العشر
تحملُ عرشَ الذاتِ من ذاتها
وما لها عينٌ سوى سرِّي
بها وجودي وبها كنتهُ
لذاك تجري بي عن أمري
لا تنظروني غيره إنني
هوية الحقِّ بلا ستر
فليس في العالم من مفصل
إلا وفيه علمُ الذكر
فتصب يعرفه من له
في ذاتِهِ منزلة ُ الشكرِ
لهُ مزيدُ العلمِ من شكرِهِ
يستره ما فيه من كفر
وليسَ بالكفرِ الذي ذقتهُ
منْ قررَ الإنسانَ في خسرِ
بأصله ثم أتى شارحا
مفرعا بالحقِّ والصبر
بذا أتى النص الذي قاله
لخلقهِ في محكمِ الذكرِ
فمنْ يردْ يمتازُ في أهلهِ
فليمشِ بالحالِ على أثري
فإنه الحقُّ الذي قال لي
انصح عبادي وامتثل أمري
بمكة َ في حالة ٍ تقتضي
في وقتها القبض من العسر
وفي دمشق قال لي مثله
في مرة أخرى على سرِّي
فقلتُ يا رب أعني على
ما قلتَ لي فقالَ بالنصرِ
فلمْ يزلْ في نصرتي قائماً
في كلِّ حالٍ دائمِ البِشر
وقالَ تممْ ما بدأتُمْ بهِ
من الفتوحات على قدر
على لسانِ المصطفى أحمدٍ
ولمْ ينبْ عني في العذرِ
فإنَّ فيها سبباً مقلقاً
يضيقُ منْ إيرادِهِ صدري
فقالَ لي لا تلتفتْ إنني
مزيلُ ما تخشى من الضرّ
أيدكَ اللهُ فكنْ آمناً
ولا يكن قلبك في ذُعر
فقمتُ بالعلمِ لهمْ مفصحاً
مبيناً في السرِّ والجهر
أورده من غير كيلٍ له
كأنَّما آخذٌ منْ بحرِ
لو أنه ينظر في قوله
إنَّ إليه مرجع الأمر
رأى وجودَ الحق عين الذي
يطلبهُ في وحدة ِ الكثرِ
لو أنه يعرفُ أحواله
ما ميزَ الخيرَ منَ الشرِّ
ليس له الشرُّ فإنّ الذي
سمي شرّاً عدم فادر
بيدهِ الخيرُ فقل كالذي
يقولُ فيهِ صاحبُ السبرِ
فإنَّهُ الخيرُ كما قالَ لي
منْ قالَ بالباعِ والبشبرِ
فاعبد إلهَ السرِّ مستسلماً
ولا تكفرْ صاحبَ الفكرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إله تعالى أن يرى ببصيرة
إله تعالى أن يرى ببصيرة(5/103)
رقم القصيدة : 11455
-----------------------------------
إله تعالى أن يرى ببصيرة
ولا بصرٌ والنصُّ جاءَ بإبصارِ
وليسَ يُرى شيءٌ سواهُ وإنَّه
على كلِّ حالٍ عينُ ذاتي ومقداري
لذاكَ يسمى ظاهراً باطناً لنا
لأثبت أو أنفي فالأسماءُ أبصاري
فلا تجزَعَن فالأمرُ والشانُ واحد
ولا تلتفت إلى يساري وإعساري
فإني عينُ الأمرِ إنْ كنتَ موسراً
ولستُ لهُ عيناً بعسري وإقتاري
ألا إن عيني شاهد وشهادتي
كذلكَ فيما صحَّ فيهِ من أخباري
لقد أثبتُ الأرحامَ بيني وبينه
وإنَّ أولي الأرحامِ أوْلى بأقداري
أنا سجنُه منه إذا كنت رحمة
وإنْ لم تكن رحمتي فقد بعدت داري
ألا إنني جارَ لمنْ هو صورتي
وقد جاء حقُّ الجارِ فرضٌ على الجار
فقدْ أثبتَ المثلُ الذي قدْ نفاهُ لي
بليسَ وقدْ حارتْ لذلكَ أفكاري
إذا قلت: مثل قال: لا فأقول لا
وإنْ قلتُ لا : أبقى رهيناً بأوزاري
فما هوَ لي بعضٌ ولا أنا كلهُ
وما ثم كلّ غير ما برأَ الباري
ولما بدا خلقي بعيني رأيتني
بأسمائه الحسنى وسبعة أسوار
وما أنا إلا جودُه ووجودُه
وإنَّ الذي يبدو لعينكَ آثاري
تعالى بأنْ يحظى بغير وجودِه
وأين مع التحقيقِ عينٌ لأغياري
إذا قمتُ أثني والثناءُ كلامُهُ
فما أنا فيما قدْ حمدتُ بمكثارِ
إذا أبصرتْ عيني جمالَ وجودِه
أكونُ بهِ في الحالِ صاحبَ أنوارِ
وإنْ لم أكن أبصر سواي فإنني
لعالمِ وقتي بي وصاحبِ أسرارِ
ولكنْ متى أنْ دامَ بي ما ذكرتُهُ
وذلكَ في التحقيقِ يثبتُ أضراري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
رقم القصيدة : 11456
-----------------------------------
الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
فإنني ولد للوالدِ الذكرِ
إن الأنوثة من نعتِ الرجال لذا
تراهمُ يحملون العلم في الصورِ
فيصبحونَ حبالى حاملين بهِ
حملَ السحابِ لما فيها من المطرِ
يحي بهِ كلُّ ميتٍ لا حراكَ بهِ
فيشكر الحيّ شكرَ الزَّهر للزهر(5/104)
فالزهرُ أسماؤهُ الحسنى بجملتها
والزهرُ ما أعطتِ الأسماءُ منْ أثرِ
يا رحمة َ اللهِ قدْ حزتِ الوجودَ فما
في الكونِ مقلة ُ عينٍ تخلو منْ نظرِ
بهِ يرونَ وجودَ الكونِ فيهِ كما
يرون فيه وجودَ الحقِّ في البشر
ما بين ضمٍّ وفتحٍ قد بدتْ عبر
لكلِّ قلبٍ سليمٍ فيهِ معتبرِ
تربى على قوة ِ الأرواحِ قوتُهُ
فليسَ يحرقهُ الإدراكُ بالبصرِ
لأنه سبحات الوجه فاعتبروا
في النورِ والظلمة ِ العمياءِ والغيرِ
هما الحجابُ لها ولم يقم بهما
إحراقها لا ولا ما فيه من ضرر
والحجب ليس سوانا وهو خالقنا
ونحنُ مجلى ً لهُ بالسمعِ والبصرِ
كذا رأيناهُ ذوقاً في مشاربِنا
كما رويناه فيما صح من خبر
هوَ القويُّ حينَ ما تعطي جوارِحنا
من النتائج فانظر فيه وادّكر
لولاهُ ما نظرتْ عينٌ ولا سمعتْ
أذن لما قد تلاه الحقُّ في السور
الله يخلقنا والله يخلفنا
على الدوام كما قد جاء في الزبر
وما له خبرٌ فينا يخبرنا
سوى الذي نحن فيه اليوم من سير
وما تكونَ عنهُ منْ تقابلنا
في جنة ِ الخلد والمأوى على سرر
ومنْ يكونُ على ضدِّ النعيمِ بما
يلقاهُ منْ ألمِ الضراء في سقرِ
ليسَ التعجبُ منْ هذا وما عجبي
إلا بأني مع الأنفاس في سفر
دنيا وآخرة ٌ فانظرْ ترى عجباً
في حالِنا واعتبرهُ صنعَ مقتدرِ
والجوهر الأصل باقٍ لا زوال له
هوَ المحلّ لما بيديهِ منْ صورِ
الله جلى لنا ما قد جلاه لنا
على صفاءٍ بلا شَوْبٍ ولا كَدَرِ
لذا أرى زمراً تأتي على زُمَرٍ
كما أتتْ في كتاب الله في الزمر
إنَّ المياه على مقدار أعينها
فمنه منهمرٌ وغير منهمِر
إنَّ السحابَ بخارُ الأرضِ أنشأهُ
ماء يحلله للنجمِ والشجرِ
شيئاً فشيئاً ويبقى بعضها لندى ً
أو تستحيل هواء في ذرى الأكر
لذا رأيت خروج الودْق من خللِ
فيهِ ليبرزَ ما في الروضِ من ثمرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنّ لله عباداً كلما
إنّ لله عباداً كلما
رقم القصيدة : 11457
-----------------------------------(5/105)
إنّ لله عباداً كلما
ذكروا اللهَ فنوا في ذكرِهِ
وإلى هذا فهم ما أمنوا
حالَ ذكراهمْ بهِ من مكرِهِ
يتبغونَ الفضلَ منهُ عندما
شكروا المنعمَ حقَّ شكرِهِ
زهدَ العارفُ منهمْ في الذي
أثبتَ العقلُ له من فكرهِ
منْ إلهٍ قررَ الكشفَ لهُ
إنه المعبودُ حالُ نكره
يظهر الحقُّ له في صحوه
عين ما أثبته في سكره
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن المجاهد في نارٍ وفي نور
إن المجاهد في نارٍ وفي نور
رقم القصيدة : 11458
-----------------------------------
إن المجاهد في نارٍ وفي نور
كأنه ذهبٌ في حُقِّ بلّورِ
ما إنْ رأيتُ لهُ مثلاً يعادلهُ
فيما يحاول من كدٍّ وتشمير
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قالتْ لنا سفري إنْ كنتَ في سفري
قالتْ لنا سفري إنْ كنتَ في سفري
رقم القصيدة : 11459
-----------------------------------
قالتْ لنا سفري إنْ كنتَ في سفري
ما كان في سكر أحلى من السكرِ
فقلْ إلى سمرٍ شوقي إلى السمرِ
فإنَّ في عمري خيراً إلى عمري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للأولِ والآخرِ
الحمدُ للأولِ والآخرِ
رقم القصيدة : 11460
-----------------------------------
الحمدُ للأولِ والآخرِ
الأحدِ الباطنِ والظاهرِ
بوحدة ِ الكبر عرفت الذي
قرره الرحمنُ في خاطري
إنَّ الغنى وصفٌ لهُ ثابتٌ
عند اللبيب العاقلِ الناظر
والنقلُ قد أثبت أسماءَه
لحكمة ِ الخابرِ والحائرِ
والكشفُ قد قالَ بهذا وذا
لأنه في الموقفِ الباهر
يبهر أربابَ الحجى بالغنى
ويبهر الناقلُ بالحابر
وهوَ على ما هوَ في نفسهِ
يحكم للأوَّل والآخر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قسماً بسورة ِ العصرِ
قسماً بسورة ِ العصرِ
رقم القصيدة : 11461
-----------------------------------
قسماً بسورة ِ العصرِ
إنه الإنسانُ في خسرِ
غير من أوصوا نفوسهمُ
بينهم بالحقِّ والصبر
فهمُ القومُ الذينَ نجوا
منْ عذابِ اللهِ في القبرِ
ثمَّ في يومِ النشورِ إذا(5/106)
جمعوا للعرش في الحشرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن الذين يبايعونك إنهم
إن الذين يبايعونك إنهم
رقم القصيدة : 11462
-----------------------------------
إن الذين يبايعونك إنهم
ليبايعونَ اللهَ دونكَ فاعتبرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنّ التحرّك عن ضجر
إنّ التحرّك عن ضجر
رقم القصيدة : 11463
-----------------------------------
إنّ التحرّك عن ضجر
سخط على حكمِ القدرْ
الساكنونَ لحكمِنا
قومٌ أعزاءٌ صبرْ
فهمُ لنا وأنا لهمْ
وهم المرادُ من البَشَر
لا تركُننَّ لغيرِنا
واصبرْ تعشْ معً منْ صبرْ
إني لكل مسلمٍ
عرفَ الحقيقة َ فاعتبر
في كلِّ ما يجري حليهِ
منَ المكارِهِ والضررْ
قل للذين تحرَّكوا
من حكمنا أين المفر
ما ثَمَّ إلاّ حكمنا
عند الإقامة والسفر
فاربحْ قعودكَ تسترحْ
فتكونَ من أهل الظفر
فالله ليسَ بغائبٍ
وهوَ الكفيلُ لمنْ نظرْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله يعلمُ أني لستُ أذكره
الله يعلمُ أني لستُ أذكره
رقم القصيدة : 11464
-----------------------------------
الله يعلمُ أني لستُ أذكره
لعلمِهِ باعتقادي أنَّهُ الذاكرْ
فليسَ يذكرهُ إلا هويتهُ
والعبدُ يحجبها عن عينه ساترُ
وقد علمتُ بما في الدارِ من حرم
مستراتِ عنِ الإدراكِ بالناظرْ
الدارُ دارُ نعيمْ لا اكتراثَ بها
فإنْ أضيفَ إليها فهوَ بالنادرْ
لأنَّ ذلكَ إنْ قالوه عنْ غرضٍ
من النفوسِ إذا ما لم يكن زاجرُ
أو كالذي قيل في عين الحسان إذا
أمرضننَ في نظرٍ يا ظرفها الفاترِ
تلهفي حيثُ لا أحظى بجنتها
عن التألم وهو المؤلم الحاضرُ
إنّ التألمِ يعطي الشخصَ نشأتهُ
لا الدار فاعلم بأنَّ الحكم للخابر
لو كان للدار أخران لما وجدت
لذاتها أنفسٌ سرورها ظاهر
بما ينعمُ ذا بهِ يعذِّبُ ذا
أعني به السببَ المشهودَ لا الناظر
فإن علمتَ الذي قلناه قلت به
وإنْ جهلتَ فأنتَ التاجرُ الخاسرْ(5/107)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في فؤادِ العارفينَ بصرْ
في فؤادِ العارفينَ بصرْ
رقم القصيدة : 11465
-----------------------------------
في فؤادِ العارفينَ بصرْ
ما له في المؤمنين خَبَرْ
حظُّهُ علمٌ ومعرفة ٌ
ليس يدري ما يقول حير
يعرف الأشيا مشاهدة
ما له في علمِ ذاك نظر
يثبت الأشياء الموجده
أدباً وما رأى منْ أثرْ
كالذي جاءتْ مسطرة ً
وهيَ سرٌّ في قضا وقدرْ
عالم بكلِّ ما نسبوا
فعله لله أو لبشر
شاهَدَ خلافَ ما شهدوا
عالم إن الإله ستر
واقتدى فيه بموجده
وعفا عمَّا جرى وصبرْ
وادّعاه الحقُّ فيه كما
جاء في نص الهدى وغفر
فهوَ ذو علمٍ على حدة ٍ
قابل بما الوجود ظهر
ما نرى فيه منازعة
مثبتٌ ما قدْ بقيَ وغبرْ
أخرسٌ أعمى معلقة ٌ
يدُه فلا يزالُ بشر
إنَّهُ في كونِهِ عدمٌ
مثلُ نورٍ قد بدا بقمر
فتقولُ العينُ ذاكَ لهُ
ويقولُ البدرُ لا وعبرْ
هكذا أمرُ الوجودِ فكنْ
لا تكن واسكت وقل بقدر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يرى الحقُّ أعمالي بما هوَ ذو بصرْ
يرى الحقُّ أعمالي بما هوَ ذو بصرْ
رقم القصيدة : 11466
-----------------------------------
يرى الحقُّ أعمالي بما هوَ ذو بصرْ
وما عندنا من ذاك علمٌ ولا خبرُ
ولما أتى الشرعُ الذي خُص بالهدى
بهِ نحوَ ما قلنا بهِ مثلَ ما أمرْ
ولا تكُ ممن قالَ فيهِ بأنَّهُ
مزيدُ وضوحِ العلم في عالم البشر
فذلكَ قولٌ لا خفاءَ بنقضهِ
وإنْ كان مدلولاً عليه بما ذكر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقد انتهت سور القرآن على ما أعطاه وارد الوقت من غير مزيد ولا حكم فكر ولا روية ولله الحمد.توالى عليّ
وقد انتهت سور القرآن على ما أعطاه وارد الوقت من غير مزيد ولا حكم فكر ولا روية ولله الحمد.توالى عليّ
رقم القصيدة : 11467
-----------------------------------(5/108)
وقد انتهت سور القرآن على ما أعطاه وارد الوقت من غير مزيد ولا حكم فكر ولا روية ولله الحمد.توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ
وأقلقني طولُ التفكُّرِ والسهرْ
وأزعجني داعي المنية ِ للبلى
وأذهلني عمَّا يُجلُّ ويحتقرْ
وقوى فؤادي حسنُ ظني بخالقي
وأضعفَ مني قوّة َ السمعِ والبصرْ
وإن مُرادي حيل بيني وبينه
بردِّي كما يُتلى إلى أرذلِ العمر
فنادى بروحي للبرازخِ والتوى
ينادي بجسمي للمقابرِ والحفَر
فهذا حبيسُ القبرِ في منزل البلى
وهذا حبيس الصورِ في برزخِ الصورْ
فلوْ لمْ أكنْ بالحقِّ كنتُ مقيداً
ولو لم أكن بالخلقِ كنتُ على خطر
فحقي يحلِّيني بما فيّ من قوى
وخلقي يحلِّيني بما يُوصَفُ البشر
فما أعذبَ الطعم الذي قد طعمته
منَ الظنِّ الجميلِ لمنْ نظرْ
وما أفظعَ الطعمَ الذي قد طعمته
من العلمِ بالله المريدِ وما أمرْ
كأني طعمتُ التمر في طيباته
وفي العلم ما ذقنا سوى مطعم العشر
فوفيتُ ما قدْ أوجبَ اللهُ فعلهُ
عليَّ بتصريفِ لاقضاءِ مع القدرْ
عناية َ مختارٍ عليمٍ منبأ
وجئتُ كما قد جاء موسى على قدر
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قرّة العينِ والبصرْ
قرّة العينِ والبصرْ
رقم القصيدة : 11468
-----------------------------------
قرّة العينِ والبصرْ
جاءَ موسى على قدرْ
بالذي يقتضي النظرْ
والذي يرتضي القدر
منْ أمورٍ إذا بدتْ
أذهلتْ صاحبَ النظرْ
قد تعالتْ فما يرا
ها سوى منْ لهُ بصرْ
والذي يدركونه
إنَّما ذلكَ الأثرْ
مثلُ أسمائِهِ العلى
التي عيَّن البشرْ
وهي بالذات في حمى
مانع ما له خبر
نسبٌ كلها لها
نسبٌ في الذي ظهرْ
من وجودي ومنْ بلو
غي إلى غاية ِ العمرْ
وانتقالي ما ينتهي
هكذا جاء في الزُّبُر
منْ نعيمْ مؤبدٍ
في جنان وفي نهر
عندَ ربٍّ مؤيدٍ
في الذي شاء مقتدر
أو عذابٍ سرمدٍ
في ضلالٍ وفي سَعَر
نسألُ الله عفوَه
فالكريمُ الذي غفرْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحكمُ حكمُ الجبرِ والاضطرارِ(5/109)
الحكمُ حكمُ الجبرِ والاضطرارِ
رقم القصيدة : 11469
-----------------------------------
الحكمُ حكمُ الجبرِ والاضطرارِ
ما ثَم حكم يقتضي الاختيارْ
إلا الذي يُعزى إلينا ففي
ظاهرِه بأنه عن خيارْ
كمثلِ ما يعزى إلى خالقي
وعرشنا عن عرشه في ازورار
لو فكر الناظر فيه رأى
بأنَّه المختارُ عنِ اضطرارْ
للكلِّ هذا ثابتٌ لا تقل
بأنه خاص بنا مُستعار
فالعلمُ ما يتبع معلومه
فالحكمُ للساكنِ مثل الديار
لا تعتبِ العالمِ في كلِّ ما
يكونُ فيهِ منْ غنى ً وافتقارْ
ولا الذي أوجده إنه
يحكم بالعلمِ فأين الفرار
حِرتُ وحار الأمر في حيرتي
فليلزمِ العالمُ دارَ القرارْ
وليرتضي بما له لا يزد
على رضاهُ إنَّهُ في تبارْ
لا يعلم الحقَّ سوى واحدٍ
يقضي على الحكامِ بالاضطرارْ
ألا ترى القاضي في حكمه
بمقتضى الشرعِ فأينَ الخيارْ
ما أقلقَ العالمُ إلا الذي
قامَ بهِ من حكمة ِ الانتظارِ
هذا هوَ الفصلُ الذي بينهُ
وبين من يفعل بالاقتدار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ لهُ تجلٍّ في الصور
إنَّ الإلهَ لهُ تجلٍّ في الصور
رقم القصيدة : 11470
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ لهُ تجلٍّ في الصور
عندَ الشهودِ لمنْ تحققَ بالنظرْ
بتحولٍ وتبدُّلٍ يقضي بهِ
عينُ الشهود لنا وينفيه النظر
الفكرُ فيهٍ محرمٌ في شرعِنا
فاحذره والزم إنْ تقدمتَ النظر
من ينتظر نفحاته منه يصب
هذا ضمنتُ لمنْ يلازمُهُ النظرْ
إني معَ الرحمنِ إنْ حققتُ ما
جئنا بهِ عندَ التحققِ في نظرْ
أين العزيز ومن له في نفسه
صفة ُ الغنى ممنْ يذلُّ ويفتقرْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ لموجودٍ حوى كلِّ صورة ٍ
عجبتُ لموجودٍ حوى كلِّ صورة ٍ
رقم القصيدة : 11471
-----------------------------------
عجبتُ لموجودٍ حوى كلِّ صورة ٍ
منَ الملإ العلويِّ والجنِّ والبشرْ
ومنْ عالمٍ أدنى ومنْ عالمٍ علا
ومنْ حيوانٍ كانَ أو نبتٍ أو حجرْ(5/110)
وليستْ سواهُ لا ولا هي عينهُ
وفي كلِّ شيءٍ شاءَ منْ صورة ٍ ظهرْ
ويبدو إلى الأبصار من حيث ذاته
ويخفى على الألباب ذاك ولستتر
فتجهله الألباب من حكم فكرها
وتظهره الأوهام للسمعِ والبصر
هو الحيّ لكن لا حياة َ بذاتِه
تقومُ كما قامتْ بها سائر الصور
فمن هو خبرني الذي قد ذكرته
بما قدْ وصفناه وترمي بهِ الفكرْ
فها هو مخفيّ وليس بغائب
وها هوَ منظورٌ ويخفى على النظرْ
فيا ليتَ شعري هل سمعتم بمثله
ألا فاخبروني أنّ هذا هو العبر
ولمْ يدرِ ما جئنا بهِ غيرُ واحدٍ
هوَ اللهُ لا تدري به سائرُ الفطرْ
وما مثلهُ إلا شخيصٌ وإنني
عجبتُ لهُ منْ كاملٍ وهوَ مختصرْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد صحَّ عندي خبر
قد صحَّ عندي خبر
رقم القصيدة : 11472
-----------------------------------
قد صحَّ عندي خبر
وجلّ عندي من خبرْ
ليس لنا إعادة
فيما انقضى وما غبرْ
من صور معلومة ٍ
محسوسة ٍ من البشر
لأنها على مزا
ج كله مزاجُ شر
وإنما إعادتي
في مثلها منَ الصورْ
على مزاجٍ صالح
ما فيه شيءٌ منْ ضررْ
من صور مشهودة ٍ
فيهنَّ نحيا ونسرْ
في فرشٍ مرفوعة
منضودة وفي سُرر
ملكاً إماماً سيّداً
مدبراً لمنْ نظرْ
وهي الذواتُ عينها
المودعاتُ في الحفرْ
لم تلحق الذات إذا
نظرتَ فيها منْ غيرْ
وإنَّما مزاجُها
من يعتبره لم يحرْ
لله في هذا الذي
أقوله معنى ً وسرْ
يفرقُ منهُ ذو حجى ً
إذا به الحق ظهر
فالحمد لله الذي
أشهدني هذا الخبر
في نومنا وعندنا
محمداً سفندير
وامرأة ٌ مؤمنة ٌ
الوجهُ منها كالقمرْ
يا حسنها من غادة ٍ
فتانة ٍ لمن نظر
فديتها معشوقة ً
بالسمعِ مني والبصر
في صورة ِ الحقِّ أتتْ
معَ الدلالِ والخفرْ
يستصرخ الشخص الذي
أراد أنْ يعطى الوطر
منها فلمْ يحفل بهِ
ولا على النيلِ قدرْ
ما يفعلُ المسكينُ إذْ
لم ينجه منها الحذَر
قالتْ لهُ انزلْ إليَّ
منْ قدْ نهانا وأمرْ
إلى هنا كان الذي
أريتهُ حتى السحرْ(5/111)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ضم الكتاب إلى الوعاء فحازه
ضم الكتاب إلى الوعاء فحازه
رقم القصيدة : 11473
-----------------------------------
ضم الكتاب إلى الوعاء فحازه
ما كل من ضم الكتابُ يحوزُ
لولا ثبوتُ الحقِّ لمْ يجز الذي
قد كان لكن بالثبوتِ يجوز
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنْ داراً أنت فيها تُهنّى
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى
رقم القصيدة : 11474
-----------------------------------
إنْ داراً أنت فيها تُهنّى
ودياراً لستَ فيها تعزَّى
فاشكرِ الله على كلِّ حال
واتخذْ ربكَ ركناً وحرزا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> زملوني زملوني لا تقلْ
زملوني زملوني لا تقلْ
رقم القصيدة : 11475
-----------------------------------
زملوني زملوني لا تقلْ
إنني الشهرُ الذي في شهرنازْ
زبرتُ شهرَ الذي قد زبرتْ
كفناً من كلِّ حقٍّ ومجاز
زينة ُ اللهِ التي أخرجَها
قد دعتْ زينة نفسي للبِرازِ
زجرتْها همة ُ علوية
في وجوبٍ ومحالٍ وجوازْ
زينتي يسمعُ ما أسردهُ
وإليهِ كانَ منهُ الإنحيازْ
زينَ السوءَ كذا قالَ لنا
لمْ يقلْ زينة ً للإمتيازْ
زينتْ أسماؤه حضرتهُ
فالذي يحفظه بالعلمِ فاز
زهرة ُ الروضِ شذاها عنبر
فالذي استنشقها فاز وحاز
زهرة ٌ في فُلكٍ سابحة ٍ
منْ يراها هامَ فيها ثمَّ جاز
زينبٌ ترفُ واللهِ الذي
قلته في كلِّ سَهلٍ وعَزاز
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أيُّ أمرٍ منَ الأمورِ يكونُ
أيُّ أمرٍ منَ الأمورِ يكونُ
رقم القصيدة : 11476
-----------------------------------
أيُّ أمرٍ منَ الأمورِ يكونُ
فرضُ عينٍ وتشتهيه النفوسُ
كلّ أمر تمجه غير أمر
أدخلي جنة َ العلى يا عروسُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من طهره اللهُ لمْ يلحقْ بهِ دنسٌ
من طهره اللهُ لمْ يلحقْ بهِ دنسٌ
رقم القصيدة : 11477
-----------------------------------
من طهره اللهُ لمْ يلحقْ بهِ دنسٌ(5/112)
وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ
كأهل بيت رسولِ الله سيِّدنا
وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت
ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ
عندَ المواهبِ والأقوامُ ما بخسُوا
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم
من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم
من أجل نومهمُ حفظا لهم مس
فعندما عصموا منْ كلِّ حادثة ٍ
تصيبُ أمثالهمْ قاموا وما جلسُوا
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة
على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا
على نفوسهمُ علماً بحالِهمُ
لذاكَ عنْ مشهدِ التحقيقِ ما اختلسُوا
إنَّ الوجودَ الذي قدْ عزَّ مطلبهُ
فيه وفي مثله الأرواح تفترس
أغارتِ الخيلُ ليلاً في عساكرهمْ
فقيلَ قدْ قتلوا إذ قيلَ كبسوا
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا
على رؤوسهمُ واللهِ ما نكسُوا
أقولُ قولاً وما في القولِ منْ حرجٍ
ينفي عنِ النفسِ ما إغمَّها النفسُ
ما نال موسى بما يبغيه من قبس
إلا الذي ناله من أجله القبس
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ
ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا
على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا
إني رأيتُ فتى ً أعطى الفتوحَ لهُ
بأرضِ أندلس الماءَ والبلس
ولم يكن عنده نطق يقوم به
وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس
كمثلِ مريمَ قدْ كانتْ سجيتهُ
في رزقهِ فهوَ في الراحاتِ يلتمسُ
وذاكَ من أعجبِ الأحوالِ إنَّ لهُ
حالَ الغنى وهوَ بينَ الناسِ مبتئسُ
أحوالُ شخصٍ لأمرِ اللهِ ممتثلٌ
للحكمِ مقتنصٌ للنورِ مقتبسُ
إنَّ الإمامَ الذي تجري الأمورُ بهِ
في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه
في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا
فما لهم قدم في غيرِ حضرته
وما لجانبه منهم فمندرس
هم الحيارى السكارى في محارتهم
وما لهمْ في جنابِ الحقِّ ملتمسُ
الحالُ أفناهمُ عنهمْ وما عرفوا
من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ(5/113)
لديهِ منْ كلِّ خيرٍ فيهِ ما انتكسُوا
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه
والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ
فبِئسَ ما خلعوا ونِعْمَ ما لبسوا
دخلتُ جنة َ عدنٍ كي أرى أثرا
فقيلَ ليسَ جناهمْ غيرَ ما غرسُوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إنما الإنسانُ أنفاسُه
وقال أيضاً:إنما الإنسانُ أنفاسُه
رقم القصيدة : 11478
-----------------------------------
وقال أيضاً:إنما الإنسانُ أنفاسُه
وهو للحقِّ جلاسُه
فإذا ما ينقضي نفسٌ
أخليت في الحين أكياسُه
فإذا لم يبقَ من نفسِ
ينقضي ما فيه إفلاسه
والذي يدري إشارتنا
أنهم للدهرِ أكياسه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
رقم القصيدة : 11479
-----------------------------------
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
وللمنازعِ فيما قلت إبلاس
وللموافقِ فيما قلته طربٌ
وفرحة ٌ وسرورٌ فيه إيناسُ
من آنس النور نارا عند حاجته
بالواد بالطورِ لم يأتيه إقباس
فآض وهو كليمُ الله ليس له
سوى غنى ليس فيه الدهر إفلاس
أغناه عن طلبِ المطلوبِ في قبس
ولم يكن ثم إلا الشربُ والكاسُ
نديمهُ عينُ ساقيهِ فليسَ لهُ
في غيره غرضٌ فناسُهُ الناسُ
إني سمعتُ كلامَ الله من أذني
من بلة قدر كفي ما بها باس
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً
لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً
رقم القصيدة : 11480
-----------------------------------
لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً
ولمْ أجدْ فيهِ تخييلاً وتلبيسا
حللت من مشكلاتِ العلمِ ما انعقدت
فكلُّ ذي علة ٍ بشرحِها يوسى
ورثتُ منهُ النبيَّ المصطفى وكذا
معَ الذي عندنَا منْ روحِهِ عيسى
وآدم ثم إبراهيم والدنا
وداود والكليم المجتبى موسى(5/114)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من يتخذ غيرَ الإله جلياً
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
رقم القصيدة : 11481
-----------------------------------
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
أضحى عليه مُقدَّماً ورئيسا
وبحكمة ٍ يجري فإنْ بلغَ المدى
أمسى لرباتِ الحجالِ حبيسا
فإذا انجلى ذاك الجليسُ لقلبه
ظهر الخسيسُ معَ الجلاء نفيسا
ودرى بأنّ الحقَّ فيه فلم يكن
لسوى الإله مع الشهودِ جليسا
لما علمتُ به علمتُ حقيقتي
فأبحتُ قلبي منْ أرادَ جلوسا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي
رقم القصيدة : 11482
-----------------------------------
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي
غِلالة ً من أخضرِ السندسِ
أصبحتَ معشوقاً ترى يابساً
لولا لهيبُ النارِ لم تيبسِ
جلستَ فيهِ زمناً عاجلاً
لذاك تُدعى صاحبَ المجلس
رأستَ فيهِ بعلومٍ بدتْ
فيك ولولا ذاك لم ترأس
فأنت تسري في ثمان وفي
عشرينَ حساساً على الكنسِ
على جوادٍ سابحٍ صِيغَ من
نحاسٍ قاصى صنعة َ المفلسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هنيئاً لأهلِ الشرقِ من حضرة ِ القدسِ
هنيئاً لأهلِ الشرقِ من حضرة ِ القدسِ
رقم القصيدة : 11483
-----------------------------------
هنيئاً لأهلِ الشرقِ من حضرة ِ القدسِ
بشمسٍ جلتْ أنوارُها ظلمة َ الرمسِ
وجلتْ عن التشبيهِ فهيَ فريدة ٌ
فليستْ بفصلٍ في الحدودِ ولا جنسِ
ويدركُ منها في الكمالِ وجودُنا
كما يدرك الخفاشُ منْ باهرِ الشمسِ
فللهِ من نورٍ أتتهُ رسالة ٌ
تصانُ عنْ التخمينِ والظنِّ والحدسِ
أتانا بها والقلبُ ظمآنُ تائهٌ
إلى المنظرِ الأعلى إلى حضرة ِ القدسِ
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة
فخاطبها منْ حضرة ِ النعلِ والكرسي
أنا البعلُ والعرسُ الكريمُ رسالتي
فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً
وإني لجانٍ بعدهُ ثمرَ الغرسِ
تولعتُ بالتبليغِ لمَّا تبينتُ(5/115)
أمورَ ترقيني عنِ الأنسِ والإنسِ
ورحتُ وقدْ أبدتْ بروقي وميضها
وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامتُ جفونيَ غدية ً
وتهتُ بلا تيهٍ عنِ الجنِّ والإنسِ
فيا نفسُ بذا الحقِّ لاحَ وجودُهُ
فإيّاكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا
أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هب النسيم مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيم مع الإمساء والغلَسِ
رقم القصيدة : 11484
-----------------------------------
هب النسيم مع الإمساء والغلَسِ
بعرفِ روض النهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَيْن لاح لنا
يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألمْ تروا لكليمِ اللهِ كيفَ بدا
له الخطابُ من الأشجار في القبس
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كوكبٌ قالَ بتنزيهِ نفسهِ
كوكبٌ قالَ بتنزيهِ نفسهِ
رقم القصيدة : 11485
-----------------------------------
كوكبٌ قالَ بتنزيهِ نفسهِ
فرماه العجبُ في سجنِ رمسهِ
طلعتْ حكمة ُ مولاهُ ليلاً
لمحياه فأودَتْ بنفسهِ
فشكا الكوكبُ وجداً وشوقاً
لسناها عند أبناء جنسه
قيل ما حكمة هذا محبّ
جاءَكمْ يرغبُ وصلاً بخمسهِ
قبضتها وأتتْ في حلاها
نحوَ باريها وحطتْ بقدسهِ
ودعتهُ فأتاها مجيباً
يا محباً يشتهيها لنفسه
اشكر الله على كل حال
ابتني ليلك هذا بعرسه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقولُ وروحُ القدسِ ينفثُ في النفسِ
أقولُ وروحُ القدسِ ينفثُ في النفسِ
رقم القصيدة : 11486
-----------------------------------
أقولُ وروحُ القدسِ ينفثُ في النفسِ
بأنَّ وجودَ الحق في العدد الخمسِ
أيا كعبة َ الأشهادِ يا حرمَ الأنسِ
ويا زمزمَ الآمالِ زمَّ على النفسِ
سرى البيتُ نحو البيتِ يبغي وصاله
وطهَّرَ بالتحقيقِ من دنس اللبسِ
فيا حسرتي يوماً ببطن محسر
وقد دلّني الوادي على سَقَر الرِّجْسِ
تجرَّعتُ بالجرعاءِ كأسَ ندامة ِ
على مشهدٍ قد كان منِيَ بالأمس(5/116)
وما خفتُ بالخيفِ ارتحالي وإنما
أخاف على ذي النفس من ظلمة الرَّمْسِ
لمزدلفِ الحجاجِ أعلمتُ ناقتي
لأنعمَ بالزلفى وألحقَ بالجنسِ
جمعتُ بجمعٍ بين عيني وشاهدي
بوترين لم أشهدْ بهِ رتبة َ النفسِ
خلعتُ الأماني بعدما كنتُ في منى
وطوّفتها فانظره بالطرد والعكسِ
ففي الجمرات الغرّ في رَوْنَق الضحى
حصبتُ عدوِّ الجهلِ فارتدَ في نكسِ
ركنتُ إلى الركنِ اليمانيِّ لأنّ في اسْ
ـتلام اليماني اليمن في جنة ِ القدس
صفيتُ على حكمِ الصفا عن حقيقتي
فما أنا من عُربٍ فصاحٍ ولا فُرسِ
أقمتُ أناجي بالمقامَ مهيمناً
تعالى عن التحديد بالفصل والجنسِ
فشاهدتُهُ في بيعة ِ الحجر الذي
تسودَ من نكثِ العهودِ لذي اللمسِ
وبالحجرِ حجرتُ الوجودَ وكونَهُ
عليَّ فلا يغدو الزمانُ ولا يمسي
وفي رمضانَ قالَ لي تعرفُ الذي
تشاهده بين المهابة ِ والأنس
فلما قضيتُ الحج أعلنتُ مُنشداً
بسيري بينَ الجهرِ للذاتِ والهمسِ
سفينة إحساسي ركبت فلم تزل
تسيرها أرواحُ أفكاره الخرس
فلما عدتُ بحرَ الوجودِ وعاينتُ
بسيفِ النهى منْ جلَّ عنْ رتبة ِ الإنسِ
دعاني بهِ عبدي فلبيتُ طائعاً
تأمل فهذا القطف فوق جَنى الغَرس
فعاينتُ موجوداً بلا عينِ مبصرٍ
وسرَّح عيني فانطلقتُ من الحبس
فكنت كموسى حين قال لربّه
أريد أرى ذاتاً تعالتْ عن الحسِّ
فدكَّ الجبالَ الراسياتِ جلاله
وأصعقَ موسى فاختفى العرشُ في الكرسي
وكنتُ كخفَّاشٍ أراد تمتعاً
بشمسِ الضحى فانهدَّ من لمحة ِ الشمسِ
فلا ذاتهُ أبقى ولا أدركَ المنى
وغودر في الأمواتِ جسماً بلا نفس
ولكنني أدعي على القرب والنوى
بلا كيفٍ بالبعلِ الكريمِ وبالعرسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمِن حسِّي إلى عقلي
فمِن حسِّي إلى عقلي
رقم القصيدة : 11487
-----------------------------------
فمِن حسِّي إلى عقلي
ومن عقلي إلى حِسِّي
بعلمين غريبينِ
بلا شكٍّ ولا لبسِ
ومن حَدسي إلى علمي
ومنْ علمي إلى حدسي
فنورُ العلمِ ممدود(5/117)
ونورُ الحدسِ ما يمسي
ومنْ نفسي إلى روحي
ومنْ روحي إلى نفسي
بتحليلٍ وتركيبٍ
كمثلِ الميتِ في الرَّمسِ
ومنْ قدسي إلى رجسي
ومن رِجسي إلى قُدسي
فقُدسي كان في وقتي
ورِجسي كان في أمسي
ومنْ إنسي إلى جني
ومن جني إلى إنسي
فجني يبتغي غمِّي
وإنسي يبتغي أُنسي
ومن حُبِّي إلى سَعتي
ومن سعَتي إلى حُبِّي
لنكرٍ قامَ في نفسي
على عقلي وبالعكس
ومن أيسي إلى ليسي
ومن ليسي إلى أيسي
بسعدي فيه تأليفٌ
كما في شنه يحسي
ومنْ حلسي إلى صدري
ومن صدري إلى حلسي
فلولا باقلٌ ما لا
ح نورُ الفضلِ في قسِّ
ومنْ شمسي إلى بدري
ومن بدري إلى شمسي
لإظهارِ الخفايا في
بطونِ نواشئ دبسِ
ومن فُرس إلى عُرْبٍ
ومن عُربٍ إلى فُرسِ
لشرحِ قوامِ أسرارٍ
ورَمزِ حقائقَ نُكسِ
ومن أسي إلى فرعي
ومِن فَرعي إلى أُسِّي
لعيشٍ دُسَّ في موتٍ
بحسٍّ أو بلا حسِّ
فلا تهتمِّ يا نفسي
لقولِ الحاسدِ النِّكس
وقولِ الجاهلِ المغرورِ
ر يا ريحانة النفس
فكمْ منْ جاهلٍ قدْ قا
لَ في أرواحنا الخرسِ
لدى تنزيلِ تنزيلي
بروحِ النفث والحسِّ
كاس فيه شيطانٌ
يخبطه من المسِّ
فإنَّ الناسَ ما زالوا
من التحقيقِ في لبسِ
فسرُّ الله موجودٌ
مبين الجهرِ والهمسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
رقم القصيدة : 11488
-----------------------------------
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي
وأُشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً
تصانُ عن التذكارِ في عالمِ الحسِّ
فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي
غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكرَ الأقوامُ قولي وشنعوا
عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي
فلا هم مع الأحياءِ في نور ما أرى
ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ
فسبحانَ منْ أحيى الفؤادَ بنورِهِ
وأفقدهُمْ نورَ الهداية ِ بالطمسِ
علومٌ لنا في عالمِ الكونِ قدْ سرتْ
من المغربِ الأقصى إلى مطلعِ الشمسِ(5/118)
تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً
عن الفكرِ والتخمينِ والوهمِ والحدسِ
وأصبحتُ في بيضاءَ مثلي نقية ً
إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبْسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نكحتُ نفسي بنفسي
نكحتُ نفسي بنفسي
رقم القصيدة : 11489
-----------------------------------
نكحتُ نفسي بنفسي
وكنتُ بعلي وعرسي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
رقم القصيدة : 11490
-----------------------------------
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
يزهو بهِ المسعودُ بينَ الناسِ
إنّ الشريفَ هو التقيّ المرتضى
لا الهامشيُّ ولا بنو العباسِ
إلا إذا اتَّقوا الإله فإنهم
أهلُ المكارمِ والندى والباسِ
إني لبستُ بحمصِ أندلسٍ وبالـ
ـحرَمِ الشريف ومكة وبفاس
من سادة ٍ مثلِ الشموسِ أئمة ٍ
الله أكرمَهم بخير لباسِ
بهدى هداتهم اهتديتُ لأنهم
في الليلة الظلماء كالنبراسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شؤون ربي من تغيير أنفاسي
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
رقم القصيدة : 11491
-----------------------------------
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
كالجودِ منه لما عندي من إفلاسِ
فراعَهُ لي مني بالزمانِ ممَّا
في الكونِ إلا وجودُ الجنِّ والناسِ
لما ينافي وجود النشىء من ثقلٍ
فلو يخف لكنا التاجَ في الراس
لكننا منهُ كالنعلينِ في قدمٍ
من التقلبِ أوْ كالشامخِ الراسي
في نشأة العجل برهانٌ لذي نظرٍ
في السامريِّ وما في الأمرِ من بأسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كم رأينا برامة َ
كم رأينا برامة َ
رقم القصيدة : 11492
-----------------------------------
كم رأينا برامة َ
منْ طلولٍ دوارسِ
ما رأينا من غادة ٍ
في الجواري الأوانس
مثلَ لبنى إذا اقبلت
نحونا من غدامس
خلتها حينَ أقبلتْ
قطعة ً من حنادسِ
صورة ً ما أرى لها
صورة ً في الكنائس
إنما حركَ الهوى
اهتزاز النواقس
قلتُ مَن أنت إنني(5/119)
خالطتني وساوسي
قالتِ: اعلم بأنني
منْ حسان الفرادسِ
لستُ إنساً لكنني
مظهرٌ للنوامسِ
وأنيسي الذي أرا
ه أنيسي مجالسي
ظاهر افويق تحته
في صدورِ المجالسِ
أنا من كلِّ زينة ٍ
رقمتْ في الملابسِ
ما يرى حسن زينتي
منكمُ غيرُ لابسِ
أنا من حبها كما
قيلَ في حربِ داحسِ
قلتُ مني على فتى
طامعٍ فيكَ آيسِ
قالت أعلم بأنه
في الهوى غيرُ سائسِ
ودليلي إظهارُه
ما بهِ من وساوسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ على
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ على
رقم القصيدة : 11493
-----------------------------------
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ على
ما كانَ منهُ منَ الأحوالِ في الناسِ
مما يسرّهم مما يسؤوهم
وكلُّ ذلك محمولٌ على الراس
له الثناء له التمجيد أجمعه
منْ قبلُ والدنا المنعوتِ بالناسي
عبدته وطلبتُ العون منه كما
قد قال شرعاً على تحرير أنفاسي
وأنْ يهيئ لي منْ أمرنا رشداً
وأنْ يلينَ مني قلبي القاسي
حتى أكونَ على النهجِ القويمِ بهِ
خلقاً كريماً بإسعادٍ وإيناسِ
اللهُ نورٌ تعالى أنْ يماثلهُ
نورٌ وقدْ لاحَ لي في نارِ نبراسِ
لو قال خلق به من دون خالقه
لكفروهُ وما في القولِ من باسِ
لأنهُ مثلٌ لوْ قلتهُ قبلَ هلْ
لداء هذا الذي قد قال من آسي
وما جهلتُ سوى أوقاتِها ولذا
نهيت عنها ووَسواسي وخَناسي
فلو تجارت لها سبقاً خيول نهى
فازتْ بها في سباقِ الكشفِ أفراسي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نُمشَّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
نُمشَّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
رقم القصيدة : 11494
-----------------------------------
نُمشَّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
لأنَّ لها جوداً على نشأة ِ النفسِ
لما جاء في الأنباء عن خيرِ مُرسَلٍ
بأصدقِ قيل جاء من حضرة ِ القُدسِ
وضعفه النقادُ من أجلِ واحدٍ
رواه عن الأثبات عن عالم الإنس
وكم صحَّ منْ أمثالهِ فهوَ واحدٌ
منَ النوعِ إن شئتم وإلا منَ الجنسِ
وما فيه إن أنصفتَ في القول مُثبَتٌ(5/120)
له عندنا ويل تحققُ من لبس
وكيفَ يكونُ اللبسُ والأمرُ ظاهرٌ
يلوح لذي عينين من حَضرة ِ الأنس
لقد كان خيرُ الناسِ يفعل مثلَ ما
بأعرافها والبيعُ بالثمنِ البخسِ
لقدْ صغتُ معناهُ بأدنى عبارة ٍ
وألطفها للعقلِ بالفكرِ والحسِّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما أنا اليومَ لنفسي
ما أنا اليومَ لنفسي
رقم القصيدة : 11495
-----------------------------------
ما أنا اليومَ لنفسي
قدْ مضى عقلي وحسي
فأنا رومٌ لأني
شاهد أصلِّي وأسي
فليقم منْ شاءَ منكمُ
أوْ يرحُ رواحَ أمسِ
ومتى رأيتُ شخصاً
وهوَ من شكلي وجنسي
نفرتْ منهُ طباعي
ومضى عني أنسي
أبغضُ الخلقِ إلينا
من تسمى لي بإنسي
فاعذروني يا عدايا
أنا في أضيقِ حبسِ
لستُ من خلقٍ جديدٍ
حادثٍ صاحبِ لبسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
رقم القصيدة : 11496
-----------------------------------
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
بنا فهم الأفراد يدعون بالخرسِ
سورواً بتكوينٍ وعزاً بجلوة ٍ
ليستوحشَ الأقوامُ في حالة ِ الأنسِ
سموا بلْ علوا إلا قليلاً لأنهمْ
تعالوا عن التنزيهِ في حضرة ِ القدسِ
سلامٌ على قوم تباهوا بربِّهم
على كلِّ موجودٍ من الجنِّ والإنسِ
سروا وظلامُ الليلِ يسترُ سيرهمْ
إلى أنْ علوا فوقَ الإشارة ِ بالكرسي
سرتْ همة مني على خيرِ مركبٍ
من الطبع من عقلٍ نزيهٍ ومن حسِّ
سرى نحوهُ سري ليدري حديثهُ
على هيكلٍ قد بيع بالثمنِ البخسِ
سباها وأسلاها وجودٌ منزهٌ
عن الحدِّ بالفضلِ المقومِ والجنسِ
سناه مزيلُ ظلمة ِ العرشِ والعمى
وما كان من أين يقالُ ومن جنسِ
سلتْ بوجودِ القيدِ عنْ نيلٍ مطلقٍ
عنْ الحبسِ بالتقييد باليومِ والأمسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمتُ ربي لما
علمتُ ربي لما
رقم القصيدة : 11497
-----------------------------------
علمتُ ربي لما
علمتُ علمي بنفسي(5/121)
إذ كان عينُ وجودي
وروحي عقلاً وحسي
قد بعتُ نفسي منه
لما اشتراها ببخس
ولم أبع منه نفسي
إلا لجهلي بأسي
فلو علمتُ به ما
ذكرتُ بيعاً لأنسي
فإنْ أكنْ عنهُ غيراً
فالحقُّ جنَّة ُ أنسي
ما لي وإياهُ شبهٌ
إلا كيومي بأمسِ
الفرقُ فيهِ عسيرٌ
لأنه أصلُ لبسي
فما بدا كون عيني
إلا ببعل وعرس
من الطبيعة بنا
ما بين عقلٍ ونفسِ
فيها بعقدِ نكاح
أعلى بحضرة قدس
فنحنُ أهلُ المعالي
ونحن أهل التأسِّي
لكن بأسماء ربي
ما بين عرشٍ وكرسي
لو قلتُ ما قلتُ يأتي
إليَّ فيه بعكس
وإنْ أعجل تراه
بصورة الحالِ ينسي
تعجيله فيه ذكرى
تأخيرِه الأمر ينسي
سرُّ الشريعة ِ خافٍ
ما بين عُربٍ وفُرسِ
وليس يظهر إلا
إلى شهيدٍ بحسِّ
فلا تمتُ حتفَ أنفٍ
فلستُ فيها بنكِسِ
نطقُ الشهادة ِ حالٌ
ما بينَ جهرٍ وهمسِ
لله قومٌ تراهم
بحالِ ذلِّ ونكسِ
وهمْ لديهِ كرامٌ
لا يشترون بفَلسِ
عجبتُ مني وممنْ
قد بنتُ عنهُ بجنسي
إطلاقُ سرِّي دليلٌ
أني بأضيقَ حبسِ
وإنني في مقالي
لستُ بصاحبِ حدسِ
بل ذاك نورٌ مبينٌ
كنورِ بدرٍ وشمسِ
أفصحتُ فيهِ لساني
لأنني بين خرس
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك الله ما في اليأس من باسٍ
تبارك الله ما في اليأس من باسٍ
رقم القصيدة : 11498
-----------------------------------
تبارك الله ما في اليأس من باسٍ
والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
منْ حيثُ ما هوَ ناسٍ إنَّهُ ولدٌ
لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة
وأين نور الهدى من نورِ نبراس
لقدْ أتاني كلامٌ كلهُ حكمٌ
مني بصورة ِ إلهامٍ ووسواسِ
فقالَ لي وهوَ صدقٌ في مقالتهِ
إشربْ بكاسي وإني الماءُ في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبة ٌ
حتى أ:لمهُ من ذاتِ مقباسِ
ليعلمِ العبدُ أني كلُّ منْ وقعتْ
عينٌ عليهِ منْ أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي
فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلة ٍ
على لسانِ فقيه بي وشماسِ(5/122)
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به
وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني
عيني وأسمعتْ سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي
فقمتُ لي أدباً حباً على الراسِ
لمَّا ابتغاني الذي يدري معاملتي
حجبتهُ معلماً بالشامخِ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخِ الراسي
فلمْ تقعُ وحشة ٌ إلا بإيناسِ
تنازعتْ فيّ أضدادٌ فقلتُ لها
إنَّ الحياة َ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة
ما في الحياة التي في الموت من باس
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ
رقم القصيدة : 11499
-----------------------------------
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ
ولتبليغها يرى في انتكاسِ
ثمَّ عينُ النزولِ أيضاً عروجٌ
لشهودٍ ما فيه من التباس
ثم نبغي بزهدنا ما زهدْنا
عينُ زهدي في ذاكَ عينُ التماسي
هوَ لي بالنهارِ عينُ معاشي
وهوَ في الليلِ بالظلامِ لباسي
جعلَ النومُ لي سباتاً لأمرٍ
يجعل الحقَّ بالشهودِ نواسي
فأراهُ في النومِ حقاً يقيناً
رؤية ً في داركَ الإحساسِ
مثل ما يشربُ النديمُ شربنا
باركَ اللهُ سيدي في نعاسي
مذ بناني الإله قصراً مشيّداً
ذا سقوفٍ علية ٍ وأساسِ
علمتْ نفسي أنَّ سكناه ذاتي
ولريمِ الفلاة ِ عينُ الكناسِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في سورة ِ الأعرافِ مذكورة ٌ
في سورة ِ الأعرافِ مذكورة ٌ
رقم القصيدة : 11500
-----------------------------------
في سورة ِ الأعرافِ مذكورة ٌ
ثلاثُ آياتٍ تسمى الحرسْ
لما اعتنى الرحمن بالمصطفى
في كربه جادتْ له بالنفسْ
إذا تلوناها لخوفٍ بنا
بحكمِ إيمانٍ تكن كالعس
ما مثلُها من آية ٍ آمنتْ
نفوسُنا إلا التي في عبسْ
قدْ جاءتِ الصاخة ٌ فاسمع لها
فإنها عينُ غنى المبتئِس
قدْ أظهرتْ أحكامَها عندِنا
في دارِنا الدنيا فلم تبتئس
وليسَ كلُّ الناسِ يدري بها
إلا السليمُ العينَ غيرُ الرئسْ(5/123)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأنوارٌ تلوحُ على وليٍّ
فأنوارٌ تلوحُ على وليٍّ
رقم القصيدة : 11501
-----------------------------------
فأنوارٌ تلوحُ على وليٍّ
ظهورَ الوشي في الثوبِ الموشَّى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شهدتُ الذي قدْ مهدَ الأرضَ لي فرشاً
شهدتُ الذي قدْ مهدَ الأرضَ لي فرشاً
رقم القصيدة : 11502
-----------------------------------
شهدتُ الذي قدْ مهدَ الأرضَ لي فرشاً
شهودَ إمامٍ حاكمٍ حكمَ العرشا
شغفتُ به حباً فأسهر مقلتي
ومنْ اجل وجدي رحمة ً سكنَ الفرشا
شهودي له بالباء ليس بغيرها
لأجل الذي قدّ سنّ أن نغرم الأرشا
شيوخ من الأقوام فيه لقيتهم
فكانوا لنا سقفاً وكنتُ لهمْ فرشا
شِدادٌ أولو أعزمٍ رعاة ٌ أيمة
تجلى لهم فينا وفي الحية الرقشا
شعارهمُ التوحيدُ يبغونَ قربهُ
به وهو الشرك الذي أثبت الأعشى
شبيهٌ بهم منْ كانَ طولَ حياتِهِ
وفي البرزخِ المعلوم في الليلِ إذْ يغشى
شمرت عليهم بعد تعظيم قدرهم
ولم آمن الهجرانَ منه ولم أخشا
شربتُ الذي من شربه اللذة التي
لشاربهِ نصاً أتانا بهِ يغشى
شممتُ بهُ ريحاً من المسكِ عاطراً
يخبرني في هذا المقام الذي يغشى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا قلت يا الله لبى من الحشى
إذا قلت يا الله لبى من الحشى
رقم القصيدة : 11503
-----------------------------------
إذا قلت يا الله لبى من الحشى
فأصغيت نحو الصوت والعين في غشا
وقال شهودي إن تأملت شاهدي
إذا طلعَ الليلُ الإلهيُّ في العشا
لأني وترٌ لمْ تشفعهُ ذاتكُمْ
لأنكَ منْ أهلِ العزاءِ معَ العشا
وإن شئت قلت العين مني عينه
وإن مدمنه نحو أعياننا الرشا
وجاء بنعتٍ فيه عيني وعينه
لذا يقبلُ القرضَ الذي حرمَ الرشى
ومَنْ كان هذا حاله فهو شاهد
عليهِ بأنَّ العقلَ في الفكرِ في غشا
فما ثمَّ إلا الكشفُ ما ثمَّ غيره
لهُ ترفعُ الأستارُ في الحالِ إنْ يشا
وما ثم سترٌ غير أني فرضته(5/124)
ومَنْ يقبلِ النقصانَ قد يقبل المشا
هوَ القمرُ الوضاحُ فيها كمثلِ ما
هوَ الشمسُ والروضُ المنمنمُ والرشا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى
رقم القصيدة : 11504
-----------------------------------
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى
وأبكارُها لا تستباح ولا تُغشى
فمطعمها للحسِّ شهدٌ لذائق
وملمسها للعقلِ كالحية الرقشا
تولد للأفكار في كلِّ ساعة ٍ
من اليومِ والليلِ البهيمِ إذا يغشى
إناثاً وذكراناً لمعنى بصورة ٍ
بها قيدتهُ مثلَ ما قيدَ الأعشى
فقال بأنَّ الضوءَ ممتزجٌ وما
نوى بالذي قدْ قالَ سوءاً ولا غشا
وقال الذي لم يعرف الحكم إنه
نوى بالذي قدْ قالهُ للورى غِشا
فلو يدري أنَّ النور يستر ليله
وأنَّ وجودَ السلخِ صيَّره نشا
لقال بأنَّ الأمر نورٌ وظلمتُه
وذلك حقٌّ ما به بان أنْ يغشى
فمن سبر الأمرِ الذي قد سبرته
يكون إماماً لا يخافُ ولا يخشى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> والليلُ ليلُ الهوى والطبع إذ يغشى
والليلُ ليلُ الهوى والطبع إذ يغشى
رقم القصيدة : 11505
-----------------------------------
والليلُ ليلُ الهوى والطبع إذ يغشى
ثم النهار نهارُ العقلِ والافشا
إذا ذكرت ثيابا كنت لابسها
للدين ذكرني ذكرى بها الهرشا
ولستُ أعمى فإني ذو سنا وحجى
ولستُ أبصرُ لكني أنا الأعشى
فالطبعُ يأنفُ أنْ يفضى عليهِ بهِ
والشرعُ يحكمُ أني أغرمُ الأرشا
فالحكم مني عليَّ لا على أحد
فلست أرجو سواي لا ولا أخشى
فإنْ تجس ترى لينا وداخله
سمٌّ قتولٌ كأني الحية ُ الرقشا
هذا خصصتُ بهِ وحدي وأعنِ بهِ
نوعَ الأناسيِّ حالَ البدءِ والإنشا
قامت على صورة ِ الأسماء نشأتنا
فكلُّ ما نحنُ فيهِ ربنا أنشا
وما أسرتُهُ في تبليغنا رسلٌ
لأنَّ مرسلهم هو الذي أفشى
ولو أسرَّ لكان الحالُ يشهد لي
بأنه هكذا سبحانه قد شا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ للرحمنِ في العرشِ(5/125)
الحقُّ للرحمنِ في العرشِ
رقم القصيدة : 11506
-----------------------------------
الحقُّ للرحمنِ في العرشِ
وفي السمواتِ وفي الفرشِ
وفي نزولِ الغيثِ في وابلٍ
حمدته أيضاً وفي الرش
حمداً كثيراً طيباً خالصاً
يسلمُ في البحثِ منَ الهرشِ
وكلُّ حمدٍ ليسَ فيهِ أنا
يقبلهُ اللهُ بلا أرشِ
يمتاز ختم الحقِّ عن ختمنا
بما نرى فيه من النقش
لوْ سلمتْ أغنامنا لمْ يكنْ
يقضي سليمانُ منَ النفشِ
فبطشه الأقوى على عزِّه
ينزل في الشدّة عن بطشي
لمزجهِ برحمتهِ لمْ تضقْ
فهيَ لدى بطشي كالخدشِ
ألفيته في وزن أعمالِه
يربى على الأوزان بالنش
أخلصت ودي لحبيبِ الهوى
فليس في ودّي من غش
وليس ذا عشك فلتدرجي
وأينَ عشُّ السرِّ من عشي
نبشتُ عنهُ عندَ أسمائِهِ
حتى رأيتُ الأمرَ في النبشِ
خادعني عندَ التجلي كما
خادعَ إبراهيمَ بالكبشِ
أظهره في صورة ِ ابنٍ لهُ
فكاد يختلّ من الدَّهشِ
وهكذا الأمرُ إذا لمْ يكنْ
كالنصِّ في الأمر الذي يفشي
إني وإياه كليل أتى
نهارُه للولدِ إذْ يغشي
بالله يا نفسي كذا فافعلي
إذا أتى يبغي السّوى غشي
حتى يرى فعلكمو فعله
كمثلِ موسى في عصا الهشِّ
أجمل أمراً بعدَ تفصيله
ليحصلَ المطلوبُ بالفتشِ
أخبرَنا حكمة َ إمساكِهِ
كما روى قائمة العرش
إن عصاه لم يزل حكمها
لكي يرى الأعينَ مَنْ يعشي
هيهاتِ هيهاتِ لما تبتغي
وأينَ فرغانة ُ من الشّ
لقيت شخصاً عند وداي القرى
فقلتُ ذا محمد اللوشي
ولم يكن فقلتُ مكرا بنا
فلم أثق من بعد بالنوش
إنْ جاءكمُ نصٌ بضدِّ الذي
ذكرته مع الهدى يمشي
تمسكوا منهُ بأهدابِهِ
وألقوا الذي ذكرت في الحش
أنا ابنُ سامٍ لا ابنُ حامٍ فلي
فضلٌ على الأغربة الحبشِ
في صاحبِ الفيل لكم عبرة ٌ
وهادمي الكعبة بالنكش
للهِ سرٌّ لوْ بدا ما اهتدى
بهِ رجالُ الأعينِ العمشِ
والله ما أخفيته عنهم
إلا لما فيه من الفحش
لله قومٌ لهم فطنة ٌ
تراهم كالحمر الوحشي
لهم نفورٌ ولهم وقفة ٌ
تردُّهمْ عنْ بطشة ِ الطيشِ(5/126)
العرشُ فرشٌ للذي يستوي
عليه وهو السقفُ للفرشِ
فما أرى شيئاً بلا نسبة ٍ
فنزِّهوا الرحمن ذا العرش
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ممن تخلصت أو إلى مَن
ممن تخلصت أو إلى مَن
رقم القصيدة : 11507
-----------------------------------
ممن تخلصت أو إلى مَن
تخلص يا طالبَ الخلاصِ
إنْ كنتَ بالعلمِ في مزيدٍ
أنا من العلم في انتقاص
إنَّ لنا حكمة ً تعدَّتْ
بذاتِها منزلَ القصاصِ
إنْ كانتِ الحالُ ما ذكرنا
كيفَ لنا منهُ بالخلاصِ
فإنني طالبٌ أموراً
أخرها حاكم المناصِ
وقدْ علمنا كذا أموراً
قدمَها حاكمُ المناصِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أكرمُ أنْ يحظى بنعمته
الله أكرمُ أنْ يحظى بنعمته
رقم القصيدة : 11508
-----------------------------------
الله أكرمُ أنْ يحظى بنعمته
الطائعون ويشقى المجرمُ العاصي
وإنْ شقى فكالآمِ يصيبُ بها
المؤمنينَ فمنْ دانٍ ومنْ قاصي
وكلهمْ عالمٌ باللهِ مستندٌ
إليه مفلسهم ورب أو قاصِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صادني من كان فكري صاده
صادني من كان فكري صاده
رقم القصيدة : 11509
-----------------------------------
صادني من كان فكري صاده
ما له والله عنه من محيصِ
صابراً في كل سوءٍ وأذى
في كيانِ من عمومٍ وخصوصِ
صرة ٌ أودعتُ قلبي علمها
في كتاب وسمتُه بالفُصوص
صبرتُ قهراً وعجزاً وأبتُ
غيرة ً منها عليه أن تنوصَ
صيرته واحداً في دهرِه
ثم رامتْ عنه عزاً أن تبوص
صادفتْ والله في غيرتها
عينَ ما جاء به لفظ النصوص
صدقتُها فلها النورُ الذي
ما له في كونها ذاك الوبيص
صلبتُ في الدين فانقادَ لها
كلَّ معنى هو في البحثِ عويصَ
صلّى القلبُ اشتعالاً بعد ما
كانَ ذا عزمٍ عليهِ وحريصَ
صامتْ النفسُ وصلتْ فلها
لمعان من سناها وبصيص
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علا كلُّ سلطانٍ على كلِّ سوقة
علا كلُّ سلطانٍ على كلِّ سوقة
رقم القصيدة : 11510(5/127)
-----------------------------------
علا كلُّ سلطانٍ على كلِّ سوقة
إذا سكن الأطوالَ وأسكن العرضا
وما ذاك إلا ههنا بتكلُّفٍ
وينعدمُ التكليفُ إنْ فارقَ الأرضا
إلى جنة ِ المأوى بنشأة حسِّه
وما عندها ظل وإنّ لها عرضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ضاقَ صدري لمَّا أتى
ضاقَ صدري لمَّا أتى
رقم القصيدة : 11511
-----------------------------------
ضاقَ صدري لمَّا أتى
لوجودي به القضا
ضقتُ ذَرعاً بموجدي
بعدَما كنتُ في فضا
ضرري لم يكن سوى
عفوه حين غمضا
ضرّني ما به أتى
منْ حديثٍ وأمرضا
ضررٌ قوله عفا
رحمة ً بي عمَّا مضى
ضمني ضمة ً فما
قلتُ هذا إلا مضى
ضدَّ ذا لوْ رأيتُهُ
كنت في الحالِ مُعرضا
ضاربُ البابِ جاهل
يطلبُ العفوَ والرضى
ضربَ النحلَ مُخبراً
عنهُ فينا بما قضى
ضربَ العلمُ خيمتَه
ساعة ً ثم قوّضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تجري الأمورُ إلى آجالِها ركضاً
تجري الأمورُ إلى آجالِها ركضاً
رقم القصيدة : 11512
-----------------------------------
تجري الأمورُ إلى آجالِها ركضاً
لذاكَ يفضلُ فيها بعضُها بعضا
هذي عمومٌ يعمّ الكونَ أجمعهُ
ولا يخصُّ به نفْلاً ولا فرضا
لا يعرفُ الذوقَ في ضيق وفي سعة
إلا الذي يقرضُ الله به قرضا
لذاكَ يسكنُ في طولِ الجنانِ بهِ
منه ومن نفسه قد يسكن العرضا
لا يبلغ المجد في دنيا وآخرة
من صير الماء ناراً والهوا أرضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وإنما الله بالفراق قضى
وإنما الله بالفراق قضى
رقم القصيدة : 11513
-----------------------------------
وإنما الله بالفراق قضى
ليمضي ما شاءَهُ بنا فمضى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تألفتِ الأشياء في عدم تبارك الله لا أبغي به عِوضاً
لما تألفتِ الأشياء في عدم تبارك الله لا أبغي به عِوضاً
رقم القصيدة : 11514
-----------------------------------(5/128)
لما تألفتِ الأشياء في عدم تبارك الله لا أبغي به عِوضاً
ولستُ أبرمُ ما قدْ حلَّ أو نقضا
إني عجبتُ لمن بالجهل أعرفه
والعجز غاية من في ذاته نهضا
قدَ حجرَ الشرعُ فكري أنْ يصرفَهُ
في ذاتِهِ فأبى العقلُ الذي فرضا
ما إنْ رأيتُ لهُ مثلاً يعارضُهُ
وهوَ المريدُ وما أدري لهُ غرضا
لما تألفتِ الأشياء في عدم
قامَ الوجود بهِ لعارضٍ عرضا
وهو الوجود كما قامت بأنفسها
لذاكَ ما أبتغي بربنا عوضا
فما ترى جوهراً في الكون منفرداً
على اختلافٍ ولا جسماً ولا عرضا
إلا وذاكَ الذي عاينتَ صورتَه
فمنْ بهِ مرضٌ قدْ زدتُهُ مرضا
كذا أتت في كتابِ الله آيته
فلمْ تقلْ غيرَ ما قدْ قالهُ ومضى
فليس يظهره في عين مبصره
إلا الغمامُ إذا برقٌ بهِ ومضا
بذا أتى نصهُ إنْ كنتَ ذا نظرٍ
والكشفُ أعطى الذي قد قلته وقضى
طهَ ويسُ لا تعربهما فهما
منَ الذي أبهمَ النبراسُ حينَ أضا
يا عابدَ الفكرِ لا تسلكَ طريقتنا
هذي بحورٌ بلا سيفٍ لها وأضى
إنَّ القرآن لنورٌ يُستضاء به
وزاد رجساً قليبٌ زاده مضضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا
الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا
رقم القصيدة : 11515
-----------------------------------
الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا
بلْ شكرُنا امتثالٌ للذي فرضا
خلى ليَ الأمرُ في الأكوانِ أجمعها
وغادرَ القلبَ مشغوفاً بهِ ومضى
فما رأيتُ بريقاً في جوانبها
إلا وكان هو البرقُ الذي ومضا
وآضَ عني الذي قدْ كانَ يحجبني
لما رأى النور في آفاقهنّ أضا
لمَّا سلكتُ سبيلَ الواصلينَ إلى
بحرِ العماءِ رأيتُ الزاخراتِ أضا
فقلتُ هلْ ثمَّ بحرٌ لا يكونُ لهُ
سيفٌ فقالوا نعمْ هذا الذي اعترضا
ما بيننا وهو من وجه يخيط بنا
وما له غاية ولا عليه فضا
ونحنُ فيهِ كغرقى يسبحونَ بهِ
ولا يقاسون همّاً لا ولا مَضَضا
بحرُ الثبوتِ الذي أبدى جزائرهُ
فيه ومنه بما قد شاءه وقضى
والناسُ سفرٌ ولكنْ منْ جزائرِهِ(5/129)
إلى جزائره في شقوة ٍ ورضى
الإسمُ يوجدُنا والذاتُ تعدمنا
فما ترى صحة َ إلا ترى مرضا
إساتنا لم تكن إلا إساءتنا
وهيَ الغذاءُ لمنْ قدْ صحَّ أوْ مرضا
بها بدا عفوه عنا ورحمته
ومن يقومُ به إحسانه نهضا
إلى الوجودِ الذي ما عنده عدمٌ
وهوَ الذي حصلَ المأمولَ والغرضا
شخصاً سويا وقد سماه لي بشرا
منَ المباشرة ِ الزلفى التي انتهضا
بها فأبصره في عينِ صورته
مثلا فأنشأه حتى يرى عِوضا
فلم يكن غيرُه إلا بجنته
فزال عن نفسه المثلُ الذي افترضا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثوبُ التقى والهدى أليستَ فاطمة َ
ثوبُ التقى والهدى أليستَ فاطمة َ
رقم القصيدة : 11516
-----------------------------------
ثوبُ التقى والهدى أليستَ فاطمة َ
وما أرى للباسِ الخيرِ من عوضِ
ألبستها خرقة ً علياءَ جامعة ً
تزيل عن قلبها ما فيهِ منْ مرضِ
جمعتْ واللهِ في البأسِ ما لبستْ
مني من الخير بين الذاتِ والعَرَض
قد كان لي غرضٌ في أن تكون لنا
بنتاً وربي فيها قد قضى غرضي
فلتشكر الله لا أرجو سواه لها
على الذي قدَّر الرحمن حينَ رضي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الصدقُ سيف الله في الأرض
الصدقُ سيف الله في الأرض
رقم القصيدة : 11517
-----------------------------------
الصدقُ سيف الله في الأرض
يقطع بالطولِ وبالعرضِ
يعم بالقطع لهذا يرى
يحكم في الرفع وفي الخفض
والعالمُ الأقربُ في عزهِ
والعالمُ الأبعدُ في الأرضِ
يقيم دين الله في خلقه
نيابة في النفل والفرض
ولا يرى في ملكهِ جائراً
إلا الذي ينصب بالغرض
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ لي بمنْ أرتضيهِ
منْ لي بمنْ أرتضيهِ
رقم القصيدة : 11518
-----------------------------------
منْ لي بمنْ أرتضيهِ
في كلٍّ ما أمضيهِ
مما أراه سَداداً
والحبُّ لا يقتضيهِ
فشأنُهُ الأمرُ فينا
وحبنا يمضيهِ
سبحانه وتعالى
في كلِّ ما يقضيهِ
فكلُّ ما جاءَ منهُ
هو الذي أرتضيه(5/130)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ارتباطُ السقمِ بالعرضِ
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ
رقم القصيدة : 11519
-----------------------------------
ارتباطُ السقمِ بالعرضِ
كارتباطِ الجسمِ بالعرضِ
فإذا نيلتُ فعافية ٌ
وانتفى ما كانَ منْ مرضِ
فانظروا فيما ذكرتُ لكم
تسلموا من علة ِ الغرض
فوجوبُ الزهدِ فيهِ لذي
نظرٍ وجوبُ مفترضِ
والذي تخفى مقاصدُه
إنه يصبر على مَضَض
ويعزي نفسه في الذي
فاتهُ بقولهِ لوْ قضي
وتمجُّ النفسُ في حكمته
فتراه دائمَ الحَرَض
تارة ً يموتُ منْ شرقٍ
تارة ً يموتُ من حرضِ
وإذا ما مات من غصص
ربما يظنُّ فيه رضى
والذي تفوته حكمي
ما لها واللهِ منْ عوضِ
هي كالمصباح نيَّرة
مدَّه زيتٌ يكاد يُضي
ما لهه مَيْلٌ إلى جهة ٍ
لوجودِ الاعتدال مضى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النقصُ في العبدِ ذاتي وإنَّ لهُ
النقصُ في العبدِ ذاتي وإنَّ لهُ
رقم القصيدة : 11520
-----------------------------------
النقصُ في العبدِ ذاتي وإنَّ لهُ
وقتا كمالاً ولكن فيه بالغَرَضِ
العبد لابدَّ منه فهو يطلبه
وإنَّهُ صاحبُ الآفاتِ والمرضِ
اعراضه بوجودِ النقصِ شاهدة
وما نرى أحداً ينفكُّ عنْ عرضِ
وقدْ ينالُ الذي يهوى ويحرمُهُ
وقتاً فيبصره يصبر على مَضَضِ
فقل لعقلِك قد أفهمت صورته
فقمْ على قدمِ التحقيقِ وانتهضِ
إلى المقامِ الذي ما عندَهُ عرضٌ
أيضا ويعصمه من علة الحَرَض
فإنْ تيسرَ مطلوبي ظفرتُ بهِ
وإن تعذر تعلم أنَّ ذاك قضي
فالعبد عبدٌ متى أعطاه سُرَّ به
ما كان يسأله وإنْ أبى فرضي
ولا يغرنكَ أحوالٌ فحالُتها
كالبرقِ يظلمُ جواً كانَ منهُ يضي
قدْ يعلمُ العبدُ منْ حالِ القبولِ إذا
رآه وجودَ الفعلِ منهُ رضي
السقم للعبدِ حكمٌ لا يزايلهُ
فلا يزالٌ معَ الأنفاسِ ذا مرضِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إلهي وفقني إلى كلِّ ما يرضي
إلهي وفقني إلى كلِّ ما يرضي
رقم القصيدة : 11521(5/131)
-----------------------------------
إلهي وفقني إلى كلِّ ما يرضي
ورضِ فؤادي بالذي أنتَ لي تقضي
فإن كان سرّاء حمدتك منعما
وإنْ كانَ ضراءً نظرتُ إلى المقضي
فأنظر فيه بالذي قد ذكرته
فإنْ كانَ لا يرضي عدلتُ إلى المرضي
وإنْ كانَ كلي مستقيماً سررتُ بي
وإنْ كان بعضي هم بكيت على بعضي
إلهي أرجو من عنايتكم بنا
إذا زلتُ عنْ ندبٍ أسيرُ إلى فرضِ
وإنْ كنتُ في رفعٍ بربي محققاً
فلا تحجبني عن عبودية الخفض
وإنْ أنتَ من أهلِ القراضِ جعلتني
إلهي فوفقني إلى أحسنِ القرضِ
فنصفٌ لكمْ مثلُ الصلاة ِ معينٌ
ونصفٌ لنا منْ غيرِ نكثٍ ولا نقضِ
أفوضُ أحوالي إليكَ مسلماً
لأكتب فيمن أمره للرضى يفضي
وأسألُ ربي أنْ يمنَّ بعصمتي
هنا ثم في يومِ القيامة ِ والعرض
ويجعلني ممن سما واعتلى به
إليهِ إذا كانَ الخروجُ منَ الأرضِ
ويوصلُ لي بشراهُ بالخيرِ منعماً
إذا حل تركيبي وأسرع في نقضي
وأفرض لي قاضي السماء معيشتي
عليه وهل تبقى فضولٌ مع الغرض
ومهما دعاني نحوه جئتُ مسرعا
على الناقة ِ الكوماءِ بالعدوِ والركضِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طابتْ مطاعم من يحقر قدره
طابتْ مطاعم من يحقر قدره
رقم القصيدة : 11522
-----------------------------------
طابتْ مطاعم من يحقر قدره
فمضى على حكم الوجودِ وما سطا
طنِّب ففي التطنيب إن حققته
متوّسِّماً بسماته كشفَ الغطا
طبتم فطاب بك النعيمُ بحضرة ٍ
فاحذر من التحريفِ كن متوسِّطا
طوبى له من مالكٍ متملكٍ
جوَّابِ آفاقِ وعدٍ لا مُقسطا
طاعاته مردودة ٌ في وجهه
لمَّا أطاعٌ وما رأى عينَ العطا
طافَ اللبيبُ ببيته متديناً
متواضعاً متهذباً متثبطا
طربتْ بهِ أيامهُ لما رأتْ
أنَّ الخليفة َ في الحكومة ِ أقسطا
طفئتْ مصابيحُ الهدى بهوائهِ
وعلى مطا طرق العماء قد امتطى
طاشتْ عقولُ ذوي النهى منْ سيرهِ
لما أتاه محرِّضاً ومنشطا
طهر ثيابكَ فالطهورُ شريعة ٌ
جاءت بها الأرسال في ضَفَفِ الخطا(5/132)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نهاني الحقُّ في الغططِ
نهاني الحقُّ في الغططِ
رقم القصيدة : 11523
-----------------------------------
نهاني الحقُّ في الغططِ
عن المطّاط والسقَطْ
وإني لا أجالسُ منْ
يكونُ بمثلِ ذا النمطِ
وأفهمني بأنْ أحظى
بهِ في العالمِ الوسطِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا علم الله الكريم سريرتي إذا علم الله الكريم سريرتي
إذا علم الله الكريم سريرتي إذا علم الله الكريم سريرتي
رقم القصيدة : 11524
-----------------------------------
إذا علم الله الكريم سريرتي إذا علم الله الكريم سريرتي
فلستُ أُبالي من سواه إذا سخطْ
وقد صح عندي منزلي من مهيمني
فلست أُبالي من دنا اليوم أو شحط
فيا عجباً من عارفٍ قال إنه
تولعَ حباً بالإلهِ ولمْ يمطْ
سوى ربهِ عنهُ وساءَتْ طنونه
بنا فمتى تدركْه فيستدرك الغَلَط
إذا كان من أبدى التحفي بجانبي
يغيرهُ قولُ الوشاة ِ فقدْ سقطَ
ولكنَّ ربي قد أتى فأتيته
وقلت لسرِّي حسبُك المنتهى فقط
ولا تلتفت مَن ظنَّ سوءاً بنا ولا
تعرجْ عليهِ واعفُ عن سيءٍ فرطْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلمي ولوحي في الوجودِ يمدُّهُ
قلمي ولوحي في الوجودِ يمدُّهُ
رقم القصيدة : 11525
-----------------------------------
قلمي ولوحي في الوجودِ يمدُّهُ
قلمُ الإلهِ ولوحهُ المحفوظُ
ويدي يمينُ اللهِف ملكوتهِ
ما شيئت أجري والرسومُ حظوظ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ظلامُ الليلِ معتبر
ظلامُ الليلِ معتبر
رقم القصيدة : 11526
-----------------------------------
ظلامُ الليلِ معتبر
لعبدٍ عندَه يقظهْ
ظنوني في منازلها
علومَ الخلقِ والحفظهْ
ظلومٌ ليس يجهلها
إمامٌ قبلهُ حفظهْ
ظبا لمَّا حللتُ بهِ
رأيتُ الحجبَ في اليقظهْ
ظباءُ كلها شمسٌ
إذا علمت بمن حفظه
ظَللتُ به فأرّقني
فلما كنتُ هو لفظه
ظننتُ الأمرَ يشهدُني
ويشهدني فما حفظَهْ
ظُنونٌ ما حصلتُ بها(5/133)
إلى المغرورِ كيْ يعظَهْ
على ما قال من وعظه
نؤومٌ قلبُه يقظه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما أتاني الحقُّ ليلاً مكلماً
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مكلماً
رقم القصيدة : 11527
-----------------------------------
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مكلماً
كفاحاً وأبداه لعيني التواضعُ
وأرضعني ثديَ الوجودِ تحققاً
فما أنا مفطومٌ ولا أنا راضعُ
ولم أقتل القبطيّ لكنْ زجرتُه
بعلمي فلم تعسر عليَّ المواضع
وما ذبح الأبناء من أجلِ سطوتي
ولا جاء شرّير ببطشي رافع
فكنت كموسى غير أني رحمة
لقومي فلمْ تحرُم عليَّ المراضعُ
لغزتُ أموراً إنْ تحققتَ أمرها
بدا لكَ علمٌ عندَ ربكَ نافعُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا العقابُ لي المقامُ الأرفعُ
أنا العقابُ لي المقامُ الأرفعُ
رقم القصيدة : 11528
-----------------------------------
أنا العقابُ لي المقامُ الأرفعُ
والحسنُ والنورُ البهيُّ الأسطعُ
أمضي الأمورَ على مراتبِ حكمِها
في العدوة ِ الدنيا وعزي أمنعُ
أنا فيضة السامي ونورُ وجودِه
وأنا الذي أدعو الوجودَ فيخضعُ
وأنا الذي ما زلتُ قبضة َ موجدي
فالجودُ جودي والخلائقُ توضعُ
نحوي لتطلبَ ما لها من شُربها
منا فأعطي منْ أشاءُ وأمنعُ
أدنو فيبهرني جمالُ وجودِه
أنأى فيدعوني البهاءُ الأروعُ
فإذا دنوتُ فحكمة ٌ مقبولة ٌ
لكنَّ لها قلبَ العلى يتصدَّعُ
وإذا بعدتُ فإمرة مقومة
والنورُ من أرجائِها يتشعشعُ
فأنا الأميرُ إذا بعدتُ فشقوتي
في إمرتي وسعادتي إذ أنزِعُ
فأمرّ أوقاتي وأسعدها إذا
عاينتُ أعيان الأهلَّة ِ تطلع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نارُ الإلهِ على الأسرارِ تطلعُ
نارُ الإلهِ على الأسرارِ تطلعُ
رقم القصيدة : 11529
-----------------------------------
نارُ الإلهِ على الأسرارِ تطلعُ
وما لها أثر في القلبِ ينطبع
إذا يحس بأصواتِ اللهيبِ بها
يأتي إليه رجيمُ السمعِ يستمعُ
والقلبُ حافظه فيه وليس له(5/134)
إلا العنا فلهذا ليسَ يتضعُ
فالآلُ يرفعُهُ طوراً ويخفضُهُ
لأنه بدلٌ منه فيتسع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمت بما في الغيب من كل كائن
علمت بما في الغيب من كل كائن
رقم القصيدة : 11530
-----------------------------------
علمت بما في الغيب من كل كائن
ومالا فما قلنا وما أدركَ السمعُ
على أنني ما كنتُ إلا موحِّداً
بتوحيدِ فرقٍ ما يخالطهُ جمعُ
علا الحقُّ في الإدراكِ عنْ كلِّ حادثٍ
وهلْ يدركُ التنزيهُ ما قيدّ الطبعُ
علاه بها عقلاً وليسَ بذاتِهِ
وليس لمخلوقٍ على حمله وسع
عبيد وفي التحقيق ربٌّ كصورة ٍ
وليسَ لهُ ضرٌّ وليسَ لهُ نفعُ
عظيمٌ على منْ أوْ جليلٌ منْ أجلِ منْ
تعالى فلا فطر لديه ولا صَدْع
عزيزٌ ذليلٌ بائسٌ وهو ذو غنى
ولكن عمن إذ هو السيبُ والمنع
عبدناه بالفقرِ الذي قام عندنا
ولوْ قامَ ضدَّ الفقرِ لمْ ندرِ ما الصنعُ
علينا من التقوى رقيتٌ مسلطٌ
نقيٌّ وقيّ فهو لي الوتر والشفع
علوتُ عن التنزيه معنى وما علا
عنِ الحكمِ والتشبيهِ فليدعُ منْ يدعو
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشبرُ والباعُ
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشبرُ والباعُ
رقم القصيدة : 11531
-----------------------------------
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشبرُ والباعُ
عن التجلِّي وأبصارٌ وأسماع
فما يرى نفسه إلا بهِ فلهُ
في كلِّ ذاتِ تراكيبٍ وأطباع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني العبدُ المليكُ السميدَعُ
ألا إنني العبدُ المليكُ السميدَعُ
رقم القصيدة : 11532
-----------------------------------
ألا إنني العبدُ المليكُ السميدَعُ
ولِ منزلٌ من رحمة ِ اللهِ أوسعُ
ومن رحمة ِ الله العظيمِ وجوده
وهذا غريبٌ في العلومِ فاجمعوا
لهُ كلَّ برهانٍ عسى تدركونهُ
وليسَ لهُ في عالمِ الفكرِ موضعُ
لقد وسعَ الحقُّ المبينُ بصورة
إلى مجدِها تعنو الوجوهُ وتخضعُ
أنا الأزليّث العينُ والمحدثُ الذي(5/135)
له في قلوبِ الكونِ حظٌّ وموقع
أنا فيضه السامي أنا عرشُ ذاته
أنا العالم العلويّ بل أنا أرفع
أنا العربيّ الحاتميّ أخو الندى
إلى حضرتي تغدو المطيُّ وترجعُ
ثِقالاً وقد كانت بهم في وروده
خفافاً فتعدو للنوالِ وتوضع
لنا في زمانِ الخصبِ ملهى ً وملعبٌ
وفي وقتِ جدبِ الأرضِ مرعى ً ومرتعُ
أنا عدله الساري أنا سرُّ كونه
أنا فضلُهُ الماضي الذي ليسَ يرجعُ
أنا المسجدُ الأقصى أنا الحرم الذي
إلى بيتهِ تعدُو النياق وتسرعُ
إلى مهبطِ الأسماءِ تقنعُ أروساً
ونحو استواءِ الأرض تسمو وترفع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> دعا قومهُ نوحٌ ليغفرَ ربهمْ
دعا قومهُ نوحٌ ليغفرَ ربهمْ
رقم القصيدة : 11533
-----------------------------------
دعا قومهُ نوحٌ ليغفرَ ربهمْ
لهم فأجابوه لما كان قد دعا
أجابوا بأحوالٍ فغطوا ثيابهمْ
لسرٍّ بسترٍ والسميعُ الذي وعى
ولو أنهم نادوا ليكشف عنهمُ
غطاءُ العمى ما ارتد شخصٌ ولا سعى
وهذي إشاراتٌ لأمة ِ أحمدٍ
وليست لنوحٍ والحديثُ هما معا
رعى الله شخصاً لمْ يزلْ ذا مهابة ٍ
كريماً إماماً حرمة الحق قد رعى
لو أنَّ له الخلق ينزل وحيه
على جبلٍ راسٍ بهِ لتصدَّعا
وأثبتَ منه قلبَ شخصٍ علمته
ولما أتاه وحيه ما تزعزعا
وإن كان من قومٍ إذا ليلهم دجا
تراهم لديه ساجدين ورُكَّعاً
وتبصرهم عند المناجاة حُسَّراً
حيارى سكارى خاضعينَ وخشَّعا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بلغوا عني أمَّ الأربعهْ
بلغوا عني أمَّ الأربعهْ
رقم القصيدة : 11534
-----------------------------------
بلغوا عني أمَّ الأربعهْ
أنني فيما تريدُ إمعهْ
نظرتْ عيني إليها نظرة ً
ملأتْ قلبي نوراً وسعَهْ
فإذا شتت أمري قدرٌ
جاءَ منها ما إليها جُمعَهْ
لمْ أسميها لأني خفتُ أنْ
يطلقَ الجارُ عليها الأربعهْ
علموا أهلَ ودادي أنَّهُ
فازَ قلبي بالذي قدْ وسعهْ
باتباعِ المصطفى حصلهُ
وحبيبِ اللهِ منْ قدْ تبعهْ
أصبحت فيهم بهم حاكمة ٌ(5/136)
وهمْ بينَ يديها وزعهْ
فبهم يحكم فيهم ولهم
وعليهم حكمُ منْ قدْ شرعَهْ
قالَ لي الحقُّ وقدْ سرحني
من قيود الطبعِ لما منعه
مع من أنت عبيدي في الهوى
قلتُ ربي أنا واللهِ معَهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
رقم القصيدة : 11535
-----------------------------------
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
هويته فهو المجيبُ لمن دعا
فما أنا إلا عينهُ ليسَ غيرهُ
ولستُ بذي مزجٍ ولا أنا بالوعا
فمن قال إن القول بالحدِّ واحد
فذلكَ قولٌ ليسَ يدريهِ منْ وعى
من العلم إلا رسمه لا وجوده
وإنْ مصيبَ الحقِّ منْ قالَ أجمعا
إذا عاينتْ عينٌ لعينٍ كلامه
على ألسنِ الأرسال بالحسِّ مصرعا
فلا بدَّ من صوتٍ يعين حرفه
ولا بدَّ من حرفٍ فقد ثبتا معا
فيا منكرَ التركيب في كلِّ ناطق
وفي نطقهِ لوْ كنتَ بالحقِّ مولعا
رأيت وجودَ الحقِّ عين كوائن
أمنتُ لها منْ غيرِ أنْ تتصادَّعا
إذا كان نظمي عين نثري فمن هما
فقلْ لهما يا صاحِ للحقِّ وارجعا
رعى اللهُ عبداً منصفاً ذا حقيقة ٍ
كما أنه بالحقِّ للحقِّ قد رعى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعظيمُ ربكَ في تعظيمِ ما شرعا
تعظيمُ ربكَ في تعظيمِ ما شرعا
رقم القصيدة : 11536
-----------------------------------
تعظيمُ ربكَ في تعظيمِ ما شرعا
فاصدعْ فإنَّ سعيدَ القومِ منْ صدَعا
لكن بأمرِ الذي جاءتك شرعته
تسعى على قدمٍ فاشكره حين سعى
فكنْ معَ اللهِ في ترتيبِ حكمتهِ
إنَّ الذي مع ربي لا يكون معا
إفهمْ كلامي فإنَّ الفهمَ أسعدَكمْ
ولا تحدْ عنهُ إنَّ العلمَ قدْ جمعا
هو الدليلُ عليه لا تذره سُدى
فالهلكُ في تركِ ما الرحمنُ قدْ شرعا
العلمُ نصفانِ : نصفٌ ليسَ يبلغهُ
فكرٌ لذلكَ حكمُ الفكرِ قدْ منعا
ونصفهُ فصحيحُ الفكرِ يبلغهُ
وليس منزله مثل الذي سمعا
والكلُّ حقٌّ وما أنصفتُ فيهِ وما
لذاكَ ردٌّ فمنْ يدريهِ قدْ جمعا(5/137)
لهُ الكمالُ فما شخصٌ يقاومُهُ
صنعُ الإلهِ فشكرُ اللهِ بي صنعا
والله لو علمتْ نفسي بمن علمت
لضاقَ عنها وجودُ الخلقِ ما اتسعا
القلبُ يعرف ربي من تقلبه
مثل الشؤونِ له إنْ سار أو رجعا
والنفسُ تجهلهُ منْ أجلِ شهوتها
وعينُها لفراقِ الحقِّ ما دمعا
لمَّا تعززَ عنهُ باتَ يطلبهُ
ولوْ تدانى لهُ إليهِ ما ارتجعا
وقدْ جرى مثلٌ يدري وصورتُهُ
أحبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما منعا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ
العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ
رقم القصيدة : 11537
-----------------------------------
العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ
جمعتُ بينهما شرعاً وما جمعا
فالعلمُ يجمعُ ما العرفانُ يفردُه
في الحد يجتمعان إنْ نظرت معا
ولا يقال بأنَّ الحقَّ يعرفنا
وهوَ العليمُ بنا وهكذا شرعا
لا تعلمونَهُمْ اللهَ يعلمُهُمْ
هذي النيابة َ مهما كنتَ مستمعا
ولمْ يقلْ فيهِ إنَّ اللهَ يعرفهُمْ
فقلْ بهِ إنْ تكنْ للحقِّ متبعا
إنَّ الأديبَ الذي يمشي على قدر
يوافق الحقَّ إنْ أعطى وإنْ مَنَعا
قد اقتفى أثراً ما عندهُ خبرٌ
بمنْ تفرَّد في التعبيرِ فاخترعا
اللهُ كرمَهُ إذ كانَ فضلَهُ
على سواهُ فلمْ يسنن ولا ابتدعا
وإنْ تضاعفَ فيهِ الأجرُ فاستمعوا
ما يستوي مقتد فيه بمن شَرَعا
لولا الشريعة ُ كان الشخصُ في عمه
إذا أراد اقترابا بالذي صنعا
فبين الحقِّ ما الألبابُ تجهله
فمقبلٌ قابلٌ لكلِّ ما سمعا
ومعرضٌ عنهُ في خسرٍ وفي حيد
عن الصوابِ الذي عنه قد امتنعا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الوحيّ علمُ الكونِ إلا أنهُ
الوحيّ علمُ الكونِ إلا أنهُ
رقم القصيدة : 11538
-----------------------------------
الوحيّ علمُ الكونِ إلا أنهُ
يخفى على العلماءِ بالأنواعِ
ولذاك ينكره الذي ما عنده
علم بما فيه من الأفظاع
فإذا يسطره اللبيبُ بكشفِه
أوْ فكرِهِ ليلذَّ بالأسماعِ
يدري به من ذاقه طعماً ولم(5/138)
يكفر به إلا لضيق الباع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل لأم الأربع
قل لأم الأربع
رقم القصيدة : 11539
-----------------------------------
قل لأم الأربع
أنتَ في الخيرِ معي
لولا عيني لم يكن
لكَ عينٌ فاسمعي
إنما نحن لها
في الوجودِ فدعي
ولها الحكم بنا
في الجهات الأربع
فإذا علمتِ ذا
فلكوني فارجعي
رجعة ً مرضية ً
لرياضي وارتعي
أنا فيما قلته
منْ حديثٍ مدعي
ودليلي واضحٌ
مثلُ لمعِ اليرمعِ
في سرابٍ فترى
ماءَ مزانٍ فاكرعي
فإذا ما جئتَه
لم تجد شيئاً معي
كلُّ ما جئتُ بهِ
عن خطيبٍ مصقعِ
وحديثي إنَّما
هو مني ومعي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فقيل له في ذلك ما قيل فأجاب فقال:فإذا كنت معي أنت معي
فقيل له في ذلك ما قيل فأجاب فقال:فإذا كنت معي أنت معي
رقم القصيدة : 11540
-----------------------------------
فقيل له في ذلك ما قيل فأجاب فقال:فإذا كنت معي أنت معي
وإذا ما لم تكن لستَ معي
فلتعِ الأمرَ الذي جئتَ بهِ
يا حبيبَ القلبِ حقاً فلتع
أنا إلاَّ واحدُ العصر به
ما أنا فيه شُخيصٌ مدَّعي
فخذِ الأمر الذي تعرفه
منْ وجودي ثمَّ إنْ شئتَ دعِ
ما أ،ا غيرٌ ولا أعرفهُ
للذي قلت له أنت معي
قلتُ للنفسِ وقدْ قيلَ لها
مثلُ ما قيلَ منِ العبْ وارتعِ
ما سمعتم ما جرى من خبر
منهمُ بالله يا نفسُ اسمعي
واحذر المنكر الذي تعرفه
إذْ تحليتَ بهِ لا تخدعِ
لستُ أبكي لفراقٍ أبداً
لشهودي حالة من موضعي
فحبيبي نصبَ عيني أبداً
فسواءٌ غابَ أوْ كانَ معي
جل أمري أنَّ عيني معه
أينما كانَ فطبْ واستمعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ
رقم القصيدة : 11541
-----------------------------------
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ
لبرءٍ ما بي منْ أمراضٍ وأوجاعِ
دعوتني بلسانِ الحقّ تطلبني
إني لما قد دعوتُ السامعَ الواعي
دعوتني وضمنتم ما أسرُّ به(5/139)
إذا أجبتُ فما خيبتَ أطماعي
لا تفرحَنَّ بشيءٍ لستَ تعرفه
إنَّ الهوية َ في المدعو والداعي
بهِ سمعتَ كما بهِ نطقتَ لذا
قد قام فينا مقامَ الحافظِ الراعي
أنا لهُ تابعٌ ما دامَ يطلبني
كما أكونُ إذا أدعو منْ أتباعي
وليس من شيعي حتى أفوز به
وإنهُ حينَ أدعوهُ منْ أشياعي
لذا ينزلُ في الطافِ حكمتهِ
من الذراعِ على التقريبِ والباعِ
فقدْ تقدرُ والمقدارُ ليسَ لهُ
وهوَ الصدوقُ فقدْ حيرتَ أسماعي
أين العماءُ ومن حبل الوريد أتى
في قربه وإذا ما كنتُ بالساعي
يأتي إليَّ كما قدْ قالَ هرولة ً
والفرقُ يعلم بين المدِّ والصاعِ
إنّ التنزه والتشبيه ملحمة
وتلكَ خيري الذي أدري وأقطاعي
ما قلتُ إلا الذي قالَ الإلهُ لنا
في نعتهِ منْ مقالاتٍ وأوضاعِ
لما أتيت به سوق الكلام أبى
وقالَ ليسَ بضاعاتي وأمتاعي
إلا المحدثُ والصوفيُّ فاجتمعا
والمؤمنون وهذا علم اجماعي
إن العقول لها حدٌّ يصرّفها
وليس يعرفُ منه علمُ إبداع
إني أذعتُ لكَ العلمَ الغريبَ وما
أنا بصاحبِ إفشاءٍ وإيذاعِ
إني وجدت الذي بالسير أطلبه
سيرَ الحقائقِ في سبتي وإبضاعي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لبيك لبيك من داعٍ بإجماعٍ
لبيك لبيك من داعٍ بإجماعٍ
رقم القصيدة : 11542
-----------------------------------
لبيك لبيك من داعٍ بإجماعٍ
والكلُّ أنتَ فأنتَ السامعُ الداعي
فلمْ يلبيكَ مني غيرُ كونكمُ
أنت اللسانُ بلا خلفٍ باجماعِ
قد صحَّ عنك من الأخبارِ ما نطقتْ
به التراجمُ عند الحافظِ الواعي
ما إنْ ذكرتُكَ في نفسي وفي ملإ
إلا وكان شفاءً لي من أوجاعي
لم يقصِ عنكَ الذي قدْ صحَّ منْ خبرٍ
رويتهُ منْ حديثِ البشرِ والباعِ
لقدْ تحققتهُ ذوقاً ومعرفة ً
من غير شكٍّ ولا قول بإقناع
درَّت لبون مواشيه على جلدي
كلَِّ مرعى وإنَّ الرعيَ للراعي
ولوْ طمعتُ بكوني فيَّ دونكمُ
خابتْ لديّ على التحقيقِ أطماعي
أنت اللسانُ وأنت الرِّجل أسعى بها
ولا أقولُ بأنَّ الناطقَ الساعي(5/140)
وأنتَ لي بصرٌ إذْ أبصرتُ بهِ
وأنتَ سمعي فخذْ فضلاً بأسماعي
نطقاً يحققني بمنا يوفقني
وليس يلحقني في الفهم اتباعي
بشرى أسرُّ بها إني من أهلكمُ
ولا يطمِّنُهُ زجري وإرداعي
إني لأشهدكمْ وأنتَ تشهدُ لي
بذاكَ في الجبلِ الراسي وفي القاعِ
أنتَ العليمُ الذي قسمتَ أقفزة ٍ
حبّ العقولِ فمن مُدٍّ ومن صاعِ
أمري ظفرت بها في وقتِ قسمتها
وما جعلتُ لها حظاً من إقطاعي
أقطاعُنا هيَ أسماءُ الإلهِ بها
عين النجاة ِ لأبصاري وأسماعي
ولا خطوت إلى ما ليس لي قدما
في حالِ وترٍ ولا في حالِ إشفاعِ
لذاكَ ما وردتْ في حقناً كتبٌ
منه تؤدّي إلى ردعٍ واقماعِ
أنصفته في الذي قد جاء يطلبنا
بما تقرَّرَ منْ سبقٍ بإسراعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرسلتُ ما أرسلتُ من أدمعي
أرسلتُ ما أرسلتُ من أدمعي
رقم القصيدة : 11543
-----------------------------------
أرسلتُ ما أرسلتُ من أدمعي
تذكرة ً مني لهُ إنْ يعيَ
فلم يعرِّجْ والتوى هاربا
وقال لا تسأل فهذا معي
وإنما أطلب لي معرضا
قد اختفى عني في المخدع
إنا دعوناهمْ عسى يرجعوا
والخائبُ المحروم لم يسمع
وما به من طرشِ حاكم
لكنه استحيى فلم يرجع
أتبعهُ أذكرهُ نعمتي
وما برحتُ اليومَ من موضعي
فقالَ لي تهزأ بي سيدي
وأنتَ تدري أنني مدعي
بالحالِ لا بالقول في حبكم
لأننى أخشى إذا ادَّعي
يقولُ لي قلْ ما الدليلُ على
صحة ِ ما أنتَ بهِ تدعي
لا تطلبِ البرهان من ناطق
إلا إذا سمعته يدَّعي
وكانَ منْ كانَ وأنتَ الذي
تفهمُ قولي فيهِ لا تجزعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
رقم القصيدة : 11544
-----------------------------------
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
وإنْ سمعتْ أذني فلستَ سوى سمعي
وإنَّ قوايا كلها ومحلها
وجودُكَ يا سري كما جاءَ في الشرعِ
ولا حكمَ منْ طبعٍ إذا ما تكونُهُ
فإنْ كنته كان التحكم للطبع(5/141)
إذا كنتَ عيني حينَ أبصركمْ بكمْ
فقدْ أمنتْ عينايَ منْ علة ِ الصدعِ
إذا فرقتْ أسماؤهْ عينَ صورتي
على صورتي فيهِ أحنُّ إلى الجمعِ
فاحمده حمدَ المحامد كلها
وأشكرُه في حالة ِ الضرِّ والنفعِ
وارقب أحوالي إذا كان عينها
واشهده في صورة الوهب والمنع
لقد أثرت لما أغارت جيادُه
بميدانِهِ شحباً كثيراً منَ النفعِ
فما قرعُ بابِ اللهِ والبابُ أنتمُ
كما أنتَ ذاتي حينَ أشرعُ في القرعِ
واشهده عند اللوى وانعطافه
وإن كمال الحق في مشهد الجزْعِ
وصورتُهُ في الدرِّ أكملُ صورة ٍ
وصورة ُ عينِ الكونِ أكملُ في الجزعِ
أما وجلالُ النازعاتِ وغرقها
لقدْ شهدتْ عيني الطوالعَ في النزعِ
إذا لمْ يكنْ فرعٌ لأصلِ وجودنا
وهل ثمر تجنيه إلا من الفرعِ
وصقعٌ وجودُ الحقِّ في دارِ غربتي
فلا صقعٌ أعلى في المنازلِ من صقعي
ألا إنهُ يخفي معَ الوترِ عينهِ
ويظهرها للعين في حضرة ِ الشفعِ
ألا كلُّ ما قد خامر العقلَ خمرة ٌ
وإنْ كانَ في مزرٍ وإنْ كانَ في تبعِ
لقدْ رفعتْ للعينِ أعلامُ هديهِ
وضمن كيد الحقِّ في ذلك الرفع
ولولا دفاعُ اللهِ هدتْ صوامعٌ
لرهبانِ ديرٍ فالسلامة ُ في الدفعِ
لقد سحت في شرقِ البلاد وغربها
وما خفيتْ نعلي ولا انقطعتْ شسعي
وفي عرفاتٍ ما عرفتُ حقيقتي
ولا عرفتُ حتى أتيتُ إلى جمعِ
ولمَّا شهدناها وجئتُ إلى منى ً
بذلتُ لهُ بالنحرِ ما كانَ في وسعي
حصبتُ عدوي جمرة ً بعدَ جمرة ٍ
ببضعٍ منْ الأحجارِ بوركَ منْ بضعِ
ولما أتيتُ البيت طفتُ زيارة
حنينا بها من فوق أرقعة سبع
عناية ُ ربي أدركتْ كلِّ كائنٍ
منَ الناسِ في ختمِ القلوبِ وفي الطبعِ
ومن أجل ذا لم يدخل الكبر قلبهم
على موجد الصنع الذي جل من صنع
ولولا وجودُ السمعِ في الناسِ ما اهتدوا
وليس سوى علمِ الشريعة ِ والوضع
فكمْ بينَ أهلِ النقلِ والعقلِ يا فتى ً
وهلْ تبلغُ الألبابَ منزلهُ السمعِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ أولى ما ابتعْ
العلمُ أولى ما ابتعْ(5/142)
رقم القصيدة : 11545
-----------------------------------
العلمُ أولى ما ابتعْ
والعبدُ عبدُ ما اتبعْ
هذا هو الحقُّ بدا
فخذ بقولي أو فَدَعْ
من وسع الحق فما
يعجز عن شي يسع
ما أشرفَ العبد الذي
لكلِّ شيٍ قدْ وضعْ
من نازلٍ وصاعدٍ
وخافضٍ ومرتفع
ميزانُهُ في يدهِ
كالحقِّ يُعلي ويضع
إنْ قالَ قولاً هائلاً
فما يقول من جَزع
لأنَّهُ يعلمُ أنَّ
القولَ بالحقِّ صَدَع
عبادَه فاعتبروا
في هولِ يومِ المطلع
إذا أتى العبدُ به
إلى الجحيمِ فاطلعْ
لكي يرى صاحبَهُ
عنه الأمان قد نُزع
فقال: تالله لقد
كِدت لتردينْ ومعْ
هذا فإني شافعٌ
فيكَ إنَّ اللهَ شفعْ
فالحمدُ لله الذي
خلصني مما وقع
فيهِ الجهول إذْ أتا
ه رادعٌ فما ارتدع
في سورة ِ الصفِّ أتتْ
آيتهُ لوِ اطلعْ
على المعاني نلتُها
نيلَ الذي بها انتفعْ
في منزلِ الدنيا الذي
لكلِّ خيرٍ قد جَمَع
والشكر لله الذي
منَّ عليَّ ودفعْ
عني ما احذره
يومَ النشور والفَزَع
وجاءَ في توقيعهِ
هذا جزاءُ منْ تبعْ
بعقده وفعله
رسولَنا فيما شرعْ
وكلُّ ما جاء به
إليه من شرعٍ نزع
وما توانى ساعة ً
وما افترى وما ابتدع
فوجههُ النورُ إذا
ما النورُ في الحشرِ سطعْ
فالحمدُ لله الذي
يحمدُ أعطى أو منعْ
بذا أتانا وحيُه
فألسنُ الخلقِ تبع
بأنه قال على
لسانِهِ ما قدْ شرعْ
لهُ بما يقولهُ
على مُصلٍّ متبع
إمامِ قومٍ مقتدٍ
ليسَ بشخصٍ مبتدعْ
وأيُّ مجدٍ مثلُ ذا
وأيُّ فخرٍ قدْ سمعْ
أصبح عبداً تائباً
عني إذا قال سمعْ
اللهُ واللهِ لمنْ
حمدُه كذا وقع
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليسَ التعجبُ من شخصٍ وعى فدعا
ليسَ التعجبُ من شخصٍ وعى فدعا
رقم القصيدة : 11546
-----------------------------------
ليسَ التعجبُ من شخصٍ وعى فدعا
إنَّ التعجبَ من شخصٍ وعى فسمع
إذا أجابَ علمنا أنهُ رجلٌ
لمَّا دعا ضامناً لمنْ دعاه طمعْ
فقلْ لهُ ما الذي سمعتَ منهُ يقلْ
ما قلتهُ إنهُ برقٌ لديهِ لمعْ(5/143)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
رقم القصيدة : 11547
-----------------------------------
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
فكنْ لهُ يا وليُّ اليومَ خيرَ سميعْ
وما التمستُ سوى مرسوم صاحبه
السيد الطائع المحفوظ خير مطيع
وقدْ رأيتُ الذي خطتْ أنامِلهُ
منْ كلِّ معنى ً جليلٍ قدرُهُ وبديعْ
والأمرُ لله فيه ثم صاحبُه
إن الجنابَ الذي ذكرتُهُ لرفيعُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> غنيٌّ عن الأكوانِ بالذاتِ والذي
غنيٌّ عن الأكوانِ بالذاتِ والذي
رقم القصيدة : 11548
-----------------------------------
غنيٌّ عن الأكوانِ بالذاتِ والذي
له من سنى الأسماء ما ليس يبلغ
غوى منْ لهُ حكمُ الخلافة ِ في الورى
لذا جاء في القرآنِ حقاً سنفرغ
غريقٌ ببحرٍ والنجاة ُ بعيدة ٌ
ولولا وجودي لمْ يرَ الحقَّ يدمغُ
غنيّ وإني أكثر الذكر جاهداً
فقالَ أنا عنْ كلِّ ذاكَ مفرغُ
غنيتُ بهِ إذْ كانَ كوني وجودَهُ
ونشئي بهِ في قالبِ الطبعِ يفرغُ
غريبٌ تراه العينُ في أرضِ غُربة ٍ
من الأهل والمرجوّ منه سيبلغ
غوايتنا ما كانتْ إلا لحكمة ٍ
هي الرشد عن أمرٍ أتاه المبلغ
غصصتُ يرتقي بلْ شرقتُ بمائهِ
ويا عجباً وهو الحياة ُ فبلغوا
غرارَ حسامِ الموتِ والحكمُ فيصلٌ
لسانٌ فصيحُ النطقِ ما هوَ الثغُ
غمام جوى إتيان حقٍّ بمحشرٍ
وأرواحُ أملاكٍ فقولوا وسوغوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا
رقم القصيدة : 11549
-----------------------------------
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا
لأني سمعتُ الله قال سنفرغُ
وما ثمّ إلا قائمٌ متحيرٌ
بأعراضهِ فانظرْ لعلكَ تبلغُ
إلى حدهِ الأقصى فيأتي دليلكمْ
إلى شبهة جاءته بالقذف تدمغُ(5/144)
فقلْ لإمامِ الوقتِ أنتَ مقلدٌ
وقلْ للرعايا إنني سأبلغُ
إليه الذي أنتم عليه وإنه
عليم بكم لكنه قال بلغوا
فيا منْ هو الملآنُ بالكونِ كلهِ
ويا من هوَ الخالي الذي يتفرغُ
لقدْ حارَ قولي فيهِ إذْ حارَ قولهُ
إلى خلقه إني إليكم سنفرغ
فمنْ منْ إلى منْ أو إلى أي حالة ٍ
يكونُ تجليهِ إذا قالَ فرغوا
ألا إنني منهُ لأزراقِ خلقهِ
وآجالهم والخلقُ والخلقُ أفرغ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صفة ُ الإلهِ لكلِّ شخصٍ مبتغى ً
صفة ُ الإلهِ لكلِّ شخصٍ مبتغى ً
رقم القصيدة : 11550
-----------------------------------
صفة ُ الإلهِ لكلِّ شخصٍ مبتغى ً
في كلِّ موجودٍ تواضعَ أو طغا
والمبتغى المعتوبُ في أعراضه
عن نفسهِ وقبولهِ لمن ابتغى
منه القيادُ لربه طمعاً به
من أجل أتباع له لما بغى
فيعودُ إكسيراً يردُّ حديدهم
للفضة ِ البيضا إذا سَقْبٌ رغا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ كان يبغيني وأبغيهِ
منْ كان يبغيني وأبغيهِ
رقم القصيدة : 11551
-----------------------------------
منْ كان يبغيني وأبغيهِ
ما زلتُ للإحسانِ ألغيهِ
حتى بدا للذوق ما قد بدا
منه إلى قلبي فألغيه
خوفاً على قلبي أنَّ الردى
يلحقه إذ كان يطغيه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> غار الإله لبيته وحريمه
غار الإله لبيته وحريمه
رقم القصيدة : 11552
-----------------------------------
غار الإله لبيته وحريمه
فلذاكَ ما حصبَ الذي يبغيهِ
بالسوءِ ثم تراه من إحسانه
بعبادهِ يلغي الذي يلغيه
إنَّ اللئيمَ الطبعِ إنْ أكرمتهُ
لمْ يلتفتْ فبجورِهِ يطغيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من علم السرَّ الذي في القضا
من علم السرَّ الذي في القضا
رقم القصيدة : 11553
-----------------------------------
من علم السرَّ الذي في القضا
قد علم الأمر الذي ينبغي
فأمره يجري على حكمه
في كلِّ ما ينوي وما يبتغي
يستعجلُ الأمرَ الذي لمْ يصبْ(5/145)
أوانه حبراً ولم يبلغ
يقذفُ بالحق على باطلٍ
يدمغُهُ وقتاً فلمْ يدمغِ
قدْ يفرغُ الرحمنُ منا لنا
وشأننا الدائمُ لمْ يفرغِ
منْ مبلغي لما رأى رشدنا
في نيله بالله من مبلغي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيها المؤمنون أوفوا
يا أيها المؤمنون أوفوا
رقم القصيدة : 11554
-----------------------------------
يا أيها المؤمنون أوفوا
فإنكم في الذراع وقفُ
زينتمُ إذْ كتبتوهُ
لذاك أنتم عليه وقف
إنْ كانَ في قلبكم سواكمْ
فهو لما يحتويه ظَرف
والحق بي قد أشار نحوي
فقلتُ ماذا فقالَ لطفُ
منى ً بمن كانَ لي جليساً
فيهِ معانٍ وفيهِ ظرفُ
ما كنتُ أجني عليَّ إلا
حتى ترى العينُ كيف تغفو
فإنهُ سيدٌ كريمٌ
لذاكَ نفسي إليهِ تهفو
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الغنى للهِ منا كما
إنَّ الغنى للهِ منا كما
رقم القصيدة : 11555
-----------------------------------
إنَّ الغنى للهِ منا كما
منه أنا الفقر الذي يُعرفُ
إذْ قدْ تسمى اللهُ في خلقهِ
بما سمعتم وهو المنصفُ
فكلُّ من يسأل عن حاله
فإنه هو إن تكن تُنصف
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
رقم القصيدة : 11556
-----------------------------------
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
فمنْ شاءَ فليأخذْ ومن شاءَ فليعفُ
وكلُّ لبيبِ القلبِ في الأمرِ حازمٌ
إذا جاءه خير إليه به يهفو
فيأخذه علماً من الله زينة
ولو رواح عنه سار في أثره يقفو
فيظهرُ فينا ذا صنوفٍ كثيرة ٍ
وفي عينهِ عندَ العليمِ بهِ صنفُ
وحيدٌ بمعناه كثيرٌ بصورة ٍ
وذلكَ في المعقولِ والعادة ِ العرفُ
ففي أذني قراطٌ وفي الساقِ دملجٌ
وفي مفرقي تاجٌ وفي ساعدي وقفُ
إذا حصلَ الإجماعُ ليسَ لصورة ٍ
على صورة ٍ أخرى افتخارٌ ولا شفُّ
تنوعَ عندي زينة ُ اللهِ أنها
عليَّ بإنعامِ الكريمِ بها وقفُ
تنوعتْ الأشكالُ والماءُ واحدٌ(5/146)
نزيه عن الأوصافِ بل خالصٌ صِرف
تقنع بما قد جاء منه ولا تزد
مخافة أن يأتيك من بعده خلف
هو الحقُّ فاعلمه يقيناً محققاً
فليسَ لما قدْ قلتُ في ذلكُمْ خلفُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اللهُ أعظمُ أن يدرى فيعتقدا
اللهُ أعظمُ أن يدرى فيعتقدا
رقم القصيدة : 11557
-----------------------------------
اللهُ أعظمُ أن يدرى فيعتقدا
مقيداً وهو بالإطلاقِ معروفُ
وهو الذي تدرك الأبصارُ في صورٍ
مشهودة فهو للأبصار مكشوفُ
فهو المقيَّد والمحدودُ من صورٍ
وهو الذي هوَ بالتنزيهِ موصوفُ
لذاكَ نعلمهُ لذاكَ نجهلهُ
فالعجزُ في علمه عليه موقوف
إنْ قلت ذا قال حكمُ العقلِ ليس كذا
فلا تقلْ ليسَ إنّ الأمرَ مصروفُ
وقل بليس فإنَّ الله قال بها
في آية ٍ وهوَ قولٌ فيه تعريفُ
وقل بليس ولكن في أماكنها
على الذي قاله ما فيه تحريف
في عين تنزيهه عين مسهبة ٌ
والكلُّ حقٍّ فإنَّ الأمرَ تصريفُ
ما الحقُّ خلقٌ فيدريهِ خليقتُهُ
ولا الخلائق حقٌّ فيه تكييف
إني وزنتُ لكم أعلامَ خالقكم
وزناً وما فيهِ خسرانٌ وتطفيفُ
إني نظمتهُ لكمْ ما قالَ خالقكمْ
والنظمُ تدريهِ موزونٌ ومرصوفُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ بالأمرِ الذي أنتَ عالمٌ
إذا كنتَ بالأمرِ الذي أنتَ عالمٌ
رقم القصيدة : 11558
-----------------------------------
إذا كنتَ بالأمرِ الذي أنتَ عالمٌ
بهِ جاهلاً فاعلمْ بأنكَ عارفُ
إذا أنتَ أعطيتَ العبارة َ عنهمُ
بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
فإنَّ الذي قدْ ذقتهُ ليسَ ينحكي
ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
وقلْ ربِّ زدني من علومٍ تقيدَتْ
علومُ مذاقٍ أنهنَّ عوارفُ
إذا نلتها كنتُ العليمُ بحقها
وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها
وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل
ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
وما جهلَ الأقوامُ إلا عبارتي
وما أنا باللفظِ المركبِ كاشفُ(5/147)
وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا
إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
فإنْ نحنُ عبرنا فإنَّ كبيرنا
لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
تمعرَ منهُ الوجهُ والعجزُ قائمٌ
بهِ ويراهُ اليثربي المكاشفُ
ولو كان غير اليثربيّ لما درى
وهلْ يجهلُ العلامَ إلا المخالفُ
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم
وإني بالله العظيمِ لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه
وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة
وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به
وقدْ بينتْ لي في الطريقِ المصارفُ
وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا
بما في طريقِ السالكينَ الصوارفُ
وما ثم إلا سالك ومسلك
بذا قالتِ الأسلافُ منا السوالفُ
مشينا على آثارهم عن بصيرة
وتقليدِ إيمانٍ فنحنُ الخوالفُ
وما حيرتنا في الطريق مجاهل
وما حكمت بالتيه فينا التنائف
فإنْ كنتَ ذا حسٍّ فنحنُ الكثائفُ
وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
لقد جهلتْ ما قلته وأبنته
من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
لقدْ قالتِ الأعرابُ : الحربُ خدعة ٌ
وإني خبيرٌ بالحروبِ مثاقفُ
ألا فاعذروا من كان لي ذا جناية
ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
ويشتد خوفي من شهودي لموجدي
ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
علمتُ بأني ذو إنكسارٍ وذلة
وأني مما يأمنُ القلبُ خائفُ
وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني
على بابِ كوني للشهادة ِ واقفث
شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني
عليم تهادى للعمى متجانف
وإني أناديني إذا ما دعوتني
وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتفُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فررتُ إلى الرحمنُ أبغي التصرفا
فررتُ إلى الرحمنُ أبغي التصرفا
رقم القصيدة : 11559
-----------------------------------
فررتُ إلى الرحمنُ أبغي التصرفا
بسطوة ِ جبارٍ ورحمة مصطفى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سألتْنا شرفَ نلبسها
سألتْنا شرفَ نلبسها
رقم القصيدة : 11560
-----------------------------------
سألتْنا شرفَ نلبسها
خرقة القومِ على شرطِ الوفا(5/148)
حين تابتْ عندنا من كل ما
كانَ منها قبلَ هذا سلفا
فأجبناها إلى ما سألت
باعتقادٍ وودادٍ وصفا
وأمرناها بأن تلبسها
كل من كان بخير عرفا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيَ لما لبستها سبحتْ
هيَ لما لبستها سبحتْ
رقم القصيدة : 11561
-----------------------------------
هيَ لما لبستها سبحتْ
حسبيَ اللهُ تعالى وكفى
وأتتْ تلثمُ نعلي خدمة ً
ولقد كان لنا فيه شفا
ولقد عانقتُ منها غُصناً
يخجلُ الغصنُ إذا ما انعطفا
وارتشفنا ريقة ً مِسكية ً
تخجل الشَّهدَ إذا ما ارتشفا
ما أتينا محرماً نحذرهُ
بل أتينا فيه ما الله عفا
فانظروا المعنى الذي أرمزهُ
في كلامي تجدوه في الوفا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانت الأعراف تعطى عوارفا
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفا
رقم القصيدة : 11562
-----------------------------------
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفا
فإنَّ السليمَ الشمّ لينشقَ العرفا
ولا يقبل الرحمن منه إذا أتى
قبول الذي قد شمَّ عدلاً ولا صرفا
وإن جاءه الإقبال من كلِّ جانب
ولم يقبلِ الرحمنُ لمْ يكنْ إلا حفى
وإياكَ واستدراجهُ في عبادِهِ
فإنَّ لمكرِ اللهِ في خلقهِ عرفا
يراهُ الذي ما زالَ فيهم مقدماً
فيعز له حكماً ليشربه صِرفا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن
فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن
رقم القصيدة : 11563
-----------------------------------
فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن
فِراري عن خوفِ عناية ِ مصطفى
فنوديتُ من تبغي فقلت: وصالَ من
دعاني إليهِ قبلُ والرسمُ قدْ عفا
فما هو مطموسٌ وما هوَ واضحٌ
وطالبه بالنفسِ منه على شَفا
فلوْ كانَ معلوماً لكانَ مميزاً
ولوْ كانَ مجهولاً لما كانَ منصفا
فيا ليتَ شِعري هل أراه كما أرى
وجودي ومن يرجو غنياً قدْ أنصفا
فقال لسانُ الحالِ يخبر أنني
غلطتُ ولا واللهِ جئتُ معنفا
فبادرني في الحالِ من غيرِ مقصدي
أيا حادبي عندي ببابي توقفا(5/149)
فإني بحكمِ العينِ لستُ مخيراً
ولو كنتُ مختاراً لما سمعوا قفا
فنيتُ به عني فأدركَ ناظري
وجودي وغيري لوْ يكون تأسفا
فما ثمَّ إلا ما رأيتُ ومنْ يرمْ
سوى ما رأينا فهو شخصٌ تعسفا
فرامَ أموراً عقلهُ حاكمٌ بها
وما أثبتَ البرهانُ فالكشفُ قدْ نفى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
رقم القصيدة : 11564
-----------------------------------
ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
أتانا فحيانا من الحضرة ِ الزلفى
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبا
بواردِ بشرى جاءَ من موردٍ أصفى
فقال: سلامٌ عندنا وتحية
عليكم وتسليم من الغادة الهيفا
من اللاءِ لمْ يحجبنَ إلا بقية ً
فقلت له القنوى فقال هي الذلفا
لقد طلعت في العين بدراً مُكملا
وفي جيدنا عقداً وفي ساعدي وقفا
فقلت لها: من أنت؟ قالت: جهلتني
أنا نفسكَ الغرا تجلتْ لكمْ لطفا
فأعرضتُ عنها كيْ أفوزَ بقربها
وطأطأتُ رأسي ما رفعتُ لها طرفا
وقد شغفتُ حباً بذاتي وما درتْ
وقد مُلئت تيهاً وقد حُشيَتْ ظرفا
وثارتْ جيادُ الريحِ جوداً وهمة ً
وما سبقتْ ريحاً تهبُّ ولا طرفا
وجاء الإله الحقُّ للفصل والقضا
على الكشفِ والأملاكُ صفاً لهُ سفا
عنِ الحكمِ عنْ أعياننا وهوَ علمهُ
وما غادروا مما علمتُ به حرفا
لذلك كانت حجة الله تعتلي
على الخصمِ شرعاً أو مشاهدة ً كشفا
وهبَّ نسيمُ القربِ منْ جانبِ الحمى
فأهدى لنا من نشرِ عنبرهِ عُرفا
حبستُ على من كان مني كأنه
فؤادي وأعضائي لشغلي به وقفا
وما برحتْ أرسالهُ في وجودنا
على حضرتي بما أرسلتْ عرفا
وأرواحهُ تزجي سحائبَ علمهِ
إلى خلدي قصدا فيعصفها عَصفا
يشف لها برق بإنسانِ ناظري
وميضُ سناه كاد يخطفه خطفا
ويعقبهُ صوتُ الرعودِ مسبحاً
ليزجرها رحمي فيقصفُها قصفا
يخرجُ ودقُ الغيثِ من خللٍ بها
فتصبحُ أرضُ اللهِ كالروضة ِ الأنفا
شممتُ لها ريحاً بأعلامِ راية ٍ
كريَّا حمياها إذا شربت صرفا(5/150)
ولما تدانتْ للقطافِ غصونُها
تناولتُ منها كالنبيّ لهم قطفا
ولما تذكرتُ الرسول وفعله
على مثلِ هذا لمْ أزلْ أطلبُ الحلفا
وراثة من أحيى به الله قلبَه
ولو كنت كنتُ الوارثَ الخلف الخلفا
ألا إنني أرجو زوال غوايتي
وأرجو من اللهِ الهداية َ والعطفا
إذا ما بدا لي الوجهُ في عينِ حيرتي
قررتُ بها عيناً وكنتُ بها الأحفى
تبينُ علاماتٌ لها عندَ ذي حجى ً
وأعلامها بين المقاماتِ لا تخفى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ ستَ العابديـ
ألبستُ ستَ العابديـ
رقم القصيدة : 11565
-----------------------------------
ألبستُ ستَ العابديـ
ـن خرقة َ التصوفِ
ألبستها منْ رعبتي
فيها ومن تخوُّفي
على انكسارِ راعني
منها ومن تشوفِ
ألبستها بمكة َ
في الحجِّ بالمعرَّف
ألبستُها ثوبَ تقى ً
توفني تشرفي
لأنها معشوقة ٌ
لطيفة ُ التظرف
محجوبة ٌ مطلوبة ٌ
لطالبِ التطرُّفِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تجليتَ لي أثنى أهيمُ بها
إذا تجليتَ لي أثنى أهيمُ بها
رقم القصيدة : 11441
-----------------------------------
إذا تجليتَ لي أثنى أهيمُ بها
ولو تجليتَ لي في أقبحِ الصورِ
لعادَ قبحُ الذي جعلتُ مظهركمْ
عندي وفي نظري من أحسن الصورِ
تبارك الله في مجلاه نعرفه
ولوْ جهلناهُ كنا منهُ في ضررِ
هوَ المشاهدُ في ذاتٍ وفي صفة ٍ
في عالمِ الأمرِ والأفلاكِ والبشرِ
به أراه وأصغي عند دعوته
لأنه عين سمع الأذن والبصر
وعالمُ الرسمِ لا يدري مقالتنا
ولوْ يقولُ بها لكانَ في غررِ
وكلُّ صاحبٍ عقدٍ في الذي علمتْ
ألبابنا إنه فيه على خطر
تراه يسبح في بحرٍ وليس له
سيفٌ يوملهُ إنْ كانَ ذا حذرِ
فاثبت على ما يقولُ الشرعُ فيه ولا
تعدلْ عنِ النظرِ العقليِّ والخبرِ
ولتنفردْ بالذي أشهدتُهُ فإذا
مشيتَ في الناسِ لا تعدلْ عن الأثرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تألفتِ الأشياء بالألف
لما تألفتِ الأشياء بالألف
رقم القصيدة : 11566(5/151)
-----------------------------------
لما تألفتِ الأشياء بالألف
أعطاكَ صورتَهُ في كلِّ مؤتلفِ
فأحرفُ الرقمِ والألفاظِ دائرة ٌ
ما بين مؤتلفٍ منها ومختلف
وإنْ تمادتْ إلى ما لا انقضاء لهُ
فإنَّ مَرجع عقباها على الألف
لولا تألفها وسرُّ حكمتهِ
لمْ تدرِ أمراً ولا نهياً فقفْ وخفِ
وفي أوامره إنْ كنت ذا بصر
سِرٌّ عجيبٌ ولكن غير منكشفْ
لا يأمرُ اللهُ بالفحشاءِ وقالَ لمنْ
عصاه وعداً له فاركضْ ولا تقفْ
وليس يبدو الذي قلناه من عجب
في أمرِ أمرهمُ إلا لمعترفِ
يا رحمة ً وسعتْ كلَّ الوجودِ فما
يشذُّ عنها وجودٌ فاعتبر وقِف
ولا يرى اللهُ في شيءٍ يعنُّ لهُ
مما لهُ عنَّ إلا صاحبُ الغرفِ
أوْ منْ يجودُ إذا أثرى بنعمتهِ
أوْ منْ يكونَ من الرحمنِ في كنفِ
لذا أقام له عذراً بما صدرت
أوامر منه في القربى وفي الزلَف
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدة ً
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدة ً
رقم القصيدة : 11567
-----------------------------------
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدة ً
فإنها عند أهل الكشفِ كالصُّوفِ
أو كالبيته أجزاء مفرقة
في كلِّ وجهٍ عن التحقيقِ مصروفِ
كما أتتْ في كتابِ الله صورتُه
وزناً صحيحاً لنا منْ غير تطفيفِ
ينزه الأمر عن وضعٍ وعن صفة ٍ
وعن مثالٍ وعن كمٍ وتكييف
أما الذي ثقلتْ منا موازِنه
بالخيرِ في منزلٍ بالبرِّ معروفِ
وثم هذا الذي خفَّت موازِنُه
بالشرِّ في منزلٍ بالدخِ مسقوفِ
وثم وزنٌ صحيحٌ أنت صنجته
جاءتْ إليَّ به رسْلٌ بتعريف
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني بنيتُ على علمي بأسلافي
إني بنيتُ على علمي بأسلافي
رقم القصيدة : 11568
-----------------------------------
إني بنيتُ على علمي بأسلافي
ومنْ صحبتُ من أشياخي وآلافي
فما أصلّي بهم إلا قرأتُ لهم
منَ القرآنِ لما فيهِ لإيلافِ
فالاً فإنَّ الذي في العبدِ منْ صفة ٍ
عين الحبيبِ فهذا عين إنصافِ(5/152)
نفسي تنازعني إذا أطهرها
والخف في قدمي من نزع أخفافي
وكيفَ أنزعها وقدْ لبستهما
على طهارة ِ أقدامي بأوصافي
إن اتصافي بنعتِ الحقَّ بعدني
منه وقربني بنعتِ أسلافي
عجز وفقر إلى ربي ومسكنة
إلى سؤالٍ بإلحاحٍ وإلحافِ
إلى رفيقٍ لطيفٍ مشفقٍ حذرٍ
وما أنا بالعتلِّ الجعمصِ الجافي
إذا ذكرت الذي عليه معتمدي
سبحانه كنت فيه المثبت النافي
فالنفيُ تنزيههُ عنْ كلِّ حادثة ٍ
منَ الصفاتِ التي فيهنَّ إتلافي
ولستُ أثبتُ للرحمنِ منْ صفة ٍ
إلا التي قالها في قوله الكافي
لله ميزانُ عدل في خليقته
فإنْ وزنتْ فإني الراجحُ الوافي
أنا مريضٌ ودائي ليس يعرفه
إلا العليمُ بحالي الراحمُ الشافي
إن التستر بالعاداتِ من خلقي
فما أنا علمٌ كبشرِ الحافي
إنَّ التخلقَ بالأسماء يظهر ما
يكونُ حليتهُ بالمشهدِ الخافي
العبد يرسب يبغي أصلَ نشأته
والغيرُ متصفٌ بالمدعي الطافي
ثوبي قصيرٌ كما جاءَ الخطابُ بهِ
وثوبُ ديني ثوبٌ ذيلهُ ضافي
مياه أهل الدعاوى غير رائقة
وماءُ مثلي ذاكَ الرائقُ الصافي
ديار أهل القوى في الخلق عامرة
ودار أهل المعالي رسمها عافي
يجودُ عندَ سؤالي كلَّ مكرمة ٍ
ربي عليَّ بإنعام وإسعافِ
لقد علمتُ بأنَّ الله ذو كرم
وأن فينا له خفيَّ ألطافِ
أثنيتُ بالجودِ عن فقر وعن ضرر
على الإلهِ فجازاتي بإسعافي
كماء وردٍ إذا الداريّ يمرجه
بما يطيبهُ منْ ماءِ خلافِ
فبالأكفِّ جيادُ الخيل إنْ سبقتْ
نمسِ منها بأجيادٍ وأعرافِ
لا تفرحن باستواءِ الكَفتين إذا
أعمالكمْ وزنتْ من أجلِ أعرافِ
وأكثر الذكر للرحمن في ملأ
من الملائك سادات وأشراف
واحذر قبولك رفداً قد أتيت به
عن التشوُّق منكم أو عن إسرافِ
إنَّ الغريبَ مصونٌ في تقلبهِ
كلؤلؤٍ صينَ في أجوافِ أصداف
إنَّ الكريمَ تولاهُ بجائزة ٍ
تترى عليهِ وإنعامٌ وإردافِ
لو جاءَ منْ أسهمَ البلوى على حذرٍ
منَ المصابِ لجاءَتهُ بآلافِ
إنَّ العبيدَ أولي الألبابِ قدْ نصبوا
لرمي أسهمٍ بلواهُ كأهدافِ(5/153)
الله عاصمهم من كلِّ نازلة ٍ
بما يجنُّ منْ ألطافٍ وأعطافِ
من عند ربٍّ حفيّ بي ومكتنفٍ
وعاصمٍ بالذي يسدي وعطاف
من الجميلِ الذي ما زال يرفده
بمثله ليعمّ الخير أكنافي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُه خرقة َ التصوفْ
ألبستُه خرقة َ التصوفْ
رقم القصيدة : 11569
-----------------------------------
ألبستُه خرقة َ التصوفْ
وما لهُ نحوها تشوفْ
لعلمهِ بالذي يراهُ
من أدبِ الوقتِ والتظرفْ
ألبستُه بعدما تعالى
عن رتبة ِ الأخذِ والتعطفْ
وحصلَ الكونَ في حماه
وأحكم العلم والتصرُّفِ
فمثلَ هذا ألبستُ ثوبي
إذْ كان ثوباً على التعرُّف
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ
أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ
رقم القصيدة : 11570
-----------------------------------
أتاك الشتاءُ عقيبَ الخريفِ
وجاء الربيعُ يليه المصيفُ
ودار الزمانُ بأبنائه
فمن دوره كان دورُ الرغيف
سرى في الجسومِ بأحكامِهِ
تغذى اللطيف به والكثيف
عجبتُ لهمْ جهلوا قدرهمْ
ويسعى القويُّ له والضعيف
فأصبح كالماء في قدره
لديهمْ وفي الماء سرٌّ لطيفْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنما اللهُ إلهٌ واحدٌ
إنما اللهُ إلهٌ واحدٌ
رقم القصيدة : 11571
-----------------------------------
إنما اللهُ إلهٌ واحدٌ
مالهُ حكمان فانهضْ لا تقفْ
وله حكمان فاعمل بهما
عن شهودٍ لهما لا تنصرف
ليسَ للأقوامِ رأيٌ في الذي
شربوا منهُ قليلاً فاغترفْ
إنما الأمر مذاقٌ كله
فإذا ما ذقته لا تنحرف
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أمر الإله من
أمر الإله من
رقم القصيدة : 11572
-----------------------------------
أمر الإله من
ما أمره في العالمين مُحقَّق
إلا بواسطة ِ الرسول فإنه
أمرٌ مطاع سِرُّه يتحقق
إنْ خالفتْ أمرَ الإلهِ إرادة ٌ
منه تكادُ النفسُ منه تزهق
ولذاكَ شيبتِ النبيَّ مقالة ٌ
هي فاستقم فيما أُمرتَ تُوفَّق(5/154)
فإذا أراد نقيضَ ما أُمِرتْ به
نفسُ المكلفِ فالوقوعُ محققُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا بدا علمُ الأحوالِ يسبقُ
إذا بدا علمُ الأحوالِ يسبقُ
رقم القصيدة : 11573
-----------------------------------
إذا بدا علمُ الأحوالِ يسبقُ
إليهِ والسحبُ بالأمطارِ تندفقُ
فما ترى عِلماً إلا رأيتَ سَنا
ولا مضى طبقٌ إلا أتى طبقُ
الأمرُ مشتركٌ في كلِّ معتركٍ
فما انقضتْ علقٌ إلا بدتْ علقُ
إذا رأيتَ الذي في الغيبِ من عجبٍ
رأيتَ نورَ وجودِ الحقِّ ينفتقُ
عليك من خلف سترٍ أنت وافره
وعنده تبصر الأسرارَ تستبق
إليهِ وهيَ مع الإتيانِ فانية ٌ
عنها وعنه وهذا كيف ينفق
لذاكَ قلنا بأنَّ الأمرَ مشتركٌ
ما بيننا ولهذا عمنا القلق
فالكلُّ في قلقٍ لا يعرفونَ لما
لأنَّ بابَ وجود العلم منطبق
ضاعت مقاليدُه لذاتها فلذا
واللهُ قدْ رجحَ التقليدَ حينَ شقوا
بالفكر في نيلِ علمٍ لا يكون لهم
ولوْ يكونُ مفاتيحاً لما وثقوا
فسلم الأمر إنّ الأمر مرجعه
إلى عمى ً وإليهِ الكلُّ قدْ خلقوا
حرنا وحاروا فخذْ علماً منحتكهُ
وكنْ ذريبته تحظى بكَ الفرقُ
ولا تخفْ إنهم في كلِّ آونة
في شبهة حكمها لنفسها الفرق
تردهمْ لمحلِّ الفكرِ فهيَ لهمْ
تارٌ تحرقهمْ فالكلُّ محترقُ
هم المسمونَ إنْ حققتَ إمعة ً
كنعتِ خالقهمْ فاصدقْ كما صدقوا
وكنْ بهم نائباً عنهمُ فلبهمُ
غضٌّ جديدٌ ولبسي دونهمْ خلقُ
ولا تسابقْ سوى الحرباء إنَّ لها
حالَ الوجودِ ورياً مسكها عبقُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حاسبونا فدفقُوا
حاسبونا فدفقُوا
رقم القصيدة : 11574
-----------------------------------
حاسبونا فدفقُوا
قيدونا فأوثقوا
نظروا في صنيعنا
ثمَّ منوا فأعتقوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حاسبونا ما دققوا
حاسبونا ما دققوا
رقم القصيدة : 11575
-----------------------------------
حاسبونا ما دققوا
قيدونا ما أوثقوا
نظروا في ذنوبنا
ثم منُّوا فأطلقوا(5/155)
إن ظني وخاطري
في إلهي محقق
إن من مات محسناً
ليسَ بالنارِ يحرقُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عيونُ الزهرِ يبدو من خباها
عيونُ الزهرِ يبدو من خباها
رقم القصيدة : 11576
-----------------------------------
عيونُ الزهرِ يبدو من خباها
لناظرِ مقلتي الزهر الأنيق
إذا ما ساعدتها الشمس فيه
تراهُ بعدَ نومتهِ يفيقُ
أفاقتْ لأمرٍ فيهِ سرٌّ
فؤادُ الطالبينَ لهُ مشوقُ
يرومُ المجنون له حصولاً
إذا تُزجى الزَّعازعُ أو تسوق
يرومُ المجنون له حصولاً
فذاك النجم ليس له حريق
فإن الشمسَ أقوى منه فعلاً
ودمع الزمهرير له طليقُ
فيطفئهُ ويسلمُ منهُ ريحٌ
ويحكمُ أنَّه فيهِ غريقُ
وذاك الانقضاضُ لنا شهيد
على ما قلته برٌّ صدوقُ
رأيتُ الريحَ تأخذُ منهُ سغلاً
حذارَ منية ٌ ولها شهيقُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أفيق وفي أرضي لها فيق
إني أفيق وفي أرضي لها فيق
رقم القصيدة : 11577
-----------------------------------
إني أفيق وفي أرضي لها فيق
تبكي السماءُ لها لينفقَ السوقُ
وإنني ضابطٌ فيما يصرِّفني
وليس فيما أتاني منه تعويقُ
الحقُّ يعجبُ منْ حالي ومنْ قلقي
معَ الأحبة ِ والأحوالُ تلفيقُ
لم ينتشر خبر لي أنني رجلٌ
أهوى الأمورَ ولي بحثٌ وتحقيقُ
إنَّ الموافقة َ الكبرى بدايتها
عندَ الرجالِ عناياتُ وتوفيقُ
ما ينفقُ الذهبُ المصنوعُ عندهمُ
إلا إذا جاءه سبكٌ وتعليق
فإنْ تسامحَ فيهِ بالحمى صنعٌ
فإنَّ ذلكَ تمويهٌ وتزويقُ
وليس يعلم ما قلناه فيه سوى
مجرِّبٌ فيه إيمانٌ وتصديق
الله يعلم أني فيه ذو عَمَهٍ
وإنني مؤمنٌ به وصدِّيق
لا يعتريني هوى فيما علمت به
وليسَ عندي تزيينٌ وتنميقُ
الصدقُ حليتنا والحقُّ حُلتنا
فمنْ يخالفُ حالي فهوَ زنديقُ
والله لو عرفتْ نفسي بمن كلفتْ
لمْ يلهها زجلٌ عنهُ وتصفيقُ
لما علمت بأنّ الأمر ذو صورٍ
فلو يخاطبني حَبرٌ وبِطريق
لمْ أنكرِ إنَّ الأمرَ فيه كما
ذكرته فهو خلاَّق ومخلوق(5/156)
إنَّ النياقَ تجاري نحوَ كعبتهِ
وإنها هممٌ يدعونَها النوقُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يس على الجزم مبني فليس له
يس على الجزم مبني فليس له
رقم القصيدة : 11578
-----------------------------------
يس على الجزم مبني فليس له
في العقل كونٌ ولا طبعٌ فيسرقهُ
فذاتُه القلبُ فالتقليبُ شيمتُهُ
لكنهُ رحويٌّ فيهِ مشرقهُ
فما له من سكون فهو في فرح
وما له حركاتٌ عنه تقلقه
له الشؤونُ وفوقَ العرشِ مسكنه
عند الإله الذي به تحققه
وبالذي عنده منه تعلقه
كما بأسمائه الحسنى تخلقه
هو الوجودُ فما تنفك صورته
معَ الجمالِ الذي بهِ تعشقهُ
فالوجدُ يسكنه والشوقُ يقلقه
وللذي يدعيه الأمر يسبقه
خلافُ طهَ فإنَّ الفتحَ يلزمُهُ
لذاكَ جاءَ ليشقى وهوَ يخلقُهُ
بالجودِ أوجدهُ بالكونِ حددهُ
وبالتجلي يغذيهِ ويرزقُهُ
أعطاهُ سورتُهُ فحازَ سورتهُ
بهِ يقيدُهُ عنهُ ويطلقهُ
بهِ يحققهُ منهُ يخلقهُ
فيهِ يعشقهُ لهُ يشوقهُ
إنَّ الوجودَ لهُ حدٌّ ومستندٌ
في الكائناتِ وأحوالي تصدِّقه
و نٌ وق معَص وسائطٌ ظهرتْ
تعطي الغنى وهيَ بالأسماءِ تغرقهث
وإذ بدتْ سبحاتُ الوجهِ واتصلت
بالكونِ أضواؤها في الحالِ تحرقهُ
من أعجب الأمر أنَّ الستر منسدلٌ
والنورُ من خلفه وليس يخرقه
وكلُّ ستر فمجموعٌ ويشهد لي
أجزاؤه ثم لا تأتي تمزقه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جسمٌ بلا روحٍ ضجيعُ الردى
جسمٌ بلا روحٍ ضجيعُ الردى
رقم القصيدة : 11579
-----------------------------------
جسمٌ بلا روحٍ ضجيعُ الردى
غصنٌ ذوى ياليتهُ أورقا
روحٌ بلا علمٍ وهي بيتهُ
لرؤية الأغيار إذ أخلقا
افتقرَ الكلُّ إلى جودِهِ
أهل الأباطيلِ ومَن حققا
فوّجه الأنوار سيارة
أنارت المغربَ والمشرقا
فأشرقَ الجسمُ بأنورهِ
وأظهر الأسرارَ إذ أشرقا
فالحمد لله الذي قد وقى
من شرِّ ما يُحذر أو يُتَّقى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في شهوة ِ البطنِ سِرٌ ليس يعلمه(5/157)
في شهوة ِ البطنِ سِرٌ ليس يعلمه
رقم القصيدة : 11580
-----------------------------------
في شهوة ِ البطنِ سِرٌ ليس يعلمه
إلا الذي شاهد الرزّاق رَزاقا
لولا الغذاء ولولا سِرُّ حكمته
ما لاح فرعٌ ولا عاينتَ أعراقا
فكلْ حلالاً إذا كان المحلل موجـ
وداً بقلبكَ وهاباً وخلاقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ
رقم القصيدة : 11581
-----------------------------------
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ
وفي ظني الوجود لهم حقيقهْ
فلما أنْ شهدتُ الأمرَ منهُ
رأيتُ الخلقَ ظاهره خليقهْ
فظاهرهمْ وباطنهمْ سواءٌ
وهذا من معانيه الدقيقه
رقائقه من الأعيان مدّت
وفي تلكَ الرقائقِ لي رقيقهْ
علمت بها بأني غيرُ شيء
وإنْ كانت تخالفني السليقه
وقدْ كتبتْ عليَّ بذا كتاباً
وشرحُ الأمرَ في تلكَ الوثيقهْ
لقد لله في كوني أمور
يريكَ بها المطرق للطريقهْ
أموراً أبطنَ الرحمن فيها
عجائبَ مكرهِ الغرِّ الأنيقهْ
لها غَور بعيد ليس يدرى
لذا قال اللبيبُ هي الفليقه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودي وجودُ العارفينَ لأنهمْ
وجودي وجودُ العارفينَ لأنهمْ
رقم القصيدة : 11582
-----------------------------------
وجودي وجودُ العارفينَ لأنهمْ
كمثلِ الذي أشهدته أشهد واحقا
فعينهمُ عيني ولستُ سوى لهم
ولوْ أطلقوا جمعاً ولو أطلقوا فرقا
وكونهُمُ كونَ الإلهِ كما أنا
فقلْ إنْ تشا حقاً وقلْ إنْ تشا خلقا
كزيتونة قامت على ساقِ موجدي
فما هي في غربٍ ولا رأتِ الشرقا
تعالتْ عن الأرواحِ لا ميلَ عندها
ويمطرها السحب الذي يُخرجُ الودقا
فمنها بدا إلى ساق حرٍّ كما بدتْ
لعيني منها المطوقة ُ الورقا
فعاينتُ آحاداً ولمْ أرَ كثرة ً
وقد قلت فيما قلته الحقَّ والصدقا
ونظمت أبياتاً من الشعر فيهما
وما كان نطقي بل هما عينا النطقا
سواسية ٌ أسنانُ مشطٍ تراهمُ
وهمْ في سفالِ جاوزوا الدوحَ والأفقا(5/158)
لهمْ حركاتٌ في سكونٍ قصنعهمْ
صنيعُ الذي من أجلهِ أوجدوا الفرقا
فيفعلُ بالشكلِ المعينِ وضعهُ
لذاك تراه يحفظ الرتق والفتقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من يعبدِ الله على أمره
من يعبدِ الله على أمره
رقم القصيدة : 11583
-----------------------------------
من يعبدِ الله على أمره
ذاك الذي يعبده حقا
من يعبدِ الله على شرعه
ذاك الذي يعبده رقا
العبدُ من يعبدُه هكذا
لا يلتفتُ أجراً ولا خلقا
واللهُ يجزيهِ على فعلهِ
صِدقاً لما قد قاله صدقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألقى الهوى في القلبِ ما ألقى
ألقى الهوى في القلبِ ما ألقى
رقم القصيدة : 11584
-----------------------------------
ألقى الهوى في القلبِ ما ألقى
فلا تسلْ عن كنهِ ما ألقى
لقيتُ منه الجهد في لذة
لأنني عبدٌ له حقا
أضلنا اللهُ على علمنا
به فما أعذبَ ما نلقى
تعبدَ القلبُ هواهُ فما
ينفكُ قلبي للهوى رقا
رقيتُ للحبِّ إلى راحة ٍ
ملذوذة غيري بها يشقى
لما درى بأنني عبدهُ
قضى بضربي الغربَ والشرقا
قدْ دبت فيما حازَ منْ رقة ٍ
ومنْ جمالٍ والهوى عشقا
والله لو أنَّ الذي عندنا
منهُ بأقوى جبلٍ شقا
قد رقَّ لي الشامت مما يرى
وحسبكم من شامِتٍ رقا
ما إنْ رأينا في الهوى عاذلاً
إلا ولا بُدَّ له يلقى
مثلَ الذي يلقاهُ ذو لوعة ٍ
وهوَ الذي سميَ بالأشقى
كما الذي قدِ اتقى نفسهُ
وربُّهُ سماهُ بالأتقى
فاشربهُ مراً ولذيذاً فما
بكاسٍ غير الحبِّ ما تسقى
ألا ترى موسى وما موله
أعطاهُ ما أملَ والصعقا
فكانَ موسى صادقاً في الذي
قد جاء يبغيه به صِدقا
فعندما ردَّ إلى حسهِ
تاب َووفى العهدَ واستبقى
وكلما كانَ له بعد ذا
مما رأى منْ ربهِ وفقا
أثمر فيه ذاك من ربه
في ليلة الإسرا بنا رفقا
وعاين الروحَ وقد جاءه
إذ سدَّ بالأجنحة الأفقا
يخبره أن السماءَ التي
ترى وأرضاً كانتا رتقا
فحكمُ الفصلِ بها والقضا
فصيراها حكمة فتقا
لا يشربُ الخالصَ عبدٌ هنا(5/159)
من كلِّ ما يشرب إذ يُسقى
منْ كانَ أمشاجاً منْ أخلاطِهِ
فكيفَ لا يشربهُ ريقا
منْ يبتغي العصمة َ في حالة ٍ
دائمة يستلزم الصدقا
والصدقُ لا شكَّ ما ترى
أنزلهُ اللهُ لنا رزقا
فيأخذ العبدُ على قدره
منهُ كمثلِ الرزقِ لا فرقا
ما إنْ رأينا في الهوى حاكماً
أبقى ولا أتقى ولا أنقى
مثلَ الذي يعرفُ مقدارَهُ
فإنهُ قدْ حازهُ سبقا
العلمُ يستعملُ أصحابهُ
لا بدَّ منهُ فالزم الحقا
فإنّ قوماً لم يقولوا بذا
لجهلهمْ بالعلمِ أو فسقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لائمي في مقالي
يا لائمي في مقالي
رقم القصيدة : 11585
-----------------------------------
يا لائمي في مقالي
لا بدَّ فيهِ تلقى
إنْ كنت ثوباً عليه
فانني منك أنقى
أو كنتَ عبداً لديه
فإنني فيه أبقا
أو كنته في يديه
فإنني منه أبقى
قد حزتُ كلَّ مقامٍ
للهِ ملكاً ورقا
وإنني في أموري
إذا نظرت موقى
فاحمدْ إلهكَ تحمدْ
خلقا وخلقا وخلقا
وكنْ بهِ من لدنِه
تحورُ علماً ورزقا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نطحَ الغفرُ بطيناً رابناً
نطحَ الغفرُ بطيناً رابناً
رقم القصيدة : 11586
-----------------------------------
نطحَ الغفرُ بطيناً رابناً
والثريا كللتْ بالأفقِ
دبر القلب بهقعاتٍ على
شولة ٍ طالعة ٍ بالمشرقِ
هَنعة الأنعام في أفلاكها
ذرعتْ بلدتها في الغسقِ
نثرة ُ الذابحِ للطرفِ رأت
بلعاً يشكو كمينَ الحرقِ
جبهة ُ السعد إذا ما زَبَرَتْ
علمَها وسط خباءٍ أزرقِ
صَرفَ المقدمُ عَوَّاء له
مؤخر يثقله في الطرق
وسماكَ سبحتْ أرجله
في رشاءٍ طالعٍ كالزورقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ بدراً خريقة َ الخلقِ
ألبستُ بدراً خريقة َ الخلقِ
رقم القصيدة : 11587
-----------------------------------
ألبستُ بدراً خريقة َ الخلقِ
لما حكى نورَه دُجى الغَسَقِ
وقلت يا بدرُ لا كُسفتَ ولا
عدلتَ يوماً عنْ أحسنِ الطرقِ
ألبستكَ الزهدَ والصيانة َ إذ(5/160)
جرَّدتَ ثوبَ المجونِ والعَلَقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الفضلُ للسابقِ في كلِّ حالٍ
الفضلُ للسابقِ في كلِّ حالٍ
رقم القصيدة : 11588
-----------------------------------
الفضلُ للسابقِ في كلِّ حالٍ
بالفضلِ حازوا قصبَ السبقِ
وما لوسعِ الخلقِ أنْ يبلغوا
تسابقَ المخلوقِ والحقِّ
لما تجارت نحو أنفس
أقعدها في مقعدِ الصدقِ
فعمَّ كلَّ الخلق أفضالُه
ولم يعم الحق للخلقِ
أبدى لهم مشهدَه بارقاً
كلمحة ِ العينِ أو البرقِ
وعنده خرُّوا له سُجَّداً
لكن يحوزوا نظرة الصعق
منْ فازَ بالأسماءِ في خلقهِ
قد فاز بالذات وبالخلق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا صادف الإنسان علماً من الحق
إذا صادف الإنسان علماً من الحق
رقم القصيدة : 11589
-----------------------------------
إذا صادف الإنسان علماً من الحق
فليسَ بعلمٍ عندهُ وهو في الذوقِ
لمنْ قالهُ بالكشفِ علمٌ محققٌ
بهِ يقعدُ الإنسانُ في مقعدِ الصدقِ
وما حازه إلا إمامٌ مجردٌ
نزيه عن الثوبِ المحيّر والريق
بهِ يشربُ الإنسانُ ماءَ حياتِهِ
بهِ تفتقُ الأسماعُ إنْ كنَّ في رتقِ
إذا طلعتْ شمسٌ من الغربِ صيرتْ
بمطلعها الغربَ المحققَ في شرقِ
كفاروقنا والمنتقى وخليفته
وقد عاد حكم الله فيه لذي السَّبق
فلوْ كانَ عنْ كشفٍ لما كانَ باكياً
ولو كان عن ظنٍّ لما قال بالعتق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
رقم القصيدة : 11590
-----------------------------------
اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
ليهتدى في ظلامِ الليلِ في الطرقِ
ونورَ الجوَّ بالبيضاءِ شارقة ً
ونورَ العقلَ بالتوحيدِ والخلقِ
ونورَ القلبَ أنواراً منوعة ً
لأنه وسعَ المذكورَ في العلقِ
ونورَ البدرَ بالبيضاءِ إنْ غربتْ
وجدَّ في سيرهِ بالنصِّ والعنقِ
كما ينوِّرُ آفاقاً يشاهدها
شرقاً وغرباً منَ الإشفاقِ بالشفقِ(5/161)
ونورَ الجسمِ بالأرواحِ فانتشرتْ
عن أحمرَ ناصعٍ وأبيضَ يَقَقِ
وأظلمَ السرُّ بالهوا حيثُ ما وقعتْ
من الطباق التي أظهرنَ عن طبق
وأظلمَ العقلُ في أفكارِهِ نظراً
وأظلمَ النفسُ بالأطماعِ والعلقِ
وأظلمَ المعتدي من طبيعته
بالأكلش من جرضٍ والشربِ من شرقِ
وأظلمَ الولدُ المخلوقُ من نطفٍ
مكنونة ٍ بثلاثٍ جئنَ في نسقِ
فليس من نُورٍ إلا قد يقابله
ضدكما قابلَ الإشراقِ بالغسقِ
من أجل ذا ضل فإن في مقالته
باثنينِ وافترقوا في ذا على فرقِ
والكلُّ جاءَ إليهِ في تفكرِهِ
منَ الإلهِ أمورٌ فيهِ لمْ تطقِ
لذاكَ ما اختلفتْ فيهِ مقالتهمْ
ما بين قولٍ بتقييدٍ ومُنطَلَقِ
وكل من قال قولاً في عقيدتِه
فإنهُ جاعلُ التقليدَ في العتقِ
سَمعاً وعَقلاً فما ينفكُّ ذو نظرٍ
منَ التحيرِّ للتهييجِ والحرقش
لذا ترى كلَّ من قد كان ذا فِطَنٍ
وقتاً على عرقٍ مفضٍ إلى حرقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
رقم القصيدة : 11591
-----------------------------------
التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
جادتْ على الكفار بالإنفاقِ
وكلاهما عينُ الهلاك ونفسه
فالهلكُ في الأملاكِ والإرفاقِ
نفقتْ يميني وهوَ عينُ هلاكها
أينَ الهلاكُ من اسمهِ الخلاقِ
لولا وجودُ القبضِ ما انبسطتْ لنا
كفُّ الكريمِ بسيبِهِ الغَيداقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
رقم القصيدة : 11592
-----------------------------------
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
لذي النظر الفكريَّ ربُّ المشارقِ
ثلاثة ُ أسماءٍ بإحكامِ دورها
نموتُ ونحيى ما أنا بالمفارقِ
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ
بأحكامها فينا وفيكم مفارقي
فلولا الرحيمُ الربُّ ما كنتُ طامعاً
وإنْ كانَ فيهما حكمة ٌ بالتطابقِ(5/162)
وبالواسعِ الرحمن وسعتُ خاطري
وقدْ كنتُ منها في عقودِ المضايقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
رقم القصيدة : 11593
-----------------------------------
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
وما سمعتْ أذناي فيها من الخلقِ
كلاماً يؤديني إلى حسنِ عينها
فعشقي لها بالاتفاقِ وبالوفقِ
مناسبة تخفى على كلِّ ناظر
ويعلمُها العلامُ بالرتقِ والفتقِ
أشاهد منها كلَّ سرٍّ محجبٍ
وما لي فيها غير ذلك من حَقِّ
وليس حجابي غير كوني فلو مضى
قعدت مع المحبوبِ في مقعد الصدق
وهذا محال أن يكون ذهابه
فما ثمَّ صفوٌ لا يخلطُ بالرفقِ
تجلّى لنا بالأفْقِ بدراً مكملاً
وإنَّ فؤادي لا يجنُّ إلى الأفقِ
وإنْ كان حقاً فالمجالي كثيرة
وشرعي نهاني عنه في حلبة ِ السبْقِ
لقد أوَّبَ الحقُّ العليمُ بلادنا
نفوسَ عبادٍ حظها الوهم إذْ يلقي
وسرَّحني في كلِّ وجه بوجهة
ولمْ يتقيدْ لي بغربِ ولا شرقِ
وفرقَ لي ما بينَ كوني وكونِهِ
وإنَّ وجودَ السعد في ذلك الفرق
تعالى فلم تَعْلم حقيقة ُ ذاتِه
سَغِلت فلم أجهل فحدِّي في نُطقي
ولمْ أدرِ أنَّ الحدَّ يشملُ كونِهِ
وكوني إذا كانتْ هويته خلقي
كما جاءَ في الوحيِ المقررِ صدقهُ
على ألسنِ الأرسالِ والقولُ للحقِّ
بهِ يسمعُ العبدُ المطيعُ بهِ يرى
بهِ يظهرُ الأفعالَ في الفتقِ والرتقِ
لو أنَّ الذي قد لاح منه يلوح لي
ولا شرع عندي ما جنحتُ إلى الفِسْقِ
وكنتُ بما قد لاح لي في بصيرة ٍ
فقيدني بالشرعِ كشفاً وما يبقي
خلافاً فإنَّ الأمرَ فيهِ لواحدٍ
ولا ينكرُ الحقَّ الذي جاءَ بالحقِّ
إلهي يحب الرفقَ في الأمر كله
كذلك أهلُ اللهِ يأتونَ بالرفقِ
لقد شاهدتْ عيني ثلاثَ أسرَّة
وفي ثالثٍ منها ازورارٌ من العرقِ
وأخرهُ عنْ صاحبهِ اعتراقُهُ
وكلٌّ لهُ شربُ رويٍّ منَ الحقِّ
موازينُ لا تخطيكَ فالوزنُ قائمٌ
ولا سيما في عالم الحبِّ والعشق(5/163)
ظفرتُ بهِ حقاً جلياً مقدساً
ولا حقَّ إلا ما تضمنه حقي
نطقتُ به عنه فكان منطقي
وقد زاد في الإشكالِ ما بي من النطقِ
تقسم هذا الأمر بيني وبينه
فها هو في شِقٍّ وها أنا في شِقِّ
وصورة ُ هذا ما أقولُ لصاحبي
أنا عبد قنٍّ وهو لي مالك الرِّق
عبودية ٌ ذاتية ٌ لم أزل بها
وما لي عنها من فكاك ولا عتق
إذا رزق العبدُ التهي لنيلِ ما
يكون من الرزاق من خالصِ الرزق
وما رزق الإنسان أعلى من الذي
يحصِّلثه بالعينِ في لمحة ِ البرقِ
فذلكَ رزقُ الذاتِ ما هوَ غيرهُ
وآثاره فينا الذي كان في الوَدْق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
رقم القصيدة : 11594
-----------------------------------
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
فلمْ أرَ مشهوداً سوى ألسنِ الخلقِ
قلقت فلما أنْ سمعتُ معلمي
تسمى بما للخلقِ عدتُ إلى الحقِّ
قريباً بما عندي من الحالِ بائناً
بعيداً بما عندي منَ العلمِ والخلقِ
قد أفلح من زكَّى حقيقة َ نفسِه
وقدْ خابَ من دساها في عالمِ الرتقِ
قدرتُ على كوني بعلمي بفاطري
ولولا وجودُ الرتقِ لمْ أحظَ بالفتقِ
قليل ترى من كانَ رَتقاً مُنضداً
يجوزُ بميدانِ النهى قصبَ السبقِ
قتيلٌ بسيفِ الوهم من كان ذا فكر
وأينَ شهودُ الصفوِ من مشهدِ الرنقِ
قصدتُ بصدقي أن أفوزَ بخالقي
فناداني المطلوبُ لأقربَ في الصدقِ
فنعتُ بما قدْ جاءَني في بداية ٍ
أيقنعُ بالتكليمِ منْ كانَ ذا عشقٍ
قبضتُ على ما قاله لأحجهُ
فيا ليت شعري هل يرى الحق في الحق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
رقم القصيدة : 11595
-----------------------------------
لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
وإنما أمره مكارمُ الخلقِ
وليسَ عندكَ منها ما تكونُ بهِ
من أهملها ولهذا أنت في قلق
أنتَ الذي قالَ فيهِ الحقُّ يعلمكمْ(5/164)
جريت سبعاً مع الأهواء في طلق
لأتبع غرضاً إنْ كنتَ تطلبنا
وكن مع أهل طريقِ الله في نسق
ولو نظرتُ بعيني لا بعينكمُ
لما رأيتكَ في خوفٍ ولا ملقِ
ماذا صفاتُ رجالي إنهم صبروا
على المكاره في نور وفي غسق
يا يوسفُ بنُ أبي إسحقَ كنْ رجلاً
ولا تكنْ عندنا من أخسرِ الفرقِ
فأنتَ ذو لؤم طبعٍ لستَ ذا كرمٍ
لوْ كنتَ ذا كرمٍ ما كنتَ ذا فرقِ
إنّ الكريمَ شجاعٌ في سجيتهِ
له من النعتِ طولُ لباعِ في العنق
أعيذه بالذي في النور من سور
معلومة ٍ مثلَ ربِّ الناسِ والفلقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نظرت إلى الحق المستر بالخلق
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
رقم القصيدة : 11596
-----------------------------------
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
فقلتُ بتنزيهِ الخلائقِ والحقِّ
فلمْ أرَ تشبيهاً بخلقٍ محققاً
لأنَّ صفاتِ الخلقِ حقٌ بلا خلقِ
فما الأمرُ إلا واحدٌ لا موحدٌ
عن النظر العقليِّ والقولُ بالوفق
فلا تعدلوا عني فإني منبىء
انبئكم بالحال وقتاً وبالنطق
فما كانَ عن حالٍ فذوقٌ محققٌ
وما كانَ عنْ نطقِ سيسفرُ عنْ خلقِ
فقوموا إليه عندما تسمعونه
فذلك حظ النفسِ من مُطلق الرزق
ألمْ ترَ أنَّ الحقَّ بالذاتِ رزقنا
ونحنُ لهُ رزقٌ بفتقٍ على رتقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> معرفتي بالإله معرفتي
معرفتي بالإله معرفتي
رقم القصيدة : 11597
-----------------------------------
معرفتي بالإله معرفتي
بي فاطلبوا الأمرَ في حقائقِها
إنَّ رسولَ الإلهِ قالَ لنا
العلمُ بالنفسِ علمُ خالقِها
ما عرفوا قدر ما أتيتُ بهِ
من حكمة الله في طرائقها
لو علموا ذاك لم يقم حرجٌ
في نفسِ منْ يهتدي بطارقها
قلتُ لها الرقيبُ يعجلني
منْ أنتَ قالتْ نواة ُ فالقها
أولدني العلم بالوجود فما
تنفك ذاتي عن ذاتِ فاتقها
الرتقُ أصلٌ لها بهِ فلذا
لم يأتِ لفظٌ لنا براتقها
مثلُ الذي قدْ أتاكَ في رحمٍ
فإنها شجنة لرازقها
فبينها في وجودِنا نسبٌ(5/165)
وبينهُ ثابتٌ لعاشقِها
لطيف هذا البخار صيرها
نافجة ً عرفتْ لناشقها
ما بين هاد لها يبين لها
طريقها نحوه وسائقها
تتيهُ عجباً وتنثني طرباً
وذلك التيه من عوائقها
تشرقُ شمسُ النهار إن طلعت
واحدة ُ العينِ من مفارقِها
لا بدِّ للإشتراكِ من حكمٍ
تأتي إليها لها بفارقها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
رقم القصيدة : 11598
-----------------------------------
هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
وما أبثُّ منَ الأشواقِ والحرقِ
لا تحسبوه لمخلوقٍ فإنَّ لنا
مجلى المهيمنِ في المخلوقِ والخلقِ
فما أرى أحداً إلا تقومُ بهِ
عينُ الحبيبِ وإني منه في نفقِ
وما أرى غيرَ أنواعٍ منوعة ٍ
إذا بدا طبقٌ أفنيتُ عنْ طبقِ
فكلُّ ما كانَ منهُ أو يكونُ لهُ
منَ المكارِهِ محمولٌ على الحدقِ
القلبُ يعرفه مني وتجهله
نفسي لما عندَها منْ كثرة ِ العلقِ
وذاكَ منهُ فإنَّ اللهَ قالَ لنا
بأنه خلقَ الإنسانَ من علق
منْ كانَ من علقٍ فليسَ ينكرُ ما
يكون من علق فيه على نَسَق
لي الثباتُ بأصلٍ لا يزايلني
وحكمه في الذي عندي من القلق
وما أرى لي من شيءٍ أبثُّ بهِ
إليهِ إلا الذي عندي منَ الملقِ
وقد قرأتُ على نفسي مخافة أن
تصيبني العينُ فيهِ سورة ُ الفلقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
رقم القصيدة : 11599
-----------------------------------
سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
عنهم وهم نوابه في خلقهْ
فالفِعل مشتركٌ بظاهرِ حكمِه
حساً وإيماناً بموجبِ حقهِ
فالحسُّ يشهد أنه من خلقه
والكشفُ يشهدُ أنهُ من حقهِ
وكلاهما عدلٌ وصدقُ مرتضى
فيما يقولُ بحالهِ وبنطقهِ
جاء الكتابُ به فأيد قولنا
وهو الدليل لنا عليه لصدقِهْ
الله يخلقنا ويخلقُ فعلنا
والأمر مستورٌ بما في حقه
الأمرُ بالتدبيرِ يجري حكمهُ
ويقولُ ذو الأوفاقِ ذاكَ بوفقهِ(5/166)
الاتفاق بجهلنا بحصولِ ما
في علمهِ سبحانهُ في خلقهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ لله بأسمائهِ
الحمدُ لله بأسمائهِ
رقم القصيدة : 11600
-----------------------------------
الحمدُ لله بأسمائهِ
الظاهرِ الباطنِ عنْ خلقهِ
في خلقهِ فكلهُمْ عينهُ
لذاك أجراه على وفقه
نحيى به أعضاء إنسانها
وهوَ لنا كالمسكِ في حقهِ
تشبيهه الرؤية لا عينه
كالشمسِ أو كالبدرِ في أفقهِ
من فهم الأمر الذي قلته
صير عين الغرب في شرقه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
رقم القصيدة : 11601
-----------------------------------
العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
بصالحِ العملِ المرضيّ في خلقِ
والوهبُ في العلمِ أمرٌ لا يصحُّ لما
عندي له من الاستعداد والطرق
فإنْ تردْ صفة ٌ عليا مقدسة ٌ
مثل التبشش للورّادِ والملَقِ
ولستُ أقصد للوارد ما زعموا
غيرَ الأسامي التي تأتي على نسق
كمثل أسمائه الحسنى التي علمت
تخلقاً طبقاً منها على طبق
أعوذُ منها بها بقولِ عالمها
كما تُعوَّذ في ناس وفي فلق
ومن جهالة من تردى جهالته
ومن دخيلٍ أتى يبغيك في الغسق
إذا رأيتَ ولياً يستريحُ إلى
ذي لوعة دائم الأشواقِ والحرقِ
بادرْ إليهِ عسى تحظى برؤيتهِ
فإنّ تحصيلها في النص والعنق
فإنه من شهود الذات في دعة
وإنه من حجابِ العين في قلق
تجري بخاطره في كل آونة
معَ الملائكة ِ العالينَ في طلقِ
جرتْ على السنة ِ البيضاءِ سيرتهُ
وليس يقطعه قواطع العلق
وكل ما جاء مما لا يسرُّ به
منَ الإلهِ فمحمولٌ على الحدقِ
ولوْ يكونُ لهُ الإنسانُ في كبدٍ
والنفسُ في تلفٍ والحلقُ في شرقِ
فحاصل القولِ في الألوان إنْ كثُرت
في أسود حالك وأبيض يققِ
ولا تخادعُ إلهَ الخلقِ في أحدٍ
فإنَّ تقليده المعلوم في العنق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي أفضلا
الحمدُ للهِ الذي أفضلا
رقم القصيدة : 11602(5/167)
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي أفضلا
بما بهِ أنعمَ في خلقهِ
فالجودُ والأفضالُ منهُ على
عبادِه العاصين من خلقه
يعلمهُ العالمُ من أوجهِ
معرفة العارفِ من أفقه
وكلُّ من يهبط في علمه
بهِ يرى ذلكَ منْ حقهِ
وجامعُ الكلِّ حضيضٌ به
أدرجه الرحمن في حقِّه
فكلُّ ما يجري منْ أحكامِهِ
فإنها تجري على وفقه
قدْ جمعَ العالمَ في حشرهِ
ليسألَ الصادقُ عنْ صدقهِ
فإنْ أعادوهُ عليهِ فهمْ
ممنْ يرى الإشراقَ منْ شرقهِ
أو ادَّعوا فيه لأعيانهم
والمدعي يصدقُ في نطقهِ
وكلهم يصدقُ في حاله
وكلهم يأكل من رزقِه
ما حاز منهم أحدٌ كله
بلْ كلهم منه على شقِّه
الجنسُ في البدرِ وفي شمسهِ
ونجمهُ والفصلُ في برقهِ
ما يعرفُ الحقَّ سوى شارب
يراهُ في الصفوِ وفي رتقهِ
يعرفه العالم في حشرهم
يومَ وقوفِ الناسِ من رفقهِ
يتبدرُ الناسُ إلى حوضهِ
وبعضهم يرويه من ودْقه
هذي علومٌ إن تناولتها
كنتَ بها الواحدَ في خلقه
فقلْ لمنْ يخلقُ أنفاسهُ
الخلقُ قبلَ الخلقِ في خلقهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
رقم القصيدة : 11603
-----------------------------------
خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
منها أنا أكبر من خلقي
لمن درى أني منها أنا
كما أنا أيضاً من الخلقِ
بوجهي الخاص الذي لاح لي
وحزتهُ في قدمِ الصدقِ
حزتُ به بلْ كلُّ منْ نالهُ
وجودَ ذوقٍ قَصَبَ السبقِ
أشبه من أوجدني جوده
في النعت والأسماء والخلقِ
سبحان من يعلم أني به
في بيضة التكوين في حق
أشاهد الإنشاء فيّ كما
شاهده المذكور في النطق
لم يتغير صفو مشروبه
للأمد الأبعد بالرَّتْقِ
شاهد لحماً قبله أعظُما
تربطُ بالأعصابِ والعرقِ
وهوَ الذي مرَّ على قرية ٍ
معترفا بالملك والمرق
خاوية ليس بها عامر
قدْ غابَ بالرتقِ عنْ الفتقِ
شكراً لمنْ أنشأهُ بعدَما
أماتهُ بالقصدِ لا الوفقِ(5/168)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
رقم القصيدة : 11604
-----------------------------------
قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
ما يخلق الخالقُ في خلقهِ
وينسب الأمر إليه كما
ينسبه العبد إلى حقِّهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
رقم القصيدة : 11605
-----------------------------------
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
فكنْ ناطقاً في كلِّ شيءٍ بحقهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها
فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقهِ
فكنْ بالإلهِ الحقِّ في كلِّ حالة ٍ
ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذْ سرَّ هذا الأمرَ من عينِ غربهِ
وخذْ نورهُ للكشفِ منْ عينِ شرقهِ
فيا نائباً عن ربهِ في صلاتِهِ
إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَنْ حاز شيئاً من وجودِ إلهه
فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها
وهلْ تخزنُ الأعلافُ إلا بحقهِ
ألا إنني العبدُ الذي ليسَ يرتجى
خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإنْ كانَ عبدُ اللهُ حقاً بذاتهِ
فأني ممنْ لا أقولُ بعتقهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
رقم القصيدة : 11606
-----------------------------------
بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
ولم يبق منه في الشهود وما بقى
لو أنَّ الذي عندي يكون بخلقه
من العلم بي لم يبقَ في الملك من بقى
لقدْ نظرتْ عيني إليهِ وإنهُ
ليلقى الذي قد قيل لي إنه لقى
ألا ليتَ شعري هلْ أرى اليومَ من فتى ً
صحيح الدعاوى بالصوابِ منطق
رحيم رؤوفٌ عاطفٌ متعطِّف
ولوعٍ بذكراهُ على الخلقِ مشفقِ
بلفظٍ تراهُ في الحقيقة ِ معجزاً
لزور الذي يأتي به الخصم مزهق
يناضلُ عنْ أصلِ الوجودِ بنفسهِ
يباري رياحَ الجودِ جوداً ويتقى
حذارا عليه أنْ يحوزَ مقامه(5/169)
سواهُ بتأييدٍ وغيرة ِ مشفقِ
لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي
ولمْ يدرِ ما قلناهُ غيرَ محققِ
عساه يرى في جوّه من فريسة ٍ
فليسَ يرى التقييدَ إلا بمطلقِ
لقدْ رامَ أمراً ليسَ في الكونِ عينهُ
بنقضٍ وتقريبٍ كسيرِ المحقق
ولما رأى أنْ لا وصول لما ابتغى
وأنَّ الذي قدْ رامَ غيرُ محققِ
أتى لفظ لا أحصى يجرُّ ذيوله
بقوة ِ قهارٍ بعجزٍ مصدقِ
لقدْ صارَ ذا علمٍ لما كانَ جاهلاً
به وهو نفي العلم فانظر وحقّق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
رقم القصيدة : 11607
-----------------------------------
إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
أسماءِ ربي في خلقٍ وفي خلقِ
علمت أنَّ مع الأمر الذي هو لي
مني وإيّاه فيما كان من نَسَقِ
لقد أتيتُ على خوفٍ بلا وَجَلٍ
مني ومنهُ وعهدُ الأمرِ في عنقي
لعهده فجرينا نبتغي عِوضا
على التساوي مع الأسماء في طلق
إني تخلقتُ في أسماءِ صورتِه
بخلقِ من خلق الإنسان من علق
لولا يهيمني حتى يعجزني
فيما ادعيتُ فأمسي منهُ ذا ملقِ
إني لأشكو اليمَ الوجدِ والحرقِ
لذا تراني ذا شوقٍ وذا قلقِ
لا أبتغي حولاً عنهُ ولا عوضاً
فإنْ بدا طبقٌ رحلتُ عنْ طبقِ
دخلتُ منهُ إليهِ فيهِ عنْ نظرٍ
فوافق الكشفُ في صبحٍ وفي غَسقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
رقم القصيدة : 11608
-----------------------------------
الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
الكلُّ يفنى ووجهُ الواحدِ الباقي
يقالُ عندَ فراقِ النفسِ من راقٍ
يا ليتَ شعري وهلْ في الكونِ من راقِ
الله يعلم هذا لا يكون ومن
يردُّ كأسَ المنايا أوْ هوَ الساقي
هو المنجي إذا ما الساق تبصرها
يومَ القيامِ لهُ تلتفُّ بالساقِ
إنَّ المكارمَ منْ خلقي ومنْ شيمي
فقد وسعت الورى جوداً بأخلاقي
لو أنَّ لي كلّ ما تحوي خزائنه
لما وفت بالذي عندي من أرزاق(5/170)
إني فطرتُ على أخلاقِ خالقنا
والأمر ما بين مرزوقٍ ورزّاق
فالرزقُ يطلبنا ما نحنُ نطلبهُ
وذا دليلٌ على طيبٍ بأعراقِ
ما كنتُ أحسب أنَّ الأمر منه كذا
حتى علمتُ بذاتي أنني الواقي
فليسَ يحكمُ فينا غيرُ أنفسنا
عدلاً وجوراً فدائي عينُ درياقي
تدبير علمٍ بتفصيلٍ لنشأتنا
فكم نرى ذاك عن حكم بأوفاقِ
إني حننت إلى ذاتي لأبصرها
من أجل صورته حنينَ مشتاقِ
هبتْ عليَّ رياحُ القربِ منْ كثبٍ
شممتُ منْ عرفها أنفاسَ عشاقِ
أوحي إليَّ بها ما كنتُ أجهلهُ
بأنه نائب جوَّابُ آفاق
إني لعبدٌ ذليل بات يخضعُ لي
عندَ المناجاة ِ ذي وجدٍ وأسواقِ
فلا تراه لكوني فيه مفتخرا
بأنه ربُّ تيجانٍ وأطواق
لهُ علومٌ بذاتي ليسَ يعلمها
إلا الذي هو ذو شرب وأذواق
يرنو إليّ إذا الأعيان تجهلني
عينا بعينِ نهى عن غير أحداق
تراه يرحمُ من ناداه من كرمِ
من غير جبر ولا حكم لإشفاق
إنَّ الشفيقَ له حكمٌ يخالفه
حكمُ الرحيمِ لما فيه من إطلاق
فما يقيِّدُه نعتٌ ولا صفة ٌ
وليسَ يدخلُ في عقدٍ وميثاقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
رقم القصيدة : 11609
-----------------------------------
لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
تبغي به عوضاً من عند مخلوقِ
وتسخط الله فيه وهو رازقكم
وما لكم عوضٌ عنهُ بتحقيقِ
إن الذي يعبد الرحمن تبصره
كمصحفٍ ضائعٍ في بيتِ زِنديق
إنَّ الفتى منْ رأى الأفراسَ توصلهُ
بهِ فيمسحُ بالأعناقِ والسوقِ
حبالها عندما كانت أدلته
عليهِ لمْ يرها جاءتْ لتشقيقِ
وكيفَ جاءتْ لتشقيقٍ وإنَّ لها
تسبيحَ خالقها حقاً بتصديقِ
اللهُ كرمها جوداً وأهلها
لكلِّ صالحة ٍ تأهيلَ معشوقِ
لله نفسٌ براها الله من عرقِ
الأفراس في حلبة ِ الأفراسِ والنوق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
رقم القصيدة : 11610(5/171)
-----------------------------------
إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
أبداهُ في طبقٍ في الحالِ عنْ طبقِ
لا يعرفُ الحقَّ إلا القائلون به
الخارجون عن التقريبِ بالملقِ
فما يقوم بهم مما يكون له
منَ المكارِهِ محمولٌ على الحدقِ
ما أوجد الله إنساناً من العلق
إلا ليعلمَ ما فيهِ من العلقِ
لذاكَ عشقهُ بكلِّ نازلة ٍ
والعشقُ لفظة ٌ اشتقتْ من العشقِ
ليس الحجاب الذي يعمي بصيرته
إلا الذي هو فيه من عمى الغسق
والعينُ منْ فالقِ الإصباحِ تبصرهُ
بما لديها من الأنوار للفلق
ما كلُّ مَن ذاق طعما نال لذته
منْ لمْ يذُقْ طعمَ حبِّ اللهِ لمْ يذقِ
إنَّ الذي هو في عمياءَ مُظلمة ٍ
منْ نفسهِ لا يزالُ الدهرُ في فرقِ
فإنْ بدا علمَ منهُ يدلُّ على
تعيينهِ زالَ عنهُ حاكمُ الفلقُ
فليسكنِ القلبَ في توحيد مشهدِه
ويذْهبِ العينَ عنهُ لاعجُ الحرقِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
رقم القصيدة : 11611
-----------------------------------
الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
وهوَ العليمُ بنا الفاتِقُ الراتقْ
قدْ ضمَّ شملي بهِ إذْ كنتُ في عدمٍ
لا علمَ عندي بمخلوقٍ ولا خالقْ
حتى إذا برزتْ بالكونِ أعيننا
علمت بالكونِ قطعاً أنه الخالق
وأنهُ واحدٌ لا شريكَ لهُ
إلا القبولُ فأنى فيهِ بالصادقْ
والله لو علموا ما قلته سجدوا
لكلِّ ذي نظرٍ في علمهِ فائقْ
سرابٌ مجلاه في إنسان ناظرهم
ماء يموِّجه أنواره غارق
سرابُ أحبابه على اختلافهمُ
في الحب فيه شرابٌ صفوهُ رائق
شِربٌ إذا نادموه في مجالسهم
بما تلاهُ عليهمْ كلهم ناطقْ
لا ينظرون إلى غير فيحجبهم
ويحذرون لديه فجأة الغاسق
وكلهم في جمالِ اللهِ حينَ بدا
للناظرين إليه الهائمُ العاشق
لو حققوا ما رأوه لم يروه سوى
لهمْ ولكنهمْ أعماهمُ الطارقْ
وكادهم فنفوا عنه نفوسهمُ
وهكذا جاءَهم في سورة ِ الطارقْ
إنَّ الذي فلق الإصباح قال لنا(5/172)
بأنه للنوى والحبِّ بالفالق
أين الصباحُ وأين الحب فاعتبروا
فشمسُ إعلامه في شرقه شارق
إنَّ الصباحُ من أجلِ العينِ أبرزهُ
والحبُّ للروحِ فانظر حالة َ الفارقْ
فالحبُّ أشرفُ منْ عينِ الصباحِ فكنْ
بما أتيتَ به لفهمك الواثق
لذاكَ قدمهُ على الصباحِ فإنْ
تعدلْ بهِ فلقاً فلستَ بالصادقْ
إنَّ الصباحَ قديمٌ للنوى وكذا
للحبِّ وهو لهذا الهائم الرامق
روحٌ تولدَ عن حبٍّ تولدَ عنْ
نورٍ تولدَ عنْ عناية ِ الرازقْ
الله يخلفه والله يخلفه
لذا هوَ الدهرُ من أسمائِهِ الفائق
إنْ لم أكن سابقا في كلِّ ما نطقتْ
به التراجمُ كنت المقتفي اللاحق
إني لأقذفُ بالحقِّ المبينِ على
ما كانَ منْ باطلٍ ليمسي الزاهقْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
رقم القصيدة : 11612
-----------------------------------
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
العجز عن دَرك الإدراك إدراكُ
منْ دانَ بالحيرة ِ الغراءِ فهوَ فتى ً
لغاية ِ العلمِ بالرحمنِ دراكُ
وأيّ شخصٍ أبى إلا تحققه
فإنَّ غايته جحد وإشراك
فالعجز وعن دركِ التحقيق شمسُ حجى ً
جرتْ بها فوقَ جوِّ النسكِ أفلاكُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
رقم القصيدة : 11613
-----------------------------------
يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
غمضْ لتدركَ من لاشيءَ يدركهُ
واعلمْ بأنكَ إنْ أرسلته عبثاً
فإنهُ خلفَ سترِ الكونِ تتركهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
رقم القصيدة : 11614
-----------------------------------
من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
ويملك الكونَ ولا يملكْ
ويدركُ الشيءَ بلا آلة ٍ
حسية ٍ منهُ ولا يدركُ
من شهدَ الأمرَ يرى أنهُ
إذا تحققتْ بهِ المركُ
كمثلِ ما يشهدُهُ أنه،
إذا تحققتْ بهِ المدركُ(5/173)
تفنى منَ العالمِ أسماؤه
وعينه العينُ التي تدرَك
فإنْ تشاقلتْ بهِ أو بنا
فإنهُ بكلِّ ذا أملكُ
تفصيلنا هذا يؤدي إلى
من وحدَ الأمرَ هو المشركُ
وأنهُ لولا أنا لمْ يكنْ
حكمٌ ولا ثَم أنا فاتركوا
وإنْ يكنْ ثمَّ فما ثمَّ لي
كناية فقل لهم شرّكوا
فإنه من لم يكن عنده
أسماؤهُ فإنهُ يؤفكُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من قال في الله بتوحيده
من قال في الله بتوحيده
رقم القصيدة : 11615
-----------------------------------
من قال في الله بتوحيده
قد قال ما قال به المشركُ
وإن يقل أكثر من واحد
فهوَ الذي بربهِ يشركُ
قدْ حار فيهِ أهلُ توحيدِهِ
ثمَّ معَ الحيرة ِ لا يتركُ
فاحفظ جميع القول فيه تكن
في ذاكَ منْ غيكمْ أدركُ
فإنه يقبل أقوالكم
في ذاتهِ إذْ كانَ لا يدركُ
وخلقه الأشياءَ ما بيننا
محققٌ يدري قيلَ هوَ المدركُ
وكلُّ شيءٍ نحنُ فيهِ بهِ
فذلك الشيءُ لنا مدرك
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
رقم القصيدة : 11616
-----------------------------------
يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
دَع الخطاب إذا الرحمن ناجاكا
فإنْ وعيتَ الذي يلقيهِ منْ حكمٍ
عليكَ كانتْ لكَ الأسرارُ أفلاكا
وإنْ تصاممتَ عن إدراكِ ما نثرتْ
لديك كانت لك الأكوان أشراكا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فما أبالي إذا نفسي تساعدني
فما أبالي إذا نفسي تساعدني
رقم القصيدة : 11617
-----------------------------------
فما أبالي إذا نفسي تساعدني
على النجاة ِ بمنْ قدْ فازَ أو هلكا
فانظر إلى ملكك الأدنى إليك تجد
في كلِّ شخصٍ على أجزائه ملكا
وزنهُ بالعدلِ شرعاً كلَّ آونة ٍ
واسلك به خلفه من حيثُ ما سلكا
ولا تكن مارداً تسعى لمفسدة
في ملكِ ذاتكَ لكنْ فيهِ كنْ ملكا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
رقم القصيدة : 11618(5/174)
-----------------------------------
ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
بفنائكَ لا بشهودكَ لكَ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
رقم القصيدة : 11619
-----------------------------------
هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
فبالهدى أنت مهديٌّ وهاديكا
ربٌّ حباكَ بهِ حباً وتكرمة ً
فاصغِ إليه جزاءً إذ يناديكا
فأنتَ أكرمُ منْ نرجو عواطفهُ
ولا يغرنكَ ما تأتي أعاديكا
بهم إليك فهم أعداء ما جهلوا
واجعل له منزلَ التنزيلِ ناديكا
وقل له بالهدى يا منتهى أملي
إني وحقك ما أعصى مناديكا
محمداً خيرَ مبعوثٍ يقول إذا
يرمي لصاحبهِ إني أفاديكا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا قرّة َ العين يا مدى أملي
يا قرّة َ العين يا مدى أملي
رقم القصيدة : 11620
-----------------------------------
يا قرّة َ العين يا مدى أملي
لا أوحشَ اللهُ من محياكا
أقولُ من بعدِ ذا لمجدكمُ
حياكَ ربُّ الورى وبياكا
فما يسرُّ الجميع من كلم
إلا إذا يسروا بمحياكا
أقولُ في النجمِ والظهيرِ لكمْ
أبقاك ربي لنا وأحياكا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
رقم القصيدة : 11621
-----------------------------------
تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا
فأينَ أنا والكلُّ مني أنتمُ
ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا
إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي
فنحنُ بنا عقلاً وفي كشفنا بكا
فإنْ قلتَ إني لستكمْ كنتَ صادقاً
وإنْ قلتَ إني أنتمُ فأنا لكا
لكَ الحكمُ فينا كيفَ شئتَ تأدباً
لسرٍّ بدا لي كانَ للأمرِ أملكا
أنا كلُّ شي إنْ تأملتَ صورتي
فإني إنسانٌ وإنْ كنتُ مالكا
تمثلَ جبريلُ لمريمَ صورة ً
من الإنسِ لمْ يأتِ بمثلِ ولا بكا
لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى
وقد صار ما عاينته فيه مهلكا
فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة(5/175)
وإنْ شئت ذا نُسُكٍ وإن شئتَ منسكا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
رقم القصيدة : 11622
-----------------------------------
يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
أنا الردمُ فانظره تجدْه بمالكي
فإنْ كانَ ما قدْ قالهُ عينَ فهمنا
فلست أرى في العالمين بهالكِ
وإني أنا الوجهُ الذي قالَ إنهُ
يدومُ ويبقى في جميعِ المسالك
مبيناً جليَّاً ثابتاً غيرَ زائلٍ
وإنْ كنت شخصاً من جميعِ الممالك
أنا عرشه الأعلى وكرسيُّ علمه
لذلك يلقي نفسه في المهالكِ
بذا جاءَنا النصُّ الجليُّ مخبراً
بألسنة ِ الإرسالِ عندَ الممالكِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
رقم القصيدة : 11623
-----------------------------------
لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
أو يلهم القلبَ إلهاماً من الملكِ
ليسَ المرادُ سوى علمٍ تحصلهُ
من غير منزلة ٍ من فلك أو فلك
ما الشانُ في المنزلِ الوهاب من كرمٍ
الشانُ في المنزلِ المنعوتِ بالحبك
فخذهُ علماً وتحقيقاً تسرَّ بهِ
من واهبِ العقلِ أو قلْ ضامنَ الدركِ
الكلُّ منْ عنده لا يمتري أحدٌ
فيما أفوهُ بهِ إنْ كانَ ذا نسكِ
واعلمْ بأنَّ وجودَ الأمرِ واحدُه
كما علمتَ بهِ في كلِّ مشتركِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
رقم القصيدة : 11624
-----------------------------------
كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
أسخره من غير مينٍ ولا إفكِ
كتصريفهِ بالحالِ غبياً وشاهداً
وبالأمرِ حقاً لستُ من ذاك في شك
كياني كيانُ الحقِ إذ كنتُ ذا حجى
وفهمٍ داني ما برحتُ منَ الملكِ
كمالي في فقري ونقصي تملكي
فحالي ما بين التملكِ والملك
كلامٌ كمثلِ الروضِ عطرهُ الندى
وكاللؤلؤ المنثورِ نظم في سلك(5/176)
كلامٌ لهُ التأثيرُ في كلِّ قابلٍ
فيضحك وقتاً للتلاحين أو يبكي
كما نمَّ أزهارُ الرياضُ حروفهُ
فتشكو من التالي لهُ وهوَ لا يشكي
كتابٌ حكيمٌ منْ حكيمٍ منزلٍ
أكونُ بهِ في الرحبِ وقتاً وفي ضنكِ
كساني نحولاً نثرهُ ونظامهُ
فجسمي مما نالني منهُ في السبكِ
كتبتُ إليه أشتكي ما يصيبني
كما كانَ يشكو الناسَ من صاحبِ النبكِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ
أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ
رقم القصيدة : 11625
-----------------------------------
أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ
فأصبحتْ قدْ سدتْ عليَّ مسالكي
عَبوساً لمن قد جاء في غيرِ ضاحكٍ
وهلْ وجهُ رضوانَ كسحنة ِ مالكِ
ولكنني لمَّا علمتُ بأنني
قدْ أصبحتُ مملوكاً لأكرمِ مالكِ
ينفسُ عني كلُّ كربٍ وجدْتهُ
فملكني حالي جميعَ الممالكِ
فلبيتُ إجلالاً وشكراً لخالقي
وعظمتُ ربي في جميعِ المناسكِ
وقلتُ لنفسي لمْ يكثرِ الهنا
مناسكه إلا لأجلِ التماسك
فإن لم تجده ههنا ربما ترى
تجده هنا فاحذر حجابَ التباسك
لكل أناسٍ واحدٌ يقصدونه
وإني على حكم الهوى من أناسك
نزلت على الحق انتساكاً لأنه
وجود الذي تبغيه عند انتساكك
ولا تختلسْ إنَّ الوجودَ محرمٌ
عليكَ إذا لمْ تعتمدْ في اختلاسكِ
شمست فلم تظفر بما تبتغينه
لأجل الذي أعطاه عين شماسك
نفست فلم يقربك إلا مكذب
كذوب وهذا أصله من نفاسك
فلا تقتبسْ ناراً منَ الزندانة ِ
حجابٌ عليهِ فهوَ نفسُ اقتباسكِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
رقم القصيدة : 11626
-----------------------------------
قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
هذه النفسُ هيتَ لكْ
أنا عرشٌ مهيأ
فاستو أيها الملك
أنت بدر مكملٌ
وأنا دورة ُ الفلك
إن أتى الفرعُ من هنا
جاءَه من هنا الملكْ
عشتَ في برزخِ المنى
كلّ ما شئت قيل لك(5/177)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
رقم القصيدة : 11627
-----------------------------------
أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
قدّستْ ذاتي عن حبسِ الشّرك
أنا مثن والمثاني صفتي
وأنا الثاني لسرّ مُشترك
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
رقم القصيدة : 11628
-----------------------------------
عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
وحياة القلوب في ألفاظك
أنتَ عيسى القلوبِ تنشرها من
جدث الجهل وهي من حفاظك
فالحظ القلبَ ليلة َ السبتِ يحيى
سره فالحياة ُ في ألحاظكْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فلا تنظر لما عندي
فلا تنظر لما عندي
رقم القصيدة : 11629
-----------------------------------
فلا تنظر لما عندي
فإن الأمرَ من عندك
ولا تطلبْ وفا عهدي
إذا ما خنت في عهدك
فوعدي صادقٌ مني
إذا صدقتَ في وعدك
وما أتيتَ إلا منْ
فسادٍ كان في عقدك
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
رقم القصيدة : 11630
-----------------------------------
هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
لأنه بدليلِ الكشفِ ليس سواك
وما لهُ مثلٌ يعطيكَ صورتَهُ
إلا الصلاة َ إذا صليتها بسواكْ
إني غلطتُ بقولي إنها بسواكْ
والحق عند الذي صلى بغير سواك
فانظر ترى العلم فيما قد أتيت به
في قولنا بدليلِ الكشفِ ليس سواكْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
رقم القصيدة : 11631
-----------------------------------
لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
علمتُ أني جهلتُ الأمر من خبركَ
إنْ كان جودُك قد عمَّ الوجودَ فما
في الكونِ حرفٌ تراه ليسَ في سيركْ
أنت الوجودُ فما في الكونِ غيركمُ
أما وجودُك أو ما كان من أثرِك(5/178)
فالكلُّ أنتَ ومنكَ الأمرُ أجمعُهُ
إليكَ مرجعهُ في الآي من سورِكْ
إن كنت عينكمُ ولم أكن فأنا
بكلِّ حالٍ لنا ما حلت عن نظرك
بنا وصفتَ كما بكمْ وصفتُ أنا
فقلْ بلى أوْ نعمْ الكلُّ منْ قدركْ
سبحان مَن مجدُه تعنو الوجوه له
والكلُّ هو فلمنْ تعنو على نظركْ
عجبتُ من سبحاتِ الوجهِ يمنعها
سدلُ الستورِ عن الإحراقِ منْ بصركْ
وليسَ يحرقُها أنوارُ وجهكمُ
كذاك ترجم ما أودعت في زبرك
قل للذي أنتَ في الأكوانِ تطلبه
قدْ خبتَ واللهِ يا مغرورُ في سفركْ
يا ربِّ هذا الذي ذكرتَ قصتهُ
بأنَّ نعمتكمْ نجتهُ في سحركْ
ولمْ أنلْ حكمة ً غراء في سمرٍ
مثل التي نلتها في الليلِ من سمرك
فاحفظ عليَّ علوماً أنت غايتها
واعصم عبيدَك يا الله من غيرك
فقالَ لي منْ وجودي خيركمْ بيدي
وكلُّ ضرٍّ تراهُ فهوَ منْ ضرركْ
ولسرُّ ليسَ إليكمْ هكذا نطقتْ
بهِ النصوصُ وما أدريهِ منْ فطرِكْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لنا همته إن الثريا لدونها
لنا همته إن الثريا لدونها
رقم القصيدة : 11632
-----------------------------------
لنا همته إن الثريا لدونها
نعم ولنا فوق السِّماكين منزلُ
تقدمتُ سبقاً في المكارِمِ والعلى
وفي كلِّ ما ينكي العدى أنا أولُ
ولمْ ألفَ صمصاماً بقدرِ عزائمي
ولوْ جمعوا الأسيافَ عزميَ أفضلُ
كذلكَ جودي لا يفي الغيثَ والثرى
إذا كان أموالاً به حين أبذل
إذا التحمَ الجمعانَ في كومة ٍ الوغى
وكانتْ نزالٌ ما عليها معلوُ
نصبتُ حساماً للردى في فرنده
شعاعٌ لهُ بينَ الفريقينِ فيصلُ
لهُ عزة ٌ لا تبتغي غيرَ كبعشهمِ
فليس له عن قمة ِ الهامِ مَعدِل
حملتُ به لا أرهب الموتَ والردى
ولا أبتغي حمداً لهُ النفسُ تعملُ
ولكن ليعلو الدينُ عِزَّاً وشرعُنا
إلى موضعٍ عنهُ الطواغيتُ تسفلُ
أنا العربيّ الحاتميّ أخو النَّدى
لنا في العلى المجدُ القديمُ الؤثلُ
وكلا فمجدي ليسَ يعزى إلى العلى
ألا كيف يسمو والعلى منه أسفلُ(5/179)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جميلة ٌ ما لها عديلُ
جميلة ٌ ما لها عديلُ
رقم القصيدة : 11633
-----------------------------------
جميلة ٌ ما لها عديلُ
مَلبسها الملبسُ الجليلُ
ألبستُها خرقة َ المعاني
إذْ علمتْ أنني الوكيلُ
مذْ صحبتْ حضرتي تحلَّتْ
فكلُّ أفعالها جميلُ
ونسبتي ما لها حدوث
أو نلبي ربي الكفيل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
رقم القصيدة : 11634
-----------------------------------
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
والحجبُ تُسدلُ والمهيمن يُهملُ
لو تُرفَع الأستار لا نهتك الذي
عظُمت مقالته فأصبح يهملُ
حجبَ العقولَ نزاهة ً لجلالهِ
حتى ترى نحو الطواغيتِ تسفل
طلباً لهُ لمَّا علتْ منْ أجلهِ
حارت محيرة فعادت تنزل
حكمتْ عليها بالزمانِ رياحهُ
لما تجلى الدهر كشفاً يرفل
شالَ الستورَ عنِ العيونِ هبوبها
مثلَ الجنوبِ إذا تهب وشمأل
ودبورُ تأتي خلفَهُ لتسوقه
لصبا القبول لكونها تستقبل
إذا انتفى عنهُ الوجودُ فلمْ يجدْ
جاءته نكباءُ وتلك المعدل
فدرى بها إنَّ الذي بإلههِ
منْ منزلِ النكباءِ أصبحَ يعدلُ
وهوَ الكفورُ لعلمهِ بظهورهِ
في كلِّ شيء وهو علمٌ مجملُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
رقم القصيدة : 11635
-----------------------------------
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
وبينهما الأمرُ الإلهيُّ ينزلُ
علمتُ بأنَّ الحقَّ سورٌ وإنه
لما ضمنَ الكونينِ فيهِ مفصلُ
يدبرُ أمراً منْ سماءِ وأرضها
وآياتُها للعالمينَ يفصلُ
ويعرجُ ذاك الأمر للفصل طالباً
فيعدلُ فيهم ما يشاءُ ويفصل
ولوْ قامَ فيهم عدلهُ عشرَ ساعة ٍ
لأهلكهم سيفٌ من الله فَيصل
ولكنهُ روحُ التجاوزِ حاكمٌ
فيحكمُ فهمْ حكمَ منْ هوَ يغفلُ
فإهماله إمهاله عن مُصابه
ولوْ حققَ التفتيشَ عنهم لزلزلوا(5/180)
وعلة هذا الأمرِ أنْ ليس فاعلٌ
سواه وأنَّ الحقَّ بالحقِّ يفعل
فما كانَ منْ حمدٍ فحقٌّ محققٌ
وما كان من ذمٍّ فحقٌّ معللُ
وما ثَم إلاَّ الحقُّ ما ثَم غيره
ولكنهم قالوا محقٌّ ومُبطِلُ
يقولُ رسولُ الله يا رب فاحكمن
بذلكمُ الحقِّ الذي كنتَ ترسلُ
وعلة هذا أنهم جحدوا الذي
أتتهُمْ بهِ أرسالُهُ وتعللوا
فزادهم وهماً وغماً وحسْرة ً
خلالَ الذي ظنوهُ ذاكَ التعللُ
فلوْ أنهمْ لمْ يكذبوهم وصدَّقوا
مقالتهم فيهم لكانوا به أولوا
نجاة ً فإنَّ الاعترافَ مقامُهُ
إلى جانب العفو الكريم يهرولُ
لقدْ حكمتْ في حالهم غفلاتهم
فلولا وجودُ العفوِ لمْ تكُ تهملُ
فيا رب عفواً فالرجاء محققٌّ
وهذا الذي ما زلتَ مني تسألُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
رقم القصيدة : 11636
-----------------------------------
الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
والفرعُ لا يثبته الأصلُ
الأصلُ لا أصل له فاعتبر
قدرَ الذي ليسَ لهُ أصلُ
الفرعُ قدْ يرجعُ في علمنا
أصلاً لا ينكرُه العقلُ
كعلمنا بالله من علمنا
بنا كما عيَّنه النقل
حتى يرى حَمدي له مطلقاً
ليس له جنسٌ ولا فصلُ
نادانيَ الحقُّ بقرآنه
يا فاعلاً ليس له فعل
فقلتُ لبيكَ كذا علمنا
فالأمرُ من بعدُ ومنْ قبلُ
لله مولانا ولكنْ بنا
دقيقة ٌ جاء بها الفضل
لكلِّ ذي كشفٍ وذي فطنة ٍ
خَصَّصها جوداً بها البذلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
رقم القصيدة : 11637
-----------------------------------
واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
وكثير الحكم ما نجهلُهْ
عدّدت أحكامه آثاره
وهوَ العلمُ الذي يقبلهُ
فإذا ما قلتُ هذا عملي
قالَ لا إني أنا أعملهُ
قلت أهلاً فلماذا قلتَ لي
أنت رهن بالذي تفعله
ثمَّ تنفي الفعلَ عني وأنا
في جهادٍ في الذي أبذله
ولقد أعلم قطعاً أنكم
أنت علاَّمٌ بما أجهله
الذي أجملهُ تجملهُ(5/181)
والذي تجملُ ما أجمله
فإذا قبحتُ فعلاً لمْ أقلْ
أدباً إنكَ بي تعمَلهُ
وإذا أحسنتُ فعلاً فأنا
بكَ ربي أدباً أوصلهُ
وأنا الفاعلُ في هذا وذا
ظاهراً والكشف ما يقبله
أنا أسعى الدهر في تحصيل ما
عالم الأمر أرى يهمله
وأنا منْ عالمِ الخلقِ وقدْ
حزتهُ كشفاً وما أمهلهُ
فيراني في الذي أعلمه
إنه بي وبه أعجله
فإذا أخلصه لي قلت لا
إنما منه لنا مجمله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
رقم القصيدة : 11638
-----------------------------------
فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
ومنْ يكونُ بهِ حقاً فمجهولُ
والنقلُ يأخذه بالعقلِ فهو به
فقد ترجَّح بالتفصيلِ معقول
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
رقم القصيدة : 11639
-----------------------------------
فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
إلا بنا وهو شرطٌ فيه تفصيل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
رقم القصيدة : 11640
-----------------------------------
النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
ولا أقولُ بمنْ ففيهِ تضليلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
رقم القصيدة : 11641
-----------------------------------
ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
تقولُ للخلقِ في أعيانها حولوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
رقم القصيدة : 11642
-----------------------------------
وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
فإنهُ قابلٌ في الحسِّ مقبولُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ
من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ(5/182)
رقم القصيدة : 11643
-----------------------------------
من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ
فإنَّ عينَ الهوى بالوصل مملول
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
رقم القصيدة : 11644
-----------------------------------
ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
الروضُ منها إذا استنشقت مطلول
لذاكَ يخرجُ ما فيهِ على صورٍ
شتى تراها فتبديل وتحويل
لا تسكننَّ إلى صورٍ تشاهدُهُ
فيه فغايته في الحسِّ تبديل
واثبت على الجوهر الأصليّ تخط به
عِلماً أتاكَ به من صدقه القيل
اللهُ أعظمُ قدراً أنْ يحاط بهِ
علماً فما هوَ للبرهانِ مدلولُ
إنَّ استنادي إليهِ لا أكيفهُ
فكيف أعلمه والعلمُ تحصيل
وليسَ عندي منهُ ما أعينهُ
إلا افتقاري إليهِ فهوَ محصولُ
كما علمتُ غناه عنْ خليقتهِ
من اسمها عالماً أعطاه تنزيل
كفى يسرحُ ما عقلي يقيدُهُ
فبيت عقلك بالأفكار معقول
فصاحبُ الفكر بالأوهام في جهة
وصاحب الكشف بالتنزيل مقبول
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
رقم القصيدة : 11645
-----------------------------------
إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
أهل التفكر هكذا قد قالوا
والكشفُ يقضي أنها لحياتها
فيها لها عند الشهود مجالُ
شهدتْ بذلكمُ الجوارحُ عندنا
في النورِ إذْ جاءتْ بها الأرسالُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
رقم القصيدة : 11646
-----------------------------------
ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
فإنَّ فجرَ ضياءِ الصبحِ نازلهُ
لذا أتى بالضحى عقيبَ رحلته
ورقبت عند باقيه دلائله
وأضحكَ الروضُ أزهاراً وقدْ رقصتْ
من الغصونِ بأوراقِ غَلائِلهْ
وما تبسمَ إلا كيْ يفرحنا
فلاحَ يانعه إذ راحَ ذابلُهْ(5/183)
إنَّ التقي الذي في الروض مسكنه
هو الصَّدوق الذي عُدَّت فضائله
كما الشقيُّ الذي في الأرضٍ مسكنهُ
هو الكذوبُ الذي تردى رذائلُهُ
وصاحبُ البرزخِ الأعرافُ منزله
زمتْ لرحلتهِ عنا رواحلهُ
اليسرُ شيمة ُ ذا والعسر شيمة ُ ذا
لولا عطاءُ الغني ما نيلَ نائله
منهُ تعالى وما كانتْ مقالة ٌ منْ
قد كان منطقه عيناً يقابله
كان التولي له من أصلِ نشأته
فمنْ تولى تولتهُ أباطِلُهُ
من نازعَ الحقَّ في شيء يكون له
فلن ينازعه إلا مقابله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
رقم القصيدة : 11647
-----------------------------------
من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
ومنْ بعدِهِ فتحٌ لهُ النفسُ تعملُ
فقوموا له واستغفروا الله إنه
رحيمٌ إذا الخطَّاءُ يأتي فيسأل
يختض بالنصرِ العزيزِ مؤيّد
ويختصُّ بالنصرِ المشاهدِ مفضلُ
تقسم قلبي في هواه وإنه
لداءٌ عظيم إن تحققتَ مُعضل
فروية ٌ علمي عنْ عينِ ناظري
وما رؤيتي الأخرى عنِ العلمِ تعدِلُ
فما تعطي أبصارٌ سوى شخصٍ ما رأتْ
ويعطيك عينُ القلبِ ما كنتَ تجهلُ
إلا أنه المنكور من حيثُ ناظري
كما أنهُ المعروفُ للعقلِ فاعقلوا
وقد جاء في الأخبار هذا الذي أنا
أقول به حُكماً لمَنْ كان يعقلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
رقم القصيدة : 11648
-----------------------------------
ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
فأنصره عن أمرِه وأناضلُ
وإنَّ سِهامي لا تطيشُ وإنها
تصيبُ إذا التفتْ عليَّ القبائلُ
أقاتلهمْ بالسيفِ والحجة ِ التي
بها يدمغ القرن الكميِّ المنازل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
رقم القصيدة : 11649
-----------------------------------
أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
وأنا لكلِّ رذيلة ٍ أصلُ(5/184)
فافعلْ وأفعلُ فالفروعُ بأصلها
فالكلُّ يفعلُ ما هوَ الأهلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني لأجهل ذات من علمي بها
إني لأجهل ذات من علمي بها
رقم القصيدة : 11650
-----------------------------------
إني لأجهل ذات من علمي بها
عين الجهالة ِ فالعليم الجاهلُ
فإذا طلبتُ بحارَ معرفتي بها
جاءتْ بحارُ ما لهنَّ سواحلُ
ما يشغلُ الألبابَ إلا ذاتها
فلقلبنا في الذاتِ شغلٌ شاغلُ
ما نالها من نالها إلا بها
وبما لها فهيَ المنالُ النائلُ
ما قلتُ قولاً في الوجودِ محققاً
إلا وأنت هو المقول القائل
فانظر بعيني ما تراه فإنه
عيني على التحقيق وهو الحاصل
لا تفصلوا بيني وبين أحبتي
إن المحب هو الحبيبُ الفاصل
إني مررتُ بغادة ٍ في روضة ٍ
ترعى الخزامى لم يرعها حابل
تصطادُ لا تصطادُ فهيَ فريدة ٌ
في شأنها فصفاتُها تتقابلُ
لوْ أنها ظهرتْ بنعتِ مقامها
حازتْ أعاليها لذاك أسافلُ
العلمُ مني بالإلهَ فريضة ٌ
فأنا الفريضة والحبيبُ نوافلُ
وبذا أتى وحيُ الإلهِ لسمعنا
في نطقهِو الصدوقُ القائلُ
ما مرّ بي يومٌ أراه بناظري
يمضي بنا إلا ويأتي الآجلُ
ما قسمَ الدورَ الذي لا قسمة ً
في ذاتهِ إلا الحجابُ الحائلُ
فيقال ليلٌ قد أتاه نهاره
ليريلهُ وهوَ المزيلُ الزائلُ
فإذا ظهرتَ لمستوى نعتي لهُ
لمْ تبدُ أعلامٌ هناكَ فواصلُ
فالأمر بين تردّ وتحيرّ
وأبان سحبان
الفصاحة باقلُ
كلٌّ إلى علمِ الحقيقة آئل
فلمثلِ هذا يعملُ الشخصُ الذي
هو في الحقيقة بالشريعة عامل
وهوَ الذي فاقَ الوجودَ تظرفاً
وتصرفاً وهوَ الشخيصُ الكاملُ
صغرته في اللفظ تعظيماً له
وهو المكبر والغنيّ العائل
فهو المجيبُ إذا سألت جلاله
وإذا أجبت نداه فهو السائل
فالأمرُ بينَ ترددٍ وتحيرٍ
وتماثلٍ وتقابلٍ متداخل
سفرتُ عن الشمسِ المنيرة إذ علتْ
فوقَ العماءِ فحارَ فيها الداخلُ
لله نورٌ كالسراجِ يمدّه
وهنَ التقابلِ بالنزاهة ِ يأفلُ
مثلٌ أتاكَ ولمْ تكنْ تدري بهِ(5/185)
والضاربُ الأمثال ليس يماثل
لا يقبلُ الإنسانُ علمَ وجودِه
إلا به فهو العليُّ السافل
ولمَّا درَّ في فضلِ معنٍ مدخلٌ
وأبانَ سبحانُ الفصاحة ِ باقلُ
نفسُ الثناءِ أسماؤه وهيَ التي
ظهرتْ بنا ولنا عليهِ دلائلُ
لوْ لمْ يكنْ ما كانَ ثمَّ بعكسهِ
قالتْ بما قلناهُ فيهِ أوائلُ
لولا منازلُنا لقلتُ معرِّفاً
لكِ يا منازلُ في الفؤادِ منازلُ
إن النجومَ إذا بدت أنوارها
هي في السماء لمن يسير مشاعل
يسري لنور ضيائها أهلُ السُّرى
أهلُ المعارجِ في العلومِ أفاضلُ
وضعت يدي للمهتدين وزينة
للناظرين فسوقة وأقاول
إني أحامي عنْ وجودِ حقيقتي
بحقيقة ٍ عنها اللسان يناضلُ
لا يعرفُ الحق المبين لأهله
إلا الإمام اليثربيّ العادل
لا تعذلوا منْ هامَ فيه محبة ً
قد أفلح الراضي وخابَ العاذلُ
والمحصناتُ المؤمناتُ أعفة ٌ
لا ترمهنّ فإنهنّ غوافل
يا مصغياً لنصيحتي لا تغفلنْ
وأعمل بها فالخاسر المتغافل
واحذر نداءَ الحقِّ يومَ ورودكم
عند السؤالِ بعلمهِ يا غافلُ
المنزلُ المعمورُ إن أخليته
عن ساكنيه هوَ المحلُّ الآهلُ
لا يعرف القدرَ الذي قد قلته
في نظمنا إلا اللبيبُ العاقلُ
القولُ قولُ الشرعِ لا تعدِل به
زُهر النُّهى عند الحقيقة ِ ذابلُ
تجري على حكم الوجودِ قيودُه
فهو المحبُّ المستهامُ الناحل
لا تأملْ إلا منْ ينفذُ حكمهُ
قدْ خابَ منْ غيرِ المهيمنِ يأملُ
منْ كانَ موصوفاً بكلِّ حقيقة ٍ
كونية ٍ هو للمعارفِ قابل
لا تنفرد بالعقلِ دون شريعة ٍ
روضِ النهى عند الشريعة ماحل
واعكفْ على علمِ الحقيقة ِ إنهُ
لا يقبلُ الإلقاء إلا عاقلٌ
فإذا تخلّى عنه ما هو عاقل
بيني وبينَ أحبتي سمرُ القنى
عندَ الحمى وتنائفٌ ومجاهلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
رقم القصيدة : 11651
-----------------------------------
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ويقضي به الحقُّ المبين ويفصلُ(5/186)
تصرفهُ الأهواءُ أني توجهتَ
فيقضي به ريحُ جنوبٍ وشمأل
تنبهَ قلبي عندَ ذاكَ عناية ً
من الله جاءته وقد كان يعقل
فواللهِ لولا أنَّ في الصدقِ ثلمة ً
لما كان قلبُ العبدِ يسهو ويغفل
وقلتُ لقلبي ما دعاكَ لما أرى
فلم أدر إلا أنها تتأوّل
بحثت عن أصل الأمرِ ما أصل كونه
فلاحَ لنا في ذلك البحثِ فيصل
فأعلم أنَّ الحكم للعلمِ تابعٌ
كما هو للمعلومِ والأمر يجهلُ
ولما رأيتُ الحقَّ فيما ذكرته
علمت بأن الأمر جبر مفصل
وأن إله الخلقِ بالخلقِ يفصلُ
وبالخلقِ أيضاً بالمكاره يعدل
فمنْ لامَ غيرَ النفسِ قدْ جارَ واعتدى
ومن لامها فهو الشهيد المعدّل
ولما رأيتُ الحق للخلقِ تابعا
تساوى لديَّ الخوفُ والأمنُ فاعلموا
على كشفِ هذا واعملوا بمنارهِ
فإن به تسمو الذواتُ وتكمل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
رقم القصيدة : 11652
-----------------------------------
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
الكلِّ في تحصيلهِ محالُ
حبي الذي نسبَ الوجودَ بعينه
للعقلِ في تعيينهِ إشكالُ
إنْ نزهتهُ عقولهم يرمي بهِ
تشبيهُ قولٍ كله إضلالُ
حتى يعمَّ وجودُه إقرارهُمْ
فلذاكَ قلتُ بأنهُ يحتالُ
فتقابلت أقواله عن نفسه
نصّاً وهذا كله إخلال
في العقل والإيمان ثبتُ عينه
متناقضاً ولذاك لا يغتال
فالمؤمنُ المعصومُ من تأويله
عند الإله فنعته الإجلال
أمّا المؤوّل فهو يعبد عقله
معَ وهمهِ والأمرُ لا ينقالُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
رقم القصيدة : 11653
-----------------------------------
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
وقد حال عما أبتغي منه حائل
لقد جدت يوماً بالقرونة منعماً
على السيفِ والأرماح والقرب نائل
تراني إذا دارتْ رحى الحربِ ضاحكاً
وغيري إذا دارتْ رحى الحرب باسلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ(5/187)
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
رقم القصيدة : 11654
-----------------------------------
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
بأسمائه الحسنى التي تتفاضلُ
فلا فضلَ في الأسماء إنْ كنت ذا حجى
وإنْ كان منها ذو علوٍّ وسافلُ
فما العال منها في الترقي برتق
وما سافلُ الأسماءِ في الحكمِ نازلُ
فمن فهم الأمر الذي قد ذكرته
فذاك إمام في الحكومة عادل
يسمى بقطبِ الدينِ فالعدلُ نعتهُ
وليس أخو علمٍ كمن هو جاهل
فإنْ ذمهُ ذو النقصِ فهيَ شهادة ٌ
بأنّ الذي قدْ ذمَّ في الفضلِ كاملُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
رقم القصيدة : 11655
-----------------------------------
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
وإنَّ قيامَ الفضلِ بالحرِّ أجملُ
فلو عاملَ الله العبادَ بعدله
لأهلكهم والله من ذاك أفضل
يجودُ ويثري بالجميلِ عليهمُ
وليسَ لهُ عماً اقتضى الجودُ معدلُ
تباركَ جلَّ اللَّهُ في ملكوته
كمالاً وإنَّ اللهَ في الملكِ أكملُ
فإنَّ الذي في الملكِ صورة ُ عينهِ
وفي ملكوتِ اللهِ جزؤ مفصلُ
وليسَ لهذا اللفظِ عندَ اصطلاحنا
مبالغة فانظر على ما أعوِّل
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
وحينئذٍ يجملْ بهِ ويفصلُ
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
لتفهمهمْ لا تلجئِ الشخصَ يسالُ
لو أنَّ الذي بالعجز يُعرف قدرُه
لكنت كريم الوقتِ يسدي ويفضل
وكانتَ لكَ العليا وكنتَ لكَ المدى
وأنتَ بها العالي وما ثمَّ أسفلُ
ومن أين جاءتْ ليت شعري ففرِّعوا
كلامي الذي قدْ قلتُ فيهِ وفصلوا
علمتُ الذي أودعتُه في مقالتي
وجملة ُ أمري أنني لستُ أجهلُ
لأني بهِ قلتُ الذي جئتكم بهِ
ومن كان قول الحق قل كيف يجهل
أنا كلماتُ الله فالقولُ قولنا
لأني مجموعٌ وغيري مفصلُ
كعيسى الذي يحيي وينشءُ طائراً
فيحيى بإذنِ الله والحقُّ فيصل
فمنْ كانَ مثلي فليقلْ مثلَ قولنا
وإلا فإنَّ الصمتَ بالعبدِ أجملُ(5/188)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ منْ ستورٍ
عجبتُ منْ ستورٍ
رقم القصيدة : 11656
-----------------------------------
عجبتُ منْ ستورٍ
ترخى وتسدَلُ
فس سَدلها نعيم
يعطيهِ مفضلُ
إن قلتَ يا فلان
رخم وقل فل
قد جاءنا كتابٌ
للحقِّ فيصلُ
لباسُه حروفٌ
فيهنَّ يرفلُ
يقولُ فيهِ قولاً
عليه عوِّلوا
إنَّ الكلامَ سهلٌ
والصمتَ أسهلُ
عليه فليعوِّل
فهو المعوَّل
ففي الكلامِ ما لا
يدرى ويجهل
والصمتُ ليسَ فيهِ
هذا مفصلُ
إنَّ الكلامَ فيهِ
أعلى وأنزَلُ
والصمتُ ليس فيهِ
ذا الحكمُ فاعدلوا
فكلُّه نجاة ٌ
وعنهُ نسألُ
كما يقول أيضاً
ما فيهِ فيصلُ
إنَ الكلامَ منا
وحيٌ منزلُ
فكلُّه عليّ
ما فيهِ أنزِلُ
وكلهُ صحيحٌ
لكن يعلل
فمنه ما يُردُّ
شَرْعاً ويُقبل
يقضي بهِ جنوبٌ
فينا وشمأل
للشرعِ منهُ فينا
تاجٌ مكللُ
قول عليه نُور
ما عنهُ معدلُ
وللعقولِ منه
ظلٌّ مظللُ
ضربُ المثالِ حقٌّ
يدريه أمثل
إنَّ الحكيمَ يسدى
بهِ ويفضلُ
فما جهلت منه
عن ذاك تَسأل
ما في الوجودِ شيءٌ
سُدى فيهمل
بل كلُه اعتبار
إنْ كنتَ تعقلُ
قدرْ نهى ً وفكراً
عليه يعمل
ستارة ُ الغيوبِ
قامتْ لتسألوا
منْ فوقها شخوصٌ
تعلُو وتسفلُ
فما تراهُ منها
يأتي ويُقبل
ويبدو في عيانٍ
وقتاً ويأفل
الفعلُ ليسَ منها
والأمر مُشكل
وإنَّ ما تراه
نطقٌ مُخيَّل
ولا تقل خيال
ما ذاكَ يجملُ
ما لعبة ٌ تراها
إلا تؤوَّل
لحكمة ٍ يراها
مَنْ كانَ منْ علُ
وكلنا خيال
وهوَ المخيلُ
والعالمونَ منا
عليه عوّلوا
فأ>ملوا كلامي
فيه وفصِّلوا
أقوالنا نصوصٌ
فلا تؤولوا
فما أرى سواه
للأمر يشمل
ما في الوجودِ إلا
أمر ينزل
في أرضٍ أو سماءٍ
إذ هنَّ منزلُ
فاعقل كلامَ ربي
إنْ كنتَ تعقلُ
فالقولُ قولُ ربي
فلا تقولوا
وما رملتَ عندي
إذْ أنتَ ترملُ
فإن أتيتَ تسعى
أنا أهرول
الحكمُ حكمُ دورٍ
ما فيهِ أولُ
إلا بحكمِ فرضٍ
فاللهُ أولُ
هذا من ابتداعي
هذا المنزلُ
فالخوضُ فيهِ أولى
بنا وأجملُ(5/189)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان من ترجونه تحذرونه
إذا كان من ترجونه تحذرونه
رقم القصيدة : 11657
-----------------------------------
إذا كان من ترجونه تحذرونه
فكيفَ لكمْ بالأمنِ والخوفُ حاصلُ
وكيف لكم بالخوفِ والأمن مانعٌ
فقلْ لي ما المعمولُ فالعبدُ قابلُ
وإنَّ اعتدال الأمر ليس بواقع
ولا نافع فاعلم فما فيه طائل
فلا بدَّ من ترجيح أمر فإنه
هو الغرض المطلوبُ فالأصل مائل
فلولا وجودُ الميلِ لمْ تكُ عيننا
ولا ينكرُ العالمينَ إلا الأسافلُ
لقدْ قالَ لي شخصٌ أمينٌ بمكة َ
عن السيِّد المختارِ ما أنا قائل
سألتُ رسولَ اللهِ في الأمرِ قالَ لي
ألا إنَّ قولي ما يقول الأوائل
وقلتُ لكمْ عني خذوهُ فإنهُ
هو الحقُّ لا عنهم وهنَّ الفواضل
نفوسٌ كريماتٌ أتينَ بكلِّ ما
أتتكم به الأرسال والحقُّ فاصل
فمنْ شاءَ فيرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فإني إلى الله المهيمنِ راحلُ
فقلت له: نامت جفونك إنها
لبشرى فقل ما شئتَ إنك فاضل
وبشرني أيضاً بأنَّ نصيبنا
من البيت رُكنُ قبلته الأفاضل
ولازمني حتى أتته بمكة
منيته فاغتمّ عالٍ وسافلُ
أتاني رسولٌ بالوراثة ِ فاضلٌ
بإشبيلة الغرّاء في العلمِ كامل
فقالَ لنا علمُ الحروفِ دليلنا
على أنك الندبُ الإمامُ الحُلاحل
فلستَ ترى في الرُّقم حرفاً مسطراً
تعين الا وهو للكلِّ شامل
وفي كلِّ حرفٍ اختصاصٌ مبينٌ
يراهُ على التعيينِ منْ هوَ عاملُ
بما في حروفِ الرقمِ واللفظِ عالمٌ
يذبُّ بهِ عنْ نفسهِ ويناضلُ
عن أمرٍ إلهيّ يكون مقدَّراً
بتقدير من ترجى لديه الوسائل
يحل به في كلِّ رحب ومارق
إذا هي حلَّت بالنفوسِ النوازل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
رقم القصيدة : 11658
-----------------------------------
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
يحبُّ الجمالَ الكلَّ فهوَ جميلُ
فذلكمُ اللهُ النزيهُ جمالُهُ(5/190)
عنِ الغرضِ النفسيِّ فهوَ جليلُ
تعالى جمالُ الله عن كلِّ ناظرٍ
إليهِ فطرفُ المحدثاتِ كليلُ
فليس له من كلِّ وجهٍ مماثلٍ
وليسَ لهُ في المحدثاتِ عديلُ
سوى منْ بدا بالكافِ في قولهِ لنا
بترجمة ِ الشورى فليسَ يزولُ
لقد جهدت نفسي بأنك عينه
فتسرحُ في أرضِ الهوى وتجولُ
يطالبني الأنتَ الذي عينُ الأنا
وما لي سوى هذا عليه دليل
تجولُ براهينُ النهى في مجالِها
وأولُ شخصٍ جالَ فيهِ جليلُ
علمت بأنَّ الأمر بيني وبينه
وأنَّ الذي يدري بهِ لقليلُ
وإنْ كانَ لي وجهٌ يكونُ هويتي
به عينه جاء المُحال يقولُ
تثبتَ فليسَ الأمرُ فيهِ كما ترى
فعما قليلٌ ينقضي ويحول
فقلت له مهلاً عليَّ فإنني
علمتُ به والعارفون نزول
عليهِ من الأكوانِ في كلِّ جحفلٍ
له في مجرَّاتِ الشهود ذيول
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
رقم القصيدة : 11659
-----------------------------------
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وما لعباد الله تأخذه النحلُ
فأين الذي قد قيل في الناس إنهم
لهمْ شرقٌ يعنو لهُ المجدُ والفضلُ
وما هوَ إلا بالعلومِ وعندهُمْ
من العلمِ ما قد قلته فاستوى الكل
فما لعبادِ اللهِ جورٌ محققٌ
ولكنه الإنسان شيمته العدلُ
فما ثمَّ إلا الميلُ ما ثمَّ غيرهُ
ولوْ لمْ يكنْ ميلٌ لما كونَ الأصلُ
فروعا له في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
وزالَ الذي قدْ قيلَ فيهِ هوَ الظلُّ
فإن خصه الرحمن منه بصورة ٍ
إلهية في الكون قيل هي المثل
وإنْ كان مثلاً لا يكون مُماثلا
لهُ فلهُ المنعُ المحققُ والبذلُ
وتخدمه الأرواح للعلمِ سُجَّدا
وتأتي إليه من مهيمنه الرسل
وينجده التأييد معنى وصورة ً
إذا كان منعوتاً وتتضحُ السبل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما أحسن العلمَ لمن يعمل
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
رقم القصيدة : 11660
-----------------------------------(5/191)
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
وأقبحَ الجهلَ بمن يجهلُ
إنَّ الإلهَ الحقَّ في فعلهِ
قد يمهلُ العبدَ ولا يهمل
ويحرصُ العبدُ على فعل ما
ينفعهُ وقتاً وقدْ يكسلُ
لأنهُ ينصرُ في فعلهِ
ثم يرى في تركه يخذل
يا ليتَ شعري هلْ أرى منْ فتى ً
يبحثُ عمَّا فيهِ أو يسألُ
حتى يرى من نفسه ربه
سبحانه يفعلُ ما يفعل
ويبصر الأكوان هل هي هو
لمثلِ هذا إخوتي فاعلموا
لأنه المطلوب منكم فلا
سألتُ قوماً أهملوا أمرنا
فقالَ لي خاذلهمْ أمهلوا
لا يُنسَبُ الفعل لغيرِ الذي
قيلَ لكمْ فإنهُ أجملُ
كما أتى فيمن نسى آية
بأنه نسي ولا يعقل
إذا دنتْ للوقتِ ريحانة ٌ
يشمها الأمثلُ فالمثلُ
ولا يحصلُ الشخصُ على حكمهِ
فيه به علما وقد يحصل
مثلي فإني عالمٌ أمرَهُ
فيّ وفي غيري فلا أجهل
منْ صانه يجهلُ أسرارهُ
فلا تصونوهُ فما يجهلُ
الأمرُ مكشوفٌ لعينِ الذي
يعرفهُ لكنهُ يسدلُ
عليهِ سترَ الصورِ منْ غيرة ٍ
فلا تقلْ بأنَّهُ يبخلُ
حاشاهمُ منْ بخلٍ ينسبُ
إليهمُ فإنهم كمل
آثارُهمْ في الكونِ محجوبة ٌ
عنهم وهذا حدُّه الفيصل
ما بينهمْ وبينَ معبودِهمْ
يدري به الأعلم والأفضل
فهمْ كمنْ تظهرُ أفعالهُ
بخاصة ٍ منهُ ولا يعقلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من سألَ اللهَ في أمورٍ
من سألَ اللهَ في أمورٍ
رقم القصيدة : 11661
-----------------------------------
من سألَ اللهَ في أمورٍ
عن أمره لم يخب سؤالهْ
وجاءه في الجوابِ منه
ما فيهِ إنْ حققوا كمالهْ
إنَّ الذي تنتهي المعالي
في كلِّ شيء له مآله
وليس بعد الكمال نقصٌ
إنْ أنتَ أنصفتني مثالهْ
عبد وربٌّ هل ثم غير
قدِ انتهى عينه وحالُهْ
لله قومٌ لما ذكرنا
تحققوا فيهِ همْ رجالُهْ
في كلِّ حال لهم وجودٌ
فهمْ لما قلتهُ عيالُهْ
عارَ عليهمْ فما جواهُمْ
في ذكرِهِ غيرهُ مقالُهْ
وكلُّ شخصٍ على انفرادٍ
من مثله قد حماه ماله
بالمالِ مالَ الورى إليهِ
لذاكَ يرجوهمُ نوالهُ
ومالهمْ في الرجاءِ عينٌ(5/192)
ومنْ لهُ لمْ يزلْ وبالُهْ
وليس ذاك الشخيصُ منهم
وهوَ الذي لمْ يخبْ سؤالهْ
لمْ يفتقرْ في الورى إليهمْ
لأنه لم يقم جماله
بهمْ فلمْ يعرفوا كراماً
فحاله بينهم خلالُه
فما لهم في الوجود قدر
لوْ ذكروا قيلَ همْ سفالُهْ
دارتْ رحى كونهمْ عليهمْ
فهمْ إلى طحنهِ ثفالهْ
يجهلهم كلُّ من يراهم
وهم على خلقه ظلاله
رحمتهمْ قطُّ ما يراها
من ضاقَ في علمه مجاله
لو أنَّ شخصاً يريدُ سوءاً
به لما ردَّه محاله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد عظم الله ما أقول
قد عظم الله ما أقول
رقم القصيدة : 11662
-----------------------------------
قد عظم الله ما أقول
في حكمة ٍ ما لها دليلُ
أظهرها للأنامِ طراً
في جُمل كلها فصول
قيلَ لنا إنها رموزٌ
قلتُ لهمْ هذهِ السبيلُ
أوضحَ مني على وجودي
تقصرُ عنْ فهمها العقولُ
ما إنْ رأينا ولا سمعنا
بأنَّ أذهاننا تجول
فيها لبعدٍ بغيرِ قربٍ
يحار في حكمها النبيل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
رقم القصيدة : 11663
-----------------------------------
العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
وهوَ على الجهلِ بهِ يحملُ
فالجهلُ بالرحمنِ علمٌ بهِ
عليهِ أربابُ النهى عولوا
قد قال لا أحصي الذي قال لي
لأنهُ منْ عندِهِ مرسلُ
وقال صديق به عجزه
دركٌ لهُ كذا روى الأولُ
وقال بسطامينا إنه
دعا عبادَ اللهِ أنْ ينزلوا
إليه من حضرة أكوانهم
فأعرضوا عنه ولم يقبلوا
فعندما جاءَ إلى ربهِ
الفاهمُ ضمهمُ المنزل
من حارب الألباب في وصفه
فإنها عن دركه تسفل
اللهُ لا يعرفهُ غيرهُ
وما هنا غيرٌ فلا تغفلوا
فكلُّ عقدٍ فيه من خلقه
فثابت فيه ولو زلزلوا
فإنه أوسع من علمهم
بعلمه فيه فلم يحصلوا
إلا على القدر الذي هم به
فأجملَ الأمرَ الذي فصلُوا
فلا يحيطون به قال لي
علماً سوى القدرِ الذي حصلوا
وهوَ على التحقيقِ علمٌ بهِ
لكنَّهُ عنْ علمهِ أنزلُ
لذاكَ قلنا عندَ علمي بهِ(5/193)
سبحان من يعلم إذ يجهل
ما علم الخلق سوى ربهم
ومنهم المدبر والمقبل
إنعامه عمَّ فلم يقتصر
لأنه المنعم والمفضل
ولا تقل كقولهم في الذي
يشقى فإنَّ القوم قد عجَّلوا
لوْ نظروا بربهم أنصفوا
وتابعوا الحقَّ فلمْ يعدلوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ باللهِ لا ينالُ
العلمُ باللهِ لا ينالُ
رقم القصيدة : 11664
-----------------------------------
العلمُ باللهِ لا ينالُ
لكن بتوحيدِه يُنالُ
فما ترى فيه من كلامٍ
مبرهنٍ كلهُ مقالُ
فليسَ للعقلِ يا خليلي
بالفكر في ذاته مجال
لأنَّهُ واحدٌ تعالى
ليس له في النهى مثال
قد حرم الفكر فيه شرعا
فالفكر في ذاته محال
غايتُهُ العجزُ إنْ تناهى
فعجزه ذلك الكمال
فما ترى فيه من جدال
فإنهُ كلهُ ضلالُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تباركَ الله هل بالدار من أحد
تباركَ الله هل بالدار من أحد
رقم القصيدة : 11665
-----------------------------------
تباركَ الله هل بالدار من أحد
غير الذي هو مجهولٌ ومعقولُ
اللَّهُ يعلمُ أنَّ الدارَ خالية ٌ
والزهرُ مبتسمٌ والروضُ مطلولُ
والغيثُ منسكِبٌ والسرُّ مرتقَبٌ
إلى الذي هوَ بالبرهانِ معلولُ
والله ما نزلتْ نفسٌ بساحتها
إلا الذي هوَ للألبابِ مدلولُ
غيري وغير الذي ما زال يتبعني
فالكشفُ لي وهوَ للأتباعِ منقولُ
الوصلُ منفصلٌ والضدُّ متصلٌ
وفي المعارفِ تحييرٌ وتضليل
ما كنتُ مبتدئاً فيه ومبتدِعاً
بلْ جاءَ فيهِ منَ الرحمنِ تنزيلُ
قوى بهِ خبراً يحيو على صورٍ
للحقِّ ليسَ لها بالشرعِ تفصيلُ
فما أبتغي حِولاً عنها ولا بدلاً
وحيرَ العقلَ تبديلٌ وتحويلُ
العقلُ قيد بالإطلاق حاكمه
والشرعُ سرحهُ وفيهِ تعليلُ
لولا تحولهُ لمْ تدرِ صورتهُ
وكيفَ يدرك أمر فيه تبديل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
رقم القصيدة : 11666
-----------------------------------(5/194)
إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
وكيف أعلم من بالعلم أجهله
لولا الوجودُ الذي منا يصرِّفه
فيها لما كان لي قلبٌ يفصله
إلى وجودٍ إلى ذاتٍ إلى صفة
إلى نعوتٍ له جاءت تكمله
إنّ النفوسَ بأوهامٍ تخيلهُ
وبالتوهمِ نفسٌ ما تحصلهُ
إذا يفصله علمي يحدّده
وهمي وما يقبلُ التفصيلَ يجملهُ
إنَ الجمالَ لمنء يهوى الجميلَ بهِ
والناسُ أعلمهمْ بهِ تجملهُ
فيحملُ الكلَّ عنْ أهلِ الكلالِ فتى ً
يدري بأنَّ انبساطَ الحقِّ يحمله
أخوكَ يا ابنة َ عمرانٍ شبيهكَ في
كفالة المجتبى والله يكفله
له عليك كما قد جاءنا درج
لذاكَ فاز بما منهُ يؤملهُ
عمداً يراهُ ما الكونُ يفصلهُ
عن الإله ترى الرحمن يوصله
وتلك منزلة ٌ عظمى يعينها
لهُ منَ اللهِ بالزلفى منزلهُ
إذا عبيدٌ تراه في مخالفة
لله جود الإلهِ الحقِّ يمهله
وليس تهمله إلا عنايته
بهِ فيمهلهُ وليسَ يهملهُ
وتلك منزلة جاءت بها كتب
ما كان يحظى بها لولا تنزله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ ومن به يتجمل
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
رقم القصيدة : 11667
-----------------------------------
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
إنَّ الحديثَ كما يقولُ الأولُ
دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقعٍ
عن محدث هو بالدلالة أكمل
إذ كان والأشياء لم يك عينها
فحدوثُها فرق جليٌّ فيصل
عندَ الذي سبرَ الدليلَ بفكرهِ
لكنْ متى في مثلِ ذا لا يعقلُ
إنَّ الزمانَ منَ الحوادثِ عينهُ
ومتى محالٌ في الزمانِ فأجملوا
لوْ يعلمونَ كما علمتَ مكانهُ
ما كنت عنه بمثل هذا تسأل
لحدوثنا إذْ لمْ نكنْ وظهورنا
في عيننا وكذا المكان ففصلوا
لوْ أنَّ رسطاليسُ يسمعُ قولنا
ورجاله نظراً عليه عوَّلوا
أنصفت في التحقيق مذ بينت ما
دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا
والأشعريُّ يقولُ مثلَ مقالتي
وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأولُ
والله ما زلتْ بهم أقدامُهم
لكنْ لفهمِ السامعينَ تزلزلوا
قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته
ولغيره فافهم لعلك تعقل(5/195)
هذا هوَ الإمكانُ عندَ جميعهمْ
فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا
لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا
في البحثِ بالسرِّ الذي لا يجهلُ
لو أنهم سبروا أدلة عقلهم
وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا
رأوا اتساعَ الحقِّ منْ إنصافهمْ
وقبولهُ للقولِ فيهِ فأقبلوا
إخوان صدقٍ لا عداوة َ بينهم
فلهُ العلوُّ نزاهة ً والأسفلُ
الله أوسع أنْ يقيده لنا
عقدٌ فكلُّ عقيدة ٍ لا تبطلُ
لكنْ لها وجهٌ إليهِ محققٌ
يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل
جاء المحققُ في التجلي بالذي
وقعَ النكيرُ بهِ وما هوَ أنزلُ
فلهُ التجلي في العقائدِ كلها
وأتى بذاكَ تبدُّلٌ وتحوُّلُ
لوْ لمْ يكنْ هذا تقيدٌ وانتفى
إطلاقه عنه لضاق المنزل
تدري الخلائقُ في الشعورِ نزولهُ
يومَ القيامة ِ وهوَ يومٌ أهولُ
عمت سعادته الخلائق كلهم
جاء الرسولُ به ونص المرسل
وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمة ً
فاعلمْ فليسَ على المكانِ معولُ
إنَّ الإلهَ حكى لنا ما قالهُ
أهلُ العدالة ِ والصدورُ العدَّلُ
وهم الدعاة ُ لنا وقد نطقوا بما
جاء الكتابُ به إلينا المنزل
فينا منَ التجريحِ وهوَ حقيقة ٌ
من غيرة قامت بهم لا تجهل
لله قاموا غيرة لم يقصدوا
رداً عليهِ لمَّا رأوهُ فأولوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
رقم القصيدة : 11668
-----------------------------------
إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ
ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبهُ
إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ
في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا
ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل
وقف الهوى بي حيث كان وجودُه
في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ
طرفُ الذي يهوى سماك رامح
وفؤادُ من يهوى سماك أعزل
ما إن يرى من عارف الإله
بين المنازلِ في المجرّة منزل
لمقامِ منْ يرجى العلوَّ لذاتهِ
ومقام من يرجو المقام الأنزل
من كان لا يبني لذلك عندنا
هذا هوَ العلمُ الذي لا يجهلُ
والله لو ترك العباد نفوسهم(5/196)
لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل
نصر الإله فريضته مكتوبة
فانصرْ فإنكَ بعدَهُ لا تخذَلُ
نص الرسول على الذي قد قلته
وبذاكَ قدْ جاءَ الكتابُ المنزلُ
جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله
وعليهِ أهلُ اللهِ فيهِ عولوا
ما منْ كتابٍ قدْ اضيفَ منزلٌ
للهِ إلا والقرآن الأفضلُ
والفضلُ فيه بأنه يجري على
ما ليس يحويه الكتابُ الأوّل
كرهَ النبي الفعلَ منْ عبدٍ أتى
بصحيفة ٍ فيها دُعاءٌ ينقلُ
منْ نصِّ توراة ٍ وقالَ لهُ اقتصرْ
فيما أتيتَ بهِ الغنى والموئلُ
عصمَ الإلهُ كتابنا منْ كلِّ تحـ
ـريفٍ وما عصمت فمالك يأفل
فاستغفر اللهَ العظيمَ لما أتى
واستغفر الله لهذا المرسل
فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه
عما أتاهُ بهِ النبيُّ الأعدلُ
وكذاك ختم الأولياء كلامه
في الأولياءِ معظم متقبل
منْ ذاقَ طعمَ كلامِهِ لمْ يستربْ
في قولنا فهوَ الكلامُ الفيصلُ
منْ كانَ يعرفُ حالَه ومقامهُ
عن بابه وركابِه لا يعدل
من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه
تعظيمهُ فهوَ الإمامُ الجولُ
صفة ُ المهيمنِ ها هنا قامتْ بهِ
والناسُ فيها يشهدونَ العقلُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
رقم القصيدة : 11669
-----------------------------------
منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
كان التكرُّم هجيراً له فعلا
فاسألهُ إذ يقبضُ الدنيا ويبسطها
يداكَ تفعلُ كما ربكمْ فعلا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
رقم القصيدة : 11670
-----------------------------------
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
بنفسي ولكني أقول كما قالا
بأني ذو قول لما هو قائل
بنا ولساني عينهُ فيَّ ما زالا
وما أنا ظرفٌ كالمكانِ ولا أنا
محلٌّ له والميل ميلي إذا مالا
فلا تيأسي يا نفسُ مما نريدُهُ
فلا بدّ لي منه وإنْ طالَ ما طالا
تكشفَ عن عيني غطاءُ عمامتي(5/197)
فأدركتُ ما خلفَ الحجابِ وما شالا
وأصبحتُ في قومٍ هداة أيمة
وغادرتُ أقواماً عن الحقِّ ضلالا
إذا جاءهم حق أتوا ينكرونه
فلا تضربوا للهِ بالفكرِ أمثالا
وإنْ كان حقاً ذلك المثلُ الذي
أتاهم به لم يعرفوا فيه أشكالا
وما كنتُ في رَيبٍ مِنَ امر شهدتُه
وما كنتُ في زهدي وفخري مختالا
أجررُ أذيالي كما قالَ عتبة ٌ
وما كل مختالٍ يجرِّر أذيالا
ألم تدرِ أني في الجهادِ مُقدَّم
أصيرُ أسدَ الغابِ في الحربِ أشبالا
إذا جئتُ بيتَ الحقِّ جئتُ ملبياً
مهلاً وإنْ جئناهُ لمْ ندرِ إهلاللا
وهل ترفعُ الأصواتُ إلا لغائبٍ
بعيدٍ وذو التقريبِ يهمسُ إجلالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
رقم القصيدة : 11671
-----------------------------------
وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
بمريمَ بنتِ عمرانَ التي كملتْ
بما رآه الذي لله كفلها
من العناية فيما فيه قد كفلتْ
أتى إليها وفي محرابِها طبقٌ
فقالَ : ماذا فقالتْ : رتبة ٌ عجلتْ
خذها إليكم فإنَّ الله أطلعكم
لتسألوهُ فإنَّ النفسَ ما بخلتْ
فكانَ يحيى حصوراً مثلها وبها
لهمة من أبيه عنده حَصلت
فاستفرغتْ طاقة ُ الإنسانِ حالتها
هذي مقالتها لو أنها سئلت
لقدْ نظرتُ إليها وهيَ سافرة ٌ
فما بهِ فصلتْ بهِ لها وصلتْ
فانظر إليها وسلمها لخالقها
فإنَّ نفسكَ تجزى بالذي عملتْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
رقم القصيدة : 11672
-----------------------------------
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
يفصلهُ العلامُ بالقلمِ الأعلى
فيلقيه في اللوحِ الحفيظِ مفصِّلاً
حروفاً وأشكالاً وآياتُهُ تتلى
وما فصلَ الإجمالَ منهُ بعملهِ(5/198)
وما كان إلا كاتباً حين ما يتلى
عليهِ الذي ألقاهُ فيهِ مسطرٌ
لتبلى بهِ أكوانُهُ وهوَ لا يبلى
هو العقل حقاً حين يعقل ذاته
لهُ الكشفُ والتحقيقُ بالمشهدِ الأجلى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن الثناء على الأسماء أجمعها
إن الثناء على الأسماء أجمعها
رقم القصيدة : 11673
-----------------------------------
إن الثناء على الأسماء أجمعها
بها وليس سواها يعرفون ولا
أليسَ هذا صحيحاً قدْ أتاكَ بهِ
في محكم الذكر قرآناً عليك تلا
في أخذه الذرّ ثم الحق أشهدنا
ألستُ ربكمُ كان الجوابُ بلى
ولم يخص بهذا الحكم امرأة
عندَ الشهودِ ولا أيضاً بهِ رجلا
حاز الوجودَ بعيني عين صورتِه
فلا أبالي ألاحَ النجمُ أمْ أفلا
إنَّ الوجودَ وجودي لا يزاحمني
فيهِ سوى منْ يقولُ العبدُ فيهِ حلا
إن الذي يرتجى فقدي عوارفه
قد حقق الله ظني إذ يقول إلى
في رؤية ِ الوجه والأبصار ناظرة
فلم يرد بالى أداة من وإلى
إنّ الظنونَ أحالتْ أنْ تكون إلى
كمثلها في إلية ِ فانصرفْ عجلا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
رقم القصيدة : 11674
-----------------------------------
لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
ولتتخذْ نحوَ الإلهِ سبيلا
لا تنهَ عنْ أمرٍ وأنتَ تريدهُ
واعكفْ عليهِ بكرة ً وأصيلا
لا غرو انك إنْ عملت بنصِّ ما
أخبرتكم أرشدتُ أقوم قيلا
لا تبتغي عنه فإنك عينه
ولذاكَ أودعْ حكمهُ التنزيلا
لا تعصينَ أهلَ الحجابِ فإنهمْ
قدْ أحكموا الإجمالَ والتفصيلا
لاذوا بأحمى جابر وأعزه
وبذاكَ نالوا الفضلَ والتفضيلا
لاثوا العمائم فوقَ أرؤسِهم وما
ستروا بها قِرطاً ولا إكليلا
لاكوا بألسنة ٍ حديثَ متيم
يشكو الغليلَ ويكثر التعليلا
لا بارك الرحمن فيهم إنهم
قد بدَّلوا فُرقانه تبديلا
لا نصَّ أجلى من نصوص كتابه
قد رتلتْه رُسْله ترتيلا(5/199)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
رقم القصيدة : 11675
-----------------------------------
الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
على الحقيقة ِ إجمالاً وتفصيلا
عنه العبارة في الألفاظ قاصرة ٌ
يدريه من رتَّل القرآن ترتيلا
ولا التصوُّر في الألقاب يضبطه
ولا يقيده عقلاً وتنزيلا
فحدُّه كل محدود بصورته
وما تناهتْ فيبقى الأمرُ مجهولا
فلستُ أعرفُهُ إلا مشاهدة ً
ولستُ أشهده حسّاً ومعقولا
قدْ جلَّ مظهرهُ إذْ جلَّ ظاهرهُ
وحلَّ مظهرهُ نصاً وتأويلا
إنَّ البصائرَ والأفكارَ ما اجتمعتْ
فيه وقد عجرت قطعاً وتفصيلا
إن قلتَ بالحسِّ لم تظفر بطلعته
أو قلتَ بالعقلِ تبديلاً وتحويلا
فالوهم يحكم والأوهامُ يعرفها
والوهمُ لمْ أرَ فيهِ قطُّ محصولا
وليسَ يدركُ ذو عقلٍ وذو بصرٍ
ما ليس يدرك موصولاً ومفصولا
حارت عقولُ ذوي الألباب فيه كما
حارتْ خواطر مَنْ يبغيه تضليلا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
رقم القصيدة : 11676
-----------------------------------
حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
ذخيرة خيرٍ للسعادة ِ شاملَهْ
فضمنتها علماً وأنشأتُ صورة
مخلقة ً عندَ المحققِ كاملهْ
وصورتُها مثلَ الهيولى لأنَّها
إلى صورة ِ الألفاظ بالذات قابله
فأظهرتُها للعينِ شمساً منيرة ً
على صِفة تفني الزوائدَ فاضله
تراها إذا خاطبتها بذواتها
تردُّ جوابي فهي قول وقائله
فأمنتها من كلِّ تحريفٍ لافظٍ
وآمنتها من كلِّ مكرٍ وغائله
يترجم عما في الضمير وجودها
إذا أفردت أو ركبت هي باذله
بها وحياة ٌ العلمِ عشرتْ ذاتَها
هي الروح إلا أنها فيه فاصله
تقسمه تقسيمَ خرٍ ممكن
خبير بما لي فهي للخيرِ واصله
تراها على النعيينِ مهما تكلمتْ
بها ألسنُ ما بين حالٍ وعاطله
إذا ما أبانت فهي أعدلُ شاهد
وإنْ لم تبن كانت عن الحقِّ عادله(5/200)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
رقم القصيدة : 11677
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
بصار ذاك إله الاعتقاد فلا
تدري سواهُ فإنَّ اللهَ قرره
على لسانِ الذي أبداه حين جلا
أما الإلهُ الذي لا عينَ تدركهُ
ذاك الإله الذي في خلقه جهلا
فيصدقُ الأشعريُّ في مقالتِهِ
ومن يقابله هذا لمن عقلا
وليس يجهلُ خلقَ ربه أبداً
وكيفَ يجهلُ منْ قدْ حبلهُ وصلا
الله أوسع علماً أن يقيدَه
عقدٌ لذلكَ لمْ يضربْ لهُ مثلا
وكلُّ من يضربِ الأمثال فيه يصب
لذا نهى وأتانا اتبعوا الرسلا
فالعقد ما قاله لا ما نصوِّره
وما نقيم له في قلبنا مثلا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
رقم القصيدة : 11678
-----------------------------------
نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
كما جاءَ في التنزيلِ والسنة ِ المثلى
فلم أر إلا العجز لم أر غيره
فأعرضتُ عنهُ وارتحلتُ إلى المجلى
على رفرفِ الياقوتِ والدر قاصداً
وذلك عند العقل غايتنا السُّفلى
فلما بدت للعين سبحة ُ ذاته
سجدتُ لها ذُلاً فقالت لنا أهلا
وشالتْ ستورَ الحجبِ عنْ عينِ عقلنا
فشاهدتُ مرئياً بلا مقلة نجلا
وقلتُ لها من أنتِ قالتْ وجودكمْ
فكنت لها أهلاً وكانت لنا بعلا
فأولدني من كلِّ سترٍ مُحجب
وأوردني من ذلك المورد الأجلى
لذاك أحب المصطفى سيّد الورى
كما جاءَ بالحلواءِ والعسلِ الأحلى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
رقم القصيدة : 11679
-----------------------------------
قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
هل نال منه العارفون مَنالا
لا والذي خضعَ الوجودُ لعزهِ
ما زادهم إلا عمى ً وضلالا
فإذا عجزتَ عن المنالِ علمتهَ
بالعجزِ ليسَ بما اعتبرتْ مثالا(5/201)
قدْ حازَ منْ جعلَ المثالَ دليله
للعلمِ باللهِ العظيمِ خبالا
فيراه تاجاً في الرؤوس مكللاً
ويراهُ في رجلِ الرجالِ نعالا
ورأيته عند اللجينِ مخلصاً
للناظرين وفي النضار ذُبالا
لا تقطعنَّ بما ترى منْ صورة ٍ
فالشمسُ وقتاً قد تكون هلالا
ما سمى البدرُ المنير هلاله
إلا إذا كبرته إهلالا
حلاكَ تعظيمُ التشهدِ ذاتهُ
من خلقِه سبحانه وتعالى
وتحوزُ منهُ مكانة ً علوية ً
بعلومها ومراتباً وكمالا
دارتْ رحى الألبابِ في طلبِ الذي
ما زالَ في أرحى العقولِ ثفالا
فيرى مطيهمُ لذاك من الوجى
تشكو عياءً عنده وكلالا
في مهمه قطع السُّرى أنياطها
قطعاً وزادهم العِيان مضلالا
فإذا ظفرتَ بهِ فلستَ بظافرٍ
وتقولُ فيما تدعيهِ محالا
منْ يدعي علمَ الصفاتِ فإنهُ
لا يعرفُ الإدبار والإقبالا
من يدعي التصريفَ في أحكامِهِ
قدْ ظنَّ ظناً أنَّ فيهِ محالا
هيهاتَ كيفَ ومنْ يكيفُ ذاتهُ
فهوَ الذي يعتالُ أينَ اغتالا
لمَّا رأيتُ وجودهُ منْ خلقهِ
نوراً وأنصبه الكيانُ ظِلالا
أيقنتُ أنَّ الأمرَ فيهِ تحيرٌ
عند اللبيبِ يهيج البَلبَالا
ويقولُ أهلُ الكشفِ فيهِ بأنهُ
تفصيلهُ لا يقبلُ الإجمالا
ولذاكَ أنزلهم وهم في ملكهِ
دون الملوك أئمة أقيالا
يدعونَ في لحنِ الشريعة ِ والهدى
بالوراثينَ الكلَّ الأرسالا
فهمُ بأرجاءِ الوجودِ مذانب
وجعافرٌ قدْ أرسلوا إرسالا
ولوْ إنهمْ في كلِّ علمٍ جامعٍ
قد جرروا عجباً به أذيالا
اللهُ كرمهمْ بعلمِ وجودِهِ
وسقاهمُ كاسَ العلومِ زُلالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
رقم القصيدة : 11680
-----------------------------------
الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
كلُّ الجباه وسخَّر الأقيالا
أنتَ الرداءُ وعلمكم بمن ارتدى
علمٌ لذا لا يقبلُ الإشكالا
وصفُ النفوسِ جزاؤها وهذا أتى
نصُّ الكتابِ ففصَّلوا الإجمالا
ولتتخذْ إنْ كنتَ تعقل قولنا
وصف الإله لما يرون مَجالا(5/202)
إنَّ البيانَ لذي عمى ً في نفسهِ
ما زاده إلاّ عمى وضلالا
لو يدري ذو السمعِ السليمِ مقالتي
ونصيحتي عنْ حكمها ما زالا
وبدتْ له كالشمسِ تشرق بالضحى
ورأى عليه نورها يتلالا
ما يصدق الكنز الذي يجدونه
العارفونَ يرونَ ذاكَ محالا
ختم الإله على قلوبِ عبادِه
أنْ لا يكونوا كبراً ضلالا
وإن أظهروا إضلالهم وتكبروا
فالعالمون يرون ذاك خَيالا
فلذاكَ يظهرُ ذله في موقفٍ
ويذلهُ ربُّ الورى إذلالا
كالذرِّ ينشرهُ الإلهُ بموقفٍ
ليذوقَ فيه خزيه ونكالا
لمَّا تكبرض بدرهُ في ذاتِهِ
لحقَ الصغارُ بهِ فعادَ هلالا
لا بل أزال الحقُّ عنه ضياءَه
محقاً فكانَ المحقُ فيهِ وبالا
لو يشهدونَ كما شهدتُ مقامَه
رفعوا له أصواتهم إهلالا
وأفادهُمْ ما قدْ رأوهُ شهادة ً
وترية ً في قلبهِ ونوالا
لا يشهدُ البدرَ المنيرَ هلالاً
إلا عيونٌ أبصرَته كمالا
لمَّا بدا للعينِ خلفَ حجابِهِ
كنتَ الحجابَ لهُ فكنتَ حجالا
ورأى الذي عاينته من حكمة
في ستره عمن يريد فشالا
لنراه حتى لا نشك بأنه
هوَ عينهُ فأتى الحجابَ زوالا
فعلمتُ أنَّ الأمر لا ينفك عن
ستر عليه وكان ذاك ظِلالا
العرشُ ظلُّ الله في ملكوته
وبذا أتتْ أرساله أرسالا
تاهَ الذينَ تحيروا في ذاتهِ
عجباً بذاكَ وجرروا الأذيالا
وتقدموا لمَّا تقدسَ عندهمْ
وأنالهم تقديسهمْ إجلالا
ما عظمَ الأقوامَ غيرُ نفوسهم
في عينه سبحانه وتعالى
لما علمت بأنني متحيِّر
فينا وفيه ما رددت مقالا
وعلمتُ أنَّ العجزَ غاية ُ علمنا
بوجودِه سبحانه وتعالى
فموحد ومشرك ومعطِّل
ومشبه ومنزهٌ يتغالى
حتى يكذبَ ما يقولُ بنفسهِ
عنْ نفسهِ ويردَّه إضلالا
قد كنتُ أحسب أنَّ في أفكارنا
عينَ النجاة ِ لمنْ أرادَ وصالا
حتى قرأتُ كتابه وحديثه
عنْ نفسهِ في ضربهِ الأمثالا
فعلمت أن الحقَّ في الإيمان لا
في العقل بل عاينت ذاك عقالا
في آية ِ الشورى تحارُ عقولنا
وتواصلُ الأسحارَ والآصالا
إنْ كنتَ مشغوفاً بروية ِ ذاتهِ(5/203)
فاقطع إليه سباسباً ورمالا
حتى تراه وما تراهُ بعينهِ
إن النزيه يباعد الأشكالا
مثلَ الذي جاءَ الكتابُ بنصهِ
في رميهِ بتلاوتي الأنفالا
إنَّ اللبيبَ يحارُ في تكييفِ منْ
هوَ مثلهُ وينازلُ الأبطالا
للهِ بيتٌ بالحجازِ محرمٌ
لا يدخل الإنسانُ فيه حلالا
ما إنْ رأيتُ لهُ إذا حققتهُ
حقاً يقيناً في البيوتِ مثالا
قد أذنَ الرحمنُ فيه بحجه
فاتوه رُكباناً به ورجالا
بيتٌ رفيع بالمكانة ِ سابقٌ
أضحى لهُ البيتُ الضراحُ سفالا
هوَ للدخولِ وذا يطافُ بذاتهِ
كالعرشِ أصبحَ قدره يتعالى
والقلبُ أشرف منه في ملكوته
ملكَ الوجودِ وحازه أفضالا
لولا اتساعُ القلبِ ما وسع الذي
ضاقَ السما عنه فأصبح آلا
بالقيعة ِ المثلى منْ أرضِ وجودِنا
ولذا كنى عنه بلا وبلالا
لا شيءَ يشبههُ لذاكَ وجدتُه
في الفقدِ منصوباً لكم تمثالا
وفاكمُ الرحمنُ فيهِ حسابكم
قولاً وعقداً منة ً وفعالا
لا يلتفتُ منْ قال فيهِ إنهُ
يفري الكلى ويقطعُ الأوصالا
بالحفظ كان وجودُه لمكانه
ولذاك يحمل عنكم الأثقالا
لولا وجودي ما عرفتُ وجودَهُ
ولذاك كنتُ لكونه مغتالا
من بحثه كان اغتيالي كننه
فالبحثُ لي ولهُ علوٌّ حالا
أمسيتُ فيهِ لكونهِ ذا عزة ٍ
دونَ الأنام مخادعاً محتالا
لمَّا رأيتُ الأمرَ يعظمُ قدرهُ
ورأيته يزهو بنا مختالا
حصلتُ أسبابُ الخداعِ بذلة ٍ
وتمسكن فيه فزدت دلالا
إذلاله إذلاله لوجودِنا
فلذاكَ لمْ تظفرْ بهِ إذلالا
لولا وجودُ صفاتِهِ في غيرهِ
مشهودة ٌ ببراعة ِ ما نالا
إنَّ الإلهَ يغارُ أنْ يلقى بهِ
ولذا أذلَّ عبادَه إذلالا
في موطنِ التحقيق لا تبدوا به
فبكفركمْ قالَ الذي قدْ قالا
لما تأهل بالذي ما زلته
اصبحتُ للأمرِ العظيمِ عيالا
وأتى الحديثُ بنثرهِ وبنظمهِ
فشربتُ ماء كالحياة ِ زُلالا
اللهُ أعظمُ أنْ يحيطَ بوصفهِ
خلقٌ ولو بلغ السماءَ ونالا
ما ناله أهلُ الوجودِ بأسرهم
منْ نعتهِ سبحانهُ وتعالى
العجزُ يكفيهم وقد بلغوا المنى
والجاهل المغرور مَن يتغالى(5/204)
لا تغل في دينِ الشريعة ِ إنه
قدْ جاءَ فيهِ نهيهُ وتوالى
منه خطابُ النهى في أسماعنا
حتى رأينا نورَهُ يتلألا
لا تغلُ في دينِ الحقيقة ِ ولنقل
في الله ما قال الإله تعالى
فهوَ اعتقادهُ المؤمنينَ فلا تزدْ
إذ بلغوا في ذلك الآمالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الصومُ لله العظيمِ بشرعه
الصومُ لله العظيمِ بشرعه
رقم القصيدة : 11681
-----------------------------------
الصومُ لله العظيمِ بشرعه
وإذا أضيفَ إليَّ كانَ محالا
الصومُ لله الكريمِ وليس لي
لكنْ إذا ما صمتهُ وتعالى
عن صومنا فيكون ذاك الصوم لي
نقصاً وفي حقِّ الإلهِ كمالا
إنّ الصيامَ لهُ العلوُّ جلالة ٌ
صامَ النهارُ إذا النهارُ تعالى
وعلوّ قدر العبد فيه خضوعُه
حتى يكون من الخضوعِ سَفالا
والفِطر لي بالكسر وهو حقيقتي
فإذا فتحتُ جعلته المحلالا
الأمرُ في الثقلِ الحقيرِ كمثلِ ما
هو في العظيم فدبّر الأثقالا
لا ترض بالأعلى إذا لم ترتقي
فيه الإله بحملهِ الأثقالا
نال المدبر رتبة ً علوية
عند الإله بحمله الأثقالا
منْ كانَ بدراً كاملاً في ذاتهِ
علماً يصيرهُ المحاقُ هلالا
عند المحقق في المحاق كماله
في ذاتِهِ فكمالهُ ما زالا
الشمسُ تظهرُ حكمها في عنصرٍ
ظلماته من نورها تتلالا
من بعد ما ألقت عليه سماؤها
ماءً له سرُّ الحياة ِ زُلالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
رقم القصيدة : 11682
-----------------------------------
إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
تصرفتَ فيهِ يمنة ً وشمالا
فأنزلته بالعلم أرضا أريضة
وأطلعته بدراً وكان هلالا
وأعليتهُ في الرأسِ تاجاً مكللاً
وقد كان في رِجل الزمان نعالا
وحزتَ بهِ الأكوانَ شرقاً ومغرباً
وما بينهن قبلة ً وشمالا
وكم قد رأينا فيه نقصا محققاً
فلما أتيناهُ رأيتُ كمالا
وكم قد سألتُ الله فيه إجابة
وكمْ قدْ أجبتُ اللهَ فيهِ سؤالا(5/205)
لقد طلعتْ شمسي عليه وعندها
مددتُ لهُ في العالمينَ ظلالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
رقم القصيدة : 11683
-----------------------------------
كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
بوجودي قد رام أمراً مُحالا
قدْ قطعنا لرؤية ِ السرِّ شوقاً
واشتياقاً فيافياً ورمالا
ثم إني لما وصلتُ إليه
لم أجد غيرنا فزدت نكالا
قلتُ ربي فقالَ لبيكَ عبدي
لم أجد غير حيرة ٍ لي ضلالا
قالَ لي هكذا هوَ الأمرُ فاعلمْ
لمْ يزد طالبوهُ إلا خبالا
كلُّ قلبٍ يبغي الوصولَ إليهِ
معلمٌ بالفراقِ منهُ تعالى
وكذا منْ يقولُ ربي بقلبي
جدٌّ والجدٌّ لمْ ينلهُ فنالا
حيرة ٌ مثله فقال شُخيصٌ
غاطسٌ في السرابِ ماءً زلالا
ثمَّ لمَّا أتاهُ لمْ يلفَ إلا
عدماً حاصلاً وقدْ كانَ آلا
يثبتُ الجهلَ ههنا ثم أيضا
ههنا والجهولُ نال الوبالا
وجدَ اللهُ عندَهُ فكفاهُ
صاحبُ الآلِ كانَ أحسنَ آلا
إخوتي هل رأيتهمُ أو سمعتم
أنَّ شخصاً أتى إليهِ فمالا
عنهُ عنْ غيرِ حاصلٍ مستلذٍّ
لا وحقِّ الإلهِ جلَّ جلالا
ما رأيناه في سوى الحق عينا
وقصاراه أنْ يكون خيالا
وهوَ شرعٌ مقررٌ مستفادٌ
جاء بالكاف نوره يتلالا
لقلوبٍ دنت إليه اشتياقا
فكساها مهابة ً وجمالا
لا وحقِّ الهوى ومتبعيهِ
ما رأينا في الهجر إلا الوصالا
لمْ ينلْ كلُّ طالبٍ مستفيدٍ
عينَ كونِ الحبيبِ إلا كَلالا
فاطلب الأمر بالوجودِ تجدْه
عندَ حبلِ الوريدِ يشكو المطالا
قلت مذ أنت ههنا قال دهري
إنَّ ربي أتيتُ عنهُ مثالا
وأنا ما أريدُ إلا إلهي
حبه الدهرَ لا أريدُ اتصالا
بسوى الله قال عينُ وجودي
حققِ الأمرَ يا فتى استقلالا
يدرى قطعاً من أبصر البدر تما
إنهُ كانَ في العيانِ هلالا
ثمَّ لمَّا تزايدَ الأمرُ فينا
عاد في نقصه يريد الكمالا
كلُّ نقصٍ تراهُ فهوَ كمالٌ
للذي جاء فيه أنَّ المثالا
يستر الشيء خلفه وهو كشفٌ
عند من يعرفُ الحلال حلالا(5/206)
حكمَ العلمُ أنَّ ما كانَ رجماً
إنه كانَ في الهواءِ اشتعالا
وهوَ نجمٌ كما تراهُ ولكنْ
جعلَ الجوَّ للرجومِ مجالا
هو نار وفي الحقيقة ِ نورٌ
فيه شغلٌ لمنْ يريدُ اشتغالا
وأتى الربُّ للحرارة ِ فيها
رحمة ً للورى فمدَّ الظلالا
فنعمنا بها فعشنا ملوكا
ليسَ نبغي ضداً فنبغي قتالا
في نعيمٍ بهِ وظلِّ ظليلٍ
مستريحينَ لا نقطّ ذبالا
إنْ ترد أنْ تكون فيه مكانا
أكثر الصوم ههنا والوصالا
كلُّ من مال عنك فيما تراه
لا تقلْ عنهُ إنهُ عنكَ مالا
فتغيظ العدوّ قولا وفعلا
وتسرُّ الوليَّ فعلاً وحالا
سمى المال في العموم لميل
فيك والعبدُ مال عنه ممالا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
رقم القصيدة : 11684
-----------------------------------
منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
من ذلهِ المنعِ والسؤالِ
منْ طعمَ الهجرَ في هواهُ
أذاقه لذة َ الوصالِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وافى كتابُ ولينا الغزالِ
وافى كتابُ ولينا الغزالِ
رقم القصيدة : 11685
-----------------------------------
وافى كتابُ ولينا الغزالِ
مني على شوقٍ لهُ متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد
غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً
فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري
بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة ٍ
بينَ العبادِ مؤوزاً بجمالِ
كلتا يديّ يمين ربي خلقته
واللهُ قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنهُ خطوة ً وترية َ
منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته
فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عينُ مشاهدٍ في علمهِ
ما دامَ في كونٍ وفيَّ اضمحلالِ
فإذا تخلص عن كيانِ وجوده
بالموتِ عاينَ غيرَ ما في البالِ
ويكون يشهدُ فوق رتبة ِ علمه
بشهودِهِ في عالمِ الترحالِ
فكأنّ ما يبديه عَزَّ جلاله
منْ ذاتهِ للعلمِ لمحة َ وآلِ(5/207)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
رقم القصيدة : 11686
-----------------------------------
ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
أجرَ السرورِ منَ الكريمِ المرسلِ
فأتى به ختم الولاية ِ مثلما
ختم النبوة بالنبيّ المرسل
ولنا منَ الختمينِ حظٌّ وافرٌ
ورثا أتانا في الكتاب المنزَّل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لبستْ جارية ٌ من يدنا
لبستْ جارية ٌ من يدنا
رقم القصيدة : 11687
-----------------------------------
لبستْ جارية ٌ من يدنا
خرقة ً نالتْ بها عينَ الكمالِ
خرقة ً دينية ً علوية ً
ألحقتْها بمقاماتِ الرجالِ
وكذاك الله قد ألبسها
ثوبَ عزٍّ وقبولٍ وجمالِ
وضياءٍ وسناءٍ وسناً ح
واعتدالٍ وبَهاءٍ وجلالِ
كلَّما أبصرتُها غيَّبَني
ما أرى منْ حسنِ دلٍّ ودلالِ
حفظَ اللهُ عليها عهدَها
وعلينا حقظها طولَ الليالي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
رقم القصيدة : 11688
-----------------------------------
لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
علمتُ ما لم يكن يخطر على بالي
مني علمتُ الذي في الكونِ من صورٍ
وما به صور فالكلُّ أمثالي
يرانِ بي مثلَ ما أني أراهُ بهِ
نصّاً بنصٍّ وأشكالاً بأشكالِ
فكلما قمتُ في شيءٍ يقومُ بهِ
كأنهُ في الذي يبدو منْ أشكالي
علمي صحيح وحالي قد يكذبه
فانظر إلى العلم لا تنظر إلى الحال
الحقُّ عيني بلا شكٍّ ولستُ أرى
إلا الذي هوَ في قيدٍ وأغلالِ
والحق ليس له مثلٌ فكيف يرى
هذا الذي جاءَ في سمعي منَ التالي
إذا يرانا فلا شكَّ يداخلنا
إني أراهُ فإني النائبُ الوالي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
رقم القصيدة : 11689(5/208)
-----------------------------------
العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
إلا على ألسنة ٍ الرسلِ
والعلمُ بالآياتِ لا ينجلي
إلا لمن يمشي على السبل
فاحذر إذا شاهدت توحيده
شهود عينِ المثل لا الشكل
فإنه لم ينفِ إلا الذي
سميته بالشكلِ والمثلِ
فلو نفى الرتبة َ لم يتخذ
خليفة ً في عالم السفلِ
واللهُ قدْ عينَ نوابهُ
في نشأة ٍ قامتْ من الثقل
لمْ يقبلِ الروحَ لهُ صورة ً
مجرَّداً عن نسبة الأصل
ألا ترى كيف نهى عبدَه
عن البترا وهي في النفل
وقدمَ الشفعَ على وترهِ
في سورة ِ الفجرِ إلى الليلِ
لأنهُ يقصدُ إنتاجها
في عالمِ التفصيلِ والوصلِ
لا يعرفُ الفضلَ على وجههِ
إلا الذي يعطي من الفضلِ
ينقصُ ذو الإيثارِ في بذلهِ
عنْ منزلِ الأفضالِ والفضلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
رقم القصيدة : 11690
-----------------------------------
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
شرطاً تعينه الأحكام بالحال
فإن علمت بأنَّ الحالَ دائمة ٌ
إلى انفصالكَ عنْ إصرٍ وأغلالِ
فتلكَ بشرى لكمْ من عندِ ربكمُ
وما تقدَّمَ بشرى الحالِ في الحالِ
فقد يقالُ لنا وعد نسرُّ به
ولا يقيد في شَرطٍ بإخلال
فتأخذنهُ وعينَ الشرطِ تجهلهُ
لأنَّ حرصكَ لمْ يخطرهُ بالبالِ
المكر يصحبه لو كنتَ تعقله
وليسَ يحذرهُ إلا كأمثالي
لذا طلبتُ من الله النصوصَ ولم
أفرح بما ضمنه تفصيلُ أحوال
النصُّ بالدونِ أولى بي وأحسنُ لي
في مجمل القولِ بالبشرى من العالي
إنَّ الرجالَ الذين الله يعصمُهم
قدْ عاينوا فضلهُ في عينِ اجمالِ
إذا تجردَ لي عنْ مثلِ صورتِهِ
جوداً ولقبني بالنائبِ الوالي
فكيف يبخل من هذي سجيَّتُه
برحمة ٍ تجمعُ الأعلى مع التالي
وذاك ظني فإن العلمَ منقصة ٌ
هنا فلا تصغين للقيلِ والقال
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
رقم القصيدة : 11691(5/209)
-----------------------------------
علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ
بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة ِ صادقٍ جلدٍ شؤوسٍ
أدلَّ منَ الدليلِ على ذلولِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جدّدِ السعدَ منزلاً
جدّدِ السعدَ منزلاً
رقم القصيدة : 11692
-----------------------------------
جدّدِ السعدَ منزلاً
جامعاً للفضائلِ
خيرُ مأوى ومنزلٍ
لعليٍّ وسافِلِ
أيّ بيتٍ لكل خيـ
ـرٍ من الرزق شامل
هو هذا تمتعوا
فهوَ خيرُ المنازلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا المختارُ لا المختارُ إني
أنا المختارُ لا المختارُ إني
رقم القصيدة : 11693
-----------------------------------
أنا المختارُ لا المختارُ إني
على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثتُ الهاشمي أخا قريشٍ
بأوضحِ ما يكونُ من الدليلُ
أبايعهُ على الإسلامِ كشفاً
وإيماناً لألحقَ بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى
أبينه لأبناءِ السبيلِ
سرى في النورِ حتى كانَ أدنى
من القوسينِ في ظلِّ ظليلِ
وشرّفَ بالكلامِ أخاه موسى
على كتبٍ وذلكَ بالمسيلِ
وأين العرشُ من وادٍ بقاعٍ
كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُّ الذي لم
يزلِ يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقولُ لمن يدلُّ على وجودِ
تحققهُ ببرهانِ الافولِ
أصبتَ تلكَ حجتكم على منْ
يحيدُ عنْ الإصابة ِ بالنكولِ
وقدْ قامَ الدليلُ بأنَّ شمسَ السـ
ـما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم
وعندَ الفكرِ في رسمٍ محيلِ
فهذا عابدٌ رباً بكشفٍ
وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي
وليسَ لهمْ سواهُ منْ دليلِ
فسبحانَ العليمِ بكلِّ وجهٍ
وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إنْ فكرتَ فيهِ
مع الإنصافِ بحثاً منْ عديلِ
لقدْ كفرَ الذينَ لهُ أقاموا
عديلاً بالغَداة وبالأصيل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول
الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول(5/210)
رقم القصيدة : 11694
-----------------------------------
الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول
برهانهُ بينَ معقولٍ ومنقولِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
رقم القصيدة : 11698
-----------------------------------
ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
فالأمرُ منْ حاملٍ يبدو ومحمولِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
رقم القصيدة : 11700
-----------------------------------
أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
بمنْ تبعوهُ في حكمٍ وحالِ
وهذي لا خفاءَ لهمْ لديهمْ
تبينهُ مقاماتُ الرجالِ
ولما أن رأيت وجود عيني
بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً
سجودَ القلبِ أو عينَ الظلالِ
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي
من إلحاقِ الأسافلِ بالأعالي
وإلحام الأباعدِ بالأداني
وإظهار السوابق بالمآل
وقلتُ لهُ لقدْ أسجدتُ قلبي
لقلبي كالزجاجِ معَ العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي
قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمتُ من أيّ وجهٍ
يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب
على قدرِ السؤالِ بشرحِ حالي
فإني ما أريدُ سوى ملاذي
بملذوذ التواله والنوال
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
رقم القصيدة : 11701
-----------------------------------
إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
لها أثرٌ في نفسِ كلِّ جهولِ
وما لم تكن تعتادُ فهي لديهمُ
إذا نظروا فيها أدلُّ دليلُ
وأما فحول القومِ لا فرق عندهم
لقد خصصوا منها بأقوم قيل
إذا جاءت الآيات تترى تراهمُ
سكارى لها خوفاً بكلِّ سبيلِ
فسبحانَ منْ أحياهمُ واصطفاهمُ
وإنهُم فينا أقلُّ قليلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
رقم القصيدة : 11702(5/211)
-----------------------------------
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
وما لهمُ غيرَ اليرابيعِ منْ مثلِ
قلوبهمُ كالنافقاءِ لحكمة ٍ
وإنْ فارقوا اليربوعَ فالخلقِ والشكلِ
لأن لهم وجهين في أصل خلقهم
فوجهٌ إلى فصلٍ ووجهٌ إلى وصل
وهذا مديحٌ منبيءٌ بحقيقة ٍ
وما هو هجوٌ جَلَّ عن هجوهم مثلي
وما أنا عمّا قدْ ذكرتُ بغائبٍ
ولكنَّ ذا الأفضال يمتاز بالفضل
وما قلت إلا ما تحققت كونه
فإنَّ مثال الشخصِ يظهر بالظل
وقد علم الأقوام أني بصورة ٍ
حبيتُ بها جودَ اختصاصٍ على الكلِّ
فيا نفسُ جودي بالسماحِ على فتى ً
قدْ أنزلكمْ بالفقرِ منزلة َ الأصلِ
فإنْ لم يكنْ أهلاً فإنكَ أهلهُ
وما هو بالإتيانِ إلا من الأهل
وما ثَم ذات تستحق لعينها
وجودَ مديحٍ أو هجاءً بلا فعلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
رقم القصيدة : 11703
-----------------------------------
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا نائبٌ فيه بأصدقِ قيلِ
ولوْ لمْ يكنْ ملكي لما صحَّ أنْ أرى
موكلهُ والحقُّ فيهِ وكيلي
وعنْ أمرنا كانتْ وكالتنا لهُ
وبرهانُ دعوايَ وعينُ دليلي
كتابٌ له حقٌّ وفيه اعترافه
بما قلتَ فيهِ فالسبيلُ سبيلي
يقول بأضدادِ الأمورِ وجوده
فقد حرتُ فيه وهو خير خليل
عجبتُ لهُ منْ غائبٍ وهوَ حاضرٌ
بتنفيذِ أخيارٍ وبعثِ رسولِ
إلى منْ وإنَّ العينَ عينُ وجودِهِ
وممن فقد حرنا فكيف وصولي
إلى منزلٍ ما فيهِ عينٌ غريبة ٌ
ولا حيرة ٌ فيها شفاءُ خليل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
رقم القصيدة : 11704
-----------------------------------
هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
بالمشتريّ وبالمعهود من زُحَل
وعينه دونه ذوقاً تشاهده
ولوْ بغيتٍ فيبقى فيهِ بالمثلِ
وعلمهُ دونَ هذا العينُ تعلمهُ
بحدهِ وهوَ إن أزيلَ لمْ يزلِ(5/212)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
رقم القصيدة : 11705
-----------------------------------
العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
عذبُ المشاربِ حكمُه في النائلِ
بالجمعِ جاءَ منِ الذي أعطاكهُ
ما سَلْطَن المسؤول غير السائل
لمَّا دعاهُ دعا لهُ في نفسهِ
بالمنحرِ الأعلى الكريمِ القائلِ
واستخلص الشخصُ الذي قد ذمه
بهواه لما أنْ دعا بالحائلِ
ليصيد من شَرَك العقولِ صيودها
بشريعة ٍ جلتْ عن المتطاولِ
فلذاكَ لمْ يعقبْ واعقبَ منْ لهُ
كل الفضائلِ فاضلاً عن فاضلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
رقم القصيدة : 11706
-----------------------------------
انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
واحذر من العذلِ لا تخطره بالبالِ
وافرغ إلى طلبِ الفضلِ الذي صبنت
عنهُ ظنوني في ترتيبِ أحوالي
لو أنَّ لي سيِّداً فتَّ الأنام جداً
ولم أعرِّج على جاهٍ ولا مال
المالُ مالُ الذي مالَ الوجودُ بهِ
إليه من كرمٍ فلا تقل ما لي
بل قل إذا جاء من يبغي نزالكمُ
مالي من المالِ إلا حظُّ آمالي
وقد علمتُ بأنَّ الجودَ من خلقي
طبعاً جبلتُ عليهِ فيهِ إقبالي
لا تفرحنَّ بشيءٍ لستَ مالكه
بلْ أنتَ مستخلفٌ فيه وكالوالي
مكانتي عندَ منْ أصبحتُ نائبه
في ملكهِ حاكماً بقدرِ أعمالي
فإنْ عدلتَ فإنّ العدلَ شيمتنا
لعلمنا أو تفضلنا فلا ما لي
الفضلُ فضلُ إلهي ما لنا قدمٌ
فيه لفقري وما أدريه من حالي
فليسَ يفضلُ عني ما أجودُ بهِ
ولا يليق بنا قصد لأمثالي
فما لنا غيرُ منْ ترجى عوارفهُ
وهوَ الغنيُّ عنِ الحاجاتِ والعالي
لمَّا رأى من رأى حكمي ومملكتي
وما درى أنني العاطلُ الحالي
وقد رأى منْ أنا فيهمْ خليفتهُ
يقولُ تقرضني من عرض أموالي
وما رأى أنهُ قدْ دالَ في خلدي
أقرضن بالفعلِ لا بالعقد والحالِ
لذاكَ نطقهمُ فيهِ بأنَّ لهُ(5/213)
فقراً إلينا وما ربي منْ أشكالي
ألغيتُ فيهِ الذي عليَّ يلبسهُ
بأنْ تشخصُ لي أفعالَ أفعالي
لا أعرف اللغو في قولٍ أفوه به
إنَّ السديدَ من الأقوالِ أقوالي
أَجلُّ وصفي أنَّ الله أهَّلني
لحلِّ ما عندَ أشكالي منْ أشكالي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
رقم القصيدة : 11707
-----------------------------------
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
إلى كلِّ ذي قلبٍ بوحيٍ منزلِ
علمتُ به ما لم أكن قد علمته
وعللته بي وهو خيرُ معلل
فلولا وجودي لمْ يكنْ ثمَّ نازلٌ
كما أنه بي كان عينُ التنزُّلِ
وقد علمتْ أسماؤه أنّ ذاتنا
بعلمٍ صحيحٍ أنها خيرُ منزل
تخيلتُ أني سامعٌ وحيَ قولِه
فشاهدتُ من أوحى السميعُ لمقولي
فقلت أنا عين المقولِ فقال لي
تأمل فليس المقولُ عني بمعزِل
فثبت عندي أنه القول مثلما
هوَ السمعُ فلأمرانِ منهُ لهُ ولي
وإني وإنْ كنتُ المبلغَ وحيه
إلى كلِّ ذي سمعٍ فلستُ بمرسلِ
ولكنني في رتبة ِ القومِ وارث
بحالٍ وعقدٍ ثمَّ قولٍ مفصلِ
وقلْ تابعْ إنْ شئتَ فالقولُ واحدٌ
ولا تبتدعْ قولاً فلستُ بأفضلِ
به ختم الله الشرائعَ فاعلمن
ولا تعملنَ يا صاحِ في غير معملِ
وما انقطع الوحي المنزلُ بعدَه
ولكن بغير الشرعِ فاعلمه واعمل
تصرفتِ الأرواحُ بيني وبينهُ
بشرقٍ وغربٍ في جنوبِ وشمألِ
وما أنا ممن قيَّد الحب قلبَه
بليلى ولبنى أو دخولٍ وماسلِ
ألا إنَّ حبي مطلقُ الكونِ ظاهرٌ
سوى ما شهدنا منه عند التمثل
كمريمَ إذ جاءَ البشيرُ ممثلاً
على صورة ٍ مشهودة ٍ في التبعلِ
فألقى إليها الروح روحاً مقدّساً
يسمى بعيسى خيرِ عبدٍ ومرسلِ
فلم أدر هل بالذاتِ كان وجودُ ما
رأيتُ بها أو كانَ عندَ تأملِ
أنا واقفٌ فيهِ إلى الآنِ لمْ أقلِ
بما هو إلا أنْ يقولَ فينجلي
وقلتُ لهُ لا بدَّ إنْ كنتَ قاطعاً
وجودي على التحقيقِ منكَ فأجملِ
فإني ورب البيتِ لستُ من الذي(5/214)
إذا قال قولاً كان فيه بمؤتل
كمثلِ ابنِ حَجرٍ حين قال بجهله
لمحبوبة ٍ كانت له عند حوملِ
وإنْ كنتِ قد ساءتكِ مني خليقة ٌ
فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تنسلِ
وهيهاتَ كيفَ السلُّ والثوبُ واحدٌ
فممنْ وعيني ليسَ غيرَ مؤملِ
بذلتُ لهُ جهدي على القربِ والنوى
وكانت حياتي بالمنى والتعلل
وهذا مُحالٌ أنْ يكون فإنني
حقيقة من أهواه من غير فيصل
توليتُ عنهمُ حينَ قالوا بأنهم
سواي فما أعطيتهم في تململي
أغرّك إقبالي بصورة مُعرضٍ
كذلكَ إغراضي بصورة ِ مقبلِ
فمكري مكرُ اللهِ إنْ كنتَ عالماً
فمهما تشا فأمر فؤادي يفعل
أبيتُ لعز أنت فيه محقق
على كلِّ عقدٍ كان إلا تذللي
فواللهِ ما عزي سوى عينِ ذلتي
فإن شئتَ فاعلم ذاك أو شئت فاجهلِ
وواللهِ ما عزي سوى ذلتي التي
يكون لها فضلٌ لكلِّ موصل
كذا قالَ بسطامينا في شهودِهِ
بعلمٍ صحيحٍ ما به من تحيُّل
فإنَّ وصالي ليسَ لي بحقيقة ٍ
وإنَّ فصالي حاكم بالتوسُّل
فما ليَ منْ وصلٍ سوى ما ذكرتُهُ
ففقري وذلي فيهِ عينُ التوصلِ
دليلي على ما قلت في ذاك أنني
إذا جئتُ أسكنُ قيلَ لي قمْ ترحلِ
وما هي إلا من شؤونك رحلتي
وما الشانُ الأغلى قدر بمرجل
فأسفله أعلاه والعلو سافلُ
فقلْ ما تشاءُ واحملهُ في كلِّ محملِ
يسع حمله فالحالُ حالي وإنه
بريءٌ فلا تعدلُ بهِ غيرَ معدلِ
ونزه وجودَ الحقِّ عنْ كلِّ حادثٍ
فإن وجودَ الحق كوني فضلل
فما علمنا باللهِ إلا تحيرٌ
كذا جاءَنا في محكمِ الذكرِ واسألِ
فكن عبدَ قنٍّ لا تكن عبدَ نعمة ٍ
وإنْ هو ولاّك الأمورَ فلا تل
فما ثمَّ إلا العرضُ ما ثمَّ فيصلٌ
فقد أغلقَ البابُ الذي كان للولي
أراح به الأتباعَ أتباعَ رُسْله
فكم بين معلولٍ وبين معللِ
فما العلة ُ الأولى سوى العلة ِ التي
هيَ القمرُ العالي على كلِّ معتلي
أنا أكرم الأسلافِ في كل مشهدٍ
أعينُ فيهِ منْ معمٍّ ومخولِ
فوالدنا من قد علمتم وجودَه
ولمْ تعلموا ما هوَ لمنصبهِ العلي
وأمي التي ما زلتُ أذكرها لكمْ(5/215)
من النفس العالي النزيه المكمل
بهمْ كنتُ في أهلِ الولاية ِ خاتماً
فكلُّ وليّ جاء من بعدنا يلي
فيحصل فيه نائباً عن ولا يتي
بذا قالَ أهلُ الكشفِ عنْ خيرِ مرسلِ
كعيسى رسولِ الله بعدَ محمدٍ
فأنزله الرحمنُ منزلة َ الولي
فيحكم فينا منْ شريعة ِ أحمدٍ
ويتبعه في كلِّ حكمٍ مُنزلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
رقم القصيدة : 11708
-----------------------------------
رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
بعلمٍ صحيحٍ للهوى غيرِ قابلِ
فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومَرحباً
فردَّ بتأهيلٍ على كلِّ آهلِ
ألا إنَّ شرَّ الناسِ من كان أعزبا
وإنْ كان بين الناس جمَّ الفضائلِ
وما في عبادِ الله من هو أعزب
فيا جاهلاً لم تخل مني بطائل
تأملْ وجودَ الأصل إذ شاء كوننا
فهلْ كنتَ إلا بينَ قولٍ وقائلِ
فقال لشيءٍ كُن فكان لحينه
عن أمر إله بالطبيعة ِ فاعل
فأرضعني حولين جوداً ومنَّة ً
تماماً لكي أربى على كلِّ كاملِ
فثنى ولمْ يفردْ فعمَّ وجودنا
بحوليه جوداً كلَّ عالٍ وسافلِ
وفاطمتي ما كانتْ إلا طبيعتي
لآخذَ عنه العلمَ من غيرِ حائلِ
لقدْ فطمتني والهوى حاكمٌ لها
عليَّ بحبٍّ ثابتٍ غيرِ زائلِ
فما ثمَّ إلا عاشقُ عينِ ذاتهِ
عموماً وتخصيصاً لدى كلِّ عاقلِ
فلوْ لمْ يكنْ لي شاهدٌ غيرَ نشأتي
على الصورة ِ المثلى كفاني لسائلِ
بها أقبل الأسماء منه تحققاً
ويقبل آسمائي حكومة َ عادلِ
إذا هو ناداني فتى فأجبتُه
به عند فصلِ واصلٍ غيرَ فاصل
لقد قسم الرحمن بيني وبينه
صلاة ً على رغمِ الأنوفِ الأوائلِ
فقمتُ بها والعلمُ يشهدُ أنني
بها بين مفضولٍ يقومُ وفاضل
فقال وقلنا والخطوبُ كثيرة ٌ
فأسمنني شرَّ الخطوبِ النوازِلِ
وما قسمَ الرحمنُ إلا كلامَهُ
فنحكي وما يتلى بعيرِ المقاتلِ
بذا جاءَ لفظُ العبدِ فيها لأنهُ
غيورٌ فينفي عنهُ جدَّ المماثلِ
كما جاءَ في الشورى وفيهِ تنبهٌ(5/216)
لكلِّ لبيبٍ في المحاضر واصل
تمنيت منه أن أفوز بقربه
فقالَ تمنَّ حكمهُ غيرَ حاصلِ
ومن يقتربْ منه يجد غيرَ نفسه
وليس أخو علم بأمرٍ كجاهل
ولو علمَ الرآؤون ماذا يرونه
وفيما رأوه لم يفوزوا بنائل
ولكنها الأوهامُ لمْ تخلُ فيهمُ
بأحكامها ما بينَ بادٍ وآفلِ
فيعطيكَ زهداً بالأفولِ ورغبة ً
إذا هي تبدو ناجزاً غير آجل
تحفظ فإنَّ الوهم مدَّ شِباكه
وما يبتغي غيرَ النفوسِ الغوافلِ
فلا تطعمنْ في الحبِّ فهوَ خديعة ٌ
أراكَ لتمشي في حبالة ِ حابِ
لذلك كان الزهد أشرفَ حلية ٍ
تحلَّى بها قلبُ الشجاعِ المناضل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
رقم القصيدة : 11709
-----------------------------------
لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
وهم يقيمون ما في الدهر من دول
لهم عنت أوجه الأملاك ساجدة
ومالهمْ أربٌ في علة ِ العللِ
لأنهم عينهُ ومنْ يكونُ على
ما قلتهُ فلهُ التصريفُ في المللِ
لمَّا تفكرتُ فيما اختصَّ بي وبهمْ
رأيتهم عينَ نفسِ الحقِّ في الأزل
لقد رأيتهمُ والعين تصحبهم
على محجتهم في أقوم السُّبُل
لبيتهم حين نادوني على كَثَب
أنا المشرعُ ما في الكونِ من نحلِ
لو كان لي غرضٌ في نسخ ما شرعوا
لما عجزتُ ولكن حكم ذلك لي
لي كل ما شئتُ أخفيه وأظهرُه
من العماءِ إلى الأركان في السفل
لدورتي أوجدَ الأدوارَ في أكرٍ
منَ الهلالِ إلى البيضا إلى زحلِ
لعبت بالدهرِ دهري في تصرُّفه
ولو تصرَّفَ غيري كان ذا ملل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
رقم القصيدة : 11710
-----------------------------------
لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
إنني عبدُ سيِّدٍ متعالي
حكمه الحكمُ ليس لي حكم نفسي
إن عينَ المحالِ في عينِ حالي
كلما قلتُ قدْ مضى حكمُ وقتٍ
جاءني مثلهُ يريدُ اغتيالي
فإذا ما بحثتُ عنه بعقلي
لم يكن غيره فزاد خبالي(5/217)
قلتُ للدهرِ أنتَ جامعُ أوقا
تِ شؤوني فعينُ فصلي اتصالي
لستُ أبغي عنه انفصالاً لأني
لابس من هداه عين الضلال
إنَّ هذا هوَ الضلالٍ فحققْ
عينَ ما قد سمعته من مقالي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
رقم القصيدة : 11711
-----------------------------------
إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
علوتَ به ورباتِ الحجالِ
وإنْ ساءتْ ظنونكَ يا حبيبي
فأنت لسوء ظنك في سفالِ
وميزانُ الشريعة ِ لا تزنه
بميزانِ التفكرِ والخيالِ
وإنكَ إنْ أصبتَ بهِ لوقتٍ
غلطتَ بهِ فتلحقُ بالضلالِ
تميزتِ الخلائقُ في سناها
فأين الواجباتُ من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه
إلهك قد حلالي عينُ حالي
بمرآه الذي عانيتَ منهُ
وفيهِ ما يذمُّ من الفعالِ
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء
على ما كانَ منْ كرمِ الخلالِ
فسوءُ الظنِّ يحرمُ منكَ شرعاً
وحسنُ الظنِّ يلحق بالحلالِ
وإنْ كنتَ الإمام تقيم حدّاً
أقمه كما أمرت ولا تبال
ولا تتبعه سوءَ الظنِّ فيه
به تأمن عليك من السؤال
فإنَّ الله سائلُ من أتاه
بهِ يومَ القطيعة ِ والوصالي
وعبدُ الله ليس بحكم ماضٍ
ولا آتٍ ولكنْ حكمُ حالِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما دمية أنشأها قالبي
ما دمية أنشأها قالبي
رقم القصيدة : 11712
-----------------------------------
ما دمية أنشأها قالبي
في قلبهِ يعبدها عذلي
فيها وفيهم مثلها غيرَ أنْ
قدْ جهلوا ما هوَ معلومٌ لي
إن أنصف العقلُ رآها وقد
ألحقت المدبر بالمقبل
في كل حال عندها صورة
يشهدها العالي إذا يعتلي
كاملة ً في ذاتِها مثلَ ما
يشهدها السافلُ في الأسفلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
رقم القصيدة : 11713
-----------------------------------
أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
مخافة أن أنساه والله سائلي
وأطلب قرضاً اقتداء بخالقي(5/218)
وأرهنُ فيهِ للتأسي غلائلي
وأحفظ خلقَ اللهِ دوني فإنني
على خلقِ الرحمنِ جمُّ الفضائلِ
وقالَ لنا منْ كانَ يعرفُ أصلنا
على ذا جرت أسلافكم في الأوائل
فأخوالنا خولانُ والعمُّ طيءٌ
بناة ٌ العلى في كلِّ عالٍ وسافلِ
يجودونَ إنعاماً على كلِّ نائلٍ
وما الناسُ إلا بينَ معطٍ ونائلِ
بحورٌ ذوو بأسٍ صَدورٌ أئمة
فلا ما درَّ فيهم ولا عيَّ باقلِ
يرون لمن يولونه يدَ نعمة ٍ
عليهمُ هم أهل الندى والوسائل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أكبر لكن لا بأفعل من
الله أكبر لكن لا بأفعل من
رقم القصيدة : 11714
-----------------------------------
الله أكبر لكن لا بأفعل من
إلا إذا كان عينُ الخلقِ كلهمْ
وقد يكون ولكن عند طائفة ٍ
ما قال أهل النُّهى فيهم بفضلهم
همُ الأكابرُ لا تدري مقاصدهم
ولا يعاينُ منهم غيرَ ظلهمْ
أفناهم الحقُّ عنه عندما فنيت
بهِ النفوسُ فعزٍّ وأبعدُ ذلهمْ
لو أنهم نظروا بعينه عبدوا
منهم لكنهمُ في غير شكلهم
ما يعبد القومُ نفساً غيرَ واحدة ٍ
تنزهتْ أنْ يراها غيرُ مثلهمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
رقم القصيدة : 11715
-----------------------------------
سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
رجالاً أبوا إلا التبجحَ بالهزلِ
ولم أر في الآيات مثلَ كلامه
يلازمهُ قلبي ملازمة َ الظلِّ
ولم أشهدِ الأقوام لكن رأيتُهم
سكارى حيارى يطلبونَ على مثلي
فلما رأوني لم يروا ما تخيَّلوا
لأنَّ شهودَ العينِ سترٌ على إلي
ولما رأوني لم يروا ما تحققوا
لأنهمُ في النشء ليسوا على شكلي
مزاجهمُ غير الذي قد مزجته
وإنّ مزاجي لم يكن فيه من قبلي
فإني وحيدُ العصر شهم مقيد
بشرعٍ وتحقيقٍ وذا غاية ُ الفضلِ
سألتُ اجتماعاً بينَ عيني وشاهدي
ومن لي بهذا الجمع من لي به مَنْ لي
لقد جدت يوماً بالقرونة مثلما
تجودُ به الأمطار في الزمنِ المحلِ
أقول بعين الجمع في عين مفرد(5/219)
تعجبتُ من جزء له حكمة ُ الكل
كآدم لما أنْ علمتُ بذاته
وقد جاء في الأخرى على صورة ِ الإل
وصورة ُ ما في الكونِ من عالمٍ علا
ومن أنزل فيه إلى غاية ِ السفلِ
علمتُ بحالي إن تحققتْ نشأتي
إذا كان مرآتي بأني من الأهل
فقالَ لي المطلوب أنتَ حقيقتي
فأنتَ منْ إليَّ لستُ واللهِ من أهلي
فقلتُ لهث قلْ لي الذي قدْ علمتهُ
منْ أحوالِ قلبي في جنابكمُ قلْ لي
فقدْ كانَ ظيفورُ يقول هوى لكمْ
وأتبعهُ فيهِ أبو بكرٍ الشبلي
خلعتُ عليهِ منْ صفاتي ملابساً
ليخلفني فارتاع من ذلك الفضل
ونادى بترجيعٍ وقولٍ مفصلٍ
إلهي ماذا بعد أنْ جدتَ بالوصلِ
يكلفني ما لا أطيق احتماله
ولمْ يدرِ أني في الأطايبِ والثقلِ
وإني منْ أعطى الوجودَ كمالهُ
كما أنهُ أعطى الكثيرَ منَ القلِّ
وجاد على قومٍ بريّا ممسكٍ
وجادَ على قومٍ برائحة ِ الزبل
وكلٌّ لهُّ فيهِ نعيمٌ ورغبة ٌ
فما في عطاءِ الله شيءٌ من البخلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
رقم القصيدة : 11716
-----------------------------------
لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
علمتُ أنّ وجودَ النور من عملي
إني وصلتُ إليه بالعناية لم
أصلْ إليهِ بما عندي منَ الحيلِ
ولستُ ممنْ يقولُ العلمُ في قمرٍ
يسري إلى غاية ٍ أو شمسٍ أو زحلِ
بلِ العلومُ من اللهِ العليمِ إلى
قلبي ولكنها تأتي على مهل
إني عجلت إلى ربي لأرضيه
فإنُه خلقَ الإنسانَ من عجلِ
إذْ كنتُ موسى فلمَّا أنْ ورثتُ بهِ
مقامَ أحمد خير الناس والرسل
أعطانِ ربي لكيْ أرضي معارفَهُ
فلتحمد الله يا عبدي فإنك لي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
رقم القصيدة : 11717
-----------------------------------
إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
على الناقة ِ الكوماءِ منْ أرضِ بابلِ
فمنْ كرة َ الأشجار يكرهُ أرضَها(5/220)
وليس بغير الحقِّ كوني بقابل
وما جبتُ إلا عن أوامر صادقٍ
يقولُ ليّ ارحل عنْ مكانِ الأباطلِ
فأنتَ لنا ركنٌ شديدٌ مشيدٌ
إليك استنادُ الخلق عند النوازل
لقدْ قالَ فيكَ الحاسدونَ مقالة ً
ولمْ يخلُ منها قائلوها بطائلِ
لكمْ سجدتْ تيجانُ كلِّ مملكٍ
ومنْ دونهمْ منْ سادة ٍ وأقاولِ
لقدْ جئتَ للإسلامِ بشرى ً ورحمة ً
وللعالم الأدنى وراثة كامل
بكمْ نالَ أهلُ الفضلٍ كلَّ فضيلة ٍ
وإنْ جهلوا فالحقُّ ليسَ بجاهلِ
تحلى بها من كان بالحقِّ مؤمنا
وما الناسُ إلا بينَ حالٍ وعاطلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
رقم القصيدة : 11718
-----------------------------------
إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
تالٍ ولستَ لقولِ اللهِ بالتالي
القولُ أنزه أنْ يُتلى فيقدم من
يتلوهُ فانظرْ إلى أعلامِ إقبالي
يخلى ويملى الذي يتلى وليس له
بذا المقامِ فلا تخطرهُ بالبالِ
إنْ كانَ أينَ أنا فقدْ يشبههُ
بما بذاتي منْ أعراضٍ وأحوالِ
وهوَ الصحيحُ الذي ما فيهِ مغلطة ٌ
بالماضِ والزمنِ الآتي وبالحالِ
لذا يسمى بدهرٍ لا انقضاءَ لهُ
يفنى وليس بفانٍ إذ هو الوالي
إني رسولٌ كريمٌ لا ينهنهني
حبُّ الرسالة فالوالي من أرسالي
ولستُ أعني بها ما الشرعُ محبره
فبابها مطلقٌ شرعاً عن أمثالي
القولُ طوع يميني إذ تصرِّفه
في كلِّ نثر وأشعارٍ وأمثال
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
رقم القصيدة : 11719
-----------------------------------
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ
أتاكَ بهِ المثلُ في المثالِ
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما
تراهُ إجابة ُ علمِ السؤالِ
أذودُ عنِ القرابة ِ كلَّ سوءٍ
بأرماحٍ مثقفة ٍ طوالِ
من ألسنة ِ حِداد لا تُبارى
أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا(5/221)
عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً
لإلحاق الأسافلِ بالأعالي
وإلحامِ الأباعدِ بالأداني
وقالوا: النقصُ من شرطِ الكمال
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء
يكونُ كمالهُ نقصُ الكمالِ
ولولا الانحرافِ لما وجدنا
فلا تطلبْ وجودَ الاعتدالِ
بأنَّ اللهَ لا يعطيهِ خلقاً
فإنَّ وجودَه عينُ المحال
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا
فإنَّ الحكمَ فينا للزوالِ
معَ الأنفاسِ والأمثالِ تبدو
هي الخلق الجديد فلا تبال
وليسَ شؤونُ ربي غيرَ هذا
وهذا الحقُّ ليسَ منْ الخيالِ
رأيت عمى تكوّن عن عماء
وأين هُدى البيانِ من الضلال
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ
فإنَّ الحكمَ منْ حكمِ العقالِ
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ
فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال
إذا وفى حقيقتهُ عبيدٌ
له حكمُ التفيؤ كالظلالِ
ألا إنَّ الكمالَ لمنْ تردى
بأردية ِ الجلالِ معَ الجمالِ
فيفهمُ ما يكونُ بغيرِ قولٍ
ويعجزُ فهمَهُ نطقُ المقالِ
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ
لأصبح في إسارٍ غيرِ وال
وقيدَه اللبيبُ وقيدتهُ
صروفُ الحادثاتِ معَ الليالي
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ
وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ
إذا كان القويُّ على وجوهٍ
محققة ٍ تؤولُ إلى انقصالِ
فأقواها الذي قد قلتُ فيه
يكون لعينه عين المحال
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
رقم القصيدة : 11720
-----------------------------------
حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
على كلِّ حالِ اقتداءٍ بمنْ بلي
لقدْ رمتُ تحميدَ المسرة ِ مثلما
أتى عنه في الوحي الصريحِ المنزل
فقامَ بحمدٍ جاءَ منْ عندِ منعمٍ
كذا صحَّ عنهُ ثمَّ جاءَ بمفضلِ
وحمدي حمد الضرِّ لم أر غيره
وأعظمهُ في الدينِ فاصبرْ وأجملِ
وصورتهُ حمدي على كلِّ صورة ٍ
تكون من الله العظيمِ المفضل
ولولا حديثٌ صحَّ عنْ خيِ مرسلٍ(5/222)
لقلت: لحى دهراً إلهي وموئلي
ولكنْ تسمى باسمهِ فاحترمتهُ
على كلِّ إقبالٍ بإدبارِ مقبلِ
رَمَتني الرزايا منه حين تَوسلي
إليهِ بهِ إذْ صادفَ الرميُ مقتلي
فلوْ كانَ لي خبرٌ بريبِ صروفهِ
لما كان مني ما بدا من توسلي
توليتَ إذْ وليتَ قوماً أمورنا
منَ السنة ِ المثلى وأكرمِ مرسلِ
وحكمتهم فينا فعاثوا وأفسدوا
فإنْ ذكروا جاؤووا بعذرٍ معللِ
وقالوا لنا صبراً على ما رأيتهمْ
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
حبيبي رسولُ اللهِ لم أنوِ غيره
ومنزلنا الشرعُ الذي أمرنا ولي
ألا إن سيل الجور في الأرض قد طما
فيا زمن المهدي أسرع وأقبلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
رقم القصيدة : 11721
-----------------------------------
مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
وإنْ شفعتَ فإنَّ الشفعَ يشفعُ لي
لو أنَّ لي كلّ ما في الكون من ذَهبٍ
أصبحت ذا فاقة للجود غير ملي
وإنَّ ذلكَ منْ خلقي ومنْ شيمي
ليسَ التكرمُ منْ شأني ومنْ عملي
لو كان لي أملٌ في كلِّ ما ملكت
يدي لما خانني في جمعهِ أملي
إني لمن خيرِ آباءٍ لنا سلفوا
لمْ يعرفوا قطُّ بالإمساكِ والبخلُ
إنى ورثتُ الذي في النفس من كرم
عنِ الجدودِ وعنْ أسلافنا الأولِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
رقم القصيدة : 11722
-----------------------------------
إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
ليسَ المقرب من تزهو له الدولِ
إنَّ المقربَ منْ يعطيهِ مشهدُه
ما كانَ من بخلَ فيها ومن مددِ
وليسَ يدْركهُ فيما يريدُ بها
مما يريدُ إذا ما شاءَ منْ مللِ
عنْ ربهِ لا عنْ أسبابِ لهُ نصيتْ
كناظري في مسيرِ الشمسِ أوْ زحلِ
بما قدْ أودعَ فيها اللهُ من حكمٍ
لكنها تنتهي فيه إلى أجلِ
والأمر لا يتناهى حكمه أبدا
دنيا وآخرة ً فكنْ على وجلِ
فإنّ في علمهِ ما ليسَ يعرفهُ(5/223)
وليسَ يدريهِ ذو فكرٍ وذو حيلِ
واعمل عليه تُصِبْ دنيا وآخرة
وإنما الفوزُ في العقبى مع العمل
إنَّ المفرطَ في أخراهُ في نكدٍ
وصاحبُ الحزمِ في نعمى وفي جذل
وكلُّ مَنْ يدركِ الأشياء عن نظرٍ
فلستُ أخليه عن دخلٍ وعن ملل
لمَّا تنزلَ نورُ اللهِ خالقنا
إلى الزجاجة ِ والمصباحِ في المثلِ
نادى بنا ربنا من فوق أرقعة
سبعٍ يعرفني بأنَّ ذلكَ لي
لمَّا ابتغى رؤية ً منهُ الكليمُ وما
زالَ الشهودُ لهُ عيناً ولمْ يزلِ
أجابَهُ بشروطٍ ليسَ يعرفُها
إلا الذي عنْ وجودِ الحقِّ لمْ يزلِ
ما خرَّ موسى لدكٍّ قام بالجبلِ
بل خرَّ مما تجلَّى منه للجبل
ولم تكن صعقته إلا لتخبره
بما بهِ اختصهُ الرحمنُ في الأزلِ
إنَّ الحياة التي في الحس ليس لها
هذا المقامُ لما فيها من الخلل
فإنْ يمنَّ بنورِ العينِ تبصرهُ
لذاك أصعقه ما كان من زلل
إني نظرتُ بعيني وهي تشهدُ لي
بروية ِ الجبلِ الراسي على الجبلِ
موسى الذي ثبتتْ عندي أخوتُهُ
من الذي قدْ كساه أفضلَ الحللِ
بذاكَ أخبرنا عنهُ أئمتنا
ولم أعرِّج على التمثيل والبدل
وثمَّ أسرى بهِ جسماً ليبصرَ منْ
آياتهِ عجباً وجاءَ عنْ عجلِ
النصُّ جاءَ من البيتِ الحرامِ إلى الأقـ
ـصى وما زادَ فالأخبارُ تشهدُ لي
فصحَّ أنَّ لهُ الأمرينِ قدْ جمعا
لأنه أكرم الأشخاصِ والرسلِ
والورثُ منهُ الذي لا شكَّ يلحقنا
إسراءُ روحٍ ولكنْ ليسَ عنْ كسلِ
إني شغلت به النفس الضعيفة إذ
أصحابُ جنتهِ الأعلونَ في شغلِ
واللهُ كانَ معَ الأعلونَ في درجٍ
ترقى بهم عن حضيضِ الطبعِ والسَّفَل
الله أوجدنا جوداً ليشهدنا
كمالَ صورته فينا على مهلِ
فكان لي اذنا وكان لي بصرا
وكانَ ما عندنا من القوى وسلِ
عن الذي قلته أحبار امّتنا
أئمة الدين والهادين للسبل
يخبرّوك بأن الأمر فيه كما
ذكرته لا بتحريفٍ ولا مثل
وإن رقيت إلى عين الشهود ترى
ما كنت قلدت فيه مذهب الأول
والحمدُ للهِ حمداً لا نفادَ لهُ
حمداً يجمع شملَ العلم والعمل(5/224)
فهو المرادُ لأهل العلمِ أجمعهم
الجامع الشملَ بين الفعل والأمل
بالذوقِ خصصنا بالشرب كرَّمنا
بالريِّ قال لنا الكل من قبلي
ومَن أحال وجود الريّ فهو فتى
قدْ جاءَ الأمرُ في الأذواقِ من قبلِ
بهِ يقولُ ابن طيفورٍ وإنَّ لهُ
وجها صحيحاً لمن يدريه بالمثل
عينٌ صحيحٌ جلى ما بهِ رمدٌ
فالله يعصمه من علة ِ السُّبل
الكحلُ إنْ كانَ محتاجاً إلى المقلِ
فالعينُ محتاجة ٌ للكحلِ والكحلِ
إني أشرتُ إلى علمٍ ومعرفة ٍ
فيما أتيتُ وما يدريهِ من رجلِ
غيري وغير إمامٍ سيِّدٍ نَدْس
لكننا في الذي قلنا على وجلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
رقم القصيدة : 11723
-----------------------------------
رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
يشيرُ إليَّ حالاً بعدَ حالِ
ويطلبني ليسلبني فؤادي
فيحوجني إلى ذلِّ السؤالِ
دعاني بالغداة ِ دعاءَ بلوى
إلى وقتِ الظهيرة ِ والزوالِ
فلما لم يجبه دعاه حباً
ووجداً دائماً أخرى الليالي
فلم يكن غير قلبي من دعاه
فما ظفرت يداي من النوال
بشيءٍ غيرَ نفسي إذْ أجابتْ
فحرت إلى الوصال من الوصال
وقولي من إلى لا علم فيه
وفيه علمه عند الرجال
رجالُ اللهِ لا أعني سواهمْ
فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
ومنْ وجهٍ يكونُ سناهُ أيضاً
كما أنَّ الهدى عينُ الضلالِ
رجالُ الله لا أعني سواهم
يميزه المحل وليس غير
وليسَ يخالها منهُ بوجهٍ
ولمْ يكثرْ بها فاعلمْ مقالي
دعاني في المودة ِ والوصالِ
بألسنة ِ العداوة ِ والتقالي
إذا كان الإمام يؤم قوماً
همُ الأعلونَ آلَ إلى سفالِ
وجيدٌ عاطلٌ لا شكَّ فيهِ
يميز قدره عن جيد حالِ
فآل المعتلى بأبي قبيس
إذا شاء الصلاة إلى سفال
كظهرِ البيتِ منزلهُ سواءٌ
يؤدِّي من علاه إلى اعتلال
ولكن في صلاتك ليس إلا
ووجداً دائماً أخرى الليالي
فإنَّ العبد عبد الله ما لم
تراهُ دريئة ً بينَ العوالي
لذلك إن أقيم على يقين(5/225)
إشارة ُ أسهمٍ عندَ النضالِ
ومنْ بعضِ الزجاجِ هوى ً وعجباً
يطيعُ العالياتِ منَ الطوالِ
ألا إنَّ الطبيعة َ خيرُ أمٍّ
وفيها الكون من حكمِ البغال
ألا إنَّ الطبيعة َ أمّ عقمٍ
إذا كان البغالُ من البغالِ
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما
رأيتَ الخيلَ ترمى بالمخالي
إذا إنسانُ شخصٍ منْ فيالٍ
تعينت اليمين من الشمال
فقوٍ شمالهُ ليعودَ طلقاً
فهذا حكمُهُ يومَ النزالِ
وكن في القلبِ منه تكن إماماً
إذا تدعو جحاجحة ً النزالِ
مقارعة ُ الكتائبِ ليسَ يدري الـ
ـذي تحويهِ رباتُ الحجالِ
ففي الدنيا بدت أسماء ربي
فعاينتِ النقائصَ في الكمالِ
وفي الأخرى إذا حققتُ أمري
أكونُ بها كأفياءِ الظلالِ
كمالُ الأمرَ في الدنيا لكوني
ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
وفي الأخرى يريكَ كمالَ ربي
فنائي عندَ ذلكَ أو زوالي
كمالُ الحقِّ في الأخرى يراهُ
كمالي في الجنان بما يرى لي
كمالي أنْ أكون هناك عبداً
فمالي والسيادة َ قلْ فمالي
وكن من أعظم الخدماء عندي
بها صححت في الأخرى كمالي
إذا كان التكوُّن بانحراف
فعين النقصِ عين الاعتدال
سبقتُ القومَ جدّاً واجتهاد
على كوماءَ مشرفة ِ القذالِ
أصابتْ عينُ منْ تهوى مناصي
فقامَ بساقها داءُ العقالِ
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي
أصابَ بنظرة ِ الداءِ العضالِ
وكنتُ منَ السباقِ على يقينٍ
فأخرني القضاءُ عنِ النوالِ
بأعمالي فبتُ لها كئيباً
اردّد زفرتي من شغلِ بالي
ولكني سبقتُ القومَ علماً
ومعرفة ً إليهِ فما أبالي
فإنَّ الله ينزلني إليه
بعلمي بالكثيبِ مع الموالي
وهذا العلمُ كنتُ بهِ كريماً
أردّ به السفالَ إلى الأعالي
من العمال قد عصموا وفازوا
فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
نفخت بعلمنا روحاً كريماً
بأجسامٍ منْ أعمالِ الرجالِ
فإني قدْ سبقتهمْ اعتناءً
بتعليمي إلى دارِ الجلالِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
رقم القصيدة : 11724(5/226)
-----------------------------------
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
فيه من اللبنِ الممزوجِ بالعسلِ
غير الذي بفنون العلم خصصنا
محمد خير مبعوثٍ من الرسلِ
أتى بإعجازِ قولٍ لا خفاءَ بهِ
أعجازُهُ انعطفتْ منهُ على الأولِ
حوى على كلِّ لفظ معجز ولذا
حوى على كلِّ علم جاء من مثل
أتى به الناطقُ المعصوم معجزة
إلى الذي كانَ في الدنيا من المللِ
فما يعارضه جنٌّ ولا بشر
بسورة ٍ مثله في غابر الدول
ولوْ يعارضهُ ما كانَ معجزة ً
فليس إعجازه يجري إلى أجَل
رأيتُ ربي في نومي فقلتُ لهُ :
ما صورة ُ الصرفِ في القرآن حينَ تلي
فقالَ لي اصدقْ فإنَّ الصدقَ معجزة ٌ
ولا تزوِّر أموراً إنْ أردت تلي
لكن كلامَك إنْ تفعله معجزة
فقلتُ يا ربِّ غفراً ليسَ ذلكَ لي
هذا دليلٌ بأنَّ القولَ قولكمُ
لا قوله وهو عندي أوضح السبل
أتى به روحه من فوق أرقعة
سبعٍ إلى قلبهِ والقلبُ في شغلِ
أتى على سبعة من أحرفٍ نزلت
ميسرُ الذكرِ يتلوهُ على عجلِ
إذا تكرّر فيه قصة ٌ ذكرت
تكونُ أقوى على الإعجازِ بالبدلِ
والكلُّ حقٌّ ولكنْ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي بدليلِ العقلِ فيهِ بلي
هذا هوَ الحقُّ لا تضربْ لهُ مثلاً
فإنه من صفاتِ الحقِّ في الأزل
لا يحجبنكَ ما تتلوهُ منْ سورٍ
بأحرف وبأصواتٍ على مهل
فكله قوله إنْ كنتَ ذا نظر
فيه على حدِّ إنصاف بلا ملل
إنَّ الوجودَ إذا أبصرتهُ عجبٌ
فكله كلماتُ الله من قبلي
أنا محصله أنا مفصله
بنا تلاوتهُ فينا على وجلِ
قدْ أودعَ اللهُ فيه كلَّ مرتبة ٍ
تحوي على حزن تحوي على جذل
فيحزن القلب أحيانا ويفرحه
بما يقررهُ في كافرٍ وولي
منَ الصفاتِ التي جاءتْ مرتبة ً
على الحقائقِ في حافٍ ومنتعلِ
يعلو بهِ واحدٌ للهِ منزلهُ
وآخرُ نازلُ منهُ إلى السفلِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كان لي قلبٌ فلما ارتحل
كان لي قلبٌ فلما ارتحل
رقم القصيدة : 11725
-----------------------------------
كان لي قلبٌ فلما ارتحل(5/227)
بقي الجسمُ محلّ العِلل
كان بدراً طالعاً إذ أتى
مغربُ التوحيدِ ثمَّ أفلْ
زاده شوقاً إلى ربّه
صاحبُ الصعقة ِ يومَ الجبلْ
لمْ يزلْ يشكو الجوى والنوى
ليلة َ الإثنين حتى اتصل
فدنا منْ حضرة ٍ لمْ تزلْ
تهبُ الأرواحَ سرّ الأزلْ
قرعَ الأبوابَ لما دنا
قيل من أنت فقال: الحجل
قيلَ : أهلاً سعة ُ مرحباً
فُتح البابُ فلما دخل
خرَّ في حضرتهِ ساجداً
وانمحى رسمُ البقا وانسجلْ
وشكا العهدَ فجاءَ الندا
يا عبيدي زال وقتُ العمل
رأسكَ ارفعْ هذهِ حضرتي
وأنا الحقُّ فلا تنتعل
رأسكَ ارفعْ مالذي تبتغي
قلت: مولاي حلولُ الأجل
قال: سجني قال: مت واعلمن
أنَّ في السجنِ بلوغَ الأملْ
يا فؤادي قد وصلت له
قل له قولَ حبيبٍ مُدِل
لولا ذاتي لم يصح استوى
وبنوري صح ضربُ المثَل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
رقم القصيدة : 11726
-----------------------------------
إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
أينَ أنتمْ أينَ أنتم يا رجالْ
اشربوه لبناً من ضرعنا
شربَ صادٍ وجدَ الماءَ الزلالْ
يشبهُ المعجزَ في معدنهِ
يا لئاراتٍ لأمرٍ لا ينالْ
باكتسابٍ أنهُ منْ قولِ منْ
قال بالإسكان في عين المحالْ
ما أنا القائلُ بل قال بنا
عيّن الفرقان أعيان المحال
هوَ ظلٌّ للذي تعرفهُ
ما كمالُ الشخصِ إلا ظله
إنَّ بالظلِّ لهُ عينُ الكمالْ
ولهذا مدَّه الله لنا
فنراه عندنا ضربَ مِثال
يتعالى اللهُ عنْ إدراكنا
وكذا نحنُ جلالٌ في جمالْ
إنما العلمُ به العلمُ بنا
فلذا نجهلهُ في كلِّ حالْ
في رجوعِ الظلِّ علمٌ واضحٌ
حكمة ُ الظلِّ ترى عندَ الزوالْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العرشُ يحمله من كان يحمله
العرشُ يحمله من كان يحمله
رقم القصيدة : 11727
-----------------------------------
العرشُ يحمله من كان يحمله
العرشُ فاعجبْ له من حاملٍ محمول
إن كان عرشَ سريرٍ كان حامله(5/228)
ملائكُ كالذي قد جاء في المنقول
أو كان مُلكاً فإن الحاملين له
خمسُ ملائكة ٍ أناهمُ جبريلْ
ومن أناس ثلاث لا خفاءَ بهم
أئمة روضهم بعلمهم مطلولْ
للصور والروح والأرزاق أجمعها
والوعدِ ثمَّ وعيدِ سيفهِ مسلولْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبق السيفُ العَذَلْ
سبق السيفُ العَذَلْ
رقم القصيدة : 11728
-----------------------------------
سبق السيفُ العَذَلْ
هكذا جاء المثلْ
ليس للقولِ بدلْ
قوله عزَّ وجل
ما يقولُ غيرَ ما
وهبَ اللهُ المحلْ
فيهِ يقضى لهُ
وعليهِ المتكلْ
وبنا يعلمنا
في غياباتِ الأزلْ
وكذا أخبرنا
في الهدى حينَ نزلْ
فالذي يفهمه
يدر قولي ويجل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك الله الذي لم يزل
تبارك الله الذي لم يزل
رقم القصيدة : 11729
-----------------------------------
تبارك الله الذي لم يزل
بما بهِ متصفاً في الأزلْ
سبحانه من واحدٍ ما له
قد عز في سلطانه ثم جَل
أنكرتِ الألباب بعضَ الذي
جاءتْ بهِ آياتهُ والرسلْ
وسلمته بعد ما أوّلت
ظاهره من خبرٍ أو مثل
إنَّ الذي أعطاهُ برهانها
لما بها من زيغ أو من علل
في قلبها كذا أتى وحيهُ
في ذكرهِ منْ كلِّ خطبٍ جللْ
ما استغنتْ الذاتُ التي برهنتْ
عن عَرض قام بها أو محل
إلا عن العالم من كونه
دليلُ كونِ حكمه لم يزل
وإنهُ إنْ لمْ يكنْ قائلاً
لم يكن الكونُ به واضمحل
فالأمرُ لا شكَّ على ما ترى
في عينه حكمة ُ أهلِ الدول
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
رقم القصيدة : 11730
-----------------------------------
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا المقام وهذا الركن والحرمُ
ساد الأنامَ ولم تظهر سيادتُه
لما بدا العجلُ للأبصارِ والصنمُ
ما زال يروع قوماً همُّهم أبداً
في نيل ما ناله موسى وما علموا
إن العيان حرام كلما نظرتْ
عينُ البصيرة ِ شيئاً أصله عدمُ(5/229)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
رقم القصيدة : 11731
-----------------------------------
ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
قدْ تابَ منها والورى نومُ
فمنْ يتبْ أدركَ مطلوبهُ
منْ توبة ِ الناسِ ولا يعلمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
رقم القصيدة : 11732
-----------------------------------
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
فأبدى سروراً والفؤادُ كليمُ
ويا عجباً من فرحة ٍ كيف قورنَتْ
بترحة ِ قلبٍ حلَّ فيهِ عظيمُ
ولكنني منْ كشفِ بحرٍ وجودهِ
عجبتُ لقلبي والحقائقُ هِيم
كذاك الذي أبدى من النورِ ظاهراً
على سدفِ الأجسامِ ليسَ يقيمُ
وما عجبي من نور جسمي وإنّما
عجبتُ لنورِ القلبِ كيفَ يريمُ
فإنْ كان عن كشفٍ ومشهدِ رؤية ٍ
فنورُ تجلِّيه عليه عميم
تفطّنت فاستر علة الأمر يا فتى
فهل زيّ خلق بالعليمِ عليم
تعالى وجودُ الذاتِ عن نيلِ علمه
به عند فصلي والفصالُ قديم
فغرنيقُ ربي قدْ أتاني مخبراً
بتعيين ختم الأولياء كريم
فقلت وسرّ البيتِ صفّ لي مقامه
فقال: حكيمٌ يصطفيه حكيم
فقلتُ يراهُ الختمُ فاشتدَّ قائلاً
إذا ما رآه الختمُ ليسَ يدومُ
فقلت وهل يبقى له الوقت عندما
يراه نعم والأمر فيه جسيم
وللختمِ سرٌّ لمْ يزل كلُّ عارفٍ
عليهِ إذا يسري إليهِ نحومُ
أشارَ إليهِ الترمذيُّ بختمهِ
ولم يُبدِه والقلبُ منه سليم
وما نالهُ الصديقُ في وقتِ كونهِ
وشمسُ سماءِ الغربِ منه عديم
مذاقاً ولكنَّ الفؤادَ مشاهد
إلى كلِّ ما يبديه وهو كتوم
يغار على الأسرار أن تلحق الثرى
ولا تمتطيها الزهرُ وهي نجوم
فإن أبدروا أو أشمسوا فوقَ عرشه
وكان لهم عندَ المقامِ لزوم
فربّتما يبدو عليهم شهودُها
فمنهم نجومٌ للهدى ورجومُ
ولكنه المرموزُ لا يدرك السنا
وكيف يرى طيبَ الحياة سقيم
فسبحان من أخفى عن العينِ ذاته
وبحر تجلِّيها عليه عميمُ(5/230)
فأشخاصنا خمسٌ وخمسٌ وخمستهُ
عليهم نرى أمرَ الوجودِ يقوم
ومن قال إن الأربعين نهاية
لهم فهو قولٌ يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمانٍ ولا تزد
طريقهم فرد إليه قويم
فسبعتهم في الأرضِ لا يجهلونها
وثامنهم عند النجوم لزوم
فعندَ فنا خاءِ الزمانِ ودالها
على فاءِ مدلولِ الكودور يقوم
معَ السبعة ِ الأعلامِ والناسُ غفلٌ
عليم بتدبيرِ الأمور حليم
وفي الروضة ِ الغرّاءِ سمُّ غذائِه
وصاحبها بالمؤمنينَ رحيمُ
ويختصُّ بالتدبيرِ منْ دونِ غيرهِ
إذا فاح زهر أو يهبُّ نسيمُ
تراهُ إذا ناداهُ في الأمرِ جاهلٌ
كثيرَ الدعاوى أو يكيدُ زنيمُ
فظاهره الإعراضُ عنهُ وقلبهُ
غيورٌ على الأمرِ العزيزَ زعيمُ
إذا ما بقيَ منْ يومهِ ساعة ٍ
إلى ساعة ٍ أخرى وحلَّ صريمُ
فيهتز غصنُ العدلِ بعد سكونه
ويحيي نباتَ الأرضِ وهو هشيمُ
ويظهر عدلُ الله شرقاً ومغرباً
وشخصُ إمامِ المؤمنينَ رحيمُ
وثم صلاة ُ الحق تترى على الذي
به لم أزل في حالتيّ أهيم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
رقم القصيدة : 11733
-----------------------------------
فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
ولاحتْ رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني العالمُ الأبخلُ
ألا إنني العالمُ الأبخلُ
رقم القصيدة : 11734
-----------------------------------
ألا إنني العالمُ الأبخلُ
بديني وسرِّي فلا أكرمُ
وما ذاك بخلٌ ولكنه
هو الفضلُ والكرم الأكرم
أنزل منزلة ً كلما
تحققَ علميَ الأعلمُ
أنا الشمسُ أبدو بذاتي إذا
أشاءَ ويظهرني الأزممُ
إذا شئت ذاك لما يقتضي
مقامي ويظهرني الأنجمُ
إذا ما دجا الليل من غيبتي
ويفقدني العالم المظلم
إذا لبستْ خرقتي ذاتهُ
تحار لها العربُ والأعجمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ
يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ(5/231)
رقم القصيدة : 11735
-----------------------------------
يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ
تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم
فلهُ بهِ وجهٌ عليمُ حاكمُ
هوَ صاحبٌ لكَ في السرى وخليفة ٌ
في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفونَ ثلاثة ٌ مذكورة ٌ
أسماؤهمْ منهمْ إمامٌ ظالمُ
ثم الذي سموه مقتصداً وذا
كَ التالِ في ورثِ الكتابِ العالمُ
والثالثُ المذكورُ فيهمْ سابقٌ
بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباقِ لما أتى
متأخراً من أجلِ منْ هوَ خاتمُ
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثة ٍ
جار وذاك هو الإله القاسم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ بيتٍ محتَّم
كلُّ بيتٍ محتَّم
رقم القصيدة : 11736
-----------------------------------
كلُّ بيتٍ محتَّم
فيهِ سرٌّ مكتمُ
ليس يدري به سوى
منْ بهِ الكونُ يعظمُ
هوَ علمٌ عنتْ لهُ
أعرُبٌ ثم أعجم
كلُّ ملكٍ متوجٌ
يدري بالأمر يخدمُ
وبهِ اللهُ يفصلُ
وبهِ العدلُ يحكمُ
بقضاءٍ مُحقَق
ليسَ فيهِ توهمُ
كعبة ُ الله بيتُ منْ
جاءَ بالحقِّ يحرم
ويلبي الذي دعا
ه لها حين يقدم
وفؤادي حرامه
وهو بيتٌ محرَّم
اغلق البابَ دون من
جاءَه بالسدِّ محكمُ
وهو منْ خلفِ بابهِ
ناظرٌ ليس يعلم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
رقم القصيدة : 11737
-----------------------------------
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
كما أنا أعلمُ لا أعلمُ
فلا تقلْ منْ بعدِ ذا إنهُ
بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي
يعلمُهُ مني فلا أعلمُ
فإنْ يكن في العلم فضل بنا
صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا
نعلمُ أمراً لمْ نكنْ نعلمُ
فهوَ على الوجهينِ علامة ٌ
الحادثُ المنصوصُ والأقدمُ
فيحدثُ النسبة َ من كوننا
لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ
وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيءُ يمتازُ بآثارِهِ
والحكم في القابلِ لا يُعلم(5/232)
حتى يرى في عينه ظاهراً
وعنده يحكُم من يحكم
بأنهُ الواقعُ في كونهِ
ولمْ يكنْ من قبلِ ذا يفهمُ
حقيقة ُ الإمكانِ قدْ رددتْ
من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى
خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجتْ أنوارها عندَهُ
إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها
مشرقة ٌ والحسُّ لا يفهمْ
لا يدرك النُّور سوى نفسه
بنا كما يدركه المظلم
لكنهُ بالنورِ إدراكنا
معنى ً وحساً هكذا فافهموا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
رقم القصيدة : 11738
-----------------------------------
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً
فويلٌ لدهرٍ أنتَ فيهِ المقدمُ
فأخسرُ خلقِ اللهِ منْ باعَ دينه
بدنيا جهولٍ غيرهِ وهوَ يظلمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
رقم القصيدة : 11739
-----------------------------------
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
ولبَّاك مَنْ لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها
وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه
وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سماعَ كلامنا
فيتلو عليه التلاوة َ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد
عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسمُ
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا
فيعلنُ ما عقلي بهِ يتكلمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني
بحدي بعيدٍ والحدودُ توهمُ
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه
ففي نفسِه من نفسِه يتحكم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ(5/233)
ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ
رقم القصيدة : 11740
-----------------------------------
ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ
وأعظمُها في العقلِ ما ليسَ يعلمُ
هوَ الأعظمُ المطلوبُ في كلِّ حالة ٍ
بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هوَ إلا كونهُ جامعاً لما
تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنكَ مفطورٌ على الحالة ِ التي
تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلة ً
لأنكَ عبدٌ بالأصالة ِ معدمُ
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى
بهِ لسليمانَ النبيِّ المحكمُ
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم
لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
رقم القصيدة : 11741
-----------------------------------
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
ولا أحسَّ به للخفة القومُ
يومُ الصيامِ له ثقلٌ يحسُّ به
منْ صامهُ والذي لربنا الصومُ
لأنهُ نعتُ تنزيهٍ وليسَ لنا
نعمٌ ويعضدهُ في ذلكَ الشيمُ
وليسَ يدري بشيءٍ من فضيلتهِ
إلا إمامٌ لهُ منْ دهرهِ يومُ
وليس في حضراتِ الكون أكمل من
وجود حضرة ما يأتي به النوم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
رقم القصيدة : 11742
-----------------------------------
ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
وشاهدُها أبداً يعلمُ
فإن الكوائن عنها تكن
وأفعالُها أبداً تحكمُ
فظاهرها أبداً حاكمٌ
وما خلفها أبداً يكتم
وإنَّ الذي هو أصلٌ لها
بعاداته أبداً يقدم
فأسماؤه ما لها سطوة
بأسبابه والهوى مُعدم
إذا أرسلَ الغيثُ انعامه
وأعقبه فيهمُ الصيلمُ
يصحُّ الذي يدعي أنَّهُ
إله عبيدِك لا يحرم
فأين الدعاوى وسلطانها
وأين الذي كنتَ بي تزعم
أراكَ لما كنتَ شيدتهُ
بناء عليا لكم تهدم
فما أهملوا حين ما أمهلوا
وجاء الرجوعُ ومن يندم
فمنْ قامَ في غيهِ تابعاً
هوى نفسِه ذلك المجرمُ
ومن قام عن غيه طالباً(5/234)
هدى نفسهِ ذلكَ المسلمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
رقم القصيدة : 11743
-----------------------------------
ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
فإنَّ رسولَ اللهِ عنهُ يترجمُ
وما هوَ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ
يكونُ على شرعٍ بهِ اللهُ يحكمُ
وذلكَ عينُ الحقِّ في كلِّ شرعة ٍ
ومنهاجهُ والكلُّ منهُ ومنهمُ
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي لهُ
فيطلبهُ حالاً كما جاءَ عنهمُ
فتختلفُ الآياتُ والأمر واحدٌ
فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم
وأعجبُ منْ هذا الكلامِ بنظرة ٍ
فيفهمُ عني ما أقولُ وأفهمُ
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه
وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف
كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم
تكلمُ منا في الوجوهِ عيوننا
فنحنُ سكوتٌ والهوى يتكلمُ
فألسنة ُ الأحوالِ أفصحُ ناطق
لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومُ رسولِ اللهِ ضربٌ منزهٌ
عنِ الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلمُ
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ
مخارجُها يدريه عُرْبٌ وأعجمُ
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به
إذا جهل للحن الذي هو مفهم
إذا حكم المجلّي عليه بصورة
فمستلزمُ أحكامها فهيَ تحكمُ
فلا تفزعنَّ إلا إليها فإنها
هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
ألا من هنا قدْ جاءَ في أيِّ صورة ٍ
يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌّ فقل بحقيقة ٍ
بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
بذا نطقتْ أرسالهُ عنْ شهودها
وما منهمُ إلا رسولٌ محكم
وكيف يُرى حقٌّ بغيرِ حقيقة
لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجمُ
حقيقة ُ عينِ الحقِّ رؤية ُ ذاتهِ
بها جوده يسدي إليَّ وينعمُ
وما كونُ حقي غيرَ كونِ حقيقتي
ولكنِّها الألفاظُ بالفرقِ توهمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
رقم القصيدة : 11744
-----------------------------------(5/235)
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
ليسَ الوجودُ الذي بالكشفِ نعلمُهْ
العقلُ يجهله والفكر ينكره
والذكرُ يظهرهُ والسرُّ يكتمهُ
هوَ الإلهُ ولا تدري مظاهرُه
بأنه عينها والحقُّ يبهمهْ
على العقولِ التي العاداتُ تحجبها
لذاك تنكر ما الأسرار تفهمه
إلا على واحد من كل طائفة
فإنَّ ربكَ بالتعريفِ يكرمهُ
يا ربّ غفراً وعفواً إنني رجلٌ
من يطلب الأمر مني لست أعلمه
إلا بأمرك إن العبد ليس له
تصرفٌ دونَ أمرٍ منكَ يعلمهُ
وهبتني كرماً سرّاً فبحت به
ولم يكن أدباً ما قاله فمه
عتبتَ عبدكَ فيهِ ثمَّ قمتَ بهِ
عنهُ لتحفظهُ إذْ أنتَ تلهمهُ
محوته من صدورٍ أنت تعرفها
بسنة ٍ أو نهاسٍ فاحتمى دمهُ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الأمرَ فيهِ كذا
عند الإله وأن العتب يلزمه
لولا محبتُه فينا لعذبنا
ولا يهانُ منَ الرحمنِ مكرمهُ
إنَّ الذي شاءَ ربي أنْ أدخرهُ
أريد أعربه والحالُ يعجمه
إلا الذي قلبِ منْ قدْ شاءَ خالقنا
يدري به فلسانُ الوقتِ يبرمه
كالتونسيِّ ومنْ يجري بحلبتهِ
منَ القلوبِ التي تعطى وتكتمهُ
أعطيت كلَّ محل ما يليق به
وقلت فيه مقالا لا أجمجمه
يقولُ للقولِ كلْ حتى يكونَ بهِ
منْ بعدِ ذلكَ يأتيهِ يندمهُ
لو لم يكوّنه لم تظهر حقيقته
لكنهُ العلمُ بالمعلومِ يحكمهُ
يقضى عليهِ بهِ فالحقُّ بايعهُ
لكنهُ بحدوثِ العينِ يوهمهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
رقم القصيدة : 11745
-----------------------------------
ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
من السيادة ِ حالاً إنها شومُ
ما دمتُ في حالِ تكاليفٍ وفي حُجُبٍ
والنور منكشفٌ والسرّ مكتومُ
أقصى السيادة إني منه صورته
وإنني حاكمٌ والخلقُ محكوم
وكونُ خلقاً هوَ المطلوبُ من خلقي
والحق خالقه والأمر مفهوم
إن قمت قام به أو كنت كنت له
هذا المرادُ الذي في الشرع معلوم(5/236)
فالله يرزقني مما يليق به
منَ المعارفِ مما فيهِ تقسيمُ
قدْ قلتُ حقاً ولا أدري طريقتهُ
وهوَ القؤولُ وإني فيهِ موهومُ
بالوهمِ كانَ لنا ما قلتُ كانَ لهُ
فيهِ لناظرهِ أمرٌ وتحكيمُ
الحكمُ حكمُ صلاتي لوْ تحققهُ
بيني وبينَ الإلهِ الحقُّ مقسومُ
فمنْ يكونُ مليكاً في تصرفهِ
فذلك الشخصُ بين الناسِ محروم
أعمى جهولٌ ضعيفُ الرأي مختبطٌ
وهوَ الظلومُ وفي التحقيقِ مظلومُ
ومنْ يكونُ عبيداً في تقلبهِ
فذلك الشخصُ مشكورٌ ومرحوم
هذا المقام الذي أبغيه فزتُ به
وإنني غيهِ محفوظٌ ومعصومُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
رقم القصيدة : 11746
-----------------------------------
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
وهوَ الذي يدريهِ منْ لا يعلمُ
خلقتهُ أفكارٌ لنا بقلوبنا
أينَ الإلهُ منَ الحدوثِ الأقدمُ
وتنوعَ التفصيلُ فيهِ لعزة ٍ
لعقولنا والأمر ما لا يفهم
لو أنهم سكتوا وقالوا لم نجد
حداً بهِ يقضى عليهِ ويحكمُ
غير استناد وجودنا لوجودِه
جاؤوا بما عنهُ الوجودُ يترجمُ
لا تعتقدْ غيرَ الذي تتلوهُ في
النصِّ الذي نطقَ الكتابُ المحكمُ
وعليهِ فاعتمدوا وقولوا مثلَ ما
قد قاله عن نفسه واستلزموا
واعبد إله الشرع لا تعبد إله
العقل وانقادوا إليه وسلِّموا
فالناسُ مختلفون في معبودهم
فمنزهٌ معبودهمُ ومجسمُ
وبذا أتتْ أقوالهُ عن نفسهِ
فتراه ما يبنى يعود فيهدم
والحقُّ حقٌّ والتناقضُ حاصلٌ
في نفسه وهو السبيلُ الأقوم
قد قاله الخراز عنه مصرحاً
واحتجَّ بالآيِ التي لا تكتمُ
فالق الإله بكل عقد لا تقف
مع واحدٍ فيفوتُ عنكَ فتندمُ
كيف السبيلُ لنيلِ ما قلنا وقد
مجتهُ ألبابٌ وصموا ما عموا
لم يستند أحد إلى عدم وما
عرف الوجودَ وحكمه مستلزم
ماذا يرومُ العهدَ لمْ يظفرْ بهِ
فهو الغني به الفقيرُ المعدم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ(5/237)
منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ
رقم القصيدة : 11747
-----------------------------------
منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ
زندقهُ الشرعُ والسلامُ
فاعدل إلى الشرعِ لا تزده
فإنه كلهُ حرامُ
فإنَّ علمَ الكلامِ جهلٌ
يرمي بهِ الحالُ والمقامُ
ما الدينُ إلا ما قالَ ربي
أو قاله السيِّد الإمام
رسولُه المصطفى المرجى
عليه من ربِّه السَّلام
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
رقم القصيدة : 11748
-----------------------------------
عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
علماً بهِ وهوَ المشهودُ لوْ علموا
هم الحيارى وعين العلم عندهمُ
فنعم ما شهدوا وبئس ما حكموا
العقلُ خوّفهم والشرعُ آمنهم
إنَّ النجاة لهم إنْ شرعهم لزموا
هم الحيارى السكارى في معارفهم
وما لهمْ خبرٌ بأنهمْ قدموا
عليه من غير علمٍ قام عندهمُ
به ولو علموا بعلمهم ندموا
عجبت للجهلِ في علمٍ أحققه
لديهمُ وهمُ الجهلا كما زعموا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما جنة الخلد غير قلبي
ما جنة الخلد غير قلبي
رقم القصيدة : 11749
-----------------------------------
ما جنة الخلد غير قلبي
لأنه بيتُ من يدومُ
قمتُ لهُ بالهوى ويدري
من قام فيه ممن يقوم
عنهُ إلى غيرهِ فترمي
إليهِ أنوارها الرجومُ
لو أن قلبي يراه قلبي
قلت أنا الرائح المقيم
إنّ العذاب الذي تراه
منهُ بنا ذلكَ النعيمُ
قالَ ليَ الحقُّ من وجودي
وقولهُ الصادقُ القويمُ
نبئْ عباديَ عني بأنني
أنا هوَ الغافرُ الرحيمُ
وإن أيضاً عذابُ حجبى
عذابنا المؤلم الأليم
قلتُ وأيّ الكلامِ أولى
أذكرُ والذاكرونَ هيمُ
فقالَ لي منْ صفا فؤادي
كلامهُ الحادثُ القديمُ
قلتُ لهُ منْ يقولُ هذا
فقال لي : ربكَ العليمُ
قلت لعلي أقتصر فقل لي
أولى بنا أيها الحكيمُ
فإنهُ ذو المعالي فينا
وإنهُ المحسنُ الكريمُ
فسلِّم الأمر لا تبالي
فالقولُ ما قاله القسيمُ(5/238)
فعلمه في الوجودِ سار
مادامَ كوني به يقيمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
رقم القصيدة : 11750
-----------------------------------
منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
إلا منَ اللهِ الذي يعلمُ
منازلٌ ترجمها قولهُ
لسمع فهمي ولذا افهم
فإنْ وعاها سمعُ أذني فلا
أفهمُ ما قال ولا أعلمُ
كأنما أذني وسمعي إذا
شبهت شمس الصحو والأزمم
وإنْ تعاليتَ لهُ فليقلْ
شمسُ الضحى تشرقُ والأنجمُ
لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها
ما علم القومُ ولا استفهموا
وإنما جاء بها مرسَل
كأنهُ هوَ والورى نومُ
سبحانَ من يعلمُ ما عنده
وعندكم وكله منكمُ
إلا الذي يختصُّ من ذاتهِ
لذاته فما لنا نحلم
عليه فيه إنه واحد
لا نسبٌ فيه فلا يقسم
وإنما كلامنا في الذي
منه إلينا وله منهمُ
منْ نسبٍ تظهرُ آثارها
يقبلها الطائعُ والمجرمُ
وليس يأتي الأمر من فصه
إلا الشخيصُ الحادثُ الأقدمُ
الكاملُ القرآن وهو الذي
مقامهُ في الناسِ لا يعلمُ
وإنما الأعلم من سرَّه
يبدو إلى الناسِ ولا يكتمُ
يدور في أعلامه عرشه
على ثمانٍ سرها مبهمُ
حمالة ٌ للعرشِ تدرونها
وبعدها عشرونَ لا تعلمُ
إلا إذا تضربها أربعا
في سبعة هناك يستلزم
خارجها وإن تشأ أربعاً
في خمسته وهوَ الذي أرسمُ
أقول تعظيما لإجلاله
سبحان من يعلم إذ نعلم
الحمدُ لله الذي قالها
معلماً عبادهُ يمموا
إذا بدأتمُ فبها فابدأوا
ثم بها من بعد ذا فاختموا
فإنها تملأ ميزانكم
بذا أتى نصُّ الذي يعلمُ
وهكذا يعطي مقاماً وفي
صحيحه جاء بها مسلم
تعبدُ الناسُ لما عندهمْ
من فقر الدينار والدرهم
هما التواقيع التي أبرزت
من حضرة ِ الحقِّ فلا تندموا
من أجل ذا خرَّ لها ساجداً
من يتقي الله ومن يظلم
يعذب الله بها عبدَه
إذا يشاء وبها يرحم
درى بهذا السامريُّ الذي
صيرهُ عجلاً لهمْ منهمُ
حتى إذا ما جاء موسى انتفى
في نفسهِ مما أتى عنهمُ
وجاءَ عيسى للذي قالهُ
مصدِّقا تعضده مريم(5/239)
جلَّ إله الخلقِ عن خلقه
وهو بهم كان وقد جمجموا
قلتُ لهمْ باللهِ لا تفضحوا
ولتعربوا الأمرَ ولا تعجبوا
هيَ الإضافاتُ فلا تكفروا
بها وقولا الحقَّ واستعصموا
فإنها الحقُّ ولكنه
ما كلُّ شخصٍ سرها يفهمُ
تصاممَ الناسُ لشخصٍ أتى
مقرّراً أسرارها يفهم
لوْ بادرَ الناسُ إليهِ لقدْ
أحياهمُ فإنه أعلم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
رقم القصيدة : 11751
-----------------------------------
وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
ويفهم الشخصُ ولا يفهمُ
ما قلتَ للقومِ الذي قلتهُ
إلا كما أخذتهُ عنهمُ
إذا رأيتَ المرءَ في حالة ٍ
موفقا فذلك الملهم
تنفذُ في الأنفسِ أحكامهُ
على الذي قال لي الملهم
فيبهم الأمرُ الذي أوضحوا
ويوضحُ الأمرُ الذي أبهموا
وكلُّ نصٍّ بينٍ جاءهمْ
عندَ الذي ذكرتهُ مبهمُ
إني رأيتُ الناسَ في غفلة ٍ
وإنها مني لا منهمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
رقم القصيدة : 11752
-----------------------------------
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
ذواتهم يا لائمي كن همُ
ما كلُّ من حرَّر أنفاسَه
لكلِّ ما جئتَ به يلهم
إنَّ الفتى الناصحُ هذا الذي
يوضح ما قال ولا يُبهم
إنَّ الذي جاءهمْ ناصحاً
مبلغاً ومشفقاً إنْ همُ
كانوا لما قدْ سمعوا أهلهُ
وعندنا السامعُ من يفهم
ألزمتهُ الهاءُ إلى ميمها
وحكم ذا في الشِّعر لا يلزم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
رقم القصيدة : 11753
-----------------------------------
قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
فما أبالي إذا ما حل بي عدم
ليسَ التعجبُ منْ تأثيرِ قدرتهِ
عجبتُ إذْ أثرتْ في جودهِ الهممُ
ليس الكريمُ الذي من نعته كرمٌ
إنَّ الكريمَ الذي منْ ذاتهِ الكرمُ(5/240)
ليس الكريمُ الذي يعطيك عن قدر
إنَّ الكريمَ الذي يعطي ويتهمُ
ليس الكريمُ الذي يعطي بحكمته
إنَّ الكيم الذي تعطى بهِ الحكمُ
إنَّ الكريمُ الذي يعطي ويغتنمُ
عين القبولِ ولا يُعطى ويحتكم
من يطلبِ الشكر بالإنعام ليس له
ذاك التكرم فابحث أيها العلم
غير الإله الذي أولى بنعمته
وكلّ من نعته الإيجاد والعدم
إني ضربت حجاباً ليس يرفعه
سواهُ أوْ منْ بهِ الألبابُ تعتصمُ
هذا الذي قلتهُ الألبابُ تجهلهُ
وليسَ تثبتهُ الأعرابُ والعجمُ
به خُصصتُ على كشفٍ ومعرفة
ولم يكن فيه لي من قبل ذا قدم
قد يلحقُ الناسَ في أقوالهم ندمٌ
وليسَ عندي فيما قلتهُ ندمُ
لأنه المنطق الأعلى فكان له
عني التلفظُ والتعريفُ والكلمُ
والعبد في عزلة ٍ عن كلِّ ما كتبتْ
كفٌّ لهُ أوهمتْ منْ كفهِ ديمُ
ما في الوجودِ سواهُ فالوجودُ لهُ
لذاته وأنا الظلُّ الذي علموا
لولاهُ ما نظرتْ عيني ولا سمعتْ
أذن لنا وبنا عليه قد حكموا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أمّنك الله وسلطانه
أمّنك الله وسلطانه
رقم القصيدة : 11754
-----------------------------------
أمّنك الله وسلطانه
على الذي أنت به قائمُ
فاحكم بما تعلمه لا تنِ
فإنك المسؤول يا حاكمُ
يحكم عدل الله فيكم كما
أنت به في خلقه حاكمُ
وأنتمُ أهلٌ لما نلتمُ
في ظننا وربنا العالمُ
وحرّر الميزان يا سيدي
فإنهُ العادلُ والقاسمُ
وقد علمتم أنني ناصحٌ
ومشفقٌ وما أنا زاعم
فلتعتصمْ بحبلهِ إنهُ
كما علمتُ الحافظُ العاصمُ
واحذر من المكر فقد يختفي
فإنهُ القاهرُ والقاصمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الهوى حيّرني
الهوى حيّرني
رقم القصيدة : 11755
-----------------------------------
الهوى حيّرني
في الذي تعلمهْ
فإذا قلتُ أنا
قالَ لا أعلمهُ
وإذا قلتُ بلى
قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى
ولذا أحكمهُ
والهوى يعرب ما
لمْ أزلْ أعجمهُ
ولنا منْ كلِّ ما
قالَ لي محكمُهُ
هكذا عرفني
سيدي محكمه
فبهِ أظهرهُ(5/241)
وله أكتمه
وأنا العبدُ الذي
قدْ هوتْ أنجمهُ
يطلب الأمر الذي
في الثرى معلمهُ
ولذا أعدلُ في
كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه
عين ما أبهمه
فإذا أمدحهُ
فأنا أكلمُهُ
والذي ينقض لي
فأنا أبرمهُ
ولذا يبصرني
أبداً أبرمُهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
رقم القصيدة : 11756
-----------------------------------
إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
في أصله وهو المزاجُ الأقدمُ
فتراه يحكم في المزاج وفي النهى
منْ نفسهِ فهوَ الإمامُ الأعظمُ
يقضي على سرِّ الوجودِ بحالهِ
من جسمِ المعنى فذاك الأحكم
ويحدُّ من لا يعتريه تحيرٌ
بتحيرٍ وتيقنٍ يتوهمُ
ويقسم الأمر الذي ما فيه تقـ
ـسيم ويمضي ما يشاء ويُحكمُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
رقم القصيدة : 11757
-----------------------------------
ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
على عيني فصيرهُ عديما
وعندَ شهودِ ربي دبَّ حيٌّ
على قلبي فغادره سليما
ولمَّا فاحَ زهري هبَّ سري
على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطرَّ أهلي لاحَ نارٌ
منَ الرحمنِ صيرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً
وكانَ براقُ سيري بي كريما
مطوتُ ولمْ أبالِ بكلِّ أهلٍ
تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنتُ إلى رجيم البعدِ نجماً
دوينَ العرشِ وقاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً
وكانَ أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ
على كفرٍ يصيرهُ رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍّ
لعامِ العقدِ قواماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه
لأعجزت العبارة َ والرقوما
ولكني سترتُ لكونِ أمري
محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشفٍ
لعين صارَ بالتقوى سليما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ
رقم القصيدة : 11758
-----------------------------------
ألبستُ أمَّ محمدٍ(5/242)
ثوبَ التصوف معلما
بشروطِها مستوثقاً
منها بذاكَ ومحكما
ما يقتضيهِ وسلمتْ
فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت
من اللباس ومنعما
لشفاعة ِ الصفتينِ إذْ
كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكة ٍ
وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ
أخذ التصوُّفُ عنهما
فالحمدُ لله الذي
قدْ كانَ ذلكَ منهما
والملكُ لله العليِّ
لباسُ شخصٍ منهما
في خرقة ٍ فرحية ٍ
قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقُومٌ نصُّها:
الملك لله فما
عاينتُ رُقُماً مثله
في العالمينَ منمنما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً
رقم القصيدة : 11759
-----------------------------------
إني أفدت من استفدت علوماً
منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمَ عين تعلق
إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد
إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً
فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لا يحجبنكَ ما ترى من فائتٍ
فالحقُّ كلمَ عبدَه تكليما
يأتي بأمرٍ ثمَّ ينسخُ حكمَهُ
إتيان أمرٍ محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسلهِ
صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره
إنَّ البلاءَ يولدُ المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه
وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين كيفَ تماثلا
حتى يقالُ منَ اللديغِ سليما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مالقومي عنْ حديثي في عما
مالقومي عنْ حديثي في عما
رقم القصيدة : 11760
-----------------------------------
مالقومي عنْ حديثي في عما
ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما
صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به
من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه
عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي
يطلبُ الحالِ إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا
بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهرهُ(5/243)
عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا
كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمر الذي
قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيسُ من دانَ بهِ
نفسَه حين أراه القدما
قدمَ الصدقِ الذي قالَ لنا
إنهُ منْ عندهِ للقدما
قدمَ الصدقِ الذي نعرفه
كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله
في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كانَ وجودي عينهُ
لمْ أزلْ في عينِ كوني عدما
أعلم الله الذي نحن به
منْ أمورٍ لوحهِ والقلما
حينَ أجرى لحياة نهراً
من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورتِهِ
ولذا أصبحَ أمري مبهما
فلهُ التنزيهُ عنْ وصفي وقدْ
جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرضِ إله قادر
ومعي في كلِّ وجه أينما
وأنا لستُ كذا فاعتبروا
كونهُ في كلِّ وجهٍ وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم
حينَ أبقونا وفي عقدهمِ
أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا
عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا
أكذبَ اللهُ الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به
مُخبراً عنهم لهم مستفهما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما
رقم القصيدة : 11761
-----------------------------------
الحمدُ لله الذي أعلما
بأنهُ الله الذي في السما
وأنهُ في الأرضِ سبحانهُ
على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا
وجهرنا والمكسبَ الأعظما
ثمَّ لهُ منْ قبلِ إيجادِنا
اينية ٌ أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسري إذا
كانَ معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله
بأنهُ بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي
جاء به مُحذِّراً منعما
وإنهُ سبحانهُ بالذي
قالَ لنا أوضحَ ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله
يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لمْ يزلْ
خلقاً لكمْ أو لمْ يزلْ في عمى
كمثلِ فرعونَ وأشباههِ
وما نحتمْ فاحذروا منهما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما(5/244)
رقم القصيدة : 11762
-----------------------------------
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابة ِ تنجلي
لعيونِ أهلِ كشوفهِ أعلاما
ويكونُ ذاكَ الكشفُ من إعطائهِ
ما ينبغي أعلامهُ أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده
صدقاً لما قد قاله إعظاما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
رقم القصيدة : 11763
-----------------------------------
إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
ويعرجُ فيها معجمُ الحرفِ مبهما
ويولجُ في الأرضِ الغداءُ لترتوي
فيخرجُ منها الزهرَ وشياً منمنما
مصابيحُ أنوارِ الكواكبِ زينة ٌ
لها ورجوماً للشياطين كلما
أرادوا استراقَ السمعِ من كلِّ جانبٍ
فيحرقهم منها شهابٌ تبسَّما
ويجعلُ ما يعلو على الأرضِ زينة ً
لها فالذي يبدو إلى العين منه ما
يغذي بهِ الرحمنُ جسماً مروحناً
كما قد يغذي منه رُوحاً مجسَّما
فقلتُ ومن غذاها من سمائه
فقيلَ لنا عيسى المسيحُ بن مريما
له الامتزاجُ الصرفُ من روحِ كاتبٍ
بديوانه لما تحلَّى بآدما
فروحَن أجساماً وجسم أنفساً
وكان له التحكيم أيان يمما
فلمْ أرَ سبطاً كانَ يشبهُ جدهُ
سواه كما قال المهيمن معلما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي أنعما
الحمدُ للهِ الذي أنعما
رقم القصيدة : 11764
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي أنعما
بما ترى ولمْ يزلْ منعما
فما ترى شيئاً من أفعاله
ألا تراه متقناً محكما
يضرب أخماساً بأسداسها
لما يرى من فعله مبهما
إنْ يفردِ الوترُ له فعلهُ
يقول عينُ الشفع بل منهما
لنا قبولٌ ولنا قدرة ٌ
لذاكَ قالَ الشفعُ بل منهما
منْ نعمة ِ اللهِ على عبدِهِ
أنْ جعلَ العلمَ لهُ مغنما
وفجرَ النورَ بأرجائهِ
وليلهُ منْ جسمهِ أعتما
ما النورُ والظلمة ُ في حقهِ
سترٌ له يحجبه كُلما
أرادهُ بالجهلِ حسادهُ(5/245)
يصمه الستر فما أعصما
ما استكبر المحروم في خلقه
لو أنَّ إبليس يرى آدما
لو أنه يكمل في خلقه
لما أبى واستعظم الأعظما
في الجرمِ والمعنى لهمْ واحدٌ
بينهما الرحمن قد قسما
أرواحهُ العالونَ تعنو لهُ
لصورة ٍ أعطاهُ منْ أنعما
بها عليه دون أملاكه
حاز بها الأسماء لما سما
فهو مع الله بأسمائه
كما هو الله به أينما
أنزلهُ الحقُّ إلى عرشهِ
وكانَ محكوماً لهُ بالعما
أنزلهُ الإلطافُ من عرشهِ
إلى الذي يقربنا منْ سما
في ثلثِ الليل لنا رحمة
بنا لكي يتلو أو يعلما
اشهدني منه بأسمائه
وجودُهُ والمحضرَ المعلما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومي عنْ حديثي في عمى
ما لقومي عنْ حديثي في عمى
رقم القصيدة : 11765
-----------------------------------
ما لقومي عنْ حديثي في عمى
ما أظنُّ القومَ إلا قدما
أخذوا العلمَ عن الفكر وعن
كلِّ روحٍ ما له علم بما
عندنا من جهة العلم به
جلَّ أنْ يفهم أو أنْ يفهما
هكذا قالوا وما عندهمُ
خبرُ الذوقِ بعلمِ العلما
فأنا أطلبهُ منهُ وهمْ
يطلبونَ العلمَ منهم أينما
فعلومُ القومِ من أنفسهم
وعلومي من إله حكما
إنه يعطي الذي يعلمه
لعبيد لم يزالوا رُحَما
بينهم تبصرهم قد وقفوا
في المحاريبِ وصفوا القدما
بقلوبٍ علمتْ أنَّ لها
عندَ ربِّ الصدقِ حقاً قدما
وعيونٌ واكفاتٌ أرسلتْ
من بكاء بدلَ الدمعِ دما
ينظرون الأمر من سيدهم
لخيالٍ عندهم قد نجما
فلهذا جاءَهم ما ردهمْ
يحملون الكلَّ عنا حكما
لعلومٍ لمْ ينلها دنسٌ
من عباراتٍ فما حلَّت فما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
رقم القصيدة : 11766
-----------------------------------
لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
فني وجودي وغاب نجمي
وحال قلبي بسرِّ ربي
وغبتُ عنْ رسمٍ حسِّ جسمي
وجئتُ منه به إليه
في مركب من سِنيّ عزمي
نشرتُ فيهِ قلاعَ فكري
في لجة ٍ منْ خفيِّ علمي
هبتْ عليهِ رياحُ شوقي(5/246)
فمرّ في البحر مَرَّ سهم
فجزتُ بحرَ الدنوِّ حتى
أبصرت جهراً من لا اسمي
وقلتُ يا من رآه قلبي
أضربُ في حبكمْ بسهمِ
فأنتَ أنسي ومهرجاني
وغايتي في الهوى وغنمي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بدني أضحى إلى الأممِ
بدني أضحى إلى الأممِ
رقم القصيدة : 11767
-----------------------------------
بدني أضحى إلى الأممِ
نائباً عن كعبة ِ الحرمِ
كعبة ِ للسرِّ يسعى لها
كلُّ من يمشي على قدمِ
منْ أرادَ الحجَّ يقصدهُ
منْ جميعِ العربِ والعجمِ
أنا سِرّ الخلقِ كلهِّم
أنا اللاقسمة الكلم
إنني شفعٌ ووترٌ إذا
لم يكن بالرَّبع من إرَمِ
أنا كن لكنني شبحٌ
قابل للجهل والحكم
فيكونُ الجهلُ في صببٍ
ويكونُ العلمُ في علمِ
إننا لوحانِ قدْ رقما
غيرَ أنَّ الوترَ في القلمِ
أنا وصفُ الوصفِ فاتصفوا
أنا ذاتُ الذاتِ فالتزمِ
أنا سرُّ السرِّ قد عدلتْ
همتي عنْ موقفِ الهممِ
أنا نورُ النورِ قدْ برزتْ
بوجودي ذرة ُ الظلم
أنا عِزُّ العز ما ملكتْ
نفسي ذاتُ الذلِّ والعدمِ
من رآني قدْ رأى ما خفيَ
في مثالِ النورِ والقدمِ
بلغ الغاياتِ قلبُ فتى
ليمين الله ملتزم
قد أبحنا لثمها فمه
علية َ في سابقِ القدمِ
سعد نفسي أنها سعِدَتْ
بسلوكِ الواضحِ الأممِ
لمْ ينلهُ غيرها عشقاً
مثلها في سالف الأمم
يا رجالاً غيرنا طلبوا
أينَ جودُ البحرِ منْ كرمي
ارجعوا واستلموا كفَّ من
إنْ يهب لم يخش من عدم
كلُّ طرفٍ في العلى سابحٌ
نحونا وجداً بنا يرتمي
كلُّ سرٍّ خافضٌ رافعٌ
لوجودي رغبة ً ينتمي
مثلَ حلّ الشمسِ في حملٍ
أمنوا تحلة َ القسمِ
لمْ يزلْ ولا يزالُ غداً
في نعيمٍ غير منصرمِ
وشموسُ الوصلِ طالعة ٌ
وخسوفُ البحرِ في العدمِ
انظروا قولي لكمْ فلقد
طرفُ كلِّ الناسِ عنهُ عمي
تجدوه واضحاً حسناً
منبئاً عن رتبة الكرم
يا إلهَ الخلقِ يا أملي
وسميري في دجى الظلمِ
جدْ على صبِّ حليفٍ ضني
يا كثيرَ الفضلِ والنعمِ(5/247)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
رقم القصيدة : 11768
-----------------------------------
أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
وشهرِ الزكاة وشهرِ القيامِ
فصامَ الحكيم على اسمِ الصفاتِ
وأفطرَ ذاتاً بدارِ السلامِ
وقالَ أنا الحقُّ فاستمتعوا
بنور التجلي وحسِّ الكلامِ
تعالى الهلالُ بأوصافهِ
على بدرهِ الفردِ عندَ التمامِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
رقم القصيدة : 11769
-----------------------------------
قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
عنْ هلالينِ طالعينَ أمامي
فإذا استقبلا إليّ جميعاً
كنتَ سرَّ الليال والأيّام
وإذا أدبرا بقيتُ وحيداً
ساهراً لا أذوق طعمَ المنام
ذاك نور الوجود بالحقِّ يسعى
من ورائي به ومن قُدَّامي
يومَ فقري ويوم حشري لربي
وبه همتي ومنه اهتمامي
إنّ سري وإنَّ سرَّ حبيبي
واحدٌ أولاً وعندَ الختامِ
هوَ غيري إذا بعثتُ رسولاً
وهوَ داري بقدسِ دارِ نظامي
خادمي نوري الذي كانَ عندي
والذي عند من هويت أمامي
يا أخي فالتفتْ لحالكَ وانظرْ
لوجودي بطرفك المتعامي
هوَ غيرٌ غذا افترقتَ أمامي
وإذا ما اجتمعت كنت أمامي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
رقم القصيدة : 11770
-----------------------------------
الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
على حقيقة ِ لوحِ العلمِ والقلمِ
فذا يخطُّ حروفَ الجسمِ في ظلمٍ
وذا يخطُّ حروفَ العلمِ في هممِ
كلاهما بدلٌ من ذات صاحبه
عندَ الوجودِ فلا تنظرْ إلى العدمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
رقم القصيدة : 11771
-----------------------------------
إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
فلي عزماتٌ شاحذاتٌ صوارمي(5/248)
وإلا فسلْ عنا القنا هلْ وفتْ لنا
وأسيافنا يوماً بقدرِ عزائمي
لنا الجودُ إذ كنا سُلالة حاتمٍ
وما زال مذ قلدته في تمائمي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
رقم القصيدة : 11772
-----------------------------------
نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
لستُ ممن يقول قال ابنُ حزمِ
لا ولا غيره فإن مقالي
قال نصُّ الكتابِ ذلك علمي
أو يقول الرسولُ لو أجْمع الخـ
ـلقُ على ما أقولُ ذلكَ حكمي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
رقم القصيدة : 11773
-----------------------------------
فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإلهُ الحقُّ فيها أمرها
لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثمَّ تبقى أعصراً
في عالمِ الأركانِ بالتدويمِ
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي
قلناهُ جاءَ إليَّ بالتفهيمِ
فتراه أبصار العباد مشاهداً
في عالمِ الأخلاطِ والتجسيمِ
ما الحفظُ إلا للذي فيها منَ الـ
ـوحيِ الذي حملتهُ منْ معلومِ
ثم القوابلُ قسمته بذاتها
ما بين معلومٍ وبين عليم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في نعت المؤمنين الصادقين
في نعت المؤمنين الصادقين
رقم القصيدة : 11774
-----------------------------------
وقال أيضاً في نعت المؤمنين الصادقين ومقامهم من روح المؤمنين:قد أفلح المؤمنون الصادقون بما
رأوه في صدقهم من كلِ معلومِ
همُ الأعزاءُ لا جاهٌ ولا شرفٌ
إلا بشربهمُ منْ عينِ تسنيمِ
إنْ قالوا قالوا بهِ وقالَ قالوا بهِ
فهمْ يما نعتوا بكلِّ تقسيمِ
عينٌ له وهو عينٌ ثابتٌ لهم
فلا يصرفهم إلا بترسيمِ
بمثلِ ذا أثبت البرهان جبرهمُ
فلا اختيارٌ لهم من غير تتميم
تمَّ الوجودُ بهم إذْ كانَ ينقصهُ
أعيانهم وهو حالُ النونِ والميم(5/249)
لذاك تبصرهم إذا تعاينهم
في زينة ِ اللهِ في أحوالِ تعظيمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
رقم القصيدة : 11775
-----------------------------------
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
لذا أتى ربُّنا فيه بتقسيم
في كلِّ وادٍ تراه جائلاً أبداً
يهيم فيه لإيصال وتعليم
فإنه يطلب التعريف من شبه
في عالمِ الخفضِ عنْ مزجٍ بتسنيمِ
فما تراه على نجدٍ لذاك أتى
بالوادِ في لغتهم بكلِّ مفهوم
فإن مدحتَ به من يستحقُّ علا
وإن مدحتَ به ضد التفهيم
هوى لذا قلتَ فيهِ ما سمعتَ بهِ
الشعرُ ما بينَ محمودٍ ومذمومِ
كذا هوَ القولُ شعراً كانَ أو مثلاً
فلا يُقال تعالى الشربُ للهِيم
لوْ يعلمُ الناسُ ما القرآنُ جاءَ بهِ
فيهِ لقالوا بهِ في كلِّ منظومِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
رقم القصيدة : 11776
-----------------------------------
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواحُ في كلِّ حالة ٍ
وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمة َ الطبعِ المحكمِ فيهمِ
لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما همْ إلا أنّ في الطبعِ نكتة ٌ
لها ظلمة ٌ في قلبِ كلِّ ظلومِ
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه
وليسَ يرى ما قلتُ غيرُ فهيمِ
إذا قصرتْ أفهامُ كلِّ محققٍ
فما قصرتْ عنها وعنهُ فهومي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الخلف تحسن في الإيعاد صورته
الخلف تحسن في الإيعاد صورته
رقم القصيدة : 11777
-----------------------------------
الخلف تحسن في الإيعاد صورته
كقُبحها عند وعد الجودِ والكرمِ
إنَّ الكريمَ الذي يسقي الدواءَ لما
فيه مِن الكُرهِ كي يبرى من الأَلَمِ
وهيَ الحدودُ التي جاءَ الرسولُ بها
دنيا وآخرة ٌ لكلِّ ذي سقمِ(5/250)
فلا يهولك ما يلقاه من غُصَصٍ
وإنْ تألم فالعقبى إلى نعم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
رقم القصيدة : 11778
-----------------------------------
إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
فقلْ فيهِ علماً لا تقلْ فيهِ بالزعمِ
فإنَّ الذي قدْ قالَ بالزعمِ مخطئٌ
كذا جاءَ في القرآنِ إنْ كنتَ ذا فهمِ
ولا تكُ ذا فكرٍ إذا كنتَ طالباً
مشاهدة الأعيانِ واحذرْ منَ الوهمِ
وكن مع حكمِ الله في كلِّ حالة
فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم
ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة
فلا تتصرف فيه إلا على علم
تكنْ بينَ أهلِ الكشفِ عبداً مخصصاً
بأسمائه الحسنى بعيداً عن الرسم
وكن مركباً للأمر تحصل على المنى
ولا تكُ ذا قلبٍ خليٍّ عنِ الجسمِ
وما ثم عينٌ تدرك العينَ ذاته
فيخلو عنِ الكيفِ المحكمِ والكمِّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
رقم القصيدة : 11779
-----------------------------------
منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
وليسَ يدري بهِ إلا أولوا الكرمِ
قوم تراهم إذا الرحمن فاجأهم
سكرى حيارى به في مجمعِ الهممِ
لا يعبدون سوى الرحمن ربهمُ
في صورة ِ النون لا بل صورة القلم
لذاكَ يجمله وقتاً فيبهمهُ
وثم يوضحه التفصيلُ في الأمم
إذا تسطره في اللوح تعرفه
أهل التلاوة من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
لكلِّ صنفٍ منَ الأصنافِ دينهمُ
ولي أنا دينُ شَرعِ الله في القدم
إذا عملتُ به ربِّي يميزني
في أهلهِ أهلُ الذكرِ والحكمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
رقم القصيدة : 11780
-----------------------------------
مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
وحالهمُ حالي وعلمهمُ علمي
مكانتهمْ مني مكانة ُ باطني
منَ الجسدِ المشهودِ في عالمِ الرسمِ(5/251)
مكانٌ وإمكانٌ وإخوانُ راحة ٍ
هو الغرضُ المطلوبُ عند ذوي الفهمِ
مراتبهمْ علوية ٌ يشهدونها
فويقَ استواء الأمر في العدل والحكم
مناطَ الثريا كانَ أيمنهمْ بنا
وأيسرهم إكليلها وهو من كمي
مشيتُ على مثلي بيضاً نقية ً
بقومي فلم أجهل وما جرت في زعمي
مقامي مقامي حيثُ لا أينَ وانتهتْ
مقالتهم فينا وجرّدت عن جسمي
مضى زمنٌ كانَ التأسي برأسهمْ
لأنَّ شهودَ العينِ حيرهمْ في أسمي
مقابلُ منْ تعنو لهُ أوجهُ العلى
أنا ولهذا لم أزل ناقص القسم
مرامهمُ كوني ومرماهُ غائبٌ
عنِ الفكرِ والتحديدِ بالعقلِ والوهمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
رقم القصيدة : 11781
-----------------------------------
أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
فإنه ما استقرَّ بي قدمي
وإنني جامعٌ كما جمعتْ
أسرارُ كوني جوامعَ الكلمِ
فبانَ لي أنني وإنْ حدثتُ
ذاتي على ما ترى علا قدمي
لكن على حالة الثبوتِ وإن
أوجدني ما برحتُ في العدمِ
وكلّ ما قد قلت أخبرني
به إلهي في اللوح والقلم
فما أبالي بما يفوت إذا
كان الذي قد ذكرته حكمي
ما هي شيءٌ سواه فاعتبروا
في نسخه النور من دُجى الظلم
فتلكَ غيبٌ وذا شهادتُهُ
قامتْ له في الشهود كالعلم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
رقم القصيدة : 11782
-----------------------------------
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
وعزَّ فلمْ يظفرْ بهِ علمُ عالمِ
تعالى فلم تدركه أفكارُ خلقه
وردَّ بما أوحى بهِ كلُّ حاكمِ
ولكنْ معَ الردِّ الذي وردتْ بهِ
نصوصُ الهدى أثني بأرحمِ راحمِ
على نفسهِ وحياً ليعلمَ سابقٌ
ومقتصدٌ من ذاك حكمة ُ ظالمِ
فلا سابقٌ يزهو لتأخيرِ ذكرهِ
لإلحاقه فيه باهل المظالم
فجاء بتنزيه بشورى وغيرها
وجاء بتشبيهِ لسانِ التراجم(5/252)
وكلٌّ لهُ وجهٌ صحيحٌ ومقصدٌ
فعم بما أوحى جميعَ المعالم
وقالَ : أنا عندَ الظنونِ وحكمها
وذلكَ عينُ العلمِ بي في التراجمِ
وفيها ترى يوم القيامة ِ عندما
يقربهُ بعدَ الجحودِ الملازمِ
لما عقدوا فينا ببرهانِ عقلهم
وإن فضلتهم في العلومِ بهائمي
كما جاءَ عنا في صريحِ كلامنا
على ألسنِ الأرسالِ منْ كلِّ حاكمِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
رقم القصيدة : 11783
-----------------------------------
مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
بجوهر أعراضٍ مع الكيفِ والكم
وتتلو إضافاتٌ ووضعٌ محققٌ
ولفظُ متى والأين منها لذي أم
وفاعلُ أشياءٍ ومنفعلٌ لهُ
وما ثم إلا ما ذكرت من الحكم
وقد قسموا لفظي فلفظٌ محقق
يدل على معنى كما جاء في العلم
وإنْ قدَّموا المعنى عليه فإنه
يدل عليه أيّ لفظ لذي فهم
وقد حصروا في المفردات حقائقاً
كجنسٍ ونوعٍ ثمَّ فصلٍ بلا قسمِ
ويتلوهُ ما يختصُّ منهُ بذاتهِ
وعارضُ أمرٍ لمْ أقلْ ذاكَ عنْ وهمِ
فتقتنصُ الأفرادُ بالحدِّ والذي
تركبَ منها بالبراهينِ في علمي
فبرهانُ تحقيقٍ وبرهانُ رافع
وبرهانُ إفصاحٍ وسفسطة ُ الخصمِ
وما ثَم إلا ما ذكرتُ فحققوا
ولا تكُ منْ أهلِ التحكمِ والظلمِ
فإني أتيتُ الأمرُ في ذاكَ قاصداً
فقل وتنزه عن ملامي وعن ذمي
وهذي علومٌ إن ْتأملتها بدا
لعين سناها في الإضاءة كالنجم
وما لفظه إلا مثالٌ محقق
لها فانظروه بالتقاسيم في القسم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
رقم القصيدة : 11784
-----------------------------------
النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
عنا وترفعهُ مفاتحُ الكرمِ
وقل به كرماً إنْ كنتَ ذا كرم
فإنما الكشفُ بينَ النورِ والظلمِ
ما أسدلَ السترُ إلا أنْ يصونَ بهِ
وجه الكيانِ من الإحراق والعدم(5/253)
إذا أردت ترى ما لا تراه فكن
به على قدمٍ علياءَ من قدم
له الإحاطة ليست لي فأطلبها
فإنها قد تؤديني إلى الندم
لا شيءَ أعلمَ بعدَ اللهِ منهُ سوى
نون الدِواة ِ فرأسُ السيد القلم
هوَ المفصلُ جاءتكَ منْ حكمٍ
له التحكم في الألباب بالحكم
فالعلم في عالم الأنوار والظلم
أقوى ظهوراً من العرفانِ في الكلم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
رقم القصيدة : 11785
-----------------------------------
ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
وما يبدو منَ الأحكامِ حكمي
فلا عينٌ تراهُ علا فاعلمْ
كذا يقضي بهِ نظري وعلمي
وعلمي بالذي يقضي صحيح
ولكني أرجحُ فيهِ كتمي
وكونُ الحقِّ عيناً عينُ حكمي
فمنْ قبلَ الإلهَ ولا إسمي
فذاتُ الحقِّ إدراكات ذاتي
وذاتي ظلهُ في حكمِ زعمي
ألا تنظرُ لمدِّ الظلِّ منهُ
بنورِ الشمس ابقاء لرسمي
فلولا أنْ أكونَ كهو وجوداً
بحذفِ الكافِ في مدي وضمي
إليهِ بعدَ مدي وانبساطي
يسيراً إذْ أساميهِ منْ اسمي
ولما كانت الأسماء باسمي
كذاكَ لهُ السماتُ منْ أصلِ وسمي
فنعتي نعتهُ منْ كلِّ وجهٍ
ولكني أغطيهِ لأعمي
ولولا أنْ يقول به أناسٌ
لقلتُ بهِ كما يعطيهِ فهمي
ووهمي في العلومِ لهُ احتكامٌ
وما وهمُ النفوسِ كمثلِ وهمي
فإنَّ الوهمَ عينُ وجودِ حقي
كمثلِ قوايَ في قولِ المسمي
له عندي مقامٌ ليس يدري
وهمّ الخَلقِ فيه غير همي
حكمتُ بهِ عليهِ وليسَ كوني
بهِ حكمي بعدلٍ أو بظلمِ
لقد كان الوجودُ بلا زمانٍ
ولا أينَ ولا كيفَ وكمِّ
ولا عرضٍ ولا وضعٍ بلحنٍ
ولا فعلٌ ومنفعلٌ وجسم
ولا نسبٍ يضافُ إلى وجودي
وبعد الكونِ حققهن أمي
مقولاتٌ أتين على اتساق
يترجمها إلى الأفهام نظمي
لهُ عشرٌ وللأكوانِ عشرٌ
كذا زعموا وهذا ليسَ زعمي
فإن قلنا به جهلوا مقالي
وإنْ جهلوا يزيدُ عليَّ غمي
مدحتُ المصطفى فمدحتُ نفسي
ولي قسَمٌ وما جاوزت قسمي
فأعمالي تردّ عليّ منه
ولو أرمي فعيني منه أرمي(5/254)
فإن عصم الإله به وجودي
فإن أرمي فنصلٍ ليس يَصمي
وهذي رحمة منهُ توالتْ
لديَّ بها يعودُ عليَّ سهمي
وظني لم يزل ظناً جميلاً
فإنَّ الظنَّ مني عين علمي
إلى معناي فانظر يا خليلي
ولا تنظر بطرفكَ نحوَ جسمي
فقفلي ما قفلتُ بهِ وجودي
عن الإدراك بي والختم ختمي
فلا تفتحْ فخلفَ البابِ ريحٌ
إذا هبَّت عليّ تهين عظمي
تميزني الصلاة ويرتدي بي
إذا صليتها بأبٍ وأمِّ
ولوْ أنَّ الدليلَ يدلُّ حقاً
عليه لكان يولده لتسمِّ
ولم يولد فلم يدركه عقلٌ
فإنْ ظفروا بهِ فبحكمِ وهمِ
وإن حكموا عليه بمثل هذا
فقد حكموا عليه بغير علم
تعالى اللهُ عن قدمٍ بكوني
كما قد جلَّ عن حدثٍ بكمّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما رأينا من وجود
ما رأينا من وجود
رقم القصيدة : 11786
-----------------------------------
ما رأينا من وجود
مثلَ جودِهِ الأتمِّ
مثلَ جودِ الله فينا
في عمومٍ وأعمِّ
ورأينا مَن تعالى
فوق عرشِه الأطمِّ
قد طما سيلُ جداهُ
منه عن أمر مهمِّ
فشهدنا كلَّ شي
كانَ منْ وصفٍ أو اسمِ
وسألتُ اللهَ أنْ يضـ
ـربَ لي فيهمْ بسهمِ
قالَ لي ليسَ لذاتي
ما بدا مني لكمّ
بلْ لكَ الكلُّ جميعاً
هكذا أعطاهُ علمي
لم يكن ظنّاً ولا ما
ينسب الوهم لفهمي
هكذا الأمرُ فقسمْ
ثمَّ خذْ منهُ بقسمِ
ما يعمُّ الشربُ خلقاً
أبداً ولا بوهمِ
هو همي في سروري
وفي أفراحي وغمي
ولذا جاءَ يردني
أبدا في كلِّ حكم
باسمكمْ سميتُ نفسي
مثلَ ما سميتُ باسمي
ما أنا غير المسمى
لا ولا غير المسمى
كلُّ شيء فيّ بالفعـ
ـل كذا أعطاه زعمي
قلتُ للظاهرِ مني
في وجودي أينَ عمي
أنا مشتاقٌ إليه
قال عند الشرب يصمي
فإذا جئتُ إليهِ
عدِّ عنهُ ثمَّ عمِّ
أمره عنهم وصرِّح
بمديحي وبذمي
ولتقم فيهِ خطيباً
بالذي فيهم وسمي
ولتعينْ كلَّ شخصٍ
بالذي فيهم من إثم
منْ عناق في حرامٍ
وارتشافٍ عند لثم
وستورٍ مسدلاتٍ
وجماع عند ضم(5/255)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
رقم القصيدة : 11787
-----------------------------------
دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
وقوفكَ حيثُ الظنُّ والظنُّ متهمْ
فشرِّدْ وساويسَ الظنونِ بلمحة ٍ
من الكوكبِ العلميّ إنْ كنتَ تحترمْ
فلا ظنّ إلا ما يقال بقطعه
وإلا فنارٌ للجهالة تضطرم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
رقم القصيدة : 11788
-----------------------------------
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
زلزلة ُ الساعة ِ شيءٌ عظيمْ
يحذرها الكافرُ في كفرِهِ
كمثلِ ما يحذرها المستقيمْ
وإنني إنْ قلت فيها بما
أعلمه كنت العليم الحكيم
وإنْ سترناها ولمْ نبدها
لعينها كنت القسيم الكريم
الأمرُ موقوفٌ على شعرة ٍ
تزالُ عنْ عينِ الغريمِ العديمْ
فيظهرْ الأمرُ بأحكامهِ
ظهورَ منعوتٍ بنعتِ القسيمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
رقم القصيدة : 11789
-----------------------------------
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غيرَ أنَّ الأمرَ قدْ قسمهُ
بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكِلا الصنفين في رحمته
في التذاذٍ دائمٍ فيه مقيمْ
زمهريرٌ عند محرورِ جدي
وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه
إنهُ قالَ هوَ البرُّ الرحيمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
رقم القصيدة : 11790
-----------------------------------
صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
ويأخذها الشقيُّ هناكَ منهمْ
كما نابَ السعيدُ هنا زماناً
تنوبُ الأشقياء هناك عنهم
فما لجأوا إلى الراحاتِ إلا
وكان الأمر فيهم من لدنهم(5/256)
وإنْ طلبوا المعونة َ منْ إمامٍ
بهِ كفؤ هنالكَ لمْ يعنهمْ
بنيّ إذ رأيتهمُ سُكارى
فملْ معمْ وبشرهمْ وصنهمْ
إذا عجز الرجالُ بأنْ يكونوا
على تحقيقهم منهم فكنهم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سافرْ عني تستقمْ
سافرْ عني تستقمْ
رقم القصيدة : 11791
-----------------------------------
سافرْ عني تستقمْ
فأمرُكم قد عُلمْ
أين عفوّ اسمه
من اسمه المنتقم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
رقم القصيدة : 11792
-----------------------------------
ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
أترى أدركهم فيهِ صممْ
إنني عرفتُ هوداً بالذي
أنا فيه من سرور وألمْ
فالذي يدري الذي أقصده
كلما قلتُ ألا قال ألمْ
ما لهم لم يعرفوا أو يسمعوا
أنني أمشي على النهج الأممْ
وهمُ يمشون بي في أثري
فهمُ حيث أنا من غير لم
والذي أخبر عني بالذي
قلته ليس من أرباب التهم
هو هود والذي أخبركم
أحمدُ المبعوثُ في خيرِ الأممْ
لا تقولوا إنهُ من عربٍ
إن هوداً ليس من أهل العجم
إنني ترجمتُ عنهُ بالذي
قاله للناس عني وحَكَم
فاشكروا الله الذي أظهركم
عن ثبوتِ هو في عينِ العدم
فأنا الظاهر لا أنتَ بما
أنتَ في نفسكَ من حمدٍ وذمْ
لا تبالي إنكم في عدم
وأنا الكلُّ حدوثاً وقدمْ
ما لكم في عين كوني أثرٌ
لا ولا عين وحكم وقدم
إن أسمائي بكم قد حكمت
في وجودي فلنا كيفَ وكمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
رقم القصيدة : 11793
-----------------------------------
علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
لوصفه بالغضبِ القاصمْ
في حق من أهله للشقا
وسخطه الدائمُ واللازمْ
إذا أتى الأمر بإنفاذه
فما له في الأمر من عاصم
لوْ لمْ يكنْ يغضبُ قلنا لهُ
بذا أتت ترجمة الحاكم
من يتجلى حكمه في الورى
بصورة ِ المظلوم والظالم
عنهُ فلا يأمنُ منْ مكرهِ
غير ظلوم نفسه غاشم(5/257)
وعينه كونها فانظروا
فإنهُ القاسمُ في القاسمِ
كيفَ لنا بالأمنِ من مكر منْ
صيرني في حلقة ِ الخاتمْ
من يعرف الأمر بفرقانه
منْ عرضهِ يوصفُ بالعالمْ
لوْ لمْ يكلف عبدهُ شرعهُ
لم يتصف بالأحد الراحم
ما حير العالم إلا الذي
قدْ ضربَ العالمَ بالعالمْ
إذا درى الشخصُ بعلمِ الذي
حيرّه لم يك بالقادم
إلا إذا أبصر معلومه
أزالَ عنهُ حيرة َ الهائمْ
ويحذر الأمر ويخشى الذي
يقودهُ للوصفِ بالنادمْ
لو أنه يعرف أحواله
لم يتصف للدينِ بالعازم
وكان ذا رأي وذا فطنة ٍ
فعل اللبيب الحذر الحازم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما والدي إلا الذي يحكم
ما والدي إلا الذي يحكم
رقم القصيدة : 11794
-----------------------------------
ما والدي إلا الذي يحكم
وليس أمي غير من تعلم
أصدقُها الأسماء من جودِهِ
وهوَ الصداقُ الأشهرُ المعلمْ
كوننا منْ نفسٍ أنزهُ
بجودِه رحماننا الأكرم
فمن هنا كان لنا حكمة
بالصورة المثلى التي تعلم
جاد بها جوداً على كوننا
الهنا المفضل المنعمُ
صيرهُ خاتم أرسالهِ
حمداً على الخيرِ لمنْ يفهمْ
ولم يكن في الصبر تحميده
متقيداً باسمٍ لمنْ يعلمْ
تأسيا بالوالد المرتضى
فهو الذي ناداكَ يا مسلمْ
لو أنه ناداك يا مجرم
ما كنت من خذلانه تعصم
به وقاك الشرّ فاشكر له
فالشمسُ والأزمم والأنجم
فكشرهُ عندَ إلهِ السما
شكرٌ بهِ ظهرُ العدى يقصمْ
لأنه عرَّفها قدرها
إذ جابها عابدها المحرمْ
إن عرى غير الهدى تُفصم
وعروة ُ الإسلامِ لا تفصمْ
لأنها مذ كوَّنت عروة
وغيرها يجمعُ إذْ ينظمْ
فتقبل التحليل من ذاتها
رداً إلى الصلِ ولوْ يحكمْ
يعرف قدر النور ذو فطنة
إذا أتاه ليله المظلم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
رقم القصيدة : 11795
-----------------------------------
شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
قد قال فيهم إنه هو عينهم
أفناهمُ عنهم به في نعتهم(5/258)
فبدا لهمْ لمَّا دعاهمْ كونهمْ
فتحققوا إن الأمورَ خلاّبة ٌ
لمّا تقطعَ إذْ دعاهمْ بينهمْ
وأتاهمُ عندَ الصلاة ِ بقولهمْ
إياكَ نعبدُ بالعبادة ِ عونهمْ
فتنبهوا وتثبتوا وتحققوا
إنَّ المرادَ من العبادة ِ بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة
قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم
في صدقهمْ عندَ التلاوة ِ بينهمْ
إنَّ الذين رأُوه منه عناية
يهمْ تحققَ بالعناية ِ صونهمْ
قد حكموه على نفوسهمُ عسى
يقضي بهِ يومَ التقاضي دينهمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
رقم القصيدة : 11796
-----------------------------------
قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
لمَّا تملكهُ لمحٌ وتلوينُ
فلوْ رقتْ في سماءِ الكشفِ همتهُ
لما تملكهُ وجدٌ وتكوينُ
لكنه حادَ عن قصدِ السبيلِ فلمْ
يظفَرْ به فهو بين الخلْقِ مِسكين
حتى دعته من الأشواق داعية ٌ
همتْ لها نحوَ قلبي سحبهُ الجونُ
وأبرقتْ في نواحي الجوِّ بارقة ٌ
أضحى بها وهو مغبوطٌ ومفتون
والسحبُ سارية ٌ والريح ذارية
والبرقُ مختطفٌ والماءُ مسنونُ
وأخرجتُ كلَّ ما تحويهِ من حبسٍ
أرضُ الجسومِ وفاح الهندُ والصين
فما ترى فوق أرضِ الجسمِ مرقبة
إلا وفيها من النُّوّارِ تزيين
وكلما لاح في الأجسام من بدعٍ
وفي السرائر معلومٌ وموزونُ
والقلبُ يلتذُّ في تقليبِ مشهدهِ
بكلِّ وجهٍ من التزيينِ ضنينُ
والجسمُ فلكٌ ببحرِ الجودِ يزعجهُ
ريحٌ من الغربِ بالأسرارِ مشحونُ
وراكبُ الفلكِ ما دامتْ تسيرهُ
ريحُ الشريعة محفوظٌ وممنون
ألقى الرئيسُ إلى التوحيدِ مقدمهُ
وفيهِ للملإ العلوي تأمينُ
فلو تراه وريحُ الشوقِ تزعجُه
يجري وما فيه تحريكٌ وتسكينُ
إن العناصر في الإنسانِ مُودَعة
نارٌ ونورٌ وطينٌ فيه مَسْنونُ
فأودعِ الوصلَ ما بيني على كثبٍ
وبينَ ربي مفروضٌ ومسنونُ
فالسرُّ باللهِ منْ خلقي ومنْ خلقي
إذا تحققتَ موصولٌ وممنونُ(5/259)
يقولُ إني قلبُ الحقِّ فاعتبروا
فإنّ قلبَ كتابِ اللهِ ياسينُ
من بعدِ ما قد أتى من قبل نفحته
عليّ من دهره في نشأتي حين
لا يعرفُ الملكُ المعصومُ ما سببي
ولا اللعين الذي ينكيه تنيّن
لما تسترت عن صَلصال مملكتي
أخفانِ عن علمه في عينه الطين
فكانَ بحجبهُ عني وعنْ صفتي
غيمُ العمى وأنا في الغيب مخزونُ
فعندما قمتُ فيهِ صارَ مفتخراً
يمشي الهوينا وفي أعطافه لِينُ
لما سرى القلبُ للأعلى وجاز على
عدْنٍ وغازلنه حُوْرٌ بها عِينُ
غضِّ الجفونَ ولم يثنِ العنان لها
لما مضى عن هواه القرضُ والدَّينُ
فعندما قامَ فوقَ العرشِ بايعهُ
اللوحُ والقلمُ والعلاَّمُ والنُّونُ
فلو تراه وقد أخفى حقيقتَه
له فويقَ استواءٍ الحقّ تمكينُ
فإن تجلى على كونٍ بحكمته
لهُ علا ظهرَ ذاكَ الكونِ تعيينُ
فلا يزالُ لمرحِ الملقياتِ بهِ
يقولُ للكائناتِ في الورى كونوا
فكلُّ قلبٍ سها عن سرِّ حكمته
في كلِّ كونٍ فذاكَ القلبُ مغبونُ
فاعلمْ بأنكَ لا تدري الإلهَ إذا
مالمْ يكنْ فيكَ يرموكَ وصفينُ
فاعرف إلهك من قبل الممات فإن
تمت فأنت على التقليد مسجونُ
وإن تجليت في شرقي مشهده
علماً تنزه فيكَ العالُ والدونُ
ولاح في كلِّ ما يخفى ويظهره
منَ التكاليفِ تقبيحٌ وتحسينُ
فافهم فديتُكَ سرَّ الله فيك ولا
تظهرْه فهو عن الأغيار مكنونُ
وغر عليه وصُنه ما حييتَ به
فالسرُّ ميتٌ بقلبِ الحرِّ مدفونُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
رقم القصيدة : 11797
-----------------------------------
وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
قدْ أودعهُ بهِ الروحُ الأمين
إلى أن جاء إبراهيم يبني
مكان البيتِ ناداه الأمين
لديَّ وديعة ٌ حبستْ زماناً
مطهرة ٌ يقالُ لها اليمينُ
فخذها يا خليلَ اللهِ تربحْ
فهذا الشوقُ والثمنُ الثمينُ
وكبر واستلمْ واسجدْ وقبل
ليشرقَ عنْ سجدتكَ الجبينُ
وقلْ هذي اليمينُ يمينُ ربي(5/260)
وإني الواله الدَّنِف الحزينُ
ينادي من طباقِ القرب عبدي
أتاك الجدُّ والعزُّ المكين
ولبتك المشاعرُ والمساعي
وقال بفضلِك البلد الأمين
ألا يا أيها الحجرُ المعلَّى
تغيَّرَ وجهُكَ الغضُّ المصونُ
سوادُك من سويدا كلِّ قلبٍ
ويبسك من قساوتِها يكون
يهون عليَّ فيك سوادُ عيني
إذا بخلتْ بأسودِها العيونُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ أوائلِ السورِ
حروفُ أوائلِ السورِ
رقم القصيدة : 11798
-----------------------------------
حروفُ أوائلِ السورِ
يبينها تباينها
إنَ اخفاها تماثلها
لتبديها مساكنها
فمفردها مثناها
إذا ما جاءَ ساكنها
يثلثها لتربيعٍ
إلهيّ مساكنها
ويحفظها لخمستها الـ
ـذي منها يعاينها
فيا عجباً لقد أبدت
مازلنا أماكنها
وبالإيمان يحجبها
عنْ إدراكي مصاونُها
لها شطرٌ من الفلكِ الـ
ـذي تبدي ضنائنها
تولدها إذا نكحتْ
بلا مَهرٍ كنائنُها
فلوْ زداتْ على خمسٍ
فمن عندي بنائنها
لقد أعيت خبير القو
مِ إعجازاً معانيها
وأينَ بيانُ معربها
وعجمتها تراطُنُها
لقد بانت لأعيان
تحققها مواطنها
صفتْ فينا مشاربها
وعزَّ عليكَ آسنها
وما منعت من الزلفى
إلى ربي معاطنها
تحلُّ بنا ملائكة
إذا فرتْ شياطنها
حروفٌ كلها علمٌ
أتتك بها محاسنها
ولا يدريه إلا مَنْ
يكونُ بهِ يحاسنها
وما أبدتْ سوى شطرٍ
وما أخفت ضنائنها
فما أخفاهُ مضمرها
لقدْ أبداهُ كائنها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
رقم القصيدة : 11799
-----------------------------------
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
وعلمي أنه الحقُّ المبينُ
وعلمُ المصطفى الأميِّ منهُ
بهِ قدْ جاءَ في النبإ اليقينُ
يقول به الكليم بطورِ سينا
وذلك عندنا البلدُ الأمينُ
يجولُ بهِ العليمُ بكلِّ شيءٍ
بظاهرِه وباطنه مسكون
لقد أيدت بالتحقيق فيه
وقد أعطتْ معالمه الشؤون
وعلمُ الزيتِ عن نظرٍ صحيحٍ(5/261)
وفي تينِ الهدى العلمُ المتينُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
رقم القصيدة : 11800
-----------------------------------
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
فيعانُ في حكم النهى ويُعينُ
فالأمرُ ما بيني وبينَ مقسمي
فهو المعين وإنني المعين
الحقُّ حقٌّ فالوجودُ وجودُه
وأنا الأمينُ وما لديّ أمين
دفعُ اليتيمِ مُحرَّمٌ في شرعِنا
والشرعُ جانُبه إليهِ يلينُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
رقم القصيدة : 11801
-----------------------------------
الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
كثرهُ في بصري عينهُ
وعلة التكثير أحكامها
لأعيننا فكوننا كونهُ
لا كون للأعيان في ذاتها
وإنما الكونُ له بينه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
رقم القصيدة : 11802
-----------------------------------
ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
إلا له في الذي يدريه ميزانُ
يقضي بهِ والذي بالعقلِ حصلهُ
شخص يقال له بالحدِّ إنسان
لهُ الكمالُ كما في الكونِ صورتُهُ
ولي عليهِ منَ التشريعِ برهانُ
فالوزنُ لا بدّ فيه إن وزنتَ له
ما كانَ من عملٍ نقصٌ ورجحانُ
فاعكفْ عليهِ ولا تفرحْ بصورتِهِ
فقدْ تملكهُ جحدٌ ونسيانُ
يبدو إذا قسمَ التكليفُ بينهما
نهيٌ وأمرٌ وإنسانٌ وشيطانُ
فمنْ كمالِ وجودي أنْ يكونَ لنا
من كلِّ نعتٍ نصيبٌ فيه تبيان
على الذي حزته من الكمال فلا
تقلْ بأنَّ وجودَ الجحدِ نقصانُ
لمْ ينقص النقصُ منْ عينِ الوجودِ لما
كان الوجودُ كمالاً وهو خسران
الأمرُ أعظمُ أنْ يحظى بهِ أحدٌ
إلا الذي هوَ علامٌ وديانُ
لما أراد كمالَ الحكمِ منه أتى
في شرعِ جبريلَ إسلام وإيمان
فعمَّ ظاهره الأعلى وباطنه الأ
دنى وتممه بالكافِ إحسان
فثلثُ الأمرِ والتربيعُ نشأتهُ
لذا أتاك به من بعد محسان(5/262)
فقالَ إنْ لمْ يكنْ كونٌ بهِ نزهٌ
فأثبتْ على النفي ما في الكونِ أعيانُ
هو الوجودُ فما في الكون من عدد
والقولُ بالكثرِ في الأكوانِ بهتانُ
فانظر إلى حكمة ٍ عرّا أتيتَ بها
بيضاء مثلي فقال: الناسُ عميان
يا ليتَ شعري فما في الكونِ من بصرٍ
يراه ناظره المدعوُّ إنسان
إنْ تتقِ الله كان النور يعضدكم
يتلوهُ فيكمْ هديٌ منهُ وفرقانُ
ما حكمة ُ اللهِ في الأشياءِ بادية ٌ
إلا لمن هو في التحقيقِ إنسان
فليس كونك إنساناً بصورتِك الد
نيا إذا لم تكن بالحق تزدان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
رقم القصيدة : 11803
-----------------------------------
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
شانٌ وصورتهم من لا له شانُ
فإنْ نظرتِ إليهم في تصرفهمْ
تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا
يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ
الماضُ وآلاتُ بالتصريفِ والآنُ
سُبحانَ من خصَّهم منه بصورته
همُ المقيمونَ في الوقتِ الذي بانوا
مسافرونَ ولمْ تفقدْ ذواتهمُ
من المجالس والأعيان أعيان
أجسامهم هي أجسادٌ ممثلة ٌ
للناظرين وهم في العين إنسان
بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي
منْ روية ِ اللهِ عرفانٌ ونكرانُ
أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته
الأمرُ سوقٌ فأرباحٌ وخسرانُ
وهم ذوو بصر لما يرون وهم
عند الأكابر منا فيه عميانُ
لا يهتدونَ لما تعطى نواظرهمْ
وما لهمْ في الذي يرونَ برهانُ
وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا
به فذلك عند القومِ عرفان
هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته
منهمْ ومنْ غيرهم في الصدرِ عنوانُ
ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنهِ
لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزانُ
لكنهُ عندَهُ لا عندهُمْ ولذا
يخيب في نظر الإنصاف أوزان
وما يخيب ولكن هكذا اعتبرت
بما يفصلهُ حقٌّ وبهتانُ
لذاك أوجدهم طبعا وكلفهم
شرعاً فوزنهمُ نقصٌ ورُجحان
ووزنُ ربكَ عدلٌ جلَّ عنْ غرضٍ
يقيم ميزانَه بَرٌّ ومحسانُ
مع العليمِ بما تحويه جنته(5/263)
دونَ اشتراكٍ ومنْ تحويهِ نيرانُ
بالاشتراكِ ومنْ يخلصْ لمقعدهِ
في النارِ ليسَ لهُ في الحشرِ ميزانُ
بذا أتى خبرُ الأرسالِ قاطبة ً
وقدْ أتى بالذي ذكرتُ قرآنُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
رقم القصيدة : 11804
-----------------------------------
عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ
يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده
فما يدري ما تحوي عليهِ المصاونُ
وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته
وبيني وبينَ الحقِّ فيهِ تباينُ
فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه
ويدري الذي قدْ قلتهُ منء يعاينُ
فما ثمَّ إلا الكشفُ ما ثمَّ غيرهُ
وما بعدَ علمِ العينِ علمٌ يوازنُ
إذا كان مخدومي الذي قد تركته
بسطامَ خلفي قلْ لمنْ أنا سادنُ
إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي
وبدئي فما في العالمينَ تغابنُ
أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي
تقول لنا بالحال أنت المفاتن
فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني
أسايفُ أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ
وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته
ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ
فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فما الأمرُ إلا كائنٌ وهوَ بائنُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ ما يحويه ميزان
كلُّ ما يحويه ميزان
رقم القصيدة : 11805
-----------------------------------
كلُّ ما يحويه ميزان
فيه نقصانٌ ورجحانُ
ودليلي قولهُ ثقلتْ
ثمَّ خفتْ وهوَ برهانُ
والذي من أجله وضعت
فاعتدالاتٌ وأوزانُ
وإذا أعمالهُ عرضتْ
بانَ أرباحٌ وخسرانُ
منْ يزنْ أعمالهُ ها هنا
ما له في الحشر ميزان
يرجحُ الوزنُ الخفيفُ إذا
حلَّ بالميزانِ كيوانُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
رقم القصيدة : 11806
-----------------------------------
نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
حدنا جدٌّ وجدٌّ هزلنا
أشهد الأسرار من أحبابه(5/264)
من يشاء ولها أشهدنا
فمتى أدرككمْ فينا عمى ً
سائلوا عنا الذي يعرفنا
ذاكُم الله عظيمٌ جدَّه
يمنحُ الأسرارَ منْ شاءَ بنا
ما أماكُنا رجالاً هتفتْ
بهم الوُرقُ بدوحاتِ منهى
فرمينا جمرة َ الكونِ بها
فَرمَيْنا بمريشات الفنا
وازْدَلفنا زُلفة َ الجمع فهل
أسمع القوم مناجاة المنى
يا عبادي هل رأيتم ما أرى
يا عبادي هل بنا أنتم أنا
خرسَ القومُ وقالوا : ربنا
أنت مولانا ونحن القرنا
يا عباد الله سمعاً إنني
روحُ مولاكمْ أمينُ الأمنا
أنا ماحي الكونِ من أسراركمْ
أنا سرٌّ الكنز ما الكنز أنا
أنا جبريلُ هذي حكمتي
فاقرأوها تكشفوا ما كَمنا
جئتُ بالتوحيدِ كي أرشدكم
فاقتنوا أنفسكم منْ أجلنا
وخذوا عني فيكم عجباً
تجدوا السرَّ لديه علنا
ميزوا الأحوالَ في أنفسكمْ
لا تكونوا كدعيٍّ فتنا
إنَّ صحوَ العبد سكرانٌ بدا
عالم الأمرِ له فافتتنا
كما أنّ المحوَ دعوى إنْ بدتْ
في محياه علامات الوَنَا
قل إلى المثبتِ في أحوالهِ
طبتَ بالحق فكنتَ المأمنا
ليست الهيبة خوفاً إنها
أدبٌ يعربهُ العذبُ الجنى
حالها الإطرافُ منْ غير بكا
ووجودُ الجهدِ من غير عِنا
وحليفُ الأنسِ طلقٌ وجههُ
إنْ تدلَّى لحبيب وَدَنا
يرشد الخَلْقَ ويبدي رسْمَه
شاكراً واستمعوا إنْ أذنا
صاحبُ القبضِ غريبٌ مفردٌ
إن رأى بسطاً عليه حزنا
وخليلُ البسطِ يخفي غيرة ً
ضرّ باديه ويبدي المننا
لا تراه الدّهرَ إلا ضاحكاً
تبصر الحسْنَ به قد قرنا
صاحبُ الهمة ِ في إسرائهِ
سائر قد ذبَّ عنه الوَسَنا
صاحبُ التوحيدِ أعمى ً أخرسٌ
لا أنا قالَ ولا أيضاً أنا
يا عبيد النفسِ ما هذا العمى
لم تزالوا تعبدون الوثنا
سقتمُ الظاهرَ من أحوالكمُ
ما لنا منكمْ سوى ما بطنا
فاقتنوا للعلمِ من أعمالكم
علمَ فتحٍ واشربوه لبنا
واخرجوا بالموتِ عن أنفسكم
تبصروا الحقَّ بكمْ مقترنا
وانظروا ما لاحَ في غيركم
تجدوه فيكم قد ضمنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن قلبي إلى الذي آب عنه(5/265)
إن قلبي إلى الذي آب عنه
رقم القصيدة : 11807
-----------------------------------
إن قلبي إلى الذي آب عنه
فهوَ فردٌ وما سواهُ مثنى
كلُّ قلبٍ يراكَ يا منْ تعالى
فحقيق عليه أن يتجنَّى
فإذا ما ونا إليك تعزى
وإذا ما دنوتَ منهُ تهنى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
رقم القصيدة : 11808
-----------------------------------
عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
فأوسعَ أهلَ الأرضِ روحاً وريحاناً
فقامَ لهُ الإيمانُ بالغيبِ ناصحاً
فأرسلَ دَمعَ العينِ للغيب طُوفانا
فعارضه علمُ الحقائقِ مُفصحاً
بصورة ِ من سوَّاه أصبحَ رحمانا
وأنزلهُ في الأرضِ وجهاً خليفة ً
على الملأ الأعلى وسمَّاه إنسانا
فلمْ يكُ هذا منهُ دعوى ً أتى بها
ولكنه بالحال كوَّن محانا
وشرفه بالشحِّ إذْ كانَ مانعاً
فكانَ النقصانُ فضلاً وإحسانا
فلوْ لمْ يكنْ في الكونِ نقصٌ محققٌ
لكانَ أخيّ النقصِ يخسر ميزانا
ولم يك مخلوقاً على الصورة التي
أقام بها عند التنازع برهانا
فمنْ كانَ بالنقصانِ أصلُ كمالهِ
فلا بدَّ أنْ يعطيكَ ربحاً وخسرانا
إذا كان بالنقصانِ عينُ كماله
فأصبحَ كالميزان بالحمدِ ملآنا
فإن عموم الحمدِ ليس كبيرة
من أذكارهِ في كلِّ شيءٍ وإنْ هانا
فما هانَ في الأذكارِ إلا لعزة ٍ
يميلُ بها عنهمْ مكاناً وإمكانا
وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ فاستمعْ
وما ثَمَّ قولٌ بعدَ آخرِ دَعوانا
إذا جاءتِ الأذكارُ للعدلِ تبتغي
مفاضلة ً يأتينَ رجلاً وركبانا
فيظهرُ فضلُ الحمدِ إذ كنَّ سوقة ً
وكان وجودُ الحمد فيهنَّ سُلطانا
تأملْ فإني أعلمُ الخلقِ بالذي
أتيتُ بهِ علماً صحيحاً وإيمانا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
رقم القصيدة : 11809
-----------------------------------
وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ(5/266)
عنِ الذاتِ والتكوينِ لي فأعقلِ الشانا
وهذا الذي قدْ قلتهُ لمْ يقلْ بهِ
سوانا فحققْ منْ يكونُ إذا كانا
توحدتُ سرّاً وهو أمر يخصُّني
وإني كثيرٌ بالتأملِ إعلانا
فمنْ يرني مني يرى العينَ واحداً
ومنْ يرني منهُ يرى العينَ أعيانا
وذلكَ من صدعٍ يكونَ بعينهِ
يقيم به وزني فيخسر ميزانا
وإنْ لنا في كلِّ حالٍ ومشهدٍ
دليلاً على علمي بنفسي وبرهانا
وعلمي بنفسي عين علمي بربِّها
يحققهُ كشفاً جلياً وإيمانا
ألستَ تراني في مجالسِ علمنا
أفتقُ أسماعاً أبصرُ عميانا
وأهدي إلى النهجِ القويمِ بوحيه
قليبَ عبيدٍ لمْ يزلْ فيهِ حيرانا
إذا نحنُ نادينا نفوساً بهِ أتتْ
من الملإ العلويِّ رجلاً وفرسانا
يلبي منادي الحقِّ منْ كلِّ جانبٍ
فيكتبن أنصاراً ويثبتن أعوانا
لقدْ عللَ الصديقُ إخفاءَ صوتهِ
بما كان يتلوه من الليلِ قرآنا
وعلله الفاروقُ إذ كان معلنا
ليطردَ شيطاناً ويوقظَ وَسْنانا
وكلُّ رأي خيراً ولم يك خارجاً
عنِ الحكمِ بالميزانِ نقصاً ورجحانا
فجاء إمامُ الخيرِ بالحكمِ فيهما
وقد صاغه الرحمنُ رُوحاً ورَيحانا
فقالَ لهُ ارفعْ ثمَّ للآخرِ اتضعْ
يظهر حكمُ العدلِ عَيناً وسُلطانا
فكم بين من فيه ومنه ومن أتى
بهذا وذا إذ كان بالكلِّ رَحمانا
ألم ترني أدعى على كل حالة
أكونُ عليها بالتقلبِ إنسانا
وسواهُ شخصاً قابلاً كلَّ صورة ٍ
فعدَّلَ أجزاءَ ورتبَ أركانا
وأظهره جسماً سوياً معدَّلاً
بتربيعِ أخلاطٍ وسماهُ جثمانا
وأودعَ فيهِ النفخَ روحاً مقدساً
ليعصم أرواحاً ويقصمَ شيطانا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
رقم القصيدة : 11810
-----------------------------------
النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
والنثرُ أولى بنا إنْ كنتَ تعرفنا
فالوجه أولى بنا إن كنت تشهده
ونحن أولى به إن كنت تشهدنا
فما يعز عليه فهو بي وله
وما يعز علينا قدْ يخصُّ بنا(5/267)
فما لنا منهُ إلا ما يكونُ لنا
مجلى ً فننظرهُ وليسَ تنظرنا
ما إنْ ذكرتكَ في سرٍّ وفي علنٍ
إلا رأيتُ الذي ما زال يذكرنا
ولست أفرح بالذكرى على سخط
لكن على كثب إن كنت تعلمنا
واللهُ يذكرُ قوماً لا خلاقَ لهمْ
بقوله: اخسأوا فيها ويشهدنا
مقامهمْ وهمْ عنْ عينهم حجبوا
به وعنهم بما هم فيه يحجبنا
لو عاينَ القلبُ منهمُ ما أعاينه
لعاينوهُ بلا شكٍّ يعايننا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
رقم القصيدة : 11811
-----------------------------------
الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
فكنْ بهِ لا تكنْ إلا لهُ ولنا
ما في الوجودِ سوى فقرٍ وليسَ لهُ
ضدٌّ يسمونهُ في الاصطلاحِ غنى
أينَ الغنى وأنا بالذاتِ أقبلُ ما
يريد تكوينه والكونُ مني أنا
فالكونُ مني ومنهُ فاعتبرْ عجباً
هذا الذي قلتهُ قدْ كانَ قبلُ بنا
أنا بهِ كالذي ضربتهُ مثلاً
وإنهُ بوجودِ المعتقينَ بنا
قد ارتبطنا لأمر لا انفكاكَ لنا
منه وما منه من نشأتيّ عنا
مثل النتيجة كان الكونُ عن عدمٍ
ولم يكن عن وجودِ تحمل الأمنا
عينُ النكاحِ بدا بالكشفِ يشهدُهُ
بصورتيه ولكنَّ الإله كنى
قد أشرقتْ أرضنا بنور بارئها
كالنفس منه إذا سوّى لها البدنا
والنفسُ في الكونِ عنْ جسمٍ وعنْ نفسٍ
جاد الإله به لذاك عللنا
فلمْ أزلْ لوجودِ الجودِ أطلبهُ
فعلة ُ الفقرِ فينا علة ُ الزمنا
لوْ لمْ يكنْ لمْ أكنْ لوْ لمْ أرَ لمْ يرَ
فالكونُ مني بهِ والعلمُ منهُ بنا
لولا النبيّ صحيحٌ ما أتاك به
نصٌّ جليٌّ حكاهُ في القرآنِ لنا
في سورة ِ الأنبياءِ الزهرِ في زمرٍ
أتى بحرفِ امتناعٍ واضحاً علنا
هذا الدليلُ على إمكانه ولذا
لو شاء كان اصطفاءٌ منه عنه لنا
ولوْ يكونُ لصلبٍ كانَ عن جسدٍ
في ناظرِ العينِ لمْ يدركْ بهِ غبنا
لقدْ تجلى لقومٍ في منامهمُ
فعاينوهُ شهوداً منظراً حسنا
مثل المعاني التي التجميل جسدها(5/268)
كالعلم يشربه في نومه لبنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
رقم القصيدة : 11812
-----------------------------------
إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
هوَ الزمانُ الذي سميتهُ بفنا
هذا الزمانُ إذا فكرتَ فيهِ ترى
في شانه عجباً لم يتخذ سكنا
مع طولِ صحبته لكلِّ طائفة ٍ
من الخلائقِ روحاً كان أو بدنا
يذمهُ كلُّ شخصٍ إذْ يشاهدُه
وإنْ مضى كانَ ما قدْ ذمهُ حسنا
ما أنصفَ الدهرَ خلقٌ من بريتهِ
وهوَ الذي يورثُ الأفراحَ والحزنا
فينظرونَ الذي قدْ أساءهم أبداً
وينظرونَ وجودَ الخيرِ والمننا
فيسترون الذي قد سرّ أكثره
ويجهرونَ بما قدْ ساءهمْ علنا
فداه خالقه بنفسه فلذا
يقولُ إني أنا الدهرُ الذي امتحنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
رقم القصيدة : 11813
-----------------------------------
إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
هو مني مثل نا وأنا
فيقولُ الشرعُ أنتَ هنا
ويقولُ الكشفُ لستُ هنا
كلُّ منْ تعدوه حكمتهُ
فهوَ في تعمى بها وهنا
وجميعُ الخلق ليس لهم
منْ غذاءٍ غيرهمْ فبنا
فبنا كانتْ عوارضُنا
وبه كنا له سكنا
ويقولُ العقلُ فيهِ كما
قاله مدبِّر الزمنا
وهو لا يدري زمانتهم
فتراه يعبد البدنا
والذي أحواله هكذا
هو إلا عابدٌ وثنا
فإذا قامتْ شواهدُهُ
عنده مضى لها وثنا
عطفهُ عنها وغادرها
عدماً واستلزم السننا
وأتى لكلِّ خافية ٍ
فأتى بها لهم علنا
وأزال الابتداع ولم
ير إلا الفرض والسننا
كلُّ ما في العلمِ يشهدهُ
ليس شيءٌ عنده بطنا
فمتى ما قال قائلهم
حكمة َ الإخفاءِ عنهُ بنى
قل له جهلت صورته
فانظروا ما ضمنَ اللسنا
من يقلْ نحنُ بهِ ولهُ
فليقل أيضاً بنا ولنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
رقم القصيدة : 11814(5/269)
-----------------------------------
أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
ويعظم أنْ يقاومَ أوْ يدانى
عجبتُ لقربه الأدنى بذات
منزهة تعالتْ أنْ تُهانا
تجلتْ والضياءُ لها حجابٌ
وجلتْ أنْ نراها كما ترانا
فلا يحظى بها إلا حريص
وأما منْ تكاسلَ أو توانى
فينساها وتنساه وهذا
جزاء قد تلوناه قرانا
فمنْ يقريهِ لمْ يطعم سواها
وقد حاز المكانة َ والمكانا
كما أنَّ العليلَ إذا أتاها
يخصُّ به الزمانة َ والزمانا
ظلامٌ كيف يحجبُه ونورٌ
ونحن نراه دونهما عِيانا
فما أرجو سواهُ لكلِّ أمرٍ
مهمٍّ ليسَ يعرفهُ سوانا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
رقم القصيدة : 11815
-----------------------------------
وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
معلمهم كلبٌ وهم يزجرونهْ
يعرفهم بالحالِ والفعلِ قدرهمْ
فيعرفهم عيناً وهم يجهلونه
يلازمُ بابَ القومِ يحمي ذمارهمْ
ويحفظهُم طبعاً ولا يحفظونهْ
يقولُ لهم بالحالِ إني منكمُ
وعلمي بكم علم بما تعلمونه
فلم يفهموا ما قاله وتواطئوا
على مسكه حفظاً بما ينظرونه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي
الحمدُ للهِ الذي
رقم القصيدة : 11816
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي
أذهبَ عنا الحزنا
ولمْ نزلْ نعبدُه
ينوبُ عنا مثل ما
فما أتى من خطأ
نفوسنا مكننا
إضافة ُ الفكرِ لنا
ـنا جودَهُ والمننا
كفقرِنا وذُلِّنا
وما بدا إلا بنا
وإنما حجرُه
ما بين ذمٍّ وثَنا
ولا أقول مثلَ ما
ـبرهانِ صحاً بيننا
فقهقهرَ المعلونَ يعـ
ـدُو معلماً بي معلنا
هذا عبيدٌ جئتهُ
بفتنة ٍ ما افتتنتا
فما التوى ولا ونى
قلبتهُ لعلني
أضلهُ فقل أنا
غاً للذي قامَ بنا
فقالَ لي عاصمهُ :
بهِ المهيمنُ اعتنى
ذا حجة ٍ مبرهنا
منْ درة ٍ لما دنا
وقالَ لي خساً يا لعيـ
انْ لا تراه أعينا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول لما أن بدا(5/270)
أقول لما أن بدا
رقم القصيدة : 11817
-----------------------------------
أقول لما أن بدا
للعينِ ما أشهدَنا
الحمد لله الذي
بجودِه أوجدَنا
من عينه فكان لي
من ذاكَ رباً محسنا
أثنى عليه مُفصحاً
بهِ مسراً معلنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لله بالحجازِ يميناً
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
رقم القصيدة : 11818
-----------------------------------
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
ومقاماً مؤمناً وأمينا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
رقم القصيدة : 11820
-----------------------------------
ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
ونزلتمْ بهِ عليهِ سنينا
فجوارُ الإلهِ خيرُ جوارٍ
تعلموه يومَ الورودِ يقينا
وادخلوهُ إذا أتيتم إليهِ
دونَ هدى ً بعمرة ٍ محرمينا
فهو الشرع لا تحيدون عنه
وهوَ نصُّ الرسولِ فيهمْ وفينا
معَ هذا فقلتُ عبدٌ تقيٌّ
وسِعَ الحقُّ بالنصوصِ المتينا
حين ضاقت عنه سماءٌ وأرضٌ
نصَّ فيهِ الرسولُ حياً مبينا
فثقلنا كما ثقلنا بقولٍ
حينَ كنا بما أتى مؤمنينا
لمْ نكنْ في الذي ذكرناهُ عنهُ
ونسبنا لذاته مفترينا
فاحمدوا اللهَ إنني لنبيٌّ
لمْ يكنْ مثلهُ نبيٌّ يقينا
من عذابِ الحجابِ في دارِ بعدٍ
حصل الغيرُ فيهِ حزناً وهونا
ما مقامي بأرضِ شرقٍ وغربٍ
وشمالٍ إلا خساراً مبينا
فاعملوا نحوهُ مطيَّ الأماني
لتكونوا لحكمهِ مسلمينا
إنما أنتمُ عبيدٌ دعاة ٌ
لتكونوا بذلكمْ آمنينا
واتقوا الله في الدعاء إليه
فبتقوى إلهكمْ تعملونا
كلٌّ فرقٍ يكونُ ما بينَ هدى ً
وضلالٍ بهِ يكونُ مصونا
منْ أذى باطلٍ وعصمة حقٍّ
ولأشبالٍ أسدِه فعرينا
من يكن هكذا يغزُ بمقامٍ
حازه من أتاه من طورسينا
لم يكن قصده فكان امتناناً
وجزاء لسعيه ليبينا
عندنا جودُه فنعلم حقاً
أنه لم يكن بذاك ضنينا
ولهذا الفقيرُ يطمعُ فيه
وإليهِ شدَّ الحريصُ الوضينا
يبتغي الجودُ والوجودُ جميعاً(5/271)
لتكونوا لديهِ حيناً فحينا
إنهُ ذو جدى ً وربُّ وفاءٍ
بعيدٍ أضحى لديهِ مكينا
فإذا ما ابتغاه جاء إليه
ومنْ أسمائهِ أراهُ كمينا
فيهِ حتى تراهُ عيناً بعينٍ
شافياً علة ً وداءٌ دفينا
إنه الداءُ والدواءُ جميعاً
لتقوموا بحقهِ أجمعينا
واطلبوا العدلَ حيث كنتم لديه
واسكنوا من أماكنيه عرينا
مثل زيتونة تمد بدهن
نورَ مصباحنا بهِ لترينا
ما أتانا بهِ لضربِ مثالٍ
نعلمُ الحقَّ منهُ حقاً يقينا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
رقم القصيدة : 11821
-----------------------------------
إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
عليهِ بما تدري ولا تتخذ خدنا
فإني لكلِّ الاعتقاداتِ قابلٌ
وإني منكمْ مثلُ ما أنتمُ منا
مننتُ عليكم بالذي جئتكم به
على ألسنِ الأرسالِ حباً لكمْ منا
بعثتُ إليكم واحداً واصطفيته
لنا ولكم منكم فبنتم وما بنا
وحلتمْ عنِ العهدِ الذي كانَ بيننا
بمشهدٍ قبض الذرّ فيه وما حلنا
أجازيك لي بالصوم إذ كان لي بكم
فيا ليت شعري هل تدين كما دنا
وزلتم بلا أمر ولا عين مبصر
عنِ العينِ بي دونَ الأنامِ وما زلنا
وكنا على أمرٍ بهِ قدْ عرفتمُ
ونحن عليه ما نزال وما زلنا
ونعلمُ أنا إذْ تجولونَ في بنا
بميدانِ أشهادِ جحاجحة ٍ جلنا
فإن قمتَ لي فيما أمرتك طائعاً
بأمرك يا عبدي إذا قمت لي قمنا
وما أبتغي في ذاك أجراً ولا أرى
وفي النفي عرفاني فنحن كما كنا
فما تبتغي نفسي سراحاً لذاتها
فقد ألفت من ذاتها القيد والسجنا
وهذا مَجال فكها وسراحها
ولم ندر هذا الأمر إلا إذا صمنا
ولكن بإذنِ الشرعِ لا بعقولنا
ولوْ قالَ عقلي ما أعرتُ لهُ أذنا
خلافُ الذي قالَ الحكيمُ بفكرهِ
منَ الحكمِ بالتسريحِ جهلاً بما فهنا
فنحنُ على ما قدْ علمتم كذاتهِ
إذا فارقتْ معنى يقيدها معنى
فإطلاقه إن أنتَ أنصفتَ قيدَه
فلا تنتظرْ فيهِ خطاباً ولا إذنا
فلم نخلُ عن مجلى يكون له بنا(5/272)
ولمْ يخلُ سرٌ يرتقي نحوهُ منَّا
رقيُّ معانٍ لارقيَّ مسافة ٍ
على صورٍ شتى تكونُ بنا عنا
إذا كان هذا الأمر بيني وبينه
فقدْ نالَ أيضاً مثلَ ما نحنُ قدْ نلنا
قدِ انبهمَ الأمرُ الذي كانَ واضحاً
لعقلي بشرعي فالأمور كما قلنا
فقالَ لي : المطلوبُ لستُ بغيركمْ
إذا فزتمُ فزنا وإنْ عدتمُ عدنا
كما جاءَ في الشرعِ المطهر أنهُ
يمل إذا مل العبيد فما فزنا
بشيءٍ لنا نمتازُ عنهُ بهِ ولمْ
يحز دوننا أمراً لديه ولا حزنا
لقد جزتُ فيما قلته حدَّ نشأتي
فيا ليت شعري هل يجوز كما جزنا
وهذا غريبٌ إنْ يقع فهو مطلبي
عليهِ رجالُ اللهِ إنْ ساءلوا حلنا
وما أحدٌ منا إذا جاز حدَّه
إلى ضدِّه يلتذ فيه فإن امنا
فذلك أقصى ما يكون من المدى
وقائلهُ دونَ الأنامِ قد استغنى
ومنهُ يقولُ الحقُّ عني بالغنى
وفي عبدهِ في نجمِ قرآنه أغنى
وبالكسبِ نال العبد هذا الذي أتى
إلى قولهِ أغنى قنى ً ما بهِ أقنى
تقربَ ما نادى الذبيحُ إلههُ
طواعية ً منكمْ ولا تقربِ البدنا
وجلْ بمفازاتِ المعارفِ تائهاً
تزادُ بلا زادٍ ولا تدخلِ المدنا
فإنَّ عوامَ الناسِ قد ينكرونه
إذا جاءكم فليتخذ بعدهم جنا
فإن اتخاذ الستر فرضٌ معيَّنٌ
كذا جاءنا فيما بهِ اللهُ قدْ دنا
ولوْ لمْ يكنْ هذا لكانتْ دماؤنا
تباحُ فيا أهل الوجودِ قد أعلمنا
نصحناكمُ عن إذن ربي وما بقى
سوى أنْ تعوا ما قلتهُ حينَ أفهمنا
أتينا بها بيضاء مثلي نقية
عنِ الغرضِ النفسيِّ حقاً وبينا
وراثة علمٍ من شرائعِ رسله
لنرجعَ فيه للإله إذا أبنا
فمنْ كانَ ذا علمٌ وكشفٍ محققٍ
إذا كان يدعو فليتب مثلَ ما تبنا
عليه مدار الأمر في كلِّ مُرسَلٍ
فقلت لهم فابنوا على مثل ذا يبنى
لقدْ صدقتْ نفسي لكمْ في مقالها
ووالله، خاضت ونحن فما خضنا
عليكَ بصدقِ القولِ في كلِّ حالة ٍ
ولا تتأولْ واتخذهُ لكمْ حصنا
ولا تعجز الحق الذي هو قادر
وكن كالذي قال الإله لهم عنا
فقدْ بانَ في شخصٍ جليلٍ مقامهُ
وأثر فيه بالذي كان أعلمنا(5/273)
حياؤً وتعظيماً لهُ وترفقاً
وعاد علينا قوله فتضرّرنا
عليه صلاة الله ما ذرَّ شارقٌ
وما ناح للشربِ الحمام وما غنى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
رقم القصيدة : 11822
-----------------------------------
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
وكنا لهُ عندَ النزولِ مكانا
لقدْ ضاقَ عنهُ أرضهُ وسماؤهُ
وبالسَّعة المثلى لديه حبانا
وما وسعَ الرحمنَ إلا وجودُنا
كأنا على العرشِ العظيمِ بنانا
ولما وسعنا الحقّ جل جلالُه
نعمنا به علما به وعِيانا
ولم نتخذ غير المهيمن ساكنا
ولمْ يتخذْ بيتاً يكونُ سوانا
لقد جاد لي ربي بكل فضيلة ٍ
وآتانِ منه بسطة ً وبيانا
إذا نحنُ جئناهُ على كلِّ حالة ٍ
بضعف الذي جئنا إليه أتانا
إذا نحنُ أثنينا عليهِ بذاتنا
وكان لنا منك الشهود أمانا
على كلِّ ما قلناهُ فيكَ وعصمة ٌ
فما ثمَّ عينٌ في الوجودِ ترانا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
رقم القصيدة : 11823
-----------------------------------
ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
قصارى حديثي أنْ أكونَ كأنهُ
بذا جاءَ نصُّ الشرعِ في غيرِ موضعٍ
فمن لم يصدقني فيعلم أنهُ
عنِ الحقِّ مصروفٌ إلى غيرِ وجههِ
وعن مشهد التحقيق ربي أكنه
وأعلمُ ما المعنى الذي قامَ واستوى
على عرشه العلويِّ حين اجنَّه
وما هوَ إلا قربهُ ليسَ غيرهُ
ولو كان ذا بعد لأسمعَ أذنه
خطاباً بليغاً يخرقُ السمعَ صوتهُ
ويودعُ فيه من تكلم أذنه
وديعة َ حقٍّ لا وديعة َ حيلة ٍ
فيضحى لما قد فات يقرعُ منه
كما صنع الرامي الذي جاز سهمه
فريستهُ فاستلزمَ القلبُ حزنهُ
فوسع مكانَ الضيقِ منك تخلقا
فمن وسعَ الرحمن سهل حزنه
ولا شطرَ الأشياءِ إلا بعنيها
فقد يقلبُ الفرار وقتاً مجنه(5/274)
إذا كنتَ ذا خبرٍ لما أنتَ صانعٌ
له فعلمنا أنْ ستدرك حسنه
تأملْ إذا ما قربَ الشخصُ بيضة ٌ
هيَ الكلُّ منْ شخصٍ يقربُ بدنهُ
ويفضل عنها مثلها وزيادة
وهذا دليلٌ إن تحققت عينه
فخذ بالوجودِ الحقِّ ما دمت ههنا
ولا تبقَ شيئاً إنْ تحققتَ عينهُ
فمنْ سنَّ خيراً حازَ منْ كلِّ معتدٍ
به خيره بالفعلِ إذ كان سنه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كم رأيناك ولم تشعر بنا
كم رأيناك ولم تشعر بنا
رقم القصيدة : 11824
-----------------------------------
كم رأيناك ولم تشعر بنا
إذْ أنا أنتَ وما أنتَ أنا
يعلمُ اللهُ بأني عبدُ منْ
كلما قالَ أنا كانَ أنا
تاه فيه الفكر من عزته
ليرى ما لا يُرى إلا بنا
فإذا ما قلتُ هبْ ليَ نظرة ً
قالَ لا أفعلُ ما دمتَ هنا
زلْ ترى ذاكَ الذي تطلبهُ
من وجودي بكَ مرأى ً حسناً
إنَّ قلبي عين قلبي فانظروا
تبصروا ما قلتُ صبحاً بينا
لستُ ممن شرب العلم به
عسلاً بلْ كانَ ورشاً لبنا
فإذا أسند لي ما يدَّعي
من نصوصِ الوحي فيهِ عنعنا
حدث القلب عن الروحِ كما
حدثَ القلب عن الله لنا
إنني عينك فانظر ما ترى
فأتى بالنص فيه ما كنى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
رقم القصيدة : 11825
-----------------------------------
إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
وما سبرَ الفهومَ ولا الزمانا
فإنَّ اللوم يلحقه عليه
ويسلبُ منْ إذاعتهِ الأمانا
فمنْ شرطِ الأمانة ِ أنْ يراهُ
بخيلاً في أمانتهِ عيانا
فإنَّ لها إذا فكرتَ أهلاً
وإنَّ لها المكانة َ والزمانا
لقد جاء الرسولُ به صريحاً
وقد كنا تلوناه قرانا
وإنَّ الذوقَ منْ هذا وهذا
إذا كنا بحضرتهِ قرانا
أراه مع الزمانِ بكلِّ وقتٍ
يدور بحكمة ٍ وكذا يرانا
فنزه عن معارضة ِ الليالي
كلامكَ إنَّ حكمَ الدهرِ بانا
به ربُّ البريّة قد تسمى
لذلك قد علا مجداً وشانا
لقد جاد الإله عليَّ إذ لم
أكن من أهله كرماً ودانا(5/275)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
رقم القصيدة : 11826
-----------------------------------
لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
نجبُ الفناءِ لحضرة الرحمانِ
قطعوا زمانهم بذكرِ إلههم
وتحققوا بسرائرِ القرآنِ
ورثوا النبيَّ الهاشمي المصطفى
من أشرافِ الأعرابِ من عدنانِ
ركبوا بُراق الحبِّ في حرم المنى
وسروا لقدسِ النورِ والبرهانِ
وقفوا على ظهرِ الصفا فأتاهمُ
لبنُ الهدى من منزل الفرقانِ
قرعوا سماءَ جسومهم فتفتَّحت
أبوابُها فبدت لهم عينان
عينٌ تبسم ثغرها لمّا رأتْ
أبناءَها في جنة ِ الرضوانِ
وشمالها عين تحدَّرَ دمعُها
لما رأتهم في لظى النيرانِ
قرعوا سماءَ الروحِ لما آنسوا
جسماً ترابياً بلا أركانِ
فبدا لهمْ لاهوتُ عيسى المجتبى
رُوحاً بلا جسمٍ ولا جثمانِ
كملَ الجمالُ بيوسف فتطلعوا
لمقام إدريسِ العليِّ الشانِ
ورثوا الخلافة َ عندما نالوا منى
موسى كليمِ الراحمِ الرحمانِ
سجدَ الملائكة ُ الكرام إليهم
دونَ اعتقادِ وجودِ ربٍّ ثاني
طمحتْ بهم هماتهم فتحللوا
في حضرة الزُّلفى قِرى الضيفانِ
كملت صفاتهم العلية وارتقوا
عن سدرة الإيمانِ والإحسانِ
للذاتِ كان مصيرهم فحباهمُ
بشهودهِ عيناً بلا أكوانِ
وصلوا إليه وعاينوا ما أضمروا
من غيبِ سرِّ السرّ كالإعلان
سبحانه وتقدَّست أسماؤه
وعن الزيادة ِ جلّ والنقصان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
رقم القصيدة : 11827
-----------------------------------
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
بينَ جسمٍ وبينَ روحٍ دفينِ
وحباه الإله منه بعلم
لمْ ينلهُ بعدَ المطاعِ المكينِ
غيره فانعموا بما لاح فيكم
من سناه البهيجِ عند السكون
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
رقم القصيدة : 11828
-----------------------------------(5/276)
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
عنْ نظيرٍ لهُ بدارِ أمانِ
هوَ علمٌ في أولِ الحالِ عارٌ
وكذا كان في الوجود الثاني
فانظر ذا في الكيان سرّ علاه
ثمَّ تنقيصهُ بآي المثاني
يطلب الرشد والرشادُ سناه
وهوَ أصلٌ للكائناتِ الحسانِ
وإنَّ هذا لهوَ العجابُ ممهدْ
عقلك القاضي لانقلابِ العيانِ
لو توالى أصلُ الوجودِ على ما
كان في الأصل ما التقى زوجان
ثمَّ لمَّا شاءَ الحكيمُ أموراً
أيدتها حقائقُ البرهانِ
أظهرَ الضدَّ والنظيرَ جميعاً
بالعلى والثرى فلاحَ إثنان
فأمدَّ العلوُّ للسّفلِ سِرّاً
وكذا السفلُ للعلوِّ الداني
حكمة ٌ شاءها الحكيمُ فأبدتْ
كل سرٍّ بواضحات البيانِ
فاشكر الله يا أخيّ على ما
أودعته حقيقة الإنسان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا ورقاءُ المثاني
أنا ورقاءُ المثاني
رقم القصيدة : 11829
-----------------------------------
أنا ورقاءُ المثاني
مسكني روضُ المعاني
أنا عينٌ في العيانِ
ليس لي غيرُ المثاني
فيناديني يا ثاني
وأنا لستُ بثاني
ينتهي إلى وجودي
كلُّ شيءٍ في الكيان
أنا أتلو من تسامتْ
ذاتهُ عنِ العيانِ
ليَ حكمٌ مستفادٌ
في الأقاصي والأداني
ليسَ لي مثلٌ سوى منْ
شانُه يشبه شاني
فانتقد إن كنتَ تبغي
ما أتى بهِ لساني
منْ رقائق تدلتْ
بحقائقَ حسانِ
لقلوبٍ قد تولَّتْ
عن زخارفِ الجنانِ
طالباتٍ منْ تعالى
عن تصاريفِ الزمانِ
فهو الفردُ المعلى
ما له في الحكمِ ثاني
وهوَ الذي اجتباني
وهوَ الذي اصطفاني
وأقامني عَديلاً
بين دنٍّ ودِنانِ
فأُقاصي كلَّ قاصٍ
وأداني كلَّ داني
وأ,الي كلَّ والٍ
وأعاني كلَّ عاني
فإذا هَويت سَفْلاً
فبروجُ السَّرَيانِ
وإذا صعدتُ عُلْواً
فلتحليل المباني
فأنا أعطي المعاني
وأنا أخلي المغاني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأنا السرُّ المسوى
فأنا السرُّ المسوى
رقم القصيدة : 11830
-----------------------------------
فأنا السرُّ المسوى
خلْقُه بلا بَنانِ(5/277)
رتبَ الأمورَ فيهِ
خالقي لما بناني
فأنا صخرٌ ومني
تتفجرُ المعاني
وأنا معَ العوالي
مثلُ أفراسِ الرهانِ
وأنا الذي توارى
جسمه عن العيانِ
والذي أجبتُ ربّي
طائعاً لما دعاني
فالذي يرى وجودي
لتصاريفِ الزمانِ
كفؤادِ أمَّ موسى
فارغاً منَ المعاني
فهوَ الخليُّ حقاً
من حقائقِ البيان
فأنا أصلُ المعاني
وأنا أُسُّ الأغاني
وأنا سرُّ إمام
فاضلٍ سامي المكانِ
علمهُ أكملُ علمٍ
شانُه أعظم شانِ
هامَ بي لما رآني
في مقاصيرِ الجنانِ
لا أسميه فإني
خائف حدَّ السِّنانِ
والذي يفهمُ قولي
هوَ صخرٌ بنُ سنانِ
أكرمُ الموجودِ كفاً
ثابتٌ عندَ الطعانِ
فأنا والأمُّ والجدّ
ة ُ والجدُّ المعاني
في وجودِنا منَ الجو
دِ معاً بلا زمانِ
مثلَ ما لاحَ لعينٍ
في الهوى برقٌ يماني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ المدِّ واللينِ
حروفُ المدِّ واللينِ
رقم القصيدة : 11831
-----------------------------------
حروفُ المدِّ واللينِ
أتتْ في حال تسكينِ
لتلويني وتمكني
لتعريني وتكسوني
ولي منها وجودٌ ما
عليهِ اللهُ يحييني
ويفنيني فيقصيني
ويبقيني فيدنيني
وإن ضللتُ يهديني
وإن مرضتُ يشفيني
وإن جوعتُ أطعمني
وإن ظمئتُ يسقيني
وإن أقبلتُ يأتيني
وإن أعرضتُ يدعوني
فأُوافي عالمَ النورِ
وإني في عالم الطِّين
وأي للكاملِ البادي
بحالِ العالِ والدونِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
رقم القصيدة : 11832
-----------------------------------
كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
والتي للأنامِ في رمضانِ
هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ وإني
أنا خيرٌ منها بغيرِ زمانِ
فضلها راجعٌ إليَّ وفضلي
راجعٌ للذي عليهِ يراني
فانظروا الخلقَ كله تجدوهُ
أرضهُ وأسماؤهُ الملوانِ
جسداً ميتاً يزولُ ويفنى
يومَ أمشي عنهُ لدارِ الجنانِ
فحياة ُ الوجودِ حيثُ حللنا
منهُ والموتُ عندَ منْ لا يراني
كلُّ فخرٍ في كلِّ شخصٍ معارٌ(5/278)
غير فخري بصورة الرحمن
وبأشياء جمة ٍ تتعالى
كعلومِ دليلها في عيانِ
وتخلى للهِ دنيا وأخرى
في عياني وتارة ً في جناني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
رقم القصيدة : 11833
-----------------------------------
ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
من الصخرِ والأشجارِ والحيوانِ
وفي عالمِ الأركانِ في كلِّ حالة ٍ
وفي أنفسِ الأفلاكِ والمَلَوانِ
وقد نزلتْ أملاكه من مقامِها
ليلقاه منها بالتقى الثقلان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
رقم القصيدة : 11834
-----------------------------------
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
أبايعهُ لأحظى بالأماني
يمينٌ ما لها حجبٌ تعالتْ
عن الحجابِ والحجبِ المثاني
أمنتُ بلثمها منْ كلٍّ سوءٍ
يصيرني إلى دارِ الهوانِ
فأنعمْ بالكثيبِ وساكنيهِ
على مرأى من الحورِ الحِسانِ
تنادي من أريكتها تأملْ
جمالاً ما لَه في الحسن ثاني
فليس الزهد في الأكوان شيا
لأنَّ الكونَ من سرِّ العيانِ
فلا ألوي ولا أرعيهِ سمعي
فأعجبُ بالمعانِ عن المعاني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
رقم القصيدة : 11835
-----------------------------------
ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
من يدِ منْ هوَ مسكينُ ابنُ مسكينِ
هو الفقير الذي قد باع متجراً
أضلاله بالهدى لله والدِّينِ
على التخلُّق بالأسماءِ أجمعُها
أسماءُ ديانٍ يومَ الفصلِ والدينِ
وأعكفُ على كلِّ خيرٍ أنتَ فاعلُه
فإنما الخيرُ في التشريعِ بالدينِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً
رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً
رقم القصيدة : 11836
-----------------------------------
رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً(5/279)
ولمْ يكُ إلا ما رأيتُ منَ الكونِ
ولكنه منه على ما رأيته
كإنسانِ عينِ الشخصِ فيه من العينِ
ويأتي على ما يأتي للفصلِ والقضا
وقد كان قبلَ الخلقِ في ذلك العين
إذا المرءُ لم يعرفْ بسمعٍ ولا بدا
لعينٍ أتاه إلا مَن بالحفظ والصَّون
فرضنا له عينَ الكمالِ لأنه
إذا كانَ في الأحجارِ فيها من العينِ
إذا شاء أن يروي من الماء مرتوٍ
فلا يشربُ إلا ما يكونُ منَ العينِ
فذاكَ لهُ مثلُ الرضاعِ لأنهُ
تولَّد منها عن فصالٍ وعن بينِ
وما كان قولي إنه عينُ ما يرى
منَ الكونِ إلا قولهُ لي بلا مينِ
ولما سألتُ الله عوناً على الذي
يكلفني من فرضِه كان في عَوني
ويا عجباً إن المعين هو الذي
يكون مُعاناً ردُّه شاهد البَيْنِ
ولوْ لمْ يكنْ في الغيبِ عينٌ لصورة ٍ
تباعد عنها الشَّينُ والشينُ كونها
فأنت ترى عَيناً وما ثَمَّ من شَيْن
إذا قال لي ما أنت إلا هويتي
فأين الذي قال المنازعُ من بوني
لقدْ حرتُ في أمري وإني لصادقٌ
تقابلُ ألفاظٍ تُترجمُ عن عيني
وما عجبي عن واحدٍ عنه واحدٌ
كما قيل لكنْ مِنْ وحيدٍ عن اثنين
فلولاهُ لمْ أوجدْ ولولاي لمْ يكنْ
ولا بدَّ لي في كون ذاتي من اثنين
حقيقة ُ ذاتي منْ حقيقة ِ ذاتهِ
ولا بدَّ من ذاتي فلا بدَّ من تَين
وإني من الأضدادِ في كلِّ حالة ٍ
كما هو مثل الغرِّ في اللوّنِ والجونِ
ومنْ ذا الذي قدْ قيلَ فيهِ مداينٌ
وهل كان هذا الحكمُ إلاّ من الدّينِ
لقدْ حجبتْ منا قلوبٌ صقيلة ٌ
عن الكشفِ والتحقيقِ من حجبِ الرينِ
لقد خالقوا في اللونِ وهوَ مشاهدٌ
وأينَ شهيدُ الكونِ من شاهدِ اللونِ
لقد لنتُ للأقوامِ حتى كأنني
عجزتُ عن التقييد من شِدَّة اللين
وقد جاء حكمُ الفالِ فيما علمتم
وحاشاهُ مما تعرفونَ منَ الغينِ
كما قيلَ حَدّادٌ لحاجبِ بابهم
وقدْ قيلَ هذا اللفظُ في العرفِ للقينِ
ولو كان في الداعي إلى الله غلظة
لفرُّوا ولكنْ جاء باللين والهينِ(5/280)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
رقم القصيدة : 11837
-----------------------------------
وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
وقولكَ بالتفريعِ أذهلني عني
لأني لا أدري بماذا تجيبني
مع العلم أن الأصل فيما أتى مني
وواللهِ ما تجني عليَّ وإنما
نفوسُ الورى منها على نفسها تجني
فلم أو فسلم فالأمور كما ترى
وما هو عن حَدسٍ وما هو عن ظنِّ
ولكنهُ علمٌ صحيحٌ محققٌ
أتين به الأرواح في ظلمة ِ الدَّجْن
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
رقم القصيدة : 11838
-----------------------------------
ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
فبيني كانَ الهوى وبيني
والله لولا وجودُ كوني
ما لاحَ عيني لغيرِ عيني
فكونهُ ما رأيتُ فيهِ
أكمل من صورتي وكوني
بالبينِ أوصلت كلَّ بين
فقامَ شكرُ البينِ بيني
قدْ أحسَّ اللهُ في وجودي
عند أداءِ الفروضِ عوني
أشهدني فيه علم ذاتي
في هذهِ الدار قبلَ حيني
لا فرَّقَ الله يا حبيبي
ما بينَ أنفاسهِ وبيني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
رقم القصيدة : 11839
-----------------------------------
نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
إلى أحدٍ غيري فمت بكتماني
نبابي زمان عز عندي وجودُه
وقدْ كانَ مشهودي لمشهدِ إحساني
نزلتُ إلى الأمرِ الدني وكانَ لي
علوُّ الذي أعلى الإله به شاني
نرومُ أموراً منْ زمانٍ محكمٍ
بتضعيفِ آرائي وتحليلِ أركاني
نرى فيهِ ربي عينَ دهري وموجدي
بتوحيدِ إسلامٍ عميمٍ وإيمانِ
نموت ونحيى حكم دهري بنشأتي
ولم آت فيما قلت فيه ببهتانِ
نسميهِ بالدهرِ العظيمِ لأنهُ
بهِ قدْ تسمى لي بأوضحِ تبيانِ
نمتُّ إليه بالودادِ فعله
يجودُ على أهلِ الوجودِ بطوفانِ
نعيشُ به لما تألم باطني(5/281)
بما أشعلَ التبريح من نار تركاني
نحت نحوه سبحانه من وجودِنا
خواطر إيماء بتقويضِ بنيانِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
رقم القصيدة : 11840
-----------------------------------
إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
فما أرى من هدى إلا تمناني
اللطفُ منْ كرمي والعطفُ من شيمي
والمنع منعي كما الإحسان إحساني
وما منعت الذي منعت من بخلٍ
منعي عطاء فمنعي جودُ محسانِ
والله لو بسطت أرزاقه لبغَتْ
طوائفُ وعلى ذا قامَ بنياني
وزني صحيحٌ فإني عادلٌ حكمٌ
بالله وزني لهذا صح ميزاني
إني لمن أصلِ أجوادِ ذوي حَسَبٍ
العمُّ من طيءٍ والخالُ خولاني
وإنَّ لي نسبَ التقوى يحققه
إحسانُ عقدي بإسلامي وإيماني
كذاكَ لي نسبٌ باللهِ متصلٌ
يقولُ أهلُ النهى بهِ علا شأني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
رقم القصيدة : 11841
-----------------------------------
ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
لكن عبادة مُنعمٍ محسانِ
إني على نفسي مننتُ بذكرهِ
وكذاك فعلُ مُحقق إنسان
إن الرجالَ لهم شبابُ زمانة
كالشمسِ في حملٍ وفي نيسان
اللهُ قواهمْ على تكليفهِ
إياهمُ في دولة الميزان
بعناية ِ الندبِ الكريمِ المصطفى
خيِ الخلائقِ من بني عدنانِ
لمَّا سمعتُ بهِ سلكتُ سبيلهُ
وكفرتُ بالطاغوتِ والطُّغيان
عقداً وإيماناً فإنَّ وجودَه
في عينها بشهادة ِ الإحسان
وبذا قضى أنْ لا تكونَ عبادهُ
الإلهِ في محكمِ القرآنِ
فورثته قولاً وعلماً والذي
كلفت من عمل ومن إيمان
حفظَ المهيمنُ دينهُ بقواعدٍ
خمسٍ لما فيه من السُّلطان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تعدى حفظهُ أعيانها
لما تعدى حفظهُ أعيانها
رقم القصيدة : 11842
-----------------------------------
لما تعدى حفظهُ أعيانها
حفظاً إلهياً إلى الجيرانِ
فبنيتُ إسلامي عليها محكماً(5/282)
أركانه فيحل من بنياني
اللهُ كرمنا بدولة ِ أحمدٍ
كرماً يعم شرائعَ الإحسانِ
شهدتْ بذلك نيتي وطويتي
وإن امترى في ذلك الثَّقَلان
لما سرى سرّ الوجودِ بجودِه
في عالمِ الأرواحِ والأبدانِ
شهدتْ حقائقه بأنَّ وجودَه
قدْ عمنا في الحكمِ والأعيانِ
لما التفت بناظري لم أطلع
إلا إليهِ فإنهُ بعياني
لو كان ثَم سواه كنت مُقسماً
بينَ الإلهِ وعالمِ الأكوانِ
فانظرْ لما تحوي عليهِ قصيدتي
منْ كلِّ علمٍ قامَ عنْ برهانِ
لوْ أنَّ رسطاليس أو أفلاطنا
في عصرنا لأقرَّ بالحرمانِ
منْ عدلَ الميزانَ يعرفُ قولنا
ويقرُّ بالنقصانِ والخسران
لا تُخْسِرُوا الميزانَ إنَّ عقولكم
دونَ الذي أعنيهِ في الرجحانِ
إقرأ كتابَ اللهِ فاتحة َ الهدى
فجميعُ ما يحويهِ في العنوانِ
إنَّ الإلهَ الحقَّ أعلمُ كونها
عين الصلاة وإنها قسمان
لما قرأتُ كتابهُ في خلوة ٍ
معصومة من خاطرِ الشيطانِ
عاينتُ فيه مَعالماً بدلائل
لا يمتري في صدقها اثنانِ
لو أنَّ عبدَ الفكرِ يشهدُ قوانا
لم ينتطح في سرِّنا عَنزان
لكنهم لما تعبد فكرُهم
ألبابَهم بعدوا عن الفُرقان
إنْ تتق الله الذي يجعل لك
الفرقانَ بينَ الحقِّ والبهتانِ
لو وفقوا ما لفقوا أقوالَ من
لعبوا بهم كتلاعبِ الوِلدان
والكلُّ في التحقيقِ أمرٌ واحدٌ
في أصله بالنص والبرهان
نطقتْ بذلك ألسنٌ معلومة
بإصابة ِ التحقيق في التبيان
لو أنهم شهدوا الذي أشهدته
ما قام في ألبابهم حكمان
لعبتْ بهم أهواؤهم فهمُ لها
عند اللبيبِ كسائرِ الحيوان
إنَّ النجاة َ لمن يقلِّد ربّه
فيما أتاهُ بهِ وهمْ صنفانِ
صنفٌ يراهُ شهودُ عينِ دائماً
أو في حجابٍ عنه وهو الثاني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
رقم القصيدة : 11843
-----------------------------------
قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
منْ كانَ يعرفني بالحقِّ ينصفني
ولستُ فيه بمعصوم وإنْ غلطتْ(5/283)
ألفاظاً فعلى التحقيقِ يوقفني
فصاحبي من أراه في تقلبه
في كلِّ حال من الأحوال ينصحني
في خلوة ٍ إنْ نصحَ الشخصُ في ملإ
فضيحة ً وخليلي ليسَ يفضحني
فالله يمنحُ ما أملت منه وما
يعطيني إلا الذي في الوقتِ يصلحني
نعمْ ويصلحُ بي فالنفسُ واثقة ٌ
به على كلِّ ما يرضى وينفعني
فإنه اللهُ جلَّ اللهُ ذو كرمٍ
المنعُ منهُ عطاءٌ حينَ يمنعني
المنعُ منهُ عطاءٌ فيهِ منفعة ٌ
للعبدِ منْ حيثُ لا يدري ويحجبني
عنه واعلم قطعاً أنه ملك
وإنني نائبٌ عنهُ فيكرمني
يرفعِ غاشية ٍ يقولُ مطرقاً هذا
هذا خليفتنا في السرّ والعلن
بروحه القدسيّ العال أيدني
وبالظلالِ التي في الحرِّ ظللني
وجاءنا منهُ توقيعٌ بأنَّ لنا
ختمَ الولاية ِ والختمانِ في قرن
روحٌ لروحٍ وتيجانٌ مكللة ٌ
من النضار الذي الرحمن يزجرني
عنها وعن حللِ الديباجِ فاعتبروا
فيما أتاكمْ به ذو المنطقِ الحسنِ
الواهبُ الألفَ والآلافُ جائزة
لكلِّ طالبٍ رفدٍ أوْ لذي لسنِ
شبهتُ نفسي في عصري وحالتها
بعصرِ سيدنا سيفِ بن ذي يزن
لا علمَ لي بالذي في الغيبِ من عجبٍ
ولستُ أدري بنعمانَ ولا المزني
حتى رأيتُ الذي بالعلمِ بشرني
والملك وهو مع الأنفاس يطلبني
إنَّ الذي قد دعاني في بشائره
فلا يزالُ معَ الأحيانِ يخطبني
فقلتُ يا ربِّ أما العلمُ أقبلهُ
والملكُ لستُ أراهُ فهوَ يخدعني
إنْ كان عَرَضاً فما لي فيه من أربٍ
أو كان أمراً فإن الأمر يطمعني
في عصمة ِ عصم اللهُ الحفيظُّ بها
نفسي فأعلمُ أنَّ اللهُ يحفظني
إذا سمعتُ كلاماً لا يوافقني
منه أسلمه وليس يحفظني
له التصرفُ في مولاه كيف يرى
مولاهُ فهوَ لهُ منْ أعصمِ الجننِ
أجسامُ كلِّ رسولٍ مصطفى نَدْس
لهُ المكانة ُ والزلفى بلا محنِ
أتى بمألكة من عند مرسله
مبلغاً بلسانِ القومِ واللحن
قد طهرَّ الله نفساً منه زاكية
من كلِّ سوءٍ كمثلِ الحقدِ والإحن
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول بالله لا بكوني
أقول بالله لا بكوني(5/284)
رقم القصيدة : 11844
-----------------------------------
أقول بالله لا بكوني
فإنهُ بالدليلِ عيني
إنَّ الحدوثَ الذي لكوني
قدْ حالَ ما بينهُ وبيني
في نظرِ العقلِ لا بكشفي
فالبينُ بيني والبينُ بيني
إنْ دلَّ أني له بغير
فذاكَ لي إذْ سألتُ عوني
أوْ قلتُ إني لهُ بعينٍ
أكذبني صوتهُ وصوني
فالأمرُ بيني وبينَ حبي
عليه نبني إن كنتَ تبني
أثنيتَ يوماً عليَّ جهلاً
فقالَ : أثني عليَّ تثني
فنيت عني به إليه
وذاك ما لم يقم بظني
وما جهلتُ الرويَّ فيما
نظمته فانظروه مني
فما تراه من نظم قولي
فليس شعراً خذوه عني
بل هو ما قال فيه ربي
من ذكر جمع ببينِ كوني
فكلُّ ما في الوجودِ نظمٌ
وليسَ شعراً والوزنُ وزني
ليس الفراهيد لي إمامٌ
أنا إمام له فإني
في كلِّ ما قلتُ من رويٍّ
علامَ وقتي فلا تثني
في آل عمرانَ إنْ نظرتمْ
بيتٌ وفي توبة وثني
بالحجر واعلم بأنَّ قولي
في كلِّ ما قلتُ عنهُ يغني
فالرقمُ مني والحقُّ يملي
فكلُّ ما خطَّ ليسَ مني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
رقم القصيدة : 11845
-----------------------------------
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
فإنَّ بخيلَ القومِ ليسَ بمحسانِ
ولا تظهرن إنْ كنتَ تملك سترة ً
إل كلِّ ذي عينٍ بصورة ِ عربانِ
وحققْ إذا ما قلتَ قولاً ولا تكنْ
تخلطُ صدقَ القولِ منك ببهتانِ
ولا تسرعن إنْ جاءَ يسألُ سائلٌ
ولا تبذرِ السمراءَ في أرضِ عيمانِ
وكنْ ذا لسانٍ واحدٍ وهو عينهُ
ولا تك من قومٍ بفيهم لسانان
لسانٌ بخلقٍ وهوَ عضوٌ معينٌ
وليسَ يرى ذا العضوَ إلا لتبيانِ
ونطقٌ بحقِّ فهوَ بالصدقِ ناطقٌ
تقسم قرآناً بتقسيم فُرقان
فيبدو لذاك القسم من كلِّ وجهة ٍ
منَ العالمِ الأدنى إليكَ طريقانِ
طريقُ شكورٍ أو كفورٍ وما هما
فريقانِ بلْ همْ بالتقاسمِ فرقانِ
فإنْ كنتَ عندَ القسمِ بالأمرِ عالماً
فما ثمَّ فرقانٌ بوجهٍ ولا ثانِ(5/285)
فما أنتَ بالتوحيدِ متحدٌ بهِ
فربحك خسرانٌ ونقصُك رجحاني
ولا تدخلنْ إنْ كنتَ طالبَ حكمة ٍ
حقيقة ٌ ما تبغيهِ كفهُ ميزانِ
قما وضعَ الميزانُ إلا بأرضهِ
هنا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
وما هو مطلوبي فذلك خارجٌ
عنِ الحدِّ والتقسيمِ فيهِ ببرهانِ
فليس وجودُ الخلقِ إلا بجودِه
وجودُ الإله الحقّ ليس بميزان
يفيض الإله الحقّ عين عطائه
وتقبلهُ الأعيانُ منْ غيرِ نقصانِ
فما ثمَّ إلا كاملٌ في طريقهِ
من أصحابِ أفلاكٍ وأصحابِ أركان
بهذا قد أعطى كلُّ من كان خلقُه
كما قاله الرحمن في نصِّ قرآن
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
رقم القصيدة : 11846
-----------------------------------
شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
وجه القبول وجازاني بإحسان
لمَّا تكلمَ فيهِ لمْ يجيءْ أحدٌ
بمثل ما قلته فيه ببهتانِ
عند المخالفِ إلا رسله ولنا
عنِ الكتابِ وعنْ كشفٍ وإيمانِ
الله يعلمُ أنى ما ذكرتُ لكم
إلا الذي نصهُ عنهُ بقرآ،ِ
فعم عقدَ جميع الخلق كلهمُ
ما قاله وهو عقدي وهو برهاني
إلا الشريكَ الذي بالجهلِ أثبتهُ
منْ كانَ مسكنهُ بدارِ نيرانِ
ناداني الحق لما أن علمت به
خير الموازين بالبرهان ميزاني
فزنْ بهِ وهوَ قرآني وما نطقتْ
به التراجم عني فهو تبياني
فزنْ بهِ لا تزنْ بالعقلِ إنَّ لهُ
في الوزنِ تطفيفاً أو نقصاً بخسران
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
رقم القصيدة : 11847
-----------------------------------
إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
لما وسعتُ الذي براني
فكنتُ بيتاً لهُ مسوى
مهيئاً للذي بناني
لهُ فلمْ يرتضي سوايَ
أراه مثل الذي يراني
مذ وسعَ الحقُّ قلبَ كوني
ما زلتُ في لذة ِ العيانِ
أشهدُه فيه كلَّ حينٍ
ذا كرمٍ مطلقِ العنانِ
في كلِّ وصفٍ تراه عيني
على الذي وحيه أراني
ما علم الله غيرَ عبدٍ(5/286)
أضحى منَ السرِّ في أمانِ
ليس لنا مشهدٌ سواه
أراه فيه ولا أراني
أرنو إليهِ بقدرِ علمي
من غير أيْن ولا زمانِ
ولا ترى عينه سواي
إلا إذا كان في الجنان
أو صار في حلبة المنايا
قد سبقَ القومَ للرهانِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحان من لا أرى سواه
سبحان من لا أرى سواه
رقم القصيدة : 11848
-----------------------------------
سبحان من لا أرى سواه
في كلِّ شيء تراه عيني
وذاك فرقٌ يراه عقلي
ما بين معبودِه وبيني
فكلما قلتُ أنتَ ربي
لبستُ بالسلبِ ثوبَ صوفي
تنزيههُ جدهُ تعالى
تشبيهُه كونه بكوني
طلبتُ بالشرعِ منهُ عوناً
يا مدعي لا يكونُ عوني
إلا لعبدٍ له مجالٌ
ولا مجالٌ إلا لأيني
وفي استوائي العقولُ تاهتْ
إذْ حالَ ما بينها وبيني
قد جاءنا الحقُّ في التلقي
بكلِّ هينٍ وكلِّ لينِ
يا مرسلاً إنني سميعٌ
إنْ قمت لي فيه باثنتين
ذاتٌ تعالتْ لها صفاتٌ
منْ كلِّ حسنٍ وكلِّ زينِ
إنْ رامَ تحصيلهنَّ فكري
بنيتُ بيتي بتبنتينِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
رقم القصيدة : 11849
-----------------------------------
خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
قلْ فمنْ لي يا منية َ المتمني
والذي فات لا تعده علينا
ومن الآن فلتكن عند ظني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
رقم القصيدة : 11850
-----------------------------------
منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
فإنهُ عمرَ الفاروقَ في الزمنِ
يا نائبَ الحقِّ إنَّ الحقَّ أهلكم
لمَّا أقامكَ في ذا المنصبِ الحسنِ
فإنْ عدلتَ وقاكَ اللهُ فتنتهُ
وإنْ عدلتَ ابتلاكَ اللهُ بالمحنِ
قرينهُ الحالِ تعطى ما أردتَ بما
ضربتهُ مثلاً للهمهمِ الفطنِ
إني لسان صغار لي وعائلة
وترجمانهمُ في السرِّ والعلن
قدْ أصبحوا مالهمْ ثوبٌ يردّ بهِ(5/287)
بردُ الهواءِ ولا فلسٌ منَ الثمنِ
وما التمست سوى مرسوم سيدهم
فإنْ منعتمْ فلا ثوبٌ سوى الكفنِ
وإنَّ ظني بكمْ في حقهمْ حسنٌ
ولم يخب أحد في ظنه الحسن
إنْ أجدبَ الوقت فاستسقاء صاحبه
يزيلهُ بانسكابِ الوابلِ الهتنِ
فإنهُ ربُّ إحسانِ ومأثرة ٍ
على المقلين بالآلاءِ والمنن
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نتيجة عن واحد لا تكن
نتيجة عن واحد لا تكن
رقم القصيدة : 11851
-----------------------------------
نتيجة عن واحد لا تكن
ألا ترى لم يكن إلاّ بكن
فهو بما أظهر ما عنده
منا ومنهُ ظاهرٌ قد بطنْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
رقم القصيدة : 11852
-----------------------------------
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
بكلامِ الحقِّ لا قولِ فلانِ
مهد العذر لنا صاحبه
بإشاراتٍ ورمزٍ في بيانِ
إنما كان عن أذني لا تقل
إنهُ كانَ عنْ إذنْ لكيانْ
يتعالى اللهُ في إيجادِهِ
ما تراه من جميعِ الحدْثان
عن شريكٍ غيرِ ما أثبته
حكمُ إمكانٍ لشخصٍ ذي جنان
نظرَ اللهُ إليهِ نظرة ً
إذْ أتاهُ في غمامٍ لا عيانْ
ما حديثي لمْ يكنْ عنْ لمْ يكنْ
إنما أوردهُ عن كانَ وكانْ
بلسانٍ ومقالٍ واضحٍ
ورقومٍ بيراعٍ وبنان
وكذا أوردهُ الله لنا
في كتابٍ بلسانِ الترجمان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
رقم القصيدة : 11853
-----------------------------------
هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
من قيل فيهم في لظى مبلسون
حالَ إله الخلق ما بينهم
وبينهُ شرعاً فلا يرحمونْ
إنَّ على أبصارِهم غشوة ٌ
من ظلمة الجهلِ فلا يبصرون
قد علموا الأمر فأنساهمُ
فلم يجيبوا وأبوا يسمعون
فلتأتهمْ ساعتهمْ بغتة ً
من عنده بكلِّ ما يكرهون
تأخذهم منه على غفلة
في حالِ تفريطٍ ولا يشعرونْ
قدْ لعموا الأمرَ فأنساهمُ
أنفسهم سكراً ولا يعلمون
لا يُسأل الله عن أفعاله(5/288)
بهمْ كما جاءَ وهمْ يسألونْ
قد قيل فيهم وقفوهم يروا
هذا الذي كانوا بهِ يفتنونْ
قدْ قصلَ اللهُ لهمْ مالهمْ
وما عليهم في الذي يقرأون
جاءتْ بهِ الأرسالُ منْ عندهِ
مبشرينَ وبهِ منذرونْ
قالَ لهمْ خيالهمْ حكمنا
اللغوُ فيهِ فعسى تغلبونْ
عاد عليهم حسرة لغوهم
فيه فكانوا في الورى خاسرين
فأعرضَ اللهُ وأرسالهُ
لما تولوا عنهمُ معرضين
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله فينا ما سكن
لله فينا ما سكن
رقم القصيدة : 11854
-----------------------------------
لله فينا ما سكن
وما توارى واستكنْ
فإنهُ سبحانهُ
لقلبنا نعمَ السكنْ
فلا تقولوا مالهُ
فإنما القلبُ سكنْ
ولا تكونوا كالذي
غلا لجهلِ فامتحنْ
غلوَّ أهلِ الرفضِ في
أمر الحسين والحسن
الشكرُ للهِ الذي
أسمعني كلَّ حسن
في كلِّ بشرى قالَ لي
إنك عبدٌ مؤتمن
على الذي أعطيته
من كلِّ سرّ في السنن
فقلْ كما قالَ الذي
يقوله من قد أمن
الحمد لله الذي
أذهبَ عن قلبي الحزنْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
رقم القصيدة : 11855
-----------------------------------
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
لم يشاهد بذكره ما سواه
فإذا شاهد العجائب فيه
لم يكن ذا إنابة في هواه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
رقم القصيدة : 11856
-----------------------------------
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
بدلائلِ التحقيقِ في دعواهما
فإذا جهلتَ الأمرَ في حاليهما
فدليل ما والاه في تقواهما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ
ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ
رقم القصيدة : 11857
-----------------------------------
ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ(5/289)
مسددٍ مجتبى ً قدْ خصهُ اللهِ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي
مولاه دامعة ً في الليلِ عيناهُ
يقول يا سيدي يا منتهى أملي
ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاهُ
اللهُ كرمَ منْ هذي سجيته
ونعتهُ فإذا يدعوهُ لباهُ
لولاهُ ما ضحكت أرضٌ بزهرتها
ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
اللهُ فضله اللهُ جمله
اللهُ عدله اللهُ سواه
يا صفوة َ الدينِ أنتَ الدين أجمعه
طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
رقم القصيدة : 11858
-----------------------------------
إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
في أطلس تحدثُ الأيّامُ دورتَهْ
ولا تزال إلى ما لا انقضاءَ له
فاحفظه لا يحجبنكَ اليومَ سورتهْ
فما لغيرتهِ في الخلدِ من أثرٍ
لكن تؤثر في الأركانِ غيرته
لولا تحركهُ لمْ ندرِ ما زمنٌ
ففيه حيرتنا وفيه حيرته
وما استقامتهُ إلا تمايلهُ
فإنهُ عورة ٌ والكلُّ عورتُهُ
فما ترى في وجودِ الكونِ من أثر
إلا وفيه إذا حققت صورتَه
فكلّ منزلة ٍ في الكونِ ظاهرة ٌ
وإنما هي في التحقيق سورته
فلا تذّمنّ دهراً لستَ تعرفه
فالدهر من شهدتْ بالملك فطرته
بهِ تواصلتِ الأشياءُ وانصرمت
فسيرة ُ الدهر في الأشياء سيرته
وليسَ يدري بها إلا الذي حسنتْ
معَ المهيمنِ في سرٍّ سريرتهُ
ما التفتِ الساقُ بالساقِ التي تليتْ
إلا تقولُ قد التفت غديرتهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
رقم القصيدة : 11859
-----------------------------------
إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
فعظمه بالذكرى وقلْ قلْ هوَ اللهِ
ألا إنه الرحمنُ في عرشهِ استوى
ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسمِ الرحيمِ خصصتمُ
بآخرة ٍ فانظر تجدْه هو الله
ركنتُ إلى الاسمِ العليمِ لأنني
عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ(5/290)
يويدني فيهِ وجودٌ هوَ اللهُ
أتتني كراماتٌ فقلت من اسمه الـ
ـكريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم
أخلاءَ وداً اصطفاهمْ لهُ اللهُ
لقدْ قامَ بالقيومِ عالٍ وسافلٌ
إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي
إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسمِ السلامِ عرفتهُ
وقد قيلَ لي أنّ السلامَ هوَ اللهُ
رجعتُ إليه طالباً غَفْر زلتي
فراجعني التوابُ إني أنا اللهُ
وناداني الربُّ الذي قامني به
أجبتكَ فيما قدْ سألتُ أنا اللهُ
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى
جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكنْ معهُ تحمدْ على كلِّ حالة ٍ
ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي
بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي
مجيبٌ أنا فاسألِ فإني أنا اللهُ
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة ٍ
كفورٌ أو شكَّاراً لأني أنا الله
فقلت له أنت العزيزُ فقال لي:
حمايَ منيعٌ فالعزيزُ هوَ اللهُ
عجبتُ لهُ منْ شاكرٍ وهوَ منعمٌ
ومنْ يشكرِ النعماءَ ذاكَ هوَ اللهُ
هو القاهر المحمودُ في قهر عبده
ولولا نزاعُ العبدِ ماقالهُ اللهُ
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه
هوَ الآخرُ الممتنُّ والآخرُ اللهُ
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر
وفي كلِّ مستورٍ فمشهودك اللهُ
لهُ الكبرياءُ السارُّ في كلِّ حادثٍ
فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلمُ ما لا يعلم إلا بخبرهِ
لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومنْ ينشئ الأكوانَ بدءاً وعودة ً
فذاكَ قديرٌ والقديرُ هوَ اللهُ
ومنْ يرني أشهدُ لنفسي بأنهُ
بصيرٌ يراني والبصيرُ هوَ اللهُ
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى
منَ السوءِ مني فالغفورُ هوَ اللهُ
يبالغ في شُكري إذا كنت عاملاً
ولا فعل لي إنَّ الشكورَ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى
مخالفة ً فاشكرهُ إذْ عصمَ اللهُ
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً
بدعواهُ لا بالفعلِ والفاعلِ اللهُ
وما ذكرَ الجبارُ إلا منْ أجلنا(5/291)
ليجبرنا في الفعلِ والعاملِ اللهُ
نزولٌ من أجلي كونهُ متكبراً
بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلة ِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ
لنا فيهِ والأرحامُ إذْ قالهُ اللهُ
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه
لمنْ يطلبُ الإصلاحَ فالمحسنُ اللهُ
بمقتدرٍ أقوى على كلِّ صورة ٍ
أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ قدْ خلقَ البرا
وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ
سوى من تعالى فالعليُّ هوَ اللهُ
وكلُّ ولي ما عدا الحق نازلٌ
فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوة ٌ من ربنا مستعارة ٌ
فنحنُ ضعافٌ والقويُّ هوَ اللهُ
ولا حيَّ إلا منْ تكون حياتهُ
هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ
كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجدهُ عبدُ الهوى في صلاتهِ
على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه
فأثبتَ عندي جودَه أنهُ اللهُ
لجأتُ إليهِ إنه الصمدُ الذي
إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى
سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورة
تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ
وإطلاقها ألله فالأول الله
أقولُ هوَ الأعلى ولكنْ لغيرِ منْ
وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هوَ المتعالي للذي جاء منْ ظما
وجوعٍ وسقيمٍ مثلّ ما قالهُ اللهُ
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا
كما جاءَ في الأخبارِ فالخالقُ اللهُ
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا
كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي
تسميهِ بالرزاقِ ذلكمُ اللهُ
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ
ولا رامزٍ والحقُّ يعلمهُ الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته
وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوفٌ بنا والنهيُ عن رأفة ٍ يكنْ
بحاكمنا في الزانِ إنْ حده اللهُ
عفوٌّ بإعطاءِ القليلِ وإنْ يكن
بحاكمنا في الزانِ إنْ حدَّه اللهُ
كثيراً سواءً هكذا نصهُ اللهُ
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره(5/292)
وإنك مدعوٌّ كما حكم الله
فإنَّ لهُ حكمَ المتانة ِ في الورى
وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه
ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأملْ إذا ما كنتَ باللهِ مؤمناً
منَ المؤمنُ الصديقُ فالمؤمنُ اللهُ
ولاتختبر حكمَ المهيمن إنه
شهيد لما قد كان والشاهد الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه
هوَ الباطنُ المجهولُ فالمدرك اللهُ
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة
أكونُ عليها فالشهيدُ هوَ اللهُ
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه
على خلقهِ فانظره فالحاكمُ اللهُ
كما هو إنْ نكرته وأزلته
عنِ الياء فأقصرهُ تجد هوَ اللهُ
وكبرهُ تكبيراً إذا ما ذكرتنا
بهِ حاكمُ اللهِ والأكبرِ اللهُ
وما عزَّ منْ يفنيهِ برهانُ فكرهِ
وقدْ عزَّ عنهُ والأعزُّ هوَ اللهُ
هوَ السيدُ المعلومُ عندَ أولي النهى
وجاءتْ بهِ الأنباءُ والسيدُ اللهُ
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه
لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره
لكلِّ شريكٍ يدعي أنهُ اللهُ
وقلْ فيه محسانٌ كما جاءَ نصهُ
بألسنة ِ الأرسالِ فالمحسنُ اللهُ
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى
فقالَ لي المجلى الجميلُ هوَ اللهُ
ولما علمنا بالبراهينِ أنهُ
رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه
محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة ِ الرحمنِ كانتْ ذواتنا
معَ الحدثِ المرثيِّ والقابضُ اللهُ
ويبسطُنا عند الكثيبِ لكي نرى
على جهة الانعام فالباسطُ الله
كما أنهُ الشافي لسقم طبيعتي
كما جاءَ يشفني وإنْ أسقمَ اللهُ
كما أنه المعطى الوجودَ وما له
منَ الحقِّ خلقاً هكذا قالهُ اللهُ
ولما أتى داعي المقدّم طالباً
تقدمَ منْ يدعو منَ العالمِ اللهُ
ومنْ حكمهِ باسمِ المؤخرِ لمْ أكنْ
على حكمه الهادي كما قد قضى الله
على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قدْ صحَّ قدْ جئتكمْ بهِ
وقدْ قالتِ الحفاظُ ما ثمَّ إلا هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ
بأنَّ لهُ الأسماءَ منْ صدقِ دعواهُ(5/293)
وقيدها في تسعة ٍ لفظهُ لنا
وتسعينَ منْ أحصاها يدخلُ مأواهُ
وما هوَ إلا جنة ٌ فوقَ جنة ٍ
على درج الأسماء والخلد مثواه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
رقم القصيدة : 11860
-----------------------------------
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة
سبعٍ إلى قلبهِ والسامعُ اللهُ
منه إليه به كان النزول له
فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعرضُ المشهودُ فيهِ وما
في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتهُ فأنا
عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من أعجبِ الأمر أنَّ الحكم من عدم
في عينِ كونٍ فأين العبدُ والله
فالعينُ تشهدُ خلقاً جاءَ من عدمٍ
والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
لهُ اليمينُ لهُ العينانِ في خبرٍ
أتى به منه والآتي هو الله
فالحكم لي وله عينُ الوجودِ وما
للعينِ مني وجودٌ بل هو الله
فانظرهُ في شجرٍ وانظرهُ في حجرٍ
وانظرهُ في كلِّ شيءٍ ذلكَ اللهُ
كلُّ الأسامي لهُ إنْ كنتَ تعقلهُ
هوَ المسمى بها فكلها اللهُ
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما
بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقلْ لهُ ذاكَ حكمُ العينِ فيهِ ومنْ
يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثمَّ واللهِ إلا حيرة ٌ ظهرتْ
وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله
لمْ ينفردْ بالوجودِ الواحدِ اللهُ
بل الحدوثُ لنا وما يتابعهُ
وهذهِ نسبٌ والثابتُ اللهُ
ينوبُ عنا وإنا منهُ في عدمٍ
ونحن نشهدُه والشاهدُ الله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
رقم القصيدة : 11861
-----------------------------------
النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
لحنٌ أتاه به شرعٌ فأعطاهُ
الحرفُ يُبدَل من حرفٍ يماثله
في قربِ مخرجهِ لذاك ساواه
وذا بعيدٌ فكيفَ الأمر فيه فقلْ
بأنهُ بعضُ عينٍ حينَ سماهُ(5/294)
فقال والعين أيضا مثله وكذا
سينٌ وشينٌ لما ذا العينُ حلاهُ
العينُ عمَّ نفوسَ الكونِ أجمعها
جدًّا وحققها فذاك معناه
وما سواه فليس الأمر فيه كذا
لسرِّ ذلكَ ربُّ اللحنِ جلاهُ
فقد تبين أنَّ العين سارية
في كلِّ شيء لهذا السرِّ أدناه
قرباً فأبدلهُ نوناً مسامحة ً
في كلِّ كونٍ ييدُ الحقّ أبداهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
رقم القصيدة : 11862
-----------------------------------
وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
فما معبودنا إلا الإلهُ
سَرَى توحيده في كلِّ عينٍ
فما شيءٌ يسبحهُ سواهُ
ولكن ليس نفقه علم هذا
وإنْ كان المسبح قد دعاه
لقدْ حجبَ العبادَ بما أراهمْ
منْ أنفسهم فلا عينٌ تراه
ولا عقلٌ يراهُ بعينِ فكرٍ
وبرهانٍ ولمْ يبعدْ داهُ
قريبٌ بالشريعة حين قالت
بأنَّ القلبَ صيرهُ حماهُ
بعيد بالأدلة عن عقولٍ
لقدْ عزَّ الذي يحمي ذراهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
رقم القصيدة : 11863
-----------------------------------
هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
ليس له من خلقه مشبه
ولوْ بدا للعينِ في صورتي
لهُ المقامُ الأفخمُ الأنزهُ
قد استوى فيه وفي نفسه
العالمُ الهمهمُ والأبله
ما يعرفُ الحقَّ سوى نفسهم
إن عرفوا وكلُّ ذا كنهه
فإن تجلّى لعيونِ الورى
رأوه منهم ولذا نزهوا
أنفسهم في بعض أقوالهم
قال به أربابه الوله
تنزيههمْ عادَ عليهمْ كما
جاء به النص الذي نزهوا
وفيه قال العبد سبحانه
عليهِ أهلُ اللهِ قدْ نبهوا
فإنه ليس بأنفاسهم
ما اعتقد الناس وما شبهوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
رقم القصيدة : 11864
-----------------------------------
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
تزايدتِ القلوبُ بما تلاها(5/295)
تراها فيهِ حالاً بعدَ حالٍ
ومجلاها الهلالُ إذا تلاها
وإني من حقيقتهِ بسري
كمثلِ الشمسِ إذ تُعطي سناها
فما أنا في الوجودِ سواهُ عيناً
وما همُ في الوجودِ بنا سواها
فتلكَ سماؤنا لما بناها
وهذي أرضنا لما طحاها
من أجلي كان ربي في شؤون
وقدْ بلغتْ فواكهكم أناها
سنفرغ منكمُ جوداً إليكمْ
لتعطي نفوسَكم منها مناها
ويلحمها بذاتٍ منهُ لمَّا
علمت بأنها كانت سداها
يعذبنا النهار سُدى وويلاً
وليلته يعذبنا نداها
فغطاها الظلامُ بسرِّ كوني
وجلاها النهارُ وما جلاها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
رقم القصيدة : 11865
-----------------------------------
إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
وما نالتِ الأجفانُ فيهِ كراها
لقدْ ظهرتْ فيها أمورٌ عظيمة ٌ
وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها
وأخرجَ لي ما قدْ أجنَّ ثراها
وقدْ عجزتْ أبصارنا أنْ ترى لها
بساحتنا حكماً فكيفَ تراها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
رقم القصيدة : 11866
-----------------------------------
رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
على أمورٍ عظامٍ كدتُ أخفها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ
آثارها وهوَ حالي قد بدا فيها
بدا لشاهدِ عيني عينُ صورتهِ
تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا منْ فوقِ أرقعة ٍ
تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لوْ كانَ يصفو لنا في حال رؤيتنا
إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضتْ نفسي لرؤيتها
وقدْ سألتُ إلهي أن يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها
بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرَّك الجسمُ مني في تحركها
بسجدة ٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكانَ فيما بدا مني لمَّا قصدتُ
من المواعظِ والذكرى تلافيها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما انبعثتْ همتي إليها
ما انبعثتْ همتي إليها
رقم القصيدة : 11867(5/296)
-----------------------------------
ما انبعثتْ همتي إليها
ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ
لمْ يلقَ ما عندهُ إليها
بما له خصّها اعتناء
فكلُّ ما عندهُ لديها
فليس في الكون ما تراه
سواهُ فالأمرُ في يديها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
رقم القصيدة : 11868
-----------------------------------
ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
وهي الدليلُ على الخيرِ الذي فيها
تحوي على كلِّ خير قيَّدته لنا
بألفِ شهرٍ وذاك القدر يكفيها
ولم يقيدْ بشيءٍ ما يزيدُ على
ما قيدته لنا حتى يوفيها
فليسَ يحصرُ غيرَ الذاتِ في عددٍ
لأنه خير ربٍّ مودع فيها
وخيره سرمديّ لا انقضاء له
فالله يحرسُها والله يكفيها
من كلِّ عينٍ تؤديها إلى عطبٍ
ولوْ قدْ سعينا في تلافيها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
رقم القصيدة : 11869
-----------------------------------
تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
فإنَّ وجودَ الذاتِ للهِ عينها
وذاك اختصاصٌ بالإله ولا تقل
بأنّ ذوات الخلقِ كالحقِ كونها
تغيرتِ الأحكامُ لما تغايرتْ
بألفاظه الأنساب فالبينُ بينها
فمنْ شاءَ فليقطعَ ومنْ شاءَ فليصلْ
فذلكَ سترٌ فيهِ للذاتِ صونها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من كان تكملُ ذاتُه بسواها
من كان تكملُ ذاتُه بسواها
رقم القصيدة : 11870
-----------------------------------
من كان تكملُ ذاتُه بسواها
فهوَ الذي بالمحدثاتِ يضاهى
الحقُّ أعظمُ أنْ يكونَ كمثلِ ما
قد قال بعض الناسِ فيه فضاهى
أكوانُه بصفاته وتباهى
في ذاكَ إعجاباً بها وتناهى
منْ يقبلِ الأغيارِ كانَ سواها
وهي التي ثبتتْ لمنْ سواها
عندَ المنازعِ للمحققِ والذي
ما زالَ ينكرُ كونها أشباها
فانظر إلى هذي العقول من الذي
قد كان أثبتها فما أعماها(5/297)
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
رقم القصيدة : 11871
-----------------------------------
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
بهِ مقلُ الأبصارِ بالمنظرِ الأزهى
وكيفَ تراه العين وهو منزه
بكرسيه العالي المنزه والأبهى
إذا سمعتْ أذنايَ شرحَ كلامِهِ
تحققتْ قطعاً بيننا منْ هوَ الأشهى
تعالى جلالُ الله عن كلِّ مدرِكٍ
وللهِ حالٌ ما ألذَّ وما أشهى
فأنهيتُ أمري طالباً حقَّ خالقي
إلا أنَّ عبد الله من كان قد أنهى
فإنْ كان حقاً ما يقالُ فإنه
يقررهُ حالاً وإلا فقدْ ينهى
ومثلي منْ يسهو عن الحقِّ عندما
يقررهُ أمراً ومثلي منْ ينهى
دهاني بأمرٍ كنتُ قبل جهلتُه
فما أمكن المملوك ردَّ فما أدهى
وهي جانبُ البيتِ العتيقِ لعزة
فلم أر أهوى منه بيتاً ولا أدهى
ولمْ يلهني عنهُ حميمٌ وصاحبٌ
فإنْ لمْ يكنْ بالقولِ بالحالِ قد ألهى
فلا تحجبني عنك ربيّ بصورة
فإني لها أسعى كما أنني منها
حديثي الذي عند السماع أبثه
فما هوَ إلا من روايتنا عنها
وما علمتْ نفسي مثالاً مطابقاً
كما تزعم الألباب كنتُ لها شبها
إذا طمعتْ نفسي بإدراكِ ذاتها
فتلكَ التي تدعى بجاهلة ٍ بلها
تخص إذا خصتْ نفوسَ شريفة
منزهة الأوصاف بالصورة الشوهى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
رقم القصيدة : 11872
-----------------------------------
إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
فذاك الإله الحقُّ ليس يضاهى
ودعْ عنكَ أفكاراً تنازعُ حكمة ُ
فآلهة ُ الأفكارِ لا تتناهى
وقدْ بلغتْ نفسي إذا هي أنصفتْ
وقالتْ بقولِ الشرعِ فيهِ مناها
فيا قارئَ القرآن شرعكَ فالتزم
فما آية ٌ إلا يزيد رضاها
وما طعمة ُ الأفكارِ إلا تغصصٌ
إذا هي لم تبلغ لديه أناها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً
إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً(5/298)
رقم القصيدة : 11873
-----------------------------------
إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً
فقهقهتُ عجباً مني لجهلي بها
وأقبلتُ نحوَ عقلي كيْ تعاتبهُ
أعاقلا نفسه يرضى بمذهبها
كيفَ الرضى وهو ذو مكر وذو خدعٍ
دليلنا ما بدا لي من تعجبها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن المحامد أنواع منوّعة
إن المحامد أنواع منوّعة
رقم القصيدة : 11874
-----------------------------------
إن المحامد أنواع منوّعة
تبيينها لكَ حمدُ الحامدينَ بها
وما لها صور في غير حالهمُ
فكن بذا عالماً إنْ كنتَ منتبها
عم الحلالُ إذا أكلت عن ضررٍ
فإنْ جهلتَ فكُلْ ما كان مُشتبها
وما يعمُّ حرامٌ وهوَ حجتنا
إنَّ المآلَ إلى الرحمن انتبها
إنَّ النجومَ لتجري في مطالعها
بما يشاءُ منْ أمرٍ نحو مغربها
وذلك الأمر أخفاه وأودعه
ربُّ السمواتِ في تسيير كوكبها
فقائل إنَّ هذا الحكمَ ليس لها
وقائلٌ حكمُ هذا منْ كوكبها
يسري فيحدثُ في أعياننا عجباً
وما لها مذهبٌ في أصل مذهبها
وما لها خبر مما يقوم بنا
بل ذلك الأمر فينا من مرتبها
تقلبَ الليلُ عنها والنهارُ معاً
وما التقلبُ إلا من مقلبها
سبحانه وتعالى أنْ يحاط بما
يحويه علماً لدينا في تقلبها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
رقم القصيدة : 11875
-----------------------------------
إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
نفي التحيزِ لا تقوى دلالتها
إنّ البدورَ بعينِ الحسِّ تشهدُها
وقدْ أحاطتْ بها في الجوِّ هالتها
ولم تكن غيرَ أنوارٍ بها انبعثت
منها إلى غاية ٍ فيها حبالتها
على السواءِ فدارتْ كي يحيط بها
وما أحاطَ بها غيرُ فآلتها
منها فنطقها بالمحالِ موجدُها
حقاً وقد حققت فيها مقالتها
واعلمْ بأنَّ صفاتِ الحقِّ ليسَ لها
حدٌّ ينال فقد عالت فريضتها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> زوجتِ الأنفسُ أبدانها
زوجتِ الأنفسُ أبدانها(5/299)
رقم القصيدة : 11876
-----------------------------------
زوجتِ الأنفسُ أبدانها
إذْ أظهرَ الإنسانُ أعيانها
وأحكم الطبعُ بها شهوة ً
إذ أحكمَ الصانعُ بنيانها
أسكنه الرحمن في جنة
يلاعبُ الحورَ وولدانها
أطافَ بالكاسِ وإبريقه
رحمانُهُ عليهِ غلمانها
لما أتى عند كثيبِ الحمى
يطلبُ للأنصارِ رحمانها
أنفسنا لو عرفتْ ذاتها
لأقرأتْ بالجمع قرآنها
سبحان من حيرَّها حكمة
فيها فلا تعرفُ فرقانها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
رقم القصيدة : 11877
-----------------------------------
لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
ما لاحَ عينُ العالمِ المشبهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
رقم القصيدة : 11878
-----------------------------------
ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نسَبٌ
صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخرَ ذي نسبٍ
تفجرَ العلمُ منهُ في نواحيهِ
فليلبسٍ الولدُ المحفوظُ خرقتنا
على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهيَ التزينَ بالأخلاقِ أجمعها
محمودها في الذي يبدي ويخفيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
رقم القصيدة : 11879
-----------------------------------
وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا منْ دليلِ العقلِ مأخذهُ
والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطة ٌ
الحقُّ ما قلتهُ في الأمرِ يا ساهي
عناية ُ الله بي إذْ كانَ يعلمني
مثال هذا بلا مال بلا جاه
هذا هوَ الجاهُ إنْ حققتَ منصبهُ
وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليسَ يدركهُ
إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
ببيتُ التفكرِ بيتُ العنكبوتِ وبيتُ
الكشفِ عندهمْ في فكرهم واهي(5/300)
لولا التفكرُ كانَ الناسُ في دعة ٍ
في العلم بالله لا بالآمرِ الناهي
وليس يعبده إلا منزهه
في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباهِ
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم
أسماءَ مرسلة ً فلا تقلْ ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة
ولا اشتقاقاً وكنْ كالعالمِ الواهي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
رقم القصيدة : 11880
-----------------------------------
قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا
وقامت الحجة ُ الغرَّاء لله
ما للمحالاتِ في العينِ الثبوتُ وقدْ
أقامها العقلُ للأوهامِ للهِ
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده
شهودٌ وهم بأحكام من الله
لوْ لمْ يردْ لمْ يكنْ وقدْ أراد فكان
ولوْ فليسَ لها حكمٌ مع الله
من يزرع المنعَ لمْ يحصدْ سوى عدمٍ
والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها
فليسَ ينتجُ إلا المنعُ واللهِ
ويضعفُ الحكم فيها إن قرنت بها
وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحققٌ لوْ دانَ لنيطَ بهِ
خلافٌ ما يستحقُّ الذاتَ والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت
الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاقَ النطاقُ على منْ ليسَ يعرفها
ولستَ تعرفها إلا من الله
فليسَ يشهدُ في الأكوانِ كائنة ً
وحكمها أحد إلا من الله
فاحمدْ وزدْ واعترفْ بالكونِ من عدمٍ
واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا
تخفى على كلِّ محجوبٍ عن اللهِ
وقل بها إنها العلم الصحيح ولا
تعدلْ إلى غيرها تدنو منَ اللهِ
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به
إلا وتشهدُهُ جوداً منَ اللهِ
تدفع غوائله بما اتصفتَ به
من الشهودِ فلا تغفلْ عنِ اللهِ
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها
إلا وعصمتكمْ فيها منَ اللهِ
قصدي حضوركَ لا تغفلْ وكنْ رجلاً
للهِ باللهِ في اللهِ معَ اللهِ
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا
في أنَّ كونَ وجودِ الله للهِ(5/301)
يا بردها حكمة ً ذوقاً على كبدي
الحالُ جاءَ بها فضلاً منَ اللهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
رقم القصيدة : 11881
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
ليسَ الإلهَ الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه
والشرعُ ما بينَ تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا
بربنا ولهذا همتي فيهِ
إن الشريعة تجري غير قاصرة
والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرة ٌ
والشرعُ يظهرهُ وقتاً ويخفيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
رقم القصيدة : 11882
-----------------------------------
مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
بلْ عينها عينها والحكمُ للهِ
منْ حيثُ ما هوَ ربُّ العالمينَ ولا
تعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي
إذا تملُّ يملُّ اللهُ
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدتهِ
ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي
رقم القصيدة : 11883
-----------------------------------
هوية الحق أسراري وأعضائي
فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلتهُ الشرعُ جاءَ بهِ
من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه
ستور أغطية ٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً
ظهرتْ فيها بحكمِ المالِ والجاهِ
هي التي عينُ التوحيدِ مشهدُها
فلا تقلْ عندما تبدو لنا ما هي
هيَ ليسَ يدركها عينٌ سواها ولا
تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله
عني ولستُ بما قدْ قلتُ بالساهي
هنيتَ يا طالبَ التحقيقِ من قدمٍ
صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناكَ معطي وجودِ الكونِ منْ عدمٍ
في عينِ حدٍّ وفي ساه وفي لاهي(5/302)
هوَ الذي حيَر الألبابَ واعتمدتْ
على براهينها منْ كلِّ أواهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا من يحيرني في ذاته أبداً
يا من يحيرني في ذاته أبداً
رقم القصيدة : 11884
-----------------------------------
يا من يحيرني في ذاته أبداً
تنزيههُ والذي قدْ جاءَ في الشبهِ
إنْ قلتُ ليس كذا قالت شريعته
صدِّق بتنزيهه العالي وبالشّبهِ
للحالتين معاً الذاتُ قابلة ٌ
فأنت لا أنت إذ يدعوك بالشّبه
وقدْ رأى كلُّ ذي فكرٍ وذي بصرٍ
الفرقَ بينَ وجودِ التبر والشبهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحانه لا بتسبيحِ هويته
سبحانه لا بتسبيحِ هويته
رقم القصيدة : 11885
-----------------------------------
سبحانه لا بتسبيحِ هويته
ذات المسبح لكن لا تقل ما هي
هوية ما لها في العينِ من خبرٍ
ولا تنالُ بأموالٍ ولا جاهِ
هيَ الغنية ُ ما تنكُّ طالبة ً
قرضاً من الخلقِ من لاهٍ ومن ساهِ
انظرْ بإيمانِ عقلٍ بلْ بفطرتهِ
فجملة ُ الأمرِ أنَّ السرَّ في الباهِ
هذا تولدَ عنْ هذا فوالدهُ
هذا فيا حيرة المفتون في الله
إني لأبصره في عين سادنه
وهو المليك به الآمر الناهي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
رقم القصيدة : 11886
-----------------------------------
الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
في مذهب الأشعريين بضدّهم
فيه بما ذكروه في حدودهمُ
لهمْ وغيرهمُ يأتي بضدهمْ
وهوَ الصحيحُ الذي اختاروه فاعتمدوا
عليهِ وانظرْ إلى عقدي وعقدهمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
رقم القصيدة : 11887
-----------------------------------
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
حكم عليها بنعتٍ لم يزل فيه
إلا تحوّلها إلا تبدّلها
في كلِّ مجلى ً وهذا فيهِ ما فيهِ
في العقل لا في نصوصِ الشرعِ فالتزموا(5/303)
قولِ المشرعِ إذْ كانَ الهدى فيهِ
فليس من صور أدنى ولا صور
عليا تشاهد إلا حكمها فيه
فإنْ رأتْ حجراً وإنْ رأتْ شجراً
وإنْ رأتْ حيواناً كلها فيهِ
هو الوجود ولكن ما حكمت به
فإنهُ عينُ أعيانٍ بدتْ فيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يريد قوله تعالى : {وهو الله في السمواتِ وفي الأرض}، وقوله تعالى : {وهو الذي في السماءِ إله وفي الأرض
يريد قوله تعالى : {وهو الله في السمواتِ وفي الأرض}، وقوله تعالى : {وهو الذي في السماءِ إله وفي الأرض
رقم القصيدة : 11888
-----------------------------------
يريد قوله تعالى : {وهو الله في السمواتِ وفي الأرض}، وقوله تعالى : {وهو الذي في السماءِ إله وفي الأرضِ إلهٌ}.أشهدنا من ذاتِنا ذاته
وذاك في موقفنا الأنبهْ
لو أنه يدركه خلقه
لكانَ مخلوقاً وأعزز بهِ
مذهبنا مذهب أمٍّ لنا
مذهبُ ابنِ العم اذهب به
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
رقم القصيدة : 11889
-----------------------------------
وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
ولستُ أنكره والحكمُ لله
جهلي به عين علمي والنعيم به
مثل العذاب به كالمال والجاه
إن قلت هو قال عين الكشف ليس بهو
أو قلتُ ذا لمْ يوافقني سوى اللهِ
فهذه حِكَم يدري بها حكم
من أهملها مثل أهل الشرع في الباه
فمن يوافقني فيها أوافقه
ومنْ يوافقُ قلْ يا سيدي ما هي
فيعتريه إذا ما قلت ذا خرس
وهو الدليلُ عليه أنه ساهي
فكلُّ منْ في وجودِ الحقِّ يعرفهُ
إلا الذي هوَ في مقصودِنا لاهي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
رقم القصيدة : 11890
-----------------------------------
إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
ساويتَ فيه جميعَ العالمين بهِ
أقولُ هذا لأمرٍ قدْ سمعتُ به
عن واحدٍ فطنٍ للعلمِ منتبِهِ(5/304)
فقالَ ليسَ كما قالوهُ واعتقدوا
فما لعالمنا العلامِ منْ شبهِ
وذا لجهلٌ بما قلناهُ قامَ بهِ
فليس في قولنا المذكور من شبه
هل نسبة الذهب الإبريز في شِبه
ما صاغَه الصائغُ العلاّم من شَبَه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
رقم القصيدة : 11891
-----------------------------------
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
فلستُ أفكرُ في شيءٍ أقضيهِ
تصرفي ليسَ عنْ فكرٍ ولا نظرٍ
لكن عن الله يوحيه فأُمضيهِ
الأمرُ بيني وبينَ السرِّ منقسمٌ
بحالهِ فهوَ يرضني وأرضيهِ
فما يكون له من حادثٍ قبلي
يبغي تكوّنه إلا وأقضيه
فليسَ يمكنهُ إلا سياستنا
وليس يمكننا إلا ترضيه
فكلّ ما هوَ فيهِ من مكانتنا
وكلُّ ما نحن فيه من مراضيه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني سمعت كلاماً ليس يدريه
إني سمعت كلاماً ليس يدريه
رقم القصيدة : 11892
-----------------------------------
إني سمعت كلاماً ليس يدريه
إلا الذي سمعَ القرآنَ منْ فيهِ
هوَ الرسولُ الذي منْ جاءَ يطلبهُ
بعقله فبهذا القدر أكفيه
إني رأيتُ لهُ نوراً يضيُ بهِ
أهل السماءِ إذا عين توفيه
من الضياءِ الذي فيها حقيقته
وحقه وسوى هذا يعفيه
منْ كانَ أمرضه فكرٌ فإن لهُ
ربّاً يعافيه إيماناً ويشفيه
ما كان أثبته الإيمان من شبهٍ
بالله جاءَ دليلُ الشرعِ ينفيه
والعقلُ أيضا له رِدء يصدقه
في قولهِ فهوَ برٌّ في تحفيهِ
الله يشقي فؤادي إذ رأى جسدي
عين الصَّدى وهو يبكي في تشفيه
لصحبة ٍ سلفتْ ما بين قالبه
وبينهُ وهوَ أمرٌ فيهِ ما فيهِ
لقدْ تنازعَ فيهِ الحاكمانِ معاً
فالشرعُ يظهره والطبع يخفيه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليس يدري ما هو الأمر سوى
ليس يدري ما هو الأمر سوى
رقم القصيدة : 11893
-----------------------------------
ليس يدري ما هو الأمر سوى
منْ هوَ الآنَ على صورتهِ
فإذا تبصره تعلمه(5/305)
للذي يعلم من صورته
إنما يبصرهُ في ملكهِ
مثله يمشي على سيرته
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أشهد في خالقي بجوده
أشهد في خالقي بجوده
رقم القصيدة : 11894
-----------------------------------
أشهد في خالقي بجوده
ما شاءِهُ من سنا وجودِهْ
واختارني للعلومِ قلباً
عناية ً بي على عبيدهِ
وقالَ لي لا تكنْ محلاً
لواردِ الكونِ في شهودهْ
فإنما جنتي وناري
لكلِّ رسمٍ دارا خلودِهْ
فاذكرْ وجودي بعينِ جودي
يكن عطاء على حسودِه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
رقم القصيدة : 11895
-----------------------------------
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
على عددِ الأخلاطِ والحكمِ إمعهْ
وذلك حكم الحقِّ في حقِّ خلقه
فأينَ يكونُ الشخصُ قالَ أنا معهْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
رقم القصيدة : 11896
-----------------------------------
وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
عزيزاً ولا فخرَ لديَّ ولا زهوُ
تركبتُ وجودَ الشفعِ يلزم بابهُ
فغيبتُنا توٌّ وحضرتُنا توّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
رقم القصيدة : 11897
-----------------------------------
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
ولولا الهوى في القلبِ ما عبدَ الهوى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ بنتي دنيا
ألبستُ بنتي دنيا
رقم القصيدة : 11898
-----------------------------------
ألبستُ بنتي دنيا
لباسَ دينٍ وتقوّى
عسى أراها على ما
قد كلَّف الله تقوّى
فإن دارَك هذي
دارُ اختبارٍ وبلوى
إذا شربتَ بنفسٍ
ماءَ الحياة ِ لتروى
إنّ التنفس فيه
أهنى وأمرى وأروى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي قدْ
إنَّ الإلهَ الذي قدْ(5/306)
رقم القصيدة : 11899
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي قدْ
علا وجلَّ سموا
هوَ الذي قلتُ عنهُ
يريد مني دُنوّا
فلمْ يزلْ بي شفعاً
ولم يزل فيّ توّا
لما نفى المثلَ عني
لذاكَ لمْ أكُ كفوا
لم أتخذ قولَ ربي
عند التلاوة هُزوا
سبحانه وتعالى
عن الشبيه عُلوّا
ومع هذا التعالي
قد قال يعمر حوّا
قد حِرتُ فيَّ وفيه
فلو أراد البنوّا
لمْ يستحل ذاكَ منهُ
يا ربِّ غَفراً وعفوا
أنتَ القديرُ عليهِ
فكنْ بعقدي عفوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليس يدري الغير ما طعم الهوى
ليس يدري الغير ما طعم الهوى
رقم القصيدة : 11900
-----------------------------------
ليس يدري الغير ما طعم الهوى
إنما يدريهِ منْ ذاقَ الهوى
والهوى لولا الهوى ما هويت
نفسُ من ذاق الهوى غير الهوى
ما هوى نجمٌ إذا النجم هوى
في هوى إلا من آثارِ الهوى
أولُ الحبِّ هوى ً نعلمهُ
عندنا فالعشقُ من حكمِ الهوى
لا تذمنَّ الهوى يا عاذلي
إنما للمرء فيه ما نوى
فبهِ كونَ كوني فبدا
وبه قد فلق الحبُّ النوى
فيرى صاحبه في مَوصل
ويرى عائدهُ في نينوى
فيرى الصاحب في وصلته
ويرى العائدُ يشكو بالنوى
وقف الحبُّ على القلبِ إذا
ذاقه عند مقاماتِ السوى
وإذا خاطبهُ منْ ذاتهِ
ما يرى خاطبه منه سوى
ليس للقلبِ اهتمامٌ بالذي
نالهُ عندَ المناجاة ِ سوى
قولِ من قالَ له في حكمه
أنا في الحكمِ وإياكَ سوا
ما له من خبر في علمه
غيرُ ما قدْ قالهُ ثمَ لوى
عنه وجها لم يزل وجهته
يطلبُ الوجهُ بها وأدى اللوى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنما الماءُ من الماءِ روي
إنما الماءُ من الماءِ روي
رقم القصيدة : 11901
-----------------------------------
إنما الماءُ من الماءِ روي
والذي مذهبُه ذا ما روي
قدْ روتْ ناسخة ٌ عائشة ٌ
عند قومٍ جهلوا ما قد روي
إنما زادتْ بما قد ذكرتْ
عينُ حكمٍ وهوَ برهانٌ قوي
غرضي والله يوماً أن أرى
الذي بي منْ جواه يرتوي(5/307)
وإذا أبصرته لم أره
وهوَ ذو شوقٍ عليهِ يحتوي
ما أنا في ظاهر الحرف به
بلْ أنا عينُ الوجودِ المعنوي
ما يرى ما قام بي من كَلَفٍ
غيرُ شخصٍ عربيّ نبوي
هوَ رمزٌ فارسيٌّ غامضٌ
وهوَ نصٌّ عندَ شخصٍ علويّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
رقم القصيدة : 11902
-----------------------------------
وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
عليهِ وإني ما دنوتُ كما دنوا
وعطلتُ ما عندي بما عندهم وما
حصلتُ على ما حصلوه وما دروا
وإنهم في كلِّ حالٍ ومشهدٍ
على حكم ما ظنوه فيه وما نووا
وليتهمُ لو قدَّموه وثابروا
عليهِ تدلوا في النزولِ وما علوا
ولكنهم لما تحققَ جودُهم
وجودهم هدوا قواعدَ ما بنوا
وما ذاك إلا أنَّ في الصدق ثلمة ً
تخوفهم فيما رأوهُ وما رووا
وليتهمُ لما تحققَ كونُهم
لديهم وما اهتموا لذاكَ وما بلوا
ولو كان غيرَ الكون كوّن كونَهم
لما ابتاعَ أضدادَ الهوى ولما شروا
ودادكَ مطلوبي وحبكَ مذهبي
وعشقكَ صفوُ العيشِ هذا إذا صفوا
وصيتهم حبل الإله تمسكوا
به وتدانوا منهمُ عندما خلوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
رقم القصيدة : 11903
-----------------------------------
وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
يسارع إلى الخيرات يُحمد سعيه
ونافسْ كما قدْ نافسَ الناسُ وارتقِ
رقيَّ الذي ما زالَ يعصمُ وعيهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
رقم القصيدة : 11904
-----------------------------------
لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
عريٌّ من التقوى إذا كنتُ كاسيا
دعاني منادي الحقِّ من بين أضلعي
فلوْ كانَ توفيقٌ أجبتُ المناديا
ولما رأى ترك الإجابة لم يقم(5/308)
وراحَ وخلى القلبَ في الحال خاليا
ولوْ غيرُ داعي الحقِّ من الحشا
أجابَ فؤادي صوتهُ إذ دعانيا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
رقم القصيدة : 11905
-----------------------------------
يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
جزاء لما يدعو أجابَ المناديا
يقول تذكر ما أتى في خطابه
وما أودعَ اللهُ السنينَ الخواليا
يرى حضرة ً لم تشهدِ العينُ مثلها
يناديهِ أياماً بها ولياليا
يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به
من الله لم يدعو له الله داعيا
يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه
لذاك تراه في المحاريب تاليا
يمين له مدَّتْ لبيعة مالك
هو العبد إلا أنه كان واليا
يوليهِ أمرَ الكونِ فهوَ خليفة ٌ
وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا
ينزله في الأرض عبداً مسوَّداً
سووساً عليماً بالأمورِ وراعيا
يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه
منَ الهمة ِ العيا خفياً وخافيا
يناديهِ منْ ولاه أنتَ خليفتي
على الكلِّ مهديَّ المقامِ وهاديا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ بظني
إني رأيتُ بظني
رقم القصيدة : 11906
-----------------------------------
إني رأيتُ بظني
من كان كلباً ظَبيا
وكان شخصاً كريماً
من الأناسي سويا
ولمْ أجيءْ بالذي قلـ
ـت فيه شياً فرِيّا
ولا تقل فيه مسخ
تكنْ فتى ً عربيا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جمعتُ همي عليا
جمعتُ همي عليا
رقم القصيدة : 11907
-----------------------------------
جمعتُ همي عليا
فما برحتُ لديّا
إليّ يا منْ تعالى
عنِ الكيانِ إليا
فلم أجد غير ذاتي
لمَّا بسطتُ يديا
فأسفلُ الكونِ يعلو
وقتاً بربي عليا
انظرْ حديثَ هبوطٍ
تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي
عن الإله فريًّا
هذا حديثُ رسولٍ
قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي
إني بربي نسيا
لما سريتُ إليه
خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي
ربي نداءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي(5/309)
وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي
إياكَ ربِّ شقيا
أنت الوليّ الذي قد
صيرت قلبي وليّا
فاجعلنْ ربي إماماً
واجعلن ربي رضيا
فقدْ ضعفتُ لما بي
وذبتُ شيئاً فشيئا
سألتُ ربي أنْ لا
يجعل لذاتي سميّا
قدْ كنتُ عبداً مطيعاً
إذ كنتُ ملكاً سريا
أجرى ليَ اللهُ جوداً
من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا
عليَّ رطباً جنيا
فكانَ منهُ غذائي
وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكانَ بي لطفُ ربي
لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها
يقومُ شخصاً سويّا
هذا محالٌ ولكنْ
شاهدتُ أمراً نديّا
رأيتهُ عينَ نفسي
منْ حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ
بل كنتُ منه بريّا
بلْ لمْ أجدْ منه بداً
لمّا هجرتُ مليا
وخرّ جمعي إليه
عندَ الشهودِ بكيا
فكنتُ أولى بنارٍ
للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليهِ
لما اقتربتُ نجيّا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
رقم القصيدة : 11908
-----------------------------------
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولايَ ما كنتُ في سرٍّ أسرُّ بهِ
عنِ الحبيبِ الذي يدرونَ لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له
إذا تجلى لنا بدارِ دنيايا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه
إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقدْ علمتْ
نفسي بأنَّ كثيبَ الزورِ مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكانَ لنا
ملكاً نصرفهُ فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه
أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد
سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا
وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
رقم القصيدة : 11909
-----------------------------------
جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
عليمٍ بالخفيّ وبالجليِّ
رعاك الله مِن شخصٍ تعالى
عن الأمثال بالنعتِ العليِّ
صدوقُ الوعدِ أنزله كتاباً(5/310)
فإسماعيل ذو الخلُق الرَّضيّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
رقم القصيدة : 11910
-----------------------------------
لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
كما للمشتري عِلمُ النبيّ
وللمريخِ أرماحٌ طوالٌ
إذا اجتمع الكميُّ مع الكميّ
وللشمسِ الأمانة ُ في مكانٍ
كما قال الإله لنا عليّ
وللزهراء ميلُ هوى وحب
فويلُ للشجيِّ منَ الخليِّ
ونش عطارد مرِّيخ لطف
يضمُّ بهِ العيُّ إلى الدنيِّ
بأمر البدر يكتب ما أردنا
إلى الداني المقرَّبِ والقصيّ
ويقطع في بروجٍ معلماتٍ
يكنَّ لسيرها حرفَ الرويّ
فمن حَمَلٍ إلى ثورٍ ويعلو
إلى الجوزاءِ في الفلكِ البهي
إلى السرطانِ من أسدٍ تراهُ
بسنبلة ٍ لميزان الهويِّ
وعقربٍ صدغهُ يرمي بقوسٍ
من النيرانِ من أجلِ الجديِّ
ليشويه فيطفيه بدلو
كحوتِ دِلالة ِ العبد النجيّ
وليسَ لهذه الأبراجُ عينٌ
من الأنوار في النظر الجليّ
ولكنَّ المنازلَ عينتها
من الفلكِ المكوكبِ للخفيِّ
فمنزلتانِ معْ ثلثٍ لبرجٍ
كتقسيم المراتبِ في النديِّ
وبانَ لكلِّ منزلة ٍ دليلٌ
منَ الأسماءِ عنْ نظرٍ خفيِّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا
إلى الدبر إن هقعته تحيّ
ذراعاً عند نثرة طرفِ شخصٍ
بجبهتهِ زبرتْ على بنيِّ
لتعلمه بصرفته فمالتْ
بعواءِ السماءكِ على وليِّ
غفرنَ لهُ زباناتٍ بأمرٍ
من الإكليلِ عنْ قلبٍ تقيِّ
فجادت شَولة ٌ صادت نَاماً
ببلدتها لكلِّ فتى تقيّ
وذابحها يخبرها بما قد
بدا في العجلِ من سرِّ الحليِّ
فتبلعها السعودُ على شهودٍ
منَ أخيية ٍ وأدلاءِ الشقيِّ
مقدَّمها مؤخرها لفرغٍ
يدليهِ الرشاءُ إلى الركيِّ
ليسقي زرعهُ كرماً وجوداً
ليقري بالغداة ِ وبالعشيّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
رقم القصيدة : 11911
-----------------------------------
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
إذا أخفيت لذي الرصد الذكيّ(5/311)
نجومُ الرجمِ أرسلها إلهي
لتحرقَ كلَّ شيطانٍ غويّ
وتظهر بالأثيرِ من اشتعالٍ
فتهوي بالهواءِ إلى الغبيِّ
فتحرقهُ فيذهبُ ما لديهِ
من العلمِ المحقّقِ بالهويّ
هي النيران في الأبصارِ نورٌ
كماء شرابِ ظمآن شقي
فسبحانَ العليمِ بكلِّ شيءٍ
وموحيه إلى قلبِ الوليّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نحن سرُّ الأزليّ
نحن سرُّ الأزليّ
رقم القصيدة : 11912
-----------------------------------
نحن سرُّ الأزليّ
بالوجودِ الأبديّ
إذ ورثنا خلقَ الظا
هر فينا الهاشميّ
واعتلينا واستوينا
بالمقامِ القدسيّ
ووهبنا ما وهبنا
سرّ بدرِ الحبشيّ
وبعثناه رسولاً
للرئيس الندسيّ
بكتاب رقمتْه
كفُّ ذاتِ الحكميّ
بعلومٍ وسمتها
ـل الوجودِ العمليّ
ومطالعُ هلا
حرضَ الناسَ على نيـ
ونهايات التلقي
بالمقام الخلقيّ
ومشتْ أسماءُ ذاتي
في وضيعٍ وعليّ
فالذي آمن منهم
لم يزلْ حياً بحيّ
والذي أعرض منهم
لمْ يفزْ منا بشي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اختلسنا من كراماتِ
اختلسنا من كراماتِ
رقم القصيدة : 11913
-----------------------------------
اختلسنا من كراماتِ
الكيانِ الأبدي
وجينا بمقاماتٍ
العيانِ الأزليّ
ورفعنا عن تكاليفِ
الوجودِ العمليّ
لمضاهاة استواء
فوق عرشٍ فلكيّ
فرأينا من تعالى
بالوجودِ الخلقي
في لطيفٍ ملكيّ
وكثيف بشريّ
وسألناهُ بأسرارِ
رِ المقامِ القدسيّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سمعت من ليس يدري ما يقول به
سمعت من ليس يدري ما يقول به
رقم القصيدة : 11914
-----------------------------------
سمعت من ليس يدري ما يقول به
قد قال في الله إنَّ الكل هو وإليه
إنّ الإلهَ بعينِ الحقِّ أنطقهُ
بما هوَ الأمرُ فيما قالَ فيهِ عليهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء
إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء
رقم القصيدة : 11915
-----------------------------------
إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء(5/312)
وهوَ الظاهرُ في ميتٍ وحيْ
فإذا قامَ بحيٍّ فأبٌ
وإذا قام بميتٍ فبني
إنه جَلَّ عن إدراك الذي
قال فيه إنه في كلِّ شي
إنما هوَ عينهُ فاعتبروا
تجدوا ما قلت في نشر وطي
ما تغالي كونهُ عنْ حالة ٍ
ظهرتْ في مدِّ ظلٍّ ثمَّ فيّ
إنما الأمر الذي يسعدكم
أو نقيض السعد في رشد وغي
إنما خصّ بقومٍ للذي
كانَ فيهم منْ ذكاءٍ ثمَّ عيّ
قد أكلناه طبيخا ولقد
جاءني لحماً طرياً وهوَ نيّ
فأبينا أكلهُ حينَ بدتْ
صورة ُ الإيمان فيه من قصي
يا أخي فاعلم الأمرَ الذي
قلته فيه بحقٍّ يا أخي
فخذوهُ أسداً أو حملاً
واتركوا السنبلَ يرعاه الجدي
إنما الأمر عظيمٌ قدرُه
جلّ عندي حينَ جلاهُ إليّ
قلتُ ضمني ذاتي وأنا
أوصلُ المقدارَ مني وعليّ
قالَ لا يمكنُ إلا هكذا
هو فعلُ الشيخِ لا فعلُ صبي
لوْ أرادَ الأمرَ أنْ يخرجهُ
لمْ يكنْ هذا منْ يدي
ليَ منهُ الشربُ ما دامَ وما
دمتُ ما عندي لشربي منه ري
لستُ أدري إننى عبد هوى
إذْ تجلى لي في شكلٍ رشيّ
فتغزلت وما أضمره
وبدا يغشى سناه ناظري
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
رقم القصيدة : 11916
-----------------------------------
إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
فكلُّ شيء تراه فهو يحويهِ
له الإحاطة بالأشياء أجمعها
فكلُّ عين تراها أنها فيهِ
حصلتُ منْ فكرتي فيهِ على تعبٍ
ولمْ أجدْ حجة ً تبدو فأبديهِ
حصلتُ منهُ على عمياءَ مجهلة ٍ
بهماء خالية ٍ في مهمه التيه
أرنو إليه ولا أدريه فانبهمت
عليَّ حالتهُ وكلها هوَ هي
به خلوتُ وما بالدارِ من أحد
إذ الوجودُ الذي ما زلتُ أبغيه
إني أنا وصفه النفسيُّ فاعتبروا
إن زلْت زال بهذا النعت أدريه
كظلِّ جسمي متى أنْ كنتُ ذا نظرٍ
في نشأتي وهو مجلى من مجاليه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
رقم القصيدة : 11917(5/313)
-----------------------------------
منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منهُ على
ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور
شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه
والشرعُ ينقضُ ما الأفكارُ تبنيهِ
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه
فإنَّ ذلكَ فيهمْ منْ تحليهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
رقم القصيدة : 11918
-----------------------------------
لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
رأيتُ ما كنتُ أبغيهِ وأنفيهِ
فما رأيت وجوداً كنت أظهره
إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به
علمتُ أن له عهداً يوفيه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عدّ عن جناتِ عدن
عدّ عن جناتِ عدن
رقم القصيدة : 11919
-----------------------------------
عدّ عن جناتِ عدن
وارتسم في الصدرِ الأوَّلِ
تخفضِ القسطَ وترفعْ
وتولى ّ ثم تعزلِ
بابي معنى شريف
بابي مُعنى غريب
بيته بيتٌ كثيف
حجبتْ فيهِ الغيوبْ
حكمه فيه لطيفْ
رأيه فيه مصيبْ
بَطَلٌ خَلفَ مِجنّ
امتطى أغرَّ أرجلْ
فترى المتلالي الأترع
تحته السِّماكُ الأعزل
أظهفرَ العقلُ النفيسْ
نفسَ غيبِ المتمنى
فهو الملكُ الرئيس
وهي ملك ليس يفنى
وجدَ الجسمُ الخسيسْ
أحرفاً جاءتْ لمعنى
وعنى بذاكَ غني
وأنا لا أتبدل
ثمَّ أخفاهُ وأودعْ
أمره الإمام الأعدل
أشرقتْ شمسُ المعاني
بقلوبِ العارفينا
أشرفت أرضُ المثاني
فتنة ً للسالكينا
وبدا سرُّ المثاني
لعيون الناظرينا
إذ خفى في نشر كوني
نورهُ لما تنزلْ
لسراجٍ ليسَ يسطعْ
بمثالٍ ليسَ يهملْ
حضرة َ العليِّ زيْن
ومقامَ الوارثينا
جَدولٌ بها مَعين
لذة ٌ للشاربينا
فهي الصبحُ المبين
تجعلُ الشك يقينا
وهي تجلو كلَّ دجْن
مع بقاءِ الوبلِ والطلِّ
فسناها الوترُ الأرفعْ
من سَنا المهاة أجمل
يا لطيفاً بالعباد(5/314)
أرني أنظرْ إليكا
قال زُلْ عن كلِّ واد
يُعقد الأمر عليكا
ما أنا غيرَ المنادي
فالتفِت لناظريكا
كيفَ لا وأنتَ مني
بمكانِ السرِّ الأكملْ
فبمعِ الحقِّ تسمعْ
وبأمر الأمر ينزل
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تاهت على النفوسِ القلوبُ
تاهت على النفوسِ القلوبُ
رقم القصيدة : 11920
-----------------------------------
تاهت على النفوسِ القلوبُ
فسرَّ عاذلٌ ورقيبُ
في الفنا عن فنائي
في سبح اسم ربِّكَ الأعلى
غصنٌ زها فعزَّ وجلاَّ
سواهُ كالحسامِ المحلى
حقاً أقولُ يا غافلين
فيممتْ حماه الغيوبُ
وأشعلتْ هناكَ حروبُ
للهِ ما أحلى
في الطورِ طارَ عني فؤادي
فلمْ أزل عليهِ أنادي
بالمنظرِ الأعلى
بقديمِ العِنايهْ
أضنانِ هجركَ المتمادي
فقالَ لي الوصالُ قريبُ
يا أيها الصفيُّ الحبيبُ
يبدو سرُّ الردآءِ
في النجم صحَّ لي العرشُ ملكا
عليله يوسى ... ما مرضا
وقيل خذه قهراً ومِلكا
فقمتُ فيه عبداً وملكا
فمنْ سماهُ زهرٌ تصوبُ
ومنْ ثراهُ زهرٌ يطيبُ
مَنْ غدا لله بَرّاً تقيَّا
في الحجر حجر عبدٍ تولى ّ
عنْ سرِّ نورِ علمٍ تجلى
فحاز سبعة ً ليس إلاّ
منها بدا وفيها يغيبُ
يُصابُ تارة ً ويصيبُ
في لم يكن أتاني الرسولُ
وغدا الروحُ حيّاً
فلاح في المحيّا السبيل
وكانَ لي بذاكَ دليلُ
إنَّ الوجودَ سرٌّ عجيبُ
يدعو لنفسهِ ويجيبُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
رقم القصيدة : 11921
-----------------------------------
سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
هلْ لي منْ سراح
فقال لا فإنك معلول
وعنْ أمورٍ ملككَ مسؤولُ
ما كلُّ قائلٍ هوَ مقبولُ
قدْ جاءتِ الجسومُ والأرواحْ
تسعى في الرواح
من قالَ بالتقابلِ يلقاهُ
وفي براعة ِ الخصمِ لاقاهْ
مَنْ كان مثلَه ما توقَّاه
قلنا لهُ فهذه الأشباحْ
ضيقٌ وانفساحْ
ليسَ النديمُ من دانَ بالعقلِ
إن النديمَ مَن دانَ بالنَّقل
أقولُ كلما قالَ لي قلْ لي(5/315)
إملا لهُ وصففِ الأقداحْ
في البيتِ الضراحْ
في الراحِ راحة ُ الروحِ يا صاحي
فقلْ بها مقالة َ إفصاحِ
ما بين عاذلين ونُصَّاح
والله ما على شاربِ الراح
فيه من جُناح
فاحَ الندى من عرف محبوبي
إذ كان ما بدا منه مطلوبي
فصحتُ يا منايَ ومرغوبي
حبيبي إنْ أكلتَ التفاحْ
جيءْ واعمل ليَ آح
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
رقم القصيدة : 11922
-----------------------------------
رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
من العَلَمِ الفردِ
ولما ارتدى
بالبرُدة ِ المثلى
هلالٌ بدا
بالأفُقِ الأعلى
طعمتُ الهدى
بالموردِ الأحلى
وما أنا فيما ذقته بالظنينْ
لعلمي بالقصدِ
سمعتُ الصدا
من طورِ سيناءْ
وعندي صدا
الماءِ زيراءْ
فقال الصَّدا
ينبىء أبناء
ليعلم ما جئتُ به بعدَ حينْ
من الصدقِ للوعدِ
تمنيت أن
أشهد بالله
ولم أعلمن
أنَّ به جاهي
فقلت لمن
خصَّ بانباهي
لقدْ علمَ الروحُ الخبيرُ الأمينْ
بما لكم عندي
وفيتُ لكمْ
بالعهدِ أزمانا
وكانَ بكمْ
ذاك الذي كانا
وما قلتُكم
صِدقاً وإيماناً
إذا كان مثلي في هواكم يخون
فمن يوفي بالعهد
رجوتُ وصالاً
والنوى يردي
طلبتُ اتصالاً
قالَ يا بعدي
فأنشدتُ حالاً
للذي عندي
أحين رجوتُ الوصلَ منكم أحين
أعذَّبُ بالصَّدِّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ العام
هذا الوجودُ العام
رقم القصيدة : 11923
-----------------------------------
هذا الوجودُ العام
علمي بهِ أولى
لأنه إنعام
منْ سيدٍ مولى
ويومه من عام
في الشمس إذ تجلى
ترى البصير بلا نصيرْ يعطي البشرْ
إذا عفا
وحكمهم
وما أنا
أنشأتُ ناقوسا
لذكره الزاهر
ماوي الأولى
ماذا ترى العِبَر
ولمْ أكنْ عيسى
بلا نصير
أبدى ليَ اللهُ
حصرٍ إلى
إنَّ الفَهوم
من الصَّدا
قوم به باهوا
فانظر ترى
بعلإني أنا
عينُ المُحفقل لمن يقولُ بالأولى
هذا الذي قلنا
الحقُّ أبداهُ
إلا بكن
ولمْ نقلْ ما هو
هذي الرسوم(5/316)
فسالتْ أمواهُ
عينُ من كلِّ ما يبلى ولا يبلى
في زعمهم
ولي بذا عهدُ
الفقرِ والذنبِ
منْ قربهُ بعدُ
وبعدهُ قربْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> السرُّ مني
السرُّ مني
رقم القصيدة : 11924
-----------------------------------
السرُّ مني
كافي منْ أني
رأيتُ ربي
بالمنظرِ الأجلى
دعوتُ صحبي
للموردِ الأحلى
رآه قلبي
في الصورة ِ المثلى
فما ثني
فقال خِدْني
إلى الكثيبِ
دعتني أشواقي
نحوَ الحبيبِ
دعاءَ مشتاقِ
فيا طبيبي
هل لي منْ راقِ
رأيتُ صوني
يطلبهُ كوني
وقال عيني
إنَّ بهِ عوني
وليسَ بيني
عنهُ سوى بيني
فقالَ أينْ
قلتُ إذا تثنى
منْ لي بذاتي
منْ لي بإيلافي
وفي مماتي
حكم لإيلافي
فقلتُ آتي
قال بأوصافي
إياكَ أعني
بالذكرِ إذ أكني
من كان مثلي
يبلى ولا يُبلي
فقاَ كلي :
إنكَ منْ أهلي
قد قال قبلي:
من ليس من شكلي
أخلفتِ ظني
يا كعبة َ الحسنِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
رقم القصيدة : 11925
-----------------------------------
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
هكذا المعلومْ
والذي يقضي به حكمُ النظر
سرهُ مكتومْ
كلُّ منْ أشهدَه سرُّ القدرْ
ربهُ يعلمُ
إنَّ بالحكم الذي فيه ظهر
عينه يحكمُ
عجباً فيمن له نعتُ البشر
وهو لا يفهمُ
والذي يشهدُه نورُ القمر
فهو المرحومُ
والذي عُيِّب عنه واستسرَّ
ذلك المحرومُ
شاهد النقل الذي حيرني
وبهِ أحيا
ودليلُ العقلِ قدْ صيرني
مُنكِراً أشْيا
فتراني عندما خيّرني
أكره المحيا
فأنا ما بين عقلٍ وخبر
ظالمٌ مظلومْ
فإذا سُرِّحتُ من سجنِ الفكر
قمتُ بالقيومْ
بالتجلي في التدلي قلتُ بهْ
فأبى عقلي
والتجلي في التحلِّي منه به
قالَ لي قلْ لي
انت مني عينُ ظلِّي فانتبه
ما الهوى منْ لي
إن جرى الأمرُ على حكمِ البَصَر
قلتُ بالمفهومْ
أو جرى الأمر على حكم العِبَره
ينتفي المرسومْ
لو أنَّ ما بي من شؤون العبادِ
وكلُّ ما يجري(5/317)
يكونُ بالسبعِ الطباقِ الشدادْ
يسكّن عن دورِ
إنَّ الذي كان مسبيّ مراد
لصاحبِ الأمر
الصبر أولى بي من أجل الظفر
وإنه موهومُ
فاشربْ رحيقاً عندَ وقتِ السحرْ
مِزاجُه تسنيم
بساحلِ البحر رأيتُ التي
ما زلتُ ألغيها
فقلتُ للنفسِ ترى قبلتي
باللهِ أبغيها
فأنشدتْ تخبر عن جملتي
وذاك يطعيها
ليتني رملٌ على شطِّ البحر
يا ابني أو أطومْ
وترى عيني مذ تطلعُ سِحر
لبلادِ الرُّوم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كأنه الصبحُ المبين
كأنه الصبحُ المبين
رقم القصيدة : 11926
-----------------------------------
فعالا
كأنه الصبحُ المبين
جوّالا
كأنه الصبحُ المبين
جوّالا
دور
دور
لما دعاه الهوى
إلى الذي ذكرتُهُ
أوهنَ مني القوى
ذاك الذي سمعته
على قليبِ أمرٍ
قلبي إليه ليرى
أمراً إليه سعى
يطلبهُ عندَ السرى
فكانَ نعمَ الوعا
لمّا إليهِ قدْ سرى
دور
سيلهما قد طَما
رؤيا من الوحي المبين
دور
لما أتى طالباً
وفي مجاري العبر
ولى به هارباً
رب الندى والندا
بحرُ العمى في عمى
يدري بذاك المرتدى
وجاءَ مستفهماً
فيما بهِ الوحيُ بدى
أوضحتُ ما أبهما
في ناشدٍ أو منشدِ
فجاءه غالباً
تاجٌ على الراسِ بدا
دور
بحرُ العمى في عمى
يدري بذاك المرتدى
وجاءَ مستفهماً
فيما بهِ الوحيُ بدى
أوضحتُ ما أبهما
في ناشدٍ أو منشدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
رقم القصيدة : 11928
-----------------------------------
ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
هيهاتَ لا تكشفِ الأسرارْ
إلا لمن أخذ القزديرا
ودسَّ في ذاته الإكسيرا
ليقلبَ العينَ والتصويرا
شمساً تلوحُ لذي الأبصارْ
وليسَ تدركها الأبصار
يا سائلي عنْ مقامِ الروحِ
وهلْ تضاهي لنورِ يوحِ
أسلك هديتَ سبيل نوح
ما زالَ يولعُ بالأنوارْ
حتى تجلتْ لهُ الأنوارْ
لما رأيتُ بها إدريسا
شبهته بالنبيِّ عيسى
محبي الصدا وأخاه موسى
يهدي إلى منزل الأبرار(5/318)
ما تشتهيه به الأبرارْ
لما تحققتُ بالإيثارِ
وقدْ تلاعبتُ بالأهواءِ
تلاعبَ الفعلِ بالأسماءِ
علمت ما أعطتِ الإيثار
يا سائلي أينَ حظُّ الجسمِ
وروحه من حظوظ الرسم
فقالَ لي حظه في الإسمِ
من يبتغي العلمَ بالأفكارْ
حارت في مطلبه الأفكار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
رقم القصيدة : 11929
-----------------------------------
متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
فيا إخوان
دور
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أطوالي المهيمن الطرقا
أطوالي المهيمن الطرقا
رقم القصيدة : 11930
-----------------------------------
أطوالي المهيمن الطرقا
عساك يوماً نحوها ترقى
عزيزة ُ الإنسانِ قد ذلتْ
أهلَّة الأسرارِ قد جلَّت
وصيّرتْ قلبي له شَرْقا
وأضلعي لبدرها أفقا
اخرقْ سفينَ الحسِّ يا نائم
واقتلْ غلاماً إنك الحاكم
ولا تكنْ للحائطِ الهادمْ
وافتق سمواتِ العلى فَتْقاً
وارتقِ أراضي جسمها رتقا
سفينة ُ الإحساس أخرقها
وعروة ُ الشيطانِ أوثقها
وصورة ُ الإنسانِ أطلقها
وهمْ بها في ذاتهِ عشقا
وناده رفقاً بها رِفقا
خليفة ُ الرحمن قد جلاّ
عن أنْ يرى بالسجنِ قد حلاّ
أو مدبراً عنه إذا ولّى
قدْ أحكمَ اللهُ بهِ الخلقا
فجلَّ أنْ يحولَ أو يشقى
يا سائلِ عن كنهِ ما أجملْ
من حبِّ مولى لم يزل يحملْ
فقمت أشدوه كما أنزل
ألقى الهوى بالقلبِ ما ألقى
فلا تسلْ عنْ كنهِ ما ألقى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
رقم القصيدة : 11931
-----------------------------------
يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
ترى جميع الناس عبيدَ عبيدِك
قعدتُ في ساحلِ
البحر الأخضر
أرمتْ لي أمواجُه
الدرَّ الأزهرِ
فقلتُ لا تفعلْ
ما ليس
وارمِ فيه تطلع إلى محيدك
أرمات لي فالحين
معْ در أكهب
فقلتُ أوفيني
عنبرك الأشهبْ
قالتْ نعمْ إنْ كانْ
تعمل لي مركب(5/319)
فجسمي فيكمْ جسمُ مكبوتِ
وروحي فيهِ روحُ مبخوتِ
من عودِك الفوّاحِ وخذ نزيدك
زبرجدكَ أخضرَ
ومسك أذفر
ودرّياق الأكبر
الله أكبر
فأنا والمطلوب
وقال وعزر
لمنْ تروني قلْ إليكَ نريدك
وأمشي على الساحلِ
وأطلب وافتش
ياقوتي الأحمر
لعلَّ تنعش
فإنْ لقيتُ إنسان
أعمى أو أعمش
وقالَ : لمنْ تطلبْ فقلْ لسيدك
يا طالبَ الصنعة ْ
دبر حياتكْ
وانظر إلى الإكسير
على صفاتِكْ
تجدْه من ذاتك
يسري لذاتك
مربعَ التركيبِ على وجودك
كبريتك الأحمر
لقد معلوم
وهوَ على التحقيق
أجلٌ معدوم
خفي ظهر للعين
مرموزٌ ومفهوم
لا بدَّ يندَم
ويعملُ الحيله
ولا يفيدُ ثم
فقلتُ قال قبلك
منْ قدْ تقدّم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا بأبي منْ ضمه صدري
ألا بأبي منْ ضمه صدري
رقم القصيدة : 11932
-----------------------------------
ألا بأبي منْ ضمه صدري
وأدريه قطعا وهو لا يدري
لقدْ أقسمَ الحقُّ بما أقسم
وعلمنا مالمْ تكنْ نعلم
وأوضحَ لي ما كانَ قد أبهم
فأقسمَ بالشفعِ وبالوترِ
فأثبتَ عيني عندَ ذي حجر ِ
لقدْ صحَّ لي منْ كنتُ أبغيه
وأثبته وقتا وأنفيه
وقلتُ لمنْ قدْ جاءَ يطغيهِ
لقد مر بي الليلُ إذا يسري
بحالة ِ عسرِ الكونِ في يسرِ
نظرتُ إليه نظرَ العينِ
بأكملِ وصفٍ يقتضي كوني
وفي كشفه أردية ُ الصون
وقدْ خطَّ بالأمرِ الذي تدري
منْ قدرِ الذي سورة ِ القدرِ
وليلة ِ قدرٍ ما لها صبح
ينزل فيها النصرُ والفتحُ
على قلبِ عبدٍ نعتُه الشرح
ينزل فيها عالم الأمر
والروحِ إلى مطلعِ الفجرِ
لو أنِ الذي أشهدت في الجهرِ
وأعطيتهُ في الشأنِ والأمرِ
يلوح لذي الطُّور من الستر
أكلم في النار الذي تدري
وصيرهُ فغي قبضة ِ الأسرِ
وجارية ٍ باتتْ تغنيهِ
وتومي إلى الغيرِ وتعنيه
وما تبتغي إلا تعنيهِ
أجرُّ ذيلي أيما جرِّ
فأوصلُ منكَ السكرَ بالشكرِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> للإله الحقِّ
للإله الحقِّ
رقم القصيدة : 11933
-----------------------------------(5/320)
للإله الحقِّ
همتي في السبقِ
بخيولِ الصدقِ
من حلوم جلّتْ
في قلوبٍ صلتْ
عن هواها ولّت
لمْ تنلْ بالإملاقِ
إلا الذي عندها من إشفاقِ
هوَ فضلٌ منه
قدْ أخذنا عنهُ
إن يكن هو كره
واعتمدْ في الأرزاقِ
على الإلهِ الكريمِ الخلاقِ
يا إلهِ الخلقِ
إن عدلت استبق
فأنا في المحق
فلتجد بالإنفاقِ
بقدرِ ما عندنا منْ إملاقِ
حكمتهُ الديهورْ
ظهرتْ منْ طورْ
عند فقد النور
لولا حكمُ الإشفاقِ
ما ظهرت حكمة ٌ للاشراق
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
رقم القصيدة : 11934
-----------------------------------
إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
نافث في الأرواح
إنْ متُّ منْ يكونُ لهُ بعدي
إذا الشوقُ باحْ
استغِفرُ اللهَ مِنْ ذنبي ومنْ سرَفي
عندَ الذي يجودُ بالأفراحِ
هل لها من أنس
وللحوادِثِ ساعاتٌ مُصَرَّفة ٌ
فيهنَّ للحينِ إدْناءٌ وإقصاءُ
كلٌّ ينقَّلُ فِي ضيقٍ وفِي سَعَة ٍ
إنَّ الذي سَمَت به الأرواحُ
فلتقل من أجلي
يا صاح هلْ رأيتَ من ارتاح
واردات الأفراح
بنفخنا أنارتِ الأشباح
إن روح القدس
صلّ يا منى المتيم منْ راح
مقصوصَ الجناحْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
رقم القصيدة : 11935
-----------------------------------
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛
وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة ٌ،
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ(5/321)
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛
وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ
وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى ،
فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ،
وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ
ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا
وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ،
وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
رقم القصيدة : 11936
-----------------------------------
أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّ التُّقَى
وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ٌ
ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى
وكُلُّ الفَكَاهاتِ ممْلُولة ٌ
وطُولُ التَّعاشُرِ فيهِ القِلَى
وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّة ٌ
وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى
ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَة ٌ
وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُ مُنْتَهَى
وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِي يَدٍ
ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى
وإنَّا لَفِي صُنُعِ ظَاهِرٍ
يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا(5/322)
رقم القصيدة : 11937
-----------------------------------
نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْرُ مِنْ قبلِ تَفْنَى
مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ وَاصِلاً
إلى حاجَة ٍ، حتى تكونَ لهُ أُخرَى
لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَى اللهُ خُطَّة ٌ
من الأمرِ، فيها يَستَوي العَبدُ والموْلى
وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِ نِهَاية ٍ
لمنغمِسٌ في لُجَّة ِ الفَاقة ِ الكُبْرَى
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
رقم القصيدة : 11938
-----------------------------------
أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
كُلُّ امرىء ٍ عَلَيْهِ الفَنَا
تَبَارَكَ اللّهُ، وسُبحانَهُ،
لِكلِّ شيءٍ مُدَّة ٌ وأنْقِضَا
يُقَدرُ الإنسانُ في نَفسِهِ
أمراً ويأباهُ عَليْهِ القَضَا
ويُرزَقُ الإنسانُ مِنْ حيثَ لاَ
يرجُو وأحياناً يضلُّ الرَّجَا
اليأسُ يحْمِي للفَتَى عِرْضَهُ
والطَّمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيَا
ما أزينَ الحِلْمَ لإصحابهِ
وغاية ُ الحِلْمِ تمامُ التُّقَى
والحمْدُ من أربَحَ كسبَ الفَتَى
والشّكرُ للمَعرُوفِ نِعم الجزَا
يا آمِنَ الدّهرِ على أهْلِهِ،
لِكُلِّ عَيْشٍ مُدَّة ٌ وانتهَا
بينَا يُرَى الإنسانُ في غِبطَة ٍ
أصبَحَ قد حلّ عليهِ البِلَى
لا يَفْخَرِ النّاسُ بأحسابِهِمْ
فإنَّما النَّاسُ تُرابٌ ومَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
رقم القصيدة : 11939
-----------------------------------
للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
ماذا أُوِملُ مِنْ وَفائِكْ
إنِّي عَلَى مَا كانَ مِنْكَ
لَوَاثِقٌ بجبيلِ رأْيكْ
فَكّرْتُ فيما جَفَوْتَني،
فوَجدتُ ذاكَ لطولِ نايِك
فرَأيتُ أنْ أسعَى إلَيْـ
ـكَ وأنْ أُبادِرَ في لِقائِك
حتَّى أُجدَّ بِمَا تَغَيَّرَ
ـرَ لي وأخْلَقَ مِنْ إخائِك(5/323)
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
رقم القصيدة : 11940
-----------------------------------
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ
فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،
كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي،
أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا
وإن لكل تلخيص لوجها،
وإن لكل مسألة جوابا
وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً؛
وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا
وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً،
وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا؛
وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا
وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً،
وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا
أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ
بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا
كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ
وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا
وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ
تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا
فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني،
وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا
أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً
مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا
ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ
تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا
وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ
يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا
يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ
بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا
ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً؟
بلى ! من حَيثُ ما نُودي أجابَا
ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى
ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا
رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا
عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا
ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى
تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا
فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت(5/324)
تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا
كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى
كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ
مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ،
رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا
ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي،
إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي
وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ
فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا،
لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
رقم القصيدة : 11941
-----------------------------------
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَى
وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ،
ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ
وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ
وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة ٍ
إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ
نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ
ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما
بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
رقم القصيدة : 11942
-----------------------------------
لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
والدَّهرُ فيهِ وفِي تصرِيفِهِ عَجَبُ
مَا النَّاسُ إلاَّ مَعَ الدُّنْيا وصَاحِبِهَا(5/325)
فكيفَ مَا انقلَبَتْ يَوْماً بِهِ انقلبُوا
يُعَظّمُونَ أخا الدّنْيا، فإنْ وثَبَتْ
عَلَيْهِ يَوْماً بما لا يَشتَهي وَثَبُوا
لا يَحْلِبُونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ،
حتى يكونَ لهمْ صَفوُ الذي حَلَبُوا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
رقم القصيدة : 11943
-----------------------------------
ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
وقد صبَغَتْ ذَوائِبَكَ الخُطوبُ
كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أي حَثٍّ
يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كما الغُروبُ
ألَسْتَ تراكَ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ
تُقابِلُ وَجْهَ نائِبَة ٍ تَنُوبُ
لَعَمْرُكَ ما تَهُبّ الرّيحُ، إلاّ
نَعاكَ مُصرِّحاً ذاكَ الهُبُوبُ
ألاَ للهِ أنْتَ فتى ً وَكَهْلاً
تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَ الذُّنُوبُ
هوَ المَوْت الذي لا بُدّ منْهُ،
فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُ الكَذوبُ
وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً،
وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ
وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطنٍ،
وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ
أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً،
وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا تؤُوبُ
أتطلِبُ صَاحِباً لاَ عَيْبَ فِيهِ
وأيُّ النَّاسِ ليسَ لَهُ عيوبُ
رأيتُ النّاسَ صاحِبُهمْ قَليلٌ،
وهُمْ، واللّهُ مَحمودٌ، ضُرُوبُ
ولَسْتُ مسمياً بَشَراً وهُوباً
ولكِنَّ الإلهَ هُوَ الْوَهُوبُ
تَحاشَى رَبُّنَا عَنْ كلّ نَقْصٍ،
وحَاشَا سائِليهِ بأَنْ يخيبُوا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
رقم القصيدة : 11944
-----------------------------------
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌ عَجَبُ
للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ،
فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُ أدَبُ
مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِ يُطْمِعُهُ
في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَه الطّلَبُ
مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ(5/326)
فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُ والنّصَبُ
البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَى فِتَنٌ
لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولا عَربُ
ليَسَ على المَرْءِ في قَناعَتِهِ،
إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولا نَصبُ
مَن لم يكِنْ بالكَفافِ مُقْتَنِعاً،
لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَا ذَهَبُ
مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْ عزِيمتِهِ
لَمْ يَزَلِ الرأْيُ مِنْهُ يضْطَرِبُ
مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْ حذراً
يَحذرُ شِدَّاتِهِ ويرْتقِبُ
مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْ كَمِداً،
تُغرِقُهُ، في بُحُورِها، الكُرَبُ
المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَة ٍ،
تُقْتَلُ سُكّانُها، وتُستَلَبُ
والمرءُ فِي لهوهِ وباطِلِهِ
والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّ مقتَرِبُ
يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ صِباً
والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَ واللّعِبُ
دارُكَ تَنعَى إلَيكَ ساكِنَهَا،
قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ
يا جامِعَ المالِ منذُ كانَ غداً
يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُ الحرَبُ
إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَ فَمَا
زالَ عَلَيْنَا الزّمانُ يَنْقَلِبُ
إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ
إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ
بينَا تَرَى القَوْمَ فِي مَجَلَّتِهِمْ
إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَد ذَهَبُوا
إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَ معتَرِفاً
مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْ تَجِبُ
وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَ لهمْ
عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولا حَسَبُ
احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَ إنَّهُمُ
لَيسَ يُبالُونَ منكَ ما رَكِبُوا
فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْ خُلِقُوا
ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُ شَغَبُ
فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِ واللِّئامِ وَلاَ
تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْ جَرَبُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
رقم القصيدة : 11945
-----------------------------------
أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
ونحْنُ معَ الأهلينَ نَلْهُو ونَلْعَبُ
أُعَدّدُ أيّامي، وأُحْصِي حِسابَها،(5/327)
ومَا غَفْلَتِي عَمَّا أعُدُّ وَأحسِبُ
غَداً إنَّا منْ ذَا اليومِ أدْنَى إلى الفَنَا
وبَعْدَ غَد إليهِ وأقرَبُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
رقم القصيدة : 11946
-----------------------------------
يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
وأبُوهُ عدِّي لا أبَا لكِ واحْسُبِي
عُدّي، فإنّي قد نَظَرْتُ، فلم أجدْ
بينِي وبيْنَ أبيكِ آدَمَ مِنْ أبِ
أفأنْتِ تَرْجينَ السّلامَة َ بَعدَهمْ،
هَلاّ هُديتِ لسَمتِ وجهِ المَطلَبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلى الرَّضيعِ
إلى الفطِيْمِ إلى الكبيرِ الأشيبِ
فإلى متَى هذَا أرانِي لاعباً
وأرَى َ المنِّية َ إنْ أتَتْ لم تلعَبِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
رقم القصيدة : 11947
-----------------------------------
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ،
نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً
كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً،
فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
رقم القصيدة : 11948
-----------------------------------
لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ
لمنْ نبنِي ونحنُ إلى ترابِ
نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْ ترابِ
ألا يا مَوْتُ! لم أرَ منكَ بُدّاً،
أتيتَ وما تحِيفُ وما تُحَابِي
كأنّكَ قد هَجَمتَ على مَشيبي،
كَما هَجَمَ المَشيبُ على شَبابي
أيا دُنيايَ! ما ليَ لا أراني
أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَا بِي
ألا وأراكَ تَبذُلُ، يا زَماني،
لِيَ الدُّنيا وتسرِعُ باستلابِي
وإنَّكِ يا زمانُ لذُو صروفُ(5/328)
وإنَّكَ يا زمانُ لذُو انقلابِ
فما لي لستُ أحلِبُ منكَ شَطراً،
فأحْمَدَ منكَ عاقِبَة َ الحِلابِ
وما ليَ لا أُلِحّ عَلَيكَ، إلاّ
بَعَثْتَ الهَمّ لي مِنْ كلّ بابِ
أراكِ وإنْ طلِبْتِ بكلِّ وجْهٍ
كحُلمِ النّوْمِ، أوْ ظِلِّ السّحابِ
أو الأمسِ الذي ولَّى ذهَاباً
وليسَ يَعودُ، أوْ لمعِ السّرابِ
وهذا الخلقُ منكِ على وفاءِ
وارجلُهُمْ جميعاً في الرِّكابِ
وموعِدُ كلِّ ذِي عملٍ وسعيٍ
بمَا أسدَى ، غداً دار الثّوَابِ
نقلَّدت العِظامُ منَ البرايَا
كأنّي قد أمِنْتُ مِنَ العِقاب
ومَهما دُمتُ في الدّنْيا حَريصاً،
فإني لا أفِيقُ إلى الصوابِ
سأسألُ عنْ أمورٍ كُنْتُ فِيهَا
فَما عذرِي هُنَاكَ وَمَا جوَابِي
بأيّة ِ حُجّة ٍ أحْتَجّ يَوْمَ الـ
ـحِسابِ، إذا دُعيتُ إلى الحسابِ
هُما أمْرانِ يُوضِحُ عَنْهُما لي
كتابي، حِينَ أنْظُرُ في كتابي
فَإمَّا أنْ أخَلَّدَ في نعِيْم
وإمَّا أنْ أحَلَّدَ في عذابِي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
رقم القصيدة : 11949
-----------------------------------
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
إذْ نحْنُ نعلمُ أنَّنَا سنمُوتُ
مَنْ لم يُوالِ الله والرُّسْلَ التي
نصَحتْ لهُ، فوَليُّهُ الطّاغوتُ
عُلَماؤنَا مِنّا يَرَوْنَ عَجائِباً،
وَهُمُ على ما يُبصِرونَ سكُوتُ
تفنيهمِ الدُّنيا بوشْكٍ زوالِهَا
فجميعُهُمْ بغرورِهَا مبْهُوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِ ما
يكفيهِ مِنْ شهواتِهِ ويقُوتُ
يَا برزخَ الموْتَى الذِي نَزَلُوا بهِ
فهُمُ رُقُودٌ في ثَراهُ، خُفُوتُ
كَمْ فيكَ ممَّنْ كانَ يوصَلُ حَبْلُهُ
قد صارَ بعَدُ وحَبلُه مَبتوتُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
رقم القصيدة : 11950
-----------------------------------
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،(5/329)
وبالدّموعِ الغِزارِ قَد سُكبَتْ
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ يا
دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ كَلِبَتْ
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِية ٌ
وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَا كَسَبُتْ
يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَة ٍ
أيّ امتِناعٍ لهَا إذا طُلِبَتْ
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُ عاكِفَة ً
ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَا ركِبَتْ
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَة ً،
لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَا احتلِبَتْ
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍ بمدركِهَا
كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأ طلبَتْ
في النّاسِ مَنْ تَسهُلُ المَطالبُ أحْـ
ـياناً عَلَيهِ، ورُبّما صَعُبَتْ
وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَا جمحتْ
وشهوَة ُ النّفسِ رُبّما غَلَبَتْ
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُ مُقْتَنِعاً،
ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَا رحُبَتْ
وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ
الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذا انقلبَتْ
مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُ بِهَا
الأمواتَ والعينُ رُبَّما كذبَتْ
وأيّ عَيشٍ، والعَيشُ مُنقَطِعٌ؛
وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍ ذَهَبَتْ
ويحَ عقولِ المستعصمينَ بدارِ
الذلِّ فِي أيِّ منشبٍ نشبَتْ
منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَا ومنْ
يُخمِدُ نيرانَها، إذا التَهَبَتْ
ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْ مَصائِبِها؛
ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذا نَكَبَتْ
يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَة ٍ،
فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَا جَلَبَتْ
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقد خَلَتِ
الآجالُ من وقتِها واقتربتْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
رقم القصيدة : 11951
-----------------------------------
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
كأنّي لا أرَى أحَداً يَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّ حيٍّ،
فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَا يفوتُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
رقم القصيدة : 11952(5/330)
-----------------------------------
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
والمَنايا لا تُبالي مَنْ أتَتْ
كم وكم قد درَجتْ، من قَبلِنا،
منْ قرونٍ وقُرُونٍ قَدْ مضتْ
أيّها المَغرورُ ما هذا الصِّبَا؟
لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْهُ لانْتَهتْ
أنِسِيتَ المْوتَ جَهْلاً والبِلَى
وسَلَتْ نفْسُكَ عَنْهُ ولَهَتْ
نحنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى ،
وشَقَاءٍ، وعَنَاءٍ، وعَنَتْ
مَنْزِلٌ ما يَثبُتُ المَرْءُ بِهِ
سالماً، إلاّ قَليلاً إنْ ثَبَتْ
بينمَا الإنسانُ فِي الدُّنيا لَهُ
حرَكاتٌ مُقلِقاتٌ، إذْ خَفَتْ
أبَتِ الدّنْيَا على سُكّانِها،
في البِلى والنّقصِ، إلاّ ما أبَتْ
إنّما الدّنْيا مَتاعٌ، بُلغة ٌ،
كَيفَما زَجّيْتَ في الدّنيا زَجَتْ
رحمَ اللهُ امرءاً انصفَ مِنْ
نَفسِهِ، إذ قالَ خيراً، أوْ سكَتْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
رقم القصيدة : 11953
-----------------------------------
للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
أخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُّرَّهات
وأمَا وربِّ المسجِدينِ كِلاَهُمَا
وأمَا وربِّ مِنَي وربِّ الرَّاقصاتْ
وأما وربِّ البيتِ ذِي الأستَارِ
والمسعَى وزمزَمَ والهدايَا المشْعِراتْ
إنَّ الذِي خُلِقَتْ لهُ الدُّنْيا ومَا
فيها لنَا ذُلٌّ يَجِلّ عنِ الصّفاتْ
فلينظُرِ الرَّجُلُ اللَّبيبُ لنفسِهِ
فجميعُ مَا هوَ كائنٌ لاَ بُدَّ آتْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
رقم القصيدة : 11954
-----------------------------------
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِ مَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ
فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَ ذِكرُهُ،
فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَ أمْوَتُ(5/331)
وما زالَ مِنْ قوْمي خَطيبٌ وشاعِرٌ،
وحاكِمُ عَدْلٍ، فاصِلٌ، مُتَثَبِّتُ
سأضرِبُ أمثالاً لمَنْ كانَ عاقِلاً،
يسيرُ بها مِنِّي رَوِيٌّ مبيَّتُ
وحَيّة ُ أرْضٍ لَيسَ يُرْجَى سَليمُها
تراهَا إلَى أعدَائِهِ تتفَلَّتُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
رقم القصيدة : 11955
-----------------------------------
قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
وهُما دائِبانِ في استِحثَاثي
ما بَقائي على اخْتِرامِ اللّيالي،
ودَبيبِ السَّاعَاتِ بالأحداثِ
يا أخِي مَا أغرَّنَا باِلمَنَايَا
فِي اتِّخاذِ الأَثاثِ بَعْدَ الأثَاثِ
لَيتَ شِعري، وكيفَ أنتَ، إذا ما
وَلوَلَتْ باسمِكَ النّساءُ ألرّواثي
لَيتَ شِعري،وكيفَ أنتَ مُسجَى
تحتَ رَدْمٍ حَثَاهُ فَوْقَكَ حثائي
لَيتَ شِعري، وكَيفَما حالُكَ فيـ
ـمَا هُناكَ تكونُ بَعدَ ثَلاثِ
إنَّ يوماً يكونُ فيهِ بمالِ
ـمَرْءِ أدْلى بهِ ذَوو المِيراثِ
لحقِيقٌ بإنْ يكونَ الَّذِي يرْ
حَلُ عمَّا حَوَى قَلِيلَ التَّرَاثِي
أيّها المُستَغيثُ بي حَسبُكَ الله
مُغيثُ الأنَامِ مِنْ مُسْتَغاثِ
فلَعَمري لَرُبّ يَوْمِ قُنُوطٍ،
قَدْ أتَى اللهُ بَعْدَهُ بالغِيَاثِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
رقم القصيدة : 11956
-----------------------------------
وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
إنَّ الهُمُومَ أشَدُّهُنَّ الأحْدَثُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
رقم القصيدة : 11957
-----------------------------------
النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
والمالُ ما بَينَ مَوْقوفٍ، ومُحتَلَجِ
منْ عاشَ تقْضَى لَهُ يوْماً لُبَانَتُهُ
وللمضايقِ أبوابٌ منَ الفرجِ(5/332)
مَنْ ضاقَ عنكَ، فأرْضُ الله واسِعة ٌ،
في كلّ وَجْهِ مَضِيقٍ وَجْهُ مُنفَرَج
قَدْ يدرِكُ الرَّاقِدُ الهادِي برقْدَتِهِ
وقَدْ يخيبُ أخُو الرَّوْحاتِ والدَّلَجِ
خيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ أنْجَحُها،
وأضيَقُ الأمرِ أقصاهُ منَ الفَرَجِ
لقَد عَلِمتُ، وإنْ قصّرْتُ في عملي،
أَنَّ ابنَ آدَمَ لاَ يخلُو منَ الحُجَجِ
أمَنْ تكُونُ تَقيّاً عندَ ذي حرجٍ
مَا يتقِي الله إلاَّ كلُّ ذِي حَرَجِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
رقم القصيدة : 11958
-----------------------------------
لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
منْ رجا خافَ ومَنْ خافَ رَجَا
قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْ فتْنَة ٍ
عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَ نَجَا
تَرْغَبُ النّفسُ، إذا رَغّبْتَها،
وإِذَا زَجَّيْتَ بِالشِّيءِ زَجَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
رقم القصيدة : 11959
-----------------------------------
أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
واصبرْ وإِنْ حُمِلْتَ لاَعِج
وانبُذْ هُمُومَكَ أنْ تَضِيـ
ـقَ بهَا، فإنّ لهَا مَخارِجْ
واقضِ الحوائِجَ مَا استطَعْتَ
ـتَ وكنْ لهَمّ أخيكَ فارِجْ
فَلَخَيْرُ أيّامِ الفَتَى ،
يَوْمٌ قَضَى فيهِ الحَوائِج
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
رقم القصيدة : 11960
-----------------------------------
ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
فَهُمُ فِي غمرة ٍ ذاتِ لُجَجْ
ليسَ كُلُّ الخيرِ يأْتِي عَجَلاً
إنّما الخَيرُ حُظوظٌ ودَرَجْ
لا يَزَالُ المَرْءُ ما عاشَ لَهُ
حاجَة ٌ فِي الصَّدْرِ مِنْهُ تختلِجْ
رُبَّ أمْرٍ قَدْ تضايقتُ بِهِ
ثمّ يأتي الله مِنْهُ بالفَرَجْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ(5/333)
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
رقم القصيدة : 11961
-----------------------------------
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ،
وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ،
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِ مخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة ٌ،
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه،
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة ٍ،
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ،
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا وزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة ً،
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
رقم القصيدة : 11962
-----------------------------------
تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَ المسْلَكُ النَّهْجُ
رأيْتُ خرابَ الدَّار يحليهِ لهْوهَا
إذا اجتَمَعَ المِزْمارُ والطّبلُ والصَّنج
ألا أيّها المَغرورُ هَلْ لَكَ حُجّة ٌ،
فأنْتَ بها يَوْمَ القِيامَة ِ مُحتَجُّ
تُديرُ صُرُوفَ الحادِثاتِ، فإنّها
بقَلْبِكَ منها كلَّ آوِنَة ٍ سَحجُ
ولاَ تحْسَبِ الحَالاَتِ تبْقَى لإهْلِهَا
فقَد يَستَقيمُ الحالُ طَوْراً، ويَعوَجّ
مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّ بظَرْفِه،
ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِ لهُ مَجّ
إِذَا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ(5/334)
كَذَاكَ لجَاجاتُ اللِّئامِ إِذَا لَجُّوا
تبارَكَ منْ لَمْ يَشْفِ إِلاَّ التُّقَى بهِ
وَلَمْ يأْتَلِفُ إِلاَّ بهِ النَّارُ والثَّلْجُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الله أكرَمُ يُناجَى ،
الله أكرَمُ يُناجَى ،
رقم القصيدة : 11963
-----------------------------------
الله أكرَمُ يُناجَى ،
والمرءُ إِنْ راجَيْتَ راجَى
والمَرءُ ليسَ بمُعظِمٍ
شَيئاً يُقَضّي منهُ حاجَا
كَدَرَ الصّفاءُ مِنَ الصّديـ
قِ فلا ترَى إلاّ مِزاجَا
وإذا الأمُورُ تَزاوَجَتْ،
فالصَّبْرُ أكْرَمُهَا نِتَاجَا
والصدقُ يعقِدُ فوقَ رَأسِ
حليفهِ للبِّرِ تَاجَا
والصِدْقُ يثقُبُ زندُهُ
في كلّ ناحيَة ٍ سِراجَا
ولربَّما صَدَعَ الصّفا
ولربَّما شعبَ الزُّجَاجَا
يأْبَى المعَلَّقُ بالهوَى
إلاَّ رَوَاحاً وادِّلاَجاً
أُرْفُقْ فعُمرُكَ عُودُ ذي
أوَدٍ، رأيتُ له اعوِجاجَا
والمَوْتُ يَخْتَلِجُ النّفو
سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْعَلْ مُعَرَّجَكَ التّكَرّ
مَ مَا وجَدتَّ لَهَا انعِراجَا
يا ربَّ برْقٍ شمْتُهُ
عَادَتْ مخيلَتُهُ عَجَاجَا
ولرُبَّ عَذْبٍ صارَ بَعْدَ
عذوبة ٍ مِلْحاً أجاجَا
ولَرُبّ أخْلاقٍ حِسانٍ،
عُدْنَ أخلاقاً سِماجَا
هَوّنْ عَلَيكَ مَضايِقَ الـ
الدُّنيَا تَعُدْ سُبُلاً فجاجَا
لا تَضْجَرَنّ لضيقَة ٍ
يَوْماً فَإنَّ لَهَا انفراجَا
منْ عاجَ منْ شَيْءٍ إِلى
شيءٍ أصَابَا لَهُ مَعَاجَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
رقم القصيدة : 11964
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
وأنّ لحاجاتِ النّفوسِ جَوايِحُ
إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ
فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهم مُصالحُ
إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّا يضرُّهُ
وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُ صالحُ
إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ(5/335)
فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله، مادِحُ
إذا ضاقَ صَدْرُ المرءِ لمْ يصْفُ عَيْشُهُ
ومَا يستطِيبُ العَيْشَ إلاَّ المُسامِحُ
وبَيْنَا الفَتى ، والمُلهِياتُ يُذِقنَهُ
جَنَى اللهْوِ إذْ قَامَتْ عَلَيْهِ النَّوَائِحُ
وإنَّ امرَأً أصفاكَ في الله وُدّهُ،
وكانَ علَى التَّقْوى مُعِيناً لناصِحُ
وإنْ ألبَّ النَّاسِ منْ كانَ هَمُّهُ
بما شَهِدَتْ منهُ عَلَيهِ الجَوارِحُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
رقم القصيدة : 11965
-----------------------------------
أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
يَثِبْنَ عَليّ مِن كلّ النّواحي
ومَأ أدْرِي إذَا أمسيتُ حَيّاً
لَعَلّي لا أعِيشُ إلى الصّبَاحِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
رقم القصيدة : 11966
-----------------------------------
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
بَعدَ لَهْوٍ وشَبابٍ ومَرَحْ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّ لَمْ
يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّ فَرَحْ
يا بَنِي آدَمَ صُونُوا دينَكُمْ
يَنْبَغي للدّينِ أنْ لا يُطّرَحْ
وأحْمَدُوا اللهَ الذِي أكرَمَكُمْ
بنذيرٍ قامَ فيكُمْ فنصَحْ
يخطيبٍ فتحَ اللهُ بهِ
كُلَّ خيرٍ نلتُمُوهُ وشرَحْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
رقم القصيدة : 11967
-----------------------------------
إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
نَ لفاجِرٍ عِندي يَدُ
فتُجَرَّ مَحْمدَتي إلَيْـ
ـهِ ولَيسَ ممّنْ يْحْمَدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
رقم القصيدة : 11968
-----------------------------------
دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
ونَسَبٍ يُعليكَ سُورَ المَجْدِ
ما الفَخرُ إلاّ في التّقَى والزّهْدِ،
وطاعة ٍ تعطِي جِنانَ الخُلْدِ(5/336)
لا بُدَّ منْ وردٍ لأهْلِ الورْدِ
إمّا إلى خَجَلٍ، وإمّا عَدّ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
رقم القصيدة : 11969
-----------------------------------
ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
وأيّ بَني آدَمٍ خالِدُ؟
وبدءُهُمُ كانَ مِنْ ربِّهِمْ
وكُلٌّ إلى رَبّهِ عائِدُ
فيَا عَجَبَا كيفَ يَعصِي الإلهَ
أمْ كيفَ يجحدهُ الجاحِدُ
وللهِ فِي كلِّ تحرِيكَة ٍ
وفي كلّ تَسكينَة ٍ شاهِدُ
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ٌ
تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
رقم القصيدة : 11970
-----------------------------------
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَ مَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَ محدَثاً
ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَ بمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَ بموصُوفٍ
وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَ بمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولم تَزَلْ
قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَ مَفقودِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
رقم القصيدة : 11971
-----------------------------------
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
شتَّانَ بينَ الضَّلالِ والرشَدِ
حَسْبُكَ ما قَدْ أتَيْتَ مُعْتَمِداً،
فاستغفرِ اللهَ ثمَّ لاَ تعُدِ
يَا ذا الذي نقصُهُ زيادَتُهُ
إنْ كنتَ لم تَنتَقِصْ، فلَمْ تَزِدِ
مَا أسرعَ الليلَ والنَّهارَ بِسَا
عاتٍ قِصارٍ، تأتي عَلى الأمَدِ
عجبْتُ منْ آمِلٍ وَوَاعظُهُ
المَوْتُ فَلَمْ يتَّعِظْ ولَمْ يكَدِ
يجرِي البِلَى فِيهَا عَلَيْنَا بِمَا
كانَ جَرَى قَبْلَنَا عَلَى لُبَدِ
يا مَوْتُ يا مَوْتُ كمْ أخي ثقة ٍ
كلَّفْتنِي غمضَ عينهِ بيدِي
يا مَوْتُ يا موتُ قد أضفتَ إلَى(5/337)
الفِلَّة ِ منْ ثروة ٍ ومنْ عُدَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ صحبتْنَا بِكَ
الشَّمْسُ ومسَّتْ كوَاكِبُ الأسَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ لاَ أرَاكَ منَ
ـخَلْقِ، جَميعاً، تُبقي على أحَدِ
ألحَمْدُ لله دائِماً أبَداً،
قَدْ يَصِفُ القَصْدَ غَيرُ مقتصدِ
منْ يستتِرْ بالهدَى يبَرَّ ومَنْ
يبغِ إلى اللهِ مَطْلَباً يَجِدِ
قُلْ للجَليدِ المَنيعِ لَستَ منَ الـ
الدُّنيا بذِي منعة ٍ ولاَ جَلَدِ
يا صاحبَ المُدّة ِ القَصيرَة ِ لا
تغفُلْ عنِ المَوْتِ قَاطِعِ المُدَدِ
دَعْ عنكَ تقوِيمَ منْ تقَوِّمُهُ
وابدأ، فَقَوّمْ ما فيكَ منْ أوَدِ
قدْ ملأَ المَوْتٌ كُلَّ أرْضٍ وَمَا
يَنزِعُ مِنْ بَلْدَة ٍ إلى بَلَدِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
رقم القصيدة : 11972
-----------------------------------
ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ، حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّ عَظُمَتْ،
فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّي عَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍ حُطَامٍ
وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّ يَبِيدُ
وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّة ٍ،
وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌ مَشِيدُ
ولَيسَ بباقٍ على الحادِثاتِ،
لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌ شديدُ
وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُ الفَنَا،
إذا كانَ يَبلَى الصَّفَا والحَديدُ
ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَ أنْ
يُنيبَ إلى الله، رَأيٌ سَديدُ
فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى ،
فإنّكَ فيها وحيدٌ فَريدُ
أرى َ الموتُ ديْناً لَهُ عِلَّة ٌ
فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَ مِنْهَا تحِيدُ
تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَة ٍ
يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْ يَميدُ
كأنّكَ لم تَرَكَيفَ الفَنَا،
وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُ الرَّشِيدُ
وكيفَ يموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ
وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُ الوَليدُ
ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِي وَعْدِهِ
وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍ وعيدُ
أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُ قَدْ(5/338)
وأنْتَ بظَنّكَ فيها تزيدُ
وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَة ٍ،
وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْ تزيدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
رقم القصيدة : 11973
-----------------------------------
أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
أصْفاكِ مُمتَلىء ٌ قَذَى
أينَ الذينَ عَهِدْتُهُمْ
قَطَعُوا الحَياة َ، تَلَذُّذَا
دَرَجُوا، غَداة َ رَماهُمُ
رَيْبُ الزّمانِ، فأنْفَذَا
سنصيرُ أيْضاً مِثْلَهُمْ
عَمَّا قَليلٍ هكذا
يَا هؤْلاَءِ تفَكَّرُوا
لِلْمَوتِ يَغذُو مَنْ غذَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
رقم القصيدة : 11974
-----------------------------------
عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
في ظِلّ شاهقَة ِ القُصورِ
يسْعَى عليكَ بِمَا اشتهيْتَ
لدَى الرَّوَاح أوِ البُكُورِ
فقال حسن ثم ماذا؟ فقال:فإذا النّفوسُ تَقعَقَعَتْ،
في ظلّ حَشرجَة ِ الصّدورِ
فَهُناكَ تَعلَم، مُوقِناً،
مَا كُنْتَ إلاَّ فِي غُرُورِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
رقم القصيدة : 11975
-----------------------------------
ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
يَنالُكَ فيها ذِلّة ٌ وصَغارُ
ومَالكَ فِي الدُّنيا مِنَ الكَدِّ راحَة ٌ
ولاَ لكَ فِيهَا إنْ عَقَلْتَ قرارُ
وما عَيشُها إلاّ لَيالٍ قَلائِلٌ،
سراعٌ وأيَّامٌ تَمُرُّ قِصَارُ
وما زِلْتَ مَزْمُوماً تُقادُ إلى البِلى ،
يَسُوقُكَ لَيلٌ، مرّة ً، ونَهارُ
وعارية ٌ ما فِي يَدَيْكَ وإنَّمَا
يُعارُ لرَدٍّ ما طَلَبْتَ يُعارُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
رقم القصيدة : 11976
-----------------------------------
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
يهلِكُ المُستجَارُ والمستَجِيرُ(5/339)
إنْ تكُن لَستَ خابِراً باللّيالي
وبأحداثِهَا فإنِّي خَبِيرُ
هنَّ يبلَيْنَ والبِلَى نحْنُ فِيهَا
فسَواءٌ صغيرُنا والكَبيرُ
أيُّهَا الطَّالِبُ الكثِيرَ ليغْنَى
كلُّ مَنْ يَطُلبُ الكَثيرَ فَقِيرُ
وأقَلُّ القَليلِ يُغني ويَكْفي،
لَيْسَ يُغْنِي ولَيْسَ يَكْفِي الكثيرُ
كيفَ تَعمى عنِ الهدى ، كيفَ تعمى ،
عَجَباً والهُدَى سِرَاجٌ مُنيرُ
قدْ أتاكَ الهُدَى من اللهِ نُصحاً
وِبَهِ حَيّاكَ البَشيرُ النّذيرُ
ومعَ اللهِ أنتَ مَا دُمْتَ حيّاً
وإلى َ اللهِ بعدَ ذاكَ تَصيرُ
والمَنَايَا رَوائِحٌ وغَوادٍ،
كُلَّ يومٍ لَها سحابٌ مطيرُ
لا تَغُرَّنَّكَ العُيُونُ فكمْ
أعْمَى تراهُ وإنَّهُ لبصِيرُ
أنا أغنى العِبادِ ما كانَ لي كِنٌّ،
وما كانَ لي مَعاشٌ يَسيرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
رقم القصيدة : 11977
-----------------------------------
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَى وبِالأثَرِ
بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِ مغتبِطٌ
حتى رَماهُ الزّمانُ بالكَدَرِ
سائِلْ عنِ الأمرِ لستَ تعرِفُهُ
فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِي الخبرِ
كمْ فِي ليالٍ وفي تقلبِهَا
مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْ فِكَرِ
إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ، وقَدْ
عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفي غَرَرِ
ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِ فقُلْ
واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَ الضَّررِ
ما طَيّبُ القَوْلَ عندَ سامِعِهِ الـ
ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِ الثّمَرِ
الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَة ٌ
تَنهاكَ عَمّا أرَى منَ الأشَرِ
ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباً مرِحاً،
تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِ والبطَرِ
تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ، بَلْهَ، وقَد
عمّمَك الدَّهرُ عمة َ الكِبَرِ
لوْ كنتَ للموْتِ خائفاً وجِلاً
أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَ بالعِبَرِ
طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ من الـ
الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِي قِصَرِ(5/340)
لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَ في
ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِ العِبَرِ
يا عَجَباً لي، أقَمتُ في وَطَنٍ،
ساكِنُهُ كُلّهُمْ على السّفَرِ
ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ من ثقتي،
فانهلَّ دمعي كوابلِ المطرِ
فقل لأهلِ القبورِ من ثقة ٍ
لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَى عُمُرِي
يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
للوارِدينَ القُبُورَ مِنْ صَدَرِ
ما فَعَلَ التّارِكُونَ مُلكَهُمُ،
أهلُ القِبابِ العِظامِ، والحجَرِ
هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَ بَينَكُمُ،
أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومن خَطَرِ
ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
بدّدَ عَنْهَا محاسِنُ الصُّورِ
اللهُ فِي كلِّ حادثٍ ثقَتِي
واللهُ عزّي واللهُ مفتخرِي
لَستُ مَعَ الله خائِفاً أحَداً،
حسبِي بهِ عاصماً منَ الأشرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
رقم القصيدة : 11978
-----------------------------------
ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
وكذاكَ الأُمورُ: حُلوٌ ومُرُّ
وكَذاكَ الأمورُ تَعبُرُ بالنّا
سِ فخطبٌ يمضِي وخطبٌ يكرُّ
مَا أغرًّ الدّنيا لذِي اللهوِ فِيهَا
عَجَباً للدّنْيا، وكَيفَ تَغُرّ
ولمَكْرِ الدّنْيا خَطاطيفُ لَهْوٍ،
وخَطاطيفُها إلَيهَا تَجُرّ
ولَقَلّ امرُؤٌ يُفارِقُ ما يَعْـ
يعتادُ إلاَّ وقلبُهُ مقشَعِرُّ
وإذا مَا رضيتَ كلَّ قضاءِ
اللهِ لمْ تخشَ أنْ يصيبَكَ ضَرُّ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
رقم القصيدة : 11979
-----------------------------------
تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
جَميعُ ما أنتَ فيهِ معتذِرُ
مَا أبعدَ الشَّيْءَ مِنْكَ مَا لَمْ يُسَا
عِدْكَ عليهِ القضَاءُ والقدرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ
طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ
رقم القصيدة : 11980
-----------------------------------
طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ(5/341)
فلمْ أرَ لِي بأرضِ مستقرّاً
أطَعتُ مَطامِعي فاستَعَبَدَتني،
ولَوْ أنِّي قنعتُ لَكُنْتُ حرَّاً
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
رقم القصيدة : 11981
-----------------------------------
أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
وحَظّيَ، في صَوْنِهِ، أوْفَرُ
ولَو لمْ يكُنْ فيهِ معْنى ً عليكَ
نظرتُ لنفسِي كمَا تنظُرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
رقم القصيدة : 11982
-----------------------------------
الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ
الدَّارُ جنَّة ُ خلدٍ إنْ عمِلتَ بِمَا
يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ قصّرْتَ، فالنّارُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أخويَّ مرَّا بالقُبُو
أخويَّ مرَّا بالقُبُو
رقم القصيدة : 11983
-----------------------------------
أخويَّ مرَّا بالقُبُو
رِ، وسَلّمَا قَبلَ المَسيرِ
ثمّ ادْعُوَا مَنْ عادَهَا
منْ ماجدٍ قرمٍ فخورِ
ومسوَّدٍ رحبِ الفناء
ءِ أغَرَّ كالقَمَرِ المُنِيرِ
يَا مَنْ تضمَّنُهُ المقَابِرُ
بِرُ مِنْ كَبيرٍ، أوْ صَغيرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
رقم القصيدة : 11984
-----------------------------------
ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
وأسرعَ الأشهُرَ في العُمْرِ
لَيسَ لمَنْ لَيْسَتْ لَهُ حيلَة ٌ
مَوْجودَة ٌ، خَيرٌ من الصّبرِ
فاخطُ مع الدَّهْرِ عَلَى مَا خَطَا
واجْرِ معَ الدَّهْرِ كمَا يجرِي
منْ سابقَ الدَّهرَ كبَا كبوة ً
لم يُستَقَلها من خُطى الدّهرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
رقم القصيدة : 11985
-----------------------------------(5/342)
نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
وللصَّمتُ في بعضِ الأحايينِ أوجَزُ
فإنْ كنتَ عنْ أن تحسنَ الصمتَ عاجزاً
فأنتَ، عنِ الإبلاغِ في القوْلِ، أعجَزُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
رقم القصيدة : 11986
-----------------------------------
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي
بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً،
لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّ مِنها،
تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي
وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى
ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً،
وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً
وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى
ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً
يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
رقم القصيدة : 11987
-----------------------------------
ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ
مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولاَ سوقاً
إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ
للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ
وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا
هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ
هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ
يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ
كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ
أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ
إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ
إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا لوِ اجتهَدُوا(5/343)
فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ
إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا
أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا
إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ،
وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ
ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا،
كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ
إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا
وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا
ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا،
كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
رقم القصيدة : 11988
-----------------------------------
سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
كأنهمُ لَمْ يجْلِسُوا فِي المجالِسِ
ولم يبلُغُوا منْ بارِدِ الماءِ لَذَّة ً
ولمْ يَطْعَمُوا مَا بَيْنَ رطبٍ ويابِسِ
وَلمْ يكُ مِنهُمْ، في الحَياة ِ، مُنافسٌ
طَوِيلُ المُنَى فِيهَا كثيرُ الوَسَاوِسِ
لقدْ صرتُمُ فِي غَاية ِ الموْتِ والبِلَى
وَأنْتُمْ بهَا ما بَينَ رَاجٍ وَآئِسِ
فلَوْ عَقَلَ المَرْءُ المُنافِسُ في الذي
تركْتُمْ من الدُّنيَا إذَا لمْ ينافسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
رقم القصيدة : 11989
-----------------------------------
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
حتى يُعَضّ بأنْيابٍ وَأضراسِ
لاَ بأسَ بالمرءِ مَا صحَّتْ سَرِيرتُهُ
مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْلِ العِلْمِ والنَّاسِ
كاسَ الألى أخذُوا لِلْمَوْتِ عُدَّتَهُ
وَما المُعِدّونَ للدّنْيا بأكْياسِ
حتَّى متَى والمنَايَا لِي مخاتِلة ٌ
يَغُرّني في صُرُوفِ الدّهرِ وَسْوَاسِي
أينَ المُلُوكُ التي حُفّتْ مَدائِنُها،
دونَ المَنَايا، بحُجّابٍ وحُرّاسِ
لقدْ نسيتُ وكأْسُ الموتِ دائرة ٌ(5/344)
في كفِّ لا غافلٍ عنها ولا ناسي
لأشربنَ بكأسِ الموتِ منجدِلاً
يوماً كمَا شرِبَ الماضُونَ بالكاسِ
أصْبَحْتُ ألعَبُ والسّاعاتُ مُسرِعَة ٌ
ينقصنَ رزقِي ويستقصينَ أنفاسِي
إنّي لأغْتَرّ بالدّنْيا وَأرْفَعُهَا
مِن تحتِ رِجليَ، أحياناً، على رَاسِي
ما استعبدَ المرءَ كاستِعْبادِ مطمعهِ
ولاَ تسلَّى بمثلِ الصَّبْرِ واليَاسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
رقم القصيدة : 11990
-----------------------------------
ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
وأنْتَ لِكَأْسِهِ لاَ بُدَّ حَاسِ
إلى كَمْ، والمَعادُ إلى قَريبٍ،
تذكِرُ بالمعَادِ وأنتَ ناسِ
وكمْ منْ عِبرة ٍ أصْبَحتَ فِيهَا
يلِينُ لَهَا الحَدِيدُ وأَنتَ قَاسِ
بأيِّ قُوى ً تظنُّكَ ليْسَ تبْلَى
وقدْ بليَتْ عَلَى الزَّمَنِ الرَّوَاسِي
ومَا كُلُّ الظُّنُونِ تكُونُ حَقّاً
ولاَ كُلُّ الصَّوَابِ عَلَى القياسِ
وكلُّ مخيلة ٍ رُفعتْ لعينٍ
لهَا وَجْهانِ مِنْ طَمَعٍ وَيَاسِ
وَفي حُسنِ السّريرَة ِ كُلّ أُنْسٍ؛
وَفي خُبثِ السّريرَة ِ كُلّ بَاسِ
وَلم يَكُ مُنَيَة ٌ، حَسَداً وَبَغْياً،
ليَنْجُو مِنْهُمَا رَأساً برَاسِ
ومَا شيءٌ بأخلَقَ أنْ تراهُ
قَليلاً مِنْ أخي ثِقَة ٍ، مُؤاسِ
وَما تَنْفَكّ مِنْ دُوَلٍ تَرَاهَا،
تنقَّلُ منْ أنَاسِ فِي أُنَاسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
رقم القصيدة : 11991
-----------------------------------
لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
مَنِ احْتَاجَ إلى النّاسِ
فَصُنْ نَفْسَكَ عَمّا كَا
نَ عندَ النَّاسِ باليَاسِ
فكَمْ مِنْ مَشرَبٍ يَشفي الـ
ـصّدى من مَشرَبٍ قاسِ
وثقلُ الحقِّ أحياناً
كَمِثْلِ الجَبَلِ الرّاسِي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ(5/345)
خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ
رقم القصيدة : 11992
-----------------------------------
خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ
وَلا بُدّ في الدّنيا من النّاسِ للنّاسِ
ولسْتَ بناسٍ ذكرَ شيءٍ تريدُهُ
ومَا لمْ تُرِدْ شَيئاً، فأنتَ لهُ النّاسي
من الظُّلْمِ تشْغِيبُ أمرِئٍ ليسَ منصِفٍ
ومَا بامرِىء ٍ لم يَظلمِ النّاسَ من باسِ
ألاَ قلَّ مَا ينجُو ضميرٌ منَ المُنَى
وفيهِ لهُ منهُنَّ شعبَة ُ وسواسٍ
ولمْ ينجِ مخلوقاً منَ الموتِ حيلة ٌ
ولَوْ كانَ في حصْنٍ وَثيقٍ وَحُرّاسِ
ومَا المَرْءُ إلاّ صُورَة ٌ مِنْ سُلالَة ٍ،
يشيبُ ويفْنَى بينَ لمحٍ وأنْفاسِ
تُديرُ يَدُ الدّنْيا الرّدى بَينَ أهلِها،
كأنَّهُمُ شربٌ قُعُودٌ عَلَى كاسِ
كَفَى بدِفاعِ الله عَنْ كلّ خائِفٍ،
وإنْ كانَ فيها بَيْنَ نابٍ وأضراسِ
وكمْ هالكٍ بالشيءِ فِيمَا يكِدُّهُ
وكم من مُعافى ً حُزّ منْ جَبلٍ رَاسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
رقم القصيدة : 11993
-----------------------------------
إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
فلَنْ يَغُمّكَ لا مَوْتٌ، ولاَ نَاسُ
اللهُ أصدقُ والآمالُ كاذِبة ٌ
وكُلُّ هذِي المُنَى في القلبِ وسْوَاسُ
والخيرُ أجمَعُ إنْ صحَّ المُرَادُ لَهُ
ما يَصنَعُ الله لا ما يَصنَعُ النّاسُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
رقم القصيدة : 11994
-----------------------------------
إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
سَيُرْمَى بِقَوسِ الجَهْلِ مَن كانَ طَيَّاشَا
فَلا يأمَنَنّ المرَءُ سُوءاً يَغُرّهُ،
إذَا جالَسَ المعروفَ بالسُّوءِ أوْ مَاشَى
ولَيسَ بَعيداً كلُّ ما هوَ كائِنٌ،(5/346)
وَما أقربَ الأمرَ البطيءَ لمَن عَاشَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
رقم القصيدة : 11995
-----------------------------------
زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
دونَ أهلِ الحدِيثِ والإخلاصِ
كَيفَ أغْتَرّ بالحَياة ِ، وعُمري
ساعَة ً بَعدَ ساعة ٍ في انتِقاصِ؟
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
رقم القصيدة : 11996
-----------------------------------
كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
والحادِثَاتُ أناتُهَا غفصُ
تَبغي مِنَ الدّنْيا زِيادَتَها،
وزِيادَتي فيها هيَ النّقصُ
وكأنَّ منْ واروهُ فِي جدثٍ
لمْ يبدُ منهُ لناظرٍ شخصُ
ليَدِ المَنِيّة ِ في تَلَطّفِهَا،
عَنْ ذُخْرِ كلّ شَفيقَة ٍ، فحصُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
رقم القصيدة : 11997
-----------------------------------
إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
تَ لَعَيشٌ مُعَجَّلُ التّنغيصِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
رقم القصيدة : 11998
-----------------------------------
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
فَكَمْ أُنَاسٍ رَأَيْنَاهُمْ قَدِ انقَرَضُوا
إنّا لَنَرْجُو أُمُوراً نَسْتَعِدّ لهَا،
والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُو لمعترضُ
للّهِ دَرُّ بَني الدّنْيا لَقَدْ غُبِنُوا
فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا
مَا أرْبَحَ اللهُ فِي الدُّنيا تجارَة َ إنْـ
ـسانٍ يَرَى أنّها مِنْ نَفسِهِ عِوَضُ
فَليْسَتِ الدَّارُ داراً لاَ تَرَى أحداً
من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ غَرَضُ
مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَا الدَّنيَّة ُ لاَ
يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنيا ويَنقَبِضُ(5/347)
تَصِحّ أقْوالُ أقوامٍ بوَصْفِهِمِ،
وَفِي القُلُوبِ إذا كشَّفْتَهَا مَرَضُ
والنَّاسُ فِي غَفْلَة ٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ
وكُلُّهُمْ عنْ جَديدِ الأرْضِ منقرضُ
والحادِثَاتُ بِهَا الأقْدارُ جارِية ٌ
وَالمَرْءُ مُرْتَفعٌ فيها، وَمُنخَفِضُ
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَدَّ الرَّحيلُ بِنَا
حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ نرْتكِضُ
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيرَاتِ ساكِنَة ٌ
وَقَلبُهُ مِنْ دَواعي الشّرّ مُنقَبِضُ
اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ
وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُ مَضَضُ
ومَا استرَبْتَ فَكُنْ وقَّافَة ً حذراً
قد يُبرَمُ الأمرُ أحْياناً فيَنتَقِضُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
رقم القصيدة : 11999
-----------------------------------
اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
وَعُلُوُّ بَعضِهِمِ على بَعْضِ
دَعْهُمْ ومَا اختارُوا لأنْفُسِهِمْ
فاللهُ بينَ عِبَادِهِ يَقْضِي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
رقم القصيدة : 12000
-----------------------------------
أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
وإنّي بتَقْديرِ الإلهِ لَرَاضِي
أرَى الخَلْقَ يَمضِي واحداً بعدَ واحدٍ،
فيَا ليْتَنِي أدْرِي متَى أنَا ماضِ
كأنْ لَمْ أَكُنْ حَيّاً إذا احتَثَّ غاسِلِي
وَأحكَمَ دَرْجي في ثِيابِ بَيَاضِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
رقم القصيدة : 12001
-----------------------------------
قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقّة ً، وَتَقَبُّضَا
نلْ أيَّ شَيءٍ شئْتَ منْ نَوْعِ المُنَى
فكأنّ شَيْئاً لم تَنَلْهُ، إذا انقَضَى
وَإذا أتَى شيءٌ أتَى لمُضِيّهِ،(5/348)
وكأنَّهُ لَمْ يأْتِ قَطُّ إذَا مضَى
نَبْغِي منَ الدُّنْيَا الغِنَى فيزيدُنَا
فَقْراً ونطلُبُ أنْ نَصِحَّ فنمرضَا
لَنْ يَصْدُقَ اللّهَ المَحَبّة َ عَبْدُهُ،
إلاَّ أحَبَّ لَهُ ومِنْهُ وأبغضَا
والنَّفْسُ فِي طَلَبِ الخلاصِ ومَا لَهَا
مِن مَخلَصٍ، حتى تَصِيرَ إلى الرّضَى
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
رقم القصيدة : 12002
-----------------------------------
نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
حَسْبَيَ اللهُ بِمَا شاءَ قَضَى
قَد أرَدْنَا، فأبَى اللّهُ لَنَا،
وأرَادَ اللهُ شيئْاً فمضَى
ربَّ أمرٍ بِتُّ قدْ أبرَمْتُهُ
ثُمَّ مَا أصْبَحْتُ إلاَّ فانقَضَى
كمْ وكمْ من هَنَة ٍ مَحقُورَة ٍ،
ترَكَتْ قَوْماً كَثيراً أمْرَضَا
رُبَّ عَيْشٍ لأنَاسٍ سلَفُوا
كانَ ثُمَّ انقرَضُوا أوْ قُرِضَا
عَجَباً للمَوْتِ مَا أقْطَعَهُ،
مَا رَأيْنَا ماتَ رُفِضَا
رُفِضَ المَيّتُ مِنْ ساعَتِهِ،
وَجَفَاهُ أهْلُهُ حينَ قَضَى
شَرُّ أيّامي هوَ اليَوْمُ الذي
أقْبَلُ الدّنْيَا بديني عِوَضَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
رقم القصيدة : 12003
-----------------------------------
رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
وَكُلٌّ سَيُجْزَى بما أقَرَضَا
بُلِيتُ بدارٍ رَأيْتُ الحَكيمَ
لزَهْرَتِها قاصِياً مُبْغِضَا
سَيَمْضِي الذي هوَ مُسْتَقْبَلٌ،
مُضِيَّ الذي مرّ بي، فانقَضَى
وإنَّا لفِي منزلٍ لمْ يَزَلْ
نَراهُ حَقيقاً بأنْ يُرْفَضَا
قضَى اللهُ فيهِ عَلَيْنا الفَنَا
لهُ الحَمدُ شكراً على ما قَضَى
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،
حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،
رقم القصيدة : 12004
-----------------------------------
حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،(5/349)
حتى بَغَى بَعضُهُمْ منها على بَعْضِ
فحسْبِيَ اللهُ ربِّي لاَ شبيهَ بِهِ
وَضَعتُ فيهِ كِلا بَسطي، وَمُنقَبَضِي
إنّ القُنُوعَ لَزادٌ، إنْ رَأيتُ بهِ،
كُنْتُ الغَنِيَّ وكُنْتُ الوافِرَ العِرْضِ
ما بَينَ مَيْتٍ وبَينَ الحَيّ من صِلَة ٍ،
منْ ماتَ أصْبَحَ فِي بحْبُوحَة ِ الرَّفْضِ
الدّهْرُ يُبرِمُني طَوْراً وَيُنْقِضُني،
فَمَا بَقَائي على الإبرامِ والنّقْضِ
مَا زلْتُ مُذْ كانَ فِيَّ الرُّوحُ منقَبِضاً
يَمُوتُ، في كلّ يَوْمٍ مرّ بي، بعضِي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
رقم القصيدة : 12005
-----------------------------------
ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
مِمنْ غَزاهُ اللّينُ، وَالخَفْضُ
أبْهَرْتِ مَنْ وَافَتْ مَنِيّتُهُ،
وكانَ حُبَّ حبيبِهِ بُغْضُ
عَجَباً لِذي أمَلٍ يُغَرّ بِهِ،
وَيَقينُهُ بِفَنَائِهِ نَقْضُ
ولكُلّ ذي عَمَلٍ يَدينُ بهِ،
يَوْماً عَلَى دَيَّانِهِ عَرْضُ
يَا ذا المقيمُ بمنزلٍ آشِبٍ
وَمَقامُ ساكِنِهِ بهِ دَحْضُ
مَا لابْنِ آدَمَ فِي تصرُّفِ مَا
يجْرِي بهِ بَسْطٌ ولاَ قَبْضُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
رقم القصيدة : 12006
-----------------------------------
خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
عثارَ أخيهِ منكُما، فَتَرَافَضَا
وَمَا يلْبَثُ الحِبّانِ، إنْ لم يُجوَزَا
كَثيراً منَ المكُروهِ، أنْ يَتَباغَضَا
خَلِيلَيَّ بابُ الفَضْلِ أنْ يَتَواهَبَا
كمَا أنَّ بابَ النَّقْصِ أنْ يتقَارضَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
رقم القصيدة : 12007
-----------------------------------
حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
أحَسِبْتَ أنَّ المَوْتَ فِي اسْمِك يغلَطُ(5/350)
أمْ لَستَ تْحسَبُهُ عَلَيكَ مُسلَّطاً،
وَبَلى ، وَرَبِّكَ، إنّهُ لمُسَلَّطُ
وَلَقَدْ رَأيتُ المَوْتَ يَفْرِسُ، تارَة ً،
جُثَثَ المُلوكِ وتارَة ً يتَخَبَّطُ
فتآلَفِ الخُلاَّنِ مفتقِداً لَهُمْ
سَتَشِطّ عَمّنْ تَألفَنّ، وَتَشَحطُ
وكأنّني بكَ بَيْنَهُمْ وَاهي القُوَى ،
نِصْواً، تَقَلَّصُ بَينَهُمْ وتَبَسَّطُ
وكأنّني بِكَ بَينَهُمْ خَفِقَ الحَشَا،
بالموتِ فِي غَمَرَاتهِ يتشَحَّطُ
وكأنّني بكَ في قَميصٍ مُدْرَجاً،
في رَيطَتَينِ مُلَفَّفٌ، وَمُخَيط
لاَ ريطَتَيْنِ كريطَتَيْ متنسِّمٍ
رُوحَ الحَياة ِ، وَلا القَميصُ مُخَيَّطُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
رقم القصيدة : 12008
-----------------------------------
أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
لنفْسِكَ ذخراً إنَّ ذَا لسُقُوطُ
اتُوَصِي لِمَنْ بعدَ المَمَاتٍ جَهَالة ً
وتَتْرُكُهُ حَيّاً وأَنْتَ بَسِيطُ
نصِيبُكَ مِمَّا صِرْتُ تَجْمَعُ دَائباً
فَثَوْبَانِ منْ قِبْطِيَّة ٍ وَحَنُوطُ
كأنَّكَ قَدْ جُهِّزْتَ تُهْدَى إِلى البِلَى
لنَفْسِكَ فِي أيْدِي الرِّجَالِ أطبطُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
رقم القصيدة : 12009
-----------------------------------
غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
نَفْسٌ مُقَرَّعَة ٌ بكلّ عِظَهْ
نَفْسٌ مُصَرَّفَة ٌ، مُدَبَّرَة ٌ،
مَطْلُوبَة ٌ فِي النَّوْمِ واليقَظَهْ
نَفْسٌ ستُطْغيها وَساوِسُهَا،
إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُنَّ محْتَفِظَهْ
فاللهُ حَسْبُكَ لاَ سِواهُ ومَنْ
راعَ الرُّعَاة َ وحَافَظَ الحَفَظَهْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
رقم القصيدة : 12010
-----------------------------------(5/351)
عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
وعيْنَايَ منْ مضِّ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا
وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَة ُ تَجمَعُ
ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْرِ في كلّ ساعة ٍ
لَهُ عارضُ فيهِ المنيَّة ُ تَلْمَعُ
أيَا بَانِيَ الدُّنْيَا لِغيْرِكَ تََبْتَنِي
ويَا جامِعَ الدُّنيَا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
أَرَى المرْءَ وثَّاباً عَلَى كُلِّ فُرْصَة ٍ
وللمَرْءِ يَوْماً لاَ مَحَالَة َ مَصْرَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلكَ غَيْرُهُ
مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيسَ يَشْبَعُ
أيُّ امْرِىء ٍ فِي غَايَة ٍ لَيْسَ نَفْسُهُ
إلى غايَة ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
رقم القصيدة : 12011
-----------------------------------
أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
وَأراهُ يَجْمَعُ دائِباً لا يَشْبَعُ
قُلْ لِي لمَنْ اصْبَحْتَ تَجْمَعُ مَا أرَى
البَعْلِ عِرْسِكَ لاَ أبَا لكَ تَجْمَعُ
لا تَنظُرَنّ إلى الهوَى ، وَانظُرْ إلى
رَيْبِ الزّمانِ بأهْلِهِ ما يَصْنَعُ
الموتُ حَقٌّ لاَ محالة َ دُونَهُ
ولِكُلّ مَوْتٍ عِلّة ٌ لا تُدْفَعُ
المَوْتُ داءٌ ليسَ يَدفَعُهُ الدَّوا
ءُ إذَا أتى ولكلِّ جنبٍ مصْرَعُ
كمْ مِنْ أُخَيٍّ حيلَ دونَ لِقائِهِ،
قَلبي إليهِ، من الجَوانحِ، مَنزَعُ
وإذا كبرتَ فَهَلْ لنفْسِكَ لَذَّة ٌ
مَا للكبيرِ بلذَّة ٍ متمتِعُ
وإذا قنعتَ فأنْتَ أغْنَى من غَنِي
إنَّ الفقِيرَ لكُلُّ منْ لاَ يقنعُ
وإذا طلبْتَ فَلاَ إلى متضايقِ
مَن ضَاق عنك فرِزْقُ رَبّك أوْسعُ
إنَّ المطامِعَ مَا علِمْتَ مزلَّة ٌ
للطّامِعِينَ، وَأينَ مَن لا يَطمَعُ
إقْنَعْ وَلا تُنكِرْ لرَبّكَ قُدرَة ً،
فاللّهُ يَخفِضُ مَن يَشاءُ، وَيَرْفَعُ
ولرُبَّمَا انتفعَ الفتَى بضرارِ مَنْ(5/352)
يَنوي الضّرارَ، وَضرَّهُ مَن يَنفَعُ
لا شيءَ أسرَعُ مِنْ تَقَلّبِ مَن له
أُذْنٌ تُسَمّعُهُ الذي لا يَسمَعُ
كُلُّ امرِيءٍ متفَرِّدُ بطباعِهِ
لَيْسَ امْروءٌ إلاَّ عَلَى مَا يُطْبَعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
رقم القصيدة : 12012
-----------------------------------
خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
وإنْ بَدَا لكَ أمرٌ مشكِلٌ فَدَعِ
قدْ يصبحُ المْرءُ فِيمَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ
مُمَلَّقَ البالِ بَيْنَ اليَأْسِ والطَّمَعِ
لم يَعمَلِ النّاسُ في التّصْحيحِ بينَهمُ،
فاضطَرّ بَعضُهُمْ بَعضاً إلى الخُدَعِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
رقم القصيدة : 12013
-----------------------------------
لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
ألمْ ترَ أنَّ الموْتَ مَا ليْسَ يُدْفَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ النَّاسِ فِي غَفَلاتِهِمْ
ألمْ تَرَ أسبابَ الأمُورِ تَقَطَّعُ
ألمْ تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إلى البِلى ؛
ألمْ تَرَ أسْبابَ الحِمامِ تُشَيَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الفَقْرَ يعقِبُهُ الغِنَى
ألَمْ تَرَ أنَّ الضِّيْقَ قَدْ يَتَوَسَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الموتَ يهتِرُ شبيبة ً
وَأنّ رِماحَ المَوْتِ نحوَكَ تُشرَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ المرْءَ يشبَعُ بطْنُهُ
وناظِرُهُ فِيمَا تَرَى ليْسَ يشبَعُ
أيا باني الدُّنْيَا لغيرِكَ تبْتَنِي
وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لغيرِكَ تَجْمَعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ المْرءَ يَحْبِسُ مَالَهُ
ووارِثُهُ فيهِ، غَداً، يَتَمَتّعُ
كأنّ الحُماة َ المُشفِقِينَ عَلَيكَ قد
غَدَوْا بكَ أوْ رَاحُوا رَوَاحاً فأبرَعُوا
ومَا هُوَ إلاَّ النَّعْشُ لَوْ قَدْ دَعَوْا بهِ
تُقَلُّ، فتُلْقَى فوْقَهُ ثُمّ تُرْفَعُ
ومَا هُوَ إلاَّ حادِثٌ بَعْدَ حادِثٍ(5/353)
فمِنْ أيّ أنواعِ الحوادثِ تَجزَعُ
ألا، وَإذا أُودِعتَ تَوْديعَ هالِكٍ،
فآخِرُ يَوْمٍ منْكَ يَوْمٌ تُوَدَّعُ
ألا وكَما شَيّعْتَ يَوْماً جَنَازَة ً،
فأنْتَ كمَا شَيّعْتَهُمْ سَتُشيَّعُ
رَأيْتُكَ في الدّنْيا على ثِقَة ٍ بها،
وإنَّكَ فِي الدُّنيا لأنْتَ المُرَوَّعُ
ولمْ تعْنَ بالأمْرِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ
وكُلُّ امْرِىء ٍ يُعْنَى بِمَا يَتَوَقَّعُ
وإنَّكَ للْمَنْقُوضُ فِي كُلِّ حَالَة ٍ
وَإنّ بني الدّنيا على النْقضِ يُطبَعوا
إذا لم يَضِقْ قوْلٌ عَلَيكَ، فقل بهِ،
وَإن ضَاق عنكَ القوْلُ فالصّمتُ أوسعُ
فَلا تَحتَقِرْ شَيئاً تَصاغَرْتَ قدرَه،
فإنّ حَقيراً قد يَضُرّ ويَنْفَعُ
تَقَلَّبْتَ فِي الدُّنْيَا تَقَلُّبَ أهْلِهَا
وَذُو المالِ فِيهَا حَيْثُ مَا مَال يتبَعُ
ومَا زِلتُ أُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعِبْرَة ٍ
تكَادُ لَهَا صُمُّ الجبالِ تَصَدَّعُ
فما بالُ عَيْني لا تَجُودُ بمائِهَا
وَما بالُ قَلبي لا يَرِقّ ويَخشَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلْكُ غَيرُهُ
متَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَن ليسَ يقْنَعُ
وَأيّ تمرىء ٍ في غاية ٍ، ليسَ نَفسُه
إلى غاية ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ
وَبَعضُ بني الدّنيا لبَعضٍ ذَريعَة ٌ،
وَكُلٌّ بِكُلٍّ قَلّمَا يَتَمَتّعُ
يُحَبُّ السَّعِيدُ العَدْلُ عِنْدَ احتِجاجِهِ
ويبغِي الشَّقيُّ البَغْيَ والبَغْيُ يصرَعُ
ولَمْ أرَ مِثْلَ الحقِّ أقْوَى لحُجَّة ٍ
يدُ الحقّ، بينَ العلمِ والجهل، تَقرَعُ
وذُو الفضْلِ لا يهتزُ إنْ هزَّهُ الغنى
لِفَخْرٍ ولاَ إنْ عضَّهُ الدَّهْرُ يَفْزَعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
رقم القصيدة : 12014
-----------------------------------
ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
مَا اجتمعَ الحِرْصُ قَطُّ والوَرَعُ
لَوْ قنعَ النَّاسُ بالكفافِ إذَاً
لا تّسَعُوا في الذي بهِ قَنِعُوا(5/354)
للمَرْءِ فيمَا يُقيمُهُ سَعَة ٌ،
لَكِنّهُ ما يُريدُ ما يَسَعُ
يا حالِبَ الدّهرِ دَرَّ أشْطُرِهِ!
هلْ لكَ فيما حَلَبْتَ مُنتَفَعُ؟
يا عَجَبا لامرىء ٍ تُخادِعُهُ الـ
السَّاعَاتُ عنْ نفسِهِ فينخدِعُ
يا عَجَبا للزّمانِ، يأمَنُهُ
منْ قَدْ يَرَى الصَّخْرَ عَنْهُ ينصَدِعُ
عَجِبْتُ منْ آمِنٍ بمنزلة ٍ
يَكْثُرُ فيهَا الأمرَاضُ والوَجَعُ
عجِبْتُ منْ جَهْلِ قَومٍ قَدْ عرَفُوا
الحقَّ فَوَلَّوْا عَنْهُ ومَا رَجَعُوا
النّاسُ في زَرْعِ نَسْلِهِمْ وَيَدُ الـ
الموتِ بِهَا حصدُ كلِّ مَا زرَعُوا
ما شَرَفُ المَرْءِ كالقَناعَة ِ والصّبْـ
ـرِ، على كُلّ حادِثِ يَقَعُ
لمْ يزلِ القانِعُونَ أشرفَنَا
يَا حبذَا القَانِعُونَ مَا قَنِعُوا
للمَرْءِ في كُلّ طَرْفَة ٍ حَدَثٌ
يذهِبُ منْهُ مَا ليْسَ يُرْتَجَعُ
مَنْ ضاقَ بالصّبرِ عَنْ مُصِيبَتِهِ
ضاقَ ولمْ يَتَّسِعْ لَهَا الْجَزَعُ
الشَّمْسُ تَنْعَاكَ حينَ تغْرَبُ لَوْ
تَدْرِي وتنعاكَ حِينَ تَطَّلِعُ
حَتَّى متَى أنْتَ لاعِبٌ أشِرٌ
حَتَّى متَى أنْتَ بالصِّبَا وَلِعُ
إنَّ المُلوكَ الأُوَلَى مضَوْا سَلَفاً
بادوا جَميعاً، وَما بادَ ما جَمَعُوا
يَا ليْتَ شعرِي عَنِ الذّينَ مَضَوْا
قَبْلي إلى التُّرْبِ، ما الذي صَنَعُوا
بُؤْساً لَهُمْ أيَّ منزلٍ نَزَلُوا
بُؤساً لهُمْ، أيّ مَوْقعٍ وَقَعُوا
الحَمْدُ للْهِ! كُلُّ مَنْ سكَنَ الـ
الدُّنيَا فَعَنْهَا بالموْتِ ينقَطِعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
رقم القصيدة : 12015
-----------------------------------
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
ودَعِ الرُّكونَ إلى الحياة ِ فتنتفِعْ
لوْ كانَ عُمْرُكَ ألفَ حولٍ كاملٍ
لمْ تَذْهَبِ الأيّامُ حتى تَنقَطِعْ
إنّ المَنِيّة َ لا تَزالُ مُلِحّة ً،
حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أمْرٍ مُجْتَمِعْ(5/355)
فاجْعَلْ لِنَفْسِكَ عُدّة ً لِلقَاءِ مَنْ
لَوْ قَدْ أَتَاكَ رسُولُهُ لَمْ تمتَنِعْ
شُغِلَ الخَلائِقُ بالحَياة ِ، وَأغفَلُوا
زَمَناً، حَوادِثُهُ عَلَيْهِمْ تَقْتَرِعْ
ذَهَبَتْ بنا الدّنْيا، فكَيفَ تَغُرّنَا،
أمْ كيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُ فينخدِعْ
وَالمَرْءُ يُوطِنُها، ويَعْلَمُ أنّهُ
عَنْهَا إلى وَطَنٍ سِواهَا منْقَلِعْ
لَمْ تُقْبِلِ الدُّنيا عَلَى أحدٍ بريتَهَا
فَمَلَّ منَ الحيَاة ِ ولاَ شَبَعْ
يا أيّها المَرْءُ المُضَيِّعُ دينَهُ،
إحرازُ دينِكَ خَيرُ شيءٍ تَصْطَنِعْ
ـنَتِها، فَمَلّ مِنَ الحَياة ِ وَلا شَبعْ
فَاعْمَلْ فَمَا كلفْتَ مَا لا تستطِعْ
وَالحَقُّ أفضَلُ ما قَصَدْتَ سَبيلَهُ،
وَاللّهُ أكْرَمُ مَنْ تَزُورُ وتَنْتَجِعْ
فامْهَدْ لنَفسِكَ صالحاً تُجزَى بهِ،
وانْظُرْ لِنَفْسِكَ أيَّ أمْرٍ تتَّبِعُ
وَاجعَلْ صَديقَكَ مَن وَفى لصَديقِهِ،
وَاجعلْ رَفيقَكَ، حينَ تسقُطُ، من سرُعْ
وامْنَعْ فؤَادَكَ أنْ يميلَ بكَ الهوَى
وَاشدُدْ يَديكَ بحَبلِ دينِكَ وَالوَرَعْ
واعْلَمْ بأنَّ جَميعَ مَا قَدَّمْتَهُ
عندَ الإلهِ، مُوَفَّرٌ لكَ لم يَضِعْ
طُوبَى لمَنْ رُزِقَ القُنُوعَ، ولَم يُرِدْ
ما كان في يَدِ غَيرِهِ، فيُرَى ضرَعْ
وَلئِنْ طَمِعتَ لَتُصرَعنّ، فلا تكُنْ
طَمِعاً، فإنّ الحُرّ عَبدٌ ما طَمِعْ
إنَّا لنلْقَى الْمَرءَ تشرَهُ نَفْسُهُ
فيضِيق عَنْهُ كُلُّ أمْرٍ متَّسِعُ
وَالمَرْءُ يَمْنَعُ ما لَدَيْهِ، ويَبْتَغي
ما عندَ صاحبِهِ، وَيَغْضَبُ إن مُنعْ
ما ضَرَّ مَنْ جَعَلَ التّرابَ فِراشَهُ
ألاّ يَنَامَ على الحَريرِ، إذا قَنِعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
رقم القصيدة : 12016
-----------------------------------
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ(5/356)
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ!
رُويداً أتَدْرِي مَنْ أرَاكَ تخَادِعُ
ويا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِ بَلاَغِهِ
سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْ أنْتَ جَامِعُ
وَكم قد رَأينا الجامِعينَ قدَ اصْبَحَتْ
لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَا
يَرَونَ، لمَا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ،
ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِعُ
وَصارَتْ بُطونُ المُرْملاتِ خَميصَة ً،
وأيتَامُهُمْ منهمْ طريدٌ وجائعُ
وإنَّ بُطُونَ المكثراتِ كأنَّما
تنقنقُ فِي أجوافِهِنَّ الضَّفَادِعُ
وتصْرِيفُ هذَا الخَلْقِ للهِ وَحْدَهُ
وَكُلٌّ إلَيْهِ، لا مَحَالَة َ، راجِعُ
وللهِ فِي الدُّنيَا أعَاجيبُ جَمَّة ٌ
تَدُلّ على تَدْبيرِهِ، وبَدَائِعُ
وللهِ في أسرارُ الأمُورِ وإنْ جَرَتْ
بها ظاهِراً، بَينَ العِبادِ، المَنافِعُ
وللهِ أحْكَامُ الْقَضَاءِ بِعِلْمِهِ
ألاَ فهوَ معْطٍ مَا يَشَاءُ ومَانِعُ
إذا ضَنّ مَنْ تَرْجو عَلَيكَ بنَفْعِهِ،
فذَرْهُ، فإنّ الرّزْقَ، في الأرْضِ، واسعُ
وَمَنْ كانَتِ الدّنْيا هَواهُ وهَمَّهُ،
سبَتْهُ المُنَى واستعبدَتْهُ المَطَامِعُ
وَمَنْ عَقَلَ استَحيا، وَأكرَمَ نَفسَه،
ومَنْ قَنِعَ استغْنَى فَهَلْ أنْتَ قَانِعُ
لِكلِّ امرِىء ٍ رأْيَانِ رَأْيٌ يَكُفّهُ
عنِ الشّيءِ، أحياناً، وَرَأيٌ يُنازِعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
رقم القصيدة : 12017
-----------------------------------
خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
وَاصطِناعُ الخَيرِ أبْقَى ما صَنَعْ
وَنَظِيرُ المَرْءِ، في مَعرُوفِهِ،
شَافِعٌ بَتَّ إليْهِ فشَفَعْ
مَا ينالُ الخَيْرُ بالشَّرِّ ولاَ
يَحْصِدُ الزَّارِعُ إلاَّ مَا زَرَعْ
ليْسَ كلُّ الدَّهْرِ يوماً واحداً
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ(5/357)
خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْ بهِ،
وَاسْلُ عَمّا بانَ منْها، وَانقَطَعْ
إنّمَا الدّنْيا مَتَاعٌ زائِلٌ،
فاقْتَصِدْ فيهِ وخُذْ مِنْهُ وَدَعْ
وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَى بهِ،
واتبعِ الحقَّ فنِعْمَ المُتَّبَعْ
وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِ الغِنى ،
فمَنِ احتاجَ إلى النّاسِ ضَرَعْ
اشهدِ الجامعَ لو أنْ قد أتى
يومُهُ لم يُغنِ عنهُ ما جمعْ
إنْ للخَيرِ لَرَسْماً بَيْنَنَا،
طبعَ اللهُ عليهِ ما طبعْ
قد بلونَا الناسَ في أخلاقهمْ
فرأيناهُمْ لذي المال تَبَعْ
وحَبيبُ النّاسِ مَنْ أطْمَعَهُمْ،
إنما الناسُ جميعاً بالطمعْ
احمدِ اللهَ على تدبيرهِ
قدَّرَ الرِّزقَ فعطى ومنَعْ
سُمْتُ نَفْسِي وَرَعاً تَصْدُقُهُ،
فنهاها النقصُ عن ذاكَ الورعْ
وَلنَفسي حِينَ تُعطَى فَرَحٌ،
واضطرابٌ عندَ منعٍ وجزعْ
ولنَفْسِي غَفَلاتٌ لمْ تَزَلْ،
وَلَها بالشّيْءِ، أحْياناً، وَلَعْ
عجباً من مطمئنٍ آمنٍ
إنَّما يُغذَى بألوانِ الفزعْ
عَجَباً للنّاسِ ما أغْفَلَهُمْ
لوقوعِ الموتِ عمَّا سيقعْ
عجباً إنَّا لنلقَى مَرتعاً
كُلّنا قَدْ عاثَ فيهِ وَرَتَعْ
يا أخِي الميتَ الذي شيعتُهُ
فحُثِي التربُ عليهِ ورجعْ
لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَ الـ
ـزّادِ، يا هَذا، لِهَوْلِ المُطّلَعْ
يومَ يهدوكَ محبوكَ إلى
ظُلمة ِ القبرِ وضيق المُضطجعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
رقم القصيدة : 12018
-----------------------------------
أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
أنْتَ باللّهْوِ وَالهَوَى مَخدوعُ
كيفَ يَعْمَى عنِ السبيلِ بَصيرٌ
عَجَباً ذا، أوْ يَستَصِمّ سَميعُ
مَا لَنا نستَطِيعُ أنْ نجمعَ المَا
لَ، وَرَدَّ المَماتِ لا نَستَطيعُ
حُبِّبَ الأكلُ والشرابُ إلينَا
وَبِنَاءُ القُصُورِ وَالتّجْميعُ
وَصُنُوفُ اللّذّاتِ مِنَ كُلَ لَوْنٍ،
والفَنَا مُقْبلٌ إلينَا سريعُ(5/358)
لَيْسَ ينجُو منَ الفَنَا فاجِرٌ لَبَّتْ
ولا السَّفلة ُ الدَّنيُّ الوَضِيعُ
كُلُّ حيٍّ سيطعَمُ الموتَ كَرهاً
ثُمَّ خَلْفَ المَمَاتِ يَوْمٌ فَظيعُ
كَيفَ نَلْهُو أوْ كيفَ نَسلو من العيـ
هُوَ مِنَّا مُرْجعٌ منزُوعُ
نَجْمعُ الفَانِي والقَليلَ منَ المَا
لِ ونَنْسَى الَّذِي إليهِ الرُّجُوعُ
في مَقامٍ، تَعشَى العُيونُ إلَيْهِ،
وَالمُلوكُ العِظامُ فيهِ خُضُوعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
رقم القصيدة : 12019
-----------------------------------
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
وَأخو الدّنْيا على النّقصِ طُبعْ
إنّ مَنْ يَطمَعُ في كلّ مُنًى
أطْمَعَتْهُ النّفسُ فيهِ لَطَمِعْ
للتُّقَى عاقِبَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
والتَّقيُّ المَحْضُ مَنْ كانَ يُرَعْ
وقُنوعُ المرءِ يَحْمِي عِرْضَهُ
ما القَريرُ العَينِ إلاّ مَنْ قَنِعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
رقم القصيدة : 12020
-----------------------------------
ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
وَما لهَا لا تُرعى بالوَعْظِ مُنْتَفِعَهْ
أما سَمِعتَ بمَنْ أضْحى لهُ سَبَبٌ،
إلى النُجاة ِ، بحَرْفٍ واحدٍ سَمِعَهْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
رقم القصيدة : 12021
-----------------------------------
أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
ـشٍ كَفافٍ، قوتٍ، بقَدْرِ البَلاغِ
صاحِبُ البغيِ ليسَ يسلمُ منْهُ
وعلى نَفسِهِ بَغَى كلُّ بَاغِ
ربَّ ذِي نعمَة ٍ تعرَّضَ مِنْهَا
حائِلٌ بَينَهُ، وَبَينَ المَسَاغِ
أبْلَغَ الدّهرُ فِي مواعظِهِ بَلْ
زادَ فيهِنّ لي على الإبْلاغِ
غَبَنَتْني الأيّامُ عَقْلي، ومالي،
وَشَبابي، وَصِحّتي، وَفَراغي(5/359)
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
رقم القصيدة : 12022
-----------------------------------
للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
مخضَتْ صَبيحَتَها بيْومِ المَوْقِفِ
لوْ أنّ عَيناً شاهدَتْ ، مِنْ نَفسِها،
يوْمَ الحسابِ ، تمثّلاً لم تُطرَفِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
رقم القصيدة : 12023
-----------------------------------
إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
وَما عَنائي بما يَدْعُو إلى الكُلَفِ
لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْ قَنَاعَتِهِ
وَلا امتِلاءَ لعَينِ المُلْتَهي الطّرِفِ
منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْ عَلَيْهِ هوى ً
يَدْعُو إِلى البغْيِ والعُدْوانِ والسَّرَفِ
ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُو إلى رَشَدٍ
إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌ فقفِ
أُخَيّ! ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلا عصَفَتْ،
إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِ والتّلَفِ
ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْ لَمْ يزلْ بَطِراً
وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي على شُرَفِ
كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِ فِي جَدَثٍ
مُجَدَّلٍ، بتراب الأرْضِ مُلتَحِفِ
للهِ أهلُ قبورٍ كنتُ أعهَدُهُمْ
أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ، وَالغُرَفِ
يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْيا وَزِينَتِها،
حَسْبُ الفَتَى بتقَى الرَّحْمَانِ منْ شرفِ
والخيرُ والشَّرُّ فِي التَّصْويرِ بينهُمَا
لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ
أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَا استطَعْتَ وَلاَ
تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِ النّطِفِ
ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْ أطْرافِهِ طَرَفاً،
إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْ طَرَفِ
وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَ اعتَصَمتَ بهِ،
مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُ السّوءَ ينصرِفِ
الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لا مَثيلَ لَهُ،
ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِ وَاللُّطُفِ(5/360)
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
رقم القصيدة : 12024
-----------------------------------
مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
وَلا سيّما من مُترَفِ النّفسِ مُسرِفِ
طَلَبْتُ الغِنَى فِي كُلِّ وجهٍ فَلَمْ أجِدْ
سَبيلَ الغِنى ، إلاّ سبيلَ التّعَفّفِ
إذَا كَنْتَ لاَ ترضَى بشيءٍ تنالُهُ
وكنْتَ عَلَى مَا فاتَ حَمَّ التَّلهُّفِ
فلَستَ مِنَ الهَمّ العَريضِ بخارِجٍ،
ولسْتَ منَ الغيظِ الطَّويلِ بمشْتَفٍ
أرَانِي بنفْسِي معجباً متعزِّزاً
كأنّي على الآفاتِ لَستُ بمُشرِفِ
وَإنّي لَعَينُ البَائِسِ الواهِنِ القُوَى ،
وعينُ الضَّعيفِ البائسِ المتطرِّفِ
وليْسَ امْرُوٌ لمْ يرْعَ منْكَ بجهْدِهِ
جَميعَ الذي تَرْعاهُ مِنْهُ، بمُنصِفِ
خَليليّ ما أكْفَى اليَسيرَ منَ الذي
نُحاوِلُ، إنْ كُنّا بما عَفّ نكتَفي
وَما أكرَمَ العَبدَ الحريصَ على النّدى ،
وَأشرَفَ نَفْسَ الصّابرِ المُتَعَفّفِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
رقم القصيدة : 12025
-----------------------------------
اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
عَلَى اعْتِدَائِي عَلَى نَفْسِي وإسْرَافِي
تشرَّفَ النَّاسُ بالدُّنيَا وقَدْ غِرقُوا
فِيهَا فَكُلٌّ علَى أمواجِهَا طافِ
هُمُ العَبيدُ لدارٍ قَلْبُ صاحِبِها،
ما عاشَ، منها على خوْفٍ وَإيجافِ
حسبُ الفتَى بتقَى الرّحمانِ منْ شرفٍ
وما عَبيدُكِ، يا دُنْيا، بأشرافِ
يا دارُ! كمْ قد رَأينا فيكِ مِنْ أثَرٍ،
يَنعَى المُلُوكَ إلَينَا، دارِسٍ، عافِ
أوْدَى الزّمانُ بأسْلافي، وخَلّفَني،
وَسوْفَ يُلْحِقُني يَوْماً بأسْلافي
كأنَّنَا قَدْ توافيْنَا بأجمعِنَا(5/361)
فِي بَطْنِ ظَهْرٍ عَلَيْهِ مدرَجُ السَّافِي
أُخَيّ! عِندي مِنَ الأيّامِ تجْرِبة ٌ،
فِيمَا أظُنُّ وعِلْمٌ بارِعٌ شافِ
لاَ تمشِ فِي النَّاسِ إلاَّ رحْمَة ً لَهُمُ
وَلا تُعامِلْهُمُ إلاّ بإنْصَافِ
واقطعْ قُوَى كُلّ حِقْدٍ أنْتَ مضمِرُهُ
إنْ زَالّ ذو زَلّة ٍ، أوْ إنْ هَفا هافِ
وَارْغَبْ بنَفْسِكَ عَمّا لا صَلاحَ لهُ،
وَأوْسِعِ النّاسَ مِنْ بِرٍ، وَإلْطافِ
وإنْ يَكُنْ أحدٌ أوْلاَكَ صالحَة ً
فكافِهِ فَوْقَ ما أوْلى بأضْعافِ
ولاَ تكشِّفْ مسيئاً عنْ إساءَتِهِ
وَصِلْ حِبالَ أخيكَ القاطعِ، الجافي
فتستّحقَّ منَ الدُّنيَا سَلاَمَتَهَا
وَتَسْتَقِلَّ بعِرْضٍ وافِرٍ، وَافِ
ما أحسَنَ الشّغلَ في تَدبيرِ مَنفَعَة ٍ،
أهلُ الفَراغِ ذوُو خوْضٍ وَإرْجافِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
رقم القصيدة : 12026
-----------------------------------
ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
دُعُوا للموتِ واختُطفُوا
فَوَافَوْا حِينَ لا تُحَفٌ،
ولا طُرفٌ ولا لُطفُ
تُرصُّ عليهمِ حُفرٌ
وتُبنَى ثمَّ تنخسفُ
لهُمْ مِنْ تُربِهَا فُرُشٌ
وَمِنْ رَضراضِها لُحُفُ
تَقَطّعَ مِنْهُمُ سَبَبُ الـ
الرجاءِ فضيعوا وجُفُوا
تَمُرّ بعَسكَرِ المَوْتَى ،
وَقَلْبُكَ مِنْهُ لا يَجِفُ
كأنّ مُشَيّعيكَ، وقَدْ
رَمَوْابكَ، ثَمّ، وَانصرَفوا
فُنُونُ رَداكِ، يا دُنْيا،
لعمرِي فوقَ ما أصفُ
فأنتِ الدارُ فيكِ الظلمُ
ـمُ، والعُدوانُ، والسّرَفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الهمُّ
والأحزانُ والأسفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الغدْ
رُ، والتّنغيصُ، والكُلَفُ
وَفيكِ الحَبْلُ مُضطَرِبٌ؛
وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ
وفيكِ لساكنيكِ الغبنُ
والآفاتُ والتلفُ
وَمُلْكُكِ فيهِه دُوَلٌ،
بهَا الأقدارُ تختلفُ
كأنَّكِ بينهمْ كُرة ٌ
تُرامَى ثم تُلتَقَفُ
ترى الأيامَ لا يُنظِرْ
نَ والساعاتِ لا تقِفُ
ولَنْ يَبقَى لأهْلِ الأرْ
ضِ لا عزٌّ، وَلا شَرَفُ(5/362)
وكُلٌ دائمُ الغفلا
تِ والأنفاسُ تختطفُ
وأيُّ الناسِ إلا مُوْ
قِنٌ بالموتِ مُعتَرِفُ
وَخَلْقُ اللّهِ مُشْتَبِهٌ،
وسعْيُ الناسِ مُختلِفُ
وما الدنيَا بباقية ٍ
ستُنْزَحُ ثمَّ تُنتسَفُ
وقولُ اللهِ ذاكَ لنَا
وليسَ لقولهِ خُلُفُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
رقم القصيدة : 12027
-----------------------------------
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ،
فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ
فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعة ً
إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌ يَندُبونَهُ،
فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍ حُلُولُهُ،
وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى
بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ،
ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ
وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً
أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ، وَاصِفُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
رقم القصيدة : 12028
-----------------------------------
تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
شدَّة َ خوفٍ لتصارِيفِهَا
كأنَّها في حالِ إسعافِهَا
تُسْمِعُهُ أوْقاتَ تَخوِيفِهَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
رقم القصيدة : 12029
-----------------------------------
ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
ترَى أحداً يبقَى فتطمعُ أنْ تبْقَى(5/363)
لكُلّ امرىء ٍ حَيٍّ منَ المَوْتِ خُطّة ٌ
يصيرُ إليَا حينَ يستكملُ الرِّزْقَا
تَزَوّدْ منَ الدّنْيا، فإنّكَ شاخِصٌ
إلى المنتهى واجعلْ مطيتكَ الصدقَا
فأمسِكْ من الدّنيا الكَفافَ، وَجُد على
أخيكَ، وَخُذْ بالرّفقِ، وَاجتنبِ الخَرْقا
فإنّي رَأيْتُ المَرْءَ يُحرَمُ حَظَّهُ
منَ الدّينِ وَالدّنْيا، إذا حُرِمَ الرّفْقَا
وَلا تَجعَلَنّ الحَمدَ إلاّ لأهْلِهِ،
وَلا تَدَعِ الإمساكَ بالعُرْوَة ِ الوُثْقَى
ولا خيرَ فيمن لا يؤاسي بفضلهِ
ولا خيرَ فيمن لا يُرى وجههُ طلقَا
وليس الفتى في فضله بمقصرٍ
إذا ما اتّقَى الرّحمانَ، وَاتّبعَ الحَقّا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
رقم القصيدة : 12030
-----------------------------------
ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
في خَبَبٍ مَرّة ٍ، وَفي عَنَقِ
وفي فناءِ الملوكِ مُعتبرٌ
كفى بهِ حُجَّة ً على السوقِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
رقم القصيدة : 12031
-----------------------------------
طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
فأعْوَزَني هَذا، على كَثرة ِ الخَلقِ
فصِرْتُ وَحيداً بَينَهُمْ، مُتَصَبّراً،
على الغدرِ منهُمْ، وَالمَلالة ِ وَالمَذقِ
أرى منْ بها يقضي عليَّ لنفسِهِ
ولمْ أرَ منْ يرعَى عليَّ ولا يُبقِي
وكَمْ من أخٍ قد ذقته ذا بَشاشة ٍ
إذا ساغَ في عيني يَغَصُّ بهِ حلْقي
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفي لأهْلِها،
فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولا صدقِ
وَلم أرَ أمْراً واحِداً مِنْ أُمُورِهَا
أعَزّ، وَلا أعْلى منَ الصّبرِ للحَقّ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،
قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،
رقم القصيدة : 12032
-----------------------------------
قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،(5/364)
لَيسَ للمَيتِ بَعدَهُ من صَديقِ
مَنْ يَمُتْ يَعدَمِ النّصيحة َ وَالإشـ
ـفاقَ من كلّ ناصِحٍ، وَشَفيقِ
نزلَ الساكنُ الثّرى من ذوي
ـطافِ في المَنزِلِ البَعيدِ السّحيقِ
كُلُّ أهْلِ الدّنْيا تَعومُ على الغَفْـ
منهَا في غمرِ بحرٍ عميقِ
يتبارونَ في السباحِ فهمْ مِنْ
بَينِ نَاجٍ مِنهُمْ، وَبَينِ غَريقِ
والتماسي لِما أطالَبُ مِنهَا
لمْ أكُنْ، لالْتِماسِهِ، بحَقيقِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
رقم القصيدة : 12033
-----------------------------------
عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
والقَ مَنْ تلقى بوجهٍ طليقِ
فإذا أنتَ جميلُ الثَّناءِ
وإذا أنتَ كثيرُ الصديقِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
رقم القصيدة : 12034
-----------------------------------
داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
وابلُ قبلَ الذَّمِّ قبلَ الذَّمِّ والحمدِ وذُقْ
وَسّعِ النّاسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ،
لم يضقْ شيءٌ على حُسنِ الخلُقْ
كُلُّ مَنْ لم تَتّسِعْ أخْلاقُهُ،
بعدَ إحسانٍ إليهِ ينسحقْ
كمْ تُرانَا يا أخي نَبْقى على
جَوَلانِ المَوْتِ في هذا الأفُقْ
نحنُ أرْسَالٌ إلى دارِ البلَى
نَتَوَالى عُنُقاً، بَعْدَ عُنُقْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
رقم القصيدة : 12035
-----------------------------------
الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُ خُلُقُ
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍ فيتركَهُ
إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الفلَقُ
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لا ضِياءَ لَهُ،
والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُ يأتلِقُ
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أبَداً،
وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَ الحَشا قَلَقُ
يستغنم الناسُ من قومٍ فوائدهمْ(5/365)
وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْ رَبَقُ
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا، مُنافسة ً،
وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ ما رُزِقُوا
يا مَن بنى القَصرَ في الدّنْيا، وَشَيّدَه،
أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُ وَالغرَقُ
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَ فانِيَة ٌ،
وشربهَا غصصٌ أو صفوهَا رنقُ
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنت واردُهُ
فانظرْ لنفسكَ قبلَ الموتِ يا مَذِقُ
اسْمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَ مِيتَتِهِ؛
وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَ الجِدّة ِ، الخَلَقُ
يَبلى الشّبابُ، وَيُفني الشّيبُ نَضرتَهُ،
كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها، الوَرَقُ
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ من طَمَعٍ،
يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِ الطّرْفُ، وَالعُنُقُ
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لا تَبُوحُ بِهِ،
إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَ مُعْتَنِقُ
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُ الجِهازَ لهَا،
بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ لي رمقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلى صُوَرٍ،
تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَها الخِرَقُ
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُ سَفَرٌ
يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَ افترَقُوا
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِ غابِرُهُمْ،
كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْ لحقُوا
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لا بَقاءَ لهُ
والبَرُّ، والبَحرُ، وَالأقطارُ، وَالأفقُ
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِ بِهَا
وَكُلّنا راحِلٌ عَنها، وَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَيني براقِدَة ٍ،
قتلَى الحوادثِ بينَ الخلقِ تخترقُ
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُ مصرعَهُ
كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُ تختفقُ
كلُّ امرء ولهُ رزقٌ سيبلغُهُ
واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولا حمقُ
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَ مُقْبِلَة ً،
فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولا مَلَقُ
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَ غَدَا
إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَا علقُ
فالحمدُ للّهِ حمْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُ ورقُ
والحمدُ للهِ حمداً دائماً أبداً
فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ، سَبَقُوا(5/366)
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِ انبعاثهمِ
وَيوْمِ يُلجِمهُم، في الموْقِفِ، العَرَقُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
رقم القصيدة : 12036
-----------------------------------
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ،
أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ،
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ،
وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي
صَفيَّ، منَ الإخوانِ، كُلُّ مُوافِقٍ
صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> انظر لنفسِكَ يا شقيْ
انظر لنفسِكَ يا شقيْ
رقم القصيدة : 12037
-----------------------------------
انظر لنفسِكَ يا شقيْ
حتَّى مَتَى لا تتَّقي
أو ما تَرَى الأيامَ
ـتَلِسُ النّفُوسَ، وَتَنتَقي
انظر بطرفِكَ هلْ تَرى
في مَغرِبٍ، أوْ مَشرِقِ
أحداً وفَى لكَ في الشّدائدِ
إنْ لجأْتَ بموثِقِ
كَمْ مِنْ أخٍ غَمّضْتُهُ
بيدَيْ نصيحٍ مُشْفِقِ
وَيَئِسْتُ منهُ فلَستُ أطْـ
أنْ يعيشَ فنلتَقِي
لا تَكْذِبَنّ، فإنّهُ
مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَفَرّقِ
والموتُ غاية ُ مَنْ مَضَى
منَّا وموعدُ منْ بَقي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
رقم القصيدة : 12038
-----------------------------------
وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
مِنَ المَنْزِلِ الفَاني إلى المنزِلِ الباَقي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
رقم القصيدة : 12039(5/367)
-----------------------------------
أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
فلا بُدَّ أن يَبْلَى وأن يتمزقَا
تصرفتُ أطواراً أرى كلَّ عبرة ٍ
وكانَ الصّبا مني جَديداً، فأخْلَقَا
وكُلُّ امرئٍ في سعيهِ الدهرَ ربمَا
يفتحُ أحياناً لهُ أو يُغلقَا
وَما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلاّ تَفَرّقَا
وَحَسْبُ امرىء ٍ من رَأيه أن يُوَفَّقَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> قاسمتك الحب
قاسمتك الحب
رقم القصيدة : 1204
-----------------------------------
.. مهداة للأستاذ النبيل / عبدالرحمن الأنصاري ..صدىً لماكتبه في ملحق الأربعاء في مقالته الأخيرة بتاريخ 7/2/1424ه
.. أعد عليّ أحاديث المحبّينا
وانشر ذُكاك من الأشذاء نسرينا
فعطرك العطر ، لا باريس تنفحه
ونورك النور ، والأضواءُ تغرينا !
فأنت أيقظت في صدري لواعجه
وكلُّ ما فيك يا نجل التّقى فينا
قاسمتك الحبَّ يا بن الغرّ في زمنٍ
باتت محبّته زوراً وتلوينا
نعم أحبّك ، والإيمان يدفعني
إليك ممتطياً حُبّ النبيّينا
عذراً إذا الشعر أعياني فمابرحت
أشواق قلبي تناديه ليأتينا
حتّى شرقتُ بدمعي كيّ أطوّعه
رسول بوحٍ فيُسقاه ويسقينا
فما أتاني بما أبغيه من شَجَنٍ
وقد عييتُ ، فقلت : الحبُّ يكفينا
أجدادك.. الفخر يزهو حين يصحبهم
والنصر يذكرهم عزّاً وتمكينا
فمن كسعدٍ إذا نادوا لمفخرةٍ؟!
ومَن كحنظلة الإيمان يحيينا؟!
فلا وربّك ، والأيام شاهدةٌ
وكلُّ سطرٍ حمى "التاريخ" تدوينا
لم يعرف المجد في الأسفار ملحمةً
إلاّ ويذكرهم غُرّاً ميامينا
هم الرجال إذا نار الوغى اضطرمت
وهم مصابيحنا بالنور تهدينا
بيضٌ كأنّ سناء البدر أشعلهم
وعلمهم منهلٌ يُروى فيروينا
ويؤثرون على جوعٍ ومسغبةٍ
كأنّهم خُلقوا للنّاس تأمينا
ويرتقون ، وقد ضمّ الهوى نفرٌ
إلى الصدور ، وهم قد بايعوا الدّينا
وإن تعالى حبيس الطّين مابلغت
آفاقُه شبر مَن لم يعشق الطّينا !!(5/368)
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
رقم القصيدة : 12040
-----------------------------------
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
وَلا أحَدٌ يَبقَى سِوى مالِكِ المُلْكِ
أيا نفسُ أنتِ الدهرَ في حالِ غفلة ٍ
وليستْ صروفُ الدهرِ غافلة ً عنكِ
أيا نفسُ كمْ لي عنكِ منْ يومِ صرعة ٍ
إلى اللّهِ أشكُو ما أُعالجُهُ مِنْكِ
أيا نفسُ إن لمْ أبكِ ممَّا أخافهُ
عليكِ غَداً عندَ الحسابِ فمن يَبكي
أيا نفسُ هذي الدارُ لا دارُ قلعة ٍ
فلا تجعَلِنّ القَصْدَ في منزِلِ الإفْكِ
أيا نفسُ لا تنسي عنِ اللهِ فضلهُ
فتأييدُهُ مُلكي، وَجِذْلانُهُ هُلكي
وَلَيسَ دَبيبُ الذَّرّ فوْقَ الصَّفاة ِ، في
الظلامِ بأخفى من رياءٍ ولا شركِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
رقم القصيدة : 12041
-----------------------------------
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
فانظُرْ لِمنْ تمضي وتتركُ مالَكَا
وَلَقَدْ تَرَى أنّ الحَوادِثَ جَمّة ٌ،
وَتَرَى المَنِيّة َ حَيثُ كنتَ حيالَكَا
يا إبنَ آدَمَ كَيفَ ترْجو أنْ يَكُو
الرأيُ رأْيَكَ والفِعالُ فِعالكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
رقم القصيدة : 12042
-----------------------------------
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّ لديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِ بمكرمٍ
بأكثرَ من حثوِ الترابِ عليكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
رقم القصيدة : 12043
-----------------------------------
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
ومِلْ عنها إذا قصدتْ إليكَا
فإنّ جَميعَ ما خُوّلْتَ مِنْها(5/369)
ستنفُضُهُ جميعاً من يديكا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
رقم القصيدة : 12044
-----------------------------------
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
وَمَنْ تَعامَى عَنْ قَدْرِهِ هَلَكَا
مَنْ لم يُصِبْ مِنْ دُنياهُ آخِرَة ً،
فَلَيْسَ مِنها بمُدْرِكٍ دَرَكَا
للمَرْءِ ما قَدّمَتْ يَداهُ منَ الـ
الفضلِ وللوارثينَ ما تركَا
يا سكرة َ الموتِ أنتِ واقعة ٌ
للمَرّءِ في أيّ اsفَة ٍ سَلَكَا
يا سكرة َ الموتِ قد نصبتِ لهذا
الخلقِ في كلِّ مسلكٍ شركَا
أُخَيَّ إنَّ الخطوبَ مُرصدة ٌ
بالموتِ لا بدَّ منهُ لِي ولكَا
ما عُذرُ منْ لمْ تنمْ تجاربُهُ
وَحَنْكَتْهُ الأمُورُ، فاحْتَنَكَا
خُضتَ المُنى ثمَّ صرتَ بعدُ إلى
مولاكَ في وحلهنَّ مرتبكَا
ما أعجبَ الموتَ ثمَّ أعجبُ منهُ
ـهُ مُؤمِنٌ، مُوقِنٌ بهِ ضَحِكَا
حنَّ لأهلِ القبورِ منْ ثقتِي
إن حنَّ قلبي إليهمِ وبكَى
الحَمْدُ للّهِ حَيثُما زَرَعَ الـ
الخيرَ امرءٌ طابَ زرعُهُ وزكَا
لا تجتني الطيباتِ يوماً منَ
ـغَرْسِ يَدٌ كانَ غَرْسُها الحَسكَا
إنَّ المنايا لا تخطئنَ ولا
تبقينَ لا سوقة ً ولا ملكَا
الحَمدُ للخالقِ الذي حَرَكَ الـ
الساكنَ منَّا وسكنَ الحركَا
وَقَامَتِ الأرْضُ والسّماءُ بهِ،
وَما دَحَى منهُما وَما سَمَكَا
وقلبَ الليلَ والنهارَ وصبَّ
رّزْقَ صَبّاً ، وَدَبّرَ الفَلَكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
رقم القصيدة : 12045
-----------------------------------
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
يُناجي البَحرَ وَالسَمَكَا
فأرْسَلَ عَيْنَهُ لمّا
رآني مقبلاً وبَكَى
فلمَّا أن حلفتُ لهُ
بأنّي صائِمٌ ضَحِكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
رقم القصيدة : 12046(5/370)
-----------------------------------
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
إذْ لم يَخِبْ سَعيُ مَنْ رَجاكَا
أنتَ الذي لم تزلْ خفيَّاً
لم يبلُغِ الوهمُ منتهاكَا
إنْ أنت لم تهدِنَا ضللنَا
يا ربُّ إنَّ الهُدَى هداكَا
أحَطْتَ عِلْماً بِنا جَميعاً ،
أنتَ ترانَا ولا نراكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رأيتُ الشيبَ يعروكَا
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
رقم القصيدة : 12047
-----------------------------------
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
بأنَّ الموتَ ينحُوكَا
فَخُذْ حِذرَكَ، يا هذا،
فإنِّي لستُ آلوكَا
وَلا تَزْدَدْ مِنَ الدّنْيا،
فَتَزْدادَنْ بِهَا نُوكَا
فتقوَى اللهِ تُغنيكَ
وَإنْ سُمّيتَ صُعْلُوكَا
تناومْتَ عنِ الموتِ
وَدَاعِ الموتِ يدعوكَ
وَحاديهِ، وَإنْ نِمْت،
حثيثُ السيرِ يحدوكَا
فلا يَوْمُكَ يَنْساكَ،
ولا رزقُكَ يعدوكَا
متى تَرْغَبْ إلى النّاسِ،
تكنْ في الناسِ مملوكَا
إذا ما أنتَ خفَّفْتَ
عَنِ النّاسِ أحَبّوكَا
وثقَّلتَ مَلُّوكَ
وَعابُوكَ، وَسَبّوكَا
إذا ما شئتَ أن تُعصى
فَمُرْ مَنْ ليسَ يرجُوكَا
ومُرْ مَنْ ليسَ يخشاكَ
فيَدْمَى عِنْدَها فُوكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
رقم القصيدة : 12048
-----------------------------------
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
سَتَسلُكُ المَسلَكَ الذي سَلَكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
رقم القصيدة : 12049
-----------------------------------
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَ معقولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
وعقلهُ أبداً ما عاشَ مدخُولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْ رِعايَتَها،
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَ مَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَ جاهلُهُ(5/371)
للأمْرِ وَجهانِ: مَعرُوفٌ، وَمَجهولُ
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِ مُنفَلِتاً،
حتى يغُولَكَ من أيامِكَ الغُولُ
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرة ٌ
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَ مختولُ
لن تستتم جميلاً أنتَ فاعلهُ
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ، بُهلولُ
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْ راحَتَيكَ به،
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ، مَغلُولُ
الحَمْدُ للّهِ في آجالِنا قِصَرٌ،
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَا طُولُ
نعوذُ باللهِ من خذلانهِ أبداً
فإنَّما الناسُ معصومٌ ومخذولُ
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُ أعْمُرُهُ،
على يقيني بأني عنهُ منقُولُ
وَأنّ رَحْلي، وَإنْ أوْثَقْتُهُ، لَعَلى
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطايا الحَينِ، محمولُ
ولو تأهبتُ والأنفاسُ في مهلٍ
والخيرُ بيني وبين العيشِ مقبولُ
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ،
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِ مَحْلُولُ
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهة ٍ
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُ مَعسُولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذو نَفَس،
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِ مَسْلُولُ
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّا مُذْ أعِدّ لَنا
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِ مشَغولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌ ومجتنبٌ
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ، وَمَوْصُولُ
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانية ٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّ مأكُولُ
وكل شيءٍ من الدنيَا فمنتقضٌ
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا، فمَمْلُولُ
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِ مائِدَة ٌ،
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُ مكفولُ
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ، فأوْسَعَهم،
وفضلهُ لبُغاة ِ الخير مبذولُ
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْ واستعدَّ لهُ
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِ مأمولُ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> أعتقيني
أعتقيني
رقم القصيدة : 1205
-----------------------------------
. أعتقيني، فأنا ما عدت صبّا
لم يعد يغري هواك شفتيّا
.. لا تقولي: مات قلبي ، إنّه
لم يكن - مذ ذاق طعم الحبّ- حيّا!(5/372)
.. أثملته رشفة الحب، فلمّا
غادرته، عاد بالحبّ إليّا !
.. رجفة الشوق التي تسكنه
سكنت ، والليل أغفى مقلتيّا!
.. وشواظ النّار في أحشائه
خمدت تحت رماد العمر فِيّا
.. نزق العمر تولّى، وانطوت
صفحةٌ كانت غراماً عامريا!
.. واستفاقت شعرةٌ في لُمّتي
قتلت في داخلي طفلاً صبيا!
.. أسفرت من خلف شَعْري وانثنتً
كفتاةٍ ضحكت- منّي- عليّا
.. وأقامت عرسها في مأتمي
فاستسلّ الغيظ سَيْفَيْ حاجبيّا
.. هذه صفحة وجهي فاقرئيها
كلّ سطرٍ ،هو في الصدر لديّا
.. فأنا قلبي ، وقلبي لغةٌ
كتبت أحداثها في ناظريّا
********
*******
.. كان قلبي في الهوى معتزلاً
رفقةَ العقل ؛ فأرداه شقيّا
..فتخلّى عن هواه واهتدى
لم يعد يحوِ من الأدواء شيّا
.. لغة العشّاق لا تطربه
لو أتت شهْداً و سحراً بابليّا
..وإذا ما صافحته نظرةٌ
بمساس الحسن كان السامريّا
..فاتركيني في حياتي، إنّه
لم يكن قلبي طليقاً في يديّا
..أتسلّى ، والليالي سلوةٌ
للذي لم يتّخذ خِلاً صفيّا
.. وحديث الصمت في أعماقنا
صوته يسري إلى العقل جليّا
.. كحداء الركب في أذن الدجى
يمتطي الّليل ويطوي الأرض طيّا
.. وينادي راكباً ضاقت به
سبل الأرض ، إلى متن الثريّا
..فا عذريني إن نأى الشوق الذي
كان يدنيني إليكِ يا سُميّا!
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
رقم القصيدة : 12050
-----------------------------------
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
وحططتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالِي
وَيَئِسْتُ أنْ أبقَى لشيءٍ نِلتُ ممّا
فيكِ يا دنيا وإن يبقَى لِي
فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليَأسِ بَينَ جَوانحي،
وأرحْتُ من حَلِّي ومن ترحالِي
ولئنْ يئستُ لرُبَّ برقة ِ خُلَّبٍ
بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقة ِ آلِ
فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِ فاذهَبي،
يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍ وَزَوَالِ
والآنَ صارَ ليَ الزمانُ مؤدَّباً(5/373)
فَغَدَا عَليّ وَرَاحَ بالأمْثَالِ
والآن أبصرتُ السبيلَ إلى الهدَى
وَتَفَرّغَتْ هِمَمي عَنِ الأشْغالِ
وَلَقَدْ أقامَ ليَ المَشيبُ نُعاتَهُ،
تُفضي إليَّ بمفرقٍ وقذالِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ المَوْتَ يُبْرِقُ سَيْفَهُ
بيَدِ المَنيّة ِ، حَيثُ كنتُ، حِيالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ عُرَى الحَياة ِ تخَرّمَتْ،
وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَ لمَالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ على الفَنَاءِ أدِلّة ً،
فيما تَنَكّرَ مِنْ تَصَرّفِ حالي
وَإذا اعتَبرْتُ رَأيتُ خَطبَ حوادِثٍ
يَجرينَ بالأرْزاقِ، وَالآجالِ
وإذا تَنَاسَبَتِ الرّجالُ، فما أرَى
نَسَباً يُقاسُ بصالِحِ الأعْمالِ
وَإذا بحَثْتُ عَنِ التّقيّ وَجَدْتُهُ
رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بفِعَالِ
وَإذا اتَقَى الله امْرُؤٌ، وَأطاعَهُ،
فَيَداهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعَالِ
وعلى التَّقِيِّ إذا ترسَّخَ في التُّقى
تاجان تاج سكينة ٍ وجلالِ
وَاللّيْلُ يَذْهَبُ وَالنّهارُ، تَعاوُراً
بالخلقِ في الإدبارِ والإقبالِ
وَبحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إلَيْهِ نَفْسُهُ
منهُ بأيامٍ خلَتْ ولَيالِ
إضرِبْ بطَرْفِكَ حيثُ شئتَ، فأنتَ في
عبرٍ لهنَّ تداركٌ وتوالِ
يبكي الجديدُ وأنتَ في تجديدهِ
وَجَميعُ ما جَدّدْتَ منهُ، فبَالِ
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ في غَدٍ،
في قَبرِهِ، مُتَفَرّقُ الأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّ لنَفسِهِ
مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها، مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّ بِرُشْدِهِ،
حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِ بِمَنّهِ
خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّ جُلُودُهُمْ،
وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُ الأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ، وَالحَوا
ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِ والتنا
زُلِ والأمورِ عظيمة ِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّ مُضللٍ
بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامة ٍ(5/374)
عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَة ٍ، وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِ وجوهُهَا
فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَها وَتَلالي
وسوابقٌ غرٌّ محجَّلة ٌ جرتْ
خُمْصَ البطونِ خفيفة َ الأثقالِ
مِنْ كُلّ أشعَثَ كانَ أغبرَ ناحِلاً،
خلقَ الرداء مرقَّعَ السربالِ
حِيَلُ ابنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَة ٌ،
نزلُو بأكرمِ سيدٍ فأظلُّهُمْ
في دارِ مُلْكِ جَلالَة ٍ، وَظِلالِ
وَمِنَ النعاة ِ إلى ابنِ آدَمَ نَفْسَهُ،
حَرَكُ الخُطى ، وَطلوعُ كلّ هِلالِ
ما لي أرَاكَ لحُرّ وَجْهِكَ مُخْلِقاً،
أخْلَقْتِ، يا دُنْيا، وُجُوهَ رِجالِ
كُنْ بالسّؤالِ أشَدّ عَقْدِ ضَنَانَة ٍ،
ممنْ يضنُّ عليكَ بالأموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَ فإنّها
في الوَزْنِ تَرْجُحُ بذلَ كلّ نَوَالِ
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَه،
نسيَ المثمِّرُ زينة َ الإقلالِ
وإذا امرؤٌ لبسَ الشكوكَ بعزمِهِ
سَلَكَ الطّريقَ على عُقودِ ضَلالِ
وَإذا ادّعَتْ خُدَعُ الحَوادِثِ قَسوَة ً،
شَهِدَتْ لَهُنّ مَصارِعُ الأبْطالِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
رقم القصيدة : 12051
-----------------------------------
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
ما أمَرَ الله، وَلا يَعْمَلُ
قد بينَ الرحمان مقتَ الذي
يأمر بالحقِّ ولا يفعلُ
مَنْ كانَ لا تُشْبِهُ أفْعَالُهُ
أقْوالَهُ، فصَمْتُهُ أجْمَلُ
من عذلَ الناسَ فنفسي بمَا
قد فارَقَتْ مِنْ دِينِها أعْذَلُ
إنّ الذي يَنْهَى ، ويأتي الذي
عنهُ نَهَى في الخَلقِ، لا يَعدِلُ
والراكبُ الذنبِ على جهلهِ
اعذَرُ ممنْ كانَ لا يجهلُ
لا تَخْلِطَنْ ما يَقْبَلُ الله مِنْ
فعلٍ بقولٍ منكَ لا يُقبلُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ما للجَديدَينِ لا يبْلَى اخْتِلافُهُما،
ما للجَديدَينِ لا يبْلَى اخْتِلافُهُما،
رقم القصيدة : 12052
-----------------------------------
ما للجَديدَينِ لا يبْلَى اخْتِلافُهُما،(5/375)
وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِما بَالِ
يا مَنْ سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ مِيتَتِهِ،
كم بعدَ موتكَ أيضاً عنكَ من سالِ
كأنّ كُلّ نَعيمٍ أنْتَ ذائِقُهُ،
مِنْ لَذّة ِ العَيشِ، يحكي لمعة َ الآلِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنْيا، وَأنتَ تَرى
ما شئتَ من غِيَرٍ فيهَا وأمثالِ
ما حلة ُ الموتِ إلا كُلُّ صالحة ٍ
أو لا فما حيلة ٌ فيهِ لمحتالِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كُلُّ حيٍّ كِتابهُ معلومُ
كُلُّ حيٍّ كِتابهُ معلومُ
رقم القصيدة : 12053
-----------------------------------
كُلُّ حيٍّ كِتابهُ معلومُ
لا شقَاءٌ، وَلا نَعيمٌ يَدومُ
يُحسَدُ المَرْءُ في النّعيمِ صَباحاً،
ثمَّ يُمسي وعيشهُ مذمومُ
وَإذا ما الفَقِيرُ قَنّعَهُ اللّـ
ـهُ، فسِيّانِ بُؤسُهُ وَالنّعِيمُ
من أرادَ الغِنَى فلا يسأل النَّا
سَ، فإنّ السّؤالَ ذُلّ وَلُومُ
إنّ في الصّبرِ وَالقُنوعِ غنى الدّهـ
ـرِ، حِرْصُ الحريصِ فقرٌ مُقيمُ
إنمَا الناسُ كالبهائِمِ في الرز
قِ، سَواءٌ جَهولُهمْ وَالعليمُ
ليسُ حزمُ الفتى يجرُّ لهُ الرزْ
قَ ولا عاجزاً يُعدُّ العديمُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> هُوَ التنقُّلُ من يومٍ إلى يومِ
هُوَ التنقُّلُ من يومٍ إلى يومِ
رقم القصيدة : 12054
-----------------------------------
هُوَ التنقُّلُ من يومٍ إلى يومِ
كأنّهُ ما تُريكَ العَين في النّوْمِ
إنَّ المنايَا وإن أصبحت في لعبٍ
تحومُ حولكَ حوماً أيَّما حومِ
وَالدّهرُ ذو دُوَلٍ، فيهِ لَنا عَجَبٌ،
دنيا تنقَّلُ من قومٍ إلى قومِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماذا يفوزُ الصالحونِ بهِ
ماذا يفوزُ الصالحونِ بهِ
رقم القصيدة : 12055
-----------------------------------
ماذا يفوزُ الصالحونِ بهِ
سُقيتْ قبورُ الصالحينَ دِيَمْ
لولا بقايا الصالحينَ عَفا
ما كانَ أثْبَتَهُ لَنَا، وَرَسَمْ
سُبحانَ مَنْ سَبَقتْ مَشيّتُهُ،
وقضى بذاكَ لنفسهِ وحكمْ(5/376)
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّي السّلامْ،
أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّي السّلامْ،
رقم القصيدة : 12056
-----------------------------------
أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّي السّلامْ،
إنّي أُكَلّمُكُمْ وَلَيسَ بكم كلامْ
لا تحسبُوا أنَّ الأحبة َ لم يسُغْ
منْ بعدِكمْ، لهمُ الشّرابُ وَلا الطّعامْ
كَلاّ لَقَدْ رَفَضُوكُمُ، وَاستَبدَلوا
بكُمُ، وَفَرّقَ ذاتَ بَينَكُمُ الحِمامْ
والخلقُ كُلهمُ كذاكَ وكُلُّ مَنْ
قدْ ماتَ ليسَ لهُ علَى حيٍّ ذِمامْ
ساءَلْتُ أجداثَ المُلوكِ، فأخْبَرَتْـ
ـيَ أنّهُمْ، فيهِنّ أعضاءٌ وَهَامْ
للهِ ما وارَى الترابُ من الألى
كانوا الكِرامَ هُمُ، إذا ذُكرَ الكرامْ
لله ما وارى الترابُ منَ الأُلى
كانُوا وجارُهُمُ منيعٌ لا يُضامْ
يا صاحِبَيّ! نَسيتُ دارَ إقامَتي،
وَعَمَرْتُ داراً ليسَ لي فيها مُقامْ
دارٌ يُريدُ الدّهْرُ نُقْلَة َ أهْلِهَا،
وكأنَّهُمْ عمَّا يُرادُ بهمْ نِيامْ
ما نِلتُ منهَا لذَّة ً إلا وقدْ
أبَتِ الحَوادِثُ أنْ يكونَ لهَا تَمامْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ، فإستَنْبِهي،
يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ، فإستَنْبِهي،
رقم القصيدة : 12057
-----------------------------------
يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ، فإستَنْبِهي،
ما اجتمعَ الخوفُ وطيبُ المنامْ
أكْرَهُ أنْ ألْقَى حِمامي، وَلا
بُدّ لحَيً مِنْ لِقَاءِ الحِمَامْ
لا بدَّ من موتٍ بدارِ البِلَى
واللهُ بعدَ الموتِ يحيي العِظامْ
يا طالبَ الدنيَا ولذَّاتِهَا
هلْ لكَ في مُلْكٍ طَويلِ المُقامْ؟
مَنْ جاوَرَ الرّحْمَنَ، في دَارِهِ،
تَمّتْ لَهُ النّعمَة ُ كُلَّ التّمَامْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لِعظيمٍ مِنَ الأمورِ خُلقْنَا
لِعظيمٍ مِنَ الأمورِ خُلقْنَا
رقم القصيدة : 12058
-----------------------------------
لِعظيمٍ مِنَ الأمورِ خُلقْنَا
غيرَ أنَّا معَ الشَّقاءِ ننامُ(5/377)
كُلَّ يَوْمٍ يُحيطُ آجالَنَا الدّهْـ
ـرُ، ويَدنُو، إلى النّفوسِ، الحِمامُ
لا نُبالِي ولا نَراهُ غراماً
ذا لَعَمري، لوِ اتّعظنا الغرامُ
من رجونَا لديهِ دُنيَا وصلنا
هُ، وَقُلنا لهُ: عليكَ السّلامُ
ما نُبالي أمِنْ حَرَامٍ جَمَعْنَا،
أم حلالٍ ولا يحلُّ الحرامُ
هَمُّنا اللّهوُ، والتّكاثُرُ في المَا
لِ، وَهذا البِنَاءُ وَالخُدّامُ
كَيفَ نَبتاعُ فانيَ العيشِ بالدّا
ئِمِ أينَ العقولُ والأحلامُ
لوْ جَهِلْنا فَنَاءَهُ وَقَعَ العُذْ
رُ، وَلَكِنّ كُلُّنَا عَلاّمُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيما،
سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيما،
رقم القصيدة : 12059
-----------------------------------
سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيما،
ولقدْ أراكَ على القبيحِ مُقيمَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِ مُثرياً
ولقدْ أراكَ من الرشادِ عديمَا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ، نَعيمَها،
وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ، نَعِيمَا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقَاءَ، وأبْلَيَا
أمماً خلوْنَ من القُرونِ قديمَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَ جاهداً،
فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ، حَليمَا
وسألتَ ربكَ يا ابن آدمَ رغبة ً
فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَ كريمَا
وَدَعَوْتَ رَبّكَ يا ابنَ آدَمَ رَهبة ً،
فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ، رَحيمَا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشكُرَنّ لمُنعِمٍ،
ولئن كفرتَ لتكفرنَّ عظيمَا
فتباركَ اللهُ الذي هوَ لمْ يزلْ
مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُ، عَليمَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> إن جاءك اللّيل
إن جاءك اللّيل
رقم القصيدة : 1206
-----------------------------------
إن جاءك اللّيل ،واستوحشت ظلمته
فقل لها: جاء بي من ها هنا القمرُ
وإن سئمت حديث النّاس وانطفأت
كلُّ الزوايا ، فقل ماقاله عمرُ
واقبس به جذوة الإيمان في زمنٍ
ضاقت به زمرٌ ، واستبشرت زمرُ
فأمّتي غاب حاديها وقد شربت(5/378)
كأس المذلّة ، والأعداء تأتمر
جاؤوا يؤمّون أرض الخير تسبقهم
جحافلٌ أُمرت ، يابئس من أَمروا
وأمّتي بئس ما تخفيه من عٌدَدٍ
لمّا استنامت وطاب الفيءُ والثمرُ
وهي التي في زمانٍ مرّ: قسْورَةٌ
إن صاح منها زئيرٌ: فرّت الحُمُرُ!
أستغفر اللّه كم أقسو! ففتيتنا
البيت ،في عامهم، حجّوه واعتمروا
والّليل ضاق من الألحان ..مزدحماً
فصار للّه حتّى : الرقص والسََّمَرُ !!
ما الغربُ إلاّ أحاديثٌ وأخيلةٌ
فقد عمرْنا من الأجواءِ ماعمروا !
إن قيل : هم رصدوا الأقمار معجزةً
فنحن جاء إلى أبوابنا " الأَمَرُ"!
وإن أرادوا بنا شرّاً ومسغبةً
وطاف طائفهم باللّيل ، واختمروا!
فأمّتي جمعت "أوراق" غَضْبتها
وكلّما اهتزّ جذعٌ طاح مؤتمرُ!!
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ،
يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ،
رقم القصيدة : 12060
-----------------------------------
يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ،
كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُ أحلامِ
يا نَفسِ! ما ليَ لا أنْفَكّ مِنْ طمعٍ
طرفِي غليهِ سريعٌ طامحٌ سامِ
يا نَفْسِ! كوني، عن الدّنيا، مُبعدة ً،
وَخَلّفّيها، فإنّ الخَيرَ قُدّامي
يا نَفْسِ! ما الذُّخرُ إلاّ ما انتَفَعتِ به
بالقَبرِ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُ إكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ في تَصَرّفِهِ،
إن الزمانَ لذو نَقْضٍ وإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّى نَذارَتَهُ،
وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُ أيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا، وأعْظِمُها
جهلاً ولم أرَهَا أهلاً لإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌ مَناكِبَهُمْ،
حثُّوا بنعشكَ إسراعاً بأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍ تودعهُ
تهدي إلى حيث لا فادٍ ولا حامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ في تقاربهِمْ
لولا تفاوتُ أرزاقٍ وأقسامِ
كَمْ لابنِ آدَمَ من لهوٍ، وَمن لَعبٍ،
وللحوادِثِ من شدٍّ وإقدامِ
كمْ قد نعتْ لهمُ الدنيَا الحلولَ بِهَا
لوْ أنّهُمْ سَمِعوا مِنْها بأفْهامِ(5/379)
وكمْ تحرمتِ الأيامُ من بشرٍ
كانُوا ذوِي قوة ٍ فيهَا وأجسامِ
يا ساكِنَ الدّارِ تَبْنيها، وَتَعمُرُها،
والدارُ دارُ منيَّاتٍ وأسْقامِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنيا وَخُدْعَتُها،
فكَمْ تَلاعَبَتِ الدّنْيا بأقْوامِ
يا رُبَّ مُقتصدٍ من غيرِ تجربة ٍ
وَمُعْتَدٍ، بَعدَ تجريبٍ، وَإحكامِ
وربَّ مُكتسبٍ بالحكْمِ رامِيَهُ
وربَّ مُستهدِفٍ بالبغيِ للرامِي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألَسْتَ ترَى للدّهرِ نَقضاً وَإبرامَا،
ألَسْتَ ترَى للدّهرِ نَقضاً وَإبرامَا،
رقم القصيدة : 12061
-----------------------------------
ألَسْتَ ترَى للدّهرِ نَقضاً وَإبرامَا،
فهلْ تمَّ عيشٌ لامرئٍ فيهِ أو دامَا
لقدْ أبتِ الأيامُ إلا تقلُباً
لتَرْفَعَ ذا عاماً، وَتَخفِضَ ذا عَامَا
ونحنُ معَ الأيامِ حيثُ تقلبتْ
فترفَعُ أقواماً وتخفضُ أقوامَا
فلا توطِنِ الدنيَا محلاً فإنَّمَا
مُقامُكَ فيهَا لا أبا لكَ أيَّامَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ!
أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ!
رقم القصيدة : 12062
-----------------------------------
أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ!
وأنتَ بما تُخفِي الصدورُ عليمُ
فَيا رَبُّ! هَبْ لي مِنكَ حِلماً، فإنّني
أرَى الحِلْمَ لم يَندَمْ عَلَيهِ حليمُ
ألا إنَّ تقوى الله أكبرُ نِسبة ٍ
تَسَامَى بهَا، عِندَ الفَخارِ، كريمُ
إذا ما اجتَنَبتَ النّاسَ إلاّ على التّقَى ،
خَرَجْتَ مِنَ الدّنْيا وَأنتَ سَليمُ
أرَاكَ امَرأً تَرْجُو مِنَ الله عَفْوَهُ،
وأنتَ على ما لا يُحبُّ مُقيمُ
فحتى متى يُعصَى ويَعفُو إلى متى
تَبَارَكَ رَبّي، إنّهُ لَرَحيمُ
ولو قدْ توسَّدت الثرى وافترشتهُ
لقد صرتَ لا يَلْوِي عليكَ حميمُ
تَدُلّ على التّقْوَى ، وَأنتَ مُقصِّرٌ،
أيا مَنْ يداوي الناسَ وهو سقيمُ
وَإنّ امرَأً، لا يَرْبَحُ النّاسُ نَفْعَهُ،
ولمْ يأمنُوا منهُ الأذى للئيمُ(5/380)
وَإنّ امرَأً، لمْ يَجْعَلِ البِرَّ كَنزَهُ،
وَإنْ كانَتِ الدّنْيا لَهُ، لَعَديمُ
وَإنّ امرَأً، لمْ يُلْهِهِ اليَوْمُ عَنْ غدٍ
تخوفَ ما يأتي بهِ لحكيمُ
ومن يأمنِ الأيامَ جهلٌ وقدْ رأَى
لَهُنّ صُرُوفاً كَيدُهنّ عَظيمُ
فإنَّ مُنَى الدنيَا غرورٌ لأهلهَا
أبى اللهُ أن يبقَى عليهِ نعيمُ
وأذللتُ نفسي اليومَ كيمَا أعزهَا
غَداً، حَيثُ يَبْقَى العِزُّ لي وَيَدومُ
وللحقِّ بُرهانٌ وللموتِ فكرة ٌ
وَمعْتَبَرٌ للعالَمِينَ قَديمُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّما التّقوَى هيَ العِزّ وَالكَرَمْ،
ألا إنّما التّقوَى هيَ العِزّ وَالكَرَمْ،
رقم القصيدة : 12063
-----------------------------------
ألا إنّما التّقوَى هيَ العِزّ وَالكَرَمْ،
وحبكَ للدنيَا هو الذلُّ والعدمْ
وليسَ على عبدٍ تقيٍّ نقيصة ٌ
إذا صَحّحَ التّقوَى ، وَإن حاكَ أوْ حجمْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَنْ سالَمَ الناسَ سلِمْ
مَنْ سالَمَ الناسَ سلِمْ
رقم القصيدة : 12064
-----------------------------------
مَنْ سالَمَ الناسَ سلِمْ
مَنْ شاتَمَ الناسَ شُتمْ
مَنْ ظَلَمَ النّاسَ أسَا،
من رحمَ الناسَ رُحمْ
من طلبَ الفضلَ إلى
غَيرِ ذَوي الفَضْلِ حُرِمْ
مَنْ حَفِظَ العَهدَ وَفَى ؛
من أحسنَ السمعَ فهِمْ
منْ صدقَ اللهَ علاَ
من طلبَ العلمَ علمْ
منْ خالفَ الرُّشدَ غوَى
من تبعَ الغَيَّ ندمْ
مَنْ لَزِمَ الصّمْتَ نَجا،
من قالَ بالخيرِ غنمْ
مَنْ عَفّ وَاكْتَفّ زَكا،
مَنْ جَحَدَ الحَقَّ أثِمْ
من مَسَّهُ الضُّرُّ شَكَا
مَنْ عَضّهُ الدّهْرُ ألِمْ
لمْ يعدُ حيَّاً رزقُهُ
رزقُ امرئٍ حيثُ قُسِمْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ
سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ
رقم القصيدة : 12065
-----------------------------------
سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ
ما بهَذا يُؤذِنُ الزّمَنُ!
نَحْنُ في دارٍ يُخَبّرُنَا،(5/381)
عَنْ بَلاها، ناطِقٌ لَسِنُ
دارُ سُوءٍ لم يَدُمْ فَرَحٌ
لامرئٍ فيهَا ولا حزنُ
ما نَرَى مِنْ أهْلِها أحَداً،
لم تَغُلْ فيها بهِ الفِتَنُ
عجباً من معشرٍ سلفُوا
أيّ غَبْنٍ بَيّنٍ غُبِنُوا
وفروا الدنيَا لغيرهِم
وَابْتَنَوْا فيها، وَما سكَنُوا
تَرَكُوها بَعدَما اشتبَكتْ
بَينهم، في حُبّها، الإحَنُ
كُلُّ حيٍّ عندَ ميتتهِ
حظُّهُ من مالِهِ الكفَنُ
إنّ مالَ المَرْءِ لَيسَ لَهُ
مِنْهُ، إلاّ ذكرُهُ الحَسَنُ
ما لَهُ مِمّا يُخلّفُهُ،
بعدُ إلا فعلُهُ الحسنُ
في سَبيلِ الله أنْفُسُنَا،
كُلّنَا بالمَوْتِ مُرْتَهَنُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نهنهْ دموعَكَ كُلُّ حيٍّ فانِ
نهنهْ دموعَكَ كُلُّ حيٍّ فانِ
رقم القصيدة : 12066
-----------------------------------
نهنهْ دموعَكَ كُلُّ حيٍّ فانِ
واصبر لقرعِ نوائبِ الحدثانِ
يا دارِيَ الحَقَّ التي لم أبْنِهَا
فيما أُشيدُهُ من البنيانِ
كيفَ العزاءُ ولا محالة َ إنني
يَوْماً، إلَيكِ، مُشَيٌّع إخوَاني
نَعْشاً يُكَفْكِفُهُ الرّجالُ، وَفَوْقَه
جسدٌ يُباعُ بأوكسِ الأثمانِ
لولا الإلهُ وإنَّ قلبي مؤمنٌ
واللهُ غيرُ مُضيعٍ إيمانِي
لَظَنَنْتُ، أوْ أيْقَنتُ عندَ منيّتي،
أنّ المَصِيرَ إلى مَحَلّ هَوَانِ
فبنورِ وجهكَ يا إلهَ مراحمٍ
زَحْزِحْ إلَيكَ، عنِ السّعيرِ، مكاني
وامنُنْ عليَّ بتوبة ٍ ترضَى بهَا
يا ذَا العُلَى والمنِّ والإحسانِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا مَنْ بَينَ باطِيَة ٍ وَدَنِّ
أيا مَنْ بَينَ باطِيَة ٍ وَدَنِّ
رقم القصيدة : 12067
-----------------------------------
أيا مَنْ بَينَ باطِيَة ٍ وَدَنِّ
وعودٍ في يديْ غاوٍ مُغنِّ
إذا لم تنهَ نفسكَ عن هواهَا
وَتحْسِنْ صَوْنَها، فإلَيكَ عَنّي
فإنّ اللّهْوَ وَالَملْهَى جُنُونٌ،
ولستُ منَ الجنونِ وليسَ منِّي
وأيُّ قبيحٍ أقبحُ منْ لبيبٍ
يُرى متطرِّباً في مثلِ سني
إذا ما لم يَتُبْ كَهْلٌ لشَيْبٍ،(5/382)
فَلَيْسَ بتَائِبٍ ما عاشَ، ظَنّي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أينَ القرونُ بنو القرونِ
أينَ القرونُ بنو القرونِ
رقم القصيدة : 12068
-----------------------------------
أينَ القرونُ بنو القرونِ
وذوو المدائنِ والحصونِ
وذوو التجبرِ في المجا
لِسِ، وَالتّكَبّرِ في العُيونِ
كانُوا الُلُوكَ، فأيّهُمْ
لم يُفنهِ ريبُ المنونِ
أوْ أيّهُم لم يُلْفَ، في
دارِ البلَى عِلْقَ الرهونِ
وَلَوْ عَلَوا في عِيشة ٍ،
ليسَتْ لأنفسِهِمْ بِدُونِ
صاروا حَديثاً بَعدَهمْ،
إنَّ الحديثَ لذُو شجونِ
وَالدّهْرُ دائِبَة ٌ عَجَا
ئبُ صَرْفهِ، جَمُّ الفنونِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كَمْ مِنْ أخٍ لكَ نالَ سُلْطانَا،
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ نالَ سُلْطانَا،
رقم القصيدة : 12069
-----------------------------------
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ نالَ سُلْطانَا،
فكأنّهُ لَيسَ الذي كَانَا
ما أسكرَ الدنيَا لصاحبِهَا
وأضرَّهَا للعقْلِ أحيانَا
دارٌ لهَا شُبَهٌ مُلَبَّسَة ٌ،
تدَعُ الصحيحَ العقلِ سكرانَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> وطن من سحاب
وطن من سحاب
رقم القصيدة : 1207
-----------------------------------
أجل - أفديك - ياوطني
عشقتك منذ أن صادقتُ بيت الطينِ
والأيّام تصفعني
شربتك كوب ماءٍ
في هجير الصيفِ
محمولاً على زمني
وقد أفنيتُ عمري فيك:
روحي ترتدي بدني
فلا أبغيك لي وثناً
ولستُ بعابد الوثنِ
ولا أبغيك شبراً
من ترابٍ فاقدِ الإحساسِ يا وطني !
ولا وطناً لكذّابٍ ومحتالٍ
إذا نابتك نائبةٌ
وقد أغرته أطماعُ الهوى
ألقاك "تاريخاً" بلا ثمن !
***
أجل - أفديك - يا وطني
فأنتَ " الظلّ " أتبعُهُ
وأنت "الظلّ " يتبعني
وأنت "الصوتُ " ما أحلاه منطوقاً!
وما أحلاه في أُذني !
***
أجل - أفديك - يا وطني
أنا طيرٌ نما حتّى اكتسى ريشاً
فطار إليك من فَننٍ إلى فَننِ
أنا طفلٌ تهادى واستوى رجلاً
وقد أشقاه ما تلقاه من مِحَنِ(5/383)
ومن صوتٍ عَذولٍ غير مؤتمنِ
وماذا بعدُ يا وطني ؟!
سيصبح كلُّ أفّاقٍ
كذوباً في محبّته !
ويصبح كلُّ دجّالٍ قريباً من "عصابته " !
ولن تلقى سوى من باع دنياه
وجاءك يبتغي كفناً
إذا ما جئتَ بالكفنِ !
***
أجل - أفديك - يا وطني
أتسمعني ؟!
سيصبح كلُّ صوتٍ غير صوت الحقّ مخنوقاً
صَدىً يرتدُّ مجهولاً
بلا وطنِ !!َ!
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أينَ منْ كانَ قبلنَا أين أينَا
أينَ منْ كانَ قبلنَا أين أينَا
رقم القصيدة : 12070
-----------------------------------
أينَ منْ كانَ قبلنَا أين أينَا
مِنْ أناسٍ كانُوا جمالاً ورزينَا
إنّ دَهْراً أتَى عَليْهِمْ، فَأفْنى
منهُمُ الجمعَ سوفَ يأتي علينَا
خدعتنَا الآمالُ حتى طلبنَا
وجمعنَا لغيرِنَا وسعينَا
وَابْتَنَيْنَا، وما نُفَكّرُ في الدّهْـ
ـرِ وَفي صَرْفِهِ، غَداة َ ابْتَنَيْنَا
وَابْتَغَيْنَا مِنَ المَعَاشِ فُضُولاً،
لو قنعنَا بدونهَا لاكتفينَا
ولعمري لنمضينَّ ولا نمضِي
بشيءٍ منهَا إذا ما مَضينَا
وَافْتَرَقْنَا في المَقْدُراتِ، وَسَوّى
اللهُ في الموتِ بيننَا واستوينَا
كَمْ رأيْنَا مِنْ مَيّتٍ كَانَ حَيّاً،
ووشيكاً يُرَى بنا ما رأينَا
ما لنَا نأمُلُ المنايَا كأنَّا
لا نَراهُنّ يَهْتَدينَ إلَيْنَا
عَجَباً لامرِىء ٍ تَيَقّنَ أنّ الـ
الموتَ حقَّاً فقرَّ بالعيشِ عينَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إن الزمانَ ولوْ يلينُ
إن الزمانَ ولوْ يلينُ
رقم القصيدة : 12071
-----------------------------------
إن الزمانَ ولوْ يلينُ
ـنُ لأهْلِهِ، لمُخاشِنُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيَا وَاهاً لذِكْرِ الله،
أيَا وَاهاً لذِكْرِ الله،
رقم القصيدة : 12072
-----------------------------------
أيَا وَاهاً لذِكْرِ الله،
يا وَاهاً لَهُ، وَاهَا!
لَقَدْ طَيّبَ ذِكْرُ اللّـ
بالتسبيحِ أفواهَا
فَيا أنْتَنَ مِنْ زِبْلٍ،
على زِبْلٍ، إذا تَاهَا
أرَى قَوْماً يَتِيهُونَ،(5/384)
بِهَاماً رُزِقُوا جَاهَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّما الشّيبُ، لابنِ آدَمَ، ناعٍ
إنّما الشّيبُ، لابنِ آدَمَ، ناعٍ
رقم القصيدة : 12073
-----------------------------------
إنّما الشّيبُ، لابنِ آدَمَ، ناعٍ
قامَ في عارِضَيْهِ ثمّ نَعَاهُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إذا ما سألْتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ،
إذا ما سألْتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ،
رقم القصيدة : 12074
-----------------------------------
إذا ما سألْتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ،
يراكَ حقيراً منْ رغبتَ إليهِ
فلا تَسألَنّ المَرْءَ إلاّ ضَرُورَة ً،
ووفرْ عليهِ كُلَّ ذاتِ يديهِ
ومنْ جاءَ يبغي ما لديكَ فأرضِهِ
بجَهدِكَ، وَاترُكْ ما يكونُ لديهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألمَرْءُ مَنظُورٌ إلَيهِ،
ألمَرْءُ مَنظُورٌ إلَيهِ،
رقم القصيدة : 12075
-----------------------------------
ألمَرْءُ مَنظُورٌ إلَيهِ،
مادامَ يُرجى ما لديهِ
مَنْ كُنتَ تَبغي أنْ تَكو
نَ، الدّهرَ، ذا فضْلٍ علَيْهِ
فابذُلْ لهُ ما في يديكَ
ـكَ وَغُضّ عَمّا في يَدَيْهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ،
المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ،
رقم القصيدة : 12076
-----------------------------------
المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ،
وَالدّهرُ يُسرَعُ في بَلاهْ
يا ذا الهوى مَهْ لا تكنْ
مِمّنْ تَعَبّدَهُ هَوَاهْ!
واعلمْ بأنَّ المرءَ مُرْ
تَهَنٌ بما كَسَبَتْ يَداهْ
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ لا تَرَى
مُتَصَرِّفاً، فِيمَا تَرَاهْ
أمسَى قريبَ الدارِ في
الأجداثِ قدْ شحطتْ نواهْ
قَدْ كانَ مُغْتَرّاً بِيَوْ
مِ وَفاتِهِ، حتى أتَاهْ
النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ،
والموتُ دائرة ٌ رحاهْ
فالحَمْدُ لله الذي
ويهلك ما سواهْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قُلْ للّذينَ تَشَبّهُوا بذَوي التّقَى :
قُلْ للّذينَ تَشَبّهُوا بذَوي التّقَى :
رقم القصيدة : 12077(5/385)
-----------------------------------
قُلْ للّذينَ تَشَبّهُوا بذَوي التّقَى :
لا يلعبنَّ بنفسِهِ متشبهُ
هيهاتَ لا يخفى التقَى من ذِي التُّقَى
هيهاتُ لا يخفَى امرؤٌ مُتآلِهُ
إنّ القُلوبَ إذا طَوَتْ أسرارَهَا،
أبْدَتْ لكَ الأسرارَ مِنها الأوْجُهُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تصبَّرْ عنِ الدنيَا ودعْ كُلَّ تائهِ
تصبَّرْ عنِ الدنيَا ودعْ كُلَّ تائهِ
رقم القصيدة : 12078
-----------------------------------
تصبَّرْ عنِ الدنيَا ودعْ كُلَّ تائهِ
مُطيعِ هَوًى ، يَهوي بهِ في المَهَامِهِ
دعِ الناسَ والدنيَا فبينَ مُكالبٍ
عَلَيها بأنْيابٍ، وَبَينَ مُشَافِهِ
ومَنْ لم يُحاسبْ نفسَهُ في أمورِهِ
يَقَعْ في عظيمٍ مُشكلٍ مُتشابِهِ
وما فازَ أهلُ الفضْلِ إلا بصبرهمْ
عَنِ الشّهواتِ، وَاحتمالِ المكارِهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّما الذّنْبُ على مَنْ جَنَاهُ،
إنّما الذّنْبُ على مَنْ جَنَاهُ،
رقم القصيدة : 12079
-----------------------------------
إنّما الذّنْبُ على مَنْ جَنَاهُ،
لمْ يضرْ قبلُ جهولاً سواهُ
فَسَدَ النّاسُ جَميعاً، فأمْسَى
خَيرُهُمْ مَنْ كَفّ عَنّا أذاهُ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> أوراق عربي من غار حراء
أوراق عربي من غار حراء
رقم القصيدة : 1208
-----------------------------------
( * )
عذراً لمثلك يا سُميّة
كَذِبٌ : عروبتنا الأبيّة
كَذبٌ : عروبةُ أُمّةٍ
بين الدفاتر و المنابر و الهتافات الغبيّة
كَذبٌ : عروبتنا التي لا تنزوي
إلاّ إذا التقت الشظيّة والشظيّة
( * )
عذراً :
فقد سئمتْ محافلُنا هُتافَ الأدعياء
وتقيّأت أوراقنا حبر البطولةِ
منذ أن صارت بطولاتُ الرجال
قصائداً ما بين أحضان النساء !
منذ انتصرنا في المراقص
................................... والمسارح
واستعدنا كُلَّ تاريخ الملاحمِ
بالخواصر والغناء !
منذ افترقنا
........ وانكسرنا(5/386)
...................... وانحصرنا
بين صوت العندليبِ
وصوت طير الببّغاء
قولي - بربّك - يا سُميّة :
مَن نحن لولا قِصّةٌ في الغارِ
ضجّت قبلها
وتفتّحت سُجُف السماء
( * )
هل نحن إلاّ أُمّةٌ
سهرت على كتف الظلام!
وتململت قَلقاً
تصفّق للمنامِ
ولا تنام !
هل نحن - لولا قصّة الغار الشريفةُ -
غير تاريخٍ قديم ؟!
و قصائدٍ منثورةٍ
ما بين زمزم والحطيم ؟!
هل نحن إلاّ بعضُ أسمالٍ قديمةْ !
ومفاخرٌ كانت سقيمةْ !
مَن نحن لو لم نرتوِ
من نهر من حضنت حليمة ؟!
( * )
فإذا عروبتنا
حديثٌ ملهمٌ
نطقت به شفتا عُمر
وإذا عروبتنا
تهبّ مع النسيم
وتمتطي ضوء القمرْ
وتسير سير المدلجين
وفي قوافلها :
المروءة والبطولة والمحبّة والسور
وإذا عروبتنا غمامٌ ممطرٌ
يهمي فينتعش الشجَر
( * )
عُذراً لمثلك يا سُميّة
أنا لا أريد عروبةً
كالناقة العشراءِ
ما بين المبارك!
أنا لا أريد عروبةً تنأى
إذا نزفت جراحُ أحبّتي
وتجىء في زمن الرخاءِ
لكي تُشارك !
أيُّ افتخارٍ بالعروبة
حينما تصحو
على عزف الهوى
وتنام عن قصف المعاركْ !!
أيُّ افتخارٍ بالعروبةِ
حينما تخطو جوازاً حائراً
بين الجماركِ والجمارك !!
( * )
عذراً لمثلك يا سُميّة
أنا لن أقاتل بالسيوف الجاهليّة
فليبقَ سيف أبي فوارسهم مكانهْ !
لا تذكري لي : سيف عنترةٍ
ولا حتّى حِصَانهْ
أنا يعربيٌ مُسلمٌ
سأسلّ سيف أبي دُجانةْ !
سأسلّ سيف أبي دُجانةْ !
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا يا بَني آدَمَ اسْتَنْبِهُوا،
ألا يا بَني آدَمَ اسْتَنْبِهُوا،
رقم القصيدة : 12080
-----------------------------------
ألا يا بَني آدَمَ اسْتَنْبِهُوا،
أما قدْ نُهيتُمْ فلا تنتهُوا
أيَا عجباً مِنْ ذَوِي الاعتِبا
رِ مَا منهُمُ اليومَ مُستنبِهُ
طغَى الناسُ حتى رأيتُ اللبيبَ
فِي غَيِّ طُغيانِهِ يعْمِهُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ،
وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ،(5/387)
رقم القصيدة : 12081
-----------------------------------
وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ،
يَرُوقُ وَيَصْفُو، إنْ كدِرْتُ علَيْهِ
عَذيري مِنَ الإنْسانِ لا إنْ جَفَوْتُهُ
صفَا لي ولا إنْ كُنتُ طوعَ يديهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
رقم القصيدة : 12082
-----------------------------------
أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
عَذاباً، كُلّما كَثُرَتْ لَدَيْهِ
تُهينُ المُكرِمينَ لهَا بصُغْرٍ
وَتُكرِمُ كلّ مَن هانَتْ علَيهِ
إذا استَغنَيتَ عَن شيءٍ، فدَعهُ
وخذ ما أنتَ محتاج إليهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أنا بالله وحدهُ وإليهِ
أنا بالله وحدهُ وإليهِ
رقم القصيدة : 12083
-----------------------------------
أنا بالله وحدهُ وإليهِ
إنّما الخَيرُ كُلّهُ في يَدَيْهِ
أحمدُ اللهَ وهو ألهمني الحمدُ
ـدِ على المَنّ وَالمَزيدُ لَدَيْهِ
كمْ زمانٍ بكيتُ منهُ قديماً
ثمَّ لما مضى بكيتُ عليهِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نامَ الخليُّ لأنه خِلْوُ
نامَ الخليُّ لأنه خِلْوُ
رقم القصيدة : 12084
-----------------------------------
نامَ الخليُّ لأنه خِلْوُ
عمَّنْ يؤرِّقُ عينَهُ الشجوُ
ما إنْ يَطيبُ لذي الرّعايَة ِ للـ
ـأيّامِ لا لَعِبٌ، وَلا لَهْوُ
إذْ كانَ يُسرِفُ في مَسَرّتِهِ،
فيَموتُ، من أعضائِهِ جَزْوُ
وإذا المشيبُ رمَى بوهنتهِ
وهَتِ القُوَى وتقاربَ الخطوُ
وَإذا استَحالَ بأهْلِهِ زَمَنٌ،
كثُرَ القَذى ، وَتكَدّرِ الصّفوُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا
أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا
رقم القصيدة : 12085
-----------------------------------
أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا
وَفي طولِ ما اغترّوا وَفي طولِ ما لهَوْا
يقولُونَ نرجو اللهَ ثمَّ افتروْا بهِ(5/388)
وَلَوْ أنّهُمْ يَرْجونَ خافُوا كما رَجَوْا
تَصَابَى رِجالٌ، من كُهولٍ وَجِلّة ٍ،
إلى اللّهْوِ، حتى لا يُبالونَ ما أتَوْا
فيا سوءَة ً للشيبِ إذْ صارَ أهلُهُ
إذا هَيّجَتْهُمْ للصّبا صَبْوَة ٌ، صَبَوْا
أكَبّ بَنُو الدّنْيا عَلَيها، وَإنّهمْ
لَتَنْهاهُمُ الأيّامُ عَنها لوِ انتَهَوْا
مضى قبلنَا قومٌ قرونٌ نعدُّهم
وَنحنُ وَشيكاً سوْفَ نمضي كَما
ألا في سبيلِ اللهِ أيُّ ندامة ٍ
نوتُ، كمَا ماتَ الأُلى ، كُلمّا خلَوا
وَلم نَتَزَوّدْ للمَعادِ وَهَولِهِ،
كزادِ الذينَ استَعصَموا الله وَاتّقَوَا
ألا أينَ أينَ الجامِعُونَ لغَيرِهِمْ،
وما غلبُوا غشْماً عليهِ وما احتووا
رَأيتُ بني الدّنيا، إذا ما سَمَوْا بهَا،
هوتْ بهمِ الدُّنياَ على قدرِ ما سمَوا
وكلّ بَني الدّنْيا، وَلَوْ تاهَ تائِهٌ،
قدِ اعتدلوا في النّقص وَالضّعفِ واستوَوْا
ولمْ أرَ مثلَ الصدقِ أحلَى لوحشة ٍ
ولا مثلَ إخوانِ الصلاحِ إذا اتقوْا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّ الأرْضَ قد طُوِيَتْ عَلَيّا،
كأنّ الأرْضَ قد طُوِيَتْ عَلَيّا،
رقم القصيدة : 12086
-----------------------------------
كأنّ الأرْضَ قد طُوِيَتْ عَلَيّا،
وَقَدْ أُخرِجتُ ممّا في يَدَيّا
كأنّي يَوْمَ يَحْثُو التُّرْبَ قَوْمي،
مَهيلاً، لم أكُنْ في النّاسِ حَيّا
كأنَّ القومَ قدْ دُفنُوا وولَّوْا
وَكُلٌّ غَيرُ مُلْتَفِتٍ إلَيّا
كأنْ قَدْ صِرْتُ مُنفَرِداً، وَحيداً،
وَمُرْتَهَناً، هُناكَ، بمَا لَدَيّا
كأنّ الباكِياتِ عَليّ، يَوْماً،
وما يُغني البُكاءُ عليَّ شيَّا
ذَكَرْتُ مَنِيّتي، فبَكَيتُ نفسِي،
ألا أسْعِدْ أخيّكَ، أيْ أُخَيّا!
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّ أسْوَا يَوْمٍ يٍمُرّ عَلَيّا،
إنّ أسْوَا يَوْمٍ يٍمُرّ عَلَيّا،
رقم القصيدة : 12087
-----------------------------------
إنّ أسْوَا يَوْمٍ يٍمُرّ عَلَيّا،
يَوْمُ لا رَغْبَة ٌ تَكونُ إلَيّا(5/389)
كَمْ تَغُرّ الدّنْيا وَكَمْ يَجِدُ الـ
الإنسانُ فيها شيئاً ويُحرمُ شيئا
تَنشُرُ الحادِثاتُ طَوْراً، وَتَطوي،
إنّما الحادِثاتُ نَشْراً، وَطَيّبَا
وطباعُ الأسنانِ مختلفاتٌ
رُبَّ وعْرِ الأخلاقِ سهلُ المُحيَّا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا،
إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا،
رقم القصيدة : 12088
-----------------------------------
إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا،
لَيَسْلَمَنّ، بإذْنِ الله، مَن رَضِيَا
المَرْءُ يأمُلُ، وَالآمالُ كاذِبَة ٌ،
والمرءُ تصحبُهُ الآمالُ ما بَقيَا
يا رُبَّ باكٍ علَى ميتٍ وباكية ٍ
لمْ يلبَثَا بعدَ ذاكَ الميتِ أنْ بُكِيَا
ورُبَّ ناعٍ نَعَى حيناً أحبَّتهُ
ما زالَ ينعى إلى أن قيلَ قد نُعيَا
عِلْمي بأني أذوقُ الموتَ نغَّصَ لي
طِيبَ الحَياة ِ، فما تَصْفوا الحياة ُ لِيَا
كم منْ أخٍ تَغتَذي دودُ التّرابِ بِهِ،
وَكانَ صَبّاً بحُلوِ العَيشِ، مُغتَذِيَا
يَبلَى مَعَ المَيتِ ذِكْرُ الذّاكرينَ لَهُ،
من غابَ غيبة ً مَنْ لا يُرتجى نُسيَا
منْ ماتَ ماتَ رجاءُ الناسِ منهُ فوَ
لّوْهُ الجَفَاءَ، وَمَن لا يُرْتجى جُفيَا
إنّ الرّحيلَ عَنِ الدّنْيا لَيُزْعِجُني،
إنْ لم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيَا
الحَمدُ لله، طُوبَى للسّعيدِ، وَمَنْ
لم يُسعِدِ الله بالتّقوَى ، فقَد شَقِيَا
كم غافلٍ عن حِياضِ الموْتِ في لَعبٍ،
يُمسِي، وَيُصْبحُ رَكّاباً لِما هَوِيَا
ومُنقضٍ ما تراهُ العينُ منقطِعٍ
ما كُلُّ شيءٍ بدَا إلا لينقضِيَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ركنَّا إلى الدنيَا الدنئة ِ ضلَّة ً
ركنَّا إلى الدنيَا الدنئة ِ ضلَّة ً
رقم القصيدة : 12089
-----------------------------------
ركنَّا إلى الدنيَا الدنئة ِ ضلَّة ً
وكَشفتِ الأطماعُ منَّا المساوِيَا
وَإنّا لَنُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعِبْرَة ٍ،(5/390)
نَراها، فَما تَزْدادُ إلاّ تَمادِيَا
نُسَرّ بدارٍ أوْرَثَتْنَا تَضاغُناً
عَلَيْها، وَدارٍ أوْرَثَتْنَا تَعادِيَا
إذَا المرءُ لمْ يلبسْ ثياباً من التُّقَى
تقلَّبَ عُرياناً وإنْ كانَ كاسِيَا
أخي! كنْ على يأسٍ من النّاسِ كلّهمْ
جميعاً وكُنْ ما عشتَ للهِ راجيَا
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ يكفي عبادَهُ
فحسبُ عبادِ اللهِ باللهِ كافِيَا
وَكمْ من هَناة ٍ، ما عَلَيكَ، لمَستَها
مِنَ الناسِ يوماً أو لمستَ الأفاعِيَا
أخي! قد أبَى بُخلي وَبُخلُكَ أن يُرَى
لذي فاقة ٍ منِّي ومنكَ مؤَاسِيَا
كِلانَا بَطينٌ جَنْبُهُ، ظاهرُ الكِسَى ،
وَفي النّاسِ مَن يُمسِي وَيُصْبحُ عارِيَا
كأنِّي خُلقْتُ للبقاءِ مُخلَّداً
وَأنْ مُدّة َ الدّنْيا لَهُ ليس ثانِيَا
إلى الموتِ إلا أن يكونَ لمنْ ثَوى
منَ الخَلقِ طُرّاً، حيثما كانَ لاقِيَا
حسمْتَ المُنَى يا موتُ حسماً مُبرِّحاً
وعلَّمْتَ يا مَوْتُ البُكاءَ البواكِيا
وَمَزّقْتَنَا، يا مَوْتُ، كُلَّ مُمَزَّقٍ،
وعرَّفتَنَا يا موتُ منكَ الدَّواهِيَا
ألا يا طويلَ السهوِ أصبحتَ ساهياً
وَأصْبَحتَ مُغترّاً، وَأصْبحتَ لاهِيَا
أفي كُلِّ يومٍ نحن نلقى جنازة ً
وفي كلِّ يومٍ منكَ نسمعُ مناديا
وفي كلِّ يومٍ مِنكَ نرثِي لمعْوِلٍ
وفي كُلِّ يومٍ نحنُ نُسعدُ بالِيَا
ألا أيّها البَاني لغَيرِ بَلاغَة ٍ،
ألا لخَرابِ الدّهْرِ أصْبَحْتَ بانِيَا
ألا لزَوالِ العُمْرِ أصْبَحْتَ بَانِياً؛
وَأصْبَحتَ مُختالاً، فَخوراً، مُباهِيا
كأنّكَ قد وَلّيتَ عن كُلّ ما تَرَى ،
وخلَّفْتَ مَنْ خلَّفْتَهُ عنكَ سالِيَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> طفل يخطّ ملامح الزمن الجديد
طفل يخطّ ملامح الزمن الجديد
رقم القصيدة : 1209
-----------------------------------
قم يا أبي
إني اتّخذت الليل مركب همّتي
منذ ارتمى هذا الظلام
على مبادرة الشفقْ
منذ ارتوى هذا الغلام
وقد تصبّح واغتبق
قم يا أبي
إنّ السُّرى(5/391)
قد مدّ كفاً للمسافر
والطريق مضرّجٌ بدمائنا
في كلّ زاويةٍ نشمّ روائح الأشلاء
يفضحها العَبَقْ
مازلت أبحث في زوايا الليل
عن حضن الفلق
مازلت أقرأ عزمتي سطراً
يطلُّ ويختفي
في صفحةٍ بيضاء ينشرها الأفق!
.. قم يا أبي:
فالنوم ليس لمثلنا
حتى وإن رفعتْ لك الأحلامُ
بارقةَ الألق
حتى وإن حثّت خطاك السيرَ نحو الصبح
ليس الصبح إلاّ ليلنا الثاني الطويل المستفيق على مصافحة الأرق
ستفيق حتماً يا أبي؛
ولسوف يصفعك الغسق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!
**********
.. طفلٌ أنا!
لكنّ قلبي
صار أكبر من ملامح كلّ وجهٍ مستتر!
.. طفلٌ أنا!
لكنّ كفّي
لا تصافح كفّ شارونٍ
ولاتهوى مصافحة السلام المنتظر!
.. طفلٌ أنا !
في داخلي قلبانِ:
قلبٌ للحياة !
وثاني القلبين: قلبٌ للبشر!
..وغداً ستبدأ قصّتي
وملامحُ الوجه الصغير
ستشرب الألوان من لغة الصور
وغداً ستكتب كلّ أقلام الورى:
( طفلٌ يصفُّ حجارة الزمن الجديد
على تراب بلاده
بزناده
وزنادُهُ قدح الحجرْ)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى عدلكمْ أنهي حديثي وأنتهي
إلى عدلكمْ أنهي حديثي وأنتهي
رقم القصيدة : 12090
-----------------------------------
إلى عدلكمْ أنهي حديثي وأنتهي
فَجُودوا بإقْبَالٍ عليّ وَإصْغاءِ
أعاتبكمُ عتبَ المحبّ حبيبهُ
وَقلتُ بإذْلالٍ فَقُولوا بإصفاء
لعَلّكُمُ قَدْ صَدّكمْ عن زِيارَتي
مَخَافَة ُ أمْوَاهٍ لدَمعي وَأنْوَاء
فلَوْ صَدَقَ الحبُّ الذي تَدّعُونَهُ
وَأخْلَصْتمُ فيهِ مَشيتمْ على الماء
وَإنْ تَكُ أنْفاسي خشَيتمْ لهيبَهَا
وهالتكمُ نيرانُ وجدٍ بأحشائي
فكونوا رفاعيينَ في الحبّ مرة ً
وخُوضُوا لَظَى نارٍ لشَوْقيَ حَرَّاء
حُرِمتُ رِضَاكم إن رَضِيتُ بغيرِكم
أو اعتضتُ عنكم في الجنان بحوراء
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> جَزَى الله عَنّي الحُبَّ خَيراً فإنّهُ
جَزَى الله عَنّي الحُبَّ خَيراً فإنّهُ(5/392)
رقم القصيدة : 12091
-----------------------------------
جَزَى الله عَنّي الحُبَّ خَيراً فإنّهُ
به ازدادَ مجدي في الأنامِ وعليائي
وَصَيّرَ لي ذِكْراً جَمِيلاً لأنّني
أحسنُ أفعالي لتسمعَ أسمائي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكَ في الأرضِ دعاء
لكَ في الأرضِ دعاء
رقم القصيدة : 12092
-----------------------------------
لكَ في الأرضِ دعاء
سَدّ آفَاقَ السّمَاء
لم يكنْ ينسى لكَ اللـ
ـهُ ابتهالَ الفقراء
يَسَّرَ الله لِلُقْيَا
كَ سُرُورَ الأوْلِيَاءِ
وَتَلَقَّى بِقَبُولٍ
حَسَنٍ فيكَ دعائي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وجاهلٍ طالَ بهِ عنائي
وجاهلٍ طالَ بهِ عنائي
رقم القصيدة : 12093
-----------------------------------
وجاهلٍ طالَ بهِ عنائي
لازمني وذاكَ منْ شقائي
كأنّهُ الأشهَرُ مِن أسْمَائي
أخرقُ ذو بصيرة ٍ عمياءِ
لا يعرفُ المدحَ من الهجاء
أفعَالُهُ الكُلّ على استِوَاء
أقْبَحُ مِنْ وَعْدٍ بِلا وَفَاءِ
ومن زوالِ النعمة ِ الحسناء
أبغَضُ للعينِ مِنَ الأقْذاءِ
أثْقَلُ مِن شَماتَة ِ الأعْداء
فهوَ إذا رأتهُ عينُ الرائي
أبو معاذٍ أوْ أخُو الخَنساءِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أحْبابَنَا أزِفَ الرّحِيـ
أحْبابَنَا أزِفَ الرّحِيـ
رقم القصيدة : 12094
-----------------------------------
أحْبابَنَا أزِفَ الرّحِيـ
ـلُ فَزَوّدُونَا بِالدّعاءِ
أحبابَنَا هَلْ بَعدَ هَـ
ـذا اليومِ يومٌ للقاء
إني لأعرفُ منكمُ
ياسادتي حسنَ الوفاء
مذ كنتُ فيكم لم يَخِبْ
أملي ولم يخبُ رجائي
وَلَقَدْ رَحَلْتُ وَإنّني
بالفضلِ منشورُ اللواء
لا تَستَقِلّ بيَ المَطـ
ـيُّ لما حملن من الثناء
وَإذا ذكَرْتُكُمُ غَنيـ
ـتُ بذاكَ عن زادٍ وماء
عندي لكم ذاكَ الوفا
ءُ المستمرّ على الولاء
فعليكمُ أبداً سلا
مي في الصباحِ وفي المساء
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تعتب الدهرَ في خطبٍ رماكَ بهِ(5/393)
لا تعتب الدهرَ في خطبٍ رماكَ بهِ
رقم القصيدة : 12095
-----------------------------------
لا تعتب الدهرَ في خطبٍ رماكَ بهِ
إن استردّ فقدماً طالَ ما وهبا
حاسِبْ زَمَانَكَ في حالَي تَصَرّفِهِ
تجدْهُ أعطاكَ أضعافَ الذي سَلَبَا
واللهُ قدْ جعلَ الأيامَ دائرة ً
فلا تَرَى رَاحَة ً تَبْقَى وَلا تَعَبَا
ورأسُ مالكَ وهيَ الروحُ قد سلمتْ
لا تأسفنّ لشيءٍ بعدها ذهبا
ما كنتَ أولَ ممنوً بحادثة ٍ
كذا مضى الدهرُ لا بدعاً ولا عجبا
وربّ مالٍ نما منْ بعد مرزئة ٍ
أمَا ترَى الشّمعَ بعدَ القَطّ ملتهِبَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وافى كتابكَ وهوَ بالـ
وافى كتابكَ وهوَ بالـ
رقم القصيدة : 12096
-----------------------------------
وافى كتابكَ وهوَ بالـ
ـأشْوَاقِ عَنّي يُعْرِبُ
قلبي لديكَ أظنهُ
يُمْلي عَلَيكَ وَتكتُبُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا غائباً وجميلهُ
يا غائباً وجميلهُ
رقم القصيدة : 12097
-----------------------------------
يا غائباً وجميلهُ
ما غابَ في بعدٍ وقربِ
أشكو لكَ الشوقَ الذي
لاقيتهُ والذنبُ ذنبي
فَعَسَى بِفَضْلٍ مِنكَ أنْ
تَرْعى رَفيقَكَ وَهوَ قَلبي
وَاسْألْهُ عَنْ أخْبَارِهِ
وَاستَغنِ عن مَضْمون كُتبي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا صَاحبي فِيمَا يَنُو
يا صَاحبي فِيمَا يَنُو
رقم القصيدة : 12098
-----------------------------------
يا صَاحبي فِيمَا يَنُو
بُ وَأينَ أينَ هناكَ صَحبي
لو كنتُ لم أعرفْ سوا
كَ منَ الأنامِ لَكانَ حَسبي
إني ادخرتكَ للزما
نِ وَما عَرَا من كلّ خَطْبِ
يا نَازِحاً يُرْضِيهِ مِنّـ
ـي الوُدّ في بُعْدٍ وَقُرْبِ
قلبي لديكَ فكيفَ أنـ
ـتَ على البعادِ وكيفَ قلبي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيا صاحبي ما لي أراكَ مفكراً
أيا صاحبي ما لي أراكَ مفكراً
رقم القصيدة : 12099
-----------------------------------
أيا صاحبي ما لي أراكَ مفكراً(5/394)
وَحَتّامَ قُلْ لي لا تَزالُ كَئِيبَا
لقَد بانَ لي أشْياءُ مِنْكَ تُرِيبُني
وهيهاتَ يخفى من يكونُ مريبا
تعالَ فحدثني حديثكَ آمناً
وَجَدْتَ مكاناً خالِياً وَحَبِيبَا
تعالَ أطارحكَ الأحاديثَ في الهوى
فيذكرَ كلٌّ منْ هواهُ نصيبا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> يا حادي الركب
يا حادي الركب
رقم القصيدة : 1210
-----------------------------------
ما هزّ قلبي لا وجدٌ ولا غزلُ
ولا رمته بألحاظ الهوى مُقلُ
ذاك امرؤ القيس يبكي في الثرى دِمناً
وتلك أفئدة العشاق يا طلل
ما الحبُ إلا أحاديثٌ منمّقةٌ
قد حاكها من قميص الليل من غفلوا
ولا الصباباتُ إلا خدُ فاتنةٍ
تصوغها عن أحاديث الهوى القُبَلُ
سحقاً لمن مجده في وصلِ غانيةٍ
تكسو مفاتنها الأثواب والحللُ
***
***
لكن في أضلعي شوقاً أكابدهُ
وليس تسعفُ إلا الشاعرَ الجملُ
يا حادي الركب في درب العلا شرُفتْ
بك المعالي ودرب الدين متصلُ
لم يثنِ سيرك في البيداء ذو ظفر
ولا ثنى العزم لا يأسٌ ولا مللُ
سر فالمطايا بها شوقٌ يسيّرها
وفي النفوسِ أزيز الشوق يشتعلُ
سر في رحابٍ إلى الرحمن ما بقيتْ
بك السنون وما أبقى بك الأجل
سر واطّرح كلَّ أرزاء الهوى، فلنا
يلوحُ في سبسب الديجورة الأملُ
لا تهمل العيس دعها فهي جامحةٌ
ما صدّها في المسير الوهنُ والكللُ
وإن تبدّت لك الأضواء في بلدٍ
به الحطيم فقل : يكفيك يا جملُ
وإن رأيت شعاع البيتِ مؤتلقاً
يفيض بالنور والأرواحٌ تبتهلُ
فاقصد بنا البيت واروِ غلّتي كرماً
من ماء زمزم فهو الطاهرُ الزللُ
وسر بنا في شعابِ نام سالكها
لعل عيني بأرض الطهر تكتحلُ
***
***
يا حادي الركب ما كلّت عزائمنا
ولا تولّت بنا الأهواء والمللُ
فليس إلا هدى الرحمن غايتنا
وليس إلا الذي قالت لنا الرسلُ
جئنا نلبّي نداء الحق تسبقنا
قلوبنا فهي للرحمن تمتثلُ
جئنا فأرواحنا قد حلّقت شرفاً
إلى السماء فلا بدرٌ ولا زحلُ
يا قاصد البيت طب نفساً برؤيتهِ(5/395)
ويا حجيج بلاد الله فابتهلوا
تعطّلتْ لغة الأقوال فانهمري
بالدمع عند مقام الركن يا مقلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنَا فِيمَا أنَا فيهِ
أنَا فِيمَا أنَا فيهِ
رقم القصيدة : 12100
-----------------------------------
أنَا فِيمَا أنَا فيهِ
وَعَذولي يَتَعَتّبْ
أنا لا أصغي لما قا
لَ فيرضى أوْ فيغضبْ
وَلَقَدْ أصْغي وَلكِنْ
أسمعُ العذلَ فأطْرَبْ
جهلَ العاذلُ أمري
أنا بالعاذلِ ألعبْ
يا حَبيبي وَنَديمي
وَاللّيَالي تَتَقَلّبْ
هاتِ فيما نحنُ فيهِ
ودعِ العاذلَ يتعبْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قالَ لي العاذلُ تسلو
قالَ لي العاذلُ تسلو
رقم القصيدة : 12101
-----------------------------------
قالَ لي العاذلُ تسلو
قلتُ للعاذلِ تتعبْ
أنا بالعاذلِ لا بلْ
أنا بالعالمِ ألعبْ
كلماتي هيَ سحرٌ
وهيَ البابُ المجربْ
أنكَرَ العاذِلُ منّي
أنّ قلبي يتقلبْ
أذكرُ اليومَ سليمى
وغداً أذكُرُ زَيْنَبْ
ليَ في ذلك سرٌّ
بَرْقُهُ للنّاسِ خُلّبْ
أيها السائل عني
مذهَبي في الحبّ مَذهَبْ
لَيسَ في العُشّاقِ إلاّ
منْ يغني لي وأشربْ
فلنَفْسِي أنَا أُطْرِي
وَلنَفسِي أنَا أطْرَبْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وثقيلٍ كأنما
وثقيلٍ كأنما
رقم القصيدة : 12102
-----------------------------------
وثقيلٍ كأنما
ملكُ الموتِ قربهُ
لَيسَ في النّاسِ كلّهم
مَنْ تَرَاهُ يُحبّهُ
لو ذكرتَ اسمهُ على الـ
ـمَاءِ ما سَاغَ شُرْبُهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى كمْ مُقامي في بلادِ معاشرٍ
إلى كمْ مُقامي في بلادِ معاشرٍ
رقم القصيدة : 12103
-----------------------------------
إلى كمْ مُقامي في بلادِ معاشرٍ
تساوى بها آسادها وكلابها
وَقلّدتُها الدُّرَّ الثّمينَ وَإنّهُ
لعمركَ شيءٌ أنكرتهُ رقابهَا
وَما ضَاقتِ الدّنيا على ذي مروءة ٍ
ولا هي مسدودٌ عليهِ رحابها
فقَد بشّرتَني بالسّعادَة ِ هِمّتي(5/396)
وجاءَ من العلياءِ نحوي كتابها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا حبذا الموزُ الذي أرسلتهُ
يا حبذا الموزُ الذي أرسلتهُ
رقم القصيدة : 12104
-----------------------------------
يا حبذا الموزُ الذي أرسلتهُ
ولقدْ أتانا طيباً من طيبِ
في رِيحِهِ أوْ لَوْنِهِ أوْ طَعْمِهِ
كالمسكِ أوْ كالتبرِ أو كالضربِ
وافتْ بهِ أطباقهُ منضداً
كأنهُ مكاحلٌ من ذهبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> نَغّصْتُمُ حينَ غِبتُمْ
نَغّصْتُمُ حينَ غِبتُمْ
رقم القصيدة : 12105
-----------------------------------
نَغّصْتُمُ حينَ غِبتُمْ
عليّ عَيشاً خَصِيبَا
فلو رأيتم سروري
بكمْ لكانَ عجيبا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لله بستاني وما
لله بستاني وما
رقم القصيدة : 12106
-----------------------------------
لله بستاني وما
قضيتُ فيه منَ المآربْ
لهفي على زمني بهِ
والعَيشُ مُخضرّ الجَوَانِبْ
فيَرُوقُني وَالجَوّ مِنْـ
ـه ساكنٌ والقطرُ ساكبْ
ولكمْ بكرتُ لهُ وقدْ
بكَرَتْ لَهُ غرُّ السّحائِبْ
والطلُّ في أغصانهِ
يَحكي عُقوداً في تَرَائِبْ
وَتَفَتّحَتْ أزْهَارُهُ
فتأرجتْ من كلّ جانبْ
وبدا على دوحاتهِ
ثَمَرٌ كأذْنابِ الثّعالِبْ
وَكَأنّمَا آصَالُهُ
ذَهَبٌ على الأوْرَاقِ ذائِبْ
فهُنَاكَ كَمْ ذَهَبيّة ٍ
لي في الولوعِ بها مذاهبْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكَ اللهُ منْ والٍ وليّ مقربِ
لكَ اللهُ منْ والٍ وليّ مقربِ
رقم القصيدة : 12107
-----------------------------------
لكَ اللهُ منْ والٍ وليّ مقربِ
فكمْ لكَ من يومٍ أغرَّ محببِ
حلَلتَ منَ المَجدِ المُمَنَّعِ في الوَرَى
بأرفعِ بيتٍ في العلاءِ مطنبِ
يقصِّرُ عن أمْثالِهِ كُلُّ قَيصَرٍ
ويغلبُ عن أمثالهِ كلُّ أغلبِ
فيا طالباً للجودِ منْ غيرِ جلدكٍ
نَصَحْتُكَ لا تَتْعَبْ وَلا تَتَطَلّبِ
جوادٌ متى تحللْ بواديهِ تلقهُ
كمَا قيلَ في آلِ الجَوَادِ المُهَلَّبِ(5/397)
أحقُّ بما قالَ ابنُ قيسٍ لمالكٍ
وَأوْلى بما قالَ ابنُ أوْسٍ لمصعَبِ
وَلوْ شاهَدَ العِجليُّ جدواهُ ما انتَمَى
لعِكرِمَة َ الفَيَّاضِ يوْماً وَحَوْشَبِ
مقيمٌ على الخلقِ الجميلِ وبعضهمْ
كثيرُ استحالاتٍ كحرباءِ تنضبِ
مقالٌ تُفدِّيهِ أوَائِلُ وَائِلٍ
وَتَعَبُدُهُ حُسْناً أعارِبُ يَعرُبِ
هو الزهرُ الغضّ الذي في كمامهِ
أوِ اللّؤْلُؤُ الرّطْبُ الذي لم يُثَقَّبِ
خليليَّ عُوجا بي على النَّدبِ جَلدكٍ
أقضَّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعذَّبِ
فتى ً ماجدٌ طابتْ مواهبُ كفهِ
فلا تذكراني بعدها أمَّ جندبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سواكَ الذي وُدّي لدَيهِ مضيَّعٌ
سواكَ الذي وُدّي لدَيهِ مضيَّعٌ
رقم القصيدة : 12108
-----------------------------------
سواكَ الذي وُدّي لدَيهِ مضيَّعٌ
وَغَيرُكَ مَن سَعْيِي إليهِ مُخَيَّبُ
وواللهِ ما آتيكَ إلاّ محبة ً
وَإنّيَ في أهلِ الفضيلَة ِ أرْغبُ
أبثّ لكَ الشكرَ الذي طابَ نشرهُ
وأطري بما أثني عليكَ وأطربُ
فَما ليَ ألقى دونَ بابِكَ جَفْوَة ً
لغَيرِكَ تُعزَى لا إلَيكَ وَتُنسَبُ
أُردّ بردّ البابِ إنْ جِئتُ زَائِراً
فيا ليتَ شعري أينَ أهلٌ وَمرْحبُ
ولستُ بأوْقاتِ الزّيارَة ِ جاهِلاً
وَلا أنَا مِمّنْ قُرْبُهُ يُتَجَنّبُ
وقد ذكروا في خادمِ القومِ أنهُ
بما كانَ من أخلاقهم يتهذبُ
فهَلاّ سرَتْ منكَ اللّطافة ُ فيهِمُ
وأعتدتهمْ آدابها فتأدبوا
وتصعبُ عندي حالة ٌ ما ألفتها
على أنّ بعدي عن جنابكَ أصعبُ
وَأُمسكُ نَفسي عن لِقائِكَ كارِهاً
أُغالبُ فيكَ الشوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
وَأغضَبُ للفَضْلِ الذي أنتَ رَبُّهُ
لأجلِكَ لا أني لنَفسِيَ أغضَبُ
وَآنَفُ إمّا عِزّة ً منكَ نِلتُها
وَإمّا لإذْلالٍ بِهِ أتَعَتّبُ
وإذ كنتُ لم أعتدْ لهاتيكَ ذلة ً
فحسبي بها من خجلة ٍ حينَ أذهبُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أُحَدّثُهُ إذا غَفَلَ الرّقيبُ
أُحَدّثُهُ إذا غَفَلَ الرّقيبُ(5/398)
رقم القصيدة : 12109
-----------------------------------
أُحَدّثُهُ إذا غَفَلَ الرّقيبُ
وأسألهُ الجوابَ فلا يجيبُ
وَأطمَعُ حينَ أعطِفهُ عَساهُ
يلينُ لأنهُ غصنٌ رطيبُ
أذوبُ إذا سمعتُ لهُ حديثاً
تكادُ حَلاوَة ٌ فيه تَذوبُ
وَيَخفِقُ حينَ يُبصِرُهُ فؤادي
وَلا عجبٌ إذا رَقَصَ الطّرُوبُ
لقد أضحى من الدنيا نصيبي
ومَا ليَ منهُ في الدّنْيا نَصِيبُ
فيا مولايَ قلْ لي أيُّ ذنبٍ
جَنيتُ لَعَلّني منهُ أتُوبُ
أرَاكَ عليّ أقْسَى النّاسِ قَلباً
ولي حالٌ ترقّ لهُ القلوبُ
حَبيبٌ أنتَ قلْ لي أمْ عَدوّ
ففعلكَ ليسَ يفعلهُ حبيبُ
حبيبي فيكَ أعدائي ضروبٌ
حسودٌ عاذلٌ واشٍ رقيبُ
وها أنا ذا وحقكَ في جهادٍ
عسَى من وَصْلِكَ الفتحُ القريبُ
سأُظهِرُ في هَوَاكَ إلَيكَ سِرّي
وَما أدري أأُخْطىء ُ أمْ أُصِيبُ
أرى هذا الجمالَ دليلَ خيرٍ
يبشرني بأني لا أخيبُ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> حثالة الشعر
حثالة الشعر
رقم القصيدة : 1211
-----------------------------------
ضاق ذرعاً بسلطة الأسماء
فاستطالت ثقافةُ الأدعياء!
غاض بحر الخليل فاهتزّ ذعرا
كيف تروي حثالةٌ في إنائي؟!
ليس إلاّ مُخادعٌ ودعيٌّ
كلُّهم يبحرون في شبر ماءِ!!
وعييٌّ يعالج اللفظ عاماً
والمعاني سقيمةٌ في العراءِ!
يحرث الأرض في سنينٍ ويسقي
أرضه من لقائط الشعراء!
مكّنته من البيان عجوزٌ
قد حواها فصار في الأثرياء!
فتثنّى كأنّه غصنُ بانٍ
وتدلَّى كنجمةٍ في السماء!
صوته يسبق الرياح ويمشي
في المعاني كمشية السلحفاء!
يتغنّى بشعره كلُّ فدمٍ
يتهجّى قراءة الأسماء!
ودخيلٍ تهزّه كلُّ ثكلى
لم تذق من مراضع البلغاء!
في زمانٍ تفاصح العِيُّ فيه
وتحدّى منابر الخطباء!
واذا تقدّم العييُّ خطيباً
صار نبلاً تقهقري للوراء!
إنّما الشعر خفقةٌ من فؤادٍ
حرّكته دوافع الأحشاء
ولسانٌ اذا تحدَّث أصغت
كلُّ أذنٍ، ونظرةٌ في الفضاء
إنّما الشعر نفخةٌ في أديمٍ(5/399)
كان ميْتاً فصار في الأحياء
****
*****
أيّها الشعر لا تلمني فإنّي
أتسلّى بوحدتي وانزوائي!
وأراني ملكت نفسي لأنّي
لا أراها تسير في الأضواء
فهي تحكي فراشة الحقل تهوى
لجّة الضوء ،والردى في الضياء!
أيّها الشعر لاتلمني فإنّي
طعنتني خناجر السفهاء!
ورمتني بوابلٍ من غثاءٍ
فاعتنقني بزلّتي وغثائي
أو فدعني ألملم الجرح حيناً
كي تغذّى قريحتي من دمائي
فإذا النور حاكه الفجر دوّت
صرختي بالقصيدة العصماء
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رسولَ الرضا أهلاً وسهلاً ومرحبا
رسولَ الرضا أهلاً وسهلاً ومرحبا
رقم القصيدة : 12110
-----------------------------------
رسولَ الرضا أهلاً وسهلاً ومرحبا
حديثُكَ ما أحلاهُ عندي وَأطيَبَا
ويا مهدياً ممنْ أحبّ سلامهُ
علَيكَ سَلامُ الله ما هبّتِ الصَّبَا
وَيا مُحسِناً قد جاءَ من عندِ محْسنٍ
وَيا طَيِّباً أهدَى منَ القوْلِ طَيّبَا
لقد سرّني ما قد سمعتُ منَ الرّضَا
وقد هزني ذاك الحديثُ وأطربا
وَبَشَّرْتَ باليَوْمِ الذي فيهِ نَلتَقي
ألا إنه يومٌ يكونُ لهُ نبا
فعرضْ إذا ما جزتَ بالبانِ والحمى
وإياكَ أنْ تنسى فتذكرَ زينبا
ستكفيكَ منْ ذاكَ المسمى إشارة ٌ
ودعهُ مصوناً بالجمالِ محجبا
أشرْ لي بوصفٍ واحدٍ من صفاتهِ
تكنْ مثلَ منَ سمى وكنى ولقبا
وَزِدنيَ منْ ذاكَ الحَديثِ لعَلّني
أصدقُ أمراً كنتُ فيه مكذبا
سأكتبُ مما قد جرى في عتابنا
كتاباً بدمعي للمحبينَ مذهبا
عجبتُ لطيفٍ زارَ باللّيلِ مَضْجَعي
وَعادَ وَلم يَشفِ الفُؤادَ المُعذَّبَا
فأوْهَمَني أمْراً وَقلتُ لَعَلّهُ
رأى حالة ً لم يرضها فتجنبا
وَما صَدّ عن أمْرٍ مُرِيبٍ وَإنّمَا
رآني قتيلاً في الدجى فتهيبا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كَلِفتُ بشمسٍ لا تَرى الشمسُ وَجههَا
كَلِفتُ بشمسٍ لا تَرى الشمسُ وَجههَا
رقم القصيدة : 12111
-----------------------------------
كَلِفتُ بشمسٍ لا تَرى الشمسُ وَجههَا(5/400)
أراقبُ فيها ألفَ عينٍ وحاجبِ
مُمَنَّعَة ٍ بالخَيلِ وَالقوْمِ وَالقَنَا
وَتضعُفُ كُتبي عَن زِحامِ الكتائِبِ
ولو حملتْ عني الرياحُ تحية ً
لما نفذتْ بينَ القنا والقواضبِ
فما ليَ منها رحمة ٌ غيرَ أنني
أعللُ نفسي بالأماني الكواذب
أغارُ على حرْفٍ يكونُ منِ اسمِها
إذا ما رأتهُ العينُ في خطّ كاتبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سمعتُ حَديثاً ما سمعتُ بمِثْلِهِ
سمعتُ حَديثاً ما سمعتُ بمِثْلِهِ
رقم القصيدة : 12112
-----------------------------------
سمعتُ حَديثاً ما سمعتُ بمِثْلِهِ
فأكثرتُ فيهِ فكرتي وتعجبي
وَها أنَا أُلقيهِ إلَيكَ مُفَصَّلاً
وَدونكَ فاسمعْ ما يسرّك وَاطرَبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد أتاني من الحبيبِ رسولٌ
قد أتاني من الحبيبِ رسولٌ
رقم القصيدة : 12113
-----------------------------------
قد أتاني من الحبيبِ رسولٌ
وَرَسُولُ الحَبيبِ عندي حَبيبُ
جاءَ في حاجَة ٍ وَجِئتُكَ فيها
فأنا اليَوْمَ طالبٌ مَطْلُوبُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وغانية ٍ لما رأتنيَ أعولتْ
وغانية ٍ لما رأتنيَ أعولتْ
رقم القصيدة : 12114
-----------------------------------
وغانية ٍ لما رأتنيَ أعولتْ
وقالتْ عجيبٌ يا زهيرُ عجيبُ
رَأتْ شعَراتٍ لُحنَ بِيضاً بمَفرِقي
وغصنيَ من ماءِ الشبابِ رطيبُ
لقد أنكرتْ مني مشيباً على صباً
وقالتْ مشيبٌ؟ قلتُ ذاكَ مشيبُ
ومَا شِبتُ إلاّ من وَقائِعِ هَجرِها
على أنّ عهدي بالصبا لقريبُ
عرَفتُ الهوَى من قبلِ أنْ يُعرَفَ الهوَى
وَما زالَ لي في الغيبِ منهُ نَصِيبُ
وَلم أرَ قَلباً مثلَ قلبي مُعَذَّباً
لهُ كلّ يومٍ لوعة ٌ ووجيبُ
وكنتُ قدِ استَهوَنتُ في الحبّ نظرَة ً
وَقد صارَ منها في الفُؤادِ لَهيبُ
ترَكتُ عذولي ما أرادَ بقَوْلِهِ
يسفهُ يزري يستخفّ يعيبُ
فَما رابَهُ إلاّ دَماثَة ُ مَنطقِي
وأنيَ مزّاحُ اللسانِ لعوبُ
أرُوحُ وَلي في نَشوَة ِ الحبّ هِزّة ٌ(5/401)
ولستُ أبالي أنْ يقالَ طروبُ
مُحِبٌّ خَليعٌ عاشِقٌ متَهَتّكٌ
يَلَذّ لقَلبي كُلّ ذا وَيَطيبُ
خلعتُ عذاري بل لبستُ خلاعتي
وصرحتُ حتى لا يقالَ مريبُ
وفى ليَ من أهوى وأنعمَ بالرضا
يَمُوتُ بغَيظٍ عاذِلٌ وَرَقيبُ
فلا عيشَ إلاّ أنْ تدارَ مدامة ٌ
وَلا أُنْسَ إلاّ أنْ يَزُورَ حَبيبُ
وإني ليدعوني الهوى فأجيبهُ
وإني ليثنيني التقى فأنيبُ
رَجوْتُ كَريماً قد وَثِقتُ بصُنْعِهِ
وَما كانَ مَن يرْجو الكريمَ يَخيبُ
فيا من يحبّ العفوَ إنيَ مذنبٌ
ولا عفوَ إلاّ أنْ تكونَ ذنوبُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رَحَلَ الشّبابُ وَلم أنلْ
رَحَلَ الشّبابُ وَلم أنلْ
رقم القصيدة : 12115
-----------------------------------
رَحَلَ الشّبابُ وَلم أنلْ
من لذّة ٍ فيهِ نَصِيبي
يا طيبَهُ لوْ لم يكُنْ
ملأ الصّحائِفَ بالذّنوبِ
أرسلتُ دمعي خلفهُ
فعساه يرْجعُ من قرِيبِ
هيهات لا والله ما
هو بالسميعِ ولا المجيبِ
فقد انجلى ليل الشبا
بِ وَقد بدا صُبحُ المَشيبِ
فقلِ السلامُ عليكَ يا
وَصْلَ الحبيبة ِ وَالحبيبِ
ورأيتُ في أنوا
رِه ما كان يَخفى من عيوبِ
ومع المشيبِ فبعدُ فيّ
شمائلُ المرحِ الطروبِ
أهوى الدقيقَ من المحا
سن والرقيقَ من النسيبِ
وَيَشوقُني زَمَنُ الكَثيـ
ـبِ وقد مضَى زَمنُ الكثيبِ
وَيرُوقُني الغصْنُ الرّطيـ
ـبُ وكيف بالغصْنِ الرّطيبِ
ويهزني كأسُ المدا
مة ِ في يدِ الرشإ الربيبِ
وَأهيمُ بالدُّرّ الذي
بينَ الأرزة ِ والجيوبِ
ولكمْ كتمتُ صبابتي
واللهُ علامُ الغيوبِ
وَرَجوْتُ حُسنَ العفوِ منْـ
ـهُ فهوَ للعبدِ المنيبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سلامٌ على عَهدِ الشّبيبَة ِ وَالصِّبَا
سلامٌ على عَهدِ الشّبيبَة ِ وَالصِّبَا
رقم القصيدة : 12116
-----------------------------------
سلامٌ على عَهدِ الشّبيبَة ِ وَالصِّبَا
وَأهلاً وَسَهلاً بالمَشيبِ وَمَرْحَبَا
وَيا راحلاً عني رَحَلتَ مكَرَّماً(5/402)
ويا نازلاً عندي نزلتَ مقربا
أأحْبابَنا إنّ المَشيبَ لشارعٌ
ليَنسَخَ أحكامَ الصّبابة ِ والصِّبَا
وَفيّ معَ الشَّيبِ المُلمّ بقِيّة ٌ
تجددُ عندي هزة ً وتطربا
أحنّ إليكُم كُلّما لاحَ بارِقٌ
وأسألُ عنكم كلما هبتِ الصبا
وَما زالَ وَجهي أبيَضاً في هواكمُ
إلى أن سرى ذاك البياضُ فشيبا
وَلَيسَ مَشيباً ما ترَوْنَ بعارِضِي
فَلا تَمنَعُوني أنْ أهيمَ وَأطرَبَا
فما هوَ إلاّ نورُ ثغرٍ لثمتهُ
تعلَّقَ في أطرَافِ شَعري فألْهَبَا
وَأعجَبَني التجنيسُ بيني وَبَينَهُ
فلما تبدى أشنباً رحتُ أشيبا
وهيفاءَ بيضاء الترائبِ أبصرتْ
مشيبي فأبدت روعة ً وتعجبا
جَنَتْ ليَ هذا الشّيبَ ثمّ تجنّبَتْ
فوَاحرَبا ممّنْ جنى وَتجنّبَا
تَناسَبَ خدّي في البَياضِ وَخدُّها
وَلوْ دامَ مُسوَدّاً لقد كانَ أنسَبَا
وَإنّي وَإنْ هَزّ الغرامُ مَعاطِفي
لآبَى الدّنَايَا نَخوَة ً وَتَعَرُّبَا
أتيهُ على كلّ الأنَامِ نَزَاهة ً
وَأشمَخُ إلاّ للصْديقِ تأدُّبَا
وإنْ قلتمُ أهوى الربابَ وزينباً
صَدقتم سَلُوا عني الرّبابَ وَزَيْنَبَا
ولكن فتًى قد نالَ فضْلَ بلاغَة ٍ
تَلَعّبَ فيها بالكَلامِ تلَعُّبَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يحدثني زيدٌ عن البانِ والحمى
يحدثني زيدٌ عن البانِ والحمى
رقم القصيدة : 12117
-----------------------------------
يحدثني زيدٌ عن البانِ والحمى
أحاديثَ يَحلو ذِكرُها وَيَطيبُ
فقلتُ لزيدٍ إنها لبشارة ٌ
وإني لنشوانٌ بها وطروبُ
ويا زيدُ زدني من حديثكَ إنهُ
حَديثٌ عَجيبٌ كلّهُ وَغرِيبُ
ودعني أفزْ من مقلتيكَ بنظرة ٍ
فعهدُهما ممّنْ أُحبّ قريبُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتَتْنيَ من سَيّدي رُقْعَة ٌ
أتَتْنيَ من سَيّدي رُقْعَة ٌ
رقم القصيدة : 12118
-----------------------------------
أتَتْنيَ من سَيّدي رُقْعَة ٌ
فقلتُ الزلالُ وقلتُ الضربْ
ورحتُ لرسمِ اسمهِ لاثماً
كأنّي لَثَمتُ اللَّمى وَالشّنَبْ(5/403)
فيَا حَبّذا غُرُّ أبْياتِهَا
وما أودعتْ من فنونِ الأدبْ
فأودعتها في صميم الفؤا
دِ وَلم أرْضَ تَسطيرَها بالذّهبْ
فيَا أيّها السّيّدُ الفاضِلُ الـ
ـشّرِيفُ الفِعالِ المُنيفُ الحسبْ
رقيتَ هضابَ العلى مسرعاً
كأنكَ منحدرٌ من صببْ
وَكلُّ بعيدٍ منَ المَكرُماتِ
كأنكَ تأخذهُ من كثبْ
أتيتكَ معترفاً بالقصو
رِ وَأينَ اللآلي منَ المُخشلَبْ
وإني منكَ لفي خجلة ٍ
لأني أقصرُ عما وجبْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أكتابٌ مِنْ فاضِلٍ
أكتابٌ مِنْ فاضِلٍ
رقم القصيدة : 12119
-----------------------------------
أكتابٌ مِنْ فاضِلٍ
قالَ قَوْلاً فأسهَبَا
أمْ أزاهيرُ رَوْضَة ٍ
فتقتها يدُ الصبا
قلتُ لما رأيتهُ
مرحباً ثمّ مرحبا
ثمّ لما قرأتهُ
هَزّ عِطْفي تَطَرُّبَا
وتوهمتُ أنهُ
ردّ لي ريقَ الصبا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> درسٌ في الضمير المستتر!!
درسٌ في الضمير المستتر!!
رقم القصيدة : 1212
-----------------------------------
اعتراف.اقتراف...
أعترف أني عزفت هذه القيثارة على وتر سمفونية.طفولة النحو...للأستاذ...عبدالله السفياني....مشاطرة له في الهم...ومخاطرةً معه في تحرير النحو من حوار البكم والصمّ!!
(1)
..سأل الطالب لمّا
ضاق من درس الضمير!
-أيها الأستاذ... إنّي- منذُ حينٍ-
شاردُ الفكر ومشغول الضمير
..لم أجد
في لغة القاموسِ
مايُدعى(الضمير!!)
-أيها الأستاذُ
تاءُ الفاعل ماتت منذُ ماتْ!!
ألف الإثنين لمّا افترقا
ضاعت جميع الأمنياتْ!!
والجماعةْ......
أيُّ واوٍ تربط اليوم الجماعةْ؟!!
كلُّهم ماتوا
ولم يبقَ سوى حبرٍ وقاعةْ!!
واوك المزعومةُ
شقّت ثوبها عنها
وضاقتْ
وارتدت ثوب المجاعةْ!!
- أين ناءُ الفاعلين؟!
إنّها منذُ سنينْ
لم تعد إلاّ خطاباً
عنتريّا
مفرداً للجمع !
كي يجمع كل الفاتحين!
رحم الله زمان الفاتحين
- أيها الأستاذ
عفواً
بقيت نونٌ وياءْ!
وهي لاتصلح إلاّ للنساء!
..أترى لم يبقَ إلاّ.....(5/404)
صوتُ(آياتٍ)
وأشلاءُ(وفاء!)؟
أينَ باقي الشرفاء؟!!
إن يكن في لغتي الشمّاء
درسٌ في(الضميرْ)!!
(2)
- صرخ الأستاذُ
من هول المصابْ
: أيها الطالبُ...كلاّ
لُغةُ الإعرابِ
لاتقبلُ هذا الإنقلابْ!!
لُغةُ الإعرابِ
نصبٌ!!
وارتفاعٌ !!
وانخفاضٌ!!
وسكونٌ صامتٌ
في كل بابْ!!!
- همس الطالب: مهلاً...
لم يعد للرفع معنى
في ضمير الأمة الخرساءِ
مابين الذئابْ!
..ليس إلاّ النصبُ!
والخفضُ
وصمتٌ ساكنٌ
ماحرّكته لغةُ التأثيرِ
في فصل الخطابْ!
- دُهش الأستاذُ
من تلميذهِ
لمّا أجابْ
- يابُنيّ.....!
أنت لاتصلح للتلقينِ
كلاّ....
أنت شيءٌ
قَسَماً
( أكبر من درس الكتاب)!!!
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّها الزّائرُونَ أهْـ
أيّها الزّائرُونَ أهْـ
رقم القصيدة : 12120
-----------------------------------
أيّها الزّائرُونَ أهْـ
ـلاً وسهلاً ومرحبا
لستُ أنسى جميلكم
كلّما هبّتِ الصَّبَا
وقليلٌ لمثلكم
بسطُ خدّي تأدُّبا
إنّ يَوْماً أراكمُ
ذاكَ يوْمٌ لهُ نَبَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رَأيتُكَ قد عَبرْتَ وَلم تُسلّمْ
رَأيتُكَ قد عَبرْتَ وَلم تُسلّمْ
رقم القصيدة : 12121
-----------------------------------
رَأيتُكَ قد عَبرْتَ وَلم تُسلّمْ
كأنّكَ قد عبرْتَ على خَرَابَهْ
وكنتُ كسُورَة ِ الإخلاصِ لمّا
عبرتَ وكنتَ أنتَ كذي جنابهْ
فكيفَ نسيتَ يا مولايَ وداً
عهدتُ الناسَ تحسبهُ قرابهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا ذا الندى والمعالي
يا ذا الندى والمعالي
رقم القصيدة : 12122
-----------------------------------
يا ذا الندى والمعالي
والعشرة ِ المستطابهْ
وربّ راية ِ مجدٍ
قد كنتَ فيها عَرابَهْ
إنا لبعدك عنا
في وحشة ٍ وكآبهْ
وَقد شَوَينا خَرُوفاً
وتَحْتَهُ جُوذابَهْ
وَالجُوعُ قد نالَ منّا
فكنْ سرِيعَ الإجابَهْ
وَإنْ تأخّرْتَ صارَتْ
لَنا عَلَيكَ طُلابَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنْ غبتَ عني أو حضر(5/405)
إنْ غبتَ عني أو حضر
رقم القصيدة : 12123
-----------------------------------
إنْ غبتَ عني أو حضر
تَ فلَستَ عن عَيني تَغيبُ
لكن أرى عيشي إذا
ما غبتَ عني لا يطيب
وعلى كلا الحالينِ منـ
ـكَ فأنتَ واللهِ الحبيب
سِيّانِ في صِدْقِ الهَوَى
عندي حضوركَ والمغيب
وَإذا رَأيْتَ منَ البَعيـ
ـدِ مَوَدّة ً فَهوَ القَرِيب
إني لأعلمُ أنّ ظنـ
ـي فيكَ ظَنٌّ لا يَخيب
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيا مَنْ جاءني منه
أيا مَنْ جاءني منه
رقم القصيدة : 12124
-----------------------------------
أيا مَنْ جاءني منه
كتابٌ يشتكي الوَصَبَا
بعيدق عنكَ ما تشكو
وبالواشينَ والرقبا
لقد ضاعفتَ يا روحي
لروحي الهمّ والنصبا
وقلتُ لعلهُ ألمٌ
يكونُ لَهُ الهَوَى سَبَبَا
ورحتُ أظُنّهُ قَوْلاً
يكاذبني به لعبا
فليتَ اللهَ يجعلهُ
وحاشا سيدي كذبا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيا مَن راحَ عَن حَالي
أيا مَن راحَ عَن حَالي
رقم القصيدة : 12125
-----------------------------------
أيا مَن راحَ عَن حَالي
يُسائِلُ مُشفِقاً حَدِبَا
ومن أضحى أخاً لي في الـ
ودادِ وفي الحنوّ أبا
وحقكَ لوْ نظرتَ إلـ
ـيّ كنتَ تُشاهِدُ العَجَبَا
جُفُونٌ تَشتَكي غَرَقاً
وقلبٌ يشتكي لهبا
وجسمٌ جالتِ الأسقا
مُ فيهِ فراحَ منتهبا
تسائلُ أعينُ الواشيـ
ـنَ عني أعينَ الرقبا
فتذكرُ أنها لمحتْ
خيالاً في خلالِ هبا
فيَا حربَا وَهلْ يَشفي
أديباً قولُ واحربا
فبالوُدّ الذي أمسَى
وأصبحَ بيننا نسبا
إذا ما مُتُّ فاندُبْني
فربّ أخٍ أخاً ندبا
وقلْ ماتَ الغريبُ فأيْـ
ـنَ مَنْ يَبكي على الغُرَبَا
قضى أسفاً كما شاءَ الـ
ـغرامُ وما قضى أربا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كم ذا التصاغرُ والتصابي
كم ذا التصاغرُ والتصابي
رقم القصيدة : 12126
-----------------------------------
كم ذا التصاغرُ والتصابي
غالَطتِ نَفسَكِ في الحسابِ
لم يَبقَ فيكِ بَقيّة ٌ(5/406)
إلاّ التّعَلّلَ بالخِضَابِ
لا أقتضيكِ مودة ً
رُفعَ الخَراجُ عن الخَرابِ
ما العَيشُ إلاّ في الشّبَا
بِ وَفي مُعاشرَة ِ الشّبَابِ
وَلقد رَأيتُكِ في النّقا
بِ وذاكَ عنوانُ الكتابِ
وسألتُ عما تحتهُ
قالوا عظامٌ في جرابِ
وسمعتُ عنكِ فضائحاً
سارتْ بها أيدي الركابِ
هذا وَكمْ مِنْ وَقْفَة ٍ
لكِ في الأزقة ِ للعتابِ
واليومَ قالوا حرة ٌ
ستُّ الحرائرِ في الحجابِ
وأرَدتُ أنطِقُ بالجَوَا
بِ ولم يكنْ وقتُ الجوابِ
يا هذهِ ذهبَ الصبا
فإلى متى هذا التصابي
فدعي معاشرة َ الشبا
بِ فقد يئِستِ من الشّبابِ
ما هذهِ شيمُ الحرا
ئرِ لا ولا شيمُ القحابِ
فإذا عددتكِ في الكلا
بِ حططتُ من قدرِ الكلابِ
ما أنتِ ممنْ يرتجى
لا في الخطوبِ ولا الخطابِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وزائرة ٍ زارتْ وقد هجمَ الدجى
وزائرة ٍ زارتْ وقد هجمَ الدجى
رقم القصيدة : 12127
-----------------------------------
وزائرة ٍ زارتْ وقد هجمَ الدجى
وكنتُ لميعادٍ لهَا مُتَرَقِّبَا
فَما رَاعَني إلاّ رَخيمُ كَلامِها
تقولُ حبيبي قلتُ أهلاً ومرحبا
فقبَّلتُ أقداماً لغَيريَ ما مَشَتْ
ووجهاً مصوناً عن سوايَ محجبا
ولم تر عيني ليلة ً مثلَ ليلتي
فيا سهري فيها لقد كنتَ طيبا
جزى الله بعض النّاسِ ما هوَ أهلُه
وَحَيّاهُ عني كلّما هَبّتِ الصَّبَا
حَبيبٌ لأجلي قد تَعنَّى وزارَني
وَما قيمَتي حتى مشَى وتَعذّبَا
وفى لي بوعدٍ مثلهُ من وفى بهِ
ومثلي فيهِ عاشقٌ هامَ أو صبا
فأنقذ عيناً في الدموعِ غريقة ً
وخلصَ قلباً بالجفاءِ معذبا
سأشكُرُ كلّ الشكرِ إحسانَ محْسنٍ
تحيلَ حتى زارني وتسببا
وما زارني حتى رأى الناسَ نوماً
وَراقَبَ ضَوْءَ البَدرِ حتى تَغَيّبَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> شرفَ الدينِ ما برحتَ أديبا
شرفَ الدينِ ما برحتَ أديبا
رقم القصيدة : 12128
-----------------------------------
شرفَ الدينِ ما برحتَ أديبا
وحبيباً إلى القلوبِ حبيبا(5/407)
فإذا نالكَ الزمانُ بخطبٍ
نالَ كُلُّ الأحبابِ مِنْهُ نَصِيبَا
ولعمري لقد رزئتَ أخاً بـ
ـرّاً ومَوْلًى نَدْباً وفَرْعاً نَجيبَا
وغَريبَ الصّفاتِ مُذ كانَ حَيّاً
وقضى اللهُ أن يموتَ غريبا
نالَ فَضْلاً على حداثة ِ سِنٍّ
فرأينا الوليدَ منهُ حبيبا
ما رَأى النّاسُ مثلَه وَهوَ طفلٌ
فاضِلاً عارِفاً ظَرِيفاً أديبَا
وَهِلالاً كَما اسْتَهلّ مُنيراً
وقضيباً كما استقامَ رطيبا
فسَقَى الله قبرَهُ وَثَرَاهُ
صيِّباً من رِضاه أضحى سَكُوبا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرَى قوْماً بُلِيتُ بهمْ
أرَى قوْماً بُلِيتُ بهمْ
رقم القصيدة : 12129
-----------------------------------
أرَى قوْماً بُلِيتُ بهمْ
نصيبي منهمُ نصبي
فمنهُمْ مَن يُنافِقُني
فيحلفُ لي ويكذبُ بي
ويلزمني بتصديقِ الـ
ـذي قد قال من كَذِبِ
وذو عجبٍ إذا حدثـ
ـتُ عنهُ جئتُ بالعَجَبِ
وَما يَدري بحَمْدِ الـ
ـلّهِ ما شَعبانُ من رَجبِ
وما أبصرتُ بأحمقَ منـ
ـهُ في عجمٍ ولا عربِ
وأحمقَ قد شقيتُ به
بلا عقلٍ ولا أدبِ
فَلا يَنفَكّ يَتْبَعُني
وإن أمعنتُ في الهربِ
كأنّي قد قَتَلتُ لَهُ
قتيلاً فهوَ في طلبي
لأمرٍ ما صحبتهمُ
فَلا تَسألْ عَنِ السّبَبِ
يُحسِّنُ عَقْلَنا أنّا
نصيدُ البازَ بالحربِ
وكنا قد ظننا الصفـ
رْ عند النقدِ كالذهبِ
فلَم نِظفَرْ بحاجَتنَا
وأشفينا على العطبِ
رجعنا مثلَ ما رحنا
وَلم نَرْبَحْ سوَى التّعَبِ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> احتضار
احتضار
رقم القصيدة : 1213
-----------------------------------
(1)
...في هزيع العمرِ
تحبو
فوق أشلائي
بقايا من سنيني!!
.وحنينُ النأي
في صدري
وطعمُ الموتِ
في أطراف جسمٍ يحتويني!
وبقايا ذكريات الأمسِ
تخطو
فوق رأسي
وأنا أشرب كأساً يرتويني!
وأنادي!!!
وأنادي!!!
وأنادي بعيونٍ
دمعها بوحٌ
وسرُّ البوحِ
أنداءُ الجبينِ!
: إيهِ يانفسُ
أجيبي!
إنّني بين اغترابٍ واقترابٍ
أتلظّى....(5/408)
وحشتي في الطينِ تبدو....
وحبوري
أن يعود الطيرُ في أقفاص طيني!!
(2)
... لاتلمني
فأنا أصعدُ
والليل جناحي
وسلاحي
في يميني
أتخطّى لجج الموتِ
على نور يقيني
...بيتك الطينيُّ هذا!!!
لايقيني
بيتك الطينيُّ هذا!!!
ضيّقٌ لايحتويني!
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قالوا النّبيهُ فقلتُ أهْـ
قالوا النّبيهُ فقلتُ أهْـ
رقم القصيدة : 12130
-----------------------------------
قالوا النّبيهُ فقلتُ أهْـ
ـلاً بالنّبيهِ وَمرْحَبَا
قالوا صديقك قلتُ أعـ
ـرفه الصديقَ المجتبى
قالوا أتَى لكَ زائراً
متودداً متحببا
قلتُ الكريمُ ومثلهُ
مولى تحلّ لهُ الحبى
فنهضتُ إكراماً له
عجلاً وقمتُ تأدبا
قالوا أقامَ هُنَيهَة ً
ثمّ انثنى متغضبا
فعجبتُ ممّا قد سمعْـ
ـتُ وَحُقّ لي أن أَعجبا
ولعلّ أمراً ساءهُ
من جانبي فتَجَنّبَا
أوْ لا فبعضُ الحاسديـ
ـنَ سَعَى إليهِ فألَّبَا
لا أمّ لي إنْ كانَ ما
نقلَ الحَسودُ وَلا أبَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تَلحَ في السُّمْرِ المِلا
لا تَلحَ في السُّمْرِ المِلا
رقم القصيدة : 12131
-----------------------------------
لا تَلحَ في السُّمْرِ المِلا
حِ فهم من الدنيا نصيبي
والبيضُ أنفرُ عنهمُ
لا أشتَهي لوْنَ المَشيبِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا من لعينٍ أرقتْ
يا من لعينٍ أرقتْ
رقم القصيدة : 12132
-----------------------------------
يا من لعينٍ أرقتْ
أوحشها من عشقتْ
مذ فارقتْ أحبابها
لها جفونٌ ما التقتْ
وغادة ٍ كأنها
شمسُ الضحى تألقتْ
كم شَرِقَتْ بدَمْعِها
عينيَ لما أشرقتْ
رُوميّة ُ ألْحاظُها
مثلُ سِهامٍ رُشِقَتْ
ممشوقة ُ القدّ لها
صدغٌ كنونٍ مشقتْ
أمَا تَرَى الغُصونَ منْ
خجلتها قد أطرقتْ
قد جمعتْ حسناً بهِ
ألبابُنَا تَفَرّقَتْ
ما تَرَكَتْ لي رَمَقاً
مُقْلَتُها إذْ رَمَقَتْ
لمُهجَتي وَعَبرَتي
قد قَيّدَتْ وَأطْلَقتْ
في فمها مدامة ٌ
صافية ٌ تروقتْ(5/409)
وا عجبا من فعلها
قد أسكرَتْ وَما سَقَتْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد راحَ رسولي وكما راحَ أتى
قد راحَ رسولي وكما راحَ أتى
رقم القصيدة : 12133
-----------------------------------
قد راحَ رسولي وكما راحَ أتى
بالله مَتى نَقَضْتمُ العَهدَ مَتَى
ما ذا ظنّي بكمْ وما ذا أمَلي
قد أدرَكَ فيّ سؤلَهُ مَن شَمِتَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ورَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ
ورَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ
رقم القصيدة : 12134
-----------------------------------
ورَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ
أسودِ الوجهِ والقفا والصفاتِ
هوَ كاللّيلِ في الظّلامِ وَعندي
هوَ كالصّبْحِ قاطعُ اللّذّاتِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ
صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ
رقم القصيدة : 12135
-----------------------------------
صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ
إذ كانَ هذا اليَوْمُ من حَسَنَاتِهِ
يومٌ يسطرُ في الكتابِ مكانهُ
كمكانِ بسمِ الله في ختماتهِ
مطلَ الزمانُ بهِ زماناً أنفساً
أنِفَتْ وَعَادَ لهَا إلى عاداتِهِ
والغيثُ لا يَسِمُ البلادَ بنَفْعِهِ
إلاّ إذا اشتاقَتْ لوَسْمِيّاتِهِ
يا معجزَ الأيامِ قرعُ صفاتهِ
ومجملَ الدنيا بحسنِ صفاتهِ
بل أحنَفاً في حِلْمِهِ وَثَباتِهِ
بل حارثَ الهيجاءِ في وثباتهِ
بل كعبة َ المَعرُوفِ بل كعبَ النّدى
والماءُ يقسمُ شربهُ بحصاتهِ
إن كنتَ غِبتَ عن البلادِ فلم تَغِبْ
عن خاطري إذ أنتَ من خطراتهِ
لو كنتَ فتشتَ النسيمَ وجدتهُ
ودعاؤنا يأتيكَ في طَيّاتِهِ
أحببْ بسفرتكَ التي بقدومها
جَمَعتْ إلينا الجُودَ بعدَ شَتاتِهِ
وأفادكَ الملكانِ زائدَ رفعة ٍ
كالسيفِ يصقلُ بعد حدَّ ظباتهِ
وكفى اهتماماً منهما بكَ أن غدا
كلٌّ يريدُكَ أنْ تكونَ لذاتِهِ
وَالجَدُّ إن أمضَى عزيمَة َ ماجِدٍ
راحَ السكونُ ينوبُ عن حركاتهِ
وأتى البشيرُ فلو يسوغُ لواحدٍ(5/410)
منا لقاسمهُ لذيذَ حياتهِ
فاربأ بعزمكَ لم تدعْ من منصبٍ
يُفضي إلى رُتَبِ العُلى لم تَأتِهِ
وتَفَرّعَتْ للمَجدِ منكَ ثَلاثَة ٌ
كثلاثة ِ الجوزاءِ في جنباتهِ
مِن كلّ مَهديٍّ غَدا في مَهدِهِ
يسمو إلى أسلافهِ بسماتهِ
أفضَى إلَيهِ المُشتري بسُعُودِهِ
وأعاذهُ بهرامُ من سطواتهِ
شَرُفَتْ بنَصْرٍ في البرِيّة ِ مَعشَرٌ
هوَ فيهِمُ كالسّنّ فوْقَ لِثاتِهِ
قوْمٌ همُ في البِيدِ خَيرُ سُراتِها
حسباً وهم في الدهرِ خيرُ سراتهِ
شرفَ الزمانُ بكلّ ندبٍ منهمُ
مُتَيَقّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَوَاتِهِ
ألِفَ النّدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ
كرَماً وَلم يُفرَضْ وُجوبُ صِلاتِهِ
يؤتي المنايا والمنى كالليثِ في
غابَاتِهِ وَالغَيثِ في غَبَّاتِهِ
ذو عزمة ٍ إنْ راحَ في سفراتهِ
سَكَبتْ شَبا الهِنديّ من شَفَرَاتِهِ
يا مَنسَكَ المَعرُوفِ أحرَمَ منطِقي
زَمَناً وَقد لَبَّاكَ من مِيقاتِهِ
هذا زهيركَ لا زهير مزينة ٍ
وافاكَ لا هرماً على علاتهِ
دعهُ وحولياتهِ ثمّ استمعْ
لزهيرِ عصركَ حسنَ ليلياتهِ
لو أنشدتْ في آل جفنة َ أضربوا
عن ذِكْرِ حَسّانٍ وَعن جَفَناتِهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> فلانَة ٌ من تِيهِها
فلانَة ٌ من تِيهِها
رقم القصيدة : 12136
-----------------------------------
فلانَة ٌ من تِيهِها
تغصُّ بها مقلتي
وقد زعمتْ أنها
وليستْ بتلكَ التي
فلا وجهَ إنْ أقبلتْ
ولا ردفَ إنْ ولتِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مقيمٌ على العهدِ من صبوتي
مقيمٌ على العهدِ من صبوتي
رقم القصيدة : 12137
-----------------------------------
مقيمٌ على العهدِ من صبوتي
أبيتُ وأصبحُ في نشوتي
يَرُومُ العَوَاذِلُ لي سَلوَة ً
وَأينَ العَوَاذِلُ من سَلوَتي
وَلي لَيلَة ٌ طَرَقَتْ بالسّعُودِ
فحَدّثْ بما شئتَ عن لَيلَتي
فما كان أحسنَ من مجلسي
وما كانَ أرْفَعَ مِنْ هِمّتي
بشمسِ الضحى وببدرِ الدجى
على يَمنَتي وَعلى يَسرَتي(5/411)
وبتُّ وعن خبري لا تسلْ
بذاكَ الذي وبتلكَ التي
فقضَّيتُها في الهَوَى لَيلَة ً
إخالُ الخليفة َ في خِدمَتي
سأشكُرُها أبداً ما بَقِيتُ
وَإن عظُمتْ بعدها حسرَتي
فما كان أسهلَ إذ أقبلتْ
وَما كانَ أصْعَبَ إذْ وَلّتِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> جاءتْ تودعني والدمعُ يغلبها
جاءتْ تودعني والدمعُ يغلبها
رقم القصيدة : 12138
-----------------------------------
جاءتْ تودعني والدمعُ يغلبها
يوْمَ الرّحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وأقبلتْ وهي في خوفٍ وفي دهشٍ
مثلَ الغزالِ منَ الأشراكِ ينفلتُ
فلم تطقْ خيفة َ الواشي تودعني
ويحَ الوشاة ِ لقد قالوا وقد شمتوا
وَقَفْتُ أبكي وراحتْ وَهيَ باكيَة ٌ
تَسيرُ عني قَليلاً ثمّ تَلتَفِتُ
فيا فُؤاديَ كم وَجدٍ وَكم حُرَقٍ
ويا زمانيَ ذا جورٌ وذا عنتُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بعيشكَ خبرني عن اسمِ مدينة ٍ
بعيشكَ خبرني عن اسمِ مدينة ٍ
رقم القصيدة : 12139
-----------------------------------
بعيشكَ خبرني عن اسمِ مدينة ٍ
يكونُ رباعياً إذا ما ذكرتهُ
على أنه حرفانِ حينَ تقولهُ
وَمَعناهُ حرْفٌ واحدٌ إن قَلَبْتَهُ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> حقول الشوك
حقول الشوك
رقم القصيدة : 1214
-----------------------------------
..........حلم الطفولة مات في أيامه فإلى متى!؟
أقفل على زمن الطفولة لن تُعيد الميّتا!
..........فالعمرُ مات ربيعه،والصيف كفّنه الشتا!
وقوافل الأيام تُسرع بالمشيب إلى الفتى!
****
*****
..........ياأيها المتألّمُ الحيرانُ ،ما لك لا ترى!؟
هذا هو الزمن الأخير! وهذه دنيا الورى!
..........قد طال ليل السادرين وقد دُعيت إلى السٌرى!
فاقصد بوجهك قبلةً،نادتك من أم القرى
****
****
..........لاتشكُ من شوك الحقول وقد طُعنت به هنا!
أنت الذي أسقيته لغة التفاخر والأنا!
..........هذا حصادُك! أنت مَن زرع الحقول ومن جنى!(5/412)
أتظنٌ أنّك من حقول الشوك تجني السوسنا!؟
****
****
..........دنيا الأنام روايةٌ تُروى على شفة المدى
ومعارك لاتنتهي بين الفضائل والعدا
..........وصحائف لا تنطوي بين الضلالة والهدى
دنيا الأنام روايةٌ كُتبت،فهل ضاعت سُدى!؟
****
****
...........قيّدت نفسك بالحبال،فكيف تمشي في الطريق!؟
ورميت غيرك بالنبال وتُهت في دنيا البريق!
..........ألهاك عن شوك الورود بها امتصاصك للرحيق!!
فمتى تُفيق من الغواية في هواك؟ متى تُفيق!؟
****
****
..........تخفي الحياة عن الغبيّ،وإن تعالم، سرّها!
وتضنٌ لكن،لوتضنٌ، فليس يطلب دُرّها!
..........ذاق اللذائذ جاهلا وغدا يُعالجُ مرّها!
ماكان أشقاه بها! لو كان يعلم ضُرّها!
****
****
.........دنياك لو أبصرتها بالقلب كنت هجرتها!
لكنّ في عينيك شوقاً كلما صوّرتها!
..........إنّي أراك لو استفقت من الغرام زجرتها!
لكنْ دعاك الشوق حتى عن سواك سترتها!
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ
أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ
رقم القصيدة : 12140
-----------------------------------
أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ
جئتُ للعاشقينَ بالآياتِ
كانَ أهْلُ الغرامِ قَبليَ أُمِّيِّـ
ـينَ حتى تلقنوا كلماتي
فأنا اليَوْمَ صاحبُ الوَقتِ حقّاً
والمحبونَ شيعتي ودعاتي
ضربتْ فيهمُ طبولي وسارتْ
خافِقاتٍ عَلَيهِمُ رَاياتي
خَلَبَ السّامِعينَ سِحرُ كلامي
وَسرَتْ في عُقُولِهمْ نَفَثاتي
أينَ أهلُ الغرامِ أتلو عليهمْ
باقياتٍ منَ الهوى صالحاتِ
خُتِمَ الحُبُّ من حَديثي بمِسكٍ
ربّ خيرٍ يجيءُ في الخاتماتِ
فعلى العاشقينَ مني سلامٌ
جاءَ مثلَ السلامِ في الصلواتِ
مَذهبي في الغرامِ مَذهبُ حَقٍّ
وَلقَد قُمتُ فيهِ بالبَيّنَاتِ
فلَكَم فيّ مِن مَكارِمِ أخلا
قٍ وكمْ فيّ من حميدِ صفاتِ
لستُ أرْضَى سوَى الوَفاءِ لذي الو
دِّ وَلوْ كانَ في وَفائي وَفاتي
وألوفٌ فلوْ أفارقُ بؤساً(5/413)
لَتَوَالَتْ لفَقْدِهِ حَسَرَاتي
طاهرُ اللّفظِ والشّمائلِ وَالأخْـ
ـلاقِ عَفُّ الضّميرِ وَاللّحَظاتِ
ومعَ الصمتِ والوقارِ فإني
دَمِثُ الخُلْقِ طَيّبُ الخَلَوَاتِ
يَعشَقُ الغُصْنَ ذا الرشاقَة ِ قَلْبي
ويحبّ الغزالَ ذا اللفتاتِ
وحبيبي هوَ الذي لا أسميـ
ـهِ على ما استَقَرّ مِنْ عاداتي
ويقولونَ عاشِقٌ وَهوَ وَصْفٌ
من صفاتي المقوماتِ لذاتي
إنّ لي نية ً وقد علمَ الـ
ـلهُ بها وهو عالمُ النياتِ
يا حَبيبي وَأنتَ أيُّ حَبيبٍ
لا قضى اللهُ بيننا بشتاتِ
إنّ يَوْماً تراكَ عَينيَ فيهِ
ذاكَ يوْمٌ مُضاعَفُ البركاتِ
أنتَ روحي وقد تملّكتَ روحي
وحياتي وقد سلبتَ حياتي
مُتُّ شَوْقاً فأحيِني بوِصالٍ
أخبرِ الناسَ كيفَ طعمُ المماتِ
وكَما قَد عَلِمتَ كلُّ سُرورٍ
ليسَ يبقى ، فوَاتِ قبلَ الفَوَاتِ
فرعى اللهُ عهد مصرٍ وحيّا
ما مضى لي بمصرَ منْ أوقاتِ
حبذا النيلُ والمراكبُ فيهِ
مُصْعِداتٍ بنَا وَمُنحَدِراتِ
هاتِ زدني من الحديثِ عن النيـ
ـلِ ودعني من دجلة ٍ وفراتِ
ولياليّ في الجزيرة ِ والجيـ
ـزة ِ فيما اشتهيتُ من لذاتِ
بينَ رَوْضٍ حكَى ظُهورَ الطواويـ
ـسِ وَجَو حكَى بُطونَ البُزاة ِ
حيثُ مجرى الخليجِ كالحية ِ الرقـ
ـطاءِ بينَ الرياضِ والجناتِ
وَنَديمٍ كَما نُحِبّ ظَريفٍ
وعلى كلّ ما نخبّ مؤاتي
كلُّ شيءٍ أرَدتُهُ فهْوَ فيهِ
حسنُ الذاتِ كاملُ الأدواتِ
يا زماني الذي مضى يا زماني
لكَ مني تواترُ الزفراتِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> برُوحي مَنْ أُسَمّها بسِتِّي
برُوحي مَنْ أُسَمّها بسِتِّي
رقم القصيدة : 12141
-----------------------------------
برُوحي مَنْ أُسَمّها بسِتِّي
فتَنظُرُني النُّحاة ُ بعَينِ مَقْتِ
يَرَوْنَ بأنّني قد قلتُ لحْناً
وَكيفَ وإنّني لَزُهيرُ وَقتي
ولكن غادَة ٌ ملكَتْ جِهاتي
فلا لحنٌ إذا ما قلتُ ستي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وجاهلٍ لازمني
وجاهلٍ لازمني
رقم القصيدة : 12142(5/414)
-----------------------------------
وجاهلٍ لازمني
لَقيتُ منْهُ عنَتَا
كأنّمَا حَتْمٌ عَلَيْـ
ـهِ الدّهرَ أنْ لا يسكُتَا
أنسي به إذا نأى
وَوَحشَتي إذا أتَى
طالتْ بهِ بليتي
يا ربّ ما أدري متى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هوَ حَظّي قد عرَفْتُهْ
هوَ حَظّي قد عرَفْتُهْ
رقم القصيدة : 12143
-----------------------------------
هوَ حَظّي قد عرَفْتُهْ
لم يحلْ عما عهدتهْ
فإذا قصرَ منْ أهـ
ـوَاهُ في الودّ عذَرْتُهْ
غيرَ أنَّ لي في الحـ
ـبّ طريقاً قد سلكتهْ
لو أرادَ البعدَ عني
نورُ عيني ما تبعتهْ
إنّ قَلبي لوْ تجَنّى
وَهوَ قَلبي مَا صَحِبْتُهْ
كلُّ شيءٍ مِنْ حَبيبي
ما خَلا الغدرَ احتَمَلتُهْ
أنا في الحبّ غيورٌ
ذاكَ خلقي لا عدمتهُ
أُبْصِرُ المَوْتَ إذا أبْـ
ـصَرَ غَيري مَن عَشقتُهْ
لَستُ سَمحاً بوَدادي
كلُّ مَن نادَى أجَبْتُهْ
طالما تهتُ على خا
طبِ ودي ورددتهْ
قد شكَرْتُ الله فيـ
ـمَا كانَ منكُم وَحَمِدتُهْ
حينَ خلَّصْتُ فُؤادي
من يديكمْ وملكتهْ
كانَ قلبي مستريحاً
من هواكمْ ما أرحتهْ
فلوَ انّ القُرْبَ يُحْييـ
ـني منكمْ ما طلبتهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> فديتُ منْ أرسلَ تفاحة ً
فديتُ منْ أرسلَ تفاحة ً
رقم القصيدة : 12144
-----------------------------------
فديتُ منْ أرسلَ تفاحة ً
إرْسالُها دَلّ على فِطْنَتِهْ
وَقَصدُهُ أنّي إذا ذُقتُها
تَشتَدّ أشوَاقي إلى رُؤيَتِهْ
فاللّوْنُ من خدّيهِ وَالطّعمُ من
رِيقتِه والطّيبُ من نكهَتِهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تَطّرِحُ خامِلَ الرّجالِ فَقَدْ
لا تَطّرِحُ خامِلَ الرّجالِ فَقَدْ
رقم القصيدة : 12145
-----------------------------------
لا تَطّرِحُ خامِلَ الرّجالِ فَقَدْ
تحتاجُ يوماً إلى كفايتهِ
فاليَاكُ في النّرْدِ وَهوَ مُحتَقَرٌ
خيرٌ من الشيشِ عند حاجتهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يعاهدني لا خانني ثمّ ينكثُ(5/415)
يعاهدني لا خانني ثمّ ينكثُ
رقم القصيدة : 12146
-----------------------------------
يعاهدني لا خانني ثمّ ينكثُ
وَأحْلِفُ لا كلّمتُهُ ثمّ أحنَثُ
وَذلكَ دَأبي لا يزالُ ودَأبُهُ
فيا مَعشرَ النّاسِ اسمعوا وتحدّثوا
أقولُ لهُ صلني يقولُ نعم غداً
ويكسرُ جفناً هازئاً بي ويعبثُ
وما ضرّ بعضَ النّاس لو كان زارَنا
وكنا خلونا ساعة ً نتحدثُ
أمولايَ إني في هواكَ معذبٌ
وَحَتّامَ أبقى في العذابِ وأمكُثُ
فخذْ مرة ً روحي ترحني ولم أكن
أموتُ مراراً في النهارِ وأبعثُ
وإني لهذا الضيمِ منكَ لحاملٌ
ومُنتَظِرٌ لُطفاً من الله يَحدُثُ
أُعيذُكَ من هذا الجَفاء الذي بدا
خَلائِقُكَ الحُسنى أرَقُّ وَأدمثُ
ترَدّد ظنُّ النّاسِ فينا وَأكثروا
أقاويلَ منها ما يطيبُ ويَخبُثُ
وقد كرُمتْ في الحبّ مني شمائلي
ويسألُ عني من أرادَ ويبحثُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عتبَ الحبيبُ ولمْ أجدْ
عتبَ الحبيبُ ولمْ أجدْ
رقم القصيدة : 12147
-----------------------------------
عتبَ الحبيبُ ولمْ أجدْ
سبباً لذاكَ العتبِ حادثْ
واليومَ لي يومانِ لمْ
أرهُ وهذا اليومُ ثالثْ
فعَجبتُ كيفَ تَغَيّرَتْ
منهُ خَلائقُهُ الدّمائِثْ
ما كنتُ أحسَبُ أنّهُ
مِمّنْ تُغَيّرُهُ الحَوَادِثْ
ويلذُّ لي العتبُ الذي
صِدْقُ الوَدادِ عَلَيْهِ باعِثْ
عتبُ الحبيبِ ألذُّ منْ
نغمِ المثاني والمثالثْ
مولايَ مِن سُكرِ الدّلا
لِ عَبِثتَ والسّكرانُ عابِثْ
ونكَثْتَ عَهداً في الهَوَى
ما خِلْتُ أنّكَ فيهِ ناكِثْ
لَكَ لاَ أشُكُّ قَضِيَّة ٌ
أنا سائلٌ عنها وباحثْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> صَديقٌ لي سأذكُرُهُ بخيرٍ
صَديقٌ لي سأذكُرُهُ بخيرٍ
رقم القصيدة : 12148
-----------------------------------
صَديقٌ لي سأذكُرُهُ بخيرٍ
وَأعرِفُ كُنهَ باطِنِهِ الخَبيثَا
وحاشا السامعينَ يقالُ عنهُ
وَبالله اكتُمُوا ذاكَ الحَديثَا(5/416)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا ربّ ما أقربَ منكَ الفرجا
يا ربّ ما أقربَ منكَ الفرجا
رقم القصيدة : 12149
-----------------------------------
يا ربّ ما أقربَ منكَ الفرجا
أنتَ الرجاءُ وإليكَ الملتجا
يا ربّ أشكو لكَ أمراً مزعجا
أبهَمَ لَيلُ الخَطبِ فيهِ وَدَجَا
يا ربّ فاجعلْ ليَ منهُ مَخْرَجا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> هذا أنا
هذا أنا
رقم القصيدة : 1215
-----------------------------------
...ما لي أطاوع قلبي وهو يدفعني
إلى حياض الردى والعقل ينهاني؟!
...إنّي سئمت فقلبي كلما ضحكت
لي الحياةُ بطيب العيش أبكاني!
...هذا أنا..أسكب الألحان من شفتي
وليس يسعدني شدوي بألحاني
...وأمتطي من أحاديث الدجى لغةً
تطوف بي في فضاء العالم الثاني
...يحاول القلب أن ينأى بصومعةٍ
عن الحياة فقد أشقته أحزاني
...والليل يرسم في عينيّ أخيلةً
يشفّها من أحاديثي وأشجاني
...كأنّ عينيّ في أجفانها شَرَكٌ
والنوم طيرٌ رأى ما بين أجفاني
...هذا أنا..أشعل الأبيات، في لغتي
نارٌ قبَست لها من نور إيماني
...هذا أنا..أنتقي للناس فاكهةً
من سلّةٍ ذات أشكالٍ وألوان
...وأقطف الورد من أغصان دوحته
فلا تدلّى بغير الورد أغصاني
...كأنّني نسمةٌ في الفجر قد عبقت
أو بسمةٌ قد حواها ثغر نيسان
...أو أنّني نبضةٌ في القلب قد خفقت
يضمّها في الحنايا صدر إنسان
...لكنّني في زمانٍ كلما زرعت
أناملي أنكروا وردي وريحاني
...هذا أنا.قد كسوت الناس من حللي
لكنّ ثوبي من الأحزان أكفاني
...وضقت ذرعا بأرجائي التي وسعت
من يملؤون بزرع الشوك ودياني
...من أين أبدأ تمزيق الدجى؟ فأنا
نورٌ كليلٌ وليل الهمّ أضواني
...وكيف أزرع بيدائي وقد يبست
كفّي من الغرس والرمضاءُ ميداني
...إذا تخاصم أهل الحب في وطنٍ
كتبت في دفتري نهجي وعنواني:
((بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا
بالرقمتين،وبالفسطاط جيراني
...وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ(5/417)
عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني))
(*)البيتان الأخيران لأبي تمام
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ألا إنّ عندي عاشِقَ السُّمرِ غالِطٌ
ألا إنّ عندي عاشِقَ السُّمرِ غالِطٌ
رقم القصيدة : 12150
-----------------------------------
ألا إنّ عندي عاشِقَ السُّمرِ غالِطٌ
وَإنّ المِلاحَ البِيضَ أبهَى وأبهَجُ
وإني لأهوى كلّ بيضاءَ غادة ٍ
يُضِيءُ لهَا وَجهٌ وثَغْرٌ مُفَلَّجُ
وحسبيَ أني أتبعُ الحقّ في الهوى
ولا شكّ أنّ الحقّ أبيضُ أبلجُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هَبَّ النّسيمُ عَليلاً
هَبَّ النّسيمُ عَليلاً
رقم القصيدة : 12151
-----------------------------------
هَبَّ النّسيمُ عَليلاً
وَهْوَ النّسيمُ الصّحيحُ
وَطابَ وَقتُكَ فانهَضْ
فالآنَ طابَ الصَّبوحُ
وخذ عنِ الكأسِ نوراً
يُضِيءُ مِنهُ الفَسيحُ
من قَهوَة ٍ طابَ منها
طَعْمٌ وَلَوْنٌ وَريحُ
في دَنّهَا هيَ راحٌ
وَفي الحَشَا هيَ روحُ
يا ابنَ الكِرامِ إلى كَمْ
عليّ أنتَ شَحيحُ
أنتَ المُعَذِّبُ قَلبي
وقَلبُكَ المُسترِيحُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أضنى الفؤادَ فمنْ يريحهْ
أضنى الفؤادَ فمنْ يريحهْ
رقم القصيدة : 12152
-----------------------------------
أضنى الفؤادَ فمنْ يريحهْ
وحمى الرقادَ فمن يبيحهْ
ونضا منَ الأجفانِ سيـ
ـفاً قَلَّ ما يَبقى جريحُهْ
نَشوانُ مِن خَمرِ الدّلا
لِ غبوقه وبها صبوحهْ
متمايلُ الأعطافِ كالـ
ـغصنِ الذي هزتهُ ريحهْ
أمعذبي بالهجرِ هلْ
لي فيكَ يوْمٌ أستريحُهْ
سأردُّ نصحَ عواذلي
فالحبُّ مردودٌ نصيحهْ
أهوى الحمى وأحنُّ منـ
ـه لنوْحِ قُمريٍّ يَلوحُهْ
ويَشوقُني الوادي إذا
ناجى النسيمَ الرطبَ شيحهْ
ويهزني الغزلُ الرقيـ
ـقُ إذا تجنبهُ قبيحهْ
ولربما صيرتهُ
غزلاً يكفرهُ مديحهْ
وَمَنَحتُ مجدَ الدّينِ ما
أنا منْ علاهُ مستميحهْ
مولى ً كأنّ بنانهُ
خلقتْ لمعروفٍ تتيحهْ
وكأنهُ منْ فطنة ٍ
حاشاهُ شقٌّ أوْ سطيحهْ(5/418)
وكأنّ حاسدَ مجدهِ
يحويهِ من غمًّ ضريحهْ
ومُبارَكُ الغَدَواتِ لا
يَبدو لَهُ إلاّ سَنيحُهْ
وَفَسيحُ باعِ الجُودِ مُنْـ
ـطَلِقُ اللّسانِ بهِ فَصِيحُهْ
يَلقَى الوُفُودَ وَصَدْرُهُ
رحبٌ إذا سالوا وسوحهْ
وَتَهُزّهُ العَلْيَاءُ وَالـ
ـهنديُّ مَهزُوزٌ صَفيحُهْ
وَالمُنتَمي لِلْمجْدِ في الـ
ـقَوْمِ الذينَ لَهمْ صريحُهْ
يروي الندى أبداً فلا
يروى لهم إلاّ صحيحهْ
يا سيداً إحسانهُ
ما غابَ عمنْ يستميحهْ
كمْ غُدوَة ٍ لَكَ في النّدى
ورَواحِ مَكرُمَة ٍ تَرُوحُهْ
وقديمِ مجدٍ صنتهُ
بحديثِ مجدٍ تستبيحهْ
مُلِّكْتَهُ دونَ الوَرَى
وَالحَقُّ لا يَخفَى وُضُوحُهْ
لا يدعيهِ مدعٍ
لوْ عاشَ ما قد عاشَ نوحهْ
فاسلمْ فأنتَ موفقُ الـ
ـمَرْمى مُسَدَّدُهُ نجيحه
لردى يخافُ تزيلهُ
وظلومِ مظلمة ٍ تزيحهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا لا أُبالي بالرّقيـ
أنا لا أُبالي بالرّقيـ
رقم القصيدة : 12153
-----------------------------------
أنا لا أُبالي بالرّقيـ
ـبِ وَلا بمَنظَرِهِ القَبيحِ
غمزُ الحواجبِ بيننا
أحلى من القولِ الصريحِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَعائِدٍ هوَ سُقْمٌ
وَعائِدٍ هوَ سُقْمٌ
رقم القصيدة : 12154
-----------------------------------
وَعائِدٍ هوَ سُقْمٌ
لكلّ جسمٍ صحيحِ
لا بالإشارَة ِ يَدرِي
ولا الكلامِ الصريحِ
وليس يخرجُ حتى
تكادَ تَخرُجُ رُوحي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرَاني كُلّما استَخبرْ
أرَاني كُلّما استَخبرْ
رقم القصيدة : 12155
-----------------------------------
أرَاني كُلّما استَخبرْ
تُ عن حالِكَ لا تُفصِحْ
وفي غالبِ ظني أنّ
هذا الوَجهَ لا يُفْلِحْ
لقَد أصْبحتَ تَستَحسِـ
ـنُ ما غيركَ يستقبحْ
وَقد أخّرْتَ ما كنتَ
بهِ منْ قَبلُ تَستَفْتِحْ
إذا لم تحفظِ الحمدَ
فلِمْ تَسألُ عَنْ سَبِّحْ
إلى كَمْ أنْتَ في غَيّـ
ـكَ تُمسِي مثلَ ما تُصْبحْ
وكم تصحبُ من يفـ(5/419)
سدُ في الأرض ولا يصلحْ
وكم يَنهاكَ مَخلُوقٌ
وإن كان فلا ينجحْ
فَبِالله مَتى يُفْلِـ
ـحُ مَن ليسَ يُرَى يُفلحْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مُعْرِضاً مُتَغَضِّباً
يا مُعْرِضاً مُتَغَضِّباً
رقم القصيدة : 12156
-----------------------------------
يا مُعْرِضاً مُتَغَضِّباً
حاشاكَ يا عيني وروحي
لم تدرِ ما فعلَ البكا
ءُ عليكَ بالجفنِ القريحِ
وجَرَحْتَ قَلبي بالجَفَا
ءِ فآهِ للقَلبِ الجَريحِ
قَبَّحتَ فيّ بمَا فَعَلْـ
ـتَ ولستَ من أهل القبيحِ
إنْ كنتَ مني مستريـ
ـحاً لستُ منكَ بمستريحِ
فمتى أفوزُ بنظرة ٍ
من وجهكَ الحسنِ المليحِ
لكَ في ضَميرِي ما علمْـ
ـتَ بهِ من الودّ الصريحِ
وكذاكَ أنتَ فَسَلْ ضَميـ
ـرَكَ فهوَ يشهدُ بالصّحيحِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَلَيلَة ٍ منَ اللّيالي الصّالحَهْ
وَلَيلَة ٍ منَ اللّيالي الصّالحَهْ
رقم القصيدة : 12157
-----------------------------------
وَلَيلَة ٍ منَ اللّيالي الصّالحَهْ
باتتْ بها الهمومُ عني نازحهْ
وغادة ٍ بوصلها مسامحهْ
تحفَظُ وُدّي مثلَ حفظِ الفاتحَهْ
كأنّها بَعضُ الظّباءِ السّانحهْ
باتتْ بها صفقة ُ ودي رابحهْ
ما سكَنتْ من طَرَبٍ لي جارِحهْ
فألسُنٌ بمَا تحنُّ بائِحَهْ
وأعينٌ عندَ التشاكي طافحهْ
إذا اختَصرْنا فالدّموعُ شارِحَهْ
وفتْ بوعدٍ ثمّ قامتْ رائحهْ
وأودعتْ قلبي ناراً لافحهْ
وَالله ما اللّيلَة ُ مثلَ البارِحَهْ
فيا صحابي في الخطوبِ الفادحهْ
هبكم رحمتمْ لي نفساً طائحهْ
هبكم أعنتمْ بدموعٍ سافحهْ
ما تقنعُ الثكلى بنوحِ النائحه
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ألا يا أيّهَا النّائِـ
ألا يا أيّهَا النّائِـ
رقم القصيدة : 12158
-----------------------------------
ألا يا أيّهَا النّائِـ
ـمُ إنّ الليلَ قد أصبحْ
وهذا الشرقُ قد أعلـ
ـنَ بالنورِ وقد صرحْ
ألم يُوقِظْكَ مَن ذكّـ
ـرَ بالله وَمنْ سَبّحْ
فما بالُ دواعيكَ(5/420)
إلى الخَيراتِ لا تَجنَحْ
إذا حرككَ الذكرُ
تثاقلتَ ولم تبرحْ
أضَعْتَ العُمرَ خُسراناً
فبِالله متى تَرْبَحْ
لقد أفلحَ منْ فيهِ
يَقولُ الله قد أفْلَحْ
إذا أصبحتَ في عسرٍ
فَلا تَحْزَنْ لَه وَافرَحْ
فبَعدَ العُسرِ يُسرٌ عَا
جلٌ وَاقرَأ ألَمْ نَشرَحْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قالوا تعشقتها عمياء قلتُ لهمْ
قالوا تعشقتها عمياء قلتُ لهمْ
رقم القصيدة : 12159
-----------------------------------
قالوا تعشقتها عمياء قلتُ لهمْ
ما شانها ذاكَ في عَيني وَلا قَدَحَا
بل زادَ وَجديَ فيها أنّها أبَداً
لا تُبصرُ الشّيبَ في فودي إذا وَضَحَا
إن يَجرَحِ السّيفُ مَسلولاً فلا عجبٌ
وإنما عجبي من مغمدٍ جرحا
كأنما هيَ بستانٌ خلوتُ بهِ
ونامَ ناظرُهُ سَكرانَ قد طَفَحَا
تفتحَ الوردُ فيهِ من كمائمهِ
والنّرْجِسُ الغَضُّ فيهِ بعدُ ما انفتحَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> طارقة السحر
طارقة السحر
رقم القصيدة : 1216
-----------------------------------
..لاتعذليه فقد أودى به الأرِقُ
ولا تلومي مُحبّا ضمّه الغَسَقُ!
..طغت عليه بنات الفكر،وانفتقت
قريحة الشعر؛فالأبيات تستبقُ!
..تناثرت في طروسٍ من صحائفه
كما تناثر فوق السبسب الغَدِقُ!
..تفتّقت منه أزهار الرُبى وبكت
بمدمع الشوق في أكمامها الحُدُقٌ
..لاتعذليه ففي أحشائه ألمٌ
يروي سباسبه ما ضمّه الورقُ
..ولاتقولي:رفيق الليل في كبَدٍ
فهل تداوي سجين الأحرف الخِرَقُ؟!
..دعيه حتى إذا ما ديمةٌ هطلت
لينبت الفلّ والريحان والحَبَقُ
..ولاتقولي فتىً تغريه فاتنةٌ
غيداءُ ينضح منها الطيّبُ العَبِق
..ظريفةٌ كاعبٌ في ثغرها بَرَدٌ
تبدي سناه لُماها وهي تنفتق
..حوراءُ تنفث سحرا من محاجرها
ميّاسة القدّ يهواها الفتى النَزِقُ
..دعيه يرفُ لبيت الشعر أرديةً
يزهو بها، فهو في الظلماء محترقُ
..فمن شواظ ضياءٍ لاح مؤتلقا
من القريحة ،بيت الشعر يأتلق(5/421)
..دعيه حتى ينام البدر في غسقٍ
فقد شواه وحيداً قلبُهُ الحَرِقُ
..دعيه حتى ولو مالاح شاطئه
فلا يُلامُ إذا ما طمّه الغرقُ
..فتىً يصوغ من الأيام قافيةً
تدكّ من بزلال الحق قد شرقوا
..فليس في قلبه للعشق خردلةٌ
وفي سويدائه الآلام تصطفق
..لم تُصبِهِ في الهوى ألحاظ غانيةٍ
كما صبت قبله قوماً فلم يفقوا
..يراقب النجم لاعشقا يسامره
ومابه دَنَفٌ أو قلبه خَفِق
..لم يبق للعشق إلا رسمُ دارسةٍ
في عُوج أضلاعه والصدر مختنق
..فعوّذيه من الدنيا،فلو بقيت
لذي ثراءٍ لما أزرى به المَلَق
..فتىً تحسّى كؤوس الشعر مترعةً
فما تبقّى له من راحها رَمَق
..إذا تثنّت بثوب التيه أحرفه
فما عليه إذا ما ثوبُهُ خَلِقُ
..لو كان يمشي وفي أسماله تَفَلٌ
ففي محيّاه يطوي ليلَه الفلقُ
..يفتضّ بكر معانٍ غاب خاطبها
وردّه عن هواها العيُّ والغَلَقُ
..فهي الصبوح إذا ماشاء صبّحها
وهي الغبوق إذا ماشاء يغتبق
..إذا نواعس ذات الحسن ترمقه
بنظرةٍ تجعل الألباب لا تفِق
..فليس في لبّه من طرفها أثَرٌ
ولو تطاير منه الشائك المَرِقُ
..أقضّ مضجعه خودٌ تسامره
وما تصرّم منها حبلها الوَثِق
..خريدةٌ تطرق الألباب موهنةً
متى ينام بعسعاس الدجى الخَرِق
..صُداقها من نثار الدرّ يخطبها
من الدهاقنة الغوّاصة اللبِقُ
..ومَن يراعته إن سلّها جَذِلاً
تبسّمت شفةٌ قد حاكها القلق
..وإن براها غضوبا أمطرت شهبا
يكاد منها بياض الطرس يحترق
..إذا تلاها محبٌّ قد سلا رجعت
له الصبابة واستهواه من عشقوا
..وإن تنفّس ريّاها ذوو خوَرٍ
إذا الوطيس غشى ،لم يثنهم فَرَقُ
..وإن تلاها أسارى الحزن لاح لهم
وميضُ برقٍ بقفر البيد فانطلقوا
..وتملأ الكون أنغاما معتّقةً
يشدو بها للزمان الشاعر الحَذِقُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكمْ منيَ الوُدُّ الذي ليسَ يَبرَحُ
لكمْ منيَ الوُدُّ الذي ليسَ يَبرَحُ
رقم القصيدة : 12160
-----------------------------------(5/422)
لكمْ منيَ الوُدُّ الذي ليسَ يَبرَحُ
وَلي فيكُمُ الشّوْقُ الشّديدُ المُبرِّحُ
وكمْ ليَ مِن كُتْبٍ وَرُسلٍ إلَيكُمُ
ولكِنّها عن لَوْعَتي ليسَ تُفصِحُ
وَفي النّفْسِ ما لا أستَطيعُ أبثّهُ
ولَستُ بهِ للكُتبِ وَالرّسلِ أسمَحُ
زعمتمْ بأني قد نقضتُ عهودكمْ
لقد كذبَ الواشي الذي يتنصحُ
وَإلاّ فَما أدري عسَى كنتُ ناسِياً
عسَى كنتُ سكراناً عسَى كنتُ أمزَحُ
خلقتُ وفياً لا أرى الغدرَ في الهوى
وذلكَ خُلْقٌ عَنهُ لا أتَزَحزَحُ
سَلوا النّاسَ غيري عن وَفائي بعهدكم
فإني أرى شكري لنفسي يقبحُ
أأحبابَنا حتى مَتى وَإلى مَتى
أُعرِّضُ بالشكوَى لكمْ وَأُصرّحُ
حياتي وصبري مذ هجرتم كلاهما
غريبٌ وَدَمعي للغريبَينِ يَشرَحُ
رعى اللهُ طيفاً منكمُ باتَ مؤنسي
فما ضرَّهُ إذ باتَ لوْ كانَ يُصْبِحُ
ولكِنْ أتَى لَيلاً وَعادَ بسُحرَة ٍ
درى أنّ ضوءَ الصبحِ إن لاحَ يفضحُ
وَلي رَشَأٌ ما فيهِ قَدْحٌ لقادِحٍ
سِوَى أنّهُ منْ خدّهِ النّارُ تَقدَحُ
فتنتُ بهِ حلواً مليحاً فحدثوا
بأعجبِ شيءٍ كيفَ يحلو ويملحُ
تبرأ من قتلي وعيني ترى دمي
على خدهِ من سيفِ جفنيهِ يسفحُ
وحسبيَ ذاكَ الخدّ لي منهُ شاهدٌ
ولكنْ أراهُ باللّواحِظِ يُجرَحُ
ويَبسِمُ عَنْ ثَغْرٍ يَقُولونَ إنّهُ
حبابٌ على صهباءَ بالمسكِ تنفحُ
وقد شهدَ المسواكُ عندي بطيبهِ
ولم أرَ عَدْلاً وَهوَ سكرانُ يَطفَحُ
ويا عاذلِي فيهِ جَوَابُكَ حاضِرٌ
ولكن سكوتي عن جوابكَ أصلحُ
إذا كُنتُ ما لي في كَلامِيَ رَاحَة ٌ
فإنّ بَقائي ساكِتاً ليَ أرْوَحُ
وأسمرَ أما قدهُ فهوَ أهيفٌ
رشيقٌ وأما وجههُ فهوَ أصبحُ
كأنّ الذي فيهِ منَ الحسنِ والضيا
تَداخَلَهُ زَهْوٌ بهِ فَهوَ يَمْرَحُ
كأنّ نسيمَ الروضِ هزّ قوامهُ
ليخجلَ غصنَ البانة ِ المتطوحُ
كأنّ المدامَ الصرفَ مالتْ بعطفهِ
كمَا مالَ في الأرْجوحة ِ المترَجِّحُ
كأنّيَ قَدْ أنشَدْتُهُ مَدْحَ يوسُفٍ
فأطْرَبَهُ حتى انثَنَى يَتَرَنّحُ(5/423)
وَإنّ مَديحَ النّاصِرِ بنِ مُحَمّدٍ
ليَصبو إلَيهِ كلُّ قلبٍ وَيَجنَحُ
مديحاً ينيلُ المادحينَ جلالة ً
وَمَدْحاً بمَدْحٍ ثمّ يَرْبو وَيَمْنَحُ
ولَيسَ بمُحتاجٍ إلى مَدْحِ مادِحٍ
مكارِمُهُ تُثْني علَيْهِ وَتَمدَحُ
وكلُّ فصيحٍ ألكنٌ في مديحهِ
لأنّ لسانَ الجودِ بالمدحِ أفصحُ
وقد قاسَ قومٌ جودَ يمناهُ بالحيا
وقد غَلِطوا، يُمناهُ أسخَى وَأسمحُ
وغيثٌ سمعتُ الناسَ ينتجعونهُ
فأينَ يرى غيلانُ منهُ وصيدحُ
لئنْ كانَ يَختارُ انْتِجاعَ بَلالِهِ
فإنّ بَلالاً عينُه تَتَرَشّحُ
دعوا ذكرَ كعبٍ في السماحِ وحاتمٍ
فليسَ يعدّ اليومَ ذاكَ التسمحُ
وليسَ صعاليكُ العريبِ كيوسفٍ
تعالوا نباهِ الحقَّ والحقُّ أوضحُ
فما يوسفٌ يقري بنابٍ مسنة ٍ
ولا العرقُ مفصودٌ ولا الشاة ُ تذبحُ
ولكنّ سلطاني أقلُّ عبيدهِ
يَتيهُ على كِسرَى المُلوكِ وَيرْجَحُ
وَبَعضُ عَطاياهُ المَدائِنُ والقُرَى
فمن ذا الذي في ذلك البحرِ يَسبَحُ
فلوْ سئلَ الدنيا رآها حقيرة ً
وجادَ بهَا سِرّاً وَلا يَتَبَجّحُ
وَإنّ خَليجاً مِنْ أياديهِ للوَرَى
يرى كلُّ بحرٍ عندهُ يتضحضحُ
فقلْ لملوكِ الأرضِ ما تلحقونهُ
لقد أتعبَ الغادي الذي يتروحُ
كثيرُ حَيَاءِ الوَجْهِ يَقطُرُ ماؤهُ
على أنّهُ مِن بأسِهِ النّارُ تَلفَحُ
كذا الليثُ قد قالوا حييٌّ وإنهُ
لأجرأُ مَن يُلقَى جَنَاناً وَأوْقَحُ
مناقبُ قد أضحى بها الدهرُ حالياً
فها عطفهُ منها موشى موشحُ
من النّفَرِ الغُرّ الذينَ وُجوهُهُمْ
مَصابيحُ في الظّلماءِ بَل هيَ أصبَحُ
بهاليلُ أملاكٌ كأنّ أكفهمْ
بحارٌ بها الأرزاقُ للناسِ تسبحُ
فكم أشرقتْ منهم شموسٌ طوالعٌ
وكم هطلتْ منهم سحائبُ دلحُ
كذاكَ بَنو أيّوبَ ما زالَ مِنهُمُ
عظيمٌ مرجى أو كريمٌ ممدحُ
أُناسٌ هُمُ سَنّوا الطّريقَ إلى العُلا
وهم أعربوا عنها وقالوا فأفصحوا
ولم يتبعوا من جاءَ في الناسِ بعدهم
لقد بينوا للسالكينَ وأوضحوا
ليهنَ دمشقَ اليومَ صحتكَ التي(5/424)
بها فرحتْ والمدنُ كالناسِ تفرحُ
فلا زهرَ إلاّ ضاحكٌ متعطفٌ
وَلا دَوْحَ إلاّ مائِسٌ مُتَرَنِّحُ
ولا غصنَ إلاّ وهوَ نشوانُ راقصٌ
ولا طيرَ إلاّ وهوَ فرحانُ يصدحُ
وقد أشرقتْ أقطارها فاغتدى لها
شعاعٌ لهُ فوقَ المجرة ِ مطرحُ
وشرَّفْتَ مَغناها فلوْ أمكَنَ الوَرَى
لَطَافُوا بأرْكانٍ لهَا وَتَمَسّحُوا
وواللهِ ما زالتْ دمشقُ مليحة ً
ولكنّها عندي بكَ اليوْمَ أملَحُ
عرضتُ على خيرِ الملوكِ بضاعتي
فألْفَيْتُ سُوقاً صَفقتي فيه تَرْبَحُ
وقد وثقتْ نفسي بأني عندهُ
سأزدادُ عزاً ما بقيتُ وأفلحُ
وَأنّ خْطوباً أشتَكيها ستَنْجَلي
وَأنّ أُموراً أبْتَغيها سَتَنجَحُ
وأنّ صلاحَ الدينِ ذا المجدِ والعلا
لما أفسدتْ مني الحوادثُ يصلحُ
يُشرّقُ غَيري أوْ يُغرّبُ إنّني
لدى يوسفٍ في أنعمٍ لستُ أبرحُ
أمولايَ سامحني فإنكَ لم تزلْ
تُسامِحُ بالذّنْبِ العَظيمِ وَتَسمَحُ
لكَ العُذْرُ ما للقَوْلِ نحوَكَ مُرْتَقًى
مقامكَ أعلى من مقالي وأرجحُ
فَما كُلّ لَفظٍ في خِطابِكَ يُرْتَضى
وَما كلّ مَعنًى في مَديحِكَ يَصْلُحُ
أتَتْكَ وَإنْ كانَتْ كَثيراً تأخّرَتْ
فإنكَ تعفو عنْ كثيرٍ وتصفحُ
وَهَبْ ليَ أُنْساً منكَ يُذهِبُ وَحشتي
ويَبسُطُ قَلباً ذا انقِباضٍ وَيَشرَحُ
وجدْ لي بالقربِ الذي قد عهدتهُ
وأرضى ببعضٍ منهُ إن كنتُ أصلحُ
وإني لديكَ اليومَ في ألفِ نعمة ٍ
ولكنْ عسى ذكري ببالكَ يسنحُ
لعمركَ كلُّ الناسِ لاشكّ ناطقٌ
وَلكِنَّ ذا يَلغُو وَهذا يُسبِّحُ
وقد يحسنُ الناسُ الكلامَ وإنما
لسامعهِ فيهِ الشرابُ المفرحُ
نسيبٌ كما رقَّ النسيمُ من الصبا
وَغازَلَهُ زَهرُ الرّياضِ المُفَتّحُ
ومدحٌ يكونُ الدهرُ بعضَ رواتهِ
فيمسي ويضحي وهوَ يسري ويسرحُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لئن بحتُ بالشكوى إليكَ محبة ً
لئن بحتُ بالشكوى إليكَ محبة ً
رقم القصيدة : 12161
-----------------------------------
لئن بحتُ بالشكوى إليكَ محبة ً(5/425)
فلَستُ لمَخلُوقٍ سِوَاكَ أبُوحُ
وَإنَّ سُكُوتي إن عَرَتني ضَرُورَة ٌ
وكِتمانَها ممّن أُحبّ قَبيحُ
وما ليَ أخفي عنْ حبيبي ضرورتي
وما هو إلاّ مشفقٌ ونصيحُ
بروحيَ مَن أشكو إلَيهِ وَأنثَني
وقد صارَ لي من لُطفِهِ ليَ رُوحُ
ولوْ لم يكن إلاّ الحديثُ فإنهُ
يخففُ أشجانَ الفتى ويريحُ
وكمْ رُمتُ أنّي لا أقولُ فخفتُ أن
يقولَ لسانُ الحالِ وهوَ فصيحُ
وكِدتُ بكتماني أصِيرُ مُفرِّطاً
فأبكي على ما فاتَني وَأنُوحُ
وأندمُ بعد الفوتِ أوفى ندامة ٍ
وأغدو كما لا أشتهي وأروحُ
تكهنتُ في الأمرِ الذي قد لقيتهُ
وليَ خطراتٌ كلهنّ فتوحُ
فراسَة ُ عَبدٍ مؤمنٍ لا كَهانَة ٌ
وَمَنْ هوَ شِقٌّ عندَها وَسَطيحُ
فما حرّفتْ من ذاكَ حَرْفاً كَهانتي
فللهِ ظني إنهُ لصحيحُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كتابٌ أتاني من حبيبٍ وبيننا
كتابٌ أتاني من حبيبٍ وبيننا
رقم القصيدة : 12162
-----------------------------------
كتابٌ أتاني من حبيبٍ وبيننا
لطولِ التنائي برزخٌ أيُّ برزخِ
تقدمَ لي عنهُ من البعدِ أنسهُ
وفاحَ إليّ الطيبُ من رأس فرسخِ
كأنّ نسيمَ الروضِ عند قدومهِ
سرَى بقميصٍ بالعَبيرِ المُضَمَّخِ
لقد بانَ من تاريخِهِ فيّ هِزّة ٌ
فقلْ في كتابٍ بالسرورِ مؤرخِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيها الغافلُ الذي ليسَ يجدي
أيها الغافلُ الذي ليسَ يجدي
رقم القصيدة : 12163
-----------------------------------
أيها الغافلُ الذي ليسَ يجدي
كَثرَة ُ اللّوْمِ فيهِ وَالتّوْبيخِ
إنّهَا غَفلَة ٌ لكَ الوَيْلُ منها
ما رَوَاها الرّوَاة ُ في تاريخِ
وكما قيلَ هَبْ بأنّكَ أعْمَى
كيفَ تَخفَى رَوائحُ البِطّيخِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ومُهَفهَفٍ كالغُصْنِ في حرَكاته
ومُهَفهَفٍ كالغُصْنِ في حرَكاته
رقم القصيدة : 12164
-----------------------------------
ومُهَفهَفٍ كالغُصْنِ في حرَكاته
حلوِ القوامِ رشيقه ميادهِ(5/426)
صنمٍ لعمركَ ما براهُ اللهُ في
ذا الحسنِ إلاّ فتنة ً لعبادهِ
وَمِنَ العَجائِبِ فِعْلُهُ بمُحبّهِ
يصليهِ ناراً وهوَ من عبادهِ
ويُبيحُ للتّعذيبِ في سَهر الدّجى
طَرْفَ المُحبّ وَذاكَ من أجنادِهِ
يا عاذلي ما كنتُ أولَ عاشقٍ
فتكَ الغرامُ بلبهِ وفؤادهِ
فالقَلْبُ يَعلَمُ أنّهُ في غَيّهِ
لكن تَغَطّتْ عنهُ سُبْلُ رَشادِهِ
لا تطلبنْ هيهاتِ منهُ صلاحه
إنْ كانَ رَبّكَ قد قضَى بفَسادِهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما لَهُ قد خانَ عَهدَهْ
ما لَهُ قد خانَ عَهدَهْ
رقم القصيدة : 12165
-----------------------------------
ما لَهُ قد خانَ عَهدَهْ
ناسياً تلكَ المودهْ
أنعمَ الدهرُ بهِ في
خُلْسَة ٍ ثمّ استَرَدّهْ
هُوَ كالزُّهْرَة ِ وَالـ
ـمِرّيخِ في لِينٍ وَشِدّهْ
وجههُ البستانُ فاقطفْ
آسهُ أوْ فاجنِ وردهْ
لَيسَ عِندي غَيرُ شِعري
لَيتَهُ يَنفُقُ عِنْدَهْ
يا كليلَ الطرفِ إلاّ
في فُؤادي ما أحدّهْ
هَزَمَ الهَجرُ اصْطِباري
فعَسَى للوَصْلِ رَدّهْ
لَيْتَهُ يَرْثي لِمَا عِنْـ
ـديَ أوْ يَرْحَمُ عَبدَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حبيبي تائهٌ جدا
حبيبي تائهٌ جدا
رقم القصيدة : 12166
-----------------------------------
حبيبي تائهٌ جدا
أطال العتبَ والصدا
حماني الشهدَ منْ فيهِ
وَخَلّى عنديَ السُّهدَا
وقد أبدى إلى البستا
نِ من خديهِ ما أبدى
فيَا لله ما أحْلى
وما أشهى وما أندى
وَذاكَ السّقمُ من جَفنَيْـ
ـهِ ما أسرَعَ ما أعْدَى
وفي الدنّ لنا راحٌ
لها تسعون أوْ إحدى
وما أُلقي بِهَا إلاّ
لمنْ قد عرفَ الرشدا
وهيفاءَ كما تهوى
تُرِيكَ القَدّ وَالخَدّا
وتشجيكَ بألحانٍ
تُذيبُ الجَلمَدَ الصَّلْدَا
ولَفظٍ يُوجِبُ الغَسْلَ
على السامعِ والحدا
جزَى الرّحمَنُ شَعباناً
تقضى الشكرَ والحمدا
وَإنْ عِشْنَا لشَوّالٍ
أعدنا ذلكَ العهدا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيا معشرَ الأصحابِ ما لي أراكمُ(5/427)
أيا معشرَ الأصحابِ ما لي أراكمُ
رقم القصيدة : 12167
-----------------------------------
أيا معشرَ الأصحابِ ما لي أراكمُ
على مَذْهَبٍ وَالله غَيرِ حَميدٍ
فهلْ أنتمُ منْ قومِ لوطٍ بقية ٌ
فَما منكُمُ من فِعلِهِ برَشيدِ
فإنْ لم تكونوا قوْمَ لوطٍ بعينِهِمْ
فما قومُ لوطٍ منكمُ ببعيدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنْ كانَ قد سارَ عنكَ شخصي
إنْ كانَ قد سارَ عنكَ شخصي
رقم القصيدة : 12168
-----------------------------------
إنْ كانَ قد سارَ عنكَ شخصي
فإنّ قلبي أقامَ عندكْ
وَحَيثُما كنتَ كنتَ مَولًى
وَأينَما كنتُ كنتُ عَبدَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
رقم القصيدة : 12169
-----------------------------------
جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
من أينَ لي في حبهِ أنْ أرقدا
وَهوَ الحَبيبُ فكيفَ أصْبَحَ قاتِلي
وَالله لوْ كانَ العدوُّ لَمَا عَدَا
كم راحَ نَحوي لائِمٌ وَغَدا وما
راحَ الملامُ بمسمعيّ ولا غدا
في كلّ معتدلِ القوامِ مهفهفٍ
حلوِ التثني والثنايا أغيدا
يحكي الغزالَة َ بَهجَة ً وَتَباعُداً
ويقولُ قومٌ مقلة ً ومقلدا
وكذاكَ قالوا الغُصنُ يشبهُ قدَّهُ
يا قدَّهُ كلُّ الغُصُونِ لكَ الفِدَا
يا رامياً قلبي بأسهمِ لحظهِ
أحسبتَ قلبي مثلَ قلبكَ جلمدا
وهَوَاكَ لوْلا جورُ أحكامِ الهوَى
ما باتَ طَرْفي في هَواكَ مُسَهَّدَا
وَإلَيكَ عاذِلُ عن مَلامة ِ مُغرَمٍ
ما أتهمَ العذالُ إلاّ أنجدا
أو ما ترى ثغرَ الأزاهرِ باسماً
فرحاً وعريانَ الغصونِ قد ارتدى
وَقَفَ السّحابُ على الرُّبى مُتَحَيّراً
ومشى النسيمُ على الرياض مقيدا
ويَشُوقُني وَجهُ النّهارِ مُلَثَّماً
وَيَرُوقُني خَدُّ الأصيلِ مُوَرَّدَا
وكأنّ أنفاسَ النسيمِ إذا سرتْ
شكرتْ لمجدِ الدينِ مولانا يدا
مولى ً لهُ في الناسِ ذكرٌ مرسلٌ
ونَدًى رَوَتْهُ السُّحبُ عنهُ مُسنَدَا(5/428)
ألِفَ النّدى وَالسيفَ راحة ُ كَفّهِ
فهما هُناكَ مُعرَّباً وَمُهَنّدَا
وإذا استَقَلّ على الجوادِ كأنّهُ
ظامٍ وقد ظَنّ المَجَرَّة َ مَوْرِدَا
جعلَ العنانَ لهُ هنالكَ سبحة ً
وغدا لهُ سرجُ المطهمِ مسجدا
مولى ً بدا من غيرِ مسألة ٍ بما
حازَ المُنى كرَماً وعادَ كَما بَدَا
وأنالَ جوداً لا السحابُ ينيلهُ
يوماً وإن كانَ السحابُ الأجودا
يُعزَى لقَوْمٍ سادَة ٍ يَمَنيّة ٍ
أعلى الوَرَى قَدْراً وأزْكى مَحتِدَا
الحالبينَ البدنَ من أوداجها
وَالمُوقِدينَ لهَا القَنَا المُتَقَصِّدَا
والغالبينَ على القلوبِ مهابة ً
والواصِلينَ إلى القُلوبِ تَوَدُّداً
وَإذا الصّريخُ دَعاهُمُ لُملِمّة ٍ
جعلوا صَليلَ المُرْهَفاتِ له صَدَى
يا سَيّداً للمَكرُماتِ مُشَيِّداً
لا فلّ غربكَ سيداً ومشيدا
لكَ في المعالي حجة ٌ لا تدعى
لمُعانِدٍ وَمحَجّة ٌ لا تُهتَدَى
وافاكَ شهرُ الصومِ يا من قدرهُ
فينا كليلة ِ قدرهِ لن يجحدا
وَبَقيتَ حَيّاً ألفَ عامٍ مثلَهُ
متضاعفاً لكَ أجرهُ متعددا
والدهرُ عندكَ كلهُ رمضانُ يا
مَن لَيس يَبرَحُ صائِماً مُتَهجّدَا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> يا سيدي .. هذا هو الحوار ..!
يا سيدي .. هذا هو الحوار ..!
رقم القصيدة : 1217
-----------------------------------
(1)
-ياسيدي...
أوراقنا تجشّأت
من هذه المحابرْ
أسماعنا تقيّأت
فلم تعد
تصافح الحناجرْ!
-فهذه الخناجر التي
تمتصّ نزف المحبرةْ
وهذه الحبائل التي
تغوص
في أعماقنا
كي تنفض الحمائم المعبّرةْ!!
تمرّ مرّاً كالصدى
لكنّها
لاتنبت الحقول
أو تعيد من في المقبرةْ
(2)
-ياسيدي...
إذا شربنا ذلّنا
أو غيّرت ملامحَ الوجوه
تلك الأقنعةْ
إذا رضينا ب(الخُوار)!!
لاتقل لي : إنّه الحوارُ
- إنّها القضية الممزّعةْ!
أدوارها موزّعةْ!
حتى وإن بدت
تميسُ في الطيالس المرصّعةْ!
-ياسيدي...
لقد سئمنا ذلك الحوارَ
لاتلمني
إنّني : آليت ألا أسمعهْ
(3)
- ياسيدي...
زماننا(5/429)
لاتستفزّه حضارة اللغاتْ
ولاتعيش فيه سنبلاتْ
زماننا
يعانق الفضاءَ
كي يحرّر الإنسانَ
من حياته
لعالم الأمواتْ
زماننا
لايصنع الحياةْ!
(4)
- ياسيدي...
قم وانتفض
فربما ينام في أعماقنا (المثنّى)
فسيفه الذي قد ضاع منّا
زمناً
في غمده!!
هيّا امتشقه !
لاتقل (كأنّه...)
ولا تقل (كأنّا...)!!
- هلاّ فهمت سيدي!!
هذا هو الحوارُ
إن أردت أن تعيدَ (هيبة المثنّى)!!
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مولايَ وافاني الكتابُ الذي
مولايَ وافاني الكتابُ الذي
رقم القصيدة : 12170
-----------------------------------
مولايَ وافاني الكتابُ الذي
ذكرتَ فيهِ ألمَ البعدِ
فكلُّ ما عندكَ من وحشة ٍ
فإنه بعضُ الذي عندي
ما حلتُ عن عهدٍ ولا خنتُ في
وُدّي وَما قصَّرْتُ من جُهدي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
رقم القصيدة : 12171
-----------------------------------
ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
لقد جَلّ ما أُخفيهِ منكم وَما أُبدِي
فراقٌ ووجدٌ واشتياقٌ ولوعة ٌ
تعدّدَتِ البَلوَى على واحِدٍ فَرْدِ
رعى اللهُ أياماً تقضتْ بقربكم
كأني بها قد كنتُ في جنة ِ الخلدِ
هبوني امرأًً قد كنتُ بالبينِ جاهلاً
أما كان فيكم من هداني إلى الرشدِ
وكنتُ لكمْ عَبداً وللعَبدِ حُرْمة ٌ
فما بالكم ضيعتمُ حرمة َ العبدِ
وَما بالُ كُتْبي لا يُرَدّ جَوابُها
فهل أكرمتْ أن لا تقابلَ بالردّ
فأينَ حَلاواتُ الرّسائِلِ بَيْنَنا
وَأينَ أماراتُ المَحَبّة ِ وَالودّ
وما ليَ ذنبٌ يستحقّ عقوبة ً
ويا لَيتَها كانَتْ بشيءٍ سوَى الصّدّ
ويا لَيتَ عندي كلَّ يَوْمٍ رَسولَكمْ
فأُسْكِنَهُ عَيني وَأُفرِشَهُ خَدّي
وإنّي لأرْعاكُمْ على كلّ حالَة ٍ
وحقكمُ أنتمْ أعزُّ الورى عندي
عليكمْ سلامُ اللهِ والبعدُ بيننا
وبالرّغْمِ مني أنْ أُسلِّمَ من بُعدِ(5/430)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يبشرني منكَ الرسولُ بزورة ٍ
يبشرني منكَ الرسولُ بزورة ٍ
رقم القصيدة : 12172
-----------------------------------
يبشرني منكَ الرسولُ بزورة ٍ
فإنْ صحّ هذا إنني لسعيدُ
ولَستُ إخالُ الدّهرَ يَسخو بهذه
ألا إنها من فعلهِ لبعيدُ
فيَا أيّها المَولى الذي أنا عبدُه
لقد زاد بي شوقٌ إليكَ شديدُ
متى تَتَمَلّى منكَ عَيني بنَظرَة ٍ
وحقكَ ذاكَ اليومُ عندي عيدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا غائبينَ عن العيا
يا غائبينَ عن العيا
رقم القصيدة : 12173
-----------------------------------
يا غائبينَ عن العيا
نِ لقد حضرْتم في الفؤادِ
وحياتكم ما حلتُ عمـ
ـا تعهدونَ منَ الودادِ
عندي لكم ذاكَ الغرا
مُ وقد تَزايدَ بالبُعادِ
فمَتى يُبَلّغُني الزّمَا
نُ بقربكم يوماً مرادي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بحَقّ الله مَتّعْـ
بحَقّ الله مَتّعْـ
رقم القصيدة : 12174
-----------------------------------
بحَقّ الله مَتّعْـ
ـني من وجهكَ بالبعدِ
فَما أشْوَقَني منكَ
إلى الهِجرانِ وَالصدّ
فَما تَصْلُحُ للهَزْلِ
ولا تصلحُ للجدّ
وماذا فيكَ من ثقلٍ
وماذا فيكَ منْ بردِ
فَلا صُبّحَتْ بالخَيرِ
ولا مُسّيتَ بالسّعْدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ولَيلَة ٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِدْ
ولَيلَة ٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِدْ
رقم القصيدة : 12175
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِدْ
مثلَ حشى العاشقِ باتتْ تتقدْ
طلبتُ فيها مؤنساً فلم أجدْ
بِتُّ أُقاسيها وَحيداً مُنفَرِدْ
طالتْ فأما صبحها فقد فقدْ
فتحبلُ المرأة ُ فيها وتلدْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حَدِّثُوا عن طولِ ليلٍ بِتُّهُ
حَدِّثُوا عن طولِ ليلٍ بِتُّهُ
رقم القصيدة : 12176
-----------------------------------
حَدِّثُوا عن طولِ ليلٍ بِتُّهُ
هل رأيتم هلْ سمعتم هل عهدْ(5/431)
لا رَعاهُ الله ما أطولَهُ
تحبلُ المرأة ُ فيهِ وتلدْ
ليسَ ما أشكوهُ منهُ واحداً
كلَّ شيىء مرّ بي فيهِ نَكِدْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا فاعِلَ الفَعلَة ِ التي اشتَهَرَتْ
يا فاعِلَ الفَعلَة ِ التي اشتَهَرَتْ
رقم القصيدة : 12177
-----------------------------------
يا فاعِلَ الفَعلَة ِ التي اشتَهَرَتْ
لم تجرِ في خاطري ولا خَلَدي
فَعَلتَها بَعدَ عِفّة ٍ وَتُقًى
فيا لها سبة ً إلى الأبدِ
هذا وَأنتَ الذي يُشارُ لَهُ
لا عَتْبَ من بَعدِها على أحَدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قربتْ دارنا ولم يفدِ القر
قربتْ دارنا ولم يفدِ القر
رقم القصيدة : 12178
-----------------------------------
قربتْ دارنا ولم يفدِ القر
بُ اجتماعاً فلا نلومُ البعادا
كان ذاكَ البعادُ أروحَ للقلـ
ـبِ لأنّ الغرامَ بالقربِ زادا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا أُحِسّ الآلامَ في القُرْبِ والبُعـ
لا أُحِسّ الآلامَ في القُرْبِ والبُعـ
رقم القصيدة : 12179
-----------------------------------
لا أُحِسّ الآلامَ في القُرْبِ والبُعـ
ـدِ وَلم يُبْقِ لي الغرامُ فُؤادَا
كلُّ جِسْمٍ لاقَيتُهُ يَستَثيرُ النّـ
ـارَ مني كذا عهدتُ الجمادا
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> صرخة طفلٍ من الأقصى ..!
صرخة طفلٍ من الأقصى ..!
رقم القصيدة : 1218
-----------------------------------
لغة القنابل
والمدافع
في خطاب بني اليهود!
قد أحرقت بالنار
مجدا سلّمته لنا الجدود!
وأنا أنادي
يابلادي
يابلادي
أين أفواج الجنود؟!
لكنّ قومي
في زمان الذلّ
ناموا
واستفاقوا خاضعين
يخيفهم صوت الرعود!
فمتى يفيق صلاح (حطينٍ)
وينفض عنه
أرطال التراب من اللحود؟!!
ومتى تمزّق أمتي الشماء
أوراق الوعود؟!
قد آن أن نحيا وأن تفنى
سلالات القرود!
فالمسجد الأقصى يئنّ
وقد تسربل بالحديد ؛فصار يرسف
في القيود
وأنا أنادي: يابلادي يابلادي
غير أنّي لاأٌجاب(5/432)
وليس ثمّ سوى الصدى المخنوق
يرجف من بعيد!!
يا من تنادي
من تريد ؟!
وماتريد؟!!
قد مااااااااااااااااااااات أبطال الجهاد
وضااااااااااااااااااااااااااع سيف ابن الوليد!!!
بالأمس (سطرٌ) هزّ (نقفورا)
وزعزع ملكه
وقضى على البأس الشديد
لمّا أتى من أرض (هارون الرشيد)!
واليوم آلاف الرسائل
لاتحرّك (شعرة) في رأس (شارون)
المدجج بالسلاح وبالبنود!!
***
هذا هو (الأقصى)
تصاعد في الدخان إلى السماء
وقد تعفّر في الرماد!!
فمن ينادي؟!!
هل ينادي من يجيب قنابل التلمود
بالألحان أوصوت النشيدْ
سحقا لها من زمرةٍ
تبكي على المجد التليد!!
إن لم نحرر( قدسنا)
بالموت تحت قذائف القصف العنيد
إن لم نحرر (أرضنا)
بكتاب خالقنا المجيد
فلننتظر في كل عامٍ (نغمةً) أو (دمعةً)
تبكي على جرحٍ جديدْ!!!
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَيتَ شِعري هل زَماني
لَيتَ شِعري هل زَماني
رقم القصيدة : 12180
-----------------------------------
لَيتَ شِعري هل زَماني
بعدَ ذا البخلِ يجودُ
ما أرى الشدة َ إلاّ
كلّما مَرّتْ تَزيدُ
يَنقَضِي يَوْمٌ فيَوْمٌ
في حَديثٍ لا يُفيدُ
فمتى اليومُ الذي أبـ
ـلُغُ فيهِ ما أُريدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كلما قلتُ استرحنا
كلما قلتُ استرحنا
رقم القصيدة : 12181
-----------------------------------
كلما قلتُ استرحنا
جاءنا شغلٌ جديدُ
وخطوبٌ ينقصُ الصبْ
رُعليها وتزيد
تعبٌ لا حمدَ فيهِ
لا وَلا عَيشٌ حَميد
إنّ هذا علمَ اللـ
ـهُ هوَ الغَبنُ الشّديد
وَأرَى الشّكوَى لغَيرِ اللّـ
ـهِ شيءٌ لا يفيد
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كتبها منْ آمدِ
كتبها منْ آمدِ
رقم القصيدة : 12182
-----------------------------------
كتبها منْ آمدِ
عن فرطِ شوقٍ زائدِ
واللهِ مذْ فارقتكمْ
لم تصفُ لي مواردي
فهَلْ زَماني بَعدَهَا
بقربكمْ مساعدي
فكم نُذورٍ أصْبَحَتْ
عليّ للمساجدِ
وَهَبْتُ باقي عُمُري
لكمْ بيومٍ واحدِ(5/433)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وجاهلٍ يدعي في العلمِ فلسفة ً
وجاهلٍ يدعي في العلمِ فلسفة ً
رقم القصيدة : 12183
-----------------------------------
وجاهلٍ يدعي في العلمِ فلسفة ً
قد راحَ يكفرُ بالرحمنِ تقليدا
وقالَ أعرفُ معقولاً فقلتُ لهُ
عَنّيتَ نَفسَكَ مَعقُولاً ومعقودَا
من أينَ أنتَ وَهذا الشيءَ تَذكرُهُ
أراكَ تَقرَعُ باباً عنكَ مَسدودَا
فقالَ إنّ كلامي لستَ تفهمهُ
فقلتُ لستُ سليمانَ بنَ داودا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تساويتمُ لا أكثرَ اللهُ منكمُ
تساويتمُ لا أكثرَ اللهُ منكمُ
رقم القصيدة : 12184
-----------------------------------
تساويتمُ لا أكثرَ اللهُ منكمُ
فما فيكُمُ وَالحَمدُ لله مَحمُودُ
رأيتكمُ لا ينجحُ القصدُ عندكم
ولا العرفُ معروفٌ ولا الجودُ موجودُ
وددتُ بأني ما رأيتُ وجوهكم
وأنّ طريقاً جئتكم منهُ مسدودُ
متى تبعدني عن حدودِ بلادكم
مطهمة ٌ جردٌ ومهرية ٌ قودُ
وأصبحُ لا يجري ببالي ذكركمْ
وَتَقطَعُ مابَيني وبَينَكُمُ البِيدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما انتفاعي بالقربِ منكم إذا لم
ما انتفاعي بالقربِ منكم إذا لم
رقم القصيدة : 12185
-----------------------------------
ما انتفاعي بالقربِ منكم إذا لم
يكُنِ القُرْبُ مُثمِراً للوَدادِ
كنتُ أشكو البعادَ حتى التقينا
فأنَا اليَوْمَ شاكرٌ للبُعادِ
فَعَلَ القُرْبُ فَوْقَ ما فَعَلَ البعـ
ـدُ بقلبي مِن شِدّة ِ الإنكادِ
ولعمري لقد تزايدَ ما بي
مِنْ ولُوعٍ وحُرْقة ٍ وسُهادِ
لوْ فَعَلتمْ بمُهْجَتي ما فَعلتم
لم يحلْ فيكمُ صحيحُ اعتقادي
وإذا كنتمُ من اللهِ في خيـ
ـرٍ وفي نعمة ٍ فذاكَ مرادي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وسمراءَ تحكي الرّمحَ لوْناً وقامَة ً
وسمراءَ تحكي الرّمحَ لوْناً وقامَة ً
رقم القصيدة : 12186
-----------------------------------
وسمراءَ تحكي الرّمحَ لوْناً وقامَة ً(5/434)
لها مهجتي مبذولة ٌ وقيادي
وقد عابَها الواشي فقالَ طويلة ٌ
مَقَالَ حَسودٍ مُظهِرٍ لعِنادِ
فقلتُ لهُ بشرتَ بالخيرِ إنها
حياتي فإنْ طالتْ فذاكَ مرادي
نعم أنا أشكو طولها ويحقّ لي
لقد طال فيها لَوعَتي وَسُهادي
وما عابَها القَدُّ الطّويلُ وَإنّهُ
لأوّلُ حُسنٍ في المَليحة ِ بادي
رأيتُ الحصونَ الشمَّ تحرسُ أهلها
فأعددتها حصناً لحفظِ ودادي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد طالَ في الوَعْدِ الأمَدْ
قد طالَ في الوَعْدِ الأمَدْ
رقم القصيدة : 12187
-----------------------------------
قد طالَ في الوَعْدِ الأمَدْ
والحرُّ ينجزُ ما وعدْ
وَوَعَدْتَني يَوْمَ الخَميـ
ـسِ فلا الخميسُ وَلا الأحدْ
وإذا اقتَضَيتُكَ لم تَزِدْ
عن قَوْلِ إي والله غَدْ
فأعدّ أياماً تمرّ
وقد ضجرتُ من العددْ
وتقولُ أوصيتَ الخطيـ
ـبَ فهلْ نفوهُ منَ البلدْ
وإذا اتّكَلتَ على الخطيـ
ـبِ فما اتّكلتَ على أحدْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دُمتَ في أرْغَدِ عَيشٍ
دُمتَ في أرْغَدِ عَيشٍ
رقم القصيدة : 12188
-----------------------------------
دُمتَ في أرْغَدِ عَيشٍ
كلَّ يومٍ في مزيدِ
قد أتانا الطبقُ الملـ
ـآنُ بالوردِ النضيدِ
غير أنّي لا أُحِبّ الـ
ـوَرْدَ إلاّ في الخُدودِ
وأتاني منكَ شعرٌ
كلُّ بَيتٍ بقصِيدِ
كاملُ الحسنِ فما أغـ
ـناهُ عَن حُسنِ النّشيدِ
فلَكَ الحَمدُ إذا ما
قلتَ يا عبدَ الحميدِ
إنّ حالاً أنتَ منهَا
في قيامٍ وقعودِ
قربَ اللهُ لمولا
يَ بها كلَّ السعودِ
وتمليتَ منَ الصحـ
ـة ِ بالثوبِ الجديدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَنا صَديقٌ سيّءٌ فِعْلُهُ
لَنا صَديقٌ سيّءٌ فِعْلُهُ
رقم القصيدة : 12189
-----------------------------------
لَنا صَديقٌ سيّءٌ فِعْلُهُ
ليس له في النّاسِ من حامِدِ
لوْ كانَ في الدنيا لهُ قيمة ٌ
بعناهُ بالناقصِ والزائدِ
أخلاقهُ تحكي الطريقَ التي
منَ السويداءِ إلى آمدِ(5/435)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> فديتُ من قد أنجزتْ وعدها
فديتُ من قد أنجزتْ وعدها
رقم القصيدة : 12190
-----------------------------------
فديتُ من قد أنجزتْ وعدها
وَجدّدتْ في الحبّ لي عَهدَها
وقَلّدَتْني في الهَوَى مِنّة ً
يا شكرها مني ويا حمدها
زائرة ٌ لم أدرِ إذْ أقبلتْ
أثغرها قبلتُ أمْ عقدها
تمنعني تقبيلَ أقدامها
لكِنّها تَبذُلُ لي خَدّها
حسناءُ في الحسنِ لها المنتهى
لا قبلها فيهِ ولا بعدها
تقصرُ الألسنُ عنْ وصفها
لوْ بالغتْ واستغرقتْ جهدها
إنّ مَلوكاً مَلَكَتْ مُهجَتي
لا تدعني إلاّ بيا عبدها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أعَزّ النّاسِ عندي
يا أعَزّ النّاسِ عندي
رقم القصيدة : 12191
-----------------------------------
يا أعَزّ النّاسِ عندي
كيفَ خُنتَ اليوْمَ عَهدي
سوْفَ أشكو لكَ بُعدي
فعَسَى شكوايَ تُجدي
أينَ مولايَ يراني
ودموعي فوقَ خدي
أقطعُ الليلَ أقاسي
ما أقاسي فيهِ وحدي
ليتني عندكَ يا مو
لايَ أوْ ليتكَ عندي
إرْضَ عني لَيسَ إلاّ
ذاكَ مَطلوبي وَقَصْدي
أينَ من يلفى لهُ في النـ
ـاسِ وُدٌّ مثلَ وُدّي
أنا أفسَدْتُكَ عن كُلّ
مُحِبٍّ لَكَ بَعدي
وَلَقدْ أصْبَحتُ عَبداً
لكَ لكِنْ أيُّ عَبدِ
تَلَفي فيكَ حَيَاتي
وضلالي فيكَ رشدي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بروحيَ مَن قد زَارَني وَهوَ خائِفٌ
بروحيَ مَن قد زَارَني وَهوَ خائِفٌ
رقم القصيدة : 12192
-----------------------------------
بروحيَ مَن قد زَارَني وَهوَ خائِفٌ
كما اهتَزّ غُصْنٌ في الأراكة ِ مائِدُ
وما زارَ إلاّ طارقاً بعد هجعة ٍ
وقد نامَ واشٍ يتقيهِ وحاسدُ
فلم أرَ بدراً قبلهُ باتَ خائفاً
فهل كانَ يخشى أنْ تغارَ الفراقدُ
وكنتُ أظنّ الحُسنَ قد خَصّ وَجهَه
وما هوَ إلاّ قائمٌ فيهِ قاعدُ
فَدَيْتُ حَبيباً زَارَني مُتَفَضّلاً
وليسَ على ذاكَ التفضلِ زائدُ
وما كثرتْ مني إليهِ رسائلٌ(5/436)
وَلا مَطَلَتْ بالوَصْلِ منهُ مَوَاعِدُ
رآني عليلاً في هواهُ فعادني
حَبيبٌ لَهُ بالمَكْرُماتِ عَوَائِدُ
فمتْ كمداً يا حاسدي فأنا الذي
لهُ صلة ٌ ممنْ يحبّ وعائدُ
ولي واحدٌ ما لي من الناسِ غيرهُ
أرى أنهُ الدنيا وإنْ قلتُ واحدُ
فيَا مُؤنِسِي لا فَرّقَ الله بَينَنا
ولا أفقرتْ للأنسِ منا معاهدُ
ويا زائراً قد زارَ من غيرِ موعدٍ
وحقكَ إني شاكرٌ لكَ حامدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا غادرينَ ألمْ يكنْ
يا غادرينَ ألمْ يكنْ
رقم القصيدة : 12193
-----------------------------------
يا غادرينَ ألمْ يكنْ
بيني وبينكمُ عهودُ
ظهرتْ وبانتْ لي قضيـ
ـتكم فما هذا الجحودُ
وحلَفتُمُ ما خُنتُمُ
وعلى خيانتكم شهودُ
يا مَن تَبَدّلَ في الهوَى
يَهنيكَ صاحبُكَ الجديدُ
إن كانَ أعجبكَ الصدو
دُ كذاك أعجبني الصّدودُ
واعلمْ بأني لا أريـ
ـدُ إذا رأيتكَ لا تريدُ
وأنا القريبُ فإن تغيـ
ـرَ صاحبي فأنا البعيدُ
يومٌ أخلصُ فيه قلـ
ـبي منكَ ذاكَ اليوْمُ عيدُ
وَعَساكَ تَطلُبُ أنْ أعو
دَ إلى هواكَ فما أعودُ
وَلقَدْ عَلِمتَ بأنّني
لي في الهوى خلقٌ شديدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى كمْ أُداري ألْفَ وَاشٍ وحاسدِ
إلى كمْ أُداري ألْفَ وَاشٍ وحاسدِ
رقم القصيدة : 12194
-----------------------------------
إلى كمْ أُداري ألْفَ وَاشٍ وحاسدِ
فمن مرشدي من منجدي من مساعدي
ولوْ كانَ بعضُ النّاسِ لي منه جانبٌ
وعيشكَ لم أحفلْ بكلّ معاندِ
إذا كنتَ يا روحي بعهديَ لا تَفي
فمَن ذا الذي يرْجو وَفاءَ مَعاهدي
أظنّ فؤادي شوقهُ غيرُ زائدٍ
وأحسَبُ جَفني نَوْمُهُ غَيرُ عائِدِ
أبى اللهُ إلاّ أنْ أهيمُ صبابة ً
بحفظِ عهودٍ أوْ بذكرِ معاهدِ
وكم مَوْرِدٍ لي في الهوَى قد وَرَدتُهُ
وضيعتُ عمري في ازدحامِ المواردِ
وَما ليَ مَن أشتاقُهُ غَيرُ واحِدٍ
فلا كانَتِ الدّنيا إذا غابَ وَاحدي
أأحْبابَنا أينَ الذي كانَ بَيْنَنا(5/437)
وَأينَ الذي أسلَفتُمُ من مَواعِدِ
جعلتكُمُ حَظّي منَ النّاسِ كُلّهم
وأعرضتُ عن زيدٍ وعمرو وخالدِ
فلا تُرْخِصُوا ودّاً عليكم عرَضْتُهُ
فيا رُبّ مَعرُوضٍ وليسَ بكاسِدِ
وحقكمُ عندي لهُ ألف طالبٍ
وألفُ زبونٍ يشتريهِ بزائدِ
يَقولونَ لي أنتَ الذي سارَ ذكرُهُ
فمِنْ صادِرٍ يُثني عليهِ ووارِدِ
هبوني كما قد تزعمونَ أنا الذي
فأينَ صِلاتي منكُمُ وَعَوَائدي
وقد كنتمُ عوني على كلّ حادثٍ
وذُخري الذي أعدَدْتُهُ للشّدائِدِ
رَجَوْتُكُمُ أنْ تَنصُرُوا فخَذَلتُمُ
على أنّكمْ سَيفي وكَفّي وساعِدي
فَعَلتمْ وقُلتمْ وَاستَطَلتمْ وجُرْتمُ
ولَستُ عليكم في الجَميعِ بواجِدِ
فجازيتمُ تلكَ المودة َ بالقلى
وذاكَ التّداني منكُمُ بالتّباعُدِ
إذا كانَ هذا في الأقارِبِ فِعلَكُمْ
فماذا الذي أبقيتمُ للأباعدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> توقّ الأذى من كلّ رذلٍ وساقطٍ
توقّ الأذى من كلّ رذلٍ وساقطٍ
رقم القصيدة : 12195
-----------------------------------
توقّ الأذى من كلّ رذلٍ وساقطٍ
فكَمْ قدْ تأذّى بالأراذلِ سَيّدُ
ألمْ ترَ أنّ الليثَ تؤذيهِ بقة ٌ
وَيأخُذُ منْ حَدّ المُهَنّدِ مِبرَدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عفا اللهُ عنكمْ أينَ ذاكَ التوددُ
عفا اللهُ عنكمْ أينَ ذاكَ التوددُ
رقم القصيدة : 12196
-----------------------------------
عفا اللهُ عنكمْ أينَ ذاكَ التوددُ
وأينَ جميلٌ منكمُ كنتُ أعهدُ
بما بيننا لا تنقضوا العهدَ بيننا
فيسمعَ واشٍ أوْ يقولَ مفندُ
ويا أيّها الأحبابُ ماذا أرَى بكُمْ
وَإنّي بحَمدِ الله أهدَى وَأرْشَدُ
تعالوا نخلّ العتبَ عنا ونصطلحْ
وعودوا بنا للوصلِ والعودُ أحمدُ
ولا تخدشوا بالعتبِ وجه محبة ٍ
لهُ بهجة ٌ أنوارها تتوقدُ
وَلا نَتَحَمّلْ مِنّة َ الرُّسْلِ بَينَنا
وَلا غُرَرَ الكُتبِ التي تَتَرَدّدُ
إذا ما تَعاتَبنا وَعُدْنَا إلى الرّضَى
فذلكَ ودٌ بيننا يتجددُ(5/438)
عَتَبْتُمْ عَلَيْنَا وَاعتَذَرْنَا إليكُمُ
وَقُلتُمْ وقُلنا وَالهَوَى يَتَأكّدُ
عَتَبتُمْ فلَم نَعلَمْ لطيبِ حديثِكمْ
أذلِكَ عَتْبٌ أمْ رِضًى وَتَوَدّدُ
وقد كانَ ذاكَ العَتبُ عن فَرْطِ غَيرَة ٍ
ويا طيبَ عَتبٍ بالمَحَبّة ِ يَشْهَدُ
وبتنا كما نهوى حبيبينِ بيننا
عتابٌ كما انحلّ الجمانُ المنضدُ
وأضحى نسيمُ الروضِ يروي حديثنا
فيا رَبّ لا تُسمَعْ وُشَاة ٌ وَحُسّدُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سيّدي قَلبيَ عندَكْ
سيّدي قَلبيَ عندَكْ
رقم القصيدة : 12197
-----------------------------------
سيّدي قَلبيَ عندَكْ
سيّدي أوْحَشتَ عَبدَكْ
سيّدي قلْ لي وَحَدّثْـ
ـني متى تنجزُ وعدكْ
أتُرَى تَذكُرُ عَهدي
مثلَ ما أذكرُ عهدكْ
أمْ تُرَى تحفَظُ وُدّي
مثلَ ما أحفظُ ودكْ
قمْ بنا إنْ شئتَ عندي
أوْ أكنْ إن شئتَ عندكْ
أنا في داري وحدي
فتَفَضّلْ أنتَ وَحدَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَجَليسٍ حَديثُهُ
وَجَليسٍ حَديثُهُ
رقم القصيدة : 12198
-----------------------------------
وَجَليسٍ حَديثُهُ
للمَسَرّاتِ طارِدُ
مثلِ ليلِ الشتاءِ فهـ
ـوَ طويلٌ وباردُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مولايَ كن ليَ وَحدي
مولايَ كن ليَ وَحدي
رقم القصيدة : 12199
-----------------------------------
مولايَ كن ليَ وَحدي
فإنّني لَكَ وَحدَكْ
وكنْ بقلبكَ عندي
فإنّ قلبيَ عندكْ
لي فيكَ قَصْدٌ جَميلٌ
لا خَيّبَ الله قَصْدَكْ
حاشاكَ تؤثرُ بعدي
ولستُ أؤثرُ بعدكْ
إنْ تنسَ عهدي إني
وَالله لم أنْسَ عَهدَكْ
أضَعْتَ وُدّ مُحِبٍّ
ما زالَ يَحفَظُ وُدّكْ
ما لي عليكَ اعتراضٌ
أدبْ كما شئتَ عبدكْ
مولايَ إنْ غبتَ عني
وا سوءَ حاليَ بعدكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أمسيتَ في قعرِ لحدِ
أمسيتَ في قعرِ لحدِ
رقم القصيدة : 12200
-----------------------------------
أمسيتَ في قعرِ لحدِ
ورحتُ منكَ بوجدي
وعِشْتُ بَعدَكَ يا مَنْ(5/439)
وددتُ لوعشتَ بعدي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سائلي عما تجددَ لي
يا سائلي عما تجددَ لي
رقم القصيدة : 12201
-----------------------------------
يا سائلي عما تجددَ لي
الحالُ لم ينقصْ ولم يزدِ
وَكَما عَلِمتَ فإنّني رَجلٌ
أفنى ولا أشكو إلى أحدِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> اليَوْمَ أنْتَ بخَيرٍ
اليَوْمَ أنْتَ بخَيرٍ
رقم القصيدة : 12202
-----------------------------------
اليَوْمَ أنْتَ بخَيرٍ
والخيرُ عندكَ عادهْ
وما أتيناكَ إلاّ
زيارَة ً لا عِيَادَهْ
فالحَمْدُ لله هَذا
كَ اليومُ يومُ السعادهْ
وكلُّ ما تَرْتَجيهِ
تنالهُ وزيادهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> الله أكبرُ يا مُحَمّدْ
الله أكبرُ يا مُحَمّدْ
رقم القصيدة : 12203
-----------------------------------
الله أكبرُ يا مُحَمّدْ
نَبَتَ العِذارُ وَتمّ أسوَدْ
ذَهَبَتْ مَحاسنُكَ التي
كانَتْ يُقامُ لها وَيُقعَدْ
فلَكَ العَزَا فيمَا مَضَى
وَلنا الهَنَا فيمَا تجَدّدْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> شَوْقي إليكَ شَديدٌ
شَوْقي إليكَ شَديدٌ
رقم القصيدة : 12204
-----------------------------------
شَوْقي إليكَ شَديدٌ
كما علمتَ وأزيدْ
وكيفَ تنكرُ حباً
بهِ ضميركَ يشهدْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لعنَ اللهُ صاعدا
لعنَ اللهُ صاعدا
رقم القصيدة : 12205
-----------------------------------
لعنَ اللهُ صاعدا
وأباهُ فصاعدا
وبنيهِ فنازلاً
واحداً ثمّ واحدا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيا مَنْ إذا ما رآهُ الوَرَى
أيا مَنْ إذا ما رآهُ الوَرَى
رقم القصيدة : 12206
-----------------------------------
أيا مَنْ إذا ما رآهُ الوَرَى
لِمَا عرَفوا منهُ قالوا مَعاذَا
أراكَ تَلُوذُ على فائِتٍ
ولستُ أرى لكَ فيهِ ملاذا
طلبتَ الجميعَ ففاتَ الجميعُ
فمن سوء رأيك لا ذا ولا ذا(5/440)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لم يقضِ زيدكمُ من وصلكم وطرهْ
لم يقضِ زيدكمُ من وصلكم وطرهْ
رقم القصيدة : 12207
-----------------------------------
لم يقضِ زيدكمُ من وصلكم وطرهْ
ولا قضى ليلهُ من قربكمْ سحرهْ
يا صارِفي القَلبِ إلاّ عن مَحَبّتِهِمْ
وسالبي الطرفِ إلاّ عنهمُ نظرهْ
جعلتُكم خبري في الحُبّ مُبتَدِئاً
وكلُّ معرفة ٍ لي في الهوى نكرهْ
وبتمُ الليلَ في أمنٍ وفي دعة ٍ
وليسَ عندكمُ علمٌ بمنْ سهرهْ
فكَمْ غَرَستُ وَفائي في مَحبّتكُمْ
فَما جَنَيتُ لغَرْسٍ فيكُمُ ثَمَرَهْ
ولم أنلْ منكمُ شيئاً سوى تهمٍ
تقالُ مشروحة ً فينا ومختصرهْ
للهِ ليلة َ بتنا والرقيبُ بها
ناءٍ فَلا عَينَهُ نخشَى وَلا أثَرَهْ
غَرَّاءَ ما اسوَدّ منها أنْ جَعَلتُ لهَا
عَيباً سوَى مُقلَة ٍ كحلاءَ أوْ شَعَرَهْ
بتنا بها حيثُ لا روعٌ يخامرنا
ونفحة ُ الراحِ والريحانِ مختمرهْ
لم يَكسِرِ النّوْمُ عَيني عن مَحاسِنِها
حتى انثنيتُ وعينُ النجمِ منكسرهْ
ما زلتُ أشربها شمساً مشعشعة ً
في الكأسِ حتى بَدَتْ في الشرق منتشرَهْ
مدامة ٌ تقرئُ الأعشى إذا برزتْ
نقشَ الدنانير والظلماءُ معتكرهْ
عَذراءُ ما راحَ ذو هَمٍّ لخِطْبَتِها
إلاّ أتتهُ صروفُ الدهرِ معتذرهْ
باتتْ تناولينها كفُّ غانية ٍ
تخالُ من لحظها والخدَّ معتصرهْ
قوية ُ العزمِ في إتلافِ عاشقها
ضَعيفَة ُ الخَصرِ وَالألحاظِ والبَشَرَهْ
تجلو الكؤوسَ على لألاءِ غرتها
وتنشرُ الراحُ منها نكهة ً عطرهْ
وَبَيْنَنا من أحاديثٍ مُزَخرَفَة ٍ
ما يخجلُ الروضة َ الغناءَ والحبرهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا رَوْضَة َ الحُسنِ صِلي
يا رَوْضَة َ الحُسنِ صِلي
رقم القصيدة : 12208
-----------------------------------
يا رَوْضَة َ الحُسنِ صِلي
فما عليكِ ضيرُ
فهَلْ رَأيتِ رَوْضة ً
ليسَ بها زهيرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وعاذلة ٍ باتتْ تلومُ على الهوى(5/441)
وعاذلة ٍ باتتْ تلومُ على الهوى
رقم القصيدة : 12209
-----------------------------------
وعاذلة ٍ باتتْ تلومُ على الهوى
وبالنسكِ في شرخِ الشبابِ تشيرُ
لقد أنكرتْ مني مشيباً على صبى ً
ووقتْ لقلبي وهوَ فيهِ أسيرُ
أتَتْني وقالَتْ يا زُهَيرُ أصَبوَة ٌ
وأنتَ حَقيقٌ بالعَفافِ جَديرُ
فقلتُ دَعيني أغْتَنِمْها مَسَرّة ً
فَما كلّ وَقْتٍ يَسْتَقيمُ سُرُورُ
دَعينيَ واللّذّاتِ في زَمَنِ الصِّبَا
فإنْ لامَني الأقوامُ قيلَ صَغيرُ
وعيشكِ هذا وقتُ لهوي وصبوني
وغصني كما قد تعلمينَ نضيرُ
يولهُ عقلي قامة ٌ ورشاقة ٌ
ويَخلُبُ قَلبي أعْيُنٌ وَثُغُورُ
فإنْ مُتُّ في ذا الحُبّ لَستُ بأوّلٍ
ففقبليَ ماتَ العاشقونَ كثيرُ
وَإنّي على ما فيّ منْ وَلَعِ الصّبَا
جَديرٌ بأسبابِ التّقَى وَخَبيرُ
وَإنْ عرَضَتْ لي في المَحَبّة ِ نشوَة ٌ
وحقكِ إني ثابتٌ ووقورُ
وَإنْ رَقّ مني مَنطِقٌ وَشَمائِلٌ
فما همَّ مني بالقبيحِ ضميرُ
وما ضَرّني أنّي صَغيرٌ حَداثَة ً،
وَإنّي بفَضْلي في الأنامِ كبيرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لهَا خَفَرٌ يَوْمَ اللّقاءِ خَفيرُها
لهَا خَفَرٌ يَوْمَ اللّقاءِ خَفيرُها
رقم القصيدة : 12210
-----------------------------------
لهَا خَفَرٌ يَوْمَ اللّقاءِ خَفيرُها
فما بالُها ضَنّتْ بما لا يَضِيرُها
أعادَتُها أنْ لا يُعادَ مَرْيضُها
وسيرتها أنْ لا يفكّ أسيرها
رَعَيتُ نجومَ اللّيلِ من أجْلِ أنّها
على جِيدِها منها عُقُودٌ تُديرُها
وقد قيلَ إنّ الطيفَ في النومِ زائرٌ
فأينَ لطَرْفي نَوْمَة ٌ يَستَعيرُها
وها أنا ذا كالطيفِ فيها صبابة ً
لعلِّي إذا نامَتْ بليلٍ أزُورُها
أغارُ على الغصْنِ الرّطيبِ من الصَّبا
وذاكَ لأنّ الغُصْنَ قيلَ نَظيرُها
ومن دونها أنْ لا تلمّ بخاطرٍ
قصورُ الورى عن وصلها وقصورها
من الغِيدِ لم تُوقِد مع اللّيلِ نارَها
ولكنها بينَ الضلوعِ تثيرها
ولم تحكِ من أهلِ الفَلاة ِ شَمائِلاً(5/442)
سوَى أنّها يحكي الغَزالَ نُفُورُها
أروحُ فلا يعوي عليّ كلابها
وأغدو فلا يرغو هناكَ بعيرها
ولو ظفرتْ ليلى بتربِ ديارها
لأصْبَحَ منها دُرُّها وَعَبيرُها
تقاضى غريمُ الشوقِ مني حشاشة ً
مروعة ً لم يبقَ إلاّ يسيرها
وإنّ الذي أبقتهُ مني يدُ النوى
فداءُ بشيرٍ يومَ وافى نصيرها
أميرٌ إذا أبصَرْتَ إشراقَ وَجْهِهِ
فقُلْ للّيالي تَستَسِرّ بُدورُها
وإنْ فزتَ بالتقبيلِ يوماً لكفهِ
رَأيتَ بحارَ الجُودِ يجري نَمِيرُها
وكمْ يَدّعي العَلياءَ قَوْمٌ وإنّهُ
لهُ سرُّها منْ دونِهِمْ وَسَرِيرُها
قَدِمتَ وَوَافَتْكَ البِلادُ كأنّما
يُناجيكَ منها بالسرورِ ضَميرُها
تلقتكَ لما جئتَ يسحبُ روضها
مطارفهُ وافترّ منها غديرها
تَبسَّمَ منها حينَ أقبَلتَ نَوْرُها
وأشرقَ منها يومَ وافيتَ نورها
وحتى مواليكَ السحائبُ أقبلتْ
فَوافاكَ منها بالهَنَاءِ مَطيرُها
وربّ دعاءٍ باتَ يطوي لك الفلا
إذا خالطَ الظلماءَ يوماً منيرها
وطئتَ بلاداً لم يطأها بحافرٍ
سواكَ ولم تسلكْ بخيلٍ وعورها
يُكلُّ عُقابَ الجَوّ منها عُقابُها
ولا يهتدي فيها القطا لوْ يسيرها
وردتَ بلادَ الأعجمينَ بضمرٍ
عِرابٍ على العِقبانِ منها صُقورُها
فصَبَّحتَ فيها سُودَها بأُسُودِها
يُبيدُ العِدى قَبلَ النّفارِ زَئِيرُها
لئنْ ماتَ فيها مِن سَطاكَ أنيسُها
لقد عاشَ فيها وحشها ونسورها
غدتْ وقعة ٌ قد سارَ في الناس ذكرها
بما فعلتهُ بالعدوّ ذكورها
فأضحى بها من خالفَ الدين خائفاً
وضَاقَ على الكُفّارِ منها كُفورُها
وأعطى قفاهُ الحدربيُّ مولياً
بنفسٍ لما تخشاهُ منكَ مصيرها
مضى قاطعاً عرضَ الفلا متلفتاً
تروعهُ أعلامها وطيورها
وأُبْتَ بمَا تَهْواهُ حتى حَريمُهُ
وتلكَ التي لا يرتضيها غيورها
فإنْ راحَ منها ناجياً بحشاشة ٍ
ستلقاهُ أخرى تحتويهِ سعيرها
وليسَ عدواً كنتَ تسعى لأجلهِ
ولكنها سبلُ الحجيجِ تجيرها
وَمن خلفه ماضي العزائمِ ماجِدٌ(5/443)
يُبيدُ العِدى منْ سَطوَة ٍ ويُبيرُها
إذا رَامَ مَجدُ الدّينِ حالاً فإنّما
عَسيرُ الذي يَرجوهُ منها يَسيرُها
أخو يقظاتٍ لا يلمّ بطرفهِ
غرارٌ ولا يوهي قواهُ غريرها
لقدْ أمنتْ بالرعبِ منهُ بلادهُ
فصدتْ أعاديها وسدتْ ثغورها
وأضحى لهُ يولي الثناءَ غنيها
وأمسى له يهدي الدعاءَ فقيرها
بكَ اهتزّ لي غصنُ الأماني مثمراً
ورقَّتْ ليَ الدّنيا وَراقَ سرورُها
وما نالني من أنعمِ اللهِ نعمة ٌ
وَإنْ عَظُمَتْ إلاّ وَأنتَ سَفيرُها
وَمَن بدأ النَّعما وَجادَ تَكَرّماً
بأوّلِها يُرْجَى لَدَيْهِ أخِيرُها
وإنّي وَإن كانَتْ أياديكَ جَمّة ً
عليَّ فإنّي عَبدُها وَشكُورُها
أمولايَ وافتكَ القوافي بواسماً
وقد طالَ منها حينَ غبتَ بسورها
وكانتْ لنأيٍ عنكَ مني تبرقعتْ
وقد رابني منها الغداة َ سفورها
إلى اليومِ لم تكشفْ لغيركَ صفحة ً
فها هيَ مَسدولٌ عَلَيها سُتورُها
إذا ذُكرَتْ في الحَيّ أصْبَحَ آيِساً
فَرَزْدَقُها مِن وَصْلِها وجريرُها
فخذها كما تهوى المعالي خريدة ً
يزفّ عليها درها وحريرها
تكادُ إذا حَبَّرتُ منها صَحيفَة ً
لذكراكَ أن تَبيَضّ منها سُطورُها
وللنّاسِ أشعارٌ تُقالُ كثيرَة ٌ
ولكنّ شعري في الأميرِ أميرها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أعلمتمُ أنّ النّسيمَ إذا سَرَى
أعلمتمُ أنّ النّسيمَ إذا سَرَى
رقم القصيدة : 12211
-----------------------------------
أعلمتمُ أنّ النّسيمَ إذا سَرَى
نقَلَ الحديثَ إلى الرّقيبِ كما جرَى
وأذاعَ سِرّاً ما برِحتُ أصُونُهُ
وهوًى أُنَزّهُ قَدْرَهُ أنْ يُذْكَرَا
ظهرتْ عليهِ من عتابيَ نفحة ٌ
رقتْ حواشيهِ بها وتعطراَ
وأتى العذولُ وقد سددتُ مسامعي
بهوى يردّ من العواذلِ عسكراَ
جهلَ العذولُ بأننيفي حبكم
سَهَرُ الدّجى عندي ألَذّ من الكَرى
وَيَلُومُني فيكُمْ وَلَستُ ألُومُهُ
هيهاتَ ما ذاقَ الغرامَ وَلا درَى
وبمُهجتي وَسْنانَ لا سِنَة الكرَى
أومارأيتَ الظبيَ أحوى َ أحورا(5/444)
بهَرَتْ محَاسنُهُ العُقولَ فما بدا
إلاّ وسبحَ منْ رآهُ وكبراَ
عانقتُ غصنَ البانِِ منهُ مثمراً
ولَثَمتُ بَدرَ التَّمّ منهُ مُسفِرَا
وتملكتني من هواهُ هزة ٌ
كادتْ تُذيعُ عنِ الغَرامِ المُضمَرَا
وكتَمتُ فيهِ محَبّتي فأذاعَهَا
غَزَلٌ يَفُوحُ المِسكُ منهُ أذفَرَا
غزلٌ أرقّ من الصبابة ِ والصبا
وجعلتُ مَدحي في الأميرِ مكَفِّرَا
وَغفَرْتُ ذَنبَ الدّهرِ يَوْمَ لِقائِهِ
وشكرتهُ ويحقّ لي أن أشكراَ
مولى ترى بينَ الأنامِ وبينهُ
في القدرِ ما بينَ الثريا والثرى
بَهَرَ المَلائِكَ في السّماءِ دِيانَة ً
ألله أكبرُ ما أبرّ وأطهراَ
ذو هِمّة ٍ كَيوانُ دونَ مَقامِهَا
لوْ رامَها النّجمُ المُنيرُ تَحَيّرَا
وتَهُزّ منهُ الأرْيَحِيّة ُ ماجداً
كالرّمْحِ لَدْناً والحُسامِ مُجوْهَرَا
فإذا سألتَ سألتَ منهُ حاتِماً
وإذا لقيتَ لقيتَ منهُ عنتراَ
يهتزّ في يدهِ المهندُ عزة ً
ويميسُ فيها السمهريُّ تبخترا
وإذا امرؤٌ نادى نداهُ فإنما
نادَى ، فلَبّاهُ، السّحابَ المُمطِرَا
بَينَ المُكَرَّمِ وَالمكارِمِ نِسْبَة ٌ
فلذاكَ لا تهوى سواهُ من الورى
من مَعشَرٍ نَزَلوا من العَلياءِ في
مستوطنٍ رحبِ القرى سامي الذرى
ُبِلُوا على الإسلامِ إلاّ أنّهمْ
فُتِنوا بنارِ الحَرْبِ أوْ نارِ القِرَى
رَكِبوا الجِيادَ إلى الجِلادِ كأنّما
يحملنَ تحتَ الغابِ آسادَ الشرى
من كلّ مَوّارِ العِنانِ مُطَهَّمٍ
يجلو بغرتهِ الظلامَ إذا سرى
وسروا إلى نيلِ العلى بعزائمٍ
أينَ النجومُ الزهرُ من ذاكَ السرى
فافخَرْ بما أعطاكَ رَبُّكَ إنّهُ
فَخرٌ سَيَبقى في الزّمانِ مُسطَّرَا
لا ينكرُ الإسلامُ ما أوليتهُ
بكَ لم يزلْ مستنجداً مستنصرا
وليهنِ مقدمكَ الصعيدَ ومن به
ومَنِ البَشيرُ لمَكّة ٍ أُمّ القُرَى
فإذا رأيتَ رأيتَ منهُ جنة ً
لم ترْضَ إلاّ جودَ كَفّكَ كَوْثَرَا
وَلَطالَما اشتاقَتْ لقُرْبِكَ أنفُسٌ
كادَتْ منَ الأشواقِ أنْ تَتَفَطّرَا(5/445)
وَنَذَرْتُ أنّي إنْ لَقيتُكَ سالماً
قلدتُ جيدَ الدهرِ هذا الجوهرا
ومَلأتُ منْ طيبِ الثّناءِ مَجامِراً
يذكينَ بينَ يديكَ هذا العنبرا
فقرٌ لكلّ الناسِ فقرٌ عندها
أبداً تباعُ بها العقولُ وتشترى
تَثني لراويهَا الوَسائِدَ عزّة ً
ويَظَلّ في النّادي بها مُتَصَدِّرَا
مَوْلايَ مَجدَ الدّينِ عَطفاً إنّ لي
لمَحَبّة ً في مِثْلِها لا يُمترَى
يا مَنْ عَرفتُ النّاسَ حينَ عرَفتُهُ
وجهلتهمْ لما نأى وتنكرا
خلقٌ كماءِ المزنِ منكَ عهدته
وَيَعِزّ عندي أنْ يُقالَ تَغَيّرَا
مولايَ لم أهجُرْ جَنابَك عن قِلًى
حاشايَ من هذا الحديثِ المُفْتَرَى
وكَفَرْتُ بالرّحمنِ إن كنتُ امرَأً
أرْضَى لمَا أوْلَيْتَهُ أنْ يُكفَرَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بكَ اهتزّ عطفُ الدينِ في حللِ النصرِ
بكَ اهتزّ عطفُ الدينِ في حللِ النصرِ
رقم القصيدة : 12212
-----------------------------------
بكَ اهتزّ عطفُ الدينِ في حللِ النصرِ
وردتْ على أعقابها ملة ُ الكفرِ
فقد أصْبَحتْ وَالحَمدُ لله نِعمَة ً
يُقَصّرُ عنها قُدرَة ُ الحمدِ وَالشّكرِ
يَقِلّ بهَا بَذْلُ النّفُوسِ بِشارَة ً
ويصغرُ فيها كلّ شيءٍ من النذرِ
ألا فليقلْ ما شاءَ منْ هو قائلٌ
ودونكَ هذا موضعُ النظمِ والنثرِ
وَجَدْتَ مَحَلاًّ للمَقالَة ِ قابِلاً
فما لكَ إن قصرتَ في ذاكَ من عذرِ
لكَ اللهُ من مولى إذا جادَ أو سطا
فناهيكَ من عُرْفٍ وَناهيكَ من نُكرِ
تَميسُ بهِ الأيّامُ في حُلَلِ الصِّبَا
وترفلُ منهُ في مطارفهِ الخضرِ
أياديهِ بِيضٌ في الوَرَى مُوسَوِيّة ٌ
ولكنها تسعى على قدمِ الخضرِ
ومن أجلِهِ أضْحَى المُقَطَّمُ شامِخاً
ينافسُ حتى طورَ سيناءَ في القدرِ
تَدينُ لَهُ الأملاكُ بالكُرْهِ وَالرّضَى
وَتَخدُمُهُ الأفلاكُ في النّهي وَالأمْرِ
فَيَا مَلِكاً سامَى المَلائِكَ رِفْعَة ً
ففي المَلإِ الأعلى لَهُ أطْيَبُ الذّكْرِ
ليهنئكَ ما أعطاكَ ربكَ إنها(5/446)
مَواقِفُ هنّ الغُرُّ في موْقفِ الحَشرِ
وما فرحتْ مصرٌ بذا الفتحِ وحدها
لقد فرحتْ بغدادُ أكثرَ من مصرِ
فلوْ لم يقمْ باللهِ حقّ قيامهِ
لما سلمتْ دارُ السلامِ من الذعرِ
وأقسمُ لولا همة ٌ كاملية ٌ
لخافتْ رجالٌ بالمقامِ وبالحجرِ
فمنْ مبلغٌ هذا الهناءَ لمكة ٍ
ويثربَ تنهيهِ إلى صاحبِ القبرِ
فقُلْ لرَسولِ الله إنّ سَمِيّهُ
حمى بيضة َ الإسلامِ من نوبِ الدهرِ
هو الكاملُ المولى الذي إن ذكرتهُ
فيا طربَ الدنيا ويا فرحَ العصرِ
بهِ ارتجعتْ دمياطُ قهراً من العدى
وطهرها بالسيفِ والملة ِ الطهرِ
وَرَدّ على المِحرابِ منها صَلاتَهُ
وكم باتَ مُشتاقاً إلى الشَّفعِ وَالوِتْرِ
وأقسمُ إن ذاقتْ بنو الأصفرِ الكرى
فلا حَلِمَتْ إلاّ بأعلامِهِ الصُّفرِ
عَجبْتُ لبَحرٍ جاءَ فيهِ سَفينُهُمْ
ألَسْنَا نَراهُ عندَنا مَلِكَ الغَمْرِ
ألا إنها من فعلهِ لكبيرة ٌ
سيَطلُبُ منها عَفوَ حِلمِكَ واليُسْرِ
ثلاثة َ أعوامٍ أقمتَ وأشهراً
تُجاهِدُ فيهِمْ لا بزَيْدٍ وَلا عمرِو
صبرتَ إلى أنْ أنزلَ اللهُ نصرهُ
لذلكَ قد أحمَدْتَ عاقبَة َ الصّبرِ
وَلَيْلَة ِ غَزْوٍ للعَدوّ كأنّهَا
بكثرَة ِ مَنْ أرْدَيْتَهُ لَيلَة ُ النّحرِ
فيا ليلة ً قد شرفَ اللهُ قدرها
ولا غروَ إنْ سميتها ليلة َ القدرِ
سددتَ سبيلَ البرّ والبحرِ عنهمُ
بسابحة ٍ دهمٍ وسابحة ٍ غرَّ
أساطيلُ ليستْ في أساطيرِ منْ مضى
بكلّ غرابٍ راحَ أفتكَ من صقرِ
وجيشٍ كمثلِ الليلِ هولاً وهيبة ً
وإن زانهُ ما فيهِ من أنجمٍ زهرِ
وكلَّ جوادٍ لم يكنْ قطُّ مثلهُ
لآلِ زُهَيرٍ لا وَلا لبني بَدْرِ
وباتتْ جنودُ اللهِ فوقَ ضوامرٍ
بأوضاحها تغني السراة َ عن الفجرِ
فَما زِلْتَ حتى أيّدَ الله حِزْبَهُ
وأشرقَ وجهُ الأرضِ جذلانَ بالنصرِ
فرويتَ منهم ظامئَ البيضِ والقنا
وأشبعتَ منهم طاويَ الذئبِ والنسرِ
وجاءَ ملوكُ الرومِ نحوكَ خضعاً
تجررُ أذيالَ المهانة ِ والصغرِ
أتوا ملكاً فوقَ السماكِ محلهُ(5/447)
فمن جودهِ ذاكَ السحابُ الذي يسري
فمَنّ عَلَيهِمْ بالأمانِ تكَرّماً
على الرغمِ من بيضِ الصوارمِ والسمرِ
كَفَى الله دِمياطَ المَكارِهَ إنّهَا
لمنْ قبلة ِ الإسلامِ في موضعِ النحرِ
وما طابَ ماءُ النيلِ إلاّ لأنهُ
يحلّ محلّ الريقِ من ذلكَ الثغرِ
فلِلّهِ يَوْمُ الفَتحِ يَوْمُ دُخولِهَا
وقد طارتِ الأعلامُ منها على وكرِ
لقدْ فاقَ أيامَ الزمانِ بأسرها
وأنسَى حَديثاً عن حُنَينٍ وَعن بَدْرِ
ويا سعدَ قومٍ أدركوا فيهِ حظهمْ
لقد جَمَعوا بَينَ الغَنيمَة ِ وَالأجْرِ
وَإنّي لمُرْتَاحٌ إلى كُلّ قادِمٍ
إذا كانَ من ذاكَ الفُتوحِ على ذِكْرِ
فيطربني ذاكَ الحديثُ وطيبهُ
ويَفعَلُ بي ما لَيسَ في قُدرَة ِ الخَمرِ
وأصغي إليهِ مستعيداً حديثهُ
كأني ذو وقرٍ ولستُ بذي وقرِ
يقومُ مَقامَ البارِدِ العَذبِ في الظمَا
ويغني عن الأزوادِ في البلدِ القفرِ
فكمْ مرّ لي يومٌ إذا ما سمعتهُ
أقَرّ بِهِ سَمعي وَأذكَرَهُ فِكرِي
وها أنا ذا حتى إلى اليومِ ربما
أكذبُ عنهُ بالصحيحِ من الأمرِ
لكَ اللهُ من أثنى عليكَ فإنما
من القتلِ قد أنجيتهُ أوْ من الأسرِ
يُقَصّرُ عَنكَ المَدْحُ من كلّ مادحٍ
ولوْ جاءَ بالشّمسِ المُنيرَة ِ والبَدرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتَتْكَ وَلم تَبعُدْ على عاشِقٍ مِصرُ
أتَتْكَ وَلم تَبعُدْ على عاشِقٍ مِصرُ
رقم القصيدة : 12213
-----------------------------------
أتَتْكَ وَلم تَبعُدْ على عاشِقٍ مِصرُ
ووافاكَ مشتاقاً لكَ المدحُ والشعرُ
إلى الملكِ البرّ الرحيمِ فحدثوا
بأعجبِ شيءٍ إنهُ البرّّ والبحرُ
إلى الملكِ المسعودِ ذي البأسِ والندى
فأسيافهُ حمرٌ وساحاتهُ خضرُ
يَرِقّ ويَقْسُو للعُفاة ِ وللعِدى
فللهِ منهُ ذلكَ العرفُ والنكرُ
يراعي حمى الإسلامِ لا زمنَ الحمى
ويَحلُو لَهُ ثَغْرُ المَخافَة ِ لا الثّغْرُ
إذا ما أفضنا في أفانينِ ذكرهِ
يقولُ جَهُولُ القَوْمِ قد ذَهَبَ الحَصرُ(5/448)
تكنفهُ منْ آلِ أيوبَ معشرٌ
بهمْ نَهضَ الإسلامُ واندحض بها
بهاليلُ أملاكٌ على كلّ منبرٍ
وفي كلّ دينارٍ يسيرُ لهمْ ذكرُ
ويكفيكَ أنّ الكاملَ الندبَ منهمُ
ويكفيكهم هذا هوَ المجدُ والفخرُ
فيَا مَلِكاً عَمّ البَسيطَة َ ذِكْرُهُ
يُرَجّى وَيُخشَى عندهُ النّفعُ والضَّرّ
لكَ الفضلُ قد أزْرَى بفَضْلٍ وَجعفَرٍ
وأصبحَ في خسرٍ لديهِ فناخسرو
وأنسَيتَ أمْلاكَ الزّمانِ الذي خَلا
فلا قُدرَة ٌ منهم تُعَدّ وَلا قَدْرُ
وكم لكَ من فعلٍ جميل فعلتهُ
فأصبح معتزاً به البيتُ والحجرُ
وَمَن يَغرِسِ المَعرُوفَ يَجنِ ثِمارَهُ
فعاجلهُ ذكرٌ وآجله أجرُ
وطوبَى لمصرٍ ما حوت منك من عُلًى
ومن مبلغٌ بغداد ما قد حوتْ مصرُ
بكَ اهتزّ ذاكَ القطرُ لما حللتهُ
وَأصْبَحَ جَذْلاناً بقُرْبكَ يَفتَرّ
رَأى لَكَ عِزّاً لم يكُنْ لمُعِزّهِ
وبعد ضياءِ الشمسِ لا يذكرُ الفجرُ
لَئن أدرَكتْ مِصرٌ بقُربكَ سُؤلَها
فَيا رُبّ مصرٍ شَقّهُ بَعدَكَ البَحرُ
يزيلُ بهِ اللأواءَ جودكَ لا الحيا
ويَجلُو به الظّلماءَ وَجهُك لا البدرُ
بلادٌ بهَا طابَ النّسيمُ لأنّهُ
يزورُكَ من أرْضٍ هيَ الهِندُ وَالشَّحرُ
وكم مَعقِلٍ فيها مَنيعٍ مَلَكْتَهُ
وَلم يَحمِهِ جيرانُهُ الأنجُمُ الزُّهرُ
أنافَ إلى أن سارتِ السحبُ تحتهُ
فلولا نداكَ الجمُّ عزّ بهِ القطرُ
وَلَوْ عَلِمَتْ صَنعاءُ أنّكَ قادِمٌ
لحلتْ لها البشرى ودامَ بها البشرُ
ألا إنّ قَوْماً غِبتَ عنهُمْ لَضُيَّعٌ
وإنّ مكاناً لستَ فيه هو القفرُ
فيا صاحبي هبْ لي بحقكَ وقفة ً
يكونُ بها عندي لك الحمدُ والأجرُ
تحملْ سلاماً وهو في الحسن روضة ٌ
تزفّ بها زهرُ الكواكبِ لا الزهرُ
تُخَصُّ به مِصرٌ وَأكنافُ قَصرِها
فيا حَبّذا مِصرٌ ويا حَبّذا القَصرُ
بعيشكَ قبلْ ساحة َ القصرِ ساجداً
وقُمْ خادِماً عني هناكَ وَلا صُغْرُ
لدى ملكٍ رحبِ الخليقة قاهرٍ
فمجلسهُ الدنيا وخادمهُ الدهرُ
سأذكي لهُ بينَ الملوكِ مجامراً(5/449)
فمن ذكره ندٌّ ومن فكري الجمرُ
بقيتَ صلاحَ الدينِ للدينِ مصلحاً
تصاحبكَ التقوى ويخدمكَ النصرُ
وخذْ جملاً هذا الثناء فإنني
لأَعجَزُ عن تَفصِيلِهِ وَليَ العُذْرُ
على أنّني في عصريَ القائِلُ الذي
إذا قالَ بَزّ القائِلينَ وَلا فَخْرُ
لعمري قدأنطقتَ من كان مفحماً
لك الحمدُ ياربّ الندى ولك الشكرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لأيّ جَميلٍ مِن جَميلِكَ أشكُرُ
لأيّ جَميلٍ مِن جَميلِكَ أشكُرُ
رقم القصيدة : 12214
-----------------------------------
لأيّ جَميلٍ مِن جَميلِكَ أشكُرُ
وأيّ أياديكَ الجليلة ِ أذكرُ
سأشكو نَدًى عن شكرِهِ رُحتُ عاجزاً
ومن أعجبِ الأشياءِ أشكو وأشكرُ
يَجُرّ الحَيَا منهُ رداءَ حَياتِهِ
ويحصرُ عن تعدادهِ حينَ يحصرُ
تَرَكْتَ جَنابي بالنّدَى وهوَ مُمرِعٌ
وغصنَ رجائي وهوَ ريانُ مثمرُ
وَأوْلَيتَني من بِرّ فَضْلِكَ أنْعُماً
غدا كاهلي عن حملها وهوَ موقرُ
سأشكُرُها ما دُمتُ حَيّاً وَإنْ أمُتْ
سأنشرها في موقفي حينَ أنشرُ
وإنّي وَإنْ أعطيتُ في القَوْلِ بَسطَة ً
وطاوعني هذا الكلامُ المحبرُ
لأعلمُ أني في الثناءِ مقصرُ
وأنّ الذي أوليتَ أوفى وأوفرُ
على أنّ شكري فيكَ حينَ أبثهُ
يروقكَ منهُ الروضُ يزهة ويزهرُ
يَظَلّ فَتيقُ المِسكِ وهوَ مُعَطَّلٌ
بهِ ونَسيمُ الجَوّ وهوَ مُعَطَّرُ
فخذها على ما حيكتِ ابنة َ ساعة ٍ
أتَتْكَ على استِحائِها تَتَعَثّرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى
رقم القصيدة : 12215
-----------------------------------
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى
ولا سمعَ الواشي بذاكَ ولا درى
تعالوا بنا حتى نعودَ إلى الرضى
وحتى كأنّ العَهدَ لنْ يَتَغَيّرَا
وَلا تَذكُروا ذاكَ الذي كانَ بَيْنَنا
على أنّهُ ما كانَ ذَنْبٌ فيُذكَرَا
نسبتمْ لنا الغدرَ الذي كانَ منكمُ
فلا آخذَ الرّحمنُ من كانَ أغدَرَا(5/450)
لقد طالَ شرْحُ القالِ وَالقِيلِ بَينَنا
وما طالَ ذاكَ الشرحُ إلاّ ليقصرا
متى يجمعُ الرحمنُ شملي بقربكمْ
ويصفو لنا من عيشنا ما تكدرا
سأذكرُ إحساناً تقدمَ منكمُ
واتركُ إكراماً لهُ ما تأخرا
من اليومِ تاريخُ المحبة ِ بيننا
عفا اللهُ عن ذاكَ العتابِ الذي جرى
فكمْ ليلة ٍ بتنا وكمْ باتَ بيننا
من الأُنسِ ما يُنسَى بهِ طيِّبُ الكَرَى
أحاديثُ أحلى في النّفوسِ من المُنى
وألطفُ من مرّ النسيمِ إذا سرى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بالله قلْ لي خَبَرَكْ
بالله قلْ لي خَبَرَكْ
رقم القصيدة : 12216
-----------------------------------
بالله قلْ لي خَبَرَكْ
فلي ثلاثٌ لم أركْ
يا أسْبَقَ النّاسِ إلى
مَوَدّتي ما أخّرَكْ؟
وناظري إلى الطريـ
ـقِ لم يزلْ منتظركْ
يا ناسِياً عَهْدِيَ مَا
كانَ لعهدي أذكركْ
يا أيّها المُعرِضُ عَنْ
أحبابِهِ ما أصْبَرَكْ
بينَ جفوني والكرى
مذ غبتَ عني معتركْ
ونزهتي أنتَ فلمْ
حرمتَ عيني نظركْ
أخذتَ قلباً طالما
عليّ ظُلْماً نَصَرَكْ
كَيفَ تَغَيّرْتَ وَمَنْ
هذا الذي قد غيركْ
وكيفَ يا معذبي
قَطَعْتَ عني خَبرَكْ
وَعَنْ غَرَامي كُلّما
لامَكَ قَلبي عَذَرَكْ
فاعجبْ لصبًّ فيكَ ما
شَكاكَ إلاّ شَكَرَكْ
وَالله ما خُنتُ الهَوَى
لكَ الضّمانُ والدَّرَكْ
يا آخذاً قلبي أما
قضيتَ منهُ وطركْ
قد كانَ لي صَبرٌ يُطيـ
ـلُ الله فيهِ عُمُرَكْ
وحقَّ عينيكَ لقدْ
نصبتَ عينيكَ شركْ
وحاسدٍ قالَ فما
أبقى لنا ولا تركْ
ما زالَ يَسعَى جُهدَهُ
يا ظبيُ حتى نفركْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وصاحب جَعَلْتُهُ أميري
وصاحب جَعَلْتُهُ أميري
رقم القصيدة : 12217
-----------------------------------
وصاحب جَعَلْتُهُ أميري
أسكَنتُهُ في داخلِ الضّميرِ
أودَعتُهُ الخَفيّ من أُموري
فكانَ مثلَ النارِ في البخورِ
صحبتهُ ولم يكنْ نظيري
قَدَّمْتُهُ وَهوَ يرَى تأخيري
نقصتُ إذ جعلتهُ كبيري(5/451)
كمَا تُزادُ الياءُ في التّصغيرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هذا كِتابي وَهوَ يُطْـ
هذا كِتابي وَهوَ يُطْـ
رقم القصيدة : 12218
-----------------------------------
هذا كِتابي وَهوَ يُطْـ
ـلِعكم على حالي وَضَرّي
فتأملوا فيهِ تروا
أثرَ الدموعِ بكلّ سطرِ
ماءٌ تَدَفّقَ من جُفو
ني فهوَ من نارٍ بصدري
كالعُودِ يُوقَدُ بَعضُهُ
والبَعضُ منهُ الماءُ يجري
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> جاءَ الرّسُولُ مُبَشّري
جاءَ الرّسُولُ مُبَشّري
رقم القصيدة : 12219
-----------------------------------
جاءَ الرّسُولُ مُبَشّري
منها بميعادِ الزّيارَهْ
أهدَى إليّ سَلامَها
وأتى بخاتمها أمارهْ
وأشارَ عن بعضِ الحديـ
ـثِ وحبذا تلكَ الإشارهْ
إنْ صحّ ما قالَ الرسو
لُ وَهبتُهُ روحي بِشارَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إني لأشكرُ الوشاة ِ يداً
إني لأشكرُ الوشاة ِ يداً
رقم القصيدة : 12220
-----------------------------------
إني لأشكرُ الوشاة ِ يداً
عندي يَقِلّ بمِثْلِها الشّكرُ
قالوا فأغرونا بقولهمُ
حتى تأكّدَ بَيْنَنَا الأمْرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا زيدُ كيفَ نسيتَ عمركْ
يا زيدُ كيفَ نسيتَ عمركْ
رقم القصيدة : 12221
-----------------------------------
يا زيدُ كيفَ نسيتَ عمركْ
وَأطَلتَ بَعدَ الوَصْلِ هَجرَكْ
مهلاً فما غادرتَ لي
جلداً يقاسي منكَ غدركْ
قد سَرّني هَذا الذي
بي مِن ضَنًى إن كانَ سَرّكْ
إنْ كانَ ذلِكَ عَن رِضا
كَ وقد علمتَ بهِ فأمركْ
أوْ كانَ قصْدُكَ في الهَوَى
قتلي يطيلُ اللهُ عمركْ
مَوْلايَ ما أحْلاكَ في
قلبِ المحبّ وما أمركْ
تهْ كيفَ شئتَ من الجما
ل فلستُ أجهلُ فيهِ قدركْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سَيّدي لَبّيكَ عَشْرَا
سَيّدي لَبّيكَ عَشْرَا
رقم القصيدة : 12222
-----------------------------------
سَيّدي لَبّيكَ عَشْرَا
لستُ أعصي لكَ أمرا(5/452)
كيفَ أعصيكَ وودي
لكَ دونَ النّاسِ طُرّا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لي حبيبٌ لا يسمى
لي حبيبٌ لا يسمى
رقم القصيدة : 12223
-----------------------------------
لي حبيبٌ لا يسمى
وحديثٌ لا يفسرْ
تعبَ العاذلُ في قصـ
ـة ِ وَجْدي وَتَحَيّرْ
آهِ لَوْ أمكَنَني القَوْ
لُ لعَلّي كنتُ أُعذَرْ
لَستُ أرْضَى لحَبيبي
أنّهُ للنّاسِ يُذْكَرْ
وهو معروفٌ ولكنْ
هوَ معروفٌ منكرْ
هو ظبيٌ فإذا ما
سُمتُهُ الوَصْلَ تَنَمّرْ
فترَى دَمْعيَ يَجري
ولساني يتعثرْ
سَيّدي لا تُصْغِ للوَا
شي وَإنْ قالَ فأكثرْ
فحَديثي غَيرُ ما قَدْ
ظَنّهُ الوَاشي وَقَدّرْ
إنّ ذَنْبَ الغَدْرِ في الحـ
ـبّ لَذَنْبٌ لا يُكَفَّرْ
طالتِ الشكوى وملّ الـ
ـسَّمْعُ مِمّا يَتَكَرّرْ
وَانقَضَى عُمري وَحالي
هُوَ حالي ما تَغَيّرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيها الغائبُ عني
أيها الغائبُ عني
رقم القصيدة : 12224
-----------------------------------
أيها الغائبُ عني
قربَ اللهُ مزاركْ
قد سكنتَ القلبَ حتى
صارَ مأواكَ وداركْ
فعَسَى تحْفَظُ سِرّاً
فيهِ قد أصْبَحَ جارَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أصبحتُ لا شغلٌ ولا عطلة ٌ
أصبحتُ لا شغلٌ ولا عطلة ٌ
رقم القصيدة : 12225
-----------------------------------
أصبحتُ لا شغلٌ ولا عطلة ٌ
مُذَبْذَباً في صَفْقَة ٍ خاسرَهْ
وجملة ُ الأمرِ وتفصيلهُ
أنْ صِرْتُ لا دُنيا وَلا آخِرَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إذا ما نسيتكَ منْ أذكرُ
إذا ما نسيتكَ منْ أذكرُ
رقم القصيدة : 12226
-----------------------------------
إذا ما نسيتكَ منْ أذكرُ
سواكَ بباليَ لا يَخطُرُ
ويومُ سروري يومُ أراكَ
لأني بوجهكَ أستبشرُ
وَإنْ غابَ أُنْسُكَ عن مجْلِسي
فمَا ليَ أُنْسٌ بمَنْ يحضُرُ
على الناسِ حتى أراكَ السلامُ
فما ثمّ بعدكَ من يبصرُ
وكمْ لكَ عندي من منة ٍ
لساني عنْ شكرها يقصرُ(5/453)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عَلا حِسُّ النّواعيرِ
عَلا حِسُّ النّواعيرِ
رقم القصيدة : 12227
-----------------------------------
عَلا حِسُّ النّواعيرِ
وَأصْوَاتُ الشّحاريرِ
وقد طابَ لنا وقتٌ
صفا منْ غيرِ تكديرِ
فقمْ يا ألفَ مولايَ
أدِرْها غَيرَ مأمُورِ
وخذها كالدنانيرِ
على رغمِ الدنانيرِ
أدِرْها منْ سَنى الصّبْحِ
تَزِدْ نُوراً على نُورِ
عقاراً أصبحتْ مثلَ
هَباءٍ غَيرِ مَنثُورِ
بَدَتْ أحسَنَ من نارٍ
رَأتها عَينُ مَقرُورِ
نَزَلْنا شاطىء َ النّيلِ
على بسطِ الأزاهيرِ
وقد أضحى لهُ بالمو
جِ وجهٌ ذو أساريرِ
تسابقنا إلى اللهـ
ـوِ ووافينا بتكبيرِ
وفينا ربّ محرابٍ
وفينا ربّ ماخورِ
ومنْ قومٍ مساتيرِ
ومنْ قوم مساخيرِ
ومن جدًّ ومن هزلٍ
ومن حقًّ ومن زورِ
فطَوْراً في المَقاصِيرِ
وطَوْراً في الدّساكيرِ
ورُهْبانٌ كَمَا تَدري
منَ القبطِ النحاريرِ
وفيهمْ كلّ ذي حسنٍ
من الإحسانِ موفورِ
وتَالٍ للمَزاميرِ
بصَوْتٍ كالمَزاميرِ
وفي تلكَ البرانيس
بدورٌ في الدياجيرِ
وُجُوهٌ كالتّصاوِيرِ
تُصَلّي للتّصاوِيرِ
ومِن تحتِ الزّنانيرِ
خصورٌ كالزنابيرِ
أتَيْنَاهُمْ فَمَا أبْقَوْا
وَلا ضَنّوا بمَدْخُورِ
لَقَدْ مرّ لَنا يَوْمٌ
منَ الغرّ المشاهيرِ
على ما خِلتُهُ من غَيْـ
ـرِ مِيعادٍ وَتَقْريرِ
فقلْ ما شئتَ من قولٍ
وَقَدّرْ كلّ تَقديرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنَا مَنْ تَسمَعُ عَنهُ وَتَرَى
أنَا مَنْ تَسمَعُ عَنهُ وَتَرَى
رقم القصيدة : 12228
-----------------------------------
أنَا مَنْ تَسمَعُ عَنهُ وَتَرَى
لا تُكذِّبْ عَن غَرامي خَبَرَا
لي حبيبٌ كملتْ أوصافهُ
حقّ لي في حبهِ أنْ أعذرا
حينَ أضحى حسنهُ مشتهرا
رُحتُ في الوَجدِ بهِ مُشتَهِرَا
كلُّ شيءٍ مِنْ حَبيبي حَسَنٌ
لا أرى مثلَ حبيبي في الورى
أحورٌ أصبحتُ فيهِ حائراً
أسْمَرٌ أمسَيتُ فيهِ سَمَرَا
بعضُ ما ألقاهُ منهُ أنهُ(5/454)
لا يَزالُ الدّهْرَ بي مُستَهتِرَا
فَتَراني باكِياً مُكْتَئِباً
وَتَراهُ ضاحِكاً مُستَبشِرَا
إنّ ليلاً قد دجا من شعرهِ
فيهِ ما أحلى الضنى والسهرا
وصَباحاً قد بدَا مِنْ وَجْهِهِ
حَيّرَ الألبابَ لمّا أسْفَرَا
وَافتِضاحي فيهِ ما أطيَبَهُ
كانَ ما كانَ ويدري من درَى
أيها الواشونَ ما أغفلكمْ
لوْ علمتمْ ما جرى لي وجرى
وَأذعتمْ عَن فُؤادي سَلْوَة ً
إنّ هذا لحديثٌ مفترى
بينَ قلبي وسلوي في الهوى
مثلُ ما بينَ الثريا والثرى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سكنتَ قلبي وفيهِ منكَ أسرارُ
سكنتَ قلبي وفيهِ منكَ أسرارُ
رقم القصيدة : 12229
-----------------------------------
سكنتَ قلبي وفيهِ منكَ أسرارُ
فلتَهنِكَ الدّارُ أوْ فَليَهنِكَ الجارُ
ما فيهِ غيركَ أوْ سرٌّ علمتَ بهِ
وانظرْ بعينيكَ هل في الدارِ ديارُ
إنّي لأرْضَى الذي تَرْضاهُ من تلَفي
يا قاتلي ولما تختارُ أختارُ
ويأنفُ الغدرُ قلبي وهوَ محترقٌ
النّارُ وَالله في هذا وَلا العارُ
أفدي حَبيباً هوَ البَدْرُ المُنيرُ وَقد
تحَيّرَتْ فيهِ ألبابٌ وَأبصارُ
في وجنتيهِ وحدثْ عنهما عجبٌ:
ماءٌ ونارٌ ولا ماءٌ وَلا نَارُ
ما أطيَبَ اللّيلَ فيهِ حينَ أسهَرُهُ
كأنّما زَفَرَاتي فيهِ أسْمَارُ
وليلة ُ الهجرِ إن طالتْ وإن قصرتْ
فمُؤنِسِي أمَلٌ فيها وَتَذكارُ
لا يخدَعَنّكَ منهُ طيبُ مَنطقِهِ
فطالَمَا لَعِبَتْ بالعَقْلِ أوْتارُ
ولا يغرنكَ منهُ حسنُ منظرهِ
فقد يُقالُ بأنّ النّجمَ غَرّارُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> غِبْتَ عنّي فَما الخَبرْ
غِبْتَ عنّي فَما الخَبرْ
رقم القصيدة : 12230
-----------------------------------
غِبْتَ عنّي فَما الخَبرْ
ما كذا بيننا اشتهرْ
أنا ما لي على الجفا
لا وَلا البُعدِ مُصْطَبَرْ
لا تلمْ فيكَ عاشقاً
رَامَ صَبراً فَما قَدَرْ
أنكَرَتْ مُقلتي الكَرَى
حينَ عَرّفتَها السّهَرْ
فعَسَى منكَ نَظْرَة ٌ
رُبّما أقْنَعَ النّظَرْ(5/455)
غَنيَتْ عَينُ مَنْ يَرَا
كَ عنِ الشّمسِ وَالقمَرْ
أيّها المُعرِضُ الذي
لا رَسُولٌ وَلا خَبرْ
وجرَى منهُ ما جرَى
لَيتَهُ جاءَ وَاعتَذَرْ
كلُّ ذنبٍ كرامة ً
لمُحَيّاكَ مُغْتَفَرْ
أنَا في مَجلِسٍ يَرُو
قكَ مرأى ومختبرْ
بَينَ شادٍ وَشادِنٍ
نزهة ُ السمعِ والبصرْ
وصِحابٍ بذِكْرِهِمْ
تفخرُ الكتبُ والسيرْ
وَإذا ما تَفَاوَضُوا
فهمُ الزهرُ والزهرْ
فَتَفَضّلْ فيَوْمُنَا
بكَ إنْ زُرْتَنَا أغَرّ
فسرورٌ تغيبُ عنـ
ـهُ وَإنْ جَلّ مُحتَقَرْ
لا أبالي إذا حضر
تَ بمَنْ غابَ أوْ حَضَرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيَا مَنْ زادَ في تِيهٍ
أيَا مَنْ زادَ في تِيهٍ
رقم القصيدة : 12231
-----------------------------------
أيَا مَنْ زادَ في تِيهٍ
وَفي طَيشٍ وَفي كِبْرِ
ومنْ أصبحَ لا يلوي
على زَيْدٍ وَلا عَمرِو
أرى عنوانَ أشياءٍ
وَمَا يَبعُدُ أنْ تَجري
متى تَصحُ أُذَكِّرْكَ
فأنتَ اليومَ في سكرِ
فواضَيعَة َ نُصْحي لَـ
ـكَ في سِرٍّ وَفي جَهْرِ
وكمْ قُلتُ وَلَكِنْ أيْـ
ـنَ مَنْ يَسمَعُ أوْ يَدري
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرحني منكَ حتى لا
أرحني منكَ حتى لا
رقم القصيدة : 12232
-----------------------------------
أرحني منكَ حتى لا
أرى منظركَ الوعرا
فقد صِرْتُ أرَى بُعدَ
كَ عني الرّاحة َ الكُبرَى
فما تنفعُ في الدنيا
ولا تشفعُ في الأخرى
لقد خابَ الذي كنتَ
لهُ في شدة ٍ ذخرا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حَبّذا دُورٌ على النّيـ
حَبّذا دُورٌ على النّيـ
رقم القصيدة : 12233
-----------------------------------
حَبّذا دُورٌ على النّيـ
ـلِ وكاساتٌ تَدورُ
ومَسَرّاتٌ تَمُوجُ الـ
ـأرضُ منها وتمورُ
وقُصُورٌ ما لعَيشٍ
نِلْتُهُ فيها قُصُورُ
كم بها قد مرّ لي أسـ
ـتَغفِرُ الله سُرُورُ
كلُّ عيشٍ غيرَ ذاكَ الـ
ـعيشِ في العالمِ زورُ
مَنزِلٌ لَيسَ على الأرْ
ضِ لهُ عندي نَظِيرُ(5/456)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أيّها الغائِبُ عَنْ ناظِري
يا أيّها الغائِبُ عَنْ ناظِري
رقم القصيدة : 12234
-----------------------------------
يا أيّها الغائِبُ عَنْ ناظِري
غيركَ في بالي لا يخطرُ
أعرفُ ما عندكَ منْ وحشة ٍ
ومثله عنديَ أوْ أكثرُ
وَلي فُؤادٌ عَنكَ لا يَرْعَوي
وَلي لسانٌ عنكَ لا يَفتُرُ
مثلُكَ في النّاسِ الحَبيبُ الذي
يُذكَرُ أوْ يُحمَدُ أوْ يُشكَرُ
وكلما هبتْ شمالية ٌ
أسألُها عَنكَ وَأسْتَخْبِرُ
يا طِيبَها رِيحاً إذا ما سرَتْ
وطيبَ ما تَرْوي وَما تذكُرُ
أفهمُ منْ طيبِ أنفاسها
عبارَة ً عَنكَ هيَ العَنبَرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا في أوسعِ عذري
أنا في أوسعِ عذري
رقم القصيدة : 12235
-----------------------------------
أنا في أوسعِ عذري
وكفى أنكَ تدري
لم أغِبْ عنك اختِياراً
إنما ذاكَ لأمري
أنا في أسرٍ ثقيلٍ
أيُّ أسرٍ أيّ أسرِ
كلّما أغضَيتُ عنهُ
شدّ في سحري ونحري
ولكمْ أهربُ منهُ
ولكمْ خلفي يجري
ما لهُ شغلٌ ولا يعـ
ـرِفُ إلاّ شُغلَ سرّي
فمتى أخلصُ منهُ
ومتى يا ليتَ شعري
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لأجلِكَ سَعيي وَاجتهادي وَخِدمَتي
لأجلِكَ سَعيي وَاجتهادي وَخِدمَتي
رقم القصيدة : 12236
-----------------------------------
لأجلِكَ سَعيي وَاجتهادي وَخِدمَتي
ويا لَيتَ هذا كلَّهُ فيكَ يُثْمِرُ
تبعتُ الذي يرضيكَ في كلّ حالة ٍ
فإنْ كنتَ لم تبصرهُ فاللهُ يبصرُ
وواللهِ ما مثلي محبٌّ ومشفقٌ
وَسَوْفَ إذا جَرّبْتَ غَيرِيَ تَذكُرُ
فما شئتَ منْ أمرٍ فسمعاً وطاعة ً
فما ثمّ إلاّ ما تحبّ وتؤثرُ
عليّ بأني لا أخلّ بخدمة ٍ
وأبذلُ مجهودي وأنتَ المخيرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أوحشتني واللهِ يا مالكي
أوحشتني واللهِ يا مالكي
رقم القصيدة : 12237
-----------------------------------
أوحشتني واللهِ يا مالكي
قَطَعْتُ يَوْمي كلَّهُ لم أرَكْ(5/457)
هذا جفاءٌ منكَ ما اعتدتهُ
ولَيتَني أعرِفُ مَن غَيّرَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما احتيالي في كتابٍ
ما احتيالي في كتابٍ
رقم القصيدة : 12238
-----------------------------------
ما احتيالي في كتابٍ
ضاقَ عما في ضميري
حِرْتُ لا أعرِفُ ما أشْـ
ـرَحُ فيهِ من أُمورِي
كادَ أنْ يحترقَ القر
طاسُ منْ نارِ زفيري
ليسَ يشفي ما بقلبي
منكمُ غيرُ حضوري
إنّ خطبَ البعدِ عنكمْ
ليسَ بالخطبِ اليسيرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سقاكَ صوبُ الحيا يا دارُ يا دارُ
سقاكَ صوبُ الحيا يا دارُ يا دارُ
رقم القصيدة : 12239
-----------------------------------
سقاكَ صوبُ الحيا يا دارُ يا دارُ
فكم تقَضَّتْ لقلبي فيكِ أوطارُ
وحَبّذا فيكِ آثارٌ أُشاهِدُهَا
مِنَ الحَبيبِ لهَا في القَلبِ آثَارُ
عَهِدْتُ رَبْعَكِ مأنوساً يُغازِلُني
فيهِ شموسٌ منيراتٌ وأقمارُ
متى تعود ليالٍ فيكِ لي سَلفَتْ
فهم يقولونَ إنّ الدهرَ دوارُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كَلِفْتُ بهَا وَقد تَمّتْ حِلاها
كَلِفْتُ بهَا وَقد تَمّتْ حِلاها
رقم القصيدة : 12240
-----------------------------------
كَلِفْتُ بهَا وَقد تَمّتْ حِلاها
وزينها الملاحة ُ والوقارُ
فَما طالَتْ وَلا قَصُرَتْ وَلَكن
مكملة ٌ يضيقُ بها الإزارُ
قَوَامٌ بَينَ ذلِكَ باعتدالٍ
فلا طُولٌ يُعابُ وَلا اختِصارُ
وشعرٌ واصلَ الخلخالَ منها
فأضحى قرطها قلقاً يغارُ
حكَتْ فصْلَ الرّبيعِ بحُسنِ قدٍّ
تساوى الليلُ فيهِ والنهارُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مولايَ ما قَصُرَتْ شُهورُ زَماننا
مولايَ ما قَصُرَتْ شُهورُ زَماننا
رقم القصيدة : 12241
-----------------------------------
مولايَ ما قَصُرَتْ شُهورُ زَماننا
لكِنّها حُبّاً إلَيكَ تَسيرُ
تتسابقُ الأيامُ نحوكَ سرعاً
وتكادُ من شَوْقٍ إلَيكَ تَطيرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد صَحّ عنديَ ما جرَى(5/458)
قد صَحّ عنديَ ما جرَى
رقم القصيدة : 12242
-----------------------------------
قد صَحّ عنديَ ما جرَى
فدَعِ اللّجاجَة َ وَالمِرَا
كم قد كتمتُ فلم يفدْ
حتى درَى بكَ من درَى
يا غافلاً عن نفسهِ
أخذتهُ ألسنة ُ الورى
السّهْلُ أهوَنُ مَسلَكاً
فَدَعِ الطّرِيقَ الأوْعَرَا
واعلمْ بأنكَ ما تقلْ
في النّاسِ قالوا أكثرَا
فاحفَظْ لسانَكَ تَسترِحْ
فلقدْ كفى ما قد جرى
ولقد نصحتكَ واجتهد
تُ وَأنتَ بَعدُ تخَيّرَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ليتَ شِعري لَيتَ شعري
ليتَ شِعري لَيتَ شعري
رقم القصيدة : 12243
-----------------------------------
ليتَ شِعري لَيتَ شعري
أيُّ أرضٍ هي قبري
ضاعَ عُمري في اغتِرَابٍ
وَرَحيلٍ مُستَمِرّ
ومتى يومُ وفاتي
ليتني لوْ كنتُ أدري
لَيسَ لي في كلّ أرْضٍ
جئتها منْ مستقرّ
بَعدَ هَذا لَيتَني أعْـ
ـرفُ ما آخرُ عمري
ومتى أخلُصُ مِمّا
أنَا فيهِ ليتَ شعري
ولقد آنَ بأنْ أصـ
ـحو فما لي طالَ سكري
أتُرَى يُستَدرَكُ الفا
رطُ من تضيعِ عمري
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا أيّها النّاكثُ في عهدِهِ
يا أيّها النّاكثُ في عهدِهِ
رقم القصيدة : 12244
-----------------------------------
يا أيّها النّاكثُ في عهدِهِ
قدْ عَلِمَ الله مَنِ الخاسِرُ
وا أسفي اليومَ على صحبة ٍ
يتعبُ فيها القلبُ والخاطرُ
وَالله ما فيكَ وَلا خَصْلة ٌ
محمودة ٌ يذكرها الذاكرُ
يا أيّها المُسرِفُ في تيهِهِ
وحقَّ عينيكَ لذا آخرُ
ظلمتني إذْ لم أجدْ ناصراً
وَاحَسرَتي من أينَ لي ناصرُ
ما تظهرُ القدرة ُ من قادرٍ
إلاّ إذا قابَلَهُ قادِرُ
غدرتَ بي بعدَ عهودٍ جرتْ
يكفيكَ قولُ الناس يا غادرُ
فعلتَ فعلاً غيرَ مستحسنٍ
ما لكَ فيهِ أحَدٌ شاكِرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنْ شكا القَلبُ هَجرَكمْ
إنْ شكا القَلبُ هَجرَكمْ
رقم القصيدة : 12245
-----------------------------------
إنْ شكا القَلبُ هَجرَكمْ(5/459)
مَهّدَ الحُبُّ عُذرَكُمْ
لوْ علمتمْ محلكمْ
في فؤادي لسركمْ
لوْ أمَرْتُمْ بِما عسَى
ما تعديتُ أمركمْ
لم يَخُنْكُم سِوى دمو
عيَ أظهرنَ سركمْ
قصروا عمرَ ذا الجفا
طولَ اللهُ عمركمْ
شَرفُوني بزَوْرَة ٍ
شرفَ اللهُ قدركمْ
كنتُ أرْجُو بأنّكُمْ
شهركم لي ودهركمْ
فنسيتمْ وإنما
أنَا لم أنْسَ ذِكْرَكُمْ
وصبرتمْ فليتني
كنتُ أعطيتُ صبركمْ
وَرَأيْتُمْ تَجَلّدي
في هواكمْ فغركمْ
لوْ وَصَلْتُمْ مُحِبَّكُمْ
ما الذي كانَ ضركمْ
ماتَ في الحبّ صبوة ً
عَظّمَ الله أجرَكُمْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ضَمّنْتُهَا حَمداً وَشُكْرَا
ضَمّنْتُهَا حَمداً وَشُكْرَا
رقم القصيدة : 12246
-----------------------------------
ضَمّنْتُهَا حَمداً وَشُكْرَا
وَأتَتكَ تَطلبُ منك عُذرَا
لم أدرِ كيفَ أُجيبُ مَا
حَبّرْتَهُ نَظْماً وَنَشْرَا
أرْسَلْتَهُ شِعْراً إليّ
وَلَوْ عَلِمتُ لقُلتُ سِحرَا
فنشرتها حبراً عليّ
نشرتَ لي في الناسِ ذكرا
أبصرتُ وجهكَ ثمّ قلـ
ـتُ لمُقلَتي أبصَرْتِ مِصرَا
أذكرتني زمناً مضى
عني وعيشاً كانَ نضرا
وَالشّعرُ قِدْماً كنتُ مُغْـ
ـرًى فيهِ لمّا كُنتَ مُغْرَى
فخَلَعتُ أثْوَابَ الغَرَا
مِ فَلا الجَديدُ وَلا المُطَرّا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لعنَ اللهُ منْ ذكر
لعنَ اللهُ منْ ذكر
رقم القصيدة : 12247
-----------------------------------
لعنَ اللهُ منْ ذكر
تَ وَحاشاكَ تَذكُرُهْ
إنّ مَن فاهَ باسمِهِ
دجلة ٌ لا تطهرهْ
وَأرَى ألْفَ رَكْعَة ٍ
بَعدَهُ لا تُكَفّرُهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا واحداً ما كانَ لي غَيرُهُ
يا واحداً ما كانَ لي غَيرُهُ
رقم القصيدة : 12248
-----------------------------------
يا واحداً ما كانَ لي غَيرُهُ
بَعدَكَ وا قلّة َ أنصارِي
يا منتهى سؤلي ويا مشتكى
حزني ويا حافظَ أسراري
الدارُ من بعدكَ قد أصبحتْ
في وحشة ٍ يا مؤنسَ الدارِ(5/460)
إنْ كنتَ قد أصْبَحتَ في جَنّة ٍ
إني من فقدكَ في نارِ
جارُكَ قَلبي كيفَ أحرَقتَهُ
وَالله أوْصَى الجارَ بالجارِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ
ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ
رقم القصيدة : 12249
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ
ظَلامُها أشرَقُ من ضَوْءِ القمرْ
كأنها في مقلة ِ الدهرِ حورْ
ما قصرت لو سلمتْ من القصرْ
حينَ أتتْ مرتْ كلمحٍ بالبصرْ
لَيسَ لهَا بَينَ النّهارَينِ أثَرْ
تَطابَقَ العِشاءُ منها والسّحَرْ
ألذُّ من طيبِ الكرى فيها السهرْ
قَطَعتُها فلا تَسَلْ عنِ الخبرْ
بصاحبٍ حُلوِ الحَديثِ وَالسّمَرْ
تَحضُرُ كلُّ راحة ٍ إذا حَضَرْ
في الجدّ والهزلِ جميعاً قد مهرْ
نِعمَ الرّفيقُ في المُقامِ والسّفَرْ
وشادِنٍ فيهِ من التّيهِ خَفَرْ
حلوِ الثنايا والتثني إنْ خطرْ
مِن أطرَبِ النّاسِ غِناءً وَوَتَرْ
وفيهِ أشياءٌ وأشياءٌ أخرْ
وقهوة ٍ تسدّ أبوابَ الفكرْ
أشرفَ شيءٍ عنصراً ومعتصرْ
تضعفُ عن إدراكها قوى البشرْ
رقتْ فما يثبتها حسنُ النظرْ
فلم تزَلْ حتى إذا الفجرُ انفَجَرْ
وغرِقَتْ منهُ النّجومُ في نَهَرْ
وأيقظَ النائمَ أنفاسُ السحرْ
وخمشَ النسيمُ أغصانَ الشجرْ
وفتتتْ يدُ الصبا مسكَ الزهرْ
قمنا وهلْ طابَ نعيمٌ واستمرّ
قد سَتَرَ اللّيلُ عَلَينا وَغَفَرْ
وما لَذيذُ العَيشِ إلاّ ما استَتَرْ
لليلِ عندي مننٌ إذا اعتكرْ
يُلحِفُني جَناحهُ عند الحَذَرْ
كمْ حاجة ٍ قضَيتُ فيهِ وَوَطَرْ
أوْدَعتُهُ سِرّ الهَوَى فَما ظهَر
رَقّ عليّ قَلبُهُ لمّا كَفَرْ
أشكُرُهُ وَإنّ مِثلي مَنْ شَكَرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سَيّداً لي حَيثُ كُنْتُ
يا سَيّداً لي حَيثُ كُنْتُ
رقم القصيدة : 12250
-----------------------------------
يا سَيّداً لي حَيثُ كُنْتُ
على مكارمهِ الخيارُ
إني أدلّ لأنني
ضيفٌ ومملوكٌ وجارُ(5/461)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> غَيري على السّلوانِ قادِرْ
غَيري على السّلوانِ قادِرْ
رقم القصيدة : 12251
-----------------------------------
غَيري على السّلوانِ قادِرْ
وسوايَ في العشاقِ غادرْ
لي في الغرامِ سريرة ٌ
والله أعْلَمُ بالسّرائِرْ
ومشبهٌ بالغصنِ قلـ
ـبي لا يزالُ عليهِ طائرْ
حلوِ الحديثِ وإنها
لحلاوة ٌ شقتْ مرائرْ
أشكو وأشكرُ فعلهُ
فاعجبْ لشاكٍ منهُ شاكرْ
لا تنكروا خفقانَ قلـ
ـبي والحبيبُ لديّ حاضرْ
ما القَلْبُ إلاّ دارُهُ
ضربتْ لهُ فيها البشائرْ
يا تارِكي في حُبّهِ
مَثَلاً مِنَ الأمثالِ سائِرْ
أبَداً حَديثي لَيسَ بالـ
ـمنسوخِ إلاّ في الدفاترْ
يا ليلُ ما لكَ آخرٌ
يُرْجَى وَلا للشّوْقِ آخرْ
يا ليلُ طلْ يا شوقُ دمْ
إنِّي على الحالَينِ صابرِ
لي فيكَ أجرُ مُجاهِدٍ
إنْ صحّ أنّ الليلَ كافرْ
طرفي وطرفُ النجمِ فيـ
ـكَ كلاهما ساهٍ وساهرْ
يهنيكَ بَدرُكَ حاضِرٌ
يا لَيتَ بَدري كان حاضِرْ
حتى يبينَ لناظري
منْ منهما زاهٍ وزاهرْ
بَدري أرَقُّ مَحاسِناً
والفَرْقُ مثلُ الصّبحِ ظاهرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رعى اللهُ ليلة َ وصلٍ خلتْ
رعى اللهُ ليلة َ وصلٍ خلتْ
رقم القصيدة : 12252
-----------------------------------
رعى اللهُ ليلة َ وصلٍ خلتْ
وما خالطَ الصفوُ فيها كدرْ
أتتْ بغتة ً ومضتْ سرعة ً
وما قَصَّرَتْ معَ ذاكَ القِصَرْ
بغيرِ احتفالٍ ولا كلفة ٍ
ولا مَوْعِدٍ بَينَنَا يُنتَظَرْ
فقُلتُ وقد كادَ قَلبي يَطيـ
ـرُ سُروراً بنَيْلِ المُنى وَالوَطَرْ
أيا قلبِ تعرفُ من قد أتا
كَ وَيا عينِ تَدرينَ من قد حضرْ
ويا قمرَ الأفقِ عدْ راجعاً
فقد باتَ في الأرض عندي قمرْ
وَيا لَيْلَتي هَكَذا هَكَذا
وَبالله بالله قِفْ يا سَحَرْ
فكانتْ كما نشتهي ليلة ً
وطالَ الحَديثُ وطابَ السّمَرْ
ومرّ لنا من لطيفَ العتا
بِ عجائبُ ما مثلها في السيرْ
ورحنا نجرّ ذيولَ العفا(5/462)
فِ وَنَسحبُهَا فوْقَ ذاكَ الأثَرْ
خلونا وما بيننا ثالثٌ
فأصْبَحَ عندَ النّسيمِ الخَبرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تنصلَ مما جرى واعتذرْ
تنصلَ مما جرى واعتذرْ
رقم القصيدة : 12253
-----------------------------------
تنصلَ مما جرى واعتذرْ
وأطرقَ مرتدياً بالخفرْ
فبادرتُ ترباً عليهِ مشى
أقبلُ من قدميهِ الأثرْ
وَقُمتُ فقُلتُ لهُ مَرْحباً
وَأهلاً وسَهْلاً بهَذا القَمَرْ
حبيبي حاشاكَ من هفوة ٍ
تقالُ ومنْ زلة ٍ تغتفرْ
فدعني مما يقولُ الوشا
ة ُ فتلكَ الأقاويلُ فيها نظرْ
ويكفيكَ مني ما قد رأيـ
ـتَ فليسَ العِيانُ كمِثلِ الخَبَرْ
فقال إلى كمْ تعاني العنا
وتخطرُ في ثوبِ هذا الخطرْ
أثرتَ الهوى ثمّ تبكي أسى
فمنكَ الرياحُ ومنكَ المطرْ
فيا صاحبي قد سمعتَ الحديـ
ـثَ وقد صارَ عندَكَ منهُ خبرْ
وقد كنتَ حاضرَ ما قدْ جرى
وبعدكَ تمتْ أمورٌ أخرْ
ولَيسَ اعتماديَ إلاّ عَلَيكَ
فلا تخلني من جميلِ النظرْ
لعَلّكَ تَرْعَى قَديمَ الوَدا
دِ وتحفَظُ عَهدَ الصِّبا في الكِبرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لعمريَ قد أحسنتَ لي وجبرتني
لعمريَ قد أحسنتَ لي وجبرتني
رقم القصيدة : 12254
-----------------------------------
لعمريَ قد أحسنتَ لي وجبرتني
وإنكَ للقلبِ الكسيرِ لجابرِ
وَأوْلَيتَني ما لم أكُنْ أستَحِقّهُ
وإني لداعٍ ما حييتُ وشاكرُ
وَما ليَ لا أُثني بمَا أنتَ أهلُهُ
وَإنّي على حُسنِ الثّنَاءِ لَقادِرُ
مليٌّ بتسييرِ الثناءِ وإنني
ليُعجِزُني إحسانُكَ المُتكاثِرُ
أمولايَ إني منكَ أعرفُ موضعي
وأنكَ لي مذ غبتُ عنكَ لناظرُ
قنعتُ بأني في ضميركَ حاضرٌ
وأنكَ لي بعضَ الأحايينِ ذاكرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا من كلفتُ به عشقاً ولم أرهُ
يا من كلفتُ به عشقاً ولم أرهُ
رقم القصيدة : 12255
-----------------------------------
يا من كلفتُ به عشقاً ولم أرهُ
والعشقُ للقلبِ ليسَ العشقُ للبصرِ(5/463)
سمعتُ أوْصافكَ الحُسنى فهِمتُ بهَا
فكيف إنْ نِلتُ ما أرْجو من النّظَرِ
إنّي لآمُلُ أنّ الله يَجْمَعُنَا
وَإنّ في الخُبرِ ما يُغني عَنِ الخَبرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يومنا يومٌ مطيرُ
يومنا يومٌ مطيرُ
رقم القصيدة : 12256
-----------------------------------
يومنا يومٌ مطيرُ
ولنا كأسٌ تدورُ
ومُقامٌ تحسَبُ الأرْ
ضَ بنا فيهِ تَسيرُ
أخذتْ منا عقارٌ
أخذتْ منها الدهورُ
لطفتْ بالدنّ حتى
قيلَ سرٌّ وضميرُ
فَنَيتْ إلاّ يَسيراً
كلها ذاكَ اليسيرُ
فهيَ في الكاساتِ نارٌ
وهيَ في الأحشاءِ نورُ
وكأنّ الكأسَ حَقٌّ
وكأنّ الرّاحَ زُورُ
ومنَ الريحانِ والأز
هارِ غضُّ ونضيرُ
وندامى بهمُ العيـ
ـشُ كمَا قِيلَ قَصِيرُ
وسُقاة ٌ مِثلَ ما نَهـ
وَى شُموسٌ وبدورُ
ومغنًّ هوَ فيما
يَحسَبُ النّاسُ أمِيرُ
مَا لَهُ فيما يُغَنِّيـ
ـه منَ الظّرْفِ نَظيرُ
وإذا غَنّى تَمُوجُ الـ
ـأرضُ منهُ وتمورُ
وَهْوَ إنْ شِئتَ غَنيٌّ
وَهْوَ إنْ شِئْتَ فَقِيرُ
ويغيبُ القومُ في المجـ
ـلِسِ والقَوْمُ حُضُورُ
ولنا طاهٍ نظيفٌ
وظريفٌ وخبيرُ
وَقُدورٌ هَدَرَتْ فَهْـ
يَ على الجمرِ تفورُ
مجلسٌ إنْ زرتنا فيـ
ـهِ فقدْ تمّ السرورُ
كلّ ما تطلبهُ فيـ
ـهِ مليحٌ وكثيرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنّي عَشِقتُكَ لا عن رُؤيَة ٍ عرَضَتْ
إنّي عَشِقتُكَ لا عن رُؤيَة ٍ عرَضَتْ
رقم القصيدة : 12257
-----------------------------------
إنّي عَشِقتُكَ لا عن رُؤيَة ٍ عرَضَتْ
والقلبُ يدركُ ما لا يدركُ البصرُ
فتنتُ منكَ بأوصافٍ مجردة ٍ
في القلبِ منها معانٍ مالها صورُ
والنّاسُ قد ذَكَرُوا ما فيكَ من شيَمٍ
وقد تخَيّلَ فكري فوْقَ ما ذكَرُوا
متى ترَى منكَ عَيني ما وَعَتْ أُذُني
ويَشرَحُ الخُبرُ ما قد أجمَلَ الخَبَرُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وأحمقٍ ذي لحية ٍ
وأحمقٍ ذي لحية ٍ
رقم القصيدة : 12258
-----------------------------------(5/464)
وأحمقٍ ذي لحية ٍ
كَبيرَة ٍ مُنْتَشِرَهْ
طلبتُ فيها وجههُ
بشِدّة ٍ فلَمْ أرَهْ
مَعرِفَة ٌ لَكِنّهُ
أصبَحَ فيها نَكِرَهْ
ثورٌ غدا أعجوبة ً
بلِحْيَة ٍ مُدَوَّرَهْ
لوْ كانَ ذاكَ الثّوْرُ عجـ
ـلاً عَبَدَتْهُ السَّمَرَهْ
تبّاً لهَا مِنْ لحيَة ٍ
كَبيرَة ٍ مُحْتَقَرَهْ
عظيمة ٍ لكنها
لَيستْ تُساوي بَعَرَهْ
كمْ قرية ٍ للقملِ في
حافاتِهَا وَمَقبُرَهْ
يُقْسَمُ عُشرُ عُشرِها
يكفي رجالاًعشرهْ
يَحسُدُها الخِنزِيرُ إذْ
يبصرها منتشرهْ
وَيَشتَهي لَوْ أنّهُ
يَملِكُ منها شَعَرَهْ
قد نَبَتَتْ في وَجهِهِ
فَوْقَ عِظامٍ نَخِرَهْ
بارِدَة ً ثَقيلَة ً
مُظلِمَة ً مُنكَدِرَهْ
كأنها سحابة ٌ
فوقَ البلادِ ممطرهْ
ما كانَ قطّ ربها
منَ الكرامِ البررهْ
قد ترَكَتْ حامِلَهَا
منها بحالٍ منكرهْ
إذا خطتْ أقدامهُ
كانتْ بها معثرهْ
وإنْ مشَى رَأيْتَ فوْ
قَ الأرضِ منها غبرهْ
أُصولُها قد رُوِّيَتْ
مِن ريقِهِ بالعَذِرَهْ
وقد أتتْ خبيثة ً
منتنة ً مستقذرهْ
مضحكة ً ما كان قـ
ـطّ مِثلُها لمَسخَرَهْ
فلوْ مضَى السّوقَ بهَا
وزَفّها بالمِزْمَرَهْ
لحَصَّلَتْ لَهُ مَغَـ
ـلَّ ضَيعَة ٍ مُوَفَّرَهْ
لجوفِ من يبصرها
للخوفِ منها قرقرهْ
وتلكَ قالوا ضَرْطَة ٌ
عندَ النحاة ِ مضمرهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا هذهِ لا تغلطي
يا هذهِ لا تغلطي
رقم القصيدة : 12259
-----------------------------------
يا هذهِ لا تغلطي
وَالله ما لي فيكِ خاطِرْ
خَدَعوكِ بالقَوْلِ المُحا
لِ فصَحّ أنّكِ أُمُّ عامرْ
أظننتِ لي قلباً على
هذي الحَماقة ِ منكِ صابرْ
وسمعتُ عنكِ قَضِيّة ً
قد سودتْ فيها الدفاترْ
نُقِلَتْ إليّ جَميعُها
حتى كأني كنتُ حاضرْ
فمتى أردتِ شرحتها
لكِ بالدلائلِ والأمائرْ
إنْ كنتِ أنتِ نسيتها
فلكم لها في الناسِ ذاكرْ
وسألتُ عنكِ فلمْ أجدْ
لك في جميعِ الناسِ شاكرْ
وزعمتِ أنكِ حرة ٌ
ما هذه شيمُ الحرائرْ
فإذا كَذَبْتِ فَلا يكُنْ(5/465)
كَذِباً لكُلّ النّاسِ ظاهرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّها الجاهلُ قُل لي
أيّها الجاهلُ قُل لي
رقم القصيدة : 12260
-----------------------------------
أيّها الجاهلُ قُل لي
كيفَ لاتكتمُ سركْ
أنا في أمرٍ مريجٍ
كلما حققتُ أمركْ
لا جَزَاكَ الله خَيراً
وكَفَانَا الله شَرّكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرني وجهكَ بكرهْ
أرني وجهكَ بكرهْ
رقم القصيدة : 12261
-----------------------------------
أرني وجهكَ بكرهْ
وَاشفِني منكَ بنَظرَهْ
وَتَفَضّلْ مثلَ ما قَدْ
كنتَ لي أولَ مرهْ
وتعَالَ اسمَعْ حَديثاً
هوَ ما يغلو بسفرهْ
وعلى الجملة ِ بادرْ
لا يكنْ عندكَ فترهْ
وَإذا الفُرْصَة ُ فاتَتْ
بقيتْ في القلبِ حسرهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يُهَنّئُكَ المَمْلُوكُ بالعَشْرِ وَالشّهرِ
يُهَنّئُكَ المَمْلُوكُ بالعَشْرِ وَالشّهرِ
رقم القصيدة : 12262
-----------------------------------
يُهَنّئُكَ المَمْلُوكُ بالعَشْرِ وَالشّهرِ
وبالعيدِ عيدِ النحرِ يا ملكَ العصرِ
وَيُنْهي إلى العِلْمِ الشّرِيفِ بأنّهُ
على قدمِ الإخلاصِ في السرّ والجهرِ
وها أنا ذا أدعو لكَ اللهَ دائماً
معَ الصّلَوَاتِ الخَمسِ وَالشّفعِ وَالوِترِ
وآمُلُ أنّي إنْ أعِشْ لكَ مُدّة ً
ستبقى لكَ الأيامُ في طيبِ الذكرِ
وَإنّي لأرْجو أنّ جودَكَ شامِلي
قريباً على قدَرِ اهتمامِكَ لا قَدرِي
وإنكَ إنْ أوليتني منكَ أنعماً
فإني مليٌّ بالدعاءِ وبالشكرِ
تشدّ بها أزري وتقوى بها يدي
تعزّ بها قدري تزيدُ بها وقري
لَعَلَ الذي في أوّلِ العُمرِ فاتَني
تعوضنيهِ أنتَ في آخرِ العمرِ
وَيا لَيتَ أعمارَ الأنامِ لَكَ الفِدَا
وَأوّلُهُمْ عُمري وَأسبَقُهمْ ذِكرِي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما لي على الغَبنِ قُدْرَهْ
ما لي على الغَبنِ قُدْرَهْ
رقم القصيدة : 12263
-----------------------------------
ما لي على الغَبنِ قُدْرَهْ(5/466)
وَأنْتَ قد زِدْتَ غِرّهْ
تَمْشِي فتُظْهِرُ عُجْباً
إذا مشيتَ وخطرهْ
وَلَستَ صاحبَ قَدْرٍ
ولَستَ صاحِبَ قُدْرَهْ
ولا أرى غيرَ تيهٍ
على الأنَامِ وَنَفْرَهْ
وفيكَ وَقْتاً وَوَقْتاً
بَعضُ المَلالِ وَفَترَهْ
وقالَ قَوْمٌ وما لي
بما يقولونَ خبرهْ
فأسألُ الله أنْ لا
أموتَ منكَ بحسرهْ
وَلا وَقَى لكَ نَفْساً
ولا أقالكَ عثرهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سائلاً عنْ زهيرِ
يا سائلاً عنْ زهيرِ
رقم القصيدة : 12264
-----------------------------------
يا سائلاً عنْ زهيرِ
وكيفَ حالُ زهيرِ
واللهِ إني بخيرِ
ما دُمْتَ أنتَ بخَيرِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنْ تَفَضّلْتَ على العا
إنْ تَفَضّلْتَ على العا
رقم القصيدة : 12265
-----------------------------------
إنْ تَفَضّلْتَ على العا
دة ِ إني لكَ شاكرْ
أوْ تأخّرْتَ وحاشَا
كَ فإني لكَ عاذرْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أبَا حَسَنٍ إنّ الرّسائِلَ إنّمَا
أبَا حَسَنٍ إنّ الرّسائِلَ إنّمَا
رقم القصيدة : 12266
-----------------------------------
أبَا حَسَنٍ إنّ الرّسائِلَ إنّمَا
تُذكِّرُ ذا السَّهْوِ الطويل المُغَمَّرَا
وَمَن كانَتا عَيناهُ حَشوَ ضَميرِهِ
فليسَ بمحتاجٍ إلى أن يذكرا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأحْبابَنَا بالله كَيفَ تَغَيّرَتْ
أأحْبابَنَا بالله كَيفَ تَغَيّرَتْ
رقم القصيدة : 12267
-----------------------------------
أأحْبابَنَا بالله كَيفَ تَغَيّرَتْ
خَلائِقُ غُرٌّ فيكُمُ وغَرائِزُ
لقد ساءني العتبُ الذي جاءَ منكمُ
وإنّيَ عَنهُ لوْ علمتمْ لَعاجِزُ
لكمْ عذركمْ أنتمْ سمعتمْ فقلتمُ
ومُحْتَمَلٌ ما قد سَمِعتُمْ وَجائِزُ
هبوا أنّ لي ذنباً كما قد زعمتمُ
فهلْ ضاقَ عنه حِلمُكُمْ والتجاوزُ
نَعَمْ ليَ ذَنْبٌ جِئتُكُمْ منهُ تائِباً
كما تابَ من فعلِ الخطية ِ ماعزُ
على أنّني لم أرْضَ يَوْماً خِيانَة ً(5/467)
وهيهاتِ لي واللهِ عن ذاكَ حاجزُ
وَبَينَ فُؤادي والسُّلُوّ مَهالِكٌ
وبينَ جفوني والرقادِ مفاوزُ
وإنْ قلتُ وا شوقاه للبانِ والحمى
فإني عنكمْ بالكناية ِ رامزُ
دعوني والواشي فإني حاضرٌ
وصوتي مرفوعٌ ووجهي بارزُ
سيَذكُرُ ما يجري لَنا مِنْ وَقائِعٍ
مشايخُ تبقى بعدنا وعجائزُ
بعيشكَ لا تسمعْ مقالة َ حاسدٍ
يُجاهِرُ فيمَا بَيْنَنَا وَيُبارِزُ
فما شاقَ طرفي غيرَ وجهكَ شائقٌ
ولا حازَ قلبي غيرَ حبكَ حائزُ
سأكتمُ هذا العتبَ خيفة َ شامتٍ
وَأُوهِمُ أنّي بالرّضَا منكَ فائِزُ
فَلي فيكَ حُسّادٌ وَبَيني وبَيْنَهُمْ
وَقائِعُ لَيسَتْ تَنقَضِي وَهَزاهِزُ
وإني لهمْ في حربهمْ لمخادعٌ
أسالمهمْ طوراً وطوراً أناجزُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتَتْني أياديكَ التي لا أعُدُّها
أتَتْني أياديكَ التي لا أعُدُّها
رقم القصيدة : 12268
-----------------------------------
أتَتْني أياديكَ التي لا أعُدُّها
فأربتْ على فهمي وحدسي وتمييزي
وكنتُ أرَى أنّي مَليءٌ بشُكْرِهَا
فَما بَرِحَتْ حتى أرَتْنيَ تَعجيزِي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> منْ بعدِ جهدٍ يا أخي
منْ بعدِ جهدٍ يا أخي
رقم القصيدة : 12269
-----------------------------------
منْ بعدِ جهدٍ يا أخي
سيرتَ لي تلكَ الجزازهْ
فشكرتها مع أنها
لم تشفِ من قلبي الحزازهْ
إنْ كُنتُ عندَكَ هَيّناً
فلَكَ الكَرامة ُ وَالعَزَازَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لقد عاجلنا الصيفُ
لقد عاجلنا الصيفُ
رقم القصيدة : 12270
-----------------------------------
لقد عاجلنا الصيفُ
بحَرٍّ منهُ مَحفُوزِ
فيا نيسانُ ما أبقيـ
ـتَ في الفعلِ لتَمّوزِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا قاتلي أوما كفى
يا قاتلي أوما كفى
رقم القصيدة : 12271
-----------------------------------
يا قاتلي أوما كفى
حَتّامَ في قَتلي تُبارِزْ
ماذا تظنّ بعاشقٍ
يصفرّ حينَ يراكَ جائزْ(5/468)
صبًّ بأسرارِ الهوى
خوْفاً منَ الوَاشينَ رامِزْ
فأنامِلٌ أبَداً تُشيـ
ـرُ وَأعيُنٌ أبَداً تُغامِزْ
وَمُهَفْهَفٍ بَينَ القُلُو
بِ وبينَ مقلتهِ هزاهزْ
شاكي السلاحِ يقولُ: أبـ
ـطالَ الهوى هل من مبارزْ
قد فُزْتُ منهُ بالوِصَا
لِ ولم أكنْ عنهُ بعاجِزْ
ولَثَمتُهُ في خَدّهِ
فعَدَدْتُ ألفاً أوْ يُناهزْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> طلعَ العذارُ عليهِ حارسْ
طلعَ العذارُ عليهِ حارسْ
رقم القصيدة : 12272
-----------------------------------
طلعَ العذارُ عليهِ حارسْ
قَمَرٌ تُضِيءُ بهِ الحَنادِسْ
كالرّمْحِ، مَهْزُوز القَوَا
مِ وكالقضيبِ اللدنِ مائسْ
ويَرُوحُ يَقْظانَ الجُفُو
نِ تخالهُ كالظبيِ ناعسْ
البَدْرُ أمسَى أكلَفاً
من حُسنِهِ والغُصْنُ ناكِسْ
وَالظّبيُ فَرّ منَ الحَيَا
ءِ إلى المهامهِ والبسابسْ
عجباً لهُ عدمَ المما
ثِلَ في الملاحة ِ وَالمُقايسْ
ويقالُ يا ريمَ الكنا
سِ لَهُ وَيا زَينَ الكَنائِسْ
يا مطمعي في وصلهِ
لا رُحْتُ يَوْماً منكَ آيِسْ
يا موحشي بصدودهِ
وسِوايَ منهُ الدّهرَ آنِسْ
بيني وبينكَ في الهوى
حرْبُ البسوسِ وَحرْبُ داحسْ
فلذاكَ خدكَ راحَ في الور
دِ المضاعفِ وهوَ لابسْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
رقم القصيدة : 12273
-----------------------------------
تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
وهنئتهُ يا غارسَ الجودِ مغرسا
قَدِمْتَ قُدومَ الغَيْثِ للأرْضِ إنّها
بهِ أشرَقَتْ حُسناً وطابَتْ تَنَفُّسَا
علَوْتَ بَني الأيّامِ إذْ كنتَ فيهِمُ
إذا ذكروا أسمى وأسنى وأرأسا
زعيمُ بني اللمطيَّ في البأسِ والندى
مكَرَّمُها المأمُولُ في الدّهرِ إنْ قَسَا
غَمَامٌ هَمَى بَحرٌ طَمَى قَمَرٌ أضَا
حُسامٌ مَضَى لَيثٌ قَسا جبلٌ رَسَا
وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ
وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا(5/469)
إذا فعلَ الأقوامُ نوعاً من الندى
تنوعَ فيه جودهُ وتجنسا
وإنْ بدأ النعمى تلاها بمثلها
فتَزدادُ حُسناً كالقَريضِ مُجَنَّسَا
تَحُلّ بهِ الشُّمُّ العَرانِينُ في العُلا
فتلقاهمُ من هيبة ٍ منهُ نكسا
بهِ أصْبَحَتْ تَيمٌ إذا هيَ فاخَرَتْ
أعَزَّ قَبيلٍ في الأنَامِ وَأنْفَسَا
أجلُّ الورى قدراً وأكرمُ شيمة ً
وأكثرُ معروفاً وأكبرُ أنفسا
إذا بخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضِيلَة ٍ
فلَيسُوا بها بالجاهِلِينَ فيُبْخَسَا
همُ القوْمُ يَلقونَ الخُطوبَ إذا عرَتْ
بكلّ كَميٍّ في الخُطوبِ تَمَرّسَا
إذا أوقدتْ للحربِ نارٌ أو القرى
تَوَهّمْتَهُ مِنْ عِشقِها مُتَمَجِّسَا
يَبينُ لَهُ الأمْرُ الخَفيُّ فِراسَة ً
ويعنو لهُ الطرفُ العصيّ تفرسا
إذا صالَ أضْحَى أفرَسُ القومِ أميَلاً
وَإنْ قالَ أضْحى أفصَحُ القوْمِ أخرَسَا
أمولايَ لا زالتْ معاليكَ غضة ً
وَأغصانُها رَيّانَة ً منكَ مُيَّسَا
سما بكَ مَجدَ الدّينِ مَجدٌ وَمحْتِدٌ
وعرضٌ نهاهُ الدينُ أنْ يتدنسا
لقد شرفتْ منهُ الصعيدُ ولا ية ً
فأصبحَ واديهِ به قد تقدسا
بلادٌ بلُقياكَ استَقامَتْ نُجُومُها
فصرنَ سعوداً بعد ما كنّ نحسا
ستندى وقد وافى وفاكَ ربوعها
وَإنْ عُهِدَتْ مُغبرّة َ الجَوّ يُبَّسَا
ورُبّ قَوَافٍ قد طوَيتُ برُودَهَا
فلمْ أرضَ أن تغدو لغيركَ ملبسا
أقمنَ حَبيساتٍ كحَبسِكَ مَن جنى
على أنها لمْ تجنِ يوماً فتحبسا
فها هيَ كالوَحشِيِّ من طولِ حَبسِها
عَساها ببِرٍّ منكَ أنْ تَتَأنّسا
وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه
فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا
كذا المنهل المورودُ في مستقرهِ
إذا عدمَ الورادَ لنْ يتنجسا
سيرضيكَ منها ما يزيدُ على الرضا
ويستعبدُ ابن العبدِ والمتلمسا
وهبنيَ أعطيتُ البلاغة َ كلها
فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أمُؤنِسَ قلبي كيفَ أوْحشتَ ناظري
أمُؤنِسَ قلبي كيفَ أوْحشتَ ناظري
رقم القصيدة : 12274(5/470)
-----------------------------------
أمُؤنِسَ قلبي كيفَ أوْحشتَ ناظري
وجامعَ شَملي كيفَ أخلَيتَ مَجلسِي
ويا ساكناً قلبي وما فيهِ غيرهُ
فديتكَ ما استوحشتُ منه لمؤنسِ
وَبالله يا أغْنى الوَرَى من مَلاحَة ٍ
تَصَدّقْ على صَبٍّ من الصّبرِ مُفلِس
بما بيننا منْ خلوة ٍ لم يبحْ بها
وما بيننا من حرمة ٍ لم تدنسِ
أنِلْني الرّضَا حتى أغيظَ بهِ العِدَى
وتذهبَ عني خيفتي وتوجسي
رضاكَ الذي إنْ نلتهُ نلتُ رفعة ً
وَألبَسَني في النّاسِ أشرَفَ مَلبَسِ
رعى اللهُ جيراناً إذا عنّ ذكرهمْ
يَغارُ الحَيَا مِنْ مَدمَعي المُتَبَجِّسِ
ويا حبذا الدارُ التي كنتُ مدة ً
أميلُ إلى ظَبيٍ بهَا مُتأنِّسِ
إذا نحنُ زرناها وجدنا نسيمها
يفوحُ بها كالعنبرِ المتنفسِ
ونمشي حفاة ً في ثراها تأدباً
نرى أننا نمشي بوادٍ مقدسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وصاحبٍ أصبَحَ لي لائِماً
وصاحبٍ أصبَحَ لي لائِماً
رقم القصيدة : 12275
-----------------------------------
وصاحبٍ أصبَحَ لي لائِماً
لما رأى حالة َ إفلاسي
قلتُ لهُ إني امرؤٌ لمْ أزلْ
أفني على الأكياسِ أكياسي
ما هذهِ أولَ ما مرّ بي
كمْ مثلها مرّ على راسي
دعني وما أرضى لنفسي وما
عليكَ في ذلكَ من باسِ
لوْ نظرَ الناسُ لأحوالهمْ
لاشتَغَلَ النّاسُ عنِ النّاسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَجَليسٍ لَيسَ فيهِ
وَجَليسٍ لَيسَ فيهِ
رقم القصيدة : 12276
-----------------------------------
وَجَليسٍ لَيسَ فيهِ
قطّ مثلَ الناسِ حسُّ
لي منهُ أينما كنـ
ـتُ على رغميَ حبسُ
ما لَهُ نَفسٌ فتَنْهَا
هُ وَهَلْ للصّخرِ نَفسُ
إنّ يَوْماً فيهِ ألْقا
هُ ليومٌ هوَ نحسُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما أصعَبَ الحاجَة َ للنّاسِ
ما أصعَبَ الحاجَة َ للنّاسِ
رقم القصيدة : 12277
-----------------------------------
ما أصعَبَ الحاجَة َ للنّاسِ
فالغنمُ منهمْ راحة ُ الياسِ(5/471)
لم يَبقَ في النّاسِ مُواسٍ لمَنْ
يُظهِرُ شَكواهُ وَلا آسِ
وبعدَ ذا ما لكَ عنهم غِنًى
لا بدّ للناسِ منَ الناسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قَلّ الثّقاتُ فَلا تَركنْ إلى أحَدٍ
قَلّ الثّقاتُ فَلا تَركنْ إلى أحَدٍ
رقم القصيدة : 12278
-----------------------------------
قَلّ الثّقاتُ فَلا تَركنْ إلى أحَدٍ
فأسْعَدُ النّاسِ مَنْ لا يعرِفُ النّاسَا
لم ألقَ لي صاحباً في اللهِ أصحبهُ
وقد رأيتُ وقد جربتُ أجناسا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قصدتكمُ أرجو انتصاراً على العدى
قصدتكمُ أرجو انتصاراً على العدى
رقم القصيدة : 12279
-----------------------------------
قصدتكمُ أرجو انتصاراً على العدى
حَسِبتُكمُ ناساً فما كنتمُ نَاسَا
فلم تمنعوا جاراً ولم تنفعوا أخاً
ولم تدفعوا ضيماً ولم ترفعوا راسا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يَغيبُ إذا غِبتَ عني السّرُورُ
يَغيبُ إذا غِبتَ عني السّرُورُ
رقم القصيدة : 12280
-----------------------------------
يَغيبُ إذا غِبتَ عني السّرُورُ
فلا غابَ أنسكَ عن مجلسي
فكَمْ نُزْهَة ٍ فيكَ للنّاظرينَ
وكم راحة ٍ فيكَ للأنفسِ
فيَا غائِباً لَوْ وَجَدْنَا إلَيْـ
ـهِ سبيلاً مشينا على الأرؤسِ
على ذلِكَ الوَجهِ منّي السّلامُ
ولا أوحشَ اللهُ من مؤنسي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ردّ السلامَ رسولُ بعضِ الناسِ
ردّ السلامَ رسولُ بعضِ الناسِ
رقم القصيدة : 12281
-----------------------------------
ردّ السلامَ رسولُ بعضِ الناسِ
بالله قُلْ يا طَيّبَ الأنْفاسِ
ردّ السلامَ وذالكَ عنوانُ الرضا
بشرايَ قد ذكرَ الحبيبُ الناسي
وفهمتُ من نفسِ الرسولِ تعتباً
قلبُ الحبيبِ عليّ قلبٌ قاسي
قلْ يا رسولُ وما عليكَ ملامة ٌ
هوَ ما أكابدُ دائماً وأقاسي
قل للحَبيبِ وَحقَ عيشكَ ما انتهَى
وَلهي عليكَ وَلا انقضَى وَسوَاسِي
كيفَ السّبيلُ إلى الزّيارَة ِ خَلوَة ً(5/472)
وَيْلي مِنَ الرّقبَاءِ وَالحُرّاسِ
حقٌّ عليّ وواجبٌ لكَ أنني
أمشِي على عَيني إلَيكَ وَرَاسِي
لا أشتَهي أحداً سوَايَ يرَاكَ يا
بدرَ السماءِ ويا قضيبَ الآسِ
وأنزهُ اسمكَ أنْ تمرّ حروفهُ
من غَيرَتي بمَسامِعِ الجُلاّسِ
فأقولُ بعضُ النّاسِ عنك كناية ً
خوْفَ الوُشاة ِ وَأنتَ كلّ النّاسِ
وأغارُ إنْ هبّ النسيمُ لأنهُ
مغرى بهزّ قوامكَ المياسِ
ويَرُوعُني ساقي المُدامِ إذا بَدا
فأظُنّ خَدّكَ مُشرِقاً في الكاسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وجاهلٍ أصبحَ لي عاتباً
وجاهلٍ أصبحَ لي عاتباً
رقم القصيدة : 12282
-----------------------------------
وجاهلٍ أصبحَ لي عاتباً
قلتُ على العَينَينِ وَالرّاسِ
أرَاهُ قد عرّضَ لي عِرْضَهُ
أُشهدُكم يا مَعشَرَ النّاسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قالوا فُلانٌ قَد غَدا تائِباً
قالوا فُلانٌ قَد غَدا تائِباً
رقم القصيدة : 12283
-----------------------------------
قالوا فُلانٌ قَد غَدا تائِباً
واليومَ قد صلى مع الناسِ
قلتُ متى ذاكَ وَأنّى لَهُ
وكيفَ يَنسَى لذّة َ الكاسِ
أمسِ بهذي العَينِ أبصَرْتُهُ
سكرانَ بَينَ الوَرْدِ وَالآسِ
ورحتُ عن توبتهِ سائلاً
وَجَدْتُهَا تَوْبَة َ إفْلاسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سَلوا الرّكبَ إن وَافى من الغوْرِ نحوكم
سَلوا الرّكبَ إن وَافى من الغوْرِ نحوكم
رقم القصيدة : 12284
-----------------------------------
سَلوا الرّكبَ إن وَافى من الغوْرِ نحوكم
يُخبِّرْكُمُ عَنْ لَوْعَتي وَرَسيسِي
حديثاً بهِ أبقيتُ في الركبِ نشوة ً
وقد أسكرتهمْ خمرتي وكؤوسي
فلا تبعثوا لي في النسيمِ تحية ً
فيرْتابَ منْ طِيبِ النّسيمِ جَليسِي
فَلي عَنْ يَمينِ الغَوْرِ دارٌ عَهدتُني
أميلُ لأقمارٍ بها وشموسِ
على مثلها يبكي المحبُّ صبابة ً
فيَا مُقلَتي لا عِطْرَ بعدَ عَرُوسِ
وإني لتعروني معَ الليلِ لوعة ٌ
فُؤادي منها في لَظًى وَوَطيسِ(5/473)
تلوحُ نجومٌ لا أراها أحبتي
ويطلعُ بدرٌ لا أراهُ أنيسي
حَلَفْتُ لَكُمْ يَوْمَ النّوَى وحَلَفتمُ
بكلّ يمينٍ للمحبّ غموسِ
وكنتم وعدتم في الخميسِ بزورة ٍ
وكمْ من خميسٍ قد مضى وخميسِ
وَإنّي لأرْضَى كلَّ ما ترْتَضُونَهُ
فإنْ يُرْضِكُمْ بُؤسِي رَضِيتُ ببُوسِي
على أنّ لي نَفْساً عَليّ عَزيزَة ً
وَفي النّاسِ عُشّاقٌ بغَيرِ نُفُوسِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دعوني وذاكَ الرشا
دعوني وذاكَ الرشا
رقم القصيدة : 12285
-----------------------------------
دعوني وذاكَ الرشا
فوَجْدي بهِ قَدْ فَشَا
حلالاً حلالاً لهُ
يُعَذّبُني كَيفَ شَا
سرتْ خمرة ُ الريقِ في
مَعاطِفِهِ فانْتَشَى
فَيا مَشْقَ ذاكَ القَوَا
مِ ويا طيَّ ذاكَ الحشا
مشى ليَ في خفية ٍ
فَيا حَبّذا مَنْ مَشَى
وليسَ عجيباً بأنْ
يُرَى الظّبيُ مُستَوْحِشَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تعززَ بعضُ الناسِ فازدادَ بهجة ً
تعززَ بعضُ الناسِ فازدادَ بهجة ً
رقم القصيدة : 12286
-----------------------------------
تعززَ بعضُ الناسِ فازدادَ بهجة ً
وَزَادَ فُؤادي من تَباعُدِهِ وَحْشَا
لذاكَ تَرَى في وَجنَتَيْهِ مُسَطَّراً:
إذا كُوّرَتْ وَالشمسُ واللّيلُ إذ يَغشَى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ويحَ الشقيّ إلى متى
ويحَ الشقيّ إلى متى
رقم القصيدة : 12287
-----------------------------------
ويحَ الشقيّ إلى متى
بالفسقِ معمورُ العراصِ
يَعصي بقُوتِ نَهارِهِ
ويَرُوحُ كالطّيرِ الخِماصِ
مثلُ النّدامى لا يَزَا
لُ تَرَاهُ يَتَّبِعُ المَعاصِي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عليّ وَعندي ما تريدُ منَ الرِّضَا
عليّ وَعندي ما تريدُ منَ الرِّضَا
رقم القصيدة : 12288
-----------------------------------
عليّ وَعندي ما تريدُ منَ الرِّضَا
فَما لَكَ غَضباناً عليّ وَمُعرِضَا
ويا هاجري حاشا الذي كانَ بيننا
من الوُدّ أن يُنسَى سَرِيعاً وَيُنقَضَا(5/474)
حبيبيَ لا واللهِ ما لي وسيلة ٌ
إلَيكَ سوَى الودّ الذي قد تَمَحّضَا
فهل زائِلٌ ذاكَ الصّدودُ الذي أرَى
وهلْ عائدٌ ذاكَ الوصالُ الذي مضى
فليتَكَ تَدري كلّ ما فيكَ حَلّ بي
لَعَلّكَ تَرْضَى مَرّة ً فتُعَوّضَا
وما برحَ الواشي لنا متجنباً
فلما رأى الإعراضَ منكَ تعرضا
وَإنّي بحُسنِ الظّنّ فيكَ لَوَاثِقٌ
وإنْ جهدَ الواشي فقالَ وحرضا
نُنَزّهُ سِرّاً بَيْنَنَا وَنَصُونُهُ
وَلوْ كانَ فيما بَينَنا السّيفُ مُنتَضَى
ولي كلّ يومٍ فرحة ٌ في صباحهِ
عسى الوصلُ في أثنائهِ أنْ يقيضا
أظَلُّ نَهاري كُلّهُ مُتَشَوّقاً
لعلّ رسولاً منكَ يقبلُ بالرضا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا كثيرَ الصدودِ والإعراضِ
يا كثيرَ الصدودِ والإعراضِ
رقم القصيدة : 12289
-----------------------------------
يا كثيرَ الصدودِ والإعراضِ
أنا راضٍ بما بهِ أنتَ راضي
هاتِ باللهِ يا حبيبي قلْ لي
أينَ ذاكَ الرّضَا وَأينَ التّغاضِي
وبمَنْ في الأنَامِ تَعتاضُ عمّنْ
عنكَ واللهِ ليسَ بالمعتاضِ
سارَ لي فيكَ شهرة ٌ وحديثٌ
مستفيضٌ من مدمعٍ فياضِ
وفؤادٌ أضحى بغيرِ اصطبارٍ
وجفونٌ أمستْ بغيرِ اغتماضِ
إنّ لي حاجة ً إليكَ وإني
في حياءٍ عنْ ذكرها وانقباضِ
حاجة ً مذْ أردتها أنا في التعـ
ـريضِ عنها وأنتَ في الإعراضِ
أملي فيكَ دونهُ سيفُ لحظٍ
ذاكَ مُستَقبَلٌ وَهذاكَ ماضِي
أشتهي أنْ أفوزَ منكَ بوعدٍ
ودعِ العمرَ ينقضي في التقاضي
هذهِ قِصّتي وَهَذا حَديثي
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مَنْ يُكَلّمُنَا حَتى نُكَلّمَهُ
يا مَنْ يُكَلّمُنَا حَتى نُكَلّمَهُ
رقم القصيدة : 12290
-----------------------------------
يا مَنْ يُكَلّمُنَا حَتى نُكَلّمَهُ
كم يُعرِضُ النّاسُ عنه وَهوَ يعترِضُ
لقد بسطتكَ حتى رحتُ منبسطاً
إنّ الكريمَ عنِ الفحشاءِ ينقبضُ
لمن أُخاطِبُ لا خَلْقٌ وَلا خُلُقٌ
ومنْ أعاتبُ لا عرضٌ ولا عرضُ(5/475)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى كَمْ حَياتي بالفِراقِ مَرِيرَة ٌ
إلى كَمْ حَياتي بالفِراقِ مَرِيرَة ٌ
رقم القصيدة : 12291
-----------------------------------
إلى كَمْ حَياتي بالفِراقِ مَرِيرَة ٌ
وحتَّامَ طَرْفي لَيسَ يَلتذّ بالغُمضِ
وكمْ قد رَأتْ عَيني بِلاداً كثِيرَة ً
فلمْ أرَ فيها ما يسرّ وما يرضي
ولم أرَ مصراً مثلَ مصرٍ تروقني
ولا مثلَ ما فيها من العيشِ والخفضِ
وبَعَدَ بِلادي فالبِلادُ جَميعُها
سَواءٌ فلا أختارُ بَعضاً على بعضِ
إذا لم يكنْ في الدارِ لي من أحبهُ
فلا فَرْقَ بَينَ الدّارِ أوْ سائرِ الأرْضِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأحبابَنَا حاشاكُمُ من عيادَة ٍ
أأحبابَنَا حاشاكُمُ من عيادَة ٍ
رقم القصيدة : 12292
-----------------------------------
أأحبابَنَا حاشاكُمُ من عيادَة ٍ
فذلِكَ أمْرٌ في القُلُوبِ مَضِيضُ
وَما عاقَني عنكُمْ سوَى السّبتِ عائقٌ
فَفي السّبتِ قالوا ما يُعادُ مرِيضُ
ولا تنكروا مني أموراً تغيرتْ
فقَد خُضْتُ فيما النّاسُ فيه تَخوضُ
وَعاشَرْتُ أقواماً تَعَوّضْتُ عنهُمُ
أوطئُ أخلاقي لهمْ وأروضُ
وللنّاسِ عاداتٌ وَقَد ألِفُوا بهَا
لها سننٌ يرعونها وفروضُ
فمَن لم يُعاشِرْهمْ على العُرْفِ بَينَهُم
فَذاكَ ثَقيلٌ بَينَهُمْ وَبَغيضُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كيفَ خَلاصِي من هَوًى
كيفَ خَلاصِي من هَوًى
رقم القصيدة : 12293
-----------------------------------
كيفَ خَلاصِي من هَوًى
مازجَ روحي واختلطْ
وتائهٍ أقبضُ في
حبي لهُ وما انبسطْ
يا بدرُ إنْ رمتَ بهِ
تَشَبّهاً رُمْتَ الشّطَطْ
ودعهُ يا غصنَ النقا
ما أنتَ من ذاكَ النمطْ
قامَ بعذري حسنهُ
عندَ عَذولي وَبَسَطْ
للهِ أيّ قلمٍ
لواوِ ذاكَ الصدغِ خطّ
وَيا لَهُ مِنْ عَجَبٍ
في خدهِ كيفَ نقطْ
يَمُرّ بي مُلْتَفِتاً
فهَلْ رَأيتَ الظّبيَ قَطّ
ما فيهِ منْ عَيبٍ سِوَى
فتورِ عينيهِ فقطْ(5/476)
يا قمرَ السعدِ الذي
لديهِ نجمي قد سقطْ
يا مانِعاً حُلْوَ الرّضَا
وباذلاً مرّ السخطْ
حاشاكَ أنْ ترضى بأنْ
أموتَ في الحبّ غَلَطْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنا في القربِ والنوى
أنا في القربِ والنوى
رقم القصيدة : 12294
-----------------------------------
أنا في القربِ والنوى
لكَ قَلبي مُلاحِظُ
وكمَا قَد عَهِدْتَني
أنَا للوُدّ حَافِظُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَأسوَدَ ما فيهِ منَ الخَيرِ خَصلَة ٌ
وَأسوَدَ ما فيهِ منَ الخَيرِ خَصلَة ٌ
رقم القصيدة : 12295
-----------------------------------
وَأسوَدَ ما فيهِ منَ الخَيرِ خَصلَة ٌ
لهُ زَفرَة ٌ من شَرّهِ وَشُوَاظُ
خَلائِقُهُ وَالفِعْلُ وَالوَجهُ وَالقَفَا
قبائحُ سوءٍ كلها وغلاظُ
غرابٌ ولكنْ ليسَ يسترُ سوأة ً
وَكَلْبٌ ولكن ليسَ فيهِ حِفاظُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما لي أراكَ أضَعْتَني
ما لي أراكَ أضَعْتَني
رقم القصيدة : 12296
-----------------------------------
ما لي أراكَ أضَعْتَني
وَحَفِظتَ غَيرِي كلّ حفظِ
متهتكاً فإذا حضر
تُ تظلّ في نسكٍ ووعظِ
فظاً عليّ ولم تكنْ
يوماً على غيري بفظَّ
هذا وَحَقِّ الله مِنْ
نَكَدِ الزّمانِ وَسوءِ حظّي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سأُعرِضُ عَمّنْ رَاحَ عنيَ مُعْرِضاً
سأُعرِضُ عَمّنْ رَاحَ عنيَ مُعْرِضاً
رقم القصيدة : 12297
-----------------------------------
سأُعرِضُ عَمّنْ رَاحَ عنيَ مُعْرِضاً
وأعلنُ سلواني لهُ وأشيعهُ
وأحجزُ طرفي عنهُ وهوَ رسولهُ
وأحجبُ قلبي عنهُ وهوَ شفيعهُ
وَكَيفَ ترَى عَيني لمَنْ لا يرَى لهَا
ويحفظُ قلبي في الهوى من يضيعهُ
وأقسمتُ لا تجري دموعي على امرئٍ
إذا كانَ لا تجري عليّ دموعهُ
فلوْ خانَ طرفي ما حوتهُ جفونهُ
ولوْ خانَ قلبي ما حوتهُ ضلوعهُ
تكَلّفْتُ فيهِ شيمَة ً غَيرَ شيمَتي
فَساءَ صنيعي حينَ ساءَ صَنيعُهُ(5/477)
وَأصْبَحتُ لا صَبّاً كَثيراً ولُوعُهُ
وأمسيتُ لا مضنى ً قليلاً هجوعهُ
بمَنْ يَثِقُ الإنْسانُ فيمَا يَنُوبُهُ
لعمركَ مطلوبٌ يعزّ وقوعهُ
أأعظَمُ مِنْ قَلبي عليّ مَعَزّة ً
وَإنّيَ في هذا الهَوَى لصَرِيعُهُ
وأكرَمُ من عَيني عليّ وإنّهَا
لتُظْهِرُ سِرّي للعِدى وَتُذيعُهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تكلمني بالأرمنية ِ جارتي
تكلمني بالأرمنية ِ جارتي
رقم القصيدة : 12298
-----------------------------------
تكلمني بالأرمنية ِ جارتي
أيا جارتي ما الأرمنية ُ من طبعي
ويا جارتي لم آتِ بيتكِ رغبة ً
وَلا أنْتِ مَنْ يُرْجى لضَرٍّ وَلا نَفعِ
دعاني إليكِ الليلُ والأينُ والسرى
فصادفتُ أمراً ضاقَ عن بعضه وسعي
كلامكِ والدولابُ والطبلُ والرحى
فلَمْ أدرِ ما أشكوهُ من ذلكَ الجَمعِ
كلامكِ فيهِ وحدهُ لي كفاية ٌ
كأنّ صخوراً منه تقذفُ في سمعي
لكِ اللهُ ما لاقيتِ يا عربيتي
وماذا الذي عوضتِ بالبانِ والجزعِ
سأدعو على الجردِ الجيادِ لأنها
سرتْ فأتتْ بي وادياً غيرَ ذي زرعِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رويدكَ قد أفنيتَ يا بينُ أدمعي
رويدكَ قد أفنيتَ يا بينُ أدمعي
رقم القصيدة : 12299
-----------------------------------
رويدكَ قد أفنيتَ يا بينُ أدمعي
وَحَسبُكَ قد أضْنَيتَ يا شوْقُ أضْلعي
إلى كَمْ أُقاسي فُرقَة ً بعدَ فُرْقَة ٍ
وَحتى متى يا بَينُ أنتَ مَعي مَعي
لقد ظَلَمَتْني وَاستَطالَتْ يَدُ النّوَى
وقد طَمِعتْ في جانبي كلَّ مَطمَعِ
فلا كانَ من قد عرَّفَ البَينَ موْضِعي
لقد كنتُ منهُ في جنابٍ ممنعِ
فيا راحلاً لم أدرِ كيفَ رحيلهُ
لِما رَاعَني مِن خَطبِهِ المُتَسَرّعِ
يلاطفني بالقولِ عندَ وداعهِ
ليُذْهبَ عني لَوْعَتي وَتَفَجّعي
وَلمّا قَضَى التّوْديعُ فينا قَضاءَهُ
رجعتُ ولكن لاتسل كيفَ مرجعي
فيَا عَينيَ العَبرَى عَليّ فأسْكبِي
ويا كبدي الحرى عليهمْ تقطعي
جَزَى الله ذاكَ الوَجهَ خَيرَ جَزائِهِ(5/478)
وَحَيّتْهُ عني الشّمسُ في كلّ مطلعِ
وَيا رَبِّ جَدّدْ كُلّما هَبّتِ الصَّبَا
سلامي على ذاكَ الحبيبِ المودعِ
قِفُوا بَعدَنَا تَلْقَوْا مَكانَ حَديثِنَا
لَهُ أرَجٌ كالعَنْبَرِ المُتَضَوِّعِ
فيعلقَ في أثوابكمْ من ترابهِ
شذا المسكِ مهما يغسلِ الثوبُ يسطعِ
أأحبابَنا لم أنسَكُمْ وَحَياتِكُمْ
وما كانَ عندي ودكم بمضيعِ
عَتَبْتُمْ فَلا وَالله ما خُنتُ عَهدَكم
وَما كنتُ في ذاكَ الوَدادِ بمُدّعي
وَقُلتُمْ علِمنا ما جَرَى منكَ كُلَّهُ
فَلا تَظلِمُوني ما جرَى غيرُ أدمُعي
كَما قُلتُمُ يَهنيكَ نَوْمُكَ بَعدَنَا
وَمِنْ أينَ نَوْمٌ للكئيبِ المُرَوَّعِ
إذا كنتُ يَقظاناً أراكُمْ وَأنْتُمُ
مقيمونَ في قلبي وطرفي ومسمعي
فما ليَ حتى أطلُبَ النّوْمَ في الهَوَى
أقولُ لعلّ الطيفَ يطرقُ مضجعي
ملأتمْ فؤادي في الهوى فهوَ مترعٌ
وَلا كانَ قلبٌ في الهوَى غيرَ مُترَعِ
ولمْ يَبقَ فيهِ موْضِعٌ لسواكُمُ
ومن ذا الذي يأوي إلى غيرِ موضعِ
لحَى الله قَلبي هكَذا هوَ لم يَزَلْ
يحنّ ويصبو لا يفيقُ ولا يعي
فلا عاذِلي يَنفَكّ عَنِّي إصْبَعاً
وقد وَقَعَتْ في رَزّة ِ الحُبّ إصْبَعي
لَئِنْ كانَ للعُشّاقِ قَلْبٌ مُصَرَّعٌ
فما كانَ فيهمْ مصرعٌ مثلُ مصرعي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وقائلة ٍ لما أردتُ وداعها :
وقائلة ٍ لما أردتُ وداعها :
رقم القصيدة : 12300
-----------------------------------
وقائلة ٍ لما أردتُ وداعها :
حبيبي أحقاً أنتَ بالبينِ فاجعي
فيا رَبّ لا يَصْدُقْ حَديثٌ سَمِعْتُهُ
لقد رَاعَ قَلبي ما جرَى في مَسامِعي
وَقامَتْ وَرَاءَ السّترِ تَبكي حَزينَة ً
وَقَد نَقَبَتْهُ بَيْنَنَا بالأصابِعِ
بكَتْ فأرَتْني لُؤلُؤاً مُتَنَاثِراً
هوى فالتقتهُ في فضولِ المقانعِ
فلَمّا رَأتْ أنّ الفِراقَ حَقيقَة ٌ
وأني عليهِ مكرهٌ غيرُ طائعِ
تبدتْ فلا واللهِ ما الشمسُ مثلها
إذا أشرَقَتْ أنوارُها في المَطالِعِ(5/479)
تُسَلّمُ باليُمْنى عَليّ إشارَة ً
وتمسحُ باليسرى مجاري المدامعِ
وما برحتْ تبكي وأبكي صبابة ً
إلى أنْ ترَكْنا الأرْضَ ذاتَ نقائعِ
ستُصْبِحُ تِلْكَ الأرْضُ من عَبراتِنا
كثيرَة َ خِصْبٍ رائقِ النّبتِ رائعِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأحْبابَنا بالرّغْمِ مني فِراقُكُمْ
أأحْبابَنا بالرّغْمِ مني فِراقُكُمْ
رقم القصيدة : 12301
-----------------------------------
أأحْبابَنا بالرّغْمِ مني فِراقُكُمْ
وَيا طولَ شَوْقي نحوَكمْ وَوَلوعي
أطَعتُ الهوَى بالكُرْهِ منيَ لا الرّضَا
وَلوْ خَيّرُوني كنتُ غيرَ مُطيعِ
حفظتُ لكم ما تعهدونَ من الهوى
وَلَستُ لسِرٍّ بَينَنَا بمُضِيعِ
فإنْ كنتمُ بعدي سلوتمْ فإنني
سلوتُ ولكنْ راحتي وهجوعي
سَلوا النّجمَ يخبرْكم بحاليَ في الدجى
وَلا تَسألُوا عَمّا تَجِنّ ضُلُوعي
قِفوا تَسمعوا من جانبِ الغورِ أنّتي
فقد أسمعتْ مَن كانَ غيرَ سَميعِ
وإنْ لاحَ برقٌ فهوَ نارُ صبابتي
وإنْ راحَ سيلٌ فهوَ ماءُ دموعي
وَذا العامَ قالوا أمرَعَ الغَوْرُ كلُّهُ
وَما كان لَوْلا دَمعَتي بمَريعِ
فيا قمري مذ غبتَ أوحشتَ ناظري
لعَلّكَ لَيلاً مُؤنِسِي بطُلُوعِ
وما أنا في العشاقِ أولَ هالكٍ
وأولَ صبًّ بالفراقِ صريعِ
وَإنْ كَتَبَ الله السّلامَة َ إنّني
إليكم وإنْ طالَ الزمانُ رجوعي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ
حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ
رقم القصيدة : 12302
-----------------------------------
حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ
فيا قمري قلْ لي متى أنتَ طالعُ
لقد فنيتْ روحي عليكَ صبابة ً
فَما أنتَ يا روحي العزيزَة َ صانِعُ
سُروريَ أنْ تَبقَى بخَيرٍ وَنِعْمَة ٍ
وإني من الدنيا بذلكَ قانعُ
فما الحبّ إنْ ضاعفتهُ لكَ باطلٌ
وَلا الدّمعُ إنْ أفنَيْتُهُ فيكَ ضائِعُ
وَغَيرُكَ إنْ وَافَى فَما أنا ناظِرٌ
إليهِ وَإنْ نادَى فما أنا سامِعُ(5/480)
كأني موسى حينَ ألقتهُ أمهُ
وَقد حَرِمتْ قِدْماً علَيْهِ المَراضِعُ
أظُنّ حَبيبي حالَ عَمّا عَهِدْتُهُ
وَإلاّ فَما عُذْرٌ عن الوَصْلِ مانِعُ
فقد راحَ غضباناً ولي ما رأيتهُ
ثلاثة ُ أيامٍ وذا اليومُ رابعُ
أرَى قَصْدَهُ أن يَقطَعَ الوَصْلَ بَينَنا
وَقد سَلّ سَيفَ اللّحظِ وَالسيفُ قاطعُ
وَإنّي على هَذا الجَفَاءِ لَصابِرٌ
لعلّ حبيبي بالرضى ليَ راجعُ
فإنْ تَتَفَضّلْ يا رَسُولي فقُلْ لَهُ
مُحبُّكَ في ضِيقٍ وحِلمُكَ وَاسِعُ
فو اللهِ ما ابتلتْ لقلبي غلة ٌ
ولا نشفتْ مني عليهِ المدامعُ
تذللتُ حتى رقّ لي قلبُ حاسدي
وَعادَ عَذولي في الهوَى وَهوَ شافعُ
فلا تنكروا مني خضوعاً عهدتمُ
فما أنا في شيءٍ سوى الحبّ خاضعُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكَ في فَضْلِكَ المَحَلُّ الرّفيعُ
لكَ في فَضْلِكَ المَحَلُّ الرّفيعُ
رقم القصيدة : 12303
-----------------------------------
لكَ في فَضْلِكَ المَحَلُّ الرّفيعُ
لا يُجارِيكَ في البَديعِ البَديعُ
أيّها المُتْحِفي بنَظْمٍ وَنَثرٍ
كلآلٍ قد زانَها التّرْصيعُ
أنتَ في الفضلِ قدوة ٌ وإمامٌ
فإذا قلتَ قولكَ المسموعُ
فأشرْ لي أو فادعني أوْ فمرني
أنا في الكلّ سامعٌ ومطيعُ
يا كثيرَ الجميلِ مثلكَ مولى ً
يشتريني جميلهُ ويبيعُ
فابسطِ العذرَ في الجوابِ فإني
مثلَ ما قد تقولُ لا أستطيعُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَأسوَدَ عارٍ أنحَلَ البردُ جسمَهُ
وَأسوَدَ عارٍ أنحَلَ البردُ جسمَهُ
رقم القصيدة : 12304
-----------------------------------
وَأسوَدَ عارٍ أنحَلَ البردُ جسمَهُ
وَما زال من أوْصَافه الحرْصُ والمنعُ
وأعجبُ شيءٍ أنهُ الدهرَ حارسٌ
وليسَ لهُ عينٌ وليسَ له سمعُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أمَا آنَ للبَدْرِ المُنيرِ طُلُوعُ
أمَا آنَ للبَدْرِ المُنيرِ طُلُوعُ
رقم القصيدة : 12305
-----------------------------------(5/481)
أمَا آنَ للبَدْرِ المُنيرِ طُلُوعُ
فتشرقَ أوطانٌ لهُ وربوعُ
فَيا غائِباً ما غابَ إلاّ بوَجهِهِ
وَلي أبَداً شَوْقٌ له وَوَلوعُ
سأشكرُ حباً زانَ فيكَ عبادتي
وإنْ كانَ فيهِ ذلة ٌ وخضوعُ
أصلي وعندي للصبابة ِ رقة ٌ
فكلّ صَلاتي في هوَاكَ خُشوعُ
أأحبابَنا هلْ ذلكَ العَيشُ عائِدٌ
كمَا كانَ إذ أنتُمْ ونحنُ جَميعُ
وَقلتمْ رَبيعٌ مَوْعِدُ الوَصْلِ بَيْنَنا
فهذا ربيعٌ قد مضى وربيعُ
لقد فنيتْ يا هاجرونَ رسائلي
وملّ رسولٌ بيننا وشفيعُ
فلا تقرعوا بالعتبِ قلبي فإنهُ
وحقكمُ مثلُ الزجاجِ صديعُ
سأبكي وَإن تنزِفْ دموعي عليكُمُ
بكيتُ بشعرٍ رقّ فهوَ دموعُ
وَما ضَاعَ شِعري فيكُمُ حينَ قُلتُهُ
بلَى وَأبيكُمْ ضاعَ فهوَ يَضُوعُ
أُحبّ البديعَ الحسنِ معنًى وَصورَة ً
وشعري في ذاكَ البديعِ بديعُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أمُذكّرِي عَهدَ الصِّبَا
أمُذكّرِي عَهدَ الصِّبَا
رقم القصيدة : 12306
-----------------------------------
أمُذكّرِي عَهدَ الصِّبَا
بَعدَ الإنَابَة ِ وَالرّجوعِ
أذكرتني أشياءَ منْ
زَمَنٍ تَرَكتُ بها وَلوعي
أشياءَ ذُقتُ لفَقدِها
ألَمَ الفِطامِ على الرّضيعِ
نسجتْ عليها العنكبو
تُ وغودرتْ بينَ الضلوعِ
وإذا تقاضيتَ الجوا
بَ فخذ جوابك من دموعي
ذهبَ الجديدُ منَ الشبا
بِ فكَيفَ ظَنُّكَ بالخَليعِ
وودتُ لو دامَ الخليـ
ـعُ فَهَلْ إلَيْهِ مِنْ شَفيعِ
ولكمْ طربتُ إلى الربيـ
ـعِ بفتية ٍ مثلِ الربيعِ
وَفَضَحْتُ أزْهارَ الرّيا
ضِ بحُسنِ أزْهارِ البَديعِ
وَسَهِرْتُ في لَيلِ الصبَا
سَهَراً ألَذّ منَ الهِجوعِ
وطرقتُ خدرَ الكاعبِ الـ
ـحسناءِ والخودِ الشموعِ
وَسَفَرْتُ للمَلِكِ العَظيـ
ـمِ الشأنِ والقدرِ الرفيعِ
وشَرِكْتُهُ في الأمْرِ يَنْـ
ـفُذ في الشّرِيفِ وَفي الوَضيعِ
وَبَلَغَتُ ذاكَ وَلم أكنْ
فيهِ لحَق بالمُضيعِ
ثمّ ارعويتُ وصرتُ في
حدّ السكينة ِ والخشوعِ
فَزَهِدْتُ في هَذا وَذا(5/482)
فقلِ السلامُ على الجميعِ
فإليكَ عني يا نديـ
ـمُ فَما صَنيعُكَ من صَنيعي
ما أنتَ منْ ذاكَ الطرا
زِ وَلا منَ البَزّ الرّفيعِ
أتُرِيدُ بَعدَ الشّيبِ مِـ
ـني صَبوَة َ النّاشِي الخَليعِ
لا لا وَحَق الله مَا
أنا بالسميعِ ولا المطيعِ
إن كنتَ ترجعُ أنتَ بعْ
ـدَ الشيبِ فايأس من رجوعي
كيفَ الرّجوعُ وَقد رَأيْـ
ـتُ الرّيحَ تَلعبُ بالزّرُوعِ
عارٌ رجوعكَ بعدَ ما
عايَنتَ حيطانَ الرّبُوعِ
وَحَلَلْتَ في ظِلّ الجَنَا
بِ الرحبِ والحرزِ المنيعِ
واعلمْ أخيّ بأنهُ
لا بالسّجودِ وَلا الرّكوعِ
فهُناكَ كَمْ كَرَمٍ وكَمْ
لطفٍ وكم برَ مريعِ
إحسِبْ حِسابَكَ في الذي
تنويهِ منْ قبلِ الشروعِ
واجعلْ حديثكَ في النزو
ل مقدماً قبلَ الطلوعِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مائِدَة ٌ مُنَوَّعَهْ
مائِدَة ٌ مُنَوَّعَهْ
رقم القصيدة : 12307
-----------------------------------
مائِدَة ٌ مُنَوَّعَهْ
وقهوة ٌ مشعشعهْ
وسادة ٌ تراضعوا
كأسَ الودادِ مترعهْ
ولا يزيدونَ على
ثلاثة ٍ أوْ أربعهْ
وَاليَوْمُ يَوْمٌ لم يَزَلْ
يومَ سكونٍ ودعهْ
فيا أخي كنْ عندَنَا
بَعدَ صَلاة ِ الجُمُعَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا رَاحِلاً لم يُبْقِ لي
يا رَاحِلاً لم يُبْقِ لي
رقم القصيدة : 12308
-----------------------------------
يا رَاحِلاً لم يُبْقِ لي
من بعدهِ بالعيشِ نفعا
ضاقتْ عليّ الأرضُ فيـ
ـكَ وَضِقتُ بالهجرانِ ذَرْعا
وَرَعَيتُ فيكَ النّجمَ يا
من كانَ يحفظني ويرعى
أبكيكَ بالشّعرِ الذي
قد رَقّ حتى صارَ دَمْعَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مُغرَماً بالسُّمْرِ مَا
يا مُغرَماً بالسُّمْرِ مَا
رقم القصيدة : 12309
-----------------------------------
يا مُغرَماً بالسُّمْرِ مَا
أنا فيهِمُ لكَ مُتّبِعْ
لكِنْ على حُبّ الحِسا
نِ البيضِ قلبي قد طُبعْ
الحقُّ أبيضُ أبلجٌ
وَالحَقّ أوْلى ما اتُّبعْ(5/483)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وحياتكمْ ما زلتُ مذْ فارقتكمْ
وحياتكمْ ما زلتُ مذْ فارقتكمْ
رقم القصيدة : 12310
-----------------------------------
وحياتكمْ ما زلتُ مذْ فارقتكمْ
مترقباً أخباركمْ متطلعا
منوا بها كرماً عليّ فإنها
من أعظَمِ الأشياءِ عندي مَوْقِعَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أرْسَلْتُهُ في حاجَة ٍ
أرْسَلْتُهُ في حاجَة ٍ
رقم القصيدة : 12311
-----------------------------------
أرْسَلْتُهُ في حاجَة ٍ
كالماءِ هينة ِ المساغِ
فحُرِمتُ حُسْنَ قَضائِها
إذْ لم يكُن حَسَنَ البَلاغِ
كالخَمرِ يُرْسَلُ للفُؤا
دِ بهَا فتَصْعَدُ للدّماغِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ليَ إلْفٌ أيُّ إلْفِ
ليَ إلْفٌ أيُّ إلْفِ
رقم القصيدة : 12312
-----------------------------------
ليَ إلْفٌ أيُّ إلْفِ
هوَ روحي وهوَ حتفي
غابَ عَنْ طَرْفي وقَد كُنـ
ـتُ أراهُ مثلَ طَرْفي
قَبِّلي يا رِيحُ عَـ
ـنّي راحَتَيْهِ ألْفَ ألْفِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا غائباً أهدى محا
يا غائباً أهدى محا
رقم القصيدة : 12313
-----------------------------------
يا غائباً أهدى محا
سنهُ إليّ وظرفهُ
وَرَدَ الكِتابُ مُضَمِّناً
ما لستُ أحسنُ وصفهُ
فحبا بكلّ مسرة ٍ
قلبَ المحبّ وطرفهُ
وَلَثَمْتُ إكْراماً لَهُ
وَجهَ الرّسولِ وكَفّهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تائهٌ ما أصلفهْ
تائهٌ ما أصلفهْ
رقم القصيدة : 12314
-----------------------------------
تائهٌ ما أصلفهْ
ويحَ صبًّ ألفهْ
كادَ أنْ يتلفهُ
لَيتَهُ لَوْ أتْلَفَهْ
أيُّ روضٍ زاهرٍ
لم أصِلْ أنْ أقطُفَهْ
وَقَضِيبٍ نَاعِمٍ
لم أُطِقْ أنْ أعْطِفَهْ
أخْلَفَ الوَعْدَ وَمَا
خلتهُ أن يخلفهْ
بَيْنَنَا مَعْرِفَة ٌ
يا لها منْ معرفهْ
أشبَهَ البَدْرَ وَحَا
كاهُ إلاّ كَلَفَهْ
يستعيرُ الغصنُ إنْ
ماسَ منهُ هَيَفَهْ
فَوْقَ خَدّيْهِ لَنَا
وردة ٌ فوقَ الصفهْ(5/484)
قويتْ بهجتها
وَتُسَمّى مُضْعَفَهْ
فاتِرُ الألحاظِ وَهْـ
ـيَ سُيُوفٌ مُرْهَفَهْ
أنا منها مدنفٌ
وَهْيَ مني مُدْنَفَهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أغصنَ النقا لولا القوامُ المهفهفُ
أغصنَ النقا لولا القوامُ المهفهفُ
رقم القصيدة : 12315
-----------------------------------
أغصنَ النقا لولا القوامُ المهفهفُ
لمَا كانَ يَهواكَ المُعَنّى المُعَنَّفُ
ويا ظَبيُ لَوْلا أنّ فيكَ مَحاسِناً
حكَينَ الذي أهوَى لمَا كنتَ تُوصَفُ
كلِفْتُ بغُصْنٍ وَهْوَ غُصْنٌ مُمَنطَقٌ
وهمتُ بظبيٍ وهوَ ظبيٌ مشنفُ
ومما دهاني أنهُ من حيائهِ
أقولُ كليلٌ طرفهُ وهوَ مرهفُ
وذلكَ أيْضاً مثلُ بُستانِ خَدّهِ
به الوردُ يسمى مضعفاً وهوَ مضعفُ
فيا ظبيُ مثلُ هلاّ كانَ فيكَ التفاتة ٌ
ويا غُصْنُ هَلاّ كانَ فيكَ تعَطُّفُ
ويا حرمَ الحسنِ الذي هوَ آمنٌ
وألبابنا من حولهِ تتخطفُ
عسَى عَطفَة ٌ للوَصْلِ يا واوَ صُدغِهِ
عليّ فإنّي أعرِفُ الواوَ تَعْطِفُ
أأحْبابَنا أمّا غَراميَ بَعْدَكُمْ
فقد زادَ عما تعرفونَ وأعرفُ
أطلتمْ عذابي في الهوى فتعطفوا
على كَلِفٍ في حُبِّكم يَتَكَلَّفُ
وواللهِ ما فارقتكمْ عن ملامة ٍ
وجهدي لكمْ أني أقولُ وأحلفُ
ولكنْ دعاني للعلاءِ بن جلدكٍ
تَشَوّقُ قَلْبٍ قادَني وتَشَوّفُ
إلى سَيّدٍ أخْلاقُهُ وَصِفَاتُهُ
تؤدبُ منْ يثني عليهِ وتطرفُ
أرَقُّ مِنَ المَاءِ الزّلالِ شَمائِلاً
وأصفى من الخمرِ السلافِ وألطفُ
مناقبُ شتى لوْ تكونُ لحاجبٍ
لما ذكرتْ يوماً لهُ القوسَ خندفُ
غدا منْ مداها حاتمٌ وهوَ حاتمٌ
وأصبحَ عنها أحنفٌ وهوَ أحنفُ
أتَتكَ القَوَافي وَهيَ تُحسَبُ رَوْضَة ً
لما ضمنتهُ وهوَ قولٌ مزخرفُ
ولوْ قصدتْ بالذمّ شانيكَ لاغتدى
وحاشاكَ منهُ قلبهُ يتنطفُ
وقلدَ عاراً وهوَ درٌّ منظمٌ
وَأُلبِسَ حُزْناً وَهوَ بُرْدٌ مُفَوَّفُ
ويصلى جحيماً وهيَ في الحسنِ جنة ٌ
ويسقى دهاقاً وهيَ صهباءُ قرقفُ(5/485)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لحاظكَ أمضَى منَ المُرْهَفِ
لحاظكَ أمضَى منَ المُرْهَفِ
رقم القصيدة : 12316
-----------------------------------
لحاظكَ أمضَى منَ المُرْهَفِ
وريقكَ أحلى منَ القرقفِ
وَمنْ سَيفِ لَحظِكَ لا أتّقي
وَمن خَمرِ رِيقِكَ لا أكْتَفي
أُقاسي المَنُونَ لنَيلِ المُنى
وَيا لَيتَ هَذا بهَذا يَفي
زها وردُ خديكَ لكنهُ
بغيرِ النواظرِ لم يقطفِ
وقدْ زعموا أنهُ مضعفٌ
وما علموا أنهُ مضعفي
مَلَكْتَ فَهَل ليَ مِنْ مُعْتِقٍ
وَجُرْتَ فهَل ليَ مِنْ مُنصِفِ
مددتُ إليكَ يدي سائلاً
أُعيذُكَ في الحُبّ مِنْ مَوْقِفي
لقد طابَ لي فيكَ هذا الغَر
امُ وَإنْ صَحّ ليَ أنّهُ مُتْلِفي
وَعَهديَ عَهدي لذاكَ الوَفَا
سواءٌ وفيتَ وإنْ لم تفِ
وحقَّ حياتكَ إني امرؤٌ
بغيرِ حياتكَ لم أحلفِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا
أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا
رقم القصيدة : 12317
-----------------------------------
أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا
لقدْ كنتُ دائماً أتخوفُ
هبوا لي قلباً إنْ رحلتمْ أطاعني
فإنّي بقَلبي ذلِكَ اليَوْمَ أعرَفُ
ويا لَيتَ عَيني تَعرِفُ النّوْمَ بَعدَكم
عَسَاهَا بطَيفٍ منكُمُ تَتَألّفُ
قِفُوا زَوّدوني إن مَنَنتُمْ بنَظرَة ٍ
تُعَلّلُ قَلْباً كادَ بالبَينِ يَتْلَفُ
تعالوا بنا نسرقْ من العمرِ ساعة ً
فنجني ثمارَ الوصلِ فيها ونقطفُ
وإنْ كنتمُ تلقونَ في ذاكَ كلفة ً
دعوني أمتْ وجداً ولا تتكلفوا
أأحبابَنَا إنّي على القُرْبِ وَالنّوَى
أحِنّ إلَيكُمْ حيثُ كُنتُمْ وَأعطِفُ
وَطَرْفي إلى أوْطانِكُمْ مُتَلَفّتٌ
وقلبي على أيامكمْ متأسفُ
وَكَمْ لَيلَة ٍ بِتْنَا على غيرِ رِيبَة ٍ
يحفّ بنا فيها التقى والتعففُ
تركنا الهوى لما خلونا بمعزلٍ
وَباتَ عَلَينا للصّبابَة ِ مُشرِفُ
ظفرنا بما نهوى منَ الأنسِ وحده
ولسنا إلى ما خلفهُ نتطرفُ(5/486)
سَلوا الدّارَ عَمّا يَزْعَمُ النّاسُ بَينَنا
لقَد عَلِمَتْ أنّي أعَفُّ وَأظرَفُ
وهلْ آنستْ من وصلنا ما يشيننا
وَيُنكِرُهُ منّا العَفافُ وَيأنَفُ
سوى خصلة ٍ نستغفرُ اللهَ إننا
ليحلو لنا ذاكَ الحديثُ المزخرفُ
حديثٌ تخالُ الدوحَ عند سماعهِ
لما هزّ منْ أعطافهِ يتقصفُ
لحَى الله قَلباً باتَ خِلْواً منَ الهوَى
وعيناً على ذكرِ الهوى ليسَ تذرفُ
وإني لأهوى كلّ من قيلَ عاشقٌ
ويَزْدادُ في عَيني جَلالاً ويَشرُفُ
وما للعشقُ في الإنسانِ إلاّ فضيلة ٌ
تدمثُ منْ أخلاقهِ وتلطفُ
يُعَظّمُ مَنْ يَهوَى وَيَطلُبُ قرْبَه
فتَكْثُرُ آدابٌ لَهُ وَتَظَرَّفُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حبيبي ما هذا الجفاءُ الذي أرى
حبيبي ما هذا الجفاءُ الذي أرى
رقم القصيدة : 12318
-----------------------------------
حبيبي ما هذا الجفاءُ الذي أرى
وَأينَ التّغاضي بَيْنَنا وَالتّعَطّفُ
لَكَ اليَوْمَ أمْرٌ لا أشُكّ يُريبُني
فما وَجهُكَ الوَجهَ الذي كنتُ أعرِفُ
لقد نقلَ الواشونَ عني باطلاً
وملتَ لما قالوا فزادوا وأسرفوا
كأنّكَ قد صَدَّقتَ فيّ حَديثَهُمْ
وحاشاكَ من هذا وخلقكَ أشرفُ
وقد كانَ قوْلُ النّاسِ في الناس قبلَنا
ففندَ يعقوبٌ وسرق يوسفُ
بعيشكَ قلْ لي ما الذي قد سمعتهُ
فإنكَ تدري ما تقولُ وتنصفُ
فإنْ كانَ قولاً صحّ أني قلتهُ
فلِلْقَوْلِ تأوِيلٌ وَللقَوْلِ مَصرَفُ
وهبْ أنه قولٌ منَ الله منزلٌ
فقد بدّل التوراة َ قومٌ وحرفوا
وها أنا والواشي وأنتَ جميعنا
يكونُ لَنا يَوْمٌ عَظيمٌ وَمَوْقِفُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تَعَشّقتُها مثلَ الغَزَالِ الذي رَنَا
تَعَشّقتُها مثلَ الغَزَالِ الذي رَنَا
رقم القصيدة : 12319
-----------------------------------
تَعَشّقتُها مثلَ الغَزَالِ الذي رَنَا
لهَا مُقْلَة ٌ نَجْلا وَأجْفانُها وُطْفُ
إذا حسدوها الحسنَ قالوا لطيفة ٌ
لقد صدقوا، فيها اللطافة ُ والظرفُ(5/487)
وَلم يَجحدوهَا مَا لهَا مِنْ مَلاحَة ٍ
لعلمهمُ ما في ملاحتها خلفُ
بديعَة ُ حُسنٍ رَقّ مِنها شَمائِلٌ
وَرَاقَتْ إلى أن كادَ يَشرَبُها الطّرْفُ
فلا الخُلقُ منها لا وَلا الخَلقُ جافِياً
وحاشا لهاتيكَ الشمائلِ أن تجفو
وما ضَرّها أنْ لا تَكونَ طَويلَة ً
إذا كانَ فيها كلُّ ما يطلبُ الإلفُ
وَإنّي لمَشْغُوفٌ بكُلّ مَليحَة ٍ
ويعجبني الخصرُ المخصرُ والردفُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عشقتهُ أهيفَ قدْ
عشقتهُ أهيفَ قدْ
رقم القصيدة : 12320
-----------------------------------
عشقتهُ أهيفَ قدْ
تَيّمَ قَلبي هَيَفُهْ
أحسَنُ خَلْقِ الله ما
يُنصِفُهُ مَنْ يَصِفُهْ
بوَجهِهِ حُسنٌ يَزِيـ
ـدُ كلّ يومٍ زخرفهْ
تنكرُ منه اليومَ حسـ
ناً كنتَ أمسِ تعرفهْ
يا حبذا مرشفهُ
وَأينَ مني مَرْشَفُهْ
فَمٌ كأنّ الشّهدَ قدْ
خالطَ منهُ قرقفهْ
قد ضاقَ حتى إنهُ
تخرجُ واواً ألفهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيها النفسُ الشريفهْ
أيها النفسُ الشريفهْ
رقم القصيدة : 12321
-----------------------------------
أيها النفسُ الشريفهْ
إنما دنياكِ جيفهْ
لا أرى جارحة ً قدْ
مُلِئَتْ منها نَظيفَهْ
فاقْنَعي بالبُلغَة ِ النّزْ
رة ِ منها والطفيفهْ
وعقولُ الناسِ في رغـ
ـبتهمْ فيها سخيفهْ
آهِ ما أسعَدَ مَن كا
رتُهُ فيهَا خَفيفَهْ
أيها الظالمُ ما تر
فُقُ بالنّفسِ الضّعيفَهْ
أيّها المُسرِفُ أكْثَرْ
تَ أباريزَ الوَظيفَهْ
أيّها الغافِلُ ما تُبْـ
ـصرُ عنوانَ الصحيفهْ
أيّها المَغرُورُ لا تَفْـ
ـرحْ بتوسيعِ القطيفهْ
أيها المسكين هَبْ أنّـ
ـكَ في الدنيا خليفهْ
هل يردّ الموتَ سلطا
نكَ والدنيا الكثيفهْ
تتركُ الكلّ ولا تمـ
ـلكُ بعدَ الموتِ صوفهْ
كيفَ لا تهتمّ بالعد
ة ِ وَالطّرْقُ مُخيفَهْ
حصلِ الزادَ وإلاّ
ليسَ بعدَ اليومِ كوفهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عَزَلُوهُ لمّا خانَهُمْ
عَزَلُوهُ لمّا خانَهُمْ(5/488)
رقم القصيدة : 12322
-----------------------------------
عَزَلُوهُ لمّا خانَهُمْ
فَغَدا كَئيباً مُدْنَفَا
ويقولُ لم أحزنْ لذا
كَ ولم أكنْ متأسفا
قلنا كذبتَ لقدْ حزنـ
ـتَ وقد خزيتَ مصحفا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> طريقتكَ المثلى أجلُّ وأشرفُ
طريقتكَ المثلى أجلُّ وأشرفُ
رقم القصيدة : 12323
-----------------------------------
طريقتكَ المثلى أجلُّ وأشرفُ
وسيرتكَ البحسنى أبرُّ وأرأفُ
وَأعرِفُ منكَ الجُودَ وَالحِلمَ وَالتّقى
وأنتَ لعمري فوقَ ما أنا أعرفُ
وواللهِ إني في ولائكَ مخلصٌ
وواللهِ ما أحتاجُ أني أحلفُ
أجلكَ أنْ أنهي إليكَ شكايتي
فها أنا فيها مقدمٌ متوقفُ
وَلي منكَ جُودٌ رامَ غيرُكَ نَقصَهُ
وحاشا لجودٍ منكَ بالنقصِ يوصفُ
ومُذ كُنتُ لم أرْضَ النّقيصَة َ شيمَتي
ومِثلُكَ مَنْ يَأبَى لمِثلي وَيأنَفُ
فإنْ تعفني منها تكنْ لي حرمة ٌ
أكونُ على غيري بها أتشرفُ
وَلَوْلا أُمورٌ لَيسَ يَحسُنُ ذِكْرُها
لكُنتُ عنِ الشّكوَى أصُدّ وَأصْدِفُ
لأني أدري أنّ منكَ جانباً
سيسعدني طولَ الزمانِ ويسعفُ
تُبَشّرُني الآمالُ منكَ بنَظرَة ٍ
تزفّ لي الدنيا بها وتزخرفُ
ولَيسَ بَعيداً من أياديكَ أنّهَا
تجددُ عزاً كنتُ فيهِ وتضعفُ
إذا كنتَ لي فالمالُ أهونُ ذاهبٍ
يعوضهُ الإحسانُ منكَ ويخلفُ
ولا أبتغي إلاّ إقامة َ حرمتي
وَلَسْتُ لشيءٍ غَيرِها أتَأسّفُ
ونَفْسِي بحَمدِ الله نَفْسٌ أبِيّة ٌ
فَها هيَ لا تَهْفُو وَلا تَتَلَهّفُ
وَأشرَفُ ما تَبْنيهِ مَجدٌ وَسُؤدَدٌ
وأزينُ ما تقنيهِ سيفٌ ومصحفُ
وَلَكِنّ أطْفالاً صِغاراً وَنِسوَة ً
وَلا أحَدٌ غَيرِي بهمْ يَتَلَطّفُ
أغارُ إذا هبّ النسيمُ عليهمُ
وقلبي لهمْ من رحمة ٍ يترجفُ
سُرُورِيَ أنْ يَبدو عَلَيهِمْ تَنَعّمٌ
وحزني أنْ يبدو عليهمْ تقشفُ
ذَخَرْتُ لَهُمْ لُطْفَ الإلَهِ وَيُوسُفاً
وواللهِ لاضاعوا ويوسفُ يوسفُ
أُكَلّفُ شِعري حينَ أشكُو مَشَقّة ً(5/489)
كأنّي أدْعُوهُ لِمَا لَيسَ يُؤلَفُ
وقد كانَ معنياً بكلّ تغزلٍ
تهيمُ بهِ الألبابُ حسناً وتشغفُ
يَلُوحُ عَليْهِ في التّغَزّلِ رَوْنَقٌ
وَيَظهَرُ في الشّكوَى عليهِ تكَلّفُ
وما زالَ شِعري فيهِ للرّوحِ راحَة ٌ
وللقلبِ مسلاة ٌ وللهمّ مصرفُ
يناغيكَ فيهِ الظبيُ والظبيُ أحورٌ
وَيُلهيكَ فيهِ الغُصْنُ والغصنُ أهيَفُ
نَعَمْ كُنتُ أشكو فَرطَ وَجدٍ وَلَوعَة ٍ
بكلّ مَليحٍ في الهوَى ليسَ يُنصِفُ
وَلي فيهِ إمّا وَاصِلٌ مُتَدَلّلٌ
عَليّ وَإمّا هاجِرٌ مُتَصَلِّفُ
شكَوْتُ وَما الشكوى إلَيكَ مَذَلّة ٌ
وإنْ كنتُ فيها دائماً أتأنفُ
إلَيكَ صَلاحَ الدّينِ أنهَيتُ قِصّتي
وَرَأيُكَ يا مَوْلايَ أعلى وَأشرَفُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا مُحييَ مُهجَتي وَيا مُتْلِفَها
يا مُحييَ مُهجَتي وَيا مُتْلِفَها
رقم القصيدة : 12324
-----------------------------------
يا مُحييَ مُهجَتي وَيا مُتْلِفَها
شكوَى كلَفي عَساكَ أن تكشِفَهَا
عينٌ نَظَرَتْ إليكَ ما أشرَفَهَا
روحٌ عرفتْ هوالك ما ألطفها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دخلتُ مصرَ غنياً
دخلتُ مصرَ غنياً
رقم القصيدة : 12325
-----------------------------------
دخلتُ مصرَ غنياً
وَلَيسَ حالي بخَافِ
عشرونَ حملَ حريرٍ
وَمِثلُ ذاكَ نَصافي
وجملَة ٌ مِن لآلٍ
وَجَوْهَرٍ شَفّافِ
وَلي مَماليكُ تُركٌ
مِنَ المِلاحِ النّظافِ
فَرُحْتُ أبسُطُ كَفّي
وبالجزيلِ أكافي
وصِرْتُ أجمَعُ شَملي
بسالِفٍ وَسُلافِ
وَلا أزالُ أُواخي
وَلا أزالُ أُصافي
وصارَ لي حرفاءٌ
كانُوا تَمامَ حِرافي
وكلَّ يَوْمٍ خِوانٌ
منَ الجدا والخرافِ
فبِعْتُ كلّ ثَمينٍ
معي منَ الأصْنافِ
وَاستَهْلَكَ البَيعُ حتى
طَرّاحَتي وَلِحافي
صرَفْتُ ذاكَ جَميعاً
بمصرَ قبلَ انصرافي
وصِرْتُ فيها فَقِيراً
من ثروتي وعفافي
وذا خروجيَ منها
جوعانَ عُرْيانَ حافي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> التحى الأمردُ الذي(5/490)
التحى الأمردُ الذي
رقم القصيدة : 12326
-----------------------------------
التحى الأمردُ الذي
كانَ في التّيهِ مُسرِفَا
حسناً كانَ وجههُ
وسريعاً تصحفا
سرّ واللهِ ناظري
ما رَأى فيهِ وَاشتَفَى
شكرَ اللهُ لحية ً
صَيّرَتْ وَجهَهُ قَفَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فِراقِكُمْ
تضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فِراقِكُمْ
رقم القصيدة : 12327
-----------------------------------
تضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فِراقِكُمْ
وأيُّ مكانٍ لا يضيقُ بخائفِ
وما أسفي إلاّ على القربِ منكمُ
وَلَستُ على شيءٍ سِواهُ بآسِفِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَعَدَ الزّيارَة َ طَرْفُهُ المُتَمَلِّقُ
وَعَدَ الزّيارَة َ طَرْفُهُ المُتَمَلِّقُ
رقم القصيدة : 12328
-----------------------------------
وَعَدَ الزّيارَة َ طَرْفُهُ المُتَمَلِّقُ
وتلافُ قلبي من جفونٍ تنطقُ
إنّي لأهْوَى الحُسنَ حيثُ وَجَدتُه
وَأهيمُ بالقَدّ الرّشيقِ وَأعشَقُ
وَبَلِيَّتي كَفَلٌ عَلَيهِ ذُؤابَة ٌ
مثلُ الكثيبِ عليهِ صلٌّ مطرقُ
يا عاذلي أنا منْ سمعتَ حديثهُ
فعَساكَ تَحنُو أوْ لَعَلّكَ تَرْفُقُ
لوْ كنتَ منا حيثُ تسمعُ أوْ ترى
لرأيتَ ثوبَ الصبرِ كيفَ يمزقُ
ورأيتَ ألطفَ عاشقينِ تشاكيا
وعجبتَ ممنْ لا يحبّ ويعشقُ
أيسومني العذالُ عنهُ تصبراً
وحياتهِ قلبي أرقّ وأشفقُ
إنْ عنفوا أوْ خوفوا أو سوفوا
لا أنثني لا أنتهي لا أفرقُ
أبداً أزيدُ معَ الوصالِ تلهفاً
كالعِقدِ في جِيدِ المَليحَة ِ يَقلَقُ
ويَزيدُني تَلَفاً فأذكُرُ فِعْلَهُ
كالمسكِ تستحقهُ الأكفُّ فيعبقُ
يا قاتلي إني عليكَ لمشفقٌ
يا هاجري إني إليكَ لشيقُ
وَأذاعَ أنّي قد سَلَوْتُكَ مَعشَرٌ
يا رَبِّ لا عاشُوا لذاكَ وَلا بَقُوا
ما أطْمَعَ العُذّالَ إلاّ أنّني
خوفاً عليكَ إليهمُ أتملقُ
وَإذا وَعدتُ الطّرْفَ فيك بهَجعَة ٍ
فاشهَدْ عليّ بأنّني لا أصْدُقُ(5/491)
فعلامَ قلبكَ ليسَ بالقلبِ الذي
قد كانَ لي منهُ المُحبُّ المُشفِقُ
وَأظُنّ خَدَّكَ شامِتاً بفِراقِنا
فلقدْ نظرتُ إليهِ وهوَ مخلقُ
ولقدْ سعيتُ إلى العلاءِ بهمة ٍ
تقضي لسعيي أنهُ لا يلحقُ
وسريتُ في ليلٍ كأنّ نجومهُ
من فرطِ غيرتها إليّ تحدقُ
حتى وَصَلتُ سُرَادِقَ الملكِ الذي
تَقِفُ المُلُوكُ ببابِهِ تَستَرْزِقُ
وَوَقَفتُ من مَلِكِ الزّمانِ بِمَوْقِفٍ
ألفيتُ قلبَ الدهرِ فيهِ يخفقُ
فإليكَ يا نجمَ السماءِ فإنني
قد لاحَ نَجمُ الدّينِ لي يَتَألّقُ
الصالحُ الملكُ الذي لزمانهِ
حسنٌ يتيهُ به الزمانُ ورونقُ
مَلِكٌ يُحَدّثُ عَنْ أبيهِ وَجَدّهِ
سندٌ لعمركَ في العلى لا يلحقُ
سَجَدَتْ لهُ حتى العُيُونُ مَهابَة ً
أوما تراها حينَ يقبلُ تطرقُ
رحبُ الجنابِ خصيبة ٌ أكنافهُ
فلَكَمْ سَديرٌ عندَها وَخَوَرْنَقُ
فالعيشُ إلاّ في ذراهُ منكدٌ
وَالرّزْقُ إلاّ من يَدَيهِ مُضَيَّقُ
يا عزَّ منْ أضحى إليهِ ينتمي
وَعُلُوَّ مَنْ أمسَى بهِ يَتَعَلّقُ
أقسمتُ ما الصنعُ الجميلُ تصنعٌ
فيهِ وَلا الخُلْقُ الكَريمُ تَخَلّقُ
يدعو الوفودَ لمالهِ فكأنما
يدعو عليهِ فشملهُ يتفرقُ
أبداً تحنّ إلى الطرادِ جيادهُ
فَلَها إلَيهِ تَشَوُّفٌ وتَشَوُّقُ
يُبدي لسَطوَتِهِ الخَميسُ تَطَرّباً
فالسُّمرُ تَرْقُصُ وَالسيوفُ تُصَفّقُ
في طَيّ لامَتِهِ هِزَبْرٌ باسِلٌ،
تحتَ العَريكَة ِ منه بَدرٌ مُشرِقُ
يروي القنا بدمِ الأعادي في الوغى
فلذاكَ تثمرُ بالرؤوسِ وتورقُ
يمضي فيقدمُ جيشهُ من هيبة ٍ
جيشٌ يغصّ بهِ الزّمانُ وَيَشرَقُ
ملأ القُلُوبَ مَهابة ً وَمحبّة ً
فالبأسُ يرهبُ والمكارمُ تعشقُ
ستجوبُ آفاقَ البلادِ جيادهُ
ويرى لهُ في كلّ فجٍ فيلقُ
لَبّيْكَ يا مَنْ لا مَرَدّ لأمْرِهِ
وإذا دعا العيوقَ لا يتعوقُ
لَبّيْكَ يا خَيرَ المُلوكِ بأسرِهمْ
وَأعَزَّ مَن تُحدَّى إليهِ الأيْنُقُ
لَبّيكَ ألْفاً أيّها المَلِكُ الذي(5/492)
جَمَعَ القُلوبَ نَوالُهُ المُتَفَرّقُ
وعَدَلْتَ حتى ما بها مُتَظَلّمٌ
وَأنَلْتَ حتى ما بها مُستَرْزِقُ
أنا مَن دعَوْتَ وَقد أجابك مُسرِعاً
هذا الثّناءُ لَهُ وهذا المَنطِقُ
ألفيتُ سوقاً للمكارمِ والعلى
فعَلِمتُ أنّ الفَضْلَ فيهِ يَنفُقُ
يا منْ إذا وعدَ المنى قصادهُ
قالتْ مواهبهُ يقولُ ويصدقُ
يا مَنْ رَفَضْتُ النّاسَ حينَ لَقيتُهُ
حتى ظننتُ بأنهمْ لم يخلقوا
قَيّدْتُ في مِصرٍ إلَيكَ رَكائِبي
غَيري يُغَرِّبُ تارَة ً وَيُشَرِّقُ
وَحَلَلتُ عندكَ إذ حَللتُ بمَعقِلٍ
يلقى لديهِ ماردٌ والأبلقُ
وتيقنَ الأقوامُ أني بعدها
أبداً إلى رتبِ العلى لا أسبقُ
فرُزِقْتُ ما لم يُرْزَقوا وَنَطَقْتُ ما
لم ينطقوا ولحقتُ ما لم يلحقوا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أتاني كتابٌ منكَ يحمِلُ أنْعُماً
أتاني كتابٌ منكَ يحمِلُ أنْعُماً
رقم القصيدة : 12329
-----------------------------------
أتاني كتابٌ منكَ يحمِلُ أنْعُماً
وما خلتُ أنّ البحرَ تحويهِ أوراقُ
وإنّي على ذاكَ الجَميلِ لَشاكِرٌ
وَإنّي إلى ذاكَ الجَمالِ لمُشتاقُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أخذتُ عليهِ بالمحبة ِ موثقا
أخذتُ عليهِ بالمحبة ِ موثقا
رقم القصيدة : 12330
-----------------------------------
أخذتُ عليهِ بالمحبة ِ موثقا
وما زالَ قَلبي من تجَنّيهِ مُشفِقَا
وقد كنتُ أرجو طَيفَهُ أن يُلِمّ بي
فأسهرني كيْ لا يلمّ ويطرقا
وَلي فيهِ قَلبٌ بالغَرامِ مُقَيَّدٌ
لَهُ خَبَرٌ يَرْويهِ دَمعيَ مُطلَقَا
كلِفتُ به أحوَى الجفونِ مُهفهَفاً
من الظبي أحلى أوْ من الغصن أرشقا
ومن فرْطِ وَجدي في لَماهُ وثَغرِهِ
أعللُ قلبي بالعذيبِ وبالنقا
كَذلِكَ لوْلا بارِقٌ مِن جَبينِهِ
لما شمتُ برقاً أوْ تذكرتُ أبرقا
ولي حاجة ٌ من وصلهِ غيرَ أنها
مُرَدَّدَة ٌ بَينَ الصّبابَة ِ وَالتّقَى
خَليليّ كُفّا عَنْ مَلامَة ِ مُغرَمٍ
تذكرَ أياماً مضتْ فتشوقا(5/493)
ولا تحسبا قلبي كما قلتما سلا
ولا تحسبا دمعي كما قلتما رقا
فما ازدادَ ذاكَ القلبُ إلاّ تمادياً
وما ازدادَ ذاكَ الدمعُ إلاّ تدفقا
إلى كَمْ أُرَجّي باخِلاً بوِصالِهِ
وحتى متى أخشَى القِلى وَالتّفَرّقَا
فحسبُ فؤادي لوعة ً وصبابة ً
وحسْبُ جُفُوني عَبرَة ً وتأرُّقَا
على أنها الأيامُ مهما تداولتْ
سرُورٌ تَقضّى أوْ جديدٌ تمَزّقَا
وَلَستَ ترَى خِلاًّ من الغَدرِ سالماً
ولا تنتقي يوماً صديقاً فيصدقا
إذا نلتَ منهُ الودَّ كانَ تكلفاً
وَإنْ نِلتَ منهُ البِشرَ كانَ تَمَلُّقَا
ومما دهاني حرفة ٌ أدبية ٌ
غدتْ دونَ إدراكِ المطالبِ خَندقَا
وإنْ شملتني نظرة ٌ صاحبية ٌ
فلَستُ أرَى يوْماً من الدّهرِ مُملِقَا
ووزيرٌ إذا ما شمتَ غرة َ وجههِ
فدَعْ لسِواكَ العارِضَ المُتألّقَا
ذَمَمْتُ السّحابَ الغُرّ يوْمَ نَوَالِه
وحقرَ عندي وبلها المتدفقا
وجدتُ جناباً فيهِ للمجدِ مرتقى
وفيهِ لذي الحاجاتِ والنُّجحِ مُلتقى
إذا قُلتَ عَبدَالله ثُمّ عَنَيْتَهُ
جَمَعتَ بهِ كلّ التّعاويذِ وَالرقَى
يَقيكَ منَ الأيّامِ كلَّ مُلِمّة ٍ
ويكفيكَ منْ أحداثها ما تطرقا
وكم لكَ فينا من كتابٍ مصنفٍ
تركتَ بهِ وجهَ الشريعة ِ مشرقا
عكفنا عليهِ نجتني من فنونه
فَعَلّمَنَا هذا الكلامَ المُؤنَّقَا
وَكم شاعرٍ وَافَى إليكَ بمَدحَة ٍ
فزَخْرَفَها ممّا أفَدْتَ ونَمّقَا
فإن حسُنتْ لفظاً فمن رَوضِك اجتنى
وإن عذبتْ شرباً فمن بحركَ استقى
فلا زلتَ ممدوحاً بكلّ مقالة ٍ
تُريكَ جَريراً عَبدَها وَالفرَزْدَقَا
وَما حسُنتْ عندي وحقِّك إذ غدتْ
هي التبرُ مسبوكاً أوِ الدرُّ منتقى
ولا إنْ جرتْ مجرى النسيم لطافة ً
ولا إن حكتْ زهرَ الرياضِ المعبقا
ولكنها حازتْ من اسمكَ أحرفاً
كستها جمالاً في النفوسِ ورونقا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأرحلُ منْ مصرٍ وطيبِ نعيمها
أأرحلُ منْ مصرٍ وطيبِ نعيمها
رقم القصيدة : 12331
-----------------------------------(5/494)
أأرحلُ منْ مصرٍ وطيبِ نعيمها
فأيّ مكانِ بعدها ليَ شائقُ
وَأترُكُ أوْطاناً ثَرَاها لناشِقٍ
هوَ الطّيبُ لا ما ضُمّنَتهُ المَفارِقُ
وكيفَ وقد أضحتْ من الحسن جنة ً
زرابيها مبثوثة ٌ والنمارقُ
بلادٌ تَرُوقُ العينَ وَالقلبَ بهْجَة ً
وتجمعُ ما يهوى تقيٌّ وفاسقُ
وإخوانَ صدقٍ يجمعُ الفضل شملهم
مَجالِسُهُمْ ممّا حَوَوْهُ حَدائِقُ
أسُكّانَ مصرٍ إن قضَى الله بالنّوَى
فثمّ عهودٌ بيننا ومواثقُ
فلا تذكروها للنسيمِ فإنهُ
لأمثالها من نفحة ِ الروضِ سارقُ
إلى كمْ جُفوني بالدّموعِ قريحَة ٌ
وحتّامَ قَلبي بالتّفَرّقِ خافِقُ
ففي كلّ يومٍ لي حنينٌ مجددٌ
وَفي كلّ أرْضٍ لي حَبيبٌ مُفارِقُ
ستأتي معَ الأيامِ أعظمُ فرقة ٍ
فَما ليَ أسْعَى نحوَها وَأُسابِقُ
وَمن خُلُقي أنّي ألُوفٌ وَأنّهُ
يَطولُ التِفاتي للذينَ أُفارِقُ
يحركُ وجدي في الأراكة ِ طائرٌ
ويبعثُ شجوي في الدجنة ِ بارقُ
وأقسمُ ما فارقتُ في الأرض منزلاً
ويذكرُ إلاّ والدموعُ سوابقُ
وعندي من الآداب في البعد مؤنسٌ
أفارِقُ أوْطاني وَلَيسَ يُفارِقُ
ولي صبوة ُ العشاقِ في الشعرِ وحده
وَأمّا سِواها فهيَ منيَ طالِقُ
كلامي الذي يَصبو له كلّ سامعٍ
وَيَهواهُ حتى في الخُدورِ العَوَاتِقُ
كَلامي غنيٌّ عن لحُونٍ تَزينُهُ
لهُ مَعبَدٌ مِنْ نَفسِهِ ومُخارِقُ
لكلّ امرىء ٍ منهُ نَصِيبٌ يخُصّهُ
يُلائِمُ ما في طَبعِهِ وَيُوافِقُ
تُغَنّي بهِ النّدمانُ وَهوَ فُكاهَة ٌ
وينشدهُ الصوفيّ وهوَ رقائقُ
بهِ يقتضي الحاجاتِ من هوَ طالبٌ
ويستعطفُ الأحبابَ من هوَ عاشقُ
وَإنّي على ما سارَ منهُ لَعاتِبٌ
أليسَ بهِ للبَينِ تُحدى الأيانِقُ
وَما قُلتُ أشعاري لأبغي بها النّدى
ولكنني في حلية ِ الفضلِ واثقُ
أأطلُبُ رَزقَ الله من عندِ غَيرِهِ
وَأسترْزِقُ الأقوَامَ وَالله رَازِقُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَعَلّ الله يَجْمَعُنا قَريباً
لَعَلّ الله يَجْمَعُنا قَريباً(5/495)
رقم القصيدة : 12332
-----------------------------------
لَعَلّ الله يَجْمَعُنا قَريباً
فنصبحَ في التئامٍ واتفاقِ
أُحَدّثكُم بأعجبِ ما جرَى لي
وأصعبِ ما لقيتُ من الفراقِ
وأشفي غلتي منكم إليكمْ
فإنّ الكُتبَ لا تَسَعُ اشتِياقي
خَبَأتُ لكُمْ حَديثاً في فؤادي
لأُتحِفَكُمْ بهِ عندَ التّلاقي
وأعتبكمْ على ما كانَ منكمْ
عتاباً ينقضي والودُّ باقي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مَوْلايَ قُلْ لي أينَ ما
مَوْلايَ قُلْ لي أينَ ما
رقم القصيدة : 12333
-----------------------------------
مَوْلايَ قُلْ لي أينَ ما
قد كانَ من عَهدٍ وَثِيقِ
حاشاكَ أنْ تنسى الذي
بيني وبينكَ من حقوقِ
ما مثلُ وَجهِكَ ذا الجَميـ
ـلِ يكونُ من أهلِ العقوقِ
يبدو فيشرقُ للعيو
نِ ضُحًى وَيُشرِقُني برِيقي
وزعمتَ أنكَ زائري
فتركتَ عيني للطريقِ
وَجَعَلْتَني أبْكي عَلَيْـ
ـكَ من الغُروبِ إلى الشّروقِ
لَوْ أنّ لي عَيناً تَنَا
مُ قَنِعتُ بالطّيفِ الطَّرُوقِ
سقياً لأيامِ الوصا
لِ وذلكَ العيشِ الأنيقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أفلستُ يا سيدي منَ الورقِ
أفلستُ يا سيدي منَ الورقِ
رقم القصيدة : 12334
-----------------------------------
أفلستُ يا سيدي منَ الورقِ
فابعثْ بدرجٍ كعرضك اليققِ
وَإنْ أتَى بالمِدادِ مُقترِناً
فمَرْحباً بالخُدودِ وَالحَدَقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ومن ظرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق وكسرها وكتب عليها: معاً. فسير إليه درجاً ويسير مداد و
ومن ظرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق وكسرها وكتب عليها: معاً. فسير إليه درجاً ويسير مداد و
رقم القصيدة : 12335
-----------------------------------
ومن ظرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق وكسرها وكتب عليها: معاً. فسير إليه درجاً ويسير مداد وكتب من بحره وقافيته:مولايَ سيّرتُ ما أمَرْتَ بهِ
وَهوَ يَسيرُ المِدادِ وَالوَرَقِ(5/496)
وعزّ عندي تسييرُ ذاكَ وقدْ
شَبّهتَهُ بالخُدودِ وَالحَدَقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وركبٍ كالنجومِ على نجومٍ
وركبٍ كالنجومِ على نجومٍ
رقم القصيدة : 12336
-----------------------------------
وركبٍ كالنجومِ على نجومٍ
مَرَقنَ منَ الفَلاة ِ بهمْ مُرُوقَا
سرَينَ بهِم كأنّهُمُ نَشاوَى
على الأكوارِ قد شرِبُوا رَحيقَا
وَضَوْءُ الفَجرِ مثلُ النّهرِ جارٍ
تَرَى بَدرَ الدّجى فيهِ غَرِيقَا
تحثّ مطينا الأشواقُ منا
ونقطعُ بالأحاديثِ الطريقا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بروحيَ مَن لا أستَطيعُ فِراقَهُ
بروحيَ مَن لا أستَطيعُ فِراقَهُ
رقم القصيدة : 12337
-----------------------------------
بروحيَ مَن لا أستَطيعُ فِراقَهُ
وَمَنْ هوَ أوْفَى من أخي وَشَقيقي
إذا غابَ عني لم أزلْ متلفتاً
أدورُ بعيني نحوَ كلّ طريقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سَيّداً ما زالَ بَا
يا سَيّداً ما زالَ بَا
رقم القصيدة : 12338
-----------------------------------
يا سَيّداً ما زالَ بَا
بُ جُودِهِ مَطرُوقَا
جئتُ طريقينِ فما
وَجَدْتُ لي طَرِيقَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَأسوَدَ شَيْخٍ في الثّمانِينَ سِنُّهُ
وَأسوَدَ شَيْخٍ في الثّمانِينَ سِنُّهُ
رقم القصيدة : 12339
-----------------------------------
وَأسوَدَ شَيْخٍ في الثّمانِينَ سِنُّهُ
غدا وجهه من أبيضِ الشيبِ أبلقا
لهُ لحية ٌ مبيضة ٌ مستديرة ٌ
أشبههُ فيها عقاباً مطوقا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رفعتْ رايتي على العشاقِ
رفعتْ رايتي على العشاقِ
رقم القصيدة : 12340
-----------------------------------
رفعتْ رايتي على العشاقِ
وَاقتَدَى بي جَميعُ تلكَ الرّفاقِ
وتنحى أهلُ الهوى عن طريقي
وَانْثَنى عَزْمُ مَنْ يَرُومُ لحَاقي
سرتُ في الحبّ سيرة ً لم يسرها
عاشِقٌ في الوَرَى على الإطْلاقِ
ودعاتي تجولُ في كلّ أرضٍ(5/497)
وطبولي يضربنَ في الآفاقِ
مَثُلَ العاشِقُونَ فَوْقَ بِساطي
في مُقامِ الهَوَى وَتحتَ رِوَاقي
ضربتْ سكة ُ المحبة ِ باسمي
وَدَعَتْ لي مَنابِرُ العُشّاقِ
كانَ للقوْمِ في الزّجاجَة ِ باقٍ
أنَا وَحدي شرِبْتُ ذاكَ البَاقي
شَرْبَة ٌ لا أزالُ أسكَرُ منها
ليتَ شِعري ماذا سَقَاني السّاقي
أنا في الحبّ ألطفُ الناسِ معنى ً
دَمِثُ الخُلْقِ ذو حَوَاشٍ رِقاقِ
أعْشَقُ الحُسنَ وَالمَلاحَة َ وَالظّرْ
فَ وَأهوَى مَحاسِنَ الأخْلاقِ
لم أخُنْ في الوَدادِ قَطّ حَبيباً
فينادى عليّ في الأسواقِ
شِيمَتي شِيمَتي وَخُلْقيَ خُلقي
ولَوَ انّي أموتُ ممّا أُلاقي
لطفتْ في وصفِ الهوى كلماتي
أينَ أهلُ القلوبِ والأشواقِ
وَإذا ما ادّعَيتُ في الحُبّ دَعْوًى
شهدَ العاشقونَ باستحقاقي
شَنّفَ السّامِعينَ دُرُّ كلامي
وَتَحلّتْ أجيادُهُمْ أطْوَاقي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مرحباً بالزائرِ الوا
مرحباً بالزائرِ الوا
رقم القصيدة : 12341
-----------------------------------
مرحباً بالزائرِ الوا
صِلِ وَالبَرّ الشّفيقِ
وصَديقٍ لي صَدوقٍ
ورفيقٍ بي رفيقِ
بأبي أنتَ لقد فرَّ
جتَ عني كلّ ضيقِ
وَتَفَضّلْتَ وَأحْسَنْـ
ـتَ إلى الصّبّ المَشُوقِ
ليتَ خدي كانَ أرضاً
لكَ في طولِ الطّريقِ
تربُ أقدامكَ عندي
هوَ كالمِسكِ الفَتيقِ
كنتُ من فرطِ اشتياقي
بكَ في نارِ الحريقِ
مُقلَتي مُذ غبتَ ما جفّـ
ـتْ ولكن جفّ ريقي
بيَ من سُكرِ الهَوَى ما
لَستُ عنْهُ بمُفيقِ
لا أرى قلبي بما أصـ
ـبحَ فيهِ بمطيقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أسَفي على زَمَنِ التّلاقي
أسَفي على زَمَنِ التّلاقي
رقم القصيدة : 12342
-----------------------------------
أسَفي على زَمَنِ التّلاقي
وَالعَيشُ مُتّسعُ النّطاقِ
وَرِداءِ عِزٍّ كنتُ أرْ
فُلُ في حَواشيهِ الرّقاقِ
أيّامُ مِصرٍ لَيْتَهَا
فُدِيَتْ بأيّامي البَوَاقي
وبجانبِ الفسطاطِ لي
قمرٌ يعزّ لهُ فراقي(5/498)
قَمَرٌ شَرِبْتُ لَهُ الفِرا
قَ المرَّ بالكأسِ الدهاقِ
وَأرَقْتُ فيهِ دَمي فكَيْـ
ـفَ ألامُ في دمعي المراقِ
أحْبابَنَا ماذا لَقِيـ
ـتُ منَ البعادِ وما ألاقي
لَوْ تُشْرِفُونَ رَأيْتُمُ
من مصرَ نيرانَ اشتياقي
نفسٌ يصعدهُ الجوى
راقٍ ودمعٌ غيرُ راقِ
ما كنتُ أصبرُ عنكمُ
لوْ كنتُ منطلقَ الوثاقِ
وَلَقَدْ تَفَضّلَ طَيفُكُمْ
ليلاً وأنعمَ بالتلاقي
وسرى وباتَ مضاجعي
وَاللّيلُ مَسدولُ الرِّواقِ
فَقَطَعْتُ أنْعَمَ لَيلَة ٍ
ما بَينَ لَثمٍ وَاعْتِنَاقِ
ثمّ انْتَبَهْتُ وَجَدْتُ إثـ
ـرَ الطيبِ في برديّ باقِ
وَرأى العَوَاذِلُ لَيس وَجْـ
ـهي منْ وجوههمُ الصفاقِ
مذْ كُنتُ لم تكُنِ الخِيا
نة ُ في المحبة ِ منْ خلاقي
ولقد بكيتُ وما بكيـ
ـتُ منَ الرياءِ ولا النفاقِ
برَقيقَة ِ الألْفاظِ تَحْـ
ـكي الدّمعَ إلاّ في المَذاقِ
لم تدرِ هلْ نطقتْ بها الأ
فواهُ أمْ جَرَتِ المَآقي
لطفتْ معانيها ورقـ
تْ والحلاوة ُ في الرقاقِ
مِصرِيّة ٌ قَدْ زَانَهَا
لطفاً مجاورة ُ العراقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تَعيشُ أنْتَ وَتَبقَى
تَعيشُ أنْتَ وَتَبقَى
رقم القصيدة : 12343
-----------------------------------
تَعيشُ أنْتَ وَتَبقَى
أنَا الذي مُتُّ حَقّاً
حاشاكَ يا نورَ عيني
تَلْقَى الذي أنَا ألْقَى
قد كانَ ما كانَ مني
واللهُ خيرٌ وأبقى
ولم أجدْ بينَ موتي
وبينَ هجركَ فرقا
يا أنعمَ الناسِ بالاً
إلى متى فيكَ أشقى
سَمِعْتُ عَنكَ حَديثاً
يا رَبِّ لا كانَ صِدْقَا
حاشاكَ تنقضُ عهدي
وعروتي فيكَ وثقى
وما عَهِدْتُكَ إلاّ
من أكرَمِ النّاسِ خُلْقَا
يا ألْفَ مَوْلايَ مَهْلاً
يا ألْفَ مَوْلايَ رِفْقَا
لكَ الحياة ُ فإني
أمُوتُ لا شَكّ عِشْقَا
لم يبقَ مني إلاّ
بَقِيّة ٌ لَيسَ تَبْقَى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أحبابَنَا حاشَاكُمُ
أحبابَنَا حاشَاكُمُ
رقم القصيدة : 12344
-----------------------------------(5/499)
أحبابَنَا حاشَاكُمُ
منْ غضبٍ أوْ حنقِ
أحبابَنا لا عاشَ مَنْ
يغضبكمْ ولا بقي
هذا دلالٌ منكمُ
دعوهُ حتى نلتقي
وَالله ما خَرَجْتُ في
حبي لكمْ عنْ خلقي
وما برحتُ بستو
رِ فَضْلِكُمْ تَعَلُّقي
وَيْلاهُ ما يَلْقاهُ قَلْـ
ـبي منْكُمُ وما لَقي
إنْ لم تجودوا بالرضا
فبَشّرُوا قَلبي الشّقي
وَاخَجْلَتي منكُمْ إذا
عَتَبْتُمُ وَا قَلَقي
أكادُ أنْ أغرقَ في
دمعي أوْ في عرقي
ما حِيلَتي في كَذِبٍ
من حاسِدٍ مُصَدَّقِ
وكيفَ تمشي حجتي
في ذا المكانِ الضيقِ
حَيرانُ لا أعرِفُ ما
أقصِدُهُ منْ طُرُقي
فَهَلْ رَسُولٌ عائِدٌ
منكمْ بوجهٍ مشرقِ
يا مالِكي بِجُودِهِ
غلطتُ بلْ يا معتقي
مثلُكَ لي وَهَذِهِ
حالي وَهَذا خُلُقي
وَالله لَوْ أبصَرْتُ ذا
في النومِ لم أصدقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كَتَبْتُها مِن عَجَلٍ
كَتَبْتُها مِن عَجَلٍ
رقم القصيدة : 12345
-----------------------------------
كَتَبْتُها مِن عَجَلٍ
بدهشتي وقلقي
فاعجبْ لها منظومة ً
من خاطرٍ مفرقِ
كأنّني كَتَبْتُهَا
مُرْتَعِشاً مِنْ زَلَقِ
فاضطرَبَتْ أجزَاؤهَا
جميعها في نسقِ
ثَلاثَة ٌ تَشَابَهَتْ:
خَطّي مِدادي وَرَقي
فخطها كأنهُ
مَشْيُ ضِعَافِ العَلَقِ
مِدادُهَا كَحَمْأة ٍ
مسنونة ٍ في الطرقِ
وَرَقُهَا أبْيَضُ لَـ
ـكنْ كبياضِ البهقِ
لَكِنّها شاهِدَة ٌ
بعدمِ التملقِ
وَلم أكُنْ أخْدَعُكمْ
بباطِلٍ مُنَمَّقِ
بظاهِرٍ مُزَوَّقِ
وباطنٍ ممزقِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> السُّمْرُ لا البِيضُ هُمُ
السُّمْرُ لا البِيضُ هُمُ
رقم القصيدة : 12346
-----------------------------------
السُّمْرُ لا البِيضُ هُمُ
أولى بعشقٍ وأحقّ
وإنْ تدبرتَ مقا
لي منصفاً قلتَ صدقْ
السُّمْرُ في لَوْنِ اللّمَى
والبيضُ في لونِ البهقْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يقبلُ الأرضَ وينهي إلى
يقبلُ الأرضَ وينهي إلى
رقم القصيدة : 12347
-----------------------------------(5/500)
يقبلُ الأرضَ وينهي إلى
مالِكِهِ شِدّة َ أشْوَاقِهِ
ما غيرَ البعدُ سوى جسمهِ
ولم يغيرْ صفوَ أخلاقهِ
فابكِ على الصّبّ الغريبِ الذي
قد أمسكَ البينُ بأطواقهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أمحمدٌ والجودُ فيكَ سجية ٌ
أمحمدٌ والجودُ فيكَ سجية ٌ
رقم القصيدة : 12348
-----------------------------------
أمحمدٌ والجودُ فيكَ سجية ٌ
يَهنيكَ طَيّبُ ذِكرِها يَهنيكَا
أدعوكَ دعوة َ من تيقنَ أنهُ
سَيَنالُ ما يَرجُوهُ إذْ يَدعوكا
عودتني البرّ الجزيلَ ولم تزلْ
أبداً تُعَوّدُهُ الذي يَرْجُوكَا
فلذاكَ لوْ فتشتَ قلبي لم تجدْ
لك في الولاءِ المحضِ فيهِ شريكا
هذا حديثي عن ضميرٍ صادقٍ
وَاسألْ ضَمِيرَكَ إنّهُ يُنبيكَا
لمْ لا يرجى منك إدراكُ المنى
وأبوكَ في يومِ الفخارِ أبوكا
وإذا تحدث عن نداكَ محدثٌ
فالبحرُ عبدكَ لا أقولُ أخوكا
جاءَتْ محَرِّكَة ً لهِمّتِكَ التي
ما خِلْتُها مُحتاجَة ً تحريكَا
فلئنْ مَنَنْتَ بما وَعَدتَ تكَرّماً
فلمثلِ ذلكَ لم أزلْ أرجوكا
ولئنْ نسيتَ وما إخالكَ ناسياً
فسواكَ منْ ينسى لهُ مملوكا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وحسناءَ ما ذاقتْ لغيري محبة ً
وحسناءَ ما ذاقتْ لغيري محبة ً
رقم القصيدة : 12349
-----------------------------------
وحسناءَ ما ذاقتْ لغيري محبة ً
ولا نغصتْ لي حبها بشريكِ
تسائلُ عن وجدي بها وصبابتي
فقُلتُ أما يَكفيكِ مَوْتيَ فيكِ
وَكانَتْ تُسَمّيني أخاهَا تَعَلّلاً
فقلتُ لهَا أفسَدْتِ عَقلَ أخيكِ
تركتُ جَميعَ النّاسِ فيكِ محَبّة ً
فيا لَيتَ بَعضَ النّاسِ لي ترَكوكِ
رَأوْكِ فقالوا البدرُ والغُصْنُ وَالنّقا
ولا شكّ أنّ القومَ ما عرفوكِ
لعمركِ قد أذنبتِ حينَ ظلمتني
كذا الناسُ في تشبيههمْ ظلموكِ
ولم تظلمي إلاّ بقولكِ قد سلا
أمثليَ يسلو عنكِ لا وأبيكِ
وللنّاسِ في الدّنْيا مُلوكٌ كثيرَة ٌ
وهيهاتَ ما للناسِ مثلُ ملوكي(6/1)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَيسَ عندي ما أُقَدّمُهُ
لَيسَ عندي ما أُقَدّمُهُ
رقم القصيدة : 12350
-----------------------------------
لَيسَ عندي ما أُقَدّمُهُ
غيرَ رُوحٍ أنتَ تَملِكها
ولقد أمستْ على رمقٍ
فعَسَى بالوَصْلِ تُدرِكُها
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> نهاكَ عنِ الغواية ِ ما نهاكا
نهاكَ عنِ الغواية ِ ما نهاكا
رقم القصيدة : 12351
-----------------------------------
نهاكَ عنِ الغواية ِ ما نهاكا
وَذُقْتَ منَ الصّبابَة ِ ما كَفاكَا
وطالَ سُرَاكَ في لَيلِ التّصَابي
وقد أصبحتَ لم تحمدْ سراكا
فَلا تَجزَعْ لحادِثَة ِ اللّيالي
وَقُل لي إن جزِعتَ فما عَساكَا
وكيفَ تلومُ حادثة ً وفيها
تبينَ منْ أحبكَ أوْ قلاكا
برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي
وَذُقْ يا قلبُ ما صَنَعَتْ يداكَا
لعمري كنتَ عن هذا غنياً
ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكا
ضنيتُ منَ الهوى وشقيتُ منهُ
وأنتَ تجيبُ كلَّ هوى ً دعاكا
فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ
ألَستَ ترَى حَبيبَكَ قد جَفاكَا
لقد بلغتْ بهِ روحي التراقي
وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَا
فيا مَنْ غابَ عني وَهوَ رُوحي
وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني
أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً
وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني
وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا
وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً
فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ
دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي
ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي
وكانَ الناسُ كلهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني
أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ
شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري(6/2)
وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا
وما استوفيتَ حظك من صباكا
فواأسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدعي أني وفيٌّ
ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً
وَحق هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ
ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً
متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عني كلّ خيرٍ
وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني
حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ
فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني
يرفّ مع النسيمِ على ذراكا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مالِكي أنتَ لا عَدِمْـ
مالِكي أنتَ لا عَدِمْـ
رقم القصيدة : 12352
-----------------------------------
مالِكي أنتَ لا عَدِمْـ
ـتُكَ يا خَيرَ مَنْ مَلَكْ
كلّ شيءٍ رَأيْتُهُ
حسناً أشتهيهِ لكْ
وعلى كلّ حالة ٍ
لستُ أنسى تفضلكْ
لا أُجازي وَلوْ مَنَحْـ
ـتُكَ رُوحي تَطَوُّلَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سَيّدي أنَا الذي
يا سَيّدي أنَا الذي
رقم القصيدة : 12353
-----------------------------------
يا سَيّدي أنَا الذي
تَمْلِكُهُ وَما مَلَكْ
يسرني إنْ كانَ في
ملكيَ ما يصلحُ لكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّهَا الغائِبُ قَد آ
أيّهَا الغائِبُ قَد آ
رقم القصيدة : 12354
-----------------------------------
أيّهَا الغائِبُ قَد آ
نَ لِعَيْني أنْ تَرَاكَا
لَستُ مُشتَاقاً إلى شي
ءٍ منَ الدنيا سواكا
أنا رَاضٍ عَنكَ لكِنْ
ليتني نلتُ رضاكا
ليتَ كلّ الناسِ لما
غِبتَ عَنْ عَيني فِداكَا
ذقتُ في بعدكَ ما هوّ
نَ في القُرْبِ جَفَاكَا
لا ألومُ الدهرَ في أحـ
ـكامهِ هذا بذاكا(6/3)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ويحكَ يا قلبُ أما قلتُ لكْ
ويحكَ يا قلبُ أما قلتُ لكْ
رقم القصيدة : 12355
-----------------------------------
ويحكَ يا قلبُ أما قلتُ لكْ
إياكَ أن تهلكَ في منْ هلكْ
حَرّكتَ من نارِ الهوَى ساكِناً
ما كانَ أغناكَ وَما أشغَلَكْ
ولي حبيبٌ لم يدعْ مسلكاً
يُشمِتُ بي الأعداءَ إلاّ سَلَكْ
مَلّكْتُهُ رِقّي وَيا لَيتَهُ
لَوْ رَقّ أوْ أحسَنَ لَمّا مَلَكْ
بالله يا أحْمَرَ خَدّيْهِ مَنْ
عضكَ أوْ أدماكَ أوْ أخجلكَ
وَأنتَ يا نَرْجِسَ عَينَيهِ كَمْ
تشربُ من قلبي وما أذبلكْ
ويا لمى مرشفهِ إنني
أغارُ للمِسْواكِ إذا قَبّلَكْ
ويا مهزّ الغصنِ من عطفهِ
تَبارَكَ الله الذي عَدَّلَكْ
مولايَ حاشاكَ ترى غادراً
ما أقبحَ الغدرَ وما أجملكْ
ما لكَ في فِعْلِكَ مِنْ مُشْبِهٍ
ما تَمّ في العالَمِ ما تَمّ لَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كمْ ألاقي منكَ ما لا
كمْ ألاقي منكَ ما لا
رقم القصيدة : 12356
-----------------------------------
كمْ ألاقي منكَ ما لا
أشتهي لاقيتَ حينكْ
وعونُ الناسِ تستحـ
ـيي وَما أوْقَحَ عَينَكْ
لعنَ اللهُ طريقاً
جَمَعَتْ بَيني وَبَيْنَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا هاجري يحقّ لكْ
يا هاجري يحقّ لكْ
رقم القصيدة : 12357
-----------------------------------
يا هاجري يحقّ لكْ
وجدتُ غيري شغلكْ
مَوْلايَ لا طالَبَكَ اللّـ
ـهُ بمَا لي قِبَلَكْ
كيفَ أطعتَ حاسداً
على تَلافي حَمَلَكْ
وَمَنْ بحَقّ الله عَنْ
مَذهَبِ وُدّي نَقَلَكْ
وَيْلاهُ يا قَلبُ إلى
داعي الهوى ما أعجلكْ
فليتني لوْ كانَ لي
يا قلبُ قلبٌ بدلكْ
ويا لسانَ الدمعِ في
شرحِ الهوى ما أطولكْ
ما تشتكي يا ناظري
أليسَ هذا عملكْ
يا أيّهَا السّائِلُ عَنّـ
ـي لا تَسَلْ عَمّنْ هَلَكْ
بِتُّ بِلَيْلٍ باتَهُ
كلُّ عدوًّ لي ولكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خليتُ كلّ الناسِ ما خلاكمُ(6/4)
خليتُ كلّ الناسِ ما خلاكمُ
رقم القصيدة : 12358
-----------------------------------
خليتُ كلّ الناسِ ما خلاكمُ
وَقُلتُ ما لي أحدٌ سِوَاكُمُ
وَأنْتُمُ عَليّ ما أجفاكُمُ
خُلْقيَ خُلْقي دائِماً أرْعاكُمُ
وَكلُّ ما أسخَطَني أرْضَاكُمُ
واللهِ لا أفلحَ من يهواكمُ
وَبَعدَ ذا سُبحانَ مَن أعطاكُمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنَا أدْري بأنّني
أنَا أدْري بأنّني
رقم القصيدة : 12359
-----------------------------------
أنَا أدْري بأنّني
قَلّ قِسمي لَدَيكُمُ
فإلى كمْ تطلعي
وَالتِفاتي إلَيْكُمُ
منْ رآني يرقّ لي
ضائعاً في يديكمُ
كانَ ما كانَ بَيْنَنا
وسلامٌ عليكمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لعنَ اللهُ حاجة ً
لعنَ اللهُ حاجة ً
رقم القصيدة : 12360
-----------------------------------
لعنَ اللهُ حاجة ً
ألجأتْني إلَيْكُمُ
وَزَماناً أحالَني
في أموري عليكمُ
فَعَسَى الله أن يُخَلّـ
ـصَني مِنْ يدَيكُمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَما زِلْتُ مُذْ وَافَى كتابُكَ وَاقِفاً
وَما زِلْتُ مُذْ وَافَى كتابُكَ وَاقِفاً
رقم القصيدة : 12361
-----------------------------------
وَما زِلْتُ مُذْ وَافَى كتابُكَ وَاقِفاً
على قدمي حتى قضيتُ مراسمكْ
ويا شرفي إنْ كنتُ أهلاً لحاجة ٍ
تُشيرُ بها أوْ كنتُ أصْلُحُ خادِمَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أصْبَحَ عندي سَمَكَهْ
أصْبَحَ عندي سَمَكَهْ
رقم القصيدة : 12362
-----------------------------------
أصْبَحَ عندي سَمَكَهْ
وَكِسرَة ٌ مُدَرْمَكَهْ
أرَدْتُ أنْ أُحضِرَها
على سبيلِ البركهْ
تجعلها لما يجي
منْ بعدها محركهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا حُسْنَ بَعضِ النّاسِ مَهْلاَ
يا حُسْنَ بَعضِ النّاسِ مَهْلاَ
رقم القصيدة : 12363
-----------------------------------
يا حُسْنَ بَعضِ النّاسِ مَهْلاَ
صَيّرْتَ كلّ النّاسِ قَتلَى(6/5)
أمرتْ جفونكَ بالهوى
من كانَ يعرفهُ ومنْ لا
يا هاجري لا عنْ قلى ً
هجرَ ابنة ِ المهديّ طلا
لمْ يَبْقَ غَيرُ حُشاشَة ٍ
من مهجتي وأخافُ أنْ لا
ورسُومِ جِسْمٍ لمْ يَدَعْ
منْهُ الهَوَى إلاّ الأقَلاّ
وَبِمُهْجَتي مَنْ لا أُسَمّـ
ـيهِ وَأكْتُمُهُ لِئَلاّ
عانقتُ منهُ الغصنَ في
حَرَكاتِهِ قَدّاً وَشَكْلا
وكشفتُ فضلَ قناعهِ
بيديّ عنْ قمرٍ تجلى
فَلَثَمْتُهُ في خَدّهِ
تِسعِينَ أوْ تِسْعِينَ إلاّ
واهاً لها منْ ساعة ٍ
ما كانَ أطْيَبَهَا وَأحْلَى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رُبّ ثَقيلٍ لبُغضِ طَلعَتِه
رُبّ ثَقيلٍ لبُغضِ طَلعَتِه
رقم القصيدة : 12364
-----------------------------------
رُبّ ثَقيلٍ لبُغضِ طَلعَتِه
أخشاهُ حتى كأنهُ أجلي
وكُلّما قُلتُ لا أُشاهِدُهُ
ألقاهُ حتى كأنّهُ عَمَلي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حبيبي عينه قالوا تشكتْ
حبيبي عينه قالوا تشكتْ
رقم القصيدة : 12365
-----------------------------------
حبيبي عينه قالوا تشكتْ
وذلكَ لوْ دروا عينُ المحالِ
أتشكو عينهُ رمداً وفيها
يُقالُ أصَحُّ من عَينِ الغَزالِ
ولكنْ أشبَهَتْ لَوْنَ الحُمَيّا
كما قَد أشْبَهَتْها في الفِعالِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا
أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا
رقم القصيدة : 12366
-----------------------------------
أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا
وَيَبْطُلَ كَيْدُ الحاسدينَ ويُخذَلا
وقاكَ الذي تخشاهُ منْ كلّ حادثٍ
جميلٌ رعاكَ اللهُ فيهِ تطولا
فلا أدركَ الحسادُ ما فيكَ أملوا
وأدركتَ ما فيهمْ غدوتَ مؤملا
سَعَيْتَ لأمْرٍ كامِليٍّ أطَعْتَهُ
أطَعْتَ بهِ أمْرَ الإلَهِ المُنَزَّلا
وكانَ مسيراً فيهِ أوفى مسرة ٍ
وصارَ فُضُولُ الحاسدينَ تَفَضّلا
وَما أُغْمِدَ الهِنديُّ إلاّ ليُنْتَضَى
وَما ثُقّفَ الخَطّيُّ إلاّ ليُحْمَلا
فلِلّهِ يَوْمٌ أنْتَ فيهِ مُسَلَّمٌ(6/6)
وَهَبتَ لَهُ جُرْمَ الزّمانِ الذي خَلا
فإنْ ذكروا يوماً أغرَّ محجلاً
فإيّاهُ يَعْنُونَ الأغَرَّ المُحَجَّلا
لقد ضَلّ مَن يَبغي لنَصرٍ إسَاءَة ً
وخابتْ مساعيهِ وخانَ التفضلا
أميرٌ لَهُ في الجُودِ كلُّ غَريبَة ٍ
بها يَطرَبُ الرّاوي إذا ما تَمَثّلا
أعزُّ الورى قدراً وأمنعهمْ حمى
وَأكْرَمُهُمْ نَفْساً وَأرْفَعُهمْ عُلى
وما قستهُ في الناسِ قطّ بماجدٍ
وَإنْ جَلّ إلاّ كانَ أزكَى وَأفضَلا
سَوَاءٌ عَلَيْهِ أنْ يُجَرّدَ عَزْمَهُ
إذا نابَ خَطبٌ أوْ يُجرّدَ مُنصُلا
أخو يقظة ٍ لوْ أنّ بعضَ ذكائهِ
ألَمّ بأطْرَافِ الذُّبالِ لأشعَلا
بهِ افتخرتْ تيمٌ وعزّ قبيلها
وأصبحَ منها مجدها قد تأثلا
أمولايَ لقيتَ الذي أنتَ آملٌ
وَبُقِّيتَ للرّاجي نَداكَ مُؤمَّلا
وهنئتَ أبناءً كراماً أعزة ً
رأيتَ لهمْ مثلَ الضراغمِ أشبلا
صلاتهمُ في الجودِ أضحتْ عوائداً
وسائِلُهُمْ في النّاسِ لَنْ يَتَوَسّلا
إذا ركبوا في الروعِ زانوكَ موكباً
وإنْ نَزَلُوا في السّلمِ زانوكَ مَحفِلا
بحُورٌ بُدورٌ في النّوَالِ وَفي الدّجَى
غيوثٌ ليوثٌ في المحولِ وفي الفلا
فلا عدموا من فضلكَ الجمّ أنعماً
أحَلَّتْهُمُ رَوْضَ السّعادة ِ مُقبِلا
عسَى نَظرَة ٌ من حُسنِ رَأيكَ صُدفَة ً
تسوقُ إلى جدبي بها الماءَ والكلا
فها أنا ذا أشكو الزمانَ وصرفهُ
وتأنفُ لي علياكَ أن أتبذلا
مقيمٌ بأرضٍ لا مقامَ بمثلها
وَلَوْلاكَ ما أخّرْتُ أنْ أتَحَوّلا
فَجُدْ لي بحُسنِ الرّأيِ منكَ لَعَلّني
أرَى الدّهرَ ممّا قد جرَى مُتَنَصّلا
وحسبُ امرىء ٍ كانتْ أياديكَ ذُخرَهُ
إذا طرقتْ أحداثهُ متمولا
وما زِلتُ مذ أصبحتُ في النّاس قاصِداً
جَنابَكَ مَقصُودَ الجَنابِ مُبَجَّلا
وهل كنتُ إلاّ السّيفَ خالَطَهُ الصّدا
فكنتَ لهُ يا ذا المَوَاهبِ صَيقَلا
وما ليَ لا أسْمُو إلى كلّ غَايَة ٍ
إذا كنتَ عوني في الزمانِ وكيفَ لا(6/7)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> آياتُ مجدكَ ما لها تبديلُ
آياتُ مجدكَ ما لها تبديلُ
رقم القصيدة : 12367
-----------------------------------
آياتُ مجدكَ ما لها تبديلُ
وعُلُوُّ قَدرِكَ ما إليهِ سَبيلُ
فاقتْ صفاتكَ كلَّ جيلٍ قد مضى
في العالمينَ فكيفَ هذا الجيلُ
شهِدتْ لكَ الأفعالُ بالفضْلِ الذي
كلُّ الأنامِ سواكَ فيهِ دخيلُ
ذهلَ الأنامُ لكلّ مجدٍ حزتهُ
لم يحوهِ التشبيهُ والتمثيلُ
قد عزّ جَيشٌ أنتَ مِنْ أُمَرائِهِ
وأمورُ إقليمٍ إليكَ تؤولُ
لا العزمُ منكَ إذا تلمّ ملمة ٌ
يَوْماً يُفَلّ وَلا الظّنونُ تَفيلُ
وكففتَ صرْفَ الدّهرِ بعد جِماحِهِ
فكأنّما هوَ مارِدٌ مَغلولُ
يُعزَى لكَ الإحسانُ غَيرَ مُدافَعٍ
والمحسنونَ كما علمتَ قليلُ
لا يبتغي الراجي إليكَ وسيلة ً
إلاّ الرجاءَ وأنكَ المأمولُ
حسبُ امرئٍ قد فازَ منكَ بموعدٍ
فإذا وَعَدْتَ فَأنتَ إسمَعيلُ
يا منْ لهُ في الناسِ ذكرٌ سائرٌ
كالشّمسِ يُشرِقُ نورُها وَتحولُ
ومواهبٌ حضرية ٌ سيارة ٌ
لا ينقضي سفرٌ لها ورحيلُ
وَخَلائِقٌ كالرّوْضِ رَقّ نَسيمُهُ
فسرى وذيلُ قميصهِ مبلولُ
وتلاوة ٌ يجلو الدجى أنوارها
قد زانها الترتيبُ والترتيلُ
وَإذا تهَجّدَ في الظّلامِ فحَسْبُهُ
من نُورِ غُرّة ِ وَجْهِهِ قِنديلُ
ملأتْ لطائفُ برهِ أوقاتهُ
فزمانهُ عنْ غيرهِ مشغولُ
هذا هوَ الشرفُ الذي لا يدعى
هَيهاتَ ما كُلّ الرّجالِ فُحُولُ
أيامهُ كستِ الزمانَ محاسناً
فكأنها غررٌ لهُ وحجولُ
نفقتْ لديهِ سوقُ كلّ فضيلة ٍ
وَالفضلُ في هذا الزّمانِ فُضُولُ
من معشرٍ خيرُ البرية ِ منهمُ
كَرُمَتْ فُرُوعٌ منهُمُ وَأُصُولُ
من تَلقَ منهم تَلقَ أرْوَعَ ماجداً
أبداً يَصُولُ على العِدى وَيَطُولُ
سِيّانِ منْهُ قَوامُهُ وَقَنَاتُهُ
وَرُوَاؤهُ وَحُسامُهُ المَصْقُولُ
في مَوْقِفٍ خَدُّ الحُسامِ مُوَرَّدٌ
فيهِ وأعطافُ القناة ِ تميلُ
يا منْ إذا بدأ الجميلَ أعادهُ
فجميلهُ بجميلهِ موصولُ(6/8)
مولايَ دِعوَة ُ مَن أطَلْتَ جَفاءَهُ
وعلى جَفائِكَ إنّهُ لَوَصُولُ
يدعوكَ مملوكٌ أراكَ مللتهُ
أنا ذلكَ المملوكُ والمملولُ
كن كيفَ شئتَ فأنتَ أنتَ المرتضى
فهوايَ فيكَ هوايَ لَيسَ يحولُ
أنا من علمتَ ولا أزيدكَ شاهداً
هل بَعدَ عِلمِكَ شاهدٌ مَقبولُ
أسَفي على زَمَنٍ لَدَيكَ قَطَعتُهُ
وكأنّني للفَرْقَدَينِ نَزِيلُ
وكأنما الأسحارُ منهُ عنبرٌ
وكأنما الآصالُ منهُ شمولُ
زَمَنٌ يَقِلّ لهُ البكاءُ لفَقدِهِ
ولوَ انّ دَمْعي دِجلَة ٌ وَالنّيلُ
وإذا انتَسَبتُ بخدْمتي لكَ سابِقاً
فكأنّها ليَ مَعشَرٌ وَقَبيلُ
ترتدُّ عني الحادثاتُ بذكرها
وكأنّها دوني قَناً وَنُصُولُ
هذا هوَ الأدبُ الذي أنشأتهُ
فاهْتَزّ منهُ رَوْضُهُ المَطلُولُ
رَوْضٌ جَنَيْتُ الفَضلَ منهُ يانعاً
وَهَجَرْتُهُ حتى عَلاهُ ذُبُولُ
أظمأتُهُ لمّا جَفَوْتَ وَطالَمَا
أسقَتْهُ من نُعمَى يديكَ سُيولُ
وافاكَ إذ أقصيتهُ متطفلاً
يا حبذا في حبكَ التطفيلُ
عطلتهُ لما رأيتكَ معرضاً
عنهُ ومَا من مَذهَبي التّعطيلُ
وتَهَنَّ عيداً، دامَ عيدُكَ عائِداً
وعليهِ منكَ جَلالَة ٌ وَقَبُولُ
وَبَقيتَ مَجدَ الدّينِ ألْفاً مِثْلَهُ
وَجَنابُكَ المَأهُولُ وَالمَأمُولُ
قصُرَتْ عليكَ ثيابُ كلّ مديحَة ً
وذيولهنّ على سواكَ تطولُ
واعلمْ بأني عن صفاتكَ عاجزٌ
وَاعذِرْ سِوايَ وَما عَساهُ يَقُولُ
أنا من يذمّ الباخلينَ وإنني
بنَظيرِها إلاّ عَلَيكَ بخيلُ
هذا هوَ الدرُّ الذي منْ بحرهِ
ما زِلْتَ تَبذُلُهُ لَنا وَتُنيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكَ مجلسٌ ما رمتُ فيهِ خلوة ً
لكَ مجلسٌ ما رمتُ فيهِ خلوة ً
رقم القصيدة : 12368
-----------------------------------
لكَ مجلسٌ ما رمتُ فيهِ خلوة ً
إلاّ أتاحَ اللهُ كلَّ ثقيلِ
فكأنّهُ قَلبي لكُلّ صَبابَة ٍ
وكأنهُ سمعي لكلّ عذولِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لعَلّكَ تُصْغي ساعة ً وَأقولُ(6/9)
لعَلّكَ تُصْغي ساعة ً وَأقولُ
رقم القصيدة : 12369
-----------------------------------
لعَلّكَ تُصْغي ساعة ً وَأقولُ
لقد غابَ وَاشٍ بَيْنَنا وعَذولُ
وفي النّفس حاجاتٌ إليكَ كثيرَة ٌ
أرَى الشّرْحَ فيها وَالحديثَ يَطولُ
تعالَ فما بيني وبينكَ ثالثٌ
فيذكرُ كلٌّ شجوهُ ويقولُ
وإياكَ عن نشرِ الحديثِ فإنني
بهِ عن جَميعِ العالمينَ بخيلُ
بعيشكَ حدثني بمنْ قتلَ الهوى
فإني إلى ذاكَ الحديثِ أميلُ
وَما بَلَغَ العُشّاقُ حالاً بَلَغتُها
هناكَ مقامٌ ما إليهِ سبيلُ
وَما كلّ مخضُوبِ البَنَانِ بُثَيْنَة ٌ
وما كلّ مَسلوبِ الفؤادِ جَميلُ
ويا عاذِلي قد قُلتَ قَوْلاً سَمِعتُهُ
ولكنهُ قولٌ عليّ ثقيلُ
عذرتكَ إنّ الحبّ فيهِ مرارة ٌ
وَإنّ عَزيزَ القوْمِ فيهِ ذَليلُ
أأحبابَنا هذا الضّنى قَد ألِفْتُهُ
فلوْ زالَ لاستوحشتُ حينَ يزولُ
وحقكمُ لم يبقَ في بقية ٌ
فكَيفَ حَديثي وَالغرامُ طَوِيلُ
وَإنّي لأرْعَى سرّكمْ وَأصُونُهُ
عنِ النّاسِ وَالأفكارُ فيّ تجولُ
دعوا ذكرَ ذاكَ العتبِ منا ومنكمُ
إلى كمْ كتابٌ بَينَنا وَرَسُولُ
وردوا نسيماً جاءَ منكمْ يزورني
فإني عليلٌ والنسيمُ عليلُ
ولي عندكمْ قلبٌ أضعتمْ عهوده
على أنهُ جارٌ لكم ونزيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رقتْ شمائلهُ فقلتُ شمولُ
رقتْ شمائلهُ فقلتُ شمولُ
رقم القصيدة : 12370
-----------------------------------
رقتْ شمائلهُ فقلتُ شمولُ
وحوَى الجَمالَ فقلتُ ثَمَّ جميلُ
وقسا فما للينِ فيهِ مطمعٌ
ونأى فما للقربِ منهُ سبيلُ
أهواهُ أمّا خَصرُهُ فمُخَفَّفٌ
طاوٍ وَأمّا رِدْفُهُ فثَقيلُ
ريانُ من ماءِ الجمالِ مهفهفٌ
أرأيتَ غضنَ البانِ كيفَ يميلُ
حلو التثني والثنايا لم يزلْ
لي منهما العسالُ والمعسولُ
أحبابَنا إنّ الوُشاة َ كَثِيرَة ٌ
فيكُمْ وَإنّ تَصَبُّري لقَليلُ
أيخافُ قلبي غدركمْ معْ أنهُ
جارٌ أقامَ لديكمُ ونزيلُ
سأصُدّ حتى لا يُقالَ مُتَيَّمٌ(6/10)
وأزورُ حتى لا يقالَ ملولُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بالله قُلْ لي يا رَسُولُ
بالله قُلْ لي يا رَسُولُ
رقم القصيدة : 12371
-----------------------------------
بالله قُلْ لي يا رَسُولُ
ما ذلكَ العَتْبُ الطّويلُ
بالله قلْ لي ثانِياً
فلقد طرِبتُ لِما تَقولُ
كررْ لسمعي ذكرها
ودعِ الحديثَ بها يطولُ
بالله لمّا جِئْتَهَا
هل كانَ ردٌّ أمْ قبولُ
إنْ عادَ لي ذاكَ الرّضَا
فلَكَ البِشارَة ُ يا رَسُولُ
لكَ مهجتي إنْ صحّ ذا
كَ وإنها عندي قليلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> نعمْ ذاكَ الحديثُ كما تقولُ
نعمْ ذاكَ الحديثُ كما تقولُ
رقم القصيدة : 12372
-----------------------------------
نعمْ ذاكَ الحديثُ كما تقولُ
أبوحُ بهِ وإن غضبَ العذولُ
نعَم قد كانَ ذاكَ وَلا أُبَالي
فدعْ من قالَ فينا أوْ يقولُ
سوايَ يَخافُ عاراً في حَبيبٍ
وغيري في محبتهِ ذليلُ
لبَعضِ النّاسِ من قلبي مكانٌ
وحالٌ في المَحَبّة ِ لا تَحولُ
ويَتعَبُ مَن يَلومُ وليسَ يدري
حَديثي في مَحَبّتِهِ طويلُ
فَيا أحبابَ قَلبي وَهوَ قَلبٌ
وَفيٌّ لا يَمَلّ وَلا يَميلُ
متى تَسخُو بعَطفِكُمُ اللّيالي
ويطوى بيننا قالٌ وقيلُ
عتابٌ دائمٌ في كلّ يومٍ
وحقكمُ لقد تعبَ الرسولُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أنتَ الحَبيبُ الأوّلُ
أنتَ الحَبيبُ الأوّلُ
رقم القصيدة : 12373
-----------------------------------
أنتَ الحَبيبُ الأوّلُ
ولَكَ الهَوَى المُستَقبَلُ
عندي لكَ الودُّ الذي
هوَ ما عهدتَ وأكملُ
القَلْبُ فيكَ مُقَيَّدٌ
وَالدّمعُ فيكَ مُسَلسَلُ
يا منْ يهددُ بالصدو
دِ نَعَمْ تَقُولُ وتَفعَلُ
قد صَحّ عُذرُكَ في الهَوَى
لكنني أتعللُ
نَفِدَتْ مَعاذيري التي
ألقى بها منْ يسألُ
حتامَ أكذبُ للورى
وَإلى مَتى أتَجَمّلُ
قلْ للعذولِ لقدْ أطلـ
ـتَ لمَنْ تَلُومُ وَتَعذُلُ
عاتَبْتَ مَنْ لا يَرْعَوي
وَعَذَلْتَ مَنْ لا يَقبَلُ(6/11)
غضبُ العذولِ أخفُّ من
غضبِ الحبيبِ وأسهلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كلُّ شيءٍ منكَ مَقبُولُ
كلُّ شيءٍ منكَ مَقبُولُ
رقم القصيدة : 12374
-----------------------------------
كلُّ شيءٍ منكَ مَقبُولُ
وعلى العينينِ محمولُ
وَالذي يُرْضِيكَ من تَلَفي
هينٌ عندي ومبذولُ
لا تَخَفْ إثْماً وَلا حرَجاً
فدَمُ العُشّاقِ مَطْلُولُ
وعلى ما فيكَ من صلفٍ
أنتَ مأمُونٌ وَمأمُولُ
ويحَ صبًّ في محبتكم
كثرتْ فيهِ الأقاويلُ
وعَجيبٌ ما بُليتُ بِهِ
أنَا مَعذورٌ وَمَعذولُ
لي حبيبٌ لا أبوحُ بهِ
أنا منهُ اليومَ مقتولُ
مالِكي في خُلقِهِ مَلَلٌ
أنَا مَمْلُوكٌ وَمَمْلُولُ
فإلى كمْ أنتَ يا سكني
كلُّ وعدٍ منكَ ممطولُ
وَإذا ما متُّ مِن ظَمَإٍ
لا جرَى من بَعديَ النّيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أعاتِبُكم يا أهلَ ودّي وَقد بدتْ
أعاتِبُكم يا أهلَ ودّي وَقد بدتْ
رقم القصيدة : 12375
-----------------------------------
أعاتِبُكم يا أهلَ ودّي وَقد بدتْ
دلائلُ صدًّ منكم وملالِ
وأعذركمْ ثقلتُ حتى مللتمُ
وأسرفتمُ في هجريَ المتوالي
فهونني منْ كانَ عندي مكرماً
وَأرْخَصَني مَن كانَ عنديَ غالي
سأحمِلُ عنكُمْ كلّ ما فيه كُلفة ٌ
وأقنعُ منكم في الكرى بخيالِ
ليَسلَمَ ذاكَ الوُدُّ بَيني وبَينَكُمْ
فلَستُ على شيءٍ سواهُ أُبالي
وَيأتيكُمُ ما عِشتُ يا آلَ كامِلٍ
سلامي عليكمْ دائماً وسؤالي
ومن عجَبٍ عَتبي على الحسَنِ الذي
لديّ وعندي جودهُ متوالِ
ولكن بَدا منهُ جَفاءٌ فَساءَني
وَذلكَ شيءٌ لم يَمُرّ ببالي
فإن ينسَ عهدي لستُ أنسى عهوده
وإن يسلُ عني لستُ عنهُ بسالِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عندي أحاديثُ أشواقٍ أضنُّ بها
عندي أحاديثُ أشواقٍ أضنُّ بها
رقم القصيدة : 12376
-----------------------------------
عندي أحاديثُ أشواقٍ أضنُّ بها
فلستُ أودعها للكتبِ والرسلِ
وَلي رَسائلُ في طَيّ النّسيمِ لكُمْ(6/12)
ففتشوا فيهِ آثاراً من القبلِ
كتمتُ حبكمُ عن كلّ جارحة ٍ
منَ المَسامعِ وَالأفواهِ وَالمُقَلِ
وما تغيرتُ عن ذاكَ الودادِ لكم
خُذوا حَديثيَ عَنْ أيّاميَ الأُوَلِ
بيني وبينكمُ ما تعلمونَ به
حبٌّ ينزهُ عنْ عيبٍ وعن مللِ
ودٌّ بلا ملقٍ منا يزخرفهُ
يُغني المَليحة َ عن حَليٍ وعن حُللٍ
غِبتمْ فَما ليَ من أُنْسٍ لغَيبَتِكمْ
سوَى التّعلّلِ بالتّذكارِ وَالأمَلِ
أحتالُ في النومِ كيْ ألقى خيالكمُ
إنّ المُحِبّ لمُحتاجٌ إلى الحِيَلِ
بعدَ الحبيبِ هجرْتُ الشعرَ أجمعُهُ
فلا غَزَالٌ يُلَهّيني وَلا غَزَلي
وعاذلٍ آمرٍ بالصبرِ قلتُ له
إنِّي وحَقِّكَ مَشْغولٌ عنِ العَذَلِ
طَلَبتَ منّيَ شَيئاً لَستُ أملِكُه
وَخُذ يَميني وما عندي وما قِبَلي
أطلتَ عذلَ محبًّ ليسَ يقبله
فكانَ أضيَعَ من دَمعٍ على طَلَلِ
إني لأعجزُ عن صبرٍ تشيرُ بهِ
ولوْ قدرتُ لكانَ الصبرُ أروحَ لي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إذا كُنتَ مَشغُولاً وَذا يوْمُ جُمعة ٍ
إذا كُنتَ مَشغُولاً وَذا يوْمُ جُمعة ٍ
رقم القصيدة : 12377
-----------------------------------
إذا كُنتَ مَشغُولاً وَذا يوْمُ جُمعة ٍ
ففي أيما يومٍ تكونُ بلا شغلِ
فعدني يوماً نجتمعْ فيهِ ساعة ً
لأمليَ من شوقي إليكَ الذي أملي
سأهواكَ في الحالينِ سخطكَ والرضا
وأرضاكَ في الحكمينِ جورك والعدلِ
وكُنْ عالماً أنّي وَلا بُدّ قائِلٌ
وقد قُلتُ فاجْعلني فديْتُكَ في حِلّ
فلا زلتَ مشغولاً بكلّ مسرة ٍ
وأنتَ بمن تهواهُ مجتمعُ الشملِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أحِنّ إلى عَهدِ المُحَصَّبِ من مِنًى
أحِنّ إلى عَهدِ المُحَصَّبِ من مِنًى
رقم القصيدة : 12378
-----------------------------------
أحِنّ إلى عَهدِ المُحَصَّبِ من مِنًى
وَعَيشٍ به كانتْ تُرِفّ ظِلالُهُ
ويا حبذا أمواههُ ونسيمهُ
ويا حبذا حصباؤهُ ورمالهُ
وَيا أسَفي إذ شَطّ عني مزَارُهُ
ويا حزني إذ غابَ عني غزالهُ(6/13)
وكم ليَ بينَ المروتينِ لبانة ٌ
وَبَدْرُ تَمامٍ قد حوَتهُ حِجالُهُ
مقيمٌ بقلبي حيثُ كنتُ حديثهُ
وبادٍ لعيني حيثُ سرتُ خيالهُ
وَأذكُرُ أيّامَ الحِجازِ وَأنثَني
كأنّي صَريعٌ يَعتَريهِ خَبَالُهُ
ويا صاحبي بالخيفِ كنْ ليَ مسعداً
إذا آنَ من ذاك الحَجيجِ ارْتِحالُهُ
وخذ جانبَ الوادي كذا عن يمينهِ
بحيثُ القنا يهتزّ منهُ طوالهُ
هناكَ تَرَى بَيتاً لزَينَبَ مُشرِقاً
إذا جئتَ لا يَخفَى عليكَ جَلالُهُ
فقُلْ ناشداً بَيتاً ومن ذاقَ مثلَهُ
لدى جيرَة ٍ لم يَدرِ كَيفَ احتِيالُهُ
وكن هكذا حتى تصادفَ فرصة ً
تصيبُ بها ما لامتهُ وتنالهُ
فعرضْ بذكري حيثُ تسمعُ زينبٌ
وقل ليسَ يخلو ساعة ً منكِ بالُهُ
عَسَاها إذا ما مَرّ ذكري بِسَمعِها
تقولُ فلانٌ عندكم كيفَ حالهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أقولُ إذ أبصَرْتُهُ مُقبِلاً
أقولُ إذ أبصَرْتُهُ مُقبِلاً
رقم القصيدة : 12379
-----------------------------------
أقولُ إذ أبصَرْتُهُ مُقبِلاً
مُعتَدِلَ القامَة ِ وَالشّكلِ
يا ألِفاً من قَدّهِ أقبَلَتْ
بالله كوني ألِفَ الوَصْلِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا سَيّداً ما منهُ في النّاسِ بَدَلْ
يا سَيّداً ما منهُ في النّاسِ بَدَلْ
رقم القصيدة : 12380
-----------------------------------
يا سَيّداً ما منهُ في النّاسِ بَدَلْ
يا منْ هوَ الرجاءُ لي وهوَ الأملْ
موْلايَ ما الحِيلَة ُ قلْ لي ما العَملْ
إنْ صحّ ما قد ذكروا فلا تسلْ
لا حوْلَ لي وَما عسَى تُغني الحِيَلْ
قد جاءَ ما أنسَى الغزالَ وَالغزَلْ
فاشتغلَ القلبُ بهِ بلِ اشتعلْ
وسَفرَة ٍ كمَا يُقالُ في المَثَلْ
ما ليَ فيها ناقة ٌ ولا جملْ
مثلُكَ فيها مَن كفى ومن كَفَلْ
عليكَ بعدَ اللهِ فيها المتكلْ
إنْ كنتُ ثَقّلْتُ ففيكَ المُحتَمَلْ
كَم خطإٍ ستَرْتَهُ وكم خَطَلْ
مثلُكَ من يُرْجى إذا الخطبُ نَزَلْ
يَحسُنُ أن يُحسِن قَوْلاً وَعَمَلْ(6/14)
يذكُرُ إنْ قالَ وَيَنسَى ما فَعَلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا لائِمي فيما فَعَلْ
يا لائِمي فيما فَعَلْ
رقم القصيدة : 12381
-----------------------------------
يا لائِمي فيما فَعَلْ
أخطأتَ قوْلاً وَعَمَلْ
أسرعتَ في لومكَ لي
ومنك لا مني الزللْ
فعلتُ ما يلزمني
فلَيتَ غَيرِي لوْ فَعَلْ
وما على البدرِ إذا
أسرعَ إنْ أبطا زحلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا ثَقيلاً ليَ مِن رُؤ
يا ثَقيلاً ليَ مِن رُؤ
رقم القصيدة : 12382
-----------------------------------
يا ثَقيلاً ليَ مِن رُؤ
يَتِهِ هَمٌّ طَوِيلُ
وبغيضاً هوَ في الحلـ
ـقِ شَجاً لَيسَ يَزُولُ
كلُّ فضلٍ في الورى أضـ
ـعافهُ فيكَ فضولُ
كيفَ لي منكَ خَلاصٌ
أينَ لي منكَ سبيلُ
حارَ أمري فيكَ حتى
لَستُ أدري ما أقُولُ
أنتَ وَالله ثَقِيلٌ
أنتَ وَالله ثَقيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وقائلٍ يجهلُ ما يقولُ
وقائلٍ يجهلُ ما يقولُ
رقم القصيدة : 12383
-----------------------------------
وقائلٍ يجهلُ ما يقولُ
أقوالُهُ لَيسَ لها تأويلُ
لها فُصُولٌ كلّها فُضولُ
كثيرُ ما يَقُولُهُ قَليلُ
فهيَ فروعٌ ما لها أصولُ
كلامهُ تمجهُ العقولُ
أبْرَمَني حَديثُهُ الطويلُ
فلَيتَ لو كانَ لهُ محْصولُ
وجملة ُ الأمرِ ولا أطيلُ
هوَ الرصاصُ باردٌ ثقيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قلتَ لي إنّكَ غَضْبا
قلتَ لي إنّكَ غَضْبا
رقم القصيدة : 12384
-----------------------------------
قلتَ لي إنّكَ غَضْبا
نُ وَما ذلِكَ سَهْلُ
لَستَ تدري قدرَ ما قلْـ
ـتَ وعندي هوَ قَتْلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لا تسلني كيفَ حالي
لا تسلني كيفَ حالي
رقم القصيدة : 12385
-----------------------------------
لا تسلني كيفَ حالي
فلهُ شرحٌ يطولُ
فعَسَى يَجمَعُنا الدّهْـ
ـرُ وَتُصْغي وَأقولُ
عادة ُ اللهِ الذي عو
دنا منهُ الجميلُ
تنقضي مدة ُ هذا الـ(6/15)
ـبُعدِ عَنّا وَتَزُولُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إنّ يَوْماً رَأيتُ وَجْهَكَ فيهِ
إنّ يَوْماً رَأيتُ وَجْهَكَ فيهِ
رقم القصيدة : 12386
-----------------------------------
إنّ يَوْماً رَأيتُ وَجْهَكَ فيهِ
هوَ يَوْمٌ لَهُ عليّ الجَميلُ
وطريقاً مشيتَ فيهِ إلى نحـ
ـوي قليلٌ لتربهِ التقبيلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا منْ لعبتْ بهِ شمولٌ
يا منْ لعبتْ بهِ شمولٌ
رقم القصيدة : 12387
-----------------------------------
يا منْ لعبتْ بهِ شمولٌ
ما ألطفَ هذهِ الشمائلْ
نَشوانُ يَهُزّهُ دَلالٌ
كالغُصْنِ معَ النّسيمِ مائِلْ
لا يمكنهُ الكلامُ لكنْ
قد حَمّلَ طَرْفَهُ رَسائِلْ
ما أطْيَبَ وَقتَنا وأهْنَى
والعاذلُ غائبٌ وغافلْ
عِشْقٌ وَمَسَرّة ٌ وَسُكْرٌ
والعقلُ ببعضِ ذاك ذاهِلْ
والبدرُ يلوحُ في قناعٍ
والغصنُ يَميلُ في غَلائِلْ
والوردُ على الخدودِ غضٌّ
وَالنّرْجسُ في العيونِ ذابِلْ
وَالعيشُ كمَا نُحبّ صافٍ
والأُنسُ بمَا نُحبّ كامِلْ
مَوْلايَ يُحَقّ لي بأنّي
عن مِثلِكَ في الهوَى أُقاتِلْ
لي فيكَ وَقد عَلِمتَ عِشقٌ
لا يَفهَمُ سِرَّهُ العَواذلْ
في حبكَ قد بذلتُ روحي
إنْ كنتَ لِما بَذَلْتُ قابِلْ
لي عندكَ حاجة ٌ فقل لي
هل أنتَ إذا سألتُ باذلْ
في وجهكَ للرضى دليلٌ
ما تَكذِبُ هذه المَخَائِلْ
لا أطلُبُ في الهَوَى شَفيعاً
لي فيكَ غِنًى عن الوَسائِلْ
ذا العامُ مضى وليتَ شعري
هل يرجعُ لي رضاكَ قابلْ
ها عبدكَ واقفٌ ذليلٌ
بالبابِ يَمُدّ كَفّ سائِلْ
من وَصْلِكَ بالقَليلِ يرْضَى
الطلُّ منَ الحبيبِ وابلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تأبى وإلى متى التمادي
تأبى وإلى متى التمادي
رقم القصيدة : 12388
-----------------------------------
تأبى وإلى متى التمادي
قد آنَ بأنْ يُفيقَ غافِلْ
ما أعظمَ حسرتي لعمرٍ
قد ضاعَ ولم أفزْ بطائلْ
قد عَزّ عليّ سُوءُ حالي
ما يفعلُ ما فعلتُ عاقلْ(6/16)
ما أعلمُ ما يكونُ مني
وَالأمرُ كمَا عَلِمتَ هائِلْ
يا ربّ وأنتَ بي رحيمٌ
قد جئتكَ راجياً وآملْ
حاشاكَ أنْ تردّ ضعيفاً
قد أصبحَ في ذراكَ نازلْ
يا أكرَمَ مَنْ رَجاهُ رَاجٍ
عن بابِكَ لا يُرَدّ سائِلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لئنْ جمعتنا بعدَ ذا اليوم خلوة ٌ
لئنْ جمعتنا بعدَ ذا اليوم خلوة ٌ
رقم القصيدة : 12389
-----------------------------------
لئنْ جمعتنا بعدَ ذا اليوم خلوة ٌ
فلي وَلكمْ عَتْبٌ هناكَ يَطُولُ
وكنتُ زماناً لا أقولُ فعلتمُ
ولكنني منْ بعدها سأقولُ
لَعَمري لَقَد عَلّمتُموني عليكمُ
وإني إذا علمتُ فيّ قبولُ
خبأتُ لكمْ أشياءَ سوْفَ أقولُها
لها جملٌ هذبتها وفصولُ
فو اللهِ ما يشفي الغليلَ رسالة ٌ
وَلا يَشتكي شكوَى المحبّ رَسولُ
وما هيَ إلاّ غَيبَة ٌ ثمّ نَلتَقي
ويذهبُ هذا كلهُ ويزولُ
ويستكثرُ العذالُ دمعاً أرقته
وَفي حَقّكمْ ذاكَ الكثيرُ قَليلُ
وما أنا ممّنْ يَستَعيرُ مَدامِعاً
ليَبكي بها إن بانَ عنهُ خَليلُ
إذا ما جرى من جفنِ غيريَ أدمعٌ
جرَتْ من جُفوني أبحرٌ وَسيولُ
وأقسمُ ما ضاعتْ دموعيَ فيكمُ
وَلوْ أنّ روحي في الدّموعِ تَسيلُ
سوايَ لأقوالِ الوُشاة ِ مُصَدِّقٌ
وغيريَ في عتبِ الحبيبِ عجولُ
سيَندَمُ بَعدي مَن يَرُومُ قَطيعتي
ويذكرُ قولي والزمانُ طويلُ
ويا عاذِلي في لَوْعَتي لَستُ سامعاً
فكم أنا لا أصغي وأنتَ تطيلُ
إذا كانَ مَنْ أهواهُ عنيَ راضِياً
فيا رَبِّ لا يرْضَى عليّ عَذولُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا
دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا
رقم القصيدة : 12390
-----------------------------------
دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا
بيني وبينكمُ ما ليسَ ينفصلُ
لكمْ سرائرُ في قلبي مخبأة ٌ
لا الكتبُ تنفعني فيها ولا الرسلُ
رسائلُ الشوقِ عندي لوْ بعثتُ بها
إليكمُ لم تسعها الطرقُ والسبلُ
أُمسِي وَأُصبحُ وَالأشواقُ تَلعبُ بي(6/17)
كأنما أنا منها شاربٌ ثملُ
وَأستَلذّ نَسيماً من دِيارِكُمُ
كأنّ أنفاسَهُ من نَشرِكُمْ قُبَلُ
وكم أحملُ قلبي في محبتكمْ
ما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ
وكمْ أصبرهُ عنكمْ وأعذلهُ
وليسَ ينفعُ عندَ العاشقِ العذلُ
وا رحمتاهُ لصبًّ قلّ ناصرهُ
فيكمْ وضاقَ عليهِ السّهلُ وَالجبلُ
قضيتي في الهوى واللهِ مشكلة ٌ
ما القولُ ما الرأيُ ما التدبيرُ ما العملُ
يَزْدادُ شعريَ حُسناً حينَ أذكرُكُم
إنّ المليحة َ فيها يحسنُ الغزلُ
يا غائبينَ وفي قلبي أشاهدهم
وكلّما انفَصَلوا عن ناظري اتّصَلوا
قد جدّدَ البُعدُ قرْباً في الفؤاد لهمْ
حتى كأنهمُ يومَ النوى وصلوا
أنا الوفيُّ لأحبابي وإنْ غدروا
أنا المقيمُ على عهدي وإن رحلوا
أنا المُحبّ الذي ما الغدرُ من شيَمي
هيهاتَ خُلقيَ عنهُ لَستُ أنتَقلُ
فَيا رَسُولي إلى مَنْ لا أبُوحُ بهِ
إنّ المُهِمّاتِ فيها يُعرَفُ الرّجلُ
بلغْ سلامي وبالغْ في الخطابِ لهُ
وقَبّلِ الأرْضَ عني عندَما تَصِلُ
بالله عَرّفْهُ حالي إنْ خَلَوْتَ بهِ
ولا تُطِلْ فحَبيبي عندَهُ مَلَلُ
وتلكَ أعظمُ حاجاتي إليكَ فإنْ
تنجحْ فما خابَ فيك القصْدُ والأملُ
ولم أزلْ في أموري كلما عرضتْ
على اهتمامكَ بعدَ اللهِ أتكلُ
وليسَ عندكَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ
والحمد للهِ لا عجزٌ ولا كسلُ
فالنّاسُ بالنّاسِ وَالدّنيا مكافأة ٌ
والخيرُ يذكرُ والأخبارُ تنتقلُ
وَالمَرْءُ يَحتالُ إن عزّتْ مَطالبُهُ
وربما نفعتْ أربابها الحيلُ
يا منْ كلامي له إن كانَ يسمعه
يَجدْ كَلاماً على ما شاءَ يَشتَملُ
تَغَزّلاً تَخلُبُ الألْبابَ رِقّتُهُ
مضمونه حكمة ٌ غراءُ أوْ مثلُ
إنّ المليحة َ تغنيها ملاحتها
لا سِيّما وَعَليها الحَلْيُ وَالحُلَلُ
دَعِ التّوَانيَ في أمْرٍ تَهُمّ بِهِ
فإنّ صرفَ الليالي سابقٌ عجلُ
ضَيّعتَ عمركَ فاحزَنْ إن فطِنتَ له
فالعُمرُ لا عِوَضٌ عنه وَلا بَدَلُ
سابقْ زمانكَ خوفاً منْ تقلبهِ(6/18)
فكَمْ تَقَلّبَتِ الأيّامُ وَالدّوَلُ
وَاعزمْ متى شئتَ فالأوْقاتُ واحدة ٌ
لا الريثُ يدفعُ مقدوراً ولا العجلُ
لا تَرْقُبِ النّجمَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ،
فالله يَفعَلُ، لا جَديٌ وَلا حَمَلُ
مع السعادة ِ ما للنجمِ من أثرٍ
فلا يغركَ مريخٌ ولا زحلُ
الأمرُ أعظمُ والأفكارُ حائرة ٌ
والشرعُ يصدقُ والإنسانُ يمتثلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّهَا المَوْلى الأجَلُّ
أيّهَا المَوْلى الأجَلُّ
رقم القصيدة : 12391
-----------------------------------
أيّهَا المَوْلى الأجَلُّ
أنتَ لا يَعدوكَ فَضْلُ
إن يكن يُرْضيكَ هجري
إنّ ذاكَ الهجرَ وَصْلُ
صارَ عندي من تماديـ
ـكَ على الجَفوَة ِ شُغْلُ
كلُّ شيءٍ منكَ عندي
غَيرَ إعراضِكَ سَهْلُ
لم يكنْ مثلي عن مثـ
ـلكَ يا مولايَ يسلو
ليسَ لي عَيشٌ إذا مَا
غِبتَ عَن عَينَيَّ يَحْلُو
سَيّدي لا عاشَ قَلبٌ
من غرامٍ فيكَ يخلو
ما أراني الدهرَ مما
عودتْ نعماكَ أخلو
ليَ منْ كلّ حبيبٍ
رُمتُ منهُ الوَصْلَ مَطلُ
كلَّ يوْمٍ لي من البَيْـ
ـنِ دُمُوعٌ تَستَهِلُّ
حكمَ اللهُ بهذا
إنّ حكمَ اللهِ عدلُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ما لهُ عني مالا
ما لهُ عني مالا
رقم القصيدة : 12392
-----------------------------------
ما لهُ عني مالا
وتجنى فأطالا
أتُرَى ذاكَ دَلالا
من حَبيبي أوْ مَلالا
أتُرَى يَقبَلُ عُذري
إذْ أنا جئتُ سؤالا
فلقَد أرْخَصَني مَنْ
أنَا فيهِ أتَغالَى
هوَ معذورٌ رأى النا
سَ يَقُولونَ فَقالا
سَيّدي لم يُبقِ لي هَجـ
ـرُكَ بَينَ النّاسِ حَالا
أنتَ رُوحي لا أرَى لي
عنك يا روحي انفصالا
فإذا غبتَ تلفـ
ـتُّ يَميناً وَشِمالا
كيفَ أنسى لكَ أوْ أسـ
ـلُو جَميلاً وَجَمالا
أنتَ في الجسنِ إمامٌ
فيكَ قلبي يتوالى
لا وحقَّ اللهِ ما ظنـ
ـكَ في حَقّي حَلالا
إنّ بعضَ الظنّ إثمٌ
صَدَقَ الله تَعالَى
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> إلى كَمْ فُرْقَتي وكَمِ ارتحالي(6/19)
إلى كَمْ فُرْقَتي وكَمِ ارتحالي
رقم القصيدة : 12393
-----------------------------------
إلى كَمْ فُرْقَتي وكَمِ ارتحالي
فلا أشكو لغيرِ اللهِ حالي
تجددُ لي الحوادثُ كلّ يومٍ
رَحيلاً قَطّ لم يَخطُرْ بِبَالي
وما كانَ التّغرّبُ باختِياري
و لا قلبي عنِ الأوطانِ سالِ
وما عَيشُ الغريبِ بلا عِيالِ
كعيشِ القاطنينَ ذوي العيالِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> قد تجاسرتُ وفيكَ المحتملْ
قد تجاسرتُ وفيكَ المحتملْ
رقم القصيدة : 12394
-----------------------------------
قد تجاسرتُ وفيكَ المحتملْ
ولعمري أنتَ أعلى وأجلْ
ما عسى يفعلُ مولى محسنٌ
بمحبّ قد جنى فيما فعلْ
فتَفَضّلْ بقَبولٍ حَسَنٍ
فلَكَ الفضْلُ قديماً لم يَزَلْ
خَلِّها عندي يَداً مَشكُورَة ً
وَأضِفْهَا لأياديكَ الأُوَلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَالله لَوْلا خِيفَة ُ التّثقيلِ
وَالله لَوْلا خِيفَة ُ التّثقيلِ
رقم القصيدة : 12395
-----------------------------------
وَالله لَوْلا خِيفَة ُ التّثقيلِ
زرتكَ في الضحى وفي الأصيلِ
وبينَ ذاكَ ساعة َ المقيلِ
وكنتَ قد ضَجِرْتَ من تَطفيلي
لكنْ أرى التخفيفَ عن خليلي
ولَستُ في العِشرَة ِ بالثّقيلِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تعلمتُ خطّ الرملِ لما هجرتمُ
تعلمتُ خطّ الرملِ لما هجرتمُ
رقم القصيدة : 12396
-----------------------------------
تعلمتُ خطّ الرملِ لما هجرتمُ
لعلّي أرَى فيه دليلاً على الوَصلِ
وَرَغَّبَني فيهِ بَياضٌ وَحُمرَة ٌ
عهدتُهما في وَجنَة ٍ سَلَبَتْ عَقلي
وقالوا طريقٌ قلتُ ياربّ للقا
وقالوا اجتماعٌ قلتُ يا رَبّ للشّملِ
فأصبحتُ فيكم مثلَ مجنون عامرٍ
فلا تنكروا أني أخطّ على الرملِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا راحِلاً قد ساءَني
يا راحِلاً قد ساءَني
رقم القصيدة : 12397
-----------------------------------
يا راحِلاً قد ساءَني
منهُ نواهُ وارتحالهْ(6/20)
واحيرة َ الصبّ الذي
لم يدرِ بَعدَكَ ما احتيالُهْ
أنتَ الحَياة ُ وَمن تُفا
رقهُ الحياة ُ فكيفَ حالهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> بدأتُ ولم أسألْ وَلم أتَوَسّلِ
بدأتُ ولم أسألْ وَلم أتَوَسّلِ
رقم القصيدة : 12398
-----------------------------------
بدأتُ ولم أسألْ وَلم أتَوَسّلِ
و ما زالَ أهلُ الفضلِ أهلَ التفضلِ
وجدتكَ لما أن عدمتُ من الورى
أخاً ذا جميلٍ أو أخاً ذا تجملِ
فآنَستَني في البُعدِ حتى ترَكتَني
كأنّيَ في أهْلي مُقيمٌ ومَنزِلي
وعدتَ بفضلٍ أنتَ في الناسِ ربه
فلمْ تَرَ إلاّ صَوْنَه عن تَبَدّلِ
فأصبحتُ لا أشكو لحادثة ٍ عرتْ
و ما ليَ اشكو الحادثاتِ وأنتَ لي
وقد كانَ إخواني كثيراً وإنما
رَأيتُكَ أوْلى منهُمُ بالتّطَوّلِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وزائرٍ على عجلْ
وزائرٍ على عجلْ
رقم القصيدة : 12399
-----------------------------------
وزائرٍ على عجلْ
شكرته ولم أزلْ
وواصِلٍ قد قُلتُ إذْ
عادَ سَريعاً ما وَصَلْ
أرادَ أنْ يَسألَ عَـ
ـني فانثنى وما سألْ
عَتَبْتُه لأنّه
ألبسني ثوبَ الخجلْ
ما ضَرّه لَوْ كانَ وَا
فَى زائِراً على مَهَلْ
كم واقِفٍ في رَسْمِ دا
رٍ للحَبيبِ أوْ طَلَلْ
موْلايَ سامِحني بمَا
تراه بي منَ الزللْ
فكَمْ وكمْ سَتَرْتَ لي
من خَطإٍ وَمن خَطَلْ
فإنّكَ الأخُ الحَبيـ
ـبُ السيّدُ المَولى الأجلّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دَعوْتُكَ لما أنْ بدَتْ ليَ حاجَة ٌ
دَعوْتُكَ لما أنْ بدَتْ ليَ حاجَة ٌ
رقم القصيدة : 12400
-----------------------------------
دَعوْتُكَ لما أنْ بدَتْ ليَ حاجَة ٌ
وَقلتُ رَئيسٌ مثلُه مَنْ تَفضّلا
لَعَلّكَ للفَضْلِ الذي أنتَ رَبُّهُ
تغارُ فلا ترضى بأنْ تتبدلا
إذا لم يكنْ إلا تحملُ منة ٍ
فمنكَ وأما من سواكَ فلا ولا
حَمَلْتُ زَماناً عنكُمُ كلّ كُلفَة ٍ
وخففتُ حتى آنَ لي أنْ أثقلا
ومن خُلُقي المَشهورِ مذ كنتُ أنّني(6/21)
لغَيرِ حَبيبٍ قَطّ لَنْ أتَذَلّلا
وقد عشتُ دهراً ما شكوتُ بحادثٍ
بلى كنتُ أشكو الأغيَدَ المُتَدَلِّلا
و ما هنتُ إلا للصبابة ِ والهوى
و ما خفتُ إلا سطوة ََالهجرِ والقلى
أروحُ وأخلاقي تذوبُ صبابة ً
وأغدو وأعطافي تسيلُ تغزلا
أُحبُّ منَ الظّبيِ الغَريرِ تَلَفّتاً
وأهوى منَ الغصنِ النضيرِ تفتلا
فما فاتَني حظّي من اللّهوِ وَالصِّبا
وما فاتني حظيّ من المجدِ والعلى
ويا رُبّ داعٍ قد دَعاني لحاجَة ٍ
فعلتُ له فوقَ الذي كانَ أملا
سَبَقتُ صَداهُ باهتمامي بكلِّ ما
أرادَ ولم أحوجهُ أنْ يتمهلا
وَأوْسَعْتُه لمّا أتَاني بَشَاشَة ً
ولُطْفاً وَتَرْحيباً وخُلقاً وَمَنزِلا
بسطتُ لهُ وجهاً حيياً ومنطقاً
وفياً ومعروفاً هنياً معجلا
وراحَ يَرَاني مُنعِماً مُتَفَضّلا
ورحتُ أراهُ المُنعِمَ المُتَفَضِّلا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> نزلَ المشيبُ وإنهُ
نزلَ المشيبُ وإنهُ
رقم القصيدة : 12401
-----------------------------------
نزلَ المشيبُ وإنهُ
في مَفرِقي لا غَرْوَ نازِلْ
وبكيتُ إذ رحلَ الشبا
بُ فآهِ آهِ عَلَيْهِ رَاحِلْ
بالله قُلْ لي يا فُلا
نُ وَلي أقولُ وَلي أُسائِلْ
أتُرِيد في السّبعِينَ ما
قد كنتَ في العشرينَ فاعلْ
هيهاتِ لا واللهِ ما
هذا الحديثُ حديثُ عاقلْ
قد كنتَ تعذر بالصبا
واليومَ ذاكَ العذرُ زائلْ
مَنّيتَ نَفسَكَ باطِلاً
فإلى متى ترضى بباطلْ
قد صارَ من دونِ الذي
تبديهِ منْ مزحٍ مراحلْ
ضَيّعْتَ ذا الزّمَنَ الطّويـ
ـلَ وَلم تَفُزْ منه بطائِلْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> عَرَفَ الحَبيبُ مكانَهُ فتَدَلّلا
عَرَفَ الحَبيبُ مكانَهُ فتَدَلّلا
رقم القصيدة : 12402
-----------------------------------
عَرَفَ الحَبيبُ مكانَهُ فتَدَلّلا
وقنعتُ منهُ بموعدٍ فتعللا
وأتى الرسولُ ولم أجدْ في وجههِ
بشراً كما قد كنتُ أعهدُ أولا
فقَطَعْتُ يَوْمي كلَّهُ متَفَكّراً
وسَهِرْتُ لَيلي كُلَّهُ متَمَلمِلا(6/22)
وأخذْتُ أحسبُ كلّ شيءٍ لم يكن
مُتَجَلّياً في فِكرَتي مُتَخَيَّلا
فلعلّ طيفاً منهُ زارَ فردهُ
سَهَري فعادَ بغَيظِهِ فتَقَوّلا
وعسَى نَسيمٌ بِتُّ أكتُمُ سرّنَا
عنهُ فراحَ يقولُ عني قد سلا
ولقد خشيتُ بأنْ يكونَ أمالهُ
غيري وَطَبْعُ الغُصْنِ أن يَتَمَيّلا
وأظُنّهُ طَلَبَ الجَديدَ وَطالَمَا
عَتَقَ القَميصُ على امرىء ٍ فتبدّلا
أبدً يرَى بُعدي وَأطْلُبُ قُرْبَهُ
وَلَوَ انّني جارٌ لَهُ لَتَحَوّلا
وَعَلِقْتُهُ كالغُصْنِ أسمَرَ أهيَفاً
وعشقتهُ كالظبيِ أحورَ أكحلا
فضَحَ الغَزالَة َ والغزالَ فتلكَ في
وَسَطِ السّماءِ وَذاكَ في وَسطِ الفلا
عَجَباً لقَلبٍ ما خَلا من لَوْعة ٍ
أبداً يَحِنّ إلى زَمانٍ قد خَلا
ورُسومِ جسْمٍ كادَ يُحرِقُهُ الجوَى
لوْ لم تَدارَكْهُ الدّموعُ لأُشْعِلا
وهوًى حَفِظتُ حَديثَهُ وكتَمتُهُ
فوَجدتُ دَمعي قد رواهُ مُسَلسَلا
أهوى التذللَ في الغرامِ وإنما
يأبى صلاحُ الدينِ أنْ أتذللا
مَهّدتُ بالغَزَلِ الرّقيقِ لمَدحِهِ
وَأرَدتُ قبلَ الفَرْضِ أن أتَنَفّلا
ملكٌ شمختُ على الملوكِ بقربهِ
وَلَبِستُ ثوْبَ العزّ منهُ مُسبَلا
وَرَفَعتُ صَوْتي قائلاً يا يوسُفٌ
فأجابني ملكٌ أطالَ وأجزلا
ثمّ التَفَتُّ وَجَدْتُ حَوْليَ أنْعُماً
ما كانَ أسرَعَها إليّ وَأعْجَلا
وَهَصَرْتُ أغصانَ المَطالبِ مُيَّساً
ومريتُ أخلافَ المواهبِ حفلا
قهرَ الزمانَ وقد عراني صرفهُ
حتى مشى في خدمتي مترجلا
وإذا نظرتُ وجدتُ بعضَ هباتهِ
فيها المفاخرُ والمآثرُ والعلى
يروى حديثُ الجودِ عنهُ مسنداً
فعلامَ ترويهِ السحائبُ مرسلا
من مَعشَرٍ فاقُوا الملوكَ سيادَة ً
وَسَعادَة ً وتَطَوّلاً وتَفَضُّلا
وكأنّ متنَ الأرضِ يومَ ركوبهمْ
يَكسُونَهُ بُرْداً عَلَيهِ مُهَلهَلا
من كلّ أغلبَ في الهِياجِ كأنّما
لَبِسَ الغَديرَ وهَزّ منهُ جَدْوَلا
وإذا سألتَ سألتَ غيثاً مسبلا
وإذا لقيتَ لقيتَ ليثاً مشبلا
مولايَ قد أهدَيتُها لكَ كاعِباً(6/23)
عَذْراءَ تُبدي عُذْرَة ً وتَنَصُّلا
حَمَلتْ ثَناءً كالهِضابِ فأبطأتْ
فاعذِرْ بَطِيئاً قد أتَى لكَ مُثْقَلا
عرفتْ محبتها لديكَ وحسنها
فأتتْ تريكَ تدللاً وتعسلا
بدَوِيّة ٌ إنْ شِئْتَ أوْ حَضَرِيّة ٌ
جَمَعَ الخُزامى نشرُها وَالمَندَلا
ولوَ انّها مِمّنْ تَقَدّمَ عصرُهُ
منعتْ زياداً أن يقولَ وجرولا
غَزَلٌ وَمَدْحٌ بِتُّ أغرَقُ فيهِما
كالخَمرِ مازَجتِ الزّلالَ السّلسَلا
فتألفتْ عقداً يروقُ نظامهُ
والعقدُ أحسنُ ما يكونُ مفصلا
يا أيّها المَلِكُ الذي دانَتْ لهُ
كُلُّ المُلُوكِ تَوَدّداً وَتَوَسُّلا
فعلاهمُ متطولاً وحباهمُ
مُتَفَضّلاً وَأتاهُمُ مُتَمَهّلا
يا من مديحي فيهِ صدقٌ كلهُ
فكأنما أتلو كتاباً منزلا
يا مَنْ وَلائي فيهِ نَصٌّ بَيّنٌ
والنّصُّ عندَ القَوْمِ لَنْ يَتَأوّلا
ولقد حلا عيشي لديكَ ولم أردْ
عيشاً سواه وإنْ أردتُ فلا حلا
وشكرتُ جودكَ كلَّ شكرٍ عالماً
أن لا أقومَ ببعضِ ذاكَ ولا ولا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> مَحَبّتي تُوجِبُ إدلالي
مَحَبّتي تُوجِبُ إدلالي
رقم القصيدة : 12403
-----------------------------------
مَحَبّتي تُوجِبُ إدلالي
وَأنتَ ذو فَضْلٍ وَإفضالِ
وبَينَنا من سالِفِ الودّ مَا
يُوجبُ أنْ تَسألَ عن حالي
فاجعلْ على بالكَ شغلي كما
شكركَ لا يبرحُ عن بالي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وإني إذا ارتابَ الوشاة ُ لأدمعي
وإني إذا ارتابَ الوشاة ُ لأدمعي
رقم القصيدة : 12404
-----------------------------------
وإني إذا ارتابَ الوشاة ُ لأدمعي
لَذو حُجَجٍ لمْ يُبدِها عاشِقٌ قَبلي
وَأستَعمِلُ الكُحلَ الذي فيهِ حِدّة ٌ
وَأوهِمُ أنّ الدّمعَ من حِدّة ِ الكُحلِ
فيا صاحبي أما عليّ فلا تخفْ
فَما يَطمَعُ الوَاشونَ في عاشقٍ مثْلي
ودعني والعذالَ مني ومنهمُ
سَيَدرونَ مَن مِنّا يَمَلّ من العَذلِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لكَ يا صديقي بغلة ٌ
لكَ يا صديقي بغلة ٌ(6/24)
رقم القصيدة : 12405
-----------------------------------
لكَ يا صديقي بغلة ٌ
لَيسَتْ تُساوي خَرْدَلَهْ
تَمشي فتَحسَبُها العُيُو
نُ على الطريقِ مشكلهْ
وَتُخالُ مُدْبِرَة ً إذا
ما أقبلتْ مستعجلهْ
مِقدارُ خَطوَتِها الطّويـ
ـلَة ِ حينَ تُسرِعُ أُنْمُلَهْ
تهتزّ وهيَ مكانها
فكأنّمَا هيَ زَلزَلَهْ
أشبَهْتَها بَلْ أشْبَهَتْـ
كَ كأنّ بينكما صلهْ
تحكي صفاتك في الثقا
لة ِ والمهانة ِ والبلهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سَيّدي يَوْمُكَ هَذا
سَيّدي يَوْمُكَ هَذا
رقم القصيدة : 12406
-----------------------------------
سَيّدي يَوْمُكَ هَذا
ليسَ يخفَى عنكَ رَسمُهْ
قمْ بنا قد طلعَ الفجـ
ـرُ وقد أشرقَ نجمهْ
عندَنا وَرْدٌ جَنيٌّ
يُنعِشُ الميّتَ شَمُّهْ
ولدينا ذلكَ الضيـ
ـفُ الذي عندَكَ عِلْمُهْ
ولنا ساقٍ رشيقٌ
أحورُ الطرفِ أحمهْ
وَخِوانٌ يَعْبَقُ المِسْـ
ـكُ برياه وطعمهْ
وأخٌ يرضيكَ منهُ
فَضْلُهُ الجَمُّ وَفَهمُهْ
كاملُ الظرفِ أديبٌ
شامخُ الأنفِ أشمهْ
حَسَنُ العِشرَة ِ لا يأ
تيكَ منهُ ما تذمهْ
ومغنَ زيره أط
ـربُ مسموعٍ وبمهْ
وسرورٌ ليسَ شيءٌ
غَيرَ رؤياكَ يُتِمّهْ
فأجِبْ دَعوَة َ داعٍ
أنتَ من دنياه سَهمُهْ
فإذا جئتَ وغابَ الـ
ـناسُ طراً لا يهمهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تَضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فراقِكمْ
تَضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فراقِكمْ
رقم القصيدة : 12407
-----------------------------------
تَضيقُ عليّ الأرْضُ خوْفَ فراقِكمْ
ويَرْحَبُ منها ضِيقُها إنْ دنَوْتُمُ
وما أسفي إلاّ على القربِ منكمُ
إذا شطّ عني داركمْ أوْ نأيتمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لي منزلٌ إنْ زرتهُ
لي منزلٌ إنْ زرتهُ
رقم القصيدة : 12408
-----------------------------------
لي منزلٌ إنْ زرتهُ
لك تلقَ إلاّ كرمكْ
وإنْ تسلْ عمنْ بهِ
لم تَلْقَ إلاّ خَدَمَكْ(6/25)
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أياديكَ عندي لا يَغُبّ سِجامُها
أياديكَ عندي لا يَغُبّ سِجامُها
رقم القصيدة : 12409
-----------------------------------
أياديكَ عندي لا يَغُبّ سِجامُها
يجودُ إذا ضَنّ الغَمامُ غَمامُها
وكم أُوثرُ التّخفيفَ عنكَ فلم أجدْ
سِواكَ لأيّامٍ قَليلٍ كِرامُها
وَلي فَرَسٌ أنْتَ العَليمُ بحَالِها
وبالرّغْمِ مني رَبْطُها وَمُقامُها
ولم يُبقِ منها الجُهْدُ إلاّ بقِيّة ً
فيَغدو عَلَيها أوْ يرُوحُ حِمامُها
شكَتْني لكُلّ النّاسِ وهيَ بهيمة ٌ
ولكِنْ لها حالٌ فَصيحٌ كَلامُهَا
إذا خرجتْ تحتَ الظلامِ فلا ترى
من الضَّعفِ إلاّ أن يُصَكَّ لجامُها
وليستْ تراها العينُ إلاّ عباءة ً
يُشَدّ عَلَيها سَرْجُها وحِزامُهَا
لها شربة ٌ في كلّ يومٍ على الطوى
ولوْ ترَكَتْها صَحّ منها صِيامُهَا
وعَهدي بها تَبكي على التّبنِ وَحدَهُ
فكَيفَ على فَقدِ الشّعيرِ مُقامُهَا
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وَرَدَ الكِتابُ وإنّهُ
وَرَدَ الكِتابُ وإنّهُ
رقم القصيدة : 12410
-----------------------------------
وَرَدَ الكِتابُ وإنّهُ
عِنْدي وحقِّكُمُ كريمُ
وَفَضَضْتُهُ وكأنّهُ
مِنْ حُسْنِهِ دُرٌّ نَظيمُ
وَبَدَتْ مَعانيهِ وقَدْ
رقتْ كما رقّ النسيمُ
أحْبابَنا إنّي على
حُسنِ الوَفاء لكُمْ مُقيمُ
وحياتكمْ ودي لكمْ
هوَ ذلكَ الوُدُّ القديمُ
أنا ذلكَ الصبُّ الذي
أبداً بذكركمُ يهيمُ
يهتزّ من طربٍ لكمْ
ولربما طربَ الحكيمُ
فَعَلَيكُمُ منّي السّلا
مُ فودكمْ عندي سليمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ
لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ
رقم القصيدة : 12411
-----------------------------------
لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ
وَقُلتُمْ لَنا قَوْلاً فَهَلاّ فَعَلتُمُ
حفظنا لكمْ وداً أضعتمْ عهودهُ
فَشَتّانَ في الحالَينِ نحنُ وأنتُمُ(6/26)
سَهِرْنَا على حِفْظِ الغَرامِ ونمتُمُ
وَلَيسَ سَواءً ساهِرُونَ ونُوّمُ
وكنا عقدنا أننا نكتمُ الهوى
فأغراكمُ الواشي وقالَ وقلتمُ
ظلمتمْ وقلتمْ أنتَ في الحبّ ظالمٌ
صَدَقتُمْ كذا كانَ الحديثُ صَدقتُمُ
فَيا أيّها الأحبابُ في السُّخْطِ والرّضَا
على كلّ حالٍ أنتمُ لا عدمتمُ
وَرُبّ لَيالٍ في هَواكُمْ قَطَعْتُها
وَبِتُّ كَما قَدْ قيلَ أبْني وأهْدِمُ
ولي عندَ بعضِ الناس قلبٌ معذبٌ
فيا ليتهُ يرثي لذاكَ ويرحمُ
وَما كلّ عَينٍ مثلَ عَيني قَريحَة ٌ
ولا كلّ قلبٍ مثلَ قلبي متيمُ
سِوَايَ مُحِبٌّ يَنقُضُ الدّهرُ عَهدَه
يَغيبُ فيَسلُو أوْ يُقيمُ فيَسْأمُ
ويا صاحبي لولا حفاظٌ يصدني
لصرحتُ بالشكوى ولا أتكتمُ
سأعتُبُ بَعضَ النّاسِ إن كان سامعاً
وَأنتَ الذي أعني وما منكَ مَكتَمُ
إذا كانَ خَصمي في الصّبابة ِ حاكمي
لِمَنْ أشتَكيهِ أوْ لِمَنْ أتَظَلّمُ
ولولا احتقاري في الهوى لعواذلي
صَرَفْتُ لَهُمْ بالي ومِنّي ومنْهُمُ
فيا عاذلي ما أكبرَ البعدَ بيننا
حَديثُ غَرَامي فَوْقَ ما يُتَوَهّمُ
لقدْ كنتُ أبكي للحبيبِ إذا جفا
وَلا سِيّما وَهوَ الأمينُ المُكَرَّمُ
أمِيري الذي قد كُنتُ أسطُو بقُرْبِهِ
وكنتُ على الدنيا بهِ أتحكمُ
سَأصْبِرُ لا أنّي عَلى ذاكَ قادِرٌ
لَعَلّ لَيالي هَجْرِهِ تَتَصَرّمُ
وَقالَ العِدَى إنّ المُكَرَّمَ وَاجِدٌ
فقُلْتُ لهُمْ إنّ المُكَرَّمَ أكرَمُ
وإنّ أميري إنْ نأيتُ لمحسنٌ
وإنّ أميري إنْ قربتُ لمنعمُ
وَعَهْدي بهِ رَحْبُ الحَظيرَة ِ مُجمِلٌ
يغضّ ويعفو عنْ كثيرٍ ويحلمُ
مِنَ النّفَرِ الغُرّ الذينَ حُلُومُهُمْ
يخفّ لديها يذبلٌ ويلملمُ
همُ القوْمُ كلُّ القوْمِ في الدّين والتّقى
وَناهِيكَ بالقَوْمِ الذينَ هُمُ هُمُ
إذا حدثوا عن فضلِ موسى وأحمدٍ
فللهِ ميراثٌ هناكَ يقسمُ
أمولايَ إني عائذٌ بكَ لائذٌ
أجلكَ أن أشكو إليكَ وأعظمُ
أأنكرُ ما أوليتني من مواهبٍ
يقرّ بها من جسمي اللحمُ والدمُ(6/27)
وواللهِ ما قصرتُ في شكرِ نعمة ٍ
ويكفيكَ أنّ اللهَ أعلى وأعلمُ
فيا تاركي أنوي البعيدَ من النوى
إلى أيّ قَوْمٍ بَعدَكمْ أتَيَمّمُ
ألا إنّ إقليماً نيتْ بي ديارهُ
وإنْ كثرَ الإثراءُ فيهِ لمعدمُ
وإنّ زماناً ألجأتني صروفهُ
فحاولتُ بعدي عنكمُ لمذممُ
وَلي في بِلادِ الله مَسرًى ومَسرَحٌ
وَلي مِنْ عَطَاء الله مَغنًى ومغنَمُ
وَأعْلَمُ أنّي غالِطٌ في فِراقِكُمْ
وأنكمُ في ذاكَ مثليَ أعظمُ
ومنْ ذا الذي أعتاضُ منكمْ لفاقتي
منَ الناسِ طراً ساء ما أتوهمُ
فَلا طابَ لي عنكُمْ مَقامٌ وموْطِنٌ
ولوْ ضمني فيهِ المقامُ وزمزمُ
وَمِثْلُكَ لا يأسَى على فَقدِ كاتِبٍ
وَلَكِنّهُ يأسَى عَلَيكَ ويَنْدَمُ
فمَنْ ذا الذي تُدنيهِ منكَ وتَصْطَفي
فيَكْتُبُ ما يُوحَى إليكَ ويكْتُمُ
ومنْ ذا الذي يرضيكَ منهُ فطانة ٌ
تقولُ فيدري أوْ تشيرُ فيفهمُ
وما كلّ أزهارِ الرياضِ أريجة ٌ
وما كلّ أطيارِ الفلا تترنمُ
فَيا لَيتَ ذا العامَ الذي جاء مُقْبِلاً
يَفِيضُ لنا فيهِ رِضَاكَ وَيُقْسَمُ
وَلا زَالَتِ الأعوامُ تَأتي وتَنقَضِي
فتبدؤها بالصالحاتِ وتختمُ
تضيء ليالي الدهرِ منكَ منيرة ً
وَأيّامُهُ مِنْ فَرْحَة ٍ تَتَبَسّمُ
وَيا لَيتَ شِعري إنْ قضَى الله بالنّوَى
لمَنْ أبْتَغي هذا الكلامَ وَأنْظِمُ
نسيبٌ كما يهوى العفافُ منزهٌ
ومدحٌ كما تهوى المعالي معظمُ
وَشَكْوَى كَما رَقّ النّسيمُ من الصَّبَا
وعتبٌ كما انحلّ الجمانُ المنظمُ
تَأخّرَ عَنْ وَقْتِ الهَنَاءِ لأنّهُ
لهُ كلَّ يومٍ من جنابكَ موسمُ
وتعلمُ أني في زماني واحدٌ
وأنّ كلامي آخرٌ متقدمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يطيبُ لقلبي أن يطولَ غرامهُ
يطيبُ لقلبي أن يطولَ غرامهُ
رقم القصيدة : 12412
-----------------------------------
يطيبُ لقلبي أن يطولَ غرامهُ
وَأيْسَرُ ما ألْقاهُ منهُ حِمامُهُ
وأعجبُ منهُ كيفَ يقنعُ بالمنى
ويرضيهِ من طيفِ الحبيبِ لمامهُ(6/28)
تَعَشّقْتُهُ حُلْوَ الشّمائِلِ أهْيَفاً
يحركُ شجوَ العاشقينَ قوامهُ
وهمتُ بطرفٍ فاتنٍ منهُ فاترٍ
لِبَابِلَ مِنْهُ سِحرُهُ وَمُدامُهُ
فَما الغُصْنُ إلاّ ما حوَتْهُ بُرُودُهُ
وَما البَدْرُ إلاّ ما حَواهُ لِثَامُهُ
أغارُ إذا ما راحَ ريانَ عاطراً
أرَاكُ الحِمى من ريقِهِ وبشَامُهُ
وأرتاعُ للبرقِ الذي منْ ديارهِ
فيَحسِبُ طَرْفي أنّ ذاك ابتسامُهُ
وَأستَنشِقُ الأرْواحَ من كلّ وُجهة ٍ
فأعْلَمُ في أيّ الجِهاتِ خِيامُهُ
خذوا لي منَ البدرِ الذمامَ فإنهُ
أخوهُ لعليّ نافعٌ لي ذمامهُ
إلى العادِلِ المأمونِ للدّهرِ إن سطَا
بهِ يتجلى ظلمهُ وظلامهُ
إلى مَلِكٍ في العَينِ يَملأ سَرْحَة ً
وَيَمْلأ آفاقَ البِلادِ اهتمامُهُ
أخو يقظاتٍ ليسَ يعرفُ طرفه
غراراً سوى ما يحتويهِ حسامهُ
يُقَصّرُ عَنهُ المَدحُ من كلّ مادحٍ
ولوْ كانَ من زهرِ النجوم نظامهُ
فيا مَلِكَ العَصرِ الذي ليسَ غيرُهُ
يُرَجّى ويُخشَى عَفْوُهُ وانتِقامُهُ
تقدمَ ذكرُ الجودِ قبلك في الورى
وأصبحَ من ذكراكَ مسكاً ختامهُ
أمنتُ بلقياكَ الزمانَ صروفهُ
فغَيري مَن يُخشَى عليه اهتِضامُهُ
وَأصبَحتُ من كلّ الخطوبِ مسلَّماً
علَيكَ من الله الكَريمِ سَلامُهُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هذا كِتابُ مُحِبٍّ
هذا كِتابُ مُحِبٍّ
رقم القصيدة : 12413
-----------------------------------
هذا كِتابُ مُحِبٍّ
قدْ زادَ فيكَ غرامهْ
أضناهُ فرطُ اشتياقٍ
فرقّ حتى كلامهْ
أما ترى كيفَ أضحى
مِثْلَ النّسيمِ سَلامُهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> صَدَقَ الواشونَ فيما زَعموا
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعموا
رقم القصيدة : 12414
-----------------------------------
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعموا
أنا مُغْرًى بهَواها مُغْرَمُ
فليقلْ ما شاء عني لائمي
أنَا أهْواها ولا أحْتَشِمُ
غَلَبَ الوَجْدُ فَلا أكْتُمُهُ
إنما أكتمُ ما ينكتمُ
تعبَ العذالُ بي في حبها(6/29)
قُضِيَ الأمرُ وجَفّ القَلَمُ
أينَ منْ يرحمني أشكو لهُ
إنّما الشكوَى إلى من يرْحمُ
أنا من قلبيَ منها آيسٌ
لم يكنْ من مقلتيها يسلمُ
أيها السائلُ عن وجدي بها
إنّهُ أعظَمُ ممّا تَزْعُمُ
ظنّ خيراً بيننا أوْ غيرهُ
فحبيبي فيهِ تحلو التهمُ
ولقد حدثتُ من يسألني
وحديثي لكَ يا منْ يفهمُ
طالَ ما ألقاهُ من شرْح الهوَى
أنتَ يا ربي بحالي أعلمُ
عشقَ الناسُ ومثلي لم يكنْ
فاعلموا أني فيهم علمُ
سطرتْ قبلي أحاديثُ الهوى
وبمسكٍ من حديثي تختمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سلامي على من لا يردّ سلامي
سلامي على من لا يردّ سلامي
رقم القصيدة : 12415
-----------------------------------
سلامي على من لا يردّ سلامي
لقَد هانَ قدري عندَه ومَقامي
وَإنّي على مَن لا أُسَمّيهِ عاتِبٌ
فَيا رَبّ لا يَبلُغْ إلَيهِ كَلامي
فكَمْ بَيْنَنا مِنْ حُرْمَة ٍ ومَوَدّة ٍ
وكمْ بيننا من موثقٍ وذمامِ
يحقّ لكمْ هذا التصلفُ كلهُ
لعلمكمُ وجدي بكمْ وغرامي
حفظتُ لكمْ وداً أضعتم عهوده
فَها هوَ مَختومٌ لكُمْ بخِتامي
أحِنّ إلَيكُمْ كلّ يوم ولَيلة
وَأهذي بكُمْ في يقظتي ومَنامي
فلا تنكروا طيبَ النسيمِ إذا سرى
إليكمْ فذاكَ الطيبُ فيهِ سلامي
فهَلْ عائِدٌ منكُمْ رَسولي بفَرْحة ٍ
كَفَرْحة ِ حُبلَى بُشّرَتْ بغُلامِ
ويَرْتاحُ قَلبي للصّعيدِ وأهْلِهِ
وعيشٍ مضى لي عندهم ومقامي
وأهوى ورودَ النيلِ من أجل أنهُ
يَمُرّ عَلى قَوْمٍ عَلَيّ كِرامِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> هَذِهِ مِنديلُ كُمّي
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي
رقم القصيدة : 12416
-----------------------------------
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي
خفيتْ عن كلّ وهمِ
حينَ أعداها اشتياقي
لكَ يا منْ لا أسمي
لا تسلني كيفَ حالي
فَهْيَ تَحكي لكَ سُقمي
وردتْ أمواهَ دمعي
ورأتْ نيرانَ جسمي
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كلما قلتُ استرحنا
كلما قلتُ استرحنا
رقم القصيدة : 12417(6/30)
-----------------------------------
كلما قلتُ استرحنا
جاءنا الشيخُ الإمامُ
فاعترانا كلنا منـ
ـهُ انقباضٌ واحتشامُ
فهوَ في المجلسِ فدمٌ
ولنا فهوَ فدامُ
وعلى الجملة ِ فالشيـ
ـخُ ثقيلٌ والسلامُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أيّها الحامِلُ هَمّاً
أيّها الحامِلُ هَمّاً
رقم القصيدة : 12418
-----------------------------------
أيّها الحامِلُ هَمّاً
إنّ هذا لا يدومُ
مثلما تفنى المسرا
تُ كَذا تَفنى الهُمومُ
إنْ قسا الدهرُ فإ
نّ الله بالنّاسِ رَحيمُ
أوْ ترَى الخَطبَ عَظيماً
فكَذا الأجْرُ عَظيمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> رَقّ في الجَوّ النّسيمُ
رَقّ في الجَوّ النّسيمُ
رقم القصيدة : 12419
-----------------------------------
رَقّ في الجَوّ النّسيمُ
فتَفَضّلْ يا نَدِيمُ
ما ترَى كيفَ امّحتْ من
حُلّة ِ اللّيْلِ رُقُومُ
وكأنّ الفَجرَ نَهْرٌ
غرقتْ فيهِ النجومُ
فاجلُ بالصهباء ليلاً
بقيتْ منهُ رسومُ
وَاسبُقِ الشّمسَ بشمسٍ
لا تُواريها الغُيُومُ
قَهوَة ٌ رَقّتْ فَما في
كأسِها إلاّ نَسيمُ
بِنْتُ كَرْمٍ لم يَفُزْ قَطُّ
بها إلاّ الكريمُ
وعلى طينتها منْ
سالِفِ الدّهْرِ خُتُومُ
لم يزلْ عندَ المجوسيّ
لها قدرٌ عظيمُ
وَلَها الرّاهبُ في الدّيْـ
ـرِ يصلي ويصومُ
وقليلٌ كلّ ما يطـ
ـلُبُ فيها ويَسُومُ
وَلقد طافَ بها سَا
قٍ رخيمٌ ورحيمُ
بارعٌ في كلّ ما تطـ
ـلبُ منهُ وترومُ
يا نديمي وكما تهـ
ـوى حبيبٌ وحميمُ
لَيسَ يَبدو منهُ ما تَعْـ
ـتُبُ فيهِ وتَلُومُ
مُطْرِبٌ في صَنْعَة ِ الألـ
ـحانِ والضربِ عليمُ
ولعمري إنْ تفضلـ
ـتَ فَقَدْ تَمّ النّعيمُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> كَلّمَني والمُدامُ في فمِهِ
كَلّمَني والمُدامُ في فمِهِ
رقم القصيدة : 12420
-----------------------------------
كَلّمَني والمُدامُ في فمِهِ
قد نَفَحتْ من حَبابِ مَبسِمِهِ
وراحَ كالغصنِ في تمايلهِ(6/31)
سكرانَ يَشتَطّ في تحكّمِهِ
بالله يا بَرْقُ هلْ تُحدّثُه
عن نارِ قلبي وعن تضرمهِ
وهَلْ نَسيمٌ سرَى يُبَلّغُهُ
رِسالة ً مِن فَمي إلى فَمِهِ
عجبتُ من بخلهِ عليّ وما
يذكُرُهُ النّاسُ من تكَرّمِهِ
همْ علّمُوهُ فصارَ يهجُرُني
ربَّ خذ الحقَّ من معلمهِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا رَبّ قد أصْبَحتُ أرْ
يا رَبّ قد أصْبَحتُ أرْ
رقم القصيدة : 12421
-----------------------------------
يا رَبّ قد أصْبَحتُ أرْ
جوكَ وَأرْجو كَرَمَكْ
يا ربّ ما أكثرَ ما
كثرتَ عندي نعمكْ
يا رَبّ عَنْ إساءَتي
يا سَيّدي ما أحلَمَكْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حَبّذا نَفْحَة ُ رِيحٍ
حَبّذا نَفْحَة ُ رِيحٍ
رقم القصيدة : 12422
-----------------------------------
حَبّذا نَفْحَة ُ رِيحٍ
فرجتْ عني غمهْ
ضَرَبَتْ ثَوْبَ فَتَاة ٍ
أكثرَتْ تِيهاً وَحِشمَهْ
فرَأيتُ البَطْنَ وَالـ
ـٍرة َ والخصرَ وثمهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يا منْ أفارقهُ على رغمي
يا منْ أفارقهُ على رغمي
رقم القصيدة : 12423
-----------------------------------
يا منْ أفارقهُ على رغمي
هذا بحُكْمِ الله لا حُكمي
من أينَ قدرَ الفراقُ لنا
لم يجرِ في خَلَدي وَلا وَهْمي
أنا بالفراقِ مروعٌ أبداً
ذا طالعي فيهِ وذا نجمي
ما هذهِ للبينِ أولة ٌ
ذا الخدُّ منهُ معودُ اللطمِ
لا أشتَكي الأيّامَ أظلِمُهَا
هيَ ما جرتْ إلاّ على رسمي
وحديثُ من يبدي الشماتة َ بي
قد زادني هماً على همّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> برَسْمِ الغُزاة ِ وَضرْبِ العُداة ِ
برَسْمِ الغُزاة ِ وَضرْبِ العُداة ِ
رقم القصيدة : 12424
-----------------------------------
برَسْمِ الغُزاة ِ وَضرْبِ العُداة ِ
بكفّ همامٍ رفيعِ الهممْ
تراهُ إذا اهتزّ في كفهِ
كخاطفِ برقٍ سرى في الظلمْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> على مَن لا أُسَمّيهِ السّلامُ
على مَن لا أُسَمّيهِ السّلامُ(6/32)
رقم القصيدة : 12425
-----------------------------------
على مَن لا أُسَمّيهِ السّلامُ
حَبيبٌ فيهِ قد ضَجّ الأنامُ
مليحٌ كلّ ما فيهِ مليحٌ
مليحٌ دونهُ البدرُ التمامُ
وَلي زَمَنٌ أُكاتِمُهُ هَوَاهُ
وقلبي فيهِ صبٌّ مستهامُ
أقبلُ كفهُ شوقاً لفيهِ
إذا ما صدني عنهُ احتشامُ
وَأسألُهُ ولَيسَ يرُدّ حَرْفاً
كأنّ جوابَ مسألتي حرامُ
وَيُعرِضُ لا يُكَلّمُني دَلالاً
فيغلبهُ على ذاكَ ابتسامُ
كأنّ بهِ لفَرْطِ التّيهِ سُكراً
وقد لعبتْ بعطفيهِ المدامُ
فيا مولايَ كيفَ تريدُ قتلي
ولي حقٌّ عليكَ ولي ذمامُ
إذا ما كنتَ أنتَ وَأنتَ رُوحي
ترَى تَلَفي فغَيرُكَ لا يُلامُ
سألتكَ حاجة ً فسكتَّ عنها
ولي عامٌ أرددها وعامُ
فردّ ليَ الجوابَ بما تراهُ
وكَلّمْني فَما حَرُمَ الكَلامُ
وها أنا قد كشفتُ إليك سري
وَهذا شَرْحُ حالي وَالسّلامُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> وقفتُ على ما جاءني من كتابكمْ
وقفتُ على ما جاءني من كتابكمْ
رقم القصيدة : 12426
-----------------------------------
وقفتُ على ما جاءني من كتابكمْ
وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التربِ خاتمهْ
كتابٌ رأيتُ الحسنَ فيهِ مفصلاً
كما فصلَ الياقوتَ بالدرَّ ناظمهْ
وكانَ لهُ نشرٌ يفوحُ وبهجة ٌ
كما افترّ عن زهرِ الرياضِ كمائمهْ
تَضاعَفَ عندي منهُ حينَ قرأتُهُ
من الشوقِ والتبريحِ ما اللهُ عالمهْ
وبادرهُ بالدمعِ جفني كأنهُ
كريمٌ رأى ضيفاً فدرتْ مكارمهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سلمَ اللهُ على منْ
سلمَ اللهُ على منْ
رقم القصيدة : 12427
-----------------------------------
سلمَ اللهُ على منْ
جاءنا منهُ السلامُ
وسَقَى عَهدَ حَبيبٍ
لا أُسَمّيهِ الغَمَامُ
أنَا إنْ متُّ بفَرْطِ الـ
ـحبّ فيهِ لا ألامُ
ما يقولُ الناسُ عني
أنَا صَبٌّ مُسْتَهامُ
عاذلي إنّ حبيبي
حَسَنٌ فيهِ الغَرامُ
سمهِ إنْ لمتني فيـ
ـهِ يطبْ ذاكَ الملامُ
لا تسلْ في الحبّ غيري
أنا في الحبّ إمامُ(6/33)
ليَ فيهِ مَذْهَبٌ يَتْـ
ـبعني فيهِ الأنامُ
أيها العاشقُ إنّ الـ
ـعِشْقَ مِن بَعدي حَرَامُ
أغرامٌ ما بقلبي
أم حريقٌ أمْ ضرامُ
كلُّ نارٍ غَيرُ نَارِ الـ
ـعشقِ بردٌ وسلامُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> زارَ والناسُ نيامُ
زارَ والناسُ نيامُ
رقم القصيدة : 12428
-----------------------------------
زارَ والناسُ نيامُ
فعَلى البَدْرِ السّلامُ
زائرٌ فيهِ حياءٌ
ووقارٌ واحتشامُ
زورة ٌ أوجبها لي
منهُ وُدٌّ وَذِمَامُ
أتُرَى كانَتْ مَنَاماً
حَبّذا ذاكَ المَنَامُ
فَلَثَمتُ البَدْرَ في جُنْـ
ـحِ الدجى وهوَ تمامُ
واعتنقتُ الغصنَ ريا
نَ تثنيهِ المدامُ
أيّها اللاّئِمُ فيهِ
طابَ لي فيهِ المَلامُ
إنّ مَنْ كانَ لَهُ مِثْـ
ـلُ حبيبي لا يلامُ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> سلمتَ من كلّ ألمْ
سلمتَ من كلّ ألمْ
رقم القصيدة : 12429
-----------------------------------
سلمتَ من كلّ ألمْ
وَدُمْتَ مَوْفورَ النّعَمْ
في صحة ٍ لا ينتهي
شَبابُهَا إلى هَرَمْ
يحيا بكَ الجودُ كما
يَمُوتُ يا يحيَى العَدَمْ
وبَعدَ ذا قُلْ ليَ مَا
كانَ منَ الأمرِ وتمّ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> حرمتْ عيني الكرى
حرمتْ عيني الكرى
رقم القصيدة : 12430
-----------------------------------
حرمتْ عيني الكرى
يا طيفُ فارْجعْ بسلامِ
لستُ أرْضَى من حَبيبٍ
بوصالٍ في المنامِ
أنَا يَقظانُ أراهُ
في قعودي وقيامي
عَن يَميني وَيَسَاري
وَوَرائي وَأمَامي
وَهوَ في سِرّي وَجَهري
وسكوتي وكلامي
وهوَ ريحاني وروحي
ونَديمي وَمُدامي
أيّها اللاّئِمُ فيهِ
لا تقصرْ في ملامي
فمَتى كَرّرْتَ ذِكْرا
هُ يزدْ فيهِ غرامي
لامَ في الحُبّ أُنَاسٌ
وهوَ أخلاقُ الكرامِ
ما أرى الناسَ سوى الـ
ـعُشّاقِ من كلّ الأنامِ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> خافَ الرّسولُ من المَلامَهْ
خافَ الرّسولُ من المَلامَهْ
رقم القصيدة : 12431(6/34)
-----------------------------------
خافَ الرّسولُ من المَلامَهْ
فكنى بسعدى عن أمامهْ
وأتى يعرضُ في الحديـ
ـثِ برامَة ٍ سُقياً لرامَهْ
وفهمتُ منهُ إشارة ً
بَعَثَ الحَبيبُ بها عَلاَمَهْ
فطَرِبْتُ حتى خِلْتُني
نَشوانَ تَلعَبُ بي المُدامَهْ
خذْ يا رسولُ حشاشتي
أنا في الهوى كعبُ بن مامهْ
وَأعِدْ حَديثَكَ إنّهُ
لألَذُّ مِنْ سَجعِ الحَمامَهْ
بشرايَ هذا اليومَ قدْ
قامَتْ على الواشي القِيامَهْ
يا قادماً منْ سفرة ِ الـ
ـهجرِ الطويلِ لك السلامهْ
وأقمتَ في ذاكَ البعا
دِ وَطابَ فيهِ لكَ الإقامَهْ
يا مَنْ تَخَصّصَ وَحدَهُ
مولايَ تلزمكَ الغرامهْ
يا مَنْ يُريدُ ليَ الهَوَا
نَ وَمن أُريدُ لهُ الكَرامَهْ
مَوْلايَ سُلطانُ المِلا
حِ وليسَ يكشِفُ لي ظُلامهْ
عايَنْتُهُ وكأنّهُ
غصنُ النقا ليناً وقامهْ
وَبِشَامَة ٍ في خَدّهِ
أصْبَحتُ في العُشّاقِ شامَهْ
يا خَصْرَهُ يا رِدْفَهُ
من لي بنجدٍ أو تهامهْ
العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أجارَتَنَا حَقُّ الجِوارِ عَظيمُ
أجارَتَنَا حَقُّ الجِوارِ عَظيمُ
رقم القصيدة : 12432
-----------------------------------
أجارَتَنَا حَقُّ الجِوارِ عَظيمُ
وجاركِ يا بنتَ الكرامِ كريمُ
يسركِ منهُ الحبُّ وهوَ منزهٌ
ويرضيكِ منهُ الودُّ وهوَ سليمُ
وَما بي بحمدِ الله في الحبّ ريبَة ٌ
فيَعتِبَ فيها صاحبٌ وَحَميمُ
لعَمري لقد أحيَيتِ بي مَيِّتَ الهوَى
وجدّدتِ عهدَ الشّوْقِ وَهوَ قديمُ
بحُبّكِ قَلبي لا يُفيقُ صَبابَة ً
لَهُ أبَداً هذا الغرامُ غَريمُ
فميعادُ دَمعي أنْ تَنُوحَ حَمَامَة ٌ
وميعادُ شَوْقي أنْ يَهُبّ نَسيمُ
وَإنّيَ فيما يَزْعَمُونَ لَشاعِرٌ
ففي كلّ وادٍ من هواكِ أهيمُ
شربتُ كؤوسَ الحبّ وهي مريرة ٌ
وَذُقتُ عَذابَ الشّوْقِ وَهوَ أليمُ
فيا أيها القومُ الذينَ أحبهمْ
أما لكمُ قلبٌ عليّ رحيمُ
فيا حَبّذا مَن لا أُسَمّيهِ غَيرَة ً
وَبي مِنْ هَوَاهُ مُقْعِدٌ وَمُقيمُ(6/35)