تراجم شعراء موقع أدب
فاروق جويدة
*شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
*تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.
صلاح عبدالصبور
يُعدّ صلاح عبد الصبور (1931 - 1981) أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي. ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي !! كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي, وفي التنظير للشعر الحر.
تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداع صلاح عبد الصبور: من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي, مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي, اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات. كما استفاد الشاعر من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني (عند بودلير وريلكه) والشعر الفلسفي الإنكليزي (عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت بصفة خاصة). ولم يُضِع عبد الصبور فرصة إقامته بالهند مستشارا ثقافياً لسفارة بلاده, بل أفاد ـ خلالها ـ من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة.(1/1)
وقد صاغ الشاعر ـ باقتدار ـ سبيكة شعرية نادرة من صَهره لموهبته ورؤيته وخبراته الذاتية مع ثقافته المكتسبة من الرصيد الإبداعي العربي ومن التراث الإنساني عامة. وبهذه الصياغة اكتمل نضجه وتصوره للبناء الشعري.
وُلد الشاعر في إحدى قرى شرقيّ دلتا النيل, وتلقى تعليمه في المدارس الحكومية. ثم درس اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا), وفيها تتلمذ على الرائد المفكر الشيخ أمين الخولي الذي ضم تلميذه النجيب إلى جماعة (الأمناء) التي كوّنها, ثم إلى (الجمعية الأدبية) التي ورثت مهام الجماعة الأولى. وكان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
كان ديوان (الناس في بلادي) (1957) هو أول مجموعات عبد الصبور الشعرية, كما كان ـ أيضًا ـ أول ديوان للشعر الحديث (أو الشعر الحر, أو شعر التفعيلة) يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت. واستلفتت أنظارَ القراء والنقاد ـ فيه ـ فرادةُ الصور واستخدام المفردات اليومية الشائعة, وثنائية السخرية والمأساة, وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح.
وعلى امتداد حياته التي لم تطُل, أصدر عبد الصبور عدة دواوين, من أهمها: (أقول لكم) (1961), (أحلام الفارس القديم) (1964), (تأملات في زمن جريح) (1970), (شجر الليل) (1973), و(الإبحار في الذاكرة) (1977).
كما كتب الشاعر عددا من المسرحيات الشعرية, هي: (ليلى والمجنون) (1971) وعرضت على مسرح الطليعة بالقاهرة في العام ذاته, (مأساة الحلاج) (1964), (مسافر ليل) (1968), (الأميرة تنتظر) (1969), و(بعد أن يموت الملك) (1975).
كما نُشرت للشاعر كتابات نثرية عديدة منها: (حياتي في الشعر), (أصوات العصر), (رحلة الضمير المصري), و(على مشارف الخمسين).
يزيد بن معاوية
يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ
25 - 64 هـ / 645 - 683 م
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.(1/2)
ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد بالماطرون، ونشأ في دمشق.
ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 هـ وأبى البيعة له عبد الله بن الزبير والحسين بن علي، فانصرف الأول إلى مكة والثاني إلى الكوفة، وفي أيام يزيد كانت فاجعة الشهيد (الحسين بن علي) إذ قتله رجاله في كربلاء سنة 61هـ.
وخلع أهل المدينة طاعته سنة (63 هـ) فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بهم مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها الكثير من الصحابة والتابعين.
وفي زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد الأمير (عقبة بن نافع) وفتح (مسلم بن زياد) بخارى
وخوارزم.
ويقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني.
وتوفي بجوارين من أرض حمص وكان نزوعاً إلى اللهو، وينسب له شعر رقيق وإليه ينسب (نهر يزيد) في دمشق.
بلند الحيدري
ولد بلند في بغداد في 26 أيلول 1926 وهو كردي الاصل واسمه يعني شامخ في اللغة الكردية. والدته فاطمة بنت ابراهيم أفندي الحيدري الذي كان يشغل منصب شيخ الاسلام في اسطنبول.(1/3)
والد بلند كان ضابطا في الجيش العراقي، وهو من عائلة كبيرة أغلبها كان يقطن في شمال العراق ما بين أربيل وسلسلة جبال السليمانية، ومن هذه العائلة برز أيضا جمال الحيدري الزعيم الشيوعي المعروف والذي قتل في انقلاب الثامن من شباط عام 1963 مع أخيه مهيب الحيدري، وهناك الى جانب بلند الأخ الأكبر صفاء الحيدري وهو شاعر بدأ كتابة الشعر بالطبع قبل بلند وله دواوين شعرية عديدة مطبوعة في العراق، وصفاء هذا كان يتصف بنزعة وجودية متمردة، ذهبت به للقيام بنصب خيمة سوداء في بساتين بعقوبة لغرض السكنى فيها، وهناك في بعقوبة تعرّف على الشاعر الوجودي المشرد حسين مردان الذي بدوره عرّفه على بلند، كانت بين الأخوين بلند وصفاء منافسة واضحة، فعندما كان صفاء على سبيل المثال ملاكما كان بلند ملاكما أيضا، وعندما برز اسم صفاء الحيدري في ساحة الشعر العراقي ظهر اسم بلند ليتجاوزه وينال حظوة وشهرة في العراق والعالم العربي. وكان صفاء يكتب رسائل لبلند ويخبره بانه غطى عليه وانه حطمه الخ..
في بداية حياته تنقل بلند بين المدن الكردية، السليمانية وأربيل وكركوك بحكم عمل والده كضابط في الجيش. في العام 1940 انفصل الوالدان . ولما توفيت والدته التي كان متعلقا بها كثيرا في العام ،1942 انتقلت العائلة الى بيت جدتهم والدة أبيه. لم ينسجم بلند في محيطه الجديد وقوانينها الصارمة فحاول الانتحار وترك دراسته قبل ان يكمل المتوسطة في ثانوية التفيض، وخرج من البيت مبتدءاً تشرده في سن المراهقة المبكر وهو في السادسة عشرة من عمره.
توفي والده في عام 1945 ولم يُسمح لبلند ان يسير في جنازته. نام بلند تحت جسور بغداد لعدة ليال، وقام بأعمال مختلفة منها كتابة العرائض (العرضحالجي) أمام وزارة العدل حيث كان خاله داوود الحيدري وزيرا للعدل وذلك تحدي للعائلة.(1/4)
بالرغم من تشرده كان بلند حريصا على تثقيف نفسه فكان يذهب الى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل اذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد اقفال المكتبة. كانت ثقافته انتقائية، فدرس الادب العربي والنقد والتراث وعلم النفس وكان معجب بفرويد وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية، علاوة على قراءته للأدب العربي من خلال الترجمات
مؤلفاته:
1-خفقة الطين- شعر- بغداد 1946.
2-أغاني المدينة الميتة- شعر- بغداد 1951.
3-جئتم مع الفجر- شعر- بغداد 1961.
4-خطوات في الغربة- شعر- بيروت 1965.
5-رحلة الحروف الصفر- شعر- بيروت 1968.
6-أغاني الحارس المتعب- شعر- بيروت 1971.
7-حوار عبر الأبعاد الثلاثة- شعر- بيروت 1972.
8-زمن لكل الأزمنة- مقالات- بيروت 1981.
تركي عامر
كتب الشاعر سيرته قائلاً :
ولدت في قرية حرفيش الجليليّة (29 كانون الأوّل 1954)
أكتب وأنشر بالعربيّة والإنجليزيّة منذ 1972
تخرّجت في جامعة حيفا(1997)
متزوّج وأب لأربعة
عضو "الاتّحاد العامّ للكتّاب العرب الفلسطينيّين في إسرائيل"
نشرت العديد من القصائد والمقالات في صحف ومجلاّت عربيّة محلّيّة ومنها الاتّحاد و كلّ العرب و فصل المقال و الصّنّارة و بانوراما و أخبار البلد و الدّوالي و الحديث و الخميس و الجديد و الشّرق و المواكب وسواها
إضافة إلى عشرات النّدوات والمؤتمرات المحلّيّة في عكّا وحيفا ويافا والنّاصرة وشفاعمرو والمغار وطمرة والبقيعة وحرفيش وغيرها
شاركت في أربعة مؤتمرات عالميّة للشّعر:
اليابان 1996
سلوفاكيا 1998
المكسيك 1999
اليونان 2000
كانت عقدتها "الأكاديميّة العالميّة للثّقافة والفنون" وقد منحتني هذه الأكاديميّة دكتوراة فخريّة في الأدب وذلك في مؤتمر المكسيك(1/5)
شاركت في آب 2001 في سلسلة قراءات شعريّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة مكتبة إنوك برات وجامعة ميريلاند في بولتيمور ومنتدى سلامسايد بويتري في واشنطن دي سي
وفي كانون الثاني (يناير) 2004 في ندوتين شعريتين وندوة نقدية ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب
أصدرت حتّى الآن 11 كتابًا :
العائلقراطيّة، مداخلات في الاجتماع والسياسة، 1984
ضجيج الصّمت، شعر بالفصحى، 1989
نزيف الوقت، شعر بالفصحى، 1990
إستراحة المحارب، شعر بالفصحى، 1991
فجيح الضّوء، شعر بالفصحى، 1993
صباح الحبر، مداخلات في الأدب والثّقافة، 1994
من حواضر الرّوح، شعر بالفصحى، 1996
سطر الجمر، شعر بالعامّيّة، 1997
Arabian Nightmares، شعر بالإنجليزيّة، 1998
White Leaves، شعر بالإنجليزيّة، 2001
لن أعود إلى المرعى، شعر بالفصحى، 2004
وتتثاءب في عتمة الجوارير
مخطوطات شعريّة وأخرى نثريّة
تنتظر هامشًا من نور للخروج إلى شارع الجمهور
عملت منذ 1975 حتّى 2000 في الخدمة الاجتماعيّة والصّحافة والتّربية والثّقافة
أعمل حاليًّا أمين مكتبة في مدرسة حرفيش الاعداديّة ـ الثّانويّة
طلعت سقيرق(1/6)
ولد في طرابلس لبنان يوم 18 آذار 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز على الإجازة في الأدب العربي عام 1979.. عمل في الصحافة/ ومازال/ منذ العام 1976.. وهو المسؤول الثقافي في مجلة ((صوت فلسطين)) منذ العام 1979 ومدير مكتب/ سورية ولبنان/ لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي تصدر في مالطا منذ العام 1997م، ومدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية.. صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار)). مدير رابطة المبدعين العرب.. توزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية، والقصة القصيرة جداً، والنقد الأدبي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد، وقد قدم بعضها على خشبات المسرح، وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.. كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.. كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية في عدة إذاعات.. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية.. أجريت معه حوارات كثيرة تناولت أدبه في التلفزة ولإذاعة والصحف والمجلات.. عضو اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين.. عضو اتحاد الصحفيين في سورية.. عضو اتحاد الكتاب العرب.. عضو رابطة الأدب الحديث/ مصر..
من أعماله:
1- لحن على أوتار الهوى شعر/ 1974..
2- في أجمل عام شعر 1975..
3- أحلى فصول العشق شعر/ 1976..
4- سفر قصيدة 1977..
5- أشباح في ذاكرة غائمة رواية/ 1979..
6- لوحة أولى للحب شعر/ 1980..
7- أحاديث الولد مسعود رواية/ 1984..
8- هذا الفلسطيني فاشهد شعر/ 1986..
9- الخيمة قصص قصيرة جداً/ 1987..
10- السكين قصص قصيرة جداً/ 1987..
11- أنت الفلسطيني أنت شعر/ 1987..
12- الإسلام ومكارم الأخلاق دراسة/ 1990..
13- الإسلام دين العمل دراسة/ 1991..
14- أغنيات فلسطينية شعر محكي/ 1993..(1/7)
15- قمر على قيثارتي شعر/ 1993..
16- الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني اتحاد الكتاب العرب دراسة/ 1993.
17- ومضات شعر/ بطاقات ديوان مفتوح زمنياً- صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، 1998، 1999، 2000-
18- عشرون قمراً للوطن دراسة/ دار النمير دمشق 1996..
19- الأشرعة قصص قصيرة/ اتحاد الكتاب العرب بدمشق/ 1996..
20- احتمالات قصص- اتحاد الكتاب العرب 1998..
21- طائر الليلك المستحيل شعر- دار الفرقد/ دمشق 1998..
22- دليل كتاب فلسطين دار الفرقد/ دمشق 1998..
23- القصيدة الصوفية شعر 1999..
24- زمن البوح الجميل نصوص/ مشترك مع ليلى مقدسي/ 1999..
الانتفاضة في شعر الوطن المحتل دراسة- دار الجليل/ 1999..
إبراهيم ناجي
ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .(1/8)
- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.
- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.
- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .
ومن دواوينه الشعرية :
وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.
أسعد الجبوري
شاعر وروائي من مواليد العراق 1951
عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو اتحاد الكتاب الدنمركيين وعضو الانسكلوبيديا العالمية للشعر بريطانيا .(1/9)
أصدر في الشعر 1 ذبحت الوردة هل ذبحت الحلم 2 صخب طيور مشاكسة3 اولمبياد اللغة المؤجلة 4 ليس للرسم فواصل ليس للخطيئة شاشة 5 نسخة الذهب الأولى 6 طبران فوق النهار 7 الامبراطور
. كما صدرت له روايتان 1 التأليف بين طبقا الليل عن اتحاد الكتاب العرب ورواية الحمى المسلحة عن الدار العربية الأوروبية .
أسس مجلس طقوس ترأس تحريرها
مؤلفاته:
1- ذبحت الوردة - هل ذبحت الحلم - شعر - دمشق 1976.
2- صخب طيور مشاكسة - شعر - دمشق 1978.
3- أولمبياد اللغة المؤجلة - شعر 1980.
4- ليس للرسم فواصل، ليس للخطيئة شاشة - شعر 1981.
5-الامبراطور - شعر 1995.
موسى حوامدة
من مواليد فلسطين 1959درس الثانوية في مدينة الخليل واعتقل اكثر من مرة عندما كان طالبا فيها التحق بالجامعة الاردنية للدراسة في كلية الاداب واعتقل في السنة الثانية وسجن في زنزانة منفردة لمدة ثلاثة اشهر وفصل من الجامعة لمدة عام واحد ثم عاد .
وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1982
بدا نشر قصائده في ملحق الدستور الثقافي بداية الثمانينات حينما كان طالبا ونشر اول مجموعة شعرية بعنوان " شغب" (عام 1988في عمان).
منع من السفر والعمل حتى بدا عهد الديمقراطية في الاردن فالتحق بالعمل في صحيفة الشعب ثم الدستور ثم عمل مدير تحرير في العرب اليوم ويعمل حاليا كاتبا يوميا في الدستور ومديرا لمكتب جريدة الرياض السعودية في عمان.(1/10)
نشر في عام 1998مجموعته الشعرية ية الثانية "تزدادين سماء وبساتين" وهي قصائد حب مكتوبة في اواخر الثمانينات، بعد ذلك اصدر مجموعته الشعرية الثالثة "شجري أعلى" (1999عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت) والتي جلبت عليه سخط المتطرفين الاسلاميين الذين هدروا دمه ثم صودر الديوان من قبل وزارة الاعلام الاردنية في شهر اذار 2000وقدم للمحكمة الشرعية في شهر 5ايار من نفس العام وحوكم امام المحاكم الشرعية خمس مرات حيث كانت محكمة الاستئناف ترفض رد الدعوة ولما فرغت المحاكم الشرعية اواخر عام 2001من القضية رفعت وزارة الاعلام ممثلة بدائرة المطبوعات والنشر قضية جديدة ضده في محكمة بداية جزاء عمان وبعد عدة اشهر وفي نهاية شهر تموزعام 2002 اصدرت المحكمة براءته من تهمة تحقير الاديان ومخالفة قانون المطبوعات لكن النائب العام استانف الحكم ضده وهو الان بانتظار المحاكمة الخامسة ان لم تؤيد محكمة الاستئناف قرار البراءة. صدر له مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر الكتاب الشعري الرابع ( اسفار موسى العهد الاخير ) بعد ان شطبت منه دائرة المطبوعات الكثير من القصائد والمقاطع الشعرية، ولديه مجموعة شعرية خامسة بعنوان: أحسن الى الحمامة القتيلة. كما ستعيد دار ميريت للنشر في القاهرة طباعة "شجري اعلى" هذا العام. ولديه ثلاثة كتب نثرية في الادب الساخر منها "حكايات السموع" الذي (2000 عن دار الشروق في رام الله وعمان). وترجمت منه ليلى الطائي ملتون لمجلة بانيبال الانكليزية في العدد الاخير الذي كرس للادب الفلسطيني الحديث.
نايف الجهني
نايف دخيل الله عبدالله الجهني (المملكة العربية السعودية).
ولد عام 1388 هـ/ 1968 م في القريات.
طالب بالمستوى الرابع بكلية المعلمين ـ قسم اللغة العربية ـ تبوك.
يعمل محرراً صحفياً في القسم الثقافي بجريدة الرياض.(1/11)
مثّل تبوك في مهرجان الجنادرية, وأقام عدداً من الأمسيات الشعرية في كل من نادي القريات, ونادي تبوك.
ممن كتبوا عنه: عالي القرشي, ومحمود الحسيني, وغيرهما.
عنوانه: مكتب جريدة الرياض بتبوك ـ ص.ب 645 ـ تبوك ـ المملكة العربية السعودية.
جابر قميحة
? الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).
? ولد عام 1934 في مدينة المنزلة - محافظة الدقهلية.
? حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير في الأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.
? عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاً أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
? دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 - الزحف المدنس 1992.
? مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية - أدب الخلفاء الراشدين - التقليدية والدرامية في مقامات الحريري - أدب الرسائل في صدر الإسلام - الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود - التراث الإنساني في شعر أمل دنقل - صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم - الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.
? عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - الظهران 31261 - ص.ب 1640 - المملكة العربية السعودية.
أحمد عبدالمعطي حجازي
? أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر).
? ولد عام 1935 بمدينة تلا - محافظة المنوفية - مصر.
? حفظ القرآن الكريم, وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المعلمين 1955 , ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979 .(1/12)
? عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير (الأهرام). ويرأس تحرير مجلة (إبداع).
? عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
? دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر.
? دواوينه الشعرية: مدينة بلا قلب 1959 - أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 - مرثية العمر الجميل 1972 - كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989 .
? مؤلفاته: منها: محمد وهؤلاء - إبراهيم ناجي - خليل مطران - حديث الثلاثاء - الشعر رفيقي - مدن الآخرين - عروبة مصر - أحفاد شوقي.
? حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية 1989 .
? ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية وغيرها.
? عنوانه: 95 شارع الحجاز ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.
فاروق شوشة
? فاروق محمد شوشة (مصر).
? ولد عام 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط.
? حفظ القرآن, وأتم دراسته في دمياط. وتخرج في كلية دارالعلوم 1956, وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957.
? عمل مدرساً 1957, والتحق بالإذاعة عام 1958, وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
? أهم برامجه الإذاعية : لغتنا الجميلة, منذ عام 1967, والتلفزيونية: (أمسية ثقافية) منذ عام 1977.
? عضو مجمع اللغة العربية في مصر.
? رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون, وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.
? شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية .(1/13)
? دواوينه الشعرية : إلى مسافرة 1966 ـ العيون المحترقة 1972 ـ لؤلؤة في القلب 1973 ـ في انتظارما لا يجيء 1979 ـ الدائرة المحكمة 1983 ـ الأعمال الشعرية 1985 ـ لغة من دم العاشقين 1986 ـ يقول الدم العربي 1988 ـ هئت لك 1992 - سيدة الماء 1994 - وقت لاقتناص الوقت 1997 - حبيبة والقمر (شعر للأطفال) 1998 - وجه أبنوسي 2000 - الجميلة تنزل إلى النهر 2002.
? مؤلفاته منها : لغتنا الجميلة ـ أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي ـ أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي ـ العلاج بالشعر ـ لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة ـ مواجهة ثقافية ـ عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية).
? حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986, وجائزة محمد حسن الفقي 1994, وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997
? ألف عنه مصطفى عبدالغني كتاب (البنية الشعرية)
? عنوانه : 35 شارع محمد مظهر ـ الزمالك ـ القاهرة.
طاهر زمخشري
البلد:السعودية
تاريخ ميلاده من:1914 تاريخ وفاته 1987 ميلادي
طاهر عبد الرحمن الزمخشري
ولد عام 1914 في (( مكة المكرمة )) و توفي عام 1987 .
تخرج في مدرسة الفلاح .
رأس تحرير صحيفة (( البلاد )) و يعد من الرعيل الأول في الإذاعة
من دواونيه الشعرية : " أنفاس الربيع " و " أغاريد الصحراء " و" على الضفاف " و" ألحان مغترب " و" لبيك " و" أحلام " ورمضان كريم " و " عبير الذكريات " و " من الخيام " و" أصداء الربيع "و" مع الأصيل " وهي مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية " العين بحر " وهو بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين و " ليالي ابن الرومي " وهي دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره و " حبيبي على القمر " .
المتنبي
المُتَنَبّي
303 - 354 هـ / 915 - 965 م
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.(1/14)
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
أبوالعلاء المعري
أَبو العَلاء المَعَرِي
363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.(1/15)
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
الفرزدق
الفَرَزدَق
38 - 110 هـ / 658 - 728 م
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.
شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة
البحتري
البُحتُرِيّ
206 - 284 هـ / 821 - 897 م
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري.(1/16)
شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري.
وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام.
ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج.
له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
إبراهيم نصر الله
من مواليد عمان، من أبوين فلسطينيين، اقتُلعا من أرضهما عام 1948، درس في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات، وأكمل دراسته في مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين. غادر إلى السعودية حيث عمل مدرسا لمدة عامين 1976-1978، عمل في الصحافة الأردنية من عام 1978-1996. يعمل الآن في مؤسسة عبد الحميد شومان -دارة الفنون- مستشارا ثقافيا للمؤسسة، ومديرا للنشاطات الأدبية فيها. من أعماله:
الشعر:
الخيول على مشارف المدينة - 1980، نعمان يسترد لونه - 1984، أناشيد الصباح - 1984، الفتى والنهر والجنرال-1987، عواصف القلب-1989، حطب أخضر-1991، فضيحة الثعلب 1993، الأعمال الشعرية (مجلد) - 1994، شرفات الخريف - 1996، كتاب الموت والموتى- 1997، بسم الأم والابن -1999.
نُشرت مختارات من قصائده بالإنجليزية، والروسية، والبولندية، والتركية، والفرنسية، والألمانية.
الروايات:
براري الحمى - 1885 (ثلاث طبعات)، الأمواج البرية - سردية 1988 (خمس طبعات)، عو 1990 (طبعتان)، مجرد 2 فقط 1992 (طبعتان)، طيور الحذر 1996 (ثلاث طبعات)، حارس المدينة الضائعة -1998- بيروت، طفل الممحاة 2000.
تمت ترجمة روايته "براري الحمى" إلى الإنجليزية، وتترجم إلى الإيطالية والفرنسية.
كتب أخرى:
- جرائم المنتصرين - السينما حرية الإبداع ومنطق السوق.
معارض:(1/17)
- كتاب يرسمون - معرض مشترك لثلاثة كتاب - عمان 1993. مشاهد من سير عين.
- معرض فوتوغرافي، دارة الفنون - عمان 1993.
نال سبع جوائز على أعماله الشعرية والروائية منها:
- جائزة عرار للشعر1991، جائزة تيسير سبول للرواية 1994، جائزة سلطان العويس للشعر العربي 1997.
محمد زيدان
مواليد (ودّان) - ليبيا - 23/7/1966
صدر له:
الأشياء الكثيرة المعروفة - قصص - المجلس الأعلى لتنمية الإبداع - بنغازي - ليبيا - 2004
الماء ليس أكيداً - شعر - منشورات المؤتمر - طرابلس - ليبيا - 2004
و(الماء ليس أكيداً) شعر / تحت الطباعة.نشر في العديد من الصحف والمجلات المحلية والدولية
عضو برابطة الأدباء والكتاب الليبيين - رقم"92"
محمود أمين
محمود أمين
من صعيد مصر
يعيش بالاسكندرية
بكالويريوس تجارة جامعة القاهرة
ليسانس حقوق جامعة اسكندرية
له ديوانان :
الاول رسائل الي القمر عن دار المعارف بالقاهرة
الثاني سنبلة تعرت للجياع عن دار الكتابة الجديدة القاهرة
له عدة مجموعات تحت الطبع
وديع سعادة
شاعر عراقي
إبراهيم طوقان
- وُلدَ الشاعرُ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في قضاءِ نابلس بفلسطين سنة 1905 م وهو ابن لعائلة طوقان الثرية .
- تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة .
- ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في الكلية الإنجليزية في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ، وتتلمذ على يد " نخلة زريق" الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم .
- بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م ، ثم عاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس .(1/18)
- انتقل للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلَ مدرساً للغة العربية في العامين (1931 - 1933 ) ثم عاد بعدها إلى فلسطين .
- وفي العام 1936 تسلم القسم العربي في إذاعة القدس وعُين مُديراً للبرامجِ العربية ، وأقيل من عمله من قبل سلطات الانتداب عام 1940. - ثم انتقل إلى العراق وعملَ مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجله المرض فعاد مريضاً إلى وطنه .
- كان إبراهيم مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغره ، نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه ، اشتدت عليه وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره .
- نشر شعره في الصحف والمجلات العربية ، وقد نُشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان: " ديوان إبراهيم طوقان".
أعماله الشعرية:
1. ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م).
2. ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م).
3. ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م).
4. ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).
أعماله الأخرى:
1. الكنوز؛ ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات ، أحاديث إذاعية ، قصائد لم تنشر ، رسائل ومواقف . إعداد المتوكل طه (ط 1: دار الأسوار- عكا. ط 2: دار الشروق، عمّان ، بيروت
علي محمود طه
علي محمود طه : (1901- 1949)
ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .(1/19)
وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة .
وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.
وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .(1/20)
وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!
ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..
ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت .
ناصيف اليازجي
ناصيف اليازجي (1800-1871م )(1/21)
- هو ناصيف بن عبد الله بن جنبلاط بن سعد اليازجي اللبناني المولد الحمصيّ الأصل . ولد في قرية كفر شيما من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب .
- نشأ ناصيف ميالاً إلى الأدب والشعر ، وأقبل على الدرس والمطالعة بنفسه ، وتصفّح ما تصل إليه يده من كتب النحو واللغة ودواوين الشعراء ، ونظم الشعر وهو في العاشرة من عمره ، ولم تكن الكتب المطبوعة ميسّرة في عصره فكان جل اعتماده على كتب يستعيرها من المكتبات الخاصة ، فمنها ما يقرأها مرة فيحفظ زبدتها ومنها ما ينسخها بخط يده .
- بعد اكتمال شخصيته الثقافية اتصل بالأمير بشير الشهابي الكبير ، أمير لبنان ، فقرّبه إليه وجعله كاتباً له ، فلبث في خدمته اثنتي عشرة سنة ، ولما كانت سنة 1840 م وهي السنة التي خرج فيها الأمير بشير من لبنان إلى منفاه انتقل ناصيف اليازجي بأهل بيته إلى بيروت فأقام بها وتفرغ للمطالعة والتأليف والتدريس ونظم الشعر ومراسلة الأدباء فذاع صيته وأشتهر ذكره .
- اتصل بالمرسلين الأميركيين يصحح مطبوعاتهم ، ودعي للتعليم في المدرسة الوطنية التي كان قد أسسها المعلم بطرس البستاني وذلك عام 1863 ، واشتغل معه بتصحيح الجزء الأول من معجمه " محيط المحيط " ، وشارك في أول ترجمة عربية للكتاب المقدس في العصر الحديث ، وهي الترجمة التي قام بها الأمريكان بهمة عالي سميث وكرنيليوس فان ديك .
- علم في مدرسة الأمريكان في بيروت ( الجامعة الأمريكية فيما بعد ) ، وصنف مجموعة من المؤلفات اللغوية التعليمية تعد بدء بعث اللغة العربية الفصحى في العصر الحديث .
- أصيب بمرض عضال سنة 1869م وأصيب بشلل نصفي عطّل شطره الأيسر فلزم داره ، وفي أثناء مرضه فجع بفقد ابنه البكر الشيخ حبيب وهو بعد في شرخ شبابه فوقع عليه ذلك الحادث وقوع الصاعقة ولم يعش بعد ذلك إلا أربعين يوماً وكانت وفاته في 8 شباط (فبراير) سنة 1871 م .(1/22)
مؤلفاته :
ترك ناصيف اليازجي مؤلفات متعددة شملت الصرف والنحو والبيان واللغة والمنطق والطب والتاريخ ، كما ترك ديواناً شعرياً متنوع الموضوعات ، ومراسلات شعرية ونثرية ، وأهم هذه المؤلفات :
* " نار القرى في شرح جوف الفرا " ، في الصرف والنحو .
* " فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب " ، وهي رسالة في التوجيهات النحوية .
* " عقد الجمان في علم البيان " .
* " مجمع البحرين " ، وهو يشتمل على ستين مقامة على غرار مقامات الحريري وبديع الزمان الهمداني .
* " ديوان ناصيف اليازجي " .
فدوى طوقان
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.
وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت -وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948, جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات, وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.
كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.
وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.(1/23)
تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
مؤلفات :
على مدى 50 عامًا, أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952, (وجدتها), (أعطنا حباً), (أمام الباب المغلق), (الليل والفرسان), (على قمة الدنيا وحيدًا), (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000, عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة, رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة .
أحمد دحبور
ولد في فلسطين عام 1946. ،، يقيم في غزة.
تلقى تعليمه في حمص، ثم عمل في اعلام المقاومة منذ عام 1968.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1-الضواري وعيون الأطفال- شعر- حمص 1964.
2-حكاية الولد الفلسطيني- شعر- بيروت 1971.
3-طائر الوحدات- شعر- بيروت 1973.
4-بغير هذا جئت- شعر- بيروت 1977.
5-اختلاط الليل والنهار- شعر- بيروت 1979.
6-واحد وعشرون بحراً- شعر- بيروت 1981.
7-شهادة بالأصابع الخمس- شعر- بيروت 1983.
8-ديوان أحمد دحبور- شعر- بيروت 1983.
9-الكسور العشرية- شعر-
معين بسيسو
ولد معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926 ، أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948 .(1/24)
بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946 ، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة و المسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى .
انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس .
وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) .
سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 .
أغنى المكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية :
في الشعر :
المعركة .
المسافر .
حينما تمطر الحجار .
مارد من السنابل .
الأردن على الصليب .
فلسطين في القلب .
الأشجار تموت واقفة .
قصائد على زجاج النوافذ .
جئت لأدعوك باسمك .
آخر القراصنة من العصافير .
الآن خذي جسدي كيساً من رمل .
القصيدة.
الأعمال النثرية :
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة ( 1970 ) .
يوميات غزة - غزة مقاومة دائمة (1971) .
أدب القفز بالمظلات (1972) .
دفاتر فلسطينية ( 1977 ) .
مات الجبل ، عاش الجبل ( 1976 ) .
الاتحاد السوفيتي لي (1983).
الشهيد البطل باجس أبو عطوان
88 يوم خلف متاريس بيروت (1983) .
و كتب في العديد من الجرائد و المجلات العربية :
- في جريدة الثورة السورية تحت عنوان من شوارع العالم .
- في جريدة فلسطبن الثورة تحت عنوان نحن من عالم واحد .
و كتب مفالات عديدة :
- في مجلة الديار اللبنانية .
- في مجلة الأسبوع العربي اللبنانية .
- في مجلة الميدان الليبية .
و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء و الكتاب العرب .
كان أحد أبرز رواد المسرح الفلسطيني وكتب عدة مسرحيات منها:
ثورة الزنج .
شمشون ودليلة .
شي غيفارا .(1/25)
العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع.
كليلة و دمنة.
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ، و لغات الجمهوريات السوفياتية أذربيجان ، أزباكستان و الإيطالية و الإسبانية و اليابانية و الفيتنامية و الفارسية .
حائز على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا .
حائز على أعلى وسام فلسطيني ( درع الثورة ) .
كان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني .
استشهد أثناء أداء واجبه الوطني وذلك إثر نوبة قلبية حادة آلمة في لندن يوم 23 / 1 / 1984 .
خليل حاوي
ولد الشاعر اللبناني خليل حاوي (1919 - 1982) في (الشوير), ودرس في المدارس المحلية حتى سن الثانية عشرة حين مرض والده; فاضطر إلى احتراف مهنة البناء ورصف الطرق. وخلال فترة عمله عاملاً للبناء والرصف, كان كثير القراءة والكتابة, ونَظَم الشعر الموزون والحرّ, بالفصحى والعامية.
علَّم حاوي نفسه اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية, حتى تمكن من دخول المدرسة, ثم الجامعة الأمريكية التي تخرج منها بتفوق مكَّنه من الحصول على منحة للالتحاق بجامعة كامبردج البريطانية; فنال منها شهادة الدكتوراه. وعاد إلى لبنان ليعمل أستاذًا في الجامعة التي تخرج فيها, واستمر في هذا العمل حتى وفاته.
ومنذ بداياته, بدا شعر خليل حاوي وكأنه قد (أدخل رعشة جديدة على الشعر) [العربي], كما قال (فكتور هيغو) عن شعر (بودلير).
فقد ابتعد حاوي عن ارتياد الموضوعات الوصفية والمعاني والصور المستهلكة, واستضاء دربه الشعري بثقافته الفلسفية والأدبية والنقدية, وجعل النفس والكون والطبيعة والحياة موضوعَ شعره.(1/26)
وشعره الأخير تعبير عن المجالدة للوصول إلى يقين نهائي, أو إلى مطلق دائم. وكان الصراع بين المادة والروح واضحًا في ذلك الشعر: صراع من أجل التحرر من المادة ومن الكثافة, وحنين إلى الشفافية النافذة التي طالما حلم بها شعراء سبقوه أمثال (ماللّري) و (فاليري) و (رامبو).
كانت الرموز قوام شعر خليل حاوي: رموز حسّية, ونفسية, وأسطورية, وثقافية. وقرب النهاية, عرف شعره الرموز المشهدية, التي ضمت في قلبها رموزًا متعددة ومتوالدة.
من دواوينه المنشورة:
(نهر الرماد) (1957), (الناي والريح) (1691), (بيادر الجوع) (1965), (ديوان خليل حاوي) (1972), (الرعد الجريح) (1979), و(من جحيم الكوميديا) (1979). وبعد وفاة الشاعر, نُشرت سيرته الذاتية بعنوان (رسائل الحب والحياة) (1987).
محمد القيسي
ولد في كفر عانة (فلسطين) عام 1945.
عمل في حقل الصحافة والمقاومة.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1- راية في الريح- شعر- دمشق 1969.
2- خماسية الموت والحياة- شعر- بيروت 1971.
3- رياح عز الدين القسام- مسرحية شعرية- بغداد 1974.
4- الحداد يليق بحيفا- بيروت 1975.
5- إناء لأزهار سارا، زعتر لأيتامها- شعر- بيروت 1979.
6- اشتعالات عبد الله وأيامه- شعر- بيروت 1981.
7- كم يلزم من موت لنكون معاً- شعر- بيروت 1982.
8- أغاني المعمورة- شعر- عام 1982.
9- أرخبيل المسرات الميتة- شعر- عمان 1982.
أدونيس
اسمه علي أحمد سعيد إسبر, و (أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948.
ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية. لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة, لكنه حفظ القرآن على يد أبيه, كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.(1/27)
في ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك, والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب, فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في (طرطوس); فقطع مراحل الدراسة قفزًا, وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.
التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973, وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.
بدءًا من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .
غادر بيروت في 1985 متوجها ري باريس بسبب ظروف الحرب.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل.
ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97
المؤلفات :
قصائد أولى ط 1، دار مجلة شعر بيروت، 1957
أوراق في الريح، ط أ دار مجلة شعر بيروت، 1958
أغاني مهيار الدمشقي، ط 1 ، دار مجلة شعر، بيروت، 1961
كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل
المسرح والمرايا، ط 1 دار الآداب، بيروت 1968
وقت بين الرماد والورد، ط 1، دار العودة بيروت 1970
هذا هو اسمي، دار الآداب بيروت 1980
مفرد بصيغة الجمع، ط 4، دار العودة بيروت 1977
كتاب القصائد الخمس، ط 1، دار العودة بيروت 1979
كتاب الحصار، دار الآداب بيروت 1985
شهوة تتقدم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر الدار البيضاء 1987
احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة دار الآداب، بيروت 1988(1/28)
أبجدية ثانية دار توبقال البيضاء 1994
الكتاب أمس المكان الآن - دار الساقي بيروت لندن 1995
مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962
أدونيس مع والدته
ديوان الشعر العربي الكتاب الأول، المكتبة العصرية بيروت 1964
الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت 1964
الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت 1968
مختارات من شعر السياب، دار الآداب بيروت 1967
مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة) دار العلم للملايين بيروت 1982
مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من الكواكبي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) دار الحلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من محمد رشيد رضى (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983 (الكتب الستة الأخيرة، وضعت بالتعاون مع خالدة سعيد)
مسرح جورج شحادة
حكاية فاسكو، وزارة الإعلام الكويت 1972
السيد بوبل، وزارة الأعلام الكويت 1972
مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام الكويت 1973
البنفسج وزارة الإعلام الكويت 1973
السفر، وزارة الإعلام الكويت 1975
سهرة الأمثال، وزارة الإعلام الكويت 1975
الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس
منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، د مشق 1976
منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1978
مسرح راسين
فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت 1979
الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق 1986
الأعمال الشعرية الكاملة ديوان أدونيس، ط 1 دار العودة بيروت 1971
الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة بيروت 1985. ط 5، دار العودة بيروت 1988
مقدمة للشعر العربي، ط 1، دار العودة، بيروت، 1971
زمن الشعر، ط 1، دار العودة، بيروت 1972
الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب
الأصول(1/29)
تأصيل الأصول
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري دار الساقي،
فاتحة لنهايات القرن، الطعبة الأولى، دار العودة بيروت 1980
سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985
الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985
كلام البدايات، دار الآداب، بيروت '1990
الصوفية و السوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992
النص القرآني و آفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993
النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993
هاأنت أيها الوقت، دار الآداب، بيروت 1993. سيرة ثقافية.@
الجوائز:
جائزة الشعر السوري اللبناني - منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ -أمريكا - 1971
جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية _ فرنسا _ 1993
جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما _ ايطاليا 1994 _
جائزة ناظم حكمت _ اسطنبول _ 1995
جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي _ باريس
و جائزة المنتدى الثقافي اللبناني _ باريس 1997
جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر1998
جائزة نونينو للشعر - ايطاليا 1998
جائزة ليريسي بيا _ ايطاليا _ 2000
Free counter
عبدالرحيم محمود
ولد عبد الرحيم محمود سنة 1913 في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم في فلسطين، ويلقّب بالشاعر الفلسطيني الشهيد وهو يتمتع باحترام الأجيال الشعرية الفلسطينية وتقديرها الكبير.
درس المرحلة الثانوية في مدرسة النجاح (التي أصبحت الآن جامعة النجاح) في نابلس حيث علّم اللغة والأدب العربيين حتى عام 1936. عندما اشتعلت ثورة 1936 ترك عبد الرحيم محمود التعليم وانضمّ إلى المجاهدين الذين يقاومون الاحتلال البريطاني، ولقد استمرّ يكتب الشعر الحماسي الذي يدعو فيه شعبه إلى الجهاد من أجل حقوقه الوطنية.
درس ما بين عامي 1939 و 1942 في الكليّة الحربيّة في العراق وتخرّج برتبة ضابط. وقد دعته الحكومة العراقية فيما بعد ليدرس في بغداد أولاً ثم في البصرة حيث انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني.(1/30)
عاد إلى فلسطين بعدها، وظلّ إلى يوم استشهاده نشطاً على الصعيدين السياسي والشعري.
انضم إلى صفوف المدافعين عن فلسطين ضد الزحف الصهيوني ما بين عامي 1947 - 1948 وذلك بعد صدور قرار التقسيم.
استشهد في معركة الشجرة في 13 تموز 1948.
يحفظ عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب شعره الذي يتمتع بنظرة رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده.
جمع شعره وصدرت مجموعته الشعرية الكاملة أكثر من مرة
سيف الرحبي
ولد سيف الرحبي عام 1956 في قرية سرور - سمائل، بسلطنة عمان. درس في القاهرة وعاش في أكثر من بلد عربي وأوروبي، عمل في المجالات الصحافية والثقافية العربية. ترجمت مختارات من أعماله الأدبية الى العديد من اللغات العالمية كالإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الهولندية، البولندية ، وغيرها.
يعمل حاليا رئيسا لتحرير مجلة نزوى الثقافية الفصلية التي تصدر في مسقط. .
من أعماله:
نورسة الجنون،شعر (دمشق 1980)،
الجبل الأخضر، شعر (دمشق 1981)،
اجراس القطيعة، شعر (باريس 1984)
رأس المسافر، شعر (الدار البيضاء، 1986)
مدية واحدة لاتكفي لذبح عصفور، شعر (عمان، 1988)
رجل من الربع الخالي، شعر (بيروت، 1994)،
ذاكرت الشتات، مقالات، (1991)،
منازل الخطوة الأولى، نثر وشعر (القاهرة، 1996)،
معجم الجحيم، مختارات شعرية (القاهرة 1996)،
يد في آخر العالم، شعر، (دمشق 1998)،
حوار الأمكنة والوجوه، مقالات، (دمشق 1999),
الجندي الذي رأي الطائر في نومه، (كولونيا - بيروت 2000)،
مقبرة السلالة،(كولونيا - المانيا 2000)،
قوس قزح الصحراء (كولونيا، المانيا 2003)،
عبدالكريم الطبال
ولد سنة 1931.
درس بالقرويين ثم التحق بالمعهد العالي لتطوان.
حصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية.
اشتغل بالتعليم الثانوي قبل أن يتقاعد.
حصل على جائزة المغرب عن ديوانه "عابر سبيل" سنة 1994.
من أعماله الشعرية:
1- الطريق الى الإنسان، تطوان، مطبعة كريماديس، 1971.(1/31)
2- الاشياء المنكسرة، الدار البيضاء، دار النشر المغربية، 1974.
3- البستان، شفشاون، 1988.
4- عابر سبيل، شفشاون، المجلس البلدي، 1993.
وله دواوين أخرى منها: آخر المساء، شجر البياض، القبض على الماء...
عثمان لوصيف
عثمان لوصيف (الجزائر).
ولد عام 1951 في طولفة ـ ولاية بسكرة.
تلقى تعليمه الابتدائي, وحفظ القرآن في الكتاتيب, ثم التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة وترك المعهد بعد أربع سنوات, وواصل دراسته معتمدًا على نفسه, وبعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة وتخرج 1984.
انخرط في سلك التعليم منذ وقت مبكر, ويعمل الآن استاذًا للأدب العربي بالمدارس الثانوية.
أحب منذ طفولته الموسيقى والرسم, وبدأ نظم الشعر في سن مبكرة. قرأ الأدب العربي قديمه وحديثه, كما قرأ الآداب العالمية.
دواوينه الشعرية: الكتابة بالنار 1982 ـ شبق الياسمين 1986 ـ أعراس الملح 1988.
حصل على الجائزة الوطنية الأولى في الشعر 1990 .
ممن كتبوا عنه إبراهيم رماني في كتابه: أوراق في النقد الأدبي 1985 , وميلود خيزار في مجلة المجاهد 1988 .
عنوانه: 4 حي الأنوار ـ طولفة ـ بسكرة 07300 .
عزالدين مهيوبي
عزالدين جمال الدين ميهوبي (الجزائر).
ولد عام 1959 بعين الخضراء - ولاية المسيلة.
بعد إنهائه دراسته في الكتاب, ودراسته الإعدادية عام 1975, وحصوله على البكالوريا عام 1979, درس الفنون الجميلة, والآداب, وتخرج في المدرسة الوطنية للإدارة عام 1984.
اشتغل بالصحافة منذ عام 1986, ورأس تحرير جريدة الشعب حتى عام 1992, ثم أنشأ مؤسسة إعلامية, وأدار الإعلام والبرامج المتخصصة في التلفزيون الجزائري.
عضو منتخب في البرلمان الجزائري 1997 ممثلاً لحزب التجمع الوطني الديمقراطي, وانتخب رئيساً لاتحاد الكتاب الجزائريين 1998.
دواوينه الشعرية:(1/32)
في البدء كان أوراس 1985 - اللعنة والغفران 1996 - النخلة والمجداف 1996 - خيرية 1996 - شيء كالشعر 1997 - الرباعيات 1998 - الشمس والجلاد 1998.
أعماله الإبداعية الأخرى: كتب الأوبيريت والمسرحية, وأنجز منها: ستيفيس - ماسينيا - زابانا - قال الشهيد - الدالية.
شارك في عدد من الملتقيات والندوات الأدبية في عدة عواصم عالمية منها: الرياض, القاهرة, طرابلس, بغداد, طهران, الكويت, الرباط, بيروت, دمشق, إيطاليا.
حصل على الجائزة الوطنية للشعر 1982, والجائزة الأولى للأوبيريت 1987, والجائزة الأولى لأفضل نص مسرحي محترف 1998.
عنوانه: حي حسن بلخيرد - 750 مسكن عمارة 10 رقم 101 - سطيف - الجزائر.
محمد بنيس
ولد بفاس 1948.
تابع دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس حيث حصل على شهادة الاجازة في الأدب العرب سنة 1978. وفي سنة 1978 دبلوم الدراسات العليا من كلية الأداب والعلوم الانسانية بالرباط، ومن نفس الكلية حصل على دكتوراه الدولة سنة 1988.
يعمل حالياً أستاذاً للشعر العربي الحديث بنفس الكلية.
أسس مجلة الثقافة الجديدة سنة 1974 وهو أحد مؤسسي (بيت الشعر في المغرب) إلى جوار محمد بنطلحة، صلاح بوسريف وحسن نجمي.
يتحمل حالياً مسؤولية رئاسة (بيت الشعر في المغرب).
حصل على جائزة المغرب عن ديوانه (ورقة البهاء).
تلازمت كتاباته الشعرية مع اهتماماته الثقافية والتنظيرية للشعر العربي.
دووانيه الشعرية:
1- ما قبل الكلام. فاس، مطبعة النهضة 1969.
2- شئ عن الاضطهاد والفرح. فاس،منشورات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، (مطبعة النهضة) 1972.
3- وجه متوهج عبر امتداد الزمن. مطبعة النهضة، 1974.
4- في اتجاه صوتك العمودي، الدار البيضاء، منشورات الثقافة الجديدة، 1980.
5- مواسم الشرق، ط1، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر 1986.
6- صدرت الطبعة الثانية (مواسم الشرق تليها دكنة لمسكن الصباح) عن دار توبقال 1990.(1/33)
7- ورقة البهاء، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر 1988.
8- هبة الفراغ، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر، 1992.
9- كتاب الحب، باشتراك مع الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، الدار البيضاء، دار توبقال 1995.
10- المكان الوثني، الدار البيضاء، دار توبقال 1996.
حمد الحجي
حمد سعد الحجي
ولد في (( مرات )) قرب الرياض -السعودية - عام 1938 و توفي عام 1989
درس في كليتي الشريعة و اللغة العربية
صدر له ديوان : (( عذاب السنين )) 1989
الحلاج
الحلاج
244 - 309 هـ / 858 - 922 م
الحسين بن منصور الحلاج.
فيلسوف، عدّه البعض في كبار المتعبدين والزهاد وأعده آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين.
أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق، وظهر أمره سنة 299 فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان.
وقيل: كان يظهر مذهب الشيعة للملوك (العباسيين) ومذهب الصوفية للعامة.
وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي فأمر بالقبض عليه فسجن وعذب وضرب وقطعت أطرافه الأربعة ثم قتل وحزّ رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد.
أورد ابن النديم له أسماء ستة وأربعين كتاباً غريبة الأسماء والأوضاع منها: (الكبريت الأحمر)، (قرآن القرآن والفرقان)، (هو هو)، (اليقين).
حميد العقابي
مواليد عام 1956 الكوت / العراق
· غادر العراق نهاية عام 1982
· صدر له:
-أقول احترس ايها الليلك 1986
-واقف بين يدي 1987
- بم التعلل 1988
- تضاريس الداخل 1992
-حديقة جورج 1994
-وحدي سافرت غدا ( بالدنماركية) 1996
-كمائن منتعظة ( ضمن كتاب " خمسة شعراء عراقيين" ) 1998
-أصغي الى رمادي ( فصول من سيرة ذاتية) 2002
·يقيم في الدنمارك منذ عام 1985
محمد مظلوم
ـ جاء إلى الحياة في بغداد منطقة الكرادة في 18/10/1963، من أبوين مهاجرين من إحدى قرى قضاء النعمانية بمحافظة واسط.(1/34)
ـ أكمل الدراسة الابتدائية في مدينة الشماعية في مدرسة التوحيد التي كانت تتوسط مستشفى الأمراض العقلية ومركز لشرطة الخيالة آنذاك. ثم الدراسة المتوسطة في ثانوية بورسعيد بمدينة الثورة فثانوية البحتري المسائية.
ـ تخرج من قسم الدراسات الإسلامية في كلية الشريعة/ جامعة بغداد.
ـ سيق للخدمة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية سائق دبابة في سلاح الدروع ، بمناطق جمجمال وأغجلر وباسطكي في كركوك والسليمانية ودهوك في شمال العراق.
ـ عين مدرساً للغة العربية في المناطق الكردية في الشمال أيضاً ـ ثانوية ديانا على الحدود الإيرانية ثم ثانوية صلاح الدين في أربيل.
غادر العراق عن طريق الشمال عبر نهر الخابور إلى سوريا حيث يقيم منذ العام 1991.
ـ نشر أولى محاولاته عام 1978 وكانت قصيدة غزلية من الشعر العمودي في جريدة الراصد، ثم نشر أغلب شعره في مجلة الطليعة الأدبية وجريدة العراق في الثمانينات، وبعد مغادرته العراق في صحف السفير والنهار اللبنانيتين والملحق الثقافي لجريدة الثورة السورية.
ـ أسهم مع الشاعر السوري أحمد سليمان وعدد آخر من الأدباء العرب في إصدار مجلة كراس للإبداع المغاير في بيروت 1994.
ـ صدرت له الكتب التالية:
غير منصوص عليه ـ ارتكابات
( شعرـ دار الحضارة الجديدة ـ بيروت 1992)
المتأخر ـ عابراً بين مرايا الشبهات
( شعر ـ دار الكنوز الأدبية ـ بيروت 1994)
محمد والذين معه
( شعر ـ منشورات كراس ـ بيروت 1996)
النائم وسيرته معارك
( شعر ـ دار الكنوز الأدبية ـ بيروت 1998 )
خمسة شعراء عراقيين
( مختارات مع آخرين ـ دار الجندي دمشق 1998)
عبد الوهاب البياتي ـ كتاب المختارات
( مقدمة في تجربته ومنتخبات من أشعاره ـ دار الكنوز الأدبية ـ بيروت 1998)
( أندلس لبغداد )
قصيدة ـ دار المدى ـ دمشق 2002
إبراهيم محمد إبراهيم
من مواليد 22/12/1961م - دبي - دولة الإمارات العربية المتحدة.(1/35)
خريج كلية الآداب - قسم اللغة العربية - جامعة بيروت العربية.
بدأ بنشر قصائده في الصحف والمجلات الإماراتية في العام 1980م،
حيث تزامن ذلك مع مشاركاته المستمرة في الأمسيات
والمهرجانات الشعرية التي كانت تقيمها مختلف المؤسسات التعليمية والثقافية والجمعيات ذات النفع العام.
نشر في العديد من الصحف والمجلات العربية.
تولى منذ بداية الثمانينيات عدة مهام في العمل الثقافي التطوعي، كان أهمها :
رئاسة اللجنة الثقافية بنادي الشباب الثقافي الرياضي.
رئاسة اللجنة الثقافية باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لدورتين متتاليتين.
رئاسة اللجنة الثقافية، ثم اللجنة الأدبية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة.
بالإضافة إلى المهرجانات والأمسيات التي شارك فيها محليا، كانت له مشاركات كثيرة،
مثل خلالها كتاب وأدباء الإمارات ودولة الإمارات، في العديد من الدول مثل:
مصر-العراق-سوريا-الكويت-عمان-البحرين-فرنسا. إصداراته الشعرية:
صحوة الورق عام 1990م
فساد الملح عام 1997م
هذا من أنباء الطير عام 2000م
الطريق إلى رأس التل عام 2002م
عند باب المدينة عام 2003م
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم الثانية عشرة عام 1995م.
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداعات المرأة العربية في الأدب، لثلاث سنوات متتالية( 1999م-2000م-2001م).
سوزان عليوان
وُلِدَتْ في 28/9/1974 في بيروت، من أب لبناني و أم عراقية الأصل
.بسبب الحرب في وطنها، صرفت سنوات طفولتها و مراهقتها بين الأندلس و باريس و القاهرة
.تخرجت عام 1997 من كلية الصحافة و الإعلام من الجامعة الأمريكية في القاهرة
:(صدر لها (في طبعات خاصة و محدودة
عصفور المقهى 1994 *
مخبأ الملائكة 1995 *
لا أشبه أحدًا 1996 *
شمس مؤقتة 1998 *
ما من يد 1999 *
كائن اسمه الحب 2001 *
مصباح كفيف 2002 *
لنتخيّل المشهد 2004 *
."تعيش الآن في بيروت، "خرافة الوطن(1/36)
إبراهيم أحمد الوافي
الاسم : إبراهيم أحمد الوافي
تاريخ ومكان الميلاد : 1969م - ينبع النخل - سويقة
المؤهلات العلمية :
- بكالوريس لغة عربية - كلية الآداب - جامعة الملك سعود -
- ماجستير في الأدب العربي - كلية الآداب - جامعة الملك سعود -
الخبرة العملية :
- مدرس لغة عربية في المرحلة الثانوية
- مشرف في مادة اللغة العربية
- عضو فريق التقويم الشامل ورئيس فريق في قسم التقويم الشامل بإدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع
- ترشّح للعمل في وزارة التربية والتعليم بدءا من العام الدراسي 1425هـ /1426هـ
- عضو جمعيّة الثقافة والاتصال
المؤهلات الأخرى :
- شاعر سعودي أصدر أربع مجموعات شعرية :
1- رماد الحب 1989
2- رائحة الزمن الآتي 1997
3- سقط سهوًا 2000م
4- وحدها تخطو على الماء (2004 )
5) وحيدًا من جهة خامسة ( 2005 )
وله تحت الطبع :
1- ثلاثة رابعهم قلبهم ( عمل سردي يشبه الرواية )
3- مريم ( ديوان محكي )
4 ) جنّة الحروف ... سطور لاتعني أحدا
منذر أبو حلتم
منذر أبو حلتم
قاص وشاعر .. من قرية ( ترقوميا ) احدى قرى منطقة الخليل في جنوب فلسطين ..
يحمل شهادة الهندسة الجيولوجية .... عضو رابطة الكتاب الاردنيين ..
أصدر :
مجموعة شعرية بعنوان (أراك مرفأي الاخير)
مجموعة قصصية بعنوان ( للبحر وجه أخر)
يشرف على عدة منتديات ومواقع أدبية على الإنترنت منها : ديوان الادب (آريبيا) ، منتدى القصة العربية (آريبيا) ومنتديات الجذور الثقافية (أستراليا) ومؤسس منتديات اوراق الثقافية .. ويكتب في عدة مواقع ومجلات أدبيه
مالك مالك
مالك مالك
ولد الشاعر في أحد أحياء مدينة بغداد الشعبية عام 1955م.(1/37)
وفي مدينة الثورة التي قضى فيها أيام شبابه الأولى بدأ التعرف على الحركة الثقافية التي كان يزخر بها ذلك الحي البغدادي وفي هذه المدينة الصغيرة تابع دراسته الأولى حتى عام 1974 حيث بدأ العمل في الصحف والمجلات العراقية. وقبل خروجه من العراق عام 1981م ، أصدر مجموعته الشعرية الأولى "ثياب من الثلج" وذلك عام 1978م. أكمل دراسته العليا في إيطاليا وقرر الإقامة فيها حيث يعمل الآن أستاذا في قسم الدراسات الآسيوية ( كلية الآداب - المعهد الجامعي الشرقي) في مدينة نابولي.
وفي إيطاليا، واصل الكتابة الشعرية في اللغة العربية إضافة إلى كتابته لبعض القصائد في اللغة الإيطالية. شارك مع الشاعر الإيطالي Enrico D'Angelo في إصدار مجموعة شعرية مشتركة ، أطلق عليها الاثنان اسم (Andata & Ritorno) ، أي ذهاب وإياب وقد صدرت هذه المجموعة عام 1997م عن دار النشر الإيطالية Fenun في مدينة نابولي. توالى الشاعر رئاسة تحرير مجلة (Oriente & Occidente) ، عام 1990م. واصدر مجموعة من المؤلفات في اللغة الإيطالية منها كتابه عن الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي حمل عنوان (IL POETA) ،(1/38)
وكتابه عن الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي حمل عنوان (Amore di Fuoco)، وهو الآن يشغل منصب رئيس تحرير مجلة (Mare dei popoli) ، الصادرة عن جمعية Amiczia tra i Popoli، التي يرأس ادراتها أيضا. وقد شارك الشاعر في الكثير من المؤتمرات واللقاءات التي تناولت موضوعات الهجرة والمجتمعات المتعددة الثقافات واللقاء بين الديانات حيث أن وجده في بلد أوروبي كإيطاليا يلزمه أن يكون متفاعلا وما تطرحه الأحداث من تداخلات تلزم جميع المثقفين العرب في أوروبا أن يكونوا نشطين في الدفاع عن جذورهم الثقافية إضافة إلى الإسهام في تفعيل المجتمع المتعدد الثقافات الذي يعيشون فيه. وقد شغل الشاعر منصب أستاذ اللغة والحضارة العربية لخمس سنوات في الـ Convitto Nazionale di Napoli. . واشرف أخيرا على معالجة وإصدار كتاب تناول قصائد الشاعر العراقي جواد الحطاب باللغة الإيطالية حمل اسم Diario Iracheno .
جاسم محمد الصحيح
من شعراء المملكة العربية السعودية
ولد عام 1384في المنطقة الشرقية - الاحساء
عضو الجمعية العربية السعودية للثقافةوالفنون
عضو النادي الادبي بالمنطقة الشرقية
ترجم له العدير من المعاجم والدراسات الادبية
من دواوينه المطبوعة :
1- ظلي خليفتي عليكم
2- خميرة الغضب
3- عناق الشموع والدموع
4- حمائم تكنس العتمة
5- رقصة عرفانية
فاز بالعديد من الجوائز في مجال الشعر
عبدالوهاب البياتي
شاعر عراقي معاصر،
ولد في بغداد عام 1926(1/39)
تخرج بشهادة اللغة العربية وآدابها 1950م، واشتغل مدرساً 1950-1953م، ومارس الصحافة 1954م مع مجلة "الثقافة الجديدة" لكنها أغلقت، وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية. فسافر إلى سورية ثم بيروت ثم القاهرة. وزار الاتحاد السوفييتي 1959-1964م، واشتغل أستاذاً في جامعة موسكو، ثم باحثاً علمياً في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية. وفي سنة 1963 أسقطت عنه الجنسية العراقية، ورجع إلى القاهرة 1964م وأقام فيها إلى عام 1970.
عضو جمعية الشعر.
توفي سنة 1999.
مؤلفاته:
1- ملائكة وشياطين - شعر - بيروت 1950.
2- أباريق مهشمة - شعر - بغداد 1954.
3- المجد للأطفال والزيتون - شعر - القاهرة 1956.
4- رسالة إلى ناظم حكمت وقصائد أخرى - شعر - بيروت 1956.
5- أشعار في المنفى - شعر - القاهرة - 1957.
6- بول ايلوار مغني الحب والحرية - ترجمة مع أحمد مرسي - بيروت 1957.
7- اراجون شاعر المقاومة- ترجمة مع أحمد مرسي- بيروت 1959.
8- عشرون قصيدة من بريلن - شعر - بغداد 1959.
9- كلمات لا تموت - شعر - بيروت 1960.
10- محاكمة في نيسابور- مسرحية - بيروت 1963.
11- النار والكلمات - شعر - بيروت 1964.
12-قصائد - شعر - القاهرة 1965.
13- سفر الفقر والثورة - شعر - بيروت 1965.
14- الذي يأتي ولا يأتي - شعر - بيروت 1966.
15- الموت في الحياة - - شعر - بيروت 1968.
16- عيون الكلاب الميتة - شعر - بيروت 1969.
17- بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة - شعر - بيروت 1969.
18- الكتابة على الطين - شعر - بيروت 1970.
19- يوميات سياسي محترف - شعر - بيروت 1970.
20- تجربتي الشعرية بيروت 1968.
21- قصائد حب على بوابات العالم السبع- - شعر - بغداد 1971.
22- كتاب البحر - شعر - بيروت 1972.
23- سيرة ذاتية لسارق النار- - شعر - بيروت 1974.
24- قمر شيراز - شعر - بيروت 1978.
أيمن اللبدي
مواليد طولكرم العام 1962 فلسطين(1/40)
بكالوريوس علوم جامعة بيرزيت العام1985/1986
العمل في حقول التعليم والصحافةوالتسويق
البداية مع الحرف 1978 -
قصائد ومقالات ودراسات أدبية منوعة -
مساهمات في عدد من الأمسيات الأدبية والمواقع على الشبكة-
جائزة درع القصيدة العمودية من أسبوع فلسطين -سوق عكاظ /جامعة بيرزيت-
عدد من المجموعات الشعرية:
*نشر الأول منها عام - من وصايا النزف1980
*هوامش على تغريبة القمر العائد 1996
*انتفاضيات 2003
-ثلاثة كتب إليكترونية من إصدار ناشري
-مدير تحرير الحقائق الثقافية - المملكة المتحدة/لندن
راشد حسين
راشد حسين
(1936 - 1977)
"مُصمُص"
- ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .
- واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .
- بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .
- عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .
- ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .
- عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .
- توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .
- منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.
أعماله الشعرية:
1. مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م، ط2: القاهرة، 1957م).
2. صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).(1/41)
3. أنا الأرض لا تحرميني المطر (الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، بيروت، 1976م).
4. كتاب الشعر الثاني / يضم المجموعتين الأولى والثانية (لجنة إحياء تراث راشد حسين ( دار القبس العربية، عكا، 1978م).
5. قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة، 1980م).
6. ديوان راشد حسين / الأعمال الشعربة الكاملة (بيروت).
الترجمات:
1. حاييم نحمان بياليك: نخبة من شعره ونثره / ترجمة عن العبرية (دار دفير للنشر، تل أبيب، 1966م).
2. النخيل والتمر؛ مجموعة من الأغاني الشعبية العربية، ترجمها بالتعاون مع شاعر يهودي من العربية إلى العبرية.
3. العرب في إسرائيل: تأليف صبري جريس / جزءان، ترجمة الشاعر من العبرية إلى العربية ( مركز الأبحاث، بيروت 1967م).
أبو إسحاق الألبيري
أبو اسحاق الألبيري
375 - 460 هـ / 985 - 1067 م
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه.
شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).
أبو الشمقمق
أبو الشمقمق
112 - 200 هـ / 730 - 815 م
مروان بن محمد أبو الشمقمق.
شاعر هجاء، من أصل البصرة، قراساني الأصل، من موالي بني أمية، له أخبار مع شعراء عصره، كبشار، وأبي العتاهية، وأبي نواس ، وابن أبي حفصة.
وله هجاء في يحيى بن خالد البرمكي وغيره، وكان عظيم الأنف، منكر المنظر.
زار بغداد في أول خلافة الرشيد العباسي، وكان بشار يعطيه كل سنة مائتي درهم، يسميها أبو الشمقمق جزية.
قال المبرد: كان أبو الشمقمق ربما لحن، ويعزل كثيراً، ويجد فيكثر.
أبو الشيص محمد
أبو الشيص الخزاعي
130 - 196 هـ / 747 - 811 م(1/42)
محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي.
شاعر مطبوع، سريع الخاطر رقيق الألفاظ.
من أهل الكوفة غلبه على الشهرة معاصراه صريع الغواني وأبو النواس. وانقطع إلى أمير الرقة عقبة بن جعفر الخزاعي فأغناه عقبة عن سواه.
ولقبه أبو الشيص ويقال للنخلة إذا لم يكن لها نوى وذلك رديء مذموم.
وهو ابن عم دعبل الخزاعي، عمي في آخر عمره قتله خادم لعقبة في الرقة.<
أبو العتاهية
أبو العَتاهِيَة
130 - 211 هـ / 747 - 826 م
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
أبو الفضل الميكالي
أبو الفضل الميكالي
? - 436 هـ / ? - 1045 م
عبيد الله بن أحمد بن علي الميكالي أبو الفضل.
أمير من الكتاب الشعراء، من أهل خراسان، صنف الثعالبي (ثمار القلوب) لخزانته وأورد في يتيمة الدهر محاسن ما نثره ونظمه.
وكذلك مختارات من كتابه المخزون المستخرج من رسائله.
وسماه صاحب فوات الوفيات "عبد الرحمن بن أحمد" وأورد من شعره ما يوافق بعض ما في اليتيمة، مما يؤكد أنهما شخص واحد.
وذكر له من المؤلفات مخزون البلاغة، (المنتحل -ط) و(ديوان شعره) وغيره.
وفي كشف الظنون أسماء بعضها منسوبة إلى مؤلفها عبيد الله بن أحمد.
أبو الفضل بن الأحنف
أبو الفضل العَبّاسِ بنِ الأَحنَف
? - 192 هـ / ? - 807 م
العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل.(1/43)
شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة.
خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلاً وتشبيباً، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.
أبو القاسم الشابي
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ - أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول -سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.(1/44)
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.(1/45)
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".(1/46)
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة(1/47)
أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.
أبو الهدى الصيادي
أبو الهدى الصيادي
1266 - 1328 هـ / 1849 - 1909 م
محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.
أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.(1/48)
كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.
وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.
له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.
Free counter
أبو تمام
أَبو تَمّام
188 - 231 هـ / 803 - 845 م
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.(1/49)
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
أبو طالب
أَبو طالِب
85 - 3 ق. هـ / 540 - 619 م
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش، أبو طالب.
والد الإمام علي كرم الله وجهه، وعم النبي صلى اللَه عليه وسلم وكافله ومربيه ومناصره.
كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة.
وله تجارة كسائر قريش. نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وسافر معه إلى الشام في صباه. ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام همّ أقرباؤه (بنو قريش) بقتله فحماه أبو طالب وصدهم عنه.
وفي الحديث: ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب.
مولده ووفاته بمكة.
أبو فراس الحمداني
أبو فِراس الحَمَداني
320 - 357 هـ / 932 - 967 م
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
أبو منصور الثعالبي
أبو منصور الثعالبي
350 - 429 هـ / 961 - 1038 م
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي.
من أئمة اللغة والأدب، من أهل نيسابور، كان فراءاً يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته.
واشتغل بالعلم والأدب فنبغ فيهما.(1/50)
وصنف الكتب الكثيرة الممتعة، منها: (يتيمة الدهر ـ ط) أربعة أجزاء في تراجم شعراء عصره، و(فقه اللغة ـ ط)، و(سحر البلاغة ـ طـ)، و(من غاب عنه المطرب ـ ط)، (وغرر أخبار ملوك الفرس ـ ط)، و( مكارم الأخلاق ـ ط).
أحمد شوقي
ولد أحمد شوقي في القاهرة عام1868م، في أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه.... وفي سن الرابعة أدخل كتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب... انتقل الى مدرسة المبتديان الابتدائية ، وبعد ذلك المدرسة التجهيزية الثانوية حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه...
أتم الثانوية..ودرس بعد ذلك الحقوق، وبعد ان أتمها..عينه الخديوي في خاصته..وأرسله بعد عام إلى فرنسا ليستكمل دراسته، وأقام هناك 3 أعوام..عاد بالشهادة النهائية سنة1893 م....
عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
أصدر الجزء الأول من الشوقيات - الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.
أسامة بن منقذ
أسامة بن منقذ
أسامة الشيزري
488 - 584 هـ / 1095 - 1188 م
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكتاني الكلبي الشيزري أبو المظفر مؤيد الدولة.
أمير، من الجابر بني منقذ، أصحاب قلعة شيزر (بقرب حماة) ومن العلماء الشجعان، ولد في شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إلى مصر سنة (540 هـ)، وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق.
ثم برحها إلى حصن كيفي فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق،(1/51)
وكان مقرباً من الملوك والسلاطين.
له تصانيف في الأدب والتاريخ منها: (لباب الآداب-ط)، و(البديع في نقد الشعر-ط)،
و(المنازل والديار-ط)، و(النوم والأحلام-خ)، و(القلاع والحصون )، و(أخبار النساء)، و(العصا-ط) منتخبات منه .
وله (ديوان شعر-ط )، وكتب سيرته في جزء سماه (الاعتبار-ط) ترجم إلى الفرنسية والألمانية.
أوس بن حجر
أوس بن حَجَر
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
ابن الخياط
ابن الخياط
450 - 517 هـ / 1058 - 1123 م
أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي أبو عبد الله.
شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق مولده ووفاته فيها.
طاف البلاد يمدح الناس، ودخل بلاد العجم وأقام في حلب مدة له (ديوان شعر - ط) اشتهر في عصره حتى قال ابن خلكان في ترجمته: "ولا حاجة إلى ذكر شيء من شعره لشهرة ديوانه".
ابن الرومي
ابن الرومي
221 - 283 هـ / 836 - 896 م
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي.
شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس.
ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.
ابن الزقاق البلنسي
ابن الزقاق البلنسي
490 - 528 هـ / 1096 - 1134 م(1/52)
علي بن عطية بن مطرف أبو الحسن اللخمي البلنسي بن الزقاق البلنسي.
شاعر، له غزل رقيق، ومدائح اشتهر بها.
عاش أقل من أربعين عاماً، وشعره أو بعضه في (ديوان - خ) بالظاهرية.
ابن الفارض
ابن الفارض
576 - 632 هـ / 1181 - 1235 م
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.
شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).
اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج !
وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.
ابن القيسراني
ابن القيسراني
478 - 548 هـ / 1085 - 1153 م
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني.
شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله.
ابن المعتز
ابن المُعتَز
247 - 296 هـ / 861 - 908 م
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.(1/53)
الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.
آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.
وللشعراء مراث كثيرة فيه.
ابن النبيه
ابن النبيه
كمال الدين ابن النبيه
560 - 619 هـ / 1164 - 1222 م
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.
شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.
له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.
ابن حيوس
اِبنِ حَيّوس
394 - 473 هـ / 1003 - 1080 م
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.
شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.
ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.
ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.
ابن خفاجة
ابن خفاجة
450 - 533 هـ / 1058 - 1138 م
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي.
شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس.
لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله.
ابن دارج القسطلي
ابن دراج القسطلي
347 - 421 هـ / 958 - 1030 م
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.(1/54)
شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده.
كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.
قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.
وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.
ابن دريد
ابن دريد الأزدي
223 - 321 هـ / 838 - 932 م
محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني، أبو بكر.
من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي.
من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(المقصور والممدود -ط)، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي).
ابن رشيق القيرواني الأزدي
ابن رشيق القيرواني
390 - 463 هـ / 1000 - 1071 م
الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي.
أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها.
وحدثت فتنة فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إحدى مدنها، إلى أن توفي،
وجمع الدكتور عبد الرحمن ياغي ما ظفر به من شعره في (ديوان - ط) بيروت.
كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط)، (وقراضة الذهب - ط) في النقد، و(الشذوذ في العلة)، و(أنموذج الزمان في شعراء القيروان).
(وديوان شعره - ط)، (شرح موطأ مالك)، وغيرها الكثير.
ابن زمرك
ابن زَمرَك
733 - 795 هـ / 1333 - 1392 م
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله.(1/55)
المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره.
وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته.
ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف.
وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله.
وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض.
قال ابن القاضي:
كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.
ابن زيدون
ابن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.(1/56)
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
ابن سهل الأندلسي
ابن سهل الأندلسي
605 - 649 هـ / 1208 - 1251 م
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.
شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.
ابن شهيد
ابن شهيد
ابن شهيد الأندلسي
323 - 393 هـ / 935 - 1003 م
عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي أبو مروان.
وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها.
ولد ومات بقرطبة.
له (تاريخ) كبير يزيد على مائة جزء، بدأه بعام الجماعة (40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين.
وجمع ما وجد من شعره في (ديوان - ط).
ابن عبد ربه
ابن عبد ربه الأندلسي
246 - 328 هـ / 860 - 939 م
أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر.
الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة. كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية.
وكان ابن عبد ربه شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها.
له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب.
وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر.
أما كتابه (العقد الفريد -ط) فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد.
وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم !!
ولم يذكر علياً فيهم وقد طبع من ديوانه خمس قصائد وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.
ابن عنين
ابن عنين
549 - 630 هـ / 1154 - 1232 م
محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين أبو المحاسن شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري.(1/57)
أعظم شعراء عصره، مولده ووفاته بدمشق، كان يقول أن أصله من الكوفة، من الأنصار.
كان هجاءً، قل من سلم من شره في دمشق، حتى السلطان صلاح الدين، ذهب إلى العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان، واليمن ومصر.
وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين فمدح الملك العادل وتقرب منه، وكان وافر الحرية عند الملوك.
وتولى الكتابة والوزارة للملك المعظم، بدمشق في آخر دولته، ومدة الملك الناصر، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف فلزم بيته إلى أن مات.
ابن مشرف
ابن مشرف
أحمد بن علي بن مشرف
? - 1285 هـ / ? - 1868 م
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.
فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء بنجد تعلم ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.
له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف -ط).
ابن معتوق
ابن معتوق الموسوي
1025 - 1087 هـ / 1616 - 1676 م
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.
شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).
ابن معصوم المدني
ابن معصوم
ابن معصوم
1052 - 1119 هـ / 1642 - 1707 م
علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم.
عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة.
من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع- ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).
ابن مقبل
ابن مقبل
تميم بن أبيّ
70 ق. هـ - 37 هـ / 554 - 657 م
تميم بن أبيّ بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة أبو كعب.
شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم فكان يبكي أهل الجاهلية !!(1/58)
عاش نيفاً ومئَة سنة وعدَّ في المخضرمين وكان يهاجي النجاشي الشاعر.
له (ديوان شعر -ط) ورد فيهِ ذكر وقعة صفين سنة 37ه.
ابن نباتة المصري
ابن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.
وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.
ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).
(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.
ابن هانئ الأندلسي
ابن هانئ الأندلسي
326 - 362 هـ / 938 - 973 م
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.
أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.
ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.
ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).
الأبيوردي
الأبيوردي
457 - 507 هـ / 1064 - 1113 م
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.
شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.(1/59)
وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.
وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.
وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.
وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.
له (ديوان - ط).
الأحوص
الأحوص
الأحوص الأنصاري
? - 105 هـ / ? - 723 م
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري.
من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه،
شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصراً لجرير والفرزدق.
وهو من سكان المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فردّه إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك (وهي جزيرة بين اليمن والحبشة) كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.
فبقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه.
الأخطل
الأَخطَل
19 - 90 هـ / 640 - 708 م
غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.
بدر شاكر السياب
ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة.(1/60)
والده: شاكر بن عبدالجبار بن مرزوق السياب، ولد في قرية (بكيع) واكمل دراسته في المدرسة الرشيدية في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني، زاول التجارة والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده (د. عبدالله وبدر ومصطفي).
والدته: هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب، توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه اخوان اصغر منه، فتزوج ابوه امرأة أخري.
قريته : هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها آنذاك علي (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلي)، تحدثنا كتب التاريخ علي أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن، الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب) فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتي أخريات حياته تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم... ويسجل بعض اجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة : الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي اسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، ابرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي(1/61)
ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الاديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين...
نهر بويب : تنتشر في أبي الخصيب انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب وتتفرع إلي انهار صغيرة... منها (نهر بويب) ، النهر الذي ذكره الشاعر كثيراً في قصائده... هذا النهر الذي كان في الأصل وسيلة اروائية بساتين النخيل، يبعد عن شط العرب اكثر من كيلومتر واحد، والذي لا ينبع منه بل يأخذ مياهه من نهر آخر اسمه (بكيع) بتصغير كلمة (بقعه )، يتفرع إلي فرعين احدهما نهر بويب، أما الآن فهو مجري عادي صغير جفّت مياهه وغطّي النهر نباتات (الحلفاء) وبعض الحشائش. وفي السابق كان علي جانبيه أشجار الخوخ والمشمش والعنب، وكان بدر يحب ان يلعب في ماء بويب ويحلو له ان يلتقط المحار منه ويجلس علي نخلة ينظر الماء المنساب..
وفي لقاء مع (عبدالمجيد السياب) عم الشاعر قال...: (كنت أعرف مكان السياب علي النهر (نهر بويب) من الأوراق... إذ كان عندما يكتب يمزق كثيراً من الأوراق ويرميها في النهر فأهتدي بها إليه...). وعن سر اهتمام السياب بـ (بويب) قال السيد عبد المجيد..Lفي نهاية الأربعينيات قرأت قصيدة لبابلو نيرودا يتحدث عن نهر لا اذكر اسمه وكان السياب قريب مني، فقرأ القصيدة واعتقد انه تأثر بها فكتب قصيدته (بويب)..).(1/62)
منزل الأقنان: قال أحمد عبدالعزيز السياب..: (ان دار السياب قد قسمت إلي قسمين... دار جدي... ومنزل الأقتان الذي خلّده كثيراً في شعره، يبعد هذا المنزل عشرين متراً عن الدار الحقيقية وهو بيت فلاحي جد بدر الذين استغلتهم عائلة السياب، وهو بيت واسع قديم مهجور كان يدعي (كوت المراجيح) وكان هذا البيت في العهد العثماني مأوي عبيد (أسرة السياب) وكان الشعر بدر قد جعل من منزل الأقتان في أيام طفولته مقر الجريدة كان يخطّها ويصدرها الشاعر بإسم (جيكور) يتناقلها صبيان القرية ثم تعود في ختام قراءتها من قبل أصدقاء بدر ليلصقها الشاعر علي حائط منزل الأقتان.
بعض من ارتبط بهن وأحبهنّ: ,لآق. ولابد من ذكر من ارتبط بهن وأحبهن...:
ـ كانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر. كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل ان وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب ان يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعد ان انهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وان له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط.(1/63)
ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية اخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالالباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي احبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها ان تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد اعرضت عن كل الذين خطبوها.
وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا افلاطونيا ارتفع حب الخيال حتي جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا ان تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه.
وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية، وكانت علاقة...
كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من اخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف الشاعر علي صديقة بلجيكية، اسمها (لوك لوران) وقد وعدته ان تزور قريته جيكور فكتب قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية... وشاء حظه ان يلتقي بمومس عمياء اسمها (سليمه) فاكتشف من خلالها عالم الليل والبغاء واكتشف اسرارا غريبة واعطانا صورة صادقة لما كانت تعانيه هذه الطبقة من الناس، فكانت قصيدته الرائعة (المومس العمياء) التي صوّر فيها الواقع الاجتماعي آنذاك وواقع المرأة بصورة خاصة.(1/64)
زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه اياما قاسية. تقول عنها زوجته السيدة اقبال...: (عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة).
تقول عن كيفية زواجها منه...: لم أتعرف عليه بمعني الكلمة (التعارف والحب واللقاء) إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث ان اختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران (يونيو) 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد
كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر صراعه، كما يجب ان يعيش الشاعر، ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ كان جسده الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي علي الأرض ظلا لشدة شفافيته.
للسياب اثار مطبوعة هي:(1/65)
ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، انشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة).
أما اثاره المخطوطة فهي:
زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والادبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب... شعره الاخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل.
Free counter
الأعشى
الأعشى
? - 7 هـ / ? - 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه.
وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب).
قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره.
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره.
مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.
الأقيشر السعدي
الأقيشر السعدي
الأُقَيشِرِ الأَسَدِيّ
? - 80 هـ / ? - 699 م
المغيرة بن عبد الله بن مُعرض، الأسدي، أبو معرض.
شاعر هجاء، عالي الطبقة من أهل بادية الكوفة، كان يتردد إلى الحيرة.(1/66)
ولد في الجاهلية ونشأ في أول الإسلام وعاش وعّمر طويلاً وكان (عثمانياً) من رجال عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وأدرك دولة عبد الملك بن مروان وقتل بظاهر الكوفة خنقاً بالدخان.
لُقّب بالأقيشر لأنه كان أحمر الوجه أَقشر وكان يغضب إذا دُعي به، قال المرزباني: هو أحد مُجّان الكوفة وشعرائهم، هجا عبد الملك ورثى مصعب بن الزبير.
الإمام الشافعي
الشافعي
150 - 204 هـ / 767 - 819 م
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.
أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.
كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
الباخرزي
الباخرزي
? - 467 هـ / ? - 1075 م
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي أبو الحسن.
أديب من الشعراء الكتاب ، من أهل باخرز من نواحي نيسابور.
تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق.
وقتل في مجلس أنس بباخرز.
كان من كتاب الرسائل، وله علم بالفقه الحديث.
اشتهر بكتابه ( دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط ) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي.
وله ( ديوان شعر - ط ) في مجلد كبير - خ ) في المستنصرية ببغداد ( الرقم 1304).
البرعي
البرعي
? - 803 هـ / ? - 1400 م
عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني.
شاعر، متصوف من سكان (النيابتين) في اليمن.
أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.
والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج).
البوصيري(1/67)
البوصيري
شرف الدين البوصيري
608 - 696 هـ / 1212 - 1296 م
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.
شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.
وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.
ومولده في بهشيم من أعمال البهنساوية
ووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:
أمن تذكّر جيران بذي سلم
شرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:
كيف ترقى رقيك الأنبياء
وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها
إلى متى أنت باللذات مشغول
الحادرة
الحادِرَة
? - 5 هـ / ? - 626 م
قطبة بن أوس بن محصن بن جرول المازني الفزاري الغطفاني.
شاعر جاهلي مخضرم مقل، يلقب بالحادرة أي الضخم أو الحويدرة، جمع محمد بن العباس اليزيدي ما بقي من شعره في ديوان.
الحارث بن حلزة
الحارث بن حلزة
? - 54 ق. هـ / ? - 570 م
الحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي.
شاعر جاهلي من أهل بادية العراق، وهو أحد أصحاب المعلقات.
كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار، فقيل: أفخر من الحارث بن حلّزة.
الحداد القيسي
الحداد القيسي
ابن الحداد الأندلسي
? - 480 هـ / ? - 1087 م
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله.
شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم.
أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده.
وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية.
له كتاب (المستنبط في العروض).
أبو نواس
أبو نُوّاس
146 - 198 هـ / 763 - 813 م
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.(1/68)
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
الحطيئة
الحُطَيئَة
? - 45 هـ / ? - 665 م
جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية.
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.
الحكم بن أبي الصلت
الحكم بن أبي الصلت
أمية الداني
460 - 529 هـ / 1068 - 1134 م
أمية بن عبد العزيز الأندلسي الداني ، أبو الصلت.
حكيم، أديب، من أهل دانية بالأندلس، ولد فيها، ورحل إلى المشرق، فأقام بمصر عشرين عاماً، سجن خلالها، ونفاه الأفضل شاهنشاه منها، فرحل إلى الإسكندرية، ثم انتقل إلى المهدية (من أعمال المغرب) فاتصل بأميرها يحيى بن تميم الصنهاجي، وابنه علي بن يحيى ، فالحسن بن يحيى آخر ملوك الصنهاجيين بها، ومات فيها.
وله شعر فيه رقة وجودة.، في المقتضب من تحفة القادم أنه من أهل إشبيلية، وأن له كتباً في الطب.
من تصانيفه (الحديقة) على أسلوب يتيمة الدهر، و(رسالة العمل بالإسطرلاب)، و(الوجيز) في علم الهيأة، و(الأدوية المفردة)، و(تقويم الذهن-ط) في علم المنطق.
الخالديان
الخالديان
أبو بكر الخالدي
? - 380 هـ / ? - 990 م
محمد بن هشام بن وعلة أبو بكر الخالدي.(1/69)
شاعر أديب، من أهل البصرة، اشتهر هو وأخوه سعيد بالخالديين وكانا من خواص سيف الدولة بن حمدان،
وولاهما خزانة كتبه، لهما تآليف في الأدب، وكانا يشتركان في نظم الأبيات أو القصيدة، فتنتسب إليهما معاً، ذكر ابن النديم في (الفهرست): أن أبا بكر قال له: وقد تعجب ابن النديم من كثرة حفظه: إني أحفظ ألف سفر، كل سفر في نحو مائة ورقة.
الخرنق بنت بدر
الخرنق
الخِرنِقِ بِنتِ بَدر
? - 50 ق. هـ / ? - 574 م
الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة، البكرية العدنانية.
شاعرة من الشهيرات في الجاهلية، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمه.
وفي المؤرخين من يسميها الخرنق بنت هفان بن مالك بإسقاط بدر، تزوجها بشر بن عمرو بن مَرْشَد سيد بني أسد وقتلهُ بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية)، فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه من قومها ورثاء أخيها طرفة.
الخنساء
الخَنساء
? - 24 هـ / ? - 644 م
تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر.
أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء.
أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظاً من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعاً فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.
الراعي النميري
الراعي النُمَيري
? - 90 هـ / ? - 708 م
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.(1/70)
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
الرصافي البلنسي
الرَصافي البَلَنسي
? - 572 هـ / ? - 1177 م
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.
شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.
كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.
وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.
له ديوان شعر.
السري الرفاء
السري الرفّاء
? - 366 هـ / ? - 976 م
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.
شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد.
ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.
فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة.
وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال.
وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر.
من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).
السليك بن عمرو
السُليَك بن السَلَكَة
? - 17 ق. هـ / ? - 606 م
السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي.
والسلكة أمه، فاتك عدّاء، شاعر أسود، من شياطين الجاهلية يلقب بالرئبال، كان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها.
له وقائع وأخبار كثيرة إلا أنه لم يكن يغير على مُضَر وإنما يغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
قتلهُ أسد بن مدرك الخثعمي، وقيل: يزيد بن رويم الذهلي الشيباني .
السموأل
السَمَوأل
? - 64 ق. هـ / ? - 560 م
السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي.(1/71)
شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق.
أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر، وفي علماء الأدب من ينسبها لعبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي.
هو الذي أجار امرؤ القيس الشاعر من الفرس.
السيد الحميري
السيد الحميري
105 - 173 هـ / 723 - 789 م
إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر.
شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة:
بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.
وكان أبو عبيدة يقول: أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار.
وقد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعصب لبني هاشم تعصباً شديداً.
وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن هو عنده ضدهم وطرازه في الشعر قل ما يلحق به.
ولد في نعمان قال ياقوت: واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة، ومات في بغداد (وقيل واسط)، ونشأ بالبصرة.
وكان يشار إليه بالتصوف مقدماً عند المنصور والمهدي العباسيين.
وأخباره كثيرة جمع طائفة كبيرة منها المستشرق الفرنسي بارين إي ميثار في مائة صفحة طبعت في باريس ولأبي بكر الصولي كتاب أخبار السيد الحميري وغيرها مما كتب عنه وديوان (السيد الحميري -ط) جمعه وحققه شاكر هادي شكر.
الشاب الظريف
الشاب الظريف
661 - 688 هـ / 1263 - 1289 م
محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين، الشاب الظريف.
شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف (بعفيف الدين التلمساني)
وكان شاعراً أيضاً.
ولد بالقاهرة، وكان أبوه صوفياً فيها بخانقاه سعيد السعداء.
الشريف الرضي
الشريف الرضي
359 - 406 هـ / 969 - 1015 م
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.(1/72)
أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.
مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.
له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.
توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.
الشريف المرتضى
الشريف المرتضى
355 - 436 هـ / 966 - 1044 م
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.
من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.
وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.
له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.
الشماخ بن ضرار
الشماخ الذبياني
? - 22 هـ / ? - 642 م
الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني.
شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من طبقة لبيد والنابغة.
كان شديد متون الشعر، ولبيد أسهل منه منطقاً، وكان أرجز الناس على البديهة. جمع بعض شعره في ديوان.
شهد القادسية، وتوفي في غزوة موقان. وأخباره كثيرة.
قال البغدادي وآخرون: اسمه معقل بن ضرار، والشماخ لقبه.
الشنفرى
الشنفرى
? - 70 ق. هـ / ? - 554 م
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.(1/73)
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .
الطرماح
الطرماح
? - 125 هـ / ? - 743 م
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.
شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).
واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.
وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.
قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).
عمر أبو ريشة
هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الأضطهاد الفرنسي ، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية(1/74)
ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم 0 حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )، وله مسرحية شعرية سمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي ) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية 0
عمل سفيرا لبلاده سوريا في عدة دول ( الارجنتين والبرازيل وتشيلي والسعودية ) وتوفي عام 1990م وقد جمعت قصائده في مجموعة كاملة تحمل اسمه .
المثقب العبدي
المُثقِّب العَبدِي
71 - 36 ق. هـ / 553 - 587 م
العائذ بن محصن بن ثعلبة، من بني عبد القيس، من ربيعة.
شاعر جاهلي، من أهل البحرين، اتصل بالملك عمرو ابن هند وله فيه مدائح ومدح النعمان بن المنذر،
في شعره حكمة ورقة.
النابغة الذبياني
النابِغَة الذُبياني
? - 18 ق. هـ / ? - 605 م
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه.
شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمراً طويلاً.
النابغة الشيباني
النابِغَة الشيباني
? - 125 هـ / ? - 743 م
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.
شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.(1/75)
كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.
مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.
الهبل
الهبل
1048 - 1079 هـ / 1638 - 1668 م
حسن بن علي بن جابر الهبل اليمني.
شاعر زيدي عنيف، في شعره جودة ورقة يسمى أمير شعراء اليمن.
من أهل صنعاء ولادة ووفاة.
أصله من قرية بني هبل هجرة من هجر خولان.
له ديوان شعر.
الواواء الدمشقي
الوأواء الدمشقي
? - 385 هـ / ? - 995 م
محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج.
شاعر مطبوع، حلو الألفاظ: في معانيه رقة، كان مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق.
له (ديوان شعر-ط).
امرؤ القيس
امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.(1/76)
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
بديع الزمان الهمذاني
بديع الزمان الهمذاني
358 - 398 هـ / 969 - 1008 م
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.
أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.
ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه ولم تكن قد ذاعت شهرته.
فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.
ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.
كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.
وفاته في هراة مسموماً.
وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)
بشار بن برد
بَشّارِ بنِ بُرد
95 - 167 هـ / 713 - 783 م
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة
بهاء الدين زهير
بهاء الدين
بهاء الدين زهير
581 - 656 هـ / 1185 - 1258 م
زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين.(1/77)
شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.
ثابت بن جابر
ثابت بن جابر
تَأبَط شَراً
? - 85 ق. هـ / ? - 540 م
ثابت بن جابر بن سفيان، أبو زهير، الفهمي.
من مضر، شاعر عدّاء، من فتاك العرب في الجاهلية، كان من أهل تهامة، شعره فحل، قتل في بلاد هذيل وألقي في غار يقال له رخمان فوجدت جثته فيه بعد مقتله.
جرير
جَرير
28 - 110 هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.
جميل بثينة
جَميل بُثَينَة
? - 82 هـ / ? - 701 م
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو.
شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما.
شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه
حاتم الطائي
حاتَم الطائي
? - 46 ق. هـ / ? - 577 م
حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني، أبو عدي.
شاعر جاهلي، فارس جواد يضرب المثل بجوده. كان من أهل نجد، وزار الشام فتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء)
حافظ إبراهيم(1/78)
حافظ إبراهيم "شاعر النيل" ولد في 4 فبراير 1872- ديروط وهو من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، أصدر ديوانا شعريا في ثلاثة أجزاء، عين مديرا لدار الكتب في أخريات حياته وأحيل إلى التقاعد عام 1932،ترجم العديد من القصائد والكتب لشعراء وأدباء الغرب مثل شكسبير وفيكتور هوجو ولقد توفى في 21 يونيو 1932.
جمع شعره في ديوان موحداً ، وانتمى هو وأحمد شوقي إلى مدرسة الإحياء وعرف بموقفه ضد المستعمر في حربه ضد اللغة العربية .
حسان بن ثابت
حَسّان بن ثابِت
? - 54 هـ / ? - 673 م
حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد.
شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
حيدر بن سليمان الحلي
حيدر بن سليمان الحلي
حيدر الحلي
1246 - 1304 هـ / 1831 - 1886 م
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.
شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.
مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.
شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.
له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.(1/79)
له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).
جبران خليل جبران
جبران خليل جبران ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشراي شمال لبنان وتوفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل ، سافر مع امه واخوته الى امريكا عام 1895 ، فدرس فن التصوير وعاد الى لبنان ، وبعد اربع سنوات قصد باريس حيث تعمق في فن التصوير ، عاد الى الولايات الامريكية المتحدة ، واسس مع رفاقه "الرابطة القلمية" وكان رئيسها .
ادبه:
كان في كتاباته اتجاهين ، احدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين ، والاخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة .
مؤلفاته:
ألّف باللفة العربية :
دمعة وابتسامة.
الاروح المتمردة.
الاجنحة المتكسرة.
العواصف.
ألّف باللغة الانجليزية :
النبي (بالانجليزية The Prophet) مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم الى ما يزيد على 20 لغة.
المجنون .
رمل وزبد (بالانجليزية Sand and Foam).
يسوع ابن الانسان (بالانجليزية Jesus, The Son of Man).
دعبل الخزاعي
دعبل بن علي
دعبل الخزاعي
148 - 246 هـ / 765 - 860 م
دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.
شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.
في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.
قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.
وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلك
وكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.
وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.
ديك الجن
ديكِ الجِنِّ الحِمصي
161 - 235 هـ / 777 - 849 م(1/80)
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.
شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.
أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.
وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.
وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.
عبدالرحمن العشماوي
شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
درج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..(1/81)
عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد
شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..
أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، بلادنا والتميز و إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)
للشاعر دواوين كثيرة مثل :
إلى أمتي ، صراع مع النفس ، بائعة الريحان ، مأساة التاريخ ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر ، إلى حواء ، عندما يعزف الرصاص ، شموخ في زمن الانكسار ، يا أمة الإسلام ، مشاهد من يوم القيامة ، ورقة من مذكرات مدمن تائب ، من القدس إلى سراييفو ، عندما تشرق الشمس ، يا ساكنة القلب ، حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..
ذو الرمة
ذو الرُمَّة(1/82)
77 - 117 هـ / 696 - 735 م
غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر.
من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة.
كان شديد القصر دميماً، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين وكان مقيماً بالبادية، يختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، امتاز بإجادة التشبيه.
قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته (ما بال عينيك منها الماء ينسكب) لكان أشعر الناس.
عشق (ميّة) المنقرية واشتهر بها.
توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية.
ربيعة الرقي
ربيعة الرقي
? - 198 هـ / ? - 813 م
ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيذار الأسدي الرقي.
شاعر غزل مقدم، كان ضريراً، بلقب بالغاوي، عاصر المهدي العباسي ومدحه بعدة قصائد. وكان الرشيد يأنس به وله معه ملَح كثيرة.
ولد ونشأ في الرقة (على نهر الفرات في سورية).
وهو من المكثرين المجيدين وإنما أجمل ذكره وأسقطه عن طبقته بعده عن العراق وتركه خدمة الخلفاء ومخالطة الشعراء.
ومع ذلك ما عدم مفضلاً ومقدماً له.
قال ابن المعتز: كان ربيعة أشعر غزلاً من أبي نواس.
زهير بن أبي سلمى
زُهَير بن أبي سُلمَى
? - 13 ق. هـ / ? - 609 م
زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر.
حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة.
قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة.
ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.
قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
ويقال : إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.
سبط ابن التعاويذي(1/83)
سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.
سلامة بن جندل
سَلامَة بن جَندَل
? - 23 ق. هـ / ? - 600 م
سلامة بن جندل بن عبد عمرو، أبو مالك، من بني كعب بن سعد التميمي.
شاعر جاهلي من الفرسان، من أهل الحجاز. في شعره حكمة وجودة، يعد في طبقة المتلمس، وهو من وصاف الخيل.
صفي الدين الحلي
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي
675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
طرفة بن العبد
طَرَفَة بن العَبد
86 - 60 ق. هـ / 539 - 564 م
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاءاً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد.
اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شاباً.
طفيل الغنوي(1/84)
الطُفَيلِ الغَنَوي
? - 13 ق. هـ / ? - 609 م
طُفَيل بن عوف بن كعب، من بني غني، من قيس عيلان.
شاعر جاهلي، فحل، من الشجعان وهو أوصف العرب للخيل وربما سمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها.
ويسمى أيضاً (المحبّر) لتحسينه شعره، عاصر النابغة الجعدي وزهير بن أبي سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان.
كان معاوية يقول: خلوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء.
عامر بن الطفيل
عامِر بن الطُفَيل
70 ق. هـ - 11 هـ / 554 - 632 م
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري، أبو علي، من بني عامر بن صعصعة.
فارس قومه وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية. ولد ونشأ بنجد، خاض المعارك الكثيرة.
أدرك الإسلام شيخاً فوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة بعد فتح مكة، يريد الغدر به، فلم يجرؤ عليه، فدعاه إلى الإسلام فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة وأن يجعله ولي الأمر من بعده، فرده، فعاد حانقاً ومات في طريقه قبل أن يبلغ قومه.
عبد الجبار بن حمديس
عبدالجبار بن حمديس
ابن حمديس
447 - 527 هـ / 1053 - 1133 م
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.
شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.
وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.
له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.
عبد الصمد بن المعذل
عبد الصمد بن المعذل
? - 240 هـ / ? - 854 م
عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم العبدي القيسي أبو القاسم.
من بني عبد القيس، من شعراء الدولة العباسية.
ولد ونشأ في البصرة.
كان هجاءاً، شديد العارضة سكيراً خميراً.
عبد الغفار الأخرس
الأخرس
1225 - 1290 هـ / 1810 - 1873 م
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.(1/85)
شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.
ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.
له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).
عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي
1050 - 1143 هـ / 1641 - 1730 م
عبد الغني النابلسي.
شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.
له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.
عبد الله بن المبارك
عبد الله بن المبارك
118 - 181 هـ / 736 - 797 م
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء، التميمي، المروزي أبو عبد الرحمن.
الحافظ، شيخ الإسلام، المجاهد التاجر، صاحب التصانيف والرحلات، أفنى عمره في الأسفار، حاجاً ومجاهداً وتاجراً، وجمع الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء، كان من سكان خراسان، ومات بهيث (على الفرات) منصرفاً من غزو الروم.
له كتاب في (الجهاد) وهو أول من صنف فيه، و(الرقائق-خ) في مجلد.
عدي بن الرقاع
عدي بن الرقاع العاملي
? - 95 هـ / ? - 714 م
عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.
شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.
كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.
لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:
تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها
عرقلة الكلبي
عَرقَلَةِ الكَلبِيّ
486 - 567 هـ / 1093 - 1171 م(1/86)
حسان بن نمير بن عجل الكلبي أبو الندى.
شاعر من الندماء، كان من سكان دمشق واتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي فمدحه ونادمه ووعده السلطان بأن يعطيه ألف دينار إذا استولى على الديار المصرية، فلما احتلها أعطاه ألفين فمات فجأة قبل أن ينتفع بفجأة الغنى.
عروة بن أذينة
عروة بن أذينة
? - 130 هـ / ? - 747 م
عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث الليثي.
شاعر غزل مقدم، من أهل المدينة، وهو معدود من الفقهاء والمحدثين أيضاً، ولكن الشعر أغلب عليه.
وهو القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تَطلبه ولو قعدت أتاني لا يعنيني
عروة بن الورد
عُروة بن الوَرد
? - 30 ق. هـ / ? - 593 م
عروة بن الورد بن زيد العبسي، من غطفان.
من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها. كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم.
قال عبدالملك بن مروان: من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
شرح ديوانه ابن السكيت.
حامد زيد
الاسم : حامد زيد سعدون فارس العازمي
مواليد 4/فبراير/1977 للميلاد
الحاله الاجتماعيه : متزوج ولديه ثلاث ( اسماء-ساره-ريم )
حاصل على شهاده دبلوم تجاري من كلية الدراسات التجاريه
عضو ديوانية شعراء النبط الكويتيه بدرجة شاعر ممتاز
موظف في وزارة الشؤون الاجتماعيه والعمل
كانت بدايته الاولى في الظهور عبر وسائل الاعلام من خلال البرنامج التلفزيوني (ديوانية شعراء النبط ) وذلك في اواخر عام 1996 للميلاد . والبدايه الفعليه بالصحافه من خلال مجلة المختلف في احتفالية العدد المؤوي وكان في نوفمبر 1999 للميلاد .
له أربع إصدارات ...
_ ديوان مقروء ويحمل اسم أربع خناجر
_ والبوم مسموع يحمل أسم شعر حامد زيد
_ وآخر يحمل أسم السفينه
_ والاخير شريط مشترك للشاعر حامد زيد والشاعر(خالد المريخي
_ واسمه امسية(هلا فبراير ...
عروة بن حزام
عروة بن حزام(1/87)
? - 30 هـ / ? - 650 م
عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة.
شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها (عفراء) نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه.
ولما كبر خطبها عروة، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء (بالشام) فلحق بها، فأكرمه زوجها.
فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة).
له (ديوان شعر - ط) صغير.
علقمة الفحل
علَقَمَةِ الفَحل
? - 20 ق. هـ / ? - 603 م
علقمة بن عَبدة بن ناشرة بن قيس، من بني تميم.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان معاصراً لامرئ القيس وله معه مساجلات.
وأسر الحارث ابن أبي شمر الغساني أخاً له اسمه شأس، فشفع به علقمة ومدح الحارث بأبيات فأطلقه.
شرح ديوانه الأعلم الشنتمري، قال في خزانة الأدب: كان له ولد اسمه عليّ يعد من المخضرمين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره.
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
23 ق. هـ - 40 هـ / 600 - 660 م
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن.
أمير المؤمين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي وصهره.
ولد بمكة وربي في حجر النبي ولم يفارقه وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد وقد ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (35هـ).
فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان فتريث ولم يتعجل في الأمر فغضبت عائشة ومعها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير فقاتلت علياً في وقعة الجمل سنة (36هـ) وظفر علي فيها بعد أن بلغ عدد القتلى من الفريقين نحو (10.000).
ثم كانت وقعة صفين سنة (37هـ) وسببها أن علياً عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام يوم تسلم الخلافة فعصاه معاوية فاقتتلا مائة وعشرة أيام قتل فيها من الفريقين نحو (70.000).(1/88)
ثم كانت وقعة النهروان بين علي ومن سخط عليه حين رضي بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص بينه وبين معاوية (38 هـ )فتمكن الإمام علي منهم وقتلوا جميعاً وكان عددهم نحو (1800).
وأقام علي بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم غيلة واختلف في مكان قبره فقيل بالنجف وقيل بالكوفة وقيل في بلاد طيء.
علي بن جبلة
علي بن جبلة
العكوك
160 - 213 هـ / 776 - 828 م
علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي.
شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين.
ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به.
ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها.
وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد.
وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله:
(هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف).
اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.
Free counter
علي بن محمد التهامي
علي بن محمد التهامي
التهامي
? - 416 هـ / ? - 1025 م
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي.(1/89)
من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ.
وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.
علية بنت المهدي
علية بنت المهدي
160 - 210 هـ / 777 - 825 م
علية بنت المهدي.
أخت هارون الرشيد، أديبة شاعرة تحسن صناعة الغناء، من أجمل النساء وأظرفهن وأكملهن فضلاً وعقلاً وصيانة.
كان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها، وكان في جبهتها اتساع يشين وجهها فاتخذت عصابة مكللة بالجوهر لتستر جبينها وهي أول من اتخذها.
قال الصولي لا أعرف لخلفاء بني العباس بنتاً مثلها، كانت أكثر أيام طهرها مشغولة بالصلاة، ودرس القرآن ولزوم المحراب، فإذا لم تصلي اشتغلت بلهوها
وكان أخوها الرشيد يبالغ في إكرامها ويجلسها معه على سريره وهي تأبى ذلك وتوفيه حقه.
تزوجها موسى بن عيسى العباسي، وقد لا يكون من التاريخ ما يقال عن صلتها بجعفر بن يحيى البرمكي.
لها ديوان شعر وفي شعرها إبداع وصنعة
مولدها ووفاتها ببغداد.
عماد الدين الأصبهاني
عماد الدين الأصبهاني(1/90)
519 - 597 هـ / 1125 - 1201 م
محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني.
مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه.
واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق.
فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين.
وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه.
لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها.
له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر).
عمر ابن أبي ربيعة
عمر بن أبي ربيعة
23 - 93 هـ / 643 - 711 م
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب.
أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.
رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً
عمرو بن قميئة
عمرو بنِ قُمَيئَة
179 - 85 ق. هـ / 448 - 540 م
عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك الثعلبي البكري الوائلي النزاري.
شاعر جاهلي مقدم، نشأ يتيماً وأقام في الحيرة مدة وصحب حجراً أبا امرئ القيس الشاعر، وخرج مع امرئ القيس في توجهه إلى قيصر فمات في الطريق فكان يقال له (الضائع).
وهو المراد بقول امرئ القيس
(بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه)، إلى آخر الأبيات.
عمرو بن معدي كرب
عمرو بن معدي كرب الزَبيدي
75 ق. هـ - 21 هـ / 547 - 642 م
عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد اللّه الزبيدي.(1/91)
فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة.
وفد على المدينة سنة 9هـ، في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا.
ولما توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) ارتد عمرو في اليمن. ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية.
وكان عصيّ النفس، أبيّها، فيه قسوة الجاهلية، يكنى أبا ثور.
وأخبار شجاعته كثيرة، له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها:
(إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع)
توفي على مقربة من الريّ. وقيل: قتل عطشاً يوم القادسية.
عنترة بن شداد
عَنتَرَة بن شَدّاد
? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي.
أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى. من أهل نجد. أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلاً، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي
قيس لبنى
قيس لبنى
قَيس بن ذُرَيح
? - 68 هـ / ? - 687 م
قيس بن ذريح بن سنة بن حذافة الكناني.
شاعر من العشاق المتيمين، اشتهر بحب لبنى بنت الحباب الكعبية، وهو من شعراء العصر الأموي، ومن سكان المدينة. كان رضيعاً للحسين بن علي بن أبي طالب، أرضعته أم قيس، وأخباره مع لبنى كثيرة جداً، وشعره عالي الطبقة في التشبيب ووصف الشوق والحنين.
قيس بن الخطيم
قَيس بن الخَطيم
? - 2 ق. هـ / ? - 620 م
قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد.(1/92)
شاعر الأوس وأحد صناديدها في الجاهلية. أول ما اشتهر به تتبعه قاتلي أبيه وجده حتى قتلهما، وقال في ذلك شعراً. وله في وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة أشعار كثيرة.
أدرك الإسلام وتريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه.
كثير عزة
كثير عزة
40 - 105 هـ / 660 - 723 م
كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.
كشاجم
كشاجم
? - 360 هـ / ? - 970 م
محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك أبو الفتح الرملي.
شاعر متفنن أديب من كتاب الإنشاء من أهل الرملة بفلسطين فارسي الأصل كان أسلافه الأقربون في العراق.
تنقل بن القدس ودمشق وحلب وبغداد وزار مصر أكثر من مرة.
واستقر بحلب، فكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله والد سيف الدولة بن حمدان ثم ابنه سيف الدولة.
لفظ كشاجم منحوت فيما يقال، من علوم كان يتقنها الكاف للكتابة والشين للشعر والألف للإنشاء والجيم للجدل والميم للمنطق.
وقيل لأنه كان كاتباً شاعراً أديباً جميلاً مغنياً وتعلم الطب فزيد في لقبة طاء فقيل (طكشاجم) ولم يشتهر به.
له (ديوان شعر -ط) و(أدب النديم -ط) و(المصايد والمطارد -ط) ( والرسائل) وغيرها.
كعب بن زهير(1/93)
كَعبِ بنِ زُهَير
? - 26 هـ / ? - 646 م
كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب.
شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية.
ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم، دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلع عليه بردته.
وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.
لبيد بن ربيعة العامري
لَبيد بن ربيعة العامِري
? - 41 هـ / ? - 661 م
لبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامري.
أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم).
يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات
لسان الدين الخطيب
لسان الدين بن الخطيب
713 - 776 هـ / 1313 - 1374 م
محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب.
وزير مؤرخ أديب نبيل.
كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه.
وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين.(1/94)
واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبدالعزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)). وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن.
ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره.
ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة)، و(الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط).
لقيط بن يعمر الإيادي
لَقيطِ بنِ يَعمُر
? - 249 ق. هـ / ? - 380 م
لقيط بن يَعمر بن خارجة الإيادي.
شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية واتصل بكسرى سابور (ذي الأكتاف)، فكان من كتّابه والمطلعين على أسرار دولته ومن مقدمي مترجميه.
وهو صاحب القصيدة التي مطلعها (يا دار عمرة من محتلها الجرعا)، وهي من غرر الشعر، بعث بها إلى قومه، بني إياد، ينذرهم بأن كسرى وجّه جيشاً لغزوهم وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثم قتله.
ليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية
? - 80 هـ / ? - 700 م
ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عامر بن صعصعة.
شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير.(1/95)
قال لها عبد الملك بن مروان : ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!
وفدت على الحجاج مرات فكان يكرمها ويقربها وطبقتها في الشعر تلي طبقة الخنساء. وكان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة.
وسألت الحجاج وهو في الكوفة أن يكتب لها إلى عامله بالري ، فكتب ورحلت فلما كانت في (ساوة) ماتت ودفنت هناك.
واسم جدها كعب بن حذيفة بن شداد ، وسميت (الأخيلية) لقولها أو قول جدها ، من أبيات :
نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكورا
وقال العيني : أبوها الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل.
قيس بن الملوح (مجنون ليلى)
مَجنون لَيلى
? - 68 هـ / ? - 687 م
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
محمد إقبال
شاعر الهند العظيم
- وُلد محمد إقبال ببلدة سيالكوت بإقليم البنجاب سنة 1289 هـ = 1873م.
- نشأ في أسرة متوسطة الحال ملتزمة بالدين.
- حفظ إقبال القرآن وتلقى تعليمه الابتدائي في بلدته، والتحق بمدرسة البعثة الأسكتلندية للدراسة الثانوية، ودرس في هذه المدرسة اللغتين العربية والفارسية.
- التحق بجامعة لاهور، واتصل بالمستشرق الإنجليزي توماس أرنولد.
- سافر إلى لندن وعمل بها فترة سنة "1323 هـ = 1905م" ، ثم سافر إلى ألمانيا وحصل على درجة الدكتوراة "من جامعة ميونخ".
- وبعد عودته إلى بلاده اشتغل بالسياسة والفلسفة، وانتخب عضوًا بالمجلس التشريعي بالنبجاب، وأخيرًا رئيسًا لحزب مسلمي الهند.
- يُعد محمد إقبال أول من نادى بضرورة انفصال المسلمين في الهند عن الهندوس، وتأسيس دولة خاصة بهم.(1/96)
- دعا محمد إقبال إلى تجديد الفكر الديني وفتح باب الاجتهاد، وتقدير الذات الإنسانية ومحاربة التصوف السلبي الاتكالي.
- ترك محمد إقبال تراثًا فكريًا وأدبيًا، تُرجم معظمة إلى اللغة العربية.
- تُوفي محمد إقبال في "20 من صفر 1357 هـ = 21 من إبريل 1938م".
• مؤلفاته :
ترك محمد إقبال تراثًا أدبيًا وفلسفيًا احتل به مكانة مرموقة بين كبار الشعراء والفلاسفة في النصف الأول من القرن العشرين، ومن أهم مؤلفاته بالإنجليزية:
- تطور الفكر الفلسفي في إيران، وقد ترجمه إلى العربية حسن الشافعي ومحمد السعيد جمال الدين، ونشر بالقاهرة سنة 1989م.
- تجديد الفكر الديني في الإسلام، وترجمه عباس العقاد إلى العربية.
ومن أشهر دواوينه:
-ديوان أسرار إثبات الذات،
-ديوان رموز نفي الذات،
-وديوان: رسالة المشرق،
-ديوان ضرب الكليم،
وقد ترجم عبد الوهاب عزام هذه الدواوين إلى العربية.
محمد بن بشير الخارجي
محمد بن بشير الخارجي
50 - 130 هـ / 670 - 747 م
محمد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن أسعد بن حبيب بن سنان.
والخارجي نسبة إلى خارجة عدوان، وعدوان لقب لعمرو بن قيس.
شاعر أموي عاش في المدينة المنورة في مكان يسمى الروحاء.
في شعره متانه وفصاحة، وكان منقطعاً إلى أبي عبيدة بن زمعة القرشي ولم يتصل الشاعر بالخلفاء وإنما اكتفى ببعض المتنفذين الذين كانوا يكفونه مؤونته ولم يمدح في شعره إلا زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورثى سليمان بن الحصين وكان خليله وقد جزع عليه عند موته جزعاً شديداً.
محمد بن حازم الباهلي
محمد بن حازم الباهلي
? - 215 هـ / ? - 830 م
محمد بن حازم بن عمرو الباهلي بالولاء أبو جعفر.
شاعر مطبوع، كثير الهجاء، لم يمدح من الخلفاء غير المأمون العباسي، ولد ونشأ في البصرة وسكن بغداد ومات فيها.
قال الشابشتي: كان يأتي بالمعاني التي تستغلق على غيره وأكثر شعره في القناعة ومدح التصّوف وذم الحرص والطمع.
محمود سامي البارودي(1/97)
ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .
- بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .
- تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .
- عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .
- بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .
- ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .
- تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .
- اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .
- كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .
- بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .(1/98)
ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .
- بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
- توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .
- يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .
محيي الدين بن عربي
محي الدين بن عربي
560 - 640 هـ / 1164 - 1242 م
محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي.
فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها
يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود .
له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و(فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.
مروان ابن أبي حفصة
مروان بن أبي حفصة
105 - 182 هـ / 723 - 798 م
مروان بن سلمان بن يحيى بن أبي حفصة، كنيته أبو الهيندام أو أبو السمط، ولقبه ذو الكمر.(1/99)
شاعر عالي الطبقة، كان جدّه أبو حفصة مولى لمروان بن الحكم أعتقه يوم الدار، ولد باليمامة من أسرة عريقة في قول الشعر، وأدرك العصرين الأموي والعباسي، وقد وفد على المهدي فمدحه ثم الهادي من بعده ثم إلى مديح هارون الرشيد ومدح البرامكة وزراء الرشيد.
وعلى كثرة ما أصابه من خلفاء بني العباس وعلى يساره، فقد كان بخيلاً بخلاً شديداً، ضربت به الأمثال ورويت عنه الحكايات.
ويمتاز شعره بالعراقة والجودة ومتانة الألفاظ وسداد الرأي ودافع بشعره عن العباسيين ودعى إليهم واحتج على خصومهم وعارضهم.
وقد دفع ثمن تعصبه للعباسيين حياته، إذ اغتاله بعض المتطرفين من الشيعة العلويين ببغداد.
أحمد فؤاد نجم
ولد أحمد فؤاد نجم في مايو سنة 1929
عمل نجم في معسكرات الجيش الانجليزي متنقلا بين مهن كثيرة كواء..لاعب كرة.. بائع ..عامل انشاءات وبناء.. ترزي. و في فايد و هي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الانجليز التقى بعمال المطابع و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة و الكتابة و بدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى. و اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 و تشكلت اثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة و العمال. يقول نجم: كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, و هي مرتبطة في ذهني ببداية و عيي الحقيقي و العلمي بحقائق هذا العالم, و الأسباب الموضوعية لقسوته و مرارته. ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين و انما كانت أغان عاطفية تدور في اطار الهجر و البعد و مشكلات الحب الاذاعية التي لم تنته حتى الآن...
و في الفترة ما بين 51 الى56 اشتغل شاعرنا عاملا في السكك الحديدية. وبعد هذه الفترة بدأ في نشر دواوينه سجن عدة مرات بتهم مختلفة ومازال نجم يسكن حجرة متواضعة في حارة حوش قدم
معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سفيان
20 ق. هـ - 60 هـ / 603 - 680 م(1/100)
معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
مؤسس الدولة الأموية بالشام، وأحد دهاة العرب المتميزين الكبار كان فصيحاً حليماً وقوراً ولد بمكة وأسلم يوم فتحها 8ه وتعلم الحساب فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه.
ولما ولي أبو بكر ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت.
ولما ولي عمر جعله على الأردن ثم ولاه دمشق بعد موت يزيد ولما جاء عثمان جمع له الديار الشامية كلها ولما قتل عثمان وولي علي أمر بعزله فعلم بذلك قبل وصول الكتاب إليه.
فنادى بثأر عثمان واتهم علياً بدمه ودارت حروب طاحنة بينه وبين علي ثم قتل علي وبويع الحسن فسلم الخلافة إلى معاوية سنة 41ه ودامت لمعاوية إلى أن بلغ الشيخوخة.
فعهد بالخلافة إلى يزيد ابنه ومات في دمشق له 130 حديثاً وهو أحد العظماء الفاتحين في الإسلام.
هو أول من نصب المحراب في المسجد، وأول من اتخذ الحرس والحجاب في الإسلام.
وكان عمر بن الخطاب إذا نظر إليه يقول هذا كسرى العرب ولابن حجر الهيتمي (تطهير الجنان واللسان من الخوض والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان -ط) لعباس محمود العقاد (معاوية بن أبي سفيان في الميزان -ط).
معروف الرصافي
معروف الرصافي
1294 - 1364 هـ / 1877 - 1945 م
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.
شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.
ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.
وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.(1/101)
ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.
وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.
وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.
له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)
(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.
المهلهل بن ربيعة - الزير
المهلهل بن ربيعة
? - 94 ق. هـ / ? - 531 م
عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل.
من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد. وهو خال امرئ القيس الشاعر. قيل: لقب مهلهلاً، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه.
وكان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً. عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.
ولما قتل جساس بن مرة كليباً ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.
أما شعره فعالي الطبقة.
مهيار الديلمي
مهيار الديلمي
? - 428 هـ / ? - 1037 م
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.
شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.
ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.
وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.(1/102)
وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.
وضاح اليمن
وضاح اليمن
? - 90 هـ / ? - 708 م
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال من آل خوذان الحميري.
شاعر رقيق الغزل عجيب النسيب كان جميل الطلعة يتقنع في المواسم.
له أخبار مع عشيقة له اسمها روضة من أهل اليمن.
قدم مكة حاجاً في خلافة الوليد بن عبد الملك فرأى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، زوجة الوليد فتغزل بها فقتله الوليد.
وهو صاحب الأبيات التي منها:
قالت ألا لا تلجن دارنا إن أبانا رجل غائر
وفي المؤرخين من يسميه عبد الله بن إسماعيل.
محمود البريكان
ــ محمود داود سليمان البريكان
ــ ولد في الزبير ( العراق ) عام 1931
ــ تخرج في كلية الحقوق
ــ عمل مدرسا في العراق .. والكويت
ــ له : ديوان محمود البريكان
ــ اغتاله لصوص عام 2002 وهو اعزل في بيته .
كاظم جواد
ــ ولد في مدينة ( الناصرية ) في العراق عام 1929 وتوفي عام 1985
ــ نال ليسانس حقوق .
ــ عمل في وزارة الإعلام .
ــ له ديوان ( من أغاني الحرية ) صدر عام 1960 .
عبدالرزاق عبدالواحد
ــ عبدالرزاق عبدالواحد فياض المراني
ــ ولد في بغداد عام 1930
ــ تخرج في دار المعلمين العالية ــ قسم اللغة العربية
ــ عمل في التدريس وشغل أكثر من منصب في وزارة الثقافة والاعلام .
ــ من دواوينه :
لعنة الشيطان
1950 ، طيبة 1956 ،
النشيد العظيم 1959
، أوراق على رصيف الذاكرة 1969 ،
خيمة على مشارف الأربعين
1970 ، الخيمة الثانية 1975 ،
سلاما يامياه الأرض 1984 ،
هو الذي رأى 1986 ،
البشير 1987
ياسيد المشرقين ياوطني 1988 ،
الأعمال الكاملة 1991 ،
ياصبر أيوب 1993 ،
قصائد في الحب والموت 1993
يوسف الصائغ
ــ يوسف نعوم الصائغ
ــ ولد في مدينة ( الموصل ) بالعراق عام 1933
ــ حصل على درجة الماجستير في الأدب الحديث
ــ عمل في التدريس والصحافة .(1/103)
ــ من دواوينه :
اعترافات مالك بن الريب 1973 ،
سيدة التفاحات الأربع 1976 ،
المعلم 1985 .
ــ له عدد من الروايات والمسرحيات والدراسات .
إيليا أبو ماضي
ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891
وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.
دواوينه:
ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.
حميد سعيد
ــ حميد سعيد هادي .
ــ ولد في مدينة ( الحلة ) بالعراق عام 1941
ــ تخرج في قسم اللغة العربية ـ جامعة بغداد
ــ عمل في التعليم وفي السلك الديبلوماسي والصحافة .
ــ من دواوينه :
شواطئ لا تعرف الدفء 1964،
لغة الأبراج الطينية 1970،
قراءة ثامنة 1972 ،
ديوان الأغاني الفخرية 1975،
حرائق الحضور 1978، رطفولة الماء 1985 ،
مملكة عبد الله 1987،
ديوان حميد سعيد: 1984 ،
باتجاه أفقي أوسع 1992 ،
فوضى في غير أوانها1996 ،
من الحدائق التسع 1997
سامي مهدي
ــ سامي مهدي عباس
ــ ولد في بغداد عام 1940
ــ حصل على بكالوريوس اقتصاد من جامعة بغدادر ــ عمل رئيسا لتحرير عدد من المجلات الثقافية .. ورئيسا لتحرير صحيفة ( الجمهورية ) ومديرا عاما للإذاعة والتلفزيون .
ــ يقيم الآن في مصر .ر من دواوينه :
رماد الفجيعة 1966 ،
أسفار الملك العاشق 1971 ،
أسفار جديدة 1976 ، رالزوال 1981 ،
أوراق الزوال 1985 .
فاضل العزاوي
ــ فاضل كلو العزاوي
ــ ولد في مدينة ( كركوك ) بالعراق عام 1940
ــ حصل على البكالوريوس في اللغة الانجليزية والدكتوراة من جامعة لايبزج بألمانيا حول ( المشاكل الرئيسية لتطور الثقافة العربية )
ــ عمل في الصحافة الأدبية في العراق قبل هجرته وساهم في إصدار مجلة ( الشعر 69 ) في العام 1969
وكتب (البيان الشعري) الذي اثار ضجة ثقافية حول مفهوم وافق الشعر العربي الجديد .
ــ من دواوينه :(1/104)
سلاما أيتها الموجة ... سلاما أيها البحر 1974 ،
الأسفار 1976 ،
صاعدا حتى الينبوع 1993 ،
رجل يرمي أحجاراً في بئر .
ــ له روايات ومجموعات قصصية عدة .
ــ تناول تجربة الستينيات في كتاب ( الروح الحية ) .
ــ ساهم في تأسيس ( جماعة كركوك ) الشهيرة و ضمت الى جانبه
سركون بولص ومؤيد الراوي وصلاح فائق وجان دمو وعملت على إرساء قصيدة النثر.
صلاح نيازي
ــ ولد في مدينة ( الناصرية ) بالعراق عام
1935 ــ حصل على ليسانس آداب من جامعة بغداد ، والدكتوراة من جامعة لندن حيث يقيم الآن .
ــ يرأس تحرير مجلة الاغتراب الأدبي.
ــ من دواوينه :
كابوس في فضة الشمس 1962 ،
الهجرة إلى الداخل 1977 ،
نحن 1979 ،
الصهيل المعطب 1988 ،
الريح ،
وهم الأسماء،
الاغتراب والبطل القومي .
مؤيد الراوي
ــ ولد في العام 1939 في مدينة ( كركوك ) شمال العراق، وأنهى فيها دراسته الثانوية ،
عمل في سلك التعليم بعد أن حصل على شهادة دار المعلمين .
ــ أُبعد إلى قرى الشمال الكردية بسبب أفكاره وقناعا ته الليبرالية
ــ اعتقل مرات عديدة وسجن في العام 1963 إثر الانقلاب الدموي لحزب البعث مدة عامين ثم فصل من الخدمة.
ــ غادر كركوك وعاش في العاصمة بغداد حتى العام 1969 مشاركا في الحياة الثقافية ، وأُعتبر أحد رموز التجديد في الشعر العراقي الحديث بقصائده التي نشرها وبآرائه النقدية في مجال الأدب والفن.
ــ غادر العراق بعد الانقلاب العسكري الثاني لحزب البعث إلى عمّان ثم إلى بيروت ومكث فيها حتى العام 1980 معايشاً الحرب الأهلية فيها
ــ أصدر ديوانه الأول " إحتمالات الوضوح " في العام 1977 في بيروت.
ــ يعيش في برلين منذ العام 1980 مع زوجته وطفليه.
ترجمت قصائده إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية
نجيب سرور
وُلد أول يونيو ( حزيران ) 1932 في قرية إخطاب ( الدقهلية ، مصر )(1/105)
برزت ميوله المسرحية في مطلع شبابه , فترك دراسة الحقوق و هو في سنتها النهائية والتحق بمعهد التمثيل ( المعهد العالي للفنون المسرحية ) وحصل علي الدبلوم عام 1956 .
وعند تخرّجه انضمّ إلي " المسرح الشعبي " الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون
اشترك في أعمال " المسرح الشعبي " بالتأليف والخراج والتمثيل .
في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي حيث درس الإخراج المسرحي .
وفي عام 1963 انتقل إلي المجر وظلّ حتى العام 1964 ،
عاد بعدها إلي الوطن ، حيث شهدت القاهرة فترة ازدهار إنتاج سرور المسرحي والشعري والنقدي ، فكان أحد أهم فرسان المسرح المصري المتميزين في فترة الازدهار المسرحي العربي خلال الستينات .
في فترة السبعينات عاني نجيب سرور ظروفاً مأسوية : اضطهد ، وجاع , وتشرَد , وطورد ، وفُصل من أكاديمية الفنون حيث كان يعمل أستاذاً للإخراج والتمثيل ..
اُدخل عدة مرات إلي مستشفى الأمراض العقلية ! ..
توفي نجيب سرور في 24 أكتوبر 1978 بمدينة دمنهور ، مصر .
أعماله الشعرية :
التراجيديا الإنسانية
مجموعة شعرية كتبها بين 1952 و 1959 . صدرت عن " دار المصرية للتأليف و الترجمة و النشر " عام 1967 بالقاهرة .
لزوم ما يلزم
مجموعة شعرية كتبها في بودابِست عام 1964 ، صدر أول مرة عن " دار الشعب " عام 1975 بالقاهرة . الأميّات
رباعيات و قصائد هجائية كتبها نجيب سرور بين 1969 و 1974 ، نشرت بالإنترنت عام 1998 .
بروتوكولات حكماء ريش
أشعار و مشاهد مسرحية ، كتبها و صدر عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 1978 .
رباعيات نجيب سرور
ديوان كتبه بين 1974 و 1975 ، صدر بمكتبة مدبولي عام 1978 .
الطوفان الثاني
ديوان كتبه عام 1978 بالقاهرة ، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997 .
فارس آخر زمن
ديوان كتبه عام 1978 ، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997 .
أعمال شعرية عن الوطن و المنفي(1/106)
ديوان كتبه فيما بين 1959 و 1963 و لم ينشر .
رسائل إلي صلاح عبد الصبور
كتبها في موسكو بين 1959 و 1963 و لم تنشر .
عن الإنسان الطيب
ديوان كتبه في موسكو فيما بين 1959 و 1963 و لم ينشر .
رامز النويصري
الاسم: رامز رمضان النويصري
مواليد القاهرة: 25.08.1972
خريج كلية الهندسة - جامعة الفاتح (بكالوريوس هندسة) / قسم هندسة طيران (Aeronautical Engineering Department) (فصل الخريف 1997).
- العمل الحالي: مهندس صيانة طائرات، شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز-S.O.C
عضو رابطة الأدباء والكتّاب الليبيين
:: بداية النشر، منذ العام 1991، من خلال صحيفة (الطالب)، ثم بعد ذلك نشرت في مجلة (لا)، (الكفاح العربي).
:: بدأ التفاعل الفعلي مع الكتابة من حيث المعرفة والممارسة منذ العام 1988، والمتابعة عن طريق برنامج (ما يكتبه المستمعون) بداية العام 1990، والذي كان يعده القاص الأستاذ/ سالم العبّار، والذي قدم من خلاله العديد من الشباب، الذي ما يزالون همهم الحرف.. وهي الفترة التي شهدت بدايات النشر في الصحف والمجلات المحلية (الليبية) والعربية، بداية مع صحيفة الطالب-1991.
:: بدأ العمل الصحفي، مع صحيفة الشط (شعبية طرابلس)، بداية من 13/10/1998، وحتى 30/5/2000، منسقاً للتحرير (سكرتير تحرير)، ومشرفاً على الملف الثقافي بها.
:: كاتب صحفي بصحيفة الجماهيرية، من خلال زاوية أسبوعية بعنوان (وقت مستقطع).
:: مشرف على الملف الأدبي يصحيفة (الشباب) الشهرية.
:: مشارك في الأمسيات والمناشط الثقافية.
:: هذا إضافة للكتابات الأخرى والموزعة بين الصحافة المكتوبة والإلكترونية خاصة (أفق) الإلكترونية.
:: الإصدارات:
- صخب خارجي / منشورات أفق (إلكتروني)/ 2003
- مباهج السيدة واو/ منشورات المؤتمر-طرابلس-ط1/ 2004
- بعض من سيرة المشاكس/ دار البيان-بنغازي-ط1/ 2004
محمد الحارثي(1/107)
· في بلد المُضيرب (عُمان) عام 1962 وُلد دون أن يجد، بعد أن شبّ عن الطوق، المخطوطة التي تؤرخ في غلافها ساعة ميلاده. هكذا شِيء له أن يحيا هذه الحياة غير عالم بيومين: ميلاده وموته.
· تسلل الشعر إلى حياته مبكرا، فانقاد له لاهياً عن كرة القدم، وفيما بعد عن تخصصه في الجيولوجيا وعلوم البحار.
· كتب في الصحافة العربية وفي الدوريات والفصليات الأدبية مشاركاً، أحيانا، في مهرجانات الشعر هنا وهناك.
سيد أحمد الحردلو
سيد أحمد الحردلو شامي (السودان).
ولد عام 1940 في قرية ناوا بالولاية الشمالية- السودان.
حاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها 1965, ودبلوم اللغة الفرنسية 1975/ 74.
عمل مدرساً, ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي فعمل مستشارًا بسفارة السودان في كنشاسا 1975, 1976 فوزيراً مفوضاً 1977- 1979, فسفيراً 1980, فسفيراً فوق العادة 1987- 1989 وتقاعد عام 1989.
عمل محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية.
شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية, واللقاءات والمهرجانات الثقافية.
دواوينه الشعرية:
غدا نلتقي 1960- مقدمات 1970- كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام 1985-
بكائية على بحر القلزم 1985- خربشات على دفتر الوطن 1997-
الخرطوم... ياحبيبتي 1999- أنتم الناس أيها اليمانون 1999,
إلى جانب الكثير من الأشعار بالعامية السودانية.
أعماله الإبداعية الأخرى:
ملعون أبوكي بلد (مجموعة قصصية)- مسرحية شعرية بالعامية السودانية.
ممن درسوا شعره أو كتبوا عنه: مصطفى السحرتي- تاج السرالحسن- عزالدين إسماعيل- محمود أمين العالم أحمد رشدي صالح- جيلي عبدالرحمن- غادة السمان.
عنوانه: منزل رقم 396- مربع 61- أركويت- الخرطوم- السودان.
عزت الطيري
محمد عزت الطيري (مصر).
ولد عام 1953 بنجع حمادي بصعيد مصر.
حاصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة أسيوط, ودبلوم الدراسات العليا في التربية.(1/108)
بدأ في كتابة الشعر مبكراً وهو تلميذ في المرحلة الإعدادية ونشر أولى قصائده في نهاية المرحلة الثانوية.
بدأ النشر في المجلات العربية منذ السبعينيات وضاعف النشر منذ أوائل الثمانينيات فنشر في مجلات الدوحة والعربي وإبداع والشعر والكاتب والثقافة والهلال والمجلة العربية والحرس الوطني والبيان والكرمل والناقد والكويت.
يعمل مهندساً زراعيّاً - في نجع حمادي.
عضو اتحاد الكتاب في مصر, واتحاد الأدباء والكتاب العرب, ورئيس نادي الأدب بقصر الثقافة بنجع حمادي, ورئيس مجلس إدارة جمعية رواد بيوت وقصور الثقافة بنجع حمادي, ومؤسس ورئيس جماعة النيل الأدبية بنجع حمادي.
صدرت له المجموعات التالية :
*دع لي سلوى مطبوعات الجامعة
*تنويعات على مقام الدهشة مطبوعات أصوات
*الطريق السهل مقفل سلسلة الإبداع العربى
*عد لنا يا زمان القمر مطبوعات النيل
* فصول الحكاية كتاب المواهب
* وسرب العصافير يسأل عنك هيئة الكتاب
* فاطمة هيئة قصور الثقافة
* افتحى الصيف لى هيئة الكتاب
* عبير الكمنجات هيئة قصور الثقافة
*على طريق الريح كتابات جديدة
* السفر إلى الشمال مكتبة الأسرة
*غناء الهجير اتحاد الكتاب
* عبير الكمنجات ( طبعة ثانية ) مكتبة الأسرة
* هديل الفضة المجلس الأعلى للثقافة
له تحت الطبع : مسرحيتان شعريتان
1- بحيرة الظمأ
2- عنترة يفاوض
فاز بالمركز الأول في الشعر على مستوى شباب الجامعات, وعلى مستوى الجمهورية وعلى مستوى الوطن العربي, وجائزة عبدالعزيز سعود البابطين في أحسن قصيدة عن الكويت. عنوانه : نجع حمادي - مدرسة الزراعة.
نازك الملائكة
نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان.(1/109)
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي.
اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة
تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها.
لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي:
عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978.(1/110)
ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة.
عبدالكريم قذيفة
شاعر وقاص جزائري من مواليد 1964 بجبل امساعد - بوسعادة .
- يعمل حاليا مخرجا إذاعيا رئيسيا بإذاعة الحضنة الجهوية
- بداية النشر سنة 1983
- عضو إتحاد الكتاب الجزائريين بداية من سنة 1987.
- عضو الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1992 .
- رئيس النادي الأدبي لدار الثقافة ورقلة من 92- 95
- ورد إسمه في معجم الكتاب الجزائريين - دار الحضارة - الجزائر .
- ورد إسمه في معجم أدباء الجزائر المعاصرة - قسنطينة 2000 .رئيس المكتب الجهوي للجمعية الثقافية الجاحظية
- عضو مؤسس للرابطة المعنوية لأدباء الجزائر 2001 .
- مؤسس ومسير نادي الدكتور جنيدي خليفة الثقافي ببسكرة * أول نادي ثقافي من نوعه - تحت إشراف الجمعية الثقافية الجاحظية
- له ديوان شعري صدر سنة 1993 بعنوان - لو أنت تدري كم أحبك .
- مجموعة قصصية جاهزة للطبع بدعم من الديوان الوطني لحقوق المؤلف .
- منجز أول قرص مضغوط شعري - غنائي - لشاعر جزائري
- أكثر من 130 عمل شعري وقصصي في الصحافة الوطنية والعربية منذ سنة 1983 تاريخ بداية النشر .
- حاصل على الجائزة الثانية في مهرجان الشعر الطلابي بباتنة 1988 .(1/111)
- الجائزة الثانية في مسابقة القصة العربية بالسعودية 2002
- مكرم من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف كأحسن كاتب لسنة 2002 بمناسبة اليوم الإفريقي للملكية
عبيد بن الأبرص
عَبيد بن الأبرَص
? - 25 ق. هـ / ? - 598 م
عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر.
شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم بؤسه.
نور الدين عزيزة
- وُلد الشاعر نورالدين عزيزة بقصر قفصة بالجنوب الغربي من الجمهورية التونسية في غرة جانفي (يناير) 1948م.
- زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة القرآنية بمسقط رأسه وتعليمه الثانوي بالمعهد الثانوي بمدينة قفصة حيث تخرّج بشهادة ختم التعليم الثانوي (الباكالوريا) شعبة الرياضيات سنة 1968م والتحق في السنة نفسها بكلّية العلوم بتونس العاصمة، وما لبث أن غير مساره الجامعي في السنة التالية ليلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وفيها أحرز شهادة الإجازة في علوم اللغة والآداب العربية سنة 1974م، ثم شهادة الكفاءة في البحث سنة 1976م وتابع دروس المرحلة الثالثة من التعليم العالي ولم يكملها.
- اشتغل بعد التخرّج سنة 1974م بإدارة الآداب في وزارة الثقافة حيث اهتمّ أساسًا بالمساهمة في تأسيس مجلة (الحياة الثقافية) التي أصدرتها الوزارة في العام التالي، وفي الأثناء قام بدورة تدريبية في مجال الترجمة بفرنسا. وانتقل إثر عودته إلى وزارة التربية حيث باشر العمل في مدارس التعليم الثانوي وفي الأثناء التحق بالوكالة التونسية للتعاون الفنّي وعمل بوزارة التربية في الكويت من 1982م إلى 1990م ثم من 1994م إلى 1997م.(1/112)
- كتب القصيدة العمودية والحرة ، أما باكورة أعماله الشعرية ( الحَفْر في أرض صَخريّة ) فقد خرج فيها على هذين النّمطين. كما كتب المقالة النقدية والدراسة الأدبية وعالج المسرحية والرواية وأدب الأطفال والسيناريو وترجم بعض المقالات والدراسات إلى اللغة العربية، وظهر إنتاجه الأدبي والصحافي في العديد من الجرائد والمجلات التونسية والعربية.
- أسس سنة 1975م نادي الشعر بدار الثقافة ابن خلدون (تونس) مع نخبة من الشعراء الشبان، ونجح لفترة في الجمع بين الاتجاهات الشعرية المختلفة في منتدى واحد.
- عضو باتحاد الكتاب التونسيين منذ 1978م.
- شارك في بعض الملتقيات والأيام الأدبية التي نظمت في بعض الأقطار العربية ، منها :
- أسبوع الشعر التونسي بالمركز الثقافي التونسي بطرابلس ( 1976م )
- المشاركة في بعثة أدبية إلى الجزائر في إطار التعاون بين اتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الكتاب الجزائريين ( ماي 1981م )
- مهرجان يونيو للأدب المقاتل بالجماهيرية الليبية ( 1981م )
الأعمال
- الحَفْر في أرض صخرية : ( شعر ) الدار التونسية للنشر 1981م
- عمران والنهر : ( رواية ) الدار المغاربية للنشر 1995م
- علم العروض المُطَبَّق : شركة كاهية للنشر والتوزيع 1996م
- أبو القاسم الشابي، النّور والعاصفة (سيرة ودراسة): شركة كاهية للنشر والتوزيع 1999م
- التراب في الحلق، تليه هل أتاكم حديث الخيول!؟ ( شعر ) تونس، سبتمبر 2003 م
- في رحاب الليل المزمن، تليه الكوريدا ( شعر ) طبع الشركة التونسية للنشر وفنون الرسم، تونس، ديسمبر 2004 م
قصص للأطفال :
- الحمار والثور: مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله ، تونس 1980م (ط2 / 1987م)
- العصفور والأرنب : الشركة التونسية للتوزيع 1981م
- الصقر الظالم : الشركة التونسية للتوزيع 1981م
- أبو ظفر والتمساح : الشركة التونسية للتوزيع 1982م
- أصدقاء العصافير : الشركة التونسية للتوزيع 1988م
مظفر النواب(1/113)
مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة ، عرفته عواصم الوطن العربي شاعراً مشرداً يشهر أصابعه بالاتهام السياسي ، لمراحل مختلفة من تاريخنا الحديث...
وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً.. انه يصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية ، وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق.
هو مظفر بن عبدالمجيد النواب ، والنواب تسمية مهنية ، وقد تكون جاءت من النيابة ، أي النائب عن الحاكم ، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية.
فهذه العائلة العريقة ، بالأساس ، من شبه الجزيرة العربية ، ثم استقرت في بغداد ، لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، الذي مات غيلة بالسم في عصر الخليفة هارون الرشيد ، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية: بنجاب-لكناو-كشمير. ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم ، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.
وبعد استيلاء الإنكليز على الهند ، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند ، فاستاء الحاكم الإنكليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال والهيمنة البريطانية ، وبعد قمع الثورة الهندية-الوطنية عرض الإنكليز على وجهاء هذه العائلة النفي السياسي على ان يختاروا الدولة التي تروق لهم ، فاختاروا العراق ، موطنهم القديم ، حيث تغفو أمجاد العائلة على حلم الحقيقة ونشوة الماضي الشريف والعتبات المقدسة.. فارتحلوا الى العراق ومعهم ثرواتهم الكبيرة من ذهب ومجوهرات وتحف فنية نفيسة.(1/114)
ولد مظفر النواب في بغداد-جانب الكرخ في عام 1934 من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب. وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية ، وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة.
تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة ، حيث تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته ، وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية ، وتقاد في ردهاته الاحتفالات بالمناسبات الدينية والحفلات الفنية على مدار العام.
بعد عام 1958 ، أي بعد انهيار النظام الملكي في العراق ، تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد ، فأتاحت له هذه الوظيفة الجديدة تشجيع ودعم الموهوبين من موسيقيين وفنانين تشكيليين ، لئلا تموت موهبتهم في دهاليز الأروقة الرسمية والدوام الشكلي المقيت.
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق ، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة ، من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة ، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا ، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي ، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
في 28/12/1963 سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي ، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام ، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي واسمه (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية ، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.(1/115)
في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة ، يؤدي الى خارج أسوار السجن ، فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد ، وظل مختفياً فيها ستة أشهر ، ثم توجه الى الجنوب (الأهواز) ، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع الى سلك التعليم مرة ثانية.
عادت أغنية الشيطان مرة ثانية.. حيث حدثت اعتقالات جديدة في العراق ، فتعرض مظفر النواب الى الاعتقال مرة ثانية ، إلا ان تدخل علي صالح السعدي أدى الى إطلاق سراحه.
غادر بغداد الى بيروت في البداية ، ومن ثم الى دمشق ، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية ، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.
كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها ، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
إدريس علوش
إدريس علوش
ولد بأصيلة سنة 1964
عضو إتحاد كتاب المغرب، وناشط في العمل الجمعوي المدني
صدر له :
الطفل البحري ـ 1990
دفتر الموتى ـ 1998
كما أصدر عددين من مجلة مرافئ ـ1998 ـ1999 .
شاكر لعيبي
شاكر لعيبي
- أنهى دراسته في الجامعة المستنصرية سنة 1973- 1977.
- تخرّج من المدرسة العليا للفنون البصرية في جنيف، سويسرا 1988-1992.
- في الوقت ذاته كرّس السنوات 1985-1999 لدراسة معمَّقة وأكاديمية لعلم الاجتماع، خاصة علم الاجتماع الفني وتعمق رويداً رويداً في الفن الإسلامي. حاصلاً على درجة الماجستير من كلية العلوم الاجتماعية والسياسية في جامعة لوزان/ سويسرا
- دكتوراه في علم الاجتماع 2003: تخصص نهائياً في الحضارة الإسلامية والفن الإسلامي من وجهة نظر علم الإجتماع
- أسس سنة 2000 (مركز التوثيق السويسري العربي) في جنيف، وأنتخب مديراً عاماً له.(1/116)
- نشر العديد من الكتب والبحوث والدراسات في تاريخ الحضارة الإسلامية والفن الإسلامي، بالعربية والفرنسية
مؤلفاته الشعرية :
أصابع الحجر، مجموعة شعرية، بغداد 1976
نص النصوص الثلاثة، مجموعة شعرية، بيروت- دار العودة 1982
استغاثات، مجموعة شعرية، دمشق 1984
بلاغة: نص وعشرون تخطيطاً، دار الفارزة، جنيف 1988
ميتافيزيك، دار الفارزة، جنيف 1996
كيف، دار المدى ، بيروت 1997
الحجر الصقيلي، دار الآن، بيروت 2001
وله الكثير من المؤلفات والدراسات النقدية في مجالات شتى
محمد حبيبي
محمد حبيبي
شاعر من السعودية
مواليد : جازان ـ ضمد 1968م
صدر له :
(انكسرتُ وحيداً) عن دار الجديد بيروت لبنان 1996م
أطفئُ فانوس قلبي ، نادي جازان الأدبي ، السعودية(2003م)
وله مخطوط شعري قيد الاشتغال بعنوان (الموجدة المكيّة) .
وصدر له في النقد :
ـ الاتجاه الابتداعي في الشعر السعودي الحديث(نقد) إصدارات المهرجان الوطني للتراث والثقافة(الرياض1997)
ـ ماجستير في الأدب العربي (1995م)
ـ دكتوراه الفلسفة في الأدب العربي (2003م)
ـ أستاذ مساعد في الأدب العربي .
المشاركات :
ـ مهرجان الشعر الخليجي الثامن .
ـ ملتقى النص الرابع ، نادي جدة الأدبي .
ـ ملتقى صنعاء الأول للشعراء الشباب العرب (شعراء التسعينيات) (2004).
ـ عدد من الأمسيات الشعرية في الأندية الأدبية السعودية .(1992ـ2003)
ـ أمسيتان شعريتان في اتحادي الأدباء بصنعاء ، وعدن .(1995)
محمد مهدي الجواهري
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.(1/117)
- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .
- أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .
- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .(1/118)
- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .
- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .
- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .
- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .
- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري " .(1/119)
- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .
- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .
- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .
- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .
- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .
- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .
- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" .
- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .
- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .(1/120)
- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.
- كرمه الرئيس الراحل "حافظ الأسد" بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد" ذروة من الذرا الشعرية العالية .
- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997 .
سميح القاسم
يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي.
سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.
· شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.(1/121)
· كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
مؤلفاته
1_ أعماله الشعرية:
مواكب الشمس
أغاني الدروب
دمي على كتفي
دخان البراكين
سقوط الأقنعة
ويكون أن يأتي طائر الرعد .
رحلة السراديب الموحشة
طلب انتساب للحزب /
ديوان سميح القاسم
قرآن الموت والياسمين
الموت الكبير
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
ديوان الحماسة
أحبك كما يشتهي الموت .
الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب
جهات الروح
قرابين .
برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه
لا أستأذن أحداً
سبحة للسجلات
أخذة الأميرة يبوس
الكتب السبعة
أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس
سأخرج من صورتي ذات يوم
السربيات:
إرَم
إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل
مراثي سميح القاسم
إلهي إلهي لماذا قتلتني؟
ثالث أكسيد الكربون
الصحراء
خذلتني الصحارى
كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه
أعماله المسرحية:
قرقاش
المغتصبة ومسرحيّات أخرى
الحكايات:
إلى الجحيم أيها الليلك
الصورة الأخيرة في الألبوم
أعماله الأخرى:
عن الموقف والفن / نثر
من فمك أدينك / نثر
كولاج / تعبيرات
رماد الوردة، دخان الأغنية / نثر
حسرة الزلزال / نثر
الأبحاث:
مطالع من أنطولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام / بحث وتوثيق
الرسائل:
الرسائل/ بالاشتراك مع محمود درويش
عمر الفرّا
شاعر شعبي سوري. ولد في تدمر ودرس فيها وفي حمص. بدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة.
عمل بالتدريس في حمص لمدة 17 عاماً ثم تفرغ للأعمال الأدبية. معظم قصائده بالعامية البدوية. أشهر قصائده "قصة حمدة" التي تتحدث عن معاناة فتاة بدوية أرادت عائلتها إجبارها على الزواج من ابن عمها.
له ديوان "كل ليلة" بالعامية و"الغريب" بالفصحى.
سعدي يوسف(1/122)
ولد في العام 1934، في ابي الخصيب، بالبصرة (العراق).
اكمل دراسته الثانوية في البصرة.
ليسانس شرف في آداب العربية.
عمل في التدريس والصحافة الثقافية.
تنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية.
شهد حروباً، وحروباً اهلية، وعرف واقع الخطر، والسجن، والمنفى.
نال جوائز في الشعر: جائزة سلطان العويس، والجائزة الايطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.
عضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".
عضو الهيئة الإستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine
مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.
الشعر :
القرصان (1952) - مطبعة البصري - بغداد
أغنيات ليست للآخرين (1955)- مطبعة الأديب - البصرة
51 قصيدة (1959)- بغداد - بمساعدة من وزارة التربية
النجم والرماد (1960)- مطبعة اتحادالأدباء
قصائد مرئية (1965)- المطبعة العصرية - صيدا
بعيداً عن السماء الاولى (1970)- دار الآداب - بيروت
نهايات الشمال الإفريقي (1972 ) - دار العودة - بيروت
الاخضر بن يوسف ومشاغله(1972)- مطبعة الأديب - بغداد
تحت جدارية فائق حسن (1974)- دار الفارابي - بيروت
الليالي كلها (1976)- مطبعة الأديب - بغداد
الساعة الاخيرة (1977)- دار الآداب - بيروت
كيف كتب الاخضر بن يوسف قصيدته الجديدة (1977)- دار الآداب
قصائد اقل صمتاً (1979)- دار الفارابي - بيروت
الاعمال الشعرية (1980)-دار الفارابي بيروت
من يعرف الوردة (1981)- دار ابن رشد - بيروت
يوميات الجنوب يوميات الجنون (1981)- دار ابن رشد - بيروت
مريم تأتي (1983)- دار حوار - اللاذقية
الينبوع (1983)- دار الهمداني - عدن
خذ وردة الثلج ، خذ القيراونية (1987)- بيروت - دار الكلمة
محاولات (1990)- دار الآداب
قصائد باريس, شجر ايثاكا (1992)- دار الجمل - ألمانيا
جنة المنسيات (1993)- دار الجديد - بيروت
الوحيد يستيقظ (1993)- بيروت- المؤسسة العربية للدراسات والنشر
ايروتيكا (1994)- دار المدى - دمشق(1/123)
كل حانات العالم (1995)- المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت
الأعمال الشعرية - ثلاثة مجلدات- (1995)- دار المدى - دمشق
قصائد العاصمة القديمة (2001)- دار المدى
اربع حركات - قصائد مختارة- (1996)- قصور الثقافة - القاهرة
حانة القرد المفكر (1997)- دار النهار - بيروت
يوميات اسير القلعة (2000)- دار المدى
حياة صريحة (2001 ) - دار المدى
شعر مترجم صادر في هيأة كتاب اوراق العشب - والت ويتمان (1979)- دار ابن رشد - بيروت
وداعاً للإسكندرية التي تفقدها - كافافي (1979)- دار الفارابي - بيروت
إيماءات - يانيس ريستوس (1979)- دار ابن رشد - بيروت
الأغاني وما بعدها - لوركا (1981)- دار ابن رشد
ديوان الأمير وحكاية فاطمة - غونار أكيلف (1981)- ابن رشد
شجرة ليمون في القلب - فاسكو بوبا (1981)- ابن رشد
سماء صافية - أونغاريتي (1981)- ابن رشد
قصائد - هولان (1981)- ابن رشد
باب سيوه وقصائد أخرى - توم لامونت (2001)- ألِف - القاهرة
ترجمات أخرى:
تويجات الدم - (رواية) - نغوجي واثيونغو (1982)- دار ابن رشد
الحوالة -(رواية) - عثمان سمبين (1983)- مؤسسة الأبحاث العربية-بيروت
زمن القتلة - (مقالة عن رامبو) - هنري ميللر (1979)- المؤسسة العربية - بيروت
تصفية استعمار العقل - (دراسة) -نغوجي واثيونغو (1985)-مؤسسة الأبحاث العربية -بيروت
المفسّرون - (رواية) - وولي سوينكا (1986)- مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت
الشمس الثالثة عشرة - (رواية)- دانياتشو ووركو (1985)- مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت
خرائط - (رواية)- نور الدين فراح (1987)- الهيئة المصرية العامة للكتاب
حياة متخيلة -(رواية)- ديفيد معلوف (1996)- دار المدى
ملعبة طفل - (رواية) - ديفيد معلوف (1998)- دار المدى
الصرخة الصامتة - (رواية) - كينزابورو اوي (1999)- دار المدى
متشرداً في باريس ولندن - (رواية)- جورج اورويل (1998)- دار المدى(1/124)
باراباس _ (رواية ) _ بار لاغركفيست - دار المدى
الأمير الصغير - أنطوان دو سانت إكسوبري - 2002- دار المدى
في بلادٍ حُرّة - ف0س0 نايبول - 2002- دار المدى
أعمال أخرى:
نافذة في المنزل المغربي - قصص قصيرة (1974)- مطبعة الأديب -بغداد
سماء تحت راية فلسطينية- يوميات (1983)- ابن رشد - بيروت
يوميات المنفى الأخير (1984)- دار الهمداني - عدن
أفكار بصوت هادئ - مقالات (1987)- مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت
عندما في الأعالي - مسرحية (1989)- دار الآداب - بيروت
مثلث الدائرة - رواية (1994)- دار المدى
خطوات الكنغر - يوميات ومقالات (1997)- دار المدى
باللغة الإنجليزية :
Troubled Waters (poems) -Beirut 1995
Without an Alphabet, without a face-Minnesota 2002
باللغة الفرنسية :
Loin du Premier Ciel - Anthologie
Sindbad - Actes sud (1999)
مصطفى وهبي التل (عرار)
مصطفى وهبي التل :
ولد مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل في مدينة إربد كبرى مدن شمال الأردن ، في 14 محرم 1317هـ الموافق 25 أيار 1899 م .
تلقى تعليمه الابتدائي في إربد ، ثم سافر إلى دمشق عام 1912 م
نفي إلى حلب وأكمل دراسته هناك ، حيث حصل على الشهادة الثانوية منها من المدرسة السلطانية .
في أواخر العشرينات درس القانون معتمدا على نفسه ، وتقدم لفحص وزارة العدلية فاجتازه وحصل على إجازة المحاماة عام 1930م.
حياته العملية :
عين معلما في مدرسة الكرك ، ثم حاكما اداريا لثلاث نواحي في الأردن ( وادي السير والزرقاء والشوبك ) .
واستلم مدعي عام السلط ثم عين رئيس تشريفات في الديوان العالي
ثم متصرف للبلقاء ( السلط ) بقي فيه لمدة اربعة أشهر ثم عزل واقتيد إلى سجن المحطة في عمّان .
بعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة .
توفي يوم 24/5/1949م
كان يتقن التركية وتعلم الفرنسية والفارسية .
ترك العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري .(1/125)
1. عشيات واد اليابس : وهو ديوانه الشعري .
2. بالرفاه والبنين - طلال - مشترك مع خليل نصر .
3. الأئمة في قريش .
4. أوراق عرار السياسية .
5. ترجمة رباعيات عمر الخيام .
.
علي الدميني
علي الدميني
من مواليد 10/5/1948م
شاعر وأديب وناشط سياسي
كان من الأوائل المطالبين بالإصلاح السياسي والثقافي والفكري في السعودية
له إسهامات واضحة في الصحافة المحلية وكتباً منشورة وكتابات متفرقة في الوسائل السلمية للنضال المطلبي والحقوق المدنية.
له العديد من الدواوين الشعرية منها:
-رياح المواقع
-بياض الأزمنة.
وصدر له عدة كتب وروايات منها :
-رواية الغيمة الرصاصي.
-صدر له من وراء القضبان كتاب "نعم في الزنزانة لحن" عن سلسلة براعم، في باريس وبيروت ودمشق.
-أشرف لسنوات على الملحق الثقافي في جريدة اليوم السعودية
- أشرف على إصدار مجلة النص الجديد الثقافية
محمد الثبيتي
محمد عواض الثبيتي
شاعر من المملكة العربية السعودية
ولد عام 1952 في منطقة الطائف
حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع
عمل في التعليم
صدر له من الدواوين :
- عاشقة الزمن الوردي 1982
- تهجيت حلما .. تهجيت وهما 1984
- التصاريس 1986
- موقف الرمال / موقف الجناس
-فاز بجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000م .
معز عمر بخيت
معز عمر بخيت - شاعر سوداني
من مواليد مدينة أمدرمان تخرج من كلية الطب جامعة الخرطوم عام 1985م
نال درجة الدكتوراه في الطب و درجة بروفيسور مشارك من جامعة كارولينسكا باستوكهولم
نال درجة الأستاذية الكاملة (Full Professor) من جامعة الخليج العربي بالبحرين وأيضاً من السويد.
أصدرت ثمانية دواويين شعرية تم جمعها في مجموعتين شعريتين
حوت المجموعة الشعرية الكاملة الأولى أربعة دواوين شعرية و هي:
-السراب و الملتقى
- البعد الثالث،
-أوراق للحب والسياسة
-مداخل للخروج.(1/126)
أما المجموعة الثانية فقد حوت أيضاً على أربعة دواوين شعرية وهي:
-البحر مدخلي إليك،
-الشمس تشرق مرتين،
-مرافئ الظمأ
-شذى و ظلال.
-الديوان التاسع (وطن بحجم التوبة) تحت الطبع ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربة 2005م
محمود درويش
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).
تعليمه:
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).
حياته:
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.(1/127)
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.
وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
? جائزة لوتس عام 1969.
? جائزة البحر المتوسط عام 1980.
? درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
? لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
? جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
? جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
شعره:
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .
بعض مؤلفاته:
? عصافير بلا اجنحة (شعر).
? اوراق الزيتون (شعر).
? عاشق من فلسطين (شعر).
? آخر الليل (شعر).
? مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
? يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
? يوميات جرح فلسطيني (شعر).
? حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
? محاولة رقم 7 (شعر).
? احبك أو لا احبك (شعر).
? مديح الظل العالي (شعر).
? هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
? لا تعتذر عما فعلت (شعر).
? عرائس.
? العصافير تموت في الجليل.
? تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
? حصار لمدائح البحر (شعر).
? شيء عن الوطن (شعر).
? وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
سعاد الصباح(1/128)
ولدت الدكتورة سعاد محمد الصباح في الكويت عام 1942 - حاصلة على بكالوريوس اقتصاد من جامعة القاهرة، ودكتوراه اقتصاد من جامعة ساري جلفورد 1981. - تشارك في العديد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ومنها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة حقوق الإنسان، ومجلس الأمناء لمنتدى الفكر العربي، وجمعية الصحفيين الكويتية، ورئيسة شرف جمعية بيادر السلام النسائية. - تهتم بقضايا حرية الرأي وحقوق الإنسان. - أسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع. - رصدت جملة من الجوائز باسمها واسم الشيخ عبد الله المبارك الصباح لتشجيع الإبداع الفكري والعلمي والأدبي. من مؤلفاتها : "التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي" و"دور المرأة" و"أضواء على الاقتصاد الكويتي" صقر الخليج عبد الله المبارك الصباح - كتاب توثيقي تاريخي صدر عام 1995م هل تسمحون لي أن أحب وطني ( مجموعة مقالات) صدرت عام 1990م، القاهرة، الطبعة الثانية 1992م القاهرة. وغيرها. دواوينها الشعرية: ديوان "من عمري" صدر عام 1964م. ديوان "أمنية "صدر عام 1971م القاهرة. الطبعة الثانية الكويت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع 1989م، القاهرة 1992م. "إليك يا ولدي" صدر عام 1982م دار المعارف القاهرة (أربع طبعات) الكويت 1989م، القاهرة 1992م. "فتافيت امرأة "صدر عام 1986م، الكويت 1989م،القاهرة 1992م. "في البدء كانت الأنثى "صدر عام 1988م لندن، القاهرة 1992م. "حوار الورد والبنادق" صدر عام 1989م لندن. "برقيات عاجلة إلى وطني" صدر عام 1990م القاهرة، الكويت 1992م. " آخر السيوف "صدر عام 1991م. "قصائد حب " صدر عام 1992م. "امرأة بلا سواحل" صدر عام 1994م.
سعدية مفرح
تخرجت من قسم اللغة العربية والتربية من جامعة الكويت عام 1987 .
تعمل صحفية منذ أكثر من 13 عاما ، وهي الآن رئيسة القسم الثقافي في جريدة القبس الكويتية .
صدر لها الكتب الشعرية التالية :
آخر الحاملين كان .
تغيب فأسرج خيل ظنوني .(1/129)
كتاب الآثام .
مجرد مرآة مستلقية .
شاركت في العديد من المؤتمرات النقدية وأحيت عشرات الأمسيات الشعرية . ·
تشارك بالكتابة والنشر في عدد من الصحف والمجلات العربية . ·
تهتم بالكتابة للطفل ونشرت لها مجلة العربي على هذا الصعيد مجموعة شعرية للأطفال بعنوان النخل والبيوت . ·
محمد جبر الحربي
محمد جبر الحربي
شاعر سعودي
ولد عام 1956 في مدينة الطائف .
له عدد من الدواوين الشعرية منها :
-ديوان "بين الصمت والجنون" عام1983م
-ديوان "مالم تقله الحرب" الصادر في عام 1985م
-ديوان "خديجة" الصادر في عام 1997م،
- "كتاب النساء"
- و كتاب نثري، بعنوان "للريح..للمطر"
أشرف على عدد من الملاحق الأدبية في عدد من الصحف السعودية
توفيق زياد
- ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م .
- تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي .
- شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه.
- شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 - 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .
- رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات اوسلو.
- ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكم.
أعماله الشعرية :
1. أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .(1/130)
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :
- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .
11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .
أعماله الأخرى :
1. عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .
حسين احمد النجمي
ولدا لشاعر بقرية النجامية الواقعة في الجزء الجنوبي من المملكة العربية السعودية ( منطقة جازان ) عام 1381هـ
درس الشاعر الابتدائية بمدرسة الملك خالد بصامطة ثم درس بمعهد صامطة العلمي
انتقل إلى أبها للدراسة الجامعية عام 1402هـ وانضم إلى نادي أبها الأدبي
وقد بدأ الشاعر النشر في الصحف وخاصة الملاحق الأدبية مثل ملحق الندوة الأدبي, وملحق الأربعاء بجريدة المدينة وملحق جريدة الجزيرة, وملحق جريدة الرياض,
وأصدر الشاعر أول إصدارته ديوان ( ألم وأمل ) عام 1405هـ
ثم أصدر عام 1406هـ الجزأ الثاني من مرحلة البدايات وهو ديوان ( خفقات قلب)
ثم كانت مرحلة النضج بالنسبة للشاعر حيث أصدر ديوانه الذي يعتبره البدايات الناضجة ديوان ( عيناكِ00في وقت الرحيل) والذي صدر عن دار البلاد بجدة عام 1409هـ
وقد أصدر الشاعر ديوانه الرابع ( تأملات على مرافيء الغربة ) عام 1417هـ عن نادي أبها الأدبي(1/131)
وقد كان آخر إصدارات الشاعر ديوان ( باقة من فل جازان) عام 1422هـ عن نادي جازان الأدبي
شارك الشاعر في العديد من الأمسيات الشعرية في أغلب الأندية الأدبية في المملكة وشارك في العديد من المناسبات العامة والخاصة وفاز الشاعر بجائزة أبها في مجال الشعر مرتين عام 1413هـ عن ديوانه (تأملات على مرافيء الغربة وعام 1422هـ عن مجموعة أعماله الشعرية
*يعمل الشاعر بالتدريس في مدينة أبها منذ تخرجه في كلية أصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يأبها عام 1405هـ
محمد خضر
محمد خضر الغامدي
محمد خضر الغامدي .
مواليد مدينة أبها عام 1976 .
حاصل على ليسانس اللغة العربية في كلية المعلمين .
يعمل الآن معلماً للمرحلة الابتدائية .
له مجموعة شعرية صدرت مؤخراً عن دار أزمنة بالأردن / عمان.
الديوان تحت اسم : ( مؤقتا ..تحت غيمة )
نشرت قصائده في العديد من الصحف المحلية والعربية.
ترجم له أكثر من نص إلى اللغة الانجليزية وغيرها .
له الكثير من الحوارات واللقاءت الصحفية والاذاعية وأمسيات شعريه بنادي أبها الأدبي .
قطري بن الفجاءة
قطري بن الفجاءة
? - 78 هـ / ? - 697 م
قطري بن الفجاءة.
جعونة بن مازن بن يزيد الكناني المازني التميمي أبو نعامة. شاعر الخوارج وفارسها وخطيبها والخليفة المسمّى أمير المؤمنين في أصحابه ، وكان من رؤساء الأزارقة وأبطالهم.(1/132)
من أهل قطر بقرب البحرين كان قد استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير ، لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله بن الزبير. وبقي قطري ثلاث عشرة سنة، يقاتل ويسلَّم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين والحجاج يسير إليه جيشاً إثر جيش ، وهو يردهم ويظهر عليهم. وكانت كنيته في الحرب نعامة و( نعامة فرسه ) وفي السلم أبو محمد. قال صاحب سنا المهتدي في وصفه : كان طامة كبرى وصاعقة من صواعق الدنيا في الشجاعة والقوة وله مع المهالبة وقائع مدهشة، وكان عربياً مقيماً مغرماً وسيداً عزيزاً وشعره في الحماسة كثير. له شعر في كتاب شعر الخوارج.
محسن الهزاني
محسن بن عثمان الهزاني
شاهر علم من الهزازنه أمراء الحريق
والحريق هي قرية من قرى نجد
ولد في النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري
تولى إمارة ((الحريق)) فترة ثم اعتزل مفضلاً التفرغ لأمور الشعر والأدب
كان محسن الهزاني شاعراً أديباً باحثاً مطلعاً
أما عن شاعريته : فهو شاعر الغزل الكبير اشتهر شعره بين الناس وأصبح شعره مضرباً للمثل في كل زمان ومكان
امتاز الهزاني عن غيره من شعراء النبط بالتصريح بغزلياته وعذوبتها ولم يكن هذا اللون معروفاً قبلة فصبغ العصر بصبغته فسمي بعصر الهزاني لأن تأثيره كان قوياً على شعراء وقته ويرجع الفضل للهزاني بإدخال الغزل كعرض أساسي للشعر النبطي بعد أن كان عرضاً ثانوياً يحاول أكثر الشعراء الابتعاد عنه
وللهزاني أيضاً فضل على الشعر النبطي فقد أدخل الأوزان السامرية كما أنه أول من أدخل نظام القافيتين على الشعر النبطي خارجاً بذلك القاعدة الهلالية بالنظم حيث كان الشعراء قبلة يعتمدون طريقة بني هلال بالنظم على قافية واحدة فأدخل الهزاني بحر المسحوب ذا القافيتين الملزمتين وأصبح الشكل معتمداً بعده(1/133)
وأدخل الهزاني على الشعر النبطي النظم (( المروبع )) لكل بيت أربع أشطر مستخدماً فيه الجناس اللفظي تلويناً للشعر النبطي وزخرفةٍ له ورغم أن بعض النقاد عابوا عليه ذلك على أساس أنه أفسد بساطة هذا الأدب إلاَّ أن الهزاني نجح نجاحاً كبيراً وعظيماً بهذا التلوين وسار على نهجه الكثيرون من شعراء عصره وكل من جاء بعدهم
محمد بن لعبون
هو محمد بن حمد بن محمد بن لعبون الوائلي العنزي
ولد سنة 1205 هـ بثادق إحدى مناطق نجد ..
و يرجع بالأصل إلى بلدة حرمة إحدى مناطق سدير ..
وسكن بلدة التويم .. بعدها غادر إلى الزبير عام 1222هـ وكان عمره سبعة عشر عاما ًولم يعد إلى نجد منذ غادرها
توفي في الكويت سنة 1247 هـ بمرض الطاعون الذي اجتاح العراق والكويت في تلك الأيام
وقد ألف العديد من الفنون كاللعبوني وغيره
برع في الغزل حتى عد زعيما لهذا الاتجاه
قاسم عزاوي
ولد في مدينة ديرالزور في شرق سورية عام1947
تخرج من كلية الطب البشري في جامعة دمشق عام1972
أخصائي في طب العيون وجراحتها من جامعات برلين في ألمانيا 1977
عضو اتحاد كتاب العرب
عضو المؤتمر القومي العربي
عضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني في سورية
مؤسس في جمعية حقوق الإنسان في سورية
باحث في التراث وعضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب
صدر له :
1- ثلاثة مواويل للخرفان المبللة شعر1993
2- ملحمة الشبوط الرومي شعر 1993
3- الهجرة إلى القمر الأخضر شعر2003
وله عدد من الأعمال المخطوطة
دوقلة المنبجي
دوقلة المنبجي
الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.(1/134)
شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14-174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.
غادة السمان
ولدت في دمشق عام 1942.
تلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة ، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير . عملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، وصحفية ، ومعدة برامج في الإذاعة.
عضو جمعية القصة والرواية.
مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان.
1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
5- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
6- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
7- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
8- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
9- زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5.
10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.
11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.
12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.
13- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.
14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.
15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.
16- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.
17- صفارة انذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.
18- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.
19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.(1/135)
20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.
21- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
22- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1.
23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
24- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
25- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.
الكتب التي صدرت عن غادة السمان:
1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.
زياد آل الشيخ
زياد بن عبد العزيز آل الشيخ
من مواليد شوال 1394هـ الموافق أكتوبر 1974م .
حاصل على درجة البكلوريس في إدارة نظم المعلومات من جامعة الملك فهد للبترول و المعادن في الظهران .
له مشاركات عديدة في كثير من الصحف و المجلات المحلية .
شارك في عدة أمسيات محلية وخارجية .
صدر له :
هكذا أرسم وحدي (شعر).
أحمد الصالح ( مسافر )
أحمد صالح الصالح (مسافر) :
من مواليد مدينة عنيزة بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية عام 1361 هـ
بكالوريوس تاريخ من جامعة الأمام محمد بن سعود عام 1384هـ.
عمل في عدة وظائف حكومية إلى أن وصل به المقام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث يعمل الآن مديراً عاماً للشؤون الإدارية. 89م.
صدر له:
عندما يسقط العراف 1398هـ
قصائد في زمن السفر شعر 1400هـ ،(1/136)
انتفضي أيتها المليحة شعر 1403هـ..
شارك في الكثير من الصحف والمجلات المحلية بقصائده ومقالاته،
كذلك شارك في عدد من المهرجانات والندوات والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها
إبراهيم العريض
إبراهيم العريض ، شاعر البحرين
ولد عام 1908 وتوفي عام 2001 ميلادي
عاش طفولته وفتوته في الهند
وظلّ خلال ثمانية عقود يعيش للشعر وفي الشعر ,وخلال هذه المدة الطويلة أخرج العديد من الدواوين والقصص والمسرحيات الشعرية
, وقدم إضاءات نقدية مهمة للتراث الشعري
دواوينه :
أرض الشهداء
ديوان قبلتان
ديوان الذكرى
ديوان شموع
العرائس
ديوان ( يا أنت )
نزيه أبو عفش
ولد في مرمريتا عام 1946.
تلقى تعليمه في مرمريتا، وعمل في التعليم، كما عمل محرراً وموظفاً.
مؤلفاته:
1- الوجه الذي لا يغيب- شعر- حمص 1967.
2- عن الخوف والتماثيل- شعر- دمشق 1970.
3- حوارية الموت والنخيل- شعر - دمشق 1971.
4- وشاح من العشب لأمهات القتلى- شعر- بيروت 1975.
5- أيها الزمن الضيق- أيتها الأرض الواسعة- شعر- دمشق 1978.
6- الله قريب من قلبي - شعر- بيروت 1980.
7- تعالو نعرّف هذا اليأس- كتابات- بيروت 1980.
8- بين هلاكين - كتابات وشعر- دمشق 1982.
9- هكذا أتيت ، هكذا أمضي، شعر- بيروت- 1989.
10- ماليس شيئاً- شعر- قبرص- 1992.
11- مايشبه كلاماً أخيراً - شعر- دمشق - 1997.
محمد الماغوط
ولد عام 1934 في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية
- يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي.
- زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.(1/137)
- الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة "تشرين" السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب "أليس في بلاد العجائب" في مجلة"المستقبل" الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري (رئيس التحرير) جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام الى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار "المستقبل" على نحو بارز وشائع في سورية.
من مؤلفاته :
1- حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
2- غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
3- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
4- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
5- الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
6- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
7- شقائق النعمان - مسرحية
8- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر)
9- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
10- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
11- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
12- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
13- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
14- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
15- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
16- الحدود - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
17- التقرير - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)(1/138)
18- سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
19- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)
محيي الدين فارس
محيي الدين فارس أحمد عبدالمولى
شاعر من السودان
ولد عام 1936 في جزيرة أرقو - الإقليم الشمالي.
أتم دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مصر
عمل محاضراً بكلية بُخت الرضا, ومفتشاً فنيّاً في تعليم (ود مدني), ثم تفرغ لإنتاجه الأدبي.
عمل في القاهرة في مجلة العالم العربي.
نشر في العديد من الصحف والمجلات على امتداد الوطن العربي
شارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية .
دواوينه الشعرية:
الطين والأظافر 1956
- نقوش على وجه المفازة 1978
- صهيل النهر
- قصائد من الخمسينيات
- القنديل المكسور 1997.
عبد الله الطيب
الدكتور عبد الله الطيب عبد الله الطيب
شاعر من السودان
ولد عام 1921 في التميراب - غرب مدينة الدامر .
تخرج في المدارس العليا بالخرطوم 1942, وحصل على الدكتوراه من جامعة لندن 1950.
عمل محاضرًا بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن,
ورئيسا لقسم اللغة العربية بمعهد التربية ببخت الرضا,
ومحاضرًا بكلية الخرطوم الجامعية,
وأستاذًا لكرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم,
وعميدًا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم,
ومديرًا لجامعة الخرطوم, ومديرًا لجامعة جوبا,
وأستاذًا بكلية الآداب بفاس.
عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ,
ورئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم.
دواوينه الشعرية :
أصداء النيل 1957
- اللواء الظافر 1968
- سقط الزند الجديد 1976
- أغاني الأصيل 1976
- أربع دمعات على رحاب السادات 1978
والمسرحيات الشعرية :
زواج السمر 1958
- الغرام المكنون 1958
- قيام الساعة 1959.
أعماله الإبداعية الأخرى :
نوار القطن (قصة) 1964
وعدد من الكتب التي تجمع بين الشعر والنثر مثل : ب
ين النير والنور 1970
- التماسة عزاء بين الشعراء 1970
- ذكرى صديقين 1987.
الحميدي الثقفي(1/139)
شاعر شعبي سعودي ، من أهم الرموز الحديثة في القصيدة الشعبية الحديثة في الخليج العربي .
تلقى تلعيمه الأولي في مدينة الطايف، ويعمل موظفا..
نشر العديد من قصائده في المجلات والصحف العربية والخليجية، وله عدة مشاركات ثقافية وشعرية، خاصة في مهرجان الجنادرية للثقافة والفنون .
فاطمة ناعوت
فاطمة سيد محمد حسن ناعوت
من مواليد القاهرة في 18 سبتمبر 1964
بكالوريوس هندسة معمارية- جامعة عين شمس 1987
شاعرة ومترجمة .. مدير تحرير مجلة "قوس قزح" المصرية
عضو نقابة المهندسين المصريين
عضو اتحاد كتّاب مصر
عضو دار الأدباء المصريةعضو أتيلييه القاهرة
دواوين شعرية :
- " نقرة إصبع" - الهيئة المصرية العامة للكتاب 2002-سلسلة كتابات جديدة
- " على بعد سنتيمترٍ واحد من الأرض"طبعة أولى- دار ميريت 2002 طبعة ثانية- دار كاف نون 2003
- "قطاع طولي في الذاكرة "- الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003
- " فوق كفِّ امرأة " ط1عن وزارة الثقافة اليمنية. 2004
عبدالعزيز المقالح
البلد:اليمن
تاريخ ميلاده من:1937 ميلادي
- عبدالعزيز صالح المقالح .
- ولد في اليمن عام 1937 .
- حصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة عين شمس .
- يعمل استاذا للادب في جامعة سنعاء ، ورأس جامعة صنعاء حتى يونيو 2001 .
- صدر له العديد من الدواوين ، منها :
" لابد من صنعاء 1971 ، " عودة وضاح اليمن 1976 ، " الكتابه بسيف الثائر علي بن الفضل " 1978 ، أوراق الجسد العائد من الموت 1986 .
يحيى السماوي
يحيى عباس عبود السماوي (العراق)
ولد عام 1949 في السماوة.
حاصل على بكالوريوس الأدب العربي من جامعة المستنصرية بالعراق.
اشتغل بالتدريس والصحافة في كل من العراق والمملكة العربية السعودية, وهاجر إلى أستراليا عام 1997.
دواوينه الشعرية:
- عيناك دنيا 1970
- قصائد في زمن السبي والبكاء 1971
- قلبي على وطني 1992
- من أغاني المشرد 1993
- جرح باتساع الوطن 1994
- الاختيار 1994(1/140)
- عيناك لي وطن ومنفى 1995
- رباعيات 1996 - هذه خيمتي.. فأين الوطن 1997.
نشر قصائده في دوريات أدبية عديدة.
حصل على جائزة أبها الأولى لأفضل ديوان شعر لعام 1993.
فهد العسكر
ـ فهد بن صالح بن محمد العسكر
البلد:الكويت
تاريخ ميلاده من:1917 تاريخ وفاته 1951 ميلادي
ـ ولد سنة 1917 وتوفي عام 1951
ـ درس في المدرسة المباركية ثم تركها معتمد على التثقيف الذاتي
ريتا عودة
شاعرة وقاصّة فلسطينيّة *
من مواليد النّاصرة
حاصلة على شهادة اللقب الأول * في اللغة الانجليزية والأدب المقارن
صدر لها :
ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994
مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998
يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريّة) 2001
ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريّة) 2003
قبل الإختناق بدمعة ( أمواج دمعيّة )2004
أبعد من أن تطالني يد( مجموعة قصصيّة ) قيد الطبع
محمد حسن علوان
محمد حسن علوان
شاعر وقاص من المملكة العربية السعودية
من مواليد الرياض - 27 أغسطس 1979م
بكالوريوس نظم المعلومات، من جامعة الملك سعود.
نشر في العديد من الصحف والدوريات الأدبية .
مؤلفاته:
- سقف الكفاية (رواية) 2002
-صوفيا (رواية) 2004
عيسى الشيخ حسن
شاعر سوري من مواليد 1965
يقيم في قطر
فاز بالعديد من الجوائز الأدبية مثل :
جائزة الشارقة للإبداع الأدبي الدورة الخامسة
جائزة عبد الوهاب البياتي . الدورة الأولى
دواوينه :
1ـ أناشيد مبللة بالحزن 1998
2ـ يا جبال أوبي معه 2001
عمر بهاء الدين الأميري
عمر بهاء الدين الأميري
ولد في مدينة حلب عام 1916م في سوريا
أتم دراسته الثانوية في سوريا ثم أكمل دراسته العالية في باريس..
نظم الشعر في التاسعة من عمره،
وقضى سنوات من عمره ، سفيراً لبلاده في باكستان والمملكة العربية السعودية.
له العديد من الدواوين الشعرية منها ديوان " أب "
حسين العروي
حسين عجيان مسعد العروي الجهني (المملكة العربية السعودية).
- ولد عام 1382هـ/ 1962م بالمدينة المنورة.(1/141)
- درس الابتدائية في مدرسة محمد إقبال والمتوسطة في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب والثانوية في مدرسة طيبة وتخرج في كلية التربية مجازاً في الآداب والتربية من فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة 1987.
- يعمل مدرساً في ثانوية خالد بن الوليد بالمدينة المنورة .
- دواوينه الشعرية: لم السفر - نبوءة الخيول- بشائر المطر- قصائدي- انتظار ما لا ينتظر 1992.
- حصل على الجائزة الأولى على مستوى جامعته مرتين.
- كتب عنه الناقد السعودي الدكتور الغذامي في ملحق ثقافة اليوم بصحيفة الرياض (العدد 7998 في 17/5/1990).
- عنوانه: ثانوية خالد بن الوليد- شارع خالد بن الوليد- المدينة المنورة.
إبراهيم الأسود
إبراهيم عبد الحميد الأسود
ولد عام 1952 في مدينة هجين - سوريا .
بدأ كتابة الشعر عام 1967 - 1968 كمحاولات ، ثم كتب القصيدة الصحيحة عام 1976.
عضو إتحاد الكتاب العرب
أصدر ثلاثة دواوين مطبوعة ، هي :
- إلى المقتولة ظلماً
-أرجوان على شفة الجرح
-من رماد القلب
- مخطوطة ، وسلسة أخرى مستقلة من الشعر الساخر والناقد ، اسمها (شواخص) بلغت حتى الآن أربعة دواوين إثنان منها قيد الطبع.
- ثلاث روايات ، إحداها مطبوعة وعنوانها ( وداعاً يا حطام العمر ) و ( شجرة الظل ، و أنامل الشيطان ) ما زالتا تنتظران ...
أحمد بنميمون
ــ من مواليد مدينة شفشاون سنة 1949
ــ تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدبنته ثمّ تابع دراسته الثانوية بمدينة العرائش منذ 1964 وفيهاحصل على تاباكالوريا سنة1967
ــ تخرج من كلية الآداب ـجامعة محمد الخامس ـ فرع فاس سنة 1972
ــ عمل في التدريس بالدار البيضاء وشفشاون أستاذا للغة العربية .
ــ بدأ النشر منذ 1966 ونشر قصائه وإسهاماته النثرية في المجلات والجرائد المغربية والعربيةالتالية :آفاق ـ الثقافة الجديدة (المغربية ) ت أقلام ـ الأقلام ( العراقية ) ـالمشكاة ـ فضاءات مغربية ـ المناهل ـ
صدر له :(1/142)
ــ تخطيطات حديثة في هندسة الفقر ، شعر ، ستة1974
ــ نار تحت الجلد (مسرحية شعرية)سنة 1976
ــ حتى يستريح الأب 'مسرحية شعرية) 1981
ـ وظهرت له مسرحية شعرية ثالثة في الأقلام العراقية في العدد الخامس منسنة 1980 الخاص بالمسرح العربي
ــ ترأس جمعية المعتمد من سنة1986 إلى 1988 وهي الجمعية التي تسهر علىتنظيم مهرجان الشعر المغربي الحديث . عضو اتحاد كتاب المغرب منذ1973
ــ ستصدر أعماله الشعرية (مباهج ممكنة )و ( رباعيات الدر والهباء) واعمال أخرى عما قريب .
بشارة الخوري (الأخطل الصغير )
هو بشارة بن عبدالله بن الخوري المعروف بـ (الأخطل الصغير).
ـ ولد في بيروت عام 1885، وتوفي فيها عام 1968.
ـ تلقى تعليمه الأولي في الكتذاب ثم أكمل في مدرسة الحكمة والفرير وغيرهما من مدارس ذلك العهد.
ـ أنشأ جريدة البرق عام 1908، واستمرت في الصدور حتى بداية عام 1933، عنما أغلقتها السلطات الفرنسية وألغت امتيازها نهائياً. وكانت قد توقفت طوعياً أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى.
ـ حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية نذر خلالها قلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار والصهيونية.
ـ كانت لغة القرآن الكريم ـ اللغة العربية ـ ديدنه ومدار اعتزازه وفخره.
ـ اتسم شعره بالأصالة، وقوة السبك والديباجة، وجزالة الأسلوب، وأناقة العبارة، وطرافة الصورة، بالإضافة إلى تنوع الأغراض وتعددها.
ـ وقد تأثر الأخطل الصغير بحركات التجديد في الشعر العربي المعاصر ويمتاز شعره بالغنائية الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة. ـ صدر له ديوان (الهوى والشباب) 1953، وديوان (شعر الأخطل الصغير) 1961.
ـ طارت شهرة الأخطل الصغير في الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة. وفي حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961 أطلق عليه لقب أمير الشعراء.
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
ميخائيل نعيمة(1/143)
شاعر من لبنان ولد1889 في " بسكنا عام وتوفي عام 1988 ميلادي
ـ تخرج في دار المعلمين الروسية في الناصر ثم تابع تعليمه في روسيا وفي جامعة واشنطن
ـ من مؤسي الرابطة القلمية
ـ هاجر الى الولايات المتحدة ثم عاد الى لبنان
ـ له مؤلفات قصصية ونقدية ومسرحية كثير
وله ديوانان :
همس الجفون 1945
نجة الغروب
وصدرت له المجموعة الكاملة
أنسي الحاج
شاعر من لبنان
ـ ولد عام 1939
ـ عمل في الصحافة وأشرف على تحري ملحق النهار الاسبوعي
ـ من أبرز المساهمين في مجلة " شعر "
ـ من دواوينية :
الراس المقطوع
الوليمة
ماضي الايام الاتية 1994 .
كمال خير بك
شاعر لبناني راحل
صلاح بو سريف
شاعر وكاتب من المغرب
من مواليد مدينة الدار البيضاء في 1958
درس التاريخ القديم بالعراق، بكلية الآداب ببغداد
حاصل على شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء
حاصل على شهادة استكمال الدروس، كلية الآداب ظهر المهراز بفاس
حاصل على شهادة الدكتوراه في الشعر العربي المعاصر حول موضوع الكتابة في الشعر العربي المعاصر
عضو مؤسس لبيت الشعر في المغرب
كاتب عام سابق لاتحاد كتاب المغرب فرع الدار البيضاء
عمل بالصحافة الثقافية
الأعمال الشعرية :
-فاكهة الليل1994
-على إثر سماء 1997
-شجر النوم2000
-نتوءات زرقاء2002
-ديوان الشعر المغربي المعاصر 1998
الأعمال النظرية والنقدية :
-رهانات الحداثة، أفق لأشكال محتملة1996
-المُغايرة والاختلاف في الشعر المغربي المعاصر 1998
-بين الحداثة والتقليد1999
-فخاخ المعنى، قراءات في الشعر المغربي المعاصر 2000
-مضايق الكتابة، مقدمات لما بعد القصيدة2002
سعيد عقل
شاعر من لبنان
ولد في بلدة زحلة عام 1912 ميلادي
ـ لم يكمل تحصيلة العالي
ـ عمل في التعليم والصحافة
ـ صدرت له عدة دواوين منها :
-بينت يفتاح 1935
-المدلية 1935
-المدلية 1937
ـ رندلي 1950
-يارا 1960
أنور العطار
أنور بن سعيد العطار(1/144)
شاعر من سوريا
ولد في (( دمشق )) عام 1908 و توفي عام 1972
عمل في التدريس
لد ديوان :
ظلال الأيام
ياسر الأطرش
شاعر سوري من الجيل الجديد نشر شعره في المجلات والصحف كالموقف الأدبي. له من الدواوين : * بين السر وما يخفى .! * وقلبي.. رغيفُ دمٍ مستدير
راشد الزبير السنوسي
البلد:ليبيا
تاريخ ميلاده من:1938 ميلادي
راشد الزبير أحمد الشريف السنوسي
ولد في مدينة ((مرسى مطروح )) عام 1938
تخرج في كلية الآداب و التربية بالجامعة الليبية
عمل في التعليم و الإعلام
من دواونيه :
(( قثيارة الخلود )) 1963
(( رسائل إلى زوجتي )) 1999
هم الشفاه 1999
محمد الشلطامي
محمد فرحات الشلطامي (ليبيا).
- ولد عام 1945 في مدينة بنغازي.
- عمل مدرساً بالمرحلة الابتدائية منذ 1963، ثم بدار الكتب الوطنية في بنغازي.
- نشر إنتاجه في الصحف والمجلات الليبية، مثل الحقيقة، وجيل ورسالة، وقورينا.
- دواوينه الشعرية:
- منشورات ضد السلطة 1964
- يوميات تجربة شخصية 1967
- الحزن العميق 1972
- تذاكر الجحيم 1974
- أفراح سرية 1984
- تحقيق سريع مع السيد الجهل
- قصائد عن شمس النهار- قصائد عن الموت والحب والحرية
- الليل في المدائن الكبرى.
عدنان النحوي
الاسم : الدكتور / عدنان بن علي رضا بن محمّد النحوي .
الجنسية : سعودي .
الميلاد : صفد ـ فلسطين ـ 23/7/1346هـ الموافق 15/1/1928م
•دبلوم في التربية والتعليم و أصول التدريس من فلسطين ، وانترميديت فلسطين .
•بكالوريوس في هندسة الاتصالات الكهربائية من مصر بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف الثانية .
•الماجستير والدكتوراه في نفس التخصص من أمريكا .
•درجة الزمالة من معهد المهندسين الكهربائيين ـ انكلترا F.I.E.E .
عزالدين المناصرة
الشاعر عز الدين المناصرة
مواليد محافظة الخليل بفلسطين في 11/4/1946
حصل على شهادة الدكتوراه (ph.D) في الادب المقارن ـ جامعة صوفيا 1981.(1/145)
يعمل منذ يوليو 1995 ـ استاذا مشاركا بجامعة فيلادلفيا الاردنية
عاش متنقلا في البلدان التالية: فلسطين (1946 ـ 1964)
الاردن (1970 ـ 1973)
لبنان (1973 ـ 1977)
بلغاريا (1877 ـ 1981)
لبنان (1981 ـ 1982)
تونس (1982 ـ 1983)
الجزائر (قسنطينة) (1983 ـ 1987)
الجزائر (تلمسان) (1987 ـ 1991)
الاردن (1991 ـ ...)
صدرت له المجموعات الشعرية التالية:
يا عنب الخليل 1968 ـ القاهرة
الخروج من البحر الميت ـ 1969, بيروت
قمر جرش كان حزينا ـ 1974, بيروت
بالاخضر كفناه ـ 1976, بيروت
جفرا, 1981, بيروت
كنعانيادا, 1983, بيروت
حيزية ـ ,1990 عمان
رعويات كنغانية ـ ,1991 قبرص
لا اثق بطائر الوقواق ـ ,1999 فلسطين
مجلد الاعمال الشعرية الكاملة ـ (725 صفحة), المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت 1994 (الطبعة الرابعة)
(باللغة الفرنسية): مختارات من شعره بعنوان (رذاذ اللغة). ترجمة محمد موهوب وسعد الدين اليماني, صدرت عن دار سكامبيت, ,1997 فرنسا.
(باللغة الفارسية): مختارات من شعره بعنوان (صبر ايوب), ترجمة موسى بيدج, طهران 1997. كما صدرت له الكتب النقدية التالية:
الفن التشكيلي الفلسطيني, بيروت, 1975
السينما الاسرائيلية في القرن العشرين, بيروت 1975
(جمع وتحقيق) الاعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود, دمشق 1988
المثاقفة والنقد المقارن, عمان 1988.
الجفرا والمحاورات (قراءة في الشعر اللهجي بفلسطين الشمالية), عمان. 1993
جمرة النص الشعري, عمان, 1995
المسألة الامازيغية في الجزائر والمغرب, 1999 عمان.
جوائز وأوسمة:
وسام القس, 1993 ـ فلسطين
جائزة غالب هلسا للابداع الثقافي 1994 الاردن
جائزة الدولة التقديرية في الادب 1995 ـ الاردن
جائزة (سيف كنعان) 1998 فلسطين
محمد حسن فقي
محمد حسن بن محمد حسين الفقي .
مولده ونشأته:
ولد الشاعر محمد حسن فقي بمدينة مكة المكرمة في (27) ذي القعدة عام 1331هـ،(1/146)
تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.
من أعماله: عمل أستاذًا للأدب العربي فترة قصيرة بمدرسة الفلاح، ثم عين رئيسًا لتحرير جريدة (صوت الحجاز)، ثم انتقل للعمل بوزارة المالية والاقتصاد الوطني فقضى شطرًا كبيرًا من حياته متنقلًا في وظائفها، إلى أن عين مديرًا عامًا بها، وبعد ذلك عين سفيرًا للملكة في أندونيسيا أيام مؤتمر (باندونج)، فنائبًا لرئيس ديوان المراقبة العامة بالرياض، ثم طلب الإحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة.
مؤلفاته:
له مؤلفات منها (نظرات وأفكار في المجتمع والحياة "في جزئين")، و (وهذه هي مصر)، و (فيلسوف)، و(مذكرات وأفكار حول الحياة والأجيال)، و (مجموعة قصصية)، و (بحوث إسلامية)، و (ملحمة شعرية في رحاب الأولمب).
صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 .
علي الفزاني
· علي عبد السلام أبوبكر الفزاني
· مواليد صرمان 17/2/1936 ف
· من مؤسسي اتحاد الكتّاب الليبيين ومؤسس فرع رابطة الأدباء والكتاب ببنغازي .
· نشأ نشأة دينية على يد والده الذي عمل بالقضاء لفترة بمدينة صرمان .
· حفظ القرآن في الحادية عشر من عمره بجامع سيدي زكري بصرمان على يد الشيخ علي الميلادي .
· هاجر مع أسرته عام 1947 ف إلى بنغازي وتخرج عام 1953 ف بدبلوم عال في التمريض (أول دفعة تمريض ليبية) .
· أرسل للعمل إلى المرج في المستشفى الصدري ومنه أوفد إلى الجامعة الإسلامية ليعمل ممرضاً بها وهناك درس اللغة والنحو على يد العالم المعروف المرحوم الشيخ عيسى الفاخري.
· عاد إلى بنغازي وإلتحق بالعمل بالصيدلية المركزية وواصل دراسته اليلية وتعلم الانجليزية على يد الأستاذ الفاضل محمد بودجاجة..(1/147)
· أكمل دراسته حتى الثانية ثانوي طالباً منزلياً وفي الوقت نفسه بدأ ينشر بعض قصائده وقد نشر أولى قصائده في جريدة برقة ثم احتضنه الأستاذ الشاعر الراحل/ عبد السلام قادربوه فنشر له قصة وقصيدتين وعلى يديه أتقن علم العروض.
· توقف عن النشر حتى سنة 1965 ف ثم بدأ إنتاجه يخرج في الصحف نثراً وشعراً ومعاصراً ينظم على الطريقتين التقليدية والحديثة.
دواوينه:
- رحلة الضياع- دار مكتبة الأندلس/1967
- أسفار المدينة المضيئة- دار مكتبة الأندلس/1968
- قصائد مهاجرة- دار مكتبة الأندلس/1969
- الموت فوق المئذنة- المكتبة الوطنية/1973
- المجموعة الشعرية الأولى- الدار الجماهيرية/1975.. (تحوي المجموعات: رحلة الضياع/ أسفار - المدينة المضيئة/ قصائد مهاجرة/ الموت فوق المئذنة).
- مواسم الفقدان- الدار الجماهيرية/1977
- الطوفان آت- الدار الجماهيرية/1981
- دمي يقاتلني الآن و القنديل الضائع- الدار الجماهيرية/1984
- أرقص حافياً- الدار الجماهيرية/1995
- طائر الأبعاد الميتة- اتحاد الكتاب العرب/1995
- فضاءات اليمامة العذراء- الدار الجماهيرية/1998
· توفي في بيرن بسويسرا يوم 27/9/2000 ف ودفن في بنغازي.
التجاني يوسف بشير
أحمد التجاني بن بشير بن الأمام جزري الكتيابي
ولد في (( أم درمان )) عام 1912 ، و توفي عام 1938
لم يكمل دراسته في المعهد العلمي بعد فصله لأسباب سياسية
عمل في الصحافة ن و في شركة شل للبترول
صدر له ديوان واحد بعنوان : (( إشراقة )) .
مازن دويكات
شاعر وكاتب, مواليد عام 1954م في نابلس - فلسطين. ـ دبلوم مساحة وحساب كميات. ـ عضو مؤسس في ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس. ـ عضو هيئة إدارية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين. ـ عضو هيئة إدارية في مركز اغاريت للثقافة والنشر. ـ عمل سكرتير تحرير لمجلة نوافذ الصادرة عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس.(1/148)
ـ عمل مشرفاً على مجلة الملتقى الأدبية التي تصدر عن ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
من أعماله:-
1- أناشيد الشاطر حسن، قصائد للأطفال، جمعية الأطفال العرب ـ حيفا 1994.
2- المسرات ـ قصائد ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 1996.
3- مائة أغنية حب ـ قصائد ـ دار الفاروق ـ نابلس 1997.
4- والحكي للجميع ـ مسلسل إذاعي أذاعته إذاعة فلسطين 1997.
5- الثيران الثلاثة ـ قصة شعرية للأطفال ـ دار الفاروق ـ نابلس 1998.
6- صابر الجرزيمي ـ نصوص ساخرة ـ اتحاد الكتاب الفلسطينيين ـ القدس، ودار الفاروق ـ نابلس 1998.
7- قراءات في جدارية محمود درويش ـ مع آخرين ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2002.
8- مرايا البعد الثالث ـ نصوص ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2001.
9- حارس الغابة ـ قصة شعرية للأطفال ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2001.
10- وسائد حجرية, قصائد ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2003
11- حرائق البلبل على عتبات الوردة، عمل مشترك مع عفاف خلف ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2004
12- احتفال في مقهى الخيبة, مجموعة قصصية مشتركة
عزوز عقيل
شاعر جزائري من مواليد برج الجدي بعين وسارة ( الجزائر ) زاول دراسته بكامل مراحلها بنفس المدينة حتى تخرج سنة 1994كأستاذ لمادة اللغة العربية
شارك في معظم الملتقيات الوطنية وفاز بالكثير من الجوائز الوطنية منها :
· الجائزة الثانية وطنيا في مهرجان الشاعر محمد العيد آل خليفة
· الجائزة الثانية عن مجموعته مناديل العشق في المهرجان الوطني سطيف
· الجائزة الأولى بالمهرجان الوطني ببجاية
· الجائزة الفضية في المهرجان المغاربي للشعر بولاية غرداية
له مجموعة مطبوعة تحت عنوان مناديل العشق وله تحت الطبع مجموعتين شعريتين " فاطمة " و" الافعى "
عبدالقادر مكاريا
شاعر من الغرب الجزائري
من مواليد : 1962 ــ العيون ــ تيسمسيلت
صدر له : "قصائد خزفية" طبعة 1990(1/149)
يصدر له قريبا : " مرايا الشّفاه "
نشر أعماله بالعديد من الصّحف المجلاّت العربية
الجائزة الأولى لملتقى " الريشة و البحر " 1995
الجائزة الأولى للمسابقة الأولى بالولاية 2000
جائزة يومية " صوت الأحرار " 2003
رئيس جمعية عيون الثقافية
عضو مؤسس بالرابطة المعنوية لأدباء الجزائر
شارك بأكثر من سبعين ملتقى وطنيا
بدوي الجبل
بدوي الجبل
هو محمد سليمان الأحمد (1981-1905)
شاعر سوري. من أعلام الشعر المعاصر في سوريا.
ولد في قرية ديفة بمحافظة اللاذقية
و درس في اللاذقية وبدأيكتب الشعر الوطني والقومي.
اتصل بالشيخ صالح العلي في جبال اللاذقية، وبيوسف العظمة وزير الدفاع في الحكومة الفيصلية. بعد دخول الفرنسيين إلى سوريا،
اعتقل في حماة ثم نقل إلى بيروت فاللاذقية قبل أن يطلق سراحه.
استماله الفرنسيون بعد تقسيم سوريا فعينوه نائباً في المجلس التمثيلي لما سمي "دولة العلويين".
لكنه غير اتجاهه السياسي فيما بعد وانضم إلى الكتلة الوطنية وأصبح من معارضي الانفصال.
انتخب نائباً في المجلس النيابي 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات.
ضيق عليه الفرنسيون بسبب معارضته فلجأ إلى العراق عام 1939.
عاد إلى دمشق ثم اللاذقية، فاعتقله الفرنسيون وأطلقوا سراحه بعد 8 أشهر.
تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء. غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا.
عاد إلى سوريا 1962. معظم شعره وطني وقومي، ولكنه نظم أيضاً الكثير في الغزل.
مفدي زكرياء
- مفدي زكريا بن سليمان الشيخ صالح
البلد:الجزائر
تاريخ ميلاده من:1908 تاريخ وفاته 1977 ميلادي
- ولد في بني يزقن عام 1908 وتوفى عام 1977
- تابع دراسته في جامع الزيتونة وفي المدرسة الخلدونية بتونس
- عمل في الصحافة والتعليم
- صدر له من الدواوين الشعرية اللهب المقدس 1961 تحت ظلال الزيتون 1965 من وحي الأطلس1976
أبو مسلم البهلاني العماني(1/150)
ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد
المعروف بالبهلاني نسبة إلى بهلا إحدى عواصم عُمان الداخلية
شاعر وعالم وعمل بالقضاء
وكان مولده في سنة 1273ويقال أيضاً في سنة 1276 للهجرة
ويقال أنه ولد في نزوى إن صح أيام عمل والده قاضياً بها.
انتقل إلى مدينة زنجبار سنة 1295 وهو إذ ذاك في أخر العقد الثاني من عمره أو في أول الثالث
محمد عفيفي مطر
شاعر من مصر
ولد عام 1935 بمحافظة المنوفية
ـ تخرج في كلية الاداب ـ قسم الفلسفة
ـ حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989
ـ من دواوينة :
من دفتر الصمت 1968
كتاب الارض والدم 1972
احتفاليات المومياء المتوحشة.
فاصلة إيقاعات النمل .
رباعية الفرح.
أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت.
يتحدث الطمي.
والنهر يلبس الأقنعة.
شهادة البكاء في زمن الضحك.
رسوم على قشرة الليل.
الجوع والقمر.
ملامح من الوجه الأمبيذوقليسي.
من مجمرة البدايات.
وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000
علي الشرقاوي
• من مواليد المنامة - البحرين عام 1948.
• عضو مسرح أوال.
• بدأ نشر نتاجه الشعري عام 1968.
• نشر في أغلب الصحف والمجلات المحلية والعربية.
• ترجمت قصائده إلى الإنجليزية ، الألمانية ، البلغارية ، الروسية ، الكردية والفرنسية.
• ترجم الكثير من القصائد الإنجليزية والكندية والهندية إضافة إلى مسرحيات عديدة للأطفال والكبار.
• شغل منصب رئيس الأسرة لعدة دورات إدارية.
• كتبت الكثير من الدراساات عن تجربته الشعرية.
أعمال باللغة الفصحى:
• الرعد في مواسم القحط البحرين 1975
• نخلة القلب بغداد 1981
• هي الهجس والاحتمال بيروت 1983
• رؤيا الفتوح البحرين / السعودية 1983
• تقاسيم ضاحي بن وليد الجديدة البحرين 1982
• المزمور23 ( لرحيق المغنّين شين ) بيروت 1983
• للعناصر شهادتها أيضا او المذبحة البحرين 1986
• مشاغل النورس الصغير البحرين 1987
• ذاكرة المواقد البحرين 1988(1/151)
• مخطوطات غيث بن اليراعة البحرين 1990
• واعرباه البحرين 1991
• مائدة القرمز البحرين 1994
• الوعله بيروت 1998
• كتاب الشين البحرين 1998
• من اوراق ابن الحوبة بيروت/ البحرين 2001
أعمال باللهجة العامية:
• أفا يا فلان (بالإشتراك مع الشاعرة فتحية عجلان) البحرين 1983
• أصداف البحرين 1994
• بر و بحر (مواويل ) البحرين 1997
• لولو ومحار ( الجزء الاول ) البحرين 1998
• سواحل صيف البحرين 2000
• برايح عشق البحرين/ 2001
• حوار شمس الروح البحرين/2001
• لولو ومحار( الجزء الثاني ) البحرين/2001
أعمال شعرية للأطفال:
• أغاني العصافير البحرين 1983
• شجرة الأطفال البحرين 1983
• قصائد الربيع البحرين 1989
• الأرجوحة البحرين 1994
• الاصابع البحرين 1991
• اغاني الحكمة البحرين 1996
• العائلة البحرين 2000
• اوبريت يد الغضب البجرين 2000
• الامنيات البحرين 2002
أعمال مسرحية:
مفتاح الخير ( مسرحية للأطفال ) البحرين 1984
الفخ ( مسرحية شعرية للاطفال ) مصر 1989
الأرانب الطيبة ( مسرحية للاطفال ) البحرين 1990
بطوط ( مسرحية للاطفال ) البحرين 1990
"السمؤال " مسرحية شعرية " مصر 1991
ثلاثية عذاري " مسرحية شعرية " البحرين 1994
خور المدعي ( مسرحية شعرية عامية ) البحرين 1995
البرهامة ( مسرحية شعرية ) بيروت 2000
حمزة قناوي
- حمزة قناوي رمضان
- ولد في القاهرة في 23 يناير 1977
- حاصل على ليسانس الآداب - قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة عين شمس
- حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الأدب والنقد - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
- عضو اتحاد كُتَّاب مصر
- - نشرت قصائده في عدد كبير من المجلات الأدبية والدوريات الثقافية المصرية والعربية الكبرى مثل ( العربي الكويتي - سطور - إبداع - أخبار الأدب - أدب ونقد - القاهرة - النهار ) وغيرها(1/152)
- حاصل على جائزة الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الأدبي عام 2000 عن ديوانه الثاني أكذوبة السعادة المغارة
- حاصل على جائزة مؤسسة إقرأ الثقافية لعام 2005 . أفضل قصائد على مستوى جمهورية مصر العربية .
- جائزة خاصة من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين عن قصيدته ( محمد جمال الدرة ) ، ضمن شعراء عرب آخرين في المسابقة التي أقيمت تخليداً لذكرى الشهيد .
نشر له :
1-ديوان الأسئلة العطشى - شعر - الهيئة المصرية العامة للكتاب 2002 .
2-أغنيات الخريف الأخيرة - شعر - ميريت للنشر والمعلومات - 2003 .
3-أكذوبة السعادة المغادرة - شعر - الهيئة المصرية العامة للكتاب - 2005
معين شلبية
معين شلبية (شاعر فلسطيني)
•ولدفي الرابع عشر من تشرين أول عام 1958 في قرية المغار الجليلية التي تطل على بحيرة طبرية
عاش طفولة معذبة شأن أطفال فلسطين بعد النكبة
• درس الابتدائية في قريتي المغار عام 1972 والثانوية في قرية الرامة عام 1976.
• التحق بقسم اللغة العربية والإدارة العامة في جامعة حيفا حيث بدأ مرحلة جديدة من الحياة حيث مارس النشاط السياسي، الثقافي، الاجتماعي، والنقابي إلى يومنا هذا.
• شارك في أمسيات ومهرجانات ثقافية، شعرية، محلية، عربية وعالمية عديدة..خاصة في مصر والأردن وحاز على شهادات تقدير عديدة وأخيرًا على درع تكريم شعراء ومبدعي فلسطين.
• عضو في اتحاد الكتاب العرب وأحد مؤسّسي جمعية إبن رشد للثقافة والفنون.
• تناولت نتاجه الأدبي عدة دراسات نقدية داخل البلاد وخارجها.
الأعمال الشعرية:
1. الموجة عودة 1989 دار الأسوار للثقافة
الفلسطينية - عكا 2. بين فراشتين 1999 المؤسسة العربية
الحديثة - القدس 3. ذاكرة الحواس 2001 المؤسسة العربية
الحديثة - القدس 4.طقوس التَّوحد 2004 دار الأسوار - عكا
5.هجرة الأشواق العارية. 2005 دار الأسوار - عكا (تحت الطبع). الأعمال النثرية:
1. تأملات 1992 النهضة للنشر والتوزيع - حيفا(1/153)
2. مساء ضيّق 1995 أبو رحمون للنشر - عكا
3. شطحات 1998 منشورات البطوف - حيفا
علي الجلاوي
علي صالح الجلاوي
مواليد المنامة -البحرين - 1975م.
الإصدارات :
ديوان وجهان لامرأة واحدة 1999م، دار الكنوز الأدبية (بيروت).
العصيان (رسالة المنذر ) 2000م، دار المدى (دمشق).
المدينة الأخيرة (رؤية أخرى للمدينة الفاضلة) بالمؤسسة العربية للدراسات والنشر 2002م.
دلمونيات الجزء الأول دار عالية للطباعة والنشر ( الكويت )2002م.
دلمونيات الجزء الثاني دار كنعان (دمشق) 2003م
صالح بن سعيد الزهراني
الدكتور صالح سعيد الزهراني (السعودية) .
ولد عام 1381هـ/ 1961م في الباحة .
حاصل على الدكتوراه في البلاغة والنقد من جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
يعمل أستاذاً مشاركاً بقسم البلاغة والنقد وسبق له العمل رئيساً لقسم البلاغة, ومديراً لمركز إحياء التراث الإسلامي بمعهد البحوث العلمية بالجامعة, وعضواً بمجلس كلية اللغة العربية, وبمجلس عمادة خدمة المجتمع, وبالمجلس العلمي بالجامعة, وبمجلس معهد البحوث العلمية بالجامعة .
عضو نادي مكة الثقافي الأدبي, ونادي الباحة الأدبي .
دواوينه الشعرية:
-تراتيل حارس الكلأ المباح 1419هـ
-فصول من سيرة الرماد 1419هـ
- ستذكرون ما أقول لكم 1420 هـ .
ممن كتبوا عنه:
حسن الهويمل, ومحمد بن سعد بن حسين, وأحمد حنطور, وزهير المنصور, وصلاح حسين .
قحطان بيرقدار
قحطان بيرقدار
ـ شاعر سوري من مواليد دمشق 1 / 9 / 1977 م
ـ عضو اتحاد الكتاب العرب .
ـ عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب .
ـ عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ـ فرع سورية .
ـ عضو أمانة سر المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني ـ دمشق .
ـ ينشر قصائده في عدد من الدوريات والمجلات العربية منها : ( الأسبوع الأدبي والموقف الأدبي ) .(1/154)
ـ يشارك في الأمسيات والمهرجانات الأدبية التي تقيمها الهيئات والفعاليات الأدبية والثقافية في دمشق وخارجها .
ـ صدر له من المجموعات الشعرية ما يلي :
1 ـ لو تعودين قبل أيلول ـ دار الحافظ ـ دمشق 2002 م
2 ـ في آخر الأعلى المضيء ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 2002 م
3 ـ هجرة في تفاصيل الحنين ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 2005 م
بدر بن عبدالمحسن
بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز من مواليد مدينة الرياض في _ 2 ابريل عام 1949م و هو الإبن الثاني لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز _ رحمه الله _
نشاءالأمير بدر بن عبدالمحسن في بيت علم وأدب حيث كان والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز محباً للعلم والأدب،كما و انه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب..كماوأن مجلس والده ملئ بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر _ بعد الله
درس مراحله الإبتدائية بين المملكة العربية السعودية و مصر، _ والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الاسكندرية، ودرس المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية كما انه درس في بريطانيا و في الولايات المتحدة الأمريكي.
و لقد استفاد من وجوده في بعض هذه البلدان بلقاءاته مع العديد من الرواد والأدباء و المفكرين و عمالقة الفن من أمثال الشاعرأحمد رامي و محمد عبد الوهاب محمد الموجي وكثيرين غيرهم ,,
و في نهاية الستينيات و مطلع السبعينات أصبح سموه رئيسا للجمعية السعودية للثقافة و الفنون حيث اضفى عليها العديد من الأفكار وكان لسموه الأثر الكبير في تطوير هذه الجمعية و الرقي بها.(1/155)
تناولت قصائدة العديد من المواضيع المختلفة حيث كتب الكثير من القصائد الوطنية الخاصة بالمملكة العربية السعودية و بعض دول الخليج أثناء زياراته لها، كما انه يعد من أكثر الشعراء كتابة في أزمة الخليج تناول في قصائده مواضيع مثل الغزل و الوجدانيات و التأمليات و الرثائيات ...
و من أهم الأعمال التي قام بها سموه قيامه بعمل اوبيريتين لمهرجان الجنادرية عام 1412هـ 1992 م :- الأول هو اوبريت وقفة حق في مهرجان الجنادرية السابع فارس التوحيد في الجنادرية 14- و الثاني هو اوبريت و قد حصل هذا الأوبيريت على جائزة في مهرجان القاهرة للإذاعةوالتلفزيون حيث اختير هذا العمل من ضمن أفضل الأعمال، و تميز الأخير بالمزج بين الدراما و الشعر مما أضفى على العمل رونقا خاصا
و لسموه ثلاثة دواوين هي:
_ ما ينقش العصفور في تمرة العذق..
_ رسالة من بدوي ..
_ لوحة ربما قصيدة ..
ابن زريق البغدادي
ابن زريق البغدادي
420 هـ / 1029 م
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.
وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة ( لا تعذليه فإن العذل يولعه )
بهاء الدين رمضان
الاسم : بهاء الدين رمضان السيد
( عضو اتحاد كتاب مصر
( عضو لجنة الإنترنت باتحاد كتاب مصر 2002 : 2004
( أمين اتحاد كتاب مصر فرع جنوب الصعيد من 2003 وحتى الآن
( حصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1987م
• صدر له :
1. ـ كتاب النبوءات ( شعر ) عن وزارة الثقافة سلسلة أصوات أدبية الهيئة العامة لقصور الثقافة ، القاهرة 1995م
2. ـ صباح العشق ، ( شعر ) ، عن وكالة آرس للبحوث والنشر القاهرة 1999م .
3. ـ موسيقا للبراح ( شعر ) ، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001م .
4. ـ جماعة ترشيد المياه ( قصة علمية للأطفال ) عن سلسلة يصدرها مكتب التربية العربي لدول الخليج 1424م ، 2003م .(1/156)
5. ـ أتهجى رمل الوطن ، شعر ) ، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2005م
6. ـ عدة سيناريوهات مسلسلة بمجلة براعم الإيمان بالكويت منها : ( الحمامة البيضاء ) ، و ( في قرية الطيور )
عبدالله البردوني
شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)
أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,,
شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..(1/157)
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء .
تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية..‚
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .
أما دواوينه فهي على التوالي:
? من أرض بلقيس 1961 -
? في طريق الفجر 1967 -
? مدينة الغد 1970
? لعيني أم بلقيس 1973
? السفر إلى الأيام الخضر 1974
? وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
? زمان بلا نوعية 1979
? ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
? كائنات الشوق الاخر 1986 -
? رواء المصابيح 1989
في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..
أحمد أبو سليم
- شاعر فلسطيني من الأردن
- خريج كلية الهندسة من جامعة الصداقة بين الشعوب- موسكو 1992
- له قصص قصيرة وقصائد ومقالات منشورة في الصحف الأردنية والعربية
- ديوان شعر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بعنوان دم غريب
-ديوان تحت الطبع
روضة الحاج
- روضة الحاج شاعرة سودانية من مواليد كسلا شرق السودان
- مذيعة في الفضائية السودانية .(1/158)
_ لها من الدواوين :
* عش القصيد.
* لك إذا جاء المطر .
* للحلم جناح واحد .
محمد شيكي
تاريخ الميلاد: 01/01/1958 بمدينة ورززات جنوب المغرب
أستاذ اللغة والادب العربي بالسلك الثانوي التأهيلي.
حاصل على الاجازة في الأدب بجامعة محمد بن عبد الله بفاس
خريج المعهد التربوي الجهوي بمدينة وجدة / المغرب/
عضو اتحاد كتاب المغرب منذ عام 1996
عضو نشيط في أكثر من جمعية ثقافية وتنموية.
الإصدارات :
ديوان أنثى البهاء عام 2000 عن دار الاحمدية للنشر والتوزيع بالدار البيضاء
رواية" الثلج الاحمر" قيد الطبع بمكتبة المدارس بالدار البيضاء
عدة مقالات في مجال النقد الأدبي بمختلف الصحف والمجلات داخل وخارج المغرب
حائز على الرتبة الأولى لجائزة مفدي زكرياء المغاربية للشعر بالجزائر سنة 1996
بهيجة مصري إدلبي
بهيجة مصري إدلبي ..
البلد:سوريا
تاريخ ميلادها :1965 ميلادي
دواوينها :
لها ستة دواوين شعرية أولها : ساعة متأخرة من الحلم 1997
ـ إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب .
ـ دبلوم في التربية وعلم النفس
ـ عضو جمعية العاديات بحلب
ـ عضو نادي التمثيل العربي بحلب
صدر لها :
في الشعرتسع مجموعات شعرية
ـ في ساعة متأخرة من الحلم
ـ أبحث عنكَ فأجدني
ـ على عتبات قلبكِ اصلّي
ـ خدعة المرايا
ـ قالت لي السمراء
ـ السمراء في برج الحداد ( إلى الشاعر نزار قباني)
ـ نهر الكلام يعبر من دمي
ـ رحلة الفينيق
ـ سفر التكوين
في الرواية :ثلاث روايات
ـ رحلة في الزمن العمودي
( الحائزة على جائزة الصدى للرواية 2001 )
ـ ألواح من ذاكرة النسيان
( الحائزة على جائزة دار الفكر للرواية العربية 1998) رواية مشتركة
ـ الغاوي / منشورات دار كنعان / 2003 /
في أدب الأطفال :
ـ الضاد تغني " أناشيد للأطفال "
( صياغة قواعد اللغة العربية على شكل أناشيد
الصادر عن المجلس الأعلى للطفولة في الشارقة 2001
ـ الضاد تغني تتمة أجزاء السلسلة للأطفال
ـ مغامرات صائل قصة(1/159)
ـ مملكة اللغة مسرحية
ـ الضاد تحكي أربعة أجزاء قصص
ـ حجر بيد ودم بيد شعر
في النقد
ـ القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض / دائرة الثقافة
والإعلام الشارقة 2005
ـ وأنجزت جنوني
ـ قراءات في الشعر العالمي / نيرودا ـ ألبرتي ـ لوركا /
..
Free counter
مصطفى بن عبد الرحمن الشليح
أ.د / مصطفى بن عبد الرحمن الشليح
تاريخ ومكان الإزدياد : 05 يناير 1956 بسلا
الجنسية : مغربية
شاعر وناقد وأديب من المغرب -أستاذ التعليم العالي
الشهادات
1992: دكتوراه الدولة في الآداب. كلية الآداب. الرباط
1987: دبلوم الدراسات العليا. كلية الآداب. الرباط
1982: شهادة الدراسات المعمقة . كلية الآداب. الرباط
1980: الإجازة في الأدب العربي. كلية الآداب. الرباط
1996: أستاذ التعليم العالي بكلية آداب المحمدية
مجالات التخصص
الأدب المغربي
الأدب الأندلسي
الشعر العربي المعاصر
النقد الأدبي الحديث
مؤلفات مطبوعة
2006: لك الأوراق .. وكل الكلمات لي " تحت الطبع "
2000: .. إلا ان يموت الشاعر " سيرة "
1999: وماء العراق يشربه القصف " شعر "
1999: في بلاغة القصيدة المغربية " نقد "
1999: عابر المرايا " شعر "
1998: ظاهرة الأندية الأدبية في المغرب " مشترك "
1997: زهرة الآس في فضائل العباس " مشترك "
1997: محمد المختارالسوسي " نقد "
1994: عبدالله كنون: شخصه وفكره " مشترك "
...
عبدالله السالم
عبدالله السالم
شاعر قطري
وروائي له مجموعات قصصية
يكتب الشعر الشعبي والشعر الفصيح - بشقيه
العمودي والتفعيلة
ماجد أحمد سعيد
الشاعر / ماجد أحمد سعيد
شاعر وفنان تشكيلي سعودي ..
مسعد محمد زياد
الدكتور الشاعر/ مسعد محمد زياد
دير البلح قطاع غزة عام 1947 م ،
المؤهلات العلمية :
1 - ليسانس لغة عربية ولغات شرقية من جامعة الإسكندرية عام 1969 .
2 - دبلوم الدراسات الإسلامية القاهرة .
3 - دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي القاهرة .(1/160)
4 - ماجستير في الأدب العربي القاهرة .
5 - دكتوراه فلسفة في الأدب الحديث والنقد من أكاديمية إكسفورد
وجامعة الخرطوم .
دواوينه :
1 ـ ديوان أغنيات العالم والدم .
2 ـ الصمت العربي وكبرياء الجرح .
3 ـ أشعار من ذاكرة الوطن .
4 ـ حوار مع الزمن .
عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)
الأسم/ عبد الرحيم أحمد الصغير
اسم الشهرة/ عبد الرحيم الماسخ
الدواوين المنشورة/1ظلال الرؤى
مواثيق الضنى رفيف السكون
الجوائز/جائزة سعاد الصباح الأولى فى الشعر عام 1998
جائزة ديوان الطفل عن هيئة قصور الثقافة عام 1997
نشرت عشرات القصائد بالصحف والمجلات العربية
عبدالسلام مصباح
عبدالسلام مصباح
ولديوم1947/03/21،في مدينة صغيرة مدينة تقع في
شمال الوطن؛اسمها "شفشاون"،
- شاعر ومترجم عن الإسبانية- - عضو اتحاد كتاب المغرب
-أمين جمعية "الانطلاقة" -نائب رئيس الرابطة المغربية للأدب المعاصر"
- نائب رئيس "نادي الأدب:أوراق" - عضو شرفي في جمعيات ثقافية فاعلة
-عضو في دار نعمان للثقافة/ لبنان - عضو شرفي في جمعية البلسم بأبي الجعد
- مدير مكتب "طنجة الأدبية"بالدار البيضاء
-أحد شعراء"معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" -متزوج وله طفلان:
نشرت له الكثير من القصائد في مختلف الصحف المغربية
كما قام بترجمة العديد من الروائع الشعرية والمسرحيات والقصص القصيرة
ودراسات.لأدباء من:اسبانيا /الأرجنتين/الشيلي/بوليفيا/نيكراغوا.كما
ترجمت بعض قصائده إلى
الإسبانية ، ومؤخرا إلى الفرنسية.فاز ببعض الجوائز؛من جملتها:
-جائزة جريدة "العرب"اللندنية1985 عن ترجمة لمسرحيتين
قصيرتين لغارسيا لوركا وغوستافو أدولفو بيكير.
-جائزة "دار نعمان للثقافة"2005.، - جائزة الشعر مجلة "هايhi2006
طبع من أعماله المكتوبة والمترجمة ديواني "
حاءات متمردة "الصادر في أبريل 1999.
ومختارات من ديوان "أشعار الربان"للشاعر الشيلي :بابلو نيروداPablo Neruda
أحمد كمال زكي
أحمد كمال زكي(1/161)
مولود عام 1970 م ، في محافظة بني سويف ، بمصر .
حاصل على بكالوريوس تجارة، و يعمل صحفيا
يقيم حاليا في المملكة العربية السعودية حيث يعمل
صحفيا بجريدة " اليوم "
يكتب الشعر و القصة القصيرة و الرواية.
نشر أعماله الإبداعية في عدد من الدوريات المصرية و العربية
فاز بعدة جوائز في الشعر و القصة القصيرة آخرها:
- المركز الأول في مسابقة نادي أبها الأدبي في مجال
القصة القصيرة عام 2005م.
- المركز الخامس مكرر في مسابقة نادي حائل الأدبي عام 2005 م.
- جائزة القصيدة الأولى في مسابقة جائزة طنجة الشاعرة بدولة المغرب عام 2003م.
- المركز الثاني في مسابقة نادي أبها الأدبي في مجال القصيدة عام 2002 م.
أعماله المنشورة:
- اشتعالات الوداع : ديوان شعر فصحى، صادر من الهيئة
العامة لقصور الثقافة بمصر عام 2003 م.
- وخز كان : مجموعة قصصية، صادرة من المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 2003 م.
له قيد النشر:
- مراعي الروح شعر بالفصحى.
- موت أبي شعر بالفصحى.
- حب موت شعر بالعامية المصرية.
- أمل رواية.
- الذي حدث: لم يحدث. مجموعة قصصية.
- رحلة الكتاب المسحور قصة للأطفال.
محمّد كمال السخيري
*الشاعر والكاتب والناقد التونسي : محمّد كمال السخيري
*من مواليد مدينة المنستير التونسية في 29/09/1963
* درس بالمنستير وسوسة وتخرّج من دار المعلّمين بقابس سنة 1983
*عمل كمدرّس ( معلّم تطبيق بالمدارس الابتدائية ) ثمّ التحق بالإدارة
الجهوية للتعليم بالمنستير منذ سنة 1994
*- عضو باتّحاد الكتّاب التونسيّين منذ سنة 1991.
- عضو مؤسس لفرع اتحاد الكتاب بالمنستير
وهو الكاتب العام للفرع حاليا .
* صدر للمؤلّف :
+ مجوعة شعرية بعنوان " أنا وأنت والأحلام " سنة 1988
+ لوحات نثرية بعنوان " أريج الخلود " سنة 2002
+ " قراءات نفسجدية لنصوص إبداعية " سنة 2005
+ مجموعة شعرية بعنوان " نجيع الدم " ( جانفي 2006 )
* له في انتظار الطّبع :(1/162)
- رواية بعنوان " السّرّ المكتوم " .
- مشروع بحث حول كتاب القصة القصيرة في تونس ( جيل الثمانينات ) .
*من أهمّ أعماله :
- دراسات لنصوص أدبية تونسيّة وعربيّة فازت بجوائز في المقال
الأدبي والنّقد ونشرت بجرائد ومجلاّت وطنيّة وعربيّة :
( الصّباح ، الصّدى ، الصّباح الأسبوعي ، الحرّية ،الشعب ،الصّريح
،قصص،الإتحاف ،الحياة الثقافية،
اليوم السّابع ، النّاقد ، كتابات معاصرة ، الكاتب العربي ... )
- دراستان حول الشّاعر " أبي القاسم الشّابي " تعتبران أثرا
ومرجعا بالجامعة التونسيّة وهما :
1) البؤس والألم عند الشّابي .
2) ظاهرة الموت عند الشّابي .
Free counter
مراد العمدوني
مراد العمدوني ـ من مواليد 8أفريل 1969 ـ أستاذ فلسفة ـ عضو اتحاد الكتاب التونسيين ـ أصدر : "أوهام الطين" 1998 ـ "جناز البحر2000 ـ "فاكهة الصلصال"2006
إبراهيم مفتاح
من مواليد " جزيرة فَرَسَان " بمنطقة جازان عام 1359 هـ بالمملكة العربية السعودية
· درس في الكتاب ثم في مدرسة فرسان الابتدائية ومعهد المعلمين الابتدائي بجازان الذي تخرج فيه عام 1380 / 1381 هـ .
· عمل بعد تخرجه بالتدريس للمرحلة الابتدائية بمدرسة بيش والمدرسة السعودية بجازان ومدرسة فرسان الابتدائية .
· عمل في سكرتارية تحرير مجلة " الفيصل " الثقافية التي تصدر عن دار الفيصل بالرياض .
· عاد إلى سلك وزارة المعارف وكيلا ً لمدرسة فرسان المتوسطة والثانوية .
· مشرف على الآثار بجزيرة فرسان .
· عضو مجلس منطقة جازان .
· عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي .
· رئيس مجلس أعضاء الشرف بنادي الصواري الرياضي بفرسان .
· شارك ويشارك في إحياء أمسيات شعرية في معظم النوادي الأدبية بالمملكة ويشارك بكتابة قصائده في الصحف والمجلات السعودية والخليجية والعربية .
· ألقى القصيدة الرئيسة في مهرجان الجنادرية الثامن عام 1414 هـ .(1/163)
· أحيا أمسيات شعرية ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية مع مجموعة من شعراء المملكة والعالم العربي .
· حصل على جائزة الشعر الفصيح في " جائزة أبها الثقافية " لعام 1417 هـ التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة " عسير " .
· مثل المملكة في الأسبوع الثقافي السعودي الذي أقيم في مدينة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1417 هـ .
· مثل المملكة في المؤتمر الثاني والعشرين للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المهرجان الثالث والعشرين للشعر العربي عام من 20 - 27 ديسمبر 2003 م في دولة الجزائر .
محمود النجار
... شاعر فلسطيني مقيم في الأردن
حسين القباحي
حسين القباحي حسين سيد أحمد نوبي (مصر). ولد عام 1956بحي الحلمية بالقاهرة.
انتقلت أسرته وهو في الخامسة من عمره إلى موطنها في صعيد مصر, وهناك تعلم القرآن في كتّاب النجع, ثم التحق بمدارس التعليم حتى حصل على الثانوية العامة, ثم دخل الجامعة وحصل على ليسانس آداب قسم التاريخ والدراسات الإفريقية 1983 .
يعمل مدرسا بالمرحلة الثانوية, ويشرف على إصدار مجلة "سنابل" عن طريق نادي الأدب بالأقصر.
أثرت نشأته الدينية في شخصيته فحفظ أذكار سيدي أحمد الدردير, وشعرابن الفارض, وابن عربي, وقصائد الإمام الشافعي في سن مبكرة.
نشرت له معظم المجلات الأدبية العربية والمصرية وصفحات الأدب
دواوينه الشعرية: قصائد جنوبية لامرأة لا جنوبية ولا... 1990.
يوسف الديك
-مواليد 1959- مدينة باقة الغربية/ فلسطين المحتلة - حاصل على ليسانس حقوق
- شارك في العديد من المهرجانات الثقافية أهمها "جرش، المربد"
- عضو رابطة الكتاب الأردنيين - عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين
الاصدارات
ديوان شعر : طقوس النار1986
ديوان شعر مشترك بالعربية والفرنسة .. شعراء من بلاد الشام1992
ديوان شعر : تفاصيل صغيرة على نحاس القلب 2005 -(1/164)
عبد الناصر أحمد الجوهري
- عبد الناصر أحمد الجوهري محمد يوسف
- اسم الشهرة : عبد الناصر الجوهري
- ولد في 28 / 7 / 1970 م بمدينة دكرنس - محافظة الدقهلية - جمهورية مصر العربية
- تخرج في إدارة الأعمال - المعهد الفني التجاري بالمنصورة عام 1993 م
- شاعر و مؤلف مسرحي و محرر صحفي و يكتب الدراسات الأدبية و النقدية
- عضو نادي أدب قصر الثقافة بالمنصورة
- عضو منظمة الكتاب الأفريقيين و الآسيويين
- عضو اتحاد كتاب مصر
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
- عضو النقابة العامة للصحافة و الأعلام
- عضو مجلس إدارة نادى أدب قصر ثقافة المنصورة عام 2006/2007
- مؤسس المنتدى الأدبي بمقر النادي الاجتماعي الثقافي التابع
للجمعية النسائية لتحسين الصحة بدكرنس أغسطس 2005 م
- من الشعراء المعاصرين الذين ضمهم معجم أدباء مصر الصادر عن
هيئة قصور الثقافة عام 2004 م
صدر له :
- الشجو يغتال الربيع - مايو 1999م - مجموعة شعرية -
- الدقهلية عروس الشعر - فبراير 2000م -
سلسلة كتاب الأدباء - الهيئة العامة لقصور الثقافة .
- حبات من دموع القمر - يناير 2002م - مجموعة شعرية -
- الشمس تلملم أسمالها - مارس 2003م - سلسلة إبداعات - فرع ثقافة الدقهلية .
- لا عليك - مايو 2006 - مجموعة شعرية - سلسلة أدب الجماهير - دار الإسلام للطباعة و النشر.
* دراسات نقدية له :
- ابتسامة الجرح .... شاعرية تهرب إلى ذاكرة التاريخ - دراسة نقدية -
- سرد الواقع .. الواقع السردي .. مقاربة بين الضحكات .. و الوجع - دراسة نقدية .
- ناصر صلاح .. شاعر يحشد قصائده الغاضبة - دراسة نقدية -
- ياسر أنور... شاعرية ... تعج بصهيل التساؤلات - دراسة نقدية -
- بنية للسرد الشعري .... أم قبيلة من الديناصورات - دراسة نقدية .
- غنائية .. تتفوق على موال البهوتي - دراسة نقدية - أدب الجماهير - مايو 2006 .
دراسات أدبية له :(1/165)
- دلالة الكتابة النسوية .. و مفارقة التخييل في الشعر العربي - دراسة أدبية .
- خذوا العنب.. ولا تقتلوا الناطور- دراسة أدبية.
- نحو رؤية جديدة .. لمسرح الفلاحين - دراسة أدبية-
عمرو بن كلثوم
عمرو بنِ كُلثوم
? - 39 ق. هـ / ? - 584 م
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود، من بني تغلب.
شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد.
كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه (تغلب) وهو فتىً وعمّر طويلاً وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند.
أشهر شعره معلقته التي مطلعها
(ألا هبي بصحنك فاصبحينا ......)،
يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب، مات في الجزيرة الفراتية.
قال في ثمار القلوب: كان يقال: فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند الملك، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام ولم يصب أحد من أصحابه.
أبو البقاء الرندي
أبو البقاء الرندي
601 - 684 هـ / 1204 - 1285 م
صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي، أبو البقاء.
وتختلف كنيته بين أبي البقاء وأبي الطيب وهو مشهور في المشرق بأبي البقاء.
وهو أديب شاعر ناقد قضى معظم أيامه في مدينة رندة واتصل ببلاط بني نصر (ابن الأحمر) في غرناطة.
وكان يفد عليهم ويمدحهم وينال جوائزهم وكان يفيد من مجالس علمائها ومن الاختلاط بأدبائها كما كان ينشدهم من شعره أيضاً.
وقال عنه عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة كان خاتمة الأدباء في الأندلس بارع التصرف في منظوم الكلام ونثره فقيهاً حافظاً فرضياً له مقامات بديعة في أغراض شتى وكلامه نظماً ونثراً مدون.
محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،هناك حفظ القرآن الكريم(1/166)
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
مؤلفاته:
1- أغاني إفريقيا 1955- شعر ط2 1956.
2- عاشق من إفريقيا 1964- شعر.
3- اذكريني يا إفريقيا 1965- شعر.
4- سقوط دبشليم 1968- شعر.
5- معزوفة لدرويش متجول 1969- شعر.
6- سولارا (مسرحية شعرية) 1970.
7- البطل والثورة والمشنقة- شعر 1972.
8- أقوال شاهد إثبات- شعر 1973.
9- ابتسمي حتى تمر الخيل- 1975- شعر.
10- عصفورة الدم- شعر- 1983.
11- ثورة عمر المختار- مسرحية 1974.
3- عالم الصحافة العربية والأجنبية- دراسة- دمشق 1981.
4- الموجب والسالب في الصحافة العربية- دراسة- دمشق 1986.
الكتب المترجمة:
5- نحو فهم المستقبلية- دراسة- دمشق 1983.
6- التعليم في بريطانيا.
7- تعليم الكبار في الدول النامية.
عند الرغبة في نشر اي نصوص أو معلومات من صفحات الموقع.
عبدالله الفيصل
ولد الشاعر عبدالله الفيصل في مدينة الرياض سنة 1341هجرية الموافق 1922ميلادية
والشاعر من الاسرة السعودية الحاكمة فهو الابن الاكبر للملك الشهيد فيصل ابن عبدالعزيز
قاسم حداد
ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.
شارك في تأسيس ( أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ) عام 1969.
شغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها.
تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987
عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970.(1/167)
يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحافة العربية.
كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية.
ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية .
متزوج ولديه ولدان وبنت (طفول - محمد - مهيار) وحفيدة واحدة (أمينة).
حصل على إجازة التفرق للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997.
شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الشعرية والثقافية عربية وعالمية منها :
ملتقى الشعر العربي الأول 1970
مهرجان المربد - بغداد - 1974
مهرجان أصيلة العاشر 1987- المغرب - 1986
مهرجان جرش - الأردن - 1997
المؤتمر الأول لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1984
مهرجان الإبداع - القاهرة
ندوة العمل الثقافي المشترك ( الكويت / الرياض )1985
المهرجان العالمي الأول للشعر - القاهرة
لقاء الشعر العرب الفرنسي- غرنوبل - فرنسا / الرباط - المغرب 1986
لقاء الشعر العربي في نانت - فرنسا 1990
الندوة الشعرية في مئوية جامعة جورج تاون - واشنطن 1989
ندوة الانتفاضة الفلسطينية - صنعاء 1989
مهرجان الشعر العربي -الأول مسقط - عمان
ملتقى الشعر العربي الأول- تونس 1997
مهرجان الشعر العربي الأسباني- صنعاء - 1990
مهرجان الجنادرية - الرياض -السعودية
المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1994
معرض الكتاب في الشارقة - الإمارات العربية المتحدة
معرض الكتاب في أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
مهرجان القرين - الكويت - 1994
ندوة أبو القاسم الشابي- فاس - المغرب - 1994
ندوة التنوير - أبوظبي
مهرجان الشاعر عرار - الأردن
مهرجان الشعر العربي في الرباط- 1997
مهرجان لوديف - جنوب فرنسا - 1999
مهرجان مؤسسة الهجرة للثقافة العربية- أمستردام- هولندا - 1998
مهرجان ربيع الشعر في معهد العالم العربي- باريس 2000(1/168)
مهرجان الشعر العربي الألماني- صنعاء - اليمن 2001
مهرجان الشعر العربي الثاني - بيت الشعر -الأردن 2001
الأسبوع الثقافي لمؤسسة المدى - دمشق - 2001
ندوة الثقافة العربية والنشر الإلكتروني- الكويت 2001
أمسية شعرية في كلية التربية في مدينة عبري - سلطنة عمان - 2001
المهرجان العالمي للشعر في ميدلين- كولومبيا - 2001
أطلق (منذ العام 1994) موقعاً في شبكة الإنترنت عن الشعر العربي باسم (جهة الشعر) :
www.jehat.com
مؤلفاته :
البشارة - البحرين - أبريل1970
خروج رأس الحسين من المدن الخائنة - بيروت - أبريل 1972
الدم الثاني - البحرين - سبتمبر 1975
قلب الحب - بيروت - فبراير 1980
القيامة - بيروت - 1980
شظايا - بيروت - 1981
انتماءات - بيروت - 1982
النهروان - البحرين - 1988
الجواشن (نص مشترك مع أمين صالح) - المغرب - 1989
يمشي مخفوراً بالوعول - لندن - 1990
عزلة الملكات - البحرين - 1992
نقد الأمل - بيروت - 1995
أخبار مجنون ليلى ( بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي )
لندن / البحرين - 1996
ليس بهذا الشكل ، ولا بشكل آخر - دار قرطاس - الكويت -1997
الأعمال الشعرية - المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت - 2000
علاج المسافة - دار تبر الزمان - تونس - 2000 - 10 - 29
له حصة في الولع - دار الانتشار - بيروت - 2000 المستحيل الأزرق (كتاب مشترك مع المصور الفوتغرافي صالح العزاز)
ترجمت النصوص إلى الفرنسية / عبد اللطيف اللعبي، والإنجليزية / نعيم عاشور- طبع في روما - 2001
نزار قباني
الاسم : نزار توفيق قباني
تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .
محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .
حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .(1/169)
عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .
وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .
طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .
كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.
الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .
وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .
والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..
ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .
وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .
قصته مع الشعر :
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .(1/170)
له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .
لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .
أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .
يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.
امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.
وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق
تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.(1/171)
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.
وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .
طلال الرشيد
ولد الشاعر .... طلال بن عبد العزيز بن سعود الرشيد عام 1962م
اسمه الكامل .. طلال بن عبد العزيز السعود العبد العزيز المتعب الرشيد،
جدته هي فهدة بنت عاصي ، والدة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي،
تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة جدة , وانتقل بعد ذلك إلى مدينة الرياض حيث اكمل كل مراحل تعليمه الأخرى ثم شرع في الكتابة الشعرية .. حتى حصل على بكالوريوس العلوم الإدارية من جامعة الملك سعود في الرياض .. في نهاية السبعينيات تحت اسم ( الملتاع ) سائراً على أصول الشعر والقصيدة الحرة حيث أبدع في الكتابة الشعرية النبطية وتميز بها(1/172)
تميز طلال بقصائده الغزلية والوطنية، وحظي بشعبية فريدة بين جمهور هذا الشعر،لعذوبة شعره ,, ويعتبر طلال الرشيد من الشعراء الاستثنائيين له بصمته الخاصة حيث يمتاز شعره بالاصالة والعزة ودائماً ما نجده قريباً من همومنا ملتصقاً بهذا الوطن في كل حالاته كانت من ابرز هواياته رحمه الله .. القنص والرياضة ولديه من الذكور ابنه نواف وعبدالعزيز ,وهو متزوج , أما من الناحية الإعلامية عام 93م.. فهو حائز على الامتياز في مجلة فواصل الشعرية التي أسسها , وتهتم بالتراث الشعبي وكان يرأس مجلس الإدارة في عدد من المجلات ,,, كالإبداع, التي أسسها عام 2002م وتعني بالتسوق والإدارة والبواسل عام 2003م وهي مختصة بالفروسية والتراث والثقافة .
توفي مقتولاً ,,مساء الخميس 27 نوفمبر 2003 برصاص مجهولين في منطقة الجلفة جنوب الجزائر عندما كان في رحلة قنص .. رحمه الله ,, ...................
أمل دنقل
ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.
كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.
فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.(1/173)
أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.
عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,
تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,
مقتل القمر" - بيروت 1974,
العهد الآتي" - بيروت 1975,
أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,
أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.
لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة.
علي جعفر العلاق
الشاعر والناقد علي جعفر العلاق
ولد في العراق
· حصل على بكالوريوس في الأدب العربي من جامعة المستنصرية في بغداد , عام1973 وحصل على الدكتوراه في النقد و الأدب الحديث من جامعة أكستر في بريطانيا عام 1984
· عمل مدرسا في الجامعة المستنصرية و جامعة بغداد و جامعة صنعاء و يعمل حاليا في جامعة العين بالأمارات العربية المتحدة.
· عمل رئيس تحرير لمجلة الأقلام و مجلة الثقافة الأجنبية العراقيتين , وشغل منصب مدير المسارح و الفنون الشعبية في العراق.(1/174)
· شارك في العديد من المهرجانات الثقافية والشعرية العربية في القاهرة و عمان و فاس و أبو ظبي وبغداد والرياض وصنعاء والكويت كما شارك في مهرجانات و لقاءات أدبية دولية في كل من بريطانيا و فنزويلا ويوغسلافيا و الأتحاد السوفيتي وبلغاريا.
· عضو في الأتحاد العام لكتاب و الأدباء العرب , وفي الأتحاد الأدباء العراقيين و في رابطة نقاد الأدب في العراق
· له العديد من البحوث والمفالات النقدية في الصحف والمجلات العربية باللغتين العربية والأنكليزية.
المجموعات الشعرية:
1- لا شيء يحدث... لا شيء يجيء . بيروت 1973
2- وطن لطيور الماء , بغداد 1975
3- شجر العائلة , بغداد 1979
4- فاكهة الماضي , بغداد 1987
5- Poems , بغداد 1988
6- أيام آدم , بغداد 1993
الدراسات النقدية 1- مملكة الغجر , بغداد 1981 2- دماء القصيدة الحديثة , بغداد 1989 3- في حداثة النص الشعري, بغداد 1990
4- الشعر والتلقي , عمان 1997
الأعمال النقدية المشتركة:
1- الشريف الرضي . بغداد 1985 2- أشكال القصيدة العربية , بغداد 1988 3- دراسات عن الشعر العربي.معجم البابطين , الكويت 1995
5- عالم غالب هلسا , عمان 1996
6-Tradition and Modernity in Arabic and Literature, 1996
7- الشعر العربي في نهاية القرن الحديث 1997 الدواوين الشعرية :لا شيء يحدث.. لا أحد يجيء ،شجرة العائلة ،فاكهة الماضي ،أيام آدم وغيرها
عدنان الصائغ
البلد الاصلي: العراق
مكان الاقامة: السويد
ولد في مدينة الكوفة - العراق عام 1955.
عمل في بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية.
عضو اتحاد الادباء العراقيين.
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب.
عضو نقابة الصحفيين العراقيين.
عضو اتحاد الصحفيين العرب.
عضو منظمة الصحفيين العالمية.
عضو اتحاد الأدباء السويديين.
عضو نادي القلم الدولي في السويد.
صدرت له المجاميع الشعرية التالية :
1) انتظريني تحت نصب الحرية 1984 بغداد(1/175)
2) أغنيات على جسر الكوفة 1986 بغداد
3) العصافير لا تحب الرصاص 1986 بغداد
4) سماء في خوذة (طبعة أولى) 1988 بغداد
(طبعة ثانية) 1991 القاهرة
(طبعة ثالثة) 1996 القاهرة
5) مرايا لشعرها الطويل (طبعة أولى) 1992 بغداد
(طبعة ثانية) 2002 عمان
6) غيمة الصمغ (طبعة أولى) 1993 بغداد
(طبعة ثانية) 1994 دمشق
7) تحت سماء غريبة (طبعة أولى) 1994 لندن
(طبعة ثانية) 2002 بيروت
8) خرجتٌ من الحرب سهواً (مختارات شعرية) 1994القاهرة
9) تكوينات 1996 بيروت
10) نشيد أوروك (قصيدة طويلة) طبعة أولى 1996 بيروت
طبعة ثانية 2004 القاهرة
11) صراخ بحجم وطن (مختارات شعرية) 1998 السويد
12) تأبط منفى (طبعة أولى) 2001 السويد (طبعة ثانية) 2004 القاهرة
· غادر العراق صيف 1993 اثناء مشاركته في مهرجان جرش في عمان، وأقام فيها، ثم أنتقل إلى بيروت عام 1996، حتى استقراره في السويد، حيث يقيم حالياً.
· شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في السويد ولندن وهولندا وألمانيا والنرويج والدنمارك وبغداد وعمان وبيروت ودمشق والقاهرة وصنعاء وعدن والخرطوم والدوحة.
· تُرجمت بعض قصائده إلى: السويدية والإنجليزية والهولندية والإيرانية والكردية والأسبانية والالمانية والرومانية والفرنسية والنرويجية والدنماركية. وصدرت له بعض الترجمات في كتب منها:
مختارات شعرية (بالهولندية) ترجمة ياكو شونهوفن Jaco Schoonhoven 1997 ضمن اصدارات مهرجان الشعر العالمي في روتردام.
تحت سماء غريبة (بالاسبانية) ترجمة دار الواح 1997 مدريد.
الكتابة بالاظافر (بالسويدية) ترجمة ستافان ويسلاندر Staffan Wieslander ومراجعة الشاعرة بوديل جريك Bodil Greek - طبعة خاصة ضمن مهرجان أيام الشعر العالمية في مالمو 1998، طبعة أولى- 2000 مطبعة روزنغورد Bokf?rlaget Roseng?rd
· حصل على جائزة هيلمان هاميت العالمية للإبداع وحرية التعبير/ في نيويورك ! - عام 1996 HELLMAN HAMMETT(1/176)
· حصل على جائزة مهرجان الشعر العالمي / في روتردام - عام 1997 INTERNATIONAL AWARD POETRY
عبدالحميد الصائح
الاسم: عبدالحميد كاظم الصائح
مكان الميلاد: العراق - الناصرية
* متخرج في اكاديمية الفنون/بغداد عام 1988
صدر له "
- المكوث هناك/.شعر 1986بعداد
- وقائع مؤجلة/شعر.بيروت.1992
- نحت الدم/شعر.1992
- الخروج دخولا/مسرحيات.بيروت1992
- عذر الغائب/شعر.1997
- قصيدة العراق/شعر 1998
- الأرض أعلاه - نصوص- 2003 صحفي وناشط في حقوق الانسان
رئيس تحرير صحيفة - إنسان -
ومجلة - الضمير - الفصلية
التي تصدرها المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا
* يقيم حاليا في بريطانيا
وحيد خيون
شاعر عراقي
وُلِدَ عام 1969 في الناصرية في سوق الشيوخ وفي ناحية كرمة بني سعيد تحديداً.
طالب دراسات عليا في الجامعة العالمية - لندن .
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين ببغداد منذ عام 1988
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب
كتب الشعر صبيا ..و نشر في العديد من الصحف العراقية والعربية في الوطن العربي وخارجه
شارك في العديد من المهرجاناتِ القطرية والعربية .
عمل صحفيا في مجلة افاق عربية ببغداد من عام 1990حتى عام 1994
هاجر من العراق لظروفٍ سياسية ولامتناعِهِ عن الكتابةِ للنظام ِ السابق وقد اشتهر له القولُ
ورد اسمُهُ وشئ عن حياتِهِ وشعرِهِ في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الصادر عام 1992
صدرت له المجاميع التالية :
مدائن الغروب عام 1988 ببغداد
طائر الجنوب عام 1996 بدمشق
أغاني القمر عام 2000 بمصر
وله المجاميع الشعرية المخطوطة التالية :
اغاني العشرين
اغاني الصبر
اغاني النسيان
موت تحت المطر
أنفاس ودموع
أيام عاصفة
وله الكتب التالية :
حقيقتي وهو كتاب نثرٍ جميل
المؤثرات السلبية في فصاحة الشعر العربي المعاصر ( رسالة ماجستير)
مصطفى جمال الدين
الشاعر السيد مصطفى جمال الدين
( 1346 هـ ـ 1416 هـ )
اسمه ونسبه :(1/177)
السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله ، من عشيرة آل حسن ، ولُقبت أسرة السيد مصطفى بـ ( آل جمال الدين ) نسبة إلى جدهم الأعلى السيد ( محمد ) الذي كان يلقب بـ ( جمال الدين ) لتبحره بالعلوم الدينية . وتعتبر أسرة جمال الدين من الأسر العلمية الدينية المعروفة التي تخرّج منها الكثير من العلماء والأدباء .
ويتصل نسب هذه الأسرة الشريفة بالإمام علي ( عليه السلام ) عن طريق السيد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيد مصطفى سنة ( 1346 هـ ) في قرية المؤمنين ، وهي إحدى قرى مدينة سوق الشيوخ ، التابعة لمحافظة الناصرية ( جنوب العراق ) .
دراسته وأساتذته :
درس في كتاتيب قرية المؤمنين ، ثم انتقل إلى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الابتدائية ، فأكمل منها مرحلة الصف الرابع الابتدائي .
ثم هاجر إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية ، فأكمل مرحلتي المقدمات والسطوح .
ثم انتقل بعد ذلك إلى مرحلة البحث الخارج ، وأخذ يحضر حلقات آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) . فعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر والذكاء الحاد ، حيث كتب تقريرات أستاذه في الفقه والأصول .
وعُيِّن معيداً في كلية الفقه في النجف الأشرف لحيازته على المركز الأعلى بين طلبتها الناجحين ، وذلك في سنة ( 1962 م ) .
ثم سجَّل في مرحلة الماجستير بجامعة بغداد سنة ( 1969 م ) ، وبعد ثلاث سنوات من البحث والدراسة حاز على شهادة الماجستير بدرجة ( جيد جداً ) .
وبعد عام ( 1972 م ) عُين أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد ، فذاع صيته وأصبح معروفاً على مستوى العراق والعالم العربي . وبعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه بدرجة ( ممتاز ) من قسم اللغة العربية ، وذلك في عام ( 1974 م ) .
نشاطاته الأدبية :
أولاً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير ببغداد سنة ( 1965 م ) ، وشارك فيه لمَرَّته الأولى .(1/178)
ثانياً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير أيضاً ببغداد سنة ( 1967 م ) للمَرَّة الثانية .
ثالثاً : شارك أيضاً في نفس المهرجان سنة ( 1969 م ) ، وللمَرَّة الثالثة . فألقى قصيدته الرائعة حول نكسة حزيران ، والتي مطلعها : َمْلِم جِراحَكَ واعْصِفْ أَيَّهَا الثَّارُ َا بَعدَ عَار حُزَيْرَانٍ لَنا عَارُ
ميِّزات شعره :
كان السيد جمال الدين شاعراً مطبوعاً ، تعلَّم في أحضان أسرة دينية معروفة ، وكتب شعره منذ أن كان في مرحلة الدراسة المتوسطة ، وعندما دخل الجامعة كانت القصيدة تنطلق منه بسهولة .
إلا أن دراسته الحوزوية مع شغفه بالشعر دفعا به للتعرف على شعراء العراق المعاصرين ، أمثال : السيَّاب ، والسباتي ، والجواهري ، لكنه كان للجواهري أقرب .
أما عن شعره فإنه يمتاز بميزة وهي المزج بين الشعور الوطني والغزل ، وله مبادرات إنسانية معروفة يتفاعل فيها مع الحدث الحياتي ، ويعلِّق عليه بطريقة الشعر .
روجه من العراق :
هاجر من العراق عام ( 1981 م ) إلى الكويت بسبب ضغط النظام الحاكم في العراق .
ومن الكويت سافر إلى لندن ، ثم عاد إليها مرة أخرى . واعتقل في الكويت عام ( 1984 م ) من قِبل السلطات الكويتية ، وأُودع في السجن .
وبسبب مساندة الكويت لنظام صدام ، وتأييدها له في حربه ضد إيران ، وتخوفها من كل متعاطف مع إيران ، قامت بإخراجه ، وخيَّرتْه بين الإقامة في قبرص أو سورية فاختار الأخيرة .
مؤلفاته :
ذكر منها ما يلي :
1 - القياس حقيقته وحجيته ـ رسالة ماجستير .
2 - البحث النحوي عند الأصوليين ـ رسالة دكتوراه .
3 - الانتفاع بالعين المرهونة ـ بحث فقهي .
4 - الإيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة .
5 - ديوان شعر كبير ومطبوع .
وفاته :
وافاه الأجل المحتوم في سورية إثر مرض عضال أَلمَّ به ، وذلك بتاريخ 1416 هـ ، ودفن في عاصمتها دمشق ، في مقبرة السيدة زينب ( عليها السلام ) .
أحمد مطر(1/179)
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.(1/180)
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،
يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .
أحدث لقاء مع الشاعر
قصائد أحمد مطر الجديدة
محمود مفلح
حياته العلمية:
- ولد محمود حسين مفلح عام 1943م في بلدة سمخ على ضفاف بلدة طبرية بفلسطين.
- وفي عام 1948 حلت النكبة بفلسطين فهاجر مع أسرته إلى سورية، واستقر في مدينة درعا.
- درس المراحل التعليمية الأولى في مدارس مدينة درعا.
- ودرس شهادة أهلية التعليم الابتدائي في مدينة السويداء.
- درس اللغة العربية في جامعة دمشق، ونال إجازتها عام 1967م.
حياته العملية:
- عمل في التعليم الابتدائي في مدينة درعا.(1/181)
- وبعد حصوله على الشهادة الجامعية عمل في التعليم الثانوي في مدينة القامشلي ثم في مدينة درعا.
- أعير للتدريس في المملكة المغربية عام 1976م.
- عمل في المملكة العربية السعودية في مجال التربية والتعليم ثم عمل موجهاً تربوياً لمادة اللغة العربية.
- كتب القصيدة والقصة القصيرة ومارس النقد الأدبي.
- له العديد من المقالات والقصائد والقصص، نشرت في معظم المجلات الأدبية العربية.
- عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
إنتاجه الأدبي:
1- مذكرات شهيد فلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1976م في دمشق في الجمهورية العربية السورية.
2- المرايا (ديوان شعر) نشر عام 1979 في بيروت في الجمهورية اللبنانية.
3- الراية (ديوان شعر) نشر عام 1983م في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.
4- حكاية الشال الفلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1984م في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
5- شموخاً أيتها المآذن (ديوان شعر) نشر عام 1987م في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.
6- البرتقال ليس يافوياً (ديوان شعر) نشر في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
7- إنها الصحوة .. إنها الصحوة .. (ديوان شعر) نشر عام 1408هـ 1988م في المنصورة في جمهورية مصر العربية.
8- نقوش على الحجر الفلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1991م في المنصورة في جمهورية مصر العربية.
9- لأنك مسلم (ديوان شعر) نشر عام 1415هـ 1995م في المنصورة في جمهورية مصر العربية.
10- فضاء الكلمات (ديوان شعر) نشر عام 1987م في الرباط بالمملكة المغربية.
11- المرفأ (مجموعة قصصية) نشر عام 1977م في دمشق في الجمهورية العربية السورية.
12- القارب (مجموعة قصصية) نشر عام 1979 في بيروت في الجمهورية اللبنانية.
13- إنهم لا يطرقون الأبواب (مجموعة قصصية) نشر عام 1405هـ 1985م في الرياض بالمملكة العربية السعودية.(1/182)
14- ذلك الصباح الحزين (مجموعة قصصية) نشرت بالرياض في المملكة العربية السعودية.
15- غرد يا شبل الإسلام (أناشيد للأطفال) نشر عام 1991م في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.
16- قراءات في الشعر السعودي المعاصر.
المصادر والمراجع:
شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث.
ثانيًا : القصائد :
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
رقم القصيدة : 10
-----------------------------------
-1-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هُنا ..
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
إسوارةً من زهرْ
فهذه بلادُنا
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيش البحرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
في قمحها المُصْفَرّْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيَسْاَنِها
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
وفي الوصايا العشْرْ ...
-2-
لا تسكرُوا بالنصرْ
إذا قتلتُمْ خالداً
فسوف يأتي عَمْرو
وإن سحقتُمْ وردةً
فسوفَ يبقى العطرْ
-3-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعه..
شَقَّ مياه البحرْ..
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
ولسنا كالهنود الحُمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
فوقَ صحاري مِصرْ..
-4-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
-5-
من قَصَبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
من قَصَبِ الغاباتْ
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
من عُلَب الدخانِ ..
من صفائح البنزينِ..
من شواهد الأمواتْ
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
من ضفائر البناتْ ..
من خَشَب الصُلْبان..(1/183)
من أوعية البخُورِ ..
من أغطية الصلاةْ
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
من السُطُور والآياتْ
لن تُفْلتوا من يدنا ..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
وفي الماءِ ..
وفي النباتْ ..
ونحنُ معجونونَ ..
بالألوانِ والأصواتْ ..
لن تُفْلتوا ..
لن تُفْلتوا ..
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
-6-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...
-7-
إنتبهوا ! ..
إنتبهوا ! ..
أعمدةُ النور لها أظافر
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركمْ
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
وخُصْلةٍ من شَعرْ ...
-8-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
لا بُدَّ أن تدورْ
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
لم تهزموا الشعورْ ..
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
وظلَّتِ الجذورْ ...
-9-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
ما جاءَ في الزَبُورْ
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
ولا لكُمْ حضورْ ..
من باب كلِّ جامعٍ
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
ويخرجُ المنصورْ ...
إنتظرونا دائماً ..
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
نطلع في روما ..
وفي زوريخَ ...
من تحت الحجَرْ
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
وأحواضِ الزَهَرْ
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
أو سيفِ عُمَرْ
نساؤنا
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
نساؤنا ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
إلى أرض القَمَرْ ....
-11-
لقد سرقتُمْ وطناً ..(1/184)
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
وتنصبُونَ مأتماً
إذا خَطَفنا طائرَهْ ...
-12-
تذكَّروا ..
تذكَّروا دائماً
بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
-13-
ما بيننا .. وبينكُمْ
لا ينتهي بعامْ ..
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
ولا بألفِ عامْ ..
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
كالنَقْش في الرخامْ ...
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
وفي أجنحة الحَمامْ
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
وفي دفاتر الأيَّامْ
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
-14-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".
-15-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الوُرودِ ما
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....
-16-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
للأرضِ ..
للحاراتِ ..
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
في غُرف التحقيق ..
في مراكز البوليس.. في السجونْ
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
وهؤلاء كلُّهمْ ..
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
-17-
وجاءَ في كتابه تعالى :
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
وأنَّكمْ في تيهها ..
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ(1/185)
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
سوف تكفرونْ ..
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
زدنَا على ما قاله تعالى
سطريْنِ آخرَيْنْ :
"ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
"وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
"بقوّة السلاح تخرجونْ .."
-18-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
ونحنُ باقونَ هنا ..
حدائقاً ..
وعطرَ برتقالْ ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
على دفاتر الجبالْ
باقونَ في معاصر الزيتِ
وفي الأنوالْ ..
في المدِّ .. في الجَزْر ..
وفي الشروق والزوالْ
باقونَ في مراكب الصيْدِ
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
وفي قصائد النضالْ ..
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
باقونَ في عطر المناديل ..
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
والعقالْ ...
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
في الجراحِ .. في السُعالْ
باقونَ في سنابل القمح ..
وفي نسائم الشمالْ
باقونَ في الصليبْ ..
باقونَ في الهلالْ ..
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
وفي معاول العُمَّالْ
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
في أسِرَّة الأطفالْ ..
باقونَ في الدموعْ ..
باقونَ في الآمالْ ..
-19-
تِسعونَ مليوناً ..
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....
-20-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
وأطعمناهُ للحيتانْ ...
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
لم يَعُدْ "إنسانْ"
لأنَّهُ في تخته الوثير
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسَهُ ..
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ
قيادةَ الأركانْ ....
-21-(1/186)
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
وعندما ..
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
أصبحَ في مقدوره
أن يبدأ الحسابْ ...
-22-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
-23-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
مصدِّري أحلامْ ..
تحوّلوا - بعد حزيرانَ - إلى
حقلٍ من الألغامْ
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
وانتقلتْ فيتنامْ ...
-24-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
وفي صحاري ليبيا
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
تغيّروا ..
تغيّروا ..
-25-
أنا الفلسطينيُّ ..
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلع كلَّ ليلةٍ
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
أطلعُ من صوت أبي..
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
أطلعُ من رائحة الترابْ..
أفتحُ بابَ منزلي..
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
لأنَّني السؤالُ والجوابْ...
-26-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويَهْ ..
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
كبيت أيِّ زانيَهْ ..
-27-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
إشارةَ الفِداءْ
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
من وَجَع الحسين نأتي
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
ومن أحزان كربلاءْ ..
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ ..(1/187)
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> السيرة الذاتية لسياف عربي ..!
السيرة الذاتية لسياف عربي ..!
رقم القصيدة : 1203
-----------------------------------
1
أيها الناس:
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
إننى لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة..
وتوكلت علىلا الله ...
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. الى يوم القيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟؟
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
فأنا أكتب عنكم..(1/188)
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطنه.
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ..
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكيلا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى..
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد...
6
يا جماهير بلادى:
ياجماهير العشوب العربية
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صورونى باسما مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صورونى...
وأنا أفترس الشعر بأسنانى..(1/189)
وأمتص دماء الأبجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صورونى..
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية...
7
أيها الناس:
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون
وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفى فى داخل قصرى
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..
ديوشعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إغضب !!
إغضب !!
رقم القصيدة : 13
-----------------------------------
إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..(1/190)
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أسألك الرحيلا
أسألك الرحيلا
رقم القصيدة : 14
-----------------------------------
لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير(1/191)
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة بلقيس
قصيدة بلقيس
رقم القصيدة : 1464
-----------------------------------
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :(1/192)
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ(1/193)
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..(1/194)
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..(1/195)
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..(1/196)
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..(1/197)
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..(1/198)
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هجم النفط مثل ذئب علينا
هجم النفط مثل ذئب علينا
رقم القصيدة : 15
-----------------------------------
من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
ونارُ التغييرِ في عينيهِ
نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
فأتى ماشياً على جفنيهِ
أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
فارتمينا قتلى على نعليهِ
وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ(1/199)
من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
حاملاً موتهُ على كتفيهِ
أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ
بيروت 14/10/1984
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> خمس رسائل إلى أمي
خمس رسائل إلى أمي
رقم القصيدة : 16
-----------------------------------
صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ -بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..(1/200)
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ -حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> مورفين !!
مورفين !!
رقم القصيدة : 17
-----------------------------------
اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..
يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..
ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ
ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..
اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ
أرجوازٌ بارعْ
يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..
ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ
ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ(1/201)
وأساورَ من خرزٍ لامعْ
ويبيعُ لهمْ..
فئراناً بيضاً.. وضفادعْ
اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ
ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ
وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..
اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ
يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..
منَ القرنِ السابعْ
اللفظةُ في بلدي امرأةٌ
تحترفُ الفحشَ..
منَ القرنِ السابعْ..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
رقم القصيدة : 174
-----------------------------------
متهمون نحن بالارهاب ...
ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...
والقصيدة العصماء ...
وزرقة السماء ...
عن وطن لم يبق في أرجائه ...
ماء ... ولاهواء ...
لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...
أو قهوة سوداء ...
متهمون نحن بالارهاب ...
ان نحن دافعنا بكل جرأة
عن شعر بلقيس ..
وعن شفاه ميسون ...
وعن هند ... وعن دعد ...
وعن لبنى ... وعن رباب ...
عن مطر الكحل الذى
ينزل كالوحى من الأهداب !!
لن تجدوا فى حوزتى
قصيدة سرية ...
أو لغة سرية ...
أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب
وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...
تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب
متهمون نحن بالارهاب ...
اذا كتبنا عن بقايا وطن ...
مخلع .. مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء ...
عن وطن يبحث عن عنوانه ...
وأمة ليس لها أسماء !
عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى
سوى قصائد الخنساء !!
عن وطن لم يبق فى افاقه
حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..
عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة
أو نسمع الأنباء ...
عن وطن كل العصافير به
ممنوعة دوما من الغناء ...
عن وطن ...
كتابه تعودوا أن يكتبوا ...
من شدة الرعب ..
على الهواء !!
عن وطن ..
يشبه حال الشعر فى بلادنا
فهو كلام سائب ...
مرتجل ...
مستورد ...
وأعجمى الوجه واللسان ...
فما له بداية ...
ولا له نهاية
ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..
أو بمأزق الانسان !!
عن وطن ...
يمشى الى مفاوضات السلم ..
دونما كرامة ...
ودونما حذاء !!!(1/202)
عن وطن ...
رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...
ولم يبق سوى النساء !!
الملح فى عيوننا ..
والملح .. فى شفاهنا ...
والملح .. فى كلامنا
فهل يكون القحط في نفوسنا ...
ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟
لم يبق فى أمتنا معاوية ...
ولا أبوسفيان ...
لم يبق من يقول (لا) ...
فى وجه من تنازلوا
عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...
وحولوا تاريخنا الزاهى ...
الى دكان !!...
لم يبق فى حياتنا قصيدة ...
ما فقدت عفافها ...
فى مضجع السلطان !!
لقد تعودنا على هواننا ...
ماذا من الانسان يبقى ...
حين يعتاد على الهوان؟؟
ابحث فى دفاتر التاريخ ...
عن أسامة بن منقذ ...
وعقبة بن نافع ...
عن عمر ... عن حمزة ...
عن خالد يزحف نحو الشام ...
أبحث عن معتصم بالله ...
حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...
ومن ألسنة النيران !!
أبحث عن رجال أخر الزمان ..
فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...
تخشى على أرواحها ...
من سلطة الفئران !!...
هل العمى القومى ... قد أصابنا؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟
متهمون نحن بالارهاب ...
اذا رفضنا موتنا ...
بجرافات اسرائيل ...
تنكش فى ترابنا ...
تنكش فى تاريخنا ...
تنكش فى انجيلنا ...
تنكش فى قرآننا! ...
تنكش فى تراب أنبيائنا ...
ان كان هذا ذنبنا
ما أجمل الارهاب ...
متهمون نحن بالارهاب ...
... اذا رفضنا محونا
على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...
اذا رمينا حجرا ...
على زجاج مجلس الأمن الذى
استولى عليه قيصر القياصرة ...
.... متهمون نحن بالارهاب
.. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب
.. وأن نمد كفنا ل..
أميركا ...
ضد ثقافات البشر ..
وهى بلا ثقافة ...
ضد حضارات الحضر ...
وهى بلا حضارة ..
أميركا ..
بناية عملاقة
ليس لها حيطان ...
متهمون نحن بالارهاب
اذا رفضنا زمنا
صارت به أميركا
المغرورة ... الغنية ... القوية
مترجما محلفا ...
للغة العبرية ...
... متهمون نحن بالارهاب
واذا رمينا وردة ..
للقدس ..
للخليل ..(1/203)
أو لغزة ..
والناصرة ..
اذا حملنا الخبز والماء
الى طروادة المحاصرة
متهمون نحن بالارهاب
اذا رفعنا صوتنا
ضد الشعوبيين من قادتنا
وكل من غيروا سروجهم
وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة
متهمون نحن بالارهاب
اذا اقترفنا مهنة الثقافة
اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة
اذا ذكرنا ربنا تعالى
اذا تلونا ( سورة الفتح)
وأصغينا الى خطبة الجمعة
فنحن ضالعون في الارهاب
متهمون نحن بالارهاب
ان نحن دافعنا عن الارض
وعن كرامة التراب
اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
واغتصابنا ...
اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...
وآخر النجوم فى سمائنا ...
وآخر الحروف فى اسمآئنا ...
وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..
..... ان كان هذا ذنبنا
فما اروع الارهاب!!
أنا مع الإرهاب...
ان كان يستطيع أن ينقذنى
من المهاجرين من روسيا ..
ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..
وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...
ليسرقوا مآذن القدس ...
وباب المسجد الأقصى ...
ويسرقوا النقوش .. والقباب ...
أنا مع الارهاب ..
ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..
ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..
من سفراء الموت والخراب ..
بالأمس
كان الشارع القومى فى بلادنا
يصهل كالحصان ...
وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...
... وبعد أوسلو
لم يعد فى فمنا أسنان ...
فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟
أنا مع الارهاب ..
اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب
من الطغاة والطغيان
وينقذ الانسان من وحشية الانسان
أنا مع الإرهاب
ان كان يستطيع ان ينقذني
من قيصر اليهود
او من قيصر الرومان
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد ..
مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..
بالمناصفة !!!
أنا مع الإرهاب
بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب
ما دام هذا العالم الجديد
!! بين يدي قصاب
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذئاب !!
أنا مع الإرهاب
ان كان مجلس الشيوخ في أميركا
هو الذى فى يده الحساب ...(1/204)
وهو الذي يقرر الثواب والعقاب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العالم الجديد
يكره في أعماقه
رائحة الأعراب
أنا مع الإرهاب
مادام هذا العالم الجديد
يريد ذبح أطفالي
ويرميهم للكلاب
من أجل هذا كله
أرفع صوتي عاليا
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الحب والبترول ...!
الحب والبترول ...!
رقم القصيدة : 18
-----------------------------------
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ(1/205)
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
تغوصُ القدسُ في دمها..
وأنتَ صريعُ شهواتكْ
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حب بلا حدود
حب بلا حدود
رقم القصيدة : 193
-----------------------------------
-1-
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
و من ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني..في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
و تحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
و فرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..(1/206)
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
و ترفعَ من أجلي الراياتْ..
-5-
يا سيِّدتي:
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً ..
و المحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
و لا الزيناتُ..
و لا أجراس العيد..
و لا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيي أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.
لاأتذكرُ إلا عطرَكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ...
-9-
ما يبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
و أنام سعيداً كالأولادْ...
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
و أشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. و الإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
و في عصر التصويرِ..
و في عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبً.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
حيث الحبُّ بلا أسوارْ.
و الكلمات بلا أسوارْ.
و الأحلامُ بلا أسوارْ.
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
و أعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
و في تاريخِ الشعْرِ..
و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...(1/207)
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ:
لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى.
رحمي الأولُ.
شَغَفي الأولُ.
شَبَقي الأوَّلُ.
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
حيت تبتدئَ الأعيادْ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> سبتمبر
سبتمبر
رقم القصيدة : 194
-----------------------------------
الشعر يأتي دائما
مع المطر.
و وجهك الجميل يأتي دائماً
مع المطر.
و الحب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر..
***
إذا أتى أيلول يا حبيبتي
أسأل عن عينيك كل غيمة
كأن حبي لك
مربوط بتوقيت المطر...
***
مشاهد الخريف تستفزني.
شحوبك الجميل يستفزني.
و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.
و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.
و كنزة الكشمير..
و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.
جريدة الصباح..
مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.
رائحة القهوة فوق الورق اليابس..
تستفزني..
فما الذي أفعله ؟
بين اشتعال البرق في أصابعي..
و بين أقوال المسيح المنتظر؟
***
ينتابني في أول الخريف
إحساس غريب بالأمان و الخطر..
أخاف أن تقتربي..
أخاف أن تبتعدي..
أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..
***
هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
أم أن من يكتبني هو المطر؟؟
***
أنت جنون شتوي نادر..
يا ليتني أعرف يا سيدتي
علاقة الجنون بالمطر!!
***
سيدتي
التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
حاملة في يدها قصيدة..
و في اليد الأخرى قمر..
***
يا امرأة أحبها..
تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر..
ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
يا امرأة توجز تاريخي..
و تاريخ المطر!!.
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قانا(1/208)
قانا
رقم القصيدة : 195
-----------------------------------
1
وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
و هواء البحر في نيسان,
أمطار دماء, و دموع...
2
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
و يعيدون فصول المحرقة..
هتلر أحرقهم في غرف الغاز
و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
و هم من أرضنا قد هجرونا.
هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
و يريح الأرض منهم..
فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
3
دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
يشعلون النار في بيت المسيح.
و يدوسون على ثوب الحسين..
و على أرض الجنوب الغالية..
4
قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
و أصوات البلابل..
قصفوا قدموس في مركبه..
قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
و تلاميذ المدارس.
قصفوا سحر الجنوبيات
و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
5
....و رأينا الدمع في جفن علي.
و سمعنا صوته و هو يصلي
تحت أمطار سماء دامية..
6
كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
سيسميها على أوراقه:
(كربلاء الثانية)!!.
7
كشفت قانا الستائر..
و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
و تقود المجزرة..
تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
و على زوجاتنا دون سبب.
و على أشجارنا دون سبب.
و على أفكارنا دون سبب.
فهل الدستور في سيدة العالم..
بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
8
هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
قتلنا, نحن العرب؟
9
انتظرنا عربي واحداً.
يسحب الخنجر من رقبتنا..
انتظرنا هاشميا واحداً..
انتظرنا قريشياً واحداً..
دونكشوتاً واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه...
انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
10
ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟(1/209)
فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
فهو نص واحد نكتبه
لجميع الشهداء الراحلين.
و جميع الشهداء القادمين!!.
11
ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
و جرير ..و الفرذدق؟
و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
بل كنا ملوك الثرثرة...
12
ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
13
نحن في غيبوبة قومية
ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا...
14
نحن شعب من عجين.
كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
15
وطن يزداد ضيقاً.
لغة قطرية تزداد قبحاً.
وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
16
كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.
17
ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعد ما صاروا يهودا؟؟...
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> المهرولون
المهرولون
رقم القصيدة : 196
-----------------------------------
-1-
سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.
و فرِحنا.. و رقَصنا..
و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ
لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..
و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..
فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ...
-2-
سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..
دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..
و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.
و ركَضنَا.. و لَهثنا..
و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..
-3-
جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.
و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..
بَصَلَة...
-4-
سَقَطَتْ غرناطةٌ
-للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.(1/210)
سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.
سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.
سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.
سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.
سَقَطتْ إشبيلَة.
سَقَطتْ أنطاكيَه..
سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..
سَقَطتْ عمُّوريَة..
سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ
و لا ثَمَّ رُجُولَة...
-5-
سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا
في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟
لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ
تصنع القهوةَ و الجِنسَ..
فعن ماذا ندافِعْ؟؟
-6-
لم يَعُدْ في يدِنَا أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..
سَرَقُوا الابوابَ, و الحيطانَ, و الزوجاتِ, و الأولادَ,
و الزيتونَ, و الزيتَ, و أحجار الشوارعْ.
سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ
و هو ما زالَ رضيعاً..
سَرَقوا عيسى بن مريَمْ
و هو ما زالَ رضيعاً..
سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..
و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..
و قَناديلَ الجوامِعْ...
-7-
تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا
تُسمَّى (غَزَّةً)..
عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..
فُندقاً يُدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..
تركُنا جَسَداً دونَ عظامٍ
و يداً دونَ أصابعْ...
-8-
لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.
كيف تبكي أمَّةٌ
أخَذوا منها المدامعْ؟؟
-9-
بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..
وطَناً نبلعه من غير ماءٍ
كحبوب الأسبرينْ!!..
-10-
بعدَ خمسينَ سَنَةْ..
نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلاب!!.
-11-
بعدَ خمسينَ سنةْ
ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..
ليس صُلحاً, ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..
إنه فِعلُ إغتصابْ!!..
-12-
ما تُفيدُ الهرولَةْ؟
ما تُفيدُ الهَرولة؟
عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً
كفَتيلِ القنبلة..
لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..
خَردلَة!!..
-13-
كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
و هلالٍ أبيضٍ..(1/211)
و ببحرٍ أزقٍ.. و قوع مرسلَة..
و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.
-14-
مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟
لا سلام الأقوياء القادرينْ.
من ترى يسألهم عن سلام البيع بالتقسيطِ..
و التأجير بالتقسيطِ.. و الصَفْقاتِ..و التجارِ و المستثمرينْ؟.
من ترى يسألهُم عن سلام الميِّتين؟
أسكتوا الشارعَ.. و اغتالوا جميع الأسئلة..
و جميع السائلينْ...
-15-
... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..
و سكِرْنا.. و رقصنا..
و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..
ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ
لهم شكلُ الضفادعْ..
و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,
فلا نم بَلَدٍ نحضُنُهُ..
أو من وَلَدْ!!
-16-
لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ
أو طعامٌ عربي.ٌّ
أو غناءٌ عربي.ٌّ
أو حياء عربي.ٌّ ٌ
فاقد غاب عن الزَّةِ أولاد البَلَدْ..
-17-
كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..
كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..
و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,
و موسيقى المارينزْ..
كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.
-18-
و انتهى العُرسُ..
و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.
بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..
و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..
نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..
و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليس هذا العارُ عاري..
أبداً..يا أمريكا..
أبداً..يا أمريكا..
أبداً..يا أمريكا..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لا بد أن أستأذن الوطن
لا بد أن أستأذن الوطن
رقم القصيدة : 197
-----------------------------------
يا صديقتي
في هذه الأيام يا صديقتي..
تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
تخرج من قمصاننا
مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.(1/212)
عصفورة مائية تدعى الوطن.
أريد أن أراك يا سيدتي..
لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
أريد أن أمارس الحب على طريقتي
لكنني أخجل من حماقتي
أمام أحزان الوطن.
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القصيدة الدمشقية
القصيدة الدمشقية
رقم القصيدة : 198
-----------------------------------
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسالَ منهُ عناقيدٌ.. وتفّاحُ
و لو فتحتُم شراييني بمديتكم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلبي -إذا أحببتُ- جرّاحُ
مآذنُ الشّامِ تبكي إذ تعانقني
و للمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لماحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها
حتّى أغازلها... والشعرُ مفتاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها..
وطاردتني شياطينٌ وأشباحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّحَ نوّارٌ... وقدّاحُ
ما للعروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّابٌ ... ومدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيةٍ يأتيك سفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة الحزن
قصيدة الحزن
رقم القصيدة : 199
-----------------------------------
علمني حبك ..أن أحزن(1/213)
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
***
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني أخرج من بيتي
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار..
و في أضواء السيارات..
و أطارد ثوبك..
في أثواب المجهولات
و أطارد طيفك..
حتى..حتى..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصواتْ
***
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
***
علمني حبكِ..
أن أتصرف كالصبيانْ
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
و على أشرعة الصيادينَ
على الأجراس, على الصلبانْ
علمني حبكِ..كيف الحبُّ
يغير خارطة الأزمانْ..
علمني أني حين أحبُّ..
تكف الأرض عن الدورانْ
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
و حلمت بأن تتزوجني
بنتُ السلطان..
تلك العيناها ..
أصفى من ماء الخلجانْ
تلك الشفتاها..
أشهى من زهر الرمانْ
و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطانْ..
***
علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..(1/214)
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
و ترش العطرعلى نهديها
للبحارةِ..و الأمراء..
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
علمني حبك أن أحزنْ..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزنْ..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البلور المكسور..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أحزان في الأندلس
أحزان في الأندلس
رقم القصيدة : 200
-----------------------------------
كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ -لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هيَه..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هيه
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أطفال الحجارة
أطفال الحجارة(1/215)
رقم القصيدة : 202
-----------------------------------
بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..
قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة
واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..
وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..
واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..
واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..
واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..
ويا جيلَ العمولات..
ويا جيلَ النفاياتِ
ويا جيلَ الدعارة..
سوفَ يجتاحُكَ -مهما أبطأَ التاريخُ-
أطفالُ الحجاره..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إفادة في محكمة الشعر
إفادة في محكمة الشعر
رقم القصيدة : 203
-----------------------------------
مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ
وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ
مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً
حفرتهُ الأيّامُ والأنواءُ؟
أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي
والبقايا تقاسمتها النساءُ
كلُّ أحبابي القدامى نسَوني
لا نُوارَ تجيبُ أو عفراءُ
فالشفاهُ المطيّباتُ رمادٌ
وخيامُ الهوى رماها الهواءُ
سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي
فالأسى خمرةٌ وقلبي الإناءُ
أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ
وخيولي قد هدَّها الإعياءُ
فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي
وبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي
وقليلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ
وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني
بعدَ طولِ السنينِ سامرّاءُ؟
مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ
وأهلاً يا عشبُ... يا أفياءُ
كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ
وكيفَ البساطُ والندماءُ؟
كان عندي هنا أميرةُ حبٍّ
ثم ضاعت أميرتي الحسناءُ
أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ(1/216)
لو رأتهُ تغارُ منهُ السماءُ؟
إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ
و عينا حبيبتي الميناءُ
مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني
ثقبتهُ العواصفُ الهوجاءُ
إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ
فهل لي إلى العراقِ التجاءُ؟
وأنا العاشقُ الكبيرُ.. ولكن
ليس تكفي دفاتري الزرقاءُ
يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟
وما الذي أعطى لنا الشعراءُ؟
الدواوينُ في يدينا طروحٌ
والتعابيرُ كلُّها إنشاءُ
كلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ
وعلينا العمائمُ الخضراءُ
ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ
...و بالنار تكتوي سيناءُ
كلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ
يتغنّى.. وهذهِ الخنساءُ
لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً
وفلسطينُ خضّبتها الدماءُ
يا حزيرانُ.. أنتَ أكبرُ منّا
وأبٌ أنتَ ما لهُ أبناءُ
لو ملكنا بقيّةً من إباءٍ
لانتخينا.. لكننا جبناءُ
يا عصورَ المعلّقاتِ ملَلنا
ومن الجسمِ قد يملُّ الرداءُ
نصفُ أشعارنا نقوشٌ وماذا
ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
المقاماتُ لعبةٌ... والحريريُّ
حشيشٌ.. والغولُ والعنقاءُ
ذبحتنا الفسيفساءُ عصوراً
والدُّمى والزخارفُ البلهاءُ
نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً
قتلتنا القصيدةُ الكيمياءُ
نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً
من كراسيهِ يحرمُ البسطاءُ
نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً
يمتطيهِ الطغاةُ والأقوياءُ
نرفضُ الشعرَ عتمةً ورموزاً
كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
نرفضُ الشعرَ أرنباً خشبيّاً
لا طموحَ لهُ ولا أهواءُ
نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر..
دخانٌ أيّامهم.. وارتخاءُ
شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً
بيديهِ.. فكلُّ شيءٍ مُضاءُ
شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ
لا خطوطَ كوفيّةً ، وحِداءُ
كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليسَ فيهِ
غصبُ العصرِ نملةٌ عرجاءُ
ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً
يتسلّى برقصهِ الخُلفاءُ
ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً
كِسرةُ الخبزِ -هَمُّهُ- والغِذاءُ
وإذا أصبحَ المفكِّرُ بُوقاً
يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ(1/217)
فلماذا لا يصلبَ الشعراءُ؟
الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ
و كلُّ الذي كتبناهُ هراءُ
إنّهُ الكاتبُ الحقيقيُّ للعصرِ
ونحنُ الحُجَّابُ والأجراءُ
عندما تبدأُ البنادقُ بالعزفِ
تموتُ القصائدُ العصماءُ
ما لنا؟ مالنا نلومُ حزيرانَ
و في الإثمِ كلُّنا شركاءُ؟
من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميعاً
حاملو عارهِ ولا استثناءُ
عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا
رؤانا، أقوالُنا الجوفاءُ
نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء
والحبرُ والحروفُ الإماءُ
البطولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ
ووجوهُ الممثلينَ طلاءُ
وفلسطينُ بينهم كمزادٍ
كلُّ شارٍ يزيدُ حين يشاءُ
وحدويّون! والبلادُ شظايا
كلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى
فلماذا لا يشبعُ الفقراءُ؟
قرشيّونَ! لو رأتهم قريشٌ
لاستجارت من رملِها البيداءُ
لا يمينٌ يجيرُنا أو يسارٌ
تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ
وضاعت من قبلها "الحمراءُ"..
يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطشى
وعلى الزيتِ نامتِ الصحراءُ
العباءاتُ.. كلُّها من حريرٍ
والليالي رخيصةٌ حمراءُ
يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم
قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا
ولقد يقتلُ الثريَّ الثراءُ
يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً
فقريشٌ ماتت بها الخيَلاءُ
لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ
لا تنادي.. لم يبقَ إلا النساءُ
ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ
ويمشي إلى الوراءِ الوراءُ
مرَّ عامانِ والغزاةُ مقيمونَ
و تاريخُ أمتي... أشلاءُ
مرَّ عامانِ.. والمسيحُ أسيرٌ
في يديهم.. و مريمُ العذراءُ
مرَّ عامانِ.. والمآذنُ تبكي
و النواقيسُ كلُّها خرساءُ
أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ
كفانا الدوارُ والإغماءُ
مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عنكم
واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
اتركوا أولياءَنا بسلامٍ
أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
في فمي يا عراقُ.. ماءٌ كثيرٌ
كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
زعموا أنني طعنتُ بلادي(1/218)
وأنا الحبُّ كلُّهُ والوفاءُ
أيريدونَ أن أمُصَّ نزيفي؟
لا جدارٌ أنا و لا ببغاءُ!
أنا حريَّتي... فإن سرقوها
تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري
ما اشتراهُ الملوكُ والأمراءُ
كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سيفاً
عربيّاً يشعُّ منهُ الضياءُ
وقليلٌ من الكلامِ نقيٌّ
وكثيرٌ من الكلامِ بغاءُ
كم أُعاني مما كتبتُ عذاباً
ويعاني في شرقنا الشرفاءُ
وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو
للبساتينِ وردةٌ حمراءُ؟
كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ
ثم ماتوا.. فإنهم شهداءُ
لا تعاقب يا ربِّ من رجموني
واعفُ عنهم لأنّهم جهلاءُ
إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ
وهواهم عواطفٌ عمياءُ
إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي
فمن الكيِّ قد يجيءُ الشفاءُ
من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى
تطلعُ الآنَ زهرةٌ بيضاءُ
ويطلُّ الفداءُ شمساً علينا
ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا
ومنَ الجرحِ تولدُ الكبرياءُ
قبلَهُم، لم يكن هناكَ قبلٌ
ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
هبطوا فوقَ أرضنا أنبياءً
بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا
فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
منحونا إلى الحياةِ جوازاً
لم تكُن قبلَهم لنا أسماءُ
أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني
إن تفجّرتُ أيُّها الأصدقاءُ
إنني أخزنُ الرعودَ بصدري
مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً
فبلادي أضاعَها الخُطباءُ
إنني رافضٌ زماني وعصري
ومن الرفضِ تولدُ الأشياءُ
أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى
و شفيعي... طفولتي والنقاءُ
إنني قادمٌ إليكم.. وقلبي
فوقَ كفّي حمامةٌ بيضاءُ
إفهموني.. فما أنا غيرُ طفلٍ
فوقَ عينيهِ يستحمُّ المساءُ
أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ
فنفسي.. بحيرةٌ زرقاءُ
لبلادي شعري.. ولستُ أبالي
رفصتهُ أم باركتهُ السماءُ..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> تلومني الدنيا
تلومني الدنيا
رقم القصيدة : 205
-----------------------------------(1/219)
تلومني الدنيا إذا أحببتهُ
كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ
كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ
كأنني أنا التي..
للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..
كأنني.. أنا التي
كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..
قد علّقتُه..
تلومُني الدنيا إذا..
سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..
كأنني أنا الهوى..
وأمُّهُ.. وأختُهُ..
هذا الهوى الذي أتى..
من حيثُ ما انتظرتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ
وكلِّ ما سمعتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ..
عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ
هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني فاتحاً
يديهِ لي.. رددْتُهُ
وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..
على ستائري..
أراهُ.. في ثوبي..
وفي عطري.. وفي أساوري
أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..
أراهُ منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنهُ
طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
لو أخبروني أنهُ..
سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ
ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ
ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ
لكنتُ قد طردتهُ..
يا أيّها الغالي الذي..
أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
أروعُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني زائراً
بالوردِ قد طوّقتهُ..
وليتني حينَ أتاني باكياً
فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
رقم القصيدة : 204
-----------------------------------
أتراها تحبني ميسون..؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنة العمّ... والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيّرتني السنينُ؟(1/220)
يا زماناً في الصالحية سمحاً
أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
يا سريري.. ويا شراشف أمي
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي.. خبئني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزيناً
إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعة ..وحور عين
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
وأنا فيكِ دائماً مسكونُ
يا دمشق التي تفشى شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
قادم من مدائن الريح وحدي
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
أهي مجنونة بشوقي إليها...
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيني حبيبتي أستعينُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ.. وحنونُ
سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامه المجنون؟
شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير... ما سره تشرينُ ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولوز.. وتينُ
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للدهر كُن فيكون
استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ
كتب الله أن تكوني دمشقاً
بكِ يبدا وينتهي التكوينُ
هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المطعونُ
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ
وكحِّل جفنيك يا حرمونُ
علمينا فقه العروبة يا شام
فأنتِ البيان والتبيينُ
وطني، يا قصيدة النارِ والورد
تغنت بما صنعتَ القرونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
ولك الله ... حافظ و أمينُ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الحاكم والعصفور
الحاكم والعصفور
رقم القصيدة : 206
-----------------------------------
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
لأقرأَ شعري للجمهورْ
فأنا مقتنعٌ
أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
وأنا مقتنعٌ - منذُ بدأتُ -
بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
وليسَ معي إلا دفترْ(1/221)
يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
يرميني العسكرُ للعسكرْ
وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
لكنَّ الضابطَ يوقفني
ويريدُ جوازاً للعصفورْ
تحتاجُ الكلمةُ في وطني
لجوازِ مرورْ
أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
منتظراً فرمانَ المأمورْ
أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
ودمعي في عينيَّ بحورْ
وأمامي كانتْ لافتةٌ
تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
أتقيأُ أحزاني..
وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
وأظلُّ على بابِ بلادي
مرميّاً..
كالقدحِ المكسورْ
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هوامش على دفتر النكسة
هوامش على دفتر النكسة
رقم القصيدة : 207
-----------------------------------
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12(1/222)
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ(1/223)
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ -بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لا تسألوني
لا تسألوني
رقم القصيدة : 208
-----------------------------------
لا تسألوني... ما اسمهُ حبيبي
أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ
زقُّ العبيرِ.. إنْ حطّمتموهُ
غرقتُمُ بعاطرٍ سكيبِ
والله.. لو بُحتُ بأيِّ حرفٍ
تكدَّسَ الليلكُ في الدروبِ
لا تبحثوا عنهُ هُنا بصدري
تركتُهُ يجري مع الغروبِ
ترونَهُ في ضحكةِ السواقي
في رفَّةِ الفراشةِ اللعوبِ(1/224)
في البحرِ، في تنفّسِ المراعي
وفي غناءِ كلِّ عندليبِ
في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي
وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ
لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا
رأيتمُ أناقةَ المغيبِ
ومُقلتاهُ شاطئا نقاءٍ
وخصرهُ تهزهزُ القضيبِ
محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ
ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ
وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ
فلن أبوحَ باسمهِ حبيبي
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قرص الأسبرين
قرص الأسبرين
رقم القصيدة : 209
-----------------------------------
ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..
والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة..
هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا
بأنهُ موطننا الكبير.
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً..
ومن عشرينَ دكاناً..
ومن عشرينَ صرّافاً..
وحلاقاً..
وشرطياً..
وطبّالاً.. وراقصةً..
يسمّى وطني الكبير..
لا..
ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ
والشحّاذُ.. والنفطيُّ
والفنّانُ.. والأميُّ
والثوريُّ.. والرجعيُّ
والصّوفيُّ.. والجنسيُّ
والشيطانُ.. والنبيُّ
والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام
هوَ الذي كانَ لنا في سالفِ الأيّام
حديقةَ الأحلام..
لا...
ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ
فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح
لا...
ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار،
والضيّقُ كالضريح..
لا..
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرقّعُ الثيابِ،
والمجذوبُ، والمغلوبُ..
والمشغولُ في النحوِ وفي الصرفِ..
وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ..
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ..
والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ،
والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير
لا...
ليسَ هذا الرجلُ المنقولُ في سيّارةِ الإسعافِ،
والمحفوظُ في ثلّاجةِ الأمواتِ،
والمعطّلُ الإحساسِ والضمير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الرجلُ المقهورُ..
والمكسورُ..
والمذعورُ كالفأرةِ..(1/225)
والباحثُ في زجاجةِ الكحولِ عن مصير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير..
يا وطني:
يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ،
والباحثُ في منازلِ العُربان..
عن سقفٍ، وعن سرير
لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبةَ التزوير
فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين
يأكلهُ الجائعُ في سهولة
كعلبةِ السردين..
والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيولُ في حطّين
يبلعهُ الإنسانُ في سهولةٍ..
كقُرص أسبرين!!..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القدس
القدس
رقم القصيدة : 210
-----------------------------------
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهره
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> غرناطة
غرناطة
رقم القصيدة : 211
-----------------------------------
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في جحريهما(1/226)
تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله
أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم وحجرة
كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة رصعت بنجومها
والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في شعرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها
في الفل، في الريحان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها
مثل الشموع بليلة الميلاد..
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ كوم رماد
الزخرفات.. أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نازفاً
ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها
رجلاً يسمى "طارق بن زياد"
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> طريق واحد
طريق واحد
رقم القصيدة : 212
-----------------------------------
أريدُ بندقيّه..
خاتمُ أمّي بعتهُ
من أجلِ بندقيه
محفظتي رهنتُها
من أجلِ بندقيه..
اللغةُ التي بها درسنا
الكتبُ التي بها قرأنا..
قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
ليست تساوي درهماً..
أمامَ بندقيه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..
إلى فلسطينَ خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً.. وأنا
أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه
أبحثُ عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاطِ بالأسلاك
أبحثُ عن طفولتي..
وعن رفاقِ حارتي..
عن كتبي.. عن صوري..
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكم(1/227)
يا أيّها الرجال..
أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال
أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها
زيتونةً، أو حقلَ برتقال..
أو زهرةً شذيّه
قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي
بارودتي.. صارت هي القضيّه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..
أصبحتُ في قائمةِ الثوّار
أفترشُ الأشواكَ والغبار
وألبسُ المنيّه..
مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني
أنا الذي أغيّرُ الأقدار
يا أيّها الثوار..
في القدسِ، في الخليلِ،
في بيسانَ، في الأغوار..
في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
تقدموا..
تقدموا..
فقصةُ السلام مسرحيّه..
والعدلُ مسرحيّه..
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
رقم القصيدة : 10
-----------------------------------
-1-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هُنا ..
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
إسوارةً من زهرْ
فهذه بلادُنا
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيش البحرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
في قمحها المُصْفَرّْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيَسْاَنِها
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
وفي الوصايا العشْرْ ...
-2-
لا تسكرُوا بالنصرْ
إذا قتلتُمْ خالداً
فسوف يأتي عَمْرو
وإن سحقتُمْ وردةً
فسوفَ يبقى العطرْ
-3-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعه..
شَقَّ مياه البحرْ..
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
ولسنا كالهنود الحُمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
فوقَ صحاري مِصرْ..
-4-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ(1/228)
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
-5-
من قَصَبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
من قَصَبِ الغاباتْ
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
من عُلَب الدخانِ ..
من صفائح البنزينِ..
من شواهد الأمواتْ
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
من ضفائر البناتْ ..
من خَشَب الصُلْبان..
من أوعية البخُورِ ..
من أغطية الصلاةْ
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
من السُطُور والآياتْ
لن تُفْلتوا من يدنا ..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
وفي الماءِ ..
وفي النباتْ ..
ونحنُ معجونونَ ..
بالألوانِ والأصواتْ ..
لن تُفْلتوا ..
لن تُفْلتوا ..
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
-6-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...
-7-
إنتبهوا ! ..
إنتبهوا ! ..
أعمدةُ النور لها أظافر
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركمْ
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
وخُصْلةٍ من شَعرْ ...
-8-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
لا بُدَّ أن تدورْ
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
لم تهزموا الشعورْ ..
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
وظلَّتِ الجذورْ ...
-9-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
ما جاءَ في الزَبُورْ
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
ولا لكُمْ حضورْ ..
من باب كلِّ جامعٍ
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
ويخرجُ المنصورْ ...
إنتظرونا دائماً ..
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
نطلع في روما ..
وفي زوريخَ ...
من تحت الحجَرْ
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
وأحواضِ الزَهَرْ(1/229)
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
أو سيفِ عُمَرْ
نساؤنا
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
نساؤنا ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
إلى أرض القَمَرْ ....
-11-
لقد سرقتُمْ وطناً ..
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
وتنصبُونَ مأتماً
إذا خَطَفنا طائرَهْ ...
-12-
تذكَّروا ..
تذكَّروا دائماً
بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
-13-
ما بيننا .. وبينكُمْ
لا ينتهي بعامْ ..
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
ولا بألفِ عامْ ..
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
كالنَقْش في الرخامْ ...
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
وفي أجنحة الحَمامْ
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
وفي دفاتر الأيَّامْ
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
-14-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".
-15-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الوُرودِ ما
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....
-16-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
للأرضِ ..
للحاراتِ ..
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
في غُرف التحقيق ..(1/230)
في مراكز البوليس.. في السجونْ
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
وهؤلاء كلُّهمْ ..
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
-17-
وجاءَ في كتابه تعالى :
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
وأنَّكمْ في تيهها ..
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
سوف تكفرونْ ..
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
زدنَا على ما قاله تعالى
سطريْنِ آخرَيْنْ :
"ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
"وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
"بقوّة السلاح تخرجونْ .."
-18-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
ونحنُ باقونَ هنا ..
حدائقاً ..
وعطرَ برتقالْ ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
على دفاتر الجبالْ
باقونَ في معاصر الزيتِ
وفي الأنوالْ ..
في المدِّ .. في الجَزْر ..
وفي الشروق والزوالْ
باقونَ في مراكب الصيْدِ
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
وفي قصائد النضالْ ..
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
باقونَ في عطر المناديل ..
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
والعقالْ ...
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
في الجراحِ .. في السُعالْ
باقونَ في سنابل القمح ..
وفي نسائم الشمالْ
باقونَ في الصليبْ ..
باقونَ في الهلالْ ..
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
وفي معاول العُمَّالْ
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
في أسِرَّة الأطفالْ ..
باقونَ في الدموعْ ..
باقونَ في الآمالْ ..
-19-
تِسعونَ مليوناً ..
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....
-20-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..(1/231)
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
وأطعمناهُ للحيتانْ ...
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
لم يَعُدْ "إنسانْ"
لأنَّهُ في تخته الوثير
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسَهُ ..
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ
قيادةَ الأركانْ ....
-21-
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
وعندما ..
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
أصبحَ في مقدوره
أن يبدأ الحسابْ ...
-22-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
-23-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
مصدِّري أحلامْ ..
تحوّلوا - بعد حزيرانَ - إلى
حقلٍ من الألغامْ
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
وانتقلتْ فيتنامْ ...
-24-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
وفي صحاري ليبيا
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
تغيّروا ..
تغيّروا ..
-25-
أنا الفلسطينيُّ ..
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلع كلَّ ليلةٍ
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
أطلعُ من صوت أبي..
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
أطلعُ من رائحة الترابْ..
أفتحُ بابَ منزلي..
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
لأنَّني السؤالُ والجوابْ...
-26-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويَهْ ..
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
كبيت أيِّ زانيَهْ ..
-27-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..(1/232)
إشارةَ الفِداءْ
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
من وَجَع الحسين نأتي
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
ومن أحزان كربلاءْ ..
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ ..
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرَى بَغدادَ قَدْ أخنَى عَلَيهَا
أرَى بَغدادَ قَدْ أخنَى عَلَيهَا
رقم القصيدة : 10001
-----------------------------------
أرَى بَغدادَ قَدْ أخنَى عَلَيهَا
وصبحها بغارته الجليد
كان ذرى معالمها قلاص
نَوَاءٍ كُشّطَتْ عَنْهَا الجُلُودُ
كَأنّ بِهِ لُغَامَ العِيسِ بَاتَتْ
تُسَاقِطُهُ عِجَالُ الرّجعِ قُودُ
غَطَى قِمَمَ النّجادِ، فكلُّ وَادٍ
على نشراته سب جديد
كمَا تَعرَى بهِ الغِيطانُ مَحْلاً
وَتَغْبَرُّ التّهَايِمُ وَالنّجُودُ
فَمَهما شِئْتَ تَنظُرُ مِنْ رُبَاهَا
إلى بِيضٍ عَوَاقِبُهُنّ سُودُ
أقول له وقد أمسى مكباً
عَلى الأقطَارِ يَضْعُفُ، أوْ يَزِيدُ:
وراءك فالخواطر باردات
على الإحسان والأيدي جمود
وانك لو تروم مزيد برد
إلى برد لاعوزك المزيد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ردوا تراث محمد ردوا
ردوا تراث محمد ردوا
رقم القصيدة : 10002
-----------------------------------
ردوا تراث محمد ردوا
لَيسَ القَضِيبُ لكُمْ، وَلا البُرْدُ
هَلْ عَرّقَتْ فِيكُمْ كَفَاطِمَة ٍ
أمْ هَلْ لَكُمْ كَمُحَمّدٍ جَدّ
جل افتخارهم بأنهم
عند الخصام مصاقع لد
إنّ الخَلائِفَ وَالأولى فَخَرُوا
بهم علينا قبل أو بعد
شَرُفُوا بِنَا وَلجَدّنَا خُلِقُوا
وَهُمُ صَنَائِعُنَا، إذا عُدّوا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بانَ عَهْدُ الشّبابِ مِنكُمْ حميدَا
بانَ عَهْدُ الشّبابِ مِنكُمْ حميدَا
رقم القصيدة : 10003
-----------------------------------
بانَ عَهْدُ الشّبابِ مِنكُمْ حميدَا
وَجَديداً لَوْ كَانَ دامَ جَدِيدَا(1/233)
فَتَرَى الظّاعنَ المُقَوِّضَ بَيْتَيْـ
ـهِ يُرَجّى من قُلعَة ٍ أنْ يَعُودَا
لا يُرَى نَاقِلاً إلى الحَيّ رِجْلاً
لا وَلا ثَانِياً إلى الدّارِ جِيدَا
فإذا شِئْتَ أنْ تُبَكّي لَيَالِيـ
فملآن قل لعينيك جودا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أُحَاجي رِجَالاً: ما مَلابِسُ سُودُ
أُحَاجي رِجَالاً: ما مَلابِسُ سُودُ
رقم القصيدة : 10004
-----------------------------------
أُحَاجي رِجَالاً: ما مَلابِسُ سُودُ
جدائد لا يبقى لهن جديد
سحائب تمضي بالفتى فصواعق
وغيث وهيف زعزع وبرود
كَذلكَ، وَالأيّامُ نُعمَى وَأبْؤسٌ
لِكُلّ هُبُوبٍ، يا أُمَيمَ، رُكُودُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا قادحاً بالزناد
يا قادحاً بالزناد
رقم القصيدة : 10005
-----------------------------------
يا قادحاً بالزناد
مر فاقتدح بفؤادي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هذا أمير المؤمنين محمد
هذا أمير المؤمنين محمد
رقم القصيدة : 10006
-----------------------------------
هذا أمير المؤمنين محمد
كَرُمَتْ مَغارِسُهُ وَطابَ المَوْلِدُ
أوَمَا كَفَاكَ بِأنّ أُمّكَ فَاطِمٌ
وأبوك حيدرة وجدك أحمد
يُمسِي، وَمَنزِلُ ضَيفِهِ لا يُحتَوَى
كَرَماً، وَبَيْتُ نُضَارِهِ لا يُقْلَدُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> غَيرِي أضَلّكُمُ، فَلِمْ أنَا نَاشِدُ
غَيرِي أضَلّكُمُ، فَلِمْ أنَا نَاشِدُ
رقم القصيدة : 10007
-----------------------------------
غَيرِي أضَلّكُمُ، فَلِمْ أنَا نَاشِدُ
وسواي أفقدكم فلم أنا واجد
عَجَباً لَكُمْ يأبَى البُكَاءَ أقَارِبٌ
منكم وتشرق بالدموع أباعد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتوا بمخالب الآساد سلت
أتوا بمخالب الآساد سلت
رقم القصيدة : 10008
-----------------------------------
أتوا بمخالب الآساد سلت
بَرَاثِنُهَا، وَأشْلاءِ الجُلُودِ
وَأيُّ مُمَنَّعٍ يَأبَى عَلَيْهِمْ
إذا آبُوا بِأسْلابِ الأُسُودِ(1/234)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مِنْ كُلّ سَارِيَة ٍ كَأنّ رَشاشَها
مِنْ كُلّ سَارِيَة ٍ كَأنّ رَشاشَها
رقم القصيدة : 10009
-----------------------------------
مِنْ كُلّ سَارِيَة ٍ كَأنّ رَشاشَها
ابر تخيط للرياض برودا
نثرت فرائدها فنظمت الربى
من درهن قلائداً وعقودا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَلاحَتْ لَنَا أبْيَاتُ آلِ مُحَرِّقٍ
وَلاحَتْ لَنَا أبْيَاتُ آلِ مُحَرِّقٍ
رقم القصيدة : 10010
-----------------------------------
وَلاحَتْ لَنَا أبْيَاتُ آلِ مُحَرِّقٍ
بهَا اللّؤمُ ثَاوٍ لا يَرُوحُ وَلا يَغْدُو
خيام قصيرات العماد كأنها
كلاب على الأذناب مقعية ربد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جعلت لك الفرخين يا نصر طعمة
جعلت لك الفرخين يا نصر طعمة
رقم القصيدة : 10011
-----------------------------------
جعلت لك الفرخين يا نصر طعمة
فقم غير رعديد لنفسك واقعد
فإني مشغول عن الرأي بالهوى
وبابن شريح والغريض ومعبد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقُولُ لَبّيْكَ، وَلَمْ تُنَادِ
أقُولُ لَبّيْكَ، وَلَمْ تُنَادِ
رقم القصيدة : 10012
-----------------------------------
أقُولُ لَبّيْكَ، وَلَمْ تُنَادِ
مَا أوْقَعَ المَوْتَ عَلى الجَوَادِ
ما كنت الا حية بواد
واسدا على العدو عاد
وَرُبّ جَارٍ لي مِنَ الأعَادِي
اقام بعد ذلة عمادي
كَأنّهُ في الكُرَبِ الشّدَادِ
جار الحذاقي ابي دواد
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ترى النازلين بارض العراق
ترى النازلين بارض العراق
رقم القصيدة : 10013
-----------------------------------
ترى النازلين بارض العراق
قِ، قَدْ عَلِموا أنّ وَجدي كَذَا
فَلا حَبّذا بَلَدٌ بَعْدَهُمْ
وَإنْ أُوطِنُوهُ، فَيَا حَبّذَا
دنا طرب والهوى نازح
فيما بعد ذاك ويا قرب ذا
هوى لي اطعت به العاذلين
وما طاعة العذل الا اذى
وَكُنْتُ أُقَذّي بِهِ نَاظِرَيّ
فَمُذْ غَابَ صَارَ لِعَيْني قَذَى(1/235)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مَا للبَيَاضِ وَالشَّعَرْ
مَا للبَيَاضِ وَالشَّعَرْ
رقم القصيدة : 10014
-----------------------------------
مَا للبَيَاضِ وَالشَّعَرْ
ما كل بيض بغرر
صفقة غبن في الهوى
بيع بهيم بأغر
صَغّرَهُ في أعْيُنِ الغِيـ
ـدِ بَيَاضٌ وَكِبَرْ
لَوْلا الشّبَابُ مَا نَهَى
على المها ولا امر
ما كان اغنى ليل
ذا المفرق عن ضوء القمر
قد كان صبح ليله
أمَرّ صُبْحٍ يُنْتَظَرْ
واها وهل يغنى الفتى
بُكَاءُ عَيْنٍ لأِثَرْ
يا حبذا ضيفك من
مُفَارِقٍ، وَإنْ عَذَرْ
اين غزال داجن
رَأى البَيَاضَ، فَنَفَرْ
هَيهَاتَ رِيمُ السّرْبِ لا
يدنو الى ذيب الخمر
يا دهر ما ذنبك في
ما رابني بمغتفر
رب ذنوب للفتى
لَيْسَ لهَا اليَوْمَ عِذَرْ
أقْصِرْ فقَدْ جُزْتَ المَدى
مُجَامِلاً، أوْ فَاقْتَصِرْ
الان اذ لف النهى
مِرّة َ حَزْمٍ بِمِرَرْ
وَعَادَ مُنْصَاتي عَلى
ايدي الليالي ينأطر
وسالمت شمائلي
جن العرام والاشر
ـنَان في اليَوْمِ المطِرْ
ـيَوْمَ، وَظِلاًّ فانحسرْ
أقْسَمْتُ بالأطْلاحِ قَدْ
أدْمَجَ مِنْهُنّ الضَّمَرْ
يُمْطَلْنَ بالعُشْبِ، فَلا
رِعْيٌ لهَا إلاّ الجِرَرْ
كل علاة تتقى الـ
طَ بِمَجْدُولٍ مُمَرّ
كَأنّهَا حَنِيّة ٌ
إلاّ اللِّيَاطَ وَالوَتَرْ
مُخَفِّضُ الجَأشِ، إذا
طَوَى اللّيَالي وَنَشَرْ
ملبدا يرمى الى
مَكّة َ حَصْبَاءَ الوَبَرْ
اذا رأى اعلامها
عج اليها وجأر
ام اللوى ثم نحا
الخيف ولبى وجمر
في مُحْرِمينَ بَدّلُوا الـ
نُخَاطِرُ البُزْلُ، وقَدْ
إنّ قِوَامَ الدّينِ أوْ
لى بِالعُلَى مِنَ البَشَرْ
وبالجياد والقنا
وبالعديد والنفر
وَبِالمَقَاوِيمِ العُلا
وَبِالمَعَاظِيمِ الكِبَرْ
مهذب الاعياص في
بَاءِ مُخْتَارُ الشّجَرْ
مفترش للملك احلى
في المعالي وامر
في صبية تفوقوا
مِنْ حَلَبِ العِزّ دِرَرْ
ملاعب بين قباب
المُلكِ مِنهمْ وَالحَجَرْ
مِنْ مَعشَرٍ لمْ يُخْلَقُوا
الا لنفع أو ضرر
لسد ثغر فاغر(1/236)
بالبِيضِ، أوْ طَعْنِ ثُغَرْ
كَانُوا ثُمَالَ النّاسِ وَال
اذا ما الامر هر
أيّامَ لا نَلْقَى لَنَا
معتصماً ولا وزر
جَرّوا إلى طَعْنِ العِدَى
ارعن هداد المجر
جحافلا كالسيل ابـ
قى غمرا بعد غمر
قَدْ لَبِسَتْ جِيَادُهَا
براقعاً من الغرر
ضمر كامثال القنا
لَوْلا السّبِيبُ وَالعُذَرْ
معجلة فرسانها
حتى عن الدرع تزر
يقرع فيهن القنا
وقع المداري في الشعر
لأم اكن انهى العدى
عن ناب نضناض ذكر
له اليهم مسحب
يَهْدِي المَنَايَا وَمَجَرّ
مجالِياً بِكَيْدِهِ
ان عاجز القوم اسر
يمسى بطينا من دم
الاعداء وهو مضطمر
يَنَامُ لا عَنْ غَفْلَة ٍ
عيناً وبالقلب سهر
مَا ضَرّهُ مِنْ سَمْعِهِ
أنْ لا يُعَانَ بِالبَصَرْ
بَقِيّة ٌ مِنْ قِدَمِ الـ
ضلال وقاد النظر
وَمُؤجَدُ المَتْنَيْنِ إنْ
صَمّمَ للعَقْرِ عَقَرْ
كَأنّ في سَاعِدِهِ
وَعْياً وَعَى ثُمّ جَبَرْ
كالقاتل اعتام القوى
بعد القوى ثم شزر
مخقض الجاش اذا
صاح به الجمع وقر
اخبر خافي الشخص
لاّ بِالمَقَامِ المُشْتَهَرْ
يقعي بنجد والحمى
من وثبة على غرر
مبترك الصالي على
النّارِ، لَيَاليَ القِرَرْ
كم قلت منه للعدى
حذار ان اغنى الحذر
وعوذوا منه النحو
ر وَالرّقَابِ والقصرْ
إيّاكُمُ مِنْهُ، إذا
اوعد ناباً وظفر
و قام نفض الحلس يجـ
ـلو ناظراً ثم زأر
مُلْتَفِعاً بِشَمْلَة ٍ
فيها البجارى والبجر
تَوَقّعوا طلاعَهَا
كناغر العرق نغر
إنّ العِدى ليُنْضِها
كَأنّها حَائمَة ُ العقْـ
ـبان في اليوم المطر
يمشين من صبغ الد
ء في رِياطٍ وَأُزُرْ
تخاطر البزل وقد
مار عليهن القطر
في كُلّ يَوْمِ تحْتَهَا
مُنْجَدِلٌ وَمُنْعَفِرْ
تجر في شوك القنا
حَرَّ القَدِيدِ المُصْطَهرْ
تَخَبّرُوا اليَوْمَ، فَمَا
بعد الطعان من خبر
آل بويه انتم الا
مطار والناس الحضر
ما في الليالي غيركم
شيء به العين تقر
ان نهض الجاش بكم
فَمَا نُبَالي مَنْ عَثَرْ
لولاكم لم يبق في
عود الرجاء معتصر
قد غنى الملك بكم(1/237)
وَهْوَ إلَيْكُمْ مُفْتَقِرْ
فَدُمْ عَلى الأيّامِ أرْ
سي في العلى من الحجر
ترفع ذيلاً لمراقي المجـ
ـد أو ذيلاً تجر
و انعم بذا النيروز زو
راً نَازِلاً وَمُنْتَظَرْ
يفاوح النعمى كما
فاوحت الروض المطر
قضيت فيه وطراً
وَمَا قَضَى مِنْكَ وَطَرْ
مَا جَزَعي لِمَنْ مَضَى
وانت لي فيمن غبر
انت المُراد والمَراد
دُ، وَالمَعَاذُ وَالعُصُرْ
ردمن جمام العزلا
مُطّرَقاً، وَلا كَدِرْ
وازدد بقاء وعلا
مَا بَعْدَ وِرْدَيْكَ صَدَرْ
مُقَدَّماً إلى العُلَى
مُؤخَّراً عَنِ القَدَرْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَا مَرْحَباً بالغَيثِ تَسرِي بُرُوقُهُ
أيَا مَرْحَباً بالغَيثِ تَسرِي بُرُوقُهُ
رقم القصيدة : 10015
-----------------------------------
أيَا مَرْحَباً بالغَيثِ تَسرِي بُرُوقُهُ
تروَّح يندي لا بكيا ولا نزرا
طلعت على بغداد والخطب فاغر
فَعادَ ذَميماً يَنزِعُ النّابَ وَالظُّفْرَا
اذاءت وعزت بعد ذل وروضت
كانك كنت الغيث والليث والبدرا
تغاير اقطار البلاد محبة
عليك فهذا القطر يحسد ذا القطرا
وَقَلّمتَ أظفارَ الخُطوبِ فَما اشتَكى
نَزِيلُكَ كَلْماً للخُطُوبِ وَلا عَقْرَا
ومن ذا الذي تمسي من الدهر جاره
فيَقْبَلَ للمِقدارِ، إنْ رَابَهُ، عُذْرَا
فيا واقفاً دون الذي تستحقه
لوْ أنّكَ جُزْتُ الشمسَ لم تجُزِ القَدرَا
فَعَثْراً لأعداءٍ رَمَوْكَ، وَلا لَعاً
وَنَهْضاً عَلى رُغْمِ العَدوّ، وَلا عَثْرا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لن تشقوا لذا الجواد غبارا
لن تشقوا لذا الجواد غبارا
رقم القصيدة : 10016
-----------------------------------
لن تشقوا لذا الجواد غبارا
فاربحوا خلفه الوحى والعثارا
وقفوا في مصارع العجز عنه
فات فوت الوميض من لا يجارى
سابق عضت الاكف عليه
انج اليوم في العلاء وغارا
قام يجني العلى وانتم قعود
وَصَحَا للنّدَى ، وَأنتُمْ سَكارَى
طَلَبُوا شَأوَكَ المُبَرِّزَ، هَيهَا
طريقاً على الجياد خبارا(1/238)
ليس منهم من ساق تلك المصاعيـ
ـبَ غِلاباً، وَقادَ ذاكَ القِطَارَا
شمري ايها الركاب وخلي
عطن اللوم والعماد القصارا
وانزلي بي مجاوراً في اناس
لا يذم النزيل فيهم جوارا
خَلَطوا الضّيفَ بالنّفوسِ على العُسْـ
ـرِ، وَباتوا على السّماحِ غَيارَى
عِندَ أقنى مِنَ البُزَاة ِ عَتِيقٍ
تَرَكَ الطّيرَ وَاقِعَاتٍ وَطَارَا
من اذا عرضوا تعرض جودا
واذا جارت الليالي اجارا
ما مقامي على الجداول ارجوها
هَا لنَيلٍ، وَقد رَأيتُ البِحَارَا
كالذي شاور الدجى في سراه
وَاستَغَشّ النّجُوم وَالأقْمَارَا
يَا أبَا غَالِبٍ دَعَوْتُكَ للخَطْـ
ـبِ، وَمَن يَظْمَ يَستدِرّ القُطارَا
لَمْ أُجَاوِزْكَ بالدّعَاءِ، فَلَبّيـ
ـتَ جَهاراً، وَقَد دَعوْتُ سَرَارَا
لم تقل لا ولم تشد على خلف
الندى بين راحتيك صرارا
وَسَبَقتَ العِلاَتِ، لمْ تَنْتَظِرْها
وَلَوْ شِئْتَهَا لَكَانَتْ كِثَارَا
قد هززناك للندى فوجدنا
ورقاً ناضراً وعوداً نضارا
وَرَأيْنَا النّوَالَ عَيْناً بِلا مَطْـ
اذا ما النوال كان ضمارا
لم تزل كاملاً ولم تسم بالكا
مل من قبل ان تشد الازارا
صبية من معاشر حذقوهم
أدَبَ الجُودِ وَالعَلاء صِغَارَا
اليق الناس بالسماح اكفا
وَالمَعَالي شَمَائِلاً وَنِجَارَا
في صِيَالِ الأُسُود إنْ نَزَلَ الخَطـ
ـبُ عَلَيهِمْ وَفي حَياءِ العَذارَى
كلقاح تأبى على العصب درا
وَعلى المَسْحِ تَستَهِلُّ غِزَارَا
اطلقونا من الخطوب فبتنا
في يد المنّ مطلقين اسارى
ما نَرَى عندَ غَيرِكمْ مِنْ جَميلٍ
ليس الا من عندكم مستعارا
قَدْ رَأينَا الإحسانَ منكُمْ عِيَاناً
وسمعناه عنكم اخبارا
مَنْ رَأى قَبلَكُمْ شُموساً مضيّا
تٍ جمعن الانوار والامطارا
نظر الخلة الخفية عندي
نظر الغيث صاب يبغى قرارا
لمْ يُغالِطْ عَنْها اللَّحاظُ، وَلا أصْـ
ـفَحُ عَنها فِعلَ اللّئِيمِ ازْوِرَارَا
بادر الحادث المعد اليها
وَرَأى الغُنْمَ أنْ يَكُونَ بِدارَا(1/239)
يُوقِدُ النّارَ للقِرَى ، وَعَلَيهَا
حَسَبٌ لَوْ خَبَا الوَقُودُ أنَارَا
وَلَوِ اسطَاعَ، وَالمَطِيُّ تَسَامَى
شب فوق الرجال بالليل نارا
هِمَمٌ هَمُّهَا العُلَى عَلّمَتْهُ
بالندى كيف يملك الاحرارا
لا كقوم لم يطلعوا شرف الجود
دِ، وَلمْ يَرْفَعُوا لمَجدٍ مَنَارَا
يقف الحق عندهم فيلاقي
طرق الجود بينهم اوعارا
عَرَفوا مُحكَمَ التّجارِبِ في البُخْـ
ـلِ، وَكانوا عنِ النّدى أغْمَارَا
عند جول الاراء بله عن الحزم
وفي الخطب عاجزون حيارى
يا كمال العلى ويا وزر الملك
اذا لم يجد معانا ودار
مُعْمِلاً في الخَميسِ أقلامَكَ الغُـ
اذا اعملوا القنا الخطارا
كلما اشرعوا الذوابل اشرعت
ـتَ غَرِيماً صَدْقاً، وَرَاياً مُغَارَا
بِكَ سَدّوا فَوّارَ جَائِشَة ِ القَعْـ
ـرِ، لهَا عَائِدٌ يَرُدّ السِّبَارَا
وَجَدُوا طِبّهَا لَدَيْكَ، فَوَلّوْ
على البعد عرقها النغارا
لَوْ أقَامُوا لهَا سِوَاكَ لَشَبّتْ
صعبة تمنع المطا والعذارا
ضربوا اوجه البكار وقادوا
للاعادي قباقباً هدارا
وَرَأوْا في مناكِبِ المُلكِ وَهْناً
فدعوا باسمه فكان جبارا
قَائِداً للقِرَاعِ كُلَّ حِصَانٍ
تَتَرَاءى بِهِ عُقَاباً مُطَارَا
مثل لون العقار تحسبه ناراً
يطير الطعان منها شرارا
دافعاً بالرماح في كل ثغر
لُجَجاً تَرْكَبُ العَدُوَّ غِمَارَا
يَتَلاغَطْنَ باصْطِكَاكِ العَوَالي
لغط الحج يرجمون الجمارا
عَجَباً للّذِي أجَرْتَ مِنَ الأ
لم لا يحارب الاقدارا
أيَخَافُ الخُطُوبَ مَنْ كانَ للّيْـ
ـثِ نَزِيلاً، وَكانَ للنّجمِ جَارَا
لو قدرنا وساعفتنا الليالي
لَوَصَلْنَا بِعُمْرِكَ الأعْمَارَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يَا نَاشِدَ النَّعْماءِ يَقْفُو إثْرَها!
يَا نَاشِدَ النَّعْماءِ يَقْفُو إثْرَها!
رقم القصيدة : 10017
-----------------------------------
يَا نَاشِدَ النَّعْماءِ يَقْفُو إثْرَها!
قف المطايا قد بلغت بحرها(1/240)
مَسِيلُهَا فِينَا، وَمُسْتَقَرُّهَا
طود العلى وشمسها وبدرها
فَوّضَتِ الدّنْيَا إلَيْهِ أمْرَهَا
وَقَلّدَتْهُ نَفْعَهَا وَضَرّهَا
عُدّتْ مَساعِيها، فكَانَ فَخرَها
لم تقذ عين المجد مذ اقرها
ذو شيمة تعطي العيون خبرها
لا تحوج الناظر ان يقرها
نَرْجُو وَنَخْشَى حُلْوَها وَمُرّها
كجمة الماء نرجي غمرها
يَوْمَ الوُرُودِ، وَنَهَابُ قَعْرَهَا
يبعثها بعث السحاب قطرها
محجلات نعم وغرها
شغلتنا حتى نسينا شكرها
يُهْدِي إلَيْنَا شَفْعَهَا وَوِتْرَهَا
عياب دارين حملن عطرها
إنّ المَعَالي وَلَدَتْكَ بِكْرَهَا
ما ضمنت مثلك يوماً حجرها
اماً رؤما ارضعتك درها
لَوْ ألّفَتْ عَلى النّظامِ نَثْرَهَا
قلائد المجد لكنت درها
نرى الاعادي ان عزمت ثغرها
أباغِثَ الطّيرِ تَرَاءتْ صَقرَهَا
فحل وغى يئسي الفحول هدرها
لاصبحتنا ووقينا شرها
ظَلمَاءُ أمْرٍ لا تكُونُ فَجرَهَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قرت عيون المجد والفخر
قرت عيون المجد والفخر
رقم القصيدة : 10018
-----------------------------------
قرت عيون المجد والفخر
بخِلْعَة ِ الشّمْسِ عَلى البَدْرِ
صبت على عطفيه اطرافها
مغلمة بالعز والنصر
كَأنّها خِلْعَة ُ ثَوْبِ الدُّجَى
في عاتق العيوق والنسر
زر عليه الملك فضفاضها
وانما زر على البحر
خَطَوْتَ فِيهَا غَيرَ مُستَكبِرٍ
خطو السها في خلع الفجر
جاءت عواناً من تحياته
وانت منها في على بكر
فَكُلَّ يَوْمٍ أنْتَ في صَدْرِهِ
فارس طرف الحمد والاجر
تغدو بك الايام نهاضة
تَطْلُعُ مِنْ مَجْدٍ إلى فَخْرِ
فانهض فلو رمت لحاق العلى
صَافَحتَ أيْدِي الأنْجُمِ الزُّهْرِ
ولو زجرت المزن عن صوبه
لضنت الاقطار بالقطر
وضمت الانواء اخلافها
كما استمر الماء في الغدر
فانت سر في ضمير العلى
كالعِقْدِ بَينَ الجِيدِ وَالنّحْرِ
تبرجت منك وجوه المنى
مُرْتَجّة ً في النّائِلِ الغَمْرِ
إنّكَ مِنْ قَوْمٍ، إذا استَلأمُوا(1/241)
تَقَبّلُوا في البِيضِ وَالسُّمْرِ
وَقَطّرُوا الخَيْلَ بِفُرْسَانِهَا
خارجة عن حلقة الحضر
وجاذبوا الايام اثوابها
عَنْهَا، بِأيْدِي النَّهْي وَالأمْرِ
من كل طلق الوجه سهل الحيا
يبسم عن اخلاقه الغر
مُقَدَّمٍ في القَوْمِ مَا قَدّمَتْ
عن ريشها قادمة النسر
ريان والايام ظمآنة
مِنَ النّدَى ، نَشوَانَ بالبِشْرِ
لا يمسك العذل يديه ولا
تاخذ منه سورة الخمر
اليك سيرت بها شامة
واضحة في غرة الدهر
شَدَا بِهَا العُتْرُفُ في جَوّهِ
وَارْتَاحَ طَيرُ الصّبحِ في الوَكْرِ
أبْيَاتُهَا مِثْلُ عُيُونِ المَهَا
مَطْرُوفَة ُ الألحَاظِ بالسِّحْرِ
جاءت تهنيك بطوق العلى
وَلَفْظُهَا يَفْتَرّ عَنْ دُرّ
فَاسْعَدْ، أبَا سَعْدٍ، بإقْبَالِهِ
فالهدي مجنوب الى النحر
مَا هُوَ إنْعَامٌ، وَلَكِنّهُ
ما خلع الغيث على الزهر
جاءَتْكَ مِنْ قِبلي، وَإحسَانُها
يَقُومُ لي عِنْدَكَ بالعُذْرِ
ولو اجبت الشوق لما دعى
جاءَكَ بي مِنْ قَبلِ أنْ تَسْرِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نَطَقَ اللّسانُ عَنِ الضّميرِ
نَطَقَ اللّسانُ عَنِ الضّميرِ
رقم القصيدة : 10019
-----------------------------------
نَطَقَ اللّسانُ عَنِ الضّميرِ
والشر عنوان البشير
الان اعفيت القلو
بَ مِنَ التّقَلْقَلِ وَالنُّفُورِ
وَانجَابَتِ الظّلْمَاءُ عَنْ
وضح الصباح المستنير
مَا طَالَ يَوْمُ مُلَثَّمٍ
إلاّ استَرَاحَ إلى السّفُورِ
خبر تشبث بالمسامع
عن فم الملك الخطير
وَأذَلّ أعْنَاقَ العِدَى
ذل المطية للجرير
يسمو به قول الخطيب
ـبِ وَتَستَطِيلُ يَدُ المُشِيرِ
وضمائر الاعداء تقذف
بالحنين على الزفير
وسوابق العبرات تر
كُضُ في السّوَالِفِ وَالنّحورِ
وَضَحَتْ بِهِ الأيّامُ في
ئِبِ غَيرَ فَضْفَاضِ الضّمِيرِ
متحير عند النوائب
مستريب بالامور
غَرِضٌ بِنِعْمَتِهِ، وَبَعْـ
ـضُ القَوْمِ يَشرَقُ بالنّمِيرِ
يغتر بالدنيا وحبلك
لا يدلى بالغرور
حسب المضخ بالدماء(1/242)
ءِ كَمَنْ تَغَلّفَ بالعَبِيرِ
ولأنت مثل القر يعصف
منه بالشعرى العبور
كُنْتَ النّسِيمَ جَرَى عَلَيْـ
فغض من نار الحرور
عجلان يحمل مغرم
الدنيا على ظهر حسير
يَسطُو بِلا سَبَبٍ، وَتِلْـ
ـكَ طَبيعَة ُ الكَلْبِ العَقُورِ
انت المكلل بالمناقب
عند ايماض الثغور
في رفقة البيداء او
بَينَ المَنَازِلِ وَالقُصُور
غيرت الوان الرماح
حِ، وَرَوْنقَ البِيضِ الذُّكورِ
وَرَدَدْتَ أعطَافَ الظُّبَى
تَخْتَالُ في العَلَقِ الغَزِيرِ
بِضَوَامِرٍ مِثْلِ النّسُو
وغلمة مثل الصقور
وَبأُسْرَة ٍ مِنْ هَاشِمٍ
غدروا بربات الخدور
سمر الترائب والطلى
بيض العوارض لا الشعور
مُسْتَنْجِدُونَ عَلى البعَا
ومنجدون على الحضور
المانعون من الاذى
وَالمُنْقِذُونَ مِنَ الدّهُورِ
لَهُمُ الكَلامُ، وَإنّمَا
للاسد صولات الزئير
النجر مختلف وان
كَانَ النّبَالُ مِنَ الجَفِيرِ
في النّاسِ غَيرُ مُطَهَّرٍ
والحر معدوم النظير
وَالنّسْلُ يَخْبُثُ بَعْضُهُ
ما كل ماء للطهور
لَكَ دُونَ أعْرَاضِ الرّجَا
حمية الرجل الغيور
ولماء كفك في المحول
لِ طَلاقَة ُ العَامِ المَطِيرِ
مَا بَينَ نِعْمَة ِ طَالِبٍ
فِينَا، وَدَعْوَة ِ مُسْتَجِيرِ
العِزُّ مِنْ شِيَعِ الغِنَى
والذل اولى بالفقير
ولربما رزق الغنى
رب الشويهة والبعير
عصفت بمبغضك النوائب
من امير أو وزير
لَمّا أرَادَ بِكَ المَنِـ
صار من تحف القبور
جذبته في شطن المنون
نِ يَدُ النَّآدِ العَنْقَفِيرِ
وضمحت به الايام في
ظِلّ النّعِيمِ إلى الهَجِيرِ
متأوهاً تحت الخطوب
تأوه الجمل العقير
لَعِبَتْ بِكَ الدّنْيَا، وَسَعْـ
في فم الجد العثور
وَالرّيحُ تَلْعَبُ بِالذّوَا
بل وهي تطعن في الصدور
ما التذ لبس الصوف الا
لاّ مَنْ تعَمّمَ بِالقَتِيرِ
مُتَخَدِّدُ الخَدّيْنِ مُغْـ
الذوائب والضفور
سام بفضل حيائه
والطرف يوصف بالفتور
اسر الوقار طماحه
والقد املك بالاسير
مِنْ بَعْدِ مَا صَحِبَ الرّكَا(1/243)
ئِبَ لا يَعِفّ عَنِ المَسِيرِ
جذلان ينظر وجهه
في عارض العضب الشهير
مُتَغَطْرِفاً كَالسّيْلِ يَبْـ
بالجنادل والصخور
انا بني الدنيا نعلل
بالليالي والشهور
كفلت بانفسنا وهل
طفل يعيش بغير ظير
نحن الشبول من الضراغم
والنطاف من البحور
واذا عزانا ناسب
نَسَبَ الشّمُوسَ إلى البُدُورِ
غدر السرور بنا وكان
نَ وَفَاؤهُ يَوْمَ الغَدِيرِ
يوم اطاف به الوصي
وقد تلقب بالامير
فتسل فيه ورد عارية
رِيَة َ الغَرَامِ إلى المُعِيرِ
وابتز اعمار الهموم
بطول اعمار السرور
فَلَغَيْرُ قَلْبِكَ مَنْ يُعَلِّـ
ـلُ هَمَّهُ نُطَفُ الخُمُورِ
لا تقنعن عند المطالب
لِبِ بِالقَلِيلِ مِنَ الكَثِيرِ
فَتَبَرُّضُ الأطْمَاعِ مِثْلُ
تبرض الثمد الجرور
هَذا أوَانُ تَطَاوُلِ الحَا
جَاتِ وَالأمَلِ القَصِيرِ
فانفح لنا من راحتيك
بلا القليل ولا النزور
لا تُحْوَجَنّ إلى العِصَا
وانت في الضرع الدرور
اثار شكرك في فمي
وسمات ودك في ضميري
وَقَصِيدَة ٍ عَذْرَاءَ مِثْـ
ـلِ تَألّقِ الرّوْضِ النّضِيرِ
فَرِحَتْ بِمَالِكِ رِقِّهَا
فرح الخميلة بالغدير
وَكَأنّهُ في رَصْفِهَا
جار الفرزدق أو جرير
وَكَأنّهُ في حُسْنِهَا
بَينَ الخَوَرْنَقِ وَالسّدِيرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَأيتُ المُنى نُهْزَة َ الثّائِرِ
رَأيتُ المُنى نُهْزَة َ الثّائِرِ
رقم القصيدة : 10020
-----------------------------------
رَأيتُ المُنى نُهْزَة َ الثّائِرِ
وَسَهْمَ العُلَى في يَدِ القَامِرِ
وَمَا عَدِمَ المَجْدَ مُسْتَأسِدٌ
يبل القنا بالدم المائر
ولو ضمن العز بعض الوكور
أغَارَتْ يَدَاهُ عَلى الطّائِرِ
وَإنْ وَلَجَ الضِّغْنُ أثْوَابَهُ
نَضَا لِبْدَة َ الأسَدِ الخادِرِ
يسفه في الروع فعل القنا
ويرضى عن المقضب الباتر
فَشَمّرْ لِمُظْلِمَة ٍ مَا تَزَا
تقبض من بطشه الناظر
وَرِدْ غَمْرَة َ العِزّ بَينَ الرّمَاحِ
واحجر على الماء في الحاجر
رَأيْتُكَ تَصْلَى بِحَرّ الطّعَا(1/244)
نِ، كما صَلِيَتْ شَحمة ُ الصّاهرِ
أبُثّكَ أنّي قَطَعْتُ الزّمَا
نَ أطْلُبُ عِزّيَ، أوْ ناصِرِي
فما ارتاح همي الى صاحب
وَلا نَامَ عَزْمي عَلى سَامِرِ
إذا قَيّدَ اللّيْلُ خَطْوَ المُنَى
مَشَى النّوْمُ في مُقْلَة ِ السّاهِرِ
وَإنّي أخِفُّ إلى المُسْمِعَا
تِ عَن خَطْرَة ِ الشّغَفِ الخاطِرِ
وَمَا ذاكَ جَهْلاً، وَلَكِنّهُ
نِزَاعُ الجَوَادِ إلى الصّافِرِ
ولولا القريض واشغاله
شَغَلْتُ بِغَيرِ المُنَى خاطِرِي
وَمَا الشِّعْرُ فَخرِي، وَلَكِنّهُ
اطول به همة الفاخر
أُنَزّهُهُ عَنْ لِقَاءِ الرّجَا
لِ وَأجْعَلُهُ تُحْفَة َ الزّائِرِ
فما يتهدّى اليه الملوك
الا من المثل السائر
واني وان كنت من اهله
لَتنْكِرُني حِرْفَة ُ الشّاعِرِ
وطوقني الدهر ثنيَ الزمام
فالان اهزأ بالزاجر
واني لالقى من النائبات
ملقى الاشاء من الآبر
او انس وحشي هذا البروق
قِ في مَوْطِنِ النَّعَمِ النّافِرِ
واصحب فيها رفاق السحاب
تنبو عن البلد العامر
لَعَلّيَ ألْقَى عِصِيّ النّوَى
تَأوُّبَ ذِي اللِّبَدِ الصّادِرِ
وكنت اذا منحتني الملوك
نَزَازاً مِنَ النّائِلِ الغَامِرِ
أبَيْتُ القَلِيلَ، وَلَكِنّني
رَدَدْتُ الرَّذاذَ عَلى المَاطِرِ
وماالفخر في ادب ناتج
يضاف الى مطلب عاقر
وكمْ قُمتُ في مَشهدٍ للخُطوبِ
قِيَاماً بَغِيضاً إلى الحَاضِرِ
أرُدّ النّوَائِبَ بِالمُوسَوِيّ
وَأُعْطي الرّغَائِبَ بالنّاصِرِي
ولولا الحسين عصبت الرجاء
واغضيت عن برقه النائر
واشمت بالقرب ايدي النوى
وَخَاطَرْتُ بالطّمَعِ العَائرِ
اذا هم باع الطلا بالظبي
وَكَفَّ المُعَاقِرَ بِالثّائِرِ
كَأنّ الظّلامَ إذا خَاضَهُ
تلثم بالقمر السافر
رأى المجد اعظم ما يقتنى
اذا السيف عق يد الشاهر
فطاعن حتى استباح الـ
حَ، إنّ الغَنِيمَة للظّافِرِ
رمى بالجياد صدور الركاب
بِ عَنْ قُدْرَة ِ الآمِلِ القَادِرِ
فقاد الجديل الى لاحق
وَأهْدَى الوَجِيهَ إلى دَاعِرِ
واصبح وهو وراء المطي(1/245)
يلعب بالاجرد الضامر
إذا مَشَقَ الخِفَّ فَوْقَ البِطَا
ح وقع فيهن بالحافر
يُوَقّعُ ألحَاظَهُ، وَالشّجَا
عُ يَلْحَظُ عَنْ نَاظِرٍ فَاتِرِ
إذا عَزّ عَنْ حِلْمِهِ أوّلٌ
فان الحمية في الاخر
فما انفرج الدهر عن مثله
إذا عَصَفَ الرّوْعُ بِالصّابِرِ
احدّ على الطعن من صارم
وَأصْفَحَ عَنْ زعلّة ِ العَاثِرِ
واجدر ان نابه نائب
برد الامور الى الآمر
أبَا أحْمَدٍ! ثَمَرَاتُ المَدِيـ
ـحِ تُحرَزُ عَن فَرْعِك النّاضِرِ
اذا العجز حط المعالي هجمت
ـتَ عَلى هَالَة ِ القَمَرِ البَاهِرِ
وما زلت تعدل في الغادرين
حتى انتصفت من الجائر
أتَتْكَ تُشَبّبُ لُبَّ الفَتَى
كما مزقت نفثة الساحر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَقْفٌ عَلى العَبَرَاتِ هَذا النّاظِرُ
وَقْفٌ عَلى العَبَرَاتِ هَذا النّاظِرُ
رقم القصيدة : 10021
-----------------------------------
وَقْفٌ عَلى العَبَرَاتِ هَذا النّاظِرُ
وَكَفَاهُ سُقْماً أنّهُ بِكِ سَاهِرُ
رُدّي عَلَيْهِ مَا نَضَا مِنْ لحظِهِ
خداك والغصن الوريق الناضر
فلأنت آمن ان يلومك عاذل
في فَرْطِ حُبٍّ، أوْ يَغُرَّكِ عَاذِرُ
هَذا الفِرَاقُ، وَأنْتِ أعْلَمُ بالهَوَى
فارعى فايام المحب غوادر
وانا الفداء لمن اباح حمى الهوى
فَغَدَتْ تَطَاهُ مَنَاسِمٌ، وَحَوَافِرُ
حوشيت ان القاك سارق لحظة
تلد الوفاء وام عهدك عاقر
وابى الهوى ما كدت اسلو في الكرى
إلاّ ارْتَقَى طَرْفي الخَيالُ الزّائِرُ
اليَوْمَ جَارَ البَيْنُ في أحْكَامِهِ
فكأن اسباب الوفاء جرائر
هَذِي الدّيَارُ لهَا بِمُنْعَرَجِ اللّوَى
قَفْراً، تَجَنّبَهَا الغَمَامُ البَاكِرُ
أرْضٌ أقُولُ بِهَا لِسَانِحَة ِ المَهَا:
انا ان عثرن لعاً وقلبي العاثر
قالَتْ وَقَد غَمرَتْ دُموعي وَجْنَتي:
لله ما فعل المحل الداثر
أغضَيتُ عن وَجهِ الحَبيبِ تَكَرُّماً
واريته ان الجفون كواسر
هَبْ لي وَحَسبي نَظرَة ٌ أرْنُو بِهَا(1/246)
فَمَقَرّهَا وَجْهُ الحُسَينِ الزّاهِرُ
فَلَثَمّ أبْلَجُ إنْ أهَلّ جَبِينُهُ
جمحت اليه خواطر ونواظر
قرب الغمام فعن قريب ينثني
فيبل مربعك العريض الماطر
ان حل بيدا فالخلاء محافل
او قاد خيلاً فالسروج منابر
يا ابنَ الأكَابِرِ لا أقَمْتَ بِمَشْهَدٍ
إلاّ وَذِكْرُكَ في المَكَارِمِ سَائِرُ
مَا سِرْتَ حَتّى سَارَ نَعْتُكَ أوّلاً
فسريت تتبعه وهمك آخر
نَفَثَتْ لكَ الأمطارُ في عُقَدِ الرُّبَى
فقصدتها ان الغمام لساحر
ذلل ركابك اين سرت كأنما
وَصّى المَطيَّ بِكَ الجَديلُ وَداعِرُ
مَا ضَرّ مَنْ شَرِبَ الحِمَامَ تكَرُّهاً
بِظُبَاكَ في رَوْعٍ، وَأنتَ تُعَاقِرُ
قُضُبَ الأعَادِي لا تَرُومي ضَرْبَهُ
أبَداً، فَأنْتِ لِمَا يَخُدّ مَسَابِرُ
سايَرْتُ أزْمَاني، فَلَمْ أبلُغْ مَدًى
حتى استقل بي الثناء السائر
وَصَحِبْتُ أيّامَ الهَوَى فَرَأيْتُهَا
سرحا حمته عواذل وعواذر
ورأيت اكبر ما رأيت متيماً
مُتَنَازِعَاهُ آمِرٌ، أوْ زَاجِرُ
فنَدِمتُ بَعدَ الحبّ كَيفَ أُطِيعُهُ
وَعَصَيْتُ عَزْمَاتي، وَهُنّ أوَامِرُ
ابكي على الايام وهي ضواحك
في وجه غيري وهو فيها حائر
لَوْ شَابَ طَرْفٌ شابَ أسوَدُ ناظرِي
من طُولِ ما أنا في الحَوَادثِ نَاظِرُ
او ان هذي الشمس تصبغ لمة
صبغت شواتي طول ما انا حاسر
او كان يأنس بالانيس اوابد
يَوْماً، لَزَمّ ليَ النّعَامُ النّافِرُ
مَا المَجْدُ إلاّ في السُّرَى ، وَالحَمْدُ إ
الا في القرى والمستغر الخاسر
وَغداً أُمَشّي العِيسَ بَينَ حَطِيطَة ٍ
ووديقة لم يغن فيها ماطر
تندى مناسمها دمى وشفاهها
تندى لغاماً والخفاف مشافر
يَخبِطْنَ أجوَازَ الصّفيحِ على الوَجَى
وَاللّيْلُ مُنْتَشِرُ القَوَادِمِ طَائِرُ
بينا يوسدنا الكرى اعضادها
حتّى قَذَفْنَ النّوْمَ، وَهْيَ نَوَافِرُ
خوص كان عيونها في هامها
قلبٌ بعدن عن الورود غوائر
واذا عبرن بماء واد جزنه
عجلاى يخدن كانهن صوادر(1/247)
وَإلَيكَ أنحَلَتِ الفَلا أخْفَافَهَا
تطوى بهن قبائل وعمائر
يَحْمِلْنَ رَكْباً مُغرَمِينَ، إذا سرَوْا
رُفِعَتْ لهُمْ تَحْتَ الظّلامِ عَقَائِرُ
نحلوا من البلوى نحول مطيهم
فَضَوَامِرٌ مِنْ فَوْقِهِنّ ضَوَامِرُ
فَأتَتْكَ لَوْ كَلَّفْتَ مَا كَلّفْتَها
نوب الزمان اتتك وهي زوافر
لله صبرك حيث تفترق الظبى
بين الهوادي والقنا متشاجر
واليومُ اسود لمة من ليله
سَتَرَتْكَ مِنْهُ ذَوَائِبٌ وَغَدائِرُ
في حَيْثُ سُدّ عَلى الطّيورِ مَجالُها
حتّى رَعى مَا في الوُكُورِ الطّائِرُ
لثمت خد الشمس منه بأسود
وَالنُّورُ يَشْهَدُ أنّ وَجْهَكَ سَافِرُ
يوم تود السمر ان صدورها
لِتَعُدّ مَا كَسَبَتْ يَداكَ، خَنَاصِرُ
وَالسّبْيُ تَعْصِفُ بِالجُيُوبِ أكُفُّها
في جَنْبِ ما عَصَفَتْ قَناً وَبَوَاتِرُ
فعلى النساء من الخروق يلامق
وعلى الرجال من النجيع مغافر
ولّوا وايديهم على هاماتهم
فكانما تلك الاكف معاجر
وَبَذَلْتَ أجْسَادَ الكُمَاة ِ لوَحْشَة ٍ
فَعَلِمْنَ أنّكَ أنْتَ فِيهِ الظّافِرُ
انى تعرس فالرياض مطافل
لسَوَامِ إبْلِكَ، وَالوُحوشُ جآذِرُ
واذا تسالم فالسموم صوارد
واذا تحارب فالنسيم هواجر
وَكأنّ رُمحَكَ حالِبٌ لِدَمِ الطُّلَى
وَكَأنّ سَيفَكَ في الجَماجمِ جَازِرُ
لو تعلم الافلاك انك والدي
لَمْ تَرْضَ أنّي للسّمَاءِ مُصَاهِرُ
وَبحَسْبِ جُودكَ أنّني لكَ مَادِحٌ
وَبحَسْبِ مَجدِي أنّني بِكَ فَاخِر
إنّ الّذِي حَلّتْهُ غُرُّ مَدائِحي
نَدْبٌ كَسَاهُ مَفَاخِرٌ وَمَآثِرُ
كثرت نعوت صفاته في مدحه
فكان مادحه المفوه سامر
كفل البقاء بنفسه فلو انقضى
ذا الدهر عاوده الزمان الغابر
واليوم كمن في صدره لك آمل
يعطى وكم في عجزه لك شاكر
أمُعَثِّرَ الأحْداثِ في أذْيَالِهَا
ناجاك مدحي والجدود عواثر
اني رضيتك في الزمان ممدحاً
وعلاك لا ترضى بأني شاعر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> من الظلم ان نتعاطى الخمارا
من الظلم ان نتعاطى الخمارا(1/248)
رقم القصيدة : 10022
-----------------------------------
من الظلم ان نتعاطى الخمارا
وَقَدْ سَلَبَتْنَا الهُمُومُ العُقَارَا
وفينا شآبيب صرف الزمان
تَرَّوَى مِرَاراً وَتَظْمَا مِرَارَا
تخيرني عفتي والغنى
وَمَنْ ليَ أنّي مَلَكْتُ الخِيَارَا
وَلَوْ أنّ لي رَغْبَة ً في النّوَا
لِ أجْمَمْتُهُ، وَاجتَديتُ البحارَا
وهون صولته انني
ارى العيش ثوب بلى ً مستعارا
فما اركب الخطب الا جليلا
وَلا أجْذُبُ الأمْرَ إلاّ اقْتِسَارَا
وكنت اذا ما استطال العدو
نثلت عليه القنا والشفارا
وكم لي الى الدهر من حاجة
ابل بها ذابلاً أو غرارا
تُجَرّ إلَيْهَا ذُيُولُ المُنَى
وَيَخْلَعُ فِيهَا الزّمَانُ العِذارَا
وَيَوْمٍ تَخَرّقْتَ فِيهِ السّيُوفَ
وَخُضْتَ إلَيْهِ الدّمَاءَ الغِزَارَا
اثرت العجاج عليه دخانا
واضرمت من مائر الطعن نارا
وعانقت من بيضه في النجيع
شقيقاً ومن سمره جلنارا
ولية خوف شعار الفتى
يُصَافِحُ بالسّمْعِ فِيهَا السّرَارَا
أبَحْنَا حِمَاهَا أكُفَّ المَطيّ
حتى انتهبنا الربى والجرارا
وَأرْضٍ مُقَنَّعَة ٍ بِالهَجِيـ
تنضو من الآل عنها خمارا
هَجَمْتَ عَلى جَوّهَا بِالرّمَاحِ
تبني من الطل فيها منارا
فما ارتعت من شعبات الحمام
وَلا خِفْتَ فِيهِ لأِمْرٍ خِطَارَا
وفللت من جنبات الخطوب
بعزم اذا جار دهر اجارا
ومما يحلل ذم الزمان
نِ إقْصَاؤهُ المَاجِدِينَ الخِيَارَا
أسَمْعي ذُؤابَة َ هَذا الأنَامِ
دُعَاءٌ يَجُرّ عَليّ الجِهَارَا
ثقا بالاله فان الزما
ن يعطي امانا ويمطي جذارا
وَلا عَجَبٌ أنْ يُعِيرَ الثّرَاءَ
فالمجد اكرم من ان يعارا
اذا سالم الموت نفسيكما
فَبَعْثَرَ للذّلّ فِيهِ وِجَارَا
اصابتكما نكبة فانجلت
ودهر يرد علينا العلاء
ءَ، أجدِرْ بهِ أنْ يَرُدّ الغُفَارَا
ألَمْ تَرَ يا مَنْ رَمَتْهُ الخُطُوبُ
يمينا تنازعه أو يسارا
وَمَنْ خَوّضَ الدّهْرُ مِنْ مَالِهِ
قَوَارِحَ أحْداثِهِ وَالمَهَارَى(1/249)
وَمَا أكَلَ الخَطْبُ مِنْ عِزّنَا
وكنا له سلعا أو مرارا
بنينا مصاد العلا مصمتا
عقدنا بباع الردى ذمة
فحل الذمام وفض الذمارا
وَنَحْنُ نُؤمّلُ أنّ الزّمَانَ
يَرُدّ الّذِي مِنْ عُلانَا استعارَا
ونملك اعناق احداثه
فنلبسها مسحلاً أو عذارا
وتجلو غمايمها عنكما
هموماً تظل القلوب الحرارا
وَيُعْطيكُمَا اللَّهُ نَفْسَ الحَسُو
رقاً مسلمة اواسارى
وَيَرْجِعُ شَانِيكُمَا شَاحِباً
ينفض عن منكبيه الغبارا
ومن قمر الدهر امواله
قضى جده ان يرد القمارا
وَحَسْبُكَ كَيْداً يُمِيتُ العَدُوّ
أنْ يَطْلُبَ الذُّلُّ مِنكَ الفِرَارَا
لئن جلتما فيمكر الزمان
فَبَوّاكُمَا مِنْ مَداهُ العِثَارَا
فَمَا يَقْرَعُ الجَهْلُ إلاّ الحَلِيمَ
ولا ينكث الخرق الا الوقارا
تفرق مالكما في العدى
وشخصكما واحدلا يمارا
وَلَمْ ألْقَ مُنْفَرِداً في الزّمَانِ
يُسَائِلُ عَنْ إلْفِهِ: أينَ سَارَا
سأنتظر الدهر ما دام لي
بوَعْدٍ وَأسْأرُ عِندِي انْتِظَارَا
لحَى اللَّهُ دَهْراً كَثِيرَ العَدُوّ
حَتّى الظّلامُ يُعَادِي النّهَارَا
تَصَفّحْتُ أوْجُهَ أبْنَائِهِ
فَلَمْ يَجِدِ اللّحْظُ فيهِمْ قَرَارَا
رأيت الصباح يذم المسا
ءَ ذَمّي، وَيَكْرَهُ مِنهُ الجِوَارَا
وَيَشْحَبُ فِيهِ عَلى أنّهُ
يبدل في كل يوم صدارا
فكونوا كما انا في النائبات
آبَى معَ القَدْحِ إلاّ استِعارَا
فَمَا غَرّني جُودُهُ بالثّرَاءِ
وما زادني منه الا نفارا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اما ذعرت بنا بقر الخدور
اما ذعرت بنا بقر الخدور
رقم القصيدة : 10023
-----------------------------------
اما ذعرت بنا بقر الخدور
وغزلان المنازل والقصور
عشية ما التفتن على رقيب
ولا استحيين من نظر الغيور
اما والله لو اطلقت شوقي
لفاض على الترائب والنحور
اكنت معنفي لما التقينا
على وطر من الدمن الدثور
نبل من الدموع على زفير
مراتع ذلك الظبي الغرير
وَقَدْ أظمَا الهَوَى مِنّا قُلُوباً(1/250)
كرعن من الصبابة في غدير
وللسير التدام في المطايا
وَللبَيْنِ احْتِدامٌ في الصّدُورِ
احين جذبتم الاوطان عنا
بِأعْنَاقِ المُخَطَّمَة ِ النَّفُورِ
وَجَدْنَ الشّجْوَ في نَغَمِ الأغاني
وَنَشْوَ الشّوْقِ في نُطَفِ الخُمورِ
بواقينا تتيم بالمواضي
وزئرنا يتيه على المزور
سقى الله البطاح وما تصدى
لنا بين الخورنق والسدير
وَآرَاماً برَامَة َ، كُلَّ غَيْثٍ
تَمَلّسَ مِنْ سَحَائِبِهِ مَطِيرِ
فَفِيهَا هَزّني أرَجُ الخُزَامَى
وَأعْداني عَلى نَارِ الهَجِيرِ
قبضت يد السحاب بفيض دمعي
وَأسْكَتُّ الحَمَايمَ بالزّفِيرِ
ركبت اليك اعجاز الليالي
أخُوضُ مِنَ المَسَاءِ إلى البُكُورِ
وَفِتْيَانٍ تَهُزُّهُمُ المَذاكي
بِأطْرَافِ الحَمَايِل وَالسّيُورِ
فَجِئْتُكَ رَاكِباً صَهَوَاتِ دَهْرٍ
كَثِيرِ وَقَائِعِ الجَدّ العَثُورِ
لحَى اللَّهُ امرأً يَنْضُو حُسَاماً
فيجبن وهو ملآن الضمير
اما في هذه الدنيا نجيب
يساعدني على حرب الدهور
فنشرب آجن الغدران فيها
اذا ماالذل حام على النمير
وَنَلْقَى أشْهبَ الأمْوَاهِ تَرْمي
برغبتنا الى شبه البحور
أبِيتُ، إذا المَطامِعُ أيْقَظَتْني
ألاحِظُهُنّ عَنْ طَرْفٍ كَسِيرِ
واملأ مقلتي من العوالي
إذا امتَلأتْ مَنَ العَلَقِ الغَزِيرِ
ويعجبني اطيط الرحل ترمي
أزِمّتُهُ السّهُولَ إلى الوُعُورِ
وَلا أرْضَى مُصَاحَبَة َ الهُوَيْنَا
الى طرق المطالب والشقور
وَيَصْحَبُني ذُؤالَة ُ مُسْتَرِيباً
يبشخصي في الاماعز كالخفير
لأنّي مَا تَحَيّفَني زَمَانٌ
فاحوجني الحسام الى نصير
ولا اقتضت الهواجر لثم خدي
فَماطَلَها لِثَامي عَنْ سُفُورِي
وكنت اذا توعدني قبيل
وَرَبّى الطّعْنَ في البِيضِ الذّكورِ
رَمَيتُهُمُ بِمُحتَبِلِ الأعَادِي
وقاطع حبوة الملك الخطير
كَأنّي لَمْ أشُقّ عَلى اللّيَالي
بحرب أو خصام أو مسير
ولا اضحكت سيفي في جهاد
يمزق عنه تعبيس الثغور
عَذِيرِي مِنْ بلادٍ ليسَ تَخلُو
سوائي من مليك أو امير(1/251)
تضن وقد ضننت فما ارى
مُثَلَّمَة َ الأشَاعِرِ وَالنّسُورِ
اذا ادنيت رجلي من ثراها
فزعت بها الى قتد البعير
ارى تلك الصلوة بها حلالاً
فما امتاحها ماء الطهور
وَكَيْفَ تَتِمّ في بَلَدٍ صَلاة ٌ
وجل بقاعه قبل الفجور
فَأعْرِفُ مَنْ أرَى غَيرَ النّظِيرِ
تُغَمِّضُ عن وُجوههمُ الدّرَارِي
وتسحب فيهم غرر البدور
عَلَتْ أصْوَاتُهُمْ صَوْتي، وَلكِنْ
صَهيلُ الخَيلِ يُطرِقُ للهَرِيرِ
مضوا الا بقايا سوف تمضي
وشر القوم شذ عن القبور
ومازالت جمام الماء تفنى
وَتُختَمُ مَدّة ُ الثَّمَدِ الجَرُورِ
وَنِكسٍ شَاطَرَتْهُ مِنَ اللّيَالي
يدعن شيمتي كرم وخير
فَأصْبَحَ لا يَرَى للمَالِ عِتْقاً
وتملك كفه رق البدور
مَضَاجِعَ هَامَة ِ القَمَرِ المُنِيرِ
صحبنا الدهر والايام بيض
وَنَحْنُ نَوَاضِرٌ سُودُ الشّعُورِ
فَلَمّا اسْوَدّتِ الدّنْيَا بَرَزْنَا
لها بيض الذوائب بالقتير
تَمِيلُ عَلى مَنَاكِبِنَا اللّيَالي
بِألْوَانِ الغَدَائِرِ وَالضُّفُورِ
وَنَرْسُبُ في مَصَائِبِهَا، وَنَطْفُو
لِغَيْرِ بَني أبِينَا بِالسّرُورِ
اذا لحظت عزائمنا التقينا
الى مقل من الايام حور
ترينا في جباه الاسد ذلا
وَفي حَدَقِ الأرَاقِمِ كَالفُتُورِ
أقُولُ لِنَاقَتي، وَاليَوْمُ يَمْلا
اناء البيد من ماء الحرور
وَقَدْ سَحَبَتْ ذَوَائِبَهَا ذُكاءٌ
عَلى قِمَمِ الجَنَادِلِ وَالصّخُورِ
كمَا قَطَنَ العَذارَى في الخُدورِ
تُعَاتِبُها المَرَاتِعُ في الفَيَافي
ويشكرها الكباث الى البرير
إذا بَابُ الحُسَينِ أضَافَ رَحْلي
اذم على المطي من المسير
فثم الغيث معقود النواصي
وليث الغاب محلول الزئير
أطَالَ العُشْبَ مِنَ سُرَرِ الرّوَابي
وحط الماء في قطع الصبير
سَمَاحٌ في جَوَانِبِهِ أبَاءٌ
كحُسنِ المَاءِ في السّيفِ الشّهِيرِ
فَتًى يَصْلَى بِأطْرَافِ المَوَاضِي
ونار الحرب طائشة السعير
ويمشق بالعوالي في الهوادي
وَطُرْسُ اليَوْمِ مُختَلِطُ السّطورِ(1/252)
يَرُدّ الشّمسَ مَطُروفاً سَنَاهَا
وَقَدْ حُجِبَتْ بأجْنِحَة ِ النّسُورِ
همام جر ارسان المعالي
إلَيْهِ، وَطَاسَ أطنَابَ الأُمُورِ
يُشَاوِرُ، وَهْوَ أعْلَمُ بِالقَضَايَا
فَيَسْبُقُ رَأيُهُ قَوْلَ المُشِيرِ
وَيُفرِغُ صَائِبَاتِ الرّأيِ فِيهَا
كافراغ النبال من الجفير
رمى بالنار في ثغر الدياجي
وادب شيمة الكلب العقور
لمزؤود تقاذفه المطايا
ويسنده الى ظهر حسير
عَلى ظَلْمَاءَ قَابِضَة ٍ إلَيْهِ
بلحظ المجتلي ويد المشير
تناعس نجمها عن كل سار
فَيَقْظٌ بَينَ رَاحِلَة ٍ وَكُورِ
متى القاك قائدها عرابا
تَهَادَى كَالعَذارَى حَالِيَاتٍ
مَعَاقِدُ حُزْمِهَا بَدَلُ الخصُورِ
فاسبح من دمائك في خلوق
وارفل من عجاجك في عبير
اذا ركضت بساحتك الليالي
فَلا زَالَتْ تَقاعَسُ في الشّهُورِ
وَإنْ طَالَتْ بهَا أيْدِي الأمَاني
فلا امتدت يد الوعد القصير
وَلا زَالَتْ رِمَاحُكَ مُطْلَقَاتٍ
تُرَدّدُهَا إلى الأجَلِ الأسِيرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بغير شفيع نال عفو المقادر
بغير شفيع نال عفو المقادر
رقم القصيدة : 10024
-----------------------------------
بغير شفيع نال عفو المقادر
أخُو الجَدّ لا مُسْتَنْصِراً بالمَعَاذِرِ
واعجب فعلا من قعودي على العلى
سُرَايَ بِأعْقَابِ الجُدُودِ العَوَاثِرِ
أُؤمّلُ مَا أبْقَى الزّمَانُ، وَإنّمَا
سوالفه معقودة بالغوابر
فخَلِّ رِقابَ العِيسِ يَجذِبُها السُّرَى
بامال قوم محصدات المرائر
فما التذ طعم السير الا بمنية
وان الاماني نعم زاد المسافر
ودون مدارات المطي على الوحي
مشاغبة الاشجان دون الضمائر
فلَيتَ قُلُوبَ العَاشِقِينَ إذا وَنَى
بها السير كانت في صدور الاباعر
ولله قلبي ما ارق على الهوى
واصبى الى لثم الخدود النواضر
يَحِنّ إلى ما تَضْمَنُ الخُمرُ وَالحِلَى
ويصدق عما في ضمان المآزر
ولما غدونا للوداع ونقرت
صروف النوى دون الخليط المجاور
عَنِيتُ مِنَ القَلْبِ العَفِيفِ بعاذِلٍ(1/253)
ومن خدع الشوق السفيه بعاذر
عشية لاعراس الوفاء بمرمل
لَدَيْنَا، وَلا أُمُّ الصّفَاءِ بِعَاقِرِ
ومن لم ينل اطماعه من حبيبه
رضي غير راض بالخيال المزاور
وَكُنْتُ أذُودُ الدّمْعَ إلاّ أقَلَّهُ
لسقيا حمى من بعد بينك داثر
وَإنّيَ لا أرْضَى ، إذا مَا تَحَمّلَتْ
إلَيْهِ مَرَابيعُ السّحَابِ المَوَاطِرِ
كليني الى ليل كان نجومه
تغازل طرفي عن عيون الجآذر
أمُرّ بِدارٍ مِنْكِ مَشجُوجَة ِ الثّرَى
بمجرى نسيم الآنسات الغرائر
تَمُرّ عَلَيْهَا الرّيحُ، وَهيَ كأنّهَا
تَلَفّتُ في أعْطَافِ تِلْكَ المَقَاصِرِ
ويشهق فيها بالاصايل والضحى
حيا كل عراض الشآبيب ماطر
وَيَسْتَنّ فِيهَا البَرْقُ حَتّى تَخالهُ
يَفيضُ بفَيضِ القطرِ في كلّ حاجِرِ
وَلمّا رَأيتُ اللّيلَ مُستَرِقَ الخَطَى
واطرافه تجلو وجوه التباشر
ارقت لاجفان الركائب هبة
بِألحَاظِ جَوّالِ العَزَائِمِ سَاهِرِ
رسيما به يعتل بالاعين الكرى
وينشق عن مكنونه كل ناظر
ببهماء يستغوي الحداة سرابها
عَلى ظَمَإٍ بَينَ الجَوَانِحِ ثَائِرِ
ويحبو بها الاعياس حتى كانها
تُنَصّ عَلى أخفَافِهَا بالكَرَاكِرِ
ومولى ادانيه على السخط والرضى
ويبعط عني والقنا في الحناجر
يهز عليَّ السوط والرمح دونه
وهز العوالي غير هز المخاصر
عطفت له صدر الاصم وتحته
عَوَاطِفُ أسْبَابِ الحُقودِ النّوَافِرِ
فخر وفيه للطعان مناظر
يطالعها طير الفلا بالمناسر
فَما ظَفِرَتْ من نَفسِهِ أُمِّ قَشْعَمٍ
بما ظفرت من جسمه ام عامر
وَرَكْبٍ تَفادَى النّوْمُ أنْ يَستَخِفّه
اذا ما الكرى القى يداً في المحاجر
وردت به بحبوحة الورد فانثنى
يُقَلِّصُ صَافي مَائِهِ في المَشَافِرِ
وغادر احشاء الغدير ضوامراً
من الماء في ظميء النواحي الضوامر
ورود خفيف الورد اول وارد
طروقاً الى ماء واول صادر
اذا هز اطراف الخليج رمت به الـ
ـمَوَارِدُ خِفّاً في وَجُوهِ المَصَادِرِ
وَكَانَ إذا مَا عَاقَهُ بُعْدُ مَطْلَبٍ(1/254)
يُضَعْضِعُ أعضَادَ المَطِيّ الزّوَافِرِ
تَمَرّسَ بِالأيّامِ حَتّى ألِفْنَهُ
وكر على احداثها والدوائر
واخطأ سهم القطر مقتل محله
فزم قسي العاديات الهوامر
فتى حين اكدت ارضه هجمت به
على لابنٍ من آل عدنان تامر
عَلى مَاجِدٍ لا يَسرَحُ اللَؤمُ عِندَهُ
وَلا تُدّرَى أفْعَالُهُ بِالمَنَاكِرِ
اذا راوح الرعيان ليلاً سوامه
فَقَدْ لَفّهَا جِنْحُ الظّلامِ بِعَاقِرِ
تَفَرّعْتُ حَتّى عَوّدَتْني رِمَاحُهُ
فعَوّدتُ مِنْ سُوءِ الظّنونِ سَرائِرِي
تشابه ايامي به فكأنما
أوَائِلُهَا مَمْزُوجَة ٌ بِالأوَاخِرِ
هُوَ الوَاهِبُ الألفِ الّتي لَوْ تَسومُها
قبيلاً، فَدَاهَا بِالجَدِيلِ وَداعِرِ
يَطُولُ إذا مَدّ الرُّدَيْنيَّ بَاعُهُ
و عانق اعناق الرجال المساعر
فيفري طريقاً للسبار كانما
لهَا ذِمّة ٌ في الطّعنِ، رِسْلُ المَسَابِرِ
تَعَلّقَ في ثِنْيِ العَرِينِ بِعَزْمَة ٍ
تذلل امطاء الليوث الخوادر
فَطَرّدَهَا حَتّى استَبَاحَ شُبُولَها
وما ضعضعته اسدها بالزماجر
يخف اليه الجيش حتى كأنه
يمد باعناق النعام النوافر
جَزَى اللَّهُ عَنْهُ الخَيلَ ما تَستَحقّهُ
اذا رقصت بالدراعين المغاور
وَخَبّتْ عَلى بَيْداءَ تَشْرَقُ مَاءَهَا
عنِ الرّكبِ في طَيّ العُيونِ الغَوَائِرِ
تَمُرّ عَلى المَعْزَاءِ خَفّاقَة َ الحَصَى
و تحثو بوجه الشمس ترب القراقر
وَتَستَرْعِفُ الآفَاقُ لَمْعَ صَفائِها
بمُغبَرّة ٍ تَمْحُو سُطُورَ الهَوَاجِرِ
حمى بيضة الاسلام بالحق فاحتمت
وَقَرّتْ بأعشاشِ الرّمَاحِ الشّوَاجِرِ
وَمِنْ قَبلُ ما كانَتْ تَقَلقَلُ خِيفَة ً
و ترقب في الايام وهصة كاسر
إذا عَبّقَتْ أخْلاقُهُ أرَجَ العُلَى
تضوع في الحيين كعب وعامر
و لما انجلت من جوزة الشرك فرصة
تَقَنّصَها وَالدّينُ دامي الأظَافِرِ
تَدارَكَها وَالرّمْحُ يَرْكَبُ رَأسَهُ
فيرعف من قطر الدماء القواطر
بطعن كولغ الذئب ان زعزع القنا
سَقَاهَا شَآبِيبَ الدّمَاءِ المَوَائرِ(1/255)
افاض على عدنان فضل وقاره
وَقَدْ مَسّهَا طَيشُ السّهامِ الغَوَائِرِ
فَبَوّأ أوْفاهُمْ يَداً قُلّة َ العُلَى
وَمَدّ بِأضْبَاعِ الرّجَالِ البَحَاتِرِ
اذا جنبوه للرهان اتوا به
جواداً يفدى شاؤه باليعافر
يغطي على اوضاحها بغباره
و يخرج سهلا من جنوب الاواعر
اذا ذكروه للخلافة لم تزل
تَطَلّعُ مِنْ شَوْقٍ رِقَابُ المَنَابِرِ
لعل زمانا يرتفي درجاتها
باروع من آل النبي عراعر
وَمَنْ لي بِيَوْمٍ أبْطَحيٍّ سُرُورُهُ
يُجَوِّلُ مَا بَينَ الصّفَا وَالمَشَاعِرِ
فها ان طوق الملك في عنق ماجد
وَإنّ حُسامَ الحَقّ في كَفّ شَاهِرِ
وَيَا رُبّ قَوْمٍ مَا استَعاضُوا لِذِلّة ٍ
شَهِيقَ العَوَالي مِنْ حَنِينِ المَزَامِرِ
كُؤوسُهُمُ أسْيَافُهُمْ وَخِضَابُهَا
إذا جَرّدُوهَا مِنْ دِمَاءِ المَعَاصِرِ
رَضَوْا بخَيالِ المَجدِ وَالشّخصُ عندَه
وَما قيمَة ُ الأعرَاضِ عِندَ الجَوَاهِرِ
هُمُ تَبِعُوهُ مُقْصِرِينَ، وَرُبّمَا
تَوَسّدَتِ الأظْلافُ وَقْعَ الحَوَافِرِ
إذا عَدّدُوا المَجدَالتّلِيدَ تَنَحّلُوا
عُلًى تَتَبَرّى مِنْ عُقُودِ الخَناصِرِ
حَرِيّونَ إلاّ أنْ تُهَزّ رِمَاحُهُمْ
ضنينون الا بالعلى والمفاخر
هُمُ انتَحَلُوا إرْثَ النّبيّ مُحَمّدٍ
ودبوا الى اولاده بالفواقر
وما زالت الشحناء بين ضلوعهم
تربي الاماني في حجور الاعاصر
إلى أنْ ثَنَوْهَا دَعْوَة ً أُمَوِيّة ً
زوتها عن الاظهار ايدي المقادر
وَلَوْ أنّ مِنْ آلِ النّبيّ مُقِيمَهَا
لَعَاجُوا عَلَيْهِ بالعُهُودِ الغَوَادِرِ
فما هرقوا في جمعها ريّ عامل
ولا قطعوا في عقدها شبع طائر
وَقَدْ مَلأُوا مِنْهَا الأكُفّ، وَأهلَها
فما ملئوا منها لحاظ النواظر
فَرَاشُوا لَهُمْ نَبلَ العَداوَة ِ بَعدَمَا
بروها وكانت قبل غير طوائر
شَهِدْتُ لَقَدْ أدّى الخِلافَة َ سَيفُهُ
إلى جَانِبٍ مِنْ عَقْوَة ِ الدّينِ عامِرِ
يفرّق ما بين الكؤوس وشربها
وَيَجْمَعُ مَا بَينَ الطُّلَى وَالبَوَاتِرِ(1/256)
فيرفع صدر السيف ان حط كاسه
ويمري دماء الهام ان لم يعاقر
وَيَنهَضُ مُشتَاقاً إلى مَصرَخِ القَنَا
فيَسحَبُ بُرْدَيْ فاسقِ السّيفِ مُع
َظَّمُ حَيٍّ مَا رَمَتْهُ هَجِيرَة ٌ
فقعقع في اعراضها بالهواجر
ولما طغت غيلان في عشق غيها
رماها من الكيد الوحي بساحر
رماهم من الرمح الطويل بحالب
ومن شفرة العضب الحسام بجازر
واضرم ناراً فاسترابوا بضؤها
وَمَا هيَ إلاّ للضّيُوفِ السّوَائِرِ
فلما تراخت في الضلال ظنونهم
تراخى فطارت ناره في العشائر
ولما اروه نفرة العار خافها
وَلَوْ نَفَرَتْ أرْمَاحُهُمْ لَمْ تُحاذِرِ
فارسلها شعواء تقدح نارها
عَلى جَنَبَاتِ الأمْعَزِ المُتَزَاوِرِ
شماطيط يجرون الحديد كانها
مَشَيْنَ عَلى مَوْجٍ من اليَمّ زَاخِرِ
عَلَيها مِنَ البِيضِ العَوَارِضِ فِتيَة ٌ
خضاب قناها من دماء المناحر
مَفَارِقُ لا يَعْلُو عَلَيها مُطَاوِلٌ
غَداة َ وَغًى ، إلاّ قِبَابُ المَغَافِرِ
فَجَاؤوكَ وَالخَيلُ العِتَاقُ طَلائِحٌ
تَضَاءلُ مِنْ عِبْءِ الرّماحِ العَوَاثِرِ
وَمَا حَرّكُوهَا للطّعَانِ، كأنّما
زجاج قناها علقت بالاشاعر
وجارت سهام الموت فيها وانما
دَلِيلُ المَنَايَا في السّهَامِ الجَوَائِرِ
وطأتهم بالاحقيات وطئة
تذلل خد الجانب المتصاغر
فازعجت داراً منهم مطمئنة
واخليتها من كل عاف وسامر
شَنَنْتَ بِهَا الغَارَاتِ حَتّى تُرَابُهَا
يثور على العادات من غير حافر
وَكُلُّ فَتَاة ٍ مِنْ نِزَارٍ تَرَكْتَهَا
تَرِيعُ إلى ظِلّ الرّبُوعِ الدّوَائِرِ
تُحَشّشُ في أذْيَالِهَا مُسْتَكِينَة ً
وَتَحْطِبُ ذُلاًّ في حِبَالِ الغَدَائِرِ
وَكُلُّ غُلامٍ مِنْهُمُ شَامَ سَيْفَهُ
رَأى فِيهِ وَجْهَ الحَقّ طَلْقَ المَناظِرِ
ولما امتطى ظهراً من الغي كاسياً
تَنَدّمَ أنْ أعْرَى ظُهُورَ البَصَائِرِ
جفته العلى فانسل من عقداتها
وما علقت اعطافه بالمآثر
وَلَوْ لَمْ تُمَسَّحْ بِالأمَانِ رُؤوسُهُم
بما انست هاماتهم بالغفائر(1/257)
تَفَرّتْ قُلُوبُ القَوْمِ حَتّى تهَتّكتْ
بما استترت فيه بنات السرائر
أبَا أحْمَدٍ ثِقْ بِالمَعَالي، فإنّهَا
اذا لم ترع بالبخل غير غوادر
فما مالك المدخور الا لطالب
ولا ربعك المعمور الا لزائر
وَلا تَطْلُبَا ثَارَ الرّمَاحِ، وَإنّمَا
دماء المعالي في رقاب الجرائر
جَلَوْتَ القَذى عَن مُقلَتيَّ فباشَرَتْ
صَنِيعَكَ أجْفَاني بِألحَاظِ شَاكِرِ
فان هز يوماً فرع ملكك حاسد
فان المعالي محكمات الاواصر
هُوَ العُودُ سَهْلٌ للسّمَاحِ جَنَاتُهُ
ولكن على الاعداء وعر المكاسر
اذم على الايام من كل حادث
وحاط جناب الدين من كل ذاعر
وَضَمّ شِفَاهَ الوَحشِ حَتّى ظَنَنْتُهُ
سَيَصْدَى صِقَالاً في نيوبِ القَساوِرِ
وما زال يسمو بالمعالي كانها
تَجُرُّ إلَيْهِ بِالنّجُومِ الزّوَاهِرِ
لَهُ سَابِقاتُ القَبْلِ في كُلّ أوّلٍ
مضَى ، وَبَقَاءُ البُعدِ في كلّ آخِرِ
ترفع في العلياء عن وصف مادح
ورفعت عن مدح الملوك خواطري
فما هو لولا ما اقول بسامع
وَلا أنَا لَوْلا مَا يَمُنّ بِشَاعِرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> شِيمي لحاظَكِ عَنّا ظَبيَة َ الخَمَرِ
شِيمي لحاظَكِ عَنّا ظَبيَة َ الخَمَرِ
رقم القصيدة : 10025
-----------------------------------
شِيمي لحاظَكِ عَنّا ظَبيَة َ الخَمَرِ
لَيسَ الصِّبا اليَوْمَ من شأني وَلا وَطَرِي
مات الغرام فما اصغى إلى طرب
وَلا أُرَبّي دُمُوعَ العَيْنِ للسّهَرِ
مَنْ يَعشَقُ العِزَّ لا يَعنُو لِغَانِيَة ٍ
في روتق الصفو ما يغني عن الكدر
شُغِلْتُ بالمَجْدِ عَمّا يُستَلَذّ بِهِ
و قائم الليل لا يلوي على السمر
طويت حبل زمان كنت انديه
إذا جَذَبْتُ بِهِ بَاعاً مِنَ العُمُرِ
لا يُبْعِدِ اللَّهُ مَنْ غَارَتْ رَكَائِبُهُم
وَأنجَدَ الشّوْقُ بَينَ القَلبِ وَالبَصَرِ
يا وقفة بوراء الليل اعهدها
كَانَتْ نَتيجَة َ صَبْرٍ عاقِرِ الوَطَرِ
وَالوَجْدُ يَغصِبُني قَلباً أضَنُّ بِهِ(1/258)
وَالدّمْعُ يَمنَعُ عَيني لَذّة َ النّظَرِ
طَرَقْتُهُمْ وَالمَطَايَا يُستَرَابُ بِهَا
وَاللّيْلُ يَرْمُقُني بِالأنْجُمِ الزُّهُرِ
اصانع الكلب ان يبدي عقيرته
وَالحَيُّ منّي، إذا أغفَوْا عَلى غَرَرِ
و في الخباء الذي هام الفؤاد به
نجلاء من اعين الغزلان والبقر
ابرزتها فتحاضرنا مباعدة
عن الخيام نعفي الخطو بالازر
ثم انثنيت ولم ادنس سوى عبق
عَلى جُنُوبي لِرَيّا بُرْدِها العَطِرِ
لا أغفَلَ المُزْنُ أرْضاً يَعقِلُونَ بِهَا
ولاطوى عنهم مستعذب المطر
جَرّ النّسِيمُ عَلى أعطَافِ دارِهِمُ
ذَيلاً، وَألبَسَها مِنْ رِقّة ِ السّحَرِ
وَما بُكائي عَلى إلْفٍ فُجِعتُ بِهِ
الا لكل فتى كالصارم الذكر
مَا حَارَبُوا الدّهْرَ إلاّ لانَ جَانِبُهُ
إنّ المُشَيَّعَ أوْلى النّاسِ بالظّفَرِ
يا للرجال دعاء لا يشار به
الا إلى غرض بالذل والحذر
ردوا الرحيل فان القلب مرتحل
وَسَافرُوا إنّ دَمعَ العَينِ في سَفَرِ
و يوم ضجت ثنايا بابل ومشت
بالخيل في خلع الاوضاح والغرر
قمنا نجلي وراء اللثم كل فتى
كَأنّ حِلْيَتَهُ في صَفحَة ِ القَمَرِ
إنّي لأمْنَحُ قَوْماً لا أزُورُهُمُ
مَجَّ القَنَا من دَمِ الأوْداجِ وَالثُّغَر
طَعناً كمَا صَبّحَ الغُدْرَانَ مُمتَحِنٌ
رمى فشتت شمل الماء بالحجر
و جاهل نال من عرضي بلا سبب
أمسَكْتُ عَنْهُ بلا عَيٍّ وَلا حَصَرِ
حمته عني المخازي ان اعاقبه
كَذاكَ تُحمَى لحُومُ الذَّوْدِ بالدَّبَرِ
و مهمته كشفار البيض مطرد
بالآلِ، عَارٍ مِنَ الأعلامِ وَالخَمَرِ
إذا تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمسُ أوْحَشَها
تولع المور بالانهار والغدر
غصصت تربته بالعيس مالكة
على النجاء رقاب الورد والصدر
اطوي البلاد إلى ما لا اذل به
مِنَ البِلادِ، وَمَا أطوِي على خَطَرِ
مَجَاهِلاً مَا أظُنّ الذّئبَ يَعرِفُهَا
وَلا مَشَى قَائِفٌ فِيهَا عَلى أثَرِ
ينسى بها اليقظ المقدام حاجته
وَيُصْبِحُ المَرْءُ فِيهَا مَيّتَ الخَبَرِ(1/259)
لا تَبْعَدَنّ أمَانيَّ الّتي نَشَزَتْ
على الزمان بايدي الا ينق الصعر
اليك لولاك ما لج البعاد بها
ترى المنازل بالادلاج والبكر
يا ابنَ النّبيّ مَقَالاً لا خَفَاءَ بِهِ
وَأحسَنُ القَوْلِ فينا قوْلُ مُخْتَصِرِ
رَأيتُ كَفّكَ مأوَى كلّ مَكْرُمَة ٍ
إذا تَوَاصَتْ أكُفُّ القَوْمِ بالعَسَرِ
لَطَابَ فَرْعُكَ، وَاهتَزّتْ أرَاكَتُهُ
في المَجْدِ، إنّ المَعالي أطْيَبُ الشّجَرِ
ما كلُّ نَسلِ الفَتى تَزْكُو مَغارِسُهُ
قد يفجع العود بالاوراق والثمر
إنّ الرّمَاحَ، وَإنْ طَالَتْ ذَوَائِبُهَا
من العدى تتواصى عنك بالقصر
تَسُلّ مِنكَ اللّيَالي سَيْفَ مَلحَمَة ٍ
يستنهض الموت بين البيض والسمر
مُشَيَّعُ الرّأيِ إنْ كَرّتْ أسِنّتُهُ
جَرُّ القَنَا بَينَ مُنآدٍ وَمُنأطِرِ
فاسلم اذا نكب المركوب راكبه
و استأسد الدهر بالاقدار والغير
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لكَ السّوَابِقُ وَالأوْضَاحُ وَالغُرَرُ
لكَ السّوَابِقُ وَالأوْضَاحُ وَالغُرَرُ
رقم القصيدة : 10026
-----------------------------------
لكَ السّوَابِقُ وَالأوْضَاحُ وَالغُرَرُ
و ناظر ما انطوى عن لحظه اثر
وَعَاطِفَاتٌ مِنَ البُقْيَا، إذا جُعِلتْ
محقرات من الاضغان تبثدر
إطْرَاقَة ٌ كَقُبُوعِ الصِّلّ يَتْبَعُهَا
عزم يسور فلا يبقي ولا يذر
و الليث لا ترهب الاقران طلعته
حتّى يُصَمِّمَ منهُ النّابُ وَالظُّفُرُ
انت المؤدب اخلاق السحاب اذا
ضَنّتْ بِدَرّتِهَا العَرّاصَة ُ الهُمُرُ
من بعدِ ما اصْطَفَقتْ فيها صَوَاعِقُها
وَشاغَبَ البَرْقَ في أطرَافِها المَطَرُ
وَالبالغُ الأمرِ جالَتْ دونَ مَبلَغِهِ
سمر القنا وامرت دونه المرر
والقازف النفس في حمراء ان خفيت
بالنّقْعِ نمّ عَلى ضَوْضَائِها الشّرَرُ
في جحفل لم تزل يهدي اوائله
مطالع من نجاد الارض منتظر
ان نال منك زمان في تصرفه
ملا لا يملكه من غيرك القدر
فالبِيضُ تَعلَقُ إنْ سَارَتْ مُهَجِّرَة ً(1/260)
مِنَ الشّحوبِ بِما لا تَعلَقُ السُّمُرُ
مَا ناهَضَ الرّحلَة َ الخَرْقاءَ مُعتَقِلاً
بالحَزْمِ مَنْ فَلّ مِنْ آرَائِهِ السّفَرُ
فاسلب مراح المطايا من مناسمها
مزامل النجم والاظلام معتكر
وَجُبّ بَينَ فُرُوجِ اللّيلِ أسنِمَة ً
ما استاف اخفافها اين ولا ضجر
خرس البغام ترد الصوت كاظمة
وقد تصاعد من اعناقها الجرر
كَمْ حَاجَة ٍ بِمَكَانِ النّجْمِ قرّبها
طول التعرض والروحات والبكر
أسَالَ في اللّيْلِ إفْرِنْدَ الصّبَاحِ بنَا
سير تساقد من ادمانه الازر
وَمَشهَدٍ مِثلِ حَدّ السّيفِ مُنصَلِتٍ
تزل عن غربة الالباب والفكر
طَعَنْتَ بِالحُجَة ِ الغَرّاءِ ثَغْرَتَهُ
وَرُمْحُ غَيرِكَ فيهِ العَيُّ وَالحَصَرُ
وقسطل شرقت شمس النهار به
فاسفر النقع والآفاق تعتجر
تسلطت فيه اطراف الظبي ودنت
عَوَامِلُ السُّمرِ فارْتابَتْ بهَا الثُّغَرُ
فَوّقْتَ فِيهِ سِهَاماً غَيرَ طَائِشَة ٍ
في حيثُ يَرْمَحُ صَدرَ المَعجِسِ الوَتَرُ
فما استخفك من حمل النهى خرق
ولا استكفك عن طعن العدى خفر
وما نظرت الى الايام معتبرا
إلاّ وَأعطاكَ كَنزَ العِبرَة ِ النّظَرُ
ونعم قادح زند انت في ظلم
لا يوقد النار فيها المرخ والعشر
بذِكْرِ جُودِكَ يُستَسقَى المُحولُ إذا
لم يله فيها نساء الحلة السمر
لمّا جَرَيتَ جَرَتْ خَيلٌ سَوَاسِيَة ٌ
وَلّتْ وَخَافَ عَلى أنْفَاسِهَا البَهَرُ
ان البهيم اذا مسحت جبهته
فالحكمُ أنْ تُلطمَ الأوْضَاحُ وَالغُرَرُ
قارَعْتَ دَهرَكَ حَتّى لاحَ مَقتَلُهُ
ما استقبح الروع حتى استحسن الظفر
الان نعم مقيل التاج لمته
وَنِعْمَ مَغْنَى العُلَى أيّامُهُ الزُّهُرُ
تَطِيشُ أمْوَالُهُ وَالبَذْلُ يَطْلُبُهَا
ما وفر المال عن اعراضه وقر
مُشَيَّعٌ هَذّبَ الأرْماحَ مُذْ فَطَنَتْ
الى طعان الاعادي والردى غمر
يَسْرِي مِنَ الكَيدِ جَيشاً لا غُبارَ لهُ
ولا طلائع تهديه ولا نذر
كَمْ باتَ في لهَوَاتِ اللّيلِ تَعْرُكُهُ(1/261)
ما بين اكوارها المهرية الصعر
والخيل تقدح من ارساغها شرراً
أمسَى يُعَثِّنُ مِنهُ التُّرْبُ وَالمَدَرُ
رد السيوف فمغلول ومنثلم
على الرماح ومنآد ومنأطر
اذا اشاح بنصل في انامله
قَامَتْ تُعَانِقُهُ الهَاماتُ وَالقَصَرُ
نصل تمطى المنايا في مضاربه
إذا المُعَزِّرُ أثْنَى نَصْلَهُ الخَوَرُ
عَارٍ، يُصَافِحُ أعنَاقَ الرّجالِ بِهِ
يَوْمَ النّزَالِ، وَمَا في بَاعِهِ قِصَرُ
إذا الوُفُودُ دَعَتْ للضّرْبِ شَفرَتَهُ
أطَاعَ فاحتَشَمَتْ من ضِيقِهِ العَكَرُ
سئلت عن وجهه الظلماء مقمرة
عَنْهُ، وَهَلْ يُتَمارَى أنّهُ القَمَرُ
نفسي فداء اخ لم يقذ صحبته
اذ كل صافية في مائها كدر
مَا حَانَ مِنّا لغَيرِ العِزّ مُضْطَرَبٌ
ولا اطبانا الى غير العلى وطر
أأعذُرُ الدّهرَ إذْ جارَتْ حُكُومَتُهُ
إذاً فَفُسّقَ عُذْرِي حينَ أعْتَذِرُ
عِنْدَ ابنِ خَيرِ أبٍ حَامَتْ أنَامِلُهُ
على القنا ومشت في كفه البتر
وَرُبّ قَوْلٍ مَرِيضٍ قَدْ سَهِرْتُ لَه
افضى اليَّ به عن لفظك الخبر
مالي تسفه اشعاري الذي شهدت
اني ببعض فخار منك افتخر
يا ابنَ الذين تَبَارَى في نِدائِهِمُ
أصْوَاتُنَا، إنْ عَرَتْ أوْطانَنَا الغِيَرُ
اذا كررنا حديثا منهم اعترضت
تَجْلُو قَديمَهُمُ الآيَاتُ وَالسُّوَرُ
وَكَمْ عَدُوٍّ، إذا شَاغَبْتَ دَوْلَتَهُ
يَزْوَرّ عَنْ طَاعَتَيْهِ السّمعُ وَالبَصَرُ
قَدْ كانَ مُلكُكَ خَلفَ العزّ يرْضَعُهُ
حتى عصاك فخانت رشفه الدرر
كَمْ حاطِبٍ خانَهُ حَبلٌ، فأقعَصَهُ
ذُلاًّ، وَشَرُّ الحِبَالِ الحَيّة ُ الذّكَرُ
وَمَجِلسٍ ما أظُنّ الهَمَّ يَعْرِفُهُ
تَرَاكَضَتْ في حَوَاشِي رَوْضِهِ الغُدُرُ
مَاءٌ كَجِيدِ الفَتَاة ِ الرُّودِ قَابِضَة ً
من الحلي على اثنائه الزهر
ضمخت بالراح اثواب الكؤوس كما
فض النسيم على اعطافه السحر
متيم بالعلى والمجد يألفه
وما مشى في نواحي خده الشعر
والماء يخبرنا عن ورده الصدر
اعدى على الشهد فيه الصاب والصبر(1/262)
حياك بالعذر في عذراء قد خرقت
عنها الحجاب وما اقتضت لها عذر
ومع قبولك لا يغلو لها مهر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ
لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ
رقم القصيدة : 10027
-----------------------------------
لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ
وَقَارَعْتُ بالنّصْلِ قَبلَ الغِرَارِ
واسد اذا شعرت بالحمام
رَأتْ عَيشَها خَلفَ ذاكَ الشّعَارِ
طوال الخدود قصار الحقود
رواء الشفاء ظماء المهار
وَمُنْتَجِعِينَ دِيَارَ العَدُوّ
في كل مصطرم ذي اوار
بسمر مثقفة للطعان
وجرد مسومة للغوار
و يوم ختمنا عليه الردى
وقد فض عنه ختام الذمار
تَصِيدُ قُلُوبَ الأعَادِي بِهِ
صدور القنا وهي هيم ضوار
اذا ستر النقع اثارها
هَتَكْنَ الضّمائِرَ عَنْ كُلّ ثَارِ
قُلُوبُهُمُ بِذُيُولِ الحِمَامِ
وقع اطرافها في عثار
وَتَجْهَرُ بالمَوْتِ أرْوَاحُهُمْ
وَسُمْرُ القَنَا مَعَهَا في سِرَارِ
وَقَدْ وَرَدُوا بِصُدُورِ الرّمَاحِ
كما صدروا بصدور الشفار
كسونا قنانا ثياب الدما
وَنحنُ مِنَ العَارِ فيها عَوَارِ
لقد كنت اسحب برد الشماس
لا يرفع العذل مرخى ازاري
فَأصْبَحْتُ قَبْلَ نُزُولِ العِذَارِ
مُعْتَرِفاً، صَابِراً للعِذَارِ
ألاَ رُبّ صَبٍّ بِحُبّ العُلَى
وليد المطايا رضيع السفار
بَعِيدِ المَعَالي، قَرِيبِ العَوَالي
صَدِيقِ الأيَادي، عَدُوِّ النُّضَارِ
غرار التصابي بايدي العقار
يمزق بالعيس جيب الدجى
ويهتك بالخيل صدر النهار
إذا غَاضَ مَاءُ النّدى أسْبَلَتْ
يداه بماء من الجود جار
إذا مَا رَعَتْ في رُبَى جُودِهِ
هزال الاماني غدت كالشبار
وَكَمْ نَدِيَتْ مِنَ نَداهُ المُنَى
ندا سمره بالنجيع الممار
ومن كن يهوين خلف الرجاء
فأمسَينَ مِنْ جُودِهِ في قَرَارِ
كمَا قَدّ قَلْبُكَ يا ابنَ الحُسَيْنِ
من شوقه وعيون الفخار
بمولد غراء اعطيتها
بدوّ الاهلة بعد السرار(1/263)
أغَارَتْ عَلى الحُسْنِ أسْبَابُهَا
فاسبابه عندها في اسار
وَلا عَجَبٌ أنْ تَرَى مِثْلَهَا
وزندك في كرم العرق وارى
نثرن عليها سواد القلوب
وكان الهنا في خلال النثار
وَلَوْ أنْصَفَ الدّهْرُ لمْ نَقْتَنِعْ
بغير قلوب النجوم الدراري
هَنَاكَ بهَا اللَّهُ مَا غَرّدَتْ
صدور القنا في اعالي نزار
واحيا بها لك ميت العلى
وَأرْدَى بِهَا كُلَّ عَابٍ وَعَارِ
وَذَلّتْ عَمَائِمُ قَوْمٍ بِهَا
كَمَا أنّهَا شَرَفٌ للخِمَارِ
فحسبك فخر بهذا المديح
وان غاض في المدح ماء افتخاري
يَزُورُكَ بَينَ قُلُوبِ العَداة ِ
فَيَقْطَعُهَا في اتّصَالِ المَزَارِ
غَدَتْ كفُّ مَجدِكَ من مَدحَتي
تجول معاصمها في سوار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جَرّبتُ آلَ الغُوْثِ ثُمّ تَرَكتُهمْ
جَرّبتُ آلَ الغُوْثِ ثُمّ تَرَكتُهمْ
رقم القصيدة : 10028
-----------------------------------
جَرّبتُ آلَ الغُوْثِ ثُمّ تَرَكتُهمْ
متخيراً والجار قبل الدار
السابقين الى مناخ مطيتي
لمّا تَدافَعَتِ العَرِيبُ جِوَارِي
وَالضّارِبِينَ عَليّ بَيْتَ زِمَامَة ٍ
خسأ العدو فما يطيق ضراري
أعظَمتُمُ حَسَبي، وَلمّا تَحفِلُوا
مارث من سلبي ولا اطماري
وعرفتموا مني مخيلة سؤدد
خفيت وراء ملابس الاقتار
كَيْفَ اعترَافي للزّمَانِ وَرَيْبِهِ
فِعْلَ الذّليلِ، وَأنْتُمُ أنصَارِي
أجمَمتُمُ في الصّبحِ رَاعي هَجمتي
وَكَفَيْتُمُ باللّيلِ مُوقِدَ نَارِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَقِيدَ العُلى لا زِلْتَ تَستَعبِدُ العُلى
عَقِيدَ العُلى لا زِلْتَ تَستَعبِدُ العُلى
رقم القصيدة : 10029
-----------------------------------
عَقِيدَ العُلى لا زِلْتَ تَستَعبِدُ العُلى
وتعتق منها رق كل اسير
لَئِنْ خَفّ من ضَافي رِدائِكَ عاتِقي
فودك يخطو في رداء قتيري
ستعلم ان الثوب يدثر رسمه
وَرَسْمُ الهَوَى في القَلْبِ غَيرُ دَثُورِ
فلا تشمتن الحاسدين فسرهم(1/264)
يَشِفّ لِظَنّي مِنْ وَرَاءِ أُمُورِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لاي صنائعه اشكر
لاي صنائعه اشكر
رقم القصيدة : 10030
-----------------------------------
لاي صنائعه اشكر
وفي اي اخلاقه انظر
فتى طانب المجد في بيته
هو السيف والعارض الممطر
فَتًى ، كالحُسَامِ وَصَوْبِ الغَمَامِ
ذا يستهل وذا يمطر
اذا ازدحمت فيه الحاظنا
وقد ضم اعطافه المحضر
ترى ان جلبابه لامة
من البأس أو تاجه مغفر
واجريت شكري الى شاؤه
فَجَاءَ، وَأنْفَاسُهُ تَزْفِرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سانزل حاجاتي اذا طال حبسها
سانزل حاجاتي اذا طال حبسها
رقم القصيدة : 10031
-----------------------------------
سانزل حاجاتي اذا طال حبسها
بِأبْوَابِ نُوّامٍ عَنِ الحَمْدِ وَالأجْرِ
باروع مصبوب على قالب الحيا
وابيض مطبوع على سكة البدر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
رقم القصيدة : 10032
-----------------------------------
يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
رَكْزُ الذّوَابِلِ في ظِلالِ الضُّمّر
ومناخ كل مطية معقولة
ومجال كل مناقل متمطر
وتطرح الركب الطلاح على النقا
يهفون بين مزمل ومعفر
رفعت لعين الناظر المتنور
وَاللّيْلُ مِثْلُ الوَاقِفِ المُتَحَيّرِ
نَارٌ كَأطْرَافِ البُزُوقِ تَشُبّهَا
بمطالع البيداء ايدي معشر
كم نفرت من شجو قلب نافر
واستمطرت من دمع عين ممطر
لله اية ساعة حضر الاسى
فيها فغيب في القلوب الحضر
أجنَت بهَا غُدْرَ الوَفَاءِ فلَمْ تَغِضْ
والغدر طامي الماء غير مكدر
وَفَوَارِسٍ رَكِبُوا النِّجاءَ، وَأدْلجوا
من موغل خلف المنى ومغرر
مروا يجرون الرماح لغارة
وَالطّالِعَاتُ عَنِ الدُّجَى لَمْ تُجرَرِ
فكأنما الجرباء لمة احلس
وَلَهَا المَجَرّة ُ مَفرِقٌ لَمْ يُسْتَرِ
افشي حنين ركابهم سر السرى
لغباً فاضمر في نزائع ضمر
نَحَرُوا بِهَا نَحْرَ الفَلاة ِ، وَقَلّبُوا(1/265)
قلب الظلام على ذميل مسعر
والعيس تلطم خد كل مفازة
وتريق ما ابقى المزاد وتمتري
وَلَرُبّ مُنْذَلِقٍ تَمَنْطَقَ سَيفَه
بنجيع كل ممنطق ومسور
ومسود بالغدر وجه وفائه
عصفرته بشبا الوشيج الاسمر
فشفيت غل النفس من حوبائه
نهلا يعل من الدم المتمنجر
خلع الحياة جناته وصوارمي
خلعت عليه يلمقاً لم يزرر
وَلَقَدْ رَمَيتُ ضَميرَهُ مِنْ خَشيَتي
باحد من طرف السنان واعقر
ولرب روع رعته بفوارس
قَلَبُوا صُدورَ رِماحِهِمْ للأظْهُرِ
فكَدَرْتُ تحتَ النّقعِ، من جَبَهاتهِم
مثلَ النّجومِ عَلى العَجَاجِ الأكْدَرِ
وَهُمُ الأُلى رَبّتْ لَهُمْ أحسَابُهُمْ
وَلَدَ المَعَالي في حُجُورِ الأعصُرِ
مِنْ كُلّ أبْلَجَ مُذْ تَلَثّمَ وَجهُهُ
بالنّفْعِ في طَلَبِ العُلَى لمْ يُسفِرِ
ما زَالَ يَخطِرُ في غَمامَة ِ قَسطَلٍ
بَينَ العَوَالي، أوْ قَميصِ سَنَوَّرِ
لا يَتّقي الشّمسَ، الظّهائرَ، إنْ سرَى
إلاّ بظِلّ قَناً وَعَارِضِ عِثْيَرِ
في مَعْرَكٍ سَحَبَ العَجاجُ ذَوَائِباً
سُوداً بِهِ، فَوْقَ النّجيعِ الأحْمَرِ
افل السنان عن الطعان كأنه
فَكَأنّ كُلّ حَشًى رِبَابَة ُ مَيسِرِ
عثرت بارياش القشاعم شمسه
والطعن في هبواته لم يعثر
نثرت على بيض الكماة دراهاً
فَنُثِرْنَ ضَرْباً، وَهيَ لَمْ تتنَثّرِ
لم تشعر الهامات عند نثارها
بقرارها فكأنها لم تنثر
يجرون وهي مقيمة لكنها
خطارة من مغفر في مغفر
من مبلغ عني القبائل انني
مُتَوَطّنٌ عُنقَ العَلاءِ بِمَفْخَرِ
اشرعت ضم الجود مشرع تالدي
فامتَاحَهمْ، وَطِلاحُهمْ لم تَصْدُرِ
جَاءَتْ كمَا جَاءَ الشّهابُ مُضِيئَة ً
تجلو الاسى عن قلب كل مفكر
من خاطر خطرت به همم العلى
وَالشِّعْرُ بَعْدُ بِقَلْبِهِ لمْ يَخْطُرِ
نائي الخَنا، داني النُّهَى ، صَافي السَّدى
ضَافي العَطَايَا، وَالعُلَى وَالمَفْخَرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أما لو لم تعاقره العقار
أما لو لم تعاقره العقار
رقم القصيدة : 10033(1/266)
-----------------------------------
أما لو لم تعاقره العقار
عقار الشوق مازجه الوقار
وقفنا نغصب الأجفان ماءً
لَهُ مِنْ نَارِ أضْلُعِنَا انْتِصَارُ
فَكَمْ مِنْ نَشْوَة ٍ للشّوْقِ تَهفُو
بِصَبْرٍ مَسّهُ مِنْهَا خُمَارُ
سقى دور السحاب صدى ربوع
بما يظمى اليهن المزار
وجاذبها فضول المحل عنها
بِأيْمانٍ مِنَ الخِصْبِ القِطَارُ
ليالي يوقظ التذكار شوقي
وَهَجْعَة ُ سَلْوَتي فِيهَا غِرَارُ
ألا إنّ الزّمَانَ قَضَى عَلَيْنَا
باحداث لنا فيها اعتبار
اذا ما الخطب ضللنا دجاه
انارت من تحاربنا منار
نَصُدّ عَنِ الحَيَا، وَالجَوُّ مَاءٌ
وَنَسْتَلِمُ الثّرَى ، وَالأرْضُ نَارُ
سَرَيْنَا في ضَمِيرِ البِيدِ حَتّى
تَرَكْنَاهَا، وَنَحْنُ لَهَا شِعَارُ
أيَا للمَجْدِ مِنْ قَوْمٍ لِئَامٍ
ألاَ حُرٌّ عَلى عِرْضٍ يَغَارُ
فاشجعهم اذا فزعوا جبان
واذكاهم اذا نطقوا حمار
لَبُونُكُمُ تَدُرّ لأبْعَدِيكُمْ
وَعِنْدِي الذِّينُ مِنهَا وَالنّفَارُ
لغيري ضوء ناركم وعندي
دواخنها السواطع والاوار
وَجُرْدٍ قَدْ لَبِسْنَ ثيَابَ لَيْلٍ
ضوامر في اياطلها اقورار
بركب ترعد الظلماء منهم
فَيَستُرُهَا مِنَ الجَزَعِ النّهَارُ
يهلل نسج ثوب من عجاج
تَشُفّ وَرَاءَ طُرّتِهِ الشّفَارُ
سَتَرْنَ الجَوّ بالقَسطَالِ حَتّى
كَأنّ البَدْرَ أضْمَرَهُ السِّرَارُ
ويوم سلطت فيه العوالي
على الارواح واخترم الذمار
نعانق فيه ابكار المنايا
وهن لغير انفسنا ظوار
وَقَدْ حَجَزَ العَجاجُ، فَلا نجَاءٌ
وقد ضاق المجلل فلا قرار
وَمِلْنَا بِالجِيَادِ عَلى وَجَاهَا
وَقَدْ دَميَ الشّكَائِمُ وَالعِذَارُ
وَقَدْ وَسَمَتْ حَوَافِرُهَا كؤوساً
ومن علق الدماء لها عقار
واجرى الضرب في الاحشاء غدراً
تبرض مائها الاسل الحرار
ضربن لنا النسور رواق ظل
تَلُوذُ بِحَقْوَة ِ القُبّ المِهَارُ
تحل الهام فيه بالمواضي
وفي الاعناق حبل ردى مغار
تخوض ترائكا منها لجينا
وتصدر وهي من علق نضار(1/267)
بِضَرْبٍ يَنْثُرُ الشّفَرَاتِ، حتّى
لها في كل جانحة غرار
بكل فتى يزل العار عنه
إذا مَا هَزّ ضَبْعَيْهِ الفَخَارُ
حُسَامٌ لا يَضِبّ عَلَيْهِ غِمْدٌ
وليث لا يطل عليه زار
تَألّفُ حَدَّ صَارِمِهِ المَنَايَا
وَفيهَا عَنْ حُشَاشَتِهِ ازْوِرَارُ
يُجَرِّدُ مِعْصَماً مِنْ صَدْرِ رُمْحٍ
وَيَرْجِعُ، وَالفُؤادُ لَهُ سِوَارُ
وَسُمْرِ الخَطّ تَعْثُرُ بِالهَوَادِي
فيجذبها الى المهج العثار
وكم من طعنة في رحب صدر
يجوز بها الى القلب الصدار
فَلَوْلا أنّهَا فَهَقَتْ نَجِيعاً
تخرقها لوسعتها الغبار
وقد جثم الردى في كل سهم
لَهُ في كُلّ حَيزُومٍ مَطَارُ
اذا اختارت بنو قيس نزالي
رجعت وللردى فيها الخيار
برمح طرفه يزداد لحظاً
إذا مَا غَضّ مِنْهُ دَمٌ مُمَارُ
صَمُوتٌ بَينَ أطْرَافِ العَوَالي
وَفي طَعْنِ القُلُوبِ لَهُ خُوَارُ
اذا سالت عواليه بحتف
فليس لها سوى قبلب قرار
يصد حسامهم عن ماء قلبي
واعلم ان غربيه حرار
وَيَنكُصُ رُمحُهُمْ في الطّعنِ حتّى
كأن كعوبه عني قصار
عقاب النصر تحتهم مهيض
وَنَسْرُ المَوْتِ فَوْقَهُمُ مُطَارُ
لَقَدْ أضْحَكْتُ عَنّي آلَ فِهرٍ
بارماح بكت فيها نزار
هُمُ شُهبٌ، إذا اتّقَدُوا لحَرْبٍ
فخِرْصَانُ الرّمَاحِ لهَا شِرَارُ
اذا وقفت قناهم عن طعان
فليس لها سوى الموت انتظار
إذا اطّرَدَتْ أكُفُّهُمُ بِجُودٍ
اسرت مائها السحب الغزار
بهِمْ ألِفَ الضّرَائِبَ حَدُّ سَيفي
وشجعني على الطلب الخطار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَدْ زَيّلَتْ عَظيمَة ٌ، فشَمّرِي
قَدْ زَيّلَتْ عَظيمَة ٌ، فشَمّرِي
رقم القصيدة : 10034
-----------------------------------
قَدْ زَيّلَتْ عَظيمَة ٌ، فشَمّرِي
وَارْضَيْ بما جَرّ القَضَاءُ وَاصْبرِي
يا نَفْسِ قَدْ عَنّ المُرَادُ، فخُذي
إنْ كُنتِ يَوْماً تأخُذينَ أوْ ذَرِي
نُهْزَة ُ مَجْدٍ كُنتُ في طِلابِهَا
لمثلها ينصف ساقي مئزري
عشرون اعجزن الصبا وجزن بي(1/268)
غاياته وما قضين وطري
فكيف بالعيش الرطيب بعدما
حَطّ المَشِيبُ رحلَهُ في شَعَرِي
سواد رأس ام سواد ناظر
فانه مذ زال اقذى بصري
ما كان اضوى ذلك الليل على
سواد عطفيه ولما يقمر
عمر الفتى شبابه وانما
آونة الشيب انقضاء العمر
الا صديق في الزمان ماجد
اشكو اليه عجزي ويجري
بعتق من رق الهوان عاتقاً
عَجّ مِنْ الضّيمِ عَجيجَ المُوقَرِ
حسبي من رعي الهشيم المجتوى
حسبي من ورد الاجاج الكدر
فما ارى الا سواماً هملاً
او صوراً مذمومة مالصور
ما انا الا النصل مغموداً ولو
جردني الروع لبان جوهري
لا بُدّ أنْ يَظْهَرَ مَعْرُوفي فَقَدْ
طَالَ عَلى مَرّ الزّمَانِ مُنكَرِي
لا بُدّ أنْ أصْدُرَ بَعدَ مَوْرِدِي
فَرُبّ قَوْمٍ يَرْقُبُونَ صَدَرِي
لا بُدّ أنْ أُشْعِرَ وَجْهي جُرْأة ً
حَوَامِلاً إلى العِدَى خَطّيّة ً
لا بُدّ أنْ أحْمِلَ أبْنَاءَ الوَغَى
على خفاف في الطراد ضمر
يطلع للناظر هادي نقعها
طلوع قيدوم السحاب الاغبر
حواملاً الى العدجى خطية
تُعِيرُ طَرْفَ البَطَلِ المُقَطَّرِ
مِنْ كُلّ أظْمَى نَاهِلٍ سِنَانُهُ
او حسن الاثر قبيح الاثر
يَنْطَحْنَ بِالأقْرَانِ بَينَ مُعْلَمٍ
بالدّمِ، أوْ مُعَلَّمٍ بِالعِثْيَرِ
كُلُّ جريّ القَلْبِ في مُقتَحَمٍ
للرّوْعِ، مَغْرُورٍ بِهِ مُغَرِّرِ
عمائم من التريك وضح
على جلابيب من السنور
كأنما فوق قطا جيادها
أُسُودُ خَفّانٍ وَجِنُّ عَبْقَرِ
من كل ممشوق يجاري ظله
كالطائر الزائف في التمطر
مروع من حوله وكأنه
صال يقي البرد نوازي الشرر
دونَكَ فانظُرْني، فإنْ جَهِلتَني
فَرُبَمَا دَلّ عَليّ مَنْظَرِي
كَيفَ وَقَدْ طابَتْ أُصُولُ دوْحتي
تُمِرُّ للجَانِينَ يَوْماً ثَمَرِي
أوَائِلي مَنْ قَد عَلِمتَ في العُلَى
ومعشري على القديم معشري
ذوائب المجد المنيفات على
جماجم منيفة في مضر
ذَوُو البِطاحِ الفِيحِ وَالبيتِ الذِي
يعلو الورى والعدد المجمهر
كل عذيق في العلى مرجب
عزاً وعود في العلى مجرجر(1/269)
كم يوم مجد ظاهر فخاره
عنهم ظهور الابلق المشهر
يا قَدَمي دونَكِ مَسعاة َ العُلَى
قد ضمن الاقبال ان لا تعثري
لَيَكْثُرَنْ خَطوُكِ، أوْ تَنتَعِلي
سَرِيرَ مُلْكٍ، أوْ مَرَاقي مِنْبَرِ
لابد من يوم اعز نصره
يقرّ عينم الواجد المستعبر
فان نصرت فالنعيم مدة
وَالمَضْجَعُ العَاذِرُ إنْ لمْ تُنْصَرِي
كَمْ مَطْلَبٍ مُنتَظَرٍ خَدمْتُهُ
وَمَطْلَبٍ جَاءَ وَلَمْ أنْتَظِرِ
علة مثل السيف لا ممرضة
أضُجّ مِنْهَا كَضَجِيجِ الأدْبَرِ
لابد من تعفيره في تربها
بِالدّاءِ، أوْ بِالقَاطِعِ المُذَكَّرِ
فَبالسّقَامِ ذِلّة ٌ لِمَنْ قَضَى
وبالظبي اعز للمغفَّر
فان امت من دونها يمضى الردى
بِمُعْذِرٍ في السّعيِ لا بِمُعْذِرِ
وان اعش هنيهة فربما
شق على اذن العدو خبري
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولقد شهدت الخيل دامية
ولقد شهدت الخيل دامية
رقم القصيدة : 10035
-----------------------------------
ولقد شهدت الخيل دامية
تَخْتَالُ في أعْطَافِهَا السُّمْرُ
في ظُلْمَة ٍ مِنْ لَيْلِ غَيْهَبِهَا
ما ان لها إلى الردى فجر
فَكَأنّ مَجّ دَمِ النّحُورِ بِهَا
إثر الطعان مقاود حمر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما عِندَ عَينِكَ في الخَيالِ الزّائِرِ
ما عِندَ عَينِكَ في الخَيالِ الزّائِرِ
رقم القصيدة : 10036
-----------------------------------
ما عِندَ عَينِكَ في الخَيالِ الزّائِرِ
أطُرُوقُ زَوْرٍ أمْ طَمَاعَة ُ خَاطِرِ
بات الكرى عندي يزور زورة
من قاطع نايء الديار مهاجر
أحْذاكَ حَرَّ الوَجْدِ غَيرَ مُسَاهِمٍ
وَسَقَاكَ كأسَ الهَمّ غَيرَ مُعَاقِرِ
إنّ الظّعَائِنَ يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقَة ٍ
عَاوَدْنَ قَلْبي عِنْدَ يَوْمِ الحَاجِرِ
سارت بهم ذلل الركاب فلا روى
للظاميات ولا لعاً للعاثر
كم في سراها من سروب مدامع
تَقْفُو سُرُوبَ رَبَارِبٍ وَجَآذِرِ
حَلَبَتْ ذَخَائِرَها المَدامِعُ بَعدَكم
في أرْبُعٍ قَبْلَ العَقِيقِ دَوَاثرِ(1/270)
يبكين حيا خف غير مقايض
بهوى ً وحيا قرّ غير مزاور
لَوْ تَحْفِلُونَ بِزَفْرَة ٍ مِنْ وَاجِدٍ
او تسمعون لانة من ذاكر
لا تحسبوا اني اقمت فانما
قلب المقيم زميل ذاك السائر
قالوا: المَشيبُ! فعِمْ صَباحاً بالنُّهَى
واعقر مراحك للطروق الزائر
لو دام لي ود الا وانس لم ابل
بطُلُوعِ شَيْبٍ وَابيضَاضِ غَدائِرِ
لَكِنّ شَيبَ الرّأسِ إنْ يَكُ طالِعاً
عندي فوصل البيض اول غائر
واهاً على عهد الشباب وطيبه
وَالغَضِّ مِنْ وَرَقِ الشّبَابِ النّاضِرِ
واهاً له ماكان غير دجنة
قلصت صبابتها كظل الطائر
سبع وعشرون اهتصرن شبيبتي
والن عودي للزمان الكاسر
كَانَ المَشِيبُ وَرَاءَ ظِلٍّ قَالِصٍ
لأخ الصبا واما عمر قاصر
وأرى المنايا ان رأت بك شيبة
جَعَلَتْكَ مَرْمَى نَبْلِهَا المُتَوَاتِرِ
تَعْشُو إلى ضَوْءِ المَشيبِ فتَهتَدِي
وَتَضِلّ في لَيْلِ الشّبَابِ الغَابِرِ
لو يفتدى ذاك السواد فديته
بِسَوَادِ عَيْني بَل سَوَادِ ضَمائِرِي
أبَيَاضُ رَأسٍ وَاسوِدادُ مَطالِبٍ؟
صَبراً عَلى حُكْمِ الزّمَانِ الجَائِرِ
ان اصفحت عنه الخدود فطالما
عطفت له بلواجظ ونواظر
وَلَقَدْ يَكُونُ وَمَا لَهُ مِنْ عاذِلٍ
فاليوم عاد وماله من عاذر
كان السواد سواد عين حبيبه
فغدا البياض بياض طرف الناظر
لو لم يكن في الشيب الا انه
عُذْرُ المَلُولِ وَحُجّة ٌ للهَاجِرِ
سالم تصاريف الزمان فمن يرم
حَرْبَ الزّمانِ يَعُدْ قَليلَ النّاصِرِ
من يكان يشكو من رشاش خطوبه
فَلَقَدْ سَقَاني بالذَّنُوبِ الوَافِرِ
ابلغ ظباء الحي ان فؤاده
قَطَعَ العَلاقَة َ، وَارْعَوَى للزّاجِرِ
اوردنني فعلمت ان مواردي
لَوْلا النُّهَى ، لمْ أدْرِ أيْنَ مَصَادِرِي
نَالَتُّ لُبّاً مِنْ عَلائِقِ صَبْوَة ٍ
ونشطت قلباً من جوى متخامر
أنَا مَنْ عَلِمْتُنّ، الغَداة َ، نَقِيّة ً
أُزُرِي، وَضَامِنَة َ العَفافِ مَآزِرِي
فَاعْرِفْنَ كَيْفَ شَمَائِلي وَضَرَائبي
وانظرن كيف مناقبي ومآثري(1/271)
كمعاقد الجبل الاشم معاقدي
ومجاور البيت الحرام مجاوري
لمْ يَشْتَمِلْ قَلْبي الرّجَاءَ وَلمْ يكُنْ
طرفي جنيبة كل برق نائر
وابيت ان ترد المطالب همتي
او ان يسف الى المطامع طائري
اسعى على اثر النوائب منصفاً
مِنْهَا، وَآسِي كُلَّ عِرْقٍ ناغِرِ
قل للاعادي جنبوا عن ساحلي
لا يغرقنكم التطام زواخري
لَوْلا خُمُولُكُمُ لَقَدْ قُلِّدْتُمُ
عاراً بنظم غرائبي وسوائري
أخزَيْتُمُ ذا كِبْرَة ٍ وَتَكاوُسٍ
وفضلتم ذا ودعة وقراقر
فتناذروا ناب الشجاع مشى به
جِنحُ الدُّجَى ، وَيَدُ العَقورِ الخادِرِ
يا ساعياً لينال مطمح غايتي
اين الذوائب من مدق الحافر
إذْهَبْ بِسَبّي إنْ سَبَبْتُكَ فَاخِراً
قد نوهت بك ضربة من باتر
من عار هذا الدهر نيلك للعلى
وجنون هذا المنجنون الدائر
قَوْمي الأُولى لَحَبُوا إلى نَيْلِ العُلى
وضح الطريق لمنجد أو غائر
أخَذُوا المَعَالي عَنْ مُتُونِ قَوَاضِبٍ
تَرِدُ الغِوَارَ وَعَنْ ظُهُورِ ضَوَامِرِ
وَعَنِ الرّمَاحِ يَشيطُ في أطْرَافِهَا
بالطعن كل معامر ومغاور
قَوْمٌ إذا اشتَجَرَتْ عَلَيْهِمْ خُطّة ٌ
زعموا النوائب بالقنا المتشاجر
وَإذا التَقَتْ أيْدِيهِمُ في أزْمَة ٍ
ساجلن اذنبة السحاب الماطر
لا نارهم نار مغمضة ولا
وَتَسُوفُ أفْوَاهُ المُلُوكِ أكُفَّهُمْ
سَوْفَ السّوَامِ رَبِيعَ رَوْضٍ بَاكِرِ
شجعاء افئدة بغير صوارم
خطباء السنة بغير منابر
ذمروا قلوب المادحين وانما
مَدْحُ المُلُوكِ شَجَاعَة ٌ للشّاعِرِ
يتغايرون على السماح كأنما
يتغايرون عل وصال ضرائر
أُهْدِي إلى قَوْمي نَصِيحَة َ حَازِمٍ
طَبٍّ بِأدْوَاءِ الضّغَائِنِ خَابِرِ
لا تنْظُرُوا الجَاني لِمَحْوِ ذُنُوبِهِ
بِمُلَفّقَاتِ تَنَصُّلٍ وَمَعَاذِرِ
لن تظفروا بالعز حتى تصبغوا
ثوب المعالي بالنجيع المائر
لا تعتبوا الا بالسنة القنا
فَلَهُنّ إطْآرُ البَعِيدِ النّافِرِ
وَدَعُوا التّظاهُرَ بالحُلُومِ، فإنّهَا
سبب انبعاث جرائم وجرائر(1/272)
لا تُخْدَعَنّ، فَما عُقوبَة ُ قَادِرٍ
إلاّ بِأحْسَنَ مِنْ تَجَاوُزِ قَادِرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَرِّبُوهنّ ليُبْعِدْنَ المَغَارَا
قَرِّبُوهنّ ليُبْعِدْنَ المَغَارَا
رقم القصيدة : 10037
-----------------------------------
قَرِّبُوهنّ ليُبْعِدْنَ المَغَارَا
وَيُبَدّلْنَ بِدارِ الهُونِ دارَا
وَاصْطَفُوهنّ ليُنْتِجْنَ العُلَى
بالعَوَالي، لا لِيُنْتِجْنَ المِهَارَا
في بُيُوتِ الحَيّ أدْنَى مَنْزِلاً
وَمَقامَاتٌ مِنَ البِيضِ العَذارَى
اخدموهن الغواني غيرة
انهم كانوا على المجد غيارا
غرر تقنص من لاطمها
يوم تمسي لطمة الدمر جبارا
جَلَّلُوهَا الرَّقْمَ مِنْ عِزّتِهَا
وادروا لمقاريها العشارا
أقْضَمُوهَا بَدَلَ الرُّطْبِ الجَنَى
وسقوها بدل الماء العقارا
كل محبوك القرى تحسبه
طائراً اوفى على النيق وطارا
تخرج النبأة منه وثبة
مضرب الريح على الطود الازارا
يَلحَقُ الرّمحَ، وَلَوْ كُنّ القَنَا
كسياط الاعوجيات قصارا
وَأغَرِّ الخَلْقِ، وَالخُلْقُ لَهُ
نسب ردد في السيف مرارا
وبياض الخلق اعلى رتبة
من بياض زان وجها وعذارا
سَلْ بِقَوْمٍ نَزَلَ الدّهْرُ بِهِمْ
فاساء اللبث فيهم والجوارا
لم تكن علياؤهم منحولة
أبَدَ الدّهْرِ، وَلا المَجدُ مُعَارَا
طيبوا الاردان ان جالستهم
قلت داريون قد فضوا العطارا
كان نثر المسك باقي عهدهم
وَعُهُودُ النّاسِ دِمْناً وَذِئَارَا
ناب عرف الطيب عن نار القرةى
ضَوّأ اللّيْلَ، وَمَا أوْقَدَ نَارَا
ضَرَبَ المَجْدُ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ
وَغَدَوْا دونَ حِمَى المَجدِ إطارَا
شذبت ايدي الليالي منهم
عَدَداً لا يَرْأمُ الضّيمَ كِثَارَا
عانقوا الهضب وكانوا هضبة
لا يلاقي عندها السيل قرارا
صدع المقدار فيهم صدعة
مَنْبَذَ القَعْبِ أبَى إلاّ انكِسَارَا
لم تكن ختلا ولكن غارة
آمن الشلة من لاقى العوارا
قَدْ نَزَلْنَا دارَ كِسْرَى بَعدَهُ
أرْبُعاً مَا كُنّ للذّلّ ظُؤارَا(1/273)
اسفرت اعطانها عن معشر
شغلوا المجد بهم عن ان يعارا
تَصِفُ الدّارُ لَنَا قُطّانَهَا:
المعالي والمساعي والنجارا
واذا لم تدر ما قوم مضوا
فسل الاثار واستنب الديارا
آلُ سَاسَانَ حَدا الخَطبُ بهِمْ
واسترد الدهر منهم ما اعارا
بعد ما شادوا البنى ترفعها
عَمَدُ المَجْدِ قِبَاباً وَمَنَارَا
كل ملموم القرى صعب الذرى
يزلق العقبانم عنه والنسارا
جَعجَعُوا الإيوَانَ في مَبْرَكِهِ
مبرك البازل قد قضى السفارا
حمل الدهر الى ان رده
ضَاغِطَ العِبْءِ ضُلُوعاً وَفِقَارَا
مُطْرِقاً إطْرَاقَ مَأمُونِ الشّذَا
غمر النادي حلما ووقارا
أوْ مَلِيكٍ وَقَعَ الدّهْرُ بِهِ
فَأمَاطَ الطّوْقَ عَنْهُ وَالسّوَارَا
أوْهَنَتْ مِنْهُ اللّيَالي فَقْرَة ً
لا يلاقي وهنها اليوم جبارا
اين لا اين المعالي جمة
والحمى افيح والراي مغارا
وَرِجَالٌ شُدِخَتْ أوْضَاحُهُمْ
غلوا الاعناق منا واسارا
يُهْمِلُونَ المَالَ إهْمَالَهُم
غارِبَ السّرْحِ وَيَرْعَوْنَ الذُمارَا
كُلُّ مَوْقُوذٍ مِنَ التّاجِ لَهُ
نَهَرٌ يَسقي يَلَنْجُوجاً وَغَارَا
ذي ضِيَاءٍ إنْ جَلا عِرْنِينَهُ
ضوء الليل وما اوقد نارا
تسكن الضوضاء عنه هيبة
مثل ما لبدت المزن الغبارا
كَزَئِيرِ اللّيْثِ يَنْفي صَوْتُهُ
عَنْ خَفاً فيهِ، ثُؤاجاً وَيُعَارَا
عُمّرُوا لَمْ يَعْلَمُوا أنّ لَنَا
جَائِزَ الأمْرِ عَلَيْهِمْ وَالإمَارَا
قدروا جد نزار واقفا
وَمَشَى الجَدُّ فَما عَزّوا نِزَارَا
لاوذوا لما رأوا من دونهم
وَادِياً يُلقي بهِ السّيْلُ غِمَارَا
عَايَنُوا الضّرْبَ دِرَاكاً في الطُّلى
يُعجِلُ الفارِسَ، وَالطّعنَ بِدارَا
أصْحَرَ اللّيثُ العِفِرْنَى ، فانثَنى
يطلب اليربوع في الارض وجارا
قَهْقَرُوا الشّرْكَ عَلى أعْقَابِهِ
بعد ما استقدم غياُ وضرارا
وَأثَارُوا الدّينَ مِنْ مَرْبِضِهِ
واطاروا عن مجاليه الخمارا
داينوا المجد باطراف القنا
فَغَدا عَيْناً، وَقَدْ كانَ ضِمَارَا(1/274)
علموا لما اذيقوا بأسنا
ان عقب الجري قد بذ الحضارا
لا أغَبَّ الدّارَ مِنْ بَعدِهِمُ
شول يحملن وبلاً وقطارا
في غمام بهل اخلافها
اطلق الراعد عنهن الصرارا
مثقلات ترجم الودق بها
كاكف الحج يرمون الجمارا
نَغَرَ العِرْقُ إذا ما العِرْقُ فَارَا
كل دهماء ترى القطر بها
من لجين وترى البرق نضارا
جَهْمَة ٌ تَضْرِبُ غارَيهَا الصَّبَا
رَجّة َ الرّكْبِ يكُدّونَ البِئَارَا
كالمطايا اقبلت مرحولة
شلها حاد اذا انجد غارا
أوْ نَعَامُ الدّوّ بَادَرْنَ الدُّجَى
يتجاوبن عرارا وزمارا
طاوَلُوا الدّهرَ وَلمْ يَبقُوا، وَمَنْ
يأمن الليل عليه والنهارا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صاحت بذودبي بغدار فانسني
صاحت بذودبي بغدار فانسني
رقم القصيدة : 10038
-----------------------------------
صاحت بذودبي بغدار فانسني
تقلبي في ظهور الخيل والعير
وكلما هجهجت بي عن منازلها
عارضتها بجنان غير مذعور
أطْغَى عَلى قَاطِنِيهَا غَيرَ مُكْتَرِثٍ
وَأفْعَلُ الفِعْلَ فِيهَا غَيرَ مَأمُورِ
خَطْبٌ يُهَدّدُني بالبُعدِ عَن وَطَني
وَمَا خُلِقتُ لغَيرِ السّرْجِ وَالكُورِ
بَني أُمَيّة َ! مَا الأسْيَافُ نَائِمَة ً
فقد نجوت وقدحي غير مقمور
عجلان البس وجهي كل داجية
والبر عريان من ظبي ويعفور
ورب قايلة والهم يتحفني
بِنَاظِرٍ مِنْ نِطَافِ الدّمعِ مَمطورِ:
خفض عليك فللاحزان آونة
وَمَا المُقِيمُ عَلى حُزْنٍ بِمَعْذُورِ
فقُلتُ: هَيهاتَ! فاتَ السّمعُ لائمَه
لا يُفْهَمُ الحُزْنُ إلاّ يَوْمَ عَاشُورِ
يوم حدى الظعن فيه بابن فاطمة
سِنَانُ مُطّرِدِ الكَعْبَينِ مَطْرُورِ
وخر للموت لا كف تقلبه
إلاْ بِوَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ المَحاضِيرِ
ظَمْآنَ سَلّى نَجيعُ الطّعنِ غُلّتَهُ
عَنْ بَارِدٍ من عُبَابِ المَاءِ مَقْرُورِ
كَأنّ بِيضَ المَوَاضِي، وَهيَ تَنهَبُهُ
نَارٌ تَحَكّم في جِسْمٍ مِنَ النّورِ
لله ملقى على الرمضاء عض به
فم الردى بين اقدام وتشمير(1/275)
تحنو عليه الربى ظلاً وتستره
عَنِ النّوَاظِرِ أذْيَالُ الأعَاصِيرِ
تهلابه اللوحش ان تدنوا لمصرعه
وَقَدْ أقَامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقْبُورِ
وَمُورِدٌ غَمَرَاتِ الضّرْبِ غُرّتَهُ
جرّت اليه المنايا بالمصادير
ومستطيل على الازمان يقدرها
جنى الزمان عليها بالمقادسير
أغْرَى بِهِ ابنَ زِيَادٍ لُؤمُ عُنصُرِهِ
وسعيه ليزيد غير مشكور
وود ان يتلاقى ما جنت يده
وَكَانَ ذَلِكَ كَسراً غَيرَ مَجبُورِ
تسبى بنات رسول الله بينهم
والدين غض المبادي غير مستور
ان يظفر الموت منا بابن منجية
فَطَالَمَا عَادَ رَيّانَ الأظَافِيرِ
يَلْقَى القَنَا بجَبِينٍ شَانَ صَفْحَتَهُ
وقع اللقنا بين تضميخ وتعفير
مِنْ بَعْدِ مَا رَدّ أطرَافَ الرّمَاحِ بهِ
قَلْبٌ فَسيحٌ وَرَأيٌ غَيرُ مَحصُورِ
وَالنّقْعُ يَسحَبُ مِنْ أذْيَالِهِ، وَلَهُ
عَلى الغَزَالَة ِ جَيبٌ غَيرُ مَزْرُورِ
في فيلق شرق بالبيض تحسبه
بَرْقاً تَدَلّى عَلى الآكَامِ وَالقُورِ
بني انمية ما الاسياف نائمة
عَنْ شَاهرٍ في أقاصِي الأرْضِ مَوْتورِ
وَالبَارِقَاتُ تَلَوّى في مَغَامِدِهَا
والسابقات تمطى في المضامير
عريان يقلق منه كل مغرور
وللصوارم ما شاءت مضاربها
من الرقاب شراب غير منزور
اكل يوم لآل المصطفى قمر
يهوى بوقع العوالي والمباتير
وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُمْ بَيْضَاءُ صَافيَة ٌ
يشوبها الدهر من رنق وتكدير
مِغْوَارُ قَوْمٍ، يرُوعُ المَوْتُ من يَدهِ
أمْسَى وَأصْبَحَ نَهْباً للمَغَاوِيرِ
وابيض الوجه مشهور تغطرفه
مضى بيوم من الايام مشهور
مَا لي تَعَجّبْتُ مِنْ هَمّي وَنَفرَتِهِ
والحزن جرح بقلبي غير مسبور
باي طرف ارى العلياء ان نضبت
عيني ولجلجت عنها بالمعاذير
ألقَى الزّمَانَ بكَلْمٍ غَيرِ مُندَمِلٍ
عمر الزمان وقلب غير مسرور
يا جدلا زال لي هم يحرضني
عَلى الدّمُوعِ وَوَجْدٌ غَيرُ مَقْهُورِ
والدمع تخفره عين مؤرقة
خفر الحنية عن نزع وتوتير
إنّ السّلُوّ لمَحظُورٌ عَلى كَبِدِي(1/276)
وَمَا السّلُوّ عَلى قَلْبٍ بِمَحْظُورِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
رقم القصيدة : 10039
-----------------------------------
ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
اودى الردى بقريعك المغوار
وترجلي عن كل اجردسابح
ميل الرقاب نواكس الابصار
وَدَعي الأعِنّة َ مِنْ أكُفّكِ إنّها
فقدت مصرفها ليوم مغار
وتجنبي جر القنا فلقد مضى
عَنهُنّ كَبْشُ الفَيْلَقِ الجَرّارِ
وَليَغْدُ كلُّ مُغَرِّضٍ مِنْ بَعدِه
مغرى بحل معاقد الاكوار
قطعَ الزّمانُ لسانَك العضْبَ الشَّبَا
وَهَدَى تخَمُّطَ فحلِك الهَدّارِ
واجتاح ذاك البحر يطفح موجه
وطوى غوارب ذلك التيار
اليَوْمَ صَرَّحَتِ النّوَائِبُ كَيْدَها
فينا وبان تحامل الاقدار
مُستَنْزِلُ الأسَدِ الهِزَبْرِ برُمْحِهِ
وَلّى ، وَفَالِقُ هامَة ِ الجَبّارِ
وَتَعَطّلَتْ وَقَفَاتُ كُلّ كَرِيهَة ٍ
أبَداً، وَحُطّ رِوَاقُ كُلّ غُبَارِ
هيهات لا علق النجيع بعامل
يوماًولا علق السرى بعذار
يا تَغْلِبَ ابنَة َ وَائِلٍ! ما لي أرَى
نجميك قد افلا عن النظار
غَرَبا، فَذاكَ غُرُوبُهُ لمَنِيّة ٍ
عجلى وذاك غروبه لاسار
مَا لي رَأيْتُ فِنَاءَ دارِكِ عَاطِلاً
مِنْ كلّ أبلَجَ كالشّهابِ الوَارِي
متخبلي الاقطار الا من جوى
وَنَشيجِ كُلّ خَرِيدَة ٍ مِعْطَارِ
وحنين ملقاة الرجال مناخه
وصهيل واضعة السروج عوار
فُجعتْ سماؤكِ بالشموس وَحُوّلتْ
عَنْهَا وَعَنْكِ مَطالِعُ الأقْمَارِ
في كُلّ يَوْمٍ نَوْءُ مَجدٍ ساقِطٌ
منها ونجم مناقب متوار
عضت بنازلها المنون ولم تزل
تَقْرُو طَرِيقَ النّابِ بالأظفَارِ
يا طالاً بالثار اعجلك الردى
عن ان ينام على وجود الثار
يعتادج ذكرك ما تهزم مرجل
وَطَغى تَغَيُّضُ بُرْمَة ٍ أعْشَارِ
هجرت ركاب الركب بعدك قطعها
هَوْلَ الدُّجَى وَمَهَاوِلَ الأوْعَارِ
وَعَدِمْنَ كُلّ مَفازَة ٍ مَرْهُوبَة ٍ(1/277)
وامن كل مخاطر عقار
فالان يجررن الازمة بدناً
بين المياه تفيض والانوار
اين القباب الحمر تفهق بالقرى
مَهْتُوكَة َ الأسْتَارِ للزُّوّارِ
اين الفناء تموج في جناته
بصَهِيلِ جُردٍ أوْ رُغَاءِ عِشارِ
اين القنا مركوزة تهفو بها
عذب البنود يطرن كل مطار
اين الجياد مللن من طول السرى
يَقذِفنَ بالمَهَرَاتِ وَالأمْهَارِ
مِن مَعشرٍ غُلْبِ الرّقابِ جَحاجحٍ
غلبوا على الاقدار والاخطار
من كلّ أرْوَعَ طاعنٍ أوْ ضَارِبٍ
أوْ وَاهِبٍ، أوْ خالعٍ، أوْ قَارِ
وَفَوَارِسٍ كالشُّهبِ تَطرَحُ ضَوءَها
يَوْمَ الوَغَى وَأُوَارِ حَرّ النّارِ
رَكِبُوا رِماحَهُمُ إلى أغرَاضِهِمْ
أمَمَ العُلَى ، وَجَرَوْا بغَيرِ عِثَارِ
واستنزلوا ارزاقهم لسيوفهم
فَغَنُوا بِغَيرِ مَذَلّة ٍ وَصَغَارِ
كانوا هم الحي اللقاح وغيرهم
ضَرَعٌ عَلى حُكْمِ المَقاوِلِ جارِ
لا يَنبُذُونَ إلى الخَلائِفِ طاعَة ً
بِقَعَاقِعِ الإيعَادِ وَالإنْذَارِ
عقدوا لوائهم ببيض اكفهم
كبراًُ على العقاد والامار
وَاستَفظَعُوا خِلَعَ المُلُوكِ وَأيقَنوا
أنّ اللّبَاسَ لها ادّرَاعُ العَارِي
كَثُرَ النّصِيرُ لهمْ، فلَمّا جاءَهمْ
أمْرُ الرّدَى وَجِدُوا بِلا أنْصَارِ
هم اعجلوا داعي المنون تعرضاً
للطّعْنِ بَينَ ذَوَابِلٍ وَشِفَارِ
أوَلَيْسَ يَكْفِينَا تَسَلُّطُ بأسِها
حتى تسلطها على الاعمار
نزلوا بقارعة تشابه عندها
ذل العبيد وعزة الاحرار
سَدَّ البِلَى ، وَأنارَ فَوْقَ جُسومهم
مِنْ كُلّ مُنْهَالِ النّقَا مَوّارِ
خرس قد اعتنقوا الصفيح وطالما
اعتنقوا الصفائح والدماء جوار
نُقِضَتْ مَرَائرُهمْ، وَكنّ أكفُّهم
مَبْلُولَة ً بالنّقْضِ وَالإمْرَارِ
صَارُوا قَرَاراً للمَنُونِ، وَإنّمَا
كانوا لسيل الذل غير قرار
كُنّا نَرَى أعيَانَهمْ مَمدُوحَة ً
فاليوم يمتدحون بالاثار
شرفاً بني حمدان ان نفوسكم
من خير عرق ضارب ونجار
انفت من الموت الذليل فاشعرت
جلداً على وقع القنا الخطار(1/278)
بكرت عليك سحابة نفاخة
تُلْقي زَلازِلَهَا عَلى الأقْطَارِ
شَهّاقَة ٌ أسَفاً عَلَيْكَ بِرَعْدِها
طوراً وباكية بعذب قطار
وَسَقتكَ أوْعية ُ الدّموعِ فجاوَزَتْ
قَطَرَاتِ ذاكَ العَارِضِ المِدْرَارِ
وَإذا الصَّبَا حدَتِ النّسيمَ مَرِيضَة ً
تَفلِي جَميمَ الرّوْضِ وَالنّوّارِ
ممطورة الانفاس فاه بطيبها
سحريبين بها من الاسحار
فَجَرَتْ عَلى ذاكَ التّرَابِ سَليمة ً
مِنْ غَيرِ اضْرَارٍ لهَا بِجَوَارِ
تجرِي وَذاكَ القَبرُ غَيرُ مُرَوَّعٍ
مِنهَا، وَذاكَ التُّرْبُ غَيرُ مُثَارِ
اني ذكرتك خالياً فكأنما
أخَذَتْ عَليّ الأرْضُ بالأطْرَارِ
وَكَأنّمَا مالَتْ عَليّ بحَدّهَا
نزوات قانية الاديم عقار
لازال زائر قبره في عبرة
تنعى البقاء اليه واستعبار
والروض من حال عليه وعاطل
والمزن من غاد عليه وسار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أوَمَا رَأيْتَ وَقَائِعَ الدّهْرِ
أوَمَا رَأيْتَ وَقَائِعَ الدّهْرِ
رقم القصيدة : 10040
-----------------------------------
أوَمَا رَأيْتَ وَقَائِعَ الدّهْرِ
أفلا تسيء الظن بالعمر
بينا الفتى كالطود تكنفه
هضباته والعضب ذي الاثر
يأبى الدنية في عشيرته
ويجاذب الايدي على الفخر
وَإذا أشَارَ إلى قَبَائِلِهِ
حَشَدَتْ إلَيْهِ بِأوْجُهٍ غُرّ
يَتَرَادَفُونَ عَلى الرّماحِ كأنّهم
سَيْلٌ يَعُبّ وَعارِضٌ يَسْرِي
ان نهنهوا زادوا مقاربة
فَكَأنّمَا يَدْعُونَ بِالزّجْرِ
عَدَدُ النّجُومِ، إذا دُعي بهمُ
يتزاحمون تزاحم الشعر
عقدوا على الجلى مآذرهم
سبط الانامل طيب الزر
زل الزمان بوطئ اخمصه
ومواطئ الازمان للعثر
نَزَعَ الإبَاءَ، وَكَانَ شَملَتَهُ
واقر اقرار على صغر
صَدْعُ الرّدّى أعْيَا تَلاحُمَهُ
مَنْ أَلحَمَ الصّدَفَينِ بالقِطْرِ؟
حر الجيادعلى الوجى ومضى
أَمَماً يَدُقّ السّهْلَ بالوَعْرِ
حتّى التَقَى بالشّمسِ مَغمَدُهُ
في قعر منقطع من البحر
ثم انثنت كف المنون به
كالضغث بين الناب والظفر(1/279)
لم تستجر عنه الرماح ولا
رد القضاء بما له الدثر
لحِمَامِهِ كَانَ الذي يَبْرِي
لاقته وهو مضيع الظهر
وَبَنَى الحُصونَ تَمَتُّعاً فكأنّمَا
أمسَى بِمَضْيَعَة ٍ، وَلا يَدْرِي
وبرى المعابل للعدى فكأنما
هَذا عُبَيْدُ اللَّهِ حِينَ رَمَى
عرض العلى وابى على الدهر
ورمت به العيوق همته
فَوَطي رِقَابَ الأنْجُمِ الزُّهْرِ
غَلَبَتْ مَآثِرُهُ النّجُومَ عَلى
عَرَصَاتِهَا، وَبَدَأنَ بِالبَدْرِ
وَتَنَاذَرَ الأعْداءُ صَوْلَتَهُ
فَأبَاتَ أشجَعَهُمْ عَلى ذُعْرِ
قادت حزامته المنون فلم
تمنع مضارب بيضة البتر
نكصت اسنته وأحجم جنده
جزعاً لمطلع ذلك الامر
قَدْ كَانَ مَشهُوراً إذا ذُكِرَتْ
خطط الوغى ومواقف الصبر
متهللاً في كل نائبة
تضع القلوب مواضع البشر
يَرْقَى إلى أمَدِ المَكَارِمِ وَالعُلى
لَمْ تَخْتَزِلْهُ مَوَانِعُ الكِبْرِ
لو لم يعارضه الحمام اذا
لمَضَى عَلى غُلَوَائِهِ يَجْرِي
اودى وما اوزدت مناقبه
ومن الرجال معمر الذكر
طوت الليالي بعد مصرعه
نار القرى ومعرس السفر
خُلّي وَتِرْب أبي لَقَدْ سَلَبَتْ
مني النوائب انفس الذخر
قد كانَ مِن عُدَدي إذا طَرَقَتْ
بَزْلاءُ ضَاقَ بِهَا حِمَى الصّدرِ
وهو الزمان على تقلبه
يَنْوِي العُقُوقَ بِنِيّة َ البِرّ
كم زفرة خرساء اكظمها
مُتَمَسّكاً بِعَلائِقِ الأجْرِ
ضمرت بجرتها عليك وفي
احشائها كلواعج الجمر
لَوْ أنّ مَا أنحَى عَلَيْكَ يَدٌ
راعتك بالانباض عن عقر
لوقفت بينكما لاعكس سهمهما
عن نحرك البادي الى نحري
وَلَوَ أنّهَا سَمْرَاءُ مُشْرَعَة ٌ
أعطَيتُ حَدّ سِنَانِها صَدْرِي
وَسَمَحتُ دونَكَ بالحَياة ِ عَلى
ضنى بها وكرائم الوفر
او بالغا بالنفس معذرة
وَالسّعْيُ بَينَ النُّجْحِ وَالعُذْرِ
لكن رمتك اشد رامية
سهماً واهداها الى العقر
بَلَغتكَ من خَلفِ الدّرُوعِ وَمن
خَلَلِ القَنَا، وَالعَسكَرِ المَجرِ
حَمَلَ الغَمامُ جَديدَ رَيّقِهِ
فسقى مغيب ذلك القبر(1/280)
لَوْلا مُشَارَكَة ُ المَدَامِعِ في
سُقْيَاهُ قَلّ لَهُ نَدَى القَطْرِ
لَوْ أنْبَتَتْ تُرَبُ الرّجَالِ عَلى
قدر العلى ونباهة القدر
نَبَتَتْ عَلَيْهِ مِنْ شَجَاعَتِهِ
تِلْكَ الجَنَادِلُ بِالقَنَا السُّمْرِ
ان التوقي فرط معجزة
فَدَعِ القَضَاءِ يَقُدّ أوْ يَفرِي
لَوْ مَالَ بالقَرْنَينِ خَوْفُهُمَا
للموت ما اضغنا على الوتر
اوعد داما في الخطال اذا
لَتَوَادَعَا أبَداً عَلى غِمْرِ
نحمي المطاعم للبقاء وذي
الاآجال ملء فروجها تجري
لَوْ كَانَ حِفْظُ النّفسِ يَنفَعُنا
كان الطبيب احق بالعمر
الموت داء لا دواء له
سِيّانِ مَا يُوبي وَمَا يَمْرِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَعَمْرِي لَقَدْ ماطَلتُ لوْ دَفَعَ الرّدى
لَعَمْرِي لَقَدْ ماطَلتُ لوْ دَفَعَ الرّدى
رقم القصيدة : 10041
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ ماطَلتُ لوْ دَفَعَ الرّدى
مطال وقد عاتبت لو سمع الدهر
أفي كل يوم انت غاد مشيع
حَبِيباً إلى دارٍ يُقَالُ لهَا القَبْرُ
لَئِنْ كانَ لي في كُلّ ما أنَا تَارِكٌ
وراء الثرى اجر لقد عظم الاجر
سَقَيْتُ أبَا بَكْرٍ عَلى البُعدِ وَالنّوَى
وَلا بَلّ هامَ الشّامِتِينَ بِكَ القَطْرُ
أخي مَا أقَلّ التّابِعِيكَ إلى الثّرَى
واخوانك الادنون من قبلها كثر
لَقَدْ كَانَتِ النّكرَاءُ منكَ خَليقَة ً
ولاعرف حتى يتقى قبله النكر
ألاَ إنّمَا المَاضُونَ مِنّا هُمُ الأولى
أرَاحُوا وَحَطّوا وَالبَوَاقي همُ السَّفْرُ
نتبعه ابصارنا وهو ذاهب
كما مالَ قَرْنُ الشمسِ أوْ وَجبَ البدرُ
عَلَيكَ سَلامُ اللَّهِ فَاتَ بكَ الرّدَى
وَلَمْ يَبْقَ عَينٌ للّقَاءِ وَلا أثْرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَوْ رَأيْتُ الغَرَامَ يَبلُغُ عُذْرَا
لَوْ رَأيْتُ الغَرَامَ يَبلُغُ عُذْرَا
رقم القصيدة : 10042
-----------------------------------
لَوْ رَأيْتُ الغَرَامَ يَبلُغُ عُذْرَا
قلت حزنا ولم اقل لك صبرا(1/281)
واستزدنا ريح الزفير هبوباً
وسحاب الدموع وبلاً وقطرا
وَرَأيْنَا مُعَرَّسَ الحُزْنِ سَهْلاً
في الرزايا وجانب الصبر عرا
لَكِنِ الأمرُ مَا عَلِمْتَ، وَهَلْ
تَنْظُرُ مِنْ وَقْعَة ِ الزّمَانِ مُبرَّا
واقعاً بالاضداد اروى واظمى
وَقَضَى ، وَاقتَضَى ، وَسَاءَ وَسَرّا
كُلَّ يَوْمٍ يَغْدُو بِقَاطِعَة ِ الآ
مال غضبان قد تابط شرا
مُذْنِباً كُلّما شَكَا شاكَ كيداً
واذا قيل قد اناب اصرا
ضيغما يخبط السروب طروبا
كُلّمَا مَرّ بِالعَقِيرَة ِ كَرّا
وارى الناس وافرا وملقى
بالرزايا والارض داراًُ وقبرا
مَنْزِلي قَلْعَة ٌ وَلُبْثٌ، فَهَذا
مجازاًلنا وهذا مقرا
كُلَّ يَوْمٍ نَذُمّ للدّهْرِ عَهْداً
خانَ فيهِ وَنَشتَكي منهُ غَدْرَا
قد انيخت لنا الركائب فالاحازم
زِمُ عَبّى زَاداً، وَوَطّأ ظَهْرَا
عَجَباً سمتُكَ السّلُوّ، وَعِندِي
كب زماعاً الى المنون ونفرا
كم فقيدلنا طوته الليالي
ذقن منه حلواًُ وذوقنَ مرا
وكأن الايام يدركن ثارا
عِندَنا فيهِ، أوْ يُقَضّينَ نَذْرَا
إنّمَا المَرْءُ كَالقَضِيبِ، تَرَاهُ
يكتسي الاخضر الرطيب ليعرى
معكس السهم ذا يراش ليمضى
في المَرَامي وَذا يُرَاشُ لِيُبْرَى
مَنْ مُؤدٍّ إلى عَليٍّ أَلُوكاً
أبجد عصيت للصبر امرا
اي خطب راخى قواك وقد
ـتَ جَديلاً على الخُطوبِ مُمَرّا
أُعْلُ مِنْ عَثْرَة ِ الأسَى إنّ للأنْـ
نداد نهضاً وللاعاجز عثرا
أيُّ بَاقٍ يُبْقي عَلَيْكَ، وَلَوْ كُنـ
كنت موقى ً من الخطوب معرا
افقد الاصل بالغاً منتهى النبت
المرجى من افقد الفرع نضرا
كن كعود الطريق طال سراه
يشتكي قفرة ويألم عقرا
والجليد لالذي اذا الدهر ابكى
منه قلباً جل على الناس ثغرا
مُستَمِيتاً يَزُرّ بالصّبرِ دِرْعاً
ويراه في ظلمة الهم فجرا
وَقَرَتْهُ رَوَائِعُ الدّهْرِ، حتّى
لمْ يُرَعْ غَيرَ مَرّة ٍ، وَاستَمَرّا
كُلّمَا زِيدَ غُمّة ً، زَادَ صَبراً
ضَرَمُ الزّنْدِ كُلّمَا لُزّ أوْرَى
ارمضته هواجر الخطب فانقا(1/282)
دَ حَمولَ الأذى ، وَما قال هُجرَا
هاب ضحضاحها ومر به الدهر
ـرُ عَلى سُبْلِهَا، فَخاضَ الغَمرَا
كلما غاب من بني خلف بدر
يضيء الظلام اخلف بدرا
واذا قلت ينزع العوزاذل سمعي
في التسلي عن معشر زاد وقرا
أجِدُ القَلْبَ بَعدَ لَوْميَ أسخَى
فكأن اللاحي بما قال اغرى
زاد عذلا فزاد قلبي ولوعا
رب آس اراد نفعاًفضرا
فَسَقَى الدّمعُ مَعْشَراً نَزَلوا القَلْـ
واخلوا باقي المنازل طرا
كلما قصر الحيا كان ماء العيـ
ن ابقى صوباً واعظم غزرا
كَمْ حَشَوْتُ الثّرَى حُساماً طرِيراً
وطويلا لدنا وطرفا اغرا
وخدودا مثل الذوابل ملسا
وَجِبَاهاً مِثْلَ الدّنَانِيرِ غُرّا
وَكأنّ القُبورَ مِنهمْ بِذِي الجِزْ
عياب حملن درًّا وعطرا
اوجه صانها الجلال فأمسين
ترابا تحتالجنادل غبرا
عطل الدهر من حلاهن فينا
وتحلى الثرى بهن واثرى
قَطَعَ المَوْتُ بَيْنَنَا، فَتَبَايَـ
ـنّا لِقَاءً، إلاّ نِزَاعاً وَذِكْرَا
فَبَعَدْنَا، وَمَا اعتَمَدْنَا بعاداً
وَهَجَرْنَا، وَمَا أرَدْنَا الهَجْرَا
روعة ان جزعت منها فعذر
لجَزُوعٍ، وَإنْ صَبَرْتُ، فأحرَى
وقعت موقع العوان من الدهر
وانم كانت الرزية بكرا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَنَاسَيْتُ، إلاّ بَاقِيَاتٍ مِنَ الذّكرِ
تَنَاسَيْتُ، إلاّ بَاقِيَاتٍ مِنَ الذّكرِ
رقم القصيدة : 10043
-----------------------------------
تَنَاسَيْتُ، إلاّ بَاقِيَاتٍ مِنَ الذّكرِ
ليالينا بين القرينة والغمر
وَكمْ زَادَني فيها الهَوَى عَن جِمامِهِ
وَقارَعَني الغَيرَانُ عَن بَيضَة ِ الخِدرِ
وَذي دَعَجٍ لا نَابِلُ الحَيّ رَايِشاً
ولا باريا يبري من الشر ما يبري
يقلب لي في محجري ام شادن
تجفل أو يدنو على ذعر
تلقيت من طرفيه سهما وجدته
يَلَذّ عَلى عَيني وَيُؤلمُ في صَدْرِي
فيالك من رام اضم سهامه
وَإنْ نِلْنَ مِنّي باليَدَينِ إلى النّحْرِ
أقُولُ لغَيداقٍ، وَأذْكَرَني الهَوَى
على النأي ما للقلب ويبك الذكر(1/283)
تذكرني ما حالت الارض دونه
ألا إنّمَا سَوّلْتَ للدّمعِ أنْ يَجرِي
وطي الليالي والجديد الى بلى
وَلَيسَ لما يَطوِي الجَديدانِ من نَشْرِ
وَشَرُّ الرّفِيقَيْنِ الذِي إنْ أمَرْتَهُ
عصَاكَ وَإن ما حُطتَه الدّهرَ لمْ يَدْرِ
يُقَارِعُني، حتّى إذا كَلّ غَرْبُهُ
نسينا التصافي واندملنا على غمر
أفي كُلّ يَوْمٍ أنْتَ مَاتِحُ عَبْرَة ٍ
على طلل بالود أو منزل قفر
وَمُنْتَزِحٍ جَمّاتِ عَينَيكَ رَاجِعاً
الى غزر ماءٍ لا بكئٍ ولا نزر
أقُولُ: عَزَاءً، وَالجَوَى يَستَفِزّهُ
وَأعيَا الأوَاسِي عَيَّ عَظْمٍ عَلى وَقرِ
فلما ابى الا البكاء رفدته
بعَيْنَيْنِ كَانَا للدّمُوعِ عَلى قَدْرِ
وقلت له رد الجفون على القذى
وَخلّ الجوَى يَمرِي من الدّمعِ ما يَمرِي
قسمن زفير الوجد بيني وبينه
دَوَالَيْكَ أقرِيهِ اللّوَاعِجَ أوْ يَقرِي
عَشِيّة َ تَغْشَاني مِنَ الدّمْعِ كَنّة ٌ
كَأنّيَ مَرْهُومُ الإزَارَينِ بالقَطْرِ
فزعت الى فضل الرداء مبادراً
تَلَقّيَ دَمْعي أنْ يَنُمّ عَلى سِرّي
كَأنّي وَغَيْداقاً طَرِيداً مَخَافَة ٍ
اصابا دما في مالك وبنى النضر
نُحَلأّ عَنْ ماءِ الحْلولِ وَنَنَثني
على رصف اكباد احر من الجمر
فاين بنو ام المكارم والندى
وال الجياد الغر والجامل الدثر
واين الطوال الغلب كانت سيوفهم
فُرَادى عَنِ الأجفانِ للضّرْبِ وَالعَقرِ
كانك تلقى هجمة الخطب منهم
بزيد القنى أو بالتلمس أو عمرو
إذا عَدِمُوا أثْرَوْا طِعَاناً، وَغَيرُهمْ
لئيم الغنى يوم الغنى عاجز الفقر
لهم كل شهقى بالنجيع كما رغى
قَرَاسِيَة ٌ رَدَّ العَجيجَ عَلى الهَدْرِ
لَهَا رَقَصَاتٌ بالدّمَاءِ، كَأنّمَا
تَشَقّقُ عَن أعرَافِ أحصِنَة ٍ شُقْرِ
تَلَمَّظُ تَلْمَاظَ المَرُوعِ، وَتَنكفي
جَوَاشنُها من مُظلِمِ الجالِ ذي قَعرِ
رَمَوْا بجِبَاهِ الخَيْلِ مَأسَدَة َ الرّدى
وسدوا بمربوع القنا طلع الثغر
وَلَمْ تَدْرِ أَيمَانُ القَوَابِلِ منهُمُ(1/284)
أسَلّتْ رِجَالاً أمْ ظُبَى قُضُبٍ بُترِ؟
هم استفرغوا ما كان في البيض والقنا
فلم يبق الا ذوا اعوجاج والخطر
بنوها بايام الطعان وما بنت
لتَغْلِبَ أيّامُ الطّعَانِ عَلى بَكْرِ
يعودون قد ردوا العظيمة عن يد
وَقَدْ أغلَقوا بابَ الطُّلاطِلة ِ البِكْرِ
وغير الوان القنا طول طعنهم
فبالحُمرِ تُدعَى اليَوْمَ لا بالقنا السُّمرِ
غدوا سهكى الايمان من صدأ الظبى
وراحوا كراما طيبي عقد الازر
همُ الحاجبونَ العِرْضَ عن كلّ سُبّة ٍ
إذا طَرَقُوا وَالآذِنونَ عَلى القَدْرِ
وَهمْ يُنفِدونَ المالَ في أوّلِ الغِنى
ويستأنفون الصبر في اول الصبر
مليؤن ان يبدوا بذي التاج ذلة
اذا كرموا في طاعة الجود ذا الطمر
اذا سئلوا لم يتبعوا المال وجمة
ولم يدفعوا في صفحة الحق بالعذر
مِنَ البِيضِ يَستامُونَ، وَالعامُ كالِحٌ
جدوباً وطمطكارون في الحجج الغبر
كأنّ عُفَاة َ المَرْءِ ذي الطَّولِ منهُمُ
يَمُدّونَ أوْذامَ الدّلاءِ مِنَ البَحْرِ
مَغَاوِيرُ في الجُلّى ، مَغابِيرُ للحِمَى
مَفارِيخُ للغُمّى ، مَدارِيكُ للوِتْرِ
سراع الى الورد الذي ماؤه الردى
اذا ارعد النكس الجبان بلا قر
وَتَأخُذُهمْ في سَاعَة ِ الجُودِ هِزّة ٌ
فُحولُ الوَغَى بَينَ الزّماجرِ وَالخَطْرِ
فتحسبهم فيها نشاة وى من الغنى
وهم في جلابيب الخصاصة والفقر
عظيم عليهم ان يبيتوا بلا يد
وَهَيْنٌ عَلَيهمْ أنْ يُفِيئوا بلا وَفْرِ
إذا نَزَلَ الحَيَّ الغَرِيبُ تَقَارَعُوا
عَلَيْهِ، فَلَمْ يَدْرِ المُقلَّ من المُثرِي
يميلون في شق الوفاء مع الردى
اذا كان محبوب البقاء مع الغعدر
حواقلة مثل الصقور وفتية
إذا مَا حَناني طارِقٌ دَعَمُوا ظَهرِي
وَما لَطَموا عَن غاية ِ المَجدِ جَبهَتي
بلى خلعوا عنمي لادراكها عذري
توراك لي في حال يسري فان رأوا
هُمُ أنهَضُوني بَعدَمَا قيلَ لا لَعاً
وَهُم أغرَموا الأيّامَ لي ما جنى عَثرِي
كَفَوْني، وَما استَكفَيتُهمْ من ضرَاعة ٍ(1/285)
تَرَافُدَ أيدي الأبعَدينَ عَلى نَصْرِي
تَرَى كُلّ ذَيّالِ العِطَافِ، كأنّمَا
تَفَرّجَ منهُ اللّيلُ عَن قَمَرٍ بَدْرِ
له رائد يلقاك من قبل شخصه
جلالا كما دل الضياء على الفجر
يصدع عنه الناظرون كانما
يَرَوْنَ بِهِ ذا لِبْدَتَينِ أبَا أجْرِ
له عبق يغنينه عن طيب عرضه
سطوعاً من البان المديني والعطرا
لقَدْ أُولعَ المَوْتُ الزّؤامُ بجَمعِهِمْ
كأن الردى فيهم تحلل من نذر
وَرَوْا كَبِدِي في آخِرِ الدّهرِ لَوْعَة ً
بما بردوا قلبي على اول الدهر
مَضَوْا، فكأنّ الحَيّ فَرْعُ أرَاكَة ٍ
على اثرهم عرّي من الورق النضر
واصبح ورد الدمع للعين بعدهم
عَلى الغِبّ إذْ وِرْدُ الفِرَاءِ على العَشرِ
وَمَا تَرَكُوا عِنْدَ الرّمَاحِ بَقِيّة ً
لهَزٍّ إلى يَوْمِ العَمَاسِ وَلا جَرّ
نَبَذْتُهُمُ نَبذَ الإداوَة ِ لَمْ تَدَعْ
من الماء ما يعدى على غلة الصدر
بقيت معنى بالبقاء خلافهم
وما بيننا الا قديد يمة السفر
وَأغْدَوْا عَلى آثَارِهِمْ وَوَدادَتي
لو انهم الغادون بعدي على اثري
وفي الحي بيتي خالفاً وكأنني
من الوجد يورى بين اقبرهم قبري
كأنّيَ مَغلُوبٌ عَلى نَصْلِ سَيْفِهِ
اقام بلا ناب يروع ولا ظفر
فَمَا أتَلافَى الغُمْضَ إلاّ عَلى قَذًى
وَلا أتَنَاسَى الوَجْدَ إلاّ عَلى ذِكْرِ
وَقالوا اصْطَبرْ للخَطبِ، هيهاتَ إذْ مضَى
مُقَوِّمُ دَرْئي، وَالمُعِينُ عَلى دَهرِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَذي نَضَدٍ لا يَقْطَعُ الطَّرْفُ عَرْضَه
وَذي نَضَدٍ لا يَقْطَعُ الطَّرْفُ عَرْضَه
رقم القصيدة : 10044
-----------------------------------
وَذي نَضَدٍ لا يَقْطَعُ الطَّرْفُ عَرْضَه
اذا قيل نجدي المباح تغورا
تَخَالُ بِهِ رُكْنَيْ أبَانَ وَشَابَة ٍ
أطَلاّ وَرَجرَاجاً من الرّملِ أعْفَرَا
إذا مَدّ بالأعْنَاقِ قَعْقَعَ رَعْدُهُ
كعود الملا ان عضه العبء جرجرا
كما اصطرعت رايات قيس وخندف
عجالى يجرون العديد المجمهرا(1/286)
اذا اج بالايماض قلت ابن كفة
يُضَرِّمُ بِالغَابِ الأبَاءَ المُسَعَّرَا
تَشَوّلَ تَشْوَالَ البُرُوقِ بِبُرْقَة ٍ
وَرَجّعَ قَرْقَارَ الفَنيقِ بِقَرْقَرَا
كَأنّ بِهِ النّوتيَّ مِنْ سِيفِ جُدّة ٍ
على عجل يزجي السفين الموقرا
لَهُ نَعَرَاتٌ بَينَ قَوٍّ وَرَامَة ٍ
ولا نعرات الشيخ اوس ابن معيرا
ابست به ريح النعامى منيحة
كمَا جَعجَعَ الوُهْمُ الثَّقَالُ ليَعْقرَا
وهو جاء في اشواطها عجرفية
تَسوقُ من الغَوْرِ الغَمامَ الكَنَهوَرَا
تبعق بالاطباء من كل فيقة
كمَخضِ الغَرِيرِيّ المَزَادَ المُوَكَّرَا
وَأقْلَعَ إقْلاعَ الظّلامِ، وَقَدْ وَزَى
قِلالَ الرّوَابي وَالرّكِيَّ المُغَوِّرَا
قضى بك لا ضنا عليك بمدمعي
وَلكِنْ رَسِيلُ الدّمعِ جَادَ وَأمطَرَا
لقد ساءني ان البلابل روحت
وان مطال الداء بعدك اقصرا
تضرعت في اعقاب وجد عليكم
ومن فاته الاعذار بالامر عذرا
وَأهجُرُكُمْ هَجْرَ الخَليّ، وَأنتُمُ
اعز على عيني من طارق الكرى
وَلمْ أزْجُرِ العَينَ الدُّمُوعَ لتَنتَهِي
ولم اعذل القلب اللجوج ليصبرا
وَقَالُوا: أرِحْ قَرْحَ الفُؤادِ، وَإنّما
أحَبُّ فُؤاديّ انطَوَى دُونَه البَرَى
كفى جانب القبر الذي انت ضمنه
زَفِيرِي وَدَمعي أنْ يُرَاحَ وَيُمْطَرَا
وَمَا ضَرّ قَلْبي إذْ غَدا مِنكَ آهِلاً
تأمل عيني منزلاً منك مقفرا
ذكرتك والارض العريضة بيننا
وَشَرٌّ عَلى ذي الوَجْدِ أنْ يَتَذَكّرَا
فإنْ لمْ يَزَلْ قَلبي إلَيكَ فَقَدْ هَفَا
وان لم يزد دمعي عليك فقد جرى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اين بانوك ايها الحيرة البيضاء
اين بانوك ايها الحيرة البيضاء
رقم القصيدة : 10045
-----------------------------------
اين بانوك ايها الحيرة البيضاء
ـضَاءُ، وَالمُوطئونَ مِنكِ الدّيَارَا
والاولى شققوا ثراك من العشـ
ـبِ، وَأجرَوْا خِلالَكِ الأنْهارَا
المهيبون بالضيوف اذا
هبت شمالاً والموقدون النارا
كلما باخ ضؤها اقضموها(1/287)
بالقُبَيْبَاتِ مَنْدَلِيّاً وَغَارَا
رَبَطوا حَوْلَكِ الجِيادَ وَخَطّوا
لكِ مِنْ مَرْكَزِ العَوَالي عِذارَا
وحموا ارضك الحوافر حتى
لقبوا ارضها خدود العذارا
لم يدع منك حادث الدهر الا
عِبَراً للعُيُونِ وَاستِعْبَارَا
وَبَقَايَا مِنْ دَارِسَاتِ طُلُولٍ
خبرتنا عن اهلها الاخبارا
عبقات الثرى كأن عليها
لطميين ينفضون العطارا
وقباب كانما رفعوا منها
لمسترشد الظلام منارا
عقدوا بينها وبين نجوم الا
فق من سالف الليالي جوارا
اين عقبانك الخواطف حلقن
وابقين عندك الاوكارا
وَرِجَالٌ مِثْلُ الأُسُودِ مَشْوا فيـ
ـكِ، تَداعَوْا قَوَائماً وَشِفَارَا
حَبّذا أهْلُكِ المُحِلّونَ أهْلاً
يَوْمَ بَانُوا، وَحَبّذا الدّارُ دارَا
لم يكونوا الا كركب تاني
برهة في مناخه ثم سارا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> طَلَعَتْ، وَاللّيلُ مُشتَمِلٌ
طَلَعَتْ، وَاللّيلُ مُشتَمِلٌ
رقم القصيدة : 10046
-----------------------------------
طَلَعَتْ، وَاللّيلُ مُشتَمِلٌ
سابغ الاذيال والازر
مِنْ خَصَاصَاتِ الغَبيطِ، وَقَدْ
غرد الحادي على اقر
ورقاب القوم مايلة
مِنْ بَقَايَا نَشْوَة ِ السّهَرِ
فاستقاموا في رحالهم
يتبعون الضوء بالنظر
فَامتَرَيْنَا، ثمّ قُلْتُ لَهُمْ:
لَيْسَ هَذا مَطْلِعُ القَمَرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا يا لَيالي الخَيفِ! هلْ يَرْجعُ الهوَى
ألا يا لَيالي الخَيفِ! هلْ يَرْجعُ الهوَى
رقم القصيدة : 10047
-----------------------------------
ألا يا لَيالي الخَيفِ! هلْ يَرْجعُ الهوَى
إلَيكنّ لي؟ لا جازكنّ ندَى القَطْرِ
فيا دين قلبي من ثلاث على منى
مضين ولم يبقين غير جوى الذكر
ورامين وهناً بالجمار وانما
رَمَوْا بَينَ أحْشَاءِ المُحِبّينَ بالجَمْرِ
رَمَوْا لا يُبَالُونَ الحَشَى ، وَتَرَوّحُوا
خَلِيِّينَ، وَالرّامي يُصِيبُ، وَلا يدرِي
وقالوا غدا ميعادنا النفر من منى
وما سرني ان اللقاء مع النفر(1/288)
وَيَا بُؤسَ للقُرْبِ الذي لا نَذُوقُهُ
سوى ساعة ثم البعاد مدى الدهر
فيا صاحبي ان تعط صبراً فانني
نزعت يديّ اليوم من طاعة الصبر
وان كنت لم تدر البكا قبل هذه
فمِيعَادُ دَمعِ العَينِ مُنقَلَبُ السَّفْرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرْتَاحُ إنْ أخَذَ الصّفصَافُ زِينَتَهُ
أرْتَاحُ إنْ أخَذَ الصّفصَافُ زِينَتَهُ
رقم القصيدة : 10048
-----------------------------------
أرْتَاحُ إنْ أخَذَ الصّفصَافُ زِينَتَهُ
من الربيع وقال الركب قد مطرا
مُسَائِلاً، كُلّمَا هَبّتْ يَمَانِيَة ٌ
وفد القرينة هل احسستم خبرا
إنْ لمْ أُرِقْ فيكَ ماءَ النّاظرَينِ أسًى
على الزمان الذي ولى فلا نظرا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نَأتِ القُلُوبُ وَسَوْفَ تَنْأى الدّارُ
نَأتِ القُلُوبُ وَسَوْفَ تَنْأى الدّارُ
رقم القصيدة : 10049
-----------------------------------
نَأتِ القُلُوبُ وَسَوْفَ تَنْأى الدّارُ
وتغيرت بمذاعها الاسرار
ولقد شققت حشى الزمان فلم يكن
فيه سوى سر النوى اضمار
مَا للخُطُوبِ تَبُزّني ثَوْبَ الهَوَى
وعليَّ من احداثها اطمار
ألِفَتْ ضَمِيرِي النّائِبَاتُ كَأنّهَا
لِعِتَاقِ أفْرَاسِ الجَوَى مِضْمَارُ
ما لي ارقرق فيك دمعاً ترتوي
منه الخطوب وما له مشتار
ايهاً مؤمل طئٍ لا تنقضن
وداً له من ذمة امرار
فلقد حللت من الفؤاد محلة
في حَيثُ لَيسَ من الوَرَى لكَ جَارُ
فَلئِنْ وَفَيْتَ فَمَا الوَفَاءُ بِبِدْعَة ٍ
إنّ الوَفَاءَ لذي الصّفَاءِ شِعَارُ
وائن غدرت ولا عجيب انه
بَعْضُ الزّمَانِ بِبَعْضِهِ غَدّارُ
نفسي فداء الغادرين تباعدوا
او قاربوا أو انصفوا أو جاروا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَرُبّ لَيْلٍ طَرِبْتُ فِيهِ
وَرُبّ لَيْلٍ طَرِبْتُ فِيهِ
رقم القصيدة : 10050
-----------------------------------
وَرُبّ لَيْلٍ طَرِبْتُ فِيهِ
وما استرقتني العقار
صَحَوْتُ مِنْ سُكْرِهِ وَلكِنْ(1/289)
بي مِنْ بَقَايَا الهَوَى خُمَارُ
نَجْهَلُ فِيهِ مَعَ الأغَاني
والجهل في مثله وقار
لمّا اسْتَضَاءَ الظّلامُ مِنّا
تَعَانَقَ اللّيْلُ وَالنّهَارُ
زار حبيب الفؤاد فيه
مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُبْعِدَ المَزَارُ
إذا تَنَاءَتْ بِنَا قُلُوبٌ
فلا تدانت بنا ديار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لاموا ولو وجدوا وجدي لقد عذروا
لاموا ولو وجدوا وجدي لقد عذروا
رقم القصيدة : 10051
-----------------------------------
لاموا ولو وجدوا وجدي لقد عذروا
وَذَنْبُ مَنْ لامَ ظُلماً غَيرُ مُغتَفَرِ
لما تمالوا على عذلي اجبتهم
يعز معترف لا ذل معتذر
أهْوَى السّوَادَ برَأسِي ثمّ أمْقُتُهُ
فكَيْفَ يَختَلِفُ اللّوْنَانِ في نظَرِي
تأبى طلائع بيض ذر شارقها
في عارضي ان تكون البيض من وطري
اني علقت سواد اللون بعدكم
عَلاقَة ً تُشْمِتُ الظّلْمَاءَ بالقَمَرِ
لو لم يكن فوق لون البيض ما رقمت
صِبْغُ اللّيَالي عَلى الأجْيَادِ وَالعُذُرِ
جعلته لسواد الرأس تذكرة
ان تفقد العين يرضى القلب بالاثر
والليل استر للخالي بلذته
والصبح افضح للساري على غرر
وَللفَتَى في ظَلامِ اللّيْلِ مَعْذِرَة ٌ
وَمَا لهُ في الضّحَى إن ضَلّ من عُذُرِ
لا أجمَعُ الحُبّ للبيضِ الحسانِ إلى
ما بيض الدهر والايام من شعري
وَكَيفَ يَذهَبُ عن قَلبي وَعن بصرِي
مَنْ كانَ مثلَ سَوَادِ القَلبِ وَالبَصرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَيْسَ عَلى الشّيْبِ للغَوَاني
لَيْسَ عَلى الشّيْبِ للغَوَاني
رقم القصيدة : 10052
-----------------------------------
لَيْسَ عَلى الشّيْبِ للغَوَاني
وَإنْ تَجَمّلْنَ، مِنْ قَرَارِ
كَأنّمَا البِيضُ مِنْ لِداتي
ضرائر البيض من عذاري
ان خيمت هذه بارضي
تحملت تلك عن دياري
أرَيْنَ في رَأسِيَ اللّيَالي
شَرَّ ضِيَاءٍ لِشَرّ نَارِ
يُبْدِي الخَفِيّاتِ مِنْ عُيُوبي
وَيُظْهِرُ السّرّ مِنْ عَوَارِي
اعدوا به اليوم للغواني
اعدى من الذئب للضواري(1/290)
وَكُنّ طَرْبَى إلى طُرُوقي
اذ ليل رأسي بلا دراري
فَمُذْ أضَاءَ المَشِيبُ فَوْدِي
تَوَرّعَ الزَّورُ عَنْ مَزَارِي
مِثْلُ الخَيَالاتِ زُرْنَ لَيْلاً
وَزُلْنَ مَعْ طَالِعِ النّهَارِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> انا الفداء لظبي ما اعترضت له
انا الفداء لظبي ما اعترضت له
رقم القصيدة : 10053
-----------------------------------
انا الفداء لظبي ما اعترضت له
إلاّ وَهَتّكَ شَوْقاً لي أُسَتِّرُهُ
لاحظته والنوى تدمى ملاحظه
بعارض من رشاش الدمع يمطره
ما انفك من نفس للوجد يكتمه
تحت الضلوع ومن دمع يوفره
أهْوَى إليّ يَداً عَقْدُ العِنَاقِ بِهَا
وَالبَيْنُ يَعْذُلُهُ، وَالحُبّ يَعذِرُهُ
وقال تذكر هذا بعد فرقتنا
فقلت ما كنت انساه فاذكره
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقُولُ، وَقَدْ عَادَ عِيدُ الغَرَامِ
أقُولُ، وَقَدْ عَادَ عِيدُ الغَرَامِ
رقم القصيدة : 10054
-----------------------------------
أقُولُ، وَقَدْ عَادَ عِيدُ الغَرَامِ
لما هبطن بنا الاجفرا
أيَا صَاحِبي! أتَرَى نارَهُمْ؟
فَقَالَ: تُرِينيَ مَا لا أرَى
دعاني الغرام ولم يدعه
فابصرت ما لم يكن مبصرا
فَما زِلْتُ أُطْرِبُهُ بِالحَنِينِ
وَأُذْكِرُهُ المَنْزِلَ المُقْفِرَا
إلى أنْ تَنَفّسَ عَنْ زَفْرَة ٍ
وان من الوجد مستعبرا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا قلب ما انت من نجد وساكنه
يا قلب ما انت من نجد وساكنه
رقم القصيدة : 10055
-----------------------------------
يا قلب ما انت من نجد وساكنه
خلفت نجدا وراء المدلج الساري
رَاحَتْ نَوَازِعُ مِنْ قَلْبي تُتَبّعُهُ
عَلى بَقَايَا لُبَانَاتٍ وَأوْطَارِ
أهْفُو إلى الرّكْبِ تَعلُو لي رِكابُهُمُ
مِنَ الحِمَى في أُسَيحاقٍ وَأطْمَارِ
تضوع ارواح نجد من ثيابهم
عند النزول لقرب العهد بالدار
يا رَاكِبَانِ! قِفَا لي وَاقضِيا وَطَرِي
وَخَبّرَانيَ عَنْ نَجْدٍ بِأخْبَارِ
هل روضت قاعة الوعساء ام مطرت(1/291)
خميلة الطلح ذات البان والغار
أمْ هَلْ أبِيتُ وَدارٌ عندَ كاظِمَة ٍ
دارِي وَسُمّارُ ذاكَ الحَيّ سُمّارِي
أيّامَ أُودِعُ سرّي في الهَوَى فَرَسِي
وَأكتُمُ الحَيّ إدْلاجي وَأخطَارِي
فلم يزالا الى ان نم بي نفسي
وَحَدّثَ الرّكْبَ عنّي دَمعيَ الجارِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اشكو ليالي غير معتبة
اشكو ليالي غير معتبة
رقم القصيدة : 10056
-----------------------------------
اشكو ليالي غير معتبة
اما من الطول أو من القصر
تطول في هجركم وتقصر في
الوصل فما نلتقسي على قدر
يا لليلة كاد من تقاربها
يَعْثُرُ فِيهَا العِشَاءُ بالسَّحَرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي
أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي
رقم القصيدة : 10057
-----------------------------------
أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي
إذاً فاحتَوِي بي العَجزَ من كنَفِ الصّبرِ
وَعَاقَتْ يَدِي عِندَ النّزَالِ عَوَائِقٌ
عنِ السّيفِ لا تُدني يدَيّ من النّصْرِ
فلا تقربا ظني بظن مسفه
يظن بزقع الاثر في غرة البدر
فقلبي يأبى ان يدنس سره
بريب وودي ان يعنف من غدري
وقد جدت بالنعمى عليك لانني
حللت عرى ضغني وكفكفت من وتري
وَلَوْ أنّني جازَيتُ قَوْماً بِفِعْلِهِمْ
لألبَستُهُمْ حَلياً من البِيضِ وَالسُّمْرِ
واخلاقنا ماء زلال تنطوي
حِفاظاً وَيَرْمي الأفقُ بالأنجُمِ الزُّهْرِ
وما نحن الا عارض ان قصدته
لجود حباك النائل الغمر بالقطر
وَإنْ هُزّ للأضْغَانِ عَادَتْ بُرُوقُهُ
حَرِيقاً عَلى الأعداءِ مُضْطَرِمَ السَّعرِ
غَفَرْتُ ذُنوباً مِنكَ أذْكَتْ عَزَايمي
وكاد شهاب السخط يطلع من صدري
صَفَحتُ وَقد كانَ التّغَصُّصُ ذادَني
عنِ الصّفحِ لكن أنتَ من كَرمِ البَحرِ
ومن قيد الالفاظ عند نزاعها
بقَيْدِ النُّهَى أغنَتْهُ عَن طلبِ العُذْرِ
فَرُحْ غانِماً بالعَفوِ ممّن لَوِ انطَوَى
على حَنَقٍ ماتَ الحمَامُ من الذُّعْرِ(1/292)
بكفي اني شئت ناصية العلى
أهُزُّ، وَأَعنَاقُ المَكارِمِ في أسْرِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا إنّهَا غَمْرُ السّخائِمِ وَالغَمْرِ
ألا إنّهَا غَمْرُ السّخائِمِ وَالغَمْرِ
رقم القصيدة : 10058
-----------------------------------
ألا إنّهَا غَمْرُ السّخائِمِ وَالغَمْرِ
جناية من يجني لها ثمر الدهر
تحن الربى للقطر لا لغمامة
وَما تَنفعُ السُّحبُ السّوَارِي بلا قَطرِ
سأهجُرُ أبْكَارَ القَوَافي، فإنّني
أرَاها عَلى الأيّامِ تَقتَصّ بالغَدرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألاَ رُبّ دَوّيّة ٍ خُضْتُهَا
ألاَ رُبّ دَوّيّة ٍ خُضْتُهَا
رقم القصيدة : 10059
-----------------------------------
ألاَ رُبّ دَوّيّة ٍ خُضْتُهَا
وقد قيد العين ديجورها
وَحَاجَة ُ رُمْحي ذَيّالُهَا
وهمّ جوادي يعفورها
ربأت بها في ذرى قلة
قَرِيبٍ مِنَ النّجمِ دَيْجُورُهَا
كان السماء بها لامة
وزهر النجوم مساميرها
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لما رأيت جنود الجهل غالبة
لما رأيت جنود الجهل غالبة
رقم القصيدة : 10060
-----------------------------------
لما رأيت جنود الجهل غالبة
والناس في مثل شدق الضيغم الضاري
نهضت تكتم في برديك سابغة
لِفَيْلَقٍ كَنُجُومِ اللّيْلِ جَرّارِ
وَالحُرُّ تُنْهِضُهُ إمّا شَجَاعَتُهُ
إلى المُلِمّ، وَإمّا خَشيَة ُ العَارِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صبراً فما الفايز الا من صبر
صبراً فما الفايز الا من صبر
رقم القصيدة : 10061
-----------------------------------
صبراً فما الفايز الا من صبر
إنّ اللّيَالي وَاعِداتٌ بالظَّفَرْ
لا بُدّ أنْ يَمضِي بِمَا فيهِ القَدَرْ
يَلقَى الفَتَى مِنْ دَهرِهِ خَيراً وَشَرّ
لا بُدّ أنْ يَنْهَضَ جَدُّ مَنْ عَثَرْ
قد ينضب الخلف الغزير ويدر
ورب عظم هيض حيناً وانجبر
أخُوكَ مَنْ كانَ مَآلاً وَوَزَرْ
إذا نَحَا الدّهْرُ بِنَابٍ وَعَقَرْ(1/293)
لَيسَ الذي إنْ جانَبَ الخوْفَ انحسَرْ
اقبل في الامن وولى في الحذر
ابلغ مقالي العضب الذكر
ذا العنق الاغلب والوجه الاغر
لولاه ما لاقوا بعودي من خور
وَلَوْ تَعَاطَاني العَدُوُّ مَا قَدَرْ
وَكَانَ للخُصُومِ عَنّي مُزْدَجَرْ
حُرِمْتُ حظّي منهُ مِن دونِ البَشَرْ
خُصِصْتُ بالغُلّة ِ مِنْ ذاكَ المَطَرْ
وَقَدْ سَقَى البَدْوَ وَطَبّقَ الحَضَرْ
عسى الذي ساء قريباً ان يسر
فَلَيْسَ ظَنّي فِيهِ كَاذِبَ الخَبَرْ
ولا رجائي ببعيد المنتظر
قد زاده الله على عظم الخطر
مَكَارِماً ذاتَ حُجُولٍ وَغُرَرْ
فَاتَ بِهَا كُلَّ جَوَادٍ وَطِمِرّ
سبقاً الى غاية كل مفتخر
فَاللَّهُ يُعْشِي عَنْهُ نَاظِرَ الغِيَرْ
مَا طَلَعَ النّجْمُ، وَأوْرَقَ الشّجَرْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ارى ركدة ريحها يرتجى
ارى ركدة ريحها يرتجى
رقم القصيدة : 10062
-----------------------------------
ارى ركدة ريحها يرتجى
ومظلمة صبحها ينتظر
لعل همومك هذي الطوال
سَيَكْشِفُهَا فَرَجٌ مُخْتَصَرْ
فتأمن من حيث يخشى الاذى
كما خِبتَ من حيثُ يُقضَى الوَطَرْ
إذا عَادَ جَدٌّ كَأنْ لَمْ يَزَلْ
وان سرّ دهر كان لم يضر
وَقَالُوا انتَظِرْها عَلى بُطْئِها
وَمَنْ ضَامِنُ العُمْرِ للمُنْتَظِرْ
وَهَلْ نَافعي يَوْمَ أقضِي صَدًى
اذا صاب وادي قومي المطر
فَإنْ لمْ يَكُنْ فَرَجٌ في الحَيَاة ِ
فَكَمْ فَرَجٍ في انقِضَاءِ العُمُرْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اذا ضافني هم املّ طروقه
اذا ضافني هم املّ طروقه
رقم القصيدة : 10063
-----------------------------------
اذا ضافني هم املّ طروقه
بِبَعْضِ اللّيَالي، أوْ أضِيقُ به صَدرَا
وَلمْ أرَ لي مَا يَطْرُدُ الهَمَّ مِثْلَهُ
سَمَاعاً يُجَلّي عَن ضَميرٍ وَلا خَمرَا
أقُولُ لنَدْمَانَيّ كُرّا إلى المُنَى
وَذكرِ التّصَابي وَاندُبا ذلكَ العَصْرَا
فقد طال ما احدثت عهداً بطيبة(1/294)
فَرُدّا عَليّ القَوْلَ أُحدِثْ به ذِكْرَا
فما كان الا خلسة ثم انني
رَأيْتُ يَدِي مِمّا عَلِقتُ بهِ صِفْرَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ناديته بالرمل والامر ذكر
ناديته بالرمل والامر ذكر
رقم القصيدة : 10064
-----------------------------------
ناديته بالرمل والامر ذكر
وَقد مضَى الوِرْدُ وَأعجَزَ الصَّدَرْ
يا عَمرُو، ذا الجُمّة ِ وَالوَجهِ الأغَرّ
قُمِ اضْطِرَاراً جَاوَزَ الأمْرُ الخَبَرْ
فقام مشزور القوى على مرر
كانما ناط على الجيد القمر
مضطرب الازرة وقاد النظر
كانما ينظر من وقبي حجر
قَدْحُ لِحَاظٍ كَمُطَارَاتِ الشّرَرْ
يلهب في ازاره اذا نظر
كالصل ان جر ذناباه زفر
او الغريري اذا عج هدر
جَرْجَرَ لمّا سِيمَ ضَيْماً وَزَأرْ
جَرْجَرَة َ العَوْدِ بَلا طُولَ السّفَرْ
فردها بعد العراك والبهر
واليوم ذو مزادة تنضح شر
حَتَى رَمَاني بِهَوَادِيهَا وَمَرّ
مبتسماً كانما قضى وطر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خُذْ مِن صَديقك مرْأى دونَ مُستَمَعٍ
خُذْ مِن صَديقك مرْأى دونَ مُستَمَعٍ
رقم القصيدة : 10065
-----------------------------------
خُذْ مِن صَديقك مرْأى دونَ مُستَمَعٍ
يا بعد بن عيان المرء والخبر
وقد يورق العود يوماً وهو ذو يبس
وتقبس النار من ذي نعمة حصر
كَذّبْ علَيهِ، إذا أرْضَاكَ ظَاهِرُهُ
شَهَادَة َ الصّادِقَينِ السّمْعِ وَالبَصَرِ
وان سمعت فقل ما كان عن اذن
وَإنْ نَظَرْتَ فقُلْ ما كانَ عن نَظَرِ
إنْ كُنْتَ لا تَصْطَفي إلاّ أخَا ثِقَة ٍ
فَاخْلُقْ لنَفْسِكَ إخوَاناً عَلى قَدَرِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ياذا المعارج كم سألتك نعمة
ياذا المعارج كم سألتك نعمة
رقم القصيدة : 10066
-----------------------------------
ياذا المعارج كم سألتك نعمة
فَمَنَحتَنِيهَا بِالذَّنُوبِ الأوْفَرِ
أيّ العَوَارِفِ مِنكَ أشكُرُ فَضْلَهُ
عَجَزَ المُقِلُّ وَزَادَ طَولُ المُكْثِرِ(1/295)
اكفأتني ما قد حذرت وقوعه
أمْ مَا كُفِيتُ من الذي لمْ أحْذَرِ؟
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> في كُلّ يَوْمٍ مَوَدّاتٌ مُطَلَّقَة ٌ
في كُلّ يَوْمٍ مَوَدّاتٌ مُطَلَّقَة ٌ
رقم القصيدة : 10067
-----------------------------------
في كُلّ يَوْمٍ مَوَدّاتٌ مُطَلَّقَة ٌ
قَد كانَ أنْكَحنِيها الدّهْرُ مَغرُورَا
يطيب النفس عن قطعي علائقها
اني افارق من فارقت معذورا
كن في الانام بلا عين ولا اذن
أوْ لا فَعِشْ أبَدَ الأيّامِ مَصْدُورَا
غَيْبُ الرّجالِ ظُنُونٌ قَبلَ مَبحَثِهِ
فَما طِلابُكَ أنْ تَلقاهُ مَوْفُورَا
فَمَا نُلائِمُ إلاّ عَادَ مُنْصَدِعاً
وَلا نُثَقِّفُ إلاّ عَادَ مَأطُورَا
محل البلاد ولا جار تغص به
يضوي الفتى ويكون العام ممطورا
والناس اسد تحامي عن فرائسها
اما عقرت وامَّا كنت معقورا
كَمْ وَحدَة ٍ هيَ خَيرٌ مِنْ مُصَاحَبَة ٍ
ينسي الجميع ويغدو الفذ مذكورا
مَنْ كَشّفَ النّاسَ لمْ يَسلَمْ له أحدٌ
النّاسُ داءٌ فَخَلِّ الدّاءَ مَسْتُورَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مَنْ شافِعي، وَذُنوبي عندَها الكِبَرُ
مَنْ شافِعي، وَذُنوبي عندَها الكِبَرُ
رقم القصيدة : 10068
-----------------------------------
مَنْ شافِعي، وَذُنوبي عندَها الكِبَرُ
إنّ المَشِيبَ لَذَنْبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ
راحت تزيح عليك الهم صاحية
وعند قلبك من غي الهوى سكر
رأت بياضك مسودا مطالعه
مَا فِيهِ للحُبّ لا عَيْنٌ وَلا أثَرُ
واي ذنب للون راق منظره
اذا اراك خلاف الصبغة الاثر
وما علليك ونفسي فيك واحدة
إذا تَلَوّنَ في ألْوَانِهِ الشَّعَرُ
أنْسَاكَ طُولُ نَهارِ الشّيبِ آخِرَهُ
وكل ليل شباب عيبه القصر
إنّ السّوَادَ عَلى لَذّاتِهِ لعَمًى
كما الباض على علاته بصر
البيض اوفى وابقى لي مصاحبة
والسود مستوفزات للنوى غدر
كنت البهيم واعلاق الهوى جدد
واخلقتك حجول الشيب والغرر
وليس كل ظلام دام غيهبه
يسر خابطه ان يطلع القمر(1/296)
أما تريني كصل تحت هضبته
بالرمل اطرق لا ناب ولا ظفر
مسالماً يأمن الاقران عدوته
ملقى الحنية عرى متنها الوتر
كالفرع ساقط ما يعلوه من ورق
والجفن افرد عنه الصارم الذكر
ان اشهد القوم لا اعلم نجيهم
ماذا قَضَوا، وَيُجَمجِم دُونيَ الخَبَرُ
كان الشباب الذي انضيت مندله
عِقْبَ الخَميلَة ِ لَمَّا صَوّحَ الزّهَرُ
مِن بَعدِ ما كنتُ أستَسبي المَها شغَفاً
أمسَتْ تَرُوعُ بيَ الغِزْلانُ وَالبَقَرُ
لم ادر ان الصبا تبلى خميصته
وان منصات ذاك العود ينأطر
وَقَدْ أرُوعُ سَوَامَ الحَيّ رَاتِعَة ً
وَلائِدُ الحَيّ، مَملُولاً ليَ العُمُرُ
فقد ارد العفرني عن اكيلته
وازجر الضيغم الغادي فينزجر
ما للزمان رمى قومي فذعذعهم
تطاير القعب لما صكه الحجر
ينفض جماعهم عن كل نائبة
كما تهالك تحت الميسم الوبر
مَا كانَ ضَرّ اللّيَالي لَوْ نَفَسنَ بهم
عَلى النّوَائِبِ، وَاستَثْناهُمُ القَدَرُ
أصْبَحتُ بَعدَهُمُ في شَرّ خَالِفَة ٍ
مثلَ السَّلَى حَوْلَهُ الذّؤبانُ وَالنّمِرُ
في كُلّ يَوْمٍ لرَحْلي عَنْ نَوَاقِرِهم
إلى المَعَاطِبِ مَهْوَاة ٌ وَمُحْتَفَرُ
أرُدّ نَبْلَ الأداني مَا رُمِيتُ بِهَا
فَهَلْ إلى الرّحِمِ البَلْهَاءِ لي عُذُرُ
بمقرب لا يواري عنقه الخمر
إذا تَوَجّسَ كانَ القَلْبُ نَاظِرَهُ
والقلب ينظر ما لا ينظر البصر
أَجفُو لَهُ الوُلْدَ، مَذْخُوراً لَه شَفقي
عليه دونهم الروعات والحذر
يمسون شعثاً وتمسى في بلهنية
كَأنّما جَدُّهُ عَدْنَانُ أوْ مُضَرُ
فَفي القُلُوبِ عَلى حَوْبائِهِ حَنَقٌ
وبالعيون الى مضماره شرر
من عاطيات تعالى في اعنتها
صَكَّ القِداحِ رَمَاها القامِرُ اليَسَرُ
واليوم عريان مشهور بفرجته
يَعْتَمّ بالنّقْعِ أطْوَاراً، وَيَأتَزِرُ
كَأنّهُنّ ذِئَابُ القَاعِ مُجْفِلَة ً
لَوْلا السّبيبُ على الأعناقِ وَالعُذُرُ
يطلعن نزو الدبى العامي اونة
أوْ مِطرَق القَينِ يَنزُو تحتَه الشّرَرُ
تخالهن مزاد الماء اغفلها(1/297)
بالدّوّ رَبْطُ العزَالي فهْيَ تَبْتَدِرُ
سَوَاهِماً كَصَوَالي النّارِ ألْجَأهَا
الى مواقها الشفان والقرر
تَكَادُ تَسْبُقُ أيْدِيهَا نَوَاظِرَهَا
إلى الطّرِيدَة ِ لَوْلا اللّجْمُ وَالعُذُرُ
اني حلفت بايدي الراقصات ضحى
وبالحجيج وما لبوا وما جمروا
والرائحات الى جمع محزمة
مرّ اليمام دعى اورادها الصدر
تنوس ركبانها نوس القراط اذا
مَالَتْ مِنَ السّهَرِ الأجْيَادُ وَالعُذُرُ
وما اريق باعلى الخيف من علق
تُوجَى لَهُ البُدُنُ المُلقاة ُ وَالجُزُرُ
والبيت قالصة عنه ذلاذله
سوم المخيض جلى عن ركنه الحجر
لأُمْطِرَنّ بَني الدّيّانِ دامِيَة ً
هَطْلَى ، تُذَمّ بهَا الأنْوَاءُ وَالمَطَرُ
قلُّو عناء ولان ثرى عديدهم
وَرُبّما قَلّ أقوَامٌ، وَإنْ كَثُرُوا
بالقارِعاتِ وَلا يأسُونَ مَنْ عَقَرُوا
تمسكوا بوصايا اللوم تحسبهم
تُتْلَى عَلَيْهِمْ بهَا الآياتُ وَالزُّبُرُ
يا أعثَرَ اللَّهُ أيْدِي أينُقٍ حَمَلَتْ
رحلي الى حيث لا ماء ولا شجر
مَنَازِلٌ لا يُرَجّى عِندَها أمَلٌ
على الليالي ولا يقضي بها وطر
مَنَابتٌ سَارَ فيها قادِحٌ عَمِلٌ
يرمي العروق وعيدان بها خور
مِنْ كلّ وَجْهٍ نِقَابُ العَارِ نُقْبَتُهُ
كالعِرّ مَرّ عَلَيْهِ القَارُ وَالقَطَرُ
يَصْدَى مِنَ اللّؤمِ حتّى لَوْ تُعاوِدُه
ايدي العيون زماناً لانجلى الاثر
ابقوا مخازي لا تعفى مواطنها
على البلاد فضول الريط والازر
يا طَلْحَ رَامَة َ لا سُقّيتَ مِنْ شَجَرٍ
مُذَمَّمِ الأرْضِ لا ظِلٌّ وَلا ثَمَرُ
كَأنّني يَوْمَ أستَدْرِيكَ مِنْ حذَرٍ
جَاني دَمٍ طَاحَ لا مَنجَى وَلا وَزَرَ
سِيّانِ عِندي وَأيدِي الحَيّ جَامِدَة ٌ
ان اخطأ القطر زاديهم وان مطروا
مَا كُلُّ مُثْمِرَة ٍ تَحْلُو لِذايِقِها
إنّ السّيَاطَ لهَا مِنْ مِثلِها ثَمَرُ
الوم من لا يعد اللؤم منقصة
وضاع عتب مسئ ليس يعتذر
يا نَفسِ لا تَهلَكي يأساً، وَلا تَدَعي
لَوْكَ الشّكائِمِ حَتّى يَنجَلي العُمُرُ(1/298)
قالوا انتظرها وان عزت مطالبها
هل ينظر القدر الجاني فانتظر
ألقَى المَطَامِعَ مَبْتُوتاً حَبَائِلُهَا
للرّزْقِ وَالرّزْقُ لا الدّاني وَلا القَفِرُ
طأ من رجائك لا الاطواد مورقة
يوماً ولا جندل البقعاء معتصر
لَيْلٌ مِنَ الهَمّ لا يُدْعَى السّمِيرُ له
أعْمَى المَطالِعِ لا نَجْمٌ وَلا سَحَرُ
أُنَقِّلُ النّفْسَ مِنْ صَبرٍ إلى جَزَعٍ
وَالصّبرُ أعْوَدُ إلاّ أنّهُ صَبِرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرَى ماءَ وَجهِ المَرْءِ مِنْ ماءِ عِرْضِه
أرَى ماءَ وَجهِ المَرْءِ مِنْ ماءِ عِرْضِه
رقم القصيدة : 10069
-----------------------------------
أرَى ماءَ وَجهِ المَرْءِ مِنْ ماءِ عِرْضِه
فحِذْرَك لا يَقطُرْ عَلى العَارِ قاطِرُه
فان انت لم تستبق بالصون بعضه
تتابع مطلولاً على الذل سائره
تنكر هذا الناس بعدك للندى
وَأقْلَعَ مِنْ نَوْءِ المَكَارِمِ مَاطِرُه
فاولاهم بالحمد من لان رده
وَمَنْ حَسُنَتْ عِلاّتُهُ وَمَعَاذِرُه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تجاف عن الاعداء بقيا فربما
تجاف عن الاعداء بقيا فربما
رقم القصيدة : 10070
-----------------------------------
تجاف عن الاعداء بقيا فربما
كُفِيتَ فلم تُجرَحْ بنابٍ ولاظُفرِ
ولا تبر منهم كل عود تخافه
فان الاعادي ينبتون مع الدهر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولولا هناة والهناة معاذر
ولولا هناة والهناة معاذر
رقم القصيدة : 10071
-----------------------------------
ولولا هناة والهناة معاذر
لَطَارَتْ برَحْلي عَنكَ بَزْلاءُ ضَامِرُ
وشيعت اظعانا كأن زهاؤها
بجانب ذي القلام نخل مواقر
مُفَارِقَ دارٍ طأطأ الذّلُّ أهلَهَا
وما عز دار ليس فيها معاشر
أقَمْتُ عَلى مَا سَاءَ أُذْناً وَمُقْلَة ً
عَمَاعِمُ يَبْنُونَ العُلَى وَكَرَاكِرُ
أبِيتُ رَمِيضاً صَالِياً حَرَّ زَفْرَة ٍ
لليلي من زور الملمات سامر
ارقت ولم يأرق معي من رجوته(1/299)
ليَوْمي، إذا دارَتْ عَليّ الدّوَائِرُ
اقام على دار القطيعة والقلى
يُشَاوِرُ فِيمَا سَاءَني وَيُؤامِرُ
رماني عن قوس العدو وقال لي
امامك اني من ورائك ثائر
وعندي لتبديل الديار مناخة
تُوَقِّعُ مَا تُمْلي عَليّ المَقَادِرُ
أقولُ: غداً، وَالشرّ أقرَبُ مِن غَدٍ
أبَى الضّيمُ أنْ يَبقَى بعُشّكَ طائِرُ
فما انت نظار وغيرك رائح
ونضوك موموم ورحلك قاتر
اذا لم يكن لي ناصر من عشيرتي
فلي من يد المولى وان ذل ناصر
واني وان قلوا لمستمسك بهم
وَقد تُمسكُ السّاقَ المَهيضَ الجَبائِرُ
وَبَعضُ مَوَالي المَرْءِ يَغمِزُ عُودَهُ
كما غمز القدح الخليع المقامر
وقد كان مولى الزبرقان هراسة
لهَا وَاخِذٌ في الأخمَصَينِ وَنَاقِرُ
وجار الايادي الحذافى واقر
وَقَدْ كانَ فيها للسّمَوْألِ عُذْرَة ٌ
وَمَنْ رَامَ عُذْراً أمكَنَتهُ المَعَاذِرُ
ولكنه اصغى لما قال لائم
فاوفى ولم يحفل بما قال عاذر
فلا يغررنك ثغرا بن حرة
تَبَسّمَ لِلأعْدَاءِ وَالصّدْرُ وَاغِرُ
شَكَا النّاسَ يَبكي قَلبُهُ وَلِسَانُهُ
وان كتمت عنك الدموع النواظر
تواكله الخلان حتى حسامه
وَأعْوَانُهُ، حَتّى الجَنَانُ المُوَازِرُ
وَمَا كُنتَ إلاّ كَالمُوَارِبِ نَفْسَهُ
بَغَى وَلَداً، وَالعِرْسُ جَدّاءُ عاقِرُ
وهل ينفعن الطارقين على الطوى
إذا غابَ جُودُ المَرْءِ وَالزّادُ حاضِرُ
يفوز الفتى بالحمد والمال ناقص
وتتبع موفور الرجال المعائر
وَلَوْ كُنْتُ في فِهْرٍ لَقَامَ بنُصْرَتي
غضوب اذا لم يغضب الحي غائر
وَسَدّدَ مِنْ دُوني سِنَاناً كَأنّهُ
إلى الطّعْنِ نَابٌ يُقلِسُ السّمَّ قاطِرُ
أدَرّ عَلَيْهَا لَقْحَة َ الطّعْنِ عَامِرُ
مِنَ الطُّعْمِ يَوْماً، أدركَتهُ الأظافرُ
وَيأبَى الفَتَى ، وَالسّيفُ يَحطِمُ أنفَه
وَفي النّاسِ مَصْبُورٌ على السّيفِ صَابرُ
ولو يأبى العوام كان مناخها
لغامر عنها اللوذعي المغامر
وراحت طرابا لم تشمس رحالها
ولا نعرت منها القدور النواغر(1/300)
سَوَارِحَ لمْ يَدفَعْ عَنِ الرّعْيِ دافعٌ
لئيم ولم ينهر عن الماء زاجر
فَتَلْتُمْ عَلى ضَلْعَاءَ مَنقوضَة ِ القوَى
اذا ما استمرت بالرجال المرائر
سهامُكُمُ في كُلّ عَارٍ سَدِيدَة ٌ
وَسَهمُكُمُ في مَرْشَقِ المَجدِ عائِرُ
وَمَا كُنتُمُ لُجمَ الجَوَامحِ قَبلَهَا
فتَثْنُونَني إنْ أعْجَلَتْني البَوَادِرُ
إذا ما دُعوا لليوْمِ ذي الخَطبِ أصْفحوا
صدور الحرابى ارمضتها الهواجر
كَأنّ بُكُوراً مِنْ نَطاة ٍ وَخَيْبَرٍ
لها ناحط منهم رميض وناعر
وما انا الا اكلة في رحالهم
ولولا ابو العوام لم يملكوا العلى
على الناس الا ان تشب النوائر
وَلمْ يَرْفَعُوا بَينَ الغُوَيْرِ وَحَاجِرٍ
قبابهم ما دام للبدن ناحر
أرُدّ عَلى قَوْمي فُضُولَ تَغَمُّدِي
وَإني عَلى مَا سَاءَ قَوْمي لَقَادِرُ
وَإني لأسْتَأني حُلُومَ عَشِيرَتي
ليَعْدِلَ مُنْآدٌ، وَيَرْجِعَ نَافِرُ
وَأطْلَسَ مَنّاني الكِذابَ، وَقالَ لي:
ليهنك احدى الليلتين لباكر
ينافط فيها هجرس وهو نائم
وجرر فيها هجرس وهو فاتر
تَشَبّهَ بالمُجرِينَ في حَلْبَة ِ النّدَى
أقِمْ وَادِعاً، يا عمرو، إنّكَ عَاثِرُ
وَأهْمَلَهَا مَرْعِيّة ً في ضَمَانِهِ
زَمَانَ ادّعَى نِسيانَها، وَهوَ ذاكِرُ
رآها على علاتها ظهر صعبة
تحادر من ارقاصها وتحادر
فَأحْجَمَ عَنْهَا هَائِباً نَزَوَاتِها
وطار عليها الشحشحان المخاطر
رأى سيفه فيها فعض بنانه
فالاّ ابا الغلاق كنت تبادر
عليه برمان القروم الخواطر
تطاوح والاوراد تركب عنقه
خَوَاطِرُ ما دُونَ الرّدَى وَكَوَاسِرُ
واني مليءٌ ان بقيت لعرضكم
بشوه المجالي تحتهن النواقر
عُلالَة ُ رُكْبَانِ الظّلامِ، إذا وَنَوْا
مِنَ السّيرِ مَرْفُوعٌ بهِنّ العَقَائِرُ
قوارع من تخبط يعد وهو موضح
اميم ومن تخطيء يبت وهو ساهر
بواق باعراض الرجال خدوشها
كمَا رَقَشَتْ رَقَّ الأبِيلِ المَزَائِرُ
حقيبة شر بئس ما اختار ريها
اذا نفضت عند الاياب المآزر(1/301)
نَلُمُّكُمُ، وَاللَّهُ يَصْدَعُ شَعبَكُم
ولا يجبر الاقوام ما الله كاسر
احن الى قومي كما حن نازع
إلى المَاءِ قَد دانَى لَهُ القَيدَ قاصِرُ
تَذَكّرَ جَوْناً بِالبِطَاحِ تَلُفّهُ
بمنتضد الدوح الغمام المواطر
وجنت عليه ليلة عقربية
لهَا سَائِلٌ في كُلّ وَادٍ وَقَاطِرُ
يا بطح معشاب كان نطافه
دُمُوعُ العَذَارَى أسْلَمَتْها المَحاجرُ
يبيت على الماء الذي في ظلاله
كِنَانَة ُ وَالحَيّانِ كعبٌ وَعَامِرُ
لهمْ في كِفافِ الأرْضِ شَرْقاً وَمَغرِباً
عماعم ينبون العلى وكراكر
أدارُوا رَحًى بالأعوَجيّاتِ قَمحُها
صدور المواضي والرؤوس النوادر
همُ نَشَطُوني مَنشَطَ السّجْلِ بعدَما
تطاوحه الجولان والقعر غاير
ومدوا يدي من بعد ما كان مطرحي
من الأرْضِ مَجرُوراً عَلَيهِ الجَرَائِرُ
وقواشرها واليوم مستوجف الحشا
لَهُ أبجَلٌ مِنْ عائِذِ الطّعنِ فائِرُ
وما غير دار المرء الا مذلة
ولا غير قوم المرء الا فواقر
واخليت من قلبي مكاناً لذكرهم
وقد يذكر البادي وتنسى الحواضر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> فَيَا عَجَبا مِمّا يَظُنّ مُحَمّدٌ
فَيَا عَجَبا مِمّا يَظُنّ مُحَمّدٌ
رقم القصيدة : 10072
-----------------------------------
فَيَا عَجَبا مِمّا يَظُنّ مُحَمّدٌ
وَلَلظّنُّ في بَعضِ المَوَاطِنِ غَرّارُ
يُقَدِّرُ أنّ المُلْكَ طَوْعُ يَمِينِهِ
وَمِنْ دونِ ما يَرْجُو المُقدِّرُ أقدارُ
له كل يوم منية وطماعة
ونبذ قريض بالاماني سيار
لئن هو اعفى للخلافة لمة
لهَا طُرَرٌ فَوْقَ الجَبِينِ وَأطْرَارُ
وَأبْدَى لهَا وَجْهاً نَقِيّاً كَأنّهُ
وَقَدْ نُقِشَتْ فيهِ العَوَارِضُ، دينَارُ
ورام العلى بالشعر والشعر دائباً
فَفي النّاسِ شُعْرٌ خامِلونَ وَشُعّارُ
وَإنّي أرَى زَنْداً تَوَاتَرَ قَدْحُهُ
ويوشك يوماً ان تشب لنا النار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَمَوْا بِمَرَامي بَغْيِهِمْ، فاتّقَيْتُها(1/302)
رَمَوْا بِمَرَامي بَغْيِهِمْ، فاتّقَيْتُها
رقم القصيدة : 10073
-----------------------------------
رَمَوْا بِمَرَامي بَغْيِهِمْ، فاتّقَيْتُها
وقلت لهم بيني وبينكم الدهر
كاني بكم لا تستطيعون حيلة
وليس لكم نهي يطاع ولا امر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بَغَى الذُّلاّنُ غَايَتَنَا، وَأنَّى
بَغَى الذُّلاّنُ غَايَتَنَا، وَأنَّى
رقم القصيدة : 10074
-----------------------------------
بَغَى الذُّلاّنُ غَايَتَنَا، وَأنَّى
يقام المجد بالعمد القصار
وَأهْتَكُهُمْ لكُلّ خِبَاءِ نَقْعٍ
إذا مَا مُدّ أطْنَابُ الغُبَارِ
كأن الدمع فوق الخد منها
حباب يستدير على عقار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا مثالها يسخر الساخر
لا مثالها يسخر الساخر
رقم القصيدة : 10075
-----------------------------------
لا مثالها يسخر الساخر
لَقَدْ ذَلّ جَارُكَ يا عَامِرُ
تَرَاهُ لَقًى بَينَ أيْدِي الخُطُو
بِ، لا أنتَ نَاهٍ وَلا آمِرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اما تراها كالجراز البتار
اما تراها كالجراز البتار
رقم القصيدة : 10076
-----------------------------------
اما تراها كالجراز البتار
تَحتَلِقُ القَوْمَ احتِلاقَ الأشعارْ
حَيٌّ عَلى السّيرِ، وحيٌّ قَدْ سَارْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَعَينٌ عَوَانٌ بالدّمُوعِ وَغَيرُهَا
وَعَينٌ عَوَانٌ بالدّمُوعِ وَغَيرُهَا
رقم القصيدة : 10077
-----------------------------------
وَعَينٌ عَوَانٌ بالدّمُوعِ وَغَيرُهَا
من الدمع يعرورى جوانبها بكر
تمطت بي العشرون حتى رمين بي
الى غاية من دونها يقطع العمر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يقولون نم في هدنة الدهر آمناً
يقولون نم في هدنة الدهر آمناً
رقم القصيدة : 10078
-----------------------------------
يقولون نم في هدنة الدهر آمناً
فقلتُ: وَمَنْ لي أنْ يُهادنَني الدّهرُ
هل الحرب الا ماترون نقيصة(1/303)
منَ العُمرِ، أوْ عُدمٌ منَ المالِ أوْ عُسرُ
فَلا صُلْحَ حتّى لا يَكُونَ لِوَاجِدٍ
ثَرَاءٌ، وَلا يَبْقَى عَلى وَافرٍ وَفْرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تطاير في مر العجاج كأنها
تطاير في مر العجاج كأنها
رقم القصيدة : 10079
-----------------------------------
تطاير في مر العجاج كأنها
أجَادِلُ حَطّتها سِغَاباً وَكُورُها
لها بين جنبي ضرغد قضربة
غُرَيرِيّة ٌ يهدِي الضّيُوفَ زَفِيرُها
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَا رَبّة َ الخِدْرِ المُمَنَّعِ بالقَنَا
أيَا رَبّة َ الخِدْرِ المُمَنَّعِ بالقَنَا
رقم القصيدة : 10080
-----------------------------------
أيَا رَبّة َ الخِدْرِ المُمَنَّعِ بالقَنَا
اتنأين لم تنظر بك العين منظرا
ومن عجب اصفيتك الود بعدما
تَعاطَى القَنَا قَوْمي وَقَوْمُكِ أعصُرَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اناشد انت اطلالاً بذي القور
اناشد انت اطلالاً بذي القور
رقم القصيدة : 10081
-----------------------------------
اناشد انت اطلالاً بذي القور
أضَلّهَا جَوَلانُ القَطْرِ وَالمُورِ
فَمَا أُحِيلُ عَلَيهِمْ عندَ نازِلَة ٍ
لكن احيل على ذنب المقادير
ان تقتطعه الاعادي عن مذاهبه
فرب ابيض مغمود لمنشور
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ومن عامر غلمة كالسيوف
ومن عامر غلمة كالسيوف
رقم القصيدة : 10082
-----------------------------------
ومن عامر غلمة كالسيوف
جريال اوجههم يقطر
اذا صدئ القوم لا يصدأون
كَأنّهُمُ الذّهَبُ الأحْمَرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رأيت شباب المرء ليلاً يجنه
رأيت شباب المرء ليلاً يجنه
رقم القصيدة : 10083
-----------------------------------
رأيت شباب المرء ليلاً يجنه
يغطي على بادي العيوب ويستر
وَشَيْبُ الفَتَى صُبْحٌ يَبِينُ عَوَارُهُ
وَيُرْمَقُ فِيهِ بالعُيُونِ فَيُنْظَرُ
فَإنّ ضَلالي في النّهَارِ لَهِجْنَة ٌ(1/304)
وَإنّ ضَلالي في دُجَى اللّيْلِ أعْذَرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صبرت على عرك النوائب فيكم
صبرت على عرك النوائب فيكم
رقم القصيدة : 10084
-----------------------------------
صبرت على عرك النوائب فيكم
وقد بلغ المجلود أو غلب الصبر
وقيدني مر الحفاظ بداركم
وَأطْلَقَ غَيرِي مِن حبالِكُمُ العُذرُ
فما كان لولاكم يمر لي الغنى
وَيَحلُو إلى قَلْبي الخَصَاصَة ُ وَالفَقْرُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وافلتهنَّ ابو عامر
وافلتهنَّ ابو عامر
رقم القصيدة : 10085
-----------------------------------
وافلتهنَّ ابو عامر
يقبّل ناصية الاشقر
يقول اذا ارهقته الرماح ا
إنْ لَمْ تَزِدْ عَنَقاً تُعْذَرِ
سليبا يخفف حتى رمى
من الرعب بالدرع والمغفر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لهذه كان الزمان ينتظر
لهذه كان الزمان ينتظر
رقم القصيدة : 10086
-----------------------------------
لهذه كان الزمان ينتظر
لم يبق من بعدك للمجد وطر
تامرني بالصبر هيهات لقد
هان على الاملس ما لاقى الدبر
لَوْلا ظُبَى سَيْفِكَ في صُدُورِها
لما نهي فيها الردى ولا امر
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا يغررنك سلم جاء يطلبه
لا يغررنك سلم جاء يطلبه
رقم القصيدة : 10087
-----------------------------------
لا يغررنك سلم جاء يطلبه
لمْ يَخطُبِ السّلْمَ إلاّ بَعدَما عُقِرَا
أعْطَى يَداً بَعدَمَا شَلّتْ أنَامِلُها
وَأسْلَمَ النّفْسَ لمّا لمْ يَجِدْ وَزَرَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رب ناء الملاط يحسب جيدا
رب ناء الملاط يحسب جيدا
رقم القصيدة : 10088
-----------------------------------
رب ناء الملاط يحسب جيدا
حَائِلاً بَينَ غَرْضِهِ وَصِدارِهْ
ان ثناه الزمام جرجر كالـ
عِدِ باللّيْلِ لَجّ في قَرْقَارِهْ
وَكَأنّ اللُّعَامَ يَسْقُطُ مِنْ فيـ
ـهِ هَوَافي مَا طَمّ مِنْ أوْبَارِهْ(1/305)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أغْلَبُ لا يَخشَى وَعِيدَ السَّفْرِ
أغْلَبُ لا يَخشَى وَعِيدَ السَّفْرِ
رقم القصيدة : 10089
-----------------------------------
أغْلَبُ لا يَخشَى وَعِيدَ السَّفْرِ
كانما يدعونه بالرجز
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كَمْ قَابِسٍ عَادَ بغَيرِ نَارِ
كَمْ قَابِسٍ عَادَ بغَيرِ نَارِ
رقم القصيدة : 10090
-----------------------------------
كَمْ قَابِسٍ عَادَ بغَيرِ نَارِ
لابد للمسرع من عثار
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اطمح بطرفك هل ترى
اطمح بطرفك هل ترى
رقم القصيدة : 10091
-----------------------------------
اطمح بطرفك هل ترى
الا مصابا أو معزا
نَأبَى التّعَزّي، ثمّ يُلْـ
ـحِقُنا الزّمَانُ بِمَنْ تَعَزّى
أغْدُو وَرَاءَ الذّاهِبِيـ
ـنَ تَهُزّني الزّفَرَاتُ هَزّا
لا ناظراً اثراً ولا
متوجساً للقوم رزا
ابكي ظبي فجعت يدي
منها باصدقها مهزا
قد كنت صلب العود لا
يَجْني الزّمَانُ عَليّ غَمزَا
حتى مضى بكم يؤز
ركم القضاء الجدازا
لَمْ أسْتَطِعْ مَنْعاً، فَيَا
لِلَّهِ عَزْماً عَادَ عَجْزَا
هَلْ غَادَرُوا إلاّ حَشاً
قَلِقاً وَقَلْباً مُسْتَفَزّا
أُمْسِي كَأنّ مِنَ القَنَا
بِأضَالِعي قرْعاً وَوَخْزَا
يا ثَانِياً للنّفْسِ، بَلْ
يَا ثَالِثَ العَيْنَيْنِ عِزّا
عضوٌ عثت فيه المنية
ما اجل وما اعزا
عز الحمام عليك ان
نّ القِرْنَ إنْ ما عَزّ بَزّا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> شرف الخلافة يا بني العباس
شرف الخلافة يا بني العباس
رقم القصيدة : 10092
-----------------------------------
شرف الخلافة يا بني العباس
اليبوم جدده ابو العباس
وافى لحفظ فروعها وكنيُّه
كانَ المُشِيرَ مَوَاضِعَ الأغرَاسِ
هذا الذي رفعت يداه بنا
ئها العالي وذاك موطد الاساس
ذا الطود بقاه الزمان ذخيرة
من ذلك الجبل العظيم الراسي
مُلْكٌ تَطاوَحَ مالِكُوهُ وَأصْبَحوا
مِنْهُ وَرَاءَ مَعَالِمٍ أدْرَاسِ(1/306)
غَابٌ أبَنّ بِهِ ضَرَاغِمُ هاشِمٍ
مِنْ كلّ أغلَبَ للعِدى فَرّاسِ
حتى نبا بهم الزمان فازعجوا
عَنْ تِلكُمُ الأغيَالِ وَالأخْيَاسِ
فاليوم لم العز بعد تشعت
وَأُعِيدَ ذِكْرُ الدّينِ بَعدَ تَناسِ
قد كان زعزك الزمان فراعه
عود على عجم النوائب عاس
ما كانَ غَيرَ مُجَرِّبٍ لكَ في العُلى
لتكون راعي الامر دون الناس
فَبَلاكَ عَيبَ البأسِ يوْمَ كَرِيهَة ٍ
ورآك طود الحلم يوم مراس
فلأنْتَ قائِمُ سَيفِها الذّرِبُ الشَّبَا
مجداً ووابل نؤها الرجاس
مِنْ مَعشَرٍ وَسَمُوا الزّمانَ مَناقباً
تَبقَى بَقاءَ الوَحْيِ في الأطرَاسِ
مترادفين على المكارم والعلى
مُتَسَابِقِينَ إلى النّدَى وَالبَاسِ
طَلَعُوا عَلى مَرْوَانَ يوْمَ لِقَائِهِ
مِنْ كُلّ أرْوَعَ بالقَنَا دَعّاسِ
سدوا النجاء عليه دون جمامه
بقراع لا عزل ولا نكاس
بالزّابِ وَالآمَالُ وَاقِفَة ُ الخُطَى
بين الرجاء لنيلها والياس
حتى رأى الجعدي ذل قياده
لِيَدِ المَنُونِ تُمَدّ بِالأمْرَاسِ
وَهَوَتْ بِهِ أيْدٍ أنَامِلُهَا القَنَا
مهوى كليب عن يدي جساس
ضَرَبُوهُ في بَطْنِ الصّعيد بنَوْمَة ٍ
وَتَسَلّمُوها غَضّة ً، فَمَضَى بهَا
الأبْرَارُ نَاشِزَة ً عَنِ الأرْجَاسِ
فالان قر العز في سكناته
ثَلْجُ الضّمَائِرِ بَارِدُ الأنْفَاسِ
وَقَفَتْ أخامصُ طالبيه، وَرُفّهتْ
ايد نفضن معاقد الاجلاس
واحتل غاربه وليّ خلافه
مَا كانَ يَلبَسُها عَلى ألبَاسِ
سَبَقَ الرّجالَ إلى ذُرَاها نَاجِياً
من ناب كل مجاذب نهاس
يقطان يخرج في الخطوب وينثني
وَلُهَاهُ للكَلْمِ الرّغيبِ أَوَاسِ
ويرِقُّ أحيَاناً، وَبَينَ ضُلُوعِهِ
قَلْبٌ عَلى المَالِ المُثَمَّرِ قَاسِ
تغدوا ظبا البيض الرقاق بقلبه
احلى واعذب من ظباء كناس
وكأن حمل السيف يقطر غربه
أنسَى يَمينَ يَديهِ حَملَ الكاسِ
احسود ذي الثغر الشوادخ انها
حرم على الاغيار للافراس
لا تحسدن قوماً اذا فاضلتهم
فَضَلُوكَ في الأخلاقِ وَالأجناسِ(1/307)
واذا رميت الطرف راعك منهم
أطلالُ أجبَالٍ عَلَيكَ رَوَاسِ
كانوا نجوماً ثم شعشع نورهم
وَالنّارُ أوّلُهَا مِنَ الأقْبَاسِ
مجدٌ امير المؤمنين اعدته
غَضّاً كَنُورِ المُورِقِ المَيّاسِ
وَبَعَثتَ في قَلبِ الخِلافَة ِ فَرْحَة ً
دَخَلَتْ على الخُلفاءِ في الأرْماسِ
وَمَكِيدَة ٍ أشلَى عَلَيكَ نُيُوبَها
غضبان للقربى القريبة ناس
فغرت اليك ففتها وتراجعت
فَفَرَتْهُ بالأنْيَابِ وَالأضْرَاسِ
حمراء من جمر الخطوب وطئتها
فلبست فيها الصبر اي لباس
فَرْداً سَلَكْتَ بهَا المَضِيقَ وَإنّما
طُرُقُ العَلاءِ قَليلَة ُ الإينَاسِ
اورق امين الله عودي انما
أغرَاسُ أصْلِكَ في العُلَى أغرَاسِي
واملك على من كان قبلك شاؤه
في فَرْطِ تَقْرِيبي، وَفي إينَاسِي
إنّي لأجْتَنِبُ السّؤالَ مُتَارِكاً
خِلْفاً يَدرُّ عَليّ بِالإبْسَاسِ
ولقد اطعتك طاعة مارامها
مني امرؤٌ الا عصاه شماسي
فَرّتْ إلَيكَ، بغَيرِ داعٍ، هِمّتي
وَصَغَا إلَيكَ، بلا قِيادٍ، رَاسِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَمَنّى رِجَالٌ نَيلَها، وَهيَ شَامِسُ
تَمَنّى رِجَالٌ نَيلَها، وَهيَ شَامِسُ
رقم القصيدة : 10093
-----------------------------------
تَمَنّى رِجَالٌ نَيلَها، وَهيَ شَامِسُ
واين من النجم الاكف اللوامس
وَإنّ المَعَالي عَنْ رِجَالٍ طَلائِقٌ
وَهنّ عَلى بَعضِ الرّجالِ حَبائِسُ
وَلمْ أرَ كالعَليَاءِ تُرْضَى عَلى الأذَى
وَتُهوَى على عِلاّتِها، وَهيَ عانِس
فقُلْ للحسودِ اليَوْمَ أغضِ على القَذى
فَما كلّ نَارٍ أُوقِدَتْ أنتَ قابِسُ
وما لك والاقدام بالخيل والقنا
وَحَظُّكَ عَنْ نَيْلِ العُلى مُتقاعِسُ
وَهَلْ نافعٌ يَوْماً وَجَدُّكَ رَاجِلٌ
اذا قيل يوم الروع انك فارس
فطِبْ عَن بُلُوغِ العزّ نَفْساً لَئِيمَة ً
فمتا للعلى الا النفوس النفائس
وَإنّ قِوَامَ الدّينِ من دُونِ ثَغرِهَا
له ناظر يقظان والنجم ناعس
رَعَاهَا بِهَمٍّ لا يَمَلُّ وَهِمّة ٍ(1/308)
إذا نَامَ عَنها حارِسٌ قامَ حارِسُ
أخُو الحَرْبِ ذاقَ الرّائعاتِ وَذُقْنَهُ
وَنَالَ، وَنَالَتْهُ القَنَا وَالفَوَارِسُ
يُغاديكَ يَوْمَ السّلْمِ طلقاً، وَفِكرُهُ
يُمارِسُ حَدّ الرّوْعِ فِيما يُمَارِسُ
كان ملوك الارض حول سريره
بغاث وقوف والقطامي جالس
اذا رمقوه والجفون كواسر
على غير داء والرقاب نواكس
يُحَيُّونَ وَضّاحاً، كأنّ جَبِينَهُ
سنا قمر ما غيرته الحنادس
تصرف اعناق الملوك لامره
وَتُستَخدَمُ الأعضَاءُ وَالرّأسُ رَائسُ
مِنَ القَوْمِ حَلّوا بالرُّبَى وَأمَدَّهُمْ
قَديمُ المَسَاعي، وَالعَلاءُ القدامِسُ
تُحِلّهُمُ دارَ العَدُوّ شِفَارُهُمْ
وَتُرْعيهِمُ الأرْضَ القُنيُّ المَداعِسُ
بهاليل ازوال بكل قبيلة
ملاذع من نيرانهم ومقابس
وما جلسوا الا السيوف معدة
ليَوْمِ الوَغَى ، وَالمَرْءُ ممّن يُجالِسُ
اذا اخطئوا مرمى من المجد اجهشوا
زئير الضواري افلتتها الفرائس
فمِن خائضٍ غَمرَ الرّدَى غيرَ ناكصٍ
ومن صافق يوم الندى لا يماكس
اذا ما اجتداه المجتدون على الطوى
يبيت رطيب الكف والبطن يابس
له في الاعادي كل شوهاء يهتدي
بتهدارها طلس الذئاب اللغاوس
ونشاجة تحت الضلوع مرشة
كما هاع مملوء من الخمر قالس
مُطَرَّقَة ُ الجَالَينِ هَطْلَى كأنّما
ألاَ رُبّ حَيٍّ مِنْ رِجَالٍ أعِزّة ٍ
أسالَتْ بهِمْ منكَ الغَمامُ الرّوَاجِسُ
أرَادُوكَ بِالأمْرِ الجَلِيلِ فَرَدّهُمْ
على عوج الاعقاب جد ممارس
تُطَاعِنُهُمْ عَنْكَ السّعُودُ بجَدّها
ولا يتقي طعن المقادير تارس
اذا افلتوا طعن الرماح رمتهم
بطعن عواليها النجوم الاناحس
سَلَبتَهُمُ عِزّ الثّرَاءِ، فَلَمْ تَدَعْ
لهم ما يرى منه العدو المنافس
فَمَا لَهُمُ، غَيرَ الشّعُورِ، عَمائمٌ
وَلا لهُمُ، غَيرَ الجُلُودِ، مَلابِسُ
وَعَمّتْهُمُ مِنْ حَدّ بأسِكَ سَطوَة ٌ
بها اجتدعت اعناقهم لا المعاطس
فما جازها في ذروة النيق صاعد
ولا فاتها في لجة الماء قامس(1/309)
وَلا نَاطِقٌ للخَوْفِ إلاّ مُخَافِتٌ
وَلا نَاظِرٌ للذّلّ إلاّ مُخَالِسُ
ترى الاب ينبو عن بنيه ويتقي
اخاه الفتى وهو القريب الموانس
وليس يحيا منهم اليوم طالع
هوانا ولا يجدي اذا اعتام بائس
تَمَلَّسُ أعْوَادُ القَنَا مِنْ أكُفّهِم
وَيَنفُضُهم من عن قَطاها العَوَانِسُ
يَكُونُ مَزَرُّ المَرْءِ غُلاًّ لِعُنْقِهِ
من الخَوْفِ، حتّى يَنزِعَ الثوْبَ لابِسُ
إذا ضَرَبُوا في الأرْضِ فهْيَ مَهالكٌ
وَإنْ أوْطَنُوا الأبيَاتَ فَهْيَ محَابِسُ
وَعاطِسُهُمْ في الحَفْلِ غَيرُ مُشمَّتٍ
فكَالنّابحِ العاوِي من القوْمِ عاطِسُ
واطرق شيطان الغواية منهم
فلم يبق من نعابة الغي نابس
وعند طبيب المعضلات شفاؤهم
إذا عَادَ مِنْ داءِ العَداوَة ِ نَاكِسُ
فَيَوْمَاهُ يَوْمٌ بِالمَوَاهِبِ غَائِمٌ
علينا ويوم بالقواضب شامس
سجية بسام يقول عدوه
أهذا الّذِي يَلْقَى الوَغَى وَهوَ عابسُ
نُزَادُ، وَيَرْوَى الأبعَدُونَ بمائِكمْ
وَنحنُ عَلى الوِرْدِ الظِّمَاءُ الخَوَامِسُ
وتندى لقوم آخرين سحابكم
ونحن مناشي ارضكم والغرائس
رجوتك والعشرون ما تم عقدها
فلم انا من بعد الثلاثين آيس
ولي خدمة قدمتها لتعزني
ولولا الجنى ما رجب الفرع غارس
وما همتي الا المعالي وانني
عَلى المَرْءِ بالعَلْيَاءِ لا المَالِ نَافِسُ
وَقَد غَارَ حَظٌّ أنتَ ثاني جِمَاحِهِ
وتقدع من بعد الجماح الشوامس
عَسَى مَلِكُ الأملاكِ يَنتاشُ أعظُماً
بَرَتْهُنّ ذُؤبَانُ اللّيَالي النّوَاهِسُ
وقد كنت شمت العز منك وجادني
بغَيظِ الأعادي ماطِرٌ مِنهُ رَاجِسُ
فباعدني من صوب مزنك حاسد
يضاحك ثغري والجنان معابس
يريني حنانا وهو يضمر بغضه
كِلا نَاظِرَيْنَا من قِلًى مُتَشاوِسُ
فَجَدّدْ يَداً عِندِي يُرَفُّ لِبَاسُهَا
فقد اخلقت تلك الايادي اللبائس
وبابك اولى بي من الارض كلها
فحتام لي عن قرع بابك حابس
واقسم لولا انّ دارك فارس
لما انتصفت من ارض بغداد فارس(1/310)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقُولُ لرَكْبٍ خَابطينَ إلى النّدَى
أقُولُ لرَكْبٍ خَابطينَ إلى النّدَى
رقم القصيدة : 10094
-----------------------------------
أقُولُ لرَكْبٍ خَابطينَ إلى النّدَى
رَمَوْا غَرَضاً وَاللّيلُ داجي الحَنادِسِ
أقِيمُوا رِقَابَ اليَعْمَلاتِ، فَإنّني
سأستمطر النعماء نوءًا بفارس
بَنَاناً إذا سِيمَ الحَيا غَير بَاخِلٍ
ووجها اذا سيل الندى غير عابس
أُحِبّ ثَرَى أرْضٍ أقَمتَ بِجَوّها
وان كان في ارض سواها مغارسي
وَكَمْ رُفِعَتْ لي نَارُ حيٍّ فَجُزْتُها
وَمَا نَارُ مَمْنُونِ القِرَى من مَقابسِي
نزعت فخاري يوم البس نعمة
لغَيرِكَ، مَا زُرّتْ عَليّ مَلابِسِي
اذا كنت لي غيثاً فانت غرستني
وَمُورِقُ عُودي بالنّدى مثلُ غارِسِي
تَرَكْتُ رِجَالاً لَمْ يَهَشّوا لمِنّة ٍ
وَلمْ يَنقَعُوا غِلّ الظِّماءِ الخوَامِسِ
عَلى القُرْبِ إني فيهِمُ غَيرُ طَامِعٍ
ومنك على بعد المدى غير آيس
غياث الندى ضمت اكف واغلقت
على اللؤم ابواب النفوس الخسائس
وَلَوْلاكَ أمسَى النّاسُ في كلّ مَذهبٍ
على اثر من معلم الجود طامس
عضلت ثنائي عنهم وذخرته
لأبْلَجَ مَمْنُونِ النّقِيبَة ِ رَائِسِ
وَمَا كُنْتُ إلاّ الطِّرْفَ يَمنَعُ ظهرَهُ
جبانا ويعطي ظهره كل فارس
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا تَرْقُدَنّ عَلى الأذَى
لا تَرْقُدَنّ عَلى الأذَى
رقم القصيدة : 10095
-----------------------------------
لا تَرْقُدَنّ عَلى الأذَى
وَاعزُمْ كما عزَمَ ابنُ موسَى
لمّا ألَظّ بِهِ العِدَى
عَنَتاً، وَأضرَاراً وَبُوسَا
وَرَمَوْا إلَيْهِ نَوَاظِراً
كاسنة اليزني شوسا
أغْضَى لَهُمْ، وَأثَارَ لَيْـ
الغاب يقتنص النفوسا
غضبان يغلي بالزماجر
جِرِ كُلّما نَظَرَ الفَرِيسَا
يتنكب اللحم الذليـ
ل ويطلب العضو الرئيسا
اظننتموه على الاذى
في دارِكُمْ أبَداً حَبِيسَا
إنّ الذَّلُولَ عَلى القَوَا
عاد بعدكم شموسا(1/311)
وارمّ مثل الصل ينتظر
ـتَظِرُ التي تَشفي النَّسيسَا
حَتّى أحَدَّ لَكُمْ حُسَا
ماً قاطِعاً نَغَضَ الرّؤوسَا
امَّا عقرن ظباه اعجلن
ظِبَاهُ أعْـ
ان تفجئوا بدخانها
فيعقب ما شجر الوطيسا
كَيْداً سَرَى لَكُمُ، وَلمْ
تَسْمَعْ لَهُ أُذُنٌ حَسِيسَا
قد ينزع اللين الكريم
وَيلبسُ الخُلُقَ الشّرِيسَا
وتكون طلقاً ثم يؤنس
نِسُ ذِلّة ً فيُرَى عَبوسَا
ويعود مر الطعم لا
عذب المذاق ولا مسوسا
ـجَلنَ العَقايرَ أنْ تكُوسَا
ـكِنْ طَرّقتْ لكمُ ببُوسَى
وغمطتم تلك السعود
فابدلت بكم نحوسا
وَأهَنْتُمُ ثَوْبَ العُلَى
فغدى الهوان لكم لبوسا
مِنْ بَعْدِ مَا حَلّتكُمُ الـ
ـعَلْيَاءُ جَوْهَرَهَا النّفِيسَا
حتى ظننا الله ليس
ـسَ بِرَازِقٍ إلاّ خَسِيسَا
يا حُسنَكُمْ في الدّهْرِ أذْ
نابا واقبحكم رؤوسا
خَلّوا الطّرِيقَ لِمَنْ تَعَـ
ان تجربه خميسا
وَدَعُوا السّيَاسَة َ في العُلى
لأغَرّ يُحسِنُ أنْ يَسُوسَا
هذا خمار فتى ادار مـ
رَ مِنَ البَلاءِ لكُمْ كُؤوسَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا ذاكِرَ النَّعمَاءِ إنْ نُسِيَتْ
يا ذاكِرَ النَّعمَاءِ إنْ نُسِيَتْ
رقم القصيدة : 10096
-----------------------------------
يا ذاكِرَ النَّعمَاءِ إنْ نُسِيَتْ
ومجدد المعروف ان درسا
ومنبه الآمال ان رقدت
بالطول لا اغفى ولا نعسا
نصل اذا وقف النصول مضى
جَبلٌ إذا اضْطَرَبَ الجِبالُ رَسَا
لله بحر ما هتفت به
حتى استهل على وانبجسا
أجمَمتُ جُمّتَهُ، فَفَاضَ بهَا
يطأ الربى ويبلل اليبسا
زَخَرَتْ غَوَارِبُهُ إليّ، وَلَمْ
يقل الرجاء لعلما وعسا
وَأغَرَّ مُخْتَلِسٍ مَكَارِمَهُ
إنّ الكَرِيمِ يرَى النّدى خُلَسَا
غرس الصنائع ثم عاد به
عود الندى فسقى الذي غرسا
كالعَضْبِ فِيهِ صَاقِلٌ عَمِلٌ
ينفي القذى ويباعد الدنسا
من معشر ركبوا المكارم في
أوْلى الزّمَانِ مَصَاعِباً شُمُسَا
شغلوا ملابسها فلم يدعوا
للناس الا الدنس اللبسا(1/312)
العَاطِفُونَ، إذا الصّديقُ نَبَا
والمحسنون اذا الزمان اسا
واذا خناق الكرب ضاق بنا
ردوا النفوس ورددوا النفسا
مَا ضَرّ مَنْ مُطِرُوا بِبَلْدَتِهِ
إنْ كانَ مَاءُ المُزْنِ مُحتَبسَا
لا أزْلَقَ اليَوْمُ العُبُوسُ لكُمْ
قَدَماً، وَلا أطفَى لكُم قَبَسَا
لا تَفْتُرُنّ عَلى الزّمَانِ، وَإنْ
عثر الزمان بعزكم تعسا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خذي حديثك من نفسي عن النفس
خذي حديثك من نفسي عن النفس
رقم القصيدة : 10097
-----------------------------------
خذي حديثك من نفسي عن النفس
وجد المشوق المعنى غير ملتبس
الماء في ناظري والنار في كبدي
إنْ شِئتِ فاعترِفي، أوْ شئتِ فاقتبسِي
كم نظرة منك تشفي النفس عن عرض
وترجع القلب مني جد منثكس
تلذ عيني وقلبي منك في الم
فالقَلبُ في مأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ
كِمُّ الفؤادِ، حَبيساً، غَيرُ مُنطَلِقٍ
وَدَمعُ عَيني، طَليقاً، غَيرُ مُنحَبِسِ
على الزمان على الخلصاء يسمح لي
يَوْماً بذاكَ اللَّمَى المَمنوعِ وَاللَّعَسِ
يقول منيّ كأن الحب اوله
فكَيفَ أذكَرَني هذا الضّنَا وَنَسِي
قل لليالي فري نحضي على بدني
او فاعرقيني بالانياب وانتهسي
خذي سلاحك لي ان كنت اخذة
قد امكن الناشط الذيال وافترسي
فكم اريغ العلى والحظ في صبب
وكَمْ أقولُ: لعاً، وَالجَدُّ في تَعَسِ
نذبذب الرزق لا فقر ولا جدة
حظ لعمرك لم يحمق ولم يكس
في كُلّ يَوْمٍ بسِرْبي منكِ غَادِيَة ٌ
إحَالَة ُ الذّئْبِ بَادٍ غَير مُختَلِسِ
فَوْهَاءُ تَفْغَرُ نَحْوِي، وَهيَ ساغبة ٌ
شجو الوليد اذا ماعب في النفس
يا يؤس الدهر ألقاني بمسبعة
وقال لي عند غيل الضيغم احترس
مضر الرجال الاولى كانت نقائبهم
لا بالرِّجاعِ، وَلا المَبذولَة ِ اللُّبُسِ
وَصِرْتُ أهوَنَ عندَ الحَيّ بعدَهُمُ
مما على الابل الجربا من العبس
استنزل الرزق من قوم خلائقهم
شمس الاعنة عند الزجر والمرس
يَسْتَبْدِلُونَ بيَ الأبْدالَ مُعجَزَة ً(1/313)
من يرضى بالعير يهجر كامل الفرس
العِرْضُ يُترَكُ للرّامي بِمَضْيَعَة ٍ
وَالمَالُ يُحفَظُ بالأعوَانِ وَالحَرَسِ
يحصنون على الراجي مطالعه
خَوْفاً مِنَ السّلّة ِ الحَذّاءِ وَالخَلَسِ
اصبحت حين اريغ النفع عندهم
كناشد الغفل بين العمي والخرس
لقد زللت وكانت هفوة امما
أيّامَ أرْجو النّدى الجارِي من اليَبسِ
وان اعجز من لاقيت ذو امل
يرجو الصلا عند زند ضن بالقبس
أيا الذّوَائِبِ مِنْ قَوْمي أُوَازِنُهُمْ
لقدْ وَزَنتُ الصّفا العاديّ بالدَّهَسِ
يا صَاحبيّ اشدُدا النِّضْوَينِ، وَانطَلِقَا
إنْ سَلّمَ اللَّهُ أفجَرنَا مِنَ الغَلَسِ
لا تَنظُرَا غَيرَ وَعدِ السّيفِ آوِنَة ً
من لم يرس بذباب السيف لم يرس
سِيرَا عَنِ الوَطَنِ المَذْمومِ وَاتّبِعَا
الى الاباء قياد الانفس الشمس
ولا تقيما على صعب مغالقه
بعرضه ما بثوبيه من الدنس
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قربت بالبعد من الناس
قربت بالبعد من الناس
رقم القصيدة : 10098
-----------------------------------
قربت بالبعد من الناس
وَفُضّتِ الأطْمَاعُ بِاليَاسِ
إلاّ بَقَايَا مِنْ جَمِيعِ الهَوَى
تهفو بلب الجبل الراسي
دمعي كجودي عند بذل الندى
وحر بأسي مثل انفاسي
وَجْهِي رَقِيقٌ يُسْتَشَفُّ الحَيَا
مِنهُ، وَقَلْبي دُونَهُ قَاسِ
لاحظ في المجد لمن لم يزل
في حَيّزِ الإبْرِيقِ وَالكَاسِ
كُلُّ غُلامٍ رَامَ خَدْعَ العُلَى
يلطف في بري وايناسي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بقاء الفتى مستأنف من فنائه
بقاء الفتى مستأنف من فنائه
رقم القصيدة : 10099
-----------------------------------
بقاء الفتى مستأنف من فنائه
وما الحي الا كالمغيب في الرمس
ارى الناس ورادين حوضا من الردى
فمِن فارِطٍ أوْ بالغِ الوِرْدِ عن خِمسِ
وَيَجرِي عَلى مَنْ ماتَ دَمعي وَما لَه
بكَيتُ وَلَكِنّي بكَيتُ على نَفْسِي
وَكلُّ فتًى باقٍ سيَتبَعُ مَنْ مَضَى
وَكُلُّ غَدٍ جَاءٍ سيَلحَقُ بالأمْسِ(1/314)
فَلا يُبْعِدَنْكَ اللَّهُ مِنْ مُتَفَرّدٍ
رأى الموت انسا فاستراح الى الانس
أقُولُ وَقَدْ قَالُوا مَضَى لِسَبِيلِهِ
مضى غير رعديد الجنان ولا نكس
كان حداد الليل زاد سواده
علَيكَ وَرَدّ الضّوْءَ من مطلعِ الشّمسِ
أرَى كُلّ رُزْءٍ دونَ رُزْئِكَ قَدْرُهُ
فليس يلاقيني ليومك ما ينسي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بقلبي للنوئب جانحات
بقلبي للنوئب جانحات
رقم القصيدة : 10100
-----------------------------------
بقلبي للنوئب جانحات
عماق القعر موئسة الاواسي
اقارع شغبها لو كان يغني
قراعي للنوائب أو مراسي
وتعذمني فتخطي صفحتيها
عذامي يوم اعذم أو ضراسي
كَأنّي بَينَ قَادِمَتَيْ نَزُورٍ
تراوح بين ولغي وانتهاسي
ولم يلبثن غربان الليالي
نغيقا ان اطرن غراب راسي
وما زال الزمان يحيف حتى
نزعت له على مضض لباسي
نضى عني السواد بلا مرادي
وَأعطَاني البَياضَ بِلا التِمَاسِي
اروع به الظباء وقد اراني
زَمِيلاً للغَزَالِ إلى الكِنَاسِ
لمسقط حامل الشعرات عني
بحد السيف في اليوم الغماس
أحَبُّ إليّ مِنْ نَزْعي رِداءً
كسانيه الشباب واي كاس
واخلق وهو يذكرني التصابي
وَعُودُ النّبعِ يَغمِزُ وَهوَ عاسِ
وددت بانَّ ما تخبى المواضي
بدال لي بما جنت المواسي
وبغضني المشيب الى لداتي
وَهَوّنَني البقَاءُ عَلى أُنَاسِي
خُذُوا بِأزِمّتي فَلَقَدْ أرَاني
قليلاً ما يلين لكم شماسي
اليس الى الثلاثين انتسابي
وَلمْ أبْلُغْ إلى القُلَلِ الرّوَاسِي
فمَنْ دَلّ المَشِيبَ عَلى عِذارِي
وما جر الذيول على غراسي
سابكي للشباب بشاردات
كصاردة السهام عن القياس
يُعَلِّلُ شَدْوُهَا الطّلْحَ المُعَنّى
اذا سقط العصي من النعاس
فمن يك ناسياً عهداً فاني
لِعَهْدِكَ يا شَبَابي غَيرُ نَاسِ
وكنت عليك مع طمعي جزوعا
فكَيفَ يكُونُ وَجدي بعدَ ياسِي
لضاع بكاء من يبكيك شجواً
ضَيَاعَ الدّمعِ بالطّلَلِ الطّماسِ
ولو اجدى البكاء على نوار
لاعيي الدمع عين ابي فراس(1/315)
فان العيش بعدك غير عيش
وَإنّ النّاسَ بَعْدَكَ غَيرُ نَاسِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمُضِرّة ٌ بِالبَدْرِ طَالِعَة ٌ
أمُضِرّة ٌ بِالبَدْرِ طَالِعَة ٌ
رقم القصيدة : 10101
-----------------------------------
أمُضِرّة ٌ بِالبَدْرِ طَالِعَة ٌ
عِندَ العُيُونِ، وَضَرّة ُ الشّمسِ
أنَا مِنْكِ في كَمَدٍ عَلى كَمَدٍ
يومي عليَّ امر من امسي
جِنّيّة ٌ وَقَبِيلُهَا بَشَرٌ
عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلى الإنْسِ
وتقول لما جئت اسئلها
كيف الشفاء لداء ذي النكس
عجباً له اذ جاءَ يسئل من
مس الفؤاد رقيًّ من المس
لا تنكري هذا النحول اما
نفسي تذوب عليك من نفسي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هم خلفوا دمعي طليقاً وغادروا
هم خلفوا دمعي طليقاً وغادروا
رقم القصيدة : 10102
-----------------------------------
هم خلفوا دمعي طليقاً وغادروا
فؤادي على داء الغرام حبيسا
طلاعُ الحَشَى لمْ يَترُكُوا فيهِ فَضْلَة ً
تَضُمّ جَوًى مِنْ بَعدِهم وَرَسِيسَا
يخافكم قلبي وانتم احبة
كَأنّ الأعَادِي يَنْظُرُونيَ شُوسَا
لَقَدْ خِفْتُ عَيني أنْ تكونَ طَليعَة ً
لكم وفؤادي ان يكون دسيسا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> باح بالمضمر الدفين لسـ
باح بالمضمر الدفين لسـ
رقم القصيدة : 10103
-----------------------------------
باح بالمضمر الدفين لسـ
ان من النفس
عَنْ مُبِلٍّ مِنَ الجَوَى
رَاجَعَ الدّاءَ فانتَكَسْ
ما لقلبي عن السلو
رأى النار فاقتبس
جددت نظرة المهاة
من الوجد ما درس
طلبت غرة الفؤاد
دِ المُعَنّى ، وَما احترَسْ
ركبت صبغة الهلال
لِ عَلى صِبْغَة ِ الغَلَسْ
في خمار من اللمى
وقميص من اللغس
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كُنّا نُعَظِّمُ بِالآمَالِ بَعْضَكُمُ
كُنّا نُعَظِّمُ بِالآمَالِ بَعْضَكُمُ
رقم القصيدة : 10104
-----------------------------------
كُنّا نُعَظِّمُ بِالآمَالِ بَعْضَكُمُ
ثم انقضت فتساوى عندنا الناس(1/316)
لم تفضلونا بشيء غير واحدة
هيَ الرّجَاءُ، فَسَوّى بَينَنا اليَاسُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كم عرضوا لي بالدنيا وزخرفها
كم عرضوا لي بالدنيا وزخرفها
رقم القصيدة : 10105
-----------------------------------
كم عرضوا لي بالدنيا وزخرفها
مع الهلوك فلم ارفع بها رأساً
وكيف يقبل رفد الناس محتملا
ذل المطالب من لا يمدح الناسا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَمُعْتَادَة ٍ للطّيبِ لَيْسَتْ تُغِبُّهُ
وَمُعْتَادَة ٍ للطّيبِ لَيْسَتْ تُغِبُّهُ
رقم القصيدة : 10106
-----------------------------------
وَمُعْتَادَة ٍ للطّيبِ لَيْسَتْ تُغِبُّهُ
منغمة الاطراف تدمى من اللمس
إذا مَا دُخانُ النّدّ مِنْ ثَوْبِهَا عَلا
على وجهها ابصرت غيما على شمس
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لتبدي اليوم نسوةآل كعب
لتبدي اليوم نسوةآل كعب
رقم القصيدة : 10107
-----------------------------------
لتبدي اليوم نسوةآل كعب
بِأجْيَادٍ مُدَمّاة ِ الخُدُوشِ
عَلى الفُرْسَانِ مِنْ سَلَفَيْ تَمِيمٍ
يثلهم الردى ثل العروش
مَضَوْا وَبَقِيتُ بَعْدَهُمُ مَهِيضاً
كما نهض الجناح بغير ريش
ومن نهشت اسنة آل كعب
فلا درياق للرجل النهيش
فيا نفس اذهبي اسفا عليهم
فبعدهم كموتك ان تعيشي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما هاج ذي طرب مخماص
ما هاج ذي طرب مخماص
رقم القصيدة : 10108
-----------------------------------
ما هاج ذي طرب مخماص
ليل ابي العوام والقلاص
أرْسَلَهَا خَمْصَاءَ في خِمَاصِ
زوراء من رعي الجميم الواصي
بعد مطال القرب البصاص
رامٍ الى غايتها الاقاصي
قَذَى المَآقي لَبِدُ العَنَاصِي
في مطلق انجمه شواصي
لَمعُ المَدارِي جُلْنَ في العِقَاصِ
كان خفق الكوكب الوباص
زرقاء من زرق بني ملاص
حتّى اتّقَينَ الشّمسَ بالنّوَاصِي
مفتقة من جانب النشاص
تَطلُّعَ الرُّودِ مِنَ الخَصَاصِ
مالي وما للقدر المعاصي
كَالعَيرِ مَضرُوباً عَلى القِمَاصِ(1/317)
اين ابو العوام للعواصي
يروضها والخيل والدلاص
وَرَعْيِهَا بَيْنَ القَنَا العَرّاصِ
مِنْ آمِنِ القُلاّمِ وَالقُرّاصِ
وَللقِرَى وَالطّرُقِ الخِرَاصِ
وللقنا يلدغن بالاخراص
هيهات لا حامي الى العراص
شيم الظبي وضمت القواصي
سم المطايا ليلة الارقاص
يرجعن ارماقاً بلا اشخاص
زاد الفتى والقوم في انتقاص
وبعدوا عن جامح فحاص
بُعْدَ اللّغَادِيدِ مِنَ القِصَاصِ
قام المجاري وكبى المناصي
مِنْ مَعْشَرٍ مُطَيَّبِ الأعْيَاصِ
بين لباب المجد والمصاص
لهُمْ بِآدابِ النّدَى تَوَاصِي
مِنْ كُلّ سَبّاقِ المَدَى نَوّاصِ
قوم لا عناق العدى قواص
قرن لقاء عجل الاقعاص
يا قَبْرُ بَيْنَ القُورِ وَالدِّعَاصِ
ضم على لؤلؤ الغواص
ضَمَّ الوِعَا وَبَزّ بِالعِقَاصِ
سقيت من داني الحيا والقاصي
قاد ابن ليلى قائد المعتاص
كان سياغي فغدا اغتصاصي
ما اثقل اليأس على الحراص
هَل لجُرُوحِ الدّهرِ مِن قِصَاصِ
جَدَّ الرّدَى وَالنّاسُ في حِيَاصِ
حِيدَ الأقاطيعُ عَنِ القَنّاصِ
قد ينزل العالي من الصياصي
وَقَدْ يُطيعُ الرّأسُ وَهوَ عَاصِي
أمْرَ لِجَامِ القَدَرِ القَرّاصِ
ما شاء من حكم فلا مناص
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا بُؤسَ مُقتَنِصِ الغَزَالِ طَمَاعَة ً
يا بُؤسَ مُقتَنِصِ الغَزَالِ طَمَاعَة ً
رقم القصيدة : 10109
-----------------------------------
يا بُؤسَ مُقتَنِصِ الغَزَالِ طَمَاعَة ً
ذهب الغزال بلب ذاك القانص
كالدرة البيضاء حان ضياعها
مِنْ بَعْدِ مَا ملأتْ يَمينَ الغَائِصِ
ما كان قربك غير برق لامع
ولى الغمام به وظلّ قالص
أغُدُو عَلى أمَلٍ كَحُبّكَ زَائِدٍ
واروح عن حظٍ كوصلك ناقص
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لمن الديار طلولها وقص
لمن الديار طلولها وقص
رقم القصيدة : 10110
-----------------------------------
لمن الديار طلولها وقص
ما للقطين بعقرها شخص
ابقى الخليط بها معاهدة
اثر لعمرك ما له قص(1/318)
وَلَقَدْ تَحِلّ بِهَا مُرَبَّبَة ٌ
ظَمْأى الوِشَاحِ وللبُرَى غَصّ
غنيت بحلي الحسن عاطلة
مَا للنُّضَارِ بِجِيدِهَا وَبْصُ
فرعاء ان نهضت لحاجتها
عجل القضيب وابطيء الدعص
وَمُرَجَّلٍ جَعْدٍ يَنُوءُ بِهِ
جيد الغزال وناعم رخص
سَرَقَتْ بطَرْفِ الرّيمِ مُهْجَتَهُ
وَمِنَ النّوَاظِرِ قَاطِعٌ لُصّ
قسما بشعث جعجعت لهم
بالمأزمين ظوالع خص
طعنوا الظلام بكل ناجية
في مُوقِ كلّ دُجًى لها بَحْصُ
تَرْمي الإكَامَ بمَنسِمٍ عَمَمٍ
دامي الأظَلّ كَأنّهُ قُرْصُ
والراجمين جمارها بمنى
غَدْواً وَمَا حَلَقُوا وَما قَصّوا
مُتَجَرّدينَ مِنَ الرّياضِ ضُحًى
حل النطاق واطلق العقص
لاسقينك كاس لاذعة
لا العب ينفذها ولا المص
بقوارع يمسي الرمي بها
مِنْ غَيرِ ما طَرَبٍ، لَهُ رَقْصُ
تُنْسِي جَرَائِحُها قَوَارِصَهَا
والطلق ينسى عنده المغص
أإلى مَعَدٍّ جِئْتَ مُرْتَقِياً
يا عَيرُ! أينَ رَمى بكَ القَمْصُ
أمن الوهاد الى الربى عجلاً
سُرْعانَ ذا الذَّمَلانُ وَالنَّصّ
الحقت ريشك في قوادمهم
عجلان تلصقه وينحص
إنْ زِدْتَهُمْ، فَلَقَدْ نَقَصْتَهُمُ
إنّ الزّيَادَة َ بالشَّغَا نَقْصُ
غادرتها شنعاء ضاحية
لا النقس يصبغها ولا الحص
ومن المخازي عند لابسها
ما لا تواري الازر والقمص
يا موعدي بذناب مخلبه
ان البعوض اذاته القرص
لا تحسدن المرء ثروته
ان البطان الى غد خمص
وخف السقاط على الذين علوا
وَمِنَ العُلُوّ يُحَاذِرُ الوَقْصُ
واعقد يديك بمجتنى كرم
لاقدح في حسب ولا غمص
اسد اذا بصر الرجال به
خفض الكلام وطومن الشخص
من معشر ركبت اوائلهم
أُولى العُلى ، وَجِيادُها شُمْصُ
ان احسنوا عموا بنائلهم
واذا رموا بجزيرة خصوا
عَدَدُ المَكَارِمِ في بُيُوتِهِمُ
وَالجَامِلُ القَبْقَابُ وَالقَبْصُ
رَفَعُوا المَسَاعي مِنْ قَوَاعِدِها
يعلو بهن الرضم والرص
حتى انثموا في رأس اشرفها
وَعَلى الكُعُوبِ يُوَقَّعُ الخُرْصُ
افنى العدو وليس ينقصهم(1/319)
من رمل منقطع اللوى القبص
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رُبّ مُستَغمِزٍ إبَائي وَفي النّا
رُبّ مُستَغمِزٍ إبَائي وَفي النّا
رقم القصيدة : 10111
-----------------------------------
رُبّ مُستَغمِزٍ إبَائي وَفي النّا
اس ذلول على الاذى وقموص
نَاصِبٌ لي حَبَائِلَ الطّمَعِ المُزْ
رِي، وَغَيرِي للمُطمِعاتِ قَنيصُ
بذل المال لي يساوم عرضي
ان عرضي اذا عليَّ رخيص
لا يُعَابُ المُقِلُّ، وَهوَ قَنُوعٌ
وَيُعَابُ الغَنيُّ، وَهوَ حَرِيصُ
لبستي علّها تجلى ولم يدنس
رداء من العلى وقميص
وانظرنها تجر زعازعها النكـ
ب وبطني من النوال خميص
وارقبي ععطفة الزمان بجد
رُبّما حَلّقَ الجناحُ الحَصِيصُ
بقدم الباسل الابي على الحتـ
ف وفيه عن الهوان نكوص
كلما عضه الاذى غض بالصبر
ـرِ يُزَجّي الأيّامَ وَهيَ غَصِيصُ
قَسَماً بالأشاعِثِ الخُمْصِ أدّتْـ
ـهُمْ إلى المَأزمَينِ قُودٌ وَخُوصُ
تَرْتَعي جِرّة َ البُطُونِ مِنَ الجَهْـ
ـدِ، إذا عَزّ أجْرِدٌ وَقَصِيصُ
اكلت نيّها الموامي فلم يبـ
ـقَ عَلَيْهَا إلاّ الذَّمَا وَالشُّخوصُ
لا جَعَلتُ الهَوَانَ دارَ مُقامٍ
وَعنِ الضّيمِ مَعدَلٌ وَمَحيصُ
خَفّ عَن عَاتِقي الرّجَاءُ وَكَمْ با
بات بمنّ الرجال وهو وقيص
إنْ يكُنْ في نَدَى المُلوكِ سبوغٌ
للمُرَجّى ، فَفي رَجَايَ قُلُوصُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كَيفَ أضاءَ البرْقُ، إذْ أوْمَضَا
كَيفَ أضاءَ البرْقُ، إذْ أوْمَضَا
رقم القصيدة : 10112
-----------------------------------
كَيفَ أضاءَ البرْقُ، إذْ أوْمَضَا
منابتَ الرِّمْثِ بِوَادي الغَضَا
عهد الحمى لا اين عهد الحمى
قضى على الصب جوى وانقضى
وَنَازِلٍ بِالقَلْبِ أوْطَانُهُ
بَينَ حِمَى الرّملِ وَبَينَ الأضَا
لا ناله الداء الذي نالني
منه وان شف وان امرضا
وَلا يُكَابِدْ لَيْلَ ذِي غُلّة ٍ
لو طلع البدر به ما اضا
هان على الواجد طعم الكرى
إنّ الفَتى السّاهِرَ مَا غَمّضَا(1/320)
ما آن للممطول ان يقتضي
ولا لذا الماطل ان يقتضى
ان غريمي بديون الهوى
أدَانَ قَلْبي وَأسَاءَ القَضَا
يَا رَاكِباً تَحْمِلُهُ جَسْرَة ٌ
كالهِقْلِ ناشَ البَلَدَ الأعرَضَا
انحله الخوف وخوف الفتى
سيف على مفرقه منتضى
قل لبهاء الملك ان جئته
سود دهري بك ما بيضا
سُخطٌ لَوَ أنّ الطّوْدَ يُرْمَى بهِ
سَاخَ عَنِ الأطْوَادِ، أوْ خَفّضَا
وَمُرُّ قَوْلٍ ذَلّ عِزّي لَهُ
لَوْ مُزِجَ المَاءُ بِهِ عَرْمَضَا
أعُوذُ بِالعَفْوِ، وَهَلْ آمِنٌ
نَذِيرَة َ الصِّلّ إذا نَضْنَضَا
أيَا غِيَاثَ الخَلْقِ إنْ أجْدَبوا
ويا قوام الدين ان قوضا
ويا ضياء ان نأى نوره
لَمْ نَرَ يَوْماً بَعْدَهُ أبْيَضَا
مالي مطوياً على غلة
ارمضني وجدك ما ارمضا
قَدْ قَلِقَ الجَنْبُ وَطالَ الكَرَى
وَأظْلَمَ الجَوُّ وَضَاقَ الفَضَا
لا تعطش الزهر الذي نبته
بِصَوْبِ إنْعَامِكَ قَدْ رَوّضَا
إنْ كانَ لي ذَنْبٌ، وَلا ذَنْبَ لي
فاستَأنِفِ العَفوَ وَهَبْ ما مضَى
لا تَبْرِ عُوداً أنْتَ رَيّشتَهُ
حاشا لباني المجد ان ينقضا
وَارْعَ لِغَرْسٍ أنْتَ أنْهَضْتَهُ
لولاك ما قارب ان ينهضا
لو عرض الدنيا على عزها
مِنْكَ، لمَا سُرّ بِمَا عُوّضَا
وَلا يكُنْ عَهدُكَ، بَعدَ الهَوَى
غَيْماً تَجَلّى وَخِضَاياً نَضَا
يا رامياً لا درع من سهمه
أقصَدَني مِنْ قَبْلِ أنْ يُنتَضَى
قضَى عَلى قَلْبي بِإقْلاقِهِ
ما انا بالجلد على ما قضى
وكيف لا ابكي لاعراض من
يُعرِضُ عَنّي الدّهرُ أنْ أعرَضَا
قد كنت ارجوه لنيل المنى
فاليوم لا اطلب غير الرضا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عِنْدَ قَلْبي عَلاقَة ٌ مَا تَقَضّى
عِنْدَ قَلْبي عَلاقَة ٌ مَا تَقَضّى
رقم القصيدة : 10113
-----------------------------------
عِنْدَ قَلْبي عَلاقَة ٌ مَا تَقَضّى
وَجَوًى كُلّما ذَوَى عادَ غَضّا
وبكاء على المنازل ابلتهن
ايدي الأيام بسطا وقبضا
وَالتِفاتٌ إلى التّصَابي، وَقَدْ أسْـ(1/321)
ـرَعَ بي جامحُ الثّلاثِينَ رَكْضَا
مَنْ مُعِيدٌ أيّامَ ذِي الأثْلِ، أوْ مَا
مَنَعَ الدّلُّ دَينَهَا أنْ يُقَضّى
سامحا بالقليل من عهد نجد
رُبّمَا أقْنَعَ القَلِيلُ وَأرْضَى
إنّ عِيداً مِنَ الغَوَاني، إذا رُمْـ
ـتُ التّسَلّي أشْجَى لقَلبي وَأنضَى
وإذا ما عزمت صبراً ارتني
مقلا تفسخ الدل دينها أن يقضى
وَإذا مَا أمَتْنَ بالبُعْدِ بَعْضاً
بَرْدُ عِزٍّ، أوْ حَرُّ نَصْلٍ، فإنّي
فَسَقَى الرّمْلَ مَنْزِلاً وَمَعَاناً
هَزِجَاتٌ يَنبِضْنَ بالبَرْقِ نَبضَا
وَمَشَتْ فِيهِ بِالنّسِيمِ عَلِيلاً
قِطَعُ المُزْنِ في الرّياضِ المَرْضَى
مَا لِذا الزَّوْرِ مَا يَغبّ مِنَ الرّمْـ
طروقاً في مضجع قد اقضا
مُهْدِياً لي مِنْ طيبِ أرْوَاحِ نجدٍ
ما يداوي نكس العليلى المنضا
لمْ يَكُنْ غَيرَ خَطْرَة ِ البَرْقِ مَا
ما زود عين المشوق الا ومضا
قادة الغمض من زرود فلما
زَارَ أنبَى عَنْ مُقلَتيّ الغُمْضَا
قد لَبِستُ الخطوبَ سوداً وَبِيضاً
وَقَطَعتُ الزّمانَ طُولاً وَعَرْضَا
وَوَرَدْتُ الأمُورَ صَفْواً وَرَنْقاً
وَرَعَيتُ الآمالَ رَطْباً وَحَمضَا
وَتَلَفّعْتُ رَيْطَة ً مِنْ بَياضٍ
إنا راض منها بما ليس يرضى
ابرمت لي من صنعة الدهر لا
يسرع فيها إلا المنايا نفضا
مَخبرٌ فَاحِمٌ وَلَوْنٌ مُضِيءٌ
من أرى اليوم فاحماً مبيضا
كَمْ مُقَامي تُلْقي عَليّ اللّيَالي
نوباً لا اطيق منهن نهضا
وخطوبا إذا نحتن من العظم
فلا بدع أن عرقن النحضا
قاعداً مطرح السقاءِ انتحته
بصروف الاقدار جرا ومنخضا
ركبتني وهما جلالا فما زال
جدابي حتى رمى بي نقضا
كل يوم على مزلة خطب
اتوقى مرمى إلى الذل دحضا
وَمُسَقًّى عَلى القَذَى يَرِدُ الوِرْ
كُلّما سَارَ طالِباً خَفضَ عَيشٍ
أين لا اين من يجير على الدهر إذا
ـرِ، إذا الدّهرُ هَرّ يَوْماً وَعَضّا
لم يدعنا حتى وهبنا العرضا
وَتَرَكْنَا نَفْلَ الزّمَانِ قُنُوعاً
فذماما على الندى ان يرجى(1/322)
وَعيابُ البَخيلِ مِنْ أنْ يُفضَى
وَأمَاناً مِنّي عَلَيْهِ، فَمَا أذْ
عَرُ سِرْباً، وَلا أُنَازِلُ أرْضَا
لا حَمَلْتُ الحُسَامَ إنْ لمْ أُحَمّلْـ
رؤوس العدى قراعا وعضا
فِعْلُ مُسْتَثْقِلِ الحَيَاة ِ يَعُدّ الـ
بعثا على المنون وحضا
مُسْتَمِيتاً يَرَى التّحِيّة َ بالضّيْـ
ـمِ لِطَاماً، وَالعَارَ جُرْحاً مُمِضّا
طارحا نفسه على كل هول
قَد تَعامَى عَنهُ الجَبانُ وَأغضَى
حيث يلقى ضرب السيوف اخاديد
تمج الدماءَ والطعن وخضا
وَفُتُورٌ مِثْلُ الأُسُودِ أعَدّوا
لقَنيصِ العَلْيَاءِ وَثْباً وَرَبْضَا
فوق اكوار ضمر اقلق النسع
ـعَ قَديمُ اضْطِمَارِهَا وَالغَرضَا
كلما اجلوذ الظلام استلذوا
لعب الليل بالطلاح الانضا
كل مستعسف اليدين بقوس
ـمَجدِ يَرْمي عن المكارِمِ عرْضَا
سَوْطُهُ نِسْعَة ُ العِنانِ، إذا حَـ
ـرّكَ جَلّى إلى المُرَادِ وَأفْضَى
فَلَعَلّي ألْقَى المُنَى أوْ خِلاجاً
مِنْ حِمَامٍ قضَى عَليّ وَأمضَى
راكباً صهوة الخطار عقيدا
لبنات الفلا يجبن الارضا
ولهام الاعداء وقما وغضّا
برد عز أو حرّ تصل فاني
أجِدُ اليَوْمَ في ضُلُوعيَ رَمْضَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مواقد نيرانهم قرة
مواقد نيرانهم قرة
رقم القصيدة : 10114
-----------------------------------
مواقد نيرانهم قرة
وسربال طاهيهم ابيض
إذا حركوا للمساعي ابوا
وَإنْ أُنْزِلُوا دارَ ضَيْمٍ رضُوا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> حذار فان الليث قد فر نابه
حذار فان الليث قد فر نابه
رقم القصيدة : 10115
-----------------------------------
حذار فان الليث قد فر نابه
وَقَدْ أوْتَرَ الرّامي المُصِيبُ وَأنبَضَا
اسرّ بمن ارجى إلى اليوم يومه
فأدْرَكَ مَا يَهوَى ، وَآسَى لمَنْ مضَى
وقد كنت ادعو ان تؤخر مدتي
لَعَلّي أرَى يَوْماً مِنَ العَدْلِ أبيَضَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أهْلاً بِهِ مِنْ رَائِحٍ مُتَصَعِّدِ(1/323)
أهْلاً بِهِ مِنْ رَائِحٍ مُتَصَعِّدِ
رقم القصيدة : 10116
-----------------------------------
أهْلاً بِهِ مِنْ رَائِحٍ مُتَصَعِّدِ
بخوالج من برقه ونوابض
هَزِجِ البُرُوقِ، كأنّهُ مُتَمَطِّقٌ
بأرَاقِمٍ قِلْنَ الرّمالَ نَضَانِضِ
حتى يقول الساهرون لومضه
نَضَرَ العِرَاقُ بقَطرِ هذا العارِضِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ضوّأَ حين اومضا
ضوّأَ حين اومضا
رقم القصيدة : 10117
-----------------------------------
ضوّأَ حين اومضا
مَنْبِتَ الرّمْلِ وَالغَضَا
بارقا مزنة اطال
استنانا واعرضا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لغَيرِ تَقْدِيرٍ ذَرَعْنَ الأرْضَا
لغَيرِ تَقْدِيرٍ ذَرَعْنَ الأرْضَا
رقم القصيدة : 10118
-----------------------------------
لغَيرِ تَقْدِيرٍ ذَرَعْنَ الأرْضَا
حتى علمن طولها والعرضا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لجام للمشيب ثنى جماحي
لجام للمشيب ثنى جماحي
رقم القصيدة : 10119
-----------------------------------
لجام للمشيب ثنى جماحي
وذللني لا يامٍ وراضا
أُقَرُّ بِلُبْسِهِ، وَلَقَدْ أرَاني
أُجَاحِدُهُ إبَاءً وَامتِعَاضَا
تعوضت الوقار من التصابي
لشد على المعوض ما استعاضا
لَوَى عَنّي الخُدودَ مِنَ الغَوَاني
وَقَطّعَ دُونيَ الحَدَقَ المَرِاضَا
فصار بياضه عندي سوادا
وَكانَ سَوَادُهُ عِندي بَيَاضَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رضيت من الاحباب دون الذي يرضي
رضيت من الاحباب دون الذي يرضي
رقم القصيدة : 10120
-----------------------------------
رضيت من الاحباب دون الذي يرضي
وَدايَنتُ من تُقضَى الديونُ وَلا يَقضِي
وَقَدْ أنْهَرَتْ فيّ اللّيَالي جِرَاحَها
مِرَاراً، وَأنضَاني مِنَ الهَمّ ما يُنضِي
طوَى الدّهرُ أسبابَ الهوَى عن جَوَانحي
وحل الصبا عقد الرحايل عن نقضي
وَلمْ يَبقَ لي في الأعيُنِ النُّجلِ طَرْبة ٌ
وَلا أرَبٌ عندَ الشّبابِ الذِي يَمضِي(1/324)
أضَحَى اليَوْمُ عنِ ظِلّ الشّبيبَة ِ مَفرَقي
وَأبْدَلَ مُسْوَدّ العِذارِ بِمُبْيَضِّ
تَاني، وَمَمْطُولٌ مِنَ النّأيِ بَينَنا
قَوَارِصُ تَنبُو بالجُفونِ عن الغُمضِ
ومولى ورى قلبي بلذعة ميسم
من الكلم العوراء مضاًّ على مضّ
فعذراً لاعدائي إذا كان اقربى
يُشذّبُ من عُودي وَيعرُق من نَحضِي
إذا مَا رَمَى عِرْضِي القَرِيبُ بسَهمِه
عذرت بعيد القوم اما رمى عرضي
الم يأته اني تفردت بعده
روابي للعلياء جاش لها نهضي
وَأنّي جَعَلتُ الأنفَ من كُلّ حَاسِدٍ
قِبالي وَخَدَّيْ كلّ مُضْطغِنٍ أرْضِي
وَكَمْ مِنْ مَقامٍ دونَ مَجدكَ قُمتُه
عَلى زَلَقٍ بَينَ النّوَائِبِ أوْ دَحْضِ
وَقارَعْتُ مَنْ أعيَاكَ قَبْلَ قِرَاعِهِ
فَدَامَجَني بَعدَ التّشاوُرِ وَالبُغضِ
لَقَدْ أمسَتِ الأرْحامُ مِنّا عَلى شفاً
فَأخْلِقْ بمُشْفٍ لا يُعلَّلُ أنْ يقضِي
رأيت مخيلات العقوق مليحة
فلا تجعلَنْ برْقَ الأذى صَادقَ الوَمضِ
ولا تشمتن من ود لوا اننا معا
شَحيحانِ تُلطينا الجَنادلُ بالأرْضِ
اذا كنت اغضي والقواذع جمة
فمِثلُكَ أوْلى أنْ يرُمّ وَأنْ يُغضِي
على غصص لو كن في البدر لم ينر
وَفي العُودِ لم يُورِق وَفي السّهمِ لم يَمضِ
رزئتك حيا بالقطيعة والفلى
وَبعضُ الرّزَايا قبلَ يوْمِ الفتى المقضِي
اناديك فارجع من قريب فانني
اذا ضاق بي ذرعي مضيت كما تمضي
لقَد كانَ في حْكمِ الوَشائجِ لوْ رَأى
عَنِ المَجدِ بُطئي أن يُبالغَ في حَضّي
فكَيفَ وَلمْ تَخرُجْ مَناديحُ هِمّتي
وَلا ذَمّتِ العَلْيَاءُ بَسطي وَلا قَبضِي
اذا هو اغضى ناظريَّ على القذى
وَكانَ لمِثْلي مُسخِطاً فلِمَنْ يُرْضِي
خَليليّ مَا عُودي لأوّلِ غَامِزٍ
ولا زبد وطبي للمقيم على مخض
فقُلْ للعِدى عَضّوا الأخامصَ إنّكمْ
تَعَرّقتُمُ الأيْدِي عَليّ مِنَ العَضّ
هُمُ نَقَضُوا مَا قَدْ بَنَى أوّلُوهُمُ
وَشِدْنا وَهَيهاتَ البِناءُ من النّقْضِ
وفي كل يوم يضبغ العار منهم(1/325)
رداء امرء والعار باق على الرحض
يُرِيدُونَ أنْ يُخفُوا النّوَاقِرَ بَيْنَنا
وَقد صَاحتِ الأضْغانُ في الحَدَق المُرْضِ
ذكرت حفاظي والحفيظة في الحشا
لها نغضان العرق يحفز بالنبض
دَعَوْتُكُمُ قَبْلَ التي لا شوًى لهَا
وقلت لهم فيؤا إلى الخلق المرضي
رِدُوني نَميراً قبلَ أنْ أحمِلَ القَذى
ولا تردوا إلا على الثمد البرض
ولسوا جميمي قبل أن يمنع الحمى
إبَائيَ أوْ يُوبَى على رَعيكُمْ حَمضِي
وَمن قَبلِ أن يَسدي المُعادونَ بَيْنَنا
بُرُودَ الخَنا ما شئتُ في الطول وَالعرْضِ
تَقُوا عَارَ حَرْبٍ لا يَعُودُ مُثِيرُهَا
وان غلب الاقران إلا على رمض
وَلا تُولجُوا زَورَ العُقوقِ بُيُوتَكُمْ
اناشدكم بالله في الحسب المحض
أرَاهَا بِعَينِ الظّنّ حَمْرَاءَ جَهْمَة ً
ستجري إلأى العار العواقب أو تفضي
تهضمني من لا يكون لغيره
من الناس اطراقي على الهون أو غضي
افوق نبل القول بيني وبينه
فيُؤلمُني مِنْ قَبلِ نَزْعي بها عِرْضِي
وارجع لم اولغ لساني في دمي
ولم ادم اعضائي بنهشي ولا عضي
اذا اضطرمت ما بين جنبيَّ غضبة
وكاد فمي يمضي من القول ما يمضي
شفعت على نفسي بنفسي فكفكفت
من الغيظِ وَاستعطفتُ بعضِي على بعضِي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرَى مَوْضِعَ المَعرُوفِ لَوْ أستَطيعُهُ
أرَى مَوْضِعَ المَعرُوفِ لَوْ أستَطيعُهُ
رقم القصيدة : 10121
-----------------------------------
أرَى مَوْضِعَ المَعرُوفِ لَوْ أستَطيعُهُ
واغضي ولو شاءَ الغني لي لم اغض
أُلاحِظُ خَلاّتِ الكِرَامِ بِغُصّة ٍ
وَيَقصُرُ مالي عن بُلُوعِ الذي يُرْضِي
وَأقبِضُ كَفّي عَن عَطايَ وَقد يُرَى
ذَهابي بها عندَ الفُضُولِ عن القَبضِ
تُقَتّلُنَا هَذِي اللّيَالي وَلا تَدِي
وَتَستَقْرِضُ الأيّامُ مِنّا وَلا تَقضِي
ولولا الندى ما طأطأ العدم هامتي
ولا كان ينقضيني من الهم ما ينضي
وكيف وفور العرض والمال وافر
ومن يخزن الاموال ينفق من العرض(1/326)
وَمِنْ عَدَمٍ أقرِي النّوَازِلَ عِذْرَة ً
ولو حل لي لحمي قريتهم بعضي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قالوا تزاور عطفه
قالوا تزاور عطفه
رقم القصيدة : 10122
-----------------------------------
قالوا تزاور عطفه
وَأرَابَنَا إيمَاضُه
وابى اباء الصعب لا
يَسْطِيعُهُ رُوّاضُهُ
غَضْبَانُ سُلّ خِطَامُهُ
عَنْهُ وَحُلّ إبَاضُهُ
عطلت رباه من الصفا
ءِ، وَعُرّيَتْ أنْقَاضُهُ
ان يستعضْ مني فلا
مغبوطة اعواضه
قَدْ عَزّ مَنْ يَعتَاضُ منـ
وذل من يعتاضه
هيهات لا احبابه
مني ولا ابغاضه
مَا سَرّني إقْبَالُهُ
فيسؤني اعراضه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبَا عَليٍّ لِلألَدّ إنْ سَطَا
أبَا عَليٍّ لِلألَدّ إنْ سَطَا
رقم القصيدة : 10123
-----------------------------------
أبَا عَليٍّ لِلألَدّ إنْ سَطَا
وللخصوم ان اطالوا اللغطا
تصيب عمداً ان اصابوا غلطا
وَلُمَعٌ تَكْشِفُ عَنهُنّ الغِطَا
كشفك عن بيض العذري الغطا
وَمُصْعَبٍ للقَوْلِ صَعبِ المُمتَطَى
عسفت حتى عاد مجزول المطا
دامي المِلاطِ رحلُهُ قَد أغبَطَا
وسائرات بالخطى لا بالخطا
شَوَارِدٍ عَنكَ قَطَعنَ الرُّبُطَا
كما رأيت الخيل تعدو المرطى
البست فيها كل اذن قرطا
قَدْ وَرَدَتْ أفهَامَنَا وِرْدَ القَطَا
وَمُشكِلاتٍ ما نَشَطنَ مَنْشَطَا
عِطَالُها بِمِقْوَلٍ، إذا عَطَا
ميز من ديجورها ما اختلطا
غلل مابين العقاص المشطا
ضلّ المجارون وما تورطا
مَلّوا مُجارَاة َ فَنيقٍ قَدْ مَطَا
قَرْمٌ يَهُدّ الأرْضَ إنْ تَخَمّطَا
مل المطيّ اودى ولا مغتبطا
كانُوا العَقابيلَ، وكنتَ الفَرَطَا
عند السراع يعرف القوم البطا
أرْضَى زَمَانٌ بِكَ ثمّ أسْخَطَا
مَا أطْلَبَ الأيّامَ مِنّا شَطَطَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كانت لم تقد بعويرضات
كانت لم تقد بعويرضات
رقم القصيدة : 10124
-----------------------------------
كانت لم تقد بعويرضات
أبَا العوّامِ، فِتيَاناً قِطَاطَا(1/327)
وَلمْ تَحْمِلْ عَلى الأعداءِ مِنهُمْ
قناً لدناً وايماناً سباطا
إذا المَنْجُودُ نَبّهَهُمْ طُرُوقاً
رأى زعل الشبيبة والنشاطا
قِيَامَ السّمْهَرِيّ تبَادَرُوهَا
وَقَدْ لَبِسُوا المَخيلَة َ وَالشَّطاطَا
وَلمْ تَسُقِ الجِيَادَ مُسَوَّمَاتٍ
تُجَشِّمُها المَغاوِرَ وَالوِرَاطَا
وَتُرْسِلُهَا العَرَضْنَة َ صَادِيَاتٍ
مُبَادرَة ً إلى المَاءِ الغُطَاطَا
تصيب بها فواغر كل ثغر
كانك ترسل النبل المراطا
فلينَ مفارق المعزاء وخدا
كفلي الانمل اللمم الشماطا
ومن جعل الدليل له ابن ليلى
فَلَنْ يَخشَى الضّلالَ وَلا الغِلاطَا
وَنَاجِيَة ٍ تُسَاقِطُها حَسِيراً
سقاط حسامك البدن العباطا
وتطلق رحلها والفجر طفل
وَقَدْ أكَلَ البَوَانيَ وَالمِلاطَا
وَشَاذِبَة ٍ طَوَيْتَ بِهَا اعتِسَافاً
بِسَاطَ الدّوّ، إنّ لَهُ بِسَاطَا
دوارع للبلاد بغير حاد
تَخَالُ فضُولَ أنسُعِها سِيَاطَا
وعدت بها تساوك من وجاها
دبيب النمل يتعل البلاطا
ومنخرق كان على رباه
من الظلم الاكنة واللياطا
تَعَلّقَتِ النّجُومُ بِجَانِبَيْهِ
كأن الليل البسها القراطا
طَعَنْتَ ظَلامَهُ بالرَّكْبِ حتّى
رأيت له انجيابا وانعطاطا
وَكُلُّ فتًى تَبَطّنَ بَيْتَ نَبْعٍ
وَصَيّرَ غِمْدَ قَاطِعِهِ إبَاطَا
أُغَيْلِمَة ٍ زَحَمْتَ بِهَا الأعَادي
تَعَاطَى بالذّوَابِلِ مَا تَعَاطَى
تَخَالُ عَلى عَوَامِلِهَا، إذا مَا
وردن الطعن السنها السلاطا
ويوم للوقيعة ذي اوار
ككبر القين اوقد فاستشاطا
فرقت جموعه فرق العناصي
وَقد مَرَجَ الطّعانُ به اختِلاطَا
تعاطي كأسه فتعب فيها
ويحتقر الجبان فلا يعاطا
جَعَلتَ طُلى العِدى فيه اقترَاحاً
عَلى بِيضِ القَوَاضِبِ وَاشترَطَا
تُغَلْغِلُ في جَماجِمِها العَوَالي
كما غلغلت في اللمم المشاطا
تترّى بعد يومك كل خطب
كانك كنت للجلى رباطا
ألا أينَ السّرِيعُ إلى المَنَايَا
إذا المِعْزَالُ عَرّدَ، أوْ تَبَاطَا
اذا ولج الرواق رأيت منه(1/328)
طويل الباع قد غمز السماطا
وكنت اذا اخذت بمنكبيه
غَداة َ الضّيقِ، فَرّجَ لي الضِّغَاطَا
وكم بزلاء صيح بها اليه
تَطَاطَا لهَا تَجُزْكَ، فَما تَطاطَا
فَقُولا للمُنَفِّضِ مِذْرَوَيْهِ:
خض الامر انغماسا وانعطاطا
مِرَاسُ الحَرْبِ أسحَبَهُ العَوَالي
وطول الامن اسحبك الرباطا
هم حملوا لك الاحسان عفواً
فَدُونَكَهُنّ وَلْغاً وَاستِرَاطَا
حَمَوْكُم، وَالأسِنّة ُ في الهَوَادي
وُقُوعَ الطّيرِ تَبْتَدِرُ اللِّقَاطَا
غداة خلا بداركم الاعادي
فَلَمْ يَدَعُوا لحَوْضِكُمُ لِيَاطَا
تُشَقِّقُ في جُلُودِكُمُ العَوَالي
كان الطعن يلبسها الرهاطا
بِكُلّ قَرَارَة ٍ مِنْكُمْ لَحِيمٍ
يقضي الليل زفراً وانتحاطا
أجَمّكُمُ، وَلاقَى عَنْ عُلاكُم
عِضَاضَ الطّعنِ وَالضرْبَ الخِلاطَا
وَمَدّ بِبُوعِكُمْ حَتّى غَدَوْتُم
وعالي النجم اقربكم مناطا
وَحَلّقَ مَضرَحيٌّ كانَ فيكُمْ
وان لكل طائرة سقاطا
فلا تبعد رجال من قريش
وُسِمتُ بهِمْ فلَمْ أعدُ العِلاطَا
رعوا تلعات هذا المجد لسّاً
بانياب العوامل وانتشاطا
تَخَيّرَهُمْ حِمَامُ المَوْتِ مِنّا
خيار الزائد اعتراض النماطا
تداعوا كالسُّلوك وهت قواها
مروقاً بالنوائب وانخراطا
مَضَوْا مِنْ كُلّ أغلَبَ مُستَميتٍ
اذا ما العار جلله اماطا
نأوا عني فضعضعني نواهم
وما كانوا فقد قطعوا النياطا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سنحت لنا بلوى العقيق وربما
سنحت لنا بلوى العقيق وربما
رقم القصيدة : 10125
-----------------------------------
سنحت لنا بلوى العقيق وربما
عرض الزلال وزيد عنه الفارط
قَلْبي وَطَرْفي، يَوْمَ حُمّ لِقَاؤهَا
ضِدّانِ ذا رَاضٍ وَهذا سَاخِطُ
نَظَرَتْ بلا قصْدٍ فأقصَدتِ الحَشَا
وَيُذيقُ طَعمَ المَوْتِ سَهْمٌ غَالِطُ
قل للغزال اذا مررت بذي النقا
فلعل جأشك للبلابل رابط
لم انت في هبة القليل مناقش
أبَداً، وَفي عِدَة ِ الوِصَالِ مُغَالِطُ(1/329)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ
مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ
رقم القصيدة : 10126
-----------------------------------
مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ
وَغَرِيمِ الحُبّ بالدّينِ ألَطّ
ظَالِمٌ قُلِّدَ أحْكَامَ الهَوَى
طالما جار علينا وقسط
نَسْخَطُ الشّيْءَ وَنَرْضَاهُ، إذا
لمْ تَرَ العُتبَى عَلى طُولِ السَّخَطْ
كُلّ يَوْمٍ لي خَصِيمٌ ضَالِعٌ
والمقادير لها حكم شطط
عجبت ان عاد شغبا منطقي
كل ذي حلم اذا ضيم لغط
ورأت وخط بياض طارق
وَخَطَ التّهْمَامُ قَلْبي، فوُخِطْ
مالها تنكر مع هذا الشجى
وقعات الشيب بالجعد القطط
وارى عودي على صمائه
أنّ من غمز الليالي ونحط
مُوقَراً يَحْبِسُني عَنْ غَايَتي
لا المدى يطوي ولا العبء يحط
إنّ قَوْمي صَدّعَتهمْ نَوْبَة ٌ
شقق البرد اليماني يعط
خلتهم والخطب يعتامهم
شجر الوادي رماه المختبط
وَكَمَا خَايَلَ يَوْماً عَاقِرٌ
كلما ثارت له البدن عبط
تبعوا امر المقادير فهم
فاطن يطعن أو دان يشط
فُلُّ أحداثٍ رَمَى الدّهْرُ بِهِمْ
فَهُمُ في رُقَعِ الدّهْرِ نُقَطْ
ذاقَهُمْ مُسْتَحْلِياً أرْوَاحَهُمْ
وَرَأى المَضْغَ طَوِيلاً، فاستَرَطْ
يَصْطَفي كُلَّ كَرِيمٍ مِنْهُمُ
وَإذا استُكْرِمَ ذو العَقْبِ رَبَطْ
وبواق غير باقين وكم
يلبث القارب من بعد الفرط
كم طوى الموت لهم من بهمة
خائِضِ الغَمرَة ِ فَرّاجِ الضّغَطْ
وَجَوَادٍ مُتْعِبٍ مِضْمَارُهُ
كُلّمَا لَزّتْ بِهِ الخَيْلُ مَعَطْ
سَلْهُمُ، أوْ فَسَلِ الرّوْعَ بهِمْ
يوم خدر الشمس بالنقع يلط
يبصر الناس على ايديهم
قصب الاعناق بالبيض يقط
اقبلوا الاعداء ملتف القنا
بَينَ مَعرُوضٍ وَمَجرُورٍ يُحَطّ
تحسب الارماح من قعقاعها
شجراً للطير فيهن لغط
ومواض تنثر الهمام لهم
هَبّة َ العَاصِفِ تَرْمي بالخَبَطْ
فَارَقُونَا، فَبَقِينَا بَعْدَهُمْ
كالرّذايا، وُضِعَتْ عَنها الغُبُطْ(1/330)
في ذُنَابَى مَعْشَرٍ جِيرَانُهُمْ
مضغ للخطب يغدو أو لقط
ليس بالراضي اذا نبهم
طارق الليل ولا بالمغتبط
صور رائعة لا يرتجي
نَفْعُهَا، مِثْلُ تَهَاوِيلِ النَّمَطْ
شَمَخُوا أنْ حَلّقَ الجَدُّ بهِمْ
غلط الدهر وكم يبقى الغلط
كسل الايام عنهم غرهم
رُبّمَا جَاءَ زَمَانٌ قَدْ نَشَطْ
كل مخنوق علي جرته
خَلَطَ العَجزَ بشَوْكٍ، فاختَلَطْ
إنْ رَأى المَغْرَمَ طَاطَا، وَلَهُ
حاجب من حافر اللؤم يمط
أهْمَلَ العِرْضَ عَلى عِلْمٍ بِهِ
وَرَعَى ، لمّا رَعَى ، المَالَ فَقَطْ
طَمَعٌ وَرّطَني في حَبْلِهِمْ
وَيُصَادُ الطّيرُ مِن حيثُ لُقِطْ
كنت ارجواهم ثماراً تجتني
فهم اليوم قتاد يخترط
من عذيري من رصيد كيده
راش ما راش طويلاً ومرط
جَامِعٌ لي بَينَ فَخْرٍ وَأذًى
رُبّمَا بَرّحَ بالأُذْنِ القُرُطْ
حمل الثقل على ذي غارب
كلما عج من الحمل ضغط
أتقى الرمي ولو شئت مضى
كل مطرور اذا صمم عط
واذا كشفت ما يرمضني
من مضيض الداء قال الحلم غط
كل يوم رحم منبوذة
كَرَؤومِ البَوّ عَضْبَاءَ تَئِطّ
مَطْرَحَ الشَّنّة ِ قَدْ أيْبَسَهَا
قدم العهد بعاميّ الاقط
يَسْألُ البُقْيَا، وَقَدْ أحمَيتُهُ
ميسماً لو مر بالطود غلط
صَدّقَ الوَاشِينَ، فِيمَا زَعَمُوا
فنأى بالود عني وشحط
لا أرَى الجِنّ وَأفّاكاً بِهِ
في دُجَى اللّيلِ، وَلا الوحيُ هبَطْ
نَفثَة ٌ مِنْ وَاغِرٍ جَمْجَمَهَا
فيك، لَوْلا اللَّهُ وَالحِلْمُ قَنَطْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قل للهوامل في الدنا ما بالكم
قل للهوامل في الدنا ما بالكم
رقم القصيدة : 10127
-----------------------------------
قل للهوامل في الدنا ما بالكم
كَالنّائِمِينَ، وَأنْتُمُ أيقَاظُ
اين المقاول والجبابر قبلكم
فاضُوا على عِلَلِ الزّمانِ وَفاظُوا
مُتَنَافِسينَ عَلى المُقَامِ، وَإنّما
خَلْفَ الرّكائِبِ سائِقٌ مِلظَاظُ
اللبث لمح والمناخ محفز
وَالرَّعْيُ خَطْفٌ، وَالوُرُودُ لَمَاظُ(1/331)
انظُرْ إلى هَذا الزّمَانِ بعَيْنِهِ
تَرْجِعْ إلَيْكَ بِمَقْتِهِ الألحَاظُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا عمرو! لا أعرِفُ ثِقْلاً بهَظَكْ
يا عمرو! لا أعرِفُ ثِقْلاً بهَظَكْ
رقم القصيدة : 10128
-----------------------------------
يا عمرو! لا أعرِفُ ثِقْلاً بهَظَكْ
خُلّة ُ حُرٍّ، فأعِرْها مَلْحَظَكْ
من قائم على العلا ما احفظك
ما نامَ عَن حاجَتِهِ مَنْ أيقَظَكْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أُسِيغُ الغَيْظَ مِنْ نُوَبِ اللّيَالي
أُسِيغُ الغَيْظَ مِنْ نُوَبِ اللّيَالي
رقم القصيدة : 10129
-----------------------------------
أُسِيغُ الغَيْظَ مِنْ نُوَبِ اللّيَالي
وما يشعرن بالحنق المغيظ
أُرَجّي الرّزْقَ منْ خُرْتٍ دَقيقٍ
يُسَدّ بسِلْكِ حِرْمَانٍ غَليظِ
وارجع ليس في كفي منه
سِوَى عَضّ اليدينِ على الحُظوظِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألَهَاكِ عَنّا، رَبّة َ البُرْقُعِ
ألَهَاكِ عَنّا، رَبّة َ البُرْقُعِ
رقم القصيدة : 10130
-----------------------------------
ألَهَاكِ عَنّا، رَبّة َ البُرْقُعِ
مَرُّ الثّلاثِينَ إلى الأرْبعِ
انت اعنتني الشيب في مفرقي
مَعَ اللّيَالي، فصِلي، أوْ دَعي
يا حاجَة َ القَلْبِ ألَمْ تَرْحَمي
جنانة الدمع على مدمعي
لَوْلا ضَلالاتُ الهَوَى لم يكُنْ
عنان قلبي لك بالاطوع
كيف طوى دارك ذو صبوة
عهدي به يطرب للمربع
كَانَ يَرَى نَاظِرَهُ سُبّة ً
ان مر بالدار ولم يدمع
يا حبذا منك خيال سرى
فَدَلّهُ الشّوْقُ عَلى مَضْجَعي
اني تسرى من عقيق الحمى
منازل الحي على لعلع
بَاتَ يُعَاطِيني جَنَى ظَلْمِهِ
وَبِتُّ ظَمْآنَ، وَلمْ أُنْقَعِ
معانقاً كان عناقي له
وراء احشائي والاضلع
عاقرني يشرب من مهجتي
رَيّا، وَيَسقينيَ مِنْ أدمُعي
هل تبلغنّي الدار من بعدهم
على الطوى جائلة الانسع
كأن مجرى النسع في ذفها
مضطرب الايم على الاجرع
تَحمِلُني وَالشّوْقُ في كُورِها
اني دعاني طرب اسمع(1/332)
ان بهاء الملك ان ادعه
وَالخَطْبُ قَدْ نازَلَني، يَمنَعِ
رُبّ زِمَام ليَ في ضِمْنِهِ
لم اتقوله ولم ادّع
مُصْطَنِعي وَالسّنُّ في رَوْقِها
اصاب مني غرض المصنع
لمْ أرْضَ إلاّهُ، وَمِنْ قَبلِهِ
أقنَعَني الدّهْرُ، وَلَمْ أقنَعِ
أغَرُّ، إنْ رُوّعَ جِيرَانُهُ
لم يذق الغمض ولم يهجع
كَأنّمَا الضّيمُ إلَيْهِ سَرَى
وهو على المطلّع الامنع
في حَسَبٍ أصْبَحَ وَضّاحُهُ
قد غلب الشمس على المطلع
لَئِنْ نَأى عَنّا، فإحسانُهُ
ادنى من الناظر والمسمع
سوم الحيا اقلع عن ارضنا
وَنَحْنُ في آثَارِهِ نَرْتَعِي
كم نفخة منه على فاقة
تنبت عشب البلد البلقع
وَنَظْرَة ٍ تَجْبُرُ وَهْنَ الفَتَى
وعظمه منصدع ما وعي
إذا قَضَى مَرّ عَلى نَهْجِهِ
وَاستَوْقَفَ الحَقَّ على المَقطَعِ
كم طار في ملك ذو نخوة
قالت له ريح المنايا قع
أمَا نَهَى الأعْداءَ مَا جَرّبُوا
فهو غدا يعطس عن اجدع
لم يلقك المغرور الاغدا
يقوم الجنب على المصرع
ينتظر الحي بهم هتفه
من النّوَاعي وَكأنْ قد نُعِي
من جاهِدٍ خابَ، وَمن طالِبٍ
اوفي على الفج ولم يطلع
وَمُسْرِعٍ أقْلَعَ مِنْ عَثْرَة ٍ
روعاء والعثرة للمسرع
وَنَادِمٍ أطرَقَ عَنْ حِزْبِهِ
قَدْ نَادَمَ النّاجِذَ بالإصْبَعِ
ولا ربوا والعز في موضع
شابهت السوأة ما بينهم
ما اسبه الحالق بالانزع
ارْتَضَعُوا وَالعَارَ مِنْ فِيقَة ٍ
ونزعوا واللؤم من منزع
من عاقد اغدر من مومس
وواعد اكذب من يلمع
رَامُوكَ بالأيدي وَكانَ السُّهَى
أعلى مِنَ أنْ يُدرَكَ بالأذْرُعِ
قَدْ عَلِمُوا عندَ قِرَاعِ الصّفا
وَليمَة َ الذّؤبَانِ وَالأضْبُعِ
قل لبهامٍ نشرت في الربا
هذا قِوَامُ الدِّينِ، فاستَجمعي
قد أصْحَرَ الضّيغَمُ مِنْ غِيلِهِ
اظفوره منك على مطمع
غضبان قد غرك همهامه
كم فيك من خرق لاظفاره
كمَلغَمِ الأشدَقِ، لمْ يُرْقَعِ
ليس كغزو الذئب بهم الحمى
ان مرّ بالسخلة لم يرجع
إنْ لمْ تُشاوِرْ حِلمَهُ تُصْبحي(1/333)
أيُّ جَنِيبٍ لكَ لمْ يُوضِعِ
يستمع الرأي وعنه غنى
قد يصقل السيف ولم يطيع
لا بُدّ أنْ تُرْمِضَ رَوْعَاتُهُ
وان عفا اليوم ولم يوقع
وَالسّيفُ إنْ مَرّ عَلى هَامَة ٍ
روعها ان هو لم يقطع
قل لحسود النجم في فوته
عشت بداء الكمد الموجع
لابد للبطنة من خمصة
فَجُعْ على غَيظِكَ أوْ فاشبَعِ
مَوَاقِفُ تَفسَخُ فيها الظُّبَى
عُقدَة َ رَأيِ البَطَلِ الأرْوَعِ
أيّامُكَ الغُرّ تَسَرْبَلْتَهَا
مثلَ متُونِ القُضُبِ اللُّمّعِ
افاقت البصرة من دائها
وَقَدْ رَقَى النّاسَ وَلمْ يَنجَعِ
عادات اسيافك في غيرها
وَالسّيفُ مَدلولٌ على المَقطَعِ
فلست بالخامل من غاربي
على سنام النقب الاظلع
قد خاب من اصبح من غيركم
عَليّ، وَالإقبالُ مِنكُمْ مَعي
يا أيّهَا البَحْرُ بِنَا غُلّة ٌ
فهل لنا عندك من مكرع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع
تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع
رقم القصيدة : 10131
-----------------------------------
تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع
شَمسٌ تَغيبُ لكمْ وَأُخرَى تَطلُعُ
إنّ الصّفا العادِيّ يُقرَعُ بالأذَى
من غيرِكُم، وَصَفاكُمُ لا يُقرَعُ
متداولين لباس اثواب العلى
هذا يجاب له وهذا ينزع
في كُلّ يَوْمٍ للنّوَاظِرِ مِنْكُمُ
أعْلامُ عَلْيَاءٍ تُحَطّ وَتُرْفَعُ
لا مثل من ملك العى مستقبل
فينا، وَمَن طَوَتِ المَنونُ مُوَدَّعُ
عينان عين للمزيد قريرة
منا وعين للنقيصة تدمع
وَإذا اطْمَأنّ من العَطِيّة ِ مَضْجعٌ
يَوْماً أقَضّ من الرّزِيّة ِ مَضْجَعُ
فَلَئِنْ فَرِحْنَا إنّ ذَلِكَ مُفرِحٌ
وَلَئِنْ جَزِعْنا إنّ ذلكَ مُجْزِعُ
للمجد من علياكم ومصابكم
انف به شمم وآخر اجدع
بُؤسَى وَنُعْمَى أعقَبَتْ، فكأنّما
رُدّتْ عَلى أعْقَابِهِنّ الأدْمُعُ
لولا الاعزّ ابو شجاع لم يكن
وَهْيُ النّوَائبِ عَن قَليلٍ يُرْقَعُ
لولاه ما انجبر الكسير ولا سيما
طَرْفُ الحَسيرِ، وَلا سَلا المُتفَجِّعُ(1/334)
ما كانت العلياء بعد مصلبها
لَوْلاهُ بالبَدَلِ المُجَدَّدِ تَقْنَعُ
نثلوا كنائن مجدهم فتخيروا
منهن اقوم نصلة لا ينزع
سهماً رمى غرض العلى من بعدما
لمْ يَبْقَ في قَوْسِ المَعالي مَنزَعُ
لا يَطمَعُ الأعداءُ مَطلَعَ نَجدِهِ
قد ضاق الاعنه ذاك المطلع
طلبتك قد قلقت اليك نصولها
حتى استقر بها النصاب الامنع
ظَمأى إلَيكَ وَأينَ عنكَ مَحيدُها
وَالرّعيُ عندَكَ وَالرُّوَا وَالمَرْتَعُ
يَوْماً، وَطينَتُها بغَيرِكَ تُطبَعُ
يوماً وطينتها بغيرك تطيع
سَبَقَتْ ببيعَتك القُلُوبُ أكفَّها
ايدٍ اطعنك والضمائر اطوع
من مضمر يخشى الهوى لا ينثني
او صافق بيد الرضى لا يرجع
أعطَتْ تَخايُلَها الصّدُورُ، وَرُبّما
تعطى يد ولها ضمير يمنع
اللَّهُ أيّدَ مُلْكَكُمْ وَسَمَا بِهِ
مجد القواعد والبناء الارفع
بَيْتٌ يُسَقَّفُ بالسّمَاءِ رِوَاقُهُ
وتهاب ذرته الحمام الوقع
اطناب قبته انابيب القنا
وسجوف ظلته المواضي اللمع
إن ساخَتِ الأرْكانُ أشرَفَ رُكنُه
او ضعضع البنيان لا يتضعضع
كَمْ مُصْعَبٍ مَنَعَ الخِطامَ تركتَه
تحت الرحالة يستقيم ويطلع
او خالع قصرت يداه عن العلى
بُوعٌ لكم تَقِصُ الرّقابَ وَأذرُعُ
فسَبَقتمُ وَكَبَا بِهِ مِنْ جَدّهِ
دُونَ المُنى قَصْفُ الفَقارِ مُوَقَّع
تخفى مكانده ويظهر سطوكم
الذر يقرص والاراقم تلسع
لا ثُلّ عَرْشُ بَني بُوَيْهٍ أنّهمْ
غدرُ المكارم والجناب الامرع
فعلى روائهم يحوم المعتفي
وَإلى رُوَائِهِمُ تُشِيرُ الإصْبَعُ
ان قاربوا فهم الشهاد المجتنى
وَإذا أبَوْا فَهُمُ السِّمامُ المُنقَعُ
ايديهم طرق الندى وجباههم
أبْهَى مِنَ التّيجَانِ لا بَلْ ألمَعُ
فهم لا يام الحفائظ مفزع
وهم لا يام المكارم مظمع
هَتَفَ العَلاءُ بهِمْ إلى غَايَاتِهِ
فتَضَرّعَ القَوْمُ اللّئامُ وَأسرَعُوا
انا غرسكم والغصن لدن والصبا
غَضٌّ وَللعِيسِ القِيادُ الأطوَعُ
رِشتُم سِهَامي للعِدَى ، وَتَرَكتُمُ
قدمي إلأى امد المعالي تتبع(1/335)
وحثثتم حظي ليلحق شاؤكم
حتى استمر وحظ غيري يقدع
وَصَنَعتُمُ فَعَرَفتُ قَدرَ صَنيعِكُم
ولربما غلط الطريق المصنع
وَحفظتُ ما استُودعتُ من نعمائكم
إنّ الوَفَاءَ أمَانَة ٌ تُسْتَوَدَعُ
يا بَانيَ الشّرَفِ المُوَطَّدِ حَيثُ لا
تَصِلُ العُيونُ وَلا تَنالُ الأذرُعُ
وسليل محصنة العلى في حجرها
مستودع وبدرّها مسترضع
تحنو الملوك من جنباته
كالقلب حانية عليه الاضلع
ارنق لها فتق النوائب بالندى
او بالقنا ولكل خرق مرقع
وَاسلُكْ سَبيلَ أبيكَ، إنّ سَبيلَه
لَقَمٌ يُجيزُ إلى المَنَاقِبِ مَهْيَعُ
واطلب على ايامه وجياده
حسرَى يَرِدنَ على الطّعانِ وَظُلَّعُ
تَدِقُ الغِوَارَ عَلى الغِوَارِ كأنّها
وَطفَاءُ تَحفِزُها بَليلٌ زَعزَعُ
وَالصّبحُ مُنقَدُّ القَميصِ كما جَلا
عن حرّ مفرقه البجال الانزع
وَاستَقْبِلِ الأيّامَ غَيرَ جَوَامِحٍ
يَثني إلَيكَ بهَا عِنَانٌ طَيِّعُ
تَعنُو لأخمَصِكَ الخُطوبُ ذَليلة ً
بعد العراك وخدهن الاضرع
إن سَرّ أمسُك كانَ يوْمُك فَوْقَه
ويقل عند غد لما يتوقع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> طِلابُ العِزّ مِنْ شِيَمِ الشُّجاعِ
طِلابُ العِزّ مِنْ شِيَمِ الشُّجاعِ
رقم القصيدة : 10132
-----------------------------------
طِلابُ العِزّ مِنْ شِيَمِ الشُّجاعِ
وسعي المرء تحرزه المساعي
وَدُونَ المَجدِ قَلبٌ مُستَطيلٌ
وَبَاعٌ غَيرُ مَجبُوبِ الذّرَاعِ
أُخَوَّفُ بالزَّماعِ، وَلَستُ أدرِي
بأين اجرُّ ناصية الزماع
وَلَستُ أضَلُّ في طُرُقِ المَعَالي
ونار العز عالية الشعاع
ويعجبني البعاد كان قلبي
يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيّ بنِ الرِّقاعِ
لَقِيتُ مِنَ المُقامِ على الأمَاني
كمَا لَقيَ الطَّموحُ من الصِّقاعِ
ولو اني ملكت عنان طرفي
أخَذتُ عَلى الوَسيقَة ِ بالكُرَاعِ
وكنت اذا تلون لي خليل
تَلَوّنَ بي لَهُ خِلْوُ النِّزَاعِ
بخيل بالسلام اذا التقينا
ولكني جواد بالوداع
ايصرعني الزمان ولست آوي
إلأى جنب ذليل للصراع(1/336)
وَأرْضَعُ بالخِداعِ عَنِ المَعَالي
وَكَانَ الطّفْلُ أوْلى بالرّضَاعِ
ألا لِلَّهِ طينَتُنَا بِأرْضٍ
مُشَوَّهَة ِ المَعَالِمِ وَالبِقَاعِ
إذا مَرَقَ الدُّجَى مِنّا أخَذْنَا
عَلَيْهَا بالمَذانِبِ وَالتّلاعِ
وَأوْلى بالضّيَافَة ِ، لَوْ عَلِمْنَا
خصيب الرحل مطروق الرباع
إلى امل الحسين بسطت ظني
بِزَينِ المِلّة ِ اشتَفَتِ الأمَاني
إذا بَخِلَ الغَمَامُ عَلى مَحَلٍّ
تَدارَكَ غُلّة َ الإبْلِ الزِّمَاعِ
مَجِيرِي إنْ تَناكَرَتِ اللّيَالي
وعوني ان تكاثرت الدواعي
وقد جعل الزمان يضئ وجهي
وَيَرْفَعُ نَاظرَي وَيَمُدّ بَاعي
رفعت اليك دعوة مستجير
وانت مدى عقيرة كل داع
ليهنك ما تجدده الليالي
وَحَسبُكَ مِنْ فِرَاقٍ وَاجتماعِ
فَذاكَ الصّخْرُ خَرّ مِنَ اليَفَاعِ
من الاملاك والمال المضاع
تمارى الناس قبلك وهي غضب
اديوان الضياع ام الضياع
وعادت في يديك مروضات
وَكَانَتْ فَقْعَ قَرْقَرَة ٍ بِقَاعِ
ظفرت بما اشتهيت وانت وان
ونال الغض غيرك وهو ساع
يبشر والقلوب مفجعات
كأن بشيره في الخلق ناع
وما كل المواهب بالاماني
ولا كل الاحاظي بالقراع
لكل في بلوغ العز طيع
تَقَلَّبُ بَينَ أضْلاعِ السّبَاعِ
بزين الملة اشتقت الاماني
من المطل الممانع والدفاع
واصبحت الشفاه مقلقلات
فاعلن بشره في كل وحه
وَبَيّنَ طَوْلَهُ في كُلّ بَاعِ
رَآكَ لِكُلّ مَا يَأتِيهِ أهْلاً
وَأنْتَ أحَقُّ ذَوْداً بالمِرَاعِ
صنيعاً لا يجر عليك مناً
وَحِمْلُ المَنّ غَيرُ المُسْتَطَاعِ
أجَارَ أبُو الفَوَارِسِ منكَ سَيفاً
تَحَامَتْهُ يَمِينُ أبي شُجَاعِ
فِدًى لكَ مَن يُنازِعُكَ الرّزَايَا
وَيَقرِضُكَ الأذَى صَاعاً بصَاعِ
يَعَضّ أنَامِلَ الأُسْدِ الضّوَارِي
عليك بغيظ انياب الافاعي
رَعَاكَ بلَحْظِ طَرْفٍ غَيرِ رَانٍ
وعاج عليك سمعاً غير واع
فكنت السيف اغمده جبان
فَسُلّ وَقَد تَصَدّى للمِصَاعِ
الان رد العلا بلا رقيب
وَشَمِّرْ في الأمُورِ وَلا تُرَاعِ(1/337)
ولا يغررك قعقعة الاعادي
رجونا منك يوماً مستطيلاً
على الاعداء وضاح القناع
تَغيظُ الحَاسِدينَ بِهِ وَتُرْضِي
قُلُوباً لا تُعَلَّلُ بِالخِداعِ
اتقنع ان تضام وانت حام
وَتُهْمِلُنَا البِقاعُ، وَأنتَ رَاعِ
وَما في الأرْضِ أحسَنُ مِن يَساراً
اذا استولى على مطاع
الان تراجعت تلك الرعايا
وجهزت الرعية للمراعي
وعاد السرب امنع من قلوب
تقلب بين اضلاع السماع
وَصَارَ الدّهْرُ أمرَحَ مِنْ طَرُوبٍ
تصافح سمعه نغم السماع
تُسَمّحُ عِطْفَهُ بَعْدَ اجتِنَابٍ
وتخطم انفه بعد امتناع
تُفَاخِرُنَا رِجَالٌ لَيسَ تَدْرِي
بما علم الجبان من الشجاع
وَلَوْ خَلّيْتَ عَنّا في رِهَانٍ
تبينت البطاء من السراع
وَنَحنُ أحَقُّ بالدّنْيَا، وَلَكِنْ
تخيرت القطوف على الوساع
اروم بحسن رأيك كل امر
يُؤلّفُ فِرْقَة َ الأمَلِ الشَّعَاعِ
وَأطْلُبُ مِنْكَ مَا لا عَيْبَ فيهِ
واين المجد الا في اصطناعي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لأغنَتكَ عَن وَصْلي الهُمومُ القَوَاطِعُ
لأغنَتكَ عَن وَصْلي الهُمومُ القَوَاطِعُ
رقم القصيدة : 10133
-----------------------------------
لأغنَتكَ عَن وَصْلي الهُمومُ القَوَاطِعُ
وَعَن مَشرَعِ الذّلّ الرّماحُ الشّوَارِعُ
واي طلاب فاتني وطلائعي
منى ً قبل اعناق المطي طوالع
دَعيني أُقِمْ أرْضاً، وَأطْلُبُ غَيرَها
فبينهما ان واصل الهم قاطع
فَما كُلّ مَمْنُوحٍ مِنَ العِزّ شَاكِرٌ
وَلا كُلّ مَحظُوظٍ مِنَ المَالِ قانِعُ
وَمَا عَاقَني رَبْعٌ، فَبِتُّ وَلمْ تَبِتْ
يُوَقّعُني مِنْ غَيرِ ذاكَ المَطَامِعُ
قطوع لا قران الرجال كانني
الى كل فج ثائر الرحل نازع
أفي كل يوم الدهر جانبي
وَبَاعَ الثّنَاءَ الحُرَّ بالذّمّ بَائِعُ
فَلَمْ ألْقَ إلاّ مَاذِقَ الودّ كَاذِباً
يسف به من طائر الغدر واقع
وَرَايَعَة ٍ للبَيْنِ مِنْ عَامرِيّة ٍ
تتزعزع منها بالسلام الاصابع
فلو لم تزودنا السلام عشية
لسرنا واعناق المطي خواضع(1/338)
تَصُدّ حداءً حينَ تَبعَثُ وَعْدَهَا
كَذُوباً، وَإنّي بِالرّجَاءِ لَقَانِعُ
أفي كُلّ يَوْمٍ يُعدِمُ الدّهرُ جانِبي
وَرَجْعُ زَفِيرِي للحَمَائِمِ خَادِعُ
حَنِينُ المَطايا عَلّمَ الشّوْقَ مُهجَتي
فكَيْفَ تُسَلّيها الحَمامُ السّوَاجِعُ
بذلتك قلباً كنت ادخر صوته
اذا لاح لي برق من العزم لامع
سَبَقتَ إلى يَأسِي رَجَايَ، فحُزْتَه
ولم تنتظر رأي فها انا طامع
وَمَا عِندَ أملاكِ الطّوَائِفِ حَاجَتي
اذا ما ابت ان تقتضيها القواطع
وَمَا ليَ شُغْلٌ في القَرِيضِ، وَإنّما
أُبَيّنُ فيه مَا تَقُولُ المَطَامِعُ
وَلَوْ هَزّ أسْمَاعَ المُلُوكِ نَشيدُهُ
دروان كل المجد ما انا صانع
تَقُولُ ليَ الأيّامُ، وَهيَ بَخِيلَة ٌ:
ألا أسألْ، فإمّا ذو عَطاءٍ وَمَانِعُ
رَأيتُ كَرِيماً مَا خَلا قَطُّ مِنْ حِمًى
يزار ولو ان الديار بلاقع
وَلا مَرِضَتْ نَارُ القِرَى في خِيَامِهِ
بليل ولو ان الرياح زعارع
اذا صارعته الريح خلنا شعاعها
يُشِيرُ إلى الوُرّاد وَالرّكْبُ هَاجِعُ
فَضَنّاً، بَني فِهْرٍ، بما في أكفّكم
مِنَ المَجدِ، فالأيّامُ عَوْدٌ وَرَاجِعُ
وردّوا اكف الحرب حلماً عن العدى
إذا أمكَنَتْ حَدَّ السيوفِ المَقاطِعُ
فكَمْ غارَة ٍ تَستَرْجفُ اللّيلَ أيقظَتْ
صدور القنا والغادرون هواجع
عيون العوالي والنجوم روامق
ونقع المذاكى بينهن براقع
وَلا بُدّ مِنْ شَعوَاءَ تَظمَا نُفُوسُها
وَلَيسَ لهَا إلاّ السّيُوفُ مَشَارِعُ
هُوَ اليَوْمُ أخفَتْ خَيلُهُ لَمعَ آلِهِ
فاشباحه فوق العجاج لوامع
ترى النقع مسود الذيول وفوقه
رداء الردى تحمر منه الوشائع
وركب كان الترب ينهض نحوه
يعانقه في سيره ويصارع
فَلَوْ أنّ ثَغْرَ اللّيلِ لاحَ ابْتِسَامُهُ
عَنِ الصّبْحِ مِنْهُ لمْ تَسِمْهُ البَلاقعُ
إذا ما سَرَوْا تحتَ الدُّجَى فوُجوهُهمْ
لضَوْءِ الضّحَى قبلَ الصّباحِ طَلائِعُ
وان ادلجوا لم يسئل الليل عنهم
كَأنّهُمُ فيهِ النّجُومُ الطّوَالِعُ(1/339)
وَيَبْدأُ فيهَا للسّرَابِ زَخَارِفٌ
تلاعب لحظ المجتلي وتخادع
فَلا تَعجَبُوا مِن سَيرِهم في هَجيرِها
فجرُّ وغاهم للهجير طبائع
وَأرْضٍ يَضَلّ اللّيلُ بَينَ فُرُوجِها
وَيُجْزِعُهُ أجْزَاعُهَا وَالأجَارِعُ
تخطيتها والصبح يخرق في الدجى
نَوَافِدَ لا يَلقَى بهَا الجَوَّ رَاقِعُ
تطاول اسر الليل فيها كأنما
دجاه لاعناق النجوم جوامع
وَقَدْ مَدّ مِنْ بَاعِ المَجَرّة ِ فانثَنى
كَأنّ الثّرَيّا فيهِ كَفٌّ تُقَارِعُ
وَهَبْتُ لِضَوْءِ الفَرْقَدَينِ نَوَاظرِي
إلى أن بَدا فَتْقٌ مِنَ الفَجرِ ساطِعُ
كَأنّهُمَا إلْفَانِ قَالَ كِلاهُما
لشخص اخيه قل فاني سامع
إذا أنَا لمْ أقبِضْ عَنِ الخِلّ هَفوَة ً
فَلا بَسَطَتْ كَفّي إلَيهِ الصّنائِعُ
وَإنْ أنَا لمْ يَسْتَنْزِلِ المَجدُ حَبوتي
فلا اهلت مني الربى والمرابع
أبَا قاسِمٍ! حَلاّكَ بالشِّعْرِ مَاجِدٌ
عليك له حتى الممات رصائع
أخٌ لا يَرَى الأيّامَ أهْلاً لمَدْحِهِ
ولو ضمنت ان لا تراه الفجائع
شُجَاعٌ لأعْناقِ النّوَائِبِ رَاكِبٌ
هُمَامٌ لأِطْوَادِ الحَوَادِثِ فَارِعُ
ستَشرعُ ماءَ الفَخرِ في كأسِ مِدحتي
وما انا في ماء الندى منك شارع
ليهنك مولود يولّد فخره
أبٌ، بِشْرُهُ للسّائِلِينَ ذَرائِعُ
وليد لوان الليل ردي بوجهه
لمَا جَاوَرَتَهُ بالجُنُوبِ المَضَاجِعُ
وَمُبْتَسِمٌ، يَرْتَجّ في مَاءِ حُسنِهِ
لَهُ مِنْ عُيُونِ النّاظِرِينَ فَوَاقِعُ
رَمَى الدّهْرُ منهُ كلَّ قلبٍ من العِدى
بسَهمٍ نَضَا أحقادَهم وَهوَ وَادِعُ
يرامونه باللحظ كي يعصفوا به
وَأبصَارُهُمْ صُورٌ لَدَيْهِ خَوَاشِعُ
لارواحهم في مقلتيه مصارع
يودون ان لو كا بين قلوبهم
مع الحقد حتى لا تراه المجامع
متى ابتسموا فاعلم ثغورهم
دُمُوعٌ، لهَا تِلكَ الشّفَاهُ مَدامِعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تخيرته اطول القوم باعا
تخيرته اطول القوم باعا
رقم القصيدة : 10134
-----------------------------------(1/340)
تخيرته اطول القوم باعا
وارحبهم في المعالي ذراعا
وأخذهم بعنان الخطوب
يُجِيرُ عَلى الدّهْرِ أمراً مُطَاعَا
بعزم كبارقة المشرفيّ
يأبى على الهزّ الا قراعا
يُهَابُ وَيُرْجَى لِرَيْبِ الزّمَانِ
كالمنصل راق عيونا وراعا
وصدر وسيع على النائيات
يبجل اذا غب رأيا وساعا
تَرَى كُلّ يَوْمٍ مَعَ الحَادِثاتِ
عراكاً له دوننا أو قراعا
لَهُ قَلَمٌ إنْ جَرَى غَرْبُهُ
أمِنّا القَنَا، وَخَشِينَا اليَرَاعَا
ومدره قول بيدّ الخصوم
إذا بَلَغُوا بالخِصَامِ القِذاعَا
كعالية الرمج ان طاولوه
طال الى المجد نفساً وباعا
إذا نَزَعُوا عَنْ هَوَى المكْرُماتِ
من اللوم زاد اليها نزاعا
بحمزة امسيت القى الخطوب
وارمى العدو وارقى اليفاعا
يدافع ركني حتى انال
وَيَدْفَعُ عَنّي الأعَادي دِفَاعَا
أطالَ يَدي فَفَرَعتُ الهِضَابَ
وَأطلَعَني بالنّدَى ما استَطَاعَا
حقوق عليَّ رأى انها
حقوق عليه فوالي وراعى
فلا الوعد كان مطالاً ضمارا
يَغُرّ وَلا القَوْلُ زُوراً خِداعَا
صنعت فتممت حسن الصنيع
وكم صانع لا يربّ اصطناعا
تَعاطَوْا صَنِيعَكَ، فاستَثقَلُوهُ
ان التطبع يعي الطباعا
وَغَيرُكَ يَمطُلُ فِعْلَ الجَميلِ
فإنْ فَعَلَ الفِعلَ يَوْماً أضَاعَا
تَلَقّاكَ نَيرُوزُكَ المُستَجِدّ
يسر عياناً ويرضي سماعا
ولا زال دهرك طوع الجنيب
إذا مَا أمَرْتَ بِأمْرٍ أطَاعَا
تلاقى الخطوب ثقالا بطاءً
وغر الاماني عجالاً سراعا
همام رميت قيادي اليه
مآلاً إلى شعبه وانقطاعا
مددت يميني فاعلقتها
يداً باصْطِنَاعِ الأيَادي صَنَاعَا
إذا قَرِحَتْ عِنْدَنَا نِعْمَة ٌ
اعاد اياديه فينا جذاعا
فلو رام قسمة عمري له
لَمَ أرْضَ لَهُ العُمرَ إلاّ مَشاعا
وَإنْ هُوَ سَاوَمَني مُهْجَتي
صفقت على راحته بياعا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> غالى بها الزائد حتى ابتاعها
غالى بها الزائد حتى ابتاعها
رقم القصيدة : 10135
-----------------------------------(1/341)
غالى بها الزائد حتى ابتاعها
بَادِنَة ً قَدْ مَلأتْ أنْسَاعَهَا
سَوّغَهَا الرّاعي رَبِيعَ ضَارِجٍ
والارض قد عم الندى بقاعها
يوردها بين نطاع فالنقا
زُرْقَ جِمَامٍ لَبِسَتْ يَرَاعَهَا
طاعَ لهَا حمضُ اللّوَى وَنَشَّرَتْ
لهَا رُبَى قَبَاقبٍ أقْطَاعَهَا
رَعَتْ حُلِيَّ رَامَة ٍ وَشَاطَرَتْ
جَوَازِيَ الرّمْلِ بِها لَعَاعَهَا
تلس اثار درور جونة
ألقَتْ عَلى ذي بَقَرٍ بَعَاعَهَا
مُسيلَة ً بَينَ العَقِيقِ وَالحِمَى
أضْوَاجَ بطنِ الأرْضِ أوْ أجزَاعَهَا
تُطلِقُ عَقلَ النّبتِ إمّا رَجّعَتْ
جلجالها بالرغد أو قتعاعها
يستفيض العشب لها رؤسه
اذا البروق اعتصرت دفاعها
حَتّى بَنَى النّيُّ عَلى سَنَامِهَا
مَبَانِياً مَا بَطَنَتْ سِيَاعَهَا
شاغبه الهم فارضاه بها
تشرع عن دار الاذى نزاعها
إنْ قَطَعَ الرّاعي علَيْهَا لمْ تُبَلْ
أشبَعَها الخِذرَافُ أمْ أجَاعَهَا
مَخِيلَة ٌ مَبرَكُها مِنْ شَخصِهَا
إذا المَطَايَا عَمَرَتْ رِبَاعَهَا
تضيع عن غب الونى كانها
عائِمَة ٌ قَدْ رَفَعَتْ شِرَاعَهَا
تحسبها الورهاء ريعت فنجت
من الذى طارحة قناعها
وقرها السير وكانت حقبة
لو سمعت حسّ القراد راعها
كَأنّهَا طَاوِي المَصِيرِ هَاجَهُ
عض ضراع قد بلا مصاعها
اذا رأى افتراقها زاولها
ثم يني اذا رأى اجتماعها
مشاورات النفس اوازماعها
في عَانَة ٍ تُطِيعُهُ مُحَامِياً
فان رآها شرداً اطاعها
تنتصب انتصابه لنبأة
ذُعْراً، وَيَنصَاعُ لهَا انصِياعَهَا
يحفظها عن سربها
فان رأى جد الردى اضاعها
أقضَى عَلَيْهَا أرَباً مِنْ هِمّة ٍ
لو عدل الدهر ثنى زماعها
مَطْبُوعَة ٌ عَلى العُلَى لَوْ رَضِيتْ
بالذّلّ يَوْماً أنْكَرَتْ طِبَاعَهَا
يا حفظها ان بلغت مرامها
وان ابى الدهر فياضياعها
أستَعجِلُ الأمْرَ وَحَظّي رَايثٌ
نفس ارجى ابداً خداعها
وَلَوْ قَنِعَتْ بالحُظُوظِ لمْ أُبَلْ
ابطائها بالرزق ام اسراعها
اصارع الاقدار عن وقوعها(1/342)
بِمَنْكِبٍ مُعَوَّدٍ صِرَاعَهَا
تصادف الخرقاء من زمانها
سِجَالَ رِزْقٍ أخطأتْ صَناعَهَا
قَوْمي الأولى إمّا جَرَوْا لِغَايَة ٍ
بَذّوا بِطَاءَ الغاي أوْ سِرَاعَهَا
هم الملاجي والمناجي والحمى
إذا المَنَايا وَقَعتْ وقَاعَهَا
هم المعاذ والملاذ والذرى
اذ السيول ركبت تلاعها
هم المقيلون المنيلون اذا
ما اللَّزْبَة ُ اللّزْباءُ ألقَتْ بَاعَهَا
أزْوَالُ أيّامِ الطّعَانِ إنْ طَغَتْ
يَدُ الزّمَانِ أحسَنُوا دِفَاعَهَا
في حَيثُ لا تَنظُرُ تحتَ نَقعِهَا
الا عصيّ الموت أو قراعها
لم يغنموا الاموال الا اخذوا
صَفِيّهَا، وَقَبَضُوا مِرْبَاعَهَا
تَلقَى بهِمْ مَرْسَى الوَقارِ وَالحِجى
وضئضئ العلياء أو جمَّاعها
ان نزلوا الجو اماتوا شمسه
والارض كانوا ابدا طلاعها
بُيُوتُهُمْ مَرْهُوبَة ٌ تَخَالُهَا
أوْلاجَ غِيلٍ رَشّحَتْ سِبَاعَهَا
المانعون الضيم باللدن ترى
هِبَابَهَا للطّعْنِ أوْ زَعْزَاعَهَا
كَأنّ في الأيْمَانِ حَيّاتِ النّقَا
ارقمها التضناض أو شجاعها
مِنْ كُلّ سَوّارٍ، إذا رَامَ العُلى
حَازَ عُقَابَ الجَوّ أوْ مَلاعَهَا
محلقاً يبلغ منها غاية
لَوْ رَامَهَا العَيّوقُ ما استَطاعَهَا
حاصُوا خَصَاصَاتِ قُرَيشٍ بالقَنَا
شَوَارِعاً، وَجَمَّعُوا شَعَاعَهَا
ردوا على ساداتها احضارها
وَضَمّنُوا بيضَ الطُّلَى ارْتجاعَهَا
وتوجوا بمجدهم مفرقها
عن عطل وسوروا ذراعها
كانوا صياصيها وكانوا دونها
فُرّاطَهَا في المَجدِ أوْ نُزّاعَهَا
وَالزّاحِمِينَ بالقَنَا أعْداءَهَا
عَلى الثّنَايَا، مَنَعُوا طَلاّعَهَا
أيّامَ حَطّوا بالظُّبَى أغْمَادَهَا
عن العلى وغمزوا نباعها
بالخيل لا تعلف الا شدها
أوْ مَلْقَها بالبِيدِ، وَاندرَاعَهَا
مثل الرماح هز هزت كعوبها
او كالذباب اتبعت اطماعها
كَأنّ عِقبَانَ الشُّرَيفِ فَوْقَهَا
تعلو قنان الارض أو جزاعها
ثلمح ما عارضها باعين
مثلِ الجُذى طارِحَة ً شُعَاعَهَا
هم رفعوا بمجدهم قبابها(1/343)
وضؤوا من نارهم يفاعها
حَمَوا بِأطْرَافِ القَنَا سَوَامَها
من العدى وامنوا رتاعها
والصقوا بالرغم دون نيلها
مَوَارِناً قَدْ أوْعَبُوا اجتِداعَهَا
إنْ كانَ رَوْعٌ عاقَدُوا شُجاعَها
على الردى وامنوا مجزاعها
كَبّوا عَلى أذْقَانِهَا أصْنَامَهَا
لا ودها ابقوا ولا سواعها
تَدارَكَ اللَّهُ بِجَدّي عِزَّهَا
وقد شراها ذلها وباعها
جازت به حد العلى وقد رأت
تقارع الجدود واصطراعها
بمجده والعز من ايامه
مَدّتْ إلى نَيْلِ العُلَى أضْبَاعَهَا
واعجباً لعصبة مغرورة
تُرِيدُ أنْ تُلْصِقَ بي قِذاعَهَا
أذْهَلَني استِوَاؤهَا في غَيّهَا
مُطيعَها أعْذُلُ، أوْ مُطَاعَهَا
تَقُودُني إلى الهَوَانِ ضِلّة ً
وَقَدْ أبَى العِزُّ ليَ اتّبَاعَهَا
تَسُومُني وِرْدَ القَذَى وَقد رَأتْ
عزة هذي النفس وامتناعها
تُرِيدُ أنْ ألقَى الخَنَا لِقَاءَهَا
وَأنْ أُنِيخَ للأذَى جَعجَاعَهَا
وَألبَسَ العَارَ الطّوِيلَ لِبْسَهَا
وَأرْضَعَ الذّلَّ لهَا رَضاعَهَا
قبيلة اغلطها نهج العلى
لؤم عروق جرت انضاعها
قَوْمٌ هَوَتْ أنفُسُهُمْ مِنْ دِلّة ٍ
وَأشرَفَتْ حُظُوظُهُمْ أيفَاعَهَا
يا لَيتَهُمْ حَطّوا انحطاطَ قَدرِهمْ
او رفعتني همتي ارتفاعها
اما المعالي فاخذنا اولاً
طُولَ سِنِيهَا، وَأخَذتُم ساعَهَا
أسمَحَتِ الدّنيا لَكُمْ وَأعرَضَتْ
صَنَائِعٌ لمْ تُحسِنُوا اصْطِنَاعَهَا
رُدّتْ عَلَيْكُمْ نِعَمٌ مَظلُومَة ٌ
لمْ تشكورها فانظروا انقطاعها
يا بِئْسَ مَا جَرّتْ عَلَيْكَ عامداً
مِنْ رَائِعاتٍ تُكْثِرُ ارْتِيَاعَهَا
نَفْحَة ُ عَارٍ لَذّعَتْ أعْرَاضَهَا
لذع اللظى ووقرت اسماعها
وغادرت صفاحها دامية
عقر المطايا المت ايضاعها
وامنت منها نزار انها
سؤة قول كفيت سماعها
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خصيم من الايام لي وشفيع
خصيم من الايام لي وشفيع
رقم القصيدة : 10136
-----------------------------------
خصيم من الايام لي وشفيع
كذا الدهر يعصي مرة ويطيع(1/344)
وبى ظمأ لولا العلى ما بللته
وفي كل قلب غلة ونزوع
وما انا ممن يطلب الماء للصدى
ويجمعني والواردين شروع
رضاعي من الدنيا الممات فطامه
وما نزح الثقدي الغزير رضيع
أبَيْنَا، وَلا ضَيْمٌ أصَابَ أُنُوفَنَا
وفي الارض مصطاف لنا وربيع
إذا غَدَرَتْ نَفْسُ الجَبَانِ بِصَبرِهِ
حمتنا ذروع طلقة وردوع
وَأقنَعَنَا بالبِيدِ أنْ لَيْسَ مَنْزِلٌ
وما بين ايدي اليعملات وسيع
أبُثُّكَ أنّ المَالَ عَارٌ عَلى الفَتَى
وَمَا المَالُ إلاّ عِفّة ٌ وَقُنُوعُ
ايطلع لي عزم إلى ما اريده
وَصَاحِبُ سِرّي في الرّجالِ مُذيعُ
وتشتاق نفسي حالة بعد حالة
وازجرها اني اذاً لقنوع
واني لاغرى بالنسيم اذا سرى
ويعجبني بالابرقين ربوع
ويحيني عليَّ الشوق نجديّ مزنة
وبرق باطراف الحجاز لموع
ولا اعرف الاشجان حتى يشوقني
حَمَامٌ بِبَطْنِ الوادِيَيْنِ سَجُوعُ
وَلَوْلا الهَوَى مَا كُنْتُ إلاّ مُشَمِّراً
أُطَاعُ عَلى رُغْم الهَوَى وَأُطِيعُ
اذا راق صبح فالحصان مصاحب
وان عاق ليل فالحسام ضجيع
تركت الليالي خلف ظهري رذية
وصاحبني طاغي الذباب قطوع
وَخاطَرْتُ مَشغُوفاً بِما أنَا طالِبٌ
أجُوبُ الدُّجَى وَالطّالبُونَ هُجوعُ
ألا إنّ رُمْحاً لا يَصُولُ لَنبعَة ٌ
وَإنّ حُسَاماً لا يَقُدّ قَطِيعُ
وَفَارَقْتُ مِنْ أبْنَاءِ قَيسٍ وَخِندفٍ
رجالاً ولم تنفر عليَّ ضلوع
تركتهم يدعون والدمع ناشز
وَمَا مَلَكَتْ طَرْفي عَليّ دُمُوعُ
وحذرهم مني فؤاد مشيع
وعزم لاقران الرجال قطوع
ونفس على كر النوائب حرة
وَقَلْبٌ عَلى حَرْبِ الزّمَانِ مُطيعُ
وَقُلْتُ: قَبُولُ الضّيمِ أعظَمُ خطّة
وما الحرفي رحب البلاد مضيع
فلما رأيت الذل في القوم سبة
ذَهَبْتُ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَليّ رُجوعُ
ألا إنّ لَيْلي بالعِرَاقِ كَأنّهُ
طليح تجافاه الرجال ظليع
مقيم يعاطيني الهموم وناظري
مُعَنًّى بِأعْجَازِ النّجُومِ وَلُوعُ
وَخَيْلٍ أبَحْنَاهَا السّمَاوَة َ وَالوَجَى
تنفر ايديها الحصى وتروع(1/345)
إلى ان تسامى الصبح والليل لافظ
حُشَاشَتَهُ، وَالطّالِعَاتُ تَرِيعُ
وَلِلَّهِ يَوْمٌ بالعِرَاقِ نَجَوْتُهُ
وايدي المنايا بالنجاء وقوع
تَمَلّسْتُ مِنْهُ أمْلَسَ الجَيبِ وَانثنى
له في جيوب الناكثين ردوع
تَنازَعُهُ الأفْوَاهُ في كُلّ مَشْهَدٍ
وكل حديث كنت فيه بديع
طَعِمْنَا وَأطعَمنَا القَنا مِنْ دِمائِهِ
وسارت بأمال الرجال صدوع
وَتَحْفَظُ أيْدِينَا كُعُوبَ رِمَاحِنَا
واطرافها بين القلوب تضيع
طماعيتي ان املك المجد كله
وَكُلُّ غُلامٍ في العَلاءِ طَمُوعُ
ومولى يعاطيني الكؤوس تجملا
وقد ود لو ان العقار نجيع
خَبَأتُ لَهُ مَا بَينَ جَنبَيّ فَتْكَة ً
دَهَتْهُ، وَيَوْمُ الغَادِرِينَ شَنِيعُ
فلا كان يوم لا يدوم وفائه
فَإنّ وَفَاءً في الزّمَانِ بَدِيعُ
وَبَعضُ مَقالِ القَائِلِينَ مُكَذَّبٌ
وبعض وراد الاقربين خدوع
ارى رشاداً يصغى ولبس مكلم
ومسترشد يدعو وليس سميع
وَمَا النّاسُ إلاّ مَاجِدٌ مُتَلَثِّمٌ
وَآخَرُ مَجْرُورُ العِطَافِ خَلِيعُ
وما الدهر الا نعمة ومصيبة
وما الخلق الا آمن وجزوع
ويوم رقيق الطرتين مصفق
وَخَطْبُ جُرَازِ المَضْرَبَينِ قَطِيعُ
عجبت له يسري بنا وهو واقف
ويا كل من اعمارنا ويجوع
واي فتى من فرع سعد صحبته
وَمَا هَجّنَتْ تلكَ الأُصُولَ فُرُوعُ
خفيف على ظهر النجيب تهزه
عروض على اعطافه وقطوع
إذا غَابَ يَوْمٌ أطْلَعَ العِزُّ وَجْهَهُ
وَللبَدْرِ فِينَا مَغْرِبٌ وَطُلُوعُ
سانقض من ليل الثوبة وفرتي
إلى منزل للدهر فيه خضوع
ارى العيس قد خاط اللغام شفاهها
وَمِنْ دُونِها صَعبُ الضّرَابِ مَنيعُ
اذا اخذت منها الازمة حثها
نجاءٌ واعضاد المطي تبوع
وَنَحْنُ، إذا طَارَ السّياطُ بِشَأوِهَا
سجود على اكوارها وركوع
وَإنّيَ لا أرْضَى مِنَ الدّهْرِ بالرّضَا
وعزمي اخوذ والزمان منوع
وَفي العَيشِ مَشمولُ النّطافِ مُرَقرقٌ
وفي الارض مخنصر الجناب مريع(1/346)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اظن الليالي بعدكم سنريع
اظن الليالي بعدكم سنريع
رقم القصيدة : 10137
-----------------------------------
اظن الليالي بعدكم سنريع
فمن يبق لي من رائع فتروع
خذي عدة الصبر الجميل فانه
وقد كنت ابكي للاحبة قد أنى
لقلبي سلوٌ واطمأن ولوع
وَلَكِنّمَا أبْكي المَكَارِمَ أُخْلِيَتْ
مَنَازِلُ مِنْهَا للنّدَى وَرُبُوعُ
وَهَلْ أنَا جازٍ ذلكَ العَهْدَ بالبُكَا
وَلَوْ أنّ كُحْلَ المَاقِيَينِ نَجيعُ
أبِيتُ وَطُرّاقُ الهُمُومِ كَأنّهَا
محافل حي تنتجى وجموع
اقارع اولى الليل عن اخرياته
كاني اقود وهو ظليع
وَعَيْني لِرَقْرَاقِ الدّمُوعِ وَقِيعَة ٌ
لهَا اليَوْمَ مِنْ عَاصِي الشّؤونِ مُطيعُ
بمن تدفع الجلي بمن ترفع العلى
بمن تحفظ الآمال وهي تضيع
بمَنْ يُنقَعُ الظّمآنُ، وَهوَ مُحَلأٌ
بمَنْ يُؤمَنُ المَطرُودُ، وَهوَ مَرُوعُ
هو الرزءُ لا يعدو المكارم والعلى
واين قوام الدين للبيض والقنا
اذا لم يكن الا اليقين دروع
واين قوام الدين للنيل والقرى
اذا الجذب معط والسحاب منوع
الا من لاضياف الشتاء يلفهم
سقيط ظلام قطقطٍ وصقيع
تجاذبهم ايدي الشمال رباطهم
فيسقط سب أو يضل قطيع
اذا كان بين البيت والزفزف الصبا
أحَاديثُ تَخفَى مَرّة ً، وَتَذِيعُ
وَمَنْ للعُفَاة ِ المُرْمِلِينَ يَشُلّهُمْ
مِنَ الدّهْرِ قِرْنٌ لا يُرَامُ مَنِيعُ
فيا راعي الذود الظماء تركتها
وَأحْفَظُ رَاعٍ مُذْ نَأيتَ مُضِيعُ
وَلَيْسَ لهَا في الدّارِ دِينُ شَرِيعَة ٍ
وَلا في ثَنَايَا الطّالِعِينَ طُلُوعُ
ولا للغوادي مذ فقدت مزايد
ولا للمعالي مذ عدمت قريع
أقُولُ لِنَاعِيهِ عُقِرْتَ، وَجَرّبَتْ
بشلوك فدعاء اليدين خموع
وَغَلْغَلَ مَا بَينَ الحِجَابَينِ وَالحَشَا
كَأنّي أقُودُ النّجْمَ، وَهْوَ ظَليعُ
نَعَيْتُ النّدَى غَضّاً يَرِفّ نَبَاتُهُ
وشمل العلى والمجد وهو جميع
ببدر معم في الكواكب مخول(1/347)
مِنَ القَوْمِ طالُوا كلّ طَوْلٍ إلى العلى
اذا اذرع يوماً قصرن وبوع
بنوا في يفاع المجد وهو ممنع
بنى طيرها بين النجوم وقوع
فَلا حَمَلَتْ أُمُّ المَكَارِمِ بَعْدَهُ
صَلُومٌ لأشْرَافِ العَلاءِ جَدُوعُ
وَلا أدّتِ الرّكبَ الخِماصَ، على الوَجى
سَفائنُ بَرٍّ، وَالسّيَاطُ قُلُوعُ
إلى أنْ يُزَادَ المُستَنِيلِينَ بَعْدَهُ
مِنَ الحَيّ قَرٌّ في الظّلامِ وَجُوعُ
أضُمّ عَلَيْهِ الرّاحَتَينِ تَعَلّقاً
وقد نزعته من يدى َّ نزوع
غصبتك علقاً لم ابعه ولم اكن
كَبَاغي رِبَاحٍ يَشْتَرِي وَيَبيعُ
طويتك طي البرد لم ينض من بلى
وَقَدْ يُغْمَدُ المَطْرُورُ، وَهوَ صَنيعُ
اناديك من تحت الخطوب غدي لها
بِظَهْرِيَ رَحلٌ ضاغِطٌ وَقُطُوعُ
وما كانت الايام يفرعن هضبتي
لَوَ أنّكَ وَاعٍ للدّعَاءِ سَمِيعُ
رَمَتْني سِهَامُ البأسِ بَعدَكَ جَهرَة ً
وَأنْبَضَ، نَحْوِي عَاجِزٌ وَجَزُوعُ
وزال مجن مانع كنت اتقي
بهِ الخَطْبَ ، وَالخَطبُ الجليلُ قَطُوعُ
وَمَا كُنتُ أدرِي أنّ فَوْقَكَ آمِراً
مِنَ الدّهْرِ يَدْعُو بَغْتَة ً فتُطيعُ
فغالب اطماعي عليك مغالب
وَقَارَعَ آمَالي عَلَيْكَ قَرُوعُ
عُصِبْتُ، فَلَمْ أسمَحْ لغَيرِ أكفّكم
بدري وبعض الحالبين طموع
إبَاءً، وَلَوْ طَارَتْ بكَفّي مُليحَة ٌ
فَأينَ قِوَامُ الدّينِ للخَطْبِ يَعترِي
لَقَدْ لَسَبَتني مِنْ عَقارِبِ كَيدِهم
دَبُوبٌ، إذا جَنّ الظّلامُ لَسُوعُ
يسومني حسن الثناء وضامن
لسُوءِ مَقَالٍ أنْ يَسُوءَ صَنِيعُ
وَحَسبُكَ مِنْ ذَمّ الفتى تَرْكُ مدحهِ
لأمرٍ يَضِيقُ القَوْلُ وَهوَ وَسِيعُ
سقاك على نأي الديار وشحطها
رَبيعٌ، وَهَلْ يَسقي الرّبيعَ رَبِيعُ
وحياك عنا كل نجم وشارق
اذا جن ليل أو اضاء صديع
ذكرتك ذكر العاطشات ورودها
تُحَرَّقُ أكْبَادٌ لهَا وَضُلُوعُ
تَقَاذَفْنَ يَطْلُبْنَ الرّوَاءَ عَشِيّة ً
نزائع ادنى وردهن نزيع
ضربن طريقاً بالمناسم اربعا(1/348)
إلى المَاءِ لا تُدْنَى إلَيْهِ شَرُوعُ
فهجراً لدار الحي بعد رحيلكم
وما كل اظغان لهن رجوع
وَلا مَرْحَباً بالأرْضِ لَستُمْ حُلُولَها
وان كان مرعى للقطين مريع
لَقَدْ جَلّ قَدْرُ الرُّزْءِ أنْ يَبلُغَ البكا
مداه ولو ان القلوب دموع
وَلَوْ أنّ قَلْبي بَعدَ يَوْمِكَ صَخرَة ٌ
لبان بها وجداً عليك صدوع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مَنَابِتُ العُشْبِ لا حَامٍ وَلا رَاعِ
مَنَابِتُ العُشْبِ لا حَامٍ وَلا رَاعِ
رقم القصيدة : 10138
-----------------------------------
مَنَابِتُ العُشْبِ لا حَامٍ وَلا رَاعِ
مَضَى الرّدَى بطَوِيلِ الرّمْحِ وَالبَاعِ
القائد الخيل يرعيها شكائمها
وَالمُطْعِمِ البُزْلِ للدّيمُومة ِ القَاعِ
مَنْ يَستَفِزّ سُيُوفاً مِنْ مَغامِدِهَا
وَمَنْ يُجَلّلُ نُوقاً بَينَ أنْسَاعِ
يَسْقى أسِنّتَهُ حَتّى تَقيءَ دَماً
ويهدم العيس من شد وايضاع
مَا باتَ إلاّ عَلى هَمٍّ وَلا اغتَمَضَتْ
عيناه الا على عزم وازماع
خَطيبُ مَجمَعَة ٍ تَغْلي شَقَاشِقُهُ
اذا رموه بابصار واسماع
لما اتاني نعيٌ من بلادكم
عضضت كفي من غيظ على الناعي
ابدي التصامم عنه حين اسمعه
عمداً وقد ابلغ الناعون اسماعي
عَمّتْ عُقَيلاً وَإنْ خضّتْ بني شبَثٍ
بزْلاءُ تَملأُ أُذْنَ السّامِعِ الوَاعي
لَيسَ الشّجاعُ الذي من دونِ رُؤيتِهِ
بَابٌ يُلاحِكُ مِصْرَاعاٍ بمِصْرَاعِ
وَلا الذي إنْ مَضَى أبقَى لوَارِثِهِ
سوائماً بين اضواح واجزاع
لَكِنّهُ مَنْ إذا أوْدَى فلَيسَ لَهُ
الا عقائل ارماح وادراع
يَعتَسّهُ الذّئْبُ في الظّلْمَاءِ مُرْتَفقاً
على رحابل ملقااة واقطاع
يذوق العين طمع النوم مضمضة
اذا الجبان ملا عيناً بتهجاع
أُشَيعِثُ الرّأسِ لا يَجرِي الدّهان بهِ
وَإنْ فُلي فَبِماضِي الغَرْبِ قَطّاعِ
لا يُخْلِفُ المَالَ إلاّ رَيْثَ يُتْلِفُهُ
وَلا يُذمّ عَلى مَا رَوّحَ الرّاعي
كم فجّعتني الليالي قبله بفتى
مشمر بغروب المجد نزاع(1/349)
يَمُرّ صَوْتي، فَلا يُلوِي بِجَانِبِهِ
وكان يكفيه ايمائي والماعي
من كان انسي اضحى وحشتي وغدا
من كان برئي اسباباً لا وجاع
أنْزَلْتُهُ حَيْثُ لا يَظْمَا إلى نَهْلٍ
وَلا يُبَالي بإخْصَابٍ وَإمْرَاعِ
وَأرْتَعْتُ حتّى إذا لم يَبقَ لي طَمَعٌ
أمَلْتُ نَهْجَ دُمُوعي غَيرَ مُرْتَاعِ
في كُلّ يَوْمٍ أكُرّ الطّرْفَ مُلْتَفِتاً
وراء نجم من الاقران منصاع
امانع الدمع عيناً حدّ دامعة
وَأُلْزِمُ اليَدَ قَلْباً جِدّ مُلْتَاعِ
هل دمعة حذفتها العين شافية
داءً حنوت عليه بين اضلاعي
أمْ هَلْ يَرُدّ زَمَانٌ في ثَنِيّتِهِ
لَنَا أوَائِلَ سُلاّفٍ وَطُلاّعِ
يحدو على العنف اخرانا ليلحقنا
عجلان ابرك اولانا بجعجاع
جَرّ الزّمَانُ عَلى قَوْمي سَنَابِكَهُ
وَأوْقَعَ المَوْتُ فِيهِمْ أيَّ إيقَاعِ
واستطعمتني المنايا من اضن به
فكان بالرغم اطعامي واشباعي
قلد جناجنها الانساع وارم بها
مَناكِبَ اللّيلِ نَدْباً غَيرَ مِجزَاعِ
فَلا نَجَاءٌ مِنَ الأقْدارِ طَالِبَة ً
فاطْلُبْ عُلالَة َ آمَالٍ وَأطْمَاعِ
بينا بسير الفتى حتى دعون به
فرد عارضه لياً الى الداعي
يسعى مجداً فان الوى به قدر
ضل الدليل وزلت اخمص الساعي
يا مصعبا بخست ايدي المنون به
فَقِيدَ قَوْدَ ذَلُولِ الظّهْرِ مِطوَاعِ
كم فرجة للاعادي بت تكلؤها
لولاك فاهت بذي ودقين منباع
الحمتها بصدور الخيل معلمة
إلى الوَغَى وَطوَالٍ ذاتِ زَعزَاعِ
أرَشّ فَوْقَكَ نَجدِيٌّ يَمُدّ لَهُ
نيل السماء بآذي ودفاع
يَبْدُو مَعَ اللّيْلِ رَجّافاً تُكَرْكِرُهُ
رِيحُ النّعَامَى بِوَاني الخَطوِ مِظلاعِ
وكل هافتة الاعناق ينحرها
لَمْعُ البُرُوقِ عَلى مِيثٍ وَأجْرَاعِ
بَرْقٌ كَخَفْقِ جَنَاحِ المَضرَحيّ إذا
جَلّى الطّرَائِدَ مِنْ وَمضٍ وَتِلماعِ
تجير ودقاً وترغو من جوانبها
رعداً اذا قيل قد همت باقلاع
استودع الارض خلاني لتحفظهم
لَقَدْ وَثِقْتُ إلى هَوْجَاءَ مِضْيَاعِ(1/350)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لو كان يرتدع القضاء بمردع
لو كان يرتدع القضاء بمردع
رقم القصيدة : 10139
-----------------------------------
لو كان يرتدع القضاء بمردع
أوْ يَنْثَني بِمُدَجَّجٍ وَمُقَنَّعِ
لغدت مشمرة تقيك من الردى
عُصَبٌ تَجُرّ قَنا الطّعانِ وَتَدّعي
وَمُسَدِّدُونَ أسِنّة ً يَزَنِيّة ً
فَتَلُوا بأكعُبِها حِبالَ الأذْرُعِ
قوم ذيولهم الرماح اذا خطوا
رَفَعُوا بمَسحَبِها غُبَارَ الأجرَعِ
خَيلٌ تَوَقَّحُ بالنّجيعِ من الوَجَى
وقني تثقف بالظلى والاضلع
متعلقين عنان كل مسوم
يَشأى عُجَاجَتَهُ بوَقعِ الأرْبعِ
ذي غُرّة ٍ سُبِغَتْ عَلَيْهِ كأنّهُ
فِيها يَمُدّ لحَاظَهُ مِنْ بُرْقعِ
قَعِدٌ عَنِ الغُنمِ القِرِيبِ المُجتَبَى
سَرِعٌ إلى الطّلَبِ البَعيدِ المَنزَعِ
يا نَاشِداً هَمَلَ المَساعي نافِضاً
في إثْرِهَا لَقَمَ الطّرِيقِ المَهْيَعِ
هيهات لا مسعاة تنشد بعدها
بظُبَى القَوَاضِبِ وَالقَنا المُتزَعزعِ
ان ابن يوسف عريت انقاضه
وثوى بمنزلة المكل المظلع
متطامنا من بعد ما وضعت له
أيّامُهُ خَدَّ الذّليلِ الأضرَعِ
ألقَى بِطَاعَتِهِ، وَلَمّا يَمْتَنِع
ومضى لطيته ولما يرجع
قَذِيَتْ له مُقَلُ السّماحِ وَقد شكا
وَهَوَتْ له قُلَلُ العَلاءِ وَقد نُعي
ابنته تحت الصفائح لو يرى
وَدَعوْتُه خَلفَ الجَنادِلِ لوْ يَعي
ما لُبثُ مَن يُمسِي مَجازاً للرّدَى
وَمُعَرّجَ القَدَرِ المُغَدّ المُسْرِعِ
يغدو لا قدام الخطوب بمعثر
ويرى بمرئ للمنون ومسمع
ما للزمان يلذ طعم مصائبي
فكانه يظمى ليشرب ادمعي
مغرى بنزع قوادمي مستعذباً
لتالمي من صرفه وتوجعي
ارعى الذين جنوا ورق الغنى
دوني واعلكني شكيمة مطمعي
ومضى باخوان الصفاء فلم يدع
منهم اخا ثقة ولا عضداً معي
ابكيك يا عبد العزيز بخطة
تُعمي مَطالِعُها وَخَطبٍ مُضْلِعِ
وَمَقاوِمٍ ما زِلتَ تُعجِزُ لَيْلَهَا
بلسان قوال وقلب سميدع
اني ارى في المجد بعدك ثلمة(1/351)
تَبقَى وَخِرْقاً مَا لَهُ مِنْ مَرْقَعِ
مَنْ يُشرِقُ الخَصْمَ الألَدّ برِيقِهِ
عَيّاً وَيَقدَعُ منهُ ما لمْ يُقدَعِ
أمْ مَنْ يُبَلِّغُ بالبَلاغَة ِ غَايَة ً
تَلوِي بحَسرَى طالبِينَ وَظُلّعِ
أمْ مَنْ يَرُدّ مِنَ المُغيرَة ِ غَرْبَها
والخيل تنهض كالقطا بالدرع
بنوافذ للقول يبلغ وقعها
مَا لَيسَ يُبلَغُ بالرّماحِ الشُّرّعِ
شهب تشعشع في النوائب ضؤها
كالشمس تنغض رأسها للمطلع
حتى يقول الغابطون وقد رأوا
فَعَلاتِهِ: زَاحِم بِجِدٍ أوْدَعِ
وَيَوَدّ مَن حمَلَ الثّنا لوْ أصْبحتْ
تلك الاداة على الكمي الاروع
إن لا تكُنْ في الجمعِ أمضَى طعنة ٍ
فلا انت امضى خطبة في المجمع
إنّ الفَصَاحة َ ذَلّلَتْ لكَ عُنقَها
فاخذت منها بالعنان الاطواع
أمسَتْ ظُهورُ المَجدِ عندكَ ترْتقي
منها الى قمع السنام الامنع
نَهّازُ أذْنِبَة ِ الكَلامِ، إذا هَفَا
بشر كبارقة النصول اللمع
نهاز اذنية الكلام اذا هفا
قلب الجري وعي قول المصقع
قد قلت للمتعرضين لسطوه
خلوا وجار الارقم المتطلع
إيّاكُمُ أنْ يَستَضِيفَكُمُ الدُّجَى
ومقيله ومقيلكم في موضع
لا تتبعوا شبه الأمور فانه
شَبَهٌ يُتيحُ الحَقَّ عندَ المَقطَعِ
نُثْني عَلَيكَ ثَنَاءَ رَاي هَجمَة ٍ
مثل القذاة ملظة بالدمع
واذا تغيطلت المطالع حيرة
صَدعَ العَمايَة َ بالقَضَاءِ المُقنِعِ
بأبى من استودعته بطن الثرى
وعلمت كيف خيانة المستودع
ياليت شعري من اعد لدهره
ماذا اعد لضيق هذا المضجع
لم يَخلُ مَن تَرْمي الخطوبُ سوَادَه
من واقع ابدا ومن متوقع
نَجِدُ الضّرَاعَة َ وَالنّقِيصَة َ نَزْرَة ً
إنّ القُلامَة َ شِكّة ٌ للإصْبَعِ
ان اقض مفروض البكاء عليكم
مُتَحَرّجاً يُجرِي الدّموعَ تَبَرُّعي
هَلْ تَعلَمُونَ على بعادِ دِيارِكم
أنّ الغَليلَ عَلَيكُمُ لمْ يُنْقَعِ
لا تَعدَمُوا منّي وَإنْ بَعُدَ المَدى
نفس العميد وانة المتفجع
ما شئت من دمع لكم متحدر
وَزَفِيرِ وَجْدٍ بَعدَكُمْ مُتَرَفّعِ(1/352)
أمسَى أخٌ لك لم يُجارِكَ في الصِّبَا
طَلَقاً وَلا سَاقَاكَ دَرَّ المُرْضِعِ
في صدره ارة عليك من الجوى
تذكى بانفاس المعنى الموجع
رُزْءٌ تخضْخضَ سَهمُه في مَقتَلي
يمضى الزمان ونصله لم ينزع
نضحَ الثّرَى ذو أنتَ فيه مُجلجِلٌ
يَستَخلِفُ الأكلاءَ بَعدَ المَقْلَعِ
هَزِجُ الرّعُودِ لَهُ بكُلّ ثَنِيّة ٍ
زَجَلٌ كشَقشَقة ِ الفَنيقِ المُوضِعِ
لَثِقُ المُناخِ ثَقيلَة ٌ أوْرَاكُهُ
حَضِرُ المَجَرّ مُرّوَّضٌ بالبَلقَعِ
حتّى تَرَى نَزْعَ الرُّبَى مِنْ نَوْرِه
غمماً يرف على خصيب ممرع
ومتى يكن فيه سقاك نقيصة
أبدَ الزّمَانِ تَمَمْتَهَا بالأدْمُعِ
بعدَ الجُدوبِ على الغَمامِ المُقلِعِ
ونقول فيك ولو سكننا قالت
لتِ الأيّامُ أكثرَ ما نقولُ وَنَدّعي
وَلقَد تجَافَى المَجدُ عَن ثَفِناتِهِ
قلقاً عليك فما يقر بمريع
نقصت اداة الفضل بعدك كلها
فوَعَى بمُصْطَلَمٍ وَشَمّ بأجدَعِ
فاذهب رعاك الله غير مضيع
وسقى ثراك المزن غير مروع
فالقَلبُ للشّانِينَ إن لم يَكتَئِبْ
والجفن للاعداء ان لم يدمع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> الا ناشداً ذاك الجناب الممنعا
الا ناشداً ذاك الجناب الممنعا
رقم القصيدة : 10140
-----------------------------------
الا ناشداً ذاك الجناب الممنعا
وَجُرْداً يُناقِلْنَ الوَشيجَ المُزَعْزَعَا
ومن يملأ الايام بأساً ونائلا
وَتُثْنَى لَهُ الأعنَاقُ خَوْفاً وَمَطمَعَا
أَجُلِّي إلَيْهِ ذلكَ الخَطبُ مُقْدِماً
وَقَد كَانَ لا يَلقَاهُ إلاّ مُرَوَّعَا
وَجَازَ أضَامِيمَ البِلادِ مُغِيرَة ً
وحيّ نزارا حاسرين ودرعا
وَسُمْرُ عُقَيلٍ تَحمِلُ المَوْتَ أحمراً
وبيض عقيل تقطر السم منقعا
وَلمْ تَخشَ من حَدّ الصّوَارِمِ مَضرَباً
ولم تلق من ايدي القبائل مدفعاً
رَأى وَرَقَ البِيضِ الخِفافِ هَشائِماً
وَشَوْكَ العَوَالي ناصِلاً أوْ مُنَزَّعَا
هو القدر الاقوى الذي يقصف لقنا
وَيَلوِي مِنَ الجَبّارِ جِيداً وَأخدَعَا(1/353)
وَيَستَهزِمُ الجُرْدَ الجِيَادَ تَخالُها
بجافلة الابطال سرباً مذعذعا
تَرَى الظُّفُرَ المَاضِي الشَّبَاة ِ قُلامَة ً
إذا غَالَبَ الأقدارَ، وَالبَاعَ إصْبَعَا
أتَاني، وَغَوْلُ الأرْضِ بَيني وَبَيْنَهُ
فَيا لكَ رُزْءاً ما أمَضّ وَأوْجَعَا
جَوَانِبُ أنْبَاءٍ وَدَدْتُ بِأنّني
صَمَمتُ لها ما أوْرَقَ العُودُ مَسمَعَا
تصاممت حتى ابلغ النفس عذرة
وما نطق الناعون الا لا سمعا
بان ابا حسان كبت جفانه
واخمد نيران القرى يوم ودعا
اعز على عيني من العين موضعا
والطف في قلبي من القلب موقعا
اكنُّ غليلي بالضلوع ولم اجد
لقلبي وراء الهم مذ غاب مطلعا
وَفَارَقَني مثلَ النّعيمِ مُفَارِقاً
وودعني مثل الشباب مودعا
عَلا الوَجدُ بي حتّى كأن لمْ أرَ الرّدَى
يخط لجنبٍ قبل جنبك مصرعا
لقد صغر الارزاء رزؤك قبلها
وهون عندي النازل المتوقعا
فإنْ لمْ تَزُلْ نَفْسِي عَلَيكَ، فإنّها
ستنفد انفاساً حراراً وادمعا
فَيَا لائِمَيّ اليَوْمَ لا صَبْرَ بَعْدَهُ
فَطِيرَا بِأعْباءِ المَلامَة ِ أوْ قَعَا
برغمك اجممت الصوارم والقنا
واخليت يوم الروع بيضاً وادرعا
وَمُنتَجِعٍ أرْضَ العَدُوّ تَخَالُهُ
جبال شرورى طلن ميثا واجرعا
اذا وردت أنقاع ماء وقيعة
أنشّتْ على اخراه بالماء اجمعا
إذا انْقَادَ عُلْوِيّاً حَسِبْتَ جِيَادَهُ
اكاماً عليهن الاجادل وقعا
مطوت به استراث جماحه
وجعجع بالبيداء حسرى وظلعا
من القَوْمِ طارُوا في الفَلاكلَّ طَيْرَة ٍ
ومدوا الى الاحساب بوعا واذرعا
اذا لبسوا الريط اليماني واقبلوا
يجرون منها الشرعبي المضلعا
حسبت اسود الغاب رحن عشية
تَخَالُ بِهِنّ البَابِلِيّ المُشَعْشَعَا
صفاح خدود كالذوابل طلقة
يُبَادُونَ بالظّلْمَاءِ لحماً مُبَضَّعَا
وابيض من عليا معد سما به
إلى السُّورَة ِ العَليا أبٌ غَيرُ أضرَعَا
كانك تلقى وجهه البدر طالعا
اذا ابتدر القوم المرفعا
فان الهبت فيه الحفيظة خلته
وراء اللثام الارقم المتطلعا(1/354)
يقوم اهتزاز الرمح خبت كعوبه
ويقعد اقعاء ابن عيل تسمعا
ضَمُومٌ عَلى الهَمّ الذي باتَ ضَيفَهُ
على الامر الذي كان ازمعا
صليب على قرع الخطوب كانما
يُرَادِينَ طَوْداً من عَمَايَة َ أفرَعَا
وَكَمْ مِثلَهُ يَستَفرِغُ الدّمعَ رُزْؤهُ
وَيُوهي صَفَاة َ القَلْبِ حتّى تَصَدّعَا
اذا احجم الاقوام دون ثنية
تجبز الى بحبوحة المجد اطلعا
تراه الثفالَ العود في حجراته
وفي الروع الغلام السرعرعا
فيا بانيا للعز ثلّم ما بنى
وباراعيا للمجد اهمل ما رعى
فقدتك فقد الناظرين تخرما
جَميعاً عَنِ العَينَينِ، وَاختُلِجا مَعَا
تَهافَتَ ثَوْبُ المَجدِ بَعدَكَ عن بِلًى
كانك لم ترقع من الارض مرقعا
لئن بز هذا الحي منك عماده
فَغَيرُ عَجيبٍ أنْ يَعِزّ، وَيَمنُعَا
فقَد تَسمَعُ الأُذنانِ أُوعِبَ صَلْمُها
ويدرك انف فغمة الطيب اجدعا
وان يمض نصل من عقيل نجد له
مناصل في ايدي الصيافل قطعا
فَمَا غِيضَ ذاكَ المَاءُ حتّى عَلا الرُّبَى
وَلا اجتُثّ ذاكَ الأصْلُ حتّى تَفَرّعَا
وَإنْ يختَلِسنا ذلكَ العَضْبَ حادِثٌ
فمن بعد ما ابقى الغماد المرصعا
مُجَاوِرُ قَوْمٍ أُنْزِلُوا دارَ غُرْبَة ٍ
إذا ظَعَنُوا لا يُظْعِنُونَ المُشَيِّعَا
وَلا يَستَجِدّونَ اللّبَاسَ من البِلَى
ولا يعمرون المنزل المتضعضعا
بطيئون عن داعي اللقاءِ تخالهم
إذا مَا دُعُوا يَوْماً مُرِمّينَ، هُجَّعَا
حَفَائِرُ ألقَى الجُودُ أفلاذَ كِبدِهِ
بهن وخط المجد فيهن مضجعا
وحط بهن الرحل تدمى صفاحه
كما افرد الحي الاجب الموقعا
أجِدّكَ لا تَلقَى لذا المَجْدِ جَامِعاً
ولا للمعالي الغر بعدك مجمعا
وَكَانَ طَرِيقُ الجُودِ عندَكَ مأمَناً
فَأذْأبَ بالقَوْمِ اللّئَامِ وَأسْبَعَا
أسِيتُ عَلى آلِ المُسَيَّبِ أنّهُمْ
بدور المعالي غاربات وطلعا
تفروا تفري السجل دق اديمه
ولما يدع فيه الخوارز مرقعا
مَضَوْا بَعدَما أبقَوْا إلى المَجدِ مَنهجاً
ركوبا باعلى غارب الارض مهبعا(1/355)
اذا وضعوا فيه اجازوا الى العلى
وان سار فيه الناس ارذى واظلعا
ولم يتركوا في نصل شنعاء مضربا
ولم يدعوا في قوس علياء منزعا
تغالتهم ايدي المنون علائقا
مِنَ العِزّ قَدْ زَايَلنَ عَاداً وَتُبَّعَا
أخِلاّيَ مَا أبْقَوْا لِعَيْنيَ قُرّة ً
وَلا زَوّدُوا إلاّ الحَنِينَ المُرَجَّعَا
وَكَانُوا عَلى الأيّامِ مَلهًى وَمَطرَباً
فقد اصبحوا للقلب مبكى ومجزعا
كَأنّ عُقَاراً بَعدَهُمْ بَابِليَّة ً
تخَالُ بهَا في الرّأسِ نَكْبَاءَ زَعزَعَا
لهَا رَقَصَاتٌ في الذّوَائِبِ وَالشَّوَى
تُرَدّ جَبَانَ القَوْمِ نَدباً مُشَيَّعَا
شرِبْتُ بهَا شُرْبَ الظّمِيّة ِ صَادَفَتْ
قَرَارَ عُبَابيٍّ مِنَ المَاءِ مُتْرَعَا
سقاكم وما سقى السحائب غمرة
مِنَ الجُودِ أمرَى من نَداكم وَأمرَعَا
نشاص الثريا كلما هب بردته
تذبذب يزجي عارضا مترفعا
حَدَتهُ مِنَ الغَوْرَينِ هَوْجاءُ كُلّمَا
وَنَى عَجرَفَتْ فيه فَخَبّ وَأوْضَعَا
تَلُفّ بِهِ لَفَّ الحُداة ِ جَمَائِلاً
يزاد عن البيداء طرداً مدفعا
كأن بقعقاع الرعود عشية
عِشاراً يُرَاغِينَ الجُلالَ الجَلَنْفَعَا
كَأنّ اليَمَاني حَاكَ في أُخْرَيَاتِهِ
فَأعرَضَ أبرَادَ الرَّبَابَ وَأوْسَعَا
إلى أنْ تَفَرّى مِنْ جَلابِيبِهِ الصَّبَا
كأن على الجرباء ريطا مقطعا
فشق على ذاك التراب مزاده
وَخَوّى عَلى تلكَ القُبورِ وَجَعجَعَا
فبُعْداً لطِيبِ العَيشِ بَعدَ فِرَاقِكُم
فَلا أسْمَعَ الدّاعي إلَيْهِ وَلا دَعَا
ولا اسقا للدهر ان صد مؤيسا
وَلا مَرْحَباً بالدّهرِ إنْ عَادَ مُطمِعَا
وان عثر الاحياء من بعد موتكم
فلا دعدعاً للعاثرين ولا لعا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَظِيمُ الأسَى في هذهِ غَيرُ مُقنِعِ
عَظِيمُ الأسَى في هذهِ غَيرُ مُقنِعِ
رقم القصيدة : 10141
-----------------------------------
عَظِيمُ الأسَى في هذهِ غَيرُ مُقنِعِ
ولوم الردى فيما جنى غير منجع(1/356)
وَلا عَينَ إلاّ الدّمْعَ تَجرِي غُرُوبُهُ
فلاقِ بهِ المَقدُورَ إنْ شئتَ أوْ دَعِ
فلَيسَ القَنَا فيمَا أصَابَ بِشُرّعٍ
وليس الظبا فيما الم بقطع
ولا مانع مما رمى الله سهمه
دِفَاعَ المُحامي وَادّرَاعَ المُدَرَّعِ
وَإنّ المَنَايَا إنْ طَرَفْنَ بِفَادِحٍ
فَسِيّانِ لُقْيَا حَاسِرٍ أوْ مُقَنَّعِ
إذا انْتَصَرَ المَحزُونُ كَانَ انْتِصَارُه
بدَمعٍ يزِيدُ الوَجدَ أوْ عَضِّ إصْبَعِ
وانّ غبين القوم من طاعن الردى
إذا جَاءَ في جَيشِ الرّزَايَا بأدْمُعِ
اترضى عن الدنيا وما زال بركها
على مقصد منا وشلو مبضع
اذا سمحت يوما بسجواء سجسج
تَلَتْهَا عَلى عَمْدٍ بنَكْبَاءَ زَعزَعِ
على كلّ حالٍ مِنْ مَصِيفٍ وَمَرْبَعِ
جليد على طول المدى لم يروع
وَكَمْ جَفّ دَمعٌ فيكَ قد كان غَرْبُه
بطيئا اذا ما ريم لم يتسرع
تَوَقُّعُ أمْرٍ زَادَ هَمّاً وَقُوعُهُ
وَإنّ وُقُوعَ الأمْرِ دُونَ التّوَقُّعِ
أيَا جدَثاً وَارَى مِنَ العِزّ هَضْبَة ً
تمد الى العليا ببوع واذرع
سقاك ولولا ما تجنُّ من التقى
لقلت شآبيب القعار المشعشع
وقلّ لقبر انت سر ضميره
بُكَاءُ الغَوَادي كلّ يَوْمٍ بأرْبَعِ
وقفت عليه عاطفاً فضل عبرة
تَفِيضُ على فَضْلِ الحَنينِ المُرَجَّعِ
أقُولُ لَهُ، وَالعَينُ فِيها زُجَاجَة ٌ
من الدمع قدوارى بها الجول مدمعي
وَمَا هيَ إلاّ سَاعَة ٌ، وَهْوَ لاحِقٌ
بِعَادٍ إلى يَوْمِ المَعَادِ وَتُبَّعِ:
هَلْ أنْتَ مُجيبي إنْ دَعَوْتُ بِأنّة ٍ
وَهَلْ أنتَ غادٍ بَعدَ طولِ مدًى معي
وهيهات حالت بيننا مستطيلة
ضَمُومٌ على الأجرَامِ مِن كلّ مَطلَعِ
لنا كل يوم فرحة من مبشر
بمقتبل أو رنة من مفجع
وطاري رجاءٍ في ملم مسلم
وعارض يأس من خليط مودع
وما بعد ما بيني وبينك سامعا
وَأنتَ بِمَرْأًى مِنْ مُقامي وَمَسمَعِ
لحَا اللَّهُ هَذا الدّهْرَ ماذا جَرَتْ بهِ
نوائبه من مؤلم الوقع مظلع
لَقَدْ جَبّ مِنّا ذُرْوَة ً أيّ ذُرْوَة ٍ(1/357)
فَأُبْنَا بِأضْلاعِ الأجَبّ المُوَقَّع
أليس عبيد الله خلى مكانه
فلا عطس الاسلام الا باجدع
تعز امير المؤمنين صريمة
من العَزْمِ عَن ماضِي الصّرَائمِ أرْوَعِ
لمينك لم يذخرك نصحاً اذا حنا
رجال على الغش القديم باضلع
هو السابق الهادي الى عقد بيعة
رأى الناس فيها بين حسرى وظلع
غرَستَ بهِ غَرْساً برَى الدّهرُ عُودَهُ
وكان متى تغرس على الرغم ينزع
بقيت امين الله عوداً لمفزع
وَمَرْعًى لإخفَاقٍ وَوِرْداً لمَطْمَعِ
اذا صفحت عنك الليالي واغريت
بحفظك فيناهان كل مضيع
فَلا فُجِعَتْ بالعِزّ دارُكَ سَاعَة ً
ولا غض من باب الرواق المرفع
ولا برحت تلك الرباع مجودة
على كل حال من مصيف ومريع
لَقَدْ هَاجَ هذا الرّزْءُ رَيعَانَ زَفرَة ٍ
تلقيتها عن قلب موجعٍ
وَلا سَبَبٌ إلاّ المَوَدّة ُ إنّهُ
تَقَطّعَ مِنّي، وَالقُوَى لمْ تُقَطَّعِ
وَلَيْسَ مَقَالٌ حَرّكَتْهُ حَفِيظَة ٌ
وعهد كقول القائل المتصنع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> آبَ الرُّدَيْنيُّ وَالحُسَامُ مَعاً
آبَ الرُّدَيْنيُّ وَالحُسَامُ مَعاً
رقم القصيدة : 10142
-----------------------------------
آبَ الرُّدَيْنيُّ وَالحُسَامُ مَعاً
وام يُّوب حامل الحسام معه
ان الخفيف الحاذين جدله
مُعَيَّرٌ بالقُعُودِ وَالرَّتَعَهْ
غَدا علَيهِ مَنْ كَانَ خِيفَتُه
بَرْقاً عَلى الهُونِ لازِماً ظَلَعَهْ
لَوْ أنْصَفَ الحَيُّ مِنْ رَبيعَتِه
مَا صَافَ مُحْتَلَّهُ وَلا رَبَعَهْ
وانتزع الثار من مظنته
معاجلا بالدم الذي انتزعه
بالسُّمرِ تَهتَزّ في أسِنّتِهَا
وَالخيلِ تَعدو العنيقَ وَالرَّبَعَهْ
في جحفل قعقعت حوافزه
قعاقع الرعد حادياً بأقزعه
تَملَؤهُ عَينُ رَآهُ وَتَرْ
من الرعب اذن من سمعه
كان سنانا يزين صعدتهم
شل بذاك السنان من نزعه
وَمَارِناً لمْ يَزَلْ لَهُ ظُبَة ٌ
يجدع اعناق حي من جدعه
يطلعه فوق كل مرقبة
قلب جري وعزمة طلعه
إذا جَرَى وَالحَسودَ في صُعُدٍ(1/358)
معَ للمُعتفينَ أم وَرَعَهْ؟
خلى غبار المدى له ومضى
يطلب قوت العيون منقطعه
ابكى نداه العريض ام بشره
اللامع للمعفين ام ورعه
ايهاً عقيل واي منقصة
إيهاً عُقَيْلٌ المُلوكِ وأيُّ مَنقصَة ٍ
صار طراد الملوك عادتكم
بعد طِرَاد البعوضِ وَالقَمَعَهْ
أُلامُ أنّي رَثَيْتُ زَافِرَة ً
كانوا نجوم الفخار أو لمعه
إنْ لا تكُن ذي الأصُولُ تجمعنا
يوماً فان القلوب مجتمعه
كَمْ رَحِمٍ بالعُقوقِ نَقطَعُها
ورحم الود غير منقطعه
لا تَيْأسُوا من ثُقُوبِ زَندِهمُ
كانني بالزمان قد قرعه
لا بد من ان يثوب حالهم
لكل ضيق من الامور سعه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا يوسف ابن ابي سعيد دعوة
يا يوسف ابن ابي سعيد دعوة
رقم القصيدة : 10143
-----------------------------------
يا يوسف ابن ابي سعيد دعوة
اوحى اليك بها ضمير موجع
إنّ الفَجائِعَ بالرّجَالِ كَثِيرَة ٌ
وَلَقَلّ مَن يَرْعَى وَمَن يَتَفَجّعُ
لما رأيت الناس بعدك نكبوا
سننن الحفاظ فغادر ومضيع
قرطست في غرض الوفاء بقولة
لأكونَ بَعدَكَ حافِظاً ما ضَيّعُوا
من كان اسرع عند امرك نهضة
قَدْ بَاتَ، وَهوَ إلى سُلُوّكَ أسرَعُ
كم من أخٍ لكَ لم يَدُمْ لكَ عَهدُه
قد كانَ مِنكَ بحَيثُ تُثنى الإصْبعُ
لمْ يُنسِنَا كافي الكُفَاة ِ مُصَابَهُ
حَتّى رَمّانَا فيكَ خَطبٌ مُظلِعُ
قِرْفٌ عَلى قَرْحٍ تَقارَبَ عَهْدُهُ
إنّ القُرُوفَ على القرُوحِ لأوْجَعُ
وتلاحق الفضلاء اعضم شاهد
ان الحمام بغير علق مولع
واهاً له لو كان اسرٌ يفتدى
برَغِيبَة ٍ أوْ كَانَ خَرْقٌ يُرْقَعُ
في كُلّ يَوْمٍ للنّعُوشِ مُشَيِّعٌ
منا يرف وراجع يسترجع
كيف الغرور وللفناء ثنية
ويد المنون تشير ثم المطلع
وَلَرُبّ أصْغَرَ عَاقِدٍ عِرْنِينَهُ
أمسَى لَهُ في الأرْضِ خَدٌّ أضرَعُ
ما كنت ابخل ان اطيل لو انه
يُجدِي المُطيلُ إذا أطالَ وَيَنفَعُ
لكنه سيان من تجرى له
عِندَ الفَجَائِعِ دَمعَة ٌ أوْ أدمُعُ(1/359)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ
قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ
رقم القصيدة : 10144
-----------------------------------
قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ
وغالط العيش لا صبر ولا جزع
وَخادعِ القَلبَ لا يُودِ الغَليلُ بِهِ
إنْ كَانَ قَلْبٌ عَلى المَاضِينَ يَنخدعُ
وَكاذِبِ النّفسَ يَمتَدّ الرّجَاءُ لهَا
إنّ الرّجَاءَ بصِدْقِ النّفسِ يَنقَطعُ
سَائِلْ بصَحبيَ أنّى وُجهَة ٍ سَلَكوا
عنا واي الثنايا بعدنا طلعوا
حدا باظعانهم حتى استمر بها
حادي المقادير لا يلوى بهم ظلع
غَابُوا فَغَابَ عَنِ الدّنْيَا وَسَاكِنِها
مرأً انيق عن الدنيا ومستمع
بَني أبي قَد نكَى فيكُمْ بشِكّتِهِ
وَنَالَ مَا شَاءَ هذا الأزْلمُ الجَذَعُ
كنتم نجوماً لذي الدهماء زاهرة
تضيء منها الليالي السود والدرع
ان تخب انواركم من بعدما صدعت
ثوب الدجا فلضوء الشمس منقطع
في غُرّة ِ المَجدِ مُذْ غُيّبتُمُ كَلَفٌ
على الزمان وفي خد العلى ضرع
وبالمواضي حران في الوغى وباعناق
ـنَاقِ الضّوَامِرِ مُذْ أُرْحِلتُمُ خَضَعُ
مصاعب ذعذعت ايدي المنور بها
فطاع معتصم وانقاذ ممتنع
لم يعدموا يوم حرب تحت قسطلها
طير الرخام على لباتهم تقع
لم يَنزِعوا البيضَ مُذ لاثوا عَمائِمَهمْ
إلاّ وَقد غاضَ منها الشّيبُ وَالنَّزَعُ
نُسَابِقُ المَوْتَ تَطوِيحاً بأنْفُسِنَا
حَتّى كَأنّا عَلى الآجَالِ نَقتَرِعُ
ابكيهم ويد الايام دائبة
تَدوفُ لي فَضْلة َ الكأسِ التي جرَعُوا
لا امتري انني مجرٍ الى امد
جَرَوْا إلَيْهِ قُبَيلَ اليَوْمِ أوْ نَزَعُوا
وَأنّني وَارِدُ العِدّ الذي وَرَدُوا
بالكره أو قارع الباب الذي قرعوا
سدت فواغر افواه القبور بهم
وليس للارض لا ريٌّ ولا شبع
اعتادهم لا ارجى ان يعود لهم
إليّ ماضٍ، وَلا لي فيهِمُ طَمَعُ
فما توهج احشاي على نفر
كانوا عوادي للايام فارتجعوا
نليح ان ترتعي الاقدار انفسنا(1/360)
وَكُلّنَا للمَنَايَا السّودِ مُزْدَرَعُ
نلهوا وما نحن الا للردى اكل
كانوا حوامي جبال العز فانقرضوا
وصدعوا قلل العليا مذ انصدعوا
فوارس قوضوا عن سابقاتهم
فاستُنزِلُوا بطِعَانِ الدّهْرِ وَاقتُلِعُوا
قوم فكاهتهم ضرب الطلى ولهم
تحتَ العَجاجِ بأطْرَافِ القَنَا وَلَعُ
إمّا تَؤودُ مِنَ الأيّامِ نَائِبَة ٌ
قاموا بها واطاقوا الحمل واضطلعوا
لا تَسْتَلِينُهُمُ الضّرّاءُ نَازِلَة ً
كم خمصة كان فيها العز آونة
وشيعة كان فيها العار والضرع
مِنْ كُلّ أغلَبَ نَظّارٍ عَلى شَوَسٍ
له لواء على العلياء متبع
يخفى به التاج من لألأ غرته
على جبين بضوء المجد يلتمع
ذو عزمة تلهم الدنيا وساكنها
وهمة تسع الدنيا وما تسع
يَلقَى الظُّبَى حاسِراً تَبدُو مَقاتِلُه
وَيَرْهَبُ الذّمَّ يَوْماً، وَهوَ مدّرِعُ
إنّ المَصَائِبَ تُنسِي المَرْءَ مُقبلَة ً
قصد الطريق لما يسلي وما يزع
حَتّى إذا انكَشَفَتْ عَنْهُ غَياطِلُها
تبين المرؤ ما يأتي وما يدع
أرْسَى النّسيمُ بِوَاديكُمْ وَلا بَرِحَتْ
حوامل المزن في اجداثكم تضع
وَلا يَزَالُ جَنِينُ النّبْتِ تُرْضِعُهُ
على قبوركم العراضة الهمع
هَلْ تَعلَمُونَ عَلى نَأيِ الدّيَارِ بكم
أنّ الضّمِيرَ إليكُمْ شَيّقٌ وَلِعُ؟
لكم على الدهر من اكبادنا شعل
مِنَ الغَليلِ، وَمن آماقِنا دُفَعُ
لواعج افصحت عنها الدموع وقد
كادَتْ تَجُمجمُها الأحشاءُ وَالضِّلَعُ
أنزَفْتُ دَمْعيَ حَتّى مَا تَرَكْتُ لَهُ
غَرْباً يَفيضُ عَلى رُزْءٍ، إذا يَقَعُ
ثم اضطررت الى صبري فعدت به
وَأعرَبَ الصّبرُ لمّا أعجَمَ الجَزَعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
رقم القصيدة : 10145
-----------------------------------
صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
لكن ارى الصبر اولى بي من الجزع
وان لي عادة في كل نازلة
أنْ لا تَذِلّ لهَا عُنقي مِنَ الضَّرَعِ(1/361)
لذاك شجعت قلبي وهو ذو كمد
وملت بالدمع عني وهو ذو دوع
ماضٍ على وَقَعاتِ الدّهرِ إنْ طَرَقَتْ
غدا بحمل اذاها جدّ مضطلع
وحاسر يتلقى كل نائبة
تدمى فيصرفيها صبر مدرع
لولا اندفاع دموع العين غالبة
لمْ يُعقِبِ الصّبرُ دَمعاً غَيرَ مُندَفِعِ
في اليَأسِ منكَ سُلُوٌّ عنكَ يُضْمِرُهُ
وقبل يومك يقوى الحزن بالطمع
ما كانَ ذَيلُك مَسدولاً عَلى دَنَسٍ
ولا نطاقك معقوداً على طمع
ما شئت من لين اخلاق ومكرمة
وَمن عَفافٍ وَمن فَضْلٍ وَمن وَرَعِ
لِلَّهِ نَفرَة ُ وَجْدٍ لَسْتُ أملِكُها
إذا تَذَكّرْتُ إخوَانَ الصّفاءِ مَعي
يُوَاصِلُ الحُزْنُ قَلْبي كُلّما فُجعَتْ
يَدي بحَبلٍ مِنَ الأقرَانِ مُنْقَطِعِ
ألقَى الغَمامُ حَوَايَاهُ عَلى جَدَثٍ
نَزَلْتَ مِنهُ بمَلقًى غَيرِ مُتّسِع
في حَيثُ لا طَمَعٌ يَوْماً لذِي طَمَعٍ
في ان يعود ولا رجعى لمرتجع
لا عين تنظران ارسى بعقوتها
زور ولا اذن عند النداء تعي
وهون الوجدان الموت مشترك
فينا وانا لذا الماضي من التبع
هيَ الثّنَايَا إلى الآجَالِ نَطْلُعُهَا
فمِنْ حَثِيثٍ وَمن رَاقٍ على ظَلَع
كالشاء يعذل منا غير مكترث
عَيّاً، وَيُوعَظُ مِنّا غَيرُ مُستَمِعِ
الآنَ يَعْلَمُ أنّ العَيْشَ مُخْتَلَسٌ
واننا نقطع الايام بالخدع
هيهات لا قارج يبقى ولا جذع
عَلى نَوَائِبِ كرّ الأزْلمِ الجَذَعِ
إنّ المَنَايَا لَشَتّى بَينَ طَارِقَة ٍ
هَوْناً، وَنَافِرَة ٍ عَنْ هَوْلِ مُطّلَعِ
اما فناءً عن الدنيا على مهل
أوِ اعتِبَاطاً يُغادي غُدْوَة َ السّبُعِ
مَا للّيَالي يُرَنِّقنَ المُجَاجَة َ مِنْ
شربي وبوبين مصطافي ومرتبعي
عَدَتْ عَوَادي الرّدى بَيني وَبَينَكُمُ
وانزلتك النوى عني بمنقطع
وَشَتّتَتْ شَمْلَكَ الأيّامُ ظَالِمَة ً
فَشَمْلُ دَمعي وَلُبّي غَيرُ مُجتَمعِ
أُخَيّ لا رَغِبَتْ عَيْني وَلا أُذُني
مِنْ بَعدِ يوْمكَ في مَرْأًى وَمُستَمَعِ
وَلا أرَاكَ بقَلْبٍ غَيرِ مُصْطَبِرٍ(1/362)
إذا أهَابَ بِهِ السُّلْوَانُ لمْ يُطِعِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ذكرتك لما طبق الافق عارض
ذكرتك لما طبق الافق عارض
رقم القصيدة : 10146
-----------------------------------
ذكرتك لما طبق الافق عارض
وَأعرَضَ بَرْقٌ كالضّرَامِ لَمُوعُ
وانت مقيم حيث لا البرق يجتلى
بعَينٍ، وَلا رُوحُ النّسِيمِ يَضُوعُ
غَرِيبٌ عَنِ الأوْطانِ لا لكَ هَبّة ٌ
إلَيها، وَلا بَعْدَ المُضِيّ رَجُوعُ
خَلا مِنكَ رَبعٌ قَد تَبَدّلتَ بَعدَهُ
ربوع بلى ما مثلهن ربوع
وَعَاوَدَ قَلبي الذّكْرُ إذْ نحنُ جِيرَة ٌ
زَمَاناً وَإذْ شَمْلُ الجَميعِ جَميعُ
واذ عيشنا الرقراق يسبغ خفضه
علينا واذ طير النعيم وقوع
إلى أنْ مَشَى بَيْني وَبَينَكُمُ الرّدى
وَقَطّعَ أقْرَانَ الصّفَاءِ قَطُوعُ
وفي كل يوم صاحب استجده
نيوب ردى في السمام نقيع
سَلامٌ عَلى تِلْكَ القُبُورِ، وجَادَها
باروى واسنى ما يجود ربيع
فَلا تَغْبِطُونَا إذْ أقَمْنَا، وَأنْتُمُ
عَلى ظَعَنٍ، إنّ اللّقَاءَ سَرِيعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أأتْرُكُ الغُرّ مِنْ لِداتي
أأتْرُكُ الغُرّ مِنْ لِداتي
رقم القصيدة : 10147
-----------------------------------
أأتْرُكُ الغُرّ مِنْ لِداتي
خَوَاليَ البِيضِ وَالدّرُوعِ
تَحْدُو اللّيَالي بِهِمْ رِفَاقاً
ماضيهم معوز الرجوع
تفرقوا لا عن اختيار
وانتقلوا لا الى ربوع
رجعت في اثرهم برغمي
بَعْدَ نِزَاعٍ إلى نُزُوعِ
ابقى الجوى جرحة بقلبي
ما عشت مكتومة النجيع
كَمْ غَبَنَ المَوْتُ عن كَرِيمٍ
وَقارَعَ الخَطبُ عَنْ قَرِيعِ
بانوا فلم انتزح عليهم
دمعي ولم استذب ضلوع
واسفح الدمع للاعادي
اني اذاً فارغ الدموع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا صَاحبَ القَلبِ الصّحيحِ أمَا اشتَفَى
يا صَاحبَ القَلبِ الصّحيحِ أمَا اشتَفَى
رقم القصيدة : 10148
-----------------------------------
يا صَاحبَ القَلبِ الصّحيحِ أمَا اشتَفَى(1/363)
ألَمُ الجَوَى مِنْ قَلبيَ المَصْدُوعِ؟
أأسَأتَ بالمُشْتَاقِ حِينَ مَلَكْتَهُ
وَجَزَيْتَ فَرْطَ نِزَاعِهِ بِنُزُوعِ
هيهات لا تتكلفن لي الهوى
فضح التطبع شيمة المطبوع
كم قد نصبت لك الحبائل طمائعاً
فنجوت بعد تعرض لوقوع
وَتَرَكْتَني ظَمْآنَ أشرَبُ غُلّتي
اسفاً على ذاك اللمى الممنوع
قَلبي وَطَرْفي منكَ: هذا في حِمَى
قيظ وهذا في رياض ربيع
كم ليلة جرعته في طولها
غصص الملام ومؤلم التقريع
ابكي ويبسم والدجى ما بيننا
حَتّى أضَاءَ بِثَغْرِهِ وَدُمُوعي
تَفْلي أنَامِلُهُ التّرَابَ تَعَلّلاً
وَأنَامِلي في سِنّيَ المَقْرُوعِ
قمر اذا استخجلتهبعتابه
لَبِسَ الغُرُوبَ، وَلمْ يَعُدْ لطُلُوعِ
لو حيث يستمع السرار وقفتما
لَعَجِبْتُمَا مِنْ عِزّهِ وَخُضُوعي
ابغي هواه بشافع من غيره
شَرُّ الهَوَى مَا نِلْتَهُ بِشَفِيعِ
ما كان الا قبلة التسليم اردفها
الفراق بضمة التوديع
كمدي قديم في هواك وانما
تارِيخُ وَصْلِكَ كانَ مُذْ أُسْبُوعِ
أهوِنْ علَيكَ إذا امتَلأتَ من الكَرَى
اني ابيت بليلة الملسوع
قد كنت اجزيك الصدود بمثله
لَوْ أنّ قَلبَك كانَ بَينَ ضُلُوعي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:
أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:
رقم القصيدة : 10149
-----------------------------------
أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:
قوي لا ينل منك الحنين الموجع
تحنين الا ان بي لابك الهوى
ولي لا لك الخليط المودع
وباتت تشكى تحت رحلى ضمانة
كِلانَا، إذاً، يا ناقَ نِضْوٌ مُفَجَّعُ
احست بنار في ضلوع فاصبحت
يَخُبّ بِهَا حَرُّ العَرَامِ وَيُوضَعُ
اروح بفتيان خماص من الجوى
لَهُمْ أنّة ٌ في كُلّ دارٍ وَأدْمُعُ
إذا غَرّدَ الرّكْبُ الخَفيّ تَأوّهُوا
لِمَا وَجَدُوا بَعدَ النّوَى وَتَوَجّعُوا
على ابرق الحنان كان حنينا
وبالجزع مبكى ان مررنا ومجزع
تزافر صحبي يوم ذي الائل ذفرة(1/364)
تَذُوبُ قُلُوبٌ مِنْ لَظَاها وَأدمُعُ
مَنازِلُ لَمْ تَسْلَمْ عَلَيهِنّ مُقلَة ٌ
ولا جف بعد البين فيهن مدمع
فَدَمْعٌ عَلى بَالي الدّيَارِ مُفَرَّقٌ
وَقَلْبٌ عَلى أهْلِ الدّيَارِ مُوَزَّعُ
ارى اليأس حتى تعزم النفس سلوة
وَيَرْجعَ بي داعي الغَرَامِ، فأطمَعُ
ذكَرْتُ الحِمَى ذِكرَ الطّرِيدِ محَلّهُ
يذاد مذاد العاطشات ويرجع
واين الحمى لا الدار بالدار بعدهم
ولا مربع بعد الحنين مربع
سَلامٌ عَلى الأطْلالِ لا عَنْ جِنَايَة ٍ
وان كن يأسا حين لم يبق مطمع
نَشَدْتُكُمُ هَل زَالَ مِنْ بَعدِ أهله
زَرُودٌ، وَرَامَتْهُ طُلُولٌ وَأرْبُعُ
وَهَلْ أنْبَتَ الوَادي العَقيقيِ بَعدَهم
وبدل بالجيران شعب ولعلع
فيا قلب ان يفن العزاء فطالما
عَهِدْتُكَ بَعدَ الظّاعِنِينَ تَصَدَّعُ
وقد كان من قلبي الى الصبر جانب
فقلبي بعد اليوم للصبر اجمع
نعم عادني عيد الغرام ونبهت
عَليّ الجَوَى دارٌ بِمَيْثَاءَ بَلْقَعُ
وَطَارَتْ بقَلبي نَفْحَة ٌ غَضَوِيّة ٌ
ينفسها حال من الروض ممرع
أصُدّ حَيَاء للرّفَاقِ، وَإنّمَا
زِمَاميَ مُنقَادٌ مَعَ الشّوْقِ طَيّعُ
نَظَرْتُ الكَثيبَ الأيمَنَ اليوْمَ نظرَة ً
تَرُدّ إليّ الطّرْفَ يَدمَى وَيَدْمَعُ
ورب غزال داجن في كناسه
عَلى رُقْبَة ِ الوَاشِينَ يُعطي وَيَمنَعُ
وَأُحسِنُ في الوُدّ التّقاضِي إذا لَوَى
وَيَبْذُلُ مَنزُورَ النّوَالِ، فأقْنَعُ
وايقظت للبرق اليمانيّ صاحبا
بذات النقا يخفى مراراً ويلمع
تَعَرّضَ نَجدِيّاً، وَأذكَى وَميضُهُ
عَقيقَ الحِمَى منهُ مَعانٌ وَأجْرَعُ
أأنْتَ مُعِيني للغَلِيلِ بنَظرَة ٍ
فنَبْكي عَلى تِلْكَ اللّيَالي وَنَجْزَعُ
معاذ الهوى لو كنت مثلي في الهوى
اذاً لدعاك الشوق من حيث تسمع
هَناكَ الكَرَى ، إنّي منَ الوَجدِ ساهرٌ
وَبُرْءُ الحَشَى ، إنّي من البَيْنِ مُوجَعُ
فلا لب لي الا تماسك ساعة
وَلا نَوْمَ لي إلاّ النّعَاسُ المُرَوَّعُ
تصامم عني لائثاً فضل برده(1/365)
ولا يحفل الشوق النؤم المقنع
طوتك الليالي من رفيق كانه
من العجز يربوع الملا المتقصع
يَنَامُ عَلى هَدّ الصّفَاة بَلادَة ً
ألا مَوْطِنٌ يَدنُو بشَمْلٍ وَيَجمَعُ
الا سلوة تنهي الدموع فتنتهي
الا مورد يروى الغليل فينقع
فصبراً على قرع الزمان وغمزه
وهل ينكر الحمل الذلول الموقع
وَهَبتُ لَهُ ظَهرِي على عَقرِ غارِبي
فكل زمام قادني منه اتبع
وكم ظهر صعب عاد بالذل يمتطى
وعرنين آب بات بالضيم يقرع
وَقُلْ للّيَالي حامِلي، أوْ تَحَامَلي
فلم يبق في قوس المقادير منزع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا يا غَزَالَ الرّملِ مِنْ بَطنِ وَجرَة ٍ
ألا يا غَزَالَ الرّملِ مِنْ بَطنِ وَجرَة ٍ
رقم القصيدة : 10150
-----------------------------------
ألا يا غَزَالَ الرّملِ مِنْ بَطنِ وَجرَة ٍ
إلِلْوَاجِدِ الظّمْآنِ مِنكِ شُرُوعُ
خلا لك في الاحشاء مرعى تروده
وَصَابَكَ مِنْ ماءِ الدّموعِ رَبِيعُ
ألا هَلْ إلى ظِلّ الأثِيلِ تَخَلّصٌ
وهل لثنيات الغوير طلوع
وهل بليت خيم على ايمن الحمى
وزالت لنا بالابرقين ربوع
وهل لليالينا الطوال تصرم
وهل لليالينا القصار رجوع
وَلم أنسَ يَوْمَ الجِزْعِ حُسناً خَلَستُه
بِعَيْني، عَلى أنّ الزِّيَالَ سَرِيعُ
ولما توافقنا ذهلت ولم يحن
لطير قلوب العاشقين وقوع
على حينَ أعدَتْ حَيرَتي قَلبَ صَاحبي
فَرُحْنَا وَسَوْطَ العَامِرِيّ مَضِيعُ
حديثٌ يَضَلُّ القَلبُ عندَ استِمَاعِه
فلَيسَ عَجيباً أنْ يَضَلّ قَطِيعُ
عشية لي من رقبة الحي زاجر
عن الدمع الأَ ان تشذ دموع
وَقَدْ أمَرَتْ عَيناكَ عَينيّ بالبُكَا
فقل ليَ ايّ الامرين اطيع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَشَاهَقْنَ لمّا أنْ رَأيْنَ بِمَفْرِقي
تَشَاهَقْنَ لمّا أنْ رَأيْنَ بِمَفْرِقي
رقم القصيدة : 10151
-----------------------------------
تَشَاهَقْنَ لمّا أنْ رَأيْنَ بِمَفْرِقي
بَياضاً كأنّ الشّيبَ عندي من البِدَعْ(1/366)
وقلن عهدنا فوق عاتق ذا الفتى
رداء من الحوك الرقيق فما صنع
وَلمْ أرَ عَضْباً عِيبَ مِنهُ صِقَالُهُ
وكان حبيبا للقلوب على الطبع
وقالوال غلام زين الشيب رأسه
فَبُعْداً لرَأسٍ زَانَهُ الشّيبُ وَالنَّزَعْ
تَسَلّى الغَوَاني عَنهُ مِن بَعدِ صَبوَة ٍ
وَما أبعَدَ النّبتَ الهَشيمَ مِنَ النُّجَعْ
وكنَّ يخرقن السجوف اذا بدا
فصرنَ يرقّعن الخروق اذا طلع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عارضا بي ركب الحجاز من سكن أسائله
عارضا بي ركب الحجاز من سكن أسائله
رقم القصيدة : 10152
-----------------------------------
عارضا بي ركب الحجاز من سكن أسائله
متى عهده بسكان سلع
واستملا حديث من سكن الخفيف
ولا تكتباه الا بدمعي
فاتني ان ارى الديار بطرفي
فَلَعَلّي أرَى الدّيَارَ بسَمعي
يا غزالا بين النقا والمصلي
لَيسَ تَبقَى عَلى نِبَالِكَ دِرْعي
كُلّما سُلّ مِنْ فُؤاديَ سَهْمٌ
عادَ سَهمٌ لكُم مَضِيضَ الوَقْعِ
وتحرجتَ يوم حراما
مِنْ عَطائي، فَمَنْ أباحَكَ مَنعي
مَنْ مُعِيدٌ أيّامَ سَلْعٍ عَلى مَا
ما كان منها واين ايام سلع
طالب بالعراق ينشد هيهات
تَ، زَمَاناً أضَلّهُ بالجِزْعِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وقفت بربع العامرية وقفة
وقفت بربع العامرية وقفة
رقم القصيدة : 10153
-----------------------------------
وقفت بربع العامرية وقفة
فَعَزّ اشتِياقي، وَالطُّلُولُ خَوَاضِعُ
وَكَمْ لَيْلَة ٍ بِتْنَا عَلى غَيرِ رِيبَة ٍ
عَلَيْنَا عُيُونٌ للنُّهَى وَمَسَامِعُ
نَفُضّ حَدِيثاً عَنْ خِتَامِ مَوَدّة ٍ
مَعَاقِلُهَا أحْشَاؤنَا وَالأضَالِعُ
يكاد غراب الليل عند حديثنا
يطير ارتياحاً وهو في واقع
خلونا فكانت عفة لا تعفف
وَقَدْ رُفِعَتْ في الحَيّ عَنّا المَوَانِعُ
سلوا مضجعي عني وعنها فاننا
رضينا بما يخبرن عنا المضاجع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لقلبي بغوري البلاد لبابة
لقلبي بغوري البلاد لبابة
رقم القصيدة : 10154(1/367)
-----------------------------------
لقلبي بغوري البلاد لبابة
وان كنت مسدودا علي المطالع
لَعَلّيَ أُعْطَى ، وَالأمَانيُّ ضِلّة ٌ
وَإنّ اللّيَالي مُعطِيَاتٌ مَوَانِعُ
مَبيتيّ في أثْوَابِ ظَمْيَاءَ، لَيلَة ً
بِوَادِي الغَضَا وَالعَاذِلُونَ هَوَاجِعُ
وما نطفة مشمولة بمنجمة
وعاها صفاً من آمن الطود فارع
من البِيضِ لَوْلا بُرْدُها قُلتُ: دَمعَة ٌ
مرنقة ما اسلمتها المدامع
يا عذب مما نوّلتنيه موهناً
وَقَدْ شِيمَ بالغَوْرِ النّجومُ الطّوَالِعُ
ارى بعد ورد الماء في القلب غلة
اليك على اني من الماء ناقع
واني لا قوى ما اكون طماعة
اذا كذبت فيك المنى والمطامع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تُجَمْجِمُ بالأشْعَارِ كُلُّ قَبِيلَة ٍ
تُجَمْجِمُ بالأشْعَارِ كُلُّ قَبِيلَة ٍ
رقم القصيدة : 10155
-----------------------------------
تُجَمْجِمُ بالأشْعَارِ كُلُّ قَبِيلَة ٍ
وفي القول محفوظ عليها وضائع
وَكُلُّ فتًى بالشِّعْرِ تَجلُو هُمُومُهُ
وَيَكتُبُ مَا تُملي عَلَيهِ المَطامِعُ
وشعري تختص القلوب بحفظه
وَتَخظَى بهِ دونَ العُيُونِ المَسامِعُ
واولى به من كان مثلك حازماً
يذبب عن اطرافه ويقارع
سَتَظْفَرُ مِنْ نَظْمي بكُلّ قَصِيدَة ٍ
كمَا حَلّتِ اللّيلَ النّجومُ الطّوَالِعُ
تضيء قوافيها وراء بيوتها
طِرَاقاً، كمَا يَتلُو النّصُولَ القَبَائِعُ
اذا هزها السمار طار لها الكرى
وَهَزّتْ جُنُوبَ النّائِمينَ المَضَاجِعُ
وَغَيرُكَ يَعمَى عن مَعانٍ مُضِيئَة ٍ
كما تقبض اللحظا لبروق اللوامع
وَمَا كُلُّ مَمْدُوحٍ يَلَذُّ بِمَدْحِهِ
ألا بَعْضُ أطْوَاقِ الرّقابِ جَوَامِعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وعاري الشوى والمنكبين من الطوى
وعاري الشوى والمنكبين من الطوى
رقم القصيدة : 10156
-----------------------------------
وعاري الشوى والمنكبين من الطوى
اتيح له باليل عادي الا شاجع(1/368)
أُغَيْبِرُ مَقْطُوعٌ مِنَ اللّيلِ ثَوْبُهُ
انيس باطراف البلاد البلانع
قَلِيلُ نُعَاسِ العَينِ إلاّ غِيَابَة ً
تَمُرّ بِعَيْنَيْ جاثمِ القَلبِ جَائِعِ
اذا جن ليل طارد النوم طرفه
ونص هدى االحاظه بالمطامع
يُرَاوِحُ بَينَ النّاظِرَينِ إذا التَقَتْ
عَلى النّوْمِ أطْبَاقُ العُيُونِ الهَوَاجعِ
لَهُ خَطْفَة ٌ حَذّاءُ مِنْ كُلّ ثَلّة ٍ
كنَشطَة ِ أقنى يَنفُضُ الطّلَّ وَاقِعِ
الم وقد كاد الظلام تقضيا
يُشَرّدُ فُرّاطَ النّجُومِ بالطّوَالِعِ
طَوَى نَفسَه وَانسابَ في شَملة ِ الدُّجى
وكل امرء ينقاد طوع المطامع
إذا فَاتَ شَيءٌ سَمْعَهُ دَلَّ أنْفُهُ
وان فات عينيه رأى بالمسامع
تَظَالَعَ حَتّى حَكّ بالأرْضِ زَوْرَهُ
وَرَاغَ، وَقَدْ رَوّعتُهُ، غيرَ ظَالِعِ
يُخَادِعُهُ مُسْتَهْزِئاً بِلِحَاظِهِ
تَدارَكَها مُستَنجِداً بالأكَارِعِ
جَرِيٌّ يَسُومُ النّفسَ كلَّ عَظيمَة ٍ
وبمضى اذا لم يمض من لم يدافع
اذا حافظ الراعي على الضان غره
خداع ابن ظلماء كثير الرقائع
ولما عوى والرمل بيني وبينه
تيقن صحبي انه غير راجع
تَأوّبَ، وَالظّلْمَاءُ تَضْرِبُ وَجهَهُ
إلَيْنَا، بِأذْيَالِ الرّيَاحِ الزّعَازِعِ
له الويل من مستطعم عاد طعمه
لقوم عجال بالقسي النوازع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولا قرن الا دامع الطعن نحره
ولا قرن الا دامع الطعن نحره
رقم القصيدة : 10157
-----------------------------------
ولا قرن الا دامع الطعن نحره
وما غسلته بالدموع مدامعه
ويوم كان السمهري عيونه
إلى المَوْتِ، وَالنَّقعُ المُثَارُ بِرَاقعُهْ
يخرق منه كل جلباب مهجة
على انه في منظر العين راقعه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وليل كجلجاب الشباب رقعته
وليل كجلجاب الشباب رقعته
رقم القصيدة : 10158
-----------------------------------
وليل كجلجاب الشباب رقعته
بصُبحٍ كجِلبابِ المَشيبِ طَلائِعُهْ
كان سماء اليوم ماءٌ اثاره(1/369)
من الليل سيل فالنجوم فواقعه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ومروع لي بالسلام كانما
ومروع لي بالسلام كانما
رقم القصيدة : 10159
-----------------------------------
ومروع لي بالسلام كانما
تَسلِيمُهُ فِيمَا يَمُضّ وَدَاعُ
تغفى بمنظره العيون كانما
وتقيئ عند غنائه الاسماع
ابذاك نستشفى ومن نغماته
تتولد الالام والاوجاع
أمْ كَيفَ يُطرِبُنَا غِنَاءُ مُشَوَّهٍ
أبَداً نُهَالُ بِوَجْهِهِ وَنُرَاعُ
نزوي الوجوه تفاديا من صوته
حتى كان سماعه إسماع
وَكأنّ ضَرْبَ بَنانِه ضرْبُ الطُّلى
وكانما ايقاعه ايقاع
اشهى الينا من غنائك مسمعا
زَجَلُ الضّرَاغِمِ بَينَهُنّ قِرَاعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اروم انتصافي من رجال اباعد
اروم انتصافي من رجال اباعد
رقم القصيدة : 10160
-----------------------------------
اروم انتصافي من رجال اباعد
وَنَفسِيَ أعدَى لي من النّاسِ أجمَعَا
اذا لم تكن نفس لفتى من صديقه
فَلا يُحدِثَنْ في خِلّة ِ الغَيرِ مَطمَعَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سيسكتني يأسي وفي الصدر حاجة
سيسكتني يأسي وفي الصدر حاجة
رقم القصيدة : 10161
-----------------------------------
سيسكتني يأسي وفي الصدر حاجة
كمَا أنْطَقَتْني وَالرّجالَ المَطامِعُ
بضائع قول عند غيري ربحها
وَعِندِيَ خُسْرَانَاتُهَا وَالوَضَائِعُ
غرَائبُ لوْ هُدّتْ على الطّوْدِ ذي الصّفا
اصاخ اليها يذبل والقعاقع
تُضَاعُ كما ضَاعَتْ خَلاة ٌ بِقَفْرَة ٍ
زَفَتْهَا النُّعَامَى وَالرّيَاحُ الزّعَازِعُ
كان لساني نسعة حضرمية
طَوَاها، وَلمْ تَبلُغْ لهَا السّوْمَ، بَائِعُ
لقَد كان لي عن باحَة ِ الذّلّ مَذهَبٌ
ومضطرب عن جانب الضيم واسع
وما مدَّ ما بيني وبين مذاهبي
حجاز ولا سدت عليَّ المطالع
اكن ثناي وابن فعلاء معرض
لئن انت لم تسمع فعرضك سامع
ولو ما جزيت القرض بالعرض لم يضع
فان الندى عند الكرام ودائع(1/370)
سَيُدْرَى مَنِ المَغْبُونُ مِنّا وَمنكُمُ
اذا افترقت عما تقول المجامع
وهل تدعي حفظ المكارم عصبة
لِئَامٌ، وَمِثلي بَينَها اليَوْمَ ضَائِعُ
نَعَمْ لَستُمُ الأيدي الطّوَالَ فعاوِنُوا
على قَدرِكُم، قَد تُستَعانُ الأصَابِعُ
إذا لمْ يكُنْ وَصْلي إلَيكُمْ ذَرِيعَة ً
فَيا لَيتَ شِعرِي ما تكونُ الذّرَائِعُ
ارى بارقاً لم يروني وهو حاضر
فَكَيْفَ أُرَجّي رَبّهُ، وَهوَ شاسِعُ
واخلف شيمي كل برق اشيمه
فلا النؤ مرجو ولا الغيث واقع
سأذهَبُ عَنكُمْ غَيرَ باكٍ عَلَيكُمُ
وَمَا ليَ عُذْرٌ أنْ تَفيضَ المَدامِعُ
وَأهجُرُكُمْ هَجرَ المُفيقِ من الهَوَى
خَلا القَلبُ منهُ وَاطمَأنّ المَضَاجِعُ
وَأعْتَدُّ فَجّاً أنْتُمُ مِنْ حِلالِهِ
ثَنِيّة َ خَوْفٍ، مَا لهَا اليَوْمَ طالِعُ
وَما مَوْقفي وَالرّكبُ يرْجو على الصّدى
مَوَارِدَ قَدْ نَشّتْ بهِنّ الوَقَائِعُ
افارقكم لا النفس ولهى عليكم
ولا اللّبّ مَخلوسٌ وَلا القلبُ جازِعُ
ولا عاظفاً جيدي اليكم بلفتة
من الشوق ما سار النجوم الطوالع
وَلا ذاكِراً مَا كانَ بَيْني وَبَيْنَكُم
مراجعة ان المحب المراجع
نَبَذْتُكُمُ نَبْذَ المُخَفِّفِ ثِقْلَهُ
واني لحبل منَّة ُ الغدر قاطع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما اخطاتك سهام الدهر رامية
ما اخطاتك سهام الدهر رامية
رقم القصيدة : 10162
-----------------------------------
ما اخطاتك سهام الدهر رامية
فَمَا أُبَالي مِنَ الدّنْيَا بِمَنْ تَقَعُ
النّاسُ خَوْلكَ غِرْبانٌ على جِيَفٍ
بُلهٌ عن المَجدِ إن طارُوا وَإن وَقعُوا
فما لنا فيهم ان اقبلوا طمع
ولا عليهم اذا ما ادبروا جزع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يقولون ماش الدهر من حيث مامشى
يقولون ماش الدهر من حيث مامشى
رقم القصيدة : 10163
-----------------------------------
يقولون ماش الدهر من حيث مامشى
فكيف بماش يستقيم واظلع
وما واثق بالدهر الا كراقد(1/371)
على فضْل ثوْبِ الظّلّ وَالظلُّ يُسرِعُ
وَقالُوا: تَعَلّلْ! إنّما العَيشُ نوْمة ٌ
يقضى ويمضى طارق الهم اجمع
ولو كان نوماً ساكناً لحمدته
وَلَكِنّهُ نَوْمٌ مَرُوعٌ مُفَزّعُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَلَرُبّ يَوْمٍ هَاجَ مِنْ طَرَبي
وَلَرُبّ يَوْمٍ هَاجَ مِنْ طَرَبي
رقم القصيدة : 10164
-----------------------------------
وَلَرُبّ يَوْمٍ هَاجَ مِنْ طَرَبي
وَلَقَدْ يَضِيقُ بغَيرِهِ ذَرْعي
من منظر حسن ومن نغم
نَدْعُوهُ قيدَ العَين وَالسّمْعِ
لَمّا أظَلّ اللّيْلُ مَجْلِسَنَا
طُعِنَ الدُّجَى بِأسِنّة ِ الشّمْعِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خَلَطُوا الصّوَارِمَ بالقَنَا، وَتَعَمّموا
خَلَطُوا الصّوَارِمَ بالقَنَا، وَتَعَمّموا
رقم القصيدة : 10165
-----------------------------------
خَلَطُوا الصّوَارِمَ بالقَنَا، وَتَعَمّموا
بالبِيضِ، وَاجتَابُوا العَجاجَ دُرُوعَا
قَوْمٌ إذا هَتَفَ الصّرِيخُ بِنَصْرِهِمْ
فجروا عليه من الظبة ينبوعا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> شَرِسٌ تَيَقُّظُهُ تَيَقُّظُ خَائِفٍ
شَرِسٌ تَيَقُّظُهُ تَيَقُّظُ خَائِفٍ
رقم القصيدة : 10166
-----------------------------------
شَرِسٌ تَيَقُّظُهُ تَيَقُّظُ خَائِفٍ
وفعال نجدته فعال شجاع
ومدربين على اللقاء كانهم
لمْ يُخْلَقُوا إلاّ لِيَوْمِ قِرَاعِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَضِيقُ صُدورُ العَتبِ، وَالعُذرُ أوْسعُ
تَضِيقُ صُدورُ العَتبِ، وَالعُذرُ أوْسعُ
رقم القصيدة : 10167
-----------------------------------
تَضِيقُ صُدورُ العَتبِ، وَالعُذرُ أوْسعُ
وَيَجمَحُ طَرْفُ الهَجرِ وَالوِدُّ أطْوَعُ
لك الله من قلب ملاه وفاؤه
فليس لعذر في نواحيه مرتع
ولي خاطر ما ان سلكت مضاءه
عَلى الهَمّ إلاّ كَادَ في الدّهرِ يُقطَعُ
اليك فما تظمى الى الغدر همتي
إذا مَا سَقَاني مِنْ وَدادِكَ مَشرَعُ(1/372)
وَلَكِنّني في مَعْشَرٍ حَلْيُ وُدّهِمْ
اذا ما اجتلته النائبات التصنع
اذا ركضت اقوالهم في مسامعي
على العذر جاءت خاطري وهي ظلع
لحَا اللَّهُ هَذا الدّهرُ سَيفاً عَلى المُنى
اوصل ارابي بها ويقطع
اذا شمت منه بارق العزم ردني
كليلَ لِحاظِ النّاسِ وَالخَطبُ يَهمَعُ
صحبت الرجال الخابطين الى العلى
فَثبّطَني لُؤمُ الزّمَانِ وَأُسْرِعُ
امالي من حظ المكارم ان ارى
سَرِيعاً إلى داعي العُلى حينَ يَسمَعُ
تَرُدّ سِهَامي الحَادِثَاتُ طَوَائِشاً
وَفي قَوْسِ عَزْمي لَوْ تَبَوّعَ مَنزِعُ
أُصَرّفُ فَهمي، وَالمقَاولُ سُرّعٌ
واملك حلمي والعوامل شرع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَمُهْتَزّة ِ العِرْنِينِ رَقرَاقَة ِ السّنَا
وَمُهْتَزّة ِ العِرْنِينِ رَقرَاقَة ِ السّنَا
رقم القصيدة : 10168
-----------------------------------
وَمُهْتَزّة ِ العِرْنِينِ رَقرَاقَة ِ السّنَا
تُنَاسِبُ مُستَنّ البُرُوقِ اللّوَامِعِ
افاض على اعطافها القين حلة
تفضفضن في مثل النجوم الطوالع
فجاءت بجسم يملأ العين بهجة
اذا ما اجتلاها حاسر مثل دارع
يحيَّا بها من لم تحي يمينه
بغير العوالي والسيوف الققواطع
احد من العذل المطل على الهوى
وارهف من غرب النوى في المقاطع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مقيم من الهم لا يقلع
مقيم من الهم لا يقلع
رقم القصيدة : 10169
-----------------------------------
مقيم من الهم لا يقلع
وماض من العيش لا يرجع
ويوم اشم باقباله
وَيَوْمٌ بِإدْبَارِهِ أجْدَعُ
لأخفق من علقت بالمنى
يداه واثرى الذي يقنع
وما الذل الا خداع اللئيم
وَالحُرُّ بالذّلّ لا يُخْدَعُ
رَأيْنَا الرّجَاءَ عَلى نَأيِهِ
رِشَاءً، وَكُلُّ يَدٍ تَنْزِعُ
بليت وغيري لا يبتلى
بامرين ما فيهما مطمع
بدهر الوم ولا يرعوي
ومولى اقول ولا يسمع
وَإنّي، إذا ما اسْتَطالَ الزّمانُ
انجدني صاحب اروع
ونفس على صبرها مرة
وَقَلْبٌ عَلى رَأيِهِ مُجْمِعُ(1/373)
أخُوضُ بِهِ كُلّ دَوّيّة ٍ
يزل بها الخف أو يظلع
بِكُلّ مُقَلَّدَة ٍ بِالنّسُوعِ
وَكَانَ عَلى غَيرِهِ يَدْمَعُ
يَصِيحُ الحَصَى تَحتَ أخفَافِها
فُنُوناً، وَيَصْطَخِبُ اليَرْمَعُ
واني لاوعب في جلدها
وَللرّكْبِ هَمْلَجَة ٌ زَعْزَعُ
أُقِيمُ وَخَدُّ الضّحَى أبْيَضٌ
واسري ورجه الدجى اسفع
وامضى اذا بلَّد المستغير
وهاب الثنية من يطلع
واشلي على المقربات السياط
إذا ضَمّهَا البَلَدُ البَلْقَعُ
وَأُورِدُهَا الخِمسَ في لُجْمِها
تبرض ما الفت تكرع
تَعَجّبُ مِنْهَا وُحُوشُ الفَلاة ِ
ة تسري واسرابها رتع
ارى النوم ينبو به ناظري
وكل العيون له مربع
وَمن ضَاقَتِ الأرْضُ عَن هَمّهِ
حَرٍ أنْ يَضِيقَ بِهِ مَضْجَعُ
لئن كان احزن بي منزل
فمن قبل امرع لي مرتع
على انني عند عض الزمان
صَفَاة ٌ يَضَنّ بِهَا المَقْطَعُ
لقد عاف امواله من يجود
وَقَدْ طَلقَ النّفسَ مَن يَشجُعُ
وابيض يوم الوغى حاسر
تردى بقائمه الدرّع
تَحُفّ مَضَارِبُهُ مَاءَهُ
كَمَا حَفّ وَادِيَهُ الأجْرَعُ
كَمَا هَزّتِ القَلَمَ الإصْبَعُ
وزغف تحدر عن بيضة
كَأنّ الأغَمّ بِهَا أنْزَعُ
يذلل لي سطوات الزمان
سيفي ومثلي لا يخضع
تطاولت للبرق لما سرى
وَعُنْقي إلى مِثْلِهِ أتْلَعُ
فما لي لا استعيد الجوى
وَقَدْ لاحَ لي بَارِقٌ يَلْمَعُ
وَأبْذُلُ قَلْباً بِأمْثَالِهِ
تَضَنُّ الجَوَانِحُ وَالأضْلُعُ
ألا إنّ قَلْبَ الفَتَى مُضْغَة ٌ
تضرّ ولكنها تتفع
وابلج اعددته للخطوب
طوداً الى ظله ارجع
كريم الوفاء امين الاخاء
باقٍ على العهد لا يقلع
سَرِيعٍ إلى دَعْوَتي في الأُمُورِ
انى الى صوته اسرع
جَلَوْتُ بهِ الدّمعَ عَنْ ناظرِي
وكان على غيره بدمع
وكفكفت عمن سواه يدي
وَكنتُ أرَى المَاءَ لا يُشْبِعُ
دَعَوْتُكَ يا نَاصِرِي في الهَوَى
وكان الى ودك المفزع
أتَاني أنّكَ طَوّحْتَ بالـ
ـزّيَارَة ِ عَنْ عَارِضٍ يَقْطَعُ
لقد نال شكواك من مهجتي
كما نال من عرقك المبضع(1/374)
دَمٌ جَاشَ شُؤبُوبُه عَنْ يَدٍ
يُقَلّبُهَا البَطَلُ الأرْوَعُ
مفيض ولكنه غايض
وَخَرْقٌ وَلَكِنّهُ يُرْقَعُ
وَلَوْ أنّ لي فُسْحَة ً في الزّمَانِ
جَاءَكَ بي القَدَرُ الأسْرَعُ
وان غبت عنك فان الفؤاد
عِندَكَ مَا فَاتَهُ مَوْضِعُ
يَعُوجُ عَلَيْكَ فَلا يَنْثَني
وَيَشْرَبُ مِنْكَ فَلا يَنْقَعُ
واني لتعطفني المطعمات
عليك كما عطف الاخدع
وَلَوْلاكَ لمْ أعْتَرِفْ بالغَرَامِ
وَلا قيلَ إنّ الفَتَى مُوجَعُ
وَمَا فَضْلُ شَوْقيَ لَوْلا البُكَاءخ
ء والشوق عنوانه الادمع
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لئن قرب الله النوى بعد هذه
لئن قرب الله النوى بعد هذه
رقم القصيدة : 10170
-----------------------------------
لئن قرب الله النوى بعد هذه
وَكَانَ لِرَوْحَاتِ المَطِيّ بَلاغُ
شَغَلتُ بكُنّ النّفسَ عن كلّ حاجة ٍ
وهيهات من شغل بكن فراغ
وليس لبرد الماء لم تشربي به
إلى القَلْبِ مِنّي، يا أُمَيْمَ، مَسَاغُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
رقم القصيدة : 10171
-----------------------------------
بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
تَمشِي الجُدُودُ بأقوَامٍ، وَإنْ وَقفُوا
أعيَا مِنَ الدّهرِ خُلْقٌ لا دَوَامَ لَهُ
البَذْلُ وَالمَنْعُ وَالإنْجَازُ وَالخُلُفُ
واطٍ بجفونه أعقاب خلته
يوماً ودود ويوماً ملَّة طرف
راحت تعجّب من شيب ألمَّ به
وعاذر شيبه التهمام والأسف
وَلا تَزَالُ هُمُومُ النّفسِ طَارِقَة ً
رُسْلُ البَياضِ إلى الفَوْدينِ تَختَلِفُ
إنّ الثّلاثِينَ وَالسّبْعَ التَوَينَ بِهِ
عَنِ الصِّبَا، فَهوَ مُزْوَرٌّ وَمُنعَطِفُ
فَمَا لَهُ صَبْوَة ٌ يُبْكَى بِها طَلَلٌ
وَلا لَهُ طَرْبَة ٌ يُعلى بِها شَرَفُ
أينَ الذينَ رَمَوْا قَلْبي بسَهمِهِمُ
ولم يداووا ليَ القرف الذي قرفوا
يَشكُو فِرَاقَهُمُ القلبُ الذي جَرَحُوا
منّي، وَتَبكيهِمُ العَينُ التي طَرَفُوا(1/375)
كم جاءني الخوف مما كنت آمنه
وَكَمْ أمِنتُ التي قَلبي بِها يَجِفُ
قَدْ يَأمَنُ المَرْءُ سَهماً فيهِ مَوْقِعُهُ
وقد يخاف الذي ينأى وينحرف
لما رأيت مرامي الظن خاطئة
ودون ما ارتجى منكم نوى قذف
صَرَفتُ نَفسِيَ عَنكُمْ، وَهيَ غانيَة ٌ
والنفس تصرف أحياناً فتنصرف
ما هز فرعكم يأسٌ ولا طمع
وَلا مَرَى دَرَّكُمْ لِينٌ، وَلا عَنَفُ
ولا لكم في ثنايا الجود مطّلع
ولا لكم في ظهور المجد مرتدف
يأبى لي العز والغراءُ من شيمي
إمْسَاكَ حَبلِ غُرُورٍ ما لَهُ طَرَفُ
هَبْهَا ضَبَابَة َ لَيْلٍ أنتَ خابِطُها
إنّ الظّلامَ، وَإنْ عَنّاكَ، مُنكَشِفُ
تنظّر الصبح أن الصبح منتظر
والفجر يعرب عما أعجم السدف
كأنني يوم استعطى نوالكم
دانٍ مِنَ الصّخرَة ِ الصّمّاءِ يَغتَرِفُ
ويوم أدعوكم للخطب احذره
داع يبلغ من قد ضمه الجدف
ما كُنتُمُ من سُيُوفي، إذْ هَزَرْتُكُمُ
هز النوابي إذا أمضيتها تقف
يا رَاعيَ الذّوْدِ لا أصْبَحتَ في نَفَرٍ
تَرْوَى البِكارُ وَتَظما الجِلّة ُ الشُّرُفُ
ما أعجَبَ القِسمَة َ العَوْجاءَ يَقسِمُها
الدار واحدة والورد مختلف
لَئِنْ حُرِمتُ مِنَ العَليَاءِ ما رُزِقُوا
لقَدْ جَهِلتُ مِن الفَحشاءِ ما عرَفُوا
لأُرْحِلَنّ المَطَايَا ثمّ أُبْرِكُهَا
حيث اطمأن الندى واستوطن الشرف
كأنما في رجال الركب خاطرة
تَعانَقَ الدّوُّ، وَالنّأجيّة ُ العُصُفُ
بدارِ أغلَبَ مَا في وَعدِهِ خُلُفٌ
للرّاغبِينَ، وَلا في حُكمِهِ جَنَفُ
حيث الحقوق قيام في مقاطعها
وَكُلُّ مَنْ حاكَمَ الأيّامَ مُنتَصِفُ
راض الأمور أولى شبيبته
فالرأي محتنك والعمر موتنف
يا ابنَ الأُولى نَزَلُوا العَليَاءَ خاليَة ً
مَنازِلَ الدُّرّ يُرْمَى دونَهُ الصَّدَفُ
يحي المكارم أبناءٌ له وردوا
كَمَا بَنَى المَجْدَ آبَاءٌ لَهُ سَلَفُوا
المُقدِمِينَ، فَلا مِيلٌ، وَلا عَزُلٌ
والحاملون فلا جوز ولا ضعف
لي فيهِمُ خَلَفٌ مِنْ كُلّ مُفتَقَدٍ(1/376)
وَرُبّما جَازَ قَدرَ الذّاهبِ الخَلَفُ
في كُلّ يَوْمٍ عَدُوٌّ أنْتَ قَائِدُهُ
قَوْدَ الجَنيبِ، لِما عَسّفتَ مُعتَسِفُ
في السّلمِ دافِقَة ٌ، شُؤبوبُها خَضِلٌ
والروع بارقة ذو رعدها قصف
فمن شعاب ندى أمواهه دفع
وَمِنْ طِعَانِ قَناً آبَارُهُ خُسُفُ
تَغْدُو كأنّكَ، وَالهاماتُ طائِرَة ٌ
جانٍ مِنَ الحَنظَلِ العاميِّ يَنتَقِفُ
كأن سيفك ضيف الشيب ليس له
عَنِ الرّؤوسِ، إذا ما جاءَ، مُنصَرَفُ
فاستَأنِفُوا العِزَّ مُخضَرّاً زَمانُكُمُ
كأنما الدهر فيكم روضة أنف
وابقوا بقاء الدراري في مطالعها
إلاّ البُدورَ، فإنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَسعَى البِكارُ مُعَنّاة ً، وَقَد مَلكَتْ
تَسعَى البِكارُ مُعَنّاة ً، وَقَد مَلكَتْ
رقم القصيدة : 10172
-----------------------------------
تَسعَى البِكارُ مُعَنّاة ً، وَقَد مَلكَتْ
أولى الجمام عليها الجلة الشرف
إذا رأينا قوام الدين راكبها
فلَيسَ في ظَهرِها للقَوْمِ مُرْتَدَفُ
فَقُلْ لمُعتَسِفٍ يَرْجُو لَحَاقَهُمُ:
لبث فقد بلغوا العليا وما اعتسفوا
لَوَ أنّ عَينَ أبيكَ اليَوْمَ ناظِرَة ٌ
تَعَجّبَ الأصْلُ مِمّا أثمَرَ الطَّرَفُ
وَنَى عَنِ السّعيِ، فاستَرْعَى مساعِيَهُ
مدرباً بطريق المجد لا يقف
قد يسبق الخيل تاليها وإن كثرت
منها الفوارط يوم الجري والسلف
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قُلْ لأقنَى يَرْمي إلى المَجدِ طَرْفا
قُلْ لأقنَى يَرْمي إلى المَجدِ طَرْفا
رقم القصيدة : 10173
-----------------------------------
قُلْ لأقنَى يَرْمي إلى المَجدِ طَرْفا
ضَرِمٍ يُعجِلُ الطّرَائدَ خَطْفَا
طار يستشرف المواقع حتى
وجد العز موقعاً فأسفا
ومجاري الزمان خطباً فخطبا
سابقاً خطوه صرفاً فصرفا
لاثَ أبْطَالُهُ عَمَائِمَ بِيضاً
لبسوا تحتها قتيراً وزغفا
ـطّوْدَ يُمنَى بِ
هَا لَذَلّ وَخَفّا
قد كُفيتَ السّعيَ الطّوِيلَ، وَتأبَى(1/377)
أن يَرَى المَجدُ منك حِلساً وَقُفّا
بين جد بذّ الجدود فأوفى
وَأبٍ ضُمّنَ العَلاءَ، فَوَفّى
قامَ فيهِ يَلُفّ خَطباً بخطْبٍ
لا نَؤوماً، وَلا سَؤوماً ألَفّا
عقدوا بينكم وبين المعالي
قَبلَ يَعلو الرّجالُ عَقداً وَحِلفَا
رَكُبُوا صَعبَة َ العُلَى أوّلَ النّا
سِ، فمَن جاءَ بَعدَهم جاء رِدفَا
بيت جود تكفي النوائب فيه
وجفانُ القِرَى بهِ لَيسَ تُكْفَا
عندهُ النّارُ أوقدتْ باليلنجو
جي تُذكى عرفاً، وتُجزلُ عُرفا
قد بلاك الأعداء حلواً ومرا
وَبَلَوْا شِيمَتَيكَ لِيناً وَعُنْفَا
فراؤك الحسام قدا وقطا
إذا مَا ضَفَا عَلَيكَ وَرَفّا
حسبوها تصنعا فرأُوها
كل يوم تزداد ضعفا وضعفا
كَهلالِ السّحابِ ما غَابَ حَتّى
رَقّ عَنْ وَجهِهِ الغَمامُ فَشَفّا
خلق ثابت إذا غير الدهر
رجالاًً أخلاقهم تتكفا
إن تناسوا تذكر الجود طبعا
أو تولوا ثنى إلى المجد عطفا
في رِوَاقٍ مِنَ القَنَا لا تُرَى فيـ
ه لقد جاذب الزمام الأكفا
رَسَبُوا في غِمَارِها، وَلَوَ أنّ الـ
بعد ما غض ناظريه وأغفى
إنّ مِنْ ضَوْئِها لذِي التّاجِ تَاجاً
وَلِرَبّ الأطْوَاقِ طَوْقاً وَشَنفَا
فابق للخطب مقذيا منه عينا
كُلَّ يَوْمٍ، وَمُرْغِماً منهُ أنفَا
صل بفخر الملك الأغر حساما
تَجمَعِ المَاضِيَينِ عَضْباً وَكَفّا
داعم الملك يوم مال ولاقى
موجاناً من الخطوب ورجفا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ردوا الغليل لقلبي المشغوف
ردوا الغليل لقلبي المشغوف
رقم القصيدة : 10174
-----------------------------------
ردوا الغليل لقلبي المشغوف
وَخُذوا الكَرَى عَن ناظرِي المَطرُوفِ
وَدَعُوا الهَوَى يَقوَى عَليّ مُضَاعَفاً
أني على الأشجان غير ضعيف
وَلَقَدْ رَتَقتُ على العَذُولِ مَسامعي
وَصَمَمْتُ عَن عَذْلٍ وَعن تَعنِيفِ
أرْضَى البَطالَة َ أن تكُونَ قَلائِدِي
أبداً ولوم اللائمين شنوفي
هل دارنا بالرمل غير نزيعة
أم حيّنا بالجزع غير مخلوف(1/378)
فَلَقَدْ عَهِدْتُ بِهَا كَنافِرَة ِ المَهَا
من كل ممشوق القوام قضيف
سِرْبٌ، إذا استَوْقَفتُ في ظَبَيَاتِهِ
عَينيّ رُحْتُ عَلى جَوًى مَوْقُوفِ
يرعين أثمار القلوب تواركاً
مرعى ربيع بلالوى وخريف
كم بين أثناء الضلوع لهن من
قِرفٍ بِأظْفَارِ النّوَى مَقْرُوفَ
لا تأخذيني بالمشيب فإنه
تفويف ذي الأيام لا تفويفي
لو أستطيع نضوت عني برده
ورميت شمس نهاره بكسوف
كان الشباب دجنة فتمزقت
عَنْ ضَوْءِ لا حَسَنٍ، وَلا مألُوفِ
وَلَئِنْ تَعَجّلَ بالنُّصُولِ، فخَلْفَهُ
رَوْحاتُ سَوْفٍ للمَنُونِ عَنِيفِ
وإذا نظرت إلى الزمان رأيته
تعب الشريف وراحة المشروف
أوفيتُ مُعْتَلِياً عَلَيْكُمْ وَاضِعاً
ومجال كل موضع مضعوف
أعليَّ يستل الدني لسانه
سَيَذُوقُ مَوْبَى مَرْبَعي وَمَصِيفي
فيمن تعيرني بفيك رغامها
أبِتَالِدِي في المَجْدِ أمْ بطَرِيفي
ابمعشري وهم الأُولى عاداتهم
في الروع ضرب طلا وخرق صفوف
من كل وضاح الجبين مغامر
عِندَ العَظائِمِ، باسمِهِ مَهتُوفِ
وَإذا قَرَعتُ، فَهُمْ صُدُورُ ذَوَابلي
وَمِنَ العَدُوّ مَعَاقِلي وَكُهُوفي
فاذهب بنفسك حاسماً اطماعها
عَنْ صِلّ وَادٍ أوْ هِزَبْرِ غَرِيفِ
فلقد جررت على الزمان عوائدي
إني أدق زحوفه بزحوفي
هذا، وَقَوْمُكَ بَينَ قاذِفِ مَعشَرٍ
كَذِباً، وَبَينَ مُلَعَّنٍ مَقْذُوفِ
لا المجد في أبياتهم بمعرق
يوماً ولا لهم الندى بحليف
قَبْلي سَقَاكَ أبي كُؤوسَ مَذَلّة ٍ
ولتشربن بيدي كؤوس حتوف
ذاكَ الثِّقَافُ يُقِيمُ كُلَّ مُمَيَّلٍ
وَأنَا الجُرَازُ أقُدّ كُلّ صَلِيفِ
فَحَذارِ إنْ شَبّ الفَنِيقُ لِحَاظَهُ
وتقاربت أنيابه لصريف
خل الطريق لمجمر أخفافه
مَاضٍ عَلى سَنَنِ الطّرِيقِ مُنِيفِ
وَلضَيغَمٍ يَطَأُ الرّجَالَ، غُلُبَّة ً
بقنا من الأنياب أو بسيوف
وَاشدُدْ حَشَاكَ فَلَستَ تَطمَحُ خالياً
إلا بدا لك موقفي ووقوفي
وإذا رميت من الحذار بمقلة
في الجَوْ رَاعَكَ في السّمَاءِ حَفيفي(1/379)
أهوى إلى فرص يسوءُك غبها
مُتَسَرّعاً كَالأجْدَلِ الغِطْرِيفِ
كَيداً يُرِي أنْ لا دَعيّ أُمَيّة ٍ
قدمي على قمر السماء الموفي
ووليتكم فحززت في عيدانكم
حَتّى أقَامَ مُمِيلَهَا تَثْقيفي
وفطمتكم بالزجر عن عاداتكم
وَرَدَدْتُ مُنكَرَكُمْ إلى المَعرُوفِ
عَفُّ السّرِيرَة ِ لَمْ تُلَطّ لِرِيبَة ٍ
يوماً عليّ مغالقي وسجوفي
فلَئن صُرِفتُ فلَستُ عن شَرَفِ العُلى
ومقاعد العظماءِ بالمصروف
وَلَئِنْ بَقيتُ لَكُمْ، فإنّي وَاحِدٌ
أبداً أقوّم منكم بأَلوف
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رِدِي مُرَّ الوُرُودِ وَلا تَعافي
رِدِي مُرَّ الوُرُودِ وَلا تَعافي
رقم القصيدة : 10175
-----------------------------------
رِدِي مُرَّ الوُرُودِ وَلا تَعافي
فَمَا يَنْأى بيَوْمِكِ أنْ تَخَافي
فَطَوْراً تُعرَضِينَ عَلى زُلالٍ
وَطَوْراً تُعرَضِينَ عَلى ذُعَافِ
ومن يشرب بصاف غير رنق
يَرِدْ يَوْماً برَنْقٍ غَيرِ صَافي
غمست يديَّ في أمر فمن لي
وأين بنزع كفي وانكفافي
كَفَاني أنّني حَرْبٌ لقَوْمي
وذلك لي من الضراء كاف
حطمت صعادهم حتى استقاموا
مُجَاوَزَة ً بِهِمْ حَدَّ الثِّقَافِ
فَصِرْتُ لِذَمّهِمْ غَرَضاً رَجِيماً
يراموني بمثل حصى القذاف
وأكذب بالتصوّن مدعيهم
والجم فائليهم بالعفاف
وَلَوْ أنّي أطَعْتُ الرُّشْدَ يَوْماً
لابدلت التحامل بالتجافي
وَأغضَيتُ اللّوَاحِظَ عَنْ ذُنُوبٍ
وموضعها لعيني غير خاف
ولكن الحمية فيَّ تأبى
قَرَارِي للرّجَالِ عَلى التّكَافي
وانظر سبة وعظيم عار
رضايَ من المنازع بالكفاف
ولو أني رميت أصاب سهمي
ولكني أنقب عن شغافي
فما سهمي السديد من النوابي
ولا باعي الطويل من الضعاف
وَلي أنفٌ كَأنفِ اللّيثِ يَأبَى
شميمي للمذلة واستيافي
وقد عرف العدى وبلوا قديما
خطاي إلى المنايا وازدلافي
لي العزم الذي قد جربوه
يَقُدُّ مَضَارِبَ البِيضِ الخِفَافِ
وربط الجأش والاقدام ذل
يزلزلها الردى يوم الوقاف(1/380)
وَقَدْ كَلّتْ صَوَارِمُهَا وَمَلّتْ
عرانين القنى من الرعاف
فعال أغر ريان العوالي
من الأعداء ملآن الصحاف
يُضِيفُ، فَلا يُمَيّزُ مَنْ يَرَاهُ
أمَارَاتِ المُضِيفِ مِنَ المُضَافِ
إذا عُدّ المَنَاقِبُ جَاءَ بَيْتي
يَجُرُّ ذُيُولَ أحسَابٍ ضَوَافي
أقِلّوا، لا أبَا لَكُمُ، وَخَلّوا
مطاعنة الأسنة بالأشافي
فَقَدْ مُدّتْ غَيَابَاتُ المَخَازِي
عَلى عَرَصَاتِكُمْ مَدَّ الطِّرَافِ
صفوت لكم فرنقتم غديري
وأي مضاغن رجع المصافي
وَيُوشِكُ أنْ يُقَامَ عَلى التّقَالي
أنابيب رجعن إلى التصافي
مضى زمن التمازح والتداني
وذا زمن التزايل والتنافي
لئن أعلى بنائكم اصطناعي
فسَوْفَ يَثُلُّ عَرْشَكُمُ انحِرَافي
أداوي دائهم فيزيد خبثاً
وليس لداء ذي البغضاء شاف
حَنَوْتُ عَلَيهِمُ وَلَرُبّ حَانٍ
على جان وإن بعد التلافي
فما قلبي وإن جهلوا بقاس
ولا حلمي وإن قطعوا بهاف
فما تغني القوادم من جناح
تحَامَلَ، إنْ قَعَدْنَ بهِ الخَوَافي
وعندي للزمان مسومات
من الأشعار تخترق الفيافي
قَصَائِدُ أنْسَتِ الشّعَرَاءَ طُرّاً
عوائهم على أثر القوافي
بوارد للغليل كان قلبي
يعب بهن في برد النطاف
أسُرّ بِهِنّ أقْوَاماً، وَأرْمي
أُقَيْوَاماً، بِثَالِثَة ِ الأثَافي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وفى بمواعيد الخليط وأخلفوا
وفى بمواعيد الخليط وأخلفوا
رقم القصيدة : 10176
-----------------------------------
وفى بمواعيد الخليط وأخلفوا
وكم وعدوا القلب المعنى ولم يفوا
وَما ضَرّهُمْ أنْ لمْ يَجُودوا بمُقنعٍ
من النيل اذمنوا قليلاً وسوفوا
أفي كل يوم لفتة ثم عبرة
على رسم دار أو مطيٌّ موقف
وركب على الأكوار يثني رقابهم
لداعي الصِّبَا، عَهدٌ قَديمٌ وَمألَفُ
فمِنْ وَاجِدٍ قَدْ ألزَمَ القَلْبَ كفَّه
وَمِنْ طَرَبٍ يَعلُو اليَفَاعَ وَيُشرِفُ
ومستعبر قد اتبع الدمع زفرة
تكاد لها عوج الضلوع تثقف
قضَى ما قضَى مِنْ أنّة ِ الشّوْقِ وَانثنى(1/381)
بدار الجوى والقلب يهفو ويرجف
ولم تغن حتى زايل البعد بيننا
وَحَتّى رَمَاناً الأزْلَمُ المُتَغَطرِفُ
كَأنّ اللّيَالي كُنّ آلَيْنَ حَلْفَة ً
بأن لا يرى فيهن شمل مؤلف
ألَمّ خَيَالُ العَامِرِيّة ِ بَعدَمَا
تبطننا جفن من الليل أوطف
يُحَيّي طِلاحاً حِينَ هَمّوا بوَقعَة ٍ
تَهَاوَوْا عَلى الأذْقَانِ مِمّا تَعَسّفُوا
وقيدين قد مال النعاس بهامهم
كما أرعشت أيدي المعاطين قرقف
أعارِيبَ لا يَدرُونَ ما الرّيفُ بالفَلا
ولا يغبطون القوم أما تريفوا
رَذاياً هَوًى إنْ عَنّ بَرْقٌ تَطاوَلُوا
وإن عارضوا الطير الغوادي تعيفوا
تَوَاركَ للشّقّ الذي هُوَ آمِنٌ
نوازل بالأرض التي هي أخوف
أيَا وَقفَة َ التّوْديعِ هَلْ فيكِ رَاجعٌ
إشارته ذاك البنان المطرف
وَهَلْ مُطمِعي ذاكَ الغَزَالُ بلَفتَة ٍ
وإن ثور الركب العجال وأوجفوا
عشية لا ينفك لحظة مبهت
مُرَاقَبَة ً مِنّا، وَدَمْعٌ مُكَفْكَفُ
فلله من غنى الحداة ورائه
ولله ما ورى العبيط المسجف
وَسَائِلَة ٍ عَنّي كَأنّيَ لَمْ ألِجْ
حمى قومها واليوم بالنقع مسدف
لَئِنْ كنتُ مَجهُولاً بذُلّيَ في الهَوَى
فَإنّي بعِزّي عندَ غَيرِكِ أعرَفُ
فَلا تَعجَبي أنّي تَعَرّقَني الضّنَى
فإن الهوى يقوى عليَّ وأضعف
يقرع باسمي الجيش ثم يردني
إلى طَاعَة ِ الحَسنَاءِ قَلبٌ مُكَلَّفُ
سَلي بي ألَمْ أنْغَلّ في لَهَوَاتِهَا
وفحل المردى دوني بنابيه يصرف
سَلي بي ألمْ أحمِلْ على الضّيمِ ساعدي
وَقَد ثُلِمَ المَاضِي، وَرُضّ المُثَقَّفُ
سَلي بي ألَمْ أثْنِ الأعِنّة َ ظَافِراً
تحدث عن يومي نزار وخندف
وَحَيٍّ تَخَطّتْ بي أعَزَّ بُيُوتِهِ
صدور المواضي والوشيج المرعف
سَلي بي ألمْ أصْبِرْ على الظّمءِ بَعدَمَا
هوى بالمهارى نفنف ثم نفنف
وَكُلُّ غُلامٍ مِلْءُ دِرْعَيْهِ نَجدَة ٌ
وَلَوْثَة ُ أعرَابِيّة ٍ وَتَغَطْرُفُ
عَلى كُلّ طَاوٍ فيهِ جَدٌّ وَمَيْعَة ٌ
وطاوية فيها هباب وعجرف(1/382)
وَقَدْ أُتبِعَتْ سُمرُ العَوَالي زِجَاجَها
وحن من الأنباض جزع معطف
فإن تسمعوا صوت المرنات تعلموا
بمن جعلت تدعو النواعي وتهتف
لَنَا الدّوْلَة ُ الغَرّاءُ، ما زَالَ عندَها
من الجَوْرِ وَاقٍ أوْ من الظّلمِ مُنصِفُ
بعيدَة ُ صَوْتٍ في العُلى ، غَيرُ رَافِعٍ
بِهَا صَوْتَهُ المَظْلُومُ وَالمُتَحَيَّفُ
وَنَحنُ أعَزُّ النّاسِ شَرْقاً وَمَغرِباً
وأكرم أبصار على الأرض تطرف
بنواكل فياض اليدين من الندى
إذا جَادَ ألغَى ما يَقُولُ المُعَنِّفُ
وكل محيا بالسلام معظم
كثير إليه الناظر المتشوف
وَأبْيَضَ بَسّامٍ كَأنّ جَبينَهُ
سنا قمر أو بارق متكشف
حَيِيٌّ، فإنْ سِيمَ الهَوَانَ رَأيتَهُ
يَشّدُّ ولا ماضِي الغِرَارَينِ مُرْهَفُ
لَنَا الجَبَهاتُ المُستَنيرَاتُ في العُلى
إذا التثم الأقوام زلا وأغدفوا
أبُونَا الذي أبدَى بِصِفّينَ سَيفَهُ
ضُغَاءَ ابنِ هِندٍ، وَالقَنا يتَقَصّفُ
ومن قبل ما أبلى ببدر وغيرها
وَلا مَوقِفٍ إلاّ لَهُ فيهِ مَوقِفُ
ورثنا رسول الله علويّ مجده
ومعظم ما ضم الصفا والمعرف
وعند رجال أنَّ جل تراثه
قَضِيبٌ مُحَلًّى ، أوْ رِداءٌ مُفَوَّفُ
يُرِيدُونَ أنْ نُلْقي إلَيهِمْ أكُفَّنَا
وَهِن دَمِنا أيديهِمُ، الدّهرَ، تَنطِفُ
فلله ما أقسى ضمائر قومنا
لَقَدْ جاوَزُوا حَدّ العُقوقِ وَأسرَفُوا
يضنون أن نعطي نصيبنا من العلا
وَقَدْ عالجُوا دَيْنَ العُلى وَتَسَلّفُوا
وهذا أبي الأدنى الذي تعرفونه
مُقَدَّمُ مَجْدٍ أوّلٌ وَمُخَلَّفُ
مُؤلِّفُ مَا بَينَ المُلُوكِ إذا هَفَوْا
وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا
إذا قالَ: رُدّوا غاربَ الحِلمَ رَاجَعُوا
وَإن قال: مهلاً بعضَ ذا الجَدّ وَقّفُوا
وَبالأمسِ لمّا صَالَ قادِرُ مُلْكِهِمْ
وأعرض منه الجانب المتخوف
تلافاه حتى سامح الضغن قلبه
وأسمح لما قيل لا يتألف
وَكَانَ وَليُّ العَقْدِ وَالعَهْدِ بَيْنَهُ
وبين بهاء الملك يسعى ويلطف
ولما التقى نجوى عقيل لنبوة(1/383)
ومد لهم حبل من الغدر محصف
لَوَى عِطفَهُ ليَّ القنيّ رِقَابَهُمْ
وَلَوْ لِسِوَاهُ استَعطَفُوا ما تَعَطّفُوا
وَسَلْ مُضَراً لمّا سَمَا لدِيَارِهَا
فَهَبّ وَنَامَ العَاجِزُ المُتَضَعَّفُ
تَوَلّجَها كالسّيْلِ صُلْحاً وَعَنوَة ً
فأبقى وَرَدّ البِيضَ ظَمأى تَلَهّفُ
لَهُ وَقَفَاتٌ بالحَجيجِ شُهُودُهَا
إلى عقب الدنيا منى والمخيّف
وَمِنْ مَأثُرَاتٍ غَيرَ هاتيكَ لم تَزَلْ
لهَا عُنُقٌ عالٍ عَلى النّاسِ مُشرِفُ
حمى فاه عن بُسط الملوك وقد كبت
عَلَيها جِبَاهٌ مِنْ رِجَالٍ وَآنُفُ
زِمَامُ عُلاً لَوْ غَيرُهُ رَامَ جَرّهُ
لسَاقَ بهِ حَادٍ من الذّلّ مُعنِفُ
جرى ما جرى قبلي وها أنا خلفه
إلى الأمد الأقصى أغذ وأوجف
ولولا مراعاة الأبوَّة جزته
ولكنْ لغير العجز ما أتوقف
حذَفتُ فُضُولَ العَيشِ حتّى رَددتُها
إلى دُونِ ما يَرْضَى بِهِ المُتَعَفِّفُ
وَأمّلْتُ أنْ أجرِي خَفيفاً إلى العُلَى
إذا شِئتُمُ أنْ تَلحَقُوا فتَخَفّفُوا
حلفت برب البدن تدمى نحورها
وبالنفر الأطوار لبّوا وعرّفوا
لأبتذلنَّ النفس حتى أصونها
وغيريَ في قيد من الذل يرسُف
فقد طالما ضيّعت في العيش فرصة
وهل ينفع الملهوف ما يتلهف
وإن قوافي الشعر ما لم أكنْ لها
مُسَفسَفَة ٌ، فيها عَتيقٌ وَمُقرِفُ
أنَا الفَارِسُ الوَثّابُ في صَهَوَاتِهَا
وكل مجيد جاء بعديَ مردف
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
رقم القصيدة : 10177
-----------------------------------
أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
بَعدَ النّوَى ، وَجَوَانحاً تَجِفُ
وَحَشاً، إذا ذُكِرَ الفِرَاقُ هَفَا
في جانبيه الشوق والأسف
فُجِعَتْ بِعِلْقِ مَضَنّة ٍ يَدُهُ
فأقَامَ لا عِوَضٌ، وَلا خَلَفُ
كالنّاشِطِ امتَنَعَتْ مَوَارِدُهُ
وَنَأتْ عَلَيْهِ الرّوْضَة ُ الأُنُفُ
أُنْسٌ تَنَاقَصَ مَعْ تَكَامُلِهِ
لا بَدْعَ إنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ(1/384)
لا يُبْعِدِ اللَّهُ الّذينَ نَأوْا
وقفوا الغرام بنا وما وقفوا
أيَّ القُوَى قَطَعُوا، وَأيَّ دَمٍ
سَفَكوا، وَأيَّ جِرَاحَة ٍ قَرَفُوا
لم أنس موقفنا ووقفتهم
بَعدَ النّوَى ، وَدُمُوعُنا تَكِفُ
مُتَساكِتِينَ مِنَ الوُجُومِ، وَقد
نَطَقَتْ عَلَينا الأدمُعُ الذُّرُفُ
يا رَاكِبَ الكَوْمَاءِ، غَارِبُها
كالطود أوفى فوقه الشعف
يطأُ الظلام على مفارقه
والليل في أجفانه وطف
ذرع الدجا وطوى خميصته
ولها على قمم الربى كفف
حَتّى نَضَا الإظْلامُ صَيغَتَهُ
وَطَوَاهُ جَوْنُ اللّيلِ مُنكَشِفُ
ماض إذا أهوى به كنف
من جنح ليل ضمه كنف
أبْلِغْ فَتَى حَمْدٍ مُذَكَّرَة ً
تنقدّ منها البيض والزغف
نفثات مكروب ألظّ به
حرّ الجوى وعلا به الكلف
مَا كَانَ أسرَعَ مَا نَبَا زَمَنٌ
وَتَكَدّرَتْ مِنْ وُدّنَا نُطَفُ
حبل غدا بأكفّنا طرف
مِنهُ، وَفي أيدِي النّوَى طَرَفُ
هل حسن ذاك الدهر مرتجع
أم طيب ذاك العيش مؤتنف
أمْ هَلْ يُبَاحُ الوِرْدُ ثَانِيَة ً
ويلذ برد الماء مرتشف
لهفي على ذاك الزمان وهل
يثني زماناً ماضياً لهف
انْبَتّ بَعدَكَ حَبلُنا، وَحَدَتْ
كُلاًّ لِطِيّتِهِ نَوًى قُذُفُ
وَانْفَكّ سِلْكُ نِظَامِنا، بَدَداً
ولقد عنينا وهو مؤتلف
وتجنب البتيّ جانبنا
ونبا فلا ودّ ولا شعف
وقلى مجالسنا ومال به
عِطْفٌ إلى البَغضَاءِ مُنعَطِفُ
وأزيح ذاك الأنس أجمعه
وأميط ذاك البر واللطف
جعل الوصية تحت أخمصه
وأتى الإساءة وهو معترف
إنّا نَذُمُّ إلَيْكَ خُلّتَهُ
فَهوَ المَلُولُ الغَادِرُ الطَّرِفُ
فَلَعَلّنَا، وَلَعَلّ مُطْمِعَة ً
يَوْماً بقُرْبِكَ مِنهُ نَنْتَصِفُ
فسقى ليالينا التي سلفت
فرط من الأنواء أو سلف
يحدى بسوط الريح تحفزه
هَفّافَة ٌ في سَوْقِهَا عَنَفُ
نتج الصباح عشاره سبلا
جواداً وألقح شوله السدف
نَدعُوكَ حينَ الشّملُ مُنشَعِبٌ
فَتَلافَنَا، وَالرّأيُ مُختَلِفُ
إن لم تقم تلك الغصون غدا
منهن منآد ومنقصف(1/385)
لا تَحْسَبَنْ قَوْلي مُمَاذَقَة ً
وَجدِي ببُعدِكَ فَوْقَ ما أصِفُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جرعتني غصصاً ورحت مسلما
جرعتني غصصاً ورحت مسلما
رقم القصيدة : 10178
-----------------------------------
جرعتني غصصاً ورحت مسلما
فلأسقينك مثلها أضعافا
إن نجتمع يوماً أكن لك جذوة
حَمْرَاءَ، تُوسِعُ جَانِبَيكَ ثِقَافَا
أنسَى التِفَاتي لا أرَاكَ وَرَجعَتي
أبكي الدّيَارَ، وَأنْدُبُ الأُلاّفَا
أنسَى ارْتِفَاقي، وَالعُيُونُ هَوَاجعٌ
وَجَوَانبي عَنْ مَضْجَعي تَتَجَافَى
أنسَى اشتِمَالي بالسَّقَامِ مُقِيمَة ً
عندي عقائله وأنت معافى
كَمْ قد أرَدْتُ على التّبَدّلِ خَاطرِي
فإني وازغ عن البديل وعافى
ورقبته فرأيته متمنعاً
وَبَعَثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ وَقّافَا
وَعَذَرْتُهُ بَعْدَ الإبَاءِ لأِنّهُ
ظن الذي يطرى كأنتَ فخافا
ولقد جنيت عليّ عمداً لا كمن
عَرَفَ الجِنَايَة َ مُخطِئاً فَتَلافَى
مَا هَكَذا مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أنّهُ
عَينُ الصّديقِ وَلا كَذا مَن صَافَى
هَبْ لمْ يَكُنْ لكَ بالوَفَاءِ عَوَائِدٌ
أتُرَاكَ مَا أحسَنْتَ أنْ تَتَوَافَى
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ وَفَيْتُ لغادِرٍ
نَقَضَ العُهُودَ وَضَيّعَ الأحْلافَا
لا كُنتُ مِنْ رَيْبِ الزّمَانِ بِسَالِمٍ
إن كنت تسلم من يدي كفافا
بل لا التَذَذْتُ مِنَ الزّمانِ بشَرْبَة ٍ
إنْ لم أُعِضْكَ من الزُّلالِ ذُعَافَا
إنْ حَافَ لي دَهْرٌ عَلَيْكَ، فَطالمَا
مال الزمان عليَّ فيك وحافا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كُلُّ شيءٍ مِنَ الزّمانِ طَرِيفُ
كُلُّ شيءٍ مِنَ الزّمانِ طَرِيفُ
رقم القصيدة : 10179
-----------------------------------
كُلُّ شيءٍ مِنَ الزّمانِ طَرِيفُ
وَاللّيَالي مَغَانِمٌ وَحُتُوفُ
لا يبذ الهموم إلا غلام
يَرْكَبُ الهَوْلَ، وَالحُسامُ رَديفُ
كلما حزّت النوائب فينا
اطلعتنا على الكلوم القروف
يا أبَا الفَضْلِ، وَالأُمُورُ فُنُونٌ(1/386)
تبعث الهم والخطوب صروف
وَحِفاظي كمَا عَلِمتَ، وَلَكِنْ
أنْكَرَ الغَدْرَ وُدّيَ المَعرُوفُ
إنما الغدر في الرجال أذب
إنْ تَأمّلْتَ، وَالوَفَاءُ أَلُوفُ
ما يذل الزمان بالفقر حرا
كَيفَ ما كانَ فالشّرِيفُ شَريفُ
إنْ تَكَرّمْتَ، فالخَليلُ كَرِيمٌ
أو تمنعت فالملول عنيف
أوْ يكُنْ أنكَرَ الإخَاءَ قَدِيماً
منك قلب فإن قلبي عروف
كَ، فأينَ التّكَرّمُ المَألُوفُ
إنّمَا البِرُّ مَنْزِلٌ مَألُوفُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقعدتنا زمانة وزمان
أقعدتنا زمانة وزمان
رقم القصيدة : 10180
-----------------------------------
أقعدتنا زمانة وزمان
جَائِرٌ عَن قَضَاءِ حَقّ الشّرِيفِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كَمْ ذَميلٍ إلَيكُمُ وَوَجِيفِ
كَمْ ذَميلٍ إلَيكُمُ وَوَجِيفِ
رقم القصيدة : 10181
-----------------------------------
كَمْ ذَميلٍ إلَيكُمُ وَوَجِيفِ
وَصُدُودٍ عَنّا لَكُمْ وَصُدُوفِ
وغرام بكم لو أن غراماً
جرّ نفعاً للواجد المشغوف
كُلَّ يَوْمٍ وَداعُ رَكْبٍ عِجَالٍ
بالنّوَى أوْ عَنَاءُ رَكبٍ وُقُوفِ
ـتَ وَأخلَيتَ لي مَكانَ الرّديفِ
وطويل على الديار وقوفي
لمْ يُثَقِّفْ عُودي الزّمانُ، وَلكنْ
ضج عود الزمان من تثقيفي
قلت للدهر يوم رام اختداعي
عن جناني الماضي ونفسي العزوف
ونزاع يهفو إليه يلبي
هفوات المصرصر الغطريف
إنّ شَكْوَاكَ للزّمَانِ مُبِينٌ
لي على قدر عقله المضعوف
والحظوظ البلهاء من ذي الليالي
أنكَحَتْ بنتَ عامرٍ مِنْ ثَقِيفِ
إن حرمت الرزق الذي نال منه
فدواء العييّ داء الحصيف
عمل فاضح وأجمل من بعض
الولايات عطلة المصروف
فاصطبر للخطوب رب اصطبار
شق فجراً من ليلهن المخوف
إنّمَا نَلْبَسُ الدّرُوعَ ثِقَالاً
لرُجُوعٍ إلى خِفافِ الشُّفُوفِ
إن أوْلى بالصّبرِ إن حُرّجَتْهُ
مَنْ حَشَاهُ مِنها كثيرُ القُرُوفِ
قِرَّ عَيْناً بطارِقاتِ الشّكَايَا
ما تَجافَتْ مُطَرِّقاتُ الحُتُوفِ(1/387)
كلما كان زائد العقل أمسى
ناقصاً من تليده والطريف
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَضَتِ المَنازِلُ يَوْمَ كَاظِمَة ٍ
قَضَتِ المَنازِلُ يَوْمَ كَاظِمَة ٍ
رقم القصيدة : 10182
-----------------------------------
قَضَتِ المَنازِلُ يَوْمَ كَاظِمَة ٍ
أن المطي يطول موقفها
لمع من الأطلال يحزننا
محتلها البالي ومألفها
سبقت مدامعها برشتها
مِن قَبلِ أن يُومي مُكَفكِفُهَا
وَتَكَلّفَتْ مِنْ صَوْبِ ماطِرِها
فوق الذي يرجو مكلفها
إن كنت انفدت الدموع بها
فالوَجْدُ بَعْدَ اليَوْمِ يُخلِفُهَا
لا مِنّة ٌ منّي عَلى طَلَلٍ
ديمٌ طلاع العين أذرفها
وَلَوَاعِجٌ نَفَسِي يُنَفِّسُهَا
وبلابل دمعي يخففها
ظعنوا فللأحشاء مذ طعنوا
حرق تعسفها وتعسفها
لا تَنْشُدَنّ الدّارَ بَعْدَهُمُ
إنّي عَلى الإقْوَاءِ أعرِفُهَا
وَعَلامَة ٌ للشّوْقِ أُضْمِرُهُ
طربي إلي الإيقاع أشرفها
في كُلّ يَوْمٍ لي غَرِيمُ هَوًى
يلوي الديون ولا يسوفها
رفقاً بقلبي يا أبا حسن
العين منك وأنت تطرفها
فكأنني بعلائق شعب
قد زال عن أمم تألفها
ومقومات من غصون هوى
يَعْوَجُّ أطْوَاراً مُثَقِّفُهَا
في القلب منك جراحة أبداً
ما زلت أدملها وتفرقها
كم من معاقد بت تفسخها
ومواعد بالقرب تخلفها
أما الحفاظ فأنت تمطله
والمحفظات فأنت تسلفها
سأَروم عصف النفس عنك وإن
كان الغرام إليك يعطفها
وَلَطَالَمَا استَصْرَفْتُهَا مَلَلاً
وَلَئن صَحَوْتُ فسَوْفَ أصرِفُهَا
وإذا طلبت بها السلو أبى
إلاّ النّزَاعَ إلَيْكَ مُدْنِفُهَا
فَكَأنّ مُنْسيَهَا يُذَكِّرُهَا
أوْ مَا يُؤسّيها يُسَوِّفُهَا
تمضي ونحوكم تلفتها
وَإلى لِقَائِكُمُ تَشَوّفُهَا
فهواكم والشوق يعذرها
وَذَمِيمُ فِعْلِكُمُ يُعَنّفُهَا
هل يعطفنكم توجعها
أوْ يُقْبِلَنّ بِكُمْ تَلَهُّفُهَا
فاستَبقِ مِنْهَا مَا يُضَنّ بِهِ
تِلْكَ الصّبَابَة ُ أنتَ تَرْشُفُهَا
لا تأمننْها إن أسأت بها
هي ما علمت وأنت تعرفها(1/388)
إنْ كَانَ يُطْمِعُكُمْ تَذَلُّلُها
فلسوف يفزعكم تغطرفها
ولئن غلا فيكم تهالكها
فليكثرن عنكم تعففها
سأروغ عن ورد الهوان به
هي غرفة لا بد أغرفها
إن الهضيمة إن أقاد لها
قِدْرٌ لَعَمْرُكَ لا أُؤَثِّفُهَا
يدنو بنفسي لينها كرما
وَيَبِينُ عِنْدَ الضّيمِ عَجْرَفُهَا
قَسَماً برَبّ الرّاقِصَاتِ هَوًى
أمم البناء العود موجفها
يطلبن رابدة الظليم إذا
طرق الظلام أضل مسدفها
بلَغتْ على عَلَلِ السُّرَى ، وَغدتْ
وَمِلاؤهَا بالبُدْنِ نَصّفَهَا
يغدو على الأرقال مؤتدماً
مِنْ نَيّهَا العَاميِّ نَفنَفُهَا
ينجو على رمق مقدمها
وَيُقيمُ مَعْذُوراً مُخَلَّفُهَا
وبحيث جعجعت العريب ضحى
مثل الحنيّ بلى معطّفها
وبفضل ما أوعى محصبها
وَأقَرّ مِنْ قِدَمٍ مُعَرَّفُهَا
إني على طول الصدود لكم
كالنّفْسِ مَأمُونٌ تَحَيُّفُهَا
أرْضَى وَأغضَبُ في حبابِكُمُ
ورقاب ودي لا أصرّفها
جَاءتْكُمُ أسَلاً مُشَرَّعَة ً
مُتَوَقَّعاً فيكُمْ تَقَصّفُهَا
قد بات فيها قائل صنع
يَهْمي لهَاذِمَهَا وَيُرْهِفُهَا
أعزز عليَّ بأن يكون لكم
بالأمس ثقفها مثقفها
وَبَرَاقِعاً للعَارِ ضَافِيَة ً
يَبقَى عَلى الأيّامِ مُغْدِفُهَا
يجلى لأعينكم مشوهها
وَلقَد يكُونُ لَكُمْ مُفَوَّفُهَا
إن تستعيذوا من توسطها
أعرَاضَكُمْ، فكَفَى تَطَرّفُهَا
فتَزَاجَرُوا مِنْ قَبلِ أنْ تَرِدُوا
بموارد ...... ترشفها
وتغنموا بطاء عارضها
مِنْ قَبلِ أن يَمرِيهِ حَرْجَفُهَا
فلترجعوا أمما تلومها
ولتقلعوا ندما توقفها
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقُولُ لهَا بَينَ الغَدِيرَينِ وَالنّقَا
أقُولُ لهَا بَينَ الغَدِيرَينِ وَالنّقَا
رقم القصيدة : 10183
-----------------------------------
أقُولُ لهَا بَينَ الغَدِيرَينِ وَالنّقَا
سواد الدجى بيني وبين المناصف
خذي الجانب الوحشي لا تتعرضي
لِحَيٍّ حِلالٍ باللّوَى وَالأصَالِفِ
أمامَكِ! إنّ الخَوْفَ حادٍ مُشَمِّرٌ(1/389)
وَما للمَطَايا مثلُ حادي المَخاوِفِ
فَمَرّتْ تَظُنّ النِّسعَ صَوْتاً أُجيلُهُ
فلا عذر إلا تتقي بالعجارف
وقعت بها في أول الفجر وقعة
غِشَاشاً، كمَا أقضِي ألِيّة َ حَالِفِ
وَأشْمَمْتُهَا رَمْلَ الأُنَيعِمِ غُدوَة ً
فسافت بأنف منكر غير عارف
أحمّلها الشوق القديم فتنبري
باجلا دعاني القلب جم المشاغف
كثير التفات الطرف في كل مذهب
بأنة مصدور على البين لاهف
إذا مَا دَعَاهُ الشّوْقُ رَاوَحَ كَفَّهُ
على لاعج في مضمر القلب لاطف
أعَادَ لَهُ البَرْقُ الحِجازِيُّ مَوْهِناً
عقابيل أيام اللقاء السوالف
كأنّ بهِ مِن خَطبِ ظَميَاءَ غُصّة ً
يَسيغُ شَجَاها بالدّمُوعِ الذّوَارِفِ
كان أثيوابي على ذئب ردهة
دني الليل فاستثنى رياح التنائف
أُقَوّمُهَا، حَتّى إذا قِيلَ رَاكِبٌ
تَظَالَعْتُ مَرَّ المَائِلِ المُتَجانِفِ
عسفنا بأرقال المطي وطالما
صَبَرْنا عَلى ضَيمِ العِدى وَالمَخاسِفِ
وما سرني أني أقيم على الأذى
وَأنّي بِدارِ الهُونِ بَعضُ الخَلائِفِ
فجوبي الملا أو جاوري بي ربيعة
وأسرة عيلان الطوال الغطارف
مِن البيضِ، غُرّانِ المَجالي، إذا انتدوا
بدا لك بسامون شم المراعف
هُناكَ إذا استَلْبَسْتِ أُلبِسْتِ فيهِمُ
جَناحَيْ عَتيقٍ آمِنِ الظّلّ وَاجِفِ
بحَيْثُ إذا أعطَى الذّمَامُ حِبَالَة ً
علقت بها غير البوالي الضعائف
إذا مَا طَلَعتِ النّقْبَ، وَاللَّيلُ دونَه
أمنت العدى إلا تلفت خائف
نَجَوْتِ فكَمْ مِنْ عَضّة ٍ في أنامِلٍ
عليك ولهف من قلوب لواهف
أتوعدني بالقارعات بجيلة
لَقَدْ ذَلّ مَنْ عَرّضْتُمُ للمَتَالِفِ
إذا غَضِبُوا للأمْرِ كَانَ وَعيدُهُمْ
حبيق الألايا وارتعاد الروانف
لَهُمْ نَبَعَاتُ الشّرّ يَنْتَبِلُونَها
ضُرُوباً، فمِنْ بادي عُقُوقٍ وَرَاصِفِ
مَجَاهيلُ أغفَالٌ، إذا مَا تَعرّضُوا
بأحْسَابِهِمْ أنْكَرْتَهُمْ بالمَعارِفِ
وكم أسرة من غيركم ذات شوكة
دبينا إلى عيدانهم بالقواصف
عطفنا إليها بالعوالي أسنة(1/390)
شُرُوعاً كأذنابِ الغِظاءِ الدّوَالِفِ
وَعُدْنا بِها حُمراً تَقيءُ صُدُورُها
دماء العدى قطر الأنوف الرواعف
وَكنّا، إذا داعٍ دَعَا لِوَقيعَة ٍ
سَحَبْنَا لهَا الأرْماحَ سَحبَ المَطارِفِ
عَجِبتُ لذِي لَوْنَينِ خالَطَ شِيمَتي
فكشفت منه مخزيات المكاشف
ضممت يدي منه وكانت غباوة
على ضرب مردود من الورق زائف
يخاوص عين النار خوفا من القرى
إذا نارُ قَوْمٍ أُوقِدَتْ بالمَشَارِفِ
وَإنْ آنَسَ الأضْيَافَ صَمّتَ كَلبَه
وطأطأ أعناق المطي الصوارف
نَبَذْتُكَ نَبذَ السّنَ بَعدَ انفِصَامِها
وَإنّي لَمِجْذامُ القَرِينِ المُخَالِفِ
إذا المروء مضته قذاة بطرفه
فغَيرُ مَلُومٍ إنْ رَمَاهَا بحَاذِفِ
وَمَا أنْتَ مِنْ جَدّي فيُرْجِعَ رَاجعٌ
من الرحم البلهاء بعض العواطف
حَلَفْتُ بمَنْ عَجَّ المُلَبّونَ باسمِهِ
عَجيجَ المَطايَا مِنْ مِنًى وَالمَوَاقِفِ
عجافاً كأوتار الحنايا من الطوى
على مثل أعجاس القسي العطائف
طَوَى الضُّمرُ من أجوَافِها بعدما انتهتْ
ثَمَائِلُهَا، طَيَّ البُرُودِ اللّطَائِفِ
تَرَى كلّ مَجهودٍ، إذا مَنّه السُّرَى
أكَبّ عَلى السّرْجينِ إكبابَ رَاعِفِ
وَرَبِّ الهَدايَا المُشعَرَاتِ نَكُبّهَا
عجالا ورب الراقصات الخوانف
وَما بالصّفَا مِنْ حالِقٍ وَمُقَصِّرٍ
ومن ماسح ركن العتيق وطائف
وَسَاعٍ إلى أعْلامِ جَمْعٍ، وَدافعٍ
وماش على جنبي الآلٍ وواقف
لأعراضكم عندي أشد مهانة ً
مِنَ الحَنظَلِ العاميّ عندَ النّوَاقِفِ
فلا تستهبوا الشر من رقداته
فيَسحَتَكُمْ سَحتَ السّنينَ الخَوَالِفِ
قوافي يقطرن السمام كأنها
ملاغم حيات الرمال الزواحف
فكَمْ حَمْضَة ٍ مِنكُمْ لَنَا بقَرَارَة ٍ
يَعُودُ إلَيها نَاشِطٌ بَعدَ قاطِفِ
وإياكم أن تحملوا من قوارضي
عَلى ظَهرِ زَعرَاءِ المِلاطَينِ شَارِفِ
تخب بجانيكم وفي كل ساعة
يتاح لها منكم براقٍ ورادف
دعوا السلف القمقام تسري رفاقه
لنَيلِ المَعالي، وَاقعُدُوا في الخَوَالِفِ(1/391)
وذاك أديم لم تكونوا سراته
بلى ربما استأثرتم بالزعانف
تغطوا ولا تستكشفوني عواركم
فَمَا جُلْبَة ٌ إلاّ لهَا ظَهْرُ قَارِفِ
وَإنْ مُدّتِ الأيّامُ بَيْني وَبَيْنَكُمْ
أطلت بكاء العاجز المتهاتف
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اللَّهُ يَعْلَمُ مَيْلي عَنْ جَنابِكُمْ
اللَّهُ يَعْلَمُ مَيْلي عَنْ جَنابِكُمْ
رقم القصيدة : 10184
-----------------------------------
اللَّهُ يَعْلَمُ مَيْلي عَنْ جَنابِكُمْ
وَلَوْ تَناهَيتَ لي في البِرّ وَاللَّطَفِ
فكيف بي وعلى عينيك ترجمة
من الحقود وعنوان من الشنف
أطيف منك بوجه غير ملتفت
إلى المناجي وعطف غير منعطف
فَما أَغبُّكَ مِنْ عُذْرٍ وَلا شَغَلٍ
وَلا أزُورُكَ مِن وَجدٍ وَلا شَغَفِ
قَدْ كانَ قَبلَكَ مَرْجُوٌّ فَوَاضِلُهُ
رَاقٍ إلى المَجدِ طَلاّعٍ إلى الشّرَفِ
تَمُرُّ نَفحَة ُ نُعمَاهُ، إذا خَطَرَتْ
من القبول بجنبي روضة أُنُف
إن تستعضك المعالي بعد ذاك فقد
أفحشن في بدل منه وفي خلف
يهتن للمرءِ تفريه أظافره
كما تهش سباع الطير للجيف
إذا نَجَا مِنْ يَدَيْهِ غَيرَ مُنعَقِرٍ
أفنَى أنَامِلَهُ عَضّاً مِنَ الأسَفِ
يظنّ أني وصال به سببي
إنّي إذاً مِنْ أمِيرِ المُؤمِنِينَ نَفِي
إذا لبست جمالاً أنت ملبسه
فإنّني قَدْ طَرَحْتُ المَجدَ عن كتفي
لا قدس الله نفساً منك جامعة ً
كيدَ البِغالِ إلى ذي الجُلّة ِ الشّرَفِ
ولا سقي الغيث داراً أنت ساكنها
إلاّ بِأغبَرَ نَارِيِّ الذُّرَى قَصِفِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لمن الحدوج تهزهن الأنيق
لمن الحدوج تهزهن الأنيق
رقم القصيدة : 10185
-----------------------------------
لمن الحدوج تهزهن الأنيق
وَالرّكْبُ يَطفُو في السّرَابِ وَيَغرَقُ
يَقطَعنَ أعرَاضَ العَقِيقِ، فمُشئِمٌ
يحدو ركائبه الغرام ومعرق
أبقوا سيراً بعدهم لا يفتدى
مما يجن وطالباً لا يلحق
يهفو الولوع به فيطرف طرفه
وَيَزِيدُ جولانُ الدّمُوعِ، فيُطرِقُ(1/392)
ووراء ذاك الخدر عارض مزنة
لا ناقع ظمأً ولا متألق
وَمُحَجَّبٍ، فإذا بَدَا مِنْ نُورِهِ
للرّكْبِ مُلتَهِبُ المَطالِعِ مُونِقُ
خَرّوا عَلى شُعَبِ الرّحَالِ وَأسنَدُوا
أيدي الطّعَانِ إلى قُلُوبٍ تَخفِقُ
هَلْ عَهدُنَا بَعدَ التّفَرّقِ رَاجِعٌ
أو غصننا بعد التسلب مورق
شوق أقام وأنت غير مقيمة
وَالشّوْقُ بالكَلفِ المُعَنّى أعلَقُ
ما كنتُ أحظَى في الدّنُوّ فكَيفَ بي
واليوم نحن مغرّب ومشرق
مِنْ أجلِ حُبّكِ قُلتُ عاوَدَ أُنسَهُ
ذاكَ الحِمَى وَسُقي اللّوَى وَالأبرَقُ
طرق الخيال ببطن وجرة بعدما
زَعَمَ العَوَاذِلُ أنّهُ لا يَطْرُقُ
أتحنناً بعد الرقاد وقسوة
أيّامَ أُصْفِيكِ الوِدادَ وَأُمْذَقُ
إني اهتديت وما اهتديت وبيننا
سور عليَّ من الطعان وخندق
وَمُطَلَّحِينَ لَهُمْ بِكُلّ ثَنِيّة ٍ
ملقى وسادته الثرى والمرفق
أوْ قابِضِينَ عَلى الأزمّة ِ، وَالكَرَى
يَغشَى أكُفَّهُمُ النّعَاسُ، فتَمرُقُ
أوموا إلى الغرض البعيد فكلهم
ماض يخب مع الرجاء ويعنق
وإلى أمير المؤمنين نجت بهم
ميل الجماجم سيرهن تدفق
كنقانق الظلمان أعجلها الدجى
وَحَدَا بهَا زَجِلُ الرّوَاعدِ مُبْرِقُ
يطلبن زائدة المكارم والندى
حيث استقر بها العلاء المعرق
الزَاخِرُ الغَدِقُ الذي يُرْوَى بِهِ
ظَمَأُ المُنَى ، وَالوَابِلُ المُتَبَعِّقُ
أبُغَاة َ هذا المَجدِ إنّ مَرَامَهُ
دَحضٌ يُزِلّ الصّاعِدِينَ وَيُزْلِقُ
هيهات ظنكم تمرد مارد
مِنْ دُونِ نَيلِكُمُ، وَعَزّ الأبْلَقُ
لا حرجوا هذي البحار فربما
كَانَ الذي يَرْوِي المَعاطِشَ يَغرَقُ
وَدَعُوا مُجَاذَبَة َ الخِلافَة ِ، إنّهَا
أرَجٌ بِغَيرِ ثَنَائِهِمْ لا يَعبَقُ
غنيت بهم تحتز دون منالها
قمم العدى ويرد عنها الفيلق
كَعَقائِلِ الأبطَالِ تُجلَبُ دُونَها
بيض القواضب والقنا المتدقق
فهم لذروتها التي لا ترتقي
أبداً وبيضتها التي لا تفلق
أشفت فكنت شفائها ولقد ترى
شلواً بأظفار العدو يمزق(1/393)
كنت الصباح رمى إليها ضوءه
ومضى بهبوته الظلام الأورق
فسنامها لا يمتطى ونباتها
لا يُختَلَى ، وَفِنَاؤهَا لا يُطْرَقُ
وَوَزَنْتَ بالقِسْطَاسِ غَيرَ مُرَاقَبٍ
وَالعَدْلُ مَهْجُورُ الطّرِيقِ مُطَلَّقُ
في كُلّ يَوْمٍ للعَدُوّ، إذا التَوَى
بِظُبَاكَ يَوْمُ أُوَارَة ٍ وَمُحَرِّقُ
أنْتُمْ مَوَادِعُ كُلّ خَطْبٍ يُتّقى
وأبوكم العباس ما استسقى به
بعد القنوط قبائل إلا سقوا
بعج الغمام بدعوة مسموعة
فأجَابَهُ شَرْقُ البَوَارِقِ مُغْدِقُ
ما منكم إلا ابن أم للندى
أو مصبح بدم مصبح بدم الأعادي مغبق
لله يَومٌ أطلَعَتكَ بِهِ العُلَى
علماً يزاول بالعيون ويرشق
لما سمت بك غرة موموقة
كالشمس تبهر بالضياء وتومق
وبرزت في برد النبي وللهدى
نور على اطرار وجهك مشرق
وعلى السحاب الجود ليث معظماً
ذاك الرداء وزر ذاك اليلمق
في مَوْقِفٍ تُغْضِي العُيُونُ جَلالَة ً
فِيهِ، وَيَعثُرُ بالكَلامِ المَنطِقُ
وَكَأنّمَا فَوْقَ السّرِيرِ، وَقَد سَمَا
أسد على نشزات غاب مطرق
والناس إما راجع متهيب
مما رأى أو طالع متشوق
مَالُوا إلَيكَ مَحَبّة ً، فَتَجَمّعُوا
وَرَأوْا عَلَيكَ مَهابَة ً، فتَفَرّقَوا
وطعنت من غرر الكلام بفيصل
لا يستقل به السنان الأزرق
وَغَرَسْتَ في حَبّ القُلُوبِ مَوَدّة ً
تزكو على مر الزمان وتورق
وأنا القريب إليك فيه ودونه
لِيَدَيْ عَدُوّكَ طَوْدُ عِزٍّ أعنَقُ
عَطْفاً، أمِيرَ المُؤمِنينَ، فإنّنَا
في دَوْحَة ِ العَلْيَاءِ لا نَتَفَرّقُ
مَا بَيْنَنَا، يَوْمَ الفَخَارِ، تَفَاوُتٌ
إلاّ الخِلافَة َ مَيّزَتْكَ، فَإنّني
أنَا عَاطِلٌ مِنهَا، وَأنتَ مُطَوَّقُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رأى على الغور وميضا فاشتاق
رأى على الغور وميضا فاشتاق
رقم القصيدة : 10186
-----------------------------------
رأى على الغور وميضا فاشتاق
ما أجلب البرق لماء الآماق
مَا للوَميضِ، وَالفُؤادُ الخَفّاقْ(1/394)
قَدْ ذاقَ مِنْ بَينِ الخَليطِ ما ذاقْ
داءُ غَرَامٍ مَا لَهُ مِنْ إفْرَاقْ
قَد كَلّ آسيهِ، وَقد مَلّ الرّاقْ
لآلِ لَيْلى في الفُؤادِ أعْلاقْ
تزيد من حيث تقضى الأشواق
قامت ترآئيك بقلب مقلاق
وَللوَداعِ عَجَلٌ وَإرْهَاقْ
من ثقب الدر النقيّ براق
يرمي القلوب وأسيلا رقراق
يَقُومُ للّيلِ مَقامَ الإشْرَاقْ
حي إذا قام الوغي على ساق
ردوا القنا وطاعنوا بالأحداق
أحبهم على الضنا والإيراق
حبَّ الضّنينِ المَالَ بَعدَ الإملاقْ
أن مودات القلوب أرزاق
من منصفي من الملول المذَّاق
قَلْبي وَطَرْفي مِنْ جَوًى وَإقلاقْ
في غَرَقٍ مَا يَنْقَضِي وَإحْرَاقْ
يضن حتى بالخيال الطراق
رَمَى الإلَهُ بالرّمِيضِ الذلاّقْ
كُلَّ غُرَابٍ بالزِّيَالِ نَعّاقْ
يا ناق أداك المؤَدى يا ناق
ماذا المقام والفؤاد قد تاق
هل حاجة المأسور إلا الاطلاق
ألهَاكِ عَنّْ لَيلِ السُّرَى وَالإعناقْ
مناشط الشيح ورعي الطبَّاق
سيري إلى ورد الجموم الفهَّاق
حَملُ المساعي غيرُ حملِ الأوْساقْ
بحيث تسري للعلاء أعراق
نُورُ الغَوَاشِي وَمِسَاكُ الأرْمَاقْ
من مشعر باتوا بليل العشاق
إلى المعالي والندى بالأشواق
كَانُوا إذا أظلَمَ لَيلُ الطُّرّاقْ
شهب الدياجي ونجوم الآفاق
بيض وجوه كالظبى وأعناق
أطْوَعُ مِنْ تِيجَانِها وَالأطْوَاقْ
سِيّانِ مِنهُمْ سَابِقٌ وَلَحّاقْ
من قاد غير المجد منهم أو ساق
مَهْلاً إلى أيْنَ الصّعُودُ يا رَاقْ
ضل المجارون وقام السباق
لم يلحقوا يوماً غبار الاطلاق
إلاّ قَذًى لنَاظِرٍ، أوْ حِملاقْ
قَد رَجَعُوا عَنك بِلَيّ الأعنَاقْ
هيهات فات الأعوجي المعناق
سهم من الله بعيد الأغراق
أعطى ديونَ القوْمِ خَصلَ الأسباقْ
مَسعَاة ُ مَجدٍ عَاقَ عَنها ما عاقْ
خَطَبتَها عَلى النّجيعِ المِهْرَاقْ
غَرّاءَ مَا ناكِحُها بمِطلاقْ
لَيسَ لهَا إلاّ الجُرَازُ الذّلاّقْ
يَضرَحُها ضَرْحَ القَذى من المَاقْ
ضرباً أخاديد وطعنا شهاق(1/395)
نائي القَرَارَاتِ بَعيدَ الأعماقْ
يُذْكِرُنَا وَابِلَ طَعْنٍ دَفّاقْ
جماجماً من العريب اقلاق
أنذرتهم وثب هريت الاشداق
طوى من الدماج طي المخراق
صِلٌّ عَلى حَتفِ العَدُوّ مِطرَاقْ
مُحَاذِرُ اللّحظِ مُرَجّى الإطلاقْ
سحائب تشئم بعد أعراق
لنا حياها والزلال الغيداق
وَللعِدَى إرْعَادُهَا وَالإبْرَاقْ
في كلّ يَوْمٍ ذو الجَلالِ الخَلاّقْ
يبري لقوس المجد منكم أفواق
ارقني طولك بعد الاعتاق
أساغ ريقي والخناق قد ضاق
فأنعم بنيروز إليك مشتاق
وَالقَ بهِ مِنْ خَيرِ ما يَلقى اللاّقْ
فَما وُقيتَ، فالعِدَى بِلا وَاقْ
عَهْدٌ عَلى الأيّامِ بَاقي المِيثَاقْ
أن لا يُرى غصنك ذاوي الأوراق
ضوا من الأثمار بعد الإيراق
ما أهون الفاني إذا كنت الباق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خَلِّ دَمْعي وَطَرِيقَهْ
خَلِّ دَمْعي وَطَرِيقَهْ
رقم القصيدة : 10187
-----------------------------------
خَلِّ دَمْعي وَطَرِيقَهْ
أحَرَامٌ أنْ أُرِيقَهْ
كم خليط بأن عني
ما قضى الدمع حقوقه
من لبرق هب وهناً
مِنْ أبَانَينِ وَسُوقَهْ
من غمام كالمتالي
وَخَيَالٌ دَلّسَ القَلْـ
لاح فاقتاد فؤاداً
ـقَيْ عَلى النّأيِ وَرِيقَهْ
وَمَغَاوِيرِ الحَفِيظَا
مُكَ أعْيَادُ الخَليقَهْ
وملوك في ثراهم
رِجَ للدّينِ مَضِيقَهْ
بِوُجُوهٍ وَاضِحَاتٍ
ـهِ، إذا ضَلّ طَرِيقَهْ
وَأكُفٍّ مُنْفِقَاتٍ
ـبَ عَلى العَينِ طُرُوقَهْ
وبأخلاق رقاق
دون أعراض صفيقه
ـطّعْنِ فَوّارِ الوَدِيقَهْ
ـعِزّ قِدْماً وَفَرِيقَهْ
احذر الشمس بجون
يُعجِلُ اللّيلُ غُسُوقَهْ
جَلَبَ الخَيلَ ليَوْمٍ
ـضِ أرَابَ مُستَذِيقَهْ
مطلت بالرعد حتى
نسي القود عليقه
كل صدر بالعوالي
يسمع الطعن شهيقه
في هَجِيرٍ مِنْ أُوَارِ الـ
بِالأَسَابيّ عَميقَهْ
يا قِوَامَ الدّينِ وَالفَا
هامهم غير مفيقه
سَبَقَ السّيلُ فَأعْيَا
كل باغ أن يعوقه
لا تعاطَ اليوم عبأً
ـبِ يَدْمَى ، وَدَقيقَهْ
حسب الأوشال جهلاً(1/396)
كَالعَياليمِ العَمِيقَهْ
ومدى الجازر تدمى
كالمباتير الرقيقه
في معال باقيات
للعدا غير مذيقه
وَاثِقاً بالدّهْرِ تُعطَى
من رزاياه وثيقه
آمن المرتع ترعى
فَيْلَقٌ جَرّ عَلى أرْ
إنَّ نعَّاق الأعادي
ـيِّ، وَإن كُنتِ سَحيقَهْ
مُّ إلى الظّئْرِ الشّفِيقَهْ
فَ، وَأطْوَاداً زَلِيقَهْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا دارُ مَا طَرِبَتْ إلَيكِ النّوقُ
يا دارُ مَا طَرِبَتْ إلَيكِ النّوقُ
رقم القصيدة : 10188
-----------------------------------
يا دارُ مَا طَرِبَتْ إلَيكِ النّوقُ
إلا وربعك شائق ومشوق
جاءتكِ تَمرَحُ في الأزِمّة ِ وَالبُرَى
وَالزّجْرُ وِرْدٌ وَالسّياطُ عَلِيقُ
وتحن ما جد المسير كأنما
كل البلاد محجر وعقيق
دارٌ تَمَلّكَهَا الفِرَاقُ فَرَقّهَا
بالمحل من أسر الغمام طليق
شرقت بأدمعها المطي كأنما
فيها حَنِينُ اليَعمَلاتِ شَهِيقُ
خَفَقَتْ يَمَانيَة ٌ عَلى أرْجَائِهَا
وطغت عليها زعزع وخربق
في كل أصباح وكل عشية
يسري عليها للدموع فريق
سَخِطَ الغُرَابُ على المَساقطِ بَينَها
فله بأنجاز الفراق نعيق
فتوزعت تلك القذاة نواظر
وَتَقَسّمَتْ تلكَ الشّجَاة َ حُلوقُ
الآن أقبل بي الوقار عن الصبا
فغضضت طرفي والظباء تروق
ولو أنني لم أعط مجدي حقه
أنكَرْتُ طَعمَ العزّ حينَ أذُوقُ
رمت المعالي فامتنعن ولم يزل
أبَداً يُمَانِعُ عَاشِقاً مَعشُوقُ
وصبرت حتى نلتهن ولم أقل
ضجراً دواء الفارك التطليق
ما كنت أول من جثا بقميصه
عبقُ الفخار وجيبه مخروق
كَثُرَتْ أمَانيّ الرّجَالِ، وَلمْ تزَلْ
مُتَوَسِّعَاتٌ، وَالزّمَانُ يَضِيقُ
من كل جسم تقتضيه حفرة
فكأنه من طينها مخلوق
ومفازة تلد الهجير خرقتها
وَالأرْضُ من لمعِ السّرَابِ بُرُوقُ
بنَجَاءِ صَامِتَة ِ البُغَامِ كأنّها
والآل يركض في الفلاة فنيق
سَبقتْ إليكَ العزْمَ طائشة ُ الخُطى
فنجت وأعناق المطي تفوق
جذبت بضبعي من تهامة قاصداً
والنجم في بحر الظلام غريق(1/397)
مُستَشرِياً بَرْقاً تَقَطّعَ خَيطُهُ
فله عن طرر البلاد شروق
هز المجرة أفقه وكأنها
غصن بأحدق النجوم وريق
وَالليلُ مَحلولُ النّطاقِ عن الضّحى
عارٍ، وَعِقدُ الصّبحِ فيهِ وَثيقُ
ما كان الأهجعة حتى انثنى
والطرف من سكر النعاس مفيق
وتماسكت تلك العمائم بعد ما
أرْخَى جَوَانبَها كَرًى وَخُفُوقُ
ما رفهت ركباتها إلا وفي
جلد الظلام من الضياء خروق
يا ناق عاصي من يماطلك السرى
فلَحيقُ غَيرِكِ بالعِقالِ خَلِيقُ
وردي حياض فتى معد كلها
فالحبل اتلع والقليب عميق
وإذا تراخت حبوتي أوثقتها
بفناء بيت تربه العيوق
في بلدة حرم على أعدائه
وَعَلى النّوَائِبِ رَبْوَة ٌ إزْلِيقُ
تتزاحم الأضياف في أبياته
فِرَقاً تَحِنّ إلى القِرَى وَتَتُوقُ
وَإذا رَآهُمْ لمْ يَقُلْ مُتَمَثّلاً
أبنى الزمان لكل رحب ضيق
عجَباً لرَبعكَ كيفَ تُخصِبُ أرْضُه
وَجَنابُهُ بدَمِ السّوَامِ شَرِيقُ
وَالخَيلُ تَعلَمُ أنّ حَشوَ ظُهورِها
منه نهى ينجاب عنها الموق
مَا زَالَ يَجنُبُها إلى أعْدائِهِ
والشمس تسحب والفلاة تضيق
مِنْ كُلّ رَقّاصٍ كَأنّ صَهيلَهُ
نغم وما مج الطعان رحيق
طِرف تعود أن يُخلَّقَ وجهه
في حَيثُ يَنضُو النّقعَ وَهوَ سَبوقُ
ذو جِلْدَة ٍ حَمرَاءَ تَحسَبُ أنّها
من طول تخليق الرهان خلوق
واليوم ملطوم السوالف بالظبا
وَاللّيلُ مُرْتَعدُ النّجومِ خَفُوقُ
لقطت نفوسهم شفاه صوارم
فَرَغَتْ وَأسيَافُ العَوَامِلِ رُوقُ
في كُلّ يَوْمٍ يَندُبُونَ مصَارِعاً
للوَحْشِ فِيها وَالنّسُورِ طُرُوقُ
نَشوَانَة ُ الأعطَافِ مِنْ دَمِ فتيَة ٍ
فيهم صبوح للردى وغبوق
تبكي عليها غير راحمة لها
بالهَاطِلاتِ رَوَاعِدٌ وَبُرُوقُ
طلَعتْ وَفي سَجف
ِ الغيوبِ فُتوقُ
ويكر والفرس الجواد مبلد
وَيَقُدّ وَالعَضْبُ الحُسامُ مَعوقُ
كرات من شدت قوائم عزمه
فلها رسيم في العلى وعنيق
كفاه ادبتا السهام فما لها
في النّبضِ عن خطإ البَنانِ مُرُوقُ(1/398)
لَوْلا احتذاءُ السّهمِ طاعة َ قَوْسِهِ
ما شَيّعَ النّصْلَ المُصَمِّمَ فُوقُ
يدني الحمام بكفه مترسل
لقضائه نائي السنان رشيق
نُفِضَتْ عَلى الأيّامِ مِنهُ شَمائلٌ
ابرزن وجه الدهر وهو طليق
وَأقامَ أسوَاقَ الضّرَابِ فللرّدَى
فيهن من سبي النفوس رقيق
نفسي فداؤك أي يوم لم تقم
لك فيه من جَلَبِ القَوَاضِبِ سُوقُ
قمر يهاب الموت ضوء جبينه
واليوم خوار العجاج غسوق
وَالسّيفُ ليسَ يُهابُ قَبلَ قِرَاعِه
حَتّى يَمَسّ العَينَ مِنهُ بَرِيقُ
عشق السماح وكل سحر للمنى
فيهِ بأنفَاثِ السّؤالِ يُحيقُ
طهرت قلبي مذ علمت بأنه
لتُرى مدائحه العظام طريق
كم كاهل للشعر أثقل نعته
عطفيه وهو لما يؤدّ مطيق
طأْطأْت فرع المجد ثم جنيته
فارْتَدّ وَهوَ عَلى عِداكَ سَحُوقُ
فرع أشار إلى السماء فجازها
حتى كأن له النجوم عروق
وَمُبَخَّلٍ شَهِدَتْ عَلَيهِ يَمينُهُ
في حَيثُ يَمنَعُها النّدى وَيَعُوقُ
يبكي إذا بكت السحاب كأنه
أبداً عَلى طَرفِ الغَمَامِ شَفِيقُ
وإذا تعرض عارض أغضى له
ألاّ يَرَى الأنْوَاءَ كيفَ تُرِيقُ
لَوْ أبدَتِ الأيّامُ جانِبَ وَجهِهِ
لتشبثته مظالم وحقوق
إنْ سَارَ سَارَ إلى النّزَالِ بخِفيَة ٍ
حتى كأن سلاحه مسروق
بيت أقام البخل فيه فاستوى
بفنائه المحروم والمرزوق
يرجو بلوغ نداك وهو محقق
مع حرصه أن الجواد عتيق
في الطينة البيضاء غرسك أنه
غَرْسٌ تَداوَلُهُ البِقَاعُ عَرِيقُ
فإذا التثمت فكل وجه باسل
وإذا حسرت فكل خد رُوق
اللَّهُ جَاركَ، وَالمَطيُّ جَوَائِرٌ
وَالنّصرُ دِرْعُكَ، وَالحُسامُ ذَليقُ
لا زِلتَ تَجنُبُ من سيوفك في العدى
نَحراً يَخُبّ وَرَاءَهُ التّشرِيقُ
وَإذا جهرْتَ بصَوْتِ عزْمك مُسمعاً
أصْغَى إلَيكَ اليُمْنُ وَالتّوْفيقُ
شرّفتَ مَدحي فاعتَلى بكَ طَوْدُهُ
ومن المدائح فائق ومفوق
شَهِدَتْ لَهُ خَيلُ الخَوَاطرِ أنّهُ
خَيرُ الصّهيلِ، وَمَا سِوَاهُ نَهيقُ(1/399)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ
لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ
رقم القصيدة : 10189
-----------------------------------
لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ
ما استعبرت في السير أينقه
قَمَرٌ عَلى غُصْنٍ يُرَنّحُهُ
مر اللحاظ وليس يرشقه
طأْطأْت لحظ العين حين خطا
وَالبَيْنُ يَرْمُقُني وَيَرْمُقُهُ
واذبت دمعي يوم ودعني
في صحن خد ذاب رونقه
ودعته والبدر تحسبه
مُتَقَاعِساً في الفَجْرِ أعنَقُهُ
وَاللّيْلُ يَكْبُو فيهِ أدْهَمُهُ
وَالصّبْحُ يَنهَضُ مِنْهُ أبلَقُهُ
وَاللّثْمُ يَرْكُضُ في سَوَالِفِهِ
وَتَكَادُ خَيْلُ الدّمْعِ تَسبُقُهُ
ما غرني يوم اللقاء ولا
خدع ارتياح هواي ريقه
وعلمت حين نشرت مطرفه
إن الفراق غدا يمزقه
بكَتِ الجُفُونُ، وَأنتَ طارِفُها
وشكا الفؤاد وأنت محرقه
ودّي لخير الناس أذخره
مَا كُلُّ وُدٍّ فيكَ أُنْفِقُهُ
ودّ تقادم عهده فصفا
وَجَدِيدُ وُدّ المَرْءِ أخلَقُهُ
لمشمر الأطراف منزعج
الاعطاف يهجعه تأرقه
لأغر تُعشي الشمس غرته
ويشق جيب الليل مشرقه
يسري فتحجبه خلائقه
وَيُضِيءُ أوْجُهَهَا تَخَلُّقُهُ
أبدَتْ خَبِيَّ المَجدِ طَلعَتُهُ
وَأذاعَ سِرَّ المَجدِ مَنطِقُهُ
وَلَقَلّما شَرِقَتْ أسنّتُهُ
إلا وصفو الحمد يشرقه
وَإذا استَرَقّ المَحلُ مُرْتَبَعاً
أمَرَ السّحَابَ الجَوْنَ يُعتِقُهُ
وَإذا تَأمّلَ شَخصَهُ مَلِكٌ
أوْمَا إلى قَدَمَيْهِ مَفرِقُهُ
في كفه عارى الذباب له
لمع يدلك كيف ترمقه
أطْغَاهُ رَوْنَقُ غَرْبِهِ، فطغى
والماء يطغيه ترقرقه
جذلان يرقص في الرؤوس إذا
غَنّتْهُ بالصَّهَلاتِ سُبّقُهُ
صَلّى الرّدَى لَوْ يَستَطيعُ إلى
نصل براحته مخلقه
يؤوي الضيوف ودون حجرته
بَابٌ عَلى الأحداثِ يُغْلِقُهُ
وإذا النوائب زعزعت يده
في الطعن جاءته تملقه
عريان خيل الغدر من دنس
لا يستطيع الغدر يعلقه
الجود ينهاه ويأمره
وَالدّهْرُ يَرْجُوهُ وَيَفرَقُهُ(1/400)
هُوَ قَادِرٌ لَكِنّ صَوْلَتَهُ
في البطش يصرعها ترفقه
وَلَرُبّ مَجْهُولٍ رَكَائِبُهُ
خَلْفَ الرّيَاحِ الهُوجِ تَخرُقُهُ
قَلقَلتَ بالأجفَافِ تُرْبَتَهُ
وَالقَيظُ عَنْ أَمَمٍ يُحَرّقُهُ
ذمتك ربوته ووهدته
وشكاك فدفده وسملقه
وَلَرُبّ وِرْدٍ بِتَّ قَارِبَهُ
لا يَطْمَئِنّ بِهِ تَدَفّقُهُ
والماء يرعد في جوانبه
جزعاً وظمء العيس يشرقه
لمّا لحَظْتَ الدّهْرَ زَايَلَهُ
أظلامه وافتر ضيقه
سَاوَرْتَهُ، فَفَضَضْتَ سَوْرَتَهُ
وَارْتَاحَ في نُعمَاكَ مُمْلِقُهُ
وَكَذاكَ هَمُّ الرّيحِ في غُصُنٍ
تَثْنِيهِ، أوْ مَاءٍ تُصَفّقُهُ
لما رآك الملك منصلتاً
بالسّيْفِ تُرْعِدُهُ وَتُبْرِقُهُ
استنكف التعديل مايله
واسترجع التحكيم أخرقه
أفل السماح وأنت شارقه
ودجا العلاء وأنت مشرقه
وَلَرُبّ يَوْمٍ شِمتَ بَارِقَهُ
وَالمَوْتُ يُهْطِلُهُ وَيُودِقُهُ
وَالسّيفُ قَائِمُهُ يُفَارِقُهُ
والرمح عامله يطلقه
والشمس تجري وهي مهملة
في ثَوْبِ نَقْعٍ لا تُخَرّقُهُ
وَالخَيلُ تَطبَعُ في حَوَافِرِهَا
وَشْماً تُداوِلُهُ، وَتُخْلِقُهُ
من كل ذيال السبيب رمى
بيديه أولى النقع أولقه
أشليت عزمك في كتائبه
والسهم يشليه مفوقه
فاسلَمْ عَلى الأيّامِ تَلبَسُها
فالدّهْرُ ثَوْبٌ أنتَ مُخلِقُهُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بود الرذايا أنها في السوابق
بود الرذايا أنها في السوابق
رقم القصيدة : 10190
-----------------------------------
بود الرذايا أنها في السوابق
وكم للعلى من طالب غير لاحق
وَفي شِدّة ِ الدّهرِ اعتِبَارٌ لعَاقِلٍ
وَفي لَذّة ِ الدّنْيَا غُرُورٌ لِوَاثِقِ
أرى العيش أياماً تمر وليثنا
نباعد من أحداثها والبوائق
شَهِيٌّ إلى النّاسِ النّجَاءُ من الرّدى
وَلا عُنْقَ إلاّ وَهْيَ في فِترِ خَانِقِ
وأكثر من شاورته غير حازم
وأكثر من صاحبت غير الموافق
مستريح من الجوى
كاذب الود ماذق
ـلُّ غَيرُ المُوَافِقِ
من جميع الخلائق(1/401)
إذا أنت فتشت القلوب وجدتها
قُلوبَ الأعادي في جُسومِ الأصَادِقِ
وعندي من الود الذي لا يشوبه
لحَاظُ المُرَائي أوْ كَلامُ المُنَافِقِ
أُغالِطُ نَفسِي بَعدَ مَرْأًى وَمَسمَعٍ
ولا أنظر الدنيا بعين الحقائق
عَلى أنّني أدرِي، إذا كَانَ قَائِدي
بَقائي، فإنّ المَوْتَ لا شَكّ سائقي
وما جمعي الأموال إلا غنيمة
لمن عاش بعدي واتهاماً لرازقي
تَنَفّسَ في رَأسِي بَيَاضٌ كَأنّهُ
صِقَالُ تَرَاقٍ في النّصُولِ الرّوَانِقِ
وما جزعي إن حال لون وإنما
أرى الشيب عضباً قاطعاً حبل عاتقي
فَمَا لي أذُمّ الغَادِرِينَ، وَإنّمَا
شبابي أدنى غادر بي وماذق
وَمَنْ ليَ أنْ يَبقَى بَياضُ المَفارِقِ
وَإنّ وَرَاءَ الشّيبِ مَا لا أجُوزُهُ
بِعَائِقَة ٍ تُنْسِي جَميعَ العَوَائِقِ
وَلَيسَ نَهَارُ الشّيبِ عِندي بمُزْمعٍ
رجوعاً إلى ليل الشباب الغرانق
وما العز إلا غزوك الحي بالقنا
وربط المذاكي في خدور العواتق
وَإغمادُكَ الأسيَافَ في كُلّ هَامَة ٍ
وركزك أطراف القنا في الحمالق
ولا ترتضي أن تدنس العرض ساعة
ومشيك في ثوب من الزين رائق
فللعز ما أدنى لياني من القنا
وَأكرَهَ رُمحي في صُدُورِ الفَيَالِقِ
سقى الله نفساً ما أضر بقاؤها
بجِسْمي، وَأغرَاها بما كانَ عَارِقي
تُكَلّفُني سَيراً إلى غَيرِ غَايَة ٍ
مضرّاً بأبناء الجديل ولاحق
وليل كعين الظبى إلا نجومه
جرياً على الظلماءِ حتى كأنني
أرَاهَا بِألحَاظِ الرّزَايَا الطّوَارِقِ
وَرَكْبٍ أنَاخُوا سَاعَة ً، فتَناهَبُوا
ثرى البيد في أعضادهم والمرافق
وساروا بأيدي العيس عجلى كأنها
خراطم أقلام جرت في المهارق
وما أنا ممن يضجر السير قلبه
وتذكره الأمواه حر الودائق
ولكن شريك الوحش في كل مهمة
وَرِدْفُ اللّيَالي في الرُّبَى وَالأبَارِقِ
رعى الله من فارقت من غير رغبة
عَلى الوَجدِ منّي وَالسّقَامِ المُطابِقِ
يُبَاعِدُ عَنّي مَنْ غَرَامي لأجْلِهِ
وَيَقرُبُ مِنْ قَلْبي لَهُ غَيرُ وَامِقِ(1/402)
إذا شئت أن لا تهجر الهم فاغترب
وَإنْ شِئتَ أنْ يَأتي الحِمَامُ فَفارِقِ
فكُلُّ غَرِيبٍ يَألَفُ الهَمُّ قَلبَهُ
وَلا سِيّمَا قَلْبُ الغَرِيبِ المُفَارِقِ
فكيف بطرف لحظه لحظ مدنف
سقيم وجسم قلبه قلب عاشق
إذا كنتُ ممّن يجحدُ الشّوْقَ في النّوَى
فكَم فاضَ دَمعي مِن حَنينِ الأيانقِ
وَكَمْ أنَا وَقّافٌ عَلى كُلّ مَنزِلٍ
وَكَمْ أنَا مُرْتَاحٌ إلى كُلّ بَارِقِ
أحِنُّ إلى مَنْ لا يَحِنّ صَبَابَة ً
وما واجد قلباً مشوق وشائق
وعندي من الأحباب كل عظيمة
تزهد في قرب الضجيع المعانق
تعطلت الأحشاء من كل أنَّة
فلا القرب يضنيني ولا البعد شائقي
وَمَا في الغَوَاني مِنْ سُرُورٍ لنَاظِرٍ
وَلا في الخُزَامَى مِنْ نَسيمٍ لنَاشِقِ
رمى الله بي من هذه الأرض غيرها
وقطع من هذا الأنام علائقي
فكَمْ فيهِمُ مِنْ وَاعِدٍ غَيرِ مُنجزٍ
وكم فيهم من قائل غير صادق
يَظُنّونَ أنّ المَجدَ فيمَنْ لهُ الغِنى
وَأنّ جَميعَ العِلمِ فَضْلُ التّشادُق
وَفَاءٌ كأُنْبُوبِ اليَرَاعِ لصَاحِبٍ
وَغَدْرٌ كأطْرَافِ الرّماحِ الزّوَالِقِ
ولولا ابن موسى لم يكن في زماننا
معاذ لجان أو محل لطارق
ولا دبَّرت سمر القنا كف فارس
ولا مد في رزق المنى باع رازق
تَغَمّدَنَا مِنْ كُلّ أرْضٍ بنفحَة ٍ
وأمطرنا من كل جوّ بوادق
إذا همّ لم يبعد به زجر زاجر
وإن ثار لم يعطف به نعق ناعق
وإن رام أملاك البلاد بفتكة
مَشَى الذُّلُّ في تيجَانِها وَالمَناطِقِ
لَهُ العِزُّ وَالمَجْدُ التّليدُ وِرَاثَة ً
وَأخذاً عنِ البِيضِ الظُّبَى وَالسّوَابِقِ
وما زال يلقى كل غبراء فخمة
تغالى بأطراف القنا والعقائق
وما برحت في عصر سيوفه
مواضع تيجان الرجال البطارق
يُجَرّدُهَا مِثلَ الأقاحي عَلى الطُّلى
ويغمدها محمرة كالشقائق
تُبَلّغُهُ أقصَى الأمَاني رِمَاحُهُ
وَآرَاؤهُ، وَالرّأيُ أمضَى مُرَافِقِ
وَخَيلٍ كأطرَافِ العَوَالي جَرِيئَة ٍ
على الطعن مسقاة دماء الموارق(1/403)
إذا عن طرد أو طراد تبادرت
طِرَادَ الأعَادي قَبلَ طَرْدِ الوَسائِقِ
تُدِيرُ عُيُوناً بَدّدَ الرّوْعَ لحظَها
وَغَطّى مَآقيهَا غُبَارُ السَّمَالِقِ
نَوَاصِبِ آذانٍ إلى كُلّ نَبْأة ٍ
طَوَامِحِ ألحَاظٍ إلى كُلّ مَارِقِ
ذَوَاكِرَ للنّجْوَى بيَوْمٍ طِعَانُهُ
ينسي رؤوس الخيل جذب العلائق
تروع جنان الليث إن لم تذمه
وتطعن في الأقران إن لم تعانق
هنيئاً لك العيد المضاعف سعده
كمَا ضَاعَفَ الوَسميُّ نَبْتَ الحَدائِقِ
وَكَمْ مثلِ هذا العيدِ قَضّيتَ فَرْضَه
بمكة في ظل البنود الخوافق
وَقُدْتَ إلَيهِ العِيسَ عَجلى مَرُوعَة ً
تَنَاهَزُ في أنْماطِهَا وَالنّمارِقِ
مُدَفَّعَة ً تَحتَ السّيَاطِ كَأنّهَا
إذا جَنّتِ الظّلماءُ، أيدي النّقَانِقِ
ويعنتها الحادون أو توسع الخطا
إلى قرب دار الموقف المتضائق
وأي مقام للورى تحت ظله
مَهيبٍ يُطَاطي مِن عُيُونِ الحَدائِقِ
وأكثر ما تلقى به العين أو ترى
إفَاضَة مَخلُوقٍ إلى قُرْبِ خَالِقِ
ثَمَانِينَ أعطَيتَ المُنى في مُرُورِهَا
وَلمْ تَرْمِ عَنْ مَسرَاكَ فيها بعَائِقِ
وَأكبرُ ظَنّي أنْ أرَى مِنكَ عارِضاً
يُؤمّمُهَا في مِثْلِ تِلْكَ البَوَارِقِ
أبَا أحْمَدٍ هَذا طِلابي، وَهَذِهِ
مناي التي أمتك دون الخلائق
وَإنّي لأرْجُو منكَ مَا لا أُذِيعُهُ
مخافة واش أو عدو مماذق
وَلا بُدّ مِنْ يَوْمٍ حَمِيدٍ، كأنّهُ
مِنَ النّقعِ في أثنَاءِ بُرْدٍ شَبَارِقِ
عظيم دوي الصوت في سمع سامع
بعيد سماع الصوت من نطق ناطق
أعدّ عناي فيه روحاً وراحة
وَكَمْ سَعَة ٍ للمَرْءِ غِبَّ المَضَائِقِ
وَهَذا مَقَالي فيكَ غَيثٌ، وَرُبّمَا
رميت العدا من وقعه بالصواعق
إذا أنتَ يَوْماً سِمْتَنِيهِ، فإنّمَا
تُكَلّفُني قَطْعَ الذّرَى وَالشّوَاهِقِ
وَحَسبُكَ منهُ ما رَضِيتَ استِمَاعَهُ
وأكثر ما في الناس لغو المناطق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا يا لقَومي للخطوب الطوارق
ألا يا لقَومي للخطوب الطوارق(1/404)
رقم القصيدة : 10191
-----------------------------------
ألا يا لقَومي للخطوب الطوارق
وَللعَظْمِ يُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعارِقِ
وَللدّهْرِ يُعرِي جَانِبي مِنْ أقَارِبي
ويقطع ما بيني وبين الأصادق
وَيُورِي بقَلْبي نَارَ وَجْدٍ شُوَاظُهَا
تريني الليالي ضوءه في مفارقي
وَللنّائِبَاتِ استَهْدَفَتْني نِصَالُهَا
عَلى شَرَفٍ يَرْمينَنَا بالفَلائِقِ
وَللنّفسِ قَد طارَتْ شَعاعاً مِنَ الجوَى
لفقد الصفايا وانقطاع العلائق
لها كل يوم موقف مع مودع
وملتفت في عقب ماض مفارق
نجُومٌ مِنَ الإخوَانِ يَرْمي بها الرّدَى
مقاربها فوت العيون الروامق
كَأنّي، إذا تَبّعتُ آثَارَ غَارِبٍ
بعَينيَ، لمْ أنظُرْ إلى ضَوْءِ شَارِقِ
ولا دار إلا سوف يجلى قطينها
على نعق غربان الخطوب النواعق
ويخرج منها بالكرائم حادث
ويدخلها صرف الردى بالبوائق
كأنا قذى يرمي به السيل كلما
تطاوح ما بين الربى والأبارق
أعَضُّ بَنَاني إصْبَعاً ثمّ إصْبَعاً
عَلى ثَامِرٍ مِنْ فَرْعِ مَجدٍ وَوَارِقِ
وَعِقْدٍ مِنَ الأخدانِ أوْهَى نِظامَهُ
كرور الرزايا واعتقاب الطوارق
أرُدُّ الشّجَا قَبلَ الزّفِيرِ تَجَلّداً
وَأغلِبُ دَمعي قَبلَ بَلّ الحَمَالِقِ
كأني بعد الذاهبين رذية
تُزَجّى وَرَاءَ المَاضِيَاتِ السّوَابِقِ
وَلا رَيبَ أنّي مُبرِكٌ في مَناخِهمْ
وَأنّيَ بالمَاضِينَ أوّلُ لاحِقِ
فَأينَ المُلُوكُ الأقدَمُونَ تَسانَدُوا
إلى جِذْمِ أحسابٍ كِرَامِ المَعَارِقِ
بهَالِيلُ مَنّاعُونَ للضّيمِ أحسَنُوا
بلائهم عند النصول الذوالق
عَوَاصِبُ بالتّيجَانِ فَوْقَ جَمَاجِمٍ
وضاء المجالي واضحات المفارق
إذا رَثَمُوا المِسكَ العَرَانِينَ خِلتَهمْ
أسود الشرى سافت دما بالمناشق
فُحُولٌ أطَلنَ الهَدْرَ وَالخَطرَ بالقَنا
ضوارب للأذقان ميل الشقائق
هُمُ انتَعَلُوا العَلْيَاءَ قَيْلَ نِعَالهِمْ
وَداسُوا طُلى الأعداءِ قَبلَ النّمارِقِ
تَرَى كُلَّ حُرّ المَلطَمَينِ كَأنّهُ(1/405)
عَتيقُ المَهَارَى مِنْ جِيَادٍ عَتائِقِ
إذا قَامَ سَاوَى الرّمْحَ حَتّى يَمَسّهُ
بغارب ممطوط النجاد وعاتق
وراء الدجى يعشو إلى ضوء وجهه
كأن على عرنينه ضوء بارق
وَأينَ المَلاجي العاصِماتُ مِنَ الرّدَى
إذا طرقت إحدى الليالي بطارق
مصاعب لم تعط الرؤوس لقائد
ولا استوسقت قبل المنايا لسائق
فَشَنّ عَلَيهِ الأزْلَمُ العَودُ غارَة ً
بلا قرع أرماح ولا نقع مازق
وَشَلّ بِهَا شَلَّ الطّرَائِدِ بالقَنَا
وكعكعها من جلة ودرادق
لتبكي أبا الفتح العيون بدمعها
وألسننا من بعدها بالمناطق
إذا هَبّ مِنْ تِلْكَ الغَليلُ بدامِعٍ
تسرع من هذا الغرام بناطق
شَقيقي إذا التَاثَ الشّقيقُ وَأعرَضَتْ
خَلائِقُ قَوْمي جَانِباً عَنْ خَلائقي
كأن جناني يوم وافي نعيه
فريّ أديم بين أيدي الخوالق
فمن لأوابي القول يبلو عراكها
وَيَحذِفُهَا حَذْفَ النّبَالِ المَوَارِقِ
إذا صَاحَ في أعقَابِهَا أطْرَدَتْ لَهُ
ثواني بالأعناق طرد الوسايق
وسومها ملس المتون كأنها
نزائع من آل الوجيه ولاحق
تغلغل في أعقابهن وسومه
بأبقَى بَقَاءٍ مِنْ وُسُومِ الأيَانِقِ
فَفي النّاسِ مِنها ذائِقٌ غَيرُ آكِلٍ
وقد كان منها آكلاً غير ذائق
وَمَنْ للمَعَاني في الأكِمّة ِ أُلقِيَتْ
إلى باقر غيب المعاني وفاتق
يطوّح في أثنائها بضميره
مَرِيرُ القُوَى وَلاّجُ تِلْكَ المَضَايِقِ
تسنم أعلا طودها غير عاثر
وجاوز أقصى دحضها غير زالق
طوى منه بطن الأرض ما تستعيده
عَلى الدّهرِ مَنشُوراً بُطون المَهارِقِ
مضى طيب الأردان يأرج ذكره
أريج الصبا تندى لعرنين ناشق
كان جميع الناس أثنوا عشية
عَلى بَعضِ أمطَارِ الرّبيعِ المُغَادِقِ
أمَدّوهُ مِنْ طِيبٍ لغَيرِ كَرَامَة ٍ
وَضَمّوهُ في ثَوْبٍ جَديدِ البَنَائِقِ
وَمَا احتَاجَ بُرْداً غَيرَ بُرْدِ عَفَافِهِ
ولا عرف طيب غير تلك الخلائق
مَرَافِقُ شَعبٍ كالهَشائهمِ وُسّدُوا
بِمُنْقَطِعِ البَيْدَاءِ غَيرِ المُرَافِقِ(1/406)
قد اعتنقوا الأجداث لا من صبابة
وَيَا رُبّ زُهْدٍ في الضّجيعِ المُعَانِقِ
وَما المَيتُ إنْ وَارَاهُ سِترٌ مِنَ الثّرَى
بأقرَبَ مِمّا دُونَ رَمْلِ الشّقَائِقِ
وَفَارَقَني عَنْ خُلّة ٍ غَيرِ طَرْقَة ٍ
تَضَمّنَها صَدْرُ امرِىء ٍ غَيرِ ماذِقِ
تَرَوّقَ مَاءُ الوُدّ بَيْني وَبَينَهُ
وَطاحَ القذَى عن سَلسَلِ الطعم رَائِقِ
سقاك وهل يسقيك إلا تعلة
لغَيرِ الرّدى قَطرُ الغَمامِ الدّوَافِقِ
مِنَ المُزْنِ حَمحامٌ، إذا التَجّ لُجّة ً
أضاءت تواليه زناد البوارق
سُلافَة ُ غَيثٍ شَلشَلَتهَا هَمِيّة ٌ
نَتيجَة ُ أنوَاءِ السّحَابِ الرّقَارِقِ
ومستنبت روضاً عليك منوراً
عَلى صَابحٍ مِنْ مَاءِ مُزْنٍ وَغَابِقِ
وما فرحي إن جاورتك حديقه
وَقَبرُكَ مَمْلُوءٌ بِغُرّ الحَدائِقِ
سَخَا لكَ مِنْ رِيحِ الزّفيرِ بحاصِبٍ
مقيم ومن ماء الشؤون بوادق
فَمَا العَهدُ منّي إنْ لهَوْتُ بثَابِتٍ
وَلا الوُدّ منّي إنْ سَلَوْتُ بصَادِقِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَعَيّفَ الطّيرَ، فَأنْبَأنَهُ
تَعَيّفَ الطّيرَ، فَأنْبَأنَهُ
رقم القصيدة : 10192
-----------------------------------
تَعَيّفَ الطّيرَ، فَأنْبَأنَهُ
أن ابن ليلى علقته علوق
وَإنّ سَجْلاً مِنْ دَمٍ آمِنٍ
أفرغه الطعن بوادي العقيق
يا ناعي الفارس قد أصبحت
ضِبَاعُ ذي العَرْعَرِ منهُ نُغُوقْ
تعلم من تنعى إلى قومه
طار ذراعاك بعضب ذلوق
بُعْداً لأرْمَاحِ تَمِيمٍ لَقَدْ
هَدَدْنَ عَادِيّ بِنَاءٍ عَتيقْ
قَرَعْنَ في أصْلٍ كَرِيمِ الثّرَى
وَجُلْنَ في فَرْعٍ عَزِيزِ العُرُوقْ
حدواً له من حيث لا يتقي
عِيراً مِنَ الطّعْنِ مِلاءَ الوُسُوقْ
كان ذا المطلع أمسى الردى
رصيده وأزور عنه الفريق
قالت لها النفس على عارها
ما لكَ لا تَنقُضُ هَذا الطّرِيقْ
ما كان بالراجع عن نهجه
لَوْ وَقَفَ السّيفُ لَهُ في المَضِيقْ
لا يَدَعُ الذّابِلَ مَنْ طَعمُهُ
عَلى صَبُوحٍ بِدَمٍ، أوْ غَبُوقْ(1/407)
كان أعلاه لسان فما
يغبه الدهر بلال بريق
كَمْ بَاتَ ربّاءً لِسَيّارَة ٍ
طارقة غير أوان الطروق
في قُنة ٍ عيطاء ممطولة
كأنّهَا قُلّة ُ رَأسٍ حَلِيقْ
يُزَايِلُ اللّيْلَ عَلى رَحْلِهِ
ويؤثر القوم بطعم الخفوق
وَيَغتَدِي بَعدَ عِرَاكِ السُّرَى
يُعَارِضُ الرّكْبَ بِوَجْهٍ طَلِيقْ
أوْفَى ، كمَا جَلّى عَلى رَهْوَة ٍ
أزرق وإلى نظرات بنيق
يَسُلّ عَيْنَيْهِ عَلى مِرْيَة ٍ
عن زجل الطير قبيل الشروق
يَعتَرِقُ اللّحْمَ عَلى بَارِقٍ
وَيَنتَقي العَظْمَ بِرَمْلِ الشّقِيقْ
أو حية الرعن ذوى رأسه
مُشتَرقَ الشّمسِ بطَوْدٍ زَلِيقْ
يَعقُدُ أُولاهُ بأُخْرَاتِهِ
لفاف بنت الرقم الخنفقيق
كَعِمّة ِ الألْوَثِ مَالَتْ بِهِ
بين الندامى نزوات الرحيق
جَامِعُ لِينٍ وَصِيَالٍ مَعاً
أطراق ذي حلم وصول الحنيق
يُدِيرُ في فيهِ ذَليقَ الشَّبَا
مثل لماظ الرجل المستذيق
تخال ما تطرح أشداقه
ما لطخ المحض بقعب الغبوق
مستجمع فرّق عن وثبة
نشطك حبل العربي الربيق
نِعْمَ كِعَامُ الثّغْرِ يَشْجُو بِهِ
فم المنايا ونصاح الفتوق
تَضُمُّهُ في الرّوْعِ مِنْ دِرْعِهِ
أُمٌّ لهَا مِنْهُ أذًى أوْ عُقُوقْ
زَالَ وَأبْقَى ، عِندَ أعقَابِهِ
خَدِيمَ مَالٍ عَرَفَتْهُ الحُقُوقْ
مَضَى وَوَصّاهُمْ بِأنْ يَقْبَلُوا
دعوى العدا فيهم وحكم الصديق
كانَ هَوًى للنّفسِ، لَوْ أنّني
في حلق القِد وأنت الطليق
ما كنت بالهائب طرق الردى
مَا سَلِمَ العَضْبُ، وَأنتَ الرّفيقْ
ما أنَا باللاّقي بِذاتِ النّقَا
خَيْلَ وَغًى مُشعَلَة ً بالعَنيقْ
مَاطَلَهَا المَاءَ، فَلَمّا سَلَتْ
عَنِ الرّوَى مَاطَلَهَا بالعَلِيقْ
وَلابنُ لَيلى عَارِضاً رُمْحَهُ
يحدو بخفان جمالاً ونوق
يأبى إذا الضيم غدا مضغة
سلسالة سائغة في الحلوق
يَرُوحُ مَنْ يَرْجُو لَهُ غُرّة ً
قد خضخض السجل بجال عميق
يُحَدّثُ النّفْسَ بِمَا فَاتَهُ
تطاول الغمر لمجنى السحوق
استَبْدَلَ الحَيُّ بِعِقْبَانِهِ(1/408)
أغربة بعدك حمق النغيق
خاطرت الشول بأذنابها
لما انطوى قرقار ذاك الفنيق
قَدْ نَطَقَ الصّامِتُ مِنْ بَعدِهِ
واصرد النابل بعد المروق
مَخِيلَة ٌ لا مَطَرٌ خَلْفَهَا
تَلْمَعُ مِنهَا شَوَلانُ البُرُوقْ
ما الحي بالضاحك عن مثله
ولا وجوه الحي مذ غاب روق
ولا أغب الأرض تمسي بها
ظل صفيق ونسيم رقيق
لا أغفلت قبرك حنانة
خرقاء بالقطر صناع البروق
ما أبدع المقدار فيما جنى
لكنه حمل غير المطيق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> الوّي حيازيمي عليك تحرقاً
الوّي حيازيمي عليك تحرقاً
رقم القصيدة : 10193
-----------------------------------
الوّي حيازيمي عليك تحرقاً
وَأشكُو قُصُورَ الدّمعِ فيك وَما رَقَا
فيا شمل لبي لا تزال مبدداً
ويا جفن عيني لا تزال مؤرقا
فقد كنت أستسقي الدموع لمثلها
وما جم دمع العين إلا ليهرقا
أعَايَنتَ هَذا الدّهْرَ إنْ سَرّ مَرّة ً
أسَاءَ، وَإنْ صَفّى لَنا الوُدَّ رَنّقَا
كَأنّي أُنَادي مِنْهُ صَمّاءَ صَلْدَة ً
وصلّ فلاة لا يلين على الرقا
إذا غَفِلَ الحَادُونَ ثَارَ مُسَاوِراً
وَإنْ رُوجِعَ النّجوَى أرَمّ وَأطرَقَا
طلوع الثنايا ينفذ الليل لحظه
إذا مَا رَنَا، جَوّابُ أرْضٍ، وَحَملَقَا
له المنظر العاري وكل هنيئة
تغاور بالأنقاء برداً مشرقا
كان زماماً ضاع من أرحبية
تَلَوّى بِأقْوَازِ النّقَا، وَتَعَلّقَا
تَلَمّظَ شَيئاً كالجَبَابِ، وَغامَرَتْ
بهِ وَثْبَة ٌ أمضَى مِنَ اللّيثِ مَصْدَقَا
رِشاءُ الرّدى لوْ عَضّ بالطّوْدِ هاضَهُ
وَلَوْ شَمّ ما لاقَى عَلى الأرْضِ أحرَقَا
دويهية يحمي الطريق مجره
إذا نفخ الركبان نام وأرّقا
وما العيش إلا غمة وارتياحة
ومفترق بعد الدنو وملتقى
هُوَ الدّهْرُ يُبلي جِدّة ً بَعدَ جِدّة ٍ
فَيَا لابِساً أبْلَى طَوِيلاً وَأخْلَقَا
فكَمْ مِنْ عَليٍّ فيكَ حَلّقَ وَانهوَى
وَكَمْ مِنْ غَنيٍّ نالَ منكَ وَأملَقَا
ومن قبل ما أردى جذاماً وحميراً
وأطرق زور الموت عوجاً وعملقا(1/409)
وأبقى على دار السمؤل بركه
وَقَادَ إلى وِرْدِ المَنُونِ مُحَرِّقَا
ففارق هذا الأبلق الفرد بغتة
وودع ذا بعد النعيم الخورنقا
فما البأس والإقدام نجى عتيبة
وَلا الجُودُ وَالإعطَاءُ أبقَى المُحَلَّقَا
أرَاهُ سِنَاناً للقَرِيبِ مُسَدَّداً
وَسَهْماً إلى النّأيِ البَعيدِ مُفَوَّقَا
إذا مَا عَدا لمْ تُبصِرِ البِيضَ قُطّعاً
وَلا الزّغْفَ مَنّاعاً وَلا الجُرْدَ سُبَّقَا
وَلا في مَهاوِي الأرْضِ إن رُمتَ مهبطاً
وَلا في مَرَاقي الجَوّ إن رُمتَ مُرْتَقَى
وَلا الحُوتُ إنْ شَقّ البِحارَ بفائِتٍ
ولا الطيران مد الجناح وحلقا
وَللعُمْرِ نَهْجٌ إنْ تَسَنّمَهُ الفَتَى
إلى الغَايَة ِ القُصْوَى أزَلَّ وَأزْلَقَا
ألا قَاتَلَ اللّهُ الذي جَاءَ غازِياً
فقارعنا عن مخة الساق وانتقى
وكم من عليل قد شرقت بيومه
جَوًى ، بَعدَ مَا قالوا أبَلَّ وَأفرَقَا
وآخر طلقت السرور لفقده
وقد راح للدنيا النشوز مطلقا
بنَفسِيَ مَنْ أفقَدْتُ داراً أنيقَة ً
من العيش واستودعت بيداء سملقا
وَأبْدَلتُهُ مِنْ ظِلّ فَينَانَ ناضرٍ
ظِلالَ صَفيحٍ كالغَمَامِ مُطَبِّقَا
وخففت عن أيدي الأقارب ثقله
وحملته ثقل الجنادل والنقا
جلست عليه طامعاً ثم جاءني
مِنَ اليَأسِ أمْرٌ أنْ أخُبّ وَأُعنِقَا
وَمَا مِنْ هَوَانٍ خَطّأ التُّرْبَ فَوْقَهُ
وخطى له بيتاً من الأمر ضيقا
وَقد كانَ فَوْقَ الأرْضِ يُسحِقُ نأيُه
فصَارَ وَرَاءَ الأرْضِ أنْأى وَأسحَقَا
خَليليّ زُمّا لي مِنَ العِيسِ جَسرَة ً
مُضَبَّرَة َ الأضْلاعِ أدْمَاءَ سَهوَقَا
تَمُرُّ كَمَا مَرّتْ أوَائِلُ بَارِقٍ
يَشُقُّ الدُّجَى وَالعَارِضَ المُتَألّقَا
كأن يد القسطار بين فروجها
يقلب في الكف اللجين المطرّقا
وحطا لجامي في قذال طمرَّة
كَأنّ بهَا مِنْ مَيعَة ِ الشّدّ أوْلَقَا
تُعِيرُ الفَتَى ظَهراً قَصِيراً، كأنّهُ
قَرَا النِّقنِقِ الطّاوِي وَعُنقاً عَشَنَّقَا
لَعَلّي أفُوتُ المَوْتَ إنْ جَدّ جَدُّهُ(1/410)
وأعظم ظني أن ينال ويلحقا
وهل يأمن الإنسان من فجآته
وإن حث بالبيداء خيلا وأينقا
لقد سَلّ هذا الرُّزْءُ من عينيَ الكَرَى
وغصص بالماء الزلال وأشرقا
ومما يعزى المرء ما شاء أنه
يَرَى نَفْسَهُ في المَيّتِينَ مُعَرِّقَا
ولو غير هذا الموت نالك ظفره
وَوَلاّكَ غَرْباً للمَنَايَا مُذَلَّقَا
لكان وراء الثار منا .....
عَصَائِبُ تَختَارُ المَنُونَ عَلى البَقَا
إذا ضَرَبُوا رَدّوا الحَديدَ مُثَلَّماً
وَإنْ طَعَنُوا رَدّوا الوَشيجَ مُدَقَّقَا
بِكُلّ قَصِيرٍ يَفلِقُ الهَامَ أبيَض
وكل طويل يهتك السرد أورقا
إذا اهتَزّ مِنْ خَلْفِ السّنانِ حَسِبتَه
بأعلى النجاد الأرقم المتشدقا
وَلَكِنّهُ القِرْنُ الّذي لا نَرُدُّهُ
وَهَلْ لامرِىء ٍ رَدٌّ إذا اللّيثُ حَقّقَا
يقود الفتى ما زم بالضيم أنفه
وقد قاد أبطالاً وقد جر فيلقا
مشقق أعراف الخطابة صامت
وَلاقي صُدُورِ الخَيلِ يَوْمَ الوَغَى لَقَا
ولم تغن عنه الخط قوّم درؤها
وَلا البِيضُ أجرَى القينُ فيهنّ رَوْنَقَا
سَقَاهُ، وَإنْ لمْ تُرْوَ للقَلْبِ غُلّة ٌ
وما كان ظني أن أقول له سقا
وَلا زَالَتِ الأنْوَاءُ تَحْبُوهُ مُرْعِداً
مِنَ المُزْنِ مَلآنَ الحَيازِيمِ مُبْرِقَا
إذا قيل ولى عاد يحدو عشاره
وإن قيل أرقاً دمعة القطر أغدقا
وَأعلَمُ أنْ لا يَنفَعُ الغَيثُ هَالِكاً
وَلا يَشعُرُ المَندُوبُ بالهَامِ إنْ زَقَا
وَلَوْ كَانَ بالسُّقيَا يَعُودُ أنَا لَهُ
كمَا لَوْ سُقي عارِي القَضِيبِ لأوْرَقَا
وَلَكِنْ أُدارِي خاطِراً مُتَلَهّفاً
وقلباً بما خلف التراب معلقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا يُبْعِدِ اللّهُ فِتْيَاناً رُزِئْتُهُمُ
لا يُبْعِدِ اللّهُ فِتْيَاناً رُزِئْتُهُمُ
رقم القصيدة : 10194
-----------------------------------
لا يُبْعِدِ اللّهُ فِتْيَاناً رُزِئْتُهُمُ
رُزْءَ الغُصُونِ، وَفيها المَاءُ وَالوَرَقُ
إن يرحلوا اليوم عن داري فإنهم(1/411)
جيران قلبي أقاموا بعد ما انطلقوا
بانوا فكل نعيم بعدهم كمد
باق وكل مساغ بعدهم شرق
أرَاكَ تَجزَعُ للقَوْمِ الذِينَ مَضَوْا
فهل آمنت على القوم الذين بقوا
لا يلبث المرء يبلى شرخ جدته
مِنَ الزّمَانِ جَدِيدٌ مَا لَهُ خَلَقُ
هَدَى الغَرَامُ دُمُوعي في مَسالِكِهِ
عَلَيهمِ، وَأضَلّتْ صَبْرِيَ الطّرُقُ
وَكَيفَ يَنعَمُ بالتّغميضِ بَعدَهُمُ
عَينٌ أعَانَ عَلَيها الدّمعُ وَالأرَقُ
إني لأعجب بعد اليوم من كبد
تدمى لهم كيف تندي وهي تحترق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لولا يذم الركب عندك موقفي
لولا يذم الركب عندك موقفي
رقم القصيدة : 10195
-----------------------------------
لولا يذم الركب عندك موقفي
حَيّيْتُ قَبْرَكَ، يَا أبَا إسحَقِ
كَيفَ اشتياقُكَ مُذْ نأيتَ إلى أخٍ
قَلِقِ الضّمِيرِ إلَيْكَ بِالأشْوَاقِ
هل تذكر الزمن الأنيق وعيشنا
يحلو على متأمل ومذاق
لا بد للقرباء أن يتزايلوا
يَوْماً، بعُذْرِ قِلًى وَعُذْرِ فِرَاقِ
أمضي وتعطفني إليك نوازع
بتنفس كتنفس العشاق
وأذود عن عيني الدموع ولو خلت
لَجَرَتْ عَلَيْكَ بِوَابِلٍ غَيداقِ
وَلَوَ أنّ في طَرْفي قَذاة ً مِنْ ثَرًى
وَأرَاكَ مَا قَذّيتُهَا مِنْ مَاقي
إن تمضِ فالمجد المرجب خالد
أو تفن فالكلم العظام بواقي
مَشحُوذَة ٌ تَدْمَى بِغَيرِ مَضَارِبٍ
كالسيف أطلق في طلى الأعناق
يقبلن كالجيش المغير يؤُمه
كَمِشُ الإزَارِ مُقَلِّصٌ عَن سَاقِ
قرطات أذان الملوك خليقة
بمواضع التيجان والأطواق
عقدوا بها المجد الشرود وأثلوا
دَرَجاً إلى شَرَفِ العُلَى وَمَرَاقي
أوْتَرْتَهَا أيّامَ بَاعُكَ صُلَّبٌ
وَكَدَدْتَهَا بالنّزْعِ وَالإغْرَاقِ
حَتّى إذا مَرِحَتْ قُوَاكَ شَدَدْتَهَا
باسم على عقب الليالي باقي
كَنَجَائِبٍ قَعَدَتْ بِهَا أرْمَاقُهَا
مَحسُورَة ً، فَمَشَينَ بِالأعْرَاقِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمِنْ ذِكْرِ دارٍ بالمُصَلّى إلى مِنًى(1/412)
أمِنْ ذِكْرِ دارٍ بالمُصَلّى إلى مِنًى
رقم القصيدة : 10196
-----------------------------------
أمِنْ ذِكْرِ دارٍ بالمُصَلّى إلى مِنًى
تُعَادُ كمَا عِيدَ السّليمُ المُؤرَّقُ
حَنِيناً إلَيْهَا وَالتِوَاءً مِنَ الجَوَى
كأنك في الحي الولود المطرق
أأللَّهُ، إنّي إنْ مَرَرْتُ بِأرْضِهَا
فُؤادِيَ مَأسُورٌ وَدَمْعيَ مُطْلَقُ
أكر إليها الطرف ثم أرده
بإنسانِ عَينٍ في صَرَى الدّمعِ يَغرَقُ
هواي يمان كيف لا كيف نلتقي
وركبي منقاد القرينة معرق
فَوَاهاً مِنَ الرَّبْعِ الذي غَيّرَ البِلَى
وَآهاً عَلى القَوْمِ الّذِينَ تَفَرّقُوا
أصون تراب الأرض كانوا حلولها
وَأحذَرُ مِنْ مَرّي عَلَيها وَأُشفِقُ
وَلمْ يَبقَ عِندِي للهَوَى غَيرَ أنّني
إذا الرّكبُ مَرّوا بي على الدّارِ أشهَقُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا حَسَنَ الخَلقِ قَبيحَ الأخلاقْ!
يا حَسَنَ الخَلقِ قَبيحَ الأخلاقْ!
رقم القصيدة : 10197
-----------------------------------
يا حَسَنَ الخَلقِ قَبيحَ الأخلاقْ!
إنّي عَلى ذاكَ إلَيكَ مُشتَاقْ
رب مصاف علق بمذاق
إنّ مَوَدّاتِ القُلُوبِ أرْزَاقْ
يا هل لدائي من هواك أفراق
هَيهَاتَ مَا أعضَلَ داءَ العُشّاقْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا ليلة كرم الزمان بها لو أن الليل باق
يا ليلة كرم الزمان بها لو أن الليل باق
رقم القصيدة : 10198
-----------------------------------
يا ليلة كرم الزمان بها لو أن الليل باق
لَو أنّ اللّيْلَ بَاقِ
كَانَ اتّفَاقٌ بَيْنَنَا
جَارٍ عَلى غَيرِ اتّفَاقِ
واستروح المهجور من
زَفَرَاتِ هَمٍّ وَاشتِيَاقِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَلَقَدْ أقُولُ لصَاحبٍ نَبّهتُهُ
وَلَقَدْ أقُولُ لصَاحبٍ نَبّهتُهُ
رقم القصيدة : 10199
-----------------------------------
وَلَقَدْ أقُولُ لصَاحبٍ نَبّهتُهُ
فوق الرحالة والمطي رواقي
أو ما شممت بذي الأبارق نفحة(1/413)
خَلَصَتْ إلى كَبِدِ الفتى المُشتَاقِ
فجنى نسيم الشيح من نجد له
حرق الحشى وتحلب الآماق
آهاً عَلى نَفَحَاتِ نَجْدٍ! إنّهَا
رُسْلُ الهَوَى وَأدِلّة ُ الأشْوَاقِ
أسُقيتَ بالكَأسِ التي سُقّيتُهَا
أم هل خطتك إليّ كف الساقي
فأوَى وَقالَ: أرَى بقَلبكَ لَسعَة ً
للحُبّ لَيسَ لدائِهَا مِنْ رَاقِ
فصف الغرام لمفرق من دائه
إني لأقدم منك في العشاق
أبثَثْتُهُ كمَدِي وَطُولَ تَجَلُّدي
وَأليمَ مَا بي مِنْ نَوًى وَفِرَاقِ
أشكُو إلَيهِ بَياضَ سُودِ مَفارِقي
وَيَظَلُّ يَعجَبُ من سَوَادِ البَاقي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيّهَا الرّائِحُ المُغِذُّ تَحَمّلْ
أيّهَا الرّائِحُ المُغِذُّ تَحَمّلْ
رقم القصيدة : 10200
-----------------------------------
أيّهَا الرّائِحُ المُغِذُّ تَحَمّلْ
حاجة للمعذب المشتاق
أقرعني السلام أهل المصلى
وبلاغ السلام بعد التلاقي
وَإذا مَا مَرَرْتَ بالخَيفِ فَاشهَدْ
أنَّ قلبي إليه بالأشواق
وإذا ما سئلت عني فقل نضو هوى ما أظنه اليوم باق
ـوُ هَوًى مَا أظُنُّهُ اليَوْمَ بَاقِ
ضَاعَ قَلبي فانشُدْهُ لي بَينَ جَمعٍ
ومنى عند بعض تلك الحداق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كفى حزناً إني صديق وصادق
كفى حزناً إني صديق وصادق
رقم القصيدة : 10201
-----------------------------------
كفى حزناً إني صديق وصادق
وَما ليَ مِنْ بَينِ الأنامِ صَديقُ
فكيف أريغ الأبعدين لخلة
وَهذا قَرِيبٌ غَادِرٌ، وَشَقيقُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إذا قلت أن القرب يشفي من الجوى
إذا قلت أن القرب يشفي من الجوى
رقم القصيدة : 10202
-----------------------------------
إذا قلت أن القرب يشفي من الجوى
أبي القلب أن يزداد إلا تشوقا
وإن أنا أضمرت السلو تراجعت
من الشوق أخلاق يزلن التخلقا
وَكَم ليَ مِن لَيلٍ يُجَدّدُ لي الهوَى
إذا أشْأمَ البَرْقُ اليَمَاني وَأعرَقَا
أصانع لحظي أن يطول ذبابه(1/414)
إلَيكَ، وَأنْهَى الدّمعَ أنْ يَتَرَقْرَقَا
مخافة واش يثلم الحب قوله
وهيهات طال الحب منا وأورقا
غَدَوْنَا عَلى الأعداءِ نَحمي مَوَدّة ً
ونمنع عن أطرافها أن تمزقا
فما أنت إلا السهم صافح ثغره
وما أنا إلا العضب صادم مفرقا
إذا كنت لي خلاَّ فحسبي من الورى
بَقَاؤكَ، لَوْلا أنتَ ما طَالَ لي بَقَا
جمعنا فلا نحفل بما صنع الهوى
وخفنا على الأيام أن نتفرقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَوْ كَانَ مَا تَطلُبُهُ غَايَة ً
لَوْ كَانَ مَا تَطلُبُهُ غَايَة ً
رقم القصيدة : 10203
-----------------------------------
لَوْ كَانَ مَا تَطلُبُهُ غَايَة ً
كنت المصلي وأنا السابق
تَظُنّني أرْغَبُ عَنْ مَوْقِفٍ
يحضر فيه الشوق والشائق
فكّرْتُ حَتّى لمْ أجِدْ فِكرَة ً
تَقْدَحُ إلاّ وَلهَا عَائِقُ
لو كنت في أثناء سري إذا
عَلِمْتَ أنّي قَائِلٌ صَادِقُ
قلبي جنيب لك لا يرعوى
وودك القائد والسائق
ولحظ عينيك رمى مقلتي
كان نومي تحتها عاشق
فاصْبِرْ، فإنّ الصّبْرَ أحرَى إذا
ضاق عليك المسلك الضايق
فالنطق الطاهر ما بيننا
مترجم والنظر الفاسق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَلَيْلٍ تَمَزّقَ عَنْهُ النّسيـ
وَلَيْلٍ تَمَزّقَ عَنْهُ النّسيـ
رقم القصيدة : 10204
-----------------------------------
وَلَيْلٍ تَمَزّقَ عَنْهُ النّسيـ
ـمُ وَاستَلبَ الجَوَّ غَرْباً وَشرْقَا
وَنِيلُوفَرٍ فَتّحَتْهُ الرّيَاحُ
وعانقه الماء صفواً ورنقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما وقع الواشوان فيَّ ولفقوا
ما وقع الواشوان فيَّ ولفقوا
رقم القصيدة : 10205
-----------------------------------
ما وقع الواشوان فيَّ ولفقوا
قُلْ لي، فإمّا حَاسِدٌ أوْ مُشْفِقُ
في كُلّ يَوْمٍ ظَهرُ دارِي مَغرِبٌ
لكلامهم وجبين دارك مشرق
وَإلى مَتى عُودي عَلى أيديهِمُ
ملقى ينيّب دائباً ويحرق
كَم يُسبَكُ الذّهبُ المُصَفّى مَرّة ً
قَد لاحَ جَوْهَرُهُ وَبَانَ الرّوْنَقُ(1/415)
يحلو لهم عرضي فيستطرونه
ويصل عرضهم الذليل فيبصق
نَفَضُوا عَيُوبَهُمُ عَليّ، وَإنّمَا
وَجَدّوا مَصَحّاً في الأديمُ فمزّقوا
من لي بمن أن بان عيب خليله
غَطّاهُ عَن شانيهِ، أوْ مَن يصدُقُ
وإذا الحليم رمى بسر صديقه
عَمْداً، فأوْلى بالوَدادِ الأحمَقُ
من كان يغتاب الرجال وهمّ أن
يَبلُو الأصَادقَ فالصّديقُ المُطرِقُ
وَإذا تَألّقَتِ الثّغُورُ لِسَبّة ٍ
لمْ يَدْرِ ثَغراً أوْ سَناً يَتَألّقُ
لا تَمْلِكُ الفَحشَاءُ جانبَ سَمعه
وَيَزِلُّ قَوْلُ الهُجرِ عَنهُ وَيَزْلَقُ
جار الزمان فلا جواد يرتجى
للنائبات ولا صديق يشفق
وَطَغَى عليّ فكُلُّ رَحبٍ ضَيّقٌ
إنْ قُلتُ فيهِ، وَكلُّ حَبلٍ يخنُقُ
أمر شحي للعزم غير مرشح
واليوم من ليل العجاجة أبلق
دعني فإن الدهر يقصف همتي
ويجد من أملي الذي أتعلق
الموت يركض في نواحي دهرنا
وَكأنّ صَرْفَ النّائباتِ مُطَرِّقُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بَرَقتَ بالوَعْدِ في دُجَى أمَلي
بَرَقتَ بالوَعْدِ في دُجَى أمَلي
رقم القصيدة : 10206
-----------------------------------
بَرَقتَ بالوَعْدِ في دُجَى أمَلي
وَالغَيثُ لا يُقتَضَى إذا بَرَقَا
حاشاك أن أقتضيك منقبة
تَسلُكُ مِنها إلى العُلى طُرُقَا
فانهض لها أنها الغلام تجد
حبلاً ضنيناً بكف من علقا
وكم صريخ نهضت تنصره
والطعن يسترعف القنا علقا
دَعِ العِدا عَنْ جَوَانِبي بِيَدٍ
يروع فيها النضار والورقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أهز عاسية العيدان آبية
أهز عاسية العيدان آبية
رقم القصيدة : 10207
-----------------------------------
أهز عاسية العيدان آبية
على الخوابط لا لينا ولا ورقا
وما مدحتهم أني رجوتهم
لكنه عوذ من شرهم ورقا
قالوا: نَعُدُّكَ للجُلّى ، فقُلتُ لهُمْ:
حسبي من الري ما لا يبلغ الشرقا
نَامُوا خَلِيّينَ عَمّا بي، فَلِمْ تركوا
وهنا عليَّ مطال الهم والأرقا
كَفَى بقَوْمٍ هجَاءً أنَّ مَادِحَهُمْ(1/416)
يُهدِي الثّنَاءَ إلى أعرَاضِهِمْ فَرَقَا
من لم يبالِ بأعقاب الحديث غدا
فما يبالي أمان القول أم صدقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَمَرٌ غَاضَ ضَوْءُهُ في المَحَاقِ
قَمَرٌ غَاضَ ضَوْءُهُ في المَحَاقِ
رقم القصيدة : 10208
-----------------------------------
قَمَرٌ غَاضَ ضَوْءُهُ في المَحَاقِ
يوم جد انطلاقه وانطلاقي
جَامِدُ اللّحظِ حَيرَة َ البَينِ إلاّ
أن منه ذوب المهراق
صار در الدموع يخلف ثغري
في حواشي تلك الخدود الرقاق
عَزّ صَبرِي يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلكِنْ
فَضَحَتْهُ الأشجانُ يَوْمَ الفِرَاقِ
يا عريق الهوى ستقضي إذا ما
طلع البين من ثنايا العراق
يَوْمَ لا غَيرَ زَفْرَة ٍ مِن فُؤادٍ
ذِي قُرُوحٍ وَرَشّة ٍ مِنْ مَآقِ
نَسرِقُ الدّمعَ في الجُيوبِ حَياءً
وَبِنَا مَا بِنَا مِنَ الإشفَاقِ
كَادَ طَلُّ الدّمُوعِ يَلتَذُّ لَوْلا
هَزُّ سَيرِ الرّسِيمِ وَالإعنَاقِ
بَيْنَنَا، يَا بَني المُغِيرَة ِ، يَوْمٌ
لَوْ رَآنَا العَدُوُّ أضْمَرَنا مَا
شهقة الضرب في الطلى والهوادي
رنة الطعن في الكلى والصفاق
حمرت نجدة وليس بذمر
ـوِ جَميعاً وَاللّيلُ مُلقي الرّوَاقِ
ونجوم تنوب عنها العوالي
مِنْ سَمَاءِ العَجَاجِ في الآفَاقِ
حرم حشوه القنا وفناء
ذو طراز من الجياد العتاق
أمُعِيني عَلى بُلُوغِ الأمَاني
وَشِفَائي مِنْ عِلّتي وَاشتِيَاقي
وخليلي لما جفاني خليل
صدّحتي غصصته بفراق
حين وافقت نيتي في التصافي
ذقتَ مني الوفاء عذب المذاق
أينَعَتْ بَيْنَنَا المَوَدّة ُ حَتّى
جَلّلَتْنَا وَالدّهْرَ بالأوْرَاقِ
وَسَوَامي اللّحَاظِ في الرّوْعِ تَلقَا
خارجاً من ثيابه الأخلاق
قُمْ نُبَادِرْ مَرْمَى الزّمانِ ببَينٍ
فسهام الخطوب في الأفواق
كُلّمَا كَرّتِ اللّيَالي عَلَيْنَا
شق فيها الوفاء جيب الشقاق
في جبين الزمان منك ومني
غُرّة ٌ كَوْكَبِيّة ُ الائتِلاقِ
لا تزال الأيام تضدر منا
عن إخاء لم نقذه بفراق(1/417)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لِقَاؤكَ جَرّ عَليّ الفِرَاقَا
لِقَاؤكَ جَرّ عَليّ الفِرَاقَا
رقم القصيدة : 10209
-----------------------------------
لِقَاؤكَ جَرّ عَليّ الفِرَاقَا
وما زادني القرب إلا اشتياقا
جَلَوْتَ عَليّ هَدِيَّ الوِدادِ
فأسلَفتُها بالقَبُولِ الصّداقَا
وأسرفت بالبشر حتى ظننت أنك أصجعت فيه النفاقا
ـتُ أنّكَ أضْجَعتَ فيهِ النّفَاقَا
وحاشاك من تهمة في المغيب
فكَيفَ حُضُورٌ يَضُمّ الرّفَاقَا
وَكَانَ الزّعِيمُ بِهَذا الإخَا
ءِ يَوْماً حَسَوْنَاهُ كأساً دِهَاقَا
نَحَرْنَا الدّنَانَ عَلى صَدْرِهِ
فَلِلّهِ أيَّ دِمَاءٍ أرَاقَا
شرقنا بلذاته والسرور
يلوّي إزاراً ويرخي نطاقا
يُشَقِّقُ وَاللّيْلُ رَطْبُ الذّيُو
غلائل تندى نسيماً رقاقا
سقى الله دهراً حبانا الوداد مبتدهاً فشكرنا العراقا
دَ مُبتَدِهاً، فشَكَرْنَا العِرَاقَا
وما زلت أعجب من حفظه
لَنَا القُرْبَ حَتّى نَسينَا الفِرَاقَا
اتقتص من جسدي بالبعاد
وما زود البلع منك العناقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبَا حَسَنٍ لي في الرّجَالِ فِرَاسَة ٌ
أبَا حَسَنٍ لي في الرّجَالِ فِرَاسَة ٌ
رقم القصيدة : 10210
-----------------------------------
أبَا حَسَنٍ لي في الرّجَالِ فِرَاسَة ٌ
تعودت منها أن تقول فتصدقا
وقد خبرتني عنك أنك ماجد
سَتَرْقَى مِنَ العَليَاءِ أبعَدَ مُرْتَقَى
فوفيتك التعظيم قبل أوانه
وقلت أطال الله للسيد البقا
وَأضْمَرْتُ مِنهُ لَفظَة ً لم أبُحْ بِهَا
إلى أن أرى اطلاقها ليَ مطلقاً
فإنْ عِشتُ أوْ إنْ مُتُّ فاذكُرْ بشارَتي
وَأوْجِبْ بِهَا حَقّاً عَلَيكَ مُحَقَّقَا
وَكنْ ليَ في الأوْلادِ وَالأهلِ حافِظاً
إذا ما اطمأنّ الجَنبُ في موْضعِ البَقَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
رقم القصيدة : 10211
-----------------------------------(1/418)
سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
وَأجرَيتُ في ذا الهِندُوَانيّ رَوْنَقَا
وسوّمت ذا الطرف الجواد وإنما
شَرَعْتُ لَهُ نَهجاً فَخَبّ وَأعْنَقَا
لئن برقت مني مخايل عارض
لعَينَيكَ يَقضِي أنْ يَجُودَ وَيُغدِقَا
فَلَيسَ بسَاقٍ قَبلَ رَبعِكَ مَرْبَعاً
وَلَيسَ بِرَاقٍ قَبلَ جَوّكَ مُرْتَقَى
وإن صدقت منه الليالي مخيلة
تكن بجديد الماء أول من سقى
وَيَغدُو لمَنْ يُرْوِي جَنَابَكَ مُرْوِياً
زلالاً وللأعداء دونك مصعقاً
وإن تر ليثاً لائذاً لفريسة
يُراصِدُ غُرّاتِ المَقَادِيرِ مُطْرِقَا
فما ذاك إلا أن يوفر طعمها
عَلَيكَ، إذا جَلّى إلَيها وَحَقّقَا
وإن يرق يوماً في المعالي فإنه
سما ليوقى وطء رجلك مزلقا
وإن يسع في الأمر العظيم فإنما
سعى لك في ذاك الطريق مطرقا
وإن يصب السهم الذي راش نصله
فما كان إلا في هواك مفوقا
وَإنْ يَنهَضِ الغَرْسُ الذي هو غارِسٌ
يكن لك مَجنًى في الخُطوبِ وَمَعلَقَا
لتجنيه دون الناس ما كان مثمراً
وتلبس طلا منه ما كان مورقا
فنم وادعا واستسقني فستنتضي
حُسَاماً إذا مَا مَرّ بالعَظْمِ طَبّقَا
وجر ذيول العز أنى أجرّه
لهاماً إذا ما أظلم الليل أبرقا
وجيشاً جناحاه يزمان بالردى
خَفُوقانِ ما نَالا مِنَ الأرْضِ مخفقَا
به كل طعان يلوث برأسه
عَنِيقَ المَذاكي مَا يُثِيرُ مِنَ النّقَا
لدنْ غدوة حتى ترى الشمس ورسة
كأن على الغيطان ثوباً مزبرقا
وَرَكبٍ أغَذّوا بالرّكَابِ، فَنَشّفُوا
ثَمَائِلَها بالجَوْبِ غَرْباً وَمَشْرِقَا
وكل معراة الضلوع كأنما
أقاموا عليها جازراً متعرقا
فإن راشني دهري أكن لك بازياً
يسرك محصوراً ويرضيك مطلقا
أشاطرك العز الذي أستفيده
بصفقة راض إن غنيت وأملقا
فتذهب بالشطر الذي كله غنى
وَأذْهَبُ بالشّطْرِ الذي كُلّهُ شَقَا
وَتَأخُذُ مِنْهُ مَا أنَامَ وَمَا حَلا
وأخذ منه ما أمر وأرقا
فَغَيرِيَ إمّا طَارَ غادرَ صَحبَهُ
دوين المعالي واقعين وحلقا
فإن تسلف التبجيل قبل أوانه(1/419)
أُعِضْكَ بِهِ وَجْهاً من الوُدّ مُونِقَا
وَإنْ تُعطِني الإعْظَامَ قَوْلاً فإنّني
سأُعطِيكَ فِعلاً منهُ أذكَى وَأعبَقَا
لَعَلّ اللّيَالي أنْ يُبَلّغْنَ مُنْيَة ً
وَيَقرَعنَ لي بَاباً مِنَ الحَظّ مُغلَقَا
نَظَارِ وَلا تَستَبْطِ عَزْمي فلَن تَرَى
عَلُوقاً، إذا مَا لمْ تَجِدْ مُتَعَلِّقَا
وَلَيسَ يُنَالُ الأمْرُ إلاّ بِحَازِمٍ
مِنَ القَوْمِ أحمَى مِيسَماً ثمّ ألصَقَا
فإن قعدت بي السن يوماً فإنه
سينهض بي مجدي إليها محققا
فوالله لا كذبت ظنك إنه
لعارٌ إذا ما عاد ظنك مخفقاً
فإن الذي ظن الظنون صوادقاً
نظير الذي قوّى الظنون وحققا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جَاءَ بِهَا قالِصَة ً عَن سَاقِ
جَاءَ بِهَا قالِصَة ً عَن سَاقِ
رقم القصيدة : 10212
-----------------------------------
جَاءَ بِهَا قالِصَة ً عَن سَاقِ
روعاء من إرث أبي الغيداق
تحن والحنة للمشتاق
مَا أوْلَعَ الحَنِينَ بالنّيَاقِ
تَمْشِي عَلى نَعْلِ دَمٍ مُرَاقِ
لَيستْ بذي هُلبٍ وَلا طِرَاقِ
تذكري رمل النقا واشتياقي
وبرد ماءِ ألْعسٍ وساقي
يَنزِعُ مِنْ أُثعُوبِ جَمٍّ باقي
حمضها في قلَّص عتاق
مناشط العشب على الملاق
أشعث بادي جنجن التراقي
كأنه في السمل الأخلاق
من تيهه ذو التاج والأطواق
نحارة للإبل المناقي
فُوَاقُهَا أدْنَى مِنَ الفُوَاقِ
أسفع إلا موضع النطاق
يُنزِلُ حَدَّ الصّارِمِ الذّلاّقِ
منازل العقال والرباق
مُوَطِّنُ المَنْزِلِ للرّفَاقِ
مَرّتْ عَلى الأقْوَارِ وَالبُراقِ
مر جرور لعارض الشهاق
طائرة بالقرب الخفاق
مُنفَلِتِ الدّلْوِ مِنَ العَرَاقي
تحثو على نجد ثرى العراق
كَأنّها بَعضُ الهَبَابِ البَاقي
والليل أعمى شارق الرواق
نذير قوم جد في اللحاق
يُنذِرُ جَيشاً عَجِلَ الإرْهَاقِ
أقبل لا يحفل ما يلاقي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نَبّهْتَ مِنّي، يا أبَا الغَيداقِ
نَبّهْتَ مِنّي، يا أبَا الغَيداقِ
رقم القصيدة : 10213(1/420)
-----------------------------------
نَبّهْتَ مِنّي، يا أبَا الغَيداقِ
أصَمَّ لا يَسمَعُ صَوْتَ الرّاقي
صلّ صفا ملعّن البصاق
رِيقَتُهُ تَهْزَأُ بالدِّرْيَاقِ
كأنه أمّ من الاطراق
تَلقَى الرّجَالُ عِندَهُ المَلاقي
يَنظُرُ مِنْ عَينٍ بِلا حِملاقِ
إن نام لا يكلؤها بماق
آثَارُهُ في القُورِ وَالبُرَاقِ
تَستَوْقِفُ الرّكبَ عَنِ الإعناقِ
يَشُمُّ مِنكَ مَوْضِعَ النّطَاقِ
بوَخزَة ٍ مِنْ ذَرِبِ حَذّاق
يكتمه في هرت الأشداق
لَيُّكَ مِنْ حَديدة ِ الحَلاّقِ
ترى على اللبات والتراقي
أهالة من سمّه المراق
مثل القذى لجلج في المآقي
يُنحب بالماضي جنان الباقي
رزقك أدته يد الخلاق
لَكِنّهُ مُرٌّ مِنَ الأرْزَاقِ
قد حان ألا أن يقيه الواقي
مَنِ ابتَغَى جَهْلاً بِمَا يُلاقي
تَجرِبَة ُ السّيْفِ عَلى الأعْنَاقِ
ألمْ يَعُقْكَ اليَوْمَ عنّي عَاقِ
حَتّى لَقِيتَ أُذُنَيْ عَنَاقِ
سَوْفَ أُغَنّي بِكَ في الرّفَاقِ
حدواً كحدو البدن بالقياقي
محملاً غوارب النياق
مِنْ لاذِعَاتِ الكَلِمِ البَوَاقي
نَهْزاً سَيُجليهَا إلى العِرَاقِ
إني ارتقيت بعد ضعف الساق
روابياً مزلقة المراقي
أهْدَفْتُ للإرْعَادِ وَالإبرَاقِ
نصب مسيل العارض البعاق
تَرْقَعُ عِرْضاً منكَ ذا انخِرَاقِ
كمَا رَفَدْتَ النّعلَ بالطِّرَاقِ
حذار من مذروبة ذلاق
ترفع عنك جانب الرواق
هَوَاجِماً مَقْطُوعَة َ الرِّبَاقِ
حتى على الأذان والأحداق
تنتزع الأصول بالأعراق
يَلْجَا بِهَا الحُرُّ إلى الإبَاقِ
أعقدها مواضع الأطواق
لهَا عَلى الأعنَاقِ وَسم بَاقِ
مثل وسوم الإبل المناق
نَزِيعَة ٌ مِنْ جَلَبِ العِرَاقِ
تُقنى لغَيرِ الشّمّ وَالعِنَاقِ
تُميطُها، وَهيَ إلى التِصَاقِ
لا تقلع القوباء بالأرياق
عَجّتْ لأعرَاضِكُمُ الأخْلاقِ
أفلُقُ في جَمَاجِمٍ أفْلاقِ
وَأُجهِزُ اليَوْمَ عَلى أرْمَاقِ
لا تأمن النار على الأحراق
هَذا وَنَبلي لكَ في الإيفَاقِ
فكيف بعد النزع والأغراق(1/421)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما لخَيالِ الحَبيبِ قَدْ طَرَقَا
ما لخَيالِ الحَبيبِ قَدْ طَرَقَا
رقم القصيدة : 10214
-----------------------------------
ما لخَيالِ الحَبيبِ قَدْ طَرَقَا
وَمَا لهَذا المُحبّ قَدْ قَلِقَا
سألت بإنسان عينه لجج
ولو لم يكن سابحاً لقد غرقا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ضَاعَتْ ديونُكَ عندَ الغِيدِ أعنَاقَا
ضَاعَتْ ديونُكَ عندَ الغِيدِ أعنَاقَا
رقم القصيدة : 10215
-----------------------------------
ضَاعَتْ ديونُكَ عندَ الغِيدِ أعنَاقَا
وَمَا قَضَينَكَ لمّا جِئتَ مُشتَاقَا
تَحَمّلُوا، وَعُيُونُ الحَيّ نَاظِرَة ٌ
وَعَاقَ طَرْفَكَ يَوْمَ الجِزْعِ ما عاقَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خَلَّوا عَلَيكَ مَطالَ السّفرِ وانطَلَقوا
خَلَّوا عَلَيكَ مَطالَ السّفرِ وانطَلَقوا
رقم القصيدة : 10216
-----------------------------------
خَلَّوا عَلَيكَ مَطالَ السّفرِ وانطَلَقوا
وأسلفوك سلواً قبل أن عشقوا
لَوْ يُنصِفُوني الهوَى ما كانَ عندَهمُ
برد القلوب وعندي الشوق والأرق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وردنا بها بين العذيب وضارج
وردنا بها بين العذيب وضارج
رقم القصيدة : 10217
-----------------------------------
وردنا بها بين العذيب وضارج
تَرِيكَة َ جُونٍ أسْأرَتْهَا البَوَارِقُ
وَقد ذَعْذَعَ اللّيلُ النّجومَ لغَوْرِها
كبيض الأداخي بعثرته النقانق
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> دَوْلَة ٌ تَطلُبُ الفِرَا
دَوْلَة ٌ تَطلُبُ الفِرَا
رقم القصيدة : 10218
-----------------------------------
دَوْلَة ٌ تَطلُبُ الفِرَا
رَ، وَمَجْدٌ مُحَلِّقُ
هُوَ يَأسٌ مُكَذِّبٌ
ورجاء مصدق
قد بنيتم فشيدوا
وَغَرَستُمْ، فَأوْرِقُوا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتُرَى نُرَاحُ مِنَ الفِرَاقِ
أتُرَى نُرَاحُ مِنَ الفِرَاقِ
رقم القصيدة : 10219
-----------------------------------(1/422)
أتُرَى نُرَاحُ مِنَ الفِرَاقِ
يَوْماً، وَنَأخُذُ في التّلاقي
فأغض من جزعي وامحو الدمع من بين المآقي
ـحُو الدّمْعَ مِنْ بَينِ المَآقي
وأروح في ظفر القوى
وَقَدِ انتَصَفتُ مِنَ الفِرَاقِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا أراك الحمى تراني أراكا
يا أراك الحمى تراني أراكا
رقم القصيدة : 10220
-----------------------------------
يا أراك الحمى تراني أراكا
أي قلب جنى عليه جناكا
أعطش الله كل فرع بنعمان من الماطر الروى وسقاكا
الرِّوَى وَسَقَاكَا
أيُّ نُورٍ لِنَاظِرَيَّ، إذا مَا
مَرّ يَوْمٌ، وَنَاظرِي لا يَرَاكَا
لم تدع فيك نائبات الليالي
أثراً للهوى سوى مغناكا
وَأثَافٍ كَأنّهُنّ رَذايَا
وَأسَارَى لا يَنظُرُونَ فِكَاكَا
وشجيج طم الزمان نواصيه كما شعث الوليد السواكا
ـهِ، كما شَعّثَ الوَليدُ السّوَاكَا
الذميل الذميل يا ركب أني
لضمين أن لا يخيب سراكا
جئيهم مخمس الركاب فنادوا
جنّبْ الورد لا نقعت صداكا
ورأيت العدو حيث تراه
ورآك العدو حيث يراكا
زِدْتَ سَبقاً عَلى أبيكَ، وكانَتْ
غاية المجد لو لحقت أباكا
من إذا غالنا الضلال رأينا
ه قواماً لديننا أو مساكا
من طموح خطمته وجموح
بكَ أعضَضْتَهُ الشّكِيمَ فَلاكَا
لم تزل تطعن المولين حتى
حَسبَتْ من قَنا الظّهورِ قَنَاكَا
وَرِجَالٍ تَحَكّكُوا، فَأفَاقُوا
بجُذيل قد عودوه الحكاكا
ضَرَبُوا في جَوَانبِ الطّوْد فانظُرْ
حمق العاجزين كيف أحاكا
طَاحَ في حَدّ مِخلَبيكَ وَخسّتْ
أكلة الذئب أن تقارب فاكا
طَلَبَ الأمرَ فَانثَنَى بغُرُورٍ
كَانَ فَوْتاً، فَخالَهُ إدْرَاكَا
كَيفَ تَقذَى عَينٌ وَيَألمُ طَرْفٌ
نظر اليوم وجهك الضحاكا
كل يوم فضل عليَّ جديد
وعلاء أنا له من علاكا
يا دِيَارَ الأحبَابِ كَيفَ تَغَيّرْ
كلما قيل قد بلغت مناكا
وإذا ما طويت عنك التقاضي
عُنيَ الطول منك بي فاقتضاكا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَقَد جَثمَتْ تَعبيسَة ٌ في المَضَاحِكِ(1/423)
لَقَد جَثمَتْ تَعبيسَة ٌ في المَضَاحِكِ
رقم القصيدة : 10221
-----------------------------------
لَقَد جَثمَتْ تَعبيسَة ٌ في المَضَاحِكِ
تمد بأضباع الدموع السوافك
فكَفكِفْ صُدُورَ السّمهَرِيّ بعَزْمَة ٍ
على كل ملآن من الضغن فاتك
إذا ما أضل النقع طرق سنانه
تسرع من حجب الكلى في مسالك
وليل مريض النجم من صحة الدجى
خَطَتهُ بِنا أيدي الهِجانِ الأوَارِكِ
بركب فروا برد الظلام وقلصوا
حواشيه في أيدي القلاص الرواتك
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يُصَافِحُهُ نَشْرُ الخُزَامَى ، كَأنّما
يُصَافِحُهُ نَشْرُ الخُزَامَى ، كَأنّما
رقم القصيدة : 10222
-----------------------------------
يُصَافِحُهُ نَشْرُ الخُزَامَى ، كَأنّما
يمسح أعطاف الرماح السواهك
فجاءت باسد الحديد ترقرقت
عَلَيها بمَاءِ الشّمسِ غُدرُ التّرَائِكِ
بَدَتْ تَزْلَقُ الأبْصَارُ في لمَعَانِهَا
على أنها في ثوب اقتم حالك
تُلِفُّ بأعرَافِ الجِيَادِ رِمَاحَها
وتنشر من أطمار بيض بواتك
وَتَنكِحُ أوْتَارَ الحَنَايَا نِبَالُهَا
فتشرد عنها في نصال فوارك
ألَفَّ بِلألاءِ السّمَاحِ فُرُوجَها
تُبَيّضُ أعجَاسَ القِسِيّ العَوَاتِكِ
بيَوْمِ طِرَادٍ قَنّعَ الشّمْسَ نَقْعُهُ
تردوا بموَّار الدماء الصوائك
وَلا يَألمُونَ الطّعنَ حَتّى كأنّهُم
أسرّوا ضُلوعاً من كُعوبِ النيازِكِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَلا يَوْمَ إلاّ أنْ تُرَامي رِماحُهُ
وَلا يَوْمَ إلاّ أنْ تُرَامي رِماحُهُ
رقم القصيدة : 10223
-----------------------------------
وَلا يَوْمَ إلاّ أنْ تُرَامي رِماحُهُ
قُلُوبَ تَميمٍ في صُدُورِ المَهَالِكِ
وقد شرت ذود العوالي أنامل
ولكنها بين الطلى في مبارك
تُطِلُّ دِمَاءً مِنْ نُحُورٍ أعزّة ٍ
كحَقنِ أفاوِيقِ الضّرُوعِ الحَوَاشكِ
الكني فتى فهر إلى البيض والقنا
فإني قذاة في عيون المآلك
وَلي أمَلٌ مِنْ دُونِ مَبرَكِ نِضْوِهِ(1/424)
يُقَلْقِلُ أثْبَاجَ المَطيّ البَوَارِكِ
سقى الله ظمأَن المنى كل عارض
من الدم ملآن الملاطين حاشك
يزمجر من وقع الصفيح على الطلى
ويرعد من وقع القنا بالحوارك
بطعن إذا بادت عواليه قومت
مِنَ القَوْمِ مُنآدَ الضّلُوعِ الشّوَابِكِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
رقم القصيدة : 10224
-----------------------------------
دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
ماذا الطلاب أترجو بعدها دركا
ما لي أكلفها التهجير دائبة
عَلى الوَجَى وَقِوَامُ الدّينِ قد هَلَكَا
حل الغروض فلا دار ملائمة
وَلا مَزُورٌ إذا لاقَيتَهُ ضَحِكَا
أمسى يقوّض عنا العز خلّفه
وثور المجد عنا بعد ما بركا
اليَوْمَ صَرّحَتِ الجُلّى ، وَقد ترَكَتْ
بين الرجاء وبين اليأس معتركا
تَمَثّلَ الخَطْبُ مَظْنُوناً لِتَالِفِهِ
فَسَوْفَ نَلقَاهُ مَوْجُوداً وَمُدّركَا
رزيئة لم تدع شمساً ولا قمراً
ولا غماماً ولا نجماً ولا فلكا
لو كان يقبل من مفقودها عوض
لأنفق المجد فيها كلما ملكا
قد أُدْهشَ المُلكُ قبلَ اليَوْمِ من حذَرٍ
وَإنّمَا اليَوْمَ أذرَى دَمعَهُ وَبَكَى
أمسَى بها عَاطِلاً مِنْ بَعدِ حِليَتِهِ
وَهادِماً مِن بِناءِ المَجدِ ما سَمَكَا
مَنْ للجِيَادِ مَرَاعِيهَا شَكَائِمُها
يحمِلنَ شَوْكَ القَنا اللّذّاعَ وَالشِّككَا
يطا بها تحت أطراف القنا زلقا
من الدماء ومن هام العدا نبكا
من للظبى يختلي زرع الرقاب بها
حكم القصاقص لا عقل لما سفكا
من للقنا جعلت أيدي فوارسه
من القلوب لها الأطواق والمسكا
مَنْ للأسُودِ نَهَاها عَنْ مَطاعِمِها
فكم رددن فريسا بعد ما انتهكا
من للعزائم والآراء يطلعها
مطالع البيض يجلو ضؤها الحالكا
من للرقاق إذا أشفت على عطب
يغدو لها بُلَّغاً بالطول أو مسكا
مَنْ للخُطُوبِ يُنَجّي مِن مَخالبِها
وَيَنزِعُ الظُّفْرَ مِنها كُلَّما سَدِكَا(1/425)
ومن معشر أخذوا الفضلى فما تركوا
مِنها لِمَنْ يَطْلُبُ العَلْيَاءَ متّرَكَا
قدّوا من البيض خلقاً والحيما خلقاً
عِيصاً ألَفّ بعيصِ المَجدِ فاشتَبَكَا
لَوْ أنّهُمْ طُبِعُوا لمْ تَرْضَ أوْجُهُهم
دراري الليل لو كانت لها سلكا
هم أبدعوا المجد لا إن كان أولهم
رَأى مِنَ الجِدّ فِعلاً قَبلَهُ فحَكَى
الراكبين ظهوراً قلما ركبت
والمالكين عناناً قلما ملكا
هيهات لا ألبس الأعداء بعدهم
يَوْمَ الجِرَاءِ، لِجَاماً يَقرَعُ الحَنَكَا
ولا أريحت على العلياءِ حافلة
لها سنام من الأجمام قد تمكا
يا صَفْقَة ً مِنْ بَيَاعٍ كُلُّهَا غَرَرٌ
مِن ضَامنٍ للعُلى من بَعدِها الدَّرَكَا
خَلالهَا كلُّ ذِئبٍ مَعْ أكِيلَتِهِ
من واقع طاروا من عاجز فتكا
الموت أخبث من أن يرتضي أبداً
لا سُوقَة ً بَدَلاً مِنهُ وَلا مَلِكَا
كَالعِلقِ وَالعِلقِ لَوْ خُيّرْتَ بَينَهُما
لمْ تَرْضَ بالدّونِ يوْماً أن يكونَ لكَا
رَاقٍ تَفَرّدَ بالإحْسَانِ يَفرَعُهَا
وَزَايَدَ النّجمَ في العَلْيَاءِ وَاشتَرَكَا
اللين يمطيك من أخلاقه ذللاً
وَالضّيمُ يُخرِجُ مِنهُ الآبيَ المَعِكَا
غمر العطية لا يبقي على نشب
وإن رأى قُلبيَّ الرأي محتنكا
لا تتبعوا في المساعي غير أخمصه
فأخصر الطرق في العلياء ما سلكا
ما مِثْلُ قَبرِكَ يُستَسقَى الغَمَامُ لَهُ
وَكَيفَ يَسقي القُطارُ النّازِلَ الفَلَكَا
لا يُبْعِدِ اللَّهُ أقْوَاماً رُزِئْتُهُمُ
لو ثلموا من جنوب الطود لا أنهتكا
فقدتهم مثل فقد العين ناظرها
يبكي عليها بها يا طول ذاك بكا
إذا رَجَا القَلبُ أنْ يُنسِيهِ غُصّتَهُ
ما يحدث الدهر أدمى قرحه ونكا
إنْ يَأخُذِ المَوْتُ مِنّا مَن نَضَنُّ بهِ
فَمَا نُبَالي بِمَنْ بَقّى وَمَن تَرَكَا
إني أرى القلب ينزو لأدكارهم
نزو القطاطة مدوا فوقها الشركا
لا تُبصِرُ الدّهرَ بَعدَ اليَوْمِ مُبتَسِماً
إن الليالي أنست بعده الضحكا(1/426)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا ظبية البان ترعى في خمائله
يا ظبية البان ترعى في خمائله
رقم القصيدة : 10225
-----------------------------------
يا ظبية البان ترعى في خمائله
ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
الماء عندك مبذول لشاربه
وليس يرويك الأمد معي الباكي
هبت لنا من رياح الغور رائحة
بعد الرقاد عرفناها برياك
انثنينا إذا ما هزنا طرب
على الرحال تعللنا بذكراك
سهم أصاب وراميه بذي سلم
مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ
يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
بما طوى عنك من أسماء قتلاك
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
عندي رسائل شوق لست أذكرها
لولا الرقيب لقد بلغتها فاك
سقى منى وليالي الخيف ما شربت
مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ
إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ
منا ويجتمع المشكو والشاكي
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا
مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
مَنْ عَلّمَ البَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ
حتّى دَنَا السّرْبُ، ما أحيَيتِ من كمَدٍ
قتلى هواك ولا فاديت أسراك
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا
ونطفة غمست فيها ثناياك
وَحَبّذا وَقفَة ٌ، وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ
عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ
لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي
يوم الغميم لما أفلتّ إشراكي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى
يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى
رقم القصيدة : 10226
-----------------------------------
يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى
علّقت من يهواك مثل هواكا
لَوْ كَانَ حَرُّ الوَجْدِ يُعقِبُ بَعدَهُ
برد الوصال غفرت ذاك لذاكا(1/427)
لا بَلْ شُجِيتَ بِمَنْ يَبيتُ مُسلَّماً
خالي الضلوع ولا يحس شجاكا
إنْ يُصْبحوا صَاحِين من خمرِ الهوَى
فَلَقَدْ سَقَوْكَ مِنَ الغَرَامِ دِرَاكَا
يا ليت شغلك بالأسى أعداهم
أولا فليت فراغهم أعداكا
أهوى ً وذلاًّ في الهوى وطماعة
أبَداً، تَعَالَى اللَّهُ مَا أشْقَاكَا
يا قلب كيف علقت في أشراكهم
ولقد عهدتك تفلت الإشراكا
أكْثَبْتَ حتّى أقصَدَتكَ سِهَامُهُمْ
قد كنت عن أمثالها إنهاكا
إنْ ذُبتَ من كمَدٍ، فقد جَرّ الهَوَى
هذا السقام عليَّ من مجرَّكا
لا تَشْكُوَنّ إليّ وَجْداً بَعدَهَا
هذا الذي جرت عليَّ يداكا
لأُعَاقِبَنّكَ بالغَليلِ، فَإنّني
لولاك لم أذق الهوى لولاكا
يا عاذل المشتاق دعه فإنه
يَطوِي عَلى الزّفَرَاتِ غَيرَ حَشَاكَا
لو كان قلبك قلبه ما لمته
حاشاكا مما عنده حاشاك
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أما تحرك للأقدار نابضة
أما تحرك للأقدار نابضة
رقم القصيدة : 10227
-----------------------------------
أما تحرك للأقدار نابضة
أما يغيّر سلطان ولا ملك
قد هادن الدهر حتى لأقراع له
وأطرق الخطب حتى ما به حرك
كُلٌّ يَفُوتُ الرّزَايَا أنْ يَقَعْنَ بهِ
أمَا لأيْدِي المَنَايَا فيهِمُ دَرَكُ؟
قد قصر الدهر عجزاً عن لحاقهم
فأينَ أينَ ذَميلُ الدّهرِ وَالرَّتَكُ
أخَلّتِ السّبعَة ُ العُلْيَا طَرَايقَهَا
أمْ أخطَأتْ نَهجَها أم سُمّرَ الفَلَكُ؟
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أفي كل يوم أنت رامٍ بهمة
أفي كل يوم أنت رامٍ بهمة
رقم القصيدة : 10228
-----------------------------------
أفي كل يوم أنت رامٍ بهمة
إلى حيث لا ترمي النجوم الشوابك
وَمَا كُلُّ ما مَنّيتَ نَفسَكَ خالِياً
تنال ولا تفضي إليه المسالك
يَقُولُونَ رُمْ تَلقَ الذي أنتَ طالِبٌ
فأينَ العَوَاقي دُونَها وَالمَهالِكُ
وَكَمْ سَعيُ سَاعٍ جَرّ حَتْفاً لنَفسِهِ
ولولا الخُطى ما شاك ذا الرجل شائك
ألا رُبّمَا حَيّاكَ رِزْقُكَ طَالِعاً(1/428)
ورحلك محطوط ونضوك بارك
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ورب غاوٍ منطقه
ورب غاوٍ منطقه
رقم القصيدة : 10229
-----------------------------------
ورب غاوٍ منطقه
بِسَكْتَة ٍ، وَالحُلُومُ تَعتَرِكُ
وَللفَتَى مِنْ وَقَارِهِ جُنَنٌ
إنْ كَثُرَتْ مِنْ عَدُوٍّ الشِّكَكُ
ثار به الجهل فابتسمت له
وَرُبّ جَانٍ عِقَابُهُ الضّحِكُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَا رَاكِباً تَرْمي بهِ اللّيلَ جَسرَة ٌ
أيَا رَاكِباً تَرْمي بهِ اللّيلَ جَسرَة ٌ
رقم القصيدة : 10230
-----------------------------------
أيَا رَاكِباً تَرْمي بهِ اللّيلَ جَسرَة ٌ
لهَا نِمْرِقٌ مِنْ نَيّها وَوِرَاكُ
قراها ربيع الواديين وأتمكت
قراها عهاد باللوى وركاك
لهَا هَادِياً عَينٍ وَأُذْنٍ سَميعَة ٍ
إذا غار أو غر العيون سماك
تحمل ألوكاً ربما حملت به
رَذايَا المَطَايَا، مَشيُهُنّ سِوَاكُ
وأبلغ عماد الدين أما بلغته
بأنّ سِلاحَ اللّوْمِ عِندِيَ شَاكُ
أفي الرّأيِ أنْ تَستَرْعيَ الذّئْبَ ثَلّة ً
وَغَوْثُكَ بُطْءٌ وَالخُطوبُ وِشَاكُ؟
أرَدْتَ وِقَاءَ الرِّجلِ وَالنّعلُ عَقرَبٌ
مُرَاصِدَة ٌ، وَالأفعوَانُ شِرَاكُ
وكان أبوك القرم هادم عرشه
فَلِمْ أنتَ أعمَادٌ لَهُ وَسِمَاكُ
يكون سماماً للمعادين ناقعاً
وأنت لأرماق العداة مساك
ألا فاحذَرُوها، أوّلُ السّيلِ دَفعَة ٌ
ورب ضئيل عاد وهو ضناك
نذار لكم من وثبة ضيغنية
لها بعد غرَّار السكون حراك
وَلا تَزْرَعُوا شَوْكَ القَتَادِ فإنّكُمْ
جَدِيرُونَ أنْ تُدمَوْا بهِ وَتُشاكُوا
طُبعتم نصولاً للعدوّ قواطعاً
وليس عليكم للضراب شكاك
وكان فنيصاً أفلتته حبالة
وأين حبال بعدها وشراك
يكادُ من الأضْغانِ يُعدِمُ بَعضَكُمْ
على ان في فيه الشكيم يلاك
فَكَيْفَ إذا ألقَى العِذارَينِ خَالِعاً
وزال لجام الجاذبين ركاك
دماءٌ نيام في الأباجل أوقظت
وَظَنّيَ يَوْماً أنْ يَطُولَ سِفَاكُ(1/429)
ألَيْسَ أبُوهُ مَنْ لَهُ في مِجَنّكُمْ
ضراب على مرّ الزمان دراك
وَكَانَ سِنَاناً في قَناة ِ ابنِ وَاصِلٍ
أليكم وللأجداد ثم عراك
فَأمْسَتْ لَهُ بَينَ الغِمَادِ وَأرْبَقٍ
رُهُونُ مَنَايَا مَا لَهُنّ فِكَاكُ
تلافت عليه العاسلات كأنها
أنَامِلُ أيْدٍ، بَيْنَهُنّ شِبَاكُ
وَإنّ مِلاكَ الرّأيِ نَزْعُ حُماتِهَا
وبالجزع حمض عازب وأراك
فَمَا أتبَعَتْهُ نَشطَة ٌ مِنْ حَميمِهِ
ولا من أراك الجهلتين سواك
يطاولكم وهو الحضيض إلى العلى
فكَيفَ إذا مَا عَادَ وَهوَ سِكَاكُ
أحِيلُوا عَلَيْهَا بالمَحافِرِ أنّهَا
معاثر في طرق العلا ونباك
وما الحزم للأقوام أن يطأُ والربى
وبين نعال الواطئين شياك
وَلَوْ عَضُدُ المُلكِ اجتَلاها مَخيلَة ً
لقطعها بالعضب وهي تحاك
فَلَيتَ لَنَا ذاكَ الجُذَيلَ يَطُبّنَا
إذا لج بالداء العضال حكاك
فإن تطفئوها اليوم فهي شرارة
وَغدواً أُوَارٌ، وَالأُوَارُ هَلاكُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا يرعك الحي أن قيل هلك
لا يرعك الحي أن قيل هلك
رقم القصيدة : 10231
-----------------------------------
لا يرعك الحي أن قيل هلك
أخَذَ المِقْدارُ مِنّا وَتَرَكْ
انظري ترضى بقايا قومنا
إنْ جَلا اليَوْمُ غُبارَ المُعتَرَكْ
أخَذُوا الشّطرَ الذي أبقَى الرّدَى
ثمّ قالوا: عَنْ قَليلٍ هُوَ لكْ
أبتَغي عَدْلَ زَمَانٍ قَاسِطٍ
إنّمَا النّاسُ عَلى دِينِ المَلكْ
باخلٌ أن ضافه الحق فلا
أعتق المال ولا العرض ملك
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أنَا للرّكَائِبِ إنْ عَرَضْتُ، بمنزِلِ
أنَا للرّكَائِبِ إنْ عَرَضْتُ، بمنزِلِ
رقم القصيدة : 10232
-----------------------------------
أنَا للرّكَائِبِ إنْ عَرَضْتُ، بمنزِلِ
وَإذا القَنُوعُ أطاعَني لمْ أرْحَلِ
لمْ أطْلُبِ المُثْرِي البَخيلَ لحَاجَة ٍ
أبداً واقنع بالجواد المرمل
وارى المعرض باللئيم كأنه
أعشَى اللّحَاظِ يَحُزُّ غَيرَ المَفصِلِ(1/430)
وَلَرُبّ مَوْلًى لا يَغُضّ جِمَاحَهُ
طول العتاب ولا عناء العذل
يَطغَى عَلَيكَ، وَأنتَ تَلأمُ شَعبَهُ
كالسيف يأخذ من بنان الصيقل
أبكي عَلى عُمرٍ يُجَاذِبُهُ الرّدَى
جذب الرشاء عن القليب الأطول
أخْلِقْ بحَبْلٍ مُرْسَلٍ في غَمرَة ٍ
أنْ سَوْفَ يَرْفَعُهُ بَنَانُ المُرْسِلِ
ما كنت أطرب للقاء ولا أرى
قلقاً بين الظاعن المتحمل
ألْوِي عِنَاني عَنْ مُنازَلَة ِ الهَوَى
وأصد عن ذكر الغزال المغزل
وأزور أطراف الثغور ودونها
طعن يبرح بالوشيج الذبل
أأنالُ مِنْ عَذبِ الوِصَالِ وَدُونَهُ
مُرُّ الإبَاءِ وَنَخْوَة ُ المُتَدَلِّلِ
مَا كُنتُ أجرَعُ نُطْفَة ً مَعسُولَة ً
طَوْعَ المُنَى ، وَإنَاؤها مِن حَنظَلِ
أعقيلة الحيين دونك فارفعي
ما شئت من عَذبَ القناع المسبل
هَيهَاتَ تَبلُغُكِ اللّحَاظُ، وَبَينَنَا
هضب كخرطوم الغمام المقبل
أوطان غيرك للضيافة طلقة
وسواك في اللأولاءِ رحب المنزل
وإذا أمير المؤمنين أضاف لي
أملي نزلت على الجواد المفضل
بالطّائِعِ المَيمُونِ أُنْجِحَ مَطلَبي
وَعَلَوْتُ حَتّى مَا يُطَاوَلُ مَعقَلي
قَرْمٌ، إذا عَرَتِ الخُطُوبُ مُرَاحَهُ
أدْمَى غَوَارِبَهَا بنَابٍ أعضَلِ
مُتَوَغّلٌ خَلْفَ العَدُوّ، وَعِلمُهُ
أن الجبان إذا سرى لم يوغل
وَإذا تَنَافَلَتِ الرّجَالُ غَنيمَة ً
قسم التراث لها بحد المنصل
ثَبْتٌ لِهَجْهَجَة ِ الخُطُوبِ، كأنّما
جاءَت تقعقع بالشنان ليذبل
رَأيُ الرّشِيدِ، وَهَيْبَة ُ المَنصُورِ في
حسن الأمين ونعمة المتوكل
أباؤك الغر الذين إذا انتموا
ذَهَبُوا بِكُلّ تَطاوُلٍ وَتَطَوُّلِ
دَرَجُوا كمَا دَرَجَ القُرُونُ وَعِلمُهم
أنْ سَوْفَ يُخبِرُ آخِرٌ عَنْ أوّلِ
نَسَبٌ إلَيْكَ تَجَاذَبَتْ أشْيَاخُهُ
طوَلاً من العباس غير موصّل
هَذِي الخِلافَة ُ في يَدَيْكَ زِمَامُها
وسواك يخبط قعر ليل اليل
أحرَزْتَها دُونَ الأنَامِ، وَإنّمَا
خلع العجاجة سابق لم يذهل(1/431)
بحَوَادِرٍ يُعنِقْنَ مِنْ تَحتِ القَنا
عَنَقاً يُعَرِّدُ بالذّئَابِ العُسَّلِ
غر محجلة إذا احتضر الوغى
نقبنم عن يوم أغر محجل
دُفِعَتْ فَأيُّ الحُزْمِ عَنها لم يَضِقْ
عَرَقاً، وَأيُّ اللُّجْمِ لمْ يَتَصَلْصَلِ
سلخ الظلام أهابه وتهللت
جنبات ذاك العارض المتهلل
طلعت بوجهك غرة نبوية
كالشمس تملأ ناظر المتأمل
وَإذا نَبَتْ بِكَ في مُسالمَة ِ العِدَى
أرض وهبت ترابها للقسطل
وَفَوَارِسٍ مَا استَعصَمُوا بثَنِيّة ٍ
إلا طلعت عليهمُ في جحفل
شَرَدَتْ بِنَا ذُلُلُ الرّكَابِ، كأنّما
يذرعن بردة كل قاع ممحل
والآل ينهض بالشخوص أمامنا
ويمد أعناق القنان المثل
مِنْ كُلّ رَابِيَة ٍ تَرَفّعَ جِيدُهَا
فكأنه هادي حصان مقبل
ومعرس هَزج الوحوش كأنما
طَرَقَ المَسَامعَ عَن غَماغمِ مِرْجَلِ
عرَكَتْ جَوَانبَنا الفَلاة ُ، وَأسرَعَتْ
في العَظْمِ وَاقتاتَتْ شُحومَ البُزَّلِ
وَإلَيكَ طَوّحَ بالمَطيّ مُغَرِّرٌ
عصفت به أيدي المطي المضلل
فأَتتك تلتهم الهواجر طلحاً
وَالظّلُّ بَينَ خِفَافِها وَالجَرْوَلِ
وخفائفاً فجعت بكل حقيبة
مَلأى وَكُلِّ مَزَادِ مَاءٍ أثْجَلِ
وعلى الرحال عصائب ملتاثة
تلوب بشعرَ ثمَّ غير مرجل
علقت حبلك ثم اقسمت المنى
أن لا لوين بغير حبلك أنملي
أمَلٌ جَثا بفِنَاءِ دارِكَ قاطِناً
وكأَنه بفناء وادٍ مبقل
مَوْلايَ مَن لي أن أرَاكَ، وَكَيفَ لي
غَطّاهُ عُرْفُ العَارِضِ المُتَهَدّلِ
أرجوك للأمر الخطير وإنما
يُرْجَى المُعَظَّمُ للعَظيمِ المُعضِلِ
وَأرُومُ مِنْ غُلَوَاءِ عِزّكَ غَايَة ً
قَعسَاءَ، تَستَلِبُ النّوَاظِرَ من عَلٍ
كَمْ رَامَها منكَ الجَبانُ فرَاوَغَتْ
شَقّاءَ يَلعَبُ شِدْقُهَا بالمِسْحَلِ
تدمي قلوب الحاسدين وتنثني
فترد عادية الخطوب النزل
ضَاقَ الزّمَانُ، فضَاقَ فيه تَقَلُّبي
كالماء يجمع نفسه في الجدول
هذا الحُسَينُ إلى عَلائِكَ يَنْتَمي
شَرَفاً، وَيَنسِبُ مَجدَهُ في المَحفِلِ(1/432)
أسلفته وعدا عليك تمامه
وسيدرك المطلوب أن لم يعجل
فَاسمَحْ بفِعْلِكَ بَعدَ قَوْلِكَ إنّهُ
لا يُحمَدُ الوَسميُّ إلاّ بالوَلي
فَلَعَلّنَا نَمْتَاحُ إنْ لمْ نَغتَرِفْ
أنْ لا نَنَامَ عَنِ الرّجَاءِ المُهْمَلِ
كَمْ وَقْفَة ٍ نَاجَيْتَهُ في ظِلّهَا
والقول يغدر بالخطيب المقول
ثَبَّتَّ فيهَا وِطَاءَه، وَوَرَاءَهُ
جَزَعٌ يُقَلقِلُ من قُلوبِ الجَندَلِ
أيه وكم من نعمة جللته
تضفو كهدَّاب الرداء المخمل
فسما وحلق كالعقاب إلى العلى
وعدوه يهوي هوي الأجدال
وبوده لوز كان قرناً سالفاً
أوْ نُطْفَة ً ذَهَبَتْ بداءٍ مُغيِلِ
وَمُشَمِّرِ العِرْنينِ خَرّ جَبينُهُ
لك غير مقبول ولا مستقبل
لما رآك تقاصرت خطواته
جزعاً وجعجع بالرواق الأول
لله أنت لقد أثرت صنيعة
بيدي معم في الصنائع مخول
شَرّفْتَنَا دُونَ الأنَامِ، وَإنّمَا
برّ القريب علاقة المتفضل
وجذبتنا جذب الجرير إلى العلى
وَإذا ارْتَقَى مُتَمَطِّرٌ لمْ يَنْزِلِ
فلأنْتَ أوْلى بالإمَامَة ٍ وَالهُدَى
واذب عن ولد النبي المرسل
أغْبَارُ دَرٍّ مِنْ عَطَائِكَ تُفتَدَى
من در غيرك بالضروع الحفل
لَوْلا غَمَامُ نَداكَ أصْبَحَ رَاكِبٌ
يَشكُو الأُوَامَ، وَقَدْ أنَاخَ بمنهَلِ
وأحق بالأطراء باعث منة
وَصَلَتْ مِنَ الأرْحَامِ ما لم يُوصَلِ
أنظر إليّ ببعض طرفك نظرة
يسمو لها نظري ويعرب مقولي
فَالآنَ لا أرْضَى ، وَأنْتَ مُمَوِّلي
برضى القنوع وعفة المتجمل
نعمى أمير المؤمنين حرية
أن لا ننام على الرجاء المهمل
بِفَمٍ، إذا رَفَعَ الكَلامُ سِجَافَهُ
أوحى بنائله وأن لم يسئل
ويد إذا استمطرت عابر مزنها
دفقت عليك من الزلال السلسل
تمحو أساطير الخطوب كما محا
مرّ الشمال من الغمام المثقل
لا يحتمي بالرمح باع مؤيد
وشاء طاعن بالسماك الأعزل
هذا الخَليفَة ُ لا يَغُضّ عَنِ الهُدَى
أن نام ليل القائم المتبتل
لما أهبت بنصره لملمة
دَفَعَ الزّمانَ وَقد أناخَ بكَلْكَلي
وأليت فيه مدائحي فكأنما(1/433)
أفرغت نبلي كلها في مقتل
من كل قافية إذا أطلقتها
عطفت عنان الراكب المستعجل
وظفرت من نفحاته وجواره
بأجل نعماءٍ وأحرز موئل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمبلغي ما أطلب الغزل
أمبلغي ما أطلب الغزل
رقم القصيدة : 10233
-----------------------------------
أمبلغي ما أطلب الغزل
أم لا فتنجدني القنا الذبل
وَالسّيْفُ أوْلى أنْ أعُوذَ بِهِ
مِمّا تَجُرّ الأعْيُنُ النُّجُلُ
وَأنَا الذي نَفَرَ الزّمَانُ بِهِ
واستأنست بركابه السبل
أسرِي عَلى غَرَرٍ، وَتَصْحَبُني
دون الرجال الأينق الذلل
لا المال يجذبني إليه ولا
يعتاقها الحوذان والنفل
عَجِلٌ بي الشد الحثيث إلى
ـغايَاتِ خَرّاجٌ بيَ المَهَلُ
في غلمة تركوا قعودهم
نزعوا وراء الليل وانحفلوا
وإذا المزاد حمى صلاصله
قنعوا بما تقضي لنا المقل
ومقوم الأذنين تحسبه
طوداً أناف بصدره جبل
متطاول يوفي مغردة
عنقا تضاءَل خلفها الكفل
أجهدته والكر يعصره
والماء من عطيفه ينهمل
ونجيبة نهض الزمان بها
مِنْ بَعْدِ مَا قَعَدَتْ بهَا العُقُلُ
صدعت عرانين الربى ونجت
هَوَجاً، وَيُنجِدُ وَخدَها الرّمَلُ
طلبت أمير المؤمنين ولا
أيْنٌ أطَافَ بِهَا وَلا مَهَلُ
حيث العلى لا يستراب بها
وَالجُودُ لا يَلوِي بِهِ البَخَلُ
وَالطّائِعُ المَرْجُوُّ إنْ حُمِدَتْ
أيدي الرّجَالِ وَقَلّ مَن يَسَلُ
مَلِكٌ إذا حُصِرَ السّمَاطُ بهِ
كَثُرَ العِثَارُ، وَطَبّقَ الزّلَلُ
جَلَتِ الأئِمّة ُ عَنْ مَنَاقِبِهِ
وَاستَوْدَعَتْهُ نُورَها الرُّسُلُ
وَإذا العُيُوبُ مَشَتْ إلَيْهِ بَدَا
وَجْهٌ تَخاوَصُ دُونَهُ المُقَلُ
فاللحظ محتبس ومنطلق
والقول منقطع ومتصل
طَرِبٌ إلى النَّعْمَاءِ عَاهَدَهَا
أن لا يمر بسمعه عذل
يَلقَى الخُطُوبَ، وَوَجْهُهُ طَلِقٌ
ويخوضهن وقلبه جذل
تخفى بشاشته حميته
كَالسّمّ مَوّهَ طَعمَهُ العَسَلُ
مِنْ مَعشَرٍ كَانَتْ سُيُوفُهُمُ
حَلْياً لمَنْ ضرَبوا، وَمَن عَطِلُوا(1/434)
بالفخر يكسون الذي سلبوا
والذكر يحييون الذي قتلوا
أنْتَ الجَوَادُ، إذا غَلا أمَلٌ
والمستجار إذا طغى وجل
وَمُطاعِنٍ بَعَثَتْ يَداكَ لَهُ
طَعْناً يَذُلّ لوَقْعِهِ البَطَلُ
وعلمت أن السيل يدفعه
لما أطل العارض الهطل
لله رمحك يوم تورده
والماء لا صرد ولا علل
خطل المناكب لا يميل به
عوج ومن نعت القنا الخطل
وَمُطاعِنَينِ، إذا هُمَا اعتَرَضَا
يتطاعنان وللقنا زجل
نزل الهصور على فريسته
وَمَضَى يُدَحرِجُ نَجوَهُ الجُعَلُ
شيخان هذا فارس بطل
أبداً وهذا عاجز مذل
فإذا الزمان أراد قودهما
حزن الجواد وأصحب الوعل
أمرِيدَ زَائِدَة ِ الأنَامِ أقِمْ
هَيهَاتَ مِنكَ الشّدُّ وَالعَجَلُ
أتُرِيدُ غَايَاتِ الفَخَارِ، وَمَا
لكَ نَاقَة ٌ فِيهِ، وَلا جَمَلُ؟
فانعق بضأنك عن أناطحه
ودع الغمير تلسه الأبل
يا قابض الأيام عن وجل
بيَمينِهِ عَنْ مَسّهَا شَلَلُ
يئل الذي أمنت روعته
والعصم في الأطواد لا يئل
لِوَلِيّكَ الدّنْيَا مُزَخْرَفَة ٌ
ولأم من عاديته الهبل
أن قال فيك عداك منقصة
قَالُوا: السّمَاءُ أدِيمُهَا نَغِلُ
احْذَرْ عَدُوّكَ أنْ تُقَرّبَهُ
مِنْ قَلبِكَ الخَدَعَاتُ وَالحِيَلُ
لا تُخْدَعَنّ عَلى رُقَاهُ، وَلَوْ
أرْضَاكَ مِنْهُ القَوْلُ وَالعَمَلُ
فَفُؤادُهُ حَنِقٌ عَلَيكَ، وَإنْ
طَاطَا، وَذَلَلَهُ لكَ الوَجَلُ
إنّ المُجَرَّدَ في هَوَاكَ فَتًى
لا اللوام يردعه ولا العذل
مثل الحسينم فبين أضلعه
قلب بغيرك ما له شغل
ذاكَ الحُسَامُ أطَلْتَ جَفوَتَهُ
وَلَقَلّ مَا ظَفِرَتْ بهِ الخِلَلُ
وَوَعَدْتَهُ وَعْداً تَعَلّقَهُ
والوعد ملوي به الأمل
فانهض به في النائبات تجد
عَضْباً تَسَاقَطُ دُونَهُ القُلَلُ
وأسلم أمير المؤمنين إذا
شَرَعَ الحِمَامُ وَصَمّمَ الأجَلُ
متقلداً بنجاد مملكة
في غمدها الأقدار والدول
وأنعم بيوم المهرجان ولا
نَعِمَ العُداة ُ بِهِ، وَلا عَقَلُوا
فلأنت نهاض إذا قعدوا
أبداً وصعّاد إذا نزلوا(1/435)
يَوْمٌ تُجَدّدُهُ السّنُونَ، وَقَدْ
دَرَجَتْ عَلَيهِ الأعصُرُ الأُوَلُ
فالنّاسُ فيهِ مُعَلَّلٌ طَرِبٌ
يرجو الأوار وشارب ثمل
ما استجمعت فرق الهموم به
إلا وبدد جمعها الجذل
هُوَ خِطّة ٌ نَزَلَ الشّتَاءُ بِهَا
والصيف منطلق ومرحتل
وَأنَا الذي أهْوَى هَوَاكَ، وَلَوْ
ضربت عليَّ البيض والأسل
وَطِئتْ قَبَائِلُ غَالِبٍ عَقِبي
وتشرفت بمقامي الحلل
ومراغم يغدو على قنصي
فيحوزه ويداي محتبل
خضت الغمار فجاز جمتها
دوني وطبق ثوبي البلل
وَمُذَكّرِي رَحِماً مُعَنَّسَة ً
كالشمس أخلق ضؤها الطفل
رحم تعلق بالعبيد كما
عَلِقَ الحِبَاءَ النّازِحُ الطُّوَلُ
إثنان يقتطعان من فرصي
وأنا الذي أرخى واهتبل
غَرَضِي بِمَدْحكَ أنْ يُطَاوِعني
عوج بأيامي ويعتدل
وأقوم بين يديك مرتجلاً
لا ألعي يقطعني ولا الخطل
ولئن نما كل المديح إلى
فلتات قولي وانتمى الغزل
فالأرْضُ أُمُّ التُّرْبِ أجمَعِهِ
وَأبُو البَرِيّة ِ كُلِّهَا رَجُلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مَسِيرِي إلى لَيلِ الشّبابِ ضَلالُ
مَسِيرِي إلى لَيلِ الشّبابِ ضَلالُ
رقم القصيدة : 10234
-----------------------------------
مَسِيرِي إلى لَيلِ الشّبابِ ضَلالُ
وَشَيْبي ضِيَاءٌ في الوَرَى وَجَمَالُ
سَوَادٌ، وَلَكِنّ البَياضَ سِيَادَة ً
وليل ولكن النهار جلال
وَمَا المَرْءُ قَبلَ الشّيبِ إلاّ مُهَنّدٌ
صَدِيُّ، وَشَيبُ العارِضَينِ صِقَالُ
وَلَيسَ خِضَابُ المَرْءِ إلاّ تَعِلّة ً
لمَنْ شَابَ مِنْهُ عَارِضٌ وَقَذالُ
وَللنّفسِ في عَجزِ الفَتى وَزِمَاعِهِ
زِمَامٌ إلى مَا يَشتَهي وَعِقَالُ
بَلَوْتُ وَجَرّبْتُ الأخِلاّءَ مُدّة ً
فأكثر شيءٍ في الصديق ملال
وما راقني ممن أود تملق
وَلا غَرّني مِمّنْ أحِبّ وِصَالُ
وما صحبك الأدنون إلا أباعد
إذا قل مال أو نبت بك حال
وَمَنْ لي بخلٍّ أرْتَضِيهِ، وَلَيْتَ لي
يميناً يعاطيها الوفاءَ شمال
تَمِيلُ بيَ الدّنْيَا إلى كُلّ شَهْوَة ٍ(1/436)
وَأينَ مِنَ النّجْمِ البَعِيدِ مَنَالُ
وتسلبني أيدي النوائب ثروتي
وَلي مِنْ عَفَافي وَالتّقَنّعِ مَالُ
إذا عزني ماء وفي القلب غلة
رجعت وصبري للغليل بلال
أرَى كُلّ زَادٍ مَا خَلا سَدَّ جَوْعَة ٍ
تراباً وكل الماء عندي آل
ومثلي لا يأسى على ما يقوته
إذا كان عقبى ما ينال زوال
كأَنا خلقنا عرضة لمنية
فنحن إلى داع المنون عجال
نَخِفُّ عَلى ظَهرِ الثَرّى ، وَبُطونُهُ
عَلَينا، إذا حَلّ المَمَاتُ، ثِقَالُ
وَمَا نُوَبُ الأيّامِ إلاّ أسِنّة ٌ
وَمَا ضَرّني أنّي أتَيتُ وَزَالُوا
وأنعم منا في الحيوة بهائم
وَأثْبَتُ مِنّا في التّرَابِ جِبَالُ
أنا المرءُ لا عرضي قريب من العدى
وَلا فيّ للبَاغي عَليّ مَقَالُ
وما العرض الأخير عضومن الفتى
يُصَابُ، وَأقْوَالُ العُداة ِ نِبَالُ
وَقورٌ، فإنْ لمْ يَرْعَ حَقّيَ جَاهِلٌ
سأَلت عن العوراء كيف تقال
إلى كَمْ أمشّي العِيسَ غَرْثَى كَليلَة ً
وأودع منها ربرب ورئال
أرُوغُ كَأنّي في الصّبَاحِ طَرِيدَة ٌ
وَأسْرِي كَأنّي في الظّلامِ خَيَالُ
تمطى بنا أذوادنال مهمة
خَفَائِفَ تُخفِيهَا رُبًى وَرِمَالُ
لطمنا بأيديها الفيافي إليكم
وَقَدْ دامَ إغذاذٌ، وَطَالَ كَلالُ
يَدَ الفَجْرِ في سَيفٍ جَلاهُ صِقَالُ
تُقَوِّمُ أعْنَاقَ المَطيّ نُجُومُهُ
فليس لسارٍ فوقهن ضلال
وهوجاء قدام الركاب مغذة
لهَا مِنْ جُلُودِ الرّازِحَاتِ نِعَالُ
رَحَلْنا بِها كَالبَدْرِ حُسْناً وَشَارَة ً
وَمِلْنَا إلى البَيْداءِ، وَهيَ هِلالُ
إلَيكَ، أمِينَ اللَّهِ، وَسّمْتُ أرْضَهَا
بأخفاقها يدنو بهن نقال
أيَادِي أمِيرِ المُؤمِنِينَ كَثِيرَة ٌ
ومال أمام المؤمنين مذال
وأوقاته اللاتي تسوء قصيرة
وَأيّامُهُ اللاّتي تَسُرّ طِوَالُ
مِنَ الضّارِبينَ الهَامَ وَالخَيلُ تَدّعي
وَإنّ غَابَ أنصَارٌ وَقَلّ رِجَالُ
هُمُ القَوْمُ إنْ وَلّى المَعارِيكُ أقبَلوا
وأن سئلوا بذل النوال أنالوا
وأن طرق القوم العبوس تهللوا(1/437)
وَإنْ مَالَتِ السُّمرُ الذّوَابِلُ مَالُوا
أُجيلُ لحاظي لا أرَى غَيرَ نَاقِصٍ
كَأنّ الوَرَى نَقْصٌ وَأنْتَ كمَالُ
وَفَائِدَة ٌ لا تَنقَضِي وَنَوَالُ
وَأنْتَ الذي بَلّغْتَنَا كُلّ غَايَة ٍ
لهَا فَوْقَ أعنَاقِ النّجُومِ مَجَالُ
فَمَا طَرَدَ النَّعمَاءَ وَعدُكَ سَاعَة ً
ولا غض من جدوى يديك مطال
إذا قُلتَ كانَ الفِعلُ ثانيَ نُطقِهِ
وخير مقال ما تلاه فعال
أزِلْ طَمَعَ الأعداءِ عَنّي بفَتْكَة ٍ
فلا سلم إلا أن يطول قتال
فإن نفوس الناكثين مباحة
وأن دماءَ الغادرين حلال
وَشَمّرْ، فَمَا للسّيفِ غَيرُكَ نَاصِرٌ
ولا للعوالي أن قعدت مصال
وَمَنْ لي بيَوْمٍ شَاحِبٍ في عَجاجِهِ
أنا بأطراف القنا وأنال
لها من غيابات الغبار جلال
أردني مراداً يقعد الناس دونه
وَيَغبِطُني عَمٌّ عَلَيْهِ وَخَالُ
ولا تسمعن من حاسد ما يقوله
فأكثر أقوال العدة محال
هَنَاءٌ لكَ الصّوْمُ الجَديدُ، وَلا تَزَلْ
عَلَيكَ مِنَ العَيشِ الرّقيقِ ظِلالُ
وَجادَكَ مُنهَلُّ الغَمَامِ، وَصَافحتْ
حِمَاكَ جَنُوبٌ غَضّة ٌ وَشَمَالُ
ولا زال من آمالنا ورجائنا
عَلَيكَ، وَإنْ سَاءَ العَدُوَّ، عِيَالُ
وفي كل يوم عندنا منك عارض
وعند الأعادي فيلق ونزال
أنَا القائِلُ المَحسودُ قَوْلي من الوَرَى
عَلَوْتُ، وَمَا يَعلُو عَليّ مَقَالُ
ولا فرق بيني في الكلام وبينهم
بشيءٍ سوى أني أقول وقالوا
فَلا زَالَ شِعرِي فيكَ وَحدَكَ كُلُّهُ
ولا اضطرني إلا إليك سؤال
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ
أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ
رقم القصيدة : 10235
-----------------------------------
أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ
من لا ينام غير البيض والأسل
وَأشرَفُ النّاسِ مَشْغُولٌ بِهِمّتِهِ
مُدَفَّعٌ بَينَ أطرَافِ القَنَا الذُّبُلِ
تطغى على قصب الأبطال نخوته
وقائم السيف مندوب إلى القلل(1/438)
ما زلت أبحت أمري عن عواقبه
حتى رأيت حلول العز في الحل
وَفي التغَرّبِ إلاّ عَنْكَ مَغْنَمَة ٌ
وَمَنبِتُ الرّزْقِ بَينَ الكُورِ وَالجَمَلِ
لَوْلا الكِرَامُ أصَابَ النّاسَ كُلَّهُمُ
داء البعاد عن الأوطان والحُلل
نَرْجُو، وَبَعضُ رَجَاءِ النّاسِ مَتعَبة ٌ
قد ضاع دمعك ياباكٍ على الطلل
كم اغتربت عن الدنيا وما فطنت
بي المَهَامِهُ حَتّى جَازَني أمَلي
في فِتيَة ٍ رَكبُوا أعرَاصَهُمْ وَرَمَوْا
بالذّلّ خَلْفَ ظُهُورِ الخَيلِ وَالإبلِ
وَالمَاءُ إنْ صَفِرَتْ مِنْهُ مَزَادُهُمُ
شربته من بطون الأينق البزل
إيهٍ لَقَدْ أسَرَ الدّنْيَا بنَجدَتِهِ
أبو الفوارس والإقدام للبطل
صان الظبى واستلد الرأي وانكشفت
لَهُ العَوَاقِبُ بَينَ الهَمْ وَالجَذَلِ
ماضٍ عَلى الهَوْلِ طَلاّعٌ بِغُرّتِهِ
على الحوادث مقدام على الأجل
هُنّئْتَ، يا مَلِكَ الأمْلاكِ، منزِلَة ً
رَدّتْ عَلَيكَ بَهاءَ الأعصُرِ الأُوَلِ
دَعَاكَ رَبُّ المَعَالي زَيْنَ مِلّتِهِ
وملَّة أنت فيها أعظم الملل
صَدَمتَ بَغدادَ، وَالأيّامُ غافِلَة ٌ
كالسيل يأنف أن يأتي على مهل
بِكُلّ أبْلَجَ مَعرُوفٍ بطَلعَتِهِ
إذا تناكر ليل الحادث الجلل
يا قائد الخيل إن كان السنان فماً
فإن رمحك مشتاق إلى القبل
وكَم مَدَدتَ على الأقرَانِ مِن رَهَجٍ
في لَيلَة ٍ تَغدُرُ الألحَاظُ بالمُقَلِ
ومستغرين ما زالت قلوبهم
تبدد الرأي بين الريث والعجل
حتى أخذت عليهم حتف أنفسهم
ما أظلَموا ببُرُوقِ العارِضِ الهَطِلِ
رَأوْا مَقَامَكَ، فازْوَرّتْ عُيُونُهُمُ
ما كل لحظ إلى الآماق من قَبَل
لله زهرة ملك قام حاسدها
وَليسَ يَعلَمُ أنّ الشمسَ في الحَمَلِ
لا تأسفن من الدنيا على سلف
فاخر الشهد فينا أعذب العسل
ولا تبال بفعل إن هممت به
ولو رمى بك بين العذر والعذل
لا تمشين إلى أمر تعاب به
فقلّما تفطن الأيام بالزلل
لله أي فتى أمست لبانته
رَذِيّة ً بَينَ أيدي العِيسِ وَالسُّبُلِ(1/439)
لا يَنْشُدُ الحُبُّ رَأياً كَانَ أصْلَحَهُ
إذا الفَتَى طَرَدَ الآرَاءَ بالغَزَلِ
رَآكَ أشرَفَ مَمْدُوحٍ لمُمتَدِحٍ
وَخَيرُ مَنْ شَرَعَتْ فيهِ يَدُ الأمَلِ
نحَا لنَحوِكَ لا يَلوِي عَلى أحَدٍ
أن المقيم عن النزاع في شغل
وَلَيسَ يأتَلِفُ الإحسَانُ في مَلِكٍ
حتّى يُؤلِّفَ بَينَ القَوْلِ وَالعَمَلِ
فَمَا أمَلُّ مَدِيحاً أنْتَ سَامِعُهُ
وَعاشِقُ العِزّ لا يُؤتَى مِنَ المَلَلِ
ما عذر مثلي في نقص وقولته
إني الرضيُّ وجدي خاتم الرسل
هذا أبي والذي أرجو النجاح به
أدعوه منك طليق الهم والجذل
لولاك ما انفسحت في العيش همته
ولا أقر عيون الخيل والخول
حَطَطتَهُ مِنْ ذُرَى صَمّاءَ شَاهقَة ٍ
مِنَ الزّمَانِ عَلَيها غَيرُ مُحتَفِلِ
تلعاء عالية الأرداف تحسبها
رِشَاءَ عَادِيّة ٍ مُستَحَصَدِ الطُّوَلِ
تَلقَى ذَوَائِبَهَا في الجَوّ ذاهِبَة ً
يلفها البرق بالأطواد والقلل
وأنت طوقته بالمن جامعة
قامَتْ عَلَيهِ مَقامَ الحَليِ وَالحُلَلِ
أوسعته فرأى الآمال واسعة
وَكُلُّ ساكِنِ ضِيقٍ وَاسِعُ الأمَلِ
جذبت من لهوات الموت مهجته
وكان يطرف في الدنيا على وجل
ما كان إلا حساماً أغمدته يد
ثمّ انتَضَتهُ اليَدُ الأخرَى على عَجَلِ
فأقذف به ثُغر الأهوال منصلتاً
واستنصر الليث أن الخيس للوعل
وَلا تُطيعَنّ فيهِ قَوْلَ حَاسِدِهِ
إنّ العَليلَ لَيَرْمي النّاسَ بالعِلَلِ
أولى بتكرمة من كان يحمدها
والحمد يقطع بين الجود والبخل
كَفَاكَ مَنظَرُهُ إيضَاحَ مَخبَرِهِ
في حمرة الخد ما يغني عن الخجل
تحمل الشرف العالي وكم شرف
غَطّى عَلَيهِ رِداءُ العَيّ وَالخَطَلِ
أويته من نزال المستطيل إلى
مرعى أنيق وظل غير منتقل
إنّا لَنَرْجُوكَ، وَالأيّامُ رَاغِمَة ٌ
والروض يرجو نوال العارض الخضل
تَبلَى بدَوْلَتِكَ الدّنْيَا، وَحاشَ لها
أن لا يكون علينا أبرك الدول
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا زَعزَعَتكَ الخُطوبُ يا جَبَلُ(1/440)
لا زَعزَعَتكَ الخُطوبُ يا جَبَلُ
رقم القصيدة : 10236
-----------------------------------
لا زَعزَعَتكَ الخُطوبُ يا جَبَلُ
وبالعدا حل لا بك العلل
قد يوعك الليث لا لذلته
على الليالي ويسلم الوعل
لا طرق الداء من بصحته
يصح منا الرجاءُ والأمل
حاشاك من عارض تراع به
ذاكَ فُتُورُ النّعيمِ وَالكَسَلُ
النجم يخفى وأنت متضح
والشمس تخبو وأنت مشتعل
وأنت لا مرهق ولا قلق
والبدر مستوفز ومنتقل
وعك كما يطبع الحسام وفي
جَوْهَرِهِ صَاقِلٌ لَهُ عَمِلُ
ما ضَرّهُ ذاكَ، وَهوَ مُنصَلِتٌ
تسقط منه الرقاب والقلل
ما صرف الدهر عنك أسهمه
فكل جرح يصيبنا جلل
باق نخطاك كل نائبة
إلى العِدا، وَالنّوَازِلُ العُضُلُ
قد ضمن الله أن تدوم لنا
مسلماً والزمان والدول
ما قدروا لا علت جدودهم
وَلا نَجَوْا بَعدَها، وَلا وَألُوا
لا خَوْفَ، وَالجَدُّ مُقبِلٌ أبَداً
على الليالي وأنت مقتبل
هل قدم الطود وهي راسخة
يخاف منها العثار والزلل
فاتفضي أيها الرؤوس لها
وَاستَوْثِقي للقِيَادِ يا إبِلُ
ـهَا الشّدّة ُ وَال
غُرُوضُ وَالعُقُلُ
لا تَرْتَعي مُعْشِباً، مَنَابِتُهُ
بيض الظبى والواسل الذبل
تَرْعَى سَوَامَ العَبيدِ هَيبَتُهُ
فكَيفَ يَرْضَى ، وَذَوْدُهُ هَمَلُ
فقُلْ لِغَاوٍ مَشَى الظّلامُ بِهِ:
أين إلى أين قادك الخطل
طَمِعتَ أنْ تَرْتَقي بِلا قَدَمٍ
إلى العُلى ، رَاعَ أُمَّكَ الثكَلُ
حَلِمتَ في نَوْمَة ِ الغُرُورِ بِهَا
شَرَّ حُلُومٍ وَغَرّكَ المَهَلُ
فاحذَرْ مَرَامي الأقدارِ عَنْ مَلِكٍ
ـرَاهَا نَمُومٌ وَعَرْفُهَا ثَمَلُ
أتَزْحَمُ البَحْرَ في غُطَامِطِهِ
أمْ تَتَعَاطَى السّيُولَ، يا وَشَلُ
هَيهاتَ أنْ يَسبُقَ الجِيادَ وَجٍ
ويطلع الغاد قبلها وجل
بادرت نهب العلا فرجرجه
بُوعٌ طِوَالٌ وَأذْرُعٌ فُتُلُ
رَأى لِصَاباً، فَشارَهَا صَبِراً
ذق الجنى قد أظلك العسل
سطو أقام العدا على قدم
وَقَوّمَ المَائِلِينَ، فاعتَدَلوا(1/441)
قَدْ سَبَقَ السّيفُ عَذْلَ عاذِلِهِ
لمَّا تَجَارَى الحُسَامُ وَالعَذَلُ
أليس من معشر بنوا شرفاً
صعباً وفيهم خلائق ذلل
قَشَاعِمٌ طَارَتِ الجُدُودُ بِهمْ
مذ صعدوا في العلاء ما نزلوا
مَدّوا عَلابيَّ مَجدِهم، وَسَمَتْ
بهم رعان الفضائل الطول
المُبشِرَاتُ العُلَى مَنازِلُهُمْ
والقمم العاليات والقلل
كانوا سماءً لنا فلا عجب
أن قطروا بالنوال أو هطلوا
طَالَ لُزُومُ القَنَا أكُفَّهُمُ
يَنآدُ مِنْ طَعنِهِمْ وَيَعتَدِلُ
كَأنّ أيديهِمُ نَبَتْنَ لَهُمْ
مَعَ القَنَا حَيثُ يَنبُتُ الأسَلُ
يستعذب القتل من أكفهم
كَأنّهُمْ يَنْشُرُونَ مَنْ قَتَلُوا
ما أهملوا السائمات حيث رعوا
وَلا أضَاعُوا الأمورَ حينَ وَلُوا
إذا استَهَبّوا سُيُوفَهُم أبَداً
فَلِمْ أُعِدّ الغُمُودُ وَالحُلَلُ
من كان ممطورة مخالبه
على العدا غير أنه رجل
يَعتَرِفُ النّاسُ في مَطالِبِهِ
وَيَلْتَقي عِنْدَ بَابِهِ السُّبُلُ
يُرَى جَبَاناً عَنْ رَدّ سَائِلِهِ
وهو إذا اعصوصب الوغى بطل
بعوده عند ضنه يبس
وَفي يَدَيْهِ مِنَ النّدَى بَلَلُ
ألبستيها بغيظ طالبها
وَغُودِرَتْ في الأضَالِعِ الغُلَلُ
أصْبَحَ كَيدُ العَدُوّ يَجذِبُهَا
عَنّي، لأيدي الجَوَاذِبِ الشّلَلُ
مالي إذا شئت أن أزاد خلى
مِنْ غَيرِكُم كانَ حَظّيَ العَطَلُ
أرى نهاباً تساق حافلة
لا ناقة لي بها ولا جمل
وَشَرُّ مَا يَرْجِعُ الغَرِيُّ بِهِ
أنْ عَادَ يَرْمي، وَفَاتَهُ الوَعِلُ
أين ندى كفك الكريم لها
وأين عادات طولك الأول
بنا الأذى لا بكُم، إذا نَزَلَ الخَطْـ
ـبُ طَرُوقاً، وَصَمّمَ الأجَلُ
وَدُمتُمُ للعُلَى ، وَعَيْشُكُمُ
غَضٌّ، وَرَاوُوقُ عِزّكمْ خَضِلُ
لا عَجَبٌ إنْ نَقيكُمُ حَذَراً
نحن جفون وأنتم مقل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أين الغزال الماطل
أين الغزال الماطل
رقم القصيدة : 10237
-----------------------------------
أين الغزال الماطل
بَعدَكِ، يا مَنَازِلُ(1/442)
قَدْ بَانَ حَالي سِرْبِهِ
فَلِمْ أقَامَ العَاطِلُ؟
مَنْ لقَتيلِ الحُبّ لَوْ
رد عليه القاتل
شيع بالقطر الروا
ذاك الشباب الراحل
كُلُّ حَبِيبٍ أبَداً
أيامه قلائل
ـلِ غُرُورٌ بَاطِلُ
فودك ظل زائل
فإن وعدن فاعملن
إن الغريم الماطل
كإنما يمطره
ملك الملوك العادل
هُوَ الحَيَا، وَفي الحَيَا
من جوده شمائل
غياث كل أزمة
إنْ عَضّ عَامٌ مَاحِلُ
وداعم الدنيا إذا
مادت بها الزلازل
فِ الطّوِيلُ الذّابِلُ
ـدَيْنِ لَهُ أرَامِلُ
والحامل العبْ رمى
ـنَ، وَلا الخَلاخِلُ
تَنسَدُّ فيهِ الشّمْسُ قَدْ
تاهت بها القساطل
سُ بِهَا وَالنّائِلُ
إلى الردى قنابل
كان معروض القنا
في العَينِ عَالٍ، وَهْوَ في الـ
يَخْشَى عَوَالِيهِ وَرَا
عقارب شوائل
كما تثوب الدّبْر قد
عاد إليها العاسل
عْنَاقُ وَالكَوَاهِلُ
في الغي رأي قاتل
إني ارتقيت خطة
أُمُّك فيها هابل
ردك عن صعودها
بالخزي جد نازل
فَاتَ يَدَيْكَ قَابُهَا
والقلل الأطاول
لُ الأعيُنِ القَوَاتِلُ
عن لحظك الأنابل
يا لك من حاف مشى
حيث ينزل الناعل
فإنّ وَعَدْنَ، فَاعْلَمَنْ
ثغر العلا مناضل
يمنع الطود فلا
راق ولا مطاول
أمَا رَأى ابنُ وَاصِلٍ
تَقْنِصُهُ الحَبَائِلُ
فطار ترقيه الظبا
والأسل الذوابل
أفلتها منخرق
الجلد له ولاول
عارٍ على عاتقه
من دمه حمائل
تَقَطّعَتْ بَيْنَهُمَا
ـقَلْبِ مُذالٌ سَافِلُ
دلاه فيها مثل ما
لَيثٌ هَمُوسُ اللّيلِ عَـ
حاول رد غربها
يا بعد ما يحاول
حتى امتطى راحلة
تنكرها الرواحل
لا تَرِدُ المَاءَ، وَلا
تطوي بها المنازل
لِرَبّهَا نَبَاهَة ٌ
في النّاسِ، وَهوَ خَامِلُ
فاخبِطْ رَصِيدَ فِتْنَة ٍ
تُخْشَى بِهَا الغَوَائِلُ
هُنَاكَ ضَبُّ كِدْيَة ٍ
ـنِّي في البِلادِ سَائِلُ
فاليوم بكر وغدا
وَوَعدُ ذي الشّيبة ِ بالوَصْـ
والله فيه ضامن
لما أردت كافل
وَمَا عَلى الأكْعُبِ أنْ
فَلِلْمَنَايَا قَابِلُ
وَمِنْ دَوَاءِ الدّاءِ أنْ
مَاطَلَ كَيٌّ عَاجِلُ(1/443)
كالغيث ضوءٌ بارق
مِنْهُ، وَرَيٌّ وَابِلُ
أوَاخِرٌ مِنْ مِنَنٍ
يضمها إلا وائل
إنْ كَانَ ذا العَامُ لَهُ
ونعمت الحوامل
ـمِقدارُ عَنكَ غَافِلُ
أخرى الليالي ناقل
ـطَّى رَبْعَكَ النّوَازِلُ
الآطَامُ وَالمَعَاقِلُ
كالنّصْلِ يَمْضِي صَاقِلٌ
عَنْهُ، وَيَأتي صَاقِلُ
وَهوَ، كمَا سَاءَ العِدَا
ما ضي الغرار قاصل
فيكُمْ يَنَابيعُ النّدَى
والدلح الهوامل
هَوَاجِرُ الأيّامِ في
ظِلالِكُمْ أصَائِلُ
وَالحَامِلُ العِبْءَ رَمَى
وَلا البَقَاءِ طَائِلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أهْلاً بِهِنّ عَلى التّنْوِيلِ وَالبَخَلِ
أهْلاً بِهِنّ عَلى التّنْوِيلِ وَالبَخَلِ
رقم القصيدة : 10238
-----------------------------------
أهْلاً بِهِنّ عَلى التّنْوِيلِ وَالبَخَلِ
وَقَرّبَتْهُنّ أيْدِي الخَيْلِ وَالإبِلِ
القاتلات بلا عقل ولا قود
والماطلات بلا عذر ولا علل
كَانَ اللّقَاءُ إسَاءاتٍ بِذِي سَلَمٍ
إلى القلوب وإحساناً إلى المقل
كأنما عاذلات الصب بعدهم
يفتلن عقلاً لشراد من النزل
يَرِمنَ في السّارِحِ المَرْعيّ مَحبَسُهُ
وَهَمُّهُ اليَوْمَ أنْ يَغْدُو معَ الهَمَلِ
رمين منه وحادي الشوق يحفزه
بقَاطِعٍ رَبَقَ الأقيادِ وَالعُقُلِ
يطلبن برئي بأمر زاد في سقمي
إنّ الأُسَاة َ لأعْوَانٌ مَعَ العِلَلِ
حاولن شغل فؤادي من علاقته
بالعَقلِ، وَالقلبُ عندَ البِيضِ في شَغَلِ
إنّ الرّبائِبَ مِنْ غِزْلانِ أسنِمَة ٍ
أعلقن ذا الشيب أعلاقاً من الغزل
مِنْ كُلّ رِيمِ هَوًى ألحَاظُ مُقْلَتِه
يُمسِينَ للعُذْرِ أنصَاراً عَلى العَذَلِ
حليه جيده لا ما يقلده
وَكُحْلُهُ مَا بِعَيْنَيْهِ مِنَ الكَحَلِ
غاد تلفت والمشتاق يتبعه
صفح الطليق إلى المقصور بالطول
أما كفاهم لجاج الدمع بعدهم
حتى استعانوا على عينيَّ بالطلل
يا قاتل الله ريعان الشباب وما
خلى عليّ من الأشجان والغلل
وَرَفضَة ٍ مِنْ سَوَادِ اللّيلِ مُطمِعَة ٍ
قد ضل طالب ودّ البيض بالحيل(1/444)
إنّي أقُولُ لِمَلاّقٍ رَكَائِبهُ:
مهّلْ عليك فليس الرزق بالعجل
ليس المقام بثان عنك وارده
من الحظوظ ولا الأرزاق بالرجل
أما تَرَى الرّزْقَ في الأوْطانِ يَطرُقُني
وَلمْ أُقَلقِلْ أُصَيْحَابي ولا إبِلي
في كُلّ يَوْمٍ قِوَامُ الدّينِ يَنضَحُني
بما طر غير منزور ولا وشل
يروي ولم يتوقع صوب عارضه
ولم يقدم بشير الطارق العمل
ظفرت بالنفل المطلوب في وطني
وَإنّمَا يَرْجِعُ الغَازُونَ بالنّفَلِ
من كل بيضاء لم تخطر على خلدي
مِنَ الأيَادِي وَلمْ تَبلُغْ إلى أمَلي
ذرت إليّ ذرور الشمس طالعة
شُرُوقُهَا أبَداً بَاقٍ بِلا أُصُلِ
في كُلّ يَوْمٍ جَدِيدٌ مِنْ صَنَائِعِهِ
إليَّ لا ناقتي فيها ولا جملي
يردني يقنيص ما نصت له
عَلى المَطامعِ أشرَاكاً مِنَ الأمَلِ
وَسَمتَ عَقلي وَأرْغَمتَ المَعاطِسَ في
منّ العدا وأقمت الصفو من ميلي
رَفَعتَ نَارِي عَلى عَليَاءَ مُشرِفَة ٍ
من المعالي وأخفضت النوائب لي
فهل تركت لذي الأوطار من وطر
يسعى له ولذي الآمال من أمل
لم يبق طولك في جيدي مكان حلى
وَإنّمَا يُستَعَارُ الحَلْيُ للعَطَلِ
أغنت ملابس فخر أنت مسحبها
عن رائع الحلي أو عن رائق الحلل
أنتم لنا نفس من كل كاربة
وَأنجُمٌ في ظَلامِ الحَادِثِ الجَلَلِ
تنبو إذا لم تكن عنكم ضرائبنا
وَالسّيفُ أقطَعُ شيءٍ في يَدِ البَطَلِ
النّاسُ ما غِبتُمُ سِلكٌ بلا دُرَرٍ
ولا نظام وأجفان بلا مقل
مثلُ النّهارِ بلا شَمسٍ تُضِيءُ بِهِ
أوِ الظّلامِ بِلا بَدْرٍ وَلا شُعَلِ
مِنْ مَعشَرٍ وَرَدُوا العَلياءَ جُمعَتَها
وَسَابَقُوا عَجَلَ الجَارِينَ بالمَهَلِ
لَقُوا الخُطوبَ بلا خَوْفٍ وَلا ضَعَفٍ
والرائعات بلا ميل ولا عزل
طاروا بألباب ذؤبان مسومة
رعين بين مجال البيض والأسل
في حجفل كشحاء البحر مد به
مُزَمجِرٌ يَضرِبُ العِرْنينَ بالجَفَلِ
مَجَرُّهُ كمَجَرّ السّيلِ ذُو لَثَقٍ
من انبعاق الدم الجاري وذو خضل
يرمي به ملك الأملاك يعتبه(1/445)
قَطْعُ الدّليلِ بِما يُعمي مِنَ السُّبُلِ
أما نهى الناس عنكم صوب بارقة
كَانَ المَشيبُ إلَيها رَائدَ الأجَلِ
في أرْبَقٍ، وَسُيُوفُ المَوْتِ مَاضِيَة ٌ
يُطِعْنَ أمرَكَ في الأعنَاقِ وَالقُلَلِ
قَصّرْتَ رُمحَكَ طُولاً في صُدورِهِمُ
وَرُمحُ غَيرِكَ لمْ يَقصُرْ وَلمْ يَطُلِ
طاشت رؤوسهم حتى جعلت لهم
مناصباً من أنابيب القنا الذبل
كَدَأبِها يَوْمَ يَمٍّ، وَالقَنَا شَرَعٌ
كمبرد القين تحاتاً من الجبل
فأينَ رُخمُ الرّقَابِ الغُلْبِ رَافعَة ً
دونَ العُلى وَقِرَاعُ الأذرُعِ الفُتُلِ
هَيهاتَ رَدّتْ إلى الأعناقِ كَانِعَة ً
أيد قصرن عن الأطواد والقلل
كدأبها يوم سيم والقنا شرع
وَالضّرْبُ يُبعِدُ بَينَ العُنقِ وَالكَفَلِ
أسلن بالدم وادي كل غامضة
من العيون كماءِ المزن لم يسل
حتى رجعن ولم يتركن فاغرة
من العدوّ إلى قول ولا عمل
جَرَى الثّقَافُ عَلى عُوذٍ مُقَلقَلَة ٍ
ذَوْدَينِ مِنْ أوَدٍ بادٍ وَمنْ خَطَلِ
قَضَى لكَ اللَّهُ أنْ يَجرِي بِلا أمَدٍ
وَأنْ يَدُومَ مَعَ الدّنْيَا بِلا أجَلِ
تَوَقُّلاً في بِنَاءٍ غَيرِ مُنتَقِضٍ
من المعالي وظل غير منتقل
مُعطًى عِنَاناً من النُّعمَى فقُدْتَ بهِ
تغاير الدهر بالأيام والدول
وَكُلّما جُزْتَ عاماً أوْ بَلَغتَ مَدًى
رد الزمان على أيامك الأول
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ذكرتُ على بعدها من منالي
ذكرتُ على بعدها من منالي
رقم القصيدة : 10239
-----------------------------------
ذكرتُ على بعدها من منالي
منازل بين قبا والمطال
ومبنى قباب بني عامر
عَلى الغَوْرِ أطنَابُهُنّ العَوَالي
مرابع يشكو بهن الجراح
أسود الشرى من ظباء الرمال
مَضَاحِكُهُنّ عُقُودُ العُقُودِ
وَأجْيَادُهُنّ لآلي اللآلي
وما طلب البذل من باخل
بِمَيسُورِهِ، غَيرُ داءٍ عُضَالِ
وما زال يلوي ديون الهوى
وَيُؤيِسُنَا مِنْ قَليلِ النّوَالِ
إلَيكَ، فَقَدْ قَلَصَتْ شِرّتي
بُعيدَ البَياضِ، قُلوصَ الظّلالِ(1/446)
سَوَادٌ يُعَجّلُ زَوْرَ البَياضِ
علوق الضرام برأس الذبال
وَمَرّ عَلى الرّأسِ مَرَّ الغَمَامِ
قليل المقام سريع الزيال
فلَيسَ الصِّبَا اليَوْمَ مِنْ أُرْبَتي
وَلا ذلكَ البَالُ، يا عَزَّ، بَالي
حَلَفتُ بِهِنّ دَوَامي الفِجَاجِ
إلى الخَوْفِ يَطلُبنَهُ مِنْ أُلالِ
خِمَاصاً تُسَاوِكُ بالمُجرِمِينَ
بعُقْلِ الوَجَا وَقُيُودِ الكَلالِ
يُماطِلنَ بالوَخدِ عندَ الجِذابِ
كان الزمام مكان العقال
لقد ربنا من غياث الأنام
مقيم الصغا ودليل الضلال
حَمُولٌ نَهُوضٌ بأعبَائِهَا
إذا البُزْلُ جَرْجرْن تحتَ الرّحالِ
فتى في الندى أخرق الراحتين
صناعهما في بناءِ المعالي
عِقبَانَ يَوْمِ نَدًى أوْ ظِلالِ
لِ وَلّى ، وَمُنتصّ جيدِ الغزَالِ
عَقَائِلُ عَلّمَهُنّ العَفَا
علينا وقيعة ماءٍ زلال
لَئِنْ كُنتَ تاليهِ في ذا الجَلالِ
فإنّكَ قُدّامَهُ في الكَمَالِ
ولولا الحياءُ لجاورته
ورب أخير أمام الأوالي
مقيم بحي على فارس
رِقَاقِ البُرُودِ رِقَاقِ النّعَالِ
أبَوْا أنْ يُخِلّوا بِنَارِ القِرَى
ولو وفدوا نارهم بالعوالي
يَفُوتُ مُقَلَّدُهُ وَالعِذا
سنا المجد أو طيف عرف الخلال
بنار المقاري ونقع الغبار
تشابه أيامهم والليالي
لقد نطح الجد أعداءهم
برأس جموح وروق طوال
لهم صفحات كبيض الصفيح
حلاهن عن جوهر المجد حال
وأيد سجاح كرام معاً
بمجد مصون ومال مذال
أقول لساع على أثرهم
يطالب شأواً بعيد المنال
حذار فإن على الجهلتين
هموس الدجى مرصداً للرعال
لَهُ هامَة ٌ كَرَحَى الطّاحِنَاتِ
تَدُورُ عَلى لُبْدَة ٍ كَالثِّفَالِ
ينوء تحامل ذي ريثة
ويقعد أقعاء غرثان صال
وَمَا زَالَ سَاعِدُهُ وَاللَّبَانُ
على جزر من لحوم الرجال
ألمْ يَنهَكُمْ رَشُّ شُؤبُوبِهِ
بِوَابِلِ ذي بَرَدٍ وَانْسِجَالِ
وَيَحمِكُمُ عَنْ وَرُودِ الحِمَامِ
وَبُدّلْتُ مِمّا يَرُوقُ الحِسَا
وَقَوْدُ الجِيَادِ عَلى أنّهَا
تصاهل تحت القنيّ الطوال(1/447)
تُوَقَّعُ يَوْمَ الوَغَى بالنّجيعِ
وَتُنعَلُ بَينَ الفَنَا بالقِلالِ
سبقن العجاجة يحملنها
أرَاقِمُ لامِظَة ٌ للنّزَالِ
عَلَيهِنّ كُلُّ ابنِ أُمّ الطّعَانِ
ـنَ، أطرَ القِسِيّ وَبَرْيَ النّبَالِ
إذا رِيعَ شَمّرَ للمُحفِظَاتِ
وجر ذيول الحديد المذال
تَرَى كُلَّ مُشْتَرِفٍ للعَوَارِ
ضَليع الأضَالعِ سَامي القَذَالِ
يفوت مقلده والعذار مرمى يد الشيظمي الطوال
ّيظَميّ الطُّوَالِ
كَأنّ الطّرِيدَ إلى ظُلّة ٍ
يمد بعلو لفات الجبال
ينال المدى قبل رشح العذار
وَمَا سَوْطُ فارِسِهِ غَيرَ هَالِ
إذا حركته عروق السياق بين الحضار وبين الثقال
بَينَ الحِضَارِ وَبَينَ الثِّقَالِ
مَضَى يَثِبُ الدّوَّ وَثبَ التمَامِ
وينضو المقاديم نضو التوالي
مددتم بباعي بعد القصور
وَألحَقتُمُ عَطَلي بِالحَوَالي
وَأطْلَعتُمُونيَ فَوْقَ الرّجَاءِ
بَعيداً، وَفَوْقَ مَنَالِ اللّيَالي
وَأطلَقتُمُ الحَدّ مِنْ مَضْرَبي
وَحَادَثتُمُ قائِمي بالصّقَالِ
وأحذيتم قدمي حذوة
منَ المَجدِ غيرَ جَذيمِ القِبالِ
رمى الله دولتكم بالثبات
إذا مَا رَمَى غَيرَها بالزّوَالِ
لياليه صبح من المغبطات
وَأيّامُهُ مِنْ سُكُونٍ لَيَالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رِدِي، يا جِيادي، وَأذَني برَحيلِ
رِدِي، يا جِيادي، وَأذَني برَحيلِ
رقم القصيدة : 10240
-----------------------------------
رِدِي، يا جِيادي، وَأذَني برَحيلِ
سَتَرْعَينَ أرْضَ الحيّ بَعدَ قَليلِ
ألا إنّ في قَلبي إلى المَجدِ طَرْبَة ً
وعند القنا يوماً شفاء غليلي
إذا مَا اتّخَذْتُ اللّيلَ دِرْعاً حصِينَة ً
فأهْوِنْ بِخَطْبٍ للزّمَانِ جَلِيلِ
عليَّ دماء البدن إن لم أثر بها
رَعيلاً يَشُقّ الأرْضَ بعدَ رَعيلِ
فآخذ حقي أو يثور غبارها
من القاع عن أرض بشر مقيل
وما حاجتي إلا المعالي وقلما
يَضِيعُ رَجَائي، وَالطّعَانُ رَسُولي
وإني لتراك البلاد إذا نبت
عليّ، وَمَا ذُو نَجْدَة ٍ بِذَليلِ(1/448)
وإني معيرٌ ساعدي من أراده
بِأبيَضَ طَاغي الشّفرَتَينِ صَقيلِ
إلى المَجدِ دُونَ الرَّبعِ رَمّتْ عَزَائمي
وبالعز دون الغيد بان نحولي
أسوم الهوى نفساً عزوفاً عن الهوى
وقلباً لضيم الحب غير قبول
وأمنع ودي الناس إلى أقله
لأْمن من طاغ عليَّ صؤل
وَأعدُوَ مِنْ عَقْلي خَبيئاً أصُونُهُ
وَأَفْدِي كَثِيرِي مِنهُمُ بِقَليلِ
وأحطم سري في الضلوع مخافة
ألم يأن يوماً أن أذيع دخيلي
نديمي على شرب الهموم مهند
إذا شَاءَ أصْغَى الهَمَّ دُونَ مَقِيلي
وإني آبى أن أذل وفي يدي
عناني ولم يقطع عليَّ سبيلي
وَكُلُّ دَمٍ عِنْدِي، إذا مَا حَمَلْتُه
وَإنْ أثقَلَ الأقْوَامَ، غَيرُ ثَقِيلِ
وَإنّ طَرِيقي بالمَنَاسِمِ فاضِحي
إذا لم تسر قيه الصبا بذيول
وكم من حبيب قد سقاني فراقه
وغالطت عنه القلب غير ملول
وقد نمنم الوسمي بيني وبينه
وَوَالَى بِمُغْبَرّ الرَّبَابِ هَطُولِ
وَإنّ طِرَادَ النّفسِ عَمّا تَرُومُهُ
أشَدُّ عَنَاءً مِنْ طِرَادِ قَتِيلِ
يُرَجّي عُداتي كُلّ يَوْمٍ، وَيُتّقى
شذاتي وبعضي في الجدال لقيلي
يقر بعيني أن أروح محسداً
فَمَا حَسَدَ الحُسّادُ غَيرَ نَبِيلِ
وما صافحت يوماً يدي يد غادر
وَلا ضَاقَ خُلقي عَنْ مُقامِ نَزِيلِ
وَأوّلُ لُؤمِ المَرْءِ لُؤمُ أُصُولِهِ
وَأوّلُ غَدْرِ المَرْءِ غَدْرُ خَلِيلِ
عذولي من أوطى قرا العجز مركبا
ولكن ظهر العزم غير ذلول
نسيم من الدنيا يطيب لناشق
وأي أوام بعده وغليل
تفيءُ الليالي فيئة الظل للفتى
بنعمى وما إنعامها بجزيل
تداعت لي الأيام حتى رمينني
بِمَا كُنتُ أخشَى مِنْ لِقَاءِ بَخيلِ
وَلا بُدّ لي أنْ أغسِلَ العَارَ بَعْدَهُ
وَيا رُبّ عَارٍ دامَ غَيرَ غَسيلِ
يظن الفتى أن التطاول دائم
وكل صعود معقب بنزول
أ أرجو ذباب السيف ثم أخافه
وأرضى بسخط المجد قول عذول
وبالضرب ما نال ابن موسى مراده
وحل ذرى العلياء أي حلول
فتى سوم الآراء مبرمة القوى
ولا رأي إلا الرأي غير سحيل(1/449)
تعلم من آبائه وثباتهم
عَلى المَجدِ مِنْ عَليَا قَناً وَنُصُولِ
وَمَا ضَرّهُ لَوْ كَانَ كُلُّ قَبيلَة ٍ
تُطَالِبُهُ يَوْمَ الوَغَى بِدُخُولِ
وَقَدْ عَلِمَ الأعداءُ أنْ لا يَرُدّهُمْ
بغير زفير خانق وعويل
إذا طرق الخطب البهيم عياله
وقد مال عنق الرأي كل مميل
عَزِيمَة ُ لاوٍ مُسْتَبِدٍّ بِرَأيِهِ
وعقل امرء لم يستعن بعقول
جَرُور عَلى مَرّ الخَدائِعِ ذَيْلَهُ
وأعظم ما يعطى بغير سؤول
وَيَا رُبّ طَاغٍ مِنْ أعَاديهِ طامحٍ
أذالَ اللّيَالي مِنْهُ أيّ مُذِيلِ
أطال عنان الأمن حتى أظله
بأغبر طام من قنا وخيول
وَكَمْ رَحِمٍ أطّتْ بهِ وَهوَ مُغضَبٌ
فعاد إلى الإحسان غير مطول
إذا بعد الأعداء عن سطواته
فَلا يَأمَنُوا مِنْ بالِغٍ وَوَصُولِ
كأني بها بزلاء قد صبَّحتهم
سَميطَ الذُّنَابَى غَيرَ ذاتِ حُجولِ
مُذَكَّرَة ٍ لا تَصْدِمُ القَوْمَ صَدْمَة ً
فتقلع إلا عن دم وقتيل
نذار لكم من كيده إن قلبه
ضَمُومٌ عَلى الأسرَارِ غَيرُ مُذِيلِ
وَرَجرَاجَة ٍ تَلتَفّ أيْدِي جِيَادِهَا
وَأيّ ضَجَاجٍ مِنْ وَغًى وَصَهِيلِ
وَجُرْدٍ تَمَطّى في الأعِنّة ِ شُزَّبٍ
كَأنّ حَوَاميهَا رِقَابُ وُعُولِ
ضوامر من طول الوجيف كأنها
ذوائب نبت طامنت لذبول
تدافعن في شعواء لا الطود عندها
بعال ولا جلد الربى بحمول
رعين بها شُول الرماح كأنها
غَداة َ الوَغَى في بارِضٍ وَجَلِيلِ
وَكَمْ خاضَ تأمُورَ الظّلامِ بفِتيَة ٍ
يَرَوْنَ وُعُورَ اللّيلِ مثلَ سُهُولِ
تنوش أنابيب الرماح وراءهم
كَأُسْدٍ تُمَاشِيها جَوَانِبُ غِيلِ
سيوف أباءٍ في أكف أبية
وكل طويل في يمين طويل
تغامر بالآراء قبل جيوشه
وبيض الظبا بيض بغير فلول
فإنْ غَنِمَ الجَيشُ المُغِيرُ وَرَاءَهُ
فَمَا غُنمُهُ في الحَرْبِ غَيرَ غُلُولِ
لك الله هذا العيد يحدو طليعة
كغائب عز مؤذن بقفول
وَلَوْ لمْ يَكُنْ في عِيدِنَا غَيرَ أنّهُ
دَليلٌ عَلى السّرّاءِ أيُّ دَليلِ
وما زاحم الأيام إلا تطلعاً(1/450)
إليك بيوم في العيون جميل
ومد سماء من علائك ملؤها
نجوم من الاقبال غير أفول
فنل ما أنال الدهر سعداً وغبطة
فَرُبّ زَمَانٍ حَلّ غَيرِ مُنِيلِ
بقيت الليالي ما سلبن وهل فتى
يطالب أمراً أن مضى بكفيل
بقيت وأفنيت الأعادي فإنه
شفاء جوى بين الضلوع دخيل
وهوّن تقديم العدو بغصة
وُلُوجُ الرّدَى في أُسرَتي وَقَبِيلي
وَلي في عَدُوّي إنْ مشَى المَوْتُ نحوَهُ
عَزَاءٌ إذا أوْدَى الرّدَى بِخَلِيلِ
على أنه ما أخطأتني منية
إذا هيَ غَالَتْ مَنْ أوَدُّ بِغُولِ
وَلي غَرَضٌ أنْ لا تَزَالَ قَصِيدَة ٌ
تُجَمجِمُ يَوْماً عَن مُنايَ وَسُولي
كلام كنظم الدر غير مناهب
وقول كصدر العضب غير مقول
ولست بداع بعد هذه فوقها
ولا مثلها من موجز ومطيل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما أبيض من لون العوارض أفضل
ما أبيض من لون العوارض أفضل
رقم القصيدة : 10241
-----------------------------------
ما أبيض من لون العوارض أفضل
وَهَوَى الفتى ذاكَ البَياضُ الأوّلُ
مِثْلانِ: ذا حَرْبُ المَلامِ وَذا لَهُ
سبب يعاون من يلوم ويعذل
أرنو إلى يقق المشيب فلا أرى
إلا قواضب للرقاب تسلل
وَاللِّمّة ُ البَيْضَاءُ أهْوَنُ حَادِثٍ
في الدّهرِ لَوْ أنّ الرّدَى لا يَعجِلُ
ولقد حملت شبابها ومشيبها
فإذا المشيب على الذوائب أثقل
إني غررت من الهوى فشربته
لمْ أدْرِ أنّ عَقيبَ شُرْبيَ حَنظَلُ
وعلمت أن وراي أطول سكرة
مِمّا أُعَلُّ مِنَ الغَرَامِ وَأُنْهَلُ
عَجَباً لِمَنْ يَلقَى الهَوَى بفُؤادِهِ
عجلان وهو من التجلد أعزل
إن لا يعرض للذوابل قلبه
إن الطعان من البلابل أسهل
الآن جللني الوقار رداءه
وَانجَابَ عَن عَينيّ ذاكَ الغَيطَلُ
ونزعت وجداً كان يشمخ كلما
أغرى الملام به ولج العذل
أنا من علمت وليس يطفئُ سطوتي
غلواء من يطغى إليَّ ويجهل
يغطى العدو إذا طلعت وقلبه
يغلى عليه من الضغائن مرجل
ويزيغني عما أجن مخاتلاً
والأورق العادي لا يتزلزل(1/451)
أجْلُو عَلَيهِ ناجِذي، وَلَوِ اجتَلَى
ما بين أضلاعي لبات يقلقل
فَعَلامَ أُزْجَرُ بالوَعيدِ وَأجتَرِي
وَإلامَ أطْلُبُ بالدّخُولِ وَأُمْطَلُ
مالي قنعت كان ليس مهندي
بيدي ولا جدي النبيّ المرسل
فلأخذن من الزمان غُلبّة ً
حَقّي، وَأمنَعُ مَا أشَاءُ وَأبْذُلُ
وَلأدْخُلَنّ عَلى النّسَاءِ خُدُورَهَا
واليوم ليل بالعجاجة أليل
متضايق يدعو القريب ضجاجه
أبداً ويلمع بالبعيد القسطل
وَعَليّ أنْ يَطَأ العِرَاقَ وَأهْلَهَا
يوم أغر من الدماءِ محجل
يوم تزلّ به القلوب من الردى
جزعاً وأحرى أن تزلّ الأرجل
وعجاجة تلقى السماء بمثلها
عِظَماً، كَمَا مَدّ الغَمَامُ المُثْقَلُ
لَوْ شَامَ مُوسَى كَفّهُ في لَيلِهَا
خَفيَ البَياضُ عَلى الذي يَتَأمّلُ
طلب العلى والجد فيه من العلى
وإلى المرام نأى وطال تغلغل
فاعزِمْ، فلَيسَ عَلَيكَ إلاّ عَزْمَة ٌ
وَالعَجْزُ عُنْوَانٌ لِمَنْ يَتَوَكّلُ
أو حمل اللوم القضاء فإنه
عود لأثقال الملام مذلل
ويجير من عوراء همك سابح
أوْ صَارِمٌ، أوْ ذابِلٌ، أوْ مِقْوَلُ
لا تُحدِثَنْ طَمَعاً وَجَدُّكَ مُدبِرٌ
وَاطلُبْ مَدى الدّنيا وَجَدُّكَ مُقبِلُ
وَاعقِلْ رَجَاءَكَ بالحُسَينِ، فإنّهُ
حرم يذم من الزمان ومعقل
جذلان تقطر نعمة أيامه
للطّالِبِينَ، فَرَاغِبٌ وَمُؤمِّلُ
ماضي المقال يكاد من تطبيقه
يَوْمَ الجِدالِ، يَئِنُّ مِنهُ المَفصِلُ
غير المعاجل بالعقاب إذا هفا
جرم ويسبق بالعطاء ويعجل
ضِرْغَامِ هَيْجَاءٍ كَفَاهُ بأنّهُ
عِنْدَ القَوَاضِبِ وَالقَنا بي مُشبِلُ
نستعطف الأمر المولى بأسمه
فيعود أو ندعوا العلاء فيقبل
وَلَرُبّ يَوْمٍ قَدْ مَلأتَ فُرُوجَهُ
خَيْلاً، تَدَرّعُ بالغُبَارِ وَتُرْقِلُ
وَفَوَارِساً يَتَزَاحَمُونَ عَلى الرّدى
نهلاً وقد عز البرود السلسل
مِنْ كُلّ أرْوَعَ مَاجِدٍ في كفّهِ
قَلَقٌ هَتُوفٌ بالمَنُونِ وَمُعْوِلُ
ضَرْباً كَأشداقِ الهَجَانِ رَوَاغِياً(1/452)
وَوَغًى كمَا اضْطَرَمَ الأبَاءُ المُشعَلُ
وَعُيُونَ طَعْنٍ كَالعُيُونِ يَمُدُّها
مَاءٌ مَذانِبُهُ العُرُوقُ الذُّبّلُ
مِنْ كُلّ شَوْهاءَ الضّلوعِ مُثيرُها
متعوذ والناظر المتأمل
شَهّاقَة ٍ تَدِقُ النّجيعَ، وَتَنطَوِي
فيها المسائل أو تضل الأنمل
يَنْزُو لهَا عَلَقٌ تُمُطِّقَ خَلْفَهُ
أوْ عَانِدٌ يَلْقَى النّوَاظرَ شَلْشَلُ
ولديك أن طمح العدو صوارم
تدمي عرانين العدا وتذلل
كالنّارِ مَا يَسألْنَ غَيرَ ضَرِيبَة ٍ
وَالسّيفُ أعلى مَنْ يَجُودُ وَيُسألُ
يُستَبهَمُ الأمرُ الفَظيعُ، فَلا تَرَى
إلا القواضب مطلعا يتقبل
مَا بَينَ مَنْ يَخشَى المَنِيّة َ، وَالذي
يصلي بها في العمر إلا منزل
لا تَنْظُرِ البَاغي لقُرْبَى ، وَارْمِهِ
بالذّلّ، وَاقطَعْ مَا عَلَيهِ يُعَوِّلُ
هذا الأمِينُ أدالَ مِنْهُ شَقِيقُهُ
ومضى عقيراً بابنه المتوكل
والعفو مكرمة فإن أغرى بها
متغافل قال الرجال مغفل
ولقد حضرت وأنت غائب نكبة
فخلاك ما قال العدا وتقولوا
لا يغررنك أنهم بسهامهم
أشوَوْا، وَمَا بَلَغُوا مَدَى ما أمّلُوا
هيهات لم يرم العدو بسهمه
وإن انزوى إلا ليدمى المقتل
وأنا المضارب عن علاك بمقول
ماضي الغرار ولا الجراز المصقل
يدمي الجوارح وهو ساكن غمده
وَلَقَلّمَا يَمْضِي بغِمْدٍ مُنصُلُ
هيهات يلحق بالصميم مدرع
أبداً ويزري بالبحار الجدول
مَا صَارِمٌ كَدِرُ الذُّبَابِ كَصَارِمٍ
خلع الجلاء على ظباه الصيقل
وسماؤنا الظلماء يكتم شخصها
أنى أضاء العارض المتهلل
ليس التفرد بالعلاء طماعة
إنّ العُلَى دَرَجٌ لِمَنْ يَتَوَقّلُ
نَظْمٌ وَنَثْرٌ قَدْ طَمَحْتُ إلَيهما
صعداً ويعنو للأخير الأول
وَحَدِيثُ فَضْلي ضَارِبٌ بعُرُوقِهِ
في الأرْضِ يَنقُلُهُ المَطيُّ البُزّلُ
لولاك ما سمحت بقول همتي
قدري أجل من القريض وأفضل
هَذا، وَفي بَعضِ الذي امتلأتْ بِهِ
عني البلاد لقائل متعلل
لما نظرت إلى علاك غريبة
وَمُضَيَّعٌ رَاعي المَنَاقِبِ مُهْمَلُ(1/453)
أحرَزْتُهَا مُتَوَغّلاً غَايَاتِهَا
وَالمَجْدُ مِلْءُ يَدِ الذي يَتَوَغّلُ
في سيرة غراء تستضوى بها الدنيا ويلبسها الزمان الأطول
ـدُّنْيَا، وَيَلبَسُها الزّمَانُ الأطْوَلُ
مُلِئَتْ بِفَضْلِكَ، فالوَليُّ مُكَثِّرٌ
ما شاع عنها والعدو مقلل
يفتن فيها القائلون كأنما
طلعت كما طلع الكتاب المنزل
هَنَّأتُ جَدَّكَ بالتّحَلّقِ في العُلَى
ولأنت نعم المقبل المتقبل
وَطَرَحْتُ تَهْنِئَة ً بِأيّامٍ أرَى
فيهَا سَوَاءً مَنْ يَقِلُّ وَيَنبُلُ
وَأرَى لِحَاظَ الحَاسِدينَ مُرِيبَة ً
والغيظ بين ضلوعهم يتغلغل
ما للزمان يعقني بعصابة
تجفو عليَّ من الزمان وتثقل
يَذْوِي عَلى قَدَمِ اللّيَالي عَهدُها
مِثلَ الأدِيمِ عَلى التّقَادُمِ يَنغَلُ
ود الحليم شفاء دائك كله
وصداقة السفهاء داءٌ معضل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إلى اللَّهِ إنّي للعَظِيمِ حَمُولُ
إلى اللَّهِ إنّي للعَظِيمِ حَمُولُ
رقم القصيدة : 10242
-----------------------------------
إلى اللَّهِ إنّي للعَظِيمِ حَمُولُ
كَثِيرٌ بِنَفْسِي، وَالعَدِيلُ قَلِيلُ
وَمَنْ طُعمُهُ مِنْ سَيفِهِ كيفَ يتّقي
ومن يطلب العلياء كيف يقيل
يَقُولونَ: خَالِلْ في البِلادِ، وَإنّما
خليلي من لا يطبيه خليل
وليس طباع الناس وفقاً وربما
تَفَاضَلَ فيهِمْ أنْفُسٌ وَعُقُولُ
ولولا نفوس في الأقل عزيزة
لَغَطّى جَميعَ العَالَمِينَ خُمُولُ
فَمَا تَطلُبُ الأيّامُ مِنْ مُتَغَرّبٍ
له كل يوم رحلة ونزول
رمى مقتل الدنيا بسهم قناعة
فَعَزّ لأِنْ غَالَ الرّمِيّة َ غُولُ
إلا إنما الدنيا إذا ما نظرتها
بقَلْبِكَ، أُمٌّ للبَنِينَ ثَكُولُ
وَما يُثقِلُ المَيتَ الصّعيدُ، وَإنّمَا
على الحي عبءٌ للزمان ثقيل
وَتَخْتَلِفُ الأيّامُ حَتّى تَرَى العُلَى
عناء ويغدو ما يروق يهول
أقُولُ لِغِرٍّ بِالمَنَايَا وَدُونَهُ
لهن خيول جمة وحبول
ستعطى يد العاني إذا ما دنا لها
بِغَيرِ وَغًى قِرْنٌ ألَدُّ صَؤولُ(1/454)
فَلا تَعتَصِمْ بالبُعْدِ عَنهَا، فإنّهَا
مَسَرّة ُ نِقْيٍ في العِظَامِ دَمُولُ
أرى شيبة في العارضين فيلتوي
بقلبي حدَّاها جوى ً وغليل
وَمن عجَبٍ غضّي عن الشّيبِ جازِعاً
وَكَرّي إذا لاقَى الرّعيلَ رَعِيلُ
ولي نفس يطغى إذا ما رددته
فيَعرقُني عَرْقَ المُدَى ، وَيَغُولُ
وما تسع الأضلاع ريعان زفرة
يَكَادُ لهَا قَلْبُ الجَليدِ يَزُولُ
وَمَا ذاكَ مِنْ وَجْدٍ خَلا أنّ هِمّة ً
عنائي بها في الواجدين طويل
بكَيتُ وَكَانَ الدّمعُ شَيباً مُبَيِّضاً
عِذارِيَ، لا جارِي الغُرُوبِ هَطولُ
وَشَوْكَة ِ ضِغْنٍ ما انتَقَشتُ شَباتَها
ذهَاباً بنَفْسِي أنْ يُقَالَ عَجُولُ
وَإنّيَ إنْ أُعطِ المَدَى مُتَنَفَّساً
نَزَعتُ أذاهَا، والزّمَانُ يُدِيلُ
وما أنا إلا الليث لو تعلمونه
وَذا الشَّعَرُ البادي عَليّ قَبِيلُ
وقد عصبت مني الليالي بساعد
تَئِنّ الأعَادي مَرّة ً وَتُنِيلُ
إذا سَطّرَتْ نَهْراً وَرَاءَ بُيُوتِهَا
سطوت وما يعدى عليَّ قبيل
وَزُورُ المَآقي مِنْ جَديلٍ وَشَدْقَمٍ
تَبَلّدَ عَنْهَا شَدْقَمٌ وَجَدِيلُ
شققنا بها قلب الظلام وفوقها
رجال كأطراف الذوابل ميل
وَهَبّتْ لأصْحَابي شَمَالٌ لَطيفَة ٌ
قَرِيبَة ُ عَهْدٍ بالحَبيبِ بَلِيلُ
ترانا إذا أنفاسنا مزجت بها
نرنح في أكوارنا ونميل
ولم أر نشوى للشمال عشية
كَأنّ الذي غَالَ الرّؤوسَ شَمُولُ
وبرق يعاطينا الجوى غير أنه
بِهِ مِنْ عُيُونِ النّاظِرِينَ نُحُولُ
وليل مريض النجم من صحة الدجى
نضوناً ولألاءَ النصول دليل
وَأَخضَرَ مَستُورِ التّرَابِ برَوْضَة ٍ
رعينا وقد لبى الرغاء صهيل
وَعُدْنَا بِهَا وَاللّيلُ يَنفُضُ طَلَّهُ
سقاط اللآلي والنسيم عليل
إذا استَوْحَشَتْ آذانُها مِنْ تَنُوفَة ٍ
وَحَمحَمَ وَخدٌ دائِبٌ وَذَمِيلُ
رمت بأناسي الحداق وراعها
أبارق يعرضن الردى وهجول
ولولا رجاء منك رقابها
لمَا آبَ إلاّ ضَالِعٌ وَكَلِيلُ
وَدُونَ رِوَاقِ المَجْدِ مِنْكَ مُمَنَّعٌ(1/455)
جزيل المعالي والعطاء جزيل
مَرِيرُ القُوَى لا يَرْأمُ الضّيمُ أنْفَهُ
وأيدي العدا لا عليه نصول
ينهنه بالأعداء وهو مصمم
وَيُزْجَرُ بالعُذّالِ، وَهوَ مُنيلُ
فَتًى لا يَرَى الإحْسَانَ عِبْأً يَجرُّهُ
ولكنه لولا الآباء ذلول
أقَرَّ بِحَقّ المَجْدِ، وَهوَ مُضَيَّعٌ
وعظَّم قدر الدين وهو ضئيل
سَرَى طَالِباً ما يَطلُبُ النّاسُ غيرَهُ
وَما كلُّ قِرْنٍ في الرّجالِ رَجيلُ
فَمَا آبَ حتّى استَفرَغَ المَجدَ كُلّهُ
شَرُوبٌ عَلى غَيظِ العَدُوّ أكُولُ
أيرجى مداه بعد ما ضحكت به
أمَامَ المَعَالي، غُرّة ٌ وَحُجُولُ؟
أرَى كُلّ حَيٍّ مِن فُضَالاتِ سَيفِهِ
وها هوذا طاغي الغرار صقيل
وَكَمْ غَمرَة ٍ يَعْلُو المُلَجَّمَ ماؤها
شققت ولو أن الدماء تسيل
وهول يغيظ الحاسدين ركبته
وَحيدَ العُلَى ، وَالهَائِبُونَ نُزُولُ
بطعنة مياس إلى الموت رمحه
يَرُومُ العُلَى مِنْ غايَة ٍ فَيَطُولُ
فِداكَ رِجَالٌ للمُنَى في دِيَارِهِمْ
نَحيبٌ، وَللظّنّ الجَميلِ عَوِيلُ
فَوَاغِرُ عُمْرَ الدّهرِ لمْ يُطعِمُوا العلى
إلا قلّ ما يعطى العلاء بخيل
أرادوك بالأمر الجليل وإنما
يُصَادِمُ بالأمْرِ الجَليلِ جَلِيلُ
أألآنَ إنْ ألقَيْتَ ثِنْيَ زِمَامِهَا
وعطل أغراض لها وجديل
وَإلاّ لَيَالٍ أنْتَ رَاكِبُ ظَهرِها
وأمر العلى جمعاً إليك يؤل
وطاغ وعاء الشربين ضلوعه
وداءٌ من الغل القديم دخيل
رماك وبين العين والعين حاجز
وقالٌ وراء الغيب فيك وقيل
فَما زِلتَ تَستوْفي مَرَاميهِ، وَالقُوَى
تُقَطَّعُ، وَالإقْبَالُ عَنْهُ يَمِيلُ
إلى أن أطعت الله ثم رميته
فلم تغض إلا والرمي قتيل
كذلك أعداء الرجال وهذه
لِسَائِرِ مَنْ يَطغَى عَلَيْكَ سَبيلُ
وَتَسْمُو سُمُوُّ النّارِ عِزّاً وَهِمّة ً
وَيَهوِي هُوِيَّ الأرْضِ، وَهوَ ذَليلُ
هنيئاً لك العيد الجديد فإنه
بِيُمْنِكَ وَضّاحُ الجَبِينِ جَمِيلُ
وَلا زَالَتِ الأعيَادُ هَطْلَى رَخِيّة ً(1/456)
يُحَيّيكَ مِنْهَا زَائِرٌ وَنَزِيلُ
وساق عداك العاصفات وأقبلت
عَلَيْكِ شَمَالٌ لَدْنَة ٌ وَقَبُولُ
وقد تعقم الأفهام عن قول قائل
فيوجز بعض القول وهو مطيل
وما الفضل إلا ما أقول فراعة
وَبَاقي مَقَامَاتِ الأنَامِ فُضُولُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> من لي برعبلة من البزل
من لي برعبلة من البزل
رقم القصيدة : 10243
-----------------------------------
من لي برعبلة من البزل
تَرْمي إلَيكَ مَعَاقِدَ الرّحْلِ
عجلى الرواح كأنما لمحت
فيكُمْ غَدِيرَ الجُودِ مِنْ قَبْلي
نَغّرْتُهَا، وَالبَدْرُ مُطّلِعٌ
حتى استجاب لقائد الأفل
كَتَبَتْ سُطُوراً مِنْ مَناسِمِها
فوق الأباطح والسرى يملي
إنّي بِهَا في السّيرِ مُقْتَرِحٌ
عجلاً على الإقتاب والجدل
إنّ الذِي وَخَدَتْ إلَيْهِ فَتًى
يَبْرَا إلى أمَلي مِنَ البُخْلِ
لا تَمْلِكُ العَرَصَاتُ قَعْدَتَهُ
وَإنِ استَقَرّ، فَفي ذُرَى الإبْلِ
لَمْ يُستَمَلْ بالذّلّ جَانِبُهُ
مذ شد قبضته على النصل
تنبيك نفحته إذا فغمت
عَن طيبِ مَغرِسِ ذلكَ الأصْلِ
ولأنت مثل السيف في مضر
عاذت بقائمة من الذل
وإذا هتفت بهم لنائبة
جذبوا وراءك بالقنا الذبل
لا يُسْلِمُونَ مَنِ اتّقَى بِهِمُ
قرع القنا ومواقع النبل
عامي وعام المحل في بلد
فَاسْحَبْ إليّ ذُؤابَة َ الوَبْلِ
وَاحصُدْ قُوَايَ، فإنّني أبَداً
بَينَ القَرَائِنِ مَارِجُ الحَبْلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أراقب من طيف الحبيب وصالا
أراقب من طيف الحبيب وصالا
رقم القصيدة : 10244
-----------------------------------
أراقب من طيف الحبيب وصالا
وَيَأبَى خَيَالٌ أنْ يَزُورَ خَيَالا
وهل أبقت الأشجان إلا ممثلاً
تُعَاوِدُهُ أيْدِي الضّنَا، وَمِثَالا
ألَمّ بِنَا، وَاللّيلُ قَدْ شَابَ رَأسُهُ
وقد ميل الغرب النجوم ومالا
وإني أهتدي في مدلهم ظلامه
يخُوض بِحاراً، أوْ يَجُوبُ رِمَالا
تَأوّبَ مِنْ نَحْوِ الأحِبّة ِ طَارِداً(1/457)
رُقَادِي، وَمَا أسْدَى إليّ نَوَالا
أوَائِلُ مَسّ الغَمضِ أجفَانَ ناظرِي
كمَا قارَبَ القَوْمُ العِطاشُ صِلالا
وَمَا كَانَ إلاّ عَارِضاً مِنْ طَمَاعَة ٍ
أزال الكرى عن مقلتيّ وزالا
سقى الله أظعاناً أجزن على الحمى
خِفَافاً، كَأقوَاسِ النّصَالِ عِجَالا
يُغَالِبْنَ أعْنَاقَ الرُّبَى عَجْرَفيّة ً
قِرَاعُ رِجَالٍ في اللّقَاءِ رِجَالا
وَجَدْتُ اصْطِبَارِي دونهنّ سَفاهَة ً
وَأبصَرْتُ رُشدِي بَعدَهُنّ ضَلالا
وَمَا ضَرّ مَنْ أمسَى زِمَامي بكَفّهِ
على النأي لو أرخى لنا وأطالا
تَذَكّرْتُ أيّامَ القَرِينَة ِ، وَالهَوَى
يجدد أقراناً لنا وحبالا
مضين بعيش لا يعدن بمثله
وَأعقَبْنَنَا مَرَّ الزّمَانِ خَيَالا
سَلي عَن فَمِي فصْلَ الخطابِ وَعن يدي
رِمَاحاً كَحَيّاتِ الرّمَالِ طِوَالا
وبيضاً تروى بالدماء متونها
إذا مَا لَقِينَ الدّارِعِينَ نِهَالا
فَمَا ليَ أرْضَى بالقَليلِ ضَرَاعَة ً
وَأُوسِعُ دَينَ المَشْرَفيّ مِطَالا
تُرِيدُ اللّيَالي أنْ تَخِفّ بِمِقْوَدي
وأي جواد لو أصاب مجالا
سآخذها إما استلاباً وفلتة
وَإمّا طِرَاداً في الوَغَى وَقِتَالا
فإن أنا لم أركب إليها مخاطراً
وأعظم قولاً دونها وقتالا
فهذا حسامي لم أرق ذبابه
مَضَاءً، وَهَذا ذابِلي لِمَ طَالا
وَأطْلُبُهَا بالرّاقِصَاتِ، كَأنّمَا
أثور منها ربرباً ورئالا
إذا أسقَطَ السّيرُ العَنيفُ نِعَالَهَا
من الأين أحذتها الدماءُ نعالا
وَكُلُّ غَضَنيٍّ، إذا قُلتُ قَدْ وَنَى
مِنَ الشّدّ جَلّى في الغُبَارِ وَجَالا
وَأكْبَرُ هَمّي أنْ أُولاقيَ فَاضِلاً
أُصَادِفُ مِنْهُ للغَليلِ بَلالا
فِدًى لأبي الفَتْحِ الأفَاضِلُ إنّهُ
يَبرّ عَلَيهِمْ، إنْ أرَمّ، وَقَالا
إذا جرت الآداب جاءَ أمامها
قريعاً وجاءَ الطالبون إفالا
فتى مستعاد القول حسناً ولم يكن
يقول محالاً أو يحيل مقالا
ليَقرِيَ أسمَاعَ الرّجَالِ فَصَاحَة ً
وَيُورِدَ أفْهَامَ العُقُولِ زُلالا(1/458)
وَيُجْرِي لَنا عَذْباً نَمِيراً، وَبَعضُهُم
إذا قالَ، أجرَى للمَسامِعِ آلا
أسفهم إن ميّز القوم خلة
وَأثْقَبُهُمْ، يَوْمَ الجِدالِ، نِصَالا
وَمَا كَانَ إلاّ السّيْفَ أطلَقَ غَرْبَه
وَزَادَ غِرَارَيْ مَضْرَبَيْهِ صِقَالا
وَلمّا رَأيْتُ الوَفْرَ دُونَ مَحَلّهِ
جزَاءً وَقَدْ أسْدَى يَداً وَأنَالا
بَعَثْتُ لَهُ وَفْراً مِنَ الشّعْرِ بَاقِياً
وَكَنْزاً مِنَ الحَمْدِ الجَزِيلِ وَمَالا
فَسِمْ آخِراً مِنْهُ كَوَسْمِكَ أوّلاً
وشن عليه رونقاً وجمالاً
وَمِثْلُكَ إنْ أوْلَى الجَميلَ أتَمَّهُ
وإن بدأ الإحسان زاد ووالى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً
أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً
رقم القصيدة : 10245
-----------------------------------
أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً
يُقَلّبُني الدّهْرُ عِزّاً وَذُلاّ؟
وأقنع بالدون فعل الذليل يخشى الأجل ويرضى الأقلا
ـلِ، يخشَى الأجَلّ وَيرْضَى الأقَلاّ
وإني رأيت غنيَّ الأنام
إذا لم يكن ذا علاء مقلا
وَمِنْ دُونِ ضَيمي فِنَاءُ الرّمَاحِ
وبيض القواضب ذفا وفلا
فلا زلت كلاَّ على المقربات
إلى أنْ أنَالَ ذُرَى المَجْدِ كُلاّ
إذا عزّ قلبك في دهره
فما عذر وجهك في أن يذلا
ألا فَاجْهَدِ النّفسَ في نَيلِهَا
ولا ترقبنَّ عسى أو لعلا
وحل حبي العجز عن همة
تؤد الأيانق شدّاً وحلا
إلى حيث تومى إليك البنان
وَتُصْبِحُ ثَمّ الأعَزّ المُجَلاّ
قليل المثال وخير البلاد
حمى منزل لا أرى فيه مثلا
وتعلو المعالي إلى العاجزين
وَنَحنُ نَرَى الذّلّ أعلى وَأغْلَى
عَدَتْكَ، أبَا الطّيّبِ، العادياتُ
فلم أرَ الأَّكَ من يصطفى
ثناءً ويرعى ذماما وإلا
وحلت نداي جميع الورى
غداة أعتقدتك عضداً وخلا
يَنَامُ عَنِ الخَيرِ نَوْمَ الضّبَاعِ
وَفي الشّرّ يَطْلُعُ سِمعاً أزَلاّ
طويل اليدين إلى المخزيات
يمد إلى المجد باعا أشلا
فَتًى أعْلَقَتْهُ عِنَانَ الفَخَارِ(1/459)
مَكَارِمُ جَاءَتْ بِهِ المَجْدَ قَبلا
وَأصْبَحَ حَاسِدُهُ خَابِطاً
إذا كَادَ يُهْدَى إلى المَجْدِ ضَلاّ
أشم كعالية السمهري
وهمته منه أغلا وأعلى
وَيَجْمَعُ قَلْباً جَرِيئاً، وَوَجْهاً
أتَمّ مِنَ البَدْرِ نُوراً وَأمْلا
مضاءُ القضيب إذا ما انجلى
وَضَوْءُ الهِلالِ، إذا مَا تَجَلّى
وقلب الشجاع حسام فإن
حلا منظرا فحسام محلى
يغيّم يوم الندى المستهل
وَيُقشِعُ يَوْمَ الوَغى المُصْمَئِلاّ
وَيُوسِعُ مَادِحَهُ بِشْرُهُ
فَيُولِيهِ أضْعَافَ مَا كَانَ أوْلَى
يُشَمّرُ للرّوْعِ عَنْ سَاقِهِ
وَيَسْحَبُ للجُودِ ذَيْلاً رِفَلاّ
فَيَوْماً يَعُودُ بِجَدٍّ عَليٍّ
وَيَوْماً يَعُودُ بِقِدْحَ مُعَلّى
ويلقى إليه عظيم الزمان
من المأثرات الأجل الأجلا
فيمسي لأسرارها حافظا
وَيَغْدُو بِأعْبَائِهَا مُسْتَقِلاّ
فَدُونَكَهَا كَإضَاة ِ الغَدِيرِ
أوِ السّيْفِ سُلّ أوِ الرّوْضِ طُلاّ
وَلَوْلاكَ كَانَتْ كأمثَالِهَا
تصان عن المدح عزّاً ونبلا
فقد كنت حصنت أبكارهن
وعودتهن عن القوم عضلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ
أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ
رقم القصيدة : 10246
-----------------------------------
أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ
أيقظتما مني غير غافل
قُومَا، فَقَدْ مَلَلتُ من إقامَتي
والبيد أولى بين من المعاقل
شُنّا بيَ الغَارَاتِ كُلَّ لَيْلَة ٍ
وعوّداني طرد الهوامل
وَصَيّرَاني سَبَباً إلى العُلَى
إني عين البطل الحلاحل
قَدْ حَشَدَ الدّهْرُ عَليّ كَيدَهُ
وجاءت الأيام بالزلازل
وَمن عَجيبِ مَا أرَى مِنْ صَرْفِهِ
قد دَمِيَتْ من نَاجذِي أنَامِلي
تُوكِسُ أحداثُ اللّيالي صَفقَتي
لا درَّ درُّ الدهر من مُعامل
لا خَطَرَ الجُودُ عَلى بَالي، وَلا
سقت يدي يوم الطعان ذابلي
إنْ لمْ أقُدْهَا كأضَامِيمِ القَطَا
أو بدد العقارب الشوائل
طَوَامِحَ الأبْصَارِ يَهْفُو نَقْعُها(1/460)
على طموح الناظرين بازل
مُستَصْحباً إلى الوَغَى فَوَارِساً
يستنزلون الموت بالعوامل
تحتهم ضوامر كأنها
أجَادِلٌ تَنْهَضُ بِالأجَادِلِ
غرّ إذا سدت ثنيات الدجى
طَلَعْنَها بالغُرَرِ السّوَائِلِ
وَذِي حُجُولٍ نَافِضٍ سَبِيبَهُ
عُجْباً، عَلى مثلِ المَهاة ِ الخاذِلِ
يَنْقَضّ لا تَلْحَقُ مِنْ غُبَارِهِ
إلاّ بَقَايَا فِلَقِ الجَرَاوِلِ
يَكْرَعُ في غُرّتِهِ مِنْ طُولِهَا
وَيَتّقي الجَنْدَلَ بالجَنَادِلِ
بمِثْلِهِ أبغي العُلَى ، وَأغتَدى
أول نزَّال إلى النوازل
وَذِي فُلُولٍ مُرْهَفٍ، نِجَادُهُ
عَلى لَمُوعٍ ذاتِ ذَيلٍ ذائِلِ
إن أمير المؤمنين والدي
حَزّ الرّقَابَ بالقَضَاءِ الفَاصِلِ
وَجَدّيَ النّبيُّ في آبَائِهِ
عَلا ذُرَى العَلْيَاءِ وَالكَوَاهِلِ
فمن كأجدادي إذا نسبتني
أم من كأحيائي أو قبائلي
مِنْ هاشِمٍ أكْرَمِ مَنْ حَجّ، وَمَن
جَلّلَ بَيْتَ اللَّهِ بِالوَصَائِلِ
قوم لأيديهم على كل يد
فضل سجال من ردى ونائل
فوارس الغارات لا يطربهم
إلاّ نَوَازِي نَغَمِ الصّوَاهِلِ
بالسُّمْرِ تَخْتَبُّ ثُعَيْلِبَاتُهَا
مثل ذئاب الردهة العواسل
والبيض قد طلعن من أغمادها
للرّوْعِ تَعْلُو قِمَمَ القَبَائِلِ
يُخضَبنَ إمّا مِنْ دِمَاءِ مَارِقٍ
أو من دماء العوذ والمطافل
ذَوُو القِبابِ الحُمرِ يُنضَى سَجفُها
عَنْ عَدَدٍ من سَامِرٍ وَجَامِلِ
أرى ملوكا كالبهام غفلة
في مثل طيش النعم الجوافل
أوْلى مِنَ الذّوْدِ، إذا جَرّبتَهُمْ
برعي ذي الرياض والخمائل
إن أنا أعطيتهم مقادتي
فَلِمْ إذاً أَطْلَقَ غَرْبي صَاقِلي
ومقولي كالسيف يحتمي به
أشوسُ أبّاءٌ عَلى المَقَاوِلِ
مَا لكَ تَرْضَى أنْ يُقَالَ شاعرٌ؟
بُعْداً لهَا مِنْ عَدَدِ الفَضَائِلِ
كَفَاكَ مَا أوْرَقَ مِنْ أغْصَانِهِ
وطال من أعلامه الأطاول
فَكَمْ تَكُونُ نَاظِماً وَقائِلاً
وَأنتَ غِبَّ القَوْلِ غَيرُ فَاعِلِ
كم يقتضيني السيف عزمي ويدي(1/461)
تَدْفَعُهُ دَفْعَ الغَرِيمِ المَاطِلِ
أأرْهَبُ القَتْلَ حِذارَ مِيتَة ٍ
لا بُدّ ألقَاهَا بِغَيرِ قَاتِلِ
قد غار قبلي الرمح في عنيبة
تَحتَ العَوَالي، وَكُلَيبِ وَائِلِ
هَبني شَبِيباً يَوْمَ طَاحَتْ عُنقُه
عن حد مفتوق الغرار قاصل
لما رأي الموت أو الذل انبرى
إلى الردى مشمر الذلاذل
أو مصعباً لما دنا ميقاته
وضرب المقدار بالحبائل
حمى يمين الضيم إن يقوده
وَانقَادَ في حَبْلِ الرّدى المُعاجِلِ
فعل امرء رأي الخمول ذلة ً
فاختار أن يقبر غير خامل
إن كان لا بد من الموت فمت
تحتَ ظِلالِ الأسَلِ الذّوَابِلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لِمَنْ دِمَنٌ بذي سَلَمٍ وَضَالِ
لِمَنْ دِمَنٌ بذي سَلَمٍ وَضَالِ
رقم القصيدة : 10247
-----------------------------------
لِمَنْ دِمَنٌ بذي سَلَمٍ وَضَالِ
بَلِينَ، وَكيفَ بالدّمَنِ البَوَالي؟
وَقَفْتُ بهِنّ لا أصْغي لِداعٍ
ولا أرجو جواباً عن سؤالي
أيا دار الأُلى درجت عليها
حَوَايَا المُزْنِ وَالحِجَجُ الخَوَالي
فأي حيا بأرضك للغوادي
وَأيُّ بِلًى بِرَبْعِكِ لِلّيَالي
وبين ذوائب العقدات ظبيٌ
قصير الخطوفي المرط المذال
رَبِيبٌ إنْ أُرِيغَ إلى حَدِيثٍ
نوارٌ أن أريد إلى وصال
فَهَلْ ليَ وَالمَطَامعُ مُرْدِيَاتٌ
دُنُوٌّ مِنْ لَمَى ذاكَ الغَزَالِ؟
لَقَدْ سَلَبَتْ ظِبَاءُ الدّارِ لُبّي
إلا ما للظباء بها ومالي
تنغصني بأيَّام التَّلاقي
معاجلتي بأيَّام الزّيال
تحيفني الصدود وكنتُ دهراً
اروّع بالصدود فلا أبالي
وكيف أفيق لا جسدي بناءٍ
عَنِ البَلْوَى ، وَلا قَلبي بِسَالي
يرنحني إليك الشوق حتى
أميل من اليمين إلى الشمال
كَمَا مَالَ المُعَاقِرُ عَاوَدَتْهُ
حميا الكأس حالاً بعد حال
ويأخذني لذكركم ارتياح
كما نشط الأسير من العقال
وَأيْسَرُ مَا أُلاقي أنّ هَمّاً
يغصصني بذا الماءِ الزلال
فَلَوْلا الشّوْقُ ما كَثُرَ التِفَاتي
وَلا زُمّتْ إلى طَلَلٍ جِمَالي
وإني لا أُوامق ثم إني(1/462)
إذا وَامَقْتُ يَوْماً لا أُقَالي
أنا ابن الفرع من أعلى نزارٍ
وَمَنْ يزن الأسافل بالأعالي
نماني كل ممتعضٍ أبيٍّ
جَرَى طَلَقَ الجَموحِ إلى المَعَالي
مَنَ القَوْمِ الأُلى مَلَكُوا رِقَابَ الأ
الأواخر واختلوا قمم الأوالي
إذا بسطوا الخطا سحبوا رقاق
البرود على الرقاق من النعال
وَإنْ قُسِمَتْ بُيُوتُ المَجدِ حازُوا
فناء البيت ذي العمد الطوال
وإنَّهُم لأَعنف بالمذاكي
محاضرة وأقرع بالعوالي
افظ من الأسود فإِن أنالوا
رأَيت أرق من بيض الحجال
يخف عليهمُ بذل الأيادي
وَقَدْ أثْقَلْنَ أعْنَاقَ الرّجَالِ
بني عمِّي وعزّ على يميني
مِنَ الضّرّاءِ مَا لَقِيَتْ شِمَالي
أعود على عقوقكم بحلمي
إذا خطر العقوق لكم ببالي
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي
أرُوني مَنْ يَقُولُ لَكُمْ مَقَالي
وَمَن يَحمي الحَرِيمَ مِن الأعادي
ومن يشفني من الداءِ العضال
يُشَايِحُ دُونَكُمْ يَوْمَ المَنَايا
وَيَرْمي عَنكُمُ يَوْمَ النّضَالِ
سَأبلُغُ بالقِلَى وَالبُعْدِ عَنكُمْ
مَبَالِغَ لَيسَ تُبلَغُ بِالألالِ
فَمَنْ لا يَستَقِيمُ عَلى التّصَافي
جَدِيرٌ أنْ يُقَوَّمَ بالتّقَالي
وَأحسَبُ أنْ سَيَنفَعُني انتصَارِي
إذا مَا عَادَ بالضّرَرِ احتِمَالي
أكيدا بعد أن رفعت منارى
وَأرْسَتْ في مَقَاعِدِهَا جِبَالي
وشد المجد أطنابي إليه
ومد على جوانبه حبالي
وَتَمّ عَلاؤكُمْ بي بَعدَ نَقصٍ
تَمَامَ الحَضْرَمِيّة ِ بالقِبَالِ
وَمَا فَضْلي عَلى قَوْمي بِخَافٍ
كما فضل القريع على الأفال
وَإني إنْ لَحِقْتُ أبي جَلالاً
فَهَذي النّارُ من ذاك الذُّبَالِ
وَأينَ القَطْرُ إلاّ للغَوَادي
وأين النور إلا للهلال
أصون عن الرجال فضول قولي
وأبذل للرجال فضول مالي
وَرُبّ قَوَارِصٍ نكَتَتْ جَنَاني
أشَدّ عَليّ مِنْ صَرْدِ النّبَالِ
صَبَرْتُ لهَا، وَلمْ أرْدُدْ مَقَالاً
فكان جزاء قائلها فعالي
وجاذبني على العلياءِ قومٌ
وما علموا بأن جميعها لي(1/463)
لَئِنْ نِلْتُ الكَوَاكِبَ في عُلاها
لقد أبقيت فضلاً من منالي
حَلَفْتُ بِها كَرَاكِعَة ِ الحَنَايَا
خَوَابِطَ للجَنَادِلِ وَالرّمَالِ
مهدمة العرائك من وجاها
تُعَاضُ مِنَ الغَوَارِبِ بالرّحَالِ
إلى البلد الحرام معرضات
لإجراءِ الطلى بدم حلالِ
لِيَعْتَسِفَنّ هَذا اللّيْلَ منّي
أُشَيعِثُ، عَابُ لِمّتِهِ الغَوَالي
خفيف الحاذ يشغله سراه
زَمَاناً، أنْ يُفَكّرَ في الهُزَالِ
وممترق إلى العلياءِ حتى
يُجَاوِزَ مَدَّ غَايَة ِ كلّ عَالِ
فإن أنا لم أقم فيها فقامت
على قبري النوادب بالمآلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ
حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ
رقم القصيدة : 10248
-----------------------------------
حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ
وآفة الصب فيه اللوم والعذل
قالَتْ ضَنِيتَ، فقلتُ الشّوْقُ يَجمعُنا
وَيَعرُقُ الوَجْدُ ما لا تَعرُقُ العِلَلُ
وإن تحون جسمي ما علمت به
فالرمح ينآد طوراً ثم يعتدل
كَيفَ التّخَلّصُ من عَينٍ لهَا عَلَقٌ
بالظاعنين ومن قلب به خبل
ومن لوجديَ أن يقتادني طمع
إلى الحَبِيبِ، وَأنْ يَعتَاقَني طَلَلُ
لا تَبعَدَنّ مَطايَانَا التي حَمَلَتْ
تلكَ الظّعَائِنَ مُرْخَاة ً لهَا الجُدُلُ
سير الدموع على آثارها عنق
وَسَيرُهَا الوَخْدُ وَالتّبغيلُ وَالرَّمَلُ
دُونَ القِبَابِ عَفافٌ في جَلابِبِهَا
والصون يحفظ ما لا تحفظ الكِلَلُ
فَلا الحُدُوجُ يُرَى وَجهُ المُقِيمِ بهَا
ولا تحس بصوت الظاعن الإبلُ
وفي البراقع غزلان مرببة
يرميننا بعيون نبلها الكحلُ
إذا الحِسانُ حَمَلْنَ الحَلْيَ أسلحَة ً
فَإنّمَا حَلْيُهَا الأجْيَادُ وَالمُقَلُ
ألاَ وِصَالٌ سِوَى طَيْفٍ يُؤرِّقُني
ولا رسائل إلا البيض والأَسلُ
وعادة الشوق عنددي غير غافلة
قَلْبٌ مَرُوعٌ وَدَمْعٌ وَاكِفٌ هَطِلُ
وَلِلأسِنّة ِ فِيهِمْ أعْيُنٌ نُجُلُ(1/464)
وَلا عِنَاقٌ، وَلا ضَمٌّ، وَلا قُبَلُ
لا ناصر غير دمعي أن هُمُ ظلموا
وَالدّمعُ عَوْنٌ لمَنْ ضَاقَتْ بهِ الحيَلُ
وَالعَذْلُ أثقَلُ مَحمُولٍ على أُذُنٍ
وَهوَ الخَفيفُ على العُذّالِ إن عذَلُوا
من لي ببارق وعد خلفه مطر
وَكَيْفَ لي بِعِتَابٍ بَعدَهُ خَجَلُ
النفس أدنى عدوٍّ أنت حاذره
وَالقَلْبُ أعْظَمُ مَا يُبْلَى بهِ الرّجُلُ
والحب ما خلصت منها لذاذته
لا ما تكدره الأوجاع والعلل
قد عود النوم عيني أن تفارقه
وهون السير عندي الأينق الذللُ
فَمَا تَشَبَّثُ بي دارٌ، وَلا بَلَدٌ
أنا الحسام وما تحظى به الخلل
اللّيلُ أحمَلُ ظَهْرٍ أنْتَ رَاكِبُهُ
إن الصباح لطرف والدجا جمل
ولَّى الشباب وهذا الشيب يطرده
يفدي الطّرِيدة َ ذاكَ الطّارِدُ العَجِلُ
ما نازل الشيب في راسي بمرتحل
عَنّي، وَأعْلَمُ أنّي عَنْهُ مُرْتَحِلُ
مَنْ لمْ يَعِظهُ بَياضُ الشّعرِ أدْرَكَهُ
في غِرّة ٍ حَتْفُهُ المَقدُورُ وَالأجَلُ
من أخطأَته سهام الموت قيده
طول السنين فلا لهو ولا جذل
وَضَاقَ مِنْ نَفْسِهِ ما كانَ مُتّسِعاً
حَتّى الرّجاءُ، وَحتّى العَزْمُ وَالأملُ
مَا عِفّتي في الهَوَى يَوْماً بمَانِعَتي
أن لا تعف بكفّي القنا الذبل
وَلِلرّجَالِ أحَادِيثٌ، فأحسَنُهَا
ما نمق الجود لا ما نمق البخل
ولا اقتحامي على الغارات يعصمني
مِنَ المَنُونِ، وَلا رَيثٌ، وَلا عَجَلُ
وَميتَتي في النّوَى وَالقُرْبِ وَاحِدَة ٌ
إذا تَكَافَأتِ الغَايَاتُ وَالسُّبُلُ
يَستَشعِرُ الطِّرْفُ زَهْواً يَوْمَ أرْكَبُه
كَأنّهُ بِنُجُومِ اللّيْلِ مُنتَعِلُ
وَالخَيْلُ عَالِمَة ٌ مَا فَوْقَ أظْهُرِهَا
من الرجال جبان كان أو بطل
أغر أدهم صبغ الليل صبغته
تَضَلُّ في خَلْقِهِ الألحَاظُ وَالمُقَلُ
مُنَاقِلٌ في عِنَانِ الرّيحِ جرْيَتُهُ
كأنه قبس أو بارق عمل
قصير ما بين أولاه وآخره
كأنما العنق معقود بها الكفل
إذا الرّبيعُ كَسَا البَيداءَ بُرْدَتَهُ(1/465)
ضاقت ركابي وهاد الأرض والقلل
وَالوَارِداتُ مِيَاهَ القَاعِ سَانِحَة ٌ
عَلى جَوَانِبِهَا الحَوْذانُ وَالنَّفَلُ
وَكَالثّغُورِ أقَاحِيهَا، إذا غَرَبَتْ
شمس النهار والقت صبغها الأصل
ورد ومرعى إذا شاءَت مشافرها
مستجمعان ولا كَدٌّ ولا عمل
وَغَافِلِينَ عَنِ العَلْيَاءِ قَائِدُهُمْ
في كل غيّ فتيّ العقل مكتهل
شَنّوا الخِضَابَ حِذاراً أنْ يُطالبَهُمْ
بحلمه الشيب أو يقصيهم الغزل
عَارِينَ إلاّ مِنَ الفَحْشَاءِ يَستُرُهمْ
ثوب الخمول وتنبو عنهم الحلل
قَوْمٌ بأسمَاعِهِمْ عَنْ مَنطِقي صَممٌ
وَفي لَوَاحظِهمْ عن مَنظرِي قَبَلُ
يبددون إذا أقبلت لحظهم
شُرْبَ المُرَوَّعِ لا عَلٌّ، وَلا نَهَلُ
يُبدُونَ وُدّي وَيَحْمُوني ثَرَاءَهُمُ
لوْ كانَ حَقّاً تَساوَتْ بَينَنا الدّوَلُ
كفى حسوديَ كبتا أنه رجل
أغرى به الهم مذ أغرى بي الجذل
مَا بَالُ شِعْرِي ملُوماً لا يُجَانِبُهُ
عن كل ما يقتضيه القول والعمل
لا حاجَة ٌ بي إلى مَالٍ يُعَبّدُني
لَهُ الرّجَاءُ، وَيُضْنيني بهِ الشَّغَلُ
حسبي غنى نفسي الباقي وكل غنى
من المغانم والأموال ينتقل
تغير الناس في سمع وفي نظر
وَاستُحسنَ الغدرُ حتى استُقبحَ الخِلَلُ
فَمَا طِلابُكَ إنْسَاناً تُصَاحِبُهُ
كل الأنام كما لا تشتهى همل
يَستَبشرُونَ، إذا صَحّتْ جُسُومُهمُ
وبالعقول إذا فتشتها علل
مَا هَيّجَتْني العِدا، إلاّ وَكنتُ لهَا
سماء كل جواد أرضه القلل
يَمشِي الحُسَامُ بكَفّي في رُؤوسهِمُ
وَيَخرُقُ الرّمحُ ما تَعيا بهِ الفُتُلُ
قومي هم الناس لا جيل سواسية
الجود عندهم عار إذا سئلوا
أبي الوصي وأمي خير والدة
بِنْتُ الرّسُولِ الذي ما بَعدَه رُسُلُ
وأين قوم كقومي إن سألتهم
سوابق الخيل في يوم الوغى نزلوا
كالصخر إن حلموا والنار إن غضبوا
والأسد إن ركبوا والوبل إن بذلوا
الطاعنين من الجبار مقتله
وَالضّارِبينَ، وَذَيلُ النّقعِ مُنسَدِلُ
والراكبين المطايا والجياد معاً(1/466)
لا الشكُل تحسبها يوماً ولا العقل
تغضي عيون الأعادي عن رماحهم
وللأَسنة فيهم يمضي به الأجل
وَاللَّهُ أكْرَمُ مَوْلًى أنْتَ آمِلُهُ
يوما وأعظم من يعطى ومن يسل
عَفوٌ، وَحِلمٌ، وَنَعماءٌ، وَمَقدِرَة ٌ
ومستجيب ومعطاء ومحتمل
وَكَيفَ نأمُلُ أنْ تَبقَى الحَياة ُ لَنا
وَغَيرُ رَاجِعَة ٍ أيّامُنَا الأُوَلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَلِقَ العَدُوُّ، وَقَد حَظيتُ برتبة ٍ
قَلِقَ العَدُوُّ، وَقَد حَظيتُ برتبة ٍ
رقم القصيدة : 10249
-----------------------------------
قَلِقَ العَدُوُّ، وَقَد حَظيتُ برتبة ٍ
تعلو عن النظراء والأمثال
لَوْ كُنتُ أقنَعُ بالنِّقَابَة ِ وَحدَها
لغضضت حين بلغتها آمالي
لكن لي نفس تتوق إلى التي
مَا بَعْدَ أعْلاهَا مَقَامٌ عَالِ
قالوا حجرت على نداك وطالما
أرْغَمتَ فِيهِ مَعاطِسَ العُذّالِ
هيهات قلّ الحامدون وصار مَنْ
أحبوه يحسدني على أموالي
من لي بمن تزكو الصنائع عنده
حتّى أُشَاطِرَهُ كَرَائِمَ مَالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمِلْ مِنْ مَثَانِيهَا، فَهَذا مَقيلُها
أمِلْ مِنْ مَثَانِيهَا، فَهَذا مَقيلُها
رقم القصيدة : 10250
-----------------------------------
أمِلْ مِنْ مَثَانِيهَا، فَهَذا مَقيلُها
وهذي مغاني دارهم وطلولها
حرام على عيني تجاوز أرضها
وَلمْ يَرْوِ أظْمَاءَ الدّيَارِ هُمُولُهَا
وقد خالطت ذاك الثرى نفحاتها
وَجُرّتْ عَلى ذاكَ الصّعيدِ ذُيُولُهَا
حفوف رمال ما يخاف انهيالها
وَأغْصَانُ بَانٍ مَا يُخَافُ ذُبُولُهَا
وَثَمّ جِيَادٌ مَا يُفَلّ رَعِيلُهَا
فَأعْذَرُهَا فِيمَنْ يُحِبُّ عَذُولُهَا
رضينا ولم نسمح من النيل بالرضا
ولكن كثير لو علمنا قليلها
شموس قباب قد رأينا شروقها
فَيَا لَيتَ شِعرِي أينَ منّا أُفُولُهَا
تَعَالَينَ عَنْ بَطْنِ العَقِيقِ تَيَامُناً
يُقَوّمُهَا قَصْدَ السُّرَى وَيُميلُهَا
فَهَلْ مِنْ مُعيرِي نَظرَة ً فأُرِيكَها(1/467)
شُرَيْقيَّ نَجْدٍ يوْمَ زَالَتْ حُمُولُهَا
كَطَامِيَة ِ التّيّارِ يَجْرِي سَفِينُهَا
ولم تر إلا ممسكاً بيمينه
رَوَاجِفَ صَدْرٍ مَا يُبَلّ غَلِيلُهَا
ومختنقاً من عبرة ما تزوله
ومختبطاً في لوعة ما يزولها
محَا بَعدَكُمْ تِلكَ العُيونَ بُكَاؤها
وغال بكم تلك الأضالع غولها
فمن ناظر لم تبق إلا دموعه
وَمِنْ مُهْجَة ٍ لَمْ يَبْقَ إلاّ غَليلُهَا
دعوا ليَ قلباً بالغرام أُذيبه
عَلَيكُمْ، وَعَيناً في الطُّلُولِ أُجيلُهَا
سَقَاهَا الرّبَابُ الجَوْنُ كُلّ غَمامَة ٍ
يهش لها حزن الملا وسهولها
إذا ملكت ريح الجنوب عنانها
أحالت عليها بعد لأْي قبولها
وَسَاقَ إلَيْهَا مُثْقَلاتِ عِشَارِهِ
ضوامر ترغو بالضريب فحولها
نجائب لا يؤدي بإخفافها السرى
وَإنْ طَال بِالبِيدِ القِوَاءِ ذَمِيلُهَا
فكَمْ نَفحة ٍ مِنْ أرْضِها برّدتْ حشًى
وَبَلّ غَلِيلاً مِنْ فُؤادٍ بَلِيلُهَا
تخطى الرياح الهوج أعناق رملها
فَتَجبُرُهَا جَبْرَ القَرَا، وَتَهِيلُهَا
مَنَازِلُ لا يُعطي القِيَادَ مُقِيمُهَا
مُغَالَبَة ً، وَلا يُهَانُ نَزيلُهَا
خَليليّ قَدْ خَفّ الهَوَى وَتَرَاجَعَتْ
إلى الحِلْمِ نَفْسٌ لا يَعُزُّ مُذِيلُهَا
فلست ابن أم الخيل أن لم أمل بها
عوابس في دار العدو أُبيلها
إذا انجَفَلَتْ مِنْ غَمرَة ٍ ثابَ كَرُّها
وعاد إلى مر المنايا جفولها
يزعفر من عض الشكيم لعابها
ويرعد من قرع العوالي خصيلها
وَأعطِفُ عَن خُوضِ الدّماءِ رُؤوسَها
فَقَدْ فُقِدَتْ أوْضَاحُهَا وَحُجولُها
إلى كل بيداء يرم دليلها
توقر من عنف السياط مراحها
وَغاضَ على طُولِ القيادِ صَهيلُهَا
ونحن القروم الصيدان جاش بأسها
تُنُوْدرَ مرعى ً ذودها ومقيلها
بأَيماننا بيض الغروب خفائف
نغول بها هام المعدا وتغولها
تَفَلّلْنَ حَتّى كادَ مِنْ طُولِ وَقعِها
بيَوْمِ الوَغَى يَقضِي عَلَيها فُلُولُهَا
قَوَائِمُ قَدْ جَرّبْنَ كُلَّ مُجَرَّبٍ
بضرب الطلى حتى تفانت نصولها(1/468)
وأودية بين العراق وحاجر
ببيض المواضي والعوالي نسيلها
يمدُّ بدُفَّاع الدماء غثاؤها
وَيَجْرِي بِأعْنَاقِ الرّجَالِ حميلُهَا
إذا هَاشِمُ العَلْيَاءِ عَبّ عُبَابُهَا
وسالت بأطناب البيوت سيولها
مُدَفَّعَة ً تَحْتَ الرّحَالِ رِكَابُهَا
مُحَفَّزَة ً تَحْتَ اللُّبُودِ خُيُولُهَا
وكل مثنات النسوع مطارة
سَوَاءٌ عَلَيْهَا حَلُّهَا وَرَحِيلُهَا
كأن على متن الظليم قتودها
وفي يد علوي الرياح جديلها
رَأيْتُ المَسَاعي كُلّهَا وَتَلاحَقَتْ
فُرُوعُ العُلَى مَجمُوعَة ً وَأُصُولُهَا
إذا استبقت يوما تراخى تبيعها
وَخَلّى لهَا الشّأوَ البَعيدَ رَسِيلُهَا
وإِمَّا أمالت للطعان رماحها
وشُنّ عليها للقاءِ شليلها
فثم عوالٍ ما ترد صدورها
وثم جياد ما يغل رعيلها
وثم الحُماة الذائدون عن الحمى
عشية لا يحمي النساء بعولها
أبي ما أبي لا تدَّعون نظيره
رَدِيفُ العُلى مِن قَبلكُم وَزَميلُهَا
هُوَ الحَامِلُ الأعبَاءَ كَلَّ مُطيقُها
وَعَجّ عَجيجَ المُوقَرَاتِ حَمُولُهَا
طَوِيلُ نِجَادٍ يَحتَبي في عِصَابَة ٍ
فَيَفْرَعُهَا مُسْتَعْلِياً، وَيَطُولُهَا
إذا صَالَ قُلنا: أجمَعَ اللّيثُ وَثبَة ً
وَإنْ جادَ قُلنا: مَدّ مِن مصرَ نيلُهَا
حليم إذا التفت عليه عشيرة
تَطَاطَا لَهُ شُبّانُهَا وَكُهُولُهَا
وَإنْ نُعْرَة ٌ يَوْماً أمَالَتْ رُؤوسَهَا
أقام على نهج الهدى يستميلها
وانظرها حتى تعود حلومها
وأمهلها حتى تثوب عقولها
وَلمْ يَطْوِها بالحِلْمِ فَضْلَ زِمَامِهَا
فتعثر فيه عثرة لا يقيلها
فعن بأسه المرهوب يرمى عدوها
ومن ماله المبذول يودَى قتيلها
أكابرنا والسابقون إلى العلى
ألا تلك آساد ونحن شبولها
وإنَّ أسوداً كنت شبلاً لبعضها
لمَحْقُوقَة ٌ أنْ لا يُذَلّ قَتِيلُهَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَاحِلٌ أنْتَ، وَاللّيَالي نُزُولُ
رَاحِلٌ أنْتَ، وَاللّيَالي نُزُولُ
رقم القصيدة : 10251
-----------------------------------(1/469)
رَاحِلٌ أنْتَ، وَاللّيَالي نُزُولُ
وَمُضِرٌّ بِكَ البَقَاءُ الطّوِيلُ
لا شُجَاعٌ يَبْقَى فَيَعْتَنِقَ الـ
ـبِيضَ، وَلا آمِلٌ، وَلا مَأمُولُ
غاية الناس في الزمان فناءٌ
وكذا غاية الغصون الذبول
إنما المرء للمنية مخبوء
وللطعن تستجم الخيول
مِنْ مَقِيلٍ بَينَ الضّلُوعِ إلى طو
لِ عَنَاءٍ، وَفي التّرَابِ مَقِيلُ
فَهْوَ كَالغَيْمِ ألّفَتْهُ جَنوبٌ
يوم دجن ومزقته قبول
عادة للزمان في كل يوم
يتناىء خلٌ وتبكى طلول
فَاللّيَالي عَوْنٌ عَلَيْكَ مَعَ البّيْـ
بين كما ساعد الذوابل طول
رُبّمَا وَافَقَ الفَتى مِنْ زَمَانٍ
فَرَحٌ، غَيرُهُ بِهِ مَتْبُولُ
هي دنيا إن واصلت ذا جفت
هذا ملاَلاً كأَنها عطبول
كل باك يبكى عليه وإن
طال بقاءٌ والثاكل المثكول
وَالأمَانيُّ حَسْرَة ٌ وَعَنَاءٌ
لِلّذِي ظَنّ أنّهَا تَعْلِيلُ
ما يبالي الحمام أين ترقى
بعد ما غالت ابن فاطم غول
أيُّ يَوْمٍ أدمى المَدامِعَ فيهِ
حادث رائع وخطب جليل
يَوْمُ عاشورَاءَ الذي لا أعَانَ الـ
صحب فيه ولا أجار القبيل
يا ابن بنت الرسول ضيّعت
العهدَ رجالٌ والحافظون قليل
ما أطَاعُوا النبيّ فيكَ، وَقَدْ مَا
لَتْ بِأرْمَاحِهمْ إلَيكَ الذُّحولُ
وَأحَالُوا عَلى المَقَادِيرِ في حَرْ
بك لو أن عذرهم مقبول
وَاستَقالُوا مِنْ بَعدِ ما أجلَبوا فيـ
ـهَا أالآنَ أيّهَا المُسْتَقِيلُ
إنّ أمراً قَنّعْتَ مِنْ دُونِهِ السّيْـ
ـنِ، وَوَلّى ، وَنَحْرُهُ مَبلُولُ
يا حُسَاماً فَلّتْ مَضَارِبُهُ الهَا
مَ، وَقَدْ فَلّهُ الحُسَامُ الصّقِيلُ
يا جَوَاداً أدْمَى الجوَادَ مِنَ الطّعْـ
يوم يبدو طعن وتخفى حجول
يوْمَ طاحَتْ أيدي السّوَابق في النّقْـ
ـعِ وَفاضَ الوَنى وَغاضَ الصّهيلُ
أتُرَاني أُعِيرُ وَجْهِيَ صَوْناً
وَعَلى وَجهِهِ تَجولُ الخُيولُ
أتُرَاني ألَذُّ مَاءً، وَلَمّا
يَرْوَ مِنْ مُهجَة ِ الإمامِ الغَليلُ
قبلته الرماح وانتصلت فيـ(1/470)
ـهِ المَنَايَا، وَعَانَقَتْهُ النُّصُولُ
وَالسّبَايا عَلى النّجَائِبِ تُسْتَا
وقد نالت الجيوب الذيول
مِنْ قُلُوبٍ يَدْمَى بهَا ناظرُ الوَجْـ
ـدِ وَمن أدمُعٍ مَرَاها الهُمُولُ
قد سلبن القناع عن كل وجه
فيه للصون من قناع بديل
وَتَنَقّبْنَ بِالأنَامِلِ، وَالدّمْـ
ـعُ عَلى كُلّ ذي نِقَابٍ دَلِيلُ
وَتَشَاكَينَ، وَالشّكَاة ُ بُكَاءٌ
وَتَنَادَينَ، وَالنّدَاءُ عَوِيلُ
لا يغب الحادي العنيف ولا
يفتر عن رنَّة العديل العديلُ
يا غريب الديار صبري غريب
وَقَتيلَ الأعداءِ، نَوْمي قَتيلُ
بي نِزَاعٌ يَطغَى إلَيكَ وَشَوْقٌ
وغرام وزفرة وعويل
لَيتَ أنّي ضَجيعُ قَبرِكَ، أوْ أ
نّ ثَرَاهُ بِمَدْمَعي مَطْلُولُ
لا أغَبَّ الطُّفُوفَ في كُلّ يَوْمٍ
من طراق الأنواءِ غيث هطول
مَطَرٌ نَاعِمٌ، وَرِيحُ شَمَالٍ
ونسيمن غض وظل ظليل
يا بني أحمد إلى كم سناني
غَائِبٌ عَنْ طِعَانِهِ مَمطُولُ
وَجِيَادِي مَرْبُوطَة ٌ، وَالمَطَايا
وَمَقَامي يَرُوعُ عَنهُ الدّخيلُ
كَم إلى كم تَعلو الطُّغاة ُ، وكم يحـ
ـكُمُ في كُلّ فاضِلٍ مَفضُولُ
قَدْ أذاعَ الغَليلُ قَلبي، وَلَكِنْ
غير بدع إن استطبّ العليل
لَيْتَ أنّي أبقَى ، فأمتَرِقَ النّا
سَ وَفي الكَفّ صَارِمٌ مَسلُولُ
واجر القنا لثارات يوم الـ
ـطّفّ يَستَلحِقُ الرّعيلَ الرّعيلُ
صبغَ القلبَ حُبُّكُمْ صِبغَة َ الشّيْـ
وشيبي لولا الردى لا يحول
أنا مولاكم وإن كنت منكم
وَالدي حَيدَرٌ، وَأُمّي البَتُولُ
وإذا الناس أدركوا غاية الفخر
ـرِ شآهُم مَن قالَ جَدّي الرّسُولُ
يَفرَحُ النّاسُ بي لأِنيَ فَضْلٌ
وَالأنَامُ الذي أرَاهُ فُضُولُ
فَهُمُ بَينَ مُنْشِدٍ مَا أُقَفّيـ
ـه سروراً وسامع ما أقول
ليت شعري من لائمي في مقـ
ال ترضيه خواطر وعقول
أترك الشيء عاذري فيه كل
ـنّاسِ مِن أجلِ أنْ لحَاني عَذُولُ
هو سؤلي أن أسعد الله جدي
ومعالي الأمور للذمر سول(1/471)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيُرْجِعُ مَيْتاً رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
أيُرْجِعُ مَيْتاً رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
رقم القصيدة : 10252
-----------------------------------
أيُرْجِعُ مَيْتاً رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
ويشفى بإسراب الدموع غليل
نُطِيلُ غَرَاماً، وَالسّلُوُّ مُوَافِقٌ
ونبدي بكاء والعزاء جميل
شَبَابُ الفَتى لَيلٌ مُضِلٌّ لطُرْقِهِ
وَشَيبُ الفَتى عَضبٌ عَلَيهِ صَقيلُ
فَمَا لَوْنُ ذا قَبَلَ المَشيبِ بدائِمٍ
ولا عصر ذا بعد الشباب طويل
وحائل لون الشعر في كل لمة
دَلِيلٌ عَلى أنّ البَقَاءَ يَحُولُ
نؤمل أن نروى من العيش والردى
شَرُوبٌ لأِعْمَارِ الرّجَالِ أكُولُ
وهيهات ما يغنى العزيز تعزز
فيبقى ولا ينجي الذليل خمول
نقول مقيل في الكرى لجنوبنا
وَهَل غَيرُ أحشَاءِ القُبُورِ مَقيلُ
دَعِ الفِكْرَ في حُبّ البَقاءِ وَطولِهِ
فهمك لا العمر القصير يطول
ولا ترج أن تعطى من العيش كثرة
فكل مُقام في الزمان قليل
وَمَنْ نَظَرَ الدّنْيَا بِعَينِ حَقيقَة ٍ
درى أن ظلاًّ لم يزل سيزول
تُشَيَّعُ أظْعَانٌ إلى غَيرِ رَجْعَة ٍ
وَتُبْكَى دِيَارٌ بَعْدَهمْ وَطُلُولُ
لماذا تربي المرضعات طماعة
لماذا تخلَّى بالنساء بعول
ألَيسَ إلى الآجَالِ نَهوِي، وَخَلفَنا
مِنَ المَوْتِ حَادٍ لا يَغُبُ عَجُولُ؟
فمحتضر بين الأقارب أو فتى
تشحط ما بين الرماح قتيل
إذا لم يكن عقل الفتى عون صبره
فَلَيسَ إلى حُسْنِ العَزَاءِ سَبِيلُ
وإن جهل الأقدار والدهر عاقل
فأضيع شيء في الرجال عقول
تغير ألوان الليالي وتنمحي
بِهِ غُرَرٌ مَعْلُومَة ٌ وَحُجُولُ
تعزَّ أمين الله واستأنف الأسى
ففي الأجر من عظم المصاب بديل
وما هذه الأيام إلا فوارس
تُطَارِدُنَا، وَالنّائِبَاتُ خُيُولُ
وإن زال نجم من ذؤابة هاشم
فَلا عَجَبٌ، إنّ النّجومَ تَزُولُ
مَضَى وَالذِي يَبقَى أحَبُّ إلى العُلى
وَأهدَى إلى المَعرُوفِ حِينَ يُنيلُ
بقاءَك نهوى وحده دون غيره(1/472)
فَدَعْ كُلّ نَفسٍ ما سِوَاكَ تَسيلُ
وَمَوْتُ الفتى خَيرٌ لَهُ من حَيَاتِهِ
إذا جاور الأيام وهو ذليل
تَلَفّتْ إلى آبَائِكَ الغُرّ هَل تَرَى
مِنَ القَوْمِ بَاقٍ جاوَزَتْهُ حُبُولُ
وَهل نالَ في العَيشِ الفتى فوْقَ عمرِهِ
وهل بُلَّ من داء الحمام غليل
وَمَن ماتَ لمْ يَعلَمْ وَقد عانَقَ الثّرَى
بكاه خليل أم سلاه خليل
فكَفْكِفْ عِنانَ الوَجدِ، إمّا تَعزّياً
وَإمّا طِلاباً أنْ يُقَالَ حَمُولُ
فكُلٌّ، وَإن لمْ يَعجلِ المَوْتُ، ذاهِبٌ
ألا إنّ أعْمَارَ الأنَامِ شُكُولُ
وللحزن ثورات تجور على الفتى
كما صرعت هام الرجال شمول
لقد كنت أوصى بالبكاء من الجوى
لَوَ أنّ غَرَاماً بالدّمُوعِ غَسِيلُ
فَأمّا، وَلا وَجْدٌ يَزُولُ بعَبرَة ٍ
فصبر الفتى عند البلاء جميل
وكَم خالَطَ الباكينَ مِن سنّ ضَاحكٍ
وبين رغاء الرازحات صهيل
وإني أراني لا ألين لحادثٍ
لَهُ أبَداً وَطْءٌ عَليّ ثَقِيلُ
وَأُغضِي عَنِ الأقدارِ، وَهيَ تَنوبُني
وما نظري عند الأمور كليلُ
يُهَوِّنُ عِندي الصّبرَ ما وَقَعَتْ بِهِ
صروف اللّيالي والخطوب نزولُ
وما أنا بالمغضي على ما يعيبني
وَلا أنَا عَنْ وُدّ القَرِيبِ أحُولُ
وَلا قَائِلٌ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ ضِدّهُ
وَلَوْ نَالَ مِنْ جِلْدِي قَناً وَنُصُولُ
وَلَوْلا أمِيرُ المُؤمِنِينَ تَحَضّرَتْ
بيَ البِيدَ هَوْجاءُ الزّمَامِ ذَمُولُ
وَطَوّحَ بي، في كُلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ
زَمَانٌ ضَنِينٌ بِالرّجَاءِ بَخِيلُ
ولكنهُ أعلى محلّي على العدا
وعلم نطقي فيه كيف يقول
وعوّدني من جود كفيه عادة
أعُوجُ إلَيْهَا بِالمُنى وَأمِيلُ
يُقولونَ: لوْ أمّلْتَ في النّاسِ غَيرَهُ
وَهَلْ فَوْقَهُ للسّائِلِينَ مَسُولُ
وَمَنْ يَكُ إقْبَالُ الخَلِيفَة ِ سَيفَه
يلاق الليالي وهي عنه نكولُ
وَمَنْ كَانَ يَرْمي عَن تَقَدّمِ باعِه
يصبْ سهمه أغراضه ويؤل
فَتًى تُبصِرُ العَلْيَاءُ في كُلّ مَوْقِفٍ(1/473)
بِهِ الرّمْحَ أعمَى وَالحُسَامَ ذَلِيلُ
ويدخلُ أطراف القنا كل مهجة ٍ
بِهَا أبَداً غِلٌّ عَلَيْهِ دَخِيلُ
إذا لاحَ يَوْمُ الرّوْعِ في سرْجِ سابحٍ
تَنَاذَرَهُ بَعْدَ الرّعِيلِ رَعِيلُ
بَقِيتَ، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، فَإنّما
بَقَاؤكَ بِالعِزّ المُقِيمِ كَفِيلُ
ولا ظفرت منك الليالي بفرصة ٍ
وَلا غَالَ قَلباً بَينَ جَنبِكَ غُولُ
وأُعطيتُ ما لم يُعط في الملك مالك
فإنّك فضل والأنامُ فضولُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
رقم القصيدة : 10253
-----------------------------------
إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
ـرَّ، فَبَعدَما استَعلى طَوِيلا
مُوفٍ عَلى القُلَلِ الذّوَا
ب في العلى عرضاً وطولا
قَرْمٌ يُسَدِّدُ لَحْظَهُ
فَتَرَى القُرُومَ لَهُ مُثُولا
ويُرى عزيزاً حيث
ـلَّ، وَلا يَرَى إلاّ ذَليلا
كَاللّيثِ، إلاّ أنّهُ
مَ تَعُودُ باللّيّانِ حُولا
وعلا على الأقران لا
مثلاً يعد ولا عديلا
من معشر ركبوا العلا
وَأبَوْا عَنِ الكَرَمِ النّزُولا
غرّ إذا نسبوا لنـ
كِ على العُلى جِيلاً، فجيلا
كرموا فروعاً بعد ما
طابُوا، وَقد عُجموا أُصُولا
نسب غدا روَّاده
يستنجبون لنا الفحولا
يا نَاظِرَ الدّينِ الّذِي
رَجَعَ الزّمَانُ بِهِ كَلِيلا
يا صَارِمَ المَجْدِ الّذِي
مُلِئَتْ مَضَارِبُهُ فُلُولا
يا كوكب الأحساب أعجـ
ـجَلَكَ الدُّجَى عنّا أُفُولا
يا غارب النّعم العظام
مِ غَدَوْتَ مَعموراً جَزِيلا
يا مصعب العلياء قادتـ
ـك العّدا نقضاً ذلولا
لهفي على ماضٍ قضى
ألاّ تَرَى مِنْهُ بَدِيلا
وزوال ملك لم يكن
يَوْماً يُقَدَّرُ أنْ يَزُولا
ومنازل سطر الزّمانُ
على معالمها الحؤولا
مِنْ بَعْدِ مَا كَانَتْ عَلى الأ
يّامِ مَرْبَأة ً زَلُولا
والأسد ترتكز القنا
فيها وترتبط الخيولا
من يسبغ النّعمَ الجسام
ويصطفي المجد الجزيلا
مَنْ يُنْتِجُ الآمَالَ يَوْ
تعود الليَّان حولا(1/474)
من يورد السمر الطوال
ويطعمُ البيض النصولا
من يزجر الدّهر الغشوم
ويكشف الخطب الجليلا
وتراهُ يمنع دوننا
وَادي النّوَائِبِ أنْ يَسيلا
هَذا، وَكَمْ حَرْبٍ تَبُـ
سدَ سطوتُها الغليلا
صماء تخرس آلها
إلاّ قِرَاعاً، أوْ صَهِيلا
وَالخَيْلُ عَابِسَة ٌ تَجُـ
من العجاج بها ذيولا
أجتَابُ عَارِضَهَا، وَقَدْ
رَحَلَ المَنُونُ بِهِ هَمُولا
كالثّائر الضرغام أن
لَبِسَ الوَغى دَقّ الرّعيلا
صانعت يوم فراقه
قَلْباً، قَدِ اعتَنَقَ الغَلِيلا
ظعن الغنى عنّي وحوَّ
ـوَّلَ رَحْلَهُ إلاّ قَلِيلا
إنْ عَادَ يَوْماً عَادَ وَجْـ
ـهُ الدّهْرِ مُقْتَبِلاً جَمِيلا
ولئن مضى طوع المنون
مُؤمِّماً تِلْكَ السّبِيلا
فلقد تخلف مجده
عِبْأً عَلى الدّنْيَا ثَقِيلا
وَاستَذْرَتِ الأيّامُ مِنْ
نَفَحَاتِهِ ظِلاًّ ظَلِيلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيُّ طَوْدٍ دُكّ مِنْ أيّ جِبَالِ
أيُّ طَوْدٍ دُكّ مِنْ أيّ جِبَالِ
رقم القصيدة : 10254
-----------------------------------
أيُّ طَوْدٍ دُكّ مِنْ أيّ جِبَالِ
لقحت أرض به بعد حيال
مَا رَأى حَيُّ نِزَارٍ قَبْلَهَا
جَبَلاً سَارَ عَلى أيدي الرّجالِ
عجباً أصبحت للضيم وما
نَثَرَ الطّعْنُ أنَابِيبَ العَوَالي
فَإذا رَامي المَقَادِيرِ رَمَى
فدروع المرء أعوان النّصال
قاده المقدار قسراً بعد ما
أكْرَهَ السُّمْرَ عَلى المَقّ الطَّوَالِ
وأبال الخيل في كلّ حمى
يمنع الماطر منهل العزالي
مِثلَ عِقْبَانِ المَوَامي دُلَّحاً
راشها قرع الحنايا بالنبال
حَامِلاً عَنْ قَوْمِهِ العِبْءَ، وَما
حَمِدُوا عُرْعُرَة َ العَوْدِ الجُلالِ
أيّهَا القَبرُ الذِي أمْسَى بِهِ
عاطل الأرض جميعاً وهو حالي
لم يواروا بك ميتاً إنّما
أفرغوا فيك ذنوباً من نوال
طال ما لاذ به المال كما
لاذَتِ الإصْبِعُ يَوْماً بالقَبالِ
حَمَلُوهُ بَازِلاً مُحْتَقِراً
دلجُ الليل ولزات الحبال
إن غدا مجدوعة إشرافه(1/475)
فالبُنَى وَافِيَة ٌ، وَالمَجدُ عَالي
عقروا ليثاً ولو هاهوا به
كانَ بَعدَ العقرِ أرْجَى للصِّيالِ
وكذا الأيام من قارعها
تركَتْ فِيهِ عَلاماتِ النّزَالِ
عَقَلُوهُ بَعْدَمَا جَازَ المَدَى
وطوى شأو مساع ومعالي
وكذا السابق يوما بعنان
يحرز السبق ويوما بعقال
قمت عنها بعد ما عج بها
وَرَمَى أوْسُقَهَا بُزْلُ الجِمَالِ
وانتزعت النصل من مقلتها
بَعدَ غَايَاتِ نِزَاعٍ وَمَطَالِ
لَيتَهُمْ أعْطَوْكَ إنْ لمْ يَعدِلُوا
بُسْلَة َ الرّاقي مِنَ الدّاءِ العُضَالِ
نتجوا في المجد ما ألقحته
رُبّمَا أوْقَدَ نَاراً غَيرُ صَالي
وَكَأنّي خِلَلَ الغَيْبِ أرَى
نَغرَة ً مِنْ جُرْحها بَعدَ اندمالِ
وَإذا الأعْداءُ عَدّوكَ لَهَا
سَلّمُوا فَضْلَكَ مِن غَيرِ جِدالِ
لا أضَاعُوا رَابِئاً في قُلّة ٍ
كَلأَ المَجدِ، وَقَدْ نَامَ الكَوَالي
يَوْمَ للشِّعْبِ دِهَانٌ مِنْ دَمٍ
وَالمَوَاضِي للمَقَادِيمِ فَوَالي
في فُتُوٍّ شَيّعُوا أرْمَاحَهُمْ
أمم الموت إلى الطعن عجال
بخِفَافٍ فَوْقَ أيْمَانِ رِجالٍ
وثقال فوق أعناق رجال
قُضُبٌ، يَوْمُ صَداها في الوَغَى
بالطلى أطول من يوم الصقال
لَكَ مِنْهَا نَاحِلٌ تَعصَى بهِ
يَوْمَ أبْدَلْنَ عَصِيّاً بِعَوَالي
تلحم الأعداء منها جازراً
يَنقُلُ اللّحْمَ إلى غَيرِ عِيَالِ
قد قدحت العزّ زنداً غير كاب
وَلَبِسْتَ المَجدَ بُرْداً غَيرَ بَالي
وإذا أغلى الورى أكرومة
وَجَدُوا عِندَكَ أثْمَانَ الغَوَالي
إنّ للطّائِعِ عِندِي مِنّة ً
وَحِمًى قَدْ بَلّهَا لي بِبلالي
ليس ينسيها وإن طال المدى
مرّ أيام عليها وليالي
فاتني منك انتصار بيميني
فَتَلافَيْتُ انْتِصَاراً بِمَقَالي
لا عَجِيبٌ حِفظُ كَفٍّ لِبَنَانٍ
وَوَفَاءٌ مِنْ يَمِينٍ لِشِمَالِ
عزّ من أمسى معدّاً ظهره
أخذا الأهبة يوماً للزيال
يَنظُرُ الدّنْيَا بعَينَيْ نَاهِضٍ
مَطَرٌ يَنْفضُ أنْداء الطّلالِ
ينشط البلغة من آكلها
نشطة المطرود ولَّى وهو خالي(1/476)
لا يَرِمْ قَبرَكَ مِبرَاقُ الذُّرَى
مُنجِدَ الأعناقِ غَوْرِيَّ التّوَالي
كلما عج رمى في عُرْضه
شُعَلَ البرق الرباب المتعالي
كرهاءَ الدهم لاقيت به
في رعال يتعدى برعال
تُطْلِقُ الصَّرّة َ مِنْ أخْلافِهِ
أُمُّ أوْبَينِ: نُعَامَى وَشَمَالِ
أُلحِقَتْ شَعّاعَة ُ الرّيحِ كَمَا
جرت الخيل رعابيب الحلال
لا أرى الدمع كِفاء للجوى
ليس إن الدمع من بعدك غالي
وبرغمي أن كسوناك الثرى
وَفَرَشْنَاكَ زَرَابيَّ الرّمَالِ
وَهَجَرْنَاكَ عَلى ضَنّ الهَوَى
رب هجران على غير تقالي
أيها الظاعن لا جاز الحيا
أبداً بعد بالحي الحلال
كنتَ في الأحجالِ أرْجُوكَ، وَلا
أرتجي اليوم عظيماً في الحجال
كُلُّ مَأسُورٍ يُرَجّى فَكُّهُ
غير من أصبح في قيد الليالي
نسب كالشمس أوفيت به
في المعالي بين نجم وهلال
زلق المرقى بعيد المنتمى
في قنان للمساعي وقلال
تقصر الألحاظ عنهن فما
ظن من مدّ يديه للمنال
في الروابي من معد والذرى
نُهِزَ المَجْدُ بِعَادِيّ السّجَالِ
وَإذا مَا الأرْضُ كَانَتْ شَوْكَة ً
خطروا فيها على غير نعال
كل راق مرّ بالنجم إلى
قنن السؤدد والمجد الطوال
معشر إن غابت الأرض بهم
لم يغيبوا عند مجد وفعال
كلما ازدادت بلى ً أعظُمُهم
نشرتهم سمعٌ غير بوالي
وَالعُلَى مَا لمْ يَرُبّوا دارَهَا
طُرُقٌ عُوجٌ، وَأطْلالٌ خَوَالي
ضَمِنَتْ مِنهُمْ قَرَارَاتُهُمُ
عَمَدَ المَجدِ، وَأرْكَانَ المَعَالي
لا تقل تلك قبور إنما
هي أصداف على غير لأل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أكذا المنون تقنطر الأبطالا
أكذا المنون تقنطر الأبطالا
رقم القصيدة : 10255
-----------------------------------
أكذا المنون تقنطر الأبطالا
أكذا الزمان يضعضع الأجبالا
أكذا تصاب الأسد وهي مذلة
تَحْمي الشُّبُولَ، وَتَمنَعُ الأغيَالا
أكذا تقام عن الفرائس بعد ما
ملأت هماهمها الورى أوجالا
أكذا تحط الزاهرات عن العلى
مِنْ بَعدِما شَأتِ العُيُونَ مَنَالا؟(1/477)
أكذا تكب البزل وهي مصاعب
تطوي البعيد وتحمل الأثقالا
أكذا تغاض الزاخرات وقد طغت
لجباً وأردت الظماءُ زلالا
يا طالب المعروف حلَّق نجمه
حُطّ الحُمُولَ وَعَطّلِ الأجمَالا!
وأقم على يأس فقد ذهب الذي
كَانَ الأنَامُ عَلى نَداهُ عِيَالا
من كان يقري الجهل علما ثاقباً
والنقص فضلاً والرجاء نوالا
ويجبن الشجعان دون لقائه
يَوْمَ الوَغَى ، وَيُشَجَعُ السّؤّالا
خلع الردى ذاك الرداء نفاسة
عنا وقلص ذلك السربالا
خبر تمخض بالأحبة ذكره
قَبلَ اليَقِينِ، وَأسْلَفَ البَلبَالا
حتى إذا جلَّى الظنون يقينه
صدع القلوب وأسقط الأحمالا
الشك أبرد للحشا من مثله
يا ليت شكي فيه دام وطالا
جَبَلٌ تَسَنّمَتِ البِلادُ هَضَابَهُ
وَتَخَرّمَ الأذْوَاءَ وَالأقْيَالا
يا طَوْدُ! كَيفَ وَأنتَ عاديُّ الذُّرَى
ألقى بجانبك الردى زلزالا
إنْ قَطّعَ الآمَالَ مِنكَ، فإنّهُ
مِنْ بَعْدِ يَوْمِكَ قَطّعَ الأُمّالا
ما كنت أول كوكب ترك الدنا
وسما إلى نظرائه فتعالى
أنَفاً مِنَ الدّنْيَا بَتَتَّ حِبَالَهَا
ونزعت عنك قميصها الأسمالا
ذا المنزل المظعان قد فارقته
يا شَافيَ الأدْوَاءِ كَيفَ جَهِلْتَهُ
داءً رَمَاكَ بِهِ الزّمَانُ عُضَالا
وَصَلَ الدّمُوعَ، وَقَطّعَ الأوْصَالا
يا آمِرَ الأقْدارِ كَيْفَ أطَعتَهَا
أوَمَا وَقَاكَ جَلالُكَ الآجَالا
كَيفَ اغتَفَلْتَ، فَفاجأتْكَ بِغُرّة ٍ
أوَ لَيسَ كُنتَ المِخلَطَ المِزْيَالا
لم تكف يا كافي الكفاة منية
وَتَصَوّبَ الوَادي إلَيْكَ، فَسَالا
ألاّ وَقَى المَجْدُ المُؤثَّلُ رَبَّهُ
ألاّ زَوَى المِقدارُ، ألاّ حَالا
ألاّ أقَالَتْكَ اللّيَالي عَثْرَة ً
يا من إذا عثر الزّمان أقالا
إن الذي أنجى إليك بسهمه
قدر ينال ذبابه الريبالا
لا مُسْمِعُ الإنْبَاضِ منهُ، فيُتّقَى
يوماً ولا مالي الجفير نبالا
وأرى الليالي طارحات حبالها
تَسْتَوْثِقُ الأعْيَانَ وَالأرْذَالا
يبرين عود النبع غير فوارق
بين النبات كما برين الضالا(1/478)
لا تأمن الدنيا عليك فإنها
ذاتُ البُعُولِ تُبَدِّلُ الأبْدَالا
وَتَنَاذَرِ الدّهْرَ الذِي شرَعَ الرّدَى
وتخرم الأذواد والأقيالا
واسترجع الأملاك قسراً بعد ما
رَكِبُوا مِنَ الشّرَفِ المُطِلّ جِبَالا
وطوى مقاول من نزار ذادة
في الحَرْبِ لا كُشفاً وَلا أمْيَالا
قَوْمٌ، إذا وَقَعَ الصّرِيخُ تَنَاهَضُوا
بالخيل قُباً والقني طوالا
وَتُرَى خِفافاً في الوَغَى ، فإذا انتَدَوْا
وتلاغط النادي رأَيت ثقالا
صاحت بهم نوب الليالي صيحة
فَتَتَابَعُوا لِدُعَائِهَا أرْسَالا
يَتَوَاكَلُونَ المَوْتَ جُبْناً بَعدَمَا
كَانُوا أُسُودَ مَغَاوِرٍ أبْطَالا
نزعوا الحمائل عن عواتق فتية
كانوا لكل عظيمة حُمالا
مِنْ بَعْدِ مَا دَعَموا القِبابَ وَخيّسوا
ذُلُلَ المَطِيّ وَدَمَّنُوا الأطْلالا
عرب إذا دفعوا الجياد لغارة
هزوا العباب وخضخضوا الأوشالا
مِنْ كُلّ مُنْهِبِ مَالِه سُؤّالَهُ
أو بالغ بعطائه ما نالا
أو بائت يرعى النجوم لغارة
ويَعدّ للمغدى قناً ونصالا
لَمْ تَرْهَبِ الأقْدارُ عِزّتَهُ، وَلا
اتقت النوائب جمعه العضالا
وعصائب اليمن الذين تبوَّأُ وأ
قُلَلَ الهِضَابِ وَشَرّدُوا الأوْعَالا
كانوا فحول وغى تساند بالقنا
لا كالفحول تساند الأجذالا
زَفَرَ الزّمَانُ عَلَيهِمُ، فَتَطارَحُوا
فِرَقاً وَطَارُوا بِالمَنُونِ جِفَالا
وَعَلى الهَبَاءَة ِ آلُ بَدْرٍ إنّهُمْ
طَرَحُوا لَهُ الأسْلابَ وَالأنْفَالا
مِنْ بَعدِ ما خَلَطوا العَجاجَ وَجلجلوا
تِلْكَ الزّعَازِعَ وَالقَنَا العَسّالا
وَالمُنذِرُونَ الغُرُّ شَرّدَ مِنْهُمُ
حيا على لقم العراق حلالا
والأزد شيريون أبرز منهم
مُتَفَيّئِينَ مِنَ النّعِيمِ ظِلالا
تَلُوِي لَهُمْ عُنقُ الفُرَاتِ بِمَدّهِ
مِنْ مَعشَرٍ وَرَدُوا المَنونَ، وَمَعشرٍ
سَلَبوا الحِجالَ، وَألبَسوا الأحجَالا
قد غادروا الإيوان بعد فراقهم
يَنعَى القَطِينَ وَيَندُبُ الحُلاّلا
إن كنت تأمل بعدهم مهلاً فقد(1/479)
مَنّتْكَ نَفْسُكَ في الزّمَانِ ضَلالا
لمن الضوامر عريت أمطاؤها
حول الخيام تنازع الأمطالا
بُدّلْنَ مِنْ لُبْسِ الشّكِيمِ مَقاوِداً
مَرْبُوطَة ً، وَمِنَ السّرُوجِ جِلالا
فجعت بمنصلت يعرّض للقنا
أعناقها ويحصن الأكفالا
لمن المطايا غير ذات رحائل
فَارَقْنَ ذاكَ السَّدْوَ وَالإرْقَالا
أمست تمنع بالسقاب وطالما
جعل الظبا لرضاعهنَّ فصالا
من كان يحمل فوقهنّ عصابة
مِثْلَ الصّقُورِ غَرَانِقاً أزْوَالا
من كان يجشمهن كل مفازة
تلد المنون وتنبت الأهوالا
لمن النصول نشبن في أغمادها
كَلَفَ الظُّبَى لا يَنْتَظِرْنَ صِقَالا
لمن الأسنة قد نصلن عن القنا
وَعَدِمْنَ جَرّاً في الوَغَى وَمَجَالا
إن صين سردك في العياب فطالما
أمْسَى عَلَيْكَ مُذَيَّلاً وَمُذالا
كَمْ حجّة ٍ في الدّينِ خُضْتَ غِمارَها
هَدْرَ الفَنِيقِ تَخَمّطاً وَصِيَالا
بسنان رمحك أو لسانك موسعاً
طَعْناً يَشُقّ عَلى العِدَا وَجِدالا
إن نكّس الإسلام بعدك رأسه
فَلَقَدْ رُزِي بِكَ مُوْئِلاً وَمآلا
واهاً على الأقلام بعدك إنها
لَمْ تَرْضَ غَيرَ بَنَانِ كَفّكَ آلا
أَفقدن منك شجاع كل بلاغة
إن قال جلَّى في المقال وجالا
مَنْ لَوْ يَشَا طَعْنَ العِدَا بُرؤوسِها
وَأثَارَ مِنْ جِرْيَالِهَا قَسْطَالا
سلطان ملك كنت أنت تعزه
ولرب سلطان أعزّ رجالا
إنّ المُشَمِّرَ ذَيْلَهُ لكَ خِيفَة ً
أرْخَى وَجَرّرَ بَعْدَكَ الأذْيَالا
مَا كنتُ أخشَى أنْ تَزِلّ لحَادِثٍ
قَدَمٌ جَعَلْتَ لهَا الرّكَابَ قِبَالا
يا شَامِتاً بالسّيْفِ أُغْمِدَ غَرْبُهُ
كم هب مندلق الغرار وصالا
إن طوح الفعَّال دهرٌ ظالمٌ
فلقد أقام وخّلد الأفعالا
طَلَبُوا التُّرَاثَ، فلَم يَرَوْا من بعدهِ
إلا عُلاً وفضائلاً وجلالا
هيهات فاتهم تراث مخاطر
حَفِظَ الثّنَاءَ، وَضَيّعَ الأمْوَالا
قَدْ كانَ أعرَفَ بالزّمَانِ وَصَرْفِهِ
من أن يثمّر أو يجمّع مالا
مفتاح كل ندى ورب معاشر
كانوا على أموالهم أقفالا(1/480)
كان الغريبة في الأنام فأصبحوا
مِنْ بَعْدِ غَارِبِ نَجْمِهِ أمثَالا
قَرْمٌ، إذا كَحَلَتْ بهِ ألحَاظَهَا
شوس القروم تقطع الأبوالا
وَإذا تَجَايَشَتِ الصّدُورُ بِمَوْقِفٍ
حَبَسَ الكَلامَ وَقَيّدَ الأقْوَالا
بِصَوَائِبٍ كَالشّهْبِ تَتْبَعُ مِثْلَها
ورعال خيل يتّبعنَ رعالا
مَنْ فاعلٌ من بعده كفعاله
أوْ قَائِلٌ مِنْ بَعْدِهِ مَا قَالا
سمع يرفع للسوال سجوفه
وَيُحَجّبُ الأهْزَاجَ وَالأرْمَالا
يا طالباً من ذا الزّمان شبيهه
هيهات كلفت الزمان محالا
إنَّ الزّمان أضن بعد وفاته
من إن يعيد لمثلهِ أشكالا
وأرى الكمال حنى عليه لأنَّهُ
غَرَضُ النّوَائِبِ مَنْ أُعِيرَ كمَالا
صَلّى الإلَهُ عَلَيكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ
بَعْدَ المِهَادِ، جَنَادِلاً وَرِمَالا
كَسَفَ البِلَى ذاكَ الجَمالَ المُجتَلى
وَأجَرّ ذاكَ المِقْوَلَ الجَوّالا
ورأيت كل مطية قد بدلت
مِنْ بَعْدِ يَوْمِكَ بالزّمَامِ عِقَالا
طرح الرجال لك العمائم حسرة
لمّا رَأوْكَ تَسِيرُ أوْ إجْلالا
قالوا، وَقد فُجِئوا بنَعشِكَ سَائراً:
من ميل الجبل العظيم فمالا
وَتَبَادَرُوا عَطّ الجُيُوبِ، وَعاجلوا
عَضّ الأنَامِلِ يَمْنَة ً وَشِمَالا
مَا شَقّقُوا إلاّ كُسَاكَ، وَألّمُوا
إلاّ أنَامِلَ نِلْنَ مِنْكَ سِجَالا
مَنْ ذا يَكُونُ مُعَوِّضاً ما مَزّقُوا
وَمُعَوَّلاً لِمُؤمَّلٍ وَثِمَالا
فَرَغَتْ أكُفٌّ مِنْ نَوَالِكَ بَعدَها
وَأطَالَ عُظْمُ مُصَابِكَ الأشْغَالا
أعزز عليَّ بان يهزك طالب
فَتَضَنّ، أوْ تَلْوِي النّوَالَ مَطَالا
أو أن تبدل من يؤمك زائراً
بَعْدَ التّهَلّلِ، عِندَكَ استِهلالا
أوْ أنْ يُنَادِيكَ الصّرِيخُ لكُرْبَة ٍ
حُشِدَتْ عَلَيْهِ، فَلا تُجيب مَقالا
يا كَاشِفَ الأمحَالِ كَيفَ رَضِيتَهُ
لمقيل جنبك منزلاً ممحالا
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أرَاكَ، فأجتَني
فَضْلاً، إذا غَيرِي جنَى أفضَالا
وَأُفِيد سَمعَكَ مِقوَلي وَفَضَائِلي
وتفيدني أيامك الإقبالا(1/481)
وَأعدُّ مِنكَ لرَيْبِ دَهرِي جُنّة ً
تَثني جُنُودَ خُطُوبِهِ فُلاّلا
وطواك دهرك غير طي صيانة
وَأعَادَ أعْلامَ الهُدَى أغْفَالا
قَبْرٌ بِأعْلَى الرّيّ شُقّ ضَرِيحُهُ
لأَعزَّ حقره الردى أعجالا
إن يمسِ موعظة الرجال فطالما
أمسى مهاباً للورى ومهالا
لتسلّب الدنيا عليه فإنها
نَزَعَتْ بِهِ الإحْسَانَ وَالإجْمَالا
ورعاه من أرعى البرية سيبه
وَسَقَاهُ مَنْ أسْقَى بِهِ الآمَالا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ
إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ
رقم القصيدة : 10256
-----------------------------------
إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ
غَالَتْهُ أحْداثُ الزّمَانِ بِغُولِ
أوْ لا يَكُنْ بِأبي شُبُولٍ ضَيغَمٍ
تَدْمى أظافره فأم شبول
تلك الغمامة كان بارق خالها
لو أنْسَتِ الأيام غير مُخيل
كُنّا نُؤمّلُ أنْ نُجَلّي صَوْبَهَا
عَنْ أخضَرٍ غَضّ الجَنَى مَطلُولِ
لَوْلا طِلابُ النّصْلِ يُورِقُ عُودُهُ
بات النّساء سدى بغير بعول
ولربما بكيَ الفقيد لنفسه
أوْ للمَطَامِعِ فِيهِ وَالتّأمِيلِ
أتُرَى بِمَا نغتَرُّ مِنْ أيّامِنَا
وَنُطِيلُ مِنْ أمَلٍ لَهُنّ طَوِيلِ
أَبوردها المطروق أو بنعيمها
ـمَمْذُوقِ، أمْ ميعَادِها المَمْطُولِ
نَرْجُو البَقَاءَ، كَأنّنَا لمْ نَخْتَبِرْ
عادات هذا العالم المجبول
لَوْ أنّ غَيرَ يَدِ الزّمَانِ تُرِيعُني
وَتَفُلّ حَدّ مَعَاشِرِي وَقَبيلي
للويت من دون المذلة جانبي
وجررت عن دار الهوان ذيولي
لكن سلطان الليالي غالب
عزمي وقطاع عليَّ سبيلي
قدرت فذل لها العزيز مهابة
لَيسَ الذّلِيلُ لِقَادِرِ بِذَلِيلِ
وهو الزَّمانُ يبيحُ كلَّ ممنع
ويغضّ من طمحات كلّ جليلِ
من بين مجروح بحد نيوبه
يدمى وبين مبضّع مأكولُ
أعدَى جَذيمَة َ بالرّدَى وَعَدا عَلى
رِدْفيْ جذيمة مالكٍ وعقيلِ
واستنزلَ الأذواءَ عن نجواتهم
فغدوا ذوي ضَرَع وطول خمولِ(1/482)
وحدا بآل المنذرين فودعوا
بالحيرة البيضاء كل مَقيلِ
وسطا على أبناء قيصر سطوة
أمماً فأجلت عن دم مطلول
وَأعَادَ إيوَانَ المَدائِنِ مَحْرَماً
عُريان من بُرد العلى المسدول
واستل منه مالكية ودونهم
عَدَدُ الدّرَارِي مِنْ قَناً وَخُيُولِ
وَهَوَى بِتيجَانِ الجَبَابِرَة ِ الأُلى
عن كل مطرور الغرار صقيل
بلَّتْ مفارقهم دماً ولطالما
عَرَفُوا بِمِسْكٍ فَوْقَهُنّ بَلِيلِ
أو بعد ما رفعوا القباب وخولوا
في ظلّ ممتنع المقام ظليل
مِنْ كُلّ أغْلَبَ كانَ يَحسَبُ عهدَه
في العزّ والعليا غَير مُحيلِ
وَيَظُنّ أنْ لَوْ طَاوَلَتْهُ مَنِيّة ٌ
لأَبى إباءَ المصعب المعقول
أو لو طغى غرب الفرات لرده
مُتَقَطّعاً، وَأقَامَ مَدَّ النّيلِ
نزل القضاء به فعاد كأنهُ
لَمْ يَغنَ أمْسِ بِطَارِقٍ وَنَزِيلِ
صَبْراً جَمِيلاً يَا عَليّ، فرُبّمَا
صبر الفتى والصبر غير جميل
لَوْ كُنتُ أعلَمُ أنّ وَجْداً نَافِعٌ
لقدحت فيك بزفرة وغليل
وجعلتُ تصعيب المصاب معظماً
من شأنه بدلاً من التسهيل
لَكِنّهَا الأقدارُ يَمضِي حُكْمُهَا
أبَداً عَلى الأُصْعُوبِ وَالأُذْلُولِ
ولربما ابتسم الفتى وفؤاده
شرق الجنان برنة وعويل
ولربما احتمل اللبيب مموها
عَضَّ الزّمَانِ بِبِشْرِهِ المَبْذُولِ
وَغَطَي عَلى تِلْكَ الجِرَاحِ، كأنّه
مَا آبَ مِنْهُ بغارِبٍ مَخْزُولِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نُغَالِبُ ثمّ تَغْلِبُنَا اللّيَالي
نُغَالِبُ ثمّ تَغْلِبُنَا اللّيَالي
رقم القصيدة : 10257
-----------------------------------
نُغَالِبُ ثمّ تَغْلِبُنَا اللّيَالي
وَكَمْ يَبْقَى الرّمِيُّ عَلى النّبَالِ
وَنَطمَعُ أنْ يَمَلّ مِنَ التّقَاضِي
غريم ليس يضجر بالمطال
أتَنْظُرُ كَيْفَ تَسفَعُ بالنّوَاصِي
ليالينا وتعثر بالجبال
يحط السيل ذروة كل طود
رُهُوناً بِالجَنَادِلِ وَالرّمَالِ
هي الأيام جائرة القضايا
وملحقة الأواخر بالأوالي
يمنّين الورود فإن دنونا(1/483)
ضربن على الموارد بالحبال
نُطَنّبُ للمُقَامِ قِبَابَ حَيٍّ
ويحفزنا المنون إلى الرحال
وَنَسْرَحُ آمِنِينَ، وَللمَنَايَا
شباً بين الأخامص والنعال
بينا المرءُ يلبسها نعيماً
تَهجّرَ ضاحياً بعد الظلال
نعى الناعون واضحة المحيا
أَلوفَ البيت ذي العمد الطوال
مِنَ البِيضِ العَقائِلِ مِنْ مَعَدٍّ
بنين قبابهن على الجَلال
نعوا ظُبة ً لأبيض مشرفيّ
قَدِيمِ الطّبعِ عَادِيِّ الصّقَالِ
لِسَيْفِ الدّوْلَة ِ العَرَبيّ فِيهَا
صنيع القين قام على النصال
إذا ما الفحل انجب ناتجاه
فقد ضمن النجابة للسخال
وما طابت غوادي المزن إلاَّ
أطبن وقائع الماء الزلال
قصاير في بيوت العز تنمى
مَنَاسِبُهَا إلى المَجْدِ الطَّوَالِ
وَكُلُّ عَقِيلَة ٍ للجُودِ تُمْسِي
عطول الجيد حالية الفعال
كَأنّ خُدُورَهَا أصْدافُ يَمٍّ
مُحَصَّنَة ٌ ضُمِمْنَ عَلى لآَلِ
طهرن نباهة وبررن طَولاً
وهن وراء معدود الحجال
غَلَبْنَ عَلى جَمَالِ الخُلقِ حتّى
تركن الخلق منسي الجمال
لها نسب العتاق مرددات
إلى الغَايَاتِ أيّامَ النّضَالِ
تُعَدّ النّوقُ مِنْ شَرَفٍ فُحُولاً
إذا انتسبت إلى العود الجلال
عمائر من ربيعة أنزلتهم
أعَالي المَجْدِ أطْرَافُ العَوَالي
هُمُ الرّأسُ الذي رَفَعَتْ مَعَدٌّ
قَدِيماً لا يُطَأطَأُ للفَوَالي
فُحُولُ المَجْدِ جَعجَعَها المَنايا
وأسلمها الزمام إلى العقال
ولم يك عزهم إلا اختلاساً
كَصَفْقٍ باليَمِينِ عَلى الشّمَالِ
كقومك لا يعيد الدّهر قوماً
ومثل أبيك لا تلد الليالي
أُرِيقَتْ في قُبُورِهِمُ اللّوَاتي
ببطن القاع أذنبة النوال
لقد رُسّت حفائرهم جميعاً
عَلى هَامِ المَكَارِمِ وَالمَعَالي
سقى تلك القبور فإنّ فيها
سقاة العاجزين عن البِلال
بِأيْدٍ تَحْبِسُ الأوْرَادَ عِزّاً
وتأمن من ملاطمة السجال
غَمَائِمُ للرّعُودِ بِهَا أزِيزٌ
رغاء العود رازمت المتالي
كَحَمحَمَة ِ الأداهِمِ أقبَلُوها
لَيَالي الوِرْدِ مَائِلَة َ الجِلالِ(1/484)
فسقَّى عهد دارهم حياها
وَحَيّا بِالنّعَامَى وَالشَّمَالِ
إذا ابتدرت نساؤهم المساعي
فَمَا ظَنّي وَظَنُّكَ بِالرّجَالِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما بَعدَ يَوْمِكَ ما يَسلُو بهِ السّالي
ما بَعدَ يَوْمِكَ ما يَسلُو بهِ السّالي
رقم القصيدة : 10258
-----------------------------------
ما بَعدَ يَوْمِكَ ما يَسلُو بهِ السّالي
ومثل يومك لم يخطر على بالي
وَكَيفَ يَسلُو فُؤادٌ هاضَ جانِبَهُ
قوارع من جوى همّ وبلبال
يا قَلْبِ صَبراً، فَإنّ الصّبرَ مَنزِلَة ٌ
بعد الغلو إليها يرجع الغالي
وَلا تَقُلْ سَابِقٌ لمْ يَعْدُ غايَتَهُ
فَمَا المُقَدَّمُ بالنّاجي، وَلا التّالي
نقص الجديدين من عمري يزيد على
ما ينقصان على الأيام من حالي
دَهْرٌ تُؤثِّرُ في جِسْمي نَوَائِبُهُ
فما اهتمامي إذا أودى بسربالي
نَغتَرّ بالحِفْظِ مِنهُ، وَهوَ يَختُلُنا
كمَا يَغُرّ ذُبُولُ الجَمْرَة الصّالي
مَضَى الذي كُنتُ في الأيّامِ آمُلُهُ
من الرجال فيا بعداً لآمالي
قد كان شغلي من الدنيا فمذ فرغت
منه يدي زاد طول الوجد إشغالي
تركته لذيول الريح مدرجة
وَرُحْتُ أسْحَبُ عَنْهُ فَضْلَ أذيالي
كأنّني لم أدَعْ في الأرْضِ، يوْمَ ثوَى
مُوَدِّعاً، شَطْرَ أعضَائي وَأوْصَالي
ما باليَ اليوم لم ألحق به كمداً
أو أنزع الصبر والسلوان من بالي
عَوَاطِفُ الهَمّ ما تَنفَكُّ تُرْجِعُ لي
مِن ذاهِبٍ وَجديدِ الوَجْدِ من بَالِ
ما شئت من والد يودي ومن ولد
يمضى الزمان بآسادي وأشبالي
بالمال طوراً وبالأهلين آونة
مَا أضْيَعَ المَرْءَ بَعْدَ الأهْلِ وَالمَالِ
اليحُ منه رويداً أو على عجل
لو كان ينفع أروادي وأعجالي
مَا أعجَبَ الدّهرَ، وَالأيّامُ دائِبَة ٌ
تَسعَى عَلى عَمَدٍ نَحوِي وَتَسعى لي
نُحِبُّهَا، وَعَلى رُغْمٍ نُوَدّعُهَا
إلى المنون وداع الصارم القالي
كم أنزل الدهر من علياء شاعقة
وشال من قعر نأي الغور منهال
وكم هوى بعظيم في عشيرته(1/485)
مِطْعَامِ أنْدِيَة ٍ طَعّانِ أبْطَالِ
عَالٍ عَلى نَظَرِ الأعداءِ يَلحَظُهُمْ
لواحظ الصقر فوق المربأ العالي
لئن ترامت بك الأعواد معجلة
عن الديار إلى مزورة الخالي
فليس حيّ من الدنيا على ثقة
وَالدّهْرُ أعوَجُ لا يَبقَى عَلى حَالِ
فلا يسرّك إكثاري ولا جدتي
ولا يغمّك اقتاري وإقلالي
أرى يقين المنى شكاً فأرفضه
مَا أشْبَهَ المَاءَ في عَيْنيّ بِالآلِ
قُبّحْتِ، يا دارُ، مِنْ دارٍ نُغَرُّبها
فأنت أغدر مظعان ومحلال
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نَخْطُو وَمَا خَطوُنا إلاّ إلى الأجَلِ
نَخْطُو وَمَا خَطوُنا إلاّ إلى الأجَلِ
رقم القصيدة : 10259
-----------------------------------
نَخْطُو وَمَا خَطوُنا إلاّ إلى الأجَلِ
وننقضي وكأَن العمر لم يُطل
وَالعَيشُ يُؤذِنُنَا بالمَوْتِ أوّلُهُ
وَنَحنُ نَرْغَبُ في الأيّامِ وَالدّوَلِ
يأتي الحمام فينسى المرء منيته
وَأعضَلُ الدّاءِ ما يُلهي عَنِ الأمَلِ
ترخي النوائب من أعمارنا طرفاً
فنستعز وقد أمسكن بالطول
لا تَحسَبِ العَيشَ ذا طُولٍ فتركبَه
يا قُرْبَ ما بَينَ عُنقِ اليَوْمِ وَالكَفَلِ
نروغ عن طلب الدنيا وتطلبنا
مدى الزمان بأرماح من الأجلِ
سلّى عن العيش أنّا لا ندوم له
وهوَّنَ الموت ما نلقى من العلل
تدعو المنون جباناً لا عناء له
مخلاَّءً عن ظهور الخيل والإبل
ويسلم البطل الموفي بسابحة
مشيا على البيض والأشلاءِ والقلل
يقودني الموت من داري فأتبعه
وقد هزمت بأطراف القنا الذبل
وَالمَرْءُ يَطْلُبُهُ حَتْفٌ، فيُدرِكُهُ
وقد نجا من قراع البيض والأسل
لَيسَ الفَنَاءُ بِمَأمُونٍ عَلى أحَدٍ
وَلا البَقَاءُ بِمَقْصُورٍ عَلى رَجُلِ
يبكي الفتى وكلام الناس يأخذه
وَالدّمعُ يَسرَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
وَفي الجُفُونِ دُمُوعٌ غَيرُ فائضَة ٍ
وفي القلوب غرام غير متصل
تعز ما اسطعت فالدنيا مفارقة
والعمر يُعنِقُ والمغرور في شغل
ولا تشكَّ زمانا أنت في يده(1/486)
رَهْنٌ فَما لكَ بالأقدارِ مِنْ قِبَلِ
عاد الحمام لأخرى بعد ماضية
حَتّى سَقَاكَ الأسى عَلاًّ على نَهَلِ
من مات لم يلق من يحيا يلائمه
فكن بكل مصاب غير محتفل
وَكُلُّ بَاكٍ عَلى شَيْءٍ يُفَارِقُهُ
قَسراً، فيَقتَصُّ من ضِحكٍ وَمن جذلِ
ما أقرب الوجد من قلب ومن كبد
وَأبعَدَ الأنسَ مِنْ دارٍ وَمن طَلَلِ
العَقلُ أبلَغُ مَنْ عَزّاكَ من جَزَعٍ
وَالصّبرُ أذْهَبُ بالبَلْوَى مِنَ الأجَلِ
سقى الإله تراباً ضم أعظمها
مجلل الودق جروراً على القلل
ولا يزال على قبر تضمنها
بَرْقاً يَشُقّ جُيوبَ العارِضِ الهَطِلِ
وَكُلّما اجتَازَ رَيْعَانُ النّسِيمِ بِهِ
لم يوقظ الترب من مشي على مهل
يا أرْضُ! ما العذرُ في شخصٍ عصَفتِ به
بين الأقارب والعواد والخول
أرَدْتِ أنْ تَحجُبَ البَيداءُ طَلعَتَهُ
ألمْ يكُنْ قَبلُ محجوباً عَنِ المُقَلِ؟
جسم تفرد بالأكفان يجعلها
مذ طلق العمر ابدالاً من الحلل
وغرة كضياء البدر لامعة ٌ
صار التراب بها أولى من الكلل
شَرُّ اللّبَاسِ لِبَاسٌ لا نُزُوعَ لَهُ
والقبر منزل جارٍ غير منتقل
للموت من قعدت عنه ركائبه
وَمَن سرَى في ظُهورِ الأينُقِ البُزُلِ
ما يُدفع الموت عن بخل ولا كرم
وَلا جَبَانٍ وَلا غَمرٍ وَلا بَطَلِ
وما تغافلت الأقدار عن أحد
ولا تشاغلت الأيام عن أجل
لنا بما ينقضي من عمرنا شُغُلٌ
وَكُلُّنَا عَلِقُ الأحشَاءِ بالغَزَلِ
وَنَستَلِذُّ الأمَاني، وَهيَ مُرْوِيَة ٌ
كَشَارِبِ السّمّ مَمزُوجاً معَ العَسَلِ
نؤمل الخلد والأيام ماضية
وَبَعْضُ آمَالِنَا ضَرْبٌ من الخَطَلِ
وحسب مثلي من الدنيا غضارتها
وَقَدْ رَضِينا مِنَ الحَسْنَاءِ بالقُبَلِ
هَذا العَزَاءُ وَإنْ تَحزَنْ فلا عَجَبٌ
إن البكاءَ بقدر الحادث الجلل
وَكَيْفَ نَعْذُلُ مَنْ يَبكي لِمَيّتِهِ
وَنَحْنُ نَبْكي عَلى أيّامِنَا الأُوَلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما التامت الأرض الفضاءُ على فتى
ما التامت الأرض الفضاءُ على فتى(1/487)
رقم القصيدة : 10260
-----------------------------------
ما التامت الأرض الفضاءُ على فتى
كَمُحَمّدٍ مِنْ بَعْدِهِ أوْ قَبْلِهِ
عُمرِي لَقَدْ فَنِيَتْ محَاسِنُ وَجهِهِ
فيها وقد بقيت محاسن فعله
زادت مناقبه انتشاراً بعده
وحديثه فكأَنّه في أهله
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إنْ أشِرَ الخَطْبُ فَلا رَوْعَة ٌ
إنْ أشِرَ الخَطْبُ فَلا رَوْعَة ٌ
رقم القصيدة : 10261
-----------------------------------
إنْ أشِرَ الخَطْبُ فَلا رَوْعَة ٌ
أوْ عَظُمَ الأمرُ، فَصَبرٌ جَميلْ
لِيُهْوِنِ المَرْءُ بِأيّامِهِ
إنّ مُقَامَ المَرْءِ فِيهَا قَلِيلْ
هَلْ نَافِعٌ نَفسَكَ أذْلَلْتَهَا
كرامة ُ البيت وعزُّ القبيل
إنّا إلى اللَّهِ، وَإنّا لَهُ
وحسبنا الله ونعم الوكيل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> خليليّ هل لي لو ظفرت بنية
خليليّ هل لي لو ظفرت بنية
رقم القصيدة : 10262
-----------------------------------
خليليّ هل لي لو ظفرت بنية
إلى الجزع من وادي الأراك سبيل
وَهَلْ أنَا في الرّكبِ اليَمانيّ دَالِجٌ
وأيدي المطايا بالرجال تميل
وفي سرعان الريح لي لو علمتما
شِفَاءٌ، وَلَوْ أنّ النّسِيمَ عَلِيلُ
وفي ذلك السرب الذي تريانه
أحم غضيض الناظرين كحيل
شَهِيُّ اللَّمَى عَاطٍ إلى الرّكبِ جيدَه
ختول لأي جي القانصين مطول
وكم فيه من خوّ اللثاث كأنما
جَرَى ضَرَبٌ مَا بَينَها وَشَمُولُ
تجللن بالريط اليماني كأنما
ضممن غصوناً مسّهنّ دبول
عَلِقناكَ، يا ظَبيَ الصّرِيمِ، طماعة ً
أعِندَكَ مِنْ نَيلٍ لَنَا، فَتُنِيلُ؟
أنِلْ نَائِلاً، أوْ لا تُثنِّ بِنَظْرَة ٍ
فإنيَ بالأولى الغداة قتيل
وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم
وثور حاد بالرفاق عجول
أُخالِفُ بَينَ الرّاحَتَينِ عَلى الحَشا
وانظر إني ملتم فأميل
أحِنُّ وَتُجرِيني على الشّوْقِ قَسوَة ٌ
ألا غَالَ مَا بَيْني وَبَيْنَكَ غُولُ
وما ذادني ذكر الأحبة عن كرى(1/488)
وَلَكِنّ لَيْلي بالعِرَاقِ طَوِيلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَرُبّ يَوْمٍ أخَذْنَا فيهِ لَذّتَنَا
وَرُبّ يَوْمٍ أخَذْنَا فيهِ لَذّتَنَا
رقم القصيدة : 10263
-----------------------------------
وَرُبّ يَوْمٍ أخَذْنَا فيهِ لَذّتَنَا
مِنَ الزّمَانِ، بِلا خَوْفٍ وَلا وَجَلِ
كُنّا نُؤمّلُهُ في الدّهْرِ وَاحِدَة ً
فجاءَنا بالذي يوفي على الأمل
وَرُبّ لَيْلٍ مَنَعْنَا مِنْ أوَائِلِهِ
إلى الصّبَاحِ جَوَازَ النّوْمِ بالمُقَلِ
بتنا ضجيعين في ثوب الظلام كما
لف الغُصينين مر الريح الأُصل
طوراً عناقاً كأنّ القلب من كثب
يَشكُو إلى القَلْبِ ما فيهِ من الغُلَلِ
وَتَارَة ً رَشَفَاتٌ لا انْقِضَاءَ لهَا
شُرْبَ النّزِيفِ طَوَى عَلاًّ على نَهَلِ
وَكَمْ سرَقنا، على الأيّامِ، من قُبَلٍ
خوْفَ الرّقيبِ كشُرْبِ الطائرِ الوَجِلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> غَيرِي عَنِ الوِدّ الصّرِيحِ يَحُولُ
غَيرِي عَنِ الوِدّ الصّرِيحِ يَحُولُ
رقم القصيدة : 10264
-----------------------------------
غَيرِي عَنِ الوِدّ الصّرِيحِ يَحُولُ
عمر الزمان وغيرك المملول
أتظن أني بالقطيعة راغب
هيهات وجهك بالوفاء كفيل
وكذا الصديق إذا أراد قطيعتي
ظنّ الظُّنون وقال أنت ملول
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَمُقَبّلٍ كَفّي وَدَدْتُ بِأنّهُ
وَمُقَبّلٍ كَفّي وَدَدْتُ بِأنّهُ
رقم القصيدة : 10265
-----------------------------------
وَمُقَبّلٍ كَفّي وَدَدْتُ بِأنّهُ
أومى إلى شفتيّ بالتقبيل
جاذبته فضل العتاب وبيننا
كبر الملول ورقة المملول
ولحظت عقد نطاقه فكأَنما
عُقِدَ الجَمَالُ بِقُرْطَقٍ مَحْلُولِ
جذلان ينفض من فروج قميصه
أعطَافَ غُصْنِ البَانَة ِ المَطْلُولِ
من لي به والدار غير بعيدة
عَنْ دارِهِ، وَالمَالُ غَيرُ قَلِيلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَقَدْ كُنْتُ آبي أنْ أذِلّ لِصَبْوَة ٍ(1/489)
وَقَدْ كُنْتُ آبي أنْ أذِلّ لِصَبْوَة ٍ
رقم القصيدة : 10266
-----------------------------------
وَقَدْ كُنْتُ آبي أنْ أذِلّ لِصَبْوَة ٍ
وإن تملك البيض الحسان عقالي
خميصا من الأشجان لا يوضع الهوى
بقلبي فلا اجتاز الغرام ببالي
إلى أنْ تَرَاءى السّرْبُ بَينَ غَزَالَة ٍ
ترنح في ثوب الصبا وغزال
فَلَمّا التَقَيْنَا كُنتُ أوّلَ وَاجِدٍ
ولما افترقنا كنت أخر سالي
وَلَيْلَة ِ وَصْلٍ بَاتَ مُنجِزُ وَعدِهِ
حبيبيَ فيها بعد طول مطال
شفيت بها قلباً أطيل غليله
زَمَاناً، فَكَانَتْ لَيْلَة ً بِلَيَالي
فَيَا زَائِراً، لَوْ أستَطيعُ فَدَيتُهُ
بأهلي على عز القبيل ومالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عجلت يا شيب على مفرقي
عجلت يا شيب على مفرقي
رقم القصيدة : 10267
-----------------------------------
عجلت يا شيب على مفرقي
وَأيُّ عُذْرٍ، لَكَ أنْ تَعْجَلا
وكيف أقدمت على عارضٍ
ما استغرق الشعر ولا استكملا
كُنتُ أرَى العِشرِينَ لي جُنّة ً
من طارق الشيب إذا أقبلا
فَالآنَ سِيّانِ ابنُ أُمّ الصِّبَا
وَمَنْ تَسَدّى العُمُرَ الأطْوَلا
يَا زَائِراً مَا جَاءَ حَتّى مَضَى
وعارضا ما غام حتى انجلا
وما رأَى الراؤن من قبلها
زرعاً ذوى من قبلِ أن يبقلا
ليت بياضاً جاءني آخراً
فِدَى بَيَاضٍ كَانَ لي أوّلا
وَلَيْتَ صُبْحاً سَاءَني ضَوْءُهُ
زَالَ، وَأبْقَى لَيلَهُ الألْيَلا
يا ذابلاً صوَّح فينانه
قَدْ آنَ لِلذّابِلِ أنْ يُخْتَلَى
حَطّ بِرَأسِي يَقَفاً أبْيَضاً
كَأنّمَا حَطّ بِهِ مُنْصُلا
هَذا، وَلمْ أعْدُ بِحَالِ الصّبَا
فكيف من جاوز أو أوغلا
من خوفه كنت أهاب السُرى
شحا على وجهيَ أن يبذلا
فليتني كنت تسربلته
في طلب العز ونيل العُلا
قالوا دع القاعد يزرى به
مَنْ قَطَعَ اللّيْلَ وَجابَ الفَلا
قد كان شعري ربما يدعي
نزوله بي قبل أن ينزلا
فَالآنَ يَحْمِيني بِبَيْضَائِهِ
أن أكذب القول وأن أبطلا
قل لعذولي اليوم نم صامتاً(1/490)
فقد كفاني الشيب أن أعذلا
طِبْتُ بِهِ نَفْساً، وَمَنْ لمْ يجِدْ
إلا الردى أذعَنَ واستقبلا
لم يلق من دوني له مصرفاً
ولم أجد من دونه موئلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أُحِبّكَ بالطّبْعِ البَعيدِ مِنَ الحِجى
أُحِبّكَ بالطّبْعِ البَعيدِ مِنَ الحِجى
رقم القصيدة : 10268
-----------------------------------
أُحِبّكَ بالطّبْعِ البَعيدِ مِنَ الحِجى
وَأقلاكَ بالعَقْلِ البرِيءِ مِنَ الخَبلِ
فأنتَ صَديقي إنْ ذَهَبتُ إلى الهَوَى
وأنت عدوي إن رجعتُ إلى العقل
وسيان عندي من طواني على جوى ً
يُعَذّبُ قَلبي، أوْ طَوَاني على دَخْلِ
وما الحب إلا ذلة واستكانة
لِمَوْلًى أرَى إعْزَازَهُ، وَيَرَى ذُلّي
ولو أنني خيرت من أمنح الهوى
لما اخترت أن أهوى هوى ومعي عقلي
ولكنه لا رأيَ في الحب للفتى
فيعلم يوما ما يمر وما يُحلي
وَلوْ كانَ في العِشقِ اختيارٌ لأقصَرَتْ
قُلوبٌ عنِ المَحبوبِ ما ضَنّ بالبَذلِ
وَلمْ يُحسِنِ الصّبُّ التّقاضِي وَدُونَهُ
غريمٌ مسيءٌ لا يملّ من المطل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيا أثلاث القاع كم نضحُ عبرة
أيا أثلاث القاع كم نضحُ عبرة
رقم القصيدة : 10269
-----------------------------------
أيا أثلاث القاع كم نضحُ عبرة
لِعَيْني، إذا مَرّ المَطيُّ بذي الأثْلِ
وَيا عَقَداتِ الرّمْلِ كَمْ ليَ أنّة ٌ
إذا مَا تَذَكّرْتُ الشّقيقَ من الرّمْلِ
وَيا ظُعُنَاتِ الحَيّ يَوْمَ تَحَمّلُوا
عقرت وأفنى الله نسلك من ابل
وَيا ظَبَياتِ الجِزْعِ يَسنَحنَ غُدوَة ً
لقد كل من ترشقن بالأعين النجل
وَيا بَانَة َ الوَادي أدَمعيَ في الهَوَى
ابرّ حيا أم ما سقاك من الوبلِ
عوائد من ذكراك يرقص في الحشا
وأَضرَمنَ ما بين الذوآبة والنعل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أصبت بعيني من أصاب بعينه
أصبت بعيني من أصاب بعينه
رقم القصيدة : 10270
-----------------------------------
أصبت بعيني من أصاب بعينه(1/491)
فُؤادِي، وَلمْ يَعقِلْ دمي يومَ طَلّه
لقد ثأرت عيني بقلبي ولم يكن
حلالاً له من مهجتي ما استحله
فَأهْلاً بِعَيْنَيْهِ، وَإنْ طَلّتَا دمي
فكم مالك لم يرزق العبدُ عدله
وَبُعْداً لِعَيْني لِمْ أصَابَتْهُ بالأذَى
وَألاّ تَلَقّتْ وَاقِعَ السّوءِ قَبلَه
فيا ظالماً تستحسن النّفس ظلمه
وَيا قَاتِلاً يَستَعذِبُ القَلبُ قَتلَه
ليهنك أنَّ النّفس تمنحك الهوى
جميعاً وأن القلب عندك كله
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سهمك مدلول على مقتلى
سهمك مدلول على مقتلى
رقم القصيدة : 10271
-----------------------------------
سهمك مدلول على مقتلى
فمن ترى دلَّك يا قاتل
ليس لقلبي ثائرٌ يُتَّقى
وَلَيْسَ في سَفْكِ دَمي طَائِلُ
مطلتني حين ملكت الحشا
ألا وَقَلْبي ليَ يَا مَاطِلُ
قَدْ رَضِيَ المَقْتُولُ كُلَّ الرّضَا
يَا عَجَبا لِمْ غَضِبَ القَاتِلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وما تلوم جسمي عن لقائكم
وما تلوم جسمي عن لقائكم
رقم القصيدة : 10272
-----------------------------------
وما تلوم جسمي عن لقائكم
إلاّ وَقَلْبي إلَيْكُمْ شَيّقٌ عَجِلُ
وكيف يقعد مشتاق يحركه
إليكم الحافزان الشوق والأمل
فإن نهضت فما لي غيركم وطر
وإن قعدت فما لي غيركم شغل
لَوْ كانَ لي بَدَلٌ ما اخترْتُ غَيرَكُمُ
فكَيْفَ ذاكَ، وَمَا لي غَيرَكم بدَلُ
وكم تعرّض لي الأقوام قبلكمُ
يَستَأذِنُونَ عَلى قَلْبي فَما وَصَلُوا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا تحسبيه وإن أسأتِ به
لا تحسبيه وإن أسأتِ به
رقم القصيدة : 10273
-----------------------------------
لا تحسبيه وإن أسأتِ به
يُرْضِي الوُشَاة َ، وَيَقبَلُ العَذَلا
لَوْ كنتِ أنتِ، وَأنتِ مُهجَتُهُ
واشي هواك إليه ما قبلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سلَيمانُ! دَلّتْني يَداكَ على الغِنى
سلَيمانُ! دَلّتْني يَداكَ على الغِنى
رقم القصيدة : 10274
-----------------------------------(1/492)
سلَيمانُ! دَلّتْني يَداكَ على الغِنى
وَأجرَيْتَ لي عَزْماً أغَرّ مُحَجَّلا
مددت بضبعي جاهداً فعقدت لي
مُصاداً بأعنان السماء ومعقلا
وَعَلّيْتَني حَتّى ظَنَنْتُ بِأنّني
سأعبُرُ مِنْ عَرْضِ المَجَرّة ِ جَدوَلا
فكَيْفَ ارْتِحالي عَنْكَ غَيرَ مُزَوَّدٍ
وَيَا رُبّ زَادٍ لا يُبَلِّغُ مَنْزِلا
وَلا سَيرَ إلاّ أنْ أشُدّ حَقِيبَة ً
أرى ضمنها من ضامر الزاد أبحلا
وإلا فزودني ودادك إنني
أسلّ على جيش الطوى منك منصلا
فما صرت حرب الدهر حتى رأيته
يُحَارِبُ مَنْ أمسى وَأصْبَحَ مُرْمِلا
وكنت إذا ما ناكرتني بلدة
فزعت إلى الجرد العناجيج والملا
وَمَن كانَ مَهجُوراً كمَا أنا فيكُمُ
فَمَا يَسْتَحي الأيّامَ أنْ تَتَبَدّلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أوَعِيداً، يا بَني جُشَمٍ
أوَعِيداً، يا بَني جُشَمٍ
رقم القصيدة : 10275
-----------------------------------
أوَعِيداً، يا بَني جُشَمٍ
نَنْقُضُ الأطنَابَ وَالحِلَلا
وَطِرَاداً في مُلَمْلَمَة ٍ
تستبيح الخيل والإِبلا
ونزاعاً لا ورود له
يَعجُمُ الحَوْذانَ وَالنَّفَلا
ستراني مسى ثالثة
لا أُضِيفُ الهَمّ إنْ نَزَلا
وَخَفِيرِي في غَيَاهِبِهَا
سابح ضمنتهُ الأملا
طرب للصوت تحسبه
عربياً يعشق الغزلا
سَوْفَ يَغشَى أرْضَكُمْ أسدٌ
يَفرِسُ الأيّامَ وَالدُّوَلا
لا يَنَامُ السّيْفُ في يَدِهِ
ويرى في بابل رجلا
إنّمَا الدّنْيَا لِمُقْتَدِرٍ
أينَ ألْقَى قَوْلَهُ فَعَلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا تعذُلَنّي في السكوت
لا تعذُلَنّي في السكوت
رقم القصيدة : 10276
-----------------------------------
لا تعذُلَنّي في السكوت
تِ، فَرُبّ قَوْلٍ لا يُقَالُ
كَمْ صَامِتٍ مُتَوَقِّعٍ
أنّى يَعِنُّ لَهُ المَقَالُ
إنّ التّحَمّلَ نُطْفَة ٌ
أبَداً، يُرَنِّقُهَا السّؤالُ
مَا كُنتُ أرْغَبُ في الحَيَا
وليس لي عز ومال
لي لو علمت إلى ذرى
العلياء آمال طوال(1/493)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وقائل ليَ هذا الطود مرتحل
وقائل ليَ هذا الطود مرتحل
رقم القصيدة : 10277
-----------------------------------
وقائل ليَ هذا الطود مرتحل
وهل يخف على الأيام محمله
لا يُبْعِدِ اللَّهُ مَنْ غَالَتْ رَكَائِبُهُ
صَبرِي، وَقَلقَلَ من دَمعي تَقَلقُلُهُ
يطيب النفس أن النفس تتبعه
وكَيفَ يرْحلُ مَن في القَلبِ مَنزِلُهُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قصدت العلى والمكرمات سبيلُ
قصدت العلى والمكرمات سبيلُ
رقم القصيدة : 10278
-----------------------------------
قصدت العلى والمكرمات سبيلُ
وَطُلاّبُهَا، لَوْلا الكِرَامُ، قَليلُ
وَكُلُّ فَتًى لا يَطلُبُ المَجدَ أعزَلٌ
وَكُلُّ عَزِيزٍ لا يَجُودُ ذَلِيلُ
صبغت الأماني بالمعالي فلم تحل
على أن ألوان الظنون تحول
فأينَ كَمُوسَى ، وَالرّمَاحُ شَوَارِعٌ
إلى الطّعنِ، وَالبِيضُ الرّقاقُ تجولُ
إذا جرّ أذيال العوالي لمعرك
فَإنّ جَلابِيبَ التّرَابِ ذُيُولُ
أخُو عَزَمَاتٍ لا يُكَفْكِفُ عَزْمَهُ
حذار الأعادي والدماء تسيل
وَلا يَستَكِنُّ الرّوْعُ في طَيّ قَلْبِهِ
وَلا يَصْحَبُ الصّمصَامَ، وَهوَ كَليلُ
فَكُلُّ فَلاة ٍ مِنْ نَوَالِكَ لُجّة ٌ
وَكُلُّ مَكَانٍ مِن رِماحِكَ غِيلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَصَيْنَا فِيكَ أحْداثَ اللّيَالي
عَصَيْنَا فِيكَ أحْداثَ اللّيَالي
رقم القصيدة : 10279
-----------------------------------
عَصَيْنَا فِيكَ أحْداثَ اللّيَالي
وطاوعنا المكارم والمعالي
وَفِيكَ رَجَمْتُ أحْشَاءَ الأعادي
بِأطْرَافِ الذّوَابِلِ وَالنّصَالِ
وعذت بجانبيك من الرزايا
معاذي في الهواجر بالظلال
دَعَوْتُكَ يَوْمَ دافعَ عَنكَ نحرِي
جنايات الصوارم والعوالي
فما خَلِبَ النوائب منك برقاً
يَدُلّ عَلى الوَفَاءِ، إذا بَدا لي
وَمَا هَوْلُ الفُؤادِ مِنَ التّصَافي
بعيدٌ من فؤادٍ فيه خالي
وَلمْ أعْلَمْ كَعِلْمِ بَني زَمَاني(1/494)
بأن القرب داعية الملال
وإنك حين تطمع في نضالي
وتعلم أنَّ لي سبق النضال
كماش في الهياج بلا حسام
وَسَاعٍ في الظّلامِ بِلا ذُبَالِ
وَإنّي في زَمَاني مِنْ رِجَالٍ
مِزَاجُ وِدادِهِمْ مَاءُ التّقَالي
شِمَالُ المَالِ تَعْلُو عَنْ يَميني
ويمنى المجد تقصر عن شمالي
أقول لهمتي لما أَبت لي
معاتبة الملول على الوصال
أُعَاتِبُهُ لَعَلّ العَتْبَ يَشْفي
وَإنْ كَانَ الزّعِيمَ بكَسفِ بَالي
وَلَوْ لَمْ يَبْلُغِ العُتْبَى بِقَوْلٍ
لَعَاتَبْنَاهُ بِالبِيضِ الصّقَالِ
رأَى العذال بذل المال طبعي
وَأسْبَابَ الشّجَاعَة ِ من خِلالي
فَلَمْ أُعْذَلْ عَلى خَوْضِ المَنايا
وَلمْ أُعْتَبْ عَلى بَذْلِ النّوَالِ
أبَتْ هِمَمي تَسِيغُ المَاءَ صَفواً
إذا ما الذل حام على الزلال
أُذَمّ عَلى العُلَى ظُلْماً لأِنّي
أعل بمائها ظمأ السؤال
وَمَا زِلْنَ العَوَاطِلُ كُلَّ يَوْمٍ
مِنَ العَلْيَاءِ يَذْمُمْنَ الحَوَالي
وَلمّا مَاطَلَتْ بالحَرْبِ سَعْدٌ
سنَّنا الموت فيها بالمطال
أثرنا في قبائلها عجاجاً
تَرَكْنَا مِنْهُ أثْراً في الهِلالِ
فَمَنْ يُهْدِي لآلِ تَمِيمَ عَتبي
مقيماً في ذرى الأسل الطوال
منحتكمو الوداد فلم تودوا
فالقيت الملام على فعالي
وَلَسْتُ بِبَاسِطٍ كَفّي لأِنّي
أرى الأفلاك تقصر عن منالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إنْ لمْ أُطِعْ هِمماً، وَأعصِ عَوَاذِلا
إنْ لمْ أُطِعْ هِمماً، وَأعصِ عَوَاذِلا
رقم القصيدة : 10280
-----------------------------------
إنْ لمْ أُطِعْ هِمماً، وَأعصِ عَوَاذِلا
قُلِبتْ صوامتها عليَّ مقاولا
وَأُجِيعُ أعْيَاساً، وَأُشْبِعُ صَارِماً
وَأعُلّ خُرْصَاناً، وَأُظمىء ُ صَاهِلا
وَلَرُبّ مَصْحُوبٍ شَرِقْتُ بِلُؤمِهِ
فَلَفَظْتُهُ قَبْلَ الإسَاغَة ِ عَاجِلا
وَلّيْتُهُ زُجّ القَنَاة ِ مُوَزَّعاً
فكأنّما أعملت فيه عاملا
وَمَنَحْتُهُ أرْوَى القَوَافي عَاتِباً
فاكتنَّ في جنبيه سمًّا قاتلا(1/495)
وكسوت من مُور الملام جنانَه
قَبلَ العِقابِ، فصَارَ فيهِ جَنادِلا
وَهَزَزْتُ أغْصَانَ المَخَاوِفِ دُونَهُ
فَاجْتَازَ يَحْسَبُهَا ظُبًى وَذَوَابِلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وجد القريض إلى العتاب سبيلا
وجد القريض إلى العتاب سبيلا
رقم القصيدة : 10281
-----------------------------------
وجد القريض إلى العتاب سبيلا
فثنى معاذرك الوعورَ سهولا
مَا لي أُحَرّكُ مِنْ وَفَائِكَ سَاكِناً
وَأهُزّ مِنْكَ إلى الصّفَاءِ كَلِيلا
طال المطال بردّ ودّ لم يزل
عِنْدِي مَصُوناً فِيكُمُ مَبْذُولا
فإلى متى ينشي عتابك هَبوَة
وَتَشُنّهَا قَالاً عَلَيّ وَقِيلا
في كُلّ يَوْمٍ غَارَة ٌ مَا تَنْقَضِي
إلا وتثني سيفه مفلولا
إنّ الّذِي قَصَدَ المَدَائِحَ غُلّة ً
أحرى بأن يجد الهجاء غليلا
كم من نظام قد نثرن هواجسي
حَتّى نَظَمْتُ العُذْرَ فِيهِ فُصُولا
وَقَصَائِدٍ سَدّدْتُهُنّ أسِنّة ً
وَشَهَرْتُهُنّ قَوَاضِباً وَنُصُولا
جعلت لرقراق السرور جداولاً
نحو القلوب وللهموم سبيلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَعَمْرُكَ مَا جَرّ ذَيْلَ الفَخَا
لَعَمْرُكَ مَا جَرّ ذَيْلَ الفَخَا
رقم القصيدة : 10282
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا جَرّ ذَيْلَ الفَخَا
ر إلاَّ ابن منجبة باسل
جَرِيءٌ يُشَيّعُهُ قَلْبُهُ
كما شيع اللهذم العامل
يَنالُ مِنَ الطّعْنِ ما يَشتَهي
وَيَأخُذُ مِنْهُ القَنَا الذّابِلُ
وها أنا ذا غرض بالزمان
فلا عيش يألفه العاقل
وَكُلُّ سُرُورٍ أرَى أنّهُ
خضاب على لمتي ناصل
إذا أنا أمّلت قال الزمان
نُ: أوْرَقَ حَبلُكَ يا حَابِلُ
وَلا بُدّ مِنْ أمَلٍ لِلْفَتَى
وَأُمُّ المُنَى أبَداً حَامِلُ
ودهر يتابع أحداثه
كما تابع الطَلق النابل
فَذَاكَ، أبَا حَسَنٍ، في السّمَا
ـاح من لا يُلمّ به السائل
لئيم تملس منه العُلى
ويأنف من يده النّائلُ
فَمِثْلُكَ مَنْ لا يَني وَبْلُهُ(1/496)
إذا استَمْطَرَ البَلَدُ المَاحِلُ
فما هزئت بقراك الضيوف
وَلا ذَمّ مَنْزِلَكَ النّازِلُ
وكم لك من همة يستطيل
بها العضب والأزرق العاسل
وَوَعْدٍ تُنَفِّرُهُ بِالعَطَا
كالعام أزعجه القابل
وَأفْوَهَ بَادَرْتُهُ بِالمَقَالِ
وَقَدْ لَجّجَ الذّرِبُ القَائِلُ
فرجع في حلقه غصة ً
كما رجع الجِرة البازل
لك الخير وعدك لا يقتضَى
وإن حال من دونه حائلُ
وَلا ضَيرَ بَعْدَ مَجيءِ الغَمَا
م إن أبطأَ الوابل الهاطل
وَمَطْلُ الكَرِيمِ مَرِيعُ الزّوَا
لِ، كالظّلّ رَيعَانُهُ زَائِلُ
وأنت وإن كنت بحر السمـ
ـاح فخير مواهبك العاجل
وَمَا صِدقُ وعدِكَ إلاّ حُلَى
مُكَرّمَة ٍ، جِيدُهَا عَاطِلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَاحٌ يَحُولُ شُعَاعُهَا
رَاحٌ يَحُولُ شُعَاعُهَا
رقم القصيدة : 10283
-----------------------------------
رَاحٌ يَحُولُ شُعَاعُهَا
بين الضمائر والعقول
فكأنها في كأسها
وَاللّيلُ مُنسَحِبُ الذّيولِ
مَاءُ الهَجِيرِ مُرَقْرِقاً
في سُرّة ِ الظّلّ الظّلِيلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سأَبذل دون العز أكرم مهجة
سأَبذل دون العز أكرم مهجة
رقم القصيدة : 10284
-----------------------------------
سأَبذل دون العز أكرم مهجة
إذا قامَتِ الحَرْبُ العَوَانُ على رِجْلِ
وما ذاك إنّ النفس غير نفيسة
وَلكِنْ رَأيتُ الجُبنَ ضرْباً من البُخْلِ
وَمَا المُكرِهُونَ السّمهَرِيّة َ في الطُّلى
بأشجع ممن يكره المال في البذلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> زللت في وقفتي على طلل
زللت في وقفتي على طلل
رقم القصيدة : 10285
-----------------------------------
زللت في وقفتي على طلل
بالٍ، فمَن عاذرِي من الزّلَلِ؟
لمّا تَأمّلْتُ قُبْحَ صُورَتِهِ
رَجَعْتُ أبْكي دَماً عَلى أمَلي
وجه كظهرِ المِجن مشترق
ـحُسْنٍ، وَأنفٌ كغارِبِ الجَمَلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبيعك بيع الأديم النغل
أبيعك بيع الأديم النغل(1/497)
رقم القصيدة : 10286
-----------------------------------
أبيعك بيع الأديم النغل
وأطوي ودادك طي السجل
وَأنْفُضُ ثِقْلَكَ عَنْ عَاتِقي
فقد طال ما أُدْتَني يا جبل
قَوَارِصُ لَفْظٍ كَحَزّ المِدَى
وَشَذّانُ لَحظٍ كوَقْعِ الأَسَلْ
تبدلت مني ولو ساءَني
لقلت إذاً لا هَنَاك البدل
فَكَيْفَ، وَكُنتَ عَلى السّاعدَيْـ
ين جامعة وعلى الجيد غل
وما عطَل المرء يزري به
إذا كان طَوْقُ وريديه صِل
نصبت الحبالة لي طامعاً
لقد خاب ظنك يا محتبل
وَلمْ تَدْرِ أنّي جَرِيّ الوُثُوبِ
إذا الحبل مرّ بجنبي نصل
وَأمّلْتَ مَا عَكَسَتْهُ الخُطُوبُ
سَفَاهاً أجَرّكَ هَذا الأمَلْ
لقد كدت أن تستزل الأديب
وَلَكِنْ تَحَامَلَ سِمْعٌ أزَلّ
أفخراً فحسبي بما قد أطا
لَ بَاعي وَأنزَلَني في القُلَل
وإن أذل الأذلين من
يُرِيعُ بِبِضْعِ النّسَاءِ الدّوَلْ
حَمَلْتُ بقَلْبيَ حِمْلَ الجَمُوحِ
كمَا قَطَعَ الصّعبُ ليَّ الطِّوَلْ
نَجَوْتُ، وَمَنْ يَنجُ مِنْ مِثلِها
يَعِشْ آمِناً بَعْدَهَا مِنْ زَلَلْ
وغادرت غيريَ تحت الهوان
نِ يُضرَبُ ضَرْبَ عِرَابِ الإبِلْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى
تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى
رقم القصيدة : 10287
-----------------------------------
تَطاطَ لهَا، فيُوشِكُ أنْ تُجَلّى
وَوَلِّ جُنُونَ دَهْرِكَ مَا تَوَلّى
ولا تكل الزمان إلى عتاب
فَلا يَدْرِي الزّمَانُ أسَاءَ أمْ لا
خَبُوطٌ باليَدَينِ يُشِت شَمْلاً
جَمِيعاً، بالنّوَى ، وَيَلُمّ شَملا
يعرّي الغارب الأعلى ويُحذي
عظيم العز والخطر الأظلاَّ
فقدتك من زمان كل فقد
وفعلك ما أخسّ وما أذلاَّ
أَمثلي يستضام وما ترى لي
إذا عرض العيان بنيك مثلا
فحسبك قد حملت على مطيق
شآك تجلداً وشجاك حملا
محمد طال ما شمرت فيها
فدونك فاسحب الذيل الرفلاَّ
ونم مستودعا صوناً وأمناً
فَقَدْ أسلَفْتَهَا جَزَعاً وَذُلاّ(1/498)
فَإنْ أتْبَعتَ هَذا الأمْرَ لَهْفاً
فَإنّكَ أعزَبُ الثَّقَلَينِ عَقْلا
يراه المستغر عليَّ طوقاً
فيَغْبِطُني بِهِ، وَأرَاهُ غُلاّ
وَمَا حَطّ الأعَادِي لي مَجَلاّ
ولكن حطّ عنّي الدّهرُ كَلاّ
فَإنْ أخَذُوا الأقَلّ مِنَ المَعَالي
فقَد تَرَكُوا مِنَ الصّوْنِ الأجَلاّ
خذوا منّي بذي جلب ثقال
بعيدٌ إن يخفّ وإن يزلا
هوت أمّ الخطوب إلى التساقي
وَقَدْ ضَاءَلتُهُ حَتّى اضْمَحَلاّ
سجيَّة مستميت لا يبالي
مِنَ العَلْيَا يُعَطَّلُ أمْ يُحَلّى
أنَا الرّجُلُ الذي عَلِمَتْ نِزَارٌ
أجلّ مغارساً وأعزّ نجلا
أمرّ على لهى الأضداد طمعا
وَأنْفُذُ في طُلَى الأعداءِ نَبْلا
ألَيْسَ أبي أبي حَسَباً وَفَخْراً
وَبَاعاً وَاسِعاً، وَعُلًى ، وَنُبلا؟
وقبلك أوقر الأيام مجداً
وأوضع بالعلى حتّى أكلا
فإن يقعد فقد طلب المعالي
فَعُلّقَهَا، وَأوْصَلَهَا، وَمَلاّ
وَنَفْسِي ما عَلِمتَ، وَلي جَنانٌ
أبى لي أن أهان وأن أذلا
فَلِمْ آسِي وَقَدْ أحرَزْتُ مَجداً
كفاني ما يبلغني المحلا
إذا خَلَتِ المَنَازِلُ لِلْمُوَلّي
فَيَا سِرْعَانَ مَا عُزِلَ المُوَلّى
وَبَيْنَا أنْ يَقُولُوا قَدْ تَمَلّى
بها حتّى يقولوا ما تملّى
بِمالِكَ نِلتَهَا، وَكَفَاكَ عاراً
فأَلاَّ نلتها بالمجد أَلاَّ
فَمَنْ وَجَدَ الطّرِيقَ إليّ صَعْباً
فقَد وَجَدَ الطّرِيقِ إلَيكَ سَهْلا
وَهَلْ في ذاكَ إلاّ أنْ يَقُولُوا:
تسبُّبُ مكثر غلب المقلا
وما لك مطعم فيها لأني
تَرَكتُ عَلَيكَ فَضْلاً قد أظَلاّ
تهلل إذ أصبتُ بها حبيبي
ولو غيري أُصيب بها استهلاّ
شفى بلباسها غلاًّ قديماً
وعدت بنزعها فشفيت غلاّ
فَإنْ يَكُ نَالَهَا، فلَقَدْ أنِفْنَا
فَأرْخَصنَا بِقِيمَتِهَا، وَأغْلَى
فَلَمْ يَكُ جُودُهُ في ذاكَ جُوداً
ولم يك بخلنا في ذاك بخلا
فَمَا المَغْبُونُ إلاّ مَنْ تَوَلّى
وَمَا المَغْبُوطُ إلاّ مَنْ تَخَلّى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اشترِ العزَّ بما بيـ(1/499)
اشترِ العزَّ بما بيـ
رقم القصيدة : 10288
-----------------------------------
اشترِ العزَّ بما بيـ
ـعَ فَمَا العِزّ بِغَالِ
بالقصَارِ الصُّفرِ، إن شِئْـ
ـتَ أوِ السُّمرِ الطِّوَالِ
ليس بالمغبون عقلاً
مَنْ شَرَى عِزّاً بِمَالِ
إنما يدّخر الما
لُ لحَاجَاتِ الرّجَالِ
والفتى من جعل الأ
ـوَالَ أثْمَانَ المَعَالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بحيث انعقد الرمل
بحيث انعقد الرمل
رقم القصيدة : 10289
-----------------------------------
بحيث انعقد الرمل
غزال دأبه المطل
جَرُورٌ لِلْمَوَاعِيدِ
فلا منع ولا بذل
ولو صرّح باليأس
أبى وجديَ أن أسلو
لئن أيسني الصدّ
لقد أطمعني الدل
لَهُ عَيْنَانِ تُبْرَى مِنْـ
ـهُمَا للأعْيُنِ النَّبلُ
سَوَاءٌ بِهِمَا الإحْيَا
ءُ للواجد والقتل
أمِنْكَ الظُّعُنُ الغَادُو
ون زمت لهمُ الإبلُ
كما أشرقت الدوم
ضُحًى ، أوْ طَلَعَ الرَّقلُ
جلا عنها طراق الليـ
ـلِ، وَاقلَوْلى بها الهَجْلُ
وَفِيهَا القُضُبُ الرّيّا الـ
النّدى والقضب الجذلُ
ألاَ لِلَّهِ كَمْ تَرْشُـ
فينا الأعينُ النّجلُ
وَتُصْبِينَا دِيَارُ الحَـ
ـيِّ إنْ سَارُوا وَإنْ حَلّوا
فَذِي الدّارُ، إذا تَغنى
وَذِي الدّارُ، إذا تَخْلُو
خلعنا طاعة الحبّ
فلا عهد ولا إِلّ
إذا ما نفع الجهل
فإنّ الضّائِرَ العَقْلُ
فأمَّا ترينّي اليوم
مَ يَبْلُوني الّذِي يَبْلُو
صراعاً للزمان العود
دِ أغْلُوهُ كَمَا يَغْلُو
تقيتُ الشوك بالنّعل
فشاكت قدمي النّعلُ
فقد انهزّ بالثقل
إذا مَا عَظُمَ الثّقْلُ
وانزو نزوة البازل
لا يبركه الحمل
فَقَدْ يَنْهَتِكُ الحَيّ
وَفِيهِ البِيضُ وَالذُّبلُ
وقد ينتصر الواحد
لا مال ولا أهلُ
يضام العدد الكثر
وَيَأبَى العَدَدُ القُلّ
أخلاّئي ببغداد
جنى دونكم الرّمل
وَحَالَتْ دُونَ لُقْيَاكُمْ
زَحَالِيفُ القَنَا الزُّلّ
لقد كنت شديد الضن
ـنِّ أنْ يَنْقَطِعَ الحَبْلُ
وَأنْ يَنْصَدِعَ الشّعْـ
الّذي لوئم والشملُ(1/500)
ولكنّي رعيتُ الأر
ضَ مَا طَابَ ليَ البَقْلُ
وَعَجّلْتُ النّوَى لَمّا
فشا اللأواء والأزل
وَمَنْ أنْزَلَهُ خِصْبُ الـ
الرّبى أظعنه المحلُ
ولا عار على الماتح
أن يغلبه السجلُ
نداماي على الهمّ
سقى عهدكم الوبلُ
وحيّاكم بريّاه
جَدِيدُ النَّورِ مُخضَلّ
تَذَكّرْتُكُمُ، وَالدّمْـ
ـع لا وبلٌ ولا طل
فما أخلفكم جارٍ
من الماقين منهل
وفي الأيام ما يسلى
ولكن أين ما يسلو
أبى لي طاعة الضيم
مضاء القلب والنصل
وإني من مناجيبٍ
لهم أَنفٌ إذا ذُلوا
لئن عدت لي الضيم
فلا رحب ولا سهلُ
وَإنْ جُزْتُ عَنِ العِزّ
فلا جاوزني الذلُّ
هي البيداء والظلما
ء والناقة والرحل
شراء الموت للعز
ببيع الضيم لا يغلو
وإنّ الجانب الوعر
عَليّ الجَانِبُ السّهْلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أغر أياميَ مني ذا الطللْ
أغر أياميَ مني ذا الطللْ
رقم القصيدة : 10290
-----------------------------------
أغر أياميَ مني ذا الطللْ
وإنها ما حمّلتني أحتمل
وَأنّني بَقِيّة ُ البُزْلِ الأُوَلْ
قد يجسر العود على طول العمل
شَيْبٌ وَمَا جُزْتُ الثّلاثِينَ نزَلْ
نزول ضيف ببخيل ذي علل
يصرِفُ عنه السّمعَ إن رَغا الجَمَلْ
وَلا يَقُولُ إنْ أنَاخَ: حيّ هَلْ
كَأنّهُ لَمّا طَرَا عَلى عَجَلْ
سَوَادُ نَبْتٍ عَمَّهُ بَياضُ طَلّ
يجيءُ بالهم ويمضى بالأجل
فأُوهِ إنْ حَلّ، وَوَاهاً إنْ رَحَلْ
أبدَلٌ مِنَ الشّبَابِ لا بَدَلْ
سِرْعَانَ مَا رَقّ الأديمُ وَنَغِلْ
هل ينفعنّي في الوهاد والقلل
مد العَلابيّ من النوق الذُلَلْ
في فِتيَة ٍ عَوّدَهم جَوْبُ السُّبلْ
أنْ يَشرَبوا ماءَهُم عَلى المَقَلْ
يَنْضُونَ باللّيْلِ غُلالاتِ الكَسلْ
ويستسلون الكرى من المقل
إذا دعوا للطعن والخطبُ جلل
حسبت أيديهم من القنا الذُبل
يُبقُونَ آثَاراً مِنَ الطّعنِ نَجَلْ
من كل فوهاء كما ضغ الوعل
يطمعُ في حاملها السمع الأزل
يقول من عاينها من الوجل
كذا الطعان لا عمى ً ولا شلل(2/1)
في كلّ يَوْمٍ أنا مِخماصُ الأُصُلْ
آكلُ بالميس غوارب الإبل
أهْدُمُ مَا يَبني السّنَامُ وَالكَفَلْ
بين عجاريف العنيق والرمل
مُشتَملاً بُرْدَ الجَنوبِ وَالشَّملْ
وَطالعاً مَعَ الشّميطِ ذي الشُّعَلْ
وَغارِباً مَعَ الظّلامِ وَالطَّفَلْ
تَعَرُّضاً للرّزْقِ وَالرّزْقُ أشَلّ
وشنج الكف إذا قيل بذل
رِدْ ما سقاك الدّهر علا ونهل
وَما حَذَتكَ النّائِباتُ، فانتَعِلْ
ما دُمتَ جَثّاماً عَلى نِضْوِ الإبلْ
مُسَوَّفاً في كُلّ يَوْمٍ بالرِّحَلْ
مَن لمْ يُعَانِ الغَزْوَ لمْ يُعطَ النَّفَلْ
قد انقضى العمرُ وأنتَ في شغل
فاجسُرْ على الأهوَالِ إن كنتَ رَجُل
وَنَلْ بأطرَافِ القَنا مَا لمْ يُنَلْ
من طلب العز بغير السيف ذل
وأمش إلى المجد ولو على الأسل
وَانجُ من الهُونِ كما يَنجو البَطَلْ
من لم يئل من بعدها فلا وأل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَحَبّ إليّ بالدهناءِ ملقى
لَحَبّ إليّ بالدهناءِ ملقى
رقم القصيدة : 10291
-----------------------------------
لَحَبّ إليّ بالدهناءِ ملقى
لأيدي العِيسِ وَاضِعَة َ الرّحَالِ
مُنَاخُ مُطَلَّحِينَ تَقَاذَفَتْهُمْ
غريب الحاج والهمم العوالي
أرَاحُوا فَوْقَ أعضَادِ المَطَايَا
قد افترشوا زرابي الرمال
فبين ممضمض بالنوم ذوقا
وَبَينَ مُقَيَّدٍ بِعُرَى الكَلالِ
إلى أن روع الظلماءَ فتق
أغَرُّ كَجَلحَة ِ الرّجُلِ البَجَالِ
فَقَامُوا يَرْتَقُونَ عَلى ذُرَاهَا
سَلالِيمَ المَعَالِقِ وَالجِبَالِ
وَأرّقَني دُعَاءُ الوُرْقِ فِيهَا
على جرح قريب الإندمال
تذكرني بسالفة الليالي
وسالفة الغزالة والغزال
وأيام الشباب مساعفات
جمعن لنا وأيام الوصال
كأنفاس الشمول كرعت فيها
عَلى ظَمإٍ وَإنْفَاسِ الشَّمَالِ
أقُولُ لهَا، وَقَدْ رَنّتْ مِرَاحاً
لبالُك يا حمامة غير بالي
تباعد بيننا من قيل شاك
تَعَلّقَ بالغَرَامِ، وَقيلَ سَالي
تَرِيعُ إلى دَرَادِقَ عَاطِلاتٍ
وَهُنّ بُعَيْدَ آوِنَة ٍ حَوَالي(2/2)
لها صنع يطول على طلاها
قلائد لا تفصل باللألى
عَوَارٍ لا تَزَالُ الدّهْرَ حَتّى
تجللها بريطٍ غير بالي
وَكُلِّ أُزَيْرِقٍ قَصُرَتْ خُطَاهُ
كشيخ الحيّ طأطأ للعوالي
مراحك قبل طارقة المنايا
وقبل مرد عادية الليالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقول والهم زميل رحلي
أقول والهم زميل رحلي
رقم القصيدة : 10292
-----------------------------------
أقول والهم زميل رحلي
يعرقني مطاله ويبلي
ولا أرى من زمني ما يُسلي
مَنْ يَشْتَرِي مني جَميعَ فَضْلي
بِسَاعَة ٍ مِنْ عَيْشِ أهلِ الجَهلِ
كُنتُ أرَى العَقْلَ نِفاقَ مِثْلي
فصار أدنى ضائرٍ لي عقلي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَقَدْ طَالَ هَزّي مِنْ قَوَائمِ مَعشرٍ
لَقَدْ طَالَ هَزّي مِنْ قَوَائمِ مَعشرٍ
رقم القصيدة : 10293
-----------------------------------
لَقَدْ طَالَ هَزّي مِنْ قَوَائمِ مَعشرٍ
كلال الظُبا لم أرض من بينها نصلا
رجال إذا ناديتهم لصنيعة
وَجَدتَهُمُ مِيلاً عن الجودِ أوْ عُزْلا
إذا جُشموا النزر القليل رأَيتهم
يَعجّونَ مِنْ لُؤمٍ وَما حُمّلوا ثِقْلا
عَلى النَّفْسِ أثْني بالمَلامِ لأِنّني
نحَلتُ وُسُومَ الخَيلِ أحمِرَة ً غُفلا
وحملت أمطاءَ البكار مآربي
ولمَّا احملها المصاعب والبزلا
يُشيعُ لَئِيمُ القَوْمِ ذو الجَهلِ لُؤمَهُ
ويستر بعض اللؤم من صحب العقلا
ألا رُبّمَا أرْقي اللّئِيمَ، فَيَنْثَني
وَأعضَلَني مَن يَجمَعُ اللّؤمَ وَالجَهلا
حَبَالى بِمَوْعُودِ العَطَاءِ تَجَرّمَتْ
شُهوراً وَأعوَاماً وَما طرَقوا حَملا
تواصوا بمطل الوعد ثم تجاسروا
على اللؤم حتى جانبوا الوعد والمطلا
ذُنَابَى قِصَارٍ لا يَزِيدونَ بَسطَة ً
وَإنْ رَكِبُوا يَوْماً ظَنَنتَهمُ رَجْلا
فَشَتّانَ أنتُمْ وَالمُسيلُونَ للجَدَا
إذا عدم العام الندى روضوا المحلا
يَكُونُونَ للوَبْلِ الغَمَاميّ إخْوَة ً
فإن ضن عن أوطانه خلفوا الوبلا
يَبيتُون غَرْثَى يَعلِكونَ سِيَاطَهم(2/3)
وَقَد طَرَدُوا عَنّا المَجاعة َ وَالأَزْلا
حياضٌ معانُ الماءَ غادية الحيا
يُدَلُّ عَلَيْهَا الخَابِطَانِ، إذا ضَلاّ
يذودون عنها للغريب سوامهم
وَلَوْ أنّهُمْ شاؤوا القَذى وَرَدوا قَبلا
إذا سالموا لم يمنعوا النصف طالبا
وَإنْ طاعَنُوا الأقرَانَ لم يَعرِفوا العدلا
إذا فغرت شوهاء من جانب العدا
عَلى غَيرِ نَذْرٍ لَقّمُوها القَنا الذُّبلا
ثِقَالٌ بِأيديهِمْ، خِفَافٌ كَأنّمَا
أطَارُوا إلى الأعداءِ من رُوسِها نَخلا
كَأنّ طُرُوقَ الحَيّ يُخرِجُ منهُمُ
إذا غَضِبُوا، الدّاءَ المُجَنّة َ وَالخَبلا
إذا ما دُعوا خِلتَ الرّياحَ عَوَاصِفاً
تهيل ثرى من جانب الغور أو رملا
يُنادي الفتى باللّيلِ مُوقِدَ نَارِهِ
حباب القرى ظاهرْ لها الحطبُ الجزلا
وَيا رَاعيَ الكَوْماءِ للسّيفِ ظَهرُهَا
فَضَعْ عَنْ بَوَانِيهَا الحَوِيّة َ وَالرّحلا
أولَئِكَ قَوْمي لا الذينَ مَقَالُهُمْ
لِباغي النّدى أوْ طارِقِ اللّيلِ: لا أهْلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَة ٍ
إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَة ٍ
رقم القصيدة : 10294
-----------------------------------
إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَة ٍ
لَبِسْتُ القِلَى نَعْلاً بِغَيرِ قِبَالِ
وأغبطتُ رحل الهم في ظهر عزمة
مواشكة ٍ من عجرف ونقال
وما كنت أن فارقت حيا ذممته
بطول نزاعي أو تحنّ جمالي
إذا عَلِمُوا مِنّي عَلاقَة َ وَامِقٍ
فَلا يَأمَنُوا يَوْماً نُزَاعَة َ سَالي
أَ أذهب عن قوم كرام أعزة
إلى جِذْمِ قَوْمٍ عَاجزِينَ بِخَالِ
كمَن بادَلَ الإجلاءَ في العَينِ بالقَذَى
وآب بداءٍ لا يطب عضال
ينازعني الأحساب مستضعف القوى
لَهُ عَنْ رِهَانِ المَجْدِ أيُّ عِقالِ
إذا مغرم غادى اتقاه بعرضه
أمَامَ يَدَيْهِ، وَاتّقَيْتُ بِمَالي
يَمُدّ يَداً مَخْبُولَة ً لِيَنَالَني
وقد أعجز الأيدي الصحاح منالي
تَعَرّضْتُ للعِرّيضِ حَتى عَلِقْتُهُ(2/4)
بأُظفُورِ أقنى ذي نَدًى وَظِلالِ
ومن لم يدع إيقاد نار بقرة
فَلا بُدّ يَوْماً أنْ يَجيءَ بِصَالي
وَإنّي عَلى بُعْدٍ برَميِ قَوَارِصِي
لأرْغَبُ جُرْحاً مِنْ رَميّ نِبَالي
يُشَكِّكُ فيّ النّاظِرُونَ: أفلّه
غرار مقالي أم غرار نصالي
لَئِنْ أطمَعَ الأقْوَامَ حِلْمي، فرُبّما
أخَافَهُمُ، بَعْدَ الأمَانِ، صِيَالي
وَلَيسَ قُبُوعُ الصِّلّ مانعَ وَثْبِهِ
إذا نَالَ مِنْهُ وَالِغٌ بِمَنَالِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> غَدَتْ عِرْسِي تُجَرِّمُ لي ذُنُوباً
غَدَتْ عِرْسِي تُجَرِّمُ لي ذُنُوباً
رقم القصيدة : 10295
-----------------------------------
غَدَتْ عِرْسِي تُجَرِّمُ لي ذُنُوباً
وَذَنْبي عِنْدَهَا ذَنْبُ المُقِلّ
تريني الدلّ عمداً وهو فرك
وَهَيهاتَ الفرُوكُ مِنَ المُدِلّ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبى الله أن تأتي بخير فترتجى
أبى الله أن تأتي بخير فترتجى
رقم القصيدة : 10296
-----------------------------------
أبى الله أن تأتي بخير فترتجى
فروع لئام قد ذممنا أصولها
إذا الدّارُ مِنْ قَبلِ العَفاء نَبَتْ بِنَا
فكيف نرجي للمقام طلولها
هزَزْتُ المَوَاضِي فانثنَتْ عن ضرَائبي
فما أرَ بي في أن أهز كليلها
إذا قيل بيت الفخر كنتم ضيوفه
وإن قيل دار اللؤم كنتم حلولها
وقولة خزي فيكم تستفزني
وَأعْلَمُ أنْ لا بُدّ مِنْ أنْ أقُولهَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَذي ضَغَنٍ مَعْسُولَة ٍ كَلِمَاتُهُ
وَذي ضَغَنٍ مَعْسُولَة ٍ كَلِمَاتُهُ
رقم القصيدة : 10297
-----------------------------------
وَذي ضَغَنٍ مَعْسُولَة ٍ كَلِمَاتُهُ
ومسمومة تترى إلى القلب نبله
عَرَكْتُ بحِلْمي جَهلَهُ، فكَدَدْتُهُ
عراكاً إلى أن مات حلمي وجهله
ركبتَ ظراب اللابتين على الحفا
وَغَيرُكَ لمْ تَسْلَمْ عَلَيهِنّ نَعلُهُ
لَقَدْ أوْعَرَ النّهجُ الذي أنتَ خابِطٌ
فقف سالماً حيث انتهى بك سهله
لأَشفى مريض الود بيني وبينكم(2/5)
وَعَاوَدَ نُكْساً بَعدَ بُرْءٍ مُبِلّهُ
وَكَانَ الأذَى رَشحاً فقد صَارَ غَمرَة ً
وأول أعداد الكثير أقله
نَهَيتُكَ عَن شِعبٍ عَسيرٍ وَلُوجُهُ
بذي الرِّمثِ قد أعيَا على النّاسِ صِلّهُ
وَبَيتٍ كلِصْبِ الأرْيِ لا تَستَطيعُهُ
صدور الطوال الزاعبيات نحله
فلا تقربن الغاب يحميه ليثه
ودع جانباً وعراً على من يحله
كأن على الأطواد من نزع بيشة
رصيدَ طريقٍ ضل من يستدله
تَلَفّعَ في ثَنْيِ عَبَاءٍ مُشَبْرَقٍ
أصَابيغُ ألْوَانِ الدّمَاءِ تَبُلّهُ
قُصاقصة ما بات إلا على دم
تمضمض منه عرسه ثم شبله
أخُو قَنَصٍ كَفّاهُ كفّة ُ صَيْدِهِ
إذا جَاعَ يَوْماً وَالذّرَاعانِ حَبْلُهُ
يشقق عن حب القلوب بمخصف
أزَلّ كمَا جَلّى عَنِ الرّمحِ نَصْلُهُ
كخارز مقدود الأديم رأيته
يَبِينُ عَنِ الإشفَى وَطَوْراً يَغُلّهُ
قليل ادّخار الزاد يعلم أنه
متى ما يعاين مطعماً فهو أُكله
تُصَدِّعُ عَنْ هَمهامَة ِ الخَيلِ وَالقَنا
صياحك في أعقاب طرد تشله
لَهُ وِقْفَة ُ المِجْزَاعِ ثُمّ تُجِيزُهُ
حفيظة مجموع على الرُوع شمله
وَمُستَوْقَداتٍ من لَظَى العارِ أَجّجتْ
لهَا حَطَباً لا يَنقضِي الدّهرَ جَزْلُهُ
تورّدها قوم فطاحوا جهالة
وكان عقالَ المرء عنهنَّ عقله
وَطَوْقٍ مِنَ المَخزَاة ِ فيكُمْ عَقَدتُه
ألا إنّ عَقْدَ العَارِ يُعْجِزُ حَلّهُ
مضغتكم بالذم ثم لفظتكم
وَمَا كُلّ لحمٍ يُعجِبُ المَرْءَ أكلُهُ
شَغَلْتُ بكُمْ قَوْلي، وَعندي بَقيّة ٌ
وقد يُردف الظهر الذي آد حمله
فلا تفتقد خلاً يسؤك بعضّه
وَإنْ غَابَ يَوْماً عَنكَ ساءكَ كُلّهُ
إذا شئت أن تبلو امرأً كيف طبعه
فدعه وسائل قبلها كيف أصله
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تغير القلب عما كنت تعرفه
تغير القلب عما كنت تعرفه
رقم القصيدة : 10298
-----------------------------------
تغير القلب عما كنت تعرفه
أيام قلبيَ دار منك محلال
وأدبر الودّ ما بيني وبينكم
وَللمَوَدّاتِ إدْبَارٌ وَإقْبَالُ(2/6)
ما كُنتُ صَبّاً فما في النّاسِ لي بدلٌ
وَإنْ سَلَوْتُ فكلُّ النّاسِ أبدالُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولما بدا لي أنَّ ما كنت أرتجي
ولما بدا لي أنَّ ما كنت أرتجي
رقم القصيدة : 10299
-----------------------------------
ولما بدا لي أنَّ ما كنت أرتجي
مِنَ الأمْرِ وَلّى ، بَعدَما قلتُ أقبَلا
تَلَوّمْتُ بَينَ اللّوْمِ وَالعُذْرِ سَاعَة ً
كذي الوِرْدِ يُرْمي قَبلَ أنْ يتَبَدّلا
فلما رأيت الحلم قد طار طيرة
وَلَمْ أرَ إلاّ أنْ ألُومَ وَأعْذُلا
رَجَعْتُ أُوَلّي عَاثِرَ الجَدّ لَوْمَهَا
فَلا قَامَ بَيْنَ العَاثِرِينَ وَلا عَلا
أُلَعّنه مستثنياً من عنانه
كَرَدّكَ في الغِمْدِ الكَهَامَ المُفَلَّلا
وَأعْفَيْتُ مِنْ لَوْمي امرَأً ما وَجَدتُه
مُليماً، وَلا بَاباً عَنِ الجُودِ مُقفَلا
لجَدّي إذاً باللّوْمِ أوْلَى مِنَ الحَيَا
ومن ذا يلوم العارض المتهلّلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أشمّ ببابل بَوّ الصَّغَار
أشمّ ببابل بَوّ الصَّغَار
رقم القصيدة : 10300
-----------------------------------
أشمّ ببابل بَوّ الصَّغَار
ولو أنا بالرمل لم أفعل
وَألقَى التحيّاتِ مِنْ مَعشَرٍ
كما ارْتَجَمَ الحَيُّ بالجَندَلِ
وأنزل في القوم اقلالهم
ولولا الحضارة لم أنزل
وَلَوْ كُنتُ رَاكبَ هذا الجَوَادِ
بوَادي القَرِينَة ِ لمْ أرْحَلِ
ولو مدّ لي طنب بالفلا
حماني لداغ القنا الذبل
وأسرة عز طوال القنا
إذا نزل الذلّ قالوا ارحل
مُهَجَّنَة ٍ أصْطَلي نَارَهَا
وَعَزّ عَلى الرّجُلِ المُصْطَلي
وَلَوْ شُوِّرَ السّيفُ في مِثْلِهَا
لَقَالَ: أطِعْني وَلا تَقْبَلِ
فَلَوْ كُنتُ مِنْ شاهِدِيها رَأيْـ
ت هويّ الروس على الأرجلِ
مقام يدنّس عرض الأبي
ويلعب بالقلّب الحوّل
وَلَوْ كُنتُ ذا هِمّة ٍ حُرّة ٍ
لَرَحّلَني الضّيّمُ عَنْ مَنزِلي
وَكَيفَ تَقَلُّبُ ذي هِمّة ٍ
وَقَدْ لُزّ بالقَرَنِ الأطْوَلِ
أَءأْبى ولا حدّ اسطوبه(2/7)
وَأينَ الإبَاءُ مِنَ الأعْزَلِ
تُرَى الجَاهِليَّة ُ أحْمَى لَنَا
وَأنْأى عَنِ المَوْقِفِ الأرْذَلِ
فَلَوْلا الإلَهُ وَتَخْوَافُهُ
رجعنا إلى الطابع الأولِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إياك عنه عذلَ العاذل
إياك عنه عذلَ العاذل
رقم القصيدة : 10301
-----------------------------------
إياك عنه عذلَ العاذل
قلب الفتى في شغل شاغل
دعني ومن يسلبني مهجتي
مَا أطْلُبُ العَوْنَ عَلى قَاتِلي
وَيَا غَرِيمي بِعَقِيقِ الحِمَى
حصلتُ من حقي على الباطل
يُعْجِبُني مَطْلُ غَرِيمِ الهَوَى
لطول تردادي إلى الماطل
وطارق لشيب حييته
سلام لا الراضي ولا الجاذل
أجرى على عودي ثقاف الهوى
جري الثقافين على الذابل
وَاعَدَني عَقْرَ مِرَاحي لَهُ
لا درّ درّ الشيب من نازل
فاليوم لا زور ولا طربة
نام رقيبي وصحا عاذلي
يا رَاكِبَ الوَجْنَاءِ مَصْبُوبَة ً
عَلى المَلا كَالصّدِعِ العَاقِلِ
كأَنّما يرمي جلاد الصفا
بأوب رجلي ذرع جافل
راعت حصى نجد فإخفافها
بَعْدَ التِزَامي بِثَرَى بَابِلِ
أبْلِغْ قُوَيماً كَثرُوا قِلّة ً
بعد مضيّ السلف الراحل
كانوا صفاء الكأس ثم انجلوا
مِنَ البَوَاقي عَنْ قَذًى ثَافِلِ
زَالَ نُجُومٌ، عُرِفُوا بَعدَهُم
وَفي التّفَاني نَبَهُ الخَامِلِ
ضرورة ً حمتُ على وردكم
لما خطاني مطر الوابل
لا يَرْكَبُ النّاهِقَ ذُو أُرْبَة ٍ
إلاّ إذا رُدّ عَنِ الصّاهِلِ
أغْمَدْتُمُوني بَعدَ صَقْلِ الشَّبَا
إغْمَادَ لا المَاضِي وَلا القَاصِلِ
وَحاجَة ُ السّيْفِ إلى ضَارِبٍ
يَوْمَ المَنَايَا، لا إلى صَاقِلِ
لا تحسن النيقة في قاطع
مَنْ لَيْسَ للقَاطِعِ بالحَاملِ
آلَيْتُ أنْ أحْدُو بِأعْرَاضِكُمْ
حدو أبي عروة بالجامل
وَسَوْفَ أحْمي لَكُمُ مِيسَماً
يُنْبَشُ مِنْهُ وَبَرُ البَازِلِ
إذا انبرى للجلد أبقى له
عَلْطاً مِنَ الزَّوْرِ إلى الكَاهِلِ
أطْوَاقُ عَارٍ إنْ تَقَلدْتُهَا
حَسَدْتُ مِنْهَا عُنُقَ العَاطِلِ(2/8)
أُرْسِلُهَا هَزْلاً وَأرْمي بِهَا
مَا بَلَغَ الجِدُّ مِنَ الهَازِلِ
يَعْشُو إلَيْهَا كُلُّ ذِي نَاظِرٍ
قَوْلٌ كَأنْيَابِ صِلالِ التّقَا
تُشَاكُ مِنْهُ قَدَمُ النّاعِلِ
أسرع في الناس إذا قلته
من خبر السوء إلى النّاقل
لا تنكروا السيل إذا كنتم
على طريق اللجب الهاطل
قُلْ لأبي العَوّامِ مُستَدْفِعاً
به جماح القدر النازل
يا نجوة الخائف من دهره
ويا ثقاف الخطل المائل
جذبت حبلي من يدي قاطع
فامْدُدْ لَهُ مِنكَ يَدَيْ وَاصِلِ
هَيهَاتَ مَا غَيْمُكَ بالمُنجَلي
يوماً ولا ظلك بالزائل
وَلا خِضَابُ العَهْدِ أُعْطِيتَهُ
أن نصل الأقوام بالناصل
مَا كُنتَ لمّا طَلَبَتْ دَعْوَتي
سَمْعَكَ بالوَاني، وَلا الغَافِلِ
قمت قيام الرمح في نصرتي
مُرَافِدَ اللّهْذَمِ بِالعَامِلِ
هَبني خَسأتُ الخَطبَ عنّي، وَمَا
قدّرت إلاَّ أنَّهُ آكلي
كَمْ غَرّني غَيرُكَ مِنْ نَاصِرٍ
أبطأ والمبطئ كالخاذل
أطمَعَني، حَتّى إذا جِئْتُهُ
كان سراب البلد الماحل
تعذَّب الآمال في ظله
وَتَنْثَني عَنْهُ بِلا طَائِلِ
من كل ملبوس على غرة
لبس مُطال السقم الآزل
مموج الأخلاق لا محسنٍ
رَبِّ يَدِ الجُودِ، وَلا بَاخِلِ
كالعَيْرِ في عَانَة ِ ذِي طَخفَة ٍ
لا طالب النسل ولا عازل
واند ما إن لم أكن سامعاً
مَشُورَة َ الصِّلّ أبي وَائِلِ
قالُوا: وَرَأيُ المَرْءِ مِنْ عَقْلِهِ
ويذهب الرأيُ عن العاقل
أُغْلُوطَة ٌ لا نَهْضَ مِنْ عَثْرِها
قَدْ سَبَقَ السّهْمُ يَدَ النّابِلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جمحت بك الجاهات في غلوائها
جمحت بك الجاهات في غلوائها
رقم القصيدة : 10302
-----------------------------------
جمحت بك الجاهات في غلوائها
سفهاً، فَغُضّ مِنَ العِنَانِ قَلِيلا
وَاحذَرْ لَوَاذِعَ قَائِلٍ مُتَغَطرِفٍ
أمسى يسن لسانه ليقولا
بفواقر تدع الرؤس أميمة
وقوارع تدع العزيز ذليلا
قد كان عرضك في الصوان بطيئة
فَلَئِنْ أبَيْتَ لَيَغْدُوَنْ مَبْذُولا(2/9)
إن العُباب إذا تغطغط أو طمى
جعل الجبال وإن علون مسيلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَقالُوا: أسِغهَا! إنّما هيَ مَضْغَة ٌ
وَقالُوا: أسِغهَا! إنّما هيَ مَضْغَة ٌ
رقم القصيدة : 10303
-----------------------------------
وَقالُوا: أسِغهَا! إنّما هيَ مَضْغَة ٌ
بفيك أبا الغيداق ترب وجندل
صدفتُ بوجهي لا بقلبيَ عنكم
ويصدف قلب المرء والوجه مقبل
رجعنا على الأعقاب فيما يسرنا
نُجَرُّ إلى مَا لا نَوَدُّ وَنُعْتَلُ
صِحَاحُ أديمِ الودّ لا عَيبَ فِيهِمُ
سِوَى ما يَقُولُ الجادِبُ المُتَعَلِّلُ
فزعت إلى الإبدال بعد فراقهم
فاعوذني يا عمرو من اتبدل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَبّاكَ مَشْزُورُ القُوَى ذَيّالُ
لَبّاكَ مَشْزُورُ القُوَى ذَيّالُ
رقم القصيدة : 10304
-----------------------------------
لَبّاكَ مَشْزُورُ القُوَى ذَيّالُ
أغْلَبُ قَوّالُ النّدِي فَعّالُ
مِنْ قَبْلِ أنْ تَدْعُو بِهِ الآمَالُ
إن قال لم تقعد به الفعال
يُنِيلُ جُوداً فَوْقَ مَا يَنَالُ
خلقٌ رقيقٌ ماؤه زلال
كَالخَمْرِ إلاّ أنّهُ حَلالُ
المال يفنى والثناء المال
تَبْقَى العُلَى ، وَتَذْهَبُ الرّجَالُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إن غرب الدّهر مصقول
إن غرب الدّهر مصقول
رقم القصيدة : 10305
-----------------------------------
إن غرب الدّهر مصقول
وغرار الجد مسلول
وَرِدَاءَ الفَجْرِ مُنْسَحِبٌ
ونطاق الليل مسدول
وحواشي الجو ناصلة
والدجا بالصبح مطلول
وَثَنَايَا اليَوْمِ يُضْحِكُهَا
من قدوم العيد تقبيل
شَهِدَتْ فِينَا، مَخَائِلُهُ:
إن هذا الصوم مقبول
فأطِعْ حُكمَ السّرُورِ، وَإن
زُخرِفَتْ فِيهِ الأضَالِيلُ
وتعلل بالمدام له
إنّمَا الدّنْيَا تَعَالِيلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سلِ الهَضْبَ ما بَينَ الهضَابِ الأطاوِلِ:
سلِ الهَضْبَ ما بَينَ الهضَابِ الأطاوِلِ:
رقم القصيدة : 10306(2/10)
-----------------------------------
سلِ الهَضْبَ ما بَينَ الهضَابِ الأطاوِلِ:
متى ريع يوماً قبلها بالزلازل
وَهَلْ خُضِدَتْ تِلكَ الرّمَاحُ لِغامِزٍ
وَهَل أكثَبَتْ تلكَ النّجومُ لنَائِلِ
مضى النجباء الأطولون وخلفوا
قِصَارَ الخُطَا عنْ كُلّ مَجدٍ وَنائلِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رُسّتْ قُبُورُهُمُ عَلى
رُسّتْ قُبُورُهُمُ عَلى
رقم القصيدة : 10307
-----------------------------------
رُسّتْ قُبُورُهُمُ عَلى
هام المكارم والمعالي
فَكَأنّمَا هَرَقَ النّدَى
فيهِنّ، أذْنِبَة َ النّوَالِ
مِنْهُمْ وَرَاءَ التُّرْبِ أمْـ
ـثَالُ الصّوَارِمِ وَالعَوَالي
أتُرَى المَنَايَا كَيْفَ جُلْـ
بذلك الحي الحلال
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تُكَلّفُني عُذْرَ البَخيلِ، وَلي مَالُ
تُكَلّفُني عُذْرَ البَخيلِ، وَلي مَالُ
رقم القصيدة : 10308
-----------------------------------
تُكَلّفُني عُذْرَ البَخيلِ، وَلي مَالُ
ملامَكَ لا يذهب بك القيل والقال
فعندك إكثاري إذا كنت مكثراً
وَعِندِيَ إقْلالي، إذا كانَ إقلالُ
وَإنّي لأَرْمي بِالنّوَالِ مَسَافَة ً
من الجُودِ لا يَسطيعُها الرّجلُ النّالُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تقارعنا على الأحساب حتى
تقارعنا على الأحساب حتى
رقم القصيدة : 10309
-----------------------------------
تقارعنا على الأحساب حتى
تَوَادَعنَا، فَكُلٌّ غَيرُ آلِ
فكانت بين قومكم وبيني
خُمَاشَاتٌ بِأطْرَافِ العَوَالي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا سَعدُ سَعدَ الخَيلِ وَالإبِلِ
يا سَعدُ سَعدَ الخَيلِ وَالإبِلِ
رقم القصيدة : 10310
-----------------------------------
يا سَعدُ سَعدَ الخَيلِ وَالإبِلِ
إدْفَعْ صُدُورَ الأيْنُقِ البُزْلِ
أوَ ما رأيت العيس آخذة
لك أهبة الإدلاج والعمل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا حَيِّ ضَيْفَ الشّيْبِ إنّ طُرُوقَهُ(2/11)
ألا حَيِّ ضَيْفَ الشّيْبِ إنّ طُرُوقَهُ
رقم القصيدة : 10311
-----------------------------------
ألا حَيِّ ضَيْفَ الشّيْبِ إنّ طُرُوقَهُ
رَسُولُ الرّدَى قُدّامَهُ، وَدَلِيلُهُ
وقد كان يبكيني لشعري نزوله
فَقَدْ صَارَ يُبكيني لَعَمرِي رَحيلُهُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَقَدْ تَرَكَتْ صَوَارِمُهُمْ بحِجرٍ
وَقَدْ تَرَكَتْ صَوَارِمُهُمْ بحِجرٍ
رقم القصيدة : 10312
-----------------------------------
وَقَدْ تَرَكَتْ صَوَارِمُهُمْ بحِجرٍ
وَقَائِعَ مِنْ دِمَاءِ بَني عِقَالِ
وما ضلت ضلالهم بحجر
سقيطة جندل بين الرجال
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَمُعتَرَكٍ للوَصْلِ يُجلَى عَجاجُه
وَمُعتَرَكٍ للوَصْلِ يُجلَى عَجاجُه
رقم القصيدة : 10313
-----------------------------------
وَمُعتَرَكٍ للوَصْلِ يُجلَى عَجاجُه
ببطحاء قوم عن قتيل وقاتل
وأكثر ما يلقى به غب نومه
سقاط اللأَلي أو فصوم الخلاخل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وإذا ما دعوا وقد نشط الرو
وإذا ما دعوا وقد نشط الرو
رقم القصيدة : 10314
-----------------------------------
وإذا ما دعوا وقد نشط الرو
عُ، خُيُولَ العِدا مِنَ الأجلالِ
شَمّرُوا يَطلُبُونَ ناشِئَة َ الصّوْ
تِ خَناذيذَ كالجُذُوعِ الطّوَالِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أصبحت لا أرجو ولا أبتغي
أصبحت لا أرجو ولا أبتغي
رقم القصيدة : 10315
-----------------------------------
أصبحت لا أرجو ولا أبتغي
فضلا ولي فضل هو الفضل
جدي نبيٌّ وإمامي أبي
ورايتي التوحيد والعدل
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا عاذلان أسأتما العذلا
يا عاذلان أسأتما العذلا
رقم القصيدة : 10316
-----------------------------------
يا عاذلان أسأتما العذلا
لا مرحبا بكما ولا أهلا
أعذَلتُمَا مَنْ لَمْ يَمَلّ هوًى
وَتَرَكْتُمَا عَذْلَ الذِي مَلاّ
ولحوتما المقتول من كمد
وَعَذَلتُما مَنْ طَرّقَ القَتلاَ(2/12)
لَوْ أنَّ غَيرَ دَمي ذَهَبتِ بِهِ
لم تسألي قوداً ولا عقلا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَائِعَاتٌ أخَفُّهُنّ ثَقِيلُ
رَائِعَاتٌ أخَفُّهُنّ ثَقِيلُ
رقم القصيدة : 10317
-----------------------------------
رَائِعَاتٌ أخَفُّهُنّ ثَقِيلُ
وخطوب أدقهنَّ جليل
وَرَزَايَا تَهْفُو لَهُنّ حُلومٌ
راسيات وتستزل عقول
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تذارعن بالأيدي من الغور بعدما
تذارعن بالأيدي من الغور بعدما
رقم القصيدة : 10318
-----------------------------------
تذارعن بالأيدي من الغور بعدما
تقدم عرنين من الليل مائل
فما عممتها الشمس حتى رأَيتها
بنَجْدٍ تُسَامِيهَا النّجَادُ القَوَابِلُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَذَكّرْتُ، بَينَ المَأزمَينِ إلى مِنًى
تَذَكّرْتُ، بَينَ المَأزمَينِ إلى مِنًى
رقم القصيدة : 10319
-----------------------------------
تَذَكّرْتُ، بَينَ المَأزمَينِ إلى مِنًى
غزالاً رمى قلبي وراح سليما
لَئِنْ كُنتُ أستَحلي مَوَاقعَ نَبلِهِ
فإني ألاقي غبهنَّ اليما
أصاب حراما ينشد الأجر غدوة
فَما عَادَ مَأجُوراً وَعَادَ أثِيمَا
فلو كان قلبي باريأً ما ألمته
وَلَكِنّ أسْقَاماً أصَبْنَ سَقِيمَا
إذا بَلّ مِنْ داءٍ أعادَتْ لَهُ المَهَا
نُكَاساً، إذا مَا عَادَ عادَ مُقيمَا
بظُنّونني استَطرَفتُ داءً من الهوَى
وهيهات داء الحب كان قديما
قنصت بجمع شادناً فرحمته
وأخفض قناصٌ يكون رحيما
أأغْدُو مُهِيناً بالحَبَائِلِ سَاعَة ً
غزالا على قلبي الغداة كريما
ولم أر مثل الماطلات عشية
ذَوَاتِ يَسَارٍ مَا قَضَينَ غَرِيمَا
فَلا يُبْعِدِ اللَّهُ الذي كَانَ بَيُنَنا
من العهد إلا أن يكون ذميما
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> حبيبيَ ما أزرى بحبك في الحشا
حبيبيَ ما أزرى بحبك في الحشا
رقم القصيدة : 10320
-----------------------------------
حبيبيَ ما أزرى بحبك في الحشا
ولا غض عندي منك إنك أعجم(2/13)
وَعَابَكَ عِندِي العائِبَاتُ ظَوَالِماً
وإني إذا طاوعتهنَّ لأظلم
بنَفسِيَ مَن يَستَدرِجُ اللّفظَ عُجمة ً
كمَا يَمضَغُ الظّبيُ الأرَاكَ وَيَبغَمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا لَيلَة َ السّفْحِ ألاّ عُدْتِ ثانِيَة ً
يا لَيلَة َ السّفْحِ ألاّ عُدْتِ ثانِيَة ً
رقم القصيدة : 10321
-----------------------------------
يا لَيلَة َ السّفْحِ ألاّ عُدْتِ ثانِيَة ً
سقى زمانك هطال من الديم
ماض من العيش لو يفدى بذلت له
كَرَائِمَ المَالِ مِنْ خَيلٍ وَمن نَعَمِ
لمْ أقضِ مِنكِ لُبَاناتٍ ظَفِرْتُ بهَا
فَهَلْ ليَ اليَوْمَ إلاّ زَفرَة ُ النّدَمِ
فلَيتَ عَهدَكِ، إذْ لمْ يَبقَ لي أبَداً
لمْ يُبقِ عِندي عَقابيلاً مِن السّقَمِ
تَعَجّبُوا مِنْ تَمَنّي القَلْبِ مُؤلمَهُ
وَمَا دَرَوْا أنّهُ خِلْوٌ مِنَ الألَمِ
ردوا عليَّ لياليَّ التي سلفت
لم أنسهنَّ ولا بالعهد من قدم
أقُولُ للاّئِمِ المُهْدِي مَلامَتَهُ
ذق الهوى وإن اسطعت الملام لُم
وظبية من ظباء الأنس عاطلة
تَستَوْقفُ العَينَ بينَ الخمصِ وَالهَضَمِ
لو أنها بفناء البيت سانحة
لصِدْتُها وَابتَدَعتُ الصّيدَ في الحَرَمِ
قَدِرْتُ مِنهَا بِلا رُقْبَى وَلا حَذَرٍ
عَلى الذي نَامَ عَنْ لَيلي، وَلمْ أنَمِ
بتنا ضجيعن في ثوبي هوى ً وتقى ً
يلفنا الشوق من فرع الى قدم
وَأمسَتِ الرّيحُ كالغَيرَى تُجَاذِبُنَا
على الكثيب فضول الريض واللم
يشي بنا الطب أحياناً وآونة
يُضِيئُنَا البَرْقُ مُجتازاً على أَضَمِ
وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي
مواقع اللثم في داج من الظلم
وَبَيْنَنَا عِفّة ٌ بَايَعْتُهَا بِيَدِي
عَلى الوَفَاءِ بِهَا وَالرّعْيِ للذّمَم
يولَّع الطل بردينا وقد نسمت
رويحة الفجربين الضّال والسّلم
وَأكتمُ الصّبحَ عَنها، وَهيَ غافِلَة ٌ
حتّى تَكَلّمَ عُصْفُورٌ عَلى عَلَمِ
فَقُمْتُ أنْفُضُ بُرْداً مَا تَعَلّقَهُ
غير العفاف وراءَ الغيب والكرم(2/14)
وألمستني وقد جدّ الوداع بنا
كَفّاً تُشِيرُ بقُضْبَانٍ منَ العَنَمِ
وَألثَمَتْنيَ ثَغْراً مَا عَدَلْتُ بِهِ
أريَ الجنى ببنات الوابل الرُذُم
ثم انثنينا وقد رابت ظواهرنا
وفي بواطننا بعد من التهم
يا حبذا لمّة ٌ بالرمل ثانية
ووقفة ببيوت الحي من أمم
وَحَبّذا نَهْلَة ٌ مِنْ فِيكِ بَارِدَة ٌ
يُعدي عَلى حَرّ قَلبي بَرْدُها بفَمي
دَينٌ عَلَيكِ، فإنْ تَقضِيهِ أحيَ بهِ
وَإنْ أبَيْتِ تَقَاضَيْنَا إلى حَكَمِ
عجبت من باخل عني بريقته
وقد بذلت له دون الأنام دمي
ما ساعفتني الليالي بعد بينهم
إلا بكيت ليالينا بذي سلم
ولا استجدّ فؤادي في الزّمان هوى ً
إلاّ ذَكَرْتُ هَوَى أيّامِنا القُدُمِ
لا تطلبنَّ ليّ الإبدال بعدهم
فإن قلبيَ لا يرضى بغيرهم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نُظِمنا نِظَامَ العِقْدِ وُدّاً وَأُلْفَة ً
نُظِمنا نِظَامَ العِقْدِ وُدّاً وَأُلْفَة ً
رقم القصيدة : 10322
-----------------------------------
نُظِمنا نِظَامَ العِقْدِ وُدّاً وَأُلْفَة ً
وَكَانَ لَنَا البَتّيُّ سِلْكَ نِظَامِ
أخي وَابنُ عَمّي وَابنُ حَمْدٍ فإنّه
تباريح قلبي خالياً وغرامي
وسادسنا الأزدي ما شئت من أب
جواد ومن جد أغر همام
أحَاديثُ تَستَدْعي الوَقُورَ إلى الصِّبَا
وَتَكْسُو حَليمَ القَوْمِ ثَوْبَ عُرَامِ
فنضحي لها طربى بغير ترنم
ونمسي لها سكرى بغير مدام
تعالوا نولِّ اللائمين تصامماً
ونعص على الأيام كل ملام
وَنَغْتَنِمِ الأوْقَاتَ إنّ بَقَاءَهَا
كمر غمام أو كحلم منام
مِنَ اللّهِ أسْتَبقي صَفَاءً يَضُمُّنَا
وطاعة أيام ودار مقام
واستصرف الأعداء عنّا فإنَّنا
مُذُ اليَوْمِ أغرَاضٌ لِكُلّ مَرَامِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألمع برق أم ضرم
ألمع برق أم ضرم
رقم القصيدة : 10323
-----------------------------------
ألمع برق أم ضرم
بَينَ الحِرَارِ وَالعَلَمْ
تضحك عن وميضه
لَمّاعَة ٌ مِنَ الدّيَمْ(2/15)
كَمَا اسْتَشَبّ نَارَهُ
قَينٌ بِضَالٍ وَسَلَمْ
قد هدلت شفاهها
على القنان والأكم
تهدر عن رعودها
هَدْرَ الفَنِيقِ ذي القَطَمْ
لَهَا فَسَاطِيطٌ عَلى
ذُرَى الرّوَابي وَخِيَمْ
أشيمة لفتية
تضرعوا على اللمم
قد سوروا أكفهم
بِلَيّ أطْرَافِ الخُطُمْ
وَجَلّلُوا مَيْسَ الرّحَا
مُحتَمِلُ الأعْبَاءِ لا
أُوقظهم وللكرى
فيهم خبال ولمم
كأنما يجذبهم
من الرقاب والقمم
من كل معروق العظا
م أملس ولّى الزُلم
يَلُوكُ فُوهُ مَضْغَة ً
ضَعِيفَة ً عَنِ الكَلِمْ
إذا أرَادَ قَوْلَ لا
مِنْ سُكْرِهِ قَالَ: نعمْ
وَالرّكْبُ في مَضَلّة ٍ
لا نَضَدٌ، وَلا عَلَمْ
ما انتعلت بإرضها
خف بعير أو قدم
أقُولُ لَمّا أنْ دَنَا
من المصاب وعزم
يا برق إن صبت الحمى
فلا تصب إلاّ بدم
عَلى دِيَارِ مَعْشَرٍ
خَانُوا العُهُودَ وَالذّمَمْ
تَجَهّمُوا ضَيْفَ العُلَى
وَامتَهَنُوا زَوْرَ النِّعَمْ
مِنْ كُلّ رَاعي أُمّة ٍ
أجهل من راعي غنم
ما بينهم في المكرما
تِ نَسَبٌ وَلا رَحِمْ
وَمَا بِهِمْ إلى النّدَى
لا ظَمَأٌ وَلا قَرَمْ
كم أذكروني معشراً
كانوا قرارات الكرم
ما حملت أمثالهم
يوماً غوارب النعم
كم فيهم لمطرد
مِنْ وَزَرٍ وَمُعتَصَمْ
كانُوا، إذا الخَطْبُ دَجا
وَجَلجَلَتْ إحدى الغُمَمْ
مأمنة من الردى
ونجوة من العدم
إذا همُ تيقظوا
فيها فقل للجار نم
هم وسموا ما أغفل النـ
ـاس على طول القدم
إذا أذموا ضمنوا
على الزمان ما اجترم
وأمنوا حتى على القلـ
ـقُلُوبِ مِنْ طَارِقٍ هَمّ
أهل النصول والقنا
والمعطيات في اللجم
والسامر الهبهاب في
الظلماء والشرب العَمم
جِنٌّ، إذا تَعَانَقَ الأ
بْطَالُ بِالبِيضِ الخُذُمْ
في حَيثُ لا يَلَذُّنَا
معتنق وملتزم
من كل مطويّ على
عظيمة من الهمم
مِنْ عِشْقِهِ يَوْمَ الوَغَى
يَرَى الطّعَانَ في الحُلُمْ
محمل الأعباء لا
يجرها من السأم
عَفٌّ، فَإنْ لَمْ يَحْمِه الـ
ضّيمَ سوَى الظلم ظلمْ
صاحت بهم على الردى
مُسمَعة ٌ على الصمم(2/16)
وانتزعت من عزهم
تلك العماد والدعم
بَاطِشَة ً بِلا يَدٍ
واعظة بغير فم
وقبل ما كبُّتْ لها
قباب عاد وأرم
فاليوم مرمى دارهم
لا كَثَبٌ ولا أمم
قل للعدوّ هربا
قد زخر الوادي وطم
وَشَافَهَتْ أمْوَاجُهُ
ذُرَى القِلالِ وَالأُطُمْ
ومن يكن تحت مجر
ـرِّ السّيْلِ يَوْماً لا يَقُمْ
تَسُومُني الضّيمَ، لقَدْ
نَفَخْتَ في غَيرِ ضَرَمْ
أما علمت أنَّهُ
مَنْ كَانَ حُرّاً لمْ يُضَمْ
أبِالمَخَازِي أبَداً
مدرع وملتثم
ثِيَابَ عَارٍ أبَداً
فَضْفَاضَة ً عَلى القَدَمْ
تَجزِيكَ في الصّبحِ وَتَسـ
ـتَغْني بِهَا عَن الظُّلَمْ
قُبّحْتِ مِنْ خَلائِقٍ
لئيمة ومن شيم
يُرِيدُ جَهْلاً أنْ يُسِي
ءَ عَامِداً وَلا يُذَمّ
هَيْهَاتَ أعْيَا مَا يُرِيـ
ـدُ قَبْلَهُ عَلى الأُمَمْ
سِيّانِ مَنْ قَبّلَ عُضْـ
وا منكم ومن عذم
وَمَنْ سَمَا بِهَامِكُمْ
إلى العُلَى وَمَنْ وَقَمْ
جَوَامِحاً في العَارِ لا
بِنْتَ عِنَاقٍ وَالرَّقَمْ
والليث لا يخرج إ
لاَّ محرجاً من الأجم
كلذعة الميسم في
شواظ نار وضرم
والحية الرّقطاءُ تر
دِي أبَداً بِغَيرِ سُمّ
حَقّاً عَلى أعْرَاضِكُمْ
تعطها عط الأدم
فَاستَنشقُوهَا نَفْحَة ً
تجدع مارن الأشم
تَقرِضُ مِنْ جُنُوبِكُم
طم اللمام بالجلم
كأنما تضرب في العر
ض الأعز بالقدم
مَذكُورَة ٌ مَا بَقِيَتْ
مِنْ غَيرِ عَقْدٍ لِرَتَمْ
ترى على عاري العظا
م وسمّها وهي رمم
فَلَوْ نَزَعْتَ الجِلْدَ كَا
نَ رَقْمُهَا كَمَا رُقِمْ
كم جردت شفارها
لحم فتى بلا وضم
خَابِطَة ً لا تَتّقي
صَدْمَ أخٍ وَلا ابنِ عَمّ
تَبِيتُ مِنْ سَمَاعِهَا
تَئِنّ مِنْ غَيرِ ألَمْ
لتَندَمَنّ بَعْدَهَا
هَيهَاتَ، حِينَ لا نَدَمْ
كم سقم منك أتى
عَلى عَقَابيلِ سَقَمْ
سَلَكْتَ في مَحَجّة ٍ
لا نَهَجاً وَلا لَقَمْ
صلعاء لا يعطى الهدى
دَلِيلُهَا، فَلا جَرَمْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> زار والركب حرام
زار والركب حرام
رقم القصيدة : 10324(2/17)
-----------------------------------
زار والركب حرام
أَوداع أم سلام
طارقاً والبدر لا
يحفزه إلا الظلام
بين جمع والمصلى
رِيمُ سِرْبٍ لا يُرَامُ
وحلول ما قرى نا
زلهم إلا الغرام
بَدّلُوا الدُّورَ، فَلَمّا
نزلوا القلب أقاموا
يَا خَلِيليَّ اسْقِيَاني
زَمَنُ الوَجْدِ سَقَامُ
وَصِفَا لي قُلْعَة َ الرّكْـ
ـبِ وَللّيْلِ مُقَامُ
مِنْ ألالٍ حَفَزُوا العِيـ
العيس كما ريع النعام
فزفير ونشيج
وَعَجِيجٌ، وَبُغَامُ
ومنى ً أين منى ً
ـنّي، لَقَدْ شَطّ المَرَامُ
هَلْ عَلى جَمْعٍ نُزُولٌ
وعلى الخيف خيام
يا غزال الجزع لو كا
ن على الجزع لمام
أحسد الطوق على
جيدك والطوق لِزام
وَأعَضُّ الكَفّ إنْ نَا
لَ ثناياك البشام
وأغار اليوم إن
مرّ على فيك اللثام
أنَا عَرّضْتُ فُؤادي
أوَّل الحرب كلام
أن جَعَلتُ القَلبَ مَرْمًى
كثرت فيه السهام
من يداوي داءَ
ئِكَ، وَالدّاءُ عُقَامُ
يا غِيَاثَ الخَلْقِ! أيّا
مك في الأيام شام
غرر واضحة الأعـ
ـلام والدهر ظلام
أنْتَ للدّنْيَا وَللدّيـ
مساك ونظام
وبهاءٌ وضياءٌ
وَغِيَاثٌ، وَقِوَامُ
إنّ أعداءك لمَّا
قادهم ذاك الزمام
وَرَأوْا أنّ طَرِيقَ الْـ
ـمَجْدِ وَعْرٌ وَإكَامُ
واستطالوا الغايَ حتى
جَرْجَرَ الثِّلْبُ العَبَامُ
سَلّمُوا الثّقْلَ إلى العَوْ
د فما ناءَ وقاموا
مُقْرَمٌ إنْ قِيدَ للوِرْ
دِ، وَقَدْ حَرّ اللِّطَامُ
حَبَسَ الأوْرَادَ بالغُـ
لة والحي قيام
ليس بدرٌ إن بغى
أوَّل من عز الحمام
جَامِحٌ أقْعَصَهُ مِنْ
قَائِمِ العَضْبِ لِجَامُ
كان ممن أسكرته
أمْسِ، هَاتِيكَ المُدامُ
وَنَجَا مِنْ زَحْمَة ِ المَوْ
ت وللموت زحام
طَافِياً تَقْذِفُهُ الغَمْـ
رة والماء جمام
مَنْزِعُ النّبْلَة ِ قَدْ طَا
ر بها الريش اللُّوأم
عَجْمَة ً طَوّحَهَا المِرْ
ضَاخُ، وَالعَجْمُ رِمَامُ
وإلى اليوم قذى نا
ظِرُهُ ذاكَ القَتَامُ
قدّر العاجز أن
ـلَ يُخْلِيهِ الهُمَامُ
كان في معطسِه الـ(2/18)
رِغمُ وفى فيه الرغام
أتُرَى لَمْ يَكْفِهِ مَا
لقيَ الخيل الطغام
لا حديث القوم منسـ
يٌّ ولا العهد قدام
جاش واديك فسال
ـسّيْلُ، وَالقَوْمُ نِيَامُ
راكباً ظهراً من
ـيَّ، مُسِيمٌ وَمُسَامُ
خطم الأول والآ
خِرُ يَبغِيهِ الخِطَامُ
شمه رئبال غاب
أوّلُ الفَرْسِ شِمَامُ
يا دَلِيلَ المَجْدِ إنْ ضَـ
ضلّ عن المجد الكرام
وَالّذِي يُرْعي بِدارِ الـ
ـعِزّ، وَالنّاسُ بِهَامُ
لي مَوَاعيدُ، وَوَعدُ الـ
ـغَيْبِ عَقْدٌ وَزِمَامُ
لَوِيَتْ عَنّي، فَيا للـ
س هل ضن الغمام
حُبِسَ القَطْرُ بأرْضِي
وَأرَى الجَوّ يُغَامُ
إنما اللَّومُ لجدي
مَا عَلى الغَيْثِ مَلامُ
قد تيقظتم لأمري
لَكِنِ الجَدُّ يَنَامُ
وعتاب القوم ألاّ
بِالمَعَارِيضِ خِصَامُ
عَجَباً كَيْفَ نَبَا اليَوْ
مَ بِكَفّتي الحُسَامُ
لا ذِرَاعي رِخْوَة ُ الحَبْـ
ولا السيف كهام
موضع الذم زماني
وَخَلاكَ اليَوْمَ ذَامُ
أيّهَا الزّارِعُ سَقْياً
فبذا الزرع أوام
إنّمَا غَرْسُكَ نَبْعٌ
ومن الغرس ثمام
عد بما عودتني
منك أياديك الجسام
ثم دم ما حسن العيـ
ش وما طاب الدوام
آمِراً تَخْدُمُكَ الأ
يام طوعاً والأنام
إنما الأقدار جند
لك والدهر غلام
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لهان الغمد ما بقي الحسام
لهان الغمد ما بقي الحسام
رقم القصيدة : 10325
-----------------------------------
لهان الغمد ما بقي الحسام
وَبَعضُ النّقصِ، آوِنَة ً، تَمَامُ
إذا سلك العلى سلمت قواه
فَلا جَزَعٌ، إذا انتَقَصَ النّظَامُ
وأهون بالمناكب يوم يبقى
لَنَا الرّأسُ المُقَدَّمُ وَالسّنَامُ
وما شكوى المناهل حين تمسى
مُغَيَّضَة ً، إذا بَقِيَ الغَمَامُ
وَهَلْ هُوَ غَيرُ فَذٍّ أخلَفَتْهُ
لكَ العَلْيَاءُ، وَالنِّعَمُ التؤَام
وما شرر تطاوح عن زناد
بِمُفْتَقَدٍ، إذا بَقيَ الضّرَامُ
أفق يا دهر من أمسيت تحدو
وقد منع الخزامة والزمام
قدعت مُبرّز الحلبات يغدو
جَمُوحاً، لا يُنَهْنِهُهُ اللّجَامُ(2/19)
وَلُوداً مثلَ مَا خالَستَ مِنْهُ
وأنت بمثله أبداً عَقَام
مِنَ القَوْمِ الّذِينَ أقَامَ فيهِمْ
عدادُ المجد والعدد اللُّهام
إذا سلموا فقد سلم البرايا
وَإنْ نُقِدُوا، فَقَد فُقِدَ الأنامُ
لهم كرم تُزيّدُه المعالي
إذا لَؤُمَ المَعَاشِرُ، أوْ ألامُوا
وَأيّامٌ مِنَ الإحْسَانِ بِيضٌ
لَهُمْ نَسَبٌ إلى العَلْيَا قُدَامُ
مراجحة ٌ وأصبية ٌ ملوك
إلَيهِمْ يَعقُدُ النّادي الكِرَامُ
وكل معمم بالمجد قضّى
بِهِ ذِمَمَ العَلاءِ أبٌ هُمَامُ
ربا بين الصوارم والعوالي
فجاء كأن توأمه الحسام
يروع سَوامَه بالسيف حتى
تمنى أن اسرّتها اللئام
مَعَاشِرُ للسّوَائِمِ في ذَرَاهُمْ
أمَانُ الطّيرِ آمَنَهَا الحَرَامُ
يُذم اللؤمُ عندهم عليها
وليس لجارهم أبداً ذمام
وَحَادِثَة ٍ لهَا في العَظْمِ وَقْرٌ
كَفِضّ السّنّ لَيسَ لَهُ التِئَامُ
كَفَى بعِتَاتِهَا، وَالمَوْتُ دانٍ
وَقَدْ قَعَدَ الرّجَالُ بهَا وَقَامُوا
فَقُلْ للحَائِنِ المَغْرُورِ أمْسَى
بِمَارِنِكَ الرَّغَامَة ُ وَالرَّغَامُ
أتَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِرُ، أوْ تُسامي
غروراً ما أراك به المنام
فَخَلّ عَنِ الطّرِيقِ لسَيلِ طَوْدٍ
تَحَدّرَ لا يُخَاضُ وَلا يُعَامُ
ألَمْ يُقْنِعْكَ بالأهْوازِ مِنْهُ
قِطارٌ غيمُ عارضه القتام
بأرْبَقَ حَطّ عَارِضَهُ وَأجلَى
عَنِ الأعداءِ وَالأعداءُ هَامُ
وأرسلها تخب بدار زين
عُبَابَ اليَمّ لَجّ بِهِ التِطَامُ
يَمِلْنَ مِنَ اللُّغُوبِ كَمَا تهادى
نِسَاءُ الحَيّ يُثْقِلُهَا الخِدامُ
وَكُنّ، إذا رَمَينَ إلى عَدُوٍّ
طَلَبْنَ أمَامَ حَتّى لا أمَامُ
وَلَستُ لحَاصِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْهَا
مواقر حملها بيض ولام
توقّصُ تحتها القلل الروابي
وَتُجدَعُ مِن حَوَافِرِها الإكَامُ
بنقع يظلم الإصباح منه
عَلى بَيضٍ يُضِيءُ بِهَا الظّلامُ
تُفَارِطُ بالقَنَا مُتَمَطِّرَاتٍ
كما فاجاك بالدو النعام
حذارِ له فبعد اليوم يوم
لَهُ شَرَرٌ، وَبَعْدَ العَامِ عَامُ(2/20)
وَمَا تَرَكَ الرِّمَاءَ قُصُورَ بَاعٍ
ولكن كي تراش له السهام
فمِنْهُ البِيضُ مَاضِيَة ٌ، وَمنكم
يَدَ الدّهْرِ، المَفارِقُ وَاللِّمَامُ
لنا تحت الصفائح كل يوم
مقيم لا يريم ولا يُرام
كرائم من قلوب أو عيون
عَلَيْهِنّ الجَنَادِلُ وَالرِّجَامُ
صُمُوتٌ لا يُجَابُ لَهُنّ داعٍ
أرنَّ ولا يرد له سلام
فَدُمْ مَا طَابَ للبَاقي بَقَاءٌ
وَمَا حَسُنَ التّلَوُّمُ، وَالدّوَامُ
فلا كشف الضياء على الليالي
وَلا عُدِمَ الغِيَاثُ وَلا القِوَام
يَكُونُ لَكَ التّقَدُّمُ في المَعَالي
وفي الأجل التأخر والمقام
وَكَانَ لَنَا أمَامَكَ كُلُّ نَقْصٍ
يَكُونُ مِنَ الرّدَى وَلكَ التّمَامُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَسَمَتكَ حاليَة ُ الرّبيعِ المُرْهِمِ
وَسَمَتكَ حاليَة ُ الرّبيعِ المُرْهِمِ
رقم القصيدة : 10326
-----------------------------------
وَسَمَتكَ حاليَة ُ الرّبيعِ المُرْهِمِ
وسقتك ساقية الغمام المُرزِم
وغدت عليك من الحيا بمودع
لا عن قلى ومن الندى بمسلم
قد كنت أعذل قبل موتك من بكى
فاليوم لي عجب من المتبسم
وأذود دمعي أن يبل محاجري
فَاليَوْمَ أُعْلِمُهُ بِمَا لَمْ يَعْلَمِ
لا قُلْتُ بَعدَكَ للمَدامِعِ كَفكِفي
مِنْ عَبرَة ٍ وَلَوَ أنّ دَمعي مِن دَمي
إن ابن موسى والبقاء إلى مدى ً
أعطى القياد بمارن لم يخطم
ومضى رحيض الثوب غير مدنسٍ
وقضى نقيّ العود غير موصّم
وَحَمَاهُ أبيَضُ عِرْضِهِ وَثَنَائِهِ
ضَمُّ اليَدَينِ إلى بَيَاضِ الدّرْهَمِ
وغنى عن الدنيا وكان شجى ً لها
إنّ الغَنيّ قَذًى لطَرْفِ المُعدِمِ
مَلأ الزّمَانَ مَنَائِحاً وَجَرَائِحاً
خَبَطاً بِبُؤسَى في الرّجَلِ وَأنعُمِ
وَاستَخدَمَ الأيّامَ في أوْطَارِهِ
فَبَلَغْنَ أبْعَدَ غَايَة ِ المُستَخدَمِ
اليَوْمَ أغمَدْتُ المُهَنّدَ في الثّرَى
ودفنت هضب مُتالع ويلملم
وغدت عرانين العلى واكفها
من بين أجدع بعده أو أجذم
مُتَبَلِّجٌ كَرَماً إذا سُئِلَ الجَدا(2/21)
مَطَرَ النّدَى أَمَماً، وَلمْ يَتَغَيّمِ
جذلان تُطلع منه أندية العلى
وَجْهاً كَرِيمَ الخَدّ غَيرَ مُلَطَّمِ
يرمي المغارم بالتلاد وينثني
ثَلِجَ الضّمِيرِ، كَأنّهُ لمْ يُغْرَمِ
الوَاهِبَ النّعَمَ الجَرَاجِرَ عَادَة ً
من ذي يدين إذا سخا لم يندم
جاءَت بها حمر الربيع مشيدة
حَمرَاءَ تَحسَبُهَا عُرُوقَ العَندَمِ
مُتَبَقِّلاتٍ بِاللّدِيدِ وَرَامَة ٍ
بَينَ القَنَا المَنْزُوعِ وَالمُتَلَهْذِمِ
بيديْ أغرّ يردّ ألوية القنا
غِبَّ الوَقائعِ، يُعتَصَرْنَ مِنَ الدّمِ
ويقول للنّفس الكريمة سلّمي
يوم اللقاء ولا يقول لها أسلمي
هتف الحمام به فكان وَصاتَه
بَذْلُ الرّغائِبِ وَاحِتمَالُ المَغرَمِ
هل يورث الرّجلُ الكريم إذا مضى
إلاّ بَوَاقيَ مِنْ عُلًى وَتَكَرُّمِ
يأبى الندى ترك الثّراء على الفتى
ويقلّ ميراثُ الجواد المنعم
ملأت فضائلك البلاد ونقّبت
في الأرْضِ يَقذِفُها الخَبِيرُ إلى العَمي
فكَأنّ مَجدَكَ بَارِقٌ في مُزْنَة ٍ
قِبَلَ العُيُونِ، وَغُرّة ٌ في أدْهَم
أَنعاك للخيل المغيرة شزّباً
خَبَطَ المَغَارَ بهِنّ مَنْ لمْ يُجْرِمِ
كالسّرْبِ أوْجَسَ نَبأة ً مِنْ قانِصٍ
فَمَضَى يَلُفّ مُؤخَّراً بِمُقَدَّمِ
واليوم مقذٍ للعيون بنقعه
لا يهتدي فيه البنان إلى الفم
لمْ يَبقَ غَيرُ شَفَافَة ٍ مِنْ شَمْسِهِ
كمضيق وجه الفارس المتلثّم
من خائض غمر الدّماء يبله
بَلَّ النّدَى مَطَرَ القَنَا المُتَحَطِّمِ
أوْ نَاقِشٍ مِنْ جِلْدِهِ شَوْكَ القَنَا
عن كلّ فاغرة كشدق الأعلم
أو مفلت حُمة َ السنان نجت به
روعاءُ لا تدعُ العذار لملجم
يَنْزُو بِهِ الفَرْعُ الكَذُوبُ وَيَتّقي
مُرَّ الحَدِيثِ بكُلّ يَوْمٍ أيْوَمِ
وَيَرُوعُهُ وَصْفُ الشّجَاعِ لطَعْنَة ٍ
من ذابل أو ضربة من مخذم
حتّى يَظُنّ الصّبْحَ سَيفاً مُنْتَضًى
أهوى إليه مع الكميّ المعلم
وَمُقَاوِمٍ عَرَضَ الكَلامُ بُرُودَهُ
فيهِنّ بَينَ مُعَضَّدٍ وَمُسَهَّمٍ(2/22)
أغْضَى لهَا المُتَشَدّقُونَ وَسَلّمُوا
لهدير شقشقة الفنيق المقرم
بالرّأي تقبله العقول ضرورة ً
عند النّوائب لا بكيف ولا لِمِ
حَمَلَ العَظَائِمَ وَالمَغَارِمَ نَاهِضاً
ومضى على وضح الطريقِ الأقوم
حتى إذا أرمى الجذابُ ملاطه
وَأوَى الزّمَامُ لأِنْفِهِ وَالمَلْطَمِ
طرح الوسوق فلم يدع من بعده
عِنْدَ العَظِيمَة ِ حَامِلاً للمُعْظَمِ
كالنِّقضِ قد عَرَكَ الدُّؤوبُ صِفاحَه
عَرْكَ الضّبَاعِ مِنَ العِنانِ المُؤدِمِ
رَقَدَ المُلُوكُ بِحَزْمِ أبْلَجَ رَأيُهُ
فلقٌ لعاشية العقول النوّم
تَنْفَضّ عَنْهُ النّائِبَاتُ كَأنّهَا
وَبَرُ المُوَقَّعِ نَشّ تَحتَ المِيسَمِ
كانُوا إذا قَعَدَ البِكَارُ بِثِقْلِهِمْ
قالوا لذا العَوْدِ الجُلالِ: تَقَدّمِ
عَمْرِي لقَد قَذَفوا الكُرُوبَ بفارجٍ
مِنهُ وَقد رَجَموا الخُطوبَ بمِرْجَمِ
فَكَأنّمَا قَرَعُوا القَنَا بعُتَيْبَة ٍ
ولقوا العدا بربيعة بن مكدم
رَقّاءُ أضْغَانٍ يَسُلّ شَبَاتَهَا
حتّى يغير طبع سمّ الأرقم
سبع وتسعون اهتبلن لك العدا
حتى مضوا وغبرت غير مذمم
لم يلحقوا فيها بشأوك بعد ما
أمَلُوا، فَعاقَهُمُ اعترَاضُ الأزْلَمِ
إلاَّ بقايا من غبارك أصبحت
غصصاً وإقذاءً لعين أو فم
إنْ يَتْبَعُوا عَقِبَيكَ في طَلَبِ العُلى
فالذّئْبُ يَعسُلُ في طَرِيقِ الضّيغَمِ
هل من أبٍ كأَبي لجرح ملمة
أعْيَا، وَشَعْبِ عَظيمَة ٍ لمْ يُلأَمِ
إنّ الخُطُوبَ الطّارِقَاتِ فَجَعْنَنَا
بحمى الأبيّ وجُنة المستلئم
بِمُمَهَّلٍ في الغَابِرِينَ مُؤخَّرٍ
وَمُحَفَّزٍ في السّابِقِينَ مُقَدَّمِ
الطاهر ابن الطاهرين ومن يكن
لأَب إلى جذم النبوة يعظم
من معشر اتخذوا المكارم طعمة
وَرُوُوا مِنَ الشّرَفِ الأعَزّ الأقدَمِ
من جائدٍ أو ذائدٍ أو عاقرٍ
أو ماطرٍ أو منعمٍ أو مرغم
وفروا على المجد المشيد همومهم
وتهاونوا بالنائل المتهدم
عيصٌ ألفّ تقابلت شعباته
في المَجْدِ، شَجْرَ مُقَوَّمٍ لمُقَوَّمِ(2/23)
يتعاورون المكرمات ولادة
من بين جدٍ في المكارم وابنم
قد قلت للحساد حين تقارضوا
حرق القلوب جوى ً وحرق الأرّم
لا تحسدوا المترادفين على العلى
والغالبين على السنام الأكوم
وَالطّاعِنينَ بِكُلّ جَدٍّ مِدْعَسٍ
والماطرين بكل نيل مرزم
لكم الفضول إذا تكون وقيعة
أوْ غارَة ٌ، وَلَهُمْ صَفِيّ المَغْنَمِ
عَطِرُونَ ما لأنُوفِكُمْ من طيبِهِمْ
بَينَ المَجَامِعِ غَيرَ شَمّ المَرْغَمِ
يتساندون إلى على ً عادية
ومكارمٍ قدمٍ ومجدٍ قشعم
مُتَزَيّدِينَ إلى السّؤالِ، وَعِندَكُمْ
أُمُّ العَظَاءِ، مُفِذّة ً لَمْ تُتْئِمِ
فتعلقوا عجب المذلة واتركوا
رفع العيون إلى البناءِ الأعظم
تلك الأسود فمن يجرّ فريسها
أمْ مَنْ يَمُرّ بِغَابِهَا المُتَأجِّمِ
حُطّتْ بِأطْرَافِ البِلادِ قُبُورُهُمْ
رقم النجوم سقوف ليل مظلم
وكفاك من شرف القبيل بأن ترى
بدد القبور لمنجد أو متهم
عُدّوا جِبَالاً للعَلاء، وَإنْ غَدَوْا
أمشَاجَ مَجْدٍ في رَمَائِمِ أعْظُمِ
وَضَعَتْ بتِلْكَ صَفايحاً وَضَرَايحاً
أثْقَالَ أوْطَفَ بالرُّعُودِ مُزَمزِمِ
وَسَقَتْ ثَرَاهنّ الدّمُوعُ مُرِشّة ً
فَغَنِينَ عَنْ قَطْرِ الغَمَائِمِ وَالسُّميّ
جَدَثّ بِبَابِلَ أُشْرِجَتْ رُجُمَاتُهُ
طبقاً على مطر النّدى المتهزم
ضمن السماحة في ملاث أزاره
وَالمَجْدَ في نُوّارِهِ المُتَكَمِّمِ
لا تَحْسَبَنْ جَدَثاً طَوَاهُ ضَرِيحُهُ
قَبراً، فَذاكَ مَغَارُ بَعضِ الأنْجُمِ
أعريت ظهري للعدا ولو اتقى
بزهاء مزدحم العديد عرمرم
وكشفت للأيام عورة مقتلي
حتى رددن عليَّ بعدك أسهمي
قَدْ كُنتَ مَا بَيني وَبَينَ سِهَامِهَا
فاليوم لا يخبطن شاكلة الرّمي
هَلْ تَسمَعَنّ مِنَ الزّمَانِ ظُلامَتي
فِيمَا جَنَى ، وَإلى الزّمَانِ تَظَلُّمي
قل للنوائب لا أقيلك عثرة
فتشزني لوقائعي واستسلمي
لا تَصْفَحَنّ عَنِ المُلِمّ إذا جَنَى
وإذا المضارب أمكنتك فصمم
فالغمر من ترك الجزاء على الأَذى(2/24)
وَأقَامَ يَنْظُرُ عُذْرَة ً مِنْ مُجرِمِ
ومحوكة كالدرع أحكم سردها
صنع فافصح في الزّمان الأعجم
عضلتها زمناً لأطلب كفؤها
وَزَفَفْتُهَا لكَ نِعْمَ بَعْلُ الأيّمِ
إنّي نزلت وكنت غير مذلل
بيت المهان وأنت عين المكرم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أعَلَى الغَوْرِ تَعَرّفتَ الخِيَامَا
أعَلَى الغَوْرِ تَعَرّفتَ الخِيَامَا
رقم القصيدة : 10327
-----------------------------------
أعَلَى الغَوْرِ تَعَرّفتَ الخِيَامَا
ولدار الحيّ ملهى ً ومقاما
مَنْزِلٌ مِنْ آلِ لَيلَى لمْ يَدَعْ
ولعُ الدّهر به إلا رماما
حبذا الدار وإن لم يلقنا
قَاطِنُ الدّارِ بِهَا إلاّ لمَامَا
من رأى البارق في مجنوبة
هَبّة ُ البَارِقِ قَدْ رَاعَ الظّلامَا
كلما أومض من نحو الحمى
أقعد القلب من الشوق وقاما
مَا عَلى ذِي لَوْعَة ٍ نَبّهَهُ
بارقٌ من قبل الغور فشاما
يا خَليلَيّ انظُرَا عَنّي الحِمَى
إن طرف العين بالدمع أغاما
طال ما استسقوا لعيني دمعها
أينما استسقيت للدار الغماما
أخْلَقَ الرّبْعُ، وَأثْوَابُ الهَوَى
مستجدات ولوعاً وغراما
آهِ مِنْ بَرْقٍ عَلى ذي بَقَرٍ
نَبّهَ الشّوْقَ على القَلبِ وَنَامَا
كَمْ رَعَيْنا العَيشَ فِيهِ ناضِراً
وَوَرَدْنَا أوّلَ الحُبّ جِمَامَا
وَغَرِيمَيْ صَبْوَة ٍ قَدْ قَضَيَا
بعض دين الشوق ضما ولزاما
يا قِوَامَ الدّينِ قُدْهَا صَعْبَة ً
لم تكن تتبع من قبل الزماما
أنت فينا هضبة الله التي
زَادَهَا قَرْعُ المَقَادِيرِ التِئَامَا
وَيَدٌ للدّهْرِ مَوْهُوبٌ لهَا
إنْ أسَاءَ الدّهْرُ يَوْماً وَألامَا
ما يَضُرّ القَوْمَ أُوْقِظْتَ لَهُمْ
أن يكُونُوا عَن حِمى العِزّ نِيَامَا
مَنْبِتٌ تَحْرُزُ عَنْ أعْرَاقِهِ
حَسَبٌ لا يَقبَلُ العَارَ قُدَامَا
إرْثُ آبَاءٍ عَلَوْا، فاقتَعَدُوا
عَجُزَ المَجدِ، وَأعطَوْكَ السّنَامَا
أمطروا الجود مضيئاً بشرهم
فرأَيناهم شوساً وغماما
شغلوا قدماً عن النّاس العلى(2/25)
وَرَمَوْا عَنْ ثُغَرِ المَجدِ الأنَامَا
معشر تموا فلم ينثلموا
ثَلَمَ الأقمَارِ يَنظُرْنَ التّمَامَا
كَحُمَيّا الطّوْدِ رَأياً وَحِجاً
ورماح الخطّ غرباً وقياما
افرج المجد لهم عن بابه
ولقى الأعداء ضعفاً وزحاما
غَائِبٌ مِثْلُكَ مِنْ شُهّادِهِ
ما قضى العمر ولا ذاق الحماما
لمْ يَعِشْ مَن عاشَ مَذْمُوماً وَلا
مات أقوام إذا ماتوا كراما
يَعظُمُ النّاسُ، فَإنْ جِئْنا بكُمْ
كنتمُ الراعين والناس سواما
أو لم ينهَ العدا في أربق
لَجِبٌ قَادَ الجَماهِيرَ العِظَامَا
لُجَجاً يَلغَطُ فِيهِنّ القَنَا
لغط الأوراد دفعاً ولطاما
يوم ولّى قومه في هُوّة
مستغرٌ دمر الجيل الطغاما
مستعيراً هامهم يحسبها
جَفَنَاتِ الحَيّ يَنقُلْنَ الطّعَامَا
شهد الروع فلم يعط القنا
نُهَزَ الطّعْنِ وَلمْ يُرْضِ الحُسامَا
وَنَجَا الغَاوِي يُفَدّي مُهْرَهُ
خزيَ الموقف قد ليم ولاما
طرح الدرع ذميماً واتقى
بمطاه الطعن شماً وعراما
يَسْتَزِيدُ الطِّرْفَ حَتّى لَوْ رَأى
مهلة الواقف قد ألقى اللجاما
خِلْفَة ً وَطْفَاءَ يَمْرِيهَا الرّدَى
مَطَرَ الطّعْنِ رَذاذاً وَرُهَامَا
دأبها في دار زين تنتحى
شلة الطارد بالدوّ النعاما
بتنَ بالشّد يُخَرّقنَ الثرى
دلج الليل ويرقعن القتاما
خِلْتَ أيْدِيهِنّ في مَعْزَائِهَا
أنْمُلَ الوِلدانِ يَفْلِينَ اللِّمَامَا
جاذبت فرسانها أعناقها
كُلّمَا نَهْنَهْنَ طالَبنَ أمَامَا
وليالي السوس صبحت بها
صَائِحاً يَسْقي دَمَ الطّعنِ مُدامَا
تُضْمَنُ الأعْنَاقُ للسّيْفِ، إذا
أخفَرَ السّيفُ على الدّرْعِ الذّمامَا
رِشتُمُ سَهمي، وَضَاعَفتُم لَهُ
عَقِبَ النَّعْمَاءِ وَالرّيشِ، اللُّوَامَا
كُلَّ يَوْمٍ نِعَمٌ مَشْفُوعَة ٌ
لاحقات وتوالٍ وقداما
أصبَحَتْ عِنْدِي وَلُوداً نَاتِجاً
يوم تغدو نعم القوم عقاما
مثل رشق النبل إلا جرحها
تبرد الغل وتستل الأواما
كُلّمَا شَيّخَ عِندِي ضَيفُهَا
رجعته جدد الطول غلاما(2/26)
يا جزت عني الجوازي معشراً
مَلَكوا الوِرْدَ، فأعطَوْني الجُمامَا
جئتهم في جفوة الدّهر فلا
أوْصَدوا البابَ وَلا لَطّوا القِرَامَا
ضَرَبَ العِزُّ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ
ثُمّ ألقَى الرّحْلَ فيهِمْ، وَأقامَا
وَعَمَرْتُمْ آمِني رَيْبِ الرّدَى
يَمطُلُ الخَطبُ بكُمْ عاماً فَعامَا
كُلّمَا خَفَّ إلَيكُمْ حَادِثٌ
غلط النّهج ولم يعط المراما
مَا رَأيْنَا سِلْكَهَا مِنْ غَيرِكُم
جَمَعَ النّشْرَ، وَلا ضَمّ النّظَامَا
لا طَوَتْ عَنّا اللّيَالي مَنْ غَدا
للورى غيثاً وللدين قِواما
كُلّمَا رَحّلَتِ اليَوْمَ فَتًى
نوبُ الأيام زادتك مقاما
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا من رأى البرق على الأنعم
يا من رأى البرق على الأنعم
رقم القصيدة : 10328
-----------------------------------
يا من رأى البرق على الأنعم
يَطْوِي بِسَاطَ الغَسَقِ المُظْلِمِ
محمرة منه كفاف الدجى
نَضْحَ جِرَاحِ الفَرَسِ الأدْهَمِ
قام نساء الحي يقبسنه
نَاراً مِنَ الإيمَاضِ لمْ تُضْرَمِ
تطاول المنجد ضنا به
وقد عطا للبلد المتهم
حَتّى رَمَى الإصْبَاحَ في لَيْلَة ٍ
لفت إزار الرجل المحرم
لا جَازَ مَغْنَاهُمْ بذاتِ النّقَا
قَطْرُ الغَوَادِي وَطِلالُ السُّميّ
وَلّوْا عَلى قَلْبي عَنِيفَ الجَوَى
يُعَاقِبُ القَلْبَ، وَلَمْ يُجرِمِ
الله في طرفٍ بكم دامعٍ
دامٍ، وَقَلْبٍ بِكُمُ مُغْرَمِ
لا يَتْعَبُ العَاذِلُ في حُبّهِمْ
قَدْ ذَهَبَ السّهْمُ بقَلْبِ الرّمي
عيني مع اليقظى غراماً بهم
وَعَينُ مَنْ يَلْحَى معَ النُّوَّمِ
لولا قوام الدين ما استوسقت
أعناقها في السنن الأقوم
ولا أينا النّجم ذا خفية
من قارع الحافر والمنسم
يغير للمجد إذا غيره
أغَارَ للسّلّة ِ وَالمَغْنَمِ
لا يصحب الأغماد من لم تزل
سيوفه في حلل من دم
لِلَّهِ نَعْلٌ حُذِيَتْ في العُلَى
أخمص ذاك العارض المرزم
يودّ لو أصبح شعسا لها
نِجَادُ عُنْقِ المَلِكِ الأعْظَمِ(2/27)
أغَرُّ مِنْ غُرٍّ رَبَوْا في العُلَى
وأفصحوا بالكرم الأعجم
بنوا على مضطربات القنا
بِنَاءَ عِزٍّ غَيرِ مُسْتَهدِمِ
تُشَبّ بِالمَنْدَلِ نِيرَانُهُمْ
لِطَارِقِ اللّيْلِ، وَلَمْ يُظْلِمِ
لا يدفع الأضياف منهم إلى
مَمْنُونِ زَادٍ وَقِرًى مُعتِمِ
قَلّتْ عُيُونُ النّاسِ عَنْ نَيلِهم
فَعَوّذُوا مِنْ أعْيُنِ الأنْجُمِ
أساود تنتجها في العلى
أسد إلى أمثالها تنتمي
فيخرج الأرقم من ضيغم
ويخرج الضيغم من أرقم
سُمّيَتِ الغَبرَاءُ في عَهْدِهِمْ
حمراء من طول قطار الدم
تحمرّ منها كلّ مخضرّة
كأنَّ لا نبت سوى العندم
كل فتى يفضح أطواقه
وجه مضيء الجيد والملطم
للبشر في ديباجه لامع
طِرَازُ عَصْبِ اليَمَنِ المُعْلَمِ
قوم رباط الخيل في دورهم
كالبهم في غامد أو يقدم
مِن كُلّ مَحبوكِ القَرَا مِحصَفٍ
أُمِرّ فَتْلُ الرّسَنِ المُبْرَمِ
كأَنّه ينظر مستوجساً
ربيئة قام على مخرم
مَتَى أرَاهَا كَذِئَابِ الغَضَا
تُحَرِّضُ الهَائِبَ بِالمُقْدِمِ
أعنة الفرسان أعرافها
عجلى عن المسرج والملجم
من فارس يحمل أسد الشرى
لمُلتَقَى يَوْمِ رَدًى أيْوَمِ
ترمي جبال لثلج من قدحها
نَارَ الوَغَى بالشّرَرِ المُضْرَمِ
أرْعَنُ قَدْ كَدّرَ مَاءَ الحَيَا
في مزنه بالرهج الأقتم
يوم يود القرن لو أنهُ
يزيد في الرّمح من المعصم
كم قلة ممتنع طودها
إلاّ عَلى ذِي الجُدَدِ الأعْصَمِ
قد أمست الخيل ضيوفاً بها
للوعل العاقل والقشعم
ثَلَّمتَهَا كَيداً، وَكَمْ شابَكَتْ
أيْدِي المَقادِيرِ وَلَمْ تُثْلَمِ
يخال باقي روق أطوادها
باقيَ أنياب فم الأهتم
قد ينفذ الحلم على غرزة
بمحفظات الغادر المجرم
وطول نزف النغب يفنى به
غمر جمام الغدق المفعم
أقدم للحين ويا ربما
أجلَى الوَغى ، وَالغُنْمُ للمُحجِمِ
يسلم كعب الرمح مستأخراً
ويوقع الأقدام باللهذم
ما كان إقداماً ولكنه
تسرع العير على الضيغم
وَلّى ، وَقَدْ أرْدَفَ هَدّارَة ً
يَقْظَى عَلى اللّيْلِ لَغُوطَ الفَمِ(2/28)
لا يُؤمَنَنْ، بَعدَ كَلالِ الشَّبَا
كَمْ صَائِلٍ بالسّاعِدِ الأجْذَمِ
قد يهلك النسر وفي ريشه
عون الردى الجاري مع الأسهم
يثمّرُ المال ويأبى الغنى
إلا من الذابل والمخذم
لا يَدْخَرُ الضّيغَمُ مِنْ قُوتِهِ
ما يدّخر النمل من المطعم
لا تَستَشِرْ غَيرَكَ في كَيّهَا
قد بلغ الداء إلى الميسم
وَاخطُبْ على سَيفِكَ بِكرَ العُلَى
فقد تملأت من الأُيّم
حُسَامُكَ النّصْرُ، فَصَمّمْ بِهِ
وَدِرْعُكَ الإقْبَالُ، فَاستَلْئِمِ
لا يصلح الناس لأربابهم
غير بياض السيف والدرهم
يا مُلْبِسِي النُّعْمَى التي أوْرَقَتْ
عُودي مِرَاراً وَكَسَتْ أعظُمي
وَمُطْلِعي في رَأسِ عَادِيّة ٍ
تَخْسَأُ طَرْفَ الجَذَعِ الأزْلَمِ
نَزْعُ العُلَى عَنّي كَإلْبَاسِهَا
وَالغُنْمُ بالبَذْلَة ِ كَالمَغْرَمِ
أُكْرَمُ عَنْهَا، وَبِهَا مَرّة ً
كِلاهُمَا عِنْدِي مِنَ الأنْعُمِ
وَكَيْفَ نَوْمُ المَرْءِ مِنْ تَحتِهِ
دونَ الكَرَى مُضْطَرَبُ الأرْقَمِ
بَينَ خِصَافَيْ نَعْلِهِ شَوْكَة ٌ
إنْ شَدّدَ الوَطْءَ عَلَيها دَمي
فأملك بها رقي وحرّر بها
عُنقي، وَرِقُّ الحُرّ للمُنْعِمِ
وَحُزْ بِهَا مَا بَقِيَ العُمْرُ لي
صَفَاءَ قَلْبي، وَصَفَايَا فَمي
غوثك منها ياغياث الورى
قد ثقل العبءُ على المهرم
صونوا بها عرضي ووجهي معا
صونهما في الزمن الأقدم
لا تحسبوا أني على جرأتي
أحجمت حتى ضاق لي مقدمي
ما لان عودي في يدي غيرها
يوماً ولا خار على معجم
عَطْفاً عَلَينَا أنْ يَقُولَ امرُؤٌ:
إن علوق المجد لم ترأم
يخدع بالشهد مذاق الفتى
وَرُبّمَا آلَ إلى العَلْقَمِ
عظيمة ناديت من ثقلها
بالبَازِلِ النّاهِضِ بِالمُعْظَمِ
عادات إحسانك أمثالها
قَدْ لَؤُمَ الدّهْرُ بِهَا، فاكرِمِ
وطل وصل واعف وهب وانتقم
وابق ودم واعل وثب واسلم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أحق من كانت النعماء سابغة
أحق من كانت النعماء سابغة
رقم القصيدة : 10329
-----------------------------------(2/29)
أحق من كانت النعماء سابغة
عليه من أسبغ النعمى على الأمم
واجدر الناس أن تعنوا الرقاب له
مَنِ استَرَقّ رِقَابَ النّاسِ بالنّعَم
إذا سما فإلى العلياء نهضته
وَإنْ مَشَى فَعَلى الأعنَاقِ وَالقِمَم
لله أمٌّ تلقته براحتها
مَاذا تَلَقّتْ إلى الدّنْيَا مِنَ الكَرَم
في صبية للمعالي كان أولَعَهم
بالمَكْرُمَاتِ، وَألقَاهُمْ إلى الدّيَمِ
كَمْ غِبتُ عَنه، وَما غابَتْ مكارِمُه
ونمت عنه بآمالي ولم ينم
لا يُتْبِعُ المَالَ أنْفَاساً مُصَاعدَة ً
ولا يعير العطايا زفرة الندم
يا ممرضاً بالمساعي قلب حاسده
على العلا ومداوي الفقر والعدم
أقْبَلْتَهَا بِسِيَاطِ العَزْمِ تَحفِزُها
للطّعنِ، لا بعِرَاكِ العُذْرِ وَاللُّجُمِ
مِنْ دَوْمَة ٍ بِجِبَالِ الغَوْرِ حَامِلَة ٍ
حقائب الموت للأعداء والنقم
عَلى قَطَاهُنّ صَدّارُونَ عَنْ نَهَلٍ
من القواضب ورَّادون للقحم
طريدة للعلى جلّى فادركها
بَعدَ المِطالِ، جَناحُ الأجدَلِ الضّرِمِ
أقام سوق المساعي وهي بائرة
مجَالُ عَزْمِكَ بَينَ السّيفِ وَالقَلَمِ
فَفي النّزَالِ يَدٌ حَمرَاءُ مِن علَقٍ
وَفي النّوَالِ يَدٌ بَيضَاءُ مِنْ كَرَمِ
أعيا الرجال وإن عزوا وأن كرموا
مكان كفيك فيها من ندى ودم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لكم حرم الله المعظم لا لنا
لكم حرم الله المعظم لا لنا
رقم القصيدة : 10330
-----------------------------------
لكم حرم الله المعظم لا لنا
وبطحاؤه والأخشبان وزمزم
وَمَا رَدّ شِعْبَ المَأزَمَينِ على مِنًى
وجمع وما وارى الستار المحرم
لَئِنْ لمْ تُصَبّحْكُمْ بِا مُستَغيرَة ٌ
كَصَكّة ِ أنْفِ المَرْءِ يَتبَعُها الدّمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ثوّرتها تنتعل الظّلاما
ثوّرتها تنتعل الظّلاما
رقم القصيدة : 10331
-----------------------------------
ثوّرتها تنتعل الظّلاما
لا نَقْوَ أبْقَينَ وَلا سُلامَى
قُوداً، إذا اللّيلُ بِهَا تَرَامَى(2/30)
مَرَقْنَ مِنْ ظَلْمَائِهِ سِهَامَا
تُرَجِّعُ الحَنِينَ وَالبُغَامَا
شكوَى المرِيضِ ماطَلَ السّقامَا
أعلقتها من الندى زماما
لا واهن العقد ولا رماما
أي غِيَاثَ الخَلْقِ وَالقِوَامَا
إنّ بِأرْجَانَ لَنَا غَمَامَا
هَا أوْشِكي أنْ تَرِدي الحِمَامَا
غمراً يزيد لجه التطاما
إن ناطح الأكراد والأرواما
يُرَوّحُ الإحسَانَ وَالإنْعَامَا
إذا الرّجَالُ رَوّحُوا الأنْعَامَا
قوّم درء الدين فاستقاما
قَدْ وُلِدَ المَجْدُ لَهُ تَمَامَا
إذا رَأيْنَا المَلِكَ الهُمَامَا
نرى سريراً يحمل الأناما
والسؤدد القدامس القداما
إن على أعواده الضرغاما
تُخدجُ من هيبته السلاما
تَعنُو المُلُوكُ حَوْلَهُ إعْظَامَا
نستكثر اليوم له القياما
أسداً تراها عنده بهاما
شُلتْ يد الجاذب ماذا راما
مِنْ بَازِلٍ قَدْ مَنَعَ الخِطَامَا
وَأعْجَزَ الوِرَاكَ وَالزّمَامَا
لا يَعْرِفُ الرّحْلُ لَهُ سَنَامَا
ولَّى الأعادي منكباً حطَّاما
يَوْمَ الضِّغَاطِ يَأمَنُ الزّحَامَا
من معشر تفرعوا الأعلاما
مطاولا مجدُهم الأياما
حلّوا القصور البيض والأطاما
يخالطون الشرب والمداما
والعازفات الغر والندامى
كَرَائِماً لاقَيْنَهُمْ كِرَامَا
حَتّى إذا يَوْمُ الرّدَى أغَامَا
مُحْتَزِماً قَدْ لَبِسَ القَتَامَا
رَأيْتَهُمْ ضَرَاغِماً تَسَامَى
عَلى الجِيَادِ تُعْلَفُ الإلجَامَا
في البيد لا ظلّ ولا خياما
غَدَوْا يُبَارُونَ بِهَا النّعَامَا
مرابعين الحامل الهمهاما
مِنْ كُلّ أقنى يَنفُضُ اللّجَامَا
كالنّصْلِ إلاّ الفُوقَ وَاللّؤامَا
إنْ قَعَدَ الخَطْبُ إلَيْهِ قَامَا
حَتّى يُرَوّي الرّمحَ وَالحُسَامَا
يُقظانُ مُذْ ذُمَّ الكَرَى ما نامَا
قَدْ بَعَثُوهُ شَائِماً، فَشَامَا
مِنْ مَقْبِسِ المَجدِ لهُمْ ضِرَاما
جَاءَ بِهِ يَضْطَرِمُ اضْطِرَامَا
حلّوا الحُبى بُلغتم المراما
سَعيٌ كَفَى الآبَاءَ وَالأعْمَامَا
كم قلدوني النعم الجساما
سوابغاً ترفع لي الأعلاما(2/31)
أمْطَوْنيَ الغَارِبَ وَالسّنَامَا
وَطَالَ ما غاظُوا بيَ الأقوَامَا
وجددوا الأحقاد والأوغاما
هم قدموني في العلى اماما
وأخروا عن غايتي الإقداما
فذًاً من النعماء أو توآما
كالسّلكِ ضَاعَفتَ بهِ النّظَامَا
إلى مَ مدّ بحركم إلى ما
مُلِئْتُمُ النَّعْمَاءَ وَالدّوَامَا
عَاماً عَلى رَغْمِ العِدا، فَعَامَا
تماطلون القدر والحماما
شَمْلُ الثّرَيّا ضَمِنَ المَقَامَا
طوق الهلال لا يرى انفصاما
لا روّع الدّهر لكم سواما
يوماً ولا فض لكم نظاما
حَتّى يُلاقي يَذْبُلٌ شَمَامَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا دهر ماذا الطُروق بالألم
يا دهر ماذا الطُروق بالألم
رقم القصيدة : 10332
-----------------------------------
يا دهر ماذا الطُروق بالألم
حَامٍ لَنَا عَنْ بَقِيّة ِ الكَرَمِ
إنْ كُنتَ لا بُدّ آخذاً عِوَضاً
فَخُذْ حَيَاتي وَدَعْ حَيا الأُمَمِ
لا درَّ درُّ السقام كيف رمى
طبيب آمالنا من السقم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولا مثل ليلي بالشقيقة والهوى
ولا مثل ليلي بالشقيقة والهوى
رقم القصيدة : 10333
-----------------------------------
ولا مثل ليلي بالشقيقة والهوى
يضم إلى نحري غزالاً منعّما
خلوت بكالغصن المرنح فتّحت
أعليه غب القطر نَوراً مكمما
وَأبْيَضَ بَرّاقِ النّظَامِ كَأنّهُ
حَصَى بَرَدٍ لَوْ أنّهُ نَقَعَ الظّمَا
فسقياً لأَلمى ذي غروب تخالُهُ
غزالاً رعى بالنيّ مردا وعظلما
ولا نَعِمَ الحمرُ الشفاه كأنما
تبطّن داء أو ولغنَ بها دما
أُحِبُّكَ يا لَوْنَ الشّبَابِ، لأنّني
رَأيتُكُمَا في القَلْبِ وَالعَينِ تَؤأمَا
سَوَادٌ يَوَدّ البَدْرُ لَوْ كَانَ رُقْعَة ً
بجِلْدَتِهِ، أوْ شُقّ في وَجْهِهِ فَمَا
لَبَغّضَ عندي الصّبْحَ ما كانَ مُشرِقاً
وَحَبّبَ عندي اللّيلَ ما كانَ مُظلِمَا
سكنت سواد القلب إذ كنت شبهه
فلَم أدرِ مِنْ عِزٍّ مَنِ القَلبُ منكُمَا
وما كان سهم الطرف لولا سواده(2/32)
ليَبْلُغَ حَبّاتِ القُلُوبِ إذا رَمَى
إذا كنت تهوى الظبي المى فلا تعب
جنوني على الظبي الذي كله لمى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا قلب ما أطول هذا الغرامْ
يا قلب ما أطول هذا الغرامْ
رقم القصيدة : 10334
-----------------------------------
يا قلب ما أطول هذا الغرامْ
يوم نوى الحي ويوم المقامْ
في القرب ليَّان ديون الهوى
وفي نوى الدار رجيع السَّقام
مقيمة عندك أشجانهم
وَلا يُلاقُونَكَ إلاّ لمَامْ
لم ينقعوا الظمآن من غلة
ولم يبالوا طرب المستهام
مَتَى تُفِيقُ اليَوْمَ مِنْ لَوْعَة ٍ
وأنت نشوان بغير المدام
صَبَابَة ٌ، وَالحَيُّ قَدْ قَوّضُوا
عن جانب الغور عماد الخيام
سَقَى المَغَاني بِجُنُوبِ النّقَا
ماءُ المآقي ثم ماء الغمام
وزائر زار على نايه
بَعْدَ الأسَى عَادَ بَعِيدَ الغَرَامْ
أمَنْزِلٌ عِنْدَ عَقِيقِ الحِمَى
وَمَضْجعٌ عِندي بأعلَى الشّآمْ؟
زِيَارَة ٌ زَوّرَهَا خَاطِرِي
ما أقنع النفس بزور المنام
خدائعٌ أُغضي على علمها
لعلها تنقع هذا الأوام
يا قاتل الله الغواني لقد
سقينني الطرقُ بُعيد الجمام
أعرضنَ عني حين ولَّى الصبا
وَاختَلَجَ الهَمُّ بَقَايَا العُرَامْ
وَشَاعَتِ البَيْضَاءُ في مَفرِقي
شعشعة الصبح وراء الظلام
سِيّانِ عِنْدِي أبَدَتْ شيبَة ٌ
في الفوج أو طبّق عضبٌ حسام
ألقى بذلّ الشيب من بعدها
من كنت ألقاه بدلّ الغلام
تُرَى جَمِيمُ الشّيْبِ لمّا ذَوَى
يُرَاجِعُ العِظلِمَ بَعدَ الثَّغَامْ
كم جدنَ بالأجياد لي والطلى
فاليوم يبخلنَ برد السلام
وكنت إن أقبلتُ اسمعنني
قعاقع الحلى وراء القِرام
أيّامَ أغْدُو وَالصِّبَا مِقْوَدِي
أسلس للقائد طوع الزمام
في فِتْيَة ٍ تَحْسَبُهُمْ لُثّمُوا
على العرانين بدور التمام
تخال أثوابهم في القنا
مِنْ شَطَطِ الخَلْقِ وَمطّ القَوَامْ
إذا دعوا والورد مستوبل
دفوا إلى الطعن دفيف النعام
وظاهروا النقع على زغفهم
وَرَجْلُوا بالدّمِ سُودَ الجِمَامْ(2/33)
وصاحب في الحي جثامة
معانق الخفض بطيء القيام
لَبّاسَة ٍ للعَارِ لا يَأنَفُ الـ
ل ولا يألم حرّ اللِّطام
قد عاقد العجز على أنه
يَهُونُ في الضّيمِ بطُولِ المَلامْ
لا يعقد المئزر في حادث
ولا يرى النصر ولو بالكلام
نابٍ إذا جربته في العدا
وهو على عنقيَ ماضٍ هذام
إذا رأى وطفاء عُلوية
أيقظني شائمَ برقٍ ونام
من معشر شبوا على إحنتي
وَأُوجِرُوا بُغضِيَ عندَ الفِطامْ
أقارب إن وجدوا غمرة
راشوا إلى قلبيَ مرط السهام
وَيَعْرُقُوني بِالأذَى كُلّمَا
لانَ لَهُمْ مَسّيَ عَرْقَ العِظَامْ
جِوَارُهُمْ مِثْلُ نَسِيمِ الصَّبَا
وغيبهم مثل أجيج الضرام
سماؤهم تشمس بي كلما
أظْلَمَ جَوٌّ، وَبجُودي تُغَامْ
سَيَذكُرُوني إنْ نَبَا جَانِبٌ
من العدا وانحلّ عقد الزمام
وَأصْحَرَتْ أعْرَاضُهُمْ لِلأذَى
تُصرد فيهنَّ نبال المرام
مَنْ لَهُمُ مِثْلي، إذا استُزْلِقَتْ
أقدامهم يوم ذليل المقام
مَنْ لَهُمُ مِثْلي، إذا أصْبَحُوا
بعارض يهضب بيضا ولام
وَشَلّتِ الأرْمَاحُ مِنْ أرْضِهِمْ
طَرْدَ الغَوَاني بَعدَ طَرْدِ السّوَامْ
وَالخَيلُ تُستَلدَغُ شَوْكَ القَنَا
في يوم لا ظل بغير القتام
كأنها سيل مضيق له
دون الثنايا زجل وازدحام
لأُطْعِمَنّ اللّيْلَ عِيدِيّة ً
ضابعة تكسو البرى باللغام
مِثْلَ نَعَامِ الدّوّ هَاهَا بِهِ
مع الدجا بارق حي ركام
آلَيْتُ لا أحْفِلُ في نَصّهَا
إن مرج الغرض ورث الخطام
فَوْقَ ذُرَاهَا كَصُدُورِ القَنَا
مخلصة من كل عاب وذام
عَلّي أُلاقي بَعْدَ إطْرَادِهِ
حظيَ أو أبلغ بعض المرام
يا دَهْرُ كَمْ تَحدُو بِذِي نُقْبَة ٍ
معترق الني أجب السنام
بصفحتيه جُلَبٌ قرّفتْ
من الليالي وكلوم دوام
قد أُغبط الميسُ على عقره
مَع نَقَبِ المَنْسِمِ عَاماً، فَعَامْ
في كُلّ يَوْمٍ نَاشِدٌ هِمّة ً
أضلها العاجز في ذا الأنام
يَعَضُّ كَفّيْهِ عَلى حَظّهِ
ويسألُ الدهر حظوظ اللئام
يَجُرُّ طِمْرَيْ عَدِمٍ فِيهِمَا(2/34)
مُعَذَّلٌ يَفْعَلُ فِعْلَ الكِرَامْ
لا ضائع في الدهر من ذلة
وَلا خَذَولُ الرِّجلِ يَوْمَ الزّحَامْ
لو أنصف الدهر لأوفى به
عَلى رِقَابٍ مِنْ رِجَالٍ وَهَامْ
وما انتفاع المرء يمسي له
جَدٌّ وَرَاءٌ، وَطِلابٌ أمَامْ
وَكَانَ رَاعي كُلّ تَرْعِيّة ٍ
في النّاسِ، أوْ كانَ إمامَ الإمَامْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لعمر الطير يوم ثوى ابن ليلى
لعمر الطير يوم ثوى ابن ليلى
رقم القصيدة : 10335
-----------------------------------
لعمر الطير يوم ثوى ابن ليلى
لقد عكفت على لحم كريم
وإن قنا العدا ليردنَ منه
دما لم يجر في عرق لئيم
كأن الرمح يصدر منه عدوا
عَنِ الأجَميّ ذي اللِّبَدِ الكَليمِ
وَأُقْسِمُ أنّ ثَوْبَكَ، يا ابنَ لَيلى
لمجموع على عرض سليم
رُزئتك كالوذيلة لم تمتَّع
بهَا، بَعدَ الوُجُودِ، يَدُ العَديمِ
تَنَامُ، وَتَترُكُ الأضْغانَ يَقظَى
خُمَاشَاتُ الذّوَابِلِ في تَمِيمِ
إذا نزعوا الملابس أذكرتهم
دخولَ يديه آثارُ الكلوم
ومن مطل الديون أعدّ صبراً
عَلى عَنَتِ المُطَالِبِ وَالغَرِيمِ
تداعت لي بمصرعه الليالي
وأوعبتُ النوائب في أديمي
ونابت رأسيَ الوفرات حتى
تَطَأطَأ، حنوَة َ الرّجلِ الأمِيمِ
وتقترن القوارع في جناني
قران النبل في الغرض الرجيم
أأجْزَعُ إنْ حَطَمْنَ حِجازَ أنْفي
وهنَّ يقصنَ أعناق القروم
وَمَا لي أُرَاعُ، وَقَدْ رَمَتْني
يَدُ الجُلّى بِقَارِعَة ِ التّمِيمي
أحِنُّ إلَيْهِ، وَاللُّقْيَا ضِمَارٌ
حَنِينَ العَوْدِ للوَطَن القَدِيمِ
وَأنْشُدُهُ، وَأعْلَمُ أينَ أمْسَى
مطالاً للبلابل والهموم
كأدماء القرا نشدت طلاها
وما وجدان جازية ٍ بَغُوم
تُطِيعُ اليَأسَ ثمّ تَعُودُ وَجْداً
إليه بالمقصة والشميم
يُعَارِضُني بِذِكْرِكَ كُلُّ شَيْءٍ
عداد الداء غب على السليم
أجِدَّكَ أنْ تَرَى بَعدَ ابنِ لَيلى
طِعَاناً بَينَ رَامَة َ وَالغَمِيمِ
ولا نقعاً يثور على مغير(2/35)
وَلا بَيْتاً يَظَلُّ عَلى مُقِيمِ
وَلا لَجّ الصّهِيلَ مُسَوَّمَاتٌ
مججن دماً على علك الشكيم
جَعَلْنَ ثِيَابَ بَذْلَتِها الدّياجي
وقسطلها غماداً للنجوم
وَلا أسَلاً إسِنّتُهَا ظِمَاءٌ
مُنِعْنَ مَنَابِتَ الكَلإِ العَمِيمِ
وَلا عُوداً مِنَ الأحْسَابِ يُمسِي
نقيّ الليط من عقد الوصوم
فَكَانَ كَلِبدَة ِ الضّرْغَامِ عِزّاً
إذا ذل الموقع للخصوم
إذا أرْعَى بِأرْضٍ لَمْ تَجِدْهُ
يُشَارِكُ في الجِمَامِ وَفي الجَمِيمِ
أأرجو للحواضن كابن ليلى
أحَلْتُ، إذاً، عَلى بَطنٍ عَقِيمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ضربن إلينا خدوداً وساما
ضربن إلينا خدوداً وساما
رقم القصيدة : 10336
-----------------------------------
ضربن إلينا خدوداً وساما
وقلن لنا اليوم موتوا كراما
ولا تبركوا بمُناخ الذليل
يُرَحّلُهُ الضّيمُ عَاماً، فَعَامَا
إلى كَمْ خُضُوعٌ لِرَيْبِ الزّمَانِ
قُعُوداً، ألا طَالَ هَذا مَنَامَا
ولا أنف تحمي لهذا الهوان
ولا قلب يأنف هذا المقاما
فإن رابكم ما يقول النصيح
فسالوا القنا واستشيروا الحساما
وأَدنوا العليق إلى المقربات
تَقُلْ لَكُمُ لَيسَ إلاّ اللّجَامَا
تيقظتمُ لدفاع الخطوب
فَلِم تتركون الأعادي نياما
ألَسْنَا بَني البِيضِ مِنْ هاشِمٍ
أعزَّ جناباً وأوفى ذماما
وَمَا تَفْتَلِينَا المَنَايَا غُلاماً
يُؤمَّلُ إلاّ افْتَلَيْنَا غُلامَا
لنا كل مغترب في العلا
ءِ لا يطرق الحيّ إلا لماما
وقد كان إن شمّ ضيماً أبى
فَمِنْ أينَ عُلّمَ هَذا الشَّمَامَا
إلى الطّائِعِ العَدْلِ أعْمَلتُهُـ
سوم القطا يدّرعن الظلاما
كَأنّي أرُوعُ بِهَا جِنّة ً
إذا التبست بالدجا أو نَعاما
يَقُولُ الرّفَاقُ، إذا رَجّعَتْ
من الأين جرجرة أو بغاما
لك الله جعجعْ بإنضائهنَّ
تعف السنام وتنق السلامى
إلى أينَ خَلْفيَ أثْني العِنَانَ
إذا مَا وَجَدْتُ أمَامي إمَامَا
إذا مَا أنَخْنَا إلى ابنِ المُطِيعِ(2/36)
حَمِدْنَا السُّرَى وَأطَلْنَا المُقَامَا
إمَامٌ تَرَى سِلْكَ آبَائِهِ
بُعَيْدَ الرّسُولِ، إمَاماً إمَامَا
يعد لعليائه هاشماً
إذا ما الأذلاَّءُ عدوا هشاما
من الراكزين كالرماح الطوا
لَ، وَالرّافِعِينَ العِمَادَ العِظَامَا
إذا مَا بَنَوْا بَيْتَ أُكْرُومَة ٍ
أطالوا السموك ومدوا الدعاما
مَعَ الشّمسِ قَدْ فَرَشُوهُ نجُوماً
مِنَ العِزّ أوْ ظَلّلُوهُ غَمَامَا
كأنّك تلقى بدوراً تضيءُ
إذا طلعوا أو قروماً تسامى
هم استيقظوا وحدهم للخطوب
فَقَامُوا بهَا، وَأنَامُوا الأنَامَا
لَهُمْ نَسَبٌ كَاشِتبَاكِ النّجومِ
تَرَى للمَنَاقِبِ فِيهِ ازْدِحَامَا
مُضِيءٌ كَشَعشَعَة ِ المَشرَفيّ
ينفي الظلام ويأبى الظِلاما
يَزُرّ السّمَاحُ عَلَيهِ الشُّفُوفَ
وَيُلْبِسُهُ العِزُّ بَيْضاً وَلامَا
عليه من الصطفى لامع
يُمِيطُ الأذَى وَيُجَلّي القَتَامَا
إذا أنْشَأُوا للعِدَا عَارِضاً
أسال بواديهمُ أو أغاما
وَبَاتُوا قَدِ اكتَحَلُوا بالطّعَانِ
وقد رجلوا بالنجيع الجماما
وَطَارَتْ بقَلْبِهِمُ المُقْرَبَا
ت تركب أعقابهن القداما
وَقَدْ طَوّحَ الألْمَعيُّ العِنَانَ
مِنَ الرّوْعِ، وَالأعوَجيُّ الحِزَامَا
كأن الرماح بأعجازها
يَمَانِيَة ٌ تَسْتَهِلُّ الغَمَامَا
شوَاحٍ مِنَ الطّعْنِ أفْوَاهَهَا
كمَا جَرتِ النّاصِحُونَ الجِلامَا
رَمَوْا في بُيُوتِهِمُ جَمْرَة ً
أطالوا القعود لها والقياما
إذا ذكروا الوتر حزوا الرقاب
وإن ذكروا العفو جزوا اللماما
علاؤك أعظمُ من أن يرام
وَمَجْدُكَ أمْنَعُ مِنْ أنْ يُضَامَا
وَأنْتَ المُعَظَّمُ في هَاشِمٍ
إذا ما بدا بادؤوه قياما
وَأخْلَوْا لَهُ مُعْشِبَاتِ العَلا
ءِ يَرْعى الجميمَ وَيُسقى الجِمَامَا
مشيتَ الراحَ وراح الذليل
ـلُ يُوصِدُ بَاباً، وَيُرخي قِرَامَا
وَمَا كُنتُمُ، الدّهْرَ، إلاّ الرّعَاة َ
وَلا سَائِرُ الخَلْقِ إلاّ السَّوَامَا
حَلَفْتُ بِهَا كَقِسِيّ النّبَا(2/37)
عِ تَحسَبُ أعنَاقَهُنّ السّهَامَا
كحافلة المزن آنستها
مسمّحة في قياد النُّعامى
و كل فنيق إلى ناقة
يساقطها زبداً أولغاما
وكل ابن ليلٍ على مُقرم
إذا مَا وَنَى زَاغَ مِنهُ الزّمَامَا
وَللرّحْلِ لَحْيَانِ في دَفّهِ
إذا اجلَوّذَ اللّيْلُ لاكَ السّنَامَا
يبيت كأن به أولقا
مِن السّيرِ، أوْ خابِلاً، أوْ عُدَامَا
يُؤدّي أُشَيْعِثَ جَمَّ الهُمُومِ
حراماً يزاول أرضاً حراما
كَنَصْلِ اليَمَانيّ أبْلَى القِرَابَ
وَمَا أضْمَرَ الغِمْدُ مِنهُ كَهَامَا
يُبَيِّنُ للمَجْدِ في وَجْهِهِ
سُفُوراً، وَلمْ يَنضُ عَنهُ اللّثَامَا
وكبّ الهديّ لأذقانه
يَؤمّ بِهِ زَمْزَماً وَالمَقَامَا
تَخَالُ النّجيعَ لِهَذا صِداراً
إذا ما جرى ولهذا زماما
لأنْتُمْ أعَزُّ عَلى مُهْجَتي
من الماء ينقع منه الأواما
وَإنّي، وَإنْ كُنْتُمُ في البِلا
د أنأى دياراً وأبدى خياما
ألَيسَ أبُوكُمْ أبي، وَالعُرُوقُ
تُخَلّطُ لَحْمي بِكُمْ وَالعِظَامَا
نَبَتْنَا مَعاً، فَالتَقَيْنَا عُرُوقاً
بارض العلى واختلطنا رغاما
إذا عَمّمَ المَجْدُ هَامَاتِكُمْ
كفانيَ لوثاً به واعتماما
لَئِنْ كَانَ شَخصِيَ في غَيرِكُمْ
فَإنّ لِقَلْبيَ فيكُمْ مَقَامَا
وَإنّ لِسَاني لَكُمْ وَالثّنَاءَ
وإنَّ ولوعي بكم والغراما
وكنت زماناً أذود الملوك
عَنِ السّلْكِ رَقرَقتَ فيهِ النّظامَا
أُرِيدُ الكَرَامَة َ لا المَكْرُمَاتِ
وَنَيلَ العُلى لا العَطايا الجِسامَا
فَحُوزُوا العَقَائِلَ عَنْ خاطرِي
إلى مَ أماطلُ عنها إلى ما
لَقَدْ طَالَ عَتْبي عَلى نَاظِرٍ
رأَى بارقاً غير دانٍ فشاما
إلى كَمْ أُجَدّدُ وَجْدِي بكُمْ
وَأعْلَقُ مِنكُمْ حِبَالاً رِمَامَا
أزيد معاقدها مرة
وَتَأبَى العَلائِقُ إلاّ انجِذَامَا
وإني أعوذ بكم أن يعود
حبابي قلى ً وثنائي ملاما
فَهَلْ صَافِقٌ، فَأبيعَ العِرَا
قَ غيرَ غَبينٍ وَأَشرِي الشّآمَا؟
إذا لَمْ أزُرْ مَطْلَعَ المَكْرُمَا(2/38)
تِ قَدْ أخَذَ البَدْرُ فِيهِ التّمَامَا
فَأُلْبِسُ عِطْفَيّ ذاكَ الجَلالَ
وَأُورِدُ عَيْنيّ ذاكَ الهُمَامَا
فما أحفِل الخطب من بعدها
إذا جلّ بل لأ أبالي الحماما
أتروى الغرائب من وردكم
وذودي على جانبيه يظامى
فلا تنكروا قُلعة من فتى
أقام على مطلكم ما أقاما
وإن يداً إن تردّوا السّلاما
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ربَّ أخٍ لي لم تلده أمّي
ربَّ أخٍ لي لم تلده أمّي
رقم القصيدة : 10337
-----------------------------------
ربَّ أخٍ لي لم تلده أمّي
ينفي الأذى عنّي ويجلو همّي
ويصطلي دونيَ بالملمِّ
إذا دعيت اشتدَّ ماضي العزم
كأَنَّ ما قال منادٍ باسمي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا أشتَكي ضُرّي مِنَ الـ
لا أشتَكي ضُرّي مِنَ الـ
رقم القصيدة : 10338
-----------------------------------
لا أشتَكي ضُرّي مِنَ الـ
ـنّاسِ، وَهُمْ مَنْ أعْلَمُ
إنّ إلَهاً مَسّ بِالـ
جوادٌ منعم
أشْكُو الّذِي يَرْحَمُني
إلى الّذي لا يرحم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ
قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ
رقم القصيدة : 10339
-----------------------------------
قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ
مَا لَيسَ يَبلُغُهُ الشّجَاعُ المُعدِمُ
لا تَخْدَعَنْ عَنهُ فَرُبّ ضَرِيبَة ٍ
يَنبُو الحُسامُ بهَا وَيَمضِي الدّرْهَمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولي كبد من حب ظمياء أصبحت
ولي كبد من حب ظمياء أصبحت
رقم القصيدة : 10340
-----------------------------------
ولي كبد من حب ظمياء أصبحت
كَذي الجُرْحِ يُنكي بعدَما رَقأ الدّمُ
أصاب الهوى قلباً بعيداً من الهوى
وَمَا كُلُّ مَنْ يَبغي السّلامَة َ يَسلَمُ(2/39)
أُجَمجِمُ عَنْ عُوّادِ قَوْميَ عِلّتي
وحبّكمُ ذاك الدّخيل المجمجَم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبَا نِزَارٍ تُفْسِدُ القَوْمَ النِّعَمْ
أبَا نِزَارٍ تُفْسِدُ القَوْمَ النِّعَمْ
رقم القصيدة : 10341
-----------------------------------
أبَا نِزَارٍ تُفْسِدُ القَوْمَ النِّعَمْ
غفّلكَ الوُجد وكَّاني العدم
تُرَمّمُ المَالَ، وَبالعِرْضِ ثُلَمْ
إنّي، إذا رَاحَتْ عَلى الحَيّ النَّعَمْ
رَاحَ عَلى بَيْتي الثّنَاءُ وَالكَرَمْ
لا سلم المال إذا العرض سلم
قَدْ كُنْتُ نَادَيتُكَ، وَالأمْرُ أَمَمْ
أمَا تَرَى خَلفُ عَقابيلَ الظُّلُمْ
لوث خمار الصبح في راس العلم
نَفْسَكَ إنّ الخَيلَ بالقَوْمِ زِيَمْ
انجُ فعن لفتتك الرمح الأصم
ناشدتك الله وتحنان الرحم
وَقُلْتُ حِدّ عَن مَنهجٍ غَيرِ لَقَمْ
فلم تطعني رب رأيٍ متهم
سَمعُكَ وَاعٍ، وَبِعَقْلِكَ الصّمَمْ
حتّى لَقيتَ خَطفَة َ البازِي الضّرِمْ
أُمَّ الدُّهيمِ حَامِلاً بِنتَ الرَّقَمْ
أمَرَّهَا المِقْدارُ إمْرَارَ الوَذَمْ
أُفلتّ منها بعد انشاب القدم
وبعد ما ضاق عليك المزدحم
مُنفَلتَ الأُظْفُورِ مِن شَقّ الجَلَمْ
أقسمت بالبيت الحرام والحرم
وَبالمُلَبّينَ غَدَوْا شُعْثَ اللِّمَمْ
على رذايا من وجى ومن سأم
يطلعن من أجبال رضوى وخيم
بها وقار بعد ما كان لمم
وما جرى بالخيف من دمع ودم
يوم يطير النّاس غربان الجمم
حَيثُ تَرَى تِلكَ المَجَالي وَالقِمَمْ
يُمْسِينَ غِرْبَاناً، وَيَغدُونَ رَخَمْ
والمستجار بعد ذا والملتزم
تَلْقَى بِهِ لأِمَمٍ بَعدَ أُمَمْ
مفترقاً لا عن قلى ً ومصطدم
صَكّ المُجيلِ زَلَماً بَعدَ زَلَمْ
لأصْدَعَنْ عِرْضَكَ صَدعاً لا يُلَم
عَطّاً كَمَا عَطّ الفَزَارِيُّ الأدَمْ
دبيب نار القين طارت في الفحم
أقرع فيه بشبا طعن وذم
نَهْزُ الدّلاءِ تَلتَقي، وَالمَاءُ جَمّ
وَيلٌ إذاً، يَوْمَ النّطاحِ، للأجَمّ
كم يلبث الأصل على ضرب القُدُم(2/40)
عرضتَ منّي لبصير بالقيم
حَامي الأُوَارِ مُنضِجٌ إذا وَسَمْ
آسي الحفيظات إذا الدّاء ألم
عَاجَلَ أدْوَاءَ العُرُوقِ، فحَسَمْ
حَثحَثَة َ الذّئْبِ عَوَى مِنَ القَرَمْ
آنَسَ وَهْناً نَسْمَ رِيحٍ، فَنَسَمْ
مَاضٍ عَلى اللّيْلِ، إذا لمْ يَرَ شَمّ
من أسقم النّاس رموه بالسّقم
ومن رُميَ بالموقظات لم ينم
كَمْ ضَافَ رَحْلي منكُمُ طارِقَ هَمّ
بِتُّ لَهُ أخْطِمُ دائي وَأزُمّ
تَوَجُّسَ اللّيثِ استَرَابَ بِالأجَمْ
أهدُرُ عَنْ شِقْشِقَة ِ العَوْدِ القَطِمْ
حَتّى رُميتُ، رُبّ نَبلٍ عَنْ كَلِمْ
إنّ هموم القلب أعوان الهمم
قد يقدع المرءُ وإن كان ابن عم
وَيَقطَعُ العُضْوَ الكَرِيمَ لِلألَمْ
لأُلزِمَنْ، إنْ لَمْ يُغَيّبُكَ الرَّجَمْ
لِهْزِمَتَيكَ عَاقِراً مِنَ اللُّجُمْ
يَسِيلُ ذِفْرَاكَ دَماً، وَما ظَلَمْ
مَوَارِدَ الجَهْلِ مَصَادِرُ النّدَمْ
نَفْحَة ُ عَارٍ مِثْلُهَا نَفْثَة ُ سَمّ
تشمّها بمارن غير أشم
إذا وعاها ضاحك القوم وجم
يخافها وما جنى ولا جرم
خُذْهَا حُرُوباً كَأهَاضِيبِ الدِّيَمْ
لا عزّمنا اليوم من ألقى السّلم
إنْ كُنتَ حُرّاً غيرَ مَغمُوزِ الشّيَمْ
فقل لنا من العبيد والقزم
جاءَت به مخداجة ٌ غير متم
لهَا الرّزَايَا، وَلبَطْنِهَا العَقَمْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
رقم القصيدة : 10342
-----------------------------------
وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
أبَى بَعدَ طُولِ الغَمزِ أنْ يَتَقَوّمَا
تقلّبت منه ظاهراً متبلجاً
وأدمج دوني باطناً متجهماً
فأبدى كروض الحزن رقت فروعه
وَأضْمَرَ كاللّيلِ الخُدارِيّ مُظلِمَا
ولو أنني كشّفته عن ضميره
أقمتُ على ما بيننا اليوم مأتما
فلا باسطاً بالسوء إن ساءني يداً
ولا فاغراً بالذّم إن رابني فما
كَعُضْوٍ رَمَتْ فِيهِ اللّيَالي بفَادِحٍ
ومن حمل العضو الأليم تألّما
إذا أمَرَ الطِّبُّ اللّبِيبُ بِقَطْعِهِ(2/41)
أقول عسى ضنّاً به ولعلّما
صبرت على إيلامه خوف نقصه
وَمَنْ لامَ مَن لا يَرْعوِي كانَ ألوَمَا
هي الكف مضٌّ تركها بعد دائها
وإن قطعت شانت ذراعاً ومعصما
أرَاكَ عَلى قَلبي، وَإنْ كنتَ عَاصِياً
أعَزَّ مِنَ القَلْبِ المُطيعِ وَأكْرَمَا
حملتك حمل العين لج بها القذى
ولا تنجلي يوماً ولا تبلغ العمى
دع المرء مطوياً على ذممتّه
ولا تنشر الداء العضال فتندما
إذا العُضْوُ لَمْ يُؤلِمْكَ إلاّ قَطَعتَهُ
على مضضٍ لم تبق لحماً ولا دما
ومن لم يوطّنْ للصغير من الأذى
تَعَرّضَ أنْ يَلْقَى أجَلّ وَأعظَمَا
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا عذوليّ قد غضضت جماحي
يا عذوليّ قد غضضت جماحي
رقم القصيدة : 10343
-----------------------------------
يا عذوليّ قد غضضت جماحي
فاذهبا حيث شئتما بزمامي
بَعْدَ لَوْثي عِمَامَة َ الشّيْبِ اختَا
ل ببرديْ بطالة وعُرامِ
خُفّضت نزوة الشباب وحال
ـهَمُّ بَينَ الحَشَا وَبَينَ الغَرَامِ
غَالَطُوني عَنِ المَشِيبِ، وَقَالوا:
لا تُرَعْ! إنّهُ جلاءُ الحُسَامِ
أيها الصّبح زل ذميماً فما
ـلَمَ يَوْمي مِنْ بَعْدِ ذاكَ الظّلامِ
أرْمَضَتْ شَمْسُكَ المُنِيرَة ُ فَوْدَ
يَّ، فَمَنْ لي بِظِلّ ذاكَ الغَمَام
قُلتُ: ما أمْنُ مَنْ عَلى الرّأسِ منهُ
صارم الجد في يد الأيام
إنّ ذَنْبي إن الغَوَاني، بِشَيْبي
ذَنْبُ ذِئْبِ الغَضَا إلى الآرَامِ
كُنّ يَبْكِينَ قَبْلَهُ مِنْ وَداعي
فبكاهنَّ بعده من سلامي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تألق نجديٌّ كأَنَّ وميضه
تألق نجديٌّ كأَنَّ وميضه
رقم القصيدة : 10344
-----------------------------------
تألق نجديٌّ كأَنَّ وميضه
قواعد رضوى أو مناكب ريم
أقول له لما تفارط صوبه
وراءَك قد ألقحت كل عقيم
تبعَّق حتى خلت إن بعاقه
على عدم الجدوى أكفّ تميم
أتيتهم والجدب قد عضّد القرا
وَلا عَهْدَ للبَاغي النّدَى بِكَرِيمِ
فما استحضروا العلات وهي كريمة(2/42)
ولا اطرقوا من روعة ووجوم
هُمُ ضَمِنوا اللأوَاءَ، وَالأزْلُ رَاكدٌ
على مقعد من عسرهم ومقيم
فَمَا وَلَدَتْ أُمُّ المَكَارِمِ مِثْلَهُمْ
كراماً ولم تغلط لهم بلئيم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عطونَ بأَعناق الظباءِ وأشرقت
عطونَ بأَعناق الظباءِ وأشرقت
رقم القصيدة : 10345
-----------------------------------
عطونَ بأَعناق الظباءِ وأشرقت
وُجُوهٌ عَلَيْهَا نَضْرَة ٌ وَنَعِيمُ
أمطن سجوفاً عن خدود نقية
صَفَا بَشَرٌ مِنْهَا وَرَقّ أدِيمُ
شفوف على أجسادهنَّ رقيقة
وَدُرٌّ عَلى لَبّاتِهِنّ نَظِيمُ
يجلن خلاخيل النضار وملؤها
بَوَادِيُّ غَيْلٍ بَيْنَهُنّ عَمِيمُ
تَأطُّرَ أغْصَانِ الأرَاكِ أمَالَهَا
وَقَد رَقّ جِلبابُ الظّلامِ، نَسِيمُ
غَرَامي جَدِيدٌ بالدّيَارِ وَأهْلِهَا
وَعَهْدِي بهَاتِيكَ الطَّلُولِ قَدِيمُ
يقولون ما أبقيت للعين عبرة
فقلت جوى لو تعلمون اليم
ايسمح جفني بالدموع وأغتدي
ضنيناً بها إنّي إذاً للئيم
ولو بخلت عيني إذاً لعسفتها
فكيف ودمع الناظرين كريم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هي سلوة ذهبت بكل غرام
هي سلوة ذهبت بكل غرام
رقم القصيدة : 10346
-----------------------------------
هي سلوة ذهبت بكل غرام
والحبّ نهب تطاول الأيام
ولقد نضحت من السلو وبرده
حرّ الجوى فبردت أيّ ضرام
مِنْ بَعدِ ما أظمَى الغَليلُ جَوَانحي
وَأطَالَ مِنْ مَلَلِ الزُّلالِ أُوَامي
نشز الجنيب على ثنيات الهوى
ونجوت مرميا إليَّ زمامي
سلوان لا أعطي الجآذر لفتة
أوْ نَظْرَة ً إلاّ بِعَينِ لَمَامِ
نَفَضَ الصّبَابَة َ خاطرِي وَجوَانحي
وأبى المذلَّة َ منزلي ومقامي
والحب داء يضمحلّ كأنّما
تَرْغُو رَوَازِحُهُ بِغَيرِ لُغَامِ
لا يَدّعِ العُذّالُ نَزْعَ صَبَابَتي
بيدي حسرت عن الغرام لثامي
قد كانت الصّبوات تعسف مقودي
فالآنَ سَوْفَ أُطِيلُ مِنْ إجْمَامي
هيهات يخفضني الزّمان وإنما
بيني وبين الذلّ حدّ حسامي(2/43)
لا أرْتَضِي بِالمَاءِ إلاّ جَمّة ً
ولربّ طافحة بغير جمام
وأصدّ عن ماء القليب وماؤه
في حَيّزِ الإكْرَابِ وَالأوْذَامِ
وَلَقَدْ لَبِسْتُ مِنَ القَنَاعَة ِ جُبّة ً
تضفو عليَّ ولا تبين لذام
كَمْ ذَلّلَ العُدمُ العزِيزَ، وَعَظّمتْ
نَفَحاتُ هَذا المَالِ غَيرَ عُظَامِ
مَا هَمُّ مَنْ حُرِمَ الثّرَاءَ إذا سَما
وأحظّ من شرف ومن إعظام
شحبَ الزّمان علي بعده غضارة
وإذا نقضت فقد قضيت تمامي
وجرى الثّقاف على أوائل صعدتي
فأقتصّ من طربي وفضل عرامي
عنِّي إليك فما الوصال بنافع
من لا يعذّب قلبه بغرامِ
ما كنتُ أسمحُ بالسّلامِ لمعرضٍ
وَعَلى أمِيرِ المُؤمِنِينَ سَلامي
ملك سما حتّى تحلّق في العلى
وأذلّ عرنين الزّمان السّامي
يا ابنَ القَمَاقِمِ وَالغَطَارِفَة ِ الأُلى
قمم العلى ودعائم الإسلامِ
الطود أيهم والسّماء عريضة
وَاليَوْمُ أيْوَمُ، وَالقَلَمَّسُ طَامِ
سِيمَاءُ مُشْتَهِرٍ، وَقَلْبُ مُشَيَّعٍ
وَأنَاة ُ مُقْتَدِرٍ، وَرَأيُ إمَامِ
أمْرُ الخِلافَة ِ في يَدَيْكَ، وَإنّمَا
هي عقبة ٌ تقضى بكل همام
قد كان جدّك عصمة العرب الأُلى
والآن أنت لهم من الإعدام
حفظوا أياديك الجسام وإنّما
وصّوا بحفظ الخيل والأنعام
بالطّائِعِ الهَادي الإمَامِ أطاعَني
أملي وسهّل لي الزّمان مرامي
مِنْ مَعْشَرٍ مَا فيهِمُ إلاّ فَتًى
أو جائدٌ أو ذائدٌ أو حامي
قوم إذا عزموا الغوار تراجعوا
يَتَقَاسَمُونَ ضَرَاغِمَ الآجَامِ
لا يستقرّ المال فوق أكفّهم
كالسيل يزلق عن ذرى الأعلام
البيت ذو العمد الطوال يظلّهم
بَينَ القَنَا، وَالحَامِلِ الهَمْهَامِ
يَفْدِيكَ كُلُّ مُزَنَّدٍ وَمُعَرِّدٍ
يَوْمَ الوَغَى ، وَمُطَاوِلٍ وَمُسَامِ
وَمَبَخَّلٍ أعْطَى القَلِيلَ، وَرُبّما
سمحت حروف التّاءِ للتمتام
أثر النّدوب بصفحتيه ونحره
لصفا مرادٍ أو سهام مرام
طلب الغنى لا للحباء ولا النّدى
ما كلّ عار جاءَ للأحرام
أحَسُودَ ذي النّورِ المُبينِ عَلى العُلى(2/44)
أربعْ على ظلع وانفك دام
أمّا تنازعه العلاءَ فإنّه
قَرْمٌ يُخَاطِرُهُ بُوَيزِلُ عَامِ
ولربّ قِرن فات أطراف القنا
حتّى أخذت عليه بالأقلام
وَوَلِعْتَ في جِدّ الحَدِيثِ وَهَزْلِهِ
ولع القواضب بالطّلى والهام
في فيلق جمّ الذّوابل والظّبى
مثرٍ من الأسراج والألجام
متدفّق القطرين يرجف نقعه
بِعَصَائِبِ الرّايَاتِ وَالأعْلامِ
فكأنّه والنّقع فوق رواقه
سَيْلٌ يُسَايِرُ مُستَطيلَ غَمَامِ
ما زِلْتَ تَكْشِفُهُ بِمَصْقُول القَرَا
والخيل بين مغيرة وصيام
قَلقَلْتَ مِنْ أعْطَافِهِ، فكَأنّما
طرف يتيه على الّلجام تكبّراً
فتكاد تركبه بغير لجام
ويد تصيول على الحسام شجاعة
فتكاد تبسطها بغير حسام
والطعن يرجع بالقنا وصدورها
خطاطة خلف الجياد دوام
حمر الكعوب كأنّما ألوى بها
نَضْخٌ مِنَ الشيّانِ وَالعُلاّمِ
إيهاً، وَأنتَ حَياً إلى أوْطَانِهِ
دَفْعُ الزّمَانِ بِمُعْرِقٍ وَشَآمِ
هَذا الحُسَينُ، وَقد جذَبتَ بضَبعِهِ
جذباً يمرّ قرائن الأرحام
أعْطَيْتَهُ مَحْضَ المَوَدّة ِ وَالهَوَى
وغرائب الأعزاز والإكرام
وَرَدَدْتَهُ بالقَوْلِ لَيس بخُلّبٍ
في عقبه والوعد غير جهام
مُتَنَاوِلاً طَرَفَ الفَخَارِ يَجُرّهُ
ويقود مصعبه بغير زمام
لما رآك رأَى النّبيّ محمّداً
في بُرْدَة ِ الإجْلالِ وَالإعْظَامِ
وَرَأى بِمَجْلِسِكَ المُعَرِّقِ في العُلى
حَرَمَ الرّجَاءِ وَقُبّة َ الإسْلامِ
أوسعت من خطواته في موقفٍ
مُتَغَلْغِلٍ بِتَضَايُقِ الأقْدَامِ
ورفعت ناظره إليك مسلماً
في أيّ أبّهة وأيُّ مقامِ
ومن القلوبِ سواكنٌ وخوافقُ
وَمِنَ العُيُونِ غَوَامِضٌ وَسَوَامِ
قَرّبْتَ مِنْ فَمِهِ أنَامِلَ رَاحَة ٍ
معروفة بالنّقض والإبرام
وحصصته بالبشر منك وإنّما
بشر الإمام قرابة الأنعام
برّ الأقارب والأباعد واجبٌ
وأحقّ بالنّعمى بنو الأَعمام
لا تُشْمِتَنْ بِهِ الأعَادي بَعْدَمَا
عَرَضُوا مِنَ الأحْقَادِ وَالأوْغَامِ(2/45)
هيَ قَوْلَة ٌ لا يُسْتَطَاعُ رُجُوعُها
كالسّهم يخرجُ عن بنان الرّامي
والقول يعرض كالهلال فإن مشى
فيهِ الفَعَالُ، فَذاكَ بَدْرُ تَمّامِ
ولربّ فاعل فعلة لا تنثني
لَوْ رَامَ رَجْعَتَهَا بكُلّ مَرَامِ
وكذا الملوك تقوضوا واستصعبوا
تقويض ما رفعوا من الآطام
وَغَدَا سِنَانُ ابنِ المُشَلِّلِ عَاجِزاً
عن نقض ما علَّى من الأهرام
وَكَذاكَ عمرٌو ذو المَعَابِلِ فَاتَهُ
بعد اضطراب النّزع رد سهام
ويل لمغرور عصاك فإنّه
متعرض لمخالب الضّرغام
هيهات طاعتُكَ النّجاة ُ وحبُّك
ـتّقَوى وَشكرُكَ أفضَلُ الأقسامِ
فاسلم أمير المؤمنين لغبطة
معقودة بذوائب الأَعوام
وَتَمَلّ أيّامَ البَقَاءِ، وَلا تَزَلْ
تطغى بشكرك أَلسن الأقوام
نفس يحرّمها الحمام مهابة
ليس النّفوس على الرّدى بحرام
فَاللَّهُ يَعْلَمُ أنّ نُورَكَ لَمْ يَزَلْ
مُسْتَهْزِئاً بِالظّلْمِ وَالإظْلامِ
وَالمَجدُ يُخْبِرُ عَنْ فَعالِكَ أنّهُ
يدلى إليه بحرمة وذمامِ
فَاسمَعْ، أمِيرَ المُؤمنينَ، فإنّما الأ
سْمَاعُ أبْوَابٌ إلى الأفْهَامِ
القَوْلُ في الإطْرَاءِ غَيرُ مُبَلَّدٍ
وَالشّكْرُ للنَّعْمَاءِ غَيرُ عُقَامِ
جَاءَتْكَ مُحْصَدَة َ القُوَى حَبّارَة ً
تَستَعْبِدُ الأرْوَاحَ في الأجْسَامِ
من لي بإنشاديكها في موقفٍ
اعتدّه شرفاً مدى أيّامي
لا أدّعي فِيهِ الغُلُوَّ، وَإنّمَا
يُوفي عَلى قُلَلِ الرّجَالِ كَلامي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمِيرَ المُؤمِنينَ بَثَثْتَ فِينَا
أمِيرَ المُؤمِنينَ بَثَثْتَ فِينَا
رقم القصيدة : 10347
-----------------------------------
أمِيرَ المُؤمِنينَ بَثَثْتَ فِينَا
صَنَائِعَ بَعْضُهَا خَطَرٌ عَظِيمُ
وَمَا اقتَعَدَ العُلَى إلاّ شُجَاعٌ
وَلا بَلَغَ المُنى إلاّ كَرِيمُ
لمثلك تُحرز المالَ الليالي
وَأوْلى النّاسِ بالعُدْمِ اللّئِيمُ
وَأنْتَ حَمَيْتَنا مِنْ كُلّ ضَيْمٍ
وقد ضريتَ على الطّمع الخصوم(2/46)
أنَفتَ بِنَا عَلى قِمَمِ الأعَادي
وكاد الجدُّ يدرك ما يروم
خَلائِقُ مِنكَ نَعرِفُهَا يَقِيناً
وَكُلُّ فَتًى بشيمَتِهِ عَلِيمُ
فداؤك كل منتحل المعالي
يُقَطَّعُ دُونَهُ النّسَبُ الصّميمُ
بأخلاق كما دجت اللّيالي
وَأحْسَابٍ كمَا نَغِلَ الأدِيمُ
وَآخَرُ هَزّ عِطْفَيْهِ اغْتِرَاراً
بحلمك يوم يفتقدُ الحليم
تَبَلّجَ فِيهِ وَسمُكَ، وَالمَطَايا
تغلغل في حواركها الوسوم
وكم فوق البسيطة من شريفٍ
أغرّ الوجه شيمتهُ بهيم
لك الجبلُ الممنّع إن تسامى
عدو لا ينامُ ولا يُنيم
جذبت عن المطيع زمام عز
أطَاعَ الوَخْدُ مِنهُ وَالرّسِيمُ
سَمَا بِكَ خَيرُ آبَاءٍ، وَلكِن
مَضَوْا طَلَقاً، وَمَجدُهمُ مُقيمُ
دَعَوْتُكَ، يا إمَامُ، وَمِن وَرَائي
سفيه الرّأي يعذلُ أو يلوم
وحسبي أن تعيش على الليالي
سَليماً، لا يُطَلّقُكَ النّعِيمُ
فإنّ العَيشَ، مَا جُرّدْتَ مِنْهُ
حمام والصحيح به سقيم
رجوتك والرجاء يمدّ باعي
وأنت لكلّ مكرمة ٍ حميم
وَإنّي، إنْ دَعَوْتُكَ للمَعَالي
لأعلم أيّ بارقة أشيم
وقبلك ضاع حقي في الليالي
كَمَا ضَاعَ الغَرِيبُ، أوِ اليَتِيمُ
ونعماء شقيت بها ولكن
غَدا حَظّي مِنَ الرّيحِ السَّمُومُ
وَمَنْ لي أنْ أرَاكَ، وَلي مَقامٌ
بدارك لا أزول ولا أريم
ومالير أصول على الأعادي
وَأعلَمُ أنّ دارَكَ لي حَرِيمُ
تَدارَكَني صَنيعُكَ، وَالأماني
تُفَلَّلُ مِنْ جَوَانِبِها الهُمُومُ
ولولا ما أنلت مشت برحلي
نقيب الخف حليتها الكلوم
وَإلْطَافٌ تَسَاقَطَ مِنكَ وَهْناً
عليَّ كما تهورت النّجوم
أعَدْتَ سَوَادَ أيّامي بَيَاضاً
وأيّام الورى بيض وشيم
وَقد عَطَفَتْ عَليّ بَناتُ دَهرِي
كمَا عَطَفَتْ عَلى السَّقبِ الرّؤومُ
وَمِنكَ تَوَلّتِ الأنْوَاءُ رَيّي
وطبق أرضيَ الكلأ العميم
فلا غرضت سنوك من الليالي
وَعُمرُ عَدُوّ مَجدِكَ لا يَدُومُ
تدوب على منازلك الغوادي
وَيَرْكُضُ في حَدائِقِكَ النّسيمُ(2/47)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لِلَّهِ ثُمّ لَكَ المَحَلُّ الأعْظَمُ
لِلَّهِ ثُمّ لَكَ المَحَلُّ الأعْظَمُ
رقم القصيدة : 10348
-----------------------------------
لِلَّهِ ثُمّ لَكَ المَحَلُّ الأعْظَمُ
وإليك ينتسب العلاء الأقدم
ولك التُّراث من النَّبيِّ محمَّدٍ
والبيت والحجر العظيم وزمزم
ما ناقلت ركب الرّكاب إلى منى ً
وأراق من علق الدّماء الموسم
خطر من الدّنيا يجل وسورة
تعلو وقدر زائد يتقدّم
تمضي الملوك وأنت طود ثابت
ينجابُ عنك متوج ومعمم
مَا ذاكَ إلاّ أنّ غَرْبَكَ مِنْهُمُ
أمضى وإنّ علوّ مجدك أعظم
إنّ الخِلافَة َ مُذْ نَهَضْتَ بِعِبْئِهَا
هدأ الضّمير بها ونام النّوم
قَدْ كَانَ مِنبَرُها تَضَاءَلَ خِيفَة ً
واستلّ منه الهزبريّ الأعظم
حتّى تخمط منك فوق سراته
وَالأرْضُ رَاجِفَة ٌ، فَنيقٌ مُقْرَمُ
لله أيّ مقام دين قمته
وَالأمْرُ مَرْدُودُ القَضِيّة ِ مُبْرَمُ
فَكَأنّمَا كُنْتَ النّبيّ مُنَاجِزاً
بالقَوْلِ، أوْ بِلِسَانِهِ تَتَكَلّمُ
فَمَضَى ، وَأعْقَبَ بَعْدَهُ مُتَيَقّظاً
سِجلاهُ بُوسَى في الزّمَانِ وَأنْعُمُ
كالغيث يخلفه الرّبيعُ وبعضهم
كَالنّارِ يَخْلُفُهَا الرّمَادُ المُظْلِمُ
لا تهتدي نوب الزّمان لدولة
الله فيها والنبيّ وأنتم
شرفا بني العباس مدّ رواقه
وَعُلًى تُسَانِدُهَا القَنَا وَالأنْجُمُ
كَمْ مَهْمَهٍ لَبِسَتْ إلَيْكَ رِكَابُنا
وَالأرْضُ بُرْدٌ بِالمَنُونِ مُسَهَّمُ
حتّى تراعفت المناسم والذرى
فسواء الأَعلى دما والمنسم
هنَّ القسي من النّحول فإن سما
طَلَبٌ، فَهُنّ مِنَ النَّجاءِ الأسهُمُ
يضمنّ لا ورد العطاءَ مصرّدٌ
أبداً ولا فعل الزّمان مذمم
وَأنَا النّذِيرُ لمَارِقٍ يَمّمْتُهُ
من ضوء نار للطغاة مضرّم
حَمْرَاءُ جَاهِلَة ُ الشّرَارِ مَهُولَة ٌ
للنّاظِرِينَ لهَا دُخَانٌ أدْهَمُ
وَمُلَمْلِمٌ يَرْمي العَدُوَّ بِرُكْنِهِ
مَاضٍ كَفِهْرِ المِنْجَنِيقِ مُلَملمُ(2/48)
في مَعْرَكٍ فُقِدَ التّكَلّمُ تَحْتَهُ
للرّوْعِ، إلاّ أزْمَلٌ وَتَغَمغُمُ
كَثُرَ الحَدِيدُ بِهِ، فبَعضٌ يَتّقي
كَلْمَ الطّعانِ بهَا وَبَعضٌ يُكْلَمُ
من كل ضاحكة القتير كأنّها
برد أعارَكهُ الشجاع الأرقم
وطويل سالفة السنان يؤده
خطل الكعوب وفي الضّلوع يقوم
وَمُرَقْرَقِ الغَرْبَينِ، إلاّ كُلْفَة ً
مِمّا يُطَبِّقُ دائِماً وَيُصَمِّمُ
في فِتْيَة ٍ رَكِبُوا العُلَى مِنْ هاشِمٍ
يَرْمُونَ أقْطَارَ العَدُوّ كَما رُمُوا
يجري الحياءُ الغضّ في قسماتهم
في حِينَ يَجرِي في أكفّهِمُ الدّم
فإذا غضبتَ فأنت أنت شجاعة
توفي على عضب الرّدى وهمُ همُ
بحمائل الملك الجليل مقلد
وبخاتم النّبأ العظيم مختمُ
وعظمت قدراً إن يروقك مغنم
أوْ أنْ يَصِرّ عَلى بَنَانِكَ دِرْهَمُ
هي راحة ما تستفيق من النّدى
أبَدَ الزّمَانِ، وَبَدْرَة ٌ لا تُختَمُ
مَلِكٌ تَلاعَبُ بالهَوَى عَزَمَاتُهُ
بعداً به عمّا يقول اللّوَم
بَينَا يُضِيءُ عَلى الزّمَانِ، فيَنجَلي
حتّى يغيّر على الضياء فيظلمُ
النّفع والإضرار شغل لسانه
ليُرَاشَ عَافٍ، أوْ يُضَعضَعَ مُجرِمُ
وَيَرُوحُ عَنْهُ وَلِيُّهُ وَعَدُوُّهُ:
هذا يزيد غنى وهذا يعدمُ
فعلى المقارب مطلع متبلّج
وَعَلى المُجَانبِ عارِضٌ مُتَجَهّمُ
في كل يوم خالع متأخّر
يردى وجدّ غالب متقدّم
وَفُتُوحُ أمْصَارٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
عَفْواً إلَيكَ، وَغَيرُهَا يُتَجَشّمُ
لولاك لم يك مثلها ما يرتقى
عُلْواً، وَلَمْ يَكُ مِثْلُهَا مَا يُغنَمُ
ما كان يومي دون مدحك أَنني
صب بغير جلال وجهك مغرم
لكنّها نفس تصان لتنتضى
وتجمّ من طول المقال فتفعمُ
أنت العلى فلقصدها ما أقتني
من جوهر ولمدحها ما أنظمُ
ما حقّ مثلي إن يضاع وقوله
باقي العماد على الزمان مخيمُ
وأجل ما أبقى الرّجال فضيلة
تَمتَاحُها أُذُنٌ، وَيُودِقُهَا فَمُ
وأنا القريبُ قرابة معلومة
وَالعِرْقُ يَضرِبُ وَالقَرَائِبُ تُلحَمُ(2/49)
إنّي لأرْجُو مِنْكَ أنْ سَيَكونُ لي
يوم أغيظ به الأعادي أيومُ
وأنال عندك رتبة مصقولة
إنْ عَايَنَ الأعْداءُ رَوْنَقَهَا عَمُوا
إنّي، وَإنْ ضَرَبَ الحِجابُ بطَوْدِهِ
أوْ حَالَ دُونَكَ يَذْبُلٌ وَيَلَملَمُ
لأرَاكَ في مِرْآة ِ جُودِكَ مِثلَمَا
يَلْقَى العِيَانَ النّاظِرُ المُتَوَسِّمُ
وَلَقَدْ أطَاعَكَ مِنْ عَليٍّ نَاصِحٌ
ماضي الجنان إذا أظلّك مغرم
يُرْضِيكَ ظَاهِرُهُ، وَبَينَ ضُلُوعِهِ
قلب بما يدني إليك متيم
فاشدد يديك به يدمْ لك ناقض
فِيمَا يَؤُدّ مِنَ الأُمُورِ وَمُبرَمُ
عِلْماً أقُولُ بَدِيهَة ً وَرَوِيّة ً
وَيَضَلّ عِندَكَ قَائِلٌ لا يَعلَمُ
شِعْراً أُثِيرَ بِهِ العَجاجُ بَسَالَة ً
كالطّعن يدمي والقنا يتحطّمُ
وَفَصَاحَة ٌ، لَوْلا الحَيَاءُ لهَجّنَتْ
أعلام ما قال الوليد ومسلم
وَخَطَابَة ٌ للسّمْعِ في جَنَبَاتِهَا
شغل يعوق عن الذي يترنّمُ
فعلى مَ يطلب غايتي متسرعاً
غُلُق الجنان أقول ما لا يفهم
هَيهَاتَ أقعَدكَ الحَضِيضُ مُؤخِّراً
عَنّي، وَجَاوَرَني السُّهَا وَالمِرْزَمُ
أزْدادُ فِكْراً في الزّمَانِ، فإصْبَعي
لنواجذي أبد الليالي ترأمُ
وَأرَى الحَلِيمَ يُنَالُ مِنْ إعرَاضِهِ
ويسلّ مقوله السفيه فيعظمُ
يقتاد مخشيّ الرّجال مراده
عَفْواً، وَيُظلَمُ كُلُّ مَن لا يَظلِمُ
قلب يسيغ الحادثات وعنده
عزم على نوب الزّمان مصمم
يا دَهرُ! دونَكَ قَد تمَاثَلَ مُدنَفٌ
وَاقتَصّ مُهتَضَمٌ، وَأوْرَقَ مُعدِمُ
إني عليك إذا امتلأت حمية
بندى أمير المؤمنين محرمُ
وَمُذ ادّرَعْتَ عَطَاءَهُ وَفِنَاءَهُ
أرْمي وَيَرْميني الزّمَانُ، فَأسْلَمُ
وإذا الإمام أعار قلبيَ همّة
فالأمرُ أمري والمعاطس ترغمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَرَى دِيَارَ الحَيّ بِالـ
أتَرَى دِيَارَ الحَيّ بِالـ
رقم القصيدة : 10349
-----------------------------------
أتَرَى دِيَارَ الحَيّ بِالـ
عين باقية الخيام(2/50)
أمْ فَرّقَتْهُمْ خِلْفَة ُ الأ
يام أو نجع الغمام
مَاذا عَلى الرُّكْبَانِ لَوْ
حيوا طلولك بالسلام
أو بلّغوا عن واجد
لف الضلوع على الغرام
دارٌ وَصَلْتُ بِهَا الهَوَى
وَقَطَعْتُ أقْرَانَ المَلامِ
وَبَلَوْتُ مِنْ سُكْرِ الشّبَا
باب أجن من سكر المدام
أيّامَ أنْظُرُ في مَعَا
طف شملتي نظر القطامي
وأروح قائد فتية
سود الغدائر والجمام
سقيا لأزمان بها
كنت الملقّب بالغلام
قد قلت للركب الهجو
دِ عَلى الأمَاعِزِ وَالإكَامِ
هبوا فقد تتيقظ الأجـ
جْدادُ للقَوْمِ النّيَامِ
زَمّوا المَطِيّ وَأحْلَسُوا
مِنهَا عَلى الدُّبرِ الدّوَامي
وَدَعُوا نَوَاظِرَها مِنَ الإ
رْقَالِ تَعْمَى بِاللُّغَامِ
حتى تنيخوا في حمى
صَعْبِ المَرَاقي وَالمَرَامي
ملك الملوك به يرا
وَحُ بَينَ عَفْوٍ وَانْتِقَامِ
مَا إنْ أُبَالي مَنْ وَرَا
ئي بعد أن يضحي أمامي
كاللّيْثِ يَقْتَنِصُ الرّجَا
ل ولا يغير على السوام
يظمي الرّواة إذا سطا
وإذا سخا أروى الظوامي
القائد الجرد العتا
قِ يَجُلنَ في بيضٍ وَلامِ
من كل ذي خصل مراح
حِ السّوْطِ مكدودِ اللّجامِ
ومسوّم الرايات يخفق
في الجماهير العظام
وَمُخَوِّلِ النِّعَمِ الجِسَا
م ونازع النّعم الجسام
إنّ الجياد على المرا
بط تشتكي طول الجمام
ترمي بأَعينها إلى
البلد اليماني والشآم
يَصْهُلْنَ مِنْ شَوْقٍ إلى
قَطْعِ المَفاوِزِ وَالمَوَامي
ومصرة الآذان تر
قُبُ وَثْبَة ً بَعْدَ القِيَامِ
فاصدم بها ثغر العدا
بجَوَانِبِ اللّجِبِ اللُّهَامِ
يحملنَ أسد الغاب قد
عقدوا الدوابر باللّمام
مستلئمين بها كأَنَّ
رؤسهم بيض النّعام
مِنْ كُلّ هَفّافِ القَمِيـ
أشمّ معروق العظام
مَاضٍ كَأنّ ذِرَاعَهُ
من قائم العضب الحسام
يغدون في فيح الفلا
مُتَجارِحِينَ مِنَ الزّحَامِ
يَتَفَيّؤونَ عَجَاجَة ً
كَجآجيءِ الغَيْمِ الرُّكَامِ
حَتّى تَقُودَ مِنَ المَطَا
لِبِ كُلّ مَمْنُوعِ الزّمَامِ
لا تغررنَّك من عدوّك
رمية من غير رام(2/51)
أشلى بها الضّرغام حتّى
ـتَّى هَبّ مِنْ طيبِ المَنامِ
هي عنده سبب الشبا
بِ، وَعندَنا سَبَبُ الفِطامِ
أنّي يُقَرْطِسُ ذُو العَمَى
غَرَضَ المَرَامي بالسّهَامِ
ب مرابض اللّيث الهمام
أين النّجوم من الحصى
أين النّضار من الرغام
غَلَبَتْ عَلى كَرَمِ المَعَا
رِقِ فيهِ أخْلاقُ اللّئَامِ
فذوتْ نضارته غصـ
ـنُكَ دُونَهُ رَيّانُ نَامِ
طلب العلى خبطاً فضل
ضلال عاشية الظلام
يحدو بها سفهاً وقد
عَلِقَتْ يَمِينُكَ بالخِطامِ
يا كَاشِفَ الكَرْبِ المُلِـ
ـمِّ، وَكَافيَ الدّاءِ العُقَامِ
بُلّغْتَ غَايَاتِ المُنَى
مُتَمَلّياً بِالعُمْرِ يُعْـ
ـطيكَ الرّدى عَقَدَ الذّمامِ
لا زِلْتَ تَلْبَسُ كُلَّ عَا
مٍ واعدٍ ببلوغ عام
لو كان شيء دائماً
بشرت ملكك بالدّوام
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ولية ما خلصت منها
ولية ما خلصت منها
رقم القصيدة : 10350
-----------------------------------
ولية ما خلصت منها
إليّ خفوق ولا منام
يَفْعَلُ فِيهَا ضِيَاءُ وَجهي
ما يفعل البدر في الظّلام
عفتُ بها الخمر وهي تجلى
وَالكَأسُ مَحطُوطَة ُ اللّثَامِ
وحاش للبدر وهو وجهي
يَخْطُبُ شَمْساً مِنَ المُدامِ
غَيرِي مِنَ الخَمرِ في رِضَاعٍ
أرْغَبُ عَنْهُ إلى الفِطَامِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبا هرم أُنحها إنّني
أبا هرم أُنحها إنّني
رقم القصيدة : 10351
-----------------------------------
أبا هرم أُنحها إنّني
سَأُمْطِرُهَا عَنْ قَلِيلٍ دَمَا
ولا تشمخنّ بأنف الأبيّ
فَأوْلَى لأنْفِكَ أنْ يُرْغَمَا
وإنك يوم تنزَّى عليَّ
وَتَبْغي ليَ المُؤيَدَ الصَّيْلَمَا
كمن صارع الأسد المستغير في
الغاب أو ساور الأرقما
بَدَأتَ، فعَقّبتَ في المُعضِلاتِ
وَكُنتُ أرَى البَادىء َ الأظْلَمَا
وما كنت أرمي بسهم العقو
ق إلا امرأً صابني إذ رمى
قذفتك في التيه من بعدما
سَلَكْتُ بكَ السَّنَنَ الأقْوَمَا
وقد كان أشرق جوي عليك
ولكن لظلمك ما أظلما(2/52)
فقف حيث أنت فما كل من
بَغَى أنْ يَطُولَ وَيَسمُو سَمَا
ولا مَن تقدم نال العلى
رَخِيصاً، وَلَكِنّ مَنْ قُدّمَا
سأبعثها ظبة تختلي الـ
ـخَصَائِلَ، أوْ تَعْرُقُ الأعظُمَا
فَدُونَكَهَا قَاصِفاً عَاصِفاً
مِنَ الشّرّ، أوْ عَارِضاً مُرْزِمَا
قَوَارِصَ تَنْثُرُ نَظْمَ الدّرُوعِ
وَتَسْتَنْزِلُ البَطَلَ المُعْلَمَا
فمن كان يسقيك ريّ الجنى
فَإنّي سَأُلْعِقُكَ العَلْقَمَا
وَمَنْ كَانَ يَلْقَاكَ مُسْتَسْلِماً
فإنّي أُلاقيك مستلئما
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتطمع أن ألقي إليك مقادتي
أتطمع أن ألقي إليك مقادتي
رقم القصيدة : 10352
-----------------------------------
أتطمع أن ألقي إليك مقادتي
وَلي مَارِنٌ مَا مَرّنَتْهُ الخَزَائِمُ
وَتُكْثِرُ بِالأمْرِ العَظِيمِ تَهَدُّدي
وَمِنّيَ تَنْفَضُّ الأمُورُ العَظَائِمُ
وقد عجم الأَقوام بعدك صعدتي
فما أثَّرت فيها النيوب العواجم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أأبْقَى عَلى نِضْوِ الهُمُومِ كَأنّمَا
أأبْقَى عَلى نِضْوِ الهُمُومِ كَأنّمَا
رقم القصيدة : 10353
-----------------------------------
أأبْقَى عَلى نِضْوِ الهُمُومِ كَأنّمَا
سقتني اللّيالي من عقابيلها سما
وَأكْبَرُ آمَالي مِنَ الدّهْرِ أنّني
أكون خلياً لا سروراً ولا همّا
أكرّ أحاديث المطامع ضلة ٍ
وَأُلقِحُ مِن هذي المُنى أبطُناً عُقمَا
فلا جامعاً مالاً ولا مدركاً على ً
ولا محرزاً أجراً ولا طالباً علما
بأُرْجُوحَة ٍ بَينَ الخَصَاصَة ِ وَالغِنَى
ومنزلة بين الشقاوة والنعمى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبا مطر وجذمك من معد
أبا مطر وجذمك من معد
رقم القصيدة : 10354
-----------------------------------
أبا مطر وجذمك من معد
كذات العرّ في السّرح السّليم
سُرَاة ُ أدِيمِ هَذا الحَيّ فِهْرٌ
وَبَعضُ القَوْمِ زِعْنِفَة ُ الأدِيمِ
قَنَاة ٌ نَحْنُ أمْلَسُهَا، وَأنْتُمْ
مكان العاب منها والوصوم(2/53)
وما وضعتك حاضنة ولكن
تمطق فوك من لبن لئيم
إذا المِنْتَاجُ لَمْ يَنْجُبْ فَتَاهَا
فَلَيْسَ الفَضْلُ إلاّ للعَقِيمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قالوا رجوت النّدى منه بلا سبب
قالوا رجوت النّدى منه بلا سبب
رقم القصيدة : 10355
-----------------------------------
قالوا رجوت النّدى منه بلا سبب
فقُلتُ: هَلْ سَبَبٌ أقوَى من الكَرَمِ
وسيلتي إنه غيث ولي ظمأٌ
وإن ظمئنا توسّلنا إلى الدّيم
قَرَعْتُ بَابَكَ لا أخشَى تَمَنُّعَهُ
فإن تمنّع لم أُعذل ولم أُلم
لم أرم بالظنّ إلاّ من يصدّقه
ولا توخيت إلاّ موضع النّعم
ما الذّنب للمزن جازتني مواطره
وَإنّمَا الذّنْبُ لِلأرْزَاقِ وَالقِسَمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إذا أرْعَدُوا يَوْماً لَنَا بِوَعيدِهِمْ
إذا أرْعَدُوا يَوْماً لَنَا بِوَعيدِهِمْ
رقم القصيدة : 10356
-----------------------------------
إذا أرْعَدُوا يَوْماً لَنَا بِوَعيدِهِمْ
على النّأي أَبرقنا لهم بالصّوارم
ويوماً على الأَهواز كانت جياده
تودج في لباتها باللهاذم
قضَى وَطراً مِنها الحِمامُ، وَما اشتَفى
حُسامُكَ فيهِ مِنْ قِرَاعِ الجَماجِمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> في كلّ يوم أنوف المجد تُصطلم
في كلّ يوم أنوف المجد تُصطلم
رقم القصيدة : 10357
-----------------------------------
في كلّ يوم أنوف المجد تُصطلم
وَتُستَزَلُّ لأِرْكَانِ العُلَى قَدَمُ
طود تصدّع من صماء شاهقة
تنبو من العز عن أقطاره القدم
جَوَائفٌ مِنْ جِرَاحِ الدّهرِ بَالغَة ٌ
إلى القلوب ولا يجري لهنَّ دم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وكأَنّما أولى الصّباح وقد بدا
وكأَنّما أولى الصّباح وقد بدا
رقم القصيدة : 10358
-----------------------------------
وكأَنّما أولى الصّباح وقد بدا
فوق الطويلع راكب متلثم
وَأذاعَ بالظّلْمَاءِ فَتْقٌ وَاضِحٌ
كالطّعنة النّجلاء يتبعها الدّم(2/54)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تُرحلنا الأيام وهي تقيم
تُرحلنا الأيام وهي تقيم
رقم القصيدة : 10359
-----------------------------------
تُرحلنا الأيام وهي تقيم
ويجرح فينا الخطب وهو سليم
ويبقى على ريب الزّمان لهنّهِ
عَلى ذي اللّيَالي هَيّناً لكَرِيمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بَعَثْتُ بِهَا مُعَرَّقَة َ الهَوَادي
بَعَثْتُ بِهَا مُعَرَّقَة َ الهَوَادي
رقم القصيدة : 10360
-----------------------------------
بَعَثْتُ بِهَا مُعَرَّقَة َ الهَوَادي
وقعنَ إلى المدى وقع السّهام
فمن شهب كغران المساعي
مِنْ دُهْمٍ كأخلاقِ اللّئَامِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أعقل قلوصك بالأجراع من أضم
أعقل قلوصك بالأجراع من أضم
رقم القصيدة : 10361
-----------------------------------
أعقل قلوصك بالأجراع من أضم
حيث استسيغ النّدى واستلفظ الّلوم
تَلقَى على المَاءِ بِيضاً مِنْ بَني ثُعَلٍ
ديباج أوجههم بالبشر مرقوم
عماد أبياتهم سمر الرّماح ومن
أطنابِها الخَيلُ تَعطُو وَالأنَاعِيمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كَأنّ أيْدِيهَا بَوَادِي الرُّمَامْ
كَأنّ أيْدِيهَا بَوَادِي الرُّمَامْ
رقم القصيدة : 10362
-----------------------------------
كَأنّ أيْدِيهَا بَوَادِي الرُّمَامْ
بين جفافيْ جندل أو أَرام
أنَامِلُ الوِلْدانِ يَفلِينَ الهَامْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَسُودُ النّوَاظِرِ حُمرُ الشّفَا
وَسُودُ النّوَاظِرِ حُمرُ الشّفَا
رقم القصيدة : 10363
-----------------------------------
وَسُودُ النّوَاظِرِ حُمرُ الشّفَا
ه تحسبهنّ ولغن الدما
قَرِيبٌ لأِلْوَانهِنّ الشّقِيـ
مفتضح عندهنَّ اللّمى
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رُبّمَا رَدّ عَنْكَ سَهْمَ المُرَامي
رُبّمَا رَدّ عَنْكَ سَهْمَ المُرَامي
رقم القصيدة : 10364
-----------------------------------
رُبّمَا رَدّ عَنْكَ سَهْمَ المُرَامي(2/55)
عاكس من عوائق الأيام
حَابِسُ الفِيلِ بالمُغَمَّسِ، وَالأُحْـ
وش يزجرنه قَدام قَدام
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كُلَّ يَوْمٍ يُجَبُّ مِنّي سَنَامُ
كُلَّ يَوْمٍ يُجَبُّ مِنّي سَنَامُ
رقم القصيدة : 10365
-----------------------------------
كُلَّ يَوْمٍ يُجَبُّ مِنّي سَنَامُ
وَتَدَاعَى لِثَلْمِيَ الأيّامُ
واقفاً كل موقف تتهاوى
دونه أو تزلزل الأقدام
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اتّقوا بذلة العيون فغابوا
اتّقوا بذلة العيون فغابوا
رقم القصيدة : 10366
-----------------------------------
اتّقوا بذلة العيون فغابوا
وبآرائهم يرب الأنام
إنّ مَنْ خاضَتِ النّوَاظرُ فيهِ
لحرٍ إن تخوضه الأقدام
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يَعْلَمُ الجَدُّ أنّني لا أُضَامُ
يَعْلَمُ الجَدُّ أنّني لا أُضَامُ
رقم القصيدة : 10367
-----------------------------------
يَعْلَمُ الجَدُّ أنّني لا أُضَامُ
ومجيري من الزّمان همام
لحماني أغرّ شمته الكرّ
ونصلٌ حليّه الأحرام
ربّ قول نمي إليَّ وعزمي
غَافِلٌ، وَالهُمُومُ عَنّي نِيَامُ
وَتَعَرّفْتُ قَائِلِيهِ، وَلَكِنْ
آهِ لَوْ كَانَ في يَمِيني حُسَامُ
كَيفَ تَخدي إليهِمُ الذُّبَّلُ السُّمـ
وتعدي عليهم الأقلام
دون أن أقبل المذلّة للعز
ـزِّ إبَاءٌ وَنَخْوَة ٌ وَعُرَامُ
وطعان تندقّ فيه العوالي
وضراب يزورّ منه الحمام
لَسْتُ أدْرِي مَاذا يَقولُ لِسَاني
وفمي للمقال فيه ازدحام
وكأنّ الحمام فينا جنيب
يتبع العيش والزمان زمام
فاصرف الهم إنّما العيش يوم
ودع القول إنّما الدّهر عام
أيها العاجز المكدر وردي
رُبّمَا عَرّفَتْكَ تِلْكَ الجُمَامُ
فانتَفِقْ في الوِجَارِ، وَاقعُد ذَليلاً
قَدْ كَفاكَ الجُلّى رِجالٌ قِيَامُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بيني وبين الصّوارم الهمم
بيني وبين الصّوارم الهمم
رقم القصيدة : 10368
-----------------------------------
بيني وبين الصّوارم الهمم(2/56)
لا ساعد في الوغى ولا قدم
لا تَسبرِيني بغَرْبِ عَذلِكِ لي
فما لجرحي من النّدى أَلم
وخائف في حماي قلت له
كل ديار وطئتها حرم
يُعْجِبُني كُلُّ حازِمِ الرّأيِ لا
يطمع في قرع سنّه النّدم
إنّ قام خفَّت به شمائله
أو سار حفت بوطئه القدم
وَلا أُحِبّ الغُلامَ مُتّهماً
يشقّ جلباب سره الكلم
صَدْرٌ كَصَدْرِ الحُسَامِ لَيسَ لَه
سِرٌّ بِنَضْحِ الدّمَاءِ مُنكَتِمُ
صفت نطاف المنى فقلت لها
مَا أجنَتْ في دِيَارِنَا النِّعَمُ
تجري اللّيالي على حكومتنا
وَفي الزّمَانِ النّعِيمُ وَالنِّقَمُ
تلعب بالنّائبات أنفسنا
كأنّها في أكفّنا زلم
وَلَيْلَة ٍ خُضْتُهَا عَلى عَجَلٍ
وَصُبْحُهَا بالظّلامِ مُعتَصِمُ
تَطَلّعَ الفَجْرُ مِنْ جَوَانِبِهَا
وَانْفَلَتَتْ مِنْ عِقَالِهَا الظُّلَمُ
كأنما الدجن في تزاحمه
خَيلٌ لهَا مِنْ بُرُوقِهِ لُجُمُ
ما زالت العيس تستهلّ بنا
واللّيلُ في غرة الضحى غمم
فَاضَ عَلى صِبغَة ِ الظّلامِ بِنَا
شَيبٌ مِنَ الصّبحِ وَالرُّبَى لِمَمُ
يا زهرة الغوطتين تبخل بالبشر
وما مسّ أرضك العدم
كم فيك من مهجة معذبة
هجيرها بالنّسيم يلتطم
ومن غصون على ذوائبها
يزلق طل الرياض والديم
وَفِتْيَة ٍ عَلّمُوا القَنَا كَرَماً
فأصبحت من ضيوفها الرخم
تَكَادُ إنْ أشرَفَتْ جِبَاهُهُمُ
تضيء منها الشعور واللمم
وَكَيفَ يُخفيهِمُ الظّلامُ، وَفي
جحافل الليل منهم رتم
إنّ يمين الحسين تنصفني
إنْ جَارَ أعداؤهَا وَإنْ ظَلَمُوا
لا يَطمَعُ الذّلُّ في جِوَارِ فَتًى
تَلْمَعُ فِيهِ الصّوَارِمُ الخُذُمُ
يَثْبُتُ في كَفّهِ الحُسَامُ كَمَا
يَعْثُرُ في غَيرِ كَفّهِ الكَرَمُ
إذا تخطّى عجاجة ً زحفاً
آرَاؤهُ، وَالرّمَاحُ تَنهَزِمُ
تضحك عن وجهه غياهبها
كأنّه بالهلال ملتثم
فشقّها والحديد مطّردٌ
وَخَاضَهَا وَالضّرَابُ مُضْطَرِمُ
واستلّ أسيافه محرّشة
فاستلبتها الرّقاب والقمم
إذا المذاكي باحت محازمها
واضطرمت في شدوقها اللّجم(2/57)
وقّرها والرّماح طائشة
وكفّها والسيوفُ تزدحم
إذا ذبول الشّفاه شمّرها
في الغَمَرَاتِ الحِفَاظُ وَالسّأمُ
قلّص عن ثغره مضاحكه
كأنه في العبوس مبتسم
إذا خِمَارُ الظّلامِ لَثّمَهُ
تَسَاقَطَتْ عَنْ قَمِيصِهِ التُّهَمُ
كَأنّهُ مِنْ سُرُورِ يَقْظَتِهِ
بشره بالمدائح الحُلم
إذا استطالت همومه سكرت
في كفّه البيض وانتشى القلم
وإن سرى أسفرت صوارمه
وَالتَثَمَتْ بالحَوَافِرِ الأكَمُ
ما ضجّ من طول مطله أملٌ
ولا اشتكته العهود والذمم
لَوْ فَطَنَتْ بالقِرَى سَوَائِمُهُ
لمَا مَشَتْ تَحتَ وَفدِهِ النَّعَمُ
يُعارِضُ الخَيلَ، في عَرَضْنَتِها
قَرْمٌ إلى نَهْبِ لَحْمِهَا قَرِمُ
واسع خرق الضمير حيث سرى
تَبَحبَحَتْ في مُرادِهِ الهِمَمُ
كأنما بيضه ضراغمة
غمودها في الكتائب الأجم
لارْتَشَفَ الخَمْرَ، وَهْوَ يَلفِظُها
لَو أنّ ما تُضْمِرُ الكُؤوسُ دَمُ
إن العدا عن غروبه طلعوا
وبعد ما غار سيفه نجموا
ما ألموا للوعيد فيك شبا
الطعن وقد المصائب الألم
يا مُخرِسَ الدّهْرِ عنْ مَقالَتِهِ
كُلُّ زَمَانٍ عَلَيْكَ مُتّهَمُ
شَخصُكَ، في وَجهِ كُلّ داجيَة ٍ
ضُحًى ، وَفي كُلّ مَجهَلٍ عَلَمُ
إلى أبي أحْمَدٍ صَدَعْتُ بِهَا
قلب الدجا والضمير يضطرم
بَزّ زُهَيراً شِعرِي، وَهَا أنَا ذا
لم أرض في المجد إنه هرم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ
لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ
رقم القصيدة : 10369
-----------------------------------
لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ
بَعدي، وَلا فُضّتْ ختامُ الهُمومْ
في لَيْلَة ٍ غَابَ مَعي بَدْرُهَا
وَحَارَبَتْهَا في الظّلامِ النّجُومْ
لا سحب النّشوان من ذيله
فيها ولا درَّت عليها الكروم
غِبتُ، وَشَوْقي عِندَها حَاضِرٌ
شيّعه القلب وراء الحريم
جاءَ وجلباب الدّجا شاحب
وَعَادَ وَالجَوُّ صَقِيلُ الأدِيمْ
لَوْ أنّ قَلْبي مُطْلَقٌ في الحَشَا(2/58)
جَرَى إلَيْهَا في عِنَانِ النّسِيمْ
يَا لَيْلَة ً تَكْسِرُ ألحَاظَهَا
كأَنّها مكحولة بالغيوم
كم ليلة مثلك انضيتها
والرّاح تزجى من إزار النّديم
يَكَادُ مِنْ حُسنٍ، إذا زُرْتُهَا
تحدث برأً في الهلال السقيم
في مجلس قوّم أعطافه
تَقَارُبُ الوَصْلِ وَقُرْبُ النّعيمْ
يجلو عليَّ الكأس من خدرها
أبيضُ سامي الفرع نامي الأروم
تَعَلّقَ الحُسْنُ بِأطْرَافِهِ
فَمَالَ، وَالأعصَانُ لا تَستَقيمْ
مُوَقَّرُ الشّيمَة ِ إنْ جَاذَبَتْ
مَقالَهُ، يوْمَ الجِدالِ، الخُصُومْ
في حَيثُ تَنزُو عَذَباتُ الحُبَا
بالقَوْمِ، حَتّى تَستَطيرُ الحُلومْ
يقرضني الودّ على نأيه
وعند قرب الدّار نعم الحميم
حلأني الأعداء عن ورده
وبي إلى الماء نزاع مقيم
أُذادُ أنْ أرْفُلَ في أرْضِهِ
وَيَرْتَعي ذاكَ الجَنابَ العَميمْ
إنْ دَفَعُوا ظِمئي، فَيا رُبّمَا
ذادت عن الماء الحقاقُ القروم
مِنْ بَعدِ ما مُدّتْ حَيازِيمُهُمْ
عَلى قُلُوبٍ دامِيَاتِ الكُلُومْ
في كل يوم تنتضى منهمُ
قَوَارِصٌ تَعقرُ حِلْمَ الحَلِيمْ
أحيَتْ شَآبِيبُ الحَيَا مَنْزِلاً
مَاتَ لَنَا فيهِ الزّمَانُ القَدِيمْ
أيام يغدو الروض مستبشراً
وَنَجتَلي تلكَ الرُّبَى وَالرّسُومْ
كَمْ صَبَغَ الدّهرُ قَميصَ الثّرَى
وَعادَ رِقُّ الأرْضِ ضَاحي الوُشومْ
والدّهر في أبياتنا جؤذر
فالآن أضحى وهو ليث شتيم
أيّامَ نُزْجي مِنْ مَوَاعِيدِنَا
ضراغماً تفرس عدم العديم
تنظر في أثناء أوطاننا
لِقَاحَ جُودٍ للرّجَاءِ العَقِيمْ
لي في حواشي البرق أنسٌ فلا
أدْرِي أأُغضِي دونَهُ أمْ أَشِيمْ
أخَافُ مِنْ سَطْوَة ِ شُؤبوبِهِ
وَبَيْنَنَا مِنْ دجنِهِ هَضبُ رِيمْ
أجْفُو مَغَانِيه، وَمَا بَيْنَنَا
لا يغضب الناقة فيه الرسيم
وَكُنتُ لا أبْرَحُ أوْطَانَهُ
مطنّبا بين الضحى والصريم
أسلب في الجري إلى ربعه
سنطلة الذئب وشأو والظليم
يا دين قلبي لك من لوعة
تُعَاوِدُ القَلْبَ عِدادَ السّلِيمْ(2/59)
قل لغريمي بديون الهوى
يا حبذا منك مطال الغريم
ذَمَمْتُ دَهْراً لمْ يَزَلْ صَرْفُهُ
يَطرُقُني، وَفدَ الفَعالِ الذّمِيمْ
أرى الأسى إن جلّ خطب الأسى
أسمَحَ مِنْ طَبعِ العَزَاءِ اللّئِيمْ
والقرب في الودّ على نأينا
أحسَنُ مِنْ قُرْبِ العِدا بالجُسومْ
أُكْرِمُ وُدّي دُونَ خُطّابِهِ
أنْ يَصِلَ الحَبْلَ بغَيرِ الكَرِيمْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بَني عَامِرٍ مَا العِزُّ إلاّ لِقَادِرٍ
بَني عَامِرٍ مَا العِزُّ إلاّ لِقَادِرٍ
رقم القصيدة : 10370
-----------------------------------
بَني عَامِرٍ مَا العِزُّ إلاّ لِقَادِرٍ
عَلى السّيفِ لا تَخطو إلَيهِ المَظالِمُ
ضجيع الهوينا يغلب الخصم رأيه
وَأكْبَرُ سُلْطَانِ الرّجَال الخَصَائِمُ
أرى إبل العوام تحدى على الطوى
وَتَأكُلُ حَوْذانَ الطّرِيقِ المَناسِمُ
وَتَظمَى عَلى الإغذاذِ أشداقُ خَيلِهِ
وتشرب من أفواههن الشّكائم
يحاول أمراً يرمق الموت دونه
لقد زلّ عنه ما تروم المراوم
أقَامَ يَرَى شَمّ النّسِيمِ غَنيمَة ً
وَلا بُدّ يَوْماً أنْ تُرَدّ الغَنَائِمُ
وتعجبه غرّ البروق يشيمها
سراعاً إذا مرّت عليها الغمائم
أُمَسّحُ عِرْنِينَ الظّلامِ بِعَرْعَرٍ
وَمِنْ دُونِهِ خَدٌّ مِنَ اللّيلِ ساهِمُ
ولي بين أخفاف المراسيل حاجة
سَتُصْحِبُ، وَالأيّامُ بِيضٌ نَوَاعمُ
تُحَارِبُني في كُلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ
وَأكْبَرُ ظَنّي أنّهَا لا تُسَالِمُ
أقُولُ، إذا سَالَتْ مَعَ اللّيلِ رِفقَة ٌ
تَقَاذَفُهَا حَتّى الصّبَاحِ المَخارِمُ
دعي جنبات الواديين فدونها
أشمّ طويل الساعدين ضبارم
إذا همّ لم تقعد به عزماته
وإن ثار لا تعيا عليه المطاعم
كأنَّ على شدقيه ثغراً وراءَه
ذوابل من أنيابه وصوارم
فَمَا جَذَبَ الأقرَانُ مِنهُ فَرِيسَة ً
ولا عاد يوماً أنفه وهو راغم
يَرَى رَاكِبَ الظّلْمَاءِ في مُستَقَرّهِ
وَتَستَنُّ مِنهُ في العَرِينِ الغَمَاغِمُ(2/60)
نَمُرّ وَرَاءَ اللّيلِ نَكتمُهُ السُّرَى
وقد فضحتنا بالبغام الرواسم
له كلّ يوم غارة في عدوه
تشاركه فيها النّسور القشاعم
كَأنّ المَنَايَا إنْ تَوَسّدَ بَاعَهُ
تيقّظ في أنيابه وهو نائم
وَما اللّيْثُ إلاّ مَنْ يَدِلّ بِنَفْسِهِ
وَيَمضِي، إذا مَا بَادَهَتهُ العَظَائِمُ
وَمَا كُلّ لَيثٍ يَغنَمُ القَوْمُ زَادَهُ
إذا خَفَقَتْ تحتَ الظّلامِ الضّرَاغِمُ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> شَوْقٌ يُعَرِّضُ لا إلى الآرَامِ
شَوْقٌ يُعَرِّضُ لا إلى الآرَامِ
رقم القصيدة : 10371
-----------------------------------
شَوْقٌ يُعَرِّضُ لا إلى الآرَامِ
وَجَوًى يُخَادِعُني عَنِ الأحْلامِ
ومقيل صبر شذّبته يد الهوى
في غير ما طربٍ ولا استغرام
بل في انتزاع المجد من سكناته
بمطالب تسطو على الأيام
ومناقب تبقى ويفنى أهلها
إذْ كُلُّ عَيشٍ فُرْصَة ٌ لِحِمَامِ
لَعَذَرْتُ مِن في المجد يمرَضُ فكرُهُ
وتكنّ فيه بواطن الآلام
يا رَاكِباً تَخدي بِهِ عَيرَانَة ٌ
سُرُحٌ تشق جلابب الآكام
خوضاء تحسبُ عينها ماوية
نَظَرَتْ بها الفَلَوَاتِ شَخصَ غَمامِ
جَارٍ كَأنّ رَبَابَهُ مُتَعَلّمٌ
شيم الرّياح الهوج في الأقدام
أقْرِ السّلامَ فَتًى تَخاوَصُ هَيْبَة ً
عنه عيون تحيتي وسلامي
سيف صقيل أغمدته عداته
فاستل ّوهو من الأعادي دام
ما ضَرّهُ مِنْ أنْ يُشَامَ وَما اقتَنى
صدأً يشبّه نصله بكهام
إن غبت عنّا فالقلوب حواضر
في حَيثُ أنتَ، نَوَازِعُ الأوْهَامِ
وَنُفُوسُنَا مَرْضَى تَشَبّثُ مِنكُمُ
بِثَناً يُطَهّرُهَا مِنَ الأسْقَامِ
يا أيّها ذا النّدب دعوة مدنف
علقت ضمائره بكلّ غرام
لما ذكرتك عاد قلبي شوقه
فَبَكَيْنَ عَنْهُ مَدامِعُ الأقْلامِ
خلّفتني زرعاً فطلت وإنّما
ذاك الغرار نمي إلى الصمصام
كم مدحة لي في علاك كأنّما
تفتر عن خلق الغمام الهامي
أكدتْ عليَّ الأرض من أطرافها
وَتَدَرّعَتْ بِمَدارِعِ الإظْلامِ
وعهدتها خضراء كيف لقيتها(2/61)
أبْصَرْتُ فِيهَا مَسْرَحاً لسَوَامي
أشكو وأكتم بعض ما أنا واجد
فأعاف أن أشكو من الإعدام
وإذا ظفرت من المناقب بالمنى
أهونت بالأرزاق والأقسام
جَاءَتكَ تَحدُوها يَدا ذي فَاقَة ٍ
وهي السّفين له إلى الأنعام
فاعرِفْ لَهُ مَا مَتّ من شِعرِي بِهِ
فَلَقَدْ أتَاكَ بحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هُوَ الدّهْرُ فِينَا خَلِيعُ اللّجَامِ
هُوَ الدّهْرُ فِينَا خَلِيعُ اللّجَامِ
رقم القصيدة : 10372
-----------------------------------
هُوَ الدّهْرُ فِينَا خَلِيعُ اللّجَامِ
فَطَوْراً يُغِيرُ، وَطَوْراً يُحَامي
وإنّي أروّعه بالودا
عِ، حَتّى يُخَادِعَني بالسّلامِ
فَمَنْ عَرَفَ العَيشَ خَبّتْ بِهِ
عَزَائِمُهُ في طَرِيقِ الحِمَامِ
أُرِيدُ مِنَ الدّهْرِ حَظّ الجَبَا
ن لا قَدْرَ حظ الشّجاع الهمام
فأيّ منى ً لم يسمها نوالي
وَأيُّ عُلًى لمْ يَطَأها اعتِزَامي
قَطَعْتُ مُفَازَة َ هَذا الرّجَاءِ
ولكنّ جدي بعيد المرام
أُخَفّضُ عَزْميَ عَنْ رتْبَة ٍ
أُبَلَّغُهَا بالحُظُوظِ السّوَامي
لعاً لمناي وإن لم تصب
فَمَا عَثَرَتْ بِرَجَاءِ اللّئَامِ
وَمَا احتَشَمَتْ مِن يَدَيّ النّصُو
ل إلاَّ مهزة نصل كهام
ألَمْ يَشرَبِ الصّبرَ قَلْبي، وَلا انْـ
انثني مرحاً والعوالي ظوامي
ألم أسرِ في ليلها والعجا
جُ يُلْحِمُ بَينَ الرّعيلِ اللُّهَامِ
أُكَلِّلُ بالطّعْنِ يَوْمَ النّزَالِ
خُدُوداً تَشُفّ لِغَيرِ اللِّطَامِ
إذا عَصْفَرَ الخَوْفُ مَاءَ الوُجُوه
رآها من الدم حمر الوسام
عدوّيَ اقع على ذلة
فكم زلّ من أخمص عن مقامي
شَمَخْتَ عَليّ بِأنْفٍ رَأيْـ
ـتَ مَعْطِسَهُ دامِياً مِنْ زِمَامي
وأصبحت تعطو بعين الأبي
وَذِفرَاكَ مَقرُوحَة ٌ مِنْ لِجَامي
تَرُومُ ابتِزَازِيَ فَضْلي، وَذاكَ
إذاً فكّ أطواق ورق الحمام
أما يحلم الدهر في فتية
أماتوا الملام بجهل المدام
عُقَارٌ يُلاحِظُ مِنْهَا الكُؤو(2/62)
سَ أفْوَاهُنَا بِجُفُونٍ دَوَامِ
وَأيّامُنَا مِنْ خُمَارِ الشّبَابِ
نشاوى تجر ذيول العرام
أُعِيذُكَ مِنْ خَجَلاتِ الهَوَى
إذا رَمَقَتْهُ عُيُونُ المَلامِ
وإن يرشف الهجر ماء الوصال
وَأن يَهتِكَ العُذرُ سُجفَ الذّمامِ
منحتك صدق ودادٍ يتوق
إلى رنقه كل هذا الأنام
وَكَمْ لَيْلَة ٍ قَبْلُ أُثْكِلْتُهَا
وَأثْكَلْتَهَا فيّ طَيفَ المَنَامِ
إلى أنْ بَدا فَجرُهَا مُسفِراً
يمزّق عنها فضول اللّثام
تخادعنا نفحات النّسيم
إذا عَبِقَتْ بحَوَاشِي الظّلامِ
وقد شملته شفوف الشّمال
وَرَصّعَ قُطْرَيْهِ قَطْرُ الرِّهَامِ
تَثُورُ إلَيْهِ سَوَامُ اللّحَاظِ
وتسرح من حسنه في مسام
وَلَوْ وَجَدَ الزّهْرُ وَجدي عَلَيْكَ
لاصْفَرّ فيهِ خُدُودُ الثَّغَامِ
ذَعَرْتُ الهُمُومَ بِخَطّارَة ٍ
تَسيلُ بهَا في قُلُوبِ الإكَامِ
تلثّم منسمها في الثرى
على الرّكض ميسم أيديَ النّعام
وأنكحت أخفافها سيرها
لعزم ولودٍ وأمر عقام
تخايل بين غريريَّة
زوافر تكسو الثرى باللغام
وماء وردت على كروها
وَعَرّجْتُ عَنْهُ قَتيلَ الأُوَامِ
مَرِيضِ المَشارِعِ مِمّا تُرِيقُ
عليه الرياح دموع الغمام
يخيّل لي أنَّ نجم السما
ءِ يَرْعَدُ في صَفوِ تِلكَ الجِمام
وَطِفْلَ الدُّجَى في حُجُورِ البِلا
د يطعم بالفجر مر الفطام
تزاحم أنجمه للأَفو
لِ، وَالبَدْرُ في إثرِ ذاكَ الزّحَامِ
ويهماء بالقيظ محجوبة
تُطالِعُنَا في هُبُوبِ السَّهَامِ
تعقّل شارد وهج الهجير في
في جَوّهَا بِخُيُوطِ السُّهَامِ
وبكر من القطر حتى كأنَّ ما
افتضها غير غيم جهام
مماطلة ركبها بالورو
د إلاَّ أذا حان ورد القطامي
قَطَعْتُ، وَكَالِئَتي هِمّة ٌ
إذا أسمَعَ الرّعبُ قالتْ: صَمامِ
وملتهب السّرد عاري الرما
ح مرتعد البيض دامي الحوامي
قَليلِ حَيا الرّمحِ عِندَ الطّعانِ
وَقُورِ الجَوَادِ سَفِيهِ الحُسَامِ
تطرز شمس الضحى بيضه
إذا انفَرَجَتْ عَنهُ سُجفُ القَتامِ
إذا سار فالشمس مستورة(2/63)
ووجه الثرى بارز الخدّ دام
حللت حبى نقعه بالطرا
دِ لمّا احتَبَى فَرَسِي بالحِزَامِ
وإني شقيق الوغى والنّدى
رضيع لبان المعالي الجسام
إذا مضر ظلّلتني القنا
وسالت قبائليها من أمامي
لَبِسْتُ بِهَا جُنّة ً لا يُفَـ
ـضُّ مَسرُودُهَا بنِبَالِ المُرَامي
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لأمر يا بنيّ جُشم
لأمر يا بنيّ جُشم
رقم القصيدة : 10373
-----------------------------------
لأمر يا بنيّ جُشم
حَبَسْتُ المَاءَ في الأَدَمِ
وقلقلت الجياد دوا
ميَ الأشْداقِ باللُّجُمِ
وأزعجت القطا الوسنا
ن بالمخطومة الرسم
تَفَلَّتُ في الدّيَاجي عَنْ
عِقَالِ الأيْنِ وَالسّأمِ
وَتَقْرُو كُلَّ مَجْهَلَة ٍ
بِلا نَضَدٍ وَلا عَلَمِ
وَكَمْ لَيْلٍ رَقَدْتُ بِهِ
خليّاً من يد السقم
ونارٍ بتّ أرمقها
كَلَيّ الرّيحِ بِالعَلَمِ
ألِمْتُ بِهَا، وَمُوقِدُها
شفاء الداء من ألمي
وأين ضرامها مما
بِأحْشَائي مِنَ الضّرَمِ
قرير العين بالأحبا
ب أرعى روضة الحلم
وإمَّا إن يراني العزم
مُ بَينَ ضَمَائِرِ الخِيَمِ
وإمَّا شارداً في البيد
حَشْوَ حَيَازِمِ الظّلَمِ
فِدَى عَزْمي وَصِدْقي كُـ
كل معتزم ومتهم
وكل مشيع يصبو
إلى المَأثُورَة ِ الخُذُمِ
إذا بَعُدَ الكَلامُ دَنَتْ
عَلَيّ مَسَافَة ُ الكَلِمِ
ولي خلقان ما صلحا
لِغَيرِ السّيْفِ وَالقَلَمِ
وأي خميلة شرقت
عَلى الأيّامِ مِنْ شِيَمي
أزاهير ترفع عن
قَبُولِ مَوَاهِبِ الدِّيَمِ
نسيم نشره عبق
يَجُرّ سَوَالِفَ النِّعَمِ
أنا ابن البيض والبيض
الظبى والخيل والنعم
وكل مطهّم تنبو
حوافره من الأكم
وكل مثقف يحتلّ
حيث مواطن الهمم
وَكُلِّ مُهَنّدٍ يَسْتَـ
ـنُّ في الأعْنَاقِ وَالقِمَمِ
وَكُلِّ أغَرّ قَدْ شَرقَتْ
خَلائِقُهُ مِنَ الكَرَمِ
ضَرُوبٍ حَيثُ تَعثُرُ شَفـ
رة الصمصام باللمم
وطعّانٍ إذا ما النقـ
ـع عصفر ثوبه بدم
وَقَوْمي الضّامِنُونَ الأمْـ
من إن هجموا على حرم
إذا مَا خَائِفٌ غَلَبَتْ(2/64)
عليه سطوة العدم
قروه بعد ما عقدوا
عليه تمائم الذمم
إلى أنْ تَكْشِفَ المَكْتو
مَ عَن خَدّاعة ِ التّهَمِ
وأصبح من أسرّ الغيّ
ـيَّ مُعْتَذِراً مِنَ الجَرَمِ
وَصَارَتْ غَايَة ُ المُغْتَـ
ـرِّ جَانِحَة ً إلى النّدَمِ
وصرح كل قول عن
غرور الحلف والقسم
أمانيّ استركّت كل
ـلَّ صَبّارٍ عَلى الألَمِ
كَفَاكَ بِأنّ عِرْضَكَ مِنْ
طروق العار في ذممي
وَذَلِكَ عِصْمَة ٌ مِنّي
بِحَبْلٍ غَيرِ مُنْجَذِمِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَفُلّ شَبَا
هجوك أشعر الأمم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أمَا آنَ للدّمعِ أنْ يَستَجِمّ
أمَا آنَ للدّمعِ أنْ يَستَجِمّ
رقم القصيدة : 10374
-----------------------------------
أمَا آنَ للدّمعِ أنْ يَستَجِمّ
ولا للبلابل أن لا تلم
فَتَلْهُو عَزَائِمُنَا بالخُطُوبِ
وَتَهْزَأُ أجْفَانُنَا بِالحُلُمْ
فَإنّا بَنُو الدّهْرِ مَا نَسْتَفِيـ
من نشوة الهمّ حتى نهمّ
ولا نصحب الليل حتّى نخال
كَوَاكِبَهُ في الفَيَافي بُهُمْ
وَلا بُدّ مِنْ زَلّة ٍ للفَتَى
تُعَرّفُهُ كَيفَ قَدْرُ النِّعَمْ
فحسن العلى بعد حال الخضوع
وَطيبُ الغِنى بَعدَ حالِ العَدَمْ
أَ أرجو المعالي بغير الطلاب
وَمِنْ أينَ يَحْلُمُ مَنْ لَمْ يَنَمْ
إذا صَالَ بالجَهْلِ قَلبُ الجَهُو
ل فاعذر فما كلّ جهل لمم
رَأى الدّهرَ يَعصِفُ بالفاضِلِينَ
فحبّ من النقض أن يغتنم
ستقبرني الطير كيلا أكون
سواء وأمواته في الرجم
ذُمّ رِجَالاً بتَرْكِ المَديحِ
وَبَعضُ السّكوتِ عن المَدحِ ذَمّ
صل اليأس وانهض بعبء الخطوب
فما يثقل الظهر إلاّ الهرم
ولا تهجر العزم عند المشيب
فَلَيسَ عَجيباً بِهَمٍّ يَهُمّ
وَمِنّيَ في ثَوْبِ هَذا الزّمَا
نِ عَضْبٌ، إذا ما سَطا أوْ عزَمْ
وَما حِليَة ُ البِيضِ صَوْغُ اللّجَينِ
ولكنْ حلاها دماء القمم
أمرخي ذؤابة ذاك الهجير
عَلى مَنكِبَيْ مَجْهَلٍ أوْ عَلَمْ
أرحنا نرح وترات المطيّ
فَإنّ بِهَا مَا بِنَا مِنْ ألَمْ(2/65)
وَيَا أهْيَفاً رَمَقَتْهُ العُيُونُ
وَرَفّتْ عَلَيْهِ قُلُوبُ الأُمَمْ
تضرم خداه حتى عجبت
لعارضه كيف لم يضطرم
لَئِنْ لمْ تَجِدْ طَائِعاً بالنّوَالِ
لَقَدْ جَادَ عَنكَ الخَيالُ المُلِمّ
وَمِثْلِكِ ظالِمَة ِ المُقْلَتَينِ
تلاقى الجمال عليها وتم
لهَا في الحَشَا حَافِزٌ كُلّمَا
جَرَى الدّمعُ دَلّ عَلَيْهِ وَنَمّ
أقُولُ لهَا، وَالقَنَا شُرَّعٌ
ويرغم من قومها من رغم
لنا دون خدرك نجوى الزفير
وَمَجرَى الدّموعِ وَشكوَى الألمْ
وَإلاّ فَقَرْعُ صُدُورِ القَنَا
ووقع الظبى وصليل اللّجم
وَنُقْبِلُهَا كَذِئَابِ الرِّدَا
هِ، تَمْرِي عُلالَتهُنّ الجُذُمْ
دفعن على غفلات الظنو
ن يمضغن مضغ العليق الحكم
إلى أنْ تُلَطّمَهُنّ النّسَا
ءُ بالخمر دون طريق الحرم
أجِبْ أيّهَا الرَّبْعُ تَسآلَنَا
فَلَسْتَ عَلى بُعدِهِمْ مُتّهَمْ
فكيف وأنت مريض الطلول
ضجيع البلا ونجيّ السّقم
كَأنّكَ لمْ يَعتَنِقْكَ النّسيمُ
وَلا مَالَ نَحوَكَ قَطرٌ بِفَمْ
ولا نشرت فيك تلك الرّياح
غدائر من مزنة أو جمم
تَنَثّرَ فيكَ سَحابُ الحَيَا
فَطَوّقَ جِيدَكَ لَمّا انْتَظَمْ
وَدَرّتْ عَلَيكَ ثُدِيُّ الغَمَامِ
كأنّ رباك سقاب الديم
ثرى يرمق الغيث عن مقلة
بها رمد من رماد الحمم
وَمِنْ أينَ تَعرِفُكَ اليَعمَلا
ت والدمع في خدّها مزدحم
وَلَكِنْ أحَسّتْ بِأعطَانِهَا
وأوطانها في الليالي القدم
أحِنُّ إلَيكَ، وَتَأبَى المَطيُّ
بخد ترابك إن يلتطم
وَخَرْقٍ تَدافَعُهُ المُقْرَبَا
ت خوفاً وتنفر منه الرُّسُم
تجللت فيه رداء الظلام
وَسِرْتُ، وَحَاشِيَتَاهُ الهِمَمْ
عَلى كُلّ خَطارَة ٍ لَمْ تَزَلْ
تجاذبنا السير حتى انفصم
خَرَقْنا مَعَ الشّمسِ تلكَ الفَلاة َ
وَجُبْنَا مَعَ اللّيْلِ تِلكَ الأكَمْ
صلينا بجمرة ذاك الهجير
وَعُدْنَا بِفَحْمَة ِ هَذي العُتُمْ
كَأنّ مَنَاسِمَهَا في السُّرَى
تلاعب بين الحصى بالزلم
ومال النهار بأخفافها
إلى أدعج بالدجا مدلهم(2/66)
زَحَمْنَ بِنَا اللّيْلَ في ثَوْبِهِ
فَكَادَتْ مَنَاكِبُهُ تَنحَطِمْ
نعانق بيضاً كأنّ الصدا
بِأطْرَافِهَا شَحبَة ٌ، أوْ غَمَمْ
وقد لمعت من حواشي الغمود
كما نصلت أنمل من عنم
وقلّص عنّا قميص الظّلام
فكان بأنف الدّياجي شمم
وَيَوْمٍ يَرِفّ عَلَيْهِ الرّدَى
بأجنحة المصلتات الخذم
متى انسلّ لحظ ذكاءٍ به
فأجفانه قادمات الرّخم
عَلَيّ طِعَانٌ يَرُدّ الجَوَا
د بالدم ألمى مكان الرثم
وأيد تجيل قداح الرّماح
وَبَاعُ المُعَرِّدِ عَنْهَا بَرَمْ
قُلُوبٌ كأُسدِ الشّرَى الضّارِياتِ
وأحشاوهم دونها كالأجم
فَمَا تَرْشُفُ المَاءَ إلاّ اعتِلالاً
وَلا تَجْرَعُ المَاءَ إلاّ قَرَمْ
إذا حسروا قال سيف الحمام
وَأعْطَافُهُ عَلَقاً تَنسَجِمْ
أللطّعنِ تُهتَكُ هَذي النّحورُ
وللضرب تكشف هذي القمم
إذا صَحِبُوا الدّمَ في البَاتِرَاتِ
فَلا صَحِبُوا مَاءَهُمْ في الأدَمْ
مَضَوْا ما طوَى العَذلُ من جودِهمْ
وَلا أتْبَعُوا المَالَ عَضّ النّدَمْ
وسالت لمجدهم غرة
تَكَادُ تَكُونُ حِجَالَ القَدَمْ
قدِ استَحيَتِ السُّمرُ من طَعنِهمْ
فَكَادَتْ لإفْرَاطِهِ تَحْتَشِمْ
هُوَ الطّعْنُ يَفتَرّ مِنْهُ الجَوَادُ
وَلَوْ كَانَ ذا مَرَحٍ لابتَسَمْ
رِدِي أحمَرَ المَاءِ، قُبَّ الجِيادِ
فأبيض غدرانه للنَّعم
غناء ظبانا عويل النّساء
وقرع قنانا لطام اللمم
ألَيْسَ أبُونَا أعَزَّ الوَرَى
جَنَاباً، وَأكْرَمَ خَالاً وَعَمّ
كأنّك تلقى به السمهريّ
إذا مُدّ يَوْمَ وَغًى ، أوْ أتَمْ
يَقُدّ، إذا مَا نَبَا العَاجِزُونَ
وضرب الظبى غير ضرب القدم
أسِرّة ُ كَفّيْهِ عُمْرُ الزّمَانِ
جَداوِلُ مَاءِ الرّدَى وَالكَرَمْ
فإمّا تفيض بغمر النّوال
عَلى المُعتَفِينَ، وَإمّا بِدَمْ
تعوّذ من خوفه العاصفات
إذا عَصَفَتْ في حِمَاهُ الأشَمّ
وكان إذا رام خدع العلى
تَقَنّصَهَا، وَالعَوَالي خُطُمْ
يَقي كُلَّ شيْءٍ، فَلَوْ يَستَطيـ
غدا لخدود الأعادي لثم(2/67)
ويرضى إذا قيل يا ابن النجاد
وَيَدْعُو الجِيَادَ بَناتِ الحُزُمْ
فتى لو أذمّ على صبحه
لمَا جَازَ في الضّوْءِ أمرُ الظُّلَمْ
وأهيفُ إن زعزعته البنا
نُ أمطَرَ في الطّرْسِ لَيلاً أحَمّ
يشيبُ إذا حذّفته المُدى
وتخضب لمته لا هرم
وتنطف عن فمه ريقة
سويداء تقتل من غير سم
له شفتان فلو كانتا
لساناً لما بان عنه الكلم
وَربّتَمَا ظَنّهَا الخَائِفُونَ
لسان فم الأرقم بن الرقم
لَهُ سَبْتَة ٌ بَينَ لِهْبَيْ صفاً
يقولون نام ولمَّا ينم
وأنتِ ابنة الفكر قابلتنا
بعقد لجيد العلا منتظم
تَرُوقِينَ أسمَاعَنَا في النّشِيدِ
كأنّك من كل لفظ نغم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا خَبَرٌ عَن جانِبِ الغَوْرِ وَارِدٌ
ألا خَبَرٌ عَن جانِبِ الغَوْرِ وَارِدٌ
رقم القصيدة : 10375
-----------------------------------
ألا خَبَرٌ عَن جانِبِ الغَوْرِ وَارِدٌ
تَرَامَى بِهِ أيدي المَطيّ الرّوَاسِمِ
وَإنّي لأرْجُو خُطْوَة ً لَوْذَعِيّة ً
تجيب بنا داعي العلى والمكارم
نداوي بها من زفرة الشّوق أنفساً
تَطَلّعُ مَا بَينَ اللُّهَى وَالحَيَازِمِ
وَإنّي، على ما يُوجِبُ الدّهرُ للفَتى
ولو سامه حمل الأمور العظائم
مقيم بأطراف الثّنايا صبابة
أُسَائِلُ عَن أظعانِكمْ كلَّ قَادِمِ
وَأرْقُبُ خَفّاقَ النّسيمِ، إذا حَدَا
من الغرب أعناق الرّياح الهواجم
بنات السّرى هذا الذي كان قلبه
يسومك إن تصلي بنار العزائم
ومن كلّ وضّاح الحسام مشمّراً
إذا شحبت فينا وجوه المظالم
يمسّح أضغان العدوّ وإنّما
يقبّل ثغراً من ثغور الأراقم
إذا شهد الحرب العَوان تدافعت
صُدورُ المَوَاضي في الطُّلى وَالجَماجِمِ
وَعَفّرَ فُرْسَانَ العِدا، وَدِمَاؤهُمْ
جَوَامِدُ مَا بَينَ اللّحَى وَالعَمائِمِ
حدا فقده كل العيون إلى البكا
فَقَطّعَ أرْسَانَ الدّمُوعِ السّوَاجِمِ
وما خطرت منه على المجد زلة
فَيَقْرَعَ في آثَارِهَا سِنّ نَادِمِ
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة(2/68)
أُلاطِمُ أعنَاقَ الرُّبَى بالمَنَاسِمِ
وَهلْ تَقذِفُ البيداءُ رَحْلي إلَيكُمُ
تَنَفَّسُ عَنْ لَيلي أُنُوفُ المَخَارِمِ
وَلا بُدّ أنْ ألقَى العِدا في خَميلَة ٍ
من الخيل تولى بالقنا والصوارم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ألا ليت أذيال الغيوث السّواجم
ألا ليت أذيال الغيوث السّواجم
رقم القصيدة : 10376
-----------------------------------
ألا ليت أذيال الغيوث السّواجم
تجرّ على تلك الربى والمعالم
وَلَوْلاك ما استَسقَيتُ مُزْناً لمَنْزِلٍ
فَأحْمِلَ فِيهِ مِنّة للغَمَائِمِ
وَيا رُبّ أرْضٍ قد قَطعتُ تَشُقّ بي
جُيُوبَ المَلا أيدي المَطيّ الرّوَاسِمِ
وليل طويل الباع قصّرت طوله
إلَيك، وَقَد ألقَى يَداً في المَخارِمِ
وَعِيسٍ خَطَتْ عَرْضَ الفَلا برِحالنا
تُزَعزعُ في الأعناقِ رُقشَ التّمَائِمِ
إذا فَاحَ رَيْعَانُ النّسِيمِ رَأيتَهَا
إلى الجانب الغربيّ عوج الخياشم
يسير بنا مستنجد بعصابة
أنَامِلُهَا مَلْوِيّة ٌ بِالقَوَائِمِ
تباري نجوم الليل بالبيض والقنا
وَضَوْءَ بُدُورٍ هَامُهَا في العَمَائِمِ
حقيق بان لا يهتك الدهر ثوبه
عَنِ العارِ كأسٌ مِن عَجاجِ المَلاحمِ
فأينَ مِنَ الدّهرِ استِماعُ ظُلامَتي
إذا نُظِرَتْ أيّامُهُ في المَظَالِمِ
فَهَلْ نافعي أنْ يَنصُرَ المَجدُ عَزْمتي
عَلى هَذهِ العَليَاءِ، وَالمَالُ ظالمِي
أنا الأسد الماضي على كل فعلة
تُمَشّي شِفارَ البِيضِ فوْقَ الجَماجِمِ
وَفي مِثلِها أرْضَيتُ عن عَزْميَ المُنى
وصافحت أطراف القنا والصوارم
ولم أدر أنّ الدهر يخفض أهله
إذا سكَنَتْ فيهِمْ نفوسُ الضّرَاغِمِ
وما العيش إلا فرحة إن هجرتها
سطوت على الدنيا بسطوة حازم
سأصْبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصّبرُ أنّني
ملكت به دفع الخطوب الهواجم
آخذ ثاري من زمان تعرضت
مَغَارِمُهُ بَيْني وَبَينَ المَغَانِمِ
وما نام إغضاءً عن الدهر صرَمي
ولكنن أبقي على غير راحم
وإن أنا أهلكت الزمان فما الذي(2/69)
يصدّع عزمي في صدور العظائم
وركب سرواً والليل ملقٍ جرانه
على كل مغبّر المطالع قاتم
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها
فصار سراهم في صدور العزائم
تريهم نجوم الليل ما يبتغونه
عَلى عَاتِقِ الشّعرَى وَهامِ النّعائِمِ
وَغَطّى على الأرْضِ الدُّجَى فكأنّنَا
نفتش عن أعلامها بالمناسم
وَفِتيَة ِ صِدْقٍ من قُرَيشٍ، إذا انتدوا
أرَوْكَ عَطَاءَ المَالِ ضَرْبَة َ لازِمِ
إذا طَرَدُوا في مَعرَكِ المَجدِ قَصّفُوا
رِمَاحَ العَطايا في صُدُورِ المَكَارِمِ
وإن سحبوا خرصانهم لكريهة
تَصَدّعَ صَدرُ الأرْضِ عن قلبِ وَاجمِ
وتثبت في عليا معدّ غصونهم
ثبات بنان في قلوب البراجم
أيسمح لي هذا الزّمان بصاحب
طَوِيلِ نِجادِ السّيفِ من آلِ هاشِمِ
إذا أنا شيّعت الحسام بكفه
مضى عزم مشبوح الذراع ضبارم
وَإنْ ضَافَهُ الهَمُّ النّزِيعُ رَمَى بهَا
نزائع لا يعلفنَ غير الشكائم
ولست بمستصفٍ سوى كل خائض
إلى كل بحر بالقنا متلاطم
أنَامِلُهُ في الحَرْبِ عَشْرُ أسِنّة ِ
وَلَكِنّهَا في الجُودِ عَشرُ غَمَائِمِ
طَمُوحٍ، إذا غَضّ الشّجاعُ لحاظَه
وأطرق عن برق الظبى كل شائم
أعاذل ما سمعي للومك مرتعاً
إذا كان مصروفاً إلى غير لائم
أبُثّك عَنْ لَيْلٍ تَعَسّفْتُ مَتْنَهُ
كأنّيَ أمشِي في مُتُونِ الأرَاقِمِ
يخيّل لي أنّ النجوم ضمائر
تَقَلْقَلُ فِيهِ خَشيَة ً مِنْ عَزَائمي
لَقيتُ ظَلامَ اللّيلِ في لَوْنِ مَفرِقي
وَفَارَقْتُهُ وَالصّبحُ في لَوْنِ صَارِمي
أجوّب آجام المنايا وأسدها
تروّعني من بينها بالهماهم
وبيني وبين القوم من آل يعرب
ضَغائِنُ تَثنيني زَهِيدَ المَطَاعِمِ
إذا ما جنوا من مالهم ثمر العلى
جَنَيتُ المَعالي من غُصُونِ اللّهاذِمِ
أغرّ بني فهر وعيد مشاجع
وَأيُّ وَعِيدٍ بَعْدَ وَقْعِ الصّوَارِمِ
أيُوعِدُنا مَن عَطّلَ البِيضَ وَالقَنا
وأقسم لا ينجو بغير الهزائم
عَشِيّة َ خُضْنَا بالضّوَامِرِ لَيلَهُمْ
وَفي كُلّ جَفنٍ منهُمُ طَيفُ حالِمِ(2/70)
نريهم صدور السمر بين نحورهم
فما استيقظوا إلاَّ بقرع الحلاقم
كأنّ الكرى يقتصّ من طول نومهم
فيُسهر منه بالقنا كل نائم
وَكُلُّ غُلامٍ خالَطَ البأسُ قَلبَهُ
يقطع أقران الأمور الغواشم
وَنَحْنُ دَلَفْنَا للأرَاقِمِ فِتْيَة ً
يُضِيفُونَ أطرَافَ القَنَا في الحَيازِمِ
تَطَلّعُ مِنْ خَلفِ العَجَاجِ كَأنّما
تُطَالِعُهُمْ مِنْهَا عُيُونُ القَشَاعِمِ
إذا اشتَجَرَ الضّرْبُ الدّرَاكُ تمَطّقتْ
إلى الطّعنِ أفوَاهُ النّسُورِ الحَوَائِمِ
وَوَلّوا عَلى الخَيلِ العِتَاقِ كأنّهُمْ
تزاحم غيم العارض المتراكم
تَفيضُ عُيونُ الطّعنِ بالدّمِ منهُمُ
ويغلبها فيض العيون السّواجم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هَذي الرّماحُ عصِيُّ الضّالِ وَالسَّلَمِ
هَذي الرّماحُ عصِيُّ الضّالِ وَالسَّلَمِ
رقم القصيدة : 10377
-----------------------------------
هَذي الرّماحُ عصِيُّ الضّالِ وَالسَّلَمِ
لولا مُطَاعَنَة ُ الآرَاءِ وَالهِمَمِ
إنّ الذّوابل والأقلام أرشية
إلى العُلَى ، لمُلُوكِ العُرْبِ وَالعَجَمِ
لَيسَ السّيوفُ عَنِ الأقلامِ مُغنيَة ً
الفري للسّيف والتقدير للقلم
كالكَوْكَبِ انتَشَرَتْ منْهُ ذَوَائِبُه
وموقد النّار يذكيها على أضم
أوْ كالشّجاعِ تَمَطّى بَعدَ هَجعَتِهِ
يُرْخي لِساناً كغَرْبِ اللَّهذَمِ الخَذِمِ
غُرّانِ مَا اجتَمَعَا إلاّ لمُنْصَلِتٍ
على الحوادث صبّار على الألم
لهاشم غررٌ تلقى لسائلها
طَلاّعَة ٌ مِنْ ثَنَايَا البأسِ وَالكَرَمِ
وخُضْخِضَ السَّجلُ في قَعرِ القليبِ فلم
يَنْزَحُ لَهُ غَيرُ مكتُومٍ مِنَ الوَذَمِ
وأصبح البرق يخفى حر صفحته
عَنِ المَرَابعِ، أوْ يَبرَا مِنَ الدِّيَمِ
وأجدب القوم واضطرت أكفهم
وإن تطهّرن من إثم إلى الزّلم
وقلّ عند كرام الحيّ نائلهم
حَتّى جَلا يَوْمَ نَحرٍ مَنزِلَ البَرَمِ
وَكُلُّ سَائِمَة ٍ بَاتَتْ تُمَسِّحُهَا
كَفُّ المُسيمِ غَدَتْ لحماً على وَضَمِ(2/71)
وصوح النّبت حتّى كاد من سغبٍ
فيهِمْ يُصَوِّحُ نَبْتُ الهَامِ وَاللِّمَمِ
كَانُوا السّحائِبَ تَرْمي من كنائِنِها
مقاتل المحل كالمثعنجر الرذم
أرْغَتْ مَعَدٌّ وَأثغَى مَن يُنَاضِلُها
وَمَنْ يُقَايِسُ بَينَ الشّاءِ وَالنَّعَمِ
دنيا ترشف عيشي وهي كالحة
غضبى وأبسم فيها بادي الكظم
كالخَمرِ يَعبِسُ حاسيها على مِقَة ٍ
وَالكَأسُ تَجلُو عَلَيهِ ثَغرَ مُبتَسِمِ
الجِدُّ لا يَقْتَضِي إسْمَاعَ مُلهِيَة ٍ
والهزل يكمن في الأوتار والنّغم
وَمَا ابنُ غِيلٍ تُذيعُ المَوْتَ طَلعَتُهُ
إذا تَطَلّعَ غَضْبَاناً مِنَ الأجَمِ
يجلو دجا شدقه عن صبح عاصلة
مَطرُورَة ٍ كَشَبا المَطرُورَة ِ الخُذُمِ
يَوْماً بِأقْدَمَ مِنّي في مُلَملَمَة ٍ
شعواء تعرف بالعقبان والرّخم
واليوم قطّع قرع البيض حبوته
عن العجاج وخيل الله في الحرم
إذا العَوَالي على أشداقِها هَجَمَتْ
أعدى اللَّمى بالدّمِ الجارِي على الرَّثَمِ
والطعن ينتجع الأجساد أنفسها
وَالضّرْبُ يَبخَلُ بالبُقيَا على القِمَمِ
وَرُبّ لَيْلٍ كَأنّ النّارَ مُقلَتُهُ
والكلبُ يسمعه النّائي عن الصمم
سَهِرْتُهُ، وَالأمَاني تَرْتَقي فِكَرِي
حتّى تطلّع من همّي إلى هممي
أراقب الضّيف إن يرعى مطيته
وَبَيْنَنَا مَنكِبٌ عَالٍ مِنَ الظُّلَمِ
أوحى الظّلام إلى الإصباح إن فتى
أسرَى وَما خَدَعَتْهُ لَذّة ُ الحُلُمِ
عَلى جُمالِيّة ٍ تُوفي الزّمَامَ خُطاً
تَكَادُ تَسبُقُهُ من خِفّة ِ القَدَمِ
خراجة الصّدر إن صاح المهيب بها
على الوَجى من صُدورِ الأينُق الرُّسُمِ
حرف تبوّعُ بي في كل مجهلة
كَأنّني رَاكِبٌ مِنْهَا عَلى عَلَمِ
تلقي الأجنّة قتلى في مسالكها
دياتُهَا في رِقَابِ القَصْدِ وَالأَمَمِ
متى تنسمُ مسَّ السوط جلدتُها
زافت كما زاف عنق المصعب القطم
تطغى الخطامَ إذا ما البرّ صافحه
تيارُ بحر بأيدي العيس ملتطم
هَوْجَاءُ ما التَفَتَتْ يَوْماً عَلى ألَمٍ
من السياط ولا حنَّت إلى قرم(2/72)
إذا جذبت لذكر السير مقودها
كَأنّمَا جَذَبَتْهَا سَوْرَة ُ اللَّمَمِ
ما يَطلُبُ الدّهرُ وَالأيّامُ من رَجُلٍ
يعوذ بالحمد اشفاقاً على النّعم
إذا اقتَضَتْهُ الأمَاني بَعضَ مَوْعِدِهِ
غَطّى بسَترِ العَطَايا عَوْرَة َ العَدَمِ
مَنْ مَدّ مِعصَمَهُ مُستَعصماً بيَدي
عَصَمتُهُ بِإخَاءٍ غَيرِ مُنْجَذِمِ
ومن اشيّعهُ يأمن من لوائمه
ولو رموه بجرَّاح من الكلم
وَلوْ هتكتُ حِجابَ الغيبِ لافتَضَحتْ
أجفانُ كُلّ مُرِيبِ اللّحظِ مُتّهَمِ
كَفَى الذي سَبّني أنّي صَبَرْتُ لَهُ
فاستَنصرَ العُذرَ وَاستَحيا من الحُرَمِ
بُرْدي عَفِيفٌ إذا غَيرِي لفَجرَتِهِ
كانَتْ مَنَاسِجُ بُرْدَيهِ على التُّهَمِ
أنا زهير فمن لي في رمانك ذا
بِبَعْضِ ما افترَقَتْ عَنهُ يدا هَرِمِ
إذا العدوُّ عصاني خاف حدّيدي
وعرضه آمن من هاجرات فمي
جَعَلتُ سَمعي على قَوْلِ الخَنا حَرَماً
فاي فاحشة تدنو إلى حرم
يكاد أنفي إذا ما استاف مرتبة
من التواضع ينضو خلعة الشمم
جَدّي النّبيّ، وَأُمّي بنتُهُ، وَأبي
وصيّه وجدودي خيرة الأمم
لقصدنا تتمطَّى كل راقصة
هوجاء تخبط هام الصخر والرّجم
بكُلّ أشعَثَ مُنقَدّ القَميصِ، إذا
جَدّ النّجَاءُ بِهِ عَن أطيَبِ الشّيَمِ
لَنَا المَقامُ، وَبَيتُ اللَّهِ حُجرَتُهُ
في المَجدِ ثابتَة ُ الأطْنَابِ وَالدُّعُمِ
ومولدي طاهر الأثواب تحسبني
وُلدتُ في حِجرِ ذاكَ الحِجرِ وَالحَرَمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قال الضمير بما علم
قال الضمير بما علم
رقم القصيدة : 10378
-----------------------------------
قال الضمير بما علم
أنْتَ المُحَكَّمُ فَاحتَكِمْ
خجل ينمّق عذره
وَالعُذْرُ شَاهِدُ مَنْ نَدِمْ
لا تُلْزُمَنّي زَلَّة ً
سَفَهَتْ عَليَّ بهَا القَدَمْ
فلقلما غضبت على
أشْبَالِهَا أُسدُ الأجَمْ
هل أنت إلاّ البدر يط
ـرِفُ ضَوْءُهُ مُقَلَ الظُّلَمْ
صَافَحْتُ رَاحَتَهُ، وَحَشْـ
ـوُ بَنَانِهَا عَبَقُ الكَرَمْ(2/73)
فكأنما جذبت يدي
بِذُؤابَتيْ سَيْلِ العَرِمْ
جاءت كأن بعطفها
خجل المحول من الديم
حَطّتْ إلَيْكَ مِنَ الضّمَا
ئِرِ في رِشَاءٍ مِنْ نَدَمْ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَجِزْنا عَن مُرَاغَمة ِ الحِمَامِ
عَجِزْنا عَن مُرَاغَمة ِ الحِمَامِ
رقم القصيدة : 10379
-----------------------------------
عَجِزْنا عَن مُرَاغَمة ِ الحِمَامِ
وداء الموت مغرى ً بالأنام
وما جزع الجزوع وإن تناهى
بمنتصف من الداء العقام
وَأينَ نَحُورُ عَن طُرُقِ المَنَايَا
وَفي أيْدِي الرّدَى طرَفُ الزّمَامِ
نوائب ما أصخن إلى عتاب
يَطُولُ وَلا خَدِرْنَ على مَلامِ
هي الأيام تأكل كل حيّ
وَتَعْصِفُ بالكِرَامِ وَباللّئَامِ
وكل مفارق للعيش يلقى
كَمَا لَقيَ الرّضِيعُ مِنَ الفِطَامِ
وكم ليَدِ النّوائب من صريع
بِداءِ السّيْفِ أوْ داءِ السّقَامِ
فَمَنْ وَرَدَ المَنِيّة َ عَنْ وَفَاة ٍ
كآخرَ عَاثِرِ العِرْنِينِ دامِ
ولو أمن الجبان من المنايا
لأغمد سيفه البطل المحامي
وما يغتر بالدنيا لبيب
يَفِرّ مِنَ الحَيَاة ِ إلى الحِمَامِ
تنافر ثم ترجع بعد وهن
رجوع القوس ترمح بالسهام
خُطوبٌ لا أُجِمّ لهَا جَوَادي
وعزم لا أحط له لثامي
رَأيْتُ المَوْتَ يَبلُغُ كُلّ نَفْسٍ
على بعدِ المسافة ِ والمرام
سَوَاءٌ إنْ شَدَدْتُ لَهُ حَزِيمي
زِماعاً، أوْ حَلَلتُ لَهُ حِزَامي
عَزَاءَكَ ما استَطَعتَ، فكلُّ حزْنٍ
يَؤولُ بِهِ الغُلُوّ إلى الأثَامِ
وَعُمْرُ المَرْءِ يَنْقُصُ كلّ يوْمٍ
وَلا عُمْرٌ يَقَرّ عَلى التّمَامِ
وَمَا تُنجي الدّموعُ مِنَ المَنَايَا
فترسلها بأربعة ِ سجام
وكنّا عند مختلف اللّيالي
وكرّ الدّهرُ عاماً بعد عام
إذا أخذ الرّدى منّا رجعنا
إلى صَبرٍ يُشَرِّدُ بالغَرَامِ
وَكَانَ الصّبرُ يَقبِضُ كلَّ وَجدٍ
كمَا قَبَضَ الصّباحُ مِنَ الظّلامِ
وَفي حُسنِ العَزَاءِ لَنَا مُجِيرٌ
يخلصّنا من الكُرب العظام
أساكنة الترابٍ وكل حيّ(2/74)
جَدِيرٌ أنْ يُغَيَّبَ في الرِّجَامِ
تَقَنّصَكِ الرّدى عَرَضاً وَأمسَى
يُجَاذِبُكِ المَسِيرَ عَنِ المُقَامِ
وَلَجْلَجَ مَنْ نَعَاكِ، وَكلُّ ناعٍ
يجمجمُ أو يلجلج في الكلام
وكل حشى ً عليك كأنّ فيه
سنان الرمح أو طرف الحسام
أيا قبراً تقسم كل صبر
وقلقل عبرة المقل الدوامي
أقَامَتْ فيكَ، مَاجدَة ٌ حَصَانٌ
كَمَاءِ المُزْنِ مِنْ بِيضِ الخِيامِ
تطرقك النسيم من الخزامى
وَدَرّتْ فِيكَ أنْوَاءُ الغَمَامِ
وأصبحت الشّفاه عليك فوضى
تَهَافتُ بالتّحِيّة ِ وَالسّلامِ
فَمَا بَكَتِ الحَمَامُ عَلَيكَ إلاّ
كما غنتك أصوات الحمام
ألا لِلَّهِ كُلُّ فَتًى أبِيٍّ
عزيز الأنف يغضب للذمام
يُجِيرُ مِنَ الزّمَانِ، إذا تَغاوَى
بِصَبْرٍ للنّوَائِبِ وَاعتِزَامِ
وَأيّامٍ تُفَلِّلُ مِنْ غُرُوبي
على مضض وتنقص من عُرامي
تلاعب بي أماما أو وراءً
طارد الشيخ يلعب بالغلام
براني الدّهر سهماً ثم ولَّى
فَجَرّدَني مِنَ الرّيشِ اللُّؤامِ
وها أنا ذا أبثّك كل بيت
رَقيقِ النّسْجِ رَقرَاقِ النّظَامِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لِلَّهِ جِيدٌ مَا تَمَـ
لِلَّهِ جِيدٌ مَا تَمَـ
رقم القصيدة : 10380
-----------------------------------
لِلَّهِ جِيدٌ مَا تَمَـ
غير أحشاء المكارم
فتَطَوّقَ العَلْيَاءَ، وَهْـ
ـوَ قرِيبُ عَهدٍ بالتّمائِمْ
ينطت بعطفيه حَما
ت المغانم والمغارم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أَلبستني نعماً على نعم
أَلبستني نعماً على نعم
رقم القصيدة : 10381
-----------------------------------
أَلبستني نعماً على نعم
ورفعت لي علماً على علم
وَعَلَوْتَ بي حتّى مَشَيتُ على
بُسطٍ مِنَ الأعناقِ وَالقِمَمِ
فلأَشكرنّ نداك ما شكرت
خُضرُ الرّياضِ صَنَائِعَ الدِّيَمِ
فالحمد يبقى ذكر كلّ فتى
وَيُبِينُ قَدْرَ مَوَاقِعِ الكَرَمِ
وَالشّكْرُ مَهْرٌ للصّنِيعَة ِ إنْ
طُلِبَتْ مُهُورُ عَقَائِلِ النِّعَمِ(2/75)
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> نهنه عتابك إلاَّ أن هفا جرم
نهنه عتابك إلاَّ أن هفا جرم
رقم القصيدة : 10382
-----------------------------------
نهنه عتابك إلاَّ أن هفا جرم
بَعضُ العِتابِ على الإخلاصِ مُتهَمُ
مالي أقول فلا تُصغي بسامعة
تصاممٌ بك عن ذا القول أم صمم
ر رِفْقاً بِأنْفِكَ لا تَشْمَخْ على مُضَرٍ
وانظر بعينك من زموا ومن خطموا
فلستَ أول من راقت له حلل
وَلَستَ أوّلَ مَنْ رَاحَتْ له نَعَمُ
مَن أضْمرَ الصّدّ عمّن ليس يُضْمرُهُ
بَغياً، مشَى في نوَاحي سرّهِ النّدَمُ
من أنهضته لقطع الود عذرته
كانَ المُذَمَّمَ منهُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
من ساءَ ظناً بمن يهواه فارقه
وَحَرّضَتْهُ عَلى إبْعَادِهِ التُّهَمُ
متى تهجّم غدراً سر عهدكمُ
فإنّ عَهدي عَلى غَدْرٍ بكُمْ حَرَمُ
يصدّ عنيَ من ودي له صدد
ولا أؤم الذي ودي له أمم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قَليلٌ مِنَ الخُلاّنِ مَنْ لا تَذُمُّهُ
قَليلٌ مِنَ الخُلاّنِ مَنْ لا تَذُمُّهُ
رقم القصيدة : 10383
-----------------------------------
قَليلٌ مِنَ الخُلاّنِ مَنْ لا تَذُمُّهُ
وَكُثْرٌ مِنَ الأعداءِ مَن أنتَ هَمُّهُ
وغير بعيد منك ناءٍ تزوره
وَغَيرُ قَرِيبٍ قاطِنٌ لا تَؤمّهُ
مصافيك في الأيام أنفك أنفه
إذا جَلّ مَا تَلقى ، وَرُغمُكَ رُغمُهُ
ألا ليت بين الحيّ لم يقض يومه
وَلَيتَ ظَليعَ الذّوْدِ لم يُبرَ سُقمُهُ
وليت أديم الأرض يعرى كما اكتسى
من النّاس أو يعفو كما بان رسمه
فماذا الورى ممن يراد بقاؤه
وَلا المَوْتُ مَعذولٌ إذا جارَ حُكمُهُ
تباشر عيني فيهم ما سوءها
ويلقى جناني منهم ما يغمه
سقى الله قلباً بين جنبيّ ريّه
وَمَا نَافِعٌ قَلبي مِنَ المَاءِ جَمّهُ
ولكنَّ مشتاقاً إذا بلغ المنى
تقضى أوام القلب أو زال وغمه
أما علم الغادون والقلب خلفهم
يضم زفيراً يصدع الصّلد ضمه
بأنّ وَميضَ البَرْقِ ما لا أَشِيمُهُ
وَأنّ نَسيمَ الرّوْضِ ما لا أشُمّهُ(2/76)
وَرُبّ وَميضٍ نَبّهَ الشّوْقَ وَمضُهُ
ورُبَّ نسيم جدّد الوجد نسمه
أضَعْتُ الهَوَى حِفظاً لحَزْمي، وَإنّما
يُصَانُ الهوَى في قلبِ من ضَاعَ حَزْمُهُ
وَطَيفِ حَبيبٍ رَاعَ نَوْمي خَيَالُه
وعرّفني طول الليالي ملمّه
وما زارني إلاّ ليخجل طيبه
نَسيمَ الصَّبا أوْ يَفضَحَ اللّيلَ ظَلمُهُ
تَطَلّعَ مِنْ أرْجَاءِ عَينيَ دَمْعُهَا
وَما كادَ لَوْلا الوَجدُ يَنقادُ سجمُهُ
ألا هَلْ لحُبٍّ فاتَ أُولاهُ رَجعَة
وَإن زَادَ عندِي أوْ تضَاعَفَ اسمُهُ
لياليَ أسري في أصيحاب لذة
ومخ الدّجا رارٌ وقد دقّ عظمه
وأغدوا على ريعان خيل تلفها
صدور القنا والنّقع عالٍ احمه
رَأيتُ الفَتى يَهوَى الثّرَاءَ، وَعُمرُه
يُرى كلّ يوم زائداً منه عدمه
عَقيبُ شَبابِ المَرْءِ شَيبٌ يَخُصّهُ
إذا طَالَ عُمرٌ أوْ فَناءٌ يَعُمّهُ
طليعة شيب بعدها فيلق الردى
برأسي له نقع وبالقلب كلمه
أُغالِطُ عَنْ نَفسِي حِمامي، وَإنّما
أُدارِي عَدُوّاً مَارِقاً فيّ سَهْمُهُ
وَلَيسَ يَقُومُ المَرْءُ يَوْماً بحُجّة ٍ
إذا حضر المقدار والموت خصمه
وَأوْلى بمَنْ يَستَخلِفُ الدّهرَ بَعدَه
على صِرْمه أن يُودعَ الأرْضَ صِرْمُهُ
فَوَا عَجَبا للمَرْءِ، وَالداءُ خَلفه
ومن حوله الأقدار والموت أمه
يُسَرّ بِمَاضِي يَوْمِهِ، وَهوَ حَتفُه
وَيَلتَذّ مَا يُغذَى بهِ، وَهوَ سُمّهُ
ورودٌ من لآجال لا يستجمّنا
وَوِرْدٌ مِنَ الآمَالِ لا نَستَجِمّهُ
إلى كم أذُودُ السّيفَ عن هامِ عُصْبة ٍ
أما فيهمُ من يطعم السّيف لحمه
وعنديَ عال من دم الجوف شربه
وماضي الظُبا من أسود القلب طعمه
أقُولُ لِغِرٍّ بي: لُفِفْتُ بضَيغَمٍ
يَؤدّ الأعادي خَطفُهُ ثمّ حَطمُهُ
فدع هضبة منا بنى الله سمكها
فَإنّ بِنَاءَ اللَّهِ يُعيِيكَ هَدْمُهُ
ومن عجب الأيام إني محسد
أُعادَى على ما يوجبُ الوُدّ حُكْمُهُ
وليس الفتى من يعجب الناس ماله
وَلكِنّهُ مَنْ يُعجِبُ النّاسَ عِلمُهُ(2/77)
تَشُفّ خِلالُ المَرْءِ لي قبلَ نُطقِه
وقبل سؤالي عنه في القوم ما اسمه
أرَى آخِرَ الخُلاّنِ وُدّاً يَسُوءُني
إذا همّ واطى بين رأييه همه
ولو غير قلبي ضمّ ذا العزم شقه
ولكنّه لا يقتل الصلّ سمّه
وأبلج لا يرضى عن العجز رأيه
تمدُّ على أضوى من البدر لثمه
إذا خَلَعَ اللّيلُ النّهارَ سمَتْ بِهِ
مآرب مضَّاءٍ على ما يهمّه
وكم في نزار من نهيض نجيبة
إذا سلّ عضباً سابق الضرب عزمه
أنِيسٍ بلُقْيَانِ الحُرُوبِ كَأنّمَا
تمطّتْ به في ناشر النّقع أمّه
إذا ضَرَعَ الأقوَامُ من سُوءِ نكبَة ٍ
جلاها قويم الأنف فيها أشمّه
رَفيعُ بُيُوتِ المَجْدِ كَالجَدّ جَدُّهُ
فخاراً وفي العلياء كالخال عمّه
مهيب وقار الجانبين أبيّه
وَمُخوِلُ مَجْدِ الوَالِدَينِ مُعِمّهُ
فَمِنْ خَائِفٍ عِندَ اللّيَالي نُجِيرُهُ
ومن شعث بين المعالي نلمّه
وإنّي لدفاع بيَ العزم والمنى
إلى كُلّ لَيل يَعقِدُ الطّرْفَ نَجمُهُ
وما تستدل النّجم عينايَ في الدّجا
ضلالاً ولكنْ مثل عينيّ جرمه
شددنا بأيدي العيس كل ثنية
وَمِنْ دُونِها جَوْنُ القَرَا مُدلَهِمّهُ
ومنخرق لا يقطع الطرف عرضه
ولا ينزوي عن أعين الرّكب خرمه
تَوَهّمتُ عَصْفَ الرّيحِ بَينَ فرُوجِه
يُسِرّ إلى سَمعي مَقَالاً يُصِمّهُ
وجيش يسامي كلّ طود عجاجه
ويفترّ عنه كلّ وادٍ يضمه
تخطفُ أبصار الأعادي سيوفه
وَتَمْلأُ أسْمَاعَ القَبَائِلِ لُجْمُهُ
إذا سار صبحاً طارد الشمس نقعه
وإن سار ليلاً طبّق الأرض دهمه
تراجعُ حمراً من دم الضّرب بيضه
وَتَنجابُ شُقراً من دَمِ الطّعن دُهمُهُ
صدمنا به الجبَّار في أمّ رأسه
وكانَ شِفاءَ الرّأسِ ذي الدّاءِ صَدمُهُ
وَما ضَاقَتِ الأقطارُ مِنْ دُونِ فَوْتِهِ
ظبانا ولكنْ أوبقَ العبد ظلمه
عَذيرِيَ مِمّنْ ذَمّ عَهدي، وَقد نبا
مِرَاراً، وَقَلْبي وَادِعٌ لا يَذُمّهُ
تجرم لما لم يجدْ ليَ زلة
وأقصدني باللّوم والجرم جرمه
تَعَمّدتُ بُعدي عَنه من غيرِ سَلوَة ٍ(2/78)
ليعلّمني يوم النّوى كيف طعمه
وَأجمَمْتُهُ لا عَنْ غَنَاءٍ، وَإنّمَا
لأشربه في حرّ خطب أجمه
وَإنّي، وَإنْ وَالَى على القَلبِ حَرْبَه
لمنتظر أنْ يعقب الحرب سلمه
وَلا تَيْأسَنْ مِنْ عَفْوِ حُرٍّ، فإنّما
تَحَلُّمُهُ بَاقٍ، إذا ضَاعَ حِلمُهُ
أأطْمَعُ أنْ أنْسَاكَ يَوْماً، وَإنّمَا
هواك ضجيع القلب مني وحُلمه
يقر بعيني منظر أنت قيده
وَأنتَ الفَتى لا عاجزٌ عَن فَضِيلَة ٍ
وَغَيرُ قَليلِ مَنْ مَعاليهِ قَسْمُهُ
تجاوَزْ بعَمدٍ وَاعفُ، فالعَتبُ إن يَدُمْ
على الخلّ يفسُدْ ظنّ قلب ووهمه
أرى آخر الخلاّن وداً يسؤني
ويمدح عندي أولا طال ذمه
عَلى أنّني رَاضٍ بِمَا جَرّ هَجْرُه
وهل أنا إلاّ القلب يلتاث جسمه
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بِعَاداً لمَنْ صَاحَبتُ غَيرَ المُقَوَّمِ
بِعَاداً لمَنْ صَاحَبتُ غَيرَ المُقَوَّمِ
رقم القصيدة : 10384
-----------------------------------
بِعَاداً لمَنْ صَاحَبتُ غَيرَ المُقَوَّمِ
وَبُعداً لِكُلّ الرّيّ إلاّ مِنَ الدّمِ
إذا ظُلَمٌ لَمْ أمضِ فِيهَا عَزِيمَة ً
فساعة ليلي مثل حول مجرّم
ومن شغفي بالطّعن أغدو وذابلي
إذا قَلّ جُرْمٌ مَالَ بي في التّجَرّمِ
وما أنا ممن يقبل الطّعم قلبا
ولم تعلم الأرماح من أين مطعمي
سَأُقْدِمُ لا مُستَعظِماً مَا لَقِيتُهُ
تَوَسّعَ لي في الرّوْعِ أوْ ضَاقَ مَقدمي
فَقَدْ فَجَعَ المَاضِي لَبيداً بِأرْبَدٍ
وَعُزّيَ قَبْلي مَالِكٌ مِنْ مُتَمِّمِ
وعزم أعاطيه العوالي وحاجة
رَمَيتُ بِها ما بَينَ أرْضٍ وَمَنْسِمِ
وَلَيْسَ الفَتَى إلاّ الّذِي إنْ رَأيْتَهُ
رَأيتَ غَنيّ النّفسِ في ثَوْبِ مُعدِمِ
قَلِيلُ مُقَامٍ بَينَ أهْلٍ وَثَرْوَة ٍ
كَثيرُ طُلُوعٍ بَينَ وَادٍ وَمَخرَم
أَمطلّع يومي عليَّ ولم أخض
دماء الأعادي بالوشيج المقوّم
ولم أجهد السيف الطويل نجاده
أمامَ الظُّبى ، وَالنّقعُ بالنّقعِ يَرْتَمي
وليس شفاء النّفس إلا مثقف
يعد ليوم بالغبار ملثم(2/79)
وكم ليَ مِنْ رَمّاحَة ٍ تُزْعجُ الحَصَى
بِوَابِلِهَا في مَعْلَمٍ بَعدَ مَعلَمِ
إذا اللَّهُ لمْ يَنصُرْ حُسامي عَلى العِدا
فما أنا إلاّ عرضة المتهضّم
وَإن هوَ نَجّى من فَمِ المَوْتِ مُهجتي
نَجَوْتُ، وَإلاّ كُنتُ أوّلَ مَطعَمِ
أبيت ولي في كلّ أرضٍ عزيمة
تُزَعزِعُ أعْنَاقَ المَطِيّ المُحَزَّمِ
ومستوصيات بالذميل كأنّما
يدارس إذآب الجديل وشدقم
تَرَى كُلّ حَمْرَاءِ المِلاطِ كَأنّمَا
تَخَلّجَ في آمَاقِها عِرْقُ عَندَمِ
بخُفٍّ كَشِدقِ الأعلَمِ استُصْعبتْ به
على ظِلّ عُنقٍ ذي عَثانينَ مُرْجِمِ
كان الغلام الضرب في الرحل ريشة
خفت فوق زور من ظليم مصلم
إذا أوْجَسَتْ حِسَّ القَطيعِ وَرَاءَها
ألاحت بخيشوم كريم وملطم
تَخَيّلَ من فَضْلِ الزّمامِ ابنَ رَملَة ٍ
لَهُ نَهَشَاتٌ في مكانِ المُخَطَّمِ
طَلَعْنَ عَلى لَيْلٍ بِنَا وَوَصَلْنَهُ
بِأبْلَجَ لَمّاعِ الجَوَاشِنِ مُعْلَمِ
ومن جعل القلب الجري دليله
فَكُلّ ظَلامٍ عِندَهُ غَيرُ مُظلِمِ
بليت وأبلاني زماني بعصبة
يَخوضُونَ بي في كلّ غَيبٍ مُرَجَّمِ
مَذاييعُ للسّرّ المَصُونِ، وَليتَهُمْ
أذاعُوهُ طَلْقَ البُرْدِ لَمّا يُنَمْنَمِ
قَليلُ حَدِيثٍ مارِقٍ غَيرُ مُكثِرٍ
وبدءُ مقال وارد من متمم
زَمَانُ الأذَى عِشْ فيهِ تُشْجَ بأهلِه
وتغض على ذل ومتْ فيه تعظم
على أنّني لا غالبُ الرّأيِ بالهَوَى
وَلا قائِلٌ للشّوْقِ إنْ ضَلّ يَمّمِ
وَلا قاطِعٌ بالظّنّ ما كُنتُ وَاصِلاً
وربّ مغيظ قاطع بالتّوهّم
وإنيّ مماآلف بالجد باخل
بثَغرِي فَما يَدرِي امرُؤٌ أينَ مَبسمي
فراق من الأحباب أمضى من الرّدى
وَأقطَعُ للأقْرَانِ مِنْ غَرْبِ مِخذَمِ
لك الله من واد توركنّ عرضه
وَنَقّبْنَ فيهِ عَنْ عَرَارٍ وَعِظلِمِ
يُبَارِينَ نَفّاحَ الخُزَامَى عَشِيّة ً
بأطْيَبَ مِنْ رِيحِ الخُزَامَى وَأنْعَمِ
أُغَالِبُ دَمعي ثمّ يَغلِبُ جَارِياً
ومن لم يسلْ دمعاً على الحبِّ يظلم(2/80)
وما ذكرتك النّفس إلاّ وضمها
إلى القلبِ باع الموجع المتألّم
خَليليّ لَيسَ الدّمعُ عَنّي بِدافِعٍ
وُلُوعَ غَرَامٍ كَالحَرِيقِ المُضَرَّمِ
وهل أنا إلاَّ ربّ نفسٍ معارة
وَقَلْبٍ مُعَارٍ للجَوَى وَالتّألّمِ
إذا ما جوادي مرّ بي في ديارها
تقاضى زفيري دائباً بالتّحمحم
أحِنُّ، وَلا يُرْمَى حَنيني بِتُهْمَة ٍ
وأدنو ولا يُعزى دنوي بمأثم
وَما مَنظَرُ الحَسنَاءِ عِندي برَائِقٍ
ولا نَيلُها وَالقُرْبُ عِندي بِمَغْنَمِ
إلى كَمْ تَصَبّاني الغَوَاني، وَبَيْنَهَا
وبيني عفاف مثل طود يلملم
وَإنّي لمَأمُونٌ عَلى كُلّ خَلْوَة ٍ
أمين الهوى والقلب والعين والفم
وغيري إلى الفحشاء إن عرضت له
أشَدُّ مِنَ الذّؤبانِ عَدواً على الدّمِ
وَمَنْ كانَ إنْعَامُ الوَزِيرِ حَبِيبَهُ
أغار الغواني بين بكر وأَيّم
أبِيتُ بهَا هادي الحَشا في نَوَائِبٍ
يبيتُ لها غير بقلبِ مقسم
وَحيدَ العُلَى لا يَنتَجي غَيرَ نَفْسِهِ
إذا عنّ خطبٌ أو دنا يوم مغرم
وَمُنْتَصِرٍ يَرْعَى بحِلْمٍ حُقُودَهُ
ويطرد أضغان العدا بالتّكرم
إذا عَظُمَ الطّلاّبُ لمْ يَثْنِ كَفَّهُ
وَإنْ طالَ نُطقُ القَوْمِ لمْ يَتَجَهّمِ
يزم إلى العافين أعناق ماله
وَمَالُ رِجَالٍ مُقْرَمٌ لَمْ يُخَطَّمِ
كثير ارتياحِ القلبِ في عقبِ جوده
إذا جَائِدٌ ألقَى يَداً في التّنَدّمِ
سرِيعٍ، إذا داعي الطّعانِ دَعَا بِهِ
غَدا طاعِناً قَبلَ العِدا في التّلَوّمِ
وما همّ إلاَّ قعقعَ البيض بالظّبا
وَرَدّ القَنا يَجرِي على كلّ مِعصَمِ
وَلا رَكْزَ إلاّ أنْ تُمِيرَ زِجَاجُهَا
عَوَامِلَهَا فَضْلَ النّجيعِ المُحَرَّمِ
وكلّ صباح شاحب من عجاجة ٍ
وشائع برد بالعوالي مسهم
إذا عنّ جود قيل دُفاع وابل
وَإنْ عَنّ رَوْعٌ قيل: تَقحيمُ ضَيغَمِ
يشن وجوه البيد في كلّ مسلك
بجرّ العوالي والرّعيل المسوّم
فَعالٌ جريٌّ لا يزالُ مدافعاً
إلى المجدِ طلاَّعاً إلى كلِّ معظم(2/81)
وَلَكِنّهُ بِالعِزّ وَالمَجْدِ وَالعُلَى
أحقّ وأولى من سماءِ بأنجمِ
أتته ولم يمددْ يداً في طلاّبها
وَما انقادَ مَن قادَ العَوَالي بمَخطَمِ
ولو لم يقرّ الغابطون بمجده
أقرّوا على رغم بفضلِ التّقدّم
وما كذبُ الحسّاد للبدر ضائراً
وَلَيسَ يَضُرّ الذّمُّ غَيرَ المُذَمَّمِ
وَحَيٍّ حِلالٍ قد ذَعَرْتُ بِكُبّة ٍ
من الخيل لا ترعى ذماماً لمحرم
على حينَ حاصَرْتُ الظّلامَ إلَيْهِمُ
بأرعن يردي في الحديدِ المنظم
وَما افْتَرّ يَوْمٌ قَطُّ إلاّ لَقِيتُهُ
بِوَجْهٍ جَليٍّ، أوْ بِكَفٍّ مُغَيِّمِ
إذا مَارِقٌ لاقَاكَ غَضّ عِنَانَهُ
وَرَدّ أظَافِيرَ القَنَا لَمْ تُقَلَّمِ
وربّ نسيب للرّماح مغامر
حفيف الشّوى عاري الجناحين أعلم
ذا هُزّ يَوْماً للغِوَارِ رَأيْتَهُ
أنَمّ إلى الأرْوَاحِ مِنْ كُلّ لَهْذَمِ
يسرّك في فلّ الصّوارم والقنا
ويرضيك في ردّ اللّهام العرمرم
لَهُ رِيقَة ٌ تَجْرِي بِمَا شَاءَ رَبُّهُ
كمَا حَالَ سُمٌّ بَينَ أنْيَابِ أرْقَمِ
أماليء أيام النّدى كلّ عارض
وماليء أيام الوغى كلّ ملجم
تَهَنّ قُدُومَ المِهرَجَانِ، فَإنّهُ
إلَيكَ عَلى الأيّامِ يُنمَى وَيَنتَمي
وما زار هذا العيد إلاّ صبابة
إليك بقلبٍ طامح الوجد مغرم
أتَى يَستَفيدُ الجُودَ منكَ وَيَجتَلي
محاسنه من ثغرك المتبسّم
فَلا عارَ أن تَستَنجدَ الكأسَ رَاحَة ٌ
أضرّ بها حمل الجراز المصمم
أرَاكَ بِعَينٍ لا يَسُوءُكَ لَحظُهَا
وَأرْعَاكَ بالوُدّ الذي لَمْ يُذَمَّمِ
وفي نظري عنوان ما بين أضلعي
وَرُبّ لَحَاظٍ نَائِبٍ عَنْ تَكَلُّمِ
وكم نظرة تستوهب القول من فمي
تُكَلّفُ نُطقي في جَوَابِ المُكَلَّمِ
ولستُ ولو خادعتني عن مطالبي
مطاوع عذّالي عليك ولوّمي
وَأكْرَمُ مَأمُولٍ وَأشْرَفُ مَاجِدٍ
جوّاد متى يندبْ إلى الجود يقدم
أُعيذُكَ أنْ تُظمي فتًى كانَ طَرْفُهُ
عَقيداً لبَرْقِ العَارِضِ المُتَرَنِّمِ
ومن غرَّه مالٌ رضي ببشاشة(2/82)
وَعادِمُ مَاءٍ قَانِعٌ بالتّيَمّمِ
ألا إنّ شِعرِي فيكَ يَبقَى وَغَيرُهُ
تَطِيرُ بِهِ أيْدِي اللّيَالي وَتَرْتَمي
وتعقد طرفي منك في كلّ نظرة
طَلاقَة ُ بَدْرٍ بالمَعَالي مُعَمَّمِ
وَلَوْلاكَ ما فاقَتْ ببَغدادَ نَاقَتي
وَلا كُنتُ إلاّ لاحِقاً بالمُقَطَّمِ
وَأوْلى بِلادٍ بالمُقَامِ مِنَ الدُّنَا
بِلادٌ مَتَى يَنزِلْ بهَا الحُرُّ يَغنَيمِ
مَدَحْتُ أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَإنّهُ
لأشرف مأمول وأعلى مؤمَّم
فأوسعني قبل العطاء كرامة
وَلا مَرْحَباً بالمَالِ إنْ لَمْ أُكَرَّمِ
وإني إذا ما قلت في غير ماجد
مديحاً كأنّي لائك طعم علقم
وَإنّ رَجَائي زَيْنَ مِلّة ِ هَاشِمٍ
لَنُعمَى ، وَحَسبي من جَوَادٍ وَمُنعمِ
فَكُنْ شَافِعي يَوْماً إلَيْهِ لَعَلّهُ
يَرِيشُ العَوَاري مِن نِبالي وَأسهُمي
أغَارُ عَلى عَلْيَائِهِ مِنْ مُقَصِّرٍ
يَقُولُ وَلمْ يُرْزَقْ مَقَالي وَلا فَمي
فَإنْ شَاءَ فَالوَسْمُ الذي قَد عَرَفتُه
مُبِينٌ لِعَينِ النّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أرى نفسي تتوق إلى النّجومِ
أرى نفسي تتوق إلى النّجومِ
رقم القصيدة : 10385
-----------------------------------
أرى نفسي تتوق إلى النّجومِ
سَأحمِلُهَا عَلى الخَطَرِ العَظيمِ
وإنَّ أذى الهموم على فؤادي
أضَرُّ مِنَ النّصُولِ عَلى أدِيمي
وَإنّي، إنْ صَبَرْتُ ثَنَيتُ قَلبي
على طرفٍ من البلوى اليم
وَلي أمَلٌ كصَدْرِ الرّمحِ ماضٍ
سوَى أنّ اللّيَالي مِنْ خُصُومي
وَيَمنَعُني المُدامَ طُرُوقُ هَمّي
فما يحظى بها إلاّ نديمي
وما أوفت على العشرين سنّي
وقد أوفى على الدّنيا غريمي
ونجوى قد شهدت وعدتْ ألقي
عنان فمي إلى قلبٍ كتوم
وهول يرعد النّسيان منه
ركبت معارض الجدّ المروم
إذا ما حاجة قضيت بسيفي
شكرت لها يد الليل البهيم
وَيَعرِفُني العَدُوُّ بِوَقْعِ رُمْحي
إذا ما الوجه موّه بالسّهُومِ
وما لي همّة إلاّ المعالي
وذبّ الضيم عن نسب صميمِ(2/83)
وَقَوْدُ الخَيلِ تَرْكَعُ مِنْ وَجَاها
وَقد غَلَبَ النّجيعُ عَلى الكُلومِ
تصبح في الطُّلى بدراك طعن
كرَمحٍ الشّوْلِ زُغنَ عن المُسيمِ
ويذهلها إذا التقت العوالي
ضرام الطّعن عن مضغِ الشّكيمِ
وكلّ نحيلة كالسّهمِ تصمي
عرانين الأماعز والخروم
تريني الشمسُ أوّلَ مَن يراها
وآخر شأوها طلق الظليم
وحثّ العيس تستلب الفيافي
بِإملاءِ الذّميلِ عَلى الرّسِيمِ
جَزَعنَ اللّيلَ، وَالآفاقُ خُلسٌ
كأنّ نجومها نغل الأديم
وأبلج مثل فرق الرّأس نهج
قَطَعْنَ وَما قَلِقْنَ مِنَ السُّؤومِ
وَمَاءٍ قَدْ تَخَفّرَ بالدّيَاجي
عَنِ الطُّرَاقِ وَالسَّلَمِ المُقِيمِ
وردن ولا دلاء لهنّ إلاّ
مشافرهنَّ في الورد الجموم
وَعُدنَ، وَقد وَهَى سِلكُ الثّرَيّا
وكرّ الصّبح في طلبِ النجومِ
وَقَدْ لاحَتْ لأِعْيُنِنَا ذُكَاءٌ
وراء الفجرُ كالخدِّ اللَّطيمِ
ومختلط النّدى أرج الخزامى
رَطِيبِ ذَوَائِبِ الكَلإِ العَمِيمِ
أبَحْتُ حَرِيمَهُ إبلي، فَأمْسَتْ
تغير شفاههنَّ على الجميمِ
ألا هل أطرق السّمرات يوماً
بريء القلب من عنت الهموم
وألصق عقلها بربى ً تراها
مِنَ الأنْوَاءِ ضَاحِكَة َ الوُشُومِ
أرَى الأيّامَ عَادِيَة ً عَلَيْنَا
ببيض من نوائبها وشيم
يضلّ نفوسنا داء عقام
فيسلمنا إلى أرضٍ عقيمِ
وَنُتْبِعُ بالدّمُوعِ، وَأيُّ دَمْعٍ
يُجِيرُ، وَلَوْ أقَامَ عَلى السُّجومِ
وَيُفْرِدُنَا الزّمَانُ، بِلا قَرِيبٍ
يذمّ من الزّمانِ ولا حميمِ
وَنَلْقَى قَبْلَ لُقْيَانِ المَنَايَا
رِمَاحَ الدّاءِ تَطعَنُ في الجُسومِ
فلو كانت خصوصاً سرّ قومٌ
ولكنَّ العناء على العمومِ
وَيُكْثِرُ مَطليَ الغُرَمَاءُ، إلاّ
إذا رَاحَ الرّدَى ، وَغَدا غَرِيمي
رَأيتُ المَالَ يَرْفَعُ مِنْ سَفِيهٍ
وَعُدْمُ المَالِ يُنقِصُ مِن حليمِ
فَلَيتَ كَرِيمَ قَوْمٍ نالَ عِرْضِي
ولم يدنّس بذم من لئيمِ
يلوم وقد ألام وشرُّ شيء
إذا لاقَاكَ لَوْمٌ مِنْ مُلِيمِ(2/84)
أشُبّ، لأحرِقَ الأعداءَ، لحظي
فيُرْجِعُني إلى الإغْضَاءِ خِيمي
أبى لي الدّم آباءٌ تساموا
إلى عنقاءِ طيّبة الأروم
إذا اشتملوا على الأعداءِ عادوا
وَقَدْ غَمَرُوا الضّغائِنَ بالحُلُومِ
ألا مَنْ مُبلِغُ الأحْيَاءِ أنّي
قَطَعْتُ قَرَائِنَ الزّمَنِ القَدِيمِ
وَأنّي قَدْ أبِيتُ مُقَامُ رَحْلي
بوَادي الرّمثِ أوْ جَبَلِ الغَميمِ
وَعَنْ قُرْبٍ سَيَشغَلُني زَمَاني
برعي النّاس عن رعي القروم
وَمَا لي مِنْ لِقَاءِ المَوْتِ بُدٌّ
فمالي لا أشدّ له حزيمي
سَألتَمِسُ العُلَى إمّا بِعُرْبٍ
يُرَوّونَ اللّهَاذِمَ أوْ بِرُومِ
وَلَوْ أنّي أُعِنْتُ بِآلِ عُكْلٍ
رغبتُ عن الذّوائبِ من تميمِ
حذاركمُ بني الضحاك إنّي
إلى الأمر الذي تومون أُومي
فَلا تَتَعَرّضُوا بِذِرَاعِ عَادٍ
مُدِلٍّ عِنْدَ خِيسَتِهِ شَتِيمِ
فإنْ تَكُ مَدّحَة ٌ سَبَقَتْ فإنّي
بضدّ نظامها عين الزّعيم
وقافية تخضخض ما ترامت
به الأيام في عرض اللّئيمِ
تُرَدِّدُ مَا لهَا مِمّنْ يَعِيهَا
سِوَى الإطْرَاقِ مِنهَا وَالوُجُومِ
لهَا في الرّأسِ سَوْرَاتٌ يُطَاطي
لها الإنسانُ كالرّجلِ الأميمِ
ليعلم من أُناضل أنَّ شعري
يطالعُ بالشّقاء وبالنّعيم
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رَأت شَعَرَاتٍ في عِذارِيَ طَلْقَة ً
رَأت شَعَرَاتٍ في عِذارِيَ طَلْقَة ً
رقم القصيدة : 10386
-----------------------------------
رَأت شَعَرَاتٍ في عِذارِيَ طَلْقَة ً
كما افترّ طفل الرّوض عن أوّلِ الوسمِ
فقلتُ لهَا: ما الشَّعرُ سَالَ بعارِضِي
وَلَكِنّهُ نَبْتُ السّيَادَة ِ وَالحِلْمِ
يَزيدُ بِهِ وَجْهي ضِيَاءً وَبَهْجَة ً
وَما تُنقِصُ الظّلماءُ من بهجة ِ النّجمِ
العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هَلْ كانَ يَوْمُكَ إلاّ بَعْدَ أيّامِ
هَلْ كانَ يَوْمُكَ إلاّ بَعْدَ أيّامِ
رقم القصيدة : 10387
-----------------------------------
هَلْ كانَ يَوْمُكَ إلاّ بَعْدَ أيّامِ(2/85)
سبقت فيها بإنعام وإرغام
وهل أزالك عن هذا سوى قدر
تَنَاوَلَ الأُسْدَ مِنْ غِيلٍ وَآجَامِ
إنّ المنايا مغرات لأنفسنا
وإن أمدَّت بأعوامٍ وأعوام
نَسعَى بأقدامِنَا عَنهَا فتُدْرِكُنَا
سبق الجياد وما تسعى باقدام
مالي بطيّ الليالي غير مكترثٍ
وما ورائيَ منها كان قدّامي
أظُنّ شَخصَ الرّدَى فَرْداً فأحذَرُهُ
والموتُ أكبر من ظنّي وأوهامي
إنّ الحَيَاة َ، وَإنْ غَرّتْ مَخائِلُها
ظلّ وإنّ المنى أضغاث أحلام
تامي البقاء إلى الذّاوي تراجعه
كلاً ولا يرجع الذّاوي إلى النّامي
أبا الفوارس ما أعلى يداً عصفت
مِنَ المَنُونِ بِأعلى عِزّك السّامي
إنّ المَنِيّة َ مَا زَالَتْ مُفَوَّقَة ً
حتّى رَمَتكَ،وَلا عَدوَى عَلى الرّامي
كَرّتْ، فلَم تَثنِها بالسُّمرِ مُشرَعَة ً
ولم ترعها بإسراجٍ وإلجام
إلاَّ اتقيت بما سومت من عدد
وما تعلمت من نقضٍ وإبرام
هَيهَاتَ ألقَى حِمامٌ كُلَّ مَارِنَة ٍ
تدمى وأبطل موت كلَّ إقدام
تُملي المَقَادِيرُ أعمَاراً، وَتَنسَخُها
وَيَضْرِبُ الدّهْرُ أيّاماً بِأيّامِ
فمن كمين ردى تسري عقاربه
وَمِنْ طَلُوعٍ برَايَاتٍ وَأعْلامِ
أينَ السّرِيرُ وَقد قامَ السّماطُ لَهُ
إجلال أروع عالي القدّ بسّامِ
أين الجياد تنزى في أعنّتها
يطلبنَ يوماً قطوبا وجهه دامِ
أين الفيول كأنّ الممتطين لها
عَلى ذَوَائِبِ أطْوَادٍ وَأعْلامِ
أين الوفود على الأبوابِ مذكرة
بالفرطِ من مجدِ أخوالٍ وأعمامِ
أين المراتب والدنيا على قدمٍ
موقوفة بين أرماح وأقلامِ
مَضَى وَلم يُغنِ ما عَدّدْتُ عَنهُ، وَلا
كسب العلى واجتناب اللوم والذامِ
وعاد أعظم مَنْ في جيشه جرة
وَلَيسَ يَملِكُ إلاّ عَضّ إبْهَامِ
وكان أقطع من صمصامة ظُبة
فينا وأمضى مضاءً منه في الهامِ
لمْ يُجرِ يَوْماً بأطرَافِ العِرَاقِ دَماً
إلاّ وراع دماء القوم بالشّامِ
وكان أن حاف عدم ثمّ عُذتَ به
ملأتَ أرْضَكَ مِنْ خَيلٍ وَأنعامِ
يحنو على رحم مجفوَّة ويرى(2/86)